You are on page 1of 163

‫ة‬

‫أسعـدُ امـرأ ٍ‬
‫في العـالـم‬
‫د‪ /‬عائض القرني‬

‫نسخ الكتاب على برنامج الوورد ‪ " :‬الجمانة "‬


‫إهداء لموقع صيد الفوائد ‪www.saaid.net‬‬

‫‪1‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الهــــداء‬

‫الهــــــداء‬
‫ل مسلمةٍ رضيت بالله رّبـا ً ‪ ،‬وبالسلم ِ دينا ً ‪ ،‬وبمحمدٍ ‪‬‬
‫إلى ك ّ‬
‫رسول ً ‪.‬‬
‫ق‪،‬‬
‫ل فتاةٍ سلكت طريق الحقّ ‪ ،‬وحملت رسالة الصد ِ‬ ‫إلى ك ّ‬
‫مها ‪ ،‬وزكت‬
‫ل مربيةٍ جاهدت بكلمتها ‪ ،‬وحافظت على قِي َ ِ‬ ‫إلى ك ّ‬
‫نفسها ‪.‬‬
‫سّنة ‪،‬‬ ‫إلى ك ّ‬
‫ل أم ٍ رّبت أبناءها على التقوى ‪ ،‬وأنشأتهم على ال ّ‬
‫وحببت إليهم الفضيلة ‪.‬‬

‫إلى ك ّ‬
‫ل مهمومةٍ حزينةٍ ‪:‬‬

‫اسعدي وافرحي بقرب الفرِج ‪ ،‬ورعاية الله ‪ ،‬وعظيم ِ الجرِ ‪،‬‬


‫وتكفيرِ السيئات ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫المقـــــدمة‬

‫المقــــــدمة‬
‫الحمد لله رب العالمين ‪ ،‬والصلة والسلم على رسول الله ‪،‬‬
‫وعلى آله وصحبه ومن واله‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫ح بفضل الله عليها ‪،‬‬ ‫ب يناشد ُ المرأة أن تسعد َ بدينها ‪ ،‬وتفر َ‬ ‫فهذا كتا ُ‬
‫م رجاءٍ ‪،‬‬ ‫ل ‪ ،‬ونسي ُ‬ ‫ة أم ٍ‬ ‫وتستبشَر بما عندها من نعم ‪ ،‬إنه بسم ُ‬
‫مها ‪،‬‬
‫مها ‪ ،‬وزاد غ ّ‬ ‫ن ضاق صدُرها ‪ ،‬وكث َُر ه ّ‬ ‫م ْ‬ ‫ة بشرى ‪ ،‬لك ّ‬
‫ل َ‬ ‫وإشراق ُ‬
‫ب عقلها‬ ‫سَر ‪ ،‬ويخاط ُ‬ ‫سَر بعد العُ ْ‬ ‫يناديها بانتظار الفرج ‪ ،‬وترقّ ِ‬
‫ب الي ُ ْ‬
‫ة ‪ ،‬ليقول لها ‪ :‬اصبري‬ ‫ي ‪ ،‬وقلبها الطاهر ‪ ،‬وروحها الصافي َ‬ ‫الزك ّ‬
‫ك ‪ ،‬والله‬ ‫واحتسبي ‪ ،‬ل تيأسي ‪ ،‬ل تقنطي ‪ ،‬تفاءلي ‪ ،‬فإن الله مع ِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ك وولي ّ ِ‬‫ك ‪ ،‬والله حافظ ُ ِ‬ ‫ك ‪ ،‬والله كافي ِ‬‫حسب ُ ِ‬
‫ث‬ ‫ة ‪ ،‬والحدي ُ‬ ‫ة المحكم ُ‬ ‫أختاه ‪ :‬اقرئي هذا الكتاب ‪ ،‬ففيه الي ُ‬
‫ت المؤث ُّر ‪،‬‬ ‫ة الموحية ‪ ،‬والبي ُ‬ ‫ل ‪ ،‬والقص ُ‬ ‫ل الفص ُ‬ ‫الصادقُ ‪ ،‬والقو ُ‬
‫ل ليطارد َ‬ ‫ة الراشدةُ ‪ ،‬اقرئي هذا السج ّ‬ ‫ة ‪ ،‬والتجرب ُ‬ ‫والفكرةُ الصائب ُ‬
‫س الخوف والقلق ‪،‬‬ ‫ن ‪ ،‬وأشباح الهموم ِ ‪ ،‬وكوابي َ‬ ‫ل الحزا ِ‬ ‫ك فلو َ‬ ‫في ِ‬
‫ف الذاكرةِ من ركام ِ‬ ‫ك على تنظي ِ‬ ‫طالعي هذا الديوان ليساعد ِ‬
‫ن‬‫س ‪ ،‬وبستا ِ‬ ‫ض الن ِ‬ ‫ك على ريا ِ‬ ‫س ‪ ،‬ويدل ّ ِ‬ ‫الوهام ِ ‪ ،‬وأكوام ِ الوساو ِ‬
‫ت السرورِ ‪ ،‬عسى‬ ‫ح ‪ ،‬وجّنا ِ‬ ‫ق الفرا ِ‬ ‫ن ‪ ،‬وحدائ ِ‬ ‫السعادةِ ‪ ،‬وديارِ اليما ِ‬
‫من ّةِ وكرمهِ إنه جواد كريم ‪.‬‬ ‫نب َ‬‫ك في الداري ِ‬ ‫سِعد ِ‬
‫الله أن ي ُ ْ‬
‫ن‬ ‫ً‬ ‫وقد جعلُته كنزا ً يحوي ُ ً‬
‫س ِ‬‫ح ْ‬ ‫ق ال ُ‬ ‫حلي ّا زاهيا تتجملين به ‪ ،‬فيه من بري ِ‬
‫ب ‪ ،‬وإغراَء‬ ‫ض الذ ّهَ ِ‬ ‫ل ‪ ،‬وسناِء الحقّ ‪ ،‬ما يفوقُ ومي َ‬ ‫ن الجما ِ‬ ‫‪ ،‬ولمعا ِ‬
‫ك ‪ ،‬وعقودٍ ‪،‬‬ ‫ي ‪ ،‬من سبائ َ‬ ‫حل ِ ّ‬
‫ه بأسماِء ال ُ‬ ‫ت فصول َ ُ‬ ‫مي ْ ُ‬
‫ضةِ ‪ ،‬وس ّ‬ ‫الِف ّ‬
‫س‪،‬‬‫ن ‪ ،‬وجواهر ‪ ،‬وخواتم ‪ ،‬وألما ٍ‬ ‫ن ‪ ،‬وجما ٍ‬ ‫وفرائد َ ‪ ،‬ومرجا ٍ‬
‫جد ‪.‬‬ ‫س َ‬‫جد ‪ ،‬وياقوت ‪ ،‬ود َُررٍ ‪ ،‬ولليء ‪ ،‬وزمّرد ‪ ،‬وع ْ‬ ‫وزبر َ‬
‫ة‬
‫ف دنيويّ ‪ ،‬وزين ٍ‬ ‫ل زخر ٍ‬ ‫ك من ك ّ‬ ‫ك فل علي ِ‬ ‫ب عند ِ‬ ‫فإذا كان هذا الكتا ُ‬
‫ت تافهةٍ ‪ ،‬فتحلي بهذه الحلية ‪،‬‬ ‫جوفاء ‪ ،‬ومظاهَر زائفةٍ ‪ ،‬وموضا ٍ‬
‫س الدنيا ‪ ،‬وفي‬ ‫سيها في مهرجان الحياةِ ‪ ،‬وتزّيني بها في عر ِ‬ ‫والب ِ‬
‫أعياد السرور ‪ ،‬ومواسم الفراح ‪ ،‬وليالي البهجة ‪ ،‬لتكوني – إن‬
‫ة في العالم ( ‪:‬‬ ‫شاء الله – ) أسعد امرأ ٍ‬

‫‪3‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫المقـــــدمة‬

‫د ول‬ ‫ق ٍ‬‫ع ْ‬‫ن ول ِ‬ ‫جما ٍ‬ ‫ن بل ُ‬‫يا أسعد الناس في دي ٍ‬


‫ب‬‫ذه ِ‬ ‫ب‬
‫وفي أد ِ‬
‫ر‬
‫ث كالفج ِ‬ ‫بل بالتسابيح كالبشرى كالغي ِ‬
‫ب‬‫ق كالسح ِ‬ ‫كالشرا ِ‬ ‫مرتلة‬
‫ة بين نور اللوح‬ ‫ء ‪ ،‬في فكر ٍ‬ ‫ة ‪ ،‬في دعا ٍ‬ ‫في سجد ٍ‬
‫ب‬‫والكت ِ‬ ‫ة‬
‫في مراقب ٍ‬
‫ك للرومان‬ ‫ل رب ّ ِ‬ ‫رسو ُ‬ ‫ة من سناء‬ ‫في ومض ٍ‬
‫ب‬‫والعر ِ‬ ‫ر جاد بها‬ ‫الغا ِ‬
‫ر‬‫ك الطاه ِ‬ ‫في قلب ِ‬ ‫ت أسعد ك ّ‬
‫ل‬ ‫فأن ِ‬
‫ب‬ ‫ر بال ُ‬
‫قَر ِ‬ ‫المعمو ِ‬ ‫العالمين بما‬
‫ك يكمن في صفاء معرفِتك ونقاٍء ثقافِتك ‪ ،‬وهذا ل‬ ‫إن سبيل سعادت ِ‬
‫جّر القارئَ إلى الخرو ِ‬
‫ج‬ ‫ل بالقصص الرومانسيةِ الخياليةِ التي ت َ ُ‬ ‫يحص ُ‬
‫من واقعه والذهاب بعيدا ً عن عالمه ‪ ،‬وقد تجدين فيها أحلما ً‬
‫م في‬ ‫ط وانفصا ٌ‬ ‫ن ثمارها إحبا ٌ‬ ‫ة ‪ ،‬وخمرةَ أوهام ٍ مسكرة ‪ ،‬ولك ّ‬ ‫وردي ً‬
‫ة ‪ ،‬بل ما هو أخطر من ذلك ؛ كقصص ) أجاثا‬ ‫ة قاتل ٌ‬ ‫الشخصية ‪ ،‬وكآب ٌ‬
‫ب ‪ ،‬وقد‬ ‫ب والسل َ‬ ‫ة والنه َ‬ ‫كريستي ( التي تعّلم الخداعَ والجريم َ‬
‫ت سلسلة ) روائع القصص العالمي ( وهي مترجمات منتقاة‬ ‫طالع ُ‬
‫ة‬
‫لبة‪ ،‬والحائزة على جائزة نوبل ‪ ،‬فألفيُتها مشوب ً‬ ‫من القصص الخ ّ‬
‫بكثيرٍ من الغلط الكبرى والحماقات ‪ .‬ول شك أن في بعض روائع‬
‫ن القصصي‬ ‫ي الف ّ‬‫ت جيدة ‪ ،‬من حيث رق ّ‬ ‫القصص العالمي روايا ٍ‬
‫والعمل الروائي ؛ كرواية ) الشيخ والبحر ( لرنست همنغواي ‪،‬‬
‫ت من‬ ‫سِلم ْ‬ ‫وأشباهها من القصص التي جانبت الفحش والرذيلة ‪ ،‬و َ‬
‫ل النحطاط الخلقي والسفاف الدبي ‪.‬‬ ‫غوائ ِ‬
‫ل راشدةٍ أن تطالع التراث القصصي الراشد ‪ :‬مثل‬ ‫حقّ على ك ّ‬ ‫ف ُ‬
‫كتب الطنطاوي والكيلني والمنفلوطي والرافعي وأمثالهم ‪ ،‬ممن‬
‫ت‬‫ذكْر ُ‬ ‫ة ‪ ،‬وإنما َ‬ ‫ي ‪ ،‬ويحمل رسالة واعي ً‬ ‫لديه طهٌر ‪ ،‬وعنده ضميٌر ح ّ‬
‫م‬
‫ت على نقاٍء كتابي من لوثةِ الجنبي ‪ ،‬وس ّ‬ ‫رص ُ‬ ‫ح ِ‬‫هذا ؛ لنني َ‬
‫ل‬
‫ف ‪ ،‬وغثاِء التافهين ‪ ،‬فكم من ضحي ّةٍ لمقالةٍ ‪ ،‬وكم من قتي ٍ‬ ‫المنحر ِ‬
‫لروايةٍ ‪ ،‬والله الحافظ ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ن من قصص الله في كتابه ‪،‬‬ ‫ج ّ‬ ‫َ‬ ‫وعلى ك ّ‬
‫ل ول أحس َ‬ ‫ل حال ‪ ،‬فل أ َ‬
‫ورسوله ‪ ‬في سنته ‪ ،‬والتاريخ المجيد للبرار من الخلفاء والعلماء‬
‫ك من‬‫ت السعيدةُ بما عند ِ‬
‫والصالحين‪ ،‬فسيري على بركةِ الله ‪ ،‬فأن ِ‬
‫ك من عقيدةٍ وميراث ‪.‬‬ ‫دين وهدى‪ ،‬وبما لدي ِ‬

‫د ‪ /‬عائض القرني‬

‫‪5‬‬
6
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫صوص‬ ‫ف ُ‬

‫أهـل ً بـك‬

‫ة خاشـعة ‪.‬‬ ‫ة قانتـ ً‬ ‫ة صــائم ً‬ ‫أهل ً بك ‪ ..‬مصـّلي ً‬


‫ة وقـورةً‬ ‫ة محتشـم ً‬ ‫أهل ً بك ‪ ..‬متحجبـ ً‬
‫رزينـة ‪.‬‬
‫ة واعيـة راشــدة‬ ‫ة مطلعـ ً‬ ‫أهل ً بك ‪ ..‬متعلمـ ً‬
‫‪.‬‬
‫ة متصـدقة ‪.‬‬ ‫ة صـادق ً‬ ‫ة أمنيــ ً‬ ‫أهل ً بك ‪ ..‬وفّيـ ً‬
‫ة‬
‫ة تائبــ ً‬ ‫أهل ً بك ‪ ..‬صـابرةً محتسـب ً‬
‫منيـبــة ‪.‬‬
‫ة واعيــة ‪.‬‬ ‫أهل ً بك ‪ ..‬ذاكـرةً شـاكرةً داعيـ ً‬
‫ة لسـية ومـريم وخديجــة ‪.‬‬ ‫أهل ً بك ‪ ..‬تابعـ ً‬
‫ة للبطـال‪ ،‬ومصنعا ً‬ ‫أهـل ً بك ‪ ..‬مربيـ ً‬
‫للرجـال ‪.‬‬
‫مثــل ‪.‬‬ ‫ة لل ُ‬ ‫أهل ً بك ‪ ..‬راعيـة للقـيم‪ ،‬حافظـ ً‬
‫م‪ ،‬بعيدةً عن‬ ‫أهـل ً بك ‪ ..‬غيورةً على المحار ِ‬

‫‪7‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫صوص‬ ‫ف ُ‬

‫نـعـم‬

‫ل المودة‬ ‫ب وترس ُ‬ ‫ث الح ّ‬ ‫نعم ‪ ..‬لبسمتك الجميلة التي تبع ُ‬


‫للخرين ‪.‬‬
‫ك الطيبة التي تبني الصداقات الشرعية‬ ‫نعم ‪ ..‬لكلمت ِ‬
‫وتذهب الحقاد ‪.‬‬
‫متقّبلةٍ ُتسعد مسكينا ً ‪ ،‬وُتفرح فقيرا ً ‪،‬‬ ‫نعم ‪ ..‬لصدقةٍ ُ‬
‫وُتشبع جائعا ً ‪.‬‬
‫ة‬‫نعم ‪ ..‬لجلسةٍ مع القرآن تلوةً وتدبرا ً وعمل ً وتوب ً‬
‫واستغفارا ً ‪.‬‬
‫نعم ‪ ..‬لكثرة الذكر والستغفار ‪ ،‬وإدمان الدعاء ‪ ،‬وتصحيح‬
‫التوبة ‪.‬‬
‫ك على الدين ‪ ،‬وتعليمهم السنة ‪،‬‬ ‫نعم ‪ ..‬لتربية أبنائ ِ‬
‫وإرشادهم لما ينفعهم ‪.‬‬
‫نعم ‪ ..‬للحشمة والحجاب الذي أمر الله به ‪ ،‬وهو طريق‬
‫الصيانة والحفظ ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫صوص‬ ‫ف ُ‬

‫ل ‪!..‬‬

‫ة‬
‫ب للنتقام ومجادل ٍ‬ ‫ك في التوافه من ح ّ‬ ‫ل ‪ ..‬لصرف عمر ِ‬
‫ل خير فيها ‪.‬‬
‫ك‬
‫ك ونوم ِ‬‫ك وسعادت ِ‬ ‫ل وجمعه على صحت ِ‬ ‫ل ‪ ..‬لتقديم الما ِ‬
‫ك‪.‬‬
‫وراحت ِ‬
‫ل ‪ ..‬لتتبع أخطاء الخرين واغتيابهم ونسيان عيوب النفس‬
‫‪.‬‬
‫ل ما تطلب‬ ‫ل ‪ ..‬للنهماك في ملذ ّ النفس ‪ ،‬وإعطائها ك ّ‬
‫وتشتهي ‪.‬‬
‫ق الساعات في‬ ‫ل ‪ ..‬لضياِع الوقات مع الفارغين ‪ ،‬وإنفا ِ‬
‫اللهو ‪.‬‬
‫ل الجسم ِ والبيت من النظافة ‪ ،‬والروائح الزكية‬ ‫ل ‪ ..‬لهما ِ‬
‫‪ ،‬والنظام ‪.‬‬
‫ت المحّرمةِ ‪ ،‬والدخان والشيشة ‪ ،‬وك ّ‬
‫ل‬ ‫ل ‪ ..‬للمشروبا ِ‬
‫خبيث ‪.‬‬
‫ل ‪ ..‬لتذك ّرِ مصيبةٍ مّرت ‪ ،‬أو كارثةٍ سبقت ‪ ،‬أو خطأ حصل‬

‫‪9‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫صوص‬ ‫ف ُ‬

‫الورد‬
‫الوردة الولى ‪ :‬تذكري أن ربك يغفر لمن يستغفر ‪ ،‬ويتوب على‬
‫من تاب ‪ ،‬ويقبل من عاد ‪.‬‬
‫الوردة الثانية ‪ :‬ارحمي الضعفاء تسعدي ‪ ،‬وأعطي المحتاجين‬
‫ي‪.‬‬‫ي ‪ ،‬ول تحملي البغضاء ُتعافَ ْ‬ ‫ُتشافَ ْ‬
‫الوردة الثالثة ‪ :‬تفاءلي فالله معك ‪ ،‬والملئكة يستغفرون لك ‪،‬‬
‫والجنة تنتظرك ‪.‬‬
‫الوردة الرابعة ‪ :‬امسحي دموعك بحسن الظن بربك ‪ ،‬واطردي‬
‫كر نعم الله عليك ‪.‬‬ ‫همومك بتذ ّ‬
‫ملت لحدٍ ‪ ،‬فليس على‬ ‫الوردة الخامسة ‪ :‬ل تظني بأن الدنيا ك َ ُ‬
‫ب ‪ ،‬وسِلم من أيّ كدر ‪.‬‬ ‫ل مطلو ٍ‬ ‫ن حصل له ك ّ‬ ‫م ْ‬
‫ظهر الرض َ‬
‫مة ‪ ،‬بعيدة عن الذى ‪،‬‬ ‫ة اله ّ‬ ‫الوردة السادسة ‪ :‬كوني كالنخلةِ عالي َ‬
‫ت رطبها ‪.‬‬ ‫ميت بالحجارة ألق ْ‬ ‫إذا ُر ِ‬
‫م‬
‫ن ُيعيد ُ ما فات ‪ ،‬وأن اله ّ‬ ‫ن الحز َ‬ ‫تأ ّ‬ ‫الوردة السابعة ‪ :‬هل سمع ِ‬
‫صِلح الخطأ ‪ ،‬فلماذا الحزن والهم ؟!‬ ‫يُ ْ‬
‫ن ‪ ،‬بل انتظري المن‬ ‫الوردة الثامنة ‪ :‬ل تنتظري المحن والفت َ‬
‫م والعافية إن شاء الله ‪.‬‬ ‫والسل َ‬
‫الوردة التاسعة ‪ :‬أطفئي نار الحقد من صدرك بعفوٍ عام عن ك ّ‬
‫ل‬
‫ك من الناس ‪.‬‬ ‫من أساء ل ِ‬
‫م‬ ‫ب والسوا ُ‬
‫ك والنظا ُ‬ ‫ل والوضوُء والطي ُ‬ ‫الوردة العاشرة ‪ :‬الغس ُ‬
‫ل كدرٍ وضيق ‪.‬‬ ‫ة لك ّ‬ ‫ة ناجح ٌ‬ ‫أدوي ٌ‬

‫‪10‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫صوص‬ ‫ف ُ‬

‫الزهر‬
‫الزهرة الولى ‪ :‬كوني كالنحلة ؛ تقع على الزهور‬
‫الفواحة والغصان الرطبة ‪.‬‬
‫ف عيوب‬ ‫ت لكتشا ِ‬ ‫الزهرة الثانية ‪ :‬ليس عندك وق ٌ‬
‫الناس ‪ ،‬وجمِع أخطائهم ‪.‬‬
‫ك فمن تخافين ؟ وإذا‬ ‫الزهرة الثالثة ‪ :‬إذا كان الله مع ِ‬
‫كان الله ضدك فمن ترجين ؟!‬
‫الزهرة الرابعة ‪ :‬ناُر الحسدِ تأكل الجسد ‪ ،‬وكثرةُ‬
‫الغيرةِ ناٌر مستطيرة ‪.‬‬
‫دي اليوم ‪ ،‬فليس الغد‬ ‫الزهرة الخامسة ‪ :‬إذا لم تستع ّ‬
‫ملكا ً لك ‪.‬‬
‫الزهرة السادسة ‪ :‬انسحبي بسلم من مجالس اللهو‬
‫والجدل ‪.‬‬
‫ل من البستان ‪.‬‬ ‫ك أجم َ‬ ‫الزهرة السابعة ‪ :‬كوني بأخلق ِ‬
‫ك أسعد ُ الناس‬‫الزهرة الثامنة ‪ :‬ابذلي المعروف فإن ِ‬

‫‪11‬‬
12
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫سبائك‬
‫ال ّ‬

‫ومضة ‪ :‬ل حول ول قوة إل بالله‬


‫دت الجبروت‬
‫السبيكة الولى ‪ :‬امرأة تح ّ‬
‫ولك‬ ‫ل غيب‬‫م ُ‬
‫ما مضى فات والمؤ ّ‬
‫الساعة التي أنت فيها‬

‫انظري إلى نصوص الشريعة كتابا ً وسنة ‪ ،‬فإن الله ‪ ‬قد أثنى على‬
‫المرأة الصالحة ‪ ،‬ومدح المرأة المؤمنة ‪ ،‬قال سبحانه وتعالى ‪:‬‬
‫‪‬وضرب الل ّه مث َل ً ل ِل ّذين آمنوا ا َ‬
‫ن ِلي‬ ‫ب اب ْ ِ‬‫ت َر ّ‬‫ن إ ِذ ْ َقال َ ْ‬‫ت فِْرعَوْ َ‬ ‫مَرأ َ‬‫ْ‬ ‫ِ َ َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ َ َ‬
‫م َ ْ‬ ‫ك ب َْيتا ً ِفي ال ْ َ‬‫عن ْد َ َ‬
‫ن الَقوْم ِ‬ ‫جِني ِ‬ ‫مل ِهِ وَن َ ّ‬
‫ن وَعَ َ‬
‫ن فِْرعَوْ َ‬
‫م ْ‬
‫جِني ِ‬ ‫جن ّةِ وَن َ ّ‬ ‫ِ‬
‫ن‪ ، ‬فتأملي كيف جعل هذه المرأة )آسية رضي الله‬ ‫مي َ‬ ‫ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬
‫عنها ( مثل ً حيا ً للمؤمنين والمؤمنات ‪ ،‬وكيف جعلها رمزا ً وعلما ً‬
‫ن بسنة الله في الحياة ‪،‬‬ ‫ظاهرا ً لكل من أراد أن يهتدي وأن يست ّ‬
‫وما أعقل هذه المرأة وما أرشدها ؛ حيث إنها طلبت جوار الرب‬
‫الكريم ‪ ،‬فقدمت الجار قبل الدار ‪ ،‬وخرجت من طاعة المجرم‬
‫الطاغية الكافر فرعون ورفضت العيش في قصره ومع خدمه‬
‫وحشمه ومع ُزخرفه ‪ ،‬وطلبت دارا ً أبقى وأحسن وأجمل في جوار‬
‫ك مقتدر ‪،‬‬ ‫ق عند ملي ٍ‬ ‫ت ونهر ‪ ،‬في مقعد صد ٍ‬ ‫رب العالمين ‪ ،‬في جنا ٍ‬
‫ن همتها وصدقها أوصلها إلى أن جاهرت‬ ‫إنها امرأة عظيمة ؛ حيث إ ّ‬
‫زوجها الطاغية بكلمة الحق واليمان ‪ ،‬فُعذبت في ذات الله ‪،‬‬
‫وانتهى بها المطاف إلى جوار رب العالمين ‪ ،‬لكن الله ‪ ‬جعلها‬
‫ن ومؤمنةٍ إلى قيام الساعة ‪ ،‬وامتدحها في‬ ‫قدوةً وأسوةً لكل مؤم ٍ‬
‫م زوجها المنحرف‬ ‫ل اسمها ‪ ،‬وأثنى على عملها ‪ ،‬وذ ّ‬ ‫ج َ‬
‫كتابه ‪ ،‬وس ّ‬
‫عن منهج الله في الرض ‪.‬‬

‫إشراقة ‪ :‬تفاءلي ولو كن ِ‬


‫ت في عين العاصفة ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫سبائك‬
‫ال ّ‬
‫سرا ً‬
‫ر يُ ْ‬
‫س ِ‬
‫ع ْ‬ ‫ومضة ‪ :‬إ ّ‬
‫ن مع ال ُ‬
‫ة من‬
‫ك ثروةٌ هائل ٌ‬
‫السبيكة الثانية ‪:‬عند ِ‬
‫عم‬‫الن ّ َ‬
‫ف إذا‬
‫ة الطْر ِ‬
‫كلمح ِ‬ ‫ه وإن طال المدى‬
‫ف الل ِ‬
‫لطائ ُ‬
‫ف سجى‬
‫الطر ُ‬

‫ة ‪ ،‬وإن بعد الليل‬ ‫ن مع العسر يسرا ً ‪ ،‬وإن بعد الدمعة بسم ً‬ ‫أختاه إ ّ‬
‫ب الهم ‪ ،‬وسوف ينجلي لي ُ‬
‫ل الغم ‪،‬‬ ‫نهارا ً ‪ ،‬سوف تنقشع سح ُ‬
‫ب بإذن الله ‪ ،‬واعلمي أنك‬ ‫ب ‪ ،‬وينتهي الكر ُ‬ ‫وسوف يزول الخط ُ‬
‫مددا ً للسلم ‪،‬‬ ‫ما ً فإن أبناءك سوف يكونون َ‬ ‫مأجورة ‪ ،‬فإن كنت أ ّ‬
‫ت بتربيتهم تربية صالحة ‪،‬‬ ‫وعونا ً للدين ‪ ،‬وأنصارا ً للملة ‪ ،‬متى قم ِ‬
‫ة عظيمة‬ ‫وسوف يدعون لك في السجود ‪ ،‬وفي السحر ‪ ،‬إنها نعم ٌ‬
‫ة رؤومة ‪ ،‬ويكفيك شرفا ً وفخرا ً أن أم محمد ‪‬‬ ‫ما ً رحيم ً‬ ‫ُ‬
‫أن تكوني أ ّ‬
‫امرأة ٌ أهدت البشرية المام العظيم ‪ ،‬والرسول الكريم ‪: ‬‬
‫ت‬
‫وق ِ‬ ‫يدا ً بيضاءَ ط ّ‬ ‫ب للبرايا‬
‫ه ٍ‬ ‫تو ْ‬‫وأهدت بن ُ‬
‫الّرقابا‬
‫ة إلى منهج الله في بنات جنسك ‪،‬‬ ‫ن في وسعك أن تكوني داعي ً‬ ‫إ ّ‬
‫بالكلمة الطيبة ‪ ،‬بالموعظة الحسنة ‪ ،‬بالحكمة ‪ ،‬والمجادلة بالتي‬
‫هي أحسن ‪ ،‬بالحوار ‪ ،‬بالهداية ‪ ،‬بالسيرة العطرة ‪ ،‬بالمنهج الجليل‬
‫النبيل ‪ ،‬فإن المرأة تفعل بسيرتها وعلمها الصالح مال تفعله‬
‫ي‬‫س ‪ ،‬وكم من امرأةٍ سكنت في ح ّ‬ ‫ت والدرو ُ‬ ‫ب والمحاضرا ُ‬ ‫خط َ ُ‬
‫ال ُ‬
‫ب والخلقُ الحسن ‪،‬‬ ‫ة والحجا ُ‬
‫ن والحشم ُ‬ ‫من الحياء ‪ ،‬فُنقل عنها الدي ُ‬
‫ة للزوج ‪ ،‬فصارت سيرُتها العطرة‬ ‫ة بالجيران ‪ ،‬والطاع ُ‬‫والرحم ُ‬
‫محاضرةً ُتتلى ‪ ،‬ووعظا ً ُينقل في المجالس ‪ ،‬وصارت أسوةً لبنات‬
‫جنسها ‪.‬‬

‫إشراقة ‪ :‬غدا ً ُيز ِ‬


‫هُر الريحان ‪ ،‬وتذهب الحزان ‪،‬‬
‫ويح ّ‬
‫ل السلوان ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫سبائك‬
‫ال ّ‬
‫سرا ً‬
‫ر يُ ْ‬
‫س ِ‬
‫ع ْ‬ ‫ومضة ‪ :‬سيجعل الل ُ‬
‫ه بعد ُ‬
‫ة من‬
‫ك ثروةٌ هائل ٌ‬
‫السبيكة الثالثة ‪:‬عند ِ‬
‫عم‬‫الن ّ َ‬
‫ه والقدُر ؟!‬ ‫فأين الل ُ‬ ‫أتيأس أن ترى فرجا ً‬
‫كفٌر بإذن الواحد الحد ‪،‬‬ ‫م ّ‬‫ك في ذات الله فهو ُ‬ ‫فكل ما أصاب ِ‬
‫وأبشري بما ورد في الحديث ‪ )) :‬إذا أطاعت المرأة ربها ‪ ،‬وصّلت‬
‫خمسها ‪ ،‬وحفظت عرضها ‪ ،‬دخلت جنة ربها (( ‪ ،‬فهي أمور ميسرة‬
‫سرها الله عليه ‪ ،‬فقومي بهذه العمال الجليلة ‪ ،‬لتلقي‬ ‫على من ي ّ‬
‫رب ّا ً رحيما ً ‪ُ ،‬يسعدك في الدنيا والخرة ‪ ،‬قفي مع الشرع حيث وقف‬
‫‪ ،‬واستّني بكتاب الله ‪ ‬وسنة رسوله ‪ ، ‬فأنت مسلمة ‪ ،‬وهذا‬
‫ك ولدت في بلد الكفر ‪ ،‬إما‬ ‫ف عظيم ‪ ،‬وفخٌر جسيم ‪ ،‬فغير ِ‬ ‫شر ٌ‬
‫ة ‪ ،‬أو غير ذلك من الملل والنحل‬ ‫ة ‪ ،‬أو شيوعي ً‬ ‫ة ‪ ،‬أو يهودي ً‬ ‫نصراني ً‬
‫ك‬
‫ة ‪ ،‬وجعل ِ‬ ‫ك مسلم ً‬ ‫ت فإن الله اختار ِ‬ ‫المخالفة لدين السلم ‪ ،‬أما أن ِ‬
‫من أتباع محمد ‪ ، ‬ومن المتبعين المقتدين بعائشة وخديجة‬
‫وفاطمة رضي الله عنهن جميعا ً ‪ ،‬فهنيئا ً لك أنك تصّلين الخمس ‪،‬‬
‫جبين الحجاب الشرعي ‪،‬‬ ‫جين البيت ‪ ،‬وتتح ّ‬ ‫وتصومين الشهر ‪ ،‬وتح ّ‬
‫ت بالله رب ّا ً ‪ ،‬وبالسلم دينا ً ‪ ،‬وبمحمدٍ ‪ ‬رسول ً ‪.‬‬ ‫ك رضي ِ‬ ‫ك أن ِ‬‫هنيئا ً ل ِ‬
‫ك ‪ ،‬ومال ُ ِ‬
‫ك‬ ‫ك أخل ُ‬
‫ق ِ‬ ‫حل ِي ّ ِ‬
‫ك‪،‬و ُ‬ ‫إشراقة ‪ :‬ذهب ُ ِ‬
‫ك دين ُ ِ‬
‫ك‪.‬‬ ‫أدَب ُ ِ‬

‫‪15‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫سبائك‬
‫ال ّ‬

‫عم الوكيل‬
‫ه ون ِ ْ‬ ‫ومضة ‪ :‬ح ُ‬
‫سبنا الل ُ‬
‫ة‬
‫السبيكة الرابعة ‪:‬ل تستوي مؤمن ٌ‬
‫وكافرةٌ‬
‫ول يردّ عليك‬ ‫فما يدوم سروٌر ما سررت به‬
‫ن‬
‫الغائب الحَز ُ‬

‫ت في ظاهرة واحدة ؛ وهي واقع‬ ‫ن بإمكانك أن تسعدي إذا نظْر ِ‬ ‫إ ّ‬


‫المرأة المسلمة في بلد السلم ‪ ،‬وواقع المرأة الكافرة في بلد‬
‫ة‪،‬‬ ‫ة ‪ ،‬صائم ٌ‬ ‫دق ٌ‬‫الكفر ‪ ،‬فالمسلمة في بلد السلم ‪ ،‬مؤمنة ‪ ،‬متص ّ‬
‫ة على‬ ‫ة من ربها ‪ ،‬متفضل ٌ‬ ‫ة لزوجها ‪ ،‬خائف ٌ‬ ‫ة ‪ ،‬طائع ٌ‬ ‫ة ‪ ،‬متحجب ٌ‬
‫قائم ٌ‬
‫ة بأبنائها ‪ ،‬فهنيئا ً لها الثواب العظيم ‪ ،‬والسكينة‬ ‫جيرانها ‪ ،‬رحيم ٌ‬
‫ة‪،‬‬‫ة ‪،‬جاهل ٌ‬ ‫والرضا ‪ ،‬وأما المرأة في بلد الكفر ‪ ،‬فهي امرأةٌ متبرج ٌ‬
‫ة منبوذة ‪ ،‬بضاعة رخيصة ُتعرض في‬ ‫ة أزياء ‪ ،‬سلع ٌ‬ ‫ة ‪ ،‬عارض ُ‬ ‫سخيف ٌ‬
‫ف ول ديانة ‪ ،‬فقارني بين‬ ‫عرض ول شر َ‬ ‫كل مكان ‪ ،‬ل قيمة لها‪ ،‬ل ِ‬
‫الظاهرتين والصورتين ؛ لتجدي أنك السعد والرفع والعلى‪،‬‬
‫َ‬
‫ن‬
‫مِني َ‬‫مؤ ْ ِ‬‫م ُ‬ ‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م اْل َعْل َوْ َ‬
‫ن إِ ْ‬ ‫والحمد لله ‪َ :‬ول ت َهُِنوا َول ت َ ْ‬
‫حَزُنوا وَأن ْت ُ ُ‬
‫‪.‬‬
‫ب‬
‫س سوف يعيشون ؛ صاح ُ‬ ‫إشراقة ‪ :‬ك ّ‬
‫ل النا ِ‬
‫ب الكوخ‬
‫ر ‪ ،‬وصاح ُ‬
‫القص ِ‬
‫‪ ...‬ولكن من السعيد ؟ ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫سبائك‬
‫ال ّ‬
‫ومضة ‪ :‬الله ‪ .....‬الله ربي ل أشرك به شيئا ً‬

‫ق‬ ‫السبيكة الخامسة ‪:‬الكس ُ‬


‫ل صدي ُ‬
‫ل‬‫الفش ِ‬
‫س‬
‫وخيُر جلي ٍ‬ ‫ح‬‫ج ساب ٍ‬
‫دنا سر ُ‬
‫ن في ال ّ‬
‫أعّز مكا ٍ‬
‫ب‬
‫في الزمان كتا ُ‬
‫أوصيك بمزاولة العمل ‪ ،‬وعدم الركون للفتور والكسل والستسلم‬
‫للفراغ ‪ ،‬بل قومي وأصلحي من بيتك أو مكتبتك ‪ ،‬أو أدي وظيفتك ‪،‬‬
‫ب نافع ‪ ،‬أو استمعي‬ ‫أو صّلي ‪ ،‬أو اقرئي في كتاب الله ‪ ،‬أو في كتا ٍ‬
‫ط مفيد ‪ ،‬أو اجلسي مع جاراتك وصديقاتك وتحدثي معهن‬ ‫إلى شري ٍ‬
‫فيما يقربكن من الله ‪ ، ‬حينها تجدين السعادة والنشراح والفرح‬
‫– بإذن الله – وإياك ‪ ..‬إياك أن تستسلمي للفراغ أو البطالة ؛‬
‫فإن هذا يورثك هموما ً وغموما ً ووساوس وشكوكا ً وكدرا ً ل يزيله إل‬
‫العمل ‪.‬‬
‫ب داخل‬‫ل في الهيئة ‪ ،‬ومن طي ٍ‬
‫وعليك بالعتناء بمظهرك‪ ،‬من جما ٍ‬
‫ق تلقين به زوجك‬ ‫ب في مجلسك ‪ ،‬ومن حسن ُ ُ‬
‫خل ٍ‬ ‫البيت ‪ ،‬ومن ترتي ٍ‬
‫‪ ،‬وأبناءك ‪ ،‬وإخوانك ‪ ،‬وأقرباءك ‪ ،‬وصديقاتك ‪ ،‬ومن بسمةٍ راضيةٍ ‪،‬‬
‫ح في الصدر ‪.‬‬ ‫ومن انشرا ٍ‬
‫ة المعاصي التي‬ ‫وأحذرك من المعاصي فإنها سبب الحزن ‪ ،‬خاص ً‬
‫تكثر عند النساء ؛ من النظر المحرم ‪ ،‬أو التبرج ‪ ،‬أو الخلوة‬
‫بالجنبي ‪ ،‬أو اللعن والشتم والغيبة ‪ ،‬أو كفران حقّ الزوج وعدم‬
‫ب تكثر عند النساء إل من رحم الله‬ ‫العتراف بجميلة ‪ ،‬فإن هذه ذنو ٌ‬
‫‪ ،‬فاحذري من غضب الباري – جل في عله ‪ ، -‬واتقي الله ‪ ‬فإن‬
‫ة بإسعادك وإرضاء ضميرك ‪:‬‬ ‫تقواه كفيل ٌ‬
‫م‪،‬‬‫ت الغمو ُ‬‫م ‪ ،‬وتكاثر ْ‬ ‫إشراقة ‪ :‬إذا أقبل َ ْ‬
‫ت الهمو ُ‬
‫فقولي ‪ )) :‬ل إله إل الله (( ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫سبائك‬
‫ال ّ‬

‫ومضة ‪ :‬فصبٌر جمي ٌ‬


‫ل‬
‫ك فوق‬
‫ت بما عند ِ‬
‫السبيكة السادسة ‪:‬أن ِ‬
‫مليين النساء‬
‫ن به‬
‫وظ ّ‬ ‫من أغلق الباب دونه‬
‫ك–ع ّ‬
‫سيكفي ِ‬
‫مُر‬
‫القوام – خبٌز مق ّ‬

‫تفكري في العالم بأسره ‪ ،‬أما يوجد في المستشفيات أسّرةٌ بيضاءُ‬


‫ف من البشر أصابهم المرض من سنوات ‪،‬‬ ‫يرقد عليها آل ٌ‬
‫واجتاحتهم الحوادث من أعوام ؟ ‪ ،‬أما في السجون آلف من الناس‬
‫درت عليهم حياُتهم وذهبت لذتهم ؟ أما في د ُْور‬ ‫وراء الحديد ‪ ،‬ك ُ ّ‬
‫س ذهبت عقوُلهم وفقدوا رشدهم فصاروا‬ ‫العناية والمستشفيات أنا ٌ‬
‫مجانين ؟ ‪ ،‬أليس هناك فقراء يسكنون في الخيام الممزقة وفي‬
‫الكواخ ل يجدون كسرة خبز ؟ ‪ ،‬أليس هناك نساٌء أصيبت الواحدة‬
‫ن فمات جميع أبنائها في حادث واحد ؟‪ ،‬أو امرأةٌ ذهب بصُرها‬ ‫منه ّ‬
‫دها أو رجُلها ‪ ،‬أو ذهب عقُلها ‪ ،‬أو أصيبت‬ ‫أو سمُعها ‪ ،‬أو ُبترت ي ُ‬
‫ة ‪ ،‬معافاةٌ ‪ ،‬في‬‫ت سليم ٌ‬‫ن ونحوه ‪ ،‬وأن ِ‬ ‫ل من سرطا ٍ‬ ‫عضا ٍ‬
‫ض ُ‬ ‫بمر ٍ‬
‫ى ؟ ‪ ،‬فاحمدي الله على نعمه ‪ ،‬ول‬ ‫ن ‪ ،‬ورض ً‬ ‫خيرٍ ‪ ،‬وسكينةٍ ‪ ،‬وأم ٍ‬
‫تصرفي أوقاتك فيما ل يرضي الله ‪‬؛ من الجلوس طويل ً أمام‬
‫ف ‪ ،‬وبضاعةٍ مزجاةٍ ‪،‬‬ ‫ص ‪ ،‬وزي ٍ‬
‫خ ٍ‬ ‫القنوات الفضائية ‪ ،‬وما فيها من ُر ْ‬
‫طل الجسم عن‬ ‫ومادةٍ تافهة ‪ ،‬تورث القلب السقام والحزان ‪ ،‬وتع ّ‬
‫أداء وظيفته ‪ ،‬ولكن خذي النافع المفيد ‪ ،‬مثل محاضرةٍ ‪ ،‬أو ندوةٍ ‪،‬‬
‫ي نافع ‪ ،‬أو أخبارٍ تهم المسلم والمسلمة ‪ ،‬أو نحو ذلك‬ ‫ج طب ّ‬ ‫أو برنام ٍ‬
‫در ‪،‬‬‫ت التي ُتعرض ‪ ،‬وهذا المجون الذي ُيص ّ‬ ‫‪ ،‬واجتنبي هذه التفاها ِ‬
‫فإنها تسقط الحياء والحشمة والدين ‪.‬‬
‫إشراقة ‪ :‬دعي الظالم لمحكمة الخرة حيث ل‬
‫حاكم إل الله ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫سبائك‬
‫ال ّ‬

‫ة فرج‬ ‫ومضة ‪ :‬من ساع ِ‬


‫ة إلى ساع ٍ‬
‫ك قصرا ً في‬
‫السبيكة السابعة ‪:‬ابني ل ِ‬
‫الجنة‬
‫ت‬
‫ولو أني قنع ُ‬ ‫ت مطامعي فاستعبدتني‬
‫ع ُ‬
‫أط ْ‬
‫حّرا‬
‫ت ُ‬
‫لكن ُ‬

‫انظري كم مّر من أجيال ؟ هل ذهبوا بأموالهم ؟ هل ذهبوا‬


‫دفنوا بذهبهم وفضتهم ؟ هل‬ ‫بقصورهم ؟ هل ذهبوا بمناصبهم ؟ هل ُ‬
‫جّردوا حتى من‬ ‫انتقلوا إلى الخرة بسياراتهم وطائراتهم ؟ ل ‪ُ ، !....‬‬
‫سئل الواحد‬ ‫الثياب ‪ ،‬والغطية ‪ ،‬وأدخلوا بأكفانهم في القبر ‪ ،‬ثم ُ‬
‫ن نبّيك ؟ وما ديُنك ؟ ‪ ،‬فتهيئي لذلك اليوم ‪ ،‬ول‬ ‫م ْ‬ ‫ن رّبك ؟ َ‬ ‫م ْ‬ ‫منهم ‪َ :‬‬
‫تحزني ول تأسفي على شيٍء من متاع الدنيا ‪ ،‬فإنه زائل رخيص ‪،‬‬
‫م َ‬
‫ل‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬‫ول يبقى إل العمل الصالح ‪ ،‬قال سبحانه وتعالى ‪َ  :‬‬
‫َ ُ‬
‫م‬
‫جزِي َن ّهُ ْ‬‫ة وَل َن َ ْ‬ ‫حَياةً ط َي ّب َ ً‬
‫ه َ‬ ‫ن فَل َن ُ ْ‬
‫حي ِي َن ّ ُ‬ ‫م ٌ‬ ‫ن ذ َك َرٍ أوْ أن َْثى وَهُوَ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫م َْ‬ ‫صاِلحا ً ِ‬ ‫َ‬
‫ن‪‬‬ ‫ُ‬ ‫ما َ‬ ‫أَ‬
‫ملو َ‬ ‫كاُنوا ي َعْ َ‬ ‫ن َ‬
‫ِ‬ ‫س‬
‫َ‬ ‫ح‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫ْ‬
‫ة‬
‫ة فيها بشرى ‪ ،‬والعافي ُ‬ ‫إشراقة ‪ :‬المر ُ‬
‫ض رسال ٌ‬
‫ة لها ثمن ‪.‬‬ ‫حل ّ ٌ‬
‫ُ‬

‫‪19‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫سبائك‬
‫ال ّ‬

‫ة فرج‬ ‫ومضة ‪ :‬من ساع ِ‬


‫ة إلى ساع ٍ‬
‫ك‬
‫السبيكة الثامنة ‪:‬ل تمزقي قلبك بيدي ِ‬
‫مما ُيهان به‬ ‫ة‬
‫ن بقي ّ ٌ‬‫إن كان عندك يا زما ُ‬
‫م فهاِتها !‬ ‫الكرا ُ‬

‫ت خليعة‪ ،‬وصوٍر‬ ‫ل ما يقتل الوقت ‪ ،‬من مطالعةٍ لمجل ٍ‬ ‫اجتنبي ك ّ‬


‫ت ساقطةٍ في‬ ‫ب إلحادية‪ ،‬أو روايا ٍ‬‫عارية ‪ ،‬وأفكارٍ بائسة ‪ ،‬أو كت ٍ‬
‫عالم الخلق ‪ ،‬ولكن عليك بالنافع المفيد‪ ،‬كالمجلت السلمية ‪،‬‬
‫والكتب النافعة ‪ ،‬والدوريات الب َّناءة ‪ ،‬والمقالت التي تنفع العبد في‬
‫ن بعض الكتب والمقالت تورث في النفس‬ ‫الدنيا والخرة ‪ ،‬فإ ّ‬
‫ة وانحرافا ً ‪ ،‬وهذه من آثار الثقافة‬‫شك ّا ً ‪ ،‬وفي الضمير شبه ً‬
‫المنحرفة المنحلة التي وفدت علينا من العالم الكافر ‪ ،‬والتي‬
‫اجتاحت بلد السلم ‪.‬‬
‫م‬
‫م والغ ّ‬ ‫واعلمي أن الله ‪ ‬عنده مفاتح الغيب ‪ ،‬وهو الذي يفّرج اله ّ‬
‫حي عليه بالدعاء ‪ ،‬وكّرري هذا الدعاء دائما ً وأبدا ً ‪ )) :‬اللهم‬ ‫فأل ّ‬
‫م والحزن ‪ ،‬وأعوذ بك من العجز‬ ‫إني أعوذ بك من اله ّ‬
‫والكسل ‪ ،‬وأعوذ بك من البخل والجبن ‪ ،‬وأعوذ بك من‬
‫ت هذا الحديث كثيرا ً ‪،‬‬ ‫غَلبة الدين وقهر الرجال (( ‪ ،‬فإذا كرر ِ‬ ‫َ‬
‫ك بإذن الله ‪.‬‬‫م ِ‬
‫ك وغ ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ك ك َْرب َ ِ‬
‫ك وه ّ‬ ‫ت معانيه ‪ ،‬فّرج الله عن ِ‬
‫وتأمل ِ‬
‫ة ‪ ،‬وفي‬ ‫إشراقة ‪ :‬اغرسي في الثانية تسبيح ً‬
‫الدقيقة فكرةً ‪ ،‬وفي الساعة عمل ً ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫سبائك‬
‫ال ّ‬

‫ب المضطّر إذا دعاه‬ ‫ومضة ‪ :‬أ ّ‬


‫من يجي ُ‬
‫ب‬
‫ت تتعاملين مع ر ّ‬
‫السبيكة التاسعة ‪:‬أن ِ‬
‫كريم ٍ جواد‬
‫ستجمعنا‬ ‫ط من النوى‬ ‫ح ٍ‬ ‫لع ّ‬
‫ل الليالي بعد ش ْ‬
‫ف‬ ‫في ظ ّ‬
‫ل تلك المآل ِ‬

‫ك ثوابا ً عظيما ً ‪ ،‬وهو القائل‬ ‫استبشري خيرا ً ‪ ،‬فإن الله قد أعد ّ ل ِ‬


‫م َ‬
‫ل‬ ‫ُ‬ ‫– سبحانه وتعالى ‪َ : -‬فاستجاب ل َهم ربه َ‬
‫ضيعُ عَ َ‬
‫م أّني ل أ ِ‬ ‫ْ َ َ َ ُ ْ َ ُّ ْ‬
‫ن ذ َك َرٍ أ َوْ أ ُن َْثى ‪ ، ‬فالله – سبحانه – وعد النساء كما‬ ‫م ْ‬
‫م ِ‬ ‫من ْك ُ ْ‬
‫ل ِ‬ ‫م ٍ‬‫عا ِ‬
‫َ‬
‫وعد الرجال ‪ ،‬وأثنى على النساء كما أثنى على الرجال ؛ فقال ‪:‬‬
‫ت‪  ...‬الية ‪،‬‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫مَنا ِ‬ ‫ن َوال ْ ُ‬‫مِني َ‬ ‫ت َوال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫ما ِ‬
‫سل ِ َ‬
‫م ْ‬‫ن َوال ْ ُ‬
‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬‫م ْ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫‪‬إ ِ ّ‬
‫ن أجرك محفوظ عند الله‬ ‫ة الرجل وقرينُته ‪ ،‬وأ ّ‬ ‫ك شقيق ُ‬ ‫فدل على أن ِ‬
‫ك من أفعال الخير في البيت والمجتمع ما يوصلك إلى رضوان‬ ‫‪ ،‬فل ِ‬
‫الله ‪ ، ‬فاضربي أحسن المثلة ‪ ،‬وكوني نبراسا ً لبناء أمتك ‪ ،‬ومثل ً‬
‫ساميا ً لهم ‪.‬‬
‫اجعلي قدوتك في الحياة آسية امرأة فرعون رضي الله عنها ‪،‬‬
‫ومريم عليها السلم ‪ ،‬وخديجة وعائشة وأسماء وفاطمة رضي الله‬
‫عنهن جميعا ً ‪ ،‬فهؤلء وأمثالهن مختارات طيبات ‪ ،‬مؤمنات قانتات ‪،‬‬
‫صائمات قائمات ‪ ،‬رضي الله عنهن وأرضاهن ‪ ،‬فكوني على ذاك‬
‫المنهج ‪ ،‬وطالعي سيرهن الرائدة تجدي الخير والبرد والسكينة ‪.‬‬

‫إشراقة ‪ :‬امسحي دمع اليتيم لتفوزي برضوا ِ‬


‫ن‬
‫س ْ‬
‫كنى الجنان ‪.‬‬ ‫الرحمن و ُ‬

‫‪21‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫سبائك‬
‫ال ّ‬

‫ب؟‬ ‫ومضة ‪ :‬أليس الصب ُ‬


‫ح بقري ٍ‬
‫ة على ك ّ‬
‫ل‬ ‫ت الرابح ُ‬
‫السبيكة العاشرة ‪:‬أن ِ‬
‫ل‬
‫حا ٍ‬
‫هل عاند‬ ‫ر عيرنا‬‫قل للذي بصروف الده ِ‬
‫خطَُر ؟!‬
‫ن له َ‬‫م ْ‬
‫الدهَر إل َ‬

‫ن فاعلمي‬ ‫م أو حز ٌ‬
‫م أو غ ّ‬
‫ن وقع عليك ه ّ‬ ‫عليك بالحتساب ‪ ،‬فإ ْ‬
‫ت أحد أبنائك فاعلمي أنه شافعٌ عند‬ ‫أنه كفارة للذنوب ‪ ،‬وإن فقد ْ ِ‬
‫ض في الجسم فاعلمي أنه‬ ‫ة أو مر ٌ‬‫الواحد الحد ‪ ،‬وإن أصابتك عاه ٌ‬
‫بأجره عند الله ‪ ،‬وأنه محفوظ لك عند الواحد الحد ‪ ،‬الجوع بأجره ‪،‬‬
‫والمرض بثوابه ‪ ،‬والفقر بجزائه عند الله ‪ ، ‬فلن يضيع عند الواحد‬
‫الحد شيء ‪ ،‬والله ‪ ‬يحفظ هذا ‪ ،‬كما يحفظ الوديعة لصاحبها حتى‬
‫يؤديها في الخرة ‪.‬‬
‫م‪.‬‬
‫ر وطرِد اله ّ‬
‫ح الصد ِ‬ ‫إشراقة ‪ :‬الصلةُ كفيل ٌ‬
‫ة بشر ِ‬

‫‪22‬‬
23
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫العقود‬

‫ومضة ‪ :‬فخذُ ما آتيُتك وك ْ‬


‫ن من الشاكرين‬
‫ك‬
‫ب الله علي ِ‬
‫ددي مواه َ‬
‫العقد الول ‪:‬ع ّ‬
‫أرى بجميل‬ ‫وإني لرجو الله حتى كأنني‬
‫ع‬
‫ر ما الله صان ُ‬
‫صب ْ ِ‬
‫ال ّ‬

‫ل على آلف البائسات وأنت‬ ‫إذا أصبحت فتذكري أن الصباح قد أط ّ‬


‫منعمة ‪ ،‬وعلى آلف الجائعات وأنت شبعانة ‪ ،‬وعلى آلف‬
‫المأسورات وأنت حرةٌ طليقة ‪ ،‬وعلى آلف المصابات والثكلى‬
‫وأنت سعيدةٌ سالمة ‪ ،‬كم من دمعةٍ على خد امرأة ‪ ،‬وكم من لوعة‬
‫ة‬
‫خ في حنجرة طفلة ‪ ،‬وأنت باسم ٌ‬ ‫في قلب أم ‪ ،‬وكم من صرا ٍ‬
‫راضية ‪ ،‬فاحمدي الله على لطفه وحفظه وكرمه ‪.‬‬
‫اجلسي جلسة مصارحة مع نفسك ‪ ،‬واستخدمي الرقام‬
‫والحصائيات ‪ :‬كم عندك من الشياء والموال والنعم والمسرات‬
‫مَنن ‪ ،‬ضياءٌ‬
‫نو ِ‬
‫ن ووط ٌ‬ ‫ل وظل ٌ‬
‫ل وسك ٌ‬ ‫ل وعيا ٌ‬
‫ل وما ٌ‬
‫والمبهجات ؛ جما ٌ‬
‫وهواٌء وماٌء وغذاٌء ودواٌء ‪ ،‬فافرحي ‪ ،‬واسعدي ‪ ،‬واستأنسي ‪.‬‬
‫ب‬‫ء وح ّ‬ ‫إشراقة ‪ :‬اشتري بالريا ِ‬
‫ل دعاء الفقرا ِ‬
‫المساكين ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫العقود‬

‫ك تكوني أغنى‬
‫ي بما قسم الله ل ِ‬ ‫ومضة ‪ :‬ار َ‬
‫ض ْ‬
‫الناس‬
‫ك ول كثيٌر‬ ‫العقد الثاني ‪ :‬قلي ٌ‬
‫ل يسعد ِ‬
‫ك‬
‫يشقي ِ‬
‫ُ‬
‫طوَيت ‪ ،‬أتاح لها‬ ‫ة‬
‫وإذا أراد الله نشر فضيل ٍ‬
‫ن حسوِد‬
‫لسا َ‬

‫عمرك المحسوب هو عمر السرور والفرح والرضا والسكينة‬


‫والقناعة ‪ ،‬أما الجشع والطمع والهلع فليس من عمرك أصل ً ؛ فهو‬
‫ضد صحتك وعافيتك وجمالك ‪ ،‬فحافظي على الرضى عن الله ‪،‬‬
‫والقناعة بالمقسوم ‪ ،‬واليمان بالقدر ‪ ،‬والتفاؤل بالمستقبل ‪،‬‬
‫وكوني كالفراشة خفيفة الظل ‪ ،‬بهيجة المنظر ‪ ،‬قليلة التعلق‬
‫ة‬
‫ل ‪ ،‬ومن روض ٍ‬ ‫ل إلى ت ّ‬‫بالشياء ‪ ،‬تطير من زهرةٍ إلى زهرةٍ ‪ ،‬ومن ت ّ‬
‫إلى روضةٍ ‪ ،‬أو كوني كالنحلة ‪ ،‬تأكل طّيبا ً وتضع طّيبا ً ‪ ،‬وإذا سقطت‬
‫س الرحيق ول تلسع ‪ ،‬وتضع العسل ول‬ ‫على عود لم تكسه ‪ ،‬تم ّ‬
‫ن‬
‫ن بالبشري ‪ ،‬وأني ٌ‬‫تلدغ ‪ ،‬تطير بالمحبة ‪ ،‬وتقع بالمودة ‪ ،‬لها طني ٌ‬
‫بالرضوان ‪ ،‬كأنها من ملكوت السماوات هبطت ‪ ،‬ومن عالم الخلود‬
‫وقعت ‪.‬‬

‫إشراقة ‪ :‬الله يح ّ‬
‫ب التوابين ؛ لنهم رجعوا إليه‬
‫وشكوا الحال عليه ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫العقود‬

‫ومضة ‪ :‬الحمد لله الذي أذهب عني الحزن‬


‫ب ول‬ ‫العقد الثالث ‪ :‬انظري إلى ال ّ‬
‫سحا ِ‬
‫تنظري إلى التراب‬
‫ما كان ُيرف‬ ‫ر فيما جاورت‬ ‫لول اشتعا ُ‬
‫ل النا ِ‬
‫ف العوِد‬
‫عْر ِ‬
‫ب َ‬
‫طي ُ‬

‫كوني صاحبة همةٍ عالية ‪ ،‬أرجوك في الصعود دائما ً ‪ ،‬أرجوك‬


‫بالستمرار أبدا ً ‪ ،‬احذري الهبوط والسقوط ‪ ،‬واعلمي أن الحياة‬
‫دقائق وثواني ‪ ،‬وكوني كالنملة في الجد ّ والمثابرة والصبر ‪ ،‬حاولي‬
‫دائما ً ‪ ،‬توبي فإن عدت إلى الذنب فعودي إلى التوبة ‪ ،‬احفظي‬
‫ة ‪ ....‬وعاشرة‬ ‫ة وثالث ً‬ ‫القرآن فإن نسيت فعودي إلى حفظه مرةً ثاني ً‬
‫‪ ،‬المهم أن ل تشعري بالفشل والحباط ؛ لن التاريخ ل يعرف‬
‫الكلمة الخيرة ‪ ،‬والعقل ل يعترف بالنهاية المرة ‪ ،‬بل هناك محاولة‬
‫ة‬
‫ة جراحي ُ‬ ‫وتصحيح ‪ .‬إن العمر كالجسم يمكن أن ُتجرى له عملي ٌ‬
‫مم ‪ ،‬وأن ُيشاد من جديد ‪،‬‬ ‫تجميلية ‪ ،‬إن العمر كالبناء يمكن أن ُير ّ‬
‫ك ومدرسة الفشل والخفاق ‪،‬‬ ‫مل بالطلء والدهان ‪ ،‬فإيا ِ‬ ‫ج ّ‬
‫وأن ي ُ َ‬
‫وأزيلي من ذهنك توقعات المرض ‪ ،‬والكوارث ‪ ،‬والمصائب ‪،‬‬
‫ن‪.‬‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫مِني َ‬ ‫م ُ‬ ‫والمحن‪ ،‬والله يقول‪ :‬وَعََلى الل ّهِ فَت َوَك ُّلوا إ ِ ْ‬
‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬
‫ة عليها‬ ‫ة جهادٌ ‪ ،‬والمداوم ُ‬ ‫إشراقة ‪ :‬تر ُ‬
‫ك المعصي ِ‬
‫عنادٌ ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫العقود‬

‫ومضة ‪ :‬وب ّ‬
‫شر الذين آمنوا‬
‫ن ول قصٌر مع‬ ‫العقد الرابع ‪ :‬كو ٌ‬
‫خ بإيما ٍ‬
‫ن‬
‫طغيا ٍ‬
‫ُأنكر أني عقوب ٌ‬
‫ة‬ ‫ي فما‬
‫ت حاسد ّ‬ ‫إني وإن ل ُ ْ‬
‫م ُ‬
‫م‬ ‫لَ ُ‬
‫ه ُ‬

‫ة تعيش في كوخ ‪ ،‬تعبد ربها ‪ ،‬وتصلي خمسها ‪،‬‬ ‫إن امرأةً مسلم ً‬
‫وتصوم شهرها ‪ ،‬أسعد من امرأة تعيش في قصر شاهق بين‬
‫ة في بيت من‬ ‫العُْبدان والقيان والعيدان والكيزان ‪ ،‬وإن مؤمن ً‬
‫شعر ‪ ،‬على خبز الشعير ‪ ،‬وعلى ماء الجرة ‪ ،‬معها مصحفها‬
‫ومسبحتها ‪ ،‬أسعد ُ عيشا ً من امرأة تعيش في برج عاجي ‪ ،‬وفي‬
‫غرف مخملية ‪ ،‬وهي ل تعرف ربها ‪ ،‬ول تذكر مولها ‪ ،‬ول تتبع‬
‫رسولها ‪ .‬أجل افهمي معنى السعادة ؛ فليس هو المعنى الضيق‬
‫المحرف الذي يتوهمه كثير من الناس ‪ ،‬فيظنونه في الدولر‬
‫والدينار والدرهم والريال ‪ ،‬والمفروشات ‪ ،‬والملبوسات ‪،‬‬
‫والمطعومات ‪ ،‬والمشروبات ‪ ،‬والمركوبات ‪ ،‬كل وألف كل !‪...‬‬
‫ح‪،‬‬‫ة رو ٍ‬‫س ‪ ،‬فرح ُ‬‫ة ضميرٍ ‪ ،‬قراُر نف ٍ‬
‫ب ‪ ،‬راح ُ‬‫السعادة رضا قل ٍ‬
‫ك ‪ ،‬مع‬ ‫ب سلو ٍ‬‫ق ‪ ،‬تهذي ُ‬ ‫ل ‪ ،‬استقامة ُ ُ‬
‫خل ٍ‬ ‫ح حا ٍ‬
‫ل ‪ ،‬صل ُ‬ ‫ح با ٍ‬
‫انشرا ُ‬
‫قناعةٍ وكفاف ‪.‬‬
‫ن آذى مسلما ً أو ظلم‬
‫م ْ‬ ‫إشراقة ‪ :‬كيف يرتا ُ‬
‫ح َ‬
‫عبدا ً ؟! ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫العقود‬

‫ي الذي ل يموت‬ ‫ومضة ‪ :‬وتوك ّ ْ‬


‫ل على الح ّ‬
‫العقد الخامس ‪ :‬وّزعي الوقات على‬
‫الواجبات‬
‫يكون وراءه‬ ‫ت فيه‬‫عسى الهم الذي أمسي ُ‬
‫ب‬
‫ج قري ُ‬‫فر ٌ‬

‫ب نافع ‪ ،‬أو شريط مفيدٍ ‪ ،‬قراءةً واستماعا ً ‪،‬‬ ‫جّربي حظك مع كتا ٍ‬
‫ك‪،‬‬ ‫ل آيةٍ واحدة تهّز كيان َ ِ‬‫أنصتي لتلوةٍ عطرةٍ من كتاب الله ‪ ،‬ع ّ‬
‫ك ‪ ،‬وتخاطب وجدانك‪ ،‬فيكون معها الهداية والنور‪،‬‬ ‫وتنُفذ ُ إلى أعماق ِ‬
‫ويذهب معها اليأس‪ ،‬والشك ‪ ،‬والشبهة ‪ ،‬والقنوط ‪ ،‬طالعي في‬
‫دواوين السنة ‪ ،‬واقرأي كلم الحبيب في)رياض الصالحين( ؛ لتجدي‬
‫صنك من الزلل ‪ ،‬ويحفظك‬ ‫الدواء الناجع ‪ ،‬والعلم النافع ‪ ،‬الذي ُيح ّ‬
‫من الخلل ‪ ،‬ويشافيك من العلل ؛ فدواؤك في الوحي كتابا ً وسن ً‬
‫ة‪،‬‬
‫وراحتك في اليمان ‪ ،‬وقرة عينك في الصلة ‪ ،‬وسلمة قلبك في‬
‫الرضا ‪ ،‬وهدوء بالك في القناعة ‪ ،‬وجمال وجهك في البسمة ‪،‬‬
‫وصيانة عرضك في الحجاب ‪ ،‬وطمأنينة خاطرك في الذكر ‪.‬‬
‫إشراقة ‪ :‬احذري دعاء المظلوم ِ ودموع المحروم ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫العقود‬

‫وا على ما فاتكم ول تفرحوا بما‬


‫تأس ْ‬
‫َ‬ ‫ومضة ‪ :‬لكيل‬
‫آتاكم‬
‫العقد السادس ‪ :‬سعادُتنا غيُر سعادتهم‬
‫ب‬
‫ويعودُ الغري ُ‬ ‫سقام ٍ‬
‫ض بعد ُ‬
‫سُيعافى المري ُ‬
‫ب‬
‫بعد غيا ِ‬

‫من قال لك ‪ :‬إن الموسيقى اللهية ‪ ،‬والغنية الهابطة ‪ ،‬والمسلسل‬


‫الهدام ‪ ،‬والمسرحية العابثة ‪ ،‬والمجلة الخليعة ‪ ،‬والفلم المشبوه ‪،‬‬
‫تورث السعادة والسرور ؟ كذب من قال ذلك ! ‪ ..‬إن هذه الوسائل‬
‫مفاتيح الشقاء ‪ ،‬وطرق الكآبة ‪ ،‬وأبواب الهموم والغموم والحزان ‪،‬‬
‫ت موثقةٍ ممن مارسها وعرفها ثم تاب منها ‪ ،‬فاهربي من‬ ‫باعترافا ٍ‬
‫هذه الحياة التعيسة البئيسة ‪ ،‬حياةِ العابثين اللغين المنحرفين عن‬
‫صراط الله المستقيم ‪ ،‬وتعالى إلى تلوةٍ خاشعة ‪ ،‬وقراءة نافعة ‪،‬‬
‫وموعظةٍ دامعة ‪ ،‬وخطبةٍ ساطعة ‪ ،‬وصدقةٍ رابحة ‪ ،‬وتوبةٍ صادقة‪،‬‬
‫ل الله أن يتوب عليك‬ ‫ت روحانية ‪ ،‬وأذكارٍ ربانية ‪ ،‬ع ّ‬ ‫تعالي إلى جلسا ٍ‬
‫ة‪.‬‬ ‫‪ ،‬فيمل قلبك سكينة وأمنا ً وطمأنين ً‬

‫ش ول‬
‫م ل شرك فيه ول غ ّ‬ ‫إشراقة ‪ :‬القل ُ‬
‫ب السلي ُ‬
‫د‪.‬‬
‫حقدَ ول حس َ‬

‫‪29‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫العقود‬

‫ح لي صدري‬ ‫ومضة ‪ :‬ر ّ‬


‫ب اشر ْ‬
‫العقد السابع ‪ :‬اركبي سفينة النجا ِ‬
‫ة‬
‫ب فارحم‬
‫ر ّ‬ ‫ت لك‬‫ن قد أسلم ُ‬
‫يا إله الكو ِ‬
‫ضعفنا ما أرحمك‬

‫ت عشرات القصص للفنانين والفنانات ‪ ،‬واللهين‬ ‫لقد طالع ُ‬


‫واللهيات ‪ ،‬واللغين واللغيات ‪ ،‬والعابثين والعابثات ‪ ،‬الحياء منهم‬
‫والموات‪ ،‬فقلت ‪ :‬وا أسفاه ‪ ،‬أين المسلمون والمسلمات ‪،‬‬
‫والمؤمنون والمؤمنات ‪ ،‬والصادقون والصادقات ‪ ،‬والصائمون‬
‫والصائمات ‪ ،‬والعابدون والعابدات ‪ ،‬والخاشعون والخاشعات؟! ‪،‬‬
‫هل يتسع العمر المحدود القصير كي يضيع بهذه الطريقة من‬
‫ك‬
‫العبثية والهامشية ويصرف في سوق الهمال والمعصية ؟‪ ،‬هل ل ِ‬
‫ك أيام غير هذه اليام ؟‪ ،‬هل‬‫عمر آخر غير هذا العمر ؟ هل عند ِ‬
‫ك لن تموتي ؟‪ ..‬كل والله ‪ ،‬بل الوهام‬ ‫ك العهد الوثيق من الله أن ِ‬
‫لدي ِ‬
‫والظنون الكاذبة ‪ ،‬والماني الفاشلة ‪ ،‬فحاسبي النفس إذن ‪،‬‬
‫وجددي المسيرة وحثي الخطا ‪ ،‬والحقي بالقافلة ‪ ،‬واركبي سفينة‬
‫النجاة ‪.‬‬
‫و ُ‬
‫ل الصحراء إلى حديقة‬ ‫إشراقة ‪ :‬المرأة العاقل ُ‬
‫ة تح ّ‬
‫غّناء ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫العقود‬

‫ج مع الكرب‬ ‫ومضة ‪ :‬وإ ّ‬


‫ن الفر َ‬

‫ة‬ ‫العقد الثامن ‪ :‬مفتا ُ‬


‫ح السعادة سجد ٌ‬
‫ي‬
‫ن التق ّ‬
‫ولك ّ‬ ‫ل‬
‫ت أرى السعادة جمع ما ٍ‬
‫ولس ُ‬
‫د‬
‫هو السعي ُ‬

‫ل صفحات السعادة في دفتر اليوم ‪ ،‬وأول بطاقات المعايدة في‬ ‫أو ُ‬


‫ك ‪ ،‬وافتتحي‬‫سجل النهار صلةُ الفجر ‪ ،‬فابدئي بصلة الفجر يوم ِ‬
‫ك ‪ ،‬حينها تكونين في ذمة الله ‪ ،‬في عهد الله ‪،‬‬ ‫بصلة الفجر نهار ِ‬
‫ك‬‫في حفظ الله ‪ ،‬في رعاية الله ‪ ،‬في أمان الله ‪ ،‬وسوف يحفظ ِ‬
‫ك على فضيلة ‪،‬‬ ‫ك إلى كل خير ‪ ،‬ويدل ِ‬ ‫من كل مكروه ‪ ،‬ويرشد ِ‬
‫ك من كل رذيلة ‪ ،‬ل بارك الله في يوم لم يبدأ بصلة الفجر ‪،‬‬ ‫ويمنع ِ‬
‫ل حّيا الله نهارا ً ليس فيه صلة فجر ‪ ،‬إنها أول علمات القبول ‪،‬‬
‫وعنوان كتاب الفلح ‪ ،‬ولفتة النصر والعز والتمكين والنجاح ‪ .‬فهنيئا ً‬
‫لكل من صّلى الفجر ‪ ،‬طوبى لكل من صّلى الفجر ‪ ،‬قرة عين لمن‬
‫ة لمن أهمل صلة‬ ‫حافظ على صلة الفجر ‪ ،‬وبؤسا ً وتعاس ً‬
‫ة وخيـب ً‬
‫الفجر !‬
‫ب‬‫ه ُيذه ُ‬
‫ف ُ‬
‫ش التا ِ‬
‫م والنقا ُ‬ ‫إشراقة ‪ :‬الجد ُ‬
‫ل العقي ُ‬
‫الصفاء والبهاءَ ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫العقود‬

‫ومضة ‪ :‬ألم نشر ْ‬


‫ح لك صدرك‬

‫العقد التاسع ‪ :‬عجوٌز تصن ُ‬


‫ع الرموز‬
‫ف‬
‫ن به اللطي ُ‬
‫يم ّ‬ ‫ث‬
‫ط منك غو ٌ‬
‫أتاك على قنو ٍ‬
‫ب‬
‫المستجي ُ‬

‫ج‬
‫جا ُ‬
‫كوني كالعجوز عند الحجاج يوم وثقت بربها ‪ ،‬يوم سجن الح ّ‬
‫ابنها ‪ ،‬وحلف بالله للعجوز أن يقتله ‪ ،‬فقالت في ثقة وحزم‬
‫وشجاعة وإقدام ‪ ) :‬لو لم تقتله مات ( ! ‪ ،‬كوني كالعجوز الفارسية‬
‫في توكلها على الله يوم غابت عن كوخ دجاجها ونظرت إلى‬
‫السماء وقالت ‪ :‬اللهم أحفظ كوخ دجاجي فإنك خير الحافظين !‪،‬‬
‫وكوني في صمود أسماء بنت أبي بكر وقد رأت ابنها عبد الله بن‬
‫الزبير مقتول ً مصلوبا ً فقالت كلمتها المشهورة ‪:‬أما آن لهذا الفارس‬
‫جل ؟! ‪ ..‬وكوني كالخنساء قدمت أربعة في سبيل الله ‪ ،‬فلما‬ ‫أن يتر ّ‬
‫قُِتلوا قالت ‪ :‬الحمد لله الذي شرفني بقتلهم شهداء في سبيله ‪..‬‬
‫ن المجيد وسيرتهن الحافلة ‪.‬‬
‫انظري لهؤلء النسوة وتاريخه ّ‬
‫إشراقة ‪ :‬خذي من النسيم رقتَه ‪ ،‬ومن المسك‬
‫رائحته ‪ ،‬ومن الجبل ثباته ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫العقود‬

‫ومضة ‪ :‬ول تهنوا ول تحزنوا وأنتم العلون‬


‫العقد العاشر ‪ :‬حتى تكوني أبهى إنسان ٍ‬
‫ة‬
‫في الكون‬
‫فموصو ٌ‬
‫ل بها‬ ‫ت‬‫ت وإن تناه ْ‬ ‫وك ّ‬
‫ل الحادثا ِ‬
‫ب‬
‫ج قري ُ‬
‫فر ٌ‬

‫ك أزكى من المسك ‪،‬‬ ‫ك أبهى من الشمس ‪ ،‬وبأخلق ِ‬ ‫أنت بجمال ِ‬


‫وبتواضعك أرفع من البدر ‪ ،‬وبحنانك أهنأ من الغيث ‪ ،‬فحافظي على‬
‫الجمال باليمان ‪ ،‬وعلى الرضا بالقناعة ‪ ،‬وعلى العفاف بالحجاب ‪،‬‬
‫حلّيك ليس الذهب والفضة ول اللماس ‪ ،‬بل ركعتان‬ ‫واعلمي أن ُ‬
‫ة ل يدري بها إل‬
‫ة خفي ٌ‬ ‫في السحر ‪ ،‬وظمأ الهواجر صياما ً لله ‪ ،‬وصدق ٌ‬
‫ة على بساط‬ ‫ة حارة تغسل الخطيئة ‪ ،‬وسجدةٌ طويل ٌ‬ ‫الله ‪ ،‬ودمع ٌ‬
‫العبودية ‪ ،‬وحياٌء من الله عند نوازع الشر وداعي الشيطان ‪،‬‬
‫ل امرأةٍ في العالم ‪ ،‬ولو كانت‬ ‫فالبسي لباس التقوى فإنك أجم ُ‬
‫ثيابك ممزقة ‪ ،‬وارتدي عباءة الحشمة فإنك أبهى إنسانة في الكون‬
‫ولو كنت حافية القدمين ‪ ،‬وإياك وحياة الفاجرات الكافرات‬
‫الساحرات العاهرات السافرات ‪ ،‬فإنهن وقود نار جهنم ‪ ‬ل‬
‫شَقى‪‬‬‫ها إ ِّل اْل َ ْ‬
‫صل َ‬
‫يَ ْ‬
‫ك ما‬‫ن تجدين ظلما ً في حيات ِ‬ ‫إشراقة ‪ :‬في ك ّ‬
‫ل مكا ٍ‬
‫ك! ‪.‬‬
‫س ِ‬‫ك إل أن تنيري المصباح في نف ِ‬ ‫علي ِ‬

‫‪33‬‬
34
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫العسجد‬

‫ومضة ‪ :‬إذا أصبح ِ‬


‫ت فل تنتظري المساء‬
‫العسجدة الولى ‪ :‬يا سامية المقام‬
‫جـــّر أمـــرا ً ترتجيــه‬ ‫ر تتقيــــه‬
‫ب أمـــــ ٍ‬
‫ُر ّ‬

‫أيتها المسلمة الصادقة ‪ ،‬أيتها المؤمنة المنيبة ‪ ،‬كوني كالنخلة بعيدةً‬


‫ة عن الذى ‪ُ ،‬ترمى بالحجارة فتسقط تمرا ً ‪ ،‬دائمة‬ ‫عن الشر ‪ ،‬رفيع ً‬
‫الخضرة صيفا ً وشتاًء ‪ ،‬كثيرةَ المنافع ‪ ،‬كوني سامية المقام عن‬
‫ك‬‫م ِ‬
‫سفاسف المور ‪ ،‬مصونة الجناب عن كل ما يخدع الحياء ‪ ،‬كل ُ‬
‫ك فكر ‪ ،‬حينها تجدين السعادة‬ ‫ك عبرة ؛ وصمت ُ ِ‬‫ذكٌر ‪ ،‬ونظر ِ‬
‫ك الثناء‬
‫والراحة ‪ ،‬فُينشر لك القبول في الرض ‪ ،‬وينهمر علي ِ‬
‫ك سحاب‬ ‫خْلق ‪ ،‬وُيذهِ ُ‬
‫ب الله عن ِ‬ ‫الحسن والدعاء الصادق من ال َ‬
‫ك ‪ ،‬وشبح الخوف ‪ ،‬وأكوام الكدر ‪ ،‬نامي على زجل دعاء‬ ‫الضن ْ ِ‬
‫ك ‪ ،‬حينها تعلمين أن‬ ‫ك ‪ ،‬واستيقظي على نشيد الثناء علي ِ‬ ‫المؤمنين ل ِ‬
‫السعادة ليست في الرصيد ‪ ،‬وإنما في طاعة الحميد ‪ ،‬وليست في‬
‫لبس الجديد ‪ ،‬ول في خدمة العبيد ‪ ،‬وإنما في طاعة المجيد ‪.‬‬
‫ئ‪،‬‬ ‫ك ‪ ،‬فالتحو ُ‬
‫ل بطي ٌ‬ ‫إشراقة ‪ :‬ل تيأسي من نفس ِ‬
‫ك‬
‫وستصادف ِ‬
‫ت تخمد الهمة ‪ ،‬فل تدعيها تتغلب عليك ‪.‬‬
‫عقبا ٌ‬

‫‪35‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫العسجد‬

‫ومضة ‪ :‬ادعوني أستجب لكم‬


‫العسجدة الثانية ‪ :‬اقبلي النعمة‬
‫ظفيها‬‫وو ّ‬
‫ي‬
‫لله ‪ ،‬في ط ّ‬ ‫ة ل ُيستق ّ‬
‫ل بشكرها‬ ‫كم نعم ٍ‬
‫المكاره كامنة‬

‫وظفي نعم الله مع شكره وطاعته ‪ ،‬وانعمي بالماء شربا ً ووضوءا ً‬


‫سنا ً‬‫ح ْ‬ ‫وغسل ً ‪ ،‬وتدثري بالشمس دفئا ً ونورا ً ‪ ،‬واغتسلي بضوء القمر ُ‬
‫ة ‪ ،‬واقطفي من الثمار ‪ ،‬وعُّبي من النهار ‪ ،‬وانظري في‬ ‫ومتع ً‬
‫البحار ‪ ،‬وسيري في القفار ‪ ،‬واشكري العزيز الغفار ‪ ،‬الملك‬
‫ك‪،‬‬ ‫ن الله به علي ِ‬ ‫القهار ‪ ،‬استفيدي من هذا العطاء المبارك الذي م ّ‬
‫ت الل ّهِ ث ُ ّ‬
‫م ي ُن ْك ُِرون ََها ‪، ‬‬ ‫م َ‬ ‫ك والتنكر لنعم الله ‪:‬ي َعْرُِفو َ‬
‫ن ن ِعْ َ‬ ‫وإيا ِ‬
‫ك والجحود ‪ ،‬وقبل أن تنظري في شوك الورد ‪ ،‬انظري في‬ ‫إيا ِ‬
‫جماله ‪ ،‬وقبل أن تشتكي حرارة الشمس تمتعي بضيائها ‪ ،‬وقبل أن‬
‫تتذمري من سواد الليل تذكري هدوءه وسكينته ‪ ،‬لماذا هذه النظرة‬
‫التشاؤمية السوداوية للشياء ؟‪ ،‬لماذا تغيير النعم عن مسارها ؟ ‪:‬‬
‫ت الل ّهِ ك ُْفرا ً ‪ ...‬فخذي هذه النعم‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫ن ب َد ُّلوا ن ِعْ َ‬ ‫م ت ََر إ َِلى ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫‪ ‬أل َ ْ‬
‫ن ‪ ،‬واحمدي الله عليها ‪.‬‬ ‫ل حس ٍ‬ ‫واقبليها بقبو ٍ‬
‫إشراقة ‪ :‬إن التحول من الخطأ إلى الصواب‬
‫ة ولكنها جميلة !‬
‫مغامرةٌ طويل ٌ‬

‫‪36‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫العسجد‬

‫ومضة ‪:‬ل تقنطوا من رحمة الله‬


‫العسجدة الثالثة ‪ :‬مع الستغفار الرزقُ‬
‫المدرار‬
‫وأكثر أسباب‬ ‫ب‬‫أجارتنا إن الماني كواذ ٌ‬
‫س‬
‫النجاح مع اليأ ِ‬

‫قالت امرأة ‪ :‬مات زوجي وأنا في الثلثين من عمري وعندي منه‬


‫خمسة أبناء وبنات ‪ ،‬فأظلمت الدنيا في عيني وبكيت حتى خفت‬
‫على بصري ‪ ،‬وندبت حظي ‪ ،‬ويئست ‪ ،‬وطوقني الهم ‪ ،‬وغشيني‬
‫الغم ‪ ،‬فأبنائي صغار ‪ ،‬وليس لنا دخل يكفينا ‪ ،‬وكنت أصرف باقتصاد‬
‫من بقايا مال قليل تركه لنا أبونا ‪ ،‬وبينما أنا في غرفتي فتحت‬
‫خ يقول ‪ :‬قال رسول‬ ‫المذياع على إذاعة القرآن الكريم وإذا بشي ٍ‬
‫م فرجا ً ‪،‬‬ ‫الله ‪ )) : ‬من أكثر من الستغفار جعل الله له من كل ه ّ‬
‫ق مخرجا ً (( ‪ ،‬فأكثرت بعدها من الستغفار ‪ ،‬وأمرت‬ ‫ومن كل ضي ٍ‬
‫أبنائي بذلك ‪ ،‬وما مّر بنا والله ستة أشهر حتى جاء تخطيط مشروع‬
‫وضت فيها بمليين ‪ ،‬وصار ابني الول‬ ‫على أملك لنا قديمة ‪ ،‬فعُ ّ‬
‫ة‬
‫ل عناي ِ‬ ‫على طلب منطقته ‪ ،‬وحفظ القرآن كامل ً ‪ ،‬وصار مح ّ‬
‫الناس ورعايتهم ‪ ،‬وامتل بيتنا خيرا ً ‪ ،‬وصرنا في عيشة هنية ‪ ،‬وأصلح‬
‫م‪،‬‬ ‫ن والغ ّ‬
‫م والحز ُ‬‫الله لي كل أبنائي وبناتي ‪ ،‬وذهب عني اله ّ‬
‫وصرت أسعد امرأة ‪.‬‬

‫إشراقة ‪ :‬إذا استسلم ِ‬


‫ت لليأس فإنك لن تتعلمي‬
‫شيئا ً ‪ ،‬ولن تظفري بالسعادة ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫العسجد‬

‫ومضة ‪ :‬إنه ل ييأس من روح الله إل القو ُ‬


‫م‬
‫الكافرون‬
‫العسجدة الرابعة ‪ :‬الدعاء يرفع البلء‬
‫ويبتلي‬ ‫ظمت‬ ‫عم الله بالبلوى وإن ع ُ‬
‫قد ي ُن ْ ِ‬
‫الله بعض القوم ٍ بالنعم ِ‬

‫لي صديق عابد صالح أصيبت زوجته بمرض السرطان ولها منه‬
‫ثلثة أبناء ‪ ،‬فضاقت به الدنيا بما رحبت ‪ ،‬وأظلمت الرض في‬
‫عينه ‪ ،‬فأرشده أحد العلماء إلى قيام الليل والدعاء في السحر مع‬
‫الستغفار والقراءة في ماء زمزم لزوجته ‪ ،‬فاستمر على هذا الحال‬
‫‪ ،‬وفتح الله عليه في الدعاء ‪ ،‬وأخذت زوجته تغسل جسمها بماء‬
‫زمزم مع القراءة عليه ‪ ،‬وكان يجلس معها من صلة الفجر إلى‬
‫طلوع الشمس ‪ ،‬ومن صلة المغرب إلى صلة العشاء ‪ ،‬يستغفرون‬
‫الله ويدعونه ‪ ،‬فكشف الله ما بها وشافاها وعافاها وأبدلها جلدا ً‬
‫حسنا ً وشعرا ً جميل ً ‪ ،‬وقد تعلقت بالستغفار وصلة الليل ‪ ،‬فسبحان‬
‫ب سواه ‪.‬‬‫المشافي المعافي ل إله إل هو ‪ ،‬ول ر ّ‬
‫ت ففري إلى الله ‪ ،‬وأكثري من الستغفار‬ ‫فيا أختاه إذا مرض ِ‬
‫والدعاء والتوبة ‪ ،‬وأبشري بما يسرك ‪ ،‬فإن الله يستجيب الدعاء ‪،‬‬
‫ضط َّر إ ِ َ‬ ‫َ‬
‫عاهُ‬
‫ذا د َ َ‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫جي ُ‬
‫ن يُ ِ‬ ‫ويكشف الكرب ‪ ،‬وُيذهب السوء ‪ :‬أ ّ‬
‫م ْ‬
‫‪‬‬
‫ك ‪ ،‬فالحياة‬ ‫ك وحاضر ِ‬‫إشراقة ‪ :‬افحصي ماضي ِ‬
‫ة من‬ ‫مكون ٌ‬
‫تجارب متتابعة يجب أن يخرج المرءُ منها منتصرا ً ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫العسجد‬

‫ومضة ‪ :‬وكان بالمؤمنين رحيما‬


‫العسجدة الخامسة ‪ :‬احذري اليأس‬
‫والحباط‬
‫فهو الذي‬ ‫سها‬
‫والحادثات وإن أصابك بؤ ُ‬
‫مها‬
‫أنباك كيف نعي ُ‬

‫ب ليس لوالدته إل هو ‪ ،‬فذهب النوم عنها وأخذ الهم منها‬ ‫جن شا ٌ‬


‫س ِ‬
‫ُ‬
‫ل منها البكاء ‪ ،‬ثم أرشدها الله إلى قول ‪:‬‬ ‫كل مأخذ ‪ ،‬وبكت حتى م ّ‬
‫)) ل حول ول قوة إل بالله (( ‪ ،‬فكررت هذه الكلمة العظيمة التي‬
‫هي كنز من كنوز الجنة ‪ ،‬وما هي إل أيام – بعدما يئست من خروج‬
‫ة وفرحا ً ‪،‬‬ ‫ابنها – وإذا به يطرق الباب فامتلت سرورا ً وغبط ً‬
‫ة وبهج ً‬
‫وض المر إليه ‪،‬‬ ‫وهذا جزاء من تعليق بربه وأكثر من دعائه وف ّ‬
‫فعليك بل حول ول قوة إل بالله ‪ ،‬فإنها كلمة عظيمة ‪ ،‬فيها‬
‫م‪،‬‬ ‫سّر السعادة والفلح ‪ ،‬فأكثري منها ‪ ،‬وطاردي بها فلول اله ّ‬
‫ن ‪ ،‬وأشباح الكتئاب ‪ ،‬وأبشري بسرور من الله وفرج‬ ‫وكتائب الحز ِ‬
‫ل الرجاء ‪ ،‬أو تصابي بالحباط ‪ ،‬فإنه‬ ‫ك حب ُ‬
‫قريب ‪ ،‬وإياك أن ينقطع ب ِ‬
‫ة‬
‫سن ّ ٌ‬‫ما من شدةٍ إل ولها رخاء ‪ ،‬وما من عسرٍ إل وبعده يسر ‪ُ ،‬‬
‫ة مفروغٌ منها ‪ ،‬فالله الله في حسن الظن بالله ‪،‬‬ ‫ماضية ‪ ،‬وقضي ٌ‬
‫والتوكل عليه ‪ ،‬وطلب ما عنده ‪ ،‬وانتظار الفرج منه ‪.‬‬
‫ك موضوعا ً‬ ‫إشراقة ‪ :‬ل تجعلي من متاعب ِ‬
‫ك وهموم ِ‬
‫للحديث ؛‬
‫ك بذلك تخلقين حاجزا ًَ بينك وبين السعادة ‪.‬‬
‫لن ِ‬

‫‪39‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫العسجد‬

‫ومضة ‪ :‬إن ربك واسع المغفرة‬


‫ة العّز‬ ‫العسجدة السادسة ‪ :‬بيت ُ ِ‬
‫ك مملك ُ‬
‫ب‬
‫والح ّ‬
‫واتبعنا هاديا ً من‬ ‫ن آمّنا به‬
‫قل هو الرحم ُ‬
‫ب‬
‫يثر ِ‬

‫أيتها العزيزة الغالية ‪ :‬الزمي بيتك إل من أمرٍِ مهم ‪ ،‬فإن بيتك سّر‬
‫ن ‪ ‬؛ ففي بيتك تجدين طعم‬ ‫ن ِفي ب ُُيوت ِك ُ ّ‬ ‫سعادتك ‪ :‬وَقَْر َ‬
‫ك ‪ ،‬فإن‬ ‫ك وحشمت ِ‬‫ك ووقار ِ‬‫السعادة ‪ ،‬وتحافظين على ناموس شرف ِ‬
‫المرأة الهامشية هي التي ُتكثر من الخروج إلى السواق من غير‬
‫ضرورة ‪ ،‬فهمها متابعة الموضات ‪ ،‬ومراقبة الزياء ‪ ،‬ودخول‬
‫م‬
‫المحلت التجارية ‪ ،‬والسؤال عن كل جديد وغريب ‪ ،‬ليس لها ه ّ‬
‫ة في المعرفة والعلم والثقافة ‪،‬‬‫م ٌ‬
‫ة دعوية ‪ ،‬ول هِ ّ‬ ‫ديني ‪ ،‬ول رسال ٌ‬
‫ذرة ‪ ،‬همها المأكول والملبوس ‪ ،‬فحذارِ حذارِ من‬ ‫ة مب ّ‬ ‫بل هي مسرف ٌ‬
‫هجران البيت ؛ لنه منزل السرور ‪ ،‬ومحل المن والراحة ‪ ،‬وكهف‬
‫ة‬
‫النس ‪ ،‬وكعبة السلمة من الناس ‪ ،‬فاجعلي من بيتك جامع ً‬
‫للمحبة ‪ ،‬ومنطلقا ً للعطاء الطيب المبارك ‪.‬‬
‫ك الذين‬ ‫إشراقة ‪ :‬ل ُتفضي بمتاعب ِ‬
‫ك إل لولئ ِ‬
‫ك‬
‫يساعدون ِ‬
‫بتفكيرهم وكلمهم الذي يجلب السعادة ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫العسجد‬

‫ومضة ‪ :‬عجبا ً لمر المؤمن إن أمره كله له خير‬


‫ت‬ ‫العسجدة السابعة ‪ :‬ليس عند ِ‬
‫ك وق ٌ‬
‫للثرثرة !‬
‫فعلم تقتلنا‬ ‫ق‬ ‫البدر يضحك والنجوم تص ّ‬
‫ف ُ‬
‫ق ؟!‬
‫م وتخن ُ‬‫الهمو ُ‬

‫اتركي الجدل والدخول في نقاش عقيم حول أمور محتملة ؛ لن‬


‫در الخاطر ‪ ،‬ول تحاولي إقناع الناس دائما ً‬ ‫ذلك يضّيق الصدر ويك ّ‬
‫في مسائل تقبل وجهات النظر ‪ ،‬بل اطرحي رأيك بهدوٍء وبدون‬
‫صخب ول إلحاح ول تشنج ‪ ،‬وابتعدي عن كثرة الردود والنتقادات ؛‬
‫لنها تفقدك راحة البال ‪ ،‬وتنقل عنك صورةً غير لئقة ‪ ،‬فقولي‬
‫كلمتك اللينة المحببة في رفق وهدوء ‪ ،‬حينها تملكين القلوب‬
‫ب الناس‬ ‫م والحزن اغتيا ُ‬ ‫وتعمرين الرواح ‪ ،‬كما إن مما يورث اله ّ‬
‫ك الثم ‪،‬‬ ‫وهمُزهم ولمُزهم وتنّقصهم ‪ ،‬وهذا ُيذهب الجر ويجمع علي ِ‬
‫ك عن عيوب الناس ‪،‬‬ ‫ك الطمئنان ‪ ،‬فاشتغلي بإصلح عيوب ِ‬ ‫ويفقد ِ‬
‫ب‬‫فإن الله لم يخلقنا كاملين معصومين ‪ ،‬بل عندنا جميعا ً ذنو ٌ‬
‫ب ‪ ،‬فطوبى لمن أشغله عيبه عن عيوب الناس ‪.‬‬ ‫وعيو ٌ‬

‫إشراقة ‪ :‬على الم التي يسقط ولدها من مكا ٍ‬


‫ن‬
‫ل أن ل تضّيع الوقت في‬‫عا ٍ‬
‫النحيب والصراخ ‪ ،‬بل عليها أن تسعى حال ً لتضميد‬
‫جراحه ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫العسجد‬

‫ك‬ ‫ومضة ‪ :‬اعلمي أن ما أصاب ِ‬


‫ك لم يكن ليخطئ ِ‬

‫العسجدة الثامنة ‪ :‬كوني مشرقة النف ِ‬


‫س‬
‫ك الكون‬
‫يحي ّ ِ‬
‫ولو دام‬ ‫م‬
‫ب أن البؤس للمرء دائ ٌ‬
‫أتحس ُ‬
‫ب‬
‫س في العج ْ‬‫ده النا ُ‬
‫شيءٌ ع ّ‬

‫انظري للحياة نظر المحب المتفائل ‪ ،‬فالحياة هدية من الله‬


‫للنسان ‪ ،‬فاقبلي هدية الواحد الحد ‪ ،‬وخذيها بفرٍح وسرور ‪ ،‬اقبلي‬
‫الصباح بإشراقه وبسمته الرائعة ‪ ،‬اقبلي الليل بوقاره وصمته ‪،‬‬
‫اقبلي النهار بسنائه وضيائه ‪ ،‬عُّبي الماء النمير حامدةً شاكرة ‪،‬‬
‫كري‬ ‫ة ‪ ،‬تف ّ‬‫مي الزهَْر مسّبح ً‬ ‫ش ّ‬‫ة مسرورةً ‪ُ ،‬‬ ‫استنشقي الهواء فرح ً‬
‫في الكون معتبرةً ‪ ،‬استثمري العطاء المبارك في الرض ‪ ،‬في باقة‬
‫الزهر ‪ ،‬في طلعة الورد ‪ ،‬في هَّبة النسيم ‪ ،‬في نفحة الروض ‪ ،‬في‬
‫ولي هذه العطاءات والنعم‬ ‫حرارة الشمس ‪ ،‬في ضياء القمر ‪ ،‬ح ّ‬
‫إلي رصيدٍ من العون على طاعة الله ‪ ،‬والشكر له على نعمه ‪،‬‬
‫س الهموم‬ ‫ك كابو ُ‬ ‫ك أن يحاصر ِ‬ ‫ضله وامتنانه ‪ ،‬إيا ِ‬‫والحمد له على تف ّ‬
‫ل الغموم عن رؤية هذا النعيم ‪ ،‬فتكوني جاحدةً جامدةً ‪ ،‬بل‬ ‫وجحاف ُ‬
‫ل في عله – ما خلق هذه النعم إل‬ ‫اعلمي أن الخالق الرازق – ج ّ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬‫ل ك ُُلوا ِ‬
‫س ُ‬‫ليستعان بها على طاعته ‪ ،‬وهو القائل ‪َ :‬يا أي َّها الّر ُ‬
‫صاِلحا ً‪‬‬
‫مُلوا َ‬
‫ت َواعْ َ‬‫الط ّي َّبا ِ‬
‫ل الكرم وأنقاه يكون من أولئك‬ ‫إشراقة ‪ :‬أفض ُ‬
‫الذين ل يملكون شيئا ً ‪ ،‬ولكنهم‬
‫يعرفون قيمة الكلمة والبتسامة ‪ ،‬وكم‬
‫طون وكأنهم يصفعون ! ‪.‬‬ ‫أناس ُيع ُ‬
‫ٍ‬

‫‪42‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫العسجد‬

‫ومضة ‪ :‬ومن يتق الله يجعل له مخرجا‬


‫العسجدة التاسعة ‪ :‬ما تمت السعادةُ لحد‬
‫م َ‬
‫ل الخيُر لنسان‬ ‫وما ك ُ‬
‫واهجري ليل‬ ‫د‬
‫صم ِ‬
‫م بذكر ال ّ‬
‫اطردي اله ّ‬
‫الهوى وابتعدي‬

‫إنك تخطئين كثيرا ً إذا توهمت أن الحياة لبد أن تكون لصالحك مائ ً‬
‫ة‬
‫بالمائة ‪ ،‬فهذا لن يتحقق إل في الجنة ‪ ،‬أما في الدنيا فإن المر‬
‫نسبي ؛ فلن يتم كل ما تريدين ‪ ،‬بل سوف يقع شيء من البلء‬
‫والمرض والمصيبة والمتحان ‪ ،‬فكوني شاكرةً في السراء ‪ ،‬صابرةً‬
‫في الضراء ‪ ،‬ول تعيشي في عالم المثاليات بحيث تريدين‬
‫ى بل فقر ‪ ،‬وسعادةً بل منّغصات ‪ ،‬وزوجا ً بل‬ ‫صحة بل سقم ‪ ،‬وغن ً‬
‫طني نفسك‬ ‫ة بل عيوب ‪ ،‬فهذا لن يحصل أصل ً ‪ ،‬و ّ‬ ‫سلبيات ‪ ،‬وصديق ً‬
‫ض الطرف عن السلبيات والخطاء والملحظات ‪ ،‬وانظري‬ ‫على غ ّ‬
‫ك بحسن الظن والتماس العذر‬ ‫إلى اليجابيات والمحاسن ‪ ،‬وعلي ِ‬
‫والعتماد على الله فقط ‪ ،‬أما الناس فليسوا أهل ً للعتماد عليهم‬
‫شْيئا ً ‪‬‬
‫ن الل ّهِ َ‬
‫م َ‬ ‫م لَ ْ‬
‫ن ي ُغُْنوا عَن ْ َ‬
‫ك ِ‬ ‫وتفويض المر إليهم ‪ :‬إ ِن ّهُ ْ‬
‫إشراقة ‪ :‬ل تقبلي بوجود مناطق مظلمة في‬
‫حياتك ‪ ،‬فالنور‬
‫ك إل أن تديري الزّر ليتألق ! ‪.‬‬
‫موجودٌ وليس علي ِ‬

‫‪43‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫العسجد‬

‫ومضة ‪ :‬ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا‬


‫العسجدة العاشرة ‪ :‬ادخلي بستان‬
‫المعرفة‬
‫أأنت المبرأ ُ‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫أيها الشامت المعّير بالده ِ‬
‫الموفوُر ؟‬

‫ك ‪ ،‬فإن تعّلم الدين يشرح‬ ‫ك في دين ِ‬


‫إن من أسباب سعادتك تفّقه ِ‬
‫ب ‪ ،‬وكما قال عليه الصلة والسلم ‪ )) :‬من‬ ‫الصدر ‪ ،‬وُيرضي الر ّ‬
‫يرد الله به خيرا ً يفقهه في الدين(( ‪ ،‬فاقرأي كتب العلم الميسرة‬
‫ك علما ً وفهما ً للدين كرياض الصالحين ‪ ،‬وفقه‬ ‫النافعة التي تزيد ِ‬
‫السنة ‪ ،‬وفقه الدليل ‪ ،‬والتفاسير الميسرة ‪ ،‬والرسائل المفيدة ‪،‬‬
‫واعلمي أن أفضل أعمالك هو معرفة مراد الله ‪ ‬في كتابه ‪،‬‬
‫ومراد رسوله ‪ ‬في سنته ‪ ،‬فأكثري من تدبر القرآن ومدارسته مع‬
‫أخواتك ‪ ،‬وحفظ ما تيسر منه ‪ ،‬والستماع إليه ‪ ،‬والعمل به ؛ لن‬
‫ة في القلب ‪ ،‬وضيقٌ في الصدر ‪ ،‬فلتكن‬ ‫الجهل بالشريعة ظ ُْلم ٌ‬
‫ة – ولو كانت صغيرة – فيها كتب قيمة نافعة ‪ ،‬وأشرطة‬ ‫عندك مكتب ٌ‬
‫مفيدة ‪ ،‬وحذارِ من ضياع الوقت في سماع الغنيات ‪ ،‬ومشاهدة‬
‫ن كل ثانية من عمرك محسوبة عليك فاستثمري‬ ‫المسلسلت ‪ ،‬فإ ّ‬
‫الوقت في مرضاة الله ‪. ‬‬
‫ن واثق‬
‫ة إنسا ٍ‬ ‫إشراقة ‪ :‬أشدّ الصعا ِ‬
‫ب تهون بابتسام ِ‬
‫‪.‬‬

‫‪44‬‬
45
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫اللليء‬

‫ومضة ‪ :‬لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا‬

‫اللؤلؤة الولى ‪ :‬تذكري الدموع‬


‫المسفوحة والقلوب المجروحة‬
‫غياهُبه جاء‬ ‫ألم تر أن الليل لما تكاملت‬
‫ح بنوره‬
‫الصبا ُ‬

‫قال أحد الدباء ‪:‬‬


‫ك أخذت على الدهر عهدا ً أن يكون ل ِ‬
‫ك كما‬ ‫ت تعلمين أن ِ‬
‫إن كن ِ‬
‫تريدين في جميع شؤونك وأطوارك وأل يعطيك إل ما تحبين‬
‫ك أن تطلقي لنفسك في سبيل الحزن عنانها‬ ‫وتشتهين ‪ ،‬فجدير ب ِ‬
‫ت تعلمين أخلق‬ ‫كلما فاتك مأرب واستعصى عليك مطلب ‪ ،‬وأن كن ِ‬
‫اليام في أخذها وردها ‪ ،‬وعطائها ومنعها ‪ ،‬وأنها ل تنام عن منحة‬
‫تمنحها حتى تكّر عليها راجعة فتستردها ‪ ،‬وأن هذه سنتها وتلك‬
‫خلتها في جميع أبناء آدم ‪ ،‬سواء في ذلك ساكن القصور وساكن‬
‫الكواخ ‪ ،‬ومن يطأ بنعله هام الجوزاء ومن ينام على بساط‬
‫الغبراء ‪ ،‬فخفضي من حزنك ‪ ،‬وكفكفي من دمعك ‪ ،‬فما أنت بأول‬
‫إنسانة أصابها سهم الزمان ‪ ،‬وما مصابك بأول بدعة طريفة في‬
‫جريدة المصائب والحزان ‪.‬‬
‫إشراقة ‪ :‬انقطعي عن تأمل الذنب ‪ ،‬وتأملي الصفة‬
‫الحسنة التي ستضعينها مكانه ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫اللليء‬

‫ومضة ‪ :‬بالبلء ُيستخرج الدعاء‬

‫اللؤلؤة الثانية ‪ :‬هؤلء ليسوا في‬


‫سعادة !‬
‫قد آذن ليُلـك‬ ‫ة تنفرجـــي‬
‫اشتدي أزم ُ‬
‫ج‬
‫بالبل ِ‬

‫ن‬
‫ل تنظري لهل الترف وأهل البذخ والسراف في الحياة ‪ ،‬فإ ّ‬
‫ن أناسا ً كان همهم السراف على‬ ‫واقعهم ُيرثى له ول يفرح به ‪ ،‬فإ ّ‬
‫أنفسهم وملذاتهم وشهواتهم ‪ ،‬واستفراغ الجهد في طلب المتعة ‪،‬‬
‫ومطاردة اللذة ‪ ،‬سواًء كانت حلل ً أو حراما ً ‪ ،‬وهؤلء ليسوا في‬
‫ل من انحرف‬ ‫نك ّ‬‫م‪،‬ل ّ‬ ‫م وهم غ ّ‬
‫ك وفي ه ّ‬ ‫ضن ْ ٍ‬
‫سعادة ‪ ،‬إنما هم في َ‬
‫ل من ارتكب معاصي الله ‪ ،‬فلن يجد السعادة‬ ‫عن منهج الله ‪ ،‬وك ّ‬
‫أبدا ً ‪ ،‬فل تظني أن أهل الترف والبذخ والسراف في نعيم وفي‬
‫ن بعض الفقيرات الساكنات في بيوت الكواخ‬ ‫سرور ‪ ،‬ل ‪ ،!.‬إ ّ‬
‫والطين أسعد ُ حال ً من أولئك الذين ينامون على ريش النعام ‪،‬‬
‫ن الفقيرة‬‫وعلى الديباج والحرير ‪ ،‬وفي القصور المخملية ؛ ل ّ‬
‫المؤمنة العابدة الزاهدة أسعد ُ حال ً من المنحرفةِ الصادةِ عن منهج‬
‫الله ‪.‬‬
‫إشراقة ‪ :‬إن السعادة موجودةُ في ِ‬
‫ك ‪ ،‬ولهذا يجب أن‬
‫ك‬
‫جهي جهودك إلى نفس ِ‬ ‫تو ّ‬

‫‪47‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫اللليء‬

‫ومضة ‪ :‬فاعلم أنه ل إله إل الله‬

‫اللؤلؤة الثالثة ‪ :‬الطريق إلى الله أحسن‬


‫الطرق‬
‫ة كح ّ‬
‫ل‬ ‫ولها فرج ٌ‬ ‫ر‬‫س لم ٍ‬
‫ع النفو ُ‬
‫ربما تجز ُ‬
‫ل‬
‫العقا ِ‬

‫ما السعادة ؟ هل السعادة في المال ؟ أم في الجاه والنسب ؟‬


‫إجابات متعددة ‪ ...‬ولكن دعينا ننظر إلى سعادة هذه المرأة ‪:‬‬
‫ك ‪ ،‬فقالت الزوجة في‬ ‫اختلف رجل مع زوجته ‪ ...‬فقال ‪ :‬لشقين ِ‬
‫هدوء ‪ :‬ل تستطيع ‪ ،‬فقال لها ‪ :‬كيف ذلك ؟ قالت ‪ :‬لو كانت‬
‫السعادة في مال لحرمتني منه ‪ ،‬أو في حلي لمنعتها عني ‪ ،‬ولكن ل‬
‫شيء تمتلكه أنت ول الناس ‪ ،‬إني أجد سعادتي في إيماني ‪،‬‬
‫وإيماني في قلبي ‪ ،‬وقلبي ل سلطان لحد عليه إل ربي ‪.‬‬
‫هذه هي السعادة الحقيقية ‪ ..‬سعادة اليمان ‪ ،‬ول يشعر بهذه‬
‫ب الله في قلبه ‪ ..‬ونفسه ‪ ..‬وفكره ‪،‬‬
‫السعادة إل من تغلغل ح ّ‬
‫فالذي يملك السعادة –حقيقة‪ -‬هو الواحد الحد ‪ ،‬فاطلبي السعادة‬
‫من بطاعته ‪. ‬‬
‫إن الطريق الوحيد لكسب السعادة إنما هو في التعرف على الدين‬
‫الصحيح الذي ُبعث به رسول الله ‪ ، ‬فمن عرف هذا الطريق‬
‫فليس يضره أن ينام في كوخ ‪ ،‬أو يتوسد الرصيف ‪ ،‬أو يكتفي‬
‫ل عن هذا‬ ‫بكسرة خبز ‪ ،‬ليكون أسعد إنسان في العالم ‪ ،‬أما من ض ّ‬
‫الطريق فعمره أحزان ‪ ،‬وماله حرمان ‪ ،‬وعلمه خسران ‪ ،‬وعاقبته‬
‫خذلن ‪.‬‬

‫إشراقة ‪ :‬إننا نحتاج إلى المال لنعيش ‪ ،‬ولك ّ‬


‫ن هذا ل‬
‫يعني أننا يجب علينا أن نعيش لجل المال ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫اللليء‬

‫ومضة ‪ :‬اللهم إني أسألك العفو والعافية‬

‫ب‬
‫اللؤلؤة الرابعة ‪ :‬إذا ضاقت الدرو ُ‬
‫ب‬ ‫ك بع ّ‬
‫لم الغيو ِ‬ ‫فعلي ِ‬
‫ح‬
‫ففكْر في أ لم نشر ْ‬ ‫إذا ضـــاق بك المُر‬

‫قال ابن الجوزي ‪:‬‬


‫)) ضاق بي أمر أوجب غما ً لزما ً دائما ً ‪ ،‬وأخذت أبالغ في الفكر في‬
‫الخلص من هذه الهموم بكل حيلة ‪ ،‬وبكل وجه ‪ ،‬فما رأيت طريقا ً‬
‫ل لَ ُ‬
‫ه‬ ‫جع َ ْ‬ ‫ق الل ّ َ‬
‫ه يَ ْ‬ ‫ن ي َت ّ ِ‬ ‫ت لي هذه الية ‪ :‬وَ َ‬
‫م ْ‬ ‫للخلص ‪ ..‬فعرض ْ‬
‫خَرجا ً‪ ، ‬فعلمت أن التقوى سبب للمخرج من كل غم ‪ ،‬فما كان‬ ‫م ْ‬
‫َ‬
‫ت المخرج ‪. (( ...‬‬ ‫إل أن هممت بتحقيق التقوى فوجد ُ‬
‫ت ‪ :‬التقوى عند العقلء هي سبب كل خير ‪ ،‬فما وقع عقاب إل‬ ‫قل ُ‬
‫بذنب ‪ ،‬وما رفع إل بتوبة ‪ ،‬فالكدر والحزن والنكد إنما هو جزاٌء على‬
‫ت بها ‪ ،‬من تقصير في الصلة ‪ ،‬أو غيبةٍ لمسلمة‪ ،‬أو‬ ‫ل قم ِ‬‫أفعا ٍ‬
‫ب محّرم ‪ .‬إن من يخالف منهج الله ل بد‬‫ن في حجاب ‪ ،‬أو ارتكا ِ‬ ‫تهاو ٍ‬
‫أن يدفع ثمن تقصيره ‪ ،‬وأن يسدد فاتورة إهماله ‪ ،‬فالذي خلق‬
‫السعادة هو الرحمن الرحيم فكيف تطلب السعادة من غيره ؟ ولو‬
‫كان الناس يملكون السعادة لما بقي في الرض محروم ول‬
‫محزون ول مهموم ‪.‬‬

‫ة وجودها ‪،‬‬
‫ة يائس ٍ‬ ‫كك ّ‬
‫ل وضيع ٍ‬ ‫إشراقة ‪ :‬أبعدي عن تفكير ِ‬
‫كزي على النجاح ‪ ،‬عندها ل يمكن أن تخفقي ‪.‬‬ ‫ور ّ‬

‫‪49‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫اللليء‬

‫ومضة ‪ :‬أنا عند ظ ّ‬


‫ن عبدي بي‬
‫اللؤلؤة الخامسة ‪ :‬اجعلي كل يوم عمرا ً‬
‫جديدا ً‬
‫فل تقنع بما‬ ‫ف مروم ٍ‬
‫إذا غامرت في شر ٍ‬
‫دون النجوم‬

‫إن البعد عن الله لن يثمر إل علقما ً ‪ ،‬ومواهب الذكاء والقوة‬


‫والجمال والمعرفة تتحول كلها إلى نقم ومصائب عندما تعرى عن‬
‫توفيق الله وُتحرم من بركته ‪ ،‬ولذلك يخوف الله الناس عقبى هذا‬
‫الستيحاش منه ‪ ،‬والذهول عنه ‪.‬‬
‫قد تكون سائرا ً في طريقك فتقبل عليك سيارة تنهب الرض نهبا ً‬
‫وتشعر كأنها موشكة على تحطيم بدنك وإتلف حياتك ‪ ،‬فل ترى بد ّا ً‬
‫من التماس النجاة وسرعة الهرب ‪ ...‬إن الله يريد إشعار عباده‬
‫تعرضهم لمثل هذه المعاطف والحتوف إذا هم صدفوا عنه ‪،‬‬
‫ويوصيهم أن يلتمسوا النجاة – على عجل – عنده وحده ‪ :‬فَِفّروا‬
‫معَ الل ّهِ إ َِلها ً آ َ‬
‫خَر إ ِّني‬ ‫جعَُلوا َ‬
‫ن * َول ت َ ْ‬
‫مِبي ٌ‬
‫ذيٌر ُ‬
‫ه نَ ِ‬
‫من ْ ُ‬
‫م ِ‬‫إ َِلى الل ّهِ إ ِّني ل َك ُ ْ‬
‫ن‪‬‬ ‫مِبي ٌ‬‫ذيٌر ُ‬‫ه نَ ِ‬‫من ْ ُ‬
‫م ِ‬‫ل َك ُ ْ‬
‫وهي عودة تتطلب أن يجدد النسان نفسه ‪ ،‬وأن يعيد تنظيم حياته ‪،‬‬
‫وأن يستأنف مع ربه علقة أفضل ‪ ،‬وعمل ً أكمل ‪ ،‬وعهدا ً يترجمه‬
‫بهذا الدعاء ‪ )) :‬اللهم أنت ربي ل إله إل أنت ‪ ،‬خلقتني وأنا‬
‫عبدك ‪ ،‬وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ‪ ،‬أعوذ بك‬
‫ي ‪ ،‬وأبوء بذنبي ‪،‬‬ ‫من شر ما صنعت ‪ ،‬أبوءُ لك بنعمتك عل ّ‬
‫فاغفر لي ‪ ،‬فإنه ل يغفر الذنوب إل أنت (( ‪.‬‬
‫ك إل‬‫ل من أعمالك علي ِ‬‫إشراقة ‪ :‬إذا أخفقت في عم ٍ‬
‫تستسلمي لليأس ‪،‬‬
‫ك‬‫ك الش ّ‬ ‫ول تقلقي ول يساور ِ‬
‫في أن حل ً سيأتي ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫اللليء‬

‫ك صدقة‬ ‫ومضة ‪ :‬وتبسم ِ‬


‫ك في وجه أخت ِ‬

‫اللؤلؤة السادسة ‪ :‬النساء نجوم السماء‬


‫وكواكب الظلماء‬
‫د‬
‫ن الواح َ‬
‫فاستع ِ‬ ‫ر‬
‫ف ده ٍ‬
‫وإن ألمت صرو ُ‬
‫القديرا‬

‫المرأة المسلمة الصالحة هي التي تحسن معاشرة زوجها وتطيعه‬


‫بعد طاعة ربها ‪ ،‬وقد أثنى رسول الله ‪ ‬على هذه المرأة ‪ ،‬وجعلها‬
‫سئل‬ ‫المرأة المثالية التي ينبغي على الرجل أن يظفر بها ‪ ،‬فعندما ُ‬
‫‪ : ‬أي النساء خير ؟ قال ‪ )) :‬التي تسره إذا نظر ‪ ،‬وتطيعه إذا‬
‫أمر ‪ ،‬ول تخالفه في نفسها ول ماله بما يكره (( ‪.‬‬
‫ة‪‬‬ ‫ب َوال ِْف ّ‬
‫ض َ‬ ‫ن ي َك ْن ُِزو َ‬
‫ن الذ ّهَ َ‬ ‫ولما نزل قول الله ‪َ : ‬وال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫انطلق عمر ‪ ،‬واتبعه ثوبان رضي الله عنهما ‪ ،‬فأتى عمر النبي ‪‬‬
‫فقال ‪ :‬يا نبي الله ‪ ،‬إنه قد كبر على أصحابك هذه الية ! فقال‬
‫النبي ‪ )) : ‬أل أخبرك بخير ما يكنز المرء ‪ :‬المرأة‬
‫الصالحة ؛ التي إذا نظر إليها سرته ‪ ،‬وإذا أمرها أطاعته ‪،‬‬
‫وإذا غاب عنها حفظته (( ‪.‬‬
‫وقد قرن رسول الله دخول المرأة الجنة برضا زوجها ‪ ،‬فعن أم‬
‫سلمة رضي الله عنها قال ‪ :‬قال رسول الله ‪ )) : ‬أيما امرأة‬
‫ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة (( ‪ .‬فكوني تلك المرأة‬
‫تسعدي ‪.‬‬
‫ن في الصف الول ‪ ،‬بشرط أن‬ ‫إشراقة ‪ :‬هناك مكا ٌ‬
‫ل‬‫تضعي في ك ّ‬
‫ما تعملين مزيدا ً من التقان‬
‫والكمال ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫اللليء‬

‫ومضة ‪ :‬أتا ِ‬
‫ك السرور لن الفلك يدور‬

‫اللؤلؤة السابعة ‪ :‬الموت ول الحرام‬


‫فقد أيسرت‬ ‫ع وإن أعسرت يوما ً‬
‫ول تجز ْ‬
‫في الزمن الطويل‬

‫في الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر بن الخطاب – رضي الله‬
‫عنهما – في النفر الثلثة الذين باتوا في الغار ‪ ،‬فانحدرت صخرة‬
‫دت عليهم الغار ‪ ،‬فتوسلوا إلى الله تعالى أن ينجيهم‬‫من الجبل فس ّ‬
‫فذكروا صالح أعمالهم ‪ ،‬يقول الثاني منهم ‪ )) :‬اللهم إنه كانت لي‬
‫ي – وفي رواية – كنت أحبها كأشد ما‬ ‫ابنة عم كانت أحب الناس إل ّ‬
‫يحب الرجال النساء ‪ ،‬فأردتها على نفسها ‪ ،‬فامتنعت مني حتى‬
‫مت بها سنة من السنين ‪ ،‬فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار‬ ‫أل ّ‬
‫على أن ُتخّلي بيني وبين نفسها ‪ ،‬ففعلت ‪ ،‬حتى إذا قدرت عليها –‬
‫وفي رواية – فلما قعدت بين رجليها قالت ‪ :‬اتق الله ‪ ،‬ول تفض‬
‫الخاتم إل بحقه ‪ ، ((...‬فهذه الفتات كانت تقية ولم تمكنه من‬
‫نفسها ابتداًء ‪ ،‬فلما ضعفت لفقرها اضطرت إلى ما طلب ‪ ،‬وذ ّ‬
‫كرته‬
‫بالله تعالى وتقواه ‪ ،‬وهزت فيه المشاعر اليمانية وأن عليه – إن‬
‫أرادها – أن يتزوجها حلل ً ول يقع عليها زنا ‪ ،‬فارعوى وتاب إلى الله‬
‫تعالى ‪ ،‬وكان ذلك سببا ً في انفراج شيء من الصخرة يوم سدت‬
‫باب الغار ‪.‬‬
‫ف وسوف‬‫إشراقة ‪:‬تعّلمي أن تتعايشي مع الخو ِ‬
‫يتلشى ‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫اللليء‬

‫ومضة ‪ :‬حياتك من صنع أفكارك‬

‫اللؤلؤة الثامنة ‪ :‬آيات وإشراقا ٌ‬


‫ت‬
‫ر‬
‫للصب ِ‬ ‫ت – وفي اليام تجربة ‪-‬‬
‫إني رأي ُ‬
‫ر‬
‫ة محمودةَ الث ِ‬
‫عاقب ً‬

‫سرا ً‪. ‬‬ ‫سرٍ ي ُ ْ‬ ‫ه ب َعْد َ عُ ْ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫جع َ ُ‬ ‫سي َ ْ‬‫قال تعالى ‪َ (  :‬‬
‫صاب ُِروا وََراب ِ ُ‬ ‫َ‬
‫طوا َوات ُّقوا‬ ‫صب ُِروا وَ َ‬ ‫مُنوا ا ْ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬‫قال تعالى ‪َ  :‬يا أي َّها ال ّ ِ‬
‫ن‪. ‬‬ ‫حو َ‬ ‫م ت ُْفل ِ ُ‬‫ه ل َعَل ّك ُ ْ‬‫الل ّ َ‬
‫ة َقاُلوا إ ِّنا‬ ‫شر الصابرين * ال ّذين إ َ َ‬
‫صيب َ ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫م ُ‬ ‫صاب َت ْهُ ْ‬‫ذا أ َ‬ ‫ِ َ ِ‬ ‫ّ ِ ِ َ‬ ‫قال تعالى ‪  :‬وَب َ ّ ِ‬
‫ن‪. ‬‬ ‫جُعو َ‬ ‫ل ِل ّهِ وَإ ِّنا إ ِل َي ْهِ َرا ِ‬
‫شُر‬‫طوا وَي َن ْ ُ‬ ‫ما قَن َ ُ‬ ‫ن ب َعْدِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ث ِ‬ ‫ل ال ْغَي ْ َ‬‫ذي ي ُن َّز ُ‬ ‫قال تعالى ‪ :‬وَهُوَ ال ّ ِ‬
‫ه‪.‬‬ ‫مت َ ُ‬
‫ح َ‬‫َر ْ‬
‫ب‪.‬‬ ‫قال تعالى ‪  :‬إنما يوّفى الصابرو َ‬
‫سا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫م ب ِغَي ْرِ ِ‬ ‫جَرهُ ْ‬‫نأ ْ‬ ‫ّ ُِ َ‬ ‫ِّ َ ُ َ‬
‫َ‬
‫ت‬‫ك إ ِّني ك ُن ْ ُ‬ ‫حان َ َ‬‫سب ْ َ‬‫ت ُ‬ ‫ه إ ِّل أن ْ َ‬‫قال تعالى عن نداء ذي النون ‪  :‬ل إ ِل َ َ‬
‫ن‪. ‬‬ ‫مي َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫ك أن تسعدي وتطمئني ‪ ،‬وأن تثقي بربك ‪ ،‬وأن‬ ‫هذا هو القرآن ينادي ِ‬
‫ينشرح صدرك لوعد الله الحق ‪ ،‬فالله لم يخلق الخلق ليعذبهم ‪،‬‬
‫ذبهم ويؤدبهم ‪ ،‬والله أرحم بالنسان من أمة‬ ‫حصهم ويه ّ‬ ‫إنما ليم ّ‬
‫وأبيه ‪ ،‬فاطلبي الرحمة والنس والرضا من الله – جل في عله ‪، -‬‬
‫وذلك بذكره وشكره وتلوة كتابه ‪ ،‬واتباع رسوله ‪. ‬‬
‫إشراقة ‪ :‬استعدي لستقبال السوأ ‪ ،‬وستكون‬
‫ك الشعور بالتحسن ‪.‬‬
‫هديت ُ ِ‬

‫‪53‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫اللليء‬

‫ومضة ‪ :‬يكفي المرأة أن أم محمد ‪ ‬امرأةٌ‬


‫ن ُتذهب‬ ‫اللؤلؤة التاسعة ‪ :‬معرف ُ‬
‫ة الرحم ِ‬
‫الحزان‬
‫وك ّ‬
‫ل الذي‬ ‫ن‬ ‫ح منك الودّ فالك ّ‬
‫ل هي ّ ٌ‬ ‫إذا ص ّ‬
‫ب‬
‫فوق التراب ترا ِ‬

‫الله ‪ ...‬أجود الجودين وأكرم الكرمين ‪ ،‬أعطى عبده قبل أن‬


‫يسأله فوق ما يؤمله ‪ ،‬يشكر القليل من العمل وُينميه ‪ ،‬ويغفر‬
‫الكثير من الزلل ويمحوه ‪ ،‬يسأله من في السموات والرض كل‬
‫يوم هو في شأن ‪ ،‬ل يشغله سمع عن سمع ‪ ،‬ول تغلطه كثرة‬
‫المسائل ‪ ،‬ول يتبرم بإلحاح الملحين ‪ ،‬بل يحب الملحين في‬
‫الدعاء ‪ ،‬ويحب أن ُيسأل ‪ ،‬ويغضب إذا لم ُيسأل ‪ ،‬يستحي من عبده‬
‫حيث ل يستحي العبد منه ‪ ،‬ويستره حيث ل يستر نفسه ‪ ،‬ويرحمه‬
‫حيث ل يرحم نفسه ‪ ،‬وكيف ل تحب القلوب من ل يأتي بالحسنات‬
‫إل هو ‪ ،‬ول يذهب بالسيئات إل هو ‪ ،‬ول يجيب الدعوات ‪ ،‬ويقيل‬
‫العثرات ‪ ،‬ويغفر الخطيئات ‪ ،‬ويستر العورات ‪ ،‬ويكشف الكربات ‪،‬‬
‫ويغيث اللهفات ‪ ،‬وينيل الهبات سواه ؟‬
‫الله ‪ ...‬أوسع من أعطى وأرحم من استرحم ‪ ،‬وأكرم من ُقصد ‪،‬‬
‫وأعز من التجئ إليه ‪ ،‬وأكفى من توكل العبد عليه ‪ ،‬أرحم بعبده‬
‫من الوالدة بولدها ‪ ،‬وأشد فرحا ً بتوبة التائب من الفاقد لراحلته‬
‫التي عليها طعامه وشرابه في الرض المهلكة إذا يئس من الحياة‬
‫ثم وجدها ‪.‬‬
‫ة‬ ‫إشراقة ‪:‬ليكن قراُر ِ‬
‫ك بمحاولة بلوغ السعادة تجرب ً‬
‫سارةً في حدّ ذاتها ‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫اللليء‬

‫ومضة ‪ :‬وضرب الله مثل ً للذين آمنوا امرأة فرعون‬


‫اللؤلؤة العاشرة ‪ :‬اليوم المبارك‬
‫ج‬
‫ه بالفـر ْ‬
‫ت اللــ ُ‬
‫يـأ ِ‬ ‫ب دهـى‬
‫واصبـْر إذا خطـ ٌ‬

‫ة خاشعة ‪ ،‬وتستقبلي‬ ‫ت الفجَر أن تجلسي جلس ً‬ ‫جربي إذا صلي ِ‬


‫القبلة دقائق أو ربع ساعة ‪ ،‬وتكثري من الذكر والدعاء ‪ ،‬اسألي الله‬
‫يوما ً جميل ً ‪ ،‬يوما ً طّيبا ً مباركا ً فيه ‪ ،‬يوما ً سعيدا ً ‪ ،‬يوما ً فيه نجا ٌ‬
‫ح‬
‫ت ول مشكلت ‪ ،‬يوما ً رزقه‬ ‫ت ول أزما ٍ‬ ‫ح وفلح ‪ ،‬يوما ً بل نكبا ٍ‬ ‫وصل ٌ‬
‫م‪،‬‬‫م ول غ ّ‬ ‫رغد ‪ ،‬وخيُره وافر ‪ ،‬وسُتره عميم ‪ ،‬يوما ً ل كدر فيه ول ه ّ‬
‫فمن عند الله ُيسأل السرور ‪ ،‬ومن عنده ُيسأل الرزق ‪ ،‬وُيطلب‬
‫باستعدادك لهذا اليوم الطّيب المبارك النافع ‪.‬‬
‫ة أن تسمعي‬ ‫ت جالس ً‬
‫ومما يوصى به إذا كنت تزاولين العمل ‪ ،‬أو كن ِ‬
‫ئ‬‫ل ‪ ،‬أو من مذياٍع من قار ٍ‬ ‫ج ٍ‬ ‫شيئا ً من كتاب الله ‪ ،‬من شري ٍ‬
‫ط مس ّ‬
‫ت الله ‪ ‬في كتابه ‪،‬‬ ‫ك آيا ِ‬
‫ل الصوت ‪ُ ،‬يسمع ِ‬
‫ت خاشع ‪ ،‬جمي ِ‬‫مخب ٍ‬
‫ك من‬ ‫فتنصتين لها ‪ ،‬وتخشعين عند سماعها ‪ ،‬فتغسل ما في قلب ِ‬
‫شَبه ‪ ،‬وتعودين أحسن حال ً وبال ً ‪ ،‬وأشرح صدرا ً من ذي‬‫كو ُ‬‫كدرٍ وش ّ‬
‫قبل ‪.‬‬

‫مي بالشياء التي تعجزين عن‬ ‫إشراقة ‪ :‬ل تهت ّ‬


‫أدائها ‪ ،‬بدل ً من ذلك أمضي‬
‫ء‬
‫ة تحسين الشيا ِ‬‫الوقت محاول ً‬
‫التي تستطيعين ‪ ،‬تحسينها ‪.‬‬

‫‪55‬‬
56
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫درر‬
‫ال ّ‬

‫ومضة ‪ :‬أل إن نصر الله قريب‬


‫الدرة الولي ‪ :‬المرأةُ الرشيدةُ هي‬
‫الحياة السعيدة‬
‫له كل يوم في‬ ‫ج يأتي به الله إنه‬
‫عسى فر ٌ‬
‫خليقته أمُر‬

‫يجب على المرأة أن تحسن استقبال زوجها ‪ ..‬حين يعود إليها ‪ ،‬فل‬
‫تضيق إذا وجدته ضائقا ً أو متعبا ً ‪ ،‬بل العكس تهرع إليه وتلبي‬
‫طلباته مهما كانت ‪ ،‬دون أن تسأله عن سبب ضيقه أو تعبه فور‬
‫عودته إلى بيته ‪ ،‬فإذا ما استقر وخلع ثيابه التي يخرج بها ولبس‬
‫ثياب البيت ‪ ،‬فقد يبادر هو إلى الفضاء لها بسبب كدره وإذا لم‬
‫يبادر هو بإخبارها فل بأس من أن تسأله ولكن بلهجة تشعره فيها‬
‫بانشغالها عليه وقلقها بشأن حاله التي عاد عليها ‪.‬‬
‫وإذا وجدت الزوجة أن في إمكانها أن تساعد زوجها في حل‬
‫المشكلة التي سببت له الضيق فلتبادر إلى ذلك ‪ ،‬فإنها إن فعلت‬
‫ستخفف كثيرا ً عن زوجها ‪ ...‬سيشعر الزوج بعد هذا أن في بيته‬
‫جوهرة ثمينة ‪ ،‬بل أثمن من جواهر الدنيا جميعها ‪...‬‬

‫إشراقة ‪ :‬ل تبتئسي على عم ٍ‬


‫ل لم ُتكمليه ‪ ،‬يجب‬
‫أن تعرفي أن عمل الكبار ل ينتهي !‬

‫‪57‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫درر‬
‫ال ّ‬

‫ب قوما ً ابتلهم‬
‫ومضة ‪ :‬إن الله إذا أح ّ‬
‫الدرة الثانية ‪ :‬اعمري هذا اليوم فقط‬
‫ول يحسبون‬ ‫ول يحسبون الخير ل شّر بعده‬
‫الش ّّر ضربة لز ِ‬
‫ب‬

‫يقول أحد السعداء ‪:‬‬


‫)) اليوم الجميل هو الذي نملك فيه دنيانا ول تملكنا فيه ‪ ،‬وهو اليوم‬
‫الذي نقود فيه شهواتنا ولذاتنا ول ننقاد لها صاغرين أو طائعين ‪.‬‬
‫ومن هذه اليام ما أذكره ول أنساه ‪:‬‬
‫ت فيه من محنة الشك فيما‬ ‫فكل يوم ظفرت فيه بنفسي وخرج ُ‬
‫أستطيع وما أستطيع فهو يوم جميل بالغ الجمال ‪.‬‬
‫جميل ذلك اليوم الذي ترددت فيه بين ثناء الناس وبين عمل ل‬
‫يثني عليه أحد ول يعلمه أحد ‪ ،‬فألقيت بالثناء عن ظهر يدي ‪،‬‬
‫وارتضيت العمل الذي أذكره ما حييت ولم يسمع به إنسان ‪.‬‬
‫جميل ذلك اليوم الذي كاد يحشو جيوبي بالماء ويفرغ ضميري‬
‫من الكرامة ‪ ،‬فآثرت فيه فراغ اليدين على فراغ الضمير ‪.‬‬
‫هذه اليام جميلة ‪ ،‬وأجمل ما فيها أن نصيبي منها جد ّ قليل ‪ ،‬إل‬
‫أن يكون النصيب عرفاني باقتدار نفسي على ما عملت ‪ ،‬فهو إذن‬
‫كثير بحمد الله ‪((...‬‬

‫ة‬
‫ة راضي ً‬ ‫ك قانع ً‬‫إشراقة ‪ :‬كوني سعيدةً بما في يد ِ‬
‫ك‬
‫ك ‪ ،‬ودعي ِ‬ ‫بما قسمه الله ل ِ‬
‫ك أو‬ ‫من أحلم اليقظة التي ل تتناسب مع جهد ِ‬
‫إمكانياتك ‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫درر‬
‫ال ّ‬

‫ومضة ‪ :‬عفا الله عما سلف‬

‫الدرة الثالثة ‪ :‬اتركي الشعور بأن ِ‬


‫ك‬ ‫ّ‬
‫مضطهدة‬
‫أبدا ً كما كانت له ّ‬
‫ن‬ ‫م ول َذّ فللمو ِ‬
‫ر أواخُر‬ ‫انع ْ‬
‫أوائ ُ‬
‫ل‬

‫إنها صفة رائعة تساعد على دحر القلق وعلى النجاح في الحياة‬
‫بشكل عام ‪ ،‬وعلى الحتفاظ بالصداقات والسعادة مع العائلة ‪ ،‬لن‬
‫صاحب الفق الواسع يفهم طبائع الناس ‪ ،‬ويقدر المتغيرات ‪ ،‬ويضع‬
‫موضع الخرين ‪ ،‬ويقدر الظروف ما خفي منها وما بان ‪.‬‬
‫ن صاحب الفق الواسع يتفهم‬ ‫وبالنسبة لموضوع القلق بالذات فإ ّ‬
‫المور ‪ ،‬ويعلم حين يصاب بمشكلة ‪ ،‬أو ل يتحقق له ما يريد ‪ ،‬أن‬
‫هذه طبيعة الحياة وأنه " ما عليها مستريح " وأن النسان قد يكره‬
‫أمرا ً ويكون فيه الخير ‪ ،‬وقد يفرح بأمر فيكون فيه الشر ‪ ،‬وأن‬
‫الخير فيما اختاره الله ‪. ‬‬
‫صاحب الفق الواسع يحس أنه جزء من هذا الكون الواسع ‪ ،‬وأن‬
‫له نصيبه من اللم والحزان ومن السعادة أيضا ً ‪ ،‬فل يفاجأ ول‬
‫ينفجع ‪ ،‬وهو فوق هذا وذاك ل يحسن بعقدة الضطهاد التي يحس‬
‫بها صاحب الفق الضيق ‪ ،‬الذي يظن أن هذا الشر أو تلك المشكلة‬
‫قد أصابته وحده ‪ ،‬أو أن الناس يضطهدونه ‪ ،‬أو أن حظه سيئ دائما ً‬
‫‪ ،‬صاحب الفق الواسع ل يحس بشيء من هذه المشاعر ‪ ،‬وإنما هو‬
‫يدرك طبيعة الحياة ‪ ،‬ويعلم أنه جزء منها ‪ ،‬فيرضى بها بعد أن يبذل‬
‫جهده كله في سبيل تحقيق الفضل ‪.‬‬

‫إشراقة ‪ :‬اسعدي الن وليس غدا ً ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫درر‬
‫ال ّ‬

‫ومضة ‪ :‬سل ّ‬
‫م عليكم بما صبرتم‬
‫الدرة الرابعة ‪ :‬ما ألذّ النجاح بعد المشقة‬
‫ّ‬
‫ت يـذهبن ول‬
‫ثمـ َ‬ ‫الغمــرات ثـم ينجلينـا‬
‫يجينــا‬

‫يقول أحد الناجحين ‪:‬‬


‫ت فقيرا ً ولزمتني الفاقة مذ كنت في المهد ‪ ،‬ولقد ذقت مرارة‬ ‫ُولد ُ‬
‫سؤال أمي قطعة من الخبز في حين أنه ليس لديها شيء تعطيه‬
‫ول كسرة من الخبز الجاف ‪ ،‬وتركت البيت في العاشرة من عمري‬
‫‪ ،‬واسُتخدمت في الحادية عشرة ‪ ،‬وكنت أدرس شهرا ً في كل‬
‫سنة ‪ ،‬وبعد إحدى عشرة سنة من العمل الشاق كان لديّ زوج‬
‫ة وثمانين دولرا ً ‪ ،‬ولم أنفق في‬ ‫ثيران وستة خراف أكسبتني أربع ً‬
‫عمري فلسا ً واحدا ً على ملذاتي ‪ ،‬بل كنت أوفر كل درهم أح ّ‬
‫صله‬
‫من يوم نشأت إلى أن بلغت الحادية والعشرين من العمر ‪ ..‬وقد‬
‫ت السفر أميال ً عديدة‬ ‫ت طعم التعب المضني حقا ً ‪ ،‬وعرف ُ‬ ‫ذق ُ‬
‫ل أعيش منه ‪ ،‬وقد‬ ‫لسؤال إخواني من الشر كي يسمحوا لي بعم ٍ‬
‫ذهبت في الشهر الول بعد بلوغي الواحدة والعشرين إلى الغابات‬
‫طع حطبا ً ‪ ،‬وكنت أنهض كل يوم قبل‬ ‫ة تجرها الثيران لق ّ‬‫سائقا ً عرب ً‬
‫مك ِب ّا ً على عملي الصعب إلى ما بعد الغسق لقبض‬ ‫الفجر وأظل ُ‬
‫ت في نهاية الشهر ‪ ،‬فكان كل واحد من تلك الدولرات‬ ‫ستة دولرا ٍ‬
‫الستة يظهر لي كأنه البدر في جنح الدجىّ! ‪..‬‬
‫ت أخطاءً في الماضي ‪،‬‬ ‫إشراقة ‪ :‬إذا كن ِ‬
‫ت قد ارتكب ِ‬
‫تعلمي منها ‪،‬‬
‫ثم دعيها تذهب بعد أن‬
‫تأخذي منها العبرة‬

‫‪60‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫درر‬
‫ال ّ‬

‫ومضة ‪ :‬قل الله ين ّ‬


‫جيكم منها ومن كل كرب‬

‫الدرة الخامسة‪ :‬سوف تتأقلمين مع‬


‫ّ‬
‫ك‬‫وضع ِ‬
‫إذا عظُ َ‬
‫م‬ ‫ة‬ ‫لن في ك ّ‬
‫ل بلد ٍ‬ ‫ب من الخ ً‬
‫غري ٌ‬
‫بق ّ‬
‫ل المساعدُ‬ ‫المطلو ُ‬

‫أعرف رجل ً ُقطعت قدمه في جراحة أجريت له ‪ ،‬فذهبت إليه‬


‫لواسيه ‪ ،‬وكان عاقل ً عالما ً ‪ ،‬وعزمت أن أقول له ‪ :‬إن المة ل‬
‫داًء ماهرا ً ‪ ،‬ول مصارعا ً غالبا ً ‪ ،‬إنما تنتظر‬
‫تنتظر منك أن تكون ع ّ‬
‫منك الرأي السديد والفكر النّير ‪ ،‬وقد بقي هذا عندك ولله الحمد ‪.‬‬
‫عدته قال لي ‪ :‬الحمد لله ‪ ،‬لقد صحبتني رجلي هذه‬
‫وعندما ُ‬
‫عشرات السنين صحبة حسنة ‪ ،‬وفي سلمة الدين ما ُيرضي‬
‫الفؤاد ‪.‬‬
‫يقول أحد الحكماء ‪ :‬إن طمأنينة الذهن ل تتأتى إل مع التسليم‬
‫بأسوأ الفروض ‪ ،‬ومرجع ذلك – من الناحية النفسية – أن التسليم‬
‫يحرر النشاط من قيوده ‪ ....‬ثم قال ‪ :‬ومع ذلك فإن اللوف‬
‫المؤلفة من الناس قد يحطمون حياتهم في سورة غضب لنهم‬
‫يرفضون التسليم بالواقع المر ‪ ،‬ويرفضون إنقاذ ما يمكن إنقاذه ‪،‬‬
‫وبدل ً من أن يحاولوا بناء آمالهم من جديد يخوضون معركة مريرة‬
‫مع الماضي ‪ ،‬وينساقون مع القلق الذي ل طائل تحته ‪.‬‬
‫ن التحسر على الماضي الفاشل ‪ ،‬والبكاء المجهد على ما وقع فيه‬ ‫إ ًّ‬
‫من آلم وهزائم هو – في نظر السلم – بعض مظاهر الكفر بالله‬
‫والسخط على قدره ‪.‬‬

‫ك ‪ ،‬إنه قادٌر على‬ ‫إشراقة ‪ :‬الحبا ُ‬


‫ط هو ألدّ أعدائ ِ‬
‫تدمير الطمأنينة‬

‫‪61‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫درر‬
‫ال ّ‬

‫ة وسطا ً‬
‫ومضة ‪ :‬وكذلك جعلناكم أم ً‬

‫الدرة السادسة ‪ :‬وصايا سديدةٌ من أ ّ‬


‫م‬ ‫ّ‬
‫رشيدة‬
‫أعقب من بعدها سرورا‬ ‫هموم ٍ‬
‫فكم رأينا أخا ُ‬

‫هناك وصية جامعة من خير الوصايا المأثورة عن نساء العرب ‪،‬‬


‫وهي وصية أمامة بنت الحارث لبنتها أم إياس بنت عوف ليلة‬
‫زفافها ‪ ،‬ومما أوصتها به قولها ‪:‬‬
‫ش‬
‫ت العي ّ‬‫ت ‪ ،‬وخّلف ِ‬
‫)) أي بنية ‪ :‬إنك فارقت الجو الذي منه خرج ِ‬
‫الذي فيه درجت ‪ ،‬ولو أن امرأة استغنت عن الزوج لغنى أبويها‬
‫ت أغنى الناس عنه ‪ ،‬ولكن النساء للرجال‬ ‫وشدة حاجتهما إليها كن ِ‬
‫خلقن ولهن خلق الرجال ‪.‬‬
‫أما الولى والثانية ‪ ،‬فالخضوع له بالقناعة ‪ ،‬وحسن السمع له‬
‫والطاعة ‪.‬‬
‫وأما الثالثة والرابعة ‪ ،‬فالتفقد لمواضع عينه وأنفه ‪ ،‬فل تقع‬
‫عينه منك على قبيح ‪ ،‬ول يشم منك إل أطيب ريح ! ‪.‬‬
‫ن‬‫وأما الخامسة والسادسة‪ ،‬فالتفقد لوقت نومه وطعامه‪ ،‬فإ ّ‬
‫تواتر الجوع ملهبة‪ ،‬وتنغيص النوم ومغضبة!‪.‬‬
‫وأما السابعة والثامنة ‪ ،‬فالحتراس بماله والرعاء على حشمه‬
‫وعياله ‪ ،‬وملك المر في المال حسن التقدير ‪ ،‬وفي العيال حسن‬
‫التدبير ‪.‬‬
‫وأما التاسعة والعاشرة ‪ ،‬فل تعصي له أمرا ً ‪ ،‬ول ُتفشي له‬
‫سرا ً ‪ ،‬فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره ‪ ،‬وإن أفشيت سره لم‬
‫تأمني غدره ‪ ،‬ثم إياك والفرح بين يديه إن كان حزينا ً ‪ ،‬والكآبة بين‬
‫يديه إن كان فرحا ً ! ((‪.‬‬
‫ك ليست وقفا ً على شخص آخر ‪،‬‬
‫إشراقة ‪ :‬سعادت ُ ِ‬
‫ت‬‫ك أن ِ‬
‫إنها في يد ِ‬

‫‪62‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫درر‬
‫ال ّ‬

‫ومضة ‪ :‬غدا ً تشرق الشم ُ‬


‫س وتسعد النفس‬
‫ت‬
‫ت بنفسها فأرض ْ‬
‫الدرة السابعة ‪ :‬جاد ْ‬
‫ّ‬
‫ربها‬
‫لع ّ‬
‫ل الله يغني عن‬ ‫ن اليأس كفٌر‬
‫س فإ ّ‬
‫ول تيأ ْ‬
‫ل‬
‫قلي ِ‬

‫هل سمعت عن المرأة الجهنية التي زّلت فوقعت في الزنا ‪ ،‬ثم‬


‫ذكرت الله فتابت وأنابت ‪ ،‬وجاءت إلى الرسول‪ ‬تريد أن يرجمها‬
‫فيطهرها ؟! لقد جاءته حبلى من الزنا ‪ ،‬فقالت ‪ :‬يا رسول الله إني‬
‫ي ‪ ،‬فدعا النبي ‪ ‬ولّيها فقال ‪ :‬أحسن إليها ‪،‬‬ ‫ت حد ّا ً فأقمه عل ّ‬
‫أصب ُ‬
‫دت عليها ثيابها‬ ‫فإذا َوضَعت فأتني ‪ ،‬ففعل ‪ ،‬فأمر بها النبي ‪ ، ‬ف ُ‬
‫ش ّ‬
‫‪ ،‬ثم أمر بها فُرجمت ‪ ،‬ثم صّلى عليها ‪ ،‬فقال له عمر ‪ :‬تصلي عليها‬
‫سمت بين‬ ‫ة ‪ ،‬لو قُ ّ‬
‫يا رسول الله وقد زنت ؟! ‪ ،‬قال ‪ :‬لقد تابت توب ً‬
‫سبعين من أهل المدينة لوسعتهم ‪ ،‬وهل وجدت أفضل من أن‬
‫جادت بنفسها لله ‪ ‬؟ ‪.‬‬
‫إنها دفعة إيمانية قوية دفعتها إلى التطهر ‪ ،‬واختيار الجلة على‬
‫العاجلة ‪ ،‬ولو لم تكن ذات إيمان قوي ما آثرت الموت رجما ً ‪ ،‬ولعل‬
‫قائل ً يقول ‪ :‬فلماذا زنت وهل يفعل ذلك إل ضعيف اليمان ؟! ‪،‬‬
‫خلق من‬ ‫الجواب ‪ :‬أنه قد يضعف النسان فيقع في المحضور لنه ُ‬
‫ة لنه ناقص ‪ ،‬لكن‬ ‫ل لحظ ً‬‫ض ّ‬
‫خلق من عجل ‪ ،‬وي ِ‬ ‫ضعف ‪ ،‬ويزل لنه ُ‬
‫ة وارفة الضلل ُتظهر‬ ‫بذرة اليمان حين تنمو في قلبه شجرةً باسق ً‬
‫معدنه الصيل ‪ ،‬ويقينه المتين ‪ ،‬وهذا ما جعل هذه المرأة تسرع‬
‫إلى رسول الله ‪ ‬تسأله أن يطهرها ‪ ،‬وجادت بروحها ابتغاء‬
‫مرضاة الله ورحمته وغفرانه ‪.‬‬
‫ة مزمنةً ‪ ،‬أو بالهواية !‬
‫إشراقة ‪ :‬ل تكوني متشكي ً‬

‫‪63‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫درر‬
‫ال ّ‬

‫ومضة ‪ :‬اشتدي أزمة تنفرجي‬

‫الدرة الثامنة ‪ :‬حفظ ْ‬


‫ت الله فحفظها‬ ‫ّ‬
‫ن عارا ً‬
‫ولك ّ‬ ‫ة‬
‫ول عار إن زالت عن المرء نعم ٌ‬
‫م ُ‬
‫ل‬ ‫أن يزول التج ّ‬

‫حكي أن امرأة حسنة الوجه كثيرة المال تأخرت في دارها هي‬ ‫ُ‬
‫ووصيفاتها وجواريها عن الهروب حين الوقعة بالسكندرية ‪ ،‬فدخلت‬
‫الفرنج إليها بأيديهم السيوف المسلولة ‪ ،‬فقال لها أحدهم ‪ :‬أين‬
‫المال ؟‬
‫فقالت – وهي فزعة ‪ : -‬المال في هذا الصناديق التي هي داخل‬
‫هذا البيت ‪ ،‬وأشارت إلى بيت بالمجلس التي هي به ‪ ،‬وصارت‬
‫ترعد من الخوف ‪.‬‬
‫ت تكونين عندي ‪ ،‬وفي مالي‬ ‫فقال أحدهم لها ‪ :‬ل تخافي ‪ ،‬فأن ِ‬
‫وخيري ترتعين ‪ ،‬ففهمت عنه أنه أحبها ويريدها لنفسه ‪ ،‬فمالت إليه‬
‫‪ ،‬وقالت لك بكلم خفي ‪ :‬أريد أن أدخل بيت الخلء ‪ ،‬ورّققت له‬
‫القول‪.‬‬
‫ففهم عنها أنها أرادته ‪ ،‬وأشار إليها أن تمضي لقضاء حاجتها ‪،‬‬
‫فمضت واشتغلوا بنهب الصناديق ‪ ،‬فخرجت المرأة من باب دارها ‪،‬‬
‫ودخلت مخزنا ً غلسا ً مملوءا ً تبنا ً بزقاق دارها ‪ ،‬فحفرت في التبن‬
‫حفرة واندفنت بها ‪ ،‬فطلبتها الفرنج بعد نهبهم لدارها فلم يجدوها ‪،‬‬
‫ت المرأة من السر بحيلتها‬ ‫فاشتغلوا بحمل النهب ‪ ،‬ومضوا ‪ ،‬فسلم ْ‬
‫ن سطح‬ ‫سر بصعوده ّ‬‫ن من ال ْ‬
‫م َ‬
‫تلك ‪ ،‬وكذلك وصيفاتها وجواريها سل ْ‬
‫الدار ‪.‬‬
‫فقالت المرأة عند ذلك سلمة الدين والعرض خير من المال الذي‬
‫لم يدخر عند ذوي المروءات إل لغرض مثل هذا ‪ ،‬لن الفقر خير‬
‫ن بتغيير الدين بالقهر‬ ‫من السر والفتتا ِ‬

‫ك‬
‫ة ل مفّر منها ‪ ،‬وهي أن ِ‬ ‫إشراقة ‪ :‬تقبلي حقيق ٌ‬
‫ستصادفين دائما ً في الدنيا أمورا ً‬
‫‪64‬‬
‫ل تستطيعين تغييرها ‪ ،‬وإنما تستطيعين التعامل‬
‫معها بالصبر واليمان ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫درر‬
‫ال ّ‬

‫ل‬
‫ن البطا ِ‬
‫ل ومعد ُ‬
‫ع الرجا ِ‬ ‫ومضة ‪ :‬ال ّ‬
‫م مصن ُ‬
‫ء‬
‫ة أطهُر ما ٍ‬
‫الدرة التاسعة ‪ :‬ماءُ التوب ِ‬
‫ّ‬
‫واجعليها بكل خير‬ ‫افرحي بالحياة فهي جميلة‬
‫خميلة‬

‫الله ‪ ....‬يحب التوابين ‪ ،‬ويحب المتطهرين ‪ ،‬بل يفرح بتوبة‬


‫عبده إليه أعظم من فرحة إنسان كان بأرض فلة ومعه راحلته‬
‫عليها طعامه وشرابه ‪ ،‬فانفلتت منه ‪ ،‬فأيس منها ‪ ،‬فجلس إلى‬
‫جذع شجرة ينتظر الموت ‪ ،‬فأخذته إغفاءة ثم أفاق ‪ ،‬فإذا بها واقفة‬
‫عند رأسه ‪ ،‬وعليها طعامه وشرابه ‪ ،‬فقام إليها ‪ ،‬وأمسك بزمامها‬
‫ثم صاح من شدة الفرح ‪ :‬اللهم أنت عبدي وأنا ربك !‪ ..‬فسبحانه ما‬
‫أعظمه وأرحمه ‪ ،‬يفرح بتوبة عبده ليفوز بجنانه ‪ ،‬ويحظى‬
‫برضوان ‪ ،‬وهو – جل وعل – ينادي عباده المؤمنين بقوله ‪ :‬وَُتوُبوا‬
‫َ‬
‫ن‪. ‬‬‫حو َ‬ ‫ن ل َعَل ّك ُ ْ‬
‫م ت ُْفل ِ ُ‬ ‫ميعا ً أي َّها ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫مُنو َ‬ ‫إ َِلى الل ّهِ َ‬
‫ج ِ‬
‫فالتوبة غسل القلب بماء الدموع وحرقة الندم ‪ ،‬فهي حرقة في‬
‫الفؤاد ‪ ،‬ولوعة في النفس ‪ ،‬وانكساٌر في الخاطر ‪ ،‬ودمعة في‬
‫العين ‪ ،‬إنها مبدأ طريق السالكين ‪ ،‬ورأس مال الفائزين ‪ ،‬وأول‬
‫أقدام المريدين ‪ ،‬ومفتاح استقامة المائلين ‪ ،‬التائب يضرع‬
‫ويتضّرع ‪ ،‬ويهتف ويبكي ؛ إذا هدأ العباد لم يهدأ فؤاده ‪ ،‬وإن سكن‬
‫الخلق لم يسكن خوفه ‪ ،‬وإذا استراحت الخليقة لم يفتر حنين‬
‫قلبه ‪ ،‬وقام بين يدي ربه بقلبه المحزون ‪ ،‬وفؤاده المغموم منكسا ً‬
‫رأسه ‪ ،‬ومقشعرا ً جلده ‪ ،‬إذا تذكر عظيم ذنوبه وكثير خطئه ‪ ،‬هاجت‬
‫عليه أحزانه ‪ ،‬واشتعلت حرقات فؤاده ‪ ،‬وأسبل دمعه ؛ فأنفاسه‬
‫هجة ‪ ،‬وزفراته بحرق فؤاده متصلة ‪ ،‬قد ضمر نفسه للسباق‬ ‫متو ّ‬
‫غدا ً ‪ ،‬وتخفف من الدنيا لسرعة الممر على جسر جهنم ‪.‬‬
‫ة ‪ ،‬فإذا‬‫ة متفائل ٍ‬
‫ة إيجابي ٍ‬ ‫إشراقة ‪ :‬ف ّ‬
‫كري بطريق ٍ‬
‫ساءت الموُر في يوم ٍ ما‬
‫ة لمجيء يوم ٍ آخر قريب ‪ ،‬كله بهجة‬ ‫كان ذلك مقدم ً‬
‫وسرور ‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫درر‬
‫ال ّ‬

‫ومضة ‪ :‬حافظات للغيب بما حفظ الله‬

‫الدرة العاشرة ‪ :‬الفدائية الولى‬


‫ّ‬
‫أمـــرا ً عواقبـــه‬ ‫ولربمـا كـره الفتـــى‬
‫تسـّر‬

‫كانت تعيش في أعظم قصر في زمانها ‪ ،‬تحت يديها الكثير من‬


‫الجواري والعبيد ‪ ،‬حياتها مرفهة متنعمة ‪.‬‬
‫إنها آسية بنت مزاحم زوج فرعون – رضي الله عنها ‪ ، -‬امرأة‬
‫وحيدة ضعيفة جسديا ً ‪ ،‬آمنة مطمئنة في قصرها ‪ ،‬أشرق نور‬
‫اليمان في قلبها ‪ ،‬فتحدت الواقع الجاهلي الذي يرأسه زوجها ‪.‬‬
‫لقد كانت نظرتها نظرة متعدية ‪ ،‬تعدت القصر ‪ ،‬والفرش الوثير ‪،‬‬
‫والحياة الرغيدة ‪ ،‬تعدت الجواري ‪ ،‬والعبيد ‪ ،‬والخدم ؛ لذلك كانت‬
‫تستحق أن يذكرها رب العالمين في كتابه المكنون ‪ ،‬ويضعها مثال ً‬
‫مُنوا‬‫نآ َ‬
‫ذي َ‬ ‫مث َل ً ل ِل ّ ِ‬
‫ه َ‬‫ب الل ّ ُ‬‫ضَر َ‬ ‫للذين آمنوا وذلك عندما قال تعالى ‪ ‬وَ َ‬
‫امرأ َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫جِني ِ‬ ‫جن ّةِ وَن َ ّ‬ ‫ك ب َْيتا ً ِفي ال ْ َ‬ ‫عن ْد َ َ‬‫ن ِلي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬‫ا‬ ‫ب‬
‫ّ‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ت‬
‫ْ‬ ‫ن إ ِذ ْ َقال َ‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫و‬ ‫َ‬ ‫ع‬‫ر‬‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ت‬‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ن‪. ‬‬ ‫مي َ‬ ‫ن ال َْقوْم ال ّ‬
‫ظال ِ ِ‬ ‫م َ‬‫جِني ِ‬ ‫مل ِهِ وَن َ ّ‬‫ن وَعَ َ‬ ‫فِْرعَوْ َ‬
‫ِ‬
‫قال العلماء عند تفسير هذه الية الكريمة ‪ :‬لقد اختارت آسية الجار‬
‫قبل الدار ‪ .‬واستحقت أيضا ً أن يضعها الرسول ‪ ‬مع النساء اللتي‬
‫مل من الرجال كثير ولم يكمل من‬ ‫ملن ‪ ،‬وذلك عندما قال ‪ )) :‬ك ُ‬ ‫ك ُ‬
‫النساء إل آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران ‪ ،‬وأن فضل‬
‫عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام (( ‪.‬‬
‫هذه آسية المؤمنة ‪ ،‬السراج الذي أضيء في ظلمات قصر فرعون‬
‫فمن يضيء لنا سراجا يشع منه النور حامل معه الصبر ‪ ،‬والثبات ‪،‬‬
‫والدعوة إلى الله تعالي ؟ ‪.‬‬

‫إشراقة ‪ :‬سيطري على أفكار ِ‬


‫ك تسعدي ‪.‬‬

‫‪67‬‬
68
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الّزبْرجد‬

‫ومضة ‪ :‬إ ّ‬
‫ن رحمة الله قريب من المحسنين‬

‫ك ونامي‬ ‫الزبرجدة الولى ‪ :‬و ّ‬


‫كلي رب ّ ِ‬
‫إلي‬ ‫عسى الله أن يشفي المواجع إنه‬
‫ت‬
‫خلقه قد جاد بالنفحا ِ‬

‫ة‬
‫إلى من نامت قريرة العين برضا الله وقدره ‪ ،‬متوسدةً عاصف ً‬
‫هوجاء ‪ ،‬تتخطفها السنة وتنالها الرماح ‪ ،‬ما عرف الحزن إلى قلبها‬
‫مدخل ً ‪ ،‬وما استقرت الدمعة في عينها زمنا ً ‪ ،‬إلى من فقدت البناء‬
‫والحباب والباء والصحاب ‪ ،‬إلى كل مؤمن مهموم ‪ ،‬وكل مبتلى‬
‫مغموم ‪:‬‬
‫ظم الله أجرك ‪ ..‬ورفع درجتك ‪ ..‬وجبر كسرك ‪ ،‬قال الله تعالى ‪:‬‬ ‫ع ّ‬
‫ن‪. ‬‬‫شِعي َ‬ ‫صلةِ وَإ ِن َّها ل َك َِبيَرةٌ إ ِّل عََلى ال ْ َ‬
‫خا ِ‬ ‫صب ْرِ َوال ّ‬ ‫‪َ‬وا ْ‬
‫ست َِعيُنوا ِبال ّ‬
‫قال علي رضي الله عنه ‪ )) :‬الصبر من اليمان بمنزلة الرأس من‬
‫ب أخروي في نزل الفردوس وجوار‬ ‫الجسد (( ‪ ،‬فأبشري بثوا ٍ‬
‫الواحد الحد في جنات عدن ومقعد صدق ‪ ،‬جزاء ما قدمت وبذلت‬
‫وأعطيت ‪ ،‬وهنيئا ً لك هذا اليمان والصبر والحتساب ‪ ،‬وسوف‬
‫ن‪‬‬‫ري َ‬
‫صاب ِ ِ‬ ‫تعلمين أنك الرابحة على كل حال ‪:‬وَب َ ّ‬
‫شرِ ال ّ‬
‫ك تعني إيجاد معنى أكثر‬ ‫إشراقة ‪ :‬ثقت ِ‬
‫ك في نفس ِ‬
‫ك مهما كان‬
‫لحيات ِ‬
‫عمرك ‪ ،‬والحصول على مزيد من الكسب في هذه‬
‫الحياة ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الّزبْرجد‬

‫ومضة ‪ :‬الله لطي ٌ‬


‫ف بعباده‬

‫الزبرجدة الثانية ‪ :‬العمى عمى القلب‬


‫وشيكا ً وإل‬ ‫ة وانجلؤها‬ ‫هل الدهُر إل كرب ٌ‬
‫جها‬
‫ة وانفرا ُ‬
‫ضيق ٌ‬

‫ن بار ‪،‬‬ ‫ً‬


‫كان رجل كفيف يعيش سعيدا مع زوجة محبة مخلصة ‪ ،‬واب ٍ‬
‫ي ‪ ،‬وكان الشيء الوحيد الذي ينغص عليه سعادته هو‬‫ق وف ّ‬
‫وصدي ٍ‬
‫الظلم الذي يعيش فيه ‪ ،‬كان يتمنى أن يرى النور ليرى سعادته‬
‫بعينيه ‪.‬‬
‫ب نحرير ‪ ،‬فذهب إليه‬
‫هبط البلدة التي يقطنها هذا الكفيف طبي ٌ‬
‫يطلب دواًء يعيد له بصره ‪ ،‬فأعطاه الطبيب قطرةً وأوصاه أن‬
‫يستعملها بانتظام ‪ ،‬وقال له ‪ :‬إنك بذلك قد ترى النور فجأة وفي‬
‫أي لحظة ‪.‬‬
‫واستمر العمى في استخدام القطرة على يأس من المحيطين‬
‫به ‪ ،‬ولكنه بعد استخدامها عدة أيام رأى النور فجأة وهو جالس في‬
‫ن من الفرح والسرور وهرول إلى داخل البيت‬ ‫ج ّ‬
‫حديقة بيته ‪ ،‬ف ُ‬
‫ليخبر زوجته الحبيبة فرآها في غرفته تخونه مع صديقه ‪ ،‬فلم‬
‫يصدق ما رأى ‪ ،‬وذهب إلى الغرفة الخرى فوجد ابنه يفتح خزانته‬
‫ويسرق بعض ما فيها ‪.‬‬
‫عاد العمى أدراجه وهو يصرخ ‪ :‬هذا ليس طبيبا ً ‪ ،‬هذا ساحر ملعون‬
‫‪ ،‬وأخذ مسمارا ً ففقأ عينيه ! وعاد مذعورا ً إلى سعادته التي ألفها ‪.‬‬
‫إشراقة ‪ :‬إن القلق النفسي أشد فتكا ً من أمراض‬
‫الجسم ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الّزبْرجد‬

‫ومضة ‪ :‬كل إ ّ‬
‫ن معي ربي سيهدين‬

‫الزبرجدة الثالثة ‪ :‬ل تقيمي محكمة‬


‫النتقام فتكوني أول ضحية !‬
‫سيكفيك في‬ ‫س‬ ‫ً‬
‫ن ربا كفاك ما كان بالم ِ‬
‫إ ّ‬
‫ن‬
‫د ما يكو ُ‬
‫غ ٍ‬

‫بعض الناس سمح ليهمه أن يتقاضى حقه كله ‪ ،‬وهو يتغاضى عن‬
‫كثير من المور ويتغابى أحيانا ً ‪ ،‬وفي مجمل المر فإن نفسه سمحة‬
‫سهلة ‪ ،‬وهو ل يدقق كثيرا ً ‪ ،‬ول يفتش فيما خلف العبارات ‪ ،‬ول‬
‫يتعب نفسه بهذه المور ‪.‬‬
‫وبعضهم الخر ل يعرف السماحة ول يتغاضى عن حقوقه بمقدار‬
‫ذرة ‪ ،‬وهو في جهاد مع الناس ومع المواقف المختلفة للستقصاء‬
‫والحصول على حقه – وربما غير حقه – وهو قلما يرضى ‪.‬‬
‫ومن الطبيعي أن النسان السمح أقرب إلى رضا النفس وهدوء‬
‫البال والبعد عن القلق ‪ ،‬كما أنه أقرب إلى قلوب الناس وأجدر‬
‫بحبهم ‪ ،‬وأبواب النجاح تفتح أمامه أكثر من ذلك الذي يعتبر نفسه‬
‫في حرب دائمة مع عباد الله ‪ ،‬وفوق ذلك يحلل الكلمات والمواقف‬
‫ويبحث فيها عن المقاصد الخبيثة ‪ ،‬فيجلب القلق لنفسه من كل‬
‫سبيل ‪ ،‬ويكرهه الناس ويتحاشونه ويوصدون أمامه أبواب النجاح ‪،‬‬
‫خّير بين أمرين إل اختار أيسرهما ما لم يكن‬ ‫ورسول الله ‪ ‬ما ُ‬
‫إثما ً وإل كان أبعد الناس عنه ‪.‬‬
‫قال رسول الله ‪ )) : ‬رحم الله عبدا ً سمحا ً إذا باع ‪ ،‬سمحا ً إذا‬
‫اشترى ‪ ،‬سمحا ً إذا اقتضى (( ‪.‬‬

‫إشراقة ‪ :‬علي ِ‬
‫ك بالجتهاد في الوقت الحاضر ‪ ،‬مع‬
‫عدم القلق حول ما سيأتي في الغد ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الّزبْرجد‬

‫ومضة ‪ :‬ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى‬

‫الزبرجدة الرابعة ‪ :‬المتياز في النجاز‬


‫فأول ما‬ ‫ن من الله للفتى‬
‫إذا لم يكن عو ٌ‬
‫ده‬
‫يجني عليه اجتها ُ‬

‫يقول أحد الثرياء ‪:‬‬


‫ل يتملكني أي شعور خاص لنني أغنى رجل في العالم ‪ ،‬وأعيش‬
‫حياةً عادية في شقة متواضعة مع زوجتي ‪ ،‬ول أشرب ول أدخن ول‬
‫أعشق حياة المليارديرات الذين تمل صورهم الصحف ‪ ،‬بيخوتهم‬
‫الفاخرة ‪ ،‬وقصورهم في الرياف ‪ ،‬وحياتهم الصاخبة ‪ ،‬وزيجاتهم من‬
‫فتيات جميلت ‪ ،‬وهي الزيجات التي تنتهي عادة بطلق يدفعون‬
‫مقابله مليين الدولرات ‪.‬‬
‫أعشق العمل وأسعد به وغالبا ً ما آخذ عدائي معي لتناوله في مقر‬
‫عملي ول تمل ذاكرتي الغبطة والسعادة إذا تصورت ما أملكه من‬
‫مليارات ‪ ،‬ولكن تملؤها السعادة حين أتذكر أنني قد ساعدت في‬
‫ة‬
‫تحويل مدينتي الم ) طوكيو ( بشوارعها المتواضعة إلى عاصم ٍ‬
‫هي محط أنظار العالم بالمجمعات العقارية الحديثة التي أنجزتها ‪..‬‬
‫باختصار ‪ :‬سعادتي في النجاز ‪.‬‬
‫ة من أعماق‬ ‫سُر ل ينتش ُ‬
‫ل سفين ً‬ ‫إشراقة ‪ :‬التح ّ‬
‫البحار !‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الّزبْرجد‬

‫ومضة ‪ :‬أليس الله بكا ِ‬


‫ف عبده‬

‫الزبرجدة الخامسة ‪ :‬عالم الكفر يعاني‬


‫الشقاء‬
‫ولكن ليس‬ ‫ولو جاز الخلودُ خلدت فردا ً‬
‫د‬
‫للدنيا خلو ُ‬

‫ألقى الدكتور ) هارولدسين هابين ( الطبيب بمستشفى ) مايو (‬


‫ة في الجمعية المريكية للطباء والجراحين العاملين في‬ ‫رسال ً‬
‫المؤسسات الصناعية قال فيها ‪ :‬إنه درس حالت ‪ 176‬رجل ً من‬
‫رجال العمال ‪ ،‬أعمارهم متجانسة في نحو الرابعة والربعين ‪،‬‬
‫فاتضح له أن أكثر من ثلث هؤلء يعانون واحدا ً من ثلثة أمراض‬
‫تنشأ كلها عن توتر العصاب ‪ ،‬وهي ‪ :‬اضطراب القلب ‪ ،‬وقرحة‬
‫المعدة ‪ ،‬وضغط الدم ‪ ،‬ذلك ولما يبلغ أحدهم الخامسة والربعين‬
‫بعد ! ‪ ،‬هل يعد ناجحا ً ذاك الذي يشتري نجاحه بقرحة في معدته ‪،‬‬
‫واضطراب في قلبه ؟ وماذا يفيده المرض إذا كسب العالم أجمع‬
‫وخسر صحته ؟!‪ ،‬لو أن أحدا ً ملك الدنيا كلها ما استطاع أن ينام إل‬
‫على سرير واحد ‪ ،‬وما وسعه أن يأكل أكثر من ثلث وجبات في‬
‫اليوم ‪ ،‬فما الفرق بينه وبين العامل الذي يحفر الرض ؟! لعل‬
‫العامل أشد استغراقا ً في النوم ‪ ،‬وأوسع استمتاعا ً بطعامه من‬
‫رجل العمال ذي الجاه والسطوة ‪.‬‬
‫ويقول الدكتور )) و‪.‬س ‪ .‬الفاريز (( اتضح أن أربعة من كل خمسة‬
‫مرضى ليس لعلتهم أساس عضوي البتة ‪ ،‬بل مرضهم ناشئ عن‬
‫الخوف ‪ ،‬والقلق ‪ ،‬والبغضاء ‪ ،‬والثر المستحكمة ‪ ،‬وعجز الشخص‬
‫عن الملءمة بين نفسه والحياة ‪.‬‬
‫إشراقة ‪ :‬نحن ل نملك تغييَر الماضي ول رسم‬
‫المستقبل بالصورة التي نشاء ‪،‬‬
‫ء ل نستطيع‬ ‫فلماذا نقت ُ‬
‫ل أنفسنا حسرةً على شي ٍ‬
‫تغييره ؟! ‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الّزبْرجد‬

‫ومضة ‪ :‬ل تغضب ‪ ،‬ل تغضب ‪ ،‬ل تغضب‬

‫الزبرجدة السادسة ‪ :‬من أخلق شريكة‬


‫الحياة‬
‫فصار معسوره‬ ‫ر‬
‫ر أتى بيس ٍ‬
‫عس ٍ‬
‫ب ُ‬
‫ور ّ‬
‫يسيرا ً‬

‫المرأة المؤمنة الصالحة ل ترهق زوجها بكثرة طلباتها ‪ ،‬فهي تقنع‬


‫بما قسمه الله لها ‪،‬وقدوتها في ذلك آل بيت رسول الله ‪ ، ‬يروي‬
‫عروة عن خالته عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول ‪ )) :‬والله يا‬
‫ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلل ‪ ،‬ثم الهلل ‪ ،‬ثم الهلل ‪ ،‬ثلثة‬
‫أهله في شهرين ‪ ،‬وما أوقد في أبيات رسول الله ‪ ‬نار ‪ ،‬قلت ‪ :‬يا‬
‫خالة ‪ ،‬فما كان يعّيشكم ؟ قالت ‪ :‬السودان ‪ :‬التمر والماء ‪ ،‬إل أنه‬
‫قد كان لرسول الله ‪ ‬جيران من النصار ‪ ،‬وكانت لهم منايح ‪،‬‬
‫فكانوا يرسلون إلى رسول الله ‪ ، ‬من ألبانها فسقيناه (( ‪.‬‬
‫نك ّ‬
‫ل‬ ‫إشراقة ‪ :‬قيمة الحياة هي أن يحيا النسا ُ‬
‫ة منها ‪.‬‬
‫ساع ٍ‬

‫‪74‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الّزبْرجد‬

‫و الفشل‬
‫ل وعد ّ‬ ‫ومضة ‪ :‬العم ُ‬
‫ل وقودُ الم ِ‬
‫ي باختيار الله‬
‫الزبرجدة السابعة ‪ :‬ارض ْ‬
‫ك‬
‫ل ِ‬
‫فإن الله أولى‬ ‫ء‬
‫ن سو ٍ‬ ‫ول تظْن ُ ْ‬
‫ن برّبك ظ ّ‬
‫ل‬
‫بالجمي ِ‬

‫ما أروع ما قالته السيدة هاجر رضي الله عنها زوج إبراهيم وأم‬
‫إسماعيل عليهما السلم حين تبعت زوجها – بعد أن وضعها وابنها‬
‫في وادٍ غير ذي زرع ومضى ‪ ، -‬تكرر على مسامعه ‪ :‬يا إبراهيم ‪،‬‬
‫أين تذهب وتتركنا في هذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ول‬
‫شيء ؟ ‪ ،‬وجعل ل يلتفت إليها ‪ ،‬فقالت له ‪ :‬آلله أمرك بهذا ؟ قال ‪:‬‬
‫نعم ‪ ،‬قالت ‪ )) :‬إذا ً ل يضيعنا (( !‪ .‬نعم ‪ ،‬إن الله ل يضيع عباده‬
‫الصالحين ‪ ،‬ألم يعوض الله سبحانه وتعالى الرجل وزوجته في‬
‫َ‬ ‫كا َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫شيَنا أ ْ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن فَ َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫من َي ْ ِ‬ ‫واهُ ُ‬ ‫ن أب َ َ‬ ‫م فَ َ َ‬ ‫ما ال ُْغل ُ‬ ‫سورة الكهف ؟ ‪:‬وَأ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫كاةً‬ ‫ه َز َ‬ ‫خْيرا ً ِ‬
‫من ْ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ما َرب ّهُ َ‬ ‫ن ي ُب ْدِل َهُ َ‬‫ما ط ُغَْيانا ً وَك ُْفرا ً * فَأَرد َْنا أ ْ‬ ‫ي ُْرهَِقهُ َ‬
‫حما ً‪. ‬‬ ‫َ‬
‫ب ُر ْ‬ ‫وَأقَْر َ‬
‫ألم يحفظ الله تعالى صاحب الكنز – الرجل الصالح – في ولديه‬
‫حين امر صاحب موسى أن يبني الجدار من جديد ‪ ،‬فيثبته حتى‬
‫َ‬
‫ن‬‫مي ْ َ ِ‬‫ن ل ُِغل َ‬ ‫كا َ‬‫داُر فَ َ‬ ‫ج َ‬ ‫ما ال ْ ِ‬‫يكبر ولداه فيأخذا كنز والدهما ؟‪ :‬وَأ ّ‬
‫كا َ‬
‫صاِلحا ً فَأَراد َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن أُبوهُ َ‬ ‫ما وَ َ َ‬ ‫ه ك َن ٌْز ل َهُ َ‬ ‫حت َ ُ‬ ‫ن تَ ْ‬
‫كا َ‬ ‫دين َةِ وَ َ‬ ‫ن ِفي ال ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫ِ‬ ‫مي ْ‬
‫ي َِتي َ‬
‫ك‪.‬‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫م ً‬‫ح َ‬ ‫ما َر ْ‬ ‫جا ك َن َْزهُ َ‬ ‫خرِ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫ما وَي َ ْ‬ ‫شد ّهُ َ‬‫ن ي َب ْل َُغا أ َ ُ‬‫كأ ْ‬
‫رب َ َ‬
‫َ ّ‬
‫ت الن‬‫إشراقة ‪ :‬لن أستطيع تغيير الماضي ‪ ،‬ولس ُ‬
‫قادرةً على أن‬
‫أعلم ما سيجيء ‪ ،‬فلماذا أندم أو أقلق ؟! ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الّزبْرجد‬

‫ومضة ‪ :‬النصر مع الصبر‬

‫الزبرجدة الثامنة ‪ :‬ل تأسفي على الدنيا‬


‫أم كيف يجحده‬ ‫فيا عجبا ً كيف ُيعصى الله‬
‫الجاحدُ ؟!‬

‫إن من يعلم بقصر عمر الدنيا ‪ ،‬وقلةِ بضاعتها ‪ ،‬ورداءةِ أخلقها ‪،‬‬
‫وسرعةِ تقلبها بأهلها ‪ ،‬ل يأسف على شيء منها ‪ ،‬ول ييأس على ما‬
‫ذهب منها ‪ ،‬فل تحزني على ما فات ول تيأسي ‪ ،‬فإن لنا دارا ً أخرى‬
‫أعظم وأبقى وأكبر وأحسن من هذه الدار ‪ ،‬وهي الدار الخرة ‪،‬‬
‫فاحمدي الله أنك تؤمنين بلقاء الواحد الحد وغيرك – من غير‬
‫ن بهذا اليوم الموعود ‪ ،‬فهنيئا ً لمن آمن بذلك‬
‫المسلمات – يكُفْر َ‬
‫اليوم واستعد ّ له ‪ ،‬وتعسا ً لمن ضعف إيمانه فنسي ذلك اليوم ‪،‬‬
‫وشغله عنه قصره ‪ ،‬وداره ‪ ،‬وكنوزه ‪ ،‬ومتاعه الرخيص ! ‪ ،‬وما قيمة‬
‫قصر أو دار أو مجوهرات بل إيمان ؟ وما قيمة منصب ومكانة بل‬
‫تقوى ؟ ولو أن الملك والمارة والتجارة تشتري السعادة ‪ ،‬لما رأينا‬
‫كثيرا ً من الملوك والمراء والتجار يعيشون الشقاء ‪ ،‬ويتجرعون‬
‫غصص المرارة ‪ ،‬ويشتكون من مصائبهم وأحزانهم ‪.‬‬
‫إشراقة ‪ :‬إن المس حلم وّلى وانقضى ‪ ،‬والغد‬
‫أمل‬
‫جميل ‪ ،‬أما اليوم فهو حقيقة واقعة ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الّزبْرجد‬

‫ومضة ‪ :‬المرأة أهدت العظماء للعالم‬


‫الزبرجدة التاسعة ‪ :‬متعة الجمال في‬
‫خلق ذي الجلل‬
‫وطب نفسا ً إذا‬ ‫دع اليام تفعل ما تشاءُ‬
‫حكم القضاءُ‬

‫انظري إلى النسان وروعة خلقه ‪ ،‬وتباين أجناسه ‪ ،‬وتعدد لغاته‬


‫واختلف نغماته ‪ ،‬وأحسن الله خلقه ‪ ،‬وركبه في أجل صورة ‪ :‬‬
‫َ‬
‫م‪‬‬ ‫صوََرك ُ ْ‬ ‫ن ُ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫م فَأ ْ‬ ‫صوَّرك ُ ْ‬ ‫وَ َ‬
‫خل ََق َ‬ ‫َ‬
‫ك‬‫وا َ‬ ‫س ّ‬‫ك فَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ريم ِ * ال ّ ِ‬ ‫ك ال ْك َ ِ‬ ‫ك ب َِرب ّ َ‬ ‫ما غَّر َ‬ ‫ن َ‬ ‫سا ُ‬ ‫‪َ‬يا أي َّها اْل ِن ْ َ‬
‫َ‬
‫ن ِفي‬ ‫سا َ‬ ‫خل َْقَنا اْل ِن ْ َ‬ ‫ك‪ ، ‬ل ََقد ْ َ‬ ‫شاَء َرك ّب َ َ‬ ‫ما َ‬ ‫صوَرةٍ َ‬ ‫ك * ِفي أيّ ُ‬ ‫فَعَد َل َ َ‬
‫ويم ٍ‪، ‬‬ ‫أَ‬
‫ن ت َْق ِ‬ ‫ِ‬ ‫س‬‫َ‬ ‫ح‬
‫ْ‬
‫انظري إلى السماء وهيبتها ‪ ،‬والنجوم وفتنتها ‪ ،‬والشمس وحسنها ‪،‬‬
‫والكواكب وروعتها ‪ ،‬والقمر وإشراقه ‪ ،‬والفضاء ورحابته ‪ ،‬وانظري‬
‫إلى الرض كيف دحاها ‪ ،‬وأخرج منها ماءها ومرعاها ‪ ،‬والجبال‬
‫أرساها ‪ ،‬تأملي هذه البحار والنهار ‪ ،‬هذا الليل ‪ ،‬هذا الصبح ‪ ،‬هذا‬
‫الضياء ‪ ،‬هذه الظلل ‪ ،‬هذه السحب ‪ ،‬هذا التناغم الساري في‬
‫الوجود كله ‪ ،‬هذا التناسق ‪ ،‬هذه الزهرة ‪ ،‬هذه الوردة ‪ ،‬هذه الثمرة‬
‫اليانعة ‪ ،‬هذا اللبن السائغ ‪ ،‬هذا الشهد المذاب ‪ ،‬هذه النخلة ‪ ،‬هذه‬
‫النحلة ‪ ،‬هذه النملة ‪ ،‬هذه الدويبة الصغيرة ‪ ،‬هذه السمكة ‪ ،‬هذا‬
‫الطائر المغرد ‪ ،‬والبلبل الشادي ‪ ،‬هذه الزاحفة ‪ ،‬هذا الحيوان ‪،‬‬
‫ن‬
‫حا َ‬ ‫جمال ل ينفذ ‪ ،‬وحسن ل ينتهي ‪ ،‬وقرة عين ل تنقطع ‪  :‬فَ ُ‬
‫سب ْ َ‬
‫ت‬
‫ماَوا ِ‬ ‫س َ‬ ‫مد ُ ِفي ال ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه ال ْ َ‬‫ن * وَل َ ُ‬ ‫حو َ‬ ‫صب ِ ُ‬
‫ن تُ ْ‬ ‫حي َ‬‫ن وَ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫م ُ‬ ‫ن تُ ْ‬ ‫حي َ‬ ‫الل ّهِ ِ‬
‫ج‬‫خرِ ُ‬ ‫ت وَي ُ ْ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫مي ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ي ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ج ال ْ َ‬‫خرِ ُ‬ ‫ن * يُ ْ‬ ‫ن ت ُظ ْهُِرو َ‬ ‫حي َ‬ ‫شي ّا ً وَ ِ‬ ‫ض وَعَ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َواْل َْر‬
‫َ‬
‫ن‪.‬‬ ‫جو َ‬ ‫خَر ُ‬ ‫ك تُ ْ‬ ‫موْت َِها وَك َذ َل ِ َ‬ ‫ض ب َعْد َ َ‬ ‫حِيي اْلْر َ‬ ‫ي وَي ُ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫مي ّ َ‬ ‫ال ْ َ‬
‫إشراقة ‪ :‬ل تتطلعي إلى الجوانب التعيسة من‬
‫الحياة ‪ ،‬بل استغلي مباهجها ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الّزبْرجد‬

‫ومضة ‪ :‬وقرن في بيوتكن‬

‫ة الكرم ونهاية‬
‫الزبرجدة العاشرة ‪ :‬غاي ُ‬
‫الجود‬
‫ر قد‬
‫وكم سرو ٍ‬ ‫س قد أتى‬
‫ج بعد إيا ٍ‬
‫كم فر ٍ‬
‫أتى بعد السى‬

‫سبى الروم بعض النساء المسلمات ‪ ،‬فعلم بالخبر )) المنصور بن‬


‫عمار (( فقالوا له ‪ )) :‬لو اتخذت مجلسا ً بالقرب من أمير المؤمنين‬
‫‪ ،‬فحرضت الناس على الغزو ؟ وفعل ً جعل له مجلسا ً بقرب أمير‬
‫المؤمنين هارون الرشيد ‪ ،‬وذلك في )) الرقة (( في الشام ‪.‬‬
‫وبينما كان الشيخ )) منصور (( يحث الناس على الجهاد في سبيل‬
‫الله ‪ ،‬إذ ْ طرحت خرقة بها صرة مختومة ومضمومة بها كتاب ‪ ،‬فك‬
‫)) منصور (( الكتاب وإذا فيه ‪)) :‬إني امرأة من أهل البيوتات من‬
‫العرب ‪ ،‬بلغني ما فعل الروم بالمسلمات ‪ ،‬وسمعت تحريضك‬
‫الناس على الغزو في ذلك ‪ ،‬فعمدت إلى أكرم شيء من بدني‬
‫وهما ذؤابتاي ) أي ‪ :‬ضفيرتاها ( فقطعتهما وصررتهما في هذه‬
‫الخرقة المختومة ‪ ،‬وأناشدك بالله العظيم لما جعلتهما قيد ) لجام (‬
‫ى على‬‫فرس غازٍ في سبيل الله ‪ ،‬فلعل الله العظيم أن ينظر إل ّ‬
‫تلك الحال فيرحمني بهما (( ‪.‬‬
‫فلم يتمالك )) منصور (( نفسه تجاه تلك العبارات البليغة ‪ ،‬فبكى‬
‫وأبكى الناس ‪ ،‬فقام هارون الرشيد وأمر بالنفير العام ‪ ،‬فغزا‬
‫بنفسه مع المجاهدين في سبيل الله ‪ ،‬ففتح الله عليهم ‪.‬‬

‫إشراقة ‪ :‬ل تبكي على ما فات ‪ ،‬ول تضيعي الدموع‬


‫ء‪،‬‬
‫هبا ً‬
‫ك أن تعيدي ما مضى وولّى ‪.‬‬
‫فليس في استطاعت ِ‬

‫‪78‬‬
79
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الياقوت‬

‫ومضة ‪ :‬أل بذكر الله تطمئن القلوب‬

‫ض‬
‫الياقوتة الولى ‪ :‬ليس لك من الله عو ٌ‬
‫ب إذ عوى‬‫ت بالذئ ِ‬
‫ب فاستأنس ُ‬‫عوى الذئ ُ‬
‫ت أطيُر‬‫ن فكد ُ‬‫وت إنسا ٌ‬‫وص ّ‬

‫دخل رجل في غير وقت الصلة فوجد غلما ً يبلغ العاشرة من عمره‬
‫قائما ً يصلي بخشوع ‪ ،‬فانتظر حتى انتهى الغلم من صلته فجاء‬
‫ن أنت ؟ فطأطأ برأسه‬ ‫م ْ‬
‫ن َ‬
‫إليه وسلم عليه وقال ‪ :‬يا بني ‪ :‬اب ُ‬
‫وانحدرت دمعة على خده ثم رفع رأسه وقال ‪ :‬يا عم إني يتيم الب‬
‫والم ‪ ،‬فرقّ له الرجل ‪ ،‬وقال له ‪ :‬أترضى أن تكون ابنا ً لي ؟ فقال‬
‫الغلم ‪ :‬هل إذا جعت تطعمني ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فقال الغلم ‪ :‬هل إذا‬
‫عريت تكسوني ؟ قال نعم ‪ ،‬قال الغلم ‪ :‬هل إذا مرضت تشفيني ؟‬
‫قال الرجل ‪ :‬ليس إلى ذلك سبيل يا بني ‪ .‬قال الغلم ‪ :‬هل إذا مت‬
‫تحييني ؟ قال الرجل ‪ :‬ليس إلى ذلك سبيل ‪.‬‬
‫قال الغلم فدعني يا عم للذي خلقني فهو يهدين ‪ ،‬والذي يطعمني‬
‫ويسقين ‪ ،‬وإذا مرضت فهو يشفين ‪ ،‬والذي أطمع أن يغفر لي‬
‫خطيئتي يوم الدين ‪.‬‬
‫فسكت الرجل ومضى لحاله وهو يقول ‪ :‬آمنت بالله ‪ ،‬من توكل‬
‫على الله كفاه ‪.‬‬

‫م‬
‫ت لله ّ‬
‫ت شعرك ‪ ،‬وسمح ِ‬ ‫إشراقة ‪ :‬مهما َ‬
‫شدَدْ ِ‬
‫ك‪،‬‬‫والكدر أن يمسكا بخناق ِ‬
‫فلن تستطيعي أن تعيدي قطرةً واحدةً من أحداث‬
‫الماضي ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الياقوت‬

‫ومضة ‪ :‬ورحمتي وسعت كل شيء‬


‫الياقوتة الثانية‪ :‬السعادةُ موجودةٌ ‪ ..‬لكن‬
‫من يعثر عليها ؟!‬
‫م‬
‫من اله ّ‬ ‫وقلت لقلبي إن نزا بك نزوةٌ‬
‫ع باطل ُ ُ‬
‫ه‬ ‫ح ‪ ،‬أكثُر الرو ِ‬
‫افر ْ‬

‫ل يمكن لنسان أن يستمد السعادة إل من نفسه ‪ ،‬ولكن عليه أن‬


‫يهتدي إلى الطريقة الفضلى لبلوغها ‪ ،‬وهي تتلخص بأن يكون‬
‫صادقا ً شجاعا ً محبا ً للعمل والناس ‪ ،‬وأن يتحلى بالتعاون والبعد عن‬
‫النانية السوداء ‪ ،‬وأن يكون له ضمير حي قبل كل شيء ‪،‬‬
‫فالسعادة ليست خرافة ‪ ،‬إنها حقيقة ظاهرة ‪ ،‬ويستمتع بها‬
‫كثيرون ‪ ،‬وبإمكاننا أن نستمتع بها إذا استفدنا من تجاربنا وإذا ما‬
‫استعنا بالخبرة التي كسبناها في الحياة ‪ ،‬فإذا تبصرنا بالحياة‬
‫نستطيع أن نستخرج من ذواتنا أشياء كثيرة ‪ ،‬وأن نبرأ من كثير من‬
‫المراض الصحية والنفسية مع المعرفة والرادة والصبر ‪ ،‬ونعيش‬
‫حياتنا التي وهبها الله لنا بل جحود ول عقوق ول شقاء ‪.‬‬

‫إشراقة ‪ :‬ما من عد ّ‬
‫و لدوٍد لجمال المرأة أكثر من‬
‫القلق الذي يقربها من الشيخوخة‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الياقوت‬

‫ومضة ‪ :‬ولسوف يعطيك ربك فترضى‬

‫ة في‬
‫ق جن ٌ‬ ‫الياقوتة الثالثة ‪ :‬حس ُ‬
‫ن الخل ِ‬
‫القلب‬
‫ق‬
‫ما أضي َ‬ ‫ل أرقبها‬ ‫أعل ّ ُ‬
‫ل النفس بالما ِ‬
‫ل‬
‫ة الم ِ‬
‫العيش لول فسح ُ‬

‫سني‬
‫الناس مرايا للنسان فإذا كان حسن الخلق معهم كانوا ح َ‬
‫الخلق معه ‪ ،‬فتهدأ أعصابه ويرتاح باله ‪ ،‬ويحسن انه يعيش في‬
‫مجتمع صديق ‪.‬‬
‫وإذا كان النسان سيئ الخلق غليظا ً وجد من الناس سوء الخلق‬
‫والفظاظة والغلظة‪ ،‬فمن ل يحترم الناس ل يحترمونه ‪.‬‬
‫وصاحب الخلق الحسن أقرب إلى الطمأنينة وأبعد عن القلق‬
‫والتوتر والمواقف المؤلمة ‪ ،‬إضافة إلى أن حسن الخلق عبادة لله‬
‫ْ‬
‫مْر‬‫خذِ ال ْعَْفوَ وَأ ُ‬ ‫‪ ‬ومما حض عليه السلم كثيرا ً ‪ ،‬قال الله ‪ُ : ‬‬
‫َ‬
‫ن‪ ، ‬وقال ‪ ‬يصف رسوله ‪ :‬‬ ‫جاهِِلي َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ض عَ ِ‬ ‫ف وَأعْرِ ْ‬ ‫ِبال ْعُْر ِ‬
‫ضوا‬‫ب َلن َْف ّ‬ ‫ظ ال َْقل ْ ِ‬
‫ت فَظ ّا ً غَِلي َ‬ ‫م وَل َوْ ك ُن ْ َ‬ ‫ت ل َهُ ْ‬ ‫ن الل ّهِ ل ِن ْ َ‬‫م َ‬‫مة ٍ ِ‬‫ح َ‬ ‫ما َر ْ‬ ‫‪‬فَب ِ َ‬
‫َ‬
‫ذا‬‫مرِ فَإ ِ َ‬‫م ِفي اْل ْ‬ ‫شاوِْرهُ ْ‬ ‫م وَ َ‬ ‫ست َغِْفْر ل َهُ ْ‬‫م َوا ْ‬ ‫ف عَن ْهُ ْ‬‫ك َفاعْ ُ‬ ‫حوْل ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬
‫ِ‬
‫ن‪ ‬وقال رسول‬ ‫ب ال ْ ُ‬
‫مت َوَك ِّلي َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه يُ ِ‬‫ن الل ّ َ‬ ‫ل عََلى الل ّهِ إ ِ ّ‬ ‫ت فَت َوَك ّ ْ‬ ‫م َ‬ ‫عََز ْ‬
‫ي أحاسنكم أخلقا ً ‪ ،‬الموطئون أكنافا ً ‪،‬‬ ‫الله ‪ )) : ‬إن أحبكم إل ّ‬
‫شاؤون بالنميمة ‪،‬‬ ‫ي الم ّ‬ ‫الذين يألفون ويؤلفون ‪ ،‬وإن أبغضكم إل ّ‬
‫المفرقون بين الحبة ‪ ،‬الملتمسون للبرآء العيب (( ‪.‬‬
‫دد والتخاذل والسير حول‬‫إشراقة ‪ :‬إن التر ّ‬
‫المشكلة بل آمال‪..‬‬
‫ل هذا يدفع البشر‬‫ك ّ‬
‫إلى النهيار العصبي ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الياقوت‬

‫ومضة ‪ :‬ل يكلف الله نفسا ً إل وسعها‬

‫الياقوتة الرابعة‪ :‬بنود السعادة العشرة‬


‫ولعلها أن‬ ‫ة‬
‫ب فرج ً‬
‫ق ُ‬
‫اصبر فإن الله ُيع ِ‬
‫تتجلي ولعلها‬

‫يقول عالم النفس المريكي )د‪ .‬ديكس ( ‪ :‬الحياة السعيدة فن‬


‫جميل له عشرة أبعاد هي ‪:‬‬
‫‪ .1‬أن تمارس عمل ً محبوبا ً عندك ‪ ..‬فإذا لم يتيسر لك ذلك‬
‫العمل ‪ ،‬فمارس الهوية التي تحبها في أوقات فراغك‬
‫وعمقها ‪.‬‬
‫‪ .2‬العناية بالصحة فهي روح السعادة ‪ ...‬وذلك بالعتدال في‬
‫الطعام والشراب وممارسة الرياضة والبعد عن العادات‬
‫الضارة ‪.‬‬
‫‪ .3‬وجود هدف في حياة النسان ‪ ،‬فإن ذلك يمنحه الثارة‬
‫والنشاط ‪.‬‬
‫‪ .4‬أن يأخذ النسان الحياة على ما هي عليه ويقبلها بحلوها‬
‫ومرها ‪.‬‬
‫ض تولى ‪،‬‬‫‪ .5‬أن يعيش النسان في حاضره فل يندم على ما ٍ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ول يتوجس من غدٍ لم يأ ِ‬
‫‪ .6‬أن يفكر النسان في أي عمل أو قرار ‪ ،‬ول يلوم غيره‬
‫على قراراته وما قد يصيبه ‪.‬‬
‫‪ .7‬أن ينظر النسان إلى من هو دونه ‪.‬‬
‫‪ .8‬أن يعتاد النسان على البتسام وروح المرح وصحبة‬
‫المتفائلين ‪.‬‬
‫‪ .9‬أن يعمل النسان على إسعاد الخرين ليصيبه عطر‬
‫السعادة ‪.‬‬
‫‪ .10‬اغتنام فرص البتهاج الجميلة واعتبارها محطات ضرورية‬
‫للسعادة ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫إشراقة ‪ :‬استمتعي باليوم وتمسكي به ‪ ،‬ابحثي‬
‫عن شيء يمنع وقوع اللم قبل أن يداهمك ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الياقوت‬

‫ومضة ‪ :‬ك ّ‬
‫ل يوم ٍ هو في شأن‬

‫الياقوتة الخامسة ‪ :‬استعيذي بالله من‬


‫الهم والحزن‬
‫ضلت النساء‬
‫لف ّ‬ ‫ولو أن النساء كمن عرفنا‬
‫ل!‬
‫على الرجا ِ‬

‫ما أظن عاقل ً يزهد في البشاشة أو مؤمنا ً يجنح إلى التشاؤم‬


‫واليأس ‪ ،‬وربما غلبت المرء أعراض قاهرة فسلبته طمأنينته ورضاه‬
‫‪ ،‬وهنا يجب عليه أن يعتصم بالله كي ينقذه مما حل به ‪ ،‬فإن‬
‫الستسلم لتيار الكآبة بداية انهيار شامل في الدارة يطبع العمال‬
‫كلها بالعجز والشلل ‪.‬‬
‫ولذلك كان رسول الله ‪ ‬يعّلم أصحابه أن يستعينوا بالله في‬
‫النجاة من هذه الفات ‪ ،‬قال أبو سعيد الخدري ‪ :‬دخل رسول الله‬
‫‪ ‬المسجد ذات يوم ‪ ،‬فإذا هو برجل من النصار يقال له أبو أمامة‬
‫‪ ،‬فقال ‪ )) :‬يا أبا أمامة ‪ ..‬ما لي أراك جالسا ً في المسجد في غير‬
‫وقت صلته ؟ ‪ ،‬قال ‪ :‬هموم لزمتني وديون يا رسول الله ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫مك ‪ ،‬وقضى عنك دينك ؟‬ ‫أفل أعلمك كلما ً إذا قلته أذهب الله ه ّ‬
‫قلت ‪ :‬بلى يا رسول الله ‪ ،‬قال ‪ :‬قل إذا أصبحت وإذا أمسيت ‪:‬‬
‫)) اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ‪ ،‬وأعوذ بك من‬
‫العجز والكسل ‪ ،‬وأعوذ بك من الجبن والبخل ‪ ،‬وأعوذ بك‬
‫من غلبة الدين وقهر الرجال (( ‪ .‬رواه أبو داود ‪ .‬قال ‪:‬‬
‫ففعلت ذلك ‪ ،‬فأذهب الله همي وقضى عني ديني ‪.‬‬

‫إشراقة ‪ :‬إن قرحة المعدة ل تأتي مما تأكلين ‪،‬‬


‫ك!‪.‬‬ ‫ولكنها تأتي مما يأ ُ‬
‫كل ِ‬

‫‪85‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الياقوت‬

‫ومضة ‪ :‬وما بكم من نعمة فمن الله‬

‫الياقوتة السادسة ‪ :‬المرأة التي تعين‬


‫على نوائب الدهر‬
‫ة‬
‫وسجالن نعم ٌ‬ ‫هي حالن شدةٌ وبلءُ‬
‫ورخاءُ‬

‫تروي كتب الطبقات عن فاطمة الزهراء بنت رسول الله ‪ ‬أنها‬


‫كانت تطوي اليام جوعا ً ‪ ،‬وقد رآها زوجها المام علي رضي الله‬
‫عنه يوما ً ‪ ،‬وقد اصفّر لونها ‪ ،‬فقال لها ‪ :‬ما بك يا فاطمة ؟‬
‫قالت ‪ :‬منذ ثلث ل نجد شيئا ً في البيت! ‪ ،‬قال ‪ :‬ولماذا لم‬
‫تخبريني ؟ قالت ‪ :‬إن أبي رسول الله ‪ ‬قال لي ليلة الزفاف ‪:‬‬
‫ي بشيء فكليه ‪ ،‬وإل فل تسأليه ! (( ‪.‬‬ ‫)) يا فاطمة ‪ ،‬إذا جاءك عل ّ‬
‫لكن كثيرا ً من النساء قد تخصصن في تفريغ جيوب أزواجهن ‪،‬‬
‫فالواحدة منهن ل تطيق أن ترى في جيب زوجها مال ً ‪ ،‬فتعلن حالة‬
‫الطوارئ في المنزل ‪ ،‬ول تهدأ حتى تسلبه ما معه من مال ‪.‬‬
‫ول شك أن الرجل إن استسلم مرة ‪ ،‬فلن يرفع الراية البيضاء دائما ً‬
‫‪ ،‬وإنما سيبدأ الشقاق ولو بعد حين ‪ ،‬وقد يتطور هذا الشقاق إلى‬
‫الطرق ‪ ،‬ويومها سيترنم الزوج بأبيات هذا العرابي الذي تخلص‬
‫من زوجته )) أمامة (( بطلقها بعد طول عناء وشقاء معها ‪:‬‬

‫ت من ُ‬
‫غ ّ‬
‫ل‬ ‫ونجو ُ‬ ‫ة‬
‫ت أمام ُ‬ ‫طُ ِ‬
‫عن ْ‬
‫ق‬
‫الوثا ِ‬ ‫ق‬‫بالطل ِ‬
‫بانت فلم يألم لها بي ولم تدمع‬
‫مآقي‬ ‫قلـ‬
‫ل‬‫س تعجي ُ‬‫ودواءُ مال تشتهـ يه النف ُ‬
‫ق‬
‫الفرا ِ‬ ‫والعيش ليس‬
‫ين اثنين في غير‬ ‫يطيب بـ‬
‫ق‬
‫اتفا ِ‬

‫‪86‬‬
‫صرها ‪ ،‬فل‬ ‫إشراقة ‪ :‬إن الحياةَ أقصُر من أن نق ّ‬
‫صريها أكثر ! ‪.‬‬
‫تحاولي أن تق ّ‬

‫‪87‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الياقوت‬

‫ومضة ‪ :‬النجاح أن تكوني على كل لسان‬

‫الياقوتة السابعة ‪ :‬امرأة من أهل الجنة‬


‫كان منك المس‬ ‫إن رّبا كان يكفيك الذي‬
‫يكفيك غدك‬

‫روى عطاء بن أبي رباح قال ‪ :‬قال لي ابن عباس رضي الله‬
‫عنهما ‪ :‬أل أريك امرأة من أهل الجنة ؟ فقلت ‪ :‬بلى ‪ ،‬قال ‪ :‬هذه‬
‫شف ‪،‬‬ ‫المرأة السوداء أتت النبي ‪ ‬فقالت ‪ :‬إني ُأصرع ‪ ،‬وإني أتك ّ‬
‫ت ولك الجنة ‪ ،‬وإن‬ ‫فادع الله تعالى لي ‪ ،‬قال ‪ )) :‬إن شئت صبر ِ‬
‫ت الله تعالى أن يعافيك (( فقالت ‪ :‬أصبر ‪ ،‬وقالت ‪ :‬إني‬‫شئت دعو ُ‬
‫أتكشف ‪ ،‬فادع الله أن ل أتكشف ‪ ،‬فدعا لها ‪.‬‬
‫فهذه المرأة المؤمنة التقية رضيت ببلٍء يصاحبها في حياتها الفانية‬
‫على أن لها الجنة ‪ ،‬وقد ربح البع ‪ ،‬فكانت من أهل الجنة ‪ ،‬ولكنها‬
‫أِنفت أن تتكشف فيري الناس من عورتها ما ل يليق بالمرأة‬
‫المسلمة المحتشمة التقية ‪ ،‬فماذا نقول لهؤلء الكاسيات العاريات‬
‫اللواتي يتفّنن في إبداء محاسنهن ‪ ،‬ويجتهدن في خلع برقع الحياء ‪،‬‬
‫وفي التعري ؟!‬
‫ملي ‪ ،‬واجهي‬
‫في عن القلق ‪ ،‬تح ّ‬ ‫إشراقة ‪ :‬ك ُ ّ‬
‫الحقيقة‬
‫بثبات ‪ ،‬وافعلي‬
‫شيئا ً لتعيشي ‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الياقوت‬

‫ومضة ‪ :‬المعونة على قدر المؤونة‬


‫الياقوتة الثامنة ‪ :‬الصدقة تدفع البلء‬
‫د‬ ‫تد ّ‬
‫ل على أنه الواح ُ‬ ‫ة‬
‫ء له آي ٌ‬ ‫وفي ك ّ‬
‫ل شي ٍ‬

‫ن‬‫ب عظيم من أبواب سعة الصدر وانشراح الخاطر ؛ فإ ّ‬ ‫الصدقة با ٌ‬


‫بذل المعروف يكافئ الله صاحبه في الدنيا بانشراح صدره ‪،‬‬
‫وسروره وحبوره ‪ ،‬ونوره وسعة خاطره ‪ ،‬ورخاء حاله ‪ ،‬فتصدقي‬
‫ة أو جرعة‬ ‫ولو بالقليل ‪ ،‬ول تحتقري شيئا ً تتصدقين به ‪ ،‬تمرةً أو لقم ً‬
‫ذقة لبن ‪ ،‬أهدي للمسكين ‪ ،‬وأعطي البائس ‪ ،‬أطعمي‬ ‫م ْ‬
‫ماٍء أو ِ‬
‫الجائع ‪ ،‬وزوري المريض ‪ ،‬وحينها تجدين أن الله – سبحانه وتعالى –‬
‫خّفف عنك من الهموم والغموم ‪ ،‬ومن الحزان ‪ ،‬فالصدقة دواء ل‬
‫يوجد إل في " صيدلية " السلم ‪.‬‬
‫وسأل رجل المام عبد الله بن المبارك فقال له ‪ :‬يا أبا عبد‬
‫ة خرجت في ركبتي منذ سبع سنين ‪ ،‬وسألت الطباء ‪،‬‬ ‫الرحمن قرح ٌ‬
‫وقد عالجت بأنواع العلج ‪ ،‬فلم أنتفع به ؟!‬
‫فقال له ابن المبارك ‪ :‬اذهب فانظر موضعا ً يحتاج الناس فيه إلى‬
‫الماء ‪ ،‬فاحفر هناك بئرا ً فإني أرجو أن تنبع هناك عين ويمسك عنك‬
‫الدم ‪ ،‬ففعل الرجل فبرأ ‪.‬‬
‫ول عجب أيتها الخت الكريمة ‪ :‬فقد قال رسول الله ‪ )) : ‬داووا‬
‫مرضاكم بالصدقة (( ‪ ،‬وقال ‪ )) : ‬إن الصدقة تطفئ غضب الرب‬
‫وتدفع ميتة السوء (( ‪.‬‬
‫ب الفراغ ‪.‬‬ ‫إشراقة ‪ :‬القل ُ‬
‫ق حبي ُ‬

‫‪89‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الياقوت‬

‫ومضة ‪ :‬حوٌر مقصورا ٌ‬


‫ت في الخيام‬

‫ح‬
‫الياقوتة التاسعة ‪ :‬كوني جميلة الرو ِ‬
‫ل‬‫ن الكون جمي ٌ‬
‫ل ّ‬
‫فما لحوادث الدنيا‬ ‫ول تجزع لحادثة الليالي‬
‫بقاءُ‬

‫مشهد النجوم في السماء جميل ‪ ،‬ما في هذا شك ‪ ،‬جميل جمال ً‬


‫يأخذ بالقلوب ‪ ،‬وهو جمال متجدد تتعدد ألوانه وأوقاته ؛ ويختلف من‬
‫صباح إلى مساء ‪ ،‬ومن شروق إلى غروب ‪ ،‬ومن الليلة القمراء إلى‬
‫الليلة الظلماء ‪ ،‬ومن مشهد الصفاء إلى مشهد الضباب والسحاب ‪،‬‬
‫بل إنه ليختلف من ساعة لساعة ‪ ،‬ومن مرصد لمرصد ‪ ،‬ومن زاوية‬
‫‪ ،‬وكله جمال ‪ ،‬وكله يأخذ باللباب ‪.‬‬
‫هذه النجمة الفريدة التي توصوص هناك ‪ ،‬وكأنها عين جميلة ‪ ،‬تلتمع‬
‫بالمحبة والنداء !‪ ،‬وهاتان النجمتان المفردتان هناك وقد خلصتا من‬
‫الزحام تتناجيان ! ‪..‬‬
‫وهذه المجموعات المتضامة المتناثرة هنا وهناك ‪ ،‬وكأنها في حلقه‬
‫سمر في مهرجان السماء ‪ ،‬وهذا القمر الحالم الساهي ليلة ‪،‬‬
‫والزاهي المزهو ليلة ‪ ،‬والمنكسر الخفيض ليلة ‪ ،‬والوليد المتفتح‬
‫للحياة ليلة ‪ ،‬والفاني الذي يدلف للفناء ليلة ‪!..‬‬
‫وهذا الفضاء الوسيع الذي ل يم ّ‬
‫ل البصر امتداده ‪ ،‬ول يبلغ البصر‬
‫آماده ‪.‬‬
‫إنه الجمال ‪ ،‬الجمال الذي يملك النسان أن يعيشه ويتمله ‪،‬‬
‫ولكن ل يجد له وصفا ً فيما يملك من اللفاظ والعبارات ! ‪.‬‬
‫ل المر الواقع الذي لبد‬‫إشراقة ‪ :‬لبدّ من تقب ِ‬
‫ت فماذا ينفعك القلق ؟‪.‬‬‫منه ‪ ،‬وإذا قلق ِ‬

‫‪90‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الياقوت‬

‫ة الولى‬ ‫ومضة ‪ :‬ول تبر ْ‬


‫جن تبرج الجاهلي ِ‬

‫الياقوتة العاشرة ‪ :‬امرأة تصنع بطولة‬


‫ن ترى‬
‫أ ْ‬ ‫أترى الشوك في الورود وتعمى‬
‫فوقه الندى إكليل ؟‬

‫وّلى أمير المؤمنين عثمان بن عفاف رضي الله عنه حبيب بن‬
‫مسلمة الفهري قيادة جيش من المسلمين لتأديب الروم ‪ ،‬وكانوا‬
‫قد تحرشوا بالمسلمين ‪ ،‬وكانت زوجة حبيب جندية ضمن هذا‬
‫الجيش ‪ ،‬وقبل أن تبدأ المعركة أخذ حبيب يتفقد جيشه ‪ ،‬وإذا‬
‫بزوجته تسأله هذا السؤال ‪ :‬أين ألقاك إذا حمي الوطيس وماجت‬
‫الصفوف ؟‬
‫فأجابها قائل ً ‪ :‬تجديني في خيمة قائد الروم أو في الجنة ! ‪ ،‬وحمي‬
‫وطيس المعركة وقاتل حبيب ومن معه ببسالة منقطعة النظير ‪،‬‬
‫ونصرهم الله على الروم وأسرع حبيب إلى خيمة قائد الروم ينتظر‬
‫زوجته ‪ ،‬وعندما وصل إلى باب الخيمة وجد عجبا ً ‪ ،‬لقد وجد زوجته‬
‫قد سبقته ودخلت خيمة قائد الروم قبله !‬
‫لفضلت النساء على‬ ‫ولو كان النساء كمثل هذي‬
‫الرجال !‬
‫ب أو مستحي ٌ‬
‫ل‬ ‫إشراقة ‪ :‬الحياةُ ليس فيها صع ٌ‬
‫طالما‬
‫أن هناك القدرة على العمل والحركة ‪.‬‬

‫‪91‬‬
92
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الجواهر‬

‫ومضة ‪ :‬فاذكروني أذكركم‬

‫الجوهرة الولى ‪ :‬ل تنفقي ساعاتك في‬


‫الهواء‬
‫والحزن كل‬ ‫ى‬‫نزداد هما ً كلما ازددنا غن ً‬
‫الحزن في الكثار‬

‫يقول نبيك ‪ ‬لعائشة رضي الله عنها ‪ )) :‬وإن كنت ألمت بذنب‬
‫فاستغفري الله وتوبي إليه ‪ ،‬فإن العبد إذا اعترف بذنبه تاب الله‬
‫عليه ‪. ((...‬‬
‫تخيلي أنك قد ملكت كل ما تريدين من آمال وأحلم ‪ ،‬ووصلت إلى‬
‫كل ما تريدين من أمنيات ‪ ،‬ثم فجأة ضاع منك كل شيء بغير فائدة‬
‫‪ ،‬حينها ستبكين ‪ ،‬وتتوجعين ‪ ،‬وتتحسرين ‪ ،‬وتعضين على أصابعك ‪،‬‬
‫ة وحسرةً على ما ضاع منك ‪ ،‬فما بالك بعمرك الذي يضيع منك‬‫ندام ً‬
‫وأنت ل تشعرين ؟‬
‫إن عمرك جوهرة نفيسة ل تقدر بأي شيء مادي ‪ ،‬وهذا العمر في‬
‫حقيقته عبارة عن أنفاس ‪ ،‬كل نفس يخرج ول يعود إليك أبدا ً ‪،‬‬
‫وهذه النفاس هي رأس مالك في الدنيا ‪ ،‬تستطيعين أن تشتري‬
‫بهما ما تشائين من نعيم الجنة ‪ ،‬فكيف تضيعين ذلك العمر بل توبة‬
‫نصوحة ؟! ‪.‬‬

‫إشراقة ‪ :‬هناك طري ٌ‬


‫ق واحدٌ يؤدي إلى السعادة ‪،‬‬
‫ف عن‬‫ذلك هو التوق ُ‬
‫التوجس من أشياء ل قدرة لنا على السيطرة عليها‬
‫‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الجواهر‬

‫ومضة ‪ :‬فسيكفيكهم الله‬

‫الجوهرة الثانية ‪ :‬السعادةُ ل ُتشَترى‬


‫بالمال‬
‫وإذا ُتردّ إلى‬ ‫ة إذا رغبتها‬
‫والنفس راغب ٌ‬
‫ع‬
‫قليل تقن ُ‬

‫كثيرون بذلوا شبابهم وصحتهم ليجمعوا المال ‪ ،‬ثم عاشوا طول‬


‫عمرهم ينفقون كل ما كسبوه ليحصلوا على السعادة ‪ ،‬فحصلوا‬
‫على الشقاء ‪ ،‬أو ليستردوا الشباب فدهمتهم الشيخوخة ‪ ،‬أو‬
‫ليحصلوا على الصحة فهزمهم المرض العضال !‬
‫وهذا ممثل مشهور يقول ‪ :‬إن أمنية حياته كانت هي المال ‪.‬‬
‫كان يتوهم أنه بالمال يستطيع أن يكون أسعد رجل في العالم لمدة‬
‫مائة سنة !‪ ،‬كان واثقا ً أنه قادر بالمال أن يحقق كل ما يتمناه ‪ ،‬أن‬
‫يجعل الماني والحلم والدنيا تسجد صاغرة بين يديه ‪ ،‬وبعد‬
‫عشرين سنة أعطاه الله المال أضعاف ما تمنى ‪ ،‬ولكنه أخذ منه‬
‫ل عنه أنه كان يبكي ويقول ‪ :‬ليتني‬ ‫الصحة والشباب والحلم !‪ ،‬ون ُِق َ‬
‫ما طلبت من الله المال ‪ ،‬ليتني طلبت أن أعيش مائة سنة فقيرا ً‬
‫آكل الفول المدمس ‪ ،‬وأتشعبط على سلم الترام حتى ل أدفع ثمن‬
‫التذكرة !‪ ،‬ولم يعرف هذا الممثل قيمة الصحة إل عندما فقدها ‪،‬‬
‫ولم يكتشف أن المال عاجز عن أن يشتري له أي شيء إل عندما‬
‫أصبح أغنى فنان في مصر ‪ ،‬وعرف أنه ل يستطيع أن يضيف بكل‬
‫أمواله يوما ً واحدا ًً إلى عمره المخطوف !‪.‬‬
‫إشراقة ‪ :‬إن المرء ل ينبغي أن يضّيع نصف حياته‬
‫في المشاحنات ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الجواهر‬

‫ومضة ‪ :‬واستعينوا بالصبر والصلة‬


‫الجوهرة الثالثة ‪ :‬العجلة والطيش وقود‬
‫الشقاء‬
‫وإل‬ ‫ى إن تكن حقا ً تكن أحسن المُنى‬
‫من ُ ً‬
‫فقد عشنا بها زمنا ً رغدا ً‬

‫حلم فروسية من النوع الراقي يتغلب بها النسان على غضبه‬ ‫ال ِ‬
‫وحماقته وهواه ‪ ،‬والناة هي التثبت وعدم الستعجال والتصرف‬
‫ن عدمهما‬‫ب على القلق ‪ ،‬وم ْ‬
‫بعقل وحكمة ‪ ،‬وهاتان الخصلتان حر ٌ‬
‫دم الكثير من الخير ‪ ،‬وكان مع القلق على ميعاد ‪ ،‬فإن الحليم يرد ّ‬‫عُ ِ‬
‫حْلمه الكثير من الشرور ‪ ،‬أما الحمق الغضوب فإنه يجعل الشر‬ ‫ب ِ‬
‫يكبر ودواعي القلق تزداد وتتأصل ‪ ،‬والنسان المتأني قلما يندم أو‬
‫ف‬‫ُيقدم على أمرٍ مجهول العاقبة ‪ ،‬أما الحمق العجول فإنه حلي ٌ‬
‫للندم والقلق وسوء العاقبة ‪ .‬وكذلك فإن النسان الذي يرفق‬
‫بنفسه وبالخرين يكون موفقا ً يعتاد هدوء العصاب ويكسب راحة‬
‫البال ‪.‬‬
‫وديننا السلمي الحنيف يحض على الرفق والحلم والناة ‪ ،‬قال‬
‫رسول الله ‪ )) : ‬إن الرفق ل يكون في شيء إل زانه ول ينزع‬
‫من شيء إل شانه (( ‪.‬‬
‫ت سعادتنا في الحياة من‬‫إشراقة ‪ :‬إننا نضيع أوقا ِ‬
‫أجل أشياء ل قيمة‬
‫لها ‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الجواهر‬

‫ومضة ‪ :‬وما جعل عليكم في الدين من حرج‬


‫لل‬
‫ع الما ِ‬ ‫الجوهرة الرابعة‪ُ :‬لعب ُ‬
‫ة جم ِ‬
‫نهاية لها‬
‫فؤادي حرا ً طليقا ً‬ ‫م واتركوا‬ ‫خذوا ك ّ‬
‫ل دنياك ُ‬
‫غريبا‬

‫يقول بيفر بروك ‪ :‬لقد جمعت من المال الكثير ولكنني رأيت من‬
‫واقع التجربة أن الستمرار في هذه اللعبة ‪ ،‬لعبة جمع المال ‪،‬‬
‫خطيرة وليس لها نهاية وتبلع العمر والسعادة ‪ ،‬لذلك غيرت عملي‬
‫واتجاهي إلى عمل آخر أهواه في مجال النشر ل ُيدر مال ً كثيرا ً ‪،‬‬
‫ولكنه يحقق لي السعادة وخدمة المجتمع ‪ ،‬وإنني أنصح كل رجل‬
‫أعمال جمع من المال ما يكفيه جدا ً أن يكف عن لعبة المال ‪،‬‬
‫ويتقاعد مبكرا ً ليستمتع بما حقق ‪ ،‬ويشرع في عمل محبوب ‪ ،‬فيه‬
‫خدمة للمجتمع وإمتاع للوقت ‪.‬‬
‫إن صاحب المال الذي جربه وامتلك الكثير منه ل ُيعنى إل قليل ً بأن‬
‫يخّلف لورثته ثروة كبيرة ‪ ،‬لنه يعلم أنهم يكونون رجال ً أفضل إذا‬
‫نزلوا إلى الميدان مجردين من الثروة ول يملكون إل العقل‬
‫والخلق ‪ ،‬إن الثروة بل مجهود كثيرا ً ما تصبح لعنة ل نعمة ‪ ،‬وشقاءً‬
‫ل سعادة ‪ ،‬حيث يشبع بها الرجال أجسادهم برفاهية وخمول ‪،‬‬
‫وعقولهم بتفاهة وفراغ ‪ ،‬ويبتسرون الشباب الوضيء حتى‬
‫الممات ‪.‬‬
‫ك بعدم وجود المستحيل في‬ ‫إشراقة ‪ :‬ر ّ‬
‫سخي إيمان ِ‬
‫الحياة ‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الجواهر‬

‫ومضة ‪ :‬يا نار كوني بردا ً وسلما ً على إبراهيم‬

‫الجوهرة الخامسة ‪ :‬في الفراغ تولد‬


‫الرذيلة‬
‫تجري الرياح‬ ‫ما ك ّ‬
‫ل ما يتمنى المرء يدركه‬
‫ن‬
‫بما ل تشتهي السف ُ‬

‫في أحضان البطالة تولد آلف الرذائل ‪ ،‬وتختمر جراثيم التلشي‬


‫والفناء ‪ ،‬وإذا كان العمل رسالة الحياء فإن العاطلين موتى ‪.‬‬
‫وإذا كانت دنيانا هذه غراسا ً لحياة أكبر تعقبها ‪ ،‬فإن الفارغين أحرى‬
‫الناس أن ُيحشروا مفلسين ل حصاد لهم إل البوار والخسران ‪.‬‬
‫وقد نّبه النبي ‪ ‬إلى غفلة اللوف عما ُوهبوا من نعمة العافية‬
‫والوقت فقال ‪ )) :‬نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس ‪ :‬الصحة ‪،‬‬
‫والفراغ (( ‪.‬‬
‫أجل ‪ ..‬فكم من سليم الجسم يضطرب في هذه الحياة بل أمل‬
‫يحدوه ‪ ،‬ول عمل يشغله ‪ ،‬ول رسالة يخلص لها ويصرف عمره‬
‫لنجاحها ‪.‬‬
‫خلق الناس ؟‪ .‬كل فالله ‪ ‬يقول ‪ :‬أ َفَحسبت َ‬
‫خل َْقَناك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ما َ‬‫م أن ّ َ‬
‫َ ِ ُْ ْ‬ ‫ألهذا ُ‬
‫َ‬
‫ق‪. ‬‬ ‫ح ّ‬‫ك ال ْ َ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫مل ِ ُ‬ ‫ن * فَت ََعاَلى الل ّ ُ‬ ‫م إ ِل َي َْنا ل ت ُْر َ‬
‫جُعو َ‬ ‫عََبثا ً وَأن ّك ُ ْ‬
‫خلقت بالحق ‪ ،‬والرض والسماء وما بينهما ‪ ،‬والنسان‬
‫إن الحياة ُ‬
‫في هذا العالم يجب أن يتعرف إلى هذا الحق وأن يعيش به ‪.‬‬
‫أما أن يدخل في قوقعة من شهواته الضيقة ‪ ،‬ويحتجب في حدودها‬
‫مذهول ً عن كل شيء فبئس المهاد ما اختار لحاضره ومستقبله !! ‪.‬‬
‫ك دائما ً صورة النجاح‬
‫إشراقة ‪ :‬ضعي في خيال ِ‬
‫ودعي‬
‫ك‪.‬‬ ‫ها مرسومة في ذهن ِ‬

‫‪97‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الجواهر‬

‫ه من حيث ل يحتسب‬ ‫ومضة ‪ :‬ويرز ْ‬


‫ق ُ‬
‫ب ول‬
‫ت بل غض ٍ‬‫الجوهرة السادسة ‪ :‬بي ٌ‬
‫ب‬‫ب ول تع ٍ‬‫صخ ٍ‬
‫خانه الصبُر‬ ‫ب إذا ما‬
‫م اللبي ُ‬
‫والفتى الحاز ُ‬
‫لم يخنه العزاءُ‬

‫ت ‪ ،‬كان بيني وبين زوجي البارحة‬ ‫قالت لبيها وهي تبكي ‪ :‬يا أب ِ‬
‫شيء ‪ ،‬فغضب لكلمة بدرت مني ‪ ،‬فلما رأيت غضبه ندمت على ما‬
‫ول وجهه عني ‪ ،‬فطفت‬ ‫فعلت ‪ ،‬واعتذرت له ‪ ،‬فأبى أن يكلمني وح ّ‬
‫حوله حتى ضحك ورضي عني ‪ ،‬وأنا خائفة من ربي أن يؤاخذني‬
‫على اللحظات التي أحرقت فيها من دمه – ساعة غضبه – بعض‬
‫قطرات ! ‪ ،‬فقال لها والدها ‪ :‬يا بنية ‪ ،‬والذي نفسي بيده لو أنك‬
‫ت راضيا ً عنك ‪ ،‬أما علم ِ‬
‫ت أن‬ ‫ت قبل أن يرضى عنك زوجك لما كن ُ‬ ‫م ّ‬
‫أيما امرأة غضب عليها زوجها فهي ملعونة في التوراة والنجيل‬
‫دد عليها سكرات الموت ‪ ،‬وُيضّيق عليها‬ ‫والزبور والقرآن ‪ ،‬وُتش ّ‬
‫قبرها ‪ ،‬فطوبى لمرأةٍ رضي عنها زوجها ‪.‬‬
‫فالمرأة الصالحة تحرص على أن تكون محبوبة إلى زوجها ‪ ،‬فل‬
‫يبدو منها ما يعكر صفو حياتهما ‪ ....‬وقد نصح أحد الرجال زوجته‬
‫فقال ‪:‬‬
‫ول تنطقي في‬ ‫خذي العفو مني‬
‫ب‬
‫سورتي حين أغض ُ‬ ‫تستديمي مودتي‬
‫فإنك ل تدرين كيف‬ ‫ك‬
‫ول تنقريني نقر ِ‬
‫ب‬
‫مغي ّ ُ‬
‫ال ُ‬ ‫ة‬
‫ف مر ً‬
‫الد ّ‬
‫ك قلبي‬‫ويأبا ِ‬ ‫ول ُتكثري الشكوى‬
‫والقلوب تقل ّ ُ‬
‫ب‬ ‫فتذهب بالهوى‬
‫إذا اجتمعا لم يلبث‬ ‫ب‬
‫فإني رأيت الح ّ‬
‫ب‬
‫ب يذه ُ‬ ‫الح ّ‬ ‫في القلب والذى‬

‫‪98‬‬
‫ك‬ ‫إشراقة ‪ :‬اطردي صورة الفش ِ‬
‫ل ودعيها خارج ذهن ِ‬
‫‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الجواهر‬

‫ومضة ‪ :‬ل أمان لمن ل إيمان لها‬

‫الجوهرة السابعة ‪ :‬العفة والحياء تزيد‬


‫جمال الحسناء‬
‫ت‬
‫جعل ُ‬ ‫ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي‬
‫سلما ً‬
‫الرجا مني لعفوك ُ‬

‫ك نبأ أم سلمة رضي الله عنها زوج النبي ‪ ‬عندما سمعته‬ ‫وهل أتا ِ‬
‫خيلء لم ينظر الله إليه يوم القيامة ‪ ،‬فقالت‬ ‫يقول ‪ )) :‬من جّر ثوبه ُ‬
‫‪ :‬فكيف تصنع النساء بذيولهن ؟ قال ‪ )) :‬يرخين شبرا ً (( قالت ‪ :‬إذا ً‬
‫تنكشف أقدامهن ‪ ،‬قال ‪ )) :‬فيرخينه ذراعا ً ول يزدن (( ‪.‬‬
‫لله درك يا أم المؤمنين !! ‪ ،‬لله درك يا أم سلمة ‪ ،‬ليست من أهل‬
‫الخيلء ول التكبر ‪ ،‬ولكن نساء المسلمين حييات عفيفات ‪،‬‬
‫طاهرات شريفات ‪ ،‬ل ينبغي أن ُترى أقدامهن ‪ ،‬وثيابهن لها ذيول‬
‫ن شيئا ً ‪ ،‬أما‬
‫يجررنها على الرض وراءهن ‪ ،‬فل يرى الرجال منه ّ‬
‫النساء في عصرنا ‪ - ،‬إل من رحم ربك – فإنهن يرخين الذيل إلى ))‬
‫أعلى (( أقصى ما يستطعن ‪ ،‬خوفا ً عليه من البلل ‪ ،‬أو الغبار ‪ ،‬ولو‬
‫استطعن لخلعنه ‪ ،‬أسوةً بالكوافر العواهر ‪ ،‬ويجدن ألف مبرر‬
‫للتعري والتفسخ ول حول ول قوة إل بالله ‪ ،‬ورجالهن ليس فيهم‬
‫من الرجولة إل السم ‪ ،‬يمشون إلى جانبهن ‪ ،‬ول يبالون ‪ ،‬فقد‬
‫ذهب الحياء ‪:‬‬
‫ويبقى العودُ ما‬ ‫يعيش المرء ما‬
‫بقي اللحاءُ‬ ‫ر‬
‫استحيا بخي ٍ‬
‫ول الدنيا إذا ذهب‬ ‫فل والله ما في‬
‫الحياءُ‬ ‫العيش خيٌر‬

‫إشراقة ‪ :‬راحة الجسم في قلة الطعام ‪ ..‬وراحة‬


‫النفس في قلة الثام ‪..‬‬

‫‪100‬‬
‫وراحة القلب في قلة الهتمام ‪ ..‬وراحة اللسان‬
‫في قلة الكلم ‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الجواهر‬

‫ومضة ‪ :‬يدرك الصبور أحسن المور‬


‫الجوهرة الثامنة ‪ :‬قد يردّ الله الغائب‬
‫أني ذكرتك‬ ‫ء قاله خلدي‬
‫ب أول شي ٍ‬
‫يا ر ّ‬
‫في سري وإعلني‬

‫بعد فراق دام أكثر من عشرين عاما ً ‪ ،‬كتب الله أن يجمع – في‬
‫قصة غريبة من نوعها – بين أو وابنتها البالغة من العمر ‪ 25‬عاما ً ‪،‬‬
‫بعد أن باعدت بينهما ظروف الحياة ‪ ،‬وذلك أثناء قضاء البنة لشهر‬
‫العسل في متنزهات جبال السودة بأبها ‪.‬‬
‫وكانت الم قد تزوجت بعد انفصل عنها زوجها الول وعمر ابنتها‬
‫ثلث سنوات ‪ ،‬وحالت ظروف زوجها وتنقله المستمر من بلد إلى‬
‫آخر من رؤية ابنتها التي تركتها في رعاية والدها ‪.‬‬
‫وفي يوم من أيام الصيف الجميلة في جبال السودة بأبها ‪ ،‬التقت‬
‫البنة بإحدى السيدات في المنتزه ‪ ،‬وأخذتا تتجاذبان أطراف‬
‫الحديث ‪ ،‬وكلتاهما ل تعرف الخرى ‪ ،‬فقد تركت الم ابنتها وهي‬
‫في الثالثة من عمرها ‪ .‬وبينما هما يتجاذبان أطراف الحديث ‪ ،‬رأت‬
‫الم إحدى أصابع ابنتها مبتورة ‪ ،‬وسألتها عن أمها ‪ ،‬فحكت لها‬
‫قصتها ‪ ،‬وإذا بالم تجد نفسها وجها ً لوجه بجانب ابنتها التي افتقدتها‬
‫منذ عشرين عاما ً ‪ ،‬فأخذتها في أحضانها ‪ ،‬وأخذت تلثم وجهها‬
‫ن وحب ‪ ،‬وتبث إليها شوقها وحرمانها منها طوال‬ ‫وتضمها بكل حنا ٍ‬
‫العوام الطويلة الماضية ‪.‬‬
‫إشراقة ‪ :‬إن التفكير في السعادة يؤدي بالضرورة‬
‫إلى التفكير فيما كان من قبل‪..‬‬
‫وفيما سيكون من بعد ‪ ..‬وهذا في حد ذاته يفسد‬
‫الشعور بالسعادة ! ‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الجواهر‬

‫ومضة ‪ :‬كأنهن الياقوت والمرجان‬


‫الجوهرة التاسعة ‪ :‬كلمة تمل ُ الزمان‬
‫والمكان‬
‫د‬
‫أنت المع ّ‬ ‫ع‬
‫ن إليه المشتكى والمفز ُ‬
‫يا م ْ‬
‫ع‬ ‫لك ّ‬
‫ل ما ي َُتوق ُ‬

‫قال موسى – عليه السلم ‪ )) : -‬يا رب علمني دعاًء أدعوك به‬


‫وأناجيك (( ‪ ،‬قال ‪ )) :‬يا موسى قل ل إله إل الله ‪ ،‬قال موسى ‪:‬‬
‫كل الناس يقولون ل إله إل الله ‪ ،‬قال ‪ :‬يا موسى لو أن السماوات‬
‫السبع والرضين في كفة ‪ ،‬ول إله إل الله في كفة لمالت بهن ل إله‬
‫إل الله (( ‪.‬‬
‫ل إله إل الله ‪ ..‬لها أنوار ساطعة ‪ ،‬وأشعة كاشفة ‪ ،‬وهي ُتبدد من‬
‫ضباب الذنوب وغيومها بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه ‪ ،‬فلها نور ‪،‬‬
‫وتفاوت أهلها في ذلك النور – قوةً وضعفا ً – ل يحصيه إل الله‬
‫تعالى‪.‬‬
‫فمن الناس من نوُر هذه الكلمة في قلبه كالشمس ‪ ،‬ومنهم من‬
‫نورها في قلبه كالكوكب الدري ‪ ،‬ومنهم من نورها في قلبه‬
‫كالمشعل العظيم ‪ ،‬وآخر كالسراج المضيء ‪ ،‬وآخر كالسراج‬
‫الضعيف ‪.‬‬
‫وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتد ‪ ،‬أحرق من الشبهات‬
‫والشهوات بحسب قوته وشدته ‪.‬‬
‫ب في‬ ‫إشراقة ‪ :‬سعادة المؤمن بحب الله ‪ ،‬والح ّ‬
‫قها أبعد من كل‬ ‫الله سعادةٌ أعما ُ‬
‫عمق ‪ ،‬يعرف مذاقها المؤمنون الصادقون ‪ ،‬ول‬
‫يقبلون لها بديل ً ‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الجواهر‬

‫ومضة ‪ :‬المرأة أغلى من الكنوز وأثمن من الثروة‬


‫ب اشتاقت‬
‫الجوهرة العاشرة ‪ :‬قلو ٌ‬
‫للجنة‬
‫واقطفي‬ ‫ت‬
‫اسعدي بالحياة قبل المما ِ‬
‫ت‬
‫الزهر قبل ريح الشتا ِ‬

‫هل سمعت بقصة امرأة صالح بن حيي ‪ ،‬إنها امرأة مات عنها‬
‫زوجها وترك لها ولدين ‪ ،‬فلما شبا إذا بها تعلمهم أول ما تعلمهم‬
‫العبادة والطاعة وقيام الليل ‪.‬‬
‫لقد قالت لولديها ‪ :‬ينبغي أل تمر لحظة واحدة من الليل في بيتنا إل‬
‫وفيه قائم ذاكر لله ‪ ، ‬فقال ‪ :‬وماذا تريدين يا أماه ؟ قالت ‪:‬‬
‫نقسم الليل بيننا ثلثة أجزاء ‪ ،‬يقوم أحدكما الثلث الول ‪ ،‬ثم يقوم‬
‫الخر الثلث الثاني ‪ ،‬وأقوم أنا الثلث الخير ‪ ،‬ثم أوقظكما لصلة‬
‫الفجر ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬سمعا ً وطاعة يا أماه ‪ ،‬فلما ماتت الم لم يترك الولدان قيام‬
‫الليل ‪ ،‬لن حب الطاعة والعبادة قد مل قلبيهما ‪ ،‬وصارت أحلى‬
‫لحظات حياتهما هي اللحظات التي يقومان من الليل ‪ ،‬فقسما‬
‫الليل بينهما نصفين ‪ ،‬ولما مرض أحدهما مرضا ً شديدا ً قام الخر‬
‫الليل كله وحده ‪.‬‬

‫إشراقة ‪ :‬الحياة من حولنا بوجهها الجميل‬


‫النبيل هي دعوة حقيقية للسعادة ‪.‬‬

‫‪104‬‬
105
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الخواتـم‬

‫ومضة ‪ :‬وإن تعدوا نعمة الله ل تحصوها‬


‫الخاتم الولى ‪ :‬اليمان بالقدر خيره‬
‫وشره‬
‫يحتاج فيه‬ ‫كنز القناعة ل يخشى عليه ول‬
‫ل‬
‫إلى الحراس والدو ِ‬

‫م إ ِّل‬ ‫َ‬ ‫صيب َةٍ ِفي اْل َ‬ ‫قال تعالى ‪:‬ما أ َ‬


‫سك ُ ْ‬‫ض َول ِفي أن ُْف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ر‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫صا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫وا‬‫س ْ‬ ‫سيٌر * ل ِك َْيل ت َأ َ‬ ‫ك عَلى اللهِ ي َ ِ‬ ‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫ها إ ِ ّ‬ ‫ن ن َب َْرأ َ‬ ‫لأ ْ‬ ‫ن قَب ْ ِ‬‫م ْ‬‫ب ِ‬ ‫ِفي ك َِتا ٍ‬
‫خوٍر‬ ‫ل فَ ُ‬ ‫خَتا ٍ‬‫م ْ‬ ‫ل ُ‬‫ب كُ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ل يُ ِ‬ ‫م َوالل ّ ُ‬ ‫ما آَتاك ُ ْ‬ ‫حوا ب ِ َ‬ ‫م َول ت َْفَر ُ‬ ‫ما َفات َك ُ ْ‬‫عََلى َ‬
‫‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫سى أ ْ‬ ‫م وَعَ َ‬ ‫خي ٌْر ل َك ُ ْ‬ ‫شْيئا ً وَهُوَ َ‬ ‫هوا َ‬ ‫ن ت َك َْر ُ‬ ‫سى أ ْ‬ ‫قال تعالى ‪ :‬وَعَ َ‬
‫َ‬
‫ن‪. ‬‬ ‫مو َ‬ ‫م ل ت َعْل َ ُ‬ ‫م وَأن ْت ُ ْ‬ ‫ه ي َعْل َ ُ‬ ‫م َوالل ّ ُ‬ ‫شّر ل َك ُ ْ‬ ‫شْيئا ً وَهُوَ َ‬ ‫حّبوا َ‬ ‫تُ ِ‬
‫اليمان بالقضاء والقدر له دور كبير في طمأنينة القلب عند‬
‫المصائب ‪ ،‬خاصة إذا أدرك العبد تماما ً أن الله تعالى لطيف بعباده‬
‫دخر لهم في الخرة فيعطي‬ ‫يريد بهم اليسر ‪ ،‬وأنه حكيم خبير ي ّ‬
‫الصابرين أجرهم وافيا ً بغير حساب ‪ ،‬فهذا عند التأمل والعمل به قد‬
‫يقلب حزن المصيبة وكمدها إلى سرور وسعادة ‪ ،‬ولكن ليس كل‬
‫أحد يقوى على ذلك ‪.‬‬
‫فما الخطوات التي تتبعينها لتخفيف النكبات والمصائب‬
‫وتهوينها على النفس ؟‬
‫‪ .1‬تصوري كون المصيبة أكبر مما كانت عليه وأسوأ عاقبة ‪.‬‬
‫‪ .2‬تأملي حال من مصيبته أعظم وأشد ‪.‬‬
‫حرم منه كثيرون ‪.‬‬ ‫‪ .3‬انظري إلى ما أنت فيه من نعم وخير ُ‬
‫‪ .4‬ل تستسلمي للحباط الذي قد يصحب المصيبة ‪:‬‬
‫سرا ً ‪‬‬ ‫معَ ال ْعُ ْ‬
‫سرِ ي ُ ْ‬ ‫سرا ً * إ ِ ّ‬
‫ن َ‬ ‫معَ ال ْعُ ْ‬
‫سرِ ي ُ ْ‬ ‫‪‬فَإ ِ ّ‬
‫ن َ‬
‫إشراقة ‪ :‬من أسرع رسل السعادة إلى نفوس‬
‫الخرين ‪:‬‬
‫البتسامة الصادقة النابعة من القلب ‪.‬‬
‫‪106‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الخواتـم‬

‫ومضة ‪ :‬ليس لها من دون الله كاشفة‬


‫الخاتم الثاني‪ :‬خير المور أوسطها‬
‫أجلى لك المكروه‬ ‫ب ولربما‬
‫ق ٌ‬
‫مع ِ‬
‫ل ُ‬
‫ولكل حا ٍ‬
‫د‬
‫عما يحم ُ‬

‫قال مصطفى محمود ‪ :‬أنا أشعر بالسعادة لني رجل متوسط ‪...‬‬
‫إيرادي متوسط ‪ ،‬وصحتي متوسطة ‪ ..‬وعيشتي متوسطة ‪ ..‬وعندي‬
‫القليل من كل شيء ‪ ..‬وهذا معناه أن عندي الكثير من الدوافع ‪..‬‬
‫والدوافع هي الحياة ‪ ..‬الدوافع في قلوبنا هي حرارة حياتنا الحقيقية‬
‫‪ ،‬وهي الرصيد الذي يكون به تقييم سعادتنا ‪...‬‬
‫إني أدعو الله لقارئ هذه السطور أن يمنحه الله حياة متوسطة ‪...‬‬
‫ويعطيه القليل من كل شيء ‪ ..‬وهي دعوة طيبة والله العظيم !‪.‬‬
‫وأمي لم تكن تفهم الفلسفة ‪ ،‬ولكنها كانت تملك فطرة نقّية تفهم‬
‫معها كل هذا الكلم دون أن تقرأه ‪ ،‬وكانت ُتطلق عليه اسما ً‬
‫بسيطا ً معبرا ً هو ‪ :‬الستر ‪ ...‬والستر ‪ :‬القليل من كل شيء‬
‫والكثير من الروح ‪.‬‬

‫إشراقة ‪ :‬البسم ُ‬
‫ة الكاذبة صورةٌ سافرةٌ من صور‬
‫النفاق ‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الخواتـم‬

‫عَلت قرة عيني في الصلة‬ ‫ومضة ‪ :‬و ُ‬


‫ج ِ‬
‫الخاتم الثالث‪ :‬المشؤوم يجلب الهموم‬
‫ت أوائُلـ ُ‬
‫ه‬ ‫بعـدما سـاء ْ‬ ‫سـّر آخـُره‬
‫ر َ‬
‫ب أمـ ٍ‬
‫ُر ّ‬

‫الصاحب يؤثر على مزاج صاحبه وعلى أخلقه ‪ ،‬فإذا كان الصاحب‬
‫– من صديق أو شريك حياة أو جليس أو زميل – هادئ العصاب ‪،‬‬
‫طليق الوجه ‪ ،‬مرح النفس ‪ ،‬متفائل ً بالحياة ‪ ،‬فإنه ينقل هذه‬
‫الصفات الطيبة إلى صاحبه ‪.‬‬
‫وإن كان مقطب الوجه ‪ ،‬مكفهر القسمات ‪ ،‬برما ً بالحياة ‪ ،‬دائم‬
‫القلق ‪ ،‬دائب التشاؤم ‪ ،‬فإنه ينشر جرائم القلق السود حول‬
‫صاحبه ويعديه بها ‪.‬‬
‫ول تقتصر الصحبة على البشر ‪ ،‬هناك الكتب والبرامج التلفزيونية‬
‫والذاعية ‪ ،‬فإن فيها متفائل ً ومتشائما ً ‪ ،‬وفيها ما هو قلق وما هو‬
‫مطمئن ‪ ،‬والكتب بالذات كالفصول فيها ربيع وخريف ‪ ،‬فإذا وفق‬
‫النسان لختيار الكتب المتفائلة المبتهجة بالحياة الحاضة على‬
‫الكفاح والنجاح والثقة ‪ ،‬فإنه يكون أسدى لنفسه معروفا ً وفتح على‬
‫حياته نوافذ مشرقة تهب منها نسائم النعيم والبهجة ‪ ،‬وإن اختار‬
‫ككة في القيم والبشر ‪ ،‬والمتشائمة من‬ ‫تلك الكتب القلقة ‪ ،‬المش ّ‬
‫ب السليم ‪ ،‬وقد‬ ‫الحياة والناس ‪ ،‬فإنها قد تعديه كما ُيعدي الجر ُ‬
‫تنّغص عليه حياته ‪.‬‬
‫ك ‪ ..‬فاطلبيها‬ ‫إشراقة ‪ :‬إن طريق السعادة أمام ِ‬
‫في العلم ‪ ..‬والعمل الصالح‬
‫ك وسطا ً‬ ‫والخلق الفاضلة ‪ ..‬وكوني في كل أمر ِ‬
‫تكوني سعيدة ‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الخواتـم‬

‫ومضة ‪ :‬فأنزل السكينة عليهم‬


‫ك والضجر والسخط‬
‫الخاتم الرابعة ‪ :‬إيا ِ‬
‫ر‬
‫ش أبدَ الده ِ‬
‫يع ْ‬ ‫ل‬
‫ب صعود الجبا ِ‬
‫ومن يتهي ّ ْ‬
‫بين الحفْر !‬

‫يقول أحدهم ‪:‬‬


‫حين كنت في العشرين والثلثين كنت أعدو وأسخط وأتذمر رغم‬
‫أنني أستمتع ؛ لنني كنت أجهل سعادتي ‪ ،‬أجهل أنني أعيش‬
‫السعادة فعل ً ‪ ..‬والن وأنا أجتاز الستين أعلم علم اليقين كم كنت‬
‫سعيدا ً جدا ً وأنا في العشرين أو الثلثين ‪ ،‬ولكنه علم جاء بعد فوات‬
‫الوان ‪ ،‬مجرد ذكريات ‪ ،‬وذكريات حسرى ‪ ،‬لو أدركت ذلك وقتها‬
‫لعشت غبطة كبرى ‪ ،‬لما وجدت للتذمر والسخط مكانا ً في ربيع‬
‫شبابي الزاهر ‪ ،‬ولم أحجب وردة سعادتي المتفتحة فل أراها إل‬
‫الن وأنا ذابل وهي ذابلة‪ ،‬ولك يا قارئي العزيز أقول ‪ :‬إما أن تعيش‬
‫سعادتك بغبطة وإحساس ‪ ،‬وتمتع ناظريك وشمك وجميع حواسك‬
‫بورودها المتفتحة أمامك ‪ ،‬أو تتناساها وتنظر ناحية أخرى نحو ما‬
‫ينقصك ‪ ،‬وتصبح فريسة للضجر والسخط ‪ ،‬وعندما انتظر حتى‬
‫يصبح هذا الحاضر ماضيا ً وسوف تبكيه بدمع العين ‪ ،‬وسوف ترى‬
‫كم كنت سعيدا ً فيه ‪ ،‬ولكنك وقتها لم تكن تعرف ولم تكن ترى ولم‬
‫ة بقاياها ذابلة !‪.‬‬
‫يبقَ بين يديك إل فجيع ٌ‬
‫إشراقة ‪ :‬المرأة يمكن أن تحول البيت إلى جنة ‪،‬‬
‫كما‬
‫يمكن أن تحوله إلى جحيم ٍ ل يطاق ! ‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الخواتـم‬

‫ومضة ‪ :‬رضي الله عنهم ور ُ‬


‫ضوا عنه‬
‫ت سببُها‬
‫الخاتم الخامس ‪ :‬أكثر المشكل ِ‬
‫توافه !‬
‫ت بها‬
‫وجد ُ‬ ‫ت دارها‬ ‫ألم تر أني كلما زر ُ‬
‫طيبا ً وإن لم تطي ّ ِ‬
‫ب‬

‫إنه من المؤسف أن كثيرا ً من التوافه تعصف برشد اللوف المؤلفة‬


‫من الناس ‪ ،‬وتقوض بيوتهم ‪ ،‬وتهدم صداقاتهم ‪ ،‬وتذرهم في هذه‬
‫الدنيا حيارى محسورين ‪ .‬ويشرح )) ديل كارنيجي (( عواقب‬
‫الندفاع مع وحي هذه التوافه ‪ ،‬فيقول ‪ )) :‬إن الصغائر في الحياة‬
‫الزوجية يسعها أن تسلب عقول الزواج والزوجات ‪ ،‬وتسبب نصف‬
‫أوجاع القلب التي يعانيها العالم (( ‪.‬‬
‫أو ذلك على القل ما يؤكد الخبراء ‪ ،‬فقد صّرح القاضي ) جوزيف‬
‫ساباث ( من قضاة شيكاغو بعد أن فصل في أكثر من أربعين ألف‬
‫ن التوافه دائما ً وراء كل شقاء يصيب‬
‫حالة طلق بقوله ‪ :‬إنك لتجد ّ‬
‫الزواج ‪.‬‬
‫وقال ) فرانك هوجان ( النائب العالم في نيويورك ‪ :‬إن نصف‬
‫القضايا التي ُتعرض على محاكم الجنايات تقوم على أسباب تافهة ‪،‬‬
‫كجدال ينشأ بين أفراد أسرة ‪ ،‬أو من إهانة عابرة ‪ ،‬أو كلمة‬
‫جارحة ‪ ،‬أو إشارة نابية ‪.‬‬
‫إن القلين منا قساة بطبائعهم ‪ ،‬بيد أن توالي الضربات الموجهة‬
‫إلى ذواتنا وكبريائنا وكرمتنا هو الذي يسبب نصف ما يعانيه العالم‬
‫من مشكلت ‪.‬‬

‫إشراقة ‪ :‬إن أكبر نعمة تجب رعايُتها هي الخير‬


‫عندما‬
‫تمتلئ به النفس‬
‫وتسعد به الحال ‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الخواتـم‬

‫ومضة ‪ :‬إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم‬


‫ظ اللسان‬
‫ن حف ِ‬
‫الخاتم السادس ‪ :‬ف ّ‬
‫مـات‬
‫في المل ّ‬ ‫ة بـي فـإني‬
‫م ٌ‬
‫ت مل ّ‬
‫إن ألمـ ْ‬
‫ماءُ‬
‫صـخرةٌ صـ ّ‬

‫يروي المؤرخون أن خالد بن يزيد بن معاوية وقع يوما ً في عبد الله‬


‫بن الزبير عدو بني أمية اللدود ‪ ،‬وأقبل يصفه بالبخل ‪ ،‬وكانت‬
‫زوجته رملة بنت الزبير أخت عبد الله جالسة ‪ ،‬فأطرقت ولم تتكلم‬
‫ى بما قلُته ‪ ،‬أم‬
‫بكلمة ‪ ،‬فقال لها خالد ‪ :‬مالك ل تتكلمين ؟! أرض ً‬
‫تنزها ً عن جوابي ؟! فقالت ‪ :‬ل هذا ول ذاك ! ‪ ،‬ولكن المرأة لم‬
‫تخلق للدخول بين الرجال ‪ ،‬إنما نحن رياحين للشم والضم ‪ ،‬فما لنا‬
‫وللدخول بينكم ؟! فأعجبه قولها وقّبلها بين عينيها ‪.‬‬
‫وقد نهى الرسول ‪ ‬نهيا ً جازما ً عن نشر أسرار العلقة ما بين‬
‫الزوجين ‪ ،‬روى أحمد بن حنبل عن أسماء بنت يزيد ‪ :‬أنها كانت عند‬
‫الرسول ‪ ‬والرجال والنساء قعود ‪ ،‬فقال ‪ )) :‬لعل رجل ً يقول ما‬
‫يفعل بأهله !‪ ،‬ولعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها ‪ ،‬فأرم القوم –‬
‫صمتوا ولم يجيبوا ‪ ، -‬فقلت ‪ :‬إي والله يا رسول الله ‪ ،‬إنهن ليفعلن‬
‫أو إنهم ليفعلون ! ‪ ،‬فقال ‪ )) :‬ل تفعلوا ؛ إنما ذلك الشيطان لقي‬
‫شيطانة في طريق فغشيها والناس ينظرون ! (( ‪.‬‬
‫ت َقان َِتا ٌ‬
‫ت‬ ‫حا ُ‬ ‫وقد فسر بعض المفسرون قوله تعالى ‪َ  :‬فال ّ‬
‫صال ِ َ‬
‫ه ‪ ‬على أن المقصود بالحافظات ‪:‬‬ ‫ظ الل ّ ُ‬
‫حِف َ‬
‫ما َ‬ ‫ت ل ِل ْغَي ْ ِ‬
‫ب بِ َ‬ ‫حافِ َ‬
‫ظا ٌ‬ ‫َ‬
‫هن اللتي يحفظن ما يجري بينهن وبين أزواجهن مما يجب كتمه‬
‫ويتحتم ستره من أسرار اللقاء الجنسي ‪.‬‬
‫إشراقة ‪ :‬أحصي نعم الله عليك بدل ً من أن تحصي‬
‫ك‪.‬‬
‫متاعب ِ‬

‫‪111‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الخواتـم‬

‫ومضة ‪ :‬الحياة قصيرة فل تقصريها بالهم‬


‫الخاتم السابع ‪ :‬حاربي القلق بالصلة‬
‫بعفوك ربي كان‬ ‫تعاظمني ذنبي فلما قرنُته‬
‫عفوك أعظما‬

‫ت المسلمات الوائل أن الصلة صلة بين العبد وربه ‪ ،‬وأنه‬ ‫عرف ْ‬


‫َ‬
‫م ِفي‬ ‫ن هُ ْ‬ ‫ن * ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫مُنو َ‬‫مؤ ْ ِ‬‫ح ال ْ ُ‬‫أفلح فيها الخاشعون ‪ :‬قَد ْ أفْل َ َ‬
‫ن يقمن الليالي متبتلت خاشعات ‪ ،‬وعرفن‬ ‫ن‪ ‬؛ فك ّ‬ ‫شُعو َ‬‫خا ِ‬ ‫م َ‬ ‫صلت ِهِ ْ‬‫َ‬
‫أن من أفضل الزاد إلى الخرة ‪ ،‬وما يعين على إيصال الدعوة إلى‬
‫الناس هو الصلة ‪ ،‬التي تهب صاحبها قوة وعزيمة على مقابلة‬
‫الصعاب وتخطي الشدائد ‪ ،‬وأن قيام الليل من أفضل القربات إلى‬
‫الله سبحانه وتعالى ؛ حيث يقول – جل وعل – مخاطبا ً الداعية‬
‫َ‬ ‫ة لَ َ‬‫جد ْ ب ِهِ َنافِل َ ً‬
‫ك َرب ّ َ‬
‫ك‬ ‫ن ي َب ْعَث َ َ‬
‫سى أ ْ‬ ‫ك عَ َ‬ ‫ن الل ّي ْ ِ‬
‫ل فَت َهَ ّ‬ ‫م َ‬‫الول ‪  : ‬وَ ِ‬
‫ما‬
‫ل َ‬‫ن الل ّي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫كاُنوا قَِليل ً ِ‬ ‫مودا ً‪ ، ‬ويمدح من قام الليل ‪َ :‬‬ ‫ح ُ‬‫م ْ‬‫مَقاما ً َ‬ ‫َ‬
‫ن‪. ‬‬ ‫جُعو َ‬ ‫ي َهْ َ‬
‫وقد روى أنس رضي الله عنه أن النبي ‪ ‬دخل المسجد ‪ ،‬فإذا‬
‫حبل مشدود بين ساريتين من سواري المسجد ‪ )) :‬ما هذا الحبل ((‬
‫قالوا ‪ :‬هذا حبل لزينب إذا فترت تعلقت به ‪ ،‬قال النبي ‪: ‬‬
‫ل أحدكم نشاطه ‪ ،‬فإذا فتر فليقعد (( ‪ .‬إذا ً فلقد‬‫حّلوه ‪ ،‬لُيص ّ‬
‫)) ُ‬
‫ددن على أنفسهن ابتغاء مرضاة الله‬ ‫كانت النساء المؤمنات يش ّ‬
‫تعالى ‪ ،‬وقد أمرهن النبي ‪ ‬أن ل يكلفن أنفسهن طاقتهن ‪ ،‬فخير‬
‫ل ‪ ،‬ونحن نعلم أن نساء العصر ملن أوقاتهن‬ ‫العبادة ما دام وإن ق ّ‬
‫ليل ً ونهارا ً بأمور الدنيا ‪ ،‬فل أقل أن يركعن ركعتين في جوف الليل‬
‫يغالبن فيها الشيطان ‪ ،‬فخير المور أوسطها ‪ ،‬و)) هلك‬
‫المتنطعون (( ؛ قالها الرسول عليه الصلة والسلم ثلثا ً ‪.‬‬
‫ة‪ ،‬وافرحي بالغد‬ ‫إشراقة ‪ :‬ثقي بالله إذا كن ِ‬
‫ت صادق ً‬
‫ة‪.‬‬
‫ت تائب ً‬
‫إذا كن ِ‬

‫‪112‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الخواتـم‬

‫ومضة ‪ :‬الصبر مفتاح الفرج‬


‫ة ناجحة‬
‫ح امرأ ٍ‬
‫الخاتم الثامن ‪ :‬نصائ ُ‬
‫يا من له كل‬ ‫يا رب حمد ليس غيرك ُيحمدُ‬
‫د‬
‫الخلئق تصم ُ‬

‫نصحت أم معاصرة ابنتها بالنصيحة التالية وقد مزجتها بابتسامتها‬


‫ودموعها فقالت ‪ :‬يا بنيتي ‪ ...‬أنت مقبلة على حياة جديدة ‪ ..‬حياة ل‬
‫مكان فيها لمك وأبيك ‪ ،‬أو لحد من إخوتك ‪ ..‬فيها ستصبحين‬
‫صاحبة لزوجك ل يريد أن يشاركه فيك أحد حتى لو كان من لحمك‬
‫ودمك ‪.‬‬
‫كوني له زوجة وكوني له أما ً ‪ ،‬اجعليه يشعر أنك كل شيء في‬
‫حياته وكل شيء في دنياه ‪ ،‬اذكري دائما ً أن الرجل – أي رجل‪-‬‬
‫ل كبير أقل كلمة حلوة تسعده ‪ ،‬ل تجعليه يشعر أنه بزواجه‬ ‫طف ٌ‬
‫منك قد ترك بيت أهلك وأسرتك ‪ ،‬إن هذا الشعور نفسه قد شابه‬
‫هو أيضا ً قد ترك بيت والديه وترك أسرته من أجلك ‪ ،‬ولكن الفرق‬
‫ن دائما ً إلى‬
‫بينه وبينك هو الفرق بين الرجل والمرأة ‪ ،‬المرأة تح ّ‬
‫أسرتها وإلى بيتها الذي ولدت فيه ونشأت وكبرت وتعلمت ‪ ،‬ولكن‬
‫ود نفسها على هذه الحياة الجديدة ‪ ،‬لبد لها أن تكيف‬ ‫لبد لها أن تع ّ‬
‫حياتها مع الرجل الذي أصبح لها زوجا ً وراعيا ً وأبا ً لطفالها ‪ ...‬هذه‬
‫دنياك الجديدة ‪.‬‬
‫يا ابنتي ‪ ،‬هذا هو حاضرك ومستقبلك ‪ ،‬هذه هي أسرتك التي‬
‫شاركتما أنت وزوجك في صنعها ‪ ،‬إنني ل أطلب منك أن تنسي‬
‫أباك وأمك وإخوتك ‪ ،‬لنهم لن ينسوك أبدا ً يا حبيبتي ‪ ،‬وكيف تنسى‬
‫م فلذة كبدها ؟! ولكنني أطلب منك أن تحبي زوجك وتعيشي له‬ ‫ال ّ‬
‫وتسعدي بحياتك معه ‪.‬‬
‫إشراقة ‪ :‬خذي من آسية الصبر ‪ ،‬ومن خديجة‬
‫الوفاء‪،‬‬
‫ومن عائشة الصدق ‪ ،‬ومن فاطمة الثبات ‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الخواتـم‬

‫ومضة ‪ :‬لم يطمْثهن إن ٌ‬


‫س قبلهم ول جان‬
‫س بالله فلن‬
‫الخاتم التاسع ‪ :‬من لم يأن ْ‬
‫ء آخر‬
‫يأنس بشي ٍ‬
‫ه ينتظــُر‬
‫وأمـُر الل ِ‬ ‫غيــُر‬
‫م وال ِ‬
‫هـي اليـا ُ‬

‫س المؤمن ‪ ،‬سلوة الطائع ‪ ،‬وحبيب العابد ‪ ،‬من أ َِنس به‬ ‫الله ‪ ‬أن ُ‬
‫أنس بالحياة ‪ ،‬وسعد بالوجود ‪ ،‬وتلذذ باليام ‪ ،‬فقلبه مطمئن ‪،‬‬
‫وفؤاده مستنير ‪ ،‬وصدره منشرح ‪ُ ،‬نقشت محبة الله في قلبه ‪،‬‬
‫وسكنت صفات الله في ضميره ‪ ،‬ومثلت أسماء الله أمام عينيه ‪،‬‬
‫فهو يحفظ أسماءه ‪ ،‬ويتأمل صفاته ‪ ،‬ويستحضر في قلبه الرحمن ‪،‬‬
‫الرحيم ‪ ،‬الحميد ‪ ،‬الحليم ‪ ،‬البر ‪ ،‬اللطيف ‪ ،‬المحسن ‪ ،‬الودود ‪،‬‬
‫الكريم ‪ ،‬العظيم ‪ ،....‬فتثير أنسا ً بالباري وحبا ً للعظيم ‪ ،‬وقربا ً من‬
‫العليم ‪.‬‬
‫إن الشعور بقرب الله من عبده يوجب النس به ‪ ،‬والسرور‬
‫ب‬ ‫عَباِدي عَّني فَإ ِّني قَ ِ‬
‫ري ٌ‬ ‫سأ َل َ َ‬
‫ك ِ‬ ‫بعنايته ‪ ،‬والفرح برعايته ‪  :‬وَإ ِ َ‬
‫ذا َ‬
‫عان ‪. ‬‬ ‫داِع إ ِ َ‬
‫ذا د َ َ‬ ‫ُ‬
‫ب د َعْوَةَ ال ّ‬
‫جي ُ‬
‫أ ِ‬
‫إن النس بالله ل يأتي بل سبب ‪ ،‬ول يحصل بل تعب ‪ ،‬بل هو ثمرة‬
‫للطاعة ‪ ،‬ونتيجة للمحبة‪ ،‬فمن أطاع الله وامتثل أمره واجتنب نهيه‬
‫وصدق في محبته ‪ ،‬وجد للنس طعما ً ‪ ،‬وللقرب لذةً ‪ ،‬وللمناجاة‬
‫سعادة ‪.‬‬
‫ن‬
‫ق ‪ ،‬والحس ُ‬‫ل الخل ِ‬ ‫ل جما ُ‬
‫إشراقة ‪ :‬الجما ُ‬
‫ن الدب ‪ ،‬والبهاءُ بهاءُ العقل ‪.‬‬‫حس ُ‬

‫‪114‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الخواتـم‬

‫ومضة ‪ :‬استوصوا بالنساء خيرا ً‬

‫الخاتم العاشر ‪ :‬ذات النطاقين تعيش‬


‫حياتين‬
‫ل يرى في الوجوِد‬ ‫ل‬
‫ر جمـا ٍ‬
‫سه بغي ِ‬
‫والـذي نف ُ‬
‫شيئـا ً جميـل‬

‫ضربت أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين مثل ً حيا ً ونموذجا ً طيبا ً‬
‫في الصبر على شظف العيش والحرمان الشديد ‪ ،‬والحرص على‬
‫طاعة الزوج ‪ ،‬والتحري في مرضاته ؛ فقد جاء في الحديث الصحيح‬
‫قولها ‪ )) :‬تزوجني الزبير وما له شيء غير فرسه فكنت أسوسه‬
‫وأعلفه ‪ ،‬وأدق لناضحه النوى ‪ ،‬وأستقي ‪ ،‬وأعجن ‪ ،‬وكنت أنقل‬
‫النوى من أرض الزبير التي أقطعه رسول الله ‪ ‬ومعه نفر ‪،‬‬
‫فدعاني الرسول ‪ ، ‬فقال ‪ )) :‬اخ ‪.‬اخ ‪ ،‬ليحملني خلفه ‪،‬‬
‫فاستحيت وذكرت الزبير وغيرته ‪ ،‬قالت ‪ :‬فمضى ‪ ،‬فلما أتيت ‪،‬‬
‫ي من ركوبك‬ ‫أخبرت الزبير فقال ‪ :‬والله لحملك النوى كان أشد عل ّ‬
‫ي أبو بكر بعد بخادم ‪ ،‬فكفتني‬ ‫معه ! ‪ ،‬قالت ‪ :‬حتى أرسل إل ّ‬
‫سياسة الفرس ‪ ،‬فكأنما أعتقني (( ‪.‬‬
‫وبعد هذا الصبر كله ‪ ،‬كانت العاقبة أن انصبت عليها وعلى زوجها‬
‫النعم ولكنها لم تبطر بالغنى ‪ ،‬بل كانت سخية كريمة ل تدخر شيئا ً‬
‫لغد ‪ ،‬وكانت إذا مرضت تنتظر حتى تنشط فتعتق كل مملوك لها ‪،‬‬
‫وتقول لبناتها ولهلها ‪ :‬أنفقوا وتصدقوا ول تنتظروا الفضل ‪.‬‬

‫إشراقة ‪ :‬الحياةُ جميل ٌ‬


‫ة عند المؤمنين ‪ ،‬والخرةُ‬
‫ة عند المتقين ‪ ،‬فهم السعداء فحسب ‪.‬‬ ‫محبوب ً‬

‫‪115‬‬
116
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الفـرائد‬

‫ق مما يمكرون‬ ‫ومضة ‪ :‬ول ت ُ‬


‫ك في ضي ٍ‬
‫ب حبيب ؟‬
‫ن أح ّ‬
‫م ْ‬
‫الفريدة الولى ‪َ :‬‬
‫فإن‬ ‫وما النفس إل حيث يجعلها الفتى‬
‫أطعمت تاقت وإل تسل ّ ِ‬
‫ت‬

‫أحبيه أكثر من كل الناس ‪!...‬‬


‫هل راجعت نفسك وسألتها كم تحبين رسول الله ‪ ‬؟ وهل تعلمين‬
‫أن مصداق هذا الحب هو فعل كل ما يأمر به النبي الذي تحبينه‬
‫وهجر كل ما ينهاك عنه ؟ ‪ ،‬أعيدي النظر في عواطفك ووجهي‬
‫عواطف الحب – أول ً – إلى الله سبحانه ‪ ،‬ثم إلى من أنقذنا الله به‬
‫من الضلل ‪ ،‬وتذكري إذا أردت أن تكون مكانتك في الجنة عالية‬
‫حديث الرسول ‪ )) : ‬المرء مع من أحب (( ‪ ،‬ولكن من أولى‬
‫دلئل الحب ومظاهره فعل ما أمر به ‪ ، ‬فكيف لحد أن يزعم أنه‬
‫يحبه وهو يعمل بغير ما أمر ول يتبع سنته ول يقتدي بهديه ؟! تناولي‬
‫سيرته واقرئي فيها ‪ ،‬وانظري كيف كانت أخلقه العظيمة وحديثه‬
‫الطيب وسماحته الندية وخشيته لله وزهده في الدنيا ‪ ،‬وغيري من‬
‫ة لخلقه ‪. ‬‬‫أخلقك لتكون مشابه ً‬
‫إشراقة ‪ :‬امرأتا نوح ولوط خانتا فهانتا ‪،‬‬
‫وآسية ومريم آمنتا فأكرمتا ‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الفـرائد‬

‫ومضة ‪ :‬فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان‬


‫الفريدة الثانية ‪ :‬السعادة ل تتعلق بالغنى‬
‫والفقر‬
‫وكم من‬ ‫تخوفني ظروف الدهر سلمى‬
‫ن‬
‫ف ما ل يكو ُ‬
‫خائ ٍ‬

‫قال برناردشو ‪ )) :‬ل أستطيع القول بأنني ذقت الفقر حقا ً ‪ ،‬فقبل‬
‫أن أستطيع كسب شيء بقلمي كنت أملك مكتبة عظيمة هي‬
‫المكتبة العامة في المتحف البريطاني ‪ ،‬وكان لديّ أكمل معرض‬
‫للوحات الفنية قرب ميدان ترافالجار ‪ ..‬وماذا كنت أستطيع أن‬
‫أعمل بالمال ؟ ‪ ..‬أدخن السيجار ؟ إنني ل أدخن ‪ ،‬أشرب‬
‫الشمبانيا ؟ إنني ل أشرب ‪ ،‬أشتري ثلثين بذلة من آخر طراز ؟إذن‬
‫لسرع بدعوتي للعشاء في قصورهم ‪ ،‬أولئك الذين أتحاشى رؤيتهم‬
‫قدر ما أستطيع ‪ ،‬أشتري خيل ً ؟ إنها خطرة ‪ ...‬سيارات ؟ إنها‬
‫تضايقني ‪ ،...‬والن ولديّ من المال ما أستطيع أن أشتري به هذه‬
‫الشياء كلها فإنني ل أشتري إل ما كنت أشتريه أيام كنت فقيرا ً ‪،‬‬
‫وإن سعادتي هي في الشياء التي كانت تسعدني وأنا فقير ‪ :‬كتاب‬
‫أقرؤه ‪ ،‬ولوحة أتمعن فيها ‪ ،‬وفكرة أكتبها ‪ ،‬من ناحية أخرى فإن‬
‫لدي خيال ً خصبا ً ‪ ،‬ل أذكر أنني احتجت شيئا ً أكثر من أن أستلقي‬
‫ي لتصور نفسي كما أحب ‪ ،‬وأفعل في الخيال ما أريد ‪،‬‬ ‫وأغلق عين ّ‬
‫وإذن ففيم كان ينفعني الترف التعيس الذي يزخر به شارع بوند ؟‬
‫ة من السكينة ل ملعبا ً‬ ‫إشراقة ‪:‬اجعلي من بيت ِ‬
‫ك جن ً‬
‫من الضجيج ‪ ،‬فإن الهدوء نعمة ‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الفـرائد‬

‫ب ابن لي عندك بيتا ً في الجنة‬


‫ومضة ‪ :‬ر ّ‬
‫الفريدة الثالثة ‪ :‬أليس الله أولى بالشكر‬
‫من غيره ؟‬
‫ول حال إل‬ ‫ه‬
‫م إل سوف يفتح قفل ُ‬
‫ول ه ّ‬
‫للفتى بعدها حا ُ‬
‫ل‬

‫شكر الله ‪ ‬هو أجمل وأسهل وصفة للسعادة ولراحة العصاب ‪،‬‬
‫لنك حين تشكرين ربك سبحانه وتعالى تستحضرين أنعمه عليك‬
‫فتحسين بمقدار النعم التي ترفلين فيها ‪ ،‬وقد كان أحد السلف‬
‫الصالح يقول ‪:‬‬
‫)) إذا أردت أن تعرف نعمة الله عليك فأغمض عينيك (( ‪،‬‬
‫فانظري إلى ِنعم الله عليك من سمع وبصر وعقل ودين وذرية‬
‫ن بعض النساء تحتقر ما عندها من الِنعم ‪،‬‬ ‫ورزق ومتاع حسن ‪ ،‬فإ ّ‬
‫ت إلى ما سواها من الفقيرات والمسكينات‬ ‫لكنها لو نظر ْ‬
‫دت الله ‪‬‬ ‫م َ‬
‫والبائسات والمريضات والمشّردات والمنكوبات ‪ ،‬لح ِ‬
‫خ من‬ ‫ما عندها من النعم ‪ ،‬ولو كانت في بيت شعرٍ ‪ ،‬أو في كو ٍ‬
‫طين ‪ ،‬أو تحت شجرةٍ في الصحراء ‪ ،‬فاحمدي الله على هذه‬
‫صْبن في أجسامهن ‪ ،‬أو عقولهن‬ ‫ُ‬
‫الِنعم ‪ ،‬وقارني بينك وبين اللواتي أ ِ‬
‫‪ ،‬أو أسماعهن ‪ ،‬أو أبنائهن ‪ ،‬وهن كثيرات في العالم ‪.‬‬
‫ة‪،‬‬‫إشراقة ‪:‬أبردي أكباد الثكالى بكلمة طيب ٍ‬
‫ة متقبلة‪.‬‬‫وامسحي دموع البائسين بصدق ٍ‬

‫‪119‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الفـرائد‬

‫م الحال‬ ‫ومضة ‪ :‬من ال ُ‬


‫محال دوا ُ‬
‫الفريدة الرابعة ‪ :‬السعيدة ُتسعد من‬
‫حولها‬
‫ق أنت‬
‫لح ّ‬ ‫ت‬
‫و في الحياة وفي المما ِ‬
‫عل ّ‬
‫ت!‬
‫إحدى المعجزا ِ‬

‫يقول أوريزون سويت ‪:‬‬


‫قد كان من حسن حظ نابليون أنه تزوج المبراطورة ) جوزفين (‬
‫قبل أن يتولى القيادة العليا ويواجه تحديات الفتوح ‪ ،‬فإن أساليبها‬
‫اللطيفة وشخصيتها الحلوة ‪ ،‬كانت أقوى من إخلص عشرات‬
‫الرجال في إكسابه ولء أشياعه ‪ ،‬كانت تشيع السعادة من حولها ‪،‬‬
‫وكانت ل تستعمل الوامر بشكل مباشر أبدا ً حتى مع الخدم ‪ ،‬وقد‬
‫أوضحت هي بنفسها ذلك إيضاحا ً جميل ً في قولها لحدى صديقاتها ‪:‬‬
‫ليس إل موضعٌ واحد ٌ أستعمل فيه كلمة )) أريد (( وهو حين أقول ‪:‬‬
‫)) أريد أن يكون كل من حولي سعيدا ً (( فكأن الشاعر النجليزي‬
‫قد عناها حين قال ‪ )) :‬إنها مرت على الطريق في صباح سعيد‬
‫بهيج فانتشر مجد الصباح على ذلك النهار بطوله ((‪ ،‬والواقع يا‬
‫صديقي أن اللطف ينشر السعادة فينا وفيمن حولنا حتى الجماد ‪،‬‬
‫ل معنوي ليس له حدود ‪ ،‬وهو للرجل بمثابة الجمال‬ ‫فاللطف جما ٌ‬
‫للمرأة ‪ ،‬أما المرأة نفسها فإنه يجعل جمالها أضعافا ً مضاعفة ‪.‬‬
‫إشراقة ‪:‬هل هي سعيدةٌ من عرضت جمالها على‬
‫كلب‬
‫البشر ونثرت حسنها لذئاب الناس ؟! ‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الفـرائد‬

‫فك في‬‫ومضة ‪ :‬تعّرفي على الله في الرخاء يعر ْ‬


‫الشدة‬
‫ء‬ ‫الفريدة الخامسة ‪ :‬اطمئني فك ّ‬
‫ل شي ٍ‬
‫ء وقدر‬
‫بقضا ٍ‬
‫ول يردّ عليك‬ ‫سررت به‬ ‫فل ُيديم سرورا ً ما ُ‬
‫ن‬
‫الغائب الحز ُ‬

‫مما يذكره ) ديل كارنيجي ( عوضا ً عن اليمان بالقضاء والقدر ‪ ،‬أن‬


‫الرجل يطلب من المصاب أن يتبلد أمام النواء ‪ ،‬كما تتبلد قطعان‬
‫الجاموس وجذوع الشجار !! ‪ ،‬وهو معذور فيما يصف لنه لم يقع‬
‫على الدواء الذي بين أيدينا ‪ ،‬ولنسمع له يقول ‪ :‬رفضت ذات مرة‬
‫أن أقبل أمرا ً محتما ً واجهني ‪ ،‬وكنت أحمق ‪ ،‬فاعترضت وثرت‬
‫ي إلى جحيم من الرق ‪ ،‬وبعد عام من التعذيب‬ ‫ولت ليال ّ‬‫وغضبت وح ّ‬
‫النفساني امتثلت لهذا المر الحتم الذي كنت أعلم من البداية أنه ل‬
‫سبيل إلى تغييره ‪ ،‬وما كان أخلقني أن أردد مع الشاعر ) والت‬
‫هويتمان ( قوله ‪:‬‬
‫)) ما أجمل أن أواجه الظلم والنواء والجوع (( ‪.‬‬
‫)) والمصائب والمآسي واللوم والتقريع (( ‪.‬‬
‫)) كما يواجهها الحيوان ‪ ،‬وتواجهها من الشجار الجذوع ! (( ‪.‬‬
‫ولقد أمضيت اثني عشر عاما ً من حياتي مع الماشية ‪ ،‬فلم أر بقرة‬
‫تبتئس لن المرعى يحترق ‪ ،‬أو لنه جف لقلة المطار ‪ ،‬أو لن‬
‫صديقها الثور راح ُيغازل بقرة أخرى ‪ ،‬إن الحيوان يواجه الظلم‬
‫ل ما يصاب بانهيار‬ ‫والعواصف والمجاعات هادئا ً ساكنا ً ‪ ،‬ولهذا ق ّ‬
‫عصبي أو قرحةٍ في المعدة !!‬

‫إشراقة ‪:‬تذكري النجاحات والمفرحات ‪،‬‬


‫ي المزعجات والمصيبات ‪.‬‬
‫وانس ْ‬

‫‪121‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الفـرائد‬

‫ومضة ‪ :‬وكفى بالله وكيل‬


‫م عمارة تتكلم !‬
‫الفريدة السادسة ‪ :‬أ ّ‬
‫ة‬
‫لهما حدّ مد ٍ‬ ‫ر وشّر‬
‫م أن كل خي ٍ‬
‫عال ٌ‬
‫وانقضاءُ‬

‫ت‬ ‫ُ‬
‫حد ‪ ،‬فتقول ‪ :‬خرج ُ‬ ‫تروي نسيبة بنت كعب ) أم عمارة ( عن يوم أ ُ‬
‫أول النهار أنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء ‪ ،‬فانتهيت إلى‬
‫رسول الله ‪ ، ‬وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين ‪ ،‬فلما‬
‫ت أباشر القتال ‪،‬‬ ‫ت إلى رسول الله ‪ ، ‬فقم ُ‬ ‫انهزم المسلون انحز ُ‬
‫ي‪،‬‬ ‫ت الجراح إل ّ‬ ‫ب بالسيف ‪ ،‬وأرمي عن القوس ‪ ،‬حتى خلص ْ‬ ‫وأذ ّ‬
‫ولما وّلى الناس عن رسول الله ‪ ‬أقبل ابن قميئة يقول ‪ :‬دلوني‬
‫ت له أنا ومصعب بن عمير‬ ‫على محمدٍ ل نجوت إن نجا ‪ ،‬فاعترض ُ‬
‫فضربني هذه الضربة على عاتقي ‪ ،‬وقد ضربته على ذلك ضربات ‪،‬‬
‫ن عدو الله كانت عليه درعان ‪.‬‬ ‫ولك ّ‬
‫ت يمينا ً ول‬
‫هذه أم عمارة التي يقول عنها رسول الله ‪ : ‬ما التف ّ‬
‫شمال ً يوم أحد إل وأراها تقاتل دوني ‪.‬‬

‫ب‪،‬‬ ‫إشراقة ‪:‬احذري الصخب فإنه تع ٌ‬


‫ب ونص ٌ‬
‫وابتعدي عن السباب فإنه عذاب ‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الفـرائد‬

‫ومضة ‪ :‬تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل عن‬


‫الخطاء‬
‫الفريدة السابعة ‪ :‬الحسان للنسان‬
‫ُيذهب الحزان‬
‫ودان لك‬ ‫ت أهل الرض طُّرا‬
‫فهبك ملك َ‬
‫العباد فكان ماذا ؟!‬

‫ن بالحض على‬ ‫أحاديث رسول الله ‪ ‬في كرم المرأة وفيرة ؛ إ ْ‬


‫ن باليثار على النفس‬ ‫الجود والنفاق ‪ ،‬وإن بالمدح والثناء ‪ ،‬وإ ْ‬
‫وسعادتها بضيافتها الصدقاء والحباب ‪ ،‬فقد روت أم المؤمنين‬
‫عائشة رضي الله عنها أنهم ذبحوا شاةً فقال النبي ‪ )) : ‬ما بقي‬
‫منها ؟(( قالت ‪ :‬ما بقي منها إل كتفها ‪ ،‬قال النبي ‪)) : ‬بقي كّلها‬
‫غير كتفها (( ‪.‬‬
‫ن ما تصدقوا به بقي‬‫فهو عليه الصلة والسلم يوضح لل بيته أ ّ‬
‫ن ما بقي في الدنيا فأكلوه لم يستفيدوا‬ ‫أجره إلى يوم القيامة ‪ ،‬وأ ّ‬
‫ة كريمة إلى الحض على الصدقة‬ ‫من أجره في الخرة ‪ ،‬وهذه لفت ٌ‬
‫ابتغاء رضوان الله سبحانه وتعالى ‪.‬‬
‫وهذه السيدة أسماء أخت عائشة رضي الله عنهما ينصحهما النبي‬
‫‪ ‬بالتصدق كي يزيدها الله من فضله فتقول ‪ :‬قال لي رسول الله‬
‫‪ )) : ‬ل توكي فيوكى عليك (( ‪ ،‬وفي رواية ‪ )) :‬أنفقي أو انفحي ‪،‬‬
‫أو انضحي ول ُتحصي الله عليك ‪ ،‬ول توعي فيوعي الله عليك (( ‪.‬‬
‫إشراقة ‪:‬ما دام الليل ينجلي فإن اللم سيزول‪،‬‬
‫والزمة سوف تمر ‪ ،‬والشدة تذهب ‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الفـرائد‬

‫س مهرها الشكر‬ ‫ومضة ‪ :‬النعم ُ‬


‫ة عرو ّ‬
‫ولي خسائرك إلى‬
‫الفريدة الثامنة ‪ :‬ح ّ‬
‫أرباح‬
‫نرجو ثوابك مغنما ً‬ ‫أروحنا يا رب فوق أكفنا‬
‫وجوارا‬

‫نصح فقال ‪:‬‬


‫ل تيأسي إذا تعثرت أقدامك وسقطت في حفرة واسعة ‪ ،‬فسوف‬
‫تخرجين منها وأنت أكثر تماسكا ً وقوة ؛ والله مع الصابرين ‪.‬‬
‫ل تحزني إذا جاءك سهم قاتل من أقرب الناس إلى قلبك ‪،‬‬
‫فسوف تجدين من ينزع السهم ويداوي الجرح ويعيد لك الحياة‬
‫والبسمة ‪.‬‬
‫ل تقفي كثيرا ً على الطلل ‪ ،‬خاصة إذا كانت الخفافيش قد‬
‫سكنـتها ‪ ،‬والشباح عرفت طريقها ‪ ،‬وابحثي عن صوت عصفور‬
‫يتسلل وراء الفق مع ضوء صباح جديد ‪.‬‬
‫ل تنظري إلى الوراق التي تغير لونها ‪ ،‬وبهتت حروفها ‪ ،‬وتاهت‬
‫سطورها بين اللم والوحشة ‪ ،‬وسوف تكتشفين أن هذه السطور‬
‫ليست أجمل ما كتبت ‪ ،‬وأن هذه الوراق ليست آخر ما سطرت ‪،‬‬
‫ويجب أن تفرقي بين من وضع سطورك في عينيه ومن ألقى بها‬
‫للرياح ‪ ،‬لم تكن هذه السطور مجرد كلم جميل عابر ‪ ،‬ولكنها‬
‫مشاعر قلب عاشها حرفا ً حرفا ً ‪ ،‬ونبض إنسان حملها حلما ً ‪،‬‬
‫واكتوى بنارها ألما ً ‪ ،‬ل تكوني مثل مالك الحزين ‪ ،‬هذا الطائر‬
‫العجيب الذي يغني أجمل ألحانه وهو ينزف ‪ ،‬فل شيء في الدنيا‬
‫يستحق من دمك نقطة واحدة ‪.‬‬

‫إشراقة ‪ :‬من يزرع الريح يحصد العاصفة ! ‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الفـرائد‬

‫ومضة ‪ :‬كأنهن بي ٌ‬
‫ض مكنون‬
‫ل فأين‬
‫الفريدة التاسعة ‪ :‬الوفاء غا ٍ‬
‫الوفياء‬
‫فكن حديث‬ ‫وإنمـا المـرء حديـث بعـده‬
‫حسنا ً لمن وعـى‬

‫من أعظم العارفين بالله ‪ ،‬والمستسلمين لقضائه ‪ ،‬والراضين‬


‫بحكمه ‪ ،‬نبي الله أيوب – عليه السلم – فقد ابتلي بضرٍ في جسده‬
‫وماله وولده ‪ ،‬حتى لم يبق من جسده مغرز إبرةٍ سليما سوى‬
‫قلبه ‪ ،‬ولم يبق له من حال الدنيا شيء يستعين به على مرضه وما‬
‫ده ليمانها بالله ورسوله ‪ ،‬فكانت‬ ‫هو فيه ‪ ،‬غير أن زوجته حفظت و ّ‬
‫تخدم الناس بالجرة وتطعمه وتخدمه نحوا ً من ثماني عشرة سنة ‪،‬‬
‫ل تفارقه صباحا ً ول مساء إل بسبب خدمة الناس ‪ ،‬ثم تعود إليه ‪،‬‬
‫فلما طال المطال واشتد الحال ‪ ،‬وتم الجل المقدر ‪ ،‬تضرع إلى‬
‫رب العالمين ‪ ،‬وإله المرسلين ‪ ،‬وأرحم الراحمين ‪ ،‬وناداه ‪  :‬أ َّني‬
‫ن‪ ، ‬فعند ذلك استجاب له ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مي َ‬
‫ح ِ‬
‫م الّرا ِ‬
‫ح ُ‬
‫ت أْر َ‬
‫ضّر وَأن ْ َ‬
‫ي ال ّ‬
‫سن ِ َ‬
‫م ّ‬
‫َ‬
‫وقبل دعوته ‪ ،‬ولبى نداءه ‪ ،‬فأمره أن يقوم من مقامه ‪ ،‬وأن يضرب‬
‫الرض برجله ‪ ،‬ففعل ذلك ‪ ،‬فأنبع الله عينا ً ‪ ،‬وأمره أن يغتسل‬
‫منها ‪ ،‬فأذهب جميع ما كان في بدنه من الذى ‪ ،‬ثم أمره فضرب‬
‫الرض في مكان آخر فأنبع له عينا ً أخرى وأمره أن يشرب منها ‪،‬‬
‫فأذهبت ما كان في باطنه من السوء ‪ ،‬وتكاملت العافية ظاهرا ً‬
‫وباطنا ً ‪ ،‬وذلك كله ثمرة الصبر ‪ ،‬ونتيجة الحتساب ‪ ،‬وفائدة‬
‫الرضى ‪.‬‬

‫إشراقة ‪ :‬قد يندم النسان على الكلم ‪،‬‬


‫ولكنه ل يندم أبدا ً على السكوت!‬

‫‪125‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الفـرائد‬

‫ومضة ‪ :‬المرأة مصدر السرور ومنبع البهجة‬


‫الفريدة العاشرة ‪ :‬الجدّية ‪ .......‬الجدّية‬
‫مرحبا ً إننا‬ ‫اغنمي بسمة الصباح وقولي‬
‫لرؤياك عطشى‬

‫دية في أمورك ‪ ،‬من تربية أبناء ‪ ،‬ومتابعة عمل نافع مفيد‬ ‫عليك بالج ّ‬
‫‪ ،‬وقراءةٍ راشدة ‪ ،‬وتلوةٍ خاشعة ‪ ،‬وصلةٍ مخبتة ‪ ،‬وذكرٍ حاضر ‪،‬‬
‫ب بيت ‪ ،‬وتنظيم ِ مكتبة ‪ ،‬لتكوني – بذلك – في جد ّ‬
‫وصدقةٍ ‪ ،‬وترتي ِ‬
‫ُينهي عليك أوقات الهموم والغموم ‪.‬‬
‫وانظري إلى بعض الكافرات فضل ً عن المؤمنات ‪ ،‬كيف تميْز َ‬
‫ن‬
‫بالجدية في حياتهن مع كفرهن وانحرافهن ‪ ،‬فهذه رئيسة وزراء‬
‫ت‬‫إسرائيل السابقة الهالكة ) غولدا مائير ( ‪ ،‬لها مذكرات وصف ْ‬
‫فيها جديتها وتنظيمها للجيش وموقفها في الحروب مع العرب ‪،‬‬
‫حتى إنه لم يفعل فعلها أحد ٌ من الرجال من بني جنسها إل القليل ‪،‬‬
‫وهي كافرة عدوة لله ‪.‬‬
‫إشراقة ‪ :‬السعادة ليست ضربا ً من السحر ‪،‬‬
‫ولو كانت كذلك لما كانت ذات قيمة ‪.‬‬

‫‪126‬‬
127
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫المرجـان‬

‫ومضة ‪ :‬إن الله مع الذين اتقوا والذين هم‬


‫محسنون‬
‫ة‬
‫ة شجاع ً‬
‫المرجانة الولى ‪ :‬قفي وقف ً‬
‫مع النفس‬
‫فعلم ُأكث ُِر‬ ‫س‬
‫الجوع يدفع بالرغيف الياب ِ‬
‫حسرتي ووساوسي‬

‫سلي نفسك هذه السئلة وأجيبي جواب العاقلة المتزنة ‪:‬‬


‫هل تعلمين أنك ستسافرين سفرا ً بل رجعة ؟ ‪ ..‬فهل‬ ‫‪-‬‬
‫أعددت العدة لهذا السفر ؟‬
‫هل تزودت من هذه الدنيا الفانية بالعمال الصالحة‬ ‫‪-‬‬
‫لتؤنس وحشتك في القبر ؟‬
‫كم عمرك ؟ وكم ستعيشين ؟ أل تعلمين أن لكل بداية‬ ‫‪-‬‬
‫نهاية وأن النهاية جنة أو نار ؟‬
‫هل تخيلت عندما تنزل الملئكة من السماء لقبض روحك‬ ‫‪-‬‬
‫وأنت غافلة لهية ؟‬
‫هل تخيلت ذلك اليوم والساعة الخيرة في حياتك ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ساعة فراق الهل والولد ‪ ،‬فراق الحباب والصحاب ؟ إنه‬
‫الموت بسكراته وشدة نزعه وكرباته ‪ ،‬إنه الموت ‪ ..‬إنه‬
‫الموت ‪!!...‬‬
‫وبعد فراق روحك من جسدك يذهب بك إلى مغسلة الموات‬
‫سلين وتكفنين ‪ ،‬ويذهب بك إلى المسجد ليصّلى عليك ‪ ،‬وبعد‬ ‫فتغ ّ‬
‫ذلك ُتحملين على أكتاف الرجال ‪ ...‬إلى أين ؟‬
‫إلى القبر ‪ ،‬إلى أول منازل الخرة ‪ ،‬إما روضة من رياض الجنة أو‬
‫حفرة من حفر النار ؟‬

‫إشراقة ‪ :‬اعتبري إخفاقك درسا ً ‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫المرجـان‬

‫ومضة ‪ :‬وهو الذي ينّزل الغيث من بعد ما قنطوا‬


‫المرجانة الثانية ‪ :‬احذري !‬
‫ول أضيق‬ ‫ل يمل المر صدري قبل موقعه‬
‫به ذرعا ً إذا وقعا‬

‫احذري التشبه بالكافرات والفاجرات ‪ ،‬أو الرجال ‪ ،‬ففي الحديث ‪:‬‬


‫)) لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء ‪،‬‬
‫والمتشبهات من النساء بالرجال (( ‪.‬‬
‫واحذري كل ما يغضب الرب سبحانه وتعالى ‪ ،‬مما ورد النهي عنه‬
‫جل ‪ ،‬أو الخلوِ بالرجل الجنبي ‪ ،‬أو‬ ‫في الحاديث الشريفة ‪ :‬مثل التر ّ‬
‫السفرِ مع غير ذي محرم ‪ ،‬أو أن ُتسقط المرأة حياءها ‪ ،‬وتخلع‬
‫جلبابها ‪ ،‬وتنسى ربها ‪ ،‬فهذه كلها من الفعال المشينة التي تورث‬
‫ة في الدنيا والخرة ‪ ،‬وهذا مما‬ ‫القلب انعقادا ً ‪ ،‬والصدَر ضيقا ً وظلم ً‬
‫اشتهر وأصبح شائعا ً بين المسلمات ‪ ،‬إل من رحم الله ‪. ‬‬
‫إشراقة ‪ :‬لكي تكوني جميلة يجب أن‬
‫تفكري تفكيرا ً جميلً ‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫المرجـان‬

‫ومضة ‪ :‬ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا‬


‫ب‬
‫المرجانة الثالثة ‪ :‬شكر المحسن واج ٌ‬
‫س‬
‫إن صدق النف ِ‬ ‫ب النفس إذا حدثتها‬
‫اكذ ِ‬
‫ُيزري بالم ْ‬
‫ل‬

‫كانت ) الخيزران ( جارية اشتراها الخليفة المهدي من النخاس ‪،‬‬


‫واعتقها وتزوجها وأنفذ أمرها وعقد لوالديها بولية العهد ‪ ،‬فكانت‬
‫إذا غضبت تقول له في وجهه ‪ )) :‬ما رأيت منك خيرا ً قط (( !‬
‫وكانت ) البرمكّية (جارية مثلها ‪ ،‬تباع وتشترى ‪ ،‬فاشتراها المعتمد‬
‫ابن عباد ملك المغرب فأعتقها وجعلها ملكة ‪ ،‬وحين رأت الجواري‬
‫يلعبن في الطين حّنت لماضيها ‪ ،‬فاشتهت أن تلعب في الطين‬
‫مثلهن فأمر أن يوضع لها طيب ل يحصى على شكل طين ‪،‬‬
‫فخاضت فيه ولعبت فكانت إذا غضبت منه قالت له ‪ )) :‬إني لم أر‬
‫منك خيرا ً قط (( ‪ ،‬فيتبسم ويقول لها ‪ :‬ول يوم الطين ؟!‬
‫فتخجل ! ‪..‬‬
‫فطبيعة النساء – إل ما قل – هي نسيان ما عملت لهن عند أي‬
‫سهو أو تقصير ‪ ،‬وقد ورد في الحديث الشريف ‪ )) :‬يا معشر‬
‫النساء تصدقن فإني رأيتكن أكثر أهل النار ‪ ،‬قلن ‪ :‬وبم يا رسول‬
‫الله ؟ قال ‪ :‬تسرعن اللعن وتكثرن الطعن ‪ ،‬وتكفرن العشير (( ‪.‬‬
‫وقال ‪ُ )) : ‬أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء ‪ ،‬لنهن يكفرن‬
‫العشير ويكفرن الحسان ‪ ،‬لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ثم رأت‬
‫منك شيئا ً قالت ‪ :‬ما رأيت منك خيرا ً قط (( فإذا عرف النسان‬
‫طبيعة المرأة فإنه ل يغضب ول يقلق ول تتوتر أعصابه إذ تنكرت له‬
‫أحيانا ً وزعمت أنها لم تر منه أي خير مع أنه قد فعل لها الكثير ‪.‬‬
‫إشراقة ‪ :‬المرأة الناجحة ُيدعى لها ‪ ،‬ويثني عليها‬
‫زوجها ‪،‬‬
‫وتحبها جاراتها ‪ ،‬وتحترمها صديقاتها ‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫المرجـان‬

‫ومضة ‪ :‬إن رحمتي وسعت غضبي‬


‫المرجانة الرابعة ‪ :‬الروح أولى بالعناية‬
‫من الجسم‬
‫من‬ ‫أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا ً‬
‫سما‬
‫الحسن حتى كاد أن يتب ّ‬

‫أمر عمر بن عبد العزيز وهو في خلفته رجل ً أن يشتري له كساء‬


‫بثمانية دراهم ‪ ،‬فاشتراه له وأتاه به ‪ ،‬فوضع عمر يده عليه وقال ‪:‬‬
‫ما ألينه وأحسنه !‪ ،‬فتبسم الرجل الذي أحضره‪ ،‬فسأله عمر‪ :‬لماذا‬
‫تبسمت؟ فقال ‪ :‬لنك يا أمير المؤمنين أمرتني قبل أن تصل إليك‬
‫الخلفة أن أشتري لك مطرف خّز فشريته لك بألف درهم ‪،‬‬
‫فوضعت يدك عليه فقلت ‪ :‬ما أخشنه !‪ ،‬وأنت اليوم تستلين كساءً‬
‫بثمانية دراهم ؟‬
‫فقال عمر ‪ :‬ما أحسب رجل ً يبتاع كساء بألف درهم يخاف الله ‪ ،‬ثم‬
‫ت على‬ ‫قال ‪ :‬يا هذا ‪ ،‬إن لي نفسا ً ت ّ‬
‫واقة للمعالي ‪ ،‬فكلما حصل ُ‬
‫ت على المارة فتقت إلى الخلفة ‪،‬‬ ‫مكانةٍ طلبت أعلى منها ‪ ،‬حصل ُ‬
‫وحصلت على الخلفة فتاقت نفسي إلى ما هو أكبر من ذلك ‪ ،‬وهي‬
‫الجنة ‪.‬‬
‫إشراقة ‪ :‬إن مقاضاة الناس ل تقع على عاتقنا ‪،‬‬
‫ومن واجبنا أل نفكر بعقاب الخرين ‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫المرجـان‬

‫ك‬
‫ومضة ‪ :‬أحفظي الله يحفظ ِ‬
‫المرجانة الخامسة ‪ :‬اشتغلي بالحاضر‬
‫عن الماضي والمستقبل‬
‫ويأتي الفجر‬ ‫م فل تخافي‬
‫سينقشع الظل ُ‬
‫ل بهّية‬
‫حل ٍ‬
‫في ُ‬

‫غرم ٍ ناب ؟‬ ‫ظ فات أو ُ‬ ‫ما قيمة لطم الخدود ‪ ،‬وشقّ الجيوب على ح ّ‬
‫ث طواه الزمن‬ ‫ما قيمة أن ينجذب المرء بأفكاره ومشاعره إلى حد ٍ‬
‫ة وقلبه لذعا ً ؟!‬ ‫ليزيد ألمه حرق ً‬
‫لو أن أيدينا يمكنها أن تمتد إلى الماضي لتمسك حوادثه المدبرة ‪،‬‬
‫فتغير منها ما تكره ‪ ،‬وتحورها على ما تحب ؛ لكانت العودة إلى‬
‫الماضي واجبة ‪ ،‬ولهرعنا جميعا ً إليه ‪ ،‬نمحو ما ندمنا على فعله ‪،‬‬
‫ونضاعف ما قّلت أنصبتنا منه ‪ ،‬أما وذلك مستحيل ‪ ،‬فخير لنا أن‬
‫ل ‪ ،‬ففيها وحدها العوض ‪.‬‬ ‫نكّرس الجهود لما نستأنف من أيام وليا ٍ‬
‫وهذا ما نّبه إليه القرآن الكريم بعد ) أحد ( ؛ قال للباكين على‬
‫م ِفي ب ُُيوت ِك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ل ل َوْ ك ُن ْت ُ ْ‬
‫القتلى ‪ ،‬النادمين على الخروج للميدان ‪ :‬قُ ْ‬
‫م‪.‬‬ ‫جعِهِ ْ‬
‫ضا ِ‬ ‫ل إ َِلى َ‬
‫م َ‬ ‫م ال َْقت ْ ُ‬
‫ب عَل َي ْهِ ُ‬‫ن ك ُت ِ َ‬ ‫ل َب ََرَز ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬
‫ة أن السعادة تشبه الوردة‬‫إشراقة ‪:‬كوني واثق ً‬
‫المغروسة‬
‫ن ظهورها أكيد ‪.‬‬
‫التي لم تظهر بعد ‪ ،‬ولك ّ‬

‫‪132‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫المرجـان‬

‫ومضة ‪ :‬ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة‬


‫ضنكا‬
‫المرجانة السادسة ‪:‬المصائب كنوز‬
‫الرغائب‬
‫ينشد الطيُر به‬ ‫ساما ً غدا‬
‫انظري للروض ب ّ‬
‫ب‬
‫ما يطر ُ‬

‫عن أم العلء رضي الله عنها قالت ‪ )) :‬عادني رسول الله ‪ ‬وأنا‬
‫مريضة فقال ‪ :‬أبشري يا أم العلء ‪ ،‬فإن مرض المسلم يذهب الله‬
‫به خطاياه كما تذهب النار خبث الفضة (( ‪.‬‬
‫وليس معنى ذلك أن نربي جراثيم المراض في أجسامنا ونترك‬
‫التداوي بحجة أن المرض يحط الخطايا والذنوب ‪ ،‬وإنما على العبد‬
‫أن يطلب الشفاء ويلتمس الدواء‪ ،‬مع الصبر على المراض‬
‫واحتساب اللم عند الله ‪ ، ‬والنظر إليها على أنها رصيد من‬
‫الحسنات تدخر في صحيفته ‪ ،‬وهو ما تعلمه لنا تلك المرأة الصالحة‬
‫‪.‬‬
‫وعلى المرأة أن تصبر على فقدان الحبة من زوج وولد ‪ ،‬وفي‬
‫الحديث ‪ )) :‬إن الله ل يرضى لعبده المؤمن ‪ ،‬إذا ذهب بصفيه من‬
‫أهل الرض فصبر واحتسب ‪ ،‬بثواب دون الجنة (( ‪.‬‬
‫وإذا كانت المرأة قد فقدت زوجها ‪ ،‬فإن الله ‪ ‬قد استرد عبده ‪،‬‬
‫وهو أولى به ‪ ،‬فإذا قالت المرأة ‪ :‬زوجي أو ولدي ! ‪ ،‬قال الخالق‬
‫الموجد ‪ :‬عبدي ‪ ،‬وأنا أولى به وأحق قبل غيري ‪ ،‬فالزوج عارّية ‪،‬‬
‫والولد عارّية ‪ ،‬والخ عارّية ‪ ،‬والب عارّية ‪ ،‬والزوجة عارّية ‪.‬‬
‫ول بد يوما ً أن‬ ‫ع‬
‫وما المال والهلون إل ودائ ٌ‬
‫ع‬
‫ُتردّ الودائ ُ‬
‫إشراقة ‪ :‬اهربي من الشتم كما تهربين من‬
‫الطاعون ! ‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫المرجـان‬

‫ومضة ‪ :‬الراحمون يرحمهم الرحمن‬


‫المرجانة السابعة ‪:‬ارحمي من في‬
‫الرض يرحمك من في السماء‬
‫يسٌر كما الصبر‬ ‫ت بأن العسر يتبعه‬
‫أما علم ِ‬
‫ج؟‬
‫ن به الفر ُ‬
‫مقرو ٌ‬

‫ة‪،‬‬‫ة جلي ً‬‫تظهر رحمة الم ببنيها في أحاديث رسول الله ‪ ‬واضح ً‬
‫فهي مثال العطف والحنان ‪ ،‬ونبع الشفقة والرأفة ‪ ،‬خلقها الله‬
‫سبحانه وتعالى ينبوعا ً يفيض على أبنائها بالحب ‪ ،‬ويؤثرهم بالرفد‬
‫والعطاء ‪ ،‬فقد جعلها النبي ‪ ‬صورة حية‪ ،‬ينفذ منها إلى توضيح‬
‫رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده ‪ ،‬فقد روى أمير المؤمنين عمر بن‬
‫الخطاب رضي الله عنه قال ‪ :‬قدم رسول الله ‪ : ‬بسْبي ‪ ،‬فإذا‬
‫امرأة من السبي تسعى ‪ ،‬إذ وجدت صبيا ً في السبي ‪ ،‬فألزقته‬
‫ببطنها ‪ ،‬فأرضعته ‪ ،‬فقال رسول الله ‪ )) : ‬أترون هذه المرأة‬
‫طارحة ولدها في النار ؟ (( ‪ ،‬قلنا ‪ :‬ل والله ‪ ،‬فقال )) لله أرحم‬
‫بعباده من هذه بولدها (( ‪.‬‬
‫فهذه امرأة وقعت في ذل السر ‪ ،‬حزينة كاسفة البال ‪ ،‬كانت‬
‫سيدة في أهلها وعشيرتها ‪ ،‬حرة في كنف رجال قبيلتها ‪ ،‬مطاعة‬
‫ة مأمورةً ‪ ،‬حالة‬‫ة وجاري ً‬
‫ة مملوك ً‬
‫م ً‬
‫في بيت زوجها ‪ ،‬فجعلها السر أ َ‬
‫نفسية صعبة يذهل النسان بها عما حوله ‪ ،‬ويعتصر اللم قلبه ‪،‬‬
‫ولكن هذا كله لم ُيلهها عن ابنها وفلذة كبدها ‪ ،‬فقد بحثت عنه‬
‫جاهدة حتى رأته ‪ ،‬فاحتضنته راغبة ‪ ،‬وألقمته ثديها حانية ‪ ،‬وضمته‬
‫إلى صدرها بين ذراعيها مشفقة ‪ ،‬امرأة كهذه ل تسّلم ابنها إلى‬
‫مكروه مهما صُغر ‪ ،‬وتدفع عنه الذى مهما حقر ‪ ،‬وتفديه بنفسها‬
‫من كل ضر ‪.‬‬
‫إشراقة ‪ :‬اللسنة الرديئة تجني على أصحابها أكثر‬
‫مما تجني على الخرين من ضحاياها ‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫المرجـان‬

‫ومضة ‪ :‬الشكر عصمة من النقمة‬


‫المرجانة الثامنة ‪:‬الدنيا الجميلة ل يراها‬
‫إل المتفائلون‬
‫واستبشرت‬ ‫صلى عليك الله يا علم الهدى‬
‫م‬
‫بقدومك اليا ُ‬

‫إذا أغلق الشتاء أبواب بيتك ‪ ،‬وحاصرتك تلل الجليد من كل مكان ‪،‬‬
‫فانتظري قدوم الربيع وافتحي نوافذك لنسمات الهواء النقي ‪،‬‬
‫وانظري بعيدا ً فسوف ترين أسراب الطيور وقد عادت تغني ‪،‬‬
‫وسوف ترين الشمس وهي تلقي خيوطها الذهبية فوق أغصان‬
‫الشجر لتصنع لك عمرا ً جديدا ً ‪ ،‬وحلما ً جديدا ً ‪ ،‬وقلبا ً جديدا ً ‪.‬‬
‫ل تسافري إلى الصحراء بحثا ً عن الشجار الجميلة فلن تجدي‬
‫في الصحراء غير الوحشة ‪ ،‬وانظري إلى مئات الشجار التي‬
‫تحتويك بظلها ‪ ،‬وتسعدك بثمارها ‪ ،‬وتشجيك بأغانيها ‪.‬‬
‫ل تحاولي أن تعيدي حساب المس ‪ ،‬وما خسرت فيه ‪ ،‬فالعمر‬
‫حينما تسقط أوراقه لن تعود مرة أخرى ‪ ،‬ولكن مع كل ربيع جديد‬
‫سوف تنبت أوراق أخرى ‪ ،‬فانظري إلى الوراق التي تغطي وجه‬
‫السماء ودعيك مما سقط على الرض ‪ ،‬فقد صار جزءا ً منها ‪.‬‬
‫إذا كان المس ضاع ‪ ،‬فبين يديك اليوم ‪ ،‬وإذا كان اليوم سوف‬
‫يجمع أوراقه ويرحل فلديك الغد ‪ ،‬ل تحزني على المس فهو لن‬
‫ة‬
‫س مضيئ ٍ‬‫يعود ‪ ،‬ول تأسفي على اليوم ‪ ،‬فهو راحل ‪ ،‬واحلمي بشم ٍ‬
‫في غدٍ جميل ‪.‬‬
‫إشراقة ‪ :‬ل يمكن تخيل مدى المراض التي‬
‫يحدثها تبادل الكلمات الجارحة !‬

‫‪135‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫المرجـان‬

‫ومضة ‪ :‬النساء شقائق الرجال‬


‫المرجانة التاسعة ‪:‬تعرفي على الله في‬
‫الرخاء يعرفك في الشدة‬
‫أو إذا شئت‬ ‫ت‬
‫ت قبل المما ِ‬
‫أيهـا اليائس م ْ‬
‫حياةً فالّرجا‬

‫عندما أحس يونس بالضيق في بطن الحوت ‪ ،‬في تلك الظلمات‬


‫الهائلة ‪ ،‬ظلمة البحر ‪ ،‬وظلمة بطن الحوت ‪ ،‬وظلمة الليل ‪ ،‬وضاق‬
‫صدره ‪ ،‬واعتلج همه ‪ ،‬وعظم كربه ‪ ،‬فزع إلى الله تعالى ‪ ،‬إلى‬
‫غياث الملهوف ‪ ،‬وملجأ المكروب ‪ ،‬وواسع الرحمة ‪ ،‬وقابل التوبة ‪،‬‬
‫دى ِفي‬ ‫وانطلق لسانه بكلمات كأنهن الياقوت والمرجان ‪  :‬فََنا َ‬
‫ن ال ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‪، ‬‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك إ ِّني ك ُن ْ ُ‬
‫ت ِ‬ ‫حان َ َ‬
‫سب ْ َ‬
‫ت ُ‬ ‫ه إ ِّل أن ْ َ‬ ‫ن ل إ ِل َ َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫الظ ّل ُ َ‬
‫جي َْناهُ‬ ‫جب َْنا ل َ ُ‬
‫ه وَن َ ّ‬ ‫وتأتي الستجابة السريعة ‪ ،‬حيث قال تعالى ‪َ:‬فا ْ‬
‫ست َ َ‬
‫ن‪. ‬‬ ‫مِني َ‬ ‫جي ال ْ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫ك ن ُن ْ ِ‬ ‫م وَك َذ َل ِ َ‬‫ن ال ْغَ ّ‬ ‫م َ‬
‫ِ‬
‫فأوحى الله إلى الحوت ‪ ،‬أن يلقي يونس بالعراء ‪ ،‬فخرج على‬
‫الشاطئ سقيما ً هزيل ً مدنفا ً عليل ً ‪ ،‬فتلقته عناية الله ‪ ،‬وحفت به‬
‫رحمته ‪ ،‬فأنبت الله عليه شجرة من يقطين – وهو نبات ل ساق له‬
‫وله ورق عريض – ودبت إليه العافية ‪ ،‬وظهرت فيه تباشير الحياة ‪،‬‬
‫وكذا من تعرف على الله في الرخاء يعرفه في الشدة ‪.‬‬
‫إشراقة ‪ :‬ل يمكن أن تصبحي جديرةً بقيادة نفسك‬
‫إل إذا أصبحت جديرةً بقيادة حياتك ‪.‬‬

‫‪136‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫المرجـان‬

‫ومضة ‪ :‬مسكين رجل بل امرأة‬


‫ر في‬
‫ة أغلى مه ٍ‬
‫المرجانة العاشرة ‪:‬صاحب ُ‬
‫العالم‬
‫وأعّز في‬ ‫كوني أرقّ من النسيم إذا جرى‬
‫الدنيا من الجوزاء‬

‫تقدم أبو طلحة للزواج من أم سليم بنت ملحان ‪ ،‬وعرض عليها‬


‫مهرا ً غاليا ً ‪ ،‬إل أن المفاجأة أذهلته وعلقت لسانه ‪ ،‬عندما رفضت‬
‫أم سليم كل ذلك بعزة وكبرياء وهي تقول ‪ :‬إنه ل ينبغي أن أتزوج‬
‫مشركا ً ‪ ،‬أما تعلم يا أبا طلحة أن آلهتكم ينحتها عبد آل فلن ‪،‬‬
‫وأنكم لو أشعلتم فيها نارا ً لحترقت !‪.‬‬
‫فأحس أبو طلحة بضيق شديد فانصرف وهو ل يكاد يصدق ما يرى‬
‫ويسمع ‪ ،‬ولكن حبه الصادق جعله يعود في اليوم التالي يمنيها بمهر‬
‫أكبر وعيشة رغيدة عساها تلين وتقبل ‪ ،‬فقالت بأدب جم ‪ ) :‬ما‬
‫مثلك يرد يا أبا طلحة ‪ ،‬ولكنك امرؤ كافر ‪ ،‬وأنا امرأة مسلمة ل‬
‫تصلح لي أن أتزوجك فقال ‪ :‬ما ذاك دهرك ‪ :‬قالت ‪ :‬وما دهري ؟‬
‫قال ‪ :‬الصفراء والبيضاء ‪ .‬قالت ‪ :‬فإني ل أريد صفراء ول بيضاء ‪،‬‬
‫أريد منك السلم ‪ ،‬قال ‪ :‬فمن لي بذلك ؟ قالت ‪ :‬لك بذلك‬
‫رسول الله ‪ ، ‬فانطلق يريد النبي وهو جالس في أصحابه ‪ ،‬فلما‬
‫رآه قال ‪ )) :‬جاءكم أبو طلحة غرة السلم في عينيه (( فجاء فأخبر‬
‫النبي بما قالت أم سليم فتزوجها على ذلك ‪.‬‬
‫ل لكل من تنشد المجد وتسعى للفضيلة ‪،‬‬ ‫ل عا ٍ‬‫إن هذه المرأة مث ٌ‬
‫ت من النبل واليمان ‪،‬‬ ‫ت بحسن سيرتها آيا ٍ‬ ‫طر ْ‬‫فانظري كيف س ّ‬
‫وانظري مقدار ثوابها عند الواحد الديان ‪ ،‬كيف تركت ثناًء جميل ً‬
‫عاطرا ً ‪ ،‬وكسبت أجرا ً كبيرا ً مباركا ً فيه ؛ ذلك لنها كانت صادقة مع‬
‫ة مع الناس ‪ ،‬وهذا يوم ينفع‬ ‫ة مع نفسها ‪ ،‬صادق ً‬ ‫ربها ‪ ،‬صادق ً‬
‫الصادقين صدقهم ‪ ،‬فطوبى لها الجنة ‪ ،‬وهنيئا ً لها الخلد ‪ ،‬وقرة عين‬
‫لها الفوز ‪.‬‬

‫‪137‬‬
‫ك أن تبتسمي إذا أردت أن يبتسم لك‬
‫إشراقة ‪ :‬علي ِ‬
‫الخرون‪.‬‬

‫‪138‬‬
139
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫اللمــاس‬

‫ومضة ‪ :‬واصبر على ما أصابك‬


‫اللماسة الولى ‪ :‬مفاتيح الظفر‬
‫أبكت غدا ً‬ ‫داٌر متى ما أضحكت في يومها‬
‫قبحا ً لها من دا ِ‬
‫ر‬

‫مفتاح العز ‪ :‬طاعة الله ورسوله ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫مفتاح الرزق ‪ :‬السعي مع الستغفار والتقوى ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مفتاح الجنة ‪ :‬التوحيد ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مفتاح اليمان ‪ :‬التفكر في آيات الله ومخلوقاته ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مفتاح البر‪ :‬الصدق ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مفتاح حياة القلب ‪ :‬تدبر القرآن ‪ ،‬والتضرع في السحار ‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وترك الذنوب ‪.‬‬
‫مفتاح العلم ‪ :‬حسن السؤال وحسن الصغاء ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مفتاح النصر والظفر ‪ :‬الصبر ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مفتاح الفلح ‪ :‬التقوى ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مفتاح المزيد ‪ :‬الشكر ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مفتاح الرغبة في الخرة ‪ :‬الزهد في الدنيا ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مفتاح الجابة ‪ :‬الدعاء ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ع من أشعة الشمس ‪.‬‬ ‫إشراقة ‪ :‬ابتسام ُ‬
‫ة المرء شعا ٌ‬

‫‪140‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫اللمــاس‬

‫ومضة ‪ :‬ربنا هب لنا من لدنك رحمة‬


‫اللماسة الثانية ‪ :‬بعد المعاناة لذة انتصار‬
‫يقيم ‪ ،‬وما‬ ‫تس ّ‬
‫ل عن الهموم فليس شيءٌ‬
‫همومك بالمقيمه‬

‫في خطاب زوجة لمها بعد شهر العسل كتبت تقول ‪ :‬أمي ‪ ..‬عدت‬
‫اليوم إلى بيتي إلى عشنا الصغير الذي أعده زوجي ‪ ،‬بعد أن أمضينا‬
‫شهر العسل ‪ ..‬كنت أتمنى أن تكوني قريبة مني يا أمي ‪ ..‬لحكي‬
‫لك كل شيء عن تجربتي في حياتي الجديدة مع زوجي ‪ ،‬إنه رجل‬
‫طيب وهو يحبني ‪ ،‬وأنا أيضا ً أحبه ‪ ،‬إنني أفعل كل ما في‬
‫وسعي لرضائه ‪ ...‬تأكدي يا أمي أنني أحفظ كل نصائحك وأعمل‬
‫بكل ما أوصيتني به‪ ،‬ما زلت أذكر كل كلمة ‪ ..‬كل حرف قلت ِهِ لي‬
‫وهمست به في أذني وأنت تحتضنينني وتضمينني إلى صدرك‬
‫الحنون ليلة زفافي ‪.‬‬
‫إنني أرى الحياة من خلل نظرتك أنت إليها ‪ ...‬إنك مثلي العلى ‪..‬‬
‫ول هدف لي سوى أن أصنع ما صنعته أنت بأبي الطيب وبنا نحن‬
‫أبناؤك ‪ ،‬لقد أعطيتنا كل حبك وحنانك ‪ ..‬علمتنا معنى الحياة وكيف‬
‫نعيشها ‪ ..‬وصنعت بيدك بذور الحب في قلوبنا ‪.‬‬
‫إنني أسمع المفتاح يدور في قفل الباب لبد أنه زوجي ‪ ،‬إنه يريد‬
‫أن يقرأ رسالتي لك ‪ ،‬يريد أن يعرف ماذا أكتب لمي ؟ يريد أن‬
‫يشاركني هذه اللحظات السعيدة التي أقضيها معك بروحي وفكري‬
‫‪ ..‬إنه يطلب مني أن أترك له القلم وأفسح له مكانا ً يكتب لك ‪،‬‬
‫أقبلك يا أمي وأقبل أبي وإخوتي وإلى اللقاء ‪.‬‬
‫إشراقة ‪ :‬البسمة ل تكّلف شيئا ً ‪ ،‬ولكنها تعطي‬
‫كثيرا ً ‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫اللمــاس‬

‫ومضة ‪ :‬ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم‬


‫اللماسة الثالثة ‪ :‬القلق يعذب الذهن‬
‫والجسم‬
‫قلت ابتسم‬ ‫هما‬ ‫قال ‪ :‬الحياةُ كئيبة وتج ّ‬
‫م في السما !‬
‫ه ُ‬
‫يكفي التج ّ‬

‫من أسوأ مميزات القلق أنه يبدد القدرة على التركيز الذهني ‪،‬‬
‫فعندما نقلق تتشتت أذهاننا ‪ ،‬ولكن عندما نقصر أنفسنا على‬
‫مواجهة أسوأ الحتمالت ‪ ،‬فإننا بذلك نضع أنفسنا في موقف يسعنا‬
‫فيه أن نركز أذهاننا في صميم المشكلة ‪.‬‬
‫ليس في استطاعتنا أن نتحمس لعمل مثير ‪ ،‬ونحس بالقلق في‬
‫الوقت نفسه ‪ ،‬فإن واحدا ً من هذين الحساسين يطرد الخر ‪.‬‬
‫ك القلق على الحاضر ‪ ،‬فعودي بذاكرتك‬ ‫ت بأنه سيعتور ِ‬
‫إذا أحسس ِ‬
‫إلى أسوأ حالة من حالت القلق تعرضت لها في الماضي ‪ ،‬وبذلك‬
‫تطوق العقل قبضتان مختلفتان بدل ً من قبضة واحدة ‪ ،‬وستتغلب‬
‫القبضة القوى التي وقعت في الماضي على قبضة الحاضر القل‬
‫شدةً وقوةً ‪ ،‬وسيقول المرء إذ ذاك ‪ :‬ما من شيء يمكن أن يكون‬
‫ت قد‬ ‫أسوأ من أزمة الماضي ومع ذلك فقد اجتزتها بنجاح ‪ ،‬فإذا كن ِ‬
‫ل موقف اليوم ِ في‬ ‫ت تلك الزمة ومررت منها بسلم ‪ ،‬فما أق ّ‬‫تخطي ِ‬
‫مشقته وخطره ‪.‬‬
‫ك ل في أوقات عملك ‪،‬‬ ‫إن القلق يكون أقرب إلى الستحواذ علي ِ‬
‫وإنما في وقت فراغك من العمل ‪ ،‬فالخيال إذ ذاك يجمع ويقلب‬
‫كل صنوف الحتمالت ‪ ،‬وعلج ذلك هو أن تنشغلي بعمل جاد ‪.‬‬
‫إشراقة ‪ :‬تكاد الشياء التافهة تدفع أكثر الناس‬
‫ة إلى حافة الجنون ! ‪.‬‬
‫حكم ً‬

‫‪142‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫اللمــاس‬

‫ومضة ‪ :‬الحياة دقائق وثواني‬


‫اللماسة الرابعة ‪ :‬عمُلك المحبوب سّر‬
‫سعادتك‬
‫ع ْ‬
‫قبى ‪ ،‬وما‬ ‫ُ‬ ‫صبرا ً على شدة اليام إ ّ‬
‫ن لها‬
‫ب‬
‫الصبر إل عند ذي حس ِ‬

‫إن العبقري في أي مجال ينجذب انجذابا ً ل طاقة له على مقاومته‬


‫إلى المجال الذي خلقه الله له واستودع فيه البداع من خلله ‪،‬‬
‫ولئن شكا من سوء حظه في مجاله هذا ‪ ،‬فإن ذلك العمل هو‬
‫الشيء الوحيد الذي يمارسه بلذة وسرور ‪ ،‬ومهما كانت المصاعب‬
‫ة ‪ ،‬ومهما كانت آماله بالكسب والنجاح –‬ ‫م ً‬
‫التي يلقيها – عبره – ج ّ‬
‫من خلله – ضئيلة ‪ ،‬ومهما التفت إلى ورائه متنهدا ً وتمنى لو‬
‫انصرف عنها إلى مهنة أخرى تكون أوفر جدوى وأكثر دخل ً ‪ ،‬ومهما‬
‫اشتكى من فقره الذي جلبته عليه مهنته ‪ ،‬فإنها مقابل هذا كله‬
‫تمنحه السعادة وتخرج منه خير ما فيه ‪.‬‬
‫ة(( تخرج من‬‫إشراقة ‪ :‬سعادة الرجل في ))كلم ٍ‬
‫بين شفتي امرأة ‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫اللمــاس‬

‫ومضة ‪ :‬وإذا مرضت فهو يشفين‬


‫اللماسة الخامسة ‪:‬القوة في القلب ل‬
‫في الجسم‬
‫فإن ساءني‬ ‫لك ّ‬
‫ل من اليام عندي عادةٌ‬
‫صبٌر ‪ ،‬وإن سرني شكُر‬

‫هذه امرأة نصرانية لم تكن تعلم من شئون الحياة إل الفقر والجوع‬


‫والمرض ‪ ،‬فقد مات زوجها بعد وقت قصير من قرانهما ‪ ،‬وهجرها‬
‫جد َ بعد ُ ميتا ً في منزل‬
‫زوجها الثاني هاربا ً مع امرأة أخرى‪ ،‬ثم وُ ِ‬
‫حقير‪ ،‬وكان لها ولد واحد‪ ..‬لكنها ألفت نفسها مدفوعة بالفاقة‬
‫والمرض إلى التخلي عنه حين بلغ الرابعة من عمره ‪.‬‬
‫وقد وقعت نقطة التحول في حياتها بينما كانت تجوب طرقات‬
‫وة‬
‫البلدة ذات يوم إذ زلت قدمها فسقطت على الرض المكس ّ‬
‫بالجليد ‪ ،‬ثم ذهبت في إغماء طويل ‪ ،‬وأصيبت من جراء سقطتها‬
‫هذه بإصابة بالغة في عمودها الفقري ‪ ،‬وتوقع لها الطباء إما‬
‫الموت العاجل ‪ ،‬وإما الشلل التام طول حياتها ‪...‬‬
‫دس‪،‬‬
‫وبينما المرأة راقدة في فراش المرض فتحت الكتاب المق ّ‬
‫وألهمتها العناية اللهية ‪-‬كما عبرت هي ‪ -‬أن تقرأ هذه الكلمات من‬
‫إنجيل متى ‪ )) :‬وإذا مفلوج يقدمونه إليه – تعني عيسى عليه‬
‫السلم – مطروحا ً على فراش ‪ ،‬حينئذ قال للمفلوج ‪ :‬قم ‪ ،‬احمل‬
‫فراشك واذهب إلى بيتك ‪ ،‬فنهض وغادر المكان (( ‪.‬‬
‫أمدتها هذه الكلمات بقوة إيمان وفورة داخلية ‪ ،‬حتى إنها نهضت‬
‫من الفراش وتمشت في الغرفة !! ‪ ،‬ومهدت هذه التجربة الطريق‬
‫للسيدة المشلولة كي تعالج نفسها وتسوق العافية للخرين ‪.‬‬
‫قال ديل )كارنيجي ( )) تلك هي التجربة التي مكنت ) ماري بيكر‬
‫إيدي ( من أن تصبح مبشرة بدين جديد ‪ ،‬لعله الدين الوحيد الذي‬
‫بشرت به امرأة ! (( ‪.‬‬
‫ت؟‬
‫وأنت أيتها المسلمة ماذا فعل ِ‬
‫‪144‬‬
‫إشراقة ‪ :‬أمن ُ‬
‫ع الحصون المرأة الصالحة ‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫اللمــاس‬

‫ومضة ‪ :‬القناعة كنٌز ل يفنى‬


‫اللماسة السادسة ‪ :‬المرأة العظيمة‬
‫ة‬
‫تجعل من جحيم المصائب جن ً‬
‫وأفضل أخلق‬ ‫ة‬
‫ة الصبر الجميل جميل ٌ‬
‫وعاقب ُ‬
‫ض ُ‬
‫ل‬ ‫الرجال التف ّ‬

‫سليم امرأة أبي طلحة – رضي الله‬ ‫ضربت لنا الصحابية الجليلة أم ُ‬
‫عنهما – مثل ً رائعا ً في الصبر على فقدان الولد ‪ ،‬فعوضها الله‬
‫سبحانه وتعالى خيرا ً ‪.‬‬
‫عن أنس رضي الله عنه قال ‪ :‬كان ابن لبي طلحة رضي الله عنه‬
‫يشتكي ‪ ،‬فخرج أبو طلحة ‪ ،‬فُقبض الصبي ‪ ،‬فلما رجع أبو طلحة‬
‫سليم وهي أم الصبي ‪ :‬هو أسكن‬ ‫قال ‪ :‬ما فعل ابني ؟ ‪ ،‬قالت أم ُ‬
‫ما كان ! ‪ ..‬فقربت إليه العشاء فتعشى ‪ ،‬ثم أصاب منها ‪ ،‬فلما فرغ‬
‫قالت ‪ :‬واروا الصبي ‪ ،‬فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله ‪‬‬
‫فأخبره ‪ ،‬فقال‪ )) :‬أعرستم الليلة ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬اللهم بارك‬
‫لهما‪ ،‬فولدت غلما ً ‪ ،‬فقال لي أبو طلحة ‪ :‬احمله حتى تأتي به النبي‬
‫‪ ‬وبعث معه بتمرات ‪ ،‬فقال ‪ ‬أ معه شيء؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬تمرات ‪،‬‬
‫فأخذها النبي ‪ ‬فمضغها ‪ ،‬ثم أخذها من فيه فجعلها في ف ّ‬
‫ي‬
‫الصبي‪ ،‬ثم حّنكه وسماه عبد الله (( ‪.‬‬
‫إشراقة ‪ :‬ل شيء يرفع قدر المرأة كالعفة ‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫اللمــاس‬

‫ر صادق‬ ‫ر اللي َ‬
‫ل بفج ٍ‬ ‫ومضة ‪ :‬بش ِ‬
‫اللماسة السابعة ‪ :‬اصبري لتظفري‬
‫فإن اعتياد‬ ‫فصبرا ً على حلو الزمان ومّره‬
‫د‬
‫الصبر أدعى إلى الرش ِ‬

‫ورد عن أم الربيع بنت البراء ‪ ،‬وهي أم حارثة بن سراقة الذي قتل‬


‫في بدر أنها أتت إلى الرسول ‪ ‬ترجو أن تسمع منه عن ابنها‬
‫الشهيد ما يثلج صدرها فقالت ‪ :‬يا رسول الله أل تحدثني عن حارثة‬
‫؟ ‪ ،‬فإن كان في الجنة صبرت ‪ ،‬وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه‬
‫في البكاء ‪ ،‬فقال ‪ )) :‬يا أم حارثة ‪ ،‬إنها جنان في الجنة ‪ ،‬وإن ابنك‬
‫أصاب الفردوس العلى (( ‪.‬‬
‫إن فقدان الولد أمر عظيم يمزق القلب ‪ ،‬ويقطع الحشاء ‪ ،‬ويفتت‬
‫الكبد ‪ ،‬وهذه المرأة تسأل النبي ‪ ‬إن كان في الجنة فسوف تلقاه‬
‫إن شاء الله ‪ ،‬وصبرها على فراقه رفعٌ لدرجتها ودرجته في الجنة ‪،‬‬
‫وإن لم يكن كذلك لتبكيّنه بحرقة من يفقد العزيز إلى البد ‪ ،‬وهذا‬
‫ما تستطيعه ‪ ،‬وجل ما تقدر عليه ‪ ،‬إنها الم الثكلى ‪ ،‬والراحمة‬
‫العطوف ‪ ،‬والصابرة المحتسبة ‪.‬‬
‫ة جوهرةً ‪..‬‬
‫إشراقة ‪ :‬إذا كانت المرأةُ الجميل ُ‬
‫فالمرأة الفاضلة كنٌز ‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫اللمــاس‬

‫ومضة ‪ :‬المرأة شم ٌ‬
‫س لكن ل تغيب‬
‫اللماسة الثامنة ‪ :‬ليس لنا في الزمات‬
‫إل الله وحده‬
‫وليتك ترضى‬ ‫فليتك تحلو والحياة مريرةٌ‬
‫ب‬
‫غضا ُ‬
‫والنام ِ‬

‫ل الهم ‪ ،‬وخّيم الغم ‪ ،‬واشتد الكرب ‪ ،‬وعظم الخطب ‪،‬‬ ‫إذا ح ّ‬


‫وضاقت السبل ‪ ،‬وبارت الحيل ‪ ،‬نادى المنادي ‪ :‬يا الله ‪ ...‬يا الله ‪:‬‬
‫)) ل إله إل الله العظيم الحليم ‪ ،‬ل إله إل الله رب‬
‫العرش العظيم ‪ ،‬ل إله إل الله رب السماوات ورب‬
‫الرض ورب العرش الكريم (( ‪ ،‬فيفّرج الهم ‪ ،‬وُينّفس‬
‫ك‬‫م وَك َذ َل ِ َ‬ ‫ن ال ْغَ ّ‬ ‫م َ‬ ‫جي َْناهُ ِ‬‫ه وَن َ ّ‬ ‫جب َْنا ل َ ُ‬‫ست َ َ‬‫الكرب ‪ ،‬وُيذلل الصعب ‪َ  :‬فا ْ‬
‫سك ُ ُ‬
‫م‬ ‫م ّ‬ ‫ذا َ‬ ‫م إِ َ‬ ‫ن الل ّهِ ث ُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫مةٍ فَ ِ‬ ‫ن ن ِعْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ما ب ِك ُ ْ‬
‫ن ‪ ، ‬وَ َ‬ ‫مِني ََ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫جي ال ْ ُ‬ ‫ن ُن ْ ِ‬
‫ن‪. ‬‬ ‫جأُرو َ‬ ‫ضّر فَإ ِل َي ْهِ ت َ ْ‬ ‫ال ّ‬
‫إذا اشتد المرض بالمريض ‪ ،‬وضعف جسمه ‪ ،‬وشحب لونه ‪ ،‬وقّلت‬
‫حيلته ‪ ،‬وضعفت وسيلته ‪ ،‬وعجز الطبيب ‪ ،‬وحار المداوي ‪ ،‬وجزعت‬
‫النفس ‪ ،‬ورجفت اليد ‪ ،‬ووجف القلب ‪ ،‬انطرح المريض ‪ ،‬واتجه‬
‫العليل إلى العلي الجليل ‪ ،‬ونادى‪ :‬يا الله‪ ...‬يا الله ‪ ،‬فزال الداء ‪،‬‬
‫ي‬ ‫ودب الشفاء ‪ ،‬وسمع الدعاء ‪ :‬وأ َيوب إذ ْ نادى رب َ‬
‫سن ِ َ‬ ‫م ّ‬ ‫ه أّني َ‬ ‫َ ّ َ ِ َ َ َ ّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ه فَك َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ضّر‬‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ب ِهِ ِ‬ ‫شْفَنا َ‬ ‫جب َْنا ل ُ‬ ‫ست َ َ‬‫ن * َفا ْ‬ ‫مي َ‬ ‫ح ِ‬‫م الّرا ِ‬‫ح ُ‬ ‫ت أْر َ‬ ‫ضّر وَأن ْ َ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫ن‪. ‬‬ ‫دي َ‬ ‫عن ْدَِنا وَذِك َْرى ل ِل َْعاب ِ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫م ً‬‫ح َ‬‫م َر ْ‬ ‫معَهُ ْ‬‫م َ‬‫مث ْل َهُ ْ‬ ‫ه وَ ِ‬ ‫َوآت َي َْناهُ أهْل َ ُ‬
‫ة‪.‬‬ ‫إشراقة ‪ :‬خير ما يقتني الرجل زوج ً‬
‫ة وفي ً‬

‫‪148‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫اللمــاس‬

‫ومضة ‪ :‬رفقا ً بالقوارير‬


‫من يجيب المضطر‬‫اللماسة التاسعة ‪ :‬أ ّ‬
‫إذا دعاه‬
‫مل‬
‫ت فأ ّ‬
‫ن هي اشتد ْ‬
‫إ ْ‬ ‫ت‬
‫عك عند الزما ِ‬
‫ق ذر ُ‬
‫ض ْ‬
‫لي ِ‬
‫جا‬ ‫َ‬
‫فَر َ‬

‫من كرم الباري – جل ّ وعل – أنه ل يخيب من رجاه ‪ ،‬ول يضيع من‬
‫دعاه ‪ ،‬وبقدر حاجة النسان إليه وانطراحه بين يديه ولجوئه إليه ‪،‬‬
‫بقدر ما تكون الجابة ويأتي الفرج ‪ ،‬وُيستجاب الدعاء ‪ ،‬بل إن من‬
‫كرمه أنه يجيب دعوات أناس غير مسلمين في حالة اضطرارهم‬
‫إليه ‪ ،‬وانطراحهم بين يديه ‪ ،‬وثقتهم في لطفه ‪ ،‬وطمعهم في كرمه‬
‫‪ ،‬فهو يجيب نداءهم ‪ ،‬ويكشف ضرهم كرما ً منه ‪ ،‬وتحبيبا ً لهم ‪،‬‬
‫لعلهم يؤمنون ‪ ،‬ولكن كثيرا ً من الناس يتناسون الفضل ‪ ،‬ويتنكرون‬
‫ذا َرك ُِبوا ِفي ال ُْفل ْ ِ‬
‫ك‬ ‫للجميل ‪ ،‬ويكفرون المعروف ‪ ،‬قال تعالى‪ :‬فَإ ِ َ‬
‫ن‬‫كو َ‬ ‫شرِ ُ‬‫م يُ ْ‬
‫ذا هُ ْ‬ ‫م إ َِلى ال ْب َّر إ ِ َ‬
‫جاهُ ْ‬ ‫ن فَل َ ّ‬
‫ما ن َ ّ‬ ‫دي َ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ه ال ّ‬ ‫صي َ‬
‫خل ِ ِ‬
‫م ْ‬ ‫وا الل ّ َ‬
‫ه ُ‬ ‫د َعَ ُ‬
‫‪.‬‬
‫ولقد امتن الله تعالى على العباد بأنه هو الذي يجيب المضطر إذا‬
‫دعاه ويكشف السوء ‪ ،‬وأن ذلك دليل من دلئل اللوهية ‪ ،‬وبرهان‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫من براهين الوحدانية ‪ ،‬ولكن الناس قليل ً ما يتذكرون ‪ :‬أ ّ‬
‫م ْ‬
‫َ‬ ‫َْ‬
‫ض أإ ِل َ ٌ‬
‫ه‬ ‫م ُ َ‬
‫خلَفاَء الْر ِ‬ ‫جعَل ُك ُ ْ‬
‫سوَء وَي َ ْ‬
‫ف ال ّ‬ ‫عاهُ وَي َك ْ ِ‬
‫ش ُ‬ ‫ذا د َ َ‬‫ضط َّر إ ِ َ‬‫م ْ‬‫ب ال ْ ُ‬‫جي ُ‬‫يُ ِ‬
‫ن‪. ‬‬ ‫ما ت َذ َك ُّرو َ‬‫معَ الل ّهِ قَِليل ً َ‬‫َ‬
‫إشراقة ‪ :‬على المرأة أن تقّر في البيت ؛ لنها إناءٌ‬
‫ع النكسار ! ‪.‬‬‫ف سري ُ‬
‫لطي ٌ‬

‫‪149‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫اللمــاس‬

‫ومضة ‪ :‬إياك وإيذاء الخرين فإنه دليل على‬


‫الخذلن‬
‫اللماسة العاشرة ‪ :‬ومن يبخل فإنما‬
‫يبخل عن نفسه‬
‫ي هموما ً‬ ‫تخ َ‬
‫ش ْ‬ ‫كوني كوجه النجم إشراقا ً ول‬
‫أقبلت وظلما‬

‫من عيون أخبار أم البنين بنت عبد العزيز – أخت عمر بن عبد‬
‫العزيز – مع الكرم أنها كانت تدعو النساء إلى بيتها ‪ ،‬وتكسوهن‬
‫ن‪،‬‬‫الثياب الحسنة ‪ ،‬وتعطيهن الدنانير ‪ ،‬وتقول ‪ :‬الكسوة لك ُ ّ‬
‫ودهن‬ ‫والدنانير اقسمنها بين فقرائكن – تريد بذلك أن تعّلمهن وتع ّ‬
‫ف للبخل ‪ ،‬والله‬ ‫على البذل والجود – وأثر عنها أنها كانت تقول ‪ :‬أ ّ‬
‫لو كان ثوبا ً ما لبسته ‪ ،‬ولو كان طريقا ً ما سلكته ‪.‬‬
‫جعل لكل قوم نهمة في شيء ‪،‬‬ ‫ومن أقوالهم المأثورة في الكرم ‪ُ :‬‬
‫ب‬‫وجعلت نهمتي في البذل والعطاء ‪ ،‬والله للصلة والمواساة أح ّ‬
‫ي من الطعام الطيب على الجوع ‪ ،‬ومن الشراب البارد على‬ ‫إل ّ‬
‫الظمأ ‪.‬‬
‫ولشدة حرصها على النفاق ‪ ،‬ووضع المال في مواضعه ‪ ،‬واصطناع‬
‫آيات المعروف كانت‪ -‬رحمها الله ‪-‬تقول ‪ :‬ما حسدت أحدا ً قط على‬
‫شيء إل أن يكون ذا معروف‪ ،‬فإني كنت أحب أن أشركه في‬
‫ذلك ‪.‬‬
‫هذه أم البنين ‪ ،‬وهذه أقوالها وأفعالها ‪ ،‬فأين شبيهات أم‬
‫البنين ؟!‬
‫إشراقة ‪ :‬في موت النانية تكمن السعادة الحقة ‪.‬‬

‫‪150‬‬
151
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫جمــان‬
‫ال ُ‬

‫ومضة ‪ :‬إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب‬


‫ة‬
‫ة ل شرقي ٌ‬
‫الجمانة الولى ‪ :‬أنت مسلم ٌ‬
‫ة‬‫ول غربي ٌ‬
‫نعّلـل نفســنا بعسى‬ ‫ج يكون عسى‬
‫عسى فر ٌ‬

‫هذه موعظة من امرأة ألمانية مسلمة ‪:‬‬


‫عن بالغرب في أفكاره وموضاته ‪ ،‬فهذا كله خدعة‬ ‫ل تنخد ْ‬
‫يستدرجوننا بها ليبعدونا عن ديننا تدريجيا ً ليستولوا على أموالنا ‪.‬‬
‫السلم وأنظمته السرية هو الذي يوافق المرأة‪ :‬لن من طبيعتها‬
‫م؟‬
‫أن تستقر في البيت‪،‬ولعلكم تسألون ل ِ َ‬
‫لن الله خلق الرجل أقوى من المرأة في تحمله وعقله وقوته‬
‫ة الشعور‪ ،‬ل تملك الطاقة‬
‫ة جياش َ‬
‫الجسدية‪ ،‬وخلق المرأة عاطفي ً‬
‫الجسدية التي هي للرجل ‪.‬‬
‫ة المزاج عنه ‪ ،‬لذلك فالمنزل سكن لها ‪،‬‬
‫وهي إلى حد ما متقلب ُ‬
‫والمرأة المحبة لزوجها وأولدها ل تترك منزلها من غير سبب ول‬
‫تختلط بالرجال إطلقا ً ‪.‬‬
‫إن ‪ % 99‬من الناث في الغرب لم يصْلن إلى ما وصلن إليه من‬
‫انحدار إل بعد أن بْعن أنفسهن ‪ ،‬فل خوف في قلوبهن لله ‪.‬‬
‫وخروج المرأة في العالم الغربي بهذا الشكل المكثف جعل الرجل‬
‫يمارس دور المرأة ‪ ،‬فقعد في البيت يغسل الصحون ‪ ،‬ويسكت‬
‫الطفال ‪ ،‬ويشرب الخمر ‪ ،‬وأنا أعلم أن السلم ل يمانع في معاونة‬
‫الرجل لزوجته في البيت ‪ ،‬بل يرغب في ذلك ‪ ،‬ولكن ليس إلى‬
‫الحد الذي تنقلب فيه الدوار ‪.‬‬

‫إشراقة ‪ :‬ك ُ ْ‬
‫ن جميل ً تر الوجود جميل ‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫جمــان‬
‫ال ُ‬

‫ومضة ‪ :‬ونيسرك لليسرا‬


‫ي همومك‬
‫س ْ‬
‫الجمانة الثانية ‪ :‬ان َ‬
‫وانغمسي في العمل‬
‫وجدنا الفوز للمتو ّ‬
‫كلينا‬ ‫توك ّْلنا على الرحمن إنا‬

‫ت بما يجب لعلج مشكلة ما ‪ ،‬فانشغلي عنها بالهواية أو‬‫إذا قم ِ‬


‫القراءة أو العمل ‪ ،‬فإن )) الشغل (( هنا يحل مكان القلق‪ ،‬فما‬
‫جعل الله لرجل من قلبين في جوفه‪ ،‬ولنفترض الن أن المشكلة‬
‫هي مرض )الطفل(‪ ،‬فهنا يقوم الوالد ) الب أو الم ( بكل ما يجب‬
‫من علج بدقة ‪ ،‬ثم يصرف وقته لما يشغله وينفعه ‪.‬‬
‫ويحسن بالنسان وهو في غمار المشكلة الحاضرة أن يتذكر ما مر‬
‫به في ماضيه من مشكلت عويصة ‪ ،‬وخاصة تلك المشكلت‬
‫الكبيرة التي هي أخطر من مشكلته الن ‪ ،‬وكيف وفقه الله إلى‬
‫حلها بحيث لم تعد ذكراها تـثير فيه غير البتسام والشعور بالثقة‬
‫في النفس ‪ ،‬إن النسان إذا تذكر ذلك يحس أن مشكلة اليوم مثل‬
‫غيرها ستمر وتحل – بإذن الله – وتصبح في خبر كان ‪.‬‬
‫وليتلمس النسان الجوانب اليجابية في مشكلته ‪ ،‬وأنها من المؤكد‬
‫أن تكون أشد وأكثر سلبية ‪ ،‬ولبن الجوزي هنا كلم نافع يقول ‪:‬‬
‫)) من نزلت به بلية فليتصورها أكثر مما هي عليه تهن ‪ ،‬وليتخيل‬
‫ثوابها ‪ ،‬وليتوهم نزول أعظم منها ير الربح في القتصار ‪ ،‬وليتلمح‬
‫سرعة زوالها فإنه لول كرب الشدة ما ُرجيت ساعات الراحة (( ‪.‬‬
‫ت على ما لم‬ ‫إشراقة ‪ :‬قال أحد الحكماء ‪ :‬ما ندم ُ‬
‫أتكلم‬
‫ت على ما تكلمت به كثيرا ً ‪.‬‬ ‫به قط‪ ،‬ولقد ندم ُ‬

‫‪153‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫جمــان‬
‫ال ُ‬

‫ومضة ‪ :‬ربنا ل تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا‬


‫ك على‬
‫الجمانة الثالثة ‪ :‬نقاط تساعد ِ‬
‫السعادة‬
‫فهي الشهادة‬ ‫ص‬
‫وإذا أتتك مذمتي من ناق ٍ‬
‫لي بأني كام ُ‬
‫ل‬

‫الحرص والطمع مهلكان ‪ ،‬وعلجهما من دواء مركب كما‬


‫يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬القتصاد في المعيشة والرفق في النفاق ‪ ،‬فمن اتسع‬
‫إنفاقه لم تمكنه القناعة ‪ ،‬بل ركبه الحصر والطمع ‪ ،‬فالقتصاد‬
‫في المعيشة هو الصل في القناعة ‪ ،‬وفي الخبر ‪ )) :‬التدبير‬
‫نصف المعيشة (( ‪.‬‬
‫‪ .2‬أن ل تكوني شديدة القلق لجل المستقبل‪ ،‬واستعيني‬
‫على ذلك بقصر المل‪ ،‬وباليمان بأن الرزق الذي قدر لك لبد‬
‫أن يأتيك ‪.‬‬
‫جع َ ْ‬
‫ل‬ ‫ق الل ّ َ‬
‫ه يَ ْ‬ ‫ن ي َت ّ ِ‬ ‫‪ .3‬تقوى الله ‪ ،‬فإن الله ‪ ‬يقول ‪  :‬وَ َ‬
‫م ْ‬
‫ب‪.‬‬ ‫س ُ‬
‫حت َ ِ‬
‫ث ل يَ ْ‬
‫حي ْ ُ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬ ‫خَرجا ً * وَي َْرُزقْ ُ‬
‫ه ِ‬ ‫م ْ‬ ‫لَ ُ‬
‫ه َ‬
‫‪ .4‬معرفة ما في القناعة من عز الستغناء ‪ ،‬وما في الحرص‬
‫والطمع من الذل ‪ ،‬والعتبار بذلك ‪.‬‬
‫‪ .5‬أكثري من تأملك في أحوال النبياء والصالحين وقناعتهم‬
‫وتواضع معيشتهم ‪ ،‬ورغبتهم في الباقيات الصالحات فاجعليهم‬
‫قدوة لك ‪.‬‬
‫‪ .6‬انظري لمن هو دونك في أمور الدنيا ‪.‬‬
‫إشراقة ‪ :‬إن العاقل ل يقنط من منافع الرأي ‪ ،‬ول‬
‫ييأس على حال ‪ ،‬ول يدع الرأي والجهد ‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫جمــان‬
‫ال ُ‬

‫ومضة ‪ :‬إن الله يدافع عن الذين آمنوا‬


‫صلي حبلك بالله إذا‬‫الجمانة الرابعة ‪ِ :‬‬
‫انقطعت الحبال‬
‫الجود ُيفقر‬ ‫م‬
‫لول المشقة ساد الناس كله ُ‬
‫والقدام قّتا ُ‬
‫ل‬

‫إن العمل الصالح مع اليمان جزاؤه حياة طيبة في الرض ‪ ،‬ل يهم‬
‫ة رغدة ً ثرية بالمال ‪ ،‬فقد تكون به وقد ل‬
‫أن تكون هذه الحياة ناعم ً‬
‫يكون معها ‪.‬‬
‫لكن في الحياة أشياء كثيرة غير المال الكثير تطيب بها الحياة ‪ ،‬في‬
‫حدود الكفاية فيها ‪ ،‬ومن ذلك ‪:‬‬
‫التصال بالله ‪ ،‬والثقة به ‪ ،‬والطمئنان إلى رعايته ورضاه ‪،‬‬
‫ودات‬‫ومنها ‪ :‬الصحة والهدوء والرضا والبركة وسكن البيوت وم ّ‬
‫القلوب ‪.‬‬
‫ومنها ‪ :‬الفرح بالعمل الصالح وآثاره في الضمير وآثاره في الحياة‬
‫‪.‬‬
‫وليس المال إل عنصرا ً واحدا ً يكفي منه القليل حتى يتصل القلب‬
‫بما هو أعظم وأزكى وأبقى عند الله ‪.‬‬

‫إشراقة ‪ :‬من القواعد المقررة أن عظماء الرجال‬


‫يرثون عناصر عظمتهم من أمهاتهم ‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫جمــان‬
‫ال ُ‬

‫ومضة ‪ :‬ل إله إل الله‬


‫الجمانة الخامسة ‪ :‬ل أحد أسعد من‬
‫المؤمنين بالله‬
‫مّرها‬
‫ن على ُ‬
‫وك ْ‬ ‫ه ْ‬
‫ل على نفسك المورا‬ ‫س ّ‬
‫صبورا‬

‫قرأت سير عشرات الثرياء والعظماء في العالم الذين فاتهم‬


‫اليمان بالله ‪ ، ‬فوجدت حياتهم تنتهي إلي شقاء ‪ ،‬ومستقبلهم‬
‫إلى لعنة ‪ ،‬ومجدهم إلى خزي ‪ ،‬أين هم الن ؟ ‪ ،‬أين ما جمعوا من‬
‫الموال وكدسوا من الثروات ‪ ،‬وشادوا من القصور ‪ ،‬وبنوا من‬
‫الدور ؟ ‪ ،‬انتهى كل شيء ! ‪ ..‬فبعضهم انتحر ‪ ،‬والبعض ُقتل ‪،‬‬
‫دموا للمحاكم ‪ ،‬جزاًء لمعاصيهم وجرائمهم‬ ‫سجن ‪ ،‬والبقية قُ ّ‬ ‫والخر ُ‬
‫وتلعبهم وغيهم ‪ ،‬وصاروا أتعس الناس ‪ ،‬عندما توهموا أن الموال‬
‫قادرة أن تشتري لهم كل شيء ‪ ،‬السعادة ‪ ،‬والحب ‪ ،‬والصحة ‪،‬‬
‫والشباب ‪ ،‬ثم اكتشفوا بعد ذلك أن السعادة الحقيقية والحب‬
‫الحقيقي ‪ ،‬والصحة الكاملة والشباب الحقيقي ل ُتشترى بمال ! ‪..‬‬
‫نعم يمكنهم أن يشتروا من السوق السعادة الخيالية ‪ ،‬والحب‬
‫المزيف ‪ ،‬والصحة الوهمية ‪ ،‬ولكن أموال الدنيا كلها تعجز أن‬
‫تشتري قلبا ً ‪ ،‬أو تزرع حبا ً ‪ ،‬أو تصنع هناءً ‪.‬‬
‫ل أحد أسعد من المؤمنين بالله ؛ لنهم على نورٍ من ربهم ‪،‬‬
‫ويحاسبون أنفسهم ‪ ،‬يفعلون ما أمر الله ‪ ،‬يجتنبون ما حّرم الله ‪،‬‬
‫ن ذ َك َ ٍ‬
‫ر‬ ‫م ْ‬‫صاِلحا ً ِ‬‫ل َ‬ ‫م َ‬ ‫ن عَ ِ‬ ‫م ْ‬‫واسمعي وصفهم في القرآن الكريم ‪َ  :‬‬
‫َ‬ ‫ة ول َنجزينه َ‬ ‫َ ُ‬
‫ما‬
‫ن َ‬ ‫س ِ‬‫ح َ‬‫م ب ِأ ْ‬
‫جَرهُ ْ‬
‫مأ ْ‬ ‫حَياةً ط َي ّب َ ً َ َ ْ ِ َ ّ ُ ْ‬
‫ه َ‬ ‫ن فَل َن ُ ْ‬
‫حي ِي َن ّ ُ‬ ‫م ٌ‬ ‫أوْ أن َْثى وَهُوَ ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬
‫ن‪. ‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫َ‬
‫كاُنوا ي َعْ َ‬
‫إشراقة ‪ :‬ليس سعيدا ً من ل يريد أن يكون سعيدا ً ‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫جمــان‬
‫ال ُ‬

‫ء بقضاء وقدر‬ ‫ومضة ‪:‬ك ّ‬


‫ل شي ٍ‬
‫خ ول‬
‫الجمانة السادسة ‪ :‬حياةٌ بل بذ ٍ‬
‫إسراف‬
‫ي‬
‫تدوم على ح ّ‬ ‫ة‬
‫م ٍ‬
‫ي ل والله ما من مل ّ‬
‫خليل ّ‬
‫ت‬
‫ن هي جل ِ‬ ‫وإ ْ‬

‫المرأة المسلمة الصالحة تعد المائدة على قدر الحاجة ‪ ،‬فل يتبقى‬
‫عليها من الطعام ما يوحي بإسرافها وسوء تدبيرها ‪ ،‬وقدوتها في‬
‫ذلك أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ‪ ،‬فعن عائشة رضي الله‬
‫عنها قالت ‪ )) :‬ما كان يبقى على مائدة رسول الله ‪ ‬من خبز‬
‫الشعير قلي ٌ‬
‫ل ول كثير (( ‪.‬‬
‫وفي رواية أخرى ‪ )) :‬ما رفعت مائدة رسول الله ‪ ‬من بين يدي‬
‫رسول الله ‪ ‬وعليها فضلة من طعام قط (( ‪.‬‬
‫ومما نهى السلم عنه ‪ ،‬وعده من السراف في المعيشة ‪،‬‬
‫استعمال آنية الذهب والفضة في الطعام والشراب ‪ ،‬فعن أم سلمة‬
‫رضي الله عنها ‪ :‬أن رسول الله ‪ ‬قال ‪ )) :‬الذي يشرب في آنية‬
‫الفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم (( ‪.‬‬
‫وفي رواية لمسلم ‪ )) :‬إن الذي يأكل أو يشرب في آنية الذهب‬
‫والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم(( ‪.‬‬
‫والحق أن السلم كان حكيما ً في هذا التحريم ‪ ،‬فهذه المور من‬
‫الفضوليات ‪ ،‬ومن سمات المترفين ‪ ،‬والسلم يحب دائما ً في‬
‫أتباعه أن يكونوا متواضعين غير مترفين ‪ ،‬وقد قال رسول الله ‪‬‬
‫لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن ‪ )) :‬إياك والتنعم فإن عباد الله‬
‫ليسو بالمتنعمين ((‬
‫ف عن النظر إلى بؤسك‬
‫إشراقة ‪ :‬عندما تك ّ‬
‫الداخلي ‪ ،‬تغتني ‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫جمــان‬
‫ال ُ‬

‫ومضة ‪:‬كوني عصي ّ ً‬


‫ة على النقد‬
‫الجمانة السابعة ‪ :‬عمل البر يشرح الصدر‬
‫أبوابنا ‪ ،‬فالله‬ ‫ل وُأوصدت‬
‫وإذا تقطعت الحبا ُ‬
‫يكشف كْربنا‬

‫روت عائشة رضي الله عنها قالت ‪:‬‬


‫جاءتني مسكينة تحمل ابنـتين لها ‪ ،‬فأعطت كل واحدة منهما‬
‫تمرة ‪ ،‬ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها ‪ ،‬فاستطعمتها ابنتاها ‪ ،‬فشقت‬
‫التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما ‪ ،‬فأعجبني شأنها ‪ ،‬فذكرت‬
‫الذي صنعت لرسول الله ‪ ‬فقال ‪ )) :‬إن الله قد أوجب لها بها‬
‫الجنة ‪ ،‬أو أعتقها من النار (( ‪.‬‬
‫وهذه أم سلمة رضي الله عنها ‪ ،‬سألت رسول الله ‪ ‬في إنفاقها‬
‫على بنيها فقال ‪ :‬هل لي أجر في بني أبي سلمة أن أنفق عليهم ‪،‬‬
‫ي ‪ ...‬؟‬
‫ولست بتاركتهم هكذا وهكذا ‪ ،‬إنما هم بن ّ‬
‫وتقّرر أنها لن تتركهم قبل أن يجيبها النبي ‪ ‬باليجاب ‪ ،‬فالفطرة‬
‫أجابتها قبل إجابته ‪.‬‬
‫إنه السلم يحض على المبرات ‪ ،‬وفعل الخيرات ‪ ،‬والعطف على‬
‫الرحام وصلتهم ‪ ،‬وغرس الرحمة والود في المجتمع كي ينشأ‬
‫البناء صالحين أبرارا ً ؟‬

‫إشراقة ‪ :‬كوني سعيدةً ‪ ..‬هاهنا السعادة‬


‫الحقيقية ! ‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫جمــان‬
‫ال ُ‬

‫واح وبلب ٌ‬
‫ل صداح‬ ‫ومضة ‪:‬المرأة زهٌر ف ّ‬
‫الجمانة الثامنة ‪ :‬الله ين ّ‬
‫جينا من كل كرب‬
‫وبيني وبين‬ ‫وليت الذي بيني وبينك عامٌر‬
‫ب‬
‫العالمين خرا ُ‬

‫إذا حلقت الطائرة في الفق البعيد ‪ ،‬وكانت معلقة بين السماء‬


‫شر مؤشر الخلل ‪ ،‬وظهرت دلئل العطل ‪ ،‬ف ُ‬
‫ذعر القائد ‪،‬‬ ‫والرض فأ ّ‬
‫وارتبك الركاب ‪ ،‬وضجت الصوات ‪ ،‬فبكى الرجال ‪ ،‬وصاح النساء ‪،‬‬
‫م الرعب ‪ ،‬وخيم الهلع ‪ ،‬وعظم الفزع ‪ ،‬ألحوا‬ ‫وُفجع الطفال ‪ ،‬وع ّ‬
‫في النداء ‪ ،‬وعظم الدعاء ‪ :‬يا الله ‪ ...‬يا الله ‪ ...‬يا الله ‪ ،‬فأتى لطفه‬
‫‪ ،‬وتنزلت رحمته ‪ ،‬وعظمت مّنته ‪ ،‬فهدأت القلوب ‪ ،‬وسكنت‬
‫النفوس ‪ ،‬وهبطت الطائرة بسلم ‪.‬‬
‫ن في بطن أمه ‪ ،‬وعسرت ولدته ‪ ،‬وصعبت وفادته‬ ‫إذا اعترض الجني ُ‬
‫‪ ،‬وأوشكت الم على الهلك ‪ ،‬وأيقنت بالممات ‪ ،‬لجأت إلى منّفس‬
‫الكربات ‪ ،‬وقاضي الحاجات ‪ ،‬ونادت ‪ :‬يا الله ‪ ...‬يا الله ‪ ،‬فزال أنينها‬
‫‪ ،‬وخرج جنينها ‪.‬‬
‫إذا حلت بالعالم معضلة ‪ ،‬وأشكلت عليه مسألة ‪ ،‬فتاه عنه الصواب‬
‫‪ ،‬وعّز عليه الجواب ‪ ،‬مّرغ أنفه بالتراب ‪ ،‬ونادى ‪ :‬يا الله ‪ ...‬يا الله ‪،‬‬
‫يا معلم إبراهيم علمني ‪ ،‬يا مفهم سليمان فهمني ‪ )) ،‬اللهم رب‬
‫جبرائيل وميكائيل وإسرافيل ‪ ،‬فاطر السماوات والرض ‪ ،‬عالم‬
‫الغيب والشهادة ‪ ،‬أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون‪،‬‬
‫أهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك‪ ،‬إنك تهدي من تشاء إلى‬
‫صراط مستقيم((‪ ،‬فيأتي التوفيق وتحل المغاليق ‪ ،‬سبحانه ما‬
‫أرحمه !‬
‫إشراقة ‪ :‬إن النسان الكثر سعادة هو ذاك الذي‬
‫ر عدٍد من الشخاص ‪.‬‬‫يصنع سعادة أكب ِ‬

‫‪159‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫جمــان‬
‫ال ُ‬

‫ومضة ‪:‬الله الل َ‬


‫ه ‪ ...‬في النساء‬

‫الجمانة التاسعة ‪ :‬إيا ِ‬


‫ك والغفلة !‬
‫ب‬
‫ة تجلو الكر ْ‬
‫من فرج ٍ‬ ‫ب‬
‫ن في النو ْ‬
‫ل تيأس ّ‬

‫ض‬
‫إياك والغفلة ‪ ،‬وهي الشرود عن الذكر ‪ ،‬وترك الصلة ‪ ،‬والعرا ِ‬
‫س النافعة ‪ ،‬فهذه من‬ ‫عن القرآن ‪ ،‬وهجرِ المحاضرات والدرو ِ‬
‫أسباب الغفلة ‪ ،‬ثم يقسو القلب ‪ ،‬وُيطبع عليه ‪ ،‬فل يعرف معروفا ً ‪،‬‬
‫ول ُينكر منكرا ً ‪ ،‬ول يفقه في دين الله شيئا ً ‪ ،‬فيبقى صاحُبه قاسيا ً‬
‫درا ً بائسا ً ‪ ،‬وهذه من عواقب الغفلة في الدنيا ‪ ،‬فكيف‬ ‫حزينا ً مك ّ‬
‫بالخرة ؟! ‪.‬‬
‫وإذن فعليك بتجنب أسباب الغفلة النفة ‪ ،‬والله الله في أن يكون‬
‫لساُنك رطبا ً من ذكر الله ‪ ،‬تسبيحا ً وتهليل ً وتكبيرا ً وتحميدا ً‬
‫ت وآن ‪ ،‬وأنت قائمة‬ ‫واستغفارا ً وصلةً على رسوله ‪ ‬في كل وق ٍ‬
‫ل‬‫أو قاعدة أو على جنبك ‪ ،‬حينها تجدين السعادة تغمرك وتنه ّ‬
‫َ‬
‫ب‪. ‬‬ ‫ن ال ُْقُلو ُ‬ ‫عليك ‪ ،‬وهذا من أثر الذكر ؛ ‪‬أل ب ِذِك ْرِ الل ّهِ ت َط ْ َ‬
‫مئ ِ ّ‬
‫إشراقة ‪ :‬ل تنتظري أن تكوني سعيدةً لكي‬
‫تبتسمي‪ ،‬ابتسمي لكي تكوني سعيدة !‬

‫‪160‬‬
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫جمــان‬
‫ال ُ‬

‫ومضة ‪:‬توقعي السعادة ول تتوقعي الشقاء‬


‫الجمانة العاشرة ‪ :‬ابتسمي للحياة‬
‫من بيتك‬ ‫ابني من الكوخ قصرا ً وانسجي حلل ً‬
‫الطين ل من قصرك العاجي‬

‫عندما تبتسمين وقلبك مليء بالهموم فإنك بذلك تخففين من‬


‫ك بابا ً نحو النفراج ‪ ...‬ل تترددي في أن‬
‫ك وتفتحين ل ِ‬
‫معانات ِ‬
‫تبتسمي ‪ ،‬إن في داخلك طاقة مفعمة بالبتسام ‪ ،‬فحاذري أن‬
‫ك في زجاجة العذاب واللم‬‫تكتميها ؛ لن ذلك يعني أن تخنقي نفس ِ‬
‫‪ ،‬إنه ما ضّرك أن تبتسمي ‪ ،‬وأن تتحدثي مع الخرين بلغة العماق ‪،‬‬
‫ما أروع شفاهنا عندما تتحدث بلغة البتسامة !‬
‫ن ستيفان جزال يقول ‪ )) :‬البتسامة واجب اجتماعي (( ‪ ،‬وهو‬ ‫إ ّ‬
‫ك عندما تريدين أن تخالطي الناس يجب‬ ‫فيما يقول صائب ؛ لن ِ‬
‫عليك أن تحسني مخالطتهم ‪ ،‬وأن تدركي أن الحياة الجتماعية‬
‫تتطلب منك مهارات إنسانية لبد وأن تتقنيها ‪ ،‬ومن بين تلك‬
‫المهارات كانت البتسامة قدرا ً اجتماعيا ً مشتركا ً بين الجميع ‪ ،‬فأن ِ‬
‫ت‬
‫عندما تبتسمين في وجوه الخرين تمنحينهم جمال الحياة ‪ ،‬وروح‬
‫ك حينما تقابلين‬ ‫التفاؤل ‪ ،‬وتبشرينهم بأجمل ما يتمنون ‪ ،‬لكن ِ‬
‫ك تعذبينهم بهذا المنظر ‪،‬‬ ‫الخرين بوجه ُنزعت الرحمة منه ‪ ،‬إن ِ‬
‫ك أن تكوني سببا ً في‬ ‫وتعكرين صفو حياتهم ‪ ،‬فلماذا ترضين لنفس ِ‬
‫تعاسة حياة الخرين ؟!‬
‫إشراقة ‪ :‬إن المجد ل ُيعطي إل أولئك الذين حلموا‬
‫به دوما ً ‪.‬‬

‫‪161‬‬
162
‫أسعد امرأة في العالم‬
‫الخـاتمة‬

‫الخـــاتمـة‬
‫والن ‪.......‬‬
‫م‪،‬‬ ‫دعي الحزن ‪ ،‬واهجري اله ّ‬ ‫ك لهذا الكتاب ‪ ،‬و ّ‬‫وبعد قراءت ِ‬
‫وفارقي منازل الكآبة ‪ ،‬وارتحلي عن خيام اليأس والحباط ‪،‬‬
‫ب اليمان ‪ ،‬وكعبةِ النس بالله ‪ ،‬ومقام ِ‬ ‫ي إلى محرا ِ‬ ‫وتعال ْ‬
‫الرضا بقضائه وقدره ‪ ،‬لتبدئي حياةً جديدة ً لكن سعيدة ‪،‬‬
‫ك‬
‫ق ‪ ،‬ول ارتبا ٍ‬ ‫ً‬
‫وأياما أخرى لكن جميلة ‪ ،‬حياة ً بل ترد ّد ٍ ‪ ،‬ول قل ٍ‬
‫ل ‪ ،‬ول سأم ٍ ‪ ،‬ول ضجرٍ حينها يناديك منادي‬ ‫‪ ،‬وأياما ً بل مل ٍ‬
‫اليمان ‪ ،‬من على جبل المل ‪ ،‬في وادي الّرضا ‪ ،‬ليهتف‬
‫ة في العالم (‬ ‫ت ) أسعد امرأ ٍ‬ ‫بالبشرى ‪ :‬أن ِ‬

‫‪163‬‬

You might also like