Professional Documents
Culture Documents
فو ْ
لفضيلة الشيخ
د .أحمد فريد
غفر الله له ،ولجميع المسلمين
المكتبة العصرية
والدار العالمية للنشر والتوزيع
بالسكندرية
حقوق الطبع محفوظة
الطبعة الولى
مقدمة المؤلف
نسأل الله تعالى حسن الخاتمة
إن الحمد لله نحمده ،ونســتعينه ،ونســتغفره ،
ونعــوذ بــالله مــن شــرور أنفســنا ومــن ســيئات
أعمالنا ،من يهده الله فل مضل له ومن يضــلل
-2-
فل هادى له ،وأشهد أن ل إله إل الله وحــده ل
شريك لــه ،وأشــهد أن محمــدا ً عبــده ورســوله
صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ً
.
-3-
ساحتى من هذه الحاديث وأن أتعامل معها كما
تعــاملت مــع " البحققر الققرائق" و " مختصققر
بغية النسان" وغيرهما من حــذف الضــعيف
وإعادة تحقيق الكتاب وتجهيزه لطبعة اقتصادية
،وتسهيل الحصول عليه لخواننا مـن المبتـدئين
فى طلب العلم .
-4-
وهى دعوة النبى ) :اللهم آت نفسى تقواهــا
وزكها أنت خير من زكاها أنــت وليهــا ومولهــا (
). (1
)( رواه مسلم ) ( 17/41الذكر بزيــادة فــى أولــه وآخــره ،وأحمــد ) 1
(4/371و ).(6/209
-5-
ثم ذكرت عدة عبادات من أحب العبــادات إلــى
ل ل تصــلح القلــوب إل بهــا كالصــبر الله عّز وج ـ ّ
والشــكر والرجــاء والخــوف والمحبــة والتوكــل
والرضــا ،وختمــت هــذه الجولــة الطيبــة فــى
الرقائق وما تزكو به النفس بالتوبــة الــتى هــى
وظيفة العمر والسبب الموصل إلى محبة اللــه
ب
ح ّ وي ُ ِ
ن َ
واِبي َ
ب الت ّ ّ
ح ّ ن الل ّ َ
ه يُ ِ ل :إِ ّ عّز وج ّ
ن ) البقرة :من الية. (222 ري َ مت َطَ ّ
ه ِ ال ْ ُ
-6-
الخلص والمتابعة
شرطان لقبول العمل:
ت
و َ ال ْ َ
مق ْ خل َ ق َ
ق ذي َ قال الله تعالى :ال ّ ِ
َ م أ َي ّ ُ
مل ع ََ نسقق ُح َمأ ْ كقق ْ حَيققاةَ ل ِي َب ُْلقق َ
وك ُ ْ وال ْ َ
َ
) الملك :من الية. (2
قققاءجققو ل ِ َ ن ي َْر ُ
كا َ من َ وقال تعالىَ :
ف َ
ر ْ
ك شققق ِ حا ول ي ُ ْ مل ً َ
صققال ِ ً ع َ
ل َمققق ْ
ع َفل ْي َ ْ
ه َ َرب ّققق ِ
دا ) الكهــف مــن اليــة : َ
حق ً
هأ َ ة َرب ّق ِ عَبادَ ِ بِ ِ
. (110
-7-
فالعمل الصالح هو الموافق للســنة وعــدم
الشرك هو الخلص .
َ
ن
مق ْ
م ّ
ن ِدين ًققا ّ
سق ُح َنأ ْ مق ْ وقــال تعــالىَ :
و َ
َ
ن ) النساء س ٌ
ح ِم ْ و ُه َ
و ُه لله َه ُ
ج َ
و ْ سل َ َ
م َ أ ْ
:من الية . (125
أ -الخلص-:
-8-
حن َ َ
فقققاء ن ُ
دي َ ن َلققق ُ
ه الققق ّ صقققي َ
خل ِ ِ
م ْ الّلققق َ
ه ُ
) البينة :من الية . (5
-9-
ول يتخلــص العبــد مــن الشــيطان إل بــالخلص
لقول الله عز وجل:
ن خل َ ِ
صققي َ م ال ْ ُ
م ْ هقق ُ
من ْ ُ عَبققادَ َ
ك ِ ِ إل ِ
) ص :الية . (83وروى أن أحد الصالحين كان
يقول لنفسه " :يانفس أخلصى تتخلصى ".
- 10 -
ب الخلص مسدود ٌ عليه إل ومن ليس كذلك فبا ُ
على الندور .
ن غلــب عليــه حــب اللــه ،وحــب مــ ْ
وكمــا أن َ
ه العتيادية صفة همه ، الخرة ،فاكتسبت حركات ُ
وصارت إخلصا ً ،فالذى يغلب على نفسه الدنيا
والعلو والرياسة ،وبالجملة غير الله ،اكتســبت
جميع حركاته تلك الصــفة ،فل تســلم لــه عبــادةٌ
من صوم ٍ ،وصلة وغير ذلك إل نادرا ً .
ع
فعلج الخلص كســُر حظــوظ النفــس ،وقطــ ُ
الطمع عن الدنيا ،والتجرد للخرة ،بحيث يغلب
ذلك على القلب ،فــإذ ذاك يتيســر بــه الخلص،
وكم من أعمل يتعب النسان فيها ،ويظن أنها
ة لوجه الله ،ويكون فيها مــن المغروريــن، خالص ٌ
ه الفة .
لنه لم ي ََر وج َ
- 11 -
ن
مقق َ هم ّ دا ل َ ُ المقصودون بقوله تعالى َ :
وب َ َ
م دا ل َ ُ
هق ْ وب َق َن َ س قُبو َ
حت َ ِ
كون ُققوا ي َ ْ ما ل َق ْ
م يَ ُ ه َالل ّ ِ
سُبوا ) الزمر :من اليتين ما ك َ َت َ سي َّئا َُ
. (48، 47
مــال أشــد
قال أيوب" :تخليص النيات على العُ ّ
عليهم من جميع العمال" .
- 12 -
وقال بعضققهم " :إخلص ســاعة نجــاة البــد،
ن الخلص عزيٌز".ولك ّ
فضل النّية
عن عمر بن الخطاب أنه قال " :أفضل
العمال أداُء ما افترض الله تعالى ،والورعُ عمــا
حّرم الله ،وصدقٌ النية فيما عند الله تعالى " .
ر
ل صــغي ٍ وقققال بعققض السققلف " :رب عمــ ٍ
ب عمل كبير تصغيره النية " .
تعظمه النية ،ور ّ
- 13 -
" أت ُْعلــم النــاس ،أوَ ليــس اللــه يعلــم مــا فــى
نفسك" :وذلك لن النيــة هــى :قصــد القلــب ،
ول يجب التلفــظ بهــا فــى شــىء مــن العبــادات
وإنمــا يشــرع فــى الحــج والعمــرة أن يقــول :
لبيك اللهم بحجة أو بعمرة أو بعمرة وحجــة إن
كان قارنا ً ،وهو الذى يسمى بالهلل .
متابعة السّنة
والشرط الثانى لقبول العمــل أن يكــون العمــل
مطابقا ً لســنة النــبى لحــديث عاشــئة رضــى
الله عنهــا قــالت :قــال رســول اللــه " :مــن
أحدث فــى أمرنــا هــذا مــا ليــس منــه فهــو رد"
وفى رواية لمسلم :من عمــل عمل ً ليــس عليــه
أمرنا فهو رد ). (1
- 14 -
تعالى فليس لعامله فيه ثواب فكذلك كل عمــل
ل يكــون عليــه أمــر اللــه ورســوله فهــو ردعلــى
عامله فقوله " :ليس عليه أمرنــا " إشــارة إلــى
أن أعمال العاملين كلها ينبغــى أن تكــون تحــت
أحكام الشريعة فتكون أحكام الشــريعة حاكمــة
عليهــا بأمرهــا ونهيهــا ،فمــن كــان عملــه جاري ـا ً
تحت أحكام الشريعة موافقا ً لها فهــو مقبــول،
ومن كان خارجا ً عن ذلك فهو مردود.
ة
من َ ٍ م ْ
ؤ ِ ول ُ ن َ ٍ م
ؤ ِم ْ ن لِ ُ كا َما َ وقال تعالىَ :
و َ
َ َ
ن م قًرا أن ي َك ُققو َ هأ ْ سققول ُ ُ وَر ُ ه َ ضققى الل ّق ُ ق َ ذا َ إِ َ
َ
هص الل ّق َ عق ِ مققن ي َ ْ و َ م َ ه ْر ِم ِنأ ْ م ْخي ََرةُ ِم ال ْ ِ لَ ُ
ه ُ
مِبين ًقققا ل ضقققلل ً ّ ضققق ّ ققققدْ َ ف َه َسقققول َ ُ وَر ُ َ
) الحزاب :الية (36
- 15 -
قال الحسن البصققرى :ادعــى نــاس محبــة
قق ْ
ل الله عز وجل فــابتلهم بهــذه اليــة ُ :
عوِني ... فققات ّب ِ ُ ن الل ّ ق َ
ه َ حب ّققو َ
م تُ ِ ِإن ُ
كنت ُ ق ْ
الية .
- 16 -
وعن ابن شوذب قققال :إن مــن نعمــة اللــه
ك أن يــوفقه اللــه إلــىســ َ
علــى الشــاب إذا ن َ ُ
صاحب سنة يحمله عليها .
- 17 -
ن وي اّلقق ِ
ذي َ ست َ ِ ه ْ
ل يَ ْ ل َ ق ْ وجلُ :
ّ وقولـه عزّ
ن ) الزمر من مو َعل َ ُن ل يَ ْ
ذي َوال ّ ِن َ عل َ ُ
مو َ يَ ْ
الية . ( 9 :
وأبواب العلم ،وقال :هذا حديث حسن ،وأبــو داود ) ( 10/73العلــم ،
وابن ماجه ) ( 225المقدمة .
- 18 -
به طريق الجنة يوم القيامة وهــو الصــراط ومــا
قبله وما بعده .
- 19 -
هو العلــم النــافع كمــا قــال ابــن مســعود " :إن
أقواما ً يقرؤون القرآن ل يجاوز تراقيهــم ،ولكــن
ســخ فيــه نفــع" ،وقــال
إذا وقــع فــى القلــب فر َ
الحسن " :العلــم علمــان :علــم اللسـان فــذاك
حجـــة علـــى ابـــن آدم ،كمـــا فـــى الحـــديث "
الققرآن حجة لك أو عليققك" ) ،(1وعلــم فــى
القلب فذاك العلم النافع ،فــأول مــا يرفــع مــن
م النــافع ،وهــو العلــم البــاطن الــذى
العلــم العلـ ُ
يخالط القلوب ويصــلحها ،ويبقــى علــم اللســان
فيتهــاون النــاس بــه ول يعملــون بمقتضــاه ،ل
حملته ول غيرهم ،ثم يذهب هذا العلــم بــذهاب
حملته وتقوم الساعة على شرار الخلق " .
ومققن الدلققة علققى فضققل •
العلم وأهله كذلك :
المسافرين ،وقال الحافظ :قــوله " :ل حســد " :أى ل رخصــة فــى
الحسد إل فــى خصــلتين :أو ل يحســن الحســد إن حســن ،أو أطلــق
الحسد مبالغة فى الحث على تحصيل الخصلتين .
- 20 -
فيــه رحمـه ويعلـم للـه فيــه حقـا ً فهـذا بأحسـن
المنازل عند الله ،ورجل آتــاه اللــه علم ـا ً ولــم
يؤته مــال ً فهــو يقــول :لــو أن لــى مــال ً لعملــت
بعمل فلن فهو بنيتــه وهمــا فــى الجــر ســواء ،
ورجل آتاه الله مال ً ولم يؤته علما ً فهــو يخبــط
فى ماله ل يتقى فيه ربه ول يصل فيه رحمه ول
يعلم لله فيــه حق ـا ً فهــذا بأســوأ المنــازل عنــد
الله ،ورجل لم يؤته الله مال ً ول علما فهو يقول
:لو أن لى مال ً لعملــت بعمــل فلن فهــو بنيتــه
وهما فى الوزر سواء"). (1
- 21 -
اسقققققققتهدى أدلء العلم إنهم وقققدر
والجققاهلون لهققل كل أمرىء ما كققان
العلقققققم أعقققققداء يحسققققنه ففقققققز
النققققاس مققققوتى بعلم ٍ تعش حقيا ً بقه
وأهل العلم أحياء أبدا
- 22 -
فهــو مل ُ
كهــا ،وهــى المنفــذة لمــا يأمرهــا بــه ،
القابلة لما يأتيها من هديه ،ول يستقيم لها شىء
من أعمالها حتى تصــدر عــن قصــده نيتــه ،وهــو
المسئول عنها كلهــا ،لن كــل راٍع مســئول عــن
رعيته :كان الهتمام بتصحيحه ،وتسديده ،أولــى
ما اعتمد عليه السالكون ،والنظر فى أمراضــه
وعلجها أهم ما تنسك به الناسكون .
لما كان القلب يوصف بالحيــاة وضــدها ،انقســم
بحســـب ذلـــك إلـــى ثلثـــة أقســـام :القلققب
الصققحيح أو السققليم ،والقلققب الميققت ،
والقلب المريض .
- 23 -
وقيل في تعريفه :إنه القلب الذي سلم من
كل شهوة تخــالف أمــر اللــه ونهيــه ،ومــن كــل
شــبهة تعــارض خــبره ،فســلم مــن عيوديــة مــا
سواه ،وسلم من تحكيم غير رسوله ،فخلصــت
عبــوديته للــه تعــالى ،إرادة ومحبــة ،وتــوكيل ً ،
وإنابة ،وإخباتا ً وخشية ،ورجاء ،وخلــص عملــه
ب ف ـي اللــه ،وإن أبغــض للــه ،فــإن أحــبّ أَحَ ـ ّ
أبغض في الله ،وإن أعطى أعطــى للــه ،وإن
منع منع للــه ،ول يكفيــه هــذا حــتى يســلم مــن
ن عدا رسوله فيعقد م ْ النقياد والتحكيم لكل َ
قلبه معه عقدا ً محكما ً على التمام والقتداء بــه
وحده ،دون كل أحد فى القوال والعمال ،فل
يتقــدم بيــن يــديه بعقيــدة ول قــول ،ول عمــل ،
قال تعالى :
َ
نموا ب َي ْ َقد ّ ُ مُنوا ل ت ُ َ
ن آ َ ذي َ ها ال ّ ِ
َ يا أي ّ َ
ن الّلق َ
ه ه إِ ّ ققوا الّلق َوات ّ ُه َ سقول ِ ِ وَر ُ ه َ ي الّلق ِي َدَ ِ
م ) الحجرات . ( 1 : عِلي ٌع َ مي ٌس ِ
َ
- 24 -
أحب أحــب لهــواه ،وإن أبغــض أبغــض لهــواه ،
وأن أعطى أعطى لهواه ،وإن منع منع لهــواه ،
فهواه آثر عنده ،وأحب إليه من رضــى مــوله،
فالهوى إمامه والشهوة قائده ،والجهلُ سائقه ،
ه ،فهــو بــالفكر فــي تحصــيل ة مركبــ ُ
والغفلــ ُ
أغراضه الدنيوية مغمور ،وبسكرة الهوى وحــب
العاجلــة مخمــور ،ينــادى إلــى اللــه وإلــى الــدار
الخرة مــن مكــان بعيــد فل يســتجيب للناصــح ،
ويتبــع كــل شــيطان مريــد ،الــدنيا تســخطه
وترضــيه ،والهــوى يصــمه عمــا ســوى الباطــل
ويعميه ،فمخالطــة صــاحب هــذا القلــب ســقم
م ،ومجالسته هلك. ومعاشرته س ّ
- 25 -
وداع يــدعوه إلــى العاجلــة ،وهــو إنمــا يجيــب
أقربهما منه بابا ً ،وأدناهما إليه جوارا ً .
* * *
- 26 -
ويشتد عليه مرارة الدواء ،فهو يؤثر بقاء اللـم
على مشقة الدواء .
- 27 -
-ومن علمات صحة القلب :أنــه ليــزال
يضــرب علــى صــاحبه حــتى ينيــب إلــى اللــه،
ويخبت إليه ،ويتعلق به تعلق المحب المضطر
إلــى محبــوبه ،فيســتغنى بحبــه عــن حــب مــا
سواه ،وبذكره عن ذكــر مــا ســواه ،وبخــدمته
عن خدمة ما سواه .
-ومن علمات صحة القلب :أنــه إذا فــاته
جـد َ لــذلك ألمـا ًوِْردهُ أو طاعة من الطاعــات ،و َ
أعظم من تألم الحريص بفوات ماله وفقده .
-ومن علمققات صققحته :أنــه يشــتاق إلــى
الخدمـــة كمـــا يشـــتاق الجـــائع إلـــى الطعـــام
والشراب .
-قال يحيى بن معاذ " :من ســر بخدمــة
سرت الشياء كلها بخدمته ،ومــن قــرت الله ُ
عينه بالله قرت عيون كل أحــد بــالنظر إليــه
".
-ومن علمات صحته :أن يكون همه واحدا ً
،وأن يكون فى الله يعنى فى طاعة الله .-
-ومن علمات صحته :أن يكون أشح بوقته
أن يذهب ضائعا ً كأشد الناس شحا ً بماله .
-ومن علمات صققحته :أن يكــون إذا دخــل
فى الصلة ذهب عنه همه وغمه بالدنيا ووجــد
فيها راحته ،ونعيمه وقرةَ عينه ،وسرور قلبه.
- 28 -
-ومن علمات صحته :أن ل يفتر عــن ذكــر
ربه ،ول يسأم من خــدمته ،ول يــأنس بغيــره
إل بمن يدله عليه ويذكره به .
-ومنها :أن يكون اهتمــامه بتصــحيح العمــل
أعظم منه بالعمــل ،فيحــرص علــى الخلص
فيــه ،والنصــيحة ،والمتابعــة ،والحســان ،
ة الله عليه فيــه ،وتقصــيره
ويشهد مع ذلك من َ
فى حق الله .
* * *
ب
ض القل ِ
أسباب مر ُ
والفتن التى ُتعرض علــى القلــوب هــى أســباب
مرضـــها ،وهـــى فتـــن الشـــهوات والشـــبهات
،فـــالولى :تـــوجب فســـاد القصـــد والرادة ،
والثانية :توجب فساد العلم والعتقاد .
- 29 -
فيه نكتة سوداء ،وأى قلــب أنكرهــا نكتــت فيــه
نكتة بيضــاء ،حــتى تعــود القلــب علــى قلــبين :
قلــب أســود مربــادا ً كــالكوز مجخيــا ً ،ليعــرف
معروفا ً ،ل ينكر منكرا ً إل ما أشرب من هـواه ،
وقلب أبيض لتضره فتنـة ما دامت السمـــاوات
والرض "). (1
سققم القلققوب عنققد عققرض الفتققن فق ّ
عرضــت عليــه عليها إلى قسمين :قلب إذا ُ
فتنة أشربها كما يشرب السفنج المــاء ،فتنكــت
فيـه نكتـة سـوداء ،فل يـزال يشـرب كـل فتنـة
تعرض عليه حتى يســود ّ وينتكــس ،وهــو معنــى
قوله " :كالكوز مجخيـا ً " أى مكبوبـا ً منكوسـا ً ،
فــإذا اســود ّ وانتعكــس عــرض لــه مــن هــاتين
الفتين مرضان خطران متراميان به إلى الهلك
.
أحدهما :اشتباه المعروف عليــه بــالمنكر،
فل يعرف معروفا ً ول ينكر منكرا ً وربما استحكم
عليه هذا المرض حتى يعتقــد المعــروف منكــرا ً
والمنكر معروفا ً والسنة بدعة ،والبدعــة ســنة ،
والحق باطل ً والباطل حقا ً
الثانى :تحكيمــه هــواه علــى مــا جــاء بــه
الرسول وانقياده للهوى واتباعه له .
مربادًا" المربد الذى لونه ُربدة وهى بين السواد والغــبرة ،
وقوله ُ " :
و " المجخى " هو المائل عن الستقامة والعتدال .
- 30 -
وقلققب أبيققض :قـــد أشـــرق فيـــه نـــور
اليمــان ،وأزهــر فيــه مصــباحه ،فــإذا عرضــت
الفتنة أنكرها وردها ،فازداد نوره وإشراقه .
– 4سموم القلب الربعة :
- 31 -
– 1فضول الكلم :
)( رواه الترمذى ) ،10/87ـ (88اليمان وقــال :حســن صــحيح وابــن 1
- 32 -
ل حصد الرامة ،من زرع عشرا ً مــن قــول أو
عم ٍ
عمل حصد الندامة .
مقن ظ ِفق ُ
مقا ي َل ْ ِ
فمــن ذلــك قــوله تعــالى َ :
د ) ق :اليــة : عِتي ق ٌ
ب َ
قي ٌ ل ِإل ل َدَي ْ ِ
ه َر ِ و ٍ َ
ق ْ
. ( 18
)( رواه الترمذى ) (9/249الزهد وقال حسن صــحيح ،وابــن ماجــة ) 1
- 33 -
وهو من جوامع كلمه فــالكلم إمــا أن يكــون
خيرا ً فيكون العبد مأمورا بقوله ،وإمــا أن يكــون
غير ذلك فيكون مأمورا ً بالصمت عنه .
- 34 -
ا ،يتكلـم بشـىء تـدبره بقلبـه ثـم أمضـاه ،وإن
لســان المنــافق أمــام قلبــه ،فــإذا هــم بشــىء
أمضاه بلسانه ولم يتدبره بقلبه .
-2فضول النظر:
- 35 -
فضققول النظققر :هــو إطلقــه بــالنظر إلــى
الشىء بملـء العيــن ،والنظــر إلــى مـا ل يحـل
النظر إليه وهو على العكس من غض البصر .
- 36 -
وفضول النظر يدعو إلـى الستحسـان ،ووقـوع
صور المنظور فى قلب الناظر ،فيحدث أنواع ـا ً
من الفساد فى قلب العبد منها :
فل ْن َققاغ َ ن أَ ْمق ْع َول ت ُطِ ْقــال اللــه تعــالى َ :
َ
ه
مقُر ُ نأ ْ كقا َو َواهُ َ
هق َع َ
وات َّبق َ عن ِذك ْ ِ
رَنا َ ه َقل ْب َ ُ
َ
طا ) الكهف :من الية ( 28 : فُر ً ُ
ن
مِني َ
ؤ ِ قل ل ّل ْ ُ
مق ْ الله أمره بصرف بصره مــع قــوله تعــالى ُ :
م شرح النووى على صحيح مسلم هــامش َ
ه ْ
ر ِ
صا ِ
ن أب ْ َ م ْ
ضوا ِ
غ ّ
يَ ُ
) .(139 /14
- 37 -
وإطلق البصر يققوجب هققذه •
المور الثلثة :
- 38 -
ح ) النور :من الية ، ( 35 : مصَبا ٌ ها ِفي َ
ن
مِني َ
ؤ ِ قققل ل ّل ْ ُ
مقق ْ بعــد قــوله عــز وجــل ُ :
م ) .....النــور : َ
ه ْ
ر ِ
صققا ِ
ن أب ْ َ مق ْضققوا ِ
غ ّيَ ُ
من الية ( 30 :
- 39 -
– 3فضول الطعام :
)( رواه الترمذى ) (9/244الزهد وقال :هــذا حــديث حســن صــحيح 1
- 40 -
وقال بعض السلف :كان شباب يتعبدون من
بنى إسرائيل ،فإذا كان فطرهم قام عليهم قائم
فقـــال " :ل تـــأكلوا كـــثيرا ً ،فتشـــربوا كـــثيرا ً ،
فتناموا كثيرا ً فتخسروا كثيرا ً " .
– 4فضول المخالطة:
الزهد .
- 41 -
هــى الــداء العضــال الجــالب لكــل شــر ،وكــم
سلبت المخالطة والمعاشــرة مــن نعمــة ،وكــم َ
زرعت من عداوة ،وكم غرست فى القلب من
ت وهــى فــى حــزازات تــزول الجبــال الراســيا ُ
القلـــوب ل تـــزول ،ففـــى فضـــول المخالطـــة
خسارة الدنيا والخــرة ،وإنمــا ينبغــى للعبــد أن
يأخذ من المخالطة بقدر الحاجة ،ويجعل النــاس
فيها أربعة أقسام متى خلط أحد القسام بالخر
ولم يميز بينها دخل عليه الشر :
- 42 -
ن مخــالطته كالــداء مــ ْ
القسم الثققالث :وهــم َ
علـى اختلف مراتبـه وأنـواعه وقـوته وضـعفه ،
فمنهم من مخــالطته كالــداء العضــال والمــرض
المزمن ،وهو من لتربح عليه دين ول دنيا ،ومع
ذلــك فل بــد أن تخســر عليــه الــدين والــدنيا أو
أحــدهما ،فهــذا إذا تمكنــت منــك مخــالطته
ض الموت المخــوف ،ومنهــم واتصلت فهى مر ُ
الذى ليحسن أن يتكلم فيفيـدك ،ول يحسـن أن
ينصـــت فيســـتفيد منـــك ،ول يعـــرف نفســـه
فيضعفها فــى منزلتهــا ،بــل إذا تكلــم فكلمــه
كالعصى تنزل على قلوب السامعين مع إعجابه
بكلمه وفرحــه بــه ،فهــو ُيحــدث مــن فيــه كلمــا
تحدث ويظن أنه مسك يطيب بــه المجلــس ،
وإذا ســكت فأثقــل مــن نصــف الرحــا العظيمــة
التى ل يطاق حملها ول جرها على الرض .
- 43 -
القسم الرابع :مــن مخــالطته الهلــك كلــه ،
فهى بمنزلة أكل السم ،فإذا اتفق لكله ترياق
وإل فأحسن الله العزاء ،وما أكثر هــذا الضــرب
فى النــاس – لكــثرهم اللــه – وهــم أهــل البــدع
والضللة ،الصادون عن سنة رســول اللــه ،
الــداعون إلــى خلفهــا ،فيجعلــون الســنة بدعــة
والبدعة سنة ،وهذا الضرب لينبغى للعاقل أن
يجالسهم أو يخــالطهم ،وإن فعــل فإمــا المــوت
لقلبه أو المرض .
- 44 -
- 5أسقققباب حيقققاة القلقققب وأغقققذيته
النافعة:
- 45 -
اللــه عــز وجــل ،وتلوة القــرآن ،والســتغفار ،
والدعاء ،والصلة على النبى ، وقيام الليل .
- 46 -
ولو لم يكن فى الذكر إل هذه وحدها لكفــى بهــا
فضل ً وشــرفا ً ويــورث جلء القلــب مــن الغفلــة،
ويحط الخطايا .
- 47 -
وقققال ابققن مسققعود " :لن أســبح اللــه
ى من أن أنفق عــددهم تعالى تسبيحات أحب إل ّ
ل".دنانير فى سبيل الله عّز وج ّ
المسافرين بلفظ " :مثل البيت الذى ل يذكر الله فيه ،والبيت الذى
ى والميت " .
يذكر الله فيه مثل الح ّ
- 48 -
وليدخل على ربه عز وجل ،يجد عنده ما يريــد،
فإن وجد ربـه عـز وجـل وجـد كـل شـىء ،وإن
فاته ربه عز وجل فاته كل شىء .
مققا
ن َ ن ال ْ ُ
قْرآ ِ م َ ون ُن َّز ُ
ل ِ وقال الله تعالىَ :
ن ) السراء مِني َ م ْ
ؤ ِ ة ل ّل ْ ُ
م ٌ
ح َ
وَر ْ ش َ
فاء َ و ِه َ
ُ
من الية ( 82 :
- 49 -
وأمــراض القلــب تجمعهــا أمــراض الشــبهات
والشهوات ،والقرآن شفاء للنوعين ،ففيــه مــن
البينات والبراهين القطعية مــا يــبين الحــق مــن
الباطل فتزول أمــراض الشــبه المفيــدة للعلــم،
والتصور ،والدراك بحيث يرى الشياء على ما
هى .
- 50 -
) فاطر - 29: ش ُ
كوٌر فوٌر َ ه َ
غ ُ ه إ ِن ّ ُ
ضل ِ ِ َ
ف ْ
. (30
- 51 -
وقال عثمان بققن عفققان " :لــو طهــرت
قلوبكم ما شبعتم من كلم ربكم " .
- 2الستغفار:
- 52 -
وكثيرا ً ما يقرن الستغفار بذكر التوبــة ،فيكــون
الســتغفار حينئذ عبــارة عــن طلــب المغفــرة
باللسان .
ود
ويروى عن لقمان أنـه قــال لبنــه :يــا بنــى عـ ّ
لسانك " :اللهم اغفر لى " فإن لله ســاعات ل
يــرد فيهــا ســائل ً ،وقــال الحســن " :أكــثروا مــن
الستغفار فى بيوتكم ،وعلــى مــوائدكم ،وفــى
طرقكــم ،وفــى أســواقكم ،وفــى مجالســكم ،
وأينمــا كنتــم ،فــإنكم مــا تــدرون مــتى تنــزل
المغفرة " .
وصححه اللباني
- 53 -
وعن أبققى هريققرة عققن النققبى أنققه
قال " :والله إنى لستغفر الله وأتوب إليه فــى
اليوم أكثر من سبعين مرة "). (1
- 54 -
-3الدعاء :
ة
م حاجـ ً ل تسألن بنى آدّ َ
ب.
ج ُ
ح َ
هلت ْ س َ
ل الذى أبواب ُ ُ و َ
سؤال َ ُ
ه ت ُب إن ترك َ
الله يغض ُ
ب.ض ُ
وإذا سألت بنى آدم يغ َ
- 55 -
َ
ب
جيققق ُ
مقققن ي ُ ِوقـــال عـــز وجـــل :أ ّ
سققوءَ ف ال ّ
شقق ُوي َك ْ ِ
عققاهُ َ ضققطَّر إ ِ َ
ذا دَ َ ال ْ ُ
م ْ
) النمل :من الية . ( 62 :
- 56 -
وعققن أبققى سققعيد الخققدرى ،أن النــبى
قال " :ما من مسلم يــدعو بــدعوة ليــس فيهــا
إثم ول قطيعة رحــم إل أعطــاه اللــه بهــا إحــدى
ثلث :إما أن يعجلله دعــوته ،وإمــا أن يــدخرها
فى الخــرة ،وأمــا أن يصــرف عنــه مــن الســوء
)(1
مثلها" .
وعن عمر بن الخطققاب " : أنــا ل أحمــل
م الجابة ولكن أحمل هــم الــدعاء فمــن ألهــم ه ّ
الدعاء فإن الجابة معه " .
- 57 -
،لحديث أبى هريرة عن رسول الله قال
" :أقرب ما يكـون العبـد مـن ربـه وهـو سـاجد
)(1
فأكثروا من الدعاء " .
- 58 -
ويطيققب مطعمققه ،ول يققدعو بققإثم ،
ول بقطيعة رحم .
ملئ ِك ََتقق ُ
ه و َ
ه َن الّلقق َ قـــال اللـــه تعـــالى :إ ِ ّ
َ
من ُققوانآ َ ذي َهققا ال ّق ِ عَلى الن ّب ِ ّ
ي ي َققا أي ّ َ صّلو َ
ن َ يُ َ
- 59 -
ما ) الحزاب:
سِلي ً سل ّ ُ
موا ت َ ْ و َ
ه َعل َي ْ ِ
صّلوا َ
َ
الية . ( 56 :
- 60 -
أى عشر صلوات وذلك لن الحسنة بعشــر
أمثالهــا والصــلة علــى النــبى مــن أعظــم
الحسنات .
- 61 -
ى ،ورغم أنف رجل أدرك أبويه عنده الكبـــر عل ّ
فلم يدخله الجنـة ،ورغم أنف رجل دخــل عليــه
رمضـان ثم انسلخ قبل أن يغفـر له" ). (1
)( رواه الترمذى ) 6413تحفة( الدعاء ،وقال :هــذا حــديث حســن 1
- 62 -
الجمعــة ،فيــه خلــق آدم ،وفيــه قبــض ،وفيــه
ى من الصــلة النفخة ،وفيه الصعقة ،فأكثروا عل ّ
ى ،قــالوا :ففيــه فــإن صــلتكم معروضــة علــ ّ
يارسول الله وكيــف تعــرض صــلتنا عليــك وقــد
أرمت) (1يعنى بليت ؟ فقال " :إن الله عز وجل
حّرم على الرض أن تأكل أجساد النبياء "). (2
- 63 -
العـالمين ،إنـك حميـد ٌ مجيـد ،والسـلم كمـا قـد
علمتم " .
- 5قيام الليل
ن
مق َ قِليًل ّقــال اللــه تعــالى :ك َققاُنوا َ
مهققق ْر ُ
حا ِ
سققق َ
وِبالل ْ ن َ
عقققو َ
ج ُ
ه َ
مقققا ي َ ْ الل ّي ْققق ِ
ل َ
ن ) الذاريات :الية . ( 18 -17 : فُرو َ غ ِ
ست َ ْ
يَ ْ
وهى فى وصف المحسنين .
- 64 -
ن ف ُ
قققو َ م ُين ِ
ه ْ ما َرَز ْ
قَنا ُ م ّ
و ِ
عا َ وطَ َ
م ً و ً
فا َ خ ْ
َ
) السجدة :الية . ( 16 :
معَلقق ُ
فَل ت َ ْثــم عقــب بقــوله تعــالى َ :
ج قَزاء ن َ ة أَ ْ
عي ُ ٍ من ُ
قّر ِ هم ّي لَ ُف َ خ ِما أ ُ ْ
س ّ ف ٌ نَ ْ
ن ) الســجدة :اليــة : مل ُققو َ مققا ك َققاُنوا ي َ ْ
ع َ بِ َ
. ( 17
المسافرين .
- 65 -
وعن أبى هريرة قال رسول اللــه :
" يعقد الشيطان على قافية أحدكم إذا هــو نــام
ثلث عقد ،يضرب مكان كــل عقــدة عليــك ليــل
طويل فارقد ،فــإذا اســتيقظ وذكــر اللــه تعــالى
انحلت عقدة ،فإن توضــأ انحلــت عقــدة ،فــإن
صلى انحلت عقدة ،فأصبح نشيطا ً طيب النفس
وإل أصبح خبيث النفس كسلن "). (1
الثار
المسافرين .
- 66 -
وقال ابن المبارك :
- 67 -
الشــمس ليــزال فــى الــذوبان إلــى النقــراض
،والخرة كالجوهر الذى لفناء له ،وبقدر اليقين
بالتفاوت بين الدنيا والخــرة تقــوى الرغبــة فــى
البيع ،وقد مــدح القــرآن الزهــد فــى الــدنيا وذم
الرغبة فيها.
ن ال ْ َ
حي َققاةَ ل ت ُق ْ
ؤث ُِرو َ فقال تعــــالى :ب َ ْ
قققى ) العلــى: وأ َب ْ َ
خي ْ قٌر َ
خَرةُ َوال ِ
الدّن َْيا َ
الية . ( 17-16 :
ض ال قدّن َْيا
ع قَر َ
ن َ
دو َ وقال تعالى :ت ُ ِ
ري ُ
ة ) النفــال :مــن اليــة : خَر َ
ريدُ ال ِ والل ّ ُ
ه يُ ِ َ
. ( 67
- 68 -
نصنع به ؟ قــال " :أتحبــون أنــه لكــم " قــالوا :
ك فكيــف والله لو كان حيا ً كان عيبا ً فيه أنه أســ ّ
وهو ميت؟ فقال " :والله للدنيا أهون على اللــه
من هذا عليكم " ).(1
)( رواه مسلم ) (18/93الزهد ،وأبو داود ) (184الطهارة ،وقوله : 1
" والناس كنفتيه " أى حوله وفيه أدب سير طلب العلم مع العــالم ،
وقوله " :أسك " أى صغير الذنين .
)( رواه مسلم ) (18/93الجنة وصفة نعيمها ،والترمــذى ) (9/199 2
- 69 -
قال يونس بــن ميســرة " :ليــس الزهــادة
فــى الــدنيا بتحريــم الحلل ،ول إضــاعة المــال،
ولكن الزهادة فى الــدنيا أن تكــون بمــا فــى يــد
الله أوثق منك بما فــى يــدك ،وأن تكــون حالــك
فى المصيبة وحالك إذا لم تصب بها ســواء وأن
مكم فى الحق سواء " . يكون مادحكم وذا ّ
- 70 -
وقــال :القنــوع هــو الزاهــد ،وهــو الغنــى ،
فمن حقق اليقين ،وثق بالله فــى أمــوره كلهــا ،
ورضـــى بتـــدبيره لـــه ،وانقطـــع عـــن التعلـــق
بالمخلوقين رجاءا ً وخوفـا ً ،ووضــعه ذلــك مــن
طلــب الــدنيا بالســباب المكروهــة ،ومــن كــان
كذلك كان زاهدا ً حقا ً ،وكان من أغنى النــاس ،
وإن لم يكن له شىء من الدنيا ،كما قال عمار
: كفى بالموت واعظا ً ،وكفى باليقين غنــى،
وكفى بالعبادة شغل ً " .
- 71 -
ى كرم الله وجهه " :من زهــد فــىقال عل ّ
الــدنيا هــانت عليــه المصــيبات " .وقــال بعــض
السلف :لول مصائب الدنيا لوردنا الخــرة مــن
المفاليس .
- 72 -
قال " :إن كان ليفرح بزيادته ول يحزن بنقصه
فهو زاهد " .
- 73 -
العزيز إذ جــائته الــدنيا راغمــة فتركهــا وأمــا أنــا
ففى ماذا زهدت " .
درجات الزهد
الدرجة الولى
- 74 -
مشت َهٍ ،وقلبــه
أن يزهده فى الدنيا وهو لها ُ
إليها مائل ،ونفسه إليها ملتفتة ،ولكن يجاهــدها
ويكفيها ،وهذا يسمى :متزهد .
الدرجة الثانية:
- 75 -
الباب مفتوح والحجاب مرفوعٌ ،والــدنيا كلقمــة
فمن تركها لينال عز الملك فكيف يلتفت إليها.
ذم الدنيا
اعلم أن الذم الــوارد فــى الكتــاب والس ـّنة
راجــع إلــى زمانهــا الــذى هــو الليــل والنهــار
المتعاقبان إلى يوم القيامة ،فإن الله عز وجــل
شكورا ً .
ذكر أو أراد ُجعلهما خلفة لمن أراد أن ي ّ
- 76 -
وقال مجاهد " :ما من يوم إل يقول :ابــن
آدم :قد دخلت ،عليك اليــوم ولــن أرجــع إليــك
بعد اليوم فانظر ماذا تعمل فــى ،فــإذا انقضــى
طوى ،ثم يختم عليه فل يفــك حــتى يكــون اللــه
هو الذى يقضيه يوم القيامة " .
- 77 -
أودع فيها من جبال وبحار وأنهار ومعادن ،فــإن
ذلك كله من نعم الله على عباده ،لما لهم فيها
مــن المنــافع ،والعتبــار ،والســتدلل علــى
وحدانيــة الصــانع ســبحانه ،وقــدرته وعظمتــه ،
وإنما الذم راجع إلى أفعال بنى آدم الواقعة فى
الدنيا ،لن غالبها واقـع علـى غيـر الـوجه الـذى
مققوا عل َ ُ تحمد عاقبته ،كما قال عز وجل :ا ْ
َ
ة
زيَنقق ٌ و ِو َ ول َ ْ
هقق ٌ ب َ عقق ٌحَيققاةُ الققدّن َْيا ل َ ِ مققا ال ْ َأن ّ َ
لوا ِمقق َ فققي ال ْ كققاث ٌُر ِ وت َ َم َ خٌر ب َي ْن َ ُ
كقق ْ وت َ َ
فققا ُ َ
والولد َ ) الحديد :من الية . ( 20 :
- 78 -
مققا ت َأ ْ ُ
كقق ُ
ل ْ
وَيققأك ُُلو َ
ن كَ َ ن َ
عققو َ مت ّ ُ كَ َ
فققُروا ي َت َ َ
م ) محمــد :مــن هق ْ وى ل ّ ُ مث ْ ً
والّناُر َ النعام َ
الية . ( 12 :
- 79 -
لول أن تنقص من حسناتى لخالفتكم فــى ليــن
عيشكم ولكن سمعت الله عّير قوما ً فقال :
حَيققات ِك ُ ُ
م الققدّن َْيا فققي َ م طَي َّبققات ِك ُ ْ
م ِ أ َذْ َ
هب ُْتقق ْ
هقا ) الحقــاف :مــن اليــة : عُتم ب ِ َ
مت َ ْ
ست َ ْ
وا ْ َ
. ( 20
- 80 -
ووصى ابن عمر " : كن فى الدنيا كأنك
غريب أو عابر سبيل " ). (1
- 81 -
وقــال الحســن " :نعمــت الــدار الــدنيا كــانت
للمؤمن ،وذلك أنه عمل قليل ً وأخــذ زاده منهــا
للجنة ،وبئست الدار كــانت للكــافر والمنــافق ،
وذلك أنه ضيع لياليه وكان زاده منها إلى النار "
.
- 82 -
قققال يحيققى بققن معققاذ " :الــدنيا خمــر
الشــيطان ،مــن ســكر منهــا فل يفيــق إل فــى
عسكر الموتى نادما ً بين الخاسرين " ،وأقل ما
فيها أنه يلهى عن حب الله وذكره ،ومن ألهــاه
ماله فهو من الخاسرين ،وإذا لهى القلــب عــن
ذكر الله سكنه الشيطان ،وصرفه حيث أراد ...
ومن فقهه فى الشــر أن يرضــيه ببعــض أعمــال
الخير ليريه أنه يفعل الخير.
ويقول ابــن مســعود " : ماأصــبح أحــد فــى
الدنيا إل ضيف وماله عاريـة ،فالضــيف مرتحــل
والعارية مؤداة " .
- 83 -
وثالثها :أنه إذا أحبها ص ـّيرها غــايته ،وتوســل
إليهــا بالعمــال الــتى جعلهــا اللــه وســائل إليــه
وإلــى الــدار الخــرة ،فعكــس المــر وقلــب
الحكمة ،فها هنا أمران :أحدهما :جعل الوسيلة
غايــة ،والثــانى :التوســل بأعمــال الخــرة إلــى
الدنيا ،وهذا شر معكوس من كل وجــه ،وقلــب
منكوس غاية النتكاس ،وهذا هو الذى انطبــق
من ذة ،قوله تعالى َ : عليه :حذ ْوَ الُقذة بالُق ّ
ف و ّ هققا ن ُ ق َ زين َت َ َ
و ِحي َققاةَ ال قدّن َْيا َ ري قدُ ال ْ َ ِ ن يُك َققا َ
هقققا ل َ في َم ِ هققق ْ و ُ
هقققا َ في َ م ِ ه ْمقققال َ ُ ع َ م أَ ْهققق ْ ِ إ ِل َي ْ
ُ
فققي م ِ هق ْس لَ ُ ن ل َي ْق َ ذي َ ك ال ّق ِ وَلق قئ ِ َنأ ْ سو َ خ ُ ي ُب ْ َ
هققا
في َعوا ْ ِ صقن َ ُ مققا َ ط َ حب ِق َ و َ ة إ ِل ّ الن ّققاُر َ خَر ِال ِ
ن ) هــود :اليــة : مُلقو َ ع َكاُنوا ْ ي َ ْ ما َ ل ّ وَباطِ ٌ َ
. ( 16 - 15
- 84 -
رابعا ً :أن محبتها تعترض بين العبد وبين فعــل
ما يعود عليــه نفعــه فــى الخــرة باشــتغاله عنــه
بمحبوه ،والناس هــا هنــا مراتــب :فمنهــم مــن
يشغله محبوبه عن اليمــان وشــرائعه ،ومنهــم
من يشغله حبها عن كثير من الواجبات ،ومنهم
من يشغله عـن واجـب يعـارض تحصـيلها – وإن
قــام بغيــره – ومنهــم مــن يشــغله عــن القيــام
بالواجب فى الــوقت الــذى ينبغــى علــى الــوجه
الذى ينبغى ،فيفــرط فــى وقتــه وفــى حقــوقه،
ومنهــم مــن يشــغله عــن عبوديــة قلبــه فــى
الواجب ،وتفريغه لله عند أدائه ،فيؤديه ظاهرا ً
ل باطنا ً ،وأين هذا من عشاق الــدنيا ومحبيهــا ،
هذا من أندرهم وأقل درجــات حبهــا أن يشــغل
عن سعادة العبد ،وهو تفريغ القلب لحب الله ،
و لسانه لذكره ،وجمع قلبه على لسانه ،وجمع
لسانه وقلبه على ربه ،فعشقها ومحبتهــا تضــر
بالخرة ول بد ،كما أن محبة الخرة تضر بالدنيا
.
- 85 -
جعل الله فقره بين عينيه ،وفرق عليــه شــمله،
ولم يأته من الدنيا إل ما قدر له " ). (1
اللبانى :وهو إسناد ضعيف لكنه حســن فــى المتابعــات ولــه شــاهد
عند ابن ماجه وابن حبان :وهو فى الصحيحة رقم .949
- 86 -
وسابعها :أن عاشــقها ومحبهــا الــذى يؤثرهــا
على الخرة من أسفه الخلــق وأقلهــم عقل ً ،إذ
آثر الخيال على الحقيقة ،والمنام على اليقظــة،
والظــل الــزائل علــى النعيــم الــدائم ،والــدار
الفانية على الدار الباقية ،وبــاع حيــاة البــد فــى
أرغد عيش بحياة إنما هى أحلم نــوم ،أو كظــل
زائل ،إن اللبيب بمثلها ل يخدع.
- 87 -
للخطاب بكل زينة ،وســترت كــل قبــح ،فــاغتر
بهامن لم يجاوز بصره ظاهرها ،فطلــب النكــاح،
فقالت :ل مهر إل فقد الخرة ،فإننا ضــرتان ،
واجتماعنــا غيــر مــأذون فيــه ول مســتباح ،فــآثر
مــن واصــل الخطاب العاجلة ،وقالوا :ما علــى َ
حــبيبته مــن جنــاح ،فلمــا كشــف قناعهــا ،وحــل
إزارهــا ،إذا كــل آفــة وبليــة ،فمنهــم مــن طلــق
واسترح ،ومنهم من اختار المقام ،فما استتمت
ليلة عرسه إل بالعويل والصياح .
- 88 -
فإن الناس على قسمين :قسم ظفرت بــه
نفسه فملكته وأهلكته ،وصــار طوع ـا ً لهــا تحــت
م ظفــروا بنفوســهم فقهروهــا أوامرهــا ،وقســ ٌ
فصارت طوعا ً لهم ،منقادة لوامرهم .
- 89 -
فالول قول الفقهاء والمفسرين ،والثانى قــول
كثير من أهل التصــوف ،والتحقيـق :أنــه لنــزاع
بين الفريقين ،فإنها واحدة باعتبــار ذاتهــا وثلثــة
باعتبار صفاتها .
- 90 -
إيمانه ،فل يأسى على مــا فــاته ،ول يفــرح بمــا
آتاه ،لن المصيبة فيهمقدرة قبل أن تصل إليه
َ
بصققا َ مققا أ َ ،وقبل أن يخلق ،قال تعالى َ :
من ِبالل ّ ِ
ه من ي ُ ْ
ؤ ِ و َ ن الل ّ ِ
ه َ ة إل ّ ب ِإ ِذْ ِ
صيب َ ٍ م ِ من ّ ِ
ه ) التغابن :من الية . (11 قل ْب َ ُ
د َه ِ
يَ ْ
- 91 -
اليمان) ، (1وكذلك يطمئن من قلق المعصية ،
وانزعاجها إلى سكون التوبة وحلوتها .
)( رواه مسلم ) (2/153اليمان ولفظه عن أبى هريــرة قــال :جــاء 1
ناس من أصحاب النبى rفسألوه ،إنــا نجــد فــى أنفســنا مــا يتعــاظم
أحدنا أن يتكلم به قال " :وقد وجدموه ؟ قالوا :نعم ،قــال " :ذاك
صريح اليمان".
وروى مســلم كــذلك عــن ابــن مســعود قــال :ســئل النــبى rعــن
الوسوسة قال " :تلك محض اليمــان " قــال النــووى :اســتعظامكم
الكلم به هو صريح اليمان فـإن اسـتعظام هـذا وشـدة الخـوف منـه
ومن النطق به فضل ً عن اعتقاده إنما يكون لمــن اســتكمل اليمــان
استكمال محققا ً وانتفت عنــه الريبــة والشــك – شــرح النــووى علــى
صحيح مسلم ) .(154/ 2
- 92 -
أل يا نفس ويحك ساعدينى
بسعى منك فى ظلم الليالى
- 93 -
ومطالعة جناياته ،وعيوب نفســه ،ويــرى أيضـا ً
فى ضــوء تلــك اليقظــة عــزة وقتــه ،وخطــره ،
وأنه رأس مال سعادته فيبخل به فيمــا ل يقربــه
إلى ربه ،فإن فى إضاعته الخسران والحسرة
،وفى حفظه الربح والسعادة .
النفس اللوامة
- 94 -
وقالت أخـرى :اللـوم يـوم القيامـة ،فـإن
ل أحد يلوم نفسه إن كان مسيئا ً على إساءته ك ّ
،وإن كان محسنا ً على تقصيره .
- 95 -
شرها إل بتوفيق الله ،كما قال تعالى حاكيا ً عن
أمرأة العزيز:
س
فقق َ ن الن ّ ْسققي إ ِ ّف ِ مققا أ ُب َّرىققءُ ن َ ْ َ
و َ
َ
ن َرّبققي ي إِ ّ
م َرّبقق َح َ
ما َر ِ ء إ ِل ّ َسو ِماَرةٌ ِبال ّ ل ّ
م ) يوسف :الية . (53 حي ٌ فوٌر ّر ِغ ُ َ
ل الل ّ ق ِ
ه ضق ُ وقال عز وجــل :ولول َ َ
ف ْ
كم من أ َح َ
داد أب َ ً
ّ ْ َ ٍ من ُ
كا ِما َز َ
ه َ
مت ُ ُ
ح َ
وَر ْ عل َي ْك ُ ْ
م َ َ
) النور :من الية . (21
)( رواه أبــو داود ) (2118النكــاح ،وقــال اللبــانى :صــحيح ،وانظــر 1
- 96 -
فنسأل الله العظيم أن يعيــذنا مــن شــرور
أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .
- 97 -
والشيطان وجنده من الكفرة يقتضيان من
النفس المارة ضــد ذلــك وأصــعب شــىء علــى
النغس المطمئنة تخليص العمال من الشيطان
ومن المارة فلو وصل منها عمل واحد لنجا بــه
العبد ،ولكن أبت المارة والشيطان أن يدعا له
عمل ً واحــدا ً يصــل إلــى اللــه ،كمــا قــال بعــض
العارفين بالله وبنفسه " والله لو أعلــم أن لــى
عمل ً واحدا ً وصل إلى الله لكنت أفــرح بــالموت
من الغائب يقدم على أهله" ،وقال عبد الله بن
عمر " : لو أعلم أن الله قبل منــى ســجدة
واحدة لم يكن غائب أحب إلى من الموت ".
- 98 -
محاسبة النفس
علمة استيلء النفس المارة بالسوء على قلب
المؤمن محاسبتها والتضييق عليها وسؤالها عــن
كل قول وعمل .
- 99 -
يأمن شيئا ً حــتى يلقــى اللــه ،يعلــم أنــه مــأخوذ
عليه فى سمعه ،وفــى بصــره ،وفــى لســانه ،
وفى جوارحه ،مأخوذ عليه فى ذلك كله .
أ -الصبر
فضائله :
القسم الثالث
(2/941العين .
)( رواه البخارى ) (103 / 10المرضى ،ومسلم ) (16/129الــبر 3
والصلة .
)( رواه البخارى ) (136 / 6الجهاد ،وأبو داود ) (3075الجنائز . 4
مققن م الل ّ ق ُ
ه ِ غِنيك ُ ُ
ف يُ ْ
و َ
س ْ كقوله تعالىَ :
ف َ
شاء ) التوبة :من الية (28 ه ِإن َ
ضل ِ ِ َ
ف ْ
شاء
من ي َ َ
فُر ل ِ َ
غ ِ وقال فى المغفرةَ :
وي َ ْ
)المائدة :من الية (40
عَلققى َ
مققن ب الل ّ ُ
ه َ وقال فى التوبةَ :
وي َُتو ُ
شاء ) التوبة :من الية (15 يَ َ
الطعمة .
- 9التوكل :
عققل
ج َه يَ ْق الل ّ َ
من ي َت ّ ِو َقال الله عز وجل َ :
ب
سق ُحت َ ِث ل يَ ْ حي ْ ق ُن َمق ْه ِ وي َْرُز ْ
ق ُ جا َ
خَر ً
م ْ لّ ُ
ه َ
) الطلق :من الية . ( 3 ، 2
(9/267صفة القيامة وفيه زيادة " :مع كل ألف سبعون ألف ـا ً وثلث
حثيات من حثياته" ،وقال :هذا حديث حسن صحيح ،وحسن اللبــانى
هذه الزيادة .
– 10محبة الله عز وج ّ
ل:
مققن خققذُ ِ
من ي َت ّ ِس َ ن الّنا ِ م َ و ِقال تعالىَ :
دون الّلقق َ
ب الّلقق ِ
ه حقق ّ م كَ ُ
ه ْحّبققون َ ُ دادا ً ي ُ ِ ه أنقق َِ ُ ِ
َ
ه ) البقرة :من حّبا ل ّل ّ ِ شد ّ ُ مُنوا ْ أ َ نآ َ وال ّ ِ
ذي َ َ
الية . ( 165
الحافظ :قوله ":ليؤمن " أى إيمانا كامل ً .وقال القاضى عياض وابــن
بطال وغيرهما :المحبة= =ثلثة أقسام :محبة إحلل وإعظام كمحبة
الوالد ،ومحبة شفقة ورحمة كمحبة الولد ،ومحبـة مشــاكلة وإحســان
كمحبة سائر الناس ،فجمع أصناف المحبة فى محبته .وقال ابــن
بطال :ومعنى الحديث :أن من استكمل اليمان علم أن حق النــبى
آكد عليه من حق أبيه وابنه والناس أجمعيــن لن بــه اســتنقذنا
من النار وهدينا من الضلل .
)( رواه البخارى ) (11/523اليمان والنذور . 2
صاحب التجويد :معنى رضيت بالشىء :قنعت بــه واكتفيــت بــه ولــم
أطلب معه غيره ،فمعنى الحديث :لم يطلــب غيــر اللــه تعــالى ولــم
يسع فى غير طريق السلم ،ولم يسلك إل ما يوافق شــريعة محمــد
، ول شك أن من كانت هــذه صــفته فقــد خلصــت حلوة اليمــان
إلى قلبه وذاق طعمه .وقال القاضى عيـاض :معنـى الحـديث صـح
إيمانه واطمأنت به نفسه وخامر باطنه لن رضاه بالمــذكورات دليــل
لثبوت معرفته ونفاذ بصيرته ومخالطة بشاشته قلبــه لن مــن رضــى
أمرا ً ســهل عليــه فكــذا المــؤمن إذا دخــل قلبــه اليمــان ســهل عليــه
طاعات الله تعالى ولذات له والله أعلم .
)( رواه مســــلم ) (4/86الصــــلة ،وأبــــو داود ) (521الصــــلة ، 2
أ -الرجـــاء :
ن
ذي َ وال ّ ق ِمن ُققوا ْ َ
نآ َذي َن ال ّ ق ِ
قــال تعــالى :إ ِ ّ
وَلققئ ِ َ في سبيل الل ّق ُ دوا ْ ِ
ك هأ ْ ِ َ ِ ِ ه ُ
جا َ جُروا ْ َ
و َ ها َ
َ
أخبار الرجاء
ل ي َققا قق ْ اليــات :قــوله ســبحانه وتعــالى ُ :
مل ه ْ سقق ِ ف ِ عَلققى َأن ُ فوا َ سققَر ُ نأ ْ
َ
ذي َي ال ّ ِ
عَباِد َِ
ف قُر غ ِ ه يَ ْ ن الل ّق َ ه إِ ّة الل ّق ِ مق ِح َ مققن ّر ْ قن َطُققوا ِ تَ ْ
م حيق ُ فقوُر الّر ِ غ ُو ال ْ َ
ه َ ه ُ عا إ ِن ّ ُ
مي ًج ِب َ الذُّنو َ
)الزمر :الية . ( 53
ة
ف قَر ٍ
غ ِم ْ
ذو َ ك ل َق ُ
ن َرب ّ َ وقوله عز وجــل َ :
وإ ِ ّ
د
دي ُشق ِ ك لَ َ
ن َرب ّق َ وإ ِ ّ
م َهق ْ عل َققى ظُل ْ ِ
م ِ س َ
للن ّققا ِ
ّ
ب ) الرعد :من الية . ( 6 قا ِ ال ْ ِ
ع َ
الحاديث :ما ورد فى صــحيح مســلم عنــه
أنه قال " :ليموت رجل مســلم إل أدخــل اللــه
مكانه فى النار يهوديا ً أو نصرانيا ً "). (2
)( رواه الترمــذى ) (10/227صــفة القيامــة،وقــال :حــديث حســن 1
جاءه فى حديث أبى هريرة :لكل أحد منزل فى الجنة ومنزل فى
النار ،فالمؤمن إذا دخل الجنة خلفه الكافر فى النار لنه استحق ذلك
بكفره ومعنى فكاكك أنك كنت معرضا ً لدخول النار وهذا فكاكــك لن
الله تعالى قدر للنار عددا ً يملؤها فإذا دخلها الكافر بذنوبهم وكفرهــم
صاروا فى معنى الفكاك للمسلمين ،والله أعلم .
)( رواه البخارى ) (10/426الدب ،ومسلم ) (17/70التوبة . 1
ب -الخوف :
فضيلة الخوف
ل لهــل الخــوف والهــدى جمــع اللــه عــز وجــ ّ
والرحمة ،والعلم ،والرضوان ،فقال تعــالى :
ن
هب ُققو َ
م ي َْر َ
هق ْ
م ل َِرب ّ ِ
هق ْ
ن ُ ة ل ّل ّ ِ
ذي َ م ٌ
ح َ
وَر ْ
دى َ
ه ً
ُ
) العراف :من الية . ( 154
ه
عَباِد ِ
ن ِ
م ْ
ه ِشى الل ّ َ
خ َ وقال تعالى :إ ِن ّ َ
ما ي َ ْ
ماء ) فاطر :من الية . (28 عل َ َ
ال ْ ُ
م
هقق ْعن ْ ُ
ه َي الّلقق ُ وقــال عــز وجــلّ :ر ِ
ضقق َ
ه ي َرّبقق ُ شقق َخ ِن َ
مقق ْ ه ذَِلقق َ
ك لِ َ عْنقق ُ
ضققوا َ
وَر ُ
َ
)البينة :من الية . (8
الستسقاء .
التوبة
التوبة من الذنوب بالرجوع إلى س ـّتار العيــوب ،
لم الغيوب ،مبدأ طريــق الســالكين ،ورأس وع ّ
مال الفائزين ،وأول إقدام المريــدين ،ومفتــاح
استقامة المائلين ،ومطلع الصطفاء ،والجتبــاء
للمقربين .
الذهبى .
)( رواه البخــارى ) (5/101المظــالم ،والترمــذى ) (9/254صــفة 2
القيامة .
التوبة النصوح
َ
من ُققوا ُتوُبقوا نآ َ ذي َ هقا اّلق ِ قال تعالىَ :يقا أي ّ َ
م َأن سققى َرب ّك ُق ْ ع َ حا َ صققو ً ة نّ ُ وب َ ق ً إ َِلى الل ّق ِ
ه تَ ْ
تجّنققا ٍ
م َ خل َك ُ ْوُيققدْ ِم َ سققي َّئات ِك ُ ْ
م َ كقق ْعن ُفققَر َ ي ُك َ ّ
ها النهار ) التحريم :مــن حت ِ َ
من ت َ ْ ري ِ ج ِ تَ ْ
الية (8
ومنها :أن اسم " الرّزاق " يقتضى مرزوقا ً ،و "
الســميع البصــير" يقتضــى مســموعا ً ومبصــرا،
كذلك أسماء " الغفور ،العفو ،التواب" يقتضى