You are on page 1of 11

‫حديث‬

‫من القلب‬

‫بقلم‬

‫د‪َ /‬ياسر ُبرهامي‬

‫الدعوة السلفية‬

‫‪Omar_rahal84@hotmail.com‬‬
‫حديث من القلب ــــــــــــــــــــــــ للدكتور‪ /‬يـاسـر‬
‫بـرهـامـي‬

‫مقدمة‬

‫الحمد لله ‪ ,‬وأشهد أن ل إلممه إل اللممه ‪ ,‬وأشممهد أن محمممدا ً‬


‫عبده ورسوله‪. ‬‬

‫فإلى كل من رضيت بالله رّبا وبالسلم ديًنا ورسول ‪.‬‬

‫إلى من تريد جنة عرضها السماوات والرض ‪ ,‬وتخاف من‬


‫نار وقودها الناس والحجارة ‪.‬‬

‫إلى كل هؤلء نخاطب فيهن حبهن لله عمّز وجم ّ‬


‫ل ‪ ,‬وحبهمن‬
‫للنبي ‪ , ‬وحبهن للسلم ‪.‬‬

‫إلى هؤلء نخاطب فيهن الفطرة السممليمة الممتي تسممتجيب‬


‫لنداء الحق‪:‬‬
‫ذا قَضى الل ّمه ورسممول ُ َ‬
‫م مًرا‬‫هأ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫من َةٍ إ ِ َ‬ ‫ن وََل ُ‬
‫مؤ ْ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫مؤ ْ ِ‬
‫م‬ ‫ن لِ ُ‬‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫}وَ َ‬
‫َ‬ ‫َأن ي َ ُ‬
‫سممول َ ُ‬
‫ه‬ ‫ص الّلمم َ‬
‫ه وََر ُ‬ ‫من ي َعْ ِ‬
‫م وَ َ‬
‫مرِهِ ْ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫خي ََرةُ ِ‬ ‫م ال ْ ِ‬ ‫ن ل َهُ ُ‬ ‫كو َ‬
‫مِبين ًمما{ )‪ (36‬سمورة الحممزاب ‪ ,‬فالمسملم‬ ‫ضمَلًل ّ‬ ‫ل َ‬ ‫ض ّ‬ ‫فََقد ْ َ‬
‫والمسلمة ل يرون لنفسهم رأيا ً ول حريممة ول اختيمماًرا بعممد‬
‫حكم الله ورسوله ‪. ‬‬

‫***‬

‫‪2‬‬
‫حديث من القلب ــــــــــــــــــــــــ للدكتور‪ /‬يـاسـر‬
‫بـرهـامـي‬
‫لماذا؟!!‬
‫أختاه قد تسألين‪:‬‬

‫ولماذا أرتدي الحجاب؟!!‬

‫فالجواب ‪ :‬لن حجاب المرأة المسلمة إنما هو فريضممة‬


‫شرعية كالصملة والصميام وغيرهما ممن فمرائض السملم ‪,‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫سمماء‬ ‫ك وَن ِ َ‬ ‫ك وَب ََنات ِم َ‬ ‫جم َ‬ ‫ي ُقل ّلْزَوا ِ‬ ‫ل ‪َ} :‬يا أي َّها الن ّب ِ ّ‬ ‫قال عّز وج ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ك أد ْن َممى أن ي ُعَْرفْ م َ‬
‫ن‬ ‫جَلِبيب ِهِ ّ‬
‫ن ذ َل ِ َ‬ ‫من َ‬ ‫ن ِ‬ ‫ن عَل َي ْهِ ّ‬ ‫ن ي ُد ِْني َ‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ما{ )‪ (59‬سورة الحزاب ‪,‬‬ ‫حي ً‬ ‫ه غَُفوًرا ّر ِ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن وَ َ‬ ‫فََل ي ُؤْذ َي ْ َ‬
‫ن{ )‪(31‬‬ ‫جي ُمموب ِهِ ّ‬ ‫ن عَل َممى ُ‬ ‫مرِهِ م ّ‬ ‫خ ُ‬ ‫ن بِ ُ‬ ‫ض مرِب ْ َ‬ ‫وقال تعالى ‪} :‬وَل ْي َ ْ‬
‫سورة النممور‪.‬‬
‫َ‬
‫عا‬‫مَتا ً‬ ‫ن َ‬ ‫موهُ ّ‬ ‫سأل ْت ُ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫ل ‪ } :‬وَإ ِ َ‬ ‫فالحجاب طهارة ‪ ,‬قال عّز وج ّ‬
‫َ‬ ‫َفا َ‬
‫ن{‬ ‫م وَقُُلوب ِهِ ّ‬ ‫م أط ْهَُر ل ُِقُلوب ِك ُ ْ‬ ‫ب ذ َل ِك ُ ْ‬ ‫جا ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫من وََراء ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫سأُلوهُ ّ‬ ‫ْ‬
‫)‪ (53‬سورة الحزاب‪.‬‬
‫م قَ مد ْ َأنَزل ْن َمما‬ ‫ل ‪} :‬ي َمما ب َن ِممي آد َ َ‬ ‫والحجاب تقوى ‪ ,‬قال عّز وج م ّ‬
‫ك‬‫س الت ّْق موَىَ ذ َل ِم َ‬ ‫شا وَل ِب َمما ُ‬ ‫م وَِري ً‬ ‫سوَْءات ِك ُ ْ‬ ‫واِري َ‬ ‫سا ي ُ َ‬ ‫م ل َِبا ً‬ ‫عَل َي ْك ُ ْ‬
‫خي ٌْر { )‪ (26‬سورة العراف‪.‬‬ ‫َ‬
‫والحجمماب إيمممان ‪ ,‬فممالله سممبحانه وتعممالى لممم يخمماطب‬
‫بالحجممماب إل المؤمنمممات ‪ ,‬فقمممد قممال سمممبحانه ‪} :‬وَُقممل‬
‫ساء‬ ‫ت { )‪ (31‬سورة النممور ‪ ,‬وقال سبحانه ‪} :‬وَن ِ َ‬ ‫مَنا ِ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ل ّل ْ ُ‬
‫ن { )‪ (59‬سورة الحزاب‪.‬‬ ‫مِني َ‬ ‫مؤ ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ولما دخل نسوة من بني تميم علممى أم المممؤمنين عائشممة‬
‫رضي الله عنهمما عليهممن ثيمماب رقمماق ‪ ,‬قممالت ‪ ) :‬إن كنتممن‬
‫مؤمنممات فليممس هممذا بلبمماس المؤمنممات ‪ ,‬وإن كنتممن غيممر‬
‫مؤمنات فتمتعن به ( ‪.‬‬
‫وقد حمذر سمبحانه وتعمالى المؤمنمات ممن خطمر التمبرج ‪,‬‬
‫ل‪:‬‬ ‫فقال عّز وج ّ‬
‫ة{ )‪ (33‬سورة الحزاب ‪.‬‬ ‫جاهِل ِي ّ ِ‬ ‫ج ال ْ َ‬ ‫ن ت َب َّر َ‬ ‫ج َ‬ ‫} وََل ت َب َّر ْ‬
‫م لَ‬ ‫ل ‪} :‬ي َمما ب َن ِممي آد َ َ‬ ‫فالتبرج سممنة إبليسممية ‪ ,‬قممال عمّز وجم ّ‬
‫ممما‬ ‫جن ّةِ َينمزِعُ عَن ْهُ َ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫كم ّ‬ ‫ج أ َب َوَي ْ ُ‬ ‫خَر َ‬ ‫ما أ َ ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫طا ُ‬ ‫شي ْ َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫ي َْفت ِن َن ّك ُ ُ‬
‫ما { )‪ (27‬سورة العراف‪.‬‬ ‫سوَْءات ِهِ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ما ل ِي ُرِي َهُ َ‬ ‫سه ُ َ‬ ‫ل َِبا َ‬

‫‪3‬‬
‫حديث من القلب ــــــــــــــــــــــــ للدكتور‪ /‬يـاسـر‬
‫بـرهـامـي‬
‫وقد حذر النبي ‪ ‬من التبرج فقممال ‪ ) :‬صممنفان مممن أهممل‬
‫النممار لممم أرهممما ( الحممديث ‪ ,‬وفيممه ‪ )) :‬ونسمماء كاسمميات‬
‫عاريات مائلت مميلت ‪ ,‬رؤسهن كأسنمة البخت ) البل (‬
‫المائلة ل يدخلن الجنة ‪ ,‬ول يجدن ريحها (( ‪.‬‬

‫يا فتاة السلم‬


‫ل تقولي ‪ " :‬أنا واثقة في نفسممي " ‪ ,‬فمهممما عل خلقممك‬
‫وحسن أدبممك فلممن تكمموني كفاطمممة الزهممراء الممتي أمرهمما‬
‫النبي ‪ ‬بالحجاب ‪.‬‬
‫لتقولي ‪ " :‬القلممب أبيممض والنيممة سممليمة " ‪ ,‬فلممو صمملح‬
‫القلب لصمملحت الجمموارح ‪ ,‬قممال ‪ ) : ‬أل إن فممي الجسممد‬
‫مضغة إذا صلحت صمملح الجسممد كلممه ‪ ,‬وإذا فسممدت فسممد‬
‫الجسد كله ‪ ,‬أل وهي القلب ( ‪.‬‬
‫ل تقولي ‪ " :‬ملبممس محترمممة ومحتشمممة وخيممر المممور‬
‫ل همو المذي يشمرع ل نحمن ‪ ,‬ومما‬ ‫الوسط " ‪ ,‬فالله عّز وج ّ‬
‫أمرنا به فهو الخير والصلح وفيه السعادة ‪.‬‬
‫ل تقولي ‪ " :‬سأرتديه عندما أتممزوج " ‪ ,‬فممالله ع مّز وج م ّ‬
‫ل‬
‫ل قممد جعممل‬ ‫يممأمرك بممه الن ‪ ,‬واعلمممي أن اللممه عممّز وجمم ّ‬
‫الطيبين للطيبات ‪ ,‬فعليك أن تختمماري الممزوج التقممي الممذي‬
‫يحرص على طاعة الله ‪ ,‬ويغار على أهله ‪.‬‬
‫عجبا ً ‪ ,‬فمن الملحظ أن الفتيات اللتي يتممبرجن ويظهممرن‬
‫زينتهن كي يعجل لهن بالزواج ‪ ,‬قممد تممأخر سممن زواجهممن ‪,‬‬
‫والجزاء من جنس العمل ‪.‬‬

‫أختي المسلمة ‪:‬‬


‫اعلمي أن الحجاب الشرعي لبد له مممن صممفات وشممروط‬
‫ل وأمممر النممبي ‪, ‬‬
‫حتي تكوني قد امتثلت أمر الله عّز وج ّ‬
‫وهذه الشروط هي ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫حديث من القلب ــــــــــــــــــــــــ للدكتور‪ /‬يـاسـر‬
‫بـرهـامـي‬
‫شروط الحجاب الشرعي‬

‫‪ -1‬أن يكون ساتًرا لجميع البدن ‪ :‬أممما تغطيممة المموجه‬


‫والكفين فمشروع ‪.‬‬
‫يقول العلماء بوجوبه ‪ ,‬ويقول البعممض باسممتحبابه ‪ ,‬أممما إذا‬
‫خيفممت الفتنممة منهمما أو عليهمما فيجممب عليهمما سممتر المموجه‬
‫والكفين بالجماع ‪.‬‬
‫وهممذا خلف لممما يحممدث اليمموم مممن كشممف للممذراعين‬
‫والساقين والعناق ‪ ,‬ول حول ول قوة إل بالله ‪.‬‬

‫‪ -2‬أل يكون اللباس في نفسه زينة ‪ :‬لقمموله تعممالى‪:‬‬


‫ة{ )‪ (33‬سممورة الحممزاب ‪ ,‬وقممد‬ ‫ج ال ْ َ‬
‫جاهِل ِي ّ ِ‬ ‫ن ت َب َّر َ‬ ‫} وََل ت َب َّر ْ‬
‫ج َ‬
‫ل الحجاب ليستر زينة المرأة ‪ ,‬فل يعقممل‬ ‫شرع الله عّز وج ّ‬
‫أن يكون هو في نفسه زينة تلفت النظار ‪.‬‬

‫‪ -3‬أن يكون صــفيقا َ ثخين ـا ً ل يشــف ‪ :‬لن السممتر ل‬


‫يتحقممق إل بممه ‪ ,‬أممما الشممفاف فهممو يجعممل المممرأة كاسممية‬
‫بالسم ‪ ,‬عارية في الحقيقة ‪ ,‬قال ‪: ‬‬
‫)) سيكون فممي آخممر أمممتي نسمماء كاسمميات عاريممات علممى‬
‫رؤوسهن كأسنمة البخممت ‪ ,‬العنمموهن فممإنهن ملعونممات (( ‪,‬‬
‫وهذا يدل على أن ارتداء المرأة ثوبا ً شممفافا ً رقيقما ً يصممفها‬
‫من الكبائر المهلكة ‪.‬‬

‫‪ -4‬أن يكــون فضفاضــا ً واســعا ً غيــر ضــيق ‪ :‬لن‬


‫الغرض مممن الحجمماب منممع الفتنممة ‪ ,‬والضمميق يصممف حجممم‬
‫جسمها أو بعضه ويصوره فممي أعيممن الرجممال ‪ ,‬وفممي ذلممك‬
‫من الفساد والفتنة ما فيه ‪.‬‬
‫ونحن نعجب كيممف ترضممى المسمملمة أن ترتممدي الملبممس‬
‫الضيقة ‪ ,‬كالسممتريتش ‪ ,‬والبنطلونممات ‪ ,‬والبممدي ‪ ,‬وغيرهمما‬
‫ممما بممأنه يحممرم‬
‫من الملبس التي ابتلينا بها في زماننمما ‪ ,‬عل ً‬
‫على المرأة أن تجلس بمثل هذه الملبممس – السممتريتش‪-‬‬
‫أمامأبويهمما أو إخوانهمما ‪ ,‬لنممه يصممف الفخممذ ‪ ,‬وهممو عممورة‬

‫‪5‬‬
‫حديث من القلب ــــــــــــــــــــــــ للدكتور‪ /‬يـاسـر‬
‫بـرهـامـي‬
‫بالتفاق ‪ ,‬حتى للرجال المحمارم ‪ ,‬فكيممف تظهممر بهمما أممام‬
‫الرجال ‪ ,‬قال ‪:‬‬
‫)) صنفان مممن أهممل النممار لممم أرهممما (( الحممديث ‪ ,‬وفيممه ‪:‬‬
‫) ونسمماء كاسمميات عاريممات مممائلت مميلت ‪ ,‬رؤوسممهن‬
‫كأسنمة البخت ) البل ( المائلة ل يرون يدخلن الجنة ‪ ,‬ول‬
‫يجدن ريحها ( ‪.‬‬

‫‪ -5‬أن ل يكون مبخرا ً مطيبا ً ‪ :‬قممال رسممول اللممه ‪: ‬‬


‫) أيما إمرأة استعطرت فمممرت علممى قمموم ليجممدوا ريحهمما‬
‫فهي زانية (‪.‬‬
‫‪ -6‬أن ل يشبه ملبس الرجال ‪ :‬قال رسول الله ‪: ‬‬
‫) ليس منا من تشبه بالرجال مممن النسمماء ‪ ,‬ول مممن تشممبه‬
‫بالنساء من الرجال ( ‪.‬‬
‫وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال ‪ ) :‬لعممن رسممول اللممه‬
‫‪ ‬الرجممل يلبممس لبسممة المممرأة ‪ ,‬والمممرأة تلبممس لبسممة‬
‫الرجل ( ‪.‬‬
‫‪ -7‬أن ل يشبه ملبس الكفار ‪ :‬قال رسول اللممه ‪: ‬‬
‫)) من تشبه بقوم فهو منهم (( ‪.‬‬
‫وعن عبد الله بممن عمممرو رضممي اللممه عنهممما قممال ‪ :‬رأنممي‬
‫ي ثوبين معصفرين ‪ ,‬فقال ‪ ) :‬إن هممذه‬ ‫رسول الله ‪ ‬وعل ّ‬
‫من ثياب الكفار فل تلبسها (‪.‬‬
‫‪ -8‬أن ل تقصد به الشهرة بين الناس ‪ :‬قال رسممول‬
‫الله ‪ " : ‬ومن لبس ثوب شهرة في الدنيا ‪ ,‬ألبسممه اللممه‬
‫ثوب مذلة يوم القيامة ‪ ,‬ثم ألهب في النار " ‪.‬‬
‫ولباس الشهرة هو كل ثوب يقصد به صاحبه الشتهار بيممن‬
‫الناس ‪ ,‬سواء كان الثمموب نفيس ما ً ‪ ,‬يلبسممه تفمماخرا ً بالممدنيا‬
‫وزينتها ‪ ,‬أو خسيسما ً يلبسممه إظهممارا ً للزهممد والريمماء ‪ ,‬فهممو‬
‫يرتدي ثوبا ً مخالفا ً مثل ً للمموان ثيممابهم ليلفممت نظممر النمماس‬
‫إليه ‪ ,‬وليختال عليهم بالكبر والعجب ‪.‬‬

‫***‬

‫‪6‬‬
‫حديث من القلب ــــــــــــــــــــــــ للدكتور‪ /‬يـاسـر‬
‫بـرهـامـي‬

‫احذري التبرج المقنع‬

‫ت الشروط السابقة تمبين لمك‬ ‫أختي المسلمة ‪ :‬إذا تدبر ِ‬


‫أن كثيرا ً من الفتيات المسممميات بالمحجبممات اليمموم لسممن‬
‫من الحجاب في شيء ‪ ,‬فقد زين أعداء للمرأة ما يسمونه‬
‫) الحل الوسط ( الذي ترضى به المحجبة ربها – زعممموا –‬
‫ن‬
‫ذي َ‬‫ري مد ُ ال ّم ِ‬
‫ِ‬ ‫وتحافظ على أناقتها فممي نفممس المموقت ‪ } :‬وَي ُ‬
‫ه َأن‬ ‫ريد ُ الل ّ ُ‬ ‫ما )‪ (27‬ي ُ ِ‬ ‫مي ْل ً عَ ِ‬
‫ظي ً‬ ‫ميُلوا ْ َ‬
‫َ‬
‫ت أن ت َ ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫شه َ َ‬ ‫ن ال ّ‬
‫ي َت ّب ُِعو َ‬
‫ضِعيًفا )‪ { (28‬سورة النسمماء‬ ‫ن َ‬ ‫سا ُ‬ ‫لن َ‬ ‫خل ِقَ ا ِ‬‫م وَ ُ‬ ‫عنك ُ ْ‬
‫ف َ‬‫خّف َ‬ ‫يُ َ‬
‫سورة النساء ‪.‬‬
‫فقد ترى فتاة تكشف عن عنقها وذراعها أو ساقها وتزعممم‬
‫أنه محجبة ترضي ربها ‪.‬‬
‫قد نرى فتاة ترتدي بنطلونما ً ضمميقا ً أو حزامما ً فممي الوسممط‬
‫وتزعم أنها محجبة ترضي ربها ‪.‬‬

‫***‬

‫الدين يسر‬

‫ك ضمميقا ً ‪,‬‬
‫أختي المسلمة ‪ :‬إن الحجاب لم ُيفممرض عليمم ِ‬
‫ك وتكريما ً ‪ ,‬ففي ارتداء الحجماب الشممرعي‬ ‫وإنما تشريفا ً ل ِ‬
‫ك وحمايممة للمجتمممع مممن ظهممور الفسمماد وانتشممار‬ ‫صيانة ل ِ‬
‫الفاحشة ‪.‬‬

‫ك في الحياة ‪ ,‬فإن الله جعل‬ ‫فل تظني أن الحجاب عائق ل ِ‬


‫ج‬
‫حَر ٍ‬
‫ن َ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫دي ِ‬ ‫ل عَل َي ْك ُ ْ‬
‫م ِفي ال ّ‬ ‫جع َ َ‬
‫ما َ‬
‫اليسر في طاعته ‪ } :‬وَ َ‬
‫{ )‪ (78‬سورة الحمج ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫حديث من القلب ــــــــــــــــــــــــ للدكتور‪ /‬يـاسـر‬
‫بـرهـامـي‬
‫ل‬ ‫دايَ فََل ي َ ِ‬
‫ضمم ّ‬ ‫ن ات ّب َعَ هُ َ‬ ‫م ِ‬‫وطاعته هي طريق السعادة ‪ } :‬فَ َ‬
‫شممَقى{ )‪ (123‬سممورة طمممه ‪ ,‬وجعممل الضمميق فممي‬ ‫وََل ي َ ْ‬
‫معصيته ‪} :‬وم َ‬
‫ضن ً‬
‫كا {‬ ‫ة َ‬ ‫ش ً‬‫مِعي َ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ري فَإ ِ ّ‬ ‫عن ذِك ْ ِ‬
‫ض َ‬
‫ن أعَْر َ‬
‫َ َ ْ‬
‫)‪ (124‬سورة طمه ‪.‬‬
‫فمن ظن أن الله يضمميع مممن طمماعه فقممد ظممن بممالله ظممن‬
‫السوء ‪.‬‬
‫سمعنا وأطعنا‬

‫ل ويبممادر إلممى‬ ‫إن المسلم الصادق يتلقى أمر ربممه عمّز وجم ّ‬
‫تلرجمته إلممى واقممع عملممي حبما ّ وكرامممة للسمملم واعممتزاز‬
‫ممما‬‫بشريعة الرحمن وسمعا ً وطاعة لسنة خيممر النممام ‪} :‬إ ِن ّ َ‬
‫م‬ ‫حك ُ َ‬
‫م ب َي ْن َهُ ْ‬ ‫سول ِهِ ل ِي َ ْ‬ ‫عوا إ َِلى الل ّهِ وََر ُ‬ ‫ن إِ َ‬
‫ذا د ُ ُ‬ ‫مِني َ‬‫مؤ ْ ِ‬‫ل ال ْ ُ‬ ‫ن قَوْ َ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬
‫ن{ )‪(51‬‬ ‫حممو َ‬ ‫م ال ْ ُ‬
‫مْفل ِ ُ‬ ‫ك هُ م ُ‬‫معَْنا وَأ َط َعْن َمما وَأ ُوْل َئ ِ َ‬‫سم ِ‬ ‫أن ي َُقول ُمموا َ‬
‫َ‬
‫سورة النممور ‪.‬‬
‫إذن ل خيار أمام أمر الله ول تردد فممي امتثممال حكممم اللممه‬
‫ت حقما ّ قممد‬ ‫فهيا إلى التوبة أيتها الخممت المسمملمة ‪ ,‬إن كنم ِ‬
‫رضيت بالله رب ّمما وبالسمملم دين ّمما وبمحمممد نبي ّمما ورسممول ً ‪,‬‬
‫وبزوجاته وبناته ونساء المؤمنين أسمموة وقممدوة ‪ ,‬سممارعي‬
‫إلممى أمممر اللممه وقممولي كممما قممال موسممى عليممه السمملم ‪:‬‬
‫ضى{ )‪ (84‬سورة طمه ‪.‬‬ ‫ب ل ِت َْر َ‬ ‫ك َر ّ‬ ‫ت إ ِل َي ْ َ‬‫جل ْ ُ‬
‫}وَعَ ِ‬
‫معَْنا‬‫سم ِ‬ ‫قولي كما قال المؤمنون والمؤمنات ممن قبمل ‪َ } :‬‬
‫صمميرُ{ )‪ (285‬سممورة‬ ‫م ِ‬ ‫ك ال ْ َ‬ ‫ك َرب َّنمما وَإ ِل َْيمم َ‬ ‫وَأ َط َعَْنمما غُْفَراَنمم َ‬
‫البقرة ‪.‬‬

‫وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين ‪.‬‬


‫***‬

‫‪8‬‬
‫حديث من القلب ــــــــــــــــــــــــ للدكتور‪ /‬يـاسـر‬
‫بـرهـامـي‬

‫لماذا‪..............‬؟!!‬

‫أختي المسلمة إنه سؤال حائر يتردد في وجدان كل‬


‫إنسان منا أل وهو ‪ :‬لماذا خلقنا الله عّز في هذه الدينا ؟‬

‫الله عّز وج ّ‬
‫ل فإذا هي ‪:‬‬ ‫فإذا تلمسنا الجابة من كتاب‬
‫ن{ )‪ (56‬سورة‬ ‫دو ِ‬
‫ل ِي َعْب ُ ُ‬ ‫س إ ِّل‬ ‫ن َوا ْ ِ‬
‫لن َ‬ ‫ت ال ْ ِ‬
‫ج ّ‬ ‫خل َْق ُ‬
‫ما َ‬
‫}وَ َ‬
‫الذاريات ‪.‬‬

‫ل التي من أجلها خلق النسان وُأرسل‬ ‫فعبادة الله عّز وج ّ‬


‫ل إ ِّل ُنو ِ‬ ‫َ‬
‫حي‬ ‫سو ٍ‬
‫من ّر ُ‬ ‫من قَب ْل ِ َ‬
‫ك ِ‬ ‫سل َْنا ِ‬
‫ما أْر َ‬ ‫إليه الرسل ‪} :‬وَ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ن{ )‪ (25‬سورة النبياء ‪,‬‬ ‫دو ِ‬‫ه إ ِّل أَنا َفاعْب ُ ُ‬
‫ه َل إ ِل َ َ‬‫إ ِل َي ْهِ أن ّ ُ‬
‫فأنقسم الناس إلى فريقين ‪ ,‬فريق في الجنة وفريق في‬
‫السعير ‪.‬‬

‫والعبادة ل تقتصر على الصلة والصيام فقط بل تشمل‬


‫كل عمل وقول يحبه الله بل تشمل كل نواحي الحياة ‪:‬‬
‫ن‬ ‫ب ال َْعال َ ِ‬
‫مي َ‬ ‫ماِتي ل ِل ّهِ َر ّ‬ ‫م َ‬‫حَيايَ وَ َ‬
‫م ْ‬‫كي وَ َ‬ ‫س ِ‬ ‫صل َِتي وَن ُ ُ‬‫ن َ‬ ‫}قُ ْ‬
‫ل إِ ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ن )‬ ‫مي َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫ل ال ْ ُ‬
‫م ْ‬ ‫ت وَأن َا ْ أوّ ُ‬
‫مْر ُ‬
‫كأ ِ‬ ‫ه وَب ِذ َل ِ َ‬‫ك لَ ُ‬
‫ري َ‬ ‫ش ِ‬‫)‪(162‬ل َ َ‬
‫‪ { (163‬سورة النعام ‪.‬‬

‫***‬

‫‪9‬‬
‫حديث من القلب ــــــــــــــــــــــــ للدكتور‪ /‬يـاسـر‬
‫بـرهـامـي‬

‫قصة وعبرة‬
‫أختي المسلمة ‪:‬‬

‫ب‬‫ن َر ّ‬‫مَرا َ‬ ‫مَرأ َةُ ِ‬


‫ع ْ‬ ‫تا ْ‬ ‫ل ‪} :‬إ ِذ ْ َقال َ ِ‬‫تأملي قول الله عّز وج ّ‬
‫ل مني إن َ َ‬
‫ت‬
‫ك أن َ‬ ‫حّرًرا فَت ََقب ّ ْ ِ ّ ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ما ِفي ب َط ِْني ُ‬
‫ك َ‬‫ت لَ َ‬ ‫إ ِّني ن َذ َْر ُ‬
‫م{ )‪ (35‬سورة آل عمران‪.‬‬ ‫ميعُ ال ْعَِلي ُ‬ ‫س ِ‬
‫ال ّ‬
‫فقد نذرت هذه المرأة الصالحة مولودها أن يكون عبدا ً‬
‫خالصا ً لله فلما وضعه ُأنثى قالت – كما قال الله تعالى‬
‫على لسانها ‪} : -‬ول َي ْس الذ ّك َر َ ُ‬
‫م‬
‫مْري َ َ‬‫مي ْت َُها َ‬ ‫كالنَثى وَإ ِّني َ‬
‫س ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫جيم ِ{ )‪(36‬‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫َ‬
‫شي ْطا ِ‬‫ن ال ّ‬
‫م َ‬ ‫ها ب ِ َ‬
‫ك وَذ ُّري ّت ََها ِ‬ ‫وِإ ِّني أ ُ ِ‬
‫عيذ ُ َ‬
‫سورة آل عمران‪.‬‬

‫فقد فطنت هذه المرأة الصالحة أن المرأة ليست مساوية‬


‫للرجل في مجالت الدنيا ولكنها قد تتفوق فب عبادة الله‬
‫ل ‪ ,‬فوالله إن مريم بنت عمران خيٌر من ألف ‪ ,‬بل‬‫عّز وج ّ‬
‫مليين من رجال زماننا ‪.‬‬

‫ك أختي المسلمة أن تقبلي على كتاب الله وسنة‬ ‫فالعل ِ‬


‫رسوله ‪ ‬فتعرفي كيف كرم السلم المرأة وحافظ على‬
‫ك‬
‫هذه اللؤلؤة ‪ ,‬وتعرفي على الدور الذي حدده ل ِ‬
‫ك من حقوق ‪ ,‬ول تتبعي كل ناعق‬ ‫السلم ‪ ,‬وما أعطه ل ِ‬
‫من الشرق والغرب ‪.‬‬
‫قال أحدهم ‪) :‬جئنا للننزع الحجاب عن المرأة‬
‫المسلمة ونغطي به القرآن(!!‬

‫***‬

‫كتبه ‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫حديث من القلب ــــــــــــــــــــــــ للدكتور‪ /‬يـاسـر‬
‫بـرهـامـي‬
‫ياسر برهامي‬

‫‪11‬‬

You might also like