Professional Documents
Culture Documents
والرادة
ابن قيم الجوزية
بسم الله الرحمن الرحيللم #الحمللد لللله الللذي سللهل لعبللاده المتقيللن الللى
مرضاته سبيل واوضح لهم طللرق الهدايللة وجعللل اتبللاع الرسللول عليهللا دليل
واتخذهم عبيدا له فأقروا له بالعبودية ولم يتخذوا من دونه وكيل وكتللب فللي
قلوبهم اليمان وايدهم بروح منه لما رضوا بالله ربا وبالسلم دينللا وبمحمللد
رسول والحمد لله الللذي أقللام فللي أزمنللة الفللترات مللن يكللون ببيللان سللنن
المرسلين كفيل واختص هذه المة بللأنه ل تللزال فيهللا طائفللة علللى الحللق ل
يضرهم من خذلهم ول من خالفهم حتى يأتي امره ولللو اجتمللع الثقلن علللى
حربهللم قللبيل يللدعون مللن ضللل الللى الهللدى ويصللبرون منهللم علللى الذى
ويبصرون بنور الله أهل العمى ويحيون بكتللابه المللوتى فهللم احسللن النللاس
هديا وأقومهم قيل فكم من قتيل لبليس قد احيوه ومن ضال جاهل ل يعلللم
طريق رشده قد هدوه ومن مبتلدع فلي ديلن اللله بشلهب الحلق قلد رملوه
جهادا في الله وابتغاء مرضاته وبيانا 4لحججه على العللالمين وبينللاته وطلبللا
للزلفى لديه ونيل رضوانه وجناته فحاربوا في الله من خرج عن دينه القويم
وصراطه المستقيم الذين عقدوا ألوية البدعة وأطلعوا اعنة الفتنللة وخللالفوا
الكتللاب واختلفللوا فللي الكتللاب واتفقللوا علللى مفارقللة الكتللاب ونبللذوه وراء
ظهورهم وارتضوا غيره منه بديل احمده وهللو المحمللود علللى كللل مللا قللدره
وقضاه واستعينه اسللتعانة مللن يعلللم انلله ل رب للله غيللره ول إللله للله سللواه
واسللتهديه سللبل الللذين انعللم عليهللم ممللن اختللاره لقبللول الحللق وارتضللاه
واشكره والشكر كفيل بالمزيللد مللن عطايللاه واسللتغفره مللن الللذنوب الللتي
تحول بين القلب وهداه وأعوذ بالله من شر نفسي وسيئات عملي اسللتعاذة
عبد فار الى ربه بذنوبه وخطايلاه واعتصلم بله ملن الهلواء المرديلة والبلدع
المضلة فما خاب من اصبح به معتصما وبحماه نزيل واشهد ان ل اله ال الله
وحده ل شريك له شهادة اشهد بها مع الشللاهدين واتحملهللا عللن الجاحللدين
وأدخرها عند الله عدة ليوم الللدين واشللهد ان الحلل مللا حلللله والحللرام مللا
حرمه والدين ما شرعه وان الساعة آتية ل ريب فيها وان الله يبعث من في
القبور واشهد ان محمدا عبده المصطفى ونبيه المرتضى ورسللوله الصللادق
المصدوق الذي ل ينطق عللن الهللوى إن هللو إل وحللي يللوحى ارسللله رحمللة
للعالمين وحجة للسالكين وحجة على العباد اجمعين ارسله على حيللن فلترة
من الرسل فهدى به الى أقوم الطرق واوضح السبل وافللترض علللى العبللاد
طاعته وتعظيمه وتوفيره وتبجيله والقيام بحقوقة وسد اليه جميع الطرق
فلم يفتح لحد ال من طريقه فشرح له صدره ورفع له ذكره وعلللم بلله مللن
الجهالة وبصر به من العمى وارشد به من الغي وفتح بلله اعينللا عميللا وآذانللا
صما وقلوبا غلفا فلم يزل قائما بأمر الله ل يرده عنه راد داعيللا الللى الللله ل
يصده عنه صاد الى ان اشرقت برسالته الرض بعد ظلماتها وتالفت القلوب
بعد شتاتها وسارت دعوته سير الشمس في القطار وبلغ دينه ما بلللغ الليللل
والنهار فلما أكمل الله به الدين وأتم به النعمة على عباده المؤمنين اسللتأثر
به ونقله الى الرفيق العلى من كرامته والمحل الرفللع السللنى مللن أعلللى
جناته ففارق المة وقد تركها على المحجة البيضاء التي ل يزيغ عنهللا ال مللن
كان من الهالكين فصلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين صلة دائمللة
بدوام السموات والرضين مقيمة عليهم أبدا ل تروم انتقال عنهللم ول تحللويل
#أما بعد فإن الله سبحانه لما اهبط آدم أبا البشلر ملن الجنلة لملا لله فلي
ذلك من الحكم التي تعجز العقول عن معرفتها واللسللن علن صلفتها فكللان
إهباطه منها عين كماله ليعود اليهللا علللى احسللن احللواله فللأراد سللبحانه ان
يذيقه وولده من نصب الللدنيا وغمومهللا وهمومهللا وأوصللا بهللا مللا يعظللم بلله
عندهم مقدار دخولهم اليها في الدار الخرة فإن الضللد يظهللر حسللنه الضللد
ولو تربوا في دار النعيم لم يعرفوا قللدرها وأيضللا فللإنه سللبحانه اراد أمرهللم
ونهيهم وابتلءهم واختبارهم وليست الجنة دار تكليف فللاهبطهم الللى الرض
وعرضهم بذلك لفضل الثواب الذي لم يكن لينال بدون المر والنهي وايضللا
فإنه سبحانه أراد ان يتخذ منهم انبياء ورسل وأولياء وشهداء يحبهم ويحبللونه
فخلى بينهم وبين اعدائه وامتحنهم بهم فلما آثروه وبذلوا نفوسهم واموالهم
في مرضاته ومحابه نالوا من محبته روضوانه والقرب منه ما لم يكللن لينللال
بدون ذلك اصل فدرجة الرسالة والنبوة والشهادة والحب فيلله والبغللض فيلله
وموالة اوليائه ومعاداة اعدائه عنده من افضل الدرجات ولم يكن ينللال هللذا
ال على الوجه الذي قدره وقضللاه مللن إهبللاطه إلللى الرض وجعللل معيشللته
ومعيشة اولده فيها وايضا فإنه سبحانه له السللماء الحسللنى فمللن اسللمائه
الغفور الرحيم العفو الحليم الخافض الرافع المعز المللذل المحيللي المميللت
الوارث الصبور ول بد من ظهور آثار هذه السماء فاقتضت حكمتلله سللبحانه
ان ينزل آدم وذريته دارا يظهر عليهم فيها اثر اسمائه النى فيغفر فيهللا لمللن
يشاء ويرحم من يشاء ويخفض من يشاء ويرفع مللن يشللاء ويعللز مللن يشللاء
ويذل من يشاء وينتقم ممن يشاء ويعطى ويمنع ويبسط الى غيللر ذلللك مللن
ظهور اثر اسمائه وصفاته وأيضا فإنه سبحانه الملللك الحللق المللبين والملللك
هو الذي يأمر وينهى ويثيب ويعاقب ويهين ويكرم ويعز ويذل فاقتضى ملكلله
سبحانه ان انزل آدم وذريته دارا تجرى عليهم فيها احكام الملك ثللم ينقلهللم
الى
#دار يتم عليهم فيها ذلك وايضا فإنه سبحانه أنزلهم الى دار يكون إيمللانهم
فيها بالغيب واليمان بالغيب هو اليمان النافع وأمللا اليمللان بالشللهادة فكللل
احد يؤمن يوم القيامة يوم ل ينفع نفسا إل ايمانها في الدنيا فلو خلقللوا فللي
دار النعيم لم ينالوا درجة اليمان بالغيب واللذة والكرامللة الحاصلللة بللذلك ل
تحصل بدونه بل كان الحاصللل لهللم فللي دار النعيللم لللذة وكرامللة غيللر هللذه
وايضا فإن الله سبحانه خلق آدم من قبضة قبضها من جميللع الرض والرض
فيها الطيب والخبيث والسهل والحزن والكريم واللئيم فعلم سبحانه ان في
ظهره من ل يصلح لمساكنته في داره فأنزله الى دار استخرج فيهللا الطيللب
والخبيث من صلبه ثم ميزهم سللبحانه بللدارين فجعللل الطيللبين اهللل جللواره
ومساكنته في داره وجعللل الخللبيث اهللل دار الشللقاء دار الخبثللاء قللال الللله
تعالى ^ ليميز الله الخبيث من الطيللب ويجعللل الخللبيث بعضلله علللى بعللض
فيركمه جميعا فيجعله في جهنم اولئك هم الخاسرون ^ فلما علللم سللبحانه
ان في ذريتلله مللن ليللس بأهللل لمجللاورته انزلهللم دارا اسللتخرج منهللا اولئك
والحقهم بالدار التي هم لهللا اهللل حكمللة بالغللة ومشلليئة نافللذة ذلللك تقللدير
العزيز العليم وايضا فإنه سبحانه لما قال للملئكة ^ إني جاعل فللي الرض
خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسللبح بحمللدك
ونقدس لك ^ اجابهم بقوله ^ إني اعلم ما ل تعلمون ^ ثم اظهللر سللبحانه
علمه لعباده ولملئكته بما جعله في الرض من خواص خلقه ورسله وأنبيائه
وأوليائه ومن يتقرب اليله ويبلذل نفسله فلي محبتله ومرضلاته ملع مجاهلدة
شهوته وهواه فيترك محبوبللاته تقربللا الللي ويللترك شللهواته ابتغللاء مرضللاتي
ويبذل دمه ونفسه في محبتي وأخصلله بعلللم ل تعلمللونه يسللبح بحمللدي آنللاء
الليل وأطراف النهار ويعبدني مع معارضات الهوى والشهوة والنفس والعدو
إذ تعبللدوني انتللم مللن غيللر معللارض يعارضللكم ول شللهوة تعللتريكم ول عللدو
أسلطه عليكم بل عبادتكم لي بمنزلة النفس لحللدهم وأيضللا فللإني اريللد ان
اظهر ما خفى عليكللم مللن شللأن عللدوي ومحللاربته لللي وتكللبره عللن أمللري
وسعيه في خلف مرضاتي وهذا وهذا كانا كامنين مستترين في ابللي البشللر
وأبي الجن فأنزلهم دارا اظهر فيهللا مللا كللان الللله سللبحانه منفللردا بعلملله ل
يعلمه سواه وظهرت حكمته وتم امره وبدا للملئكة من علمه ما لم يكونللوا
يعلمون وايضا فإنه سبحانه لما كان يحب الصابرين ويحب المحسنين ويحب
الذين يقاتلون فلي سلبيله صلفا ويحلب التلوابين ويحلب المتطهريلن ويحلب
الشاكرين وكانت محبته اعلى انواع الكرامات اقتضت حكمته ان أسكن آدم
وبنيه دارا يأتون فيها بهذه الصللفات الللتي ينللالون بهللا أعلللى الكرامللات مللن
محبته فكان إنزالهم الللى الرض مللن اعظللم النعللم عليهللم ^ والللله يختللص
برحمته من يشاء والله ذو الفضللل العظيللم ^ وأيضللا فللإنه سللبحانه أراد ان
يتخذ من آدم ذرية يواليهم ويودهم ويحبهم ويحبللونه فمحبتهللم للله هللي غايللة
كمالهم ونهاية شرة
#ولم يمكن تحقيق هللذه المرتبللة السللنية ال بموافقللة رضللاه وأتبللاع امللره
وترك إرادات النفس وشهواتها التي يكرههللا محبللوبهم فللأنزلهم دارا امرهللم
فيها ونهاهم فقاموا بأمره ونهيه فنالوا درجة محبتهم له فأنللالهم درجللة حبلله
إياهم وهذا من تمام حكمتلله وكمللال رحمتلله وهللو الللبر الرحيللم وايضللا فللإنه
سبحانه لما خلق خلقه اطوارا وأصنافا وسبق في حكملله تفضلليله آدم وبنيلله
علللى كللثير مللن مخلوقللاته جعللل عبللوديته افضللل درجللاتهم اعنللى العبوديللة
الختيارية التي يأتون بها طوعا واختيارا ل كرها واضطرارا وقد ثبت ان الللله
سبحانه ارسل جبريل الى النبي يخيره بين ان يكللون ملكلا نبيلا او عبلدا نبيلا
فنظر الى جبريل كالمستشير له فاشار اليه ان تواضللع فقللال بللل ان اكللون
عبلدا نبيلا فلذكره سلبحانه باسلم عبلوديته فلي أشلرف مقاملاته فلي مقلام
السراء ومقام الدعوة ومقام التحدي فقللال فللي مقللام السللراء ^ سللبحان
الذي اسرى بعبده ليل ^ ولم يقل برسوله ول نبيه إشارة الى انلله قللام هللذا
المقام العظم بكمال عبوديته لربه وقال في مقام الدعوة ^ وأنه لمللا قللام
عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا ^ وقال في مقام التحدي وإن كنتللم
في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة مللن مثللله وفللي الصللحيحين فللي
حديث الشفاعة وتراجع النبياء فيها وقول المسلليح اذهبللوا الللى محمللد عبللد
غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فدل ذلك على انه نللال ذلللك المقللام
العظم بكمال عبوديته لله وكمال مغفرة الللله للله وإذا كللانت العبوديللة عنللد
الله بهذه المنزلة اقتضت حكمته ان اسكن آدم وذريته دارا ينالون فيها هللذه
الدرجة بكمال طاعتهم لله وتقربهم اليه بمحابه وترك مألوفللاتهم مللن اجللله
فكان ذلك من تمام نعمته عليهم وإحسانه اليهم وأيضا فإنه سللبحانه أراد ان
يعرف عباده الذين انعم عليهم تمللام نعمتلله عليهللم وقللدرها ليكونللوا اعظللم
محبةوأكثر شكرا واعظم التلذاذا بملا اعطلاهم ملن النعيلم فلأراهم سلبحانه
فعله بأعدائه وما اعد لهم من العذاب وانواع اللم واشهدهم تخليصللهم مللن
ذلك وتخصيصهم بأعلى انواع النعيم ليزداد سرورهم وتكمل غبطتهم ويعظم
فرحهم وتتم لذتهم وكان ذلك من إتمام النعام عليهم ومحبتهم ولم يكن بللد
في ذلك من إنزالهللم الللى الرض وامتحللانهم واختبللارهم وتوفيللق مللن شللاء
منهم رحمة منه وفضل وخذلن من شاء منهم حكمة منه وعدل وهللو العليللم
الحكيم ول ريب ان المؤمن إذا رأى عدوه ومحبوبه الللذي هللو أحللب الشللياء
اليه في أنواع العذاب واللم وهو يتقلب في انواع النعيم واللذة ازداد بللذلك
سرورا وعظمت لذته وكملت نعمته وأيضللا فللإنه سللبحانه إنمللا خلللق الخلللق
لعبادته وهي الغاية منهم قال تعالى ومللا خلقللت الجللن والنللس ال ليعبللدون
ومعلوم ان كمال العبودية المطلللوب مللن الخلللق ل يحصللل فللي دار النعيللم
والبقاء إنما يحصل في دار المحنة والبتلء وأما دار البقاء فدار لذة ونعيللم ل
دار ابتلء وامتحان وتكليف
#وايضا فإنه سبحانه اقتضت حكمته خلق آدم وذريته من تركيللب مسللتلزم
لداعي الشهوة والفتنة وداعي العقل والعلم فإنه سللبحانه خلللق فيلله العقللل
والشهوة ونصبهما داعيين بمقتضياتهما ليتم مراده ويظهر لعبللاده عزتلله فللي
حكمته وجبروته ورحمته وبره ولطفه في سلطانه وملكلله فاقتضللت حكمتلله
ورحمته ان أذاق أباهم وبيل مخالفته وعرفه ما يجنى عواقب إجابة الشللهوة
والهوى ليكون اعظم حذرا فيها واشد هروبا وهللذا كحللال رجللل سللائر علللى
طريق قد كمنت العداء في جنباته وخلفه وأمامه وهو ل يشعر فللإذا اصلليب
منها مرة بمصيبة استعد في سيره وأخذ اهبة عدوه وأعد له ما يدفعه ولللول
انه ذاق ألللم اغللارة علدوه عليله وتللبييته لله لملا سللمحت نفسله بالسللتعداد
والحذر واخذ العدة فمن تمام نعمة الله على آدم وذريته ان اراهللم مللا فعللل
العدو بهم فاستعدوا له واخذوا اهبته فإن قيل كان من الممكن ان ل يسلللط
عليهم العدو قيل قد تقدم انه سبحانه خلللق آدم وذريتلله علللى بنيللة وتركيللب
مستلزم لمخالطتهم لعدوهم وابتلئهم به ولو شاء لخلقهللم كالملئكللة اللذين
هم عقول بل شهوات فلم يكن لعدوهم طريق اليهم ولكللن لللو خلقللوا هكللذا
لكانوا خلقا آخر غير بني آدم فإن بنى آدم قللد ركبللوا علللى العقللل والشللهوة
وأيضا فإنه لما كانت محبة الله وحده هي غاية كمال العبد وسللعادته الللتي ل
كمال له ول سعادة بدونها اصل وكانت المحبة الصللادقة إنمللا تتحقللق بغيثللار
المحبوب على غيره من محبوبللات النفللوس واحتمللال اعظللم المشللاق فللي
طاعته ومرضاته فبهذا تتحقق المحبة ويعلم ثبوتها في القلب اقتضت حكمته
سبحانه اخراجهم الى هذه الدار المحفوفة بالشهوات ومحاب النفوس الللتي
بإيثار الحق عليها والعراض عنها يتحقق حبهم له وإيثارهم إيللاه علللى غيللره
ولذلك يتحمل المشاق الشديدة وركوب الخطللار واحتمللال الململلة والصللبر
على دواعي الغي والضلل ومجاهدتها يقوى سلطان المحبة وتثبت شللجرتها
في القلب وتطعم ثمرتها على الجوارح فإن المحبة الثابتة اللزمة على كثرة
الموانع والعوارض والصللوارف هللي المحبللة الحقيقيللة النافعللة وامللا المحبللة
المشللروطة بالعافيللة والنعيللم واللللذة وحصللول مللراد المحللب مللن محبللوبه
فليست محبة صادقة ول ثبات لهللا عنللد المعارضللات والموانللع فللإن المعلللق
على الشرط عدم عند عدمه ومن ودك لمر ولي عنللد انقضللائه وفللرق بيللن
من يعبد الله عللى السلراء والرخلاء والعافيلة فقلط وبيلن ملن يعبلده عللى
السراء والضراء والشدة والرخاء والعافية والبلء وايضا فإن الله سبحانه للله
الحمد المطلق الكامل الذي ل نهاية بعده وكان ظهور السللباب الللتي يحمللد
عليها من مقتضى كونه محمودا وهي من لوازم حمللده تعللالى وهللي نوعللان
فضل وعدل إذ هو سبحانه المحمود على هذا وعلى هللذا فل بللد مللن ظهللور
أسباب العدل واقتضائها لمسمياتها ليترتب عليها كمال الحمد الذي هو أهللله
فكما انه سبحانه محمود على إحسانه وبره وفضله وثوابه فهو محمود علللى
عدله وانتقامه وعقابه إذ يصدر ذلك كله عن عزته وحكمته ولهذا نبه سبحانه
على هذا كثيرا كما في سورة الشعراء حيث يلذكر فلي آخلر كلل قصللة ملن
قصص الرسل وأممهم إن في ذلك لية
#وما كان اكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيللم فللأخبر سللبحانه ان
ذلك صادر عن عزته المتضمنة كمال قدرته وحكمته المتضمنة كمللال علملله
ووضعه الشياء مواضعها اللئقة بها ما وضع نعمته ونجاته لرسللله ولتبللاعهم
ونقمته وإهلكه لعدائهم ال في محلها اللئق بها لكمال عزته وحكمته ولهللذا
قال سبحانه عقيب إخباره عن قضائه بين اهل السللعادة والشللقاوة ومصللير
كل منهم الى ديللارهم الللتي ل يليللق بهللم غيرهللا ول تقتضللى حكمتلله سللواها
وقضى بينهللم بللالحق وقيللل الحمللد لللله رب العللالمين وأيضللا فللإنه سللبحانه
اقتضت حكمته وحمده ان فاوت بيلن عبللاده اعظللم تفلاوت وابينلله ليشللكره
منهم من ظهرت عليه نعمته وفضله ويعرف انه قد حبى بالنعام وخص دون
غيره بالكرام ولو تساووا جميعهم فللي النعمللة والعافيللة لللم يعللرف صللاحب
النعمة قدرها ولم يبذل شكرها إذ ل يرى احدا إل في مثل حاله ومللن أقللوى
أسباب الشكر وأعظمها استخرجا له من العبد ان يرى غيره فللي ضللد حللاله
الذي هو عليها من لكمال والفلح وفي الثر المشهور ان الللله سللبحانه لمللا
أرى آدم ذريته وتفاوت مراتبهم قال يا رب هل سويت بين عبللادك قللال إنللي
احب ان اشكر فاقتضت محبته سبحانه لن يشكر خلق السللباب الللتي يكللن
شكر الشاكرين عندها اعظم وأكمل وهللذا هللو عيللن الحكمللة الصللادرة عللن
صفة الحمد وايضا فإنه سبحانه ل شيء احب اليه من العبللد مللن تللذلله بيللن
يديه وخضوعه وافتقاره وإنكساره وتضرعه اليه ومعلللوم ان هللذا المطلللوب
من العبد إنما يتم بأسبابه التي تتوقف عليها وحصول هذه السللباب فللي دار
النعيم المطلق والعافية الكاملة يمتنع إذ هللو مسللتلزم للجمللع بيللن الضللدين
وأيضا فإنه سبحانه له الخلق والمر والمللر هللو شللرعه وأمللره ودينلله الللذي
بعث به رسله وانزل به كتبه وليسللت الجنللة دار تكليللف تجللرى عليهللم فيهللا
أحكام التكليف ولوازمها وإنما هي دار نعيم ولذة واقتضللت حكمتلله سللبحانه
استخراج آدم وذريته الى دار تجرى عليهم فيهللا احكللام دينلله وأمللره ليظهللر
فيهم مقتضى المر ولوازمه فللإن الللله سللبحانه كمللا ان افعللاله وخلقلله مللن
لوازم كمال اسمائه الحسنى وصفاته العلى فكذلك امره وشرعه وما يترتب
عليه من الثواب والعقاب وقد ارشد سبحانه الى هذا المعنى في غير موضع
من كتابه فقال تعالى ايحسللب النسللان ان يللترك سللدى أي مهمل معطل ل
يؤمر ول ينهى ول يثللاب ول يعللاقب وهللذا يللدل علللى ان هللذا منللاف لكمللال
حكمته وان ربللوبيته وعزتلله وحكمتلله تللأبى ذلللك ولهللذا اخللرج الكلم مخللرج
النكار على من زعللم ذلللك وهللو يلدل علللى ان حسللنه مسللتقر فللي الفطللر
والعقول وقبح تركه سدا معطل ايضا مستقر في الفطر فكيللف ينسللب الللى
الرب ما قبحه مستقر فللي فطركللم وعقللولكم وقللال تعللالى أفحسللبتم انمللا
خلقناكم عبثا وأنكم الينا ل ترجعون فتعالى الللله الملللك الحللق ل إللله ال هللو
رب العرش الكريم نزه نفسه سللبحانه عللن هللذا الحسللبان الباطللل المضللاد
لموجب اسمائه وصفاته وانلله ل يليللق بجلللله نسللبته اليلله ونظللائر هللذا فللي
القرآن كثيرة وايضا فإنه سبحانه يحب من عباده
#امللورا يتوقللف حصللولها منهللم علللى حصللول السللباب المقتضللية لهللا ول
تحصل ال فللي دار البتلء والمتحللان فللإنه سللبحانه يحللب الصللابرين ويحللب
الشاكرين ويحللب الللذين يقللاتلون فللي سللبيله صللفا ويحللب التللوابين ويحللب
المتطهرين ول ريب ان حصول هذه المحبوبات بدون اسبابها ممتنع كامتنللاع
حصول الملزوم بدون لزمه والله سبحانه أفرح بتوبة عبده حين يتللوب اليلله
من الفاقد لراحلته الللتي عليهللا طعللامه وشللرابه فللي ارض دويللة مهلكللة إذا
وجدها كما ثبت في الصحيح عن النبي انه قال لللله أشللد فرحللا بتوبللة عبللده
المؤمن من رجل من فيارض دوية مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشللرابه
فنام فاستيقظ وقد ذهبت فطلبها حتى أدركلله العطللش ثللم قللال ارجللع الللى
المكان الذي كنت فيه فأنام حتى أموت فوضع رأسلله علللى سللاعده ليملوت
فاستيقظ وعنده راحلته عليها زاده وطعامه وشرابه فالله اشللد فرحللا بتوبللة
العبد المؤمن من هذا براحلته وسيأتي إن شاء الله الكلم على هذا الحللديث
وذكر سر هذا الفرح بتوبة العبد والمقصود ان هذا الفرح المذكور إنما يكون
بعد التوبة من الذنب فالتوبة والذنب ل زمان لهذا الفللرح ول يوجللد الملللزوم
بدون لزمه وإذا كان هللذا الفللرح المللذكور إنمللا يحصللل بالتوبللة المسللتلزمة
للذنب فحصوله في دار النعيم التي ل ذنب فيها ول مخالفة ممتنع ولما كللان
هذا الفللرح احللب الللى الللرب سللبحانه مللن عللدمه اقتضللت محبتلله للله خلللق
السباب المفضية اليه ليترتب عليها المسبب الذي هو محبوب له وأيضا فإن
الله سبحانه جعل الجنة دار جزاء وثواب وقسم منازلها بين اهلها علللى قللدر
اعمالهم وعلى هذا خلقها سبحانه لما له في ذلك من الحكمة اللتي اقتضلتها
اسماؤه وصفاته فان الجنة درجات بعضها فوق بعض وبين الدرجتين كما بين
السماء والرض كما في الصحيح عن النبي انه قال ان الجنة مائة درجة بيلن
كل درجتين كما بين السماء والرض وحكمة الرب سبحانه مقتضللية لعمللارة
هذه الدرجات كلها وإنما تعمر ويقع التفاوت فيها بحسب العمللال كمللا قللال
غير واحد من السلف ينجون من النار بعفللو الللله ومغفرتلله ويللدخلون الجنللة
بفضله ونعمته ومغفرته ويتقاسمون المنازل بأعمالهم وعلى هذا حمللل غيللر
واحد ما جاء من إثبات دخول الجنة بالعمال كقوله تعالى وتلك الجنللة الللتي
اورثتموها بما كنتم تعملون وقوله تعالى ^ ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ^
قالوا وأما نفي دخلوها بالعمال كما في قوله لللن يللدخل الجنللة احللد بعمللله
قالوا ول انللت يلا رسللول اللله قللال ول انللا فللالمراد بله نفللي اصلل اللدخول
واحسن من هذا ان يقال الباء المقتضية للدخول غير البللاء الللتي نفللى معهللا
الدخول فالمقتضية هي باء السببية الدالة علللى ان العمللال سللبب للللدخول
مقتضية له كاقتضاء سائر السباب لمسبباتها والباء الللتي نفللى بهللا الللدخول
هي باء المعاوضة والمقابلة التي في نحو قللولهم اشللتريت هللذا بهللذا فللأخبر
النبي ان دخول الجنة ليس في مقابلة عمل احد وانه لول تغمد الله سللبحانه
لعبده برحمته لما أدخله الجنة فليس عمل العبد وان تناهى
موجبا بمجرده لدخول الجنة ول عوضا لها فإن اعماله وإن وقعت منلله علللى
الوجه الذي يحبه الله ويرضاه فهي ل تقاوم نعمة الللله الللتي انعللم بهللا عليلله
في دار الدنيا ول تعادلها بل لو حاسبه لوقعت اعماله كلها في مقابلة اليسير
من نعمه وتبقى بقية النعم مقتضية لشكرها فلو عذبه في هذه الحالة لعذبه
وهو غير ظالم له ولو رحمه لكانت رحمته خيرا له من عمله كما في السنن
من حديث زيد بن ثابت وحذيفة وغيرهما مرفوعا الى النبي انه قال ان الللله
لو عذب أهل سمواته وأهل ارضه لعذبهم وهو غير ظللالم لهللم ولللو رحمهللم
لكانت رحمته خيرا لهم من اعمالهم والمقصود ان حكمتلله سللبحانه اقتضللت
خلق الجنة درجات بعضها فوق بعض وعمارتهللا بللآدم وذريتلله وإنزالهللم فيهللا
بحسب اعمالهم ولزم هذا إنزالهم الللى دار العمللل والمجاهللدة وأيضللا فللإنه
سبحانه خلق آدم وذريته ليستخلفهم في الرض كما اخبر سبحانه فلي كتلابه
بقوله ^ اني جاعل في الرض خليفة ^ وقوله ^ وهو الللذي جعلكللم خلئف
الرض ^ وقال ^ ويستخلفكم في الرض ^ فأراد سبحانه ان ينقله وذريتلله
من هذا الستخلف الى توريثه جنة الخلد وعلللم سللبحانه بسللابق علملله انلله
لضعفه وقصور نظره قد يختار العاجل الخسيس علللى الجللل النفيللس فللإن
النفس مولعة بحب العاجلة وإيثارها على الخرة وهذا من لوازم كللونه خلللق
من عجل وكونه خلللق عجللول فعلللم سللبحانه مللا فللي طللبيعته مللن الضللعف
والخور فاقتضت حكمته ان ادخله الجنة ليعرف النعيللم الللذي اعللد للله عيانللا
فيكون اليه اشوق وعليه احرص وله اشللد طلبللا فللإن محبللة الشلليء وطلبلله
والشوق اليه من لوازم تصوره فمن باشر طيب شيء ولذته وتللذوق بلله لللم
يكد يصبر عنه وهذا لن النفس ذواقة تواقة فإذا ذاقت تللاقت ولهللذا إذا ذاق
العبد طعم حلوة اليمان وخالطت بشاشته قلبه رسللخ فيلله حبلله ولللم يللؤثر
عليه شيئا ابدا وفي الصحيح من حديث ابي هريرة رضى الله عنلله المرفللوع
ان الله عز وجل يسأل الملئكة فيقول ما يسألني عبادي فيقولون يسللألونك
الجنة فيقول وهل رأوها فيقولون ل يا رب فيقول كيف لو رأوها فيقولون لو
رأوها لكانوا أشد لها طلبا فاقتضت حكمته ان اراها أباهم وأسللكنه إياهللا ثللم
قص علللى بنيلله قصللته فصللاروا كللأنهم مشللاهدون لهللا حاضللرون مللع ابيهللم
فاستجاب من خلق لها وخلقت له وسارع اليها فلم يثنه عنها العاجلة بل يعد
نفسه كانه فيها ثم سللباه العللدو فيراهللا وطنلله الول فهللو دائم الحنيللن الللى
وطنه ول يقر له قرار حتى يرى نفسه فيه كما قيللل # :نقللل فللؤادك حيللث
شئت من الهوى %ما الحب إل للحبيب الول كللم منللزل فللي الرض يللألفه
الفتى %وحنينه ابدا لول منزل ولي من ابيات تلم بهللذا المعنللى # :وحللى
على جنات عدن فإنها %منازلك الولى وفيها المخيم %
#ولكننا سبي العدو فهل ترى %نعود الللى اوطاننللا ونسلللم #فسللر هللذه
الوجوه انه سبحانه وتعالى سبق في حكمه وحكمته ان الغايات المطلوبللة ل
تنال ال باسبابها التي جعلها الله اسبابا مفضية اليها ومن تلك الغايات اعلللى
انواع النعيم وافضللها وأجلهلا فل تنلال ال باسلباب نصلبها مفضلية اليهلا وإذا
كانت الغايات التي هي دون ذلللك لتنللال ل باسللبابها مللع ضللعفها وانقطاعهللا
كتحصيل المأكول والمشروب والملبوس والولللد والمللال والجللاه فللي الللدنيا
فكيف يتوهم حصول اعلى الغايات واشرف المقامات بل سبب يفضللى اليلله
ولم يكن تحصيل تلك السباب ال في دار المجاهدة والحللرث فكللان اسللكان
آدم وذريتلله هللذه الللدار الللتي ينللالون فيهللا السللباب الموصلللة الللى أعلللى
المقامات من إتمام انعامه عليهم وسرها ايضللا انلله سللبحانه جعللل الرسللالة
والنبللوة والخلللة والتكليللم والوليللة والعبوديللة مللن اشللرف مقامللات خلقلله
ونهايات كمالهم فأنزلهم دارا اخرج منهم النبياء وبعللث فيهللا الرسللل واتخللذ
منهم من اتخذ خليل وكلم موسى تكليما واتخذ منهم اوليللاء وشللهداء وعبيللدا
وخاصة يحبهم ويحبونه وكان إنزالهم الى الرض من تمام النعام والحسللان
وايضا انه اظهر لخلقه من آثار اسمائه وجريلان احكامهلا عليهلم ملا اقتضلته
حكمته ورحمته وعلمه وسرها ايضا انه تعللرف الللى خلقلله بافعللاله واسللمائه
وصفاته وما احدثه في اوليللائه واعللدائه مللن كرامتلله وانعللامه علللى الوليللاء
واهانته واشللقائه للعللداء وملن اجللابته دعللواتهم وقضللائه حلوائجهم وتفريلج
كرباتهم وكشف بلئهم وتصللريفهم تحللت أقللداره كيللف يشللاء وتقليبهللم فللي
أنواع الخير والشر فكان في ذلك اعظم دليل لهم على انلله ربهللم ومليكهللم
وانه الله الذي ل إله ال هو وأنله العليلم الحكيلم السلميع البصلير وأنله اللله
الحق وكللل مللا سللواه باطللل فتظللاهرت ادلللة ربللوبيته وتوحيللده فللي الرض
وتنوعت وقامت من كل جانب فعرفه الموفقون من عباده وأقللروا بتوحيللده
إيمانا واذعانا وجحده المخذولون علللى خليقتلله واشللركوا بلله ظلمللا وكفرانللا
فهلك من هلك عن بينة وحيي من حى بينللة والللله سللميع عليللم ومللن تأمللل
آياته المشهودة والمسموعة في الرض ورأى آثارها عللم تملام حكمتله فلي
اسكان آدم وذريته في هذه الدار الى أجل معلوم فللالله سللبحانه إنمللا خلللق
الجنة لدم وذريته وجعل الملئكة فيها خدما لهللم ولكللن اقتضللت حكمتلله ان
خلق لهم دارا يتزودون منها الى الدار الللتي خلقللت لهللم وأنهللم لينالونهللا ال
بالزاد كما قال تعالى في هذه الدار ^ وتحمل اثقللالكم الللى بلللد لللم تكونللوا
بالغيه ال بشق النفس إن ربكم لرؤوف رحيللم ^ فهللذا شللأن النتقللال فللي
الدنيا من بلد الى بلد فكيف النتقال من الدنيا الى دار القرار وقال تعالى ^
وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ^ فباع المغبونون
منازلهم منها بأبخس الحظ وأنقص الثمن وباع الموفقون نفوسهم واموالهم
من الله وجعلوها ثمنا للجنة فربحت تجارتهم ونالوا الفوز العظيللم قللال الللله
تعالى ^ ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بللأن لهللم الجنللة ^
فهو سبحانه ما اخرج آدم منها ال وهو يريد ان يعيده اليها اكمللل اعللادة كمللا
قيل على لسان القدر يا آدم ل تجزع من قولي لك اخرج منهللا فلللك خلقتهللا
فإني انا الغني عنها وعن كل شيء وانا الجواد الكريم وانا ل اتمتع فيها فإني
اطعم ول اطعم وانا الغنللي الحميللد ولكللن انللزل الللى دار البللذر فللإذا بللذرت
فاستوى الزرع على سوقه وصار حصليدا فحينئذ فتعلال فاسلتوفه احلوج ملا
انت اليه الحبة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف الللى اضللعاف كللثيرة فللإني
اعلم بمصلحتك منك وانللا العلللي الحكيللم فللإن قيللل مللا ذكرتمللوه مللن هللذه
الوجوه وأمثالها إنما يتم إذا قيل إن الجنة التي اسكنها آدم وأهبط منها جنللة
الخلد التي اعدت للمتقين والمؤمنين يوم القيامة وحينئذ يظهر سللر اهبللاطه
واخراجه منها ولكللن قللد قللالت طائفللة منهللم ابللو مسلللم ومنللذر بللن سللعيد
البلوطي وغيرهما انها انما كانت جنة في الرض في موضع عال منها ل انهللا
جنة المأوى التي اعدها الله لعبلاده الملؤمنين يلوم القيامللة وذكللر منلذر بلن
سعيد هذا القول في تفسيره عن جماعة فقال وأما قللوله لدم اسللكن انللت
وزوجك الجنة فقالت طائفة اسكن الله تعالى آدم جنللة الخلللد الللتي يللدخلها
المؤمنون يوم القيامة وقال آخرون هي جنة غيرهللا جعلهللا الللله للله واسللكنه
اياها ليست جنة الخلد قال وهذا قول تكللثر الللدلئل الشللاهدة للله والموجبللة
للقول به لن الجنة التي تدخل بعد القيامة هي من حيز الخللرة وفللي اليللوم
الخر تدخل ولم يلأت بعلد وقلد وصللفها اللله تعلالى لنلا فللي كتللابه بصللفاتها
ومحال ان يصف الله شيئا بصفة ثم يكون ذلك الشيء بغير تلك الصفة التي
التي وصفها به والقول بهذا دافع لما اخبر الللله بلله قللالوا وجللدنا الللله تبللارك
وتعالى وصف الجنة التي اعدت للمتقين بعد قيام القيامة بدار المقامة ولللم
يقم آدم فيها ووصفها بأنها جنة الخلد ولم يخلللد آدم فيهللا ووصللفها بأنهللا دار
جزاء ولم يقل انها دار ابتلء وقد ابتلى آدم فيها بالمعصللية والفتنللة ووصللفها
بأنها ليس فيها حزن وان الداخلين اليها يقولون الحمد لله الللذي أذهللب عنللا
الحزن وقد حزن فيها آدم ووجدناه سماها دار السلللم ولللم يسلللم فيهللا آدم
من الفات التي تكون في الللدنيا وسللماها دار القللرار ولللم يسللتقر فيهللا آدم
وقال فيمن يدخلها وما هللم منهللا بمخرجيللن وقللد اخللرج منهللا آدم بمعصلليته
وقال ليمسهم فيها نصب وقد ند آدم فيها هاربا فللارا عنللد اصللابته المعصللية
وطفق يخصف ورق الجنة على نفسه وهذا النصب بعينه الذي نفاه الله عنها
وأخبر انه ل يسمع فيها لغو ول تأثيم وقد اثم فيهللا آدم واسللمع فيهللا مللا هللو
اكبر من اللغو وهو انه امر فيها بمعصية ربه وأخبر انه ل يسمع فيهلا لغلو ول
كذب وقد اسللمعه فيهللا ابليللس الكللذب وغللره وقاسللمه عليلله ايضللا بعللد ان
اسمعه
اياه #وقد شرب آدم من شرابها الذي سماه فللي كتللابه شللرابا طهللورا أي
مطهرا من جميع الفات المذمومة وآدم لم يطهر من تلللك الفللات وسللماها
الله تعالى مقعد صدق وقد كذب ابليس فيها آدم ومقعد الصدق ل كذب فيه
وعليون لللم يكللن فيلله اسللتحالة قللط ول تبللديل ول يكللون باجمللاع المصلللين
والجنة في اعلى عليين والله تعالى انما قال انللي جاعللل فللي الرض خليفللة
ولم يقل اني جاعله في جنة الماوى فقالت الملئكة اتجعل فيها مللن يفسللد
فيها ويسفك الدماء والملئكة اتقى لله من ان تقول مال تعلم وهم القائلون
لعلم لنا ال ما علمتنا وفي هذا دللة على ان الله قد كللان اعلمهللم ان بنللي
آدم سيفسدون في الرض وال فكيف كانوا يقولون مال يعلمون والله تعالى
يقول وقوله الحق ل يسبقونه بالقول وهللم بللأمره يعلمللون والملئة ل تقللول
ول تعمل ال بما تؤمر به ل غير قال الله تعلالى ويفعلللون مللا يللؤمرون والللله
تعالى أخبرنا ان ابليس قال لدم هل ادلك على شجرة الخلد وملللك ل يبلللى
فإن كان قد اسكن الله جنة الخلد والملك الذي ل يبلى فكيف لم يللرد عليلله
نصيحته ويكذبه في قول فيقول وكيف تدلني على شيء انا فيه قللد اعطيتلله
واخترته بل كيف لم يحللث الللتراب فللي وجهلله ويسللبه لن ابليللس لئن كللان
يكون بهذا الكلم مغويا له انما كان يكون زاريا عليلله لنلله إنمللا وعللده علللى
معصية ربه بما كان فيه ل زائدا عليه ومثل هللذا ل يخللاطب بلله ال المجللانين
الذين ل يعقلون لن العوض الذي وعده به بمعصية ربه قد كان احللرزه وهللو
الخلد والملك الذي ل يبلى ولم يخبر الله آدم إذ اسكنه الجنللة انلله فيهللا مللن
الخالدين ولو كان فيهللا مللن الخالللدين لمللا ركللن الللى قللول ابليللس ول قبللل
نصيحته ولكنه لما كان في غير دار خلللود غللره بمللا اطمعلله فيلله مللن الخلللد
فقبل منه ولو اخبر الله آدم انه في دار الخلد ثم شك في خللبر ربلله لسللماه
كافرا ولما سماه عاصيا لن من شك في خبر الله فهو كافر ومن فعللل غيللر
ما امره الله به وهو معتقد للتصديق بخبر ربه فهو عللاص وإنمللا سللمى الللله
آدم عاصيا ولم يسمه كافرا قالوا فإن كان آدم اسلكن جنلة الخللد وهلي دار
القدس التي ل يدخلها ال طاهر مقدس فكيف توصللل اليهللا إبليللس الرجللس
النجس الملعون المذموم المدحور حتى فتللن فيهللا آدم وابليللس فاسللق قللد
فسق عن امر ربه وليست جنة الخلد دار الفاسقين ول يدخلها فاسللق البتللة
إنما هي دار المتقين وابليس غير تقي فبعد ان قيل له اهبط منها فما يكللون
لك ان تتكبر فيها انفسح له ان يرقى الى جنة المأوى فوق السماء السللابعة
بعد السخط والبعاد له بالعتو والستكبار هذا مضاد لقوله تعالى اهبللط منهللا
فما يكون لك ان تتكبر فيها فإن كانت مخاطبته آدم بما خاطبه بلله وقاسللمه
عليه ليس تكبرا فليس تعقل العرب الللتي انللزل القللرآن بلسللانها مللا التكللبر
ولعل من ضعفت رويته وقصر بحثه ان يقول
ان ابليس لللم يصللل اليهللا ولكلن وسوسللته وصللت فهللذا قللول يشللبه قللائله
ويشاكل معتقده وقول الله تعالى حكم بيننا وبينلله وقللوله تعللالى وقاسللمهما
يرد ما قللال لن المقاسللمة ليسللت وسوسللة ولكنهللا مخاطبللة ومشللافهة ول
تكلون ال ملن اثنيلن شلاهدين غيللر غلائبين ول احلدهما ومملا يلدل عللى ان
وسوسته كانت مخاطبة قول الله تعالى فوسوس اليه الشيطان قال يللا آدم
هل ادلك على شجرة الخلد وملك ل يبلى فأخبر انه قال لله ودل ذلللك علللى
انه انما وسوس اليه مخاطبة ل انه اوقللع ذلللك فللي نفسلله بل مقاولللة فمللن
ادعى على الظاهر تاويل ولم يقم عليه دليل لم يجب قبللول قللوله وعلللى ان
الوسوسة قد تكللون كلمللا مسللموعا او صللوتا قللال رؤيللة #وسللوس يللدعو
مخلصا رب الفلق %وقال العشى # :تسمع للحلى وسواسا إذا انصرفت
%كما استعان بريح كشرق زجل #قالوا وفي قول ابليس لهما مللا نهاكمللا
ربكما عن هذه الشجرة دليل على مشاهدته لهمللا وللشللجرة ولمللا كللان آدم
خارجا من الجنة وغير ساكن فيها قال الله الم انهكما عن تلكما ما الشللجرة
ولم يقل عن هذه الشجرة كما قللال لله ابليللس لن آدم لللم يكللن حينئذ فللي
الجنة ول مشاهدا للشللجرة مللع قللوله عللز وجللل اليلله يصللعد الكلللم الطيللب
والعمل الصالح يرفعه فقد اخبر سبحانه خبرا محكما غير مشتبه انه ل يصعد
اليه ال كلم طيب وعمل صالح وهذا ممللا قللدمنا ذكللره انلله ل يلللج المقللدس
المطهر ال مقدس مطهر طيب ومعاذ الله ان تكون وسوسة ابليس مقدسة
او طاهرة او خيرا بل هي شر كلها وظلمة وخبللث ورجللس تعللالى الللله عللن
ذلك علوا كبيرا وكما ان اعمال الكافرين ل تلج القدس الطاهر ول تصل اليه
لنها خبيثة غير طيبة كللذلك ل تصللل ولللم تصللل وسوسللة ابليللس ول ولجللت
القدس قال تعالى كل ان كتاب الفجار لفي سجين وقللد روى عللن النللبي ان
آدم نام في جنته وجنة الخلد ل نوم فيهللا باجمللاع ملن المسلللمين لن النلوم
وفاة وقد نطق به القرآن والوفاة تقلب حال ودار السلم مسلمة من تقلللب
الحوال والنائم ميت او كالميت قالوا وقد روى عنه انه قللال لم حارثللة لمللا
قالت له يا رسول الله ان حارثة قتل معك فإن كان صار الى الجنللة صللبرت
واحتسبت وان كان صار الى ما سوى ذلك رأيت ما افعل فقللال لهللا رسللول
الله او جنة واحدة هي انما هي جنان كثيرة فاخبر ان لله جنات كثيرة فلعللل
آدم اسكنه الله جنة من جنانه ليست هي جنة الخلد قالوا وقد جاء في بعض
الخبار ان جنة آدم كانت بأرض الهند قللالوا وهللذا وأن كللان ل يصللححه رواة
الخبار ونقلة الثار فالذي تقبله اللباب ويشهد له ظاهر الكتاب ان جنللة آدم
ليست جنة الخلد
#ول دار البقاء وكيف يجوز ان يكون الله اسكن آدم جنة الخلد ليكون فيهللا
من الخالدين وهو قائل للملئكة اني جاعللل فللي الرض خليفللة وكيللف اخللبر
الملئكة انه يريللد ان يجعللل فللي الرض خليفللة ثللم يسللكنه دار الخلللود ودار
الخلود ل يدخلها ال من يخلد فيها كما سميت بدار الخلللود فقللد سللماها الللله
بالسماء التي تقدم ذكرنا لها تسمية مطلقة ل خصوص فيها فإذا قيل للجنللة
دار الخلد لم يجزان ينقص مسمى هذا السم بحال فهذا بعللض مللا احتللج بلله
القائلون بهذا المللذهب وعلللى هللذا فاسللكان آدم وذريتلله فللي هللذه الجنللة ل
ينافي كونهم في دار البتلء والمتحللان وحينئذ كللانت تلللك الوجللوه والفللوائد
التي ذكرتموها ممكنة الحصول في الجنة فالجواب ان يقال هذا فيلله قللولن
للناس ونحن نللذكر القللولين واحتجللاج الفريقيللن ونللبين ثبللوت الوجللوه الللتي
ذكرناها وأمثالها على كل القولين ونذكر أول قول مللن قللال انهللا جنللة الخلللد
التي وعدها الله المتقين وما احتجوا بلله ومانقضللوا بلله حجللج مللن قللال انهللا
غيرها ثم نتبعهللا مقالللة الخريللن ومللا احتجللوا بله وملا أجللابوا بله عللن حجللج
منازعيهم من غير انتصاب لنصرة احد القولين وابطال الخر إذ ليس غرضللنا
ذلك وإنما الغرض ذكر بعللض الحكللم والمصللالح المقتضللية لخللراج آدم مللن
الجنة واسكانه في الرض في دار البتلء والمتحان وكان الغرض بذلك الرد
على من زعم ان حكمة الله سبحانه تأبى ادخال آدم الجنة وتعريضه للللذنب
الذي اخرج منها به وانه أي فللائدة فللي ذلللك والللرد علللى ان مللن ابطللل ان
يكون له في ذلك حكمة وإنما هو صادر عن محللض المشلليئة الللتي ل حكملله
الحكمة وراءها ولما كان المقصود حاصل على كل تقللدير سللواء كللانت جنللة
الخلد او غيرها بينا الكلم على التقديرين ورأينا ان الرد على هللؤلء بللدبوس
السلق ل يحصل غرضا ول يزيل مرضا فسلكنا هللذا السللبيل ليكللون قللولهم
مردودا على كل قول من اقلوال المللة وبللالله المسللتعان وعليلله التكلن ول
حول ول قوة ال بالله فنقول اما ما ذكرتموه من كون الجنة التي اهبط منهللا
آدم ليست جنة الخلد وإنماهي جنة غيرها فهذا ممللا قللد اختلللف فيلله النللاس
والشهر عند الخاصة والعامة الذي ل يخطر بقلوبهم سللواه انهللا جنللة الخلللد
التي اعدت للمتقين وقد نص غير واحد ملن السللف عللى ذللك واحتللج ملن
نصر هذا بما رواه مسلم في صحيحه من حللديث ابللي مالللك الشللجعي عللن
ابي حازم عن ابي هريرة وابو مالك عن ربعي بللن حللراش عللن حذيفللة قللال
قال رسول الله #يجمع الله عز وجل الناس حتى يزلف لهم الجنللة فيللأتون
آدم عليه السلم فيقولون يا أبانا استفتح لنا الجنة فيقول وهل اخرجكم مللن
الجنة ال خطيئة ابيكم آدم وذكر الحديث قالوا فهذا يدل على ان الجنة الللتي
اخرج منها آدم هي بعينها التي يطلب منه
#ان يستفتحها لهم قالوا ويدل عليه ان الله سبحانه قال يا آدم اسكن انت
وزوجك الجنة الى قوله اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الرض مستقر
ومتاع الى حين عقيللب قللوله اهبطللوا فللدل علللى انهللم لللم يكونللوا اول فللي
الرض وأيضا فإنه سبحانه وصف الجنللة الللتي اسللكنها آدم بصللفات ل تكللون
في الجنة الدنيوية فقال تعالى إن لك ال تجوع فيهللا ول تعللرى وأنللك لتظملأ
فيها ول تضحى وهذا ل يكون في الللدنيا اصللل ولللو كللان الرجللل فللي اطيللب
منازلها فل بد ان يعرض له الجوع والظمأ والتعرى والضحى للشمس وايضللا
فإنها لو كانت الجنة في الدنيا لعلم آدم كذب ابليس في قوله هل ادلك على
شجرة الخلد وملك ل يبلى فإن آدم كان يعلللم ان الللدنيا منقضللية فانيللة وان
ملكها يبلى وايضا فإن قصة آدم في البقرة ظاهرة جدا فللي ان الجنللة الللتي
اخرج منها فوق السماء فللإنه سللبحانه قللال وإذ قلنللا للملئكللة اسللجدوا لدم
فسجدوا ال ابليس ابى واستكبر وكان من الكافرين وقلنا يا آدم اسكن انللت
وزوجللك وكل منهللا رغللدا حيللث شللئتما ول تقربللا هللذه الشللجرة فتكونللا مللن
الظالمين فأزلهمللا الشلليطان عنهللا فاخرجهمللا ممللا كانللا فيلله وقلنللا اهبطللوا
بعضكم لبعض عدو ولكم في الرض مستقر ومتاع الى حين فتلقى آدم مللن
ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم فهذا اهباط آدم وحواء وابليللس
من الجنة ولهذا اتى فيه بضمير الجمع وقيل انلله خطللاب لهللم وللحيللة وهللذا
يحتاج الى نقل ثابت إذ ل ذكر للحية في شيء من قصة آدم وإبليللس وقيللل
خطللاب لدم وحللواء وأتللى فيلله بلفللظ الجمللع كقللوله تعللالى وكنللا لحكمهللم
شاهدين وقيل لدم وحواء وذريتهما وهذه القوال ضعيفة غير الول لنها بين
قول ل دليل عليه وبين ما يدل ظاهر الخطاب على خلفلله فثبللت ان ابليللس
داخل في هذا الخطاب وانه من المهبطيللن مللن الجنللة ثللم قللال تعللالى قلنللا
اهبطوا منها جميعا فاما يأتينكم مني هدى فمن تبللع هللداي فل خللوف عليهللم
ول هم يحزنون وهذا الهباط الثاني ل بللد ان يكللون غيللر الول وهللو اهبللاطه
من السماء الى الرض وحينئذ فتكون الجنللة اللتي اهبطللوا منهللا الول فلوق
السماء وهي جنة الخلد وقللد ذهبللت طائفللة منهللم الزمخشللري الىللان قللوله
اهبطللوا منهللا جميعللا خطللاب لدم وحللواء خاصللة وعللبر عنهمللا بللالجمع
لستتاباعهما ذرياتهما قال والدليل عليه قوله تعالى قال اهبطللا منهللا جميعللا
بعضكم لبعض عدو فاما ياتينكم مني هدى وقال ويدل على ذلك قللوله فمللن
تبع هداي فل خوف عليهم ول هم يحزنون والذين كفروا وكذبوا بآياتنللا اولئك
اصحاب النار هم فيها خالللدون ومللا هللو ال حكللم يعللم النللاس كلهللم ومعنللى
بعضكم لبعض عدو ما عليه الناس ملن التعلادى والتبلاغض وتضلليل بعضلهم
لبعض وهذا الذي اختاره اضعف القوال في الية فللإن العللداوة الللتي ذكرهللا
الله انما هي بين آدم وابليس وذرياتهما كمللا قللال تعللالى ان الشلليطان لكللم
عدو فاتخذوه عدوا ^ وأما ^
#آدم وزوجه فإن الله سبحانه اخبر في كتابه انه خلقهللا منلله ليسللكن اليهللا
وقال سبحانه ومن آياته ان خلللق لكللم مللن انفسللكم ازواجللا لتسللكنوا اليهللا
وجعل بينكم مودة ورحمللة فهللو سللبحانه جعللل المللودة بيللن الرجللل وزوجلله
وجعل العداوة بين آدم وابليس وذرياتهما ويدل عليه ايضا عود الضمير اليهم
بلفظ الجمع وقد تقدم ذكر آدم وزوجه وابليس في قولهم فأزلهما الشيطان
عنها فأخرجهما فهؤلء ثلثة آدم وحواء وإبليللس فلمللاذا يعللود الضللمير علللى
بعض المذكور مع منافرته لطريق الكلم وليعود على جميع المذكور مع انلله
وجه الكلم فإن قيل فما تصنعون بقوله في سللورة طلله :قللال اهبطللا منهللا
جميعا بعضكم لبعض عدو وهذا خطاب لدم وحواء وقد اخبر بعداوة بعضللهم
بعضا قيل اما ان يكون الضمير فلي قلوله اهبطلا راجعلا اللى آدم وزوجله او
يكون راجعا الى آدم وابليس ولم يللذكر الزوجللة لنهللا تبللع للله وعلللى الثللاني
فالعداوة المذكورة للمخاطبين بالهباط وهما آدم وابليس وعلى الول تكون
الية قد اشتملت على أمريللن احللدهما امللره لدم وزوجلله بللالهبوط والثللاني
جعله العداوة بين آدم وزوجه وابليس ول بد ان يكون ابليس داخل في حكللم
هذه العداوة قطعا كما قال تعالى إن هذا عدو لك ولزوجك وقال لللذريته ان
الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا وتأمل كيللف اتفقللت المواضللع الللتي فيهللا
العداوة على ضمير الجمع دون التثنية وأما ذكللر الهبللاط فتللارة يللاتي بلفللظ
ضمير الجمع وتارة بلفللظ التثنيللة وتللارة يللأتي بلفللظ الفللراد لبليللس وحللده
كقوله تعالى في سورة العراف قال ما منعك ان ل تسجد اذ امرتك قال انا
خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين قال فاهبط منها فما يكون لللك ان
تتكبر فيها فهذا الهباط لبليس وحده والضمير في قوله منها قيل انلله عللائد
الى الجنة وقيل عائد الى السماء وحيث اتى بصيغة الجمع كان لدم وزوجلله
وابليس اذ مدار القصة عليهم وحيث اتى بلفللظ التثنيللة فامللا ان يكللون لدم
وزوجه إذ هما اللذان باشرا الكل من الشجرة واقللدما علللى المعصللية وامللا
ان يكون لدم وابليس اذ هما ابوا الثقلين فذكر حالهما ومللا آل اليلله امرهمللا
ليكون عظة وعبرة لولدهما والقولن محكيان في ذلللك وحيللث اتللى بلفللظ
الفراد فهو لبليس وحده وأيضا فالذي يوضللح ان الضلمير فلي قلوله اهبطلا
منها جميعا لدم وابليس ان الله سبحانه لما ذكر المعصية افرد بهللا آدم دون
زوجه فقال وعصى آدم ربه فغوى ثللم اجتللابه ربلله فتللاب عليلله وهللدى قللال
اهبطا منها جميعا وهذا يدل على ان المخاطب بالهباط هو آدم ومن زين له
المعصية ودخلت الزوجة تبعا وهللذا لن المقصللود اخبللار الللله تعللالى لعبللاده
المكلفين ملن الجلن والنلس بملا جللرى علللى ابويهملا ملن شلؤم المعصللية
ومخالفة المر لئل يقتدوا بهما في ذلك فذكر ابللو الثقليللن ابلللغ فللي حصللول
هذا المعنى من ذكر ابوي النس فقط وقد اخللبر سللبحانه عللن الزوجللة انهللا
اكلت مع آدم وأخبر انه اهبطه
وأخرجه من الجنة بتلللك الكلللة فعلللم ان هللذا اقتضللاه حكللم الزوجيللة وانهللا
صارت الى ما صار اليه آدم فكان تجريد العناية الى ذكر البوين الللذين همللا
اصل الذرية اولللى مللن تجريللدها الللى ذكللر ابللي النللس وامهللم والللله اعلللم
وبالجملة فقوله اهبطوا بعضكم لبعض عدو ظاهر في الجمع فل يسوغ حمله
على الثنين في قوله اهبطا قللالوا وأمللا قللولكم انلله كيللف وسللوس للله بعللد
اهباطه منها ومحال ان يصعد اليها بعد قوله تعالى اهبط فجللوابه مللن وجللوه
احللدهما انلله اخللرج منهللا ومنللع مللن دخولهللا علللى وجلله السللكنى والكرامللة
واتخاذها دارا فمن اين لكم انه منع من دخولها على وجلله البتلء والمتحللان
لدم وزوجه ويكون هذا دخول عارضا كما يدخل شرط دار من امروا بللابتلئه
ومحنته وان لم يكونوا اهل لسكنى تلك الدار الثاني انه كان يدنو من السماء
فيكلمهما ول يدخل عليهما دارهما الثالث انه لعله قام عللى البلاب فناداهملا
وقاسمهما ولم يلج الجنة الرابع انه قد روى انه اراد الدخول عليهمللا فمنعتلله
الخزنة فدخل في فم الحية حتى دخلت بله عليهملا ول يشللعر الخزنلة بلذلك
قالوا ومما يدل على انها جنة الخلد بعينها انهللا جللاءت معرفللة بلم التعريللف
فللي جميللع المواضللع كقللوله اسللكن انللت وزوجللك الجنللة ول جنللة يعهللدها
المخاطبون ويعرفونها ال جنة الخلد التي وعللد الرحمللن عبللاده بللالغيب فقللد
صار هذا السم علما عليهللا بالغلبلة وان كللان فللي اصللل الوضلع عبللارة عللن
البستان ذي الثمار والفواكه وهذا كالمدينة الطيبللة والنجللم للثريللا ونظائرهللا
فحيللث ورد اللفللظ معرفللا بللاللف واللم انصللرف الللى الجنللة المعهللودة
المعلومة في قلوب المؤمنين وأما ان اريد به جنة غيرها فانها تجيء منكللرة
كقوله جنتين من اعناب او مقيدة بالضافة كقللوله ولللول اذ دخلللت جنتللك او
مقيدة من السياق بما يدل على انها جنة في الرض كقوله انلا بلونللاهم كمللا
بلونللا اصللحاب الجنللة اذ اقسللموا ليصللرمنها مصللبحين اليللات فهللذا السللياق
والتقييد يدل على انها بستان فللي الرض قللالوا وأيضللا فللإنه قللد اتفللق اهللل
السنة والجماعة على ان الجنة والنار مخلوقتان وقد تللواترت الحللاديث عللن
النبي بذلك كما في الصحيحين عن عبد الله بن عمر عن النللبي انلله قللال إن
احدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشى إن كان من اهللل الجنللة
فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمللن اهللل النللار يقللال هللذا مقعللدك
حتى يبعثك الله يوم القيامة وفي الصحيحين من حديث ابلي سلعيد الخلدري
عن النبي قال اختصمت الجنة والنار فقالت الجنة مالي ل يدخلني ال ضعفاء
الناس وسقطهم وقالت النار مالي ل يدخلني ال الجبارون والمتكبرون فقال
للجنة انت رحمتي ارحم بك من أشاء وقال للنار انت عذابي اعذب بللك مللن
أشاء الحديث وفي السنن عن ابي هريرة ان رسول الله قال لما خلللق الللله
الجنة والنار ارسللل جبريللل اللى الجنلة فقللال اذهللب فلانظر اليهللا والللى ملا
اعددت لهلها قال
#فذهب فنظر اليها وإلى ما اعد الله لهلها الحديث وفللي الصللحيحين فللي
حديث السراء ثم رفعت لي سدرة المنتهى فإذا ورقها مثل آذان الفيلة وإذا
نبقها مثل قلل هجر وإذا اربعة انهار نهران ظاهران ونهللران باطنللان فقلللت
ما هذا يا جبريل قال اما النهران الظاهران فالنيللل والفللرات وأمللا الباطنللان
فنهران في الجنة وفيه ايضا ثم ادخلت الجنللة فللإذا جنابللذ اللؤلللؤ وإذا ترابهللا
المسك وفي صحيح البخاري عن انس عن النبي قال #بينما انللا أسللير فللي
الجنة إذا انا بنهر حافتاه قباب الدر المجوف قال قلت ما هذا يا جبريل قللال
هذا الكوثر الذي اعطاك ربك فضرب الملك بيده فإذا طينه مسك اذفر وفي
صحيح مسلم في حديث صلة الكسوف ان النللبي جعللل يتقللدم ويتللأخر فللي
الصلة ثم اقبل على اصحابه فقال انه عرضت لي الجنة والنار فقربت منللي
الجنة حتى لو تناولت منها قطفا لخذته فلو اخذته لكلتم منه ما بقيت الدنيا
وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود في قوله تعالى ول تحسبن الللذين قتلللوا
في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ارواحهللم فللي جللوف طيللر
خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تللأوى الللى
تلك القناديل فاطلع عليهم ربك اطلعة فقال هل تشللتهون شلليئا فقللالوا أي
شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا الحديث وفللي الصللحيح مللن
حديث ابن عباس قال قال رسول الله لما اصيب اخللوانكم باحللد جعللل الللله
ارواحهم في اجواف طير خضر ترد انهار الجنة وتأكل من ثمارها وتاوى الللى
قناديللل مللن ذهللب معلقللة فللي ظللل العللرش فلمللا وجللدوا طيللب مللأكلهم
ومشربهم ومقيلهم قالوا من يبلغ عنا اخواننا انا في الجنة نرزق لئل يزهللدوا
في الجهاد ول يتكلوا عند الحرب فقال الله أنا ابلغهم عنكم فللانزل الللله عللز
وجل ول تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله اليللة وفللي الموطللأ مللن حللديث
كعب بن مالك ان رسول الله قال انما نسمة المؤمن طائر يعلق في الجنللة
حتى يرجعه الله الى جسده يوم يبعثه وفي البخاري ان إبراهيم ابللن رسللول
الله لما توفي قال رسول الله ان له مرضعا في الجنة وفي صحيح البخللاري
عن عمران بن حصين قال قال رسول الله اطلعت في الجنللة فرأيللت اكللثر
اهلها الفقراء واطلعت في النار فرأيت اكللثر اهلهللا النسللاء والثللار فللي هللذا
الباب اكثر من ان تذكرا واما القول بان الجنة والنار لم تخلقا بعد فهو قللول
اهل البدع من ضلل المعتزلة ومن قال بقولهم وهم الذين يقولون ان الجنة
التي اهبط منها آدم إنما كانت جنة بشرقي الرض وهلذه الحلاديث وأمثالهلا
ترد قولهم #قالوا وأما احتجاجكم بسائر الوجوه التي ذكرتموها فللي الجنللة
وأنها منتفية في الجنة التي اسكنها آدم من اللغو والكذب والنصللب والعللرى
وغير ذلك فهذا كله حق ل ننكره نحن ول احد مللن اهللل السلللم ولكللن هللذا
إنما هو إذا دخلها المؤمنون
يوم القيامة كما يدل عليه سياق الكلم وهذا ل ينفى ان يكون فيهللا بيللن آدم
وإبليس ما حكاه الله عز وجللل ملن المتحللان والبتلء ثللم يصللير المللر عنللد
دخول المؤمنين اليها الى ما أخبر الله عز وجللل بلله فل تنللافي بيللن المريللن
قالوا وأما قولكم ان الجنة دار جزاء وثواب وليست دارتكليف وقد كلف الله
سبحانه آدم فيها بالنهي عن الشجرة فجلوابه ملن وجهيلن احللدهما انله إنملا
يمتنع ان تكون دار تكليف إذا دخلهللا المؤمنللون يللوم القيامللة فحينئذ ينقطللع
التكليف وأما امتناع وقوع التكليف فيها في دار الدنيا فل دليللل عليلله الثللاني
ان التكليف فيها لم يكللن بالعمللال الللتي يكلللف بهللا النللاس فللي الللدنيا مللن
الصيام والصلة والجهاد ونحوها وإنما كان حجرا عليه في شجرة مللن جملللة
أشجارها وهذا ل يمتنع وقوعه في جنة الخلد كما ان كل احللد محجللور عليلله
ان يقرب أهل غيره فيها فإن اردتم بان الجنة ليست دار كيف امتنللاع وقللوع
مثل هذا فيها في وقت من الوقات فل دليل لكم عليه وإن اردتللم ان غللالب
التكلاليف اللتي تكلون فلي الدنيامنتفيلة فيهلا فهلو حلق ولكلن ل يلدل عللى
مطلوبكم قالوا وهذا كما انلله مللوجب الدلللة وقللول سلللف المللة فل يعللرف
بقولكم قائل من ائمللة العلللم ول يعللرج عليلله ول يلتفللت اليلله قللال الولللون
الجواب عما ذكرتم من وجهين مجمل ومفصل اما المجمل فللإنكم لللم تللأتوا
على قولكم بدليل يتعين المصير اليه ل من قرآن ول من سنة ول أثللر ثللابت
عن احد من اصحاب رسول الللله ول التللابعين ل مسللندا ول مقطوعللا ونحللن
نوجدكم من قال بقولنا هذا احد ائمة السلم سفيان بن عيينة قال في قوله
عز وجل ان لك ان ل تجوع فيها ول تعرى قال يعنللي فللي الرض وهللذا عبللد
الله بن مسلم بن قتيبة قال في معارفه بعد ان ذكر خلللق الللله لدم وزوجلله
ان الله سبحانه اخرجه من مشرق جنة عدن الى الرض التي منها اخذ وهذا
ابى قد حكى الحسن عنه ان آدم لما احتضر اشتهى قطفا من قطللف الجنللة
فانطلق بنوه ليطلبوه له فلقيتهم الملئكللة فقللالوا ايللن تريللدون يللا بنللي آدم
قالوا إن ابانا اشتهى قطفا من قطف الجنة فقالوا لهم ارجعوا فقد كفيتموه
فانتهوا اليه فقبضوا روحه وغسلللوه وحنطللوه وكفنللوه وصلللى عليلله جبريللل
وبنوه خلف الملئكة ودفنوه وقالوا هذه سنتكم في موتاكم وهللذا ابللو صللالح
قد نقل عن ابن عباس في قوله اهبطوا منها قال هللو كمللا يقللال هبللط فلن
في ارض كذا وكذا وهذا وهب بن منبه يذكر آن آدم خلللق فللي الرض وفيهللا
سللكن وفيهللا نصللب للله الفللردوس وانلله كللان بعللدن وان سلليحون وجيحللون
والفرات انقسمت من النهر الللذي كللان فللي وسللط الجنللة وهللو الللذي كللان
يسقيها وهذا منذر بن سعيد البلوطي اختاره في تفسيره ونصره بما حكينللاه
عنه وحكاه في غير التفسير عن ابي حنيفة فيما خالفه فيه فلم قللال بقللوله
في هذه المسألة وهذا أبو مسلللم الصللبهاني صللاحب التفسللير وغيللره احللد
الفضلء المشهورين قال بهذا وانتصر له واحتج عليه بما هو معروف
في كتابه وهذا ابو محمد عبد الحق بن عطية ذكر القولين في تفسلليره فللي
قصة آدم في البقرة وهذا ابو محمد بن حزم ذكر القولين فللي كتللاب الملللل
والنحل له فقال وكان المنذر بن سعيد القاضي يذهب الللى ان الجنللة والنللار
مخلوقتان ال انه كان يقول انها ليست هي التي كان فيها آدم وامراته وممن
حكى القولين ايضا ابو عيسى الرماني في تفسيره واختار انها جنة الخلد ثم
قال والمذهب الذي اخترناه قول الحسن وعمرو بللن واصللل وأكللثر اصللحابنا
وهو قول ابي علي وشيخنا ابي بكر وعليه اهل التفسير وممن ذكر القللولين
ابو القاسم الراغب في تفسيره فقال واختلف في الجنللة الللتي اسللكنها آدم
فقال بعض المتكلمين كان بستانا جعله الله له امتحانا ولم يكن جنة المللأوى
ثم قال ومن قال لم يكن جنة المللأوى لنلله ل تكليللف فللي الجنللة وآدم كللان
مكلفا قال وقد قيل في جوابه انها ل تكون دار التكليف في الخرة ول يمتنع
ان تكون في وقت دار تكليف دون وقت كمللا ان النسللان يكللون فللي وقللت
مكلفا دون وقت وممن ذكر الخلف في المسألة ابو عبد الللله بللن الخطيللب
الرازي في تفسيره فذكر هذين القولين وقول ثالثا وهو التوقف قال لمكللان
الجميع وعدم الوصول الى القطع كما سيأتي حكاية كلمه ومللن المفسللرين
من لم يذكر غير هذا القول وهو انها لم تكن جنة الخلد إنما كانت حيث شاء
الله من الرض وقالوا كانت تطلع فيها الشمس والقمر وكان ابليس فيها ثم
اخرج قال ولو كانت جنة الخلد لما اخرج منها وممن ذكر القللولين ايضللا أبللو
الحسن الماوردي فقال في تفسيره واختلف في الجنة الللتي اسللكناها علللى
قولين احدهما انها جنة الخلد الثاني انهللا جنللة اعللدها الللله لهمللا وجعلهللا دار
ابتلء وليست جنة الخلد التي جعلها الله دار جزاء ومن قال بهذا اختلفوا فيه
على قولين احدهما انها في السماء لنه اهبطهمللا منهللا وهللذا قللول الحسللن
الثاني انها في الرض لنه امتحنهما فيها بالنهي عن الشجرة التي نهيللا عنهللا
دون غيرها من الثمار وهذا قول ابن يحيللى وكللان ذلللك بعللد ان أمللر ابليللس
بالسجود لدم والله اعلم بصواب ذلك هللذا كلملله وقللال ابللن الخطيللب فللي
تفسيره اختلفوا في ان الجنة المذكورة في هذه الية هل كللانت فللي الرض
او في السماء وبتقدير انها كانت في السماء فهل هللي الجنللة الللتي هللي دار
الثواب وجنة الخلللد او جنللة اخللرى فقللال ابللو القاسللم البلخللي وابللو مسلللم
الصبهاني هذه الجنة في الرض وحمل الهباط على النتقال من بقعللة الللى
بقعة كما في قوله تعالى اهبطوا مصرا القول الثاني وهللو قللول الجبللائي ان
تلك كللانت فللي السللماء السللابعة قللال والللدليل عليلله قللوله اهبطللوا ثللم ان
الهباط الول كان من السماء السابعة الى السماء الولى والهبللاط الثللاني
كان من السماء الى الرض والقللول الثللالث وهللو قللول جمهللور اصللحابنا ان
هذه الجنة هي دار الثواب والدليل عليههو ان اللف واللم في لفظ الجنللة ل
يفيد العملوم لن سللكنى آدم جميللع الجنللان محلال فل بللد ملن صللرفها الللى
المعهود السابق والجنة المعهودة المعلومة بين المسلللمين هللي دار الثللواب
فوجب صرف اللفظ اليها قال والقول الرابع ان الكل ممكن والدلة النقليللة
ضعيفة ومتعارضة فوجب التوقف وترك القطع
#قالوا ونحن ل نقلد هؤلء ول نعتمد على ما حكى عنهم والحجة الصللحيحة
حكم بين المتنازعين قالوا وقد ذكرنا علللى هللذا القللول مللا فيلله كفايللة وامللا
الجواب المفصل فنحن نتكلللم علللى مللا ذكرتللم مللن الحجللج لينكشللف وجلله
الصواب فنقول وبالله التوفيق اما اسللتدللكم بحللديث ابللي هريللرة وحذيفللة
حين يقول الناس لدم استفتح لنا الجنة فيقول وهل اخرجكم منها ال خطيئة
ابيكم فهذا الحديث ل يدل على ان الجنة التي طلبوا منه ان يسللتفتحها لهللم
هي التي أخرج منها بعينها فإن الجنة اسم جنللس فكللل بسللتان يسللمى جنللة
كما قال تعالى انا بلونللاهم كمللا بلونللا اصللحاب الجنللة إذ اقسللموا ليصللرمنها
مصبحين وقال تعالى وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الرض ينبوعا او
تكون لك جنة من نخيل وعنب وقللال تعللالى ومثللل الللذين ينفقللون امللوالهم
ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من انفسهم كمثل جنة بربوة وقال تعالى واضرب
لهم مثل رجلين جعلنا لحدهما جنتين من اعناب وحففناهما بنخل الللى قللوله
ولول إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله ل قوة ال بالله فإن الجنة اسم جنللس
فهم لما طلبوا من آدم ان يستفتح لهم جنة الخلد اخبرهم بأنه ل يحسن منه
ان يقدم على ذلك وقد اخرج نفسه وذريته من الجنة التي اسكنه الللله اياهللا
بذنبه وخطيئته هذا الذي دل عليه الحديث وأما كون الجنة الللتي اخللرج منهللا
هي بعينها التي طلبوا منه ان يستفتحها لهللم فل يلدل الحللديث عليلله بشلليء
من وجوه الدللت الثلث ولو دل عليه لوجب المصير الللى مللدلول الحللديث
وامتنع القللول بمخللالفته وهللل مللدارنا ال علللى فهللم مقتضللى كلم الصللادق
المصدوق صلوات الله وسلللمه عليلله قللالوا وأمللا اسللتدللكم بللالهبوط وأنلله
نزول من علو الى سفل فجوابه من وجهين احدهما ان الهبوط قللد اسللتنقل
في النقلة من ارض الى ارض كما يقال هبط فلن بلد كذا وكذا وقال تعللالى
اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم وهذا كثير في نظم العرب ونثرها قال # :
إن تهبطين بلد قو %م يرتعون مللن الطلح وقللد روى ابللو صللالح عللن ابللن
عباس رضى الله عنهما قال هو كما يقال هبط فلن ارض كللذا وكللذا الثللاني
انا ل ننازعكم في ان الهبوط حقيقلة ملا ذكرتمللوه ولكللن ملن ايللن يلللزم ان
تكون الجنة التي منها الهبوط فوق السموات فللإذا كللانت فللي أعلللى الرض
اما يصح ان يقال هبط منها كما يهبط الحجر مللن اعلللى الجبللل الللى اسللفله
ونحوه وأما قوله تعالى ولكم في الرض مستقرومتاع الللى حيللن فهللذا يللدل
على ان الرض التي اهبطوا اليها لهم فيها مستقر ومتاع الللى حيللن ول يللدل
على انهم لم يكونلوا فللي جنلة عاليلة اعلللى ملن الرض اللتي اهبطلوا اليهلا
تخالف الرض
في صفاتها واشجارها ونعيمها وطيبها فالله سبحانه فلاوت بيلن بقلاع الرض
اعظم تفاوت وهذا مشللهود بللالحس فمللن ايللن لكللم ان تلللك لللم تكللن جنللة
تميزت عن سائر بقاع الرض بما ل يكون ال فيها ثم اهبطوا منها الى الرض
التي هي محل التعب والنصب والبتلء والمتحان وهذا بعينه هوالجواب عللن
استدللكم بقوله تعالى إن لك ال تجوع فيهاولتعرى ألى آخر ما ذكرتموه مع
ان هذا حكم معلق بشرط والشرط لم يحصل فإنه سللبحانه إنمللا قللال ذلللك
عقيب قوله ول تقربا هذه الشجرة وقوله ان لك ال تجوع فيها ول تعللرى هللو
صيغة وعد مرتبطة بما قبلها والمعنى ان اجتنبت الشجرة الللتي نهيتللك عنهللا
ولم تقربها كان للك هللذا الوعللد والحكللم المعللق بالشللرط علدم عنلد علدم
الشرط فلما اكل من الشجرة زال استحقاقه لهذا الوعلد قلال واملا قللولكم
انه لو كانت الجنة في الدنيا لعلم آدم كذب ابليس في قوله هل أدلللك علللى
شجرة الخلد وملك ل يبلى الى آخره فدعوى ل دليل عليها لنه ل دليل لكللم
على ان الله سبحانه كان قد اعلم آدم حيللن خلقلله ان الللدنيا منقضللية فانيللة
وان ملكها يبلى ويزول وعلى تقدير ان يكون آدم حينئذ قد أعلم ذلك فقللول
ابليس هل أدلك على شجرة الخلد وملك ل يبلى ل يدل على انه اراد بالخلللد
مال يتناهى فإن الخلد في لغة العرب هو اللبث الطويل كقللولهم قيللد مخلللد
وحبس مخلد وقد قال تعلالى لثملود تبنلون بكللل ريللع آيلة تعبثلون وتتخللذون
مصانع لعلكم تخلدون وكذلك قللوله وملللك ل يبلللى يللراد بلله الملللك الطويللل
الثابت وأيضا فل وجه للعتذار عن قول ابليس مللع تحقللق كللذبه ومقاسللمته
آدم وحواء على الكذب والله سبحانه قد أخبر انه قاسللمهما ودلهمللا بغللرور
وهذا يدل على انهما اغترا بقوله فغرهما بان اطمعهما في خلد البد والملك
الذي ل يبلى وبالجملة فالستدلل بهذا على كون الجنة التي سكنها آدم هللي
جنة الخلد التي وعدها المتقون غير بين ثم نقول لللو كللانت الجنللة هللي جنللة
الخلد التي ل يزول ملكها لكانت جميع اشجارها شجر الخلد فلللم يكللن لتلللك
الشجرة اختصاص مللن بيللن سللائر الشللجر بكونهللا شللجرة الخلللد وكللان آدم
يسخر من ابليس إذ قد علم ان الجنة دار الخلد فإن قلتم لعل آدم لللم يعلللم
حينئذ ذلك فغره الخبيث وخدعه بان هذه الشجرة وحدها هي شللجرة الخلللد
قلنا فاقنعوا منا بهذا الجواب بعينه عن قولكم لو كانت الجنة في الدنيا لعلللم
آدم كذب ابليس في ذلك لن قوله كان خداعا وغرورا محضا على كل تقدير
فانقلب دليلكم حجة عليكم وبالله التوفيق قللالوا وأمللا قللولكم ان قصللة آدم
في البقرة ظاهرة جدا في ان جنة آدم كانت فللوق السللماء فنحللن نطللالبكم
بهذا الظهور ول سبيل لكم الى اثباته قولكم انه كرر فيه ذكر الهبوط مرتيلن
ول بد ان يفيد الثللاني غيللر مللا أفللاد الول فيكللون الهبللوط الول مللن الجنللة
والثاني من السماء فهذا فيه خلف بيللن اهللل التفسللير فقللالت طائفللة هللذا
القول الذي ذكرتموه وقالت طائفة
منهم النقللاش وغيللره ان الهبللوط الثللاني إنمللا هللو مللن الجنللة الللى السللماء
والهبوط الول الى الرض وهو آخر الهبوطين فللي الوقللوع وان كللان اولهمللا
في الذكر وقالت طائفة اتى به على جهة التغليظ والتأكيد كما تقول للرجللل
اخرج اخرج وهذه القوال ضعيفة فأما القول الول فيظهر ضعفه من وجللوه
احدها انه مجرد دعوى ل دليل عليها من اللفلظ ول ملن خلبر يجلب المصلير
اليه وما كان هذا سبيله ل يحمللل القللرآن عليلله الثللاني ان الللله سللبحانه قللد
اهبط ابليس لما امتنع من السجود لدم اهباطا كونيا قدريا ل سبيل للله الللى
التخلف عنه فقال تعالى اهبط منها فما يكون لك ان تتكبر فيها فللاخرج انللك
من الصاغرين وقال فللي موضللع آخللر فللاخرج منهللا فانللك رجيللم وان عليللك
اللعنة الى يوم الدين وفي موضع آخر اخرج منها مذموما مدحورا لمن تبعك
منهم لملن جهنم منكم اجمعين وسواء كان الضمير فللي قللوله منهللا راجعللا
الى السماء او الى الجنة فهذا صللريح فللي اهبللاطه وطللرده ولعنلله وادحللاره
والمدحور المبعد وعلى هذا فلو كانت الجنة فوق السموات لكللان قللد صللعد
اليها بعد اهباط الله له وهذا وان كان ممكنا فهو في غاية البعللد عللن حكمللة
الله ول يقتضليه خللبره فل ينبغللي ان يصلار اليله وأمللا الوجللوه الربعللة اللتي
ذكرتموها من صعوده للوسوسة فهي مللع امللر الللله تعللالى بللالهبوط مطلقللا
وطرده ولعنه ودحوره ل دليل عليها ل من اللفظ ول ملن الخلبر اللذي يجلب
المصير اليه وما هي ال احتمالت مجردة وتقديرات ل دليل عليها الثللالث ان
سياق قصة اهباط الله تعالى لبليس ظاهرة في أنه اهباط الللى الرض مللن
وجوه احدها انه سللبحانه نبلله علللى حكمللة اهبللاطه بمللا قللام بلله مللن التكللبر
المقتضى غاية ذله وطرده ومعاملته بنقيض قصللده وهللو اهبللاطه مللن فللوق
السموات الى قرار الرض ول تقتضى الحكمللة ان يكللون فللوق السللماء مللع
كبره ومنافاة حاله لحال الملئكة الكرمين الثاني انه قال فاخرج منها فإنللك
رجيم وان عليك لعنتي الى يوم الدين وكونه رجيمللا ملعونللا ينفللى ان يكللون
في السماء بيللن المقربيللن المطهريللن الثللالث انله قللال اخللرج منهللا ملذؤما
مدحورا وملكللوت السللموات ل يعلللوه المللذموم المللدحور ابللدا وأمللا القللول
الثاني فهو القول الول بعينه مع زيادة مللا ل يللدل عليلله السللياق بحللال مللن
تقديم ما هو مؤخر في الواقع وتأخير ما هو مقدم فيه فيرد بما رد به القللول
الذي قبله وأما القللول الثللالث وهللو أنلله للتأكيللد فللإن أريللد التأكيللد اللفظللي
المجرد فهذا ل يقع في القرآن وان اريد به انه مستلزم للتغليظ والتأكيد مللع
ما يشتمل عليه من الفائدة فصحيح فالصللواب ان يقللال اعيللد الهبللاط مللرة
ثانية لنه علق عليه حكما غير المعلق علللى الهبللاط الول فللإنه علللق علللى
الول عداوة بعضهم بعضا فقللال اهبطللوا بعضللكم لبعللض عللدو وهللذه جملللة
حالية وهي اسمية بالضمير وحده عنللد الكللثرين والمعنللى اهبطللوا متعللادين
وعلق على الهبوط الثاني حكمين آخرين احدهما هبوطهم جميعا والثاني
^ قوله ^ فإما يأتينكم مني هدى فملن تبلع هلداي فل خلوف عليهلم ولهلم
يحزنون فكأنه قيل اهبطوا بهذا الشرط مأخوذا عليكللم هللذا العهللد وهللو انلله
مهما جاءكم مني هدى فمن اتبعه منكم فل خوف عليه ول حزن يلحقه ففي
الهباط الول إيذان بالعقوبة ومقابلتهم على الجريمللة وفلي الهبلاط الثللاني
روح التسلية والستبشاربحسن عاقبة هذا الهبوط لملن تبللع هللداي ومصلليره
الى المن والسرور المضاد للخوف والحزن فكسرهم بالهبللاط الول وجللبر
من اتبع هداه بالهباط الثاني على عادته سبحانه ولطفه بعباده وأهل طاعته
كما كسر آدم بالخراج من الجنة وجللبره بالكلمللات الللتي تلقاهللا منلله فتللاب
عليه وهداه ومن تدبر حكمته سبحانه ولطفه وبره بعباده وأهللل طللاعته فللي
كسره لهم ثم جبره بعد النكسار كما يكسر العبد بالذنب ويذله به ثم يجبره
بتوبته عليه ومغفرته له وكما يكسللره بللأنواع المصللائب والمحللن ثللم يجللبره
بالعافية والنعمة انفتح له باب عظيم من أبلواب معرفتله ومحبتله وعللم انله
ارحم بعباده من الوالدة بولدها وان ذلك الكسر هللو نفللس رحمتلله بلله وبللره
ولطفه وهو أعلم بمصلحة عبده منه ولكلن العبلد لضلعف بصليرته ومعرفتله
بأسللماء ربلله وصللفاته ل يكللاد يشللعر بللذلك ول ينللال رضللا المحبللوب وقربلله
والبتهاج والفرح بالدنو منه والزلفى لديه العلى جسر من الذلة والمسللكنة
وعلى هذا قام امر المحبة فل سبيل الللى الوصللول الللى المحبللوب ال بللذلك
كما قيل #تذلل لمن تهوى لتحظى بقربه %فكم عزة قد نالها العبد بالللذل
#إذا كان من تهوى عزيز او لم تكن %ذليل له فاقرا السلم علللى الوصللل
وقال آخر # :اخضع وذل لمن تحب فليس في %شرع الهوى انللف يشللال
ويقعد وقال آخر # :وما فرحت بالوصل نفس عزيزة %ومللا العللز إل ذلهللا
وانكسارها قالوا وإذا علم ان إبليس اهبط من دار العز عقب امتناعه وإبللائه
من السجود لدم ثبت ان وسوسته له ولزوجه كانت فللي غيللر المحللل الللذي
اهبط منه والله اعلم قالوا واما قولكم ان الجنللة إنمللا جللاءت معرفللة بللاللم
وهي تنصرف الى الجنة الللتي ل يعهللد بنللو آدم سللواها فل ريللب انهللا جللاءت
كذلك ولكن العهد وقع في خطاب الله تعالى آدم لسكناها بقوله اسكن انت
وزوجك الجنة فهي كانت معهودة عند آدم ثم اخبرنا سبحانه عنهامعرفللا لهللا
بلم التعريف فانصرف العرف بها الىتلك الجنة المعهللودة فللي الللذهن وهللي
التي سللكنها آدم ثللم اخللرج منهللا فمللن ايللن فللي هللذا مللا يللدل علللى محلهللا
وموضعها بنفي او إثبات وأما مجيء جنة الخلد معرفة باللم فلنها الجنة
التي اخبرت بها الرسل لممهم ووعدها الرحمن عباده بالغيب فحيث ذكرت
انصرف الذهن اليها دون غيرها لنها قد صارت معلومة في القلوب مستقرة
فيها ول ينصرف الذهن الى غيرها ول يتوجه الخطاب الى سواها وقد جللاءت
الجنة في القرآن معرفللة بللاللم والمللراد بهللا بسللتان فللي بقعللة مللن الرض
كقللوله تعللالى إنللا بلونللاهم كمللا بلونللا اصللحاب الجنللة إذ اقسللموا ليصللرمنها
مصبحين فهذا ل ينصرف الذهن فيها الى جنة الخلد ول الللى جنللة آدم بحللال
قالوا وما قولكم انلله قللد اتفللق اهللل السللنة والجماعللة علىللان الجنللة والنللار
مخلوقتان وإنه لم ينازع في ذلك إل بعض أهلل البللدع والضللل واسلتدللكم
على وجود الجنة الن فحق لننازعكم فيه وعنللدنا مللن الدلللة علللى وجودهللا
اضعاف ما ذكرتم ولكن أي تلزم بين ان تكون جنة الخلد مخلوقللة وبيللن ان
تكون هي جنة آدم بعينها فكانكم تزعمون ان كل من قللال ان جنللة آدم هللي
جنة في الرض فل بد له ان يقول ان الجنة والنار لم يخلقا بعللد وهللذا غلللط
منكم منشؤه من توهمكم ان كل من قال بأن الجنة لم تخلق بعد فإنه يقول
ان جنة آدم هي في الرض كذلك بالعكس ان كل من قال ان جنللة آدم فللي
الرض فيقول ان الجنة لم تخلق فأما الول فل ريب فيه وأملا الثلاني فلوهم
ل تلزم بينهما لفي المذهب ول في الدليل فأنتم نصبتم دليلكللم مللع طائفللة
نحن وانتم متفقون على انكار قولهم ورده وابطاله ولكللن ل يلللزم مللن هللذا
بطلن هذا القول الثالث وهذا واضح قالوا وأما قولكم ان جميع ما نفاه الللله
سبحانه عن الجنة من اللغو والعذاب وسائر الفللات الللتي وجللد بعضللها مللن
ابليس عدو الله فهذا إنما يكون بعد القيامللة إذا دخلهللا المؤمنللون كمللا يللدل
عليه السياق فجوابه من وجهين احدهما ان ظاهر الخبر يقتضي نفيه مطلقللا
لقوله تعالى ل لغو فيها ول تأثيم ولقوله تعالى ل تسمع فيها لغية فهذا نفللي
عام ل يجوز تخصيصه ال بمخصص بين والله سبحانه قد حكم بانها دار الخلد
حكما مطلقا فل يللدخلها ال خالللد فيهللا فتخصيصللكم هللذه التسللمية بمللا بعللد
القيامة خلف الظاهر الثاني ان مللا ذكرتللم إنمللا يصللار اليلله إذا قللام الللدليل
السالم عن المعارض المقاوم انها جنللة الخلللد بعينهللا وحينئذ يتعيللن المصللير
الى ما ذكرتم فأما إذا لم يقم دليل سالم على ذلك ولم تجمع المة عليه فل
يسوغ مخالفة ما دلت عليه النصوص البينة بغيللر مللوجب والللله اعلللم قللالوا
ومما يدل على انها ليست جنة الخلد التي وعدها المتقللون ان الللله سللبحانه
لما خلق آدم اعلمه ان لعمره اجل ينتهي اليه وأنلله لللم يخلقلله للبقللاء ويللدل
على هذا ما رواه الترمذي في جامعه قال حدثنا محمد بن بشار قللال حللدثنا
صفوان بن عيسى حدثنا الحارث بن عبد الرحمن ابن ابي زيللاب عللن سللعيد
بن ابي سعيد المقبري عن ابي هريرة رضى الله عنه قال قال رسللول الللله
لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس فقال الحمد لللله يللا رب فقللال للله
ربه يرحمك الله يا آدم إذهب الى اولئك الملئكة إلى ملء منهم جلوس فقل
السلم
عليكم قالوا وعليك السلم ثم رجع الى ربه فقال ان هذه تحيتك وتحية بنيك
بينهم فقال الله له ويداه مقبوضتان اختر ايتهملا شلئت فقلال اخلترت يميلن
ربي كلتا يدي ربي يمين مباركة ثم بسطها فإذا فيها آدم وذريته قللال أي رب
ما هؤلء قال هؤلء ذريتك فإذا كل إنسان مكتوب عمره بين عينيه فإذا رجل
اضوؤهم او من اضوئهم قال يا رب من هذا قال هذا ابنك داود وقد كتبت له
عمرا اربعين سنة قال يا رب زد في عمره قال ذاك الذي كتبت للله قللال أي
رب فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة قال أنت وذاك قال ثم اسللكن
الجنة ما شاء الله ثم اهبط منها وكللان آدم يعللد لنفسلله فأتللاه ملللك المللوت
فقال له آدم قد عجلت اليس قد كتبت لي الف سنة قال بلى ولكنك جعلللت
لبنك داود ستين سنة فجحد فجحدت ذريته ونسى فنسيت ذريته قللال فمللن
يومئذ امر بالكتاب والشهود هذا حديث حسن غريب م هذا الوجه وروى مللن
غير وجه عن أبي هريرة عن النبي قللالوا فهللذا صللريح فللي أن آدم لللم يكللن
مخلوقا في دار الخلد التي ل يموت من دخلها وإنما خلق في دار الفناء التي
جعل الله لها ولهلها اجل معلوما وفيها اسللكن فللإن قيللل فللإذا كللان آدم قللد
علم ان له عمرا ينتهي اليه وأنه ليس من الخالدين فكيف لم يكللذب ابليللس
ويعلم بطلن قوله حيث قال له هل ادلك على شجرة الخلللد وملللك ل يبلللى
بل جوز ذلك واكل من الشللجرة طمعللا فللي الخلللد فللالجواب مللا تقللدم مللن
الوجهين اما ان يكون المراد بالخلد المكث الطويل الللى أبللد البللد او يكللون
عدوه ابليس لماقاسمه وزوجه وغيرهما واطمعهما بدوامهما في الجنة نسى
ما قدر له من عمره قالوا والمعول عليه في ذلك قوله تعالى للملئكللة إنللي
جاعل في الرض خليفة وهذا الخليفللة هللو آدم باتفللاق النللاس ولمللا عجبللت
الملئكة من ذلك وقالوا اتجعل فيها من يفسللد فيهللا ويسللفك الللدماء ونحللن
نسبح بحمدك ونقدس لك عرفهم سللبحانه ان هللذا الخليفللة الللذي هوجللاعله
في الرض ليس حاله كما توهمتم مللن الفسللاد بللل اعلملله مللن علمللي مللال
تعلمونه فأظهر من فضله وشرفه بأن علمه السماء كلها ثم عرضللهم علللى
الملئكة فلم يعرفوها و قللالوا سللبحانك ل علللم لنللا ال مللا علمتنللا انللك انللت
العليم الحكيم وهذا يدل على ان هللذا الخليفللة الللذي سللبق بلله اخبللار الللرب
تعالى لملئكته وأظهر تعالى فضله وشرفه وأعلمه بمللا لللم تعلملله الملئكللة
وهو خليفة مجعول في الرض ل فلوق السلماء فللإن قيللل قلوله تعللالى انللي
جاعل فللي الرض خليفللة إنمللا هللو بمعنللى سللأجعله فللي الرض فهللي مللآله
ومصيره وهذا ل ينافي ان يكون في جنة الخلد فللوق السللماء اول ثللم يصللير
الى الرض للخلفة التي جعلها الله له واسم الفاعل هنللا بمعنللى السللتقبال
ولهذا انتصب عنلله المفعللول فللالجواب ان الللله سللبحانه اعلللم ملئكتلله بللانه
يخلقه لخلفة الرض ل لسكنى جنة الخلود وخبره الصدق وقوله الحللق وقللد
علمت الملئكة
أنه هو آدم فلو كان قد اسكنه دار الخلود فللوق السللماء لللم يظهللر للملئكللة
وقوع المخبر ولم يحتاجوا الى ان يبين لهم فضله وشرفه وعلملله المتضللمن
رد قولهم أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء فللإنهم إنمللا سللألوا هللذا
السؤال في حق الخليفة المجعول في الرض فامللا مللن هللو فللي دار الخلللد
فوق السماء فلم تتوهم الملئكة منه سفك الللدماء والفسللاد فللي الرض ول
كان اظهار فضللله وشللرفه وعلملله وهللو فللوق السللماء رادا لقللولهم وجوابللا
لسؤالهم بل الذي يحصل به جوابهم وضد ما توهمللوه إظهللار تلللك الفضللائل
والعلوم منه وهو في محل خلفته الللتي خلللق لهللا وتللوهمت الملئكللة انلله ل
يحصل منه هناك ال ضدها من الفساد وسفك الدماء وهذا واضح لمن تللأمله
وأما اسم الفاعل وهو فاعل وإن كان بمعنى الستقبال فلن هذا إخبللار عملا
سيفعله الرب تعالى في المستقبل من جعله الخليفة في الرض وقد صللدق
وعده ووقع ما أخبر به وهذا ظاهر في أنه ملن أول الملر جعلله خليفلة فلي
الرض وأما جعله في السماء اول ثم جعله خليفة في الرض ثانيللا وإن كللان
مما ل ينافي الستخلف المذكور فهو ممال يقتضيه اللفظ بوجه بللل يقتضللى
ظاهره خلفه فل يصار اليه إل بدليل يوجب المصير اليه وحوله ندندن قللالوا
وايضا فمن المعلوم الذي ل يخالف فيه مسلم ان الله سبحانه خلق آدم ملن
تراب وهو تللراب هللذه الرض بل ريللب كمللا روى الترمللذي فللي جللامعه مللن
حديث عوف عن قسامة بن زهير عن ابي موسى الشعري رضى الللله عنلله
قال قال رسول الله ان الله تبارك وتعالى خلق آدم مللن قبضللة قبضللها مللن
جميع الرض فجاء بنللو آدم علللى قللدر الرض فجللاء منهللم الحمللر والبيللض
والسود وبين ذلك والسهل والحللزن والخللبيث والطيللب قللال الترمللذي هللذا
حديث حسن صحيح وقد رواه المام احمد في مسنده من طللرق عللدة وقللد
أخبر سبحانه انه خلقه من تراب وأخبر انه خلقه من سللة من طيللن واخللبر
انه خلقه من صلصللال مللن حمللأ مسللنون والصلصللال قيللل فيلله هللو الطيللن
اليابس الذي له صلصلة ما لللم يطبللخ فللإذا طبللخ فهللو فخللار وقيللل فيلله هللو
المتغير الرائحللة مللن قللولهم صللل إذا انتللن والحمللأ الطيللن السللود المتغيللر
والمسنون قيل المصبوب من سننت الماء إذا صللببته وقيللل المنتللن المسللن
من قولهم سننت الحجر على الحجر إذا حككته فإذا سال بينهما شلليء فهللو
سنين ول يكون إل منتنا وهذه كلها اطوار التراب الذي هو مبللدؤه الول كمللا
اخبر عن خلق الذرية من نطفة ثم من علقللة ثللم مللن مضللغة وهللذه احللوال
النطفة التي هي مبدأ الذرية ولم يخللبر سللبحانه انلله رفعلله مللن الرض الللى
فوق السموات ل قبل التخليق ول بعده وإنما اخبر عللن اسللجاد الملئكللة للله
وعن إدخاله الجنة وما جرى له مع إبليس بعد خلقه فللأخبر سللبحانه بللالمور
الثلثة في نسق واحد مرتبطا بعضها ببعض قللالوا فللأين الللدليل الللدال علللى
إصعاد مادته واصعاده بعدخلقه الى فللوق السللموات هللذا ممللا ل دليللل لكللم
عليه اصل ول هو لزم من لوازم ما أخبر الله به قالوا ومللن المعلللوم ان مللا
فوق
السموات ليس بمكان للطين الرضي المتغيللر الرائحللة الللذي قللد انتللن مللن
تغيره وإنما محله هذا الرض التي هي محل المتغيرات والفاسدات وأمللا مللا
كان فوق الملك فل يلحقه تغير ول نتن ولفساد ول استحاله قالوا وهذا امر
ل يرتاب فيه العقلء قالوا وقد قللال تعلالى وأمللا الللذين سللعدوا ففللي الجنللة
خالدين فيها ما دامت السموات والرض إل ما شاء ربك عطللاء غيللر مجللذوذ
فأخبر سبحانه ان هذا العطاء في جنة الخلللد غيللر مقطللوع ومللا اعطيلله آدم
فقد انقطع فلم تكن تلك جنة الخلد قالوا وأيضا فل نزاع في ان الللله تعللالى
خلق آدم في الرض كما تقدم ولم يذكر في قصته انه نقله الى السماء ولللو
كان تعالى قد نقله الى السماء لكان هذا اولى بالذكر لنه من اعظللم انللواع
النعم عليلله واكللبر اسللباب تفضلليله وتشللريفه وابلللغ فللي بيللان آيللات قللدرته
وربوبيته وحكمته وابلغ في بيان المقصود من عاقبة المعصللية وهللو الهبللاط
من السماء التي نقل اليها كما ذكر ذلك في حق ابليس فحيث لم يجيء في
القرآن ول في السنة حرف واحد أنه نقله الى السماء ورفعه اليها بعد خلقه
في الرض علم ان الجنة التي ادخلهلا للم تكلن هلي جنلة الخللد اللتي فلوق
السموات قالوا وأيضا فإنه سبحانه قد اخبر في كتللابه انلله لللم يخلللق عبللاده
عبثا ول سدى وأنكر على من زعم ذلك فدل على ان هذا مناف لحكمته ولو
كانتا جنة آدم هي جنة الخلد لكللانوا قللد خلقللوا فللي دار ل يللؤمرون فيهللا ول
ينهون وهذا باطل بقللوله أيحسللب النسللان ان يللترك سللدى قللال الشللافعي
وغيره معطل ل يؤمر ول ينهى وقال أفحسبتم انا خلقناكم عبثا فهو تعالى لم
يخلقهم عبثا ول تركهم سدى وجنة الخلللد ل تكليللف فيهللا قللالوا وأيضللا فللإنه
خلقها جزاء للعاملين بقوله تعالى نعم اجر العللالمين وجللزاء للمتقيللن بقللوله
ولنعم دار المتقين ودار الثواب بقوله ثوابا من عند الله فلم يكن ليسكنها إل
من خلقها لهم من العاملين ومن المتقين ومن تبعهم مللن ذريللاتهم وغيرهللم
من الحور والوللدان وبالجمللة فحكمتله تعلالى اقتضلت انهلا ل تنلال ال بعللد
البتلء والمتحان والصبر والجهللاد وأنللواع الطاعللات وإذا كللان هللذا مقتضللى
حكمته فإنه سبحانه ل يفعل ال ما هومطابق لها قالوا فإذا جمع ما أخبر الله
عز وجل به من انه خلقه من الرض وجعللله خليفللة فللي الرض وأن ابليللس
وسوس له في مكانه الذي اسكنه فيه بعد ان اهبط ابليس من السماء وأنلله
أخبر ملئكته انه جاعل في الرض خليفة وأن دار الجنة ل لغو فيها ول تللاثيم
وان من دخلها ل يخرج منها ابدا وان من دخلها ينعم ل يبؤس وانلله ل يخللاف
ول يحزن وان الله سبحانه حرمها علللى الكللافرين وعللدو الللله ابليللس اكفللر
الكافرين فمحال ان يدخلها اصللل ل دخللول عبللور ول دخللول قللرار وانهللا دار
نعيم ل دار ابتلء وامتحان الى غير ذلك مما ذكرناه من منافاة اوصللاف جنللة
الخلد للجنة التي اسكنها آدم إذا جمع ذلك بعضه الى بعض ونظر فيلله بعيللن
النصاف والتجرد عن نصرة المقالت تبين الصواب من ذلك والله المستعان
#قال الخرون بل الجنة التي اسكنها آدم عنللد سلللف المللة وأئمتهللا وأهللل
السنة والجماعة هي جنة الخلد ومن قال انها كانت جنللة فللي الرض بللأرض
الهند أو بأرض جدة او غير ذلك فهو من المتفلسفة والملحدين والمعتزلة او
من اخوانهم المتكلمين المبتدعين فإن هذا يقوله من يقوله مللن المتفسلللفة
والمعتزلة والكتاب يرد هذا القول وسلف المة وأئمتها متفقون علللى بطلن
هذا القول قال تعالى وإذ قلنا للملئكة اسجدوا لدم فسجدوا ال ابليس ابللى
واستكبر وكان من الكافرين وقلنا يا آدم اسكن انت وزوجك الجنة وكل منها
رغدا حيللث شللئتما ول تقربللا هللذه الشللجرة فتكونللا مللن الظللالمين فأزلهمللا
الشيطان عنها فاخرجهما مما كانللا فيلله وقلنللا اهبطللوا بعضللكم لبعللض عللدو
ولكم في الرض مسللتقر ومتللاع الللى حيللن فقللد أخللبر سللبحانه أنلله أمرهللم
بالهبوط وان بعضهم لبعض عدو ثم قال ولكم في الرض مستقر ومتاع الللى
حين وهذا بين انهم لم يكونوا في الرض وإنما اهبطوا الى الرض فللإنهم لللو
كانوا في الرض وانتقلوا منها الى ارض اخرى كما انتقللل قللوم موسللى مللن
ارض الى ارض كان مستقرهم ومتاعهم الى حين فللي الرض قبللل الهبللوط
كما هو بعده وهذا باطل قالوا وقد قال تعالى في سورة العللراف لمللا قللال
إبليس أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طيللن قللال فللاهبط منهللا فمللا
يكون لك ان تتكبر فيها فاخرج انك من الصاغرين يبين اختصاص الجنة الللتي
في السماء بهذا الحكم بخلف جنة الرض فإن ابليس كان غيللر ممنللوع مللن
التكبر فيها والضمير في قوله منها عائد الى معلوم وان كان غير مذكور في
اللفظ لن العلم به أغنى عن ذكره قالوا وهللذا بخلف قللوله اهبطللوا مصللرا
فإن لكم ما سألتم فإنه لم يذكر هنا ما اهبطوا منه وإنما ذكر ما اهبطوا اليه
بخلف اهباط ابليس فإنه ذكر مبدأ هبوطه وهللو الجنللة والهبللوط يكللون مللن
علوالى سفل وبنو اسرائيل كانوا بجبال السراة المشرفة علللى مصللر الللذي
يهبطون اليه ومن هبط من جبل الللى واد قيللل للله اهبللط قللالوا وايضللا فبنللو
اسرائيل كانوا يسيرون ويرحلون والذي يسير ويرحل إذا جاء بلدة يقال نزل
فيها لن من عادته ان يركب في مسيره فإذا وصل نللزل عللن دوابلله ويقللال
نزل العدو بأرض كذا ونزل القفل ونحللوه ولفللظ النللزول كلفللظ الهبللوط فل
يستعمل نزل وهبط ال إذا كان من علو الى سفل وقال تعللالى عقللب قللوله
اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الرض مسللتقر ومتللاع الللى حيللن قللال
فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون فهذا دليل على انهم لم يكونوا قبل
ذلك في مكان فيه يحيون وفيه يموتون ومنه يخرجون والقللرآن صللريح فللي
انهم انما صاروا اليه بعدالهباط قللالوا ولللو لللم يكللن فللي هللذه ال قصللة آدم
وموسى لكانت كافية فإن موسى إنما لم آدم عليلله السلللم لمللا حصللل للله
ولذريته من الخروج من الجنة مللن النكللد والمشللقة فلللو كللانت بسللتانا فللي
الرض لكان غيره من بساتين الرض يعوض
عنه وموسى اعظم قدرا مللن ان يلللومه علللى ان اخللرج نفسلله وذريتلله مللن
بستان في الرض قالوا وكذلك قول آدم يوم القيامة لما يرغب اليلله النللاس
ان يستفتح لهم باب الجنة فيقول وهل اخرجكم منهللا ال خطيئة ابيكللم فللإن
ظهور هللذا فللي كونهللا جنللة الخلللد وانلله اعتللذر لهللم بللانه ل يحسللن منلله ان
يستفتحها وقد اخرج منها بخطيئته من اظهر الدلة قال الولللون امللا قللولكم
ان من قال انها جنة في الرض فهو من المتفلسفة والملحدين والمعتزلة او
من اخوانهم فقد اوجدناكم من قال بهذا وليس من احد من هؤلء ومشاركة
أهل الباطل للمحق في المسئلة ل يدل على بطلنها ول تكون اضللافتها لهللم
موجبة لبطلنها ما لم يختص بها فإن اردتم أنه لم يقل بذلك إل هؤلء فليس
كذلك وإن اردتم ان هؤلء من جملة القائمين بهذا لم يفدكم شيئا قالوا وأما
قولكم وسلف المة وأئمتها متفقون على بطلن هذا القول فنحللن نطللالبكم
بنقل صحيح عن واحد من الصحابة ومن بعدهم من ائمة السللف فضلل علن
اتفاقهم قالوا ول يوجد عن صاحب ول تابع ول تابع تابع خبر يصح موصول ول
شاذا ول مشهورا ان النبي قال ان الله تعللالى اسللكن آدم جنللة الخلللد الللتي
هي دار المتقين يوم المعاد قالوا وهذا القاضي منذر بن سعيد قد حكى عللن
غير واحد من السلف انهللا ليسللت جنللة الخلللد فقللال ونحللن نوجللدكم ان ابلا
حنيفة فقيه العراق ومن قال بقوله قد قللالوا ان جنللة آدم الللتي خلقهللا الللله
ليست جنة الخلد وليسوا عند أحد من العالمين من الشاذين بل من رؤسللاء
المخالفين وهذه الدواوين مشحونة من علومهم وقد ذكرنا قللول ابللن عيينللة
وقد ذكر ابن مزين في تفسيره قال سللألت ابللن نللافع عللن الجنللة أمخلوقللة
فقال السكوت عن هذا افضل قالوا فلو كان عنللد ابللن نللافع ان الحنللة الللتي
اسكنها آدم هي جنة الخلد لم يشك انها مخلوقة ولم يتوقف في ذلللك وقللال
ابن قتيبة في كتابه غريب القرآن في قوله تعالى وقلنا اهبطوا منها قال ابن
عباس رضى الله عنهما في رواية ابي صالح هو كمللا يقللال هبللط فلن ارض
كذا وكذا ولم يذكر في كتابه غيره فأين اجماع سلف المة وأئمتها قالوا واما
احتجاجكم بقوله تعالى ولكم في الرض مستقر عقيب قوله اهبطوا فهللذا ل
يدل على انهم كانوا في جنة الخلد فان احد القوال في المسئلة انهللا كللانت
جنة في السماء غير جنة الخلد كما حكاه الماوردي فللي تفسللره وقللد تقللدم
وأيضا فإن قوله ولكم في الرض مسللتقر يللدل علللى ان لهللم مسللتقرا الللى
حين في الرض المنقطعة عن الجنة ول بد فللإن الجنللة ايضللا لهللا ارض قللال
تعالى عن اهل الجنة وقالوا الحمللد لللله الللذي صللدقنا وعللده واورثنللا الرض
نتبوأ من الجنة حيث نشاء فنعم اجر العاملين فدل على ان قوله ولكللم فللي
الرض مستقر المراد به الرض الخالية من
تلك الجنة ل كل ما يسمى ارضا وكان مستقرهم الول فللي ارض الجنللة ثللم
صار في ارض البتلء والمتحان ثم يصير مستقر المؤمنين يوم الجزاء ارض
الجنة ايضا فل تدل الية علللى ان جنللة آدم هللي جنللة الخلللد قللالوا وهللذا هللو
الجواب بعينه عن استدللكم بقوله تعللالى قللال فيهللا تحيللون وفيهللا تموتللون
ومنها تخرجون فان المراد به الرض التي اهبطوا اليها وجعللت مسلكنا لهلم
بدل الجنة وهذا تفسير المستقر المذكور في البقرة مع تضمنه ذكر الخللراج
منها قالوا وأما قوله تعالى لبليس اهبط منها فما يكللون لللك ان تتكللبر فيهللا
وقولكم ان هذا انما هو في الجنة التي في السماء وال فجنة الرض لم يمنع
ابليس من التكبر فيها فهو دليل لنا فللي المسللئلة فللإن جنللة الخلللد ل سللبيل
لبليس الى دخولها والتكللبر فيهللا اصللل وقللد اخللبر تعللالى انلله وسللوس لدم
وزوجه وكذبهما وغرهما وخانهما وتكللبر عليهمللا وحسللدهما وهمللا حينئذ فللي
الجنة فدل على انها لم تكن جنة الخلد ومحلال ان يصلعد اليهلا بعلد اهبلاطه
واخراجه منها قالوا والضمير في قوله اهبطوا منها إما ان يكللون عللائدا الللى
السماء كما هو احد القولين وعلىهذا فيكون سبحانه قد اهبطلله مللن السللماء
عقب امتناعه من السجود وأخبر انه ليس له ان يتكبر ثم تكبر وكذب وخللان
في الجنة فدل على انها ليست في السماء او يكون عائدا الللى الجنللة علللى
القول الخر ول يلزم من هذا القول ان تكون الجنة التي كاد فيها آدم وغللره
قاسمه كاذبا في تلك التي اهبط منها بل القرآن يدل علللى انهللا غيرهللا كمللا
ذكرناه فعلى التقديرين ل تدل الية على ان الجنة التي جرى لدم مع ابليس
ما جرى فيها هي جنة الخلد قالوا وأما قولكم ان بني اسللرائيل كللانوا بجبللال
السراة المشرفة على الرض التي يهبطون وهللم كللانوا يسلليرون ويرحلللون
فلذلك قيل لهم اهبطوا فهذا حق ل ننازعكم فيه وهو بعينلله جللواب لنللا فللإن
الهبوط يدل على ان تلك الجنة كانت اعل من الرض التي اهبطوا اليها وامللا
كونها جنة الخلد فل قالوا والفرق بين قوله اهبطوامصرا وقوله اهبطوا منهللا
فإن الول لنهاية الهبوط وغايته وهبطوا منها متضمن لمبدئه وأوله ل تأثير له
فيما نحن فيه فإن هبط من كذا الى كذا يتضمن معنللى النتقللال مللن مكللان
عال الى مكلان سلافل فلأي تلأثير لبتلداء الغايلة ونهايتهلا فلي تعييلن محلل
الهبوط بأنه جنة الخلد قالوا وأما قصة موسى وللومه لدم علللى إخراجهملن
الجنة فل يدل على أنها جنة الخلللد وقللولكم ل يظللن بموسللى أنلله يلللوم آدم
على إخراجه نفسه وذريته من بستان في الرض تشنيع ل يفيد شلليئا افللترى
كان ذلك بسللتانا مثللل آحللاد هللذه البسللاتين المقطوعللة المهوعللة الللتي هللي
عرضة الفات والتعب والنصب والظمللأ والحللرث والسللقي والتلقيللح وسللائر
وجوه النصب الذي يلحق هللذه البسللاتين ول ريللب ان موسللى عليلله الصلللة
والسلم أعلم واجل من ان يلوم آدم على
خروجه وإخراج بنيه من بستان هذا شأنه ولكن مللن قللال بهللذا وإنمللا كللانت
جنة ل يلحقها آفة ول تنقطللع ثمارهللا ول تغللور انهارهللا ول يجللوع سللاكنها ول
يظمأ ول يضحى للشمس ول يعرى ول يمسه فيها التعب والنصللب والشللقاء
ومثل هذه الجنة يحسن لوم النسان على التسبب فللي خروجلله منهللا قللالوا
واما اعتذار آدم عليه الصلة والسلم يوم القيامة لهل الموقف بأن خطيئته
هي التي اخرجته من الجنة فل يحسن ان يستفتحها لهم فهذا ل يسللتلزم ان
تكون هي بعينها التي اخرج منها بل إذا كانت غيرها كللان أبلللغ فللي العتللذار
فإنه إذا كان الخروج من غير جنة الخلد حصل بسللبب الخطيئة فكيللف يليللق
استفتاح جنة الخلد والشفاعة فيها ثم خرج من غيرهللا بخطيئة فهللذا موقللف
نظر الفريقين ونهاية أقدام الطلائفتين فملن كلان لله فضلل عللم فلي هلذه
المسئلة فليجد به فهذا وقت الحاجة اليه ومن علم منتهللى خطللوته ومقللدار
بضاعته فليكل المر الى عللالمه ول يرضللى لنفسلله بللالتنقيص والزراء عليلله
وليكن من اهل التلول الذين هم نظارة الحرب إذا لللم يكللن مللن أهللل الكللر
والفر والطعن والضرب فقد تلقت الفحول وتطللاعنت القللران وضللاق بهللم
المجال في حلبة هذا الميدان #إذا تلقى الفحول في لجب %فكيف حللال
الغصيص في الوسط #هذه معاقلد حجلج الطلائفتين مجتلازة ببابلك واليلك
تساق وهذه بضائع تجار العلماء ينادي عليها في سوق الكسللاد ل فللي سللوق
النفاق فمن لم يكن له به شيء من اسباب البيللان والتبصللرة فل يعللدم مللن
قد استفرغ وسعه وبذل جهده منلله التصللويب والمعللذرة ول يرضللى لنفسلله
بشر الخطتين وابخس الحظين جهل الحللق وأسللبابه ومعللاداة اهللله وطلبلله
وإذا عظم المطلوب وأعوزك الرفيق الناصح العليم فارحل بهمتللك ملن بيلن
الموات وعليك بمعلم إبراهيللم فقللد ذكرنللا فللي هللذه المسللئلة مللن النقللول
والدلة والنكت البديعة ما لعله ل يوجد فللي شلليء مللن كتللب المصللنفين ول
يعرف قدره ال من كان من الفضلء المنصفين ومن الله سبحانه السللتمداد
وعليه التوكل واليه الستناد فإنه ل يخيب من توكل عليه ول يضيع من لذ به
وفوض امره اليه وهو حسبنا ونعم الوكيل
فصل ولما اهبطه سبحانه من الجنة وعرضه وذريته لنواع المحن والبلء
اعطاهم افضل مما منعهم وهوعهده الذي عهد اليه وإلى بنيه وأخبر انه من
تمسك به منهم صار الى رضوانه ودار كرامته قال تعالى عقب اخراجه منهلا
قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى
فمن تبع هداي فل خوف عليهم ول هم يحزنون وفي الية الخرى قال اهبطا
منها جميعا فاما ياتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فل يضل ول يشللقى ومللن
اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا نحشره يوم القيامة اعمللى قللال رب
لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا قال كللذلك اتتللك آياتنللا فنسلليتها وكللذلك
اليوم تنسى فلما كسره سبحانه باهباطه من الجنة جبره وذريته بهللذا العهللد
الذي عهده اليهم فقال تعالى فاما يأتينكم مني هدى وهذه هي ان الشرطية
المؤكدة بما الدالة على استغراق الزمان والمعنى أي وقت وأي حين اتللاكم
من يهدى وجعل جواب هذا الشللرط جملللة شللرطية وهللي قللوله فمللن اتبللع
هداي فل يضل ول يشقى كما تقول إن زرتني فمن بشرني بقدومك فهو حر
وجواب الشرط يكون جملة تامة أما خبرا محضا كقولك ان زرتنللي اكرمتللك
او خبرا مقرونا بالشرط كهذا اومؤكللدا بالقسللم او بللأن واللم كقللوله تعللالى
وإن اطعتموهم انكم لمشركون واما طلبا كقول النبي اذا سالت فاسأل الله
وإذا استعنت فاستعن بالله وقوله وإذا لقيتموهم فاصبروا وقللوله تعللالى وإذا
حللتللم فاصللطادوا فللإذا انسلللخ الشللهر الحللرم فللاقتلوا المشللركين حيللث
وجدتموهم وأكثر ما يأتي هذا النوع مع إذا التي تفيلد تحقيلق وقلوع الشلرط
لسر وهو افادته تحقيقللالطلب عنللد تحقيللق الشللرط فمللتى تحقللق الشللرط
فالطلب متحقق فأتى بإذا الدالة على تحقيق الشرط فعلللم تحقيللق الطلللب
عندها وقد يأتي مع ان قليل كقوله تعالى وإن كذبوك فقل للي عمللي ولكلم
عملكللم وامللا جملللة انشللائية كقللوله لعبللده الكللافر ان اسلللمت فللانت حللر
ولمرأته ان فعلت كذا فانت طالق فهللذا انشللاء للعتللق والطلق عنللد وجللود
الشرط على رأي او انشاء له حال التعليلق ويتلأخر نفلوذه اللى حيلن وجلود
الشللرط علللى رأي آخللر وعلللى التقللديرين فجللواب الشللرط جملللة انشللائية
والمقصود ان جواب الشرط في الية المذكورة جملللة شللرطية وهللي قللوله
فمن اتبع هداي فلخوف عليهم ول هم يحزنون وهذا الشرط يقتضى ارتبللاط
الجملة الولى بالثانيللة ارتبللاط العلللة بللالمعلول والسللبب بالمسللبب فيكللون
الشرط الذي هو ملزوم علة ومقتضيا للجزاء الذي هو لزم فإن كللان بينهمللا
تلزم من الطرفين كان وجود كل منهما بدون دخول الخللر ممتنعللا كللدخول
الجنة بالسلم وارتفاع الخوف والحزن والضلل والشقاء مللع متابعللة الهللوى
وهذه هي عامة شروط القرآن والسنة فإنهلا اسلباب وعلللل والحكلم ينتفللى
بانتفاء علته وإن كان التلزم بينهما من احد الطرفيلن كلان الشلرط ملزوملا
خاصا والجزاء لزما عاما فمتى تحقق الشرط الملزوم الخاص تحقق الجزاء
اللزم العام ول يلزم العكس كما يقال ان كان هللذا انسللانا فهللو حيللوان وإن
كان البيع صحيحا فالملك ثابت وهذا غالب ما يأتي في قيللاس الدللللة حيللث
يكون الشرط دليل على الجزاء فيلزم من وجوده وجللود الجللزاء لن الجللزاء
لزمه ووجود الملزوم يستلزم وجود اللزم ول يلزم من عللدمه عللدم الجللزاء
وان
وقع هذا الشرط بين علة ومعلول فإن كان الحكم معلل بعلل صح ذلك وجاز
ان يكون الجزاء اعم من الشرط كقولك إن كان هذا مرتدا فهللو حلل الللدم
فإن حل الدم اعم من حله بالردة إل ان يقال ان حكم العلة المعينللة ينتفللى
بانتفائها وإن ثبت الحكم بعلة اخرى فهو حكم آخر واما حكللم العلللة المعينللة
فمحال ان ينفى مع زوالهللا وحينئذ فيعللود التلزم مللن الطرفيللن ويلللزم مللن
وجود كل واحد من الشرط والجزاء وجود الخللر ومللن عللدمه عللدمه وتمللام
تحقيق هذا في مسئلة تعليل الحكم الواحد بعلتين وللناس فيه نزاع مشللهور
وفصل الخطاب فيهللا ان الحكللم الواحللد ان كللان واحللدا بللالنوع كحللل الللدم
وثبوت الملك ونقض الطهارة جاز تعليللله بالعلللل المختلفللة وإن كللان واحللدا
بالعين كحل الدم بالردة وثبوت الملك بالبيع اوالميراث ونحللو ذلللك لللم يجللز
تعليله بعلتين مختلفتين وبهذا التفصيل يزول الشتباه في هذه المسألة والله
اعلم ومن تأمل ادلة الطائفتين وجد كل ما احتج بلله مللن رأى تعليللل الحكللم
بعلل مختلفة إنما يدل على تعليل الواحلد بلالنوع بهلا وكلل ملن نفلى تعليلل
الحكم بعلتين إنما يتم دليله على نفي تعليللل الواحللد بللالعين بهمللا فللالقولن
عند التحقيق يرجعان الى شيء واحد والمقصود ان الله سبحانه جعللل اتبللاع
هللداه وعهللده اللذي عهلده الللى آدم سلببا ومقتضلليا لعللدم الخلوف والحلزن
والضلل والشقاء وهذا الجزاء ثابت بثبوت الشرط منتف بانتفائه كمللا تقللدم
بيانه ونفى الخوف والحزن عن متبع الهدى نفي لجميللع انللواع الشللرور فللإن
المكروه الذي ينزل بالعبد متى علم بحصوله فهو خائف منه ان يقللع بلله وإذا
وقع به فهو حزين على ما أصابه منه فهو دائما في خوف وحزن وكل خللائف
حزين فكل حزين خائف وكل من الخوف والحزن يكون على فعل المحبوب
وحصللول المكللروه فالقسللام اربعللة خللوف مللن فللوت المحبللوب وحصللول
المكروه وهذا جماع الشر كله فنفى الله سبحانه ذلك عن متبللع هللداه الللذي
أنزله على السنة رسللله وأتلى فللي نفللي الخلوف بالسللم الللدال عللى نفللي
الثبوت واللزوم فإن أهل الجنة ل بد لهم من الخوف في الدنيا وفللي الللبرزخ
ويوم القيامة حيث يقول آدم وغيره من النبياء نفسي نفسي فأخبر سللبحانه
انهم وإن خافوا فل خوف عليهم أي ل يلحقهم الخوف الذي خافوا منه وأتللى
في نفي الحزن بالفعل المضللارع الللدال علللى نفللي التجللدد والحللدوث أي ل
يلحقهم حزن ول يحدث لهم إذا لم يذكروا ما سلف منهم بل هم في سللرور
دائم ل يعللرض لهللم حللزن علللى مللا فللات وأمللا الخللوف فلمللا كللان تعلقلله
بالمستقبل دون الماضي نفي لحوقه لهم جملة أي الذي خافوا منه ل ينالهم
ول يلم بهم والله اعلم فالحزين إنما يحزن فللي المسللتقبل علللى مللا مضللى
والخائف إنما يخاف في الحال مما يستقبل فل خللوف عليهللم أي ل يلحقهللم
ما خافوا منه ول يعرض لهم حزن على ما فات وقال في الية الخرى فمللن
اتبع هداي فل يضل ول يشقى فنفى عن متبع هداه امرين الضلللل والشللقاء
قال عبد الله بن عباس رضى الله عنهما
تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه ان ل يضللل فللي الللدنيا ول يشللقى
في الخرة ثم قللرأ فأمللا يلاتينكم منللي هللدى فمللن اتبللع هللداي فل يضللل ول
يشقى والية نفت مسمى الضلل والشقاء عن متبع الهدى مطلقا فاقتضللت
الية انه ل يضل في الدنيا ول يشقى ول يضللل فللي الخللرة ول يشللقى فيهللا
فإن المراتب اربعة هدى وشقاوة في الدنيا وهدى وشقاوة في الخللرة لكللن
ذكر ابن عباس رضى الله عنهما في كللل دار اظهللر مرتبتيهللا فللذكر الضلللل
في الدنيا إذ هو اظهر لنا وأقرب من ذكر الضلل في الخللرة وايضللا فضلللل
الدنيا اضل ضلل في الخرة وشقاء الخرة مستلزم للضلل فيها فنبلله بكللل
مرتبة على الخرى فنبه بنفي ضلل الدنيا على نفي ضلل الخرة فإن العبللد
يموت على ما عاش عليه ويبعث على ما مات عليه قال الله تعالى في الية
الخرى ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشللره يللوم القيامللة
اعمى قال رب لم حشرتني اعمى وقد كنت بصلليرا قللال كللذلك اتتللك آياتنللا
فنسيتها وكذلك اليوم تنسى وقال في الية الخرى ومن كان في هذه اعمى
فهو في الخرة اعمى وأضل سبيل فأخبر ان من كان فللي هللذه الللدار ضللال
فهو في الخرة اضل واما نفي شقاء الللدنيا فقللد يقللال انلله لمللا انتفللى عنلله
الضلل فيها وحصل له الهدى والهدى فيه من بللرد اليقيللن وطمأنينللة القلللب
وذاق طعم اليمان فوجللد حلوتلله وفرحللة القلللب بلله وسللروره والتنعيللم بلله
ومصير القلب حيا باليمان مستنيرا بلله قويللا بلله قللد نللال بلله غللذاؤه ورواءه
وشفاءه وحياته ونوره وقوته ولللذته ونعيملله مللا هللو مللن اجللل انللواع النعيللم
واطيب الطيبات واعظم اللذات قال الله تعالى من عمل صالحا من ذكللر او
انثى وهو مؤمن فلنحيينه حيللاة طيبللة ولنجزينهللم اجرهللم باحسللن مللا كللانوا
يعملون فهذا خبر اصدق الصادقين ومخبره عند اهله عين اليقين بل هو حق
اليقين ول بد لكل من عمل صالحا ان يحييه الله حياة طيبللة بحسللب إيمللانه
وعمله ولكن يغلط الجفاة الجلف في مسمى الحياة حيللث يظنونهللا التنعللم
في أنواع المآكل والمشللارب والملبللس والمناكللح او لللذة الرياسللة والمللال
وقهر العداء والتفنن بأنواع الشهوات ول ريللب ان هللذه لللذة مشللتركة بيللن
البهائم بل قد يكون حظ كثير من البهائم منها أكثر مللن حللظ النسللان فمللن
لم تكن عنده لذة ال اللذة التي تشاركه فيها السباع والدواب والنعام فذلك
ممن ينادي عليه من مكان بعيد ولكللن ايللن هللذه اللللذة مللن اللللذة بللأمر إذا
خللالط بشاشللته القلللوب سلللى عللن البنللاء والنسللاء والوطللان والمللوال
والخوان والمساكن ورضى بتركها كلها والخروج منها رأسللا وعللرض نفسلله
لنواع المكاره والمشاق وهو متحل بهذا منشرح الصلدر بله يطيلب لله قتلل
ابنه وأبيه وصاحبته واخيه ل تأخذه في ذلك لومة لئم حتى ان احدهم ليتلقى
الرمح بصدره ويقول فزت ورب الكعبة ويسللتطيل الخللر حيللاته حللتى يلقللى
قوته من يده ويقول انها لحياة طويلة ان صبرت حتى أكلهللا ثللم يتقللدم الللى
الموت فرحا
مسرورا ويقول الخر مع فقره لو علم الملوك وابناء الملوك مللا نحللن عليلله
لجالدونا عليه بالسيوف ويقول الخر انله ليملر بلالقلب اوقلات يرقلص فيهلا
طربا وقال بعض العارفين انه لتمر بي اوقات اقول فيها إن كان اهل الجنللة
في مثل هذا انهم لفي عيش طيب ومن تأمللل قللول النللبي لمللا نهللاهم عللن
الوصال فقالوا انك تواصل فقال انللي لسللت كهيئتكللم إنللي اظللل عنللد ربللي
يطعمني ويسقيني علم ان هذا طعام الرواح وشرابها وما يفيض عليهللا مللن
أنواع البهجة واللذة والسرور والنعيم الذي رسول الله في الذروة العليا منه
وغيره إذا تعلق بغباره رأى ملك الدنيا ونعيمها بالنسبة اليه هبللاء منثللورا بللل
باطل وغرورا وغلط من قال انه كان يأكل ويشرب طعاما وشرابا يغتذى بلله
بدنه لوجوه احدها انه قال اظل عند ربي يطعمنللي ويسللقيني ولللو كللان اكل
وشربا لم يكن وصال ول صوما الثاني ان النبي اخلبرهم انهلم ليسلوا كهيئتله
في الوصال فإنهم إذا واصلوا تضرروا بذلك واماهو فإنه إذا واصل ل يتضللرر
بالوصال فلو كان يأكل ويشرب لكان الجواب وأنللا ايضللا ل اواصللل بللل آكللل
وأشرب كما تأكلون وتشربون فلما قررهللم علللى قللولهم انللك تواصللل ولللم
ينكره عليهم دل على انه كان مواصل وانه لم يكللن يأكللل اكل وشللربا يفطللر
الصائم الثالث انه لو كان اكل وشربا يفطر الصائم لم يصح الجواب بالفللارق
بينهم وبينه فإنه حينئذ يكون هو وهللم مشللتركون فللي عللدم الوصللال فكيللف
يصح الجواب بقوله لست كهيئتكم وهذا امر يعلمه غللالب النللاس ان القلللب
متى حصل له ما يفرحه ويسره من نيل مطلوبه ووصال حللبيبه او مللا يغملله
ويسؤوه ويحزنه شغل عن الطعام والشراب حتى ان كثيرا من العشاق تمر
به اليام ل يأكل شيئا ول تطلب نفسه اكل وقد افصح القائل في هذا المعنى
#لها احاديث من ذكراك تشغلها %عن الشراب وتلهيهللا عللن الللزاد #لهللا
بوجهك نور تستضيء به %ومن حديثك في اعقابهللا حللادى إذ اشللتكت مللن
كلل السير او عدها %روح القدوم فتحيا عند ميعاد #والمقصود ان الهدى
مستلزم لسعادة الدنيا وطيللب الحيللاة والنعيللم العاجللل وهللو أمللر يشللهد بلله
الحس والوجد واما سعادة الخرة فغيب يعلم باليمللان فللذكرها ابللن عبللاس
رضى الله عنهمللا لكونهللا اهللم وهللي الغايللة المطلوبللة وضلللل الللدنيا اظهللر
وبالنجاة منه ينجو من كل شر وهو اضل ضلل الخرة وشقائها فلذلك ذكللره
وحده والله اعلم
فصل وهذان الضللن اعني الضلل والشقاء يذكرهما سبحانه كثيرا في
كلمه ويخبر انهما حللظ اعللدائه ويللذكر ضللدهما وهمللا الهللدى والفلح كللثيرا
ويخبر انهما حظ اوليائه اما الول فكقللوله تعللالى ان المجرميللن فللي ضلللل
وسعر فالضلل الضلل والسعر هو الشقاء والعذاب وقللال تعلالى قللد خسلر
الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين وأما الثاني فكقللوله تعللالى فللي أول
البقرة وقد ذكر المؤمنين وصفاتهم اولئك على هللدى ملن ربهللم واولئك هللم
المفلحون وكذلك في أول لقمان وقال في النعام الذين آمنللوا ولللم يلبسللوا
ايمانهم بظلم اولئك لهم المن وهم مهتللدون ولمللا كللانت سللورة ام القللرآن
اعظم سورة في القرآن وافرضها قراءة على المة واجمعها لكل مللا يحتللاج
اليه العبد واعمها نفعللا ذكللر فيهللا المريللن فأمرنللا ان نقللول اهللدنا الصللراط
المستقيم صراط الذين انعمت عليهللم فللذكر الهدايللة والنعمللة وهمللا الهللدى
والفلح ثم قال غير المغضوب عليهم ول الضللالين فللذكر المغضللوب عليهللم
وهم اهل الشقاء والضالين وهم اهل الضلل وكل من الطائفتين له الضلللل
والشقاء لكن ذكر الوصفين معا لتكن الدللة على كل منهمللا بصللريح لفظلله
وايضا فإنه ذكر ماهو اظهر الوصفين في كل طائفة فإن الغضب على اليهود
أظهر لعنادهم الحق بعدمعرفته والضلل فللي النصللارى اظهللر لغلبللة الجهللل
فيهم وقد صح عن النبي انه قال اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون
فصل وقوله تعالى فاما ياتينكم مني هدى هو خطاب لمن اهبطه من الجنة
بقوله اهبطا منها جميعا بعضكم لبعض عدو ثم قال فاما يأتينكم منللي هللدى
وكل الخطابين لبوي الثقليللن وهللو دليللل علللى ان الجللن مللامورون منهيللون
داخلون تحت شرائع النبياء وهذا مما ل خلف فيه بين المة وان نبينللا بعللث
اليهم كما بعث الى النس كما ل خلف بينهللا ان مسلليئهم مسللتحق للعقللاب
وانما اختلف علماء السلم في المسلم منهللم هللل يللدخل الجنللة فللالجمهور
على ان محسنهم في الجنللة كمللا ان مسلليئهم فللي النللار وقيللل بللل ثللوابهم
سلمتهم من الجحيم واما الجنة فل يللدخلها احللد مللن اولد إبليللس وإنمللاهي
لبني آدم وصالحي ذريته خاصة وحكى هذا القول عن ابي حنيفة رحملله الللله
تعالى واحتج الولون بوجوه احدها هذه الية فانه سبحانه اخللبر ان مللن اتبللع
هداه فل يخاف ول يحزن ول يضل ول يشقى وهذا مستلزم
لكمال النعيم ول يقال ان الية إنما تدل علللى نفللي العللذاب فقللط ول خلف
ان مؤمنيهم ل يعاقبون لنا نقول لولم تدل الية ال على امر عدمي فقط لم
يكن مدحا لملؤمني النللس ولمللا كلان فيهللا ال مجللرد امرعللدمي وهللو علدم
الخوف والحزن ومعلوم ان سياق الية ومقصودها إنما اريد بلله ان مللن اتبللع
هدى الله الذي انزله حصل له غاية النعيم واندفععنه غاية الشقاء وعلبر علن
هذا المعنى المطلوب بنفي المور المذكورة لقتضاء الحال لللذلك فللإنه لمللا
اهبط آدم من الجنة حصل له من الخوف والحزن والشقاء ما حصل فاخبره
سبحانه انه معطيه وذريته عهدا من اتبعه منهم انتفى عنلله الخللوف والحللزن
والضلل والشقاء ومعلوم انه ل ينتفى ذلك كله إل بدخول دار النعيللم ولكللن
المقام بذكر التصريح بنفي غايلة المكروهلات اوللى الثلاني قلوله تعلالى وإذ
صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا انصتوا فلما
قضى ولوا الى قومهم منذرين قالوا يا قومنا إناسللمعنا كتابللا انللزل مللن بعللد
موسى مصدقا لما بين يديه يهدي الى الحق وإلى طريق مسللتقيم يللا قومنللا
اجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنللوبكم ويجركللم مللن عللذاب اليللم
فأخبرنا سبحانه عن نذيرهم اخبارا بقوله ان من اجاب داعيه غفر له وأجاره
من العذاب ولو كانت المغفرة لهم إنما ينالون بها مجرد النجاة مللن العللذاب
كان ذلك حاصل بقوله ويجركلم ملن علذاب اليلم بلل تملام المغفلرة دخلول
الجنة والنجاة من النار فكل من غفر الله له فل بد من دخوله الجنللة الثللالث
قوله تعالى في الحور العين لم يطمثهن إنس قبلهم ول جان فهذا يدل علللى
ان مؤمني الجن والنس يدخلون الجنة وأنه لم يسبق من احد منهللم طمللث
لحد من الحور فدل على ان مؤمنيهم يتأنى منهم طمللث الحللور العيللن بعللد
الدخول كما يتأتى من النس ولو كانوا ممن ل يدخل الجنة لما حسن الخبار
عنهم بذلك الرابع قوله تعالى فإن لم تفعلوا ولللن تفعللوا فللاتقوا النللار الللتي
وقودهللا النللاس والحجللارة اعللدت للكللافرين وبشللر الللذين آمنللوا وعملللوا
الصللالحات ان لهللم جنللات تجللري مللن تحتهللا النهللار كلمللا رزقللوا منهلا مللن
ثمرةرزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا بلله متشللابها ولهللم فيهللا أزواج
مطهللرة وهللم فيهللا خالللدون والجللن منهللم مللؤمن ومنهللم كللافر كمللا قللال
صالحوهم وانا منا المسلمون ومنا القاسطون فكما دخل كافرهم فللي اليللة
الثانية وجب ان يدخل مؤمنهم في الولى الخامس قوله عن صالحيهم فمللن
اسلم فأولئك تحروا رشدا والرشد هو الهدى والفلح وهللو الللذي يهللدى اليلله
القرآن ومن لم يدخل الجنة لم ينل غاية الرشد بل لم يحصل له من الرشللد
ال مجردالعلم السادس قللوله تعللالى سللابقوا الللى مغفللرة ملن ربكللم وجنللة
عرضها كعرض السماء والرض اعدت للذين آمنوا بالله ورسللله ذلللك فضللل
الله يؤتيه مللن يشللاء والللله ذو الفضللل العظيللم ومللؤمنهم ممللن آمللن بللالله
ورسله فيدخل في المبشرين ويستحق البشللارة السللابع قللوله تعللالى والللله
يدعو الى دار السلم ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم ^ عم ^
سبحانه بالدعوة وخص بالهداية المفضية اليها فمن هداه اليها فهو من دعللاه
اليها فمن اهتدى من الجن فهو من المدعوين اليها الثامن قوله تعالى ويللوم
نحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من النس وقال اوليللاؤهم مللن
النس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا اجلنا الذي اجلت لنا قال النار مثواكم
خالدين فيها إل ما شاء الله ان ربك حكيم عليم وكذلك نولي بعض الظالمين
بعضا بما كللانوا يكسللبون يللا معشللر الجللن والنللس الللم يلاتكم رسللل منكللم
يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هلذا قللالوا شللهدنا عللى انفسلنا
وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على انفسهم انهم كللانوا كللافرين ذلللك ان لللم
يكن ربك مهلك القرى بظلم واهلها غافلون ولكل درجات ممللا عملللوا وهللذا
عام في الجن والنس فاخبرهم تعالى ان لكلهم درجات من عمله فاقتضللى
ان يكون لمحسنهم درجات من عمله كما لمحسن النس التاسع قوله تعالى
إن الذين قالوا ربنا الللله ثللم اسللتقاموا تتنللزل عليهللم الملئكللة ان ل تخللافوا
ولتحزنوا وأبشروا بالجنللة الللتي كنتللم توعللدون وقولللوه تعللالى ^ أن الللذين
قالوا ربنا الله ثم استقاموا فل خوف عليهم ول هللم يحزنللون اولئك اصللحاب
الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون ^ ووجه التمسك باليللة مللن جللوه
ثلثة احدها عموم السم الموصول فيها الثللاني ترتيبلله الجللزاء المللذكورعلى
المسألة ليدل علىانه مستحق بها وهو قول ربنا الله مللع السللتقامة والحكللم
يعم بعموم علته فإذا كان دخول الجنة مرتبا على القرار بالله وربللوبيته مللع
الستقامة على امره فمن اتى ذلك استحق الجزاء الثالث انه قال فل خوف
عليهللم ول هللم يحزنللون اولئك اصللحاب الجنللة خالللدين فيهللا جللزاء بمللا
كانوايعملون فدل على ان كل من ل خوف عليه ول حزن فهو من اهل الجنة
وقد تقدم في اول اليات قوله تعالى فمن اتبللع هللداي فل خللوف عليهللم ول
هم يحزنون وانه متناول للفريقيلن ودللت هلذه اليلة عللى ان ملن ل خلوف
عليه ول حزن فهو من اهل الجنة العاشر انه إذا دخللل مسلليئهم النللار بعللدل
الله فدخول محسنهم الجنة بفضله ورحمته اولى فإن رحمته سللبقت غضللبه
والفضل اغلب من العدل ولهذا ل يدخل النار ال من عمل اعمال اهللل النللار
واما الجنة فيدخلها من لم يعمل خيرا قط بللل ينشلليء لهللا أقوامللا يسللكنهم
إياها من غير عمل عملوه ويرفع فيها درجات العبد من غيللر سللعي منلله بللل
بما يصل اليه مللن دعللاء المللؤمنين وصلللتهم وصللدقتهم وأعمللال الللبر الللتي
يهدونها اليه بخلف اهل النار فإنه ل يعذب فيها بغيللر عمللل اصللل وقللد ثبللت
بنص القرآن واجماع المة ان مسيء الجن في النار بعللدل الللله وبمللا كللانوا
يكسبون فمحسنهم في الجنة بفضل الله بما كانوا يعملللون لكللن قيللل انهللم
يكونون في ربض الجنة يراهم اهل الجنللة ول يرونهللم كمللا كللانوا فللي الللدنيا
يرون بني آدم من حيث ل يرونهم ومثل هذا ليعلم ال بتوقيف تنقطع الحجللة
عنده فإن ثبتت حجة يجب اتباعها وإل فهو مما يحكى ليعلم وصحته موقوفة
على الدليل والله أعلم
فصل ومتابعة هدى الله التي رتب عليها هذه المور هي تصديق خبره من
غير اعتراض شبهة تقدح في تصديقه وامتثال امره من غير اعتراض شهوة
تمنع امتثاله وعلى هذين الصلين مدار اليمان وهمللا تصللديق الخللبر وطاعللة
المر ويتبعهما امران آخران وهما نفي شبهات الباطل الواردة عليه المانعللة
من كمال التصللديق وان ل يخمللش بهللا وجلله تصللديقه ودفللع شللهوات الغللي
الواردة عليه المانعة من كمال المتثال فهنا اربعة امور احدها تصديق الخللبر
الثاني بذل الجتهاد في رد الشبهات التي توحيها شياطين الجن والنس فللي
معارضته الثالث طاعة المر والرابع مجاهدة النفس في دفع الشهوات التي
تحللول بيللن العبللد وبيللن كمللال الطاعللة وهللذان المللران اعنللي الشللبهات
والشهوات اصل فساد العبد وشقائه فللي معاشلله ومعللاده كمللا ان الصلللين
الولين وهما تصديق الخبر وطاعة المر اصل سللعادته وفلحلله فللي معاشلله
ومعاده وذلك ان العبد له قوتان قوة الدراك والنظر ومللا يتبعهللا مللن العلللم
والمعرفة والكلم وقوة الرادة والحب وما يتبعه مللن النيللة والعللزم والعمللل
فالشللبهة تللؤثر فسللادا فللي القللوة العلميللة النظريللة مللا لللم يللداوها بللدفعها
والشهوة تؤثر فسادا في القوة الرادية العملية ما لم يلداوها باخراجهللا قلال
الله تعالى في حق نبيه يذكر مامن به عليه من نزاهته وطهللارته ممللا يلحللق
غيره من ذلك ^ والنجم إذا هوى ما ضللل صللاحبكم ومللا غللوى ^ فمللا ضللل
دليل على كمال علمه ومعرفته وانه على الحق المبين وما غوى دليللل علللى
كمال رشده وأنه أبر العالمين فهو الكامل في علمه وفي عمله وقللد وصللف
بذلك خلفاءه من بعده وأمر باتباعهم على سنتهم فقال عليكم بسنتي وسنة
الخلفاء الراشدين المهديين من بعللدي رواه الترمللذي وغيللره فالراشللد ضللد
الغاوي والمهدي ضد الضال وقد قال تعالى كالللذين مللن قبلكللم كللانوا اشللد
منكم قوة وأكثر اموال وأولدا فاستمتعوا بخلقهم فاستمتعتم بخلقكللم كمللا
اسللتمتع الللذين مللن قبلكللم بخلقهللم وخضللتم كالللذي خاضللوا اولئك حبطللت
اعمالهم في الدنيا والخرةوأولئك هم الخاسرون فذكر تعالى الصلين وهمللا
دار الولين والخرين احللدهما السللتمتاع بللالخلف وهللو النصلليب مللن الللدنيا
والسللتمتاع بلله متضللمن لنيللل الشللهوات المانعللة مللن متابعللة المللر بخلف
المؤمن فإنه وان نال من الللدنيا وشللهواتها فللإنه ل يسللتمتع بنصلليبه كللله ول
يذهب طيباته في حياته الدنيا بل ينال منهللا مللا ينللال منهللا ليتقللوى بلله علللى
التزود لمعاده والثاني الخوض بالشبهات الباطلة وهو قوله ^ وخضتم كالذي
خاضوا ^ وهذا شأن النفوس الباطلة التي لم تخلللق للخللرة لتللزال سلاعية
في نيل شهواتها فإذا نالتها فإنما هي في خوض بالباطل الذي ل يجدي عليها
إل الضرر العاجل والجل ومن تمام حكمة الله تعالى انه يبتلى هذه النفوس
بالشقاء والتعب في تحصيل مراداتها وشهواتها فل تتفللرغ للخللوض بالباطللل
ال قليل ولو تفرغت هذه النفوس الباطولية
لكانت ائمة تدعوا الىالنار وهذا حال من تفللرغ منهللا كمللا هومشللاهد بالعيللان
وسواء كان المعنى وخضتم كالحزب الذي خاضوا او كللالفريق الللذي خاضللوا
فإن الذي يكون للواحد والجمللع ونظيللره قللوله تعللالى والللذي جللاء بالصللدق
وصدق به اولئك هم المتقون لهم ما يشاؤن عند ربهم ذلك جزاء المحسللنين
لكن ل يجرى على جمع تصحيح فل يجيء المسلمون الذي جاؤوا وإنا يجيللء
غالبا في اسم الجمع كالحزب والفريق او حيث ل يذكر الموصوف وان كللان
جمعا كقول الشاعر #وإن الللذي جللاءت تقبللح دمللاؤهم %هللم القللوم كللل
القوم يا أم خالد #او حيث يراد الجنس دون الواحد والعدد كقوله تعالى ^
والذي جاء بالصدق وصدق به ^ ثم قال ^ اولئك هللم المتقللون ^ ونظيللره
الية التي نحن منها وهي قوله ^ وخضتم كالذي خاضللوا ^ او كللان المعنللى
علىالقول الخر وخضتم خوضا كالخوض الذي خاضللوا فيكللون صللفة لمصللدر
محذوف كقولك اضرب كالذي ضرب واحسن كالذي احسن ونظائره وعلللى
هذا فيكون العائد منصوبا محذوفا وحذفه في مثل ذلللك قيللاس مطللرد علللى
القولين فقد ذمه سبحانه على الخوض بالباطل واتبللاع الشللهوات واخللبر ان
من كانت هذه حالته فقد حبط عمله في الدنيا والخرة وهو مللن الخاسللرين
ونظير هذا قول اهل النار لهل الجنة وقد سألوهم كيف دخلوها قالوا لم نك
من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكللذب
بيوم الدين فذكروا الصلين الخوض بالباطل ومللا يتبعلله مللن التكللذيب بيللوم
الللدين وايثللار الشللهوات ومللا يسللتلزمه مللن تللرك الصلللوات واطعللام ذوي
الحاجات فهذان الصلن هماما هما والله ولي التوفيق
فصل والقلب السليم الذي ينجو من عذاب الله هو القلب الذي قد سلم
من هذا وهذا فهو القلب الذي قد سلللم لربلله وسلللم لمللره ولللم تبللق فيلله
منازعة لمره ول معارضة لخبره فهو سليم مما سوى الله وأمره ل يريللد ال
الله ول يفعل إل ما أمللره الللله فللالله وحللده غللايته وامللره وشللرعه وسلليلته
وطريقته ل تعترضه شبهة تحول بينه وبين تصديق خبره لكن ل تمر عليلله إل
وهي مجتازة تعلم انه ل قرار لها فيه ول شهوة تحول بينه وبين متابعة رضاه
ومتى كان القلب كذلك فهو سليم من الشرك وسليم من البدع وسليم مللن
الغي وسليم من الباطل وكل القوال التي قيلت في تفسيره فذلك يتضمنها
وحقيقته انه القلب الذي قد سلم لعبوديللة ربلله حيللاء وخوفللا وطمعللا ورجللاء
ففنى بحبه عن حب ما سواه وبخوفه عن خوف ما سواه وبرجائه عن رجللاء
ما سواه وسلم لمره
ولرسوله تصديقا وطاعة كما تقدم واستسلم لقضائه وقدره فلم يتهمه ولللم
ينازعه ولم يتسخط لقداره فاسلم لربه انقيادا وخضوعا وذل وعبودية وسلم
جميع احواله واقواله واعماله واذواقه ومواجيده ظاهرا وباطنللا مللن مشللاكة
رسوله وعرض ما جاء من سواها عليها فما وافقها قبله وما خالفها رده ومللا
لم يتبين له فيه موافقللة ول مخالفلة وقلف املره وأرجللأه اللى ان يتللبين لله
وسالم أولياءه وحزبه المفلحين الذابين عللن دينلله وسللنة نللبيه القللائمين بهللا
وعادى اعداءه المخالفين لكتابه وسنة نللبيه الخللارجين عنهمللا الللداعين الللى
خلفهما
فصل وهذه المتابعة هي التلوة التي اثنى الله على اهلها في قوله
تعالى ان الذين يتلون كتاب الله وفي قوله إن الذين آتيناهم الكتللاب يتلللونه
حق تلوته اولئك يؤمنون به والمعنى يتبعللون كتللاب الللله حللق اتبللاعه وقللال
تعالى اتل ما اوحى اليك من الكتاب واقم الصلة ^ وقال ^ إنما امللرت ان
اعبد رب هللذه البلللدة الللذي حرمهللا وللله كللل شلليء وأمللرت ان اكللون مللن
المسلمين وان اتلوا القرآن فحقيقللة التلوة فللي هللذه المواضللع هللي التلوة
المطلقة التامة وهي تلوة اللفظ والمعنى فتلوة اللفظ جزء مسمى التلوة
المطلقة وحقيقة اللفظ إنمللا هللي التبللاع يقللال اتللل اثللر فلن وتلللوت اثللره
وقفوته وقصصته بمعنى تبعت خلفه ومنلله قللوله تعللالى والشللمس وضللحاها
والقمر إذا تلهللا أي تبعهللا فللي الطلللوع بعللد غيبتهللا ويقللال جلاء القللوم يتلللو
بعضهم بعضا أي يتبع وسمى تالي الكلم تاليا لنه يتبع بعض الحللروف بعضللا
ل يخرجها جملة واحدة بل يتبع بعضللها بعضللا مرتبللة كلمللا انقضللى حللرف او
كلمة اتبعه بحرف آخر وكلمة اخرى وهذه التلوة وسيلة وطريقة والمقصللود
التلوة الحقيقية وهي تلوة المعنللى واتبللاعه تصللديقا بخللبره وائتمللارا بللأمره
وانتهاء بنهيه وائماما به حيث ما قادك انقدت معه فتلوة القرآن تتناول تلوة
لفظه ومعناه وتلوة المعنى اشرف من مجرد تلوة اللفظ وأهلهللا هللم اهللل
القرآن الذين لهم الثناء في الدنيا والخرة فإنهم اهل تلوة ومتابعة حقا
فصل ثم قال تعالى ومن اعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره
يوم القيامة اعمى لما أخبر سبحانه عللن حللال مللن اتبللع هللداه فللي معاشلله
ومعاده اخبر عن حال من اعرض عنلله ولللم يتبعلله فقللال ومللن اعللرض عللن
ذكري فإن له معيشة ضنكا أي علن اللذكر اللذي انزلتله فاللذكر هنلا مصلدر
مضاف الى الفاعل كقيامي وقراءتي ل الى المفعللول وليللس المعنللى ومللن
اعرض
عن ان يذكرني بل هذا لزم المعنى ومقتضاه من وجه آخر سنذكره واحسن
من هذا الوجه ان يقال الذكر هنا مضاف إضافة السماء ل إضللافة المصللادر
الى معمولتها والمعنى ومن اعرض عن كتابي ولم يتبعه فإن القرآن يسمى
ذكرا قال تعالى وهذا ذكر مبارك انزلناه وقال تعالى ذلللك نتلللوه عليللك مللن
اليات والذكر الحكيم وقال تعالى وما هو ال ذكر للعللالمين وقللال تعللالى إن
الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وانه لكتاب عزيز وقال تعلالى إنملا تنلذر ملن
اتبع الذكر وخشي الرحمن وعلللى هللذا فاضللافته كاضللافة السللماء الجوامللد
التي ل يقصد بها اضافة العامل الىمعموله ونظيره في اضلافة اسلم الفاعلل
غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب فلإن هلذه الضلافات للم يقصلد بهلا
قصد الفعل المتجدد وإنما قصد بها قصد الوصف الثابت اللزم وكذلك جرت
اوصافا على اعرف المعارف وهو اسم الله تعللالى فللي قللوله تعللالى تنزيللل
الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابللل التللوب شللديد العقللاب ذي
الطول ل إله إل هو اليه المصير
فصل وقوله تعالى فإن لله معيشلة ضلنكا فسللرها غيللر واحلد ملن السلللف
بعذاب
القبر وجعلوا هللذه اليللة احللد الدلللة الدالللة علللى عللذاب القللبر ولهللذا قللال
ونحشره يوم القيامة اعمى قال رب لم حشللرتني اعمللى وقللد كنللت بصلليرا
قال كذلك اتتك آياتنللا فنسليتها وكللذلك اليلوم تنسلى أي تلترك فللي العللذاب
كماتركت العمل بآياتنا فذكر عذاب الللبرزخ وعللذاب دار البللوارونظيره قللوله
تعالى في حق آل فرعون النار يعرضون عليها غدوا وعشيا فهذا في الللبرزخ
ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون اشد العذاب فهذا في القيامة الكللبرى
ونظيره قوله تعالى وللو تلرى إذ الظلالمون فلي غملرات الملوت والملئكلة
باسطوا ايديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون
على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون فقول الملئكة اليوم تجللزون
عذاب الهون المراد به عذاب البرزخ الذي أوله يوم القبض والموت ونظيره
قوله تعللالى ولللو تللرى إذ يتللوفى الللذين كفللروا الملئكللة يضللربون وجللوههم
وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق فهذه الذاقة هللي فللي الللبرزخ واولهللا حيللن
الوفاة فإنه معطوف علىقوله يضربون وجللوههم وأدبللارهم وهللو مللن القللول
المحذوف مقوله لدللة الكلم عليه كنظائره وكلهما واقع وقت الوفاة وفي
الصحيح عن البراء بن عازب رضى الله عنه في قوله تعالى يثبت الله الذين
امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الخرة قال نزلت في عذاب القبر
والحاديث في عذاب القبر تكاد تبلغ حد التواتر والمقصللود ان الللله سللبحانه
اخبر ان من اعرض عن ذكره وهو الهدى الذي من اتبعه ل يضللل ول يشللقى
فإن له معيشة ضنكا وتكفل لمن حفظ
عهده ان يحييه حياة طيبة ويجزيه اجره في الخرة فقللال تعللالى مللن عمللل
صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينلله حيللاة طيبللة ولنجزينهللم اجرهللم
باحسن ما كانوا يعملون فاخبر سبحانه عن فلح ما تمسك بعهده علماوعمل
في العاجلة بالحياة الطيبة وفي الخرة باحسن الجزاء وهذا بعكللس مللن للله
المعيشة الضللنك فللي الللدنيا والللبرزخ ونسلليانه فللي العللذاب بللالخرة وقللال
سبحانه ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو للله قريللن وانهللم
ليصدونهم عن السبيل ويحسبون انهم مهتدون فأخبر سللبحانه ان مللن ابتله
بقرينه من الشياطين وضلله به إنما كان بسبب اعراضه وعشوه عن ذكللره
الذي انزله على رسوله فكللان عقوبللة هللذا العللراض ان قيللض للله شلليطانا
يقارنه فيصده عن سبيل ربه وطريق فلحه وهو يحسللب انله مهتللد حللتى إذا
وافى ربه يوم القيامة مع قرينلله وعلاين هلكله وافلسلله قلال يلا ليللت بينللي
وبينك بعدالمشرقين فبئس القرين وكلل ملن اعلرض علن الهتلداء بلالوحي
الذي هو ذكر الله فل بد ان يقول هذا يوم القيامة فإن قيل فهللل لهللذا عللذر
في ضللة إذا كان يحسب انه علللى هللدى كملا قللال تعللالى ويحسللبون انهللم
مهتدون قيل ل عذر لهذا وامثاله من الضلل الذين منشللأ ضللللهم العللراض
عن الوحي الذي جاء به الرسول ولو ظن انه مهتد فإنه مفرط باعراضه عن
اتباع داعي الهدى فإذا ضل فإنما اتى من تفريطه واعراضه وهذا بخلف من
كان ضلله لعدم بلوغ الرسالة وعجزه عن الوصول اليها فذاك له حكم آخللر
والوعيد في القرآن إنما يتناول الول واما الثاني فإن الللله ل يعللذب احللدا إل
بعد إقامة الحجة عليه كما قال تعللالى ومللا كنللا معللذبين حللتى نبعللث رسللول
وقال تعالى رسل مبشرين ومنذرين لئل يكلون للنلاس عللى اللله حجلة بعلد
الرسل وقال تعالى في اهل النار وما ظلمنللاهم ولكللن كللانوا هللم الظللالمين
وقال تعالى ان تقول نفس يا حسرتي على ما فرطللت فللي جنللب الللله وإن
كنت لمن الساخرين او تقول لو ان الله هداني لكنت من المتقيللن او تقللول
حين ترى العذاب لو ان لي كرة فأكون من المحسنين بلى قد جاءتك آيللاتي
فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين وهذا كثير في القرآن
فصل وقوله تعالى ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لم حشرتني اعمى
وقد كنت بصيرا اختلف فيه هل هو من عمى البصيرة او مللن عمللى البصللر
والذين قالوا هو من عمى البصيرة إنما حملهم على ذلللك قللوله اسللمع بهللم
وابصر يوم ياتوننا وقوله لقدكنت في غفلة مللن هللذا فكشللفنا عنللك غطللاءك
فبصرك اليوم حديد وقوله يلوم يللرون الملئكللة ل بشللرى يللومئذ للمجرميللن
وقوله لترون الجحيم ثم لترونهللا عيللن اليقيللن ونظللائر هللذا ممللا يثبللت لهللم
الرؤية
في الخرة كقوله تعالى وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الللذل ينظللرون
من طرف خفي وقوله يوم يدعون الى نار جهنم دعا هذه النار التي كنتم بها
تكذبون افسحر هذا ام انتم ل تبصرون وقللوله رأى المجرمللون النللار فظنللوا
انهم مواقعوها والذين رجحوا انه منعمى البصر قالوا السياق ل يدل ال عليه
لقوله قال رب لم حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا وهو لم يكللن بصلليرا فللي
كفره قط بل قد تبين له حينئذ انه كان في الدنيا في عمى عن الحق فكيف
يقول وقد كنت بصيرا وكيف يجاب بقوله كذلك اتتللك آياتنللا فنسلليتها وكللذلك
اليوم تنسى بل هذا الجواب فيه تنبيه على انه من عمى البصر وانلله جللوزي
من جنس عمله فإنه لما اعرض عن الذكر الذي بعث الله به رسوله وعميت
عنه بصيرته أعمى الله بصره يوم القيامة وتركه في العذاب كما ترك الللذكر
في الدنيا فجازاه على عمى بصليرته عمللى فللي الخللرة وعلللى تركلله ذكلره
تركه في العذاب وقال تعالى ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجللد
لهم اولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصللما
وقد قيل في هذه الية ايضا انهم عمي وبكم وصم عن الهدى كما قيللل فللي
قوله ونحشره يوم القيامللة اعمللى قللالوا لنهللم يتكلمللون يللومئذ ويسللمعون
ويبصللرون ومللن نصللرانه العمللى والبكللم والصللمم المضللاد للبصللر والسللمع
والنطق قال بعضهم هو عمى وصمم وبكم مقيللد ل مطللق فهلم عملى عللن
رؤية ما يسرهم وسماعه ولهذا قد روى عن ابللن عبللاس رضللى الللله عنهمللا
قال ل يرون شيئا يسرهم وقال آخرون هذا الحشللر حيللن تتوفللاهم الملئكللة
يخرجون من الدنيا كذلك فإذا قاموا من قبورهم الى الموقللف قللاموا كللذلك
ثم انهم يسمعون ويبصرون فيما بعد وهذامروى عن الحسللن وقللال آخللرون
هذا إنما يكون إذا دخلوا النار واستقروا فيها سلبو السماع والبصار والنطق
حين يقول لهم الرب تبارك وتعالى اخسللئوا فيهللا ولتكلمللون فحينئذ ينقطللع
الرجاء وتبكم عقولهم فيصلليرون بللأجمعهم عميللا بكمللا صللما ل يبصللرون ول
يسمعون ول ينطقون ول يسمع منهم ال الزفير والشهيق وهللذا منقللول عللن
مقاتل والذين قالوا المراد به العمى عن الحجة إنمللا مرادهللم انهللم ل حجللة
لهم ولم يريدوا ان لهم حجة هم عمى عنها بل هم عمىعن الهدى كمللا كللانوا
في الدنيا فان العبد يموت على ما عاش عليله ويبعلث علللى ملا ملات عليله
وبهذا يظهر أن الصواب هو القول الخر وانه عمى البصر فللإن الكللافر يعلللم
الحق يوم القيامة عيانا ويقر بما كان يجحده في الدنيا فليس هو اعمى عللن
الحق يومئذ وفصل الخطللاب ان الحشللر هللو الضللم والجمللع ويللراد بلله تللارة
الحشر الىموقف القيامةكقوله النبي انكم محشورون الى الللله حفللاة عللراة
غرل وكقوله تعالى وإذا الوحللوش حشللرت وكقللوله تعللالى وحشللرناهم فلللم
نغادر منهم احدا ويراد به الضم والجمللع إلللى دار المسللتقر فحشللر المتقيللن
جمعهم وضمهم الى الجنة
وحشر الكافرين جمعهم وضمهم الى النار قال تعللالى يللوم نحشللر المتقيللن
الى الرحمن وفدا وقال تعللالى احشللروا الللذين ظلمللوا أزواجهللم ومللا كللانوا
يعبللدون مللن دون الللله فاهللدوهم الللى صللراط الجحيللم فهللذا الحشللر هللو
بعدحشرهم الىالموقف وهو حشرهم وضمهم الى النار لنلله قللد اخللبر عنهللم
انهم قالوا يا ويلنا هذا يوم الدين هذا يوم الفصل الذي كنتللم بله تكللذبون ثللم
قال تعالى احشروا الذين ظلموا وازواجهم وهذا الحشللر الثللاني وعلللى هللذا
فهم ما بين الحشر الول من القبور الىالموقف والحشر الثاني من الموقللف
الى النار فعند الحشر الول يسمعون ويبصرون ويجللادلون ويتكلمللون وعنللد
الحشر الثاني يحشرون على وجوههم عميا وبكما وصما فلكل موقللف حللال
يليق به ويقتضيه عدل الرب تعالى وحكمته فالقرآن يصدق بعضه بعضلا وللو
كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلفا كثيرا
فصل والمقصود ان الله سبحانه وتعالى لما اقتضت حكمته ورحمته إخراج
آدم وذريته من الجنة اعاضهم افضل منها وهو ما اعطاهم من عهللده الللذي
جعله سببا موصل لهم اليه وطريقا واضحا بين الدللة عليلله مللن تمسللك بلله
فاز واهتدى ومن اعللرض عنلله شللقى وغللوى ولمللا كللان هللذا العهللد الكريللم
والصراط المسللتقيم والنبللأ العظيللم ل يوصللل اليلله ابللدا إل مللن بللاب العلللم
والرادة فالرادة باب الوصول اليه والعلم مفتاح ذلك الباب المتوقللف فتحلله
عليه وكمال كل انسان إنما يتللم بهللذين النللوعين همللة ترقيلله وعلللم يبصللره
ويهديه فإن مراتب السعادة والفلح إنما تفوت العبد مللن هللاتين الجهللتين او
من احداهما اما ان ل يكون له علم بها فل يتحرك في طلبها او يكون عالمللا
بها ول تنهض همته اليهلا فل يلزال فلي حضليض طبعله محبوسلا وقلبله علن
كماله الذي خلق له مصدودا منكوسا قد أسام نفسلله مللع النعللام راعيللا مللع
الهمل واستطاب لقيعات الراحة والبطالة واستلن فراش العجز والكسللل ل
كمن رفع له علم فشمر اليه وبورك له في تفرده في طريللق طلبلله فلزملله
واستقام عليه قد ابت غلبات شللوقه ال لهجللرة الللى الللله ورسللوله ومقتللت
نفسلله الرفقللاء ال ابللن سللبيل يرافقلله فللي سللبيله ولمللا كللان كمللال الرادة
بحسب كمال مرادها وشرف العلم تابع لشرف معلومه كانت نهايللة سللعادة
العبد الذي ل سعادة له بدونها ول حيللاة للله إل بهللا ان تكللون إرادتلله متعلقللة
بالمراد الذي ل يبلى ول يفوت وعزمات همتلله مسللافرة الللى حضللرة الحللي
الذي ل يموت ول سللبيل للله إلللى هللذا المطلللب السللني والحللظ الوفللى ال
بالعلم الموروث عن عبده ورسوله وخليللله وحللبيبه الللذي بعثلله لللذلك داعيللا
وأقامه على هذا الطريق هاديا وجعله واسطة بينه وبيللن النللام وداعيللا لهللم
بإذنه الى دار السلم وأبى سبحانه ان يفتح لحد منهم العلى يللديه او يقبللل
من احد منهم سعيا ال ان يكون مبتدأ منه ومنتهيا اليه
ورثة النبياء وتطلع يركض في ميدان جهله مع الجللاهلين ويللبرز عليهللم فللي
الجهالة فيظن انه من السابقين وهو عند الله ورسوله والمللؤمنين عللن تلللك
الوراثة النبوية بمعزل وإذا انزل الورثة منللازلهم منهللا فمنزلتلله منهللا اقصللى
وابعد منزل #نزلوا بمكة في قبائل هاشم %ونزلت بالبيداء ابعد منللزل #
وعياذا بك ممن جعل الملمة بضاعته والعذل نصيحته فهللو دائمللا يبللدى فللي
الملمة ويعيد ويكرر على العذل فل يفيد ول يستفيد بل عياذا بللك مللن عللدو
في صورة ناصح وولى فللي مسلللخ بعيللد كاشللح يجعللل عللداوته واذاه حللذرا
وإشفاقا وتنفيره وتخذيله اسعافا وإرفاقللا وإذا كللانت العيللن ل تكللاد إل علللى
هؤلء تفتح والميزان بهم يخف ول يرجح فما احرى اللبيب بأن ل يعيرهم من
قلبه جزا من اللتفات ويسافر في طريق مقصده بينهم سللفره الللى الحيللاء
بين الموات وما احسن ما قال القائل # :وفي الجهللل قبللل المللوت مللوت
لهله %واجسامهم قبل القبور قبور #وارواحهم في وحشة من جسللومهم
%وليس لهم حتى النشور نشور اللهم فلك الحملد واليلك المشللتكى وانللت
المستعان وبللك المسللتغاث وعليللك التكلن ول حللول ول قللوة ال بللك وانللت
حسبنا ونعم الوكيل فلنشرع الن فللي المقصللود بحللول الللله وقللوته فنقللول
الصل الول في العلم وفضللله وشللرفه وبيللان عمللوم الحاجللة اليلله وتوقللف
كمال العبد ونجاته في معاشه ومعاده عليه
قال الله تعال شهد الله انه ل إله إل هو والملئكة واولو العلم قائما
بالقسط ل إله إل هو العزيز الحكيم استشهد سبحانه باولى العلم على اجل
مشهود عليه وهوتوحيده فقال شهد اللله انله ل إلله إل هلو والملئكلة واوللو
العلم قائما بالقسط وهذا يدل علللى فضللل العلللم واهللله مللن وجللوه احللدها
استشللهادهم دون غيرهللم مللن البشللر والثللاني اقللتران شللهادتهم بشللهادته
والثالث اقترانها بشهادة ملئكته والرابع ان في ضمن هذا تزكيتهم وتعديلهم
فان الله ل يستشهد من خلقه ال العللدول ومنلله الثللر المعللروف عللن النللبي
يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفللون عنلله تحريللف الغللالين وانتحللال
المبطلين وتأويل الجاهلين وقال محمد بن احمد بن يعقوب بن شلليبة رأيللت
رجل قدم رجل الى اسماعيل بن إسحاق القاضي
فادعى عليه دعوى فسأل المدعى عليه فانكر فقال للمدعى الك بينللة قللال
نعم فلن وفلن قال اما فلن فمن شهودي وامللا فلن فليللس مللن شللهودي
قال فيعرفه القاضي قال نعم قللال بمللاذا قللال اعرفلله بكتللب الحللديث قللال
فكيف تعرفه في كتبه الحديث قال ما علمت ال خيرا قللال فللان النللبي قللال
يحمل هذا العلم من كل خلف عللدوله فمللن عللدله رسللول الللله اولللى ممللن
عدلته انت فقال قم فهاته فقد قبلت شللهادته وسلليأتي إن شللاء الللله الكلم
على هذا الحديث في موضعه الخامس انه وصفهم بكونهم اولى العلم وهللذا
يدل على اختصاصهم به وانهم اهله واصحابه ليللس بمسللتعار لهللم السللادس
انه سبحانه استشهد بنفسه وهو اجل شللاهد ثللم بخيللار خلقلله وهللم ملئكتلله
والعلماء من عباده ويكفيهم بهذا فضل وشرفا السابع انه استشهد بهم علللى
اجل مشهود به واعظمه واكبره وهو شهادة ان ل إله إل الله والعظيم القدر
انما يستشهد على المر العظيم اكابر الخلق وساداتهم الثللامن انلله سللبحانه
جعل شهادتهم حجة على المنكرين فهم بمنزلة آدلته وآياته وبراهنيلله الدالللة
على توحيده التاسع انه سبحانه أفرد الفعل المتضمن لهذه الشهادة لصادرة
منه ومن ملئكته ومنهم ولم يعطف شهادتهم بفعل آخلر غيلر شلهادته وهلذا
يللدل علللى شللدة ارتبللاط شللهادتهم بشللهادته فكللأنه سللبحانه شللهد لنفسلله
بالتوحيد على السنتهم وانطقهم بهذه الشهادة فكان هو الشاهد بهللا لنفسلله
إقامة وإنطاقا وتعليما وهم الشاهدون بها له إقرارا واعترافا وتصديقا وإيمانا
العاشر انه سبحانه جعلهم مؤدين لحقه عند عباده بهذه الشهادة فللإذا ادوهللا
فقد ادوا الحق المشهود به فثبللت الحللق المشللهود بله فللوجب علللى الخلللق
القرار به وكان ذلك غاية سعادتهم فللي معاشللهم ومعللادهم وكللل مللن نللاله
الهدى بشهادتهم واقر بهذا الحق بسبب شهادتهم فلهم من الجر مثل اجللره
وهذا فضللل عظيللم ل يللدرى قللدره ال الللله وكللذلك كللل مللن شللهد بهللا عللن
شهادتهم فلهم من الجر مثل اجره ايضا فهذه عشرة اوجلله فللي هللذه اليللة
الحادي عشر في تفضيل العلم وأهله انلله سللبحانه نفللي التسللوية بيللن أهللله
وبين غيرهم كما نفى التسوية بين اصحاب الجنة واصحاب النار فقال تعللالى
قل هل يستوى الذين يعلمون والذين ل يعلمون كمللا قللال تعللالى ل يسللتوى
اصحاب النار واصحاب الجنة وهذا يدل على غايللة فضلللهم وشللرفهم الللوجه
الثاني عشر انه سبحانه جعل اهل الجهل بمنزلة العميللان الللذين ل يبصللرون
فقال افمن يعلم انما انزل اليك من ربك الحق كمللن هللو اعمللى فمللا ثللم ال
عالم او اعمى وقد وصف سبحانه اهل الجهل بأنهم صم بكم عمي فللي غيللر
موضع من كتابه الوجه الثالث عشر انه سبحانه اخبر عن اولى العلللم بللانهم
يرون ان ما انزل اليه من ربه حقا وجعل هللذا ثنللاء عليهللم واستشللهادا بهللم
فقال تعالى ويرى الذين اوتو العلم الذي انزل اليك من ربك هو الحق الوجه
الرابع عشر انه سبحانه امللر بسللؤالهم والرجللوع الللى أقللوالهم وجعللل ذلللك
كالشهادة منهم فقال وما ارسلنا قبلك إل رجال نللوحي اليهللم فاسللئلوا اهللل
الذكر إن
كنتم ل تعلمون واهل الذكر هللم اهللل العلللم بمللا انللزل علللى النبيللاء الللوجه
الخامس عشر انه سبحانه شهد لهل العلم شللهادة فللي ضللمنها الستشللهاد
بهم على صحة ما انزل الله على رسوله فقال تعالى افغير الله ابتغى حكما
وهو الذي أنزل اليكللم الكتللاب مفصللل والللذين آتينللاهم الكتللاب يعلمللون انلله
منزل من ربك بالحق فل تكونن مللن الممللترين الللوجه السللادس عشللر انلله
سبحانه سلى نبيه بايمان اهللل العلللم بلله وامللره ان ل يعبللأ بالجللاهلين شلليئا
فقال تعالى وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلنللاه تنللزيل قللل
آمنوا به اول تؤمنوا إن الذين اوتوا العلم مللن قبللله إذا يتلللى عليهللم يخللرون
للذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنللا لمفعللول وهللذا شللرف
عظيم لهل العلم وتحته ان اهللله العللالمون قللد عرفللوه وآمنللوا بلله وصللدقوا
فسواء آمن به غيرهم اول الوجه السابع عشر انه سلبحانه ملدح اهلل العللم
واثنى عليهم وشرفهم بان جعل كتابه آيات بينات في صدورهم وهذه خاصللة
ومنقبة لهلم دون غيرهللم فقلال تعلالى وكللذلك انزلنلا اليلك الكتلاب فالللذين
آتيناهم الكتاب يؤمنون بلله ومللن هللؤلء مللن يللؤمن بلله ومللا يجحللد بآياتنللا إل
الكافرون وما كنت تتلو مللن قبللله مللن كتللاب ول تخطلله بيمينللك إذا لرتللاب
المبطلون بل هو آيات بينات في صدور الذين اوتوا العلم ما يجحلد بآياتنلا إل
الظالمون وسواء كان المعنللى ان القللرآن مسللتقر فللي صللدور الللذين اوتللوا
العلم ثابت فيها محفوظ وهو في نفسه آيات بينات فيكون اخبر عنه بخبرين
احدهما انه آيات بينات الثاني انه محفللوظ مسللتقر ثللابت فللي صللدور الللذين
اوتوا العلم او كان المعنى أنه آيات بينات في صدورهم أي كونه آيات بينللات
معلوم لهم ثابت في صللدورهم والقللولن متلزمللان ليسللا بمختلفيللن وعلللى
التقديرين فهو مدح لهم وثناء عليهم في ضمنه الستشهاد بهم فتأمله الوجه
الثامن عشر أنه سبحانه أمر نبيه أن يسأله مزيد العلم فقال تعللالى فتعللالى
الله الملك الحق ول تعجل بالقرآن من قبل ان يقضى اليك وحيلله وقللل رب
زدني علما وكفى بهذا شرفا للعلم ان امر نبيه ان يسأله المزيد منلله الللوجه
التاسع عشر أنه سبحانه اخبر عن رفعة درجات اهل العلللم واليمللان خاصللة
فقال تعالى يا ايها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسللحوا
يفسح الله لكللم وإذا قيللل انشللزوا فانشللزوا يرفللع الللله الللذين آمنللوا منكللم
والذين أوتوا العلم درجات والله بماتعملون خبير وقد أخبر سبحانه في كتابه
برفع الدرجات في اربعة مواضللع احللدها هللذا والثللاني قللوله إنمللا المؤمنللون
الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانللا وعلللى
ربهللم يتوكلللون الللذين يقيمللون الصلللة وممللا رزقنللاهم ينفقللون اولئك هللم
المؤمنون حقا لهم درجللات عنللد ربهللم ومغفللرة ورزق كريللم والثللالث قللوله
تعالى ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات اولئك لهم الدرجات العلى والرابع
قوله تعالى وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجرا
عظيما درجات منه ومغفرة ورحمة فهذه اربعة مواضع في ثلثة منها الرفعة
بالدرجات لهل اليمان الذي هو العلم النافع والعمل الصالح والرابع الرفعللة
بالجهاد فعادت رفعة الدرجات كلهللا إلللى العلللم والجهللاد اللللذين بهمللا قللوام
الدين الوجه العشرون انه سبحانه استشهد بأهل العلم واليمان يوم القيامة
على بطلن قول الكفار فقال تعالى ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما
لبثوا غير ساعة كذلك كانوا يؤفكون وقللال الللذين اوتللو العلللم واليمللان لقللد
لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم ل تعلمللون
الوجه الحادي والعشرون انه سبحانه اخبر انهم اهل خشيته بل خصللهم مللن
بين الناس بذلك فقال تعالى إنمللا يخشللى الللله مللن عبللاده العلمللاء إن الللله
عزيز غفور وهذا حصر لخشيته في أوللى العللم وقلال تعلالى جزاؤهللم عنلد
ربهم جنات عدن تجرى من تحتها النهار خالدين فيها ابدا رضللى الللله عنهللم
ورضوا عنه ذلك لمن خشى ربه وقد اخبر ان اهل خشيته هللم العلمللاء فللدل
على ان هذا الجزاء المللذكور للعلمللاء بمجمللوع النصللين وقللال ابللن مسللعود
رضى الله عنه كفللى بخشللية الللله علمللا وكفللى بللالغترار بللالله جهل الللوجه
الثاني والعشرون انه سبحانه اخبر عللن امثللاله الللتي يضللربها لعبللاده يللدلهم
على صحة ما أخبر به ان اهل العلم هللم المنتفعللون بهللا المختصللون بعلمهللا
فقال تعالى وتلك المثال نضربها للناس وما يعقلها إل العالمون وفي القرآن
بضعة واربعون مثل وكان بعض السلف إذا مر بمثللل ل يفهملله يبكللي ويقللول
لسللت مللن العللالمين الللوجه الثللالث والعشللرون انلله سللبحانه ذكللر منللاظرة
إبراهيم لبيه وقومه وغلبتلله لهللم بالحجلة وأخلبر علن تفضليله بلذلك ورفعله
درجته بعلم الحجة فقللال تعللالى عقيللب منللاظرته لبيلله وقللومه فللي سللورة
النعام وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك
حكيم عليم قال زيد بن أسلم رضى الله عنه نرفع درجللات مللن نشللاء بعلللم
الحجة الوجه الرابع والعشرون انه سبحانه أخبر انه خلق الخلق ووضللع بيتلله
الحرام والشهر الحرام والهدى والقلئد ليعلللم عبللاده أنلله بكللل شلليء عليللم
وعلى كل شيء قدير فقال تعالى الله الذي خلق سبع سموات ومللن الرض
مثلهن يتنزل المر بينهن لتعلموا ان الله على كل شلليء قللدير وان الللله قللد
احاط بكل شيء علما فدل على ان علم العباد بربهم وصفاته وعبادته وحده
هو الغاية المطلوبة من الخلق والمللر الللوجه الخللامس والعشللرون ان الللله
سبحانه امر اهل العلم بالفرح بما آتاهم وأخللبر انلله خيللر ممللا يجمللع النللاس
فقال تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير ممللا يجمعللون
وفسر فضل الللله باليمللان ورحمتلله بللالقرآن واليمللان والقللرآن همللا العلللم
النافع والعمل الصالح والهدى ودين الحق وهمللا افضللل علللم وافضللل عمللل
الوجه السادس والعشرون انه سبحانه شهد لمللن آتللاه العلللم بللانه قللد آتللاه
خيرا كثيرا فقال تعالى يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقلد اوتلى
خيرا كثيرا ^ قال ^
ابن قتيبلة والجمهلور الحكملة إصلابة الحلق والعملل بله وهلي العللم النلافع
والعمل الصالح الوجه السابع والعشرون انه سبحانه عدد نعمه وفضله علللى
رسوله وجعل من اجلها ان آتاه الكتاب والحكمللة وعلملله مللا لللم يكللن يعلللم
فقال تعالى وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان
فضل الله عليك عظيما الللوجه الثللامن والعشللرون انلله سللبحانه ذكللر عبللاده
المؤمنين بهذه النعمللة وأمرهللم بشللكرها وأن يللذكروه علللى إسللدائها اليهللم
فقللال تعللالى كمللا ارسلللنا فيكللم رسللول منكللم يتلللو عليكللم آياتنللا ويزكيكللم
ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فاذكروني اذكركللم
واشكروا لي ول تكفرون الللوجه التاسللع والعشللرون انلله سللبحانه لمللا اخللبر
ملئكته بأنه يريد ان يجعل في الرض خليفة قالوا له اتجعل فيها مللن يفسللد
فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمللدك ونقللدس لللك قللال انللي اعلللم مللال
تعلمون وعلم آدم السماء كلهللا ثللم عرضللهم علللى الملئكللة فقللال انللبئوني
باسللماء هللؤلء ان كنتللم صللادقين قللالوا سللبحانك لعلللم لنللا ال مللا علتمنللا
كلمتناانك انت العليم الحكيم الى آخر قصة آدم وأمر الملئكة بالسجود لدم
فأبى ابليس فلعنه وأخرجه من السماء وبيان فضل العلللم مللن هللذه القصللة
من وجوه احدها انه سبحانه رد على الملئكللة لمللا سللألوه كيللف يجعللل فللي
الرض من هم اطوع له منه فقال اني اعلللم مللال تعلمللون فأجللاب سللؤالهم
بأنه يعلم من بواطن المور وحقائقها مال يعلمونه وهو العليم الحكيم فظهللر
من هذا الخليفة من خيار خلقه ورسللله وأنبيللائه وصللالحي عبللاده والشللهداء
والصديقين والعلماء وطبقات اهل العلم واليمان من هو خيللر مللن الملئكللة
وظهر من ابليس من هو شر العالمين فأخرج سللبحانه هللذا وهللذا والملئكللة
لم يكن لها علم ل بهذا ول بهذا ول بمللا فللي خلللق آدم واسللكانه الرض مللن
الحكم الباهرة الثاني انه سبحانه لما اراد اظهار تفضيل آدم وتمييزه وفضللله
ميزه عليهم بالعلم فعلمه السللماء كلهللا ثللم عرضللهم علللى الملئكللة فقللال
انبئوني باسماء هؤلء إن كنتم صادقين جاء في التفسير انهم قالوا لن يخلق
ربنا خلقا هو اكرم عليه منا فظنوا انهم خير وافضل من الخليفة الذي يجعله
الله في الرض فلما امتحنهم بعلم ما علمه لهذا الخليفة اقروا بالعجز وجهل
ما لم يعلموه فقالوا سبحانك لعلم لنا إل ما علمتنا انك انت العليللم الحكيللم
فحينئذ اظهر لهم فضللل آدم بمللا خصلله بلله مللن العلللم فقللال يللا آدم انللبئهم
باسمائهم فلما انبأهم بأسمائهم أقروا له بالفضل الثالث انه سبحانه لمللا ان
عرفهم فضل آدم بالعلم وعجزهم عن معرفة ما علملله قللال لهللم الللم اقللل
لكم اني اعلم غيب السموات والرض واعلم مللا تبللدون ومللا كنتللم تكتمللون
فعرفهم سبحانه نفسه بالعلم وانه احللاط علمللا بظللاهرهم وبللاطنهم وبغيللب
السموات والرض فتعرف اليهم بصللفة العلللم وعرفهللم فضللل نللبيه وكليملله
بالعلم وعجزهم عما آتاه آدم من العلم وكفى بهذا شللرفا للعلللم الرابللع انلله
سبحانه جعل في آدم
والفحش وسببه موت القللب وعلدم نفرتله ملن القبيلح وكالحيلاء اللذي هلو
المطر الذي به حياة كل شيء قال تعالى او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له
نورا يمشى به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كان ميتا
بالجهل قلبه فأحياه بالعلم وجعل له من اليمان نورا يمشى بلله فللي النللاس
وقال تعالى يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسللوله يللؤتكم كفليللن مللن
رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والللله غفللور رحيللم لئل يعلللم
اهل الكتاب ان ل يقدرون على شيء من فضللل الللله وان الفضللل بيللد الللله
يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم وقال تعالى والله ولللي الللذين آمنللوا
يخرجهللم مللن الظلمللات الللى النللور والللذين كفللروا اوليللاؤهم الطللاغوت
يخرجونهم من النور إلللى الظلمللات اولئك اصللحاب النللار هللم فيهللا خالللدون
وقال تعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري مللا الكتللاب ول
اليمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشللاء مللن عبادنللا وانللك لتهللدي الللى
صراط مستقيم فأخبر انه روح تحصل بلله الحيللاة ونللور يحصللل بلله الضللاءة
والشراف فجمع بين الصلين الحياة والنور وقال تعالى قد جاءكم مللن الللله
نوروكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سللبل السلللم ويخرجهللم مللن
الظلمات الى النور باذنه ويهديهم الى صراط مسللتقيم وقللال تعللالى فللآمنوا
بالله ورسوله والنور الذي انزلنا والله بما تعمل ون خبير وقال تعالى يا أيهللا
الناس قد جاءكم برهان من ربكم وأنزلنا اليكم نللورا مبينللا وقللال تعللالى قللد
انزل الله اليكم ذكرا رسول يتلو عليكم آيات الله مبينات ليخرج الذين آمنللوا
وعملوا الصالحات من الظلمات الى النور وقال تعللالى الللله نللور السللموات
والرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجللة كأنهللا
كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونللة ل شللرقية ول غربيللة يكللاد زيتهللا
يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشللاء ويضللرب
الله المثال للناس والله بكل شيء عليم فضللرب سللبحانه مثل لنللوره الللذي
قذفه في قلب المؤمن كما قال ابي بن كعب رضى الله عنه مثل نوره فللي
قلب عبده المؤمن وهو نور القرآن واليمان الذي اعطاه إياه كمللا قللال فللي
آخر الية نور على نور يعنى نور اليملان علللى نللور القللرآن كمللا قللال بعللض
السلف يكاد المؤمن ينطق بالحكمة وان لم يسمع فيها بالثر فإذا سمع فيها
بالثر كان نورا على نور وقد جمع الله سبحانه بين ذكر هذين النللورين وهمللا
الكتاب واليمان في غير موضع من كتابه كقوله ما كنت تدرى ما الكتاب ول
اليمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشللاء مللن عبادنللا وقللوله تعللالى قللل
بفضل الله وبرحمته فبللذلك فليفرحللوا هللو خيللر ممللا يجمعللون ففضللل الللله
اليمان ورحمته القرآن وقوله تعالى او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نللورا
يمشى به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها وقللد تقللدمت
هذه اليات وقال في آية النور نور على نور
وهو نور اليمان على نور القرآن وفي حديث النواس بن سمعان رضى الللله
عنه عن النبي ان الله ضللرب مثل صللراطا مسللتقيما وعلللى كتفللي الصللراط
داران لهما ابواب مفتحة على البواب ستور وداع يدعو علللى الصللراط وداع
يدعو فوقه والله يدعو الى دار السلم ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم
والبواب التي على كتفي الصراط حدود الللله فل يقللع احللد فللي حللدود الللله
حتى يكشف الستر والذي يدعو من فللوقه واعللظ ربلله رواه الترمللذي وهللذا
لفظه والمام احمد ولفظه والداعي على رأس الصراط كتاب الله والللداعي
فوق الصراط واعظ الله في قلب كللل مللؤمن فللذكر الصلللين وهمللا داعللي
القرآن وداعي اليمان وقال حذيفة حدثنا رسول الله ان المانللة نزلللت فللي
جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من اليمان ثم علموا من القللرآن
وفي الصحيحين من حديث ابي موسى الشعري رضى الله عنلله عللن النللبي
مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثللل الترجللة طعمهللا طيللب وريحهللا طيللب
ومثل المؤمن الذي ل يقرأ القرآن كمثل التمللرة طعمهللا طيللب ول ريللح لهللا
ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كالريحانة ريحها طيللب وطعمهللا مللر ومثللل
المنافق الذي ل يقرأ القرآن كمثل الحنظلللة طعمهللا مللرول ريللح لهللا فجعللل
الناس اربعة اقسللام اهللل اليمللان والقللرآن وهللم خيللار النللاس الثللاني اهللل
اليمان الذين ل يقرءون القرآن وهم دونهم فهؤلء هللم السللعداء والشللقياء
قسمان احدهما من اوتى قرآنا بل إيمللان فهللو منللافق والثللاني مللن ل اوتللى
قرآنا ول إيمانا والمقصود ان القرآن واليمان هما نور يجعله الللله فللي قلللب
من يشاء من عباده وأنهما اصل كل خير في الللدنيا والخللرة وعلمهمللا اجللل
العلوم وافضلها بل ل علم في الحقيقة ينفع صاحبه ال علمهمللا والللله يهللدي
من يشاء الى صراط مستقيم الوجه الثالث والثلثون ان الله سللبحانه جعللل
صيد الكلب الجاهل ميتة يحرم اكلها وأباح صيد الكلب المعلم وهذا ايضا من
شرف العلم انه ل يباح إل صيد الكلب العالم وامللا الكلللب الجاهللل فل يحللل
اكل صيده فدل على شرف العلم وفضله قال الله تعالى يسألونك ماذا أحل
لهم قل احل لكم الطيبات وما علمتم من الجللوارح مكلللبين تعلمللونهن ممللا
علمكم الله فكلوا مما امسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه واتقوا الللله ان
الله سريع الحساب ولول مزية العلم والتعليللم وشللرفهما كللان صلليد الكلللب
المعلم والجاهل سواء الوجه الرابللع والثلثللون ان الللله سللبحانه اخبرنللا عللن
صفيه وكليمه الذي كتب له التوارة بيده وكلمه منه اليه انه رحل الللى رجللل
عالم يتعلم منه ويزداد علما الى علمه فقال وإذ قللال موسللى لفتللاه ل أبللرح
حتى ابلغ مجمع البحرين او امضى حقبا حرصللا منلله علللى لقللاء هللذا العللالم
وعلى التعلم منه فلما لقيه سلك معه مسلك المتعلللم مللع معلملله وقللال لله
هل اتبعك على ان تعلمن مما علمت رشللدا فبللدأه بعللد السلللم بالسللتئذان
على متابعته وانه ل يتبعه إل باذنه وقال على ان تعلمن مما علمت
رشدا فلم يجيء ممتحنا ول متعلمللا وإنملا جللاء متعلمللا مسللتزيدا علملا إلللى
علمه وكفى بهذا فضل وشرفا للعلم فإن نبي الله وكليمه سافر ورحل حللتى
لقى النصب من سفره في تعلم ثلث مسائل من رجل عالم ولما سللمع بلله
لم يقر له قرار حتى لقيه وطلب منلله متللابعته وتعليملله وفللي قصللتهما عللبر
وآيات وحكم ليس هذا موضع ذكرها الوجه الخللامس والثلثللون قللوله تعللالى
وما كللان المؤمنللون لينفللروا كافللة فلللول نفللر ملن كللل فرقللة منهللم طائفللة
ليتفقهوا في الدين ولينذروا قللومهم إذا رجعللوا اليهللم لعلهللم يحللذرون نللدب
تعالى المؤمنين الى التفقه في الدين وهو تعلملله وانللذار قللومهم إذا رجعللوا
اليهم وهو التعليم وقد اختلف في الية فقيل المعنى ان المؤمنين لم يكونوا
لينفروا كلهم للتفقه والتعلم بل ينبغي ان ينفر ملن كلل فرقلة منهلم طائفلة
تتفقه تلك الطائفة ثم ترجع تعلم القاعدين فيكون النفير على هذا نفير تعلم
والطائفة تقال على الواحد فما زاد قالوا فهو دليل علللى قبللول خللبر الواحللد
وعلى هذا نفير تعلم والطائفة تقال علللى الواحللد فمللا زاد قللالوا فهللو دليللل
على قبول خير الواحد وعلى هذا حملهللا الشللافعي وجماعللة وقللالت طائفللة
اخرى المعنى وما كان المؤمنون لينفروا إلى الجهاد كلهم بل ينبغي ان تنفللر
طائفة للجهاد وفرقة تقعد تتفقه في الدين فإذا جاءت الطائفللة الللتي نفللرت
فقهتها القاعدة وعلمتهللا مللا انللزل مللن الللدين والحلل والحللرام وعلللى هللذا
فيكون قوله ليتفقهوا ولينذروا للفرقة الللتي نفللرت منهللا طائفللة وهللذا قللول
الكثرين وعلى هذا فالنفير نفير جهاد على اصللله فللإنه حيللث اسللتعمل إنمللا
يفهم منه الجهاد قال الله تعالى ^ انفللروا خفافللا وثقللال وجاهللدوا بللاموالكم
وأنفسكم ^ وقال النبي ل هجرة بعد الفتح ولكن جهللاد ونيللة وإذا اسللتنفرتم
فانفروا وهذا هو المعروف من هذه اللفظة وعلى القولين فهللو ترغيللب فللي
التفقه في الدين وتعلمه وتعليمه فإن ذلك يعدل الجهاد بل ربما يكون افضل
منه كما سيأتي تقريره في الوجه الثامن والمائة ان شاء الللله تعللالى الللوجه
السادس والثلثون قوله تعالى ^ والعصر إن النسان لفللي خسللر إل الللذين
آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصللوا بالصللبر ^ قللال الشللافعي
رضى الله عنه لو فكر الناس كلهم في هذه السورة لكفتهم وبيللان ذلللك ان
المراتب اربعة وباستكمالها يحصل للشخص غاية كماله احداها معرفة الحق
الثانية عمله به الثالثة تعليمه من ل يحسنه الرابعة صبره على تعلمه والعمل
به وتعليمه فذكر تعالى المراتب الربعة في هللذه السللورة واقسللم سللبحانه
في هذه السللورة بالعصللر ان كللل احللد فللي خسللر ال الللذين آمنللوا وعملللوا
الصللالحات وهللم الللذين عرفللوا الحللق وصللدقوا بلله فهللذه مرتبللة وعملللوا
الصللالحات وهللم الللذين عملللوا بمللا علمللوه مللن الحللق فهللذه مرتبللة اخللرى
وتواصوا بالحق وصى بله بعضللهم بعضلا تعليملا وارشللادا فهللذه مرتبللة ثالثللة
وتواصوا بالصبر صبروا على الحق ووصى بعضهم بعضا بالصبر عليه والثبات
فهذه مرتبة رابعة وهذانهاية الكمال فإن الكمال ان يكون الشخص كامل في
نفسه مكمل لغيره وكمللاله باصلللح قللوتيه العلميللة والعمليللة فصلللح القللوة
العلمية باليمان
وصلح القوة العملية بعمل الصللالحات وتكميللله غيللره بتعليملله ايللاه وصللبره
عليه وتوصيته بالصبر على العلم والعمل فهذه السورة على اختصللارها هللي
من اجمع سور القرآن للخير بحذافيره والحمد لللله الللذي جعللل كتللابه كافيللا
عن كللل ملا سللواه شللافيا ملن كللل داء هاديللا الللى كللل خيللر الللوجه السلابع
والثلثون انه سبحانه ذكر فضله ومنته على انبيللائه ورسللله واوليللائه وعبللاده
بما آتاهم من العلم فذكر نعمته على خاتم انبيائه ورسله بقللوله وأنللزل الللله
عليك الكتاب والحكمة وعلمللك مللا لللم تكللن تعلللم وكللان فضللل الللله عليللك
عظيما وقد تقدمت هذه الية وقال في يوسف ولما بلغ اشللده آتينللاه حكمللا
وعلما وكذلك تجزى المحسللنين وقللال فللي كليملله موسللى ولمللا بلللغ اشللده
واستوى آتيناه حكما وعلما وكذلك نجللزي المحسللنين ولمللا كللان الللذي آتللاه
موسى من ذلك أمرا عظيما خصه به على غيره ول يثبت له إل القوياء أولو
العزم هيأه له بعد أن بلغ أشده واستوى يعني تم كلمت قوته وقال في حللق
المسيح يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليللك وعلىوالللدتك إذ ايللدتك بللروح
القدس تكلم الناس في المهد وكهل وإذ علمتللك الكتللاب والحكمللة والتللوراة
والنجيل وقال في حقه ويعلمه الكتاب والحكمللة والتللوراة والنجيللل فجعللل
تعليمه مما بشر به امه واقر عينها بلله وقللال فللي حللق داود وآتينللاه الحكمللة
وفصل الخطاب وقال في حق الخضر صاحب موسى وفتاه فوجدا عبدا مللن
عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لللدنا علمللا فللذكر مللن نعملله عليلله
تعليمه وما آتاه مللن رحمتلله وقللال تعللالى يلذكر نعمتلله علللى داود وسللليمان
وداود وسللليمان إذ يحكمللان فللي الحللرث إذ نفشللت فيلله غنللم القللوم وكنللا
لحكمهم شاهدين ففهمناهللا سللليمان وكل آتينللا حكمللا وعلمللا فللذكر النللبيين
الكريمين وأثنى عليهما بللالحكم والعلللم وخللص بفهللم القضللية احللدهما وقللد
ذكرت الحكمين الداوودي والسليماني ووجههما ومن صار من الئمةالى هذا
ومن صار الى هللذا وترجيللح الحكللم السللليماني مللن عللدة وجللوه ومللوافقته
للقياس وقواعد الشرع في كتاب الجتهاد والتقليد وقال تعالى قل من انزل
الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهللدى للنللاس تجعلللونه قراطيللس تبللدونها
وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا انتم ول آباؤكم قل الله يعني الذي انزله
جعل سبحانه تعليمهم ما لم يعلموا هللم ول آبللاؤهم دليل علللى صللحة النبللوة
والرسالة إذ ل ينال هذا العلم إل من جهة الرسللل فكيللف يقولللون مللا أنللزل
الله على بشر من شيء وهذا من فضل العلم وشرفه وأنه دليل على صحة
النبللوة والرسللالة والللله الموفللق للرشللاد وقللال تعللالى لقللد مللن الللله علللى
المللؤمنين إذ بعللث فيهللم رسللول مللن انفسللهم يتلللو عليهللم آيللاته ويزكيهللم
ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلللل ملبين وقللال تعلالى
هو الذي بعث في الميين رسول منهم يتلللو عليهللم آيللاته ويزكيهللم ويعلمهللم
الكتاب والحكمة وان كانوا مللن قبللل لفللي ضلللل مللبين وآخريللن منهللم لمللا
يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم
ذلك فضل الله يؤتيه من يشللاء والللله ذو الفضللل العظيللم يعنللي وبعللث فللي
آخرين منهم لما يلحقوا بهم وقد اختلف في هللذا اللحلاق المنفلي فقيلل هلو
اللحاق في الزمان أي يتلأخر زملانهم عنهلم وقيلل هلو اللحلاق فلي الفضلل
والسبق وعلللى التقللديرين فللامتن عليهللم سللبحانه بللان علمهللم بعللد الجهللل
وهداهم بعد الضللة ويالها مللن منللة عظيمللة فللاتت المنللن وجلللت ان يقللدر
العباد لها على ثمن الوجه الثامن والثلثللون ان اول سللورة انزلهللا الللله فللي
كتابه سورة القلم فذكر فيها ما من به على النسان من تعليمه ما لللم يعلللم
فذكر فيها فضله بتعليمه وتفضيله النسان بما علملله ايللاه وذلللك يللدل علللى
شرف التعليللم والعلللم فقللال تعللالى ^ اقللرأ باسللم ربللك الللذي خلللق خلللق
النسان من علق اقرأ وربك الكرم الذي علم بللالقلم علللم النسللان مللا لللم
يعلللم ^ فافتتللح السللورة بللالمر بللالقراءة الناشللئة عللن العلللم وذكللر خلقلله
خصوصا وعموما فقال ^ اللذي خللق خللق النسلان ملن عللق اقلرأ وربلك
الكرم ^ وخص النسان من بين المخلوقات لما اودعلله مللن عجللائبه وآيللاته
الدالة على ربوبيته وقدرته وعلمه وحكمته وكمال رحمتلله وانلله ل إللله غيللره
ول رب سواه وذكر هنا مبدا خلقه من علق لكون العلقة مبدأ الطللوار الللتي
انتقلت اليها النطفة فهي مبدأ تعلق التخليق ثم اعلاد الملر بلالقراءة مخلبرا
عن نفسه بأنه الكرم وهو الفعل من الكرم وهو كثرة الخيللر ول احللد أولللى
بذلك منه سبحانه فإن الخير كله بيديه والخير كله منه والنعم كلها هو موليها
والكمال كله والمجد كله له فهو الكرم حقا ثم ذكر تعليمه عموما وخصوصا
فقال الذي علم بالقلم فهذا يدخل فيه تعليم الملئكة والناس ثم ذكللر تعليللم
النسللان خصوصللا فقللال ^ علللم النسللان مللا لللم يعلللم ^ فاشللتملت هللذه
الكلمات على انه معطى الموجودات كلها بجميع اقسللامها فللان الوجللود للله
مراتب اربعة احداها مرتبتها الخارجيللة المللدلول عليهللا بقللوله خلللق المرتبللة
الثانية الذهنية المدلول عليها بقوله ^ علم النسان ما لللم يعلللم ^ المرتبللة
الثالثة والرابعة اللفظية والخطية فالخطية مصرح بها فللي قللوله الللذي علللم
بالقلم واللفظية من لوازم التعليم بالقلم فإن الكتابلة فلرع النطلق والنطلق
فرع التصور فاشتملت هذه الكلمات على مراتب الوجود كلها وانلله سللبحانه
هو معطيهللا بخلقلله وتعليملله فهللو الخللالق المعلللم وكللل شلليء فللي الخللارج
فبخلقه وجد وكل علم في الذهن فبتعليمه حصل وكل لفللظ فللي اللسللان او
خط في البنان فباقللداره وخلقلله وتعليملله وهللذا مللن آيللات قللدرته وبراهيللن
حكمته ل إله إل هو الرحمن الرحيم والمقصود انه سبحانه تعرف إلى عبللاده
بما علمهم إياه بحكمته من الخط واللفظ والمعنى فكللان العلللم احللد الدلللة
الدالة عليه بل من اعظمها وأظهرهللا وكفللى بهللذا شللرفا وفضللل للله الللوجه
التاسع والثلثون انه سبحانه سمى الحجة العلمية سلللطانا قللال ابللن عبللاس
رضى الله عنه كل سلطان في القرآن فهو حجللة وهللذا كقللوله تعللالى قللالوا
اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغنللي للله ملا فللي السلموات وملا فللي الرض ان
عندكم من سلطان بهذا اتقولون على الله
مال تعلمون يعني ما عندكم من حجة بما قلتم ان هو ال قللول علللى الللله بل
علم وقال تعالى ^ ان هي ال اسماء سميتموها انتم وآباؤكم مللا انللزل الللله
بها من سلطان ^ يعنللي مللا أنللزل بهللا حجللة ول برهانللا بللل هللي مللن تلقللاء
انفسكم وآبائكم وقال تعالى ^ ام لكم سلطان مبين فائتوا بكتابكم إن كنتم
صادقين ^ يعني حجة واضحة فائتوا بهللا إن كنتللم صللادقين فللي دعللواكم إل
موضعا واحللدا اختلللف فيلله وهللو قللوله ^ مللا أغنللى عنللي مللاليه هلللك عنللي
سلطانية ^ فقيل المراد به القدرة والملك أي ذهب عني مللالي وملكللي فل
مال لي ول سلطان وقيل هو على بابه أي انقطعت حجتي وبطلت فل حجللة
لي والمقصود ان الله سبحانه سمى علم الحجة سلطانا لنها توجب تسلللط
صاحبها واقتداره فله بها سلطان على الجاهلين بل سلطان العلم اعظم من
سلطان اليد ولهذا ينقاد الناس للحجة مال ينقادون لليد فان الحجة تنقاد لهللا
القلوب واما اليد فإنما ينقاد لها البدن فالحجللة تأسللر القلللب وتقللوده وتللذل
المخالف وان اظهر العناد والمكللابرة فقلبلله خاضللع لهللا ذليللل مقهللور تحللت
سلطانها بل سلطان الجاه ان لللم يكللن معلله علللم يسللاس بلله فهللو بمنزلللة
سلطان السباع والسللود ونحوهللا قللدرة بل علللم ول رحمللة بخلف سلللطان
الحجة فإنه قدرة بعلم ورحمة وحكمة ومن لم يكن له اقتدار في علمه فهللو
اما لضعف حجته وسلطانه واما لقهر سلطان اليد والسليف لله وال فالحجلة
ناصرة نفسها ظاهرة على الباطل قاهرة له الوجه الربعللون ان الللله تعللالى
وصف اهل النار بالجهل واخبر انه سد عيهم طرق العلم فقال تعالى حكايللة
عنهم ^ وقالوا لو كنا نسمع او نعقل ما كنا فللي اصللحاب السللعير فللاعترفوا
بللذنبهم فسللحقا لصللحاب السللعير ^ فللأخبروا انهللم كللانوا ل يسللمعون ول
يعقلون والسمع والعقل هما اصل العلللم وبهمللا ينللال وقللال تعللالى ^ ولقللد
ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والنس لهم قلوب ل يفقهون بهللا ولهللم اعيللن ل
يبصرون بها ولهم آذان ل يسمعون بها اولئك كالنعام بل هم اضل اولئك هم
الغافلون ^ فاخبر سبحانه انهم لم يحصللل لهللم علللم مللن جهللة مللن جهللات
العلم الثلث وهي العقل والسمع والبصر كما قال فللي موضللع آخللر ^ صللم
بكم عمي فهم ل يعقلون ^ وقال تعالى افلم يسيروا في الرض فتكون لهم
قلوب يعقلون بها او آذان يسمعون بهللا فانهللا لتعمللى البصللار ولكللن تعمللى
القلوب التي في الصدور وقال تعالى وجعلنالهم سمعا وابصللارا وافئدة فمللا
اغنى عنهم سمعهم ول ابصللارهم ول افئدتهللم مللن شلليء إذ كللانوا يجحللدون
بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن فقد وصف اهل الشقاء كما تللرى
بعدم العلم وشبههم بالنعام تارة وتارة بالحمار الذي يحمللل السللفار وتللارة
جعلهم اضل من النعام وتارة جعلهم شر الدواب عنده وتارة جعلهللم امواتللا
غير احياء وتارة اخبر انهم في ظلمات الجهل والضلل وتلارة اخللبر ان علللى
قلوبهم اكنة وفي آذانهم وقرا وعلى ابصارهم غشلاوة وهللذا كلله يلدل عللى
قبح الجهل وذم اهله وبغضه لهم كما انه يحب
اهل العلم ويمدحهم ويثنى عليهم كما تقدم والله المسللتعان الللوجه الحللادي
والربعون ما في الصحيحين من حديث معاوية رضى الله عنه قللال سللمعت
رسول الله يقول من يرد الله به خيرا يفقهه في اللدين وهلذا يلدل عللى ان
من لم يفقهه في دينه لم يرد به خيرا كملا ان ملن اراد بله خيللر افقهلله فلي
دينه ومن فقهه في دينه فقد اراد به خيرا إذا اريللد بللالفقه العلللم المسللتلزم
للعمل واما ان اريد به مجرد العلم فل يدل على ان من فقه في الدين فقللد
اريد به خيرا فإن الفقه حينئذ يكون شرطا لرادة الخيللر وعلللى الول يكللون
موجبا والله اعلم الوجه الثاني والربعون ما في الصحيحين ايضا من حللديث
ابي موسى رضى الله عنه قال قال رسول الله ان مثللل مللا بعثنللي الللله بلله
من الهدى والعلم كمثل غيث اصاب ارضا فكللانت منهللا طائفللة طيبللة قبلللت
الماء فانبتت الكل والعشب الكثير وكان منهللا اجللادب امسللكت المللاء فنفللع
الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وزرعوا واصاب طائفة منهللا اخللرى إنمللا
هي قيعان لتمسك ماء ول تنبت كل فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعلله
ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك راسا ولللم يقبللل هللدى
الله الذي ارسلت به شبه العلم والهدى الذي جاء به بالغيث لما يحصل بكل
واحد منهما من الحياة والنافع والغذية والدوية وسللائر مصللالح العبللاد فإنهلا
بالعلم والمطر وشبه القلوب بالراضي التي قللع عليهللا المطللر لنهلا المحلل
الذي يمسك الماء فينبت سائر انواع النبات النافع كما ان القلوب تعي العلم
فيثمر فيها ويزكو وتظهر بركته وثمرتله ثلم قسلم النلاس اللى ثلثلة اقسلام
بحسللب قبللولهم واسللتعدادهم لحفظلله وفهللم معللانيه واسللتنباط احكللامه
واستخراج حكمه وفوائده احدها اهل الحفظ والفهم الذين حفظلوه وعقللوه
وفهموا معانيه واستنبطوا وجوه الحكام والحكم والفوائد منه فهؤلء بمنزلللة
الرض التي قبلت الماء وهذا بمنزلللة الحفللظ فللأنبتت الكل والعشللب الكللثير
وهذا هو الفهم فيه والمعرفة والستنباط فإنه بمنزلللة انبللات الكل والعشللب
بالماء فهذا مثل الحفاظ الفقهاء اهل الروايللة والدرايللة القسللم الثللاني اهللل
الحفظ الذين رزقوا حفظه ونقله وضبطه ولم يرزقوا تفقهللا فللي معللانيه ول
استنباطا ول استخراجا لوجوه الحكللم والفللوائد منلله فهللم بمنزللة مللن يقللرا
القرآن ويحفظه ويراعي حروفه واعرابه ولم يرزق فيه فهما خاصا عن الللله
كما قال على ابن ابي طالب رضى الله عنلله إل فهمللا يللؤتيه الللله عبللدا فللي
كتابه والناس متفاوتون في الفهللم عللن الللله ورسللوله اعظللم تفللاوت فللرب
شخص يفهم من النص حكما او حكميللن ويفهللم منلله الخللر مللائة او مللائتين
فهؤلء بمنزلة الرض التي امسكت الماء للناس فانتفعوا به هذا يشرب منلله
وهذا يسقى وهذا يزرع فهؤلء القسمان هم السعداء والولللون ارفللع درجللة
واعلى قدرا وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم القسم
الثالث الذين ل نصيب لهم منه ل حفظا ول فهما ول رواية ول دراية بللل هللم
بمنزلة
الرض الللتي هللي قيعللان ل تنبللت ول تمسللك المللاء وهللؤلء هللم الشللقياء
والقسمان الولن اشتركا في العلم والتعليم كل بحسب ما قبله ووصل اليه
فهللذا يعللم الفلاظ القلرآن ويحفظهللا وهلذا يعللم معللانيه واحكلامه وعلللومه
والقسم الثالث ل علم ول تعليم فهم الذين لم يرفعوا بهدى الللله راسللا ولللم
يقبلوه وهؤلء شر من النعللام وهللم وقللود النللار فقللد اشللتمل هللذا الحللديث
الشريف العظيم علللى التنللبيه علللى شللرف العلللم والتعليللم وعظللم مللوقعه
وشقاء من ليس من اهله وذكر اقسللام بنللي آدم بالنسللبة فيلله إلللى شللقيهم
وسعيدهم وتقسم سعيدهم الى سابق مقرب وصللاحب يميللن مقتصللد وفيلله
دللة على ان حاجة العباد الى العلم كحاجتهم الى المطر بللل اعظللم وانهللم
إذا فقدوا العلم فهم بمنزلللة الرض الللتي فقللدت الغيللث قللال المللام احمللد
الناس محتاجون الى العلللم اكللثر مللن حللاجتهم إلللى الطعللام والشللراب لن
الطعام والشراب يحتاج اليه في اليوم مرة او مرتين والعلم يحتاج اليه بعدد
النفاس وقد قال تعالى انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها فاحتمللل
السيل زبدا رابيا ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حليللة او متلاع زبللد مثللله
كذلك يضرب الله الحق والباطل شبه سبحانه العلم الذي أنزله على رسوله
بالماء الللذي انزللله مللن السلماء لمللا يحصللل لكللل واحللد منهمللا ملن الحيللاة
ومصالح العباد في معاشهم ومعادهم ثم شبه القلللوب بالوديللة فقلللب كللبير
يسع علما كثيرا كواد عظيم يسع ماء كثيرا وقلب صغيرا إنما يسع علما قليل
كواد صغير إنما يسع ماء قليل فقال فسالت اوديللة بقللدرها فاحتمللل السلليل
زبدا رابيا هذا مثل ضربة الله تعالى للعلم حين تخالط القلوب بشاشته فللإنه
يستخرج منها زبد الشبهات البالطة فيطفو على وجلله القلللب كمللا يسللتخرج
السيل من الوادي زبدا يعلو فقوق الماء وأخبر سبحانه انه راب يطفو ويعلللو
على الماء ليستقر فللي ارض الللوادي كللذلك الشللبهات الباطلللة إذا أخرجهللا
العلم ربت فوق القلوب وطفت فل تستقر فيله بلل تجفلى وترملى فيسلتقر
في القلب ما ينفع صاحبه والناس من الهدى وديللن الحللق كمللا يسللتقر فللي
الوادي المللاء الصللافي ويللذهب الزبللد جفللاء ومللا يعقللل عللن الللله امثللاله إل
العالمون ثم ضرب سبحانه لذلك مثل آخر فقال ومما يوقدون عليه في النار
ابتغاء حلية او متاع زبد مثله يعني أن ممللا يوقللد عليلله بنللو آدم مللن الللذهب
والفضة والنحللاس والحديللد يخللرج منلله خبثلله وهللو الزبللد الللذي تلقيلله النللار
وتخرجه من ذلك الجوهر بسبب مخالطتهللا فلإنه يقللذف ويلقلى بله ويسلتقر
الجوهر الخالص وحده وضرب سبحانه مثل بالماء لما فيه من الحياة والتبريد
والمنفعة ومثل بالنار لما فيها من الضاءة والشراف والحراق فآيات القرآن
تحيللي القلللوب كمللا تحيللا الرض بالمللاء وتحللرق خبثهللا وشللبهاتها وشللهواتها
وسخائمها كما تحرق النار ما يلقى فيها وتميللز جيللدها مللن زبللدها كمللا تميللز
النار الخبث من الذهب والفضة والنحاس ونحوه منه فهذا بعض ما فللي هللذا
المثل العظيم من العبر والعلم قال الله تعالى وتلك
المثال نضربها للناس وما يعقلها ال العللالمون الللوجه الثللالث والربعللون مللا
في الصحيحين ايضا من حديث سهل بن سعد رضى الله عنه ان رسول الله
قال لعلي رضى الله عنه لن يهدي الله بك رجل واحللدا خيللر لللك مللن حمللر
النعم وهذا يدل على فضللل العلللم والتعليللم وشللرف منزلللة اهللله بحيللث إذا
اهتدى رجل واحد بالعالم كان ذلك خيللرا للله مللن حمللر النعللم وهللي خيارهللا
واشرفها عند أهلها فما الظن بمن يهتدي بلله كللل يللوم طللوائف مللن النللاس
الوجه الرابع والربعون ما روى مسلم في صحيحيه مللن حللديث ابللي هريللرة
رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم #مللن دعللا الللى
هدى كان له من الجر مثل اجور من تبعه ل ينقص ذللك ملن اجلورهم شليئا
ومن دعا الى ضللة كان عليه من الثم مثل آثام من تبعه ل ينقص ذلك مللن
آثامهم شيئا اخبر ان المتسبب الى الهدى بدعوته له مثل اجر من اهتدى بلله
والمتسبب الى الضللة بدعوته عليه مثل إثم من ضل به لن هذا بذل قدرته
في هداية الناس وهذا بذل قدرته في ضللتهم فنزل كل واحد منهما بمنزلللة
الفاعل التام وهذه قاعدة الشريعة كما هو مذكور في غير هذا الموضع قللال
تعالى ليحملوا اوزارهم كاملة يوم القيامة ومللن اوزار الللذين يضلللونهم بغيللر
علم ال ساء ما يزرون وقال تعالى وليحملن اثقالهم واثقال مع اثقالهم وهللذا
يدل على ان من دعا المة إلى غير سنة رسول الله فهوعدوه حقا لنه قطع
وصول اجر من اهتدى بسنته اليه وهذا من اعظللم معللاداته نعللوذ بللالله مللن
الخذلن الوجه الخامس والربعون ما خرجا في الصحيحين مللن حللديث ابللن
مسعود رضى الله عنه قال قال رسول الله ل حسد إل في اثنتين رجل آتللاه
الله مال فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمللة فهللو يقضللى
بهللا ويعلمهللا فللاخبر انلله ل ينبغللي لحللد ان يحسللد احللدا يعنللي حسللد غبطللة
ويتمنىمثل حاله من غيلر ان يتمنلى زوال نعملة اللله عنله إل فلي واحلدةمن
هاتين الخصلتين وهي الحسان الى الناس بعلمه او بماله وما عدا هللذين فل
ينبغي غبطته ول تمنى مثللل حللاله لقلللة منفعللة النللاس بلله الللوجه السللادس
والربعون قال الترمذي حدثنا محمد بن عبد العلى حللدثنا سلللمة بللن رجللاء
حدثنا الوليد بن حميد حدثنا القاسم عن ابي امامة الباهلي قال ذكر لرسللول
الله رجلن احدهما عالم والخر عابد فقال رسللول الللله فصللل العللالم علللى
العابد كفضللي علللى أدنللاكم ثللم قلال رسللول اللله ان اللله وملئكتلله واهلل
السموات والرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحللر ليصلللون
على معلمي الناس الخير قال الترمذي هذا حديث حسن غريب سللمعت أبللا
عمار الحسين ابن حريث الخزاعي قال سللمعت الفضلليل بللن عيللاض يقللول
عالم عامللل معلللم يللدعى كللبيرا فللي ملكللوت السللموات وهللذا مللروى عللن
الصحابة قال ابن عباس علماء هذه المة رجلن فرجل اعطاه الله علما
فبذله للناس ولم يأخذ عليه صفدا ولللم يشللتر بلله ثمنللا اولئك يصلللى عليهللم
طير السماء وحيتان البحر ودواب الرض والكرام الكاتبون ورجللل آتللاه الللله
علما فضن به عن عباده واخذ به صلفدا واشللترى بله ثمنلا فللذلك يلاتي يلوم
القيامة يلجم بلجام من نار ذكللره ابللن عبللد الللبر مرفوعللا وفللي رفعلله نظللر
وقوله ان الله وملئكته واهل السموات والرض يصلون علللى معلللم النللاس
الخير لما كان تعليمه للناس الخير سببا لنجاتهم وسللعادتهم وزكللاة نفوسللهم
جازاه الله من جنس عمله بان جعل عليه من صلللته وصلللة ملئكتلله واهللل
الرض ما يكون سببا لنجاته وسعادته وفلحه وايضا فإن معلم النللاس الخيللر
لما كان مظهرا لدين الرب واحكامه ومعرفا لهم بأسمائه وصفاته جعل الللله
من صلته وصلة أهل سمواته وأرضه عليه ما يكون تنويهللا بلله وتشللريفا للله
وإظهارا للثناء عليه بين اهل السماءوالرض الوجه السابع والربعون ما رواه
ابو داود والترمذي مللن حللديث ابللي الللدرداء رضللى الللله عنلله قللال سللمعت
رسول الله يقول من سلك طريقا يبتغي فيه علما سلك الله به طريقللا الللى
الجنة وإن الملئكة لتضع اجنحتها رضا لطالب العلم وان العالم ليسلتغفر لله
من في السموات ومن في الرض حللتى الحيتللان فللي المللاء وفضللل العللالم
على العابد كفضل القمر على سللائر الكللواكب ان العلمللاء ورثللة النبيللاء ان
النبياء لم يورثوا دينارا ول درهما إنما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بحظ وافللر
وقد رواه الوليد بن مسلم عن خالد بن يزيد عن عثمان ابن ايمللن عللن ابللي
الدرداء قال سمعت رسول الله يقول من غدا لعلم يتعلمه فتللح الللله للله بلله
طريقا الى الجنة وفرشت له الملئكة اكنافها وصلللت عليلله ملئكللة السللماء
وحيتان البحر وللعالم من الفضل على العابد كفضل القمر ليلللة البللدر علللى
سائر الكواكب والعلماء ورثة النبياء ان النبياء لللم يورثللوا دينللارا ول درهمللا
إنما ورثوا العلم فمن اخذ بالعلم اخذ بحظ وافر وموت العالم مصيبة ل تجبر
وثلمة نسد ونجم طمس وموت قبيلللة ايسللر مللن مللوت عللالم وهللذا حللديث
حسن والطريق التي يسلكها الى الجنة جزاء على سلوكه في الللدنيا طريللق
العلم الموصلة الى رضا ربه ووضع الملئكة اجنحتها له تواضللعا للله وتللوقيرا
وإكراما لما يحمله من ميراث النبوة ويطلبه وهو يدل على المحبة والتعظيم
فمن محبة الملئكة له وتعظيمه تضع اجنحتهللا لله لنله طلالب لملا بله حيللاة
العالم ونجاته ففيه شبه من الملئكةوبينه وبينهم تناسب فان الملئكة انصللح
خلق الله وانفعهم لبني آدم وعلى ايديهم حصل لهم كل سعادة وعلم وهدى
ومللن نفعهللم لبنللي آدم ونصللحهم انهللم يسللتغفرون لمسلليئهم ويثنللون علللى
مؤمنيهم ويعينونهم على اعللدائهم مللن الشللياطين ويحرصللون علللى مصللالح
العبد اضعاف حرصه علللى مصلللحة نفسلله بللل يريللدون للله مللن خيللر الللدنيا
والخرة ما ل يريلده العبلد ول يخطلر ببللاله كملا قلال بعللض التلابعين وجلدنا
الملئكة انصح خلق الله لعباده ووجدنا الشياطين اغش الخللق للعبلاد وقلال
تعالى الذين يحملون
العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا
ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعللوا سللبيلك وقهللم
عذاب الجحيم ربنا وادخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح مللن آبللائهم
وازواجهم وذرياتهم إنك انت العزيز الحكيم وقهم السيئات ومن تق السيئات
يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم فأي نصح للعباد مثل هللذا ال نصللح
النبياء فإذا طلب العبد العلم فقد سعى في اعظم مللا ينصللح بلله عبللاد الللله
فلذلك تحبه الملئكة وتعظمه حتى تضللع اجنحتهللا للله رضللا ومحبللة وتعظيمللا
وقال ابو حاتم الرازي سمعت ابن ابي اويس يقول سمعت مالللك بللن انللس
يقول معنى قول رسول الله تضللع اجنحتهللا يعنللي تبسللطها بالللدعاء لطللالب
العلم بدل من اليدي وقال احمد بن مروان المالكي في كتاب المجالسة للله
حدثنا زكريا بن عبد الرحمن البصري قال سمعت احمد بن شعيب يقول كنللا
عند بعض المحدثين بالبصرة فحدثنا بحديث النبي ان الملئكة لتضع اجنحتهللا
لطللالب العلللم وفللي المجلللس معنللا رجللل مللن المعتزلللة فجعللل يسللتهزئ
بالحديث فقال والله لطرقن غدا نعلي بمسامير فأطللأ بهللا أجنحللة الملئكللة
ففعل ومشى في النعلين فجفت رجله جميعللا ووقعللت فيهمللا الكلللة وقللال
الطبراني سمعت أبا يحيى زكريا بللن يحيللى السللاجي قللال كنللا نمشللي فللي
بعض ازقة البصرة إلى باب بعللض المحللدثين فاسللرعنا المشللي وكللان معنللا
رجللل مللاجن منهللم فللي دينلله فقللال ارفعللوا ارجلكللم عللن اجنحللة الملئكللة
لتكسروها كالمسلتهزيء فملا زال ملن موضلعه حلتى جفلت رجله وسلقط
وفي السنن والمسانيد من حديث صفوان ابن عسال بعسللال قللال قلللت يللا
رسول الله إني جئت أطلب العلم قال مرحبا بطالب العلم إن طالب العلللم
لتحف به الملئكة وتظله بأجنحتها فيركب بعضللهم بعضللا حللتى تبلللغ السللماء
الدنيامن حبهم لما يطلب وذكر حديث المسح على الخفين قال ابوعبللد الللله
الحاكم اسناده صحيح وقلال ابلن عبلد اللبر هلو حلديث صلحيح حسلن ثلابت
محفوظ مرفوع ومثله ل يقال بالرأي ففللي هللذا الحللديث حللف الملئكللة للله
بأجنحتها الى السماء وفي الول وضعها اجنحتها للله فالوضللع تواضللع وتللوقير
وتبجيل والحف بالجنحللة حفللظ وحمايللة وصلليانة فتضللمن الحللديثان تعظيللم
الملئكة له وحبها اياه وحياطته وحفظه فلو لللم يكللن لطللالب العلللم إل هللذا
الحظ الجزيل لكفى به شرفا وفضل وقوله ان العالم ليسللتغفر للله مللن فللي
السموات ومن في الرض حتى الحيتان في الماء فإنه لما كان العللالم سللببا
في حصول العلم الذي به نجاة النفلوس ملن أنلواع المهلكللات وكللان سللعيه
مفصورا على هذا وكانت نجللاة العبللاد علللى يللديه جللوزي مللن جنللس عمللله
وجعل من فلي السلموات والرض سلاعيا فلي نجلاته ملن اسلباب الهلكلات
باسللتغفارهم للله وإذا كللانت الملئكللة تسللتغفر للللؤمنين فكيللف ل تسللتغفر
لخاصللتهم وخلصللتهم وقللد قيللل ان مللن فللي السللموات ومللن فللي الرض
المستغفرين
للعالم عام في الحيوانات ناطقها وبهيمهللا طيرهللا وغيللره ويؤكللد هللذا قللوله
حتى الحيتان في الماء وحتى النملة في جحرها فقيل سللبب هللذا السللتغفار
ان العالم يعلم الخلق مراعاة هلذه الحيوانلات ويعرفهلم ملا يحلل منهلا وملا
يحرم ويعرفهم كيفية تناولها واستخدامها وركوبها والنتفاع بها وكيفية ذبحهللا
على احسن الوجوه وارفقها بالحيوان والعالم اشللفق النللاس علللى الحيللوان
واقومهم ببيان ما خلق للله وبالجملللة فالرحمللة والحسللان الللتي خلللق بهمللا
ولهما الحيوان وكتب لهما حظهمللا منلله إنمللا يعللرف بللالعلم فالعللالم معللرف
لذلك فاستحق ان تستغفر له البهائم والله أعلم وقوله وفضللل العللالم علللى
العابللد كفضللل القمللر علللى سللائر الكللواكب تشللبيه مطللابق لحللال القمللر
والكواكب فان القمر يضيء الفاق ويمتد نوره في اقطار العالم وهذه حللال
العالم وأما الكوكب فنوره ل يجاوز نفسه او ما قرب منه وهذه حللال العابللد
الذي يضيء نور عبادته عليه دون غيللره وان جللاوز نللور عبللادته غيللره فإنمللا
يجاوزه غير بعيد كما يجاوز ضوء الكوكب له مجاوزة يسيرة ومللن هللذا الثللر
المروي إذا كللان يللوم القيامللة يقللول الللله للعابللد ادخللل الجنللة فإنمللا كللانت
منفعتك لنفسك ويقال للعالم اشفع تشفع فإنما كانت منفعتك للنللاس وروى
ابن جريج عن عطاءعن ابن عباس رضى الللله عنهمللا إذا كللان يللوم القيامللة
يؤتى بالعابد والفقيه فيقال للعابد ادخلل الجنللة ويقللال للفقيلله اشلفع تشلفع
وفللي التشللبيه المللذكور لطيفلله اخللرى وهللو ان الجهللل كالليللل فللي ظلمتلله
وجنسه والعلماء والعباد بمنزلة القمر والكواكب الطالعللة فللي تلللك الظلمللة
وفضل نور العالم فيها علىنور العابد كفضل نور القمر على الكللواكب وايضللا
فالدين قوامه وزينته واضاءته بعلمائه وعباده فإذا ذهب علماؤه وعباده ذهب
الدين كما ان السماء اضاءتها وزينتها بقمرهللا وكواكبهللا فللإذا خسلف قمرهللا
وانتشرت كواكبها اتاها ماتوعد وفضل علماء الللدين علللى العبللاد كفضللل مللا
بين القمر والكواكب فإن قيل كيف وقع تشبيه العالم بللالقمر دون الشللمس
وهي اعظم نورا قيل فيه فائدتان احداهما ان نور القمللر لمللا كللان مسللتفادا
من غيره كان تشبيه العالم الذي نوره مستفاد من شللمس الرسللالة بللالقمر
اولى من تشبيهه بالشمس الثانية ان الشمس ل يختلف حالها في نورهللا ول
يلحقها محللاق ول تفللاوت فللي الضللاءة وامللا القمللر فللإنه يقللل نللوره ويكللثر
ويمتليء وينقص كما ان العلماء في العلم علللى مراتبهللم مللن كللثرته وقلتلله
فيفضل كل منهم في علمه بحسب كثرته وقلته وظهوره وخفائه كمللا يكللون
القمر كذلك فعالم كالبدر ليلة تمه وآخر دونه بليلة وثانية وثالثللة ومللا بعللدها
إلى آخر مراتبه وهم درجات عند الله فإن قيل تشلبيه العلملاء بلالنجوم أملر
معلوم كقوله اصحابي كالنجوم ولهذا هي في تعبير الرؤيا عبارة عن العلماء
فكيف وقع تشبيههم هنا بالقمر قيل اما تشبيه العلماء بلالنجوم فلإن النجلوم
يهتدى بها في ظلمات البر والبحر وكذلك العلماء والنجوم زينة للسماء
فكذلك العلماء زينة للرض وهي رجوم للشياطين حائلة بينهم وبين اسللتراق
السمع لئل يلبسوا بما يسترقونه من الوحي الوارد الى الرسل من الله على
ايدي ملئكته وكذلك العلمللاء رجللوم لشللياطين النللس والجللن الللذي يللوحى
بعضهم الى بعض زخرف القللول غللرورا فالعلمللاء رجللوم لهللذا الصللنف مللن
الشللياطين ولللولهم لطمسللت معللالم الللدين بتلللبيس المضلللين ولكللن الللله
سبحانه اقامهم حراسا وحفظه لللدينه ورجومللا لعللدائه واعللداء رسللله فهللذا
وجه تشبيههم بالنجوم وأما تشبههم بالقمر فذلك كللان فللي مقللام تفضلليلهم
على اهل العبادة المجللردة وموازنللة مللا بينهمللا مللن الفضللل والمعنللى انهللم
يفضلون العباد الذين ليسوا بعلماء كما يفضللل القمللر سللائر الكللواكب فكللل
من التشبهين لئق بموضعه والحمد لله وقوله ان العلماء ورثللة النبيللاء هللذا
من اعظم المناقب لهل العلللم فللإن النبيللاء خيللر خلللق الللله فللورثتهم خيللر
الخلق بعدهم ولما كان كل مللوروث ينتقللل ميراثلله الللى ورثتلله اذهللم الللذين
يقومون مقامه من بعده ولم يكن بعد الرسل من يقوم مقامهم في تبليغ ما
ارسلوا به ال العلماء كانوا احق الناس بميراثهم وفللي هللذا تنللبيه علللى انهللم
اقرب الناس اليهم فإن الميراث إنا يكون لقرب الناس الى الموروث وهللذا
كما انه ثابت في ميراث الدينار والدرهم فكذلك هو في ميراث النبوة والللله
يختص برحمته من يشاء وفيه ايضا ارشاد وامللر للمللة بطللاعهم واحللترامهم
وتعزيزهم وتوفيرهم وإجللهم فإنهم ورثة من هذه بعض حقوقهم على المة
وخلفاؤهم فيهم وفيه تنبيه على ان محبتهم من الدين وبغضهم مناف للللدين
كما هو ثابت لموروثهم وكذلك معاداتهم ومحاربتهم معاداة ومحاربة لله كمللا
هو في موروثهم قال على كرم الله وجهه ورضللى عنلله محبللة العلمللاء ديللن
يدان به وقال فيما يروى عن ربه عز وجل من عللادى لللي وليللا فقللد بللارزني
بالمحاربة وورثة النبياء سادات اولياء لله عز وجل وفيه تنللبيه للعلمللاء علللى
سلوك هدى النبياء وطريقتهللم فللي التبليللغ مللن الصللبر والحتمللال ومقابلللة
إساءة الناس اليهم بالحسللان والرفللق بهللم واسللتجلبهم الللى الللله باحسللن
الطرق وبذل ما يمكن من النصيحة لهم فإنه بلذلك يحصلل لله نصليبهم ملن
هذا الميللراث العظيللم قللدره الجليللل خطللره وفيلله ايضللا تنللبيه لهللل العلللم
علىتربية المة كما يربى الوالد ولده فيبربونهم بالتدريج واللترقي ملن صلغار
العلم إلى كباره وتحميلهم منه ما يطيقون كما يفعل الب بولده الطفل فللي
ايصال الغذاء اليه فإن ارواح البشر بالنسبة الى النبيللاء والرسللل كالطفللال
بالنسبة الى آبائهم بل دون هذه النسبة بكثير ولهذا كل روح لم تربها الرسل
لم تفلح ولم تصلح لصالحه كما قيل #ومن ل يربيه الرسول ويسقه %لبانا
له قد در من ثدي قدسه فذاك لقيللط مللاله نسللبة الللول %ول يتعللدى طللور
ابناء جنسه #وقوله ان النبياء لم يورثوا دينارا ول درهما إنمللا ورثللوا العلللم
هذا من كمال النبياء وعظم
نصحهم للمم وتمام نعمة الللله عليهللم وعلللى اممهللم ان ازاح جميللع العلللل
وحسم جميع المواد التي توهم بعض النفوس ان النبياء من وجنس الملللوك
الذين يريلدون اللدنيا وملكهلا فحملاهم اللله سلبحانه وتعلالى ملن ذللك اتلم
الحماية ثم لما كان الغالب على الناس ان احدهم يريد الدنيا لولده من بعده
ويسعى ويتعب ويحرم نفسله لوللده سلد هلذه الذريعلة علن انبيلائه ورسلله
وقطع هذا الوهم الذي عساه ان يخالط كثيرا من النفوس التي تقول فلعللله
ان لم يطلب الدنيا لنفسه فهو يحصلها لولده فقللال نحللن معاشللر النبيللاء ل
نورث ما تركنا هو صدقة فلللم تللورث النبيللاء دينللارا ول درهمللا وإنمللا ورثللوا
العلم واما قوله تعالى وورث سليمان داود فهو ميراث العلم والنبللوة ل غيللر
وهذا باتفاق اهل العلم من المفسرين وغيرهم وهللذا لن داود عليلله السلللم
كان له اولد كثيرة سوى سللليمان فلللو كللان المللوروث هللو المللال لللم يكللن
سليمان مختصا به وايضا فإن كلم الله يصللان عللن الخبللار بمثللل هللذا فللإنه
بمنزلة ان يقال مات فلن وورثه ابنه وملن المعللوم ان كلل احلد يرثله ابنله
وليس في الخبار بمثل هذا فائدة وايضا فإن ما قبل الية وما بعدها يبين ان
المراد بهذه الوراثة وراثة العلم والنبوة ل وراثة المال قال تعالى ولقللد آتينللا
داوود وسليمان علما وقللال الحمللد لللله الللذي فضلللنا علللى كللثير مللن عبللاده
المؤمنين وورث سليمان داوود وإنملا سليق هلذا لبيلان فضلل سلليمان وملا
خصه الله به من كرامته وميراثه ما كان لبيه من اعلى المواهب وهو العلللم
والنبوة ان هذا لهو الفضل المبين وكذلك قول زكريا عليلله الصلللة والسلللم
وإني خفت الموالي من ورائي وكانت امرأتي عاقرا فهب لي من لدنك وليللا
يرثني ويرث من آل يعقوب واجعللله رب رضلليا فهللذا ميللراث العلللم والنبللوة
والدعوة الى الله وإل فل يظن بني كريم انه يخللاف عصللبته ان يرثللوه مللاله
فيسأل الله العظيم ولدا يمنعهم ميراثه ويكون احق به منهم وقللد نللزه الللله
انبياءه ورسله عن هذا وأمثاله فبعدا لمن حرف كتاب الله ورد على رسللوله
كلمه ونسب النبياء الى ما هم برآء منزهون عنه والحمد لللله علللى تللوفيقه
وهدايته ويذكر عن ابي هريرة رضى الله عنه انه مر بالسللوق فوجللدهم فللي
تجاراتهم وبيوعاتهم فقال انتم ههنا فيما انتم فيه وميراث رسول الله يقسم
في مسجده فقاموا سراعا الى المسجد فلم يجللدوا فيلله ال القللرآن والللذكر
ومجالس العلم فقالوا اين ما قلت يللا أبللا هريللرة فقللال هللذا ميللراث محمللد
يقسم بين ورثته وليس بمواريثكم ودنياكم او كما قال وقوله فمن اخذه اخذ
بحظ وافر اعظم الحظوظ واجداها مانفع العبد ودام نفعه له وليللس هللذا ال
حظه من العلم والدين فهو الحظ الدائم النافع الذي إذا انقطعللت الحظللوظ
لربابها فهو موصول له ابد البدين وذلك لنه موصول بالحي الللذي ل يمللوت
فلذلك لينقطع ول يفوت وسائر الحظوظ تعدم وتتلشللى بتلشللي متعلقاتهللا
كما قال تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءمنثورا فإن الغاية
لما كانت منقطعة زائلة تبعتها اعمالهم فانقطعت
عنهم احوج ما يكون العامل الى عمله وهذه هي المصيبة التي ل تجبر عياذا
بالله واستعانة به وافتقارا وتوكل عليه ول حول ول قوة ال بالله وقوله موت
العالم مصيبة لتجبر وثلمة ل تسد ونجم طمس وموت قبيلة ايسر من موت
عالم لما كان صلح الوجود بالعلماء ولولهم كان النللاس كالبهلائم بلل أسلوأ
حال كان موت العالم مصيبة ل يجبرها ال خلف غيره له وايضا فللإن العلمللاء
هم الذين يسوسللون العبللاد والبلد والممالللك فمللوتهم فسللاد لنظللام العللالم
ولهذا ل يزال الله يغرس في هذا الدين منهم خالفا عن سللالف يحفللظ بهللم
دينه وكتابه وعباده وتأمل إذا كان في الوجود رجل قد فاق العالم في الغنى
والكرم وحاجتهم الى ما عنده شديدة وهو محسن اليهم بكل ممكن ثم مات
وانقطعت عنهم تلك المادة فموت العالم اعظم مصيبة من مللوت مثللل هللذا
بكثير ومثل هذا يموت بموته أمم وخلئق كما قيل # :تعلم ملا الرزيلة فقلد
مال %ول شاة تموت ول بعير #ولكللن الرزيللة فقللد حللر %يمللوت بمللوته
بشر كثير وقال آخر #فما كان قيس هلكه هلك واحد %ولكنلله بنيلان قلوم
تهدما والوجه الثامن والربعون ما روى الترمذي من حديث الوليد بن مسلم
حدثنا روح بن جناح عن مجاهد عن ابن عباس رضللى الللله عنهمللا قللال قللال
رسول الله فقيه اشد على الشيطان مللن الللف عابللد قللال الترمللذي غريللب
لنعرفه ال من هذا الوجه من حللديث الوليللد بللن مسلللم قلللت قللد رواه ابللو
جعفر محمد بن الحسن بن علي اليقطيني حدثنا عمر بللن سللعيد بللن سللنان
حدثنا هشلام بللن عملار حللدثنا الوليللد بللن مسلللم حللدثنا روح بللن جنللاح عللن
الزهري عن سعيد بن المسليب علن ابلي هريلرة علن النلبي قلال الخطيلب
والول هو المحفوظ عن روح مجاهد عن ابن عباس وما أرى الوهم وقع في
هذا الحديث إل من ابي جعفر لن عمر بن سنان عنده عن هشام بللن عمللار
عن الوليد عن روح عن الزهري عن سعيد حديث في السماء بيت يقللال للله
البيت المعمور حيال الكعبة وحديث ابن عباس كانا في كتاب ابن سنان عللن
هشام يتلو احدهما الخر فكتب ابو جعفر اسناد حديث ابي هريرة رضى الله
عنه ثم عارضه لسهو اوزاغ نظره فنزل الى متن حديث ابللن عبللاس فركللب
متن هذا على اسناد هذا وكل واحد منهما ثقة مأمون برئ مللن تعمللد الغلللط
وقد رواه ابو احمد بن عدي عن محمد بن سعيد بن مهران حدثنا شيبان ابللو
الربيع السمان عن ابي الزناد عن العرج عللن ابللي هريللرة رضللى الللله عنلله
قال قال رسول الله لكل شيء دعامللة ودعامللة السلللم الفقلله فللي الللدين
والفقيه اشد على الشيطان من ألف
عابد ولهذا الحديث علة وهو انه روى من كلم ابللي هريللرة وهللو اشللبه رواه
همام بن يحيى حدثنا يزيد بن عياض حدثنا صللفوان بللن سللليم عللن سللليمان
عن يسار عن ابي هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الللله مللا عبللد الللله
بشيء افضل من فقه في الدين قال وقال ابو هريرة لن افقه سللاعة احلب
الي من ان احيي ليلة اصليها حتى اصبح والفقيله اشلد عللى الشليطان ملن
ألف عابد ولكل شيء دعامة ودعامة الدين الفقه وقد روى باسناد فيلله مللن
ل يحتج به من حديث عاصم بن ابي النجودعن زر بن حللبيش عللن عمللر بللن
الخطاب يرفعه ان الفقيه اشد على الشليطان ملن اللف ورع وأللف مجتهلد
والف متعبد وقال المزني روى عن ابن عباس انه قللال ان الشللياطين قللالوا
لبليس يا سيدنا مالنللا نللراك تفللرح بمللوت العللالم مللال تفللرح بمللوت العابللد
والعالم ل نصيب منه والعابد نصيب منلله قللال انطلقللوا فللانطلقوا الللى عابللد
فاتوه في عبادته فقالوا إنا نريد ان نسألك فانصرف فقال ابليس هللل يقللدر
ربك ان يجعل الدنيا في جوف بيضللة فقللال ل أدري فقللال اترونلله كفللر فللي
ساعة ثم جاؤوا الى عالم في حلقته يضحك اصحابه ويحدثهم فقالوا إنا نريد
ان نسألك فقال سل فقال هل يقدر ربك ان يجعل الللدنيا فللي جللوف بيضللة
قال نعم قالوا كيف قال يقول كن فيكون فقللال أتللرون ذلللك ل يعللدو نفسلله
وهذا يفسد على عالما كثيرا وقد رويت هذه الحكاية علللى وجلله آخللر وإنهللم
سألوا العابد فقالوا هل يقدر ربك أن يخلق مثللل نفسلله فقللال لادري فقللال
اترونه لم تنفعه عبادته مع جهله وسألوا عن ذلك فقال هذه المسللألة محللال
لنه لو كان مثله لم يكن مخلوقا فكونه مخلوقللا وهللو مثللل نفسلله مسللتحيل
فإذا كان مخلوقا لم يكن مثله بل كان عبدا من عبيده وخلقا من خلقه فقال
أترون ذلك اترون هذا يهدم في ساعة ما ابنيه في سللنين اوكمللا قللال وروى
عن عبد الله بللن عمللرو فضللل العللالم علللى العابللد سللبعين درجللة بيللن كللل
درجتين حضر الفرس سبعين عاما وذلك ان الشيطان يضع البدعة فيبصللرها
العالم وينهى عنها والعابد مقبل على عبادة ربه ل يتوجه لها ول يعرفها وهللذا
معناه صحيح فإن العالم يفسد على الشيطان ما يسعى فيه ويهدم مللا يبنيلله
فكل ما أراد إحياء بدعة وإماتة سنة حللال العللالم بينلله وبيللن ذلللك فل شلليء
اشد عليه من بقاء العالم بين ظهراني المة ول شيء احب اليلله مللن زواللله
من بين اظهرهم ليتمكن من إفساد الدين وإغواء المة وأما العابد فغايته ان
يجاهده ليسلم منه في خاصة نفسه وهيهات له ذلك الوجه التاسع والربعون
ما روى الترمذي من حديث ابي هريرة رضى الله عنه قللال سللمعت رسللول
الله يقول الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إل ذكر الله وما واله وعللالم ومتعلللم
قال الترمذي هذا حديث حسن ولما كانت الدنيا حقيللرة عنللد الللله لتسللاوي
لديه جناح بعوضة كانت وما فيها في غاية البعد منه وهذا هللو حقيقللة اللعنللة
وهو سبحانه إنما خلقها مزرعة للخرة ومعبرا اليهللا يللتزود منهللا عبللادة اليلله
فلم يكن يقرب منها إل ما كان متضمنا
لقامة ذكره ومفضيا الى محابه وهوالعلم الذي به يعرف الللله ويعبللد ويللذكر
ويثنى عليه ويمجد ولهذا خلقها وخلق اهلها كما قال تعالى وما خلقت الجللن
والنس ال ليعبدون ^ وقال ^ الله الللذي خلللق سللبع سللموات ومللن الرض
مثلهن يتنزل المر بينهن لتعلموا ان الله على كل شلليء قللدير وان الللله قللد
احللاط بكللل شلليء علمللا فتضللمنت هاتللان اليتللان انلله سللبحانه إنمللا خلللق
السموات والرض وما بينهما ليعرف باسمائه وصفاته وليعبد فهذا المطلوب
وما كان طريقا اليه من العلللم والتعلللم فهللو المسللتثنى مللن اللعنللة واللعنللة
واقعة على ما عداه إذ هو بعيد عن الللله وعللن محللابه وعللن دينلله وهللذا هللو
متعلق العقاب في الخرة فلإنه كملا كلان متعللق اللعنلة اللتي تضلمن اللذم
والبغض فهو متعلق العقاب والله سبحانه إنما يحب من عباده ذكره وعبادته
ومعرفته ومحبته ولوازم ذلك وملا افضللى اليلله وملا علداه فهلو مبغللوض لله
مذموم عنللده الللوجه الخمسللون مللا رواه الترمللذي مللن حللديث ابللي جعفللر
الرازي عن الربيع بن انس قال قال رسول الله من خللرج فللي طلللب العلللم
فهو في سبيل الله حتى يرجع قال الترمذي هللذا حللديث حسللن غريللب رواه
بعضهم فلم يرفعه وإنمللا جعللل طلللب العلللم مللن سللبيل الللله لن بلله قللوام
السلم كما ان قوامه بالجهاد فقوام الدين بالعلم والجهاد ولهذا كان الجهللاد
نوعين جهاد باليد والسنان وهذا المشارك فيه كللثير والثللاني الجهللاد بالحجللة
والبيان وهذا جهاد الخاصة من اتبلاع الرسلل وهلو جهلاد الئملة وهلو افضلل
الجهادين لعظم منفعته وشدة مؤنته وكلثرة اعلدائه قلال تعلالى فلي سلورة
الفرقان وهي مكية ولو شئنا لبعثنللا فللي كللل قريللة نللذيرا فلتطللع الكللافرين
وجاهدهم به جهادا كبيرا فهذا جهاد لهللم بللالقرآن وهللو أكللبر الجهللادين وهللو
جهللاد المنللافقين ايضللا فللإن المنللافقين لللم يكونللوا يقللاتلون المسلللمين بللل
كانوامعهم في الظاهر وربما كانوا يقاتلون عدوهم معهم ومع هذا فقللد قللال
تعالى يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهللم ومعلللوم ان جهللاد
المنافقين بالحجة والقرآن والمقصود ان سبيل الله هي الجهاد وطلب العلم
ودعوة الخلق به الى الله ولهذا قال معاذ رضى الله عنه عليكم بطلب العلم
فإن تعلمه لله خشية ومدارسته عبادة ومذاكرته تسللبيح والبحللث عنلله جهللاد
ولهذا قرن سبحانه بين الكتاب المنزل والحديد الناصر كما قللال تعللالى لقللد
ارسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب واميزان ليقللوم النللاس بالقسللط
وانزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصللره ورسللله
بالغيب ان الله قوي عزيز فذكر الكتاب والحديد إذ بهما قوام الدين كما قيل
# :فما هو إل الوحي اوحدمرهف %تميل ظباه اخدعا كل ملا يللل %فهللذا
شفاء الداء من كل عاقل %وهذا دواء الداء من كل جاهل %ولما كان كللل
من الجهاد بالسيف والحجة يسللمى سللبيل الللله فسللر الصللحابة رضللى الللله
عنهم
^ قوله ^ اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي المر منكم بالمراء والعلماء
فإنهم المجاهدون في سبيل الله هللؤلء بأيللديهم وهللؤلء بالسللنتم بألسللنتهم
فطلب العلم وتعليمه ملن اعظلم سلبيل اللله علز وجلل قلال كعلب الحبلار
طالب العلم كالغادي الرايح في سبيل الله عز وجل وجاء عن بعض الصحابة
رضى الله عنهم إذا جاء الموت طالب العلم وهو على هذه الحال مات وهللو
شهيد وقال سفيان بن عيينة من طلب العلم فقد بايع الللله عللز وجللل وقللال
ابو الدرداء من رأى الغدو والرواح الللى العلللم ليللس بجهللاد فقللد نقللص فللي
عقله ورأيه الوجه الحادي والخمسلون ملا رواه الترملذي حلدثنا محملود بلن
غيلن حدثنا ابو اسامة عن العمش عن ابي صالح عن ابي هريرة قال قللال
رسول الله من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة
قال الترمذي هذا حديث حسن قال بعضهم ولم يقل في هذا الحديث صحيح
لنه يقال دلس العمش في هذا الحديث لنه رواه بعضهم فقال حدثت عللن
ابي صالح والحديث رواه مسلم في صحيحه من اوجه عن العمش عن ابي
صالح قال الحاكم في المستدرك هو صللحيح علللى شللرط البخللاري ومسلللم
رواه عن العمش جماعة منهللم زايللدة وأبلو معاويلة وابللن نميللر وقللد تقللدم
حديث ابي الدرداء في ذلك والحديث محفوظ وله اصل وقد تظللاهر الشللرع
والقدر على ان الجزاء من جنس العمل فكما سلك طريقا يطلب فيلله حيللاة
قلبه ونجاته من الهلك سلك الله به طريقللا يحصللل للله ذلللك وقللد روى مللن
حديث عائشة رواه ابن عدي من حديث محمد بن عبد الملك النصللاري عللن
الزهري عن عروة عنها مرفوعا ولفظه اوحى الله الى انه من سلك مسلللكا
يطلب العلم سهلت له طريقا الى الجنة الللوجه الثللاني الخمسللون ان النللبي
دعا لمن سلمع كلمله ووعلاه وبلغله بالنضلرة وهلي البهجلة ونضلارة اللوجه
وتحسينه ففي الترمذي وغيره من حديث ابن مسعود عللن النللبي قللال نضللر
الله امرا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه الى مللن هللو
افقه منه ثلث ل يغل عليهن قلب مسلم اخلص العمل لللله ومناصللحة ائمللة
المسلمين ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحيط من ورائهم وروى هذا الصللل
عن النبي ابن مسعود ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء وجللبير بللن مطعللم وانللس
بن مالك وزيد بن ثابت والنعمان بن بشير قال الترمذي حديث ابللن مسللعود
حديث حسن صحيح وحديث زيد بن ثابت حديث حسللن وأخللرج الحللاكم فللي
صحيحه حديث جبير بن مطعم والنعمان بللن بشللير وقللال فللي حللديث جللبير
على شرط البخاري ومسلم ولو لم يكن في فضل العلم ال هذا وحده لكفى
به شرفا فإن النبي دعا لمن سمع كلملله ووعللاه وحفظلله وبلغلله وهللذه هللي
مراتب العلم اولها وثانيها سماعه وعقله فللإذا سللمعه وعللاه بقلبلله أي عقللله
واستقر في قلبه كما يستقر الشيء الذي يوعى في وعائه ول يخرج منه
وكذلك عقله هو بمنزلة عقل البعير والدابللة ونحوهللا حللتى ل تشللرد وتللذهب
ولهذا كان الللوعي والعقللل قللدرا زائدا علللى مجللرد إدراك المعلللوم المرتبللة
الثالثة تعامده وحفظه حتى لينساه فيذهب المرتبة الرابعة تبليغله وبثله فلي
المة ليحصل بلله ثمرتلله ومقصللوده وهللو بثلله فللي المللة فهللو بمنزلللة الكنللز
المدفون في الرض الذي ل ينفق منه وهو معرض لذهابه فإن العلم مللا لللم
ينفق منه ويعلم فإنه يوشك ان يذهب فإذا انفق منه نما وزكللا علللى النفلاق
فمن قام بهذه المراتب الربللع دخللل تحللت هللذه الللدعوة النبويللة المتضللمنة
لجمال الظاهر والباطن فإن النضرة هي البهجة والحسن الذي يكساه الوجه
من آثار اليمان وابتهاج الباطن به وفرح القلب وسروره والتذاذه به فتظهللر
هذه البهجة والسرور والفرحة نضارة على الوجه ولهذا يجمع له سبحانه بين
البهجة والسرور والنضرة كما في قوله تعالى فوقاهم اللله شلر ذللك اليلوم
ولقاهم نضرة وسرورا فالنضرة في وجوههم والسرور في قلللوبهم فللالنعيم
وطيب القلب يظهر نضارة في الوجه كما قللال تعللالى تعللرف فللي وجللوههم
نضرة النعيم والمقصود ان هذه النضرة في وجه من سمع سنة رسول الللله
ووعاها وحفظها وبلغها فهي اثللر تلللك الحلوة والبهجللة والسللرور الللذي فللي
قلبه وباطنه وقوله رب حامل فقه الى من هو افقلله منلله تنللبيه علللى فللائدة
التبليغ وان المبلغ قد يكون افهم من المبلغ فيحصل له في تلللك المقالللة مللا
لم يحصل للمبلغ او يكون المعنى ان المبلغ قد يكون افقه مللن المبلللغ فللإذا
سمع تلك المقالة حملها على احسن وجوهها واستنبط فقههللا وعلللم المللراد
منها وقوله ثلث ل يغل عليهن قلب مسلم إلللى آخللره اي ليحمللل الغللل ول
يبقى فيه مع هذه الثلثة فإنها تنفى الغل والغش وهو فساد القلب وسخايمه
فالمخلص لله إخلصه يمنع غل قلبه ويخرجه ويزيله جملة لنه قللد انصللرفت
دواعي قلبه وإرادته إلى مرضاة ربه فلم يبق فيه موضع للغللل والغللش كمللا
قال تعالى كذلك لنصرف عنه السوء والفحشللاء إنلله مللن عبادنللا المخلصللين
فلما اخلص لربه صرف عنه دواعي السوء والفحشاء فانصرف عنلله السللوء
والفحشاء ولهذا لما علم ابليس انه ل سبيل له على اهل الخلص اسللتثناهم
من شرطته التي اشترطها للغواية والهلك فقال فبعزتك لغوينهم اجمعيللن
إل عبادك منهم المخلصين قال تعالى إن عبادي ليس لك عليهم سلللطان إل
من اتبعك من الغللاوين فللالخلص هللو سللبيل الخلص والسلللم هللو مركللب
السلمة واليمان خاتم المان وقللوله ومناصللحة ائمللة المسلللمين هللذا ايضللا
مناف للغل والغش فللإن النصلليحة ل تجلامع الغللل إذ هللي ضللده فمللن نصللح
الئمة والمة فقد برئ من الغل وقوله ولزوم جماعتهم هذا ايضا مما يطهللر
القلب من الغل والغش فإن صاحبه للزومه جماعة المسلمين يحب لهم مللا
يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لها ويسوؤه ما يسؤوهم ويسره ما يسللرهم
وهذا بخلف من انجاز عنهم واشتغل بالطعن
عليهم والعيب والذم لهم كفعل الرافضة والخوارج والمعتزللة وغيرهللم فللإن
قلللوبهم ممتلئة نحل وغشللا ولهللذا تجللد الرافضللة ابعللد النللاس مللن الخلص
اغشهم للئمللة والمللة واشللدهم بعللدا عللن جماعللة المسلللمين فهللؤلء اشللد
الناس غل وغشا بشهادة الرسللول والمللة عليهللم وشللهادتهم علللى انفسللهم
بذلك فانهم ليكونون قط ال اعوانا وظهرا على اهل السلم فاي عللدو قللام
للمسلمين كانوا اعوان ذلك العدو وبطانته وهذا امر قد شاهدته المة منهللم
ومن لم يشاهد فقد سمع منه ما يصم الذان ويشللجي القلللوب وقللوله فللإن
دعوتهم تحيط من ورائهم هذا من احسن الكلم وأوجزه وافخمه معنى شبه
دعوة المسلمين بالسور والسياج المحيللط بهللم المللانع مللن دخللول عللدوهم
عليهم فتلك الدعوة التي هي دعوة السلم وهم داخلونهللا لمللا كللانت سللورا
وسياجا عليهم اخبر ان من لزم جماعة المسلمين احللاطت بلله تلللك الللدعوة
التي هي دعوة السلم كما احاطت بهم فالللدعوة تجمللع شللمل المللة وتلللم
شعثها وتحيط بها فمن دخل في جماعتها احاطت به وشملته الللوجه الثللالث
والخمسون ان النبي امر بتبليغ العلم عنه ففي الصللحيحين مللن حللديث عبللد
الله ابن عمرو قال قال رسول الللله بلغللوا عنللي ولللو آيللة وحللدثوا عللن بنللي
إسرائيل ول حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار وقال ليبلغ
الشاهد منكم الغائب روى ذلك ابو بكرة ووابصة بن معبللد وعمللار بلن ياسللر
وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس واسماء بنت يزيد بن السكن وحجيللر
وابو قريع وسرى بنت نبهلان ومعاويلة بلن حيلدة القشلليري وعللم ابلي حللرة
وغيرهم فأمر بالتبلغ عنه لما في ذلك من حصول الهدى بالتبلغ وله اجر مللن
بلغ عنه واجر من قبل ذلك البلغ وكلما كثر التبلغ عنلله تضللاعف للله الثللواب
فله من الجر بعدد كل مبلغ وكل مهتد بذلك البلغ سوى ماله من اجر عمله
المختص به فكل من هدى واهتدى بتبليغه فله اجره لنه هو الداعي اليه ولو
لم يكن في تبليللغ العلللم عنلله ال حصلول ملا يحبله لكفللى بله فضلل وعلملة
المحب الصادق ان يسعى في حصول محبوب محبوبه ويبذل جهده وطللاقته
فيها ومعلوم انه ل شيء احب الى رسول الله من ايصاله الهدى الللى جميللع
المة فالمبلغ عنه ساع في حصول محابه فهو اقرب الناس منه واحبهم اليلله
وهو نائبه وخليفته في امتلله وكفللى بهللذا فضللل وشللرفا للعلللم واهللله الللوجه
الرابع والخمسون ان النبي قدم بالفضائل العلمية في أعل الوليللات الدينيللة
واشرفها وقدم بالعلم بالفضل على غيللره فللروى مسلللم فللي صللحيحه مللن
حديث ابي مسعود البدري عن النبي يللؤم القللوم اقرؤهللم لكتللاب الللله فللإن
كللانوا فللي القللراءة سللواء فللأعلمهم بالسللنة فللإن كللانوا فللي السللنة سللواء
فاقدمهم إسللما او سللنا وذكللر الحلديث فقللدم فلي الماملة تفضلليله العلللم
علىتقدم السلم والهجرة ولما كان
العلم بالقرآن افضل من العلم بالسنة لشرف معلللومه علللى معلللوم السللنة
قدم العلم به ثم قدم العلم بالسنة على تقدم الهجرة وفيه من زيادة العمل
ماهو متميز به لكن إنما راعى التقللديم بللالعلم ثللم بالعمللل وراعللى التقللديم
بالعلم بالفضل على غيره وهذا يدل على شرف العلم وفضله وإن اهله هللم
اهل التقدم الى المراتب الدينية الللوجه الخللامس والخمسللون مللا ثبللت فللي
صحيح البخاري من حديث عثمان بن عفان رضى الله عنه عن النبي انه قال
خيركم من تعلم القرآن وعلمه وتعلم القرآن وتعليملله يتنللاول تعلللم حروفلله
وتعليمها وتعلم معللانيه وتعليمهللا وهللو اشللرف قسللمي علملله وتعليملله فللإن
المعنى هو المقصود واللفظ وسيلة اليه فنعلم المعنى وتعليمله تعللم الغايلة
وتعليمها وتعلم اللفظ المجرد وتعليمه تعلم الوسللائل وتعليمهللا وبينهمللا كمللا
بين الغايات والوسائل الوجه السادس والخمسون ما رواه الترمللذي وغيللره
في نسخة عمرو ابن الحارث عن دراج عن ابي الهيثم عللن ابللي سللعيد عللن
النبي قال لن يشبع المؤمن من خير يسمعه حتى يكللون منتهللاه الجنللة قللال
الترمذي هذا حديث حسن غريب وهذه نسللخةمعروفة رواهللا النللاس وسللاق
احمد في المسند أكثرها او كثيرا منها ولهللذا الحللديث شللواهد فجعللل النللبي
النهمة في العلم وعدم الشبع منلله مللن لللوازم اليمللان واوصللاف المللؤمنين
واخللبر ان هللذا ل يللزال دأب المللؤمن حللتى دخللوله الجنللة ولهللذا كللان أئمللة
السلم إذا قيل لحدهم الى متى تطلب العلم فيقول الى الممات قال نعيم
ابن حماد سمعت عبد الله بن المبارك رضى الله عنه يقول وقللد عللابه قللوم
في كثرة طلبه للحديث فقالوا له الى متى تسللمع قللال إلللى الممللات وقللال
الحسين بن منصور الخصاص قلت لحمد بن حنبل رضى الله عنه الى مللتى
يكتب الرجل الحديث قال الللى المللوت وقللال عبللد الللله بللن محمللد البغللوي
سمعت احمد بن حنبل رضى الله عنه يقول إنما اطلب العلم الللى ان ادخللل
القبر وقال محمد بن إسماعيل الصائغ كنت اصوغ مللع ابللي ببغللداد فمللر بنللا
احمد بن حنبل وهو يعدو ونعله في يديه فأخذ ابي بمجامع ثوبه فقال يللا ابللا
عبد الله ال تستحي إلى متى تعدو مع هؤلء قال إلى الموت وقال عبد الللله
بن بشر الطالقاني ارجو ان يأتيني أمر ابي والمحبرة بين يدي ولم يفللارقني
العلم والمحبرة وقال حميد بن محمللد بللن يزيللد البصللري جللاء ابللن بسللطام
الحافظ يسألني عن الحديث فقلت له ما اشد حرصك على الحديث فقال او
ما احب ان اكون في قطار آل رسول الله وقيل لبعض العلماء متى يحسللن
بالمرء ان يتعلم قال ما حسللنت بلله الحيللاة وسللئل الحسللن عللن الرجللل للله
ثمانون سنة ايحسن ان يطلب العلم قال إن كان يحسن به ان يعيش الوجه
السابع والخمسون ما رواه الترمذي ايضا من حديث إبراهيم بن الفضل عللن
المقبري عن ابي هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله الكلمة الحكمة
ضالة المؤمن فحيث وجدها فهو احق بها قال الترمذي هذا
حللديث غريللب لنعرفلله ال مللن هللذا الللوجه وإبراهيللم ابللن الفضللل المللديني
المخزومي يضعف في الحديث من قبل حفظه وهذا ايضللا شللاهد لمللا تقللدم
وله شواهد والحكمة هي العلم فإذا فقده المؤمن فهو بمنزلة من فقد ضالة
نفيسة ملن نفائسله فلإذا وجلدها قلر قلبله وفرحلت نفسله بوجلدانها كلذلك
المؤمن إذا وجللد ضللالة قلبلله وروحلله الللتي هللو دائمللا فللي طلبهللا ونشللدانها
والتفتيش عليها وهذا من احسن المثلة فإن قلب المؤمن يطلب العلم حيث
وجده اعظم من طلب صاحب الضللالة لهللا الللوجه الثللامن والخمسللون قللال
الترمذي حدثنا ابو كريب حدثنا خلف بن ايوب عللن عللوف عللن ابللن سلليرين
عن ابي هريرة رضى الله عنه عللن النللبي خصلللتان ل يجتمعللان فللي منللافق
حسن سمت وفقه في الدين قال الترمذي هذا حديث غريب ول يعلرف هلذا
الحديث من حديث عوف ال من حديث هذا الشيخ خلف بن أيللوب العللامري
ولم أر احدا يروى عنه غير ابللي كريللب محمللد بللن العلء ول أدري كيللف هللو
وهذه شهادة بان من اجتمع فيه حسن السمت والفقه في الدين فهو مؤمن
واحرى بهذا الحديث ان يكون حقا وإن كان اسلناده فيله جهاللة فلان حسلن
السمت والفقه في الدين من اخص علمات اليمان ولن يجمعهما الللله فللي
منافق فان النفاق ينافيهما وينافيانه الوجه التاسع والخمسون قال الترمللذي
حدثنا مسلم ابن حاتم النصاري حدثنا ابوحاتم البصري حدثنا محمد بلن عبللد
الله النصاري عن ابيه عن علي بن زيد عللن سللعيد بللن المسلليب قللال قللال
انس بن مالك رضى الله عنه قال رسول الللله يللا بنللي ان قللدرت ان تصللبح
وتمسي وليس في قلبك غش لحد فافعل ثم قال يا بنللي وذللك ملن سلنتي
ومن احيا سنتي فقد احبني ومن احبني كان معي فللي الجنللة وفللي الحللديث
قصة طويلة قال الترمذي هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه ومحمد بن
عبد الله النصاري صدوق وابوه ثقة وعلي بن زيد صدوق ال انلله ربملا يرفلع
الشيء الذي يوقفه غيره سمعت محمد بن بشارة يقول قال ابو الوليد قللال
شعبة حدثنا على بن زيد وكان رفاعللا قللال الترمللذي ول يعللرف لسللعيد مللن
السميب عن انس رواية ال هذا الحديث بطوله وقد روى عباد المنقري هللذا
الحديث عن علي بن زيد عن انس ولم يللذكر فيلله عللن سللعيد بللن المسلليب
وذاكرت به محمد بن اسمعيل فلم يعرفه ولللم يعللرف لسللعيد بللن المسلليب
عن انس هذا الحديث ول غيره ومات انس سللنة ثلث وتسللعين وسللعيد بللن
المسيب سنة خمس وتسعين بعده بسنتين قلت ولهذا الحديث شواهد منهللا
ما رواه الدارمي عبد الله حللدثنا محمللد بللن عيينللة عللن مللروان بللن معاويللة
الفزاري عن كثير ابن عبد الله عن ابيلله عللن جللده ان النللبي قللال لبلل بللن
الحارث اعلم قال ما أعلم يا رسول الله قال اعلم يا بلل قللال مللا اعلللم يللا
رسول الله قال انه من احيا سنة من سنني قللد اميتللت بعللدي كللان للله مللن
الجر مثل من عمل بها من غير ان ينقص من اجورهم شيء ومن ابتدع
بدعة ضللة ل يرضاها الله ورسللوله كللان عليلله مثللل آثللام مللن عمللل بهللا ل
ينقص ذلك من اوزار الناس شيئا رواه الترمذي عنه وقال حديث حسن قال
ومحمد بن عيينة مصيصي شامي وكثير ابن عبد الله هو ابن عمرو بن عوف
المزني وفي حديثه ثلثة اقوال لهل الحديث منهم من يصللححه ومنهللم مللن
يحسنه وهما للترمذي ومنهم من يضعفه ول يراه حجة كالمام احمللد وغيللره
ولكن هذا الصل ثابت من وجوه كحديث من دعا الى هدى كان له من الجر
مثل احور من اتبعه وهو صحيح من وجوه وحديث من دل على خير فله مثل
اجر فاعله وهو حديث حسن رواه الترمذي وغيره فهذا الصل محفللوظ عللن
النبي فالحديث الضللعيف فيلله بمنزلللة الشللواهد والمتابعللات فل يضللر ذكللره
الللوجه السللتون ان النللبي اوصللى بطلبلله العلللم خيللرا ومللا ذاك ال لفضللل
مطلللوبهم وشللرفه قللال الترمللذي حللدثنا سللفيان بللن وكيللع حللدثنا ابللو داود
الحفري عن سفيان عن ابي هرون قال كنللا نللأتي ابللا سللعيد فيقللول مرحبللا
بوصية رسول الله ان النبي قال ان الناس لكم تبللع وان رجللال يللأتونكم مللن
اقطار الرض يتفقهون في الدين فإذا اتوكم فاستوصوا بهم خيرا حدثنا قتيبة
حدثنا روح بن قيس عن ابي هرون العبدي عن ابي سعيد الخدري عن النبي
قال يأتيكم رجال من قبل المشللرق يتعلمللون فللإذا جللاؤكم فاستوصللوا بهللم
خيرا فكان ابو سعيد إذا رآنا قال مرحبا بوصية رسول الله قال الترمذي هذا
حديث لنعرفه ال من حديث ابي هرون العبدي عن ابي سعيد قللال ابللو بكللر
العطار قال علي ابن المديني قال يحيى بللن سللعيد كللان شللعبة يضللعف ابللا
هرون العبدي قال يحيى وما زال ابن عوف يروى عن ابي هرون حتى مللات
وأبو هرون اسمه عمارة بن جوين الوجه الحادي والستون ما رواه الترمللذي
من حديث ابي داود عن عبد الله بن سنحبرة عن سللنحبرة عللن النللبي قللال
من طلب العلم كان كفارة لما مضى هذا الصل لم اجد فيه ال هذا الحديث
وليس بشيء فان ابا داود هو نفيع العمى غير ثقة ولكن قد تقدم ان العالم
يستغفر له من في السموات ومن في الرض وقللد رويللت آثللار عديللدة عللن
جماعة من الصحابة في هذا المعنى منها ما رواه الثللوري عللن عبللد الكريللم
عن مجاهد عن ابن عباس ان ملكا موكل بطالب العلم حتى يرده مللن حيللث
ابداه مغفورا له ومنها ما رواه قطر بن خليفة عن ابي الطفيل عن عللي ملا
انتعل عبد قط ول تخفف ول لبللس ثوبللا ليغللدو فللي طلللب العلللم إل غفللرت
ذنوبه حيث يخطو عند بلاب بيتله وقللد رواه ابلن عللدي مرفوعللا وقلال ليلس
يرويه عن قطر غير اسمعيل ابن يحيى التميمي قلت وقد رواه اسمعيل بللن
يحيى هذا عن الثوري حللدثنا محمللد بللن ايللوب الجوزجللاني عللن مجالللد عللن
الشعبي عن السود عن عائشة مرفوعا من انتعل ليتعلم خيرا غفر للله قبللل
ان
يخطو وقد رواه عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن قطر عن ابي الطفيللل
عن علي وهذه السانيد وان لم تكن بمفردها حجة فطلب العلم مللن افضللل
الحسنات والحسنات يذهبن السلليئات فجللدير ان يكللون طلللب العلللم ابتغللاء
وجه الله يكفر ماضللي مللن السلليئات فقللد دلللت النصللوص ان اتبللاع السلليئة
الحسنة تمحوها فكيف بما هو من افضل الحسنات واجل الطاعات فالعمللدة
على ذلك لعلى حديث ابي داود والله اعلم وقد روى عن عمر بن الخطللاب
رضى الله عنه ان الرجل ليخرج من منزللله وعليلله مللن الللذنوب مثللل جبللال
تهامة فإذا سمع العلم خاف ورجع وتاب فانصللرف الللى منزللله وليللس عليلله
ذنب فلتفارقوا مجالس العلماء الوجه الثللاني والسللتون مللا رواه ابللن مللاجه
في سننه من حديث عبد الله بن عمرو بللن العللاص رضللى الللله عنهمللا قللال
خرج رسول الللله فللإذا فللي المسللجد مجلسللان مجلللس يتفقهللون ومجلللس
يدعون الله تعالى ويسألونه فقال كل المجلسين إلى خير امللاهؤلء فيللدعون
الله وأما هؤلء فيتعلمون ويفقهون الجاهل هؤلء افضل بالتعليم ارسلت ثللم
قعد معهللم الللوجه الثللالث والسللتون ان اللله تبلارك وتعلالى يبلاهي ملئكتله
بالقوم الذين يتذاكرون العلم ويذكرون الله ويحمدونه علىمللا مللن عليهللم بلله
منه قال الترمذي حدثنا محمد بن بشار حدثنا مرحوم بن عبد العزيز العطللار
حدثنا ابو نعامة عن ابي عثمان عن ابي سعيد قال خرج معاوية الى المسجد
فقال م يجلسكم قالوا جلسنا نذكر الله عز وجل قللال الللله مللا اجلسللكم إل
ذلك قالوا الله ما اجلسنا إل ذلك قال أما إني لم استحلفكم تهمللة لكللم ومللا
كان احد بمنزلتي من رسول الله اقل حللديثا عنلله منللي ان رسللول الللله ص
عليه وآله وسلم خرج على حلقة من اصحابه قال ما يجلسكم قللالوا جلسللنا
نذكر الله ونحمده لما هدانا للسلم ومن علينا بك قال الللله ملا اجلسللكم إل
ذلك قالوا الله ما اجلسنا إل ذلك قال أما إني لم استحلفكم تهمللة لكللم انلله
اتاني جبريل فأخبرني ان الله تعالى يباهي بكم الملئكة قللال الترمللذي هللذا
حديث حسن غريب ل نعرفه ال من هذا اللوجه وابلو نعاملة السلعدي اسلمه
عمرو بن عيسى وأبو عثمان النهدي اسمه عبد الرحمن بن مل فهؤلء كانوا
قد جلسوا يحمدون الله بللذكر اوصللافه وآلئه ويثنللون عليلله بللذلك ويللذكرون
حسن السللم ويعللترفون لللله بالفضللل العظيلم إذ هلداهم لله وملن عليهلم
برسوله وهذا اشرف علم على الطلق ول يعني به ال الراسخون في العلم
فللإنه يتضللمن معرفللة الللله وصللفاته وافعللاله ودينلله ورسللوله ومحبللة ذلللك
وتعظيمه والفرح به وأحرى بأصحاب هذا العلم ان يباهي الللله بهللم الملئكللة
وقد بشر النبي الرجل الذي كان يحب سورة الخلص وقال احبها لنها صفة
الرحمن عز وجل فقال حبك اياها ادخلك الجنة وفللي لفللظ آخللر اخللبروه ان
الله يحبلله فللدل علللى ان مللن احللب صللفات الللله احبلله الللله وأدخللله الجنللة
والجهميللة اشللد النللاس نفللرة وتنفيللرا عللن صللفاته ونعللوت كمللاله يعللاقبون
ويذمون من
يذكرها ويقرؤها ويجمعها ويعتنللي بهللا ولهللذا لهللم المقللت والللذم عنللد المللة
وعلى لسان كل عالم من علماء السلم والله تعالى اشد بغضللا ومقتللا لهللم
جزاء وفاقا الوجه الرابع والستون ان افضل منازل الخلللق عنللد الللله منزلللة
الرسالة والنبوة فالله يصطفى من الملئكة رسل ومن الناس وكيف ل يكون
افضل الخلق عند الله من جعلهم وسائط بينه وبين عباده في تبليغ رسللالته
وتعريللف اسللمائه وصللفاته وأفعللاله واحكللامه ومراضلليه ومسللاخطه وثللوابه
وعقابه وخصهم بلوحيه واختصللهم بتفضلليله وارتضللاهم لرسللالته إلللى عبللاده
وجعلهم ازكى العللالمين نفوسللا واشللرفهم اخلقللا واكملهللم علومللا واعمللال
واحسنهم خلقة واعظمهم محبة وقبول في قلللوب النللاس وبرأهللم مللن كللل
وصم وعيب وكل خلق دنيللء وجعللل اشللرف مراتللب النللاس بعللدهم مرتبللة
خلفتهم ونيابتهم في اممهم فانهم يخلفونهم علللى منهللاجهم وطريقهللم مللن
نصلليحتهم للمللة وارشللادهم الضللال وتعليمهللم الجاهللل ونصللرهم المظلللوم
واخذهم على يد الظالم وامرهم بالمعروف وفعله ونهيهم عن المنكر وتركلله
والللدعوة الللى الللله بالحكمللة للمسللتجيبين والموعظللة الحسللنة للمعرضللين
الغافلين والجدال بالتي هي احسن للمعاندين المعارضللين فهللذه حللال اتبللاع
المرسلين وورثه النبيين قال تعالى قللل هللذه سللبيلي ادعللو الللى الللله علللى
بصيرة انا ومن اتبعني وسواء كان المعنى أنا ومن اتبعني علللى بصلليرة وانللا
ادعو الى الله او المعنى ادعو الى الله على بصيرة والقولن متلزمللان فللإنه
ل يكون من اتباعه حقا إل من دعا الى الله علللى بصلليرة كمللا كللان متبللوعه
يفعل فهؤلء خلفاء الرسل حقا وورثتهم دون الناس وهم أولللو العلللم الللذين
قاموا بما جاء بلله علمللا وعمل وهدايللة وارشللادا وصللبرا وجهللادا وهللؤلء هللم
الصديقون وهم افضل اتباع النبياء ورأسهم وإمامهم الصديق الكبر ابو بكللر
رضى الله عنه قال الله تعالى ومن يطع الللله والرسللول فللأولئك مللع الللذين
انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصللالحين وحسللن اولئك
رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بالله عليمللا فللذكر مراتللب السللعداء وهللي
اربعة وبدأ باعلهم مرتبة ثم الذين يلونهم إلى آخر المراتللب وهللؤلء الربعللة
هم اهل الجنة الذين هم اهلها جعلنا الله منهم بمنه وكرملله الللوجه الخللامس
والستون ان النسان إنمللا يميللز علللى غيللره مللن الحيوانللات بفضلليلة العلللم
والبيان وإل فغيره من الدواب والسباع أكللثر أكل منلله واقللوى بطشللا وأكللثر
جماعا واولدا واطول اعمارا وإنما ميز على الدواب والحيوانات بعلمه وبيانه
فإذا عدم العلم بقى معلله القللدر المشللترك بينلله وبيللن سللائر الللدواب وهللي
الحيوانية المحضة فل يبقى فيه فضل عليهم بل قد يبقى شرا منهم كما قال
تعالى في هذا الصنف من الناس إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين
ل يعقلون فهؤلء هم الجهال ولو علللم الللله فيهللم خيللرا لسللمعهم أي ليللس
عندهم محل قابل للخير ولو كان محلهم قابل للخير لسمعهم أي
لفهمهم والسمع ههنا سمع فهم وال فسمع الصوت حاصل لهللم وبلله قللامت
حجة الله عليهم قال تعالى ول تكونوا كالذين قالوا سمعنا وهللم ل يسللمعون
وقال تعالى ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بمال يسللمع ال دعللاء ونللداء
صم بكم عمى فهم ل يعقلون وسواء كان المعنى ومثل داعي الللذين كفللروا
كمثل الذي ينعق بما ل يسمع من الدواب إل اصواتا مجردة او كللان المعنللى
ومثل الذين كفروا حيللن ينللادون كمثللل دواب الللذي ينعللق بهللا فل تسللمع ال
صوت الدعاء والنللداء فللالقولن متلزمللان بللل همللا واحللد وإن كللان التقللدير
الثاني اقرب إلى اللفظ وأبلغ في المعنى فعلى التقللديرين لللم يحصللل لهللم
مللن الللدعوة إل الصللوت الحاصللل للنعللام فهللؤلء لللم يحصللل لهللم حقيقللة
النسانية التي يميز بها صاحبها عن سللائر الحيللوان والسللمع يللراد بلله ادراك
الصوت ويراد به فهم المعنى ويراد به القبول والجابللة والثلثلة فللي القلرآن
فمن الول قوله قد سمع الله قول التي تجادلللك فللي زوجهللا وتشللتكي الللى
الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصللير وهللذا اصللرح مللا يكللون فللي
إثبات صفة السمع ذكر الماضي والمضارع واسم الفاعل سمع ويسلمع وهلو
سميع وله السمع كما قالت عائشة رضى الله عنهللا الحمللد لللله الللذي وسللع
سمعه الصوات لقد جاءت المجادلة تشكو إلى رسول اللله وأنلا فلي جلانب
البيت وأنه ليخفى على بعض كلمها فللأنزل الللله قللد سللمع الللله قللول الللتي
تجادلك في زوجها والثللاني سللمع الفهللم كقللوله ولللو علللم الللله فيهللم خيللرا
لسمعهم أي لفهمهم ولو اسمعهم لتولوا وهم معرضون لما في قلوبهم من
الكبر والعراض عن قبول الحق ففيهم آفتان إحداهما انهم ل يفهمون الحق
لجهلهم ولو فهموه لتولوا عنه وهم معرضون عنه لكبرهم وهذا غاية النقللص
والعيب والثالث سللمع القبللول والجابللة كقللوله تعللالى للو خرجللوا فيكللم ملا
زادوكم إل خبال ول وضعوا خللكم يبغونكم الفتنة وفيكللم سللماعون لهللم أي
قابلون مستجيبون ومنه قوله سللماعون للكللذب أي قللابلون للله مسللتجيبون
لهله ومنه قول المصلى سمع الله لمن حمده أي اجاب الله حمد من حمده
ودعاء من دعاه وقول النبي إذا قال المام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا
ولك الحمد يسمع الله لكم أي يجيبكم والمقصود ان النسان إذا لم يكن للله
علم بما يصلحه في معاشه ومعاده كان الحيوان البهيللم خيللرا منلله لسلللمته
في المعاد مما يهلكلله دون النسللان الجاهللل الللوجه السللادس والسللتون إن
العلم حاكم علىما سواه ول يحكم عليه شيء فكل شيء اختلف في وجللوده
وعدمه وصحته وفساده ومنفعته ومضرته ورجحانه ونقصانه وكمللاله ونقصلله
ومدحه وذمه ومرتبتلله فللي الخيللر وجللودته ورداءتلله وقربلله وبعللده وإفضللائه
إلىمطلوب كذا وعدم إفضائه وحصول المقصود به وعدم حصوله إلللى سللائر
جهات المعلومات فإن العلم حاكم على ذلللك كللله فللإذا حكللم العلللم انقطللع
النزاع ووجب التباع وهو الحاكم على الممالك والسياسات والموال
والقلم فملك ل يتأيد بعلم ل يقوم وسيف بل علللم مخللراق لعللب وقلللم بل
علم حرمة حركةعابث والعلم مسلط حاكم على ذلك كللله ول يحكللم شلليء
من ذلك على العلم وقد اختلف في تفضيل مداد العلمللاء علللى دم الشللهداء
وعكسه وذكر لكل قول وجوه من التراجيح والدلة ونفس هللذا النللزاع دليللل
على تفضيل العلم ومرتبته فإن الحاكم في هذه المسئلة هو العلم فيه واليه
وعنده يقع التحاكم والتخاصم والمفضل منهما من حكم له بالفضل فإن قيل
فكيف يقبل حكمه لنفسه قيل وهذا ايضا دليللل علللى تفضلليله وعلللو مرتبتلله
وشرفه فإن الحاكم إنما لم يسغ ان يحكم لنفسه لجل مظنة التهمة والعلم
تلحقه تهمة في حكمه لنفسه فإنه إذا حكم حكم بما تشلهد العقلول والنظلر
بصحته وتتلقاه بالقبول ويستحيل حكمه لتهمة فإنه إذا حكم بهللا انعللزل عللن
مرتبته وانحط عن درجته فهو الشاهد المزكي العدل والحاكم الذي ل يجللور
ول يعزل فإن قيل فماذا حكمه في هذه المسئلة اللتي ذكرتموهلا قيلل هلذه
المسئلة كثر فيها الجدال واتسع المجال وأدلى كل منهمللا بحجتلله واسللتعلى
بمرتبته والذي يفصللل النللزاع ويعيللد المسللالة إلىمواقللع الجمللاع الكلم فللي
أنواع مراتب الكمال وذكر الفضل منهما والنظر في أي هذين المرين اولى
به واقرب اليه فهذه الصول الثلثة تبين الصواب ويقللع بهللا فصللل الخطللاب
فاما مراتب الكمال فاربع النبوة والصديقية والشللهادة والوليللة وقللد ذكرهللا
الله سبحانه في قوله ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الللذين انعللم الللله
عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا ذلك
الفضل من الله وكفى بالله عليما وذكر تعالى هؤلء الربع في سورة الحديد
فذكر تعالى اليمان به وبرسوله ثم نللدب المللؤمنين الللى ان تخشللع قلللوبهم
لكتابه ووحيه ثم ذكر مراتب الخلئق شقيهم وسعيدهم فقال إن المصللدقين
والمصدقات واقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم اجر كريم والللذين
آمنوا بللالله ورسللله اولئك هللم الصللديقون والشللهداءعند ربهللم لهللم اجرهللم
ونورهم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا اولئك اصحاب الجحيللم وذكللر المنللافقين
قبل ذلك فاستوعبت هذه الية اقسام العبللاد شللقيهم وسللعيدهم والمقصللود
انه ذكر فيها المراتب الربعة الرسالة والصللديقية والشللهادة والوليللة فللأعل
هذه المراتب النبوة والرسالة ويليها الصللديقية فالصللديقون هللم أئمللة اتبللاع
الرسل ودرجتهم اعل الدرجات بعد النبوة فإن جرى قلللم العللالم بالصللديقية
وسال مللداده بهللا كللان افضللل مللن دم الشللهيد الللذي لللم يحلقلله فللي رتبللة
الصديقية وان سال دم الشهيد بالصديقية وقطر عليها كان افضل مللن مللداد
العالم الذي قصر عنها فافضلهما صديقهما فان استويا في الصديقية اسللتويا
في المرتبة والله اعلم والصديقية هي كمللال اليمللان بمللا جللاء بلله الرسللول
علما وتصديقا وقياما فهي راجعة إلى نفس العلم فكللل مللن كلان اعلللم بملا
جاء بله الرسلول واكملل تصلديقا لله كلان اتلم صلديقية فالصلديقية شلجرة
اصولها العلم وفروعها التصديق وثمرتها العمل فهذه كلمات
جامعة في مسئلة العالم والشهيد وايهما افضل الوجه السللابع والسللتون ان
النصوص النبوية قد تواترت بان افضل العمال إيمان بالله فهللو رأس المللر
والعمال بعده على مراتبها ومنازلها واليمان له ركنللان احللدهما معرفللة مللا
جاء به الرسول والعلم به والثاني تصديقه بالقول والعمللل والتصللديق بللدون
العلم والمعرفة محال فإنه فرع العلم بالشيء المصدق بلله فللإذا العلللم مللن
اليمان بمنزلة الروح من الجسد ولتقوم شجرة اليمان ال على ساق العلم
والمعرفة فالعلم إذا اجل المطالب واسنى المواهب الوجه الثامن والسللتون
ان صفات الكمال كلها ترجع إلى العلم والقدرة والرادة والرادة فرع العلللم
فإنهاتستلزم الشعور بالمراد فهي مفتقللرة إلللى العلللم فللي ذاتهللا وحقيقتهللا
والقدرة ل تؤثر إل بواسطة الرادة والعلم ليفتقر في تعلقلله بللالمعلوم إلللى
واحللدة منهمللا وأمللا القللدرة وإلرادة فكللل منهللا يفتقللر فللي تعلقلله بللالمراد
والمقدور إلى العلم وذلك يدل على فضيلته وشللرف منزلتلله الللوجه التاسللع
والستون ان العلم اعم الصفات تعلقا بمتعلقه واوسعها فإنه يتعلق بالواجب
والممكن والمسللتحيل والجللائز والموجللود والمعللدوم فللذات الللرب سللبحانه
وصفاته واسماؤه معلومة له ويعلم العباد من ذلك ما علمهللم العليللم الخللبير
وأمللا القللدرة والرادة فكللل منهمللا خللاص التعلللق امللا القللدرة فإنمللا تتعلللق
بالممكن خاصة لبالمستحيل ول بللالواجب فهللي اخللص مللن العلللم مللن هللذا
الوجه وأعم من الرادة فإن الرادة لتتعلق ال ببعض الممكنات وهو ما أريللد
وجوده فالعلم اوسع وأعم وأشمل في ذاته ومتعلقه الوجه السبعون ان الله
سبحانه اخبر عن اهل العلم بأنه جعلهم ائمة يهللدون بللأمره ويللاتم بهللم مللن
بعدهم فقال تعالى وجعلناهم ائملة يهللدون بامرنلا لملا صللبروا وكلانوا يآياتنلا
يوقنون وقال في موضع آخر والذين يقولون ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا
قرة اعين واجعلنا للمتقين إماما أي ائمة يقتدى بنا من بعدنا فللأخبر سللبحانه
ان بالصبر واليقين تنللال المامللة فللي الللدين وهللي ارفللع مراتللب الصللديقين
واليقين هو كمال العلم وغايته فبتكميللل مرتبللة العلللم تحصللل إمامللة الللدين
وهي ولية آلتها العلم يختص الله بهللا مللن يشللاء مللن عبللاده الللوجه الحللادي
والسبعون ان حاجة العباد إلى العلم ضرورية فوق حاجة الجسم إلى الغللذاء
لن الجسم يحتاج إلى الغذاء في اليوم مرة او مرتين وحاجللة النسللان إلللى
العلم بعدد النفاس لن كل نفس من انفاسه فهو محتاج فيه إلللى ان يكللون
مصاحبا ليمان او حكمة فإن فارقه اليمان او حكمة في نفس مللن انفاسلله
فقد عطب وقرب هلكه وليس إلى حصول ذلللك سللبيل إل بللالعلم فالحاجللة
إليه فوق الحاجة إلى الطعام والشراب وقد ذكر المللام احمللد هللذا المعنللى
بعينه فقال الناس احوج إلى العلم منهم إلى الطعام والشللراب لن الطعللام
والشراب يحتاج إليه في اليوم مرة او مرتين والعلللم يحتللاج اليلله كللل وقللت
الوجه الثاني والسبعون إن صاحب العلم اقل تعبا وعمل وأكثر اجللرا واعتللبر
هذا بالشاهد فإن الصناع والجراء يعانون
وان قدر سلمته اتفاقا نادرا فهو غير محمود بلل مللذموم عنللد العقلء وكللان
شيخ السلم ابن تيمية يقول من فارق الدليل ضل السبيل ول دليللل إل بمللا
جاء به الرسول قال الحسن العامل على غير علم كالسالك على غير طريق
والعامل على غير علم ما يفسد اكثر مما يصلح فاطلبوا اللم طلبا ل تضللروا
بالعبادة واطلبوا العبادة طلبا ل تضروا بالعلم فإن قوما طلبوا العبادة وتركوا
العلم حى خرجوا بأسيافهم على امة محمد ولو طلبوا العلم لم يللدلهم علللى
ما فعلوا والفرق بين هذا وبين مللا قبللله ان العلللم مرتبتلله فللي الللوجه الول
مرتبة المطاع المتبوع المقتدى به المتبع حكمه المطللاع امللره ومرتبتلله فيلله
فيهذا الوجه مرتبة الدليل المرشد الى المطلوب الموصل إلى الغاية الللوجه
الخامس والسبعون ان النبي ثبت في الصحيحين عنه انه كللان يقللول اللهللم
رب جبريللل وميكائيللل وإسللرافيل فللاطر السللموات والرض عللالم الغيللب
والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهللدني لمللا اختلللف
فيه من الحق باذنك انك تهدى من تشلاء الللى صلراط مسللتقيم وفللي بعلض
السنن انه كان يكبر تكبيرة الحرام في صلللة الليللل ثللم يللدعو بهللذا الللدعاء
والهداية هي العلم بالحق مع قصده وإيثاره على غيره فالمهتدي هو العامللل
بالحق المريد له وهي اعظم نعمة للله عللى العبلد ولهلذا امرنلا سلبحانه ان
نسأله هداية الصراط المستقيم كللل يلوم وليلللة فلي صللواتنا الخملس فلإن
العبد محتاج الى معرفة الحق الذي يرضى الله في كل حركة غاهرة وباطنة
فإذا عرفها فهو محتاج إلىمن يلهمه قصد الحق فيجعل إرادتلله فللي قلبلله ثللم
إلى من يقدره على فعله ومعلوم ان مللا يجهللله العبللد اضللعاف اضللعاف مللا
يعلمه وإن كل ما يعلم انه حق ل تطاوعه نفسه على غرادته ولو اراده لعجز
عن كثير منه فهو مضللطر كللل وقللت إلللى هدايللة تتعلللق بالماضللي وبالحللال
والمستقبل أما الماضي فهو محتاج إلى محاسبة نفسه عليه وهل وقع علللى
السداد فيشكر الله عليه ويستديمه ام خرج فيه عن الحق فيتوب إلللى الللله
تعالى منه ويتسغفره ويعزم على ان ل يعود وأمللا الهدايللة فللي الحللال فهللي
مطلوبة منه فإنه ابن وقتلله فيحتللاج ان يعلللم حكللم مللا هللو متلبللس بلله مللن
الفعال هل هو صواب ام خطأ وأملا المسلتقبل فحلاجته فلي الهدايلة اظهلر
ليكون سيره على الطريق وإذا كان هللذا شللأن الهدايللة علللم ان العبللد اشللد
شيء اضطرارا اليها وان ما يورده بعض الناس من السؤال الفاسد وهي انا
إذا كنا مهتدين فأي حاجة بنا ان نسأل الللله ان يهللدينا وهللل هللذا ال تحصلليل
الحاصل افسد سؤال وابعده عللن الصللواب وهللو دليللل علللى ان صللاحبه لللم
يحصل معنى الهداية ول احاط علما بحقيقتهللا ومسللماها فلللذلك تكلللف مللن
تكلف الجواب عنه بان المعنى ثبتنا على الهداية وادمها لنا ومن احاط علمللا
بحقية الهداية وحاجة العبد اليها علم ان الذي لم يحصل له منها اضللعاف مللا
حصل له انه كل وقت محتاج إلىهدايةمتجددة لسيما والله تعالىخللالق افعللال
القلوب والجوارح فهو كل وقت محتاج ان يخلق الله له هداية
إنك ل تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء مع قوله وإنك لتهدي إلللى
صراط مستقيم فاثبت هداية الدعوة والبيان ونفللي هدايللة التوفيللق والمللام
وقال النبي في نشهد الحاجة من يهد الله فل مضل له ومن يضلل فل هادي
له وقال تعالى إن تحرص على هداهم فللإن الللله ليهللدي مللن يضللل أي مللن
يضله الله ليهتدي أبدا وهذه الهداية الثالثة هي الهداية الموجبللة المسللتلزمة
للهتداء واما الثانية فشرط لموجب فل يستحيل تخلف الهللدى عنهللا بخلف
الثالثة فإن تخلف الهدى عنها مستحيل المرتبة الرابعللة الهدايللة فللي الخللرة
إلى طريق الجنة والنار قال تعالى احشرواالذين ظلموا وأزواجهم وما كللانوا
يعبدون من دون الله فاهدوهم إلللى صللراط الجحيللم واملا قللول اهلل الجنللة
الحمد لله الذي هدانا لهذا ومللا كنللا لنهتللدي لللول ان هللدانا الللله فيحتمللل ان
يكونوا ارادوا الهداية إلى طريق الجنة وأن يكونللوا ارادوا الهدايللة فللي الللدنيا
التي اوصلتهم إلى دار النعيم ولو قيل إن كل المرين مراد لهم وانهم حمدوا
الله على هدايته لهم في الدنيا وهدايتهم إلى طريق الجنة كان احسن وابلللغ
وقد ضرب الله تعالى لمن لم يحصل له العلللم بللالحق واتبللاعه مثل مطابقللا
لحاله فقال تعالى قل اندعو من دون الله مال ينفعنللا ول يضللرنا ونللرد علللى
اعقابنا بعد إذ هدانا الله كالللذي اسللتهوته الشللياطين فللي الرض حيللران للله
اصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى اللله هلو الهلدى وأمرنلا لنسللم
لرب العالمين الوجه السادس والسبعون ان فضيلة الشلليء وشللرفه يظهللر
تارة من عموم منفعتلله وتللارةمن شللدة الحاجللة اليلله وعللدم السللتغناء عللن
وتارةمن ظهور النقللص والشللر بفقللده وتللارة مللن حصللول اللللذة والسللرور
والبهجة بوجوده لكونه محبوبا ملئما فادراكه يعقللب غايللة اللللذة وتللارة مللن
كمال الثمرة المترتبة عليه وشرف علته الغائية وافضاله إلى اجل المطللالب
وهذه الوجوه ونحوها تنشأ وتظهر مللن متعلقللة فللإذا كللان فللي نفسلله كمللال
وشرفا بقطع النظر عن متعلقاته جمع جهات الشللرف والفضللل فللي نفسلله
ومتعلقاته ومعلوم ان هذه الجهات بأسللرها حاصلللة للعلللم فللإنه أعللم شلليء
نفعا واكثره وادومه والحاجة اليه فوق الحاجة إلى الغللذاء بللل فللوق الحاجللة
إلى التنفس إذ غاية مايتصور من فقدهما فقد حياة الجسم وأما فقللد العلللم
ففيه فقد حياة القلب والروح فل غنى للعبد عنه طرفة عيللن ولهللذا إذا فقللد
من الشخص كان شرا من الحمير بل كللان شللرا مللن الللدواب عنللد الللله ول
شيء انقص منه حينئذ وأما حصول اللذة والبهجة بوجللوده فلنلله كمللال فللي
نفسه وهو ملئم غاية الملءمة للنفوس فان الجهل مرض ونقللص وهللو فللي
غاية اليذاء واليلم للنفس وملن للم يشلعر بهلذه الملءملة والمنلافرة فهلو
لفقد حسه ونفسه وما لجرح ميت إيلم فحصوله للنفللس إدراك منهللا لغايللة
محبوبها واتصال به وذلك غايللة لللذتها وفرحتهللا وهللذا بحسللب المعلللوم فللي
نفسه ومحبة النفس له ولذتها بقربه والعلوم والمعلومات
متفاوته في ذلك اعظم التفاوت وابينه فليس علم النفوس بفاطرها وباريهللا
ومبدعها ومحبته والتقرب اليه كعلمها بالطبيعة واحوالها وعوارضلله وصللحتها
وفسادها وحركاتها وهذا بتبين بالوجه السابع والسبعين وهو ان شرف العللم
تابع لشرف معلومه لوثوق النفللس بأدلللة وجللوده وبراهينلله ولشللدة الحاجللة
إلىمعرفته وعظم النفع بها ول ريب ان اجل معلوم وأعظمه واكبره فهو الله
الذي ل إله إل هللو رب العللالمين وقيللوم السللموات والرضللين الملللك الحللق
المبين الموصوف بالكمال كله المنزه عن كل عيب ونقص وعن كللل تمثيللل
وتشبيه في كمللاله ول ريللب ان العلللم بلله وباسللمائه وصللفاته وافعللاله اجللل
العلللوم وافضلللها ونسللبته إلللى سللائر العلللوم كنسللبة معلومللة إلللى سللائر
المعلومات وكما ان العلم به اجل العلوم واشرفها فهو اصلللها كلهللا كمللا ان
كل موجود فهو مستند في وجوده إلى الملك الحق المبين ومفتقر اليه فللي
تحقق ذاته وأينيته وكل علم فهو تابع للعلم به مفتقللر فللي تحقللق ذاتلله اليلله
فالعلم به اصل كل علم كما انه سبحانه رب كل شيء ومليكلله وموجللده ول
ريب ان كمال العلم بالسبب التام وكونه سببا يستلزم العلم بمسببه كما ان
العلم بالعلة التامة ومعرفة كونها علة يستلزم العلللم بمعلللوله وكللل موجللود
سوى الله فهو مستند في وجوده اليه استناد المصنوع إلى صانعه والمفعول
الى فاعله فالعلم بذاته سبحانه وصفاته وافعللاله يسللتلزم العلللم بمللا سللواه
فهو في ذاته رب كل شيء ومليكه والعلم به اصل كل علللم ومنشللؤه فمللن
عرف الله عرف ما سواه ومن جهل ربه فهو لما سواه اجهل قال تعالى ول
تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم انفسهم فتأمل هذه الية تجد تحتها معنللى
شريفا عظيما وهو ان من نسى ربه انساه ذاته ونفسه فلللم يعللرف حقيقتلله
ول مصالحه بل نسى ما به صلحه وفلحه في معاشه ومعللاده فصللار معطل
مهمل بمنزلة النعللام السلائبة بللل ربملا كلانت النعلام اخللبر بمصلالحها منلله
لبقائها هداها الذي اعطاها إياه خالقها وأما هذا فخرج عن فطرته التي خلللق
عليها فنسى ربه فأنساه نفسه وصفاتها وما تكمل به وتزكوبه وتسعد به في
معاشها ومعادها قال الله تعالى ول تطع مللن اغفلنللا قلبلله عللن ذكرنللا واتبللع
هواه وكان امره فرطا فغفل عللن ذكللر ربلله فللانفرط عليلله امللره وقلبلله فل
التفات له إلى مصالحه وكماله ومللا تزكللو بلله نفسلله وقلبلله بللل هللو مشللتت
القلب مضيعه مفرط المر حيران ليهتدي سبيل والمقصللود ان العلللم بللالله
اصل كل علم وهو اصل علم العبد بسعادته وكمللاله ومصللالح دنيللاه وآخرتلله
والجهل به مستلزم للجهل بنفسه ومصالحها وكمالها وما تزكو به وتفلللح بلله
فالعلم به سعادة العبد والجهل به اصل شقاوته يزيده ايضاحا الللوجه الثللامن
والسبعون انه ل شيء اطيب للعبد ول الذ ول اهنأ ول انعم لقلبه وعيشه من
محبة فاطره وباريه ودوام ذكره والسعي في مرضاته وهذا هو الكمال الذي
لكمال للعبد بدونه وله خلق الخلللق ولجللله نللزل الللوحي وارسلللت الرسللل
وقامت السموات والرض ووجدت الجنة والنار ولجله شرعت الشرائع
ووضع البيت الحرام ووجب حجه علللى النللاس إقامللة لللذكره الللذي هللو مللن
توابع محبته والرضا به وعنه ولجل هذا امر بالجهاد وضرب اعنللاق مللن ابللاه
وآثر غيره عليه وجعل له في الخرة دار الهوان خالدا مخلدا وعلى هذا المر
العظيم اسست الملة ونصبت القبلة وهو قطب رحللى الخلللق والمللر الللذي
مدارهما عليه ولسبيل إلى الدخول إلى ذلك إل من بللاب العلللم فللإن محبللة
الشيء فرع عن الشعور به واعرف الخلق بالله اشللدهم حبللا للله فكللل مللن
عرف الله احبه ومن عرف الدنيا واهلها زهد فيهم فللالعلم يفتللح هللذا البللاب
العظيم الذي هو سر الخلللق والمللر كمللا سلليأتي بيللانه إن شللاء الللله تعللالى
الوجه التاسع والسلبعون ان الللذة بلالمحبوب تضلعف وتقلوى بحسلب قلوة
الحب وضعفه فكلما كان الحب اقوى كانت اللللذة اعظللم ولهللذا تعظللم لللذة
الظمآن بشرب الماء البارد بحسب شدة طلبه للماء وكللذلك الجللائع وكللذلك
من احب شيئا كانت لذته على قدر حبه إيللاه والحللب تللابع للعلللم بللالمحبوب
ومعرفة جماله الظاهر والباطن فلذة النظر إلى الله بعد لقائه بحسللب قللوة
حبه وإرادته وذلك بحسب العلم بلله وبصللفات كمللاله فللإذا العلللم هللو اقللرب
الطرق إلى اعظم اللذات وسيأتي تقرير هذا فيما بعللد ان شللاء الللله تعللالى
الوجه الثمانون ان كل ما سوى الله يفتقر الى العلم لقللوام للله بللدونه فللإن
الوجود وجودان وجود الخلق ووجللود المللر والخلللق والمللر مصللدرهما علللم
الللرب وحكمتلله فكللل ماضللمه الوجللود مللن خلقلله وامللره صللادر عللن علملله
وحكمته فما قامت السموات والرض وما بينهما ال بالعلم ول بعثت الرسللل
وأنزلت الكتب إل بالعلم ولعبد الله وحده وحمد واثنى عليه ومجد إل بالعلم
ولعرف الحلل من الحرام إل بالعلم ولعرف فضل السللم علللى غيللره ال
بالعلم واختلف هنا في مسئلة وهي ان العلم صفة فعلية او انفعاليلة فقلالت
طائفة هو صفة فعليه لنه شرط او جللزء وسللبب فللي وجللود المفعللول فللإن
الفعل الختياري يستدعي حيلاة الفاعلل وعلمله وقللدرته وإرادتله ول يتصلور
وجوده بدون هذه الصللفات وقللالت طائفللة هللو انفعللالي فللإنه تللابع للمعلللوم
متعلق به على ما هو عليه فإن العالم يدرك المعلوم على ما هو به فللادراكه
تابع له فكيف يكون متقدما عليه والصواب ان العلم قسمان علم فعلى وهو
علم الفاعل المختار بما يريد ان يفعله فإنه موقوف علللى ارادتلله الموقوفللة
على تصوره المراد وعلمه به فهذا علم قبل الفعل متقللدم عليلله مللؤثر فيلله
وعلم انفعالي وهو العلم التابع للمعلوم الذي ل تأثير للله فيلله كعلمنللا بوجللود
النبيللاء والمللم والملللوك وسللائر الموجللودات فللإن هللذا العلللم ل يللؤثر فللي
المعلوم ول هو شرط فيه فكل من الطللائفتين نظللرت جزئيللا وحكمللت كليللا
وهذا موضع يغلط فيه كثير من الناس وكل القسمين من العلم صللفة كمللال
وعدمه من اعظم النقص يوضحه الوجه الحادي والثمانون ان فضيلة الشيء
تعرف بضده فالضد يظهر حسنه الضللد وبضللدها نتللبين الشللياء ول ريللب ان
الجهل اصل كل فساد وكل ضرر يلحق العبد في دنياه واخراه فهو نتيجة
الجهل وال فمع العلم التام بللان هللذا الطعللام مثل مسللموم مللن اكللله قطللع
امعاءه في وقت معين ل يقدم على اكله وان قدر انه قدم عليه لغلبللة جللوع
او استعجال وفاة فهو لعلمه بموافقة اكله لمقصوده الذي هو احب اليه مللن
العذاب بالجوع او بغيره وهنا اختلف في مسئلة عظيمة وهي ان العلللم هللل
يستلزم الهتللداء ول يتخلللف عنلله الهللدى إل لعللدم العلللم اونقصلله وال فمللع
المعرفة الجازمة ل يتصور الضلل وانه ل يستلزم الهدى فقللد يكللون الرجللل
عالما وهو ضال على عمد هذا مما اختلف فيه المتكلمللون واربللاب السلللوك
وغيرهم فقالت فرقة من عرف الحللق معرفللة ل يشللك فيهللا اسللتحال ان ل
يهتدي وحيث ضل فلنقصان علمه واحتجوا من النصلوص بقلوله تعلالى لكلن
الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل اليك وما انللزل مللن
قبلك فشهد تعالى لكل راسخ في العلم باليمان وبقوله تعللالى إنمللا يخشللى
الله من عباده العلماء وبقوله تعالى ويرى الذين اوتوا العلم الذي انزل اليك
من ربك هو الحق وبقوله تعالى شهد الله انه ل إللله ال هللو والملئكللة واولللو
العلم وبقوله تعالى افمن يعلم انما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى
قسم الناس قسمين احدهما العلمللاء بللان مللا انللزل اليلله مللن ربلله هوالحللق
والثاني العمى فدل علللى انلله ل واسللطة بينهمللا وبقللوله تعللالى فللي وصللف
الكفار صم بكم عمي فهم ل يعقلون وبقوله وطبع الله على قلللوبهم فهللم ل
يعلمون وبقوله تعالى ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلللى ابصللارهم
غشاوة وهذه مدارك العلللم الثلث قللد فسللدت عليهللم وكللذلك قللوله تعللالى
أفرأيت من اتخذ إلهه هواه واضله الله على علم وختللم علللى سللمعه وقلبلله
وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفل تذكرون وقوله واضله
الله على علم قال سعيد بن جبير على علمه تعالى فيه قال الزجاج أي على
ما سبق في علمه تعالى انه ضال قبل ان يخلقه وختم على سمعه أي طبللع
عليه فلم يسمع الهدى وعلى قلبه فلم يعقل الهدى وعلى بصره غشللاوة فل
يبصر اسباب الهدى وهذا في القرآن كثير مما يبين فيه منافاة الضلل للعلم
ومنه قوله تعالى ومنهم من يستمع اليك حللتى إذا خرجللوا مللن عنللدك قللالوا
اللذين اوتو العلم ماذا قال آنفا اولئك الذين طبع الله على قلوبهم فلو كللانوا
علموا ما قال الرسل لم يسألوا اهل العلم ماذا قال ولما كان مطبوعا علللى
قلوبهم وقال تعالى ^ والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلملات ^ وقلال
تعالى قل آمنوا به أول تؤمنوا أن الذين اوتو العلم من قبللله إذا يتلللى عليهللم
يخرون للذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعللول فهللذه
شهادة من الله تعالى لولى العلم باليمان به وبكلمه وقال تعالى عن اهللل
النار وقالوا لو كنا نسمع اونعقل ما كنا في اصللحاب السللعير فللدل علللى ان
اهل الضلل لسمع لهم ول عقل وقال تعالى ^ وتلك المثال نضربها للناس
وما يعقلها ال العالمون ^ اخبر تعالى أنه ل
يعقل امثاله ال العالمون والكفللار ل يللدخلون فللي مسللمى العللالمين فهللم ل
يعقلونها وقال تعالى ^ بل اتبع الذين ظلموا اهواءهم بغير علم فمللن يهللدي
من اضل الله ^ وقال تعالى ^ وقال الللذين ل يعلمللون لللول يكلمنللا الللله او
تأتينا آية ^ وقال تعالى ^ قل هل يستوى الذين يعلمون والللذين ل يعلمللون
^ ولو كان الضلل بجامع العلم لكان الذين ل يعلمون احسن حال من الذين
يعلمون والنص بخلفه والقرآن مملوء بسلللب العلللم والمعرفللة عللن الكفللار
فتارة يصفهم بانهم ليعلمون وتارة بأنهم ل يعقلون وتارة بللانهم ل يشللعرون
وتارة بانهم ل يفقهون وتارة بأنهم ل يسمعون والمراد بالسمع المنفي سللمع
الفهم وهو سمع القلب ل إدراك الصوت وتارة بللأنهم ل يبصللرون فللدل ذلللك
كله علللى ان الكفللر مسللتلزم للجهللل منللاف للعلللم ل يجللامعه ولهللذا يصلف
سحبانه الكفار بانهم جاهلون كقللوله تعللالى وعبللاد الرحمللن الللذين يمشللون
علللى الرض هونللا وإذا خللاطبهم الجللاهلون قللالوا سلللما وقللوله تعللالى وإذا
سمعوا اللغو اعرضوا عنه وقللالوا لنللا اعمالنللا ولكللم اعمللالكم سلللم عليكللم
لنبتغي الجاهلين وقوله تعالى خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين
وقال النبي لما بلغ قومه من اذاه ذلك المبللغ اللهلم اغفللر لقلومي فلانهم ل
يعلمون وفي الصحيحين عنه من يرد الله بلله خيللرا يفقهلله فللي الللدين فللدل
على ان الفقه مستلزم لرادة الله الخير في العبد ول يقال الحديث دل على
ان من اراد الله به خيرا فقهه في الدين ول يدل على ان كل من فقهلله فللي
الللدين فقللد اراد بله خيلرا وبينهمللا فللرق ودليلكلم انملا يتلم بالتقللدير الثلاني
والحديث ل يقتضيه لنا نقول النبي جعل الفقه في الدين دليل وعلمللة علللى
ارادة الللله بصللاحبه خيللرا والللدليل يسللتلزم المللدلول ول يتخلللف عنلله فللإن
المدلول لزمه ووجود الملزوم بدون لزمه محال وفي الترمذي وغيللره عنلله
صلى الله عليه وسلم #خصلتان ل يجتمعان في منافق حسن سمت وفقلله
في الدين فجعل الفقه في الدين منافيا للنفاق بل لم يكن السلف يطلقللون
اسم الفقه العلى العلم الذي يصحبه العمل كما سئل سعد بن إبراهيم عللن
افقه اهل المدينة قال اتقاهم وسال فرقللد السللنجي الحسللن البصللري عللن
شيء فاجابه فقال إن الفقهاء يخالفونك فقللال الحسللن ثكلتللك امللك فريقللد
وهل رأيت بعينيك فقيها إنما الفقيه الزاهللد فللي الللدنيا الراغللب فللي الخللرة
البصيربدينه المداوم على عبادة ربه الذي ل يهمز من فوقه ول يسللخر بمللن
دونه ول يبتغى علللى علللم علملله الللله تعللالى اجللرا وقللال بعللض السلللف ان
الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يللؤمنهم مكللر الللله ولللم يللدع
القرآن رغبة عنه إلى ماسواه وقال ابن مسعود رضى الله عنه كفى بخشية
الله علما وبالغترار بالله جهل قالوا فهذا القرآن والسنة واطلق السلف من
الصحابة والتابعين يدل على ان العلم والمعرفة مسللتلزم للهدايللة وان عللدم
الهداية دليل على الجهل وعدم العلم قالوا ويللدل عليلله ان النسللان مللا دام
عقله معه ل يؤثر هلك
نفسه على نجاتها وعذابها العظيم الدائم على نعيمها المقيم والحسن شاهد
بذلك ولهذا وصف الله سبحانه اهل معصليته بالجهلل فلي قلوله تعلالى إنملا
التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبللون مللن قريللب فللاولئك
يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما قال سفيان الثللوري كللل مللن عمللل
ذنبا من خلق الله فهو جاهل كان جاهل اوعالمللا ان كللان عالمللا فمللن اجهللل
منه وان كان ل يعلم فمثل ذلك وقوله ثم يتوبون مللن قريللب فللأولئك يتللوب
الله عليهم وكان الله عليما حكيما قال قبل الموت وقال ابللن عبللاس رضللى
الله عنهما ذنب المؤمن جهل منه قال فتادة اجمع اصللحاب رسللول الللله ان
كل شيء عصى الله فيه فهو جهالة وقال السدى كل مللن عصللى الللله فهللو
جاهل قالوا ويدل على صحة هذا ان مع كملال العللم لتصللدر المعصللية ملن
العبد فإنه لو رأى صبيا يتطلع عليله ملن كلوة للم تتحلرك جلوارحه لمواقعلة
الفاحشة فكيف يقع منه حال كمال العلم بنظر الله اليه ورؤيتلله للله وعقللابه
على الذنب وتحريمه له وسوء عاقبته فل بد من غفلة القلب على هذا العلم
وغيبتلله عنلله فحينئذ يكللون وقللومه فللي المعصللية صللادرا عللن جهللل وغفلللة
ونسيان مضاد للعلم والذنب محفوف بجهلين جهل بحقيقة السباب الصارفة
عنه وجهل بحقيقة المفسدة المترتبللة عليلله وكللل واحللد مللن الجهليللن تحتلله
جهالت كثيرة فما عصى الله إل بالجهل وما اطيع ال بللالعلم فهللذا بعللض مللا
احتجت به هذه الطائفة وقللالت الطائفللة الخللرى العلللم ل يسللتلزم الهدايللة
وكثيرا ما يكون الضلل عن عمد وعلم ل يشك صاحبه فيه بل يللؤثر الضلللل
والكفر وهو عالم بقبحه ومفسدته قلالوا وهلذا شليخ الضللل وداعللي الكفلر
وإمام الفجرة إبليس عدو الله قد علم امر الله له بالسجود لدم ولللم يشللك
فيه فخللالفه وعانللد المللر وبللاء بلعنللة الللله وعللذابه الللدائم مللع علملله بللذلك
ومعرفتلله بلله واقسللم للله بعزتلله انلله يغللوى خلقلله اجمعيللن العبللاده منهللم
المخلصين فكان غير شاك في الله وفي وحدانيته وفللي البعللث الخللر وفللي
الجنة والنار ومع ذلللك اختللار الخلللود فللي النللار واحتمللال لعنللة الللله وغضللبه
وطرده من سمائه وجنته عن علم بذلك ومعرفة لم يحصل لكثير من الناس
ولهذا قال رب فأنظرني الى يوم يبعثون وهذا اعتراف منه بالبعث وقرار بلله
وقد علم قسم ربه ليملن جهنللم منلله ومللن اتبللاعه فكللان كفللره كفللر عنللاد
محض ل كفر جهل وقال تعالى إخبللارا عللن قللوم ثمللود وأمللا ثمللود فهللدينهم
فاستحبوا العمى على الهدى يعني بينا لهم وعرفناهم فعرفوا الحق وتيقنللوه
وآثروا العمى عليه فكان كفر هؤلء عن جهل وقللال تعالىحاكيللا عللن موسللى
إنه قال لفرعون لقد علمت ما انزل هؤلء ال رب السموات والرض بصللائر
وإني لظنك يا فرعون مثبورا أي هالكا على قراءة من فتح التاء وهي قراءة
الجمهور وضمها الكسللائي وحللده وقللراءة الجمهللور احسللن واوضللح وافخللم
معنى وبها تقوم الدللة ويتم اللزام بتحقق كفر فرعون وعناده ويشهد
لها قوله تعالى إخبارا عنه وعن قومه فلما جاءتهم آياتنللا مبصللرة قللالوا هللذا
سحر مبين وجحدوا بها واستيقنتها انفسللهم ظلمللا وعلللوا فللانظر كيللف كللان
عقابة المفسدين فاخبر سبحانه ان تكللذيبهم وكفرهللم كللان عللن يقيللن وهللو
اقوى العلم ظلما منهم وعلوا ل جهل وقال تعللالى لرسلوله ^ قللد نعلللم انلله
ليحزنك الذي يقولون فإنهم ل يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الللله يجحللدون
^ يعني انهم قد عرفوا صدقك وانلك غيللر كلاذب فيملا تقلول ولكلن عانللدوا
وجحدوا بالمعرفة قاله ابن عباس رضى الله عنهما والمفسرون قللال قتللادة
يعلمللون انللك رسللول ولكللن يجحللدون قللال تعللالى وجحللدوا بهللا واسللتقينتها
انفسهم ظلماوعلوا وقال تعالى ^ يا أهللل الكتللاب لللم تكفللرون بآيللات الللله
وانتم تشهدون يا أهل الكتلاب لللم تلبسلون الحلق بالباطلل وتكتمللون الحلق
وانتم تعلمون ^ يعني تكفرون بالقرآن وبمن جاء به وانتم تشلهدون بصلحته
وبانه الحق فكفركم كفر عناد وجحود عن علللم وشللهود لعللن جهللل وخفللاء
وقال تعالى عن السللحرة مللن اليهللود ولقللد علمللوا لمللن اشللتراه مللاله فللي
الخرة من خلق أي علموا من اخذ السحر وقبللله ل نصلليب للله فللي الخللرة
ومع هذا العلم والمعرفة فهم يشترونه ويقبلونه ويتلعمونه وقال تعالى الذين
آتياناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابنلاءهم ذكللر هللذه المعرفلة علن اهللل
الكتاب في القبلة كما في سورة البقللرة وفللي التوحيللد كقللوله فللي النعللام
ائنكم لتشهدون انالله آلهة اخرى قل ل اشهد قل إنمللا هللو إللله واحللد واننللي
بريء مما تشركون الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنللائهم وفللي
الكتاب انه منزل من عند الله لقوله تعالى ^ والذين آتيناهم الكتاب يعلمون
انه منزل من ربك بالحق ^ وقال تعالى ^ كيف يهدى الله قوما كفللروا بعللد
إيمللانهم وشللهدوا ان الرسللول حللق وجللاءهم البينللات والللله ل يهللدي القللوم
الظالمين ^ قال ابن عباس رضى الله عنهما هم قريظة والنضير ومللن دان
بدينهم كفروا بالنبي بعد ان كانوا قبل مبعثه مؤمنين به وشللهدوا للله بللالنبوة
وإنما كفروا بغيا وحسدا قال الزجاج اعلم الله عز وجل انه لجهللة لهللدايتهم
لنهم قد استحقوا ان يضلوا بكفرهم لنهم كفروا بعلد البينلات ومعنلى كيلف
يهديهم أي انه ل يهديهم لن القوم عرفوا الحق وشهدوا به وتيقنللوه وكفللروا
عمدا فمن اين تأتيهم الهداية فللإن الللذي ترتجللى هللدايته مللن كللان ضللال ول
يدرى انه ضال بل يظن انه على هدى فللإذا عللرف الهللدى اهتللدى وأمللا مللن
عرف الحق وتيقنه وشهد به قلبه ثم اختار الكفر والضلل عليه فكيف يهللدي
الله مثل هذا وقال تعالى عن اليهللود ^ فلمللا جللاءهم مللا عرفللوا كفللروا بلله
فلعنة الله على الكافرين ^ ثم قال ^ بئسما اشتروا به انفسهم ان يكفللروا
بما انزل الله بغيا ان ينزل الله من فضله على من يشاء ملن عبللاده ^ قلال
ابن عباس رضى الله عنهما لم يكن كفرهم شكا ول اشتباها ولكن بغيا منهم
حيث صارت النبوة في ولد اسماعيل ثم قال بعد ذلك ^ ولما جاءهم رسول
^
من عند الله مصدق لمامعهم نبذ فريق من الذين اوتللوا الكتللاب كتللاب الللله
وراء ظهورهم كانهم ل يعلمون فلما شبههم في فعلهم هذا بمن ل يعلللم دل
على انهم بنذوه عن علم كفعل من ل يعلللم تقللول إذا خللاطبت مللن عصللاك
عمدا كانك لم تعلم ما فعلت او كانك لم تعلللم بنهللي إيللاك ومنلله علللى احللد
القولين قوله تعالى ^ فإن تولوا فإنما عليك البلغ المبين يعرفون نعمة الله
ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون ^ قال السدى يعنى محمدا واختاره الزجللاج
فقال يعرفون أن امر محمد حللق ثللم ينكللرون ذلللك وأول اليللة يشللهد لهللذا
القللول وقللال تعللالى واتللل عليهللم نبللأ الللذي آتينللاه آياتنللا فانسلللخ منهللا
فأتبعهالشيطان فكان من الغاوين ولللو شللئنا لرفعنللاه بهللا ولكنلله اخلللد إلللى
الرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب قالوا فهل بعد هذه الية بيان فإن هللذا
آتاه الله آياته فانسلخ منها وآثر الضلل والغي وقصته معروفة حتى قيل إنلله
كان اوتى السم العظم ومع هذا فلم ينفعه علملله وكللان مللن الغللاوين فلللو
استلزم العلم والمعرفة الهداية لستلزمه في حق هذا وقال تعالى ^ وعللادا
وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن
السبيل وكانوا مستبصرين ^ وهذا يدل على ان قولهم ^ يللا هللود مللا جئتنللا
ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك ومللا نحللن لللك بمللؤمنين ^ إمللا بهللت
منهم وجحود وإما نفي ليات القتراح والعنت ول يجب التيان بها وقد وصف
سبحانه ثمود بانها كفرت عن علم وبصيرة بالحق ولهذا قللال ^ وآتينللا ثمللود
الناقة مبصرة فظلموا بها ^ يعني بينة مضيئة وهذا كقوله تعللالى ^ وجعلنللا
آية النهار مبصرة ^ أي مضيئة وحقيقة اللفظ انهللا تجعللل مللن رآهللا مبصللرا
فهي توجب له البصر فتبصره أي تجعله ذا بصللر فهللي موضللحة مبينللة يقللال
بصر به إذا رآه كقوله تعالى ^ فبصرت به عن جنب ^ وقوله ^ بصرت بما
لم يبصروا به ^ واما ابصره فله معنيان احدهما جعله باصرا بالشلليء أي ذا
بصر به كاية النهار وآية ثمود والثاني بمعنى رآه كقولللك ابصللرت زيللدا وفللي
حديث ابي شريح العدوى احدثك قول قال به رسول الله يوم الفتح فسمعته
أذناي ووعاه قلبي وابصرته عيناي حين تكلم به ومنه قوله تعالى فتول عنهم
حتى حين وأبصرهم فسوق يبصرون قيل المعنى ابصرهم وما يقضى عليهللم
من السر والقتل والعذاب في الخرة فسوف يبصرونك وما يقضى لك مللن
النصر والتأييد وحسن العاقبة والمراد تقريب المبصللر مللن المخللاطب حللتى
كانه نصب عينيه ورأىناظريه والمقصود ان الية اوجبت لهم البصلليرة فللآثروا
الضلل والكفر عن علم ويقين ولهذا والله اعلم ذكر قصتهم من بين قصص
سائر المم في سورة والشمس وضحاها لنه ذكر فيها انقسام النفوس الى
الزكية الراشدة المهتدية والى الفاجرة الضالة الغاويللة وذكللر فيهللا الصلللين
القدر والشرع فقال ^ فالهمها فجورها ^
^ وتقواها ^ فهذا قدره وقضاؤه ثم قال ^ قد افلح مللن زكاهللا وقللد خللاب
من دساها ^ فهذا امره ودينه وثمود هداهم فاسللتحبوا العمللى علللى الهللدى
فذكر قصتهم ليبين سوء عاقبة منمن آثر الفجور على التقوى والتدسية على
التزكية والله اعلم بما أراد قالوا ويكفى في هذا اخبللاره تعللالى عللن الكفللار
انهم يقولون بعد ما عاينوا العذاب ووردوا القيامة وراوا ما اخبرت به الرسل
يا ليتنا نرد ول نكذب بآيات ربنا ونكون من الملؤمنين بلل بلدا لهللم ملا كلانوا
يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لمانهوا عنه وإنهم لكاذبون فللأبي علللم ابيللن
من علم من ورد القيامة ورأى ما فيها وذاق عذاب الخرة ثم ورد إلى الدنيا
لختار الضلل على الهدى ولم ينفعه ما قد عاينه ورآه وقال تعللالى ولللو اننللا
نزلنا اليهم الملئكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهللم كللل شلليء قبل ماكللانوا
ليؤمنوا ال ان يشاء الله ولكن اكثرهم يجهلون فهل بعد نزول الملئكة عيانللا
وتكليم الموتى لهم وشهادتهم للرسول بالصدق وحشر كل شيء فللي الللدنيا
عليهم من بيان وإيضاح للحق وهدى ومع هذا فل يؤمنون ول ينقللادون للحللق
ول يصدقون الرسول ومن نظر في سيرة رسول الله مع قومه ومللع اليهللود
علم انهم كانوا جازمين بصدقه ل يشكون انه صللادق فللي قللوله انلله رسللول
الله ولكن اختاروا الضلل والكفر علىاليمان قال المسور بن مخرمللة رضللى
الله عنه لبي جهل وكان خاله أي خال هل كنتم تتهمون محمدا بالكذب قبل
ان يقول مقالته التي قالها قال ابو جهل لعنه الله تعالى يللا ابللن اخللي والللله
لقد كان محمد فينا وهو شاب يدعى المين ملا جربنللا عليلله كللذبا قللط فلمللا
وخطه الشيب لم يكن ليكذب على الله قال يا خلال فللم ل تتبعللونه قلال يلا
ابن اخي تنازعنا نحن بنو هاشم الشرف فاطعموا وأطعمنللا وسللقوا وسللقينا
وأجاروا وأجرنا فلم تجاثينا على الركب وكنا كفرسللي رهللان قللالوا منللا نللبي
فمتى ندرك هذه وهذا امية بن ابي الصلت كللان ينتظللره يومللا بيللوم وعلملله
عنده قبل مبعثه وقصته مع ابللي سللفيان لمللا سللافرا معللا معروفللة واخبللاره
برسول الله ثم لما تيقنه وعرف صدقه قال ل اومن بنبي من غير ثقيف ابدا
وهذا هرقل تيقن انه رسول الله ولم يشك فيه وآثر الضلل والكفر اسللتبقاء
لملكه ولما سأله اليهود عن التسللع آيللات البيانللات فللاخبرهم بهللا قبلللوا يللده
وقالوا نشللهد انللك نللبي قللال فمللا يمنعكللم ان تتبعللوني قللالوا إن داود عليلله
السلم دعا ان ل يزال في ذريته نبي وإنا نخشى أن اتبعنللاك ان تقتلنللا يهللود
فهؤلء قد تحققوا نبوته وشهدوا له بها ومع هذا فآثروا الكفللر والضلللل ولللم
يصيروا مسلمين بهذه الشهادة فقيل ل يصير الكافر مسلللما بمجللرد شللهادة
ان محمدا رسول الله حتى يشهد لله بالوحدانية وقيللل يصللير بللذلك مسلللما
وقيل إن كان كفره بتكذيب الرسللول كللاليهود صللار مسلللما بللذلك وإن كللان
كفره بالشرك مع ذلك لم يصر مسلما إل بالشهادة بالتوحيد
فكيف يقال ان القوم لم يكونوا مقرين قط بان لهم ربا وخالقلا وهللذا بهتلان
عظيم فالكفر امر وراء مجرد الجهل بل الكفر الغللظ هللو ملا انكللره هلؤلء
وزعموا انه ليس بكفر قالوا والقلب عليلله واجبللان ل يصلليره مؤمنللا ال بهمللا
جميعا واجب المعرفة والعلم وواجللب الحللب والنقيللاد والستسلللم فكمللا ل
يكون مؤمنا إذا لم يأت بواجب العلم والعتقللاد ل يكللون مؤمنللا إذا لللم يللأت
بللواجب الحللب والنقيللاد والستسلللم بللل إذا تللرك هللذا الللواجب مللع علملله
ومعرفته به كان اعظم كفرا وابعد عن اليمان من الكافر جهل فإن الجاهللل
إذا عرف وعلم فهو قريب إلى النقياد والتباع وأما المعاند فل دواء فيه قال
تعالى ^ كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشللهدوا ان الرسللول حللق
وجاءهم البينات والله ل يهدي القوم الظالمين ^ قالوا فحللب الللله ورسللوله
بل كون الله ورسوله احب الى العبد من سواهما ل يكللون العبللد مسلللما ال
به ول ريب ان الحب امر وراء العلم فما كل من عللرف الرسللول احبلله كمللا
تقدم قالوا وهذا لحاسد يحمله بغض المحسود علىمعاداته والسعي فللي اذاه
بكل ممكن مع علملله بفضللله وعلملله وانلله ل شلليء فيلله يللوجب عللداوته إل
محاسنه وفضلائله ولهللذا قيللل الحاسللد عللدو للنعلم والمكللارم فالحاسلد لللم
يحمله علىمعاداة المحسود جهله بفضله وكماله وإنما حمله على ذلك إفساد
قصده وإرادته كما هللي حللال الرسللل وورثتهللم مللع الرؤسللاء الللذين سلللبهم
الرسل ووارثوهم رئاستهم الباطلة فعادوهم وصدوا النفللوس عللن متللابعتهم
ظنا ان الرياسة تبقى لهم وينفردون بها وسللنة الللله فللي هللؤلء ان يسلللبهم
رياسة الدنيا والخرة ويصغرهم في عيون الخلق مقابلة لهم بنقيض قصدهم
^ وما ربك بظلم للعبيد ^ فهللذا مللوارد احتجللاج الفريقيللن وموقللف اقللدام
الطائفتين فاجلس ايها المنصف منهما مجلس الحكومة وتوخ بعلمك وعدلك
فصل هذه الخصومة فقد ادلى كللل منهمللا بحجللج ل تعللارض ولتمللانع وجللاء
ببينات ل ترد ول تدافع فهل عندك شيء غير هذا يحصل بلله فصللل الخطللاب
وينكشللف بلله لطللالب الحللق وجلله الصللواب فيرضللى الطللائفتين ويللزول بلله
الختلف من البين وإل فخل المطللي وحاديهللا واعللط النفللوس باريهللا #دع
الهوى لناس يعرفون به %قد كابدوا الحب حتى لن اصعبه #وملن عللرف
قدره وعرف لذي الفضل فضله فقد قرع باب التوفيق والللله الفتللاح العليللم
فنقول وبالله التوفيللق #كل الطللائفتين مللا خرجللت عللن مللوجب العلللم ول
عدلت عن سنن الحق وإنما الختلف والتباين بينهما من عللدم التللوارد علللى
محل واحد ومن اطلق الفاظ مجملة بتفصيل معانيها يزول الختلف ويظهر
ان كل طائفة موافقة الخللرى علللى نفللس قولهللا وبيللان هللذا ان المقتضللى
قسمان
مقتض ل يتخلف عنلله مللوجبه ومقتضللاه لقصللوره فللي نفسلله بللل يسللتلزمه
استلزام العلة التامة لمعلولها ومقتض غير تام يتخلف عنه مقتضاه لقصللوره
في نفسه عن التمام او لفوات شرط اقتضائه او قيام مانع منع تللأثيره فللان
اريد بكون العلم مقتضيا للهتداء والقتضاء التام الذي ل يتخلف عنه اثره بل
يلزمه الهتداء بالفعل فالصواب قول الطائفة الثانية وإنه ل يلزم مللن العلللم
حصول الهتداء المطلوب وإن اريد بكونه موجبا انه صالح للهتداء مقتض له
وقد يتخلف عنه مقتضاه لقصلوره او فلوات شلرط او قيلام ملانع فالصلواب
قول الطائفة الولللى وتفصلليل هللذه الجملللة ان العلللم بكللون الشلليء سللببا
لمصلحة العبد ولذاته وسروره قد يتخلف عنه عمله بمقتضاه لسباب عديدة
السبب الول ضعف معرفته بذلك السللبب الثللاني عللدم الهليللة وقللد تكللون
معرفته به تامة لكن يكون مشروطا بزكاة المحل وقبوله للتزكية فللإذا كللان
المحل غير زكي ول قابل للتزكية كان كالرض الصلدة التي ل تخالطها الماء
فإنه يمتنع النبات منها لعدم اهليتها وقبولها فإذا كان القلب قاسلليا حجريللا ل
يقبل تزكية ول تؤثر فيه النصائح لم ينتفع بكل علم يعلمه كما ل تنبت الرض
الصلبة ولو اصابها كل مطر وبللذر فيهللا كللل بللذر كمللا قللال تعللالى فللي هللذا
الصللنف مللن النللاس ^ إن الللذين حقللت عليهللم كلمللة ربللك ل يؤمنللون ولللو
جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الليم ^ وقال تعالى ولللو اننللا نزلنللا اليهللم
الملئكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبل ماكانوا ليؤمنوا إل ان
يشاء الله وقال تعالى قللل انظللروا مللاذا فللي السللموات والرض ومللا تغنللى
اليات والنذر عن قوم ل يؤمنون وهللذا فللي القللرآن كللثير فللإذا كللان القلللب
قاسيا غليظا جافيا ل يعمل فيه العلم شيئاوكذلك إذا كان مريضا مهينللا مائيللا
ل صلبة فيه ول قوة ول عزيمة لم يؤثر فيه العلم السبب الثالث قيللام مللانع
وهو إما حسد أو كبر وذلك مانع إبليس مللن النقيللاد للمللر وهللو داء الوليللن
والخرين ال من عصم الله وبلله تخلللف اليمللان عللن اليهللود الللذين شللاهدوا
رسول الله وعرفوا صحة نبوته ومن جرى مجراهم وهو الذيمنع عبد الله بن
ابي من اليمان وبه تخلف اليمان عن ابي جهل وسائر المشركين فانهم لم
يكونوا يرتابون في صدقه وان الحق معه لكن حملهللم الكللبر والحسللد علللى
الكفر وبه تخلف اليمان عن امية واضرابه ممن كان عنده علم بنبوة محمللد
السبب الرابع مانع الرياسة والملك وان لم يقم بصاحبه حسد ول تكللبر عللن
النقياد للحق لكللن ل يمكنلله ان يجتمللع للله النقيللاد وملكلله ورياسللته فيضللن
بملكه ورياسته كحال هرقل واضرابه من ملوك الكفللار الللذين علمللوا نبللوته
وصدقه واقروا بها باطنا واحبوا الدخول في دينلله لكللن خللافوا علللى ملكهللم
وهذا داء ارباب الملك والولية والرياسة وقل من نجا منه ال من عصم الللله
وهو داء فرعون وقومه ولهللذا قللالوا ^ انللؤمن لبشللرين مثلنللا وقومهمللا لنللا
عابدون ^ انفوا ان يؤمنوا ويتبعوا
موسى وهرون وينقادوا لهما وبنو إسرائيل عبيد لهم ولهللذا قيللل ان فرعللون
لما اراد متابعة موسى وتصديقه شاور هامان وزيره فقال بينا انت اللله تعبللد
تصير عبدا تعبد غيرك فأبى العبودية واختار الرياسة واللهية المحال السللبب
الخامس مانع الشهوة والمال وهللو الللذي منللع كللثيرا مللن اهللل الكتللاب مللن
اليمان خوفا من بطلن مأكلهم وأموالهم التي تصير اليهم من قللومهم وقللد
كانت كفار قريش يصدون الرجل عن اليمان بحسب شهوته فيدخلون عليلله
منها فكانوا يقولون لمن يحب الزنا ان محمدا يحرم الزنا ويحرم الخمر وبلله
صدوا العشى الشاعر عن السلم وقد فاوضت غير واحد من اهللل الكتللاب
في السللم وصلحته فكلان آخلر ملا كلمنلي بله احلدهم انلا ل أتلرك الخملر
واشربها امنا فإذا اسلمت حلتم بيني وبينها وجلللدتموني علللى شللربها وقللال
آخر منهم بعد ان عرف ما قلت له لي اقارب ارباب اموال وإني ان اسلمت
لم يصل الي منها شيء وانا اؤمللل ان ارثهللم او كمللا قللال ول ريللب ان هللذا
القدر في نفوس خلق كثير من الكفللار فتتفللق قللوة داعللي الشللهوة والمللال
وضعف داعي اليمان فيجيب داعي الشهوة والمال ويقول ل أرغب بنفسللي
عن آبائي وسلفي السبب السادس محبة الهل والقارب والعشيرة يرى انه
اذا اتبع الحق وخالفهم ابعدوه وطلردوه عنهلم واخرجلوه ملن بيلن اظهرهللم
وهذا سبب بقاء خلف كللثير علللى الكفللر بيللن قللومهم واهللاليهم وعشللائرهم
السبب السابع محبة الدار والوطن وان لم يكللن للله بهللا عشلليرة ول اقللارب
لكن يرى ان في متابعة الرسول خروجلله عللن داره ووطنلله الللى دار الغربللة
والنوى فيضن بوطنه السبب الثامن تخيل ان في السلم ومتابعللة الرسللول
إزراء وطعنا منه على آبائه وأجداده وذما لهم وهذا هو الذي منللع ابللا طللالب
وامثاله عن السلم استعظموا آباءهم واجدادهم ان يشللهدوا عليهللم بللالكفر
والضلل وان يختاروا خلف ما اختار اولئك لنفسللهم ورأوا انهللم ان اسلللموا
سللفهوا احلم اولئك وضللللوا عقللولهم ورمللوهم باقبللح القبللائح وهللو الكفللر
والشرك ولهذا قال اعداء الله لبي طالب عند الموت ترغلب علن مللة عبلد
المطلب فكان آخر ما كلمهم به هو على ملة عبد المطلب فلم يدعه اعللداء
الله ال من هذا الباب لعلمهم بتعظيمه اباه عبد المطلب وانه انما حاز الفخر
والشرف به فكيف يأتي امرا يلزم منه غاية تنقيصه وذمه ولهذا قال لللول ان
تكون مسبة على بني عبد المطلللب ل قللررت بهللا عينللك او كمللا قللال وهللذا
شعره يصرح فيه بأنه قد علم وتحقق نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم
وصدقه كقوله # :ولقد علمت بان دين محمد %من خير اديان البرية دينللا
لول الملمة او حذار مسبة %لوجدتني سمحا بذاك مبينا
وفي قصيدته اللمية #فو الله لول ان تكلون مسلبة %تجلر علللى اشللياخنا
في المحافل لكنا اتبعناه على كل حاله %من الدهر جدا غير قللول التهللازل
لقد علموا ان ابتنال مكذب %لدينا وليعني بقللول إل باطللل # %والمسللبة
التي زعم انها تجر علللى اشللياخه شلهادته عليهللم بلالكفر والضلللل وتسلفيه
الحلم وتضليل العقول فهذا هو الذي منعلله مللن السلللم بعللدتيقنه السللبب
التاسع متابعة من يعاديه من الناس للرسول وسبقه الى الللدخول فللي دينلله
وتخصصه وقربه منه وهذا القدر منع كثيرا من اتباع الهدى يكون للرجل عدو
ويبغض مكانه ول يحب ارضا يمشي عليها ويقصد مخالفته ومناقضللته فيللراه
قد اتبع الحق فيحمله قصد مناقضته ومعاداته على معاداة الحللق واهللله وان
كان ل عداوة بينه وبينهم وهللذا كمللا جللرى لليهللود مللع النصللار فللانهم كللانوا
اعدائهم وكانوا يتواعدونهم بخروج النبي وانهم يتبعونه ويقاتلونهم معلله فلمللا
بدرهم اليلله النصللار واسلللموا حملهللم معللاداتهم علللى البقللاء علللى كفرهللم
ويهوديتهم السبب العاشر مانع اللف والعادة والمنشأ فإن العادة قللد تقللوى
حتى تغلب حكم الطبيعة ولهذا قيللل هللي طبيعللة ثانيللة فيربللى الرجللل علللى
المقالة وينشأ عليهلا صلغيرا فيلتربى قلبله ونفسله عليهلا كملا يلتربى لحمله
وعظمه على الغذاء المعتاد ول يعقل نفسله ال عليهللا ثللم يلأتيه العلللم وهللة
واحدة يريد إزالتها وإخراجهللا مللن قلبلله وان يسللكن موضللعها فيعسللر عليلله
النتقال ويصعب عليه الزوال وهذا السبب وإن كان اضلعف السلباب معنلى
فهو اغلبها على المم وأرباب المقالت والنحل ليس مع اكثرهم بل جميعهم
إل ما عسى ان يشلذ العلادة ومربلي تربلى عليلله طفل ل يعلرف غيرهلا ول
يحسن به فدين العوايد هو الغالب على أكثر الناس فالنتقال عنلله كالنتقللال
عن الطبيعة الى طبيعللة ثانيللة فصلللوات الللله وسلللمه علللى انبيللائه ورسللله
خصوصا على خللاتمهم وافضلللهم محمللد كيللف غيللروا عللوائد المللم الباطلللة
ونقلوهم الى اليمان حتى استحدثوا به طبيعة ثانية خرجوا بهللا عللن عللادتهم
وطبيعتهم الفاسدة ول يعلم مشقة هذا على النفوس ال من زاول نقل رجل
واحد عن دينه ومقالته الى الحق فجزى الله المرسلين افضللل ملا جللزى بله
احدا من العالمين إذا عرف ان المقتضى نوعان فالهدى المقتضللى وحللده ل
يوجب الهتللداء والهللدى التللام يللوجب الهتللداء فللالول هللدى البيللان الدللللة
والتعليم ولهذا يقال هدى فما اهتدى والثاني هدى البيان والدللة مللع إعطللاء
التوفيق وخلق الرادة فهللذا الهلدى اللذي يسللتزم الهتللداء ول يتخللف عنلله
موجبه فمتى وجد السبب وانتفت الموانع لزم وجود حكمه وههنا دقيقللة بهللا
ينفصل النزاع وهي انه هل ينعطف من قيام المانع وعدم الشرط
ينفى سبحانه عنهم السمع تارة ويثبته اخرى قال الله تعالى ^ ولو علم الله
فيهم خيللرا لسللمعهم ^ ومعلللوم انهللم قللد سللمعوا القللرآن وأمللر الرسللول
باسماعهم إياه وقلال تعلالى ^ وقلالوا للو كنللا نسلمع او نعقلل ملا كنللا فلي
اصحاب السعير ^ فهذا السمع المنفي عنهم سمع الفهللم والفقلله والمعنللى
ولو علم الله فيهم خيللرا لسللمعهم سللمعا ينتفعللون بلله وهللو فقهلله المعنللى
وعقله وال فقد سمعوه سمعا تقوم به عليهم الحجة ولكن لمللا سللمعوه مللع
شللدة بغضلله وكراهتلله ونفرتهللم عنلله لللم يفهمللوه ولللم يعقلللوه والرجللل إذا
اشتدت كراهته للكلم ونفرته عنه لم يفهم ما يراد به فينزل منزلللة مللن لللم
يسمعه قال تعالى ^ ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون ^ نفللى
عنه استطاعة السللمع مللع صللحة حواسللهم وسلللمتها وإنمللا لفللرط بغضللهم
ونفرتهم عنه وعن كلمه صاروا بمنزلة مللن ل يسللتطيع ان يسللمعه ول يللراه
وهذا استعمال معروف للخاصة والعامة يقولون ل اطيق انظر الللى فلن ول
استطيع ان اسمع كلمه من بغضه ونفرته عنلله وبعللض الجبريللة يحتللج بهللذه
الية وشلبهها عللى ملذهبهم ول دلللة فيهلا إذ ليلس الملراد سللبهم السلمع
والبصر الذي تقوم به الحجة قطعا وإنما المراد سلللب السللمع الللذي يللترتب
عليه فائدته وثمرته والقدر حق ولكن الواجب تنزيللل القللرآن منللازله ووضللع
اليات مواضعها واتباع الحق حيللث كللان ومثللل هللذا إذا لللم يحصللل لله فهللم
الخطاب ل يعذر بذلك لن الفة منه وهو بمنزلة من سد اذنيه عند الخطللاب
فلم يسمعه فل يكون ذلك عذرا له ومن هذا قولهم ^ قلوبنا فللي أكنللة ممللا
تدعونا اليه وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب ^ يعنون انهللم فللي تللرك
القبول منه ومحبة السماع لما جاء به وإيثار العراض عنه وشدة النفار عنه
بمنزلة من ل يعقله ول يسمعه ول يبصر المخاطب لهللم بلله فهللذا هللو الللذي
يقولون ل خلود في النار ولو كنا نسمع او نعقل ما كنا في اصللحاب السللعير
ولهذا جعل ذلك مقدورا لهم وذنبا اكتسبوه فقال تعالى ^ فللاعترفوا بللذنبهم
فسحقا لصحاب السعير ^ والله تعالى ينفي تارة عن هؤلء العقل والسللمع
والبصر فانها مدارك العلم واسباب حصوله وتارة ينفى عنهم السمع والعقل
وتارة ينفى عنهم السمع والبصر وتارة ينفى عنهم العقل والبصر وتارة ينفى
عنهم وحده فنفى الثلثة نفي لمدارك العلم بطريق المطابقة ونفللى بعضللها
نفي له بالمطابقة والخر باللزوم فان القلب إذا فسد فسد السللمع والبصللر
بل اصل فسادهما من فساده وإذا فسد السللمع والبصللر فسللد القلللب فللإذا
اعرض عن سلمع الحلق وابغلض قلائله بحيلث ل يحلب رؤيتله امتنلع وصلول
الهدى الى القلب ففسد وإذا فسد السمع والعقل تبعهما فساد البصللر فكللل
مدرك من هذه يصح بصحة الخر ويفسد بفساده فلهللذا يجيللء فللي القللرآن
نفي ذلك صريحا ولزوما وبهذا التفصيل يعلم اتفاق الدلللةمن الجللانين وفللي
استدلل الطائفة الثانية بقوله ^ الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفللون
ابناءهم ^ ونظائرها نظر فان الله تعالى حيث قال ^ الذين آتيناهم الكتللاب
^ لم يكونللوا إل ممللدوحين مللؤمنين وإذا اراد ذمهللم والخبللار عنهللم بالعنللاد
وايثار الضلل اتى بلفظ
الذين اوتوا الكتاب مبنيللا للمفعللول فللالول كقللوله تعللالى ^ الللذين آتينللاهم
الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به انلله الحللق مللن
ربنا انا كنا مللن قبللله مسلللمين اولئك يؤتللون اجرهللم مرتيللن بمللا صللبروا ^
اليات وكقوله تعالى ^ افغير الله ابتغى حكما وهو الذي انزل اليكم الكتاب
مفصل والذين آتيناهم الكتاب يعلمون انه منزل مللن ربللك بللالحق فل تكللونن
من الممترين ^ فهذا في سياق مدحهم والستشهاد بهللم ليللس فللي سللياق
ذمهم والخبار بعنادهم وجحودهم كما استشهدهم في قوله تعالى قللل كفللى
بالله شهيدا ببني وبينكم ومن عنده علم الكتللاب وفللي قللوله فاسللللوا اهللل
الذكر ان كنتم ل تعلمون وقال تعالى ^ الللذين آتينللاهم الكتللاب يتلللونه حللق
تلوته اولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون ^ واختلف فللي
الضمير في يتلونه حق تلوته فقيل هو ضمير الكتاب الللذي اوتللوه قللال ابللن
مسعود يحلون حلله ويحرمون حرامه ويقرؤنه كمللا انللزل ول يحرفللونه عللن
مواضعه قالوا وانزلت في مؤمني اهل الكتاب وقيل هللذا وصللف للمسلللمين
والضمير في يتلونه للكتاب الذي هو القرآن وهذا بعيد إذا عللرف ان القللرآن
يأباه ول يرد على ما ذكرنا قوله تعالى ^ الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كمللا
يعرفون ابناءهم وان فريقا منهم ليكتمللون الحللق وهللم يعلمللون ^ بللل هللذا
حجة لنا ايضا لما ذكرنا فإنه أخللبر فللي الول عللن معرفتهللم برسللوله ودينلله
وقبلته كما يعرفون ابناءهم استشهادا بهم على من كفر وثنللاء عليهللم ولهللذا
ذكر المفسرون انهم عبد الله بن سلم واصحابه وخص في آخر اليللة بالللذم
طائفة منهم فدل على ان الولين غير مللذمومين وكللونهم دخلللوا فللي جملللة
الولين بلفظ المضمر ل يوجب ان يقال آتيناهم الكتللاب عنللد الطلق فللانهم
دخلوا في هذا اللفظ ضمنا وتبعا فل يلزم تنللاوله لهللم قصللدا واختيللارا وقللال
تعالى في سورة النعام قل ائنكم لتشهدون ان مع الللله آلهللة اخللرى قللل ل
اشهد قل إنما هو اله واحدة وإنني برئ مما تشركون الذين آتينللاهم الكتللاب
يعرفللونه كمللا يعرفللون ابنللاءهم قيللل الرسللول وصللدقه وقيللل المللذكور هللو
التوحيد والقولن متلزمللا اذ ذلللك فللي معللرض الستشللهاد والحتجللاج علللى
المشركين لفي معرض ذم الذين آتاهم الكتاب فإن السورة مكية والحجللاج
كان فيها مع اهل الشرك والسياق يدل على الحتجللاج لذم المللذكورين مللن
اهل الكتاب واما الثاني فكقوله وان الذين اوتوا الكتاب ليعلمللون انلله الحللق
من ربهم وما الله بغافل عما يعلمون ولئن اتيت الذين اوتوا الكتاب بكل آيلة
ماتبعوا قبلتك فهذا شهادته سبحانه للذين اوتوا الكتاب والول شهادته للذين
آتاهم الكتاب بأنهم يؤمنون وقال تعالى ^ يا ايها اللذين أوتلوا الكتللاب آمنلوا
بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل ان نطمس وجوها فنردهللا علللى ادبارهللا
^ وقال تعالى ^ وقل للذين اوتوا الكتاب والميين أأسلمتم ^ وهذا خطاب
لمن لم يسلم منهم وإل فلم يؤمر
ان يقول هذا لمن اسلم منهم وصدق به ولهذا ل يذكر سللبحانه الللذين اوتللوا
نصيبا من الكتاب ال بالذم ايضا كقوله ^ الم تر الى الذين اوتللوا نصلليبا مللن
الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ^ الية وقال تعالى ^ الم تر الى الللذين
اوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضللة ويريدون ان تضلوا السبيل ^ وقللال
^ الم تر الى الذين اوتوا نصيبا من الكتاب يللدعون الللى كتللاب الللله ليحكللم
بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ^ فالقسام اربعة الللذين آتينللاهم
الكتاب وهذا ل يذكره سبحانه إل في معرض المدح والذين اوتللوا نصلليبا ملن
الكتاب ل يكون قط ال في معرض الذم والذين اوتوا الكتاب اعللم منلله فللانه
قد يتناولهما ولكن ل يفرد به الممدوحون قط ويا أهل الكتللاب يعللم الجنللس
كله ويتناول الممدوح منه والمذموم كقوله من اهل الكتاب امة قائمة يتلون
آيات الله آناء الليل وهم يسجدون يؤمنون بالله واليوم الخر الية وقال فللي
الذم ^ لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشللركين منفكيللن ^ وهللذا
الفصل ينتفع به جدا في أكبر مسائل اصللول السلللم وهللي مسللئلة اليمللان
واختلف اهل القبلة فيه وقلد ذكرنلا فيله نكتلا حسلانا يتضلح بهلا الحلق فلي
المسألة والله اعلم الوجه الثاني والثمانون ان الله سبحانه فاوت بين النللوع
النساني اعظم تفاوت يكون بين المخلوقين فل يعرف اثنان من نللوع واحللد
بينهما من التفاوت ما بين خير البشر وشرهم واللله سللبحانه خلللق الملئكلة
عقول بل شهوات وخلق الحيوانات ذوات شهوات بل عقللول وخلللق النسللان
مركبا من عقل وشهوة فمن غلب عقله شهوته كان خيرا من الملئكة ومللن
غلبت شهوته عقله كان شرا من الحيوانات وفاوت سبحانه بينهم في العلللم
فجعل عالمهم معلم الملئكة كما قال تعللالى ^ يللا آدم انللبئهم باسللمائهم ^
وتلك مرتبة ل مرتبة فوقها وجعل جاهلهم بحيث ل يرضللى الشلليطان بلله ول
يصلح له كما قال الشيطان لجاهلهم الذي اطاعه فللي الكفللر ^ إنللي بريللء
منك ^ وقال لجهلتهم الذين عصوا رسوله إني بريء منكم فلله ما أشد هذا
التفاوت بين شخصين احدهما تسللجد لله الملئكللة ويعلمهللا مملا الللله علملله
والخر ل يرضى الشيطان به وليا وهذا التفاوت العظيللم إنمللا حصللل بللالعلم
وثمرته ولو لم يكن في العلم ال القرب ملن رب العللالمين واللتحلاق بعلالم
الملئكللة وصللحبة المل العلللى لكفللى بلله فضللل وشللرفا فكيللف وعللز الللدنيا
والخرة منوط به ومشروط بحصوله الوجه الثالث والثمانون ان اشللرف مللا
في النسان محل العلم منه وهو قلبه وسمعه وبصره ولما كللان القلللب هللو
محل العلم والسمع رسوله الذي يللاتيه بله والعيللن طليعتلله كللان ملكللا علللى
سائر العضاء يأمرها فتاتمر لمره ويصرفها فتنقاد للله طائعللة بمللا خللص بلله
من العلم دونها فلذلك كان ملكها والمطلاع فيهلا وهكلذا العلالم فلي النلاس
كللالقلب فللي العضللاء ولمللا كللان صلللح العضللاء بصلللح ملكهللا ومطاعهللا
وفسادها بفساده كانت هذه حال الناس مع علمائهم
وملوكهم كما قال بعض السلللف صللنفان إذا صلللحا صلللح سللائر النللاس واذا
فسدا فسد سائر الناس العلماء والمراء قال عبد الله بن المبارك # :وهل
افسد الدين ال الملو %ك واحبار سوء ورهبانها ولمللا كللان للسللمع والبصللر
من الدراك ما ليس لغيرهما من العضاء كانا في أشرف جزء مللن النسلان
وهو وجهه وكانا من افضل ما في النسان مللن الجللزاء والعضللاء والمنللافع
واختلف في الفضل منهما فقالت طائفة منهم ابللو المعللالي وغيللره السللمع
افضل قالوا لن به تنللال سللعادة الللدنيا والخللرة فانهللا انمللا تحصللل بمتابعللة
الرسل وقبول رسالتهم وبالسمع عرف ذلك فان من ل سمع له ل يعلللم مللا
جاؤا به وايضا فان السمع يدرك به اجل شيء وافضله وهو كلم الللله تعللالى
الذي فضله على الكلم كفضل الله على خلقه وايضا فان العلللوم انمللا تنللال
بالتفاهم والتخاطب ول يحصل ذلك ال بالسمع وايضا فللان مللدركه اعللم مللن
مدرك البصر فانه يللدرك الكليللات والجزئيللات والشللاهد والغللائب والموجللود
والمعدوم والبصر ل يلدرك ال بعللض المشلاهدات والسلمع يسلمع كللل عللم
فاين احدهما من الخر ولو فرضنا شخصين احدهما يسمع كلم الرسللول ول
يرى شخصه والخر بصير يراه ول يسمع كلمه لصممه هل كانا سواء وايضللا
ففاقللد البصللر انمللا يفقللد ادراك بعللض المللور الجزئيللة المشللاهدة ويمكنلله
معرفتها بالصفة ولو تقريبا واما فاقد السمع فالذي فاته من العلللم ل يمكللن
حصوله بحاسة البصللر ولللو قريبللا وايضللا فللان ذم الللله تعللالى للكفللار بعللدم
السمع في القرآن اكثر من ذمه لهم بعدم البصر بل انما يذمهم بعدم البصر
تبعا لعدم العقل والسمع وايضا فان الللذي يللورده السللمع علللى القلللب مللن
العلوم ل يلحقه فيه كلل ول سآمة ول تعب مع كثرته وعظمه والذي يللورده
البصر عليه يلحقه فيه الكلل والضعف والنقص وربمللا خشللى صللاحبه علللى
ذهابه مع قلته ونزارته بالنسبة الى السمع وقالت طائفة منهم ابن قتيبة بللل
البصر افضل فان اعل النعيم وافضله واعظمه لذة هو النظللر الللى الللله فللي
الدار الخرة وهذا انما ينال بالبصر وهذه وحدها كافية في تفضيله قالوا وهو
مقدمة القلب وطليعته ورائده فمنزلته منه اقرب مللن منزلللة السللمع ولهللذا
كللثيرا مللا يقللرن بينهمللا فللي الللذكر بقللوله ^ فللاعتبروا يللا أولللي البصللار ^
فالعتبار بالقلب والبصر بالعين وقللال تعللالى ^ ونقلللب افئدتهللم وابصللارهم
كما لم يؤمنوا به اول مرة ^ ولم يقللل واسللماعهم وقللال تعللالى ^ فإنهللا ل
تعمى البصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ^ وقال تعالى ^ قلوب
يومئذ واجفة ابصارها خاشعة ^ وقال تعالى ^ يعلم خائنة العين وما تخفى
الصدور ^ وقال في حق رسوله ^ ما كذب الفؤاد ما رأى ^ ثم قال ^ مللا
زاغ البصر وما طغى ^ هذا يدل على شللدة الوصلللة والرتبللاط بيللن القلللب
والبصر ولهذا يقرأ النسان ما في قلب
الخر من عينه وهذا كثير فللي كلم النللاس نظملله ونللثره وهللو اكللثر مللن ان
نذكره هنا ولما كان القلب اشرف العضاء كان اشدها ارتباطللا بلله واشللرف
من غيره قالوا ولهذا يأتمنه القلب مال يأتمن السمع عليه بل إذا ارتللاب مللن
جهة عرض ما يأتيه به على البصر ليزكيه ام يرده فالبصر حاكم عليه مؤتمن
عليه قالوا ومن هذا الحللديث الللذي رواه احمللد فللي مسللنده مرفوعللا ليللس
المخبر كالمعاين قالوا ولهذا اخبر الله سبحانه موسى ان قلومه افتتنلوا ملن
بعده وعبدوا العجل فلم يلحقه في ذلك ما لحقه عند رؤية ذلك ومعاينته من
القاء اللواح وكسرها لفوت المعاينة على الخلبر قلالوا وهللذا إبراهيلم خليلل
الله يسأل ربه ان يريه كيف يحيى الموتى وقد علم ذلك بخبر الله له ولكللن
طلب افضل المنازل وهي طمأنينة القلب قالوا ولليقيللن ثلث مراتللب اولهللا
للسمع وثانيها للعين وهي المسماة بعيلن اليقيلن وهلي افضللل ملن المرتبللة
الولى واكمل قالوا وايضا فالبصر يؤدى الى القلب ويللؤدي عنلله فللان العيللن
مرآة القلب يظهر فيها مللا يحبلله مللن المحبللة والبغللض والمللوالة والمعللاداة
والسرور والحزن وغيرها وأما الذن فل تؤدى عللن القلللب شلليئا البتللة وإنمللا
مرتبتها اليصال اليه حسب فالعين اشد تعلقا به والصواب ان كل منهمللا للله
خاصية فضل بها الخر فالمدرك بالسمع اعم واشمل والمللدرك بالبصللر اتللم
واكمل فالسمع له العمللوم والشللمول والبصللر للله الظهللور والتمللام وكمللال
الدراك واما نعيم اهل الجنة فشيئآن احدهما النظر الى الله والثللاني سللماع
خطابه وكلمه كما رواه عبد الله بن احمد فللي المسللند وغيللره كللأن النللاس
يوم القيامة لم يسمعوا القرآن اذا سمعوه من الرحمن عز وجل ومعلوم ان
سلمه عليهم وخطللابه لهللم ومحاضللرته ايللاهم كمللا فللي الترمللذي وغيللره ل
يشبهها شيء قط ول يكون اطيب عندهم منها ولهذا يذكر سبحانه في وعيللد
اعدائه انه ليكلمهم كما يذكر احتجابه عنهم ول يرونه فكلمه اعل نعيم اهللل
الجنة والله اعلم الوجه الرابع والثمانون ان الله سللبحانه فللي القللرآن يعللدد
على عباده من نعمه عليهم ان اعطاهم آلت العلللم فيللذكر الفللؤاد والسللمع
والبصار ومرة يذكر اللسان الذي يللترجم بلله عللن القلللب فقللال تعللالى فللي
سللورة النعللم وهللي سللورة النحللل الللتي ذكللر فيهللا اصللول النعللم وفروعهللا
ومتمماتها ومكملتها فعددنعمه فيها على عباده وتعرف بها اليهم واقتضللاهم
شكرها واخبر انه يتمهلا عليهلم ليعرفوهلا ويلذكروها ويشلكروها فاولهلا فلي
اصول النعم وآخرها في مكملتها قال تعالى ^ والللله اخرجكللم مللن بطللون
امهللاتكم ل تعلمللون شلليئا وجعللل لكللم السللمع والبصللار والفئدة لعلكللم
تشكرون ^ فذكر سبحانه نعمته عليهم بان اخرجهم ل علم لهم ثم اعطاهم
السماع والبصار والفئدة التي نالوا بها ملن العللم مانلالوه وانله فعلل بهلم
ذلك
ليشكروه وقال تعالى ^ وجعلنا لهم سمعا وابصارا وافئدة فمللا اغنللى عنهللم
سمعهم ول ابصارهم ول افئدتهم ملن شليء ^ وقلال تعلالى اللم نجعلل لله
عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين فذكر هنللا العينيللن الللتي يبصللر بهمللا
فيعلم المشاهدات وذكر هداية النجدين وهما طريقا الخير والشر وفي ذلللك
حديث مرفوع ومرسل وهو قول اكثر المفسرين وتدل عليه الية الخلرى ^
انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا ^ والهدايللة تكلون بلالقلب والسللمع
فقد دخل السمع في ذلك لزومللا وذكللر اللسللان والشللفتين اللللتين همللا آلللة
التعليم فذكر الت العلم والتعليم وجعلها من آياته الدالة عليه وعلللى قللدرته
ووحدانيته ونعمه التي تعرف بها الى عباده ولما كانت هللذه العضللاء الثلثللة
التي هي اشرف العضاء وملوكها والمنصللرفة فيهللا والحاكمللة عليهللا خصللها
سبحانه وتعالى بالذكر في السؤال عنها فقال إن السمع والبصر والفؤاد كل
اولئك كان عنه مسؤل فسعادة النسان بصحة هذه العضاء الثلثة وشللقاوته
بفسادها قال ابن عباس يسأل الله العباد فيما استعملوا هذه الثلثللة السللمع
والبصر والفؤاد والله تعالى اعطى العبد السمع ليسمع به اوامر ربه ونواهيه
وعهللوده والقلللب ليعقلهللا ويفقههللا والبصللر ليللرى آيللاته فيسللتدل بهللا علللى
وحدانيته وربوبيته فالمقصود باعطللائه هللذه اللت العلللم وثمرتلله ومقتضللاه
الللوجه الخللامس والثللامنون ان انللواع السللعادة الللتي تؤثرهللا النفللوس ثلثلة
سعادة خارجيللة عللن ذات النسللان بللل هللي مسللتعارة للله مللن غيللره يللزول
باسترداد العارية وهي سعادة المال والحياة فبينا المرء بهلا سللعيدا ملحوظلا
بالعناية مرموقا بالبصار إذا اصبح في اليوم الواحد اذل من وتللد بقللاع يشللج
رأسه بالفهرواجي فالسللعادة والفللرح بهللذه كفللرح القللرع بحمللة ابللن عملله
والجمال بها كجمال المرء بثيابه وبزينتلله فللاذا جللاوز بصللرك كسللوته فليللس
وراء عبادان قرية ويحكى عن بعض العلماء انه ركللب مللع تجللار فللي مركللب
فانكسرت بهم السفينة فاصبحوا بعدعز الغنى في ذل الفقر ووصللل العللالم
الى البلد فاكرم وقصد بانواع التحللف والكرامللات فلمللا ارادوا الرجللوع الللى
بلدهم قالوا له هل لك الى قومك كتاب او حاجة فقال نعم تقولللون لهللم اذا
اتخدتم مال ل يغرق اذا انكسرت السفينة فاتخذوا العلم تجارة واجتمع رجللل
ذو هيئة حسنة ولباس جميل ورواء برجل عالم فجس المخاضة فلم ير شيئا
فقالوا كيف رايته فقال رأيت دارا حسللنة مزخرفللة ولكللن ليللس بهللا سللاكن
السعادة الثانية سعادة في جسمه وبدنه كصللحته واعتللدال مزاجلله وتناسللب
اعضائه وحسن تركيبه وصفاء لونه وقوة اعضائه فهذه الصق به مللن الولللى
ولكن هي في الحقيقة خارجة عن ذاته وحقيقته فان النسان انسان بروحلله
وقلبه ل بجسمه وبدنه كما قيل :
درجة حتى يبلغ نهاية ما يناله امثاله منها فكم بين حاله في اول كونه نطفللة
وبين حاله والرب يسلم عليه في داره وينظر الى وجهه بكرة وعشيا والنبي
في اول امره لما جاءه الملك فقال له اقرأ فقال ما أنللا بقللارئ وفللي آخللره
امره بقول الله له اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي وبقوله له
خاصة وانزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله
عليك عظيما وحكى ان جماعة من النصارى تحدثوا فيملا بينهلم فقلال قلائل
منهم ما أقل عقول المسلمين يزعمون ان نللبيهم كللان راعللي الغنللم فكيللف
يصلح راعي الغنم للنبوة فقال له آخر من بينهم امللا هللم فللوالله اعقللل منللا
فان الله بحكمته يسترعي النبي الحيوان البهيم فاذا احسلن رعللايته والقيللام
عليه نقله منه الى رعاية الحيللوان النللاطق حكمللة مللن الللله وتللدريجا لعبللده
ولكن نحن جئنا الى مولود خرج من امرأة يأكل ويشرب ويبول ويبكي فقلنللا
هذا الهنا الذي خلق السللموات والرض فامسللك القللوم عنلله فكيللف يحسللن
بذي همة قد ازاح الله عنه علله وعرفه السللعادة والشللقاوة ان يرضللى بللان
يكون حيوانا وقد أمكنه ان يصير انسللانا وبللان يكللون إنسللانا وقللد امكنلله ان
يكون ملكا وبأن يكون ملكا وقد امكنه ان يكون ملكا في مقعللد صللدق عنللد
مليك مقتدر فتقوم الملئكة في خدمته وتلدخل عليهلم ملن كلل بلاب سللم
عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار وهذا الكمال إنمللا ينللال بللالعلم ورعللايته
والقيام بموجبه فعاد المر الى العلم وثمرتلله والللله تعللالى الموفللق واعظللم
النقص واشد الحسرة نقص القادر علىالتمام وحسرته على تقويته كمللا قللال
بعض السلف اذا كثرت طرق الخير كان الخللارج منهللا اشللد حسللرة وصللدق
القائل # :ولم ار في عيوب الناس عيبللا %كنقللص القللادرين علللى التمللام
فثبت انه ل شيء اقبح بالنسان مللن ان يكللون غللافل عللن الفضللائل الدينيللة
والعلوم النافعة والعمال الصالحة فمن كان كذلك فهللو مللن الهمللج الرعللاع
الذين يكدرون الماء ويغلون السلعار ان علاش علاش غيلر حميلد وان ملات
مللات غيللر فقيللد فقللدهم راحللة للبلد والعبللاد ول تبكللي عليهللم السللماء ول
تستوحش لهم الغبراء الوجه السابع والثمللانون ان القلللب يعترضلله مرضللان
يتواردان عليه اذا استحكما فيلله كللان هلكلله ومللوته وهمللا مللرض الشللهوات
ومرض الشبهات هذان اصل داء الخلللق ال مللن عافللاه الللله وقللد ذكللر الللله
تعالى هذين المرضين في كتابه اما مرض الشبهات وهللو اصللعبهما واقتلهمللا
للقلب ففي قوله في حق المنافقين في قلوبهم مرض فزادهللم الللله مرضللا
وقوله وليقول الذين في قلوبهم مرض والكللافرون مللاذا أراد الللله بهللذا مثل
وقال تعالى ^ ليجعل مللا يلقللى الشلليطان فتنللة للللذين فللي قلللوبهم مللرض
والقاسية قلوبهم ^ فهذه ثلثللة مواضللع المللراد بمللرض القلللب فيهللا مللرض
الجهل والشبهة واما مرض
الشهوة ففللي قللوله يانسللاء النللبي لسللتن كأحللد مللن النسللاء ان اتقيتللن فل
تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مللرض أي ل تلللن فللي الكلم فيطمللع
الذي في قلبه فجور وزناء قالوا والمرأة ينبغي لهللا اذا خللاطبت الجللانب ان
تغلظ كلمها وتقويه ول تلينه وتكسره فان ذلك ابعد من الريبة والطمع فيهللا
وللقلب امراض اخر مللن الريللاء والكللبر والعجللب والحسللد والفخللر والخيلء
وحب الرياسة والعلللو فللي الرض وهللذا مللرض مركللب مللن مللرض الشللبهة
والشهوة فللإنه ل بللد فيلله مللن تخيللل فاسللد وارادة باطلللة كللالعجب والفخللر
والخيلء والكبر المركب من تخيل عظمته وفضله وإرادة تعظيللم الخلللق للله
ومحملدتهم فل يخلرج مرضله علن شلهوة او شلبهة او مركلب منهملا وهلذه
المراض كلها متولدة عن الجهل ودواؤها العلم كما قللال النللبي فللي حللديث
صاحب الشجة الذي افتوه بالغسل فمات قتلوه قتلهم الللله ال سللألوا اذ لللم
يعلموا انما شفاء العلي السلؤال فجعلل العلي وهلو علي القللب علن العللم
واللسان عن النطللق بلله مرضللا وشللفاؤه سللؤال العلمللاء فللأمراض القلللوب
اصعب من امراض البدان لن غايللة مللرض البللدن ان يفضللي بصللاحبه الللى
الموت وأما مرض القلب فيفضي بصاحبه الى الشقاء البدي ول شفاء لهللذا
المرض ال بالعلم ولهذا سمى الله تعالى كتابه شفاء لمراض الصدور وقللال
تعالى يا أيها النللاس قللد جللاءتكم موعظللة مللن ربكللم منلله وشللفاء لمللا فللي
الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ولهللذا السللبب نسللبة العلملاء الللى القللوب
كنسبة الطباء الى البدان وما يقللال للعلمللاء اطبللاء القلللوب فهللو لقللدر مللا
جامع بينهما وال فالمر اعظم فان كثيرا من المم يستغنون عن الطبللاء ول
يوجد الطباء ال في اليسير من البلد وقد يعيش الرجل عمره او برهللة منلله
ل يحتاج الى طبيب واما العلماء بالله وامره فهم حيللاة الموجللود وروحلله ول
يستغنى عنهم طرفة عين فحاجللة القلللب الللى العلللم ليسللت كالحاجللة الللى
التنفس في الهواء بل اعظم وبالجملة فالعلم للقلب مثل المللاء للسللمك اذا
فقده مات فنسبة العلم الى القلب كنسبة ضوء العيللن اليهللا وكنسللبة سللمع
الذن وكنسللبة كلم اللسللان اليلله فللإذا عللدمه كللان كللالعين العميللاء والذن
الصماء واللسان الخرس ولهذا يصف سبحانه اهللل الجهللل بللالعمى والصللم
والبكم وذلك صفة قلللوبهم حيللث فقللدت العلللم النللافع فبقيللت علللى عماهللا
وصممها وبكمها قال تعالى ^ ومن كلان فلي هلذه اعملى فهلو فلي الخلرة
اعمللى واضللل سللبيل ^ والمللراد عمللى القلللب فللي الللدنيا وقللال تعللالى ^
ونحشرهم يوم القيامة على وجللوههم عميللا وبكمللا وصللما ملأواهم جهنللم ^
لنهم هكذا كانوا في الدنيا والعبد يبعث على ما مات عليه واختلف فللي هللذا
العمى في الخرة فقيلل هلوعمى البصليرة بلدليل اخبلاره تعلالى علن رؤيلة
الكفار ما في القيامة ورؤية الملئكة ورؤية النار وقيل هو عمي البصر ورجح
هذا بان الطلق ينصرف اليه وبقوله ^ قللال رب لللم حشللرتني اعمللى وقللد
كنت بصيرا ^ وهذا عمي العين فان الكافر لللم يكللن بصلليرا بحجتلله واجللاب
هؤلء عن رؤية الكفار
فللي القيامللة بللأن الللله يخرجهللم مللن قبللورهم الللى موقللف القيامللة بصللراء
ويحشرون من الموقف اللى النللار عميللا قللاله الفلراء وغيلره الللوجه الثللامن
والثمانون ان الله سبحانه بحكمته سلط على العبد عدوا عالما بطرق هلكه
واسباب الشر الذي يلقيه فيه متفننا فيها خبيرا بها حريصا عليها ليفتر يقظة
ول مناما ول بد له من واحدة من ست ينالها منه احدها وهي غاية مراده منه
ان يحول بينه وبين العلم واليمان فيلقيه في الكفر فإذا ظفر بذلك فرغ منه
واستراح فان فاتته هذه وهدى للسلم حرص على تلو الكفللر وهللي البدعللة
وهي احب اليه من المعصية فان المعصية يتاب منهللا والبدعللة ل يتللاب منهللا
لن صاحبها يرى انه على هدى وفي بعض الثللار يقللول ابليللس اهلكللت بنللي
آدم بالذنوب واهلكوني بالستغفار وبل اله ال الله فلما رأيت ذلك بثثت فيهم
الهواء فهم يذنبون ول يتوبون لنهم يحسبون انهم يحسنون صنعا فاذا ظفللر
منه بهذه صيره من رعاته وامرائه فان اعجزته شغله بالعمل المفضول عما
هو افضل منه ليرتج عليه الذي بينهما وهي الخامسة فان اعجزه ذلللك صللار
الى السادسة وهي تسليط حزبه عليه يؤذونه ويشللتمونه ويبهتللونه ويرمللونه
بالعظائم ليحزنه ويشغل قلبه عن العلم والرادة وسائر اعماله فكيف يمكن
ان يحترز منه من ل علم له بهذه المور ول بعدوه ول بما يحصنه منه فانه ل
ينجو من عدوه ال من عرفه وعرف طريقه الللتي يللأتيه منهللا وجيشلله الللذي
يستعين به عليه وعرفت داخله ومخارجه وكيفية محاربته وبأي شيء يحاربه
وبماذا يداوى جراحته وبأي شيء يسللتمد القللوة لقتللاله ودفعلله وهللذا كللله ل
يحصل ال بالعلم فالجاهل في غفلة وعمى عن هذا المر العظيللم والخطللب
الجسيم ولهذا جاء ذكر العدو وشأنه وجنوده ومكايده في القرآن كللثيرا جللدا
لحاجة النفوس الىمعرفة عدوها وطرق محللاربته ومجاهللدته فلللول ان العلللم
يكشف عن هذا لما نجا من نجا منه فالعلم هو الذي تحصل به النجاة الللوجه
التاسع والثمانون ان اعظم السباب التي يحرم بها العبد خير الدنيا والخللرة
ولذة النعيم في الدارين ويدخل عليه عدو منهللا هللو الغفلللة المضللادة للعلللم
والكسل المضللاد للرادة والعزيمللة هللذان اصللل بلء العبللد وحرمللانه منللازل
السعداء وهما من عدم العلم اما الغفلة فمضادة للعلللم منافيللة للله وقللد ذم
سبحانه اهلها ونهى عن الكون منهم وعن طاعتهم والقبول منهم قال تعلالى
ولتكن من الغافلين وقال تعالى ^ ول تطع مللن اغفلنللا قلبلله عللن ذكرنللا ^
وقال تعالى ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والنس لهم قلللوب ل يفقهللون
بها ولهم اعين ل يبصرون بها ولهم آذان ل يسللمعون بهللا اولئك كالنعللام بللل
هم اضل واولئك هم الغافلون وقللال النللبي فللي وصلليته لنسللاء المللؤمنين ل
تغفلن فتنسين الرحمة وسئل بعض العلماء عن عشق الصللور فقللال قلللوب
غفلت عن ذكر الله فابتلها الله بعبودية غيره فالقلب الغافل مأوى
الشيطان فللانه وسللواس خنللاس قللد التقللم قلللب الغافللل يقللرأ عليلله انللواع
الوساوس والخيالت الباطلة فللاذا تللذكر وذكللر الللله انجمللع وانضللم وخنللس
وتضاءل لذكر الله فهو دائما بين الوسوسة والخنس وقللال عللروة بللن رويللم
ان المسيح سأل ربه ان يريه موضع الشيطان ملن ابلن آدم فجللى لله فللاذا
رأسه راس الحية واضع راسه على ثمرة القلب فإذا ذكللر العبللد ربلله خنللس
وإذا لم يذكر وضع رأسه على ثمرة قلبلله فمنللاه وحللدثه وقللد روى فللي هللذا
المعنى حديث مرفوع فهللو دائملا يللترقب غفلللة العبللد فيبللذر فللي قلبلله بللذر
الماني والشهوات والخيالت الباطلة فيثمر كل حنظل وكل شوك وكللل بلء
ول يزال يمده بسقيه حتى يغطى القلللب ويعميلله وامللا الكسللل فيتولللد عنلله
الضاعة والتفريط والحرمان واشد الندامة وهو مناف لراده والعزيمة الللتي
هي ثمرة العلم فان من علم ان كماله ونعيمه في شيء طلبه بجهده وعزم
عليه بقلبه كله فإن كل احد يسعى في تكميللل نفسلله ولللذته ولكللن اكللثرهم
اخطأ الطريق لعللدم علملله بمللا ينبغللي ان يطلبلله فللالرادة مسللبوقة بللالعلم
والتصور فتخلفها فللي الغللالب إنمللا يكللون لتخلللف العلللم والدراك وإل فمللع
العلم التام بان سعادة العبد في هللذا المطلللب ونجللاته وفللوزه كيللف يلحقلله
كسل في النهوض اليه ولهذا استعاذ النبي من الكسل ففي الصحيح عنه انه
كان يقول اللهم اني اعوذ بك مللن الهللم والحللزن والعجللز والكسللل والجبللن
والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال فاستعاذ من ثمانية اشياء كل شيئين منهلا
قرينان والفرق بينهما ان المكروه الوارد على القلب اما ان يكللون علللى مللا
مضى او لما يستقبل فالول هو الحزن والثاني الهم وان شئت قلت الحللزن
على المكروه الذي فات ول يتوقع دفعه والهم على المكروه المنتظللر الللذي
يتوقع دفعه وتأمله والعجز والكسل قرينان فان تخلف مصلحة العبد وكمللاله
ولذته وسروره عنه اما ان يكون مصدره عدم القللدرة فهللو العجللز او يكللون
قارا عليه لكن تخلف لعدم إرادته فهللو الكسللل وصللاحبه يلم عيلله مللال يلم
على العجز وقد يكون العجز ثمرة الكسل فيلم عليه ايضا فكثيرا ما يكسللل
المرء عن الشيء الذي هو قادر عليه وتضعف عنلله ارادتله فيفضلي بله الللى
العجز عنه وهذا هو العجز الذي يلوم الله عليه في قول النبي ان الللله يلللوم
علللى العجللز وإل فللالعجز الللذي لللم تخلللق للله قللدرة علللى دفعلله ول يللدخل
معجللوزه تحللت القلدرة ل يلم عليلله قلال بعللض الحكملاء فللي وصليته إيلاك
والكسل والضجر فان الكسل ل ينهللض لمكرمللة والضللجر إذا نهللض اليهللا ل
يصبر عليها والضجر متولدعن الكسل والعجز فلم يفرده في الحديث بلفللظ
ثم ذكر الجبن والبخل فان الحسان المتوقع من العبد اما بمللاله وامللا ببللدنه
فالبخيل مانع لنفع ماله والجبللان مللانع لنفللع بللدنه المشللهور عنللد النللاس ان
البخل مستلزم الجبن من غير عكس لن من بخل بملاله فهللو بنفسله ابخللل
والشجاعة تستلزم الكرم من غيللر عكللس لن مللن جللاد بنفسلله فهللو بمللاله
اسمح واجود وهذا الذي
قالوه ليس بلزم اكثره فان الشجاعة والكللرم واضللدادها اخلق وغللرائز قللد
تجمع في الرجل وقد يعطى بعضها دون بعض وقللد شللاهد النللاس مللن اهللل
القدام والشجاعة والبأس من هو ابخل الناس وهذا كثيرا ما يوجد فللي امللة
الترك يكون اشجع ملن ليلث وابخلل ملن كللب فالرجلل قلد يسلمح بنفسله
ويضن بماله ولهذا يقاتل عليه حتى يقتل فيبدأ بنفسه دونه فمن النللاس مللن
يسمح بنفسه وماله ومنهم من يبخل بنفسه ومنهم من يسمح بمللاله ويبخللل
بنفسه وعكسه والقسام الربعة موجودة فللي النللاس ثللم ذكللر ضلللع الللدين
وغلبة الرجال فان القهر الذي ينال العبد نوعان احدهما قهر بحق وهلو ضللع
الدين والثاني قهر بباطل وهو غلبة الرجال فصلوات الله وسلمه علللى مللن
اوتي جوامع الكلم واقتبست كنوز العلم والحكمة من الفاظة والمقصللود ان
الغفلة والكسل اللذين هما اصل الحرمان سببهما عللدم العلللم فعللاد النقللص
كله الى عدم العلم والعزيمة والكمال كله الى العلم والعزيمة والنللاس فللي
هذا على اربعة اضرب الضرب الول من رزق علما واعين علللى ذلللك بقللوة
العزيمة على العمللل وهللذا الضللرب خلصللة الخلللق وهللم الموصللوفون فللي
القرآن بقوله الذين آمنوا وعمللوا الصلالحات وقلوله اوللى اليلدي والبصلار
وبقوله افمن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشللي بلله فللي النللاس كمللن
مثله في الظلمات ليس بخارج منها فبالحياة تنال العزيمة وبالنور ينال العلم
وأئمة هذا الضرب هم اولو العزم من الرسل الضرب الثلاني ملن حلرم هلذا
وهذا وهم الموصوفون بقوله إن شر اللدواب عنلد اللله الصلم البكلم اللذين
ليعقلللون وبقللوله ام تحسللب ان اكللثرهم يسللمعون او يعقلللون ان هللم ال
كالنعام بل هم اضلوا سبيل وبقوله انللك ل تسللمع المللوتى ول تسللمع الصللم
الدعاء ^ وقوله ^ وما انت بمسمع من في القبور وهذا الصنف شر البريللة
يضيقون الديار ويغلون السعار وعند انفسهم انهم يعلمون ولكن ظاهرا مللن
الحياة الدنيا وهم عن الخللرة هللم غللافلون ويعلمللون ولكللن مللا يضللرهم ول
ينفعهم وينطقون ولكن عن الهوى ينطقون ويتكلمون ولكن بالجهل يتكلمون
ويؤمنون ولكن بالجبت والطاغوت ويعبدون ولكن يعبدون من دون الله مللال
يضرهم ول ينفعهم ويجادلون ولكن بالباطللل ليدحضللوا بلله الحللق ويتفكللرون
ويبيتون ولكن مال يرضى من القول يبيتون ويدعون ولكن مع الله الهللا آخللر
يدعون ويذكرون ولكن إذا ذكروا ل يذكرون ويصلون ولكنهللم مللن المصلللين
الذين هم عن صلتهم ساهون الذين هم يراؤن ويمنعون الماعون ويحكمللون
ولكن حكم الجاهلية يبغون ويكتبون ولكن يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون
هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليل فويل لهم مما كتبت ايديهم وويل لهم
مما يسكبون ويقولون إنما نحن مصلحون أل انهم هللم المفسللدون ولكللن ل
يشعرون فهذا الضرب ناس بالصورة وشياطين بالحقيقة وجلهللم إذا فكللرت
فهم حمير او كلب او ذئاب وصدق البحتري في قوله :
#لم يبق من جل هذا النلاس باقيلة %ينالهلا اللوهم ال هلذه الصلور وقلال
الخر #ل تخدعنك اللحاء والصور %تسعة اعشار من ترى بقر فللي شللجر
السدر منهم مثل %لها رواء وما لها ثمر واحسن من هذا كللله قللوله تعللالى
وإذا رأيتهم تعجبك اجسامهم وان يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسلندة
عالمهم كما قيل فيه # :زوامل للسفار ل علم عندهم %يجيللدها ال كعلللم
الباعر لعمرك ما يدري البعيللر إذا غللدا %باوسللاقه او راح مللا فللي الغللرائر
واحسن من هذا وابلغ واوجز وافصح قوله تعالى كمثل الحمار يحمل اسفارا
بئس مثل القللوم الللذين كللذبوا بآيللات الللله والللله ل يهللدي القللوم الظللالمين
الضرب الثالث من فتح له باب العلم وأغلق عنله بلاب العلزم والعملل فهلذا
في رتبة الجاهل او شر منه وفي الحديث المرفللوع اشللد النللاس عللذابا يللوم
القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه ثبته ابو نعيم وغيره فهذا جهللله كللان خيللرا
له واخف لعذابه من كمله فما زاده العلم إل وبال وعذابا وهذا ل مطمع فللي
صلحه فإن التائه عن الطريق يرجى له العود اليهللا إذا ابصللرها فللإذا عرفهللا
وحاد عنها عمدا فمتى ترجى هدايته قال تعالى كيف يهدي الله قومللا كفللروا
بعد إيمانهم وشهدوا ان الرسول حق وجاءهم البينات والللله ل يهللدي القللوم
الظالمين الضرب الرابع من رزق حظا من العزيمة والرادة ولكن قل نصيبه
من العلم والمعرفة فهذا اذا وفق له القتداء بللداع مللن دعللاة الللله ورسللوله
كان من الذين قال الله فيهم ^ ومن يطع الله والرسول فأولئك مللع الللذين
انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصللالحين وحسللن اولئك
رفيقا ذلك الفضل من الله وكفى بلالله عليمللا ^ رزقنللا الللله ملن فضللله ول
احرمنا بسوء اعمالنا انه غفور رحيم الوجه التسعون ان كل صفة مللدح الللله
بها العبد في القرآن فهي ثمرة العلم ونتيجته وكل ذم ذمه فهو ثمرة الجهللل
ونتيجته فمدحه باليمان وهو راس العلم ولبه ومدحه بالعمللل الصللالح الللذي
هو ثمرة العلللم النللافع ومللدحه بالشللكر والصللبر والمسللارعة فللي الخيللرات
والحب له والخللوف منلله والرجللاء والنابللة والحلللم والوقللار واللللب والعقللل
والعفة والكرم واليثار على النفس والنصيحة لعباده والرحمللة بهللم والرأفللة
وخفض الجناح والعفلو عللن مسلليئهم والصللفح عللن جلانبهم وبللذل الحسللان
لكافتهم ودفع السيئة بالحسنة والمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصللبر
في مواطن الصبر والرضللا بالقضللاء والليللن للوليللاء والشللدة علللى العللداء
والصدق في الوعد والوفاء بالعهد والعراض
القلب والجوارح ونفسه اليهم وانقاد لحكمه وعزل نفسه وسلللم المللر الللى
اهله لكفى به شرفا وفضل وقد مدح الله سبحانه العقل وأهله في كتابه في
مواضع كثيرة منه وذم من ل عقل له وأخبر انهللم اهللل النللار الللذين ل سللمع
لهم ول عقل فهو آلة كل علم وميزانه الذي به يعللرف صلحيحه ملن سللقيمه
وراجحه من مرجوحه والمرآة التي يعرف بها الحسن مللن القبيللح وقللد قيللل
العقل ملك والبدن روحه وحواسه وحركاته كلهلا رعيلة لله فلإذا ضلعف علن
القيام عليها وتعهدها وصل الخلل اليها كلها ولهللذا قيللل مللن لللم يكللن عقللله
اغلب خصال الخير عليه كان حتفه في أغلب خصللال الشللر عليلله وروى انلله
لما هبط آدم من الجنة اتللاه جبريللل فقللال ان الللله احضللرك العقللل والللدين
والحياء لتختار واحدا منها فقال اخذت العقل فقال الدين والحياء امرنا ان ل
نفارق العقل حيث كللان فانحللاز اليلله والعقللل عقلن عقللل غريللزة وهللو اب
العلم ومربيه ومتمره وعقل مكتسب مستفاد وهو ولد العلم وثمرته ونتيجته
فإذا اجتمعا في العبد فذلك فضل الللله يللؤتيه مللن يشللاء واسللتقام للله امللره
واقبلت عليه جيوش السللعادة مللن كللل جللانب وإذا فقللد احللدهما فللالحيوان
البهيم احسن حال منه واذا انفرد انتقص الرجل بنقصان احدهما ومن الناس
من يرجح صاحب العقل الغريزي ومنهم من يرجح صاحب العقل المكتسللب
والتحقيق ان صاحب العقل الغريزي الذي ل علم ول تجربة عنده آفتلله الللتي
يؤتى منه الحجام وترك انتهاز الفرصة لن عقله يعقله عللن انتهللاز الفرصللة
لعدم علمله بهلا وصلاحب العقلل المكتسلب يلؤتى ملن القلدام فلان علمله
بالفرص وطرقها يلقيه على المبادرة اليها وعقله الغريزي ل يطيق رده عنلله
فهو غالبا يؤتى من إقدامه والول من احجامه فإذا رزق العقل الغريزي عقل
ايمانيا مستفادا من مشكاة النبوة ل عقل معيشلليا نفاقيللا يظللن اربللابه انهللم
على شيء ال انهم هم الكاذبون فانهم يرون العقل ان يرضللوا النللاس علللى
طبقاتهم ويسالموهم ويستجلبوا مودتهم ومحبتهم وهذا مع انه ل سللبيل اليلله
فهو ايثار للراحة والدعة ومؤنة الذى في الله والموالة فيلله والمعللاداة فيلله
وهو وان كان اسلم عاجلة فهو الهلك في الجلة فإنه مللا ذاق طعللم اليمللان
من لم يوال في الله ويعاد فيه فالعقل كل العقل ما اوصللل الللى رضللا الللله
ورسوله والله الموفق المعين وفي حديث مرفوع ذكره ابن عبللدالبر وغيللره
اوحى الله الى نبي من انبياء بني اسرائيل قل لفلن العابللد امللا زهللدك فللي
الدنيا فقد تعجلت به الراحة واما انقطاعك الي فقللد اكتسللبت بلله العللز فمللا
عملت فيما لي عليك قال وما لك على قال هل واليللت فللي وليللا او عللاديت
في عدوا وذكر ايضا انه اوحى الله الى جبريل ان اخسللف بقريللة كللذا وكللذا
قال يا رب ان فيهم فلنا العابد قال به فابدأ انه لللم يتمعللر وجهلله فللي يومللا
قط الوجه الحادي والتسعون حديث ابن عمر عللن النللبي اذا مررتللم بريللاض
الجنة فارتعوا قالوا يا رسول الله وما رياض الجنة قال
حلق الذكر فإن لله سيارات من الملئكة يطلبون حلق الذكر فاذا اتوا عليهم
صفوا بهم قال عطاء مجالس الذكر مجالس الحلل والحللرام كيللف يشللترى
ويبيع ويصوم ويصلي ويتصدق وينكح ويطلق ويحج ذكره الخطيب في كتللاب
الفقيه والمتفقه وقد تقدم بيانه الوجه الثللاني والتسللعون مللا رواه الخطيللب
ايضا عن ابن عمر يرفعه مجلس فقه خير من عبادة ستين سنة وفللي رفعلله
نظر الوجه الثالث والتسعون ما رواه ايضا من حديث عبدالرحمن بن عللوف
يرفعه يسير الفقه خير من كللثير مللن العبللادة ول يثبللت رفعلله الللوجه الرابللع
والتسعون ما رواه ايضا من حديث انس يرفعه فقيلله افضللل عنللد الللله مللن
ألف عابد وهو في الترمذي من حديث روح ابن جنلاح علن مجاهلد علن ابلن
عبللاس مرفوعللا وفللي ثبوتهمللا مرفللوعين نظللر والظللاهر ان هللذا مللن كلم
الصحابة فمن دونهم الوجه الخامس والتسعون ما رواه ايضا عللن ابللن عمللر
يرفعه افضل العبادة الفقلله الللوجه السللادس والتسللعون مللا رواه ايضللا مللن
حديث نافع عن ابن عمر يرفعه ما عبد الله بشيء افضل من فقه فللي ديللن
الوجه السابع والتسعون ما رواه عن علي انه قال العللالم اعظللم اجللرا مللن
الصلائم القللائم الغللازي فللي سلبيل اللله اللوجه الثلامن والتسلعون ملا رواه
المخلص عن صاعد حدثنا القاسم بن الفضل بن بزيع حدثنا حجاج بللن نصللير
حدثنا هلل بن عبلدالرحمن الجعفلي علن عطلاء بلن أبلي ميمونلة علن ابلي
هريرة وأبي ذرأنهما قال باب من العلللم يتعلملله احللب الينللا مللن الللف ركعللة
تطوعا وباب من العلم نعلمه عمل به او لم يعمل احب الينا من مللائة ركعللة
تطوعا وقال سمعنا رسول الله يقول إذا جاء الموت طالب العالم وهو علللى
هذه الحال مات شهيدا ورواه ابن ابي داود عن شاذان عللن حجللاج بلله قلللت
وشاهده ما مر من حديث الترمذي عللن انللس يرفعلله مللن خللرج فللي طلللب
العلم فهللو فللي سللبيل الللله حللتى يرجللع الللوجه التاسللع والتسللعون ملا رواه
الخطيب ايضا عن ابي هريرة قال لن اعلم بابا من العلللم فللي أمللر او نهللي
احب الي من سبعين غزوة في سبيل الله وهذا ان صللح فمعنللاه احللب الللي
من سبعين غزوة بل علم لن العمل بل علم فساده اكثر من صلحه او يريللد
علما يتعلمه ويعلمه فيكون له اجر ملن عملل بله اللى يلوم القياملة وهلذا ل
يحصل في الغللزو المجللرد الللوجه المللائة مللا رواه الخطيللب ايضللا عللن ابللي
الدرداء انه قللال مللذاكرة العلللم سللاعة خيللر مللن قيللام ليلللة الللوجه الحللادي
والمائة ما رواه عن الحسن قال لن العلللم بابللا مللن العلللم فللاعلمه مسلللما
احب الي من ان يكون لي الدنيا في سبيل الله الللوجه الثللاني والمللائة قللال
مكحول ما عبد الله بأفضل من الفقه الوجه الثالث والمللائة قللال سللعيد بللن
المسيب ليست عبادة الله بالصللوم والصلللة ولكللن بللالفقه فللي دينلله وهللذا
الكلم يراد به امران احدهما انها ليست بالصوم والصلة الخاليين عن العلللم
ولكن بالفقه الذي يعلم به كيف الصوم والصلة والثاني انهللا ليسللت الصللوم
والصلة
فقط بل الفقه في دينه من اعظم عباداته الوجه الرابع والمائة قال اسللحاق
بن عبد الله بن ابي فروة اقرب الناس من درجة النبوة العلماء واهل الجهاد
والعلماء دلوا الناس على ما جاءت به الرسل وقد تقدم الكلم فللي تفضلليل
العالم على الشهيد وعكسه الوجه الخامس والمائة قللال سللفيان بللن عيينللة
ارفع الناس عند الللله منزلللة ملن كللان بيللن الللله وبيللن عبللاده وهللم الرسللل
والعلماء الوجه السادس والمائة قال محمد بن شهاب الزهللري مللا عبللدالله
بمثل الفقه وهذا الكلم ونحوه يراد به انه ما يعبد الله بمثل ان يتعبد بللالفقه
في الدين فيكون نفس التفقه عبادة كما قال معاذ بللن جبللل عليكللم بللالعلم
فان طلبه لله عبادة وسيأتي ان شاء الله ذكر كلمه بتمامه وقد يراد بلله انلله
ما عبد الله بعبادة افضل من عبادة يصحبها الفقه في الدين لعلم الفقيه في
دينه بمراتب العبادات ومفسداتها وواجبا وسننها وما يكملها وما ينقصها وكل
المعنيين صحيح الوجه السابع والمائة قال سهل بللن عبللدالله التسللتري مللن
أراد النظر الى مجالس النبياء فلينظر الى مجالس العلماء وهذا لن العلماء
خلفاء الرسل في أممهم ووارثوهم في علمهللم فمجالسلهم مجلالس خلفلة
النبوة الوجه الثامن والمائة ان كثيرا من الئمة صرحوا بأن افضللل العمللال
بعد الفرائض طلب العلم فقال الشافعي ليس شلليء بعللد الفللرائض افضللل
من طلب العلم وهذا الذي ذكر اصحابه عنه انه مذهبه وكللذلك قللال سللفيان
الثوري وحكاه الحنفية عن ابي حنيفللة وامللا المللام احمللد فحكللى عنلله ثلث
روايات احداهن انه العلم فإنه قيل للله أي شلليء احللب اليللك اجلللس بالليللل
انسخ او اصلي تطوعا قال نسخك تعلم به امور دينك فهلو احللب الللي وذكللر
الخلل عنه في كتاب العلم نصوصا كثيرة في تفضيل العلم ومن كلملله فيلله
الناس الى العلم احوج منهم الى الطعام والشراب وقد تقدم الرواية الثانيللة
ان افضل العمال بعللدالفرائض صلللة التطللوع واحتللج لهللذه الروايللة بقللوله
واعلموا ان خير اعمالكم الصلة وبقوله في حديث ابللي ذر وقللد سللأله عللن
الصلة فقال خيرموضوع وبأنه اوصى من سللأله مللوافقته فللي الجنللة بكللثرة
السجود وهو الصلة وكذلك قوله في الحللديث الخللر عليللك بكللثرة السللجود
فإنك ل تسجد لله سجدة إل رفعللك الللله بهللا درجللة وحللط عنللك بهللا خطيئة
وبالحاديث الدالة على تفضيل الصلة والرواية الثالثة انه الجهاد فإنه قللال ل
اعدل بالجهاد شلليئا مللن ذا يطيقلله ول ريللب ان اكللثر الحللاديث فللي الصلللة
والجهاد وأما مالك فقال ابن القاسم سمعت مالكللا يقللول ان اقوامللا ابتغللوا
العبادة وأضاعوا العلم فخرجوا على امة محمد بأسلليافهم ولللو ابتغللوا العلللم
لحجزهم عن ذلللك قللال مالللك وكتللب ابللو موسللى الشللعري الللى عمللر بللن
الخطاب انه قرا القرآن عندنا عددكذا وكذا فكتب اليه عمللر ان افللرض لهللم
من بيت المال فلما كان في العام
الثاني كتب اليه انه قد قرا القرآن عندنا عدد كثير لكثر من ذلك فكتب اليلله
عمر ان امحهم من الديوان فاني اخاف من ان يسرع الناس في القللرآن ان
يتفقهوا في الدين فيتأولوه على غير تأويله وقال ابن وهللب كنللت بيللن يللدي
مالك بن انس فوضعت الواحي وقمت الى الصلة فقال ما الذي قمللت اليلله
بأفضل من الذي تركته قال شيخنا وهذه المور الثلثة التي فضل كللل واحللد
من الئمة بعضها وهي الصلة والعلم والجهاد هي الللتي قللال فيهللا عمللر بللن
الخطاب رضى الله عنه لول ثلث في الدنيا لما احببللت البقللاء فيهللا لللول ان
احمل او اجهز جيشا في سبيل الله ولول مكابدة هللذا الليللل ولللول مجالسللة
اقوام ينتقون اطايب الكلم كما ينتقى اطايب التمر لما احببت البقاء فالول
الجهاد والثاني قيام الليللل والثللالث مللذاكرة العلللم فللاجتمعت فللي الصللحابة
بكمالهم وتفرقت فيمن بعدهم الوجه التاسع والمائة ما ذكره ابو نعيم وغيره
عن بعض اصحاب رسول الله انه قال فضل العلم خير من نفل العمل وخير
دينكم الورع وقد روى هذا مرفوعا من حديث عائشة رضى الللله عنهللا وفللي
رفعه نظر وهذا الكلم هو فصل الخطاب في هذه المسئلة فإنه إذا كان كللل
من العلم والعمل فرضا فل بد منهما كالصوم والصلة فإذا كانا فضلين وهما
النفلن المتطوع بهما ففضل العلم ونفله خير من فضللل العبللادة ونفلهلا لن
العلم يعم نفعه صلاحبه والنلاس معله والعبلادة يختلص نفعهلا بصلاحبها ولن
العلم تبقى فائدته وعلمه بعد موته والعبادة تنقطع عنه ولما مر من الوجللوه
السابقة الوجه العاشر بعدالمائة ما رواه الخطيب وأبللو نعيللم وغيرهمللا عللن
معاذ بن جبل رضى الله عنه قال تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشللية وطلبلله
عبادة ومدارسته تسبيح والبحث عنلله جهللاد وتعليملله لمللن ل يحسللنه صللدقة
وبذله لهله قربلة بله يعلرف اللله ويعبلد وبله يؤحلد وبله يعلرف الحلل ملن
الحرام وتوصللل الرحللام وهللو النيللس فللي الوحللده والصللاحب فللي الخلللوة
والدليل على السراء والمعين على الضراء والوزير عند الخلء والقريب عند
الغرباء ومنار سبيل الجنة يرفللع الللله بلله اقوامللا فيجعلهللم فللي الخيللر قللادة
وسادة يقتدى بهم ادلة فللي الخيللر تقتللص آثللارهم وترمللق افعللالهم وترغللب
الملئكة في خلتهم وبأجنحتهم تمسحهم يستغفر لهم كل رطب ويابس حتى
حيتان البحر وهو امه وسباع الللبر وانعللامه والسللماء ونجومهللا والعلللم حيللاة
القلوب من العمى ونور للبصار من الظلم وقوة للبدان من الضعف يبلغ به
العبد منازل البرار والدرجات العلى التفكللر فيلله يعللدل بالصلليام ومدارسللته
بالقيام وهو إمام للعمل والعمل تابعه يلهمه السعداء ويحرمه الشللقياء هللذا
الثر معروف عن معاذ وروراه ابو نعيم في المعجم من حديث معاذ مرفوعا
الى النبي ول يثبت وحسبه ان يصل الى معاذ الوجه الحادي
عشر بعدالمائة ما رواه يونس بللن عبللدالعلى عللن ابللن ابللي فللديك حللدثني
عمرو بن كثير عن ابي العلء عن الحسن عللن رسللول الللله قللال مللن جللاءه
الموت وهو يطلب العلم ليحيى بلله السلللم فللبينه وبيللن النبيللاء فللي الجنللة
درجة النبوة وقد روى من حديث علي بللن زيللد بللن جللدعان عللن سللعيد بللن
المسيب عن ابن عباس عن النبي وهللذا وإن كللان ل يثبللت اسللناده فل يبعللد
معناه مللن الصللحة فللإن افضللل الللدرجات النبللوة وبعللدها الصللديقية وبعللدها
الشهادة وبعدها الصلح وهذه الدرجات الربلع اللتي ذكرهلا الللله تعلالى فللي
كتابه في قوله ^ ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم
من النبيين والصديقين والشلهداء والصلالحين وحسلن اولئك رفيقلا ^ فملن
طلب العلم ليحيى به السلم فهو من الصديقين ودرجتلله بعللد درجللة النبللوة
الوجه الثاني عشر بعدالمائة قال الحسن في قللوله تعللالى ^ ربنللا آتنللا فللي
الدنيا حسنة ^ هي العلم والعبادة ^ وفي الخرة حسنة ^ هي الجنللة وهللذا
من احسن التفسير فإن اجل حسللنات الللدنيا العلللم النللافع والعمللل الصللالح
الوجه الثالث عشر بعدالمائة قال ابللن مسللعودعليكم بللالعلم قبللل ان يرفللع
ورفعه هلك العلماء فوالذي نفسي بيده ليودن رجال قتلوا فللي سللبيل الللله
شهداء ان يبعثهم الله علماء لما يرون من كرامتهم وإن احدا لم يولد عالمللا
وإنما العلم بالتعلم الوجه الرابع عشر بعد المائة قال ابن عباس وابو هريللرة
وبعدهما احمد بن حنبل تذاكر العلم بعض ليلة احب الينا مللن احيائهللا الللوجه
الخامس عشر بعدالمائة قال عمر رضى الله عنه ايها الناس عليكللم بللالعلم
فإن لله سبحانه رداء يحبه فمن طلب باب من العلم رداه الللله بللردائه فللإن
اذنللب ذنبللا اسللتعتبه لئل يسلللبه رداءه ذلللك حللتى يمللوت بلله قلللت ومعنللى
استعتاب الللله عبللدة ان يطلللب منلله ان يعتبلله أي يزيللل عتبلله عليلله بالتوبللة
والستغفار والنابة فإذا اناب اليه رفع عنلله عتبللة فيكللون قللد اعتللب ربلله أي
ازال عتبه عليه والرب تعالى قد استعتبه أي طلب منلله ان يعتبلله ومللن هللذا
قول ابن مسعود وقد وقعت زلزلة بالكوفة ان ربكم يستعتبكم فاعتبوه وهذا
هو الستعتاب الذين تقاه سبحانه في الخرة في قوله ^ فاليوم ل يخرجللون
منها ول هم يستعتبون ^ أي ل نطلب منهم إزالللة عتبنللا عليهللم فللإن إزالتلله
إنما تكون بالتوبة وهي ل تنفع في الخرة وهذا غير استعتاب العبلد ربله كملا
في قوله تعالى فللإن يصللبروا فالنللار مثللوى لهللم وان يسللتعتبوا فمللاهم مللن
المعتبين فهذا معناه ان يطلبوا إزالة عتبنا عليهم والعفو فماهم من المعتبين
أي ماهم ممللن يللزال العتللب عليهللم وهللذا السللتعتاب ينفللع فللي الللدنيا دون
الخرة الوجه السادس عشر بعدالمائة قال عمر رضى الله عنله ملوت اللف
عابد اهون من موت عالم بصير بحلل الله وحرامه ووجه قول عمر ان هللذا
العالم يهدم على إبليللس كللل مللا يبنيلله بعلملله وإرشللاده وامللا العابللد فنفعلله
مقصور على نفسه الوجه السابع عشر بعدالمائة قول بعض السلف إذا اتللى
على يوم
ل ازداد فيه علما يقربني الى الله فل بورك لي في شمس ذلللك اليللوم وقللد
رفع هذا الى رسول الله ورفعه اليه باطل وحسبه ان يصللل الللى واحللد مللن
الصحابة او التابعين وفي مثله قال القائل إذا مربللي يللوم ولللم اسللتفد هللدى
ولم اكتسب علما فما ذلك من عمللري الللوجه الثللامن عشللر بعللدالمائة قللال
بعض السلف اليمان عريان ولباسه التقوى وزينته الحياء وثمرته العلم وقللد
رفع هذا ايضا ورفعه باطل الوجه التاسع عشر بعدالمائة إنه في بعض الثللار
بين العالم والعابد مائة درجة بين كل درجتين حضر الجواد المضللمر سللبعين
سنة وقد رفع هذا ايضا وفي رفعه نظر الوجه العشللرون بعللدالمائة مللا رواه
حرب في مسائله مرفوعا الى النبي يجمع الله تعالى العلماء يوم القيامة ثم
يقول يا معشر العلماء إني لم اضع علمللي فيكللم إل لعلمللي بكللم ولللم اضللع
علمى فيكم لعذبكم اذهبوا فقد غفرت لكم وهذا وإن كان غريبا فله شواهد
حسان الوجه الحادي والعشرون بعدالمائة قول ابن المبارك وقد سللئل مللن
الناس قال العلماء قيل فمن الملللوك قللال الزهللاد قيللل فمللن السللفلة قللال
الذي يأكل بدينه الوجه الثللاني العشللرون بعلدالمائة ان ملن ادرك العللم للم
يضره ما فاته بعد ادراكه اذ هو افضل الحظوظ والعطايا ومن فاته العلم لم
ينفعه ما حصل له من الحظوظ بل يكون وبالعليه وسللببا لهلكلله وفللي هللذا
قال بعض السلف أي شيء ادرك من فاته العلم واي شيء فللاته مللن ادرك
العلم الوجه الثالث والعشرون بعدالمائة قال بعض العارفين اليس المريللض
إذا منع الطعام والشراب والدواء يموت قالوا بلللى قللالوا فكللذلك القلللب إذا
منع عنه العلم والحكمة ثلثة ايللام يملوت وصللدق فلان العللم طعلام القللب
وشرابه ودواؤه وحياته موقوفة على ذلك فإذا فقد القلب العلللم فهللو مللوت
لو كان ل يشعر بموته كما ان السكران الذي قد زال عقللله والخللائف الللذي
قد انتهلى خلوفه الللى غلايته والمحللب والمفكلر قلد يبطللل احساسلهم بلألم
الجراحات في تلك الحال فإذا صحوا وعادوا الى حال العتدال ادركوا آلمهللا
هكللذا العبللد إذا حللط عنلله المللوت احمللال الللدنيا وشللواغلها اختللص بهلكلله
وخسرانه #فحتام ل تصحوا وقد قرب المدى %وحتام ل ينجاب عن قلبللك
السكر بل سوف تصحو حين ينكشلف الغطللا %وتللذكر قللولي حيلن ل ينفلع
الذكر فإذا كشف الغطاء وبرح الخفاء وبليت السرائر وبدت الضللمائر وبعللثر
ما فللي القبللور وحصللل مللا فللي الصللدور فحينئذ يكللون الجهللل ظلمللة علللى
الجاهلين والعلم حسرة على البللاطلين الللوجه الرابللع والعشللرون بعللدالمائة
قال ابو الدرداء من رأى ان الغدو الى العلم ليس بجهاد فقد نقص في رأيلله
وعقله وشاهد هذا قول معاذ وقد تقدم الوجه الخامس والعشرون بعدالمائة
قول ابي الدرداء ايضللا لن اتعلللم مسللئلة احللب الللي مللن قيللام ليلللة الللوجه
السادس والعشرون
بعدالمائة قوله ايضا العالم والمتعلم شريكان في الجر وسائر النللاس همللج
ل خير فيهم الوجه السابع والعشرون بعدالمائة ما رواه ابلو حلاتم بلن حبلان
في صحيحه من حديث ابي هريرة انلله سللمع رسللول الللله يقللول مللن دخللل
مسجدنا هذا ليتعلم خيرا او ليعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله ومن دخللله
لغير ذلك كان كالناظر الى ما ليس له الوجه الثامن والعشرون بعدالمائة ما
رواه ايضا في صحيحه من حديث الثلثة الذين انتهوا الللى رسللول الللله وهللو
جالس في حلقه فللأعرض احللدهم واسللتحى الخللر فجلللس خلفهللم وجلللس
الثالث في فرجة في الحلقة فقال النبي اما احللدهم فللأوى الللى الللله فللآواه
الله وأما الخر فاستيحا فاستحيا الله منه وأما الخر فللاعرض فللاعرض الللله
عنه فلولم يكن لطالب العلم ال ان الله يؤويه اليه ول يعرض عنه لكفللى بلله
فضل الوجه التاسع والعشرون بعد المائة ما رواه كميل بن زياد النخعي قال
اخذ علي بن ابي طالب رضى الله عنه بيدي فللاخرجني ناحيللة الجبانللة فلمللا
اصحر جعل يتنفس ثم قال يا كميل بن زياد القلللوب اوعيللة فخيرهللا اوعاهللا
احفظ عني ما اقول لك الناس ثلثة فعالم رباني ومتعلللم علللى سللبيل نجللاة
وهمج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئؤوا بنور العلم ولم
يلجئوا الى ركن وثيق العلم خيللر مللن المللال العلللم يحرسللك وانللت تحللرس
المال العلم يكزكوا عللى النفلاق وفللي روايلة علللى العمللل والمللال تنقصله
النفقة العلم حاكم والمال محكوم عليه ومحبلة العلللم ديللن يلدان بهلا العللم
يكسب العالم الطاعة في حياته وجميل الحدوثة بعد وفللاته وصللنيعة المللال
تزول بزواله مات خزان الموال وهم احياء والعلماء بللاقون مللا بقللي الللدهر
اعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة هاه هاه إن ههنا علما واشللار
بيده الى صدره لو اصبت له حملة بل اصبته لقنا غير مأمون عليلله يسللتعمل
آلة الدين للدنيا يستظهر حجج الله على كتابه وبنعمه علللى عبللاده او منقللادا
لهل الحق ل بصير له في احبائه ينقدح الشللك فللي قلبلله بللأول عللارض مللن
شبهة لذاو ل ذاك او منهوما للذات سلس القياد للشللهوات او مغللرى بجمللع
الموال والدخار ليسا من دعاة الدين اقرب شبها بهم النعام السائمة لذلك
يموت العلم بموت حامليه اللهم بك لللن تخلللو الرض مللن قللائم لللله بحجتلله
لكيل تبطل حجج الله وبنياته اولئك القلللون عللددا العظمللون عنللد الللله قيل
بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوهلا اللى نظرائهلم ويزرعوهلا فلي قللوب
اشللابههم هجللم بهللم العلللم علللى حقيقللة المللر فاسللتلنوا مللا اسللتوعر منلله
المترفون وانسوا بما استوحش منه الجاهلون صحبوا الللدنيا بأبللدان ارواحهللا
معلقة بالمل العلى اولئك خلفاء الله في ارضه ودعللاته الللى دينلله هللاه هللاه
شوقا الى رؤيتهم واستغفر الله لي ولك اذا شئت فقم ذكللره ابللو نعيللم فللي
الحلية وغيره قال ابو بكر الخطيب هذا حديث حسللن مللن احسللن الحللاديث
معنى واشرفها لفظا وتقسيم امير
المؤمن اولى بهذه التسمية لكثرة ما فيه من الخير والمنافع وقللوله فخيرهللا
اوعاها يراد به اسرعها وعيا واثبتها وعيا ويراد به ايضا احسللنها وعيللا فيكللون
حسن الوعي الذي هو إيعاء لما يقال له في قلبه هو سللرعته وكللثرته وثبللاته
والوعاء من مادة الوعي فإنه آلة ما يوعى فيه كالغطاء والفللراش والبسللاط
ونحوهللا ويوصللف بللذلك القلللب والذن كقللوله تعللالى إنللا لمللا طغللى المللاء
حملناكم في الجارية لنجعلها لكم تللذكرة وتعيهللا اذن واعيللة قللال قتللادة اذن
سمعت وعقلت عن الله ما سمعت وقال الفللراء لتحفظهللا كللل اذن فتكللون
عظة لمن يأتي بعد فالوعي توصللف بله الذن كمللا يوصللف بله القلللب يقللال
قلب واع وأذن واعية لما بين الذن والقلب من الرتباط فللالعلم يللدخل مللن
الذن الى القلب فهي بابه والرسللول الموصللل اليلله العلللم كمللا ان اللسللان
رسوله المؤدى عنه ومن عرف ارتباط الجوارح بالقلب علم ان الذن احقهللا
ان توصف بالوعي وانها إذا وعت وعي القلب وفي حديث جللابر فللي المثللل
الذي ضربته الملئكة للنللبي ولمتلله وقللول الملللك للله اسللمع سللمعت اذنللك
وعقل قلبك فلما كان القلللب وعللاءا والذن مللدخل ذلللك الوعللاء وبللابه كللان
حصول العلم موقوفا على حسن الستماع وعقل القلب والعقللل هللو ضللبط
ما وصل الى القلب وإمساكه حتى ليتفلت منلله ومنلله عقللل البعيللر والدابللة
والعقال لما يعقل به وعقل النسان يسمى عقل لنه يعقله عللن اتبللاع الغللي
والهلك ولهذا يسمى حجرا لنه يمنع صاحبه كما يمنع الحجر ما حواه فعقللل
الشيء اخص من علمه ومعرفته لن صاحبه يعقل ما علمه فل يدعه يللذهب
كما تعقل الدابة التي يخاف شرودها وللدراك مراتب بعضها اقوى من بعض
فاولها الشعور ثم الفهم ثم المعرفللة ثللم العلللم ثللم العقللل ومرادنللا بالعقللل
المصدر ل القوة الغريزية التي ركبها الله في النسان فخير القلوب ما كللان
واعيا للخير ضابطا له وليس كالقلب القاسي الذي ليقبله فهذا قلب حجري
ول كالمللائع الخللرق الللذي يقبللل ولكللن ل يحفللظ ول يضللبط فتفهيللم الول
كالرسم في الحجر وتفهيم الثاني كالرسم على المللاء بللل خيللر القلللوب مللا
كان لينا صلبا يقبل بلينه ما ينطبع فيه ويحفظ صورته بصلللبته فهللذا تفهيملله
كالرسم في الشمع وشبهه وقوله النللاس ثلثللة فعللالم ربللاني ومتعلللم علللى
سبيل النجاة همج رعاع هذا تقسيم خاص للناس وهو الواقع فللإن العبللد إمللا
ان يكون قللد حصللل كمللاله مللن العلللم والعمللل اول فللالول العللالم الربللاني
والثاني اما ان تكللون نفسلله متحركللة فللي طلللب ذلللك الكمللال سللاعية فللي
إدراكه اول والثاني هو المتعلم على سبيل النجاة الثالث وهو الهمللج الرعللاج
فالول هو الواصل والثاني هو الطالب والثالث هو المحروم والعالم الربللاني
قال ابن عباس رضللى الللله عنهمللا هللو المعلللم اخللذه ملن التربيللة أي يربللى
الناس بالعلم ويربيهم به كما يربى الطفللل ابللوه وقللال سللعيد بللن جللبير هللو
الفقيه العليم الحكيللم قللال سلليبويه زادوا الفللا ونونللا فللي الربللاني إذا ارادوا
تخصيصا بعلم الرب تبارك وتعالى كما قالوا أشعر اني ولحياني ومعني قللول
سيبويه رحمه الله ان هذا العالم لما نسب الى علم الرب تعالى الللذي بعللث
به رسوله
وتخصص به نسب اليه دون سائر من علم علما قال الواحدي فالرباني على
قوله منسوب الى الرب على معنى التخصيص بعلم الرب أي يعلم الشللريعة
وصفات الرب تبارك وتعالى وقال المبرد الربللاني الللذي يللرب العلللم ويللرب
الناس به أي يعلمهم ويصلحهم وعلى قوله فالربللاني مللن رب يللرب ربللا أي
يربيه فهو منسوب الى التربية ويربى علمه ليكمل ويتم بقيامه عليه وتعاهده
إيللاه كمللا يربللى صللاحب المللال مللاله يربللي النللاس بلله كمللا يربللى الطفللال
اولياؤهم وليس هذا من قوله ^ وكأين ملن نللبي قاتللل معلله ربيللون كللثير ^
فالربيون هنا الجماعات باجماع المفسرين قيل إنلله مللن الربللة بكسللر الللراء
وهي الجماعة قال الجوهري الربي واحد الربييللن وهللم اللللوف مللن النللاس
قال تعالى ^ وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما اصللابهم ^
ول يوصف العالم بكونه ربانيا حتى يكون عامل بعمله معلمللا لله فهللذا قسللم
والقسم الثاني متعلم على سبيل نجاة أي قاصدا بعلمه النجاة وهو المخلص
في تعلمه المتعلم ما ينفعه العامل بما علمه فل يكون المتعلللم علللى سللبيل
نجاة ال بهذه المور الثلثة فإنه إن تعلم مللا يضللره ولينفعلله لللم يكللن علللى
سبيل نجاة وإن تعلم ما ينتفع به ل للنجاة فكذلك وإن تعلمه ولللم يعمللل بلله
لم يحصل له النجاة ولهذا وصفه بكونه على السبيل اي على الطريللق الللتي
تنجيه وليس حرف على وما عمل فيه متعلقا بمتعلم إل على وجلله التضلمين
أي مفتش متطلع على سبيل نجلاته فهلذا فلي الدرجللة الثانيللة وليلس مملن
تعلمه ليمارى به السفهاء او يجارى به العلماء او يصرف وجللوه النللاس اليلله
فإن هذا من اهل النار كما جاء في الحديث وثبته ابللو نعيللم ايضللا قللوله مللن
تعلم علما مما يبتغى به وجه الله ل يتعلمه ال ليصيب به عرضا من الدنيا لم
يجد رائحة الجنة قال وثبت ايضا قوله اشد الناس عذابا يوم القيامة عالم لم
ينفعه الله بعلمه فهؤلء ليس فيهم من هو على سبيل نجاة بلل عللى سلبيل
الهلكة نعوذ بالله من الخذلن القسم الثالث المحروم المعرض فل عللالم ول
متعلم بل همج رعاع والهمج من الناس حمقاؤهم وجهلتهم واصله من الهمج
جمع همجة وهو ذباب صغير كلالبعوض يسلقط عللى وجلوه الغنللم والللدواب
واعينها فشبه همج الناس به والهمج ايضا مصدر قال الراجز # :قد هلكللت
جارتنا من الهمج %وان تجع تأكل عتودا او ثلج والهمللج هنللا مصللدر ومعنللاه
سوء التدبير في أمر المعيشة وقولهم همج هامج مثل ليل ليل والرعاع من
النساء الحمقى الذين ليعتد بهم وقوله اتبللاع كللل نللاعق أي مللن صللاح بهللم
ودعاهم تبعوه سواء دعاهم الى هدى او الى ضلل فانهم ل علم لهللم بالللذي
يدعون اليه احق هللو ام باطللل فهللم مسللتجيبون لللدعوته وهللؤلء مللن اضللر
الخلق على الديان فإنهم الكثرون عددا القلون
عند الله قدرا وهم حطب كل فتنة بهم توقد ويشب ضرامها فإنهللا يهللتز لهللا
اولو الدين ويتولها الهمج الرعاع وسمى داعيهم ناعقا تشللبيها لهللم بالنعللام
التي ينعق بها الراعي فتذهب معه اين ذهب قال تعالى ومثللل الللذين كفللروا
كمثل الذي ينعق بما ل يسمع ال دعاءا ونداءا صم بكم عمي فهم ل يعقلللون
وهذا الذي وصفهم به امير المؤمنين هو مللن عللدم علمهللم وظلمللة قلللوبهم
فليس لهم نور ول بصيره يفرقون بها بين الحق والباطللل بللل الكللل عنللدهم
سواء وقوله رضى الله عنه يميلون مع كل ريللح وفللي روايللة مللع كللل صللائح
شللبه عقللولهم الضللعيفة بالغصللن الضللعيف وشللبه الهويللة والراء بالريللاح
والغصن يميل مع الري حيث مالت وعقول هؤلء تميللل مللع كللل هللوى وكللل
داع ولو كانت عقول كاملة كانت كالشجرةالكبيرة التي لتتلعللب بهللا الريلاح
وهذا بخلف المثل الللذي ضللربه النللبي للمللؤمنين بالخامللة مللن الللزرع تفيئه
الريللح مللرة وتقيملله اخللرى والمنللافق كشللجرة الرز الللتي ل تقطللع حللتى
تستحصللد فللإن هللذا المثللل ضللرب للمللؤمن ومللا يلقللاه مللن عواصللف البلء
والوجاع والوجال وغيرها فل يزال بيللن عافيللة وبلء ومحنللة ومنحللة وصللحة
وسقم وأمن وخوف وغير ذلك فيقع مرة ويقوم اخرى ويميللل تللارة ويعتللدل
اخرى فيكفر عنه بالبلء ويمحص به ويخلص من كدره والكافر كله خبللث ول
يصلللح ال للوقللود فليللس فللي إصللابته فللي الللدنيا بللانواع البلء مللن الحكمللة
والرحمة ما فللي اصللابة المللؤمن فهللذه حللال المللؤمن فللي البتلء وامللا مللع
الهواء ودعاة الفتن والضلل والبدع فكما قيل # :تزول الجبللال الراسلليات
وقلبه %على العهد ل يلوى ول يتغير وقوله رضللى الللله عنلله لللم يستضلليئوا
بنور العلم ولم يلجئوا الى ركن وثيق بين السبب الذي جعلهللم بتلللك المثابللة
وهو انه لم يحصل لهم من العلم نور يفرقون به بين الحق والباطل كما قال
تعالى ^ يا ايها الذين آمنللوا اتقللوا الللله وآمنللوا برسللوله يللؤتكم كفليللن مللن
رحمته ويجعللل لكللم نللورا تمشللون بلله ^ وقللال تعللالى ^ او مللن كللان ميتللا
فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمللات ليللس
بخارج منها ^ وقوله تعالى ^ يهدي به الله من اتبللع رضللوانه سللبل السلللم
ويخرجهم من الظلمات الى النور ^ الية وقوله ^ ولكن جعلناه نورا نهللدي
به من نشاء من عبادنا ^ فإذا عدم القلب هذا النللور صللار بمنزلللة الحيللران
الذي ل يدري اين يذهب فهو لحيرته وجهله بطريق مقصوده يؤم كل صللوت
يسمعه ولم يسكن قلوبهم من العلم ما تمتنع به من دعاة الباطل فإن الحق
متى استقر في القلب قوى به وامتنع مما يضره ويهلكلله ولهللذا سللمى الللله
الحجة العلمية سلطانا وتقدم قدم ذلك فالعبد يؤتى من ظلمة بصيرته ومللن
ضعف قلبه فاذا
استقر فيه العلم النافع استنارت بصيرته وقللوى قلبلله وهللذان الصلللن همللا
قطب السعادة اعني العلم والقوة وقللد وصللف بهمللا سللبحانه المعلللم الول
جبريل صلوات الله وسلمه عليه فقال ^ إن هو إل وحي يوحى علمه شديد
القوى ^ وقال تعالى في سورة التكوير ^ إنه لقول رسول كريللم ذي قللوة
عند ذي العرش مكين ^ فوصفه بالعلم والقوة وفيه معنى احسن مللن هللذا
وهو الشبه بمراد على رضى الله عنه وهو ان هؤلء ليسوا من اهل البصللائر
الذين استضاؤا بنور العلم ول لجئوا الى عالم مستبصللر فقلللدوه ول متبعيللن
لمستبصر فإن الرجل اما ان يكون بصيرا او اعمى متمسكا ببصير يقللوده او
اعمى يسير بل قللائد وقللوله رضللى الللله عنلله العلللم خيللر مللن المللال العلللم
يحرسك وانللت تحللرس المللال يعنللي ان العلللم يحفللظ صللاحبه ويحميلله مللن
مواردالهلكة ومواقع العطب فإن النسان ل يلقى نفسه فللي هلكللة إذا كللان
عقله معه ول يعرضها لمتلف إل إذا كان جاهل بذلك ل علم له به فهللو كمللن
يأكل طعاما مسموما فالعالم بالسم وضرره يحرسلله علملله ويمتنللع بلله مللن
اكله والجاهل به يقتله جهله فهذا مثل حراسللة العلللم للعللالم وكللذا الطللبيب
الحاذق يمتنع بعلمه عن كثير ما يجلب للله المللراض والسللقام وكللذا العللالم
بمخاوف طريق سلوكه ومعاطبها يأخذ حذره منها فيحرسه علمه من الهلك
وهكذا العالم بالله وبللامره وبعللدوه ومكللائده ومللداخله علللى العبللد يحرسلله
علمه من وساوس الشيطان وخطراتلله والقللاء الشللك والريللب والكفللر فللي
قلبه فهو بعلمه يمتنع من قبول ذلك فعلمه يحرسه من الشيطان فكلما جاء
ليأخذه صاح به حرس العلم واليمان فيرجع خاسئا خائبا واعظم ما يحرسلله
من هذا العدو المبين العلم واليمان فهذا السبب الذي من العبللد والللله مللن
وراء حفظه وحراسته وكلءته فمتى وكللله الللى نفسلله طرفللة عيللن تخطفلله
عدوه قال بعض العارفين اجمع العارفون على ان التوفيق ان ل يكلللك الللله
الى نفسك واجمعوا علللى ان الخللذلن ان يخلللى بينللك وبيللن نفسللك وقللوله
العلم يزكوا على النفاق والمال تنقصه النفقة العالم كلما بذل علمه للنللاس
وانفق منه تفجرت بنابيعه فازداد كثرة وقوة وظهورا فيكتسب بتعليمه حفظ
ما علمه ويحصل له به علم ما لم يكن عنده وربما تكون المسئلة في نفسه
غير مكشوفة ول خارجة من حيز الشكال فإذا تكلم بها وعلمها اتضللحت للله
واضاءت وانفتح له منها علوم اخر وايضا فإن الجزاء من جنس العمل فكمللا
علم الخلق من جهالتهم جزاه الله بللان كلمللة مللن جهللالته كمللا فللي صللحيح
مسلم من حديث عياض بن حمار عن النبي انه قال فلي حلديث طويللل وان
الله قال لي انفق انفق عليك وهذا يتناول نفقة العلم اما بلفظه وإما بتنبيهه
وإشارته وفحواه ولزكاء العلم ونحوه طريقان احدهما تعليمه والثاني العمللل
به فإن العمل به ايضا ينميلله ويكللثره ويفتللح لصللاحبه ابللوابه وخبايللاه وقللوله
والمال تنقصه النفقة ل ينافي قول النبي مللا نقصللت صللدقة مللن مللال فللإن
المال إذا تصدقت منه وانفقت ذهب ذلك القدر
وخلفه غيره وأما العلم فكالقبس من النار لو اقتبس منها العللالم لللم يللذهب
منها شيء بل يزيد العلم بالقتباس منه فهو كالعين التي كلما اخذ منها قوى
ينبوعها وجاش معينها وفضل العلم عللى الملال يعللم ملن وجللوه احللدها ان
العلللم ميللراث النبيللاء والمللال ميللراث الملللوك والغنيللاء والثللاني ان العلللم
يحرس صاحبه وصاحب المال يحرس ماله والثالث ان المال تذهبه النفقللات
والعلم يزكللوا علللى النفقللة الرابللع ان صللاحب المللال إذا مللات فللارقه مللاله
والعلم يدخل معه قبره الخامس ان العلم حاكم على المال والمال ل يحكللم
على العلم السادس ان المال يحصل للمؤمن والكافر والبر والفاجر والعلللم
النافع ل يحصللل ال للمللؤمن ز السللابع ان العللالم يحتللاج اليلله الملللوك فمللن
دونهم وصاحب المال إنما يحتاج اليه اهل العدم والفاقللة الثللامن ان النفللس
تشرف وتزكو بجمع العلم وتحصيله وذلك من كمالها وشرفها والمال يزكيهللا
ول يكمله ول يزيدها صللفة كمللال بللل النفللس تنقللص وتشللح وتبخللل بجمعلله
والحرص عليه فحرصها على العلم عين كمالهللا وحرصللها علللى المللال عيللن
نقصها التاسع ان المال يدعوها الى الطغيان والفخر والخيلء والعلم يدعوها
إلى التوضع والقيام بالعبودية فالمللال يللدعوها الللى صللفات الملللوك والعلللم
يدعوها الى صفات العبيد العاشر ان العلم جاذب موصللل لهللا الللى سللعادتها
التي خلقت لها والمال حجاب بينها وبينها الحادي عشر ان غنللي العلللم اجللل
من غني المال فإن غني المال غنى بللامر خللارجي عللن حقيقللة النسللان لللو
ذهب في ليلة اصبح فقيرا معدما وغني العلم ل يخشى عليلله الفقللر بللل هللو
في زايدة ابدا فهو الغني العالي حقيقة كما قيل #غنيت بل مال عن الناس
كلهم %وان الغني العالي عن الشيء ل به الثاني عشللر ان المللال يسللتعبد
محبه وصاحبه فيجعله عبدا له كمللا قللال النللبي تعللس عبللد الللدينار والللدرهم
الحديث والعلم يستعبده لربه وخالقه فهو ل يدعوه إل الى عبودية الله وحده
الثالث عشر ان احب العلللم وطلبلله اصللل كللل طاعللة وحللب الللدنيا والمللال
وطلبه اصل كل سيئة الرابع عشر ان قيمة الغني ماله وقيمللة العللالم علملله
فهذا متقوم بماله فإذا عدم ماله عدمت قيمته وبقي بل قيمة والعالم لتزول
قيمته بل هي فيضاعف وزيادة دائمللا الخللامس عشللر ان جللوهر المللال مللن
جنس جوهر البدن وجوهر العلم من جنس جوهر الروح كما قال يللونس بللن
حبيب علمك من روحك ومالك من بدنك والفرق بيلن المريلن كلالفرق بيلن
الروح والبدن السادس عشر ان العالم لو عرض عليه بحظه من العلم الدنيا
بما فيها لم يرضها عوضللا مللن علملله والغنللي العاقللل إذا رأى شللرف العلللم
وفضله وابتهاجه بالعلم وكماله به يود لللو ان للله علملله بغنللاه اجمللع السللابع
عشر انه ما اطاع الله احللد قللط ال بلالعلم وعامللة مللن يعصلليه إنمللا يعصلليه
بالمال الثامن عشر ان العالم يللدعو النللاس الللى الللله بعلملله وحللاله وجللامع
المال يدعوهم الى الدنيا بحاله وماله التاسع عشر ان غنى المال قللد يكللون
سللبب هلك صللاحبه كللثيرا فللإنه معشللوق النفللوس فللإذا رأت مللن يسللتأثر
بمعشوقها عليها سعت في هلكه كما هو الواقع وأما غنى
العلم فسبب حياة الرجل وحياة غيره به والناس إذا راوا من يسللتأثر عليهللم
به ويطلبه احبوه وخدموه واكرموه العشرون إن اللذة الحاصلة من غنى إما
لذة وهمية وإما لذة بهيمية فإن صاحبه التذ بنفس جمعه وتحصيله فتلك لذة
وهمية خيالية وان التذ بانفاقه في شهواته فهي لذة بهيمية وامللا لللذة العلللم
فلذة عقلية روحانية وهي تشبه لذة الملئكة وبهجتها وفرق مللا بيللن اللللذتين
الحادي والعشرون ان عقلء المم مطبقون على ذم الشره في جمع المللال
الحريص عليه وتنقصه والزراء به ومطبقون على تعظيللم الشللره فللي جمللع
العلم وتحصيله ومدحه ومحبته ورؤيته بعين الكمال الثللاني والعشللرون انهللم
مطبقون على تعظيم الزاهد في المال المعرض عن جمعلله الللذي ل يلتفللت
اليه ول يجعل قلبه عبدا للله ومطبقللون علللى ذم الزاهللد فللي العلللم الللذي ل
يلتفت اليه ول يحرص عليه الثالث والعشرون ان المال يمدح صاحبه بتخليلله
منه وإخراجه والعلم إنما يمدح يتخليه به واتصللافه بله الرابللع والعشللرون ان
غنى المال مقرون بللالخوف والحللزن فهللو حزيللن قبللل حصللوله خللائف بعللد
حصوله وكلملا كلان اكلثر كللان الخلوف اقللوى وغنللي العلللم مقلرون بلالمن
والفرح والسرور الخامس والعشرون ان الغنى بماله ل بللد ان يفللارقه غنللاه
ويتعذب ويتألم بمفارقته والغنى بللالعلم ل يللزول ول يتعللذب صللاحبه ل يتللألم
فلذة الغنى بالماللذة زائلة منقطعة يعقبها اللم ولذة الغنى بالعلم لذة باقية
مستمرة ل يلحقهللا الللم السللادس والعشللرون ان اسللتلذاذ النفللس وكمالهللا
بالغني استكمال بعارية مؤداة فتجملها بالمال تجمل بثوب مسللتعار ل بلد ان
يرجع الى مالكه يوما ما واما تجملها بالعلم وكمالها بلله فتجمللل بصللفة ثابتللة
لها راسخة فيها ل تفارقها السابع والعشرون ان الغني بالمال هو عيللن فقللر
النفس والغنى بالعلم هو عين فقر النفس والغنى بالعلم هو غناها بالحقيقي
فغناها بعلمها هو الغني غناها بمالها هو الفقر الثامن والعشرون ان من قدم
وأكرم لماله إذا زال ماله زال تقلديمه وإكرامله وملن قلدم وأكلرم لعلمله ل
يزداد ال تقديما وإكراما التاسع والعشرون ان تقديم الرجل لمللاله هللو عيللن
ذمه فانه نداء عليه بنقصه وانه لول ماله لكان مستحقا للتأخر والهانللة وامللا
تقديمه وإكرامه لعلملله فللإنه عيللن كمللاله إذ هللو تقللديم للله بنفسلله وبصللفته
القائمة به ل بأمر خارج عللن ذاتلله الللوجه الثلثللون ان طللالب الكمللال بغنللى
المال كالجامع بين الضدين فهو طللالب مللال سللبيل للله اليلله وبيللان ذلللك ان
القدرة صفة كمال وصفة الكمال محبوبة بالذات والستغناء عن الغيللر ايضللا
صفة كمال محبوبة بالذات فإذا مللال الرجللل بطبعلله الللى السللخاوة والجللود
وفعل المكرمات فهذا كمال مطلللوب للعقلء محبللوب للنفللوس وإذا التفللت
الى ان ذلك يقتضى خروج المال من يده وذلك يوجب نقصه واحتيللاجه الللى
الغيللر وزوال قللدرته نفللرت نفسلله عللن السللخاء والكللرم والجللود واصللطناع
المعروف وظن ان كماله في إمساك المللال وهللذه البليللة امللر ثللابت لعامللة
الخلق ل ينكفون عنها فلجل ميل الطبع الى حصول المدح والثناء والتعظيم
بحب الجود والسخاء
يفتح عليلله بللاب العللداوة والمذمللة مللن المحللروم والمرحللوم امللا المحللروم
فيقول كيف جاد على غيري وبخل علي واما المرحوم فإنه يلتللذ ويفللرح بمللا
حصل له من الخير والنفع فيبقى طامعا مستشرفا لنظيره على الدوام وهذا
قد يتعذر غالبا فيفضى ذلك الى العداوة الشديدة والمذمللة ولهللذا قيللل اتللق
شر من احسنت اليه وهذه الفللات ل تعللرض فللي غنللى العلللم فللإن صللاحبه
يمكنه بذله للعالم كلهم واشتراكهم فيه والقدر المبللذول منلله بللاق لخللذه ل
يزول بل يتجربه فهو كالغني إذا اعطى الفقير رأس مال يتجربه حللتى يصللير
غنيا مثله الوجه الثالث والثلثللون ان جمللع المللال مقللرون بثلثللة انللواع مللن
الفات والمحن نوع قبله ونللوع عنللد حصللوله ونللوع بعللدمفارقته فأمللا النللوع
الول فهو المشاق والنكاد واللم التي ل يحصللل ال بهللا وامللا النللوع الثللاني
فمشقة حفظه وحرساته حراسته وتعلق القلب به فل يصللبح ال مهمومللا ول
يمسلللي ال مغموملللا فهلللو بمنزللللة عاشلللق مفلللرط المحبلللة قلللد ظفلللر
بمعشوقتهوالعيون ملن كللل جللانب ترمقله واللسللن والقلللوب ترشللقه فللأي
عيش ولذة لمن هللذه حللاله وقللد علللم ان اعللداءه وحسللاده ل يفللترون عللن
سعيهم في التفريق بينه وبين معشوقه وإن لم يظفروا هللم بلله دونلله ولكللن
مقصودهم ان يزيلللوا اختصاصلله بله دونهللم فللإن فللازوا بلله وال اسللتووا فللي
الحرمان فزال الختصاص المؤلم للنفوس ولللو قللدروا علللى مثللل ذلللك مللع
العالم لفعلوه ولكنهم لما علموا انه ل سبيل الللى سلللب علملله عمللدوا الللى
جحده وانكاره ليزيلوا من القلوب محبته وتقديمه والثناء عليه فإن بهر علمه
وامتنع عن مكابرة الجحود والنكار رموه بالعظللائم ونسللبوه الللى كللل قبيللح
ليزيلوا من القلوب محبته ويسكنوا موضعها النفرة عنه وبغضلله وهللذا شللغل
السحرة بعينه فهؤلء سحرة بالسنتهم فإن عجزوا له عن شيء مللن القبللائح
الظاهرة رموه بالتلبيس والتدليس والللدوكرة والريللاء وحللب الللترفع وطلللب
الجاه وهذا القدر من معاداة اهل الجهل والظلم للعلماء مثل الحر والللبرد ل
بد منه فل ينبغي لمن له مسكة عقل ان يتأذى به إذ ل سبيل للله الللى دفعلله
بحال فليوطن نفسه عليه كما يوطنها على برد الشتاء وحللر الصلليف والنللوع
الثالث من آفات الغنى ما يحصل للعبد بعد مفارقته من تعلق قلبه به وكونه
قد حيل بينه وبينه والمطالبة بحقوقه والمحاسلبة عللى مقبوضله ومصلروفه
من اين اكتسبه وفيما ذا انفقه وغنى العلم واليمللان مللع سلللمته مللن هللذه
الفات فهو كفيل بكل لذة وفرحة وسرور ولكن ل ينللال ال علللى جسللر مللن
التعللب والصللبر والمشللقة الرابللع والثلثللون ان لللذة الغنللي بالمللال مقرونللة
بخلطة الناس ولو لم يكن ال خدمه وازواجلله وسللراريه واتللابعه إذ لللو انفللرد
الغني بماله وحده من غير ان يتعلق بخادم او زوجه او احللد مللن النللاس لللم
يكمل انتفاعه بماله ول التذاذه به وإذا كان كمللال لللذته بغنللاه موقوفللا علللى
اتصاله بللالغير فللذلك منشللأ الفللات واللم ولللو لللم يكللن ال اختلف النللاس
وطبائعهم وارادتهم فقبيح هذا حسن ذاك ومصلحة ذاك مفسدة
هذا ومنفعة هلذا مضللرة ذاك وبلالعكس فهللو مبتلللى بهلم فل بلد ملن وقلوع
النفرة والتباغض والتعادي بينهم وبينه فان ارضاءهم كلهم محللال وهللو جمللع
بين الضدين وارضاء بعضهم واسللخاط غيللره سللبب الشللر والمعللاداة وكلمللا
طالت المخالطة ازدادت اسباب الشر والعداوة وقويت وبهللذا السللبب كللان
الشر الحاصل من القارب والعشراء اضللعاف الشللر الحاصللل مللن الجللانب
والبعداء وهذه المخالطة انما حصلت من جانب الغني بالمال اما إذا لم يكن
فيلله فضلليلة لهللم فللانهم يتجنبللون مخللالطته ومعاشللرته فيسللتريح مللن اذى
الخلطة والعشرة وهذه الفات معدودة في الغنى بالعلم الخامس والثلثللون
ان المال ل يراد لذاته وعينه فإنه ل يحصل بذاته شيء من المنافع اصل فإنه
ل يشبع ول يروى ول يدفء ول يمتع وإنما يراد لهلذه الشلياء فللإنه لملا كللان
طريقا اليها اريد ارادة الوسللائل ومعلللوم ان الغايللات اشللرف مللن الوسللائل
فهذه الغايات اذا اشرف منه وهي مع شرفها بالنسبة اليه ناقصللة دنيئة وقللد
ذهب كثير من العقلء الى انها ل حقيقة لها وانما هي دمللع اللللم فقللط فللإن
لبس الثياب مثل إنما فائدته دفع التألم بالحر والبرد والريح وليس فيهللا لللذة
زائدة على ذلك وكذلك الكل إنما فائدته دفع الم الجوع ولهذا لو لم يجد الم
الجوع لم يستطب الكل وكذلك الشللرب مللع العطللش والراحللة مللع التعللب
ومعلوم ان في مزاولة ذلك وتحصيله الما وضررا ولكللن ضللرره وألملله اقللل
من ضرر ما يدفع به وألمه فيحتمل النسان اخف الضررين دفعللا لعظمهمللا
وحكى عن بعض العقلء انه قيل له وقد تناول قدحا كريها مللن الللدواء كيللف
حالك معه قال اصللبحت فللي دار بليللات ادافللع آفللات بآفللات وفللي الحقيقللة
فلذات الدنيا من المآكل والمشللارب واللبللس والمسللكن والمنكللح مللن هللذا
الجنللس واللللذة الللتي يباشللرها الحللس ويتحللرك لهللا الجسللد وهللي الغايللة
المطلوبة له من لذة المنكح والمأكل شهوتي البطن والفرج ليس لهما ثالث
البتة ال ما كان وسيلة اليهما وطريقا الى تحصيلهما وهذه اللذة منغصة مللن
وجوه عديدة منها ان تصور زوالها وانقضائها وفنائها يوجب تنغصها ومنها انها
ممزوجة بالفات ومعجونة بللاللم محتاطللة بالمخللاوف وفللي الغللالب لتفللي
المها بطيبها كمللا قيللل # :قايسللت بيللن جمالهللا وفعالهللا %فللإذا الملحللة
بالقباحة لتفللي #ومنهللا ان الراذل مللن النللاس وسللقطهم يشللاركون فيهللا
كبراءهم وعقلءهم بل يزيدون عليهم فيها اعظم زيللادة وافحشللها فنسللبتهم
فيها الى الفاضل كنسللبة الحيوانللات البهيمللةاليهم فمشللاركة الراذل وأهللل
الخسة والدناءة فيها زيادتهم على العقلء فيها مما يوجب النفرة والعللراض
عنها وكثير من الناس حصل له الزهد في المحبللوب والمعشللوق منهللا بهللذه
الطريق هذا كثير في أشعار الناس ونثرهم كما قيل
#سأترك حبها من غير بغض %ولكن لكثرة الشركاء فيلله إذا وقللع الللذباب
على طعام %رفعت يدي ونفسللي تشللتيه وتجتنللب السللود ورودمللاء %إذا
كان الكلب يلغن فيه #وقيل لزاهد ما الذي زهدك في الللدنيا فقللال خسللة
شركائها وقلة وفائها وكثرة جفائها وقيل لخر في ذلك فقال ما ملددت يلدي
الى شيء منها إل وجدت غيري قد سبقني اليه فاتركه له ومنهللا ان اللتللذاذ
بموقعها إنما هو بقدر الحاجة اليهللا والتللألم بمطالبللة النفللس لتناولهللا وكلمللا
كانت شهوة الظفر بالشيء اقوى كانت اللذة الحاصلة بوجللوده اكمللل فلمللا
لم تحصل تلك الشهوة لللم تحصللل تللك اللللذة فمقلدار الللذة الحاصللة فلي
الحال مساو لمقللدار الحاجللة واللللم والمضللرة فللي الماضللي وحينئذ يتقابللل
اللذة الحاصلة واللم المتقدم فيتساقطان فتصير اللذة كانها لم توجد ويصير
بمنزلة من شق بطن رجل ثم خاطه وداواه بالمراهم او بمنزلللة مللن ضللربه
عشرة اسواط واعطاه عشرة دراهم ول تخرج لذات الللدنيا غالبللا عللن ذلللك
ومثل هذا ل يعد لذة ول سعادة ول كمال بل هللو بمنزلللة قضللاء الحاجللة مللن
البول والغائط فإن النسان يتضرر بثقله فإذا قضى حاجته استراح منه فامللا
ان يعد ذلك سعادة وبهجة ولذة مطلوبة فل ومنها ان هللاتين اللللذتين اللللتين
هما اثر اللذات عند الناس ول سبيل الى نيلهمللا ال بمللا يقللترن بهمللا قبلهمللا
وبعدهما من مباشرة القاذورات والتالم الحاصل عقبيهما مثل لذة الكل فإن
العاقل لو نظر الى طعامه حال مخالطته ريقه وعجنه به لنفرت نفسلله منلله
ولو سقت تلك اللقمة من فيه لنفر طبعه من اعادتها اليه ثم ان لذته به إنما
تحصل في مجرى نحو الربع الصابع فإذا فصل عن ذلك المجرى زال تلذذه
به فإذا استقر في معللدته وخللالطه الشللراب ومللا فللي المعللدة مللن الجللزاء
الفضلية فإنه حينئذ يصير في غاية الخسة فإن زاد على مقدار الحاجة اورث
الدواء المختلفة علىتنوعها ولول ان بقاءه موقوف علللى تنللاوله لكللان تركلله
والحالة هذه اليق به كما قال بعضهم # :لول قضاءه جرى نزهت انملتي %
عن ان تلم بمأكول ومشروب وأما لذة الوقاع قدرها ابين من ان نذكر آفاته
ويدل عليه ان اعضاء هذه اللذة هي عورة النسان التي يستحيا مللن رؤيتهللا
وذكرها وسترها امر فطر الله عليه عباده ول تتم لذة المواقعللة ال بللالطلع
عليها وإبرازها والتلطخ بالرطوبات المستقذرة المتولدة منهلا ثلم إن تمامهلا
إنما يحصل بانفصال النطفة وهي اللذة المقصودة من الوقاع وزمنهللا يشللبه
الن الذي ل ينقسم فصعوبة تلك المزاولة والمحاولة والمطاولة والمراوضللة
والتعب لجل لذة لحظة كمد الطرف فللأين مقايسللة بيللن هللذه اللللذة وبيللن
التعب في طريق تحصيلها وهذا يدل على ان هذه
اللذة ليست من جنس الخيرات والسعادات والكمال الذي خلق له العبللد ول
كمال له بدونه بل ثم امروراء ذلك كله قد هيء لله العبلد وهلو ل يفعللن لله
لغفلته عنه وإعراضه عن التفتيش على طريقه حتى يصل اليه يسوم نفسلله
مع النعام السائمة # :قد هيللؤك لمللر لللو فطنللت للله %فاربللأ نفسللك ان
ترعى مع الهمل #وموقع هذه اللذات من النفللس كموقللع لللذة الللبراز مللن
رجل احتبس في موضع ل يمكنه القيام الللى الخلء وصارمضللطرا اليلله فللإنه
يجد مشقة شديدة وبلء عظيما فإذا تمكن منالذهاب الى الخلء وقللدر علللى
دفع ذلك الخبيث المؤذي وجد لذة عظيمة عند دفعه وإرساله ول لللذة هنللاك
ال راحته من حمل ما يؤذيه حمله فعلم ان هللذه اللللذات إمللا ان تكللون دفللع
آلم وإما ان تكون لذات ضعيفة خسيسة مقترنة بآفات تللرى مضللرتها عليلله
وهذا كما يعقب لذة الوقاع من ضعف القلب وخفقان الفؤاد وضلعف القلوى
البدنية والقلبية وضعف الرواح واسللتيلء العفونللة علللى كللل البللدن واسللرع
الضعف والخور اليه واستيلء الخلط عليه لضعف القوة عن دفعهللا وقهرهللا
ومما يدل على ان هذه اللذات ليسلت خيلرات وسلعادات وكملال ان العقلء
من جميع المم مطبقون على ذم مللن كللانت هللي نهمتلله وشللغله ومصللرف
همته وإرادته والزراء به وتحقير شأنه والحاقه بالبهللائم وليقيمللون للله وزنللا
ولو كانت خيرات وكمال لكان من صرف اليها همته اكمل الناس وممللا يللدل
على ذلك ان القلب الذي قد وجه قصده وإرادته الللى هللذه اللللذات ل يللزال
مستغرقا في الهموم والغموم والحزان وما يناله من اللذات في جنب هللذه
اللم كقطرة في مجركما قيل سروره وزن حبة وحزنه قنطللار فللإن القلللب
يجرى مجرى مرآة منصوبة على جدار وذلك الجدار ممر لنللواع المشللتهيات
والملذوذات والمكروهات وكلما مر به شيء من ذلللك ظهللر فيلله أثللره فللإن
كان محبوبا مشتهيا مال طبعه اليه فإن لم يقدر على تحصلليله تللألم وتعللذب
بفقده وإن قدر على تحصيله تللالم فللي طريللق الحصللول بللالتعب والمشللقة
ومنازعة الغير له ويتألم حال حصوله خوفا من فراقه وبعد فراقه خوفا على
ذهابه وإن كان مكروها له ولم يقدر على دفعه تألم بوجللوده وإن قللدر علللى
دفعه اشتغل بدفعه ففاتته مصلحة راجحة الحصول فيتالم لفواتهللا فعلللم ان
هذا القلب ابدا مستغرق فللي بحللار الهمللوم والغمللوم والحللزان وإن نفسلله
تضحك عليه وترضيه بوزن ذرة من لذته فيغيب بها عن شهوده القناطير من
المه وعذابه فإذا حيل بينه وبين تلك اللذة ولم يبق له اليها سبيل تجرد ذلللك
اللم واحاط به واستولى عليه من كل جهاته فقل ما شئت في حال عبد قد
غيللب عنلله سللعده وحظللوظه وافراحلله واحضللر شللقوته وهمللومه وغمللومه
واحزانلله وبيللن العبللد وبيللن هللذه الحللال ان ينكشللف الغطللاء ويرفللع السللتر
وينجلى الغبار ويحصل
ما في الصدور فإذا كانت هذه غاية اللللذات الحيوانيللة الللتي هللي غايللة جمللع
الموال وطلبها فما الظن بقللدر الوسلليلة وأمللا غنللى العلللم واليمللان فللدائم
اللذة متصل الفرحة مقتض لنواع المسرة والبهجة ليزول فيحزن ول يفارق
فيؤلم بللل اصللحابه كمللا قللال الللله تعللالى فيهللم ^ ل خللوف عليهللم ول هللم
يحزنون ^ السادس والثلثون ان غنى المال يبغض الموت ولقللاء الللله فللإنه
لحبه لماله يكره مفارقته ويحب بقاءه ليتمتع بلله كمللا شللهد بلله الواقللع وأمللا
العلم فإنه يحبب للعبللد لقللاء ربلله ويزهللده فللي هللذه الحيللاة النكللدة الفانيللة
السابع والثلثون ان الغنياء يموت ذكرهم بموتهم والعلمللاء يموتللون ويبقللى
ذكرهم كما قال امير المؤمنين في هذا الحللديث مللات خللزان المللوال وهللم
احياء والعلماء باقون ما بقي الدهر فخزان الموال احيللاء كللاموات والعلمللاء
بعدموتهم اموات كأيحاء الثامن والثلثون ان نسبة العلم الللى الللروح كنسللبة
الروح الى البللدن فللالروح ميتللة حياتهللا بللالعلم كمللا ان الجسللد ميللت حيللاته
بالروح فالغني بالمال غايته ان يزيد في حيللاة البللدن وامللا العلللم فهللو حيللاة
القلوب والرواح كما تقدم تقريره التاسللع والثلثللون ان القلللب ملللك البللدن
والعلم زينته وعدته وماله وبه قوام ملكه والملللك ل بلد لله ملن علدد وعللدة
ومال وزينة فالعلم هو مركبه وعدته وجماله واما المال فغايته ان يكون زينة
وجمال للبدن إذا انفقه في ذلك فإذا خزنه ولم ينفقه لم يكن زينة ول جمللال
بل نقصا ووبال ومن المعلوم ان زينللة الملللك بلله ومللا بلله قللوام ملكلله اجللل
وافضل من زينة رعيته وجمالهم فقوام القلب بالعلم كمللا ان قللوام الجسللم
بالغذاء الوجه الربعون ان القلدر المقصلود ملن الملال هلو ملا يكفلي العبلد
ويقيمه ويدفع ضرورته حتى يتمكن من قضللاء جهللازه ومللن الللتزوج لسللفره
الى ربه عزوجل فإذا زادعلى ذلك شللغله وقطعلله عللن السللفر وعللن قضللاء
جهازه وتعبية زاده فكان ضرره عليه أكثر من مصلحته وكلما ازاداد غنللاه بله
ازداد تثبطا وتخلفا عن التجهز لما امامه وأما العلم النللافع فكلمللا ازداد منلله
ازداد في تعبية الزاد وقضاء الجهاز واعداد عدة المسير والللله الموفللق وبلله
الستعانة ول حول ول قوة ال به فعدة هذا السفر هللو العلللم والعمللل وعللدة
القامة جمع الموال والدخار ومن اراد شيئا هيأ له عدته قال تعللالى ^ ولللو
أرادوا الخروج لعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيللل اقعللدوا
مع القاعدين ^ قوله محبة العلم او العالم دين يلدان بهلا لن العلللم ميللراث
النبياء والعلماء ورثتهم فمحبة العلم واهله محبللة لميللراث النبيللاء وورثتهللم
وبغض العلم وأهله بغض لميراث النبياء وورثتهم فمحبة العلم مللن علمللات
السعادة وبغض العلم مللن علمللات الشللقاوة وهللذا كللله إنمللا هللو فللي علللم
الرسل الذي جاؤا به وورثوه للمة ل فلي كلل ملا يسلمى علملا وايضلا فلإن
محبة العلم تحمل على تعلمله واتبلاعه وذللك هللو الللدين وبغضله ينهلى عللن
تعلمه واتباعه
وذلك هو الشقاء والضلل وايضا فإن الله سبحانه عليم يحب كل عليم وإنما
يضع علمه عند من يحبه فمن احب العلللم واهللله فقللد احللب مللا احللب الللله
وذلك مما يدان به قللوله العلللم يكسللب العللالم الطاعللة فللي حيللاته وجميللل
الحدوثة بعد مماته يكسبه ذاك أي يجعله كسبا له ويورثه إياه ويقللال كسللبه
ذلك عزا وطاعة واكسبه لغتان ومنلله حللديث خديجللة رضللى الللله عنهللا إنللك
لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم روى بفتح التاء
وضمها ومعناه تكسب المال والغنى هذا هو اصللواب وقللالت ائفللة مللن رواه
بضمها فذلك من اكسبه مال وعللزا ومللن رواه بفتحهللا فمعنللاه تكسللب انللت
المال المعدوم بمعرفتك وحذقك بالتجارة ومعاذ الله من هذا الفهم وخديجة
اجل قدرا من تكلمها بهذا في هللذا المقللام العظيللم ان تقللول لرسللول الللله
ابشر فوالله ل يخزيك الللله إنللك تكسللب الللدرهم والللدينار وتحسللن التجللارة
ومثللل هللذه التحريفللات انمللا تللذكر لئل يغتربهللا فللي تفسللير كلم الللله
ورسولهوالمقصود ان قوله العلم يكسب العالم الطاعة في حياته أي يجعللله
مطاعا لن الحاجة الى العلم عامة لكل احد للملوك فمن دونهللم فكللل احللد
محتاج إلى طاعة العالم فإنه يامر بطاعة الله ورسللوله فيجللب علللى الخلللق
طاعته قال تعالى ^ يا أيها الذين آمنوا اطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولللي
الملر منكلم ^ وفسلر اوللى الملر بالعلملاء قلال ابلن عبلاس هلم الفقهلاء
والعلماء اهل الدين الذين يعلمون الناس دينهم اوجللب الللله تعللالى طللاعتهم
وهذا قللول مجاهللد والحسللن والضللحاك احللدى الروايللتين عللن المللام احمللد
وفسروا بالمراء وهو قول ابن زيد احدى الروايتين عللن ابللن عبللاس وأحمللد
والية تتناولها جميعا فطاعة ولة المر واجبة إذا امروا بطاعة الللله ورسللوله
وطاعة العلماء كذلك فالعالم بما جاء به الرسول العامل به اطوع فللي اهللل
الرض من كل احد فإذا مات احيا الله ذكره ونشر له فللي العللالمين احسللن
الثناء فالعالم بعد وفاته ميت وهو حي بين النللاس والجاهللل فلي حيلاته حللي
وهو ميت بين الناس كما قيل #وفللي الجهللل قبللل المللوت مللوت لهللله %
واجسامهم قبل القبور قبور وارواحهم فيوحشة من جسومهم %وليس لهم
حتى النشور نشور وقللال الخللر #قللد مللات قللوم ومللا مللاتت مكللارمهم %
وعاش قوم وهم في الناس اموات وقال آخر #وما دام ذكر العبد بالفضللل
باقيا %فذلك حى وهو في الترب هالك
ومن تأمل احوال ائمة السلم كأئمة الحديث والفقه كيف هم تحللت الللتراب
وهللم فللي العللالمين كللانهم احيللاء بينهللم لللم يفقللدوا منهللم ال صللورهم وال
فذكرهم وحديثهم والثناء عليهم غير منقطع وهذه هي الحياة حقللا حللتى عللد
ذلك حياة ثانية كما قال المتنبي #ذكر الفتى عيشلله الثللاني وحللاجته %مللا
فاته وفضول العيش اشغال #قوله وصللنيعة الملال تلزول بزواللله يعنلي ان
كل صنيعة صنعت للرجل من اجل مللاله مللن إكللرام ومحبللة وخدمللة وقضللاء
حوائج وتقديم واحترام وتولية وغير ذلك فإنها إنما هي مراعللاة لمللا للله فللإذا
زال ماله وفارقه زالت تلك الضائع كلها حتى إنه ربما ل يسلم عليه من كللان
يدأب في خدمته ويسعى في مصالحه وقد اكثر الناس من هذا المعنللى فللي
اشعارهم وكلمهم وفي مثل قولهم من ودك لمللر ملللك عنللد انقضللائه قللال
بعض العرب #ومن هللذا مللا قيللل إذا اكرمللك النللاس لمللال او سلللطان فل
يعجبنك ذلك فإن زوال الكرامة يزوالهما ولكن ليعجبك ان اكرمللوك لعلللم او
دين وهذا امر ل ينكر في الناس حتى انهم ليكرمون الرجل لثيابه فإذا نزعها
لم ير منهم تلك الكرامة وهو هو قال مالك بلغنللي ان أبللا هريللرة دعللى الللى
وليمة فأتى فحجب فرجع فلبس غير تلك الثياب فادخل فلمللا وضللع الطعللام
ادخل كمه في الطعللام فعللوتب فللي ذلللك فقللال إن هللذه الثبللاب هللي الللتي
ادخلت فهي تأكل حكاه ابن مزين الطليطلي في كتابه وهللذا بخلف صللنيعة
العلم فانها ل تزول ابدا بل كل مآلها في زيادة مالم يسلب ذلك العالم علمه
وضيعه العلم والدين اعظم من صنيعة المللال لنهللا تكللون بللالقلب واللسللان
والجوارح فهي صادرة عن حب وإكرام لجل ما أودعه الللله تعللالى أيللاه ملن
علمه وفضله به على غيره وايضا فصنيعة العلللم تابعللة لنفللس العللالم وذاتلله
وصللنيعة المللال تابعللة لمللاله المنفصللل عنلله وايضللا فصللنيعة المللال صللنيعة
معاوضة وصنيعه العلم واللدين صلنيعة حللب وتقللرب وديانلة وايضلا فصلنيعه
المال تكون مع البر والفاجر والمؤمن والكافر واما صنيعة العلم والللدين فل
تكون ال مللع اهللل ذلللك وقللد يللراد مللن هللذا ايضللا معنللى آخللر وهللو ان مللن
اصطنعت عنده صنيعة بمالك إذا زال ذلللك المللال وفللارقه عللدمت صللنيعتك
عنده واما من اصطنعت اليه صنيعة علم وهدى فإن تلك ا لصنيعة ل تفللارقه
ابدا بل ترى في كل وقت كأنك اسديتها اليه حينئذ قوله مات خزان المللوال
وهم احياء تقدم بيانه وكذا قوله والعلماء باقون ما بقي الدهر وقوله اعيانهم
مفقودة وامثللالهم فللي القلللوب موجلودة المللراد بامثللالهم صللورهم العلميللة
ووجودهم المثالي أي وان فقدت ذواتهم فصورهم وامثللالهم فللي القلللوب ل
تفارقها وهذا هو الوجود الذهني العلمي لن محبة الناس لهم واقتداءهم بهم
وانتفاعهم بعلومهم
حقا يستظهر بكتاب الله على كل ما سواه فيقللدمه ويحكملله ويجعللله عيللارا
على غيره مهيمنا عليه كما جعله الله تعللالى كللذلك فالمسللتظهر بلله موفللق
سعيد والمستظهر عليه مخذول شقي فمن استظهر على الشيء فقد جعله
خلف ظهره مقدما عليه ما استظهر به وهذا حال من اشتغل بغير كتاب الله
عنه واكتفى بغيره منه وقدم غيره واخره والصنف الثللاني مللن حملللة العلللم
المنقاد الذي لم يثلج له صدره ولم يطمئن به قلبه بل هللو ضللعيف البصلليرة
فيه لكنه منقاد لهله وهذه حال اتباع الحق ملن مقللديهم وهلؤلء وإن كللانوا
على سبيل نجللاة فليسللوا مللن دعللاة الللدين وإنمللا هللم مللن مكللثري وسللواد
الجيش ل من امرائه وفرسانه والمنقاد منفعل من قاده يقوده وهللو مطللاوع
الثلثللي واصللله منقيللد كمكتسللب ثللم اعلللت اليللاء الفللا لحركتهللا بعللد فتحللة
فصارمن قادت تقول قدته فانقاد أي لم يمتنع والحناء جميع حنو بوزن علللم
وهي الجوانب والنواحي والعرب تقول ازجر احناء طيرك أي امسللك نللواحي
خفتك وطيشك يمينا وشمال واماما وخلفا قال لبيللد #فقلللت ازدجللر احنللاء
طيرك واعلمن %بانك ان قدمت رجلك عاثر والطيللر هنللا الخفللة والطيللش
وقوله ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة هذا لضعف علملله وقلللة
بصيرته إذا وردت على قلبه ادنى شبهة قللدحت فيلله الشللك والريللب بخلف
الراسخ في العلم لو وردت عليه من الشبه بعدد امواج البحر ما ازالت يقينه
ول قدحت فيه شكا لنه قد رسللخ فللي العلللم فل تسللتفزه الشللبهات بللل إذا
وردت عليه ردها حرس العلم وجيشه مغلولة مغلوبة والشبهة وارد يرد على
القلب يحول بينه وبين انكشاف الحق له فمتى باشر القلب حقيقة العلم لم
تؤثر تلك الشبهة فيه بل يقوى علمه ويقينه بردها ومعرفة بطلنها ومتى لللم
يباشر حقيقة العلم بالحق قلبه قدحت فيه الشللك بللأول وهلللة فللان تللداركها
وال تتابعت على قلبه امثالها حتى يصير شاكا مرتابا والقلب يتوارده جيشان
من الباطل جيش شهوات الغي وجيش شبهات الباطل فأيما قلب صغا اليها
وركن اليها تشربها وامتل بها فينضح لسانه وجللوارحه بموجبهللا فللإن اشللرب
شبهات الباطل تفجرت على لسانه الشللكوك والشلبهات واليلرادات فيظللن
الجاهل ان ذلك لسعة علمه وإنما ذلك من عدم علمه ويقينه وقال لي شلليخ
السلم رضى الله عنه وقللد جعلللت اورد عليلله غيللرادا بعللد إيللراد لت جعللل
قلبك لليرادات والشبهات مثل السللفنجة فيتشللربها فل ينضللح ال بهللا ولكللن
اجعله كالزجاجة المصلمتة تملر الشللبهات بظاهرهللا ول تسللتقر فيهلا فيراهلا
بصفائه ويدفعها بصلبته وإل فاذا اشربت قلبللك كللل شللبهة تمللر عليهللا صللار
مقرا للشبهات او كما قال فما اعلم اني انتفعت بوصية فللي دفللع الشللبهات
كانتفاعي بذلك وإنا سميت الشبهة شبهة لشتباه الحق بالباطللل فيهللا فانهللا
تلبس ثوب الحق على جسللم الباطللل وأكللثر النللاس اصللحاب حسللن ظللاهر
فينظر الناظر فيما البسته ملن اللبلاس فيعتقلد صلحتها واملا صلاحب العللم
واليقين
فانه ل يغتر بذلك بل يجاوز نظره الى باطنها وماتحت لباسللها فينكشللف للله
حقيقتها ومثال هذا الدرهم الزائف فإنه يغتر به الجاهل بالنقد نظرا الللى مللا
عليه من لباس الفضة والناقد البصير يجاوز نظره الى مللا وراء ذلللك فيطلللع
على زيفه فاللفظ الحسن الفصيح هلو للشلبهة بمنزللة اللبلاس ملن الفضلة
على الدرهم الزائف والمعنى كالنحاس الذي تحته وكم قد قتل هذا العتللذار
من خلق ل يحصيهم ال الله وإذا تأمل العاقل الفطن هذا القدر وتللدبره رأى
اكثر الناس يقبل المذهب والمقالة بلفظ ويردها بعينها بلفظ آخر وقد رايللت
انا من هذا في كتب الناس ما شاء الله وكم رد مللن الحللق بتشللنيعه بلبللاس
من اللفظ قبيح وفي مثل هذا قال ائمة السنة منهم المللام احمللد وغيللره ل
نزيل عن الله صفة من صفاته لجل شناعة شنعت فهؤلء الجهمية يسللمون
إثبات صفات الكمال لله من حياته وعلمه وكلمه وسمعه وبصره وسللائر ملا
وصف به نفسه تشبيها وتجسيما ومن اثبللت ذلللك مشللبها فل ينفللر مللن هللذا
المعنى الحللق لجللل هللذه التسللمية الباطلللة ال العقللول الصللغيرة القاصللرة
خفافيش البصائر وكل اهل نحلة ومقالة يكسون نحلتهم ومقالتهم احسن ما
يقدرون عليله ملن اللفللاظ ومقاللة مخلالفيهم اقبللح ملا يقللدرون عليلله ملن
اللفاظ ومن رزقه الله بصيرة فهو يكشف به حقيقة ما تحللت تلللك اللفللاظ
من الحق والباطل ول تغتر باللفظ كما قيل فللي هللذا المعنللى #تقللول هللذا
جنى النحل تمدحه %وان نشأ قلت ذا قيء الزنابير مدحا وذما وما جللاوزت
وصفهما %والحق قلد يعلتريه سلوء تعلبير #فلإذا اردت الطلع عللى كنله
المعنى هل هو حلق او باطلل فجللرده ملن لبللاس العبلارة وجلرد قلبلك عللن
النفرة والميل ثم اعط النظر حقه ناظرا بعين النصاف ول تكن ممللن ينظللر
في مقالة اصحابه ومن يحسن ظنه نظرا تاما بكل قلبه ثم ينظر فللي مقالللة
خصللومه وممللن يسلليء ظنلله بلله كنظللر الشللزر والملحظللة فالنللاظر بعيللن
العداوة يرى المحاسن مساوئ والناظر بعين المحبة عكسلله ومللا سلللم مللن
هذا ال من اراد الله كرامته وارتضاه لقبول الحق وقد قيل # :وعين الرضللا
عن كل عيب كليلة %كما ان عيللن السللخط تبللدي المسللاويا وقللال آخللر #
نظروا بعين عداوة لو انها %عين الرضا الستحسنوا ما استقبحوا فإذا كللان
هذا في نظر العين الذي يدرك الحسوسات ول يتمكن من المكابرة فيها فما
الظن بنظر القلب الللذي يللدرك المعللاني الللتي هللي عرضللة المكللابرة والللله
المستعان على معرفة الحق وقبوله ورد الباطللل وعللدم الغللترار بلله وقللوله
بأول عارض من شبهة هذا دليل ضعف عقله ومعرفته اذ
تؤثر فيه البداآت ويستفز باوائل المور بخلف الثللابت التللام العاقللل فللإنه ل
تستفزه البداآت ول تزعجه وتقلقله فان الباطل له دهشة وروعللة فللي اوللله
فإذا ثبت له القلب رد على عقللبيه والللله يحللب ملن عنلده العلللم والنلاة فل
يعجل بل يثبت حتى يعلم ويسللتيقن مللا ورد عليلله ول يعجللل بللأمر مللن قبللل
استحكامه فالعلجة والطيش من الشيطان فمللن ثبللت عنللد صللدمة البللداآت
استقبل امره بعلم وجزم ومن لم يثبت لها استقبله بعجله وطيللش وعللاقبته
الندامة وعاقبة الول حمدامره ولكن للول آفة متى قرنللت بللالحزم والعللزم
نجا منها وهي الفوت فإنه ل يخللاف مللن التثللبيت ال الفللوت فللإذا اقللترن بلله
العزم والحزم تم امره ولهذا في الدعاء اللذي وراه الملام احمللد والنسلائي
عن النبي اللهم اني اسالك الثبات في المر والعزيملة علللى الرشللد وهاتلان
الكلمتان هما جماع الفلح وما اتى العبد ال من تضلييعهما او تضلييع احلدهما
فما اتى احد ال من باب العجلة والطيش واستفزاز البداآت للله أو مللن بللاب
التهللاون والتمللات وتضللييع الفرصللة بعللد مواتاتهللا فللإذا حصللل الثبللات اول
والعزيمة ثانيا افلح كل الفلح والله ولي التوفيق الصنف الثالث رجل نهمتلله
في نيل لذته فهو منقاد لداعي الشهوة اين كان ول ينال درجة وراثللة النبللوة
مع ذلك ول ول ينال العلم ال بهجر اللذات وتطليق الراحللة قللال مسلللم فللي
صحيحه قال يحيى بن أبي كثير ل ينال العلللم براحللة الجسللم وقللال إبراهيللم
الحربي اجمع عقلء كل امة ان النعيم ل يدرك بالنعم ومن آثر الراحللة فللاتته
الراحة فما لصاحب اللذات وما لدرجللة وراثللة النبيللاء #فللدع عنللك الكتابللة
لست منها %ولو سودت وجهك بالمداد فللان العلللم صلناعة القلللب وشلغله
فما لم تتفرغ لصناعته وشغله لم تنلها وله وجهة واحدة فللإذا وجهللت وجهتلله
الى اللذات والشهوات انصرفت عن العلم ومن لم يغلب لذة إدراكلله العلللم
وشهوته على لذة جسمه وشهوة نفسه لم ينل درجة العلم ابدا فإذا صللارت
شهوته في العلم ولذته في كل إدراكه رجللى للله ان يكللون مللن جملللة اعلللة
ولذة العلم لذة عقلية روحانية من جنس لذة الملئكلة وللذة شلهوات الكلل
والشللراب والنكللاح لللذة حيوانيللة يشللارك النسللان فيهللا الحيللوان ولللذة
الشروالظلم والفساد والعلللوى فللي الرض شلليطانية يشللارك صللاحبها فيهللا
ابليس وجنوده وسللائر اللللذات تبطللل بمقارفللة الللروح البللدن ال لللذة العلللم
واليمان فإنها تكمل بعد المفارقة لن البدن وشواغله كللان ينقصللها ويقللهللا
ويحجبها فإذا انطوت الروح عن البدن التذت لذة كاملة بما حصلته من العلم
النافع والعمل الصالح فمن طلب اللذة العظملى وآثلر النعيلم والمقيلم فهلو
في العلم واليمان اللذين بهما كمال سعادة النسان وايضا فإن تلك اللللذات
سريعة الزوال وإذا انقضت اعقبت هما وغمللا وأل يحتللاج صللاحبها ان يللداويه
بمثلها دفعا لللمه وربما كان معاودته لها مؤلما للله كريهللا اليلله لكللن يحمللله
عليه مدواة ذلك الغم والهم فللأين هللذا مللن لللذة العلللم ولللذة اليمللان بللالله
ومحبته والقبال عليه والتنعم بذكره فهذه هي اللذة الحقيقية
وانتحال المبطلين وتاويل الجاهلين وهذا يدل على انه ل يللزال محمللول فللي
القرون قرنا بعد قرن وفي صحيح ابي حاتم من حديث الخللولني قللال قللال
رسول الله ل يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يسللتعملهم فللي طللاعته
وغرس الله هم اهل العلم والعمللل فلللو خلللت الرض مللن عللالم خلللت مللن
غرس الله ولهذا القول حجج كثيرة لها موضع آخر وزاد الكذابون في حلديث
على إما ظاهرا مشهورا وإما خفيا مستورا وظنللوا ان ذلللك دليلل لهلم عللى
القول بالمنتظر وكلن هذه الزيادة من وضع بعض كذا بيهم والحديث مشهور
عن علي لم يقل احد عنه هذه المقالة ال كذاب وحجللج اللله ل تقللوم بخفللي
مستور ل يقع العالم له على خبر ول ينتفعون به فللي شلليء اصللل فل جاهلل
يتعلم منه ول ضال يهتدي به ول خائف يأمن به ول ذليل يتعزز به فللأي حجللة
لله قامت بمن ل يرى له شخص ول يسمع منه كلمة ول يعلللم للله مكللان ول
سيما على أصول القائلين به فإن الذي دعاهم الى ذلك انهم قالوا ل بد منلله
في اللطف بالمكلفين وانقطاع حجتهللم عللن الللله فيللالله العجللب أي لطللف
حصل بهذا المعدوم ل المعصوم وأي حجة اثبتم للخلق علللى ربهللم باصلللكم
الباطل فإن هذا المعدوم إذا لم يكن لهم سبيل قط الى لقللائه والهتللداء بلله
فهل في تكليف مال يطاق ابلغ من هذا وهل في العذر والحجة ابلغ من هللذا
فالللذي فررتللم منلله وقعتللم فللي شللر منلله وكنتللم فللي ذلللك كمللا قيللل # :
المستجير بعمرو عند كربته %كالمستجير من الرمضاء بالنار #ولكللن ابللي
الله ال ان يفضح من تنقص بالصحابة الخيللار وبسلادة هللذه الملة وان يلرى
الناس عورته ويغريه بكشفها ونعوذ بالله من الخذلن ولقد احسللن القللائل :
#ما آن للسرداب ان يلد الذي %حملتموه بزعمكم ما آنللا فعلللى عقللولكم
العفاء فانكم %ثلثتم العنقاء والغيلنا ولقد بطلت حجج استودعها مثللل هللذا
الغائب وضاعت اعظللم ضللياع فللانتم ابطلتللم حجللج الللله مللن حيللث زعمتللم
حفظها وهذا تصريح من امير المؤمنين رضى الله عنه بان حامل حجللج الللله
في الرض بحيث يؤديها عن الله ويبلغهللا الللى عبللاده مثللله رضللى الللله عنلله
ومثل إخوانه من الخلفاء الراشدين ومن اتبعهم الى يوم القيامة وقوله لكيل
تبطل حجج الله وبينللاته أي لكيل تللذهب مللن بيللن يللدي النللاس وتبطللل مللن
صدورهم وال فالبطلن محال عليها لنها ملللزوم مللا يسللتحيل عليلله البطلن
فإن قيل فما الفرق بين الحجج والبينات قيل الفللرق بينهمللا ان الحجللج هللي
الدلة العلمية التي يعقلهلا القلللب وتسلمع بلالذن قلال تعللالى فللي منلاظرة
إبراهيم لقومه وتبيين بطلن ما هم عليه بالدليل العلمي وتلك حجتنا آتينللاهم
إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء قال ابن زيللد بعلللم الحجللة وقللال
تعالى فان حاجوك فقل اسلمت وجهي لله ومن اتبعني وقال
تعالى ^ والذين يحاجون في الله من بعد مللا اسللتجيب للله حجتهللم داحضللة
عند ربهم ^ والحجة هي اسم لما يحتج به من حللق وباطللل قللال تعللالى لئل
يكون للناس علكيم حجة ال الذين ظلموا منهم فانهم يحتجون عليكم بحجللة
باطلة ^ فل تخشوهم واخشوني ^ وقللال تعللالى ^ واذا تتلللى عليهللم آياتنللا
بينات ما كان حجتهم ال ان قالوا ائتللوا بآبائنللا ان كنتللم صللادقين ^ والحجللة
المضافة الى الله هي الحق وقد تكون الحجة بمعنى المخاصمة ومنلله قللوله
تعالى ^ فلذلك فادع واستقم كما امرت ول تتبللع اهللواءهم وقللل آمنللت بمللا
انزل الله من كتاب وأمرت لعدل بينكم الله ربنللا وربكللم لنللا اعمالنللا ولكللم
اعمللالكم ل حجللة بيننللا وبينكللم ^ أي قللد وضللح الحللق واسللتبان وظهللر فل
خصومة بيننا بعد ظهوره ول مجادلة فان الجدال شللريعة موضللوعة للتعللاون
على إظهار الحق فإذا ظهر الحق ولم يبق به خفاء فل فائدة فللي الخصللومة
والجدال على بصيرة مخاصمة المنكر ومجادلته عناء ل غنى فيه هللذا معنللى
هذه الية وقد يقع في وهم كثير من الجهال ان الشريعة ل احتجاج فيها وان
المرسل بها صلللوات الللله وسلللمه عليلله لللم يكللن يحتللج علللى خصللومه ول
يجللادلهم ويظللن جهللال المنطقييللن وفللروخ اليونللان ان الشللريعة خطللاب
للجمهللور ول احتجللاج يهللا فيللوان النبيللاء دعللوا الجمهللور بطريللق الخطابللة
والحجج للخواص وهم اهل البرهللان يعنللون نفوسلهم ومللن سلللك طريقتهللم
وكل هذا مللن جهلهللم بالشللريعة والقللرآن فللإن القللرآن مملللوء مللن الحجللج
والدلة والبراهين في مسائل التوحيد واثبات الصانع والمعاد وإرسال الرسل
وحدوث العالم فل يذكر المتكلمون وغيرهم دليل صحيحا علللى ذلللك ال وهللو
في القرآن بافصح عبللارة واوضللح بيللان وأتللم معنللى وابعللده عللن اليللرادات
والسئلة وقد اعترف بهذا حذاق المتكلمين من المتقدمين والمتلأخرين قلال
ابو حامد في اول الحياء فإن قلت فلللم لللم تللورد فللي اقسللام العلللم الكلم
والفلسفة وتبين انهما مذمومان او ممدوحان فللاعلم ان حاصللل مللا يشللتمل
عليه الكلم من الدلة التي ينتفع بهللا فللالقرآن والخبللار مشللتملة عليلله ومللا
خرج عنهما فهو إما مجادلة مذمومة وهي من البدع كمللا سلليأتي بيللانه وامللا
مشاغبة بللالتعلق بمناقضللات الفللرق وتطويللل بنقللل المقللالت الللتي اكثرهللا
ترهات وهذا يانات تزدريها الطباع وتمجهللا السللماع وبعضللها خللوض فيمللا ل
يتعلق بالدين ولم يكن شيء منه مألوفلا فلي العصلر الول ولكلن تغيلر الن
حكمه إذا حدثت البدع الصارفة عن مقتضى القرآن والسنة لفقت لها شللبها
ورتبت لها كلما مؤلفا فصار ذلك المحظور بحكم الضرورة مأذونا فيه وقللال
الللرازي فللي كتللابه اقسللام اللللذات لقللد تللأملت الكتللب الكلميللة والمناهللج
الفلسفية فما رأيتها تروي غليل ول تشفى عليل ورايت اقرب الطرق طريقة
القرآن اقرا في الثبات اليلله يصللعدالكلم الطيللب ^ الرحمللن علللى العللرش
استوى ^ واقرا في النفي ^ ليس كمثله شيء ^ ومن جرب مثل تجربللتي
عرف مثل معرفتي وهذا الذي اشار اليه بحسب مافتح له من
دللة القرآن بطريق الخبر وإل فللدللته البرهانيللة العقليللة الللتي يشللير اليهللا
ويرشد اليها فتكون دليل سمعيا عقليا امر تميز به القللرآن وصللار العللالم بلله
من الراسخين في العلم وهو العلم الذي يطمئن اليه القلللب وتسللكن عنللده
النفس ويزكو به العقل وتستنير به البصيرة وتقوى به الحجة ول سبيل لحللد
من العالمين الى قطع من حاج به بل مللن خاصللم بلله فلجللت حجتلله وكسللر
شبهة خصمه وبه فتحت القللوب واسلتجيب لللله ولرسللوله ولكللن اهلل هللذا
العلم لتكللاد العصللار تسللمح منهللم ال بالواحللد بعللد الواحللد فدللللة القللرآن
سمعية عقلية قطعية يقينية ل تعترضها الشبهات ول تتللداولها الحتمللالت ول
ينصرف القلب عنها بعد فهمها ابدا وقال بعض المتكلمين افنيت عمري فللي
الكلم اطلب الدليل وانللا لأزداد ال بعللدا عللن الللدليل فرجعللت الللى القللرآن
اتدبره واتفكر فيه واذا انا بالدليل حقا معي وانا ل أشعر به فقلللت والللله مللا
مثلي ال كما قال القائل # :ومن العجائب والعجائب جمة %قرب الحللبيب
وما اليه وصول كالعيش في البيداء يقتلهللا الظمللا %ولمللاء فللوق ظهورهللا
محمول %قال فلما رجعت الى القرآن إذا هو الحكللم والللدليل ورأيللت فيلله
من ادلة الله وحججه وبراهينه وبيناته ما لو جمع كللل حللق قللاله المتكلمللون
في كتبهم لكانت سورة من سور القرآن وافية بمضللمونه مللع حسللن البيللان
وفصاحة اللفظ وتطبيق المفصل وحسن الحتراز والتنبيه على مواقع الشبه
والرشاد الى جوابها وإذا هو كما قيل بل فوق ما قيل # :كفللى وشللفى مللا
في الفؤاد فلم يدع %لذي ارب فللي القللول جللدا ول هللزل وجعلللت جيللوش
الكلم بعد ذلك تفد الى كما كانت وتتزاحم في صللدري ول يللاذن لهللا القلللب
بالدخول فيه ول تلقى منه إقبال ول قبول فترجع على ادبارهللا والمقصللود ان
القرآن مملوء بالحتجاج وفيه جميع انللواع الدلللة والقيسللة الصللحيحة وأمللر
الله تعالى رسوله فيلله بإقامللة الحجللة والمجادلللة فقللال تعللالى ^ وجللادلهم
بالتي هي احسن ^ وقال ^ ول تجادلوا اهل الكتاب إل بالتي هي احسللن ^
وهذه مناظرات القرآن مع الكفار موجودة فيه وهذه مناظرات رسللول الللله
واصحابه لخصومهم وإقامة الحجج عليهم ل ينكر ذلك ال جاهللل مفللرط فللي
الجهل والمقصود الفرق بين الحجج والبينات فنقللول الحجللج الدلللة العلميللة
والبيانات جمع بينة وهي صفة في الصل يقال آيللة بينللة وحجللة بينللة والبينللة
اسم لكل ما يبين الحق مللن علمللة منصللوبة او أمللارة او دليللل علمللي قللال
تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبيانات وانزلنللا معهللم الكتللاب والميللزان فالبينللات
اليات التي اقامهللا الللله دللللة علللى صللدقهم مللن المعجللزات والكتللاب هللو
الدعوة وقال تعالى ^ إن أول بيت وضللع للنللاس للللذي ببكللة مباركللا وهللدى
للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم ^ ومقام إبراهيللم آيللة جزئيللة مرئيللة
بالبصار
وهو من آيات الله الموجودة في العالم ومنه قول موسللى لفرعللون وقللومه
^ قد جئتكم ببينة من ربكم فأرسل معي بني اسللرائيل قللال إن كنللت جئت
بآية فأت بهلا ان كنللت ملن الصلادقين فلالقى عصلاه ^ وكلان القلاء العصلا
وانقلبها حية هو البينة وقال قللوم هللود يللا هللود مللا جئتنللا ببينللة يريللدون آيللة
القتراح وال فهو قد جاءهم بما يعرفون به انه رسول الله اليهم فطلب الية
بعد ذلك تعنت واقتراح ل يكون لهم عذر فللي عللدم الجابللة اليلله وهللذه هللي
اليات التي قال الله تعالى فيها وما منعنا ان نرسل باليات ال ان كللذب بهللا
الولون فعدم اجابته سبحانه اليها إذ طلبها الكفار رحمة منلله واحسللان فللانه
جرت سنته التي ل تبديل لها انهللم اذا طلبللوا اليللة واقترحوهللا واجيبللوا ولللم
يؤمنوا عولجوا بعذاب الستئصال فلما علم سبحانه ان هؤلء ل يؤمنللون ولللو
جاءتهم كل آية لم يجبهم الى ما طلبوا فلللم يعمهللم بعللذاب لمللا اخللرج مللن
بنيهم واصلبهم من عبادة المؤمنين وان اكثرهم آمن بعللد ذلللك بغيللر اليللات
التي اقترحوها فكان عدم إنللزال اليللات المطلوبللة مللن تمللام حكمللة الللرب
ورحمته واحسانه بخلف الحجج فانها لم تزل متتابعة يتلو بعضها بعضا وهللي
كل يوم في مزيد وتوفي رسول الله وهي اكثر ما كانت وهي باقية الى يللوم
القياملة وقلوله اولئك القللون علددا العظملون عنلد اللله قلدرا يعنلي هلذا
الصنف من الناس اقل الخلق عددا وهذا سلبب غربتهلم فلانهم قليللون فلي
الناس والناس علللى خلف طريقهللم فلهللم نبللأ وللنللاس نبللأ قللال النللبي بللدأ
السلم غريبا وسيعود غريبا كما بدا فطللوبى للغربللاء فللالمؤمنون قليللل فللي
الناس والعلماء قليل في المؤمنين وهؤلء قليل في العلمللاء وإيللاك ان تغللتر
بما يغتر به الجاهلون فانهم يقولون لو كان هؤلء على حلق للم يكونلوا اقلل
الناس عددا والناس على خلفهم فاعلم ان هؤلء هلم النلاس وملن خلالفهم
فمشبهون بالناس وليسوا بناس فما الناس ال اهللل الحللق وإن كللانوا اقلهللم
عددا قال ابن مسعود ل يكن احدكم إمعة يقول انا مع الناس ليوطن احدكم
نفسه على ان يؤمن ولللو كفللر النللاس وقللد ذم سللبحانه الكللثرين فللي غيللر
موضع كقوله وان تطع اكثر من في الرض يضلوك عن سبيل الللله ^ وقللال
^ وما أكللثر النللاس ولللو حرصللت بمللؤمنين ^ وقللال ^ وقليللل مللن عبللادي
الشكور ^ وقال ^ وان كللثيرا مللن الخلطللاء ليبغللى بعضللهم علللى بعللض ال
الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وقللال بعللض العللارفين انفللرادك
في طريق طلبك دليل على صدق الطلب #مت بداء الهوى وال فخاطر %
واطرق الحي والعيون نواظر #ل تخف وحشة الطريق اذا سر %ت وكللن
في خفارة الحق سائر وقوله بهم يدفع الللله عللن حججلله حللتى يؤدوهللا الللى
نظرائهم ويزرعوها في قلوب اشباههم وهذا لن اللله سلبحانه ضلمن حفلظ
حجه وبيناته واخبر رسول الله انه
وان وصفها صدق في وصفها اذ يقول #ارى اشقياء الناس ل يسللأمونها %
على انهم فيها عراة وجوع اراها وان كانت تحب فإنها %سحابة صلليف عللن
قليل تقشع %فرحلت عللن قلللوبهم مللدبرة كمللا ترحلللت عللن اهلهللا مللوليه
واقبلت الخرة الى قلوبهم مسرعة كما اسرعت الى الخلق مقبلة فللامتطوا
ظهور العزائم وهجروا لذة المنام وما ليل المحب بنائم علموا طول الطريق
وقلة المقام في منزل التزود فسللارعوا فللي الجهللاز وجللد بهللم السللير الللى
منازل الحباب فقطعوا المراحل وطووا المفاوز وهذا كله من ثمرات اليقين
فان القلب إذا استيقن ما امامه من كرامة الله وما اعد لوليائه بحيللث كللأنه
ينظر اليه من وراء حجاب الدنيا ويعلم انلله إذا زال الحجللاب رأى ذلللك عيانللا
زالت عنه الوحشة التي يجدها المتخلفون ولن للله مللا اسللتوعره المللترفون
وهذه المرتبة هللي اول مراتللب اليقيللن وهللي علملله وتيقنلله وهللي الكشللاف
المعلوم للقلب بحيث يشاهده ول يشلك فيله كانكشلاف الملرئي للبصلر ثلم
يليها المرتبة الثانية وهي مرتبة عين اليقين ونسبتها الى العين كنسللبة الول
الى القلب ثم تليها المرتبة الثالثة وهي حق اليقيللن وهللي مباشللرة المعلللوم
وإدراكله الدراك التلام فلالولى كعلملك بلان فلي هلذا اللوادي ملاء والثلاني
كرؤيته والثالثة كالشرب منه ومن هللذا مللا يللروى فللي حللديث حارثللة وقللول
النبي كيف اصبحت يا حارثللة قللال اصللبحت مؤمنللا حقللا قللال إن لكللل قللول
حقيقة فما حقيقة إيمانك قال عزفت نفسي عن الللدنيا وشللهواتها فاسللهرت
ليلي وأظمأت نهاري وكاني انظر الى عرش ربي بارزا وكاني انظر الى اهل
الجنة بتزاورون فيها والى اهل النار يتعاوون فيها فقللال عبللد نللور الللله قلبلله
فهذا هو هجوم العلم بصاحبه على حقيقة المر ومن وصل الى هللذا اسللتلن
ما يستوعره المترفون وأنس مما يشتوحش منه الجللاهلون ومللن لللم يثبللت
قدم إيمانه على هذه الدرجة فهو إيمان ضعيف وعلمة هللذا انشللراح الصللدر
لمنازل اليمان وانفساحه وطمأنينة القلب لمر الله والنابللة الللى ذكللر الللله
ومحبته والفرح بلقائه والتجافي عن دار الغرور كملا فلي الثلر المشلهور إذا
دخل النور القلب انفسح وانشرح قيل وما علمة ذلك قال التجافي عللن دار
الغرور والنابة الللى دار الخلللود والسللتعداد للمللوت قبللل نزوللله وهللذه هللي
الحال التي كانت تحصل للصحابة عند النبي إذا ذكرهم الجنة والنار كما فللي
الترمذي وغيره من حديث الجريللري عللن ابللي عثمللان النهللدي عللن حنظلللة
السدي وكان من كتاب النبي انه مر بأبي بكللر رضللى الللله عنلله وهللو يبكللي
فقال مالك يا حنظلة فقال نافق حنظلة يا ابللا بكللر نكللون عنللد رسللول الللله
يذكرنا بالجنة والنار كانا رأى عيللن فللإذا رجعنللا إلللى الزواج والضلليعة نسللينا
كثيرا قال فوالله إنا لكذلك انطلق بنللا الللى رسللول الللله فانطلقنللا فلمللا رآه
رسول الله قال مالك يا حنظلة قال نافق حنظلة يا رسول الله نكون عنللدك
تذكرنا بالنار والجنة كانا
رأى عين فإذا رجعنا عافسنا الزواج والضيعة ونسينا كثيرا قال فقال رسللول
الله لو تدومون على الحال التي تقومون بها من عندي لصللافحتكم الملئكللة
في مجالسكم وفي طرقكم وعلى فرشكم ولكن يللا حنظلللة سللاعة وسللاعة
ساعة وساعة قال الترمذي هذا حللديث حسللن صللحيح وفللي الترمللذي ايضللا
نحوه من حديث ابي هريرة والمقصود ان الذي يهجللم بللالقلب علللى حقيقللة
اليمان ويلين له ما يستوعره غيره ويؤنسه بما يستوحش منلله سللواء العلللم
التام والحب الخالص والحب تبع للعلم يقوى بقوته ويضعف بضعفه والمحب
ل يستوعر طريقا توصله الى محبوبه ول يستوحش فيها وقوله صحبوا الللدنيا
بابدان ارواحها معلقة بالمل العلى وفي رواية بالمحل العلى الروح في هذا
الجسد بدار غربة ولها وطن غيره فل تستقر ال في وطنها وهي جوهر علوي
مخلوق من مادة علوية وقد اضطرت الى مساكنة هذا البللدن الكللثيف فهللي
دائما تطلب وطنها في المحل العلى وتحن اليه حنيللن الطيللر الللى اوكارهللا
وكل روح ففيها ذلك ولكن لفرط اشتغالها بالبدن وبالمحسوسللات المالوفللة
اخلدت الى الرض ونسيت معلمها ووطنها الذي ل راحة لها في غيره فإنه ل
راحة للمؤمن دون لقاء ربه والدنيا سجنه حقلا فلهللذا تجلدالمؤمن بلدنه فللي
الدنيا وروحه في المحل العلى وفللي الحللديث المرفللوع إذا نللام العبللد وهللو
ساجد باهي الللله بلله الملئكللة فيقللول انظللروا الللى عبللدي بلدنه فللي الرض
وروحه عندي رواه تمام وغيره وهذا معني قول بعض السلف القلوب جوالة
فقلب حول الحشر وقلب يطوف مع الملئكة حول العللرش فللأعظم عللذاب
الروح انغماسها وتدسيسها فللي أعمللاق البللدن واشللتغالها بملذه وانقطاعهللا
عن ملحظة ما خلقت له وهيئت له وعن وطنها ومحلها ومحل انسها ومنزل
كرامتها ولكن سكر الشهوات يحجبها عن مطالعة هللذا اللللم والعللذاب فللإذا
صحت من سكرها وافاقت من غمرتها اقبلت عليهللا جيلوش الحسللرات ملن
كل جللانب فحينئذ تتقطللع حسللرات علللى مللا فاتهللا مللن كرامللة الللله وقربلله
والنس به والوصللول الللى وطنهللا الللذي ل راحللة لهللا ال فيلله كمللا قيللل # :
صحبتك اذ عيني عليها غشلاوة %فلملا انجللت قطعلت نفسلي الومهلا وللو
تنقلت الروح في المللواطن كلهللا والمنللازل لللم تسللتقر ولللم تطمئن ال فللي
وطنها ومحلها الذي خلقت له كمللا قيللل # :نقللل فللؤادك حيللث شللئت مللن
الهوى %ما الحب ال للحبيب الول كللم منللزل فللي الرض يللألفه الفللتى %
وحنينه ابدا لول منزل وإذا كانت الروح تحن ابدا الى وطنها مللن الرض مللع
قيام غيره مقامه في السكنى وكثيرا ما يكون غير وطنها احسن واطيب منه
وهي دائما تحن اليه مع انه ل ضرر عليها ول عذاب فللي مفللارقته الللى مثللله
فكيف بحنينها الى الوطن الذي في فراقها له عذابها وآلمها وحسللرتها الللتي
لتنقضي فالعبد
المؤمن في هذه الدار سبي من الجنة الى دار التعب والعناء ثم ضرب عليه
الرق فيها فكيف يلم على حنينه الى داره التي سبى منها وفلرق بينله وبيلن
من يحب وجمع بينه وبين عدوه فروحه دائما معلقة بذلك الوطن وبدنه فللي
الدنيا ولى من ابيات فللي ذلللك #وحللي علللى جنللات عللن فانهللا %منازلللك
الولى وفيها المخيللم ولكننللا سللبي العللدو فهللل تللرى %نعللود الللى اوطاننللا
ونسلم وكلما اراد منه العدو نسيان وطنه وضرب الذكر عنله صلفحا وايلفله
وطنا غيره ابت ذلك روحه وقلبه كما قيل # :يراد مللن القلللب نسلليانكم %
وتأبى الطباع على الناقل ولهذا كان المؤمن غريبا في هللذه الللدار ايللن حللل
منها فهو في دار غربة كما قال النبي كللن فللي الللدنيا كانللك غريللب او عللابر
سبيل ولكنها غربة تنقضى ويصير الللى وطنلله ومنزللله وانمللا الغربللة الللتي ل
يرجى انقطاعها فهي غربة في دار الهوان ومفارقة وطنه الذي كان قد هيء
واعد له وامر بالتجهيز اليه والقدوم عليه فابى ال اغترابه عنه ومفللارقته للله
فتلك غربة ل يرجى ايابها ول يجبر مصابها ول تبادر الى انكار كون البدن في
الدنيا والروح في المل العلى فللروح شأن والبللدن شللأن والنللبي كللان بيللن
اظهر اصحابه وهو عند ربه يطعمه ويسقيه فبدنه بينهللم وروحلله وقلبلله عنللد
ربه وقال ابو الدرداء اذا نام العبدعرج بروحه الللى تحللت العللرش فللان كللان
طاهرا اذن لها بالسجود وان لم يكن طللاهرا لللم يللؤذن لهللا بالسللجود فهللذه
والله أعلم هي العلة التي امر الجنب لجلهللا ان يتوضللأ إذا أراد النللوم وهللذا
الصعود إنما كان لتجرد الروح عللن البللدن بللالنوم فللإذا تجللردت بسللبب آخللر
حصل لها من الترقي والصعود بحسب ذلك التجرد وقد يقوى الحب بالمحب
حتى ل يشاهد منه بين الناس ال جسمه وروحه في موضع آخر عند محبللوبه
وفي هذا من شاعار الناس وحكاياتهم مللا هللو معللروف وقللوله اولئك خلفللاء
الله في ارضه ودعائه الى دينه هذا حجة احد القولين في انه يجوز ان يقللال
فلن خليفة الله في ارضه واحتج اصلحابه ايضلا بقلوله تعلالى للملئكلة إنلي
جاعل في الرض خليفة واحتجوا بقوله تعالى وهو الذي جعلكللم خلئف فللي
الرض وهذا خطاب لنلوع النسلان وبقللوله تعللالى امللن يجيللب المضللطر اذا
دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفللاء الرض وبقللول موسللى لقللومه عسللى
ربكم ان يهلك عدوكم ويستخلفكم في الرض فينظر كيللف تعملللون ويقللول
النبي ان الله ممكن لكم في الرض ومستخلفكم فيها فناظر كيللف تعملللون
فاتقوا الدنيا واتقوا النساء واحتجوا بقول الراعي يخاطب ابا بكر رضي الللله
عنه # :خليفة الرحمن انام معشر %حنفاء نسجد بكرة واصيل
#عرب نرى لله في اموالنا %حق الزكللاة منللزل تنللزيل #ومنعللت طائفللة
هذا الطلق وقالت ل يقال لحد انه خليفة الله فإن الخليفة انما يكون عمن
يغيب ويخلفه غيره والله تعالى شاهد غير غائب قريب غير بعيللد راء وسللامع
فمحال ان يخلفه غيره بل هو سللبحانه الللذي يخلللف عبللده المللؤمن فيكللون
خليفته كما قال النبي في حديث اللدجال ان يخلرج وانلا فيكلم فانلا حجيجله
دونكم وان يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه والللله خليفللتي علللى كللل
مؤمن والحديث في الصحيح وفي صحيح مسلم ايضا من حديث عبد الله بن
عمرو ان رسول الله كان يقول اذا سافر اللهللم انللت الصللاحب فللي السللفر
والخليفة في الهل والحضر الحديث وفي الصحيح ان النبي قال اللهم اغفللر
لبي سلمة وارفع درجته في المهللديين واخلفلله فللي اهللله فللالله تعللالى هللو
خليفة العبد لن العبد يموت فيحتاج الى من يخلفه في اهله قالوا ولهذا انكر
الصديق رضى الله عنه على من قال له يا خليفة الله قال لست بخليفة الله
ولكني خليفة رسول الله وحسبي ذلك قالوا وأما قوله تعالى اني جاعل فللي
الرض خليفة فل خلف ان المراد به آدم وذريته وجمهور اهلل التفسلير ملن
السلف والخلف على انه جعله خليفة عمن كان قبللله فللي الرض قيللل عللن
الجللن الللذين كللانوا سللكانها وقيللل عللن الملئكللة الللذين سللكنوها بعللدالجن
وقصتهم مذكورة في التفاسير وأما قوله تعالى وهو الذي جعلكم خلئف في
الرض فليس المراد به خلئف عن الله وانما المللراد بلله انلله جعلكللم يخلللف
بعضكم بعضا فكلما هلك قرن خلفه قرن إلللى آخللر الللدهر ثللم قيللل ان هللذا
خطللاب لملة محملد خاصللة أي جعلكللم خلئف ملن الملم الماضلية فهلكللوا
وورثتم انتم الرض من بعدهم ول ريب ان هذا الخطاب للمللة والمللراد نللوع
النسان الذي جعل الله اباهم خليفة عمن قبله وجعل ذريتلله يخلللف بعضللهم
بعضا الى قيام الساعة ولهذا جعل هذا آية من آياته كقوله تعالى امن يجيللب
المضطر أذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الرض واما قللول موسللى
لقومه ويستخلفكم في الرض فليس ذلك استخلفا عنه وانما هو اسللتخلف
عن فرعون وقومه اهلكهم وجعل قوم موسى خلفاء من بعدهم وكللذا قللول
النبي ان الله مستخلفكم في الرض أي من المم التي تهلك وتكونللون انتللم
خلفاء من بعدهم قالوا واما قول الراعي فقول شاعر قال قصيدة في غيبللة
الصديق ل يدري ابلغت ابا بكر ام ل ولو بلغته فل يعلم انلله اقللره علللى هللذه
اللفظة ام ل قلت ان اريد بالضافة الى الله انه خليفة عنلله فالصللواب قللول
الطائفة المانعة منها وان اريد بالضللافة ان الللله اسللتخلفه عللن غيللره ممللن
كان قله قبلهفهذا ل يمتنع فيه الضافة وحقيقتها خليفة الله الذي جعللله الللله
خلفا عن غيره وبهذا يخرج الجواب عللن قللول اميللر المللؤمنين اولئك خلفللاء
الله في ارضه فان قيل هذا لمدح فيه لن هذا
الستخلف عام في المة وخلفللة الللله الللتي ذكرهللا اميللر المللؤمنين خاصللة
بخلواص الخللق فلالجواب ان الختصلاص الملذكور افلاد اختصلاص الضلافة
فالضافة هنا للتشريف والتخصيص كما يضاف اليلله عبلاده كقلوله تعلالى إن
عبادي ليس لك عليهم سلطان وعباد الرحمللن الللذين يمشللون علللى الرض
هونا ونظائرهما ومعلوم ان كل الخلق عبللاد للله فخلفللاء الرض كالعبللاد فللي
قوله والله بصير بالعباد ^ وما اللله يريلد ظلملا للعبلاد ^ وخلفلاء اللله فلي
قوله ^ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ^ ونظللائره وحقيقللة اللفظللة ان
الخليفة هو الذي يخلف الذاهب أي يجيء بعده يقال خلف فلن فلنا واصلها
خليف بغيللر هللاء لنهللا فعيللل بمعنللى فاعللل كللالعليم والقللدير فللدخلت التللاء
للمبالغة في الوصف كراويلة وعلملة ولهلذا جملع جملع فعيلل فقيلل خلفلاء
كشريف وشرفاء وكريم وكرماء ومللن راعللي لفظلله بعللد دخللول التللاء عليلله
جمعللة معلله علللى فعللائل فقللال خلئف كعقيلللة وعقللائل وظريفللة وظللرائف
وكلهما ورد به القرآن هذا قول جماعة من النحللاة والصللواب ان التللاء إنمللا
دخلت فيها للعدل عن الوصف الى السم فإن الكلمة صللفة فللي الصللل ثللم
اجريت مجرى السماء فللالحقت التللاء لللذلك كمللا قللالوا نطيحللة بالتللاء فللإذا
اجروها صفة قللالوا شللاة نطيللح كمللاي يقولللون كللف خضلليب وال فل معنللى
للمبالغة في خليفة حتى تلحقها تاء المبالغة والللله اعلللم وقللوله ودعتلله الللى
دينلله الللدعاة جمللع داع كقللاض قضللاة ورام ورمللاة وإضللافتهم الللى اليلله
للختصاص أي الللدعاة المخصوصللون بلله الللذين يللدعون الللى دينلله وعبللادته
ومعرفته ومحبتلله وهللؤلءهم خللواص خلللق الللله وافضلللهم عنللد الللله منزلللة
وأعلهم قدرا يدل على ذلك الوجه الثلثون بعد المللائة وهللو قللوله تعللالى ^
ومن احسن قول ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلللمين
^ قال الحسن هو المؤمن اجاب الله في دعوته ودعا الناس الى مللا أجللاب
الله فيه من دعوته وعمل صالحا في إجابته فهذا حبيب الللله هللذا ولللي الللله
فمقام الدعوة الى الله افضل مقامات العبد قال تعالى وانه لما قام عبدالله
يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا وقال تعالى ^ ادع الى سللبيل ربللك بالحكمللة
والموعظللة الحسللنة وجللادلهم بللالتي هللي احسللن ^ جعللل سللبحانه مراتللب
الدعوة بحسب مراتب الخلق فالمتسجيب القابل الذكي الللذي ل يعانللدالحق
ول يأباه يدعى بطريق الحكمة والقابل الذي عنللده نلوع غفللة وتلأخر يلدعى
بالموعظة الحسنة وهي الملر والنهلي المقللرون بالرغبللة والرهبلة والمعانلد
الجاحد يجادل بالتي هي احسن هذا هو الصحيح في معنللى هللذه اليللة ل مللا
يزعم اسير منطق اليونان ان الحكمة قياس البرهللان وهللي دعللوة الخللواص
والموعظة الحسنة قياس الخطابة وهي دعوة العوام والمجادلللة بللالتي هللي
احسللن القيللاس الجللدلي وهللو رد شللغب المشللاغب بقيللاس جللدلي مسلللم
المقدمات وهذا باطل وهو مبني على اصول
وقال السرى اليقين السللكون عنللد جللولن المللوارد فللي صللدرك ليتقنللك ان
حركتك فيها لتنفعللك ول تللرد عنللك مقضلليا قلللت هللذا إذا لللم تكللن الحركللة
مأمورا بها فإذا كانت مأمورا بهللا فللاليقين فللي بللذل الجهللد فيهللا واسللتفراغ
الوسع وقيل إذا استكمل العبد حقيقة اليقين صار البلء عنده نعمة والمحنللة
منحة فالعلم اول درجات اليقين ولهذا قيل العلم يستعملك واليقيللن يحملللك
فاليقين افضل مواهب الللرب لعبللده ول تثبللت قللدم الرضللاء ال علللى درجللة
اليقين قال تعالى اما اصاب من مصيبة ال باذن الللله ومللن يللؤمن بللالله يهللد
قلبه قال ابن مسعود هو و العبد تصيبه المصيبة فيعلم انها من الله فيرضللى
ويسلم فلهذا لم يحصل له هداية القلب والرضا والتسليم ال بيقينه قال فللي
الصحاح اليقين العلم وزوال الشك يقللال منلله يقنللت المللر يقنللا واسللتيقنت
وايقنت وتيقنت كله بمعنى واحد وأنا على يقين منه وإنمللا صلارت اليللاء واوا
فيموقن للضمة قبلها وإذا صللغرتها رددتلله لللى الصللل فقلللت مييقللن وربمللا
عبروا عن الظن بالقين وبالظن عن اليقين قال # :تحسللب هللواس وأيقللن
اني %بها مفتد من واحد ل أغامره %يقول تشمم السد ناقتي يظن اننللي
افتدى بها منه وأستحيي نفسي فأتركها له ول اقتحم المهالك لمقاتلته قلللت
هذاموضع اختلف فيه اهل اللغة والتفسير هل يسللتعمل اليقيللن فللي موضللع
الظن والظن في موضع اليقين فللرأى ذلللك طائفللة منهللم الجللوهري وغيللره
واحتجوا بسوى ما ذكر بقوله تعالى ^ الذين يظنون انهم ملقوا ربهم وأنهم
اليه راجعون ^ ولو شكوا في ذلك لم يكونوا موقنين فضل عللن ان يمللدحوا
بهذا المدح وبقوله ^ قال الذين يظنون انهم ملقوا الله كللم مللن فئة قليلللة
غلبت فئة كثيرة باذن الله ^ وبقوله تعالى ^ ورأى المجرمون النللار فظنللوا
انهللم مواقعوهللا ^ وبقللول الشللاعر #فقلللت لهللم ظنللوا بللالفي مقاتللل %
سراتهم في الفارسي المسللرد أي اسللتيقنوا بهللذا العللدد وأبللي ذلللك طائفللة
وقالوا ل يكون اليقين ال للعلم واما الظن فمنهم من وافق علللى انلله يكللون
الظن في موضع اليقين واجابوا عما احتج به من جوز ذلللك بللان قللالوا هللذه
المواضع التي زعمتم ان الظن وقع فيها موقع اليقين كلها على بابها فإنا لم
نجد ذلك ال في علم بمغيلب وللم تجلدهم يقوللون لملن راى الشليء اظنله
ولمن ذاقه اظنه وإنما يقال لغائب قدعرف بالسللمع والعلللم فللإذا صللار الللى
المشاهدة امتنع الللى اطلق الظللن عليله قلالوا وبيلن العيللان والخللبر مرتبللة
متوسطة باعتبارها اوقع على العلم بالغائب الظن لفقد الحللال الللتي تحصللل
المدركة بالمشاهدة وعلى هذاخرجت سللائر الدلللة الللتي ذكرتموهللا ول يللرد
على هذا قوله ^ ورأى المجرمون النار فظنوا انهم مواقعوهللا ^ لن الظللن
انما وقع على مواقعتها وهي غيب حال الرؤية فإذا واقعوها لم يكن ذلك ظنا
بل حق يقين قالوا وأما قول الشاعر وايقن انني بهللا مفتللد فعلللى بللابه لنلله
ظن ان السد لتيقنه شجاعته
وجراءته موقن بان الرجل يدع له ناقته يفتدى بها من نفسه قالوا وعلى هذا
يخرج معنى الحديث نحن احق بالشللك مللن إبراهيللم وفيلله اجوبللة لكللن بيللن
العيان والخير رتبة طلب إبراهيم زوالها بقوله ولكن ليطمئن قلللبي فعللبرعن
تلك الرتبة بالشك والله اعلم الوجه الثاني والثلثون بعد الملائة ملا رواه ابلو
يعلى الموصلي في مسنده من حديث انس بن مالك يرفعه الى النللبي قللال
طلب العلم فريضة على كل مسلللم وهللذا وان كللان فللي سللنده حفللص بللن
سليمان وقد ضعف فمعناه صحيح فأن اليمان فللرض علللى كللل واحللد وهللو
ماهية مركبة من علم وعمل فل يتصور وجود اليمان ال بللالعلم والعمللل ثللم
شرائع السلم واجبة على كل مسلم ول يمكن اداؤها ال بعدمعرفتها والعلم
بها والله تعالى اخرج عباده من بطون امهاتهم ل يعلمون شيئا فطلب العلللم
فريضة على كل مسلم وهل تمكن عبادة الللله الللتي هللي حقلله علللى العبللاد
كلهم ال بالعلم وهل ينللال العلللم ال بطلبلله ثللم إن العلللم بللالمفروض تعلملله
ضربان ضرب منه فرض عين ل يسع مسلللما جهللله وهللو انللواع النللوع الول
علم اصول اليمان الخمسللة اليمللان بللالله وملئكتلله وكتبلله ورسللله واليللوم
الخر فإن من لم يؤمن بهذه الخمسة لم يدخل في باب اليمللان وليسللتحق
اسم المؤمن قال الله تعالى ولكن البر من آمن بالله واليوم الخر والملئكة
والكتاب والنبيين ^ وقال ^ ومن يكفر بالله وملئكته وكتبه ورسللله واليللوم
الخر فقد ضل ضلل بعيدا ولما سأل جبريل رسول الله عللن اليمللان فقللال
ان تؤمن بالله وملئكته وكتبه ورسللله واليللوم الخللر قللال صللدقت فاليمللان
بهذه الصول فرع معرفتهللا والعلللم بهللا النللوع الثللاني علللم شللرائع السلللم
واللزم منها علم ما يخص العبد من فعلها كعلللم الوضللوء والصلللة والصلليام
والحج والزكاة وتوابعها وشروطها ومبطلتها النللوع الثللالث علللم المحرمللات
الخمسة التي اتفقت عليها الرسل والشرائع والكتب اللهية وهي المللذكورة
في قوله تعالى قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها ومللا بطللن والثللم
والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا علللى
الله مال تعلمون فهذه محرمات على كل واحد في كل حال على لسان كللل
رسول ل تباح قط ولهذا اتى فيها بانما المفيدة للحصر مطلقا وغيرها محرم
في وقت مباح في غيره كالميتة والدم ولحم الخنزيللر ونحللوه فهللذه ليسللت
محرمة على الطلق والدوام فلم تدخل تحللت التحريللم المحصللور المطلللق
النوع الرابع علم احكام المعاشرة والمعاملة التي تحصل بينلله وبيللن النللاس
خصوصا وعموما والللواجب فللي هللذا النللوع يختلللف بللاختلف احللوال النللاس
ومنازلهم فليس الواجب على المام مللع رعيتلله كللالواجب علللى الرجللل مللع
اهله وجيرته وليس الواجب على من نصب نفسه لنواع التجارات مللن تعلللم
احكام البياعات كالواجب على من ل يبيع ول يشتري ال ما تدعو الحاجة اليه
وتفصلليل هللذه الجملللة ل ينضللبط بحللد لختلف النللاس فللي اسللباب العلللم
الواجب وذلك يرجع
الى ثلثة اصول اعتقاد وفعل وترك فللالواجب فللي العتقللاد مطللابقته للحللق
في نفسه والواجب فللي العمللل معرفتلله وموافقللة حركللات العبللد الظللاهرة
والباطنة الختيارية للشرع امرا وإباحة والواجب في الللترك معرفللة موافقللة
الكف والسكون لمرضات الللله وان المطلللوب منلله إبقللاء هللذا الفعللل علللى
عدمه المستصللحب فل يتحللرك فللي طلبلله او كللف النفللس عللن فعللله علللى
الطريقتين وقد دخل في هذه الجملللة علللم حركللات القلللوب والبللدان وأمللا
فرض الكفاية فل اعلم فيه ضابطا صحيحا فان كل احد يللدخل فللي ذلللك مللا
يظنه فرضا فيدخل بعض الناس في ذلك علم الطب وعلللم الحسللاب وعلللم
الهندسة والمساحة وبعضهم يزيد على ذلك علللم اصللول الصللناعة كالفلحللة
والحياكة والحدادة والخياطة ونحوها وبعضهم يزيللدعلى ذلللك علللم المنطللق
وربما جعله فرض عين وبناه على عدم صحة إيمان المقلد وكلل هلذا هلوس
وخبط فل فرض إل ما فرضه الله ورسوله فيا سبحان الللله هللل فللرض الللله
على كل مسلم ان يكون طبيبا حجاما حاسللبا مهندسللا او حائكللا او فلحللا او
نجارا او خياطا فإن فرض الكفاية كفرض العين في تعلقه بعمللوم المكلفيللن
وإنما يخالفه في سقوطه بفعل البعض ثم على قول هذا القللائل يكللون الللله
قد فرض على كل احد جملة هللذه الصللنائع والعلللوم فللإنه ليللس واحللد منهللا
فرضا على معين والخر على معين آخر بللل عمللوم فرضلليتها مشللتركة بيللن
العموم فيجب على كل احد ان يكون حاسبا حائكا خياطا نجارا فلحللا طبيبللا
مهندسا فان قال المجموع فرض على المجموع لم يكن قولك إن كل واحللد
منها فرض كفاية صحيحا لن فرض الكفاية يجب على العموم واما المنطللق
فلو كان علمللا صللحيحا كللان غللايته ان يكللون كالمسللاحة والهندسللة ونحوهللا
فكيف وباطله اضعاف حقه وفساده وتناقض اصللوله واختلف مبللانيه تللوجب
مراعاتها الذهن ان يزيغ في فكره ول يؤمن بهللذا ال مللن قللد عرفلله وعللرف
فساده وتناقضه ومناقضة كثير منه لعقل الصريح واخبر بعللض مللن كللان قللد
قرأه وعني به انه لم يزل متعجبا من فساد اصوله وقواعده ومبانيها لصللريح
المعقول وتضمنها لدعاوي محضة غير مدلول عليها وتفريقلله بيللن متسللاوين
وجمعه بين مختلفين فيحكم على الشيء بحكم وعلىنظيره بضد ذلك الحكم
او يحكم على الشيء بحكم ثم يحكم علىمضاده او مناقضه به قللال الللى ان
سالت بعض رؤسائه وشيوخ اهله عن شيء من ذلك فانكر فيه ثم قال هللذا
علم قد صقلته الذهان ومرت عليلله مللن عهللد القللرون الوائل او كمللا قللال
فينبغي ان نتسلمه من اهله وكان هذا من افضل ما رأيت في المنطلق قلال
الللى ان وقفللت علللى رد متكلمللي السلللم عليلله وتللبيين فسللاده وتناقضلله
فوقفت على مصنف لبي سعيد السيرافي النحوي في ذللك وعللى رد كلثير
من اهل الكلم والعربية عليهللم كالقاضللي ابللي بكللر بيللن الطيللب والقاضللي
عبدالجبار والجبائي وابنه وابي المعالي وابي القاسم النصاري
يطلللق القللول بللان علللم العربيللة واجللب علللى الطلق اذ الكللثير منلله ومللن
مسائله وبحوثه ل يتوقف فهم كلم الله ورسوله عليها وكذلك اصللول الفقلله
القدر الذي يتوقللف فهللم الخطللاب عليلله منلله يجللب معرفتلله دون المسللائل
المقررة والبحاث التي هي فضلة فكيلف يقلال ان تعلمهلا واجلب وبالجمللة
فالمطلوب الواجب من العبد من العلوم والعمال إذا توقف على شيء منها
كان ذلك الشيء واجبللا وجللوب الوسللائل ومعلللوم ان ذلللك التوقللف يختلللف
باختلف الشخاص والزمان واللسنة والذهان فليس لذلك حد مقللدر والللله
اعلم الوجه الثالث والثلثون بعدالمائة ما رواه ابللن حبللان فللي صللحيحه ملن
حديث ابي هريرة يرفعه الى النبي قال سأل موسى ربلله عللن سللت خصللال
كان يظن انها له خالصلة والسللابعة لللم يكللن موسللى يحبهللا قللال يللا رب أي
عبادك اتقى قال الذي يذكر ول ينسى قال فأي عبادك اهدى قال الذي تتبللع
الهدى قال فأي عبادك احكم قال الذي يحكم للناس مللا يحكللم لنفسلله قللال
أي عبادك اعلم قال عالم ل يشبع من العللم يجملع عللم النلاس اللى علمله
قال فأي عبادك اعز قال الذي اذا قدر عفا قال فأي عبادك اغني قال الللذي
يرضى بما اوتى قال فاي عبادك افقر قال صاحب منقوص فللأخبر فللي هللذا
الحديث ان اعلم عباده الذي ل يشبع من العلم فهو يجمللع عللم النللاس الللى
علمه لنهمته في العلم وحرصه عليه ول ريب ان كون العبد اعظم عباد الللله
من اعظم اوصاف كماله وهذا هو الذي حمل موسى على الرحلة الى عللالم
الرض ليعلمه مما علمه الله هذا وهو كليم الرحمن وأكرم الخلق عللى اللله
في زمانه وأعلم الخلق فحمله حرصه ونهمته فللي العلللم علللى الرحللة الللى
العالم الذي وصف له فلول ان العلم اشرف ما بذلت فيه المهج وانفقت فيه
النفاس لشتغل موسى عن الرحلة الى الخضر بما هو بصدده من امر المة
وعن مقاساة النصب والتعب في رحلته وتلطفه للخضر في قوله هل اتبعللك
على ان تعلمن مما علمللت رشللدا فلللم يللر اتبللاعه حللتى اسللتاذنه فللي ذلللك
واخبره انه جاء متعلما مستفيدا فهذا النبي الكريللم كللان عالمللا بقللدر العلللم
واهله صلوات الله وسلمه عليه الوجه الرابع والثلثللون بعللد المللائة ان الللله
سللبحانه وتعللالى خلللق الخلللق لعبللادته الجامعللة لمحبتلله وإيثللار مرضللاته
المستلزمة لمعرفته ونصب للعباد علمللا ل كمللال لهللم ال بلله وهللو ان تكللون
حركاتهم كلها موافقة على وفق مرضاته ومحبته ولذلك ارسل رسله وانللزل
كتبه وشرع شرائعه فكمال العبد الذي ل كمللال لله ال بله ان تكللون حركللاته
موافقه لما يحبه الله منه ويرضللاه لله ولهللذا جعللل اتبللاع رسللوله دليل علللى
محبته قال تعالى قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفللر لكللم
ذنوبكم والللله غفللور رحيللم فللالمحب الصلادق يلرى خيانللة منلله لمحبللوبه ان
يتحرك بحركة اختيارية في غير مرضاته وإذا فعل فعل مما ابيلح لله بملوجب
طبيعته وشهوته تاب منه كما يتوب من الذنب ول يزال هذا المر يقوى عنده
حتى تنقلب
مباحاته كلها طاعات فيحتسب نللومه وفطللره وراحتلله كمللا يحتسللب قللومته
وصومه واجتهاده وهو دائما بين سراء يشكر الله عليها وضللراء يصللبر عليهللا
فهو سائر إللى اللله دائملا فلي نلومه ويقظنله قلال بعلض العلملاء الكيلاس
عاداتهم عبادات الحمقي والحمقى عباداتهم عادات وقال بعض السلف حبذا
نوم الكياس وفطرهم يغبنون به سهر الحمقى وصومهم فالمحب الصادقان
نطق نطق لله وبالله وان سكت سكت لله وان تحرك فبأمر الله وان سكن
فسكونه استعانة على مرضات الللله فهللو لللله وبلالله ومللع الللله ومعلللوم ان
صاحب هذا المقللام احللوج خلللق الللله الللى العلللم فللإنه ل تتميللز للله الحركللة
المحبوبة لله من غيرها ول السكون المحبوب له من غيره ال بالعلم فليست
حاجته الى العلم كحاجة من طلب العلم لذاته ولنه في نفسلله صللفة كمللال
بل حاجته اليه كحاجته الى ما بلله قللوام نفسلله وذاتلله ولهللذا اشللتدت وصللاة
شيوخ العارفين لمريديهم بالعلم وطلبه وانه من لم يطلللب العلللم لللم يفلللح
حتى كانوا يعدون من ل علم له من السللفلة قللال ذو النللون وقللد سللئل مللن
السفلة فقال من ل يعرف الطريق الى الله تعالى ول يتعرفه وقال ابو يزيللد
لو نظرتم الى الرجل وقد اعطى من الكرامات حتى يتربع في الهللواء فلت
تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند المر والنهي وحفظ الحدود ومعرفة
الشريعة وقال ابو حمزة البزاز من علم طريق الحق سهل عليه سلللوكه ول
دليل على الطريق ال متابعللة الرسللول فللي أقللواله وأفعللاله واحللواله وقللال
محمد بن الفضل الصوفي الزاهد ذهاب السلم على يدي اربعة اصناف من
الناس صنف ل يعملون بما يعلمون وصنف يعملون بما ل يعلمللون وصللنف ل
يعملون ول يعلمون وصنف يمنعون الناس من التعلم قلت الصنف الول من
له علم بل عمل فهو اضر شيء على العامة فإنه حجة لهم فللي كللل نقيصللة
ومنحسة والصنف الثاني العابد الجاهل فإن الناس يحسنون الظن به لعبادته
وصلحه فيقتدون به على جهله وهذان الصنفان همللا اللللذان ذكرهمللا بعللض
السلف في قوله احذروا فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل فإن فتنتهما فتنة
لكل مفتون فان الناس إنملا يقتلدون بعلملائهم وعبلادهم فلإذا كلان العلملاء
فجللرة والعبللاد جهلللة عمللت المصلليبة بهمللا وعظمللت الفتنللة علللى الخاصللة
والعامة والصنف الثالث الذين ل علم لهم ول عملوإنما هم كالنعام السللائمة
والصنف الرابع نواب ابليس في الرض وهم الذي يثبطون الناس عن طلللب
العلم والتفقلله فللي الللدين فهللؤلء اضللر عليهللم مللن شللياطين الجللن فللانهم
يحولون بين القلوب وبيلن هللدى الللله وطريقله فهلؤلء الربعلة اصللناف هلم
الذين ذكرهم هذا العارف رحمة الله عليه وهؤلء كلهم على شفا جرف هللار
وعلى سبيل الهلكة وما يلقى العالم الداعي الى الله ورسوله ما يلقللاه مللن
الذى والمحاربة ال على ايديهم والله يستعمل مللن يشللاء فللي سللخطه كمللا
يستعمل من يحب في مرضاته إنه بعباده خبير بصير ول ينكشللف سللر هللذه
الطلوائف وطريقتهلم إل بلالعلم فعلاد الخيلر بحلذافيره اللى العللم وملوجبه
والشر
بحذافيره الى الجهل وموجبه الوجه الخامس والثلثللون بعللد المللائة ان الللله
سللبحانه جعللل العلمللاء وكلء وامنللاء علللى دينلله ووحيلله وارتضللاهم لحفظلله
والقيام به والذب عنه وناهيك بها منزلة شريفة ومنقبة عظيمللة قللال تعللالى
ذلك هدى الله يهدى به من يشاء من عباده ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا
يعملون اولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلء فقللد
وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين وقد قيل ان هؤلء القوم هم النبيللاء وقيللل
اصحاب رسول الله وقيل كل مؤمن هذه امهات القوال بعد اقوال متفرعللة
عن هذه كقول من قال هم النصار او المهاجرون والنصار او قوم من ابنللاء
فارس وقال آخرون هم الملئكة قال ابن جرير واولى هذه القوال بالصواب
انهم النبياء الثمانية عشر الذين سماهم في اليات قبل هذه الية قال وذلك
ان الخبر في اليات قبلها عنهم مضى وفي التي بعدها عنهم ذكللر فمللا يليهللا
بان يكون خبرا عنهم اولى واحق بان يكون خبرا عللن غيرهللم فالتأويللل فللإن
يكفر قومك من قريش يللا محمللد بآياتنللا وكللذبوا بهللا وجحللدوا حقيقتهللا فقللد
استحفظناها واسترعينا القيام بها رسلنا وانبياءنا من قبلك الذين ل يجحدون
حقيقتها ول يكذبون بها ولكنهم يصدقون بها ويؤمنون بصحتها قلللت السللورة
مكية والشارة بقوله هؤلء الى من كفر به من قومه اصل ومن عداهم تبعللا
فيدخل فيها كل من كفر بما جاء به من هذه المة والقوم الموكلون بها هللم
النبياء اصل والمؤمنون بهم تبعا فيدخل كل من قللام بحفظهللا والللذنب عنهللا
والدعوة اليها ول ريب ان هذا للنبياء اصل وللمللؤمنين بهللم تبعللا واحللق مللن
دخل فيها من اتباع الرسول خلفاؤه في امته وورثته فهم الموكلون بها وهذا
ينظم في القوال التي قيلت فلي اليلة واملا قلول ملن قلال انهلم الملئكلة
فضعيف جدا ل يدل عليه السياق وتاباه لفظه قوما إذ الغالب في القرآن بل
المطرد تخصيص القوم ببني آدم دون الملئكة وأما قول إبراهيللم لهللم قللوم
منكرون فإنما قاله لما ظنهم من النللس وايضللا فليقتضلليه فخامللة المعنللى
ومقصوده ولهذا لو اظهر ذلك وقيل فإن يكفر بها كفار قومك فقد وكلنا بهللا
الملئكة فإنهم ل يكفرون بها لم نجد منه من التسلية وتحقيلر شلأن الكفلرة
بها وبيان عدم تأهلهم لهللا والنعللام عليهللم وإيثللار غيرهللم مللن اهللل اليمللان
الذين سبقت لهم الحسنى عليهم لكونهم احق بها وأهلها والللله أعلللم حيللث
يضع هداه ويختص به من يشاء وايضا فإن تحللت هللذه اليللة إشللارة وبشللارة
يحفظها وأنه ل ضيعة عليهللا وان هللؤلء وإن ضلليعوها ولللم يقبلوهللا فللإن لهللا
قوما غيرهم يقبلونها ويحفظونها ويرعونها ويللذبون عنهللا فكفللر هللؤلء بهللا ل
يضيعها ول يذهبها ول يضللرها شلليئا فللإن لهللا اهل ومسللتحقا سللواهم فتأمللل
شرف هذا المعنى وجللته وما تضللمنه مللن تحريللض عبللاده المللؤمنين علللى
المبادرة اليها والمسارعة الى
قبولها وما تحته من تنبيههم على محبته لهم وإيثاره إياهم بهذه النعمة علللى
اعدائه الكافرين وما تحته من احتقارهم وازدرائهم وعدم المبالة والحتفللال
بهم وإنكم وان تؤمنوا بها فعبادي المؤمنون بها الموكلللون بهلا سللواكم كللثير
كما قال تعالى قل آمنوا به اول تؤمنللوا إن الللذين اوتللوا العلللم مللن قبللله إذا
يتلى عليهم يخرون للذقان سللجدا يوقللولن سللبحان ربنللا إن كللان وعللد ربنللا
لمفعول وإذا كان للملك عبيد قدعصوره وخالفوا امره ولم يلتفتوا الى عهده
وله عبيد آخرون سامعون له مطيعون قابلون مستجيبون لمره فنظر اليهللم
وقال ان يكفر هؤلء نعمللى ويعصللوا امللري ويضلليعو عهللدي فللإن لللي عبيللدا
سواهم وهم انتم تطيعون امري وتحفظون عهدي وتودون حقي فللإن عبيللده
المطيعين يجدون في انفسهم من الفرح والسرور والنشاط وقللوة العزيمللة
ما يكون موجبا لهم المزيد مللن القيللام بحللق العبوديللة والمزيللد مللن كرامللة
سيدهم ومالكهم وهذا امر يشهد به الحللس والعيلان وامللا تلوكيلهم بهلا فهللو
يتضللمن تللوفيقهم لليمللان بهللا والقيللام بحقوقهللا ومراعاتهللا والللذب عنهللا
والنصيحة لها كما يوكل الرجل غيللره بالشلليء ليقللوم بلله ويتعهللده ويحللافظ
عليه وبهللا الولللى متعلقللة بوكلنللا وبهللا الثانيللة متعلقللة بكللافرين والبللاء فللي
بكافرين لتأكيد النفي فإن قلت فهل يصح ان يقال لحد هؤلء المللؤكلين انلله
وكيل الله بهذا المعنى كملا يقلال وللي اللله قللت ل يللزم ملن إطلق فعلل
التوكل المقيد بأمر ما إن يصاغ منه اسم فاعل مطلق كما انلله ل يلللزم مللن
اطلق فعل الستخلف المقيد ان قال خليفللة الللله لقللوله ويسللتخلفكم فللي
الرض وقوله وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في
الرض كما استخلف الذين من قبلهللم فل يللوجب هللذا السللتخلف ان يقللال
لكل منهم انه خليفة الله لنه استخلف مقيد ولمللا قيللل للصللديق يللا خليفللة
الله قال لست بخليفة الله ولكني خليفللة رسللول الللله وحسللبي ذلللك ولكللن
يسوغ ان يقال هو وكيل بذلك كما قال تعالى فقد وكلنا بها قوما والمقصللود
ان هذا التوكيل خاص بمن قام بهللا علمللا وعمل وجهللادا لعللدائها وذبللا عنهللا
ونفيا لتحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وايضا فهللو توكيللل
رحمة وإحسان وتوفيق واختصللاص ل توكيللل حاجللة كمللا يوكللل الرجللل مللن
يتصرف عنه في غيبته لحاجة اليه ولهذا قللال بعللض السلللف فقللد وكلنللا بهللا
قوما يقول رزقناها قوما فلهذا ل يقال لمن رزقها ورحللم بهللا انلله وكيللل لللله
وهذا بخلف اشتقاق ولي الله من الموالة فانها المحبة والقرب فكما يقللال
عبدالله وحبيبه يقال وليه والله تعللالى يللوالي عبللده إحسللانا اليلله وجللبرا للله
ورحمه بخلف المخلوق فإنه يوالي المخلوق لتعززه به وتكثره بموالته لذل
العبد وحاجته واما العزيز الغني فل يوالي احدا من ذل ول حاجة قللال تعللالى
وقل الحمد لله الذي
لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره
تكبيرا فلم ينف الولي نفيا عاما مطلقا بل نفى ان يكون له ولللي مللن الللذل
واثبت في موضع آخر ان له اولياء بقوله ال ان أولياء الله ل خوف عليهم ول
هم يحزنون وقوله الله ولي الذين آمنوا فهذا مللوالة رحمللة وإحسللان وجللبر
والموالة المنفية موالة حاجللة وذل يوضللح هللذا الللوجه السللادس والثلثللون
بعدالمائة وهو ما روى عن النبي من وجوه متعددة انه قال يحمل هذا العلللم
من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغللالين وانتحللال المبطليللن وتاويللل
الجاهلين فهذا الحمل المشار اليه في هذا الحديث هو التوكل المللذكور فللي
الية فأخبر ان العلم الذي جاء به يحمله عدول امته مللن كللل خلللف حللتى ل
يضيع ويذهب وهذا يتضمن تعديله لحمله العلم الللذي بعللث بلله وهللو المشللار
اليه في قوله هذا العلم فكل من حمل العلم المشللار اليلله ل بللد وان يكللون
عدل ولهذا اشتهر عندالمة عدالللة نقلتلله وحملتلله اشللتهارا ل يقبللل شللكا ول
امتراء ول ريب ان من عدله رسول الله ل يسللمع فيلله جللرح فالئمللة الللذين
اشتهروا عند المة بنقل العلم النبوي وميراثلله كلهللم عللدول بتعللديل رسللول
الله ولهذا ل يقبل قدح بعضهم في بعض وهللذا بخلف مللن اشللتهر عندالمللة
جرحه والقدح فيه كأئمة البدع ومن جرى مجراهم من المتهمين فللي الللدين
فانهم ليسوا عندالمة من حملة العلم فما حمل علللم رسللول الللله ال عللدل
ولكن قد يغلط في مسمى العدالة فيظن ان المراد بالعدل مللن ل ذنللب للله
وليس كذلك بل هو عدل مؤتمن على الدين وإن كان منه ما يتوب الى الللله
منه فإن هذا ل ينافي العدالة كما ل ينافي اليمان والولية
فصل وهذا الحديث له طرق عديدة منها ما رواه ابن عدي عن موسى
ابن اسماعيل بن موسى بن جعفر عن ابيه عن جده جعفر بللن محمللد عللن
ابيه عن علي عن النللبي ومنهللا ملا رواه العلوام بلن حوشلب عللن شلهر بلن
حوشب عن معاذ عن النبي ص ذكره الخطيب وغيره #ومنها مللا رواه ابللن
عدي من حديث الليث بن سعد عن يزيد بن ابي حبيب عللن سللالم عللن ابللن
عمر عن النبي ومنها ما رواه محمد بن جرير الطبري مللن حللديث ابللن ابللي
كريمة عنم عاذ ابن رفاعة السلمي عن ابي عثمان النهدي عللن اسللامة بللن
زيد عن النبي ومنها ما رواه حماد بن يزيد عن بقية بن الوليد عللن معللاذ بللن
رفاعللة عللن إبراهيللم بللن عبللدالرحمن العللذري قللال قللال رسللول الللله قللال
الدارقطني حدثنا احمد بن الحسن بن زيد حللدثنا هاشللم بللن القاسللم حللدثنا
مثنى ابن بكر ومبشر وغيرهما من اهل العلم كلهم يقولون حللدثنا معللاذ بللن
رفاعة عن إبراهيم بن عبد الرحمن
عن النبي يعني ان المحفوظ مللن هللذا الطريللق مرسللل لن إبراهيللم هللذا ل
صحبة له وقال الخلل في كتاب العلل قرأت على زهير بن صالح بللن احمللد
حدثنا مهنا قال سالت احمد عن حديث معاذ بن رفاعة عن إبراهيم بللن عبللد
الرحمن العذري قال قال رسول الله يحمل هذا العلم من كل خلللف عللدوله
ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين فقلللت لحمللد
كأنه موضوع قال ل هو صحيح فقلت ممن سمعته انت فقال من غيللر واحللد
قلت من هم قال حدثني به مسكين ال انه يقول عن معاذ عللن القاسللم بللن
عبدالرحمن قال احمد ومعاذ بن رفاعة ل بأس به ومنهللا مللا رواه ابللو صللالح
حدثنا الليث بن سعد عن يحيى بن سعيد عن سللعيد بللن المسلليب عللن عبللد
الله بن مسعود قال سمعت النبي يقول يرث هذا العلم من كل خلف عدوله
ومنها مارواه ابو احمد بن عدي من حديث زريللق بللن عبللدالله اللهللاني عللن
القاسم بن عبدالرحمن عن ابي امامة البللاهلي قللال قللال رسللول الللله رواه
عنه بقية ومنها ما رواه بن عدي ايضا من طريق مروان الفللزاري عللن يزيللد
بن كيسان عن ابي حازم عن ابي هريرة قال قال رسول الله ومنها ما رواه
تمام في فوائده من حديث الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن ابي الخير عن
ابي قبيل عن عبد الله بن عمرو وابي هريرة رواه عنه خالد بن عمرو ومنهللا
ما رواه القاضي اسماعيل من حديث علي بن مسلم البلوي عن ابللي صللالح
الشعري عن أبي هريرة عن النبي الوجه السابع والثلثون بعدالمائة ان بقاء
الدين والدنيا في بقاء العلم وبذهاب العلم تذهب الدنيا والدين فقوام الللدين
والدنيا انما هللو بلالعلم قللال الوزاعللي قللال ابلن شلهاب الزهلري العتصللام
بالسنة نجاة والعلم يقبض قبضللا سللريعا فنعللش العلللم ثبللات الللدين والللدنيا
وذهاب العلم ذهاب ذل كله وقال ابن وهللب اخللبرني يزيلد علن ابلن شلهاب
قال بلغنا عن رجال من اهل العلم انهم كانوا يقولون العتصام بالسنة نجللاة
والعلم يقبض قبضا سريعا فنعش العلللم ثبللات الللدين والللدنيا وذهللاب العلللم
ذهاب ذلك كله الوجه الثامن والثلثون بعدالمائة ان العلم يرفع صللاحبه فللي
الدنيا والخرة مال يرفعه الملك ول المال ول غيرهما فللالعلم يزيللد الشللريف
شرفا ويرفع العبد المملللوك حللتى يجلسلله مجللالس الملللوك كمللا ثبللت فللي
الصحيح من حديث الزهري عن ابي الطفيللل ان نللافع بللن عبللدالحارث اتللى
عمر بن الخطاب بعسفان وكان عمر استعمله على اهل مكة فقال له عمللر
من استخلفت على اهل الوادي قال استخلفت عليهم ابللن ابللزي فقللال مللن
ابن ابزي فقال رجل من موالينا فقال عمر استخلفت عليهم مولى فقال إنه
قارئ لكتاب الله عالم بالفرائض فقال عمر امللا أن نللبيكم قللد قللال إن الللله
يرفع بهذا الكتاب اقواما ويضع به آخرين قال ابو العالية كنت آتي ابن عباس
وهو على سريره وحوله قريش فيأخللذ بيللدي فيجلسللني معلله علللى السللرير
فتغامز بي قريش ففطن لهم ابن عباس فقال كذا هذا العلم يزيد الشللريف
شرفا ويجلس المملوك على السرة
وقال إبراهيم الحربي كان عطاء ابن ابي رباح عبيدا اسود لمللرأة مللن مكللة
وكان انفه كأنه بالقة قال وجاء سليمان بن عبللدالملك اميللر المللؤمنين الللى
عطاء هو وابناه فجلسوا اليه وهو يصلي فلما صلى انفتللل اليهللم فمللا زالللوا
يسألونه عن مناسك الحج وقد حول قفاه اليهم ثم قال سليمان لبنيلله قومللا
فقاما فقال يا بني تنيا في طلب العلم فإني ل انسى ذلنا بين يدي هذا العبلد
السود قال الحربي وكان محمد بن عبد الرحمن ال وقص عنقلله داخللل فللي
بدنه وكان منكباه خلارجين كأنهملا زجلان فقلالت امله يلا بنلي ل تكلون فلي
مجلس قوم ال كنت المضحوك منه المسخور به فعليللك بطلللب العلللم فللإنه
يرفعك فولى قضاء مكة عشرين سنة قال وكان الخصم إذا جلس اليلله بيللن
يديه يرعد حتى يقوم قال ومرت به امرأة وهو يقول اللهم اعتق رقبتي مللن
النار فقالت له يا ابن اخي واي رقبة لك وقال يحيى ابن اكثم قال الرشيدي
ما انبل المراتب قلت ما انت فيه يا امير المؤمنين قللال فتعللرف اجللل منللي
قلت ل قال لكني اعرفه رجللل فللي حلقلله يقللول حللدثنا فلن عللن فلن عللن
رسول الله قال قلت يا أمير المؤمنين اهذا خير منك وانت ابللن عللم رسللول
الله وولي عهد المؤمنين قال نعلم ويلللك هللذا خيلر منللي لن اسلمه مقللترن
باسم رسول الله ل يموت ابدا ونحن نموت ونفني والعلماء بللاقون مللا بقللي
الدهر وقال خيثمة بن سليمان سمعت ابي الخنللاجر يقلول كنللا فللي مجلللس
ابن هارون والناس قد اجتمعوا إليه فمللر اميللر المللؤمنين فوقللف علينللا فللي
المجلس وفي المجلس الوف فالتفت الى اصللحابه وقللال هللذا الملللك وفللي
تاريخ بغداد للخطيب حللدثني ابللو النجيللب عبللد الغفللار ابللن عبدالواحللد قللال
سمعت الحسن بن علي المقري يقول سمعت أبا الحسن بن فللارس يقللول
سمعت الستاذ ابن العميد يقول ما كنت اظن ان فلي اللدنيا حلوة اللذ ملن
الرياسة والوزارة التي انا فيها حتى شهدت مذاكرة سللليمان ابلن ايلوب بلن
احمد الطبراني وابي بكر الجعللابي بحضللرتي فكلان الطللبراني يغلللب بكللثرة
حفظه وكان الجعابي يغلب الطبراني بفطنته وزكا اهل بغداد حللتى ارتفعللت
اصواتهم ول يكاد احدهما يغلب صاحبه فقال الجعابي عندي حديث ليس في
الدنيا ال عندي فقال هاته فقال حدثنا ابللو خليللف حللدثنا سللليمان بللن ايللوب
وحدث بالحديث فقال الطبراني انبأنللا سللليمان بللن ايللوب ومنللي سللمع ابللو
خليفة فاسمع مني حللتى يعلللو اسللنادك فإنللك تللروي عللن ابللي خليفللة عنللي
فخجل الجعابي وغلبلله الطللبراني قللال ابللن العميللد فللوددت فللي مكللاني ان
الوزارة والرياسة ليتها لم تكن لي وكنت الطبراني وفرحت مثل الفرح الذي
فرح الطبراني لجل الحديث او كملا قلال وقلال المزنلي سلمعت الشلافعي
يقول من تعلم القرآن عظمت قيمته ومن نظر في الفقه نبل مقداره ومللن
تعلم اللغة رق طبعه ومن تعلم الحساب جزل رأيه ومن كتب الحديث قويت
حجته ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه وقد روى هذا الكلم عن الشافعي
من وجوه متعددة وقال سفيان الثوري من ارادالدنيا والخللرة فعليلله بطلللب
العلم وقال عبد
الله بن داود سمعت سفيان الثوري يقول ان هذا الحديث عللز فمللن اراد بلله
الدنيا وجدها ومن اراد به الخرة وجدها وقال النضر بن شللميل مللن اراد ان
يشرف في الدنيا والخرة فليتعلم العلم وكفلى بلالمرء سلعادة ان يوثلق بله
في دين الله ويكون بين الله وبين عباده وقال حمزة بن سعيد المصري لمللا
حدث ابو مسلم اللخمي اول يوم حدث قال لبنه كم فضل عندنا من اثمللان
غلتنا قال ثلثمائة دينار قال فرقها على اصحاب الحديث والفقراء شكرا ان
أباك اليللوم شللهد علللي رسللول الللله فقبلللت شللهادته وفللي كتللاب الجليللس
والنيس لبي الفرج المعافي بن زكرياء الجريري حدثنا محمللد بللن الحسللين
بن دريد حدثنا ابلو حلاتم علن العتلبي علن ابيله قلال ابتنلى معاويلة بالبطلح
مجلسا فجلس عليه ومعه ابنه قرظة فإذا هو بجماعة علللى رحللال لهللم وإذا
شاب منهم قد رفع عقيرته يتغنى # :من يساجلني يساجل مللا جللدا %يمل
الدلو الى عقد الكرب قال من هذا قللالوا عبللدالله بللن جعفللر قللال خلللوا للله
الطريق ثم إذا هو بجماعة فيهم غلم يتغنى # :بينما يللذكرنني ابصللرتني %
عند قيد الميل يسعى بي الغر قلن تعرفن الفلتى قللن نعلم %قلد عرفنلاه
وهل يخفى القمر قال من هذا قالوا عمر بن ابي ربيعة قال خلوا له الطريق
فليذهب قال ثم اذا هوبجماعة وإذا فيهم رجل يسئل فيقللال للله رميللت قبللل
ان احلق وحلقت قبل ان ارمي في اشياء اشكلت عليهم من مناسللك الحللج
فقال من هذا قالوا عبدالله بن عمر فالتفت الى ابنه قرظة وقال هذا وابيك
الشرف هذا والله شرف الدنيا والخرة وقال سفيان بن عيينللة ارفللع النللاس
منزلة عند الله من كان بين الللله وبيللن عبللاده وهللم النبيللاء والعلمللاء وقللال
سهل التستري من أراد ان ينظر الى مجالس النبياء فلينظللر الللى مجللالس
العلماء يجيء الرجل فيقول يا فلن ايش تقول في رجل حلف علللى امرأتلله
بكذا وكذا فيقول طلقت امرأته ويجيء آخر فيقول حلفت بكذا وكذا فيقللول
ليس يحنث بهذا القول وليس هذا ال لنبي او عالم فاعرفوا لهم ذلللك الللوجه
التاسع والثلثون بعدالمائة ان النفوس الجاهلة التي لعلم عندها قد البسللت
ثوب الذل والزراء عليها والتنقص بها اسرع منه الى غيرها وهذا امر معلللوم
عند الخاص والعام قال العمش اني لرى الشيخ ل يروى شيئا من الحللديث
فاشتهى ان الطملله وقللال معاويللة سلمعت العمللش يقللول ملن لللم يطلللب
الحديث اشتهى ان أضعفه بنعليوقال هشام بن علي سمعت العمش يقللول
إذا رايت الشيخ لم يقرا القرآن ولم يكتب الحديث فاصفع له فإنه من شيوخ
القمراء قال ابو صالح قلت لبي جعفر ما شيوخ القمراء قال شيوخ دهريون
يجتمعون في ليالي القمر يتذاكرون أيام الناس ول يحسن احدهم ان يتوضللأ
للصلة وقال المزني كان الشافعي إذا رأى شيخا سأله عن الحديث والفقلله
فإن كان عنده شيء وإل قللال للله ل جللزاك الللله خيللرا عللن نفسللك ول عللن
السلم قد
ضلليعت نفسللك وضلليعت السلللم وكللان بعللض خلفللاء بنللي العبللاس يلعللب
بالشطرنج فاستاذن عليه عمه فاذن له وغطى الرقعة فلما جلس قال له يللا
عم هل قرأت القرآن قال قال هل كتبت شيئا من السللنة قللال ل قللال فهللل
نظرت في الفقه واختلف الناس قال ل قال فهل نظرت في العربيللة وايللام
الناس قال ل قال فقال الخليفة اكشف الرقعة ثم اتم اللعب وزال احتشامه
وحياؤه منه وقال له ملعبه يا أمير المؤمنين تكشفها ومعنا من تحتشم منلله
قال اسكت فما معنا احد وهذا لن النسان انما تميللز عللن سللائ الحيوانللات
بما خص به من العلم والعقل والفهم فإذا عدم ذلللك لللم يبللق فيلله ال القللدر
المشترك بينه وبين سائر الحيوانللات وهللي الحيوانيللة البهيميللة ومثللل هللذا ل
يستحي منه الناس ول يمنعون بحضرته وشهوده مما يستحيا منه مللن اولللى
الفضل والعلم الوجه الربعون بعدالمائة ان كل صاحب بضاعة سللوى العلللم
إذا علم ان غير بضاعته خير منها زهد في بضللاعته ورغللب فللي الخللرى وود
انها له عوض بضاعته ال صاحب بضاعة العلم فإنه ليس يحب ان للله يحظلله
منها حظ اصل وكان سفيان الثوري إذا رأى الشليخ لللم يكتلب الحلديث قلال
لجزاك الله عن السلم خيرا قال ابو جعفر الطحاوي كنللت عنللد احمللد بللن
ابي عمران فمر بنا رجل من بني الدنيا فنظرت اليه وشغلت بلله عمللا كنللت
فيه من المذاكرة فقال لي كأني بك قد فكرت فيما اعطى هذا الرجللل مللن
الدنيا قلت له نعم قال هل ادلك على خلة هلل للك ان يحلول اللله اليلك ملا
عنده من المال ويحول اليه مللا عنللدك مللن العلللم فتعيللش انللت غنيللا جللاهل
ويعيش هو عالما فقيرا فقلت ما اختار ان يحول الله ما عندي من العلم الى
ما عنده فالعلم غنى بل مال وعز بل عشيرة وسلللطان بل رجللال وفللي ذلللك
قيل # :العلم كنز وذخر ل نفاد له %نعم القرين إذا ما صللاحب صللحبا قللد
يجمع المرء مال ثم يحرمه %عما قليل فيلقى الللذل والحربللا وجللامع العلللم
مغبوط به ابدا %ول يحاذر منه الفوت والسلبا يللا جللامع العلللم نعللم الللذخر
تجمعه %ل تعدلن به درا ول ذهبا #الوجه الحادي والربعللون بعللدالمائة ان
الله سبحانه اخبر انه يجزى المحسنين اجرهللم باحسللن مللا كللانواي يعملللون
واخبر سبحانه انه يجزى على الحسان بالعلم وهذا يدل على انه من احسن
الجزاء اما المقام الول ففي قللوله تعللالى والللذي جللاء بالصللدق وصللدق بلله
اولئك هم المتقون لهم ما يشاءون عند ربهلم ذللك جلزاء المحسلنين ليكفلر
الله عنهم اسوا الذي عملوا ويجزيهم اجرهم باحسن الذي كانوايعملون وهذا
يتناول الجزاءين الدنيوي والخروي واما المقام الثاني ففي قوله تعالى ولما
بلغ اشده آتينلاه حكملا وعلملا وكلذلك نجلزي المحسلنين قلال الحسلن ملن
احسن عبادة الله في شيبته لقاه الله الحكمة عند كبر سنه وذلك قوله ولما
بلغ اشده آتيناه
حكما وعلما وكذلك نجزي المحسللنين ومللن هللذا قللال بعللض العلمللاء تقللول
الحكمة من التمسني فلم يجدني فليعمل باحسن ما يعلللم وليللترك اقبللح مللا
يعلللم فللإذا فعللل ذلللك فإنللا معلله وإن لللم يعرفنللي الللوجه الثللاني والربعللون
بعدالمائة ان الله سبحانه جعل العلللم للقلللوب كللالمطر للرض فكمللا انلله ل
حياة للرض ال بالمطر فكذلك ل حياة للقلللب ال بلالعلم وفللي الموطللأ قللال
لقمان لبنه يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فللان الللله تعللالى يحيللى
القلللوب الميتللة بنللور الحكمللة كمللا يحيللى الرض بوابللل المطللر ولهللذا فللإن
الرضإنا تحتاج الى المطر في بعض الوقات فإذا تتللابع عليهللا احتللاجت الللى
انقطاعه واما العلم فيحتاج اليه بعدد النفاس ولتزيده كثرته ال صلحا ونفعا
الوجه الثالث والربعون بعد المائة ان كللثيرا مللن الخلق الللتي ل تحمللد فللي
الشخص بل يذم عليها تحمد في طلب العلم كالملق وترك الستحياء والللذل
والتردد الى ابواب العلماء ونحوها قللال ابللن قتيبللة جللاء فللي الحللديث ليللس
الملق من اخلق المؤمنين ال في طلب العلم وهذا اثللر عللن بعللض السلللف
وقال ابن عباس ذللت طالبا فعززت مطلوبا وقال وجدت عامة علم رسللول
الله عند هذا الحي من النصار إن كنت لقيل عند باب احدهم ولو شئت اذن
لي ولكن ابتغى بذلك طيب نفسه وقال ابللو اسللحاق قللال علللى كلمللات لللو
رحلتم المطي فيهن لفنيتموهن قبل ان تدركوا مثلهن ليرجون عبللد ال ربلله
ول يخافن ال ذنبه ول يستحيي من لي علم ان يتعلللم ول يسللتحيي إذا سللئل
عما ل يعلم ان يقول ل أعلم واعلموا ان منزلة الصللبر مللن اليمللان كمنزلللة
الراس من الجسد فإذا ذهب الراس ذهللب الجسللد وإذا ذهللب البصللر ذهللب
اليمان ومن كلم بعض العلماء لينال العلم مسللتحي ول متكللبر هللذا يمنعلله
حياؤه من التعلم وهذا يمنعه كبره وإنما حمدت هذه الخلق في طلب العلم
لنها طريق الى تحصيله فكانت من كمال الرجل ومفضية الللى كمللاله ومللن
كلم الحسللن مللن اسللتتر عللن طلللب العلللم بالحيللاء لبللس للجهللل سللرباله
فاقطعوا سرابيل بالحياء فانه من رؤية وجهه رق علمه وقال الخليللل منزلللة
الجهل بين الحياء والنفة ومن كلم على رضى الله تعالى عنه قرنللت الهيبللة
بالخيبة والحياء بالحرمان وقال إبراهيم لمنصور سل مسألة الحمقى واحفظ
حفظ الكياس وكذلك سؤال الناس هو عيب ونقص في الرجل وذلللة تنللافي
المروءة ال في العلم فإنه عين كماله ومروءته وعللزه كمللا قللال بعللض اهللل
العلم خير خصال الرجل السؤال عن العلم وقيل إذا جلست الى عالم فسل
تفقها لتعنتا وقال رية بن العجاج اتيت النسابة البكري فقال من انللت قلللت
انا ابن العجاج قال قصرت وعرفت لعلك كقوم ان سللكت لللم يسلللوني وان
تكلمت لم يعوا عني قلت ارجو ان ل اكللون كللذلك قللال مللا اعللداء المللروءة
قلت تخبرني قال بنوعم السوء ان رأوا حسنا ستروه وإن رأوا سيئا اذاعللوه
ثم قال إن للعلم آفة ونكدا وهجنة فآفته
نسيانه ونكده الكذب فيه وهجنته نشره عندغير اهله وانشد ابللن العرابللي :
#ما اقرب الشياء حين يسوقها %قدروا بعدها إذا لم تقللدر فسللل الفقيلله
تكن فقيها مثله %من يسع في علم بذل يمهر فتدبر العلللم الللذي تفللتى بلله
%ل خير في علم بغير تدبر ولقد يجد المرء وهو مقصر %ويخيب جدالمرء
غير مقصر ذهب الرجال المقتللدي بفعللالهم %والمنكللرون لكللل امللر منكللر
وبقيت في خلف يزين بعضهم %بعضللا ليللدفع معللور عللن معللور #وللعلللم
ست مراتب اولها حسن السؤال الثانيللة حسللن النصللات والسللتماع الثالثللة
حسن الفهم الرابعة الحفظ الخامسة التعليللم السادسللة وهللي ثمرتلله وهللي
العمل به ومراعاة حدوده فمن الناس من يحرملله لعللدم حسللن سللؤاله أمللا
لنه ل يسال بحال او يسال عن شيء وغيره اهم اليه منه كمللن يسللأل عللن
فضوله التي ل يضر جهله بها ويدع مال غنى له عن معرفته وهذه حللال كللثير
من الجهال المتعلمين ومن الناس من يحرملله لسللوء انصللاته فيكللون الكلم
والممارات آثر عنده وأحب اليلله مللن النصللاب وهللذه آفللة كامنللة فللي اكللثر
النفوس الطالبة للعلم وهي تمنعهم علما كثيرا ولو كللان حسللن الفهللم ذكللر
ابن عبدالبر عن بعض السلف انه قال من كان حسن الفهم رديء السللتماع
لم يقم خيره بشره وذكر عبدالله بن احمللد فللي كتللاب العلللل للله قللال كللان
عروة بن الزبير يحب مماراة ابن عباس فكان يخزن علمه عنلله وكللان عبيللد
الله بن عبدالله بن عتبة يلطف له في السؤال فيعزه بالعلم عزا وقللال ابللن
جريج لم أستخرج العلم الذي استخرجت من عطاء إل برفقي به وقال بعض
السلف إذا جالست العالم فكن على ان تسمع احرص منللك علللى ان تقللول
وقد قال الله تعالى إن في ذلك لذكرى لمن كان للله قلللب او القللى السللمع
وهو شهيد فتأمل ما تحت هذه اللفاظ من كنوز العلم وكيف تفتللح مراعاتهلا
للعبد ابواب العلم والهدى وكيف ينغلق باب العلللم عنلله مللن اهمالهللا وعللدم
مراعاتهللا فللإنه سللبحانه أمللر عبللاده ان يتللدبروا آيللاته المتلللوة المسللموعة
والمرئية المشهودة بما تكون تذكرة لمن كان له قلب فإن من عللدم القلللب
الواعي عن الله لم ينتفع بكل آية تمر عليلله ولللو مللرت بلله كللل آيللة ومللرور
اليات عليه كطلوع الشمس والقمر والنجوم ومرورها على مللن ل بصللر للله
فإذا كان له قلب كان بمنزلة البصير إذا مرت به المرئيات فإنه يراهللا ولكللن
صاحب القلب ل ينتفع بقلبه ال بأمرين احدهما ان يحضره ويشهده لما يلقى
اليه فإن كان غائبا عنه مسافرا في الماني والشهوات والخيالت ل ينتفع به
فإذا احضره اشهده لم ينتفع ال بان يلقى سمعه ويصغى بكليته الى مايوعظ
به ويرشد اليه وها هنا ثلثة
امور احدها سلمة القلب وصحته وقبوله الثاني احضاره وجمعه ومنعلله مللن
الشرود والتفرق الثالث القاء السمع وأصللغاؤه والقبللال علللى الللذكر فللذكر
الله تعالى المور الثلثة في هذه الية قال ابن عطية القلب هنللا عبللارة عللن
العقل إذ هو محللله والمعنللى لمللن كللان للله قلللب واع ينتفللع بلله قللال وقللال
الشبلي قلب حاضر مع الله ل يغفل عنه طرفة عين وقوله او القللى السللمع
وهو شهيد معناه صرف سمعه الى هذه النبللاء الواعظللة واثبتلله فللي سللمعه
فذلك القاء له عليها ومنه قللوله والقيللت عليللك محبللة منللي أي اثبتهللا عليلك
وقوله وهو شهيد قال بعض المتأولين معناه وهو شاهد مقبل على المر غير
معرض عنه ول مفكر في غير ما يسمع قال وقال قتادة هي إشارة إلى اهل
الكتاب فكأنه قال ان هذه العبر لتذكرة لمللن للله فهللم فتللدبر المللر او لمللن
سمعها من اهل الكتاب فشهد بصحتها لعلمه بهللا مللن كتللابه التللوراة وسللائر
كتب بني اسرائيل قللال فشللهيد علللى التأويللل الول مللن المشللاهدة وعلللى
التاويل الثاني من الشهادة وقال الزجاج معنى من كان له قلب مللن شللرف
قلبه الى التفهم ال ترى ان قوله صم بكم عمي انهللم لللم يسللتمعوا اسللتماع
مستفهم مسترشد فجعلوا بمنزلة من لم يسمع كما قال الشاعر اصللم عمللا
ساءه سميع ومعنى او القى السمع استمع ولم يشغل قلبه بغيللر مللا يسللتمع
والعرب تقول الق الللى سلمعك أي اسللتمع منللي وهلو شللهيد أي قلبلله فيمللا
يسمع وجاء في التفسير انه يعني به اهل الكتاب الذين عنللدهم صللفة النللبي
فالمعنى او القى السمع وهو شهيد اشاهد ان صفة النبي في كتابه وهذا هللو
الذي حكاه ابن عطية عن قتادة وذكر ان شهيدا فيه بمعنى شللاهد أي مخللبر
وقال صاحب الكشاف لمن كان له قلب واع لن مللن ل يعللي قلبلله فكللانه ل
قلب له والقلاء السلمع والصلغاء وهلو شلهيد أي حاضلر بفطنتله لن ملن ل
يحضر ذهنه فكأنه غائب او هو مؤمن شاهد على صحته وانه وحللي ملن الللله
وهو بعض الشهداء في قوله لتكونوا شللهداء علللى النللاس وعللن قتللادة وهللو
شاهد على صدقه من اهل الكتللاب لوجلود نعتله عنللده فلللم يختلللف فللي ان
المراد بالقلب القلب الواعي وان المراد بالقاء السمع إصغاؤه وإقباله علللى
المذكر وتفريغ سمعه له واختلف في الشهيد على اربعللة اقللوال احللدها انلله
من المشاهدة وهي الحضور وهذا اصح القوال ول يليق باليللة غيللره الثللاني
انه شهيد من الشهادة وفيه على هللذه ثلثللة اقللوال احللدها انلله شللاهد علللى
صحة ما معه من اليقان الثاني انلله شللاهد مللن الشللهداء علللى النللاس يللوم
القيامة الثالث انه شهادة من الله عنللده علللى صللحة نبللوة رسللول الللله بمللا
علمه من الكتب المنزلة والصواب القول الول فإن قوله وهلو شلهيد جمللة
حالية والواو فيها واو الحال أي القى السمع في هذه الحال وهذا يقتضى ان
يكون حال القائه السمع شهيدا
وهذا هو من المشاهدة والحضور ولو كان المراد به الشهادة فللي الخللرة او
الدنيا لما كان لتقييدها بالقاء السمع معنى اذ يصير الكلم ان فللي ذلللك ليللة
لمن كان له قلب او القي السمع حال كونه شاهدا بمللا معلله فللي التللوراة او
حال كونه شاهدا يوم القيامة ول ريب ان هذا ليس هللو المللراد باليللة وايضللا
فالية عامة في كللل ملن لله قلللب والقللى السلمع فكيللف يلدعى تخصيصللها
بمؤمني اهل الكتاب الذين عندهم شهادة من كتبهم على صفة النللبي وأيضللا
فالسورة مكية والخطاب فيها ل يجوز ان يختص بأهل الكتاب ول سيما مثللل
هذا الخطاب الذي علق فيه حصول مضمون الية ومقصودها بالقلب الواعي
وإلقاء السمع فكيف يقال هي في اهل الكتاب فإن قيل المختص بهللم قللوله
وهو شهيد فهذا افسد وافسد لن قوله وهو شللهيد يرجللع الضللمير فيلله الللى
جملة من تقدم وهو من له قلب او القللى السللمع فكيللف يللدعى عللوده الللى
شيء غايته ان يكون بعض المذكور اول ول دللة في اللفظ عليه وأيضا فإن
المشهود به محذوف ول دللة في اللفظ عليه فلو كان المراد به وهو شللاهد
بكذا لذكر المشهود به إذ ليس في اللفظ ما يللدل عليلله وهللذا بخلف مللا إذا
جعل من الشهود وهو الحضور فإنه ليقتضى مفعول مشهودا به ليتللم الكلم
بذكره وحده وايضا فإن الية تضمنت تقسيما وترديدا بيللن قسللمين احللدهما
من كان له قلب والثاني من القى السمع وحضر بقلبه ولم يغب فهو حاضللر
القلب شاهده ل غائبه وهذا والله اعلم سر التيان باو دون الواو لن المنتفع
باليات من النلاس نوعلان احلدهما ذو القللب اللواعي الزكلي اللذي يكتفلي
بهدايته بأدنى تنبيه ول يحتاج الى ان يسللتجلب قلبلله ويحضللره ويجمعلله مللن
مواضع شتاته بل قلبه واع زكي قابل للهدى غير معرض عنله فهلذا ل يحتلاج
ال الى وصول الهدى اليه فقط لكملال اسللتعداه وصلحة فطرتله فلإذا جلاءه
الهدى سارع قلبه الى قبوله كانه كان مكتوبا فيه فهللو قللد أدركلله مجمل ثللم
جاء الهدى بتفصيل ملا شللهد قلبله بصلحته مجمل وهللذه حلال أكمللل الخللق
استجابة لدعوة الرسل كما هي حال الصديق الكبر رضي الللله عنلله والنللوع
الثاني من ليس له هذا الستعداد والقبول فإذا ورد عليه الهللدى اصللغى اليلله
بسللمعه واحضللر قلبلله وجمللع فكرتلله عليلله وعلللم صللحته وحسللنه بنظللره
واستدلله وهذه طريقة اكثر المستجيبين ولهم نللوع ضللرب المثللال وإقامللة
الحجج وذكر المعارضات والجوبة عنها والولون هم الذين يللدعون بالحكمللة
وهؤلء يدعون بالموعظة الحسنة فهؤلء نوعا المستجيبين واما المعارضللون
المللدعون للحللق فنوعللان نللوع يللدعون بالمجادلللة بللالتي هللي احسللن فللان
استجابوا وإل فالمجادلة فهؤلء ل بد لهم من جدال او جلد ومن تأمل دعللوة
القرآن وجدها شاملة لهؤلء القسام متناولة لهللا كلهللا كمللا قللال تعللالى ادع
الى سبيل ربللك بالحكمللة والموعظللة الحسللنة وجللادلهم بللالتي هللي احسللن
فهؤلء المدعوون بالكلم واما اهل الجلد فهم الذين امللر اللله قتللالهم حللتى
لتكون فتنة ويكون الدين كله لله واما من فسر الية
بأن المراد بمن كان له قلب هو المستغنى بفطرته عللن علللم المنطللق وهللو
المؤيد بقللوة قدسللية ينلال بهلا الحلد الوسللط بسللرعة فهلو لكمللال فطرتله
مستغن عن مراعات اوضاع المنطق والمراد بمن القى السللمع وهللو شللهيد
من ليست له هذه القوة فهو محتاج الى تعلم المنطق ليللوجب للله مراعللاته
وإصغاؤه اليه ان ل يزيغ في فكره وفسر قوله ادع الى سبيل ربك بالحكمللة
انها القياس البرهاني والموعظة الحسنة القيللاس الخطللابي وجلادلهم بلالتي
هي احسن القياس الجدلي فهذا ليس من تفاسير الصللحابة ول التللابعين ول
احد من ائمة التفسير بل ول من تفاسير المسلمين وهو تحريللف لكلم الللله
تعللالى وحمللل للله علللى اصللطلح المنطقيللة المبخوسللة الحللظ مللن العقللل
واليمان وهذا من جنس تفاسير القرامطة والباطنية وغلة السماعيلية لمللا
يفسرونه من القرآن وينزلونه على مذاهبهم الباطلة والقرآن بريء من ذلك
كللله منللزه عللن هللذه الباطيللل والهللذيانات وقللد ذكرنللا بطلن مللا فسللر بلله
المنطقيون هذه الية التي نحن فيها والية الخرى في موضع آخر من وجوه
متعددة وبينا بطلنله عقل وشلرعا ولغلة وعرفلا وأنله يتعلالى كلم اللله علن
حمله علللى ذلللك وبللالله التوفيلق والمقصلود بيلان حرملان العلللم ملن هللذه
الوجوه الستة احدها ترك السؤال الثاني سوء النصات وعللدم القللاء السللمع
الثالث سوء الفهم الرابع عدم الحفظ الخامس عدم نشره وتلعيمه فإن مللن
خزن علمه ولم ينشره ولم يعلمه ابتله الله بنسيانه وذهللابه منلله جللزاء مللن
جنس عمله وهذا أمر يشهد به الحس والوجود السادس عدم العمل به فللإن
العمل به يوجب تذكره وتدبره ومراعاته والنظر فيلله فللإذا اهمللل العمللل بلله
نسيه قال بعض السلف كنا نستعين على حفظ العلم بالعمل به وقال بعللض
السلف ايضا العلم يهتف بالعمل فإن اجابه حل وال ارتحللل فالعمللل بله ملن
اعظم اسباب حفظه وثباته وترك العمل به أضاعه له فمللا اسللتدر العلللم ول
استجلب بمثل العمل قال الله تعالى يا أيهللا اللذين آمنللوا اتقلوا الللله وآمنلوا
برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعللل لكللم نللورا تمشللون بلله وأمللا قللوله
تعالى واتقللوا الللله ويعلمكللم الللله فليللس مللن هللذا البللاب بللل همللا جملتللان
مستقلتان طلبية وهي المر بالتقوى وخبرية وهي قوله تعالى ويعلمكم الللله
أي والله يعلمكم ما تتقون وليست جوابا للمر بالتقوى ولو أريد بهللا الجللزاء
لتى بها مجزومة مجردة عن الللواو فكللان يقللول واتقللوا الللله يعلمكللم او إن
تتقوه يعلمكم كما قال إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا فتدبره الللوجه الرابللع
والربعون بعد المائة ان الله سبحانه نفى التسللوية بيللن العللالم وغيللره كمللا
نفى التسوية بين الخبيث والطيب وبين العمى والبصير وبين النور والظلمة
وبين الظل والحرور وبين اصحاب الجنة واصحاب النار وبيللن البكللم العللاجز
الذي ل يقدر على شيء ومن يامر بالعدل وهو على صللراط مسللتقيم وبيللن
المؤمنين والكفللار وبيللن الللذين آمنللوا وعملللوا الصللالحات والمفسللدين فللي
الرض وبين المتقين
والفجار فهللذه عشللرة مواضللع فللي القللرآن نفللى فيهللا التسللوية بيللن هللؤلء
الصناف وهذا يدل علللى ان منزلللة العللالم مللن الجاهللل كمنزلللة النللور مللن
الظلمة والظل من الحرور والطيب من الخبيث ومنزلة كل واحللد مللن هللذه
الصناف مع مقابلة وهذا كاف في شلرف العللم وأهلله بلل إذا تلأملت هلذه
الصناف كلها ووجدت نفي التسوية بينها راجعا الى العلم وموجبه فيلله وقللع
التفضيل وانتفت المساواة الوجه الخامس والربعون بعللدالمائة ان سللليمان
لما توعد الهدهد بأن يعذبه عذابا شديدا او يذبحه إنما نجا منه بللالعلم واقللدم
عليه في خطابه له بقوله احطت بما لم تحط بلله خللبرا وهللذا الخطللاب إنمللا
جرأه عليه العلم وإل فالهدهد مع ضعفه ل يتمكن ملن خطللابه لسللليمان مللع
قوته بمثل هذا الخطاب لول سلطان العلم ومن هذا الحكايللة المشللهورة ان
بعض اهل العلم سئل عن مسالة فقال ل اعلمها فقال احد تلمذته انا اعلللم
هذه المسألة فغضب الستاذ وهم به فقال له ايها السللتاد لسللت اعلللم مللن
سليمان بن داود ولو بلغت في العلم ما بلغت ولست انا اجهللل مللن الهدهللد
وقد قال لسليمان احطت بما لم تحط به فلم يعتب عليه ولللم يعنفلله الللوجه
السادس والربعون بعدالمائة إن من نللال شلليئا مللن شللرف الللدنيا والخللرة
فإنما ناله بالعلم وتامل ما حصل لدم من تميزه على الملئكة واعترافهم له
بتعليم الله له السماء كلها ثم ما حصل له مللن تللدارك المصلليبة والتعللويض
عن سكنى الجنة بما هو خير له منها بعلم الكلمات التي تلقاها من ربلله ومللا
حصل ليوسف من التمكين في الرض والعلزة والعظملة بعلمله بتعلبير تللك
الرؤيا ثم علمه بوجوه استخراج اخيه من إخوته بما يقرون به ويحكمون هللم
به حتى ال المر الى ما آل اليه من العللز والعاقبللة الحميللدة وكمللال الحللال
التي توصل اليها بالعلم كما اشار اليها سبحانه في قوله كذلك كدنا ليوسللف
ما كان ليأخذ اخاه في دين الملك إل ان يشاء الله نرفللع درجللات مللن نشللاء
وفوق كل ذي علم عليم جاء في تفسيرها نرفع درجات من نشاء بالعلم كما
رفعنا درجة يوسف على اخوته بالعلم وقال في إبراهيم وتللك حجتنلا آتيناهلا
إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء فهللذه رفعللة بعلللم الحجللة والول
رفعة بعلم السياسة وكذلك ما حصل للخضر بسبب علملله مللن تلمللذة كليللم
الرحمن له وتلطفه معه في السؤال حتى قللال هللل اتبعللك علللى ان تعلمللن
مما علمت رشدا وكذلك ما حصل لسللليمان مللن علللم منطللق الطيللر حللتى
وصل الى ملك سبأ وقهر ملكتهم واحتوى على سرير ملكهللا ودخولهللا تحللت
طاعته ولذلك قال يايها الناس علمنا منطق الطير واوتينا من كللل شلليء إن
هذا لهو الفضل المبين وكذلك ما حصل لداود مللن علملله نسللج الللدروع مللن
الوقاية من سلح العداء وعدد سبحانه هذه النعمة بهللذا العلللم علللى عبللاده
فقال وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم مللن بأسللكم فهللل انتللم شللاكرون
وكذلك ما حصل للمسيح من علللم الكتللاب والحكمللة والتللوراة والنجيللل مللا
رفعه الله
به اليه وفضله وكرمه وكذلك ما حصل لسيد ولد آدم من العلم الللذي ذكللره
الله به نعمة عليه فقال وانزل الله عليللك الكتللاب والحكمللة وعلمللك مللا لللم
تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما الوجه السللابع والربعللون بعللدالمائة
ان الله سبحانه اثنى على إبراهيم خليله بقوله تعللالى إن إبراهيللم كللان امللة
قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لنعمه اجتباه فهذه اربللع انللواع
من الثناء افتتحها بأنه امة والمة هو القدوة الذي يؤتم به قللال ابللن مسللعود
والمة المعلم للخير وهي فعلللة مللن الئتمللام كقللدوة وهللو الللذي يقتللدي بلله
والفرق بين المة والمام من وجهين احدهما ان المام كل ما يؤتم به سواء
كان بقصده وشعوره اول ومنه سمى الطريق إماما كقللوله تعللالى وإن كللان
اصحاب اليكة لظالمين فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين أي بطريلق واضلح
ل يخفى على السالك ول يسللمى الطريللق امللة الثللاني ان المللة فيلله زيللادة
معنى وهو الذي جمع صفات الكمال من العلم والعمل بحيث بقي فيها فللردا
وحده فهو الجامع لخصال تفرقت في غيره فكأنه باين غيره باجتماعهللا فيلله
وتفرقها او عدمها في غيره ولفلظ الملة يشلعر بهلذا المعنلى لملا فيله ملن
الميم المضعفة الدالة على الضم بمخرجها وتكريرها وكذلك ضللم اوللله فللإن
الضمة من الواو ومخرجها ينضلم عنلد النطلق بهلا وأتلى بالتلاء الداللة عللى
الوحدة كالغرفة واللقمة ومنه الحديث إن زيد بن عمرو بن نفيل يبعللث يللوم
القيامة أمة وحده فالضم والجتماع لزم لمعنللى المللة ومنلله سللميت المللة
التي هي آحاد المم لنهم الناس المجتمعون علللى ديللن واحللد او فلي عصلر
واحد الثاني قوله قانتا لله قال ابن مسعود القانت المطيللع والقنللوت يفسللر
باشياء كلها ترجع الى دوام الطاعة الثالث قوله حنيفا والحنيف المقبل علللى
الله ويلزم هذا المعنى ميلله عملا سلواه فالميلل لزم معنلى الحنيلف ل انله
موضوعه لغة الرابع قللوله شللاكرا لنعملله والشللكر للنعللم مبنللي علللى ثلثللة
اركان القرار بالنعمة وإضافتها الى المنعم بها وصرفها في مرضاته والعمللل
فيها بما يجب فل يكون العبد شاعرا إل بهذه الشللياء الثلثللة والمقصللود انلله
مدح خليله بللاربع صللفات كلهللا ترجللع الللى العلللم والعمللل بمللوجبه وتعليملله
ونشره فعاد الكمال كله الى العلم والعمل بموجبه ودعوة الخلق اليه الوجه
الثامن والربعون بعدالمائة قوله سبحانه عن المسيح انه قللال انللي عبللدالله
آتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا اينما كنللت قللال سللفيان بلن عيينللة
جعلني مباركا اينما كنت قال معلما للخير وهذا يللدل علللى ان تعليللم الرجللل
الخير هو البركلة اللتي جعلهلا اللله فيله فلإن البركلة حصلول الخيلر ونملاؤه
ودوامه وهذا في الحقيقة ليس إل في العلم الموروث عللن النبيللاء وتعليملله
ولهذا سمى سبحانه كتابه مباركا كما قال تعالى وهذا ذكر مبللارك انزلنللاه ^
وقال ^ كتاب انزلناه اليك مبارك ووصف رسوله بأنه مبارك كمللا فللي قللول
المسيح وجعلني مباركا اينما كنت فبركة كتابه ورسوله هي سبب ما يحصللل
بهما من العلم والهدى والدعوة الى الله الوجه التاسع والربعون
بعد المائة ما في الصحيح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي انلله قللال
إذا مات ابن آدم انقطع عمله ال من ثلث صدقة جارية او علللم ينتفللع بلله او
ولد صالح يدعو له رواه مسلم فللي الصللحيح وهللذا مللن اعظللم الدلللة علللى
شرف العلم وفضله وعظم ثمرته فإن ثوابه يصل الى الرجل بعللد مللوته مللا
دام ينتفع به فكأنه حي لم ينقطللع عمللله مللع مللاله مللن حيللاة الللذكر والثنللاء
فجريان اجره عليه إذا انقطع عن الناس ثللواب اعمللالهم حيللاة ثانيللة وخللص
النبي هذه الشياء الثلثة بوصول الثللواب الللى الميللت لنلله سللبب لحصللولها
والعبد إذا باشر السبب الذي يتعلق به المر والنهي يترتب عليه مسللببه وإن
كان خارجا عن سعيه وكسبه فلما كان هللو السللبب فللي حصللول هللذا الولللد
الصالح والصدقة الجارية والعلم النافع جرى عليه ثلوابه واجلره لتسلببه فيله
فالعبد إنما يثاب على ما باشره او على ما تولد منه وقللد ذكللر تعللالى هللذين
الصلين في كتابه في سورة براءة فقال ذلك بانهم ل يصيبهم ظمأ ول نصب
ول مخمصة في سبيل الله ول يطئون مللوطئا بغيللظ الكفللار ول ينللالون مللن
عدو نيل ال كتب لهم به عمل صالح إن اللله ل يضليع اجللر المسلحنين فهللذه
المور كلها متولللدات عللن افعللالهم غيللر مقللدوره لهللم وإنمللا المقللدور لهللم
اسللبابها الللتي باشللروها ثللم قللال ول ينتفقللون نفقللة صللغيرة ول كللبيرة ول
يقطعون واديا ال كتب لهم ليجزيهم الله احسللن مللا كللانوا يعملللون فالنفقللة
وقطع الوادي افعال مقدورة لهم وقال في القسم الول كتب لهم بلله عمللل
صالح إل ان المتولد حاصل عن شيئين افعالهم وغيرها فليست افعالهم سببا
مستقل في حصول المتولد بل هي جزء من اجزاء السبب فيكتللب لهللم مللن
ذلك ما كان مقابل لفعالهم وايضا فإن الظمأ والنصب وغيظ العدو ليس من
أفعالهم فل يكتب لهم نفسه ولكن لما تولد عن افعالهم كتب لهللم بلله عمللل
صالح وامللا القسللم الخللر وهللو الفعللال المقللدورة نفسللها كالنفللاق وقطللع
الوادي فهو عمل صالح فيكتب لهم نفسه إذ هو مقدور لهم حاصل بللارادتهم
وقدرتهم فعاد الثواب الى الفعال المقدورة والمتولللد عنهللا وبللالله التوفيللق
الوجه الخمسون بعدالمائة ما ذكره ابن عبدالبر عن عبدالله بن داود قال إذا
كان يوم القيامة عزل الله تبارك وتعالى العلماء عن الحساب فيقول ادخلوا
الجنة على ما كان فيكم إني لم اجعل علمي فيكم ال لخير اردتلله بكللم قللال
ابن عبدالبر وزاد غيره في هذا الخبر أن الله يحبس العلماء يوم القيامة فللي
زمرة واحدة حتى يقضي بين الناس ويدخل أهل الجنة الجنة واهل النار النار
ثم يدعو العلماء فيقول يا معشر العلماء أني لم اضع حكمتي فيكم وانا اريد
ان اعذبكم قد علمت انكم تخلطون من المعاصي ما يخلط غيركم فسللترتها
عليكم وغفرتها لكم وإنما كنت اعبد بفتياكم وتعليمكم عبللادي ادخلللوا الجنللة
بغير حساب ثم قال ل معطي لما منع ول مانع لمللا اعطللى قللال وروى نحللو
هذا
المعنى باسناد متصل مرفوع وقد روى حرب الكرمللاني فللي مسللائله نحللوه
مرفوعا وقال إبراهيم بلغني انه إذا كان يللوم القيامةتوضللع حسللنات الرجللل
في كفه وسئياته في الكفة الخرىفتشيل حسناته فإذا يئس فظن انهللا النللار
جاء شيء مثل السحاب حتى يقع من حسناته فتشيل سيئاته قال فيقال للله
اتعرف هذا من عملك فيقول ل فيقال هذا ما علمت الناس من الخير فعمل
به مللن بعللدك فللإن قيللل فقواعدالشللرع تقتضللي ان يسللامح الجاهللل بمللا ل
يسامح به العالم وانه يغفر له مال يغفر للعللالم فللإن حجللة الللله عليلله اقللوم
منها على الجاهل وعلمه بقبح المعصية وبغض الله لها وعقوبته عليها اعظم
من علم الجاهل ونعمة الله عليه بما اودعه من العلم اعظم من نعمته على
الجاهل وقد دلت الشللريعة وحكللم الللله علللى ان مللن حللبي بالنعللام وخللص
بالفضل والكرام ثللم اسللام نفسلله مللع ميللل الشللهوات فارتعهللا فللي مراتللع
الهلكات وتجرأ على انتهاك الحرمات واستخف بالتبعات والسيئات انه يقابل
من النتقام والعتب بما ل يقابل به من ليس في مرتبته وعلى هذا جاء قوله
تعالى يا نساء النللبي مللن يللأت منكللن بفاحشللة مبينللة يضللاعف لهللا العللذاب
ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا ولهذا كان حد الحر ضللعف حدالعبللد فللي
الزنا والقذف وشرب الخمر لكمال النعمة على الحللر وممللا يللدل علللى هللذا
الحديث المشهور الذي اثبته ابو نعيم وغيره عن النبي انه قللال اشللد النللاس
عذابا يوم القيامة عالم لم ينفعه الله بعلمه قال بعض السلف يغفر للجاهللل
سبعون ذنبا قبل ان يغفر للعللالم ذنللب وقللال بعضللهم ايضللا إن الللله يعللافي
الجهال مال يعا 4في لللعماء الجواب ان هذا الذي ذكرتموه حق ل ريب فيلله
ولكن من قواعدالشرع والحكمة ايضا ان من كثرت حسناته وعظمت وكللان
له في السلم تأثير ظاهر فإنه يحتمل له مال يحتمل لغيره ويعفي عنه مللال
يعفي عن غيره فإن المعصية خبث والماء إذا بلللغ قلللتين لللم يحمللل الخبللث
بخلف الماء القليل فإنه ل يحمل ادنى خبث ومن هذا قول النبي لعمللر ومللا
يدريك لعل الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقللد غفللرت لكللم
وهذا هو المانع له من قتل من حس عليلله وعلللى المسلللمين وارتكللب مثللل
ذلك الذنب العظيم فأخبر انه شهد بدرا فدل على ان مقتضى عقللوبته قللائم
لكللن منللع ملن ترتللب اثللره عليله ملاله ملن المشلهد العظيللم فلوقعت تللك
السقطة العظيمة مغتفرة في جنب مللاله مللن الحسللنات ولمللا حللض النللبي
على الصدقة فأخرج عثمان رضى الله عنه تلك الصدقة العظيمة قال ماضر
عثمان ما عمل بعدها وقال لطلحة لما تطاطأ للنبي حتى صعد علللى ظهللره
الى الصخرة اوجب طلحة وهذا موسى كلم الرحمن عز وجل القللى اللللواح
التي فيها كلم الله الذي كتبه لله القاهللا عللى الرض حللتى تكسلرت ولطلم
عين ملك الموت ففقأها وعاتب ربه ليلة السراء في النبي وقال شاب بعث
بعدي يدخل الجنة من امته اكثر مما يدخلها من امتي واخذ بلحية
هارون وجره اليه وهو نبي الله وكل هذا لم ينقص من قدرة شلليئا عنللد ربلله
وربه تعالى يكرمه ويحبه فإن المر الذي قام به موسى والعدو الذي برز للله
والصبر الذي صبره والذى الذي اوذيه في الله امر ل تللؤثر فيلله امثللال هللذه
المور ول تغير في وجهه ول تخفللض منزلتلله وهللذا امللر معلللوم عنللد النللاس
مستقر في فطرهم ان من لله اللوف ملن الحسلنات فلإنه يسلامح بالسليئة
والسيئتين ونحوها حتى انه ليختلج داعي عقوبته على إساءته وداعي شللكره
على إحسانه فيغلب داعي الشكر لداعي العقوبة كما قيللل # :وإذا الجيللب
اتى بذنب واحد %جلاءت محاسلنه بلألف شلفيع وقلال آخلر # :فلإن يكلن
الفعل الذي ساء واحدا %فافعاله اللتي سررن كثير والللله سللبحانه يللوازن
يوم القيامة بين حسنات العبد وسيئاته فايهما غلللب كللان التللأثير للله فيفعللل
باهل الحسنات الكثيرة والذين آثروا محابه ومراضيه وغلبتهم دواعي طبعهم
احيانا من العفو والمسامحة مال يفعله مع غيرهم وايضا فللان العللالم إذا زل
فإنه يحسن اسللراع الفيئة وتللدارك الفللارط ومللداواة الجللرح فهللو كللالطبيب
الحاذق البصير بالمرض وأسبابه وعلجه فإن زواله علىيده اسرع مللن زواللله
على يد الجاهل وأيضللا فللإن معلله مللن معرفتلله بللأمر الللله وتصللديقه بوعللده
ووعيده وخشيته منه ازرائه على نفسه بارتكابه وإيمانه بأن الللله حرملله وان
له ربا يغفر الذنب ويأخذ به الى غير ذلك من المور المحبوبة للرب ما يغمر
الذنب ويضعف اقتضائه ويزيل اثره بخلف الجاهل بذلك او اكثره فإنه ليللس
معه ال ظلمة الخطيئة وقبحها واثارها المرديللة فل يسللتوى هللذا وهللذا وهللذا
فصل الخطاب في هذا الموضع وبلله يتللبين ان المريللن حللق وانلله ل منافللاة
بينهما وان كل واحد من العالم والجاهل إنما زاد قبح الذنب منلله عللى الخللر
بسبب جهله وتجرد خطيئته عما يقاومها ويضعف تاثيرهللا ويزيللل اثرهللا فعللاد
القبح في الموضعين الى الجهل وما يستلزمه وقلته وضعفه الى العلللم ومللا
يستلزمه وهذا دليل ظاهر على شرف العلم وفضللله وبللالله التوفيللق الللوجه
الحادي والخمسون بعدالمائة ان العالم مشتغل بالعلم والتعليم ل يللزال فللي
عبادة فنفس تعلمه وتعليمه عبادة قللال ابللن مسللعود ليللزال الفقيلله يصلللى
قالوا وكيف يصلى قال ذكر الله على قلبه ولسانه ذكللره ابللن عبللدالبر وفللي
حديث معاذ مرفوعا وموقوفا تعلمللوا العلللم فللإن تعلملله لللله حسللنة وطلبلله
عبادة ومذاكرته تسبيح وقدتقدم والصواب انلله موقللوف وذكللر ابللن عبللدالبر
عن معاذ مرفوعا لن تغدو فتتعلللم بابللا مللن ابللواب العلللم خيللر لللك مللن ان
تصلي مائة ركعة وهذا ل يثبت رفعه وقال ابن وهب كنت عند مالك بن انس
فحانت صلة الظهر او العصر وانللا اقللرأ عليلله وانظللر فللي العلللم بيللن يللديه
فجمعت كتبي وقمت لركع فقال لي مالك ما هذا فقلت اقللوم الللى الصلللة
فقال ان هذا لعجب ما الذي قمت اليه افضل من الذي كنت فيلله إذا صلحت
فيه النية وقال الربيع سمعت الشافعي يقول طلب العلم افضل من الصلللة
النافلة وقال سفيان الثوري
ما من عمل افضل من طلب العلم إذا صحت فيه النية وقال رجل للمعللافي
بن عمران ايما احب الليل اقللوم اصلللي اليللك كللله او اكتللب الحللديث فقللال
حديث تكتبه احب الي من قيامك من اول الليل إلى آخره وقال ايضللا كتابللة
حديث واحد احب الي من قيام ليلة وقال ابن عباس تذاكر العلم بعض ليلللة
احب الي من إحيائها وفي مسائل اسحاق بن منصور قلت لحمللد بللن حنبللل
قوله تذاكر العلم بعض ليلة احب الي من إحيائها أي علم اراد قال هو العلللم
الذي ينتفع به الناس فللي أمللر دينهللم قلللت فللي الوضللوء والصلللة والصللوم
والحج والطلق ونحو هذا قال نعم قال اسحاق وقال لي اسحاق بن راهللويه
هو كما قال احمد وقال ابو هريرة لن اجلس ساعة فاتفقه في دينللي احللب
الي من احياء ليلة الى الصللباح وذكلر ابلن عبللدالبر ملن حلديث ابللي هريللرة
يرفعه لكل شيء عماد وعماد هذا الدين الفقه وما عبللد الللله بشلليء افضللل
من فقه في الدين الحديث وقد تقدم وقال محمد بن علي الباقر عالم ينتفع
بعلمه افضل من الف عابد وقال ايضا رواية الحديث وبثه في النللاس افضللل
من عبادة الف عابد ولما كان طلب العلللم والبحللث عنلله وكتللابته والتفللتيش
عليه من عمل القلب والجوارح كان من افضل العمال ومنزلتلله مللن عمللل
الجللوارح كمنزللله اعمللال القلللب مللن الخلص والتوكللل والمحنللة والنابللة
والخشية والرضا ونحوها من العمللال الظللاهرة فللإن قيللل فللالعلم إنمللا هللو
وسيلة الى العمل ومراد له والعمل هو الغاية ومعلوم ان الغاية اشللرف ملن
الوسيلةفكيف تفضللل الوسللائل علللى غاياتهللا قيللل كللل مللن العلللم والعمللل
ينقسم قسمين منه ما يكون وسيلة ومنه ما يكللون غايللة فليللس العلللم كللله
وسيلة مرادة لغيرها فإن العلم بلالله واسللمائه وصللفاته هللو اشلرف العللوم
على الطلق وهو مطلوب لنفسه مراد لذاته قال الله تعالى الله الذي خلللق
سبع سموات ومن الرض مثلهن يتنزل المر بينهن لتعلموا ان الله على كللل
شيء قدير وان الله قد احاط بكل شيء علما فقد اخللبر سللبحانه انلله خلللق
السموات والرض ونزل المر بينهن ليعلم عباده انه بكل شيء عليم وعلللى
كل شيء قدير فهذا العلم هو غاية الخلق المطلوبة وقال تعالى فاعلم انه ل
اله ال الله فالعلم بوحدانيته تعالى وأنه ل إله ال هو مطلوب لللذاته وان كللان
ل يكتفى به وحده بل ل بد معه من عبادته وحده ل شللريك للله فهمللا امللران
مطلوبان لنفسهما ان يعرف الرب تعالى باسمائه وصفاته وأفعاله واحكامه
وان يعبد بموجبها ومقتضاها فكما ان عبادته مطلوبللة مللرادة لللذاتها فكللذلك
العلم به ومرفته وايضللا فللإن العلللم مللن افضللل انللواع العبللادات كمللا تقللدم
تقريره فهو متضمن للغاية الوسيلة وقولكم ان العمل غاية اما ان تريدوا بلله
العمل الذي يدخل فيه عمل القلب والجللوارح او العمللل المختللص بللالجوارح
فقط فإن اريد الول فهو حق وهو يدل على ان العلم غاية مطلوبة لنه مللن
اعمال القلب كما تقدم وان اريد به الثاني وهو عمل الجللوارح فقللط فليللس
بصحيح فإن اعمال القلوب مقصودة
ول علما ومن نيته انه لو كان له مال لعمل فيه بمعصية الله فهذا يلي الغني
الجاهل في المرتبة ويساويه في الوزر بنيته الجازمة المقلترن بهلا مقلدورها
وهو القول الذي لم يقدر على غيره فقسم السللعداء قسللمين وجعللل العلللم
والعمل بموجبه سبب سعادتهما وقسم الشقياء قسمين وجعل الجهللل ومللا
يترتب عليه سبب شقاوتهما فعللادت السللعادة بجملتهللا الللى العلللم ومللوجبه
والشقاوة بجملتها الى الجهل وثمرته الوجه الثالث والخمسون بعد المائة ما
ثبت عن بعض السلف انه قال تفكر ساعة خير من عبادة ستين سنة وسللال
رجل أم الدرداء بعد موته عن عبادته فقللالت كللان نهللاره اجمعلله فللي باديللة
التفكر وقال الحسن تفكر ساعة خير مللن قيللام ليلللة وقللال الفضللل التفكللر
مرآة تريك حسناتك وسيئاتك وقيل لبراهيم إنك تطيل الفكرة فقال الفكللرة
مخ العقل وكان سفيان كثيرا ما يتمثل # :إذا المرء كانت له فكرة %ففي
كل شيء له عبرة وقال الحسن في قوله تعالى سأصرف عن آيللاتي الللذين
يتكبرون في الرض بغير الحق قال أمنعهم التفكر فيها وقال بعض العارفين
لو طالعت قلوب المتقين بفكرها الى مللا قللدر فللي حجللب الغيللب مللن خيللر
الخرة لم يصف لهم في الدنيا عيش ولم تقر لهم فيها عيللن وقللال الحسللن
طول الوحدة أتم للفكرة وطول الفكرة دليل على طريق الجنة وقال وهللب
ما طالت فكرة احد قط ال علم وما علم امرؤ قط ال عمل وقللال عمللر بللن
عبدالعزيز الفكرة في نعم الله من افضل العبادة وقال عبد الله بن المبارك
لبعض اصحابه وقد رآه مفكرا اين بلغت قال الصللراط وقللال بشللر لللو فكللر
الناس في عظمة الله ما عصوه وقال ابللن عبللاس ركعتللان مقتصللدتان فللي
تفكر خير من قيام ليلة بل قلب وقال ابو سليمان الفكللر فللي الللدنيا حجللاب
عن الخرة وعقوبة لهل الولية والفكرة في الخرة تللورث الحكمللة وتجلللي
القلوب وقال ابن عباس التفكر في الخير يدعو الى العمل به وقال الحسللن
ان اهل العلم لللم يزالللوا يعللودون بالللذكر علللى الفكللر والفكللر علللى الللذكر
ويناطقون القلوب حتى نطقت بالحكمة ومن كلم الشافعي اسللتعينوا علللى
الكلم بالصمت وعلللى السللتنباط بللالفكرة وهللذا لن الفكللرة عمللل القلللب
والعبادة عمل الجوارج والقلب اشرف من الجوارح فكان عمله اشلرف ملن
عمل الجوارح وايضا فالتفكر يوقع صاحبه من اليمان على مال يللوقعه عليلله
العمل المجرد فان التفكر يوجب له من انكشاف حقائق المور وظهورها له
وتميز مراتبها في الخير والشر ومعرفة مفضولها مللن فاضلللها واقبحهللا مللن
قبيحها ومعرفة اسبابها الموصلة اليها وما يقاوم تلك السباب ويدفع موجبهللا
والتمييز بين ما ينبغي السعي في تصحيله وبين ما ينبغللي السللعي فللي دفللع
اسبابه والفرق بين الوهم والخيال المانع لكثر النفللوس مللن انتهللاز الفللرص
بعد امكانها وبين السبب المانع حقيقة فيشتغل به دون الول فما قطع
العبد عن كماله وفلحه وسعادته العاجلة والجلللة قللاطع اعظللم مللن الللوهم
الغالب على النفس والخيال الذي هو مركبها بل بحرها الذي ل تنفك سابحة
فيه وإنما يقطع هذا العارض بفكرة صحيحة وعزم صادق يميز به بين الللوهم
والحقيقة وكذلك إذا فكر في عواقب المللور وتجللاوز فكللره مباديهللا وضللعها
مواضعها وعلم مراتبها فإذا ورد عليلله وارد الللذنب والشللهوة فتجللاوز فكللره
لذته وفرح النفس به الى سوء عاقبته وما يللترتب عليلله مللن اللللم والحللزن
الذي ل يقاوم تلك اللذة والفرحة ومن فكر في ذلك فإنه ل يكاد يقللدم عليلله
وكذلك إذا ورد على قلبه وارد الراحة والدعة والكسل والتقاعد عللن مشللقة
الطاعات وتعبها حتى عبر بفكره الى ما يترب عليها مللن اللللذات والخيللرات
والفراح التي تغمر تلك اللم التي في مباديها بالنسللبة الللى كمللال عواقبهللا
وكلما غاص فكره في ذلك اشتد طلبلله لهللا وسللهل عليلله معاناتهللا اسللتقبلها
بنشاط وقوة وعزيمة وكذلك إذا فكللر فللي منتهللى مللا يسللتعبده مللن المللال
والجاه والصور ونظر الى غاية ذلك بعين فكره استحى من عقله ونفسه ان
يكون عبدا لذلك كما قيل # :لو فكر العاشللق فللي منتهللى %حسللن الللذي
يسبيه لم يسبه #وكذلك إذا فكر في آخر الطعمللة المفتخللرة الللتي تفللانت
عليها نفوس اشباه النعام وما يصير امرها اليه عند خروجهللا ارتفعللت همتلله
عن صرفها الى العتناء بها وجعلها معبود قلبه الذي اليه يتللوجه وللله يرضللى
ويغضب ويسعى ويكدح ويوالي ويعادي كما جاء في المسللند عللن النللبي انله
قال إن الله جعل طعام ابن آدم مثل الدنيا وإن قزحه ملحه فلإنه يعلللم الللى
ما يصير او كما قال فإذا وقللع فكللره علللى عاقبللة ذلللك وآخللر امللره وكللانت
نفسه حرة ابيه ربأبها ان يجعلها عبدا لما آخره انتن شيء واخبثه وافحشه
فصل إذا عرف هذا فالفكر هو احضار معرفتين في القلب ليستثمر منهما
معرفة ثالثة ومثال ذلك إذا احضر في قلبلله العاجلللة وعيشللها وتعيمهللا ومللا
يقترن به من الفات وانقطاعه وزواله ثم احضللر فللي قلبلله الخللرة ونعيمهللا
ولذته ودوامه وفضله علىنعيم الدنيا وجزم بهذين العلمين اثمر له ذلك علمللا
ثالثا وهو ان الخرة ونعيمها الفاضل الللدائم أولىعنللد كللل عاقللل بايثللاره مللن
العاجلة المنقطعة المنغصة ثم للله فللي معرفللة الخللرة حالتللان احللداهما ان
يكون قد سمع ذلك من غيره من غيللر ان يباشللر قلبلله بللرد اليقيللن بلله ولللم
يفض قلبه الى مكافحة حقيقة الخرة وهذا حال أكثر الناس فيتجاذبه داعيان
احدهما داعي العاجلة وايثارها وهللو أقللوى الللداعيين عنللده لنلله مشللاهد للله
محسوس وداعي الخرة وهو اضعف الداعيين عنده لنه داع عن سماع
لم يباشر قلبه اليقين به ول كافحه حقيقته العلمية فإذا ترك العاجلة للخللرة
تريه نفسه بانه قد ترك معلوما لمظنون اومتحققللا لموهللوم فلسللان الحللال
ينادي عليه ل ادع ذرة منقودة لدرة موعللودة وهللذه الفللة هللي الللتي منعللت
النفوس من الستعداد للخرة وان يسعى لها سعيها وهي من ضللعف العلللم
بها وتيقنها وإل فمع الجزم التام الذي ل يخالج القلب فيه شك ل يقع التهاون
بها وعدم الرغبة فيها ولهذا لو قدم لرجل طعام في غاية الطيب واللذة وهو
شديد الحاجة اليه ثم قيل له إنه مسموم فإنه ل يقدم عليه لعلمه بللأن سللوء
ما تجنى عاقبة تناوله تربللو فللي المضللرة علللى لللذة اكللله فمللا بللال اليمللان
بلالخرة ل يكلون فلي قلبله بهلذه المنزللة ملاذاك ال لضللعف شللجرة العلللم
واليمان بها في القلب وعللدم اسللتقرارها فيلله وكللذلك اذا كللان سللائرا فللي
طريق فقيل له إن بها قطاعا ولصوصا يقتلون من وجللدوه ويأخللذون متللاعه
فانه ل يسلكها ال على احد وجهين اما ان ل يصدق المخبر وإما ان يثق مللن
نفسه بغلبتهم وقهرهم والنتصار عليهم والف فمع تصديقه للخبر تصللديقا ل
يتمارى فيه وعلمه من نفسه بضعفه وعجزه عن مقللاومتهم فللإنه ل يسلللكها
ولو حصل له هذان العلمان فيما يرتكبه من ايثار الللدنيا وشللهواتها لللم يقللدم
على ذلك فعلم ان إيثاره للعاجلة وترك استعداده للخللرة ل يكللون قللط مللع
كمال تصديقه وإيمانهابدا الحالة الثانية ان يللتيقن ويجللزم جزملا ل شللك فيلله
بأن له دارا غير هذه الدار ومعادا له خلق وان هللذه الللدار طريللق الللى ذلللك
المعاد ومنزل من منازل السائرين اليه ويعلللم مللع ذلللك انهللا باقيللة ونعيمهللا
وعذابها ل يزول ول نسبة لهذا النعيللم والعللذاب العاجللل اليلله إل كمللا يللدخل
الرجل اصبعه في اليم ثم ينزعها فالذي تعلق بها منه هو كالدنيا بالنسبة الى
الخرة فيثمر له هذا العلللم ايثللار الخللرة وطلبهللا والسللتعداد التللام لهللا وان
يسعى لها سعيها وهذا يسعى تفكللرا وتللذكرا ونظللرا وتللأمل واعتبللارا وتللدبرا
واستبصارا وهذه معان متقاربة تجتمع في شيء وتتفللرق فللي آخللر ويسللمى
تفكرا لنه استعمال الفكرة فللي ذلللك واحضللاره عنللده ويسللمى تللذكرا لنلله
احضار للعلم الذي يجب مراعاته بعد ذهوله وغيبته عنه ومنه قوله تعللالى ان
الللذين اتقللوا اذا مسللهم طللائف مللن الشلليطان تللذكروا فللإذا هللم مبصللرون
ويسمى نظللرا لنلله التفللات بللالقلب الللى المنظللور فيلله ويسللمى تللأمل لنلله
مراجعة للنظر كرة بعدكرة حتى يتجلى له وينكشف لقلبلله ويسللمى اعتبللارا
وهو افتعال من العبور لنه يعبر منه الى غيره فيعبر من ذلك الذي قللد فكللر
فيه الى معرفة ثالثة وهي المقصود من العتبللار ولهللذا يسللمى عللبرة وهللي
على بناء الحالت كالجلسة والركبة والقتلة ايذانا بللأن هللذا العلللم والمعرفللة
قد صار حال لصاحبه يعبر منه الى المقصود به وقال الله تعالى ان في ذلللك
لعبرة لمن يخشى ^ وقلال ^ إن فلي ذللك لعلبرة لوللي البصلار ويسلمى
تدبرا لنه نظر في ادبار الملور وهلي اواخرهلا وعواقبهلا ومنله تلدبر القلول
وقال
تعالى افلم يدبروا القول افل يتدبرون القللرآن ولللو كللان ملن عنللد غيللر اللله
لوجدوا فيه اختلفا كللثيرا وتللدبر الكلم ان ينظللر فللي اوللله وآخللره ثللم يعيللد
نظره مره بعد مرة ولهذا جاء علللى بنللاء التفعللل كللالتجرع والتفهللم والتللبين
وسمى استبصارا وهو استفعال من التبصر وهو تبين المر وانكشافه وتجليه
للبصيرة وكل من التذكر والتفكر له فللائدة غيللر فللائدة الخللر فالتللذكر يفيللد
تكرار القلب على ما علمه وعرفه ليرسخ فيه ويثبت ول ينمحي فيذهب اثره
من القلب جملة والتفكر يفيد تكثير العلم واسللتجلب مللا ليللس حاصللل عنللد
القلب فالتفكر يحصله والتذكر يحفظه ولهذا قال الحسن ما زال اهل العلللم
يعودون بالتذكر علللى التفكللر وبللالتفكر علىالتللذكر وينللاطقون القلللوب حللتى
نطقت بالحكمة فللالتفكر والتللذكر بللذار العلللم وسللقيه مطللارحته ومللذاكرته
تلقيحه كما قال بعض السلف ملقلاة الرجلال تلقيلح للبابهلا فالملذاكرة بهلا
لقاح العقل فالخير والسعادة في خزانة مفتاحها التفكر فإنه ل بد مللن تفكللر
وعلم يكون نتيجته الفكر وحال يحدث للقلب من ذلللك العلللم فللإن كللل مللن
عمل شيئا من المحبوب او المكروه ل بد ان يبقى لقلبه حالة وينصبغ بصبغة
من علمه وتلك الحال توجب له إرادة وتلك الرادة توجب وقللوع العمللل فهللا
هنا خمسة امور الفكر وثمرته العلللم وثمرتهمللا الحالللة الللتي تحللدث للقلللب
وثمرة ذلك الرادة وثمرتها العلم فللالفكر إذا هللو المبللدأ والمفتللاح للخيللرات
كلها وهذا يكشف لك عن فضل التفكر وشرفه وانه من افضل اعمال القلب
وانفعها له حتى قيل تفكر ساعة خير من عبادة سنة فالفكر هو الللذي ينقللل
من موت الفطنة الى حياة اليقظة ومن المكاره الى المحللاب ومللن الرغبللة
والحرص الى الزهد والقناعة ومن سجن الدنيا الى فضاء الخرة ومن ضلليق
الجهل الى سعة العلم ورحبه ومن مللرض الشللهوة والخلد الللى هللذه الللدار
الى شفاء النابة الللى الللله والتجللافي عللن دار الغللرور وملن مصلليبة العمللى
والصمم والبكم الى نعمة البصر والسمع والفهم عن الله والعقل عنلله ومللن
امراض الشبهات الى برد اليقين وثلج الصلدور وبالجمللة فأصلل كلل طاعلة
إنما هي الفكر وكذلك اصل كل معصية إنما يحدث مللن جللانب الفكللرة فللإن
الشيطان يصادف ارض القلب خالية فارغة فيبذر فيهللا حللب الفكللار الرديللة
فيتولد منه الرادات والعزوم فيتولد منهللا العمللل فللإذا صللادف ارض القلللب
مشغولة ببذر الفكار النافعة فيما خلق له وفيما امر به وفيم هيء للله واعللد
له من النعيم المقيم او العذاب الليم لم يجد لبذره موضعا وهذا كملا قيلل :
#اتاني هواها قبل ان اعرف الهوى %فصادف قلبا فارغا فتمكنا فان قيللل
فقد ذكرتم الفكر ومنفعته وعظم تأثيره في الخير والشر فما متعلقه الذي
ينبغي ان يوقع عليه ويجرى فيه فانه ل يتللم المقصللود منله ال بلذكر متعلقلله
الذي يقع الفكر فيه وال ففكر بغيللر متفكللر فيلله محللال قيللل مجللرى الفكللر
ومتعلقلله اربعللة امللور احللدها غايللة محبوبللة مللرادة الحصللول الثللاني طريللق
موصلة الى تلك الغايلة الثللالث مضللرة مطلوبللة العلدام مكروهلة الحصلول
الرابع الطريق المفضلي اليهلا الموقلع عليهلا فل تتجلاوز افكلار العقلء هلذه
المور الربعة وأي فكر تخطاها فهو من الفكار الرديللة والخيللالت والمللاني
الباطلة كما يتخيل الفقير المعدم نفسه من اغنى البشر وهللو يأخللذ ويعطللي
وينعم ويحرم وكما يتخيل العاجز نفسه من اقوى الملوك وهللو يتصللرف فللي
البلد والرعية ونظير ذلك من افكار القلوب الباطولية التي من جنس افكللار
السكران والمحشوش والضعيف العقل فالفكار الرديللة هللي قللوت النفللس
الخسيسللة الللتي هللي فللي غايللة الللدناءة فإنهللا قللد قنعللت بالخيللال ورضلليت
بالمحال ثم ل تزال هذه الفكار تقوى بها وتتزايد حتى توجب لها آثللارا رديللة
ووساوس وأمراضا بطيئة الزوال وإذا كان الفكر النافع ل يخرج عن القسام
الربعة التي ذكرناها فله ايضا محلن ومنزلن احدهما هذه الللدار والخللر دار
القرار فأبنلاء الللدنيا الللذين ليللس لهللم فلي الخللرة ملن خلق عمللروا بيللوت
افكارهم بتلك القسام الربعة في هذه الدار فأثمرت لهم افكارهم فيهللا مللا
اثمرت ولكن إذا حقت الحقائق وبطلت الدنيا وقامت الخرة تبين الرابح من
المغبون وخسر هنالك المبطلون وأبناء الخرة الذين خلقوا لها عمروا بيللوت
افكارهم على تلك القسام الربعة فيها ونحن نفصل ذلك بعون الله وفضللله
فنقول كل طالب لشيء فهو محب له مؤثر لقربه ساع في طريللق تحصلليله
متوصل اليه بجهده وهللذا يللوجب للله تعلللق افكللاره بجمللال محبللوبه وكمللاله
وصفاته التي يحب لجلها وتعلقها بما يناله بلله مللن الخيللر والفللرح والسللرور
ففكره في حللال محبللوبه دائر بيللن الجمللال والجمللال والحسللن والحسللان
فكلما قويت محبته ازداد هذا الفكر وقللوى وتضللاعف حللتى يسللتغرق اجللزاء
القلب فل يبقى فيه فضل لغيره بل يصير بين الناس بقللالبه وقلبلله كللله فللي
حضرة محبوبه فإن كان هذا المحبللوب هللو المحبللوب الحللق الللذي ل تنبغللي
المحبة إل له ول يحب غيره إل تبعا لمحبته فهو اسعد المحبين به وقللد وضللع
الحب موضعه وتهيأت نفسه لكمالها الذي خلقت له والذي ل كمال لها بدونه
بوجه وان كانت تلك المحبة لغيره من المحبوبللات الباطلللة المتلشللية الللتي
تفنى وتبقى حزازات القلللوب بهللا علللى حالهللا فقللد وضللع المحبللة فللي غيللر
موضعها وظلم نفسه اعظم ظلم واقبحه وتهيأت بذلك نفسلله لغايللة شللقائها
والمها وإذا عرف هذا عرف ان تعلق المحبة بغير الله الحق هو عيللن شللقاء
العبد وخسرانه فافكفاره المتعلقة بهللا كلهللا باطلللة وهللي مضللرة عليلله فللي
حياته وبعدموته والمحب الذي قد ملك المحبوب افكار قلبلله ل يخللرج فكللره
عن تعلقه بمحبوبه او بنفسه ثم فكره في محبوبه ل يخرج عن حالتين
الصل الول ^ افل يتدبرون القرآن ^ افلم يدبروا القللول ^ كتللاب انزلنللاه
اليك مبارك ليللدبروا آيلاته ^ إنلا انزلنلاه قرآنللا عربيلا لعلكللم تعقللون كتلاب
فصلت اياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون وقال فللي الصللل الثللاني قللل انظللروا
ماذا في السموات والرض ان في خلللق السللموات والرض واختلف الليللل
والنهار ليات لولي اللباب الذين يذكرون الله قياما وقعللودا وعلللى جنللوبهم
ويتفكللرون فللي خلللق السللموات والرض ان فللي السللموات والرض ليللات
للمؤمنين وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقللوم يوقنللون واختلف الليللل
والنهار وما أنزل الله من السماء من ماء فاحيللا بلله الرض بعللد موتهللا وبللث
فيها من كل دابة وتصللريف الريللاح آيللات لقللوم يعقلللون او لللم يسلليروا فللي
الرض فينظروا كيف كللان عاقبللة الللذين كللانوا مللن قبلهللم قللل سلليروا فللي
الرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل ^ ومن آياته ان خلقكم مللن
تراب ثم إذا انتم بشر تنتشرون ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجللا
لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة ان في ذلك ليات لقوم يتفكرون ^
الى قوله ^ ومللن آيللاته ان تقللوم السللماء والرض بللامره ^ ونللوع سللبحانه
اليات في هذه السور فجعل خلق السموات والرض واختلف لغللات المللم
والوانهم آيات للعالمين كلهم لشتراكهم في العللم بلذلك وظهلوره ووضلوح
دللته وجعل خلق الزواج التي تسكن اليها الرجال والقللاء المللودة والرحمللة
بينهم آيات لقوم يتفكرون فإن سكون الرجل الى امرأتلله ومللا يكللون بينهمللا
من المودة والتعاطف والتراحم امر باطن مشللهود بعيللن الفكللرة والبصلليرة
فمتى نظر بهذه العين الى الحكمة والرحمة والقدرة الللتي صللدر عنهللا ذلللك
دلة فكره على انه الله الحق المبين الذي أقللرت الفطللر بربللوبيته والهيتلله
وحكمته ورحمته وجعل المنام بالليل والنهار للتصرف فللي المعللاش وابتغللاء
فضله آيات لقوم يسمعون وهو سمع الفهم وتدبر هذه اليات وارتباطها بمللا
جعلت آية له مما اخبرت به الرسل من حياة العباد بعد موتهم وقيامهم مللن
قبورهم كما احياهم سبحانه بعد موتهم وأقامهم للتصرف في معاشهم فهذه
الية إنما ينتفع بها من سمع ما جاءت به الرسل واصغى اليه واسللتدل بهللذه
الية عليه وجعل إراءتهم البرق وأنزل المللاء مللن السللماء وإحيللاء الرض بلله
آيات لقوم يعقلون فإن هذه امور مرتبة بالبصار مشاهدة بالحس فإذا نظللر
فيها ببصر قلبه وهو عقله استدل بها على وجود الرب تعالى وقدرته وعلملله
ورحمته وحكمته إمكان ما اخبر به مللن حيللاة الخلئق بعللد مللوتهم كمللا احيللا
هذه الرض بعدموتها وهذه امور لتللدرك إل ببصللر القلللب وهللو العقللل فللإن
الحس دل على الية والعقل دل على ما جعلت له آيللة فللذكر سللبحانه اليللة
المشهودة بالبصر والمدلول عليه المشهود بالعقل فقللال ومللن آيللاته يريكللم
البرق خوفا وطمعا وينزل من السماء ماء فيحي به الرض بعدموتها أن فللي
ذلك ليات لقوم يعقلون فتبارك
الذي جعل كلمه حياة للقلوب وشفاء لما فللي الصللدور وبالجملللة فل شلليء
أنفع للقلب مللن قللراءة القللرآن بالتللدبر والتفكللر فللإنه جللامع لجميللع منللازل
السائرين واحللوال العللاملين ومقامللات العللارفين وهللو الللذي يللورث المحبللة
والشللوق والخللوف والرجللاء والنابللة والتوكللل والرضللا والتفللويض والشللكر
والصبر وسائر الحوال التي بها حياة القلب وكماله وكذلك يزجر عللن جميللع
الصفات والفعال المذمومة والتي بها فساد القلب وهلكه فللو علللم النلاس
ما في قراءة القرآن بالتدبر لشتغلوا بها عن كل ما سواها فإذا قرأه بتفكللر
حتى مر بآية وهو محتاجا إليها في شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة ولللو ليلللة
فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم وأنفع للقلللب
وأدعى الى حصول اليمان وذوق حلوة القللرآن وهللذه كللانت عللادة السلللف
يردد احدهم الية الى الصباح وقد ثبت عن النبي انه قللام بآيللة يرددهللا حللتى
الصباح وهي قللوله ^ إن تعللذبهم فللإنهم عبللادك وان تغفللر لهللم فإنللك انللت
العزيز الحكيم ^ فقراءة القرآن بالتفكر هي اصل صلح القلللب ولهللذا قللال
ابن مسعود لتهللذوا القللرآن هللذا الشللعر ول تنللثروه نلثر الللدقل وقفللوا عنللد
عجائبه وحركوا به القلوب ل يكن هم احدكم آخللر السللورة وروى ابللو ايللوب
عن ابي جمرة قال قلت لبن عباس اني سريع القراءة إني اقرا القرآن في
ثلث قال لن اقرأ سورة من القرآن في ليلة فأتدبرها وأرتلها احب الي من
ان اقرأ القرآن كما تقرأ والتفكر فللي القللرآن نوعللان تفكللر فيلله ليقللع علللى
مراد الرب تعالى منه وتفكر في معاني ما دعا عباده الى التفكر فيه فالول
تفكر في الدليل القرآني والثاني تفكر في الللدليل العيللاني الول ففكللر فللي
آياته المسموعة والثاني تفكر في آياته المشهودة ولهللذا انللزل الللله القللرآن
ليتدبر ويتفكر فيه ويعمل به ل لمجرد تلوته مع العراض عنلله قللال الحسللن
البصري انزل القرآن ليعمل به فاتخذوا تلوته عمل
فصل وإذا تأملت ما دعى الله سبحانه في كتابه عباده الى الفكر فيه
اوقعك على العلم به سللبحانه وتعللالى وبوحللدانيته وصللفات كمللاله ونعللوت
جلله من عموم قدرته وعلمه وكمال حكمته ورحمته واحسانه وبره ولطفلله
وعدله ورضاه وغضبه وثوابه وعقابه فبهللذا تعللرف الللى عبللاده ونللدبهم الللى
التفكر في آياته ونذكر لذلك امثلة مما ذكرها الله سبحانه في كتابه يسللتدل
بها على غيرها فمن ذلك خلق النسللان وقدنللدب سللبحانه الللى التفكللر فيلله
والنظر في غير موضع من كتابه كقوله تعالى ^ فلينظر النسللان مللم خلللق
^ وقوله تعالى ^ وفي انفسكم افل تبصرون ^ وقال تعالى يايها الناس إن
كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم مللن علقللة
ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الرحام ما نشللاء الللى
اجل مسمى ثم نخرجكم طفل ثم لتبلغوا اشدكم ومنكم مللن يتللوفى ومنكللم
من يرد الى ارذل العمر لكيل يعلم من بعدعلم
^ شيئا ^ وقال تعالى ^ ايحسب النسان ان يترك سدى الم يك نطفة من
مني يمنى ثم كان علقة فخلق فسوى فجعللل منلله الزوجيللن الللذكر والنللثى
اليس ذلك بقادر على ان يحيى الموتى ^ وقال تعللالى ^ الللم نخلقكللم ملن
ماء مهين فجعلناه في قرار مكين الى قدر معلوم فقدرنا فنعم القللادرون ^
وقال ^ او لم ير النسان انا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين ^ وقال
^ ولقد خلقنا النسان من سللة من طين ثم جعلناه نطفة في قلرار مكيلن
ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظامللا فكسللونا
العظام لحما ثم انشأناه خلقا آخر فتبارك الله احسن الخالقين ^ وهذا كثير
في القرآن يدعو العبد الى النظر والفكر في مبدأ خلقلله ووسللطه وآخللره إذ
نفسه وخلقه من اعظللم الللدلئل علللى خللالقه وفللاطره واقللرب شلليء الللى
النسان نفسه وفيه من العجائب الدالة على عظمة الله ما تنقضي العمللار
في الوقوف على بعضه وهو غافل عنه معرض عن التفكر فيه ولو فكر فللي
نفسه لزجره ما يعلم من عجائب خلقها عن كفره قللال الللله تعللالى ^ قتللل
النسان ما أكفره من أي شيء خلقه مللن نطفللة خلقلله فقللدره ثللم السللبيل
يسره ثم اماته فاقبره ثم إذا شاء انشره ^ فلم يكرر سبحانه على اسماعنا
وعقولنا ذكر هذا لنسمع لفظ النطفة والعلقة والمضللغة والللتراب ول لنتكلللم
بها فقللط ول لمجللرد تعريفنللا بللذلك بللل لمللر وراء ذلللك كللله هللو المقصللود
بالخطاب واليه جرى ذلك الحديث فللانظر الن الللى النطفللة بعيللن البصلليرة
وهي قطرة من ماء مهين ضعيف مستقذر لو مرت بهللا سللاعة مللن الزمللان
فسدت وانتنت كيف استخرجها رب الرباب العليم القلدير ملن بيلن الصللب
والترائب منقادة لقدرته مطيعة لمشيئته مذللة النقيللاد علللى ضلليق طرقهللا
واختلف مجاريها الى ان ساقها الى مستقرها ومجمعها وكيف جمع سللبحانه
بين الذكر والنللثى والقللى المحبللة بينهمللا وكيللف قادهمللا بسلسلللة الشللهوة
والمحبة الى الجتماع الذي هو سبب تخليق الولد وتكوينه وكيف قدر اجتماع
ذينك الماءين مع بعد كل منهما عللن صللاحبه وسللاقهما مللن اعمللاق العللروق
والعضاء وجمعهما في موضع واحللد جعللل لهمللا قللرارا مكينللا ل ينللاله هللواء
يفسده ول برد بحمده ول عارض يصل اليه ول آفة تتسلط عليه ثم قلب تلك
ا لنطفة البيضاء المشربة علقة حمراء تضرب اللى سلواد ثلم جعلهلا مضلغة
لحم مخالفة للعلقة في لونها وحقيقتها وشكلها ثللم جعللله عظامللا مجللردة ل
كسوة عليها مباينة للمضللغة فللي شللكلها وهيأتهللا وقللدرها وملمسللها ولونهللا
وانظر كيف قسم تلك الجزاء المتشابهة المتساوية الى العصللاب والعظللام
والعروق والوتار واليابس واللين وبين ذلك ثم كيف ربط بعضها ببعض اقوى
رباط وأشده وابعده عن النحلل وكيف كساها لحما ركبه عليها وجعله وعاء
لها وغشللاء وحافظللا وجعلهللا حاملللة للله مقيمللة للله فللاللحم قللائم بهللا وهللي
محفوظة به وكيف صورها فاحسن صورها وشق لها السللمع والبصللر والفللم
والنف وسائر
المنافذ ومد اليدين والرجلين وبسطهما وقسم رؤسللهما بالصللابع ثللم قسللم
الصابع بالنامل وركب العضاء الباطنة من القلب والمعدة والكبد والطحال
والرئة والرحم والمثانة والمعاء كل واحد منها له قدر يخصه ومنفعة تخصلله
ثم انظر الحكمة البالغة في تركيب العظام قوامللا للبللدن وعمللادا لله وكيللف
قدرها ربه وخالقها بتقادير مختلفة وأشكال مختلفللة فمنهللا الصللغير والكللبير
والطويللل والقصللير والمنحنللى والمسللتدير والللدقيق والعريللض والمصللمت
والمجوف وكيف ركب بعضها في بعض فمنها ما تركيبلله تركيللب الللذكر فللي
النثى ومنها ما تركيبه تركيب اتصال فقط وكيف اختلفت اشللكالها بللاختلف
منافعها كالضراس فإنها لما كانت آلللة للطحللن جعلللت عريضللة ولمللا كللانت
السنان آلة للقطع جعلت مستدقة محددة ولمللا كللان النسللان محتاجللا الللى
الحركة بجملة بدنه وببعللض اعضللائه للللتردد فللي حللاجته لللم يجعللل عظللامه
عظما واحدا بل عظاما متعددة وجعل بينها مفاصل حتى تتيسر بهللا الحركللة
وكان قدر كل واحد منها وشكله على حسب الحركللة المطلوبللة منلله وكيللف
شد اسر تلك المفاصل والعضاء وربط بعضها ببعض بأوتار ورباطللات انبتهللا
من احد طرفي العظم والصق احد طرفي العظم بللالطرف الخللر كالربللاط
له ثم جعل في احد طرفي العظم زوائد خارجة عنه وفي الخر نقرا غائصللة
فيه موافقة لشكل تلك الزوائد ليدخل فيها وينطبق عليها فإذا أراد العبللد ان
يحرك جزء من بدنه لم يمتنع عليه ولول المفاصل لتعللذر ذلللك عليلله وتأمللل
كيفية خلق الراس وكثرة ما فيه من العظام حتى قيل إنها خمسة وخمسون
عظما مختلفة الشكال والمقادير والمنافع وكيف ركبه سبحانه وتعالى علللى
البدن وجعله عاليا علو الراكب على مركوبه ولما كان عاليا على البدن جعل
فيه الحواس الخمس وآلت الدراك كلها من السمع والبصر والشم والللذوق
واللمللس وجعللل حاسللة البصللر فللي مقللدمه ليكللون كالطليعللة والحللرس
والكاشللف للبللدن وركللب كللل عيللن مللن سللبع طبقللات لكللل طبقللة وصللف
مخصوص ومقدار مخصوص ومنفعة مخصوصللة لللو فقللدت طبقللة مللن تلللك
الطبقات السبع او زالت عن هيئتها وموضعها لتعطلت العين عن البصار ثللم
اركز سبحانه داخل تلك الطبقات السبع خلقا عجيبا وهو إنسان العيللن بقللدر
العدسة يبصر بلله مللا بيللن المشللرق والمغللرب والرض والسللماء وجعلهمللن
العيللن بمنزلللة القلللب مللن العضللاء فهوملكهللا وتلللك الطبقللات والجفللان
والهداب خدم له وحجاب وحراس فتبارك الله احسن الخالقين فانظر كيف
حسن شكل العينين وهيئتهللا ومقللدارهما ثللم جملهمللا بالجفللان غطللاء لهمللا
وسترا وحفظا وزينة فهما يتلقيان عن العين الذى والقللذا والغبللار ويكنانهمللا
ملن البللارد الملؤذي والحللار الملؤذي ثللم غلرس فللي اطلراف تللك الجفلان
الهداب جمال وزينة ولمنافع اخر وراء الجمال والزينة ثم اودعهما ذلك النور
الباصر والضوء الباهر الذي يخرق ما بين السماء والرض ثم يخللرق السللماء
مجاوزا لرؤية ما فوقها من الكواكب وقد
اودع سبحانه هذا السر العجيب في هذا المقدار الصللغير بحيللث تنطبللع فيلله
صورة السموات مع اتساع اكنافها وتباعد اقطارها وشللق للله السللمع وخلللق
الذن احسللن خلقلله وابلغهللا فللي حصللول المقصللود منهللا فجعلهللا مجوفللة
كالصدفة لتجمع الصوت فتؤديه الى الصللماخ وليحللس بللدبيب الحيللوان فيهللا
فيبادر الى اخراجه وجعل فيها غضونا وتجللاويف واعوجاجللات تمسللك الهلواء
والصوت الداخل فتكسر حدته ثم تؤديه الللى الصللماخ ومللن حكمللة ذلللك ان
يطول به الطريق على الحيوان فل يصل الى الصماخ حتى يستيقظ او ينتبلله
لمساكه وفيه ايضا حكم غير ذلك ثم اقتضت حكملة الللرب الخللالق سللبحانه
ان جعل ماء الذن مللرا فللي غايللة المللرارة فل يجللاوزه الحيللوان ول يقطعلله
داخل الى باطن الذن بل إذا وصل اليه اعمل الحيلة في رجوعه وجعللل مللاء
العينين ملحا ليحفظها فإنها شحمة قابلة للفساد فكانت ملوحة مائهللا صلليانة
لها وحفظا وجعل ماء الفم عذبا حلوا ليدرك به طعوم الشياء علللى مللا هللي
عليه إذ لو كان على غير هذه الصفة لحالها الى طبيعته كمللا ان مللن عللرض
لفمه المرارة استمر طعم الشياء التي ليست بمرة كما قيل #ومن يللك ذا
فم مر مريض %يجدمرا به الماء الزلل #ونصب سبحانه قصبة النف فللي
الوجه فأحسن شكله وهيأته ووضعه وفتح فيه المنخرين وحجز بينهما بحاجز
واودع فيهما حاسللة الشللم الللتي تللدرك بهللا انللواع الللروائح الطيبللة والخبيثللة
والنافعللة والضللارة وليستنشللق بلله الهللواء فيوصللله الللى القلللب فيللتروح بلله
ويتغذى به ثم لم يجعل في داخله من العوجاجات والغضللون مللا جعللل فللي
الذن لئل يمسك الرائحللة فيضللعفها ويقطللع مجراهللا وجعللله سللبحانه مصللبا
تنحدر اليه فضلت الدماغ فتجتمع فيلله ثللم تخللرج منلله واقتضللت حكمتلله ان
جعل اعله ادق مللن اسللفله لن اسللفله إذا كللان واسللعا اجتمعللت فيلله تلللك
الفضلت فخرجت بسهولة ولنه يأخذ من الهواء مله ثم يتصاعد في مجللراه
قليل حللتى يصللل الللى القلللب وصللول ل يضللره ول يزعجلله ثللم فصللل بيللن
المنخرين بحاجز بينهما حكمة منه ورحمة فإنه لما كان قصبة ومجرى ساترا
لما يتحدر فيه من فضلت الراس ومجللرى النفللس الصللاعد منلله جعللل فللي
وسطه حاجزا لئل يفسد بما يجرى فيه فيمنع نشقه للنفس بل إما ان تعتمللد
الفضلت نازلة من احد المنفذين في الغالب فيبقى الخللر للتنفللس وإمللا ان
يجرى فيهما فينقسم فل ينسد النلف جمللة بلل يبقلى فيله ملدخل للتنفلس
وايضا فإنه لما كان عضوا واحدا وحاسة واحدة ولم يكن عضللوين وحاسللتين
كالذنين والعينين اللتين اقتضت الحكمة تعددهما فإنه ربما اصلليبت احللداهما
اوعرضت لها آفة تمنعها من كمالها فتكون الخرى سالمة فل تتعطل
منفعة هذا الحس جملة وكان وجود انفين في الوجه شيئا ظاهرا فنصب فيه
انفا واحدا وجعل فيه منفذين حجز بينهما بحاجز يجرى مجرى تعللدد العينيللن
والذنين في المنفعة وهو واحد فتبارك الله رب العالمين واحسللن الخللالقين
وشق سبحانه للعبد الفم في احسن موضع واليقه به واودع فيه من المنللافع
وآلت الذوق والكلم وآلت الطحن والقطع ما يبهر العقول عجللائبه فللأودعه
اللسان الذي هو احد آياته الدالة عليه وجعللله ترجمانللا لملللك العضللاء مبينللا
مؤديا عنه كما جعل الذن رسول مؤديا مبلغا اليه فهي رسوله وبريللده الللذي
يؤدي اليه الخبار واللسان بريده ورسوله الذي يؤدي عنه ما يريللد واقتضللت
حكمته سبحانه ان جعل هللذا الرسللول مصللونا محفوظللا مسللتورا غيللر بللارز
مكشوف كالذن والعين والنف لن تلك العضاء لما كانت تؤدي من الخارج
اليه جعلت بارزة ظاهرة ولما كان اللسان مؤديا منه الللى الخللارج جعللل للله
سترا مصونا لعدم الفائدة في إبرازه لنلله ل يأخللذ مللن الخللارج الللى القلللب
وأيضا فلنه لما كان اشرف العضاء بعدالقلب ومنزلته منله منزلللة ترجمللانه
ووزيللره ضللرب عليلله سللرادق تسللتره وتصللونه وجعللل فللي ذلللك السللرادق
كالقلب في الصدر وايضا فإنه من الطللف العضللاء والينهللا واشللدها رطوبللة
وهو ل يتصرف إل بواسطة الرطوبة المحيطة به فلو كللان بللارزا صارعرضللة
للحرارة واليبوسة والنشاف المانع له من التصرف ولغيللر ذلللك مللن الحكللم
والفوائد ثم زين سبحانه الفم بما فيه من السنان التي هن جمال للله وزينللة
وبها قوام العبد وغللذاؤه وجعللل بعضللها ارحللاء للطحللن وبعضللها آلللة للقطللع
فاحكم اصولها وحدد رؤسها وبيض لونهللا ورتللب صللفوفها متسللاوية الللرؤس
متناسقة الترتيب كأنها الدر المنظوم بياضا وصللفاء وحسللنا واحللاط سللبحانه
على ذلك حائطين واودعهما من المنافع والحكم ما اودعهما وهمللا الشللفتان
فحسن لونهما وشكلهما ووضعهما وهيأتهماوجعلهمللا غطللاء للفللم وطبقللا للله
وجعلهما إتماما لمخارج حللروف الكلم ونهايللة للله كمللا جعللل اقصللى الحلللق
بداية له واللسان وما جاوره وسطا ولهذا كللان اكللثر العمللل فيهللا للله إذ هللو
الواسطة واقتضت حكمته ان جعللل الشللفتين لحمللا صللرفا ل عظللم فيلله ول
عصب ليتمكن بهما من مص الشراب ويسهل عليه فتحهما وطبقهمللا وخللص
الفك السفل بالتحريك لن تحريك الخف احسن ولنه يشتمل على العضاء
الشريفة فلم يخاطر بها في الحركة وخلق سبحانه الحناجر مختلفة الشكال
في الضيق والسعة والخشونة والملسة والصلللبة والليللن والطللول والقصللر
فاختلفت بذلك الصوات اعظم اختلف ول يكاد يشتبه صوتان إل نادرا ولهذا
كان الصحيح قبول شهادة العمى لتمييزه بين الشخاص بأصواتهم كما يميز
البصير بينهم بصورهم والشتباه العللارض بيللن الصللوات كالشللتباه العللارض
بين الصور وزين سبحانه الرأس بالشعر وجعله لباسا له لحتياجه اليه وزيللن
الوجه بما
يحتاج الى قلعللة ولللو نقصللت عظمللا واحللدا كللان نقصللانا يحتللاج الللى جللبره
فالطبيب ينظر فللي هللذه العظللام وكيفيللة تركيبهللا ليعللرف وجلله العلج فللي
جبرها والعارف ينظر فيها ليستدل بها على عظمللة باريهللا وخالقهللا وحكمتلله
وعلمه ولطفه وكم بين النظرين ثم انه سبحانه ربط تلك العضللاء والجللزاء
بالرباطات فشد بها اسرها وجعلها كالوتاد تمسكها وتحفظها حتى بلغ عددها
الى خمسلمائة وتسللعة وعشللرين رباطللا وهلي مختلفلة فللي الغلللظ والدقلة
والطول والقصللر والسللتقامة والنحنللاء بحسللب اختلف مواضللعها ومحالهللا
فجعل منها اربعة وعشرين رباطا آلة لتحريك العين وفتحها وضمها وإبصارها
لو نقضت منهن رباطا واحدا اختل امر العين وهكذا لكل عضو مللن العضللاء
رباطات هن له كاللت التي بها يتحرك ويتصرف ويفعل كل ذلك صنع الرب
الحكيم وتقدير العزيز العليم في قطللرة مللاء مهيللن فويللل للمكللذبين وبعللدا
للجاحدين ومن عجائب خلقه انه جعل في الراس ثلث خزائن نافللذا بعضللها
الى بعض خزانة في مقدمه وخزانة في وسطه وخزانة في آخره واودع تلك
الخزائن من أسراره ما اودعها من الذكر والفكر والتعقل ومن عجائب خلقه
ما فيه من المور الباطنة الللتي ل تشلاهد كلالقلب والكبللد والطحللال والللرئة
والمعاء والمثانة وسائر ما في بطنه مللن اللت العجيبللة والقللوى المتعللددة
المختلفللة المنللافع فأمللا القلللب فهللو الملللك المسللتعمل لجميللع آلت البللدن
والمستخدم لها فهو محفوف بها محشود مخدوم مستقر فللي الوسللط وهللو
اشرف اعضاء البدن وبه قوام الحياة وهللو منبللع الللروح الحيللواني والحللرارة
الغريزيللة وهللو معللدن العقللل والعلللم والحلللم والشللجاعة والكللرم والصللبر
والحتمال والحب والرادة والرضا والغضب وسللائر صللفات الكمللال فجميللع
العضاء الظاهرة والباطنة وقواها انما هي جند من اجناد القلب فللإن العيللن
طليعته ورائده الذي يكشف له المرئيات فللإن رأت شلليئا أدتلله اليلله ولشللدة
الرتبللاط الللذي بينهللا وبينلله إذا اسللتقر فيلله شلليء ظهللر فيهللا فهللي مرآتلله
المترجمة للناظر ما فيه كملا ان اللسلان ترجملانه الملؤدي للسلمع ملا فيله
ولهذا كثيرا ما يقرن سبحانه في كتابه بين هللذه الثلث كقللوله ^ أن السلمع
والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئول ^ وقللوله ^ وجعلنللا لهللم سللمعا
وابصارا وأفئدة ^ وقوله ^ صم بكم عمي ^ وقد تقدم ذلك وكللذلك يقللرن
بين القلب والبصر كقوله ^ ونقلب افئدتهللم وابصللارهم ^ وقللوله فللي حللق
رسوله محمد ما كذب الفؤاد وما رأى ثم قال ^ ما زاغ البصر وما طغللى ^
وكذلك الذن هي رسللوله المللؤدى اليلله وكللذلك اللسللان ترجمللانه وبالجملللة
فسللائر العضللاء خلدمه وجنللوده وقلال النلبي ال ان فللي الجسلد مضلغة إذا
صلحت صلح لها سائر الجسد وإذا فسدت فسد لهللا سللائر الجسللد إل وهللي
القلب وقال ابو هريرة القلب ملك والعضاء جنوده فان طاب الملك طللابت
جنوده وإذا خبث الملك خبثت جنوده وجعلت الرئة له كالمروحة تللروح عليلله
دائما لنه اشد العضاء
حرارة بل هو منبع الحرارة واما الدماغ وهو المخ فللإنه جعللل بللاردا واختلللف
في حكمة ذاك فقالت طائفة إنما كان الدماغ بارد التبريد الحرارة التي فللي
القلب ليردها عن الفراط الى العتدال وردت طائفللة هللذا وقللالت لللو كللان
كذلك لم يكن الدماغ بعيدا عن القلب بل كان ينبغي ان يحيط بلله كللالرئة او
يكون قريبا منه في الصدر ليكسر حرارته قللالت الفرقللة الولللى بعدالللدماغ
من القلب ل يمنع ما ذكرناه من الحكمللة لنلله لللو قللرب منلله لغلبتلله حللرارة
القلب بقوتها فجعل البعد بينهما بحيث ل يتفاسدان وتعتدل كيفية كللل واحللد
منهما بكيفية الخر وهذا بخلف الرئة فإنها آلة للترويح على القلب لم تجعل
لتعلديل حرارتله وتوسلطت فرقلة أخلرى وقلالت بلل الملخ حلار لكنله فلاتر
الحرارة وفيه تبريد بالخاصية فإنه مبدأ للذهن ولهذا كان الللذهن يحتللاج الللى
موضع ساكن قار صاف عن القذار والكدر خال من الجلبللة والزجللل ولللذلك
يكون جودة الفكر والتللذكر واسللتخراج الصللواب عنللد سللكون البللدن وفتللور
حركاته وقلة شواغله ومزعجاته ولذلك لللم يصلللح لهللا القلللب وكللان الللدماغ
معتدل في ذلك صالحا له ولذلك تجود هذه الفعال في الليل وفي المواضللع
الخالية وتفسد عند التهاب نللار الغضللب والشللهوة وعنللد الهللم الشللديد ومللع
التعب والحركات القوية البدنية والنفسانية وهذا بحث متصل بقاعللدة اخللرى
وهي ان الحواس والعقل هل مبدؤها القلب والدماغ فقللالت طائفللة مبللدؤها
كلها القلب وهي مرتبطة به وبينه وبين الحللواس منافللذ وطللرق قللالوا وكللل
واحد من هذه العضاء التي هي آلت الحواس للله اتصللال بللالقلب بأعصللاب
وغير ذلك وهذه العصاب تخرج من القلب الى ان تأتي الى كللل واحللد مللن
هذه الجسام التي فيها هذه الحللواس قللالوا فللالعين إذا ابصللرت شلليئا أدتلله
باللة التي فيها الى القلب لن هذه اللة متصلة منها الى القلب والسمع إذا
احس صوتا اداه الى القلب وكذلك كل حاسة ثم اوردوا على انفسهم سؤال
فقالوا ان قيل كيف يجوز ان يكون عضو واحللد علللى ضللروب مللن المللتزاج
يمده عدة حواس مختلفة وأجسام هذه الحللواس مختلفللة وقللوة كللل حاسللة
مخالفة لقوة الحاسة الخرى واجابوا عن ذلك بأن جميللع العللروق الللتي فللي
البدن كلها متصلة بالقلب إما بنفسها وإما بواسطة فما مللن عللرق ول عضللو
الوله اتصال بالقلب اتصال قريبا او بعيدا قالوا وينبعث منه في تلك العللروق
والمجاري الى كل عضو ما بناسللبه ويشللاكله فينبعللث منلله الللى العينيللن مللا
يكون منه حس البصر وإلى الذنين ما يدرك به المسموعات وإلى اللحم مللا
يكون منه حس اللمس وإلى النف ما يكون به حس الشم وإلى اللسان مللا
يكون به حس الذوق وإلى كل ذي قوة مللا يمللد قللوته ويحفظهللا فهللو المعللد
لهذه العضاء والحواس والقوى ولهذا كان الراي الصللحيح انلله اول العضللاء
تكوينا قالوا ول ريب ان مبدأ القوة العاقلة منه وإن كان قد خالف فللي ذلللك
آخرون وقالوا بل العقل
في الرأس فالصواب ان مبللدأه ومنشللأه مللن القلللب وفروعلله وثمرتلله فللي
الراس والقرآن قد دل على هذا بقوله ^ افلللم يسلليروا فللي الرض فتكللون
لهم قلوب يعقلون بها ^ وقال ^ ان في ذلك لذكرى لمن كللان للله قلللب ^
ولم يرد بالقلب هنا مضغة اللحم المشتركة بين الحيوانات بل المراد ما فيلله
من العقل واللب ونازعهم في ذلك طائفة اخرى وقالوا مبللدأ هللذه الحللواس
إنما هو الدماغ وانكروا ان يكون بين القلب والعين والذن والنف اعصاب او
عروف وقالوا هذا كذب على الخلقة والصواب التوسط بيللن الفريقيللن وهللو
ان القلب تنبعث منه قوة الى هذه الحواس وهي قوة معنويللة ل تحتللاج فللي
وصولها اليه الى مجار مخصوصللة واعصللاب تكللون حاملللة لهللا فللإن وصللول
القوى الى هذه الحواس والعضاء ل يتوقف العلى قبولها واستعداها وامداد
القلب ل على مجار وأعصاب وبهذا يللزول اللتبللاس فللي هللذا المقللام الللذي
طال فيه الكلم وكثر فيه النزاع والخصام والله اعلم وبه التوفيللق للصللواب
والمقصود التنبيه على أقل القليل من وجوه الحكمة التي في خلق النسللان
والمر اضعاف اضعاف ما يخطر بالبال او يجرى فيه المقال وإنما فائدة ذكر
هذه الشذرة التي هي كل شليء بالنسلبة اللى ملا وراءهلا التنللبيه وإذا نظللر
العبللد الللى غللذائه فقللط فللي مللدخله ومسللتقره ومخرجلله رأى فيلله العللبر
والعجائب كيف جعلت له آلة يتناول بها ثم بللاب يللدخل منلله ثللم آلللة تقطعلله
صغارا ثم طاحون يطحنه ثم اعين بماء يعجنه ثللم جعللل للله مجللرى وطريقللا
الى جانب النفس ينزل هذا ويصعد هذا فل يلتقيان مع غاية القرب ثللم جعللل
له حوايا وطرقا توصله الى المعدة فهي خزانته وموضع اجتماعه ولهللا بابللان
باب اعلى يدخل منه الطعام وباب اسللفل يخللرج منلله تفللله والبللاب العلللى
اوسع من السفل إذ العلى مدخل للحاصللل والسللفل مصللرف للضللار منلله
والسفل منطبق دائما ليستقر الطعام في موضعه فلإذا انتهلى الهضلم فلإن
ذلك الباب ينفتح الى انقضاء الدفع ويسمى البواب لذلك والعلى يسمى فم
المعدة والطعام ينزل الى المعللدة متكيمسللا فللإذا اسللتقر فيهللا انمللاع وذاب
ويحيط بالمعدة من داخلها وخارجها حرارة نارية بل ربما تزيللد علللى حللرارة
النار ينضج بها الطعام فيها كما ينضج الطعام في القللدر بالنللار المحيطللة بلله
ولذلك يذيب ما هو مستحجر كالحصا وغيره حتى يتركه مائعا فإذا أذابتلله عل
صفوه الى فوق ورس كدره الى اسفل ومن المعللدة عللروق متصلللة بسللائر
البدن يبعث فيها معلوم كل عضو وقللوامه بحسللب اسلتعداه وقبللوله فيبعلث
اشرف ما في ذلك والطفه واخفه الى الرواح فيبعث الى البصر بصرا والى
السمع سمعا والى الشم شما والى كل حاسة بحسبها فهذا الطف ما يتولللد
عن الغذاء ثم ينبعث منه الى الدماغ ما يناسللبه فللي اللطافللة والعتللدال ثللم
ينبعث من الباقي الى العضاء في تلك المجاري بحسللبها وينبعللث منلله الللى
العظام والشعر والظفار ما يغذيها
ويحفظها فيكون الغذاء داخل الى المعدة من طرق ومجار وخارجا منها الللى
العضاء من طرق ومجار هذا وارد اليها وهذا صادر عنها حكمة بالغة ونعمللة
سابغة ولما كان الغذاء إذا استحال في المعللدة اسللتحال دمللا ومللرة سللوداء
ومرة صفراء وبلغما اقتضت حكمته سبحانه وتعالى ان جعل لكل واحللد مللن
هذه الخلط مصرفا ينصب اليه ويجتمع فيه ول ينبعث الى العضاء الشريفة
ال أكمله فوضع المرارة مصبا للمرة الصفراء ووضللع الطحللال مقللرا للمللرة
السوداء والكبد تمتص اشرف ما في ذلللك وهللو الللدم ثللم تبعثلله الللى جميللع
البدن من عرق واحد ينقسم على مجللار كللثيرة يوصللل الللى كللل واحللد مللن
الشعور والعصاب والعظام والعروق ما يكون به قوامه ثللم إذا نظللرت الللى
ما فيه من القوى الباطنة والظاهرة المختلفللة فللي انفسللها ومنافعهللا رايللت
العجب العجاب كقوة سللمعه وبصللره وشللمه وزوقلله ولمسلله وحبلله وبغضلله
ورضاه وغضللبه وغيللر ذلللك مللن القللوى المتعلقللة بللالدراك والرادة وكللذلك
القللوى المتصللرفة فللي غللذائه كللالقوة المنضللجة للله وكللالقوة الماسللكة للله
والدافعة له الى العضاء والقوة الهاضمة له بعد اخللذ العضللاء حاجتهللا منلله
الى غير ذلك من عجائب خلقته الظاهرة والباطنة
فصل فارجع الن الى النطفة وتأمل حالها اول وما صارت اليه ثانيا
وأنه لو اجتمع النس والجن على ان يخلقللوا لهللا سللمعا او بصللرا او عقل او
قدرة او علما او روحا بل عظما واحدا من اصغر عظامها بل عرقللا مللن ادق
عروقها بل شعرة واحدة لعجزوا عن ذلك بل ذلك كله آثللار صللنع الللله الللذي
اتقن كل شيء في قطرة من ماء مهيللن فمللن هللذا صللنعه فللي قطللرة مللاء
فكيف صنعه في ملكوت السموات وعلوها وسعتها واستدارتها وعظم خلقها
وحسللن بنائهللا وعجللائب شمسللها وقمرهللا وكواكبهللا ومقاديرهللا واشللكالها
وتفاوت مشارقها ومغاربها فل ذرة فيها تنفك عن حكمة بل هي احكللم خلقللا
واتقن صنعا واجمع العجائب من بللدن النسللان بللل ل نسللبة لجميللع مللا فللي
الرض الى عجائب السموات قال الله تعالى ^ أأنتم اشد خلقللا ام السللماء
بناها رفع سمكها فسواها ^ وقللال تعللالى ان فللي خلللق السللموات والرض
واختلف الليل والنهار والفلك التي تجري فللي البحللر بمللا ينفللع النللاس الللى
قوله ^ ليات لقوم يعقلون ^ فبدأ بذكر خلق السموات وقال تعالى ان في
خلق السموات والرض واختلف الليل والنهار ليات لولي اللباب وهذا كثير
في القرآن فالرض والبحار والهواء وكل ما تحللت السللموات بالضللافة الللى
السموات كقطرة في بحر ولهذا قل ان تجيء سورة فللي القللرآن ال وفيهللا
ذكرها إما إخبارا عن عظمها وسعتها وإما اقساما بها وإما دعللاء الللى النظللر
فيها وإما ارشادا للعباد ان يستدلوا بها على عظ
بانيها ورافعها وإما استدلل منه سبحانه بخلقها على ما أخبر بلله مللن المعللاد
والقيمة وإما استدلل منه بربوبيته لها على وحدانيته وأنه الله الذي ل إللله ال
هو وإما استدلل منه بحسنها واستوائها والتئام اجزائهلا وعلدم الفطلور فيهلا
على تمام حكمته وقدرته وكذلك مللا فيهللا مللن الكللواكب والشللمس والقمللر
والعجائب التي تتقاصر عقول البشر عن قليلها فكم من قسللم فللي القللرآن
بها كقوله ^ والسماء ذات البروج ^ ^ والسللماء والطللارق ^ ^ والسللماء
وما بناها ^ ^ والسماء ذات الرجع ^ ^ والشللمس وضللحاها ^ ^ والنجللم
إذا هوى ^ والنجللم الثللاقب ^ فل اقسللم بللالخنس ^ وهللي الكللواكب الللتي
تكون خنسا عنلد طلوعهلا جلوار فلي مجراهلا ومسليرها كنسلا عنلد غروبهلا
فاقسم بها في أحوالها الثلثة ولم يقسم فيكتابه بشيء من مخلوقللاته أكللثر
من السماء والنجوم والشمس والقمر وهو سبحانه يقسم بما يقسم به مللن
مخلوقاته لتضمنه اليات والعجائب الدالة عليه وكلما كللان اعظللم آيللة وأبلللغ
في الدللة كان إقسامه به اكثر من غيره ولهذا يعظم هذا القسم كقللوله ^
فل اقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم ^ وأظهر القولين انه
قسم بمواقع هذه النجوم التي في السماء فللإن اسللم النجللوم عنللد الطلق
إنما ينصرف اليها وأيضا فإنه لم تجر عادته سللبحانه باسللتعمال النجللوم فللي
آيات القرآن ول في موضع واحد من كتابه حتى تحمل عليه هذه الية وجرت
عادته باستعمال النجوم في الكواكب فللي جميللع القللرآن وأيضللا فللإن نظيللر
القسام بمواقعها هنا إقسامه بهوى النجم في قوله والنجللم إذاهللوى وايضللا
فإن هذا قول جمهور اهل التفسير وايضا فإنه سبحانه يقسم بالقرآن نفسلله
ل بوصوله إلى عباده هذه طريقة القرآن قال الله تعالى ^ ص والقللرآن ذي
الذكر ^ ^ يس والقرآن الحكيم ^ ^ ق والقرآن المجيد ^ ^ حم والكتاب
المبين ^ ونظائره والمقصود انه سبحانه إنمللا يقسللم ملن مخلوقاتهبمللا هللو
من آياته الدالة على ربوبيته ووحللدانيته وقللد اثنللى سللبحانه فللي كتللابه علللى
المتفكرين في خلق السموات والرض وذم المعرضللين عللن ذلللك فقللال ^
وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون ^ وتأمللل خلللق هللذا
السقف العظم مع صلبته وشدته ووثاقته من دخان وهللو بخللار المللاء قللال
الله تعالى ^ وبنينا فوقكم سبعا شدادا ^ وقال تعالى ^ أأنتم اشد خلقا ام
السماء بناها رفع سمكها فسواها ^ وقال ^ وجعلنا السماء سقفا محفوظللا
^ فانظر الى هذا البناء العظيم الشللديد الواسللع الللذي رفللع سللمكه اعظللم
ارتفاع وزينه باحسن زينة وأودعه العجلائب واليلات وكيلف ابتلدأ خلقله ملن
بخار ارتفع من الماء وهو الدخان #فسلبحان ملن ل يقلدر الخللق قلدره %
ومن هو فوق العرش فرد موحد #لقد تعرف الللى خلقلله بللأنواع التعرفللات
ونصب لهم الدللت واوضح لهم اليللات البينللات ليهلللك مللن هلللك عللن بينللة
ويحيا من حيي بينة وان الله يسمع عليم فارجع البصللر الللى السللماء وانظللر
فيها وفي كواكبهللا ودورانهللا وطلوعهللا وغروبهللا وشمسللها وقمرهللا واختلف
مشارقها ومغاربها ودؤوبها
في الحركة على الدوام من غير فتور في حركتها ول تغير فللي سلليرها بلللت
جري في منازل قد رتبت لها بحساب مقدر ل يزيد ول ينقص الى ان يطويها
فاطرها وبديعها وانظر الى كثرت كواكبها واختلف الوانها ومقاديرها فبعضها
يميل الى الحمرة وبعضها الى البيضا وبعضها الى اللون الرصاصي ثم انظللر
الى مسير الشمس في فلكها فللي مللدة سللنة ثللم هللي فللي كللل يللوم تطلللع
وتغللرب بسللير سللخرها للله خالقهللا ل تتعللداه ول تقصللر عنلله ولللول طلوعهللا
وغروبهالما عرف الليل والنهار ول المواقيت ولطبق الظلم علللى العللالم او
الضياء ولم يتميز وقت المعاش من وقت السبات والراحللة وكيللف قللدر لهللا
السميع العليم سفرينمتباعدين احدهما سللفرها صللاعدة الللى اوجهللا والثللاني
سفرها هابطة الى حضيضها تنتقل في منازل هذا السفر منزلة منزلللة حللتى
تبلغ غايتها منه فاحدث ذلك السفر بقدرة الرب القادر اختلف الفصللول مللن
الصيف والشتاء والخريف والربيع فإذا انخفض سيرها عن وسط السماء برد
الهواء وظهر الشتاء وإذا استوت في وسط السماء اشللتد القيللظ وإذا كللانت
بين المسافتين اعتدل الزمان وقامت مصالح العباد والحيوان والنبللات بهللذه
الفصول الربعللةواختلفت بسللببها القللوات واحللوال النبللات والللوانه ومنللافع
الحيوان والغذية وغيرها وانظر الى القمللر وعجللائب آيللاته كيللف يبللديه الللله
كالخيط الدقيق ثم يتزايد نوره ويتكامل شيئا فشيئا كل ليلة حتى ينتهي الللى
ابداره وكماله وتمامه ثم يأخذ فللي النقصللان حللتى يعللود الللى حللالته الولللى
ليظهر من ذلك مواقيت العباد في معاشهم وعبادتهم ومناسكهم فتميزت به
الشهر والسنين وقام حساب العالم مللع مللا فللي ذلللك مللن الحكللم واليللات
والعبر التي ل يحصليها ال اللله وبالجمللة فملا ملن كلوكب ملن الكلواكب ال
وللرب تبارك وتعالى في خلقه حكم كثيرة ثللم فللي مقللداره ثللم فللي شللكله
ولونه ثم في موضللعه مللن السللماء وقربلله مللن وسللطها وبعللده وقربلله مللن
الكوكب الذي يليه وبعده منه وإذا اردت معرفللة ذلللك علللى سللبيل الجمللال
فقسه باعضاء بدنك واختلفها وتفاوت اما بين المتجاورات منها وبعد ما بيللن
المتباعدات وأشكالها ومقاديرها وتفاوت منافعا ومللا خلقللت للله وأيللن نسللبة
ذلك الى عظم السموات وكواكبها وآياتها وقللد اتفللق أربللاب الهيئة علللى ان
الشمس بقدر الرض مائة مرة ونيفا وستين مرة والكواكب التي نراها كللثير
منها اصغرها بقدر الرض وبهللذا يعللرف ارتفاعهللا وبعللدها وفللي حللديث ابللي
هريرة الذي رواه الترمذي ان بين الرض والسللماء مسلليرة خمسللمائة عللام
وبين كل سماءين كذلك وانت ترى الكوكب كانه ل يسير وهو مللن اول جللزء
من طلوعه الى تمام طلوعه يكون فلكه قد طلع بقلدر مسلافة الرض ملائة
مرة او اكثر وذلك بعد لحظة واحدة لن الكوكب إذا كللان بقللدر الرض مللائة
مرة مثل ثم سار في اللحظة من موضع الىموضلع فقللد قطلع بقلدر مسلافة
الرض مائة مرة وزيادة في لحظة من اللحظات وهكذا يسللير علللى الللدوام
والعبد غافل
عنه وعن آياته وقال بعضهم إذا تلفظت بقولك ل نعم فبين اللفظللتين تكللون
الشمس قد قطعت من الفلك مسيرة خمسمائة عام ثم انه سبحانه امسللك
السموات مع عظمها وعظم ما فيها وثبتها من غير علقة من فوقها ول عمد
من تحتها الله الللذي خلللق السللموات بغيللر عمللد ترونهللا وألقللى فللي الرض
رواسي ان تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا مللن السللماء مللاء فأنبتنللا
فيها من كل زوج كريم هذا خلق الله فاروني ماذا خلق الذين مللن دونلله بللل
الظالمون في ضلل مبين
فصل والنظر في هذه اليات وامثالها نوعان نظر اليها بالبصر الظاهر
فيرى مثل زرقة السماء ونجومها وعلوها وسعتها وهذا نظر يشارك النسان
فيه غيره من الحيوانات وليس هو المقصود بالمر الثاني ان يتجاوز هذا الى
النظللر بالبصلليرة الباطنللة فتفتللح للله ابللواب السللماء فيجللول فللي اقطارهللا
وملكوتها وبين ملئكتها ثم يفتح له باب بعد باب حتى ينتهي بلله سللير القلللب
إلى عرش الرحمن فينظللر سللعته وعظمتلله وجلللله ومجللده ورفعتلله ويللرى
السموات السبع والرضللين السللبع بالنسللبة اليلله كحلقلله ملقللاة بللأرض فلة
ويرى الملئكة حافين مللن حللوله لهللم زجللل بالتسللبيح والتحميللد والتقللديس
والتكبير والمر ينزل من فوقه بتدبير الممالك والجنود التي ل يعلمها ال ربها
ومليكها فينزل المر باحياء قوم وإماتللة آخريللن وإعللزاز قللوم وإذلل آخريللن
واسعاد قوم وشقاوة آخرين وإنشاء ملللك وسلللب ملللك وتحويللل نعمللة مللن
محل الى محل وقضاء الحاجات على اختلفها وتباينها وكثرتها من جبر كسر
وإغناء فقير وشفاء مريض وتفريج كرب ومغفللرة ذنللب وكشللف ضللر ونصللر
مظلوم وهداية حيران وتعليم جاهل ورد آبق وأمان خللائف وإجللارة مسللتجير
ومدد لضعيف وإغاثة الملهوف وإعانة لعاجز وانتقام من ظالم وكف العدوان
فهي مراسيم دائرة بين العدل والفضل والحكمة والرحمة تنفللذ فللي أقطللار
العوالم ل يشغله سمع شيء منها عن سمع غيره ول تغلطه كللثرة المسللائل
والحوائج على اختلفها وتباينها واتحللاد وقتهللا ول يتللبرم بالحللاح الملحيللن ول
تنقص ذرة من خزائنه ل إله إل هو العزيز الحكيللم فحينئذ يقللوم القلللب بيللن
يدي الرحمن مطرقا لهيبته خاشللعا لعظمتلله عللان لعزتلله فيسللجد بيللن يللدي
الملك الحق المبين سجدة ل يرفع رأسه منها الللى يللوم المزيللد فهللذا سللفر
القلب وهو في وطنه وداره ومحل ملكه وهذا من اعظم آيات الله وعجللائب
صنعه فياله من سفر ما أبركه واروحه واعظم ثمرتله وربحلله واجللل منفعتلله
واحسن عللاقبته سللفر هللو حيللاة الرواح ومفتللاح السللعادة وغنيمتلله العقللول
واللباب ل كالسفر الذي هو قطعة من العذاب
فصل وإذا نظرت الى الرض وكيف خلقت رأيتها من اعظم آيات فاطرها
وبديعها خلقها سللبحانه فراشللا ومهللادا وذللهللا لعبللاده وجعللل فيلله ارزاقهللم
واقللواتهم ومعايشللهم وجعللل فيهللا السللبل لينتقلللوا فيهللا فللي حللوائجهم
وتصرفاتهم وارساها بالجبال فجعلها اوتادا تحفظها لئل تميد
بهم ووسع اكنافهللا ودحاهللا فمللدها وبسللطها وطحاهللا فوسللعها ملن جوانبهلا
وجعلها كفاتا للحياء تضمهم علللى ظهرهللا مللا دامللوا احيللاء وكفاتللا للمللوات
تضمهم في بطنها إذا ماتوا فظهرها وطن للحياء وبطنها وطن للموات وقد
اكثر تعالى من ذكر الرض في كتابه ودعا عباده الى النظر اليها والتفكر في
خلقها فقال تعالى ^ والرض فرشناها فنعم الماهللدون ^ الللله الللذي جعللل
لكم الرض قرارا الذي جعل لكم الرض فراشا افل ينظرون الى البل كيف
خلقت وإلى السماء كيف رفعت والى الجبال كيف نصبت وإلللى ارض كيللف
سطحت ان في السموات والرض ليللات للللؤمنين وهللذا كللثير فللي القللرآن
فانظر اليها وهي ميتة هامدة خاشعة فإذا انزلنا عليها الماء اهتزت فتحركللت
وربت فارتفعت واخضرت وانبتت من كل زوج بهيج فاخرجت عجائب النبات
في المنظر والمخبر بهيج للناظرين كريم للمتناولين فأخرجت القوات علللى
اختلفها وتباين مقاديرها واشكالها والوانها ومنافعها والفواكه والثمار وانللواع
الدوية ومراعي الدواب والطير ثم انظللر قطعهللا المتجللاورات وكيللف ينللزل
عليهللا مللاء واحللدا فتنبللت الزواج المختلفللة المتباينللة فللي اللللون والشللكل
والرائحة والطعم والمنفعة واللقللاح واحللد والم واحللدة كمللا قللال تعللالى ^
وفي الرض قطع متجاورات وجنات من اعنللاب وزرع ونخيللل صللنوان وغيللر
صنوان يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض فللي الكللل ان فللي ذلللك
ليات لقوم يعقلون ^ فكيف كانت هذه الجنة المختلفللة مودعللة فللي بطللن
هذه الم وكيف كان حملها من لقاح واحد صنع الله الذي اتقن كللل شلليء ل
إله إل هو ولول ان هذا من اعظللم آيللاته لمللا نبلله عليلله عبللاده وهللداهم الللى
التفكير فيه قال الله تعالى ^ وترى الرض هامللدة فللإذا انزلنللا عليهللا المللاء
اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج ذلك بان الللله هللو الحللق وانلله يحيللي
الموتى وانه على كل شيء قللدير وأن السللاعة آتيللة ل ريللب فيهللا وأن الللله
يبعث من في القبور ^ فجعلل النظلر فلي هلذه اليلة وملا قبلهلا ملن خللق
الجنين دليل على هذه النتائج الخمللس مسللتلزما للعلللم بهللا ثللم انظللر كيللف
احكم جوانب الرض بالجبال الراسيات الشوامخ الصم الصلب وكيف نصبها
فأحسللن نصللبها وكيللف رفعهللا وجعلهللا اصلللب اجللزاء الرض لئل تضللمحل
علىتطاول السنين وترادف المطار والرياح بل اتقللن صللنعها واحكللم وضللعها
واودعها مللن المنللافع والمعللادن والعيللون مللا اودعهللا ثللم هللدى النللاس الللى
استخراج تلك المعادن منها والهمهم كيف يصنعون منها النقود والحليوالزينة
واللباس والسلح وآلة المعاش على اختلفها ولول هدايته سبحانه لهللم الللى
ذلك لما كان لهم علم شيء منه ول قدرة عليه ومن آياته الباهرة هذا الهواء
اللطيف المحبوس بين السماء والرض يدرك بحس اللمس عند هبوبه يدرك
جسمه ول يرى شخصه فهو يجرى بين السماء والرض والطير مختلفللة فيلله
سابحة بأجنحتها في أمواجه كما تسبح حيوانات البحر فللي المللاء وتضللطرب
جوانبه
وأمواجه عند هيجانه كما تضطرب امللواج البحللر فللإذا شللاء سللبحانه وتعللالى
حركه بحركة الرحمة فجعله رخاء ورحمة وبشرى بيللن يللدي رحمتلله ولقحللا
للسحاب يلقحه بحمل الماء كما يلقللح الللذكر النللثى بالحمللل وتسللمى ريللاح
الرحمة المبشرات والنشر والذاريات والمرسلللت والرخللاء واللواقللع وريللاح
العذاب العاصف والقاصف وهما في البحر والعقيم والصرصر وهما في البر
وإن شاء حركه بحركة العذاب فجعله عقيما وأودعه عذابا اليما وجعله نقمللة
على من يشاء من عباده فيجعله صرصرا ونحسللا وعاتيللا ومفسللدا لمللا يمللر
عليه وهي مختلفة في مهابها فمنها صبا ودبور وجنوب وشمال وفي منفعتها
وتاثيرها اعظم اختلف فريح لينة رطبة تغذى النبات وابدان الحيوان واخللرى
تجففه واخرى تهلكه وتعطبه وأخرى تشده وتصلللبه وأخللرى تللوهنه وتضللعفه
ولهذا يخبر سبحانه عللن ريللاح الرحمللة بصلليغة الجمللع لختلف منافعهللا ومللا
يحدث منها فريح تثير السحاب وريح تلقحه وريح تحمللله علللى متونهللا وريللح
تغذى النبات ولما كانت الرياح مختلفة في مهابها وطبائعهللا جعللل لكللل ريللح
ريحا مقابلتها تكسر سللورتها وحللدتها ويبقللى لينهللا ورحمتهللا فريللاح الرحمللة
متعددة وأما ريح العذاب فإنه ريح واحدة ترسللل مللن وجلله واحللد لهلك مللا
ترسل باهلكه فلتقوم لها ريح اخرى تقابلها وتكسر سورتها وتدفع حدتها بل
تكون كالجيش العظيم الذي ل يقاومه شيء يدمر كل مللا اتللى عليلله وتأمللل
حكمة القرآن وجللته وفصاحته كيللف طللرد هللذا فللي الللبر وأمللا فللي البحللر
فجاءت ريح الرحمة فيه بلفظ الواحد كقوله تعالى ^ هو الذي يسيركم فللي
البر والبحر حتى إذا كنتم فللي الفلللك وجريللن بهللم بريللح طيبللة وفرحللوا بهللا
جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان ^ فإن السللفن إنمللا تسللير
بالريح الواحدة التي تأتي من وجه واحد فللإذا اختلفللت الريللاح علللى السللفن
وتقابلت لم يتم سيرها فالمقصود منها في البحر خلف المقصللود منهللا فللي
البر إذ المقصود في البحر ان تكون واحدة طيبة ل يعارضها شلليء فللأفردت
هنا وجمعت في البر ثللم انلله سللبحانه اعطللى هللذا المخلللوق اللطيللف الللذي
يحركه اضعف المخلوقات ويخرقه من الشدة والقللوة والبللاس مللا يقلللق بلله
الجسام الصلبة القوية الممتنعة ويزعجها عن اماكنها ويفتتها ويحملهللا علللى
متنه فانظر اليه مع لطافته وخفته إذا دخل في الزق مثل وامتل به ثللم وضلع
عليه الجسم الثقيل كالرجل وغيره وتحامل عليه ليغمسه في الماء لم يطق
ويضع الحديد الصلب الثقيل على وجه الماء فيرسب فيه فامتنع هذا اللطيف
من قهر الماء له ولم يمتنع منه القوي الشللديد وبهللذه الحكمللة امسللك الللله
سبحانه السفن على وجه الماء مع ثقلها وثقل ما تحويه وكذلك كللل مجللوف
حل فيه الهواء فإنه ل يرسب فيه لن الهللواء يمتنللع مللن الغللوس فللي المللاء
فتتعلق به السفينة المشللحونة المللوقرة فتأمللل كيللف اسللتجار هللذا الجسللم
الثقيل العظيم بهذا اللطيف الخفيف وتعلق به حللتى امللن مللن الغللرق وهللذا
كالذي يهوى في قليب فيتعلق بذيل رجل قوي شديد يمتنع عن السقوط في
القليب فينجو بتعلقه به فسبحان من علق هذا
المركب العظيم الثقيل بهذا الهواء اللطيف من غير علقللة ولعقللدة تشللاهد
ومللن آيللاته السللحاب المسللخر بيللن السللماء والرض كيللف ينشللئه سللبحانه
بالرياح فتثيره كسيفا ثم يؤلف بينه ويضم بعضه الى بعض ثللم تلقحلله الريللح
وهي التي سماها سبحانه لواقح ثم يسوقه على متونها الى الرض المحتاجة
اليه فإذا علها واستوى عليها اهراق ماءه عيها فيرسل سللبحانه عليلله الريللح
وهو في الجو فتذروه وتفرقه لئل يؤذي ويهدم ما ينزل عليه بجملته حللتى إذا
رويت وأخذت حاجتها منه اقلع عنها وفارقها فهي روايا الرض محمولة على
ظهور الرياح وفي الترمذي وغيره ان النبي لما رأى السحاب قال هذه روايا
الرض يسوقها الله الى قوم ل يشكرونه ول يذكرونه فالسحاب حامللل رزق
العباد وغيرهم التي عليها ميرتهم وكان الحسللن إذا رأى السللحاب قللال فللي
هذا والله رزقكم ولكنكللم تحرمللوه بخطايللاكم وذنللوبكم وفللي الصللحيح عللن
النبي قال بينا رجل بفلة من الرض إذ سمع صوتا في سحابة اسللق حديقللة
فلن فمر الرجل مع السحابة حتى اتت على حديقة فلما توسللطتها افرغللت
فيها ماءها فإذا برجل معه مسحاة يسحي الماء بها فقال ما اسللمك يللا عبللد
الللله قللال فلن للسللم الللذي سللمعه فللي السللحابة وبالجملللة فللإذا تللأملت
السحاب الكثيف المظلم كيف تراه يجتمع في جو صاف ل كدورة فيه وكيف
يخلقه الله متى شاء وإذا شاء وهو مع لينه ورخاوته حامل للماء الثقيللل بيللن
السماء والرض إلى ان يأذن له ربه وخالقه في ارسللال ملا معله ملن الملاء
فيرسله وينزله منه مقطعا بللالقطرات كللل قطللرة بقللدر مخصللوص اقتضللته
حكمته ورحمته فيرش السللحاب المللاء علللى الرض رشللا ويرسللله قطللرات
مفصلة لتختلط قطرة منها باخرى ول يتقدم متأخرها ول يتأخر متقللدمها ول
تدرك القطرة صاحبتها فتمزج بها بل تنللزل كللل واحللدة فللي الطريللق الللذي
رسم لها ل تعدل عنه حتى تصيب الرض قطرة قطرة قد عينت كللل قطللرة
منها لجزء من الرض ل تتعداه إلى غيره فلللو اجتمللع الخلللق كلهللم علللى ان
يخلقوا منها قطرة واحدة او يحصوا عدد القطللر فللي لحظللة واحللدة لعجللزوا
عنه فتأمل كيف يسوقه سبحانه رزقا للعباد والدواب والطيللر والللذر والنمللل
يسلوقه رزقلا للحيلوان الفلنللي فلي الرض الفلنيللة بجللانب الجبلل الفلنللي
فيصل اليه على شدة من الحاجة والعطللش فللي وقللت كللذا وكللذا ثللم كيللف
اودعه في الرض ثم اخرج به انواع الغذية والدوية والقللوات فهللذا النبللات
يغذي وهذا يصلح الغذاء وهذا ينفذه وهذا يضعف وهذا اسم قاتل وهذا شفاء
من السم وهذا يمرض وهذا دواء من المرض وهذا يبرد وهللذا يسللخن وهللذا
إذا حصل في المعدة قمع الصفراء من اعماق العروق وهللذا إذا حصللل فيهللا
ولد الصفراء واستحال اليها وهذا يدفع البلغم والسوداء وهذا يستحيل
اليهما وهذا يهيج الدم وهذا يسكنه وهذا ينوم وهللذا يمنللع النللوم وهللذا يفللرح
وهذا يجلب الغنم الى غير ذلك من عجائب النبات الللتي ل تكللاد تخلللو ورقللة
منلله ولعللرق ول ثمللرة مللن منللافع تعجللز عقللول البشللر عللن الحاطللة بهللا
وتفصيلها وانظر الى مجاري الماء في تلك العروق الرقيقة الضئيلة الضعيفة
التي ل يكاد البصر يدركها إل بعد تحلديقه كيلف يقلوى قسلره واجتلذابه ملن
مقره ومركزه الى فوق ثم ينصرف في تلك المجاري بحسب قبولها وسعتها
وضيقها ثم تتفرق وتتشعب وتللدق اللى غايلة ل ينالهلا البصلر ثللم انظلر اللى
تكون حمل الشجرة ونقلته من حال الى حال كتنقل احوال الجنيللن المغيللب
عن البصار ترى العجب العجاب فتبارك الله رب العالمين واحسن الخالقين
بينا تراها حطبا قائما عاريا ل كسوة عليها إذ كاسها ربها وخالقها مللن الزهللر
احسن كسوة ثم سلبها تلك السكوة وكساها من الورق كسوة هي اثبت من
الولى ثم اطلع فيها حملها ضعيفا ضللئيل بعللد ان اخللرج ورقهللا صلليانة وثوبللا
لتلك الثمرة الضعيفة لتستجب به من الحر والبرد والفات ثم ساق الى تلك
الثمار رزقها وغذاها في تلك العروق والمجاري فتغذت به كما يتغذى الطفل
بلبان امه ثم رباها ونماها شيئا فشيئا حتى استوت وكملللت وتنللاهى ادراكهللا
فأخرج ذلك الجني اللذيذ اللين من تلك الحطبة الصماء هذا وكم لله من آية
في كل ما يقع الحس عليه ويبصره العباد وما ليبصرونه تفنللى العمللار دون
الحاطة بها وجميع تفاصيلها
فصل ومن آياته سبحانه تعالى الليل والنهار وهما من اعجب آياته
وبدائع مصنوعاته ولهذا يعيد ذكرهمللا فللي القللرآن ويبللديه كقللوله تعللالى ^
ومن آياته الليل والنهار ^ وقوله وهو الذي جعل الليللل لباسللا والنللوم سللباتا
وجعللل النهللار نشللورا وقللوله عللز وجللل ^ وهللو الللذي خلللق الليللل والنهللار
والشمس والقمر كل في فلك يسللبحون ^ وقللوله عللز وجللل ^ الللله الللذي
جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا ^ وهذا كثير في القللرآن فللانظر
الى هاتين اليتين وما تضمنتاه من العبر والدللت على ربوبية الله وحكمتلله
كيف جعل الليل سكنا ولباسا يغشللى العللالم فتسللكن فيلله الحركللات وتللأوى
الحيوانات الى بيوتها والطير الى اوكارها وتستجم فيه النفوس وتستريح من
كد السعي والتعب حتى إذا اخذت منه النفوس راحتها وسباتها وتطلعت الى
معايشها وتصرفها جاء فالق الصللباح سللبحانه وتعللالى بالنهللار يقللدم جيشلله
بشير الصباح فهزم تلك الظلمة ومزقها كل ممزق وكشفها عن العللالم فللإذا
هللم مبصللرون فانتشللر الحيللوان وتصللرف فللي معاشلله ومصللالحه وخرجللت
الطيور من اوكارها فياله من معاد ونشأة دال على قدرة الله سللبحانه علللى
المعاد الكبر وتكرره
ودوام مشاهدة النفوس له بحيللث صللار عادةومألفللا منعهللا مللن العتبللار بلله
والستدلل به على النشأة الثانية وإحياء الحلللق بعللد مللوتهم ول ضللعف فللي
قدرة القادر التام القدرة ول قصور في حكمته ول في علمه ويللوجب تخلللف
ذلك ولكن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء وهذا ايضا من ايللاته البللاهرة
ان يعمى عن هذه اليات الواضحة البينة من شاء من خلقه فل يهتدي بها ول
يبصرها لمن هو واقف في الماء الى حلقه وهويستغيث من العطللش وينكللر
وجود الماء وبهذا وأمثاله يعرف الله عز وجل ويشللكر ويحمللد ويتضللرع اليلله
ويسأل
فصل ومن آياته وعجائب مصللنوعاته البحللار المكتنفللة لقطللار الرض الللتي
هي
خلجان من البحر المحيط العظللم بجميللع الرض حللتى ان المكشللوف مللن
الرض والجبال والمدن بالنسبة الى الماء كجزيرة صللغيرة فللي بحللر عظيللم
وبقية الرض مغمورة بالماء ولول امسللاك الللرب تبللارك وتعللالى للله بقللدرته
ومشيئته وحبسه الماء لطفح على الرض وعلها كلها هذا طبللع المللاء وهللذا
حار عقلء الطبيعيين في سبب بروز هذا الجزء من الرض مع اقتضاء طبيعة
الماء للعلو عليه وإن يغمره ولم يجدوا مللا يحيلللون عليلله ذلللك إل العللتراف
بالعناية الزلية والحكمة اللهية التي اقتضت ذلللك العيللش الحيللوان الرضللي
في الرض وهذا حق ولكنه يوجب العللتراف بقللدرة الللله وإرادتلله ومشلليئته
وعلمه وحكمته وصفات كماله ول محيص عنه وفي مسند المام احمللد عللن
النبي انه قال ما من يللوم ال والبحللر يسللتأذن ربلله ان يغللرق بنللي آدم وهللذا
احدالقوال في قوله عز وجل ^ والبحر المسللجور ^ انلله المحبللوس حكللاه
ابن عطية وغيره قالوا ومنه ساجور الكلب وهللي القلدة مللن عللود او حديللد
التي تمسكه وكذلك لول ان الله يحبس البحر ويمسللكه لفللاض علللى الرض
فالرض في البحر كبيت في جملة الرض واذا تأملت عجائب البحر وما فيلله
من الحيوانات على اختلف اجناسها وأشكالها ومقاديرها ومنافعها ومضللارها
وألوانها حتى ان فيها حيوانا امثال الجبال ل يقوم له شيء وحتى ان فيه من
الحيوانات ما يرى ظهورها فيظن انها جزيرة فينللزل الركللاب عليهللا فتحللس
بالنار إذا اوقدت فتتحرك فيعلم انه حيوان وما من صنف من اصناف حيللوان
البر إل وفي البحللر امثللاله حللتى النسلان والفللرس والبعيللر واصللنافها وفيلله
اجناس ل يعهد لها نظير في البر اصل هذا مع ما فيلله مللن الجللواهر واللؤلللؤ
والمرجان فترى اللؤلؤة كيف اودعت في كن كالبيت لها وهي الصدفة تكنها
وتحفظها ومنه اللؤلؤ المكنون وهو الذي في صدفه لم تمسه اليلدي وتأملل
كيف نبت المرجان في قعره فللي الصللخرة الصللماء تحللت المللاء علللى هيئة
الشجر هذا مع ما فيه من العنبر واصناف النفائش
التي يقذفها البحر وتستخرج منه ثم انظر الى عجائب السللفن وسلليرها فللي
البحر تشقه وتمخره بل قائد يقودها ول سائق يسوقها وإنما قائدها وسللائقها
الرياح التي يسخرها الله لجرائهللا فللإذا حبللس عنهللا القلائد والسللائق ظلللت
راكدة على وجه الماء قال الله تعالى ومن آياته الجواري في البحر كالعلم
ان يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك ليات لكل صبار
شكور وقال الله تعالى الله الذي سخر لكم البحللر لتللأكلوا منلله لحمللا طريللا
وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيلله ولتبتغللوا مللن فضللله
ولعلكم تشكرون فما اعظمها من آية وابينها من دللة ولهللذا يكللرر سللبحانه
ذكرها في كتابه كثيرا وبالجملة فعجائب البحللر وآيللاته اعظللم وأكللثر مللن ان
يحصيها ال الله سبحانه وقال الله تعالى إنللا لمللا طغللى المللاء حملنللاكم فللي
الجارية لنجعلها لكم تذكرة وتعيها اذن واعية
فصل ومن آياته سبحانه خلق الحيوان على اختلف صفاته واجناسه
واشكاله ومنافعه وألوانه وعجائبه المودعة فيه فمنلله الماشللي علللى بطنلله
ومنه الماشي على رجليه ومنه الماشي على اربع ومنه ما جعل سلحه فللي
رجليه وهللو ذو المخللالب ومنلله مللا جعللل سلللحه المنللاقير كالنسللر والرخللم
والغراب ومنه ما سلحه السنان ومنه مللا سلللحه الصياصللي وهللي القللرون
يدافع بها عن نفسه من يروم اخذه ومنه ما اعطى منها قللوة يللدفع بهللا عللن
نفسه لم يحتج الى سلح كالسد فإن سلحه قوته ومنه ما سلحه في ذرقه
وهو نوع من الطير إذا دنا منه من يريد اخذه ذرق عليه فأهلكه ونحللن نللذكر
هنا فصول منثورة من هذا الباب مختصرة وإن تضمنت بعض التكللرار وتللرك
الترتيب في هذا المقام الذي هو من اهلم فصللول الكتلاب بللل هللو للب هلذا
القسم الول ولهذا يكرر في القرآن ذكر آياته ويعيدها ويبللديها ويللأمر عبللاده
بالنظر فيها مرة بعد أخرى فهو من اجل مقاصد القرآن قال الله تعالى قللل
انظروا مللاذا فللي السللموات والرض وقللال تعللالى إن فللي خلللق السللموات
والرض واختلف الليللل والنهللار ليللات لولللي اللبللاب وقللال تعللالى ^ افل
ينظرون الى البل كيف خلقت والى السماء كيف رفعت والى الجبللال كيللف
نصبت والى الرض كيللف سللطحت ^ وقللال الللله تعللالى اولللم ينظللروا فللي
ملكوت السموات والرض وما خلق الله من شيء وقال تعالى ان الله فالق
الحب والنوى يخرج الحي من الميت ويخللرج الميللت مللن الحللي ذلكللم الللله
فاتى تؤفكون فالق الصباح وجاعل الليلل سلكنا والشلمس والقملر حسلبانا
ذلك تقدير العزيز العليم وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمللات
البر والبحر قد فصلنا اليات لقوم يفقهون وهو الذي انزل مللن السللماء مللاء
فاخرجنا به نبات
كل شيء فأخرجنا منه خضرا فنخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعهللا
قنوان دانية وجنللات مللن اعنللاب والزيتللون والرمللان مشللتبها وغيللر متشللابه
انظروا الى ثمره إذا اثمر وينعلله فللأمر سللبحانه بللالنظر اليلله وقللت خروجلله
وإثماره ووقت نضجه وإدراكه يقال اينعت الثمار إذا نضجت وطابت لن فللي
خروجه من بين الحطب والورق آية باهرة وقدرة بالغة ثم فللي خروجلله مللن
حدالعفوصة واليبوسة والمرارة والحموضة الى ذلك اللون المشللرق الناصللع
والطعم الحلو اللذيذ الشهي ليات لقوم يؤمنللون وقللال بعللض السلللف حللق
على الناس ان يخرجوا وقت إدراك الثمار وينعها فينظللروا اليهللا ثللم تلللي ^
انظروا الى ثمره إذا اثمر وينعه ^ ولللو اردنللا نسللتوعب مللا فللي آيللات الللله
المشهورة من العجائب والدللت الشاهدة لله بان الللله الللذي ل إللله إل هللو
الذي ليس كمثله شيء وإنه الللذي ل أعظللم منلله ول أكمللل منلله ول ابللر ول
ألطف لعجزنا نحن والولون والخرون عن معرفة أدنى عشللر معشللار ذلللك
ولكن مال يدرك جميعه ل ينبغي ترك التنبيه على بعض مللا يسللتدل بلله علللى
ذلك وهذا حين الشروع في الفصول
فصل تامل العللبرة فللي موضللع هللذا العللالم وتللاليف أجللزائه ونظمهللا علللى
احسن
نظام وأدلة على كمال قلدرة خلالقه وكملال علمله وكملال حكمتله وكملال
لطفه فإنك إذا تأملت العالم وجدته كللالبيت المبنللي المعللد فيلله جميللع آلتلله
ومصالحه وكل ما يحتاج اليه فالسللماء سللقفه المرفللوع عليلله والرض مهللاد
وبساط وفراش ومستقر للساكن والشللمس والقمللر سللرجان يزهللران فيلله
والنجوم مصابيح له وزينلة وأدللة للمنتقلل فلي طلرق هلذه اللدار والجلواهر
والمعادنمخزونة فيه كالللذخائر والحواصللل المعللدة المهيللأة كللل شلليء منهللا
لشأنه الذي يصلح له وضروب النبات مهيأ لمآربه وصنوف الحيوان مصروفة
لمصالحه فمنها الركوب ومنها الحلوب ومنها الغذاء ومنهللا اللبللاس والمتعللة
واللت ومنها الحرس الذي وكل بحرس النسان يحرسلله وهللو نللائم وقاعللد
مما هو مستعد لهلكه وأذاه فلول ما سلط عليه من ضده لم يقللر للنسللان
قرار بينهم وجعل النسان كالملك المخول في ذلك المحكم فيلله المتصللرف
بفعله وأمره ففي هذا اعظم دللة واوضحها على ان العللالم مخلللوق لخللالق
حكيم قدير عليم قدره احسن تقلدير ونظملله احسلن نظلام وان الخلالق لله
يسللتحيل ان يكللون اثنيللن بللل الللله واحللد ل إللله إل هللو تعللالى عمللا يقللول
الظالمون والجاحدون علوا كبيرا وإنه لو كان في السموات والرض إله غير
الله لفسللد امرهمللا واختللل نظامهمللا وتعطلللت مصللالحهما وإذا كللان البللدن
يستحيل ان يكون الملدبر لله روحللان متكللافئان متسللاويان وللو كلان كللذلك
لفسد وهلك مع إمكان ان يكون تحت قهر ثالث هذا ملن المحلال فللي اوائل
العقول وبداية الفطر فلو كان فيهما آلهة إل الله لفسدتا فسللبحان الللله رب
العرش عما يصفون ما اتخذ الله من ولدوما كان معه من اله إذا لذهب
كل اله بما خلق ولعل بعضهم علللى بعللض سللبحان الللله عملا يصلفون عللالم
الغيللب والشللهادة فتعللالى عمللا يشللركون فهللذان برهانللان يعجللز الولللون
والخرون ان يقدحوا فيهما بقدح صحيح او يللاتوا بأحسللن منهمللا ول يعللترض
عليهما إل من لم يفهم المراد منهما ولول خشللية الطالللة لللذكرنا تقللديرهما
وبيان ما تضمناه من السر العجيب والبرهللان البللاهر وسللنفرد إن شللاء الللله
كتاب مستقل لدلة التوحيد
فصل فتأمل خلق السماء وارجع البصر فيها كرة بعد كرة كيف تراها من
اعظم اليات في علوها وارتفاعهللا وسللعتها وقرارهللا بحيللث ل تصللعد علللوا
كالنار ول تهبط نازلة كالجسام الثقيلة ول عمد تحتها وعلقة فوقها بللل هللي
ممسوكة بقللدرة الللله الللذي يمسللك السللموات والرض ان تللزول ثللم تأمللل
استواءها واعتدالها فل صللدع فيهللا ول فطللر ول شللق ول أمللت ول عللوج ثللم
تأمل ما وضعت عليه من هذا اللون الذي هو احسن اللوان واشدها موافقة
للبصر وتقوية له حتى ان من اصابه شيء اضر ببصره يللؤمر بادمللان النظللر
الى الخضرة وما قرب منها الى السواد وقال الطباء ان من كل بصره فللإنه
من دوائه ان يديم الطلع الى اجانة خضراء مملؤءة ماء فتأمل كيللف جعللل
اديم السماء بهذا اللون ليمسك البصللار المتقلبللة فيلله ول ينكللأ فيهللا بطللول
مباشرتها له هذا بعض فوائد هذا اللون والحكمة فيه اضعاف ذلك
فصل ثم تأمل حال الشمس والقمر في طلوعهما وغروبهما لقامة دولتي
الليل والنهار ولول طلوعهما لبطل امر العللالم وكيللف كللان النللاس يسللعون
في معائشهم ويتصرفون في امللورهم والللدنيا مظلمللة عليهللم وكيللف كللانوا
يتهنون بللالعيش مللع فقللد النللور ثللم تأمللل الحكمللة فللي غروبهمللا فللإنه لللول
غروبهما لم يكن للناس هدوء ول قرار مع فرط الحاجة الى السبات وجموم
الحواس وانبعاث القوى الباطنة وظهللور سلللطانها فللي النللوم المعيللن علللى
هضم الطعام وتنفيللذ الغللذاء الللى العضللاء ثللم لللول الغللروب لكللانت الرض
تحمي بدوام شروق الشمس واتصال طلوعها حتى يحترق كل ما عليها مللن
حيوان ونبات فصارت تطلع وقتا بمنزلة السراج يرفللع لهللل الللبيت ليقضللوا
حوائجهم ثم تغيب عنهم مثل ذلك ليقروا ويهدؤا وصار ضياء النهار مللع ظلم
الليل وحر هذا ملع بلرد هللذا مللع تضلادهما متعلاونين متظلاهرين بهملا تملام
مصالح العالم وقد اشار تعالى الى هذا المعنى ونبه عبللاده عليلله بقللوله عللز
وجل ^ قل ارأيتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا الللى يللوم القيامللة مللن
إله غير الله يأتيكم بضياء أفل تسمعون قل أرأيتم ان جعل الله عليكم النهار
^
^ سرمدا الى يوم القيامة من اله غير الللله يللأتيكم بليللل تسللكنون فيلله افل
تبصرون ^ خص سبحانه النهار بذكر البصر لنه محله وفيلله سلللطان البصللر
وتصرفه وخص الليل بذكر السمع لن سلطان السمع يكللون بالليللل وتسللمع
فيله الحيوانلات ملال تسلمع فلي النهلار لنله وقلت هلدوء الصلوات وخملود
الحركات وقوة سلطان السمع وضعف سلطان البصر والنهار بللالعكس فيلله
قوة سلطان البصر وضعف سلطان السمع فقوله افل تسللمعون راجللع إلللى
قوله قل ارايتم ان جعل الله عليكم الليل سرمدا الى يوم القيامللة مللن اللله
غير الله يأتيكم بضياء به وقوله أفل تبصرون راجع الى قللوله قللل أرايتللم ان
جعل الله عليكم النهار سرمدا الللى يللوم القيامللة وقللال تعللالى تبللارك الللذي
جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا وهو الذي جعل الليل
والنهللار خلفللة لمللن أراد ان يللذكر او أراد شللكورا فللذكر تعللالى خلللق الليللل
والنهار وإنهما خلفة أي يخلف احدهما الخر ل يجتملع معله وللو اجتمللع معله
لفاتت المصلحة بتعاقبهما واختلفهما وهذا هو المراد باختلف الليللل والنهللار
كون كل واحد منهما يخلف الخر ل يجللامعه ول يحللاذيه بللل يغشللى احللدهما
صاحبه فيطلبه حثيثا حتىيزيله عن سلللطانه ثللم يجيللء الخللر عقيبلله فيطلبلله
حثيثا حتى يهزمه ويزيله عن سلطانه فهما دائما يتطالبان ول يللدرك احللدهما
صاحبه
فصل ثم تأمل بعد ذلك احوال هذه الشمس في انخفاضها وارتفاعها لقامة
هذه الزمنة والفصول وما فيها من المصالح والحكم إذ لو كان الزمان كللله
فصل واحدا لفاتت مصالح الفصول الباقية فيلله فلللو كللان صلليفا كللله لفللاتت
منافع مصالح الشتاء ولو كان شتاء لفاتت مصللالح الصلليف وكللذلك لللو كللان
ربيعا كله او خريفا كللله ففللي الشللتاء تغللور الحللرارة فللي الجللواف وبطللون
الرض والجبال فتتولد مواد الثمللار وغيرهللا وتللبرد الظللواهر ويسللتكثف فيلله
الهواء فيحصل السحاب والمطر والثلج والبرد الذي بلله حيللاة الرض وأهلهللا
واشتداد أبدان الحيوان وقوتها وتزايد القوى الطبيعيللة واسلتخلف ملا حللتلله
حللرارة الصلليف مللن البللدان وفللي الربيللع تتحللرك الطبللائع وتظهللر المللواد
المتولدة في الشتاء فيظهر النبات ويتنور الشللجر بللالزهر ويتحللرك الحيللوان
للتناسل وفي الصيف يحتد الهواء ويسخن جدا فتنضج الثمار وتنحل فضلللت
البللدان والخلط الللتي انعقللدت فللي الشللتاء وتغللور الللبرودة وتهللرب الللى
الجواف ولهذا تلبرد العيللون والبللار ول تهضللم المعللدة الطعللام الللتي كلانت
تهضمه في الشتاء من الطعمة الغليظة لنها كانت تهضللمها بللالحرارة الللتي
سكنت في البطون فلما جلاء الصليف خرجلت الحلرارة اللى ظلاهر الجسلد
وغارت البرودة فيله فلإذا جلاء الخريلف اعتلدل الزملان وصلفا الهلواء وبلرد
فانكسر ذلك السموم وجعله الله بحكمته برزخللا بيللن سللموم الصلليف وبللرد
الشتاء لئل يتنقل الحيوان وهلة واحدة من
الحر الشديد الى البرد الشللديد فيجللد اذاه ويعظللم ضللرره فللإذا انتقللل اليلله
بتدريج وترتب لم يصعب عليه فإنه عند كل جزء يستعد لقبللول مللا هللو اشللد
منه حتى تأتي جمللرة الللبرد بعللد اسللتعداد وقبللول حكمللة بالغللة وآيللة بللاهرة
وكذلك الربيع برزخ بين الشتاء والصيف ينتقل فيه الحيوان من برد هذا الللى
حر هذا بتدريج وترتيب فتبارك الله رب العالمين واحسن الخالقين
فصل ثم تأمل حال الشمس والقمر وما اودعاه من النور والضاءة وكيف
جعل لهما بروجا ومنلازل ينزلنهلا مرحللة بعلد مرحللة لقاملة دوللة السلنة
وتمام مصالح حساب العالم الذي ل غناء لهم في مصالحهم عنه فبذلك يعلم
حساب العمار والجال المؤجلة للديون والجارات والمعاملت والعدد وغيللر
ذلك فلول حلوك الشلمس والقمللر فلي تلللك المنللازل وتنقلهملا فيهللا منزللة
بعدمنزلة لم يعلم شيء من ذلك وقد نبه تعالى على هذا في غير موضع من
كتابه كقوله هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلمللوا
عدد السنين والحسللاب مللا خلللق الللله ذلللك ال بللالحق يفصللل اليللات لقللوم
يعلمون وقال تعالى وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليللل وجعلنللا آيللة
النهار مبصرة لتبتغوا فضل من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب
فصل ثم تأمل الحكمة في طلوع الشمس على العالم كيف قدره العزيز
العليم سبحانه فإنها لو كانت تطلع في موضللع ملن السلماء فتقللف فيلله ول
تعدوه لما وصل شعاعها الى كثير مللن الجهللات لن ظللل احللد جللوانب كللرة
الرض يحجبها عن الجانب الخر وكان يكون الليل دائما سرمدا على من لم
تطلع عليهم والنهار سرمدا على من هي طالعة عليهم فيفسد هؤلء وهللؤلء
فاقتضت الحكمة اللهية والعناية الربانية ان قدر طلوعها من اول النهار مللن
المشرق فتشرق على ما قابلها من الفق الغربي ثم ل تلزال تلدور وتغشللى
جهة بعد جهة حتى تنتهي الى الغرب فتشرق على مللا اسللتتر عنهللا فللي اول
النهار فيختلف عندهم الليل والنهار فتنتظم مصالحهم
فصل ثم تأمل الحكمة في مقادير الليل والنهار تجدها على غاية
المصلحة والحكمة وان مقدار اليوم والليلللة لللو زاد علللى مللا قللدر عليلله او
نقللص لفللاتت المصلللحة واختلفللت الحكمللة بللذلك بللل جعللل مكيالهللا اربعللة
وعشرين سللاعة وجعل يتقارضللان الزيللادة والنقصللان بينهمللا فمللا يزيللد فللي
احدهما من الخر يعود الخر فيسترده منه قال الله تعللالى يولللج الليللل فللي
النهار ويولج النهار في الليل وفيه قولن احدهما ان المعنى يدخل ظلمة هذا
في مكان ضياء ذلك وضياء هذا فللي مكلان ظلملة الخللر فيللدخل كللل واحللد
منهما في موضع صاحبه وعلى هذا فهي عامة فللي كللل ليللل ونهللار والقللول
الثاني
انه يزيد في احدهما ما ينقصه من الخر فمللا ينقللص منلله يلللج فللي الخللر ل
يذهب جملة وعلى هذا فالية خاصة ببعض ساعات كل من الليل والنهار في
غير زمن العتدال فهي خاصة في الزمان وفي مقدار مللا يلللج فللي احللدهما
من الخر وهو في القاليم المعتدلة غايللة مللا تنتهللي الزيللادة خمللس عشللرة
ساعة فيصير الخر تسع ساعات فإذا زاد على ذلك انحرف ذلك القليم فللي
الحرارة او البرودة الى ان ينتهي الى حلد ليسلكنه النسللان ول يتكلون فيله
النبات وكل موضع ل تقع عليه الشمس ل يعيش فيه حيوان ول نبلات لفلرط
برده ويبسه وكل موضع لتفارقه كذلك لفرط حلره ويبسله والمواضلع الللتي
يعيش فيها الحيوان والنبات هي التي تطلع عليهللا الشللمس وتغيللب وأعللدلها
المواضع التي تتعاقب عليها الفصول الربعة ويكون فيهللا اعتللدالن خريفيللن
وربيعين
فصل ثم تأمل إنارة القمر والكواكب في ظلمة الليل والحكمة في ذلك
فإن الله تعالى اقتضت حكمته خلق الظلمة لهدو الحيوان وبرد الهواء علللى
البدان والنبات فتعادل حرارة الشمس فيقللوم النبللات والحيللوان فلمللا كللان
ذلك مقتضى حكمته شاب الليل بشيء من النوار ولم يجعللله ظلمللة داجيللة
حندسا ل ضوء فيه اصل فكان ل يتمكن الحيوان فيه من شلليء مللن الحركللة
ول لعمال ولما كان الحيوان قد يحتاج في الليل الى حركللة ومسللير وعمللل
ليتهيأ له بالنهار لضيق النهار او لشدة الحر او لخوفه بالنهار كحال كثير مللن
الحيوان جعل في الليل مللن اضللواء الكللواكب وضللوء القمللر مللا يتللأتى معلله
اعمال كثيرة كالسفر والحرث وغير ذلك من اعمال اهلل الحلروث واللزروع
فجعل ضوء القمر بالليل معونة للحيوان على هذه الحركات وجعللل طلللوعه
في بعض الليل دون بعض مع نقص ضللوئه عللن الشلمس لئل يسللتوى الليللل
والنهار فتفوت حكمة الختلف بينهما والتفللاوت الللذي قللدره العزيللز العليللم
فتأمل الحكمة البالغة والتقدير العجيب الذي اقتضى ان اعان الحيوان علللى
دولة الظلم بجند من النور يستعين به على هذه الدولة المظلمة ولم يجعللل
الدولة كلها ظلمة صرفا بل ظلمة مشوبة بنور رحمة منه وإحسانا فسللبحان
من اتقن ما صنع واحسن كل شيء خلقه
فصل ثم تأمل حكمته تبارك وتعالى في هذه النجوم وكثرتها وعجيب خلقها
وأنها زينة للسماء وأدلة يهتدي بها في طرق البر والبحر وما جعل فيها مللن
الضوء والنور بحيث
يمكننا رؤيتها مع البعد المفرط ولول ذلللك لللم يحصللل لنللا الهتللداء والدللللة
ومعرفة المواقيت ثم تأمل تسخيرها منقادة بامر ربها تبللارك وتعللالى جاريللة
على سنن واحد اقتضتحكمته وعلملله ان ل تخللرج عنلله فجعللل منهللا الللبروج
والمنازل والثوابت والسيارة والكبللار والصللغار والمتوسللط والبيللض الزهللر
والبيض الحمر ومنها ما يخفى على الناظر فل يدركه وجعل منطقة الللبروج
قسمين مرتفعة ومنخفضة وقدر سيرها تقديرا واحدا ونزل الشمس والقمللر
والسيارات منها منازلها فمنها ما يقطعها في شهر واحد وهو القمر ومنها ما
يقطعها في عام ومنها ما يقطعها في عدة اعوام كللل ذلللك مللوجب الحكمللة
والعناية وجعل ذلك اسباب لما يحدثه سبحانه في هللذا العللالم فيسللتدل بهللا
الناس على تلك الحوادث التي تقارنها كمعرفتهم بما يكون مع طلللوع الثريللا
إذا طلعت وغروبها إذا سقطت من الحوادث التي تقارنها وكذلك غيرهللا مللن
المنازل والسيارات ثم تأمل جعله سبحانه بنات نعش وما قرب منها ظاهرة
ل تغيب لقربها من المركز ولما في ذلك مللن الحكمللة اللهيللة وانهللا بمنزلللة
العلم التي يهتدي بها الناس في الطللرق المجهولللة فللي الللبر والبحللر فهللم
ينظرون اليها وإلى الجدي والفرقللدين كللل وقللت ارادوا فيهتللدون بهللا حيللث
شاؤا
فصل ثم تأمل اختلف سير الكواكب وما فيه من العجائب كيف تجد بعضلها
ل
يسير إل مع رفقته ل يفرد عنهم سيره ابدا بل ل يسيرون ال جميعا وبعضللها
يسير سيرا مطلقا غير مقيد برفيق ول صاحب بل إذا اتفق له مصاحبته فللي
منزل وافقه فيه ليلة وفللارقه الليلللة الخللرى فبينللا تللراه ورفيقلله وقرينلله إذ
رايتهما مفترقين متابعدين كأنهما لم يتصللاحبا قللط وهللذه السلليارة لهللا فللي
سيرها سيران مختلفان غاية الختلف سير عام يسير بها فلكها وسير خاص
تسير هي في فلكها كما شبهوا ذلللك بنملللة تللدب علللى رحللى ذات الشللمال
والرحى تأخذ ذات اليمين فللنملة في ذلللك حركتللان مختلفتللان الللى جهللتين
متاينتين احداهما بنفسها والخرى مكرهة عليها تبعا للرحى تجذبها الللى غيللر
جهة مقصدها وبذلك يجعل التقديم فيها كل منزلة الى جهة الشرق ثم يسير
فلكها وبمنزلتها الى جهة الغرب فسل الزنادقة والمعطلة أي طبيعة اقتضت
هذا واي فلك اوجبه وهل كللانت كلهللا راتبلله او منتقلللة او علللى مقللدار واحللد
وشكل واحلد وحركلة واحلدة وجريلان واحلد وهلل هلذا ال صلنع ملن بهلرت
العقول حكمته وشهدت مصنوعاته ومتبللدعاته بللانه الخللالق البللارئ المصللور
الذي ليس كمثله شيء احسن كل شلليء خلقلله واتقللن كللل مللا صللنعه وانلله
العليم الحكيم الذي خلق فسوى وقلدر فهللدى وان هللذه احلدى آيلاته الداللة
عليه وعجائب مصنوعاته الموصلة للفكار إذا سافرت فيهللا اليلله وأنلله خلللق
مسخر مربوب مدبر ان ربكم الله الذي خلق السموات
والرض في ستة أيام ثم استوى علللى العللرش يغشللى الليللل النهللار يطلبلله
حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره ال له الخلق والمللر تبللارك
الله رب العالمين فإن قلت فما الحكمة في كون بعض النجوم راتبا وبعضللها
منتقل قيل إنها لوكانت كلها راتبة لبطلت الدللللة والحكللم الللتي نشللأت مللن
تنقلها في منازلها ومسلليرها فللي بروجهللا ولللو كللانت كلهللا منتقلللة لللم يكللن
لمسيرها منازل تعلرف بهلا ول رسلم يقلاس عليهلا لنله إنملا يقلاس مسلير
المتنقلة منها بالراتب كما يقاس مسير السائرين على الرض بالمنازل الللتي
يمرون عليها فلو كانت كلها بحللال واحللدة لختلللط نظامهللا ولبطلللت الحكللم
والفوائد والدللت التي في اختلفها ولتشبث المعطل بللذلك وقللال لللو كللان
فاعلها ومبدعها مختارا لم تكن على وجه واحد وأمر واحد وقدر واحللد فهللذا
الترتيب والنظام الذي هي عليه من ادل الدلئل على وجود الخللالق وقللدرته
وإرادته وعلمه وحكمته ووحدانيته
فصل ثم تامل هذا الفلك الدوار بشمسلله وقمللره ونجللومه وبروجلله وكيللف
يدور
على هذا العلالم هلذا اللدوران اللدائم اللى آخلر الجلل عللى هلذا اللترتيب
والنظام وما في طي ذلك من اختلف الليل والنهار والفصول والحللر والللبرد
وما في ضمن ذلك من مصالح ما على الرض من اصناف الحيللوان والنبللات
وهل يخفى عللى ذي بصليرة ان هلذا ابللداع المبلدع الحكيللم وتقلدير العزيلز
العليم ولهذا خاطب الرسل امتهم مخاطبة من ل شك عنده فللي الللله وإنمللا
دعوهم الى عبادته وحده ل ألى القرار به فقالت لهم أفي الللله شللك فللاطر
السموات والرض فوجوده سبحانه وربوبيته وقللدرته اظهللر مللن كللل شلليء
على الطلق فهو اظهر للبصائر من الشمس للبصار وابين للعقول من كللل
ما تعقله وتقر بوجدوده فما ينكره ال مكابر بلسللانه وقلبلله وعقللله وفطرتلله
وكلها تكذبه قال تعالى الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ثم اسللتوى
على العرش وسخر الشمس والقمر كللل يجللري لجللل مسللمى يللدبر المللر
يفصل اليات لعلكم بلقاء ربكم توقنللون وهللو الللذي مللد الرض وجعللل فيهللا
رواسي وانهارا ومن كل الثمرات جعل فيها زوجين اثنين يغشى الليل النهللار
ان في ذلك ليات لقوم يتفكرون وفلي الرض قطلع متجلاورات اليلة وقلال
تعالى ان في خلق السموات والرض واختلف الليل والنهار ليات للمؤمنين
وفي خلقكم واما يبث من دابة إلى قوله وآيللاته يؤمنللون وقللال تعللالى خلللق
السموات بغير عمد ترونها والقى في الرض رواسي ان تميد بكم وبث فيها
من كل دابة الى قوله في ضلل مبين وقال تعالى خلق النسان مللن نطفللة
فإذا هو خصيم مبين والنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون الللى
قوله افمن يخلق كمن ل يخلق أفل تذكرون وتأمل كيف وحللد سللبحانه اليللة
من قوله هو الذي أنزل من السماء ماء لكم منه شراب الى آخرهللا وختمهللا
باصحاب الفكرة فاما
توحيد الية فلن موضع الدللللة واحللد وهللو المللاء الللذي انزللله مللن السللماء
فاخرج به كلما ذكره من الرض وهو على اختلف انواعه لقاحه واحللد وأملله
واحدة فهذا نوع واحد من آياته وأما تخصيصلله ذلللك بأهللل الفكللر فلن هللذه
المخلوقات التي ذكرها ملن الملاء موضلع فكلر وهلو نظلر القللب وتلامله ل
موضع نظر مجرد بالعين فل ينتفع الناظر بمجرد رؤية العين حتى ينتقل منلله
الى نظر القلب في حكمللة ذلللك وبللديع صللنعه والسللتدلل بلله علللى خللالقه
وباريه وذلك هو الفكر بعينه واما قوله تعالى فللي اليللة الللتي بعللدها ان فللي
ذلك ليات لقوم يعقلون فجمع اليات لنها تضمنت الليل والنهللار والشللمس
والقمر والنجوم وهي آيات متعددة مختلفة في انفسها وخلقها وكيفياتها فإن
إظلم الجللو لغللروب الشللمس ومجيللء الليللل الللذي يلبللس العللالم كللالثوب
ويسكنون تحته آية باهرة ثم ورد جيش الضياء يقدمه بشللير الصللباح فينهللزم
عسكر الظلم وينتشر الحيوان وينكشط ذلك اللباس بجملته آيللة اخللرى ثللم
في الشمس التي هي آية النهار آية أخرى وفي القمر الذي هو آية الليل آيللة
اخرى وفي النجللوم آيللات أخللر كمللا قللدمناه هللذا مللع مللا يتبعهللا ملن اليللات
المقارنة لها من الرياح واختلفها وسللائر مللا يحللدثه الللله بسللببها آيللات أخللر
فالموضع موضع جمع وخص هذه اليات بأهل العقل لنها اعظللم ممللا قبلهللا
وأدل وأكبر والولى كالباب لهذه فمن استدل بهذه اليات واعطاها حقها من
الدللة استحق من الوصف ما يستحقه صاحب الفكر وهو العقل ولن منزله
المنزلة العقل بعد منزلة الفكر فلما دلهم باليللة الولللى علللى الفكللر نقلهللم
بالية الثانية التي هي اعظم منها الى العقللل الللذي هللو فللوق الفكللر فتللأمله
فأما قوله في الية الثالثة ^ إن في ذلك لية لقوم يللذكرون ^ فوحللد اليللة
وخصها بأهل التذكر فأما توحيللدها فكتوحيللد الولللى سللواء فللإن مللا ذرأ فللي
الرض على اختلفه من الجواهر والنبات والمعادن والحيوان كله فللي محللل
واحد فهو نوع من انواع آيللاته وإن تعللددت أصللنافه وانللواعه وامللا تخصيصلله
اياها بأهل التذكر فطريقة القرآن في ذللك ان يجعلل آيلاته للتبصلر والتلذكر
كما قال تعالى في سورة ق ^ والرض مددناها والقينا فيها رواسللي وانبتنللا
فيها من كل زوج بهيج تبصرة وذكرى لكل عبللد منيللب ^ فالتبصللرة التعقللل
والتذكرة التذكر والفكر باب ذلك ومدخله فللإذا فكللر تبصللر وإذا تبصللر تللذكر
فجاء التذكير في الية لترتيبه على العقل المرتب على الفكر فقدم الفكر إذ
هو الباب والمدخل ووسط العقل إذ هو ثمرة الفكر ونتيجته وأخللر التللذكر إذ
هو المطلوب من الفكر والعقل فتأمل ذلك حق التأمل فإن قلت فما الفرق
بين التذكر والتفكر فإذا تبين الفللرق ظهللرت الفللائدة قلللت التفكللر والتللذكر
اصل الهدى والفلح وهما قطبا السعادة ولهذا وسعنا الكلم في التفكللر فللي
هذا الوجه لعظم المنفعة وشدة الحاجة اليه قال الحسن ما زال اهللل العلللم
يعودون بالتذكر على التفكر وبالتفكر على التللذكر وينللاطقون القلللوب حللتى
نطقت فللإذا لهللا اسللماع وابصللار فللاعلم ان التفكللر طلللب القلللب مللا ليللس
بحاصل من العلوم من امر هو حاصل
منها هذا حقيقته فإنه لو لم يكن ثم مراد يكون موردا للفكر اسللتحال الفكللر
لن الفكر بغير متعلق متفكر فيه محال وتلك المواد هي المور الحاصلة ولو
كان المطلوب بها حاصل عنده لم يتفكر فيه فإذا عرف هذا فالمتفكر ينتقللل
من المقدمات والمبادي التي عنده الى المطلوب الذي يريده فإذا ظفللر بلله
وتحصل له تذكر به وابصر مواقع الفعل والترك وما ينبغي ايثاره ومللا ينبغللي
اجتنابه فالتذكر هو مقصود التفكر وثمرته فإذا تذكر عاد بتذكرة على تفكللره
فاستخرج ما لم يكن حاصل عنللده فهللو ل يللزال يكللرر بتفكللره علللى تللذكره
وبتذكره على تفكره ما دام عاقل لن العلم والرادة ل يقفللان علللى حللد بللل
هو دائما سائر بن العلم والرادة وإذا عرفت معنى كللون آيللات الللرب تبللارك
وتعالى تبصرة وذكرى يتبصر بها من عمى القلب ويتذكر بها من غفلتلله فللان
المضاد للعلم اما عمى القلب وزواللله بالتبصللر وإمللا غفلتلله وزواللله بالتللذكر
والمقصود تنبيه القلب من رقدته بالشارة الى شلليء مللن بعللض آيللات الللله
ولو ذهبنا نتتبع ذلك لنفذ الزمان ولم نحللط بتفصلليل واحللدة مللن آيللاته علللى
التمام ولكن مال يدرك جملة ل يترك جملة واحسن ما انفقت فيلله النفللاس
التفكر في آيات الله وعجائب صنعه والنتقال منها الى تعلق القلللب والهمللة
به دون شيء من مخلوقاته فلذلك عقدنا هذه الكتاب على هذين الصلين إذ
هما افضل ما يكتسبه العبد في هذه الدار
فصل فسل المعطل الجاحد ما تقول في دولب دائر على نهر قد احكمت
آلته وأحكم تركيبه وقدرت ادواته احسن تقدير وأبلغه بحيث ل يرى النللاظر
فيه خلل في مادته ول في صورته وقد جعل على حديقللة عظيمللة فيهللا مللن
كل انواع الثمار والزروع يسقيها حاجتها وفي تلك الحديقللة مللن يلللم شللعثها
ويحسن مراعاتها وتعهدها والقيام بجميع مصالحها فل يختللل منهللا شلليء ول
يتلف ثمارهللا ثللم يقسللم قيمتهللا عنللد الجللذاذ علللى سللائر المخللارج بحسللب
حاجاتهم وضروراتهم فيقسم لكل صنف منهللم مللا يليللق بلله ويقسللمه هكللذا
على الدوام اترى هذا اتفاقا بل صانع ول مختار ول مدبر بل اتفق وجود ذلللك
الدولب والحديقة وكل ذلك اتفاقا من غير فاعل ول قيم ول مدبر أفترى مللا
يقول لك عقلك في ذلك لو كان وما الذي يفتيك به وما الللذي يرشللدك اليلله
ولكن من حكمة العزيز الحكيم ان خلق قلوبا عميا ل بصائر لها فل ترى هذه
اليللات البللاهرة إل رؤيللة الحيوانللات البهيميللة كمللا خلللق اعينللا ل أبصللار لهللا
والشللمس والقمللر والنجللوم مسللخرات بللامره وهللي ل تراهللا فمللا ذنبهللا ان
انكرتها وجحدتها فهي تقول في ضوء النهار هذا ليل ولكن اصحاب العيللن ل
يعرفون شيئا ولقد احسن القائل #وهبني قلت هذا الصللبح ليللل %ايعمللى
العالمون عن الضياء
والسلمة من الضرر قال تعالى ^ أفرايتم النار التي تورون ^ الى قللوله ^
فسبح باسم ربك العظيم ^ فسللبحان ربنللا العظيللم لقللد تعللرف الينللا بآيللاته
وشفانا ببيناته واغنانا بها عن دللت العالمين فاخبر سبحانه انه جعلها تذكرة
بنار الخرة فنستجير منها ونهرب اليه منها ومتاعا للمقوين وهم المسافرون
النازلون بالقواء والقواء هي الرض الخالية وهللم احللوج الللى النتفللاع بالنللار
للضاءة والطبخ والخبز والتدفي والنس وغير ذلك
فصل ثم تأمل حكمته تعالى في كونه خص بها النسان دون غيره من
الحيوانات فل حاجة بالحيوان اليهللا بخلف النسللان فللإنه لللو فقللدها لعظللم
الللداخل عليلله فللي معاشلله ومصللالحه وغيللره مللن الحيوانللات ل يسللتعملها
وليتمتع بها وننبه من مصالح النار على خلة صغيرة القدر عظيمة النفع وهي
هذا المصباح الذي يتخذه الناس فيقضون به من حوائجهم ما شاؤا من ليلهم
ولو هذه الخلة لكان الناس نصف اعمارهم بمنزلة اصحاب القبور فمن كللان
يستطيع كتابة او خياطة او صناعة او تصرفا في ظلمة الليل الللداجي وكيللف
كانت تكون حال من عرض له وجع في وقت من الليل فاحتاج الى ضللياء او
دواء او استخراج دم او غير ذلك ثم انظر الى ذلك النور المحمول في ذبالللة
المصباح على صغر جوهره كيللف يضلليء مللا حوللك كللله فللترى بلله القريللب
والبعيد ثم انظر الى انه لو اقتبس منه كل من يفرض او يقدر من خلق الللله
كيللف ل يفنللى ول ينفللذ ول يضللعف وأمللا منللافع النللار فللي انضللاج الطعمللة
والدوية وتجفيف مال ينتفع ال بجفافه وتحليللل مللال ينتفللع ال بتلحيللله وعقللد
مال ينتفع ال بعقده وتركيبه فأكثر من ان يحصى ثم تأمللل مللا اعطيتلله النللار
من الحركة الصاعدة بطبعها الى العلو فلول المادة تمسكها لللذهبت صللاعدة
كما ان الجسم الثقيل لول الممسك يمسكه لللذهب نللازل فمللن اعطللى هللذا
القوة التي يطلب بها الهبوط الى مستقره واعطى هذه القللوة الللتي تطلللب
بها الصعود الى مستقرها وهل ذلك ال بتقدير العزيز العليم
فصل ثم تامل هذا الهواء وما فيه من المصالح فإنه حياة هذه البدان
والممسك لها من داخل بما تستنشق منلله ومللن خللارج بمللا تباشللر بلله مللن
روحه فتتغذى به ظاهرا وباطنا وفيه تطرد هللذه الصللوات فتحملهللا وتؤديهللا
للقريب والبعيد كالبريد والرسول الذي شللأنه حمللل الخبللار والرسللائل وهللو
الحامل لهذه الروائح على اختلفها ينقلها من موضع الى موضع فتأتي العبللد
الرائحة من حيث تهب الريح وكذلك تأتيه الصوات وهو ايضللا الحامللل للحللر
والبرد اللذين بهما صلح الحيوان والنبات وتأمل منفعة الريح ومللا يجللري لله
في البر والبحر وما هيئت له من الرحمة
ول تجارة ول حراثة ول مصلحة وكيللف كللانوا يتهنللون بللالعيش والرض ترتللج
من تحته واعتبر ذلك بما يصيبهم من الزلزل على قلة مكثها كيللف تصلليرهم
الى ترك منازلهم والهرب عنها وقد نبه الله تعالى على ذلك بقوله ^ والقى
في الرض رواسي ان تميد بكللم ^ وقللوله تعلالى ^ الللله الللذي جعللل لكللم
الرض قللرارا ^ وقللوله الللله الللذي جعللل لكللم الرض مهللدا وفللي القللراءة
الخرى مهادا وفي جامع الترمذي وغيره من حديث انس بن مالك عن النبي
قال لما خلق الله الرض جعلت تميد فخلق الجبال عليها فاستقرت فعجبللت
الملئكة من شدة الجبال فقالوا يا رب هل من خلقك شيء اشد من الجبال
قال نعم الحديد قالوا يا رب هل من خلقك شيء أشد من الحديد قللال نعللم
النار قالوا يا رب فهل من خلقك شيء اشد من النار قال نعم الريح قالوا يلا
رب فهل من خلقك شيء اشد من الريح قال نعللم ابللن آدم يتصللدق صللدقة
بيمينه يخفيها عن شماله ثم تأمل الحكمة البالغة في ليونة الرض مع يبسها
فانها لو افرطت في اللين كالطين لم يستقر عليها بناء ول حيوان ول تمكنللا
من النتفاع بها ولو افرطت في اليبس كالحجر لللم يمكللن حرثهللا ول زرعهللا
ول شقها وفلحها ول حفر عيونها ول البناء عليها فنقصت عن يبللس الحجللارة
وزادت على ليونة الطين فجاءت بتقدير فاطرها على احسللن مللا جللاء عليلله
مهاد للحيوان من العتدال بين اللين واليبوسة فتهيأ عليها جميع المصالح
فصل ثم تأمل تأمل الحكمة البالغة في ان جعل مهب الشمال عليها ارفع
من مهب الجنوب وحكمة ذلك ان تتحدر المياه علللى وجلله الرض فتسللقيها
وترويها ثم تفيض فتصب في البحر فكما ان الباني إذا رفع سطحا رفللع احللد
جانبيه وخفض الخر ليكون مصبا للماء ولو جعللله مسلتويا لقلام عليلله الملاء
فافسده كذلك جعل مهب الشمال في كل بلد ارفع من مهب الجنوب ولللول
ذلك لبقي الماء واقفا على وجلله الرض فمنللع النللاس مللن العمللل والنتفللاع
وقطع الطرق والمسالك واضر بالخلق افيحسن عند من له مسكة من عقل
ان يقول هذا كله اتفاق من غير تدبير العزيز الحكيم الذي اتقن كل شيء
فصل ثم تأمل الحكمة العجيبة في الجبال الذي يحسبها الجاهل الغافل
فضلة في الرض ل حاجة اليهللا وفيهللا مللن المنللافع مللال يحصلليه ال خالقهللا
وناصبها وفي حديث إسلم ضمام بن ثعلبة قوله للنبي بالللذي نصللب الجبللال
واودع فيها المنافع آلله امرك بكذا وكللذا قللال اللهللم نعللم فمللن منافعهللا ان
الثلج يسقط عليها فيبقى في قللها حاصل لشللراب النللاس الللى حيللن نقللاذه
وجعل
فيهللا ليللذوب اول فللأول فتجيللء منلله السلليول الغزيللرة وتسلليل منلله النهللار
والودية فينبت في المروج والوهاد والربا ضروب النبللات والفللواكه والدويللة
التي ل يكون مثلها في السهل والرمل فلول الجبال لسقط الثلج علللى وجلله
الرض فانحل جملة وساح دفعة فعدم وقت الحاجة اليلله وكللان فللي انحلللله
جملة السيول التي تهلك ما مرت عليه فيضر بالناس ضللررا ل يمكللن تلفيلله
ول دفعه لذيته ملن منافعهللا ملا يكللون فللي حصللونها وقللهللا ملن المغللارات
والكهوف والمعاقل التي منزللة الحصلون والقلع وهلي ايضلا اكنلان للنلاس
والحيوان ومن منافعها ما ينحت من احجارهللا للبينللة علللى اختلف اصللنافها
والرحيللة وغيرهلا وملن منافعهللا ملا يوجلد فيهللا ملن المعللادن علللى اختلف
اصنافها من الذهب والفضة والنحاس والحديد والرصاص والزبرجد والزمللرد
واضعاف ذلللك مللن انللواع المعللادن الللذي يعجللز البشللر عللن معرفتهللا علللى
التفصيل حتى ان فيها ما يكون الشيء اليسير منه تزيد قيمته ومنفعته على
قيمة الذهب باضعاف مضللاعفة وفيهللا مللن المنللافع مللال يعلملله ال فاطرهللا
ومبدعها سبحانه ومن منافعها ايضا انها ترد الريللاح العاصللفة وتكسللر حللدتها
فل تدعها تصللدم مللا تحتهللا ولهللذا فالسللاكنون تحتهللا فللي امللان مللن الريللاح
العظام المؤذية ومن منافعهللا ايضللا انهللا تللرد عنهللم السلليول إذا كللانت فللي
مجاريها فتصرفها عنهم ذات اليمين وذات الشلمال ولولهللا خربللت السلليول
في مجاريها ما مرت به فتكون لهم بمنزلة السد والسكن ومن منافعها انهللا
أعلم يستدل بها في الطرقات فهي منزلة الدلللة المنصللوبة المرشللدة الللى
الطرق ولهذا سماها الله أعلما فقال ومن آياته الجواري في البحر كالعلم
فالجواري هي السفن والعلم الجبال واحللدها علللم قللالت الخنسللاء #وأن
صخرا لتأتم الهداة به %كانه علم في راسلله نللار فسلمى الجبللل علمللا ملن
العلمة والظهور ومن منافعها ايضا ما ينبت فيها من العقاقير والدويللة الللتي
ل تكون في السهول والرمال كما ان ما ينبت في السهول والرمال ل ينبللت
مثله في الجبال وفي كل من هذا وهذا منافع وحكللم ل يحيللط بلله ال الخلق
العليم ومن منافعها انها تكون حصونا من العداء يتحرز فيها عبللاد الللله مللن
اعدائهم كما يتحصنون بالقلع بل تكللون أبلللغ وأحصللن مللن كللثير مللن القلع
والمدن ومن منافعها ما ذكره الله تعالى فللي كتلابه ان جعلهلا للرض اوتلادا
تثبتها ورواسي بمنزلة مراسي السفن واعظم بهللا مللن منفعللة وحكمللة هللذا
وإذا تللأملت خلقتهللا العجيبللة البديعللة علللى هللذا الوضللع وجللدتها فللي غايللة
المطابقة للحكمة فانها لو طالت واسللتدفت كالحللائط لتعللذر الصللعود عليهللا
والنتفاع بها وسترت عن الناس الشمس والهواء فلم يتمكنللوا مللن النتفللاع
بها ولو بسطت على وجه الرض لضيقت عليهم المزارع والمسللاكن ولملت
السهل ولما حصل لهم بها النتفاع مللن التحصللن والمغللارات والكنللان ولمللا
سترت عنهم الرياح ولما حجبت السيول
ولو جعلت مستديرة شكل الكرة لم يتمكنوا من صعودها ولما حصل لهم بها
النتفاع التام فكان اولى الشكال والوضاع بها واليقهللا واوقعهللا علللى وفللق
المصلحة هذا الشكل الذي نصبت عليه ولقد دعانللا الللله سللبحانه فللي كتللابه
الى النظر فيها وفللي كيفيللة خلقهللا فقللال ^ أفل ينظللرون الللى البللل كيللف
خلقللت وإلللى السللماء كيللف رفعللت وإلللى الجبللال كيللف نصللبت ^ فخلقهللا
ومنافعها مللن اكللبر الشللواهد علللى قللدره باريهللا وفاطرهللا وعلملله وحكمتلله
ووحدانيته هذا مع انها تسبح بحمده وتخشع له وتسلجد وتشلقق وتهبلط ملن
خشيته وهي التي خلافت ملن ربهلا وفاطرهلا وخالقهلا عللى شلدتها وعظلم
خلقها من المانة إذ عرضها عليها واشفقت مللن حملهللا ومنهللا الجبللل الللذي
كلم الله عليه موسى كليمه ونجيه ومنها الجبل الللذي تجلللى للله ربلله فسللاخ
وتدكدك ومنها الجبل الذي حبب الله رسوله واصحابه اليه واحبه رسول الله
وأصحابه ومنها الجبلن اللذان جعلهما الله سورا على نبيه وجعل الصفا فللي
ذيل احدهما والمروة في ذيل الخر وشرع لعباده السعي بينهما وجعللله مللن
مناسكهم وتعبداتهم ومنها جبل الرحمة المنصوب عليه ميدان عرفللات فلللله
كم به من ذنب مغفور وعثرة مقالة وزلة معفو عنها وحاجللة مقضللية وكربللة
مفروجة وبلية مرفوعة ونعمة متجللددة وسللعادة مكتسللبة وشللقاوة ممحللوة
كيف وهو الجبل المخصوص بذلك الجمع العظم والوفد الكرم الللذين جللاؤا
من كل فج عميق وقوفا لربهم مستكينين لعظمته خاشعين لعزته شعثا غبرا
حاسرين عن رؤسهم يستقبلوله عثراتهم ويسألونه حاجاتهم فيدنو منهللم ثللم
يباهي بهم الملئكة فلله ذاك الجبل وما ينزل عليه من الرحمة والتجاوز عن
الذنوب العظام ومنها جبل حراء الذي كان رسول الله يخلو فيلله بربلله حللتى
اكرمه الله برسالته وهو في غارة فهو الجبللل الللذي فللاض منلله النللور علللى
اقطار العالم فإنه ليفخر على الجبللال وحللق للله ذلللك فسللبحان مللن اختللص
برحمتلله وتكريملله مللن شللاء مللن الجبللال والرجللال فجعللل منهللا جبللال هللي
مغناطيس القلوب كأنها مركبللة منلله فهللي تهللوى اليهللا كلمللا ذكرتهللا وتهفللو
نحوها كما اختص من الرجال من خصه بكرامته وأتم عليه نعمته ووضع عليه
محبته منه فأحبه وحببه الى ملئكته وعباده المؤمنين ووضع له القبللول فللي
الرض بينهم #وإذا تللأملت البقللاع وجللدتها %تشللقى كمللا تشللقى الرجللال
وتسعد فدع عنك الجبل الفلني وجبل بني فلن وجبللل كللذا #خللذ مللا تللراه
ودع شيئا سمعت به %في طلعة الشمس ما يغنيك عن زحل #هللذا وانهللا
لتعلم ان لها موعدا ويما تنسف فيها نسفا وتصير كالعهن من هوله وعظملله
فهي مشفقة من هول ذلك الموعد منتظرة له وكانت ام الدرداء رضى الللله
عنها إذا سافرت فصعدت على جبللل تقلول لملن معهللا اسللمعت الجبللال ملا
وعدها ربها فيقال ما اسمعها فتقول ^ ويسألونك ^
^ عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا فيذرها قاعا صفصفا ل ترى فيها عوجا
ول امتا ^ فهذا حال الجبللال وهللي الحجللارة الصلللبة وهللذه رقتهللا وخشلليتها
وتدكدكها من جلل ربها وعظمته وقد اخبر عنها فاطرها باريها انلله لللو انللزل
عليها كلمه لخشعت ولتصدعت من خشية الله فللي عجبللا مللن مضللغة لحللم
اقسى من هذه الجبللال تسللمع آيللات الللله تتلللى عليهللا ويللذكر الللرب تبللارك
وتعالى فل تلين ول تخشع ول تنيب فليس بمستنكر على الللله عللز وجللل ول
يخالف حكمته ان يخلق لها نارا تللذيبها إذ لللم تلللن بكلملله وذكللره وزواجللره
ومواعظه فمن لم يلن لله في هذه الدار قلبه ولم ينب اليه ولللم يلذبه بحبلله
والبكاء من خشيته فليتمتع قليل فان امامه الملين العظم وسيرد الى عللالم
الغيب والشهادة فيرى ويعلم
فصل ولما اقتضت حكمته تبارك وتعالى ان جعل من الرض السهل والوعر
والجبال والرمل لينتفع بكل ذلك في وجهه ويحصل منه ما خلق للله وكللانت
الرض بهذه المثابة لزم من ذلك ان صللارت كللالم الللتي تحمللل فللي بطنهللا
انواع الولد من كل صنف ثم تخرج الى الناس والحيللوان مللن ذلللك مللا اذن
لها فيه ربها ان تخرجه اما بعلمهم وإملا بلدونه ثلم يلرد اليهللا ملا خللرج منهلا
وجعلها سبحانه كفاتا فلحياء ما داموا علللى ظهرهللا فللإذا مللاتوا اسللتودعتهم
في بطنها فكانت كفاتا لهم تضمهم على ظهرها احياء وفي بطنها امواتا فإذا
كان يوم الوقت المعلوم وقد اثقلها الحمل وحان وقت الولدة ودنو المخاض
اوحى اليها ربها وفاطرها ان تضع حملها وتخرج اثقالهللا فتخللرج النللاس مللن
بطنها الى ظهرها وتقول رب هذا ما استودعتني وتخرج كنوزها بللاذنه تعللالى
ثم تحدث اخبارها وتشهد على بنيها بما عملوا على ظهرها من خير وشر
فصل ولما كانت الرياح تجول فيها وتدخل في تجاويفها وتحدث فيها
البخرة وتخفق الرياح ويتعذر عليها المنفذ اذن الله سبحانه لها في الحيللان
بالتنفس فتحدث فيهللا الللزلزال العظللام فيحللدث مللن ذلللك لعبللاده الخللوف
والخشية والنابة والقلع عن معاصيه والتضللرعاليه والنللدم كمللا قللال بعللض
السلف وقد زلزلت الرض ان ربكم يستعتبكم وقال عمر بن الخطللاب وقللد
زلزلت المدينة فخطبهم ووعظهم وقال لئن عادت ل اساكنكم فيها
فصل ثم تأمل حكمة الله عز وجل في عزة هذين النقدين الذهب والفضة
وقصور خيرة العالم عما حاولوا من صنعتهما والتشبه بخلق الله اياهمللا مللع
شدة حرصهم وبلوغ اقصى جهدهم واجتهادهم في ذلك فلم يظفللروا بسلوى
الصنعة ولو مكنوا ان يصنعوا مثل ما خلق الله مللن ذللك لفسللد امللر العللالم
واستفاض الذهب والفضة في الناس حتى صار
كالسعف والفخار وكانت تتعطل المصلحة التي وضعا لجلها وكانت كثرتهمللا
جدا سبب تعطل النتفاع بهما فانه ل يبقى لهما قيمللة ويبطللل كونهمللا قيمللا
لنفائس الموال والمعاملت وارزاق المقاتلة ولم يتسخر بعض الناس لبعض
إذ يصير الكل ارباب ذهب وفضة فلو اغنى خلقه كلهم لفقرهم كلهللم فمللن
يرضى لنفسه بامتهانها في الصنائع التي ل قوام للعالم ال بها فسللبحان مللن
جعل عزتهما سبب نظام العالم ولم يجعلهملا فلي العللزة كلالكبريت الحمللر
الذي ل يوصل اليه فتفوت المصلحة بالكلية بل وضعهما وانبتهما فللي العللالم
بقدر اقتضه حكمته ورحمته ومصالح عباده وقرأت بخط الفاضل جبريللل بللن
روح النباري قال اخبرني بعض من تداول المعادن انهللم اوغلللوا فللي طلبهللا
الى بعض نواحي الجبل فانتهوا الى موضع وإذا فيه امثال الجبال من الفضللة
ومن دون ذلك واد يجرى متصللبا بملاء غزيلر ل يلدرك ول حيللة فلي عبلوره
فانصرفوا الى حيث يعملون ما يعبرون به فلما هيئوه وعللادوا رامللوا طريللق
النهر فما وقفوا له على اثر ول عرفوا الى ايلن يتوجهلون فانصلرفوا آيسلين
وهذا احد ما يدل على بطلن صناعة الكيمياء وانها عند التحقيق زغل وصبغة
ل غير وقد ذكرنا بطلنها وبينا فسادها من اربعين وجهللا فللي رسللالة مفللردة
والمقصللود ان حكمللة الللله تعللالى اقتضللت عللزة هللذين الجللوهرين وقتلهمللا
بالنسبة الى الحديد والنحاس والرصاص لصلح امر الناس واعتبر ذلللك بللأنه
إذا ظهر الشيء الظريف المستحسن ممللا يحللدثه النللاس مللن المتعللة كللان
نفيسا عزيزا ما دام فيه قلة وهو مرغوب فيلله فللإذا فشللى وكللثر فللي ايللدي
الناس وقدر عليه الخاص والعام سقط عندهم وقلت رغباتهم فيه ومللن هللذا
قول القائل نفاسه الشيء من عزته ولهذا كان ازهد الناس في العالم اهللله
وجبرانه وارغبهم فيه البعداء عنه
فصل وتأمل الحكمة البديعة في تيسيره سبحانه على عباده ما هم احوج
اليه وتوسيعه وبذلك بذلهفكلما كللانوا احللوج اليلله كللان اكللثر واوسللع وكلمللا
استغنوا عنه كان اقل وإذا توسطت الحاجة توسط وجوده فلللم يكللن بالعللام
ول بالنادر على مراتب الحاجات وتفاوتها فاعتبر هذا بالصول الربعة التراب
والماء والهواء والنار وتأمل سللعة مللا خلللق الللله منهللا وكللثرته فتأمللل سللعة
الهواء وعمومه ووجوده بكل مكللان لن الحيللوان مخلللوق فللي الللبر ليمكنلله
الحياة إل به فهو معه أينما كان وحيث كان لنه ل يستغنى عنه لحظه واحدة
ولول كثرته وسعته وامتداده في اقطللار العللالم لختنللق العللالم مللن الللدخان
والبخار المتصاعد المنعقد فتأمل حكمة ربلك فلي ان سلخر لله الريلاح فلإذا
تصاعد الى الجو احالته سحابا او ضبابا فأذهبت عن العالم شره وأذاه فسل
الجاحد من الذي دبر هذا التدبير وقدر هذا التقدير وهل يقدر العالم كلهم لو
اجتمعوا ان يحيلوا ذلك
ويقلبوه سحابا او ضبابا او يذهبوه عن الناس ويكشفوه عنهم ولللو شللاء ربلله
تعالى لحبس عنلله الريللاح فللاختنق علللى وجلله الرض فأهلللك ملا عليهللا ملن
الحيوان والناس
فصل ومن ذلك سللعة الرض وامتللدادها ولللول ذلللك لضللاقت عللن مسللاكن
النس
والحيوان وعن مزارعهم ومراعيهم ومنابت ثمللارهم واعشللابهم فللان قلللت
فما حكمة هذه القفار الخالية والفلوات الفارغللة الموحشللة فللاعلم ان فيهللا
معايش مال يحصيه ال الله مللن الوحللوش والللدواب وعليهللا ارزاقهللم وفيهللا
مطردهللم ومنزلهللم كالمللدن والمسللاكن للنللس وفيهللا مجللالهم ومرعللاهم
ومصيفهم ومشتهاهم ثللم فيهللا بعللد متسللع ومتنفللس للنللاس ومضللطرب إذا
احتاجوا الى النتقلال والبللدو والسلتبدال بالوطلان فكلم ملن بيللداء سلملق
صللارت قصللورا وجنانللا ومسللاكن ولللول سللعة الرض وفسللحها لكللان اهلهللا
كالمحصورين والمحبوسين في أماكنهم ل يجدون عنها انتقال إذا فللدحهم مللا
يزعجهم عنها ويضطرهم الى النقلة منها وكذلك الماء لول كثرته وتدفقه في
الودية والنهار لضاق عن حاجة الناس اليه ولغلب القللوى الضللعيف واسللتبد
به دونه فيحصل الضرر وتعظم البلية مع شدة حاجة جميع الحيوان اليلله ملن
الطير والوحوش والسباع فاقتضت الحكمة ان كان بهذه الكثرة والسعة في
كل وقت وأما النار فقد تقدم ان الحكمللة اقتضللت كموتهللا مللتى شللاء العبللد
اوراها عند الحاجة فهللي وان لللم تكللن مبثوثللة فللي كللل مكللان فانهللا عتيللدة
حاصلة متى احتيج اليها واسعة لكل ما يحتاج اليه منها غير انهللا مودعللة فللي
أجسام جعلت معادن لها للحكمة التي تقدمت
فصل ثم تأمل الحكمة البالغة في نزول المطر على الرض من علو ليعم
بسقيه وهادها وتلولها وظرابها وآكامها ومنخفضها ومرتفعها ولللو كللان ربهللا
تعالى إنما يسقيها من ناحية من نواحيها لما اتى الماء على الناحية المرتفعة
إل إذا اجتمع في السفلى وكثر وفي ذلك فساد فاقتضلت حكمتله ان سلقاها
من فوقها فينشيء سبحانه السللحاب وهللي روايللا الرض ثللم يرسللل الريللاح
فتحمل الماء من البحر وتلقحها به كما يلقح الفحل النللثى ولهللذا تجللد البلد
القريبة من البحر كثيرة المطار وإذا بعدت من البحر قل مطرها وفللي هللذا
المعنى يقول الشاعر يصف السحاب #شللربن بمللاء البحللر ثللم ترفعللت %
متى لجج خضر لهن نئبج وفي الموطأ مرفوعللا وهللو احللد الحللاديث الربعللة
المقطوعة إذا نشأت سحابة بحريللة ثللم تشللاءمت فتلللك عيللن غديقللة فللالله
سبحانه ينشيء الماء في السحاب إنشاء تارة يقلب الهواء ماء وتارة يحمللله
الهواء من البحر فيلقح به السحاب ثم ينزل منه على الرض للحكم التي
ذكرناها ولو انه ساقه من البحر الى الرض جاريللا علللى ظهرهللا لللم يحصللل
عمللوم السللقي ال بتخريللب كللثير مللن الرض ولللم يحصللل عمللوم السللقي
لجزائها فصاعدة سبحانه اللى الجلو بلطفله وقلدرته ثلم انزلله عللى الرض
بغاية ملن اللطللف والحكمللة الللتي ل اقللتراح لجميللع عقللول الحكمللاء فوقهللا
فأنزله ومعه رحمته على الرض
فصل ثم تأمل الحكمة البا لغة في إنزاله بقدر الحاجة حتى إذا اخذت
الرض حاجتها منه وكان تتابعه عليهللا بعللد ذلللك يضللرها اقلللع عنهللا واعقبلله
بالصحو فهما اعني الصحو والغيم يعتقبان على العالم لمللا فيلله صلللحه ولللو
دام احدهما كان فيه فساده فلو توالت المطار لهلكت ما علي الرض ولللو
زادت على الحاجة افسدت الحبللوب والثمللار وعفنللت الللزروع والخضللروات
وأرخت البدان وحشرت الهواء فحدثت ضللروب مللن المللراض وفسللد اكللثر
المآكل وتقطعت المسالك والسبل ولللو دام الصللحو لجفللت البللدان وغيللض
الماء وانقطع معين العيون والبار والنهللار والوديللة وعظللم الضللرر واحتللدم
الهواء فيبلس ملا عللى الرض وجفلت البلدان وغللب اليبلس واحلدث ذللك
ضروبا من المراض عسرة الزوال فاقتضت حكمة اللطيف الخبير ان عاقب
بين الصحو والمطر على هذا العالم فاعتللدل المللر وصللح الهللواء ودفللع كللل
واحد منهما عادية الخر واستقام امر العالم وصلح
فصل ثم تأمل الحكمة اللهية في اخراج القوات والثمار والحبوب
والفواكه متلحقة شيئا بعد شيء متتابعة ولم يخلقها كلها جملة واحدة فانها
لو خلقت كذلك على وجه الرض ولم تكن تنبت على هذه السوق والغصان
لدخل الخلل وفاتت المصالح التي رتبت على تلحقها وتتابعها فإن كل فصل
واوان يقتضى من الفواكه والنبات غير ما يتقضلليه الفصللل الخللر فهللذا حللار
وهذا بارد وهذا معتدل وكل في فصله موافق للمصلحة ل يليللق بلله غيللر مللا
خلق فيه ثم انه سبحانه خلق تلك القوات مقارنة لمنافع اخللر مللن العصللف
والخشب والورق والنور والعسف والكرب وغيرها من منافع النبات والشجر
غير القوات كعلف البهائم وأداة البنية والسللفن والرحللال والوانللي وغيرهللا
ومنافع النور مللن الدويللة والمنظللر البهيللج الللذي يشللوق النللاظرين وحسللن
مرائي الشجر وخلقتها البديعة المشللاهدة لفاطرهللا ومبللدعها بغايللة الحكمللة
واللطف ثم إذا تأملت إخراج ذلك النور البهي مللن نفللس ذلللك الحطللب ثللم
الللورق الخضللر ثللم اخللراج تلللك الثمللار علللى اختلف أنواعهللا وأشللكالها
ومقاديرها وألوانها وطعومها وروائحها ومنافعها وما يراد منها ثللم تأمللل ايللن
كانت مستودعة في تلك الخشبة وهاتيك العيدان وجعلت الشجرة لها كالم
فهل كان في قدرة الب العاجز الضعيف إبراز هللذا التصللوير العجيللب وهللذا
التقدير المحكم وهذه الصباغ الفائقة وهذه الطعوم اللذيذة والروائح الطيبة
وهذه المناظر العجيبة فسل الجاحد من تولى تقللدير ذلللك وتصلليره وإبللرازه
وترتيبه شيئا فشيئا وسوق الغذاء اليه في تلللك العلروق اللطلاف الللتي يكلاد
البصر يعجز عن إدراكها وتلك المجاري الدقاق فمللن الللذي تللولى ذلللك كللله
ومن الذي اطلع لها الشمس وسخر لهللا الريللاح وأنللزل عليهللا المطللر ودفللع
عنها الفات وتامل تقدير اللطيف الخبير فإن الشجار لما كللانت تحتللاج الللى
الغذاء الدائم كحاجة الناس وسائر الحيوان ولم يكن لها قللوة أفللواه كللافواه
الحيوان ول حركة تنبعث بها لتناول الغذاء جعلت اصولها مركوزة في الرض
ليسرع بها الغذاء وتمتصلله مللن اسللفل الللثرى فتللؤديه الللى أغصللانها فتللؤديه
الغصان الى الورق والثمر كل للله شللرب معلللوم ل يتعللداه يصللل اليلله فللي
مجاري وطرق قد احكمت غاية الحكللام فتأخللذ الغللذاء مللن اسللفل فتلقملله
بعروقها كما يلتقم الحيوان غذاءه بفمه ثم تقسمه علللى حملهللا بحسللب مللا
يحتمله فتعطى كل جزء منه بحسب ما يحتاج اليه ل تظلمه ول تزيللده علللى
قدر حاجته فسل الجاحد من اعطاها هذا ومن هداها اليه ووضللعه فيهللا فلللو
اجتمع الولون والخرون هل كانت قدرتهم وإرادتهم تصللل الللى تربيللة ثمللرة
واحدة منها هكذا باشارة او نصاعة او حيلة او مزاولة وهل ذلك ال من صللنع
من شهدت له مصنوعاته دلت عليه آياته كما قيل # :فواعجبا كيف يعصللى
الله %ام كيف يجحده الجاحد ولله في كللل تحريكلله وتسللكينه ابللدا شللاهد
وفي كل شيء له آية %تدل على انه واحد
فصل ثم تأمل إذا نصبت خيمة او فسطاطا كيف تمده من كل جانب
بالطناب ليثبت فل يسقط ول يتعوج هكذا تجلد النبلات والشلجر لله علروق
ممتدة في الرض منتشرة الى كل جانب لتمسللكه وتقيملله وكلمللا انتشللرت
أعاليه امتدت عروقه واطنابه من اسفل في الجهات ولول ذلك كيللف كللانت
تثبت هذه النخيل الطوال الباسقات والدوح العظام علللى الريللاح العواصللف
وتأمل سبق الخلق اللهية للصناعة البشرية حتى يعلم النللاس نصللب الخيللم
والفساطيط مللن خلقلله للشللجر والنبللات لن عروقهللا اطنللاب لهللا كأطنللاب
الخيمة واغصان الشجر يتخذ منها الفساطيط ثم يحاكى بها الشجرة
فصل ثم تأمل الحكمة في خلق الورق فإنك ترى في الورقللة الواحللدة مللن
جملة
العروق
الممتدة فيها المبثوثة فيها ما يبهللر النلاظر فمنهلا غلظ ممتللدة فلي الطلول
والعرض ومنها دقاق تتخلل تلك الغلظ منسوجة نسجا دقيقا معجبا لللو كللان
مما يتولى البشر صنع مثله بأيللديهم لمللا فرغللوا مللن ورقللة فللي عللام كامللل
ولحتاجوا فيه الللى آلت وحركللات وعلج تعجللز قللدرتهم عللن تحصلليله فبللث
الخلق العليم في أيام قلئل من ذلك ما يمل الرض سهلها وجبالهللا بل آلت
ول معين ول معالجة ان هي إل ارادته النافذة في كل شيء وقللدرته الللتي ل
يمتنع منها شيء إنمللا امللره إذا اراد شلليئا ان يقللول للله كللن فيكللون فتأمللل
الحكمة في تلللك العللروق المتخللللة الورقللة باسللرها لتسللقيها وتوصللل اليهللا
المادة فتحفظ عليها حياتها ونضارتها بمنزلللة العللروق المبثوثللة فللي البللدان
التي توصل الغذاء الللى كللل جللزء منلله وتأمللل مللا فللي العللروق الغلظ مللن
إمساكها الورق بصلبتها ومتانتها لئل تتمزق وتضمحل فهي بمنزلة العصللاب
لبدن الحيوان فتراها قد أحكمت صنعتها ومدت العروق في طولها وعرضللها
لتتماسك فل يعرض لها التمزق
فصل ثم تأمل حكمة اللطيف الخبير في كونها جعلت زينة للشجر وسترا
ولباسا للمثرة ووقاية لها مللن الفللات الللتي تمنللع كمالهللا ولهللذا إذا جللردت
الشجرة عن ورقها فسدت الثمرة ولم ينتفع بها وانظللر كيللف جعلللت وقايللة
لمنبت الثمرة الضعيفة من اليبس فإذا ذهبت الثمرة بقي الورق وقاية لتلللك
الفنان الضعيفة من الحللر حللتى إذا طفئت تللك الجمللرة ولللم يضللر الفنللان
عراها من ورقها وسلبها إياه لتكتسى لباسا جديللدا احسللن منلله فتباركللا لللله
رب العالمين الذي يعلم مساقط تلك الوراق ومنابتها فل تخللرج منهللا ورقللة
ال باذنه ول تسقط ال بعلمه ومع هذا فلو شاهدها العبادعلى كثرتها وتنوعهللا
وهي تسبح بحمد ربها مع الثمار والفنان والشجار لشاهدوا من جمالها امرا
آخر ولراوا خلقتها بعين اخرى ولعلملوا انهللا لشلأن عظيللم خلقللت وأنهللا للم
تخلق سدى قال تعالى ^ والنجم والشجر يسجدان ^ فللالنجم مللا ليللس للله
ساق من النبات والشجر ماله ساق وكلها ساجدة لله مسبحة بحمده ^ وان
من شيء ال يسبح بحمده ولكن ل تفقهون تسبيحهم إنه كللان حليمللا غفللورا
^ ولعلك ان تكون ممن غلظ حجابه فللذهب الللى ان التسللبيح دللتهللا علللى
صانعها فقط فاعلم ان هذا القول يظهر بطلنه من اكثر من ثلثين وجها قللد
ذكرنا اكثرها في موضع آخر وفي أي لغة تسمى الدللة على الصانع تسبيحا
وسجودا وصلة وتاويبا وهبوطا من خشيته كمللا ذكللر تعللالى ذلللك فللي كتللابه
فتارة يخبر عنها بالتسللبيح وتللارة بالسللجود وتللارة بالصلللة كقللوله تعللالى ^
والطير صافات كل قد علم صلته وتسبيحه ^ افترى يقبل عقلللك ان يكللون
معنى الية قد علم الله دللته عليه وسمى تلك الدللة صلة وتسبيحا وفللرق
بينهما وعطف احدهما
على الخر وتارة يخبر عنها بالتأويب كقوله ^ يا جبللال اوبللي معلله ^ وتللارة
يخبر عنهللا بالتسللبيح الخللاص بللوقت دون وقللت كالعشللى والشللراق أفللترى
دللتها على صللانعها إنمللا يكللون فللي هللذين الوقللتين وبالجملللة فبطلن هللذا
القول اظهر لذوي البصائر من ان يطلبوا دليل على بطلنه والحمد لله
فصل ثم تأمل حكمته سبحانه في إبداع العجللم والنللوى فللي جللوف الثمللرة
وما
في ذلك من الحكلم والفلوائد اللتي منهلا انله كلالعظم لبلدن الحيلوان فهلو
يمسك بصلبته رخاوة الثمرة ورقتها ولطافتها ولول ذلك لشدخت وتفسللخت
ولسرع اليها الفساد فهو بمنزلة العظم ولثمرة بمنزلة اللحم الذي يكسللوه
الله عز وجل العظام ومنها ان في ذلك بقاء المادة وحظفها إذ ربما تعطلت
الشجرة او نوعها فخلق فيها ما يقوم مقامها عند تعطلهللا وهللو النللوى الللذي
يغرس فيعود مثلها ومنها ما في تلك الحبوب من أقوات الحيوانات وما فيهللا
من المنافع والدهان والدويللة والصللباغ وضللروب اخللر مللن المصللالح الللتي
يتعلمها الناس وما خفي عليهم منها اكثر فتأمل الحكمة في اخراجه سبحانه
هذه الحبوب لمنافع فيها وكسوتها لحما لذيللذا شللهيا يتكفلله بلله ابللن آدم ثللم
تأمل هذه الحكمة البديعة في ان جعل للثمرة الرقيقة اللطيفة التي يفسدها
الهواء والشمس غلفا يحفظها وغشاء يواريها كالرمان والجوز واللوز ونحوه
وأما مال يفسد إذا كان بارزا فجعللل للله اول خروجلله غشللاء يللواريه لضللعفه
ولقلة صبره على الحر فللإذا اشللتد وقللوى تفتللق عللن ذلللك الغشللاء وضللحى
للشمس والهواء كطلع النخل وغيره
فصل ثم تأمل خلقه الرمان ومللاذا فيلله مللن الحكللم والعجللائب فإنللك تللرى
داخل
الرمانة كأمثال القلل شحما متراكما فللي نواحيهللا وتللرى ذلللك الحللب فيهللا
مرصللوفا رصللفا ومنضللودا نضللدا لتمكللن اليللدي ان تنضللده وتللرى الحللب
مقسللوما اقسللاما وفرقللا وكللل قسللم وفرقللة منلله ملفوفللا بلفللائف وحجللب
منسوجة اعجب نسج والطفه وأدقه على غير منوال ال منوال ^ كن فيكون
^ ثم ترى الوعاء المحكم الصلب قد اشللتمل علللى ذلككللله وضللمه احسللن
ضم فتأمل هذه الحكمة البديعة في الشحم المودع فيهللا فللإن الحللب ل يملد
بعضه بعضا إذ لو مللد بعضلله بعضللا لختلللط وصللار حبللة واحللدة فجعللل ذلللك
الشحم خلله ليمده بالغذاء والدليل عليه انك ترى اصول الحب مركوزة في
ذلك الشحم وهذا بخلف حب العنب فإنه استغنى عن ذلللك بللان جعللل لكللل
حبة مجرى تشرب منه فل تشللرب حللق اختهللا بللل يجللرى الغللذاء فللي ذلللك
العرق مجرى واحدا ثم ينقسم منه في مجاري الحبوب كلها فينبعث منه في
كل مجرى غذاء تلك
الحبة فتبارك الله احسن الخالقين ثم انه لف ذلك الحللب فللي تلللك الرمانللة
بتلك اللفائف ليضمه ويمسللكه فل يضللطرب وليتبللدد ثللم غشللى فللوق ذلللك
بالغشاء الصلب صونا له وحفظا وممسكا له بللاذن الللله وقللدرته فهللذا قليللل
من كثير من حكمة هذه الثمرة الواحدة وليمكننا ولغيرنا استقصاء ذلك ولو
طالت اليام واتسع الفكر ولكللن هللذا منبلله علللى مللا وراءه واللللبيب يكتفللى
ببعض ذلك وأما مللن غلبللت عليلله الشللقاوة وكللأين مللن آيللة فللي السللموات
والرض يمرون عليها وهم عنها معرضون غافلون عن موضع الدللة فيها
فصل ثم تأمل هذا الريع والنماء الذي وضعه الله في الزرع حتى صارت
الحبة الواحدة ربما انبتت سبعمائة حبة ولو انبتت الحبة حبة واحدة مثلهللا ل
يكون في الغلللة متسللع لملا يللرد فللي الرض ملن الحللب ومللا يكفللي النللاس
ويقوت الزارع الى إدراك زرعه فصار الزرع بريع هذا الريع ليفي بمللا يحتللاج
اليه للقوت والزراعة وكذلك ثمللار الشللجار والنخيللل وكللذلك مللا يخللرج مللع
الصل الواحد منها من الصنوان ليكون لما يقطعه النللاس ويسللتعلمونه فللي
مآربهم خلفا فلتبطل المادة عليهم ول تنقص ولو ان صللاحب بلللد مللن البلد
أراد عمارته لعطى اهله ما يبللذرونه فيهللم ومللا يقيتهللم الللى اسلتواء الللزرع
فاقتضت حكمة اللطيف الخبير ان اخرج مللن الحبللة الواحللدة حبللات عديللدة
لبقيت الخارج الناس ويدخرون منه ما يزرعون
فصل ثم تأمل الحكمة في الحبللوب كللالبر والشللعير ونحوهمللا كيللف يخللرج
الحب
مدرجا في قشور علللى رؤسللها امثللال السللنة فل يتمكللن جنللد الطيللر مللن
افسادها والعبث فيها فإنه لو صلادف الحلب بلارزا ل صلوان عليله ول وقايلة
تحول دونه لتمكن منه كل التمكن فأفسدوا عاب وعاث وأكب عليلله أكل مللا
اسللتطاع وعجللز اربللاب الللزرع عللن رده فجعللل اللطيللف الخللبير عليلله هللذه
الوقايات لتصونه فينال الطير منه مقدار قللوته ويبقللى اكللثره للنسللان فللإنه
اولى به لنه هو الذي كدح فيه وشللقى بله وكلان اللذي يحتللاج اليله اضللعاف
حاجة الطير
فصل ثم تأمل الحكمة الباهرة في هذه الشجار كيف تراها في كل عام
لها حمل ووضع فهي دائما في حمل وولدة فإذا اذن لهللا ربهللا فللي الحمللل
احتبست الحرارة الطبيعية في داخلها واختبأت فيها ليكون فيهللا حملهللا فللي
الوقت المقدر لها فيكون ذلك الوقت بمنزلة وقت العلوق ومبدأ
تكوين النطف فتعمل المادة في اجوافها عملها وتهيئها للعلللوق حللتى إذا آن
وقت الحمل دب فيها الماء فلنت اعطافها وتحركللت للحمللل وسللرى المللاء
فللي افنانهللا وانتشللرت فيهللا الحللرارة والرطوبللة حللتى إذا آن وقللت الللولدة
كسيت من سائر الملبس الفاخرة من النور والورق ما تتبخر فيه وتميس به
وتفخر على العقيم فإذا ظهرت اولدها وبان للناظر حملها علم حينئذ كرمهللا
وطيبها من لؤمها وبخلها فتولى تغذية ذلك الحمل مللن تللولى غللذاء الجنحللة
في بطللون امهاتهللا وكسللاها الوراق وصللانها مللن الحللر والللبرد فللإذا تكامللل
الحمل وآن وقت الفطام تدلت اليك أفنانهللا كأنمللا تناولللك ثمللرة درهللا فللإذا
قابلتها رايت الفنان كأنها تلقاك بأولدها وتحييك وتكرمك بهم وتقدمهم اليك
حتى كأن منا ول يناولك إياهم بيده ول سلليما قطللوف جنللات النعيللم الدانيللة
التي يتناولها المؤمن قائما وقاعدا ومضللطجعا وكللذلك تللرى الريللاحين كأنهللا
تحييك بانفاسها وتقابلك بطيب رائحتها وكل هللذا إكرامللا لللك وعنايللة بللأمرك
وتخصيصا لك وتفضيل على غيرك من الحيوانات أفيجمل بك الشتغال بهللذه
النعم عن المنعم بهللا فكيللف إذا اسللتعنت بهللا علللى معاصلليه وصللرفتها فللي
مساخطه فكيف إذا جحدته واضفتها الى غيره كما قال ^ وتجعلللون رزقكللم
انكم تكذبون ^ فجدير بمن له مسكة من عقل ان يسافر بفكللره فللي هللذه
النعم واللء ويكرر ذكرها لعله يللوقفه علللى المللراد منهللا مللاهو ولي شلليء
خلق ولماذا هيء وأي امر طلب منه على هذه النعم كما قال تعالى واذكروا
آلء الله لعلكم تفلحون فذكر آلئه تبارك وتعللالى ونعملله علللى عبللده سللبب
الفلح والسللعادة لن ذلللك ل يزيللده ال محبللة لللله وحمللدا وشللكرا وطاعللة
وشهود تقصيره بل تفريطه في القليل مما يجب لله عليه ولللله در القللائل :
#قد هيؤك لمر لو فطنت له %فاربأ بنفسك ان ترعى مع الهمل
فصل ثم تأمللل الحكمللة فللي شللجرة اليقطيللن والبطيللخ والجللزر كيللف لمللا
اقتضت
الحكمة ان يكون حمله ثمارا كبارا جعللل نبللاته منبسللطا علللى الرض إذ لللو
انتصب قائما كما ينتصب الزرع لضعفت قوته عن حمل هللذه الثمللار الثقيلللة
ولنقصت قبل أدراكها وانتهائها الى غاياتها فاقتضت حكمللة مبللدعها وخالقهللا
ان بسطه ومده على الرض ليلقى عليها ثماره فتحملهللا عنلله الرض فللترى
العرق الضعيف الدقيق من ذلك منبسطا على الرض وثماره مبثوثة حللواليه
كأنهللا حيللوان قللد اكتنفهللا اجراؤهللا فهللي ترضللعهم ولمللا كللان شللجر اللوبيللا
والباذنجان والباقلء وغيرها مما يقوى على حمللل ثمرتلله انتبلله الللله منتصللبا
قائما على ساقه إذ ل يلقى من حمل ثماره مؤنة ول يضعف عنه
ثم تأمل كيف اقتضت الحكمة اللهية موافات اصناف الفواكه والثمار للناس
بحسب الوقت المشاكل لها المقتضى لها فتوافيهم كموافاة المللاء للظمللآن
فتتلقاها الطبيعة بانشراح واشتياق منتظرة لقدومها كانتظار الغائب للغللائب
فلو كان نبات الصيف انما يللوافي فللي الشللتاء لصللادف مللن النللاس كراهيللة
واستثقال بوروده مع ما كان فيه من المضرة للبدان والذى لهللا وكللذلك لللو
وافى ما في ربيعها في الخريف او ما في خريفهللا فللي الربيللع لللم يقللع مللن
النفوس ذلك الموقع ول استطابته واستلذته ذلك اللتذاذ ولهذا تجد المتللأخر
منهللا عللن وقتلله مملللول محلللول الطعللم ول يظللن ان هللذا لجريللان العللادة
المجردة بذلك فإن العادة إنما جرت به لنه وفق الحكمة والمصلحة الللتي ل
يخل بها الحكيم الخبير
فصل ثم تأمل هذه النخلة التي هي احدى آيات الله تجد فيها من
اليات والعجائب ما يبهرك فللإنه لمللا قللدر ان يكللون فيلله انللاث تحتللاج الللى
اللقاح جعلت فيها ذكور تلقحها بمنزلة الحيوان واناثه ولذلك اشتد شبهها من
بين سائر الشجار بالنسان خصوصللا بللالمؤمن كمللا مثللله النللبي وذلللك مللن
وجوه كثيرة احدها ثبات اصلها في الرض واسللتقراره فيهللا وليسلت بمنزلللة
الشجرة التي اجتثت من فوق الرض مالهللا ملن قللرار الثلاني طيللب ثمرتهلا
وحلوتها وعموم المنفعة بها كذلك المللؤمن طيللب الكلم طيللب العمللل فيلله
المنفعة لنفسه ولغيره الثالث دوام لباسها وزينتها فل يسقط عنهللا صلليفا ول
شتاء كذلك المؤمن ل يزول عنه لباس التقوى وزينتها حتى يوافي ربه تعالى
الرابع سهولة تناول ثمرتها وتيسره اما قصيرها فل يحوج المتناول ان يرقاها
واما باسقها فصعوده سهل بالنسبة الى صعودالشجر الطوال وغيرها فتراها
كأنها قد هيئت منها المراقي والدرج الى اعلها وكذلك المؤمن خيللره سللهل
قريب لمن رام تناوله ل بالغر ول باللئيم الخامس ان ثمرتها مللن انفللع ثمللار
العالم فإنه يؤكل رطبه فاكهة وحلوة ويابسه يكون قوتا وادما وفاكهة ويتخذ
منه الخل والناطف والحلوى ويدخل في الدوية والشربة وعموم المنفعة به
وبالعنب فوق كل الثمار وقد اختلف الناس في ايهمللا انفللع وافضللل وصللنف
الجاحظ في المحاكمللة بينهمللا مجلللدا فأطللال فيهللا الحجللاج والتفضلليل مللن
الجانبين وفصل النزاع في ذلك ان النخل في معدنه ومحل سلللطانه افضللل
من العنب وأعم نفعا واجدى على اهله كالمدينة والحجللاز والعللراق والعنللب
في معدنه ومحللل سلللطانه افضللل وأعللم نفعللا واجللدى علللى أهللله كالشللام
والجبال والمواضع الباردة التي ل تقبل النخيللل وحضللرت مللرة فللي مجلللس
بمكللة فيلله مللن أكللابر البلللد فجللرت هللذه المسللئلة وأخللذ بعللض الجماعللة
الحاضرين يطنب في تفضيل النخل
وفوائده وقال في أثناء كلمه ويكفي فلي تفضليله انلا نشلتري بنلواه العنلب
فكيف يفضل عليه ثمر يكون نواه ثمنا له وقال آخر من الجماعللة قللد فصللل
النبي النزاع في هذه المسئلة وشفى فيهلا بنهيله علن تسلمية شلجر العنلب
كرما وقال الكرم قلب المؤمن فاي دليل ابين من هذا واخذوا يبللالغون فللي
تقرير ذلك فقلت للول ما ذكرته مللن كللون نللوى التمللر ثمنللا للعنللب فليللس
بدليل فإن هذا له اسباب احدها حاجتكم الى النوى للعلللف فيرغللب صللاحب
العنب فيه لعلف ناضللحه وحمللولته الثللاني ان نللوى العنللب ل فللائدة فيلله ول
يجتمع الثالث ان العناب عندكم قليلة جدا والتمر اكثر شيء عنللدكم فيكللثر
نواه فيشترى به الشيء اليسير من العنب وأما في بلد فيها سلطان العنللب
فل يشترى بالنوى منه شيء ول قيمللة لنللوى التمللر فيهللا وقلللت لمللن احتللج
بالحديث هذا الحديث من حجللج فضللل العنللب لنهللم كللانوا يسللمونه شللجرة
الكرم لكثرة منافعه وخيره فإنه يؤكل رطبا ويابسللا وحلللوا وحامضللا وتجنللى
منه أنواع الشربة والحلوى والدبس وغير ذلللك فسللموه كرمللا لكللثرة خيللره
فأخبرهم النبي ان قلب المؤمن احق منه بهذه التسمية لكثرة مللا اودع الللله
فيه من الخير والبركة والرحمللة والليللن والعللدل والحسللان والنصللح وسللائر
انواع البر والخير التي وضعها الله في قلب المؤمن فهللو احللق بللأن يسللمى
كرما من شجر العنب ولم يرد النبي ابطال ما في شجر العنب مللن المنللافع
والفوائد وان تمسيته كرما كذب وانها لفظة ل معنى تحتها كتسللمية الجاهللل
عالما والفاجر برا والبخيل سخيا ال ترى انه لم ينف فوائد شجر العنب وإنما
اخبر عنه ان قلللب الملؤمن اغللزر فللوائد واعظللم منلافع منهلا هللذا الكلم او
قريب منه جرى في ذلك المجلس وأنت إذا تدبرت قول النللبي الكللرم قلللب
المؤمن وجدته مطابقا لقوله في النخلة مثلهللا مثللل المسلللم فشللبه النخلللة
بالمسلم في حلديث ابلن عملر وشلبه المسللم بلالكرم فلي الحلديث الخلر
ونهاهم ان يخصوا شجر العنللب باسللم الكللرم دون قلللب الملؤمن وقللد قللال
بعض الناس في هذا معنى آخر وهو انه نهاهم عن تسمية شجر العنب كرمللا
لنه يقتنى منلله ام الخبللائث فيكللره ان يسللمى باسللم يرغللب النفللوس فيهللا
ويحضهم عليها من باب سد الللذرائع فللي اللفللاظ وهللذا ل بللأس بلله لللول ان
قوله فإن الكرم قلب المؤمن كالتعليل لهذا النهي والشللارة الللى انلله اولللى
بهذه التسمية من شجر العنب ورسول الله اعلم بما اراد من كلملله فالللذي
قصده هو الحق وبالجملة فالله سبحانه علدد عللى عبلاده ملن نعمله عليهلم
ثمرات النخيل والعناب فساقها فيما عدده عليهم من نعملله والمعنللى الول
اظهر من المعنى الخر إن شللاء الللله فللإن أم الخبللائث تتخللذ مللن كللل ثمللر
كالنخيل كما قال تعالى ^ ومن ثمرات النخيل والعناب تتخذون منله سلكرا
ورزقا حسلنا ^ وقلال انلس نلزل تحريلم الخملر وملا بالمدينلة ملن شلراب
العناب شيء وإنما كان شراب القوم الفضيخ المتخللذ مللن التمللر فلللو كللان
نهيه عن تسمية شجر العنب
كرما لجل المسكر لم يشبه النخلة بالمؤمن لن المسللكر يتخللذ منهللا والللله
اعلم الوجه السادس من وجوه التشبيه ان النخلة اصبر الشجر على الريللاح
والجهد وغيرها من الدوح العظام تميلها الريللح تللارة وتقلعهللا تللارة وتقصللف
افنانها ول صبر لكثير منها على العطش كصبر النخلة فكذلك المؤمن صللبور
على البلء ل تزعزعه الرياح السللابع ان النخلللة كلهللا منفعللة ل يسللقط منهللا
شيء بغير منفعة فثمرها منفعة وجذعها فيه من المنافع مللال يجهللل للبنيللة
والسقوف وغير ذلك وسعفها تسقف بلله الللبيوت مكللان القصللب ويسللتر بلله
الفرج والخلل وخوصها يتخذ منه المكاتللل والزنابيللل وأنللواع النيللة والحصللر
وغيرها وليفها وكربها فيه من المنافع ما هومعلللوم عنللد النللاس وقللد طللابق
بعض الناس هذه المنافع وصفات المسلم وجعل لكل منفعة منها صللفة فللي
المسلم تقابلها فلما جللاء الللى الشللوك الللذي فللي النخلللة جعللل بللإزائه مللن
المسلم صفة الحدة على أعداء الله واهل الفجور فيكون عليهم في الشللدة
والغلظة بمنزلة الشوك وللمؤمنين والمتقين بمنزلة الرطللب حلوة ولينللا ^
اشداء على الكفار رحماء بينهم ^ الثامن انها كلما اطال عمرها ازداد خيرها
وجاد ثمرها وكذلك المؤمن إذا طال عمره ازداد خيره وحسن عمله التاسللع
ان قلبها من اطيب القلوب واحله وهذا امللر خصللت بلله دون سللائر الشللجر
وكذلك قلب المؤمن من ايطب القلوب العاشر انها ليتعطللل نفعهللا بالكليللة
ابدا بل إن تعطلت منها منفعه ففيها منافع اخر حتى لو تعطلت ثمارها سللنة
لكان للنسا في سعفها وخوصها وليفها وكربها منافع وهكذا المللؤمن ل يخلللو
عن شيء من خصال الخير قط ان اجدب منه جانب من الخير اخصللب منلله
جانب فل يزال خيره مأمول وشره مأمونا في الترمللذي مرفوعلا اللى النلبي
خيركم من يرجى خيره ويؤمن شره وشركم مللن ل يرجللى خيللره ول يللؤمن
شره فهذا فصل معترض ذكرناه استطرادا للحكمة في خلق النخلللة وهيئتهللا
فلنرجع اليه فتأمل خلقة الجللذع الللذي لهللا كيللف هللو تجللده كالمنسللوج مللن
خيوط ممدودة كالسدا وأخرى معترضة كاللحمة كنحو المنسوج باليللد وذلللك
لتشتد وتصلب فل تتقصف من حمل الحيوان الثقيل وتصبر على هللز الريللاح
العاصفة ولبثها في السقوف والجسور والواني وغيللر ذلللك ممللا يتخللذ منهللا
وهكذا سائر الخشب وغيرها إذا تأملته شبه النسج ول تللراه مصللمتا كللالحجر
الصلد بل ترى بعضه كأنه داخل بعضللا طللول وعرضللا كتللداخل اجللزاء اللحللم
بعضها في بعض فإن ذلك امتن له وأهيأ لما يراد منلله فللإنه لللو كللان مصللمتا
كالحجللارة لللم يمكللن ان يسللتعمل فللي اللت والبللواب والوانللي والمتعللة
والسرة والتوابيت ومللا اشللبهها ومللن بللديع الحكمللة فللي الخشللب ان جعللل
يطفو على الماء وذلك للحكمة البالغة إذ لول ذلللك لمللا كللانت هللذه السللفن
تحمل امثال الجبال من الحمولت والمتعة وتمخر البحر مقبلة ومدبرة ولول
ذلك لما تهيأ للناس هذه المرافق لحمللل هللذه التجللارات العظيمللة والمتعللة
الكثيرة
ونقلها من بلد الى بلد من حيث لو نقلت في البر لعظمت المؤنة فللي نقلهللا
وتعذر على الناس كثير من مصالحهم
فصل ثم تأمل احوال هذه العقاقير والدوية التي يخرجها الله من
الرض وما خص به كل واحد منها وجعل عليه من العمل والنفع فهللذا يغللور
في المفاصل فيستخرج الفضول الغليظة القاتلة لو احتسبت وهذا يسللتخرج
المرة السوداء وهذا يستخرج المرة الصفراء وهذا يحلل الورام وهذا يسكن
الهيجان والقلق وهذا يجلب النلوم ويعيللده إذا اعلوزه النسلان وهللذا يخفلف
البدن إذا وجد الثقل وهذا يفرح القلب إذا تراكمت عليه الغمللوم وهللذا يجلللو
البلغم ويكشطه وهذا يحد البصر وهللذا يطيللب النكهللة وهللذا يسللكن هيجللان
الباءة وهذا يهيجها وهذا يللبرد الحللرارة ويطفئهللا وهللذا يقتللل الللبرودة ويهيللج
الحرارة وهذا يدفع ضرر غيره من الدوية والغذية وهذا يقاوم بكيفيته كيفية
غيره فيعتدلن فيعتدل المزاج بتناولهما وهذا يسلكن العطلش وهلذا يصلرف
الرياح الغليظة ويطردها وهذا يعطي اللون إشراقا ونضللارة وهللذا يزيللد فللي
أجزاء البللدن بالسللمن وهللذا ينقللص منهللا وهللذا يللدبغ المعللدة وهللذا يجلوهللا
ويغسلها الى أضعاف ذلك مما ل يحصيه العباد فسل المعطل من جعل هللذه
المنافع والقوى في هذه النباتات والحشائش والحبوب والعروق ومن اعطى
كل منها خاصيته ومن هدى العباد بل الحيوان الى تناول ما ينفع منه ترك ما
يضر ومن فطن لها الناس والحيوان البهيللم وبللأي عقللل وتجربللة كللان يقللف
على ذلك ويعرف ما خلق له كما زعم من قل نصيبه من التوفيق لول انعللام
الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى وهب ان النسان فطللن لهللذه الشللياء
بذهنه وتجاربه وفكره وقياسه فمن الذي فطن لها البهائم في اشللياء كللثيرة
منها مال يهتدي اليها النسان حتى صللار بعللض السللباع يتللداوى مللن جراحلله
ببعض تلك العقاقير من النبات فيبرأ فمن الذي جعله يقصد ذلك النبات دون
غيره وقد شوهد بعض الطير يحتقن عند الحصللر بمللاء البحللر فيسللهل عليلله
الخارج وبعض الطير يتناول اذا اعتل شيئا من النبات فتعود صحته وقللد ذكللر
الطباء في مبادئ الطب في كتبهللم مللن هللذا عجللائب فسللل المعطللل مللن
الهمها ذلك ومن ارشدها اليه ومن دلها عليه افيجوز ان يكون هللذا مللن غيللر
مدبر عزيز حكيللم وتقللدير عزيللز عليللم وتقللدير لطيللف خللبير بهللرت حكمتلله
العقول وشهدت له الفطر بما استودعها من تعريفه بأنه الله الذي ل إللله إل
هو الخالق البارئ المصور الذي ل تنبغي العبادة ال له وإنه لو كان معلله فللي
سمواته وارضه اله سواه لفسللدت السللموات والرض واختللل نظللام الملللك
فسبحانه وتعالى عمللا يقللول الظللالمون والجاحللدون علللوا كللبيرا ولعلللك ان
تقول ما حكمة هذا النبات المبثوث في الصحارى
والقفار والجبال التي ل انيس بها ول ساكن وتظن انه فضلة ل حاجة اليه ول
فائدة في خلقه وهذامقدار عقلك ونهاية علمك فكم لباريه وخالقه فيلله مللن
حكمة وآيللة مللن طعللم أوحللش وطيللر ودواب مسللاكنها حيللث لتراهللا تحللت
الرض وفوقها فذلك بمنزلة مائدة نصبها الله لهذه الطيللور والللدواب تتنللاول
منها كفايتها ويبقى الباقي كمللا يبقللى الللرزق الواسللع الفاضللل عللن الضلليف
لسعة رب الطعام وغناه التام وكثرة إنعامه
فصل ثم تأمل الحكمة البالغة في اعطائه سبحانه بهيمة النعام
السماع والبصار ليتم تناولها لمصللالحها ويكمللل انتفللاع النسللان بهللا إذ لللو
كانت عمياء او صماء لم يتمكن من النتفاع بها ثم سلبها العقللول علللى كللبر
خلقها التي للنسان ليتم تسللخيره اياهللا فيقودهللا ويصللرفها حيللث شللاء وللو
اعطيت العقول على كبر خلقها لمتنعت من طللاعته واستعصللت عليلله ولللم
تكن مسخرة له فأعطيت من التمييز والدراك ما تتم به مصلحتها ومصلللحة
من ذلك له وسلبت من الذهن والعقل ما ميز به عليها النسان وليظهر ايضا
فضيلة التمييز والختصاص ثم تأمل كيف قادهللا وذللهللا علللى كللبر اجسللامها
ولم يكن يطيقها لول تسللخيره قللال الللله تعللالى ^ وجعللل لكللم مللن الفلللك
والنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكللم إذا اسللتويتم
عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا للله مقرنيللن ^ أي مطيقيللن
ضابطين وقال تعالى ^ او لم يروا انا خلقنللا لهللم ممللا عملللت ايللدينا انعامللا
فهم لها مالكون وذللناها لهم فمنها ركللوبهم ومنهللا يللأكلون ^ فللترى البعيللر
على عظم خلقته يقوده الصبي الصغير ذليل منقادا ولو ارسلل عليله لسلواه
بالرض ولفصله عضوا عضوا فسل المعطل من الذي ذلللله وسللخره وقللاده
على قوته لبشر ضعيف من اضعف المخلوقات وفرغ بللذلك التسللخير النللوع
النساني لمصالح معاشه ومعاده فإنه لو كان يزاول من العمللال والحمللال
ما يزاول الحيوان لشغل بذلك عن كثير من العمال لنه كللان يحتللاج مكللان
الجمل الواحد الى عدة أناسى يحملللون اثقللاله وحمللله ويعجللزون عللن ذلللك
وكان ذلك يستفرغ اوقاتهم ويصدهم عن مصالحهم فأعينوا بهللذه الحيوانللات
مع مالهم فيها مللن المنللافع الللتي ل يحصلليها ال الللله مللن الغللذاء والشللراب
والللدواء واللبللاس والمتعللة واللت والوانللي والركللوب والحللرث والمنللافع
الكثيرة والجمال
فصل ثم تأمل الحكمة في خلق الت البطش في الحيوانات من النسان
وغيره فالنسان لما خلق مهيئا لمثل هلذه الصلناعات ملن البنلاء والخياطلة
والكتابة وغيرها خلق له كف
مستدير منبسط واصابع يتمكللن بهللا مللن القبللض والبسللط والطللي والنشللر
والجمع والتفريق وضم الشيء الى مثله والحيوان البهيم لما لللم يتهيللأ لتلللك
الصنائع لم يخلق له تلك الكف والصابع بل لما قدر ان يكللون غللذاء بعضللها
من صيده كالسباع خلق له اكف لطافه مدمجة ذوات براثن ومخللالب تصلللح
لقتتاص الصيد ول تصلح للصناعات هذا كللله فللي أكلللة اللحللم مللن الحيللوان
واما اكله النبات فلما قدر انها لتصطاد ول صللنعة لهللا خلللق لبعضللها اظلفللا
تقيها خشونة الرض إذا جالت في طلب المرعللي ولبعضللها حللوافر ملململلة
مقعرة كأخمص القدم لتنطبللق علللى الرض وتهيللأ للركللوب والحمولللة ولللم
يخلق لها براثن ول انيابا لن غذاءها ل يحتاج الى ذلك
فصل ثم تأمل الحكمة في خلقة الحيوان الذي يأكل اللحم من البهائم
كيف جعلت له اسنان حداد وبراثن شداد واشللداق مهرونللة وافللواه واسللعة
واعينت بأسلحة وأدوات تصلح للصيد والكل ولذلك تجد سللباع الطيللر ذوات
مناقير حداد ومخالب كالكلليب ولهذا حرم النبي كللل ذي نللاب مللن السللباع
ومخلب من الطير لضرره وعدوانه وشره والمغتذى شبيه بالغاذيفلو اغتللذى
بها النسان لصار فيه من اخلقها وعدوانها وشرها ما يشابهها به فحرم على
المة اكلها ولم يحرم عليهم الضبع وان كان ذا ناب فللإنه ليللس مللن السللباع
عند احد من المم والتحريم إنما كان لما تضمن الوصفين ان يكللون ذا نللاب
وان يكون من السباع ول يقال هذا ينتقض بالسبع إذا لللم يكللن للله نللاب لن
هذا لم يوجد أبدا فصلوات الله وسلمه على من اوتي جوامع الكلم فأوضللح
الحكام وبين الحلل والحرام فانظر حكمة الله عز وجللل فللي خلقلله وامللره
فيما خلقه وفيما شرعه تجد مصدر ذلك كللله الحكمللة البالغللة الللتي ل يختللل
نظامها ول ينخللرم ابللدا ول يختللل اصللل ومللن النللاس مللن يكللون حظلله مللن
مشاهدة حكمة المر اعظم من مشاهدة حكمة الخلق وهؤلء خواص العبللاد
الذين عقلوا عللن الللله امللره ودينلله وعرفللوا حكمتلله فيمللا احكملله وشللهدت
فطنهم وعقللولهم ان مصللدر ذلللك حكمللة بالغللة واحسللان ومصلللحة اريللدت
بالعباد في معاشهم ومعادهم وهم في ذلك درجات ل يحصيها ال الله ومنهللم
من يكون حظه من مشاهدة حكمة الخلق اوفر من حظه مللن حكمللة المللر
وهللم أكللثر الطبللاء الللذين صللرفوا افكللارهم الللى اسللتخراج منللافع النبللات
والحيوان وقواها وما تصلح له مفردة ومركبة وليس لهم نصلليب فللي حكمللة
المر إل كما للفقهاء من حكمة الخلق بل اقل من ذلك ومنهم من فتح عليلله
بمشاهدة الخلق والمر بحسب استعداده وقوته فرأى الحكمة الباهرة الللتي
بهرت العقول في هذا وهذا فإذا نظر الى خلقلله ومللا فيلله مللن الحكللم ازداد
إيمانا ومعرفة وتصديقا بما جاءت
به الرسل واذا نظر الى امره ومللا تضللمنه مللن الحكللم البللاهرة ازداد ايمانللا
ويقينا وتسليما لكمن حجب بالصنعة عللن الصللانع وبللالكواكب عللن مكوكبهللا
فعمى بصره وغلظ عن الله حجابه ولو اعطى علمه حقلله لكللان مللن اقللوى
الناس إيمانا لنه اطلع من حكمة الللله وبللاهر آيللاته وعجللائب صللنعته الدالللة
عليه وعلى علمه وقدرته وحكمته على ما خفي عن غيره ولكللن ملن حكمللة
الله ايضا ان سلب كللثيرا مللن عقللول هللؤلء خاصلليتها وحجبهللا عللن معرفتلله
واوقفها عند ظاهر من العللم بالحيلاة اللدنيا وهلم علن الخلرة هلم غلافلون
لدناءتها وخستها وحقارتها وعدم اهليتها لمعرفتلله ومعرفللة اسللمائه وصللفاته
واسرار دينه وشللرعه والفضلل بيلد الللله يلؤتيه ملن يشلاء واللله ذو الفضلل
العظيم وهذا باب ل يطلع الخلق منه على ماله نسبة الى الخافي عنهم منلله
ابدا بل علم الولين والخرين منه كنقرة العصفور من البحر ومع هذا فليس
ذلك بموجب للعراض عنه والياس منه بل يستدل العاقل بما ظهللر للله منلله
على ما وراءه
فصل ثم تأمل اول ذوات الربع من الحيوان كيف تراها تتبع امهاتها
مستقلة بأنفسها فلتحتاج الى الحمل والتربية كما يحتللاج اليلله اولد النللس
فمن اجل انه ليس عند امهاتها ما عند امهات البشر من التربيللة والملطفللة
والرفللق واللت المتصلللة والمنفصلللة اعطاهللا اللطيللف الخللبير النهللوض
والستقلل بانفسها على قرب العهد بالولدة ولللذلك تللرى افللراخ كللثير مللن
الطير كالدجاج والدراج والفتخ يدرج ويلقط حين يخرج من البيضة ومللا كللان
منها ضعيف النهللوض كفللراخ الحمللام واليمللام اعطللى سللبحانه امهاتهللا مللن
فضله العطف والشفقة والحنان ما تمج بلله الطعللم فللي أفللواه الفللراخ مللن
حواصلها فتخبأه في اعز مكان فيها ثم تسوقه من فيها الى افواه الفراخ ول
تزال بها كذلك حتىي ينهض الفللرخ ويسللتقل بنفسلله وذلللك كللله مللن حظهللا
وقسمها الذي وصل اليها من الرحمة الواحدة من المائة فإذا استقل بنفسلله
وامكنه الطيران لم يزل به البوان يعالجانه اتم معالجة والطفها حللتى يطيللر
من وكره ويسترزق لنفسه وياكل من حيللث يللأكلن وكأنهمللا لللم يعرفللاه ول
عرفهما قط بل يطردانه عن الوكر ول يدعانه وأقواتهما وبينهمللا بللل يقللولن
له بلسان يفهمه اتخلذ للك وكلرا وقوتلا فل وكلر للك عنلدنا ول قلوت فسلل
المعطل اهذا كله عن اهمال ومن الذي الهمها ذلك ومن الذي عطفهلا علللى
الفراخ وهي صغار احوج ما كانت اليها ثم سلب ذلك عنها إذ استغنت الفراخ
رحمة بالمهات تسعى في مصالحها إذ لو دام لها ذلك ل ضربها وشغلها عللن
معاشها ل سيما مع كثرة ما يحتاج اليه اولدها من الغذاء فوضع فيها الرحمة
واليثار
والحنان رحمة بالفراخ وسلبها إياها عند استغنائها رحمه بالمهات افيجوز ان
يكون هذا كله بل تدبير مدبر حكيم ول عناية ول لطف منلله سللبحانه وتعللالى
لقد قامت أدلة ربللوبيته وبراهيللن الهيتلله وشللواهد حكمتلله وآيللات قللدرته فل
يستطيع العقل لها جحودا إن هي ال مكابرة باللسان مللن كللل جحللود كفللور
أفي الله شك فاطر السموات والرض وإنما يكون الشك فيما تخفللي ادلتلله
وتشكل براهينه فاما من له في كل شيء محسوس او معقول آية بل آيللات
مؤدية عنه شاهدة له بأنه الله الذي ل اله إل هو رب العالمين فكيللف يكللون
فيه شك
فصل ثم تأمل الحكمة البالغة في قوائم الحيوان كيف اقتضت ان يكون
زوجا ل فردا اما اثنتين وإملا اربعلا ليتهيلأ لله المشلي والسلعي وتتلم بلذلك
مصلحته إذ لو كانت فردا لم يصلح لذلك لن الماشي ينتقللل ببعللض قللوائمه
ويعتمد على بعض فذو القائمتين ينقل واحدة ويعتمد على الخرى وذو الربع
ينقل اثنتين ويعتمد على اثنتين وذلك من خلف لنه لللو كللان ينقللل قللائمتين
من جانب ويعتمد على قائمتين من الجانب الخر لم يثبت على الرض حللال
نقله قوائمه ولكان مشيه نقرا كنقر الطللائر وذلللك ممللا يللؤذيه ويتبعلله لنقللل
بدنه بخلف الطائر ولهذا إذا مشى النسان كللذلك قليل اجهللده وشللق عليلله
بخلف مشية الطبيعي الذي هو له فاقتضت الحكمة تقديم نقل اليمنللى مللن
يديه مع اليسرى من رجليه واقرار يسرى اليللدين ويمنللى الرجليللن ثللم نقللل
الخريين كذلك وهذا أسهل ما يكون من المشي واخفه على الحيوان
فصل ثم تأمل الحكمة البالغة في ان جعل ظهور الدواب مبسوطة كأنها
سقف على عمد القوائم ليتهيأ ركوبها وتستقر الحمولة عليها ثم خولف هذا
في البل فجعل ظهورها مسنمة معقودة كللالقبو لمللا خصللت بلله مللن فضللل
القوة وعظم ما تحمله والقباء تحمل اكثر مما تحمل السقوف حتى قيل إن
عقد القباء إنما اخذ من ظهور البللل وتأمللل كيللف لمللا طللول قللوائم البعيللر
طول عنقه ليتناول المرعي من قيام فلو قصرت عنقله للم يمكنله ذللك ملع
طول قوائمه وليكون ايضا طول عنقه موازنا للحمل على ظهره إذا اسللتقل
به كما ترى طول قصبة القبان حللتى قيللل إن القبللان إنمللا عمللل مللن خلقلله
الجمل من طول عنقه وثقللل مللا يحمللله ولهللذا تللراه يمللد عنقلله إذا اسللتقل
بالحمل كأنه يوازنه موازنه
فصل ثم تأمل الحكمة في كون فرج الدابة جعل بارزا من ورائها ليتمكن
الفحل من ضرابها
ولو جعل في اسفل بطنها كما جعل للمرأة لم يتمكن الفحل من ضللرابها ال
على الوجه الذي تجامع بلله المللرأة وقللد ذكللر فللي كتللب الحيللوان ان فللروج
الفيلة في اسفل بطنها فإذا كان وقت الضللراب ارتفللع ونشللز وبللرز للفحللل
فيتمكن من ضرابها فلما جعل في الفيلة على خلف ما هو في سائر البهائم
خصت بهذه الخاصية عنها ليتهيأ المر الذي به دوام النسل
فصل ثم تأمل كيللف كسلليت اجسللام الحيللوان البهيمللي هللذه الكسللوة مللن
الشعر
والوبر والصوف وكسيت الطيور الريش وكسى بعض الدواب من الجلد مللا
هو في غاية الصلبة والقوة كالسلحفاة وبعضها من الريش مللا هللو كالسللنة
كل ذلك بحسب حاجاتها الى الوقاية من الحر والبرد والعدو الذي يريد اذاهللا
فانها لما لم يكن لهللا سللبيل الللى اتخللاذ الملبللس واصللطناع الكسللوة والت
الحرب اعينت بملبس وكسوة ل تفارقها وآلت وأسلحة تدفع بها عن نفسها
وأعينت باظلف واخفاف وحوافر لما عدمت الحذية والنعال فمعهلا حللذاؤها
وسقاؤها وخص الفرس والبغل والحمار بالحوافر لمللا خلللق للركللض والشللد
والجرى وجعل لها ذلك ايضا سلحا عنللد انتصللافها مللن خصللمها عوضللا عللن
الصياصي والمخالب والنياب والبرائن فتأمل هذا اللطف والحكمة فإنها لمللا
كانت بهائم خرصا ل عقول لهللا ول أكللف ول اصللابع مهيللأة للنتفللاع والللدفاع
ولحظ لها فيما يتصرف فيلله الدميللون مللن النسللج والغللزل ولطللف الحيلللة
جعلت كسوتها من خلقتها باقية عليها ما بقيت ل تحتللاج الللى السللتبدال بهللا
وأعطيت آلت واسلحة تحفظ بها انفسها كل ذلك لتتم الحكمة الللتي اريللدت
بها ومنها وأما النسان فإنه ذو حيلة وكف مهيئة للعمللل فهللي تغللزل وتنسللج
ويتخذ لنفسه الكسوة ويستبدل بها حال بعد حللال وللله فللي ذلللك صلللح مللن
جهات عديدة منها ان يستريح إذا خلع كسوته إذا شاء ويلبسها إذا شاء ليللس
كالمضطر اللى حملل كسلوة ومنهلا انله يتخلذ لنفسله ضلروبا ملن الكسلوة
للصيف وضروبا للشتاء فإن كسوة الصيف لتليق بالشتاء وكسللوة الشللتاء ل
تليق بالصيف فيتخذ لنفسه في كل فصل كسوة موافقللة ومنهللا انلله يجعلهللا
تابعة لشللهوته وإرادتلله ومنهللا انلله يتلللذذ بللأنواع الملبللس كمللا يتلللذذ بللأنواع
المطاعم فجعلت كسوته متنوعة تابعة لختياره كما جعلللت مطللاعمه كللذلك
فهو يكتسى ما يشاء من انواع الملبس المتخذة مللن النبللات تللارة كللالقطن
والكتان ومن الحيوان تارة كالوبر والصوف والشعر ومن الدود تارة كالحرير
والبريسم ومن المعادن تارة كالذهب والفضة فجعلت كسوته متنوعللة لتتللم
لذته وسروره وابتهاجه وزينته بها ولذلك كللانت كسللوة اهللل الجنللة منفصلللة
عنهم كما هي في الدنيا ليست مخلوقة من اجسامهم كللالحيوان فللدل علللى
ان ذلك اكمل واجل وأبلغ في النعمة ومنها إرادة تمييللزه عللن الحيللوان فللي
ملبسه كما
ميزه عنه في مطعمه ومسكنه وبيانه وعقله وفهمه ومنهللا اختلف الكسللوة
واللباس وتباينه بحسب تباين احواله وصنائعه وجربه وسلمه وظعنه وإقللامته
وصحته ومرضه ونومه ويقظته ورفاهيته فلكل حال من هذه الحللوال لبللاس
وكسوة تخصها ل تليق ال بها فلم يجعل كسوته في هذه الحوال كلها واحدة
ل سبيل الى السبتدال بها فهذا من تكريمه وتفضيله على سائر الحيوان
فصل ثم تأمل حكمة عجيبللة جعلللت للبهللائم والوحللوش والسللباع والللدواب
على
كثرتها ل يرى منها شيء وليس شيئا قليل فتخفى لقلتهللا بللل قللد قيللل انهللا
أكثر من الناس واعتبر ذلك بما تراه في الصحارى من اسراب الظباء والبقر
والوعول والذئاب والنمور وضروب الهوام على اختلفها وسائر دواب الرض
وانواع الطيور التي هي اضعاف اضعاف بني آدم ل تكاد ترى منها شيئا ميتللا
ل فللي كناسللة ول فللي أوكللاره ول فللي مسللاقطه ول فللي مراعيلله بطرقلله
وموارده ومناهله ومعاقله ومعاصمه ال ما عدا عليه عاد إما افترسه سللبع او
رماه صائد او عدا عليه عاد اشغله واشللغل بنللي جنسلله عللن احللراز جسللمه
وإخفاء جيفته فدل ذلك على انها إذا احست بالموت ولم تغلب على انفسها
كمنت حيث ل يوصل الى اجسامها وقبرت جيفها قبل نزول الللبين بهلا وللول
ذلك لمتلت الصحارى بجيفهللا وافسللدت الهللواء بروائحهللا فعللاد ضللرر ذلللك
بالناس وكان سبيل الى وقوع الوباء وقد دل على هذا قوله تعالى فللي قصللة
ابني آدم ^ فبعث الله غرابا يبحث في الرض ليريه كيف يواري سوأة اخيلله
قال يا ويلتي اعجزت ان اكون مثل هذا الغراب فأوارى سللوأة اخللي فأصللبح
من النادمين ^ وأما ما جعل عيشه بيللن النللاس كالنعللام والللدواب فلقللدره
النسان على نقللله واحتيللاله فللي دفللع اذيتلله منللع مملا جعللل فللي الوحلوش
كالسباع فتأمل هذا الذي حار بنو آدم فيه وفيما يفعلون به كيف جعللل طبعللا
في البهائم وكيف تعلموه من الطير وتأمل الحكمة فللي ارسللال الللله تعللالى
لبن آدم الغراب المؤذن اسمه بغربة القاتل من اخيه وغربته هو مللن رحمللة
الله تعالى وغربته من ابيه وأهله واستيحاشه منهللم واستيحاشللهم منلله وهللو
من الطيور التي تنفر منها النس ومن نعيقها وتسللتوحش بهللا فأرسللل اليلله
مثللل هلذا الطلائر حللتى صلار كللالمعلم لله والسللتاذ وصلار بمنزلللة المتعلللم
والمستند ول تنكر حكة هذا الباب وارتباط المسميات فيه بأسمائها فقد قال
النبي إذا بعثتم الى بريدا فابعثوه حسن السم حسن الوجه وكان يسأل عللن
اسم الرض إاذ نزلها واسم الرسول إذا جللاء اليلله ولمللا جللاءهم سللهيل ابللن
عمرو يوم الحديبية قال قد سهل امركم ولما اراد تغييللر اسللم حللزن بسللهل
قال لم يزل معنى اسمه فيه وفي زريته ولما سأل عمر بن الخطاب الرجل
عن اسمه واسم ابيه وداره ومنزله فاخبره
انه جمرة بن شهاب وان داره بالحرقة وان مسكنه منها ذات لظى قللال للله
ادرك بيتك فقد احترق فكان كما قال وشواهد هذا الباب اكلثر ملن ان نلذكر
هاها هنا وهذا باب لطيف المنزع شديد المناسللبة بيللن السللماء والمسللببات
وكثيرا ما اولع الناس قديما وحديثا بنعيق الغراب واستدللهم به علللى الللبين
والغتراب وينسبونه الى الشؤم وينفرون منه وينفللر منهللم فكللان جللديرا ان
يرسل هذا الطائر الى القاتللل مللن ابنللي آدم دون غيللره مللن الطيللور فكللأنه
صورة طائره الذي ألزمه في عنقه وطارعنه من عمله ول تظللن ان ارسللال
الغراب وقع اتفاقا خاليا من الحكمة فإنك اذا خفللي عليللك وجلله الحكمللة فل
تنكرها واعلم ان خفاءها من لطفها وشللرفها وللله تعلالى فيمللا يخفللى وجله
الحكمة فيه على البشر الحكم الباهرة المتضمنة للغايات المحمودة
فصل ثم تأمل الحكمة الباهرة في وجه الدابة كيف هو فانك ترى العينين
فيه شاخصتين امامها لتبصر ما بين يديها اتم من بصر غيرهللا لنهللا تحللرس
نفسها وراكبها فتتقى ان تصدم حائطا او تتردى فللي حفللرة فجعلللت عيناهللا
كعيني المنتصب القامة لنها طليعة وجعل فوها مشقوقا في اسللفل الخطللم
لتتمكن من العض والقبض على العلف إذ لو كان فوقها فللي مقللدم الخطللم
كما انه من النسان في مقدم الذقن لما استطاعت ان تتناول به شلليئا مللن
الرض ال ترى النسان ل تناول الطعام بفيه لكن بيللده فلمللالم تكللن الدابللة
تتناول طعامها بيدها جعل خطمها مشقوقا من أسفله لتضعه على العلف ثم
تقضمه واعينت بالجحفلة وهي لها كالشفة للنسان لتلتقم بها ما قرب منهللا
وما بعد وقد اشكلت منفعة الذنب على بعللض النللاس ولللم يهتللد اليهللا وفيلله
منللافع عديللدة فمنهللا انلله بمنزلللة الطبللق علللى الللدبر والغطللاء علللى حياهللا
يواريهما ويسترهما ومنها ان بين الدبر ومللراق البطللن مللن الدابللة للله وضللر
يجتمللع عليلله الللذباب والبعللوض فيللؤذي الدابللة فجعللل اذنابهللا كالمللذاب لهللا
والمراوح تطرد به ذلك ومنها ان الدابة نستريح الى تحريحكه وتصريفه يمنة
ويسرة فإنه لما كان قيامها على الربع بكل جسمها وشغلت قللدماها بحمللل
البدن عن التصرف والتقلب كان لهللا فللي تحريللك الللذنب راحللة وعسللى ان
يكون فيها حكم اخر تقصر عنها افهام الخلللق ويزدريهللا السللابع إذا عرضللت
عليه فإنه ل يعرف موقعها ال في وقت الحاجة فمللن ذللك ان الدابلة تربلض
في الوحل فل يكون شيء اعون على رفعها من الخذ بذنبها
فصل ثم تأمل شفر الفيل وما فيه من الحكم الباهرة فإنه يقوم له
مقام اليد في تناول العلف
والماء وإيرادهمللا الللى جللوفه وللول ذلللك مللا اسللتطاع أن يتنللاول شلليئا مللن
الشياء من الرض لنه ليست له عنق يمدها كسائر النعام فلما عدم العنللق
اخلف عليه مكانه الخرطوم الطويل ليسد مسده وجعللل قللادرا علللى سللدله
ورفعه وثنيه والتصرف به كيف شاء وجعل وعاء اجللوف ليللن الململلس فهللو
يتناول به حاجته ويحمله ما أراد الى جوفه ويحبس فيه ما يريد ويكيللد بلله إذا
شاء ويعطى ويتناول إذا أراد فسل المعطل مللن الللذي عوضلله ومللن اخلللف
عليه مكان العضو الذي منعه ما يقوم له مقامه وينللوب منللابه غيللر الللرؤوف
الرحيم بخلقه المتكفل بمصالحهم اللطيف بهم وكيف يتأتى ذلك مع الهمال
وخلو العالم عن قيمة وبارئه ومبدعه وفللاطره ل إللله إل هللو العزيللز الحكيللم
فإن قلت فما باله لم يخلق ذا عنق كسائر النعام وما الحكمة في ذلك قيللل
والله أعلم بحكمته في مصنوعاته لن رأسه واذنيه امر هائل عظيللم وحمللل
ثقيل فلو كان ذا عنق كسللائر العنللاق لنهللدت رقبتلله بثقللله ووهنللت بحمللله
فجعل راسه ملصقا بجسمه لئل يناله منه شيء من الثقل والمؤنة وخلق للله
مكان العنق هذا المشفر الطويل يتناول به غذاءه ولمللا طللالت عنللق البعيللر
للحكمة في ذلك صغر رأسه بالنسبة الى عظم جثته لئل يؤذيه ثقللله ويللوهن
عنقه فسبحان من فاتت حكمه عدالعادين وحصر الحاصرين
فصل ثم تأمل خلق الزرافة واختلف اعضائهم وشبهها باعضاء جميع
الحيللوان فراسللها راس فللرس وعنقهللا عنللق بعيللر وأظلفهللا أظلف بقللرة
وجلدها جلد نمر حتى زعم بعض الناس ان لقاحها من فحول شللتى وذكللروا
ان اصنافا من حيللوان الللبر إذا وردت المللاء ينللزو بعضللها علللى بعللض فتنللزو
المستوحشة على السائمة فتنتج مثل هذا الشخص الذي هو كللالملتقط مللن
أناس شتى وما أرى هذا القائل إل كاذبللا عليهللا وعلللى الخلقللة إذ ليللس فللي
الحيوان صنف يلقح صنفا آخر فل الجمل يلقح البقر ول الثور يلقح الناقة ول
الفرس يلقحهما ول يلقحانه ول الوحوش يلقح بعضها بعضا ول الطيور وإنمللا
يقع هذا نادرا فيما يتقارب كالبقر الوحشي والهلي والضأن والمعز والفرس
والحمار والذئب والضبع فيتولللد مللن ذلللك البغللل والسللمع والعسللبار وقللول
الفقهاء هل تجب الزكاة في المتولد من الوحشي والهلي فيلله وجهللان هللذا
إنما يتصور في واحد واثنتين وثلثة يكمل بها النصاب فأما نصاب كله متولللد
من الوحشي والهلي فل وجللود لللذلك والحكللام المتعلقللة بهللذه المتولللدات
تذكر في الزكاة وجزاء الصيد والضاحي والحوط يتغلب في كل بللاب ففللي
الضاحي يتغلب عدم الجزاء وفللي الحللرام والحللرم يتغلللب وجللوب الجللزاء
وفي الطعمة يتغلللب جللانب التحريللم وفللي الزكللاة اختلف مشللهور وسللئل
شيخنا ابو
العباس بن تيمية قدس الله روحه عن حمار نللزا علللى فللرس فأحبلهللا فهللل
يكون لبن الفرس حلل او حراما فأجاب بأنه حلل ول حكم للفحل في اللبن
في هذا الموضع بخلف الناسي لن لبن الفرس حادث من العلف فهو تللابع
للحمها ولم يسر وطيء الفحل إلى هللذا اللبللن فللإنه ل حرمللة هنللاك تنتشللر
بخلف لبن الفحل في الناسي فإنه تنتشر به حرملة الرضللاع ول حرملة هنللا
تنتشر من جهة الفحل ل الى الولد خاصة فإنه يتكون منلله ومللن الم فغلللب
عليه التحريم وأما اللبن فلم يتكون بوطئه وإنما تكون من العلف فلللم يكللن
حراما هذا بسط كلمه وتقريره والمقصود ابطللال زعللم ان هللذه الحيوانللات
المختلفة يلقح بعضها بعضا عند الموارد فتتكللون الزرافللة وإنلله كللاذب عليهللا
وعلى البداع والذي يدل على كذبه انه ليس الخارج من بيللن مللا ذكرنللا مللن
الفرس والحمار والذئب والضبع والضأن والمعز عضو من كل واحد من ابيلله
وأمه كما يكون للزرافللة عضللو مللن الفللرس وعضللو مللن الجمللل بللل يكللون
كالمتوسط بينهما الممتزج منهما كما نشاهده فللي البغللل فإنللك تللرى راسلله
وأذنيه وكفله وحوافره وسطا بين اعضاء ابيه وامه مشتقة منهما حللتى تجللد
سجيحه كللالممتزج ملن صللهيل الفللرس ونهيللق الحملار فهللذا يلدل علللى ان
الزرافة ليست بنتاج آباء مختلفة كما زعم هذا الزاعم بل مللن خلللق عجيللب
ووضع بديع من خلق الله الذي أبدعه آية دللة على قللدرته وحكمتلله الللتي ل
يعجزها شيء ليرى عباده انه خالق اصناف الحيوان كلها كما يشاء وفللي أي
لون شاء فمنها المتشابه الخلقة المتناسب العضاء ومنها المختلف التركيب
والشكل والصورة كما يرى عباده قدرته التامة في خلقه لنوع النسان علللى
القسام الربعة الدالة على انه مخلوق بقللدرته ومشلليئته تللابع لهلا فمنلله مللا
خلق من غير اب ول أم وهو أبو النوع النساني ومنلله مللا خلللق مللن ذكللر بل
انثى وهي امهم التي خلقت من ضلع آدم ومنه ما خلق من انثى بل ذكر وهو
المسيح ابن مريم ومنه ما خلق من ذكر وانللثى وهللو سللائر النللوع النسللاني
فيرى عباده آياته ويتعرف اليهم بآلئه وقدرته وأنه إذا اراد شيئا ان يقول للله
كن فيكون واما طول عنق الزرافة وما لها فيه مللن المصلللحة فلن منشللأها
ومرعاها كما ذكر المعتنون بحالها ومساكنها في غياض ذوات اشجار شاهقة
ذاهبة طول فأعينت بطول العنق لتتناول اطراف الشجر الذي هناك وثمارهللا
وهذا ما وصلت اليه معرفتهم وحكمة اللطيف الخبير فوق ذلك واجل منه
فصل ثم تأمل هذه النملة الضعيفة وما اعطيته من الفطنة او لحيلة في
جمع القوت وادخاره وحفظه ودفللع الفللة عنلله فإنللك تللرى فللي ذلللك عللبرا
وآيات فترى جماعة النمل إذا أرادت إحراز
القوت خرجت من اسللرابها طالبللة للله فللإذا ظفللرت بلله اخللذت طريقللا مللن
اسرابها اليه وشرعت في نقله فتراها رفقتين رفقة حاملة تحمله الى بيوتها
سربا ذاهبا ورفقة خارجة من بيوتها اليه لتخالط تلك فللي طريقهللا بللل همللا
كالخيطين بمنزلة جماعة الناس الذاهبين في طريق والجماعة الراجعين من
جانبهم فإذا ثقل عليها حمللل الشلليء مللن تلللك اجتمعللت عليلله جماعللة مللن
النمل وتساعدت على حملة بمنزلة الخشبة والحجر الذي تتساعد الفئة مللن
الناس عليه فإذا كان الذي ظفر به منهن وحللدة سللاعدها رفقتهللا عليلله الللى
بيتها وخللوا بينهللا وبينلله وإن كللان الللذي صللادفه جماعللة تسللاعدن عليلله ثللم
تقاسمنه على باب البيت ولقد اخبر بعللض العللارفين انلله شللاهد منهللن يومللا
عجبا قال رايت نملة جاءت الى شق جرادة فزاولتلله فلللم تطللق حمللله مللن
الرض فذهبت غير بعيد ثم جاءت معها بجماعة من النمل قال فرفعت ذلللك
الشق من الرض فلما وصلت النملة برفقتها الللى مكللانه دارت حللوله ودرن
معها فلم يجدن شيئا فرجعن فوضعته ثم جاءت فصادفته فزاولته فلم تطللق
رفعه فذهبت غير بعيد ثم جاءت بهن فرفعته فدرن حول مكللانه فلللم يجللدن
شيئا فذهبت فوضعته فعادت فجاءت بهن فرفعته فدرن حول المكللان فلمللا
لم يجدن شيئا تحلقن حلقة وجعلن تلك النملة في وسطها ثم تحاملن عليهللا
فقطعنها عضوا عضوا وأنللا انظللر ومللن عجيللب امللر الفطنللة فيهللا إذا نقلللت
الحب إللى مسلاكنها كسلرته لئل ينبلت فللإن كللان مملا ينبللت الفلقتلان منله
كسرته اربعا فإذا اصابه ندا وبلل وخافت عليه الفساد اخرجته للشللمس ثللم
ترده الى بيوتها ولهذا ترى في بعض الحيان حبا كثيرا على أبللواب مسللاكنها
مكسرا ثم تعود عن قريب فل تللرى منلله واحللدة ومللن فطنتهللا انهللا ل تتخللذ
قريتها إل على نشر مللن الرض لئل يفيللض عليهللا السلليل فيغرقهللا فل تللرى
قرية نمل في بطن واد ولكن في أعله وما ارتفع عللن السلليل منلله ويكفللي
في فطنتها ما نص الله عز وجل في كتللابه مللن قولهللا لجماعللة النمللل وقللد
رأت سليمان عليه الصلة والسلم وجنوده يا ايها النمل ادخلوا مسللاكنكم ل
يحطمنكللم سللليمان وجنللوه وهللم ليشللعرون فتكلمللت بعشللرة انللواع مللن
الخطاب في هذه النصيحة النداء والتنبيه والتسمية والمر والنللص والتحللذير
والتخصيص والتفهيم والتعميللم والعتللذار فاشللتملت نصلليحتها مللع الختصللار
على هذه النواع العشرة ولذلك اعجب سلميان قولهللا وتبسللم ضللاحكا منلله
وسال الله ان يوزعه شكر نعمتلله عليلله لمللا سللمع كلمهللا ول تسللتبعد هللذه
الفطنة من امة من المم تسبح بحمد ربها كما في الصحيح عللن النللبي قللال
نزل نبي من النبياء تحلت شلجرة فللدغته نمللة فلأمر بجهلازه فلأخرجه ثلم
احرق قرية النمل فأوحى الله إليه من اجل ان لدغتك نملة احرقت امة مللن
المم تسبح فهل نملة واحدة
فصل ومن عجيب الفطنة في الحيوان ان الثعلب إذا اعوزه الطعام ولم
يجد صيدا تماوت ونفخ بطنه حتى يحسبه الطير ميتا فيقع عليلله ليأكللل منلله
فيثب عليه الثعلب فيأخذه ومن عجيب الفطنة في هذه الذبابة الكبيرة الللتي
تسمى اسد الذباب فإنك تراه حين يحس بالذباب قد وقع قريبا منلله يسللكن
مليا حتى كأنه موات ل حراك فيه فإذا رأى الللذباب قللد اطمللأن وغفللل عنلله
دب دبيبا رفيقا حتى يكون منه بحيث يناله ثم يثب عليه فيأخذه ومن عجيللب
حيل العنكبوت انه ينسج تلك الشبكة شركا للصيد ثم يكمن في جوفهللا فللإذا
نشللب فيهللا الللبرغش والللذباب وثللب عليلله وامتللص دملله فهللذا يحكللى صلليد
الشراك والشللباك والول يحكللى صلليد الكلب والفهللود ول تزدريللن العللبرة
بالشيء الحقير من الذرة والبعوض فإن المعنى النفيس يقتبس من الشيء
الحقيروالزدراء بذلك ميراث من الذين استنكرت عقولهم ضرب الله تعللالى
في كتابه المثل بالذباب والعنكبوت والكلب والحمار فأنزل الله تعالى ^ إن
الله ل يستحي ان يضلرب مثل ملا بعوضله فملا فوقهلا ^ فملا أغلزر الحكلم
وأكثرها في هذه الحيوانات التي تزدريها وتحتقرها وكم من دللة فيهللا علللى
الخللالق ولطفله ورحمتلله وحكمتلله فسلل المعطللل ملن الهمهلا هللذه الحيلل
والتلطف في اقتناص صيدها الذي جعل قوتها ومللن جعللل هللذه الحيللل فيهللا
بدل ما سلبها من القوة والقدرة فأغناها ما اعطاها مللن الحيلللة عمللا سلللبها
من القوة والقدرة سوى اللطيف الخبير
فصل ثم تأمل جسم الطائر وخلقته فإنه حين قدر بان يكون طائرا في
الجو خفف جسمه وادمج خلقته واقتصر به من القوائم الربللع علللى اثنللتين
ومللن الصللابع الخمللس علللى اربللع ومللن مخللرج البللول والزبللل علللى واحللد
يجمعهما جميعا ثم خلق ذا جؤجؤ محدود ليسهل عليلله اخللتراق الهللواء كيللف
توجه فيه كما يجعل صدر السفينة بهذه الهيئة ليشق الماء بسرعة وتنفذ فيه
وجعل في جناحيه وذنبه ريشات طللوال متللان لينهللض بهللا للطيللران وكسللى
جسمه كله الريش ليتداخله الهواء فيحمله ولما قدر ان يكون طعامه اللحللم
والحب يبلعه بلعا بل مضغ نقص من خلقه السللنان وخلللق للله منقللار صلللب
يتناول به طعامه فل يتفسخ من لقط الحب ول يتعقف من نهش اللحم ولملا
عدم السنان وكان يزدرد الحب صحيحا واللحم غريضا اعيللن بفضللل حللرارة
في الجوف تطحن الحب وتطبخ اللحم فاسللتغنى عللن المضللغ والللذي يللدلك
على قوة الحرارة التي اعين بها انك ترى عجللم الزبيلب وأمثلاله يخلرج ملن
بطن النسان صلحيحا وينطبلخ فلي جلوف الطلائر حلتى ل يلرى لله اثلر ثلم
اقتضت الحكمة ان جعل يبيض بيضا ول يلد ولدة لئل يثقل عن
الطيران فإنه لو كان مما يحمللل ويمكللث حمللله فللي جللوفه حللتى يسللتحكم
ويثقل لثقله وعاقه عن النهوض والطيران وتأمل الحكمة فللي كللون الطللائر
المرسل السائح في الجو يلهللم صللبر نفسلله اسللبوعا او اسللبوعين باختيللاره
قاعدا على بيضه حاضنا له ويحتمل مشقة الحبس ثم إذا خرج فراخه تحمللل
مشقة الكسب وجمع الحب في حوصلته وبزق فراخه وليللس بللذي رويللة ول
فكرة في عاقبة امره ول يؤمل في فراخه ما يؤمل النسان فللي ولللده مللن
العون والرفد وبقاء الذكر فهذا من فعله يشلهد بلأنه معطلوف عللى فراخله
لعلة ل يعلمها هو ول يفكر فيها من دوام النسل وبقائه
فصل ثم تأمل خلقة البيضة وما فيها من المخ الصفر الخاثر والماء
البيض الرقيق فبعضه ينشأ منه الفرخ وبعضه يغتذى منه إلى ان يخرج من
البيضة وما في ذلك من الحكمة فإنه لما كان نشو الفرخ فللي تلللك البشللرة
المنخفضة التي ل نفاذ فيها للواصل من خارج جعل معه فللي جللوف البيضللة
من الغذاء ما يكتفي به الى خروجه
فصل وتأمل الحكمة في حوصلة الطللائر ومللا قللدرت للله فللإن فللي مسلللك
الطعام
الى القابضة ضيق ل ينفذ فيه الطعام إل قليل فلو كان الطائر ل يلتقط حبة
ثانية حتى تصل الولللى الللى جلوفه لطللال ذلللك عليلله فمللتى كلان يسللتوفي
طعامه وإنما يختلسه اختلسا لشدة الحللذر فجعلللت للله الحوصلللة كللالمخلة
المعلقة امامه ليوعى فيها ما ازدرد من الطعم بسرعة ثم ينقل الى القابضة
على مهل وفي الحوصلة ايضا خصلة اخرى فإن من الطير ما يحتاج الللى ان
يزق فراخه فيكون رده الطعم من قرب ليسهل عليه
فصل ثم تأمل هذه اللوان والصباغ والوشى التي تراها في كثير من
الطير كالطاووس والدراج وغيرهما التي لو خطللت بللدقيق القلم ووشلليت
باليدي لم يكن هذا فمن اين في الطبيعة المجردة هذا التشكيل والتخطيللط
والتلوين والصبغ العجيب البسيط والمركب الذي لو اجتمعللت الخليقللة علللى
ان يحاكوه لتعذر عليهم فتأمل ريش الطاووس كيف هللو فإنللك تللراه كنسللج
الثوب الرفيع من خيوط رفاع جدا قد ألف بعضها الى بعللض كتللأليف الخيللط
الى الخيط بل الشعرة الى الشللعرة ثللم تللرى النسللج إذا مللددته ينفتللح قليل
قليل ول ينشق ليتداخلهالهواء فينقل الطائر إذا طار فترى في وسط الريشة
عمودا غليظا متينا قد نسج عليه ذلك الثوب التي كهيئة الشعر
ليمسكه بصلبته وهو القصبة التي تكون فللي وسللط الريشللة وهللو مللع ذلللك
اجوف يشتمل على الهواء فيحمللل الطللائر فللأي طبيعللة فيهللا هللذه الحكمللة
والخبرة واللطف ثم لو كان ذلك في الطبيعة كمللا يقولللون لكللانت مللن ادل
الدلئل واعظم البراهين على قدرة مبدعها ومنشئها وعلمه وحكمته فإنه لم
يكن ذلك لها من نفسللها بللل إنمللا هللو لهللا ممللن خلقهللا وأبللدعها فمللا كللذبه
المعطل هو احد البراهين واليللات الللتي علللى مثللله يللزداد إيمللان المللؤمنين
وهكذا آيات الله يضل بها من يشاء ويهدي من يشاء
فصل تأمل هذا الطائر الطويل الساقين وأعرف المنفعة في طول ساقيه
فإنه يرعى أكثر مرعاه في ضحضاح المللاء فللتراه يركللز علللى سللاقيه كللانه
دست فوق مركب ويتأمل ما دب في الماء فإذا رأى شيئا مللن حللاجته خطللا
خطوا رفيقا حتى يتناوله ولو كان قصير القائمتين كان إذا خطللا نحللو الصلليد
ليأخذه لصق بطنه بالماء فيللثيره ويللذعر الصلليد منلله فيفللر فخلللف للله ذلللك
العمودان ليدرك بهما حاجته ول يفسدعليه مطلبه وكل طائر فله نصيب مللن
طول الساقين والعنق ليمكنلله تنللاول الطعللم مللن الرض ولللو طللال سللاقاه
وقصرت عنقه لم يمكنه ان يتناول شليئا ملن الرض وربملا اعيلن ملع عنقله
بطول المناقير ليزداد مطلبه سهولة عليه وامكانللا ثللم تأمللل هللذه العصللافير
كيف تطلب اكلها بالنهار كله فل هي تفقده ول هي تجده مجموعللا معللدا بللل
تناله بالحركة والطلب في الجهات والنواحي فسللبحان الللذي قللدره ويسللره
كيف لم يجعله ممايتعذر عليها إذا التمسللته ويفوتهللا إذا قعللدت عنلله وجعلهللا
قللادرة عليلله فللي كللل حيللن واوان بكللل ارض ومكللان حللتى مللن الجللدران
والسطحة والسقوف تناوله بالهوينا من السعي فل يشللاركها فيلله غيللر بنللي
جنسها من الطير ولو كان ماتقتات به يوجد معدا مجموعا كله كللانت الطيللر
تشاركها فيه وتغلبها عليه وكذلك لو وجدته معدا مجموعا لكبت عليه بحرص
ورغبة فل تقلع عنه وإن شبعت حتى تبشم وتهلللك وكللذلك النللاس لللو جعللل
طعامهم معدا لهم بغير سعي ول تعب ادى ذلك الى الشللره والبطنللة ولكللثر
الفساد وعمت الفواحش والبغي في الرض فسبحان اللطيلف الخلبير اللذي
لم يخلق شيئا سدى ول عبثا وانظر في هذه الطير الللتي ل تخللرج ال بالليللل
كالبوم والهام والخفاش فإن أقواتها هيئت لها في الجو ل من الحب ول مللن
اللحم بل من البعوض والفراش وأشبابهما مما تلقطه من الجللو فتاخللذ منلله
بقدر الحاجة ثم تأوى الى بيوتها فل تخرج الى مثل ذلك الوقت بالليل وذلللك
ان هذه الضروب من البعوض والفراش وأشباههما مبثوثة في الجللو ل يكللاد
يخلوا منها موضع منه واعتللبر ذلللك بللان نضللع سللراجا بالليللل فللي سللطح او
عرصه الدار فيجتمع عليه من هذا
الضرب شيء كثير وهذا الضرب من الفراش ونحوها ناقص الفطنة ضللعيف
الحيلة ليس في الطير اضعف منه ول اجهل وفيما يرى من تهافته في النللار
وانت تطرده عنها حتى يحللرق نفسلله دليللل علللى ذلللك فجعللل معللاش هللذه
الطيور التي تخللرج بالليللل ملن هللذا الضللرب فتقتللات منلله فللإذا أتللى النهللار
انقطعت الى اوكارها فالليل لهللا بمنزلللة النهللار لغيرهللا مللن الطيللر ونهارهللا
بمنزلة ليل غيرها وملع ذللك فسلاق لهلا اللذي تكفلل بلارزاق الخللق رزقهلا
وخلقه لها في الجللو ولللم يللدعها بل رزق مللع ضللعفها وعجزهللا وهللذه إحللدى
الحكم والفوائد في خلق هذه الفراش والجنللادب والبعللوض فكللم فيهللا مللن
رزق لمة تسبح بحمد ربها ولول ذلللك لنتشللرت وكثرتحللتى اضللرت بالنللاس
ومنعتهم القرار فانظر الى عجيب تقدير الله وتللدبيره كيللف اضللطر العقللول
الى ان شهدت بربوبيته وقدرته وعلمه وحكمته وان ذلك الذي تشاهده ليس
باتفاق ول بإهمال من سائر وجوه الدلة التي ل تتمكللن الفطللر مللن جحللدها
اصل وإذ قد جرى الكلم الى الخفاش فهو من الحيوانات العجيبة الخلقة بين
خلقللة الطيللور وذوات الربللع وهللو الللى ذوات الربللع اقللرب فللإنه ذو اذنيللن
ناشزتين واسنان ودبر وهو يلد ولدا ويرضللع ويمشللي علللى اربللع وكللل هللذه
صفة ذوات الربع وله جناحان يطير بهما مع الطيور ولما كان بصره يضللعف
عن نور الشمس كان نهاره كليل غيره فإذا غابت الشمس انتشر ومن ذلللك
سمى ضعيف البصر اخفش والخفش ضعف البصللر ولمللا كللان كللذلك جعللل
قوته من هذه الطيور الضعاف التي ل تطير ال بالليل وقللد زعللم بعللض مللن
تكلم في الحيوان انه ليس يطعم شيئا وإنما غذاؤه من النسيم البللارد فقللط
وهذا كذب عليه وعلى الخلقة لنه يبول وقد تكلم الفقهاء في بللوله هللل هللو
نجس لنه بول غير مأكول او نجس معفو عللن يسلليره لمشللقة التحللرز منلله
على قولين هما روايتان عن احمد وبعض الفقهاء ل ينجس بوله بحللال وهللذا
اقيس القوال إذ ل نللص فيلله ول يصللح قياسلله علللى البللوال النجسللة لعللدم
الجامع المؤثر ووضوح الفرق وليس هللذا موضللع اسللتيفاء الحجللج فللي هللذه
المسئلة من الجانبين والمقصود انه لو كان ل ياكل شيئا لم يكلن لله اسلنان
اذ ل معنى للسنان في حق من ل ياكل شيئا ولهذا لما عدم الطفل الرضلليع
الكل لم يعط السنان فلما كبر واحتللاج للغللذاء اعيللن عليلله بالسللنان الللتي
تقطعه والضراس التي تطحنلله وليللس فللي الخليقللة شلليء مهمللل ول عللن
الحكمة بمعطل ول شيء ل معنى له واما الحكم والمنافع في خلق الخفاش
فقد ذكر منها الطباء في كتبهم ما انتهت اليه معرفتهم حتى ان بوله يللدخل
في بعض الكحال فإذا كان بوله الذي ل يخطر بالبال فيلله منفعللة البتللة فمللا
الظن بجملته ولقد اخبر بعض مللن اشللهد بصللدقة انلله رأى رخل وهللو طللائر
معروف قد عشش في شجرة فنظر الى حية عظيمة قد أقبلت نحو عشه
فاتحة فاها لتبتلعه فبينما هو يضطرب في حيلة النجاة منهللا إذ وجللد حسللكة
في العش فحملها فالقاها في فم الحية فلم تزل تلتوى حتى ماتت
فصل ثم تأمل احوال النحل وما فيها من العبر واليات فانظر اليها
والى اجتهادها في صنعة العسل وبنائها البيوت المسدسة التي هي من اتللم
الشكال واحسنها استدارة واحكمها صنعا فإذا انضللم بعضللها الللى بعللض لللم
يكن بينها فرجة ول خلل كل هذا بغير مقياس ول آله ول بيكار وتلك مللن اثللر
صنع الله وإلهامه إياها وايحللائه اليهللا كمللا قللال تعللالى ^ واوحللى ربللك الللى
النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا ^ الى قللوله ^ ليللات لقللوم يتفكللرون ^
فتأمل كمللال طاعتهللا وحسللن ائتمارهللا لمللر ربهللا اتخللذت بيوتهللا فللي هللذه
المكنة الثلثة في الجبال الشقفان وفللي الشللجر وفللي بيللوت النللاس حيللث
يعرشون أي بيبنون العللروش وهلي اللبيوت فل يلرى للنحللل بيلت غيللر هلذه
الثلثة البتة وتامل كيف اكثر بيوتها في الجبال والشقفان وهو البيت المقللدم
في الية ثم في الشجار وهي مللن اكللثر بيوتهللا وممللا يعللرش النللاس واقللل
بيوتها بينهم حيث يعرشون وأما في الجبللال والشللجر فللبيوت عظيمللة يؤخللذ
منها من العسل الكثير جدا وتامل كيف اداها حسن المتثال الللى ان اتخلذت
البيوت او ل فإذا استقر لها بيت خرجت منه فرعللت وأكلللت مللن الثمللار ثللم
آوت الى بيوتها لن ربها سبحانه امرها باتخاذ البيوت اول ثم بالكل بعد ذلللك
ثم إذا اكلت سلكت سبل ربها مذللة ل يستوعز عليها شيء ترعى ثللم تعللود
ومن عجيب شأنها أن لها اميرا يسمى اليعسوب ل يتم لها رواح ول إياب ول
عمل ول مرعى إل بله فهللي ملؤتمره لملره سللامعة لله مطيعله وللله عليهللا
تكليف وأمر ونهى وهي رعية له منقادة لمره متبعة لرايه يللدبرها كمللا يللدبر
الملك امر رعيته حتى إنها إذا آوت ال بيوتها وقف على بللاب الللبيت فل يللدع
واحدة تزاحم الخرى ول تتقدم عليها في العبور بل تعللبر بيوتهللا واحللدة بعللد
واحدة بغير تزاحم ول تصادم ول تراكم كما يفعل الميللر إذا انتهللى بعسللكره
الللى معللبر ضلليق ل يجللوزه ال واحللد واحللد ومللن تللدبر احوالهللا وسياسللاتها
وهدايتها واجتماع شملها وانتظام امرها وتدبير ملكها وتفويض كل عمل الللى
واحد منها يتعجب منها كل العجب ويعلم ان هذا ليس فللي مقللدورها ول هللو
من ذاتها فإن هذه اعمللال محكمللة متقنللة فللي غايلة الحكللام والتقللان فللإذا
نظرت الى العامل رأيته من أضعف خلق الله أجهله بنفسه وبحاله وأعجللزه
عن القيام بمصلحته فضل عما يصدر عنه مللن المللور العجيبللة ومللن عجيللب
امرها ان فيها أميرين ل يجتمعان في بيت واحد ول يتأمران على جمع واحللد
بل إذا اجتمع منها جندان وأميران قتلوا احد الميرين وقطعوه واتفقوا علللى
المير الواحد
من غير معاداة بينهلم ول أذى ملن بعضلهم لبعلض بلل يصليرون يلدا واحلدة
وجندا واحدا
فصل ومن اعجب امرها مال يهتدي له اكثر الناس وليعرفونه وهو
النتاج الذي يكون لها هل هو على وجه اللولدة والتواللد او السلتحالة فقلل
من يعرف ذلك او يفطن له وليللس نتاجهللا علللى واحللد مللن هللذين الللوجهين
وإنما نتاجها بأمر من اعجب العجيب فإنها إذا ذهبت الى المرعي أخذت تلك
الجزاء الصافية التي علىالورق من الللورد والزهللر والحشلليش وغيللره وهللي
الطل فتمصها وذلك مادة العسل ثم انها تكبس الجزاء المنعقدة على وجلله
الورقة وتعقدها علللى رجلهللا كالعدسللة فتمل بهللا المسدسللات الفارغللة مللن
العسل ثم يقوم يعسوبها على بيته مبتدئا منه فينفخ فيه ثم يطوف على تلك
البيوت بيتا بيتا وينفخ فيها كلها فتدب فيها الحياة بإذن الله عز وجل فتتحرك
وتخرج طيورا بإذن الله وتلك احدى اليات والعجائب الللتي قللل مللن يتفطللن
لها وهذا كللله مللن ثمللرة ذلللك الللوحي اللهللي افادهللا واكسللبها هللذا التللدبير
والسفر والمعاش و البناء والنتاج فسل المعطل من الذي اوحى اليها امرهللا
وجعللل مللا جعللل فللي طباعهللا ومللن الللذي سللهل لهللا سللبله ذلل منقللادة ل
تستعصي عليها ول تستوعرها ول تضل عنها علللى بعللدها ومللن الللذي هللداها
لشأنها ومن الذي أنزل لها من الطل ما إذا جنته ردته عسللل صللافيا مختلفللا
الوانه في غاية الحلوة واللذاذة والمنفعللة مللن بيللن ابيللض يللرى فيلله الللوجه
اعظم من رؤيته في المرآة وسمه لي من جاء به وقال هذا افخر ما يعللرف
الناس من العسل وأصفاه وأطيبه فإذا طعمه الذ شليء يكلون ملن الحللوى
ومن بين احمر واخضر ومورد واسود وأشقر وغير ذلك من اللوان والطعوم
المختلفة فيه بحسب مراعيه ومادتها وإذا تأملت ما فيه من المنافع والشفاء
ودخوله في غالب الدوية حللتى كللان المتقللدمون ل يعرفللون السللكر ول هللو
مذكور في كتبهم اصل وإنما كان الذي يسللتعملونه فللي الدويللة هللو العسللل
وهو المذكور في كتب القوم ولعمر الله أنه لنفع من السكر وأجدى واجلللى
للخلط وأقمع لهلا واذهلب لضلررها واقلوى للمعلدة واشلد تفريحلا للنفلس
وتقوية للرواح وتنفيذا للدواء وإعانللة للله علللى اسللتخراج الللداء مللن اعمللاق
البدن ولهذا لم يجيللء فللي شلليء مللن الحللديث قللط ذكللر السللكر ول كللانوا
يعرفونه اصل ولو عدم من العالم لما احتاج اليه ولو عللدم العسللل لشللتدت
الحاجة اليه وإنما غلللب علللى بعللض المللدن اسللتعمال السللكر حللتى هجللروا
العسل واستطابوه عليه ورأوه اقل حللدة وحللرارة منلله ولللم يعلمللوا ان مللن
منافع العسل ما فيلله مللن الحللدة والحللرارة فللإذا لللم يوافللق مللن يسللتعمله
كسرها بمقابلها فيصير انفع له من السكر وسنفرد إن شاء الله مقالللة نللبين
فيها فضل العسل على
السكر 4من طرق عديدة ل تمنع وبراهين كثيرة لتدفع ومتى رايللت السللكر
يجلو بلغما ويذيب خلطا او يشفى من داء وإنما غللايته بعللض التنفيللذ للللدواء
الى العروق للطافته وحلوته وأما الشفاء الحاصل مللن العسللل فقللد حرملله
الله كثيرا من الناس حتى صاروا يذمونه ويخشون غائلته من حرارته وحللدته
ول ريللب ان كللونه شللفاء وكللون القللرآن شللفاء والصلللة شللفاء وذكللر الللله
والقبال عليه شفاء امر ل يعم الطبائع والنفس فهذا كتاب الله هللو الشللفاء
النافع وهو اعظم الشفاء وما اقل المستشفين به بل ل يزيد الطبائع الرديئة
رداءة ول يزيد الظالمين ال خسارا وكذلك ذكلر اللله والقبلال عليله والنابلة
اليه والفزع الى الصلة كم قد شفي به من عليللل وكللم قللد عللوفي بلله مللن
مريض وكم قام مقام كثير مللن الدويللة الللتي ل تبلللغ قريبللا مللن مبلغلله فللي
الشفاء وأنت ترى كثيرا من الناس بللل اكللثرهم ل نصلليب لهللم مللن الشللفاء
بذلك اصل ولقد رايت في بعض كتللب الطبللاء المسلللمين فللي ذكللر الدويللة
المفردة ذكر الصلة ذكرها في باب الصاد وذكر من منافعها في البدن الللتي
توجب الشفاء وجوها عديدة ومن منافعها في الروح والقلب وسمعت شيخنا
ابا العباس بن تيمية رحمه الله يقول وقللد عللرض للله بعللض اللللم فقللال للله
الطبيب اضر ما عليك الكلم في العلم والفكللر فيلله والتللوجه والللذكر فقللال
الستم تزعمون ان النفس إذا قويت وفرحت اوجب فرحها لها قوة تعين بهللا
الطبيعة على دفع العارض فللإنه عللدوها فللإذا قللويت عليلله قهرتلله فقللال للله
الطبيب بلى فقلال إذا اشللتغلت نفسلي بلالتوجه واللذكر والكلم فلي العلللم
وظفرت بما يشكل عليها منه فرحت به وقويت فلأوجب ذللك دفلع العلارض
هللذا او نحللوه مللن الكلم والمقصللود ان تللرك كللثير مللن النللاس الستشللفاء
بالعسل ل يخرجه عن كونه شفاء كما ان تلرك اكلثرهم الستشلفاء بلالقرآن
من امراض القلوب ل يخرجه عن كونه شفاء لها وهو شفاء لما في الصللدور
وإن لم يستشف بلله اكللثر المرضللى كمللا قللال تعللالى ^ يللا ايهللا النللاس قللد
جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهللدى ورحمللة للمللؤمنين
^ فعللم بالموعظللة والشللفاء وخللص بالهللدى والمعرفللة فهللو نفسلله شللفاء
استشفى به او لم يستشف به ولم يصف الله في كتابه بالشللفاء إل القللرآن
والعسل فهما الشفاآن هذا شفاء القلوب من امللراض غيهللا وضللللها وأدواء
شبهاتها وشهواتها وهذا شفاء للبدان من كثير من اسقامها واخلطها وآفاتها
ولقد اصابني ايام مقامي بمكة اسقام مختلفة ول طبيب هناك ول أدوية كما
في غيرها من المدن فكنت استشفى بالعسل وماء زمزم ورايت فيهما مللن
الشفاء امرا عجيبا وتأمل اخبللاره سللبحانه وتعللالى عللن القللرآن بللأنه نفسلله
شفاء وقال عن السعل ^ فيه شفاء للناس ^ ومللا كللان نفسلله شللفاء ابلللغ
مما جعل فيه شفاء وليس هذا موضع استقصاء فوائدالعسل ومنافعه
فصل ثم تأمل العبرة التي ذكرها الله عز وجل في النعام وما سقانا
من بطونها مللن اللبللن الخللالص السللائغ الهنيللء المريللء الخللارج مللن بيللن
الفرث والدم فتأمل كيف ينزل الغذاء من أفواهها الى المعدة فينقلب بعضه
دما باذن الله وما يسللرى فللي عروقهللا واعضللائها وشللحومها ولحومهللا فللإذا
ارسلته العروق في مجاريها الللى جملللة الجللزاء قلبلله كللل عضللو او عصللب
وغضروف وشعر وظفر وحافر الى طبيعته ثم يبقى الدم فللي تلللك الخللزائن
التي له إذ به قوام الحيوان ثم ينصب ثقله الى الكرش فيصير زبل ثم ينقلب
باقية لبنا صافيا ابيض سائغا للشاربين فيخرج من بين الفرث والدم حتى إذا
انهكت الشاة او غيرها حلبا خرج الدم مشللوبا بحمللرة فصللفى الللله سللبحانه
اللطف من الثفل بالطبخ الول فانفصل الى الكبد وصار دما وكان مخلوطللا
بالخلط الربعة فأذهب الله عز وجللل كللل خلللط منهللا الللى مقللره وخزانتلله
المهيأة له من المرارة والطحال والكليللة وبللاقي الللدم الخللالص يللدخل فللي
اوردة الكبد فينصب من تلك العروق الى الضرع فيقلبه الللله تبللارك وتعللالى
من صورة الدم وطبعه وطعمه الى صورة اللبن وطبعلله وطعملله فاسللتخرج
من الفرث والدم فسل المعطل الجاحد من الذي دبر هذا التدبير وقدر هللذا
التقدير واتقن هذا الصنع ولطف هذا اللطف سوى اللطيف الخبير
فصل ثم تأمل العبرة في السمك وكيفية خلقته وأنه خلق غير ذي قوائم
لنه ل يحتاج الى المشي إذ كان مسكنه الماء ولم يخلق لله رئة لن منفعلة
الرئة التنفس والسمك لم يحتج اليه لنه ينغمس في الماء وخلقت له عوض
القوائم اجنحة شدادي يقذف بهللا مللن جللانبيه كمللا يقللذف صللاحب المركللب
بالمقللاذيف مللن جللانبي السللفينة وكسللى لجللده قسللورا متداخلللة كتللداخل
الجوشن ليقيه من الفات واعين بقوة الشم لن بصره ضعيف والماء يحجبه
فصار يشم الطعام من بعد فيقصده وقد ذكر في بعض كتب الحيوان ان من
فيه الى صماخه منافللذ فهلو يصلب الملاء فيهلا بفيله ويرسللله ملن صلماخيه
فيتروح بذلك كما يأخذ الحيوان النسيم البارد بأنفه ثم يرسله ليتروح به فإن
الماء للحيوان البحري كالهواء للحيوان البري فهما بحران احدهما الطف من
الخر بحر هواء يسبح فيه حيوان البر وبحر ماء يسبح فيه حيوان البحللر فلللو
فارق كل من الصنفين بحره الللى البحللر الخللر ملات فكمللا يختنللق الحيللوان
البري في الماء يختق الحيوان البحللري فللي الهللواء فسللبحان مللن ليحصللى
العادون آياته ول يحيطون بتفصيل آية منها على النفراد بللل ان علمللوا فيهللا
وجها جهلوا منها اوجها فتأمل الحكمة البالغة في كون السمك اكثر الحيللوان
نسل ولهذا ترى في وف السمكة الواحد من البيض مال يحصى كثرة وحكمة
ذلك ان يتسع لما
يغتذى به من اصناف الحيوان فإن اكثرها يأكللل السللمك حللتى السللباغ لنهللا
في حافات الجام جاثمة تعكف على الماء الصافي فإذا تعذر عليها صلليدالبر
رصدت السمك فاختطفته فلما كللانت السللباع تأكللل السللمك والطيللر تللأكله
والناس تأكله والسماك الكبار تأكله ودواب البر تأكله وقد جعله الله سبحانه
غذاء لهذه الصناف اقتضت حكمته ان يكون بهذه الكثرة ولللو رأى العبللد ملا
في البحر من ضروب الحيوانات والجواهر والصناف التي ل يحصيها ال الللله
ول يعرف الناس منها إل الشيء القليل الذي لنسبة له اصللل الللى مللا غللاب
عنهم لرأي العجب ولعلم سعة ملك الله وكثرة جنوده الللتي ليعلمهللا إل هللو
وهذا الجراد نثرة حوت من حيتان البحر ينثره من منخريه وهو جند من جنود
الله ضللعيف الخلقللة عجيلب الللتركيب فيله خلللق سللبع حيوانلات فللإذا رايلت
عساكره قد اقبلت ابصرت جندا ل مرد له ول يحصى منه عدد ول عللدة فلللو
جمع الملك خيله ورجله ودوابه وسلللحه ليصللده عللن بلده لمللا أمكنلله ذلللك
فانظر كيف ينسللاب علللى الرض كالسلليل فيغشللى السللهل والجبللل والبللدو
والحضر حتى يستر نور الشمس بكثرته ويسد وجلله السللماء بللأجنحته ويبلللغ
من الجو الى حيث ل يبلغ طائر اكبر جناحين منه فسللل المعطللل مللن الللذي
بعث هذا الجند الضعيف الذي ل يستطيع ان يرد عن نفسه حيوانا رام اخللذه
بلية على العسكر اهل القوة والكثرة والعدد والحيلللة فل يقللدرون بللأجمعهم
على دفعه بل ينظرون اليه يستبد بأقواتهم دونهم ويمزقها كل ممللزق ويللذر
الرض قفرا منها وهم ل يستطيعون ان يللردوه ول يحولللوا بينلله وبينهللا وهللذا
من حكمته سبحانه ان يسلللط الضللعيف مللن خلقلله الللذي ل مؤنللة للله علللى
القوى فينتقم به منه وينزل به ما كان يحذره منه حللتى ليسلتطيع للذلك ردا
ولصرفا قال الله تعالى ونزيد ان نمللن علللى الللذين استضللعفوا فللي الرض
ونجعلهللم ائمللة ونجعلهللم الللوارثين ونمكللن لهللم فللي الرض ونللرى فرعللون
وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون فواحسرتاه على استقامه مع الللله
وايثار لمرضاته في كل حال يمكن به الضعيف المستضللعف حللتى يللرى مللن
استضعفه انه اوللى بلالله ورسلوله منله ولكلن اقتضلت حكملة اللله العزيلز
الحكيم ان يأكل الظالم الباغي ويتمتع فللي خفللارة ذنللوب المظلللوم المبغللي
عليه فذنوبه من اعظم اسباب الرحمة في حق ظالمة كمللا ان المسللؤل إذا
رد السائل فهو في خفارة كذبه ولو صدق السائل لمللا أفلحمللن رده وكللذلك
السارق وقاطع الطريق في خفارة منع اصحاب الموال حقوق الله فيها ولو
ادوا ما لله عليهم فيها لحفظها الله عليهم وهذا ايضا باب عظيم مللن حكمللة
الله يطلع الناظر فيه على أسرار من أسرار التقدير وتسليط العالم بعضللهم
على بعض وتمكين الجناة والبغاة فسبحان من له في كل شيء حكمة
بالغللة وآيللة بللاهرة حللتى ان الحيوانللات العاديللة علللى النللاس فللي امللوالهم
وارزاقهم وابدانهم تعيش في خفارة ما كسبت ايديهم ولول ذلك لللم يسلللط
عليهم منها شيء ولعل هذا الفصل الستطرادي انفع لمتأمله من كللثير مللن
الفصول المتقدمة فإنه إذا اعطاه حقه من النظر والفكر عظللم انتفللاعه بلله
جدا والله الموفللق ويحكللى ان بعللض اصللحاب الماشللية كللان يشللوب اللبللن
ويبيعه على انه خالص فارسل الله عليه سلليل فللذهب بللالغنم فجعللل يعجللب
فاتى في منامه فقيل له اتعجب من اخذ السلليل غنمللك انلله تلللك القطللرات
التي شبت بها البن اجتمعت وصارت سيل فقس على هذه الحكاية مللا تللراه
في نفسك وفي غيرك تعلم حينئذ ان الله قائم بالقسط وانه قائم علللى كللل
نفس بما كسبت وانه ل يظلم مثقال ذرة والثر السرائيلي معروف ان رجل
كان يشوب الخمر ويبيعه على انه خالص فجمع من ذلك كيس ذهب وسللافر
به فركب البحر ومعه قرد له فلما نام اخذ القرد الكيس وصعد به الى اعلى
المركب ثم فتحه فجعل يلقيه دينللارا فللي المللاء ودينللارا فللي المركللب كللأنه
يقول له بلسان الحال ثمن الماء صار الى الماء ولم يظلمللك وتأمللل حكمللة
الله عز وجل في حبس الغيث عن عباده وابتلئهم بالقحط إذا منعللو الزكللاة
وحرموا المساكين كيف جوزوا على منللع مللا للمسللاكين قبلهللم مللن القللوت
بمنع الله مادة القوت والرزق وحبسها عنهم فقال لهم بلسان الحللال منعتللم
الحق فمنعتم الغيث فهل استنزلتموه ببذل ما لله قبلكم وتأمللل حكمللة الللله
تعالى في صرفه الهللدى واليملان عللن قلللوب الللذين يصلرفون النلاس عنلله
فصدهم عنه كما صدوا عباده صدا بصد ومنعا بمنع وتأمل حكمته تعالى فللي
محق اموال المرابين وتسللليط المتلفللات عليهللا كمللا فعلللوا بللاموال النللاس
ومحقوها عليهم واتلفوها بالربا جوزوا اتلفا بللاتلف فقللل ان تللرى مرابيللا إل
وآخرته الى محق وقلة وحاجة وتأمل حكمته تعالى في تسللليط العللدو علللى
العباد إذا جار قويهم على ضعيفهم ولم يؤخذ للمظلوم حقه من ظالمه كيف
يسلط عليهم من يفعل بهم كفعلهم برعاياهم وضعفائهم سللواء وهللذه سللنة
الله تعالى منذ قامت الدنيا الى ان تطوى الرض ويعيدها كمللا بللدأها وتأمللل
حكمتلله تعللالى فللي ان جعللل ملللوك العبللاد وأمراءهللم وولتهللم مللن جنللس
اعمالهم بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ولتهم وملللوكهم فللإن سللاتقاموا
اسللتقامت ملللوكهم وإن عللدلوا عللدلت عليهللم وإن جللاروا جللارت ملللوكهم
وولتهم وإن ظهر فيهم المكر والخديعة فولتهم كذلك وإن منعوا حقوق الله
لديهم وبخلوا بها منعت ملوكهم وولتهم ما لهم عندهم من الحق ونحلوا بهللا
عليهم وإن اخذوا ممن يستضللعفونه مللال يسللتحقونه فللي معللاملتهم اخللذت
منهم الملوك مللال يسللتحقونه وضللربت عليهللم المكللوس والوظللائف وكلمللا
يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهللم بللالقوة فعمللالهم ظهللرت
في صور اعمالهم وليس في الحكمة اللهية ان يولى علللى الشللرار الفجللار
ال من يكون من جنسهم ولما كان الصدر الول خيار
القرون وابرها كانت ولتهم كذلك فلما شابوا شابت لهم الولة فحكمه الللله
تأبى ان يولي علينا في مثل هذه الزمان مثل معاوية وعمللر بللن عبللدالعزيز
فضل عن مثل ابي بكر وعمللر بللل ولتنللا علللى قللدرنا وولة مللن قبلنللا علللى
قدرهم وكل من المرين موجب الحكمة ومقتضاها ومن له فطنلله إذا سللافر
بفكره في هذا الباب رأى الحكمة اللهية سائرة في القضاء والقللدر ظللاهرة
وباطنة فيه كما في الخلق والمللر سللواء فإيللاك ان تظللن بظنللك الفاسللدان
شيئا من اقضيته واقداره عار عن الحكمة البالغللة بللل جميللع اقضلليته تعللالى
وأقداره واقعة على اتللم وجلوه الحكمللة والصللواب ولكلن العقللول الضلعيفة
محجوبة بضعفها عن إدراكها كما ان البصار الخفاشية محجوبة بضعفها عللن
ضوء الشمس وهذه العقول الضعاف إذا صادفها الباطل جالت فيلله وصللالت
ونطقللت وقللالت كمللا ان الخفللاش إذا صللادفه ظلم الليللل طللار وسللار #
خفافيش اعشاها النهار بضللوئه %ولزمهللا قطللع مللن الليللل مظلللم وتأمللل
حكمته تبارك وتعالى في عقوبات المم الخالية وتنويعها عليهم بحسب تنللوع
جرائمهم كما قال تعالى ^ وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم ^ إلللى
قوله ^ يظلمون ^ وتأمل حكمته تعالى في مسخ من مسخ من المللم فللي
صور مختلفة مناسبة لتلك الجرائم فإنها لما مسخت قلللوبهم وصللارت علللى
قلوب تلك الحيوانات وطباعها اقتضللت الحكمللة البالغللة ان جعلللت صللورهم
على صورها لتتم المناسبة ويكمل الشبه وهذا غاية الحكمة واعتبر هذا بمللن
مسخوا قردة وخنازير كيللف غلبللت عليهللم صللفات هللذه الحيللواات واخلقهللا
وأعمالها ثم إن كنت من المتوسمين فاقرأ هذه النسخة من وجوه اشللباههم
ونظرائهم كيف تراها بادية عليها وإن كانت مستورة بصورة النسانية فللاقرا
نسخة القردة من صرو اهل المكر والخديعة والفسللق الللذين ل عقللول لهللم
بل هم اخف الناس عقللول واعظمهللم مكللرا وخللداعا وفسللقا فللإن لللم تقللرا
نسخة القردة من وجوهم فلست من المتوسمين واقرا نسخة الخنازير مللن
صور اشللبهاهم ول سلليما اعللداء خيللار خلللق الللله بعدالرسللل وهللم اصللحاب
رسول الله فإن هذه النسخة ظاهرة على وجوه الرافضة يقرأها كللل مللؤمن
كاتب وغير كاتب وهي تظهللر وتخفللى بحسللب خنزيريللة القلللب وخبثلله فللإن
الخنزير اخبث الحيوانات واردؤها طباعا ومن خاصليته انله يلدع الطيبلات فل
يأكلها ويقوم النسان عن رجيعللة فيبللادر اليلله فتأمللل مطابقللة هللذا الوصللف
لعداء الصحابة كيف تجده منطبقا عليهم فإنهم عمدوا الى اطيب خلق الللله
واطهرهم فعادوهم وتبرؤوا منهم ثم والواكل عدو لهم من النصارى واليهللود
والمشركين فاستعانوا في كل زمان على حرب المؤمنين الموالين لصحاب
رسول الله بالمشركين والكفار وصرحوا بأنهم خير منهم فاي شبه ومناسللبة
اولى بهذا الضرب من الخنازير فإن لم تقرأ هذه
النسخة من وجوههم فلست من المتوسمين واما الخبار التي تكاد تبلللغ حللد
التواتر بمسخ من مسخ منهم عند الموت خنزيرا فأكثر من ان تللذكر هللا هنللا
وقد أفرد لها الحافظ بن عبدالواحد المقدسي كتابا وتأمل حكمته تعللال فللي
عذاب المم السالفة بعذاب الستئصال لما كانوا اطول اعمارا واعظم قوى
واعتى على الله وعلى رسوله فلما تقاصرت العمللار وضللعفت القللوى رفللع
عذاب الستئصال وجعل عذابهم بأيللدي المللؤمنين فكللانت الحكمللة فللي كللل
واحد من المرين ما اقتضللته فللي وقتلله وتأمللل حكمتلله تبللارك وتعللالى فللي
إرسال الرسل في المم واحدا بعد واحد كلما مات واحد خلفه آخر لحاجتهللا
الى تتابع الرسل والنبياء لضعف عقولها وعدم اكتفائها بآثار شريعة الرسول
السابق فلما انتهت النبوة الى محمد بن عبد الله رسللول الللله ونللبيه ارسللله
الى اكمل المم عقول ومعارف واصحها اذهانا واغزرها علوما وبعثلله باكمللل
شريعة ظهرت في الرض منذ قامت الدنيا الى حين مبعثه فأغنى الله لمللة
بكمال رسولها وكمال شريعته وكمال عقولها وصحة اذهانها عن رسول يأتي
بعده اقام له من امته ورثة يحفظون شريعته ووكلهم بها حللتى يؤدوهللا إلللى
نظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم فلم يحتاجوا معه الى سللول آخللر ول
نبي ول محدث ولهذا قال انه قد كان قبلكم في المم محدثون فإن يكن في
امتي احد فعمر فجزم بوجود المحدثين في المللم وعلللق وجللوده فللي امتلله
بحرف الشرط وليس هذا بنقصان في المة علللى مللن قبلهللم بللل هللذا مللن
كمال امته على من قبله فإنها لكمالها وكمال نبيها وكمال شللريعته ل تحتللاج
الى محدث بل إن وجد فهو صالح للمتابعة والستشهاد ل انه عمدة لنها في
غنية بما بعث الله به نبيها عن كل منام او مكاشفة او الهام او تحللديث وامللا
من قبلها فللحاجة الى ذلك جعل فيهم المحدثون ول تظن ان تخصيص عمر
رضى الله عنه بهذا تفضيل له علللي ابللي بكللر الصللديق بللل هللذا مللن اقللوى
مناقب الصديق فإنه لكمال مشربه من حوض النبوة وتمام رضاعه من ثلدي
الرسالة استغنى بللذلك عمللا تلقللاه مللن تحللديث اوغيللره فالللذي يتلقللاه مللن
مشاكة النبوة اتم من الذي يتلقاه عمللر مللن التحللديث فتأمللل هللذا الموضللع
واعطه حقه من المعرفة وتامل ما فيه من الحكمة البالغة الشاهدة لله بانه
الحكيم الخبير وان رسول الله اكمل خلقه واكملهم شريعة وان امتلله اكمللل
المم وهذا فصل معترض وهو انفع فصول الكتاب ولول الطالة لوسعنا فيلله
المقال واكثرنا فيه من الشواهد والمثال ولقد فتح الللله الكريللم فيلله البللاب
وارشد فيه الى الصواب وهو المرجو لتمللام نعمتلله ول قللوة ال بللالله العلللي
العظيم
فصل فاعد الن النظر فيك وفي نفسك مرة ثانية من الذي دبرك بالطف
التدبير وانت جنين في بطن امك في موضع ل يد تنالك ول بصللر يللدركك ول
حيلة لك في التماس الغذاء ول في دفع الضرر فمن الذي اجللرى اليللك مللن
دم الم ما يغذوك كما يغللذو الملاء النبللات وقلللب ذلللك الللدم لبنللا ولللم يللزل
يغذيك به في اضيق المواضع وابعدها من حيلللة التكسللب والطلللب حللتى إذا
كمل خلقك واستحكم وقوى اديمك على مباشرة الهواء وبصرك على ملقاة
الضياء وصلبت عظامك علللى مباشللرة اليللدي والتقلللب علللى الغللبراء هللاج
الطلق بأمك فازعجك الى الخللروج إيمللا ازعللاج الللى عللالم البتلء فركضللك
الرحم ركضة من مكانك كأنه لم يضمك قط ولم يشتمل عليك فيما بعللد مللا
بين ذلك القبول والشللتمال حيللن وضللعت نطفللة وبيللن هللذا الللدفع والطللرد
والخراج وكان مبتهجا بحملك فصار يستغيث ويعج الى ربك من ثقلللك فمللن
الذي فتح لك بابه حتى ولجت ثم ضمه عليك حتى حفظت وكملللت ثللم فتللح
لك ذلك الباب ووسعه حتى خرجت منه كلمح البصر لللم يخنقلك ضليقه وللم
تحبسك صعوبة طريقك فيه فلو تأملت حالللك فللي دخولللك مللن ذلللك البللاب
وخروجك منه لذهب بك العجب كل مذهب فمن الذي اوحى اليه ان يتضايق
عليك وانت نطفة حتى لتفسد هناك واوحى اليه ان يتسع لك وينفسح حللتى
تخرج منه سليما الى ان خرجت فريدا وحيدا ضللعيفا ل قشللرة ول لبللاس ول
متاع ول مال احوج خلق الله واضعفهم وافقرهم فصللرف ذلللك اللبللن الللذي
كنت تتغذى به في بطللن امللك الللى خزانللتين معلقللتين علللى صللدرها تحمللل
غذاءك على صدرها كما حملتك فللي بطنهللا ثللم سلاقه الللى تينللك الخزانللتين
الطف سوق على مجار وطللرق قللد تهيللأت للله فل يللزال واقفللا فللي طرقلله
ومجاريه حتىتستوفي ما في الخزانة فيجرى وينساق اليللك فهللو بئر لتنقطللع
مادتها ول تنسد طرقها يسوقها اليك في طللرق ل يهتللدي اليهللا الطللواف ول
يسلكها الرجال فمن رققه لك وصفاه واطللاب طعملله وحسللن لللونه واحكللم
طبخه اعدل احكام ل بالحار المؤذي ول بالبارد الردي ول المر ول الماللح ول
الكريه الرائحة بل قلبه الى ضرب آخر من التغذية والمنفعللة خلف مللا كللان
في البطن فوافاك في أشد اوقات الحاجة اليه على حين ظمأ شللديد وجللوع
مفرط جمع لك فيه بين الشراب والغذاء فحيللن تولللد قللد تلمظللت وحركللت
شفتيك للرضاع فتجد الثدي المعلق كالداوة قدتدلى اليك وأقبل بدره عليللك
ثم جعل في راسه تلك الحلمة التي هي بمقدار صغر فمللك فل يضلليق عنهللا
ول تتعب بالتقامها ثم نقب لك في راسها نقبا لطيفللا بحسللب احتمالللك ولللم
يوسعه فتختنق بلاللبن ولللم يضليقه فتمصله بكلفلة بلل جعلله بقللدر اقتضلته
حكمته ومصلحتك فمن عطف عليك قلللب الم ووضللع فيلله الحنللان العجيللب
والرحمة الباهرة حتى تكون في أهنا ما يكللون مللن شللأنها وراحتهللا ومقيلهللا
فإذا احست منك بأدنى صوت او بكاء قللامت اليللك وآثرتللك علىنفسللها علللى
عدد النفس منقادة اليك بغير قائد ول سائق ال قائد الرحمة وسائق
الحنان تود لو ان كل ما يؤلملك بجسلمها وانله للم يطرقلك منله شليء وان
حياتها تزاد في حياتك فمن الذي وضع ذلك فللي قلبهللا حللتى إذا قللوى بللدنك
واتسعت امعاؤك وخشنت عظامك واحتجللت الللى غللذاء اصلللب مللن غللذائك
ليشتد به عظمك ويقوى عليه لحمللك وضللع فللي فيللك آللله القطللع والطحللن
فنصب لك أسنانا تقطع بها الطعام وطواحين تطحنه بها فملن اللذي حبسللها
عنك ايام رضاعك رحمة بأمك لطفا بها ثللم اعطاكهللا ايللام اكلللك رحمللة بللك
وأحسانا اليك ولطفا بك فلو انللك خرجلت ملن البطلن ذا سللن ونلاب وناجللذ
وضرس كيف كان حال امك بك ولو انك منعتها وقت الحاجة اليها كيف كللان
حالك بهذه الطعمة التي ل تسليغها ال بعلد تقطيعهلا وطحنهلا وكلملا ازددت
قوة وحاجة الى السنان في اكل المطاعم المختلفة زيد لك في تلللك اللت
حتى تنتهي الى النواجذ فتطيق نهش اللحم وقطع الخبز وكسللر الصلللب ثللم
إذا ازددت قللوة زيللد لللك فيهللا حللتى تنتهللي الللى الطللواحين الللتي هللي آخللر
الضللراس فمللن الللذي سللاعدك بهللذه اللت وانجللدك بهللا ومكنللك بهللا مللن
ضروب الغذاء ثم انه اقتضت حكمته ان اخرجك من بطن امك ل تعلم شلليئا
بل غبيا ل عقل ول فهم ول علم وذلك من رحمته بللك فإنللك علللى ضللعفك ل
تحتمل العقل والفهم والمعرفة بل كنت تتمزق وتتصدع بل جعل ذلك ينتقللل
فيك بالتدريح شيئا فشيئا فل يصادفك ذلك وهلة واحدة بللل يصللادفك يسلليرا
يسيرا حتى يتكامل فيك واعتبر ذلك بأن الطفل إذا سللبي صللغيرا مللن بلللده
ومن بين ابويه ول عقل له فإنه ل يؤلمه ذلك علمللا كللان اقللرب الللى العقللل
كان اشق عليه واصعب حتى إذا كان عاقل فلتراه إل كالواله الحيران ثم لللو
ولدت عاقل فهيما كحالك فللي كللبرك تنغصللت عليللك حياتللك اعظللم تنغيللص
وتنكدت اعظم تنكيد لنك ترى نفسك محمول رضيعا معصبا بللالخرق مربطللا
بالقمط مسجونا في المهلد عللاجزا ضللعيفا عملا يحلاوله الكللبير فكيلف كلان
يكون عيشك مع تعلقك التام فللي هللذه الحالللة ثللم لللم يكللن يوجللد لللك مللن
الحلوة واللطافة والوقع في القلب والرحمة بك ما يوجد للمولود الطفل بل
تكون انكد خلق الله واثقلهللم واعنتهللم واكللثرهم فضللول وكللان دخولللك هللذا
العالم وانت غبي ل تعقل شيئا ول تعلم ما فيه اهله محض الحكمة والرحمللة
بك والتدبير فتلقى الشياء بذهن ضعيف ومعرفة ناقصللة ثللم ل يللزال يتزايللد
فيك العقل والمعرفة شيئا فشيئا حتى تالف الشللياء وتتمللرن عليهللا وتخللرج
من التأمل لها والحيرة فيها وتسللتقبلها بحسللن التصللرف فيهللا والتللدبير لهللا
والتقان لها وفي ذلك وجوه أخر من الحكمة غير ما ذكرناه فمن هللذا الللذي
هو قيم عليك بالمرصاد يرصدك حتى يوافيك بكل شيء من المنافع والراب
واللت في وقت حاجتك ل يقدمها عن وقتها ول يؤخرها عنه ثم انه اعطللاك
الظفار
وقت حاجتك اليها لمنافع شتى فإنها تعين الصابع وتقويها فللإن اكللثر العمللل
لما كان برؤوس الصابع وعليها العتماد اعينت بالظافر قوة لها مع ما فيهللا
من منفعة حك 2الجسم وقشط الذى الذي ل يخللرج بللاللحم عنلله الللى غيللر
ذلك من فوائدها ثم جملك بالشللعر عللى اللراس زينللة ووقايلة وصليانة ملن
الحر والبرد إذ هو مجمع الحواس ومعدن الفكر والذكر وثمرة العقللل تنتهللي
اليه ثم خص الذكر بأن جمل وجهه باللحية وتوابعها وقللارا وهيبللة للله وجمللال
وفصل له عن سن الصبا وفرقا بينه وبين الناث وبقيت النثى على حالها لما
خلقت له من استمتاع الذكر بهلا فبقلى وجههلا عللى حلاله ونضلارته ليكلون
اهيج للرجل على الشهوة وأكمل للذة الستمتاع فالماء واحد الجللوهر واحللد
والوعاء واحد واللقاح واحد فمن الذي اعطى الذكر الذكورية والنثى النوثية
ول تلتفت الى ما يقوله الجهلة من الطبللائعيين فللي سللبب الذكللار والينللاث
وإحالة ذلك على المور الطبيعيللة الللتي لتكللاد تصللدق فللي هللذا الموضللع ال
اتفاقا وكذبه اكثر من صدقها وليس استناد الذكللار والينللاث ال الللى محللض
المرسوم اللهي الذي يلقيه الىملك التصوير حين يقول يا رب ذكللر ام انللثى
شقى ام سعيد فما الرزق فما الجل فيوحي ربللك مللا يشللاء ويكتللب الملللك
فإذا كان للطبيعة تأثيرا في الذكار والينللاث فلهللا تللاثير فللي الللرزق والجللل
والشقاوة والسعادة وإل فل أذ مخرج الجميع ما يوحيه الله الى الملك ونحن
ل ننكر ان لذلك اسبابا اخر ولكن تلك من السباب التي استأثر الله بها دون
البشر قال الله تعالى لله ملك السموات والرض يخلق ما يشلاء يهلب لملن
يشاء اناثا ويهب لمن يشللاء الللذكور الللى قللوله قللدير فللذكر اصللناف النسللاء
الربعة مع الرجال احدها من تلد الناث فقط الثانيللة مللن تلللد الللذكور فقللط
الثالثة من تلد الزوجين الذكر والنثى وهو معنللى التزويللج هنللا ان يجعللل مللا
يهب له زوجين ذكرا او انثى الرابعة العقيم التي ل تلد اصل ومما يللدل علللى
ان سبب الذكار واليناث ل يعلمه البشللر ول يللدرك بالقيللاس والفكللر وإنمللا
يعلم بالوحي ما روى مسلم في صحيحه مللن حللديث ثوبللان قللال كنللت عنللد
النبي فجاء حبر من احبار اليهود فقال السلم عليك يا محمللد فللدفعته دفعللة
كاد يصرع منها فقال لم تدفعني فقلت ال تقول يا رسول الله فقال اليهودي
إنما ندعوه باسمه الذي سماه به اهله فقال رسللول الللله ان أسللمي محمللد
الذي سماني به اهلي قال اليهودي جئت أسالك فقللال رسللول الللله أينفعللك
شيء إن حدثتك قال اسمع بأذني فنكت رسول الللله بعللود معلله فقلال سللل
فقال اليهودي ايلن يكلون النلاس يلوم تبلدل الرض غيلر الرض والسلموات
فقال رسول الله هم في الظلمة دون الجسر قال فمللن اول النللاس إجللازة
قال فقراء المهاجرين قال اليهودي فما تحفتهم حيللن يللدخلون الجنللة فقللال
زيادة كبد حوت ذي النون قال فما غذاؤهم على أثرها قال
ينحر لهم ثور الجنة الذي يأكل من اطرافها قال فما شرابهم عليه قللال مللن
عين تسمى سلسبيل قال صدقت وجئت أسالك عن شيء ليعلمه ال نبي او
رجل او رجلن قال ينفعك ان حدثتك قال اسمع بأذني قال جئت أسألك عن
الولد قال ماء الرجل ابيض وماء المرأة اصفر فإذا اجتمعا فعل منللي الرجللل
مني المرأة اذكر بإذن الله وإن عل مني المرأة مني الرجل اثني بإ ذن الللله
قال اليهودي لقد صدقت وإنك لنبي ثم انصرف فقال رسول الله لقد سالني
عن هذا الذي سالني عنه ومالي علم به حتى أتاني الله بله والللذي دل عليلله
العقل والنقل ان الجنين يخلق من الماءين جميعا فالللذكر يقللذف مللاءه فللي
رحم النثى وكذلك هي تنزل ماءها الللى حيللث ينتهللي مللاؤه فيلتقللى المللاآن
على امر قد قدره الله وشاءه فيخلق الولد بينهما جميعللا وايهمللا غلللب كللان
الشبه له كما في صحيح البخاري عن حميد عن انللس قلال بللغ عبللدالله بلن
سلم قدوم النبي فاتاه فقال إني سائلك عن ثلث ل يعلمهن ال نبي قال مللا
أول اشراط الساعة وما اول طعام يلأكله اهلل الجنلة وملن أي شليء ينلزع
الولد إلى ابيه ومن أي شيء ينزع الى أخواله فقال رسول الله اخبرني بهن
آنفا جبريل فقال عبد الله ذاك عدو اليهود من الملئكة فقال رسول الله اما
اول اشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق الى المغللرب وامللا اول
طعام ياكله اهل الجنة فزيادة كبد الحوت وأما الشبه في الولد فللإن الرجللل
إذا غشى المرأة وسبقها ماؤه كللان الشللبه لله وإن سللبقت كللان الشللبه لهللا
فقال اشهد انك رسول الله وذكر الحللديث وفللي الصللحيحين عللن ام سلللمة
قالت يا رسول الله إن الله ل يستحي من الحق هل على المرأة مللن غسللل
إذا هي احتلمت قال نعم إذا رأت الماء الصفر فضحكت ام سلمة فقالت او
تحتلم المراة فقال رسول الله فيم يشبهها الولد فهذه الحاديث الثلثة تللدل
على ان الولللد يخلللق مللن المللاءين وان الذكللار والينللاث يكللون بغلبللة احللد
الماءين وقهره للخروعلوه عليه وان الشبه يكون بالسبق فمن سللبق مللاؤه
الى الرحم كان الشبه له وهذه امور ليس عند أهل الطبيعللة مللا يللدل عليهللا
ول تعلم ال بالوحي وليس في صناعتهم ايضا ما ينافيها على ان في النفللس
من حديث وبان ما فيها وأنه يخاف ان ل يكون احد رواته حفظه كمللا ينبغللي
وأن يكون السؤال إنما وقع فيه عن الشبه ل عن الذكار واليناث كمللا سللأل
عنه عبدالله بن سلم ولذلك لم يخرجه البخاري وفي الصحيحين من حللديث
عبدالله بن ابي بكر عن انللس عللن النللبي قللال ان الللله وكللل بللالرحم ملكللا
فيقول يا رب نطفة يا رب علقة يا رب مضللغة فللإذا اراد ان يخلقهللا قللال يللا
رب اذكر ام انثى شقي ام سعيد فما الرزق فمللا الجللل فيكتللب كللذلك فللي
بطن امه أفل ترى كيف أحال بالذكار واليناث علللى مجللرد المشلليئة وقرنلله
بما لتأثير للطبيعة فيه من الشقاوة والسعادة والرزق والجللل ولللم يتعللرض
الملك لكتبه الذي للطبيعة فيه مدخل اول ترى عبد الله بن سلم لللم يسللأل
ال عن الشبه الذي يمكن الجواب عنه ولم يسال عن الذكار واليناث
مع انه ابلغ من الشبه والله اعلم وان كان رسللول الللله قللد قللاله فهللو عيللن
الحق وعلى كل تقدير فهو يبطللل مللا زعملله بعللض الطبللائعيين مللن معرفللة
اسباب الذكار واليناث والله اعلم
فصل فانظر كيف جعلت آلت الجماع في الذكر والنثى جميعا على وفق
الحكمة فجعلت في حق الذكر آلة ناشزة تمتد حتى توصل المنى الللى قعللر
الرحم بمنزلة من يناول غيره شيئا فهو يمد يده اليه حتى يوصلله إيلاه ولنله
يحتاج الى ان يقذف ماءه في قعر الرحم وأما النثى فجعل لها وعاء مجوف
لنها تحتاج الى ان تقبل ماء الرجلل وتمسلكه وتشلتمل عليله فلأعطيت آللة
تليق بها ثم لما كان ماء الرجللل ينحللدر مللن اجللزاء الجسللد رقيقللا ضللعيفا ل
يخلق منه الولد جعل له النثيان وعللاء يطبللخ فيهمللا ويحكللم انضللاجه ليشللتد
وينعقد ويصير قابل لن يكون مبدأ للتخليق ولم تحتللج المللرأة الللى ذلللك لن
رقة مائها ولطفاته إذا مازج غلظ ماء الرجل وشدته قوى به واسللتحكم ولللو
كان الماآن رقيقان ضعيفان لم يتكون الولد منهما وخص الرجل بآلة النضللج
والطبخ لحكم منها ان حرارته اقوى والنثى باردة فلو اعطيت تلك اللللة لللم
يستحكم طبخ الماء وانضاجه فيها ومنهللا ان ماءهللا ل يخللرج عللن محللله بللل
ينزل من بين ترائبها الى محله ومنها انها لما كانت محل للجماع اعطيت من
اللة ما يليق بها فلو اعطيت آلللة الرجللل لللم تحصللل لهللا اللللذة والسللتمتاع
ولكانت تلك اللة معطلة بغير منفعة فالحكمة التامة فيما وجدت خلقللة كللل
منهما عليه
فصل فارجع الن الى نفسك وكرر النظر فيك فهو يكفيك وتأمل اعضاءك
وتقدير كل عضو منها للرب والمنفعة المهيللأ لهللا فاليللدان للعلج والبطللش
والخذ والعطاء والمحاربة والدفع والرجلن لحمل البدن والسعي والركوب
وانتصاف القامة والعينان للهتداء والجمال والزينة والملحللة ورؤيلة ملا فللي
السموات والرض وآياتهما وعجائبهما والفللم للغللذاء والكلم والجملال وغيللر
ذلك والنف للنفس وإخراج فضلللت الللدماغ وزينللة للللوجه واللسللان للبيللان
والترجمة عنك والذنللان صللاحبتا الخبللار تؤديانهللا اليللك واللسللان يبلللغ عنللك
والمعدة خزانة يستقر فيها الغللذاء فتنضللجه وتطبخلله وتصلللحه اصلللحا آخللر
وطبخا آخر غير الصلح والطبخ الذي توليته من خارج فللأنت تعللاني إنضللاجه
وطبخه وإصلحه حتى تظن انه قللد كمللل وانلله قللد اسللتغنى عللن طبللخ آخللر
وانضاج آخر وطباخه الداخل ومنضجه يعاني من نضجه وطبخلله مللال تهتللدي
اليه ول تقدر عليه فهو يوقد عليه نيرانا تذيب الحصى وتذيب مال تذيبه النللار
وهي في الطف موضع منك ل تحرقك ول تلتهب وهي اشد حرارة مللن النللار
وإل فما يذيب هذه الطعمة الغليظلة الشلديدة جللدا حللتى يجعلهلا ملاء ذائبلا
وجعل الكبد للتخليص واخذ صفو الغذاء والطفه ثم رتب منها مجاري
وطرقا يسوق بها الغذاء الى كل عضو وعظم وعصللب ولحللم وشللعر وظفللر
وجعل المنازل والبواب لدخال ما ينفعك وإخراج ما يضللرك وجعللل الوعيللة
المختلفللة خللزائن تحفللظ مللادة حياتللك فهللذه خزانللة للطعللام وهللذه خزانللة
للحرارة وهذه خزائن للدم وجعل منها خزائن مؤديللات لئل تختلللط بللالخزائن
الخر فجعل خزائن للمرة السلوداء وأخلرى للملرة الصلفراء وأخلرى للبلول
وأخرى للمنى فتأمل حال الطعام في وصوله الى المعدة وكيف يسرى منها
في البدن فإنه إذا استقر فيها اشتملت عليه وانضمت فتطبخه وتجيد صنعته
ثم تبعثه الى الكبد في مجار دقاق وقد جعل بين الكبلد وبيلن تللك المجللاري
غشاء رقيقا كالمصفات الضلليقة البخللاش تصلفية فل يصلل الللى الكبللد منله
شيء غليظ خشن فينكؤها لن الكبد رقيقة ل تحمل الغليظ فإذ قبلتلله الكبللد
انفذته الى البدن كله فللي مجللار مهيللأ قلللة بمنزلللة المجللاري المعللدة للمللاء
ليسلك في الرض فيعمها بالسقي ثم يبعث ما بقللي مللن الخبللث والفضللول
الى مغايض ومصارف قد اعدت لها فما كان من مرة صفراء بعثللت بلله الللى
المرارة وملا كلان ملن ملرة سلوداء بعثلت بله اللى الطحلال وملا كلان ملن
الرطوبة المائية بعثت به الى المثانللة فملن ذا الللذي تلولى ذلككللله وأحكملله
ودبره وقدره احسن تقدير وكأني بك ايها المسكين تقول هذا كله مللن فعللل
الطبيعة وفي الطبيعة عجائب واسرار فلو أراد الله ان يهديك لسالت نفسك
بنفسك وقلت اخبريني عن هذه الطبيعة اهللي ذات قائمللة بنفسللها لهللا علللم
وقدرة على هذه الفعال العجيبة ام ليست كللذلك بللل عللرض وصللفة قائمللة
بالمطبوع تابعة له محمولة فيه فإن قالت لك بل هي ذات قائمة بنفسها لهللا
العلللم التللام والقللدرة والرادة والحكمللة فقللل لهللا هللذا هللو الخللالق البللارئ
المصور فلم تسمينه طبيعية ويا لله من ذكر الطبلائع وملن يرغلب فيهلا فهل
سميته بما سمى بلله نفسلله علللى السللن رسللله ودخلللت فللي جملللة العقلء
والسعداء فإن هذا الذي وصفت به الطبيعة صفته تعالى وإن قالت تلللك بللل
الطبيعة عرض محمول مفتقر الى حامل وهذا كله فعلها بغير علللم منهللا ول
إرادة ول قدرة ول شعور اصل وقد شوهد من آثارها ما شوهد فقل لهللا هللذا
مال يصدقه ذو عقل سليم كيف تصدر هذه الفعال العجيبة والحكم الدقيقللة
التي تعجز عقول العقلء عن معرفتها وعن القدرة عليها ممن ل عقل له ول
قدرة ول حكمللة ول شللعور وهللل التصللديق بمثللل هللذا إل دخللول فللي سلللك
المجانين والمبرسمين ثم قل لها بعد ولللو ثبللت لللك مللا ادعيللت فمعلللوم ان
مثل هذه الصفة ليست بخالقة لنفسها ول مبدعة لذاتها فملن ربهلا ومبلدعها
وخالقها ومن طبعها وجعلها تفعل ذلك فهي إذا من ادل الدلئل علللى بارئهللا
وفاطرها وكمال قدرته وعلمه وحكمته فلم يجللد عليللك تعطيلللك رب العللالم
وجحدك لصفاته وأفعللاله ال مخالفتللك العقللل والفطللرة ولللو حاكمنللاك الللى
الطبيعة لرايناك انك خارج عن موجبها فل انت مع موجب العقل ول الفطرة
ول الطبيعة ول النسلانية اصللل وكفللى بلذلك جهل وضلللل فللإن رجعللت الللى
العقل وقلت ل يوجد حكمة ال من حكيم قادر عليم ول تدبير
متقن ال من صانع قادر مختار مدبر عليم بما يريللد قللادر عليلله ل يعجللزه ول
يؤؤده قيل لك فإذا اقررت ويحك بالخلق العظيم الذي ل اللله غيللره ول رب
سواه فدع تسميته طبيعللة اوعقل فعللال او موجبللا بللذاته وقللل هللذا هللو الللله
الخللالق البللارئ المصللور رب العللالمين وقيللوم السللموات والرضللين ورب
المشارق والمغارب الذي احسن كللل شلليء خلقلله واتقللن مللا صللنع فمالللك
جحدت اسماءه وصفاته وذاته اضفت صنيعه الى غيره وخلقه الى سواه مللع
انك مضطر الى القرار به إضافة البداع والخلق والربوبية والتللدبير اليلله ول
بد والحمد لله رب العالمين على انك لو تللأملت قولللك طبيعللة ومعنللى هللذه
اللفظة لدلك على الخالق الباريء لفظها كمللا دل العقللول عليلله معناهللا لن
طبيعة فعيلة بمعنى مفعولة أي مطبوعة ول يحتمل غيرهذا البتللة لنهللا علللى
بنللاء الغللرائز الللتي ركبللت فللي الجسللم ووضللعت فيلله كالسللجية والغريللزة
والبحيرة والسليقة والطبيعة فهللي الللتي طبللع عليهللا الحيللوان وطبعللت فيلله
ومعلوم ان طبيعة من غير طابع لها محال فقد دل لفظ الطبيعة على البارئ
تعالى كما دل معناها عليه والمسلمون يقولون ان الطبيعللة خلللق مللن خلللق
الله مسخر مربوب وهي سنته في خليقته التي اجراها عليه ثم انه يتصللرف
فيها كيف شاء وكما شاء فيسلبها تاثيرها إذا اراد ويقلب تأثيرها الى ضده إذا
شاء ليرى عباده أنه وحده الخالق البارئ المصور وأنه يخلللق مللا يشللاء كمللا
يشاء وإنما امره إذا اراد شليئا ان يقلول لله كلن فيكلون وإن الطبيعلة اللتي
انتهى نظر الخفافيش اليها إنما هي خلق من خلقه بمنزلللة سللائر ملخوقللاته
فكيف يحسن بمن له حظ من انسانية اوعقل ان ينسى ملن طبعهلا وخلقهلا
ويحيل الصنع والبداع عليهللا ولللم يللزل الللله سللبحانه يسلللبها قوتهلا ويحيلهللا
ويقلبها الى ضد ما جعلت له حللتى يللرى عبللاده انهللا خلقلله وصللنعه مسللخرة
بامره ^ ال له الخلق والمر تبارك الله رب العالمين ^
فصل فاعد النظر في نفسك وتأمل حكمة اللطيف الخبير في تركيب البدن
ووضع هذه العضللاء مواضللعها منلله واعللدادها لمللا اعللدت للله وإعللداد هللذه
الوعية المعدة لحمل الفضلت وجمعها لكيل تنتشر في البللدن فتفسللده ثللم
تأمل الحكمة البالغة في تنميتك وكثرة اجزائك مللن غيللر تفكيللك ول تفصلليل
ولو ان صائغا اخذ تمثال من ذهب او فضللة او نحللاس فللأراد ان يجعللله اكللبر
مما هو هل كان يمكنه ذلك ال بعد ان يكسره ويصوغه صياغة اخرى والللرب
تعالى ينمي جسم الطفل واعضاءه الظللاهرة والباطنللة وجميللع اجللزائه وهللو
باق ثابت على شكله وهيئته ل يتزايل ول ينفك ول ينقللص وأعجللب مللن هللذا
كله تصويره في الرحم حيث لتراه العيون ول تلمسه اليللدي ول تصللل اليلله
اللت فيخرج بشرا سويا مستوفيا لكل ما فيه مصلحته وقوامه
فصل وأما من عدم البيانين بيان القلب وبيان اللسان فذلك بمنزلة
الحيوانات البهيمة بل هللي احسللن حللال منلله فللإن فيهللا مللا خلقللت للله مللن
المنافع والمصالح الللتي تسللتعمل فيهللا وهللذا يجهللل كللثيرا ممللا تهتللدي اليلله
البهائم ويلقى نفسه فيما تكف البهائم انفسها عنلله وان عللدم بيللان اللسللان
دون بيان القلب ومن عدم خاصة النسان وهي النطق اشللتدت المؤمنللة بلله
وعليه وعظمت حسرته وطال تأسفه على رد الجواب ورجللع الخطللاب فهللو
كالمقعد الذي يرى ما هو محتاج اليه ول تمتللد اليلله يللده ول رجللله فكللم لللله
على عبده من نعمة سابغة فيهذه العضاء والجوارح والقوى والمنللافع الللتي
فيه فهو ل يلتفت اليها ول يشكر الله عليها ولو فقد شيئا منها لتمنى انلله للله
بالدنيا وما عليها فهو يتقلب في نعم الله بسلللمة اعضللائه وجللوارحه وقللواه
وهو عار من شكرها ولوعرضت عليه الدنيا ما فيها بزوال واحدة منهللا لبللي
المعاوضة وعلم انها معاوضة غبن ان النسان لظلوم كفور
فصل ثم تأمل حكمته في العضاء التي خلقت فيك آحادا ومثنى وثلث
ورباع وما في ذلك من الحكم البالغة فالراس واللسان والنف والذكر خلق
كل منهما واحدا فقط إذل مصلحة في كونه اكللثر مللن ذلللك ال تللرى انلله لللو
اضلليف الللى الللراس راس آخللر لثقل بللدنه مللن غيللر حاجللة اليلله لن جميللع
الحواس التي يحتاج اليها مجتمعة في رأس واحد ثم ان النسان كان ينقسم
براسه قسمين فإن تكلم من احدهما وسمع به وابصر وشم وذاق بقي الخر
معطل ل أرب فيه وإن تكلم وابصللر وسللمع بهمللا معللا كلمللا واحللدا وسللمعا
واحدا وبصللرا واحللدا كللان الخللر فضللله ل فللائدة فيلله وإن اختلللف إدراكهمللا
اختلفت عليه احواله وإدراكاته وكذلك لو كان له لسانان في فللم واحللد فللإن
تكلم بهما كلملا واحللدا كلان احللدهما ضلائعا وان تكللم باحلدهما دون الخلر
فكذلك وان تكلم بهما معا كلمين مختلفين خلط على السامع ولم يللدر بللاي
الكلمين يأخذ وكذلك لو كان له هنوان وفمان لكان مع قبح الخلقللة احللدهما
فضلة ل منفعة فيه وهذا بخلف العضاء التي خلقت مثنى كالعينين والذنين
والشفتين واليدين والرجلين والسللاقين والفخللذين والللوركين والثللديين فللإن
الحكمة فيها ظاهرة والمصلحة بينه والجمال والزينللة عليهللا باديللة فلللو كللان
النسان بعين واحللدة لكللان مشللوه الخلقللة ناقصللها وكللذلك الحاجبللان وأمللا
اليدان والللرجلن والسللاقان والفخللذان فتعللددهما ضللروري للنسللان ل تتللم
مصلحته ال بذلك ال ترى من قطعت احدى يديه او رجليه كيللف تبقللى حللاله
وعجزه فلو ان النجار والخيللاط والحللداد والخبللاز والبنللاء واصللحاب الصللنائع
التي ل تتأتى ال باليدين شلللت يلد احللدهما لتعطللت عليله صللنعته فاقتضلت
الحكمة
ان اعطى من هذا الضرب من الجوارح والعضاء اثنين اثني وكللذلك اعطللى
شفتين لنه ل تكمل مصلحته إل بهما وفيهما ضروب عديدة من المنافع ومن
الكلم والذوق وغطاء الفم والجمال والزينة والقبلة وغير ذلك وأما العضللاء
الثلثة فهي جوانب انفه وحيطانه وقللد ذكرنللا حكمللة ذلللك فيمللا تقللدم وامللا
العضاء الرباعية فالكعاب الربعة التي هي مجمع القدمين والممسللكة لهملا
وبهما قوة القدمين وحركتهما وفيهما منافع الساقين وكذلك اجفللان العينيللن
فيها من الحكم والمنافع انها غطاء للعينين ووقاية لهما وجمللال وزينللة وغيللر
ذلك من الحكم فاقتضت الحكمة البالغللة ان جعلللت العضللاء علللى مللا هللي
عليه من العدد والشكل والهيئة فلو زادت او نقصت لكان نقصا فللي الخلقللة
ولهذا يوجد في النوع النساني ملن زائد فلي الخلقلة ونلاقص منهلا ملا يلدل
على حكمة الرب تعالى وأنه لو شاء لجعل خلقه كلهم هكذا وليعلللم الكامللل
الخلقة تمام النعمة عليه وانه خلق خلقا سويا معتدل لم يزد فللي خلقلله مللال
يحتاج اليه ولم ينقص منه ما يحتاج اليه كما يراه في غيره فهو اجللدر ان لللم
يزداد شكرا وحمدا لربه ويعلم ان ذلك ليس مللن صللنع الطبيعللة وإنمللا ذلللك
صنع الله الذي اتقن كل شيء خلقه وانه يخلق ما يشاء
فصل من اين للطبيعة هذا الختلف والفرق الحاصل في النوع النسان
بين صورهم فقل ان يرى اثنان متشابهان من كل وجه وذلللك مللن انللدر مللا
في العالم بخلف اصناف الحيوان كالنعم والوحوش والطير وسللائر الللدواب
فإنك ترى السرب من الظباء والثلة من الغنم والذود من البل والصوار من
البقر تتشابه حتى ل يفرق بين واحد منهما وبين الخر إل بعد طللول تأمللل او
بعلمللة ظللاهرة والنللاس مختلفللة صللورهم وخلقتهللم فل يكللاد اثنللان منهللم
يجتمعان في صفة واحدة وخلقة واحدة بل ول صوت واحللد وحنجللرة واحللدة
والحكمللة البالغللة فللي ذلللك ان النللاس يحتللاجون الللى ان يتعللارفوا بللأعينهم
وحلهم لما يجرى بينهم من المعاملت فلللول الفللرق والختلف فللي الصللور
لفسدت احوالهم وتشت نظامهم ولم يعرف الشاهد من المشللهود عليلله ول
المدين من رب الدين ول البائع من المشتري ول كان الرجل يعللرف عرسلله
من غيرها للختلط ول هي تعرف بعلها من غيره وفي ذلللك اعظللم الفسللاد
والخلل فمن الذي ميز بين حلهم وصورهم واصواتهم وفرق بينها بفللروق ل
تنالها العبارة ول يدركها الوصف فسل المعطل اهذا فعل الطبيعة وهللل فللي
الطبيعة اقتضاء هذا الختلف والفتراق في النوع وأين قللول الطبللائعيين ان
فعلها متشابه لنها واحدة فللي نفسللها ل تفعللل بللإرادة ول مشلليئة فل يمكللن
اختلف افعالها فكيف يجمع المعطل بين هللذا وهللذا فإنهللا ل تعمللى البصللار
ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وربما وقع في النوع النسللاني تشللابه
بين اثنين ل يكاد يميز بينهما فتعظم عليهم المؤنة في
معاملتهما وتشتد الحاجة الى تمييز المسللتحق منهمللا والمؤاخللذ بللذنبه ومللن
عليه الحللق وإذا كللان هللذا يعللرض فللي التشللابه فللي السللماء كللثيرا ويلقللى
الشاهد والحاكم من ذلك ما يلقى فما الظن لللو وضللع التشللابه فللي الخلقللة
والصورة ولما كان الحيوان البهيم والطير والوحوش ل يضللرها هللذا التشللابه
شيئا لم تدع الحكمة الى الفرق بين كللل زوجيللن منهللا فتبللارك الللله احسللن
الخالقين الذي وسعت حكمته كل شيء
فصل ثم تأمل لم صارت المرأة والرجل إذا ادركا اشتركا في نبات
العانة ثم ينفرد الرجل عللن الملرأة باللحيلة فللإن الللله علز وجلل لملا جعلل
الرجل قيما على المرأة وجعلها كالخول له والعاني في يديه ميزه عليها بمللا
فيه له المهانة والعللز والوقللار والجللللة لكمللاله وحللاجته الللى ذلللك ومنعتهللا
المرأة لكمال الستمتاع بها والتلذذ لتبقللى نضللارة وجههللا وحسللنه ل يشللينه
الشعر واشتراكا في سائر الشعور للحكمة والمنفعة التي فيها
فصل ثم تأمل هذا الصوت الخارج من الحلق وتهيئة آلته والكلم
وانتظامه والحروف ومخارجها وأدواتها ومقاطعهللا واجراسللها تجللد الحكمللة
الباهرة في هواء ساذج يخرج من الجوف فيسلك في أنبوبللة الحنجللرة حللتى
ينتهي الى الحلق واللسللان والشللفتين والسللنان فيحللدث للله هنللاك مقللاطع
ونهايات وأجراس يسمع له عند كل مقطع ونهاية جرس مللبين منفصللل عللن
الخر يحدث بسببه الحرف فهو صوت واحد ساذج يجرى فللي قصللبة واحللدة
حتى ينتهي الى مقاطع وحدود تسمع للله منهللا تسللعة وعشللرين حرفللا يللدور
عليهللا الكلم كللله امللره ونهيلله وخللبره واسللتخباره ونظملله ونللثرة وخطبلله
ومواعظه وفضوله فمنه المضحك ومنه المبكي ومنه المؤيس ومنه المطمع
ومنه المخوف ومنه المرجي والمسلى والمحزن والقابض للنفس والجللوارح
والمنشط لها والذي يسلقم الصللحيح ويللبرئ السللقيم ومنلله ملا يزيلل النعللم
ويحل النقم ومنه ما يسللتدفع بله البلء ويسللتجلب بله النعمللاء وتسللتمال بلله
القلوب ويؤلف به بين المتباغضين ويوالي بلله بيللن المتعللاديين ومنلله مللا هللو
بضد ذلك ومنه الكلمة التي ل يلقى لها صاحبها بال يهوى بها فللي النللار ابعللد
ما بين المشرق والمغرب والكلمة التي ل يلقى لها بلال صللاحبها يركلض بهلا
في أعل عليين في جوار رب العالمين فسبحان من أنشأ ذلك كله من هللواء
ساذج يخرج من الصدر ل يدري ما يراد بله ول أيلن ينتهللي ول أيلن مسلتقره
هذا الى ما في ذلك مللن اختلف اللسللنة واللغللات الللتي ل يحصلليها ال الللله
فيجتمع الجمع من الناس من بلد شتى فيتكلم كل منهم بلغته
فتسمع لغات مختلفة كلما منتظما مؤلفا ول يدري كل منهم ما يقول الخللر
واللسللان الللذي هللو جارحللة واحللد فللي الشللكل والمنظللر وكللذلك الحلللق
والضراس والشفتان والكلم مختلف متفاوت اعظم تفاوت فالية في ذلللك
كالية في الرض التي تسقى بماء واحد وتخرج مللع ذلللك مللن انللواع النبللات
والزهار والحبوب والثمار تلك النللواع المختلفللة المتباينللة ولهللذا اخللبر الللله
سبحانه في كتابه ان في كل منهما آيات فقللال ومللن آيللاته خلللق السللموات
والرض واختلف السنتكم والللونكم إن فللي ذلللك ليللات للعللالمين وقللال ^
وفي الرض قطع متجاورات وجنات من اعنللاب وزرع ونخيللل صللنوان وغيللر
صللنوان يسللقى بمللاء واحللد ^ اليللة فللانظر الن فللي الحنجللرة كيللف هللي
كالنبوب لخللروج الصللوت واللسللان والشللفتان والسللنان لصللياغة الحللروف
والنغمات ال ترى ان من سقطت اسنانه لم يقم الحروف الللتي تخللرج منهللا
ومن اللسان ومن سقطت شفته كيف لم يقم الراء واللم ومن عرضت للله
آفة في حلقلله كيللف لللم يتمكللن مللن الحللروف الحلقيللة وقللد شللبه اصللحاب
التشريح مخرج الصوت بالمزمللار والللرئة بللالزق الللذي ينفللخ فيلله مللن تحتلله
ليدخل الريح فيلله والفضلللت اللتي تقبللض عللى اللرئة ليخلرج الصلوت ملن
الحنجرة بالكف الللتي تقبللض علللى الللزق حللتى يخللرج الهللواء فللي القصللب
والشفتين والسنان التي تصوغ الصوت حروفا ونغما بالصللابع الللتي تختلللف
على المزمار فتصوغه الحانا والماقطع التي ينتهللي اليهللا الصللوت بالبخللاش
التي في القصبة حتى قيل ان المزمار إنما اتخذ على مثال ذلك من النسان
فإذا تعجبت من الصلناعة اللتي تعملهلا اكلف النلاس حلتى تخلرج منهلا تللك
الصوات فما احراك بطول التعجب من الصناعة اللهية الللتي اخرجللت تلللك
الحروف والصوات من اللحم والدم والعللروق والعظللام ويللا بعللد مللا بينهمللا
ولكن المألوف المعتاد ل يقع عند النفوس موقع التعجب فإذا رأت مال نسبة
له اليه اصل ال انه غريب عندها تلقته بالتعجب وتسبيح الرب تعللالى وعنللدها
من آياته العجيبة الباهرة ما هو اعظلم ملن ذللك مملا ل يلدركه القيللاس ثلم
تأمل اختلف هذه النغمات وتباين هذه الصوات مع تشابه الحناجر والحلللوق
واللسنة والشفاة والسنان فمن الذي ميز بينها أتم تمييز مع تشابه محالهللا
سوى الخلق العليم
فصللل وفللي هللذه اللت مللآرب اخللرى ومنللافع سللوى منفعللة الكلم ففللي
الحنجرة
مسلك النسيم البارد الذي يروح علللى الفللؤاد بهللذا النفللس الللدائم المتتللابع
وفي اللسان منفعة الذوق فتذاق به الطعوم وتللدرك لللذتها ويميللز بهللا بينهللا
فيعرف حقيقة كل واحد منها وفيه مع ذلك معونة علللى إسللاغة الطعللام وان
يلوكه ويقلبه حتى يسهل مسلكه في الحلق وفي السنان من المنافع ما هو
معلوم من تقطيع الطعام كما تقدم وفيها إسناد الشفتين وإمساكهما
عللن السللترخاء وتشللويه الصللورة ولهللذا تللرى مللن سللقطت اسللنانه كيللف
تسترخي شفتاه وفي الشفتين منافع عديدة يرشف بها الشراب حتى يكللون
الداخل منه الى حلقه بقدر فل يشرق به الشارب ثم همللا بللاب مغلللق علللى
الفم الذي اليه ينتهي اليه ما يخرج من الجوف ومنه يبتدي ما يلج فهي فهما
عطاء وطابق عليه يفتحهما البواب متى شاء ويغلقهمللا إذا شللاء وهمللا ايضللا
جمال وزينة للوجه وفيهما منافع اخرى سوى ذلك وانظر الللى مللن سللقطت
شفتاه ما اشوه منظره وقد بان ان كل واحد من هذه العضاء يتصرف الللى
وجوه شتى من المنافع والمآرب والمصالح كما تتصرف الداة الواحللدة فللي
اعمال شتى هذا ولو رأيت الللدماغ وكشللف لللك عللن تركيبلله وخلقلله لرايللت
العجب العجاب وتكشف لك عللن تركيلب يحللار فيله العقلل قللد للف بحجلب
وأغشيه بعضها فوق بعض لتصونه عن العراض وتحفظه عن الضطراب ثم
اطبقت عليله الجمجملة بمنزللة الخلوذة وبيضلة الحديلد لتقيله حلد الصلدمة
والسقطة والضربة التي تصل اليه فتتلقاها تلك البيضة عنلله بمنزلللة الخللوذة
التي على راس المحارب ثم جللت تلللك الجمجمللة بالجلللد الللذي هللو فللروة
الراس يستر العظم من البروز للمؤذيات ثم كسلليت تلللك الفللروة حلللة مللن
الشعر الوافر وقاية لها وسترا من الحر والبرد والذى وجمال وزينة له فسل
المعطل من الذي حصن الدماغ هللذا التحصللين وقللدره هللذا التقللدير وجعللله
خزانة اودع فيها من المنافع والقوى والعجائب ما اودعه ثم احكللم سللد تلللك
الخزانة وحصنها اتم تحصين وصلانها اعظلم صليانة وجعلهلا معلدن الحلواس
والدراكللات ومللن الللذي جعللل الجفللان علللى العينيللن كالغشللاء والشللفار
كالشراج والهداب كالرفوف فوف عليها إذا فتحت ومن الذي ركب طبقاتها
المختلفة طبقة فوق طبقلة حلتى بلغلت علدد السلموات سلبعا وجعلل لكلل
طبقة منفعة وفائدة فلو اختلت طبقة منها لختللل البصللر ومللن شللقهما فللي
الوجه احسن شق واعطاهما احسللن شللكل وأودع الملحللة فيهمللا وجعلهمللا
مرآة للقلب وطليعة وحارسللا للبللدن ورائدا يرسللله كالجنللد فللي مهمللاته فل
يتعب ول يعيا على كثرة ظعنه وطول سفره ومن اودع النور الباصر فيه في
قدر جرم العدسة فيرى فيه السللموات والرض والجبللال والشللمس والقمللر
والبحار والعجائب من داخل سبع طبقللات وجعلهمللا فللي أعل الللوجه بمنزلللة
الحارس على الرابية العالية ربيتللة للبللدن ومللن حجللب الملللك فللي الصللدور
وأجلسه هناك على كرسي المملكة واقام جنللد الجللوارح والعضللاء والقللوى
الباطنة والظاهرة في خدمته وذللها للله فهللي مللؤتمرة إذا امرهللا منتهيللة إذا
نهاها سامعة له مطيعةتكدح وتسعى في مرضاته فل تستطيع منه خلصا ول
خروجا عن امره فمنها رسوله ومنها بريده ومنها ترجمانه ومنها اعوانه وكل
منها على عمل ل يتعللداه ول يتصللرف فللي غيللر عملله حللتى إذا أراد الراحللة
أوعز اليها بالهدو والسللكون ليأخللذ الملللك راحتلله فللإذا اسللتيقظ مللن منللامه
قامت جنوده
بين يديه على اعمالها وذهبت حيللث وجههلا دائبلة ل تفلتر فلللو شلاهدته فلي
محل ملكه والشغال والمراسيم صادرة عنه وواردة والعسللاكر فللي خللدمته
والبرد تتردد بينه وبين جنده ورعيته لرأيت له شأنا عجيبا فماذا فات الجاهل
الغافل من العجائب والمعارف والعبر التي ل يحتاج فيها الى طللول السللفار
وركوب القفار قال تعالى ^ وفي الرض آيات للموقنين وفللي انفسللكم افل
تبصرون ^ فدعا عباده الى التفكر في أنفسهم والستدلل بها على فاطرها
وباريها ولول هذا لم نوسع الكلم في هذا الباب ول أطلنللا النفللس الللى هللذه
الغاية ولكن العبرة بذلك حاصلة والمنفعة عظيمللة والفكللرة فيلله ممللا يزيللد
المؤمن ايمانا فكم دون القلب من حرس وكم للله مللن خللادم وكللم للله مللن
عبيد ول يشعر به ولله ما خلق له وهيأ له واريد منلله وأعللد لله مللن الكرامللة
والنعيم او الهوان والعذاب فأما علللى سللرير الملللك فللي مقعللد صللدق عنللد
مليك مقتدر ينظر الللى وجلله ربلله ويسللمع خطللابه وإمللا اسللير فللي السللجن
العظم بين اطباق النيران في العذاب الليم فلو عقل هذا السلطان ما هيللأ
له لضن بملكه ولسعى في الملك الذي لينقطع ول يبيد ولكنه ضللربت عليلله
حجب الغفلة ليقضى الله امرا كان مفعول
فصل ومن جعل في الحلق منفذين احدهما للصوت والنفللس الواصللل الللى
الرئة
والخر للطعام والشراب وهو المريء الواصللل الللى المعللدة وجعللل بينهمللا
حاجزا يمنع عبور احلدهما فلي طريلق الخلر فللو وصلل الطعلام ملن منفلذ
النفس الى الرئة لهلك الحيوان ومن جعل الرئة مروحة للقلب تللروح عليلله
ل تنى ول تفتر لكيل تنحصر الحرارة فيه فيهلك ومن جعل المنافللذ لفضلللت
الغذاء وجعل لها اشراجا تقبضها لكيل تجرى جريا دائما فتفسد على النسان
عيشه ويمنع الناس من مجالسه بعضهم بعضا ومن جعللل المعللدة كأشللد ملا
يكون من العصب لنها هيئت لطبخ الطعمة وانضاجها فلو كانت لحمللا غضللا
لنطبخللت هللي ونضللجت فجعلللت كالعصللب الشللديد لتقللوى علللى الطبللخ
والنضاج ول تنهكها النار التي تحتها ومن جعل الكبد رقيقة ناعمة لنها هيئت
لقبول الصفو اللطيف من الغذاء والهضم وعمل هو الطف من عمل المعدة
ومن حصن المخ اللطيف الرقيللق فللي انلابيب صللبة ملن العظللام ليحفظهلا
ويصونها فل تفسد ول تذوب ومن جعل الدم السيال محبوسللا محصللورا فللي
العروق بمنزلة الماء في الوعاء ليضبط فل يجري ومن جعللل الظفللار علللى
اطراف الصابع وقاية لها وصيانة من العمال والصناعات ومن جعللل داخللل
الذن مستويا كهيئة الكوكب ليطللرد فيلله الصللوت حللتى ينتهللي الللى السللمع
الداخل وقد انكسرت حدة الهواء فل ينكؤه وليتعذر على الهللواء النفللوذ اليلله
قبل ان يمسك وليمسك
ما عساه ان يغشاها من القذى والوسخ ولغير ذلللك ملن الحكللم وملن جعللل
على الفخذين والوركين من اللحم اكثر مما على سائر العضللاء ليقيهللا مللن
الرض فل تألم عظامها من كثرة الجلوس كما يألم من قد نحل جسمه وقل
لحمه من طول الجلوس حيث لم يحل بينه وبين الرض حائل ومن جعل ماء
العينيللن ملحللا يحفظهللا مللن الللذوبان ومللاء الذن مللرا يحفظهللا مللن الللذباب
والهواء والبعوض وماء الفم عذبا يدرك به طعوم الشياء فل يخالطهللا طعللم
غيرها ومن جعل باب الخلء فللي النسللان فللي اسللتر موضللع كمللا ان البنللاء
الحكيم بجعل موضع التخلى في استر موضع في الللدار وهكللذا منفللذ الخلء
من النسان في استر موضع ليس بارزا من خلفلله ول ناشللزا بيللن يللديه بللل
مغيب في موضع غامض من البللدن يلتقللى عليلله الفخللذان بمللا عليهمللا مللن
اللحم متواريا فإذا جاء وقت الحاجة وجلس النسان لهللا بللرز ذلللك المخللرج
للرض ومن جعل السنان حدادا لقطع الطعام وتفصيله والضللراس عراضللا
لرضه وطحنه ومن سلب الحساس الحيللواني الشللعور والظفللار الللتي فللي
الدمي لنها قد تطول وتمتد وتدعو الحاجة الى اخذها وتخفيفها فلو اعطاهللا
الحس للمته وشق عليه اخذ ما شاء منها ولللو كللانت تحللس لوقللع النسللان
منها في إحدى البليتين امللا تركهللا حللتى تطللول وتفحللش وتثقللل عليلله وأمللا
مقاساة اللم والوجع عند اخذها ومن جعللل بللاطن الكللف غيللر قابللل لنبللات
الشعر لنه لو اشعر لتعذر على النسان صحة اللمس ولشق عليه كثير مللن
العمال التي تباشر بالكف ولهذه الحكمة لم يكللن هللن الرجللل قللابل لنبللاته
لنه يمنعه من الجماع ولما كانت المادة تقتضي إنباته هناك نبللت حللول هللن
الرجل والمرأة ولهذه الحكمة سلب عللن الشللفتين وكللذا بللاطن الفللم وكللذا
ايضا القدم اخمصها وظاهرها لنها تلقي التراب والوسللخ والطيللن والشللوك
فلو كان هناك شعر لذى النسان جدا وحمل من الرض كل وقللت مللا يثقللل
النسان وليس هذا للنسان وحده بللل تللرى البهللائم قللد جللهللا الشللعر كلهللا
واخليت هذه المواضع منه لهذه الحكمة افل ترى الصنعة اللهية كيف سلبت
وجوه الخطأ والمضرة وجاءت بكللل صللواب وكللل منفعللةوكل مصلللحة ولمللا
اجتهد الطاعنون في الحكمة العائبون للخلقة فيما يطعنون به عابوا الشللعور
تحت الباط وشللعر العانللة وشللعر بللاطن النللف وشللعر الركبللتين وقللالوا أي
حكمة فيها واي فائدة وهذا من فرط جهلهم وسخافة عقولهم فللإن الحكمللة
ل يجب ان تكون بأسرها معلومة للبشر ول أكثرها بللل ل نسللبة لمللا علمللوه
الى ما جهلوه فيها لو قيست علوم الخلئق كلهم بوجللوه حكمللة الللله تعللالى
في خلقه وأمره الى ما خفي عنهم منهللا كللانت كنقللرة عصللفور فللي البحللر
وحسب الفطن اللبيب ان يستدل بما عرف منها على مللا لللم يعللرف ويعلللم
الحكمة فيما جهله منها مثلها فيمللا علملله بللل اعظللم وادق ومللا مثللل هللؤلء
الحمقى النوكي ال كمثل رجل لعلم له بدقائق الصنائع
به تفصيل يدل عليه العقل مجمل فأين هللذا مللن مقللام مللن اداء علملله الللى
المعارضة بين ما جاءت به الرسل وبيللن شللواهد العقللل وأدلتلله ولكللن تلللك
العقول كادها باريها ووكلها الى انفسها فحلت بها عساكر الخللذلن مللن كللل
جانب وحسبك بهذا الفصل وعظيم منفعته من هللذا الكتللاب والللله المحمللود
المسؤل تمام نعمته فهذه كلمات مختصرة نافعة في مسللألة إيلم الطفللال
لعلك ل تظفر بها في أكثر الكتب فللارجع الن الللى نفسللك وفكللر فللي هللذه
الفعال الطبيعية التي جعلت في النسان وما فيها من الحكمة والمنفعة وما
جعل لكل واحد منها فللي الطبللع المجللرد والللداعي الللذي يقتضلليه ويسللتحثه
فالجوع يسللتحث الكللل ويطلبلله لمللا فيلله مللن قللوام البللدن وحيللاته وممللاته
والكرى يقتضى النوم ويستحثه لما فيه من راحللة البللدن والعضللاء واجمللام
القوى وعودها الىقوتها جديدة غير كالللة والشللبق يقتضللي الجمللاع الللذي بلله
دوام النسل وقضاءالوطر وتمام اللذة فتجد هذه الدواعي تسللتحث النسللان
لهذه المور وتتقاضاها منه بغير اختيللاره وذلللك عيللن الحكمللة فللإنه لللو كللان
النسان إنما يستدعي هذه المستحثات إذا اراد لوشك ان يشتغل عنها بماي
يعروه من العوارض مدة فينحل بللدنه ويهلللك ويللترامى الللى الفسللاد وهللو ل
يشعر كما إذا احتاج بدنه الى شيء من الدواء والصلح فدافعه وأعرض عنه
حتى إذا استحكم به الداء اهلكه فاقتضت حكمة اللطيللف الخللبير ان جعلللت
فيه بواعث ومستحثات تؤزه ازا الى ما فيه قللوامه وبقللاؤه ومصلللحته وتللرد
عليه بغير اختياره ول استدعائه فجعل لكل واحللد مللن هللذه الفعللال محللرك
من نفس الطبيعة يحركه ويحدوه عليه ثم انظر الللى ملا يعطيلله ملن القللوى
المختلفة التي بها قللوامه فللأعطى القللوة الجاذبللة الطالبللة المسللتحثة الللتي
تقتضي معلومها من الغذاء فتأخذه ويورده على العضاء بحسللب قبولهللا ثللم
اعطى القوة الممسكة التي تمسك الطعام وتحبسه ريثمللا تنضللجه الطبيعللة
وتحكم طبخه وتهيؤه لمصارفه وتبعثه لمستحقه ثلم اعطلى القلوة الهاضلمة
التي تصرفه في البدن وتهضمه عن المعدة ثم اعطى القللوة الدافعللة وهللي
التي تدفع ثقله ومال منفعة فيه فتدفعه وتخرجه عن البدن لئل يؤذيه وينهكه
فمن اعطاك هذه القوة عند شدة حاجتك اليها ومن جعلهللا خادمللا للك ومللن
اعطاها افعالها واستعمل كل واحد منها على غير عمل الخر ومن الف بينها
على تباينها حتى اجتمعت في شخص واحد ومحل واحد ولو عادى بينها كللان
بعضها يذهب بعضا فمن كان يحول بينه وبين ذلك فلول القوة الجاذبللة كيللف
كنت متحركا لطلب الغذاء الذي به قوام البللدن ولللول الممسللكة كيللف كللان
الطعام يذهب في الجوف حتى تهضللمه المعللدة ولللول الهاضللمة كيللف كللان
يطبخ حتى يخلص منه الصفو الى سائر اجزاء البدن وأعماقه ولللول الدافعللة
كيف كان الثقل المؤذي القاتل لو انحبس يخللرج اول فللأول فيسللتريح البللدن
فيخف
وينشط فتأمل كيف وكلت هذه القوة بللك والقيللام بمصللالحك فالبللدن كللدار
اللملك فيها حشمه وخدمه قد وكللل بتلللك الللدار اقوامللا يقومللون بمصللالحها
فبعضهم لقتضاء حوائجهللا وإيرادهللا عليهللا وبعضللهم لقبللض الللوارد وحظفلله
وخزنه الى ان يهيأ ويصلح وبعضهم يقبضه فيهيؤه ويصلحه ويدفعه الى اهللل
الدار ويفرقه عليهم بحسب حاجاتهم وبعضهم لمسح الدار وتنظيفها وكنسها
من المزابل والقذارفالملك هو الملك الحق المبين جللل جلللله والللدار انللت
والحشم والخدم العضاء والجوارح والقوام عليها هذه القوى الللتي ذكرناهللا
تنبيه فرق بين نظر الطبيب والطبائعي في هذه المور فنظرهما فيهامقصور
على النظر في حفظ الصحة ودفع السللقم فهللو ينظللر فيهللامن هللذه الجهللة
فقط وبين نظر المؤمن العارف فيها فهو ينظر فيهلا ملن جهلة دللتهلا عللى
خالقها وباريها وماله فيها من الحكم البالغة والنعم السابغة واللء التي دعللا
العباد الى شكرها وذكرها #تنبيه ثم تأمل حكمة الله عز وجل فللي الحفللظ
والنسيان الذي خص به نوع النسان وماله فيهما من الحكم وما للعبد فيهما
من المصالح فإنه لول القوة الحافظة التي خص بها لدخل عليلله الخلللل فللي
أموره كلها ولم يعرف ماله وما عليه ول ما اخذ ول مللا اعطللى ول مللا سللمع
ورأى ول ما قال ول ما قيل له ول ذكر من احسن اليه ول من اساء اليلله ول
من عامله ول من نفعه فيقرب منه ول من ضره فينأى عنه ثم كان ليهتللدي
الى الطريق الذي سلللكه اول ملرة وللو سللكه مللرارا ول يعللرف علملا وللو
درسه عمره ول ينتفع بتجربة ول يستطيع ان يعتبر شيئا على مللا مضللى بللل
كان خليقا ان ينسلخ من النسانية اصل فتأمل عظيم المنفعة عليك في هذه
الخلل وموقع الواحدة منها فضل عن جميعهن ومن اعجب النعم عليه نعمللة
النسيان فإنه لول النسيان لما سل شيئا ول انقضت له حسرة ول تعزى عللن
مصيبة ول مات له حزن ول بطل له حقد ول تمتع بشيء من متاع الدنيا مللع
تذكر الفات ول رجا غفلة عدو ول نقملة ملن حاسللد فتأملل نعمللة الللله فلي
الحفظ والنسيان مع اختلفهما وتضادهما وجعله في كل واحللد منهمللا ضللربا
من المصلحة تنبيه ثم تأمل هذا الخلللق الللذي خللص بلله النسللان دون جميللع
الحيوان وهو خلق الحياء الذي هو من افضل الخلق واجلها واعظمهللا قللدرا
واكثرها نفعا بل هو خاصة النسانية فمن ل حياء فيه ليس معه من النسانية
ال اللحم والدم وصورتهم الظاهرة كما انه ليس معه من الخير شلليء ولللول
هذاالخلق لم يقر الضيف ولم يوف بالوعد ولللم يللؤد امانللة ولللم يقللض لحللد
حاجة ول تحرى الرجل الجميل فآثره والقبيح فتجنبلله ول سللتر للله عللورة ول
امتنع من فاحشة وكثير من الناس لول الحياء الللذي فيلله لللم يللؤد شلليئا مللن
المور المفترضة عليه ولم يرع لمخلوق
حقا ولم يصل له رحما ول بر له والدا فللإن البللاعث علللى هللذه الفعللال إمللا
ديني وهو رجاء عاقبتهللا الحميللدةوإما دنيللوي علللوي وهللو حيللاء فاعلهللا مللن
الخلق قد تبين انلله لللول الحيللاء إمللا مللن الخللالق او مللن الخلئق لللم يفعلهللا
صاحبها وفي الترمذي وغيره مرفوعا استحيوا من الله حق الحياء قالوا ومللا
حق الحياء قال ان تحفظ الراس وما حوى والبطن وما وعى وتذكر المقللابر
والبلى وقال إذا لم تستح فاصنع ما شئت وأصح القولين فيه قول ابي عبيللد
والكلثرين انله تهديلد كقلوله تعلالى ^ اعمللوا ملا شلئتم ^ وقلوله ^ كللوا
وتمتعوا قليل ^ وقللالت طائفللة هللو إذن وإباحللة والمعنللى إنللك اذا اردت ان
تفعل فعل فانظر قبل فعله فإن كان مما يستحيا فيه ملن اللله وملن النلاس
فل تفعله وإن كان مما ل يستحيا منه فافعله فإنه ليس بقبيح وعندي ان هذا
الكلم صورة صرة الطلب ومعناه معنى الخبر وهو فللي قللوة قللولهم مللن ل
يستحى صنع ما يشتهى فليس بإذن ول هو مجرد تهديد وإنما هو فللي معنللى
الخبر والمعنى ان الرادع عن القبيح إنما هو الحياء فمن لم يستح فإنه يصنع
ماشاء وإخراج هذا المعنللى فللي صلليغة الطلللب لنكتلله بديعللة جللدا وهللي ان
للنسان آمرين وزاجرين آمروزاجر من جهة الحيللاء فللإذا اطللاعه امتنللع مللن
فعل كل ما يشتهي وله آمر وزاجر من جهة الهوى والطبيعة فمللن لللم يطللع
آمر الحياء وزاجره اطاع آمر الهوى والشهوة ول بد فإخراج الكلم في قالب
الطلب يتضمن هذا المعنى دون ان يقال من ل يستحي صللنع مللا يشللتهي #
تنبيه ثللم تأمللل نعمللة الللله علللى النسللان بالبيللانين البيللان النطقللي والبيللان
الخطي وقد اعتد بهما سبحانه في جملللة مللن اعتللد بلله مللن نعملله علىالعبللد
فقال في أول سورة انزلت على رسول الله ^ اقرأ باسم ربك الللذي خلللق
خلق النسان من علق إقرأ وربك الكرم الذي علم بالقلم علم النسللان مللا
لم يعلم ^ فتأمل كيف جمع في هذه الكلمللات مراتللب الخلللق كلهللا وكيللف
تضمنت مراتب الوجودات الربعة بأوجز لفللظ واوضللحه واحسللنه فللذكر أول
عموم الخلق وهو إعطاءالوجود الخارجي ثم ذكر ثانيا خصوص خلق النسان
لنه موضع العبرة والية فيه عظيمةومن شهوده عما فيه محض تعدد النعللم
وذكر مادة خلقه ها هنا من العلقة وفي سائر المواضع يللذكر مللا هللو سللابق
عليها إما مادة الصل وهللو الللتراب والطيللن او الصلصللال الللذي كالفخللار او
مادة الفلرع وهلو الملاء المهيلن وذكللر فلي هلذا الموضللع اول مبلادئ تعلللق
التخليق وهو العلقة فإنه كان قبلها نطفة فأول انتقالها إنما هللو الللى العلقللة
ثم ذكر ثالثا التعليم بالقلم الذي هو من اعظم نعمه على عبللاده إذ بلله تخلللد
العلوم وتثبت الحقللوق وتعلللم الوصللايا وتحفللظ الشللهادات ويضللبط حسللاب
المعاملت الواقعة بين الناس وبه تقيد اخبار الماضين للباقين اللحقين ولول
الكتابة لنقطعت اخبار بعض الزمنلة علن بعلض ودرسلت السلنن وتخبطلت
الحكام ولم يعرف
الخلف مذاهب السلف وكان معظم الخلل الداخل علللى النللاس فللي دينهللم
ودنياهم إنمايعتريهم من النسيان الذي يمحو صور العلم من قلللوبهم فجعللل
لهم الكتاب وعاء حافظا للعلم من الضياع كالوعية التي تحفظ المتعللة مللن
الذهاب والبطلن فنعمة الله عن وجل بتعليللم القلللم بعللد القللرآن مللن اجللل
النعم والتعليم به وإن كان ممللا يخلللص اليلله النسللان بالفطنةوالحيلللة فللإنه
الذي بلغ به ذلك وأوصله اليه عطية وهبها الله منه وفضل اعطللاه الللله إيللاه
وزيادة في خلقه وفضله فهو الذي علمه الكتابة وإن كان هو المتعلم ففعللله
فعل مطاوع لتعليم الذي علم بالقلم فإن علمه فتعلم كمللا انلله علملله الكلم
فتكلم هذا ومن اعطاه الذهن الذي يعي به واللسان الذي يترجم به والبنللان
الذي يحط به ومن هيأ ذهنه لقبول هذا التعليللم دون سللائر الحيوانللات ومللن
الذي انطق لسانه وحرك بنانه ومن الذي دعللم البنللان بللالكف ودعللم الكللف
بالساعد فكم لله من آية نحن غافلون عنها فللي التعلللم بللالقلم فقللف وقفللة
في حال الكتابة وتأمل حالك وقد امسللكت القلللم وهللو جمللاد وضللعته علللى
القرطاس وهو جماد فتولد من بينهما انواع الحكم واصللناف العلللوم وفنللون
المراسلت والخطب والنظم والنللثر وجوابللات المسللائل فمللن الللذي اجللرى
فلك المعاني على قلبك ورسمها في ذهنك ثم اجرى العبارات الدالللة عليهللا
على لسانك ثم حرك بها بنانك حتى صارت نقشللا عجيبللا معنللاه اعجللب مللن
صورته فتقضى به مآربك وتبلغ به حاجة فللي صللدرك وترسللله الللى القطللار
النائية والجهات المتباعدة فيقوم مقامك ويترجم عنك ويتكلللم علللى لسللانك
ويقوم مقام رسولك ويجدي عليك مال يجللدي مللن ترسللله سللوى مللن علللم
بالقلم علم النسان ما لللم يعلللم والتعليللم بللالقلم يتسلللزم المراتللب الثلثللة
مرتبة الوجود الذهني والوجود اللفظلي والوجلود الرسلمي فقلد دل التعليلم
بالقلم على انه سبحانه هو المعطي لهذه المراتب ودل قوله خلق علللى انلله
يعطى الوجود العيني فدلت هذه اليات مللع اختصللارها ووجازتهللا وفصللاحتها
على ان مراتب الوجود بأسرها مسندة اليه تعالى خلقا وتعليما وذكر خلقيللن
وتلعيمين خلقا عاما وخلقا خاصا وتعليما خاصا وتعليما عاما وذكر من صفاته
ها هنا اسم الكرم الذي فيه كل خير وكل كمال فله كل كمللال وصللفا ومنلله
كل خير فعل فهو الكرم في ذاته وأوصافه وأفعاله وهذا الخلق والتعليم إنما
نشأ من كرمه وبره وإحسانه ل من حاجة دعته الى ذلك وهو الغنللي الحميللد
وقوله تعالى ^ الرحمن علم القرآن خلق النسان علمه البيان ^ دلت هللذه
الكلمات على إعطائه سبحانه مراتب الوجود بأسللرها فقللوله خلللق النسللان
إخبار عن اليجاد الخارجي العيني وخص النسللان بللالخلق لمللا تقللدم وقللوله
علم القرآن إخبار عن إعطاء الوجللود العلمللي الللذهني فإنمللا تعلللم النسللان
القرآن بتعليمه كما انه إنما صار إنسانا بخلقه فهو الذي خلقه وعلمه ثم قال
علمه البيان والبيان يتناول مراتب راتب ثلثلة كللل منهللا يسلمى بيانلا احللدها
البيان الذهني الذي يميز فيه بين المعلومات الثاني البيان
اللفظي الذي يعبر به عن تلك المعلومات ويللترجم عنهللا فيلله لغيللره الثللالث
البيان الرسمي الخطي الذي يرسم به تلك اللفللاظ فيتللبين النللاظر معانيهللا
كما يتبين للسامع معاني اللفاظ فهذا بيان للعين وذاك بيللان للسللمع والول
بيان للقلب وكثيرا ما يجملع سللبحانه بيلن هلذه الثلثلة كقلوله ^ ان السلمع
والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئول ^ وقوله ^ والللله اخرجكللم مللن
بطون أمهاتكم ل تعلمون شيئا وجعل لكم السللمع والبصللار والفئدة لعلكللم
تشكرون ^ ويذم من عدم النتفاع بهللا فللي اكتسللاب الهللدى والعلللم النللافع
كقوله ^ صم بكم عمي ^ وقوله ^ ختم الله على قلللوبهم وعلللى سللمعهم
وعلى ابصارهم غشاوة ^ وقد تقدم بسط هذا الكلم تنبيه ثللم تأمللل حكمللة
اللطيف الخبير فيما اعطى النسللان علملله بمللا فيلله صلللح معاشلله ومعللاده
ومنع عنه علم مال حاجة له به فجهله به ل يضر وعلمه به ل ينتفع به انتفاعا
طائل ثم يسر عليه طرق ما هو محتاج اليه من العلم اتم تيسير وكلما كانت
حاجته اليه من العلم اعظم كان تيسيره اياه عليه اتم فاعطاه معرفة خالقه
وبارئه ومبدعه سبحانه والقرار به ويسر عليله طللرق هلذه المعرفلة فليلس
في العلوم ما هو اجل منها ول اظهر عند العقل والفطرة وليس فللي طللرق
العلوم التي تنال بها أكثر من طرقها ول أدل ول ابين ول اوضللح فكلمللا تللراه
بعينك او تسمعه بأذنك اوتعقله بقلبك وكلما يخطر ببالك وكلمللا نلالته حاسللة
من حواسك فهو دليل على الرب تبارك وتعالى فطرق العلم بالصانع فطرية
ضرورية ليس في العلوم اجلي منها وكل ما استدل به على الصللانع فللالعلم
بوجللوده اظهللر مللن دللتلله ولهللذا قللالت الرسللل لممهللم افللي الللله شللك
فخاطبوهم مخاطبة من ل ينبغي ان يخطر له شك ما في وجود الله سبحانه
ونصب من الدلة على وجوده وحدانيته وصللفات كمللاله الدلللة علللى اختلف
انواعها ول يطيق حصرها إل الله ثم ركز ذلك في الفطرة ووضعه في العقل
جملة ثم بعث الرسل مذكرين به ولهذا يقول تعالى فذكر فإن الذكرى تنفللع
المؤمنين وقوله ^ فذكر إن نفعت الذكرى ^ وقوله ^ إنمللا انللت مللذكر ^
وقوله ^ فما لهم عن التذكرة معرضين ^ وهو كثير في القللرآن ومفصلللين
لما في الفطرة والعقل العلم به جملة فانظر كيف وجد القرار به وبتوحيده
وصفات كمللاله ونعللوت جلللله وحكمتلله فللي خلقلله وأمللره المقتضللية إثبللات
رسالة رسله ومجللازات المحسللن بإحسللانه والمسلليء بإسللائته مودعللا فللي
الفطرة مركوزا فيها فلللو خليللت علللى مللا خلقللت عليلله لللم يعللرض لهللا مللا
يفسدها ويحولها ويغيرها عما فطرت عليه ولقرت بوحدنيه ووجللوب شللكره
وطاعته وبصفاته وحكمته في أفعاله وبالثواب والعقاب ولكنهللا لمللا فسللدت
وانحرفت عن المنهج الذي خلقت
عليلله انكللرت مللا انكللرت وجحللدت مللا جحللدت فبعللث الللله رسللله مللذكرين
لصحاب الفطر الصحيحة السليمة فانقلادوا طوعلا واختيلارا ومحبلة وإذعانلا
بما جعل من شواهد ذلللك فللي قلللوبهم حللتى ان منهللم مللن لللم يسللأل عللن
المعجزة والخارق بل علم صللحة الللدعوة مللن ذاتهللا وعلللم انهللا دعللوة حللق
برهانها فيها ومعذرين ومقيمين البينة على اصحاب الفطر الفاسدة لئل نحتج
على الله بأنه ما ارشللدها ول هللداها فيحللق القللول عليهللا بإقامللة الحجللة فل
يكون سبحانه ظالما لها بتعذيبها واشقائها وقد بين ذلك سبحانه في قوله ^
إن هو ال ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين ^
فتأمللل كيللف ظهللرت معرفللة الللله والشللهادة للله بالتوحيللد واثبللات اسللمائه
وصفاته ورسالة رسله والبعث للجزاء مسطورة مثبتة في الفطر ولللم يكللن
ليعرف بها انها ثابتة في فطرته فلما ذكرته الرسل ونبهته رأى ما أخبروه به
مستقرا في فطرته شاهدا به عقله بل وجوارحه ولسان حللاله وهللذا اعظللم
ما يكون من اليمان وهو الذي كتبه سبحانه في قلوب اوليائه وخاصته فقال
^ اولئك كتب في قلوبهم اليمان ^ فتدبر هذا الفصل فإنه من الكنللوز فللي
هذا الكتاب وهو حقيق بأن تثنى عليه الخناصر ولله الحمد والمنه والمقصللود
ان الله سبحانه اعطى العبد من هذه المعارف وطرقها ويسرها عليه ما لللم
يعطه من غيرها لعظم حاجته في معاشه ومعاده اليها ثم وضللع فللي العقللل
من القرار بحسن شرعه ودينه الذي هو ظله في ارضلله وعللدله بيللن عبللاده
ونوره في العالم مالوا اجتمعللت عقللول العللالمين كلهللم فكللانوا علللى عقللل
اعقل رجل واحد منهم لما امكنهم ان يقترحوا شيئا احسن منه ول اعدل ول
اصلح ول انفع للخليقة في معاشها ومعادها فهو اعظللم آيللاته واوضللح بينللاته
وأظهر حججه على انه الللله الللذي ل إللله إل هللو وإنلله المتصللف بكللل كمللال
المنزه عن كل عيب ومثال فضل عن ان يحتاج الى إقامة شللاهد مللن خللارج
عليه بالدلة والشلواهد لتكلثير طلرق الهلدى وقطلع المعلذرة وإزاحلة العللة
والشبهة ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيي عللن بينلله وان الللله لسللميع
عليم فأثبت في الفطرة حسن العدل والنصللاف والصللدق والللبر والحسللان
والوفاء بالعهد والنصيحة للخلق ورحمة المسكين ونصر المظلللوم ومواسللاة
اهل الحاجة والفاقة وأداء المانللات ومقابلللة الحسللان بالحسللان والسللاءة
بللالعفو والصللفح والصللبر فللي مللواطن الصللبر والبللذل فللي مللواطن البللذل
والنتقام في موضع النتقللام والحلللم فللي موضللع الحلللم والسللكينة والوقللار
والرأفللة والرفللق والتللؤدة وحسللن الخلق وجميللل المعاشللرة مللع القللارب
والباعد وستر العورات وإقالة العثرات واليثار عند الحاجات واغاثة اللهفات
وتفريج الكربات والتعاون على انواع
العبد حد الكبر وضعفت بصيرته ووهت قواه وقللد اوجبللت للله تلللك العمللال
قوة في غيه وضعفا في إيمانه صارت كالملكة له بحيث ل يتمكن من تركهللا
فإن كثرة المزاولت تعطى الملكات فتبقى للنفس هيئة راسخة وملكة ثابتة
في الغي والمعاصي وكلما صدر عنه واحد منها اثرا أثللرا زائدا علللى اثللر مللا
قبله فيقوى الثران وهلم جرا فيهجم عليه الضعف والكبر ووهن القوة علللى
هذه الحال فينتقل الى الله بنجاسللته واوسللاخه وادرانلله لللم يتطهللر للقللدوم
على الله فما ظنه بربه ولو انه تللاب وأنللاب وقللت القللدرة والمكللان لقبلللت
توبته ومحيت سيئاته ولكن حيل بينهم وبين ما يشتهون ول شيء اشهى لمن
انتقل الى الله على هذه الحال من التوبة ولكن فرط فللي أداء الللدين حللتى
نفذ المال ولو أداه وقت المكان لقبله ربه وسيعلم المسللرف والمفللرط أي
ديان ادان وأي غريم بتقاضاه ويوم يكون الوفللاء مللن الحسللنات فللإن فنيللت
فيحمل السيئات فبان ان من حكمة الله ونعمه علللى عبللاده ان سللتر عنهللم
مقادير آجالهم ومبلغ اعمارهم فل يزال الكيس يللترقب المللوت وقللد وضللعه
بين عينيه فينكف عما يضره في معاده ويجتهللد فيمللا ينفعلله ويسللر بلله عنللد
القدوم فإن قلت فها هو مع كلونه قلد غيلب عنله مقلدار اجلله وهلو يلترقب
الموت في كل ساعة ومع ذلك يقارف الفواحش وينتهك المحارم فأي فائدة
وحكمة حصلت بستر اجله عنه قيل لعمر الله ان المر كللذلك وهللو الموضللع
الذي حير اللباب والعقلء وافترق الناس لجلله فرقللا شللتى ففرقللة انكلرت
الحكمللة وتعليللل افعللال الللرب جملللة وقللالوا بللالجبر المحللض وسللدوا علللى
انفسهم الباب وقالوا ل تعلل افعال الرب تعالى ولهي مقصللود بهللا مصللالح
العباد وإنما مصدرها محض المشيئة وصرف الرادة فأنكروا حكمة الللله فلي
امره ونهيه وفرقة نفللت لجللله القللدر جملللة وزعمللوا ان أفعللال العبللاد غيللر
مخلوقة لله حتى يطلب لها وجوه الحكمة وإنما هي خلقهللم وابللداعهم فهللي
واقعة بحسب جهلهم وظلمهم وضعفهم فل يقللع عللى السلداد والصلواب ال
اقل القليل منها فهاتان الطائفتان متقابلتان اعظم تقابل فالولى غلللت فللي
الجبر وانكلار الحكلم المقصلودة فلي أفعلال اللله والثانيلة غللت فلي القلدر
واخرجت كثيرا من الحوادث بل اكثرها عن ملك الللرب وقللدرته وهللدى الللله
اهل السنة الوسط لما اختلفوا فيله ملن الحللق بلاذنه فلأثبتوا للله عللز وجللل
عموم القدرة والمشيئة وأنه تعالى ان يكون في مسلكه مال يشللاء او يشللاء
مال يكون وأن اهل سمواته وارضه اعجز واضعف من ان يخلقوا مال يخلقلله
الله او يحدثوا مال يشاء بل ما شاء الله كان ووجد وجوده بمشلليئته ومللا لللم
يشأ لم يكن وامتنع وجوده لعدم المشيئة له وانه ل حللول ول قللوة ال بلله ول
تتحرك في العالم العلوي والسفلي ذرة ال بإذنه ومع ذلك فللله فللي كللل مللا
خلق وقضى وقدر وشرع من الحكم البالغة والعللواقب الحميللدة مللا اقتضللاه
كمال حكمته وعلمه وهو العليم الحكيم فما خلق شيئا ول قضللاه ول شللرعه
ال لحكمة بالغة وان تقاصللرت عنهللا عقللول البشللر فهللو الحكيللم القللدير فل
تجحد حكمته كمال تجحد قدرته
والطائفة الولى جحدت الحكمة والثانية جحدت القدرة والمة الوسط اثبتت
له كمال الحكمة وكمال القدرة فالفرقة الولى تشللهد فللي المعصللية مجللرد
المشيئة والخلللق العللاري عللن الحكمللة وربمللا شللهدت الجللبر وأن حركللاتهم
بمنزلة حركات الشجار ونحوها والفرقة الثانيللة تشلهد فللي المعصللية مجللرد
كونها فاعلة محدثة مختارة هي التي شاءت ذلك بللدون مشلليئة الللله والمللة
الوسط تشهد عز الربوبية وقهر المشيئة ونفوذها في كل شيء وتشللهد مللع
ذلك فعلها وكسبها واختيارها وايثارها شللهواتها علللى مرضللات ربهللا فيللوجب
الشهود الول لها سؤال ربها والتذلل والتضرع له ان يوفقها لطاعته ويحللول
بينها وبين معصيته وان يثبتها على دينه ويعصمها بطواعيته ويللوجب الشللهود
الثاني لهلا اعترافهلا باللذنب وإقرارهلا بله عللى نفسلها وأنهلا هلي الظالملة
المستحقة للعقوبة وتنزيه ربها عن الظلم وان يعذبها بغير استحقاق منهللا او
يعذبها على ما لم تعمله فيجتمع لها من الشهودين شللهود التوحيللد والشللرع
والعدل والحكملة وقلد ذكرنلا فلي الفتوحلات القدسلية مشلاهد الخلللق فللي
مواقعة الللذنب وانهللا تنتهللي الللى ثمانيللة مشللاهد احللدها المشللهد الحيللواني
البهيمي الذي شهود صاحبه مقصور على شهوات لذته به فقط وهو في هذا
المشهد مشارك لجميع الحيوانات وربما يزيد عليها في اللللذة وكللثرة التمتللع
والثاني مشهد الجبر وان الفاعل فيه سواه والمحرك للله غيللره ول ذنللب للله
هو وهذا مشهد المشركين واعداء الرسل الثالث مشهد القللدر وهللو انلله هللو
الخالق لفعله المحدث لله بلدون مشليئة اللله وخلقله وهلذا مشلهد القدريلة
المجوسية الرابع مشهد اهل العلم واليمان وهو مشهد القدر والشرع يشهد
فعله وقضاء الله وقدره كما تقدم الخللامس مشللهد الفقللر والفاقللة والعجللز
والضعف وانه إن لم يعنه الله ويثبته ويوفقه فهو هالك والفللرق بيللن مشللهد
هذا ومشهد الجبرية ظاهر السادس مشللهد التوحيللد وهللو الللذي يشللهد فيلله
إنفراد الله عز وجل بالخلق والبداع ونفوذ المشيئة وان الخلق اعجز من ان
يعصوه بغير مشيئته والفرق بيللن هللذا المشللهد وبيللن المشللهد الخللامس ان
صاحبه شاهد لكمال فقره وضعفه وحاجته وهللذا شللاهد لتفللرد الللله بللالخلق
والبداع وأنه ل حول ول قللوة ال بلله السللابع مشللهد الحكمللة وهللو ان يشللهد
حكمة الله عز وجل في قضائه وتخليته بين العبد والذنب ولله في ذلك حكم
تعجز العقول عن الحاطة بها وذكرنا منها في ذلك الكتاب قريبا من اربعيللن
حكمة وقد تقللدم فللي اول هللذا الكتللاب التنللبيه علللى بعضللها الثللامن مشللهد
السلماء والصلفات وهلو ان يشلهد ارتبلاط الخللق والملر والقضلاء والقلدر
بأسللمائه تعللالى وصللفاته وان ذلللك موجبهللا ومقتضللاها فأسللماؤه الحسللنى
اقتضت ما اقتضته من التخلية بيللن العبللد وبيللن الللذنب فللإنه الغفللار التللواب
العفو الحليم وهذه اسماء تطلب آثارها وموجباتها ول بد فلو لم تذنبوا لذهب
الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون فيغفللر لهللم وهللذا المشللهد والللذي
قبله اجل هذه المشاهد واشرفها وارفعها قدرا
وهمللا لخلواص الخليفللة فتأمللل بعللد ملا بينهملا وبيلن المشللهد الول وهللذان
المشللهدان يطرحللان العبللد علللى بللاب المحبللة ويفتحللان للله مللن المعللارف
والعلوم امورا ل يعبر عنها وهذا بللاب عظيللم مللن ابللواب المعرفللة قللل مللن
استفتحه من الناس وهو شهود الحكمة البالغة فللي قضللاء السلليئات وتقللدير
المعاصي وإنما استفتح الناس باب الحكم في الوامر والنواهي وخاضوا فيها
واتوا بما وصلت اليه علللومهم واسللتفتحوا ايضللا بابهللا فللي المخلوقللات كمللا
قدمناه وأتوا فيه بما وصلت اليه قواهم واما هذا الباب فكمللا رأيللت كلمهللم
فيه فقل ان ترى لحدهم فيه ما يشفى او يلموكيف يطلع علللى حكمللة هللذا
الباب من عنده ان اعمال العباد ليست مخلوقة لله ول داخلة تحلت مشليئته
اصل وكيف يتطلب لها حكمة او يثبتها ام كيللف يطلللع عليهللا مللن يقللول هللي
خلق الله ولكن افعاله غير معللة بالحكم ول يدخلها لم تعليل اصل وإن جللاء
شيء من ذلك صرف الى لم العاقبة ل الى لم العلة والغاية فأما إذا جاءت
الباء في افعللاله صللرفت الللى بللاء المصللاحبة ل الللى بللاء السللببية وإذا كللان
المتكلمون عند الناس هم هؤلء الطائفتان فإنهم ل يرون الحق خارجا عنهما
ثم كثير من الفضلللء يتحيللر إذا رأى بعللض اقللوالهم الفاسللدة ول يلدرى أيلن
يللذهب ولمللا عربللت كتللب الفلسللفة صللار كللثير مللن النللاس إذا رأى اقللوال
المتكلميللن الضللعيفة وقللد قللالوا إن هللذا هللو الللذي جللاء بلله الرسللول قطللع
القنطرة وعدي الى ذلك البر وكل ذلك من الجهل القبيح والظن الفاسللد ان
الحق ل يخرج عن اقوالهم فما اكثر خروج الحق عن اقللوالهم ومللا اكللثر مللا
يذهبون في المسائل التي هي حق وصواب الللى خلف الصللواب والمقصللود
ان المتكلمين لو اجمعوا على شيء لم يكللن اجمللاعهم حجللة عنللد احللد مللن
العلماء فكيف إذا اختلفوا والمقصللود ان مشللاهدة حكمللة الللله فللي اقضلليته
واقداره التي يجربها على عباده باختيللاراتهم وإراداتهللم هللي مللن الطللف مللا
تكلم فيه الناس وأدقه واغمضه وفي ذلك حكم ل يعلمهللا إل الحكيللم العليللم
سبحانه ونحن نشير الى بعضها فمنها أنه سبحانه يحب التوابين حتى انه من
محبته لهم يفرح بتوبة احدهم اعظم مللن فللرح الواحللد براحلتلله الللتي عليهللا
طعامه وشرابه في الرض الدوية المهلكة إذا فقدها وايس منها وليللس فللي
أنواع الفرح أكمل ول اعظم من هذا الفرح كما سنوضح ذلك ونزيده تقريللرا
عن قريب إن شاء الله ولول المحبة التامللة للتوبللة ولهلهللا لللم يحصللل هللذا
الفرح ومن المعلوم ان وجود المسبب بدون سببه ممتنع وهل يوجد ملللزوم
بدون لزمه او غاية بدون وسيلتها وهذا معنى قول بعللض العللارفين ولللو لللم
تكن التوبة احب الشياء اليه لما ابتلى بالذنب اكرم المخلوقات عليه فالتوبة
هي غاية كمال كل آدمي وإنما كان كمال ابيهم بها فكم بين حاللة وقلد قيلل
له إن لك أل تجوع فيها ول تعرى وإنك ل تظمأ فيها ول تضحى وبين قوله ثم
اجتباه ربه فتاب عليه وهدى فالحال الولى حال أكل وشرب
وتمتع والحال الخرى حال اجتباء واصطفاء وهداية فيما بعد مللا بينهمللا ولمللا
كان كماله بالتوبة كان كمال بنيه ايضا بهللا كمللا قللال تعللالى ^ ليعللذب الللله
المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله علللى المللؤمنين
والمؤمنات ^ فكمال الدمي في هللذه الللدار بالتوبللة النصللوح وفللي الخللرة
بالنجللاة مللن النللار ودخللول الجنللة وهللذا الكمللال مرتللب علللى كمللاله الول
والمقصود انه سبحانه لمحبته التوبة وفرحة بها يقتضللي علللى عبللده بالللذنب
ثم إن كان ممن سبقت له الحسنى قضى له بالتوبللة وإن كللان ممللن غلبللت
عليه شقاوته اقام عليه حجة عدله وعاقبة بذنبه
فصل ومنها انه سبحانه يجب ان يتفضل عليهم ويتم عليهم نعمه ويريهم
مواقع بره وكرمه فلمحبته الفضللال والنعللام ينلوعه عليهللم اعظللم النللواع
واكثرها في سائر الوجللوه الظللاهرة والباطنللة ومللن اعظللم انللواع الحسللان
والبر ان يحسن الى من اساء ويعفو عمن ظلم ويغفر لم اذنب ويتوب علللى
من تاب اليه ويقبل عذر ملن اعتلذر اليلله وقدنلدب عبللاده الللى هلذه الشلليم
الفاضلة والفعال الحميدة وهو أولى بهللا منهللم واحللق وكللان لله فللي تقللدير
اسبابها من الحكم والعللواقب الحميلدة ملا يبهللر العقلول فسللبحانه وبحملده
وحكى بعض العارفين انه قال طفت في ليلة مطيللرة شللديدة الظلمللة وقللد
خل الطواف وطابت نفسي فوقفت عند الملتزم ودعوت الللله فقلللت اللهللم
اعصمني حتى ل اعصيك فهتف بي هاتف انت تسألني العصمة وكللل عبللادي
يسألوني العصمة فإذا عصمتهم فعلى من اتفضل ولمللن اغفللر قللال فبقيللت
ليلتي الى الصباح استغفر الله حياء منه هذا ولللو شللاء الللله عللز وجللل ان ل
يعصي في الرض طرفة عين لم يعص ولكن اقتضت مشلليئيه مللا هومللوجب
حكمته سبحانه فمن اجهل بالله ممن يقول انه يعصللي قسللرا بغيللر اختيللاره
وميشيئته سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا
فصل ومنها انه سبحانه له السماء الحسنى ولكل اسم من اسمائه اثر من
الثار في الخلق والمر ل بد من ترتبه عليه كترتب المللرزوق والللرزق عللى
الرازق وترتب المرحللوم وأسللباب الرحمللة علللى الراحللم وترتللب المرئيللات
والمسموعات على السميع والبصير ونظائر ذلك في جميع السماء فلللو لللم
يكن في عباده من يخطيء ويللذنب ليتللوب عليلله ويغفلر لله ويعفلو عنلله للم
يظهر اثر اسمائه الغفور والعفو والحليم والتواب وما جرى مجراهللا وظهللور
اثر هذه السماء ومتعلقاتها في الخليقة كظهور آثار سائر السللماء الحسللنى
ومتعلقاتها فكما ان اسمه الخللالق يقتضللي مخلوقللا والبللارئ يقتضللي مللبروا
والمصوريقتضي مصورا ول بد فأسماؤه الغفار التواب تقتضي مغفورا له مللا
يغفره له وكذلك من يتوب
عليه وامورا يتوب عليه من اجلهللا ومللن يحكللم عنلله ويعفللو عنلله ومللا يكلون
متعلق الحلللم والعفللو فللإن هللذه المللور متعلقللة بللالغير ومعانيهللا مسللتلزمة
لمتعلقاتها وهذا باب اوسع من ان يدرك واللبيب يكتفي منه باليسير وغليللظ
الحجاب في واد ونحن فللي واد #وان كللان اثلل الللواد يجمللع بيننلا %فغيللر
خفي شيجه من خزامه فتأملل ظهللور هلذين السلمين اسللم اللرزاق واسللم
الغفار في الخليقة ترى وما يعجب العقول وتأمللل آثارهمللا حللق التأمللل فللي
اعظم مجامع الخليقة وانظر كيف وسعهم رزقه ومغفرته ولول ذلك لما كان
له من قيام اصل فلكل منهم نصيب من الرزق والمغفرة فإما متصل بنشللاته
الثانية إما مختصا بهذه النشأة
فصل ومنه انه سبحانه يعرف عباده عزه في قضائه وقدره ونفوذ مشيئته
وجريان حكمته وأنه ل محيص للعبد عما قضاه عليه ول مفر له منه بللل هللو
في قبضة مالكه وسيده وأنه عبده وابن عبده وابن امته ناصلليته بيللده مللاض
فيه حكمه عدل فيه قضاؤه
فصل ومنها انه يعرف العبد حاجته إلى حفظه له ومعونته وصيانته وانه
كالوليد الطفل في حاجته الى من يحفظه ويصونه فللإن لللم يحفظلله مللوله
الحق ويصونه ويعينه فهو هالك ول بد وقد مدت الشللياطين ايللديها اليلله مللن
كل جان بتريد تمزيق حاله كله إفاسد شأنه كله وإن موله وسلليده إن وكللله
الى نفسه وكله الى ضيعة وعجز وذنب وخطيئة وتفريللط فهلكلله أدنللى اليلله
من شراك نعله فقد أجمللع العلمللاء بللالله علللى ان التوفيللق ان ل يكللل الللله
العبد الى نفسه واجمعوا على ان الخذلن ان يخلى بينه وبين نفسه
فصل ومنها انه سبحانه يستجلب من عبده بذلك ما هو من اعظم أسباب
السعادة له من استعاذته واستعانته بلله مللن شللر نفسلله وكيللد عللدوه ومللن
انواع الدعاء والتضرع والبتهال والنابة والفاقللة والمحبللة والرجللاء والخللوف
وانواع من كمالت العبد تبلغ نحو المائة ومنها مال تدركه العبارة وإنما يدرك
بوجوده فيحصل للروح بذلك قرب خاص لم يكن يحصل بدون هذه السللباب
ويجد العبد من نفسه كأنه ملقى على باب موله بعد ان كان نائيا عنه وهللذا
الذي أثمر له ان الله يحب التوابين وهو ثمرة لله افرح بتوبة عبللده واسللرار
هذا الوجه يضيق عنها
القلب واللسان وعسى ان يجيئك في القسم الثاني من الكتاب مللا تقللر بلله
عينك ان شاء الله تعالى فكم بين عبادة يدل صاحبها على ربه بعبادته شامخ
بأنفه كلما طلب منه اوصافالعبد قامت صور تلك العمال في نفسه فحجبته
عن معبوده والهه وبين عبادة من قد كسر الذل قلبه كل الكسر واحللرق مللا
فيه من الرعونات والحماقات والخيالت فهو ل يرى نفسه إل مسلليئا كمللا ل
يرى ربه إل محسنا فهو ليرضى ان يرى نفسه طرفة عين قد كسر ازدراؤه
على نفسه قلبه وذلل لسانه وجوارحه وطأطأ منه ما ارتفع من غيره فقلبلله
واقف بين يدي ربه وقوف ناكس الراس خاشع خاضللع غللاض البصللر خاشللع
الصوت هادئ الحركات قد سجد بين يديه سجدة الى الممات فلللو لللم يكللن
من ثمرة ذلك القضاء والقدر إل هذا وحده لكفى به حكمة والله المستعان
فصل ومنها انه سبحانه يستخرج بذلك من عبده تمام عبوديته فإن تمام
العبودية هو بتكميل مقام الذل والنقياد واكمللل الخلللق عبوديللة اكملهللم ذل
لله وانقيادا وطاعة والعبد ذليل لموله الحق بكل وجه من وجوه الللذل فهللو
ذليل لعزه وذليل لقهره وذليل لربللوبيته فيلله وتصللرفه وذليللل لحسللانه اليلله
وانعامه عليه فإن من احسن اليك فقد استعبدك وصار قبلك معبدا للله وذليل
تعبد له لحاجته اليه على مدى النفاس في جلب كل ما ينفعه ودفللع كللل مللا
يضره وهنا نوعان من انواع التللذلل والتعبللد لهمللا اثللر عجيللب يقتضليان ملن
صاحبهما من الطاعة والفوز مال يقتضيه غيرهمللا احللدهما ذل المحبللة وهللذا
نوع آخر غير ما تقدم وهو خاصة المحبة ولبها بل روحهللا وقوامهللا وحقيقتهللا
وهو المراد على الحقيقة من العبد لو فطن وهذا يستخرج من قلب المحللب
من انواع التقرب والتودد والتملق واليثار والرضا والحمللد والشللكر والصللبر
والتندم وتحمل العظائم مال يستخرجه الخوف وحده ول الرجللاء وحللده كمللا
قال بعض الصحابة إنه ليستخرج محبته من قلبي من طاعته مال يسللتخرجه
خوفه او كما قال فهذا ذل المحبين الثاني ذل المعصية فإذا انضاف هذا الى
هذا هناك فنيت الرسوم وتلشت النفس واضمحلت القوى وبطلت الدعاوى
جملة وذهبت الرعونات وطاحت الشطحانات ومحيي من القلب واللسان انا
وانللا واسللتراح المسللكين مللن شللكاوى الصللدود والعللراض والهجللر وتحللرد
الشهودان فلم يبق الشهود العز والجلل الشهود المحض الذي تفللرد بلله ذو
الجلل والكرام الذي ل يشاركه احد من خلقلله فللي ذرة مللن ذراتلله وشللهود
الللذل والفقللر المحللض مللن جميللع الوجللوه بكللل اعتبللار فيشللهد غايللة ذللله
وانكساره وعزة محبوبه وجلله وعظمته وقدرته وغتاه فإذا تجللرد للله هللذان
الشللهودان ولللم يبللق ذرة مللن ذرات الللذل والفقللر والضللرورة الللى ربلله ال
شاهدها فيه بالفعل وقد شهد مقابلهللا هنللاك فلللله أي مقللام اقيللم فيلله هللذا
القلب إذ ذاك وأي قرب حظي به وأي نعيللم ادركلله واي روح باشللره فتأمللل
الن موقع الكسرة التي حصلت له بالمعصية في هذا
الموطن ملا اعجبهللا وملا اعظلم موقعهللا كيللف جلاءت فمحقلت ملن نفسلله
الدعاوي والرعونات وانواع الماني الباطلة ثم اوجبت له الحياء والخجل من
صالح ما عمل ثم اوجبت له استكثار قليل ما يرد عليه مللن ربلله لعلملله بللأن
قدره اصغر من ذلللك وأنلله ل يسللتحقه واسللتقلل أمثللال الجبللال مللن عمللله
الصالح بأن سيئاته وذنوبه تحتاج من المكفرات والماحيلات اللى أعظلم ملن
هذا فهو ل يزال محسنا وعند نفسه المسيء المذنب متكسرا ذلل خاضللعا ل
يرتفع له رأس ول ينقام له صدر وإنما ساقه إلى هذا الذل والذي اورثه إيللاه
مباشرة الذائب فأي شيء انفلع لله ملن هلذا اللدواء #لعلل عتبلك محملود
عواقبه %وربما صحت الجسام بالعلل ونكتة هذا الوجه ان العبد متى شهد
صلحه واستقامته شمخ بانفه وتعللاظمت نفسلله وظللن انله وأنلله أي عظيمللا
فإذا ابتلى بالذنب تصاغرت اليه نفسه وذل وخضع وتيقن انلله وأنلله أي عبللدا
ذليل
فصل ومنها ان العبد يعرف حقيقة نفسه وأنها الظالمة وان ما صدر منها
من شر فقد صدر من اهله ومعدنه إذ الجهل والظلللم منبللع الشللر كللله وان
كل ما فيها من خير وعلم وهدى وإنابة وتقوى فهو من ربها تعالى هللو الللذي
زكاها به وأعطاها إياه ل منها فإذا لم يشأ تزكية العبد تركه مع دواعي ظلمه
وجهله فهو تعالى الذي يزكى ملن يشلاء ملن النفللوس فللتزكو وتلأتي بلأنواع
الخير والبر ويترك تزكية من يشاء منها فتأتي بأنواع الشر والخبث وكان من
دعاء النبي اللهم آت نفسي تقوهللا وزكهللا انللت خيللر مللن زكاهللا انللت وليهللا
ومولها فإذا ابتلى الله العبد بالذنب عرف نفسه ونقصها فرتب له على ذلك
التعريف حكم ومصالح عديدة منها انه يانف من نقصللها ويجتهللد فللي كمالهللا
ومنها أنه يعلم فقرها دائما إلى من يتولها ويحفظها ومنها انه يستريح ويريح
العباد من الرعونات والحماقات التي ادعاها اهللل الجهللل فللي انفسللهم مللن
قدم او اتصال بالقديم او اتحاد به او حلللول فيلله اوغيللر ذلللك مللن المحللالت
فلول ان هؤلء غاب عنهم شهودهم لنقص انفسهم وحقيقتها لم يقعللوا فيمللا
وقعوا فيه
فصل ومنها تعريفه سبحانه عبده سعة حلمه وكرمه في ستره عليه وأنه لو
شاء لعاجله على الذنب ولهتكه بين عباده فلم يطب للله معهللم عيللش ابللدا
ولكن جلله بستره غشاه بحلمه وقيض له من يحفظه وهو في حالته تلك بل
كان شاهدا وهو يبارزه بالمعاصي والثام وهو مللع ذلللك يحرسلله بعينلله الللتي
لتنام وقد جاء في بعض الثار يقول الله تعالى انا الجواد الكريم من اعظللم
مني جودا وكرما عبادي يبارزونني
بالعظائم وأنا أكلوهم في منازلهم فأي حلم اعظم من هذا الحلللم وأي كللرم
اوسع من هذا الكرم فلول حلمه وكرملله ومغفرتلله لمللا اسللتقرت السللموات
والرض في أماكنها وتأمل قوله تعالى ان الله يمسك السللموات والرض ان
تزول ولئن زالتا إن امسكهما من احد من بعده الية هذه الية تقتضي الحلم
والمغفرة فلول حلملله ومغفرتلله لزالتللا عللن اماكنهمللا ومللن هللذا قللوله تكللاد
السموات يتفطرن منه وتنشق الرض وتخر الجبللال هللدا ان دعللوا للرحمللن
ولدا
فصل ومنها تعريفه عبده انه ل سبيل له إلى النجاة إل بعفوه ومغفرته
وانه رهين بحقه فإن لم يتغمده بعفللوه ومغفرتلله وإل فهللو مللن الهللالكين ل
محالة فليس احد مللن خلقلله إل وهللو محتللاج الللى عفللوه ومغفرتلله كمللا هللو
محتاج الى فضله ورحمته
فصل ومنها تعريفه عبده كرمه سبحانه في قبول توبته ومغفرته له على
ظلمه واساءته فهو الذي جاد عليه بان وفقه للتوبة والهملله إياهللا ثللم قبلهللا
منه فتاب عليه اول وآخرا فتوبة العبد محفوفة بتوبة قبلها عليه من الله إذنللا
وتوفيقا وتوبة ثانية منه عليه قبول ورضا فله الفضل في التوبللة والكللرم اول
وآخرا ل إله إل هو
فصل ومنها إقامة حجة عدله على عبده ليعلم العبد ان لله عليه الحجة
البالغة فإذا اصابه ما اصابه من المكروه فل يقال من اين هللذا ول مللن ايللن
اتيت ول باي ذنب اصبت فما أصاب العبد من مصيبة قط دقيقة ول جليلة ال
بما كسبت يداه وما يعفو الله عنه اكللثر ومللانزل بلء قللط ال بللذنب ول رفللع
بلء إل بتوبة ولهذا وضع الله المصائب والبليا والمحن رحمة بين عباده يكفر
بها من خطاياهم فهي من اعظم نعمه عليهم وان كرهتها انفسهم ول يللدري
العبد أي النعمتين عليه اعظم نعمته عليلله فيمللا يكللره او نعمتلله عليلله فيمللا
يحب وما يصيب المؤمن من هم ول وصب ول اذى حتى الشللوكة يشللاكها إل
كفر الله بها من خطاياه وإذا كان للذنوب عقوبات ول بللد فكلمللا عللوقب بلله
العبد من ذلك قبل الموت خير له مما بعده وايسر وأسهل بكثير
فصل ومنها ان يعامل العبد بني جنسه في إسائتهم اليه وزلتهم معه
بما يحب ان يعامله الله به في اساءته وزلته وذنوبه فإن الجزاء من جنللس
العمل فمن عفا عفى الله عنه ومن سامح اخللاه فللي إسللاءته اليلله سللامحه
الله في سيئاته ومن أغضي وتجاوز تجاوز الله عنه ومن استقصى استقصى
عليه
ول تنس حال الذي قبضت الملئكة روحلله فقيللل للله هللل عملللت خيللرا هللل
عملت حسنة قال ما اعلمه قيل تذكر قللال كنللت ابللايع النللاس فكنللت انظللر
الموسر واتجلاوز علن المعسللر او قللال كنلت املر فتيللاني ان يتجلاوزوا فللي
السكة فقال الله نحن احق بذلك منك وتجاوز الله عنه فالله عز وجل يعامل
العبد في ذنوبه بمثل ما يعامل به العبد الناس في ذنوبهم فللإذا عللرف العبللد
ذلك كان في ابتلئه بالذنوب من الحكم والفوائد ما هو انفع الشياء له
فصل ومنها انه إذا عرف هذا فاحسن الى من اساء اليه ولم يقابله
بإساءته إساءة مثلها تعرض بذلك لمثلها من ربه تعالى وأنلله سللبحانه يقللال
اساءته وذنوبه باحسانه كما كان هو يقابللل بللذلك اسللاءة الخلللق اليلله والللله
اوسع فضل وأكرم واجزل عطاء فمن احب ان يقابل الله إسللاءته بالحسللان
فليقابل هو إساءة النللاس اليلله بالحسللان ومللن علللم ان الللذنوب والسللاءة
لزمة للنسان لم تعظم عنده اساءة الناس اليه فليتأمل هللو حللاله مللع الللله
كيف هي مع فرط احسانه اليه وحاجته هو الى ربه وهو هكللذا للله فللإذا كللان
العبد هكذا لربه فكيف ينكران يكون الناس له بتلك المنزلة ومنهللا انلله يقيللم
معاذير الخلئق وتتسع رحمته لهم ويتفللرج بطلانه ويللزول عنلله ذللك الحصللر
والضيق والنحراف واكل بعضه بعضللا ويسللتريح العصللاة مللن دعللائه عليهللم
وقنوطه منهم وسؤال الله ان يخسف بهم الرض ويسلط عليهللم البلء فللإنه
حينئذ يرى نفسه واحدا منهم فهو يسأل الله لهم ما يسللأله لنفسلله وإذا دعللا
لنفسه بالتوبة والمغفللرة ادخلهللم معلله فيرجللو لهللم فللوق مللا يرجللو لنفسلله
ويخاف على نفسه اكثر مما يخاف عليهم فأين هذا منحاله الولى وهو ناظر
اليهم بعين الحتقار والزدراء ل يجد في قلبه رحمة لهم ول دعللوة ول يرجللو
لهم نجاة فالذنب في حق مثل هذا من اعظم اسباب رحمته مع هللذا فيقيللم
امر الله فيهم طاعة لله ورحمة بهم وإحسانا اليهم إذ هللوعين مصللالحتهم ل
غلظة ول قوة ول فظاظة
فصل ومنها ان يخلع صولة الطاعة من قلبه وينزع عنه رداء الكبر
والعظمة الذي ليس له ويلبس ردءا الللذل والنكسللار والفقللر والفاقللة فلللو
دامت تلك الصولة والعزة في قلبه لخيف عليه ما هو من اعظم الفات كمللا
في الحديث لو لم تذنبوا لخفت عليكم ما هو اشد مللن ذلللك العجللب او كمللا
قال فكم بين آثار العجب والكبر وصولة الطاعة وبيللن آثللار الللذل والنكسللار
كما قيل يا آدم ل تجزع من كأس زلل كانت سبب كيسك فقد استخرج منك
داء العجب والبست رداء العبودية يا آدم ل تجزع من قولي لك اخرج منها
فلك خلقتها ولكن انللزل الللى دار المجاهللدة وابللذر بللذر العبوديللة فللإذا كمللل
الزرع واستحصد فتعال فاستوفه ل يوحشنك ذاك العتب ان للله لطفللا يريللك
الرضا في حالة الغضب فبينما هللو لبللس ثللوب الذلل الللذي ل يليللق بمثللله
تداركه ربه برحمته فنزعه عنه والبسه ثوب الذل الذل ل يليللق بالعبللد غيللره
فملا لبلس العبلد ثوبلا اكملل عليله ول احسلن ول ابهلى ملن ثلوب العبوديلة
وهوثوب المذلة الذي ل عزله بغيره
فصل ومنها ان لله عز وجل على القلوب انواعا من العبودية من الخشية
والخللوف والشللفاق وتوابعهللا مللن المحبللة والنابللة وابتغللاء الوسلليلة اليلله
وتوابعها وهذه العبوديات لها اسباب تهيجها وتبعث عليها فكلما قيضلله الللرب
تعالى لعبده من السباب الباعثللة علللى ذلللك المهيجللة للله فهللو مللن اسللباب
رحمته له ورب ذنب قد هاج لصاحبه من الخوف والشللفاق والوجللل ولنابللة
والمحبة واليثار والفرار الى الله مال يهيجه له كثير من الطاعات وكللم مللن
ذنب كان سببا لستقامة العبد وفراره الى الله وبعده عن طللرق الغللي وهللو
بمنزلة من خلط فأحس بسوء مزاجه وكان عنده اخلط مزمنة قاتلة وهللو ل
يشعر بها فشرب دواء ازال تلك الخلط العفنة التي لللو دامللت لللترامت بلله
الى الفساد والعطب وان من تبلغ رحمته ولطفه وبره بعبده هذا المبلغ ومللا
هو اعجب والطف منه لحقيق بان يكون الحب كللله للله والطاعللات كلهللا للله
وان يذكر فل ينسى ويطاع فل يعصى ويشكر فل يكفر
فصل ومنها انه يعرف العبد مقدار نعمة معافاته وفضله في توفيقه له
وحفظه إياه فإنه من تربى في العافية ل يعلم ما يقاسيه المبتلى ول يعرف
مقدار النعمة فلو عرف اهل طاعة الله انهم هم المنعم عليهم في الحقيقللة
وان الله عليهم من الشللكر اضللعاف مللا علللى غيرهللم وان تسللودوا الللتراب
ومضغوا الحصى فهم اهل النعمللة المطلقللة وان مللن خلللى الللله بينلله وبيللن
معاصيه فقد سقط من عينه وهان عليه وان ذلك ليس من كرامته على ربلله
وان وسع الله عليه في الدنيا ومد له مللن اسللبابها فللإنهم اهللل البتلء علللى
الحقيقة فإذا طالبت العبد نفسه بما تطالبه مللن الحظللوظ والقسللام وأرتلله
انه في بلية وضائقة تداركه الله برحمته وابتله ببعض الذنوب فرأى ما كللان
فيه من المعافاة والنعمة وأنه ل نسبة لما كان فيه من النعم الى مللا طلبتلله
نفسه من الحظوظ فحينئذ يكون اكللثر أمللانيه وآمللاله العللود الللى حالللة وان
يمنعه الله بعافيته
ذلك الى ضده وهو ل يشعر وربما ظن ان كثيرا من اسباب الهلك والعطللب
تفضي به الى السلمة والمن والعافية فيكون هلكه على يدي نفسه وهو ل
يشعر وما اكثر هذا الضللرب مللن النللاس فللإذا عللرف الضللدين وعلللم مباينللة
الطرفين وعرف اسباب الهلك على التفصيل كان احرى ان تدوم له النعمة
مالم يؤثر اسباب زوالها على علم وفي مثل هذا قال القائل #عرفت الشر
ل للشر لكن لتقوقيه %ومن ل يعرف الشر من الناس يقع فيه وهللذه حللال
المؤمن يكون فطنا حاذقا اعرف الناس بالشر وأبعدهم منه فللإذا تكلللم فللي
الشر واسبابه ظننته من شر الناس فإذا خالطته وعرفت طللويته رأيتلله مللن
ابر الناس والمقصود ان من بلى بالفللات صللار ملن اعللرف النللاس بطرقهللا
وامكنه ان يسدها عللى نفسله وعللى ملن استنصلحه ملن النلاس وملن للم
يستنصحه
فصل ومنها انه سبحانه يذيق عبده الم الحجاب عنه والعبد وزوال ذلك
النس والقرب ليمتحن عبده فإن اقام علللى الرضللا بهللذه الحللال ولللم يجللد
نفسه تطالبه حالها الول مع الله بل اطمأنت وسكنت الى غيره علللم انلله ل
يصلح فوضللعه فللي مرتبتلله الللتي تليللق بلله وإن اسللتغاث اسللتغاثة الملهلوف
وتقلق تقلق المركوب ودعا دعاء المضطر وعلم انه قد فاتته حياته حقا فهو
يهتف بربه ان يردعليه حياته ويعيد عليه مال حياة له بدونه علللم انلله موضللع
لما اهل له فرد عليه احوج ما هو اليه فعظمت بلله فرحتلله وكملللت بلله لللذته
وتمت به نعمته واتصل به سروره وعلم حينئذ مقداره فعللض عليلله بالنواجللذ
وثنى عليه الخناصر وكان حاله كحال ذلك الفاقد لراحلته التي عليها طعللامه
وشرابه في الرض المهلكة إذا وجدها بعد معاينللة الهلك فمللا اعظللم موقللع
ذلك الوجدان عنده ولله اسرار وحكللم ومنبهللات وتعريفللات ل تنالهللا عقللول
البشر #فقل لغليظ القلب ويحك ليللس ذا %بعشللك فللادرج طالبللا عشللك
البالي ول تك ممن مد باعا الللى جنللا %فقصللر عنلله قللال ذا ليللس بالحللالي
فالعبد إذا بلى بعد النس بالوحشة وبعد القرب بنللار البعللاد اشللتاقت نفسلله
الى لذة تلك المعاملة فحنت وانت وتصدعت وتعرضت لنفحات من ليس لها
منه عوض ابدا ول سلليما إذا تللذكرت بللره ولطفلله وحنللانه وقربلله فللإن هللذه
الذكرى تمنعها القرار وتهيج منها البلبل كما قللال القللائل وقللد فللاته طللواف
الوادع فركب الخطار ورجع اليه #ولمللا تللذكرت المنللازل بللالحمى %ولللم
يقض لي تسليمة المتزود تيقنت ان العيش ليس بنافعي %إذا انا لللم انظللر
اليها بموعد وان استمر اعراضها ولللم تحللن الللى معهللدها الول ولللم تحللس
بفاقتها الشديدة وضرورتها
الى مراجعة قربهللا مللن ربهللا فهللي ممللن إذا غللاب لللم يطلللب وإذا ابللق لللم
يسترجع وإذا جنى لم يتعتب وهذه هي النفلوس الللتي لللم تؤهللل لملا هنالللك
وبحسب المعترض هذا الحرمان فإنه يكفيه وذلك ذنب عقابه فيه
فصللل ومنهللا ان الحكمللة اللهيللة اقتضللت تركيللب الشللهوة والغضللب فللي
النسان
وهاتللان القوتللان فيلله بمنزلللة صللفاته الذاتيللة ل ينفللك عنهماوبهمللا وقعللت
المحنللةوالبتلء وعللرض لنيللل الللدرجات العلللى واللحللاق بللالرفيق العلللى
والهبوط الى اسللفل سللافلين فهاتللان القوتللان ل يللدعان العبللد حللتى ينيلنلله
منازل البرار او يضعانه تحت اقللدام الشللرار ولللن يجعللل الللله مللن شللهوته
مصروفة الى ما اعد له في دار النعيم وغضبه حميللة لللله ولكتللابه ولرسللوله
ولدينه كمن جعل شهوته مصروفة في هواه وامانيه العاجلة وغضبه مقصللور
على حظه ولو انتهكت محارم الله وحدوده وعطلت شرائعه وسللننه بعللد ان
يكون هو ملحوظا بعين الحترام والتعظيم والتوقير ونفوذ الكلمة وهذه حال
اكثر الرؤساء اعاذنا الله منها فلن يجعله الله هذين الصنفين في دار واحللدة
فهذا صعد بشهوته وغضبه الللى اعلللى علييللن وهللذا هللوى بهمللا الللى أسللفل
سافلين والمقصود ان تركيب النسان على هذا الوجه هوغاية الحكمة ول بد
ان يقتضي كل واحد من القوتين اثره فل بد مللن وقللوع الللذنب والمخالفللات
والمعاصي فل بد من ترتب آثار هللاتين القللوتين عليهمللا ولللو لللم يخلقللا فللي
النسان لم يكن انسانا بل كان ملكا فالترتب من موجبات النسانية كما قال
النبي كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون فأما ملن اكتنفتله العصلمة
وضربت عليه سرادقات الحفظ فهم اقل افراد النوع النساني وهم خلصللته
ولبه
فصل ومنها ان الله سبحانه إذا أراد بعبده خيرا انساه رؤية طاعاته
ورفعها من قلبه ولسانه فإذا ابتلى بالذنب جعله نصب عينيه ونسى طاعاته
وجعل همه كللله بللذنبه فل يللزال ذنبلله امللامه ان قللام او قعللد او غللدا او راح
فيكون هذا عين الرحمة في حقه كمللا قللال بعللض السلللف ان العبللد ليعمللل
الذنب فيدخل به الجنة ويعمل الحسنة فيدخل بها النارقالوا وكيف ذلك قللال
يعمل الخطيئة فلتزال نصب عينيه كلما ذكرهللا بكللى ونللدم وتللاب واسللتغفر
وتضرع وأناب اللى اللله وذل لله وانكسلر وعملل لهلا اعملال فتكلون سلبب
الرحمة في حقه ويعمل الحسنة فلتزال نصب عينيه يمن بهللا ويراهللا ويعتللد
بها على ربه وعلى الخلق ويتكبر بها ويتعجب مللن النللاس كيللف ل يعظمللونه
ويكرمونه ويجلونه عليها فل تزال هذه المور به حتى
تقوى عليه آثارها فتدخله النار فعلمة السعادة ان تكون حسنات العبد خلف
ظهره وسيئاته نصب عينيه وعلمة الشقاوة ان يجعل حسللناته نصللب عينيلله
وسيئاته خلف ظهره والله المستعان
فصل ومنها ان شهود العبد ذنوبه وخطاياه موجب له ان ل يرى لنفسه
على احد فضل ول له على احللد حقللا فللإنه يشللهد عيللوب نفسله وذنللوبه فل
يظن انه خير من مسلم يؤمن بالله ورسوله ويحرم مللا حللرم الللله ورسللوله
وإذا شهد ذلك من نفسه لم يرلها على الناس حقوقا مللن الكللرم يتقاضللاهم
اياها ويذمهم على ترك القيام بها فإنها عنده اخس قدرا واقل قيمللة مللن ان
يكون له بها على عباد الله حقوق يجب عليهم مراعاتهللا اوللله عليهللم فضللل
يستحق ان يكرم ويعظم ويقدم لجلها فيرى ان من سلم عليه او لقيه بوجه
منبسط فقد احسن اليه وبذل له مال يستحقه فاستراح هذا في نفسه وأراح
الناس من شكايته وغضبه على الوجود واهله فمللا اطيللب عيشلله ومللا انعللم
باله وما اقرعينه واين هذا ممن ل يزال عاتبا على الخلق شاكيا ترك قيامهم
بحقه ساخطا عليهم وهم عليه اسخط
فصل ومنها انه ويوجب له المساك عن عيوب الناس والفكر فيها فإنه في
شغل بعيب نفسه فطوبى لمن شغله عيبه عللن عيللوب النللاس وويللل لمللن
نسي عيبه وتفرغ لعيوب الناس هذا من علمللة الشللقاوة كمللا ان الول مللن
امارات السللعادة ومنهللا انلله إذا وقللع فللي الللذنب شللهد نفسلله مثللل اخللوانه
الخطائين وشهد ان المصيبة واحدة والجميع مشتركون في الحاجة بللل فللي
الضورروة الى مغفرة الله وعفوه ورحمته فكما يحب ان يسللتغفر للله اخللوه
المسلم كذلك هو ايضا ينبغي ان يستغفر لخيه المسلم فيصللير هجيللراه رب
اغفر لي ولوالدي وللمسلمين والمسلمات وللمؤمنين والمؤمنات وقللد كللان
بعض السلف يستحب لكل احد ان يداوم على هذا الللدعاء كللل يللوم سللبعين
مرة فيجعل له منه وردا ل يخل به وسمعت شيخنا يللذكره وذكللر فيلله فضللل
عظيما ل احفظه وربما كان من جملة اوراده التي ل يخل بها وسمعته يقللول
ان جعله بين السجدتين جائز فللإذا شللهدالعبد ان اخللوانه مصللابون بمثللل مللا
اصيب به محتاجون الى ما هو محتاج اليه لم يمتنع من مساعدتهم ال لفللرط
جهل بمغفرة الله وفضله وحقيق بهذا ان ل يساعد فللإن الجللزاء مللن جنللس
العمل وقد قال بعض السلف إن الله لما عتب علىالملئكة بسبب قللولهم ^
اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ^ وامتحللن هللاروت ومللاروت بملا
امتحنهما به جعلت الملئكة بعد ذلك تستغفر لبني آدم وتدعوالله لهم
فصل ومنها انه إذا شهدنفسه مع ربه مسيئا خاطئا مفرطا مع فرط إحسان
الله اليه في كل طرفة عين وبره بلله ودفعلله عنلله وشللدة حللاجته الللى ربلله
وعدم استغنائه عنه نفسللا واحللدا وهللذه حللاله معلله فكيللف يطمللع ان يكللون
الناس معه كما يحب وان يعاملوه بمحض الحسان وهو لم يعامل ربه بتلللك
المعاملة وكيف يطمع ان يطيعه مملوكه وولده وزوجته في كل مللا يريللد ول
يعصلونه ل يخلللون بحقللوقه وهللو مللع ربلله ليللس كللذلك وهللذا يللوجب للله ان
يستغفر لمسيئهم ويعفو عنه ويسامحه ويغضللي عللن الستقصللاء فللي طلللب
حقه فهذه الثمار ونحوها متى اجتناها العبللد مللن الللذنب فهللي علمللة كللونه
رحمة في حقه ومن اجتنى منه اضدادها واوجبت له خلف مللا ذكرنللاه فهللي
والله علمة الشقاوة وأنه من هوانه على الله وسقوطه من عينه خلللى بينلله
وبين معاصيه ليقيم عليه حجة عدله فيعاقبه باسللتحقاقه وتتللداعى السلليئات
في حق مثل هذا وتتألف فيتولد من الذنب الواحد ما شاء الله مللن المتللالف
والمعاطب التي يهوى بها في دركات العذاب والمصيبة كل المصلليبة الللذنب
الذي يتولد من الذنب ثم يتولد ملن الثنيللن ثلالث ثللم تقلوى الثلثللة فتلوجب
رابعا وهلم جرا ومن لم يكن له فقه نفس في هذا الباب هلللك مللن حيللث ل
يشعر فالحسنات والسيئات آخذ بعضها برقاب بعض يتلو بعضها بعضا ويثمللر
بعضها بعض قال بعض السلف إن من ثواب الحسنة الحسللنةبعدها وإن مللن
عقاب السيئة السيئة بعدها وهذا اظهر عند الناس من ان تضرب له المثللال
وتطلب له الشواهد والله المستعان
فصل وإذا تأملت حكمته سبحانه فيما ابتلى به عباده وصفوته بما ساقهم
به الى اجل الغايات وأكمل النهايات الللتي لللم يكونوايعللبرون اليهللا إل علللى
جسر من البتلء والمتحان وكان ذلك الجسر لكماله كالجسر الذي ل سبيل
الى عبورهم الى الجنة إل عليه وكان ذلك البتلء ولمتحان عين المنهج فللي
حقهم والكرامة فصورته صورة ابتلء وامتحان وباطنه فيلله الرحمللة والنعمللة
فكم لله من نعمة جسيمة ومنه عظيمة تجنى من قطوف البتلء والمتحللان
فتأمل حال ابينا آدم وما آلت اليلله محنتلله مللن الصللطفاء والجتبللاء والتوبللة
والهداية ورفعة المنزلة ولول تلك المحنة التي جرت عليه وهي إخراجه مللن
الجنة وتوابع ذلك لما وصل الى ما وصل اليه فكم بين حالته الولللى وحللالته
الثانية في نهايته وتأمل حال ابينا الثاني نللوح ومللا آلللت اليلله محنتلله وصللبره
على قومه تلك القرون كلها حتى اقر الله عينه واغللرق اهللل الرض بللدعوته
وجعل العالم بعده من ذريته وجعله خامس خمسة وهللم اولللو العللزم الللذين
هم افضل الرسل وأمر رسوله ونبيه محمللدا ان يصللبر كصللبره واثنللى عليلله
بالشكر فقال ^ إنه كان عبدا ^
^ شللكورا ^ فوصللفه بكمللال الصللبر والشللكر ثللم تأمللل حللال ابينللا الثللالث
إبراهيم إمام الحنفاء وشيخ النبياء وعمود العللالم وخليللل رب العللالمين مللن
بني آدم وتأمل ما آلت اليه محنته وصبره وبذله نفسه لله وتأمل كيف آل به
بذله لله نفسلله ونصللره دينلله الىللان اتخللذه الللله خليل لنفسلله وامللر رسللوله
وخليله محمدا ان يتبع ملته وأنبهك على خصلة واحدة مما اكرمه الله به في
محنته بذبح ولده فإن الله تبارك وتعالى جازاه على تسليمه ولده لمللر الللله
بان بارك في نسله وكثرة حتى مل السهل والجبل فإن الله تبارك وتعللالى ل
يتكرم عليه احد وهو اكرم الكرمين فمن ترك لللوجهه امللرا او فعللله لللوجهه
بذل الله له اضعاف ما تركه من ذلك المر اضعافا مضاعفة وجازاه باضعاف
ما فعله لجله اضعافا مضاعفة فلما أمر إبراهيم بذبح ولده فبللادر لمللر الللله
ووافق عليه الولد أباه رضاء منهما وتسليما وعلم الله منهما الصدق والوفاء
فداه بذبح عظيم واعطاهما ما اعطاهما من فضله وكان مللن بعللض عطايللاه
ان بارك في ذريتهما حتى ملؤا الرض فإن المقصود بالولد إنما هو التناسللل
وتكثير الذرية ولهذا قال إبراهيم ^ رب هب لي مللن الصللالحين ^ وقللال ^
رب اجعلني مقيم الصلة ومن ذريتي ^ فغاية ما كان يحذر ويخشى من ذبح
ولده انقطاع نسله فلما بذل ولده لللله وبللذل الولللد نفسلله ضللاعف الللله للله
النسل وبارك فيه وكثر حتى مللؤا الللدنيا وجعللل النبللوة والكتلاب فلي ذريتله
خاصة وأخرج منهم محمدا وقد ذكر ان داود عليه السلم اراد ان يعلللم عللدد
بني إسرائيل فأمر بإحضارهم وبعث لذلك نقباء وعرفاء وامرهللم ان يرفعللوا
اليه ما بلغ عددهم فمكثوا مدة ل يقدرون على ذلك فأوحى الله إلى داود ان
قد علمت اني وعدت أباك إبراهيم لما أمرته بذبللح ولللده فبللادر الللى طاعللة
امري ان أبارك له في ذريته حتى يصيروا في عدد النجوم واجعلهم بحيللث ل
يحصى عددهم وقد اردت ان يحصى عددا قدرت انلله ل يحصللى وذكللر بللاقي
الحديث فجعل من نسله هاتين المتين العظيمتين اللللتين ل يحصللى عللددهم
ال الله خالقهم ورازقهللم وهللم بنللو إسللرائيل وبنلو إسلمايعل هلذا سلوى ملا
أكرمه الله به من رفع الذكر والثناء الجميل عللى السلنة جميلع المللم وفللي
السموات بين الملئكة فهذا من بعللض ثمللرة معللاملته فتبللا لمللن عرفلله ثللم
عامل غيره ما اخسر صفقته وما اعظم حسرته
فصل ثم تأمل حال الكليم موسى عليه السلم وما آلت اليه محنته
وفتونه من اول ولدته الى منتهى امره حتى كلمه الللله تكليمللا وقربلله منلله
وكتب له التوراة بيده ورفعه الى اعلى السللموات واحتمللل للله مللال يحتمللل
لغيره فإنه رمى اللواح على الرض حتىتكسرت اخذ بلحية نبي الللله هللارون
وجره اليه ولطم وجه ملك الموت ففقأ عينه وخاصم ربه ليلللة السللراء فللي
شأن
رسول الله وربه يحبلله علللى ذلللك كللله ول سللقط شلليء منلله مللن عينلله ول
سقطت منزلته عنده بل هو الوجيه عند الله القريلب وللول ماتقللدم لله ملن
السوابق وتحمل الشدائد والمحن العظام في الله ومقاسات المللر الشللديد
بين فرعون وقومه ثم بنى إسرائيل وما آذوه به وما صبر عليهم لله لم يكن
ذلك ثم تأمل حال المسيح وصبره على قومه واحتماله في الله ومللا تحمللله
منهم حتى رفعلله الللله إليلله وطهللره مللن الللذين كفللروا وانتقللم مللن اعللدائه
وقطعهم في الرض ومزقهم كل ممزق وسلبهم ملكهم وفخرهللم الللى آخللر
الدهر
فصل فإذا جئت الىالنبي وتأملت سيرته مع قومه وصبره في الله
واحتماله مالم يحتمله نبي قبله وتلون الحوال عليه من سلم وخوف وغنللي
وفقر وأمن وإقامة في وطنه وظعن عنه وتركه لله وقتل احبابه واوليائه بين
يديه واذى الكفار له بسائر انواع الذى من القول والفعل والسللحر والكللذب
والفتراء عليه والبهتان وهو مع ذلك كله صابر على امر الله يدعو الللى الللله
فلم يؤذ نبي ما أوذي ولم يحتمل في الله ما احتمله ولم يعط نبي ما اعطيه
فرفع الله له ذكره وقللرن اسللمعه باسللمه وجعللله سلليدالناس كلهللم وجعللله
اقرب الخلق اليلله وسلليلة واعظمهللم عنللده جاهللا واسللمعهم عنللده شللفاعة
وكانت تلك المحن والبتلء عين كرامته وهي مما زاده الله بها شرفا وفضللل
وساقه بها الى أعل المقامات وهذا حال ورثته من بعده المثل فالمثللل كللل
له نصيب من المحنة يسوقه الله به إلى كملاله بحسلب متلابعته لله وملن ل
نصيب له من ذلك فحظه من الدنيا حللظ مللن خلللق لهللا وخلقللت للله وجعللل
خلقه ونصيبه فيها فهو يأكل منها رغدا ويتمتللع فيهللا حللتى ينللاله نصلليبه مللن
الكتاب يمتحن اولياء الله وهو في دعللة وخفللض عيللش ويخللافون وهللو آمللن
ويحزنون وهو في اهله مسرور له شأن ولهم شللأن وهللو فللي واد وهللم فللي
واد همه ما يقيم به جاهه ويسلم به ماله وتسمع به كلمته لزم مللن ذلللك مللا
لزم ورضى من رضى وسللخط مللن سللخط وهمهللم إقامللة ديللن الللله وإعلء
كلمته وإعزاز اوليائه وان تكون الدعوة له وحده فيكون هو وحده المعبللود ل
غيره ورسوله المطاع ل سواه فلله سللبحانه مللن الحكللم فللي ابتلئه انبيللاءه
ورسله وعباده المؤمنين ما تتقاصر عقول العالمين عن معرفته وهللل وصللل
من وصل الى المقامات المحمودة والنهايات الفاضلة إل على جسر المحنللة
والبتلء #كذا المعالي إذا ما رمت ندركها %فللاعبر اليهلا علللى جسللر ملن
التعب والحمد لله وحده وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلللم تسللليما
كثيرا دائما ابدا الى يوم الدين ورضى الله عن اصحاب رسول الله اجمعين
فصل وإذا تأملت الحكمة الباهرة في هذا الدين القويم والملة
الحنيفية والشريعة المحمدية التي ل
تنال العبارة كمالها ول يدرك الوصللف حسللنها ول تقللترح عقللول العقلء ولللو
اجتمعت وكانت على اكمل عقل رجل منهم فوقها وحسب العقللول الكاملللة
الفاضلة ان ادركت حسنها وشهدت بفضلللها وانلله مللا طللرق العللالم شللريعة
اكمل ول اجل ول اعظم منهلا فهلي نفسلها الشلاهد والمشلهود لله والحجلة
والمحتج له والدعوى والبرهان ولو لم يأت الرسول ببرهان عليها لكفللى بهللا
برهانا وآية وشاهدا على انها من عنللد الللله وكلهللا شللاهدة للله بكمللال العلللم
وكمال الحكمة وسعة الرحملةوالبر والحسلان والحاطلة بلالغيب والشلهادة
والعلم بالمباديء والعواقب وأنها من اعظم نعللم الللله الللتي انعللم بهللا علللى
عباده فما انعم عليهم بنعمة اجل من ان هداهم لها وجعلهم من اهلها وممن
ارتضاهم لها فلهذا امتن على عباده بان هداهم لهللا قللال تعللالى ^ لقللد مللن
الله علللى المللؤمنين إذ بعللث فيهللم رسللول مللن انفسللهم يتلللو عليهللم آيللاته
ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبللل لفللي ضلللل مللبين ^
وقال معرفا لعباده ومذكرا لهم عظيم نعمته عليهم مسللتدعيا منهللم شللكره
على ان جعلهم من اهلها اليوم اكملت لكم دينكم الية وتأمللل كيللف وصللف
الدين الذي اختاره لهم بالكمال والنعمة الللتي اسللبغها عليهللم بالتمللام إيللذانا
في الدين بأنه ل نقص فيه ول عيب ول خلل ول شلليء خارجللا عللن الحكمللة
بوجه بل هو الكامل في حسنه وجللته ووصف النعمة بالتمام إيذانا بللدوامها
واتصالها وأنه ل يسلبهم إياها بعد إذ أعطاهموها بل يتمهللا لهللم بالللدوام فللي
هذه الللدار وفللي دار القللرار وتأمللل حسللن اقللتران التمللام بالنعمللة وحسللن
اقتران الكمال بالدين وإضافة الدين اليهم إذ هم القائمون به المقيمللون للله
وأضاف النعمة اليه إذ هو وليها ومسديها والمنعم بها عليهم فهي نعمته حقللا
وهم قابلوها واتى في الكمال باللم المؤذنة بالختصاص وأنلله شلليء خصللوا
بلله دون المللم وفللي إتمللام النعمللة بعلللى المؤذنللة بالسللتعلء والشللتمال
والحاطة فجاء اتممت في مقابلة أكملت وعليكم في مقابلللة لكللم ونعمللتي
في مقابلة دينكم واكد ذلللك وزاده تقريللرا وكمللال وإتمامللا للنعمللة بقللوله ^
ورضيت لكم السلم دينا ^ وكان بعض السلف الصالح يقول ياله مللن ديللن
لو ان له رجال وقللد ذكرنللا فصللل مختصللرا فللي دللللة خلقلله علللى وحللدانيته
وصفات كماله ونعوت جلله وأسمائه الحسللنى واردنللا ان نختللم بلله القسللم
الول مللن الكتللاب ثللم راينللا ان نتبعلله فصللل فللي دللللة دينلله وشللرعه علللى
وحدانيته وعلمه وحكمته ورحمته وسائر صللفات كمللاله إذ هللذا مللن أشللرف
العلوم التي يكتسبها العبد في هذه الدار ويدخل بها الللى الللدار الخللرة وقللد
كان الولى بنا المساك عن ذلك لن ما يصفه الواصللفون منلله وتنتهللي اليلله
علومهم هو كما يدخل الرجل اصبعه في اليم ثم ينزعها فهو يصف البحر بما
يعلق على إصبعه من البلللل وأيللن ذلللك مللن البحللر فيظللن السللامع ان تلللك
الصفة احاطت بالبحر وإنما هي صفة ما علق بالصبع منلله وإل فللالمر اجللل
وأعظم وأوسع من ان تحيط عقول البشر بأدنى جزء منه وماذا عسى
ان يصف به الناظر الى قرص الشمس من ضوئها وقدرها وحسنها وعجائب
صنع الله فيها ولكن قد رضى الله من عباده بالثناء عليه وذكر آلئه وأسمائه
وصفاته وحكمته وجلله مع انه ليحصى ثناء عليه ابدا بل هو كما اثنللى علللى
نفسه فل يبلغ مخلوق ثناء عليلله تبللارك وتعللالى ول وصللف كتللابه ودينلله بمللا
ينبغي له بل ل يبلغ احد من المة ثناء على رسوله كما هو اهل ان يثني عليه
بل هو فوق ما يثنون به عليه ومع هذا ان الله تعللالى يحللب ان يحمللد ويثنللي
عليه وعلى كتللابه ودينلله ورسللوله فهللذه مقدمللة اعتللذار بيللن يللدي القصللور
والتقصير من راكب هذا البحر العظم والله عليم بمقاصد العباد دنياهم وهو
اولى بالعذر والتجاوز
فصل وبصائر الناس في هذا النور الباهر تنقسم الى ثلثة اقسام احدها
من عدم بصيرة اليمان جملللة فهللو ل يللرى مللن هللذا الصللنف ال الظلمللات
والرعد والبرق فهو يجعل اصبعيه في اذنه من الصواعق ويده على عينه من
الللبرق خشللية ان يخطللف بصللره ول يجللاوز نظللره مللا وراء ذلللك مللن
الرحمةواسباب الحياة البدية فهذا القسم هو الذي لم يرفع بهذا الدين رأسا
ولم يقبل هدى الله الذي هدى به عباده ولو جاءته كل آية لنه ممللن سللبقت
له الشقاوة وحقت عليه الكلمة ففائدة إنذار هذا إقامة الحجللة عليلله ليعللذب
بللذنبه ل بمجللرد علللم الللله فيلله القسللم الثللاني اصللحاب البصلليرة الضللعيفة
الخفاشية الذين نسبة ابصارهم الى هذا النللور كنسللبة ابصللار الخفللاش الللى
جرم الشمس فهم تبع لبائهم واسلللفهم دينهللم ديللن العللادة والمنشللأ وهللم
الذين قال فيهم امير المؤمنين على بن ابي طالب او منقادا للحق ل بصيره
له في إصابة فهؤلء إذا كلانوا منقلادين لهلل البصلائر ل يتخلالجهم شلك ول
ريب فهم على سبيل نجاة القسم الثالث وهو خلصة الوجود ولباب بني آدم
وهم اولو البصائر النافذة الذين شهدت بصللائرهم هللذا النللور المللبين فكللانوا
منه على بصليرة ويقيلن ومشلاهدة لحسلنه وكملاله بحيلث للو علرض عللى
عقولهم ضده لراوه كالليل البهم السود وهللذا هللو المحللك والفرقللان بينهللم
وبين الذين قبلهم فإن اولئك بحسب داعيهم ومن يقرن بهم كما قللال فيهللم
علي بن ابي طالب اتباع كل ناعق يميلون مع كل صائح لللم يستضلليئوا بنللور
العلم ولم يلجئوا الى ركن وثيق هللذا علمللة ملن عللدم البصلليرة فإنلك تللراه
يستحسن الشيء وضده ويمدح الشلليء ويللذمه بعينلله إذا جللاء فللي قللالب ل
يعرفه فيعظم طاعة الرسول ويرى عظيما مخالفته ثم هو مللن اشللد النللاس
مخالفة له ونفيا لما اثبته ومعاداة للقائمين بسلنته وهللذا ملن عللدم البصلليرة
فهذا القسلم الثلالث إنملا عملهلم عللى البصلائر وبهلا تفلاوت مراتبهلم فلي
درجات الفضل كما قال بعض السلف وقد ذكللر السللابقين فقللال إنمللا كللانوا
يعملون على البصائر وما اوتي احد افضل من بصيرة في دين الله ولو قصر
في العمل قال تعالى واذكر عبادنا إبراهيم وإسماعيل
وإسحق ويعقوب اولي اليللدي والبصللار قللال ابللن عبللاس اولللي القللوة فللي
طاعة الله والبصار في المعرفة في امر اللله وقلال قتلادة ومجاهلد اعطلوا
قوة في العبادة وبصرا في الدين واعلم النللاس ابصللرهم بللالحق إذا اختلللف
الناس وإن كان مقصرا في العمللل وتحللت كللل مللن هللذه القسللام انللواع ل
يحصى مقلادير تفاوتهللا إل اللله إذا عللرف هلذا فالقسلم الول ل ينتفللع بهلذا
الباب ول يزداد به ال ضللة والقسم الثاني ينتفع منه بقدر فهمه واسللتعداده
والقسم الثالث واليهم هذا الحديث يساق وهم اولللو اللبللاب الللذين يخصللهم
الله في كتابه بخطاب التنبيه والرشاد وهم المرادون على الحقيقة بالتذكرة
قال تعالى وما يتذكر ل اولو اللباب
فصل قد شهدت الفطر والعقول بأن للعالم ربا قادرا حليما عليما رحيما
كامل في ذاته وصللفاته ل يكللون إل مريللدا للخيللر لعبللاده مجريللا لهللم علللى
الشللريعة والسللنة الفاضلللة العللائدة باستصلللحهم الموافقللة لمللا ركللب فللي
عقولهم من استحسان الحسن واستقباح القبيح وما جبل طباعهم عليه مللن
إيثار النافع لهم المصلح لشأنهم وتللرك الضللار المفسللد لهللم وشللهدت هللذه
الشريعة له بأنه احكم الحاكمين وأرحم الراحمين وانه المحيللط بكللل شلليء
علما وإذا عرف ذلك فليس من الحكمة اللهيللة بللل ول الحكمللة فللي ملللوك
العالم انهم يسوون بين مللن هللو تحللت تللدبيرهم فللي تعريفهللم كلمللا يعرفلله
الملوك وإعلمهم جميع مللا يعلمللونه واطلعهللم علللى كللل مللا يجللرون عليلله
سياساتهم في انفسهم وفي منازلهم حتى ل يقيمو فللي بلللد فيهللا إل اخللبروا
من تحت ايديهم بالسبب في ذلك والمعنللى الللذي قصللدوه منلله ول يللأمرون
رعيتهم بأمر ول يضللربون عليهللم بعثللا ول يسوسللونهم سياسللة إل اخللبروهم
بوجه ذلك وسببه وغايته ومدته بل ل تتصللرف بهللم الحللوال فللي مطللاعمهم
وملبسهم ومراكبهم إل اوقفوهم على أغراضهم فيه ول شك ان هللذا منللاف
للحكمللة والمصلللحة بيللن المخلللوقين فكيللف بشللأن رب العللالمين واحكللم
الحاكمين الذي ل يشاركه في علملله ول حكمتلله احللد ابللدا فحسللب العقللول
الكاملة ان تستدل بما عرفت من حكمته على مللا غللاب عنهللا وتعلللم ان للله
حكمة في كل ما خلقه وأمر به وشرعه وهل تقتضي الحكمللة ان يخللبر الللله
تعالى كل عبد من عباده بكل ما يفعله ويوقفهم على وجه تدبيره في كل ما
يريده وعلللى حكمتلله فللي صللغير مللا ذرأ وبللرأ مللن خليقتلله وهللل فللي قللوى
المخلوقات ذلك بل طوى سبحانه كثيرا من صلنعه وأمللره علن جميللع خلقله
فلم يطلع على ذلك ملكا مقربا ول نبيا مرسل والمدبر الحكيم من البشر إذا
ثبتت حكمته وابتغاؤه الصلح لمن تحت تدبيره وسياسته كفا فللي ذلللك تتبللع
مقاصده فيمن يولي ويعزل وفي جنس ما يأمر به وينهي عنلله وفللي تللدبيره
لرعيته
وسياسته لهم دون تفاصيل كل فعل من افعاله اللهم إل ان يبلللغ المللر فللي
ذلك مبلغا ل يوجد لفعله منفذ ومساغ في المصلحة اصل فحينئذ يخرج بذلك
عن استحاق اسم الحكيم ولن يجد احد في خلق الله ول في أمره ول واحدا
من هذا الضرب بل غاية ما تخرجه نفللس المتعنللت امللور يعجللز العقللل عللن
معرفة وجوهها وحكمتها وأما ان ينفى ذلك عنها فمعاذ اللله إل ان يكلون ملا
اخرجه كذب على الخلق المر فلم يخلق الله ذلك ول شرعة وإذا عرف هذا
فقد علم ان رب العالمين احكم الحاكمين والعالم بكللل شلليء والغنللي عللن
كل شيء والقادر على كل شيء ومن هذا شأنه لللم تخللرج أفعللاله وأوامللره
قط عن الحكملة والرحملة والمصللحة وملا يخفلى عللى العبلاد ملن معللاني
حكمته في صنعه وابداعه وامره وشرعه فيكفيهم فيه معرفته بالوجه العللام
ان تضمنته حكمة بالغة وإن لم يعرفللوا تفصلليلها وأن ذلللك ملن علللم الغيللب
الذي استأثر الله به فيكفيهم في ذلك السللناد إلللى الحكمللة البالغللة العامللة
الشاملة التي علموا ما خفي منها بملا ظهللر لهللم هللذا وأن الللله تعللالى بنللي
امللور عبللاده علللى ان عرفهللم معللاني جلئل خلقلله وأمللره دون دقائقهمللا
وتفاصلليلهما وهللذا مطللرد فللي الشللياء اوصللولها وفروعهللا فللأنت إذا رايللت
الرجلين مثل أحدهما اكثر شعرا من الخر أو اشد بياضا او احد ذهنا لمكنللك
ان تعرف من جهة السبب الذي اجرى الله عليه سنة الخلقية وجه اختصاص
كل واحد منهما بما اختص به وهكذا في اختلف الصور والشللكال ولكللن لللو
اردت ان تعرف ماذا كان شعر هذا مثل يزيد على شعر الخر بعلدد معيللن او
المعنى الذي فضله به في القدر المخصوص والتشكيل المخصوص ومعرفللة
القدر الذي بينهما من التفاوت وسببه لما أمكن ذلك اصللل وقللس علللى هللذا
جميع المخلوقات من الرمال والجبال والشللجار ومقللادير الكللواكب وهيآتهللا
وإذا كان ل سبيل الى معرفة هذا فللي الخلللق بللل يكفللي فيلله العلللة العامللة
والحكمة الشاملة فهكذا في المر يعلم ان جميع ما امر به متضللمن لحكمللة
بالغة واما تفاصيل اسرار المأمورات والمنهيات فل سبيل الى علم البشللرية
ولكن يطلع الله من شاء من خلقه على ما شاء منه فاعتصم بهذا الصل تم
الجزء الول من كتاب مفتاح دار السعادة ويليلله الجللزء الثللاني واوللله فصللل
حاجة الناس الى الشريعة ضرورية
#الول وهو السجود من قيام فيضلع أشلرف شليء فيله وهلو وجهله عللى
التراب خشوعا لربه واستكانة وخضوعا لعظمتلله وذل لعزتلله قللد انكسللر للله
قلبه وذل له جسمه وخشعت له جوارحه ثم يستوي قاعدا يتضرع له ويتذلل
بين يديه ويسأله من فضله ثم يعود إلى حاله من الذل والخشوع والستكانة
فل يزال هذا دأبه حتى يقضى صلته فيجلس عند إرادة النصراف منها مثنيللا
على ربه مسلما على نبيه وعلى عباده ثم يصلى على رسوله ثم يسأل ربلله
من خيره وبره وفضله فأي شيء بعد هذه العبللادة مللن الحسللن وأي كمللال
وراء هذا الكمال وأي عبودية أشرف من هذه العبودية فمللن جللوز عقللله أن
ترد الشريعة بضدها من كل وجه في القول والعمل وأنه ل فرق فللي نفللس
المر بين هذه العبادة وبيلن ضلدها ملن السلخرية والسلب والبطلر وكشلف
العورة والبول على الساقين والضحك والصفير وأنواع المجون وأمثال ذلللك
فليعز عقله وليسأل الله أن يهبه عقل سواه وأما حسن الزكاة ومللا تضللمنته
من مواساة ذوي الحاجات والمسكنة والخلة من عبللاد الللله الللذين يعجللزون
عن إقامة نفوسهم ويخاف عليهللم التلللف إذا خلهلم الغنيللاء وأنفسللهم وملا
فيها من الرحمة والحسان والبر والطهرة وإيثار أهل اليثار والتصاف بصفة
الكرم والجود والفضل والخروج من سماةأهل الشح والبخل والللدناءة فللأمر
ل يسريب عاقل في حسنه ومصلحته وأن المر بلله أحكللم الحللاكمين وليللس
يجوز في العقل ول في الفطرة البتة أن ترد شريعة من الحكيم العليم بضللد
ذلك أبللدا وأمللا الصللوم فناهيللك بلله مللن عبللادة تكللف النفللس عللن شللهواتها
وتخرجها عن شبه البهائم إلى شبه الملئكة المقربين فإن النفس إذا خليللت
ودواعللي شلهواتها التحقلت بعلالم البهلائم فلإذا كفلت شلهواتها للله ضليقت
مجاري الشيطان وصارت قريبة من اللله بلترك عادتهلا وشلهواتها محبلة لله
وإيثارا لمرضاته وتقربا إليه فيدع الصائم أحب الشياء إليه وأعظمهللا لصللوقا
بنفسه من الطعام والشراب والجماع من أجللل ربلله فهللو عبللادة ول تتصللور
حقيقتها إل بترك الشهوة لله فالصلائم ينللدع طعلامه وشلرابه وشللهواته ملن
أجل ربه وهذا معنى كون الصوم له تبللارك وتعللالى وبهللذا فسللر النللبي هللذه
الضافة في الحللديث فقلال يقلول اللله تعلالى كللل عملل ابللن آدم يضلاعف
الحسنة بعشرة أمثالها قال الله إل الصوم فأنه لي وأنا أجزي به يدع طعامه
وشرابه من أجلى حتى أن الصائم ليتصور بصورة من ل حاجة له فللي الللدنيا
إل في تحصيل رضى الله وأي حسللن يزيللد علللى حسللن هللذه العبللادة الللتي
تكسللر الشللهوة وتقمللع النفللس وتحللي القلللب وتفرحلله وتزهللد فللي الللدنيا
وشهواتها وترغب فيما عند الله وتللذكر الغنيللاء بشللأن المسللاكين وأحللوالهم
وأنهم قد أخذوا بنصيب من عيشهم فتعطف قلوبهم عليهم ويعلمون مللا هللم
فيه من نعم الله فيزدادوا له شكرا وبالجملة فعون الصوم علللى تقللوى الللله
أمر مشهور فما استعان أحد على تقوى الله وحفظ حدوده
#واجتناب محارمه بمثل الصوم فهو شاهد لمن شرعه وأمر به بللأنه أحكللم
الحاكمين وأرحم الراحمين وأنه إنما شرعه إحسانا إلللى عبللاده ورحملة بهلم
ولطفا بهم ل بخل عليهم برزقه ول مجرد تكليف وتعذيب خللال مللن الحكمللة
والمصلحة بل هو غاية الحكمة والرحمة والمصلحة وإن شرع هذه العبللادات
لهم من تمام نعمته عليهم ورحمته بهم 0وأما الحج فشأن آخر ل يللدركه إل
الحنفاء الذين ضربوا في المحبة بسهم وشأنه أجل من أن تحيط به العبللارة
وهو خاصة هذا الدين الحنيف حتى قيل في قللوله تعللالى ^ حنفللاء لللله غيللر
مشركين ^ أي حجاجا وجعل الله بيته الحرام قياما للناس فهو عمود العالم
الذي عليه بناؤه فلو ترك الناس كلهم الحج سنة لخرت السماء علللى الرض
هكذا قال ترجمان القرآن ابن عباس فلالبيت الحلرام قيلام العلالم فل يلزال
قياما ما زال هذا البيت محجوجا فالحج هللو خاصللة الحنيفللة ومعونللة الصلللة
وسر قول العبد ل إله إل الله فإنه مؤسس علللى التوحيللد المحللض والمحبللة
الخالصة وهو استزارة المحبوب لحبابه ودعللوتهم إلللى بيتلله ومحللل كرامتلله
ولهذا إذا دخلوا في هذه العبللادة فشللعارهم لبيللك اللهللم لبيللك إجابللة محللب
لدعوة حبيبه ولهذا كان للتلبية موقع عنللد الللله وكلملا أكلثر العبللد منهلا كلان
أحب إلى ربه وأحظى فهو ل يملك نفسه أن يقول لبيللك لبيللك حللتى ينقطللع
نفسه 0وأما أسرار ما في هذه العبادة من الحرام واجتناب العوائد وكشف
الرأس ونزع الثياب المعتادة والطواف والوقوف بعرفة ورمى الجمار وسائر
شعائر الحللج فممللا شللهدت بحسللنه العقللول السللليمة والفطللر المسللتقيمة
وعلمت بأن الذي شرع هذه ل حكمة فوق حكمته وسنعود أن شاء الله إلللى
الكلم في ذلك موضعه # 0وأما الجهاد فناهيللك بلله مللن عبللادة هللي سللنام
العبللادات وذروتهللا وهللو المحللك والللدليل المفللرق بيللن المحللب والمللدعى
فالمحب قد بذل مهجته وماله لربه وإلهه متقربا إليه ببذل أعللز مللا بحضللرته
يود لو أن له بكل شعرة نفسا يبذلها في حبه ومرضاته ويود أن لو قتلل فيله
ثم أحي ثم قتل ثم أحي فهو يفدي ثللم قتللل بنفسلله حللبيبه وعبللده ورسللوله
ولسان حاله يقول # 0يفديك بالنفس صب لو يكون له %أعز مللن نفسلله
شيء فذاك به #فهو قد سلم نفسه وماله لمشتريها وعلم أنه ل سبيل إلى
أخللذ السلللعة إل ببللذل ثمنهللا ^ إن الللله اشللترى مللن المللؤمنين أنفسللهم
وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون فللي سللبيل الللله فيقتلللون ويقتلللون ^ وإذا
كان من المعلوم المستقر عند الخلللق أن علمللة المحبللة إل للله وكللل محبللة
الصحيحة بذل الروح والمال في مرضات المحبوب فالمحبوب الحق الذي ل
تنبغي المحبة إل له وكل محبة سللوى محبتلله فالمحبللة للله باطلللة أولللى بللأن
يشرع لعباده الجهاد الذي هو غاية ما يتقربون به إلللى إلههللم وربهللم وكللانت
قرابين من قبلهم من المم في ذبائحهم وقرابينهم تقديم أنفسهم للذبح في
الله مولهم الحق فأي حسن يزيد على حسن هذه العبادة ولهذا ادخرها الله
لكمل النبياء وأكمل المم عقل وتوحيدا ومحبة لله 0
#وأما الضحايا والهدايا فقربان إلى الخالق سبحانه تقوم مقام الفديللة عللن
النفس المستحقة للتلف فدية وعوضا وقربانا إلى الله وتشبها بإمام الحنفاء
وإحياء لسنته أن فدى الله ولده بالقربان فجعللل ذلللك فللي ذريتلله باقيللا أبللدا
وأما اليمان والنذور فعقود يعقدها العبد على نفسلله يؤكللد بهللا مللا ألللزم بلله
نفسه من المور بالله ولله فهي تعظيم للخالق ولسمائه ولحقلله وأن تكللون
العقود به وله وهذا غاية التعظيم فل يعقد بغير اسللمه ول لغيللر القللرب إليلله
بل أن حلف فباسللمه تعظيمللا وتبجيل وتوحيللدا وإجلل وأن نللذر فللله توحيللدا
وطاعة ومحبة وعبودية فيكون هو المعبود وحده والمستعان به وحده 0وأما
المطاعم والمشللارب والملبللس والمناكللح فهللي داخلللة فيمللا يقيللم البللدان
ويحفظها من الفساد والهلك وفيما يعلود ببقلاء النللوع النسلاني ليتلم بلذلك
قوام الجساد وحفظ النوع فيتحمللل المانللة الللتي عرضللت علللى السللموات
والرض ويقوى على حملها وأدائها ويتمكن من شكر مولى النعللام ومسللديه
وفرق فللي هللذه النللواع بيللن المبللاح والمحظللور والحسللن والقبيللح والضللار
والنافع والطيب والخبيث فحللرم منهللا القبيللح والخللبيث والضللار وأبللاح منهللا
الحسن والطيب والنافع كما سيأتي إن شاء الللله وتأمللل ذلللك فللي المناكللح
فإن من المستقر في العقول والفطللر أن قضللاء هللذا الللوطر فللي المهللات
والبنللات والخللوات والعمللات والخللالت والجللدات مسللتقبح فللي كللل عقللل
مستهجن في كل فطرة ومللن المحللال أن يكللون المبللاح مللن ذلللك مسللاويا
للمحظور في نفس المر ول فرق بينهما إل مجرد التحكم بالمشيئة سبحانك
هذا بهتان عظيم وكيف يكون في نفس المر نكاح الم واستفراشها مساويا
لنكاح الجنبية واستفراشها وإنما فرق بينهما محض المر وكذلك من المحال
أن يكون الدم والبول والرجيع مساويا للخبز والماء والفاكهللة ونحوهللا وإنمللا
الشارع فرق بينهما فأباح هذا وحرم هذا مع اسللتواء الكللل فللي نفللس المللر
وكذلك أخذ المال بالبيع والهبة والوصللية والميللراث ل يكللون مسللاويا لخللذه
بالقهر والغلبة والغصب والسرقة والجناية حتى يكون إباحة هذا وتحريم هللذا
راجعللا إلللى محللض المللر والنهللى المفللرق بيللن المتمللاثلين وكللذلك الظلللم
والكذب والزور والفواحش كالزنا واللللواط وكشللف العللورة بيللن المل ونحللو
ذلك كيف يسوغ عقل عاقل أنه ل فرق قط في نفس المر بيللن ذلللك وبيللن
العدل والحسان والعفة والصيانة وستر العورة وإنما الشارع يحكللم بإيجللاب
هذا وتحريم هذا وهذا مما لو عرض على العقللول السللليمة الللتي لللم تللدخل
ولم يمسها ميل للمثالت الفاسدة وتعظيم أهلها وحسن الظللن بهللم لكللانت
أشد إنكارا له وشهادة ببطلنه من كثير من الضروريات وهل ركب الللله فللي
فطرة عاقل قط أن الحسان والساءة والصللدق والكللذب والفجللور والعفللة
والعدل والظلم وقتل النفوس وانجاءها بل السجود لله وللصللنم سللواء فللي
نفس المر ل فرق بينهما وإنما
#الفرق بينهما المر المجرد وأي جحد للضروريات أعظم من هذا وهل هذا
إل بمنزلة من يقول أنه ل فرق بين الرجيع والبول والدم والقيء وبين الخبز
واللحم والماء والفاكهة والكل سواء في نفس المللر وإنمللا الفللرق بللالعوائد
فأي فرق بين مدعى هذا الباطل وبين مدعى ذلك الباطل وهل هذا إل بهللت
للعقللل والحللس والضللرورة والشللرع والحكمللة وإذا كللان ل معنللى عنللدهم
للمعروف إل ما أمر به فصار معروفا بالمر ول للمنكر إل ما نهى عنه فصللار
منكرا بنهيه فأي معنى لقوله ^ يأمرهم بالمعروف وينهللاهم عللن المنكللر ^
وهل حاصل ذلك زائد على أن يقلال يلأمرهم بملا يلأمرهم بله وينهلاهم عملا
ينهاهم عنه وهذا كلم ينزه عنلله آحللاد العقلء فضللل عللن كلم رب العللالمين
وهل دلت الية إل على أنلله أمرهللم بللالمعروف الللذي تعرفلله العقللول وتقللر
بحسنه الفطر فللأمرهم بملا هلو معلروف فللي نفسله عنلد كلل عقلل سلليم
ونهاهم عما هو منكر فللي الطبللاع والعقلول بحيللث إذا علرض علللى العقللول
السليمة أنكرته أشد النكار كما أن ما أمر به إذا عرض على العقل السللليم
قبله أعظم قبول وشهد بحسنه كما قال بعض العراب وقد سئل بم عرفللت
أنه رسول الله فقال ما أمر بشيء فقال العقل ليته ينهى عنه ول نهللى عللن
شيء فقال ليته أمر به فهذا العرابي أعرف بالله ودينه ورسوله ملن هلؤلء
وقد اقر عقله وفطرته بحسن ما أمر به وقبح مللا نهللى عنلله حللتى كللان فللي
حقه من أعلم نبوته وشواهد رسالته ولو كان جهة كونه معروفا ومنكلرا هلو
المر المجرد لم يكن فيه دليل بل كللان يطلللب للله الللدليل مللن غيللره ومللن
سلك ذلك المسلك الباطل لم يمكنلله أن يسللتدل علللى صللحة نبللوته بنفللس
دعوته ودينه ومعلوم أن نفس الدين الذي جاء به والملة التي دعا إليهللا مللن
أعظم براهين صدقه وشلواهد نبلوته وملن للم يثبلت للذلك صلفات وجوديلة
أوجبت حسنه وقبول العقول له ولضده صفات أوجبللت قبحلله ونفللور العقللل
عنه فقد سد على نفسه باب الستدلل بنفس الدعوة وجعلها مسللتدل عليلله
فقط ومما يدل على صحة ذلك قوله تعالى ^ ويحللل لهللم الطيبللات ويحللرم
عليهم الخبائث ^ فهذا صريخ في أن الحلل كان طيبا قبل حله وأن الخبيث
كان خبيثا قبل تحريمه ولم يستفد طيللب هللذا وخبللث هللذا مللن نفللس الحللل
والتحريم لوجهين اثنين أحدهما أن هذا علم من أعلم نبوته التي احتللج الللله
بها على أهل الكتللاب فقللال #الللذين يتبعللون الرسللول النللبي المللي الللذي
يجدونه مكتوبا عندهم في التوارة والنجيل يأمرهم بالمعروف وينهللاهم عللن
المنكر ويحل لهم الطيبللات ويحللرم عليهللم الخبللائث ويضللع عنهللم فلللو كللان
الطيب والخبيث إنما استفيد من التحريم والتحليل لم يكللن فللي ذلللك دليللل
فإنه بمنزلة أن يقال يحل لهم ما بحل ويحللرم عليهللم مللا يحللرم وهللذا أيضللا
باطل فإنه ل فائدة فيه وهو الوجه الثاني فثبت أنله أحلل ملا هلو طيلب فلي
نفسه قبل الحل فكساه بأحلله طيبا آخر فصار منشأ طيبه من الوجهين معا
فتأمل هذا الموضع حق
#قوله ول الظفر عليه أصل فلانه موافلق لكلل طائفلة عللى ملا معهلا ملن
الحق مقرر له مخالف في باطلها منكر له وليس مع النفاة قط دليللل واحللد
صحيح على نفي الحسن والقبح العقلييللن وإن الفعللال المتضللادة كلهللا فللي
نفس المر سواء ل فرق بينها إل بالمر والنهي وكل أدلتهم على هللذا باطلللة
كما سنذكرها ونذكر بطلنها إن شاء الللله تعللالى وليللس مللع المعتزلللة دليللل
واحد صحيح قط يدل على إثبات العذاب على مجرد القبح العقلي قبل بعثللة
الرسل وأدلتهم على ذلك كلها باطلة كما سللنذكرها ونللذكر بطلنهللا إن شللاء
الله تعالى ومما يدل على ذلك أيضا أنه سبحانه يحتج على فساد مذهب من
عبد غيره بالدلة العقلية التي تقبلها الفطللر والعقللول ويجعللل مللا ركبلله فللي
العقول من حسن عبادة الخالق وحده وقبح عبلادة غيلره ملن أعظلم الدللة
على ذلك وهذا في القرآن أكللثر مللن أن يللذكر ههنللا ولللول أنلله مسللتقر فللي
العقول والفطر حسن عبادته وشكره وقبح عبللادة غيللره وتللرك شللكره لمللا
احتج عليهم بذلك أصل وإنما كانت الحجة في مجرد المللر وطريقللة القللرآن
صريحة في هذا كقوله تعالى ^ يللا أيهللا النللاس اعبللدوا ربكللم الللذي خلقكللم
والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الرض فراشا والسللماء بنللاء
وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فل تجعلوا لله أندادا
وأنتم تعلمون ^ فذكر سبحانه أمرهم بعبادته وذكر اسم الرب مضافا إليهللم
لمقتضى عبوديتهم لربهم ومالكهم ثم ذكر ضللروب أنعللامه عليهللم بإيجللادهم
وإنما من قبلهم وجعل الرض فراشا لهللم يمكنهللم السللتقرار عليهللا والبنللاء
والسكنى وجعل السماء بناء وسقفا فذكر أرض العالم وسقفه ثم ذكر إنزال
مادة أقواتهم ولباسهم وثمارهم منبها بهذا على اسللتقرار حسللن عبللادة مللن
هذا شأنه وتشكره الفطر والعقول وقبح الشراك به وعبادة غيره ومن هللذا
قوله تعالى حاكيا عن صاحب ياسين أنه قال لقومه محتجا عليهم بما تقر به
فطرهم وعقولهم ومالي ل أعبد الللذي فطرنللي وإليلله ترجعللون فتأمللل هللذا
الخطاب كيف تجد تحته أشرف معنى وأجللله وهللو أن كللونه سللبحانه فللاطرا
لعباده يقتضي عبادتهم له وأن من كان مفطورا مخلوقا فحقيق بلله أن يعبللد
فاطره وخالقه ول سيما إذا كان مرده إليه فمبدأه منلله ومصلليره إليلله وهللذا
يوجب عليه التفرغ لعبادته ثم احتج عليهم بما تقر به عقولهم وفطرهللم مللن
قبح عبادة غيره وإنها أقبح شيء في العقللل وأنكللره فقلال أأتخلذ ملن دونلله
آلهة إن يردني الرحمن بضر ل تغن عني شفاعتهم شيئا ول ينقللذون إنللي إذا
لفي ضلل مبين أفل تراه كيف لم يحتج عليهم بمجرد المر بل احتللج عليهللم
بالعقل الصحيح ومقتضى الفطرة ومن هذا قوله تعالى يا أيها النللاس ضللرب
مثللل فاسللتمعوا للله إن الللذين تللدعون مللن دون الللله لللن يخلقللوا ذبابللا ولللو
اجتمعللوا للله وأن يسلللبهم الللذباب شلليئا ل يسللتنقذوه منلله ضللعف الطللالب
والمطلوب ما قدروا الله حق قدرهإن الله لقوي عزيز فضرب لهم
#سبحانه مثل من عقولهم يدلهم علللى قبللح عبللادتهم لغيللره وإن هللذا أمللر
مستقر قبحه وهجنته في كل عقل وإن لم يرد به الشللرع وهللل فللي العقللل
أنكر وأقبح مللن عبللادة مللن لللو اجتمعللوا كلهللم لللم يخلقللوا ذبابللا واحللدا وإن
يسلبهم الذباب شيئا لم يقدروا على النتصار منه واسللتنقاذ مللا سلللبهم إيللاه
وترك عبادة الخلق العليم القادر على كل شيء الذي ليس كمثله شيء أفل
تراه كيف احتج عليهم بما ركبه في العقول ملن حسلن عبلادته وحللده وقبللح
عبادة غيره وقال تعللالى ^ ضللرب الللله مثل رجل فيلله شللركاء متشاكسللون
ورجل سلما لرجل هل يستويان مثل ^ هذا مثل ضربه الله لمن عبده وحللده
فسلم له ولمن عبد من دونه آلهلة فهلم شلركاء فيله متشاكسلون عسلرون
فهل يستوى في العقول هذا وهذا وقد أكثر تعالى من هللذه المثللال ونوعهللا
مستدل بها على حسن شكره وعبادته وقبح عبللادة غيللره ولللم يحتللج عليهللم
بنفس المر بل بما ركبه في عقولهم من القرار بذلك وهذا كثير في القرآن
فمن تتبعه وجده وقال تعالى ^ وقضللى ربللك أل تعبللدوا إل إيللاه وبالوالللدين
إحسانا ^ فذكر توحيده وذكر المناهي التي نهاهم عنها والوامر التي أمرهم
بها ثم ختم الية بقوله ^ كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ^ أي مخالفة
هذه الوامر وارتكاب هذه المناهي سيئة مكروهة لله فتأمل قوله سيئة عنللد
ربك مكروها أي أنه سيء في نفس المر عند الله حتى لو لم يرد به تكليف
لكان سيئه في نفسه عند الله مكروها له وكراهته سبحانه له لمللا هللو عليلله
من الصفة التي اقتضت أن كرهه ولو كان قبحلله إنمللا هللو مجللرد النهللي لللم
يكن مكروها لله إذ ل معنى للكراهة عندهم إل كونه منهيا عنلله فيعللود قللوله
كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها إلى معنى كل ذلك نهى عنلله عنللد ربللك
ومعلوم إن هذا غير مراد من الية وأيضا فإذا وقع ذلك منهم فهو عند النفللاة
للحسن والقبح محبوب لله مرضى له لنه إنما وقع بللإرادته والرادة عنللدهم
هي المحبة ل فرق بينهما والقرآن صللريح فللي أن هللذا كللله قبيللح عنللد الللله
مكروه مبغوض له وقع أو لم يقع وجعللل سللبحانه هللذا البغللض والقبللح سللببا
للنهي عنه ولهذا جعله علة وحكمة للمر فتأمله والعلللة غيللر المعلللول وقللال
تعالى ^ لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنللا معهللم الكتللاب والميللزان ليقللوم
الناس بالقسط ^ دل ذلك على أن في نفس المر قسطا وأن الله سللبحانه
أنزل كتابه وأنزل الميزان وهو العدل ليقللوم النللاس بالقسللط أنللزل الكتللاب
لجللله والميللزان فعلللم أن فللي نفللس المللر مللا هللو قسللط وعللدل وحسللن
ومخالفته قبيحة وأن الكتاب والميزان نزل لجله ومن ينفي الحسللن والقبللح
يقول ليس في نفس المر ما هو عدل حسن وإنما صار قسطا وعدل بللالمر
فقط ونحن ل ننكر أن المر كساه حسنا وعدل إلى حسنه وعدله في نفسلله
فهو في نفسه قسط حسن وكساه المر حسنا آخر يضاعف بلله كللونه عللدل
حسنا فصار ذلك ثابتا له من الوجهين جميعا ومن هذا قوله تعالى وذا فعلللوا
فاحشة قالوا وجدنا
#عليها آباءنا والله امرنا بها قل إن الله ل يأمر بالفحشاء أتقولون على الله
مال تعلمون فقوله قل إن الله ل يأمر بالفحشاء دليل على أنهللا فللي نفسللها
فحشاء وأن الله ل يأمر بما يكون كذلك وانه يتعالى ويتقدس عنلله ولللو كللان
كونه فاحشة إنما علم بالنهي خاصة كان بمنزلة أن يقال إن الله ل يأمر بمللا
ينهى عنه وهذا كلم يصان عنلله آحلاد العقلء فكيللف بكلم رب العلالمين ثللم
أكد سبحانه هذا النكار بقوله ^ قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند
كللل مسللجد وادعللوه مخلصللين للله الللدين ^ فللأخبر انلله يتعللالى عللن المللر
بالفحشاء بل أوامره كلها حسنة في العقول مقبولللة فللي الفطللر فللإنه أمللر
بالقسط ل بالجور وبإقامة الوجوه له عند مساجده ل لغيره وبللدعوته وحللده
مخلصين له الدين ل بالشرك فهذا هو الذي يأمر به تعللالى ل بالفحشللاء أفل
تراه كيف يخبر بحسن ما يأمر به ويحسنه وينزه نفسه عن المر بضده وأنلله
ل يليق به تعالى ^ ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبللع
ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الللله إبراهيللم خليل ^ فاحتللج سللبحانه علللى حسللن
دين السلم وإنه ل شيء أحسن منلله بللأنه يتضللمن إسلللم الللوجه لللله وهللو
إخلص القصد والتوجه والعمل له سبحانه والعبد مع ذلللك محسللن آت بكللل
حسن ل مرتكب للقبح الذي يكرهه اللله بلل هلو مخللص لربله محسلن فلي
عبادته بما يحبه ويرضاه وهو مع ذلك متبع لملة إبراهيم في محبته لله وحده
وإخلص الدين له وبذل النفس والمال فللي مرضللاته ومحبتلله وهللذا احتجللاج
منه على أن دين السلم أحسن الديان بما تضمنه ممللا تستحسللنه العقللول
وتشهد به الفطر وأنه قد بلغ الغاية القصوى فللي درجللات الحسللن والكمللال
وهذا استدلل بغير المر المجرد بل هو دليل على أن ما كان كللذلك فحقيللق
بأن يأمر به عباده ول يرضى منهللم سللواه ومثللل هللذا قللوله تعللالى ^ ومللن
أحسن قول ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقللال إننللي مللن المسلللمين ^
فهذا احتجاج بما ركب في العقول والفطر لنه ل قول للعبد أحسن من هللذا
القول وقال تعالى فبظلم من الذين هللادوا حرمنللا عليهللم مللع كللونه طيبللات
أحلت لهم فأي شيء أصرح من هذا حيث أخبر سبحانه بأنه حرمه عليهم مع
كونه طيبا في نفسه فلو ل أن طيبه أمر ثابت له بدون المر لم يكن ليجمللع
الطيب والتحريم وقد أخبر تعالى أنه حرم عليهم طيبات كللانت حلل عقوبللة
لهم فهذا تحريم عقوبة بخلف التحريم على هلذه الملة فلإنه تحريلم صليانة
وحماية ول فرق عند النفاة بين المرين بللل الكللل سللواء فللإنه سلبحانه أملر
عباده بما أمرهم به رحمللة منلله وإحسللانا وإنعامللا عليهللم لن صلللحهم فللي
معاشهم وأبدانهم وأحوالهم وفي معادهم ومآلهم إنما هو بفعل ما أمللروا بلله
وهو في ذلك بمنزلة الغذاء الذي ل قوام للبدن إل به بل أعظم وليس مجرد
تكليف وابتلء كما يظنه كثير من الناس ونهاهم عما نهاهم عنه صيانة وحمية
لهم إذ ل بقاء لصحتهم ول حفظ لها إل بهذه الحمية فلم يأمرهم حاجللة منلله
إليهم وهو الغنى الحميد ول حرم عليهم
#ما حرم بخل منه عليهم وهو الجواد الكريم بل أمللره ونهيلله عيللن حظهللم
وسعادتهم العاجلة والجلة ومصدر أمره ونهيه رحمته الواسعة وبللره وجللوده
وإحسانه وإنعامه فل يسأل عما يفعل لكمال حكمتلله وعلملله ووقللوع أفعللاله
على وفق المصلحة والرحمة والحكمة وقال تعللالى أم لللم يعرفللوا رسللولهم
فهم له منكرون أم يقولون به جنة بل جاءهم بالحق وأكثرهم للحق كارهون
ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السلموات والرض وملن فيهلن بلل آتينلاهم
بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون فللأخبر سللبحانه أن الحلق للو اتبلع أهللواء
العباد فجاء شرع الله ودينه بأهوائهم لفسدت السماوات والرض ومن فيهن
ومعلوم أن عند النفاة يجوز أن يرد شللرع الللله ودينلله بللأهواء العبللاد وأنلله ل
فرق في نفس المر بين ما ورد به وبين ما تقتضيه أهواؤهم إل مجرد المللر
وإنه لو ورد بأهوائهم جاز وكان تعبدا ودينا وهذه مخالفة صريحة للقرآن وإنه
من المحال أن يتبع الحق أهوائهم وأن أهواءهم مشتملة على قبح عظيم لللو
ورد الشرع به لفسلد العلالم أعله وأسلفله وملا بيلن ذللك ومعللوم أن هلذا
الفساد إنما يكون لقبح خلف ما شرعه الله وأمر به ومنافاته لصلللح العللالم
علويه وسفليه وإن خراب العالم وفساده لزم لحصوله ولشرعه وأن كمللال
حكمة الله وكمال علمه ورحمته وربو بيته يأبى ذلك ويمنع منلله ومللن يقللول
الجميع في نفس المر سواء يجوز ورود التعبد بكللل شلليء سللواء كللان مللن
مقتضى أهوائهم أو خلفها # 0ومثل هذا قوله تعالى ^ لو كان فيهمللا آلهللة
إل الللله لفسللدتا فسللبحان الللله رب العللرش ^ أي لللو كللان فللي السللموات
والرض آلهة تعبد غير الله لفسدتا وبطلتا ولم يقل أرباب بل قال آلهة والله
هو المعبود المألوه وهذا يدل على أنه من الممتنع المستحيل عقل أن يشرع
الله عبادة غيره أبدا وإنلله لللو كللان معلله معبللود سللواه لفسللدت السللماوات
والرض فقبح عبادة غيره قد استقر في الفطر والعقول وأن لللم يللرد النللبي
عنه شرع بل العقل يدل على أنه أقبح القبيح على الطلق وأنه من المحلال
أن يشرعه الله قللط فصلللح العللالم فللي أن يكلون الللله وحلده هلو المعبللود
وفساده وهلكه في أن يعبد معه غيره ومحال أن يشرع لعباده ما فيه فساد
العالم وهلكه بل هو المنزه عن ذلك 0
فصل وقد أنكر تعالى على من نسب إلى حكمته التسوية بين المختلفين
كالتسوية بين البرار والفجار فقال تعالى ^ أم نجعل الللذين آمنللوا وعملللوا
الصالحات كالمفسدين في الرض أم نجعل المتقين كالفجار ^ وقال تعللالى
أم حسللب الللذين اجللتر حللوا السلليئات أن نجعلهللم كالللذين آمنللوا وعملللوا
الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون فدل على أن هللذا حكللم
سيء قبيح ينزه الله عنه ولم ينكره سبحانه من جهة أنه أخللبر بلأنه ل يكللون
وإنما أنكره من جهة قبحه في نفسه وإنه حكم
#سيء يتعالى ويتنزه عنه لمنافللاته لحكمتلله وغنللاه وكمللاله ووقللوع أفعللاله
كلها على السداد والصواب والحكمة فل يليق به أن يجعل الللبر كالفللاجر ول
المحسن كالمسيء ول المؤمن كالمفسد في الرض فدل على أن هذا قبيح
في نفسه تعالى الله عن فعله 0ومن هلذا أيضلا إنكلاره سلبحانه عللى ملن
جوز أن يترك عباده سدى فل يأمرهم ول ينهاهم ول يللثيبهم ول يعللاقبهم وأن
هذا الحسبان باطل والله متعال عنه لمنافاته لحكمته وكماله كما قال تعالى
^ أيحسب النسان أن يللترك سللدى ^ قللال الشللافعي رضللى الللله عنلله أي
مهمل ل يؤمر ول ينهى وقللال غيللره ل يثللاب ول يعللاقب والقللولن واحللد لن
الثواب والعقاب غاية المر والنهى فهللو سللبحانه خلقهللم للمللر والنهللى فللي
الدنيا والثواب والعقاب في الخرة فأنكر سبحانه على مللن زعللم أنلله يللترك
سدى إنكار من جعل في العقل اسللتقباح ذلللك واسللتهجانه وأنلله ل يليللق أن
ينسب ذلك إلى احكم الحاكمين # 0ومثله وقوله تعللالى ^ أفحسللبتم إنمللا
خلقناكم عبثا وأنكم إلينا ل ترجعون فتعالى الللله الملللك الحللق ل إللله إل هللو
رب العرش الكريم ^ فنزه نفسه سبحانه وباعدها علن هلذا الحسلبان وأنله
يتعالى عنه ول يليق به لقبحه ولمنافاته لحكمته وملكه وإلهيته أفل ترى كيف
ظهر في العقل الشهادة بدينه وشرعه وبثوابه وعقابه وهذا يدل على إثبللات
المعاد بالعقل كما يدل على إثباته بالسمع وكذلك دينه وأمللره ومللا بعللث بلله
رسله هو ثابت في العقول جملة ثم علم بالوحي فقد تطابقت شهادة العقل
والوحي على توحيده وشرعه والتصديق بوعللده ووعيللده وأنلله سللبحانه دعللا
عباده على ألسنة رسله إلى ما وضع في العقول حسنه والتصديق به جملللة
فجاء الوحي مفصل مبينا ومقررا ومذكرا لما هو مركوز في الفطر والعقللول
ولهذا سأل هرقل أبا سفيان في جملة ما سأله مللن أدلللة النبللوة وشللواهدها
عما يأمر به النبي فقال بم يأمركم قللال يأمرنللا بالصلللة والصللدق والعفللاف
فجعل ما يأمر به من أدلة نبوته فأن أكذب الخلق وأفجرهم من أدعى النبوة
وهو كاذب فيها على الله وهذا محلال أن يلأمر إل بملا يليلق بكلذبه وفجلوره
وافترائه فدعوته تليق به وأما الصادق البار الذي هو أصللدق الخلللق وأبرهللم
فدعوته ل تكللون إل أكمللل دعللوة وأشللرفها وأجلهللا وأعظمهللا فللإن العقللول
والفطر تشهد بحسنها وصدق القائم بها فلو كانت الفعللال كلهللا سللواء فللي
نفس المر لم يكن هناك فرقان بين ما يجوز أن يللدعو إليلله الرسللول ومللال
يجوز أن يدعو إليه إذ العرف وضده إنما يعلم بنفس الللدعوة والمللر والنهللي
وكذلك مسئلة النجاشي لجعفر وأصحابه عما يدعو إليه الرسول فللدل علللى
أنه من المستقر في العقول والفطر انقسام الفعال إلى قبيح وحسللن فللي
نفسه وأن الرسل تدعو إلى حسنها وتنهى عللن قبيحهللا وأن ذلللك مللن آيللات
صدقهم وبراهين رسالتهم وهو أولى وأعظم عند أولي اللباب والحجللى مللن
مجرد خوارق
#العادات وإن كان انتفاع ضعفاء العقول بالخوارق في اليمان أعظللم مللن
انتفاعهم بنفس الدعوة وما جاء به من اليمان فطرق الهداية متنوعة رحمة
من الله بعباده ولطفا بهم لتفاوت عقولهم وأذهانهم وبصللائرهم فمنهللم مللن
يهتدي بنفس ما جاء به وما دعا إليه من غير أن يطلب منه برهانا خارجا عن
ذلك كحال الكمل من الصحابة كالصديق رضي الله عنه ومنهللم مللن يهتللدي
بمعرفته بحاله وما فطر عليلله مللن كمللال الخلق والوصللاف والفعللال وأن
عادة الله أن ل يخزي مللن قللامت بلله تلللك الوصللاف والفعللال لعلملله بللالله
ومعرفته به وإنه ل يخللزي مللن كللان بهللذه المثابللة كمللا قللالت أم المللؤمنين
خديجة رضي الله عنها له إبشر فوالله لن يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحللم
وتصدق الحديث وتحملل الكلل وتقلري الضلعيف وتعيلن عللى نلوائب الحلق
فاستدلت بمعرفتها بالله وحكمته ورحمته على أن من كان كذلك فإن الله ل
يخزيه ول يفضحه بل هو جدير بكرامة الله واصطفائه ومحبتلله وتلوبته وهللذه
المقامات في اليمان عجز عنها أكثر الخلق فاحتاجوا إلى اليللات والخللوارق
واليات المشهودة بالحس فآمن كثير منهم عليها وأضعف الناس إيمانللا مللن
كان إيمانه صادرا من المظهر ورؤية غلبته للنللاس فاسللتدلوا بللذلك المظهللر
والغلبة والنصرة على صحة الرسالة فأين بصائر هؤلء من بصللائر مللن آمللن
به وأهل الرض قللد نصللبوا للله العللداوة وقللد نللاله مللن قللومه ضللروب الذى
وأصحابه في غاية قلة العدد والمخافة من النللاس ومللع هللذا فقلبلله ممتلىللء
باليمان واثق بأنه سيظهر على المم وأن دينه سيعلو كل دين وأضعف مللن
هؤلء إيمانا من إيمانه إيمان العادة والمربللا والمنشللأ فللإنه نشللأ بيللن أبللوين
مسلمين وأقارب وجيران وأصحاب كذلك فنشأ كواحد منهم ليس عنده مللن
الرسول والكتاب إل اسمهما ول من الدين إل ما رأى عليه أقللاربه وأصللحابه
فهذا دين العوائد وهو أضعف شيء وصاحبه بحسب من يقترن به فلو قيللض
له من يخرجه عنه لم يكن عليه كلفة في النتقال عنه والمقصود أن خواص
المة ولبابها لما شهدت عقولهم حسن هذا الدين وجللتلله وكمللاله وشللهدت
قبح ما خالفه ونقصه ورداءته خالط اليمان به ومحبته بشاشللة قلللوبهم فلللو
خير بين أن يلقى في النار وبين أن يختار دينها غيللره لختللار أن يقللذف فللي
النار وتقطع أعضاؤه ول يختار دينا غيره وهذا الضرب من الناس هللم الللذين
استقرت أقدامهم في اليمان وهم أبعللد النللاس عللن الرتللداد عنلله وأحقهللم
بالثبات عليه إلى يوم لقاء الله ولهذا قال هرقل لبي سفيان أيرتد أحد منهم
عن دينه سخطة له قال ل قال فكذلك اليمان إذ خلالطت بشاشلته القلللوب
ل يسخطه أحد والمقصود أن الداخلين في السلم المستدلين على أنه مللن
عند الله لحسنه وكماله وأنه دين الله الذي ل يجوز أن يكون من عنللد غيللره
هم خللواص الخلللق والنفللاة سللدوا علللى أنفسللهم هللذا الطريللق فل يمكنهللم
سلوكه
#يغلب شللره علللى خيللره فهكللذا العمللال منهللا مللا هللو خللالص المصلللحة
وراجحها وخللالص المفسللدة وراجحهللا هللذا فللي العمللال كمللا أن ذلللك فللي
العمال قالوا وقد قال تعالى في السحرة ^ ويتعلمون ما يضرهم ول ينفعهم
^ فهذا دليل على أنه مضللرة خالصللة ل منفعللة فيهللا إمللا لن بعللض أنللواعه
مضرة خالصة ل منفعة فيها بوجه فما كل السحر يحصل غرض السللاحر بللل
يتعلم مائة باب منه حتى يحصل غرضه باب والبللاقي مضللرة خالصللة وقللس
على هذا فهلذا ملن القسلم الخلالص المفسلدة وإملا لن المنفعلة الحاصللة
للساحر لما كانت مغمورة مستهلكة في جنب المفسدة العظيمة فيه جعلت
كل منفعته فيكون من القسم الراجح المفسدة وعلى القللولين فكللل مللأمور
به فهو راجح المصلحة على تركه وإن كان مكروها للنفوس قال تعالى كتب
عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خيللرا لكللم وعسللى
أن تحبوا شيئا وهو شرا لكم والللله يعلللم وأنتللم ل تعلمللون فللبين أن الجهللاد
الذي أمروا به وإن كان مكروها للنفوس شاقا عليها فمصلللحته راجحللة وهللو
خير لهم وأحمد عاقبة وأعظم فائدة من التقاعد عنله وإيثلار البقلاء والراحلة
فالشر الذي فيه مغمور بالنسبة إلى ما تضمنه من الخير وهكللذا كللل منهللي
عنه فهو راجح المفسدة وإن كان محبوبا للنفللوس موافقللا للهللوى فمضللرته
ومفسللدته أعظللم ممللا فيلله مللن المنفعللة وتلللك المنفعللة واللللذة مغمللورة
مستهلكة في جنب مضرته كما قال تعللالى ^ وإثمهمللا أكللبر ملن نفعهملا ^
وقال وعسى أن تحبوا شيئا وهو شرا لكم وفصل الخطاب فللي المسللئلة إذا
أريد بالمصلحة الخالصلة أنهلا فلي نفسلها خالصلة ملن المفسللدة ل يشلوبها
مفسدة فل ريب في وجودها وإن أريد بها المصلحة الللتي ل يشللوبها مشللقة
ول أذى في طريقهللا والوسلليلة إليهللا ول فللي ذاتهللا فليسللت بموجللودة بهللذا
العتبار إذ المصالح والخيرات واللذات والكمالت كلها ل تنللال إل بحللظ مللن
المشقة ول يعبر إليها إل على جسر مللن التعللب وقللد أجمللع عقلء كللل أمللة
على أن النعيم ل يدرك بالنعيم وإن من آثر الراحة فاتته الراحة وإن بحسللب
ركوب الهوال وإحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة فل فرحللة لملن ل هللم
له ول لذة لمن ل صبر له ول نعيم لمن ل شقاء له ول راحة لمن ل تعللب للله
بل إذا تعب العبد قليل استراح طويل وإذا تحمل مشللقة الصللبر سللاعة قللاده
لحياة البد وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو صبر سللاعة والللله المسللتعان
ول قوة إل بالله وكلما كانت النفوس أشللرف والهمللة أعل كللان تعللب البللدن
أوفر وحظه من الراحة أقل كما قال المتنبي # :وإذا كللانت النفللوس كبللارا
%تعبت في مرادها الجسام #وقللال ابللن الرومللي # :قلللب يظللل علللى
أفكللاره وئد %تمضللي المللور ونفللس لهوهللا التعللب #وقللال مسلللم فللي
صحيحه قال يحيى بن أبي كثير ل ينال العلم براحة البدن ول ريب
#فيها وعدم تأثيرها معا وهو جمع بين النقيضللين لنهللا إذا بطلللت لللم تكللن
مؤثرة وإذا لم تكن مؤثرة لم تبطللل غيرهللا فتكللون كللل منهمللا مللؤثرة غيللر
مؤثرة باطلة غير باطلة وهذا محال فثبت أنهما ل بللد أن تللؤثر إحللداهما فللي
الخرى بقوتها فيكون الحكم لها #فإن قيل فما تقولون فيمن توسط أرضللا
مغصوبة ثم بدا له في التوبة فإن أمرتموه باللبث فهللو محللال وإن أمرتمللوه
بقطعها والخروج من الجانب الخللر فقللد أمرتمللوه بالحركللة والتصللرف فللي
ملك الغير وكذلك إن أمرتموه بالرجوع فهو حركللة منلله وتصللرف فللي ارض
الغصب فهذا قد تعارضت فيلله المصلللحة والمفسللدة فمللا الحكللم فللي هللذه
الصورة وكذلك من توسط بين فئة مثبتة بالجراح منتظرين للموت وليس له
انتقال إل على أحدهم فإن أقام على من هو فوقه قتله وان انتقل إلى غيره
قتله فقد تعارضت هنا مصلحة النقلة ومفسللدتها علللى السللواء وكللذلك مللن
طلع عليه الفجر وهو مجامع فإن أقللام أفسللد صللومه وان نللزع فللالنزع مللن
الجماع والجماع مركب من الحركتين فهاهنا أيضا قد تضادت العلتان وكذلك
أيضا إذا تترس الكفار بأسرى من المسلمين هللم بعللدد المقاتلللة ودار المللر
بين قتل الترس وبين الكف عنلله وقتللل الكفللار المقاتلللة المسلللمين فهاهنللا
أيضا قد تقابلت المصلحة والمفسدة على السواء وكذلك أيضا إذا ألقى فللي
مركبهم نار وعاينوا الهلك بها فان أقاموا احترقوا وان لجؤا إلى الماء هلكوا
بالغرق وكذلك الرجل إذا ضاق عليه الوقت ليلة عرفة ولللم يبللق منلله إل مللا
يسع قدر صلة العشاء فان اشتغل بها فللاته الوقللوف وان اشللتغل بالللذهاب
إلى عرفة فاتته الصلة فهاهنا تحد تعارضت المصلللحتان والمفسللدتان علللى
السواء وكذلك الرجل إذا استيقظ قبل طلوع الشمس وهو جنللب ولللم يبللق
ملن اللوقت إل ملا يسلع قدرالغسلل أو الصللة بلالتيمم فلان اغتسلل فلاتته
مصلحة الصلة في الوقت وإن صلللى بللالتيمم فللاتته مصلللحة الطهللارة فقللد
تقللابلت المصلللحة والمفسللدة وكللذلك إذا اغتلللم البحللر بحيللث يعلللم ركبللان
السفينة أنهم ل يخلصون إل بتغريق شطر الركبان لتخف بهم السللفينة فللان
ألقوا شطرهم كان فيه مفسدة وان تركوهم كان فيه مفسللدة فقللد تقللابلت
المفسدتان والمصلحتان على السللواء وكللذلك لللو أكللره رجللل علللى إفسللاد
درهم مللن درهميللن متسللاويين أو إتلف حيللوان مللن حيللوانين متسللاويين أو
شرب قدح من قدحين متساويين أو وجد كافرين قويين في حال المبارزة ل
يمكنه إل قتل أحدهما أو قصد المسلمين عدوان متكافئان من كل وجه فللي
القرب والبعد والعدد والعداوة فانه في هذه الصللور كلهللا تسللاوت المصللالح
والمفاسد ول يمكنكم ترجيح أحد ملن المصللحتين ول أحلد ملن المفسلدتين
ومعلوم أن هذه حوادث ل تخلو من حكم لله فيها وأما ما ذكرتم مللن امتنللاع
تقابل المصلحة والمفسدة على السواء فكيف عليكم إنكللاره وأنتللم تقولللون
بالموازنة وإن من الناس من تستوي حسناته وسيئاته فيبقللى فللي العللراف
بين الجنة والنار لتقابل مقتضى الثواب والعقاب في حقه فان حسناته
#وإن كان خبيثا في حال الختيار قيل هذا موضع دقيق وتحقيقلله بسللتدعي
اطلعا على أسرار الشريعة والطبيعة فل تستهونه وأعطه حقلله مللن النظللر
والتأمل وقد اختلف الناس فيه علللى قللولين فكللثير منهللم أو أكللثرهم سلللك
مسالك الترجيح مع بقاء وصف الخبث فيه وقال مصلحة حفظ النفس أرجح
من مفسدة خبث التغذية وهذه قول من لم يحقق النظر ويمعن التأمللل بللل
استرسل مع ظاهر المور والصواب أن وصف الخبث منتف حال الضللطرار
وكشف الغطللاء عللن المسللألة أن وصللف الخبللث غيللر مسللتقل بنفسلله فللي
المحل المتفللذي بلله بللل هللو متولللد مللن القابللل والفاعللل فهللو حاصللل مللن
المتفذي والمفتلذي بله ونظيلره تلأثير السلم فلي البلدن هلو موقلوف عللى
الفاعل والمحل القابل إذا علم ذلك فتناول هذه الخبائث فللي حللال الختيللار
يوجب حصول الثر المطلوب عللدمه فللإذا كللان المتنللاول لهللا مضللطرا فللإن
ضرورته تمنع قبول الخبث الذي في المفتذي به فلم تحصل تلللك المفسللدة
لنها مشروطة بالختيار الذي به يقبل المحل خبث التغذية فإذا زال الختيللار
زال شرط القبول فلم تحصل المفسدة أصل وإن اعتللاص هللذا علللى فهمللك
فانظر في الغذية والشربة الضارة التي ل يختلللف عنهللا الضللرر إذا تناولهللا
المختار الواجد لغيرها فإذا اشتدت ضللرورته إليهللا ولللم يجللد منهلا بللدا فإنهلا
تنفعه ول يتولد له منها ضرر أصل لن قبول طبيعته لهللا وفللاقته إليهللا وميللله
منعه من التضللرر بهللا بخلف حللال الختيللار وأمثلللة ذلللك معلومللة مشللهودة
بالحس فإذا كان هذا في الوصاف الحسية المؤثرة في محالها بللالحس فمللا
الظن بالوصاف المعنوية التي تأثيرها إنما يعلم بالعقل أو بالشللرع فل تظللن
أن الضرورة أزالت وصف المحل وبدلته فأنا لللم تقللل هللذا ول يقللوله عاقللل
وإنما الضرورة منعت تأثير الوصف وأبطلته فهي من باب المانع الللذي يمنللع
تأثير المقتضى ل أنه يزيل قوته أل ترى أن السلليف الحللاد إذا صللادف حجللرا
فإنه يمنع قطعه وتأثيره لنلله يزيلل حللدته وتهيللأه لقطلع القابللل ونظيللر هللذا
الملبس المحرمة إذا اضطر إليها فإن ضرورته تمنللع ترتللب المفسللدة الللتي
حرمت لجلها فإن قال فهذا ينتقض عليكللم بتحريللم نكللاح المللة فللإنه حللرم
للمفسدة التي تتضمنه من ارقاق ولللده ثللم أبيللح عنللد الضللرورة إليلله وهللي
خوف العنة الذي هو اعظم فسللادا مللن ارقللاق الولللد ومللع هللذا فالمفسللدة
قائمة بعينها ولكن عارضها مصلحة حفظ الفرج عن الحرام وهي أرجللح عنللد
الشارع من رق الولد قيل هذا ل ينتقض بمللا قررنللاه فللإن الللله سللبحانه لللم
حرم نكاح المة لما فيه من مفسدة رق الولد واشتغال المة بخدمة سلليدها
فل يحصل لزوجها من السكن إليها واليواء ودوام المعاشرة ما تقر به عينلله
وتسكن به نفسه أباحه عند الحاجة إليه بأن ل يقدر على نكاح حرة ويخشللى
على نفسه مواقعة المحظور وكانت المصلحة له في نكاحها في هذه الحللال
أرجح من تلك المفاسد #وليس هذا حال ضرورة يبللاح لهللا المحظللور فللأن
الله سبحانه ل يضطر عبده إلللى الجمللاع بحيللث أن لللم يجللامع مللات بخلف
الطعام والشراب ولهذا ل يباح الزنا بضرورة كما يباح الخنزير
#والميتة والدم وإنما الشهوة وقضاء الوطر يشق على الرجل تحمله وكف
النفس عنه لضعفه وقلللة صللبره فرحملله أرحللم الراحميللن وأبللاح للله أطيللب
النساء وأحسنهن أربعا من الحرائر وما شاء من ملك يمينه مللن المللاء فللإن
عجز عن ذلك أباح له نكاح المة رحمة به وتخفيفا عنلله لضللعفه ولهللذا قللال
تعالى ومن لللم يسللتطع منكللم طللول أن ينكللح المحصللنات المؤمنللات فممللا
ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم إلى قوله ^ والله
يريد أن يتوب عليكم ويريد الللذين يتبعللون الشللهوات أن تميلللوا ميل عظيمللا
يريد الله أن يخفف عنكم وخلق النسان ضعيفا ^ فأخبر سبحانه أنلله شللرع
لهم هذه الحكام تخفيفا عنهم لضعفهم وقلللة صللبرهم رحمللة بهللم وإحسللانا
إليهم فليللس هاهنللا ضللرورة تبيللح المحظللور وإنملا هللي مصلللحة أرجللح ملن
مصلحة ومفسدة أقل من مفسدة فاختار لهم أعظم المصلحتين وأن فللاتت
أدناهما ودفع عنهم أعظم المفسدتين وأن فاتت أدناهما وهذا شللأن الحكيللم
اللطيف الخبير البر المحسن وإذا تأملت شرائع دينه التي وضعها بين عبللاده
وجدتها ل تخرج عن تحصيل المصالح الخالصة أو الراجحللة بحسللب المكللان
وان تزاحمللت قللدم أهمهللا وأجلهللا وأن فللاتت أدناهمللا وتعطيللل المفاسللد
الخالصة أو الراجحة بحسللب المكللان وأن تزاحمللت عطللل أعظمهللا فسللادا
باحتمال أدناهما وعلى هللذا وضللع أحكللم الحللاكمين شللرائع دينلله دالللة عليلله
شاهدة له بكمال علمه وحكمته ولطفه بعباده وإحسانه إليهم وهللذه الجملللة
ل يستريب فيها من له ذوق من الشريعة وارتضاع من ثديها وورود من صفو
حوضها وكلما كان تضلعه منها أعظم كان شهوده لمحاسنها ومصالحها أكمل
ول يمكن أحد من الفقهاء أن يتكلللم فللي مآخللذ الحكللام وعللهللا والوصللاف
المؤثرة فيها حقا وفرقا إل علللى هللذه الطريقللة وأمللا طريقللة إنكللار الحكللم
التعليل ونفي الوصللاف المقتضللية لحسللن مللا أمللر بلله وقبللح مللا نهللى عنلله
وتأثيرها واقتضائها للحب والبغللض الللذي هللو مصللدر المللر والنهللي بطريقللة
جدلية كلمية ل يتصور بناء الحكام عليها ول يمكن فقيهللا أن يسللتعملها فللي
باب واحد من أبواب الفقه كيلف والقللرآن وسللنة رسلول الللله ممللوآن ملن
تعليل الحكام بالحكم والمصللالح وتعليللل الخلللق بهمللا والتنللبيه علللى وجللوه
الحكم التي لجلها شرع تلك الحكام ولجلها خلق تلك العيان ولو كان هللذا
في القرآن والسنة في نحو مائة موضع أو مائتين لسقناها ولكنه يزيللد علللى
ألف موضع بطللرق متنوعللة فتللارة يللذكر لم التعليللل الصللريحة وتللارة يللذكر
المفعول لجله الذي هو المقصود بالفعل وتارة يذكر من أجل الصريحة فللي
التعليل وتارة يللذكر أداة كللي وتللارة يللذكر الفللاء وأن وتللارة يللذكر أداة لعللل
المتضمنة للتعليل المجردة عن معنى الرجاء المضاف إلللى المخلللوق وتللارة
ينبه على السبب يلذكره صلريحا وتللارة يلذكر الوصلاف المشلتقة المناسلبة
لتلك الحكام ثم يرتبها عليها ترتيب المسببات على أسبابها وتارة ينكر علللى
من زعم أنه خلق خلقه وشرع دينه عبثا وسدى وتارة ينكر على من ظن أنه
يسوى
#بين المختلفين اللذين يقتضيان أثرين مختلفين وتارة يخير بكمال حكمتلله
وعلمه المقتضى أنه ل يفللرق بيللن متمللاثلين ول يسلوى بيللن مختلفيللن وأنلله
ينللزل الشللياء منازلهللا ويرتبهللا مراتبهللا وتللارة يسللتدعى مللن عبللاده التفكللر
والتأمل والتدبر والتعقللل لحسللن مللا بعللث بلله رسللوله وشللرعه لعبللاده كمللا
يستدعى منهم التفكر والنظر في مخلوقاته وحكمها ومللا فيهللا مللن المنللافع
والمصالح وتارة يذكر منافع مخلوقاته منبها بها على ذلك وأنلله الللله الللذي ل
إله إل هو وتارة يختم آيات خلقه وأمره بأسللماء وصللفات تناسللبها وتقتضلليها
والقرآن مملوء من أوله إلللى آخللره بللذكر حكللم الخلللق والمللر ومصللالحهما
ومنافعهما وما تضمناه من اليللات الشللاهدة الدالللة عليلله ول يمكللن مللن للله
أدني اطلع على معاني القرآن إنكار ذلك وهل جعل الله سبحانه فللي فطللر
العباد استواء العدل والظلم والصللدق والكللذب والفجللور والعفللة والحسللان
والسللاءة والصللبر والعفللو والحتمللال والطيللش والنتقللام والحللدة والكللرم
والسماحة والبذل والبخل والشح والمسام بل الفطللرة علللى الفرقللان بيللن
ذلك كالفطرة على قبول الغذية النافعة وترك مال ينفللع ول يغللذي ول فللرق
في الفطرة بينهما أصل وإذا تأملت الشريعة التي بعث الله بها رسللوله حللق
التأمل وجدتها من أولها إلى آخرها شاهدة بذلك ناطقة به ووجللدت الحكمللة
والمصلحة والعدل والرحمة باديا على صلفحاتها مناديلا عليهلا يلدعو العقلول
واللباب إليها وأنه ل يجوز على أحكم الحاكمين ول يليق به أن يشرع لعباده
ما يضادها وذلك لن الذي شرعها علم ما في خلفها من المفاسللد والقبللائح
والظلم والسفه الذي يتعالى عن أرادته وشرعه وأنه ل يصلح العباد إل عليها
ول سعادة لهم بدونها البتة فتأمللل محاسللن الوضللوء بيللن يللدي الصلللة ومللا
تضمنه من النظافة والنزاهة ومجانبللة الوسلاخ والمسلتقذرات وتأملل كيللف
وضع على العضاء الربعة التي هي آلة البطش والمشللي ومجمللع الحللواس
التي تعلق أكثر الذنوب والخطايللا بهللا ولهللذا خصللها النللبي صلللى الللله عليللة
وسلم بالذكر في قوله إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلللك
ول محالة فالعين تزنللي وزناهللا النظللر والذن تزنللي وزناهللا السللتماع واليللد
تزني وزناها البطش والرجل تزني وزناها المشللي والقلللب يتمنللي ويشللتهي
والفرج يصللدق ذلللك ويكللذبه فلمللا كللانت هللذه العضللاء هللي أكللثر العضللاء
مباشرة للمعاصي كان وسخ الذنوب ألصللق بهللا وأعلللق مللن غيرهللا فشللرع
أحكللم الحللاكمين الوضللوء عليهللا ليتضللمن نظافتهللا وطهارتهللا مللن الوسللاخ
الحسية وأوساخ الذنوب والمعاصي وقد أشار النبي إلى هللذا المعنللى بقللوله
إذا توضأ العبد المسلم خرجت خطاياه مع الماء أو مع آخر قطرة ملن الملاء
حتى يخرج من تحت أظفاره وقال أبو إمامة يللا رسللول الللله كيللف الوضللوء
فقال أما فإنك إذا توضأت فغسلت كفيك فأنقيتهما خرجت خطاياك من بيللن
أظفارك وأنا ملللك فللإذا مضمضللت واستنشللقت بمنخريللك وغسلللت وجهللك
ويديك إلى المرفقين ومسحت
#برأسك وغسلت رجليك إلى الكعبين اغتسلت من عامة خطاياك فإن أنت
وضعت وجهك للله خرجلت ملن خطايلاك كيلوم ولللدتك أملك رواه النسلائي
والحاديث في هذا الباب كثيرة فاقتضت حكمة أحكم الحاكمين ورحمتلله أن
شرع الوضوء على هذه العضاء التي هي أكثر العضللاء مباشللرة للمعاصللي
وهي العضاء الظاهرة البلارزة للغبلار والوسلخ أيضلا وهلي أسلهل العضلاء
غسل فل يشق تكرار غسلها في اليوم والليلة فكللانت الحكمللة البللاهرة فللي
شرع الوضوء عليها دون سائر العضاء وهللذا يللدل علللى أن المضمضللة مللن
آكد أعضاء الوضوء ولهذا كان النبي يداوم عليها ولم ينقلل عنله بإسلناد قلط
أنه أخل بها يوما واحدا وهذا يدل على أنها فرض ل يصح الوضوء بدونها كمللا
هو الصللحيح ملن ملذهب أحمللد وغيلره ملن السلللف فملن سلوى بيللن هللذه
العضاء وغيرها وجعل تعيينها بمجرد المر الخللالي عللن الحكمللة والمصلللحة
فقد ذهب مذهبا فاسدا فكيف إذا زعم مع ذلك أنه ل فرق فللي نفللس المللر
بين التعبد بذلك وبين أن يتعبد بالنجاسللة وأنللواع القللذار والوسللاخ والنتللان
والرائحة الكريهة ويجعل ذلك مكان الطهللارة والوضللوء وأن المريللن سللواء
وإنما يحكم بمجرد المشيئة بهذا المر دون ضده ول فرق بينهمللا فللي نفللس
المر وهذا قول تصوره كاف فللي الجللزم ببطلنلله وجميللع مسللائل الشللريعة
كذلك آيات بينات ودللت واضحات وشواهد ناطقات بللأن الللذي شللرعها للله
الحكمة البالغة والعلم المحيط والرحمة والعناية بعبللاده وإرادة الصلللح لهللم
وسوقهم بها إلى كمالهم وعواقبهم الحميدة وقد نبه سبحانه عباده على هذا
فقال يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى
المرافق وامسحوا برؤسكم وأرجلكم إلى الكعبين إلى قوله ^ ما يريد الللله
ليجعل عليكم من حللرج ولكللن يريللد ليطهركللم وليتللم نعمتلله عليكللم لعلكللم
تشللكرون ^ فللأخبر سللبحانه أنلله لللم يللأمرهم بللذلك حرجللا عليهللم وتضللييقا
ومشقة ولكن إرادة تطهيرهم وإتمام نعمته عليهم ليشكروه عللى ذللك فلله
الحمد كما هو أهله وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلله فإن قيل فما جللوابكم
عن الدلة التي ذكرها نفاة التحسين والتقبيح على كثرتها #قيللل قللد كفونللا
بحمد الله مؤنة إبطالها بقدحهم فيها وقد أبطلها كلها واعترض عليها فضلللء
اتباعها وأصحابها أبو عبد الله ابن الخطيب وأبو الحسين المدى واعتمد كللل
منهم على مسلك من أفسللد المسللالك واعتمللد القاضللي علللى مسلللك مللن
جنسهما فللي المفاسللد فاعتمللد هللؤلء الفضلللء علللى ثلث مسللالك فاسللدة
وتعرضوا لبطال ما سواها والقدح فيه ونحن نذكر مسللالكهم الللتي اعتمللدوا
عليها ونللبين فسللادها وبطلنهللا فأمللا ابللن الخطيللب فاعتمللد علللى المسلللك
المشهور وهو أن فعل العبد غير اختياري وما ليللس بفعللل اختيللاري ل يكللون
حسنا ول قبيحا عقل بالتفاق لن القائلين بالحسن والقبح العقليين يعللترفون
بأنه إنما يكون كذلك إذا كان اختياريللا وقللد ثبللت أنلله اضللطراري فل يوصللف
بحسن ول قبح على المذهبين أما بيان كونه غير اختياري
#فلنه أن لم يتمكن العبد من فعللله وتركلله فواضللح وأن كللان متمكنللا مللن
فعله وتركه كان جللائزا فأمللا أن يفتقللر ترجيللح الفاعليللة علللى التاركيللة إلللى
مرجح أول فأن لم يفتقر كان اتفاقيا والتفاق ل يوصف بالحسن والقبللح وان
افتقر إلى مرجح فهو مع مرجحه أما أن يكللون لزمللا وأمللا جللائزا فللإن كللان
لزما فهو اضطراري وأن كان جللائزا عللاد التقسلليم فإمللا أن ينتهللى إلللى مللا
يكون لزما فيكون ضروريا أول فينتهى إليه فيتسلسل وهللو محللال أن يكلون
إتفاقيا فل يوصف بحسن ول قبح فهذا الللدليل هللو الللذي يصللول بلله ويجللول
ويثبت به الجبر ويرد به على القدرية وينفي به التحسين والتقبيح وهو فاسللد
مللن وجللوه متعللددة أحللدها أنلله يتضللمن التسللوية بيللن الحركللة الضللرورية
والختيارية وعلدم التفريلق بينهملا وهلو باطلل بالضلرورة والحلس والشلرع
فالستدلل على أن فعل العبد غيللر اختيللاري اسللتدلل علللى ملا هللو معللوم
البطلن ضللرورة وحسللا وشللرعا فهللو بمنزلللة السللتدلل علللى الجمللع بيللن
النقيضين وعلى وجود المحال #الوجه الثاني لو صح الللدليل المللذكور لللزم
منلله أن يكللون الللرب تعللالى غيللر مختللار فللي فعللله لن التقسلليم المللذكور
والترديد جار فيه بعينه بأن يقال فعله تعالى إما أن يكون لزما أو جائزا فللان
كان لزما كان ضروريا وان كان جائزا فان احتاج إلللى مرجللح عللاد التقسلليم
وإل فهو اتفاقي ويكفي في بطلن الدليل المللذكور إن يسللتلزم كللون الللرب
غير مختار الللوجه الثللالث أن الللدليل المللذكور لللو صللح لللزم بطلن الحسللن
والقبح الشرعيين لن فعل العبللد ضللروري أو اتفللاقي ومللا كللان كللذلك فللإن
الشرع ل يحسللنه ول يقبحلله لنلله ل يللرد بللالتكليف بلله فضللل عللن أن يجعللله
متعلق الحسن والقبح #اللوجه الرابلع قلوله إملا أن يكللون الفعلل لزملا أو
جائزا قلنا هو لزم عند مرجحه التام وكان ماذا قولك يكللون ضللروريا أتعنللي
به أنه ل بد منه أو تعني به أنه ل يكون اختياريا فإن عنيت الول منعنا انتفللاء
اللزم فانه ل يلزم منه أن يكون غير مختار ويكون حاصل الللدليل إن كللان ل
بد منه فل بد منه ول يلزم من ذلك أن يكون غير اختياري وإن عنيللت الثللاني
وهو أنه ل يكون اختياريا منعنا الملزمللة إذ ل يلللزم مللن كللونه ل بللد منلله أن
يكون غير اختياري وأنت لم تللذكر علللى ذلللك دليل بللل هللي دعللوى معلومللة
البطلن بالضرورة الوجه الخامس أن يقال هللو جللائز قولللك أمللا أن يتوقللف
ترجح الفاعلية على التاركية على مرجح أول قلنا يتوقف علللى مرجللح قولللك
عند المرجح إما أن يجب أو يبقى جائزا قلنا هو واجب بالمرجح جائز بللالنظر
إلى ذاته والمرجح هو الختيار وما وجب بالختيار ل ينافي أن يكللون اختياريللا
فلزوم الفعل بالختيار ل ينافي كونه اختياريا الوجه السادس أن هللذا الللدليل
الذي ذكرته بعينه حجللة علللى أنلله اختيللاري لنلله وجللب بالختيللار ومللا وجللب
بالختيار ل يكون إل اختياريا وإل كان اختياريللا غيللر اختيللاري وهللو جمللع بيللن
النقيضين والدليل المذكور حجة على
#فساد قولك وأن الفعل الواجب بالختيار اختياري الوجه السابع أن صللدور
الفعل عن المختار بشرط تعلق اختيللاره بلله ل ينللافي كللونه مقللدورا للله وإل
كانت إرادته وقدرته غير مشروطة في الفعل وهو محال وإذا لم ينللاف ذلللك
كونه مقدورا فهو اختياري قطعا #الوجه الثامن قولك إن لللم يتوقللف علللى
مرجح فهو اتفاقي إن عنيت بالمرجح ما يخرج الفعل عن أن يكللون اختياريللا
ويجعله اضطراريا فل يلزم من نفي هذا المرجح كونه اتفاقيللا إذ هللذا مرجللح
خاص ول يلزم من نفي المرجح المعين نفي مطلق المرجح فما المللانع مللن
أن يتوقف على مرجح ول يجعله اضطراريا غير اختياري وان عنيت بالمرجللح
ما هو أعم من ذلك لم يلزم من توقفه علللى المرجللح العللم أن يكللون غيللر
اختياري لن المرجح هو الختيار وما ترجح بالختيار لم يمتنللع كللونه اختياريللا
الللوجه التاسللع قولللك وإن لللم يتوقللف علللى مرجللح فهللو اتفللاقي مللا تعنللي
بالتفاقي أتعني به ما ل فاعل له أو ما فاعله مرجح باختيللاره أو معنللى ثالثللا
فإن عنيت الول لم يلللزم مللن عللدم المرجللح المللوجب كللونه اضللطراريا أن
يكون الفعل صادرا مللن غيللر فاعللل وإن عنيللت الثللاني لللم يلللزم منلله كللونه
اضطراريا وإن عنيت معنى ثالثا فابده الوجه العاشر أن غاية هذا الللدليل أن
يكون الفعل لزما عند وجود سببه وأنت لم تقم دليل على أن ما كان كللذلك
يمتنع تحسينه وتقبيحه سوى الدعوة المجردة فأين الدليل علللى أن مللا كللان
لزما بهذا العتبار يمتنع تحسينه وتقبيحه ودليلك إنما يللدل علللى أن مللا كللان
غير اختياري من الفعال امتنللع تحسللينه وتقللبيحه فمحللل النللزاع لللم يتنللاوله
الدليل المذكور وما تناوله وصحت مقدماته فهو غير متنازع فيه فللدليلك لللم
يفد شيئا الوجه الحادي عشر ان قولللك يلللزم أن ل يوصللف بحسللن ول قبللح
على المذهبين باطل فال منازعيك إنما يمنعون من وصللف الفعللل بالحسللن
والقبح إذا لم يكن متعلق القدرة والختيلار أمللا ملا وجللب بالقلدرة والختيللار
فإنهم ل يساعدونك على امتناع وصللفه بالحسللن والقبللح أبللدا الللوجه الثللاني
عشر أن هذا الدليل لوصح لزم بطلن الشرائع والتكاليف جملة لن التكليف
إنما يكون بالفعال الختيارية إذ يستحيل أن يكلف المرتعش بحركة يده وأن
يكلف المحموم بتسخين جلده والمقرور بقره وإذا كانت الفعال اضللطرارية
غير اختيارية لم يتصور تعلق التكليللف والمللر والنهللى بهللا فلللو صللح الللدليل
المذكور لبطلت الشرائع جملة فهذا هو الدليل الللذي اعتمللده ابللن الخطيللب
وابطل أدلة غيره وأما الدليل الذي اعتمد عليه المدي فهو أن حسن الفعللل
لو كان أمرا زائدا على ذاته لزم قيام المعنى وهو محال لن العرض ل يقوم
بالعرض وهذا في البطلن من جنس ما قبله فإنه منقوض مللال يحصللي مللن
المعاني التي توصف بالمعاني كما يقال علم ضللروري وعلللم كسللبي وإرادة
جازمة وحركللة سللريعة وحركللة بطيئة وحركللة مسللتديرة وحركللة مسللتقيمة
ومزاج معتدل ومزاج منحرف وسللواد بللراق وحمللرة قانيللة وخضللرة ناصللعة
ولون مشرق وصوت شج وحس رخيم ورفيع
#ودقيق وغليظ وأضعاف أضعاف ذلك مما ل يحصى ممللا توصللف المعللاني
والعراض فيه بمعان وأعراض وجودية ومن أدعللى أنهللا عدميللة فهللو مكللابر
وهل شك أحد في وصف المعاني بالشدة والضعف فيقال هللم شللديد وحللب
شديد وحزن شديد وألم شديد ومقابلها فوصف المعاني بصفاتها أمر معلللوم
عند كل العقلء الوجه الثاني أن قوله يلزم منلله قيللام المعنللى بللالمعنى غيللر
صحيح بل المعنى يوصف بالمعنى ويقوم به تبعلا لقيلامه بلالجوهر اللذي هلو
المحل فيكون المعنيان جميعا قائمين بالمحل وأحللدهما تللابع للخللر وكلهمللا
تبع للمحل فما قام العللرض بللالعرض وإنمللا قللام العرضللان جميعللا بللالجوهر
فالحركللة والسللرعة قائمتللان بللالمتحرك والصللوت وشللجاه وغلظلله ودقتلله
وحسنه وقبحه قائمة بالحامل له والمحال إنما هو قيام المعنى بالمعنى مللن
غير أن يكون لهملا حامللل فأملا إذا كلان لهمللا حاملل وأحللدهما صلفة للخلر
وكلهما قام بالمحل الحامل فليس بمحال وهذا في غاية الوضللوح #الللوجه
الثالث أن حسن الفعل وقبحه شرعا أمللر زائد عليلله لن المفهللوم منلله زائد
على المفهوم من نفس الفعل وهما وجوديان لعدميان لن نقيضهما يحمللل
على العدم فهو عللدمي فهمللا إذا وجوديللان لن كللون أحللد النقيضللين عللدميا
يستلزم كون نقيضلله وجوديللا فلللو صللح دليلكللم المللذكور لللزم أن ل يوصللف
بالحسن والقبح شرعا ول خلص عللن هللذا إل بللالتزام كللون الحسللن والقبللح
الشرعيين عدميين ول سبيل إليه لن الثواب والعقاب والمدح والللذم مرتللب
عليهما ترتب الثر على مؤثره المقتضى على مقتضلليه ومللا كللان كللذلك لللم
يكن عدما محضا إذ العدم المحض ل يترتب عليلله ثللواب ول عقللاب ول مللدح
ول ذم وأيضا فإنه ل معنى لكون الفعل حسنا وقبيحللا شللرعا إل أنلله يشللتمل
على صفة لجلها كان حسنا محبوبا للرب مرضيا له متعلقللا للمللدح والثللواب
وكون القبيح مشتمل على صفة لجلها كان قبيحا مبغوضا للرب متعلقة للذم
والعقاب وهذه أمور وجودية ثابتة له في نفسه ومحبللة الللرب للله وأمللره بلله
كساه أمرا وجوديا زاده حسنا إلى حسنه وبعضه له ونهيلله عنلله كسللاه أمللرا
وجوديا زاده قبحا إلى قبحه فجعل ذلك كله عدما محضا ونفيا صرفا ل يرجع
إلى أمر ثبللوتي فللي غايللة البطلن والحالللة وظهللر والحالللة وظهللر أن هللذا
الدليل في غاية البطلن ولم نتعرض للوجوه التي قدحوا بهللا فيلله فإنهللا مللع
طولها غير شافية ول مقنعة فمن اكتفى بها فهي موجللودة فللي كتبهللم وأمللا
المسلك الذي اعتمده كثير منهم كالقاضلي وأبلي المعلالي وأبلي عملرو بلن
الحاجب من المتأخرين فهو أن الحسللن والقبللح لللو كانللا ذاتييللن لمللا اختلفللا
باختلف الحوال والمتعلقات والزمان ول ستحال ورود النسللخ علللى الفعللل
لن ما ثبت للذات فهو باق ببقائها ل يللزول وهللي باقيللة ومعلللوم أن الكللذب
يكون حسنا إذا تضمن عصمة دم نبي أو مسلم ولو كان قبحه ذاتيا للله لكللان
قبيحا اين وجد وكذلك ما نسخ من الشريعة لو كان حسنه لذاته لللم يسللتحل
قبيحا ولو كان قبحه لذاته لم يستحل حسنا بالنسخ قالوا وأيضا لو كان ذاتيللا
لجتمع النقيضان في صدق من
#قال لكذبن غدا إذا فإنه ل يخلوا إمللا أن يكللذب فللي الغللد أو يصلدق فللإن
كللذب لللزم قبحلله لكللونه كللذبا وحسللنه لسللتلزامه مصللدق الخللبر الول
والمستلزم للحسن حسن فيجتمع فللي الخللبر الثللاني الحسللن والقبللح وهمللا
نقيضان وإن صدق لزم حسن الخبر الثاني من حيللث أنلله صللدق فللي نفسلله
وقبحه من حيث أنه مستلزم لكذب الخبر الول فلزم النقيضان قالوا وأيضللا
فلو كان القتل والجلد وقطع الطراف قبيحا لذاته أو لصفة لزمة للذات لللم
يكن حسنا في الحدود والقصللاص لن مقتضللى الللذات ل يتخلللف عنهللا فللإذا
تخلف فيما ذكرنا من الصور وغيرها دل على أنه ليس ذاتيا فهذا تقريللر هللذا
المسلك وهو من أفسللد المسللالك لوجللوه أحللدها أن كللون الفعللل حسللنا أو
قبيحا لذاته أو لصفة لم يعن به أن ذلك يقوم بحقيقة ل ينفك عنها بحال مثل
كونه عرضا وكونه مفتقرا إلى محل يقوم به وكون الحركللة حركللة والسللواد
لونا ومن ها هنا غلط علينا المنازعون لنا في المسئلة وألزمونللا مللال يلزمنللا
وإنمللا نعنللى بكللونه حسللنا أو قبيحللا لللذاته أو لصللفته أنلله فللي نفسلله منشللأ
للمصلللحة والمفسللدة وترتيبهمللا عليلله كللترتيب المسللببات علللى أسللبابها
المقتضية لها وهذا كترتيب الري على الشللرب والشللبع علللى الكللل وترتللب
منافع الغذية والدوية ومضارها عليها فحسن الفعل أو قبحه هو مللن جنللس
كللون الللدواء الفلنللي حسللنا نافعللا أو قبيحللا ضللارا وكللذلك الغللذاء واللبللاس
والمسكن والجماع والستفراغ والنوم والرياضللة وغيرهللا فللإن ترتللب آثارهللا
عليها ترتب المعلومللات والمسللببات علللى عللهللا وأسللبابها ومللع ذلللك فإنهللا
تختلف باختلف الزمان والحوال والماكن والمحل القابل ووجود المعللارض
فتخلف الشبع والري عن الخبز واللحم والماء في حق المريض ومن به علة
تمنعه من قبول الغذاء لتخرجه عن كونه مقتضيا لذلك حللتى يقللال لللو كللان
كذلك لذاته لم يتخلف لن ما بالذات ل يتخلف وكذلك تخلف النتفاع بالللدواء
في شدة الحر والبرد وفي وقت تزايد العلة ل يخرجلله عللن كللونه نافعللا فللي
ذاته وكذلك تخلف النتفاع باللباس في زمن الحر مثل ل يدل على أنه ليللس
في ذاته نافعا ول حسنا فهذه قوى الغذية والدوية واللباس ومنللافع الجمللاع
والنوم تتخلف عنها آثارها زمانللا ومكانللا وحللال وبحسللب القبللول والسللتعداد
فتكون نافعة حسنة في زمان دون زمان ومكان دون وحال دون حللال وفللي
حق طائفللة أو شللخص دون غيرهللم ولللم يخرجهللا ذللك عللن كونهللا مقتضللية
لثارها بقواها وصفاتها فهكللذا أوامللر الللرب تبللارك وتعللالى وشللرائعه سللواء
يكون المر منشأ المصلحة وتابعا للمأمور فلي وقلت دون وقلت فيلأمره بله
تبارك وتعالى في الوقت الذي علم أنه مصلحة فيه ثم ينهى عنه في الللوقت
الذي يكون فعله فيه مفسدة على نحو ما يأمر الطبيب بالدواء والحمية فللي
وقت هو مصلحة للمريض وينهاه عنه في الوقت الذي يكون تنللاوله مفسللدة
له بل أحكم الحاكمين الللذي بهللرت حكمتلله العقللول أولللى بمراعللاة مصللالح
عباده ومفاسدهم في الوقات والحوال والماكن والشلخاص وهلل وضلعت
الشرائع إل على هذا فكان نكاح الخت حسنا في وقته حتى لم يكن بلد منلله
في التناسل
#وحفظ النوع النساني ثم صار قبيحا لما استغنى عنه فحرمه على عبللاده
فأباحه في وقت كان فيه حسنا وحرمه في وقت صار فيه قبيحا وكذلك كللل
ما نسخه من الشرع بل الشريعة الواحدة كلها ل تخرج عللن هللذا وإن خفللي
وجه المصلحة والمفسدة فيه على أكللثر النللاس وكللذلك إباحللة الغنللائم كللان
قبيحا في حق من قبلنا لئل تحملهم إباحتها على القتال لجلها والعمللل لغيللر
الله فتفوت عليهم مصلحة الخلص التي هي أعظم المصالح فحمللى أحكللم
الحاكمين جانب هذه المصلحة العظيمة بتحريمها عليهم ليتمحض قتالهم لله
ل للدنيا فكانت المصلحة في حقهم تحريمها عليهم ثم لما أوجللد هللذه المللة
التي هي أكمللل المللم عقللول وأرسللخهم إيمانللا وأعظمهللم توحيللدا وإخلصللا
وأرغبهم في الخرة وأزهللدهم فللي الللدنيا أبللاح لهللم الغنللائم وكللانت إباحتهللا
حسنة بالنسبة إليهم وإن كانت قبحة بالنسبة إلى من قبلهم فكللانت كإباحللة
الطللبيب اللحللم للصللحيح الللذي ل يخشللى عليلله مللن مضللرته وحميتلله منلله
للمريض المحموم وهذا الحكم فيما شرع في الشريعة الواحدة في وقت ثم
نسخ في وقت آخر كالتخيير في الصوم في أول السلم بين الطعللام وبينلله
لمللا كللان غيللر مللألوف لهللم ول معتللاد والطبللاع تأبللاه إذ هللو هجللر مألوفهللا
ومحبوبها ولم تذق بعد حلوته وعواقبه المحمودة وما في طيه من المصللالح
والمنافع فخيرت بينه وبيللن الطعللام ونللدبت إليلله فلمللا عرفللت علتلله يعنللي
حكمته والفقه وعرفت ما تضمنه من المصالح والفوائد حتم عليها عينللا ولللم
يقبل منها سواء فكان التخيير في وقتلله مصلللحة وتعييللن الصللوم فللي وقتلله
مصلحة فاقتضت الحكمة البالغة شرع كل حكم في وقته لن المصلحة فيلله
في ذلك الوقت وكان فرض الصلللة أول ركعللتين ركعللتين لمللا كلانوا حللديثي
عهد بالسلم ولم يكونوا معتادين لها ول ألفتهللا طبللاعهم وعقللولهم فرضللت
عليهللم بوصلف التخفيلف فلمللا ذاللت بهلا جلوارحهم وطللوعت بهلا أنفسلهم
وأطمأنت اليها قلوبهم وباشرت نعيمها لللذتها وطيبهللا وذاقللت حلوة عبوديللة
الله فيها ولذة مناجاته زيدت ضعفها وأقرت في السفر علللى الفللرض الول
لحاجة المسافر إلى التخفيف ولمشقة السللفر عليلله فتأمللل كيللف جللاء كللل
حكم في وقته مطابقا للمصلحة والحكمة شلاهدا للله بلأنه أحكلم الحلاكمين
وأرحم الراحمين الذي بهرت حكمته العقول واللباب وبدا على صفحاتها بأن
ما خالفها هو الباطل وأنهللا هللي عيللن المصلللحة والصللواب ومللن هللذا أمللره
سبحانه لهم بالعراض عللن الكللافرين وتللرك آذاهللم والصللبر عليهللم والعفللو
عنهم لما كان ذلك عين المصلللحة لقلللة عللدد المسلللمين وضللعف شللوكتهم
وغلبة عدوهم فكان هذا في حقهم إذ ذاك عين المصلللحة فلمللا تحيللزوا إلللى
دار وكثر عددهم وقويت شوكتهم وتجرأت أنفسهم لمناجزة عدوهم أذن لهم
في ذلك أذنا من غير إيجاب عليهم ليذيقهم حلوة النصر والظفر وعز الغلبة
وكان الجهاد أشق شيء على النفوس فجعله أول إلى اختيارهم إذنللا لحتمللا
فلما ذاقوا عز النصر
#والظفر وعرفوا عواقبه الحميدة أوجبلله عليهللم حتمللا فانقللادوا للله طوعللا
ورغبة ومحبة فلو أتاهم المر به مفاجأة على ضعف وقلة لنفللروا عنلله أشللد
النفار وتأمل الحكمة البللاهرة فللي شلرع الصللة أول إلللى بيلت المقلدس إذ
كانت قبلة النبياء فبعث بما بعث به الرسل وبما يعرفلله أهللل الكتللاب وكللان
استقبال بيت المقدس مقررا لنبوته وأنه بعث بما بعث به النبيللاء قبللله وإن
دعوته هي دعوة الرسل بعينها وليس بدعا من الرسللل ول مخالفللا لهللم بللل
مصدقا لهم مؤمنا بهم فلما استقرت أعلم نبوته في القلوب وقامت شواهد
صدقه من كل جهة وشهدت القلوب للله بللأنه رسللول الللله حقللا وإن أنكللروا
رسالته عنادا وحسدا وبغيا وعلم سبحانه أن المصلحة له ولمته أن يستقبلوا
الكعبة البيت الحرام افضللل بقللاع الرض وأحبهللا إلللى الللله وأعظللم الللبيوت
وأشرفها وأقدمها قرر قبله أمورا كالمقدمات بيللن يللديه لعظللم شللأنه فللذكر
النسخ أول وأنه إذا نسخ آية أو حكما أتى بخير منلله أو مثللله وأنلله علللى كللل
شيء قدير وأن له ملك السموات والرض ثم حذرهم التعنللت علللى رسللوله
والعراض كما فعل أهل الكتاب قبلهم ثم حذرهم من أهل الكتاب وعداوتهم
وأنهم يودون لو ردوهم كفارا فل يسللمعوا منهللم ول يقبلللوا قللولهم ثللم ذكللر
تعظيم دين السلم وتفضيله على اليهودية والنصرانية وأن أهله هم السعداء
الفائزون ل أهل الماني الباطلة ثم ذكللر اختلف اليهللود والنصللارى وشللهادة
بعضهم على بعض بأنهم ليسوا على شيء فحقيق بأهل السلم إن ل يقتدوا
بهم وأن يخالفوهم في هديهم الباطل ثم ذكر جرم من منع عبللاده مللن ذكللر
اسمه في بيوته ومساجده وأن يعبد فيها وظلمه وأنه بذلك ساع في خرابهللا
لن عمارتها إنمللا هللي بللذكر اسللمه وعبللادته فيهللا ثللم بيللن أن للله المشللرق
والمغرب وأنه سبحانه لعظمته وإحاطته حيث اسللتقبل المصلللى فثللم وجهلله
تعالى فل يظن الظان أنه إذا استقبل البيت الحرام خرج عن كللونه مسللتقبل
ربه وقبلته فإن الله واسع عليم ثم ذكر عبوديللة أهللل السللموات والرض للله
وأنهم كل له قانتون ثم نبه على عدم المصلحة في موافقة أهل الكتاب وأن
ذلك ل يعود باستصلحهم ول يرجى معه إيمانهم وأنهم لن يرضوا عنلله حللتى
يتبع ملتهم وضمن هذا تنبيه لطيف على أن موافقتهم في القبلللة ل مصلللحة
فيها فسواء وافقتهم فيها أو خالفتهم فإنهم لن يرضوا عنك حتى تتبع ملتهللم
ثم أخبر أن هداه هو الهدى الحق وحذره ملن اتبللاع أهللوائهم ثللم انتقللل إلللى
تعظيم إبراهيم صاحب البيت وبانيه والثناء عليلله وذكللر إمللامته للنللاس وإنلله
أحق من اتبع ثم ذكر جللة البيت وفضله وشللرفه وأنلله أمللن للنللاس ومثابللة
لهللم يثوبللون إليلله ول يقضللون منلله وطللرا وفللي هللذا تنللبيه علللى أنلله أحللق
بالستقبال من غيره ثم أمرهم أن يتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ثللم ذكللر
بنللاء إبراهيللم وإسللماعيل الللبيت وتطهيللره بعهللده وإذنلله ورفعهمللا قواعللده
وسؤالهما ربهما القبول منهما وأن تجعلهما مسلمين للله ويريهمللا مناسللكهما
ويبعث في ذريتهما رسول منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم
#الحرام فهذا معنى كون الحسن والقبح ذاتيا للفعل ل ناشللئا مللن ذاتلله ول
ريللب عنللد ذوي العقللول أن مثللل هللذا يختلللف بللاختلف الزمللان والمكنللة
والحوال والشخاص وتأمل حكمة الرب تعالى في أمره إبراهيم خليله بذبللح
ولده لن الله اتخذه خليل والخلة منزلة تقتضى إفراد الخليل بالمحبللة وأن ل
يكون له فيها منازع أصل بل قد تخللت محبتلله جميللع أجللزاء القلللب والللروح
فلم يبق فيها موضع خال من حبه فضل عن أن يكون محل لمحبة غيره فلما
سأل إبراهيم الولد وأعطيه أخذ شعبة من قلبه كمللا يأخللذ الولللد شللعبة مللن
قلب والده فغار المحبوب على خليله أن يكون في قلبه موضع لغيره فأمره
بذبح الولد ليخرج حبه من قلبه ويكون الله أحب إليه وآثر عنده ول يبقى في
القلب سوى محبته فوطن نفسه علللى ذلللك وعللزم عليلله فخلصللت المحبللة
لوليها ومستحقها فحصلللت مصلللحة المللأمور بلله مللن العللزم عليلله وتللوطين
النفس على المتثال فبقي الذبح مفسدة لحصول المصلللحة بللدونه فنسللخه
في حقه لما صار مفسللدة وأمللر بلله لمللا كللان عزملله عليلله وتللوطين نفسلله
مصلحة لهما فأي حكمة فوق هذا وأي لطف وبللر وإحسللان يزيللد علللى هللذا
وأي مصلحة فوق هذه المصلحة بالنسبة إلى هذا المللر ونسللخة وإذا تللأملت
الشرائع الناسخة والمنسوخة وجدتها كلها بهذه المنزلة فمنها ما يكون وجلله
المصلحة فيه ظاهرا مكشللوفا ومنهللا مللا يكللون ذلللك فيلله خفيللا ل يللدرك إل
بفضل فطنة وجوده إدراك
فصل وههنا سر بديع من أسرار الخلق والمر به يتبين لك حقيقة المر
وهو أن الله لم يخلق شيئا ولم يأمر بشيء ثم ابطله وأعدمه بالكليللة بللل ل
بد أن يثبته بوجه ما لنه إنما خلقلله لحكمللة للله فللي خلقلله وكللذلك أمللره بلله
وشرعه إياه هو لما فيه من المصلللحة ومعلللوم أن تلللك المصلللحة والحكمللة
تقتضي ابقاءه فإذا عارض تلك المصلحة مصلحة أخرى أعظم منهللا كللان مللا
اشتملت عليه أولى بالخلق والمر ويبقى في الولى ما شاء من الوجه الذي
يتضمن المصلحة ويكون هذا من باب تزاحم المصالح والقاعدة فيهللا شللرعا
وخلقللا تحصلليلها واجتماعهللا بحسللب المكللان فللإن تعللذر قللدمت المصلللحة
العظمى وإن فاتت الصغرى وإذا تأملت الشريعة والخلق رأيت ذلللك ظللاهرا
وهذا سر قل من تفطن له من الناس فتأمل الحكام المنسوخة حكما حكما
كيف تجد المنسوخ لم يبطل بالكلية بل له بقاء بوجه فمن ذلك نسللخ القبلللة
وبقاء بيت المقدس معظما محترما تشد إليلله الرحللال ويقصللد بالسللفر إليلله
وحط الوزار عنده واستقباله مع غيره من الجهللات فللي السللفر فلللم يبطللل
تعظيمه واحترامه بالكلية وإن بطللل خصللوص اسللتقباله بالصلللوات فالقصللد
إليه ليصلى فيه باق وهو نوع من تعظيمه وتشريفه بالصلة فيه والتوجه إليه
قصدا لفضيلته وشرعه له نسبة من التوجه إليه بالستقبال
#وهل ذلك على سبيل الوجوب أو الستحباب فيه قولن للسلللف والخلللف
وهما في مذهب أحمد فعلللى القللول الول بالسللتحباب إذا أوصللى للجللانب
دونهم صحت الوصية ول شيء للقارب وعلى القول بالوجوب فهل لهللم أن
يبطلوا وصية الجانب ويختصوا هم بالوصية كما للورثة يبطلوا وصية الوارث
أو يبطلوا ما زاد على ثلث الثلث ويختصوا هم بثلثيه كما للورثةأن يبطلوا مللا
زاد على ثلث المال من الوصية ويكون الثلث في حقهم بمنزلللة المللال كللله
في حق الورثة على وجهين وهذا الثاني أقيس وأفقلله وسللره أن الثلللث لمللا
صار مستحقا لهم كان بمنزلة جميع المللال فللي حللق الورثللة وهللم ل يكونللوا
أقوى من الورثة فكما ل سبيل للورثة إلى أبطال الوصية بالثلث للجانب فل
سبيل لهؤلء إلى إبطال الوصية بثلث الثلث للجانب وتحقيق هللذه المسللائل
والكلم على مللا أخللذها للله موضللع آخللر والمقصللود هنللا أن إيجللاب الوصللية
للقارب وأن نسخ لم يبطل بالكلية بل بقي منه ما هو منشللأ المصلللحة كمللا
ذكرناه ونسخ منه مال مصلحة فيه بل المصلحة في خلفه ومللن ذلللك نسللخ
العتداد في الوفاة بحول بالعتداد بأربعة أشهر وعشلر عللى المشلهور ملن
القولين في ذلك فلم تبطل العدة الولى جملة #ومللن ذلللك حبللس الزانيللة
في البيت حتى تموت فإنه على أحد القولين ل نسخ فيه لنلله مغيللا بللالموت
أو يجعل الله لهن سبيل وقد جعل الله لهن سبيل بالحد وعلللى القللول الخللر
هو منسوخ بالحد وهو عقوبة من جنس عقوبة الحبللس فلللم تبطللل العقوبللة
عنها بالكلية بل نقلت من عقوبة إلى عقوبة وكانت العقوبة الولى أصلح في
وقتها لنهم كانوا حديثي عهد بجاهلية وزنا فأمروا بحبس الزانية أول ثللم لمللا
استوطنت أنفسهم على عقوبتها وخرجوا عللن عللوائد الجاهليللة وركنللوا إلللى
التحريم والعقوبة نقلوا إلى ما هللو أغلللظ مللن العقوبللة الولللى وهللو الرجللم
والجلد فكانت كل عقوبة في وقتها هللي المصلللحة الللتي ل يصلللحهم سللواها
وهذا الذي ذكرناه إنما هو في نسخ الحكم الذي ثبت بشرعه وأمره وأما مللا
كان مستصحبا بالبراءة الصلية فهذا ل يلزم من رفعه بقللاء شلليء منلله لنلله
لم يكن مصلحة لهم وإنما أخر عنهم تحريمه إلى وقت لضرب من المصلحة
في تأخير التحريم ولم يلزم من ذلك أن يكون مصلحة حين فعلهم أياه وهذا
كتحريللم الربللا والمسللكر وغيللر ذلللك مللن المحرمللات الللتي كللانوا يفعلونهللا
استصابا لعدم التحريم فإنها لم تكن مصلحة في وقت ولهذا لم يشرعها الله
تعالى ولهذا كلان رفعهللا بالخطللاب ل يسلمى نسللخا إذ للو كلان ذلللك نسللخا
لكانت الشريعة كلها نسخا وإنما النسخ رفع الحكم الثابت بالخطللاب ل رفللع
موجب الستصحاب وهذا متفق عليه
فصل وأما ما خلقه سبحانه فإنه أوجده لحكمة في إيجاده فإذا اقتضت
حكمته إعدامه جملة أعدمه وأحدث بدله وإذا اقتضت حكمته تبدليه وتغييره
وتحويله من صورة بدله وغيره
#وحوله ولم يعدمه جملة ومن فهم هذا فهم مسألة المعاد ومللا جللاءت بلله
الرسل فيه فإن القرآن والسنة إنما دل على تغيير العالم وتحويله وتبللديله ل
جعللله عللدما محضللا وإعللدامه بالكليللة فللدل علللى تبللديل الرض غيللر الرض
والسللماوات وعلللى تشللقق السللماء وانفطارهللا وتكللوير الشللمس وانتثللار
الكواكب وسجر البحار وإنزال المطر على أجزاء بنى آدم المختلطة بالتراب
فينبتون كما ينبت النبات وتللرد تلللك الرواح بعينهللا إلللى تلللك الجسللاد الللتي
أحيلت ثم أنشئت نشأة أخرى وكذلك القبور تبعثر وكذلك الجبللال تسللير ثللم
تنسف وتصير كالعهن المنفوش وتقيء الرض يوم القيامة أفلذ كبدها أمثال
السللطوان مللن الللذهب والفضللة وتميللد الرض وتللدنو والشللحى مللن رؤس
الناس فهذا هو الذي أخبر به القرآن والسللنة ول سللبيل لحللد مللن الملحللدة
الفلسفة وغيرهم إلى العتراض على هللذا المعللاد الللذي جللاءت بلله الرسللل
بحرف واحد وإنما اعتراضاتهم على المعاد الذي عليه طائفة من المتكلميللن
أن الرسل جاؤا به وهو أن الله يعدم أجللزاء العللالم العلللوي والسللفلي كلهللا
فيجعلها عدما محضا ثم يعيد ذلللك العلدم وجللودا ويلا ليلت شللعري أيللن فلي
القرآن والسنة أن الللله يعللدم ذرات العللالم وأجللزاءه جملللة ثللم يقلللب ذلللك
العللدم وجللودا وهللذا هللو المعللاد الللذي أنكرتلله الفلسللفة ورمتلله بللأنواع
العتراضات وضللروب اللزامللات واحتللاج المتكلمللون إلللى تعسللف الجللواب
وتقريره بأنواع من المكابرات وأما المعاد الذي أخللبرت بلله الرسللل فللبريء
من ذلك كله مصون عنه ل مطمع للعقل في العتراض عليلله ول يقللدح فيلله
شبهة واحد وقد أخبر سبحانه أنه يحي العظام بعد ما صارت رميما وأنلله قللد
علم ما تنقص الرض من لحللوم بنللي آدم وعظللامهم فيللرد ذلللك إليهللم عنللد
النشأة الثانية وأنه ينشىء تلك الجساد بعينها بعد ما بليت نشأه أخري ويللرد
إليها تلك الرواح فلم يدل علللى أنلله يعللدم تلللك الرواح ويفنيهللا حللتى تصللير
عدما محضا فلم يدل القرآن علللى أنلله يعللدم تلللك الرواح ثللم يخلقهللا خلقللا
جديدا ول دل على أنه يفنللي الرض والسللموات ويعللدمهما عللدما صللرفا ثللم
يجدد وجودهما وإنما دلت النصوص على تبديلهما وتغييرهمللا مللن حللال إلللى
حال فلو أعطيت النصوص حقها لرتفع أكثر النزاع من العالم ولكللن خفيللت
النصوص وفهم منها خلف مرادهللا وانضللاف إلللى ذلللك تسللليط الراء عليهللا
واتباع ما تقضى به فتضاعف البلء وعظم الجهللل واشللتدت المحنللة وتفللاقم
الخطب وسبب ذلك كله الجهل بما جللاء بلله الرسللول وبللالمراد منلله فليللس
للعبد أنفع من سمع ما جاء به الرسول وعقل معناه وأما من لم يسمعه ولم
يعقله فهو من الذين قال الله فيهم وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ملا كنلا فلي
أصحاب السعير فلنرجع إلى الكلم عن الدليل المللذكور وهللو أن الحسللن أو
القبح لو كان ذاتيا لما اختلف إلى آخره فنقللول قللد بينللا أن اختلفلله بحسللب
الزمنة والمكنة والحوال والشروط ل يخرجه عن كونه ذاتيا الثاني أنه ليس
المعنى من كونه ذاتيا إل أنه ناشىء من الفعل فالفاعل منشؤه وهذا
#ل يوجب اختلفه بدليل ما ذكرنا من الصور الثالث انه يجوز اقتضاء الذات
الواحدة لمرين متنافيين بحسب شرطين متنافيين فيقتضى التبريد مثل فللي
محل معين بشرط معين والتسخين في محل آخر بشرط آخر والجسم فللي
حيزه يقتضي السكون فإذا خرج عن حيزه اقتضى الحركللة واللحللم يقتضللي
الصللحة بشللرط سلللمة البللدن مللن الحمللى والمللرض الممتنللع منلله الغللذاء
ويقتضي المرض بشرط كون الجسم محموما ونحوه ونظائر ذلك أكللثر مللن
أن تحصى فإن قيل محل النزاع أن الفعل لذاته أو لوصللف لزم للله يقتضللي
الحسن والقبح والشرطان متنافيان يمتنع أن يكون كللل واحللد منهمللا وصللفا
لزما لن اللزم يمتنع انفكاك الشيء عنه قيل معنى كللونه يقتضللي الحسللن
والقبح لذاته أو لوصفه اللزم أن الحسن ينشأ من ذاته أو من وصفه بشرط
معين والقبح ينشللأ ملن ذاتلله أو مللن وصللفه بشللرط آخللر فللإذا عللدم شللرط
القتضاء أو وجد مانع يمنلع القتضلاء زال الملر الملترتب بحسلب اللذات أو
الوصف لزوال شرطه أو لوجود مانعه وهذا واضح جللدا :الثللالث أن قللولكم
يحسن الكذب إذا تضمن عصمة نبى أو مسلم فهذا فيه طريقللان أحللدهما ل
نسلم أنه يحسن الكذب فضل عنأن يجب بل ل يكون الكللذب إل قبيحللا وأمللا
الذي يحسن فالتعريض والتورية كمللا وردت بله السللنة النبويلة وكمللا عللرض
إبراهيم للملك الظالم بقوله هذه أختي لزوجته وكما قال أني سقيم فعللرض
بأنه سقيم قلبه من شركهم أو سيسقم يوما ما وكما فعل في قوله بل فعله
كبيرهم هذا فاسألوهم أن كانوا ينطقون فأن الخللبر والطلللب كلهمللا معلللق
بالشرط والشرط متصل بهما ومع هذا فسماها ثلث كذبات وامتنع بهللا مللن
مقام الشفاعة فكيف يصح دعواكم أن الكذب يجب إذا تضمن عصمة مسلم
مع ذلك فأن قيل كيف سماها إبراهيم كذبات وهللي توريللة وتعريللض صللحيح
قيل ل يلزمنا جواب هذا السؤال إذا الغللرض أبطللال اسللتدللكم وقللد حصللل
فالجواب عنه تبرع منا وتكميل للفائدة ولم أجد في هذا المقام للناس جوابا
شافيا يسكن القلب إليه وهذا السؤال ل يختص به طائفة معينة بل هللو وارد
عليكم بعينه وقد فتح الله الكريللم بللالجواب عنلله فنقللول الكلم للله نسللبتان
نسبة إلى المتكلم وقصده وإرادته ونسبة إلى السامع وإفهللام المتكلللم إيللاه
مضمونه فإذا أخبر المتكلم بخبر مطابق للواقع وقصد إفهام المخاطب فهللو
صدق من الجهتين وأن قصد خلف الواقع وقصد مع ذلللك إفهللام المخللاطب
خلف ما قصد بل معنللى ثالثللا ل هللو الواقللع ول هللو المللراد فهللو كللذب مللن
الجهتين بالنسللبتين معللا وإن قصللد معنللى مطابقللا صللحيحا وقصللد مللع ذلللك
التعمية على المخاطب وإفهامه خلف مللا قصللده فهللو صللدق بالنسللبة إلللى
قصده كذب بالنسبة إلى إفهامه ومن هذا البللاب التوريللة والمعللاريض وبهللذا
أطلق عليها إبراهيم الخليل عليه السلم اسم الكللذب مللع أنلله الصللادق فللي
خبره ولم يخبر إل صدقا فتأمل هذا الموضع الذي أشللكل علللى النللاس وقللد
ظهر بهذا أن الكذب ل يكون قط إل
#قبيحا وأن الذي يحسن ويجب إنمللا هللو التوريللة وهللي صللدق وقللد يطلللق
عليها الكذب بالنسبة إلى الفهللام ل إلللى العنايللة الطريللق الثللاني ان تخلللف
القبح عن الكذب لفوات شرط أو قيلام ملانع يقتضلي مصللحة راجعلة عللى
الصدق ل تخرجه عن كونه قبيحا لذاته وتقريره ما تقدم وقللد تقللدم أن الللله
سبحانه حرم الميتة والدم ولحم الخنزير للمفسللدة الللتي فللي تناولهللا وهللي
ناشئة مللن ذوات هللذه المحرمللات وتخلللف التحريللم عنهللا عنللد الضللرورة ل
يوجب أن تكون ذاتهللا غيللر مقتضللية للمفسللدة الللتي حرمللت لجلهللا فهكللذا
الكذب المتضمن نجاة نبي أو مسلم الوجه الرابع قوله لو كان ذاتيللا لجتمللع
النقيضان في صدق من قال لكذبن غدا إلى آخللر مللا ذكللر جللوابه أنلله مللتى
يجتمع النقيضان إذا كان الحسن والقبح باعتبار واحد ملن جهلة واحلدة أو إذا
كانا باعتبارين من جهتين أو أعم من ذلك فإن عنيتم الول فمسلللم ولكللن ل
نسلللم الملزمللة فللإنه ل يلللزم مللن اجتمللاع الحسللن والقبللح فللي الصللورة
المذكورة أن يكون لجهة واحدة واعتبار واحللد فللإن اجتمللاع الحسللن والقبللح
فيهما باعتبارين مختلفين من جهتين متباينتين وهذا ليس ممتنعا فإنه إذا كان
كذبا كان قبيحا بالنظر إلى ذاته وحسنا بالنظر إلى تضمنه صدق الخبر الول
ونظيره إن يقول والله لشربن الخمر غدا أو والله لسرقن هذا الثللوب غللدا
ونحوه وأن عنيتم الثلاني فهلو حلق ولكلن ل نسللم انتفلاء اللزم وأن عنيتللم
الثالث منعنا الملزمة أيضا علللى التقللدير الول وانتفللاء اللزم علللى التقللدير
الثاني وهذا واضح جدا الوجه الخامس قوله القتل والضللرب حسللن إذا كللان
حدا أو قصاصا وقبيح في غيره فلو كان ذاتيا لجتمع النقيضان كلم في غاية
الفساد فإن القتل والضرب واحد بالنوع والقبيح ما كان ظنا وعدوانا والحس
منه ما كان جزاء على إساءة أما حدا وأما قصاصا فلم يرجع الحسن والقبللح
إلى واحد بالعين ونظير هذا السجود فللإنه فللي غايللة الحسللن لللذاته إذا كللان
عبودية وخضوعا للواحد المعبود وفي غاية القبح إذا كللان لغيللره ولللو سلللمنا
أن القتل والضرب الواحد بالعين إذا كان حلدا أو قصاصلا فلإنه يكلون حسلنا
قبيحا لم يكن ذلك محال لنه باعتبارين فهللو حسللن لمللا تضللمنه مللن الزجللر
والنكال وعقوبة المستحق وقبيح بالنظر إلى المقتول المضللروب فهللو قبيللح
له حسن في نفسه وهذا كما أنه مكروه مبغللوض للله وهللو محبللوب مرضللى
لفاعله والمر به فأي محال في هذا فظهر أن هذا الدليل فاسد والله أعلم
فصل فهذه أقوى أدلة النفاة باعترافهم بضعف ما سواها فل حاجة بنا
إلى ذكرها وبيان فسادها فقد تبين الصبح لذي عينين وجلبت عليك المسئلة
رافلة في حلل أدلتها الصحيحة وبراهينها
#المستقيمة ول تغضللض طللرف بصلليرتك عللن هللذه المسللئلة فللأن شللأنها
عظيم وخطبها جسيم وقد احتج بعضهم بدليل أفسد من هذا كله فقللالوا لللو
حسن الفعل أو قبح لذاته او لصفته لم يكن الباريء تعالى مختارا في الحكم
لن الحكم بالمرجوح على خلف المعقول فليزم الخر فل اختيار وتقرير هذا
الستدلل ببيان الملزمة المذكورة أول وبيان انتفلاء اللزم ثانيلا أملا المقلام
الول وهو بيان الملزمة فإن الفعل لو حسن لللذاته او لصللفته لكللان راجحللا
على الحسن في كونه متعلقا للوجللوب أو النللدب ولللو قبللح لللذاته أو لصللفته
لكان راجحا على الحسن في كونه متعلقا للتحريم أو الكراهة فحينئذ إمللا أن
يتعلق الحكم بالراجح المقتضي له او المرجوح المقتضللي لضللده #والثللاني
باطل قطعا ل لستلزامه ترجيح المرجوح وهو باطللل بصللريح العقللل فتعيللن
الول ضرورة فإذا كان تعلق الحكم بالراجح لزمللا ضللرورة لللم يكللن البللاري
مختارا في حكمه فتأمل هذه الشبهة ما أفسدها وأبين بطلنها والعجب ممن
يرضى لنفسه ان يحتج يمثلها وحسبك فساد الحجة مضمونها أن الله تعللالى
لم يشرع السجود له وتعظيملله وشللكره ويحللرم السللجود للصللنم وتعظيملله
لحسن هذا وقبح هذا مع استوائهما تفريقا بين المتماثلين فأي برهان أوضللح
من هذا على فساد هذه الشبهة الباطلللة #الثللاني أن يقللال هللذا يللوجب أن
تكون أفعاله كلها مستلزمة للترجيللح بغيللر مرجللح إذ لللو ترجللح الفعللل منهللا
بمرجح لزم عدم الختيار بعين ما ذكرتم إذا لحكم بالمرجح لزم فإن قيللل ل
يلزم الضطرار وتللرك الختيللار لن المرجللح هللو الرادة والختيللار قيللل فهل
قنعتم بهذا الجواب منا وقلتم إذا كان اختياره تعالى متعلقا بالفعللل لمللا فيلله
من المصلحة الداعية إلى فعله وشرعه وتحريمه لله ملا فيله ملن المفسلدة
الداعية إلى تحريمه والمنع منه فكان الحكم بالراجح في الموضللعين متعلقللا
باختياره تعالى وإرادته فإنه الحكيم في خلقله وأملره فلإذا عللم فلي الفعلل
مصلحة راجحة شرعية وأوجبه شرعه ووضعه وإذا علم فيه مفسللدة راجحللة
كرهه وأبغضه وحرمه هذا في شرعه وكللذلك فللي خلقلله لللم يفعللل شلليئا إل
ومصلحته راجحة وحكمته ظاهرة واشللتماله علللى المصلللحة والحكمللة الللتي
فعله لجلها ل ينافي اختياره بل ل يتعلق بالفعللل إل لمللا فيلله مللن المصلللحة
والحكمة وكذلك تركه لما فيه من خلف حكمته فل يلزم من تعلللق الحكمللة
بالراجح أن ل يكون الحكم اختياريا فإن المختار الذي هو أحكللم الحللاكمين ل
يختار إل ما يكون على وفق الحكمة والمصلحة #الثللالث أن قللوله إذا لللزم
تعلق الحكم بالراجح لم يكن مختارا تلبيس فإنه إنما تعلق بالراجللح باختيللاره
وإرادته واختياره وإرادته اقتضت تعلقه بالراجح على وجلله اللللزوم فكيللف ل
يكون مختارا واختياره استلزم تعلق الحكم بالراجللح الرابللع إن تعلللق حكملله
تعالى بالفعل المأمور به أو المنهي عنه إما أن يكون جائز الوجود والعلدم أو
راجح الوجود أو راجح العدم فإن كان جائز الطرفيللن لللم بترجللح أحللدهما إل
بمرجح وإن كان راجحا فالتعلق لزم لن الحكم
#يمتنللع ثبللوته مللع المسللاواة ومللع المرجوحيللة #أمللا الول فل سللتلزامه
الترجيللح بل مرجللح وأمللا الثللاني فل سللتلزامه ترجيللح المرجللوح وهللو باطللل
بصريح العقل فل يثبت إل مع المرجح التام وحينئذ فيلزله عدم الختيللار ومللا
يجيبون به عن اللزام المذكور هو جوابكم بعينه عن شبهتكم التي اسللتدللتم
بها الخامس أن هذه الشللبهة الفاسللدة مسللتلزمة لحللد المريللن ول بللد أمللا
الترجيح بل مرجح وإما أن ل يكون الباري تعالى مختارا كما قررتللم وكلهمللا
باطل السادس أنها تقتضي أن ل يكون في الوجود قادر مختار إل من يرجللح
أحد المتساويين على الخر بل مرجح وأما من رجح أحد الجائزين بمرجح فل
يكون مختارا وهذا من أبطل الباطل بل القادر المختار ل يرجح أحد مقللدريه
على الخر إل بمرجح وهو معلوم بالضرورة واحتج النفاة أيضللا بقلوله تعللالى
وما كنا معذبين حتى نبعث رسلول ووجله الحتجلاج باليلة أنله سلبحانه نفلي
التعذيب قبل بعثة الرسل فلو كان حسن الفعل وقبحه ثابتا للله قبللل الشللرع
لكان مرتكب القبح وتارك الحسن فللاعل للحللرام وتاركللا الللواجب لن قبحلله
عقل يقتضي تحريمه عقل عندكم وحسنه عقل يقتضي وجوبه عقل فإذا فعللل
المحرم وترك الواجب استحق العذاب عندكم والقرآن نص صريح أن الله ل
يعذب بدون بعثة الرسل فهذا تقرير الستدلل احتجاجا والتزاما ول ريللب أن
الية حجة على تناقض المثبتين إذا أثبتوا التعذيب قبل البعثة فيلزم تناقضهم
وإبطللال جمعهللم بيللن هللذين الحكميللن إثبللات الحسللن والقبللح عقل وإثبللات
التعذيب على ذلك بدون البعثة وليس إبطال القول بمجموع المريللن موجبللا
لبطال كل واحد منهما فلعل الباطل هو قولهم بجللواز التعللذيب قبللل البعثللة
وهذا هو المتعين لنه خلف نص القرآن وخلف صريح العقل أيضا فأن الللله
سبحانه إنمللا أقللام الحجللة علللى العبللاد برسللله قللال تعللالى رسللل مبشللرين
ومنذرين لئل يكون للناس على الله حجة بعد الرسل فهذا صريح بأن الحجللة
إنما قامت بالرسل وأنه بعد مجيئهم ل يكللون للنللاس علللى الللله حجللة وهللذا
يدل على أنه ل يعذبهم قبل مجيء الرسل إليهللم لن الحجللة حينئذ لللم تقللم
عليهم فالصواب في المسئلة اثبات الحسن والقبح عقل ونفي التعذيب على
ذلك إل بعد بعثة الرسل فالحسن والقبح العقلللي ل يسللتلزم التعللذيب وإنمللا
يستلزمة مخالفة المرسلين وأما المعتزلة فقللد أجللابوا عللن ذلللك بللأن قللالوا
الحسن والقبح العقلي يقتضي اسللتحقاق العقللاب علللى فعللل القبيللح وتللرك
الحسن ول يلزم من استحقاق العقاب وقوعه لجواز العفو عنه قالوا ول يرد
هذا علينا حيث نمنع العفو بعد البعثة إذا أو عد الرب على الفعل لن العذاب
قد صار واجبا بخبره ومستحقا بارتكاب القبيح وهو سللبحانه لللم يحصللل منلله
إيعاد قبل البعثة فل يقبح العفو لنه ل يستلزم خلفللا فللي الخللبر وإنمللا غللايته
ترك حق له قد وجب قبل البعثة وهذا حسللن والتحقيللق فللي هللذا أن سللبب
العقاب قائم قبل البعثة ولكن ل يلزم من وجود سللبب العللذاب حصللوله لن
هذا السبب قد نصب الله تعالى له شرطا وهو بعثة الرسل وانتفاء التعللذيب
قبل البعثة هو ل نتفاء شرطه ل لعدم
#سببه ومقتضيه وهذا فصل الخطاب في هذا المقام وبه يزول كل إشكال
في المسئلة وينقشع غيمها ويسفر صبحها والله الموفق للصللواب #واحتللج
بعضهم أيضا بأن قال لو كان الفعل حسنا لذاته ل متنللع الشللارع مللن نسللخه
قبل إيقاع المكلف له وقبل تمكنه منه لنه إذا كللان حسللنا لللذاته فهللو منشللأ
للمصلللحة الراجحلة فكيلف ينسللخ وللم تحصللل منله تلللك المصللحة وأجللاب
المعتزلة عن هذا بالتزامه ومنعوا النسخ قبل وقت الفعللل ونللازعهم جمهللور
هذه المة في هذا الصل وجوزوا وقوع النسخ قبل حضور وقللت الفعللل ثللم
انقسموا قسمين فنفاة التحسين والتقبيح بنوه على أصلهم ومثبتو التحسللين
والتقبيح أجابوا عن ذلك بأن المصلحة كما تنشللأ ملن الفعللل فأنهلا أيضللا قللد
تنشللأ مللن العللزم عليلله وتللوطين النفللس علللى المتثللال وتكللون المصلللحة
المطلوبة هي العزم وتوطين النفس ل إيقللاع الفعللل فللي الخللارج فللإذا أمللر
المكللف بلأمر فعلزم عليلله وتهيللأ لله ووطلن نفسله عللى امتثللاله فحصلللت
المصلحة المرادة منه لم يمتنع نسخ الفعل وإن لم يوقعه لنه ل مصلحة للله
فيه وهذا كأمر إبراهيم الخليل بذبح ولده فإن المصلحة لللم تكللن فللي ذبحلله
وإنما كانت في استسلم الوالد والولد لمر الله وعزمهمللا عليلله وتوطينهمللا
أنفسهما على امتثاله فلما حصلت هلذه المصللحة بقلي الذبلح مفسلدة فلي
حقهما فنسخه الله ورفعه وهذا هو الجواب الحق الشافي في المسلئلة وبله
تتبين الحكمة الباهرة في إثبات ما أثبته الله مللن الحكللام ونسللخ مللا نسللخه
منها بعد وقوعه ونسخ ما نسخ منها قبل إيقاعه وأن للله فللي ذلللك كللله مللن
الحكم البالغة ما تشهد له بأنه احكم الحللاكمين وأنلله اللطيللف الخللبير الللذي
بهرت حكمته العقول فتبارك الله رب العالمين #ومما احتج به النفاة أيضللا
أنه لو حسن الفعل أو قبح لغير الطلب لم يكن تعلق الطلب لنفسه لتللوقفه
على أمر زائد #وتقريللر هللذه الحجللة ان حسللن الفعللل وقبحلله ل يجللوز ان
يكون لغير نفس الطلب بل ل معنى لحسنه إل كونه مطلوبا للشارع أيجللاده
ول لقبحه إل كونه مطلوبا له إعدامه لنه لو حسن وقبح لمعنى غيللر الطلللب
الشرعي لم يكن الطلب متعلقا بالمطلوب لنفسه بل كان التعلق لجل ذلك
المعنى فيتوقف الطلب على حصول العتبار الزائد على الفعل وهللذا باطللل
لن التعلق نسبة بين الطلب والفعل والنسبة بين المرين ل تتوقف إل علللى
حصولهما فإذا حصل الفعل تعلق الطلللب بلله سللواء حصللل فيلله اعتبللار زائد
على ذاته أول فإن قلتم الطلللب وأن لللم يتوقللف إل علللى الفعللل المطلللوب
والفاعل المطلوب منه لكن تعلقه بالفعل متوقف على جهة الحسن والقبللح
المقتضي لتعلق الطلب به قلنا الطلب قديم والجهة الموجبة للحسن والقبح
حادثة ول يصح توقف القلديم عللى الحلادث وسلر اللدليل أن تعللق الطللب
بالفعل ذاتي فل يجوز أن يكون معلل بأمر زائد على الفعل إذ لو كللان تعلقلله
به معلل لم يكن ذاتيا وهذا وجه تقرير هذه الشبهة وان كان كثير من شللراح
المختصر لم يفهموا تقريرها على هذا الوجه فقرروها على وجه
#آخر ل يفيد شيئا وبعد فهي شبهة فاسدة من وجوه :أحللدها أن يقللال مللا
تعنون بأن تعلق الطلب بالفعل ذاتي له أتعنون به أن التعلللق مقللوم لماهيللة
الطلب وأن تقوم الماهية به كتقومهللا بجنسللها وفصلللها أم تعنللون بلله أنلله ل
تعقللل ماهيللة الطلللب ال بللالتعلق المللذكور أم أمللرا آخللر فللإن عنيتللم الول
والتعلق نسبة إضافية وهي عدمية عنلدكم ل وجللود لهللا فللي العيلان فكيلف
تكون النسللبة العدميللة مقومللة للماهيللة الوجوديللة وأنتللم تقولللون أنلله ليللس
لمتعلق الطلب من الطلب صفة ثبوتية لن هللذا هللو الكلم النفسللي وليللس
لمتعلق القول فيه صفة ثبوتية وأن عنيتم الثللاني فل يلللزم مللن ذلللك توقللف
الطلب على اعتبار زائد على الفعل يكون ذلك العتبللار شللرطا فللي الطلللب
وأن عنيتم أمرا ثالثا فل بد بيانه وعلى تقدير بيانه فإنه ل ينافي توقف التعلق
على الشرط المذكور الثاني أن غاية ما قررتموه قررتموه أن التعلللق ذاتللي
للطللب واللذاتي ل يعللل كملا ادعيتملوه فلي المنطلق دعلوى مجلردة وللم
تقرروه ولم تبينوا ما معنى كونه غير معلل حللتى ظللن بعللض المقلللدين مللن
المنطقيين أن معناه ثبوتية الذات لنفسه بغير واسطة وهذا في غاية الفساد
ل يقوله من يدرى ما يقول وإنما معناه أنه ل تحتاج الللذات فللي اتصللافها بلله
إلى علة مغايرة لعلة وجودها بل علة وجودها هي علة اتصللاف الللذات فهللذا
معنى كونه غير معلل بعلة خارجيللة عللن علللة الللذات بللل علللة الللذات علتلله
وليس هذا موضع استقصاء الكلم على ذلك والمقصود أن كون التعلق ذاتيللا
للطلب فل يعلل بغير علة الطلب ل ينافي توقفه على شرط فهب أن صللفة
الفعل ل تكون علللة للتعلللق فمللا المللانع أن تكللون شللرطا للله ويكللون تعلللق
الطلب بالفعل مشروطا بكونه على الجهة المذكورة فإذا انتفت تلللك الجهللة
انتفى التعلق لنتفاء شرطه وهذا مما للم يتعرضلوا لبطلنله أصلل ول سلبيل
لكم إلى أبطالللة الثللالث أن قولللك الطلللب قللديم والجهللة المللذكورة حادثللة
للفعل ول يصح توقف القديم على الحادث كلم في غاية البطلن فإن الفعل
المطلوب حلادث والطللب متوقلف عليله إذ ل تتصلور ماهيلة الطللب بلدون
المطلوب فما كان جللوابكم عللن توقللف الطلللب علللى الفعللل الحللادث فهللو
جوابنا عن توقفه على جهة الفعل الحادثة فإن جهتلله ل تزيللد عليلله بللل هللي
صفة من صفاته فإن قلتم التوقف هاهنا إنما هو لتعلق الطلب بللالمطلوب ل
لنفس الطلب ول تجدون محلذورا فلي توقلف التعللق لنله حلادث قلنلا فهل
قنعتم بهذا الجواب في صفة الفعل وقلتم التوقف على الجهة المذكورة هللو
توقف التعلق ل توقف نفس الطلب فنسبة التعلق إلى جهللة الفعللل كنسللبته
إلى ذاته ونسبة الطلب إلى الجهة كنسبته إلللى نفللس الفعللل سللواء بسللواء
فنسبة القللديم إلللى أحللد الحللادثين كنسللبته إلللى الخللر ونسللبة تعلقلله بأحللد
الحادثين كنسبة تعلقه بالخر فتبين فسادا الدليل المذكور وحسللبك بمللذهب
فسادا استلزامه جواز ظهللور المعجللزة علللى يللد الكللاذب وإنلله ليللس بقبيللح
واستلزامه جواز نسبة الكذب إلى أصدق
#الصادقين وأنه ل يقبح منه واستلزامه التسوية بين التثليث والتوحيللد فللي
العقل وأنه قبللل ورود النبللوة ل يقبللح التثليللث ول عبللادة الصللنام ول مسللبة
المعبود ول شيء من أنواع الكفر ول السعي فللي الرض بالفسللاد ول تقبيللح
شيء من القبائح أصل وقد التزم النفاة ذلك وقالوا أن هذه الشياء لم تقبللح
عقل وإنما جهة قبحها السمع فقط وانه ل فرق قبللل السللمع بيللن ذكللر الللله
والثناء عليه وحمده وبين ضد ذلك ول بين شكره بما يقدر عليلله العبللد وبيللن
ضللده ول بيللن الصللدق والكللذب والعفللة والفجللور والحسللان إلللى العللالم
والساءة إليهم بوجه ما وإنما التفريق بالشرع بيللن متمللاثلين مللن كللل وجلله
وقد كان تصور هذا المذهب علللى حقيقتلله كافيللا فللي العلللم ببطلنلله وأن ل
يتكلف رده ولهذا رغللب عنلله فحللول الفقهللاء والنظللار مللن الطللوائف كلهللم
فأطبق أصحاب أبي حنيفة على خلفه وحكوه عن أبي حنيفللة نصللا واختللاره
من أصحاب أحمد أبو الخطاب وابن عقيل وأبو يعلى الصغير ولللم يقللل أحللد
من متقدميهم بخلفه ول يمكن أن ينقللل عنهللم حللرف واحللد موافللق للنفللاة
واختاره من أئمة الشافعية المللام أبللو بكللر محمللد بللن علللى بللن إسللماعيل
القفال الكبير وبالغ في إثباته وبنى كتابه محاسن الشريعة عليه وأحسن فيه
ما شاء وكذلك المام سعيد بن علللى الزنجللانى بللالغ فللي إنكللاره علللى أبللي
الحسن الشعرى القول بنفي التحسين والتقبيللح وأنله لللم يسللبقه إليلله أحللد
وكذلك أبو القاسم الراغب وكذلك أبو عبد الله الحليمللى وخلئق ل يحصللون
وكل من تكلم في علللل الشللرع ومحاسللنه ومللا تضللمنه مللن المصللالح ودرء
المفاسد فل يمكنه ذلك إل بتقرير الحسن والقبح العقليين إذ لو كللان حسللنه
وقبحه بمجرد المر والنهى لم يتعرض فللي إثبللات ذلللك لغيللر المللر والنهللي
فقط وعلى تصحيح ذلللك فللالكلم فللي القيللاس وتعليللق الحكللام بالوصللاف
المناسبة المقتضية لها دون الوصاف الطردية التي ل مناسللبة فيهللا فيجعللل
الول ضلابطا للحكلم دون الثلاني ل يمكلن إل عللى إثبلات هلذا الصلل فللو
تسللاوت الوصللاف فللي نفسللها لنسللد بللاب القيللاس والمناسللبات والتعليللل
بالحكم والمصالح ومراعات الوصاف المللؤثرة دون الوصللاف الللتي ل تللأثير
لها
فصل وإذا قد انتهينا في هذه المسئلة إلى هذا الموضع وهو بحرها
ومعظمهلا فلنلذكر سللرها وغايتهللا وأصللولها الللتي أثبتللت عليهللا فبلذلك تتللم
الفائدة فإن كثيرا من الصوليين ذكروها مجردة ولم يتعرضوا لسرها وأصلها
الذي أثبتت عليه وللمسئلة ثلثللة أصللول هللي أساسللها #الصللل الول هللل
أفعال الرب تعالى وأوامره معللة بالحكم والغايات وهذه مللن أجللل مسللائل
التوحيد المتعلقة بالخلق والمر بالشرع والقدر الصل الثاني أن تلك الحكللم
المقصودة فعل يقوم به سبحانه
#وتعالى قيام الصفة به فيرجع إليه حكمها ويشتق له اسمها أم يرجللع إلللى
المخلوق فقط من غير أن يعود إلى الرب منها حكم أو يشتق له منهللا اسللم
الصل الثالث هل تعلق إرادة الرب تعللالى بجميللع الفعللال تعلللق واحللد فمللا
وجد منها مراد له محبوب مرضى طاعة كان أو معصية ومللا لللم يوجللد منهللا
فهو مكروه له مبغوض غير مراد طاعة كللان أو معصللية فهللو يحللب الفعللال
الحسنة الللتي هللي منشللأ المصللالح وأن لللم يشللأ تكوينهللا وإيجادهللا لن فللي
مشيئة ليجادها فللوات حكملة أخللرى هللي أحللب إليلله منهللا ويبغللض الفعللال
القبيحة التي هي منشللأ المفاسللد ويمنعهللا ويمقللت أهلهللا وأن شللاء تكوينهللا
وإيجادها لما تستلزمه من حكمه ومصلحة هي أحب إليه منها #ول بللد مللن
توسط هللذه الفعللال فللي وجودهللا فهللذه الصللول الثلثللة عليهللا مللدار هللذه
المسئلة ومسائل القدر والشرع وقد اختلف الناس فيها قللديما وحللديثا إلللى
اليوم فالجبرية تنفي الصول الثلثة وعندهم أن الله ل يفعل لحكمة ول يأمر
لها ول يدخل في أمره وخلقه لم التعليل بوجه وإنما هي لم العاقبللة كمللا ل
يدخل في أفعاله باء السببية وإنما هي باء المصاحبة ومنهم من يثبت الصل
الثالث وينفي الصلين الولين كما هو أحد القولين للشعري وقول كثير مللن
أئمة أصحابه وأحد القولين لبللي المعللالي والمشللهور مللن مللذهب المعتزلللة
إثبات الصل الول وهو التعليل بللالحكم والمصللالح ونفللي الثللاني بنللاء علللى
قواعدهم الفاسدة في نفي الصفات #فأمللا الصللل الثللالث فهللم فيلله ضللد
الجبرية من كل وجه فهما طرفا نقيض فأنهم ل يثبتون لفعللال العبللاد سللوى
المحبة لحسنها والبغض لقبحها وأما المشيئة لها فعنللدهم أن مشلليئة الللله ل
تتعلق بها بناء منهم على نفي خلق أفعال العباد فليسللت عنللدهم إرادة الللله
لها إل بمعنى محبته لحسنها فقط وأما قبيحها فليس مللراد الللله بللوجه وأمللا
الجبرية فعندهم انه لم يتعلق بها سوى المشيئة والرادة وأما المحبة عندهم
فهي نفس الرادة والمشيئة فما شاءه فقد أحبه ورضيه وأما أصحاب القول
الوسط وهلم أهللل التحقيلق ملن الصللوليين والفقهلاء والمتكلميللن فيثبتلون
الصول الثلثة فيثبتون الحكمة المقصودة بالفعل في أفعاله تعالى وأوامللره
ويجعلونهللا عللائدة إليلله حكمللا ومشللتقا للله اسللمها فالمعاصللي كلهللا مقوتللة
مكروهة وإن وقعت بمشيئته وخلقه والطاعات كلها محبوبة للله مرضللية وإن
لم يشاها ممن لم يطعه ومن وجدت منه فقد تعلق بها المشيئة والحب فمللا
لم يوجد من أنواع المعاصي فلم تتعلق به مشيئة ول محبتلله ومللا وجللد منهلا
تعلقت به مشيئته دون محبته وما لم يوجد من الطاعات المقدرة تعلللق بهللا
محبته دون مشيئته وما وجد منها تعلق به محبتلله ومشلليئته ومللن لللم يحكللم
هذه الصول الثلثة لم يسلتقر لله فلي مسلائل الحكلم والتعليلل والتحسلين
والتقبيح قدم بل ل بد مللن تناقضلله ويتسلللط عليلله خصللومه مللن جهللة نفيلله
لواحد منها ولهذا لما رأى القدرية والجبرية أنهللم لللو سلللموا للمعتزلللة شلليئا
من هذه تسلطوا عليهم به سدوا على أنفسهم الباب
#هذا فكونه متعلقا للثواب والعقاب والمدح والللذم عقلللي وأن كللان وقللوع
العقاب موقوفا على شرط وهو ورود السمع وهل يقال أن الستحقاق ليس
بثابت لن ورود السمع شللرط فيلله هللذا فيلله طريقللان للنللاس ولعللل النللزاع
لفظي فإن أريد بالستحاق الستحقاق التام فالحق نفيلله وأن أريللد بلله قيللام
السبب والتخلف لفوات شرط أو وجود مانع فالحق إثبللاته فعللادت القسللام
الثلثة أعنى الكمال والنقصان والملءمة والمنافرة والمدح والذم إلى عرف
واحد وهو كون الفعل محبوبا أو مبغوضا ويلزم مللن كللونه محبوبللا أن يكللون
كمال وأن يستحق عليه المدح والثواب ومن كللونه مبعوضللا أن يكللون نقصللا
يستحق به الذم والعقاب فظهر أن التزام لوازم هذا التفصيل وإعطاءه حقه
يرفع النزاع ويعيد المسئلة اتفاقية ولكن أصول الطائفتين تأبى الللتزام ذلللك
فل بد لهمللا مللن التنللاقص إذا طللردوا أصللولهم وأمللا مللن كللان أصللله إثبللات
الحكمة واتصاف الرب تعالى بها وإثبات الحب والبغض للله وأنهمللا أمللر وراء
المشيئة العامة فأصول مستلزمه لفروعه وفروعه دالة على أصوله فأصوله
وفروعه ل تتناقص وأدلته ل تتمانع ول تتعارض قال النفاة لو قدر نفسه وقللد
خلق تام الخلقة كامل العقل دفعللة واحللدة مللن أن يتخلللق بللأخلق قللوم ول
تأدب بتأديب البوين ول تربي في الشرع ول تعلم من متعلم ثم عرض عليلله
أمران أحدهما الثنين أكثر من الواحللد والثللاني أن الكللذب قبيللح بمعنللى أنلله
يستحق من الله تعالى لوما عليه لم نشك أنه ل يتوقللف فللي الول ويتوقللف
في الثاني ومن حكم بأن المرين سيان بالنسبة إلى عقله خلرج علن قضللايا
العقول وعاند كعناد الفضول كيف ولو تقللرر عنلده أن الللله تعللالى ل يتضللرر
بكذب ول ينتفع بصدق وأن القولين في حكم التكليف على وتيرة واحدة لللم
يمكنه أن يرد أحدهما دون الثللاني بمجللرد عقللله والللذي يوضللحه أن الصللدق
والكذب على حقيقة ذاتية ل تتحقق ذاتهما إل بأركان تلللك الحقيقللة مثل كمللا
يقال أن الصدق إخبار عن أمر على ما هو عليه والكذب أخبار عن أمر علللى
خلف ما هو به ونحن نعلم أن من أدرك هذه الحقيقللة عللرف المحقللق ولللم
يخطر بباله كونه حسنا أو قبيحا فلم يدخل الحسن والقبللح إذا فللي صللفاتهما
الذاتية التي تحققللت حقيقتهمللا بهلا ولوازمهللا فلي اللوهم بالبديهللة كملا بينلا
وللزمها في الوجود ضرورة فأن من الخبار التي هي صللادقة مللا يلم عليلله
من الدللة على هرب من ظالم ومن الخبار التي هي كاذبة مللا يثللاب عليهللا
مثل إنكار الدللة عليه فلم يدخل كون الكذب قبيحا في حد الكذب ول لزمه
في الوهم ول لزمه في الوجود فل يجوز أن يعد مللن الصللفات الذاتيللة الللتي
تلزم النفس وجللودا وعللدما عنللدهم ول يجللوز أن يعللد مللن الصللفات التابعللة
للحدوث فل يعقل بالبديهة ول بالنظر فإن النظر ل بد أن يرد إلى الضللروري
أي
#البديهي وإذ ل بديهي فل مرد له أصللل فلللم يبللق لهللم إل السللترواح إلللى
عادات الناس من تسمية ما يضر بهم قبيحا وما ينفعهم حسنا ونحللن ل ننكللر
أمثال تلك السامي على أنها تختلف بعادة قللوم وزمللان ومكللان دون مكللان
وإضافة دون إضافة وما يختلف بتللك النسلب والضلافات ل حقيقلة لله فلي
الذات فربما يستحسن قوم ذبح الحيوان وربما يسللتقبحه قللوم وربمللا يكللون
بالنسبة إلى قوم وزمان حسنا وربما يكون قبيحا لكنا وضعنا الكلم في حكم
التكليف بحيث يجب الحسن به وجوبا يثاب عليه قطعا ول يتطرق إليلله لللوم
أصل ومثل هذا يمتنع إدراكه عقل قالوا فهذه طريقة أهل الحق على أحسللن
ما تقرر وأحسن ما تحرر قالوا وأيضا فنحن ل ننكر اشللتهار حسللن الفضللائل
التي ذكر ضربهم بها المثال وقبحها بيلن الخلللق وكونهللا محمللودة مشللكورة
مثني على فاعلها أو مذمومه مذموما فاعلها ولكنا نثبتها إمللا بالشللرائع وأمللا
بالغراض ونحن إنما ننكرها في حق الله عز وجل لنتفاء الغراض عنه فإمللا
إطلق الناس هذه اللفاظ فيما يدور بينهم فيستمد من الغللراض ولكللن قللد
تبدو الغللراض وتخفللي فل ينتبلله لهللا إل المحققللون قللالوا ونحللن ننبلله علللى
مثارات الغلط فيه وهي ثلثة مثارات يغلط الللوهم فيهللا الولللى أن النسللان
يطلق اسم القبح على ما يخالف غرضه وأن كللان يوافللق غللرض غيللره مللن
حيث أنه ل يلتفت إلى الغير فإن كل طبع مشغوف بنفسه ومستحقر لغيللره
فيقضي بالقبح مطلقا وربما يضيف القبح إلى ذات الشلليء ويقللول هللو فللي
نفسه قبيح فقد قضى بثلثللة أمللور هللو مصلليب فللي واحللد منهللا وهللو أصللل
الستقباح مخطىء في أمرين أحدهما إضافة القبح إلى ذاته وغفل عن كونه
قبيحا لمخالفة غرضه والثاني حكمه بالقبللح مطلقلا ومنشلؤه علدم اللتفلات
إلى غيره بل عن اللتفات إلى بعض أحوال نفسلله فللإنه قللد يستحسللن فللي
بعض الحوال عين ما يستقبحه إذا اختلف الغرض الغلطللة الثانيللة سللببها أن
الوهم غالب للعقل في جميع الحوال إل في حالة نادرة قد ل يلتفللت الللوهم
إلى تلك الحالة النادرة عند ذكرهللا كحكملله علللى الكللذب بللأنه قبيللح مطلقللا
وغفلته عن الكذب الذي يستفاد منه عصمة نللبي أو ولللى وإذا قضللى بالقبللح
مطلقا واستمر عليه مرة وتكرر ذلك على سمعه ولسانه إنغللرس فللي قلبلله
استقباحه والنفرة منه فلو وقعت تلك الحالة النادرة وجللد فللي نفسلله نفللرة
عنه لطول نشوه علللى السللتقباح فللإنه ألقللي إليلله منللذ الصللبا علللى سللبيل
التأديب والرشاد أن الكذب قبيح ل ينبغي أن يقدم عليلله أحللد ول ينبلله علللى
حسنه في بعض الحوال خيفة من أن ل تستحكم نفرته عللن الكللذب فيقللدم
عليه وهو قبيح في أكثر الحوال والسماع فللي الصللغر كللالنقش فللي الحجللر
وينغرس فللي النفللس ويجللد التصللديق بلله مطلقللا وهللو صللدق لكللن ل علللى
الطلق بل في أكللثر الحللوال اعتقللده مطلقللا الغلطللة الثالثللة سللببها سللبق
الوهم إلى العكس فللأن مللن رأى شلليئا مقرونللا بشلليء يظللن أن الشلليء ل
محالة مقرون به مطلقا ول يدري أن الخص أبدا مقرون العمبالعم ل يلزم
#أن يكون مقرونا بالخص ومثاله نفرة نفس الذي نهشته الحية عن الحبل
المرقش اللون لنه وجد الذى مقرونا بهذه الصورة فتوهم أن هذه الصللورة
مقرونة بالذى وكذلك ينفر عن العسل إذا شبهه بالعذرة لنه وجد الستقذار
مقرونا بالرطب الصفر فتوهم أن الرطب الصفر يقترن به السللتقذار وقللد
يغلب عليه الوهم حتى يتعذر الكل وأن كان حكم العقل يكذب الوهم ولكللن
خلقت قوى النفس مطيعة للوهام وأن كانت كاذبة حتى أن الطبع ينفر عللن
حسناء سميت باسم اليهود إذ وجد السم مقرونا بالقبح فظن أن القبح أيضا
يلزم السم ولهذا يورد على بعض العوام مسئلة عقليللة جليللة فيقبلهللا فللإذا
قلت هذا مذهب الشعري أو المعتزلي أو الظاهري أو غيره نفر عنه أن كان
سيء العتقاد فيمن نسبتها إليه وليس هذا طبع العامي بل طبع أكثر العقلء
المتوسمين بالعلم إل العلماء الراسخين الذين أراهم الله الحق حقا وقللواهم
على إتباعه وأكثر الخلق ترى نفوسهم مطيعللة للوهللام الكاذبللة مللع علمهللم
بكذبها وأكثر أقدام الخلق وإحجامهم بسبب هذه الوهام فلأن اللوهم عظيلم
الستيلء وكذلك ينفر طبع النسان عن المبيت في بيت فيه ميت مع قطعللة
بأنه ل يتحرك ولكنه يتوهم في كل ساعة حركته ونطقلله قللالوا فللإذا انتبهللت
لهللذه المثللارات عرفللت بهللا سللر القضللايا الللتي تستحسللنها العقللول وسللر
استحسللانها إياهللا والقضللايا الللتي تسللتقبحها العقللول وسللر اسللتقباحها لهللا
ولنضرب لذلك مثلين وهما مما يحتج بهما علينا أهل الثبللات #المثللل الول
الملك العظيم المستولي على القاليم إذا رأى ضللعيفا مشللرفا علللى الهلك
فإنه يميل إلى إنقاذه ويستحسنه وأن كان ل يعتقد أصل الدين لينتظللر ثوابللا
أو مجازاة ول سيما إذا لم يعرفه المسكين ولم يره بأن كان أعمللى أصللم ل
يسمع الصوت وأن كان ل يوافق ذلك غرضله بلل ربملا يتعلب بله بلل يحكلم
العقلء بحسن الصبر على السيف إذا أكره على كلمة الكفر أو على إفشللاء
السر ونقض العهد وهو على خلف غرض الكفرة وعلى الجملة فاستحسللان
مكارم الخلق وإفاضة النعم ل ينكره إل من عانللد المثللل الثللاني العاقللل إذا
سنحت له حاجة وأمكن قضاؤها بالصدق كمللا أمكللن بالكلذب بحيللث تسلاويا
في حصول الغرض منهما كل التساوي فإنه يؤثر الصدق ويختاره ويميل إليه
طبعه وما ذاك إل لحسنه فلو ل أن الكذب على صللفة يجللب عنللده الحللتراز
عنه وإل لما ترجح الصدق عنده قالوا وهذا الغرض واضح في حق مللن أنكللر
الشرائع وفللي حللق مللن لللم تبلغلله الللدعوة حللتى ل يلزموننللا كللون الترجيللح
بالتكليف فهذا من حججهم ونحن نجيب عللن ذلللك فتللبين أنلله ل يثبللت حكللم
على هذين المثالين فنقول أما قضية إنقاذ الملك وحسنه حتى في حللق مللن
لم تبلغه الدعوة وأنكر الشرائع فسببه دفع الذى الللذي يلحللق النسللان مللن
رقة القلب وهو طبع يستحيل النفكاك عنه وذلللك لن النسللان يقللدر نفسلله
في تلك البلية ويقدر غيره معرضا عن النقاذ فيستقبحه منه لمخالفة غرضه
فيعود ويقدر ذلك الستقباح من المشرف على الهلك في حق نفسه فيللدفع
عن نفسه ذلك القبح
#المتوهم فإن فللرض فللي بهيمللة أو شللخص ل رقللة فيلله يفيللد تصللوره لللو
تصوره فيبقى أمر آخر وهو طلب الثناء علللى إحسللانه فللإن فللرض بحيللث ل
يعلم أنه المنفذ فيتوقع أن يعلم فيكللون ذلللك التوقللع باعثللا فللإن فللرض فللي
موضع يستحيل أن يعلم فيبقي ميل وترجيح يضاهي نفرة طبللع السللليم عللن
الحبل وذلك أنه رأى هذه الصورة مقرونة بالثناء فيظن أن الثناء مقرون بهللا
بكل حال كما أنه لما رأى الذى مقرونا بصورة الحبل فطبعه ينفر عن الذى
فينفر عن المقرون به فالمقرون باللذيذ لذيللذ والمقللرون بللالمكروه مكللروه
بل النسان إذا جالس من عشقه في مكان فإذا نتهي إليه أحس فللي نفسلله
ذلك المكان من غيره قال الشاعر #أمر على الديار ديار ليلللى %أقبللل ذا
الجدار وذا الجدارا #وما حب الديار شغفن قلبي %ولكن حللب مللن سللكن
الديارا #وقال ابن الرومي منبها على سبب حب الوطان #وحبب أوطللان
الرجال إليهم %مآرب قضللاها الشللباب هنالكللا #إذا ذكللروا أوطللانهم ذكللر
تهموا %عهودا جرت فيها فحنوا لذلكا #قال وشواهد ذلك مما يكللثر وكللل
ذلك من حكم الوهم قالوا وأما الصبر على السيف في تركه كلمة الكفر مع
طمأنينة النفس فل يستحسنه جميع العقلء لول الشرع بللل ربمللا اسللتقبحوه
فإنما يستحسنه من ينتظللر الثللواب علللى الصللبر أو مللن ينتظللر الثنللاء عليلله
بالشجاعة والصلبة في الدين فكم من شجاع ركب متن الخطر وهجم علللى
عدد وهو يعلم أنه ل يطيقهم ويستحقر ما ينللاله مللن اللللم لمللا يعتاضلله مللن
توهم الثناء والحمد ولو بعللد مللوته وكللذلك إخفللاء السللر وحفللظ العهللد إنمللا
يتواصى الناس بهما لما فيهما من المصالح ولذلك أكثروا الثناء عليهما فمللن
يحتمل الضرر ل لله فإنما يحتمله لجل الثناء فإن فرض من ل يستولي عليه
هذا الوهم ول ينتظر الثناء والثواب فهو يستقبح السعي في هلك نفسه بغير
فائدة ويستحمق من يفعل ذلك قطعا فمن يسلم أن مثللل ذلللك يللؤثر الهلك
على الحياة قالوا وهذا هو الجواب عمن عرضت للله حاجللة وأمكللن قضللاؤها
بالصدق والكذب واستويا عنده وإيثاره الصدق على أنا نقللول تقللدير اسللتواء
الصدق والكذب في المقصود مع قطع النظر عن الغير تقللدير مسللتحيل لن
الصدق والكذب متنافيان ومن المحال تساوي المتنافيين في جميع الصللفات
فلجل ذلك التقدير المستحيل يستبعد العقل إيثار الكذب ومنع إيثار الصللدق
قللالوا ول يلللزم مللن اسللتبعاد منللع إيثللار الصللدق علللى التقللدير المسللتحيل
استبعاده في نفس المر وإنما يلزم لو كللان التقللدير المسللتلزم واقعللا وهللو
ممنوع قالوا ولئن سلمنا أن ذلك التقدير ممكن فغايته أن يللدل علللى حسللن
الصدق شاهدا ولكن ل
#يلللزم حسللنه غائبللا إل بطريللق قيللاس الغللائب علللى الشللاهد وهللو فاسللد
لوضوح الفرق المانع من القياس واللذي يقطلع دابلر القيلاس أن السليد للو
رأى عبيده وإماءه يموج بعضهم في بعض ويركبون الظلللم والفللواحش وهللو
مطلع عليهم قادر على منعهم لقبح ذلك منه والله عللز وجللل قللد فعللل ذلللك
بعباده بل أعانهم وأمدهم ولم يقبح منه سبحانه ول يصح قولهم انلله سللبحانه
تركهم لينزجروا بأنفسهم ليسللتحقوا الثللواب لنلله سللبحانه قللد علللم أنهللم ل
ينزجرون ولم لم يمنعهم قهرا فكم من ممنللوع مللن الفللواحش لعلللة وعجللز
وذلك أحسن من تمكينه مع العلم بأنه ل ينزجر وبالجملة فقياس أفعال الللله
على أفعال العباد باطل قطعا ومحللض التشللبيه فللي الفعللال ولهللذا جمعللت
المعتزلة القدريللة بيللن التعطيللل فللي الصللفات والتشللبيه فللي الفعللال فهللم
معطلة مشبهة لباسهم معللم ملن الطرفيللن كيلف وأن إنقلاذ الغريلق الللذي
استدللتم به حجة عليكم فإن نفس الغراق والهلك يحسن منه سبحانه ول
يقبح وهو أقبح شيء منا فالنقللاذ إن كللان حسللنا فللالغراق يجللب أن يكللون
قبيحا فإن قلتم لعل في ضمن الغراق والهلك سرا لم نطلع عليلله وغرضللا
لم نصل إليه فقدروا مثله في ترك إنقاذنا نحن للغرقى بل في إهلكنللا لمللن
نهلكه والفعلن مللن حيللث التكليللف واليجللاب مسللتويان عقل وشللرعا فللإنه
سلبحانه ل يتضلرر بمعصلية العبلد ول ينتفلع بطلاعته ول تتوقلف قلدرته فلي
الحسان إلى العبد على فعل يصللدر مللن العبللد بللل كلمللا أنعللم عليلله ابتللداء
بأجزل المواهب وأفضل العطايا من حسللن الصللورة وكمللال الخلقللة وقللوام
البنية وإعداد اللة وإتمام الداة تعديل القامة وما متعلله بلله مللن روح الحيللاة
وفضله من حياة الرواح وما أكرمه به من قبول العلللم وهللداه إلللى معرفتلله
التي هي أسنى جوائزه وأن تعدوا نعمة الللله ل تحصللوها فهللو سللبحانه أقللدر
على النعام عليه دواما فكيف يوجب علللى العبيللد عبللادة شللاقة فللي الحللال
لرتقاب ثواب في ثاني الحال أليس لو ألقي إليه زمام الختيللار حللتى يفعللل
ما يشاء جريا على سوق طبعه المائل إلى لذيذ الشهوات ثم أجللزل للله فللي
العطاء من غير حساب كان ذلك أروح للعبد ولم يكن قبيحا عند العقللل فقللد
تعارض المران # :أحدهما أن يكلفهم فيأمر وينهى حتى يطاع ويعصللى ثللم
يثيبهم ويعاقبهم على فعلهم الثلاني أنله ل يكلفهللم بلأمر ول نهلى إذ ل ينتفللع
سبحانه منهم بطاعة ل يتضرر منهم بمعصية كل بل ل تكللون نعملله ثوابلا بللل
ابتداء وإذا تعارض في العقول هذان المران فكيف يهتدي العقل إلى اختيللار
أحدهما حقا وقطعا فكيف تعرفنا العقول وجوبا على النفس بالمعرفة وعلى
الجوارح بالطاعة وعلى الباري سبحانه بالثواب والعقاب قالوا ول سيما على
أصول المعتزلة القدرية فإن التكليللف بللالمر والنهللى واليجللاب مللن الللله ل
حقيقة له على أصلهم فإنه ل يرجع إلللى ذات الللرب تعللالى صللفة يكللون بهلا
آمرا ناهيا موجبا مكلفا بالمر والنهى للخلق ومعلللوم أنلله ل يرجللع إلللى ذاتلله
من الخلق صفة
#والعقل عندهم إنما يعرفه على هذه الصفة ويسللتحيل عنللدهم أن يعرفلله
بأنه يقتضي ويطلب منه شيئا أو يأمره وينهاه بشلليء كمللا يعقللل كمللا يعقللل
المر والنهي بالطلب القائم بالمر والناهي فإذا لم يقم به طلب استحال أن
يكون آمرا ناهيا فغاية العقللل عنللدهم أن يعرفلله علللى صللفة يسللتحيل عليلله
التصاف بالمر والنهى فكيف يعرفه على صللفة يريللد منلله طاعللة فيسللتحق
عليها ثوابا أو يكره منه معصية يستحق عليها عقابا وإذ ل أمر ول نهى يعقللل
فل طاعة ول معصية إذا هما فرع المر والنهللى فل ثللواب ول عقللاب إذ همللا
فرع الطاعة والمعصية وغاية ما يقولون أنلله يخلللق فللي الهللواء أو فللي بحللر
أفعل أو ل تفعل بشرط أن ل يدل المر والنهى المخلوق على صفة في ذاته
غير كونه عالما قادرا ومعلللوم أن هللذا ل يللدل أل علللى كللون الفاعللل قللادرا
عالما حيا مريدا لفعللله وأمللا دللتلله علللى حقيقللة المللر والنهللى المسللتلزمة
للطاعة والمعصية المستلزمين للثواب والعقاب فل فتعرف من ذلك أن من
نفي قيام الكلم والمر والنهى بذات الله لم يمكنه إثبات التكليف على العبد
أبدا ول إثبات حكم للفعل بحسن ول قبح وفي ذلك إبطال الشرائع جملة مع
استنادها إلى قول من قللامت الللبراهين علللى صللدقه ودلللت المعجللزة علللى
نبوته فضل عن الحكللام العقليللة المتعارضللة المسللتندة إلللى عللادات النللاس
المختلفة بالضافة والنسب والزمنة والمكنة والقللوال وقللد عللرف بهللذا أن
من نفي قول الله وكلمه فقد نفي التكليف جملة وصار من أخبللث القدريللة
وشرهم مقالة حيث أثبت تكليفا وإيجابا وتحريما بل أمر ول نهللي ول اقتضللاء
ول طلب وهذه مقدرته في حق الرب تعالى وأثبت فعل وطاعة ومعصللية بل
فاعل ول محدث وهذه مقدرته في حق العبللد فليتنبلله لهللذه الثلثللة #قللالوا
وأيضا فما من معنى يستنبط من قول أو فعل ليربط به حكم مناسب للله إل
ومن جنسه في العقل أمر آخر يعارضه يساويه في الدرجللة أو يفضللل عليلله
في المرتبة فيتحيللر العقللل فللي الختيللار إلللى أن يللرد شللرع يختللار أحللدهما
ويرجحه من تلقائة فيجب على العاقل اعتباره واختياره لترجيح الشرع للله ل
لرجحانه في نفسه ونضرب لذلك مثال فنقول إذا قتللل إنسللان مثللله عللرض
للعقل الصريح هاهنا آراء متعارضة #مختلفة منها أنه يجب أن يقتل قصاصا
ردعا للجناة وزجرا للطغاة وحفظا للحياة وشفاء للغيظ وتبريدا لحر المصيبة
اللحقة لولياء القتيل ويعارضه معنى آخر أنه إتلف بازاء إتلف وعدوان في
مقابلللة عللدوان ول يحيللا الول بقتللل الثللاني ففيلله تكللثير المفسللدة بإعللدام
النفسين وأمللا مصلللحة الللردع والزجللر واسللتبقاء النللوع فللأمر متللوهم وفللي
القصاص استهلك محقق فقد تعارض المللر ان وربمللا يعارضلله أيضللا معنللى
ثالث وراء هما فيفكر العقل أيراعى شرائط آخر وراء مجللرد النسللانية مللن
العقللل والبلللوغ والعلللم والجهللل والكمللال والنقللص والقرابللة والجنبيللة أول
فيتحير العقل كل التحير فل بد إذا من شارع يفصل هذه الخطة ويقرر قانونا
يطرد عليه أمر المة وتستقيم عليه مصالحهم
#وظهر بهذا أن المعاني المستنبطة إذا كانت راجعللة إلللى مجللرد اسللتنباط
العقللل فيلللزم ملن ذلللك أن تكلون الحركلة الواحللدة مشللتملة علللى صلفات
متناقضة واحوال متنافرة وليلس معنلى قولنلا أن العقلل اسلتنبط منهلا أنهلا
كانت موجودة في الشيء فاستخرجها العقل بل العقللل تللردد بيللن إضللافات
الحوال بعضها إلى بعض ونسب الشخاص والحركات نوعا إلى نوع وشخصا
إلى شخص فيطرأ عليه من تلك المعللاني مللا حكينللاه وأحصلليناه وربملا يبلللغ
مبلغا يشذ عن الحصاء فعرف بذلك أن المعللاني لللم ترجللع إلللى الللذات بللل
مجرد الخواطر الطارئة على الصل وهللي متعارضللة #قللالوا وأيضللا لللوثبت
الحسن والقبح العقليان لتعلق بهملا اليجلاب والتحريلم شللاهدا وغائبللا عللى
العبد والرب واللزم محال فالملزوم كذلك #أما الملزمللة فقلد كفانلا أهللل
الثبات تقريرها بالتزامهم أنه يجب على العبللد عقل بعللض الفعللال الحسللنة
ويحرم عليه القبيح ويستحق الثللواب والعقللاب علللى ذلللك وأنلله يجللب علللى
الرب تعالى فعل الحسن ورعاية الصلح والصلح ويحرم عليلله فعللل القبيللح
والشر ومال فائدة فيه كالعبث ووضللعوا بعقللولهم شللريعة أوجبللوا بهللا علللى
الرب تعالى وحرموا عليه وهذا عندهم ثملرة المسلئلة وفائدتهلا وأملا انتفلاء
اللزم فإن الوجوب والتحريم بدون الشرع ممتنع إذ لللو ثبللت بللدونه لقللامت
الحجة بدون الرسل والله سبحانه إنما أثبت الحجة بالرسل خاصة كمللا قللال
تعالى لئل يكون للناس على الله حجللة بعللد الرسللل وأيضللا فلللو ثبللت بللدون
الشرع ل يستحق الثواب والعقاب عليه وقد نفى الله سللبحانه العقللاب قبللل
البعثة فقال وما كنا معذبين حتى نبعث رسول وقال تعالى وهللم يصللطرخون
فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيلله
من تذكر وجاءكم النذير فإنما احتج عليهم بالنذير وقال تعالى ونادوا يا مالك
ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون لقد جئناكم بللالحق ولكللن أكللثركم للحللق
كارهون والحق هاهنا هو مللا بعللث بلله المرسلللون باتفللاق المفسللرين وقللال
تعالى كلما ألقى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قللد جاءنللا
نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شلليء إن أنتللم إل فللي ضلللل كللبير وقللال
تعالى ويوم يناديهم فيقول ماذا أجبتم المرسلين فل يسللألهم تبللارك وتعللالى
عن موجبات عقولهم بل عما أجابوا بلله رسللله فعليلله يقللع الثللواب والعقللاب
وقال تعالى ألم أعهد إليكم يللا بنللي آدم أل تعبللدوا الشلليطان إنلله لكللم عللدو
مبين وأن اعبدوني هلذا صلراط مسلتقيم فاحتلج عليهلم تبلارك وتعلالى بملا
عهده إليهم على ألسنة رسله خاصة فإن عهده هو أملره ونهيله اللذي بلغتله
رسله وقال تعالى وغرتهم الحياة الللدنيا وشللهدوا علللى أنفسللهم أنهللم كللانوا
كافرين فهذا في حكم الوجوب والتحريم على العباد قبل البعثة وأمللا انتفللاء
الوجوب والتحريم على من له الخلق والمر ول يسأل عما يفعل فمن وجوه
متعددة #أحدها أن الوجوب والتحريم في حقه سبحانه غير
#معقول على الطلق وكيف يعلم أنه سبحانه يجللب عليلله أن يمللدح ويللذم
ويثيب ويعاقب على الفعل بمجرد العقل وهل ذلك إل مغيب عنا فيم نعللرف
أنه رضى عن فاعل وسخط على فاعل وأنه يثيب هذا ويعاقب هذا ولم يخبر
عنه بذلك مخبر صادق ول دل على مواقع رضاه وسخطه عقل ول أخبر عللن
محكومه ومعلومه مخبر فلم يبق إل قياس أفعاله على أفعال عباده وهو من
أفسد القياس وأعظمه بطلنا فأنه تعالى كما أنه ليس كمثله شيء في ذاتلله
ول في صفاته فكذلك ليس كمثله شيء في أفعاله وكيف يقاس على خلقلله
في أفعاله فيحسن منه ما يحسن منهم ويقبح منه ما يقبح منهم ونحن نللرى
كثيرا من الفعال تقبح منا وهي حسنة منه تعالى كللإيلم الطفللال والحيللوان
وإهلك من لو أهلكناه نحن لقبح منا من الموال والنفللس وهللو منلله تعللالى
مستحسن غير مستقبح وقد سئل بعض العلماء عن ذلك فأنشللد السللائل #
ويقبح من سواك الفعل عندي %فتفعله فيحسن منللك ذاكللا #ونحللن نللرى
ترك إنقاذ الفرقي والهلكي قبيحا منا وهو سبحانه إذا أغرقهللم وأهلكهللم لللم
يكن قبيحا منه ونرى ترك أحدنا عبيده وإمللاءه يقتللل بعضللهم بعضللا ويسلليء
بعضهم بعضا ويفسد بعضهم بعضا وهو متمكن من منعهم قبيحا وهو سبحانه
قد ترك عباده كذلك وهو قادر على منعهللم وهللو منلله حسللن غيللر قبيللح وإذا
كان هذا شأنه سبحانه وشأننا فكيللف يصللبح قيللاس أفعللاله علللى أفعالنللا فل
يدرك إذا للوجللوب والتحريللم عليلله وجله كيللف واليجللاب والتحريللم يقتضللي
موجبا ومحرما آمرا ناهيا وبينلله فللرق وبيللن الللذي يجللب عليلله ويحللرم وهللذا
محال في حق الواحد القهار فاليجاب والتحريم طلب للفعللل والللترك علللى
سبيل الستعلء فكيف يتصور غائبا #قالوا وأيضا فلهللذا اليجللاب والتحريللم
اللذين زعمتم على الله لللوازم فاسللدة يللدل فسللادها علللى فسللاد الملللزوم
اللزم الول إذا أوجبتم على الله تعالى رعايلة الصللح والصللح فلي أفعلاله
فيجب أن توجبوا على العبد رعاية الصلللح والصلللح أيضللا فللي أفعللاله حللتى
يصح اعتبار الغائب بالشاهد وإذا لللم يجللب علينللا رعايتهمللا بالتفلاق بحسللب
المقدور بطل ذلللك فللي الغللائب و ل يصللح تفريقكللم بيللن الغللائب والشللاهد
بالتعب والنصب الذي يلحق الشاهد دون الغائب لن ذلك لو كان فارقللا فللي
محل الللزام لكلان فارقلا فلي أصلل الصللح فلأن ثبلت الفلرق فلي صلفته
ومقداره ثبت في أصله وأن بطل الفرق ثبت اللزام المللذكور اللزم الثللاني
إن القربات من النوافل صلح فلو كان الصلح واجبا وجب وجوب الفللرائض
اللزم الثالث أن خلود أهل النار في النار يجب أن يكون صلحا لهللم دون أن
يردوا فيعتبوا ربهم ويتوبوا إليه ول ينفعكم اعتذاركم عللن هللذا اللللزام بللأنهم
لوردوا لعادوا لما نهوا عنه فإن هذا حق ولكللن لللو أمللاتهم وأعللدمهم فقطللع
عتابهم كان أصلح لهم ولو غفر لهم ورحمهم وأخرجهم من النار كللان أصلللح
لهم من إماتتهم
#واعدا مهم ولم يتضرر سبحانه بذلك #اللزم الرابللع أن مللا فعللله الللرب
تعالى من الصلح وألصلح وتركه من الفساد والعبث لو كان واجبا عليه لمللا
استوجب بفعله له حمدا وثناء فإنه في فعله ذلك قد قضللي مللا وجللب عليلله
وما استوجبه العبد بطاعته من ثوابه فإنه عندكم حقه الواجب للله علللى ربلله
ومن قضى دينه لم يستوجب بقضائه شيئا آخللر #اللزم الخللامس أن خلللق
إبليس وجنوده أصلح للخلق وأنفع لهم من أن لم يخلق مع أن إقطللاعه مللن
العباد من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون اللزم السللادس انلله مللع كللون
خلقه أصلح لهم وأنفع أن يكون أنظاره إلى يوم القيامة أصلح لهم وأنفع من
إهلكه وإماتته #اللزم السابع أن يكون تمكينه من إغوائهم وجريللانه منهللم
مجرى الدم في أبشارهم أنفع لهم وأصلح لهم من أن يحللال بينهللم وبينلله #
اللزم الثامن أن يكون إماتة الرسل أصلح للعباد من بقائهم بين أظهرهم مع
هدايتهم لهم وأصلح من أن يحال بينهم وبينلله اللزم الثللامن أن يكللون إمانللة
الرسل أصلح للعباد من بقائهم بين أظهرهم مع هدايتهم لهم وأصلح مللن أن
يحال بينهم وبينها اللزم التاسع ما ألزمه أبو الحسن الشعرى للجبللائي وقللد
سأله عن ثلثة أخوة أمات الله أحدهم صغيرا وأحيا الخرين فاختللار أحللدهما
اليمان والخر الكفر فرفع درجة المؤمن البالغ على أخيه الصغير في الجنللة
لعمله فقال أخوه يا رب لم ل تبلغنللي منزلللة أخللي فقللال إنلله عللاش وعمللل
أعمال استحق بها هذه المنزلة #فقال يا رب فهل أحييتني حتى أعمل مثللل
عمله فقال كان الصلح للك أن توفيتلك صلغيرا لنلي علملت أنلك إن بلغلت
اخترت الكفر فكان الصلح في حقك أن أمتك صغيرا فنادى أخوهمللا الثللالث
من أطباق النار يا رب فهل عملت معي هذا الصلح واختر متني صللغيرا كمللا
عملته مع أخي واخترمتني صغيرا فأسللكت الجبللائي ولللم يجبلله بشلليء فللإذا
علم الله سبحانه أنه لو اخترم العبد قبل البلوغ وكمال العقل لكان ناجيا ولو
أمهله وسهل له النظر لعاند وكفر وجحد فكيللف يقلال إن الصلللح فللي حقلله
إبقاؤه حتى يبلغ والمقصود عنللدكم بللالتكليف الستصلللح والتعللويض بأسللني
الدرجات التي ل تنال إل بالعمال أو ليس الواحد منا إذا علم من حال ولللده
أنه إذا أعطي مال يتجر به فهلك وخسللر بسللبب ذلللك فللإنه ل يعرضلله لللذلك
ويقبح منه تعريضه له وهو من رب العالمين حسن غير قبيح وكذلك من علم
من حال ولده انه لو أعطاه سيفا أو سلحا يقاتل به العللدو فقتللل بلله نفسلله
وأعطى السلح لعدوه فإنه يقبح منه إعطاؤه ذلك السلح والرب تعللالى قللد
علم من أكثر عباده ذلك ولم يقبح منلله سللبحانه تمكينهللم وإعطللاؤهم اللت
بل هو حسن منه كيف وقد ساعدوا على نفوسهم أن الله سللبحانه لللو علللم
أنه لو أرسل رسول إلى خلقه وكلفه الداء عنه مع علمه بللأنه ل يللؤدى فللإن
علمه سبحانه بذلك يصرفه عن إرادة الخير والصلح وهذا بمثابللة مللن أدلللى
حبل إلى غريق ليخلص نفسه من الغرق مع علمه بأنه يخنق نفسلله بلله وقللد
ساعدوا أيضا على نفوسهم بأن الله سبحانه إذا علم أن في تكليفه عبدا من
عباده فساد الجماعة فإنه يقبح تكليفه لنه استفساد لمن يعلم
#أنه يكفر عند تكليفه اللزام الحادي عشر أنهم قالوا وصللدقوا بللأن الللرب
تعالى قادر على التفضل بمثل الثواب ابتداء بل واسطة عمل فأي غرض للله
في تعريض العباد للبلوى والمشاق ثم قالوا وكذبوا الغرض في التكليللف أن
استيفاء المستحق حقه أهنا له وألذ من قبول التفضل واحتمال المنللة وهللذا
كلم أجهل الخللق بلالرب تعلالى وبحقله وبعظمتله ومسلاو بينله وبيلن أحلاد
الناس وهو من أقبح النسبة وأخبثه تعالى الله عن ضللهم علوا كبيرا فكيللف
يستنكف العبد المخلوق المربوب من قبللول فضللل اللله تعللالى ومنتلله وهللل
المنة في الحقيقة إل الله المان بفضله قال تعالى يمنلون عليلك أن أسللموا
قل ل تمنوا على إسلمكم بل الله يمن عليكللم إن هللداكم لليمللان إن كنتللم
صادقين وقال تعالى ^ لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسول مللن
أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتللاب والحكمللة وإن كللانوا مللن
قبل لفي ضلل مبين ^ ولما قال النبي للنصلار أللم أجلدكم ضللل فهلداكم
الله بي وعالة فأغناكم الله بي فأجابوه بقولهم الله ورسوله أمن ويا للعقول
التي قد خسف بها أي حق للعبد على الرب حتى يمتنع من قبول منته عليلله
فبأي حق استحق النعام عليه باليجاد وكمال الخلقة وحسن الصورة وقللوام
البنية وإعطائه القوى والمنافع واللت والعضاء وتسخير ما فللي السللموات
وما في الرض له ومن أقل ماله عليه من النعم التنفس في الهواء الللذي ل
يكاد يخطر بباله أنه من النعم وهو في اليوم والليلللة أربعللة وعشللرون ألللف
نفس فإذا كانت أقل نعمه عليهم ول أقل منهللا أربعللة وعشللرون ألللف نعملة
كل يوم وليلة فما الظن بما هو أجل منها مللن النعللم فيللا للعقللول السللخيفة
المخسوف بها أي علم لكم وأي سعي يقابل القليل من نعمه الدنيويلة حللتى
ل يبقى لله عليكم منه إذا أثابكم لنكم استوفيتم ديللونكم قبللله ول نعمللة للله
عليكم فيها فأي أمة من المم بلغ جهلها بللالله هللذا المبلللغ واسللتنكفت عللن
قبول منته وزعمت أن لها الحق على ربها وأن تفضله عليهللا ومنتلله مكللدر ل
لتذاذها بعطائه ولو أن العبد استعمل هذا الدب مللع ملللك مللن ملللوك الللدنيا
لمقته وأبعده وسقط من عينه مع أنلله ل نعمللة للله عليلله فللي الحقيقللة إنمللا
المنعم في الحقيقة هو الله ولى النعم وموليها ولقد كشف القوم عللن أقبللح
عورة من عورات الجهل بهذا الرأي السخيف والمذهب القبيللح والحمللد لللله
الذي عافانا مما ابتلى به أرباب هذا المذهب المستنكفين من قبول منة الله
الزاعمين أن ما أنعم الله به عليهم حقهم عليه وحقهم قبله وأنلله ل يسللتحق
الحمد والثناء على أداء ما عليه من الدين والخروج مما عليه مللن الحللق لن
أداء الواجب يقتضلي غيلره تعلالى اللله عللن إفكهلم وكلذبهم علللوا كلبيرا #
اللزام الثاني عشر أنه يلزمهم أن يوجبوا على الله عز وجللل أن يميللت كللل
من علم من الطفال أنه لو بلغ لكفر وعاند فإن اخترامه هللو الصلللح للله بل
ريب أو أن يجحدوا علمه سبحانه بما سيكون قبل كونه كما الللتزمه سلللفهم
الخبيث الذين
#اتفق سلف المة الطيب علللى تكفيرهللم ول خلص لهللم عللن أحللد هللذين
اللزامين إل بالتزام مذهب أهللل السللنة والجماعللة أن أفعللال الللله تعللالى ل
نقاس بأفعال عباده ول تدخل تحت شللرائع عقللولهم القاصللرة بللل أفعللاله ل
تشبه أفعال خلقه ول صفاته صفاتهم ول ذاته ذواتهم ^ ليللس كمثللله شلليء
وهو السميع البصير ^ #اللزام الثالث عشر أنه سبحانه ل يؤلم أحللدا مللن
خلقلله أبللدا لعللدم المنفعللة فللي ذلللك بالنسللبة إليلله وإلللى العبللد ول ينفعكللم
اعتذاركم بأن اليلم سبب مضاعفة الثواب ونيللل الللدرجات العلللى وأن هللذا
ينتقض بالحيوان البهيم وينتقض بالطفال الذين ل يستحقون ثوابللا ول عقابللا
ول ينفعكم اعتذاركم بأن الطفللل ينتفللع بلله فللي الخللرة فللي زيللادة ثللوابه ل
نتقاضه عليكم بالطفل الذي علم الله أنه يبلغ ويختللار الكفللر والجحللود فللأي
مصلحة له في إيلملله وأي معنللى ذكللر تمللوه علللى أصللولكم الفاسللدة فهللو
منتقض عليكم بما ل جواب لكم عنه #اللزام الرابع عشر ان من علم الله
سبحانه إذا بلغ الطفال يختاروا اليمان والعمل الصالح فأن الصلح في حقه
أن يحييه حتى يبلغ ويؤمن فينال بذلك الدرجة العالية وأن ل يحللترمه صللغيرا
وهذا مما ل جواب لكم عنه اللزام الخامس عشر وهو من أعظم اللزامات
وأصحها الزاما وقد التزمه القدريللة وهللو أنلله ليللس فللي مقللدور الللله تعللالى
لطف لو فعله الله تعالى بالكفللار لمنللوا وقللد الللتزم المعتزلللة القدريللة هللذا
اللزم وبنوه على أصلهم الفاسد أنه يجب على الله تعالى أن يفعل في حلق
كل عبد ما هو الصلح له فلو كان في مقدوره فعل يؤمن العبد عنده لو جب
عليه أن يفعله به والقرآن من أوله إلى آخره يرد هذا القللول ويكللذبه ويخللبر
تعالى أنه لو شاء لهدى الناس جميعا ولو شاء ل مللن مللن فللي الرض كلهللم
جميعا ولو شاء لتي كل نفلس هلداها #اللللزام السلادس عشللر وهللو مملا
التزمه القوم أيضا أن لطفه ونعمته وتللوفيقه بللالمؤمن كلطفلله بالكللافر وأن
نعمته عليهما سواء لللم يخللص المللؤمن بفضللل عللن الكللافر وكفللى بللالوحي
وصريح المعقول وفطرة الله والعتبار الصحيح وإجماع المة ردا لهذا القول
وتكذيبا له اللزام السابع عشر أن ما من أصلح إل وفوقه ما هللو أصلللح منلله
والقتصار على رتبة واحدة كالقتصار على الصلح فل معنللى لقللولكم يجللب
مراعاة الصلح إذ ل نهاية له فل يمكن في الفعللل رعللايته #اللللزام الثللامن
عشر أن اليجاب والتحريم يقتضي سؤال الموجب المحرم لمن أوجب عليه
وحرم هل فعل مقتضى ذلك أم ل وهذا محللال فللي حللق مللن ل يسللئل عمللا
يفعل وإنما يعقل في حق المخلوقين وأنهم يسلألون وبالجمللة فتحتلم بهلذه
المسئلة طريقلا للسلتغناء علن الصلواب وسللطتم بهلا الفلسلفة والصللابئة
والبراهمة وكل منكر للنبوات فهذه المسئلة بيننا وبينهم فانكم إذا زعمتم أن
العقل حاكما يحسن ويقبح ويوجب ويحرم ويتقاضى الثواب والعقاب لم تكن
الحاجة إلى البعثة ضرورية لمكان الستغناء عنها بهللذا الحللاكم ولهللذا قللالت
الفلسفة وزادت عليكم حجة وتقريرا قد اشتمل الوجللود علللى خيللر مطلللق
وشر مطلق وخير وشر ممتزجين والخير المطلق مطلوب في العقللل لللذاته
والشر المطلق
#مرفوض في العقل لذاته والممتزج مطلوب من وجه ومرفوض من وجلله
وهو بحسب الغالب من جهته ول يشك العاقل أن العلم بجنسه ونللوعه خيللر
ومحمود ومطلوب والجهل بجنسه ونوعه شر في العقل فهللو مسللتقبح عنللد
الجمهور والفطر السليمة داعية إلى تحصيل المستحسن ورفللض المسلتقبح
سواء حمله عليه شارع أو لم يحمله ثم الخلق الحميدة والخصال الرشلليدة
مللن العفلللة والجلللود والسلللخاء والنجلللدة مستحسللنات فعليللة وأضللدادها
مستقبحات فعلية وكمال حال النسان أن تستكمل النفس قوى العلم الحق
والعمل الخير والشرائع إنما ترد بتمهيد ما تقرر فللي العقللل ل بتغييللره لكللن
العقول الحرونة لما كانت قاصرة عن اكتسللاب المعقللولت بأسللرها عللاجزة
عن الهتداء إلى المصلحة الكليللة الشللاملة لنللوع النسللان وجللب مللن حيللث
الحكمة أن يكللون بيللن النللاس شللرع يفرضلله شللارع يحملهللم علللى اليمللان
بالغيب جملة ويهديهم إلى مصالح معاشهم ومعادهم تفصيل فيكون قد جمللع
لهم بين حظي العلم والعدل على مقتضى العقل وحملهم على التللوجه إلللى
الخير المحللض والعللراض عللن الشللر المحللض اسللتبقاء لنللوعهم واسللتدامة
لنظام العالم ثم ذاك الشارع يجلب أن يكلون مميلزا ملن بينهللم بآيلات تلدل
على أنها من عند ربلله سللبحانه راجحللا عليهللم بعقللله الرزيللن ورأيللة المللتين
وحديثه النافذ وخلقه الحسن وسمته وهديه يلين لهم في القللول ويشللاورهم
في المر ويكلمهم على قللدر عقللولهم ويكلفهللم بحسللب وسللعهم وطللاقتهم
قالوا وقد أخطأت المعتزلة حين ردوا الحسن والقبيح إلللى الصللفات الذاتيللة
للفعال وكان من حقهم تقرير ذلللك فللي العلللم والجهللل إذ الفعللال تختلللف
بالشخاص والزمان وسائر الضافات وليس هي على صفات نفسللية لزمللة
لها بحيث ل تفارقها البتة ثم زادت الصائبة في ذلللك علللى الفلسللفة وقللالوا
لمللا كللانت الموجللودات فللي العللالم السللفلي مركبللة علللى تللأثير الكللواكب
والروحانيات التي هللي ملدبرات الكللواكب وكلان فلي اتصللالتها نظللر سللعيد
ونحس واجب أن يكون في آثارها حسن وقبح في الخلق والخلق والفعللال
والعقول النسانية متساوية فللي النللوع فللوجب أن يللدركها كللل عقللل سللليم
وطبع قويم ل تتوقف معرفة المعقولت على من هو مثل ذلللك العاقللل فللي
النوع فنحن ل نحتاج إلى من يعرفنا حسن الشللياء وقبحهللا وخيرهللا وشللرها
ونفعهللا وضللرها وكمللا أنللا نسللتخرج بللالعقول مللن طبللائع الشللياء ومنافعهللا
ومضارها كذلك نستنبط من أفعال نوع النسان حسنها وقبيحهللا فنلبللس مللا
هو أحسن منها بحسب الستطاعة ونجتنب ما هو قبيح منها بحسللب الطاقللة
فأي حاجة بنا إلى شارع يتحكم على عقولنا وزادت التناسخية على الصللائبية
بأن قالوا نوع النسان لما كان موصوفا بنللوع اختيللار فللي أفعللاله مخصوصللا
بنطللق وعقللل فللي علللومه وأحللواله ارتفللع عللن الدرجللة الحيوانيللة ارتفللاع
استخسار لها فإن كانت أعماله على مناهج الدرجللة النسللانية ارتفعللت إلللى
الملئكة وإن كانت مناهج الدرجة الحيوانية انخفضت إليها أو إلى أسفل وهو
أبدا في أحد
#أمرين إما فعل يقتضي جزاء أو مجازاة علللى فعللل فمللا بللاله يحتللاج فللي
أفعاله وأحواله إلى شخص مثله يحسن أو يقبح فل العقل يحسللن ويقبللح ول
الشرع ولكن حسن أفعاله جزاء على حسن أفعال غيره وقبح أفعللاله كللذلك
وربما يظهر حسنها وقبحها صورا حيوانية روحانية وإنما يصير الحسن والقبح
في الحيوانات أفعال إنسانية وليللس بعللد هلذا العلالم علالم آخللر يحكللم فيلله
ويحاسب ويثاب ويعاقب وزادت البراهمة على التناسخية بللأن قللالوا نحللن ل
نحتاج إلى شريعة وشارع أصل فأن ما يأمر بلله النللبي ل يخلللو إمللا أن يكللون
معقول أو غير معقول فإن كان معقول فقد استغنى بالعقللل عللن النللبي وأن
لم يكن معقول لم يكن مقبول فهذه الطللوائف كلهللا لمللا جعلللت فللي العقللل
حاكما بالحسن والقبح أداها إلى هذه الراء الباطلة والنحل الكافرة وأنتم يللا
معاشر المثبتة يصعب عليكم الرد عليهم وقد وافقتمللوهم علللى هللذا الصللل
وأما نحن فأخذنا عليهم رأس الطريق وسللددنا عليهللم البللواب فمللن طللرق
لهم الطريق وفتح لهم البواب ثم رام مناجزة القوم فقد رام مرتقللى صللعبا
فهذه مجامع جيوش النفاة قد وافتك بعلددها وعديلدها وأقبللت إليلك بحلدها
وحديدها فإن كنت من أبناء الطعلن والضلرب فقلد التقلى الزحفلان وتقابلل
الصفان وإن كنت من أصحاب التلول فالزم مقامللك ول تللدن مللن الللوطيس
فإنه قد حمى وإن كنت مللن اهللل السللراب الللذين يسللألون عللن النبللاء ول
يثبتون عند اللقاء #فدع الحروب لقللوام لهللا خلقللوا %ومالهللا مللن سللوى
أجسامهم جنن #ول تلمهم على ما فيك من جبن %فبئست الحلتان اللؤم
والجبن #قال المتوسطون من أهل الثبات ما منكم أيهللا الفريقللان إل مللن
معه حق وباطل ونحن نساعد كل فريق على حقلله ونصللير إليلله ونبطللل مللا
معه من الباطل وترده عليه فنجعل حق الطائفتين مذهبا ثالثا يخرج من بين
فرث ودم لبنا خالصا سللائغا للشللاربين مللن غيللر أن ننتسللب لللي ذي مقالللة
وطائفة معينة انتسابا يحملنا على قبول جميع أحوالها والنتصار لها بكل غث
وسمين ورد جميع أقوال خصومها ومكابريها على ما معها من الحق حتى لو
كللانت تلللك القللوال منسللوبة إلللى رئيسللها وطائفتهللا لبللالغت فللي نصللرتها
وتقريرها وهذه آفة ما نجا منها إل من أنعم الله عليلله وأهللله لمتابعللة الحللق
أين كان ومع من كان وأما من يرى أن الحق وقف مؤبد على طائفته وأهللل
مذهبه وحجر محجور على من سواهم ممن لعله أقرب إلى الحق والصواب
منه فقللد حللرم خيللرا كللثيرا وفللاته هللدى عظيللم وهنللا نحللن نجلللس مجلللس
الحكومة بين هاتين المقالتين فمن أدلى بحجته في موضع كان المحكوم للله
في ذلك الموضع وأن كان المحكوم عليه حيللث يللدلى خصللمه بحجتلله والللله
تعالى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق والعدل بين الطوائف المختلفة قللال
تعالى ^ شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا
به إبراهيم وموسى وعيسى أن ^
#أقيموا الدين ول تتفرقوا فيه كبر على المشللركين مللا تللدعوهم إليلله الللله
تجتبيء إليه من يشاء ويهدى إليه من ينيب وما تفرقوا إل من بعد ما جاءهم
العلم بغيا بينهم ولو ل كلمة سبقت من ربك إلى أجل مسمى لقضللى بينهللم
وأن الذين أورثوا الكتللاب مللن بعللدهم لفللي شللك منلله مريللب فلللذلك فللادع
واستقم كما أمرت ول تتبع أهواءهم وقللل آمنللت بمللا أنللزل الللله مللن كتللاب
وأمرت لعدل بينكم #فأخبر تعالى أنه شرع لنا دينه الللذي وصللى بلله نوحللا
والنبيين من بعده وهو دين واحد ونهانا عن التفريللق فيلله ثللم أخبرنللا أنلله مللا
تفرق من قبلنا في الدين إل بعد العلم الموجب للثبللات وعللدم التفللرق وأن
الحامل على ذلك التفرق البغي من بعضهم على بعض وإرادة كل طائفة أن
يكون العلو والظهور لها ولقولهللا دون غيرهللا وإذا تللأملت تفللرق أهللل البللدع
والضلل رأيته صادرا عن هذا بعينه ثم أمر سبحانه نللبيه أن يللدعو إلللى دينلله
الذي شرعه لنبيللائه وأن يسللتقيم كمللا أمللره ربلله وحللذره مللن اتبللاع أهللواء
المتفرقين وأمره أن يؤمن بكل ما أنزله الله من الكتب وهلذه حلال المحلق
أن يؤمن بكل ما جمعه من الحق على لسان أي طائفللة كللانت ثللم أمللره أن
يخبرهم بأنه أمر بالعدل بينهم وهذا يعم العدل في القللوال والفعللال والراء
والمحاكمات كلها فنصبه ربه ومرسله للعدل بين المم فهكذا وارثه ينتصللب
للعدل بين المقالت والراء والمللذاهب ونسللبته منهللا إلللى القللدر المشللترك
بينهما من الحق فهو أولى به وبتقريره وبالحكم لمن خاصم به ثللم أمللره أن
يخبرهم بأن الرب المعبود واحللد فمللا الحامللل للتفللرق والختلف وهللو ربنللا
وربكم والدين واحد ولكل عامل عمله ل يعدوه إلى غيره #ثم قال ل حجللة
بيننا وبينكم والحجة ههنا هي الخصومة أي للخصومة ول وجه لخصللومة بيننللا
وبينكم بعدما ظهر الحق وأسفر صبحه وبانت أعلمه وانكشللفت الغمللة عنلله
وليس المراد نفي الحتجاج من الطرفين كما يظنلله بعللض مللن ل يللدرى مللا
يقول وأن الدين ل احتجللاج فيلله كيللف والقللرآن مللن أوللله إلللى آخللره حجللج
وبراهيللن علللى أهللل الباطللل قطعيللة يقينيللة وأجوبللة لمعارضللتهم وإفسللادا
لقوالهم بأنواع الحجج والبراهين وإخبارا عن أنبيللائه ورسللله بإقامللة الحجللج
والبراهين وأمر لرسوله بمجادلة المخالفين بللالتي هللي أحسللن وهللل تكللون
المجادلة إل بالحتجاج وإفساد حجج الخصم وكذلك أمر المسلللمين بمجادلللة
أهل الكتاب بالتي هلي أحسلن وقلد نلاظر النلبي جميلع طلوائف الكفلر أتلم
مناظرة وأقام عليهم مللا أفحمهللم بلله مللن الحجللج حللتى عللدل بعضللهم إلللى
محاربته بعد أن عجز عللن رد قللوله وكسللر حجتلله واختللار بعضللهم مسللالمته
ومتاركته وبعضهم بذل الجزية عن يد وهو صاغر كل ذلك بعد إقامللة الحجللج
عليهم وأخذها بكظمهم وأسرها لنفوسهم وما استجاب للله مللن اسللتجاب إل
بعد أن وضحت له الحجة ولم يجللد إلللى ردهللا سللبيل ومللا خللالفه أعللداؤه إل
عنادا منهم وميل إلى المكابرة بعد اعترافهم بصحة حججه وأنها ل تدفع فمللا
قام الدين إل على ساق الحجة فقوله ل
حجة بيننا وبينكم أي ل خصومة فإن الرب واحد فل وجه للخصومة فيه ودينه
واحد وقد قامت الحجة وتحقق البرهان فلم يبق للحتجاج والمخاصمة فائدة
فإن فائدة الحتجاج ظهور الحللق ليتبللع فللإذا ظهللر وعانللده المخلالف وتركلله
جحودا وعنادا لم يبق للحتجاج فائدة فل حجة بيننا وبينكللم أيهللا الكفللار فقللد
وضح الحق واستبان ولم يبق إل القرار بله أو العنللاد والللله يجملع بيننللا يلوم
القيامة فيقضي للمحق على المبطل وإليه المصير قالوا وهملا نحلن نتحلرى
القسط بين الفريقين عما يقللوله المقسللطون عنللد الللله يلوم القياملة علللى
منابر من نور عن يمين الرحمن الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم مما ولوا
ويكفي في هذا قللوله تعللالى يأيهللا الللذين آمنللوا كونللوا قللوامين لللله شللهداء
بالقسط ول يجرمنكم شنآن قوم على أن ل تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقللوى
واتقوا الللله أن الللله خللبير بمللا تعملللون قللالوا قللد أصللاب أهللل الثبللات مللن
المعتزلة في قولهم أن الحسن والقبح صفات ثبوتية للفعال معلومة بالعقل
والشرع وأن الشرع جاء بتقريللر مللا هللو مسللتقر فللي الفطللر والعقللول مللن
تحسين الحسن والمر بلله وتقبيللح القبيللح والنهللى عنلله وأنلله لللم يجيللء بمللا
يخالف العقل والفطرة وأن جاء بما يعجز العقول عن أحواله والستقلل بلله
فالشرائع جاءت بمجازات العقول ل محالتها وفرق بين مللال تللدرك العقللول
حسنه وبين ما تشهد بقبحه فالول مما يأتي به الرسل دون الثللاني وأخطللؤا
في ترتيب العقاب على هذا القبيح عقل كما تقدم وأصابوا في إثبات الحكمة
لللله تعللالى وأنلله سللبحانه ل يفعللل فعل خاليللا عللن الحكمللة بللل كللل أفعللاله
مقصللودة لعواقبهللا الحميللدة وغاياتهللا المحبوبللة للله وأخطللؤا فللي موضللعين
أحدهما أنهم أعادوا تلللك الحكمللة إلللى المخللوق ولللم يعيللدوها إلللى الخللالق
سبحانه على فاسد أصولهم في نفي قيللام الصللفات بلله فنفللوا الحكمللة مللن
حيث أثبتوها وجحدوها من حيث أقروا بها الموضع الثاني انهلم وضلعوا لتللك
الحكمة شريعة بعقولهم وأوجبلوا عللى اللرب تعلالى بهلا وحرملوه وشلبهوه
بخلقه في أفعاله بحيث ما حسن منهم حسن منه ومللا قبللح منهللم قبللح منلله
فلزمتهم بذلك اللوازم الشنيعة وضاق عليهم المجال وعجللزوا عللن التخلللص
عن تلك اللتزامات ولو أنهم أثبتوا له حكمة تليق به ل يشبه خلقلله فيهللا بللل
نسبتها إليه كنسة صفاته إلى ذاته فكما أنه ل يشبه خلقه في صفاته فكللذلك
في أفعاله ول يصح الستدلل بقبح القبح وحسن الحسن منهللم علللى ثبللوت
ذلك في حقه تعالى ومن هاهنا استطال عليهم النفاة وصاحوا عليهم من كل
قطر وأقاموا عليهم ثائرة الشناعة وأصابوا أيضا في قولهم بأن الرب تعللالى
ل يمتنع في نفسه الوجوب والتحريم وأخطأوا في جعل ذلك تابعللا لمقتضللى
عقولهم وآرئهم بل يجب عليه ما أوجبه على نفسه ويحرم عليه ما #حرمه
هو على نفسه فهو الذي كتب على نفسه الرحمة وأحق علللى نفسلله ثللواب
المطيعين وحرم على نفسه الظلم كما جعله محرما بين عباده وأصابوا فللي
قولهم أنه سبحانه ل يحب الشر
#والكفر وأنواع الفساد بل يكرهها وأنه يحب اليمان والخير والبر والطاعة
ولكن أخطأوا في تفسير هذه المحبة والكراهللة بمجللرد معللان مفهومللة مللن
ألفاظ خلقها في الهواء أو في الشللجرة ولللم يجعلوهللا معللاني مللا يهللدى بلله
تعللالى علللى فاسللد أصللولهم فللي التعطيللل ونفللي الصللفات فنفللوا المحبللة
والكراهة من حيث أثبتوها وأعادوها إلى مجرد الشرع ولم يثبتللوا للله حقيقللة
قائمة بذاته فإن شرع الله هو أمره ونهيه ولم يقم بلله عنللدهم أمللر ول نهللى
فحقيقة قولهم أنه ل شرع ول محبة ول كراهة فإن زخرفللوا القللول وتحيلللوا
لثبات ما سدوا على نفوسللهم طريللق إثبللاته وأصللابوا أيضللا فللي قللولهم أن
مصلحة المأمور تنشأ من الفعل تارة ومن المر تارة أخللرى فللرب فعللل لللم
يكن منشأ لمصلحة المكلف فلما أمللر بلله صللار منشللأ لمصلللحة بللالمر ولللو
توسطوا هذا التوسط وسلكوا هذا المسلللك وقللالوا إن المصلللحة تنشللأ مللن
الفعل المأمور به تارة ومن المر تارة ومنهما تارة ومن العزم المجللرد تللارة
لنتصفوا من خصومهم فمثال الول الصدق والعفة والحسللان والعللدل فللإن
مصالحها ناشئة منهلا ومثللال الثللاني التجللرد فللي الحللرام والتطهللر بلالتراب
والسعي بين الصفى والمروة ورمي الجمار ونحو ذلك فإن هذه الفعللال لللو
تجردت عن المر لم تكن منشأ لمصلحة فلما أمر بها نشللأت مصلللحتها مللن
نفس المر ومثال الثلث الصوم والصلة والحج وإقامة الحدود وأكثر الحكام
الشرعية فإن مصلحتها ناشئة من الفعل والمر معا فالفعل يتضمن مصلللحة
والمر بها يتضمن مصلحة أخرى فالمصلحة فيها مللن وجهيللن ومثللال الرابللع
أمر الله تعالى خليله إبراهيم بذبح ولده فإن المصلحة إنما نشأت من عزملله
على المأمور به ل من نفس الفعل وكذلك أمره نبيه ليلة السللراء بخمسللين
صلة فلما حصرتم المصلحة في الفعل وحده تسلط عليكم خصومكم بأنواع
المناقضات واللزامات قالوا وقد أصاب النفللاة حيللث قللالوا إن الحجللة إنمللا
تقوم على العباد بالرسللالة وإن الللله ل يعللذبهم قبللل البعثللة ولكنهللم نقضللوا
الصل ولم يطردوه حيث جوزوا تعذيب من لم تقللم عليلله الحجللة أصللل مللن
الطفال والمجانين ومن لم تبلغه الدعوة وأخطؤا في تسويتهم بين الفعللال
التي خالف الله بينها فجعل بعضها حسنا وبعضها قبيحللا وركللب فللي العقللول
والفطر التفرقة بينهما كما ركب في الحواس التفرقة بين الحلللو والحللامض
والمر والعذب والسخن والبارد والضار والنافع فزعم النفاة أنه ل فللرق فللي
نفس المر أصل بين فعل وفعل في الحسن والقبح وإنما يعللود الفللرق إلللى
عادة مجردة أو وهم أو خيال أو مجرد المللر والنهللى وسلللبوا الفعللال حللتى
خواصها التي جعلها الله عليها من الحسن والقبح فخللالفوا الفطللر والعقللول
وسلطوا عليهم خصومهم بأنواع اللزامات والمناقضللات الشللنيعة جللدا ولللم
يجللدوا إلللى ردهللا سللبيل إل بالعنللاء وجحللدوا الضللرورة وأصللابوا فللي نفيهللم
اليجاب والتحريم على الله الذي أثبتته القدرية من المعتزلة
#ووضعوا على الله شللريعة بعقللولهم قللادتهم إلللى مللال قبللل لهللم بلله مللن
اللوازم الباطلة وأخطأوا في نفيهم عنه إيجاب ما أوجبه على نفسه وتحريللم
ما حرمه على نفسه بمقتضى حكمته وعللدله وعزتلله وعلملله وأخطللاوا أيضللا
في نفسهم حكمته تعالى في خلقه وأمره وأنه ل يفعل شيئا لشيء ول يأمر
بشيء لشيء وفي إنكارهم السباب والقوى التي أودعها الللله فللي العيللان
والعمال وجعلهللم كللل لم دخلللت فللي القللرآن لتعليللل أفعللاله وأوامللره لم
عاقبللة وكللل بللاء دخلللت لربللط السللبب بسللببه بللاء مصللاحبة فنفللوا الحكللم
والغايات المطلوبة في أوامره وأفعاله وردوها إلللى العلللم والقللدرة فجعلللوا
مطابقللة المعلللوم للعلللم ووقللوع المقللدور علللى وفللق القللدرة هللو الحكمللة
ومعلوم أن وقوع المقدور بالقللدرة ومطابقللة المعلللوم للعلللم عيللن الحكمللة
والغايات المطلوبة من الفعل وتعلق القدرة بمقدورها والعلم بمعلومة اعللم
من كون المعلوم والمقدور مشتمل على حكمة ومصلحة أو مجردا عن ذلللك
والعم ل يشعر بالخص ول يستلزمه وهل هذا في الحقيقلة النفلي للحكملة
وإثبات لمر آخر وأخطاوا في تسويتهم بيللن المحبللة والمشلليئة وأن كللل مللا
شاءه الله من الفعال والعيان فقد أحبه ورضيتة وما لللم يشللأه نقللد كرهلله
وأبغضه فمحبته مشيئته وإرادته العامة وكراهته وبغضه عدم مشيئته وإرادته
فلزمهللم مللن ذلللك أن يكللون إبليللس محبوبللا للله وفرعللون وهامللان وجميللع
الشياطين والكفار بل أن يكون الكفر والفسوق والظلللم والعللدوان الواقعللة
في العالم محبوبة له مرضية وأن يكون اليمان والهللدى ووفللاء العهللد والللبر
التي لم توجد مللن النللاس مكروهللة مسللخوطة للله مكروهللة ممقوتللة عنللده
فسووا بين الفعلال اللتي فلاوت اللله بينهلا وسلووا بيلن المشليئة المتعلقلة
بتكوينها وإيجادها والمحبة المتعلقة بالرضى بها وأخيارها وهذا مملا اسلتطال
به عليهم خصومهم كما استطالوا هم عليهم حيث أخرجوها عن مشيئة الللله
وإرادته العامة ونفوا تعلق قدرته وخلقه بها فاستطال كل من الفريقين على
الخر بسبب ما معهم من الباطل وهدى الله أهللل السللنة الللذين هللم وسللط
في المقالت والنحل لما اختلف الفريقان فيه من الحللق بللإذنه والللله يهللدى
من يشاء إلى صراط مستقيم #فالقدرية حجروا على الله وألزموه شريعة
حرموا عليه الخللروج عنهلا وخصللومهم ملن الجبريللة جلوزوا عليلله كللل فعلل
ممكن يتنزه عنه سبحانه إذ ل يليق بغناه وحمده وكماله ما نللزه نفسلله عنلله
وحمد نفسه بأنه ل يفعله فالطائفتان متقابلتان غاية التقابل والقدريللة أثبتللوا
له حكمة وغاية مطلوبة من افعاله على حسللب مللا أثبتللوه لخلقلله والجبريللة
نفوا والقدرية أثبتوا له حكمته اللئقة به التي ل يشللابهه فيهللا أحللد والقدريللة
قالت أنلله ل يريللد مللن عبللاده طللاعتهم وإيمللانهم وأنلله ل يسللأل ذلللك منهللم
والجبرية قالت أنلله يحللب الكفللر والفسللوق والعصلليان ويرضللاه مللن فللاعله
والقدرية قالت أنه يجب عليه سبحانه أن يفعل بكل شخص ما هو الصلح له
والجبرية قالت أنه يجوز أن يعذب أولياءه وأهل طاعته ومن لللم يطعلله قللط
وينعم أعداءه ومن كفر به
#وأشرك ول فرق عنده بين هذا وهللذا فليعجللب العاقللل مللن هللذا التقابللل
والتباعد الذي يزعم كل فريق أن قولهم هو محض العقل ومللا خللالفه باطللل
بصريح العقللل وكللذلك القدريللة قللالت أنله ألقلى إللى عبللاده زملام الختيللار
وفوض إليهم المشيئة والرادة وأنه لم يخص أحدا منهم دون أحد بتوفيق ول
لطف ول هداية بل ساوى بينهم في مقللدوره ولللو قللدر أن يهلدى أحللدا ولللم
يهده كان بخل وأنه ل يهدى أحدا ول يضللله إل بمعنللى البيللان والرشللاد وأمللا
خلق الهدى والضلل فهو إليهم ليس إليه وقالت الجبريللة أنلله سللبحانه أجللبر
عباده على أفعالهم بل قالوا أن أفعالهم هي نفس أفعاله ول فعل لهللم فللي
الحقيقة ول قدرة ول اختيار ول مشيئة وإنما يعذبهم على ما فعله هو ل على
ما فعلوه ونسبة أفعالهم إليه كحركات الشجار والمياه والجمادات فالقدرية
سلبوه قدرته على أفعال العباد ومشيئته لهللا والجبريللة جعلللوا أفعللال العبللاد
نفس أفعاله وأنهم ليسوا فاعلين لها في الحقيقة ول قادرين عليها فالقدرية
سلبته كمال ملكه والجبرية سلللبته كمللال حكمتلله والطائفتللان سلللبته كمللال
حمده وأهل السنة الوسط أثبتللوا كمللال الملللك والحمللد والحكمللة فوصللفوه
بالقدرة التامة على كل شيء من العيان وأفعال العباد وغيرهللم وأثبتللوا للله
الحكمة التامة في جميع خلقه وأمره واثبتوا له الحمد كله في جميع ما خلقه
وأمر به ونزهوه عن دخوله تحت شريعة يضللعها العبللاد بللآرائهم كمللا نزهللوه
عما نزه نفسه عنه مما ل يليق به فاستولوا على محاسن المللذاهب وتجنبللوا
أرداها ففازوا بالقللدح المعلللى وغيرهللم طللاف علللى أبللواب المللذاهب ففللاز
باخس المطالب والهدى هدى يختص به من يشاء من عباده
فصل إذا عرفت هذه المقدمة فالكلم على كلمات النفاة من وجوه :
أحدها قولكم لو قدر النسان نفسه وقد خلق تام الخلقة تللام العقللل دفعللة
من غير تأدب بتأديب البوين ول تعلللم مللن معلللم ثللم عللرض عليلله أمللران :
أحدهما أن الواحد أكثر من الثنين والخللر أن الكللذب قبيللح لللم يتوقللف فللي
الول ويتوقف في الثاني فهذا تقدير مستحيل ركبتم عليه أمللرا غيللر معلللوم
الصحة فإن تقدير النسان كذلك محال #الوجه الثاني سلمنا إمكان التقدير
لكن لم قلتم بأنه ل يتوقف في كون الواحد نصف الثنين ويتوقف فللي كللون
الكذب قبيحا بعد تصور حقيقته فل نسلم أنه إذا تصور ماهيلة الكلذب توقلف
في الجزم بقبحه وهل هللذا إل دعللوة مجللردة الللوجه الثللالث سلللمنا أنله قللد
يتوقف في الحكم بقبحله ولكللن ل يللزم ملن ذللك أن ل يكلون قبيحللا للذاته
وقبحه معلوم للعقل وتوقف الذهن في الحكم العقلللي ل يخرجلله عللن كللونه
عقليا ول يجب التساوي في العقليات إذ بعضها أجلي مللن بعللض فللإن قلتللم
فهذا التوقف ينفي أن يكون الحكم بقبحه ضروريا وهو يبطل قولكم #قلنللا
هذا إنما لزم من التقدير المستحيل في الواقع
#والمحال قد يلزمه محال آخر سلمنا أنه ينفي كون الحكم بقبحه ضللروريا
ابتداء فلم قلتم أنه ل يكون ضروريا بعد التأمل والنظللر #والضللروري أعللم
مللن كللونه ضللروريا ابتللداء بل واسللطة أو ضللروريا بوسللط ونفللي الخللص ل
يستلزم نفي العم ومن ادعى سلب الوسائط عن الضروريات فقللد كللابر أو
اصطلح مع نفسله عللى تسلمية الضلروريات بملا ل يتوقلف عللى وسلط #
الوجه الرابللع أن نصللور ماهيللة الكللذب يقتضللي جللزم العقللل بقبحلله ونسللبة
الكذب إلى العقل كنسبة المتنللافرات الحسللية إلللى الحللس فكمللا أن أدراك
الحواس المتنافرات يقتضي نفرتها عنها فكذلك أدراك العقل لحقيقة الكذب
ول فرق بينهما إل فرق ما بين أدراك الحس وأدراك العقل فللإن جللاز القللدح
في مدركات العقول وحكمها فيها بالحسن والقبح جاز القللدح فللي مللدركات
الحللواس الللوجه الخللامس إنكللم فتحتللم بللاب السفسللطة فللإن القللدح فللي
معلومات العقول وموجباتها كالقدح في مدركات الحللواس وموجباتهللا فمللن
لجأ إلى المكابرة في المعقولت فقد فتح باب المكللابرة فللي المحسوسللات
ولهذا كانت السفسطة تعرض أحيانا في هذا وهذا وليست مللذهبا لمللة مللن
الناس يعيشون عليه كما يظنه بعض أهل المقالت ول يمكن أن تعيللش أمللة
ول أحد على ذلك ول تتم له مصلحة وإنما هي حال عارضة لكثير من النللاس
وهي تكثر وتقل وما من صاحب مذهب باطللل إل وهللو مرتكللب للسفسللطة
شاء أم أبي وسنذكر أن شاء الله فصل فيما بعد نللبين فيلله أن جميللع أربللاب
المللذاهب الباطلللة سوفسللطائية صللريحا ولزومللا قريبللا وبعيللدا #الللوجه
السادس قولكم من حكم بأن هذين المرين سيان بالنسبة إلى عقللله خللرج
عن قضللايا العقلول جلوابه أنكللم أن أردتلم بالتسلوية كونهملا معقلولن فلي
الجملة فمن أين يخرج عن قضايا العقول من حكم بذلك وهللل الخللارج فللي
الحقيقة عنهلا إل ملن منلع هلذا الحكلم فلإن أردتلم بالتسلوية السلتواء فلي
الدراك وأن كليهما على رتبة واحدة من الضللرورة فل يلللزم مللن عللدم هللذا
الستواء أن ل يكون العلم بقبح الكللذب عقليللا #الللوجه السللابع قللولكم لللو
تقرر عند المثبت أن الله تعالى ل يتضرر بكذب ول ينتفع بصدق كان المران
في حكم التكليف على وتيرة واحدة كلم ل يرتضيه عاقل فإنه مللن المتقللرر
أن الله تعالى ل يتضرر بكذب ول ينتفع بصدق وإنما يعود نفع الصدق وضللرر
الكللذب عللى المكللف ولكلن ليللت شلعري ملن أيلن يلللزم أن يكلون هللذان
الضدان بالنسبة إلى التكليف على وتيرة واحللدة وهللل هللذا ال مجللرد تحكللم
ودعوى باطلة الوجه الثامن أنه ل يلزم من كون الحكيم ل يتضرر بالقبللح ول
ينتفع بالحسن أن ل يحب هذا ول يبغض هذا بللل تكللون نسللبتهما إليلله نسللبة
واحدة بل المر بالعكس وهو أن حكمته تقتضي بغضه للقبيح وأن لم يتضللرر
به ومحبته للحسن وأن لم ينتفع به وحينئذ ينقلب هللذا الكلم عليكللم ونكللون
أسعد به منكم فنقول لو تقرر عند النافي أن الللله تعللالى حكيللم عليللم يضللع
الشياء مواضعها وينزلها منازلهللا العلللم أن المريللن أعنللي الصللدق والكللذب
بالنسبة
#إلى شرعه وتكليفلله متباينللان غايلة التبللاين متضللادان وانلله يسللتحيل فللي
حكمته التسوية بينهمللا وأن يكونللا علللى وتيللرة واحللدة ومعلللوم إن هللذا هللو
المعقللول ومللا ذكرتمللوه خللارج عللن المعقللول #الللوجه التاسللع قللولكم أن
الصدق والكللذب علللى حقيقللة ذاتيللة وأن الحسللن والقبللح غيللر داخليللن فللي
صفاتهما الذاتيللة ول يلزمهمللا فللي الللوهم بالبديهللة ول فللي الوجللود ضللرورة
جللوابه أنكللم أن أردتللم أن الحسللن والقبللح ل يللدخل فللي مسللمى الصللدق
والكللذب فمسلللم ولكللن ل يفيللدكم شلليئا فللإن غللايته إنمللا يللدل علللى تغللاير
المفهومين فكان ماذا وإن أردتم أن ذات الصدق والكذب ل تقتضي الحسللن
والقبح ول تسللتلزمهما فهللل هللذا إل مجللرد المللذهب ونفللس الللدعوى وهللي
مصادرة على المطلوب وخصومكم يقولون أن معنى كونهما ذاتيين للصللدق
والكذب أن ذات الصدق والكذب تقتضي الحسن والقبح وليللس مرادهللم أن
الحسن والقبح صفة داخلة في مسللمى الصللدق والكللذب وأنتللم لللم تبطلللوا
عليهم هذا #الوجه العاشر قولكم ول يلزمهما فللي الللوهم بالبديهللة ول فللي
الوجود دعوى مجلردة كيلف وقلد عللم بطلنهلا بالبرهلان والضلرورة اللوجه
الحادي عشر قللولكم أن مللن الخبللار الللتي هللي صللادقة مللا يلم عليلله مثللل
الدللة على من هرب من ظالم ومن الخبار التي هي كاذبة مللا يثللاب عليهللا
مثل إنكار الدللة عليه فلم يدخل كون الكذب قبيحا في حد الكذب ول لزمه
في الوهم ول في الوجود فل يجوز أن يعد مللن الصللفات الذاتيللة الللتي تلللزم
النفس وجودا وعدما #جوابه من وجوه أحدها أنا ل نسلم أن الصللدق يقبللح
في حال ول أن الكذب يحسن في حللال أبللدا ول تنقلللب ذاتلله وإنمللا يحسللن
اللوم على الخبر الصادق من حيث لم يعرض المخبر ولللم يللور بمللا يقتضللي
سلمة النبي أو الللولي الللوجه الثللاني أنلله أخللبر بمللا ل يجللوز للله الخبللار بلله
لستلزامه مفسدة راجحة ول يقتضللي هللذا كللون الصللدق قبيحللا بللل الخبللار
بالصدق هو القبيح وفرق بين النسبة المطابقة التي هي صللدق وبيللن العلم
بها فالقبح إنما نشأ مللن العلم ل مللن النسللبة الصللادقة والعلم غيللر ذاتللي
للخبر ول داخل في حده إذا الخللبر غيللر الخبللار ول يلللزم مللن كللون الخبللار
قبيحا أن يكون الخبر قبيحا وهللذه الدقيقللة غفلل عنهللا الطائفتللان كلهمللا #
الوجه الثالث أن قبح الصدق وحسن الكذب المذكورين في بعللض المواضللع
لمعارضة مصلحة أو مفسدة راجحة ل يقتضي عدم اتصللاف ذات كللل منهمللا
بحكمه عقل فإن العلل العقليللة والوصللاف الذاتيللة المقتضللية لحكامهللا قللد
تتخلف عنهللا لفللوات شللرط أو قيللام مللانع ول يللوجب ذلللك سلللب اقتضللائها
لحكامها عند عدم المانع وقيام الشرط وقد تقدم تقرير ذلللك الللوجه الثللاني
عشر قولكم أنه لم يبق للمثبتين إل السترواح إلى عادات الناس من تسمية
ما يضرهم قبيحا وما ينفعهم حسنا كلم باطل فإن استرواحهم إلى ما ركبللة
الللله تعللالى فللي عقللولهم وفطرهللم وبعللث رسللله بتقريللره وتكميللله مللن
استحسان الحسن واستقباح القبيح الوجه الثالث عشلر قلولكم أنهللا تختلللف
بعادة قوم دون قوم وزمان دون زمان ومكان دون
#مكللان وإضللافة دون إضللافة فقللد تقللدم أن هللذا الختلف ل يخللرج هللذه
القبائح والمستحسللنات عللن كللون الحسللن والقبللح ناشللئا مللن ذواتهمللا وأن
الزمان المعين والمكللان المخصللوص والشللخص والقابللل والضللافة شللروط
لهذا القتضاء على حد اقتضاء الغذية والدوية والمسللاكن والملبللس آثارهللا
فللإن اختلفهللا بالزمنللة والمكنللة والشللخاص والضللافات ل يخرجهللا عللن
القتضللاء الللذاتي ونحللن ل نعنللى بكللون الحسللن والقبللح ذاتييللن إل هللذا
والمشاحنة في الصطلحات ل تنقع طالب الحق ول تجدي عليه إل المناكدة
والتعنت فكم يعيدوا ويبدوا في الذاتي وغير الذاتي سللموا هللذا المعنللى بمللا
شئتم ثم أن أمكنكم إبطاله فأبطلوه #الوجه الرابللع عشللر قللولكم نحللن ل
ننكر اشتهار القضايا الحسنة والقبيحة من الخلق وكونها محمللودة مشللكورة
مثنى على فاعلها أو مذموماولكن سللبب ذكرهللا أمللا التللدين بالشللرائع وأمللا
العراض ونحن إنما ننكرها في حق الله عز وجل لنتفاء العراض عنه فهللذا
معترك القول بين الفرق في هذه المسللئلة وغيرهللا فنقللول لكللم مللا تعنللون
معاشرة النفاة بالعراض التي نفيتموها عللن الللله عللز وجللل ونفيتللم لجلهللا
حسن أوامر الذاتية وقبح نواهيه الذاتية وزعمتم لجلها أنه ل فرق عنده بيللن
مذمومها ومحمودها وأنها بالنسللبة إليله سلواه فأخبرونلا عللن مرادكلم بهلذه
اللفطة البديعة المحتملة أتعنون بهللا الحكللم والمصللالح والعللواقب الحميللدة
والغايات المحبوبة التي يفعل ويأمر لجلها أم تعنون بها امرا وراء ذلك يجب
تنزيه الرب عنه كما يشعر به لفظ العراض من الرادات فان اردتم المعنى
الول فنفيكم إياه عن أحكم الحاكمين مذهب لكم خالفتم به صريح المنقول
وصريح المعقول وأتيتم ما ل تقر به العقول من فعل فاعل حكيم مختللار ول
لمصلحة ول لغاية محمودة ول عاقبة مطلوبة بل الفعل وعدمه بالنسبة إليلله
سيان وقلتم ما تنكره الفطر والعقول ويرده التنزيل والعتبار وقد قررنا من
ذكر الحكم الباهرة في الخلق والمر مللا تقربلله بلله عيللن كللل طللالب للحللق
وهاهنا من ادلة اثبات الحكم المقصودة بالخلق والمللر أضللعاف أضللعاف ملا
ذكرنا بل لنسبه لما ذكرناه إلى ما تركناه وكيف يمكن انكار ذلللك والحكمللة
في خلق العالم وأجزائه ظاهرة لمن تأملها بادية لمللن أبصللرها وقللد رقمللت
سطورها على صفحات المخلوقللات يقرأهللا كللل عاقللل وغيللر كللاتب نصللبت
شاهدة لله بالوحدانية والربوبية والعلم والحكمة واللطللف والخللبرة #تأمللل
سطور الكائنات فإنها %من المل العلى إليك رسائل #وقد خللط فيهللا لللو
تأملت خطها %أل كل شيء ما خل الله باطل #وأما النصللوص علللى ذلللك
فمن طلبها بهرته كثرتها وتطابقها ولعلهللا أن تزيللد علللى المئيللن ومللا يحيللله
النفاة لحكمة الله تعالى أن اثباتهللا يسللتلزم افتقللارا منهللا واسللتكمال بغيللره
فهوس ووساواس
#فان هذا بعينه وارد عليهم فللي أصللل الفعللل أيضللا فهللذا إنمللا هللو إكمللال
للصنع ل استكمال بالصنع وأيضا فأنه سلبحانه فعلاله علن كملاله فلأنه كملل
ففعل ل أن كماله عن فعاله فل يقال فعل فكمل كما يقال للمخلللوق وأيضللا
فأن مصدر الحكمة ومتعلقها وأسبابها عنه سبحانه فهو الخالق وهللو الحكيللم
وهو الغني من كل وجه أكمل الغنى وأتمه وكمال الغنى والحمللد فللي كمللال
القدرة والحكمة ومن المحال أن يكون سبحانه وتعالى فقيرا إلى غيره فأما
إذا كان كل شيء فهو فقير إليه من كل وجه وهو الغنللى المطلللق عللن كللل
شيء فأي محذور في إثبات حكمته مع احتياج مجموع العالم وكل مللا يقللدر
معه إليه دون غيلره وهلل الغنلى إل ذللك وللله سلبحانه فلي كلل صلنع ملن
صنائعه وأمر ملن شللرائعه حكمللة بللاهرة وآيللة ظللاهرة تللدل علللى وحللدانيته
وحكمته وكلمه وغناه وقيوميته وملكه ل تنكرها إل العقول السخيفة ول تنبللو
عنها إل الفطر المنكوسة # :ولله في كل تسكينة %وتحريكللة أبللدا شللاهد
#وفي كل شيء له آية %تدل على أنه واحللد #وبالجملللة فنحللن ل ننكللر
حكمة الله ول نساعدكم على جحدها لتسميتكم إياها أعراضا وإخراجكم لهللا
في هذا القالب فالحق ل ينكر حكمه لسوء التعبير عنه وهذا اللفظ بدعى لم
يرد به كتاب ول سنة ول أطلقه أحد ملن أئملة السللم وأتبلاعهم عللى اللله
وقللد قللال المللام أحملد ل نزيللل علن الللله صلفة ملن صللفاته لجللل شللناعة
المشنعين فهل ننكر صفات كماله سبحانه لجل تسمية المعطلللة والجهميللة
لها أعراضا ولرباب المقالت أغراض في سوء التعبير عن مقالت خصومهم
وتخيرهم لها أقبح اللفاظ وحسن التعبير عن مقالت أصحابهم وتخيرهم لهللا
أحسن اللفاظ وأتباعهم محبوسون في قبول تلك العبارات ليس معهم فللي
الحقيقة سواها بل ليس مع المتبوعين غيرها وصاحب البصيرة ل تهوله تلللك
العبارات الهائلة بل يجرد المعنى عنها ول يكسوه عبارة منها ثم يحمله علللى
محللل الللدليل السللالم عللن المعللارض فحينئذ يتللبين للله الحللق مللن الباطللل
والحالي من العاطل #اللوجه الخلامس عشلر قلولكم مسلتند الستحسلان
والسللتقباح التللدين بالشللرائع فيقللال ل ريللب أن التللدين بالشللرائع يقتضللي
الستحسان والستقباح ولكن الشرائع إنما جاءت بتكميل الفطر وتقريرها ل
بتحويلهللا وتغييرهللا فمللا كللان فللي الفطللرة مستحسللنا جللاءت الشللريعة
باستحسانه فكسته حسنا إلى حسنه فصار حسنا من الجهتين وما كللان فللي
الفطرة مستقبحاجاءت الشريعة باستقباحه فكسته قبحللا إلللى قبحلله فصللار
قبيحا من الجهتين وأيضا فهذه القضايا مستحسللنة ومسللتقبحة عنللد مللن لللم
تبلغه الدعوة ولم يقر بنبوة وأيضا فمجيء الرسللول بللالمر بحسللنها والنهللي
عن قبيحها دليل على نبوته وعلم على رسالته كما قال بعض الصللحابة وقللد
سئل عما أوجب إسلمه فقال ما أمر بشيء فقال العقل ليتلله نهللى عنلله ول
نهى #
#عن شيء فقال العقل ليتلله أمللر بلله فلللو كللان الحسللن والقبللح لللم يكللن
مركوزا في الفطر والعقول لم يكن ما أمر به الرسول ونهى عنه علمللا مللن
أعلم صدقه ومعلوم أن شرعه ودينلله عنللد الخاصللة مللن اكللبر أعلم صللدقه
وشواهد نبوته كما تقدم #الوجه السادس عشر قولكم في مثللارات الغلللط
التي يغلط الللوهم فيهللا أنهللا ثلث مثللارات الولللى أن النسللان يطلللق اسللم
القبيح على ما يخالف غرضه وان كان يوافق غللرض غيللره مللن حيللث أنلله ل
يلتفت إلى الغير فان كل طبع مشغوف بنفسه فيقضللى بالقبللح مطلقللا فقللد
أصاب في الحكم بالقبح وأخطأ في إضافة القبح إلى ذات الشيء وغفل عن
كونه قبيحا لمخالفة غرضه وأخطأ في حكملله بالقبللح مطلقللا ومنشللأه عللدم
اللتفات إلى غيره فحاصله أمران أحدهما أنلله إنمللا قضللى بالحسللن والقبللح
لموافقة غرضه ومخالفته #الثاني أن هذه الموافقة والمخالفة ليست عامة
في حق كل شخص وزمان ومكان بللل ول فللي جميللع أحللوال الشللخص هللذا
حاصل ما طولتم به فيقال ل ريب أن الحسن يوافق الغرض والقبللح يخللالفه
ولكن موافقة هذا ومخالفة هذا لما قام بكل واحد من الصفات التي أوجبللت
المخالفة والموافقة إذ لو كانا سواء في نفس المر وذاتهما ل تقتضى حسنا
ول قبحا لم يختص أحدهما بالموافقة والخر بالمخالفة ولم يكن أحدهما بمللا
اختص به أولى من العكس فما لجأتم إليه من موافقة الغرض ومخالفته من
أكبر الدلة على أن ذات الفعل متصفة بما لجله وافق الغرض وخالفه وهللذا
كموافقة الغرض ومخالفته في الطعوم والغذية والروائح فان مللا لءم منهللا
النسان ووافقه مخالف بالذات والوصف لما نلافره منهلا وخلالفه وللم تكلن
تلك الملءمة والمنافرة لمجرد العللادة بللل لمللا قللام بللالملئم والمنللافر مللن
الصللفات ففللي الخللبز والمللا واللحللم والفاكهللة مللن الصللفات الللتي اقتضللت
ملءمتها النسان ما ليس فللي الللتراب والحجللر والقصللب والعصللف وغيرهللا
ومن ساوى بيللن المريللن فقللد كللابر حسلله وعقللله فهكللذا مللا لءم العقللول
والفطر من العمال والحوال وما خالفها هو لما قام بكل منها من الصللفات
التي اختصت به فأوجب الملءمة والمنافرة فملءمة العدل والحسان والللبر
للعقول والفطر والحيوان لما اختصت به ذوات هذه الفعال من أمور ليست
في الظلم والساءة وليست هذه الملءمة والمنافرة لمجرد العللادة والتللدين
بالشرائع بل هي أمور ذاتيللة لهللذه الفعللال وهللذا ممللا ل ينكللره العقللل بعللد
تصوره #الوجه السابع عشر أنا ل ننكر أن للعادة واختلف الزمان والمكان
والضافة والحال تأثيرا في الملءمة والمنافرة ول ننكر أن النسان يلئمه ما
اعتاده من الغذية والمساكن والملبس وينافره ما لم يعتده منهللا وان كللان
أشرف منها وأفضل ومن هذا إلف الوطلان وحلب المسلاكن والحنيلن إليهلا
ولكن هل يلزم من هذا أن تكون الملءمة والمنافرة كلها ترجللع إلللى اللللف
والعادة المجردة ومعلوم أن هذا مما ل سبيل إليه إذ الحكم على فرد
#جزئي من أفراد النوع ل يقتضي الحكم على جميع النوع واستلزام الفللرد
المعين من النوع اللزم المعين ل يقتضي استلزام النللوع للله وثبللوت خاصللة
معينه للفرد الجزئي ل يقتضي ثبوتها للنوع الكلللي # :الللوجه الثللامن عشللر
أن غاية ما ذكرتم من خطأ الوهم في اعتقاده إضافة القبح إللى ذات الفعلل
وحكمه بالستقباح مطلقا مما قد يعرض في بعض الفعللال فهللل يلللزم مللن
ذلك أنه حيث قضى بهاتين القضلليتين يكللون غالطللا بالنسللبة إلللى كللل فعللل
ونحن إنما علمنا غلطه فيما غلط فيه لقيام الدليل العقلي على غلطلله فأمللا
إذا كان الدليل العقلي مطابقا لحكمه فمن أين لكللم الحكللم بغلطلله #فللان
قلتم إذا ثبت أنه يغلط في حكم ما لم يكن حكملله مقبللول إذ ل ثقللة بحكملله
قلنا إذا جوزتم أن يكون في الفطللرة حاكمللان حللاكم الللوهم وحللاكم العقللل
ونسبتم حكم العقل إلى حكم الوهم وقلتلم فلي بعلض القضلايا الللتي يجلزم
العقل بها هي من حكم الوهم لم يبق لكللم وثللوق بالقضللايا الللتي يجللزم بهللا
العقل ويحكم بها لحتمال أن يكون مستندها حكم الوهم ل حكللم العقللل فل
بد لكم من التفريق بينهما ول بد أن تكون قضاياه ضرورية ابتداء وانتهاء وإذا
جوزتم أن يكون بعض القضايا الضللرورية وهميللة لللم يبللق لكللم طريللق إلللى
التفريق #الوجه التاسع عشر أن هللذا الللذي فرضللتموه فيمللن يتقبللح شلليئا
لمخالفة غرضه ويستحسنه لموافقة غرضه أو بالعكس إنما مورده الحسنات
غالبا كالمآكل والملبس والمساكن والمناكح فأنها بحسب الدواعي والميول
والعوائد والمناسبات فهي إنما تكون في الحركات وأما الكليللات العقليللة فل
تكللاد تعللارض تلللك فل يكللون العللدل والصللدق والحسللان حسللنا عنللد بعللض
العقول قبيحا عند بعضها كما يكون اللون اسود مشتهى حسنا موافقا لبعض
الناس مبغوضا مستقبحا لبعضللهم ومللن اعتللبر هللذا بهللذا فقللد خللرج واعتللبر
الشيء بما ل يصح اعتباره به ويؤيللد هللذا #الللوجه العشللرون أن العقللل إذا
حكم بقبح الكذب والظلم والفواحش فانه ل يختلللف حكملله بللذلك فللي حللق
نفسه ول غيره بل يعلم أن كل عقل يستقبحها وأن كللان يرتكبهللا لحللاجته أو
جهله فلما أصاب في استقباحها أصاب في نسللبة القبللح إلللى ذاتهللا وأصللاب
في حكمه بقبحها مطلقا ومن غلطه في بعض هذه الحكام فهو الغالط عليه
وهذا بخلف ما إذا حكم باستحسان مطعم أو ملبس أو مسكن أو لون فللانه
يعلم أن غيره يحكم باستحسان غيره وأن هذا مما يختلللف بللاختلف العللوائد
والمم والشخاص فل يحكم به حكما كليا أل حيللث يعلللم أنله ل يختلللف كمللا
يحكم حكما كليا بأن كل ظمآن يستحسن شرب الماء ما لم يمنع منلله مللانع
وكل مقرور يستحسن لباس ما فيه دفؤه ما لم يمنع منلله مللانع وكللذلك كللل
جائع يستحسن ما يدفع به سورة الجللوع فهللذا حكللم كلللي فللي هللذه المللور
المستحسنة ل غلط فيه مع كون المحسوسات عرضللة لختلف النللاس فللي
استحسانها واستقباحها بحسب الغراض
والعوائد واللف فما الظن بالمور الكليللة العقليللة الللتي ل تختلللف إنمللا هللي
نفى واثبات #الوجه الحادي والعشرون قولكم من منارات الغلط إنمللا هللو
مخالف للغرض في جميع الحوال أل في حالة نادرة بل ل يلتفت الوهم إلى
تلك الحالة النادرة بل ل يخطر بالبال فيقضى بالقبلح مطلقلا لسلتيلء قبحله
على قلبه وذهاب الحالة النادرة عن ذكللره فحكملله علللى الكللذب بللأنه قبيللح
مطلقا وعقليه 1عن الكذب يستفاد بله عصلمة دم نللبي أو ولللي وإذا قضللى
بالقبح مطلقا واستمر عليه مرة وتكرر ذلك على سمعه ولسانه انغرس فللي
قلبه استقباح مستند إلى أخر فمضمونه بعد الطالة أنه لو كان الكذب قبيحا
لذاته لما تخلف عليه القبح ولكنه يتخلف إذا تضمن عصمة دم نبي ففي هذه
الحالة ونحوها ل يكون قبيحا وهي حالة نادرة ل تكللاد تخطللر بالبللال فيقضللى
العقل بقبح الكذب مطلقا ويغفل عن هذه الحالة وهي تنللافي حكملله بقبحلله
مطلقا ثم تترك وينشأ على ذلك العتقاد فيظن أن قبحه لذاته مطلقا وليس
كذلك وهذا بعللد تسللليمه ل يمنللع كللونه قبيحللا لللذاته وان تخلللف القبللح عنلله
لمعارض راجح كما أن الغذاء بالميتة والدم ولحم الخنزير ويوجب نباتا خبيثا
وان يخلف عنه ذلك عند المخمصة كيللف وقللد بينللا أن القبللح ل يتخلللف عللن
الكذب أصللل وأمللا إذا تضللمن عصللمة ولللي فالحسللن إنمللا هللو التعريللض #
والصدق ل يقبح أبدا وانما القبيح العلم به وفرق بين الخبر والخبار فالقبللح
إنما وقع في الخبار ل في الخبر ولو سلمنا ذلك كله لتخلف الحكللم العقلللي
لقيام مانع أو لفوات شرط غير مسللتنكر فهلذه الشلبهة ملن أضلعف الشللبه
وحسبك ضعفا بحكم إنما يستند إليها والى أمثالها الللوجه الثللاني والعشللرون
أن الوهم قد سبق إلى العكس كمن يرى شيئا مقرونا بشيء فيظن الشيء
ل محالة مقرونا به مطلقا ول يدرى أن الخص أبدا مقرون بللالعم مللن غيللر
عكس وتمثيلكم ذلك بنفرة السليم من الحبللل المرقللش ونفللور الطبللع عللن
العسل إذا شبه بالعذرة إلى آخر ما ذكرتللم مللن المثللال كنفللرة الطبللع عللن
الحسناء ذات السم القبيح ونفرة الرجل عن البيت الذي فيه الميللت ونفللرة
كثير من الناس عن القوال الصحيحة التي تضللاف إلللى مللن يسلليؤن الظللن
بهم فنحن ل ننكر أن للوهم تأثير في النفوس وفلي الحلب والبغلض بلل هلو
غالب على أكثر النفوس في كثير من الحوال ولكن إذا سلللط عليلله العقللل
الصريح تبين غلطه وأن ما حكم به إنما هو موهوم ل معقلول كملا إذا سلللط
العقل الصريح والحسللن علللى الحبللل المرقللش تللبين أن نفللرة الطبللع عنلله
مستندها الوهم الباطل وكذلك إذا سلط الذوق والعقل على العسل تبين أن
نفرة الطبع عنه مستندها
#الوهم الكاذب وإذا تأمل الطرف محاسن الجميلة البديعة الجمال تبين أن
نفرته عنها لقبح اسمها وهم فاسد وإذا سلللط العقللل الصللريح علللى الميللت
تبين أن نفرة الرجل عنه لتللوهم حركتلله وثللورانه خيللال باطللل ووهللم فاسللد
وهكذا نظائر ذلك أفتري يلزم من هللذا أنللا إذا سلللطنا العقللل الصللريح علللى
الكلذب والظللم والفلواحش والسلاءة إللى النلاس وكفلران النعلم وضلرب
الوالدين والمبالغة في أهانتهما وسبهما وأمثال ذلك تللبين أن حكملله بقبحهللا
وهم منه ليكون نظير ما ذكرتللم ملن المثلللة وهللل فللي العتبللار أفسللد ملن
اعتباركم هذا فان الحكم فيما ذكرتم قد تللبين بالعقللل الصللريح والحللس أنلله
حكم وهمي ونحن ل ننازع فيه ول عاقل لنا أن سلطنا عليه العقللل والحللس
ظهر أن مستنده الوهم وأما في القضللايا الللتي ركللب فللي العقللول والفطللر
حسنها وقبحا فأنا إذا سلطنا العقل الصريح عليها لم يحكم لها بخلف ما هي
عليه أبدا أل أن يلجؤا إلى دبوس السارق وهو الصدق المتضمن هلك والللى
الكذب المتضمن عصمته وليس معكم ما تصولون به سواه وقد بينللا حقيقللة
المر فيه بما فيه كفاية وحتى لو كان المر فيهما كما ذكرتم قطعللا لللم يجللز
أن يبطل بهما ماركبه الله في العقول والفطر وألزمها إياه التزاما ل انفكاك
لها عنه من استحسان الحسللن واسللتقباح القبيللح والحكللم بقبحلله والتفرقللة
العقليللة التابعللة لللذواتهما وأوصللافهما بينهمللا وقللد أنكللر الللله سللبحانه علللى
العقول التي جوزت أن يجعل الله فاعل القبيح وفاعل الحسللن سللواء ونللزه
نفسه عن هذا الظن وعن نسبة هذا الحكم الباطل إليه ولو ل أن ذلللك قبيللح
عقل لما أنكره على العقول التي جوزته فان النكار إنما كللان يتللوجه عليهللم
بمجرد الشرع والخللبر ل بإفسللاد مللا ظنللوه عقل #ول يقللال فلللو كللان هللذا
الحكم بللاطل قطعللا لمللا جللوزه أولئك العقلء لن هللذا احتجللاج بعقللول أهللل
الشرك الفاسدة التي عابها الله وشهد عليهم بأنهم ل يعقلون وشهدوا علللى
أنفسهم بأنهم أو لو كانوا يسمعون أو يعقلون ما كانوا فلي أصلحاب السلعير
وهللل يقللال أن استحسللان عبللادة الصللنام بعقللولهم واستحسللان التثليللث
والسجود للقمر وعبادة النار وتعظيم الصليب يدل على حسللنها لستحسللان
بعض العقلء لها فان قيل فهذا حجللة عليكللم فللان عقللول هللؤلء قللد قضللت
بحسنها وهي أقبح القبائح قيل ما مثلنا ومثلكم في ذلللك أل كمثللل مللن قللال
إذا كان الحوال يرى القمر اثنين لم يبق لنا وثوق بكون صحيح الفلم إذا ذاق
الشيء المر يذوقه عذبا وحلوا وإذا كان صاحب الفهم السقيم يعيللب القللول
الصحيح ويشهد ببطلنه لم يبق لنا وثوق بشللهادة صللاحب الفهللم المسللتقيم
بصحته إلى أمثال ذلك فإذا كانت فطرة أمة من المم وشرذمة مللن النللاس
وعقولهم قد فسدت فهللل يلللزم مللن هللذا إبطللال شللهادة العقللول السللليمة
والفطر المستقيمة ولو صح لكم هذا العتراض لبطل اسللتدللكم علللى كللل
منازع لكم في
#كل مسألة فلانه عاقلل وقلد شلهد عقللله بهلا بخلف قلولكم وكفللى بهلذا
فسادا وبطلنا وكفى برد العقول وسائر العقلء له والحمد لله رب العللالمين
#الللوجه الثللالث والعشللرون قللولكم أن الملللك العظيللم إذا رأى مسللكينا
مشرفا على الهلك استحسللن إنقللاذه والسللبب فللي ذلللك دفللع الذي الللذي
يلحق النسان من رقة الجنسية وهو طبع يستحيل النفكاك عنلله إلللى آخللره
كلم في غاية الفساد فان مضمونه أن هللذا الحسللان العظيللم والتنللزل مللن
مثل هذا الملك القادر إلى الحسللان إلللى مجهللود مضللرور قللد مسلله الضللر
وتقطعت به السباب وانقطعت بلله الحيللل ليللس فعل حسللنا فللي نفسلله ول
فرق عند العقل بين ذلك وان يلقى عليه حجرا يغرقه وانما مال إليلله طبعلله
لرقه الجنسية ولتصويره نفسه في تلك الحال واحتياجه إلى مللن ينقللذه وأل
فلو جردنا النظر إلى ذات الفعل وضربنا صفحا عللن لللوازمه ومللا يقللترن بلله
ويبعث عليه لم يقض العقل بحسنه ولم يفللرق بينلله وبيللن إلقللاء حجللر عليلله
حتى يغرقه هذا قول يكفى في فساده مجرد تصوره وليس فللي المقللدمات
البديهية ما هو أجلى وأوضح من كون مثل هذا الفعل حسنا لذاته حتى يحتللج
بها عليه فان الحتجاج إنما يكون بالوضح على الخفى فللإذا كللان المطلللوب
المستدل عليه أوضح من الدليل كللان السللتدلل عنللاء وكلفللة ولكللن تصللور
الدعوى ومقابلتها تصويرا مجردا يعرضان على العقول التي لم يسللبق إليهللا
تقليد الراء ولم يتواطأ عليها ويتلقاها صاغر عن كللابر وولللد عللن والللد حللتى
نشأت معها بنشئها فهي تسعى بنصرتها بما دب ودرج مللن الدلللة لعتقادهللا
أول أنها حق في نفسها لحسانها الظن بأربابهلا فلللو تجلردت ملن حلب ملن
ولدته وبغض من خالفته وجردت النظر وصابرت العلم وتابعت المسللير فللي
المسئلة إلى آخرها لوشك أن تعلم الحق من الباطللل ولكللن حبللك الشلليء
يعمى ويصم والنظر بعين البغللض يللرى المحاسللن مسللاوى هللذا فللي إدراك
البصر مع ظهوره ووضللوحه فكيللف فللي إدراك البصلليرة ل سلليما إذا صللادق
مشكل فهذه بلية أكثر العالم #فان تنللج منهللا تنللج مللن ذي عظيمللة %وأل
فإني ل أخالك ناجيا #الوجه الرابع والعشرون أن اقتران هذه المللور الللتي
ذكرتموها من رقة الجنسية وتصور نفسه بصورة من يريد إنفاذه ونحوها هي
أمور تقترن بهذا الحسان فيقوم الباعث عللى فعلله ول يلوجب تجلرده علن
وصف يقتضي حسنه وان يكون ذاته مقتضية لحسنة وان اقترن بفاعللل هللذا
المور وما مثلكم في ذلك أل كمثللل مللن قللال أن تنللاول الطعمللة والغذيللة
والدوية ليس حسنا لذاته فانه يقترن بمتناولها من لذة المرة لفم المعدة ما
يوجب نزوعها إلى طلب الغذاء لقيام البنيه وكذلك الدويللة وغيرهللا ومعلللوم
أن هذه البواعث والدواعي وأسباب الميول ل ينافي القتضاء الللذاتي وقيللام
الصفات التي تقتضي النتفاع بها فكذلك تلك
#إلى ذلك المكان مع مساواته لجميع المكنة عنده وكذلك حنينه إلى وطنه
ومحته له وكذلك حنينه إلى الفه من الناس وغيرهم فان هذا ل يقع منلله مللع
تساوي تلك الماكن والشخاص عنده بل لظنلله اختصاصللهما بللأمور ل توجللد
في سواهما فترتب ذلك الحب والميل على هذا الظن ثم له حللالن أحللدهما
أن يكون كما ظنه بل ذلك المكان أو الشخص مساولغيره وربما يكون غيره
أكمل منه في الوصاف التي تقتضي حبه والميل إليه فهذا إذا سلللط العقللل
الحس على سبب ميله وحبه علم أنه مجرد اللف أو عللادة أو تلذكر أو تخيلل
وهذا الوهم مستند إلى ما تقرر في العقل من أن اختصللاص الحللب والميللل
بالشيء دون غيره لما اختص بلله مللن الصللفات الللتي اقتضللت ذلللك وكللذلك
تعلق النفرة والبغض به ثم تغلب الوهم حتى يتخيللل أن تلللك الصللفات باينللة
عن المحللل وليسللت فيلله بللل يكللون المحللل مقرونللا بتلللك الصللفات فيحللب
ويبغض لجل تلك المفارقللة فمقللارن المحبللوب محبللوب ومقللارن المكللروه
مكروه كقوله #ومللا حللب الللديار شللغفن قلللبي %ولكللن حللب مللن سللكن
الديارا #وقول الخر #إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهمللو عهللودا %جللرت فيهللا
فحبوا لدالكا # #الوجه التاسع والعشرون قولكم أن الصللبر علللى السلليف
في ترك كلمة الكفر ل يستحسنه العقلء لول الشرع بل ربما استقبحوه إنما
يستحسن الثواب أو الثناء بالشجاعة وكذلك بالصبر على حفظ السر والوفاء
بالعهد لما في ذلك من المصالح فان فرض حيث ل تنافيه فقد وجللد مقرونللا
بالثناء فيبقى ميل الوهم المقرون فيقال لكم استحسان الشرع للله مطللابق
لستحسان العقل ل مخالف وكذلك انتظار الثواب به وهو حسنه فللي نفسلله
وكذلك المصالح المترتبة على حفظ السر والوفاء بالعهد هي لما قام بذوات
هذه الفعال من الصفات التي أوجبت المصالح إذ لو ساوت غيرها لللم تكللن
باقتضاء المصلحة أولى منها وقولكم أنه إذا وجب فللرض حيللث لثنللاء ينفللى
ميل الوهم للمقارنة فقللد تقللدم أن هللذا الميللل تبللع للحقيقللة وأنلله يسللتحيل
وجوده في فعل ل تقتضي ذاته المصلللحة والستحسللان وان حصللول الللوهم
المقارن تبع للحقيقة الثابتة لستحالة حصول هذا الللوهم فللي فعللل ل تكللون
ذاته منشأ للمللر الموهللوم فيتللوهم الللذهن حيللث تنتفللي الحقيقللة #الللوجه
الثلثون قولكم أن من عرضت له حاجللة وأمكللن قضللاءها بالصللدق والكللذب
وأنه إنما يؤثر الصدق لنه وجده مقرونا بالثناء فهو يؤثره لما يقترن بلله مللن
الثناء فجوابه أيضا ما تقدم وأن اقترانه بالثناء لمللا اختللص بلله مللن الصللفات
التي اقتضت الثناء على فاعله كيف والكذب متضمن لفساد تظلم العالم ول
يمكن قيام العللالم عليلله ل فللي معاشلهم ول فللي معلادهم بللل هللو متضللمن
لفساد المعللاش والمعللاد ومفاسللد الكللذب اللزمللة للله معلومللة عنللد خاصللة
الناس وعامتهم كيف وهو منشأ كل وفساد
#العضاء لسان كذوب وكم قد أزيلت بالكذب من دول وممالك وخربت به
من بلد واستلبت به من نعم وتعطلت به ملن معلايش وفسلدت بله مصلالح
وغرست بلله عللداوات وقطعللت بلله مللودات وافتقللر بلله غنللى وذل بلله عزيللز
وهتكت به مصونة ورميت به محصنة وخلت به دور وقصور وعمرت به قبور
وأزيل به أنس واستجلبت به وحشة وأفسد به بين البللن وأبيلله وغللاض بيللن
الخ وأخيه وأحال الصديق عدوا مبينا ورد الغنى العزيللز مسللكينا وكللم فللرق
بين الحبيب وحبيبه فأفسللد عليله عيشلته ونغللص عليله حيلاته وكللم جل علن
الوطان وكم سود من وجوه وطمس من نور وأعمى من بصيرة وأفسد من
عقل وغير من فطرة وجلب من معرة وقطعت به السبل وعفت بلله معللالم
الهداية ودرست به من آثار النبوة وخفيت به من مصالح العباد في المعللاش
والمعاد وهذا وأضعافه ذرة من مفاسده وجناح بعوضة من مضاره ومصالحه
أل فما يجلبه من غضب الرحمن وحرمان الجنان وحلللول دار الهللوان أعظللم
ملن ذللك وهللل ملئت الجحيللم أل بأهللل الكلذب الكللاذبين عللى اللله وعلللى
رسوله وعلى دينه وعلى أوليائه المكذبين بالحق حمية وعصبية جاهلية وهل
عمرت الجنان أل بأهل الصدق الصادقين المصدقين بالحق قال تعالى فمللن
أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه أليللس فللي جهنللم مثللوى
للكافرين والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقللون لهللم ملا يشلاؤن
عند ربهم ذلك جزاء المحسنين وإذا كانت هذه حللال الكللذب والصللدق فمللن
أبطل الباطل دعوى تساويهما وان العقل إنملا يلؤثر الصلدق لتللوهم اقللترانه
بالثناء وانما يتجنب الكذب لتوهم اقترانه بالقبللح كتللوهم اقللتران اللسللع فللي
الحبل المرقش ورد استقباح هذه المفاسد والمقابح التي ل أقبللح منهللا إلللى
مجرد وهم باطل شبه نفرة الطبع عن الحبل المرقللش ونفللس العلللم بهللذه
المقالة كاف في الجزم ببطلنها ولو ذهبنا نعللدد قبللائح الكللذب الناشللئة مللن
ذاته وصفاته لزادت عن اللف وما من عاقل أل وعند العلم ببعض ذلك علما
ضروريا مركوزا في فطرته فما سوى الله بينلله وبيللن الصللدق أبللدا ودعللوى
استوائهما كدعوى استواء النللور والظلمللة والكفللر واليمللان وخللراب العللالم
واهلك الحرث والنسل وعمارته بل كدعوى اسللتواء الجللوع والشللبع والللري
والظمأ والفرح والغم وأنه ل فرق عند العقل بين علمه بهذا وهللذا #الللوجه
الحادي والثلثلون قلولكم الصلدق والكلذب متنافيلان وملن المحلال تسلاوي
المتنافيين في جميللع الصللفات إلللى آخللره إقللرار منكللم بللالحق ونقللض لمللا
أصلللتموه فانهمللا إذا كانللا متنللافيين ذاتللا وصللفاتا لللم يرجللع الفللرق بينهمللا
استحسانا واسلتقباحا إللى مجلرد العللادة والمنشلأ والوبللاء أو مجللرد التللدين
بالشرائع بل يكون مرجع الفرق إلى ذاتهمللا وأن ذات هللذا مقتضللية لحسللنه
وذات هذا مقتضية لقبحه وهذا هو عيللن الصللواب لللول أنكللم ل تثبتللون علتلله
وتصرحون بأن الفرق بينهما سببه العادة والتربية والمنشللأ والتللدين بشللرائع
النبياء حتى لو فرض انتفاء ذلك لم يؤثر الرجل الصللدق علللى الكللذب وهللل
في التناقض أقبح من هذا
#الوجه الثاني والثلثللون قللولكم أن غايللة هللذا أن يللدل علللى قبللح الكللذب
وحسن الصدق شاهدا ول يلزم منه حسللنه وقبحلله وغائبللا أل بطريللق قيللاس
الغائب على الشاهد وهو باطل لوضوح الفرق واستنادكم في الفرق إلى مللا
ذكرتم من تخلية الله بين عباده يموج بعضهم في بعض ظلما وإفسادا وقبللح
ذلك مشاهد فيالله العجب كيف يجوز العقل التزام مذهب ملتزم معه جللواز
الكذب على رب العالمين وأصدق الصادقين وأنه ل فرق أصل بالنسللبة إليلله
بين الصدق والكذب بل جواز الكذب عليه سبحانه وتعالى عما يقولون علللوا
كبيرا كجواز الصدق وحسنه لحسنه وهل هذا أل من أعظللم الفللك والباطللل
ونسبته إلى الله تعالى جوازا كنسبة ما ل يليق بجلله إليه من الولد والزوجة
والشريك بل لنسبة أنواع الظلم والشر إليه جوازا تعالى الله عن ذلك علللوا
كبيرا فمن اصدق من الله حديثا ومن أصدق من الللله قيل وهللل هللذا الفللك
المفترى أل رافع للوثوق بأخباره ووعده ووعيده وتجويزه عليه وعلى كلملله
ما هو أقبح القبائح التي تنزه عنها بعض عبيده ول يليق به فضل عنه سللبحانه
فلو التزمتم كل إلزام بلزوم مسمى الحسن والقبللح العقلييللن لكللان أسللهل
من التزام هذا الد التي تكاد السموات يتفطللرن منلله وتنشللق الرض وتخللر
الجبال هذا ول نسبة في القبح بين الولللد والشللريك والزوجللة وبيللن الكللذب
ولهذا فطر الله عقول عباده على الزدراء والذم والمقت للكللاذب دون مللن
له زوجة وولد وشريك فتنزه أصدق الصادقين علن هلذا القبيلح كتنزهله علن
الولد والزوجة والشريك بل ل يعرف أحد من طوائف هذا العالم جوز الكذب
على الله لما فطللر الللله عقللول البشللر وغيرهللم علللى قبحلله ومقللت فللاعله
وخسته ودناءته #ونسبة طوائف المشللركين الشللريك والولللد إليلله لمللا لللم
يكن قبحه عندهم كقبح الكللذب وكفللى بمللذهب بطلنللا وفسللادا هللذا القللول
العظيم والفك المبين لزمة ومع هللذا فللأهله ل يتحاشللون ملن الللتزامه فلللو
التزم القائل أن يذهب الذم كان خيرا له ملن هلذا ونحلن نسلتغفر الللله ملن
التقصير في رد أهلل الملذهب القبيلح ولكلن ظهلور قبحله للعقلول والفطلر
أقوى شللاهد علللى رده وإبطللاله ولقللد كللان كافينللا مللن رده نفللس تصللويره
وعرضه على عقول الناس وفطرهم فليتأمل اللبيب الفاضل ماذا يعللود إليلله
نصر المقالت والتعصب لها والتزام لوازمها وإحسللان الظللن بأربابهللا بحيللث
يلرى مسلاويهم محاسلن وإسلاءة الظلن بخصلومهم بحيلث يلرى محاسلنهم
مساوي كم أفسد هذا السلوك من فطرة وصاحبها من الذين يحسبون أنهللم
على شيء إل انهم هم الكاذبون ول يتعجب من هذا فان مرآة القلب ل يزال
يتنفس فيها حتى يستحكم صلداؤها فليلس ببلدع لهلا أن تلرى الشلياء عللى
خلف ما هي عليه فمبدأ الهدى والفلح صقال تلك المرآة ومنللع الهللوى مللن
التنفس فيها وفتح عين البصيرة في أقوال من يسيء الظن بهم كما يقبحهللا
في أقوال من يحسن الظن به وقيامك
#لله وشهادتك بالقسط وأن ل يحملك بغض منازعيك وخصومك على جحد
دينهم وتقبيح محاسنهم وترك العدل فيهم فان الله ل يعتد بتعب من هذا ثناه
ول يجدي علمه نفعا أحوج ما يكلون إليله واللله يحلب المقسلطين ول يحلب
الظالمين #الوجه الثالث والثلثون قولكم أن مسللتند الحكللم يقبللح الكللذب
غائبا على الشاهد وهو فاسللد فيقللال الللرب تعللالى ل يللدخل مللع خلقلله فللي
قياس تمثيل ول قياس شهود يستوي أفللراده فهللذان الفرعللان ملن القيللاس
يستحيل ثبوتهما في حقه وأما قياس الولى فهو غير مستحيل في حقلله بللل
هو واجب له وهو مستعمل في حقه عقل ونقل أما العقل فكاسللتدللنا علللى
أن معطى الكمال أحق بالكمال فمن جعل غيره سميعا بصيرا عالما متكلمللا
حيا حكيما قادرا مريدا رحيما محسنا فهو أولى بللذلك وأحللق منلله ويثبللت للله
من هذه الصفات أكملها وأتمها وهذا مقتضى قولهم كمال المعلول مسللتفاد
من كمال علته ولكن نحن ننزه الله عز وجللل عللن إطلق هللذه العبللارة فللي
حقه بل نقول كل كمال ثبت للمخلوق غير مستلزم للنقص فخالقه ومعطيلله
إياه أحق بالتصاف به وكل نقص في المخلللوق فالخللالق أحللق بللالتنزه عنلله
كالكللذب والظلللم والسللفه والعيللب بللل يجللب تنزيلله الللرب تعللالى عللن كللل
النقائص والعيوب مطلقا وان لللم يتنللزه عنهللا بعللض المخلللوقين وكللذلك إذا
استدللنا على حكمته تعللالى بهللذه الطللرائق نحللو أن يقللال إذا كللان الفاعللل
الحكيم الذي ل يفعل فعل إل لحكمة وغاية مطلوبة له من فعله أكمللل ممللن
يفعل ل لغاية ول لحكمة ول لجل عاقبة محمودة وهي مطلوبة من فعله في
الشاهد ففي حقه تعالى أولى وأحرى فإذا كللان الفعللل للحكمللة كمللا ل فينللا
فالرب تعالى أولى به وأحق وكذلك إذا كان التنزه عن الظلم والكذب كما ل
في حقنا فالرب تعالى أولللى وأحللق بللالتنزه عنلله وبهللذا ونحللوه ضللرب الللله
المثال في القرآن وذكر العقول ونبهها وأرشدها إلى ذلللك كقللوله ^ ضللرب
الله مثل رجل فيه شركاء متشاكسون ورجل سلما لرجللل هللل يسللتويان مثل
^ فهذا مثل ضربه يتضللمن قيللاس الول يعنللي إذا كللان الممللوك فيكللم للله
ملك مشتركون فيه وهم متنازعون ومملوك آخر له مالك واحد فهللل يكللون
هذا وهذا سواء فإذا كان هذا ليس عندكم كمللن للله رب واحللد ومالللك واحللد
فكيف ترضون أن تجعلوا لنفسكم آلهة متعددة تجعلونها شركاء لله تحبونهللا
كما يحبونه وتخافونها كما يخافونه وترجونها كما يرجونه وكقللوله تعللالى وإذا
بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثل ظل وهجه مسودا وهو كظيللم يعنللي أن
أحدكم ل يرضى أن يكون له بنت فكيف تجعلون لله مال ترضللونه لنفسللكم
وكقوله ^ ضرب الله مثل عبدا مملوكا ل يقدر على شيء ومللن رزقنللاه منلا
رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لللله بللل أكللثرهم ل
يعلمون وضرب الله مثل رجلين أحدهما أبكم ل يقللدر علللى شلليء وهللو كللل
على موله أينما يوجهه ل يأت بخير هل ^
^ يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم ^ يعني إذا كان ل
يستوي عندكم عبد مملوك ل يقدر على شيء وغني موسع عليه ينفللق ممللا
رزقه الله فكيف تجعلون الصنم الذي هو أسوأ حال من هذا العبد شريكا لله
وكذلك إذا كان ل يستوي عندكم رجلن أحدهما أبكم ل يعقل ول ينطق وهللو
مع ذلك عاجز ل يقدر على شلليء وآخللر علللى طريللق مسللتقيم فللي أقللواله
وأفعاله وهو آمر بالعدل عامل به لنه على صراط مسللتقيم فكيللف تسللوون
بين الله وبين الصنم في العبادة ونظائر ذلك كثيرة في القرآن وفي الحديث
كقوله في حديث الحارث الشعري وان الله أمركم أن تعبدوه ل تشركوا بلله
شيئا وان مثل من أشرك كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله وقللال للله
اعمل وأد إلى فكان يعمل ويللؤدي إلللى غيللره فللأيكم يحللب أن يكللون عبللده
كذلك فالله سبحانه ل تضرب المثال التي يشترك هو وخلقه فيهللا ل شللمول
ول تمثيل وانما يستعمل في حقه قياس الولى كما تقدم #الوجه الخللامس
والثلثون أن النفاة إنما ردوا على خصومهم من الجهمية المعتزلة في إنكللار
الصفات بقياس الغائب علللى الشللاهد فقللالوا العللالم شللاهدا مللن للله العلللم
والمتكلم مللن قللام بلله الكلم والحللي والمريللد والقللادر مللن قللام بلله الحيللاة
والرادة والقدرة ول يعقللل إل هللذا قللالوا ولن شللرط إطلق السللم شللاهدا
وجود هذه الصفات ول يستحق السم في الشاهد إل من قللامت بلله فكللذلك
في الغائب قللالوا ولن شللرط العلللم والقللدرة والرادة فللي الشللاهد الحيللاة
فكذلك في الغائب قالوا ولن علم كللون العللالم عالمللا شللاهدا وجللود العلللم
وقيامه به فكذلك في الغائب فقالوا بقياس الغائب على الشللاهد فللي العلللة
والشرط والسم والحد فقالوا حد العالم شاهدا ملن قللام بلله العلللم فكللذلك
غائبا وشرط صحة إطلق السم عليه شللاهدا قيللام العلللم بلله فكللذلك غائبللا
وعليه كونه عالما شاهدا قيللام العلللم بلله فكللذلك غائبللا فكيللف تنكللرون هنللا
قياس الغائب على الشاهد وتحتجون به في مواضع أخرى فأي تنللاقض أكللثر
من هذا فان كان قياس الغائب على الشاهد باطل بطل احتجاجكم علينللا بلله
في هذه المواضع وان كان صلحيحا بطلل ردكلم فلي هلذا الموضلع فأملا أن
يكون صللحيحا إذا اسللتدللتم بلله بللاطل إذا اسللتدل بلله خصللومكم فهللذا أقبللح
التطفيف وقبحه ثابت بالعقل والشرع #الوجه السللادس والثلثللون قللولكم
أن الله خلى بين العباد وظلم بعضهم بعضا وأن ذلك ليللس بقبيللح منلله فللانه
قبيح منا فذلك فاسد علللى أصللل التكليللف فللان التكليللف إنمللا يتللم بإعطللاء
القدرة والختيللار والللله تعللالى قللد أقللدر عبللاده علللى الطاعللات والمعاصللي
والصلح والفساد وهذا القدار هو مناط الشرع والمر والنهي فلوله لم يكن
شرع ول رسالة ول ثواب ول عقاب وكان الناس بمنزلة الجمادات والشللجار
والنبات فلو حال سللبحانه بيللن العبللاد وبيللن القللدرة علللى المعاصللي لرتفللع
الشرع والرسالة والتكليف وانتفت فوائد البعثة ولزم من ذلك لوازم ل يحبها
الله وتعطلت
به غايات محمودة محبوبلة للله وهلي ملزوملة لقلدار العبلاد وتمكينهلم ملن
الطاعة والمعصية ووجود الملزوم بدون اللزم محال وقد نبهنللا علللى شلليء
يسير من الحكم المطلوبة والغايات المحمودة فيما سلف مللن هللذا الفصللل
وفي أول الكتاب فلو أن الرب تعالى خلق خلقه ممنوعين من المعاصي غير
قادرين عليها بوجه لم يكن لرسللال الرسللل وانللزال الكتللب والمللر والنهللى
والثواب والعقاب سبب يقتضيه ول حكمة تستدعيه وفللي ذلللك تعطللل المللر
جملة بل تعطيل الملك والحمد والرب تعالى للله الخلللق والمللر وللله الملللك
والحمد والغايللات المطلوبللة والعللواقب المحمللودة الللتي لجلهللا أنللزل كتبلله
وأرسل رسله وشرع شرائعه وخلللق الجنللة والنللار ووضللع الثللواب والعقللاب
وذلللك ل يحصللل إل بأقللدار العبللاد علللى الخيللر والشللر وتمكينهللم مللن ذلللك
فأعطاهم السباب واللت التي يتمكنون بها من فعل هذا وهذا فلهذا حسللن
منه تبارك وتعالى التخلية بين عباده وبين ما هم فاعلوه وقبح مللن أحللدنا أن
يخلى بين عبيده وبين الفساد وهو قادر على منعهم هذا مع أنه سللبحانه لللم
يخل بينهم بلل منعهلم منله وحرمله عليهلم ونصلب لهلم العقوبلات الدنيويلة
والخروية على القبائح وأحللل بهللم مللن بأسلله وعللذابه وانتقللامه مللال يفعللله
السيد من المخلوقين بعبيده ليمنعهم ويزجرهم فقولكم أنه خلللى بيللن عبللاد
وبين إفساد بعضهم بعضا وظلم بعضهم بعضا كذب عليه فانه لم يخل بينهللم
شرعا ول قدرا بل حال بينهم وبيللن ذلللك شللرعا أتللم حيلولللة ومنعهللم قللدرا
بحسب ما تقتضيه حكمته الباهرة وعلملله المحيللط وخلللى بينهللم وبيللن ذلللك
بحسب ما تقتضيه حكمته وشرعه ودينه فمنعه سللبحانه لهللم حيلللولته بينهللم
وبين الشر أعظم من تخليته والقدر الذي خله بينهللم فللي ذلللك هللو ملللزوم
أمره وشرعه ودينه فالذي فعله في الطرفيللن غايللة الحكمللة والمصلللحة ول
نهاية فوقه لقتراح عقل ولو خلى بينهم كمللا زعمتللم لكللانوا بمنزلللة النعللام
السائمة بل لو تركهم ودواعي طباعهم لهلك بعضللهم بعضللا وخللرب العللالم
ومن عليه بل ألجمهم لجام العجز والمنع من كل ما يريللدون فلللو أنلله خلللى
بينهم وبين ما يريدون لفسدت الخليقة كما الجمهم بلجام الشرع والمر ولو
منعهم جملة ولم يمكنهم ولم يقدرهم لتعطل المر والشللرع جملللة وانتقللت
حكمة البعثة والرسال والثواب والعقاب فأي حكمة فوق هللذه الحكمللة وأي
أمر أحسن مما فعله بهم ولو أعطى الناس هذا المقام بعض حقه لعلموا أنه
مقتضى الحكمة البالغة والقدرة التامة والعلللم المحيللط وأنلله غايللة الحكمللة
ومن فتح له بفهم في القرآن رآه من أوله إلى آخره ينبه العقول علللى هللذا
ويرشدها إليه ويدلها عليه وأنه يتعالى ويتنزه أن يكون هذا منه عبثا أو سدى
أو باطل أو بغير الحق أو ل لمعنى ول لللداع وبللاعث وان مصللدر ذاك جميعلله
عن عزته وحكمته ولهذا كثيرا ما يقللرن تعللالى بيللن هللذين السللمين العزيللز
الحكيم في آيات التشريع والتكوين والجزاء ليدل عباده على أن مصدر ذلللك
كله عن حكمة بالغة وعزة قاهرة ففهم الموفقون عن الله عز وجللل مللراده
وحكمته وانتهوا إلى ما وقفوا عليه
ووصلللت إليلله إفهللامهم وعلللومهم وردوا علللم مللا غللاب عنهللم إلللى أحكللم
الحاكمين ومن هو بكل شيء عليم وتحققللوا بمللا عملللوه مللن حكمتلله الللتي
بهرت عقولهم أن الله فلي كلل ملا خلللق وأملر وأثلاب وعلاقب ملن الحكللم
البوالغ ما تقصر عقولهم عن إدراكلله وأنلله تعللالى هللو الغنللي الحميللد العليللم
الحكيم فمصدر خلقه وأمللره وثللوابه وعقللابه غنللاه وحمللده وعلملله وحكمتلله
ليس مصدره مشيئة مجردة وقدرة خالية من الحكمللة والرحمللة والمصلللحة
والغايات المحمودة المطلوبة له خلقا وأمرا وأنه سبحانه ل يسأل عما يفعل
لكمال حكمته ووقوع أفعاله كلها على أحسن الوجوه وأتمهللا علللى الصللواب
والسداد ومطابقة الحكم والعباد يسألون إذ ليست أفعالهم كذلك ولهذا قللال
خطيب النبياء شعيب عليه السلم أنى توكلت على الله ربي وربكم مللا مللن
دابة إل هو آخذ بناصيتها أن ربللي علللى صللراط مسللتقيم فللأخبر عللن عمللوم
قدرته تعالى وأن الخلق كلهم تحت تسخيره وقدرته وانه آخللذ بنواصلليهم فل
محيص لهم عللن نفلوذ مشليئته وقلدرته فيهللم ثلم عقلب ذللك بالخبللار علن
تصللرفه فيهللم وأنلله بالعللدل ل بللالظلم وبالحسللان ل بالسللاءة وبالصلللح ل
بالفساد فهو يأمرهم وينهاهم إحسلانا إليهلم وحمايلة وصليانة لهلم ول حاجلة
إليهم ول بخل عليهم بل جللودا وكرمللا ولطفللا وبللرا ويللثيبهم إحسللانا وتفضللل
ورحمللة ل لمعاوضللة واسللتحقاق منهللم وديللن واجللب لهللم يسللتحقونه عليلله
ويعاقبهم عللدل وحكمللة ل تشللفيا ول مخافللة ول ظلمللا كمللا يعللاقب الملللوك
وغيرهم بل هو على الصراط المستقيم وهو صللراط العللدل والحسللان فللي
أمره ونهيه وثوابه وعقابه فتأمل ألفللاظ هللذه اليللة ومللا جمعتلله مللن عمللوم
القدرة وكمال الملك ومن تمام الحكمة والعدل والحسان وما تضللمنته مللن
الرد على الطائفتين فأنها من كنوز القرآن ولقد كفت وشفت لمن فتح عليه
بفهمها فكونه تعالى على صراط مستقيم ينفى ظلمه للعباد وتكليفلله إيللاهم
ما ل يطيقون وينفلى العيلب ملن أفعلاله وشلرعه ويثبلت لهلا غايلة الحكملة
والسداد ردا على منكري ذلك وكون كل دابة تحت قبضته وقدرته وهللو آخللذ
بناصيتها ينبغي أن ل يقع في ملكه من أحد المخلوقات شلليء بغيللر مشلليئته
وقدرته وأن من ناصيته بيد الله وفي قبضته ل يمكنه أن يتحلرك إل بتحريكله
ول يفعل إل بأقداره ول يشاء إل بمشيئته تعالى ردا علللى منكللري ذلللك مللن
القدرية فالطائفتان ما وفوا الية معناها ول قدروها حق قدرها فهللو سللبحانه
على صراط مستقيم في عطائه ومنعه وهدايته واضلللله وفللي نفعلله وضللره
وعللافيته وبلئه واغنللاه وإفقللاره وإعللزازه وإذلللله وانعللامه وانتقللامه وثللوابه
وعقابه وإحيائه وإماتته وأمره ونهيه وتحليله وتحريمه وفي كل ما يخلق وكل
ما يأمر به وهذه المعرفة بالله ل تكون إل للنبياء ولورثتهم ونظير هذه اليللة
قوله تعالى وضرب الله مثل رجلين أحدهما أبكم ل يقدر على شيء وهو كل
على موله أينما يوجهه ليأت بخير هل يستوي هللو ومللن يللأمر بالعللدل وهللو
على صراط مستقيم فالمثل الول للضم وعابديه والمثل الثاني ضللربه الللله
تعالى لنفسه وأنه يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم فكيف يسللوى بينلله
وبين الصنم الذي له مثل السوء فما فعله الرب تبارك
الهوان وينال أولياؤه وحزبه ما هيئ لهم من الدرجات العلي والنعيم المقيللم
فكل تسليط أعدائه وأعدائهم عليهم عين كرامتهم وعين إهانة أعدائهم فهذا
من بعض حكمه تعالى في ذلك ووراء ذلك مللن الحكللم مللا ل تبلغلله العقللول
والفه والفهام وكان إغراقه واهلكه وابتلؤه محض الحكمة والعدل في حق
أعدائه ومحض الحسان والفضل والرحمة في حق أوليائه فلهذا حسللن منلله
#ولعل الغراق وتسليط القتل عليهم أسللهل الموتللتين عليهللم مللع ملا فللي
ضمنه من الثواب العظيم فيكون وقد بلغ حسن اختياره لهللم إلللى أن خفللف
عليهم الموتة وأعاضهم عليها أفضللل الثللواب فللانه ل يجللد الشللهيد مللن ألللم
القتل إل كمس القرصة #ومن لللم يمللت بالسلليف مللات بغيللره %تنللوعت
السباب والموت واحد #فليس إماتة أوليائه شهداء بيللد أعللدائه إهانللة لهللم
ول غضبا عليهم بل كرامة ورحملة وإحسللانا ولطفلا وكللذلك الغلرق والحلرق
والردم والتردى والبطن وغير ذلك والمخلوق ليس بهذه المثابللة فلهللذا قبللح
منه الغراق والهلك وحسن من اللطيف الخبير #الوجه الثللامن والثلثللون
قولكم إذا كان لله في إغراقه واهلكلله سللبحانه حكمللة وسللر ل نطلللع عليلله
نحن فقد رأوا مثله في ترك إنقاذنللا الغرقللى كلم تغللى ركتلله وفسللاده عللن
تكلف رده وهل يجوز أن يقال إذا كان لله الحكمة البالغة والسرار العظيمة
في إهلك من يهلكه وابتلء من يبتليه ولهذا حسن منه ذلك فيلللزم مللن هللذا
أن يقال يجوز أن يكون في تركنا انجاء الغرقى ونصللر المظلللوم سللد الخلللة
وستر العللورة حكمللا وأسللرارا ل يعلمهللا العقلء والمناكللدة فللي البحللوث إذا
وصلت إلى هذا الحد سمجت وثقلت على النفوس ومحتها القلوب والسماع
الوجه التاسع والثلثون قولكم العقلن مللن حيللث الصللفات النفسللية واحللدة
فكيف يقبح أحدهما من فاعل ويحسن الخر وبمنزلة أن يقللال السللجود لللله
والسجود للصللنم واحللد مللن حيللث الصللفات النفسللية فكيللف يقبللح أحللدهما
ويحسن الخر وهل في الباطل أبطل ملن هللذا الللوهم فمللا جعلل الللله ذلللك
واحدا أصل وليس إماتة الله لعبده مثل قتل المخلوق له ول أجاعته واعراؤه
وابتلؤه مساويا في الصفات النفسية لفعل المخلوق بالمخلوق ذلك ودعوى
التساوي كذب وباطل فل أعظم من التفاوت بينهما وهل يساوي هذا الفعللل
والفطرة فعل الله وفعل المخلوق فيا لله العجب أن بتناولهمللا اسللم الفعللل
المشترك صارا سواء في الصفات النفسية أترى حصل لهمللا هللذا التسللاوي
من جهة الفعليللن والللذي أوجللب هللذا الخيللال الفاسللد اتحللاد المحللل وتعلللق
الفعلين به وهل يدل هذا على استواء الفعلين فللي الصللفات النفسللية ولقللد
وهللت أركللان مسللألة بنيللت علللى هللذا الشللفا فللانه شللفا جللرف هللار والللله
المستعان #اللوجه الربعلون قللولكم ملواجب العقللول فلي أصلل التكليلف
معارضة الصول فيقال معللاذ الللله مللن تعارضللهما بللل هللي متفقللة الصللول
مستقر حسنها في العقول والفطر مركوز ذلللك فيهللا فمللا شللرع الللله شلليئا
فقال العقل
#السليم ليته شرع خلفه بللل هللي متعارضللة بيللن العقللل والهللوى والعقللل
يقضى بحسنها ويدعو إليها ويأمر بمتابعتها جملة في بعضها وجملللة وتفصلليل
في بعض والهوى والشهوة قد يدعوان غالبا إلى خلفها فالتعارض واقع بيللن
مواجب العقول ومواجب الهوى وما جعل الللله فللي العقللل ول فللي الفطللرة
استقباحا لما أمر به ول استحسانا لما نهى عنه وأن مللال الهللوى إلللى خلف
أمره ونهيه فالعقل حينئذ يكون مأمورا مع الهوى مقهورا في قبضللته وتحللت
سلطانه #الوجه الحادي والربعون قللولكم نطللالبكم بإظهللار وجلله الحسللن
في أصل التكليف وايجابه عقل وشرعا فيقال يالله العجب أيحتللاج أمللر الللله
تعالى لعباده بما فيه غاية صلحهم وسعادتهم في معاشللهم ومعللادهم ونهيلله
لهم عما فيه هلكهم وشقاؤهم في معاشهم ومعادهم إلى المطالبللة بحسللنه
ثم ل يقتصر على المطالبة بحسللنه عقل حللتى يطلالب بحسللنه عقل وشللرعا
فأي حسن لم يأمر الله به ويسلتحبه لعبلاده وينلدبهم إليله وأي حسلن فلوق
حسن ما أمر به وشرعه وأي قبيح لم ينه عنه ولم يزجر عبللاده مللن ارتكللابه
وأي قبح فوق قبح ما نهى عنه وهل في العقل دليل أوضح من علمه بحسن
ما أمر الله به من اليمان والحسان وتفاصيلها من العدل والحسللان وإيتللاء
ذي القربى وأنواع البر والتقوى وكل معروف تشهد الفطر والعقول بلله مللن
عبادته وحده ل شريك له على أكمللل الوجللوه وأتمهللا والحسللان إلللى خلقله
بحسب المكان فليس في العقل مقللدمات هللي أوضللح مللن هللذا المسللتدل
عليه فيجعل دليل له وكذلك ليس في العقل دليل أوضللح مللن قبللح مللا نهللى
الله عنه من الفواحش ما ظهر منهللا ومللا بطللن والثللم والبغللي بغيللر الحللق
والشرك بالله بأن يجعل له عديل من خلقه فيعبد كما يعبد ويحب كما يحللب
ويعظم كما يعظم ومن الكذب على الله وعلى أنبيائه وعباده المؤمنين الذي
فيه خراب العالم وفساد الوجود فأي عقل لم يدرك حسللن ذلللك وقبللح هللذا
فأحرى أن ل يدرك الدليل على ذلك #وليس يصح في الذهان شيء %إذا
احتاج النهار إلى دليل #فما أبقى الله عز وجل حسنا إل أمر به وشرعه ول
قبيحا إل نهى عنه وحذر منه ثم أنه سبحانه أودع في الفطر والعقول القرار
بذلك فأقام عليها الحجة من الوجهين ولكللن اقتضللت رحمتلله وحكمتلله أن ل
يعذبها إل بعد إقامتهللا عليهللا برسللله وان كللانت قائمللة عليهللا بمللا أودع فيهللا
واستشهدها عليه من القرار به وبوحللدانيته واسللتحقاقه الشللكر مللن عبللاده
بحسب طاقتهم على نعمه وبما نصب عليها من الدلة المتنوعة المسللتلزمة
إقرارها بحسن الحسن وقبح القبيح #الوجه الثاني والربعون أنا نلذكر لكلم
وجها من الوجللوه الدالللة علللى وجلله الحسللن فللي أصللل التكليللف واليجللاب
فنقول ل ريب أن إلزام الناس شريعة يأتمرون بأوامرها التي فيهللا صلللحهم
وينتهون عن مناهيها التي فيها فسادهم أحسللن عنللد كللل عاقللل مللن تركهللم
همل كالنعام ل يعرفون معروفا
ول ينكرون منكرا وينزو بعضهم على بعض نزو الكلب والحمر ويعدو بعضهم
على بعض عدو السباع والكلب والذئاب ويأكل قللويهم ضللعيفهم ل يعرفللون
الله ول يعبدونه ول يذكرونه ول يشكرونه ول يمجدونه ول يللدينون بللدين بللل
هم من جنس النعام السائمة ومن كابر عقللله فللي هللذا سللقط الكلم معلله
ونادى على نفسه بغاية الوقاحة ومفارقة النسانية وما نظير مطالبتكم هللذه
إل مطالبة من يقول نحللن نطللالبكم بإظهللار وجلله المنفعللة فللي خلللق المللاء
والهواء والرياح والللتراب وخلللق القللوات والفللواكه والنعللام بللل فللي خلللق
السماع والبصار واللسن والقوى والعضاء التي في العبد فان هذه أسباب
ووسائل ووسائط #وأما أمللره وشللرعه ودينلله فكمللاله غايللة وسللعادة فللي
المعاش والمعاد ول ريب عنه العقلء أن وجه الحسن فيلله أعظللم مللن وجلله
الحسن في المور الحسية وان كان الحسن هو الغللالب علللى النللاس وانمللا
غاية أكثرهم إدراك الحسن والمنفعة في الحسيات وتقللديمها وإيثارهللا علللى
مدارك العقول والبصائر قال تعالى ^ ولكن أكثر الناس ل يعلمللون يعلمللون
ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الخرة هم غافلون ^ ولو ذهبنا نذكر وجوه
المحاسن المودعة في الشريعة لزادت على اللوف ولعل الللله أن يسللاعده
بمصنف في ذلك مللع أن هللذه المسللألة بللابه وقاعللدته الللتي عليهللا بنللاؤه #
الوجه الثالث والربعون قولكم أنه سبحانه ل يتضرر بمعصية العبللد ول ينتفللع
بطاعته ول تتوقف قدرته في الحسان على فعل يصللدر مللن العبللد بللل كمللا
أنعم عليه ابتداء فهو قادر على أن ينعم عليه بل توسللط #فيقللال هللذا حللق
ولكن ل يلزم فيه أن ل تكون الشريعة والمر والنهللى معلومللة الحسللن عقل
ول شرعا ول يلزم منه أيضا عدم حسن التكليف عقل ول شرعا فذكركم كم
هذا عديم الفائدة فانه لم يقل منازعوكم ول غيرهم أن الله سللبحانه يتضللرر
بمعاصي العباد وينتفع بطاعاتهم ول أنه غير قادر على إيصال الحسان إليهم
بل واسطه ولكللن تللرك التكليللف وتللرك العبللاد همل كالنعللام ل يللؤمرون ول
ينهون مناف لحكمته وحمده وكمال ملكه والهيتلله فيجللب تنزيهلله عنلله ومللن
نسبه إليه فما قدره حق قدره وحكمته البالغة اقتضت النعام عليهللم ابتللداء
وبواسطة اليمان والواسطة في إنعامه عليهم أيضللا فهللو المنعللم بالوسلليلة
والغاية وله الحمد والنعمة في هذا وهذا يوضحه #الللوجه الرابللع والربعللون
وهو أن إنعامه عليه ابتداء باليجاد واعطاء الحيللاة والعقللل والسللمع والبصللر
والنعم التي سخرها له إنما فعلها به لجل عبادته إياه وشللكره للله كمللا قللال
تعالى ^ وما خلقت الجن والنس إل ليعبدون ^ وقال تعالى ^ قل مللا يعبللأ
بكم ربي لول دعاؤكم ^ وأصح القوال فللي اليللة أن معناهللا مللا يصللنع بكللم
ربي لو ل عبادتكم إياه فهو سبحانه لم يخلقكم إل لعبلادته فكيلف يقلال بعللد
هذا أن تكليفه إياهم عبادته غير حسللن فللي العقللل لنلله قللادر علللى النعللام
عليهم بالجزاء من غير توسط العبادة الوجه الخللامس والربعللون أن قللدرته
سبحانه على الشيء ل تنفي حكمته البالغة من وجوده
فإنه تعالى يقدر على مقدورات تمنع بحكمتلله كقللدرته علللى قيللامه السللاعة
الن وقدرته على إرسال الرسل بعد النبي وقدرته على إبقللائهم بيللن ظهللور
المة إلى يوم القيامة وقدرته على أماتة إبليس وجنوده واراحة العالم منهللم
وقد ذكر سبحانه في القرآن قدرته على ما ل يفعله لحكمته في غير موضللع
كقوله تعالى ^ قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو مللن
تحت أرجلكم ^ وقوله تعالى ^ وأنزلنا من السماء ماء بقللدر فأسللكناه فللي
الرض وأنا على ذهاب به لقادرون ^ وقوله أيحسب النسللان أن لللن نجمللع
عظامه بلى قادرين علللى أن نسللوي بنللانه أي نجعلهللا كخللف البعيللر صللفحة
واحدة وقوله تعالى ^ ولو شئنا لتينا كل نفس هداها ولكن حق القول منللي
^ وقوله ^ لمن من في الرض كلهللم جميعللا ^ وقللوله ^ ولللو شللاء ربللك
لجعل الناس أمة واحدة ^ فهذه وغيرها مقدورات له سبحانه وانما امتنعللت
لكمال حكمته فهي التي اقتضت عللدم وقوعهللا فل يلللزم مللن كللون الشلليء
مقدورا أن يكون حسنا موافقا للحكمة وعلى هذا فقدرته تبارك وتعالى على
ما ذكرتم ل تقتصي حسنه وموافقته لحكمتلله ونحللن إنمللا نتكلللم معهللم فللي
الثاني ل فللي الول فللالكلم فللي الحكملله يقتضللي الحكمللة #والعنايللة غيللر
الكلم في المقدور فتعلق الحكمة شيء ومتعلق القللدرة شلليء ولكللن انتللم
إنما لويتم مللن إنكللار الحكمللة فل يمكنكللم التفريللق بيللن المتعلقيللن بللل قللد
اعترف سلفكم وأئمتكم بللأن الحكمللة ل تخللرج عللن صللحة تعلقلله بالمقللدور
ومطابقته لها أو تعلق العلللم بلالمعلوم ومطللابقته للله ولمللا بنيتللم علللى هللذا
الصل لم يمكنكللم الفللرق بيللن مللوجب الحكمللة ومللوجب القللدرة فتللوعرت
عليكللم الطريللق وألجللأتم أنفسللكم إلللى اصللعب مضلليق #الللوجه الثللالث
والربعون قولكم أنه تعالى لو ألقى إلى العبد زمام الختيار وتركه يفعللل مللا
يشاء جريا على رسوم طبعه المائل إلى لذيللذ الشللهوات ثللم أجللزل لله فللي
العطاء من غير حساب كان أروح للعبد ولم يكللن قبيحللا عنللد العقللل فيقللال
لكم ما تعنون بإلقاء زمام الختيار إليه أتعنون به أنلله ل يكلفلله ول يللأمره ول
ينهاه بل يجعله كالبهيمة السائمة المهملة أم تعنون به أنلله يلقللى إليلله زمللام
الختيار مع تكليفه وأمره ونهيه فان عنيتلم الول فهلو ملن أقبلح شليء فلي
العقل وأعظمه نقصا فلي الدملي وللو تلرك ورسلوم طبعله لكلانت البهلائم
أكمل منه ولم يكن مكرما مفضل على كثير ممن خلق الله تفضلليل بلل كللان
كثير من المخلوقات أو أكثرها مفضل عليه فلانه يكلون مصلدودا علن كملاله
الذي هو مستعد له قابل له وذلك أسوأ حللال وأعظللم نقصللا ممللا منللع كمللال
ليس قابل له #وتأمل حال الدمي المخلى ورسوم طبعه المتروك ودواعي
هواه كيف تجه في شرار الخليقة وأفسدها للعالم ولو ل من يأخذ على يللديه
لهلك الحرث والنسللل وكللان شللرا مللن الخنللازير والللذئاب والحيللات فكيللف
يستوي في العقل أمره ونهيه بما فيه صلحه وصلح غيره به وتركه وما فيلله
أعظم فساده وفساد النوع وغيره به وكيف ل يكللون هللذا القللول قبيحللا وأي
قبح أعظم
#من هذا ولهذا أنكر الله سبحانه على من جوز عقله مثل هذا ونزه نفسلله
عنه فقال تعالى ^ أيحسب النسان أن يترك سدى ^ قال الشافعي معطل
ل يؤمر ول ينهللى وقيللل ل ثيللاب ول يعللاقب وقللال تعللالى ^ أفحسللبتم أنمللا
خلقناكم عبثا وأنكم إلينا ل ترجعون ^ ثم نزه نفسه عن هذا الظللن الكللاذب
وأنلله ل يليللق بلله ول يجللوز فللي العقللول نسللبة مثللله إليلله لمنافللاته لحكمتلله
وربوبيته والهيته وحمده فقال ^ فتعالى الله الملك الحللق ل اللله إل هللو رب
العللرش الكريلم ^ وقلال تعللالى ومللا خلقنللا السلموات والرض ومللا بينهملا
لعبين ما خلقناهما إل بالحق وفسر الحللق بللالثواب والعقللاب وفسللر بللالمر
والنهي وهذا تفسير له ببعض معناه والصواب أن الحللق هللو ألهيتلله وحكمتلله
المتضمنة للخلق والمر والثواب والعقاب فمصلدر ذللك كلله الحلق وبلالحق
وجد وبالحق قام وغايته الحق وبلله قيللامه فمحللال أن يكللون علللى غيللر هللذا
الوجه فانه يكون باطل وعبثا فتعالى الله عنه لمنافاته ألهيته وحكمته وكمال
ملكه وحمده وقللال تعللالى أن فللي خلللق السللموات والرض واختلف الليللل
والنهار لياب لولى اللباب الذي يذكرون الله قيامللا وقعللودا وعلللى جنللوبهم
ويتفكرون في خلق السموات والرض ربنا ما خلقت هذا باطل سبحانك فقنا
عذاب النار وتأمل كيف أخللبر سللبحانه عنلله بنفللي الباطليللة عللن خلقلله دون
إثبات الحكمة لن بيان نفي الباطل على سللبيل العمللوم والسللتغراق أوغللل
في المعنى المقصود وأبلغ مللن إثبللات الحكللم لن بيللان جميعهللا ل يفللي بلله
إفهام الخليقة وبيان البعض يؤذن بتناهي الحكمة ونفى البطلن والخلللو عللن
الحكمة والفائدة تفيد أن كل جزء من أجزاء العالم علللويه وسللفليه متضلمن
لحكم جمة وآيات باهرة ثم أخبر سبحانه عنهم بتنزيهه عن الخلق باطل خلوا
عن الحكمة ول معنى لهذا التنزيه عند النفاة فان الباطل عندهم هو المحللال
لذاته فعلى قولهم نزهوه عن المحال لذاته الذي ليللس بشلليء كللالجمع بيللن
النقيضين وكون الجسم الواحد ل يكون في مكللانين ومعلللوم قطعللا أن هللذا
ليس مراد الرب تعالى مما نزه نفسه عنه وأنه ل يمدح أحد بتنزيهه عن هلذا
ول يكون المنزه به مثنيا ول حامدا ولم يخطر هللذا بقلللب بشللر حللتى ينكللره
الله على من زعمه ونسبه إليه وقللال تعللالى ومللا خلقنللا السللموات والرض
وما بينهما لعبين ما خلقناهما إل بالحق فنفى اللعب عللن خلقلله وأثبللت أنلله
إنما خلقهما بالحق فجمع تعالى بين نفي اللعب الصادر عن غير حكمة وغاية
محمللودة واثبللات الحللق المتضللمن للحكللم والغايللات المحمللودة والعللواقب
المحبوبة والقرآن مملوء من هذا بنفي العبث والباطل واللعللب تللارة وتنزيلله
الرب نفسه عنه تارة واثبات الحكم الباهرة فللي خلقلله تللارة كيللف يجللوز أن
يقال أنه لو عطل خلقه وتركهم سدى لم يكن ذلللك قبيحللا فللي العقللل فللان
عنيتم أنه يلقى إليه زمام الختيار مع أمره ونهيه فهذا حق فانه جعله مختارا
مأمورا منهيا وان كان اختياره مخلوقا له تعللالى إذ هللو مللن جملللة الحللوادث
الصادرة عن خلقه ولكن
#وتعظيما وخشية وخضوعا وتذلل وعبادة فهللو الللله الحللق ولللو لللم يخلللق
خلقه وهو الله الحق ولو لم يعبدوه فهو المعبللود حقللا إل للله حقللا المحمللود
حقا ولو قدر أن خلقه لم يعبدوه ولم يحمدوه ولم يلألهوه فهللو اللله اللذي ل
اله إل هو قبلل أن يخلقهلم وبعلد أن خلقهلم وبعلد أن يغنيهلم للم يسلتحدث
بخلقه لهللم ول بللأمره إيللاهم اسللتحقاق اللهيللة والحمللد بللل اللهيللة وحمللده
ومجده وغناه أوصاف ذاتية له يستحيل مفارقتها له لحياته ووجللوده وقللدرته
وعلمه وسائر صفات كماله فأولياؤه وخاصللته وحزبلله لمللا شللهدت عقللولهم
وفطرهم أنه أهل أن يعبد وان لم يرسل إليهم رسول ولم ينللزل عليلله كتابللا
ولو لم يخلق جنة ول نارا علموا أنه ل شيء في العقول والفطر أحسن مللن
عبادته ول أقبح من العراض عنه وجاءت الرسل وأنزلت الكتللب لتقريللر مللا
استودع سبحانه في الفطللر والعقللول مللن ذلللك وتكميللله وتفضلليله وزيللادته
حسنا إلى حسنه فاتفقت شريعته وفطرته وتطابقا وتوافقا وظهر أنهما مللن
مشكاة واحدة فعبللدوه وأحبللوه ومجللدوه وحمللدوه بللداعي الفطللرة وداعللي
الشرع وداعي العقل فاجتمعت لهم الدواعي ونادتهم من كل جهللة ودعتهللم
إلى وليهم والههم وفاطرهم فأقبلوا إليلله بقلللوب سللليمة لللم يعللارض خللبره
عندها شبهة توجب ريبللا وشللكا ولمللره شللهوة تللوجب رغبتهللا عنلله وإيثارهللا
سواه فأجابوا دواعي المحبة والطاعة إذ نادت بهم حللي علللى الفلح وبللذلوا
أنفسهم في مرضاة مولهم الحق بذل أخي السماح وحمللدوا عنللد الوصللول
إليه مسراهم وانما يحمد القوم السرى عند الصباح فدينهم دين الحللب وهللو
الدين الذي ل إكراه فيه وسيرهم سير المحبين وهو الذي ل وقفة تعللتريه #
أنى أدين بدين الحب ويحكم %فذاك ديني ول إكراه في الدين #ومن يكن
دينه كرها فليس له %إل العناء وأل السير في الطين #ومللا اسللتوى سللير
عبد في محبته %وسللير خللال مللن الشللواق فللي ديللن #فقللل لغيللر أخللي
الشواق ويحك قد %غبنللت حظللك ل تغللتر بالللدون #نجللائب الحللب تعلللوا
بالمحب إلى %أعلى المراتب من فوق السلللطين #وأطيللب العيللش فللي
الدارين قد رغبت %عنه التجار فباعت بيع مغبون #فان ترد علمه فللاقرأه
ويحك في %آيات طه وفي آيات ياسين #ول ريب أن كمال العبوديللة تللابع
لكمال المحبة وكمال المحبة تابع لكمال المحبوب في نفسه والللله سللبحانه
له الكمال المطلق التام في كل وجه الذي ل يعتريه توهم نقلص أصلل وملن
هذا شأنه فللان القلللوب ل يكللون شلليء أحللب إليهللا منلله مللا دامللت فطرهللا
وعقولها سليمة وإذا كانت أحللب الشللياء إليهللا فل محالللة أن محبتلله تللوجب
عبوديته وطاعته وتتبع مرضاته واستفراغ الجهد في التعبللد للله والنابللة إليلله
وهذا الباعث اكمل بواعث العبودية وأقواها حتى لو فرض تجرده عن المر
#والنهي والثواب والعقاب استفرغ الوسع واستخلص القلب للمعبود الحلق
ومن هذا قول بعض السلف أنه ليسللتخرج حبلله مللن قلللبي مللا ل يسللتخرجه
قوله ومنه قول عمر في صهيب لو لم يخف الله لم يعصه وقد كان هللذا هللو
الواجب على كل عاقل كما قال بعضللهم #هللب البعللث لللم تأتنللا رسللله %
وجاحمة النار لم تضرم #أليس من الواجب المستحق %طاعة رب الورى
الكرم #وقد قام رسول الله حتى تفطرت قدماه فقيل له تفعل هللذا وقللد
غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفل أكون عبدا شكورا واقتصر مللن
جوابهم على ما تدركه عقولهم وتناله إفهلامهم وأل فملن المعللوم أن بلاعثه
على ذلك الشكر أمر يجل عن الوصف ول تناله العبادة ول الذهان فأين هذا
الشهود من شهود طائفة القدريلة والجبريلة فليعلرض العاقلل الللبيب ذينلك
المشهدين على هذا المشللهد ولينظللر مللا بيللن المريللن مللن التفللاوت فللالله
سبحانه يعبد ويحمد ويحب لنه أهل لذلك ومستحقه بل ما يستحقه سللبحانه
من عباده أمر ل تناله قدرتهم ول إرادتهم ول تتصوره عقولهم ول يمكن أحللد
من خلقه قط أن يعبده حق عبادته ول يوفيه حقه من المحبة والحمللد ولهللذا
قال أفضل خلقه وأكملهم وأعرفهم به وأحبهم إليه وأطللوعهم للله ل أحصللى
ثناء عليك وأخبر أن عمله ل يستقل بالنجاة فقال لن ينجى أحدا منكم عمللله
قالوا ول أنت يلا رسلول اللله قلال ول أنلا إل أن يتغملدني اللله برحملة منله
وفضل عليه صلوات الله وسلمه عدد ما خلق فللي السللماء وعللدد مللا خلللق
فللي الرض وعللدد مللا بينهمللا وعللدد مللا هللو خللالق وفللي الحللديث المرفللوع
المشهور أن من الملئكة من هو ساجد لله ل يرفع رأسه منللذ خلللق ومنهللم
راكع ل يرفع رأسه من الركوع منذ خلق إلى يوم القيامة وأنهم يقولون يللوم
القيامة سبحانك مللا عبللدناك حللق عبادتللك ولمللا كللانت عبللادته تعللالى تابعللة
لمحبته واجلله وكللانت المحبللة نللوعين محبللة تنشللأ عللن النعللام والحسللان
فتوجب شكرا وعبودية بحسب كملا لهلا ونقصلانها ومحبلة تنشلأ علن جملال
المحبوب وكماله فتوجب عبودية وطاعة أكمل من الولى كان الباعث علللى
الطاعة والعبودية ل يخرج عن هذين النللوعين وامللا أن تقللع الطاعللة صللادرة
عن خوف محض غير مقرون بمحبته فهذا قد ظنه كثير من المتكلمين وهللي
عندهم غاية المعارف بناء على أصلهم الباطل أن الله ل تتعلق المحبة بللذاته
وانما تتعلق بمخلوقاته مما فلي الجنلة ملن النعيللم فهللم ل يحبلونه للذاته ول
لحسانه وينكرون محبته لذلك وانمللا المحبللوب عنللدهم فللي الحقيقللة غيللره
وهذا من أبطل الباطل #وستذكر في القسم الثاني أن شاء الللله فللي هللذا
الكتاب بطلن هذا المذهب من أكثر من مائة وجه
#ولو عرف القوم صفات الرواح وأحكامها لعلمللوا أن طاعللة مللن ل تجللب
عبادته محال وأن من أتى بصورة الطاعللة خوفللا مجللردا عللن الحللب فليللس
بمطيع ول عابد وانما هو كالمكره أو كأجير السوء الذي أن أعطى عمل وان
لم يعط كفر وأبق وسيرد عليك بسط الكلم في هذا قريب عن أن شاء الله
والمقصود أن الطاعة والعبادة الناشئة عن محبة الكمال والجمال أعظم من
الطاعة الناشئة عن رؤية النعام والحسان وفرق عظيم بين ما تعلق بالحي
الذي ل يموت وبيلن ملا تعللق بلالمخلوق وان شلمل النلوعين اسلم المحبلة
ولكن كم بين من يحبك لذاتك وأوصلافك وجماللك وبيلن ملن يحبلك لخيللرك
ودراهمك
فصل والسماء الحسنى والصفات العل مقتضية لثارها من العبودية
والمر اقتضاءها لثارها من الخلق والتكوين فلكل صفة عبودية خاصللة هللي
من موجباتها ومقتضياتها أعنى مللن موجبللات العلللم بهللا والتحقللق بمعرفتهللا
وهذا مطرد في جميع أنواع العبودية التي على القلب والجوارح فعلللم العبللد
بتفرد الرب تعالى بالضر والنفللع والعطللاء والمنلع والخلللق واللرزق والحيللاء
والماتة يثمر له عبودية التوكل عليه باطنللا ولللوازم التوكللل وثمراتلله ظللاهرا
وعلمه بسمعه تعللالى وبصللره وعلملله وأنلله ل يخفللى عليلله مثقللال ذرة فللي
السموات ول في الرض وأنه يعلم السر وأخفللى ويعلللم خائنللة العيللن ومللا
تخفى الصدور يثمر له حفظ لسانه وجوارحه وخطللرات قلبلله عللن كللل مللال
يرضى الله وأن يجعل تعلق هذه العضاء بما يحبلله الللله ويرضللاه فيثمللر للله
ذلك الحياء باطنا ويثمر له الحياء اجتناب المحرمات والقبائح ومعرفته بغنللاه
وجوده وكرمه وبره وإحسانه ورحمته توجب له سعة الرجاء وتثمللر للله ذلللك
من أنواع العبودية الظاهرة والباطنة بحسب معرفته وعلمه وكذلك معرفتلله
بجلل الله وعظمته وعزه تثمر له الخضللوع والسللتكانة والمحبللة وتثمللر للله
تلك الحوال الباطنة أنواعا من العبودية الظاهرة هي موجباتها وكذلك علملله
بكماله وجماله وصفاته العلى يوجب له محبة خاصلة بمنزللة أنلواع العبوديلة
فرجعت العبودية كلها إلى مقتضى السماء والصفات وارتبطللت بهللا ارتبللاط
الخلق بها فخلقه سللبحانه وأمللره هللو مللوجب أسللمائه وصللفاته فللي العللالم
وآثارها ومقتضللاها لنلله ل يللتزين مللن عبللاده بطللاعتهم ول تشللينه معصلليتهم
وتأمل قوله في الحديث الصحيح الذي يرويه عن ربه تبارك وتعالى يا عبادي
أنكم لن تبلغوا ضرى فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعللوني ذكللر هللذا عقللب
قللوله يللا عبللادي إنكللم تخطئون بالليللل والنهللار وأنللا أغفللر الللذنوب جميعللا
فاستغفروني أغفر لكم فتضمن ذلللك أن ملا يفعللله تعللالى بهللم فللي غفللران
زلتهم وإجابة دعواتهم وتفريج كرباتهم ليس لجلب منفعة منهم
#ول لدفع مضرة يتوقعها منهم كمللا هللو عللادة المخلللوق الللذي ينفللع غيللره
ليكافئه بنفع مثله أو ليدفع عنه ضررا فلالرب تعلالى للم يحسلن إلللى عبلاده
ليكافئوه ول ليدفعوا عنه ضررا فقال لن تبلغوا نفعي فتنفعللوني ولللن تبلغللوا
ضري فتضللروني أنلي لسلت إذا هللديت مسلتهديكم وأطعمللت مسللتطعمكم
وكسللوت مستكسلليكم وأرويللت مستسللقيكم وكفيللت مسللتكفيكم وغفللرت
لمستغفركم بالذي أطلب منكم أن تنفعوني أو تدفعوا عني ضررا فأنكم لللن
تبلغوا ذلك وأنا الغني الحميد كيف والخلق عاجزون عما يقللدرون عليلله مللن
الفعال إل بأقداره وتيسيره وخلقه فكيف بما ل يقدرون عليه فكيف يبغلللون
نفع الغني الصمد الذي يمتنع في حقه أن يستجلب من غيره نفعا أو يستدفع
منه ضررا بل ذلك مستحيل في حقه ثم ذكر بعد هذا قوله يللا عبللادي لللو أن
أو لكم وأخركم وانسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجللل واحللد منكللم مللا
زاد ذلك في ملكي شيئا ولو أن أولكم وأخركم وانسكم وجنكللم كللانوا علللى
أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شلليئا فللبين سللبحانه أن
ما أمرهم به من الطاعات وما نهاهم عنه من السيئات ل يتضللمن اسللتجلب
نفعهم ول استدفاع ضررهم كأمر السيد عبده والوالللد ولللده والمللام رعيتلله
بما ينفع المر والمأمور ونهيهم عما يضر النللاهي والمنهللي فللبين تعللالى أنلله
المنزه عن لحوق نفعهم وضرهم به في إحسانه إليهم بمللا يفعللله بهللم وبمللا
يأمرهم به ولهذا لما ذكر الصلين بعد هذا وأن تقللواهم وفجللورهم الللذي هللو
طاعتهم ومعصيتهم ل يزيد في ملكه شيئا ول ينقصه وأن نسبة مللا يسللألونه
كلهم إياه فيعطيهم إلى ما عنده كل نسبة فتضمن ذلك أنه لللم يللأمرهم ولللم
يحسن إليهم بإجابة الدعوات وغفللران الللزلت وتفريللج الكربللات لسللتجلب
منفعة ول لستدفاع مضرة وأنهم لو أطاعوه كلهم لم يزيدوا في ملكه شلليئا
ولو عصوه كلهم لم ينقصوا من ملكلله شلليئا وأنلله الغنللي الحميللد ومللن كللان
هكذا فانه ل يتزين بطاعة عباده ول تشينه معاصلليهم ولكللن للله مللن الحكللم
البوالغ في تكليف عبللاده وأمرهللم ونهيهللم مللا يقتضلليه ملكلله التللام وحمللده
وحكمته ولو لم يكن في ذلك إل أنه يستوجب من عباده شكر نعملله الللتي ل
تحصى بحسب قواهم وطاقتهم ل بحسب ما ينبغي له فانه أعظم وأجل ملن
أن يقدر خلقه عليه ولكنه سبحانه يرضى من عباده بما تسللمح بلله طبللائعهم
وقواهم فل شيء أحسن في العقول والفطر من شكر المنعم ول أنفع للعبد
منه فهذان مسلكان آخران فللي حسللن التكليللف والمللر والنهللي #أحللدهما
يتعلق بذاته وصللفاته وأنلله أهللل لللذلك وان جمللاله تعللالى وكمللاله وأسللماءه
وصفاته تقتضي من عباده غايللة الحللب والللذل والطاعللة للله والثللاني متعلللق
بإحسانه وانعامه ول سيما مع غناه عن عباده وانه إنما يحسللن إليهللم رحمللة
منه وجللودا وكرمللا ل لمعاوضللة ول لسللتجلب منفعللة ول لللدفع مضللرة وأي
المسلكين سلكه العبد أوقفه على محبته وبذل الجهد
#في مرضاته فأين هذان المسلكان من ذينك المسلكين وانما أتللى القللوم
من إنكارهم المحبللة وذلللك الللذي حرمهللم مللن العلللم واليمللان مللا حرمهللم
وأوجب لهم سلوك تلللك الطللرق المسللدودة والللله الفتللاح العليللم #الللوجه
التاسع والربعون قولكم فل تكون نعمه تعالى ثوابللا بللل ابتللداء كلم يحتمللل
حقا وباطل فان أردتم به أنه ل يثيبهم على أعمالهم بالجنة ونعيمها ويجزيهللم
بأحسن ما كانوا يعملون فهو باطل والقرآن أعظم شاهد ببطلنه قال تعللالى
فالللذين هللاجروا وأخرجللوا مللن ديللارهم وأوذوا فللي سللبيلي وقللاتلوا وقتلللوا
لكفرن عنهم سيئاتهم ولدخلنهم جنات تجري من تحتها النهار ثوابا من عند
الله والله عنده حسن الثواب وقال تعالى ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا
ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون وقللال تعللالى وتلللك الجنللة الللتي
أورثتموها بما كنتم تعملون وقال تعالى أن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا
فل خوف عليهم ول هم يحزنون أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جللزاء بمللا
كانوا يعملون وقال تعالى أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري مللن
تحتها النهار خالللدين فيهللا ونعللم أجللر العللاملين وقللال تعللالى والللذين آمنللوا
وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتهللا النهللار خالللدين
فيها نعم أجر العاملين وهذا في القرآن كثير يبين أن الجنة ثوابهم وجزاؤهللم
فكيف يقال ل تكون نعمه ثوابا عللى الطلق بلل ل تكلون نعمله تعلالى فلي
مقابلة العمال والعمال ثمنا لها فانه لن يدخل أحدا الجنة عمله ول يللدخلها
أحد إل بمجرد فضل الله ورحمته وهذا ل ينافي ما تقدم من النصللوص فأنهللا
إنما تدل على أن العمال أسباب ل أعواض وأثمان والللذي نفللاه النللبي فللي
الدخول بالعمل هو نفي استحقاق العوض ببذل عوضه فالمثبت بللاء السللببية
والمنفي باء المعاوضة والمقابلللة وهللذا فصللل الخطللاب فللي هللذه المسللألة
والقدرية الجبرية تنفى باء السببية جملة وتنكر أن تكون العمللال سللببا فللي
النجاة ودخول الجنة وتلك النصوص وأضعافها تبطل قولهم والقدريللة النفللاة
تثبت باء المعاوضة والمقابلة وتزعم أن الجنة عوض العمال وأنها ثمللن لهللا
وأن دخولها إنما هو بمحض العمال والنصللوص النافيللة للذلك تبطللل قللولهم
والعقل والفطر تبطل قول الطائفتين ول يصح في النصوص والعقول إل مللا
ذكرناه من التفصيل وبه يتبين أن الحق مع الوسللط بيللن الفللرق فللي جميللع
المسائل ل يستثنى من ذلك شلليء فملا اختلفللت الفللرق إل كلان الحللق مللع
الوسط وكل مللن الطللائفتين معلله حللق وباطللل فأصللاب الجبريللة فللي نفللي
المعاوضة وأخطؤا في نفي السللببية وأصللاب المقدريللة فللي إثبللات السللببية
وأخطؤا في إثبات المعاوضة فإذا ضممت أحد نفي الجبرية إلى أحللد إثبللاتي
القدرية ونفيت باطلهما كنت أسللعد بللالحق منهمللا فللان أردتللم بللأن نعملله ل
تكون ثوابا هذا القدر وأنها ل تكون عوضا بل هللو المنعللم بالعمللال والثللواب
وله المنة
#في هذا وهذا ونعمه بالثواب من غير استحقاق ول ثمن يعاوض عليلله بللل
فضل منه وإحسللان فهللذا هللو الحللق فهللو المللان بهللدايته لليمللان وتيسلليره
للعمال وإحسانه بالجزاء كل ذلللك مجللرد منتلله وفضللله قللال تعللالى يمنللون
عليك أن أسلموا قل ل تمنوا على إسلمكم بل الله يمللن عليكللم أن هللداكم
لليمان أن كنتم صادقين #الوجه الخمسون قولكم وإذا تعارض في العقول
هذان المران فكيف يهتدي العقل إلى اختيار أحدهما قلنا قد تبين بحمد الله
أنه ل تعارض في العقول بين المرين أصل وانما يقدر التعللارض بيللن العقللل
والهوى وأما أن يتعارض في العقول إرشاد العباد إلى سعادتهم في المعاش
والمعاد وتركهم همل كالنعام السائمة ل يعرفون معروفا ول ينكللرون منكللرا
فلم يتعارض هذان في عقل صحيح أبدا #الوجه الحادي والخمسون قولكم
فكيف يعرفنا العقل وجوبا علللى نفسلله بالمعرفللة وعلللى الجللوارح بالطاعللة
وعلى الرب بالثواب والعقاب فيقال وأي استبعاد في ذلك ومللا الللذي يحيللله
فقد عرفنا العقل من الواجبات عليه مللا يقبللح مللن العبللد تركهللا كمللا عرفنللا
وعرف أهل العقول وذوي الفطللر الللتي لللم تتواطللأ علللى القللوال الفاسللدة
وجوب القرار بالله وربوبته وشكر نعمته ومحبته وعرفنللا قبللح الشللراك بلله
والعراض عنه ونسبته إلى مللا ل يليللق بلله وعرفنللا قبللح الفللواحش والظلللم
والساءة والفجور والكذب والبهت والثم والبغللي والعللدوان فكيللف نسللتبعد
منه أن يعرفنا وجوبا على نفسه بالمعرفة وعلى الجللوارح بالشللكر المقللدور
المستحسن في العقول التي جاءت الشرائع بتفصيل مللا أدركلله العقللل منلله
جملة وبتقرير ما أدركه تفصيل وأما الوجوب على الله بالثواب والعقاب فهذا
مما تتباين فيه الطائفتان أعظم تبللاين فللأثبتت القدريللة مللن المعتزلللة عليلله
تعالى وجوبا عقليا وضعوه شريعة لله بعقللولهم وحرمللوا عليلله الخللروج عنلله
وشهوة في ذلك كله بخلقه وبدعهم في ذلك سائر الطوائف وسللفهوا رأيهللم
فيه وبينوا مناقضتهم وألزموهم بما ل محيد لهم عنه ونفت الجبرية أن يجللب
عليه ما أوجبه على نفسه ويحرم عليه ما حرمه على نفسه وجوزوا عليه مللا
يتعالى ويتنزه عنه ومال يليق بجلله مما حرمه على نفسه وجوزوا عليه ترك
ما أوجبلله علللى نفسلله ممللا يتعللالى ويتنللزه عللن تركلله وفعللل ضللده فتبللاين
الطائفتان أعظم تباين وهدى الله الذين آمنوا أهل السللنة الوسللط للطريقللة
المثلى التي جاء بها رسوله ونزل بهللا كتللابه وهللي أن العقللول البشللرية بللل
وسائر المخلوقات ل توجب على ربها شلليئا ول تحرملله وأنلله يتعللالى ويتنللزه
عن ذلك وأما ما كتبه على نفسه وحرمه على نفسه فانه ل يخل بلله ول يقللع
منه خلفه فهو أيجاب منه على نفسه بنفسه وتحريم منه على نفسه بنفسه
فليس فوقه تعالى موجب ول محللرم #وسلليأتي أن شللاء الللله بسللط ذلللك
وتقريللره #الللوجه الثللاني والخمسللون قللولكم أنلله علللى أصللول المعتزلللة
يستحيل المر والنهي والتكليف وتقديركم ذلك فكلم ل مطعللن فيلله والمللر
فيه كما ذكرتم وان حقيقة قول القوم أنه ل أمر
#ول نهي ول شرع أصل إذ ذلك إنمللا يصللح إذا ثبللت قيللام الكلم بالمرسللل
المر الناهي وقيام القتضاء والطلب والحب لما أمللر بلله والبغللض لمللا نهللى
عنه فأمللا إذا لللم يثبللت للله كلم ول إرادة ول اقتضللاء ول طلللب ول حللب ول
بغض قائم به فانه ل يعقل أصل كونه آمر ول ناهيا ول باعثا للرسل ول محبللا
للطاعة باغضا للمعصية فأصول هذه الطائفللة تعطللل الصللفات عللن صللفات
كماله فأنها تستلزم أبطال الرسالة والنبوة جملللة ولكللن رب لزم ل يلللتزمه
صاحب المقالة ويتنللاقض فللي القللول بملزوملله دون القللول بلله ول ريللب أن
فساد اللزم مستلزم لفسللاد الملللزوم ولكللن يقللال لكلم معاشللر الجبريلة ل
تكونوا ممن يرى القذاة في عين أخيه ول يلرى الجللذع المعللترض فللي عينلله
فقد الزمتكم القدرية ما ل محيد لكم عنه وقالوا من نفى فعللل العبللد جملللة
فقد عطل الشلرائع والملر والنهلي فلان الملر والنهلي ل يتعللق إل بالفعلل
المأمور به فهو الذي يؤمر به وينهى عنلله ويثللاب عليلله ويعللاقب فللإذا نفيتللم
فعل العبد فقد رفعتم متعلق المر والنهي وفي ذلك أبطال المر والنهي فل
فرق بين رفع المأمور به المنهي عنلله ورفللع المللأمور والمنهللي نفسلله فللان
المر يستلزم آمر أو مأمورا به ول يصح للله حقيقللة إل بهللذه الثلث ومعلللوم
أن أمر المر بفعل نفسه ونهيه عن نفسه يبطل التكليف جملة فان التكليف
ل يعقل معناه إل إذا كان المكلف قد كلف بفعله الذي هو المقدور له التللابع
لرادته ومشيئته وأما إذا رفعتم ذلك من البين وقلتللم بللل هللو مكلللف بفعللل
الله حقيقة ل يدخل تحت قدرة العبد ل هو متمكن في التيان به ول هو واقع
بإرادته ومشيئته فقد نفيتم التكليف جملة من حيث أثبتوه وفي ذلللك أبطللال
للشرائع والرسالة جملة قالوا فليتأمل المنصف الفطللن ل البليللد المتعصللب
صحة هذا اللزام فلن تجد عنه محيدا قالوا فأنتم معاشر الجبرية قدرية مللن
حيث نفيكم الفعل المأمور به فان كان خصومكم قدرية من حيث نفوا تعلق
القدرة القديمة فأنتم أولى أن تكونوا قدرية من حيث نفيتللم فعللل العبللد للله
وتأثيره فيه وتعلقه بمشيئته فأنتم أثبتم قدرا على الله وقدرا على العبللد أمللا
القدر على الله فحيث زعمتم أنه تعالى يأمر بفعل نفسلله وينهللى عللن فعللل
نفسه ومعلوم أن ذلك ل يصح أن يكون مأمورا به منهيا عنه فللأثبتم أمللرا ول
مأمور به ونهيا ول منهي عنه وهذه قدرية محضة فللي حللق الللرب وأمللا فللي
حق العبد فأنكم جعلتموه مأمورا منهيا من غير أن يكللون للله فعللل يللأمر بلله
وينهى عنه فأي قدرية أبلغ من هذه فمن الذي تضمن قوله أبطللال الشللرائع
وتعطيل الوامر فليتنبه اللبيب لمواقعه هذه المساجلة وسهام هذه المناضلة
ثم ليختر منهما إحدى خطتين ول والله ما فيهما حللظ لمختللار ول ينجللوا مللن
هذه الورطات إل من أثبت كلم الله القائم به المتضمن لمره ونهيه ووعللده
ووعيده وأثبت له ما أثبت لنفسلله مللن صللفات كمللاله ومللن المللور الثبوتيللة
القائمة ثم أثبت مع ذلك فعل العبد واختياره ومشيئته
#وارادتلله الللتي هللي منللاط الشللرائع ومتعلللق المللر والنهللي فل جللبري ول
جهمي ول قدري وكيف يختار العاقل آراء ومذاهب هللذه بعللض لوازمهللا ولللو
صابرها إلى آخرها لستبان لله ملن فسلادها وبطلنهلا ملا يتعجلب معله ملن
قائلها ومنتحلها والله الموفق للصواب #الوجه الثللالث والخمسللون قللولكم
أنه ما من معنى يستنبط من قول أو فعلل ليربلط بله معنلى مناسلب لله إل
ومن حيث العقل يعارضه معنى آخر يساويه في الدرجة أو يفضل عليلله فللي
المرتبة فيتحير العقل في الختيار إلى أن يرد شرع يختار أحدهما أو يرجحلله
من تلقائه فيجب على العاقل اعتباره واختياره لترجيح الشرع له ل لرجحانه
في نفسه فيقللال أن أردتللم بهللذه المعارضللة أنهللا ثابتللة فللي جميللع الفعللال
والقوال المشتملة على الوصاف المناسللبة اللتي ربطللت بهلا الحكللام كملا
يدل عليه كلمكلم فلدعوى باطللة بالضلرورة وهلو كلذب محلض وكلذلك أن
أردتم أنها ثابتة في أكثرهللا فللأي معارضللة فللي العقللل للوصللف القبيللح فللي
الكذب والفجور والظلم واهلك الحلرث والنسلل والسلاءة إللى المحسللنين
وضرب الوالدين واحتقارهما والمبالغللة فللي اهانتهملا بل جللرم وأي معارضلة
في العقل للوصاف القبيحة في الشرك بالله ومشلليئته وكفللران نعملله وأي
معارضللة فللي العقللل للوصللف القبيللح فللي نكللاح المهللات واستفراشللهن
كاستفراش المللاء والزوجللات إلللى أضللعاف أضللعاف مللا ذكرنللا ممللا تشللهد
العقول بقبحه من غير معارض فيها بل نحن ل ننكر أن يكون داعي الشللهوة
والهوى وداعي العقل يتعارضللا فللان أردتللم هللذا التعللارض فمسلللم ولكللن ل
يجدي عليكم إل عكس مطلوبكم وكذلك أي معارضة في العقللول للوصللاف
المقتضية حسن عبادة الله وشكره وتعظيملله وتمجيللده والثنللاء عليلله بللآلئه
وانعامه وصفات جلله ونعوت كماله وأفراده بالمحبة والعبادة والتعظيم وأي
معارضة في العقللول للوصللاف المقتضللية حسللن الصللدق والللبر والحسللان
والعدل واليثار وكشف الكربللات وقضللاء الحاجللات وإغاثللة اللهفللات والخللذ
على أيدي الظالمين وقمع المفسدين ومنع البغاة والمعتدين وحفللظ عقللول
العالمين وأموالهم ودمائهم وأعراضهم بحسب المكان والمللر بمللا يصلللحها
ويكملها والنهي عما يفسدها وينقصها وهذه حال جملللة الشللرائع وجمهورهللا
إذا تأملها العقل جزم أنه يستحيل علللى أحكللم الحللاكمين أن يشللرع خلفهللا
لعبللاده وأمللا أن أردتللم أن فللي بعللض مللا يللدق منهللا مسللائل تتعللارض فيهللا
الوصاف المستنبطة في العقول فيتحيللر العقللل بيللن المناسللب منهللا وغيللر
المناسب فهذا وان كللان واقعللا فأنهللا ل تنفللى حسللنها الللذاتي وقبللح منهيهللا
الذاتي وكون الوصللف خفللى المناسللبة والتللأثير فللي بعللض المواضللع ممللا ل
يدفعه وهذه حال كثير من المور العقلية المحضة بل الحسية وهللذا الطلللب
مع أنه حسي تجريبي يدرك منافع الغذية والدوية وقواها وحرارتها وبرودتها
ورطوبتها ويبوستها فيه بالحس ومع هذا فأنتم ترون اختلف أهللله فللي كللثير
من مسائلهم في الشيء الواحد #
#هل هو نافع كذا ملئم له أو منلافر ملؤذ وهلل هلو حلار أو بلارد وهلل هلو
رطب أو يابس وهل فيه قوة تصلح لمر من المور أول قللوة فيلله ومللع هللذا
فالختلف المذكور ل ينفى عند العقلء مللا جعللل فللي الغذيللة والدويللة مللن
القوى والمنافع والمضار والكيفيات لن سبب الختلف خفاء تلللك الوصللاف
علللى بعللض العقلء ودفنهللا وعجللز الحللس والعقللل عللن تمييزهللا ومعرفللة
مقاديرها والنسب الواقعللة بيللن كيفياتهللا وطبائعهللا ولللم يكللن هللذا الختلف
بموجب عند أحد من العقلء إنكار جملللة العلللم وجمهللور قواعللده ومسللائله
دعوى أنه ما من وصف يستنبط مللن دواء مفللرد أو مركللب أو مللن غللذاء إل
وفي العقل ما يعارضه فيتحير العقل ولو ادعى هذا مدع لضحك منلله العقلء
مما علموه بالضرورة والحس من ملءمة الوصاف ومنافرتها واقتضللاء تلللك
الذوات للمنافع والمضار في الغالب ول يكللون اختلف بعللض العقلء يللوجب
إنكار ما علم بالضرورة والحس فهكذا الشرائع #الوجه الرابللع والخمسللون
أن قولكم إذا قتل إنسان انسانا عرض للعقلل هاهنلا آراء متعارضلة مختلفلة
إلى آخره فيقال أن أردتم أن العقل يسوي بين ما شرعه الله من القصللاص
وبين تركه لمصلحة الجاني فبهت للعقللل وكللذب عليلله فللانه ل يسللتوي عنللد
عاقللل قللط حسللن الختصللاص مللن الجللاني بمثللل مللا فعللل وحسللن تركلله
والعراض عنه ول يعلللم عقللل صللحيح يسللوى بيللن المريللن وكيللف يسللتوي
أمران أحدهما يستلزم فساد النوع وخراب العالم وتللرك النتصللار للمظلللوم
وتمكين الجناة من البغي والعدوان #والثاني يستلزم صلللح النللوع وعمللارة
العللالم والنتصللار للمظلللوم وردع الجنللاة والبغللاة والمعتللدين فكللان فللي
القصاص حياة العالم وصلح الوجود وقد نبه تعلالى علللى ذلللك بقللوله ولكللم
في القصاص حياة يا أولى اللباب لعلكم تتقون وفي ضمن هذا الخطاب مللا
هو كالجواب لسؤال مقدر أن إعدام هذه البنية الشريفة وإيلم هللذه النفلس
وإعدامها في مقابلة إعدام المقتول تكثير لمفسدة القتل فلية حكمللة صللدر
هذا ممن وسعت رحمته كل شيء وبهرت حكمته العقول فتضللمن الخطللاب
جواب ذلك بقوله تعالى ولكم في القصاص حياة وذلك لن القاتللل إذا تللوهم
أنه يقتل قصاصا بمن قتله كف عن القتل وارتللدع وآثللر حللب حيللاته ونفسلله
فكان فيه حياة له ولمن أراد قتله ومن وجلله آخللر وهللو أنهللم كللانوا إذا قتللل
الرجل من عشيرتهم وقبيلتهم قتلوا به كل من وجللدوه مللن عشلليرة القاتللل
وحيه وقبيلته وكان في ذلك من الفساد والهلك ما يعم ضرره وتشتد مللؤنته
فشرع الله تعالى القصاص وأن ل يقتل بالمقتول غير قاتله ففي ذلللك حيللاة
عشيرته وحيه وأقاربه ولم تكن الحياة في القصاص من حيللث أنلله قتللل بللل
مللن حيللث كللونه قصاصللا يؤخللذ القاتللل وحللده بللالمقتول ل غيللره فتضللمن
القصاص الحياة في اللوجهين وتأملل ملا تحلت هلذه اللفلاظ الشلريفة ملن
الجللة واليجاز والبلغة والفصاحة والمعنى
#العظيم فصدر الية بقوله لكم المؤذن بأن منفعة القصاص مختصللة بكللم
عائدة إليكم فشرعه إنما كان رحمة بكم وإحسانا إليكم فمنفعتلله ومصلللحته
لكم ل لمن ل يبلغ العباد ضره ونفعه ثم عقبه بقوله في القصاص إيذانا بللأن
الحياة الحاصلة إنما هي في العدل وهو أن يفعل به كما فعل والقصاص في
اللغة المماثلة وحقيقته راجعة إلى التبللاع ومنلله قللوله تعللالى وقللالت لختلله
قصيه أي اتبعي أثره ومنه قوله فارتدا على آثارهما قصصا أي يقصللان الثللر
ويتبعانه ومنلله قلص الحلديث واقتصاصله لنله يتبللع بعضله بعضلا فللي الللذكر
فسمى جزاء الجاني قصاصا لنه يتبع أثره فيفعل به كما فعل وهللذا أحللد مللا
يستدل به على أن يفعل بالجاني كما فعل فيقتل بمثل مللا قتللل بلله لتحقيللق
معنى القصاص وقد ذكرنا أدلة المسألة من الطرفين وترجيح القول الراجللح
بالنص والثر والمعقول في كتاب تهذيب السنن ونكر سبحانه الحياة تعظيما
وتفخيما لشأنها وليس المراد حياة ما بل المعنللى أن فللي القصللاص حصللول
هذه الحقيقة المحبوبة للنفوس المؤثرة عنللدها المستحسللنة فللي كللل عقللل
والتنكير كثيرا ما يجيء للتعظيم والتفخيم كقوله وسارعوا إلللى مغفللرة مللن
ربكم وجنة وقوله ورضوان من الله أكبر وقللوله أن هللو إل وحللي يللوحى ثللم
خص أولى اللبللاب وهللم أولللو العقللول الللتي عقلللت عللن الللله أمللره ونهيلله
وحكمته إذ هم المنتفعون بالخطاب ووازن بين هللذه الكلمللات وبيللن قللولهم
القتل أنفى للقتل ليتبين مقدار التفاوت وعظمللة القللرآن وجللتلله #الللوجه
الخامس والخمسللون قللولكم أن القصللاص اتلف بللأزاء اتلف وعللدوان فللي
مقابلللة عللدوان ول يحيللا الول بقتللل الثللاني ففيلله تكللثير المفسللدة بإعللدام
النفسين وأمللا مصلللحة الللردع والزجللر واسللتبقاء النللوع فللأمر متللوهم وفللي
القصاص استهلك محقق فيقال هذا الكلم مللن أفسللد الكلم وأبينلله بطلنللا
فانه يتضمن التسوية بين القبيح والحسن ونفى حسن القصاص الذي اتفقت
العقول والديانات على حسنه وصلح الوجود به وهللل يسللتوي فللي عقللل أو
دين أو فطرة القتل ظلما وعللدوانا بغيللر حللق والقتللل قصاصللا وجللزاء بحللق
ونظير هذه التسوية تسوية المشركين بين الربا والبيع لستوائهما في صورة
العقد ومعلللوم أن اسللتواء الفعليللن فللي الصللورة ل يللوجب اسللتواءهما فللي
الحقيقة ومدعى ذلللك فللي غايللة المكللابرة وهللل يللدل اسللتواء السللجود لللله
والسجود للصنم في الصورة الظاهرة وهو وضللع الجبهللة علللى الرض علللى
أنهما سواء في الحقيقة حق يتحير العقل بينهما ويتعارضان فيه ويكفللى فللي
فساد هذا أطباق العقلء قاطبة على قبح القتل الذي هو ظلم وبغى وعدوان
وحسن القتل الذي هو جزاء وقصاص وردع وزجر والفللرق بيللن هللذين مثللل
الفرق بين الزنا والنكاح بل أعظم وأظهر بل الفرق بينهما من جنس الفللرق
بين الصلح في الرض والفساد فيهللا فمللا تعللارض فللي عقللل صللحيح قللط
هذان المران حتى يتحير بينهما أيهما يؤثره ويختاره وقولكم أنه
إتلف بأزاء إتلف وعدوان في مقابلة عدوان فكذلك هللو لكللن إتلف حسللن
هو مصلحة وحكمة وصلح للعالم في مقابلة إتلف هو فساد وسفه وخللراب
للعالم فأنى يستويان أم كيف يعتدلن حتى يتحير العقل بين التلف الحسن
وتركه وقولكم ل يحيا الول بقتل الثاني قلنا يحيا به عدد كثير مللن النللاس إذ
لو ترك ولم يؤخذ على يديه لهلك الناس بعضهم بعضا فإن لم يكن في قتل
الثاني حياة للول ففيه حياة العالم كما قال تعالى ولكم في القصللاص حيللاة
يا أولي اللباب لكن هذا المعنى ل يدركه حق الدراك إل الللوا اللبللاب فللأين
هذه الشريعة وهذه الحكمة وهذه المصلللحة مللن هللذا الهللذيان الفاسللد وأن
يقال قتل الجاني إتلف بإزاء اتلف وعدوان في مقابلة عدوان فيكون قبيحللا
لول الشرع فوازن بين هذا وبين ما شرعه الله وجعل مصالح عبللادة منوطللة
به وقولكم فيه تكللثير المفسللدة بإعللدام النفسللين فيقللال لللو اعطيتللم رتللب
المصالح والمفاسد حقها لم ترضوا بهذا الكلم الفاسد فإن الشرائع والفطر
والعقول متفقة على تقديم المصلحة الراحجة وعلللى ذلللك قللام العللالم ومللا
نحن فيه كللذلك فللإنه احتمللال لمفسللده إتلف الجللاني إلللى هللذه المفسللدة
العامة فمن تحير عقله بين هذين المفسللدتين فلفسللاد فيلله والعقلء قاطبللة
متفقللون علللى أنلله يحسللن إتلف جللزء لسلللمة كللل كقطللع الصللبع أو اليللد
المتأكلة لسلمة سللائر البللدن ولللذلك يحسللن اليلم لللدفع إيلم أعظللم منلله
كقطع العروق وبط الخراج ونحللوه فلللو طللرد العقلء قياسللكم هللذا الفسللاد
وقالوا هذا إيلم محقق لدفع إيلم متوهم لفسد الجسد جملللة ول فللرق عنللد
العقول بين هذا وبين قياسكم فلي الفسلاد #اللوجه السلادس والخمسلون
قولكم أن مصلحة الردع والزجر وإحياء النوع أملر متلوهم كلم بيلن فسلاده
بل هو أمر متحقق وقوعه عادة ويدل عليه ما نشاهده من الفساد العام عند
ترك الجناة والمفسدين وإهمالهم وعدم الخللذ علللى ايللديهم والمتللوهم مللن
زعم أن ذلك موهوم وهو بمثابللة مللن دهملله العللدو فقللال ل نعللرض أنفسللنا
لمشقة قتالهم فإنه مفسدة متحققللة وأمللا اسللتيلؤهم علللى بلدنللا وسللبيهم
ذرارينا وقتل مقاتلنا فموهوم #فيا ليت شعري من الللواهم المخطيللء فللي
وهمه ونظيره أيضا أن الرجل إذا تبيغ به الدم وتضرر إلى اخراجه ل يتعللرض
لشق جلده وقطع عروقه لنه ألم محقق ل موهوم ولللو اطللرد هللذا القيللاس
الفاسد لخرب العالم وتعطلت الشرائع والعتماد في طلب مصللالح الللدارين
ودفع مفاسدهما مبني على هذا الذي سميتموه أنتللم موهومللا فالعمللال فللي
الدنيا إنما يتصرفون بناء على الغالب المعتاد الذي اطردت به العادة وإن لم
يجزموا به فإن الغالب صللدق العللادة واطرادهللا عنللد قيللام أسللبابها فالتللاجر
يحمل مشقة السفر في البر والبحر بناء على أنه يسلم ويغنم فلو طرد هللذا
القياس الفاسد وقال السفر مشقة متحققة والكسب مللر موهللوم لتعطلللت
أسفار الناس بالكلية وكذلك عمال الخرة لو قالوا تعب العمل ومشقة
أمر محقق وحسن الخاتمة أمر موهوم لعطلوا العمال جملة وكذلك الجراء
والصناع والملوك والجند وكل طالب امر من المور الدنيوية والخرويللة للول
بناؤه على الغالب وما جرت بلله العللادة لمللا احتمللل المشللقة المتيقنللة لمللر
منتظر ومن هاهنا قيل أن إنكار هذه المسئلة يسلتزم تعطيل الدنيا والخللرة
من وجوه متعددة #الوجه السابع والخمسون قولكم ويعارضه معنللى ثللالث
وراءهما فيفكر العقل في انواعه وشروط أخرى وراء مجللرد النسللانية مللن
العقل والبلوغ والعلم والجهل والكمال والنقللص والقرابللة والجنبيللة فيتحيللر
العقل كل التحير فل بد إذا من شارع يفصل هذه الخطة ويعين قانونا يطللرد
عليه امر المة ويستقيم عليه مصالحهم #فيقال ل ريللب أن الشللرائع تللأتي
بما ل تستقل العقول بإدراكه فإذا جاءت به الشريعة اهتدى العقل حينئذ إلى
وجلله حسللن مللأموره وقبللح منهيلله فسللرته الشللريعة علللى وجلله الحكمللة
والمصلحة الباعثين اشرعه فهذا مما ل ينكر وهذا الذي قلنا فيه ان الشللرائع
تأتي بمجازات العقول ل بمحالت العقول ونحن لللم نللدع ول عاقللل قللط أن
العقل يستقل بجميع تفاصيل ما جلاءت بله الشللريعة بحيللث للو تلرك وحلده
لهتدى إلى كل ما جللاءت بلله إذا عللرف هللذا فغايللة مللا ذكرتللم أن الشللريعة
الكاملة اشترطت في وجوب القصللاص شللروطا ل يهتللدي العقللل إليهللا وأي
شيء يلزم من هذا وماذا يقبح لكم ومنازعكم يسلمونه لكم وقولكم ان هذا
معارض للوصف المقتضى لثبوت القصاص من قيام مصلحة العالم إما غفلة
عن الشروط المعارضة وإما إصلح طار سيم فيه مال يهتدي العقل إليه من
شروط اقتضاء الوصف لموجبه معارضة فيالله العجللب أي معارضللة هللا هنللا
إذا كان العقل والفطرة قلد شلهدا بحسلن القتلل قصاصلا وانتظلامه للعلالم
وتوقفا في اقتضاء هذا الوصف هل يضم إليلله شللروط آخللر غيللره أم يكفللي
بمجرد وفي تعيين تلك الشروط فأدرك العقللل مللا اسللتقل بللإدراكه وتوقللف
عما ل يستقل بإدراكه حتى اهتدى إليه بنللور الشللريعة يوضللح هللذا #الللوجه
الثامن والخمسون أن ما وردت به الشريعة فللي اصللل القصللاص وشللروطه
منقسم إلى قسمين أحدهما ما حسنه معلوم بصريح العقل الذي ل يستريب
فيه عاقل وهو اصل القصاص وانتظام مصالح العالم بلله والثللاني مللا حسللنه
معلوم بنظر العقل وفكره وتأمله فل يهتدي إليه إل الخواص وهو ما اشللترط
اقتضاء هذا الوصف أو جعل تابعا له فاشترط له المكافللأة فللي الللدين وهللذا
في غاية المراعاة للحكمة والمصلحة فإن الدين هو الذي فللرق بيللن النللاس
في العصمة وليس في حكمة الله وحسن شرعه أن يجعللل دم وليلله وعبللده
وأحب خلقه إليلله وخيلر بريتله ومللن خلقله لنفسله واختصلله بكرامتله واهللله
لجواره في جنته والنطر إلى وجهه وسماع كلمه في دار كرامته كدم عللدوه
وامقت خلقه عليه وشر بريته والعادل به عن عبللادته إلللى عبللادة الشلليطان
الذي خلقه للنار وللطللرود عللن بلابه والبعللاد عللن رحمتلله وبالجملللة فحاشللا
حكمته أن يسوى بين دماء خير البرية ودماء شر
#البرية في أخذ هذه بهذه سيما وقللد أبللاح لوليللائه دمللاء أعللدائه وجعلهللم
قرابين لهم وانما اقتضت حكمتلله أن يكفللوا عنهللم إذا صللاروا تحللت قهرهللم
وإذللهم كالعبيد لهم يؤدون إليهم الجزية التي هللي خللراج رؤسللهم مللع بقللاء
السبب الموجب لباحة دمائهم وهذا الترك والكف ل يقتضي استواء الللدمين
عقل ول شرعا ول مصلحة ول ريب أن الدمين قبل القهر والذلل لللم يكونللا
بمستويين لجل الكفر فأي موجب لستوائهما بعد الستذلل والقهر والكفللر
قائم بعينه فهل في الحكمة وقواعللد الشللريعة وموجبللات العقللول أن يكللون
الذلل والقهللر للكللافر موجبللا لمسللاواة دملله لللدم المسلللم هللذا ممللا تأبللاه
الحكمة والمصلحة والعقللول وقللد أشللار إلللى هللذا المعنللى وكشللف الغطللاء
وأوضح المشكل بقوله المسلمون تتكافأ دمللاؤهم أو قللال المؤمنللون فعلللق
المكافأة بوصف ل يجوز إلغاؤه وإهداره وتعليقها بغيره إذ يكللون أبطللال لمللا
اعتبره الشارع واعتبارا لما أبطله فإذا علللق المكافللأة بوصللف اليمللان كللان
كتعليقه سائر الحكللام بالوصللاف كتعليللق القطللع بوصللف السللرقة والرجللم
بوصف الزنا والجلد بوصف القذف والشرب ول فرق بينهما أصللل فكللل مللن
علق الحكام بغير الوصللاف الللتي علقهللا بلله الشللارع كللان تعليقلله منقطعللا
منصرما وهذا مما اتفق أئمة الفقهاء على صحته فقد أدى نظللر العقللل إلللى
أن دم عللدو الللله الكللافر ل يسللاوي دم وليلله ول يكللافيه أبللدا وجللاء الشللرع
بموجبه فأي معارضة هاهنا وأي حيرة أن هللو إل بصلليرة علللى بصلليرة ونللور
على نور وليس هذا مكان استيعاب الكلم على هذه المسألة وانمللا الغللرض
التنبيه على أن في صريح العقل الشهادة لما جاء به الشرع فيها
فصل وعكس هذا أنه لم تشترط المكافأة في علم وجهل ول في كمال
وقبح ول في شرف وضعة ول في عقل وجنللون ول فللي أجنبيللة وقرابللة خل
الوالد والولد وهذا من كمال الحكمة وتمام النعمة وهو في غاية المصلحة إذ
لو روعيت هذه المور لتعطلت مصلحة القصاص إل في النادر البعيللد إذ قللل
أن يستوي شخصان من كللل وجلله بلل ل بللد ملن التفللاوت بينهمللا فللي هللذه
الوصاف أو في بعضها فلو أن الشريعة جاءت بأن ل يقتللص إل مللن مكللافئ
من كل وجه لفسد العالم وعظم الهرج وانتشر الفساد ول يجوز على عاقللل
وضع هذه السياسة الجائرة وواضعها إلى السفه أقرب منه إلى الحكمللة فل
جرم أهدتك الشرائع إلى اعتبار ذلللك وأمللا الولللد والوالللد فمنللع مللن جريللان
القصاص بينهما حقيقة البعضية والجزئية الللتي بينهمللا فللان الولللد جللزء مللن
الوالد ول يقتص لبعض أجزاء النسان من بعض وقد أشللار تعللالى إلللى ذلللك
بقوله ^ وجعلوا له من عباده جزأ ^ وهو قللولهم الملئكللة بنللات الللله فللدل
على أن الولد جزء من الوالد وعلى هذا الصل امتنعت شللهادته للله وقطعلله
بالسرقة من ماله وحده أباه على قللذفه وعللن هللذا الصللل ذهللب كللثير مللن
السلف ومنهم المام أحمد وغيره إلى أن له أن يتملك
#ما شاء من مال ولده وهو كالمبللاح فللي حقلله وقللد ذكرنللا هللذه المسللألة
مستقصاة بأدلتها وبينا دللة القرآن عليها مللن وجللوه متعللددة فللي غيللر هللذا
الموضع وهذا المأخذ أحسن من قللولهم أن الب لمللا كللان هللو السللبب فللي
أيجاد الولد فل يكون الولد سببا في إعدامه وفي المسألة مسلللك آخللر وهللو
مسلك قوي جدا وهو أن الله سبحانه جعل في قلب الوالد من الشفقة على
ولده والحرص على حياته ما يوازي شفقته على نفسه وحرصلله علللى حيللاة
نفسه وربما يزيد على ذلك فقد يؤثر الرجل حياة ولده على حياته وكثيرا مللا
يحرم الرجل نفسه حظوظها ويؤثر بها ولده وهذا القدر مانع من كللونه يريللد
إعدامه واهلكه بل ل يقصد في الغلب إل تللأديبه وعقللوبته علللى إسللاءته فل
يقع قتله في الغلب عن قصد وتعمد بل عن خطأ وسبق يللد وإذا وقللع ذلللك
غلطا الحق بالقتل الذي لم يقصد به إزهاق النفس فأسباب التهمة والعداوة
الحاملة على القتل ل تكاد توجللد فللي البللاء وان وجللدت نللادرا فللالعبرة بمللا
اطردت عليه عادة الخليقة وهنا للنللاس طريقللان #أحللدهما أنللا إذا تحققنللا
التهمة وقصد القتل والزهاق بأن يضجعه ويذبحه مثل أجرينا القصاص بينهما
لتحقق قصد الجناية وانتفاء المللانع مللن القصللاص وهللذا قللول أهللل المدينللة
والثاني أنه ل يجرى القصاص بحال وأن تحقق قصللد القتللل لمكللان الجزئيللة
والبعضية المانعة من القتصاص من بعض الجزاء لبعض وهو قول الكللثرين
ول يرد عليهم قتل الولد لوالده وان كان بعضه لن الب لم يخلق من نطفللة
البن فليس الب بجزء له حقيقة ول حكمللا بخلف الولللد فللانه جللزء حقيقللة
وليس هذا موضوع استقصاء الكلم علللى هللذه المسللائل إذ المقصللود بيللان
اشتمالها علللى الحكللم والمصللالح الللتي يللدركها العقللل وان لللم يسللتقل بهللا
فجاءت الشريعة بها مقررة لمللا اسللتقر فللي العقللل إدراكلله ولللو مللن بعللض
الوجوه وبعد النزول عن هذا المقام فأقصللى مللا فيلله أن يقللال أن الشللريعة
جاءت بما يعجز العقل عن إدراكلله ل بمللا يحيللله العقللل ونحللن ل ننكللر ذلللك
ولكن ل يلزم منه نفى الحكم والمصللالح الللتي اشللتملت عليهللا الفعللال فللي
ذواته والله أعلم #الوجه الثامن والخمسون قولكم وظهر بهذا أن المعللاني
المستنبطة راجعة إلى مجرد استنباط العقل ووضع الذهن من غير أن يكون
الفعل مشتمل عليها كلم في غايللة الفسلاد والبطلن ل يرتضلليه أهلل العلللم
والنصاف وتصوره حق التصور كاف في الجللزم ببطلنلله مللن وجللوه عديللدة
أحدها أن العقل والفطرة يشهدان ببطلنه والوجود يكذبه فان أكثر المعللاني
المستنبطة من الحكام ليست مللن أوضللاع الذهللان المجللردة عللن اشللتمال
الفعال عليها ومدعي ذلك في غاية المكابرة التي ل تجللدي عليلله إل تللوهين
المقالللة وهللذه المعللاني المسللتنبطة مللن الحكللام موجللودة مشللهودة يعلللم
العقلء أنها ليست من أوضاع الذهن بل الذهن أدركهللا وعلمهللا وكللان نسللبة
الذهن إلى إدراكها كنسبة البصر إلى إدراك اللوان وغيرها وكنسبة
#السمع إلى إدراك الصوات وكنسللبة الللذوق إلللى إدراك الطعللوم والشللم
إلى إدراك الروائح فهل يسوغ لعاقل أنا يدعى أن هذه المدركات من أوضاع
الحواس وكذلك العقل إذا أدرك ما اشللتمل عليلله الكللذب والفجللور وخللراب
العالم والظلم واهلك الحرث والنسل والزنا بالمهات وغير ذلك من القبللائح
وأدرك ما اشتمل عليه الصللدق والللبر والحسللان والعللدل وشللكران المنعللم
والعفة وفعل كل جميل من الحسلن للم تكلن تللك المعلاني اللتي اشلتملت
عليها هذه الفعال مجرد وضع الذهن واستنباط العقل ومدعي ذلللك مصللاب
في عقله فان المعاني التي اشتملت عليها المنهيات الموجبة لتحريمها أمور
ناشئة مللن الفعللال ليسللت أوضللاعا ذهنيللة والمعللاني الللتي اشللتملت عليهللا
المأمورات الموجبة لحسنها ليسللت مجللرد أوضللاع ذهنيللة بللل أمللور حقيقيللة
ناشئة من ذوات الفعال ترتب آثارها عليها كترتب آثار الدوية والغذية عليها
وما نظير هذه المقالة إل مقالة من يزعم أن القوى والثار المسللتنبطة مللن
الغذية والدوية ل حقيقة لها إنما هي أوضاع ذهنية ومعلوم أن هذا باب مللن
السفسطة فللاعرض معللاني الشللريعة الكليللة علللى عقلللك وانظللر ارتباطهللا
بأفعالها وتعلقها بها ثم تأمل هل تجدها أمورا حقيقية تنشأ من الفعللال فللإذا
فعل الفعل نشأ منه أثره أو تجللدها أوضللاعا ذهنيللة ل حقيقللة لهللا وإذا أردت
معرفة بطلن المقالة فكرر النظر في أدلتها فأدلتها من أكبر الشواهد علللى
بطلنها بل العاقل يستغني بأدلة الباطل عن إقامة الللدليل علللى بطلنلله بللل
نفس دليله هللو دليللل بطلنلله #الللوجه الثللاني أن اسللتنباط العقللول ووضللع
الذهان لما ل حقيقة له من باب الخيالت والتقديرات الللتي ل يللترتب عليهللا
علم ول معلوم ول صللح ول فسلاد إذ هلي خيلالت مجلردة وأوهلام مقلدرة
كوضع الذهن سائر مللا يضللعه مللن المقللدرات الذهنيللة ومعلللوم أن المعللاني
المسللتنبطة مللن الحكللام هللي مللن أجللل المعلللوم ومعلومهللا مللن أشللرف
المعلومات وأنفعهللا للعبللاد وهللي منشللأ مصللالحهم فللي معاشللهم ومعللادهم
وترتب آثارها عليها مشهود في الخارج معقول في الفطر قائم فللي العقللول
فكيف يدعى أنه مجرد وضع ذهني ل حقيقة له #الوجه الثالث أن اسللتنباط
الذهن لما يستنبطه من المعللاني واعتقللاده أن الفعللال مشللتملة عليهللا مللع
كون المر ليس كذلك جهل مركب واعتقاد باطل فانه إذا اعتقد أن الفعللال
مشتملة على تلك المعاني وإنها منشأها وليس كللذلك كللان اعتقللادا للشلليء
بخلف ما هو به وهللذا غايلة الجهلل فكيلف يلدعي هللذا فللي اشلرف العللوم
وأزكاها وأنفعها وأعظمها متضمنا لمصالح العباد في المعللاش والمعللاد وهللل
هو ال لب الشللريعة ومضللمونها فكيللف يسللوغ أن يللدعى فيهللا هللذا الباطللل
ويرمى بهذا البهتان #وبالجملة فبطلن هذا القول أظهر من أن يتكلف رده
ولم يقل هذا القول من شم للفقله رائحلة أصللل اللوجه التاسللع والخمسلون
قولكم لو كانت صفات نفسية للفعل لزم من ذلك أن تكون
#ول يصللح معنللى إل فللي شلليء ثلابت للله حقيقللة خفيللة يسللتنبطها الللذهن
ويستخرجها فأما ما ل حقيقة له فانه مجرد ذهنه فل استنباط فيه بللوجه وأي
شيء يستنبط منه وانما هو تقدير وفرض وهذا ل يسمى استنباطا في عقللل
ول لغة وحينئذ فيقلب الكلم عليكم ويكللون مللن يقلبلله أسللعد بللالحق منكللم
فنقول وليس معنى قولنا أن العقل استنبط من تلك الفعال أن ذلللك مجللرد
خواطر طارئة وانما معناه أنها كانت موجودة في الفعال فاستخرجها العقل
باستنباطه كما يستخرج الماء الموجود من الرض باستنباطه ومعلوم أن هذا
هو المعقول المطابق للعقل واللغه وما ذكرتموه فخارج عللن العقللل واللغللة
جميعا فعرف أنه ل يصح معنى الستنباط إل لشيء موجود يستخرجه العقل
ثم ينسب إليه أنواع تللك الفعلال وأشخاصلها فلان كلان أوللى بله حكلم لله
بالقتضاء والتأثير وهذا هو المعقول وهو الذي يعرضلله الفقهللاء والمتكلمللون
على مناسبات الشريعة وأوصافها وعللها التي تربط بها الحكللام فلللو ذهللب
هذا من أيديهم ل نسد عليهم باب الكلم فللي القيللاس والمناسللبات والحكللم
واستخراج ما تضمنته الشريعة من ذلك وتعليق الحكام بأوصافها المقتضللية
لها إذا كان مرد المر بزعمكم إلى مجرد خواطر طارئة على العقل ومجللرد
وضع الذهن وهذا من أبطل الباطل وأبين المحال ولقللد أنصللفكم خصللومكم
في ادعائهم عليكم لزم هذا المللذهب وقللالوا لللو رفللع الحسللن والقبللح مللن
الفعال النسانية إلى مجرد تعلق الخطاب بها لبطلت المعاني العقلية الللتي
تستنبط من الصول الشرعية فل يمكن أن يقاس فعل علللى فعللل ول قللول
على قللول ول يمكللن أن يقللال لللم كللان كللذا أذل تعليللل للللذوات ول صللفات
للفعال هللي عليهللا فللي نفللس المللر حللتى ترتبللط بهللا الحكللام وذلللك رفللع
للشرائع بالكلية مللن حيللث إثباتهللا ل سلليما والتعلللق أمللر عللدمي ول معتنللى
لحسن الفعل أو قبحه إل التعلق العدمي بينه وبين الخطللاب فل حسللن فللي
الحقيقة ول قبح ل شرعا ول عقل ل سيما إذا انضم إلى ذلك نفى فعل العبد
واختياره بالكلية وأنه مجبوب محض فهذا فعله وذلك صفة فعله فل فعل للله
ول وصف لقوله البتة فأي تعطيل ورفع للشرائع أكثر من هذا فهللذا إلزامهللم
لكم كما أنكم الزمتموهم نظير ذلك في نفي صفة الكلم وأنصللفتموهم فللي
اللزام الوجه الحللادي والسللتون قللولكم لللو ثبللت الحسللن والقبللح العقلييللن
لتعلق بهما اليجاب والتحريم شاهدا وغائبللا واللزم محللال فللالملزوم كللذلك
إلى آخره فنقول الكلم هاهنا في مقامين أحدهما فللي التلزم المللذكور بيللن
الحسن والقبح العقليين وبيللن اليجللاب والتحريللم غائبللا والثللاني فللي انتفللاء
اللزم وثبوته فأما المقلام الول فلمثبللتي الحسلن والقبلح طريقلان أحلدهما
ثبوت التلزم والقول باللزم وهذا القول هو المعروف عللن المعتزلللة وعليلله
يناظرون وهو القول الذي نصب خصومهم الخلف معهم فيه والقول الثللاني
إثبات الحسن والقبح فانهم يقولللون بإثبللاته ويصللرحون بنفللي اليجللاب قبللل
الشرع على العبد وبنفي
#أيجاب العقل على الله شيئا البتة كما صرح به كثير من الحنفية والحنابلة
كأبي الخطاب وغيره والشافعية كسعد بن علي الزنجللاني المللام المشللهور
وغيره ولهؤلء في نفللي اليجللاب العقلللي مللن المعرفللة بللالله وثبللوته خلف
فالقوال إذا أربعة ل مزيد عليها #أحدها نفي الحسن والقبح ونفي اليجاب
العقلي في العمليات دون العلميللات كالمعرفللة وهللذا اختيللار أبللي الخطللاب
وغيللره فعللرف أنلله ل تلزم بيللن الحسللن والقبللح وبيللن اليجللاب والتحريللم
العقليين فهذا أحد المقامين #وأما المقام الثاني وهللو انتفللاء اللزم وثبللوته
فللنللاس فيلله ههنللا ثلثللة طللرق #أحللدهما الللتزام ذلللك والقللول بللالوجوب
والتحريم العقليين شاهدا وغائبا وهذا قول المعتزلة وهللؤلء يقولللون بللترتب
الوجوب شاهدا و بترتب المدح والذم عليه وأمللا العقللاب فلهللم فيلله اختلف
وتفصيل ومن أثبته منهم لم يثبته على الوجللوب الثللابت بعللد البعثللة ولكنهللم
يقولون أن العذاب الثابت بعد اليجاب الشرعي نوع آخر غير العذاب الثابت
على اليجاب العقلي وبذلك يجيبون عن النصوص النافية للعذاب قبل البعثة
وأما اليجاب والتحريم العقليان غائبا فهللم مصللرحون بهمللا ويفسللرون ذلللك
باللزوم الذي أوجبته حكمته وحرمته وأنه يستحيل عليه خلفه كمللا يسللتحيل
عليه الحاجة والنوم والتعب واللغوب فهذا معنى الوجوب والمتناع فللي حللق
الله عندهم فهو وجوب اقتضته ذاته وحكمتلله وغنللاه وامتنللاع يسللتحيل عليلله
التصاف به لمنافاته كماله له وغناه قالوا وهذا في الفعال نظير ما يقولللونه
في الصفات أنه يجب له كذا ويمتنع عليه كذا فقولنا نحن في الفعللال نظيللر
قولكم في الصافت ما يجب له منها وما يمتنللع كليلله فكمللا أن ذلللك وجللوب
وامتناع ذاتي يستحيل عليه خلفه فهكللذا مللا تقتضلليه حكمتلله وتأبللاه وجللوب
وامتناع يستحيل عليه الخلل به وان كان مقدورا له لكنه ل يخل بلله لكمللال
حكمته وعلمه وغناه والفرقة الثانيللة منعللت ذلللك جملللة وأحللالت القللول بلله
وجوزت على الللرب تعللالى كللل شلليء ممكللن وردت الحالللة والمتنللاع فللي
أفعاله إلى غير الممكن من المحالت كالجمع بيللن النقيضللين وبللابه فقللابلوا
المعتزلة أشد مقابلة واقتسما طرفي الفراط والتفريط ورد هؤلء الوجللوب
والتحريم الذي جاءت به النصوص إلى مجرد صللدق المخيللر فمللا أخللبر بللأنه
يكون فهو واجللب لتصللديق العلللم لمعلللومه والمخللبر لخللبره وقللد يفسللرون
التحريم بالمتناع عقل كتحريم الظلللم علللى نفسلله فللانهم يفسللرون الظلللم
بالمستحيل لذاته كالجمع بين النقيضين وليس عندهم في المقدور شيء هو
ظلم يتنزه الله عنه مع قدرته عليه لغناه وحكمتلله وعللدله فهللذا قللول هللؤلء
والفرقة الثالثة هم الوسط بين هاتين الفرقتين فان الفرقللة الولللى أوجبللت
على الله شريعة بعقولها وحرمت عليه وأوجبت ما لللم يحرملله علللى نفسلله
ولم يوجبه على نفسه والفرقة الثانية جللوزت عليلله مللا يتعللالى ويتنللزه عنلله
لمنافاته حكمته وحمده وكماله والفرقة الوسط أثبتت له ما أثبته لنفسه من
اليجاب والتحريم الذي هو مقتضى
#أسمائه وصفاته الللذي ل يليللق بلله نسللبته إلللى ضللده لنلله مللوجب كمللاله
وحكمته وعدله ولم تدخله تحت شريعة وضعتها بعقولها كمللا فعلللت الفرقللة
الولى ولم يجوز عليه ما نزه نفسلله عنلله كمللا فعلتلله الفرقللة الثانيللة قللالت
الفرقة الوسط قد أخبر تعالى أنه حرم الظلللم علللى نفسلله كمللا قللال علللى
لسان رسوله يا عبادي أنى حرمت الظلللم علللى نفسللي وقللال ^ ول يظلللم
ربك أحدا ^ وقال ^ وما ربك بظلم للعبيد ^ وقال ^ ول يظلمون فللتيل ^
وقال ^ وما الله يريد ظلما للعباد ^ فأخبر عن تحريمله عللى نفسله ونفلى
عن نفسه فعله وارادته وللناس في تفسير هذا الظلم ثلثللة أقللوال بحسللب
أصولهم وقواعدهم أحدها أن الظلم الذي حرمه وتنزه عن فعله وارادته هللو
نظير الظلم من الدميين بعضللهم لبعللض وشللبهوه فللي الفعللال مللا يحسللن
منهما وما ل يحسن بعباده فضر بواله من قبل أنفسهم المثال وصاروا بذلك
مشبهة ممثلة فللي الفعللال فللامتنعوا مللن إثبللات المثللل العلللى الللذي أثبتلله
لنفسه ثلم ضلربوا لله المثلال ومثللوه فلي أفعلاله بخلقله كملا أن الجهميلة
المعطلة امتنعت من إثبات المثل العلى الللذي أثبتلله لنفسله ثللم ضللربوا للله
المثال ومثلوه في صفاته بالجمادات الناقصة بل بالمعدومات وأهللل السللنة
نزهوه عن هذا وهذا وأثبتوا له ما أثبته لنفسلله مللن صللفات الكمللال ونزهللوه
فيها عن الشبه والمثال فللأثبتوا للله المثللل العلللى ولللم يضللربوا للله المثللال
فكانوا أسعد الطوائف بمعرفته وأحقهم باليمان بلله وبللوليته ومحبتلله وذلللك
فضل الله يؤتيه من يشاء ثم التزم أصحاب هللذا التفسللير عنلله مللن اللللوازم
الباطلة ما ل قبل لهم به #قالوا عن هذا التفسير الباطل أنه تعالى إذا أمللر
العبد ولللم يعنلله بجميللع مقللدوره تعللالى مللن وجللوه العانللة كللان ظالمللا للله
والتزموا لذلك أنه ل يقللدر أن يهللدي ضللال كمللا قللالوا أنلله ل يقللدر أن يضللل
مهتديا وقالوا عنه أيضا أنه إذا أمر اثنين بللأمر واحللد وخللص أحللدهما بإعللانته
على فعل المأمور به كان ظالما وقالوا عنه أيضا أنلله إذا اشللترك اثنللان فللي
ذنب يوجب العقاب فعاقب به أحدهما وعفى عن الخر كان ظالما إلللى غيللر
ذلك من اللوازم الباطلة التي جعلوا لجلها ترك تسويته بين عباده في فضله
وإحسانه ظلما فعارضهم أصحاب التفسير الثاني وقالوا الظلللم المنللزه عنلله
في المور الممتنعة لذاتها فل يجللوز أن يكللون مقللدورا ول أنلله تعللالى تركلله
بمشيئته واختياره وانما هو من باب الجمع بين الضدين وجعل الجسم الواحد
في مكانين وقلب القديم محلدثا والمحلدث قلديما ونحلو ذللك وأل فكلل ملا
يقدره الذهن وكان وجوده ممكنا والرب قادر عليه فليس بظلم سللواء فعللله
أو لم يفعله وتلقى هذا القول عنهم طوائف من أهل العلم وفسروا الحللديث
به وأسندوا ذلك وقووه بآيات وآثار زعموا أنها تدل عليه كقوله ^ أن تعذبهم
فانهم عبادك ^ يعني لم تتصرف في غير ملكللك بللل أن عللذبت عللذبت مللن
تملك وعلى هذا فجوزوا تعذيب كل عبد له ولو كان محسنا ولم
#يروا ذلك ظلما بقوله تعالى ^ ل يسأل عما يفعل وهم يسألون ^ وبقول
النبي أن الله لو عذب أهل سماواته وأهل أرضه لعذبهم وهو غير ظالم لهللم
وبقوله في دعاء الهم والحزن اللهم أنى عبدك وابن عبدك ماض في حكمك
عدل في قضاؤك وبما روى عن اياس بن معاوية قال ما ناظرت بعقلي كللله
أحدا إل القدرية قلت لهم ما الظلم قالوا أن تأخذ ما ليس لك أو أن تتصرف
فيما ليس لك قلت فلله كل شيء والتزم هؤلء عن هذا القول لوازم باطلللة
كقولهم أن الله تعالى يجوز عليه أن يعذب أنبياءه ورسله وملئكته وأوليللاءه
وأهللل طللاعته ويخلللدهم فللي العللذاب اليللم ويكللرم أعللداءه مللن الكفللار
والمشركين والشياطين ويخصهم بجنته وكرامته وكلهما عللدل وجللائز عليلله
وأنه يعلم أنه ل يفعل ذلك بمجرد خبره فصار ممتنعا لخباره أنلله ل يفعللله ل
لمنافاته حكمته ول فرق بين المرين بالنسبة إليه ولكللن أراد هللذا وأخللبر بلله
وأراد الخر وأخبر به فوجب هذا لرادتلله وخللبره وامتنللع ضللده لعللدم إرادتلله
واختياره بأن ل يكون والتزموا له أيضا أنه يجوز أن يعذب الطفللال الللذين ل
ذنب لهم أصل ويخلدهم في الجحيللم وربمللا قللالوا بوقللوع ذلللك فللأنكر علللى
الطائفتين معا أصللحاب التفسللير الثللالث وقللالوا الصللواب الللذي دلللت عليلله
النصوص أن الظلم الذي حرمه الله على نفسه وتنزه عنه فعل وارادة هو ما
فسره به سلف المة وأئمتها أنه ل يحمل المرء سيئات غيره ول يعللذب بمللا
لم تكسب يداه ولم يكن سعى فيه ول ينقص من حسللناته فل يجللازي بهللا أو
ببعضها إذا قارنها أو طرأ عليها ما يقتضللي إبطالهللا أو اقتصللاص المظلللومين
منها وهذا الظلم الذي نفى الله تعالى خوفه عن العبد بقوله ^ ومللن يعمللل
مللن الصللالحات وهللو مللؤمن فل يخللاف ظلمللا ول هضللما ^ قللال السلللف
والمفسرون ل يخاف أن يحمل عليه من سيئات غيره ول ينقص من حسناته
ما يتحمل فهذا هو العقلول ملن الظللم وملن علدم خلوفه وأملا الجملع بيلن
النقيضين وقلب القديم محدثا والمحدث قديما فمما يتنزه كلم آحللاد العقلء
عن تسميته ظلملا وعلن نفلي خلوفه علن العبلد فكيلف بكلم رب العلالمين
وكذلك قوله ^ وما ظلمناهم ولكن كانوا هللم الظللالمين ^ فنفللى أن يكللون
تعذيبه لهم ظلمللا ثللم أخللبر أنهللم هللم الظللالمون بكفرهللم ولللو كللان الظلللم
المنفي هو المحال لم يحسن مقابلة قوله وما ظلمناهم بقللوله ولكللن كللانوا
هم الظالمين بل يقتضللي الكلم أن يقللال مللا ظلمنللاهم ولكللن تصللرفنا فللي
ملكنا وعبيدنا فلما نفى الظلللم عللن نفسلله وأثبتلله لهللم دل علللى أن الظلللم
المنفي أن يعذبهم بغير جرم وأنه إنما عذبهم بجرمهللم وظلمهللم ول تحتمللل
الية غير هذا ول يجوز تحريف كلم الله لنصر المقالت وقال تعالى ^ ومللن
يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فللأولئك يللدخلون الجنللة ول
يظلمون نقيرا ^ ول ريب أن هذا مذكور في سياق التحريض علللى العمللال
الصالحة والستكثار منها فان صاحبها يجزي بها
#ول ينقص منها بذرة ولهذا يسللمى تعللالى مللوفيه كقللوله ^ وانمللا توفللون
أجوركم يوم القيامة ^ وقوله ^ ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلللم بمللا
يفعلون ^ فترك الظلم هو العدل لفعل كل ممكن وعلى هذا قام الحسللاب
ووضع المللوازين القسللط ووزنللت الحسللنات والسلليئات وتفللاوتت الللدرجات
العلى بأهلها والدركات السفلى بأهلها وقال تعالى ^ أن الله ل يظلم مثقال
ذرة ^ أي ل يضيع جزاء من أحسن ولو بمثقال ذرة فللدل علللى أن اضللاعتها
وترك المجازاة بها مع عدم ما يبطلها ظلم يتعالى الله عنه ومعلوم أن تللرك
المجازاة عليها مقدور يتنزه الله عنه لكمال عدله وحكمتلله ول تحتمللل اليللة
قط غير معناها المفهوم منها وقال تعالى ^ من عمل صالحا فلنفسلله ومللن
أساء فعليها ومللا ربللك بظلم للعبيللد ^ أي ل يعللاقب العبللد بغيللر إسللاءة ول
يحرمه ثواب إحسانه ومعلوم أن ذلك مقدور له تعالى وهو نظير قللوله ^ أم
لم ينبأ بما في صحف موسى وإبراهيم الذي وفللي أل تللزر وازرة وزر أخللرى
وأن ليس للنسان إل ما سعى ^ فأخبر انه ليس علللى أحللد فللي وزر غيللره
شيء #وأنه ل يستحق إل ما سعاه وأن هذا هو العدل الذي نزه نفسه عللن
خلفه ^ وقال الذي آمن يا قوم أنى أخاف عليكم مثللل يللوم الحللزاب مثللل
دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الللله يريللد ظلمللا للعبللاد ^
بين أن هذا العقاب لم يكن ظلما من الله للعبللاد بللل لللذنوبهم واسللتحقاقهم
ومعلوم أن المحال الذي ل يمكن ول يكون مقدورا أصللل ل يصلللح أن يمللدح
الممدوح بعدم إرادته ول فعله ول يحمد على ذلك وانما يكللون المللدح بللترك
الفعال لمن هو قادر عليها وأن يتنزه عنها لكماله وغناه وحمللده وعلللى هللذا
يتم قوله أنى حرمت الظلم على نفسي وما شللاكله مللن النصللوص فامللا أن
يكون المعنى أنى حرمت على نفسي ما ل حقيقة له وما ليس بممكن مثللل
خلللق مثلللى ومثللل جعللل القللديم محللدثا والمحللدث قللديما ونحللو ذلللك مللن
المحالت ويكون المعنى أنى أخبرت عن نفسي بلأن ملا ل يكلون مقللدورا ل
يكون منى فهذا مما يتيقن المنصف أنه ليس ملرادا فلي اللفلظ قطعلا وأنله
يجب تنزيه كلم الله ورسوله عن حملة على مثل ذلك قالوا وأما استدللكم
بتلك النصوص الدالة على أنه سبحانه أن عذبهم فانهم عباده وأنه غير ظالم
لهم وأنه ل يسأل عما يفعل وأن قضاءه فيهم عدل بمناظرة ايللاس للقدريللة
فهذه النصوص وأمثالها كلها حللق يجللب القللول بموجبهللا ول تحللرف معانيهللا
والكل من عند الله ولكن أي دليل فيها يدل على أنلله تعللالى يجللوز عليلله أن
يعذب أهل طاعته وينعم أهل معصيته وأنه يعذب بغير جرم ويحرم المحسن
جزاء عمله ونحو ذلللك بللل كلهللا متفقللة متطابقللة دالللة علللى كمللال القللدرة
وكمال العدل والحكمة فالنصوص التي ذكرناها تقتضي كمال عدله وحكمتلله
وغناه ووضعه العقوبة والثواب مواضللعهما وأنلله ل يعللدل بهمللا عللن سللننهما
والنصوص التي ذكرتموها تقتضي كمال قللدرته وانفللراده بالربوبيللة والحكللم
وأنه ليس فوقه آمر ول ناه يتعقب أفعاله بسؤال وأنه
#لو عذب أهل سماواته وأرضه لكان ذلك تعذيبا لحقه عليهم وكانوا إذ ذاك
مستحقين للعذاب لن أعمالهم ل تفي بنجاتهم كما قال النبي لن ينجى أحدا
منكم عمله قالوا ول أنللت يللا رسللول الللله قللال ول أنللا إل أن يتغمللدني الللله
برحمة منه وفضل فرحمته لهم ليست في مقابلة أعمالهم ول هي ثمنللا لهللا
فإنها خير منها كما قال في الحديث نفسه ولللو رحمهللم لكللانت رحمتلله لهللم
خيرا لهم من أعمالهم أي فجمع بيللن المريللن فللي الحللديث أنلله لللو عللذبهم
لعذبهم باستحقاقهم ولم يكن ظالما لهم وأنه للو رحمهللم لكللان ذللك مجلرد
فضله وكرمه ل بأعمالهم إذ رحمته خير من أعمالهم فصلوات الللله وسلللمه
على من خرج هذا الكلم أول من شللفتيه فللانه أعللرف الخلللق بللالله وبحقلله
وأعلمهم به وبعدله وفضله وحكمته وما يستحقه على عباده وطاعللات العبللد
كلها ل تكون مقابلة لنعم الللله عليهللم ول مسللاوية لهللا بللل ول للقليللل منهللا
فكيف يستحقون بها على الله النجاة وطاعة المطيع ل نسبة لهللا إلللى نعمللة
من نعم الله عليه فتبقى سائر النعم تتقاضاه شكرا والعبد ل يقوم بمقللدوره
الذي يجب لله عليه فجميع عباده تحت عفوه ورحمته وفضله فما نجا منهللم
أحدا إل بعفوه ومغفرته ول فللاز بالجنللة إل بفضللله ورحمتلله وإذا كللانت هللذه
حال العباد فلو عذبهم لعذبهم وهو غير ظالم لهم ل لكونه قادرا عليهم وهللم
ملكه بل لستحقاقهم ولو رحمهم لكان ذلك بفضله ل بأعمالهم #وأما قوله
فانهم عبادك فليس المراد به أنك قادر عليهم مالك لهم وأي مللدح فللي هللذا
ولو قلت لشخص أن عذبت فلنا فانك قادر علللى ذلللك أي مللدح يكللون فللي
ذلك بل في ضمن ذلك الخبللار بغايللة العللدل وأنلله تعللالى أن عللذبهم فللانهم
عباده الذين أنعم عليهم بإيجادهم وخلقهم ورزقهم وإحسانه إليهم ل بوسيلة
منهم ول في مقابلة بذل بذلوه بل ابتدأهم بنعملله وفضللله فللإذا عللذبهم بعللد
ذلك وهم عبيده لم يعذبهم إل بجرمهم واستحقاقهم وظلمهم فان مللن أنعللم
عليهم ابتداء بجلئل النعم كيف يعذبهم بغير استحقاق أعظم النقللم #وفيلله
أيضا أمر آخر ألطف من هللذا وهللو أن كللونهم عبللاده يقتضللي عبللادته وحللده
وتعظيمه واجلله كما يجل العبد سيده ومالكه الذي ل يصل إليه نفع إل على
يده ول يدفع عنه ضرا إل هو فإذا كفروا به أقبح الكفللر وأشللركوا بلله أعظللم
الشرك ونسبوه إلى كل نقيصة ممللا تكللاد السللموات يتفطللرن منلله وتنشللق
الرض وتخر الجبال هدا كللانوا أحللق عبللاده وأولهللم بالعللذاب والمعنللى هللم
عبادك الذين أشركوا بك وعلدلوا بلك وجحلدوا حقلك فهلم عبلاد مسلتحقون
للعذاب وفيه أمر آخر أيضللا لعللله ألطللف ممللا قبللله وهللو أن تعللذبهم فللانهم
عبادك وشأن السيد المحسن المنعم أن يتعطف على عبده ويرحملله ويحنللو
عليه فإن عذبت هؤلء وهم عبيدك ل تعذبهم إل باستحقاقهم وإجرامهللم وأل
فكيف يشقى العبد بسيده وهو مطيع له متبع لمرضاته فتأمل هللذه المعللاني
ووازن بينها وبين قوله من يقول أن تعذبهم فأنت الملك القادر وهم
#والتكذيب ولهذا قسم الفقهاء وغيرهم اليمين إلي موجب للحظللر والمنللع
أو التصديق والتكذيب قالوا وإذا كان معقول من العبللد أن يكللون طالبللا مللن
نفسه فتكون نفسه طالبة منها لقوله تعالى ^ أن النفس لمارة بالسللوء ^
وقوله ^ وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ^ مع كون العبللد
له آمر وناه فوقه فالرب تعالى الذي ليس فوقه آمر ول ناه كيف يمتنللع منلله
أن يكون طالبا من نفسه فيكتب على نفسه ويحق على نفسه ويحرم علللى
نفسه بل ذلك أولى وأحرى في حقه من تصوره في حق العبد وقد أخبر بلله
عن نفسه وأخبر به رسوله #قالوا وكتابه ما كتبه على نفسلله وإحقللاقه مللا
حقه عليها متضمن لرادته ذلك ومحبته للله ورضللاه بلله وأنلله ل بللد أن يفعللله
وتحريمه ما حرمه على نفسه متضمن لبغضه لذلك وكراهته له وأنه ل يفعله
ول ريب أن محبته لمللا يريللد أن يفعللله ورضللاه بلله يللوجب وقللوعه بمشلليئته
واختياره وكراهته للفعل وبغضه له يمنع وقوعه منه مع قدرته عليه لللو شللاء
وهذا غير ما يحبه من فعل عبده ويكرهه منه فذاك نوع وهللذا نللوع ولمللا لللم
يميز كثير من الناس بين النللوعين وأدخلوهمللا تحللت حكللم واحللد اضللطربت
عليهم مسائل القضاء والقدر والحكم والتعليل وبهذا التفصيل سفر لك وجلله
المسئلة وتبلج صبحها ففرق بين فعللله سللبحانه الللذي هللو فعللله وبيللن فعللل
عباده الذي هو مفعوله فمحبته تعالى وكراهته للول توجب وقوعه وامتنللاعه
وأما محبته وكراهته للثاني فل توجب وقوعه ول امتناعه فانه يحللب الطاعللة
واليمان من عباده كلهم وان لم تكن محبته موجبة لطاعتهم وأيمانهم جميعا
إذا لم يحب فعله الذي هو إعانتهم وتوفيقهم وخلق ذلك لهم ولو أحللب ذلللك
لستلزم طاعتهم وأيمانهم ويبغض معاصيهم وكفرهللم وفسللوقهم ولللم تكللن
هللذه الكراهللة والبغللض مانعللة مللن وقللوع ذلللك منهللم إذ لللم يكللره سللبحانه
خذلنهم واضللهم لما له في ذلك من الغايات المحبوبة التي فواتها يسللتلزم
فوات ما هو أحب إليه من إيمانهم وطللاعتهم وتعقللل ذلللك ممللا يقصللر عنلله
عقول أكثر الناس وقد أشرنا إليه فيما تقدم من الكتاب فالرب تعالى يحللب
من عباده الطاعة واليمان ويحب مع ذلللك مللن تضللرعهم وتللذللهم وتللوبتهم
واستغفارهم ومن توبته ومغفرتله وعفللوه وصلفحه وتجلاوزه ملا هللو ملللزوم
لمعاصيهم وذنوبهم ووجود الملزوم بدون لزمه ممتنع وإذا عقل هذا في حق
المللذنبين فيعقللل مثللله فللي حللق الكفللار وان خلقهللم واضللللهم لزم لمللور
محبوبة للرب تعالى لم تكن تحصل إل بوجود لزمها إذ وجود الملزوم بللدون
لزمه ممتنع فكانت تلك المور المحبوبة والغايات المحمللودة متوقفللة علللى
خلقهم واضللهم توقف الملزوم على لزمة وهذا فصل معترض لم يكن من
غرضنا وان كان أهم مما سقنا الكلم لجله ونكتة المسألة الفرق بين ما هو
فعل له تستلزم محبته وقوعه منه وبين ما هو مفعول للله ل تسللتلزم محبتلله
له وقوعه
من عبده وإذا عرف هذا فالظلم والكفر والفسوق والعصيان وأنواع الشرور
واقعة في مفعولته المنفصلة التي ل يتصف بها دون أفعاله القائمة به ومللن
انكشف له لهذا المقللام فهللم معنللى قللوله والشللر ليللس إليللك فهللذا الفللرق
العظيم يزيل أكثر الشبه التي حارت لهللا عقللول كللثير مللن النللاس فللي هللذا
الباب وهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بأذنه والله يهدي من
يشاء إلي صراط مستقيم فما في مخلوقللاته ومفعللولته تعللالى مللن الظلللم
والشر فهو بالنسبة إلي فاعله المكلف الذي قام به الفعل كما أنلله بالنسللبة
إليه يكون زنا وسرقة وعدوانا وأكل وشربا ونكاحا فهو الزاني السارق الكلل
الناكح والله خالق كل فاعل وفعله وليست نسبة هللذه الفعللال إلللي خالقهللا
كنسبتها إلي فاعلها الذي قلامت بله كملا أن نسلبة صلفات المخلللوقين إليله
كطوله وقصره وحسنه وقبحه وشكله ولونه ليست كنسبتها إلي خالقها فيلله
فتأمل هذا الموضع واعط الفرق حقه وفرق بين النسبتين فكمللا أن صللفات
المخلوق ليست صفات لله بوجه وان كان هو خالقها فكذلك أفعللاله ليسللت
أفعال لله تعالى ول إليه وان كان هو خالقها فلنرجع الن إلي ما نحن بصدده
فنقول المر الذي كتبه علللى نفسلله مسللتحق عليلله الحمللد والثنللاء ويتعللالى
ويتقدس عن تركه إذ تركه مناف للثناء والحمد الذي يستحقه عليلله متضللمنا
لما يستحق لذاته وهذا بحمد الله بيللن عنللد مللن أوتللى العلللم واليمللان وهللو
مستقر في فطرهم ل ينسللخه منهللا شللبهات المبطليللن وهللذا الموضللع ممللا
خفى على طائفتي القدرية والجبرية فخبطوا في عشواء وخبطللوا فللي ليلللة
ظلماء والله الموفق الهادي للصواب
فصل وقد ظهر بهذا بطلن قول طائفتين معا الذين وضعوا لله شريعة
بعقولهم أوجبوا عليه وحرموا منها ما لم يوجبه على نفسه ولم يحرمه على
نفسه وسووا بينه وبيللن عبللاده فيمللا يحسللن منهللم ويقبللح وبللذلك اسللتطال
عليهم خصومهم وأبدوا مناقضتهم وكشفوا عوراتهم وبينوا فضائحهم وكللذلك
بطلن قول الطائفة التي جوزت عليه كل شلليء وأنكللرت حكمتلله وجحللدت
في الحقيقة ما يستحقه من الحمد والثناء على مللا يفعللله ممللا يمللدح بفعللله
وعلى ترك ما يتركه مع قدرته عليه مما يمدح بتركه وجعلت النوعين واحللدا
ول فرق عندهم بالنسبة إليه تعالى بين فعل ما يملدح بفعللله وبيللن تركله ول
بين ترك ما يمدح بتركه وبيللن فعللله وبهللذا تسلللط عليهللم خصللومهم وأبللدوا
مناقضتهم وبينوا فضائحهم قال المتوسطون وأما نحن فل يلزمنا شلليء مللن
هذه الفضائح والباطيل فانا لم نوافق طائفللة مللن الطللائفتين علللى كللل مللا
قالته بل وافقنا كل طائفة فيما أصابت فيه الحق وخالفناها فيما خالفت فيه
الحق فكنا أسعد به من الطائفتين ولله المنة والفضل هذا قولنا قد أوضحناه
في هذه المسألة غاية اليضاح وأفصحنا عنه بملا أمكننلا ملن الفصلاح فملن
وجد سبيل إلى
#المعارضة أو رام طريقا إلي المناقضة فليبدها فانا مللن وراء الللردة عليلله
وإهداء عيوب مقللالته إليلله ونحللن نعلللم أنلله ل يللرد علينللا مقالتنللا إل بإحللدى
المقالتين اللتين كشفنا عن عوارهما وبينللا فسللادهما فليسللتر عللورة مقللالته
ويصلح فسادها ويرم شللعثها ثللم ليلللق خصللومه بهللا فالمحاكمللة إلللي النقللل
الصريح والعقل الصحيح والله المستعان #الللوجه الثللاني والسللتون قللولكم
الوجوب والتحريم بدون الشللرع ممتنللع لنلله لللو ثبللت لقللامت الحجللة بللدون
الرسل والله سبحانه إنما أقام حجتلله برسللله إلللى آخللره فيقللال ل ريللب أن
الوجوب والتحريم اللذين هما متعلق الثواب والعقللاب بللدون الشللرع ممتنللع
كما قررتموه والحجة إنما قامت علللى العبللاد بالرسللل ولكللن هللذا الوجللوب
والتحريم بمعنى حصول المقتضى للثواب والعقاب وان تخلف عنلله مقتضللاه
لقيام مانع أو فوات شرط كما تقدم تقريره وقد قال تعالى ولول أن تصيبهم
مصيبة بما قدمت أيديهم فيقولوا ربنا لو ل أرسلت الينللا رسللول فنتبللع آياتللك
ونكون من المؤمنين فأخبر تعالى أن ما قدمت أيديهم سبب لصابة المصيبة
إياهم وأنه سبحانه أرسل رسوله وأنزل كتابه لئل يقولللوا ربنللا لللو ل أرسلللت
الينا رسول فنتبع آياتك فدلت الية على بطلن قول الطائفتين جميعللا الللذين
يقولون أن أعمالهم قبل البعثة ليست قبيحة لللذاتها بللل إنمللا قبحللت بللالنهي
فقط والذين يقولون أنها قبيحة ويستحقون عليها العقوبة عقل بللدون البعثللة
فنظمت الية بطلن قول الطائفتين ودلت على القول الوسط الذي اخترناه
ونصرناه أنها قبيحة في نفسها ول يسللتحقون العقللاب إل بعللد إقامللة الحجللة
بالرسالة فل تلزم بين ثبوت الحسن والقبح العقليين وبين استحقاق الثللواب
والعقاب فالدلة إنما اقتضلت ارتبلاط الثلواب والعقلاب بالرسلالة وتوقفهملا
عليها ولم تقتض توقف الحسن والقبح بكل اعتبار عليها وفرق بيللن المريللن
#الوجه الثالث والستون قولكم كيف يعلم أنه سبحانه يجب عليه أن يمللدح
ويذم ويثبت ويعاقب على الفعل بمجرد العقل وهل ذلللك إل غيللب عنللا فيمللا
يعرف أنه رضى عن فاعل وسخط على فاعل وأنه يللثيب هللذا ويعللاقب هللذا
ولم يخبر عنه بذلك مخبر صادق ولدل على مواقع رضاه وسخطه عقللل ول
أخبر عن معلومه ومحكومه مخيللر فلللم يبللق إل قيللاس أفعللاله علللى أفعللال
عبللاده وهللو مللن أفسللد القيللاس فللانه ليللس كمثللله شلليء فيقللال هللذا لزم
للمعتزلة ومن وافقهللم حيللث يوجبللون علللى الللله ويحرمللون بالقيللاس علللى
عباده ول ريب أن هذا من أفسد القياس وأبطله ولكن مللن أيللن ينفللى ذلللك
إثبات صفات أفعال اقتضللت حسللنها وقبحهللا عقل ولللم يعلللم ترتللب الثللواب
والعقاب عليها إل بالرسالة كما نصرناه فأنتم معاشر النفللاة سلللبتم الفعللال
خواصها وصفاتها التي ل تنفك عنها ول تغفللل مجللردة عنهللا أبللدا وظننتللم أن
قول المعتزلة الباطل في ايجابها وتحريمها على الللله ل يتللم إل بهللذا النفللي
فأخطاتم في المرين
#معا فان بطلن قولهم ل يتوقف على نفي الحسن والقبح ونفيهمللا باطللل
وخصومكم من المعتزلة أثبتوا لله شريعة عقلية أوجبللوا عليلله فيهللا وحرمللوا
بمقتضللى عقللولهم وظنللوا أنهللم ل يمكنهللم إثبللات الحسللن والقبللح إل بللذلك
فأخطئوا في المرين معا فان الله تعالى كما ل يقاس بعبللاده فللي أفعللاله ل
يقاس بهم في ذاته وصفاته فليس كمثله شيء في ذاتلله ول فللي صللفاته ول
في أفعاله واثبات الحسن والقبح ل يستلزم هذا اليجاب والتحريللم العقلييلن
فليتأمل اللبيب هذه الدقائق التي هللي مجللامع مآخللذ الفللرق فيهللا يتللبين أن
الناس إنما تكلموا في حواشي المسألة ولم يخوضوا لجتها ويقتحموا غمرتها
والله المستعان وأما إلزامكم لخصومكم من المعتزلة تلك اللوازم فل ريللب
أنهلا مسلتلزمة لبطلن قلولهم ملع أضلعافها ملن الللوازم اللتي تلبين فسلاد
مذهبهم ونحن مساعدوكم عليها كما ل محيد لهم عن الزاماتكم فمنهلا أنكلم
سددتم على أنفسكم طريق الستدلل بالمعجزة عللى النبللوة حيلث جلوزتم
على الله أن يؤيد الكذاب كما يؤيد الصادق وعندكم أن كل المريللن بالنسللبة
إليه تعالى سواء ولم تعتذروا عن هذا اللزام المقابل لسائر الزاماتكم بعللذر
صحيح وهذه أعذاركم مسطورة في الصحائف ومنها الزمللام الفحللام ونفللى
المكلف النظر في المعجزة لعدم الوجوب عقل واعتللذاركم عللن هللذا الللزام
بأن الوجوب ثابت نظر أو لم ينظر اعتذار يبطل أصلكم فللان ثبللوت الوجللود
بدون نظر المكلف لو كان شرعيا لتوقف علللى الشللرع المتوقللف فللي حللق
المكلف على النظللر فلي المعجلزة فلمللا ثبللت الوجللوب وان لللم ينظللر فللي
المعجزة علم أن الوجوب عقلي ل يتوقف على ثبوت الشللرع فللان قيلل هلو
ثابت في نفس المر على تقدير ثبوت الرسالة قيل فحينئذ يعود اللزام وهو
أنه ل ينظر حتى يجب ول يجب حتى تثبت الرسالة ول تثبت حتى ينظر ولهذا
عدل من عدل لي مقابلة هذا اللللزام بمثللله وقللالوا هللذا لزم للمعتزلللة لن
الوجوب عندهم نظري وهذا ل يغني شيئا ول يدفع اللزام المذكور بل غللايته
مقابلة الفاسد بمثله وهو ل يجللدي فللي دفللع اللللزام شلليئا وهللذا يللدل علللى
بطلن المقالتين وأما نحن فلنا في دفع هذا اللللزام عشللرة مسللالك وليللس
هللذا موضللع هللذه المسللألة وانمللا المقصللود أن المعتزلللة ألزمللت نظيللر مللا
ألزموهم به ومنها إلزام التعطيل للشرائع جملة وقد تقدم بيللانه قريبللا حيللث
بينا أن متعلق المر والنهي إنما هو فعل العبد الختياري فإذا بطل أن يكللون
له فعل اختياري بطل متعلق المر والنهللي فلزملله بطلن المللر والنهللي لن
وجوده بدون متعلقه محال إلى سائر تلللك اللللوازم الللتي أسلللفناها قبللل فل
نطيل بإعادتها قالوا أما نحن فل يلزمنا شيء من هذه اللوازم من الطرفيللن
فانا لم نسلك واحدا من الطريقين فل سبيل لحدى الطللائفتين إلللي إلزامنللا
بلزم واحد باطل ولله الحمد فمن رام ذلك فليبده #فان قيل فمن أصلللكم
إثبات التعليل والحكمة في الخلق والمر فما تصنعون
#بهذه اللوازم التي ألزمناها المعتزلة وماذا جوابكم عنها إذا وجهناها إليكللم
قيل ل ريب أنا نثبت لله ما أثبته لنفسلله وشللهدت بلله الفطللر والعقللول مللن
الحكمة في خلقه وأمره ونقول أن كل ما خلقه وأمللر بلله خلقلله فيلله حكمللة
بالغة وآيات باهرة لجلها خلقه وأمللر بلله ولكللن ل نقللول أن لللله تعللالى فللي
خلقو وأمره كله حكمة مماثلة لمللا للمخلللوق مللن ذلللك ول مشللابهة للله بللل
الفرق بين الحكمتين كالفرق ين الفعلين وكللالفرق بيللن الوصللفين والللذاتين
فليس كمثله شيء في وصفه ول في فعله ول فللي حكمللة مطلوبللة للله مللن
فعله بل الفرق بيللن الخللالق والمخلللوق فللي ذلللك كللله أعظللم فللرق وأبينلله
وأوضلحه عنلد العقلول والفطلر وعللى هلذا فجميلع ملا ألزمتملوه لصلحاب
الصلح والصلح بل وأضعافه وأضعاف أضعافه لله فيه حكمللة يختللص بهللا ل
يشاركه فيها غيره ولجلها حسن منه ذلك وقبللح مللن المخلللوق لنتفللاء تلللك
الحكمة في حقه وهذا كما يحسن منه تعالى مدح نفسه والثناء علللى نفسلله
وان قبح من أكثر خلقه ذلك ويليق بجلله الكبرياء والعظمة ويقبح من خلقه
تعاطيهما كما روى عنلله رسللول الللله الكبريللاء ازاري والعظمللة ردائي فمللن
نازعني واحدا منهما عذبته وكما يحسن منه إماتة خلقه وابتلؤهم وامتحانهم
بأنواع المحن ويقبح ذلك من خلقه وهذا أعظم مللن أن نللذكر أمثلتلله فليللس
بين الله وبين خلقه جامع يوجب أن يحسن منه ما حسن منهم ويقبح منه ما
قبح منهم وانما تتوجه تلك اللزامات إلى من قاس أفعال الله بأفعال عبللاده
وأما من أثبت له حكمة تختص به ل تشبه مللا للمخلللوقين مللن الحكمللة فهللو
عن تلك اللزامات بمعزل ومنزله منها أبعللد منللزل ونكتللة الفللرق أن بطلن
الصلح والصلللح ل يسللتلزم بطلن الحكمللة والتعليللل والللله الموفللق الللوجه
الثالث والستون قللولكم أنتللم فتحتللم بهللذه المسللألة طريقللا للسللتغناء عللن
النبوات وسلطتم عليكم بها الفلسفة والبراهمة والصابئة وكل منكر للنبوات
فان هذه المسألة باب بيننا وبينهم فللأنكم إذا زعمتللم أن فللي العقللل حاكمللا
يحسن ويقبح ويوجب ويحرم ويتقاضى الثواب والعقاب لم تكن الحاجة إلللي
البعثة ضرورية لمكان الستغناء عنها فهذا الحاكم إلى آخللره قللال المثبتللون
هذا كلم هائل وهو عند التحقيق باطل لو أنصف مللورده لعلللم انللا وهللو كمللا
قال الول رمتني بلدائها وانسللت وقلد بينلا أن النفلاة سلدوا عللى أنفسلهم
طريق إثبات النبوة بإنكارهم هذه المسألة وقالوا انلله يحسللن مللن الللله كللل
شيء حللتى إظهللار المعجللزة علللى يللد الكللاذب ول فللرق بالنسللبة إليلله بيللن
إظهارها على يد الصادق ويد الكاذب وليس في العقل ما يدل على استحالة
هذا وجواز هذا وتوقف معرفته على السمع ل سيما إذا انضم إلى ذلك إنكللار
كون العبد فاعل مختارا البتة فان ذلك يسللد البللاب جملللة لن متعلللق المللر
والنهي إنما هو أفعال العباد الختيارية فمن ل فعل له ول اختيار أصل فكيللف
يعقل أن يكون مأمورا منهيا وقد تقدم حديث الفحام وعجزكم
#عن الجواب عنه قالوا وأمللا نحللن فانلا سللهلنا بلذلك الطريللق إلللي إثبللات
النبوات بل ل يمكن إثباتها إل بالعتراف بهذه المسالة فانه إذا ثبللت أن مللن
الفعال حسنا ومنها قبيحا وأن إظهار المعجللزة علللى يللد الكللاذب قبيللح وأن
الله يتعالى ويتقدس عن فعل القبائح علمنا بذلك صحة نبوة من اظهللر الللله
على يديه اليات والمعجزات وأما أنتم فللأنكم ل يمكنكللم العلللم بللذلك قللالوا
وكذلك نحن قلنا أن العبد فاعل مختار لفعله وأوامر الشرع ونواهيه متوجهللة
إلي مجرد فعله الختياري القائم به وهو متعلق الثللواب والعقللاب وأمللا أنتللم
فل يمكنكم ذلك لن تلك الفعال عندكم هي فعل الله في العبد لصنع للعبللد
فيها أصل فكيف يتوجه أمر الشرع ونهيه إلي غير فاعل بل يؤمر وينهللى بمللا
ل قدرة له عليه البتة بل بفعل غيره قالوا فليتدبر المنصف هذا المقلام فلانه
يتبين له أنه سد على نفسه طريق النبوات وفتح بلاب السللتغناء عنهللا قلالوا
وأيضا فان الله سبحانه فطر عباده على الفرق بين الحسن والقبيللح وركللب
في عقولهم إدراك ذلك والتمييز بين النوعين كما فطرهم علللى الفللرق بيللن
النافع والضار والملئم لهم والمنافر وركب في حواسهم إدراك ذلك والتمييز
بين أنواعه والفطرة الولى هي خاصة النسان التي تميز بها عن غيللره مللن
الحيوانات وأما الفطرة الثانية فمشللتركة بيللن أصللناف الحيللوان وحجللة الللله
عليلله إنمللا تقللوم بواسللطة الفطللرة الولللى ولهللذا اختللص مللن بيللن سللائر
الحيوانات بإرسللال الرسللل إليلله وبللالمر والنهللي والثللواب والعقللاب فجعللل
سبحانه في عقله ما يفرق بين الحسن والقبح وما ينبغللي إيثللاره ومللا ينبغللي
اجتنابه ثم أقام عليه حجته برسالته بواسطة هذا الحاكم الذي يتمكن به مللن
العلم بالرسالة وحسن الرسال وحسن ما تضمنه من المور وقبللح مللا نهللى
عنه فانه لو ل ما ركب في عقله من إدراك ذلللك لمللا أمكنلله معرفللة حسللن
الرسالة وحسن المأمور وقبللح المحظللور ولهللذا قلنللا أن مللن أنكللر الحسللن
والقبح العقليين لزمه إنكار الحسللن والقبللح للشللريعة وان زعللم أنلله مقربلله
فان أخبار الشرع عن العقل بأنه حسللن أو قبيللح مطللابق لكللونه فللي نفسلله
كذلك فإذا كان في نفسه ليس بحسن ول قبيح فان هذا الخبر ل مخبر له إل
مجرد تعلق افعل أو ل تفعل به وهذا التعليق عنللدكم جللائز أن يكللون بخلف
ما هو به وان يتعلق الطلب بالمنهي عنلله والنهللي بالمللأمور بلله والتعلللق لللم
يجعله حسنا ول قبيحا بل غايته أن جعل الفعللل ملأمورا منهيللا فعللاد الحسللن
والقبح إلي مجرد كونه مأمورا منهيا ول فرق عندكم بالنظر إلي ذات الفعللل
بين النوعين بل ما كان مأمورا يجلوز أن يقلع منهيلا وبلالعكس فلللم يكشلف
المر والنهي صفة حسن ول قبح أصل فل حسن ول قبللح إذا عقل ول شللرعا
وانما هو تعلق الطلب بالفعل والترك وهذا مما لخلص منلله إل بللالقول بللأن
للفعال خواص وصفات عليها في أنفسها اقتضللت أن يللؤمر بحسللنها وينهللى
عن سيئها ويخبر عن حسنها بما هو عليه ويخبر غيره بقبحها مما نكون عليه
#فيكون للخبر مخبر ثابت في نفسه والمر والنهي متعلق ثابت في نفسلله
قالوا فعلمه من العقل محسن الحسن وقبح القبيح ثم علمه بللأن مللا أمللرت
به الرسل هو الحسن وما نهت عنه هو القبيللح طريللق إلللي تصللديق الرسللل
وأنهم جاؤا بالحق من عند الله ولهذا قللال بعللض العللراب وقللد سللئل بمللاذا
عرفت أن محمدا رسول الله فقال ما أمر بشيء فقال العقل ليته نهى عنلله
ول نهى عن شيء فقال العقل ليته أمر به أفل ترى هذا العرابي كيف جعل
مطابقة الحسللن والقبللح الللذي ركللب الللله فللي العقللل ادراكلله لمللا جللاء بلله
الرسول شاهدا علللى صللحة رسللالته وعلمللا عليهللا ولللم يقللل أن ذلللك يقبللح
طريق الستغناء عن النبوة بحاكم العقل قالوا أيضللا فهللذا إنمللا يلللزم أن لللو
قيل بأن ما جاءت به الرسللل ثللابت فللي العقللل إدراكلله مفصللل قبللل البعثللة
فحينئذ يقال هذا يفتح باب الستغناء عن الرسالة ومعلوم أن إثبللات الحسللن
والقبللح العقلييللن ل يسللتلزم هللذا ول يللدل عليلله بللل غايللة العقللل أن يللدرك
بالجمال حسن ما أتى الشرع بتفضيله أو قبحه فيدركه العقللل جملللة ويللأتي
الشرع بتفصيله وهذا كما أن العقل يدرك حسن العدل وأما كون هذا الفعللل
المعين عدل أو ظلما فهذا مما يعجز العقل عن إدراكه في كللل فعللل وعقللد
وكذلك يعجز عن إدراك حسن كل فعل وقبح وان تأتي الشرائع بتفصيل ذلك
وتبينه وما أدركه العقل الصريح مللن ذلللك أتللت الشللرائع بتقريللره ومللا كللان
حسنا في وقت قبيحا في وقت ولم يهتد العقل لوقت حسنه من وقت قبحه
أتت الشرائع بالمر به في وقت حسنه وبالنهي عنه في وقت قبحلله وكللذلك
الفعل يكون مشتمل على مصلحة ومفسدة ول تعلم العقول مفسدته أرجللح
أم مصلحته فيتوقف العقل في ذلك فتأتي الشرائع ببيان ذلك وتللأمر براجللح
المصلحة وتنهى عن راجح المفسدة وكذلك الفعللل يكللون مصلللحة لشللخص
مفسدة لغيره والعقل ل يدرك ذلك فتأتي الشرائع ببيانه فتللأمر بلله مللن هللو
مصلحة له وتنهى عنه من حيث هو مفسدة فللي حقلله وكللذلك الفعللل يكللون
مفسدة في الظاهر وفي ضلمنه مصللحة عظيملة ل يهتلدي إليهلا العقلل فل
يعلم إل بالشرع كالجهاد والقتل في الله ويكون فللي الظللاهر مصلللحة وفللي
ضمنه مفسدة عظيمة ل يهتدي إليها العقل فتجيللء الشللرائع ببيللان مللا فللي
ضمنه من المصلحة والمفسدة الراجحللة هللذا مللع أن مللا يعجللز العقللل عللن
إدراكه من حسن الفعال وقبحها ليس بدون ما تدركه من ذلك فالحاجة إلي
الرسل ضرورية بل هي فوق كل حاجة فليس العالم إلي شيء أحللوج منهللم
إلي المرسلين صلوات الله عليهم أجمعين ولهذا يذكر سللبحانه عبللاده نعملله
عليهم برسوله ويعد ذلك عليهم من أعظم المنللن منلله لشللدة حللاجتهم إليلله
ولتوقف مصالحهم الجزئية والكلية عليه وأنه لسعادة لهم ول فلح ول قيللام
إل بالرسل فإذا كان العقل قد أدرك حسن بعض الفعال وقبحها فمن
#أين له معرفة الله تعالى بأسمائه وصفاته والية التي تعرف بها الله إلللي
عباده على السنة رسله و من أين للله معرفللة تفاصلليل شللرعه ودينلله الللذي
شللرعه لعبللاده ومللن أيللن للله تفاصلليل مواقللع محبتلله ورضللاه و سللخطه #
وكراهته ومن أين له معرفة تفاصيل ثوابه وعقابه وما أعد لوليائه ومللا اعللد
لعدائه ومقادير الثواب والعقاب وكيفيتهما ودرجاتهما ومللن أيللن للله معرفللة
الغيب الذي لم يظهر الله عليه أحدا من خلقه إل من ارتضاه من رسله إلللي
غير ذلك مما جاءت به الرسل وبلغته عن الله وليس في العقل طريللق إلللي
معرفته فكيف يكون معرفة حسن بعض الفعال و قبحها بالعقللل مغنيللا عملا
جاءت به الرسل فظهللر أن مللا ذكرتمللوه مجللرد تهويللل مشللحون بالباطيللل
والحمد لله #وقد ظهر بهذا القصور الفلسفة في معرفة النبوات وأنهللم ل
علم عندهم بها إل كعلم عوام الناس بما عنللدهم مللن ألعقليللات بللل علمهللم
بالنبوات وحقيقتها وعظم قدرها وما جاءت به اقللل بكللثير مللن علللم العامللة
بعقلياتهم فهم عللوام بالنسللبة إليهللا كمللا أن مللن لللم يعللرف علللومهم عللوام
بالنسبة إليهم فلول النبوات لم يكن في العالم علم نافع البتة ول عمل صالح
ول صلللح فللي معيشللته و ل قللوام لمملكللة ولكللان النللاس بمنزلللة البهللائم
والسباع العادية والكلب الضارية التي يعدو بعضها على بعض وكل دين فللي
العالم #فمن آثار النبوة وكل شيء وقع في العالم أو سيقع فبسللبب خفللاء
آثار النبوة ودروسها فالعالم حينئذ روحه النبوة ول قيام للجسد بللدون روحلله
ولهذا إذا تم انكساف شمس النبوة من العللالم ولللم يبللق فللي الرض شلليء
من أثارها البتة انشقت سماؤه وانتثرت كللواكبه وكللورت شمسلله وخسللفت
قمره ونسفت جباله وزلزلت أرضه وأهلك من عليها فل قيام للعالم إل بأثلار
النبوة ولهذا كان كل موضع ظهرت فيه آثار النبوة فأهله أحسن حال وأصلللح
بال من الموضع الذي يخفى فيه آثارها وبالجملة فحاجللة العللالم إلللي النبللوة
أعظم من حاجتهم إلي نور الشمس وأعظم من حاجتهم إلي المللاء والهللواء
الذي ل حياة لهم بدونه #
فصل وأما ما ذكره الفلسفة من مقصود الشرائع وان ذلك لستكمال
النفس قوى العلم والعمل والشرائع ترد بتمهيد ما تقرر في العقل بتعللبيره
إلي آخره فهذا مقام يجب العتناء بشأنه و أن ل نضرب عنلله صللفحا فنقللول
للناس في المقصود بالشرائع والوامر و النواهي أربعة طرق :أحدها طريق
من يقول أن الفلسفة وأتباعهم من المنتسبين إلي الملل أن المقصللود بهللا
تهللذيب أخلق النفللوس وتعللديلها لتسللتعد بللذلك لقبللول الحكمللة العلميللة و
العمليللة ومنهللم مللن يقللول لتسللتعد بللذلك لن تكللون محل لنتقللاش صللور
المعقولت فيها ففائدة ذلك عندهم كالفائدة
#وقال تعالى ومن يبتع غير السلم دينا فلن يقبل منه وقال تعالى واسللأل
من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون وقال يأيها الرسل كلللوا مللن
الطيبات واعملوا صالحا أنى بما تعملون عليم وأن هللذه أمتكللم أمللة واحللدة
وأنا ربكم فاتقون وقال تعالى ^ شرع لكللم مللن الللدين مللا وصللى بلله نوحللا
والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسللى أن أقيمللوا الللدين
ول تتفرقوا فيه كبر على المشركين ^ وقال تعالى فأقم وجهك للدين حنيفا
فطرة الله التي فطر الناس عليها ل تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن
أكثر الناس ل يعلمللون منيللبين إليلله واتقللوا وأقيمللوا الصلللة ول تكونللوا مللن
المشركين وقال تعالى ^ وما خلقت الجللن والنللس إل ليعبللدون ^ فالغايللة
الحميدة التي يحصل بها كمال بني آدم وسعادتهم و نجاحهم هي معرفة الله
#ومحبته وعبادته وحده ل شريك له وهي حقيقة قول العبللد ل اللله إل الللله
وبها بعث الرسل ونزلت جميع الكتب ول تصلح النفس ول تزكو ول تكمل إل
بذلك قال تعالى فويللل للمشللركين الللذين ل يؤتللون الزكللاة أي ل يؤتللون مللا
تزكى به أنفسهم من التوحيد و اليمان ولهذا فسرها غير واحد مللن السلللف
بأن قالوا ل يأتون الزكاة ل يقولللون ل اللله إل الللله وحللده ل شللريك للله وأن
يكون الله أحب إلى العبد مللن كللل مللا سللواه هللو اعظللم وصللية جللاءت بهللا
الرسل ودعوا إليها المم وسنبين أن شاء الله عن قريب بالبراهين الشللافية
أن النفللس ليلس لهلا نجللاة ول سلعادة ول كملال إل بلأن يكلون الللله وحلده
محبوبها و معبودها ل أحب إليها منه ول آثر عندها من #مرضلاته و التقلرب
إليه وأن النفس محتاجة بل مضطرة إليه حيث هو معبودها و محبوبها وغايللة
مرادها أعظم من اضطرارها إليه من حيث هو ربها وخالقها وفاطرها ولهللذا
كان من آمن بالله خالقه ورازقه وربلله ومليكلله ولللم يللؤمن بلأنه ل اللله يعبللد
ويحب ويخشى ويخاف غيره بل أشرك معه في عبادته غيللره فهللو كللافر بلله
مشرك شركا ل يغفره الله له كما قال تعالى ^ أن الله ل يغفللر أن يشللرك
به ^ وقال تعالى ^ ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب
الله ^ فأخبر أن من أحب شيئا سوى الله مثل ما يحب الله فقللد اتخللذ مللن
دون الله أندادا ولهذا يقول أهل النار لمعبوداتهم وهم معهم فيها ^ تالله أن
كنا لفي ضلل مبين إذ نسويكم برب العالمين ^ وهذه التسللوية إنمللا كللانت
في الحب والتأله ل في الخلق والقدرة والربوبية وهي العدل الذي أخللبر بلله
عن الكفار بقوله والحمد لله الذي خلق السموات والرض وجعللل الظلمللات
والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون وأصللح القللولين أن المعنللى ثللم الللذين
كفروا بربهم يعدلون فيجعلون له عدل يحبونه ويعبدونه ويعبدونه كما يحبللون
الله ويعبدونه فما ذكر الفلسفة من الحكمة العملية والعلمية ليس فيها مللن
العلوم والعمال ما تستعد به النفوس وتنجو به من العذاب فليس في
المتكلمين حيث قالوا أن الرادة ل تتعلق إل بحادث وأما القديم فكيف يكون
مللرادا وخفللى عليهللم الفللرق بيللن الرادة الغائبللة والرادة الفاعليللة وجعلللوا
الرادتين واحدة والمقصود أن هللؤلء الفلسللفة لللم يللذكروا هللذا فللي كمللال
النفس وانما جعلوا كمالها في تعديل الشهوة والغضب والشللهوة هللي جلللب
ما ينفع البدن ويبقى النوغ والغضب دفع ما يضر البللدن ومللا تعرضللوا لمللراد
الروح المحبوب لذاته وجعلوا كمالها العلمي في مجللرد العلللم وغلطللوا فللي
ذلك من وجوه كثيرة منها أن ما ذكروه ل يعطي كمال النفس الللذي خلقللت
له كما بيناه ومنها أن ما ذكروه في كمال القللوة العمليللة إنمللا غللايته إصلللح
البدن الذي هو آلة النفس ولم يذكروا كمال النفس الرادي والعمل بالمحبللة
والخوف والرجاء ومنها أن كمللال النفللس فللي العلللم والرادة ل فللي مجللرد
العلم فان مجرد العلم ليس بكمال للنفس ما لم تكن مريللدة محبللة لمللن ل
سعادة لها إل بإرادته ومحبته فالعلم المجرد ل يعطي النفللس كمللا ل مللا لللم
تقترن به الرادة والمحبة ومنها أن العلم لو كان كمال بمجللرده لللم يكللن مللا
عندهم من العلم كما ل للنفس فان غاية ما عنللدهم علللوم رياضللية صللحيحة
مصلحتها من جنس مصالح الصناعات وربمللا كللانت الصللناعات أصلللح وأنفللع
من كثير منها واما علم طبيعي صحيح غايته معرفة العناصر وبعللض خواصللها
وطبائعها ومعرفة بعض ما يللتركب منهللا ومللا يسللتحيل مللن الموجبللات إليهللا
وبعض ما يقع في العالم من الثار بامتزاجهللا واختلطهللا وأي كمللال للنفللس
في هذا وأي سعادة لها فيه واما علم الهي كله باطل لم يوفقوا في الصابة
الحق فيه مسألة واحدة #ومنها أن كمال النفس وسللعادتها المسللتفاد عللن
الرسل صلوات الله وسلمه عليهم ليس عندهم اليوم منه حس ول خللبر ول
عين ول أثر فهم أبعد الناس من كمالت النفوس وسعاداتها وإذا عرف ذلللك
وأنه ل بد للنفس من مراد محبوب لللذاته ل يصلللح إل بلله ول يكمللل إل بحبلله
وإيثاره وقطع العلئق عن غيره وان ذلك هو النهاية وغاية مطلوبها ومرادهللا
الذي إليه ينتهي الطلب فليس ذلك إل الله الذي ل اله إل هو قللال تعللالى أم
اتخذوا آلهة من الرض هم ينشللرون ولللو كللان فيهمللا آلهللة إل الللله لفسللدتا
وليس صلح النسان وحده وسللعادته إل بللذلك بللل وكللذلك الملئكللة والجللن
وكل حي شاعر لصلح للله إل بللأن يكللون الللله وحللده ألهلله ومعبللوده وغايللة
مراده وسيمر بك أن شاء الله بسط القول في ذلك واقامللة الللبراهين علللى
هذا المطلللوب العظللم الللذي هللو غايللة سللعادة النفللوس وأشللرف مطالبهلا
فلنرجع إلي مللا كنللا فيلله مللن بيللان طللرق النللاس فللي مقاصللد العبللادات #
الطريق الثاني طريق من يقول من المعتزلة ومللن تللابعهم أن الللله سللبحانه
عرضللهم بهللا للثللواب واسللتأجرهم بتلللك العمللال للخيللر فعاوضللهم عليهللا
معاوضة قالوا والنعام منه في الخرة غير حسللن لمللا فيلله مللن تكريللر منلله
العطاء ابتداء ولما فيه من الخلل بالمدح والثناء والتعظيم الللذي ل يسللتحق
إل بالتكليف ومنهم من يقول أن الواجبات الشرعية لطف في الواجبات
#العقلية ومنهم من يقول أن الغاية المقصودة التي يحصل بها الثواب هللي
العمل والعلم وسيلة إليه حتى ربما قالوا ذلك في معرفللة الللله تعللالى وأنهللا
إنما وجبت لنها لطف في أداء الواجبات العملية وهذه القوال تصور العاقل
اللبيب لها حق التصور كاف في جزمه ببطلنها رافلع عنله مؤنلة اللرد عليهلا
والوجوه الدالة علللى بطلنهللا أكللثر مللن أن تللذكر هاهنللا #الطريللق الثللالث
طريق الجبرية ومن وافقهم أن الله سبحانه امتحن عبللاده بللذلك وكلفهللم ل
لحكمة ول لغاية مطلوبة للله ول بسللبب مللن السللباب فل لم تعليللل ول بللاء
سبب أن هو إل محض المشيئة وصرف الرادة كما قالوا فللي الخلللق سللواء
وهؤلء قابلوا من قبلهم من القدريللة والمعتزلللة أعظللم مقابلللة فهمللا طرفللا
نقيض ل يلتقيان والطريق الرابع طريق أهل العلم واليمان الذين عقلوا عن
الله أمره ودينه وعرفوا مراده بما أمرهم ونهاهم عنه وهي أن نفس معرفللة
الله ومحبته وطاعته والتقرب إليه وابتغاء الوسلليلة إليلله أمللر مقصللود لللذاته
وأن الله سبحانه يستحقه لذاته وهو سبحانه المحبللوب لللذاته الللذي ل تصلللح
العبادة والمحبة والذل والخضوع والتأله إل له فهو يستحق ذلك لنه أهللل أن
يعبد ولو لم يخلق جنة ول نارا ولو لم يضع ثوابا ول عقابا كما جاء في بعللض
الثار لو لم أخلق جنة ول نارا أما كنللت أهل أن أعبللد فهللو سللبحانه يسللتحق
غاية الحب والطاعة والثناء والمجللد والتعظيللم لللذاته ولمللا للله مللن أوصللاف
الكمال ونعوت الجلل وحبه والرضى به وعنه والذل له والخضوع والتعبد هو
غاية سعادة النفس وكمالها والنفس إذا فقللدت ذلللك كللانت بمنزلللة الجسللد
الذي فقد روحه وحياته والعين التي فقدت ضوءها ونورها بل أسوأ حال مللن
ذلك من وجهين # :أحدهما أن غاية الجسد إذا فقد روحلله أن يصللير معطل
ميتا وكذلك العين تصير معطلة وأما النفس إذا فقدت كمالها المذكور فأنهللا
تبقى معذبة متألمة وكلما اشتد حجابها اشتد عذابها وألمهللا وشللاهد هللذا مللا
يجده المحب الصادق المحبة من العذاب واللم عند احتجاب محبوبه عنه ول
سيما إذا يئس من قربه وحظى غيره بحبه ووصله هللذا مللع إمكللان التعللوض
عنه بمحبوب آخر نظيره أو خير منه فكيف بروح فقدت محبوبها الحق الللذي
لم تخلق إل لمحبته ول كمال لها ول صلح أصل إل بأن يكون أحب إليهللا مللن
كل ما سواه وهو محبوبها الذي ل تعوض منه سواه بوجه ما كما قال القللائل
# :من كل شيء إذا ضيعته عوض %وما من الله أن ضيعته عوض #ولللو
لم يكن احتجابه سبحانه عن عبللده أشللد أنلواع العللذاب عليلله لللم يتوعللد بله
أعداءه كما قال تعالى كل انهم عن ربهم يؤمئذ لمحجوبللون ثللم انهللم لصللالو
الجحيم فأخبر أن لهم عللذابين أحللدهما عللذاب الحجللاب عنلله والثللاني صلللى
الجحيم وأحد العذابين أشد من الخر وهذا كما أنه سبحانه ينعم على أوليائه
بنعيمين نعيم كشف الحجاب فينظرون إليه ونعيم الجنة وما فيها
#وأحد النعيمين أحب إليهم من الخر وآثر عندهم وأقللر لعيللونهم كمللا فللي
الصحيح عنه أنه قال إذا دخل أهل الجنة نادى مناديا أهل الجنة أن لكم عنللد
الله موعدا يريد أن ينجزكمللوه فيقولللون مللا هللو ألللم يللبيض وجوهنللا ويثقللل
موازيننا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار قال فيكشف الحجاب فينظرون إليلله
فما أعطاهم شيئا أحب إليهم من النظر إليه وفي حللديث غيللر هللذا أنهللم إذا
نظروا إلي ربهم تبارك وتعالى أنساهم لذة النظر إليه ما هم فيه من النعيللم
#والوجه الثاني أن البدن والعضاء آلت للنفللس ورعيللة للقلللب وخللدم للله
فإذا فقد بعضهم كماله الذي خلق للله كللان بمنزلللة هلك بعللض جنللد الملللك
ورعيته وتعطل بعض آلته وقد ل يلحق الملك من ذلللك ضللرر أصللل وأمللا إذا
فقد القلب كماله الللذي خلللق للله وحيللاته ونعيملله كللان بمنزلللة هلك الملللك
وأسره وذهاب ملكه مللن يللديه وصلليرورته أسلليرا فللي أيللدي أعللاديه فهكللذا
الروح إذا عدمت كمالها وصلحها في معرفللة فاطرهللا وبارئهللا وكللونه أحللب
شيء إليها رضاه وابتغاء الوسيلة إليه آثر شيء عندها حللتى يكللون اهتمامهللا
بمحبته ومرضاته اهتمام المحب التام المحبة بمرضاة محبللوبه الللذي ل يجللد
منه عوضا كانت بمنزلة الملك الذي ذهب منه ملكه وأصبح أسيرا فللي يللدي
أعاديه يسومونه سوء العذاب وهذا اللم كامن في النفس لكن يستره سللتر
الشهوات ويواريه حجاب الغفلة حتى إذا كشف الغطاء وحيل بين العبد وبين
ما يشللتهى وجللد حقيقللة ذلللك اللللم وذاق طعملله وتجللرد ألملله عمللا يحجبلله
ويواريه وهذا أملر يلدرك بالعيلان والتجربلة فلي هلذه اللدار تكلون السلباب
المؤلمة للروح والبدن موجودة مقتضية لثارها ولكن يقوم للقلب من فرحه
بحظ ناله من مال أو جاه أو وصال حبيب ما يوارى عنه شهود اللم وربما ل
يشعر به أصل فإذا زال المعارض ذاق طعلم اللللم ووجللد مسله ومللن اعتلبر
أحوال نفسه وغيره علم ذلك فإذا كان هذا في هللذه الللدار فمللا الظللن عنللد
المفارقة والفطام عن الدنيا والنتقال إلي الله والمصير إليه فليتأمل العاقل
الفطن الناصح لنفسه هذا الموضع حق التأمل وليشغل به كللل أفكللاره فللان
فهمه وعقله واستمر إعراضلله #فمللا تبلللغ العللداء مللن جاهللل %مللا يبلللغ
الجاهل مللن نفسلله #وان لللم يفهملله لغلللظ حجللابه وكثافللة طبعلله فيكفيلله
اليمان بما أعد الله تعالى في الجنة لهلها من نعم الكل والشللرب والنكللاح
والمناظر المبهجة وما أعد في النار لهلها مللن السلسللل والغلل والحميللم
ومقطعات الثياب من النار ونحو ذلك والمقصود بيان أن الحاجة إلي الرسل
صلوات الله وسلمه عليهم ضللرورية بللل هللي فللي أعلللى مراتللب الضللرورة
وليست نظرا لحاجتهم إلي الحاجة وأسبابها بل هي أعظم من ذلك وأمللا مللا
ذكر عن الصابئة من الستغناء عللن النبللوة فهللذا ليللس مللذهبا لجميعهللم بللل
فيهم سعيد وشقي كما قال تعالى ^ أن الذين ^
^ آمنوا والللذين هلادوا والنصلارى والصلابئين ملن آملن بلالله واليللوم الخلر
وعمل صالحا فلهم أجرهم عنللد ربهللم ول خللوف عليهللم ول هللم يحزنللون ^
فأدخل المؤمنين من الصابئين في أهل السعادة ولم ينالوا ذلللك إل باليمللان
بالرسل ولكن منهم من أنكر النبوات وعبد الكواكب وهم فرق كللثيرة ليللس
هذا موضع ذكرهم فأما قولهم أن الموجودات في العالم السفلى مركبة في
تأثير الكواكب والروحانيات وفي اتصالها سعود ونحوس يوجب أن يكون في
آثارها حسن وقبح في الخلق والعمال يدركه كل ذي عقل سليم فل حاجللة
لنا إلي من يعرفنا حسنها وقبحها إلي آخر كلمهم فكلم من هو أجهل الناس
وأضلهم وأبعدهم عن النسانية وقائل هذه المقالة مناد علللى نفسلله أنلله لللم
يعرف فاطره فاطر السموات والرض ول صللفاته ول أفعللاله بللل ول عللرف
نفسه التي بين جنبيه ول ما يسعدها ويشقيها ول غايتها ول لمللاذا خلقللت ول
بماذا تكمل وتصلح وبماذا تفسد وتهلك بل هو أجهل الناس بنفسه وبفاطرها
وبارئها وهل يتمكن العقل بعد معرفة النفس ومعرفللة فاطرهللا ومبللدعها أن
يجحد النبوة أو يجوز على الله وعلى حكمته أن يللترك النللوع البشللري الللذي
هو خلصة المخلوقات سدى ويدعهم عمل معطل ويخلقهم عبثللا بللاطل ومللن
جوز ذلك على الله سبحانه فما قدره حللق قللدره بللل ول عرفلله ول آمللن بلله
قال تعالى ^ وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشللر مللن
شيء ^ فأخبر تعالى أن من جحد رسالته فما قدره حق قدره ول عرفه ول
عظمه ول نزهه عما ل يليق به تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا ثم
يقال لهذه الطائفة بماذا عرفتم أن الموجودات بالعالم السفلي كلها مركبللة
على تأثير الكواكب والروحانيات وهللل هللذا إل كللذب بحللت وبهللت فهللب أن
بعض الثار المشاهدة مسبب عن تأثير بعض الكواكب والعلويات كما يشاهد
من تأثير الشمس والقمر في الحيوان والنبات وغيرهمللا فمللن أيللن لكللم أن
جميع أجزاء العالم السفلي صادر عن تأثير الكواكب والروحانيات وهللل هللذا
إل كذب وجهل فهذا العالم فيه من التغير والستحالة والكون والفسللاد مللال
يمكن إضافته إلي كوكب ول يتصللور وقللوعه إل بمشلليئة فاعللل مختللار قللادر
مؤثر في الكواكب والروحانيات مسخر لهللا بقللدرته مللدبر لهللا بمشلليئة كمللا
تشهد عليها أحوالها وهيآتها وتسخيرها وانقيادها أنها مدبرة مربوبللة مسللخرة
بأمر قادر قاهر يصرفها كيف يشاء ويللدبرها كمللا يريللد ليللس لهللا مللن المللر
شيء ول يمكن أن تتصرف في أنفسها بذرة فضل أن تعطللى العلم وجللوده
فلو أرادت حركة غير حركتها أو مكانا غير مكانها أو هيئة أو حال غير ما هللي
عليه لم تجد إلي ذلك سبيل فكيف تكون ربا لكل ما تحتها مع كونهللا عللاجزة
مصرفة مقهورة مسخرة آثار الفقر مسطورة في صفحاتها وآيللات العبوديللة
والتسخير
بادية عليها فبأي اعتبار نظر إليها العاقل رأى آثللار الفقللر وشللواهد الحللدوث
وأدلة التسخير والتصريف فيها فهي خلق من ليس كمثله شلليء وآيللات مللن
آياته عبيد مسخرات بأمره الله الخلق والمر تبارك الله رب العللالمين وأمللا
قولهم أن في اتصالت الكواكب نظر سعود ونحوس مما أضحكوا به العقلء
عليهم من جميع المم ونادوا به على جهلهم وصاروا بلله مركللزا لكللل كللذاب
وكل أفاك وكل زنديق وكل مفرط في الجهل بالنبوات وما جاءت به الرسل
بالحقائق العقلية والبراهين اليقينيلة وسلنريك طرفللا ملن جهلالتهم وكللذبهم
وتناقضهم وبطلن مقالتهم ليعرف اللبيب نعمة الله عليه في عقله ودينلله #
فيقال لهم المؤثر في هذه السعود والنحوس هل هو الكوكب وحللده والللبرج
وحده أو الكوكب بشرط حصوله في البرج والكلل محلال أملا الول والثلاني
فانهما يوجبان دوام الثر لكون المؤثر دائم الثبوت والثالث أيضا محللال لنلله
لما اختلف أثر الكوكب بسبب اختلف البرجين لزم أن تكون طبيعة كل برج
مخالفة بالماهية لطبيعة البرج الثاني إذ لو لم يكن كذلك كانت طبللائع جميللع
البروج متساوية في تمام الماهية فوجب أن يكللون أثللر الكللوكب فللي جميللع
البروج أثرا واحدا لن الشياء المتساوية في تمام الماهيللة يمتنللع أن تلزمهللا
لوازم مختلفة ولمللا كللانت آثللار كللل كللوكب واجبللة الختلف بسللبب اختلف
البروج لزم القطع بكون البروج مختلفة في الطبيعة والماهية وهللذا يقتضللي
كون الفلك مركبا ل بسيطا وقد قلتم أنتم وجميع الفلسفة أن الفلك بسلليط
ل تركيب فيه ومن العجب جواب بعض الحكللاميين عللن هللذا بللان الكللواكب
حيوانات ناطقة فاعلة بالقصد والختيار فلذلك تصدر عنها الفعللال المختلفللة
وهذا مكابرة من هؤلء ظللاهرة فللان دلئل التسللخير والضللطرار عليهللا مللن
لزومها حركة ل سبيل لها إلي الخروج عنهللا ولزومهللا موضللعا مللن الفلللك ل
تتمكن من النتقال عنه واطراد سيرها على وجه مخصللوص ل تفللارقه البتللة
أبين دليل على أنها مسخرة مقهورة على حركاتها محركللة بتحريللك قللاهر ل
متحركة بإرادتها واختيارهللا كمللا قللال تعللالى ^ والشللمس والقمللر والنجللوم
مسخرات بأمره أل له الخلق والمر تبارك الله رب العللالمين ^ ثللم يقلال ل
ينفعكم هذا الجواب شيئا فان طبللائع الللبروج أن كللانت متسللاوية فللي تمللام
الماهية كان اختصاص كل برج بأثره الخللاص ترجيحللا لحللد طرفللي الممكللن
على الخر بل مرجح وان لم تكن متساوية لزم تركيب الفلك ومما أضللحكتم
به العقلء منكم أنكم جعلتموها أجسللاما ناطقللة فاعلللة بالختيللار ونفيتللم أن
يكون فاطرها ومبدعها حيا قيوما فاعل بالختيار وهذه الحوادث مستندة إلي
مشيئته واختياره جارية على وفللق حكمتلله وعلملله مللع كللون هللذه الكللواكب
عبيده وخلق مسخر بأمره ول تملك لنفسها ول لما تحتهللا ضللرا ول نفعللا ول
سعدا ول نحسا كما قاله العقلء من بني آدم واتفقت عليه الرسل وأتبللاعهم
فان قيل ل نسلم أن الفلك بسيط بل هو مركب من هذه
#البروج وطبيعة كل برج مخالفة لطبيعة البرج الخر بل طبيعة كللل دقيقللة
وثانية مخالفة لطبيعة الدقيقة الخرى والثانية الخرى ول يتللم علللم الحكللام
إل بهذا قيل قللولكم بللأنه قللديم أبللدى غيللر قابللل للكللون والفسللاد ول يقبللل
النحلل ول الخرق ول اللتئام مع كون طبيعة كل جزء منلله صللغيرا أو كللبيرا
مخالفة لطبيعة الجزء الخر كما صرح به أبو معشر جمع بين النقيضين فللانه
إذا كللان مركبللا مللن أجللزاء مختلفللة الماهيللة لللم يمتنللع انحلللله وانفطللاره
وانشللقاقه فكيللف جمعتللم بيللن تكللذيب الرسللل فللي الخبللار عللن انقطللاعه
وانشقاقه وانحلله وبين دعواكم تركبه من ماهيات مختلفة فللي نفسللها غيللر
ممتنع على المركب منها النحلل له والنفطللار فل للرسللل صللدقتم ول مللع
وجوب العقل وقفتم بل أنتم من أهل هذه اليللة ^ وقللالوا لللو كنللا نسللمع أو
نعقل ما كنا في أصحاب السعير ^ فان قيل لم ل يجوز أن يقال أن كل برج
من البروج الثنى عشر قد ارتسمت فيه كواكب صللغيرة بلغللت فللي الصللغر
إلي حيث ل يمكننا أن نحس بها ثم أن الكلواكب إذا وقللع فللي مسلامتة بلرج
خاص امتزج نور ذلك الكوكب بأنوار تلللك الكللواكب الصللغار المرتسللمة فللي
تلك القطعة في الفلك فيحصل بهذا السللبب آثللار مخصوصللة وإذا كللان هللذا
محتمل ولم يبطل بالدليل ثبوته تعين المصير إليه قيل طبللائع تلللك الكللواكب
أن كانت مختلفة بالماهية عاد المحذور المذكور وان كللانت واحللدة لللم يكللن
ذلك المللتزاج متشللابها فل يتصللور صللور الثللار المتضللادة المختلفللة عنلله #
الوجه الثاني في الكلم على بطلن علم الحكام أن معرفة جميع المللؤثرات
الفلكية ممتنعة وإذا كان كذلك امتنع الستدلل بالحوال الفلكية على حدوث
الحوادث السللفلية وانمللا قلنللا أن معرفللة جميللع المللؤثرات الفلكيللة ممتنعللة
لوجوه أحدها أنه ل سبيل إلي معرفة الكواكب إل بواسللطة القللوى الباصللرة
والمرئي إذا كان صغيرا أو في غاية البعد من الرائي فانه يتعذر رؤيته لللذلك
فان أصغر الكواكب التي في فلك الثوابت وهو الذي تمتحن بلله قللوة البصللر
مثل كرة الرض بضعة عشر مرة وكرة الرض اعظم من كللرة عطللارد كللذا
مرة فلو قدرنا أنه حصل في الفلك العظم كواكب كللثيرة يكللون حجللم كللل
واحد منها مساويا لحجم عطارد فانه ل شك أن البصر ل يقوى علللى إدراكلله
فيثبت أنه ل يلزم من عدم إبصارنا شيئا مللن الكللواكب فللي الفلللك العظللم
عدم تلك الكواكب وإذا كان كذلك فاحتمال أن في الفلك العظم وفي فلللك
الثوابت وفي سائر الفلك كللواكب صللغيرة وان كنللا ل نحللس بهللا ول نراهللا
يوجب امتناع معرفة جميع المؤثرات الفلكية فان قلتم أنها لما كانت صغيرة
وآثارها ضعيفة لم تصل آثارها وقواها إلي هذا العالم قيل لكم صغر الجنللة ل
يوجب ضعف الثر فان عطارد أصغر الجلرام الفلكيلة جرملا عنلدكم ملع أن
آثاره قوية وأيضا فالرأس والذنب نقطتان وهميتان واما أنتم فقد أثبتم لهمللا
آثارا وأيضا السهام مثل سهم السعادة وسهم الغيب نقط
#وهمية ولها عندكم آثار قوية #الوجه الثللاني ممللا يللدل علللى أن معرفللة
جميللع المللؤثرات الفلكيللة غيللر معلللوم أن الكللواكب المرئيللة غيللر مرصللودة
بأسرها فأنكم أنتم وغيركم قد قلتللم أن المجللرة عبللارة عللن أجللرام كوكبيللة
صغيرة جدا مرتكزة في فلك الثوابت على هذا السمت المخصوص ول ريب
أن الوقللوف علللى طبائعهللا متعللذرة وثالثهللا أن جميللع الكللواكب الثابتللة
المحسوسة لم يحصل الوقوف التام على طبائعها لن كلم الحكاميين قيللل
الحاصل ل سيما في طبائع الثوابت نعللم غايللة ملا عنللدهم أنهللم ادعللوا أنهللم
كشفوا بعض الثوابت التي في الفلك الول والثاني فأما البقية فقلما تكلمللوا
في معرفة طبائعها ورابعها أن بتقدير أنهم عرفوا طبائع هذه الكللواكب حللال
بساطتها لكن ل شبهة أنه ل يمكن الوقوف على طبائعها حال امتزاج بعضللها
بالبعض لن المتزاجلات الحاصللة ملن طبلائع أللف كلوكب أو أكلثر بحسلب
الجللزاء الفلكيللة يبللغ فللي الكللثرة إلللي حيللث ل يقللدر العقلل عللى ضلبطها
وخامسها آلت الرصد ل تفللي بضللبط الثللواني والثللوالث ول شللك أن الثانيللة
الواحدة مثل الرض كذا كلذا أللف ملرة أو أقللل أو أكللثر وملع هللذا التفللاوت
العظيم كيف يمكلن الوصلول إللي الغلرض حيلث قيلل أن النسلان الشلديد
الجري بين رفعه رجله ووضلعه الخللرى يتحللرك جللرم الفللك القصللى ثلثلة
آلف ميل وإذا كان المر كذلك فكيف ضبط هذه المللؤثرات وسادسللها هللب
أنا عرفنا تلك المتزاجات الحاصلة فللي ذلللك الللوقت فل ريللب أنلله ل يمكننللا
معرفة المتزاجات التي كانت حاصلة قبله مللع أنللا نعلللم قطعللا أن الشللكال
السالفة ربما كانت عائقة ومانعة عن مقتضيات الشكال الحاصلة في الحال
ول ريب أنا نشاهد أشخاصا كللثيرة مللن النبللات والحيللوان والنسللان مقارنللة
لطالع واحد مع أن كل واحد منها مخالف للخللر فللي أكللثر المللور وذلللك أن
الحوال السالفة في حق كل تكون مخالفة للحوال السالفة في حللق الخللر
وذلك يدل أنه ل اعتماد على مقتضى الوقت بل ل بد من الحاطللة بللالطوالع
السالفة وذلك مما ل وقوف عليه أصللل فللانه ربمللا كللانت الطوالللع السللالفة
دافعة مقتضيات هذا الطالع الحاضر وعلى هلذا اللوجه علول ابلن سلينا فللي
كتابيه اللذين سماهما الشفا والنجاه فللي إبطللال هللذا العلللم فثبللت بهللذا أن
الوقوف التام على المؤثرات جميعها ممتنع مستحيل وإذا كللان المللر كللذلك
كان الستدلل بالشخاص الفلكية على الحوال السفلية باطل قطعللا الللوجه
الثالث أن تأثير الكواكب فيما ذكرتم مللن السللعد والنحللس أمللا بللالنظر فللي
مفرده واما بالنظر إلي انضمامه إلى غيره فمللتى لللم يحللط المنجللم بهللاتين
الحالتين لم يصح منه أن يحكم له بتأثير ولم يحصل إل على تعارض التقللدير
ومن المعلوم أن في فلك البروج كواكب شذت عن الرصد معرفللة أقللدراها
وأعدادها ولم يعرف الحكاميون ما يوجبه خواص مجموعاتها وأفرادها فخرج
الفريقان
أخذهم في ذلك بحدود الضربين وذلك من أدل الدلئل على فساد هذا العلم
الرابع أن أقوالهم متناقضة فان منهم من يقول كون زحللل فللي بيللت المللال
دليل الفقر ومنهم من يقول يدل على وجدان كنز #الخامس أن هذا العلللم
مع أنه تقليد محض فليس أيضا تقليدا منتظما لن لكل قوم فيه مذهبا ولكل
طائفة فيه مقالة فللبابليين فيه مذهب وللفرس مذهب آخللر وللهنللد مللذهب
وللصين مذهب رابع والقللوال إذا تعارضللت وتعللذر الترجيللح كللان دليل علللى
فسادها وبطلنها وسيأتي أن شاء الله بسط هللذه الوجلوه أكللثر ملن هلذا #
الوجه السابع مما يدل علللى بطلن القللول بالحكللام أن الطللالع عنللدهم هللو
الشكل الخصوص الحاصل للفلك عند انفصال الولد من رحم أملله وإذا ثبللت
هذا فنقول الستدلل بحصول ذلك الشكل على جميع الحللوال الكليللة الللتي
تحصل لهذا الولد إلي آخر عمره استدلل باطل قطعا ويدل عليه وجوه # :
أحدها أن ذلك الشكل كما حدث في تلك اللحظة فانه يفنى ويللزول ويحللدث
شكل آخر فذلك الشكل المعين معللد فللي جميللع أجللزاء عمللر هللذا النسللان
والمعدوم ل يكون علة للموجود ول جللزء مللن أجللزاء العلللة وإذا كللان كللذلك
امتنع الستدلل بذلك الشكل منهملا عللى الحلوال اللتي تحلدث فلي جميلع
أجزاء العمر #الثاني أنه ل مشابهة بين ذلك الشكل المخصوص وبيللن هللذا
النسان الذي انفصل من بطن الم إل في أمر واحد وهو أن كل واحد ظهللر
بعد الخفاء وهو بمجرد ذلك ل يوجب ارتباط ذلك الشكل المخصلوص للفللك
بسائر أحوال هذا النسان البتة فمدعى ذلك فاسد العقل #والنظللر الثللالث
أنه عند حدوث ذلك الطالع حدثت أنواع مللن الحيوانللات وأنللواع مللن النبللات
وأنواع من الجمادات فلو كان ذلك يللوجب آثللارا مخصوصللة لللوجب اشللتراك
كل الشياء التي حدثت في عالمنا هذا في ذلك الوقت في تلك الثار وحيللث
لم يكن المللر كللذلك علمنللا أن القللول بتللأثير الطللالع باطللل الرابللع هللب أن
الطلالع لله أثلر إل أن اللواجب أن يقلال الطلالع المعتلبر هلو طلالع مسلقط
النطفة ل طالع الولدة وذلك لن عند مسقط النطفة يأخذ ذلك الشخص في
التكون والتولد فأما عند الولدة فالشخص قد تللم تكللونه وحللدوثه ول حللادث
في هذا الوقت إل انتقاله من مكان إلي مكان آخر فثبت أنه لو كللان للطللالع
اعتبار لوجب أن يكون المعتللبر هللو طللالع مسللقط النطفللة ل طللالع الللولدة
الوجه الثامن أن الرصاد ل تنفك عن نوع الخلل والزلل وقد صنف أبو علللي
ابن الهيثم رسالة بليغة في أقسام الخلل الواقللع فللي آلت الرصللد وبيللن أن
ذلك الخلل ليس في وسع النسان دفعه وازالته وإذا عللرف هللذا فنقللول إذا
بعد العهد بتجديد الرصد اجتمعت تلك المسللامحات القليلللة ويحصللل بسللببها
تفاوت عظيم في مواضع الكواكب وكذلك إذا وجد موضع الكواكب
#بحسب بعض الزيجات درجة معينة حين وجد بحسب زيللج آخللر غيللر تلللك
الدرجة ربما حصل التفاوت بالبرج ولما كان علم الحكام مبينا على مواضللع
الكواكب ومناسبتها ثم قد تبين أن التفاوت الكبير وقللع فللي قطللع الكللواكب
علم بطلن هذا العلم وفساده #الوجه التاسع أن المعقول مللن تللأثير هللذه
الكواكب في العالم السفلي هو أنها بحسب مساقط شللعاعاتها تسللخن هللذا
العالم أنواعا من السخونة فأما تأثيراتها في حصول الحللوال النفسللانية مللن
الذكاء والبلدة والسعادة والشللقاوة وحسللن الخلللق وقبحلله والغنللى والفقللر
والهم والسرور واللذة واللم فلو كان معلوما لكان طريق علمه أمللا بللالخبر
الذي ل يجوز عليه الكللذب أو الحللس الللذي يشللترك فيلله النللاس أو ضللرورة
العقل أو نظره وشيء من هذا كله غير موجللود البتللة فللالقول بلله باطللل ول
يمكن للحكاميين أن يللدعوا واحللدا مللن الثلثللة الول وغللايتهم أن يللدعوا أن
النظر والتجربة قادهم إلي ذلك وأوقعهم عليه ونحن نبين فسللاد هللذا النظللر
والتجربة بما ل يمكن دفعه من الوجوه التي ذكرناها ونللذكر غيرهللا ممللا هللو
مثلها وأقوى منها وكل علم صحيح فله براهين يستند إليها تنتهى إلي الحللس
أو ضرورة العقل وأما هذا العلم فل ينتهى إل إلللى جحللد وتخميللن وظنللون ل
تغنى من الحق شيئا وغاية أهله تقليد من لم يقم دليل على صدقه #الوجه
العاشر أنا إذا فرضنا أن رجلين سأل منجمين في وقت واحد فللي بلللد واحللد
عن خصمين أيهما الظافر بصاحبه فههنا يكون الطالع مشتركا بين كل واحللد
من ذينك الخصمين فان دل ذلك الطللالع علللى حللال الغللالب والمغلللوب مللع
كونه مشتركا بين الخصمين لزم كون كل منهما غالبا لخصللمه ومغلوبللا مللن
جانبه وذلك محال فان قالوا بين حال كل واحد منهمللا اختلف بسللبب طللالع
الصل أو طالع التحويل أو برج النتهاء قلنا هذا تسللليم لقللول مللن يقللول أن
طالع الوقت ل يدل على شيء أصل بل ل بللد مللن رعايللة الحللوال الماضللية
لكن الحوال الماضية كثيرة غير مضبوطة فتوقف دلللة طلالع اللوقت عللى
تلك الحوال الماضية يقتضي التوقف على شللرائط ل يمكللن اعتبارهللا البتللة
وقد ساعد أصحاب الحكام على العتراف بأن العتمللاد علللى طللالع اللوقت
غير مفيد بل ل يتم المر إل عند معرفة طالع الصللل فطللالع التحويللل وبللرج
النتهاء ومعرفة التيسيرات فعند اعتبار جملة هذه المور يتم الستدلل ومللع
اعتبار جملتها وتحريرها بحيث يؤمن الغلط فيها يكون الستدلل على سللبيل
الظن ل على سبيل القطع الوجه الحادي عشر أنا لو فرضنا جللادة مسلللوكة
وطريقا يمشي فيه الناس ليل ونهارا ثم حصل في تلك الجادة آثللار متقاربللة
بحيث ل يقدر سالك ذلك الطريق على سلوكه إل بتأمل كللثير وتفكللر شللديد
حتى يتخلص ملن الوقللوع فللي تللك الثلار فللان ملن المعللوم بالضللرورة أن
سلمة من يمشي في هذه الطريق من العميان ل يكون كسلمة من يمشي
من البصراء بل ول بد أن يكون عطب العميان في
#ذلك الطريق كثيرا جدا وأن يكون سلمة البصللراء غالبللة جللدا إذا عرفللت
هذا فنقول مثال العميان عند الحكاميين الذي ل يعرفون أحكام النجوم وهم
الكللثرون مللن الخلئق ومثللال البصللراء عنللدهم هللم أهللل هللذا العمللل وهللم
القلون ومثال الطريق الذي حصلت فيه الثار العميقة المهلكة الزمان الذي
يمضى على الخلق أجمعيللن ومثلال تللك الثللار المصلائب الزمانيللة والمحللن
والبليا فلو كان هذا العلم صللحيحا لللوجب أن يكللون فللوز المنجميللن بللالغني
والسلمة والنعللم أتللم فللوز وسلللمتهم فللوق كللل سلللمة ومعلللوم أن المللر
بالعكس والغالب كون المنجمين بالغنى والسلمة والنعم أتم فوز وسلمتهم
فوق كل سلمة ومعلوم أن المللر بللالعكس والغللالب كللون المنجميللن ومللن
سمع منهم وعمل بقولهم في الدبار والنحس والحرمان والواقع أبين شللاهد
بذلك ولو ذهبنا نذكر الوقائع التي شوهدت من ذلك واشتملت عليها التواريخ
لزادت على ألوف عديدة فل نجد أحدا راعي هذا العلم وتقيد به في حركللاته
واختياراته إل وكانت عاقبته قريبا إلي ادبار ونكاية وبليا ل يصللاب بهلا سللواه
ومن كثر خبرة بأحوال الناس فانه يعرف من ذلك مال يعرف غيره #الوجه
الثاني عشر انا نشاهد عالما كثيرا يقتلللون فللي سللاعة واحللدة فللي حللرب و
خلقا يغرقون في سللاعة واحللدة مللع القطللع بللاختلف طللوالعهم و اقتضللائها
عندكم احوال مختلفة و لو كان للطوالع تأثير فللي هللذا لمتنللع عنللد اختلفهللا
الشتراك في ذلك ول ينفعكم جواب من انتصر لكم بان الطوالللع قللد يكللون
بعضها أقوى من بعض و لعل طللالع الللوقت أقللوى مللن طللالع الصللل وكللان
الحكم له فان طالع الوقت لعله اقتضى هلكا أو غرقا عاما وهللو أقللوى مللن
طالع الصل فكان التأثير له لنا نقول هذا بعينه يبطل عليكم طللالع المولللود
و الصل و يحيل القول بتأثيره و اعتباره جمللة فلان الطواللع بعلده مختلفلة
كثيرة و اصل بعضها أو اكثرها أقوى منلله فيكللون الحكللم بمللوجبه بللاطل أذل
أمان لكم من اقتضاء الطوالع بعده ضد ما اقتضاه و حينئذ فل يفيللد اعتبللاره
شلليئا #الللوجه الثللالث عشللر انللا نللرى الجيشللين العظيميللن و الحزبيللن
المتقابلين يقتتلن و يختصمان و قد اخذ طالع الوقت لكل منهمللا و مللع هللذا
فالمنصور و الغالب أحدهما مع أن الطالع واحد ول ينفعكم فللي هللذا جللواب
من انتصر لكم بأنه ل مانع من القللول بخطللأ الخللذ للطللالع فللي الحسللاب و
الحكم فانه لو اخذ لهما أي طالع كان لم يكللن الغللالب إل أحللدهما حللتى لللو
كان الطالع قطعا ل يتصور فيه الغلط لم يكن بد مللن كللون أحللدهما غالبللا و
الخر مغلوبا و هذا يبطل مذهب الحكام بل ريب #الللوجه الرابللع عشللر أن
الجزاء المفترضة في الفلك أما أن تكون متشابهة في الطبيعة و الماهية أو
مختلفة فيها فان كانت متساوية كان الجزء الذي هو الطللالع مسللاويا لسللائر
الجزاء وحكم سائر الجزاء واحد و أن كانت الجزاء مختلفة فللي الماهيللة و
الطبيعة فل ريب أن الفلك جرملله فللي غايللة العظللم حللتى قللالوا أن الرجللل
الشديد العدو إذا رفع رجله ووضعها يكن الفولمك قد تحرك ثلثة آلف ميللل
وإذا كان كذلك فمن الوقت
#الذي ينفصل الولد من بطن أمه إلي أن يأخذ المنجم السطرلب و يأخللذ
الرتفاع يكون الفلك قد تحرك مثللل كللل الرض و كللذا الللف مللرة وإذا كللان
المر كذلك فالجزء الذي يأخذه المنجم بالسطرلب ليس الجزء الطالع فللي
الحقيقة و إذا كانت الجزاء الفلكية مختلفة في الطبيعة و الماهية علمنللا أن
اخذ الطوالع محال و قد اعترف فضلؤكم بهللذا و قللالوا أن المللر و أن كللان
كذلك إل أن التجربة قد دلت على أن هذا الطالع الللذي تعللذر علللى النسللان
تحصيله يدل على كثير من مقدمة المعرفللة مللع مللا فيلله مللن الخلللل الكللثير
الذي ذكرتم فوجب أن ل يهمل و هذا خطأ بين فان التجارب التي دلت على
كذب ذلك و بطلنه و ووقوع المر بخلفه أضعاف أضعاف التجربة التي دلت
على صدقه كما سنذكر قطرة من بحره عن قريب أن شاء الله ولهللذا قللال
أبو نصر الفارابي و اعلم انك لو قلبت أوضاع المنجمين فجعلت الحللار بللاردا
و البارد حارا و السعد نحسا و النحس سعدا و الذكر أنثى و النثى ذكللرا ثللم
حكمت لكانت أحكامك من جنللس أحكللامهم تصلليب تللارة و تخطىللء تللارات
وهل معهم إل الحدس و التخمين و الظنون الكذابللة و لقللد حكللى أن امللرأة
أتت منجما فأعطته درهما فاخللذ طالعهللا و حكللم و قللال الطللالع يخللبر بكللذا
فقالت لم يكن شيء من ذلك ثم اخذ الطالع وقال يخبر وبكذا فأنكرته حلتى
قال انه ليدل على قطع في بيت المال فقالت النصدقت وهو الدرهم الللذي
دفعت إليك #الللوجه الخللامس عشللر أن الجسللام ل تنفعللل مللن غيرهللا إل
بواسطة المماسة وهذه الكواكب لمماسة لهلا بأعضللائنا و أبلداننا و أرواحنللا
فيمتنع كونها فاعلة فينللا أقصللى مللا فللي البللاب أن يقللال أنهللا وان لللم تكللن
مماسة لعضائنا إل أن شعاعها يصل إلللي أجسللامنا فيقللال ل ريللب أن تللأثير
الشعاع إنما يكون بالتسخين عند المسللامتة أو بالتبريللد عنللد النحللراف عللن
المسامته فهذا بعد تصحيحه يقتضي أن ل يكون لهذه الكواكب تأثير في هذا
العالم إل على سبيل التسللخين و التبريللد فأمللا أن تعطللى العلللوم الخلق و
المحبة والبغضاء و الموالة و المعاداة و العفة و الحرية و النذالة و الخبث و
المكللر و الخديعللة فللذلك خللارج عللن معقللول العقلء و هللو مللن حمقللات
الحكاميين و جهالتهم فان قيل التللأثير بالتسللخين و التبريللد يللوجب اختلف
أمزجة البدان واختلف امزجة البدان و يوجب اختلف أفعللال النفللس قيللل
فنحن نرى التسخين يقتضي حرارة وحدة فللي المللزاج يفعللل بهللا هللذا غايللة
الخير و الفعال الحميدة وهذا غايللة الشللر و الفعللال الخبيثللة و الشللعاع قللد
سخن مركبها فما الموجب لنفعال نفسيهما عن هذا التسخين هلذا النفعلال
المتباعد المتناقض و أيضللا فمللا المللوجب لختلف القوابللل وتللأثير الكللواكب
فيها بطبعه و تسخينه وتبريده فكيف اختلفت القوابل هللذا الختلف العظيللم
وهي مستندة إلي تأثير واحد #الوجه السادس عشر أن رجل لو جلس فللي
دار لها بابان شرقي و غربي فسأل
#المنجم وقال من أيهما يقتضي الطالع خروجي فإذا قال للله المنجللم مللن
الشرقي أمكنه تكذيبه و الخروج من الغربي و بالعكس وكللذلك السللفر فللي
يوم واحد و ابتداء البناء و غيره في يوم يعينلله للله المنجللم و يحكللم باقتضللاء
الطالع له من غير تقدم عنه و ل تأخر فانه يمكنه تكذيبه فللي ذلللك اجمللع #
فان قلتم أن المنجم إذا اخبره بما يفعله و يختاره يصير ذلللك داعيللا للله إلللي
أن يخالفه في قوله و يكذبه فالطريق إلي علم صدقه أن يحكم ذلك المنجم
على معين و يكتبه في كتاب و يخفيلله أو يللذكره لنسللان أخللر و يخفيلله عللن
صاحب الواقعة فههنا يظهر صلدق المنجلم #قللت هلذا العلذر ملن أسلقط
العذار لن النجوم لو كانت كما تزعمون دالة على جميللع الكائنللات الواقعللة
في هذا العالم لعرف المنجم ذلك الذي يستقر عليه اختياره علللى كللل حللال
شاء تكذيبه أو لم يشأه فلما لم يكن المر كللذلك سللقط القللول بصللحة هللذا
العذر فان قيل الشخاص الفلكية مؤثرات والسفلية قوابل ويجوز أن تختلف
الحوال الصادرة عن الفاعل بسبب اختلف القوابل وإذا كان كذلك فهب أن
الدلئل الفلكية دلت على أنه إنما يختار الخروج من الباب الفلني لن كللون
النسان مشغوفا بتكذيب المنجم حالة حاصلة في النفس مانعللة مللن ظهللور
ذلك الثر الذي تقتضيه الموجبات الفلكية فلهذا المر لم يحصل المللر علللى
وفق حكم المنجم #قيل إذا اقتضت الموجبات الفلكية أثرا امتنع أن يحصل
في النفس ما يضاده لن تلك الرادة والميول والعزوم الواقعة فللي النفللس
هي عندكم من موجبات الثار الفلكيللة فيمتنللع أن تكللون مضللادة لموجبهللا ل
سيما والمنجم يحكم بأنه إنمللا تقتضللي النجللوم أن يريللد النسللان كللذا وكللذا
وليس حكمه أن الطالع يقتضي كذا وكذا إل أن يريد النسان خلفه هذا ما ل
يقوله أحد منكم فعلم بطلن هذا العتذار الوجه السلابع عشلر أنلله ل سلبيل
إلي معرفة طبائع البروج وطبائع الكواكب وامتزاجاتها إل بالتجربة وأقللل مللا
ل بد منه في التجربة أن يحصل ذلك الشيء على حالة واحدة مرتيللن إل أن
الكواكب ل يمكن تحصيل ذلك فيها لنه إذا حصل كللوكب معيللن فللي موضللع
معين في الفلك وكللانت سللائر الكللواكب متصلللة بلله علللى وضللع مخصللوص
وشكل مخصوص فان ذلك الوضع المعين بحسب الدرجللة والدقيقللة ل يعللود
إل بعد ألوف من السنين وعمر النسان الواحد ل يفي بذلك بل عمل البشللر
ل يفللي بلله والتواريللخ الللتي تضللبط هللذه المللدة ممللا ل يمكللن وصللولها إلللى
النسان فثبت أنه ل سبيل إلي الوصول إلي هذه الحوال مللن جهللة التجربللة
البتة ول ينفعكم اعتذار من اعتذر عنكم بللأنه ل حاجللة فللي التجربللة إلللي مللا
ذكرتم لنا إذا شاهدنا حادثا معينا في وقت مخصوص فل شك أنه قد تحصللل
في الفلك اتصالت الكواكب المختلفة في ذلك الوقت فلو قللدرنا عللود ذلللك
الوضع الفلكي بتمامه على تلك الحال ألف مللرة يعلللم أن المللؤثر فللي ذلللك
الحادث هل مجموع التصالت أو اتصال معين منها فإذا علمنا
#أن ذلك الوضع بحملته فات وملا علاد ولكنله علاد اتصلال واحلد ملن تللك
التصالت وكما عاد ذلك التصال المعين فانه يعود ذلك الثللر بعينلله ل لجللل
سائر التصالت فثبت أن الرجوع فللي هللذا البللاب إلللي التجربللة غيللر متعللذر
وهذا العتذار في غايللة الفسللاد والمكللابرة لن تخلللف ذلللك الثللر عللن ذلللك
التصال العائد أكثر من اقترانه به والتجربة شاهدة بذلك كما قد اشتهر بيللن
العقلء أن المنجمين إذا أجمعوا على شيء من الحكام لللم يكللد يقللع ونحللن
نذكر طرفا من ذلك فنقول في #الللوجه الثللامن عشللر لمللا نظللر حللذاقكم
وفضلؤكم سنة سبع وثلثين عام صفين من مخرج على رضي الله عنه مللن
الكوفة إلي محاربة أهل الشام اتفقوا علللى أنله يقتللل ويقهللر جيشلله فظهللر
كذبهم وانتصر جيشه على أهل الشام ولللم يقللدروا علللى التخلللص منهللم إل
بالحيلة التي وضعوها من نشر المصاحف على الرماح والدعاء إلللى ملا فيهللا
وقد قيل أن التفاق منهللم إنمللا كللان فللي حللرب المللؤمنين للخللوارج فللانهم
اتفقوا على أنه من خرج في ذلك الطالع قتل وهزم جيشه فللان القملر كللان
إذا ذاك في العقرب فخالفهم علي وقال بللل نخللرج ثقللة بللالله وتللوكل عليلله
وتكذيبا لقول المنجم فما غزا غللزاة بعلد رسلول الللله أتلم منهلا قتللل عللدوه
وأيده الله عليهم بالنصر والظفر بهم ورجع مؤيدا منصللورا مللأجورا والقصللة
معروفة في السير والتواريخ وكذلك اتفاق ملكم في سنة سبع وستين على
غلبة عبيد الله بن زياد للمختار بن أبي عبيللد وأنلله ل بللد أن يقتللله أو يأسللره
فسار إليه في نحو من ثمانين ألف مقاتل فلقيه إبراهيم بن الشللتر صللاحب
المختار بأرض نصيبين وهو فيما دون سبعة آلف مقاتل فانهزم أصحاب ابللن
زياد بعد أن قتل منهم خلق ل يحصيهم أل الله حتى أنه قيل انهم قتللل منهللم
ثلثة وسبعون ألفا ولم يقتل من أصحاب ابلن الشلتر سلوى علدد ل يبلغلون
مائة وفيهم يقول الشاعر # :برزوا نحوهم بسبعة آل %ف أن يهللم عجائبللا
#فتعشوا منهم بسبعين ألفا %أو يزيدون قبل وقت العشاء #فجزاك ابن
مالك وأبا اسح %ق عنا الله خير جزاء #يريد بابن مالك إبراهيم بن مالك
بن الشتر وأبو إسحاق كنية المختار وقتل ابن الشتر عبيدالله ابن زيللاد فللي
المعركة ولم يعلم به حللتى إذا هللل الليللل قللال لصللحابه لقللد ضللربت علللى
شاطئ هذا النهر رجل فرجع إلى سيفي وفيه رائحة المسللك ورأيللت إقللداما
وجرأة فصرعته فذهبت رجله قبل المشرق ويللداه قبللل المغللرب فللانظروه
فأتوه بالنيران فإذا هو عبيدالله بن زياد ذكر ذلك المبرد في الكامللل فللانظر
حكمة الله من انعكاس ما قال الكاذبون المنجمون وقيل لما علللم عبيللدالله
ابن زياد أن أمر القتال قد تيسر وسللأل منجمله علن قلوة نجمله ونجلم ابلن
الشتر وقال والله أنى لعلم أنه ليس بشيء إل أني كنت أنللا وهللو صللغيران
أن وقعت بيني وبينه خصومة بسبب حمام
#كنا نلعب به فضللربني إلللى الرض وقعللد علللى صللدري وقللال والللله أنللي
قاتلك ول يقتلك أحد غيري أن شاء الله وأنللا مللن اسللتثنائه بالمشلليئة خللائف
فذهب به منجمه إلى ما قدره المنجمون له مللن قللوة نجملله وأن هللذا وهللم
منه وحكم النجوم يقضي على وهمه فحقق الله سبحانه ذلك الوهم وأبطللل
حكم الطالع والنجم ومن ذلللك اتفللاقهم عنللد مللا تللم بنللاء بغللداد سللنة سللت
وأربعين ومائة أن طالعها يقضي بأنه ل يموت فيها خليفللة وشللاع ذلللك حللتى
هنأ الشعراء به المنصور حتى قال بعض شعرائه # :يهنيك منها بلدة تقضي
لنا %أن الممات بها عليك حرام #لما قضت أحكللام طللالع وقتهللا %أن ل
يرى فيها يموت أمام #وأكد هذا الهذيان في نفوس العوام مللوت المنصللور
بطريق مكة ثم المهدي بما سبذان ثم الهادي بعسا باذ ثللم الرشلليد بطللوس
فلما قتل بها المأمون المين بشارع باب النبار انخرم الصللل الباطللل الللذي
أصلوه وظهر الزور الذي لفقوه حتى رجع إلى الحق الول فقللال # :كللذب
المنجم في مقالته التي %نطقت به كللذبا علللى بغللدان #قتللل الميللن بهللا
لعمري يقتضي %تكذيبهم في سائر الحسبان #ثم مات ببغداد جماعة من
الخلفاء مثل الواثق والمتوكل والمعتضد والمكتفي والناصر وغير هؤلء ومن
ذلك اتفاقهم في سللنة ثلث وعشللرين فللي قصللة عموريللة أن المعتصللم أن
خرج لفتحها كانت عليه الدائرة وأن النصر لعدوه فرزقلله الللله التوفيللق فللي
مخالفتهم ففتح الله على يديه ما كان مغلقا وأصبح كذبهم وخرصهم بعللد أن
كان موهوما عند العامة محققللا ففتللح عموريللة ومللا والهللا مللن كللل حصللن
وقلعة وكان ذلك من أعظم الفتوحات المعلدودة وفلي ذللك الفتلح قلام أبلو
تمام الطائي منشدا له على رؤس الشهاد #السيف أصدق أنباء من الكتب
%في حده الحد بين الجد واللعب #والعللم فللي شللهب الرملاح لمعللة %
بين الخميسين ل في السبعة الشهب #أين الرواية أم أيللن النجللوم ومللا %
صاغوه من زخرف منها ومن كذب #تخرصا وأحاديثا ملفقة %ليست بنبللع
إذا عدت ول غرب #عجائبا زعموا اليام تجعله %عنهن في صفر الصللفار
أو رجب #وخوفوا الناس من دهياء مظلمة %إذا بللدا الكللوكب الغربللي ذو
الذنب #وصيروا البرج العليللا مرتبللة ملا %كللان منقلبلا أو غيلر منقلللب #
يقضون بالمر عنها وهي غافلة %ما دار في فلللك منهللا وفللي قطللب #لللو
ثبتت قط أمرا قبل موقعه %لم يخف ما حل بالوثان والصلب
#وهي نحو من سبعين بيتا أجيز على كللل بيللت منهللا بللألف درهللم #وملن
ذلك اتفاقهم سللنة اثنللتين وتسللعين ومللائتين فللي قصللة القرامطللة علللى أن
المكتفللى بللالله أن خللرج لمقللاتلتهم كللان هللو المغلللوب الملللزوم وكللان
المسلمون قد لقوا منهم على توالي اليام شرا عظيما وخطبا جسيما فأنهم
قتلوا النساء والطفال واستباحوا الحريم والموال وهدموا المساجد وربطوا
فيها خيللولهم ودوابهلم وقصلدوا وفللد الللله وزوار بيتله فلأوقعوا فيهلم القتلل
الذريع والفعل الشنيع واباحوا محارم الله وعطلوا شللرائعه فعللزم المكتفللي
على الخروج اليهم بنفسه فجمع وزيره القاسم بن عبيللدالله مللن قللدر عليلله
من المنجمين وفيهم زعيمهم أبو الحسن العاصمي وكلهم أوجللب عليلله بللأن
يشير على الخليفة أن ل يخرج فانه أن خرج لم يرجع وبخروجه تزول دولتلله
وبهذه تشهد النجوم التي يقضى بها طالع مولده وأخافوا الللوزير مللن الهلك
أن خرج معه وقد كان المكتفي أمر الوزير بالخروج معه فلللم يجللد بللدا مللن
متابعته فخرج وفي قلبه ما فيه وأقام المكتفي بالرقة حتى أخللذ أعللداء الللله
جميعا وسيقت جموعهم بكأس السيف نجيعا ثم جاء الخبر من مصللر بمللوت
خمارويه بن أحمد بن طولون وكللانوا بلله يسللتطيلون فأرسللل المكتفللي مللن
تسلمها واستحضر القواد المصرية إلى حضرته ثم لما عاد أمللر القاسللم بللن
عبيدالله الوزير بإحضار رئيس المنجمين وصفعه الصفع الكثير بعد أن وقفلله
ووبخه على عظيم كذبه وافترائه وتبرأ منه ومن كل من يقول برأيه #قللال
أبو حيان التوحيدي في كتاب التباع والمؤانسة وقد ذكر هذه القصة #فهذا
وما أشبهه من الفتراء والكذب لو ظهر ونشر وعيلر أهللله بله ووقفلوا عليلله
وزجروا عن الدعوى المشرفة على الغيب لكان مقمعللة لمللن يطلللق لسللانه
بالطلع على مال يكونوا في غللدو قطعللا للسللنتهم وكفللا لللدعواهم و تأديبللا
لصغيرهم وكبيرهم #ومن ذلك اتفاقهم سنة ثلث وخمسين وثلثمائة عندما
أراد القائد جوهر العزيز بناء مدينة القاهرة وقللد كللان سللبق مللوله الملقللب
بالمعز إلى الدخول إلى الديار المصرية لمللا أمللره المعللز بللدخولها بالللدعوة
وأمره إذا دخلها أن يبني بها مدينللة عظيمللة تكللون نجللوم طالعهللا فللي غايللة
الستقامة ويكون بطالع الكوكب القاهر وهللو زحللل أو المريللخ علللى اختلف
حاله فجمع القائد جوهر المنجمين بها وأمر كل واحد منهم أن يحقق الرصللد
ويحكمه وأمر البنائين أن ل يضعوا الساس حتى يقال لهم ضعوه وأن يكونوا
على هيئة من التيقظ والسراع حتى يوافقوا تلك الساعة التي اتفقت عليهللا
أرصاد أولئك الجماعة فوضعت الساسللات علللى ذلللك فللي الللوقت الحاضللر
وسموها بالقاهرة إشارة بزعمهم الكاذب إلى الكوكب القاهر واتفقوا كلهللم
بأن الوقت الللذي بنبلت فيلله يقضللي بلدوام جلدهم وسلعادتهم ودولتهللم وأن
الدعوة ل تخرج فيها عن الفاطمية وان تداولتها اللسن
العربية والعجمية فلما ملكها أسد الدين شلليركوه بللن شللادي ثللم ابللن أخيلله
الملك الناصر صلح الدين يوسف بللن أيللوب ومللع ذلللك المصللريون قللائمون
بدعوة العاضد عبدالله بن يوسف توهم الجهللال أن مللا قللال المنجمللون مللن
قبل حقا لتبدل اللسان وحال الدعوة مستبقي فلما رد صلح الللدين الللدعوة
إلى بني العباس انكشف المر وزال اللتباس وظهر كذب المنجمين والحمد
لله رب العالمين وكانت المدة بين وضع الساس وانقللراض دولللة الملحللدة
منها نحو مائة وثلثة وتسعين عاما فنقللض انقطللاع دولتهللم علللى المنجميللن
أحكامهم وخلرب ديلارهم وأهتلك أسلتارهم وكشلف أسلرارهم وأجلرى اللله
سبحانه تكذيبهم والطعن عليهم على لسان الخاص والعام حللتى اعتللذر مللن
اعتذر منهم بأن البنائين كانوا قد سبقوا الرصادين إلى وضع الساس وليللس
هذا من بهت القوم ووقاحتهم ببعيللد فللانه لللو كللان كللذلك لللرأى الحاضللرون
تبديل البناء وتغييره فانه لو دخلهم شك في تقديم أو تأخير أو سبق بما دون
الدقيقة في التعذر لما سامحوا بذلك مع المقتضى التلام والطاعللة الظللاهرة
والحتيللاط الللذي ل مزيللد فللوقه وليللس فللي تبللديله حجللر أو تحللويله برفعلله
ووضعه كبير أمر على البنائين ول مشقه وقللرائن الحللوال فللي إقامللة دولللة
بتقريرها وإنشاء قاعدة بتحريرها شاهدة بأن الغفلة عللن مثللل هللذا الخطللب
الجسيم مما ل يسامح بها البتة ويالله العجب كيف للم يظهلر سلبق البنلائين
للراصدين إل بعد انقراض دولة الملحدة وأما مدة بقاء دولتهلم فكلان البنلاء
مقارنا للطالع المرصود فهل في البهت فوق هذا #ومن ذلك اتفاقهم سللنة
خمس وتسعين وثلثمائة في أيام الحاكم على أنها السنة التي ينقضللي فيهللا
بمصر دولة العبيديين هذا مللع اتفللاق أولئك علللى أن دعللوتهم ل تنقطللع مللن
القاهرة وذلك عند خللروج الوليللد بللن هشللام المعللروف بللأبي ركللوة المللوي
وحكم الطالع له بأنه هو القاطع لدعوة العبيديين وأنه ل بد أن يستولي على
الديار المصرية ويأخذ الحاكم أسيرا ولللم يبللق بمصللر منجللم إل حكللم بللذلك
وأكبرهم المعروف الفكري منجللم الحللاكم وكللان أبللو ركللوة قللد ملللك برقللة
وأعمالها وكثرت جموعه وقويت شوكته وخرجللت إليلله جيللوش الحللاكم مللن
مصر فعادت مغلوبة فلم يشك الناس في حذق المنجميللن وكللان مللن تللدبير
الحاكم أن دعا خواص رجاله وأمرهم أن يعملوا بما رآه من احتيللاله وهللو أن
يكاتبوا أبللا ركللوة بلأنهم علللى مللذهبه وأنهللم مللائلون عللن الللدعوة الحاكميللة
وراغبون في الدعوة الوليدية المويللة وأطمعللوه بكللل مللا أوهمللوه بلله أنهللم
صادقون وله مناصحون فلما وثق بما قالوه وخفلى عليله ملا احتلالوه زحلف
بعساكره حللتى نللزل موسلليم علللى ثلثللة فراسللخ مللن مصللر فخرجللت إليلله
العسكر الحاكمية فهزمته فتحقق أنها كانت خديعة فهرب وقتللل خلللق كللثير
من عسكره وطلب فأخذ أسيرا ودخل به القاهرة على جمل مشهور ثم أمر
الحاكم بقتله بعد ما أحضر بين يديه مغلول بغل من حديد وذلك
#في رجب سنة سبع وتسعين وثلثمائة وكان مبدأ خروجه في رجللب سللنة
خمس وتسعين فظهر كذب المنجمين وكان هذا الفكري قللد اسللتولى علللى
الحاكم فانه اتفقت له معه قضلليتان أمالتللاه إليلله إحللداهما أن الحللاكم عللزم
على إرسال أسطول إلى مدينة صور لمحللاربتهم فسللأله الفكللري أن يكللون
تدبيره إليه ليخرجه في طالع يختاره وتكون العهدة أن لم يظفر عليه واتفق
ظهور السطول #الثانية أنه ذكر أن بسللاحل بركللة رميللس مسللجدا قللديما
وان تحته كنزا عظيما وسأله أن يتولى هو هدمه فان ظهر الكنز وال بناه هو
من ماله وأودعه السجن فاتفق إصللابة الكنللز فطللاش المغللرور بللذلك فلمللا
حكم عليه الفكري بتغيير دولته وقضى المنجمون بمثل قضائه فوقع للحللاكم
أن يغير أوضاع المملكة والدولة ليكلون ذللك هلو مقتضلى الحكللم النجلومي
فصار يأمر في يومه بخلف كل ما يأمر به في أمسه فللأمر بسللب الصللحابة
رضللوان الللله عليهللم علللى رؤس المنللابر والمسللاجد ثللم أمللر بقطللع سللبهم
وعقوبة من سبهم وأمر بقطع شللجرة الزرجللون مللن الرض وأوجللب القتللل
على من شرب الخمر وأمر بغرس هذه الشجرة وأباح شرب الخمر وأهمللل
الناس نهب الجانب الغربي من القاهرة وقتلت فيه جماعلة ثلم ضلبط الملر
حتى أمر أن ل تغلق الحوانيت ليل ول نهارا وأمر مناديه ينادي من عدم له ما
يساوي درهما أخذ من بيت المال عنه درهمين بعد أن يحلف على ما عللدمه
أو يعضده شهادة رجلين حتى تحيل الناس فللي سللتر حللوانيتهم بالجريللد لئل
تدخلها الكلب ثم عمد إلى كل متول فللي دولتلله وليللة فعزللله وقتللل وزيللره
الحسن بن عماد كل ذلك ليكون قول أهل النجم أن دولته تتغير واقعللا علللى
هذا الضرب من التغيير فلما كان من أمر أبي ركوة ما تقدم ذكره ساء ظنلله
بعلم النجامة فأمر بقتل منجمه الفكري وأطلق في المنجمين العيللب والللذم
وكان قد جمع بين المنجمين بالديار المصللرية واسللتدعا غيرهللم وأمرهللم أن
يرصدوا له رصدا يعتمد عليه فصللارت الطللوائف النجوميللة إلللى هللذا الرصللد
يتحللاكمون وان تضللمن بعللض خلف الرصللد المللأموني ووضللعوا للله الذبللح
المسمى بالحاكمي وكان هذا الفكري قد أخذ علم النجامة عمللن أخللذه عللن
العاصمي فسير أوقات الحاكم وساعاته ووافقه على ذلللك المنجمللون فلمللا
قتله لم يزل أثر التنجيم عن نفسه لشرف النفس على التطلع إلى الحوادث
قبل وقوعها وكان بعد يتولع بهذا العلم ويجمع أصحابه فحكموا له في جملللة
أحكامهم بركوب الحمار على كل حال وألزمللوه أن يتعاهللد الجبللل المقطللم
في أكثر اليام وينفرد وحده بخطاب زحل بما علموه إياه من الكلم ويتعاهد
فعل ما وضعوه له من البخورات والعزام وحكمللوا بللأنه مللا دام علللى ذلللك
وهو يركب الحمار فهو سالم النفس عن كل إيذاء فلزم ما أشاروا بلله عليلله
وأذن الله العزيز العليم رب الكواكب ومسخرها ومدبرها أن هلكه كان فللي
ذلك الجبل على ذلك الحمار فانه خرج بحماره إلى ذلك
#الجبل على عادته وانفرد بنفسه منقطعا عن موكبه وقد اسللتعد للله قللوم
بسكاكين تقطر منها المنايا فقطعوه هنالك للوقت والحين ثم أعللدموا جثتلله
فلم يعلم لها خبر فمن هذا يقول أتباعه الملحدة انه غائب منتظر وأظهللرت
قدرة الرب القللاهر تبللارك اسللمه وتعللالى جللده تكللذيب قللول تلللك الطائفللة
المفترين ووقوع المر بضد ما حكموا به ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من
حي عن بينة وان الله لسميع عليم فظهر من كللذبهم وجهلهللم بتغييللر دولتلله
في خروج أبي ركوة وفي هذا الحين فهذا في مبدئها وهذا في ختامهللا فهللل
بعد ذلك وثوق للعاقل بالنجوم وأحكامها كل لعمر الله ليس بها وثللوق وانمللا
غاية أهلها العتماد على رازق ومرزوق فأما اصابة الفكري بظفر السللطول
فإنما كان بتحيل دبره على أهللل صللور ل بالطللالع فكللانت الغلبللة للله عليهللم
بالتحيل الذي دبره ساعة القتال ل بما ذكره من حكم الطالع قبل تلك الحال
وأما اصابة الكنز فليس من النجوم في شيء ومعرفلة مواضلع الكنلوز عللم
متداول بين الناس وفيه كتب مصنفة معروفة بأيدي أرباب هللذا الفللن وفيهللا
خطأ كثير وصواب قد دل الواقع عليه ومن ذلك اتفاقهم سنة اثنيللن وثمللانين
وخمسمائة على خللروج ريللح سللوداء تكللون فللي سللائر أقطللار الرض عاملة
فتهلك كل من على ظهرها إل من اتخذ لنفسه مغارة في الجبال بسللبب أن
الكواكب كانت بزعمهم أن اجتمعت فللي بللرج الميللزان وهللو بللرج هللوائي ل
يختلف فيه منهم اثنان كما اجتمعت في برج الحوت زمن نللوح وهللو عنللدهم
برج مائي فحصل الطوفان المائي قالوا وكذا اجتماعها في الللبرج الميزانللي
يوجب طوفانا هوائيللا ودخللل ذلللك فللي قلللوب الرعللاع مللن النللاس فاتخللذوا
المغارات استدفاعا لما أنذرهم به الكذابون مللن الللله رب العللالمين مسللخر
الرياح ومدبر الكواكب ثم لما كلان ذللك اللوقت اللذي حلدوه والجلل اللذي
عدوه قل هبوب الرياح عن عادتها حتى أهم النللاس ذلللك ورأوا مللن الكللرب
بقلة هبوب الرياح ما هو خلف المعتاد فظهر كلذبهم للخلاص والعلام وكلانوا
قد دبروا في قصة هذه الريح التي ذكروها بأن عزوها إلى علللى رضللي الللله
عنه وضمنوها جزء بمضمون هذه الريح وذكروا قصة طويلللة فللي آخرهللا أن
الراوي عن علي رضي الله عنه قال له لقد صدقني المنجمون فيمللا حكيللت
عنك وقالوا انه تجتمع الكللواكب فللي بللرج الميللزان كمللا اجتمعللت فللي بللرج
الحوت على عهد نوح وأحدثت الغرق فقلت له يا أميللر المللؤمنين كللم تقيللم
هذه الريح على وجه الرض قال ثلثة أيام ولياليها وتكللون قوتهللا مللن نصللف
الليللل إلللى نصللف النهللار عللن اليللوم الثللاني وانظللر إلللى اتفللاقهم علللى أن
الكواكب إذا اجتمعت في برج الميزان حصل هذا الطوفان الهوائي واتفاقهم
على اجتماعها فيه في ذلك الوقت ولم يقع ذلك الطوفان ومن ذلك اتفاقهم
في الدولة الصلحية بحكم زحل والدالي أن مدينة السكندرية ل يموت فيهللا
من الغز وال فلما مات بها الملك المعظم شمس الدولة
#توران شاه ابن أيوب بن شاذي سنة خمس وسبعين وخمسمائة ثم واليها
فخر الدين قراجلا ابلن عبلدالله سلنة تسلع وثملانين ثلم واليهلا سلعد اللدين
سودكين بن عبدالله سنة خمس وستمائة انخرمت هذه القاعدة أصل وبطل
قولهم فرعا وأصل حتى قال بعض شعراء ذلك العصر عند موت المير فخللر
الدين # :وقضى طلوع الثغر عند مماته %أن المنجللم كللاذب ل يصللدق #
لو كان فيه ل يموت مؤمر %أودى وفخللر الللدين حللي يللرزق #ومللن ذلللك
اجتماعهم في سنة خمس وعشرة وستمائة لمللا نللزل الفرنللج علللى دميللاط
على انهم ل بد أن يغلبلوا علللى البلد فيتملكلوا ملا بلأرض مصللر ملن رقلاب
العباد وانهم ل تدور عليهللم الللدائرة إل إذا قللام قللائم الزمللان وظهللر برايلاته
الخافقة ذلك الوان فكذب الله ظنونهم وأتى من لطفه الخفي مللا لللم يكللن
في حساب ورد الفرنج بعد القتل الذريع فيهللم والسللر علللى العقللاب وكللان
المنجمون قد أجمعوا في أمر هللذه الواقعللة عللى نحلو ملا أجمللع عليله ملن
قبلهم في شأن عمورية واتفق أن كان مبدأ هذا الفتح في سابع رجللب سللنة
ثمان عشرة وستمائة ومبللدأ ذلللك الفتللح فللي سللابع رجللب أيضللا سللنة ثلث
وعشللرين ومللائتين قللال الفاضللل العلمللة محمللد بللن عبللدالله بللن محمللود
الحسيني ولما كذب الله هؤلء القوم فيما ادعوه نسللجت علللى منللوال أبللي
تمام في قصيدته البائية المكسورة فعملت بائيللة مفتوحللة وهللي # :الحمللد
لله حمدا يبلغ الربا %نقضي به من حقوق الله مللا وجبللا #حمللدا يزيللد إذا
النعمي تزيد به %أخراه أوله تعطى ضعف ما وهبا #ل ييللأس المللرء مللن
روح الله فكم %من راح فلي مسلتهل كلان قلد صلعبا #فكلم مشللى بلك
مكروه ركضت به %من غير علم إلى ما تشللتهي خببللا #وكللم تقطللع دون
المشتهى سللبب %وكللان منللك لعلللى المنتهللى سللببا #ل ينبغللي للك فللي
مكروه حادثة %أن تبتغى لك في غير الرضا طلبا #للله فلي الخللق تلدبير
يفوت مللدى %أسللرار حكمتلله أحكللام مللن حسللبا #ا ابللغ النجللاء إذا مللاذو
النجامة في %زور من القول يقضي كل ما قربللا #وذو الراجيللن ممللا قللد
يقول فدع %فما أراجيز شيء كان قد كتبا #ما كان لله في ديللوان قللدرته
%من كاتب بحدوس الظللن إذ كتبللا #ل يعلللم الغيللب إل الللله خالقنللا %ل
عالم غيره عجبا ول عربا #ل شيء أجهل ممن يدعي ثقة %بحدسه وتللرى
فيما يرى ريبا #قد يجهل المرء ما في بيتلله نظللرا %فكيللف عنلله بمللا فللي
غيبه احتجبا #قد كذب الله قول القائلين غدا %إذا أتى رجللب لللم تحمللدوا
رجبا
#قالوا يرى عجب فيه فقلت لهم %بالنصر بعد اياس تبصروا عجبا #فللي
منقضى السبعة اليام منه أتى %مللا يللأت فللي مقتضللاه السللبعة الشللهبا #
وأعتمللت فيلله عللواء النجللوم علللى %عللواء ذئب مللن الكفللار قللد حربللا #
والشعريان فكل منهما شعرت %بأن للحق فيهم سليف ملن غلبلا #وصلح
عن قمر الفلك أنهم %ما فيهم غير مقهور وقد نشللبا #غطللاؤهم رد فللي
وجهي عطاردهم %إلى الذي منهم مللا شللاء قللد سلللبا #وقللد بللدت زهللرة
السلم زاهرة %قد أظلمللت فللوقهم ملن دونهلا سللحبا #وأجملللت حمللرة
المريخ حكمهم %ففسللرت بللدم فيهللم لمللن خضللبا #ولللم يللك المشللترى
تقضي سعادته %إل إلى المشتري نفسا بما طلبا #وقبللل منقلللب البللراج
ذو قدر %فعاد منه مبان النفع منقلبا #كم حامل ثائر في الثور أو حمل %
أجاز فيهم على جوزائهم حربا #ولم يدر فلك إل لذي ملللك %يللدير جيشللا
عليهم عسكرا نجيا #حتى غدا ثغر دمياط وقد حكموا %أن ل يللرى باسللما
مستجمعا شنبا #يفتر عن صبح إيمان به جذل %وكان فلي ليلل كفلر بلات
مكتئبا #ومد كفاله التوحيد فانقبضت %رجل من الشرك في تأخيره هربللا
#وتلك حرب صليب عودهللا فقضللت %أن ل يعللود صللليب بعللد منتصللبا #
وأطلق القول بالتأذين إذ خرست %له نواقيس جرجيس فما احتسللبا # #
ومما اتفق عليه المنجمون أن النسان إذا أراد أن يستجيب الله دعاءه جعل
الرأس في وسط المساء مع المشتري أو شطر منه مقبل والقمر متصل به
أو منصرفا عنه متصل بصاحب الطالع أو صاحب الطللالع متصللل بالمشللتري
ناظر إلى الرأس نظللرة ملودة فهنالللك ل يشلكون أن الجابلة حاصللة قلالوا
وكانت ملوك اليونان يلزمون ذلك فيحمللدون عقبللاه والعاقللل إذا تأمللل هللذا
الهللذيان لللم يحتللج فللي علملله ببطلنلله ومحللاله إلللى فكللر ونظللر فللان رب
السموات والرض سبحانه ل يتأثر بحركات النجوم بل يتقدس ويتعللالى عللن
ذلك فيا للعقول التي أضحكت عليها العقلء من المللؤمنين والكفللار مللا هللذه
التصالت حتى تكون على وجوب إجابة الله من أقوى الللدللت وممللا عليلله
المنجمون متفقون أو كالمتفقين أن الخبر إذا ورد في وقللت أو بادنللا منلله 1
الوجوه والقمللر وعطللارد فللي بللروج ثللوابت والقمللر منصللرف عللن السللعود
فالخبر ليس بباطل والباطل مثل هذا فانه يلزمهم
#أن من وضع خبرا باطل في ذلك الللوقت أن الطللالع المللذكور يصللححه أو
يقولوا ل يمكن أحدا أو يكذب في ذلك الوقت وقد أورد أبللو معشللر المنجللم
هذا السؤال في كتاب السرار له وأجللاب عنلله أن الخبللار تختلللف فللان ورد
خبر مكروه من أسباب الشر والجور والفعال المنسوبة إلى طبائع النحوس
والطالع في القمر منصرف عن سللعد فللالخبر باطللل وان ورد خللبر محبللوب
ومن أسباب الخيللر والعللدل والفعللال المنسللوبة إلللى طبللائع السللعود وفللي
الطالع سعد والقمر منصرف عن سعد فالخبر حق قللال وزحللل ل يللدل فللي
كل حال على الكذب بل يدل على وجود العوائق عما يوقع ذلك الخللبر لكللن
البلء المريخ أو الذنب إذا استوليا على الوتاد وعلى القمر أو عطارد فانهمللا
يدلن على الكذب والبطلن ثم قال وعلللى كللل حللال فللالقمر فللي العقللرب
والبروج الكاذبة تنذر بكذب في نفس الخبر أو زيادة أو نقصان وفللي الحمللل
والبروج الصادقة تلدل عللى صلدق فيلله واسلتواء وفلي السلرطان والللبروج
المنقلبة ل تدل على انقلب الخبر إلى باطل ولكنه قد ينقلللب فيصللير أقللوى
مما هو عليه الن إل أن ينظر إليه نحس فيفسده ويبطللله ثللم قللال واعللرف
صدق الخبر من سهم الغيب إذا شككت فيلله فللان كللان سللليما مللن المريللخ
والذنب وينظر إليه صاحبه أو القمر أو الشللمس نظللر صلللح فهللو حللق هللذا
منتهى كلمه في الجواب وهو كما تراه متضمن أن عند هذه التصالت الللتي
ذكرها يكون الخبر صحيحا صدقا وعنللد تلللك التصللالت الخللر تكللون منللذرة
بالكذب فيقال لهؤلء الكذابين المفترين المبلسين أيستحيل عنللدكم معاشللر
المنجمين أن يضع أحدكم خبرا كاذبا عند تللك التصلالت أم ذللك واقللع فلي
دائرة المكان بل هو موجود في الخللارج وكللذلك يسللتحيل أن يصللدق مخللبر
عند التصالت الخر أو يبعد صدق العالم عندها ويكون كللذبهم إذا ذاك أكللثر
منه في غير ذلك الوقت وهل في الهوس أبلغ من هلذا وللو تتبعنلا أحكلامهم
وقضاياهم الكاذبة التي وقع المر بخلفها لقام منها عدة أسفار وأمللا نكبللات
من تقيد بعلم أحكام النجوم في أفعاله وسفره ودخوله البلللد وخروجلله منلله
واختياره الطالع لعمارة الدار والبناء بالهل وغير ذلك فعند الخاصللة والعاملة
منهم عبر يكفي العاقل بعضها في تكذيب هلؤلء القلوم ومعرفتله لفلترائهم
على الله وأقضيته وأقداره بل ل يكاد يعرف أحد تقيد بالنجوم فللي مللا يللأتيه
ويذره إل نكب أقبح نكبة وأشنعها مقابلة له بنقيض قصده وموافات النحوس
له من حيث ظن أنه يفوز بسعده فهذه سلنة الللله فللي عبلاده الللتي ل تبللدل
وعادته التي ل تحول أن من اطمأن إلى غيللره أو وثللق بسللواه أو ركللن إلللى
مخلوق يدبره أجرى الله للله بسللببه أو مللن جهتلله خلف مللا علللق بلله آمللاله
وانظر ما كللان أقللوى تعلللق بنللي برمللك بلالنجوم حللتى فللي سللاعات أكلهللم
وركوبهم وعامة أفعالهم وكيف كانت نكبتهم الشنيعة وانظر حللال أبللي علللي
ابن مقلللة الللوزير وتعظيملله لحكللام النجللوم ومراعللاته لهللا أشللد المراعللات
ودخوله دارا بناها بطالع زعم الكذابون
#المفترون أنه طالع سعد ل يرى به في الدار مكروها فقطعت يده ونكللب
في آثاره أقبح نكبة نكبها وزير قبله وقتلى المنجمين أكللثر مللن أن يحصلليهم
إل الله عز وجللل #الللوجه التاسللع عشللر أن هللؤلء القللوم قللد أقللروا علللى
أنفسهم وشهادة بعضهم على بعض بفساد أصول هللذا العلللم وأساسلله فقللد
كان أوائلهم من القدمين وكبار رصادهم من عهد بطليموس وطيموحارسي
حارس ومانالوس قد حكموا في الكواكب الثابتة بمقدار واتفقوا أنه صللحيح
العتبار وأقام المر على ذلك فوق سبعمائة عام والناس ليس بأيديهم سوى
تقليدهم حتى كان في عهد المأمون فللاتفق مللن رصللادهم وحكللامهم علمللاء
الفريقين مثل خالد بن عبد الملك المروزي وحسن صاحب الزبللج المللأموني
ومحمد بن الجهم ويحيى بن أبللي منصللور علللى أنهللم امتحنللوا رصللد الوائل
فوجدوهم غالطين فيما رصدوه فرصدوهم رصدا لنفسهم وحرروه وسللموه
الرصد الممتحن وجعلوه مبدأ ثانيا بعد ذلك الزمن كان لوائلهم إجماع علللى
صحة رصدهم ولهؤلء إجماع على خطأهم فيه فتضمن ذلللك إجمللاع الواخللر
على الوائل أنهم كانوا غللالطين واقللرار الواخللر علللى أنفسللهم أنهللم كللانوا
بالعمل به مخطئين ثللم حللدثت طائفللة أخللرى منهللم كللبيرهم وزعيمهللم أبللو
معشر محمد ابن جعفر وكان بعد الرصد الممتحن بنحو من ستين عاما فللرد
عليهم وبين خطأهم كما ذكر أبو سعيد ابن شاذان بن بحر المنجم في كتاب
أسرار النجوم قال قال أبو معشر أخبرني محمد بن موسى المنجم الحليس
وليس الخوارزمي قال حدثني يحيى بن آبي منصور أو قال حدثني محمد بن
محمد الحليس قال دخلت على المللأمون وعنللده جماعللة المنجميللن وعنللده
رجل قد تنبأ وقد دعا القضاة والفقهاء ولم يحضروا بعد ونحن ل نعلللم فقللال
لي ولمن حضر من المنجمين اذهبوا فخذوا الطالع لدعوى رجللل فللي شلليء
يدعيه وعرفوني بما يدله عليه الفلك من صدقه وكذبه ولم يعلمنللا المللأمون
أنه متنبيء فجئنا إلى ناحية من القصر وأحكمنا أمر الطللالع وصللورناه فوقللع
الشمس والقمر في دقيقة الطالع والطالع الجدي والمشللتري فللي السللنبلة
ينظر إليه والزهرة وعطارد في العقرب ينظر إليه فقال كل مللن حضللر مللن
المنجمين هذا الرجل صحيح ل كذب فيه قللال يحيلى وأنلا سلاكت فقلال لللي
المأمون قللل فقلللت هللو فلي طللب تصللحيحه ولله حجلة زهريلة وعطارديللة
وتصحيح ما يدعيه ل يتم له فقال من أين قلت فقلت لن صحة الدعاوى من
المشتري وهو ينظر إليه زحل موافقللة إل أنلله كللاره لهللذا الللبرج ول يتللم للله
التصديق ول التصحيح والذي قالوه إنما هو من حجة عطاردية وزهرية وذلللك
يكون من جنس التحسين والتزويق والخداع عن غير حقيقة فقللال لللله درك
ثم قال تدرون ما يدعى هذا الرجل قلنا ل قال هللذا يللدعى النبللوة فقلللت يللا
أمير المؤمنين ومعه شيء يحتج به فسأله فقال نعللم معللي خلاتم ذو فصللين
ألبسه فل يتغير مني شيء ويلبسه غيري فل يتمالك من الضحك حتى ينزعه
ومعي قلم شامي أكتب به ويأخذه غيري
#فل تنطلق أصبعه به فقلت يا سيدي هذا عطارد والزهرة قد عمل عملهما
فللأمره أميللر المللؤمنين فللأظهر مللا أدعللاه منهمللا وكللان ذلللك ضللرب مللن
الطلسمات فما زال به المأمون أياما كثيرة حتى أقر وتبرأ من دعوى النبوة
ووصف الحيلة التي احتالها في الخاتم والقلم فوهب له المأمون ألللف دينللار
وصرفه فلقيناه بعد ذلك فإذا هو أعلم الناس بعلم النجوم ومن أكبر أصحاب
عبدالله القشيري وهو الذي عمل طلسم الخنافس فللي دور بغللداد قللال أبللو
معشر لو كنت في القوم ذكرت أشللياء خفيللت عليهللم كنللت أقللول الللدعوى
باطلة من أصلها إذ البرج منقلب وهو الجدي والمشتري في الوبللال والقمللر
في المحاق والكوكبان الناظران إلى الطالع فللي بللرج كللذاب وهللو العقللرب
فتأمل كيف اختلفت أحكامهم ملع اتحللاد الطلالع وكللل منهلم يمكنله تصلحيح
حكمه بشبهة من جنس شبهة الخر فلو اتفق أن أدعى رجل صادق في ذلك
الوقت والطالع دعوى ألم يكن ادعاؤه ممكنا غير مستحيل ودعللواه صللحيحة
في نفسها أم تقولون انه ل يمكن أن يدعى أحللد فلي ذللك اللوقت والطلالع
دعوى صحيحة البتة ومن المعلوم لجميللع العقلء أنلله يمكللن إذ ذاك دعللوتين
من رجل محق ومبطل بذلك الطالع بعينه فما أسخف عقل من ارتبللط بهللذا
الهذيان وبني عليه جميع حوادث الزمان وليس بيد القللوم إل مللا اعللترف بلله
فاضلهم وزعيمهم أبو معشر #وقال شاذان في الكتاب المذكور أيضا قلللت
لبي معشر الذنب بارد يابس فلم قلتم انلله يللدل علللى التللأنيث فقللال هكللذا
قالوا قلت فقد قالوا انه ليس بصادق اليبس لكنه بارد فنظر لللي فقللال كللل
العراض الغائبة توهم ل يكون شيء منها يقينا وانما يكون تللوهم أقللوى مللن
توهم #ومن تأمل أحوال القوم علم أن ما معهم إل زرق وتفللرس يصلليبون
معها ويخطئون #قال شاذان في كتابه المذكور كلان اللرازي الثنلوي اللذي
بالهند يكاتب أبا لعشر ويهاديه فأنفذ لبي معشر مولدا لبن مالك سر نللديب
طالعه الجوزاء والشللمس والقمللر فللي الجللدي والقمللر خللارج عللن الشللعاع
وعطارد في الدلو والمشتري في الحمللل وزحلل فلي السلرطان راجلع فللي
بحران الرجوع فحكم له أبللو معشللر بللأنه يعيللش دور زحللل الوسللط فقلللت
سبحان الله جاءه راجع في بحران الرجللوع فللي بيللت سللاقط عللن الوتللاد ل
يعطيه إل دور الصغر ويحتاج أن يسقط منه الخمسللين وجعلللت أنكللر عليلله
ذلك وأخوفه أن تسلقط منزلتلله عنلد أهلل تللك البلد إللى أن ذكللر محللاورة
طويلة انتهت بهما إلى أن أبا معشر أخللذ ذلللك مللن عللادات أهللل الهنللد فللي
طول العمار وقال شاذان في مسألة سئل عنها ما أنتم الزراقين ثم حدثت
بعد هؤلء جماعة منهم أبو الحسين عبدالرحمن بن عمر بللن عبللد المعللروف
بالصوفي وكان بعد أبي معشر بنحو من سبعين عاما فذكر أنه قللد عللثر مللن
غلط الواخر بعد الوائل على أشياء كثيرة وصنف كتابا في معرفللة الثللوابت
وحمله إلى عضد الدولة بن بويه فاستحسنه
وأجزل ثوابه وبين في هذا الكتللاب مللن أغللاليط أتبللاع الرصللد الثللاني أمللورا
كثيرة لعطارد المنجم ومحمد بن جللابر التبللاني وعلللي بللن عيسللى الحرانللي
فقال فللي مقدمللة كتللابه ولمللا رأيللت هللؤلء القللوم ملع ذكرهللم فللي الفللاق
وتقدمهم في الصناعة وإقتداء الناس بهم واشتغالهم بمؤلفاتهم قللد تبللع كللل
واحد منهم من تقدمه من غير تأمل لخطئه وصوابه بالعيان والنظروا أوهموا
الناس بالرصد حتى ظن كل مللن نظللر فللي مؤلفللاتهم أن ذلللك عللن معرفللة
بالكواكب ومواضعها إلى أن قال ومعولهم على آلت مصورة من عمللل مللن
ل يعرف الكللواكب بأعيانهللا وانمللا عولللوا علللى مللا وجللدوه فللي الكتللب مللن
أطوالها وعروضها فرسموها في الكرة من غير معرفة خطئهللا وصللوابها ثللم
قال وزادوا أيضا على أطوال الكواكب أطوال كثيرة وعلللى عروضللها دقللائق
يسيرة ونقصللوا منهللا أوهمللوا بللذلك أنهللم رصللدوا الكللل وأنهللم وجللدوا بيللن
أرصادهم وأوضاع بطليموس من الخلف في أطوالها وعروضها القدر الللذي
خالفوا به سوى الزيادة التي وجدوها من حركاتها في المدة التي بينهم وبينه
من السنين من غير أن عرفوا الكواكب بأعيانها وللله تواليللف أخللر مشللحونة
ببيان أغاليطهم وإيضاح أكاذيبه 2م وتخاليطهم وشهد عليهم بأنهم تارة قلدوا
في القوال النجومية وتارة قلللدوا فيمللا وجللدوه مللن الصللور الكوكبيللة فهللم
مقلدون فلي القلول والعملل ليلس ملع القلوم بصليرة وشلهد عليهلم بلأنهم
مموهون مدلسون بل كاذبون مفترون من جهللة أنهللم زادوا دقللائق مللا بيللن
زمانهم وزمان بطليموس وأوهمللوا بهلا أنهللم رصللدوا ملا رصللده ملن قبلهللم
فعثروا على ما لم يعثروا عليه ثم حدثت جماعة أخللرى منهللم الكوشلليار بللن
ياسر بن الديلمي ومن تآليفه الزيجات والجامع والمجمل فللي الحكللام وهللو
عندهم نهاية في الفن وكان بعد الصوفي بنحو ثلثين عاما وذكر في مقدمللة
كتللابه المجمللل أنللي جمعللت فللي هللذا الكتللاب مللن أصللول صللناعة النجللوم
والطريق إلى التصرف فيها ما ظننته كافيا في معناه مغنيا عما سواه وأكللثر
المر فيما أخذت به أقرب طريق عزوته إلى القياس وأوضح سللبيل سلللكته
إلى الصواب إذ هي صناعة غير مبرهنة وللخواطر والظنللون مجللال بل نهايللة
صواب ومجال إلى أن ذكر علم الحكام فقال فيله ول سللبيل للبرهلان عليلله
ول هو مدرك بكليته نعم ول بأكثره لن الشيء الذي يستعمل فيه هذا العلللم
أشخاص الناس وجميع ما دون الفلك القمري مطبوع على النتقال والتغييللر
ول يثبت على حلال واحللدة فللي أكللثر الملر ول للنسلان بكامللل القلوة ملن
الحللدس بخللواص الحللوال الللتي تكللون مللن امتزاجللات الكللواكب فبلللغ مللن
الصعوبة وتعسر الوقوف عليه إلى أن دفعه بعض الناس وظنوا أنه شلليء ل
يدركه أحد البتة وأكثر المنفردين بالعلم الول يعنى علم الهيئة ينكللرون هللذا
العلم ويجحدون منفعته ويقولون هو شيء يقع بالنفاق وليللس عليلله برهللان
إلى أن قال ومن المنفردين بالعلم الثاني يعنى علم الحكام من يأتي على
جزئياته بحجج على سبيل النظر والجللدل فظللن أنهللا برهللان لجهللله بطريللق
البرهان وطبيعته فحصل من كلم هذا تجهيل أصحاب الحكام كما حصل في
كلم الصللوفي تكللذيب أصللحاب الرصللاد وهللذان رجلن مللن عظمللائهم
وزعمائهم ثم حدثت جماعة أخرى منهم المنجللم المعللروف بللالفكري منجللم
الحاكم بالديار المصرية وكان قد انتهت إليه رياسة هذا العلم وكللان قللد قللرأ
على من قرأ على العاصللمي فوضللع هللو وأصللحابه رصللدا آخللر وهللو الرصللد
الحاكمي وخالف فيه أصحاب الرصد الممتحن في أشياء وعلى ذلك التفاوت
بنوا الذريح الحاكمي وكان الحاكم قد أمرهم أن يحذوا علللى فعللل المللأمون
فأمر أن يجتمعوا عنده فاجتمع المنجمون ورئيسهم الفكللري فوضللعوا الذبللح
الحللاكمي وخللالفوا أصللحاب الرصللد المللأموني ومللالوا أتبللاعهم إلللى الرصللد
الحاكمي ولو اتفق بعد ذلك رصد آخر لسلك أصحابه في خلف من تقللدمهم
مسلك أوائلهم هذا ومسللتند لهلم ومعللولهم الحلس والحسللاب وهملا هملا ل
يقبلن التغليط فما الظن بملا يلدعونه ملن علللم الحكلام اللذي مبنللاه علللى
هواجس الظنون وخيالت الوهام ثم حدثت جماعة أخرى منهم أبو الريحللان
البيروتي مؤلف كتاب التفهيم إلى صللناعة التنجيللم جمللع فيلله بيللن الهندسللة
والحساب والهيئة والحكام وكان بعد كوشيار بنحو من أربعين سللنة فخللالف
من تقدمه وأتى من مناقضتهم والرد عليهم بما هو دال على فساد الصللناعة
في نفسها وختم كتابه بقوله في الخبى والضمير ما أكثر افتضللاح المنجميللن
فيه وما أكثر اصابة الراصدين فيه بما يستعملون مللن كلملله وقللت السللؤال
ويرونه باديا من آثار وأفعال على السائل وقال وعند البلوغ إلى هذا الموضع
من صناعة التنجيم كافية ومن تعداه فقد عرض نفسلله وصللناعته لمللا بلغللت
إليه الن من السخرية والسللتهزاء فقللد جهلهللا المتفقهللون فيهللا فضللل عللن
المنتسبين إليها انتهى كلمه #ثم حللدثت جماعللة أخللرى منهللم أبللو الصلللت
أمية بن عبدالعزيز بن أمية الندلسي الشاعر المنجم الطبيب الديللب وكللان
بعد البيروتي بنحو من ثمانين عاما ودخل مصر وأقام بهللا نحللو عللامين ولمللا
كان بالغرب توفيت والدة المين على بلن يميللم صلاحب المهديلة وكلان قلد
وافق موتها أخبار المنجمين بللذلك قبللل وقللوعه فعمللل أميللة قصلليدة يرثيهللا
وهي من مستحسن شعره فقال فيها #وراعك قول للمنجم موهم %ومن
يعتقد زرق المنجم يوهم #فواعجبا يهذي المنجم دهره %ويكللذب إل فيللك
قول المنجم #وكان المذكور رأسا في الصناعة وقللد اعللترف بللأن المنجللم
كذاب صاحب زرق وهذيان ثم حدثت طائفة أخرى بالغرب منهم أبو اسللحق
الزر قال واصحابه وهو بعللد أبللي الصلللت بنحللو مللن مللائة عللام وقللد خللالف
الوائل والواخر في الصناعتين والرصدية والحكامية فأسقط من
عونا على ما قرب منه وتوفيقا لما أزلف لديه انلله قريللب مجيللب فعللال لمللا
يريد لست مستعمل للتحامل على من أثبت تأثير الكللواكب فللي هللذا العللالم
وترك إنصافهم كما فعل قوم ردوا عليهم فانهم دفعللوهم عللن أن يكللون لهللا
تأثير البتة غير وجود الضياء في المواضع التي تطلللع فيهللا الشللمس والقمللر
وعدمه فيما غابا عنه وما جرى هذا المجرى بل أسلم لهم أنها تؤثر تأثيرا مللا
يجري على المر الطبيعي مثل أن يكون البلد القليلل العلرض مزاجله يميلل
عن العتدال إلى الحر واليبللس وكللذلك مللزاج أهللله ضللعيف وألللوانهم سللود
وصفر كالنوبة والحبشة وأن يكللون البلللد الكللثير العللرض مزاجلله يميللل عللن
العتدال إلى البرد والرطوبة وكذلك مزاج أهللله وأجسللامهم عبلللة والللوانهم
بيض وشعورهم شقر مثللل الللترك والصللقالبة ومثللل أن يكللون النبللات ينمللو
ويقوى ويتكامل وينضللج ثمللره بالشلمس والقملر فللان أهللل الصلحراء وملن
يعانيها مجمعون علللى أن القثللاء تطلول و تغللظ بلالقمر وقلد شلاهدت غيللر
شجرة كبيرة حاملة من التين والتوت وغيرهما فما قابل الشمس منه أسرع
نضج الثمر الكائن فيه وما خفللى منهللا عنهللا بقللي ثمللره فجللا وتللأخر إدراكلله
ومثال ذلك ما شاهد من حال الريحان الذي يقال له اللينوفر وحال الخبللازي
وورق الخطمى والدريون وأشياء كثيرة من النبات فانا نراه يتحللرك وينفتللح
مع طلوع الشمس ويضعف إذا غابت لن هذه أمور محسوسة وليللس الكلم
في هذا التأثير كيف هو وعلى أي سبيل يقع فما يليللق بغرضللنا ههنللا فلللذلك
أدعه فأما ما يزعمونه فيما عدا هذا مللن أن النجللوم تللوجب أن يعيللش فلن
كذا كذا سنة وكذا كذا شهرا وينتهون في التحديد إلللى جللزء مللن سللاعة وأن
يدل على تقليد رجل بعينه الملك وتقليد آخر بعينه الوزارة وطللول مللدة كللل
واحد منهما في الولية وقصرها وما فعله النسان وما يفعله في منزللله ومللا
يضمره في قلبه وما هو متوجه فيه من حاجاته ومللا هللو فللي بطللن الحامللل
والسارق ومن هو والمسروق وما هو وأيللن هللو وكميتلله وكيفيتلله ومللا يجللب
بالكسوف وما يحدث معه والمختار من العمال في كل يوم بحسب اتصللال
القمر بالكواكب مللن أن يكللون هللذا اليللوم صللالحا للقللاء الملللوك والرؤسللاء
وأصحاب السلليوف وهللذا يللوم محمللود للقللاء الكتللاب والللوزراء وهللذا اليللوم
محمود للقاء القضاة وهذا اليوم محمود لمللور النسللاء وهللذا اليللوم محمللود
لشرب الدواء والفصد والحجامة وهذا اليوم محمود للعب الشللطرنج والنللرد
وغير ذلك فمحال أن يكون معلوما من طريق الحس وليس نص مللن كتللاب
الله بل قد نص الله سبحانه وتعالى فيه على بطلنه بقوله تبارك وتعالى قل
ل يعلم من في السموات والرض الغيب إل الله ول من سنة رسول الله بل
قد جاء عنه أنه قال من أتى عرافا أو كاهنا أو منجما فصدقه بما يقللول فقللد
كفر بما أنزل على محمد ول هاهنا ضرورة تدعو إلى القللول بلله ول هللو أول
في المعقول ول يأتون عليه ببرهان ول دليل
مقنع وهذه هي الطرق التي تثبت بها الموجودات وتعلم بها حقائق الشياء ل
طريق هاهنا غيرها ول شليء لحكلام النجللوم منهلا وانلا ابتلدئ الن بوصلف
جملة من اختلفهم في الصللول الللتي يبنللون عليهللا أمرهللم ويفرعللون عنهللا
أحكامهم وأذكر المستبشع من أقللاويلهم وقضللاياهم وظللاهر مناقضللاتهم ثللم
آتى بطرف من احتجاجهم والحتجاج عليهم والله والموفق للصللواب بفضللله
#ذكر اختلفهم في الصول زعموا جميعا أن الخير والشر والعطاء والمنللع
وما أشبه ذلك يكون في العالم بالكواكب وبحسب السللعود منهللا والنحللوس
وعلى حسب كونها من البروج الموافقة والمنللافرة لهللا وعلللى حسللب نظللر
بعضها إلى بعض من التسديس والللتربيع والتثليللث والمقابلللة وعلللى حسللب
محاسدة بعضها بعضا وعلى حسب كونها فللي شللرفها وهبوطهللا ووبالهللا ثللم
اختلفوا على أي وجه يكون ذلك فزعم قوم منهم أن فعلهللا بطبائعهللا وزعللم
آخرون أن ذلك ليس فعل لها لكنها تدل عليه بطبائعهللا قلللت وزعللم آخللرون
أنها تفعل في البعض بالعرض وفي البعض بالللذات قللال وزعللم آخللرون أنهلا
تفعل بالختيار ل بالطبع أل أن السعد منها ل يختار إل الخير والنحس منهللا ل
يختار إل الشر وهذا بعينه نفى للختيار فللان حقيقللة القللادر المختللار القللدرة
على فعل أي الضدين شاء وترك أيهما شاء قلللت ليللس هللذا بشلليء فللانه ل
يلزم من كون المختار مقصود الختيار على نوع واحد سلللب اختيللاره ولكللن
الذي يبطل هذا أنهم يقولون أن الكوكب النحس سللعد فللي بللرج كللذا وفللي
بيت كذا وإذا كان الناظر إليه من النجوم كذا وكللذا وكللذلك الكللوكب السللعد
ويقولون أنها تفعل بالذات خيرا وبالعرض شرا وبللالعكس وقللد يقولللون أنهللا
تختار في زمان خلف ما تختار في زمان آخر وقد تتفق كلها أو أكثرها علللى
إيثار الخير فيكون فللي العللالم فللي ذلللك الللوقت علللى الكللثر الخيللر والنفللع
والحسن قالوا كما كان في زمن بهمن وفي أيام أنوشروان وبضد ذلك أيضللا
فيقال إذا كانت مختارة وقد تتفق على إرادة الخير وعلى إرادة الخير والشر
بطل دللة حصولها في البروج المعينة ودللة نظر بعضها إلى بعللض بتسللديد
أو تربيع أو تثليث أو مقابلة لن هذا شأن من يقع فعله إل عن وجه واحد في
وقت معين على شروط معينة ول ريب أن هللذا ينفللي الختيلار فكيللف يصلح
قولكم بذلك وجمعكم بين هاتين القضيتين أعنللي جللواز اختيارهللا فللي زمللان
خلف ما تختاره في زمان آخر وجواز اتفاقها على الخير واتفاقها على الشر
من غير ضابط ول دليل يدلكم عليه ثم تحكمون بتلك الحكام مستندين فيها
إلللى حركاتهللا المخصوصللة وأوضللاعها ونسللبة بعضللها إلللى بعللض وهللل هللذا
الضحكة للعقلء قال وزعم آخرون أنها ل تفعل باختيار بل تدل باختيار وهللذا
كلم ل يعقل معناه إل أنى ذكرته لما كان مقول واختلفوا فقللالت فرقللة مللن
الكواكب ما هو سعد ومنها ما هو نحس وهي تسعد غيرهللا وتنحسلله وقللالت
فرقة هي في أنفسها طبيعة واحدة
#وانما تختلف دللتهلا عللى السلعود والنحلوس وان للم تكلن فلي أنفسلها
مختلفة واختلفوا فقال قللوم أنهللا تللؤثر فللي البللدان والنفللس جميعللا وقللال
الباقون بل في البدان دون النفس قلت أكثر المنجميللن علللى القللول بأنهللا
تسعد وتنحس غيرها وأما الفرقة التي قالت هي دالة على السللعد والنحللس
فقولهم وان كان أقرب إلى التوحيد من قول الكثرين منهم فهو أيضللا قللول
مضطرب متناقض فان الدللة الحسية ل تختلف ول تتناقض وهذا قللول مللن
يقول منهم أن الفلك طبيعة مخالفللة لطبيعللة الستقصللاب الكائنللة الفاسللدة
وأنها ل حارة ول باردة ول يابسة ول رطبة ول سعد ول نحس فيها وانما يللدل
بعض أجرامها وبعض أجزائها على الخير وبعضها على الشللر وارتبللاط الخيللر
والشر والسعد والنحس بها ارتباط المدلولت بأدلتهللا ل ارتبللاط المعلومللات
بعللها ول ريب أن قللائل هللذا أعقللل وأقلرب ملن أصللحاب القللول بالقتضللاء
الطللبيعي والعليللة وأمللا القللول بتأثيرهللا فللي البللدان والنفللس فهللو قللول
بطليموس وشيعته وأكثر الوائل من المنجمين وهللؤلء لهللم قللولن أحللدهما
أنها تفعل في النفس بالذات وفي البدان بلالعرض لن البللدان تنفعللل علن
النفس والثاني أنها هي سبب جميع ما في عالم الكون والفساد وفعلها فللي
ذلك كله بالذات وكأنه لخلف بين الطللائفتين فللان الللذين قللالوا فعلهللا فللي
النفللوس ل يضلليفون انفعللال البللدان إلللى غيرهللا بللذاتها بللل بوسللائط قللال
واختلف رؤساؤهم بطليموس ودورسللوس وانطيقللوس وريمسللس وغيرهللم
من علماء الروم والهند وبابل في الحدود وغيرها وتضادوا في المواضع التي
يأخذون منها دليلهم فبعضهم يغلب رب بيت الطالع وبعضللهم يقللول بالللدليل
المسللتولى علللى الحظللوظ واختلفللوا فزعللم بطليمللوس أنهللم يعلللم منهللم
السعادة بأن يأخذ أبدا العدد الذي يحصل مللن موضللع الشللمس إلللى موضللع
القمر ويبتدئ من الطالع فيرصد منه مثل ذلك العدد ويأخذ إلى الجهللة الللتي
تتلو من البروج فيكون قد عللرف موضللع السللهم وزعللم غيللره أنلله يعللد مللن
الشمس ثم يبتدئ مللن الطللالع فيعللد مثللل ذلللك إلللى الجهللة المتقدمللة مللن
البروج قلت وزعم آخرون أن بطليموس يرى أن جميع ما يكون ويفسد إنمللا
يعرف دليله من موضع التقاء النيريللن إمللا الجتمللاع وامللا المتلء لن هللذين
الكوكبين عنده مثل الرئيسين العظيمين أحدهما يللأتمر لصللاحبه وهللو القمللر
وهما سببا جميع ما يحدث في عالم الكللون والفسللاد وأن الكللواكب الجاريللة
والثابتة منهما بمنزلة الجند والعسكر من السلطان فإذا اراد النظر فللي أمللر
من المور فان كان بعد الجتماع أو عنده فانه يأخذ الدليل عليه من الكوكب
المستولى على جزء الجتماع وجزئي الشمس والقمر فللي الحللال وشللاركه
مع الشمس بالنسبة إلى الطالع وإذا كان بعد المتلء أو عنده فانه ينظللر أي
النيرين كان فوق الرض عند المتلء وينظر إلللى الكللوكب المسللتولى علللى
ذلك الجزء وجزء النير الذي كان بعد الشمس من الطللالع كبعللد القمللر مللن
سهم السعادة
#فلذلك يجب عنده أن يؤخذ العدد أبدا من الشمس إلى القمر لتبقى تلللك
النسبة وهي البعد بين كل واحد من النيرين طالعه محفوظ فهللذا قللول آخللر
غير قول أولئك وللفرس مذهب آخر وهو أنهم قالوا لما كانت الشللمس لهللا
نوبة النهار والقمر للله نوبللة الليللل وكللان سللهم السللعادة بالنهللار يؤخللذ مللن
الشللمس إلللى القمللر وجللب أن يعكللس ذلللك بالليللل لن نسللبة النهللار إلللى
الشمس مثل نسبة الليل إلى القمر وكل واحد من النيرين ينوب واحدا مللن
الزمانين فيأخذون منهم السعادة بالليللل مللن القمللر إلللى الشللمس وبالنهللار
بالعكس وزعموا أن كلم بطليموس إنما يدل على هذا لنلله قللال وان أخللذنا
من الشمس إلللى القمللر إلللى خلف تللأليف الللبروج وألقينللاه بللالعكس كللان
موافقا للول فقالوا يجللب أن يعكللس الملر بالليلل فهللذا اختلف المنجميلن
على بطليموس ينقض بعضه بعضا وليس بأيدي الطائفة برهان يرجحللون بلله
قللول علللى قللول أن يتبعللون إل الظللن وان الظللن ل يغنللى مللن الحللق شلليئا
فأعرض عن من تولى عن ذكرنا ولم يرد إلى الحياة الدنيا ذلك مبلغهللم مللن
العلم أن ربك هو أعلم بمن ضللل عللن سللبيله وهللو أعلللم بمللن اهتللدى قللال
واختلفوا فرتبت طائفة منهم البروج المللذكورة والمؤنثللة مللن الللبرج الطللالع
فعدوا واحدا مذكرا وآخللر مؤنثللا وصلليروا البتللداء بالمللذكر وقسللمت طائفللة
أخرى البروج أربعة أجزاء وجعلوا البروج المذكرة هي التي من الطللالع إلللى
وسط السماء والللتي يقابلهللا مللن الغللرب إلللى وتللد الرض وجعلللوا الربعيللن
الباقيين مؤنثين قلت ومن هذيانهم في هذا الذي أضحكوا بلله عليهللم العقلء
أنهم جعلوا البروج قسمين حار المزاج وبارد المزاج وجعلوا الحار منها ذكللرا
والبارد أنثى وابتدؤا بالحمل وصيروه ذكرا حارا ثم الذي بعده مؤنثا باردا ثللم
هكذا إلى آخرها فصارت ستة ذكورا وستة أناثللا وليسللت علللى الوائل واحللد
ذكر وثلثة أخر أنللثى مخللالف للله فللي الطبيعللة والذكوريللة والنوثيللة مللع أن
قسمة الفلللك إلللى الللبروج قسللمة فرضللية وضللعية فهللل فللي أنللواع هللذيان
الهاذين أعجب من هذا ولما رأى من به رمللق مللن عقللل منهللم تهللافت هللذا
الكلم وسخرية العقلء منه رام تقريبه بغاية جهده وحللذقه فقللال إنمللا ابتللدأ
بالذكر دون النثى لن الذكر أشرف من النللثى لنلله فاعللل والنللثى منفعلللة
فاعجبوا يا معشر العقلء واسألوا الللله أن ل يخسللف بعقللولكم كمللا خسللف
بعقول هؤلء لهذا الهذيان افترى في البروج ناكحا ومنكوحللا يكللون المنكللوح
منها منفعل لناكحه بالذكورية والنوثية تابعة لهذا الفعل والنفعللال فيهللا قللال
وأيضا فالذكورية بسبب النفراد وازواج فيها فان الفراد ذكور والزواج إناث
وهذا أعجب من الول أن الذكر ينضم إلى الذكر فيصير المضموم إليه أنللثى
فتبا للمصغي إليكم والمجوز عقله صدقكم واصابتكم وأمللا أنتللم فقللد أشللهد
الله سللبحانه عقلء عبللاده وأنبللأهم مقللدار عقللولكم وسللخافتها فلللله الحمللد
والمنة قال هذا المنتصر لهم وانما جعلوا الفراد لللذكور والزواج للنللثى لن
الفرد
#يحفظ طبيعته أعنى ينقسم دائما إلى فرد والزوج ل يحفظ طبيعته أعنللي
ينقسم مرة إلى الفراد ومرة إلى الزواج كما يعرض ذلك للنللثى فانهللا تلللد
مرة مثلها ومرة ذكرا مخالفا لها ومرة ذكرين ومرة أنثيين ومرة ذكرا وأنللثى
وفساد هذا والعلم بفساد عقل صاحبه ونظره مغللن لللذي اللللب عللن تطلللب
دليل فساده قال المنتصللر وانمللا جعلللوا للللبرج النللثى بللل بللرج الللذكر فلن
الطبيعة هكذا ألف العداد واحدا فردا وآخللر زوجللا هكللذا بالغللا مللا بلللغ هللذه
القسمة عندهم هي قسمة ذاتية للبروج ولها قسمة ثانية بالعرض وهي أنهم
يبدؤن من الطالع إلى الثاني عشللر فيأخللذون واحللدا ذكللرا وهللو الول وآخللر
أنثى وهو ما يليه وهذه تختلف بحسب اختلف الطالع والقسمة الولللى إنمللا
كانت ذاتية لن البتداء لها برأس الحمل وهو موضع تقاطع الدائرتين اللللتين
هما فلك البروج ومعدل النهار وأما الليل للقسللمة فللانه ل يبقللى علللى حللال
واحدة لنه مأخوذ من الجزء المماس لفق البلد وهو دائما يتغير بحركته مللع
الكل وحصول الجزاء كلهلا واحلدا بعلد آخللر علللى الفللق دوره واحلدة وأمللا
قسمة الفلك أرباعا فانهم قالوا إذا خرج خط مللن أفللق المشللرق إلللى أفللق
المغرب وخط من وتد الرض إلللى وسللط السللماء انقسللمت الللبروج أربعللة
أقسام كل قسم ثلثة بروج على طبيعة واحدة ابتداء كل قسللم مللن طللرف
قطر إلى طرف القطر الللذي يليلله وأطللراف هللذين القطريللن تسلمى أوتللاد
العالم والقسم الول من وتد المشرق إلى وتد العاشر ذكر شللرقي مخفللف
سريع ومن وتد العاشر إلى وتد الغارب مللؤنث جنللوبي محللرق وسللط ومللن
ذيل الغارب إلى وتد الرابع ذكر مقبل رطب غربي بطيللء ومللن وتللد الرابللع
إلى وتد الطالع مؤنث دليل مبرد شمالي وسط وهذه القسمة مخالفة لتلللك
القسمتين لن هذه قسمة البروج بأربعة أقسام متساوية كل ثلثة بروج منها
تسعين درجة لها طبيعة تخصلها ملع أن الفللك شليء واحلد وطبيعلة واحلدة
وقسمته إلى الدرج والبروج قسمة وهميللة بحسللب الوضللع فكيللف اختلفللت
طبائعها وأحكامها وتأثيراتها واختلفت بالذكروية والنوثية ثم أن بعض الوائل
منهم لم يقتصر على ذلك بل ابتدأ بالدرجة الولى مللن الحمللل فنسللبها إلللى
الذكورية والثانية إلى النوثية هكذا إلى آخر الحوت ول ريب أن الهذيان لزم
لمن قال بقسمة البروج إلى ذكر وأنثى وقللال الللذكر طبيعللة الفللرد والنللثى
طبيعة الزوج فان هذا بعينه لزم لهم في درجللات الللبرج الواحللد وكللأن هللذا
القائل تصور لزومه لولئك فالتزمه وأما بطليموس فله هذيان آخر فانه ابتدأ
بأول درجة كل برج ذكر فنسب منها إلى تمام أثنى عشر درجة وبضللعا إلللى
الذكورية ومنه إلى تمام خمس وعشرين درجة إلى النوثية ثللم قسللم بللاقي
البرج بالنصفين فنسب النصف الول إلى الذكر والنصللف الخللر إلللى النللثى
وعلى هذه القسمة ابتدأ بالبروج النثى فنسب الثلث ونصللف السللدس إلللى
النوثية ومثلها بعده إلى الذكروية وبقى
#سدس قسمه بنصفين فنسب النصف الول إلى النثى والخر إلى الللذكر
كما عمل بالبرج الذكر حلتى أتلى عللى اللبروج كلهلا وأملا دوروسلوس فلله
هذيان آخر فانه يقسم البروج كلها كل بللرج ثمانيللة وخمسللين دقيقللة ومللائة
وخمسين ثانية ثم ينظر فان كان البرج ذكرا أعطللى القسللمة الولللى للللذكر
ثم الثانية للنثى إللى أن يلأتي عللى القسلام كلهلا وان اللبرج أنلثى أعطلى
القسمة الولى للذكر إلى أن يأتي على القسام كلها ولو قدر أن جاهل آخللر
تفنن في هذه الوضاع وقلبها وتكلم عليها لكان من جنس كلمهم ولللم يكللن
عندهم من البرهان ما يللردون بلله قللوله بللل أن رأوه قللد أصللاب فللي بعللض
أحكامه ل في أكثرها أحسنوا به الظن وتقلد واقوله وجعلوه قدوة لهم وهللذا
شأن الباطل عدنا إلى كلم عيسى في رسللالته قللال واختلفللوا فللي الحللدود
فزعم أهل مصر أنها تؤخذ من أرباب البيوت وزعم الكلدانيون أنها تؤخذ من
مدبر المثليات وإذا كان اختلف الذين يعتدون بهم في أصولهم هذا الختلف
وليس هم ممن يطالب بالبرهان ول يعتقد الشيء حللتى يصللح علللى البحللث
والقياس فيعرفون مع من الحق من رؤسائهم وفي أي قول هو من أقوالهم
فيعملون به وانما طريقتهم التسليم لمللا وجللدوه فللي الكتللب المنقولللة مللن
لسان إلى لسان فكيف يجوز لهم أن يتفردوا باعتقاد قول من هللذه القللوال
وينصرفوا عما سواه إل على طريق الشهوة والتخمين والله المستعان ذكللر
بعض ما يستبشللع مللن أقللوالهم ويسللتدل بلله علللى مناقضللتهم #مللن ذلللك
زعمهم أن الفلك جسم واحد وطبيعة واحدة وأنه شيء واحد وليللس باشللياء
مختلفة ثم زعموا بعد ذلك أن بعضه ذكلر وبعضله أنلثى ول دلللة لهلم عللى
ذلك ول برهان ول وجدنا جسما واحدا في الشاهد بعضلله ذكللر وبعضلله أنللثى
قلت قد رام بعض المبلسين من فضلئهم تصحيح هللذا الهللذيان فقللال ليللس
يستحيل أن يكون جسم واحللد بعضلله أنللثى وبعضلله ذكللر كالرجللل مثل فللان
العين والذن واليد والرجل منه مؤنثة والرأس والصلب والصدر والظهر منلله
ذكر وأيضللا فللان الجسللم مركللب مللن الهيللولى والصللورة والهيللولي مللذكرة
والصورة مؤنثة وأيضا لما وجد المنجمللون الشللمس تللدل علللى البللاء والب
ذكر والقمر يدل على الم وهي أنثى قللالوا أن الشللمس ذكللر والقمللر أنللثى
قالوا وقد قال أرسطو في كتاب الحيللوان طمللث المللرأة يقللل فللي نقصللان
الشهر وكذلك قال بعض الناس أن القمللر أنللثى قللالوا وأيضللا فالشللمس إذا
كانت قريبا من سمت الرؤس كان الحر واليبس وهما ملن طبيعللة الذكوريللة
والقمر إذا كان يقرب من سمت الرؤس بالليل كللان الللبرد والرطوبللة وهمللا
من طبيعة النثى فليعجب العاقل اللللبيب مللن هللذه الخرافللات فأمللا أعضللاء
النسان الذكور والنثى فذلك أمللر راجللع إلللى مجللرد اللفللظ والحللاق علمللة
التأنيث في تصغيره ووصفه وخبره وعود الضمير عليه بلفظ التأنيث وجمعلله
جمع المؤنث وليس ذلك عائد إلى طبيعة العضلو ومزاجلله فنظيللر هللذا قللول
النحاة الشمس مؤنثة للحاق العلمة لها في تصغيرها فنقول شميسللة وفللي
الخبر عنها نحو الشمس طالعة والقمر مذكر لعدم
#لحاق العلمة له في شيء من ذلك فعلى هذا الوجه وقع التذكير والتأنيث
في أعضاء الحيوان وأما قسمتكم البروج وأجزاء الفللك إللى ملذكر وملؤنث
فليست بهذا العتبار بل باعتبار الفعل والنفعال والحرارة والرطوبة فتشبيه
أحد البابين بالخر تلبيس وجهل وأما تركب الجسللم مللن الهيللولى والصللورة
فللأكثر العقلء نفللوه وقللالوا هللو شلليء واحللد متصللل متللوارد عليلله التصللال
والنفصال كما يتوارد عليه غيرهما من الغراض فيقبلها ول يلزم مللن قبللول
التصال والنفصال أن يكون هناك شيء آخللر غيللر الجسلمية يقبللل بله ذلللك
والذين قالوا بتركيبه منهما لم يقل أحد منهم أصل أنه مركب من ذكر وأنللثى
والصورة مؤنثة في اللفظ ل في الطبيعة واضحكاه على عقللولهم السللخيفة
وأما دللة الشمس على الب وهو مذكر ودللة القمر علللى الم وهللي أنللثى
فلو سلمت لكم هذه الدللة كيف يلزم منها تذكير مادل على الللذكر وتللأنيث
ما يدل على النثى وأين الرتبللاط العقلللي بيللن الللدليل والمللدلول فللي ذلللك
كيف ودللة الشمس على الب والقمر على الم مبنللى علللى تلللك الللدعاوي
الباطلة التي ليس لها مسللتند إليلله إل خيللالت وأوهللام ل يرضللاها العقلء #
وأما ما حكللوه عللن ارسللطو فنقللل محللرف ونحللن نللذكر نصلله فللي الكتللاب
المذكور فان لنا به نسخة مصححه قد اعتنلى بهلا قلال فلي المقاللة الثامنلة
عشر بعد أن تكلم في علة الذكار واليناث وذكللر قللول مللن قللال أن سللبب
الذكار حرارة الرحم وسبب اليناث برودته وأبطل هذا بللأن الرحللم مشللتمل
على الذكر والنثى معا في النسان وفي كل حيوان يلد قال فقد كان ينبغللي
على قول هذا القائل أن يكون التوأمان إما ذكرين واما أنثيين وأبطله بوجوه
أخر وهذا رأي أنبذ فليس وذكر قول ديمقراطيس أن ذلك ليس لجل حرارة
الرحم وبرودته بل بحسب الماء الذي يخرج من الذكر وطبيعته في الحللرارة
والبرودة وجعل قوة الذكار والينللاث تابعللة لمللاء الللذكر وذكللر قللول طائفللة
أخرى أن خروج الماء من الناحية اليمنى من البدن هي علة الذكار وخروجه
من الناحية اليسرى هلي عللة الينلاث قلال أن الناحيلة اليمنلى ملن الجسلد
أسخن من الناحية اليسرى وأنضج وأدفأ من غيرها ورجع قول ديمقراطيللس
بالنسبة إلى هذه الراء ثم قال فقللد بينللا العلللة الللتي مللن أجلهللا يخلللق فللي
الرحم ذكر وأنثى والغراض التي تعرض تشهد لمللا بينللا أن الحللداث يلللدون
الناث أكثر من الشباب والمتشيبون يلدون إناثا أيضا أكلثر ملن الشلباب لن
الحرارة التي في الحداث ليست بتامة بعد الحرارة التي في الشيوخ ناقصة
والجسام الرطبة التي خلقتها شبيهة بخلقة بعض النساء تلللد إناثللا أكللثر ثللم
قال فإذا كانت الريح شمال كان الولد ذكللرا وإذا كللانت جنوبللا كللان المولللود
أنثى لن الجساد إذا هبت الجنوب كللانت رطبللة وكللذلك يكللون الللزرع أكللثر
وكلما كثر الزرع يكون الطبخ غير نضج ولحال هذه العلة يكون زرع الذكريللة
ويكون دم طمث النساء ملن قبلل الطبلاع عنلد خروجله أرطلب أيضلا قللت
ومراده بالزرع الماء الذي يكون من
#الرجال قال ولحال هذه العلة يكون طمث النساء مللن قبللل الطبللاع فللي
نقص الهلة أكثر لن تلك اليام أبرد من سائر ايام الشهر وهي أرطب أيضللا
لنقص الهلة وقلة الحرارة والشمس تصير الصلليف والشللتاء فللي كللل سللنة
فأما القمر فيفعل ذلك في كل شللهر فتأمللل كلم الرجللل فللأنه لللم يتعللرض
لكللون القمللر ذكللر ول أنللثى ول أحللال علللى ذلللك وانمللا أحللال علللى المللور
الطبيعية في الكائنات الفاسدات وبين تأثير النيرين فللي الرطوبللة واليبوسللة
والحللرارة والللبرودة وجعللل لللذلك تللأثيرا فللي الذكللار والينللاث ل للنجللوم
والطوالع ومع أن كلمه أقرب إلى العقللول مللن كلم المنجميللن فهللو باطللل
من وجوه كثيرة معلومة بالحس والعقل وأخبار النبياء فان الذكلار والينلاث
ل يقوم عليه دليل ول يستند إلى أمر طبيعي وانما هو مجرد مشلليئة الخللالق
البارئ المصور الذي يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور ويزوجهللم
ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما انه عليم قدير الللذي أعطللى كللل شلليء
خلقه ثم هللدى وكللذا هللو قريللن الجللل والللرزق والسللعادة والشللقاوة حيللث
يستأذن الملك الموكل بللالمولود ربلله وخللالقه فيقللول يللا رب أذكللر أم أنللثى
سعيد أم شقي فما الرزق فما الجل فيقضى الله ما يشاء ويكتب الملللك #
ولستقصاء الكلم في هذه المسألة موضع هو أليق بها من هذا وقللد أشللبعنا
الكلم فيها في كتاب الروح والنفس وأحوالهللا وشللقاوتها وسللعادتها ومقرهللا
بعد الموت والمقصود الكلم عللى أقللوال الحكلاميين ملن أصللحاب النجلوم
وبيان تهافتها وأنها إلى المحالت والتخيلت أقرب منها إلى العلوم والحقائق
وأما قول المنتصر لكم أن الشمس إذا كلانت مسلامتة اللرؤوس كللان الحللر
واليبس وهما من طبيعة الذكور وإذا كان القمر مسلامة لللرؤس كلان اللبرد
والرطوبة وهما من طبيعة الناث فيقال هذا ل يدل على تأنيث القمر وتذكير
الشمس بوجه من الوجوه فللان الللبرد والرطوبللة يكونللان أيضللا بسللبب بعللد
الشمس من المسامتة وميلها عن الرءوس وحصولها فلي الللبروج الشلمالية
سواء كان القمر مسامتا أو غير مسامت فينبغي على قولكم أن يكون سبب
هذا البرد أنثى وهللذا ل يقللوله عاقللل بللل السللباب طبيعيللة مللن بللرد الهللواء
وتكاثفه وتأثير الشمس في تحليل البخرة التي تكون منهللا الحللرارة بسللبب
بعدها عن الرؤس وليس سبب ذلك أنثى اقتضللته وفعلتلله فقللد جمعتللم إلللى
جهلكم بالطبيعة والكذب على الخلقة القول الباطل على الللله وعلللى خلقلله
وليس العجب إل ممن يدعى شيئا من العقل والمعرفة كيف ينقاد للله عقللله
بالصغاء إلى محالتكم وهذاياناتكم ولكن كل مجهول مهيب ولما تكايس من
تكايس منكم في أمر الهيولي وزعم أنها أنثى وان الصورة ذكر وان الجسللم
الواحللد مشللتمل علللى الللذكر والنللثى أضللحك عقلء الفلسللفة عليلله فللان
زعيمهم ومعلمهم الول قد نص في كتاب الحيوان له على أن الهيللولى فللي
الجسم كالذكر وان قلتم فهذا يشهد لقولنا أيضا لنها أن كانت عنده كالللذكر
فالصورة أنثى فصار الجسم الواحد بعضه ذكر وبعضه أنثى قلنا القائلون
#وانما يناله واحد من الناس ول يلزم أن يكون في آبائه ملك ول يكون ابن
ملك فما بال طالع الملك المشترك بين عدة أولد خص هذا وحللده حللتى أن
أكثركم ينظر بنص بطليموس إلى جنس المولود وما يصلح له فيحكللم علللى
ابن الملك بالملك وعلى ابن الحجام بالحجامة فان كان طالعهما واحدا حكم
بتقدم ابن الحجام فللي رياسللة صللناعته وكللونه كملكهللم ومعلللوم أن الحللس
والوجود أكبر المكذبين لكم في هذه الحكام فما كثر من نال الملللك وليللس
هو من أبناء الملوك البتة ول كان طالعه يقتضللي ذلللك وحرملله مللن يقتضلليه
طالعه بزعمكم ممن أبوه ملك وكللذلك الكلم فللي غيللر الملللك مللن الطللالع
الذي يقتضي كون المولود حكيما عالما أو حاذقا في صناعته كللم قللد أخلللف
وحصل العلم والحكمة والتقدم في الصناعة لغير أربللاب ذلللك الطللالع وفللي
ذلك أبين تكذيب لكم وابطال لقولكم والله المستعان قال صللاحب الرسللالة
وأبعد من ذلك قولهم أن الكواكب المتحيرة أجل مللن الثللوابت وأبيللن تللأثيرا
في العالم وان كل واحد من الكواكب الثابتة يفعل فعل واحللدا ل يللزول عنلله
من غير أن ينحس أو يسعد وان عطارد هو من الكواكب المتحيرة ليللس للله
طبع يعرف وأنه نحس إذا قارن النحوس وسعد إذا قارن السعود ومللن ذلللك
قولهم أن قوة القمر الترطيب وان العلة فللي ذلللك قللرب فلكلله مللن الرض
وقبوله البخارات الرطبة التي ترتفع إليه منها وان قوة زحل أن يبرد ويجفف
تجفيفا يسيرا وان علة ذلك بعده عن حرارة الشمس وعن البخارات الرطبة
التي ترتفع من الرض وان قوة المريخ مجففة محرقة لمشاكلة لللونه للللون
النار ولقربه من الشمس لن الكرة التي فيها الشمس موضوعة تحته قلللت
فليتأمل العاقل ما في هذا الكلم من ضللروب المحللال ومللا للفلللك ووصللول
البخارات الرضية إليه وهل في قوة البخارات تصاعدها إلى سطح الفلك مع
البعد المفرط والبخار إذا ارتفع فغايللة ارتفللاعه كارتفللاع السللحاب ل يتعللداه
وهل تتأثر العلويات بطبائع السفليات وتتكيف بكيفياتها وتنفعل عنها #ومما
يدل على فساد ذلك أيضا أن القمر لو كان مترطبا مللن البخللارات وجللب أن
تزداد رطوبته في كل يوم لنه دائم القبول للبخللارات ول يقولللون ذلللك وان
التزامه منهم مكابر وقال كل يللوم يللزداد رطوبللة #قلللت للله فمللا تنكللر أن
تكون دللة زحل والمريخ على النحوس تتزايد وتكون دللتلله علللى النحللوس
في اليوم أكثر من دللته في المس ولو فتح عليكم هذا الباب فلعل السللعد
ينقلب نحسا وبالعكس وهذا يرفع المان عن أصول هذا العلم #وأيضا فللإذا
جوزتم انفعال الفلكيات عن أجزاء هذا العالم السفلي لزمكللم تجللويز فسللاد
هذه الكواكب من هذه الجرام العنصرية ولزمكم تجويز أن ترتفع إلى القمر
من الدخنة ما يوجب جفافه وبلوغه في اليبس الغاية وأيضا فاذا جوزتم ذلك
فلم ل تجوزون نفوذ تلك البخارات إلى ما ورا
#فلك القمر حتى يترطب فلك الفلك فان قلتم فلك القمر عائق عن ذلك
#قلنا وكرة الثر حائلة بيللن عالمنللا هللذا وبيللن فلللك القمللر فكيللف جللوزتم
وصول البخارات الرضية إلى فلك القمر وفللي مشللابهة لللون المريللخ للللون
النار مما يقتضي تأثيره الحراق والتجفيف وهل في الهذيان أعجب من هللذا
فان أرادوا النللار البسلليطة فإنهللا ل لللون لهللا وان أرادوا النللار الحادثللة فهللي
بحسب مادتها التي توجب حمرتها وصفرتها وبياضها وأما كون الشمس تحته
فهذا ل يقتضي تأثيرها فيه واعطاؤه قوة التجفيف والحراق فإن الشمس لو
أثرت فيه ذلك واعطه إياه لكللانت الشللمس بهللذا التللأثير والعطللاء للزهللرة
أولى لن كرتها فوق كرة الزهرة ونسبتها إلى كرة الزهرة كنسبتها إلى كرة
المريخ فهل كانت قوة الزهرة التجفيللف والحللراق بللل تلأثير الشلمس فيمللا
تحتها أولى من تأثيرها فيما فوقها قال صاحب الرسالة وان الكواكب الثابتللة
التي في الدب الكبر قوتها كقوة المريللخ وهللذا غلللط عظيللم لن لللون هللذه
الكواكب غير مشبه للون النار وليست الكرة التي فيهللا الشللمس موضللوعة
تحتها بل الكرة التي فيها زحل موضوعة تحتها فهي بأن يكون حالهللا مشللبها
لحال زحل أولى لنها فوقه وبعدها عن الشمس وعن حللرارات الرض أكللثر
من بعده قلت والعجب من هؤلء يعلمون قول مقدمهم بطليموس أن طبائع
الجرام السماوية واحدة ثم يحكمللون علللى بعضللها بللالحرارة وعلللى بعضللها
بالبرودة وكذلك بالرطوبللة واليبوسللة قللال وزعمللوا أن عطللارد معتللدل فللي
التجفيف والترطيب لنه ل يبعد في وقت من الوقات عن حر الشمس بعللدا
كثيرا ول وضعه فوق كرة القمر وان الكواكب الثابتة التي في الجللاني حالهللا
شبيهة بحاله وليس يوجد لها مللن السللببين اللللذين دل علللى طبيعللة عطللارد
شيئا بل الدور يوجد لها ضلد ذللك وهلو أنهلا بعيلدة ملن الشلمس فلي أكلثر
الوقات وان فلكها أبعد أفلك الكواكب من كرة القمللر وقللالوا أن الكللواكب
التي من النعاد 1تشبه حال عطارد وزحل في بعللض الوقللات وتشللبه حللال
المشتري والمريخ في بعضها #قلللت وقللد اسللتدل فضللؤكم عللى اختلف
طبائع الكواكب باختلف ألوانها فقالوا زحل لللونه الغللبرة والكمللودة فحكمنللا
بأنه على طبع السوداء وهللو الللبرد واليبللس فللان السللوداء لهللا مللن اللللوان
الغبرة وأما المريخ فانه يشبه لونه لون النار فل جرم قلنا طبعلله حلار يللابس
وأمللا الشللمس فهللي حللارة يابسللة لللوجهين :أحللدهما أن لونهللا يشللبه لللون
الحمرة الثاني أنا نعلم بالتدبير أنها مسخة للجسام منشفة للرطوبللات وأمللا
الزهرة فانا نرى لونها كالمركب من البيللاض والصللفرة ثللم أن البيللاض يللدل
على طبيعة البلغم الذي هو الللبرد والرطوبللة والصللفرة تللدل علللى الحللرارة
ولما كان بياض الزهرة أكثر من صفرتها حكمنا عليهللا بللأن بردهللا ورطوبتهللا
أكثر وأما المشتري فلما
#كانت صفرته أكللثر ممللا فللي الزهللرة كللانت سللخونته أكللثر مللن سللخونته
الزهرة وكان في غاية العتدال وأما القمر فهو أبيلض وفيلله كملودة فبياضلله
يدل على البرد وأما عطارد فانا نرى عليه اللوان مختلفة فربما رأيناه أخضر
وربما رأيناه أغبر وربما رأيناه على خلف هللذين اللللونين وذلللك فللي أوقللات
مختلفة مع كونه من الفق على ارتفاع واحد فل جلرم قلنلا انله لكلونه قلابل
لللوان المختلفة يجللب أن يكللون للله طبللائع مختلفللة إل أنللا لمللا وجللدنا فللي
الغالب عليه الغبرة الرضللية قلنللا طللبيعته أميللل إلللى الرض واليبللس وهللذا
التقرير باطل من وجوه عديدة #أحدها أن المشاركة في بعض الصللفات ل
تقتضي المشاركة في الماهية والطبيعة ول في صفة أخرى #الوجه الثللاني
أن الدللة بمجرد اللون على الطبيعللة ضللعيفة جللدا فللان النللورة والنوشللادر
والزرنيخ والزئبق المصعد والكبريت فللي غايللة البيللاض مللع أن طبائعهللا فللي
غاية الحرارة الثالث أن ألوان الكواكب ليست كمللا ذكرتللم فزحللل رصاصللي
اللون وهذا مخالف للغبرة والسواد الخالص وأما المشتري فل بللد أن بياضلله
أكثر من صفرته فيلزم على قولكم أن برده أكثر من حره وهم ينكرون ذلك
وأما الزهرة فل صفرة فيها البتة بللل الزرقللة ظللاهرة فللي أمرهللا فيلللزم أن
تكون خالصة البرد وأما المريخ فان كان حره لشبهه بالنللار فللي لللونه فهللذه
المشابهة في الشمس والنار أتم فيلزم أن تكون حرارة الشمس وسللخونتها
أقوى من حرارة المريخ وهم ل يقولللون ذلللك وأمللا عطللارد فانللا وان رأينللاه
مختلف اللون في الوقات المختلفة إل أن السبب فيه أنا ل نراه إل إذا كللان
قريبا من الفق وحينئذ يكون بيننا وبينه بخارات مختلفة فل جللرم أن اختلللف
لونه لهذا السبب وأما القمر فقللد قللال زعيمكللم المللؤخر أبللو معشللر أنلله ل
ينسب لونه إلى البياض إل من عدم الحس البصري فتبين بطلن قولكم في
طبائع الكواكب وتناقضه واختلفه ولما علم بعض فضلئكم فساد قولكم في
طبائع الكواكب وان العقل يشهد بتكذيبه صدف عنه وأنكره وقال إنما نشللير
بهذه القوى والطبائع إلى ما يحللدث عللن كللل واحللد مللن الجللرام السللماوية
وينفعل بها من الكائنات الفاسدات ل أنها بطبائعها تفعل ذلك بل يحدث عنها
ما يكون حارا أو باردا أو رطبا أو يابسا كما يقال أن الحركة تسخن والصللوم
يجفف ل على أنها تفعل ذلك بطبائعها بل بما يحدث عنهللا فبطليمللوس قللال
أن القمللر مرطللب والشللمس تسللخن بحسللب مللا يحللدث عنهمللا وتنفعللل
المنفعلت بتلك القوى ل بأن طبائعها مكيفات فقال نحللن لللم ننللازعكم فللي
تأثير الشمس والقمر في هذا العالم بالرطوبة والللبرودة واليبوسللة وتوابعهللا
وتأثيرها في أبدان الحيوان والنبات ولكن هما جزء من السبب المؤثر وليسا
بمؤثر تام فان تأثير الشمس مثل إنما كان بواسطة الهواء وقبوله للسللخونة
والحرارة بانعكاس شعاع الشمس عليه عند مقابلتها لجللرم الرض ويختلللف
هذا القبول عند قرب الشمس من الرض وبعدها
#فيختلللف حللال الهللواء وأحللول البخللرة فللي تكاثفهللا وبرودتهللا وتلطفهللا
وحرارتها فتختلف التأثيرات باختلف هذه السللباب والسللبب جللزء الشللمس
في ذلك والرض جللزء والمقابلللة الموجبللة لنعكللاس الشللعة جللزء والمحللل
القابل للتأثير والنفعال جزء ونحن ل ننكر أن قوة البرد بسبب بعد الشللمس
عن سمت رؤسنا وقوة الحر بسلبب قلرب الشلمس ملن سلمت رؤسلنا ول
ننكر أن الشمس إذا طلت فإن الحيوان ناطقللة وبهيمللة يخللرج مللن مكللامنه
وأكنته وتظهر القوة والحركة فيهم ثم مادامت الشللمس صللاعدة فللي الربللع
الشللرقي فحركللات الحيللوان فللي الزديللاد والقللوة والسللتكمال قللإذا مللالت
الشمس عن وسط السماء أخللذت حركللات الحيللوان وقللواهم فللي الضللعف
وتستمر هذه الحال إلى غروب الشمس ثم كلما ازداد نور الشمس عن هذا
العللالم بعللدا ازداد الضللعف والفتللور فللي حركللة الحيللوان وهللدأت الجسللاد
ورجعت الحيوانات إللى مكامنهلا فلإذا طلعلت الشلمس رجعلوا إللى الحاللة
الولى ول ننكر أيضا ارتباط فصول العالم الربعة بحركات الشمس وحلولهللا
فللي أبراجهللا ول ننكللر أن السللودان لمللا كللان مسللكنهم خللط السللتواء إلللى
محاذاة ممر رأس السرطان وكانت الشمس تمر على رؤسللهم فللي السللنة
إما مرة وإما مرتين تسللودت أبللدانهم وجعللدت شللعورهم وقلللت رطوبللانهم
فساءت أخلقهم وضعفت عقولهم وأما الذين مساكنهم أقللرب إلللى محللاذاة
ممللر السللرطان فالسللواد فيهللم أقللل وطبللائعهم أعللدل وأخلقهللم أحسللن
وأجسامهم الطف كأهلل الهنلد واليملن وبعلض أهلل الغلرب وعكلس هلؤلء
الذين مساكنهم على ممر رأس السرطان إلى محاذاة بنللات نعللش الكللبرى
فهؤلء لجل أن الشمس ل تسامت رؤسهم ول تبعد عنهم أيضللا بعللدا كللثيرا
لم يعرض لهم حللر شللديد ول بللرد شللديد قللالوا إنهللم متوسللطة وأجسللامهم
معتدلة وأخلقهم فاضلة كأهل الشام والعراق وخراسان وفارس والصين ثم
من كان من هؤلء أميل إلى ناحية الجنوب كان أتم في الذكاء والفهللم ومللن
كان منهم يميل إلى ناحية الشرق فهم أقوى نفوسا وأشد ذكورة ومللن كللان
يميل إلى ناحية الغرب غلب عليه اللين والرزانة ومن تأمل هذا حللق التأمللل
وسافر بفكره في أقطار العللالم علللم حكمللة الللله فللي نشللره مللذهب أهللل
العراق وما فيه من اللين وما شاكله كله فللي أهللل المشللرق ومللذهب أهللل
المدنيللة ومللا فيلله مللن الشللدة والقللوة فللي أهللل المغللرب وأمللا مللن كللانت
مساكنهم محاذية لبنات نعش وهم الصقالبة والروم فإنهم لكثرة بعدهم عللن
مسامتة الشمس صار البرد غالبا عليهم والرطوبة الفضلية فيهم لنلله ليللس
مللن الحللرارة هنللاك مللا ينشللفها وينضللجها فلللذلك صللارت ألللوانهم بيضللاء
وشعورهم سللبطة شللقراء وأبللدانهم رخصللة وطبللائعهم مائلللة إلللى الللبرودة
وأذهانهم جامدة وكل واحد من هذين الطرفين وهما القليللم الول والسللابع
يقل فيه العمران وينقطلع بعضله عللن بعللض لجلل غلبللة اليبللس ثللم لتللزال
العمارة تزداد في القليم
#الثاني والسادس والخامس ويقل الخراب فيها وأمللا القليللم الرابللع فللإنه
أكثر القاليم عمارة وأقلهللا خرابللا بالفصللل الوسللط علللى الطللراف بسللبب
اعتدال المزاج وهو الذي انتشرت فيه دعوة السلم وضللرب الللدين بجرانللة
فيه وظهر فيه أعظم من ظهوره في سائر القاليم ولهذا قللال النللبي زويللت
لي الرض فرأيت مشارقها ومغاربهللا وسلليبلغ ملللك أمللتي مللازوى لللي منهللا
فكان انتشار دعوته في أعدل الرض ولذلك انتشرت شرقا وغربا أكللثر مللن
انتشارها جنوبا وشمال ولهذا زويت له فأرى مشارقها ومغاربهللا وبشللر أمتلله
بانتشار مملكتها في هذين الربعين فإنهما أعدل الرض وأهلها أكمللل النللاس
خلقا وخلقا فظهر الكمال له في الكتاب والدين والصحاب والشريعة والبلد
والممالك صلوات الله وسلمه عليه فإن قيل فقد فضلتم القليم الرابع على
سائر القاليم مع أن شيئا من الدوية ل تتولد فيه الدواء ضعيفا وإنما تتكللون
الدوية في سائر القاليم قيل هللذا مللن أدل الللدلئل علللى فضللله عليهللا لن
طبيعة الدواء ل تكون معتدلة إذ لو حصل فيهللا العتللدال لكللان غللذاء ل دواء
والطبيعة الخارجللة علن العتللدال ل تحلدث إل فللي المسلاكن الخارجلة عللن
العتدال وكذلك حال الشمس في المواضع التي تسامتها فموضع حضيضللها
وغابة قربها من الرض في الللبراري الجنوبيللة تكللون تلللك المللاكن محترقللة
نارية ل يتكون فيها حيللوان البتللة ولللذلك والللله أعلللم كللان أكللثر البخللار مللن
الجانب الجنوبي دون الشمالي لن الشمس إذا كللانت فللي حضيضللها كللانت
أقرب إلى الرض وإذا كانت في أوجها كللانت أبعللد وعنللد قربهللا مللن الرض
يعظم تسللخينها والسللخونة جاذبللة للرطوبللات وإذا انجللذبت الرطوبللات إلللى
الجانب الجنوبي انكشف الجانب الشمالي ضرورة وصللار مسللتقرا للحيللوان
الرضي والجنللوبي أعظللم الجللانبين رطوبلة وأكثرهللا مياهللا ومقللرا للحيللوان
المائي وأما المواضع المسامتة لوج الشمس في الشمال فهي غير محترقة
بل معتدلة لبعد الشمس ملن الرض وسلبب التفلاوت القليلل الحاصلل بيلن
أقرب قرب الشمس مللن الرض وأبعللد بعللدها منهللا صللار الجنللوبي محترقللا
والجانب الشمالي معتللدل فللو كللانت الشلمس حاصلللة فلي فللك الكللواكب
لفسد هذا العالم من شدة البرد ولو فرضلنا أنهللا انحللدرت إللى فللك القملر
لحرقت هذا العالم فاقتضت حكمة العزيز العليم الحكيم أن وضللع الشللمس
وسللط الكللواكب السللبعة وجعللل حركتهللا المعتدلللة وقربهللا المعتللدل سللببا
لعتدال هذا العالم وجعل قربها وبعدها وارتفاعها وانخفاضللها سللببا لفصللوله
التي هي نظام مصالحة فتبارك الله رب العللالمين وأحسللن الخللالقين وأهللل
القليم الول لجل قربهم من الموضللع المحللازى لحضلليض الشللمس كللانت
سخونة هوائهم شديدة ول جرم كانوا أشد سواءا مللن مكللان خللط السللتواء
وأهل القليم الثاني سللخونة هللوائهم ألطللف فكللانوا سللمر اللللوان والقليللم
الثالث والرابع أعللدل القللاليم مزاجللا بسللبب اعتللدال الهللواء بسللبب تعللديل
ارتفاع الشمس ل تكون في
#بعدها عن الرض فههنا وإن حصلت مسامتة مفيدة لمزيد السللخونة لكللن
حصل أيضا البعد المقلل للسخونة فحصل العتدال من بعللض الوجللوه وفللي
الجانب الجنوبي وإن حصل مزيد القرب مللن الرض لكللن لللم يحصللل هنللاك
مسامتة للمساكن المعمورة لخط العتدال في الجانبين بهذه الطريق وصار
أهل القليم الثالث والرابع أفضل الناس صورا وأخلقا وأما القليم الخللامس
فإن سخونة الهواء هناك اقل من العتدال بمقدار يسير فل جللرم صللار فللي
جزء البرد وصارت طبائع أهله أقل نضجا من طبائع أهل القليم الرابع إل أن
بعدهم عن العتدال قليل وأمللا أهللل القليللم السللادس والسللابع فللإن أهلهللا
محرورون ولغلبة البرد والرطوبة عليهم يشتد بياض ألوانهم وزرقللة عيللونهم
وأما المواضع التي تقرب من أن يكللون الخللط فيهللا فللوق الللرأس فهنللاك ل
يصل تسخين الشمس إليها فل جرم عظم البرد فيها ولم يكن هنللاك حيللوان
البتة وهذا كله يدل على أن الشمس جزء السللبب وأن الهلواء جللزء السللبب
والرض جزء وانعكاس الشللعاع جللزء وقبللول المنفعلت جللزء مجمللوع ذلللك
سبب واحد قدرة العليللم القلدير وأجلرى عليلله نظلام العللالم وقلدر سللبحانه
أشياء أخر ل يعرفها هؤلء الجهال ول عندهم منهللا خللبر مللن تللدبير الملئكللة
وحركاتهم وطاعللة استقصللات العللالم ومللواده لهللم وتصللريفهم تلللك المللواد
بحسب ما رسم لهم من التقدير اللهي والمر الرباني ثم قدر تعللالى أشللياء
آخر تمانع هلذه السلباب عنلد التصلادم وتلدافعها وتقهلر موجبهلا ومقتضلاها
ليظهر عليها اثر القهر والتسخير والعبوديللة وأنهللا مصللرفة مللدبرة بتصللريف
قاهر قادر كيف يشاء ليدل عباده على أنه هو وحده الفعال لما يريللد لخلقلله
كيف يشاء وأن كل ما في المملكة اللهية طوع قدرته وتحللت مشلليئته وأنلله
ليس شيء يستقل وحده بالفعللل إل الللله وكللل مللا سللواه ل يفعللل شلليئا إل
بمشارك ومعاون وله ما يعاوقه ويمانعه ويسلبه تأثيره فتارة يسلب سللبحانه
النار إحراقها ويجعلها بردا كما جعلها على خليله بردا وسلللما وتللارة يمسللك
بين أجزاء الماء فل يتلقللى كمللا فعللل بللالبحر لموسللى وقللومه وتللارة يشللق
الجللرام السللماوية كمللا شللق القمللر لخللاتم أنبيللائه ورسللله وفتللح السللماء
لمصعده وعروجه وتارة يقلب الجماد حيوانلا كملا قللب عصلا موسلى ثعبانلا
وتارة يغير هذا النظام ويطلع الشمس من مغربها كما أخبر به أصللدق خلقلله
عنه فإذا أتى الوقت المعلوم فشق السموات وفطرها ونللثر الكللواكب علللى
وجه الرض ونسف جبال العالم ودكها مع الرض وكور شمس العالم وقمره
ورأى ذلك الخلئق عيانا ظهللر للخلئق كلهللم صللدقه وصللدق رسللله وعمللوم
قدرته وكمالها وأن العالم بأسره منقللاد لمشلليئته طللوع قللدرته ل يستعصللي
عليه انفعاله لما يشاؤه ويريده منه وعلللم الللذين كفللروا وكللذبوا رسللله مللن
الفلسفة والمنجمين والمشركين والسفهاء الللذين سللموا أنفسللهم الحكمللاء
أنهم كانوا كاذبين #واجتمع جماعة من الكبراء والفضلء يوما فقللرأ قللارىء
^ إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت وإذا الجبال ^
سيرت حتى بلغ علمت نفس ما أحضرت وفي الجماعة أبو الوفاء ين عقيللل
فقال للله قللائل يللا سلليدي هللب أنلله أنشللر المللوتى للبعللث والحسللاب وزوج
النفوس بقرنائها للثواب والعقاب فما الحكمة في هدم البنية وتسيير الجبال
ودك الرض وفطر السماء ونثر النجوم وتخريب هذا العالم وتكللوير شمسلله
وخسف قمره فقال ابن عقيل على البديهة إنما بني لهم هذه الدار للسكنى
والتمتع وجعلها وما فيها للعتبللار والتفكللر والسللتدلل عليلله بحسللن التأمللل
والتللذكر فلمللا انقضللت مللدة السللكنى وأجلهللم عللن الللدار وخربهللا لنتقللال
الساكن منها فأراد أن يعلمهم بأن في أحالة الحللوال وإظهللار تلللك الهللوال
وإبداء ذلك الصنع العظيم بيانا لكمال قدرته ونهاية حكمته وعظمة ربللو بيتلله
وعرا جلللله وعظللم شللأنه وتكللذيبا لهللل اللحللاد وزنادقللة المنجميللن وعبللاد
الكواكب والشمس والقمر والوثان ليعلم الللذين كفللروا أنهللم كللانوا كللاذبين
فإذا رأوا أن منار آلهتهم قد انهدم وأن معبوداتهم قللد انتللثرت والفلك الللتي
زعموا أنها وما حوته هي الرباب المستولية علللى هللذا العللالم قللد تشللققت
وانفطرت ظهرت حينئذ فضللائحهم وتللبين كللذبهم وظهللر أن العللالم مربللوب
محدث مدبر له رب يصرفه كيف يشللاء تكللذيبا لملحللده الفلسللفة القللائلين
بقدمه فكم لله من حكمة في هللدم هللذه الللدار ودللللة علللى عظيللم قللدرته
وعزتلله وسلللطانه وانفللراده بالربوبيللة وانقيللاد المخلوقللات بأسللرها لقهللره
وإذعانها لمشيئته فتبارك الله رب العالمين ونحن ل ننكر ول ندفع أن الللزرع
والنبات ل ينمو ول ينشأ إل في المواضع الللتي تطلللع عليهللا الشللمس ونحللن
نعلم أيضا أن وجود بعض النبات في بعض البلد ل سبب له الختلف البلدان
في الحر والبرد الذي سببه حركة الشمس وتقاربها فللي قربهللا وبعللدها مللن
ذلك البلد وأيضا فأن النخل ينبت في البلد الحارة ول ينبت في البلد الباردة
وشللجر المللوز ل ينبللت فللي البلد البللاردة وكللذلك ينبللت فللي البلد الجنوبيللة
أشجار وفواكه وحشائش ل يعرف شيء منها في جانب الشللمال وبللالعكس
وكذلك الحيوانات يختلف تكونها بحسب اختلف حللرارة البلد وبرودتهللا فللإن
النسر والفيل يكونان بأرض الهند ول يكونللان فللي سللائر القللاليم الللتي هللي
دونها في الحرارة وكذلك غزال المسك والكركند وغير ذلك وكللذلك ل نللدفع
تأثير القمر في وقت امتلئه في الرطوبات حتى في جزر البحار ومدها فللإن
منها ما يأخذ في الزدياد من حين يفارق القمر الشللمس إلللى وقللت المتلء
ثم إنه يأخذ في النتقاص ول يزال نقصانه يستمر بحسب نقصان القمر حتى
ينتهي إلى غاية نقصانه عند حصول المحاق ومن البحار ما يحصل فيلله المللد
والجزر في كل يوم وليلة مع طلوع القملر وغروبله وذللك موجلود فلي بحلر
فارس وبحر الهند وكذلك بحر الصين وكيفيته أنه إذا بلغ القمللر مشللرقا مللن
مشارق البحر ابتدأ البحللر بالمللد ول يللزال كللذلك إلللى أن يصللير القمللر إلللى
وسط سماء ذلك
المواضع فعند ذلك ينتهي منتهاه فإذا زال القمللر مللن مغللرب ذلللك الموضللع
ابتدأ المد من تحت الرض ول يزال زائدا إلى أن يصل القمر إلى وتد الرض
فحينئذ ينتهي المد منتهاهمنتهاه ثم يبتديء الجزر ثانيا ويرجع الماء كمللا كللان
وسكان البحر كلمللا رأوا فللي البحللر انتفاخللا وهيجللان ريللاح عاصللفة وأمللواج
شديدة علموا أنه ابتدأ المد فإذا ذهب النتفاخ وقلت المواج والريللاح علمللوا
أنه وقت الجزر وأما أصحاب الشطوط والسواحل فانهم يجدون عندهم فللي
وقت المد للماء حركة من أسفله إلللى أعله فللإذا رجللع المللاء ونللزل فللذلك
وقت الجزر وكذلك أيام بحرانللات المللراض بحسللب زيللادة القمللر ونقصللانه
منطبقة عليها وكذلك الخلط التي في بدن النسان مادام القمللر آخللذا فللي
الزيادة فإنها تكون أزيد ويكون ظاهر البدن أكثر رطوبللة وحسللنا فللإذا نقللص
ضوء القمر صارت الخلط في غور البدن والعروق وأزداد ظاهر البدن يبسا
وكذلك ألبان الحيوانات تتزايد من أول الشهر إلى نصفه فإذا أخذ القمر فللي
النقصان نقصت غزارتها وكذلك أدمغة الحيوانات في أول الشللهر أزيللد منهللا
في نصفه الخير وإن حدث في أجواف الطيور بيض فللي النصللف الول مللن
الشهر كان بياضه أكثر من بياض الحادث في نصفه الثللاني وكللذلك النسللان
إذا نام أو قعد في ضوء القمر حدث في بدنه السترخاء والكسل وهاج عليه
الزكام والصداع وإذا وضعت لحوم الحيوانللات مكشللوفة تحللت ضللوء القمللر
تغيرت طعومها وتعفنت وكذلك السمك في البحار والجام الجارية توجد من
أول الشهر إلى وقت المتلء أكثر وخروجها من قعور البحلار والجلام أظهلر
ومن بعد المتلء إلى الجتماع فإنها تدخل قعور البحار والجللام الللذي يظهللر
من سمين السللمك فالنصللف الول أكللثر ملن الللذي يظهللر فللي الثللاني منلله
وكذلك حرشة الرض يكللون خروجهللا مللن إجحرتهللا فللي النصللف الول مللن
الشهر أكثر من خروجها في النصف الثللاني وأصللحاب الغللراس يزعمللون أن
الشللجار والغللروس إذا غرسللت والقمللر زائد الضللوء كللان نشللؤها وكمالهللا
وإسراعها في النبات أحمد من التي تغرس في محاقة وذهاب نللوره وكللذلك
تكون الريلاحين والبقلول والعشلاب ملن الجتملاع إللى المتلء أزيلد نشلوا
وأكثر نموا وفي النصف الثاني بالضد من ذلك وكذلك القثاء والقرع والخيللار
والبطيخ ينمو نموا بالغا عند ازدياد الضوء وأما في وسط الشهر عند حصول
المتلء فهناك يعظم النمو حتى يظهر التفللاوت للحللس فللي الليلللة الواحللدة
وكذلك الينابيع تزداد في النصف الول من الشهر وتنقص في النصف الثاني
إلى غير ذلك من الوجوه التي تؤثر فيهللا الشللمس والقمللر فللي هللذا العللالم
فنحن لم نللدفعكم عللن هللذه التللأثيرات وإضللعافها إنمللا الللذي أنكللره عليكللم
العقلء من أهل الملل وغيرهلم أن جمللة الحلوادث فلي هلذا العلالم خيرهلا
وشرها وصلحها وفسادها وجميع أشخاصه وأنواعه وصوره وقواه ومدد بقاء
أشخاصه وجميع أحوالها العارضة لها وتكون الجنين ومدة لبثه في بطن أملله
وخروجه إلى الدنيا
يقول الطبيعي بتقطع الفلك وقسمته كما قسللمه المنجمللون قسللمة وهميللة
إلى بروج ودرج ودقائق وذلك جائز للمتللوهم كجللواز غيللره غيللر واجللب فللي
الوجللود ول حاصللل ونقلللوا ذلللك التللوهم الجللائز إلللى الوجللود الللواجب فللي
أحكامهم وكان الصل فيه على زعمهم حركة الشمس فللي اليللام والشللهور
فجعلللوا منهللا قسللمة وهميللة وجعلوهللا حيللث حكمللوا كالحاصلللة الوجوديللة
المتميزة بحدود وخطوط كأن الشمس بحركتها مللن وقللت إلللى وقللت مثللله
خطللت فللي السللماء خطوطللا وأقللامت فيهللا جللدرانا وحللدودا وغرسللت فللي
أجزائها طباعا معتبرا بنفي فتبقى به القسمة إلللى تلللك الللبروج والللدرج مللع
جواز الشمس عنها وليس في جوهر الفلللك اختلف يتميللز موضللع منلله عللن
موضع سوى الكواكب والكواكب تتحلرك عللن أمكنتهللا فتبقلى المكنللة علللى
التشابه فما يتميز درجة عن درجة ويبقى اختلفها بعد حركللة المتحللرك فللي
سمتها فكيف يقيس الطبيعي عللى هلذه الصلول وينتللج منهلا نتلائج ويحكللم
بحسنها أحكاما فكيف أن يقول بالحدود التي تجعل خمس درجات مللن بللرج
الكوكب وستة لخر وأربعة لخر ويختلف فيها المصريون والبابليون ويصللدق
الحكم مللع الختلف وأربللاب اليبوسللات كأنهللا أملك بنيللت بصللكوك وحكللام
السد للشمس والسرطان للقمر وإذا نظر الناظر وجد السد اسدا من جهة
كواكب شكلوها بشكل السد ثم انتقلت عن مواضللعها الللتي كللان بهللا أسللدا
كأن الملك بنيت للشمس مع انتقال الساكن وكللذلك السللرطان للقمللر هللذا
من ظواهر الصناعة وما ل يمارى فيه ومن طللالعه السللد فالشللمس كللوكبه
وربه بيته ومن الدقائق في الحقائق النجومية المللذكرة والمؤنثللة والمظلمللة
والنيرة والزائدة في السعادة ودرج الثار من جهللة أنهللا أجللزاء الفلللك الللتي
قطعوها وما انقطعت مع انتقال أن الكوكب ينظر إلللى الكللوكب مللن سللتين
درجة نظر تسديس لنه سدس الفلك ول ينظر إليه من خمسين ول سللبعين
وقد كان قبل الستين بخمس درج وهو اقرب من ستين وبعدها بخمللس درج
وهو ابعد من الستين ل ينظر فليت شعري ما هو هذا النظللر أتللرى الكللوكب
يظهر للكوكب ثم يحتجب عنه أو شعاعه يختلط بشعاعه عنللد حللد ل يختلللط
به قبله ول بعده وكذلك التربيع من الربع الذي هللو تسللعون درجللة والتثليللث
من الثلث الذي هللو مللائة وعشللرون فلللم ل يكللون التخميللس مللن الخمللس
والتسبيع من السبع والتعشير ملن العشللر والحمللل حلار يلابس ملن اللبروج
النارية والثور بارد يلابس ملن الرضلية والجلوزاء حللارة رطبللة ملن الهوائيلة
والسرطان بارد رطب من المائية ما قال الطبيعي قط هذا ول يقول به وإذا
احتجوا وقاسوا كانت مبادىء قياساتهم أن الحمللل منقلللب لن الشللمس إذا
نزلت فيه ينقلب الزمان من الشتاء إلى الربيللع والثللور ثللابت لنلله إذا نزلللت
الشمس فيه يثبت الربيع على ربيعيته والحللق أنلله ل انقلب فللي الحمللل ول
ثبات في الثور بل هو في كل يوم غير
ما هو في الخر ثم إن الزمان انقلب بحلول الشمس فيه وهللو يبقللى دهللره
منقلبا مع خروج الشمس منه وحلولها فيه أتراها تختلف فيه أثرا وتحيل منه
طباعا وتبقي تلك السللتحالة إلللى أن تعللود فتجللددها ولللم ل يقللول قللائل أن
السرطان حار يابس لن الشمس إذا نزلت اشللتد حللر الزمللان ومللا يجللانس
هذا مما ل يلزم ل هو ول ضده ما في الفلك اختلف معرفة الطبيعي إل بمللا
فيه من الكواكب ومواضعها وهو واحد متشابه الجوهر والطبع وهللذه أقللوال
قالها قائل فقبلها قابل ونقلها ناقل فحسن بها ظن السامع واغتر بهللا مللن ل
خبرة له ول قدرة له على النظر ثم حكللم بحسللبها الحللاكمون بجيللد وردىللء
وسلب وإيجاب سعد ونحوس فصادف بعضه موافقة الوجللود فصللدق فللاغتر
به المغترون ولم يلتفتوا إلى ما كذب منلله فيكللذبون بللل عللذروا وقللالوا هللو
منجم ما هو نبي حتى يصدق في كل ما يقول واعتذروا له بأن العلللم أوسللع
من أن يحيط به ولو أحاط به لصدق في كل شيء ولعمر الله أنه لللو أحللاط
به علما صادقا لصدق والشأن أن يحيط به على الحقيقة ل علللى أن يفللرض
فرضا ويتوهم وهما فينقللله إلللى الوجللود ويثبتلله فللي الموجللود وينسللب إليلله
ويقيس عليلله والللذي يصللح منلله ويلتفللت إليلله العقلء هللي أشللياء غيللر هللذه
الخرفات التي ل أصل لها مما حصللل بتوقيللف أو تجربللة حقيقيللة كالقرانللات
والنتقالت والمقابلة من جملة التصالت فانهلا المقارنلة ملن جهلة أن تللك
غاية القرب وهذه غاية البعد وممر كلوكب ملن المتحيلرة تحلت كلوكب ملن
الثابتللة ومللا يفللرض للمتحيللرة مللن رجللوع واسللتقامة ورجللوع فللي شللمال
وانخفاض في جنوب وغير ذلك وكللأني أريللد أن اختصللر الكلم ههنللا وأوفللق
إشارتك واعمل بحسب اختيارك رسالة في ذلك أذكر ما قيل فيها مللن علللم
إحكام النجوم من أصول حقيقية أو مجازية أو وهمية أو غلطية وفروع نتللائج
أنتجت عن تلك الصول وأذكر الجائز من ذلك والممتع والقريللب والبعيللد فل
أرد علم الحكام من كل وجه كما رده من جهله ول أقبل فيه كلل قللول كملا
قبله من لم يعقلله بللل أوضللح موضللع القبللول والللرد فللي المقبلول وموضللع
التوقف والتجويز والذي من المنجم والذي من التنجيم والذي منهما وأوضللح
لك أنه لو أمكن النسان أن يحيط بشكل كل ما في الفلك علما لحاط علما
بكل مللا يحللويه الفلللك لن منلله مبللادى السللباب لكنلله ل يمكللن ويبعللد عللن
المكان بعدا عظيما والبعللض الممكللن منلله ل يهللدى إلللى بعللض الحكللم لن
البعض الخر المجهللول قللد ينللاقض المعلللوم فللي حكملله ويبطللل مللا يللوجبه
فنسبه المعلوم إلى المجهول من الحكام كنسبة المعلوم إلى المجهول مللن
السباب وكفى بذلك بعدا انتهى كلمله وللو ذهبنلا نلذكر ملن رد عليهلم ملن
عقلء الفلسللفة والطبللائعين والرياضلليين لطللال ذلللك جللدا هللذا غيللر رد
المتكلمين عليهم فإنا ل نقنع به ول نرضى أكللثره فللإن فيلله مللن المكللابرات
والمنوع الفاسدة والسؤالت الباردة والتطويل الذي ليس تحتلله تحصلليل مللا
يضيع الزمان في غير شيء
وكان تركهم لهذه المقاتلة خيرا لهم منها فانهم ل للتوحيللد والسلللم نصللروا
ول لعدائه كسروا والله المستعان وعليه التكلن
فصل فلنرجع إلى كلم صاحب الرسالة قال زعموا أن القمر والزهرة
مؤنثان وان الشمس وزحل والمشللترى والمريللخ مللذكرة وان عطللارد ذكللر
أنللثى مشللارك للجنسللين جميعللا وان سللائر الكللواكب تللذكر وتللؤنث بسللبب
الشكال التي تكون لها بالقياس إلى الشمس وذلك أنهللا إذا كللانت مشللرقة
متقدمة للشمس فهي مذكرة وان كانت مغربة تابعة كانت مؤنثللة وان ذلللك
أيضا يكون بالقياس إلى اشكالها إلى الفق وذلك أنها إذا كانت في الشكال
التي من المشرق الى وسط السماء مما تحت الرض فهي مذكرة لنهللا إذا
كانت شرقية فهي من ناحية مهللب الصللبا وإذا كللانت فللي الربعيللن البللاقيين
فهي مؤنثة لنها في ناحية مهب الدبور وإذا كان هذا هكذا صللارت الكللواكب
التي يقال إنها مؤنثة مذكرة والتي يقال أنها مذكرة مؤنثللة وصللارت طباعهللا
مستحيلة بل تصير أعيانهللا تنقلللب وأن القمللر والزهللرة مؤنثتللان والكللواكب
الخمسة الباقية مذكرة على الوضع الول فإن تقدم القمر والزهرة الشمس
وكانا شرقيين صارا مذكرين وإن تأخرت الكللواكب الخمسللة وكللانت مغربللة
تابعة كانت مؤنثة على الموضوع الثاني ويصير عطارد ذكللرا إذا شللرق أنللثى
إذا غرب وذكرا أنثى إذا لم يكن بأحللد هللاتين الصللفتين #قلللت وقللد أجللاب
بعض فضلئهم عن هذا اللزام فقللال ليللس ذلللك بممكللن لنللا قللد نقللول إن
الدكن أبيض إذا قسناه إلى السود ونقول إنه أسود إذا قسلناه إللى البيلض
وهو شيء واحد بعينه مرة يكون اسود ومرة يكون أبيض وهو فللي نفسلله ل
اسللود ول أبيللض وكللذلك الكللواكب يقللال أنهللا ذكللران وإنللاث بالقيللاس إلللى
الشكال أعني الجهللات والجهللات إلللى الريللاح والريللاح إلللى الكيفيللات لنهللا
ذكران وإناث وهذا تلبيس منه فان الدكن فيه شائبة البياض والسواد فلذلك
صدق عليه اسمهما لن الكيفيتين محسوستان فيلله فتكيفلله بهمللا أوجللب أن
يقال عليه السمان وأما تقسيم الكواكب إلى الللذكور والنللاث فهللي قسللمة
وضعتم فيها تمييز كل نوع عن الخر بحقيقته وطبيعته وقلتم البروج تنقسللم
إلى ذكور وإناث قسمة تميز فيها قسم عن قسم ل أن حقيقتها متركبللة مللن
طبيعتين ذكورية وأنوثية بحيث يصدقان على كل برج برج فنظيللر مللا ذكرتللم
من الدكن أن يكون كل برج ذكرا وأنثى فللأين أحللد البللابين مللن الخللر لللول
التلبيس والمحلال وأيضلا فانقسلامها إللى اللذكور والنلاث انقسلام بحسلب
الطبيعة والتأثير والتأثر الذي هو الفعل والنفعال وما كان كللذلك لللم تنقلللب
حقيقتلله وطللبيعته بحسللب الموضللع والقللرب والبعللد قللال صللاحب الرسللالة
وزعموا أن القمر منذ الوقت الذي يهل فيلله إلللى وقللت انتصللافه الول فللي
الضوء يكون فاعل للرطوبة خاصة
ومنذ وقت انتصافه الول في الضوء إلى وقت المتلء يكون فللاعل للحللرارة
ومنذ وقت المتلء إلى وقت النتصاف الثاني في الضوء يكون فاعل لليبللس
ومنذ وقت النتصاف إلى الوقت الللذي يخفللى فيلله ويفللارق الشللمس يكللون
فاعل للبرودة وأي شيء اقبح من هذا ول سيما وقد أعطى قللائله أن القمللر
رطب وأنلله يفعللل بطبعلله ل باختيللاره وكيللف أن يفعللل شلليء واحللد بطبعلله
الشياء المتضادة مرة في الدهر فضل عللن أن يفعلهللا فللي كللل شللهر وهللل
القول بأن شيئا واحدا يفعل بطبعه في الشياء الللترطيب فللي وقللت ويفعللل
بطبعه التجفيف في آخر ويفعل السخان في وقت ويفعل التبريللد فللي آخللر
إل كالقول بأن شيئا واحدا تنقلب عينه #وقتا بعد وقللت قلللت قللد قللالوا إن
الشمس لما كانت تفعل هذه الفاعيل بحسب صعودها وهبوطها فللي فلكهللا
فإنها إذا كانت من خمسة عشر درجة مللن الحللوت إلللى خمسللة عشللر مللن
الجوزاء فعلت الترطيب وهو زمان الربيع وكذلك من خمسة عشر درجة من
القوس إلى خمسة عشر من الحوت تفعل التبريد وهللو زمللان الشللتاء وهللذا
دورها في الفلك مرة في العام والقمر يدور في شللهر واحللد صللارت نسللبة
دور القمر في الفللك كنسلبة دور الشلمس فيله فكلانت نسلبة الشلهر إللى
القمر كنسبة السنة إلى الشمس فالشهر يجمع الفصول الربعة كما تجمعلله
السنة وما تفعله الشمس في كل تسعين يوما وكسر يفعله القمر في سبعة
أيام وكسر قالوا فآخر الشهر شبيه بالشتاء وأوله شبيه بالربيع والربع الثاني
من الشهر شبيه بالصيف والربع الثالث منلله شللبيه بللالخريف فهللذا غايللة مللا
قرروا به هذا الحكم قالوا وأما كون الشيء الواحد سببا للضللدين فقللد قضللا
أرسطا طاليس في كتاب السماع الطبيعي على جللوازه والجللواب عللن هللذا
أن الشمس ليست هي السبب الفاعل لهذه الطبائع المختلفللة وإنمللا قربهللا
وبعدها وارتفاعها وانخفاضللها أثللر فللي سللخونة الهللواء وتبريللده وفللي تحلللل
البخارات وتكاثفها فيحدث بذلك في الحيوان والنبللات والهللواء هللذه الطبللائع
والكيفيات والشمس جزء السبب كما قررناه وأما القمللر فل يللؤثر قربلله ول
بعده وامتلؤه ونقصانه في الهواء كما تؤثره الشمس فلو كللان كللذلك لكللان
كل شهر من شهور العام يجمع الفصول الربعة بطبائعها وتأثيراتها وأحكامها
وهذا شيء يدفعه الحس فضل عللن النظللر والمعقللول وقيللاس القمللر علللى
الشمس في ذلك من أفسد القياس فان الفارق بينهما في الصفة والحركللة
والتأثير أكثر من الجللامع فللالحكم علللى القمللر بللأنه يحللدث الطبللائع الربعللة
قياسا على الشمس والجامع بينهما قطعة للفلك في كل شللهر كمللا تقطعلله
في سنة ل يعتمد عليه من له خبره بطرق الدلة وسنعة البرهان وأما قولكم
أن أرسطا طاليس نص في كتابه على ان الواحللد قللد يكللون سللببا للضللدين
فنحن نذكر كلمه بعينه في كتابه ونللبين مللا فيلله وقللال فللي المقالللة الثانيللة
وايضا فإن الواحد قد يكون سببا للضدين فان الشيء الللذي بحضلوره يكللون
أمر من المور فغيبته قد تكون سببا لضده فيقال في ذلك
إن غيبة الربان سبب غرق السفينة وهو الذي كللان حضللوره سللبب سلللمتها
فتأمل هذا الكلم وقابل بينه وبين كلمهم في فعل القمللر المللور المتضللادة
يظهر لك تلبيس القوم وجهلهم فان نظللر ذلللك يللوجب بطلن هللذه الطبللائع
والكيفيات عند انقطاع تعلللق القمللر بهللذا العللالم كمللا بطللل عمللل السللفينة
وجريها عند غيبة الربان عنها انقطاع تعلقة بهلا فللم يكلن الربلان هلو سلبب
الغرق الذي هو ضد السلللمة كمللا كللان القمللر سللببا لليبللس الللذي هللو ضللد
الرطوبة وللحرارة التي هي ضد البرودة وإنما كانت أسباب الغرق غيبة أحللد
السباب التي كان الربان يمنع فعلها فلما غاب عنها عمل ذلك السبب عمله
فغرقت وهذا أوضح من أن يحتاج إلى تقرير ولكن الذهان التي قللد اعتللادت
قبول المحالت قللد يحتللاج فللي علجهللا إلللى مللال يحتللاج إليلله غيرهللا وبللالله
التوفيق #قال صاحب الرسالة وقالوا في معرفة أحوال أمهللات المللدن أن
ذلك يعلم من المواضع التي فيها الشمس والقمر في أول ابتنائهللا ومواضللع
الوتاد فهو خاصة وتد الطالع كما يفعل في المواليللد فللإن لللم يتوقللف علللى
الزمان الذي بنيت فيه فلينظر إلى موضع وسط السماء فللي مواليللد الللولة
والملوك الذين كانوا في ذلك الزمان الذي بنيت فيه تلك المدن قلت ونظير
هذا من هذيانهم قولهم أنا نعرف أحوال الب من مولد البللن إذا لللم يعللرف
مولد الب قالوا أن هذا الموضع تالي المرتبللة للطللالع وهللو أخللص المواضللع
بالطالع كمللا أن الب أخللص الشللياء بللالبن فكللذلك أخللص الشللياء بالملللك
مملكته فموضع وسط سمائه يدل على مللدينته وأحوالهللا وكللل عاقللل يعلللم
بطلن هللذه الدللللة وفسللادها وأتلله ل ارتبللاط بيللن طللالع المدينللة وطللالع
السلطان كما ل ارتباط بين طالع ولدة البللن وطللالع ولدة أبيلله وإنمللا هللذه
تشبيهات بعيدة ومناسبات في غاية البعد #قال صاحب الرسالة وقالوا في
معرفة حال الوالدين إن الشمس وزحل يشاكلن الباء بالطبع ولسللت أدرى
كيف تعقل دللة شيء ليس مما يتوالد بطبعه على شيء من طريق التوالللد
لن الب إنما يكون أبا باضافته إلى ابنه والبن إنما يكون ابنللا باضللافته إلللى
أبيه وانهم يستدلون على حال الولد بالقمر والزهرة والمشترى وأن أحوال
الب تعللرف مللن مواليللد ابنلله بللأن يقللام موضللع الكللوكب الللدال عليلله وهللو
الشمس أو زحل مقام الطالع ويستدل على حال البن مللن مولللد أبيلله بللأن
يقام موضع الكوكب الدال عليه وهو أحد الكواكب الثلثة القمللر والمشللترى
والزهرة مقللام الطللالع وقللد يكللون النسللان فللي أكللثر الوقللات أبللا فيكللون
الشمس وزحل يدل عليه من مولد ابنه وله في نفسه مولد لمحالة ويمكللن
أن يكون رب طالع مولده كوكبا غير الكوكبين الدالين على حللاله مللن مولللد
أبيه وابنه فيكون حاله يعرف من ثلثة كواكب وثلثة بروج مختلفللة الشللكال
والطبائع وتناقض هذا القول بين لمستعمله فضل عللن متوهمللة #قلللت قللد
قالوا في الجواب عن هذا أنه
ل تناقض فيه بل هو حق واجب قالوا إذا أردنا أن نعللرف حللال سللقراط مثل
من حيث هو إنسان أليس ينظر إلى ما يخص الحيوان والنسللان الكلللي وإذا
أردنا أن نعرف حاله من حيث هو أب أن ننظر إلى المضاف وما يلحقلله وإذا
أردنا أن نعرف حاله من حيث هو عالم ننظر إلى الكيفية وما يخصللها والول
جوهر والباقي أعراض وسقراط واحد ونعرف أحللواله مللن مواضللع مختلفللة
متباينة مرة يكون جوهرا ومرة عرضا فكذلك إذا أردنللا أن نعللرف حللاله مللن
مولده نظرنا إلى الطالع وربه وإذا أردنا أن نعرف حاله من مولد أبيه نظرنللا
إلى العاشر والشمس وكذلك إذا أردنا أن نعرف حاله من مولللد ابنلله نظرنللا
إلى موضع آخر وليس ذلك متناقضا كما أن الول ليس متناقضللا فيقللال هللذا
تنبيه فاسد واعتبار باطل فأنا نظرنا في طللالع الب لنسللتدل بلله علللى حللال
الولد ونظركم في الطالع لتسلتدلوا بله عللى حلال الب هللو اسلتدلل علللى
شيء واحد وحكم عليه بسبب ل يقتضلليه ول يفللارقه فللأين هللذا مللن تعللرف
إنسانية سقراط وأبوته وعدالته وعلمه مثل وطبيعته فإن هذه أحوال مختلفة
لها أدلة وأسباب مختلفة فنظيرها أن نعللرف حللال الولللد مللن جهللة سللعادته
ومحبته وصحته وسقمه من طالعه وحاله ملن جهلة ملا يناسللبه ملن الغذيلة
والدوية من مزاجلله وحللاله ملن جهلة أفعلاله ورئاسللته ملن أخلقلله كالحيلاء
والصبر والبذل وحاله من جهة اعتدال مزاجه مللن اعتللدال أعضللائه وتركيبلله
وصورته فهذه أحوال بحسب اختلف أسبابها فأين هذا مللن أخللذ حللال الولللد
وعمره وسعادته وشقاوته من طالع أبيه وبالعكس فللالله يعيللن العقلء علللى
تلبيسكم ومحالكم ويثبت عليهم ما وهبهم من العقول التي رغبت بها ورغبوا
بها عن مثل ما أنتم عليه #قال وزعم بطليمللوس أن الفلللك إذا كللان علللى
شكل ما ذكره في مولد ما وكللانت الكللواكب فللي مواضللع ذكرهللا وجللب أن
يكون الولد أبيض اللللون سللبطا وإن وجللد مولللود فللي بلد الحبشللة والفلللك
متشكل على ذلك الشكل والكواكب في المواضع التي ذكرها لم يمض ذلك
الحكم عليه ومضى على المولود إن كان من الصقالبة أو ملن قلرب مزاجله
من مزاجهم وزعم أن الفلللك إذا كللان علللى شللكل مللا ذكللره فللي مولللد مللا
وكانت الكواكب في مواضع ذكرها فإن صللاحب الولللد يللتزوج أختلله إن كللان
مصريا فإن لم يكن مصريا لم يتزوجها وزعم أن الفلك إذا كللان علللى شللكل
آخر ذكره في مولد من المواليد وكانت الكللواكب فللي مواضلع بينهملا تلزوج
الولد بأمه إن كان فارسيا وإن لم يكن فارسيا لم يتزوجها #وهذه مناقضللة
شنيعة لنه ذكر علة ومعلول يوجد بوجودهللا وترتفللع بارتفاعهللا ثللم ذكللر أنهللا
توجد من غير أن يوجد معلولها #قلت أرباب هللذا الفللن يقولللون ل بللد مللن
معرفة الصول الللتي يحكللم عليهللا لئل يغلللط الحللاكم ويللذهب كلملله إن لللم
يعرف الصول وهى الجنس والشريعة والخلق والعادات مما يحتاج المنجللم
إن يحصلها ثم يحكم عليها وكذلك قللال بطليمللوس أنلله يجللب علللى المنجللم
النظر في صور البدان وخواص حالت النفس
واختلف العادات والسنن #قال ويجب على من نظر في هذه الشياء على
المذهب الطبيعي إن يتشبث أبدا بالسباب الول الصحيحة لئل يغلط بسللبب
اشتباه المواليد فيقول مثل أن المولود في بلد الحبللش يكللون أبيللض اللللون
سبط الشعر وأن المولود في بلد الروم أسود اللللون جعللد الشللعر أو يغلللط
أيضا في السنن والعادات التي يخص بها بعض المللم فللي البللاه فيقللول مثل
أن الرجل مللن أهللل انطاكيللة يللتزوج بللأخته وكللان الللواجب أن ينسللب ذلللك
الفارسي وفي الجملة ينبغللي أن يعلللم أول حللالت القضللاء الكلللى ثللم يأخللذ
حالت القضاء الجزئي ليعلم منها المر في الزيادة والنقصللان وكللذلك يجللب
ضرورة أن يقدم في قسمة الزمان أصناف السنان الزمانية وموافقتها لكل
واحد من الحداث وأن يتفقد أمرها لئل يغلللط فللي وقللت مللن الوقللات فللي
العراض العامة البسيطة التي ينظلر فيهلا فلي المواليلد فيقلول أن الطفلل
يباشر العمال أو يتزوج أو يفعل شيئا من الشياء التي يفعلهللا مللن هللو أتللم
سنا منه وأن الشيخ الفاني يولد له أو يفعل شيئا من أفعللال الحللداث وهللذا
ونحوه يدل على أن المور وغيرها إنمللا هللي بحسللب اختلف العللوائد والبلد
وخواص النفس واختلف السنان والغذية وقواها أيضا مما فيها تللأثير قللوى
وكذا الهواء والتربة واللباس وغيرها كل هذه لها تأثير فللي الخلق والعمللال
وأكبرها العوائد والمربا والمنشأ فإحالة هذه المور علللى الكللواكب والطللالع
والمقارنة والمفارقة والمناظر من أبين الجهل ولهذا اضطر إمام المنجميللن
ومعلمهم إلى مراعات هذه المور وأخبر أن الحاكم بدون معرفتها والتشبث
بهللا يكللون مخطئا وحينئذ فالطللالع المعتللبر المللؤثر إنمللا هللو طللالع العللوائد
والسنن والبلد وخواص هيأت النفوس النسانية وقوى أغذية أبدانها وهوائهللا
وتربتها وغير ذلك مما هو مشاهد بالعيان تأثيره فللي ذلللك أفليللس مللن أبيللن
الجهل العراض عن هذه السباب والحوالة على حركات النجوم واجتماعهللا
وافتراقها ومقابلتها في تربيع أو تثليث أو تسديس مما لوصح لكان غللايته ان
يكللون جللزء سللبب ملن السللباب الللتي تقتضللي هللذه الثللار ثللم إن لهلا مللن
المقارنات والمفارقات والصوارف والعوارض مال يحصى المنجم القليل من
عشر معشاره أفليس الحكم بمجرد معرفة جزء من أجللزاء السللبب بللالظن
والحدس والتقليد لمن حسن ظنه به حكم كاذب ولهذا كذب المنجم أضعاف
أضللعاف صللدقه بكللثير حللتى صللداق أن بعللض الزراقيللن وأصللحاب الكشللف
وأرباب الفراسللة والجزائيللن أكللثر مللن صللدق هللؤلء بكللثير ومللا ذاك إل لن
المجهول من جمل السباب وما يعارضها ويمنللع تأثيرهللا أكللثر مللن المعلللوم
منها فكيف ل يقع الكذب والخطأ بل ل يكاد يقع الصللدق والصللواب إل علللى
سبيل التصادف ونحن ل ننكر ارتباط المسببات بأسبابها كما ارتكبه كثير من
المتكلميللن وكللابروا العيللان وجحللدوا الحقللائق كمللا أنللا ل نرضللى بهللذيانات
الحكاميين ومحالتهم بل نثبت
معرفة بطبائعها قد أخذها عن الخبار المتواترة الللتي تقللدمته وأن لللم يعلللم
طبائعها في نفس جواهرها لكن يعلللم قواهللا الللتي تفعللل بهللا كللالعلم بقللوة
الشمس أنها تسخن وكالعلم بقوة القمر أنها ترطب وكذلك يعلم أمللر قللوى
سائر الكواكب وكان قويللا علللى معرفللة أمثللال سللائر هللذه الشللياء ل علللى
المذهب الطبيعي فقط لكللن يمكنلله أيضللا أن يعلللم بجللودة الحللدس خللواص
الحال التي تكون من امتزاج جميع ذلك #قال الشارح وبطليموس يللرى أن
علم الحكام إنما يلحق على جهة الحدس ل على جهة اليقيللن قلللت وكللذلك
صرح أرسطاطا ليللس فللي أول كتللابه السللماع الطللبيعي أنلله ل سللبيل إلللى
اليقين بمعرفة تأثير الكواكب فقال لما كانت حال العلم واليقيللن فللي جميللع
السبل التي لها مباديء أو أسباب أو استقصا آت إنما يلزم من قبل المعرفة
بهذه فإذا لم تعرف الكواكب على أي وجه تفعل هذه الفاعيل أعنللي بللذاتها
أو بطريق العرض ولم تعرف ما هيتها وذواتها لم تكن معرفتنللا بالشلليء أنلله
يفعل على جهة اليقين #وهذا ثابت بن قرة وهو هو عندهم يقول في كتاب
ترتيب العلم وأما عللم القضلاء ملن النجلوم فقلد اختللف فيله أهلله اختلفلا
شديدا وخرج فيه قوم إلى ادعاء مال يصح ول يصدق بما ل اتصال له بالمور
الطبيعية حتى أدعوا في ذلك ما هو من علم الغيب ومع هذا فلم يوجللد منلله
إلى زماننا هذا قريب من التمام كما وجد غيره هذا لفظه مع حسن ظنه بلله
وعدله في العلوم وهذا أبو نصر الفارابي يقول واعلم أنك لللو قلبللت أوضللاع
المنجمين فجعلت السعد نحسا والنحللس سللعدا والحللار بللاردا والبللارد حللارا
والذكر أنثى والنثى ذكرا ثم حكمللت لكللانت أحكامللك مللن جنللس أحكللامهم
تصيب تارة وتخطيء تارة #وهذا أبو على بن سينا قد أتللى فللي آخللر كتللابه
الشفاء في رد هذا العلم وإبطاله بما هو موجود فيه وقرأت بخللط رزق الللله
المنجم وكللان مللن زعمللائهم فللي كتللاب المقايسللات لبللي حيللان التوحيللدي
منللاظرة دارت بيللن جماعللة مللن فضلللئهم جمللع جمعهللم بعللض المجللالس
فذكرتها مخلصة ممال يتعلق بها بللل ذكللرت مقاصللدها قللال أبللو حيللان هللذه
مقايسللة دارت فللي مجلللس أبللي سللليمان محمللد بللن ظللاهر بللن بهللرام
السجستاني وعنده أبو زكريا الصيمري والبوشنجاني أبللو الفتللح وأبللو محمللد
العروضي وأبو محمللد المقدسللى والقوطسللي وغلم زحللل وكللل واحللد مللن
هؤلء إمام في شأنه فرد في صناعته فقيل في المجلس لم خل علم النجوم
من الفائدة والثمرة وليس علم من العلوم كذلك فإن الطب ليس على هذه
الحال ثللم ذكللرت فللائدته والمنفعللة بلله وكللذلك الحسللاب والنحللو والهندسللة
والصنائع ذكرت وذكرت منافعها وثمراتها ثم قال السائل وليس علم النجللوم
كذلك فإن صلاحبه إذا استقضلى وبللغ الحلد القصلى فلي معرفلة الكلواكب
وتحصيل سيرها واقترانها ورجوعهللا ومقابلتهللا وتربيعهللا وتثليثهللا وتسديسللها
وضروب مزاجها في مواضعها مللن بروجهللا وأشللكالها ومطالعهللا ومعاطفهللا
ومغاربها ومشارقها ومذاهبها حتى إذا
حكم أصاب وإذا أصاب حقق وإذا حقق جزم وإذا جزم حتم فإنه ل يسللتطيع
البتة قلب شيء عن شيء ول صرف شيء عن شيء ول تبعيد حال قد دنت
ول نفي خلة قد كتبت ول رفع سعادة قد حمت وأظلت أعنى أن أمرءا مللا ل
يقدر على أن يجعل القامة سفرا ول الهزيمة ظفرا ول العقد حل ول البرام
نقضا ول اليأس رجاء ول الخفاق دركا ول العدو صللديقا ول الللولي عللدوا ول
البعيد قريبا ول القريب بعيدا فكان العالم به الحللاذق المتنللاهي فللي خفيللاته
بعد هذا التعب والنصب وبعد هذا الكد والللدأب وبعللد هللذه الكلفللة الشللديدة
والمعرفة الغليظة هو ملللتزم للمقللدار مسللتجد لمللا يللأتي بلله الليللل والنهللار
وعادت حاله مع علمله الكللثير إللى حلال الجاهلل بهلذا العلللم الللذي انقيلاده
كانقياده واعتباره كاعتباره ولعل توكل الجاهل أحسن مللن توكللل العللالم بلله
ورضاه في الخير المشتهي ونجاته من الشر المتقي أقوى وأصح مللن رجللاء
هذا المدل بزيجه وحسابه وتقويمه واسطر ل به ولهذا لما لقي أبو الحسللين
النوري ما نيا المنجم قال له أنت تخللاف زحللل وأنللا أخللاف رب زحللل وأنللت
ترجو المشللترى وأنللا أعبللد رب المشللترى وأنللت تعللدو بالشللارة وأنللا أعللدو
بالستخارة فكم بيننا وهذا أبو شللروان وكللان مللن الملللوك الفاضللل كللان ل
يرفع بالنجوم رأسا فقيل له في ذلللك فقللال صللوابه يشللبه الحللدس وخطللأه
شديد على النفس فمتى أفضى هذا الفاضل النحريللر والحللاذق البصللير إلللى
هذا الحد والغاية كان علمه عاريا مللن الثمللرة خاليللا مللن الفللائدة حللائل عللن
النتيجة بل عائدة ول مرجوع وإن أمراأوله على مللا قررنللاه وآخللره علللى مللا
ذكرناه لحري أن ليشغل الزمان به ول يوهب العمر له ول يعار الهللم والكللد
ول يعاج عليه بوجه ول سبب هذا إن كانت الحكام صللحيحة مللدركه محققللة
ومصابة ملحقة معروفة محصلللة ولللم يكللن المللذهب علللى مللا زعللم أربللاب
الكلم والذين يأبون تأثير هذه الجرام العالية في الجسام السلافلة وينفللون
الوسائط بينهما والوصائل ويدفعون الفواعل والقوابل ثم السؤال #فأجاب
كل من هؤلء بما سنح له فقال قائل منهم عن هذا السؤال المهول جوابللان
#أحدهما هو زجر عن النظر فيه لئل يكون هذا النسان مللع ضللعف تجربتلله
واضطراب غريزته وضعف بنيته عل على ربلله شللريكا للله فللي غيبلله متكللبرا
على عباده ظانا بأنه فيما يأتي من شأنه قائم بجللده وقللدرته وحللوله وقللوته
وتشميره وتقليصه وتهجيره وتقريبلله فللأن هللذا النمللط محجللز النسللان عللن
الخشوع لخالقه والذعان لربه ويبعده عن التسليم لمدبره ويحول بينه وبيللن
طرح الكاهل بين يدي من هو أملك له وأولى به #وأما الجواب الخللر فهللو
بشرى عظيمة على نعمة جسيمة لمن حصل للله هللذا العلللم وذلللك سللر لللو
اطلع عليه وغيللب لللو وصللل إليلله لكللان مللا يجللده النسللان فيلله مللن الللروح
والراحة والخير في العاجلة والجلة تكفيه مؤنه هذا الخطللب الفللادح وتغنيلله
عن تجشم هذا الكد الكادح فاجعل أيها المنكر لشرف هذا العلم
قبل عينك ما تخفي عليك خفيه ومكنونه تذلل لله تقدس اسمه فيما اسللتبان
لك معلومه ووضح عنللدك مظنللونه ثللم قللال أعلللم أن العلللم بلله حللق ولكللن
الصابة بعيدة وليس كللل بعيللد محللال ول كللل قريللب صللوابا ول كللل صللواب
معروفا ول كل محال موصللوفا وإنمللا كللان العلللم حقللا والجتهللاد فيلله مبلغللا
والقياس فيه صوابا وبذل السعي دونه محمودا لشتبال هذا العللالم السللفلي
بذلك العالم العلوي واتصال هللذه الجسللام القابلللة بتلللك الجسللام الفاعلللة
واستحالة هذه الصور بحركات تلك المحركات المشللاكلة بالوحللدة وإذا صللح
هذا التصال والتشابك وهذه الحبال والروابط صح التأثير من العلوي وقبللول
التأثير مللن السللفلي بالمواضللع الشللعاعية وبالمناسللبات الشللكلية والحللوال
الخفية والجلية وإذا صح التأثير من المؤثر وقبوله مللن القابللل صللح العتبللار
واستتب القياس وصدق الرصد وثبت اللف واسللتحكمت العللادة وانكشللفت
الحدود وانشالت العلل وتعاضدت الشللواهد وصللار الصللواب غللامرا والخطللأ
مغمورا والعلم جوهرا راسخا والظن عرضا زائل فقيل هل تصللح الحكللام أم
ل فقال الحكام ل تصح بأسرها ول تبطل من أصلللها وذلللك سللبب يتللبين إذا
أنعم النظر وبسط الصغاء وصللمد نحللو الفللائدة بغيللر متابعللة الهللوى وايثللار
التعصب ثم قللال المللور الموجلودة علللى ضللربين ضللرب لله الوجلود الحللق
وضرب له الوجود ولكن ليس الوجود الحللق فأمللا المللور الموجللودة بللالحق
فقد أعطت الخرى نسبة من جهة الوجللود الحللق وأمللا المللور الموجللودة ل
بالحق فقد أعطت الخرى نسبة من جهة الوجود وارتجعت منها حقيقية ذلك
فالحكم بالعتبار الفاحص عن هذه السرار إن أصاب فبسبب الوجللود الللذي
هو هذا العالم السفلي من ذلك العالم العلوي وإن أخطأ فبآفات هذا العللالم
السفلي من ذلك العالم العلوي والصابة في هللذه المللور السلليالة المتبدلللة
عرض والصابة في أمور الفلك جوهر وقد يكون هناك ما هو كالخطللأ ولكللن
بالعرض ل بالذات كما يكون ههنللا ل هللو بالصللواب والحللق لكللن بللالعرض ل
بالذات فلهذا صح بعض الحكام وبطل بعضها ومما يكون شاهدا لهذا أن هذا
العالم السفلي مع تبدله في كل حالة واستحالته في كل طرف ولمح متقبل
لذلك العالم العلوي يتحرك شرقا إلى كماله وعشقا لجماله وطلبا للتشبه به
وتحققا بكل ما أمكن من شكله فهو بحق التقبل معط هللذا العللالم السللفلي
ما يكون به مشابها للعالم العلوي وبهذا التقبل يقبل النسان الناقص الكامل
ويقبل الكامل من البشر الملك ويقبل الملك الباري جللل وعللز #قللال آخللر
إنما وجب هذا التقبل والتشبه لن وجود هذا العالم وجود متهللافت مسللتحيل
ل صورة له ثابتة ول شكل دائم ول هيئة معروفة وكان من هذا الوجه فقيللرا
إلى ما يمده ويشده فأملا مسللحه فهللو موجللود وثللابت مقابللل لللذلك العللالم
الموجود الثابت وإنما عرض ما عرض لن أحدهما مؤثرة والخر قابل فبحللق
هذه المرتبة ما وجد التواصل وقال
آخر قد يغفل مع هذا كله المنجم اعتبار حركللات كللثيرة ملن أجللرام مختلفللة
لنه يعجز عن نظمها وتقويمها ومزجها وتسييرها وتفصيل أحوالهللا وتحصلليل
خواصها مع بعد حركة بعضها وقرب حركة بعضها وبطئها وسرعتها وتوسطها
والتفاف صورها والتباس تقاطعها وتداخل أشللكالها ومللن الحكمللة فللي هللذا
الغفال أن الله تقدس اسمه يتم بذلك القدر المقفل والقليللل الللذي ل يللؤبه
والكثير الذي ل يحاول البحث عنه أمرؤ لم يكن في حسبان الخلللق ول فيمللا
أعملوا فيه القياس والتقدير والتوهم ولهذا يحكم هللذا الحللاذق فللي صللناعته
لهذا الملك وهذا الماهر في عمله لهذا الملك ثم يلتقيان فتكون الدائرة على
أحدهما مع شدة الوقاع وصدق المصاع هذا وقد حكم له بالظفر والغلللب #
وقال آخر وهو البوشنجاني إنما يؤتي أحللد الحللاكمين لحللد السللائلين ل مللن
جهة غلط يكون في الحساب ول من قلة مهارة في العمل ولكن يكللون فللي
طالعه إن ل يصيب في ذلك الحكللم ويكللون فللي طللالع الملللك إن ل يصلليب
منجملله فللي تلللك الحللرب فمقتضللى حللاله وحللال صللاحبه يحللول بينلله وبيللن
الصواب ويكون الخر مع صحة حسابه وحسن إدراكلله قللد وجللب فللي طللالع
نفسه وطالع صاحبه ضد ذلك فيقع المر الواجب ويبطللل الخللر الللذي ليللس
بواجب وقد كان المنجمان من جهة العلم والحسللاب أعطيللا للصللناعة حقهللا
ووفيا ما عليهما ووقفا موقفا واحدا عللى غيلر مزيلة بينلة ول عللة قائملة #
قال آخر ولو ل هذه البقية المندفنة والغاية المستترة الللتي اسللتأثر الللله بهللا
لكان ل يعرض هذا الخطأ مللع صللحة الحسللاب ودقللة النظللر وشللدة الغللوص
وتوفي المطلوب ومع غلبة الهللوى والميللل إلللى المحكللوم للله وهللذه البقيللة
دائرة فللي أمللور هللذا الخلللق فاضلللهم وناقصللهم و متوسللطهم فللي دقيقهللا
وجليلها وصعبها ومن كان له في نفسه باعث على التصفح والنظللر والبحللث
والعتبار وقف على ما أومأت إليه وسلم وبحكمة جليلة ضرب الله دون هذا
العلم بالسداد وطوي حقائقه عن أكثر العبللاد وذلللك أن العلللم بمللا سلليكون
ويحدث ويستقبل علم حلو عند النفس وله موقع عند العقل فل أحد إل وهللو
يتمنى إن يعلم الغيب ويطلع عليه ويدرك ما سوف يكون في غد وبجد سبيل
إليه ولو ذلل السبيل إلى هذا الفن لرأيت النللاس يهرعللون إليلله ول يللؤثرون
شيئا آخر عليه لحلوة هذا العلم عند الروح ولصوقه بالنفس وغرام كل أحللد
به وفتنة كل إنسان فيه فبنعمة من الله لم يفتح هذا الباب ولم يكشف دونه
الغطاء حتى يرتقي كل أحد روضة ويلزم حده ويرغب فيما هللو أجللدى عليلله
وأنفع له أما عاجل وأما آجل فطوى الله عن الخلق حقائق الغيب ونشر لهللم
نبذا منه وشيئا يسيرا يتعللون بلله ليكللون هللذا العلللم محروصللا عليلله كسللائر
العلوم ول يكون مانعا من غيره قال فلول هذه البقية التي فضحت الكاملين
وأعجللزت القللادرين لكللان تعجللب الخلللق مللن غللرائب الحللداث وعجللائب
الصروف وطرائف الحوال عبثا وسفها
وتوكلهم على الله لهوا ولعبا #فقال آخر وهذا يتضح بمثللال وليكللن المثللال
أن ملكا في زمانك وبلدك واسع الملللك عظيللم الشللأن بعيللد الصلليت سللابغ
الهيبة معروفا بالحكمة مشهورا بالحزم يضع الخير في مواضعه ويوقع الشر
في مواقعه عنده جزاء كل سيئة وثواب كل حسللنة قللد رتللب لبريللده أصلللح
الولياء له وكذلك نصب لجباية أمواله أقوم الناس بهللا وكللذلك ولللى عمللارة
أرضه أنهض الناس بها وشرف آخر بكتابته وآخر بللوزارته وآخللر بنيللابته فللإذا
نظرت إلى ملكه وجدته مؤزرا بسداد الرأي ومحمود التدبير وأولياؤه حواليه
وحاشيته بين يديه وكل يحف إلى ما هو منوط به ويستقصللي طللاقته ويبللذل
فيه والملك يأمر وينهى ويصدر ويورد ويثيب ويعاقب وقد علم صغير أوليللائه
وكبيرهم ووضيع رعاياه وشريفهم ونبيه الناس وخاملهم أن المر الذي تعلق
بكذا وكذا صدر من الملك إلى كللاتبه لنلله مللن جنللس الكتابللة وعلئقهللا ومللا
يدخل في شرائطها ووثائقها والمر الخر صدر إلى صللاحب بريللده لنلله ملن
أحكام البريد وفنونه والمر الخر ألقى إلى صاحب المعونة لنلله مللن جنللس
ما هو مرتب له منصوب من أجله والحديث الخر صدر إلى القاضي لنه من
باب الدين والحكم والفصل وكل هذا مسلم إلى الملللك ل يفتللات عليلله فللي
شيء منه ول يستبد بشيء دونه فالحوال على هذا كلها جارية على أصللولها
وقواعدها في مجاريها ل يرد شيء منها إلى غير شكله ول يرتقللي إلللى غيللر
طبقته فلو وقف رجل له من الحزم نصليب وملن اليقظللة قسلط علللى هلذا
الملك الجسيم وتصفح أبوابه بابا بابا وحال حال وتخلل بيتا بيتللا ورفللع سللجفا
سجفا ل يمكنه أن يعلم بمللا يثمللره للله هللذا النظللر وميللزه للله هللذا القيللاس
وأوقعه عليه هذا الحدس ما سيفعله هذا الملك غدا وما يتقدم به إلللى شللهر
وما يكاد يكون منلله إلللى سللنة وسللنتين لنلله يعللاني الحللوال ويقللايس بينهللا
ويلتقط ألفاظ الملك ولحظاته وإشاراته وحركاته ويقللول فللي بعضللها رأيللت
الملك يفعل كذا وكذا وبفعل كذا وكذا وهذا يدل على كذا وكللذا وإنمللا جللرأه
هذه الجرأة على هذا الحكم والبت أنه قد ملك لحظ الملك ولفظلله وحركتلله
وسللكونه وتعريضلله وتصللريحه وجللده وهزللله وشللكله وسللجيته وتجعللده
واسترساله ووجومه ونشاطه وانقباضه وانبساطه وغضبه ورضاه ثم هجللس
في نفس هذا الملك هاجس وخطر ببللاله خللاطر فقللال أريللد أن أعمللل عمل
وأوثللر أثللرا وأحللدث حللال ل يقللف عليهللا أوليللائي ول المطيعللون لللي ول
المختصللون بقللولي ول المتعلقللون بحبللالي ول أحللد مللن أعللدائي المتتبعيللن
لمللري والمحصلين لنفاسلي ول أدرى كيلف افتتحلله ول اقللترحه لنلي مللتى
تقدمت في ذلك إلى كل من يلوذ بي ويطوف بناحيتي كللان المللر فللي ذلللك
نظير جميع أموري وهذا هو الفساد الذي يلزمني تجنبه ويجلب عللى اللتيقظ
فيه فيقدح له الفكر الثاقب انلله ينبغللي أن يتللأهب للصلليد ذات يللوم فيتقللدم
بذلك ويذيعه فيأخذ أصحابه
وخاصته في أهبة ذلك واعداد اللة فإذا تكامل ذلك له أصحر للصلليد وتقلللب
في البيداء وصمم على ما يلوح له وأمعن وراءه وركض خلفه جللواده ونهللى
من معه أن يتبعه حتى إذا وغل في تلك الفجاج الخاويللة والمللدارج المتنائيللة
وتباعد عن متن الجادة ووضح المحجة صادف أنسانا فوقف وحاوره وفاوضه
فوجده حصينا محصل يتقدفهما فقال له أفيللك خيللر فقللال نعللم وهللل الخيللر
إلفي وعندي وإل معي الق إلى ما بدا لك وخلني وذلك فقال له إن الواقللف
عليك المكلم لك ملك هذا القليم فل ترع وأهدأ فقال السعادة فيضللتني لللك
والجد أطلعك على فيقول له الملك أني أريللد أن أطلعللك لرب فللي نفسللي
وأبلغ بك إن بلغت لي ذلك أريد أن تكون عينا لي وصاحبا لي نصوحا وأطوي
سري عن سلخ فؤادك فضل عن غيره فإذا بلغ منلله التوثقللة والتوكيللد ألقللي
إليه ما يأمره به ويحثه على السللعي فيلله وأزاح علتلله فللي جميللع مللا يتعلللق
المراد به ثم ثني عنان دابته إلى وجه عسكره وأوليائه والحللق بهللم فقضللى
وطره ثم عاد إللى سلريره وليلس عنلد أحلد ملن رهطله وبطلانته وغاشليته
وخاصته وعامته علم بما قد أسللره إلللى ذلللك النسللان فبينمللا النللاس علللى
مكانهم وغفلتهللم إذ أصللبحوا ذات يللوم فللي حللادث عظيللم وخطللب جسلليم
وشأن هائل فكل يقول ذلك عند ذلك ما أعجب هذا من فعل هللذا مللتى تهيللأ
هذا هذا صاحب البريد ليس عنده منه أثر هذا صاحب المعونة وهو عن الخبر
بمعزل وهذا الوزير الكبر وهو متحير وهذا القاضي وهو متفكر وهللذا حللاجبه
وهو ذاهل وكلهم عن المر الذي دهم غافل وقد قضى الملك مللأربته وأدرك
حاجته وطلب بغيته ونال غرضه فلذلك ينظر المنجم إلللى زحللل والمشللتري
والمريخ والشمس والقمر وعطارد والزهرة وإلى البروج وطبائعهللا والللرأس
والذنب وتقاطهما والهيلج والكامداه وإلى جميع ماداني هذا وقاربه وكان له
فيه نتيجة وثمرة فيحسب ويمللزج ويرسللم فينقلللب عليلله أشللياء كللثيرة مللن
سائر الكواكب الللتي لهلا حركللات بطيئة وآثلار مطويلة فينبعلث فيمللا أهملله
وأغفله وأضرب عنه لم يتسع له ما يملك عليه حسه وعقللله وفكللره ورويتلله
حتى ل يدري من أين أتى ومن أين دهللى وكيللف انفللرج عليلله المللر وأنسللد
دونه المطلللب وفللات المطلللوب وعللزب عنلله الللرأي هللذا ول خطللأ للله فللي
الحساب ول نقص في قصد الحق وهذا كي يلذ بالله وحده في المللور كلهللا
ويعلم أنه مالك الدهور ومللدبر الخلئق وصللاحب الللدواعي والعلئق والقللائم
على كل نفس والحاضر عند كل نفس وأنه إذا شاء نفللع وإذا شللاء ضللر وإذا
شاء عافا وإذا شاء أسقم وإذا شاء أغنى وإذا شاء أفقللر وإذا شللاء أحيللا وإذا
شاء أمات وأنه كاشف الكربات مغيث ذوي اللهفات قاضي الحاجات مجيللب
الدعوات ليس فوق يده يد وهو الحد الصمد على البد والسرمد وقلال آخلر
هذه المور وإن كانت منوطة بهذه العلويات
مربوطة بالفلكيات عنها تحللدث ومللن جهتهللا تنبعللث فللإن فللي عرضللها مللال
يستحق أن ينسب إلى شيء منها إل على وجه التقريب ومثال ذلك ملك للله
سلطان واسع ونعمة جمة فهو يفرد كل أحد بما هو لئق به وبما هللو نللاهض
فيه فيولي بيت المال مثل خازنا أمينا كافيللا شللهما يفللرق علللى يللده ويخللرج
على يده ثم أن هذا الملك قد يضع في هذه الخزانة شيئا ل علم للخللازن بلله
وقد يخرج منها شيئا ل يقف الخازن عليه ويكللون هللذا منله دليل عللى ملكله
واستبداده وتصرفه وقدرته #وقال آخر لما كان صاحب علللم النجللوم يريللد
أن يقف على أحداث الزمان ومستقبل الوقت من خير وشر وخصب وجدب
وسعادة ونحس وولية وعزل ومقام وسفر وغم وفرح وفقر ويسللار ومحبللة
وبغض وجدة وعدم ووجللدان وعافيللة وسللقم وإلفللة وشللتات وكسللاد ونفللاق
وإصابة وإخفاق وحياة وممات وهللو إنسللان نللاقص فللي الصللل لن نقصللانه
بالطبع وكماله بالعرض ومع هذه الحال المحوطة بالنسللخ المعروفللة بللالظن
قد بارى بارئه ونازع ربه وتتبع غيبه وتحلل حكمه وعارض مالكه فحرمه الله
فائدة هذا العلم وصرفه عن النتفاع به والستثمار من شجرته وإضلافة إللى
من ل يحيط بشيء منه ول يخل بشيء فيه ونظمه في بللاب القسللر والقهللر
وجعل غاية سعيه فيه الخيبة ونهاية علمه به الحيرة وسلط عليه في صناعته
الظن والحدس والحيلة والزرق والكذب والختل ولو شئت لللذكرت لللك مللن
ذلك صدرا وهو مثبوت في الكتب ومنثور في المجالس ومتداول بين النللاس
فلذلك وأشباهه حط رتبته ورده على عقيبه ليعلم أنه ل يعلم إل ما علم وأنه
ليس له أن يتخطى بما علم على ما جهل فإن الله سبحانه ل شريك له فللي
غيبه ول وزير له في ربو بيته وأنه يؤنس بالعلم ليطاع ويعبد ويوحش بالجهل
ليفزع إليه ويقصد عز ربنا وجل إلها وتقدس مشارا إليه وتعالى معتمدا عليه
#وقال آخر وهللو العروضللي قللد يقللوى هللذا العلللم فللي بعللض الللدهر حللتى
يشللغف بلله ويللدان بتعلملله بقللوة سللماوية وشللكل فلكللي فيكللثر السللتنباط
والبحث وتشتد العناية والفكر فتغلب الصابة حتى يزول الخطأ وقللد يضللعف
هذا العلم في بعض الدهر فيكثر الخطأ فيه بشللكل آخللر يقتضللي ذلللك حللتى
يسقط النظر فيه ويحرم البحث عنه ويكون الدين حاضر الطلب والحكم بلله
وقد يعتدل المر في دهر آخللر حللتى يكللون الخطللأ فللي قللدر ذلللك الصللواب
والصواب في قدر الخطأ وتكون الدواعي والصوارف متكافئة ويكللون الللدين
ل يحث عليه كل الحث ول يحظر على طالبه كل الحظر قللال وهللذا إذا صللح
تعلق المر كله بما يتصل بهذا العالم السفلي من ذلللك العللالم العلللوي فللإذا
الصللواب والخطللأ محمللولن علللى القللوى المثبتللة والنللوار الشللائعة والثللار
الذائعة والعلل الموجبة والسباب المتوافية وقال آخر وهو البوشللنجاني أيهللا
القوم اختصروا الكلم وقربوا البقية فإن الطالة مصدة عللن الفللائدة مضلللة
للفهم والفطنة هل تصح الحكام فقال غلم زحل ليس عن هذا جواب
#يثبت على كل وجه فصل ولم يبن ذلك قال لن صحتها وبطلنهللا يتعلقللان
بآثار الفلك وقد يقتصى شكل الفلك في زمللان أن ل يصللح منهللا شلليء وأن
غيص على دقائقها وبلغ إلى أعماقها وقد يزول ذلك الشكل فللي وقللت آخللر
إلى أن يكثر الصواب فيها والخطأ ويتقاربان ومتى وقف المر على هذا الحد
لم يثبت على قضاء ولم يوثق بجواب #وقال آخللر أن الللله تعللالى وتقللدس
اخترع هذا العالم وزينه ورتبه وحسنه ووشحه ونظمه وهذبه وقللومه وأظهللر
عليه البهجة وأبطن في أثنائه الحكمة وحقه بم اضطر العقلول إللى تصلفحه
ومعرفته وحشاه بكل ما حاش النفللوس إلللى علملله وتعليملله والتعجللب مللن
أعاجيبه وأمتع الرواح بمحاسنه وأودعه أمللورا واسللتحزنه أسللرارا ثللم حللرك
اللباب عليها حتى استثارتها ولقطتهللا وأحبتهللا وعشللقتها ودارت عليهللا لنهللا
عرفت بها ربها وخالقها وإلهها وواضعها وصللانعها وحافظهللا وكافلهللا ثللم أنلله
تعالى مزج بعض ما فيه ببعض وركب بعضلله علللى بعللض ونسللج بعضلله فللي
بعض وأمد بعضه من بعض وأحال بعضه إلللى بعللض بوسللائط مللن أشللخاص
وأجناس وطبائع وأنفس وعلوم وعقول وتصللرف فلي ملكله بقللدرته وجللوده
وحكمته ل معيب الفضل ول معدوم الختيار ول مللردود الحكمللة ول مجحللود
الذات ول محدود الصفات سبحانه وهو مع هذا كله لم يستفد شيئا ولم ينتفع
بشيء بل استفاد منه كل شيء وانتفع به كل شلليء وبلللغ غللايته كللل شلليء
بحسب مادته المنقادة وصورته المعتادة ولم يثبت بشيء وثبت به كل شيء
فهو الفاعل القادر الجواد الواهب والمنيل المفضل والول السابق فلما كان
الباحث عن العالم العلوي يتصفح سكانه ومعرفللة آثللاره ومللواقعه وأسللراره
متعرضا لن يكون مثبتا بها لبارئه مناسبا لربه بهذا الوجه المعروف اسللتحال
أن يستفيد بعلمه كما استحال أن يستفيد خللالقه بفعللله لمللن بقصللد لصللوبه
وحكمه لزمه كليته بدت منه وصفته عللادت عليلله وهللذه حللال إذا فطللن لهللا
وأشرف ببصيرة ثاقبة عليها وتحقق بحقيقتها وترقي للخبرة بسللني مللا فيهللا
علم اضطرارا عقليا أنها أجل وأعلى وأنفس وأسمى وأدوم وأبقي من جميع
فللوائد سللابق العلللوم الللتي حازهللا أولئك العللاملون لن علللم أولئك فللوائد
علومهم فيما حفظ عليهم حد النسان وخلقه وعادته وخلقه وشهوته وراحته
في اجتلب نفع ودفع ضرر ونقصت رتبتهم عن ومشللابهته والتشللبه بخاصللته
والتحلي بحليته ولذلك جبر الله نقصللهم فللي علمهللم بفللوائد نالوهللا ومنللافع
خبروها فأما من أراد معرفة هذه الخفايا والسرار من هذه الجرام والنللوار
على ما هيأت له ونظمت عليه فهو حري جدير أن يعري من جميع ما وجللده
صاحب كل علم في علمه من المرافق والمنللافع ويفللرد بللالحكم مللن رتبهللا
على ما هي عليه غير مستفيد بذلك فائدة ول جللدوى وهللذه لطيفللة شللريفة
متى وقف عليها حق الوقوف وتقبلت حتى التقبل كان المدرك لها أجل مللن
كل فائت وإن عز
الطالع ومدبر الفلك وما حللواه ومسللخر الكللواكب ومجريهللا علللى مللا يشللاء
سبحانه أن جعلكللم كالذملة بللل أذل منهللم تحللت قهللر عبيللده وجعللل سللهام
سعادتهم من كل خير وعلم ورئاسة وجاه أوفر من سهامكم وبيوت شرفهم
في هذا العالم اعمر من بيوتكم بل خرب بيوتكم بأيديهم فل ينعمر منها بيت
أل بالنضمام إليهم والنتماء إلى شريعتهم وملتهم وهذا شأن العزيز الحكيللم
في الكذابين عليه قال تعالى أن الذين اتخللذوا العجللل سللينالهم غضللب مللن
ربهم وذله في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين قال أبو قلبللة هللي لكللل
مفتر من هذه المة يوم القيامة وهذه المحاورة التي جرت بين أصحاب هذا
المجمع هي غاية ما يمكن النجومي أن يقوله ول يصل إلللى ذلللك المللبرزون
منهم ومع هللذا فقللد رأيللت حاصلللها ومضللمونها ولعلهللم لللو علمللوا أن هللذه
الكلمات تعتد من جماعتهم وتتصل بأهل اليمان لم ينطقوا منها ببنللت شللفة
ويأبى الله إل أن يفضح المفترى الكذاب وينطقه بما يبين باطلة # 0
فصل قال صاحب الرسالة ذكر جمل من احتجاجهم والحتجللاج عليهللم مللن
إوكد
ما يستدلون به على أن الكواكب تفعل في هذا العالم أولها دللللة علللى مللا
يحلدث فيله انهلم امتحنلوا علدة مواليلد صلححوا طوالعهلا وجماعلة مسلائل
راعوها فوجدوا القضية في جميع ذلك صادقة فدلهم ذلللك علللى أن الصللول
التي عملوا عليها صحيحة فيقال لهم إذا كان ما تدعونه مللن هللذا دليل علللى
صحة الحكام فما الفضل بينكم وبين من قللال الللدليل علللى بطلن الحكللام
أن امتحنا مواليد صححنا طوالعها ومسللائل تفقللدنا أحوالهللا فوجللدنا جميعهللا
باطل ولم يصح الحكم في شيء منها #فللإن قللالوا إنمللا يكللون هللذا لجللواز
الغلط على المنجم الذي عملها قيل لكم فما تنكللرون مللن أن يكللون صللدق
المنجم في حكمه باتفاق وتخمين كإخراج الزوج والفرد وصللدق الحللزر فللي
الوزن والكيل والذرع والعدد وإذا كانت الدللة على صحة مقللالتكم صللدقكم
في بعض أحكامكم فالدللة على بطلنهللا كللذبكم فللي بعضللها #فللإن قللالوا
ليس ما قلنللاه بتخميللن لنللا إنمللا نحكملله علللى أصللول موضللوعة فللي كتللب
القدماء قيل لهم لسنا نشك في أنكم تتبعون مللا فللي الكتللب وتقلللدون مللن
تقدمكم وما يقع من الصدق فإنما يقع بحسب النفلاق واللذي حصللتم عليله
هو الحدس والتخمين بحسب ما في الكتب #ومما يستدل بلله مللن ينتسللب
إلى السلم منهم على تصحيح دللة النجوم قللوله تعللالى فنظللر نظللرة فللي
النجوم فقال إني سقيم ول حجللة فللي هللذا البتللة لن إبراهيللم عليلله الصلللة
والسلم إنما قال هذا ليدفع به قومه عن نفسه أل تللرى أنلله عللز وجللل قللال
بعد فتولوا عنه مدبرين فراغ إلى آلهتهم فقال أل تأكلون فبين تبارك وتعالى
أنه إنما قال ذلك ليدفعهم به لما كان عزم عليه من أمر
الصنام وليس يحتاج أحد إلى معرفة أصحيح هللو أم سلقيم ملن النجلوم لن
ذلك يوجد حسا ويعلم ضرورة ول يحتاج فيه إلى اسللتدلل وبحللث قلللت قللد
احتج لهم بغير هذه الحجج فنذكرها ونبين بطلن استدللهم بها وبيان الباطل
منها قال أبو عبد الله الرازى اعلم أن المثبتين لهذا العلم احتجوا مللن كتللاب
الله بآيات #إحداها اليات الدالة علللى تعظيللم هللذه الكللواكب فمنهللا قللوله
تعالى فل أقسم بالخنس والجواري الكنس وأكثر المفسرين على أن المللراد
هو الكواكب التي تسير راجعة تارة ومستقيمة أخرى ومنهللا قللوله تعللالى فل
أقسم بمواقع النجوم وإنه لقسم لو تعلمون عظيم وقد صرح تعالى بتعظيللم
هذا القسم وذلك يدل على غاية جللة مواقللع النجللوم ونهايللة شللرفها ومنهللا
قوله تعالى والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب قللال ابللن
عباس الثاقب هو زحل لنه يثقب بنوره سللمك السللموات السللبع ومنهللا أنلله
تعالى بين ألهيته بكون هذه الكواكب تحت تدبيره وتسخيره فقال والشللمس
والقمللر والنجللوم مسللخرات بللأمره أل للله الخلللق والمللر تبللارك الللله رب
العالمين النوع الثاني اليات الدلة على أن لها تأثيرا فللي هللذا العللالم كقللوله
تعالى فالمدبرات أمرا وقوله فالمقسللمات أمللرا قللال بعضللهم المللراد هللذه
الكواكب #النوع الثالث اليات الدالة علللى أنلله تعللالى وضللع حركللات هللذه
الجرام على وجه ينتفع بها في مصالح هذا العالم فقللال ^ هللو الللذي جعللل
الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحسللاب مللا
خلق الله ذلك إل بالحق ^ وقال ^ تبللارك الللذي جعللل فللي السللماء بروجللا
وجعل فيهلا سلراجا وقملرا منيلرا ^ #النلوع الرابلع أنله تعلالى حكلى علن
إبراهيم عليه السلللم انلله تمسللك بعلللوم النجللوم فقللال فنظللرة نظللرة فللي
النجوم فقال إني سقيم النوع الخللامس أنلله قللال لخلللق السللموات والرض
أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس ل يعلمون ول يكون المللراد مللن هللذا
كبر الجثة لن كل أحد يعلم ذلك فوجب أن يكون المراد كبر القدر والشرف
وقال تعالى ويتفكرون في خلق السموات والرض ربنا ما خلقت هللذا بللاطل
ول يجوز أن يكون المراد أنه تعللالى خلقهللا ليسللتدل بتركيبهللا وتأليفهللا علللى
وجود الصانع لن هذا القدر حاصل في تركيب البقة والبعوضة وفللي حصللول
الحياة في بنية الحيوانات على وجود الصانع أقوى من دللة تركيلب الجلرام
الفلكية على وجود الصانع لن الحياة ل يقدر عليها أحللد أل الللله أمللا تركيللب
الجسام وتأليفها فقد يقدر على جنسه غير الللله فلمللا كللان هللذا النللوع مللن
الحكمة حاصل في غير الفلك ثم أنه تعالى خصها بهذا التشريف وهو قللوله
^ ربنا ما خلقت هذا باطل ^ علمنا أن له تعالى في تخليقهللا أسللرارا عاليللة
وحكما بالغة تتقاصر عقول البشر عن إدراكها ويقللرب ملن هللذه اليللة قللوله
تعالى ^ وما خلقنا السماء والرض وما بينهما باطل ذلك ظللن الللذين كفللروا
فويل للذين كفروا من النار ^ ول يمكن أن يكون المللراد أنلله تعللالى خلقهللا
على وجه يمكن
الستدلل بها على وجود الصانع الحكيم لن كونهللا دالللة علللى الفتقللار إلللى
الصانع أمر ثابت لها لللذاتها لن كللل متحيللز فهللو محللدث وكللل محللدث فللإنه
مفتقر إلى الفاعل فثبت أن دللة المتحيزات على وجود الفاعللل أمللر ثللابت
لها لذواتها وأعيانها وما كان كذلك لم يكن سبب الفعل والجعللل فلللم يمكللن
حمل قوله ^ وما خلقنا السماء والرض وما بينهما باطل ^ على هذا الللوجه
فوجب حمله على الوجه الذي ذكرناه #النللوع السللادس روى أن عمللر بللن
الخيام كان يقرأ كتللاب المجسللطي علللى اسللتاذه فللدخل عليهللم واحللد مللن
أجلف المتفقهة فقال لهللم مللاذا تقللرؤن فقللال عمللر بللن الخيللام نحللن فللي
تفسير آية من كتللاب الللله افلللم ينظللروا إلللى السللماء فللوقهم كيللف بنيناهللا
وزيناها ومالها من فروج فنحن ننظر كيف خلق السللماء وكيللف بناهللا وكيللف
صانها عن الفروج :النوع السابع أن إبراهيم عليه السلم لمللا اسللتدل علللى
إثبات الصانع تعالى بقوله ربى الذي يحي ويميت قال له نمللرود أتللدعى أنلله
يحي ويميللت بواسللطة الطبللائع والعناصللر أو ل بواسللطة هللذه الشللياء فللان
ادعيت الول فلذلك مما ل تجده البتة لن كل ما يحدث في هذا العالم فإنما
يحدث بواسطة أحوال العناصر الربعة والحركات الفلكية وإذا ادعيت الثللاني
فمثل هذا الحياء والماتة حاصل منى ومن كل أحللد فللإن الرجللل قللد يكللون
سببا لحدوث الولد لكن بواسللطة تمزيللج الطبللائع وتحريللك الجللرام الفلكيللة
ولذلك قد نمت بهذه الوسائط وهذا هو المراد ملن قلوله تعلالى حكايلة علن
الخصم أنا أحي وأميت ثم أن إبراهيم عليه الصلة والسلللم أجللاب عللن هللذا
السؤال بقوله فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فللأت بهللا مللن المغللرب
يعني هب أنه سللبحانه إنمللا يحللدث حللوادث هللذا العللالم بواسللطة الحركللات
الفلكية لكنه تعالى هو المبديء للحركات الفلكية لن تلك الحركات ل بد لها
من سبب ول سبب لها سوى قدرة الله تعالى فثبت أن حللوادث هللذا العللالم
وأن سلمنا إنها إنما حصلت بواسطة الحركات الفلكية لكنه لما كللان المللدبر
لتلللك الحركللات بواسللطة الطبللائع وحركللات الفلك إل أن حركللات الفلك
ليست منا بدليل أنا ل نقدر على تحريكها على خلف التحريك اللهي وظهللر
الفرق وهذا هو المراد من قول إبراهيم عليه الصلة والسلم فإن الله يللأتي
بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب يعنى هب أن هذه الحوادث في
هذا العالم حصلت بحركة الشمس من المشللرق إل أن هللذه الحركللات مللن
الله لن كل جسم متحرك فل بد له من محرك وذلك المحرك لست أنت ول
أنا فلم ل نحركها من المغرب فثبت أن اعتماد إبراهيم الخليل عليلله السلللم
في معرفة ثبوت الصانع على الدلئل الفلكية وأنه ما نازع الخصم فللي كللون
هذه الحوادث السفلية مرتبطة بالحركات الفلكية واعلم انك إذا عرفت نهللج
الكلم في هذا الباب علمت أن القرآن مملوء مللن تعظيللم الجللرام الفلكيللة
وتشريف الكرات الكوكبية # :وأما الخبار فكثيرة منها ما روى عن النبي
أنه نهى عند قضاء الحاجة عن استقبال الشمس والقمللر واسللتدرهما ومنهللا
أنلله لمللا مللات ولللده إبراهيللم انكسللفت الشللمس ثللم إن النللاس قللالوا إنمللا
انكسفت لموت إبراهيم فقال إن الشللمس والقمللر آيتللان مللن آيللات الللله ل
ينكسفان لموت أحد ول لحياته فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلة ومنها مللا
روى ابللن مسللعود أن النللبي صلللى الللله عليلله وسلللم قللال إذا ذكللر القللدر
فأمسكوا وإذا ذكر أصحابي فامسكوا وإذا ذكر النجوم فامسكوا ومن النللاس
من يروى إنه قال ل تسافروا والقمر في العقرب ومنهم من يروى ذلك علن
على رضى الله عنه وأن كان المحدثون ل يقبلونه #وأما الثار فكثيرة منهللا
أن رجل أتاه فقال له إني أريللد الخللروج فللي تجللارة وكللان ذلللك فللي محللاق
الشهر فقال تريد أن يمحق الله تجارتك استقبل هلل الشهر بالخروج وعللن
عكرمة أن يهوديا منجما قال له ابن عباس ويحك تخللبر النللاس بمللا ل تللدرى
فقال اليهودي أن لك ابنا وهو في المكتب ويجيء غدا محموما ويمللوت فللي
اليوم العاشر منه قال ابن العباس ومتى تموت أنت قال في رأس السنة ثم
قال لبن عباس قلال ل تملوت أنللت حلتى تعملى ثللم جلاء ابلن عبلاس وهللو
محموم ومات في العاشر ومات اليهللودي فللي رأس السللنة ولللم يمللت ابللن
عباس رضى الله عنه حتى ذهب بصره وعن الشعبي رضى الله عنه قال أبو
الدرداء والله لقد فارقنا رسول الله وتركنا ول طائر يطير بجناحيه إل ونحللن
ندعى فيه علما وليست الكواكب موكلة بالفساد والصلح ولكللن فيهللا دليللل
بعض الحوادث عرف ذلك بالتجربة وجاء في الثلار أن أول ملن أعطلى هلذا
العلم آدم وذلك إنه عللاش حللتى أدرك مللن ذريتلله أربعيللن ألللف أهللل الللبيت
وتفرقوا عنه في الرض وكان يغتم لخفاء خبرهم عليلله فللأكرمه الللله تعللالى
بهذا العلم وكلان إذا أراد أن يعلرف حلال أحلدهم حسلب لله بهلذا الحسلاب
فيقف على حالته وعن ميمون بن مهران أنه قال إيللاكم والتكللذيب بللالنجوم
فإنه علم من علم النبوة وعنه أيضا انه قال ثلث ارفضوهن ل تنللازعوا أهللل
القدر ول تذكروا أصحاب نبيكم أل بخير وإياكم والتكذيب بللالنجوم فللإنه مللن
علم النبوة وروى أن الشافعي كان عالما بالنجوم وجللاء لبعللض جيرانلله ولللد
فحكم له الشافعي أن هذا الولد ينبغي أن يكون على العضو الفلن منه خال
صفته كذا وكذا فوجد المر كما قال وأيضا انه تعالى حكى عللن فرعللون أنلله
كان يذبح أبناه بني إسرائيل ويستحي نسللاءهم والمفسللرون قللالوا إن ذلللك
إنما كان لن المنجمين أخبروه بأنه سيجيء ولللد ملن بنللي إسللرائيل ويكللون
هلكه على يده وهذه الرواية ذكرها محمد بن إسحاق وغيره وهذا يدل علللى
اعتراف الناس قديما وحديثا بعلم النجوم وأما المعقول فهو أن هذا علم مللا
خلت عنه ملة من الملل ول أمللة مللن المللم ول يعللرف تاريللخ مللن التواريللخ
القديمة والحديثة إل وكان أهل ذلك الزمان مشللتغلين بهللذا العلللم ومعللولين
عليه
في معرفة المصالح ولو كان هذا العلم فاسدا بالكلية لستحال إطبللاق أهللل
المشرق والمغرب من أول بناء العالم إلى آخره عليلله #وقللال بطليمللوس
في بعض كتبه بعض الناس يعيبون هذا العلم وذلللك العيللب إنمللا حصللل مللن
وجوه الول عجزهم عن معرفة حقيقللة موضللع الكللواكب بللدقائقها ومراتبهللا
وذلك إن اللت الرصللدية ل تنفللك عللن مسلامحات ل يفللي بضللبطها الحللس
لجللل قلتهللا فللي اللت الرصللدية لكنهللا وإن قلللت هللذه اللت إل أنهللا فللي
الجرام الفلكية كثيرة فإذا تباعدت الرصاد حصل بسللبب تلللك المسللامحات
تفاوت عظيم في مواضع الكواكب #الثاني أن هذا العلم علللم مبنللي علللى
معرفة الدلئل الفلكية وتلك الدلئل ل تحصل إل بتمزيجات أحوال الكللواكب
وهي كثيرة جدا ثم أنها مع كثرتها قد تكون متعارضة ول بد فيها من الترجيح
وحينئذ يصعب علللى أكللثر الفهللام الحاطللة بتللك التمزيجللات الكللثيرة وبعللد
الحاطة بها فإنه يصعب الترجيحات الجيدة فلهذا السبب ل يتفق مللن يحيللط
بهذا العلم كما ينبغي إل الفرد بعد الفرد ثم أن الجهال يظهرون من أنفسهم
كونهم عارفين بهذا العلم فإذا حكموا وأخطؤا ظن الناس أن ذلك بسللبب أن
هذا العلم ضعيف الثالث أن هذا العلم ل يفللي بللإدراك الجزئيللات علللى وجلله
الفصليل البلاهر فملن حكلم عللى هلذا اللوجه فقلد يقلع فلي الخطلأ فلهلذه
السباب الثلثة توجهت المطاعن إلى هذا العلم وحكى أن الكاسرة كان إذا
أراد أحدهم طلب الولد أمر بإحضار المنجم ثم كان ذلك الملك يخلو بامرأته
فساعة ما يقع الماء في الرحم يأمر خادما على الباب بضلرب طسلتا يكلون
في يده فإذا سمع المنجم طنين الطست أخذ الطالع وحكم عليه حتى يخللبر
بعدد الساعات التي يمكث في بطن أمه ثم أنه كان يأخذ الطللالع أيضللا عنللد
الولدة مرة أخرى ويحكم فل جرم كانت أحكللامهم كاملللة قويللة لن الطللالع
الحقيقي هو طالع مسقط النطفة فللإن حللدوث الولللد إنمللا يكللون فللي ذلللك
الوقت فأما طالع الولدة فهو وطالع مسللتعار لن الولللد ل يحللدث فللي ذلللك
الوقت وإنما ينتقل من مكان إلى مكان آخر وروى أن في عهد أردشللير بللن
بابك أنه قال في العهد الذي كتبه لولده لول اليقين بالبوار الللذي علللى رأس
ألف سنة لكنت أكتب لكم كتابا أن تمسكتم به لن تضلوا أبدا وعنللى بللالبوار
ما أخبره المنجمون من أنلله يللزول ملكهللم عنللد رأس ألللف سللنة مللن ملللك
كستاست والمراد منه زوال دولتهم وظهللور دولللة السلللم وروى أنلله دخللل
المفضل ابن سهل على المأمون في اليوم الذي قتل فيه وأخبره أنلله يقتللل
في هذا اليوم بين الماء والنار وأنكر المأمون ذلك عليه وقوى قلبه ثم اتفللق
أنه دخل الحمام فقتل في الحمام وكان المر كما أخللبر ثللم قللال واعلللم إن
التجارب في هذا الباب كثيرة وفيما ذكرناه كفاية #قلت فهذا أقصى ماقرر
به الرازى كلم هؤلء ومللذهبهم ولقلد نلثر الكنانللة ونفللض الجعبللة واسللتفرغ
الوسع وبذل الجهد وروح وبهرج وقعقع وفرقع وجعجع ول ترى طحنللا وجمللع
بين ما يعلم بالضطرار أنه كذب على
رسول الله وعلى أصحابه وبين ما يعلم بالضطرار أنه خطأ فللي تأويللل كلم
الله ومعرفة مللراده ول يللروج مللا ذكللره أل علللى مفللرط فللي الجهللل بللدين
الرسل وما جاؤا به أو مقلد لهل الباطل والمحال من المنجمين و أقللاويلهم
فإن جمع بين المرين شرب كلمه شربا ونحن بحمد الللله ومعللونته وتأييللده
نبين بطلن استدلله واحتجللاجه فنقللول أمللا السللتدلل بقللوله تعللالى ^ فل
أقسم بالخنس الجوار الكنس ^ فإن أكللثر المفسللرين علللى أن المللراد هللو
الكواكب التي تسللير راجعلة تلارة ومسلتقيمة أخلرى وهلذا القللول قلد قلاله
جماعة من المفسرين وأنهللا الكللواكب الخمسللة زحللل وعطللارد والمشللترى
والمريلخ والزهلرة وروى علن عللى واختلاره ابلن مقاتلل وابلن قتيبلة قلالوا
وسماها خنسا لنها في سيرها تتقدم إلى جهة المشرق ثم تخنس أي تتللأخر
وكنوسها إستتارها في معربها كما تكنس الظباء وتفر من الوحللوش إلللى أن
تأوي إلى كناسها وهي أكنتها وتسللمى هللذه الكللواكب المتحيللرة لنهللا تسللير
مستقيمة وتسير راجعة وقيل كنوسللها بالنسللبة إلللى النللاظر وهللو اسللتتارها
تحت شعاع الشمس وقيل هي النجللوم كلهللا وهللو اختيللار أبللي عبيللدة وقللال
الحسن وقتادة وعلى هذا القول فيكون باعتبار أحوالها الثلثللة مللن طلوعهللا
وغروبها وما بينهما فهي خنس عند أول الطلللوع لن النجللم منهللا يللرى كللأنه
يبدو ويخنس وتكنس عند غروبها تشبها بالظباء التي تأوي إلى كناسللها وهللي
جوار ما بين طلوعهللا وغروبهللا خنللس عنللد الطلللوع جللوار بعللده كنللس عنللد
الغروب وهذا كله بالنسبة إلى أفق كلل بللد تكلون لهلا فيله الحلوال الثلثلة
وقال عبد الله بن مسللعود هللي بقللر الللوحش وهللي روايللة عللن ابللن عبللاس
واختاره سعيد بن جبير وقيل وهو أضعف القللوال الملئكللة حكللاه المللروزي
في تفسيره فإن كان المراد بعللض هلذه القللوال غيلر ملا حكللاه الللرازي فل
حجة له وإن كان المراد ما حكاه فغايته إن يكللون الللله سللبحانه وتعللالى قللد
أقسم بها كما أقسم بالليل والنهللار والضللحى والوالللد والفجللر وليللال عشللر
والشفع والوتر والسماء والرض واليوم الموعود وشللاهد ومشللهود والنفللس
والمرسلللت والعاصللفات والناشللرات والفارقللات والنازعللات والناشللطات
والسابحات والسابقات وما نبصره ومال نبصره من كللل غللائب عنللا وحاضللر
مما فيه التنبيه على كمال ربو بيته وعزتلله وحكمتلله وقللدرته وتللدبيره وتنللوع
مخلوقاته الدالة عليه المرشدة إليه بما تضمنته مللن عجللائب الصللنعة وبللديع
الخلقة وتشهد لفاطرها وبارئها بللأنه الواحللد الحللد الللذي ل شللريك للله وأنلله
الكامل في علمه وقدرته ومشيئته وحكمته وربو بيته وملكلله وأنهللا مسللخرة
مذللة منقادة لمره مطيعة لمراده منها ففللي القسللام بهللا تعظيللم لخالقهللا
تبارك وتعالى وتنزيه له عما نسبه إليلله أعللداؤه الجاحللدون المعطلللون لربللو
بيته وقدرته ومشيئتة ووحدانيته وأن من هذه عبيده ومماليكه وخلقه وصنعه
وإبداعه فكيف تجحد ربو بيته وألهيته وكيف تنكر صفات كماله ونعوت جلله
وكيف يسوغ لذي حس سليم وفطرة
عليه لن مفسر الضمير يكتفى فيه بذلك وهو من أنواع البلغة واليجاز فأن
كان المراد من القسم نجوم القرآن بطل اسللتدلله باليللة وان كللان المللراد
الكواكب وهو قول الكثرين فلما فيها مللن اليللات الدالللة علللى ربوبيللة الللله
تعالى وانفراده بالخلق والبداع فانه ل ينبغى ان تكللون اللهيللة أل للله وحللده
كما انه وحده المتفرد بخلقها وابللداعها ومللا تضللمنته مللن اليللات والعجللائب
فالقسام بهللا أوضللح دليللل علللى تكللذيب المشللركين والمنجميللن والدهريللة
ونوعى المعطلة كما تقدم وكذلك قوله والنجم الثاقب علللى ان فيلله قللولين
آخرين غير القول الذى ذكره #أحدهما أنه الثريا وهذا قول ابللن زيللد حكللاه
عنه أبو الفرج بن الجوزى وعنه رواية ثانية انه زحل حكاها عنه ابن عطية #
والثانى انه الجدى حكاه ابن عطيللة عللن ابللن عبللاس وقللول آخللر حكللاه أبللو
الفرج بن الجوزى عن على بللن أحمللد النيسللابوري أنلله جنللس النجللوم وأمللا
قوله تعالى ^ فالمدبرات أمرا ^ فلم يقل احد من الصحابة ول التللابعين ول
العلماء بالتفسير انها النجوم وهللذه الروايللات عنهللم فقللال ابللن عبللاس هللى
الملئكة قال عطاء وكلت بأمور عرفهم الله العمل بهللا وقللال عبللد الرحمللن
بللن سللاباط يللدبر أمللور الللدينا أربعللة جبريللل وهللو موكللل بللالوحي والجنللود
وميكائيل وهو موكل بالقطر والنبات وملك الموت وهو موكل بقبض النفس
واسرافيل وهو ينزل بالمر عليهم وقيللل جبريللل للللوحي واسللرافيل للصللور
وقال ابن قتيبة فالمدبرات أمرا الملئكة تنللزل بللالحلل والحللرام ولللم يللذكر
المتوسعون في نقل أقوال المفسرين كان الجوزى والماوردى وابللن عطيللة
غير الملئكة حتى قال ابن عطية ول أحفظ فلنا انها الملئكة هذا مع توسعه
في النقل وزيادته فيه علللى ابللي الفللرج وغيللره حللتى انلله لينفللرد بللأقوال ل
يحكيها غيره فتفسير المدبرات بالنجوم كللذب علللى الللله وعلللى المفسللرين
وكذلك المقسمات امرا لم يقللل أحللد مللن أهللل التفسللير العللالمين بلله أنهللا
النجوم بل قللالوا هللى الملئكللة الللتى تقسللم أمللر الملكللوت بللاذن ربهللا مللن
الرزاق والجال والخلق في الرحام وأمر الرياح والجبال قال ابن عطية لن
كل هذا إنما هو بملئكة تخدمه فالية تتضمن جميع الملئكة لنهم كلهللم فللي
أمور مختلفة قال أبو الطفيل عامر بن وائلة كان على بن أبللي طللالب علللم
المنبر فقال ل تسألون عن آية من كتللاب الللله وسللنة ماضللية أل قلللت لكللم
فقام إليه ابن الكواء فسأله عن الللذاريات ذروا فللالحملت وقللرأ فالجاريللات
يسللرا فالمقسللمات أمللرا فقللال الللذاريات الريللاح والحللاملت السللحاب
والجاريات السفن والمقسمات الملئكة ثم قال سل سؤال تعلللم ول تسللأل
سؤال تعنت وكذلك قال أبو الفرج ولم يذكر فيه خلفا في المقسمات امللرا
يعنى الملئكة تقسم المور على ما امر الله به قال ابن السائب المقسمات
أربعة جبريل وهو صاحب الوحي والغلظة يعنى العقوبة على أعللداء الرسللل
وميكائيل وهو صاحب الرزق والرحمة وإسرافيل وهو صاحب الصور واللللوح
وعزرائيل وهو قابض الرواح فتفسير الية #
بأنها النجوم تفسير المنجمين ومن سلك سللبيلهم وأمللا وصللفه تعللالى بعللض
اليام بأنهللا أيللام نحللس كقللوله ^ فأرسلللنا عليهللم ريحللا صرصللرا فللي ايللام
نحسات ^ فل ريب أن اليام التي أوقع الله سللبحانه فيهللا العقوبللة بأعللدائه
وأعداء رسله كانت أياما نحسات عليهم لن النحس أصابهم فيهللا وإن كللانت
أيام خير لوليائه المؤمنين فهي نحس على المكذبين سللعد المللؤمنين وهللذا
كيوم القيامة فإنه عسير على الكافرين يوم نحس لهم يسير على المللؤمنين
يوم سعد لهم قال مجاهد أيام نحسات مشائيم وقال الضحاك معنللاه شللديد
أي البرد حتى كللان الللبرد عللذابا لهللم قللال أبللو علللي وأنشللد الصللمعي فللي
النحس بمعنى البرد # :كان سلفة عرضت بنحس %يحيل شللفيفها المللاء
الزلل #وقال ابللن عبللاس نحسللات متتابعللات وكللذلك قللوله ^ إنللا أرسلللنا
عليهم ريحا صرصرا فلي يلوم نحلس مسلتمر ^ وكلان اليلوم نحسلا عليهلم
لرسال العذاب عليهم أي ل يقلع عنهم كما تقلع مصائب الدنيا عن أهلها بللل
هذا النحس دائم علللى هللؤلء المكللذبين للرسللل ومسللتمر صللفة للنحللس ل
لليوم ومن ظن أنه صفة لليوم وانه كللان يللوم أربعللاء آخللر الشللهر وأن هللذا
اليوم نحس أبدا فقد غلط واخطأ فهم القرآن فان اليوم المذكور بحسب مللا
يقع فيه وكم لله من نعمة على أوليائه في هذا اليوم وان كللان للله فيلله بليللا
ونقم على أعدائه كما يقع ذلك في غيره من اليام فسللعود اليلام ونحوسللها
إنما هو بسعود العمال وموافقتها لمرضاة الرب ونحوس العمال مخالفتهللا
لما جاءت به الرسل واليوم الواحد يكون يوم سعد لطائفللة ونحللس لطللائفه
كما كللان يللوم بللدر يللوم سللعد للمللؤمنين ويللوم نحللس علللى الكللافرين فمللا
للكوكب والطالع والقرانات وهذا السعد والنحس وكيف يستنبط علم أحكام
النجوم من ذلك ولو كان المؤثر في هذا النحس هو نفس الكللوكب والطللالع
لكان نحسا على العالم فأما أن يقتضي الكوكب كلونه نحسلا لطائفلة سلعدا
لطائفة فهذا هوالمحال
فصل وأما الستدلل باليات الدالة على أن الله سبحانه وضع حركات
هذه الجرام على وجه ينتفع بها في مصالح هذا العالم بقوله هو الذي جعل
الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحسللاب مللا
خلق ذلك إل بالحق وقوله تعالى ^ تبللارك الللذي جعللل فللي السللماء بروجللا
وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا ^ اليللة فمللن أطللرف السللتدلل فللأين فللي
هذه اليات ما يدل على ما يدعيه المنجمون من كذبهم وبهتللانهم وافللترائهم
ولو كان المر كما يدعيه هؤلء الكذابون لكانت الدلللة والعلبرة فيله أعظللم
من مجرد الضياء والنور والحساب ولكان الليق ذكر ما تقتضيه مللن السللعد
والنحس وتعطيه من السعادة والشقاوة وتهبه من
^ منازل حتى عاد كالعرجون القديم ^ فخص القمللر بللذكر تقللدير المنللازل
دون الشمس وأن كللانت مقللدرة المنللازل لظهللور ذلللك للحللس فللي القمللر
وظهور تفاوت نوره بالزيادة والنقصان في كل منزل ولللذلك كللان الحسللاب
القمرى أشللهر وأعللرف علن والمللم وأبعلد ملن الغلللط وأصلح للضللبط ملن
الحساب الشمسى ويشترك فيه الناس دون الحساب الشمسى ولهللذا قللال
تعالى في القمر ^ وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ^ ولم يقل
ذلك في الشمس ولهذا كانت اشهر الحج والصوم والعياد ومواسم السلللم
انما هي علللى حسللاب القمللر وسلليره ونزوللله فللي منللازله ل علللى حسللاب
الشمس وسيرها حكمة من الله ورحمة وحفظا لدينه لشللتراك النللاس فللي
هذا الحساب وتعذر الغلط والخطلأ فيله فل يلدخل فلي اللدين ملن الختلف
والتخليط ما دخل في دين أهل الكتاب فهذا الذي اخبرنا تعالى به من شللأن
المنازل وسير القمر فيها وجعل الشمس سللراجا وضللياء يبصللر بله الحيللوان
ولول ذلك لم يبصر ألحيوان فأين هذا مما يدعيه الكذابون من علللم الحكللام
التى كذبها اضعاف صدقها # 0
فصل وأما ماذكره عن إبراهيم خليل الرحمن أنه تمسك بعلم النجوم حين
قال إني سقيم فمن الكذب والفتراء على خليل الرحمن عليه السلم فللإنه
ليس في الية اكثر من أنه نظر نظرة في النجوم ثم قللال لهللم إنللي سللقيم
فمن ظن من هذا أن كلم أحكام النجوم من علم النبياء وأنهم كانوا يراعونه
ويعانونه فقد كذب على النبياء ونسبهم إلى مال يليق وهللو مللن جنللس مللن
نسبهم إلى الكهانة والسحر وزعم أن تلقيهم الغيب من جنس تلقللى غيرهللم
وأن كانوا فوقهم في ذلك لكمال نفوسهم وقللوة اسلتعدادها وقبولهلا لفيلض
العلويات عليها وهؤلء لللم يعرفللوا النبيللاء ول آمنللوا بهللم وإنمللا هللم عنللدهم
بمنزلة أصحاب الرياضات الذين خصوا بقوة الدراك وزكللاة النفللوس وزكللاة
الخلق ونصبوا أنفسهم لصلح النللاس وضللبط امللورهم ول ريللب أن هللؤلء
أبعد الخلق عن النبياء واتباعهم ومعرفتهم ومعرفة مرسلهم وما ارسلهم به
هؤلء في شأن والرسل في شأن آخر بل هم ضدهم في علومهم واعمللالهم
وهديهم وإرادتهم وطرائقهم ومعادهم وفي شأنهم كله ولهذا نجد أتباع هؤلء
ضد أتباع الرسل في العللوم والعملال والهلدى والرادات وملتى بعلث اللله
رسول يعانى التنجيم والنرجات والطلسمات والوفاق والتداخين و البخورات
ومعرفللة القرانللات والحكللم علللى الكللواكب بالسللعود والنحللوس والحللرارة
والبرودة والذكورة والنوثة وهل هذه إل صللنائع المشللركين وعلللومهم وهللل
بعثت الرسل أل بالنكار على هؤلء ومحقهم ومحق علللومهم وأعمللاهم مللن
الرض وهل للرسل أعداء بالذات إل هؤلء ومن سلك سبيلهم وهللذا معلللوم
بالضطرار لكل من آمن بالرسل صلوات
الله وسلمه عليهم وصدقهم فيما جاؤا به وعرف مسمى رسول الله وعرف
مرسله وهل كان لبراهيم الخليللل عليلله الصلللة والسلللم عللدو مثللل هللؤلء
المنجمين الصابئين وحر إن كانت دار مملكتهم والخليل أعدى عدو لهم وهم
المشركون حقا والصنام التى كانوا يعبدونها كانت صورا وتماثيللل للكللواكب
وكانوا يتخذون لها هياكل وهي بيوت العبادات لكللل كللوكب منهللا هيكللل فيلله
أصنام تناسبه فكانت عبادتهم للصنام وتعظيمهم لها تعظيما منهم للكللواكب
التى وضعوا الصنام عليها وعبادة لها وهذا أقوى السببين في الشرك الواقع
في العالم وهو الشرك بالنجوم وتعظيمهللا واعتقللاد أنهللا أحيللاء ناطقللة ولهللا
روحانيات تتنزل على عابللديها ومخاطبيهللا فصللوروا لهللا الصللور الرضللية ثللم
جعلوا عبادتها وتعظيمها ذريعة إلى عبادة تلك الكواكب واستنزال روحانياتهللا
وكانت الشياطين تتنزل عليهم وتخاطبهم وتكلمهم وتريهم من العجللائب مللا
يدعوهم إلى بذل نفوسهم وأولدهم وأموالهم لتلللك الصللنام والتقللرب إليهللا
وكان مبدأ هذا الشرك تعظيم الكللواكب وظللن السللعود والنحللوس وحصللول
الخير والشر في العالم منها وهذا شرك خللواص المشللركين وأربللاب النظللر
منهم وهو شرك قوم إبراهيم عليه الصلة والسلم #والسبب الثاني عبللادة
القبور والشراك بالموات وهو شرك قوم نلوح عليله الصللة والسللم وهلو
أول شرك طرق العالم وفتنته أعم واهل البتلء به أكللثر وهللم جمهللور أهللل
الشراك وكثيرا ما يجتمع البيان في حق المشرك يكون مقابريا نجوميا قللال
تعالى عن قوم نلوح ^ وقلالوا ل تلذرن آلهتكلم ول تلذرن ودا ول سلواعا ول
يغوث ويعوق ونسرا ^ #قال البخارى في صللحيحه قللال ابللن عبللاس كللان
هؤلء رجال صالحين من قوم نوح فلما هلكوا أوحي الشللياطين إلللى قللومهم
أن انصللبوا علللى مجالسللهم الللتى كللانوا يجلسللون عليهللا أنصللابا وسللموها
بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حللتى إذا هلللك أولئك ونسللخ العلللم عبللدت ولهللذا
لعن النبي الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ونهى عن الصلللة إلللى القبللور
وقال اللهم ل تجعل قبرى وثنا يعبد وقال اشتد غضب الله على قوم اتخللذوا
قبور أنبيائهم مساجد وقال إن من كان قبلكللم كللانوا يتخلذون قبللور أنبيللائهم
مساجد إل فل تتخذوا القبور مساجد فإني انها كم عن ذلك وأخللبر أن هللؤلء
شرار الخلق عند الله يوم القيامة وهؤلء هم أعداء نوح كمللا ان المشللركين
بللالنجوم أعللداء إبراهيللم فنللوح عللاداه المشللركون بللالقبور وإبراهيللم عللاداه
المشركون بالنجوم والطائفتللان صللوروا الصللنام علللى صللور معبللوديهم ثللم
عبدوها وإنما بعثت الرسل بمحللق الشللرك مللن الرض ومحللق أهللله وقطللع
اسبابه وهدم بيوته ومحاربة أهله فكيف يظللن بإمللام الحنفللاء وشلليخ النبيللاء
وخليل رب الرض والسماء أنه كان يتعاطى علم النجوم ويأخللذ منلله أحكللام
الحوادث سبحانك هذا بهتان عظيم وإنما كانت النظرة التى نظرها
في علم النجوم من معاريض الفعال كما كان قوله فعله كبيرهم هذا وقوله
إني سقيم وقوله عن امرأته سارة هذه أختي من معاريض المقللال ليتوصللل
بها إلى غرضه من كسر الصنام كما توصل بتعريضه بقوله هللذه أخللتي إلللى
خلصها من يد الفاجر ولما غلظ فهم عن كثير من الناس وكشفت طبللاعهم
عن إدراكه ظنوا أن نظره في النجوم ليستنبط منها علم الحكللام وعلللم أن
نجمة وطالعه يقضى عليه بالسقم وحاشا لله أن يظن ذلللك بخليللله أو بأحللد
من أتباعه وهذا من جنس معاريض يوسف الصديق صلللى الللله تعللالى عليلله
وسلم حين تفتيش أوعية أخيه عن الصللاع فللإن المفتللش بللدأ بللأوعيتهم مللع
علمه أنه ليس فيها وأخر وعاء أخيه مع علمه أنه فيها تعريضا بللأنه ل يعللرف
في أى وعاء هي ونفيا للتهمة عنه بأنه لللو كللان عالمللا فللي أى الوعيللة هللي
لبادر إليها ولم يكلف نفسه تعللب التفللتيش لغيرهللا فلهللذا نظللر الخليللل فللي
النجوم نظر تورية وتعريض محض ينفي به عنه تهمة قومه ويتوصل بلله إلللى
كيد أصنامهم # 0
فصل وأما الستدلل بقوله تعالى لخلق السموات والرض أكبر من خلق
الناس وإن المراد به كبر القدر والشرف ل كللبر الجثللة ففللي غايللة الفسللاد
فإن المراد من الخلق ههنا الفعل لنفس المفعول وهذا من أبلغ الدلة عللى
المعاد أى أن الذى خلق السموات والرض وخلقهللا أكللبر مللن خلقكللم كيللف
يعجزه خلقكم بعدما تموتون خلقا جديدا ونظيللر هللذا فللي قللوله فللي سللورة
يس أوليس الذي خلق السللموات والرض بقللادر علللى أن يخلللق مثلهللم أى
مثل هؤلء المنكرين فهذا استدلل بشمول القدر للنوعين وأنها صالحة لهمللا
فل يجوز أن يثبت تعلقهللا بأحللد المقللدورين دون الخللر فكللذلك قللوله لخلللق
السموات والرض أكبر من خلق الناس أى من لللم تعجللز قللدرته عللن خلللق
العالم العلوي والسفلي كيف يعجللز عللن خلللق النللاس خلقللا جديللدا بعللد مللا
أماتهم ول تعرض في هذا لحكام النجوم بوجه قط ول لتأثير الكللواكب وامللا
قوله تعالى ويتفكرون في خلق السموات والرض ربنا ما خلقت هللذا بللاطل
فل ريب أن خلق السموات والرض من أعظم الدلة علللى وجللود فاطرهمللا
وكمال قدرته وعلمه وحكمته وانفراده بالربوبية والوحدانية ومن سللوى بيللن
ذلك وبين البقة وجعل العبرة والدللة والعلم بوجللود الللرب الخللالق البللارىء
المصور منهما سواء فقد كابر والله سللبحانه إنمللا يلدعو عبللاده علللى النظللر
والفكر في مخلوقاته العظام لظهور أثر الدللة فيها وبللديع عجللائب الصللنعة
والحكمة فيها واتساع مجال الفكر والنظر في أرجائها وأل #ففي كل شيء
له آية %تدل على أنه واحد # %ولكن أين الية والدللة فلي خللق العلالم
العلوي والسفلي إلى خلق القملة والبرغوث
والبقة فكيف يسمح لعاقل عقله أن يسوي بينهمللا ويجعللل الدللللة مللن هللذا
كالدللة من الخر والله سبحانه إنما يذكر من مخلوقاته للدللة عليه أشرفها
وأظهرهللا للحللس والعقللل وأبينهللا دللللة وأعجبهللا صللنعة كالسللماء والرض
والشمس والقمر والليل والنهار والنجوم والجبال والسللحاب والمطللر وغيللر
ذلك من آياتة ول يدعو عباده إلى التفكللر فللي القمللل والللبراغيث والبعللوض
والبق والكلب والحشرات ونحوها إنما يذكر ملا يلذكر ملن ذللك فلي سلياق
ضرب المثال مبالغة في الحتقار والضعف كقللوله تعللالى أن الللذين تللدعون
من دون الله لن يخلقوا ذبابا وللو اجتمعلوا لله وإن يسللبهم اللذباب شليئا ل
يستنفذوه منه فهنا لم يذكر الذباب فللي سللياق الدللللة علللى إثبللات الصللانع
تعالى وكللذلك قللوله ^ أن الللله ل يسللتحي أن يضللرب مثل مللا بعوضللة فمللا
فوقهللا ^ وكللذلك قللوله ^ مثللل الللذين اتخللذوا مللن دون الللله أوليللاء كمثللل
العنكبوت اتخذت بيتا وان أوهن البيوت لبيت العنكبوت ^ فتأمللل ذكللر هللذه
المخلوقات الحقيرة في أى سياق وذكر المخلوقات العظيمة فللي أى سللياق
#وأما قول من قال من المتكلمين المتكلفين أن دللة حصول الحيللاة فللي
البدان الحيوانية أقوى من دللة السموات والرض على وجود الصانع تعالى
فبناء هذا القائل على الصللل الفاسللد وهللو إثبللات الجللوهر الفللرد وإن تللأثير
الصانع تعالى في خلق العللالم العلللوي والسللفلي هللو تركيللب تلللك الجللواهر
وتأليفها هذا التأليف الخاص والللتركيب جنسلله مقللدور للبشللر وغيرهللم وأمللا
الحداث والختراع فل يقدر عليه إل الله والقول بالجوهر الفرد وبنللاء المبللدأ
والمعاد عليه ممللا هللو مللن اصللول المتكلميللن الفاسللدة الللتى نللازعهم فيهللا
جمهور العقلء قالوا وخلق الله تعالى وإحداثه لما يحدثه من أجسللام العللالم
هو إحداث لجزائها وذواتها ل مجرد تركيب الجواهر منفردة ثم قد فللرغ مللن
خلقها وصنعه وإبداعه الن إنما هو في تأليفها وتركيبها وهذا من اقوال اهللل
البدع التى ابتدعوها في السلم وبنوا عليها المعاد وحدوث العللالم فسلللطوا
عليهم أعداء السلم ولم يمكنهم كسرهم لما بنوا المبدأ والمعللاد علللى أمللر
وهمى خيالى وظنوا انه ل يتم لهم القول بحدوث العالم وإعادة الجسللام إل
به وأقام منازعوهم حججا كثيرة جدا على بطلن القول بالجوهر واعللترافهم
بقوة كثير منها وصحته فأوقع ذلك شكا لكثير منهم في أمللر المبللدأ والمعللاد
لبنائه على شفا جرف هار وأما ائمة السلللم وفحللول النظللار فلللم يعتمللدوا
على هذه الطريقة وهي عندهم أضعف وأوهي من أن يبنوا عليهللا شلليئا مللن
الدين فضل عن حدوث العالم وإعادة الجسام وإنمللا اعتمللدوا علللى الطللرق
التى أرشد الله سبحانه إليها في كتللابه وهللي حللدوث ذات الحيللوان والنبللات
وخلق نفس العللالم العلللوي والسللفلي وحللدوث السللحاب والمطللر والريللاح
وغيرها ملن الجسلام الللتى يشلاهد حلدوثها بلذواتها لمجلرد حلدوث تأليفهلا
وتركيبها فعند القائلين بالجوهر ل يشهد ان الله أحدث في هلذا العلالم شلليئا
من
الجواهر وإنما أحدث تأليفها وتركيبها فقط وإن كان أحللداثه بجللواهره سللابقا
متقدما قبل ذلك وأما الن فإنمللا تحللدث العللراض مللن الجتمللاع والفللتراق
والحركة والسكون فقط وهي الكوان عندهم وكللذلك المعللاد فللإنه سللبحانه
يفرق أجلزاء العلالم وهللو اعلدامه ثلم يؤلفهلا ويجمعهللا وهللو المعلاد وهللؤلء
احتللاجوا إلللى أن يسللتدلوا علللى كللون عيللن النسللان وجللواهره مخلوقللة إذ
المشاهد عندهم بالحس دائمللا هللو حللدوث أعللراض فللي تلللك الجللواهر مللن
التأليف الخالص وزعموا أن كل ما يحدثه الله من السحاب والمطر والزروع
والثمار والحيوان فإنما يحدث فيه أعراضا وهللي جمللع الجللواهر الللتي كللانت
موجللودة وتفريقهللا وزعمللوا أن أحللدا ل يعلللم حللدوث عيللن مللن العيللان
بالمشاهدة ول بضرورة العقل وإنما يعلللم ذلللك بالسللتدلل وجمهللور العقلء
من الطوائف يخالفون هؤلء ويقولون الرب ل يزال يحللدث العيللان كمللا دل
على ذلك الحس والعقل والقرآن فإن الجسللام الحادثللة بالمشللاهدة ذواتهللا
وأجزاؤها حادثة بعد إن لم تكن جواهر مفرقة فاجتمعت ومن قال غيللر ذلللك
فقد كابر الحس والعقل فإن كون النسان والحيوان مخلوقا محدثا كائنا بعللد
إن لم يكن أمر معلوم بالضرورة لجميع الناس وكل أحد يعلم أنه حللدث فللي
بطن أمه بعد إن لم يكن وإن عينه حدثت كما قال الله تعالى ^ وقد خلقتك
من قبل ولم تك شيئا ^ وليس هذا عندهم مما يستدل عليه بلل يسلتدل بله
كما هي طريقة القرآن فإنه جعل حدوث النسان وخلقه دليل ل مدلول عليه
#وقولهم إن الحادث أعراض فقط وأنه مركب من الجواهر المفردة قولن
باطلن بل يعلم حدوث عين النسان وذاته وبطلن الجلوهر الفلرد وللو كلان
القول بالجوهر صحيحا لم يكن معلوما إل بأدلة خفيللة دقيقللة فل يكللون مللن
أصول الللدين بللل ول مقدمللة فيهللا فطريقتهللم تتضللمن جحللد المعلللوم وهللو
حدوث العيان الحادثة وذواتها وإثبات ما ليللس بمعلللوم بللل هللو باطللل وهللو
إثبات الجوهر الفرد وليس هلذا موضلع استقصلاء هلذه المسلئلة والمقصلود
الكلم على قوله إن الستدلل بحصول الحياة في بنية الحيوان علللى وجللود
الصانع أقوى من دللة تركيب الجرام الفلكية وهلو مبنللى علللى هللذا الصلل
الفاسد
فصل وأما استدلله بقوله تعالى وما خلقنا السماء والرض وما
بينهما باطل ^ فعجب من العجب فإن هللذا مللن اقللوى الدلللة وأبينهللا علللى
بطلن قول المنجمين والدهريلة الللذين يسلندون جميللع ملا فلي العلالم ملن
الخير والشر إلى النجوم وحركاتها واتصالتها ويزعمون أن مللا تللأتي بلله مللن
الخير والشر فعن تعريف الرسللل والنبيللاء وكللذلك مللا تعطيلله مللن السللعود
والنحوس وهذا هو السبب الذي سقنا الكلم لجله معهلم لملا حكينلا قلولهم
أنه لما كانت الموجودات في العالم
#أن أظلم الظلم هو الشرك ومخلوقات الرب تعالى كلها شللاهدة للله بللأنه
الله الذي ل إله إل هو وإن كل معبود باطل سواه وكلل مخللوق شلاهد بهلذا
الحق إما شللهادة نطللق وإمللا شللهادة حللال وإن ظهللر بفعللله وقللوله خلفهللا
كالمشرك الذي يشهد حال خلقه وإبداعه وصنعه لخللالقه وفللاطره أنلله الللله
الذي ل إله إل هو وإن عبد غيره وزعم أن له شريكا فشاهد حاله مكذب للله
مبطل لشهادة فعله وقاله #وأمللا قللوله أنلله ل يمكللن أن يقللال المللراد أنلله
خلقها على وجه يمكن الستدلل بها على الصانع الحكيم إلى آخللر كلملله #
فيقال له إذا كانت دللتها على صللانعها أمللرا ثابتللا لهللا لللذواتها وذواتهللا إنمللا
وجدت بإيجاده وتكوينه كانت دللتها بسبب فعل الفاعللل المختللار لهللا ولكللن
هذا بنلاء منلله علللى أصللل فاسللد يكللرره فللي كتبلله وهللو ان الللذوات ليسللت
بمجعولة ول تتعلق بفعل الفاعل وهذا مما أنكره عليلله أهللل العلللم واليملان
وقالوا أن كونها ذواتا وإن وجودها وأوصافها وكل ما ينسللب إليهللا هللو بفعللل
الفاعل فكونها ذواتا وما يتبع ذلك من دللتها على الصانع كله بجعل الجاعللل
فإنه لما جعلها على هذه الصفة مستلزمة لدللتها عليلله كللانت دللتهللا عليلله
بجعله فإن قيل لو قدر عدم الجاعل لها لم يرتفع كونها ذواتا ولو كانت ذواتا
بجعله لرتفع كونها ذواتا بتقدير ارتفاعه #قيللل مللا تعنللى بكونهللا ذواتللا ومللا
هيات اتعنى به تحقق ذلك في الخارج أو في الذهن أو أعم منها فللإن عنيللت
الول فل ريب في بطلن كونها ذوات وما هيات على تقدير ارتفللاع الجاعللل
وإن عنيت الثانى فالصور الذهنية مجعولة له أيضا لنه هو الذي علللم فإوجللد
الخلئق الذهنية في العلم كما أنه اللذي خللق فأوجلد الحقلائق الذهنيلة فلي
العين فهو الكرم الذي خلق وعلم فما في الذهن بتعليملله ومللا فللي الخللارج
بخلقه وإن عنيت القدر المشترك بيللن الخللارج والللذهن وهللو مسللمى كونهللا
ذوات وما هيات بقطع النظر عللن تقييللده بالللذهن أو الخللارج قيللل لللك هللذه
ليست بشيء البتة فإن الشيء إنما يكون شلليئا فللي الخللارج أو فللي الللذهن
والعلم وما ليس له حقيقللة خارجيللة ول ذهنيللة فليللس بشلليء بللل هللو عللدم
صرف ول ريب ان العدم ليس بفعل فاعل ول جعل جاعل #فإن قيللل هللي
ل تنفك عن أحد الوجودين أما الللذهني وامللا الخللارجي ولكللن نحللن أخللذناها
مجردة عن الوجودين ونظرنا إليها من هذه الحيثية وهذا العتبللار ثللم حكمنللا
عليها بقطع النظر عن تقيدها بذهن أو خللارج قيللل الحكللم عليهللا بشلليء مللا
يستلزم تصورها ليمكن الحكم عليها وتصورها مع أخذها مجردة عن الوجللود
والذهن محال فإن قيل مسلم أن ذلك محال ولكللن إذا أخللذناه مللع وجودهللا
الذهني أو الخارجي فهنا أمران حقيقتها وماهيتها والثاني وجودهلا اللذهني أو
الخارجي فنحن أخذناها موجودة وحكمنا عليها مجردة فالحكم على جزء هذا
المأخوذ المنصور #قيل هذا القدر المأخوذ عدم محض كما تقدم والعللدم ل
يكون بجعل جاعل ونكتة المسألة أن
#الذوات من حيث هي ذوات أما أن تكون وجودا او عدما فإن كانت وجودا
فهي بجعل الجاعل وإن كانت عدما فالعدم كاسمه ل يتعلق بجعل الجاعل 0
فصل وأما قوله إن إبراهيم صلوات الله عليه وسلمه كان اعتماده في
إثبات الصانع على اللدلئل الفلكيلة كملا قلرره فيقلال ملن العجلب ذكركلم
لخليل الرحمن في هذا المقام وهو أعظم عدو لعباد الكواكب والصنام التى
اتخذت على صورها وهم أعداؤه الذين ألقوه في النار حتى جعلها الله عليلله
بردا وسلما وهو عليه السلم أعظم الخلق بللراءة منهللم وأمللا ذلللك التقريللر
الذي قرره الرازي في المناظرة بينه وبين الملك المعطل فممللا لللم يخطللر
بقلب إبراهيم ول بقلب المشرك ول يدل اللفظ عليها البتة وتلللك المنللاظرة
التى ذكرها الرازي تشبه أن تكللون منللاظرة بيللن فيلسللوف ومتكلللم فكيللف
يسوغ أن يقال أنها هي المرادة من كلم الله تعالى فيكذب على الله وعلللى
خليله وعلى المشرك المعطل وإبراهيم أعلم بلالله ووحللدانيته وصللفاته مللن
أن يوحي إليه بهذه المناظرة ونحن نذكر كلم أئمة التفسير في ذلك ليفهللم
معنى المناظرة ومادل عليه القرآن من تقريرها قال ابن جريللر معنللى اليللة
ألم تر يا محمد إلى الذي حاج إبراهيم في ربلله حيللن قللال للله إبراهيللم ربللي
الذي يحي ويميت يعنى بذلك ربي الذي بيده الحياه والموت يحي مللن يشللاء
ويميت من أراد بعد الحياء قال أنا أفعللل ذلللك فللإحيي وأميللت أسللتحي مللن
أردت قتله فل أقتله فيكون ذلك منللى إحيللاء للله وذلللك عنللد العللرب يسللمى
إحياء كما قال تعالى ^ ومن أحياها فكأنما أحياء الناس جميعا ^ واقتل آخر
فيكون ذلك منى إماتة له قال إبراهيم له فإن الله هو الللذي يللأتي بالشللمس
من مشرقها فإن كنت صادقا إنك آله فأت بها من مغربها قال الله عز وجللل
^ فبهت الذي كفر ^ يعنى انقطع وبطلت حجته ثم ذكر من قللال ذلللك مللن
السلف فروى عن قتادة ذكر لنا أنه دعا برجلين فقتل أحدهما واستحيا الخر
وقال أنا أحي هذا وأميت هذا قال إبراهيم عند ذلك فإن الله يأتي بالشللمس
من المشرق فات بها من المغرب وعن مجاهد أنا أحيللي وأميللت أقتللل مللن
شئت وأستحيي من شئت أدعه حيا فل أقتله وقللال ابللن وهللب حللدثني عبللد
الرحمن بن زيد بن أسلم أن الجبار قال لبراهيم أنا أحيي وأميللت إن شللئت
قتلتك وأن استحييتك فقال إبراهيللم إن الللله يللأتي بالشللمس مللن المشللرق
فات بها من المغرب فبهت الذي كفر وقللال الربيللع لمللا قللال إبراهيللم ربللي
الذي يحيي ويميت قال هللو يعنللى نمللرود فأنللا أحيللي وأميللت فللدعا برجليللن
فاستحيا أحدهما وقتل الخر وقال أنا أحيللي وأميللت أى أسللتحي مللن شللئت
فقال إبراهيم فأن الله يأتي بالشمس من المشرق قللال السللدى لمللا خللرج
إبراهيم من النار أدخلوه على الملك ولم يكن قبل ذلللك دخللل عليلله فكلملله
وقال له من ربك قال ربي الذي يحيي ويميت قال نمرود أنا احيي وأميت أنا
آخذ
#أربعة نفللرا فللأدخلهم بيتللا فل يطعمللون ول يسللقون حللتى إذا هلكللوا مللن
الجوع أطعمت اثنين وسقيتهما فعاشا وتركت الثنين فماتللا فعللرف إبراهيللم
ان له قدرة بسلطانه وملكه على أن يفعل ذلك قال إبراهيم فإن الللله يللأتي
بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر وقللال إن هللذا
إنسان مجنون فأخرجوه أل ترون أنه من جنونه اجترأ على آلهتكللم فكسللرها
وأن النار لم تأكله وخشى أن يفتضح في قومللة وكللان يزعللم أنلله رب فللأمر
بإبراهيم فأخرج وقال مجاهد أحيللي فل أقتللل وأميللت ملن قتلللت وقللال ابللن
جريج أتي برجلين فقتل أحدهما وترك الخر فقال أنلا أحيلي وأميلت فلأميت
من قتلت وأحيي فل أقتل وقال ابن إسحاق ذكللر لنللا والللله أعلللم أن نملرود
قال لبراهيم أرأيت إلهك هذا الذي تعبد وتدعو إلى عبادته وتذكر من قللدرته
التى تعظمه بها على غيرها ما هي قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قللال
نمرود أنا أحيي وأميت فقال له إبراهيم كيف تحيي وتميت قال آخذ الرجلين
قد استوجيا القتل في حكمى فاقتل أحدهما فأكون قد أمته وأعفو عللن عللن
الخر فاتركه فأكون قد أحييته فقللال للله إبراهيللم عنللد ذلللك فللأن الللله يلأتي
بالشمس من المشرق فات بها من المغرب أعرف أنه كما تقول فبهت عند
ذلك نمرود ولم يرجع إليه شيئا وعرف أنه ل يطيق ذلللك فهللذا كلم السلللف
في هذه المناظرة وكذلك سائر المفسرين بعدهم لم يقل أحد منهم قط أن
معنى الية أن هذا الحياء والماتة حاصل منى ومن كل أحد فأن الرجللل قللد
يكون منه الحلدوث بواسلطة تمزيلج الطبلائع وتحريلك الجلرام الفلكيلة بلل
نقطع بأن هذا لم يخطر بقلب المشرك المناظر البتة ول كان هذا مراده فل
يحل تفسير كلم الله بمثل هذه الباطيل ونسأل الللله أن يعيللذنا مللن القللول
عليه بما لم نعلم فإنه أعظم المحرمات على الطلق وأشدها إثما وقد ظللن
جماعة من الصوليين وأربلاب الجلدل أن إبراهيلم أنتقلل ملع المشلرك ملن
حجة إلى حجة ولم يجبه عن قوله أنا أحيي وأميت قالوا وكان يمكنه أن يتللم
معه الحجة الولى بأن يقول مرادى بالحياء إحياء الميت وإيجلاد الحيلاة فيله
ل استبقاؤه على حياته وكان يمكنه تتميمها بمعارضته في نفسها بللأن يقللول
فأحيي من أمت وقلت ان كنت صللادقا ولكللن انتقللل إلللى حجللة أوضللح مللن
الولى فقال إن الله يللأتي بالشللمس مللن المشللرق فللات بهللا مللن المغللرب
فانقطع المشرك المعطل وليس المر كملا ذكلروه ول هلذا انتقلال بلل هلذا
مطالبة له بموجب دعواه اللهية والدليل الذي استدل به إبراهيم قد تموثبت
موجبه فلما ادعى الكافر أنه يفعل كما يفعل الله فيكون إلها مع الله طللالبه
إبراهيم بموجب دعواه مطالبة تتضمن بطلنها فقال إن كنللت أنللت ربللا كمللا
تزعم فتحيي وتميت كما يحيي ربللي ويميللت فللإن الللله يللأتي بالشللمس مللن
المشرق فتنصاع لقدرته وتسخيره ومشيئته فإن كنت أنت ربا فات بهللا مللن
المغرب وتأمل قول الكافر أنا أحيي وأميت ولم يقل أنا الذي أحيي
#وأميت يعنى أنا أفعل كما يفعل الله فأكون ربا مثله فقال له إبراهيم فأن
كنت صادقا فافعل مثل فعللله فللي طلللوع الشللمس فللإذا أطلعهللا مللن جهللة
فأطلعها انت من جهة أخري ثم تأمل ما في ضمن هذه المناظرة من حسن
الستدلل بافعال الرب المشهودة المحسوسة التى تستلزم وجللوده وكمللال
قدرته ومشيئته وعلمه ووحدانيته من الحيللاء والماتللة المشللهودين الللذين ل
يقدر عليهما إل الله وحده وإتيانه تعالى بالشمس من المشرق ل يقللدر أحللد
سواه على ذلك وهذا برهان ل يقبل المعارضة بللوجه وإنمللا ليللس عللدو الللله
وأوهم الحاضرين أنه قادر من الحياء والماتة علللى مللا هللو مماثللل لمقللدور
الرب تعالى فقال له إبراهيم فأن كان المر كما زعمت فأرني قدرتك علللى
التيان بالشمس من المغرب لتكون مماثله لقدرة الله على التيان بهللا مللن
المشرق فأين النتقال في هذا الستدلل والمناظرة بل هذا من أحسللن مللا
يكون من المناظرة والدليل الثللاني مكمللل لمعنللى الللدليل الول ومللبين للله
ومقرر لتضمن الدليلين افعال الرب الدالللة عليلله وعلللى وحللدانيته وانفللراده
بالربوبية واللهية كما ل تقدر انت ول غير الله على مثلها ولما علم عدو الله
صحة ذلللك وان مللن هللذا شللأنه علللى كللل شلليء قللدير ل يعجللزه شلليء ول
يستصعب عليه مراد خاف أن يقول لبراهيللم فسللل ربللك أن يللأتي بهللا مللن
مغربها فيفعل ذلك فيظهر لتباعه بطلن دعواه وكذبه وانه ل يصلح للربوبية
فبهت وامسك وفي هذه المناظرة نكتة لطيفة جللدا وهللي أن شللرك العللالم
إنما هو مسند إلى عبادة الكواكب والقبور ثم صورت الصللنام علللى صللورها
كما تقدم فتضمن الدليلن اللللذان اسللتدل بهمللا إبراهيللم إبطللال إلهيللة تلللك
جملة بأن الله وحده هو الللذي يحيللي ويميللت ول يصلللح الحللي الللذي يمللوت
لللهية ل في حال حياته ول بعد موته فإن له ربللا قللادرا قلاهرا متصللرفا فيلله
إحياء وإماتة ومن كان كذلك فكيف يكون إلها حتى يتخذ الصنم على صللورته
ويعبد من دونه وكذلك الكواكب أظهرها وأكبرها للحس # 0هللذه الشللمس
وهي مربوبة مدبرة مسللخرة ل تصللرف لهلا فللي نفسللها بللوجه مللا بللل ربهللا
وخالقها سبحانه يأتي بها من مشرقها فتنقاد لمللره ومشلليئته فهللي مربوبللة
مسخرة مدبرة ل أله يعبد من دون الله 0
فصل وأما استدلله بأن النبي نهى عند قضاء الحاجة عن استقبال
الشمس والقمر واستدبارهما فكأنه والله أعلم لملا رأى بعلض الفقهلاء قللد
قالوا ذلك في كتبهم في آداب التخلى ول تستقبل الشمس والقمر ظن أنهم
إنما قالوا ذلك لنهى النبي عنه فاحتج بالحديث وهذا من أبطل الباطللل فللإن
النبي لم ينقل عنه ذلللك فللي كلمللة واحللدة ل بإسللناد صللحيح ول ضللعيف ول
مرسل ول متصل وليس لهذه المسألة أصل في الشرع والذين ذكروها مللن
الفقهاء منهم من قال العلة
#أن اسم الله مكتوب عليهما ومنهللم مللن قللال لن نورهمللا مللن نللور الللله
ومنهم من قال إن التنكللب عللن اسللتقبالهما واسللتدبارهما أبلللغ فللي التسللتر
وعدم ظهور الفرجين وبكل حال فما لهذا ول أحكام النجللوم فللان كللان هللذا
دال على دعواكم فدللة النهي عن استقبال الكعبة بذلك أقللوى وأولللى وأمللا
استدلله بأن النبي قال يوم موت ولده ابراهيللم إن الشللمس والقمللر آيتللان
من آيات الله ل ينكسفان لموت أحد ول لحياته فاذا رأيتم ذلك فافزعوا إلللى
الصلة وهذا الحديث صحيح وهو من أعظم الحجج على بطلن قللولكم فللانه
صلى الله عليه وسلم أخبر أنهما آيتان من آيات الله وآيات الله ل يحصيها إل
الله فالمطر والنبات والحيوان والليل والنهار والبر والبحر والجبال والشللجر
وسائر المخلوقات آياته تعالى الدللة عليلله وهللي فللي القللرآن أكللثر مللن أن
نذكرها ههنللا فهمللا آيتللان ل ربلان ول إلهلان ول ينفعلان ول يضللران ول لهملا
تصرف في أنفسهما وذواتهما البتة فضل عن إعطائهمللا كللل مللا فللي العللالم
من خير وشر وصلللح وفسللاد بللل كللل ملا فيلله ملن ذراتلله وأجللزائه وكليللاته
وجزئياته له تعالى الله عن قول المفترين المشركين علوا كبيرا وفي وقوله
ل ينكسفان لموت أحد ول لحياته قولن #أحدهما أن موت الميت وحياته ل
يكون سببا في انكسافهما كما كان يقوله كللثير مللن جهللال العللرب وغيرهللم
عند النكساف إن ذلك لمللوت عظيللم أو لللولدة عظيللم فأبطللل النللبي ذلللك
وأخبر أن موت الميت وحياته ل يؤثر فللي كسللوفهما البتللة #والثللاني أنلله ل
يحصل عن انكسافهما موت ول حياة فل يكون انكسافهما سببا لمللوت ميللت
ول لحياة حي وإنما ذلك تخويف من الله لعباده أجللرى العللادة بحصللوله فللي
اوقات معلومة بالحساب كطلوع الهلل وإبداره وسراره فأما سبب كسللوف
الشمس فهو توسط القمللر بيللن جللرم الشللمس وبيللن أبصللارنا فللان القمللر
عندهم جسم كثيف مظلم وفلكه دون فلك الشمس فاذا كان على مسللامته
إحدى نقطللتي الللرأس أو الللذنب أو قريبللا منهمللا حالللة الجتمللاع مللن تحللت
الشمس حال بيننا وبين نور الشمس كسحابة تمللر تحتهللا إلللى أن يتجاوزهللا
من الجانب الخر فإن لم يكن للقمر عرض ستر عنا نللور كللل الشللمس وإن
كان له عرض فبقدر ما يوجبه عرضلله وذلللك أن الخطللوط الشللعاعية تخللرج
من بصر الناظر إلى المرئي على شللكل مخللروط راسلله عنللد نقطللة البصللر
وقاعدته عند جللرم المللرئي فللإن وجهنللا أبصللارنا إلللى جللرم الشللمس حالللة
كسوفها فإنه ينتهي إلى القمر أو ل مخروط الشعاع فاذا توهمنا نفللوذه منلله
إلى الشمس وقع جرم الشمس في وسللط المخللروط وإن لللم يكللن للقمللر
عرض انكسف كل الشمس وإن كان للقمر عرض فبقدر مللا يللوجبه عرضلله
ينحرف جرم الشمس عن مخروط الشعاع ول يقع كله فيه فينكسف بعضلله
ويبقى الباقي على ضلليائه وذلللك إذا كللان العللرض المللرئي اقللل مللن نصللف
مجموع قطر الشمس والقمر حتى إذا ساوى العرض المرئي نصف مجمللوع
القطرين كان صفحة القمر تماس مخروط الشعاع فل ينكسف
#أصغر من جرم الشمس بكثير فينبعث ظلها ويرتفع في الهواء على شكل
مخروط قاعدته قريبة من تدوير الرض ثم ل يزال ينخرط تدويره حتى يللدق
ويتلشى لن قطلر الشلمس لملا كلان أعظلم ملن قطلر الرض فللالخطوط
الشعاعية المارة من جوانب الشمس إلللى جللوانب الرض تكللون متلقيللة ل
متوازية فإذا مرت على الستقامة إلى الرض انقذفت على جوانبها فتلتقللي
ل محالة إلى نقطة فينحصر ظل الرض في سطح مخروط فيكون مخروطا
ل محالة قاعدته حيث ينبعث من الرض ورأسه عند نقطللة تلفللي الخطللوط
ولو كان قطللر الرض مسللاويا لقطللر الشللمس لكللانت الخطللوط الشللعاعية
تخرج إليها على التوازي فيكون الظل متسللاوي الغلللظ إلللى أن ينتهللي إلللى
محيط العالم ولو كان قطر الشمس أصغر من قطر الرض لكانت الخطوط
تخرج على التلقي في جهة الشمس وأوسعها عند قطر الرض ولكان الظل
يزداد غلظا كلما بعد عن الرض إلى أن ينتهي إلى محيط العالم ويلللزم مللن
ذلك أن ينخسف القمر في كل استقبال والوجود بخلفه ولمللا ثبللت أن ظللل
الرض مخروطي الشكل وقد وقع في الجهة المقابلة لجهة الشمس فيكون
نقطة رأسه في سطح فلك البروج ل محالة ويدور بدوران الشمس مسللامتا
للنقطة المقابلة لموضع الشمس وهذا الظللل الللذي يكللون فللوق الرض هللو
الليل فإن كانت الشمس فوق الرض كان الظل تحت الللرض بالنسللبة إلينللا
ونحن في ضياء الشمس وذلك النهار والزمان الذي يوازي دوام الظل فللوق
الرض هو زمان الليل فإذا اتفق مرور القملر عللى محلاذاة نقطلتى اللرأس
والذنب حالة الستقبال يقع في مخروط الظللل ل محالللة لن الخللط الخللارج
من مركز العالم المار بمركز الشمس ثم بمركز القمللر مللن الجللانب الخللر
ينطبق على سهم مخروط الظل فيقع القمر في وسط المخروط فينخسللف
كله ضرورة لن الرض تمنعه من قبول ضياء الشللمس فيبقللي القمللر علللى
جوهرة الصلى فإن كان للقمللر عللرض ينحللرف عللن سللهم المخللروط بقللي
الضوء فيه بقدره وطبعه وقد يقع كله في المخروط ولكللن يمللر فللي جللانب
منه وقد يقع بعضه في المخروط ويبقي بعضه خارجا وربما يمللاس مخللروط
الظل ول يقع من جرمه شيء وإنما يختلللف هللذا بللاختلف بعللده مللن الخللط
الخارج من مركز العالم المار بمركللز الشللمس المطللابق لسللهم المخللروط
حتى إذا عظم عرضه بأن ل يبقى بينه وبين إحللدى نقطللتي الللرأس والللذنب
أكثر من ثلثة عشر دقيقة ل يماس المخروط أصل وإذا وقع في جللانب منلله
قل مكثه وربما لم يكن له مكث أصل وإنما يعرف ذلك بتقديم معرفللة قطللر
الظل وقطر يختلف بللاختلف أبعللاده عللن الرض وكللذلك قطللر الظللل أيضللا
يختلف باختلف أبعاد الشللمس عللن الرض فللإن الشللمس مللتى قربللت ملن
الرض كان ظل الرض دقيقا قصيرا وإذا بعدت عنها كان ظل الرض طللويل
غليظا لنها متى بعدت عللن الرض يللرى قطرهللا أصللغر وأقللرب تلقيللا منهللا
وكلما كان أعظم مقدارا في رأى
#العين فالخطوط الشعاعية أقصر وأقرب تلقيا فلذلك يختلف قطع القمللر
غلظ الظل في أوقات الكسوفات والموضع الذي يقطعلة القملر ملن الظلل
يسمونه فلك الجوزهر وإذا عللرف عللرف قطللر الظللل وعللرف مقللدار قطللر
نصف القمر وجمع بينهما ونصف ذلك وعرف عرض القمر إن كان له عرض
فإن كان العرض مساويا لنصف مجموع القطريللن فللإن القمللر يمللاس دائرة
الظل ول ينكسف وإن كان العرض أقل من نصف مجموعهما فللإنه ينكسللف
فينظر إن كان مساويا لنصف قطر الظللل انكسللف مللن القمللر مثللل نصللف
صفحته وإن كان العرض أقل من نصف قطللر الظللل فينتقللص العللرض مللن
نصف قطر الظل فإن كان الباقي مثل قطر القمر انكسف كله ول يكون له
مكث وإذا لم يكن له عرض انكسف كله ويمكث زمانا أكثر وأطول ملا يمتلد
زمان الكسوف القمري أربع ساعات وأما زمان لكسوف الشمسى فل يزيللد
على ساعتين وكسوف القمر يختلف باختلف أوضاع المسللاكن إذ الكسللوف
عارض في جهة وهو عبوره في ظلم ظللل الرض بخلف كسللوف الشللمس
وإنما يختلف الوقت فقط بأن يكون في بعض المساكن علللى مضللى سللاعة
من الليل وفي بعضها على مضى نصف ساعة وقد يطلع منكسفا في بعللض
المساكن وينكسف بعد الطلللوع فللي بعضللها وقللد ل يللرى منكسللفا أصللل إذا
كانت الشمس فوق الرض حالة الستقبال ويرى الخسوف فللي القمللر أبللدا
يكللون مللن طرفلله الشللرقي إذ هللو الللذاهب إلللى السللتقبال نحللو للشللرق
والدخول في الظل بحركته ثللم ينحلرف قليل قليل إلللى الشلمال أو الجنللوب
في بدء انجلئه أيضا من طرفه الشرقي وأما في الشللمس فبللدء الكسللوف
من طرفهللا الغربللي إذ الكاسللف لهللا يللأتي إليهللا مللن ناحيللة الغللرب وكللذلك
النجلء أيضا من الطرف الغربي لكن بانحراف منه إلللى الشللمال والجنللوب
وإنما ذكرنا هذا الفصل ولم يكن من غرضنا لن كثيرا من هلؤلء الحكلاميين
يموهون على الجهللال بللأمر الكسللوف ويؤهمللونهم إن قضللاياهم وأحكللامهم
النجومية من السعد والنحس والظفر والغلبة وغيرها هي من جنللس الحكللم
بالكسوف فيصللدق بللذلك الغمللار والرعللاع ول يعلمللون أن الكسللوف يعلللم
بحساب سير النيرين في منازلهما وذلك أمللر قللد أجللرى الللله تعللالى العللادة
المطردة به كما أجراها في البدار والسرار والهلل فمن علم ما ذكرناه في
هذا الفصل علم وقت الكسوف ودوامه ومقداره وسببه #وأما انله يقتضللي
من التأثيرات في الخير والشر والسعد والنحس والماتة والحياء وكذا وكللذا
مما يحكم به المنجمون فقول على الله وعلى خلقلله بمللا ل يعلمللون نعللم ل
ننكر أن الله سبحانه يحدث عند الكسوفين مللن أفضلليته وأقللداره مللا يكللون
بلء لقوم ومصيبة لهم ويجعل الكسوف سببا للذلك ولهلذا أملر النلبي صللى
الله عليه وسلم عند الكسوف بللالفزع إلللى مللا ذكللر الللله والصلللة والعتاقللة
والصدقة والصيام لن هذه الشياء تللدفع مللوجب الكسللف الللذي جعللله الللله
سببا لما جعله فلول انعقاد سبب التخويف لما أمر بدفع موجبه بهذه
#العبادات ولله تعالى في أيام دهره أوقات يحدث فيها ما يشللاء مللن البلء
والنعماء ويقضي من السباب بما يدفع موجب تلك السباب لمن قللام بلله أو
يقلله أو يخففه فمن فزع إلى تلك السباب أو بعضها اندفع عنه الشللر الللذى
جعل الله الكسوف سببا للله أو بعضلله ولهللذا قللل مللا يسلللم أطللراف الرض
حيث يخفي اليمان وما جاءت به الرسل فيها من شر عظيم يحصل بسللبب
الكسوف وتسلم منه الماكن التى يظهر فيها نور النبوة والقيللام بمللا جللاءت
به الرسل أو يقل فيها جدا ولما كسفت الشمس على عهد النبى قللام فزعللا
مسرعا يجز رداءه ونادى في الناس الصلة جامعللة وخطبهللم بتلللك الخطبللة
البليغة وأخبر أنه لم ير كيومه ذلك في الخيللر والشللر وأمرهللم عنللد حصللول
مثل تلك الحالة بالعتاقة والصلدقة والصللة والتوبلة فصللوات اللله وسللمه
على أعلللم الخلللق بللالله وبللأمره وشللأنه وتعريفلله أمللور مخلوقللاته وتللدبيره
وأنصحهم للمة ومن دعاهم إلى مللا فيلله سللعادتهم فللي معاشللهم ومعللادهم
ونهاهم عما فيه هلكهم فللي معاشللهم ومعللادهم ولقللد خفللى مللا جللاءت بلله
الرسل على طائفتين هلك بسببهما مللن شللاء الللله ونجللا مللن شللركهما مللن
سبقت له العناية من الله إحدى الطائفتين وقفت مع ما شاهدته وعلمته من
أمور هذه السباب والمسببات وإحالة المر عليها وظنت أنه ليس لها شللىء
فكفرت بما جاءت بله الرسللل وجحللدت المبللدأ والمعللاد والتوحيللد والنبللوات
وغيرها ما انتهى إليه علومها ووقفت عنللده أقللدامها مللن العلللم بظللاهر مللن
المخلوقات وأحوالها وجاء ناس جهال رأوهم قد أصابوا فللي بعضللها أو كللثير
منها فقالوا كل ما قاله هؤلء فهو صواب لما ظهر لنا من صللوابهم وانضللاف
إلى ذلك أن أولئك لما وقفوا على الصللواب فيمللا أدتهللم إليلله أفكللارهم مللن
الرياضيات وبعض الطبيعيات وثقوا بعقولهم وفرحوا بمللا عنللدهم مللن العلللم
وظنوا أن سائر ما خدمته أفكارهم من العلم بالله وشأنه وعظمتلله هللو كمللا
أوقعهللم عليلله فكرهللم وحكملله حكللم مللا شللهد بلله الحللس مللن الطبيعيللات
والرياضيات فتفللاقم الشللر وعظمللت المصلليبة وجحللد الللله وصللفاته وخلقلله
للعالم وإعادته له وجحد كلمه ورسله ودينه ورأى كثير من هللؤلء انهللم هللم
خواص النوع النساني وأهل اللباب وأن ماعداهم هم القشللور وأن الرسللل
إنما قاموا بسياستهم لئل يكونوا كالبهائم فهللم بمنزلللة قللم المارسللتان وأمللا
أهل العقول والرياضيات والفكار فل يحتاجون إلى الرسل بللل هللم يعلمللون
الرسل ما يصنعونه للدعوة النسانية كما تجد في كتبهم وينبغى للرسول أن
يفعل كذا كذا والمقصود أن هؤلء لما أوقفتهم أفكارهم على العلم بما خفى
علللى كللثير مللن اسللرار المخلوقللات وطبائعهللا وأسللبابها ذهبللوا بأفكللارهم
وعقولهم وتجاوزوا ما جاءت به الرسل وظنوا أن إصابتهم في الجميع سللواء
وصار المقلد لهم في كفرهم إذا خطر له إشكال على مذهبهم أودهمه مللا ل
حيلة له في دفعه من تناقضهم وفساد أصللولهم يحسللن الظللن بهللم ويقللول
لشك أن علومهم مشتملة على حكمة
مؤدية إلى معرفة الله ورسله والتصديق بها مستلزمة للكفر بالله وجحد مللا
جاءت به رسله وهذا ل يصدق بلله إل مللن عللرف مللا عنللد هللؤلء وعللرف مللا
جاءت به الرسللل ووازن بيللن المريللن فحينئذ يظهللر للله التفللاوت وأمللا مللن
قلدهم وأحسن ظنه بهم ولم يعرف حقيقة ما جاءت به الرسللل فليللس هللذا
عشه بل هو في أودية هائم حيران ينقاد لكل حيللران # 0يغللدو مللن العلللم
في ثوبين من طمع %معلميللن بحرمللان وخللذلن #والطائفللة الثانيللة رأت
مقابلة هؤلء برد كل ما قالوه من حق وباطل وظنوا ان من ضرورة تصديق
الرسللل رد مللا علملله هللؤلء بالعقللل الضللرورى وعلمللوا مقللدماته بللالحس
فنازعوهم فيه وتعرضوا لبطاله بمقللدمات جدليللة ل تغنللى مللن الحللق شلليئا
وليتهم مع هذه الجناية العظيمة لم يضيفوا ذلك إلللى الرسللل بللل زعمللوا إن
الرسل جاؤا وبما يقولونه فساء ظن أولئك الملحدة بالرسل وظنوا أنهم هم
أعلم وأعرف منهم ومن حسن ظنه بالرسل قال أنهللم للم يخلف عليهللم ملا
نقوله ولكن خاطبوهم بما تحتمللله عقللولم مللن الخطللاب الجمهللورى النللافع
للجمهور وأما الحقائق فكتموها عنهم والذي سلطهم على ذلك جحللد هللؤلء
لحقهم ومكابرتهم إياهم على ما ليمكن المكابرة عليه مما هللو معلللوم لهللم
بالضرورة كمكابرتهم إياهم في كلون الفلك كرويللة الشللكل والرض كللذلك
وأن نور القمر مستفاد من نور الشمس وأن الكسوف القمللرى عبللارة عللن
انمحاء ضوء القمر بتوسط الرض بينه وبين الشمس من حيللث انلله يقتبللس
نوره منها والرض كرة والسماء محيطة بها من الجوانب فإذا وقع القمر في
ظل الرض انقطلع عنله نلور الشلمس كملا قلدمناه وكقلولهم أن الكسلوف
الشمسى معناه وقوع جرم القمر بين الناظر وبين الشمس عند اجتماعهمللا
في العقدتين على دقيقة واحدة وكقللولهم بتلأثير السللباب المحسوسللة فللي
مسبباتها وإثبات القوى والطبائع والفعال وانفعالت ممللا تقلوم عليلله الدلللة
العقلية والبراهين اليقينية فيخوض هللؤلء معهللم فللي إبطللاله فيغريهللم ذلللك
بكفرهم وإلحادهم والوصية لصحابهم بالتمسك بما هم عليه فللإذا قللال لهللم
هؤلء هذا الللذى تللذكرونه علللى خلف الشللرع والمصللير إليلله كفللر وتكللذيب
الرسل للم يسلتريبوا فللي ذلللك وللم يلحقهلم فيله شلك ولكنهلم يسللتريبون
بالشرع وتنقص مرتبة الرسل من قلوبهم وضرر الدين وما جاءت به الرسل
بهؤلء من أعظم الضرر وهو كضرره بللأولئك الملحللدة فهمللا ضللرران علللى
الدين ضرر من يطعن فيه وضرر من بنضره بغير طريقة وقد قيل إن العللدو
العاقل أقل ضررا من الصديق الجاهل فإن الصديق الجاهل يضرك من حيث
يقدر أنه بنقعللك والشللأن كللل الشللأن أن تجعللل العاقللل صللديقك ول تجعللله
عللدوك وتغريله بمحاربلة اللدين وأهلله 0فللإن قلللت فقللد أطللت فللي شللأن
الكسوف وأسبابه وجئت بما شئت به من البيان الذى لللم يشللهد للله الشللرع
بالصحة ولم يشهد له بالبطلن بل جاء الشرع بما هو أهم منلله وأجللل فللائدة
من المر عند الكسوفين
بما يكون سببا لصلللح المللة فللي معاشللها ومعادهللا وأمللا أسللباب الكسللوف
وحسابه والنظر في ذلك فإنه من العلم الذي ليضر الجهل به ول ينفللع نفللع
العلم بما جاءت به الرسل وبين علوم هؤلء فكيف نصنع بالحللديث الصللحيح
عن النبى أن الشمس والقمر آيتان من آيات الله ل ينخسفان لموت أحد ول
لحياته فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكللر الللله والصلللة فكيللف يلئم هللذا مللا
قاله هؤلء في الكسوف قيل وأى مناقضة بينهمللا وليللس فيلله إل نفللي تللأثير
الكسوف في الموت والحياة على أحد القولين أو نفي تللأثير النيريللن بمللوت
أحد أو حياته على القول الخر وليس فيه تعرض لبطللال حسللاب الكسللوف
وإل الخبار بأنه من الغيب الذى ل يعلمه إل الله وأمر النبي عنده بما أمر بلله
من العتاقة والصلة والدعاء والصدقة كأمره بالصلوات عند الفجر والغللروب
والزوال مع تضمن ذلك دفع موجب الكسوف الذي جعله الله سللبحانه سللببا
له فشرع النبي للمة عند انعقاد هذا السبب ما هو أنفع لهلم وأجلدى عليهلم
في دنياهم وأخراهم من اشتغالهم بعلم الهيئة وشأن الكسوف وأسبابه فللإن
قيل فما تصنعون بالحديث الللذي رواه ابللن مللاجه فللي سللننه والمللام أحمللد
والنسائى من حديث النعمان بن بشللير قللال انكسللفت الشللمس علللى عهللد
النبى فخرج فزعا يجر ثوبه حتى أتي المسجد فلم يزل يصلللى حللتى انجلللت
ثم قال أن ناسا يزعمون أن الشمس والقمر ل ينكسللفان إل لمللوت عظيللم
من العظماء وليس كذلك أن الشللمس والقمللر ل ينكسللفان لمللوت أحللد ول
لحياته فإذا تجلى الله لشىء من خلقه خشع له #قيللل قللد قللال أبللو حامللد
الغزالى ان هذه الزيادة لم يصح نقلها فيجب تكذيب قائلها وإنما المروى مللا
ذكرنا يعنى الحديث الذي ليست هذه الزيادة فيه قال ولو كان صحيحا لكللان
تأويله أهون من مكابرة أمور قطعية فكم من ظواهر أولللت بالدلللة العقليللة
التى ل تتبين في الوضللوح إلللى هللذا الحللد وأعظللم فللانفرج بلله الملحللدة ان
يصرح ناصر الشرع بأن هذا وامثاله على خلف الشرع فيسهل عليه طريللق
إبطال الشرع وإن كان شرطه أمثال ذلك وليس المر في هذه الزيادة كمللا
قاله أبو حامد فأن اسنادها ل مطعن فيلله قللال ابللن مللاجه حللدثنا محمللد بللن
المثنى وأحمد بن ثابت وحميد بن الحسن قالوا حدثنا عبد الوهاب قال حدثنا
خالد الحذاء عن أبي قلبة عن النعمان بن بشير فذكره وهللؤلء كلهللم ثقللات
حفاظ لكن لعل هذه اللفظللة مدرجللة فللي الحللديث مللن كلم بعللض الللرواة
ولهذا ل توجد في سائر أحاديث الكسوف فقد رواها عن النبي بضللعة عشللر
صحابيا عائشة أم المؤمنين وأسماء بنت أبي بكر وعلى بن أبي طالب وأبللي
بن كعب وأبو هريرة وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وجللابر بللن عبللد
الله في حديثه وسمرة بن جندب وقبيصة الهللى وعبد الرحمللن بللن سللمرة
فلم يذكر أحد منهم هذه اللفظة التى ذكرت في حللديث النعمللان بللن بشللير
فمن ههنا نخاف أن تكون أدرجت في الحديث إدراجا
وليست من لفظ رسول الله على أن ههنا مسلكا بعيد المأخذ لطيف المنزع
يتقبله العقل السليم والفطرة السللليمة وهللو أن كسللوف الشللمس والقمللر
وجب لهما من الخشوع والخضوع بانمحاء نورهما وانقطاعه عن هللذا العللالم
ما يكون فيه سلطانهما وبهاؤهما وذلك يللوجب ل محاللة لهمللا ملن الخشللوع
والخضوع لرب العالمين وعظمته وجلله وما يكون سببا لتجلى الرب تبللارك
وتعالى لهما ول يستنكرون ان يكون تجلللى الللله سللبحانه وتعللالى لهمللا فللي
وقت معين كما يدنو من أهل الموقف عشية عرفة وكما ينزل كل ليلللة إلللى
سماء الدينا عند مضى نصف الليل فيحدث لهما ذلللك التجلللى خشللوعا آخللر
ليس هو الكسلوف ولللم يقللل النلبى أن اللله إذا تجللى لهملا انكسلفا ولكلن
اللفظة فإذا تجلى الله لشيء من خلقه خشللع للله ولفللظ المللام أحمللد فللي
الحديث إذا بدا الله لشىء من خلقه خشع له فهنا خشللوعان خشللوع أوجبلله
كسوفهما بذهاب ضوئهما وانمحائه فتجلى الله سبحانه لهما فحدث لهما عند
تجليه تعالى خشلوع آخلر سلبب التجللى كملا حلدث للجبلل إذ تجللى تبلارك
وتعالى له ان صار دكللا وسللاخ فللي الرض وهللذا غايلة الخشللوع لكللن الللرب
تبارك وتعالى ثبتهما لتجليه عناية بخلقلله لنتظللام مصللالحهم بهمللا ولللو شللاء
سبحانه لثبت الجبل لتجليه كما ثبتهمللا ولكللن أرى كليملله موسللى أن الجبللل
العظيم لم يطق الثبات له فكيف تطيق أنت الثبات للرؤية التى سألتها 0
فصل وأما استدلله بحديث ابن مسعود عن النبي إذا ذكر القدر
فأمسللكوا وإذا ذكللر أصللحابي فامسللكوا وإذا ذكللر النجللوم فامسللكوا فهللذا
الحديث لو ثبت لكان حجة عليه ل له إذ لو كان علم الحكام النجومية حقا ل
باطل لم ينه عنه النبي ول أمر بالمساك عنلله فللإنه ل ينهللى عللن الكلم فللي
الحق بل هذا يدل على أن الخائض فيلله خللائض فيمللا ل علللم للله بلله وانلله ل
ينبغى له أن يخوض فيه ويقول على الله مال يعلم فأين في هذا الحديث مللا
يدل على صحة علم أحكام النجوم 0وأما أحاديث النهي عن السفر والقمللر
في العقرب فصحيح من كلم المنجمين وأمللا رسللول رب العللالمين فللبرىء
ممن نسب إليه هذا الحديث وامثاله ولكن إذا بعلد النسلان علن نلور النبلوة
واشتدت غربته عما جاء به الرسول جللوز عقللله مثللل هللذا كمللا يجللوز عقللل
المشركين يقول النبي لو حسن أحدكم ظنه بحجللر نفعلله وهللذا ونحللوه مللن
كلم عباد الصنام الذين حسنوا ظنهم بالحجار فسللاقهم حسللن ظنهللم إلللى
دار البوار #وأما الرواية عن علي أنه نهى عن السفر والقمر فللي العقللرب
فمن الكذب على علي رضى الله عنه والمشللهور عنلله خلف ذلللك وعكسلله
وانه أراد الخروج لحرب الخوارج فاعترضه منجم فقال يلا أميلر الملؤمنين ل
تخرج فقال لى شىء قال إن القمر في العقرب فإن خرجت أصللبت وهللزم
عسكرك فقال علي رضى الله عنه ما كان لرسول الله
#ول لبي بكر ول لعمر منجم بل أخرج ثقة بالله وتوكل علللى الللله وتكللذيبا
لقولك فما سافر بعد رسلول الللله سللفرة أبلرك منهلا قتلل الخللوارج وكفلي
المسلمين شرهم ورجع مؤيدا منصورا فائزا ببشارة النبي لمن قتلهللم حيللث
يقول شر قتلى تحت أديم السماء خير قتيللل مللن قتلللوه وفللي لفللظ طللوبى
لمن قتلهم وفي لفظ تقتلهم أولى الطائفتين بالحق وفي لفظ لئن أدركتهللم
لقتلنهم قتل عاد وقال علي لصحابه لول ان تنكلوا لحللدثتكم بمللا لكللم عنللد
الله في قتلهم فكان هذا الظفر ببركللة خلف ذلللك المنجللم وتكللذيبه والثقللة
بالله رب النجوم والعتماد عليه وهذه سنة الله فيمن لم يلتفت إلى النجللوم
ول بني عليها حركاته وسكناته وأسفاره وإقامته كما أن سنته نكبة مللن كللان
منقادا لربابها عامل بما يحكمون للله بله وفللي التجللارب ملن هللذا ملا يكفللى
اللبيب المؤمن والله الموفق 0
فصل والذي أوجب للمنجمين كراهية السفر والقمر في العقرب انهم قالوا
السفر امر يراد لخير من الخيرات فإذا كان الوصول إلى ذلك المللر أسللرع
كان أجود فينبغى على هذا أن يكون القمر في بللرج منقلللب والعقللرب بللرج
ثابت والثوابت عندهم تدل على المللور البطيئة قللالوا وأيضللا الللبرج للمريللخ
والمريخ عندهم نحس أكبر والنحس ينحس الحظوظ على أصللحابها فينبغللى
أن يكون القمر في برج سعد لن السعد ينفع والنحس يضر وايضا فللإن هللذا
البرج هو برج هبوط القمر وإذا كان الكوكب في هبوطه ل يلتئم لصاحبه مللا
يريده ويقصده بل يكون وبال عليلله لن الكللوكب الهللابط عنللدهم كللالمنكس
وأيضا فإن القمر عندهم رب تاسلع العقللرب وإذا كلان رب التاسللع منحوسلا
فالسفر مكللروه لن التاسللع منسللوب إلللى السللفر وبالجملللة فللإن العقللرب
عندهم شللر الللبروج والقمللر علللى الطلق قللالوا فلللذلك ينبغللى الحللذر مللن
السفر والقمر في العقللرب قللالوا فمللن كللره السللفر إذا ذاك فانمللا يكرهلله
بعلمه وعقله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضى الله عنه أعقللل أهللل
زمانه واعلمهم فهو اولللى بكراهتلله وليللس ذلللك مخصوصللا عنللدهم بالسللفر
وحده بل يكرهون جميع البتللدا آت والختيللارات والقمللر فللي العقللرب ولملا
كان القمللر اسللرع الكللواكب حركللة فهللو أولللى أن يكللون دليل علللى المللور
المنقلبة والسللفر أمللر منقلللب والعقللرب بللرج ثللابت غيللر منقلللب والتجربللة
والواقع من أكبر شاهد على تكذيبهم في هذا الحكم فكم ممن سافر وتزوج
وابتدأ واختار والقمر في العقرب وتم له مراده على أكمل ما كان يؤمله ول
يزال الناس ينشؤن السفار والبتدا آت والختيارات فللي كللل وقللت والقمللر
في العقرب وغيره ويحمدون عواقب أسفارهم كما أنشأأمير المؤمنين علي
رضى الله عنه سفر جهاده للخوارج والقمللر فللي العقللرب وأنشللأ المعتصللم
سفر فتح عمورية وجهاد أعداء الله والقمر في العقرب وقد أجمع الكذابون
انه إن خرج كسر عسكره وقتل أو أسر فبين اللله للمسللمين كلذبهم بلذلك
الفتح الجليل ولو استقصينا أمثال هذه الوقائع لطال المر جدا و من أراد أن
يعلم كذبهم قطعللا فليبتللدىء سللفرا أو اختيللار او بنللاء او غيللره والقمللر فللي
العقرب وليتوكل على الله وليسافر فإنه يرى ما يغبطلله ويسللره ومللن أبيللن
الكذب والبهت الكذب على الحس والواقع وهذا الذي كرهوه وحذروا منه لو
كان الواقع شاهدا به لكان الناس ل يختارون ول يسافرون ول يبتدئون شلليئا
البتة والقمر في العقرب وكان عليهم بهذا وتجربتهللم للله معلومللا بالضللرورة
فكيف والمر بالعكس وأيضا فيقال قد يكلون القمللر فلي العقلرب وتجللامعه
السعود وهما المشتري والزهرة مثل ويكللن رب بيللت السللفر وبيللت الطللالع
وبيت السفر أيضا سعودات فهل قلتم ان السفر حينئذ يكون صالحا لجتمللاع
هذه السعودات في البرج المنقلب واجتماعها يكسبها قوة بل قال قضللاؤكم
يكون القمر في العقرب مسللعودا إن جللامع السللعود بللل قللالوا إن السللعود
ايضا تنتحس فيه فاذا حل السللعود العقللرب انتحسللت فيلله ولللذلك قلتللم إن
الشللمس إذا حلللت ضللعفت فيلله أيضللا جللدا وإن كللان معلله السللعدان أعنللي
المشتري والزهرة فلو قلب عليكم هذا السللتدلل وقيللل إذا حلللت السللعود
في هذا البرج قوي فعلها وتضافر بعضها مع بعض فقللوى السللعد باجتماعهللا
ولم يقوى البرج على انحاسها وقوة زحل والمريخ النحسين على هذا الللبرج
ل يستلزم إنحاس هذه السعود بل إن سللعادتها تللؤثر فللي نحسللها كللان مللن
جنس قولكم ومن هنا قال أبو نصر الفللارابي واعلللم أنللك لللو قلبللت أوضللاع
المنجمين فجعلت السعد نحسا والنحس سعدا والحار باردا وعكسلله لكللانت
أحكامك من جنس أحكامهم تصيب وتخطىء
فصل وأما ما احتج به من الثر عن علي أن رجل أتاه فقال
إني أريد السفر وكان ذلك فللي محللاق الشللهر فقللال أتريللد أن يمحللق الللله
تجارتك استقبل هلل الشهر بالخروج فهذا ل يعلم ثبوته عن علي والكذابون
كثيرا ما ينفقللون سلللعهم البللاطله بنسللبتها إلللى علللي وأهللل بيتلله كأصللحاب
القرعة والجفر والبطاقة والهفت والكميان والملحللم وغيرهللا فل يللدري مللا
كذب على أهل البيت إل الله سبحانه ثم لو صح هللذا عللن علللي رضللي الللله
عنه لم يكن فيه تعلرض لثبلوت إحكلام النجلوم بلوجه ول ريلب أن اسلتقبال
السفار والفعال في أوائل النهار والشهر والعام لها مزيللة والنللبي قللد قللال
اللهم بارك لمتي في بكورها وكان صللخر الغامللدي راوي الحللديث إذا بعللث
تجارة له بعثها في أول النهار فأثرى وكثر ماله ونسبة أول النهللار نسللبة أول
الشللهر إليلله وأول العللام إليلله فللوائل مزيللة القللوة وأول النهللار والشللمس
بمنزلة شبابه وآخره بمنزلة شيخوخته وهذا أمر معلوم بالتجربة وحكمة اللله
تقتضيه #وأما ما ذكره عن اليهودي الذي أخبر ابن عبللاس بمللا أخللبره مللن
موت
ابنه إلى تمام ذكر القصة فهللذه الحكايللة إن صللحت فهللى مللن جنللس أخبللار
الكهان بشىء من المغيبات وقد أخبر ابن صياد النبي بما خبأ له في ضميره
فقال له أنت من إخوان الكهان وعلم تقللدمه المعرفللة ل تختللص يمللا ذكللره
المنجمون بل له عدة اسباب يصيب ويخطىء ويصدق الحكللم معهللا ويكللذب
منها الكهانة ومنها المنامات ومنها الفأل والزجر ومنها السانح والبارح ومنهللا
الكللف ومنهللا ضللرب الحصللى ومنهللا الحللظ فللي الرض ومنهللا الكشللوف
المستندة إلى الرياضة ومنها الفراسة ومنهللا الجزايللة ومنهللا علللم الحللروف
وخواصها إلى غير ذلك من المور التى ينال يها جزء يسير من علللم الكهللان
وهذا نظير السباب التى يستدل بها الطبيب والفلح والطبللائعى علللى أمللور
غيبية بما تقتضيه تلك الدلة مثال الطبيب إذا رأى الجرح مستديرا حكم بللأنه
عسر البرء وإذا رآه مستطيل حكم بأنه أسرع برءا وكذلك علمات البحللارين
وغيرها ومن تأمل مللا ذكللره بقللراط فللي علئم المللوت رأى العجللائب وهللى
علمات صحيحة مجربة وكذلك ما علم به الربان في أمور تحدث في البحللر
والريح بعلمات تدل على ذلك من طلوع كوكب أو غروبه أو علمللات أخللرى
فيقول يقطع مطر أو يحدث ريح كذا وكذا أو يضطرب البحر في مكللان كللذا
ووقت كذا فيقع ما يحكم به وكذلك الفلح يرى علمات فيقول هذه الشجرة
يصيبها كذا وتيبس في وقت كذا وهذه الشجرة ل تحمل العللام وهللذه تحمللل
وهذا النبات يصيبه كذا وكذا لما يرى من علمات يختص هو بمعرفتها بل هذا
أمر ل يختص بالنسان بل كثير من الحيوان يعللرف أوقللات المطللر والصللحو
والبرد وغيره كما ذكره الناس في كتب الحيوان والفرس الردىء الخلللق إذا
رأى اللجام من بعيد نفر وجزع وعض من يريد ان يلجمه علما منه بما يكون
بعد اللجام وهذه النملة إذا خزنت الحللب فللي بيوتهللا كسللرته بنصللفين علمللا
منها بأنه ينبت إذا كان صحيحا وأنه إذا انكسللر ل ينبللت فللإذا خزنللت الكفللرة
كسرتها بأربعة أرباع علما منها بأنها تنبت إذا كسرت بنصللفين وهللذا السللنور
يدفن أذاه ويغطيه بالتراب علما منلله بللأن الفللأر تهللرب مللن رائحتلله فيفللوته
الصيد ويشمه أول فللإن وجللد رائحتلله شللديدة غطللاه بحيللث يللوارى الرائحللة
والجرم وإل اكتفى بأيسر التغطية وهذا السد إذا مشى في لين سحب ذنبلله
على آثار رجليه ليفطيها علما منه بأن المار يرى مواطىء رجليله ويلديه وإذا
ألللف السللنور المنللزل منللع غيللره ملن السللنانير الللدخول إلللى ذلللك المنللزل
وحاربهم أشد محاربة وهم من جنسه علما منه بأن أربللابه ربمللا استحسللنوه
وقللدموه عليلله أو شللاركوا بينهمللا فللي المطعللم وأن أخللذ شلليئا ممللا يجزيلله
أصحاب المنزل عنه هرب علما بما يكون إليه منهم من الضرب فإذا ضربوه
تملقهم أشد التملق وتمسح بهم ولطع أقللدامهم علمللا منلله بمللا يحصللله للله
الملق من العفو والحسان وهذا في الحيوان البهيم أكثر من أن
نذكره فله من تقدمة المعرفة ما يليق به وللخيل والحمام من ذللك عجلائب
وكذلك الثعلب وغيره فعلم ان هذا أمر عام للنسللان والحيللوان أعطللى مللن
تقدمه المعرفة بحسبه وأسباب هذه التقدمة تختلف والمم الذين لم يتقيدوا
بالشرائع لهم اعتبار عظيم بهذا وكذلك من قل التفاته واعتناؤه بما جاءت به
الرسل فإنه يشتد التفاته ويكثر نظره واعتناؤه بذلك وأما أتباع الرسللل فقللد
أغناهم الله بما جاءت به الرسل من العلوم النافعة والعملال الصلالحة علن
هذا كله فل يعتنون به ول يجعلونه من مطالبهم المهمة لن ما يطلبونه أعلى
وأجل من هذا ومع هذا فلهم منه أوفر نصيب بحسب متللابعتهم الرسللل مللن
الفراسللة الصللادقة والمنامللات الصللالحة الصللحيحة والكشللوفات المطابقللة
وغيرها وهممهم ل تقف عند شىء من ذلك بل هى طامحللة نحللو كشللف مللا
جاء به الرسل من الهدى ودين الحق في كل مسألة وهذا اعظللم الكشللوف
وأجله وأنفعه في الدارين مللع كشللف عيللوب النفللس وآفللات العمللال وامللا
الكشف الجزئي عما أكل فلن وعما أحدثه في داره وعما يجرى له في غده
ونحو ذلك فهذا ممال يعبا به من علت همتلله ول يلتفللت إليلله ول يعللده شلليئا
على أنه مشترك بين المؤمن والكافر فلعبللاد الصللنام والمجللوس والصللابئة
والفلسفة والنصللارى مللن ذلللك شللىء كللثير وذلللك ل ينفعهللم عنللد الللله ول
يخلصهم من عذابه وهؤلء الكهان وعبيد الجن والسحرة لهم من ذلللك أمللور
معروفة وهم أكفر الخلق فغاية هذا المنجم اليهودي الذي أخللبر ابللن عبللاس
بما أخبره أن يكون واحدا من هؤلء فكان ماذا وهل يقف عند هذا إل الهمللم
الدنيئة السفلية التى ل نهضة لها إلى الله والدار الخرة لمللا يللرى لهللا بللذلك
من التميز عن الهمج الرعاع من بني آدم
فصل وأما احتجاجه بحديث أبي الدرداء لقد توفي رسول الله وتركنا
وما طائر يقلب جناحيه إل وقد ذكرلنا منه علما فهذا حق وصللدق وهللو مللن
أعظم الدلة على إبطللال قللولكم وتكللذيبكم فيمللا تللدعونه مللن علللم أحكللام
النجوم فإنه ذكرهم على كل شيء حتى الخرأة ذكرهم ملن عللم كللل طلائر
وكل حيوان وكل ما في هذا العالم ولم يذكرهم من علم أحكام النجوم شيئا
البته وهو أجل من هذا وأعظم وقد صانه الله سبحانه عن ذلللك وإنمللا الللذى
ذكركم بهذه الحكام المشللركون عبللاد الصللنام والكللواكب مثللل بطليمللوس
وبنكلوسللا وطمطللم صللاحب الللدرج وهللؤلء مشللركون عبللاد أصللنام وكللذلك
أتباعهم أفل يستحي رجل أن يذكر رسول الله في هلذا المقلام نعلم رسلول
الله ذكر أمته من تكذيبكم وكفركم ومعاداتكم والبراءة منكم والخبار بللأنكم
وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ما يعرفه مللن عللرف
ما جاء به من أمته والبهت والفرية والكذب على الله ورسوله # 0هل كللان
رسول الله أو أحد من أهل بيته مثبتا لحكام النجوم
#سأله فيها عن العلوم ومعرفته بها إلى أن قال كيف علمك بللالنجوم قللال
أعرف الفلك الدائر والنجم السللائر والقطللب الثللابت والمللائى والنللاري ومللا
كانت العرب تسميه النواء ومنللازل النيللران والشللمس والقمللر والسللتقامة
والرجللوع والنحللوس والسلعود وهيآتهلا وطبائعهلا وملا اسللتدل بله ملن بلرى
ويجري وأستدل في أوقات صلتي وأعرف ما مضى مللن الوقللات فللي كللل
ممسي ومصبح وظعنى في أسفارى قال فكيف علمك بللالطب قللال اعللرف
ما قالت الللروم مثللل ارسللطاطا ليللس ومهراريللس وفرفللوريس وجللالينوس
وبقراط واسد فليس بلغللاتهم ومللا نقللل مللن أطبللاء العللرب وفلسللفة الهنللد
ونمقته علماء الفرس مثل حاماسف وشاهمرو وبهم ردويوز جمهر ثم سللاق
العلوم على هذا النحو في حكاية طويلة يعلم من للله علللم بللالمنقولت أنهللا
كذب مختلق وافك مفترى على الشافعى والبلء فيها من عند محمد بن عبد
الله البلوى هذا فإنه كذاب وضاع وهو الذي وضع رحلة الشافعى وذكللر فيهللا
مناظرته لبي يوسف بحضرة الرشيد ولم ير الشافعى أبا يرسف ول اجتمللع
به قط وإنما دخل بغداد بعد موته ثم إن في سياق الحكاية مللا يللدل مللن للله
عقل على انها كذب مفترى فإن الشافعى لم يعرف لغه هؤلء اليونان البتللة
حتى يقول إني أعرف ما قالوه بلغاتهم وأيضا فإن هذه الحكاية أن محمد بن
الحسن وشى بالشافعى إلى الرشلليد وأراد قتللله وتعظيللم محمللد الشللافعى
ومحبته له وتعظيم الشافعى له وثناؤه عليلله هللو المعللروف وهللو يللدفع هللذا
الكذب وأيضا فإن الشافعى رحمه الله لم يكن يعرف علللم الطللب اليونللاني
بل كان عنده من طب العرب طرف حفظ عنه في منثور كلمه بعضه كنهيه
عن أكل الباذنجان بالليل وأكل البيض المصلوق بالليل وكان يقول عجبا لمن
يتعشى ببيض وينام كيف يعيش وكان يقول عجبا لمن يخرج من الحمللام ول
يأكل كيف يعيش وكان يقول عجبا لمن يحتجم ثلم يأكلل كيلف يعيلش يعنلى
عقب الحجامة وكان يقول احللذر أن تشللرب لهللؤلء الطبللاء دواء ول تعرفلله
وكان يقول ل تسكن ببلدة ليس فيها عالم ينبئك عن دينللك ول طللبيب ينللبئك
عن أمر بدنك وكان يقول لللم أر شلليئا انفللع للوبللاء مللن البنفسللج يللدهن بلله
ويشرب إلى امثال هذه الكلمات التى حفظت عنه فأما أنه كللان يعللم طلب
اليونان والروم والهند والفرس بلغاتها فهذا بهت وكذب عليه قد أعللاذة الللله
عن دعواه وبالجملة فمن للله علللم بللالمنقولت ل يسللتريب فللي كللذب هللذه
الحكاية عليه ولول طولها لسقناها ليتبين اثر الصنعة والوضللع عليهللا #وأمللا
الحكاية الثانية فقال الحاكم أخبرنا أبو الوليد الفقيه قال حدثت عن الحسللن
بن سفيان عن حرملة قال كان الشافعى يديم النظر في كتب النجوم وكللان
له صديق وعنده وجارية قد حبلت فقال إنها تلد إلى سبعة #وعشرين يوما
ويكون في فخذ الولد اليسر خال أسللود ويعيللش أربعللة وعشللرين يومللا ثللم
يموت به على النعت الذى وصف وانقضت #
#مدته فمات فأحرق الشافعى بعد ذلك تلك الكتللب ومللا عللاود النظللر فللي
شيء منها وهذا السناد رجاله ثقات لكن الشأن فيمن حدث أبا الوليد بهللذه
الحكاية عن الحسن بن سفيان أو فيمن حدث بها الحسن عن حزملة وهللذه
الحكاية لو صحت لوجب أن تثنى الخناصر على هذا العلم وتشد به اليدى ل
أن تحرق كتبه ويهان غاية الهانة ويجعل طعمة للنار وهذا ل يفعل إل بكتللب
المحال والباطل #ثم إنه ليس في العالم طالع للولدة يقتضى هذا كله كما
سنذكره عن قريب إن شاء الله تعالى والطالع عند المنجمين طالعان طللالع
مسقط النطفة وهو الطالع الصلى وهذا ل سبيل إل العلللم بلله إل فللي أنللدر
النادر الذي ل يقتضيه الوجود والثاني طالع الولدة وهم معترفون أنه ل يللدل
على أحوال الولد وجزئيات امره لنه انتقال الولد من مكان إلى مكان وإنما
أخذوه بدل من الطالع الصلى لما تعذر عليهم اعتبللاره وهللذا الحكايللة ليللس
فيها أخذ واحد من الطالعين لن فيها الحكم على المولود قبللل خروجلله مللن
غير اعتبار طالعه الصلى والمنجم يقطع بأن الحكم على هذا الولد ل سللبيل
إليه وليس في صناعة النجوم ما يوجب الحكم عليه والحالة هذه وهللذا يللدل
على أن هذه الحكاية كذب مختلق على الشلافعى عللى هلذا اللوجه وكلذلك
الحكاية الثالثة وهي ما رواه الحاكم أيضللا أنبللاني عبللد الرحمللن بللن الحسللن
القاضى أن زكريا بن يحيى الساجى حدثهم أخبرني أحمد بن محمد بن بنللت
الشافعى قال سمعت أبي يقول كان الشافعى وهو حدث ينظر فللي النجللوم
وما نظر في شيء إل فاق فيه فجلس يوما وامللرأة تلللد فحسللب فقللال تلللد
جارية عوراء على فرجها خال أسود وتموت إلى كذا وكذا فولدت فكان كمللا
قال فجعل على نفسه أل ينظر فيه أبدا وأمر هذه الحكاية كالتى قبلهللا فللأن
ابن بنت الشافعى لم يلق الشافعى ول رآه والشلأن فيملن حلدثه بهلذا عنله
والذي عندى في هذا أن الناقل إن أحسن به الظن فإنه غلط على الشافعى
والشافعى كان من أفرس الناس وكان قد قرأ كتب الفراسة وكانت له فيها
اليد الطولى فحكم في هذه القضية وأمثالها بالفراسة فأصاب الحكم فظللن
الناقل أن الحاكم كان يستند إلى قضايا النجوم وأحكامها وقلد بلرأ الللله ملن
هو دون الشافعى من ذلك الهذيان فكيف بمثللل الشللافعى رحملله الللله فللي
عقله وعلمه ومعرفته حتى يللروج عليلله هللذيان المنجميللن الللذي ل يللروج إل
على جاهل ضعيف العقل وتنزيله الشلافعى رحمله اللله علن هلذا هلو اللذى
ينبغى أن يكون من مناقبه فأما أن يللذكر فللي منللاقبه أنلله كللان منجمللا يللرى
القول بأحكام النجوم وتصحيحها فهذا فعل من يذم بما يظنه مدحا وإذا كللان
الشافعى شديد النكار علللى المتكلميللن مزريللا بهللم وكللان حكملله فيهللم أن
يضربوا بالحديد ويطاف بهم في القبائل فماذا رأيه في المنجمين وهللو أجللل
وأعلم من ان يحكم بهذا الحكم على أهل الحق ومن قضاياهم فللي الصللدق
ينتهى إلى الحد الذى ذكر في هذه الكتابة فذكر عبد الرحمن بللن أبللي حللاتم
والحاكم وغيرهما عن الحميدى قال قال الشافعى خرجت
إلللى اليمللن فللي طلللب كتللب الفراسللة حللتى كتبتهللا وجمعتهللا ثللم لمللا كللان
انصرافي مررت في طريقي برجل وهو محتب بفناء داره أزرق العين نأتيء
الجبهة سفاط فقلت له هل من منزل قال نعم قلال الشلافعى وهلذا النعللت
أخبث ما يكون في الفراسة فأنزلنى فرأيللت أكللرم رجللل بعللث إلللى بعشللاء
وطيب وعلف لدوابي وفراش ولحاف وجعلت أتقلب الليللل أجمللع مللا أصللنع
بهذه الكتب فلما أصبحت قلت للغلم أسرج فأسلرج فركبلت وملررت عليله
وقلت له إذا قدمت مكة ومررت بذى طللوى فاسللأل عللن منللزل محمللد بللن
إدريس الشافعى فقال لى الرجل أمول لبيك أنا قلت ل قال فهل كانت لللك
عندى نعمة قلت ل قللال فللأين مللا تكلفللت لللك البارحللة قلللت ومللا هللو قللال
اشتريت لك طعاما بدرهمين وأدما بكذا وعطرا بثلثة دراهللم وعلفللا لللدوابك
بدرهمين وكرى والفراش واللحللاف درهمللان قللال قلللت يللا غلم فهللل بقللى
شيء قال كرى المنزل فأني وسعت عليللك وضلليقت علللى نفسللى فغبطللت
نفسي بتلك الكتب فقلت له بعد ذلك هل بقى شيء قال امض أخللزاك الللله
فما رأيت شرا منك #وقال الربيع اشتريت للشافعى طيبا بدينار فقللال لللى
ممن اشتريته فقلت من ذلك الشقر الزرق فقال أشقر أزرق أذهللب فللرده
وقال الربيع مر أخي في صحن الجامع فلدعاني الشلافعى فقلال للى يلاربيع
أنظر إلى الذى يمشى هذا أخوك قلت نعم أصلحك الله قال اذهب ولم يكن
رآه قبل ذلك #قال قتيبة بللن سللعيد رأيللت محمللد بللن الحسللن والشللافعى
قاعدين بفناء الكعبة فمر الرجل فقال أحدهما لصاحبه تعال نركز علللى هللذا
المار أى حرفة معه فقال أحدهما هذا خياط وقال الخر هذا نجار فبعثا إليلله
فسأله فقال كنت خياطا واليوم أنجر أو كنت نجلارا واليللوم أخيللط #وقلال
الربيع سمعت الشافعى وقدم عليه رجل من أهل صللنعاء فلمللا رآه قللال للله
من أهل صللنعاء قللال نعللم قللال فحللداد أنللت قللال نعللم #وقللال كنللت عنللد
الشافعى إذ أتاه رجل فقال له الشافعى أنساج أنت قال عندى أجراء وقللال
كنا عند الشافعى إذا مر به رجل فقال الشافعى ل يخلو هذا أن يكون حائكللا
أو نجارا قال فدعوناه فقال ما صنعتك فقللال نجللار فقلنللا أو غيللر ذلللك قللال
عندى غلمان يعملون الثياب #وقال حرملة سمعت الشافعى يقول احللذروا
من كل ذى عاهة في بدنه فإنه شلليطان قللال حرملللة قلللت مللن أولئك قللال
العرج والحوال والشل وغيره #وقال اشتهى الشلافعى يوملا عنبلا أبيلض
فأمرني فاشتريت له منه بدرهم فلما رآه استجاده فقللال لللى يللا أبللا محمللد
ممن أشتريت هذا فسميت له البائع فنحى الطبق مللن بيللن يللديه وقللال لللى
رده عليه واشترى لى ملن غيلره فقللت لله وملا شلأنه فقلال أللم أنهلك أن
تصحب الزرق والشقر فإنه ل ينجللب فكيللف آكللل مللن شلليء اشللتريته لللى
ممن أنهى عن صحبته قال الربيع فرددت العنب على البللائع واعتللذرت إليلله
بكلم واشتريت له عنبا من غيره #وقال حرملللة سللمعت الشللافعى يقللول
احذروا
الدنيا والخرة وأن أهله لهم أوفر نصيب من قللوله إن الللذين اتخللذوا العجللل
سينالهم غضب من ربهم وذلللة فللي الحيللاة الللدينا وكللذلك نجللزى المفللترين
وأهل هذا العلم أذل أذل الناس في الدنيا ل يمكن أحدا منهم أن يأكل رزقلله
بهذا العلم إل بلأعظم ذل وعزيزهلم لبلد أن يتعبلد وينضلوى إللى مكلاس أو
ديوان أو وال يكون تحت ظله وفللي كنفلله وسللائرهم علللى الطرقللات وفللي
كسر الحوانيت مدسسين صيدهم كللل نللاقص العقللل واليمللان والللدين مللن
صبى أو امرأة أو حمار في سلح آدمى أو ذباب طمع لللو لح للله فللي عبللادة
الصنام والشمس والقمر والنجوم لكان أول العابدين ورأس مللالهم الكللذب
والللزرق وأخللذ أحللوال السللائل منلله ومللن فلتللات لسللانه وهيئتلله وإعراضلله
فيخبرونه بما يناسب ذلك من الحوال فينفعل عقله لهم ويقول لقللد أعطللى
هؤلء عطاء لم يعطه غيرهم وتراهم في الغالب يقصد أحدهم قرية أو دكانللا
منزويا عن الطريق ويصلي فيه للصيد وينصب الشرك فإذا لح للله بللدوى أو
حيشى أو تركملاني فلإنه يتلبرك بطلعتله ويقلول اجللس حلتى أبيلن للك ملا
يقتضيه نجمك وطالعك وبيت مالك وبيت فراشللك وبيللت أفراحللك وهمومللك
وكم بقى عليك من القطع نعم ما اسللمك واسللم أمللك وأبيللك فللإذا قللال للله
اسمه واسم أبويه أخرج له الصطرلب أو الكرة النحاس وقللال كيللف قلللت
اسمك فإذا أخبره ثانية قال وكيف قلت اسم الوالدة طول الله عمرهللا فللإذا
قال درجت إلى رحمة الله تعالى قال مامللات مللن خلللف مثلللك ثللم يحسللب
ويقول فلنة تسعة وتزيد عليها تسعة تسقط منها خمسللة يبقللى منهللا أربعللة
أقعد واسمع يا أخي إني أرى عليللك حججللا مكتوبللة ووثللائق ول بللد لللك مللن
الوقوف بين يدى ولى أمر إما حاكم واما وال وأرى دما خارجا عنك مللا أنللت
من أهله وأرى ناسا قد اجتمعوا حولك وإن كان شكل ذلك الرجل شكل من
هو من أرباب التهم قال وأرى خشبا ينصب ومسامير تضرب وجنايات تؤخللذ
نعم يا أخي برجك بالسد وهو نللارى مللذكر أخللذت منلله نطللاح مقللدام بطللل
نجمك الزهرة أنت قليل البخت عند الناس مكفور الحسان مقصللود بللالذى
قل أن صاحبت أحدا فأثمرت لك صحبته خيرا نعم يا أخي أسعد أيامللك يللوم
الجمعة وخير كسبك كد يدك اعلم أنه لبللد لللك مللن أسللفار وغربللة وركللوب
أهوال واقتحام اخطار وأمور عظام أبينها لك إن شاء الله هات ل تبخل على
نفسك حط يدك في جيبك حل الكيس ول يزال يلكزه ويجذبه ويطمعه حللتى
يستخرج ما تسمح به نفسه فإن رأى منه تباطيا قال عجل قبل خللروج هللذه
السللاعة السللعيدة فإنهلا سللاعة مباركللة أمللا سللمعت قللول نبيللك يسللروا ول
تعسروا فإذا حاز ما أخذه قال له زدني فإن أمورك كثيرة ويحتاج إلللى تعللب
وفكر وحساب طويل فإذا تم له ما يأخذه منه بقى هو من جوا فكال له مللن
جراب الكذب ما أمكنه ول يبالى أكذبه أم صدقه ثم يقول له أخي
برجك السد وهو سللهم العللداوة والحسللد ومللا عللاداك أحللد قللط وأفلللح بللل
يظفرك الله به وينصرك عليه نعم وهو برج ناري والنار من النور والنور فيلله
البهجة والسرور ابشر فأنت طويل العمر ل تموت فللي هللذا الللوقت عمللرك
من الستين إلى السبعين إلى الثمانين إلى التسعين بيللت كسللبك كللذا وكللذا
وأرى حاجة مهمة قد خرجت عن يللدك نعللم بغيللر مللرادك وأنللت فللي غللالب
أحوالك الخارج عن يدك أكثر مللن الللداخل فيهللا بللالله صللدقت أم ل فيقللول
والله صحيح والمر كما قلت ولكن أحمد الله كلمللا بقللي عليللك مللن القطللع
أربعة أشهر وعشرة أيام وتخرج من نحسك وتدخل في برج سعادتك وتنجللو
ويخلف الله عليك بالخيرات والبركات ول بد لك الساعة من رزق يأتيك الللله
به ويفرح به أهلك وعيلتك وتصلح حالك ويستقيم سعدك #الثللالث يللا أخللي
من برجك الميزان وهو بيت الخوان سعدك يا أخي منهللم منقللوص وحظللك
منهم منحوس غالب من أوليته منهم خيرا جللازاك بالشللر وغللالب مللن قلللت
فيه الخير منهم يقول فيك الشر بللالله أمللا المللر هكللذا وذلللك يللا أخللي أنللك
خفيف الدم كل من رآك مال إليك وأنس بك وأنت محسود تحسد في مالك
وفي عافيتك وفي أهلك وأولدك وكل ما تعمللله بيللدك ولكللن العيللن ل تللؤثر
فيك لن كل من برجه السد ل بد أن يكون له فللي رأسلله أو جسللده علمللة
مثل شجة أو ضربة بين أكتافه أو في سللاقه ومللا هللو بعيللد أن فللي جسللدك
شامة أو في جسمك ثلمة وهذا هو الذي يدفع عنك العين وأنللت ل تللدري #
الرابع من بروجك العقرب وهو بيت الباء أراك كنت قليل السعد بين أبويللك
ومع هذا فكان أكثر ميلهم وإشفاقهم مع غيرك هم عليك وكان حظللك منهللم
ناقصا ولهم تطلع إلى كدك وكسبك #الخللامس مللن بروجللك القللوس وهللو
بيت البنين أراك قليل ما يعيش لك أولد تدفنهم كلهم ثم تموت أنلت بعلدهم
بل سوف يكون لك ولد يشد الله به عضدك ويقوي أملرك وتنلال ملن جهتله
راحة وخيرا وربما تكون سعادتك على يديه #السادس من بروجللك الجللدي
وهو برج أمراضك وأعللك يا أخي أمراضللك وأسللقامك كللثيرة وأكثرهللا فللي
رأسك وربما يكون في أجنابك وهي أمراض قوية طوال الللله يعافينللا وإيللاك
وكنت في صغرك ل ترقد في السرير إل بعد جهد جهيللد وعهللدي بللك الن ل
ترقد في فراشك إل بعد شدة نعم وأكثر أمراضك في الصلليف والخريللف #
السابع من بروجك الدلو وهو بيت الفللراش وأرى فراشللك خاليللا أثللم زوجللة
فإن قال نعم قال ل بد لك من فراقها عن قريب إما بموت وإما بطلق فللإن
المريخ منك في بيت الفراش وإن قال ل قال عجيب والله لقد ابصرت فللي
الطبللائع أن فراشللك فللارغ وأرى روحللا نللاظرة إليللك بعيللن اللفللة والمحبللة
خطورك وخطوره عليك وأرى لك من قبله منفعة ولك به اتصال وفرح أبيللن
لك على أي سبب يكون اجتماعكما نعم فإن قال له نعم قال هات
فإن الذي أعطيتني قليل فاذا أخذ منه قال اعلم أنه ل بللد لللك مللن التصللال
بهذا الشخص على كل حال إل أني ارى قد عمل لك عمللل وعقللد لللك عقللد
وأنت في هم وغم من ذلك فان شئت عملت لك كتابا نافعا يكون لللك حللرزا
من كللل مللا تخللافه وتحللذره ول يللزال يفتللل للله فللي الللذروة والقللرب حللتى
يستكتبه الحرز وكذب هذه الطائفة وجهلها وزرقها يعني شهرته عند الخاصة
والعامة عن تكليف إرادة وكلما كان المنجم أكذب وبالزرق أعرف كان على
الجهال أروج
فصل وأما قوله إن هذا علم ما خلت عنه ملة من الملل ول
أمة من المم ول يعرف تاريخ من التواريخ القديمة والحديثة إل وكللان أهللل
ذلك الزمان مشتغلين بهذا العلم ومعللولين عليلله فللي معرفللة المصللالح وللو
كان هذا العلم فاسدا بالكلية لستحال إطباق أهل المشرق والمغللرب عليلله
فانظر ما في هذا الكلم من الكذب والبهت والفتراء علللى العللالم مللن أول
بنائه إلى آخره فإن آدم وأولده كانوا برآء من ذللك وائمتكللم معللترفون بلأن
أول من عرف منه الكلم في هذا العلم وتلقيللت عنلله أصللوله وأوضللاعه هللو
إدريس النبي عليه السلم وكان بعد بناء هذا العالم بزمن طويل هذا لو ثبت
ذلك عن إدريس فكيف وهو مللن الكللذب الللذي ليللس مللع صللاحبه إل مجللرد
القول بل علم والكذب على رسللول الللله عليلله وسلللم أو ليللس مللن الفريللة
والبهت أن ينسب هذا العلم إلى أمة موسى في زمنلله ويعللدوه بللأنهم كللانوا
معولهم فلي مصلالحهم عللى هلذا العللم وكلذلك أمله عيسلى وأملة يلونس
والذين كانوا مع نوح ونجوا معه في السفينة وحسبك بهذا الكللذب والفللتراء
على تلك المة المضبوط أمرها المحفوظ فعلها فهللل كللان النللبي وأصللحابه
يعولون على هذا العلم ويعتمدون عليه في مصالحهم أو قرن التابعين يفعله
او قرن تابعى التابعين وهذه هى خيللار قللرون العللالم علللى الطلق كمللا أن
هذه المة خير أمة أخرجللت للنللاس وهللم اعلللم المللم واعرفهللا وأكللثر كتبللا
وتصانيف وأعلها شأنا وأكملها فللي كللل خيللر ورشللد وصلللح كمللا ثبللت فللي
المنسد وغيره عن النبي أنه قال أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها
على الله فهل رأيت خيار قرون هذه المة والموفقين من خلفائهللا وملوكهللا
وساداتها وكبرائها معولين على هذا العلم أو معتمللدين عليلله فللي مصللالحهم
وهذه سيرهم ما بعهدها من قدم ول يتأتي الكذب عليهم هذا وقد أعطوا من
التأييد والنصر والظفر بعدوهم والستيلء على ممالك العالم مالم يظفللر بلله
أحد من المعولين على أحكام النجوم بل ل تجد المنجمين ال ذمللة لهللم لللول
اعتصامهم بحبل منهم لقطعت حبال أعنللاقهم ول تجللد المعللولين علللى هللذا
العلم إل مخصوصين بالخذلن والحرمان وهذا لنهم حق عليهم قللوله تعللالى
إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضللب مللن ربهللم وذلللة فللي الحيللوة الللدنيا
وكذلك تجزي المفترين قال أبو قلبة هي لكل مفتر من هذا لممة إلى يللوم
القيامة نعم ل ننكر أن هذا العلم له طلبة مشغولون به
معتنون بأمره وهذا ل يدل على صحته فهذا السحر لم يزل فللي العللالم مللن
يشتغل به ويتطلبه أعظم من اشتغاله بالنجوم وطلبه لها بكثير وتللأثيره فللي
الناس ممال ينكر أفكان هذا دليل على صحته وهذه الصنام لم تزل تعبد في
الرض من قبل نوح وإلى الن ولها الهياكل المبنيلة والسلدنة ولهلا الجيلوش
التى تقاتل عنها وتحارب لها وتختار القتللل والسللبي وعقوبللة الللله تعللالى ول
تنتهى عنها أفيللدل هللذا علللى صللحة عباداتهللا وإن عبادهللا علللى الحللق ومللن
العجللب قللوله لللو كللان هللذا العلللم فاسللدا لسللتحال أطبللاق أهللل المشللرق
والمغرب من أول بناء العالم إلى آخره عليه وليس في الفرية أبلغ من هللذا
ول في البهتان أترى هذا الرجل ما وقف على تأليف لحد من أهل المشللرق
والمغرب في إبطال هذا العلم والرد على أهله فقد رأينا نحن وغيرنا ما يزيد
على مائة مصنف في الرد على أهللله وإبطللال أقللوالهم وهللذه كتبهللم بأيللدي
الناس وكثير منها للفلسفة الذين يعظمهم هؤلء ويرون أنهم خلصة العللالم
كالفارابي وابن سينا وأبي البركات الوحد وغيرهم وقد حكينللا كلمهللم وأمللا
الردود في ضمن الكتب حين يرد علللى أهللل المقللالت فللأكثر مللن أن تللذكر
ولعلها أن تزيد على عدة اللف تجد فللي كللل كتللاب منهللا الللرد علللى هللؤلء
وإبطال مذهبهم ونسبتهم إلى الكذب والزرق ولو أن مقابل قللابله وقللال لللو
كان هذا العلم صحيحا لستحال إطبللاق أهللل المشللرق والمغللرب علللى رده
وأبطاله لكان قوله من جنس قوله ولكن أهل المشرق فيهم هذا وهللذا كمللا
يشهد به الحس والتواريخ القديمة والحديثة ولقد رأينللا مللن الللردود القديمللة
قبل قيام السلم على هؤلء مللا يللدل علللى أن العقلء لللم يزالللوا يشللهدون
عليهللم بالجهللل وفسللاد المللذهب وينسللبونهم إلللى الللدعاوى الكاذبللة والراء
الباطلة التى ليس مع أصحابها إل القول بل علم # 0
فصل وأما ما ذكره في أمر الطالع عن الفرس وأنهم كانوا يعتنون بطالع
مسللقط النطفللة وهللو طللالع الصللل ثللم يحكللم بمللوجبه حللتى يحكللم بعللدد
الساعات التى يمكثها الولد في بطن أمه فهذا من الكذب والبهت ومللن أراد
أن يختبر كذبه فليجربه فإن تجربة مثل هذا ليست بمشقة ول عسرة ثللم إن
هذا الواطىء ل علم له ول لحللد أن الولللد إنمللا يخلللق مللن أول وطئه الللذي
أنزل فيه دون ما بعده وإن فرض أنه أمسك عن وطئهللا بعللد المللرة الولللى
وحبسها بحيث يتيقن أن غيره لم يقربهللا وهللذا فللي غايللة النللدرة لللم يمكللن
المنجم أن يعلم أحوال ذلك المولللود ول تفاصلليل أمللره البتللة ومللدعى ذلللك
مجاهر بالكذب والبهت وقد اعترف القوم بأن طالع الولدة مسللتعار ل يفيللد
شيئا لن الولد ل يحدث في ذلك الوقت وإنما ينتقللل مللن مكللان إلللى مكللان
وقد اعترفوا بأن ضبطه متعسر جدا بل متعذر فإن في اللحظة الواحدة مللن
اللحظات تتغير نصبة الفلك تغيرا ل يضبط ول يحصيه
#إل الله ول ريب أن الطالع يتغير بذلك تغيرا عظيما ل يمكللن ضللبطه وقللد
اعترفوا هم بهذا وأن سبب هللذا التفللاوت يحيللل أحكللامهم واعللترفوا بللأنه ل
سبيل إلى الحتراز من ذلك فأى وثوق لعاقل بهذا العلم بعللد هللذا كللله وقللد
بينا أن غاية هذا لوصح وسلم من الخلللل جميعلله ول سللبيل إليلله لكللان جللزء
السللبب والعلللة والحكللم ل يضللاف إلللى جللزء سللببه ثللم لللو كللان سللببا تامللا
فصوارفه وموانعه ل تدخل تحت الضبط البتة والحكم إنما يضاف إلى وجللود
سببه التام وانتقاء مانعه وهذه السباب والموانع مما لتدخل تحت حصللر ول
ضبط إل لمن أحصى كل شيء عددا وأحاط بكل شيء علما ل إله هللو علم
الغيللوب فلللو سللاعدناهم علللى صللحة أصللول هللذا العللالم وقواعللده لكللانت
أحكامهم باطلة وهي أحكام بل علم لما ذكرناه من تعللذر الحاطللة بمجمللوع
السباب وانتفاء الموانع ولهذا كثيرا مللا يجمعللون علللى حكللم مللن أحكللامهم
الكللاذبه فيقللع المللر بخلفلله كمللا تقللدم #وأمللا تلللك الحكايللات المتضللمنة
لصللابتهم فللي بعللض الحللوال فليسللبب بللأكثر مللن الحكايللات عللن أصللحاب
الكشف والفأل وزجر والطائر والضرب بالحصى والطرق والعيافة والكهانللة
والخط والحدس وغيرها من علوم الجاهلية وأعنى بالجاهلية كللل مللن ليللس
من أتباع الرسل كالفلسفة والمنجمين والكهان وجاهلية العرب الذين كللانوا
قبل النبي فأن هذه كانت علوما لقوم ليس لهم علم بما جللاءت بلله الرسللل
ومن هؤلء من يزعم أنه يأخللذ مللن الحللروف علللم المكللان ولهللم فللي ذلللك
تصانيف وكتب حتى يقولون إذا أردت معرفة ما في رؤيا السائل من خيلر أو
شر فخذ أول حرف من كلمه الذي يكلمك به وفسر رؤياه على معنى ذلللك
الحرف فإن كان أول ما نطق به باء فرؤياه لن الباء من البهاء من الخير أل
تراها في البر والبركة وبلوغ المال والبقاء والبشللارة والبيللان والبخللت فللإذا
كان أول حرف من كلملله بللاء فللاعلم أنلله قللد عللاين مللا أبهللاه وبشللره مللن
الخيرات وإن كان أول كلمه تللاء فقللد بشللر بالتملام والكمللال وإن كللان ثلاء
فبشره بالثاث والمتاع لقوله تعالى هم أحسن أثاثللا ورئيللا ثللم قللالوا فعليللك
بهذه الحرف الثلثة فليس شيء يخلو منها ويجاوزها وإذا تأملت جهل هؤلء
رايته شديدا فكيف حكمللوا علللى البللاء بالبهللاء والبركللة دون البللأس والبغللى
والبين والبلء والبوار والبعللد وكيللف حكمللوا علللى الثللاء بالثللاث دون الثقللل
والثقل والشلب ونحوه وكذلك استدلله بأول ما يقع بصره عليلله كمللا حكللى
عن أبي معشر أنه وقف هو وصاحب له على واحد من هؤلء وكانللا سللائرين
في خلص محبوس فسأله فقال أنتما في طلب خلص مسجون فعجبا مللن
ذلك فقال له أبو معشر هللل يخلللص أم ل فقللال تللذهبان تلتقيللانه قللد خلللص
فوجدا المر كما قال فاستدعاه أبو معشر وأكرمه وتلطف للله فللي السللؤال
عن كيفية علم ذلك فقال نحن نأخذ الفأل بالعين والنظر فينظللر أحللدنا إلللى
الرض ثم يرفع رأسه فأول شلليء يقللع نظللره عليلله يكللون الحكللم بلله فلمللا
سألتماني كان أول ما رأيت ماء في قربة فقلت
هذا محبوس ثم لما سألتماني في الثانية نظرت فلإذا هلو أفلرغ ملن القربلة
فقلت يخلص ويصيب تارة ويخطىء تارة #ومن هذا أخللذ بعضللهم الجللواب
عن التفاؤل باليام فإذا رأى أحد رؤيا مثل يللوم أحللد أو ابتللدأ فيلله امللرا قللال
حدة وقوة وإن كان يوم الجمعة قال اجتماع والفة وإن كان يوم سللبت قللال
قطع وفرقة #ومن هذا استدلل المسئول بالمكان الذي يضع السللائل يللده
عليه من جسده وقت السؤال فإن وضع يده على رأسه فهو رئيسه وكللبيره
والرجلين قوامه والنف بناء مرتفع أو تللل أو نحللوه والفللم بئر عذبللة اللحيللة
أشجار وزروع وعلى هذا النحو من ذلك ما حكى عن المهللدى أنلله رأى رؤيللا
وأنسيها فأصبح مغتما بها فدل على رجل كللان يعللرف الزجللر والفللأل وكللان
حاذقا به واسمه خويلد فلما دخل عليه أخبره بالذي أراده له فقال له يا أمير
المؤمنين صاحب الزجر والفأل ينظر إلللى الحركللة وأخطللار النللاس فغضللب
المهدي وقال سبحان الله أحدكم يلذكر بعللم ول يلدري ملا هلو ومسلح يلده
على رأسه ووجهه وضرب بها على فخذه فقال للله أخللبرك برؤيللاك يللا أميللر
المؤمنين قال هات قال رأيت كأنك صعدت جبل فقال المهدي لللله ابللوك يللا
سحار صدقت قال ما أنا بساحر يا أميلر الملؤمنين غيلر أنلك مسلحت بيلدك
على رأسك فزجللرت لللك وعلمللت أن الللرأس ليللس فللوقه أحللد إل السللماء
فأولته بالجبل ثم نزلت بيللدك إلللى جبهتللك فزجللرت لللك بنزولللك إلللى أرض
ملساء فيها عينان مالحتان ثم انحللدرت إللى سلفح الجبللل فلقيللت رجل ملن
فخذك قريش لن أمير المؤمنين مسح بعد ذلك بيده على فخذه فعلمللت أن
الرجل الذي لقيه من قرابته قال صدقت وأمر للله بمللال وأمللر أن ل يحجللب
عنه #ومن ذلللك هللؤلء أصللحاب الطيللر السللانح والبللارح والقعيللد والناطللح
وأصل هذا أنهم كانوا يزجللرون الطيللر والللوحش ويثيرونهللا فمللا تيللامن منهللا
وأخذ ذات اليمين سموه سانحا وما تياسر منها سموه بارحللا ومللا اسللتقبلهم
منها فهو الناطح وما جللاءهم مللن خلفهللم سللموه القعيللد فمللن العللرب مللن
يتشاءم بالبارح ويتبرك بالسانح ومنهم مللن يللرى خلف ذلللك قللال المللدائني
سألت رؤبة بن العجاج ما السانح قال ما ولك ميامنه قال قلت فمللا البللارح
قال ما ولك مياسره قال واللذي يجيلء ملن قلدامك فهلو الناطلح والنطيلح
والذي يجىء من خلفك فهو القاعد والقعيد وقال المفضل الضبي البارح مللا
يأتيك عن اليمين يريللد يسلارك والسلانح ملا يأتيلك علن اليسلار فيمللر عللى
اليمين وإنما اختلفوا في مراتبها ومذاهبها لنها خواطر وحدوس وتخمينات ل
أصل لها فمن تبرك بشيء مدحه ومن تشاءم به ذمه ومن اشللتهر بإحسللان
الزجر عندهم ووجوهه حتى قصده الناس بالسؤال عن حوادثهم ومللا أملللوه
من أعمالهم سموه عائفا وعرافا وقد كان في العرب جماعة يعرفون بللذلك
كعراف اليمامة والبلق السيدى والجلللح وعللروة بللن يزيللد وغيرهللم فكللانوا
يحكمون بذلك ويعملون به ويتقدمون ويتأخرون في جميللع مللا يتقلبللون فيلله
ويتصرفون في حال المن والخوف والسعة والضيق والحللرب والسلللم فللان
أنجحوا
#فيما يتفاءلون به مللدحوه وداومللوا عليلله وإن عطبللوا فيلله تركللوه وذمللوه
ومنهم من أنكرها بعقله وأبطل تأثيرها بنظره وذم من اغتربها واعتمد عليهللا
وتوهم تأثيرها فمنهم الرقشى حيث يقول # :ولقد غدوت وكنت ل %أغدو
عل واق وحاتم #فإذا الشائم كاليا %من واليامن كالشللائم #وكللذاك ل
خير ول %شر على أحد بدائم #ل يمنعنك من بغا %ء الخير تعقاد التمائم
#قد خط ذلك في السطو %ر الوليات القدائم #وقال جهم الهللذلي # :
ألم تر أن العائفين وإن جرت %لك الطير عما في غذ عميان #يظنان ظنا
مرة يخطيانه %وأخرى على بعض الذي يصللفان #قضللى الللله أن ل يعلللم
الغيب غيره %ففي أي أمر الله يمتريللان #وقللال آخللر # :ومللا أنللا ممللن
يزجر الطير همه %أطار غراب أم تعرض ثعلب #ول السانحات البارحللات
عشية %أمر سليم القرن أم مر أعضللب #وقللال آخللر يمللدح منكرهللا # :
وليس بهياب إذا ش %له يقول عداني اليللوم واق وحللاتم #ولكنلله يمضللي
على ذاك مقدما %إذا حاد عن تلك الهنات الختارم #يعنللي بللالواق الصللرد
وبالحاتم الغللراب سللموه حاتمللا لنلله كللان عنللدهم يحتللم بللالفراق والختللارم
العاجز الضعيف الرأي المتطير #وقد شفى النبي أمتلله فللي الطيللرة حيللث
سئل عنها فقال ذاك شيء يجده أحدكم فل يصدنه وفي أثر آخر إذا تطيللرت
فل ترجع أي أمض لما قصدت له ول يصدنك عنه الطيللرة واعلللم أن التطيللر
إنما يضر من أشفق منه وخاف وأما من لم يبال بلله ولللم يعبللأ بلله شلليئا لللم
يضره البتة ول سيما أن قال عند رؤية ما يتطير به أو سماعه اللهللم ل طيللر
إل طيرك ول خير إل خيرك ول إله غيرك اللهم ل يأتي بالحسنات إل أنت ول
يذهب بالسيئات إل أنت ول حول ول قوة إل بك فللالطيرة بللاب مللن الشللرك
والقاء الشيطان وتخويفه ووسوسللته يكللبر ويعظللم شللأنها علللى مللن اتبعهللا
نفسه واشتغل بها وأكثر العناية بها وتذهب وتضمحل عمللن لللم يلتفللت إليهللا
ول القى إليها باله ول شغل بها نفسه وفكره واعلم أن ملن كللان معتنيللا بهلا
قائل بها كانت إليه أسرع من السيل الى منحدر فتحت له
أبواب الوساوس فيما يسمعه ويراه ويعطاه ويفتللح للله الشلليطان فيهللا مللن
المناسبات البعيدة والقريبة في اللفظ والمعنى ما يفسللد عليلله دينلله وينكللد
عليه عيشه فإذا سمع سفر جل أو أهدى إليه تطير به وقال سللفر وجلء وإذا
رأى ياسمينا أو سمع اسمه تطير به وقال يللأس وميللن وإذا رأى سوسللنة أو
سمعها قال سوء يبقى سنه وإذا خرج ملن داره فاسللتقبله أعللور أو أشللل أو
أعمى أو صاحب آفة تطير به وتشاءم بيلومه ويحكللى عللن بعللض الللولة أنلله
خرج في بعض اليام لبعض مهماته فاستقبله رجل أعور فتطير به وأمللر بلله
إلى الحبس فلما رجع من مهمه ولم يلق شرا أمر باطلقه فقال للله سللألتك
بالله ما كان جرمى الذى حبستنى لجله فقال له الوالى لم يكللن لللك عنللدنا
جرم ولكن تطيرت بك لما رأيتك فقال فما أصبت في يومللك برؤيللتى فقللال
مما لم ألق إل خيرا فقال أيها المير أنا خرجت مللن منزلللى فرايتللك فلقيللت
في يومى الشر والحبس وأنت رأيتنللى فلقيللت فللي يومللك الخيللر والسللرور
فمن أشأمنا والطيرة بمن كانت فاستحيا منلله الللوالى ووصللله #وقللال أبللو
القاسم الزجاجى لم أر أشد تطيرا من ابن الرومى الشاعر وكان قد تجللاوز
الحد في ذلك فعاتبته يوما على ذلك فقال يا أبا القاسم الفأل لسان الزمان
والطيرة عنوان الحدثان وهذا جواب من استحكمت علتلله فعجللز عنهللا وهللو
أيضا بمنزلة من قد غلبته الوساوس في الطهارة فل يلتفت إلى علم ول إلى
ناصح وهذه حال من تقطعت به أسباب التوكل وتقلص عنه لباسه بل تعللرى
منه ومن كان هكذا فالبليا إليه أسرع والمصائب به أعلق والمحللن للله ألللزم
بمنزلة صاحب الدمل والقرحة الذى يهدى إلى قرحته كل مؤذ وكلل مصلادم
فل يكاد يصدم من جسللده او يصللاب غيرهللا والمتطيللر متعللب القلللب منكللد
الصدر كاسف البال سيء الخلق يتخيللل مللن كللل مللا يللراه أو يسللمعه أشللد
الناس خوفا وأنكدهم عيشا وأضيق الناس صدرا وأحزنهم قلبا كثير الحللتراز
والمراعاة لما ل يضره ول ينفعه وكم قد حرم نفسه بذلك مللن حللظ ومنعهللا
من رزق وقطع عليها من فائدة ويكفيك من ذلك قصة النابغللة مللع زيللاد بللن
سيار الفزارى حين تجهز إلى الغزو فلما أراد الرحيل نظر النابغة إلى جرادة
قد سقطت عليه فقال جرادة تجلرد وذات أللوان عزيلز ملن خلرج ملن هلذا
الوجه ونفذ زياد لوجهه ولم يتطير فلما رجع زياد سالما غانما أنشللأ يقللول 0
#تخير طيرة فيها زياد %ليخبره وما فيها خبير #أقام كان لقمان بن عللاد
%أشار له بحكمته مشير #تعلم أنه ل طير إل %على متطير وهللو الثبللور
#بلى شىء يوافق بعض شيء %أحيايينا وبللاطله كللثير #ولللم يحللك الللله
التطير إل عن أعداء الرسل كما قالوا لرسلهم انا تطيرنا بكم لئن للم تنتهلوا
لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم
قوم مسرفون
#وكذلك حكى الله سبحانه عن قوم فرعللون فقللال فللإذا جللاءتهم الحسللنة
قالوا لنا هذه وأن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومللن معلله أل إنمللا طللائرهم
عند الله حتى إذا أصابهم الخصب والسعة والعافيللة قللالوا لنللا هللذه أى نحللن
الجديرون الحقيقون به ونحن أهللله وإن أصللابهم بلء وضلليق وقحللط ونحللوه
قالوا هذا بسبب موسى وأصحابه أصبنا بشؤمهم ونفللض علينللا غبللارهم كمللا
يقوله المتطير لمن يتطير به فأخبر سبحانه أن طائرهم عنده كما قال تعالى
عن أعداء رسوله وإن تصبهم حسنة يقولوا هللذه ملن عنللد اللله وأن تصللبهم
سيئة يقولوا هذه من عندك فهذه ثلثة مواضع حكى فيها التطير عن أعللدائه
وأجاب سبحانه عن تطيرهم بموسى وقومه بأن طائرهم عند الللله ل بسللبب
موسى وأجاب عن تطير أعللداء رسللول الللله بقلوله قللل كللل مللن عنللد الللله
وأجاب عن الرسل بقوله إل طائركم معكم وأما قوله أل إنمللا طللائركم عنللد
الله فقال ابن عباس طائرهم ما قضى عليهم وقدر لهم وفي رواية شللؤمهم
عند الله ومن قبله أى إنما جاءهم الشؤم من قبله بكفرهم وتكللذيبهم بآيللاته
ورسللله وقلال أيضلا ان الزراق والقللدار تتبعكللم وهلذه كقلوله تعلالى وكللل
إنسان ألزمناه طائره في عنقه ونخرج أى ما يطير له من الخير والشر فهللو
لزم له في عنقه والعرب تقول جرى له الطائر بكذا من الخير والشللر قللال
أبو عبيدة الطائر عندهم الحظ وهو الذى تسميه العامة البخت يقولللون هللذا
يطير لفلن أى يحصل له قلت ومنه الحديث فطار لنا عثمان بن مظعون أى
أصابنا بالقرعة لما اقترع النصار على نزول المهاجرين عليهلم وفلي حلديث
رويفع ابن ثابت حتى أن أحدنا ليطير لله النصلل والريلش والخلر القلدح أى
يحصل له بالشركة في الغنيمة وقيل في قوله تعللالى وكللل إنسللان ألزمنللاه
طائره في عنقه أن الطائر ههنا هو العمل قاله الفراء وهو يتضمن الرد على
نفاه القدر وخص العنق بذلك من بين سائر أجزاء البدن لنهللا محللل الطللوق
الذي يطوقه النسان في عنقه فل يستطيع فكاكه ومن هللذا يقللال إثللم هللذا
في عنقك وافعل كذا واثمه في عنقي والعرب تقول طوقها طللوق الحمامللة
وهذا ربقة في رقبته وعن الحسن بن آدم لتنظر لك صحيفة إذا بعثت قلدتها
في عنقك فخصللوا العنللق بللذلك لنلله موضللع القلدة والتميمللة واسللتعمالهم
التعاليق فيها كثير كما خصت اليدى بالذكر في نحو بمللا كسللبت أيللدكم بمللا
قدمت يداك ونحوه وقيل المعنى أن الشؤم العظيم هو الذي لهللم عنللد الللله
من عذاب النار وهو الذي أصابهم في الدنيا وقيل المعنى أن سبب شللؤمهم
عند الله وهو عملهم المكتوب عنده الذي يجرى عليه ما يسوؤهم ويعللاقبون
عليهم بعد موتهم بما وعللدهم الللله ول طللائر أشللأم مللن هللذا وقيللل حظهللم
ونصيبهم وهذا ل يناقض قول الرسل طائركم معكللم أى حظكللم ومللا نللالكم
من خير وشر معكم بسبب أفعالكم وكفركم ومخالفتكم الناصحين ليس هللو
من أجلنا ول بسببنا بل ببغيكم
#وعدوانكم فطائر الباغى الظالم معه وهو عند الللله كمللا قللال تعللالى وأن
تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك قل كل من عند الله فما لهؤلء القللوم ل
يكادون يفقهون حديثا ولو فقهوا او فهموا لما تطيروا بما جئت به لنه ليللس
فيما جاء به الرسول ما يقتضللى الطيللرة فللإنه كللله خيللر محللض ل شللر فيلله
وصلح ل فساد فيه وحكمه ل عبث فيها ورحمة لجور فيهللا فلللو كللان هللؤلء
القوم من أهل الفهم والعقول السليمة لم يتطيروا من هذا فإن الطيرة إنما
تكون بالشر ل بلالخير المحلض والمصلللحة والحكمللة والرحملة وليللس فيملا
أتيتهم به لو فهموا مللا يللوجب تطيرهللم بللل طللائرهم معهللم بسللبب كفرهللم
وشركهم وبغيهم وهو عند الله كسائر حظللوظهم وأنصللبائهم الللتى يتناولوهللا
منه باعمالهم وكسبهم ويحتمل أن يكللون المعنللى طللائركم معكللم أى راجللع
عليكم فالطير الذي حصل لكم إنما يعود عليكم وهذا من باب القصاص فللي
الكلم مثل قوله في الحديث أخذنا فالك مللن فيللك ونظيللره قللول النللبي إذا
سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا وعليكم فعلى هذا معنى طلائركم معكلم اى
تصيبكم طيرتكم التى تطيرتم بها لنهم اعتقدوا الشلؤم فيهلا ول شلؤم فيهلا
البتة فقيل لهم الشؤم منكم وهو نازل بكم فتأمله وهللذا يشللبه قللوله تعللالى
وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كللان مكرهللم لنللزول منلله الجبللال
قيل جزاء مكرهم عنده فمكر بهم كما مكا مكروا برسله ومكره تعالى بهللم
إنما كان بسبب مكرهم فهو مكرهم عاد عليهم وكيللدهم عللاد عليهللم فهكللذا
طيرتهم عادت عليهم وحلت بهم وسمى جزاء المكر مكرا وجزاء الكيد كيللدا
تنبيها على أن الجزاء من جنس العمل ولما ذكر سبحانه أن ما أصللابهم مللن
حسنة وسيئة أى نعمة ومحنة فالكل منه تعالى بقضائه وقدره فكأنهم قللالوا
فما بالك أنت تصبيك الحسنات والسيئات كما تصلليبنا فللذكر سللبحانه أن مللا
أصابه من حسنة فمن الله من بها عليه وأنعم بها عليه وما أصابه من سلليئة
فمن نفسه أى بسبب من قبله أى ل لنقص ما جاء به ول لشر فيه ول لشؤم
يقتضى أن تصيبه السيئة بل بسبب من نفسه ومن قبله وقد قيل فللي قللوله
تعالى طائركم عند الله بل أنتم قللوم تفتنللون أن طللائرهم ههنللا هللو السللبب
الذي يجىء فيه خيرهم وشرهم فهو عند الله وحده وهللو قللدره وقسللمه إن
شاء رزقكم وعافاكم وإن شاء حرمكم وابتلكم ومن هذا قالوا طللائر الللله ل
طائر كلبى قدر الله الغالب الذي يللأتي بالحسللنات ويصللرف السلليئات ومنلله
اللهم ل طير إل طيرك ول خير إل خيرك ول إله غيلرك وعلللى هلذا فلالمعنى
بطللائركم نصلليبكم وحظكللم الللذي يطيركللم ومللن فسللره بالعمللل فللالمعنى
طائركم الذي طار عنكللم مللن أعمللالكم بهللذين القللولين فسللر معنللى قللوله
تعالى وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه وأنه مللا طللار عنلله مللن عمللله أو
صار لزما له مما قضى الله عليه وقدر عليه وكتللب للله مللن الللرزق والجللل
والشقاوة والسعادة 0فصل #وقد ثبت في الصحيحين عن النبي أنلله قللال
في وصف
#السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب أنهم الللذين ل يكتللوون ول
يسترقون ول يتطيرون وعلللى ربهللم يتوكلللون زاد مسلللم وحللده ول يرقللون
فسمعت شيخ السلم ابن تيمية يقول هذه الزيادة وهم من الراوى لم يقللل
النبي ول يرقون لن الراقي محسن إلى أخيه وقد قال النبي وقد سلئل علن
الرقي فقال من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه وقللال ل بللأس بللالرقي
مالم يكللن شللركا والفللرق بيللن الراقللي والمسللترقي أن المسللترقي سللائل
مسقط ملتفت إلى غير الله بقلبه والراقي محسللن نللافع #قلللت والنللبي ل
يجعل ترك الحسان المأذون فيه سببا للسبق إلى الجنان وهذا بخلف تللرك
السترقاء فإنه توكل على الله ورغبللة عللن سللؤال غيللره ورضللاء بمللا قضللاه
وهذا شيء وهذا شيء وفي الصحيحين من حديث أبي هريللرة عللن النللبي ل
عدوى ول طيرة وأحب الفال الصالح ونحوه من حديث انس وهذا يحتمل أن
يكون نفيا وأن يكون نهيا أى ل تطيروا ولكن قوله في الحديث ول عدوى ول
صفر ول هامة يدل على أن المراد النفللى وإبطللال هللذه المللور الللتى كللانت
الجاهلية تعانيها والنفي في هذا أبلغ من النهلى لن النفلي يلدل عللى بطلن
ذلك وعدم تأثيره والنهى إنما يدل على المنع منه وقللد روى ابللن مللاجه فللي
سننه من حديث سفيان عن سلمة عن عيسى بلن عاصلم علن ذر علن عبلد
الله بن مسعود قال قال رسول الله الطيرة شرك وما منا ولكن الله يللذهبه
بالتوكل وهذه اللفظة وما منا إلى آخره مدرجة في الحديث ليست من كلم
النبي كذلك قاله بعض الحفاظ وهو الصواب فإن الطيللرة نللوع مللن الشللرك
كما هو في أثر مرفوع من ردته الطيللرة فقللد قللارن الشللرك وفللي أثللر ملن
أرجعته الطيرة من حاجة فقد أشرك قللالوا وملا كفللارة ذلللك قللال أن يقللول
أحدكم اللهم ل طير إل طيرك ول خير إل خيرك #وفي صللحيح مسلللم مللن
حديث معاوية بن الحكم السلمى أنه قال يا رسول الله ومنا أناس يتطيرون
فقال ذلك شيء يجده أحدكم في نفسه فل يصدنه فأخبر أن تأذية وتشللاؤمه
بللالتطير إنمللا هللو فللي نفسلله وعقيللدته لفللي المتطيللر بلله فللوهمه وخللوفه
وإشراكه هو الذي يطيره ويصده ل ما رآه وسمعه فأوضح لمته المللر وبيللن
لهم فساد الطيرة ليعلموا أن الله سبحانه لم يجعل لهم عليها علمة ول فيها
دللللة ول نصللبها سللببا لمللا يخللافونه ويحللذرونه لتطمئن قلللوبهم ولتسللكن
نفوسهم إلى وحدانيتة تعالى التى أرسل بهللا رسللله وأنللزل بهللا كتبلله وخلللق
لجلها السموات والرض وعمر الدارين الجنة والنللار فبسللبب التوحيللد ومللن
أجله جعل الجنة دار التوحيد وموجباته وحقوقه والنار دار الشرك ولللو ازملله
وموجباته فقطللع علللق الشللرك مللن قلللوبهم لئل يبقللى فيهللا علقللة منهللا ول
يتلبسوا بعمل من أعمال أهله البتة #وفي الحديث المعروف أقول
#على مكانتها قال أبو عبيدة في الغريب أراد ل تزجروهللا ول تلتفتللوا إليهللا
أقروها على مواضعها التي جعلها الله لها ول تتعدوا ذلك إلى غيره أي أنها ل
تضر ول تنفللع وقللال غيللره المعنللى أقروهللا علللى أمكنتهللا فللإنهم كللانوا فللي
الجاهلية إذا أراد أحدهم سفرا أو امرا مللن المللور أثللار الطيللر مللن أوكارهللا
لينظر أي وجه تسلك وإلى ناحية تطير فان خرجت ذات اليمين خرج لسفره
ومضى لمره وإن أخذت ذات الشمال رجع ولللم يمللض فللأمرهم أن يقروهللا
في أمكنتها وأبطل فعلهم ذلك ونهاهم عنه كما أبطل الستقسام بللالزلم #
وقللال ابللن جريللر معنللى ذلللك أقللروا الطيللر الللتي تزجرونهللا فللي مواضللعها
المتمكنة فيها التي هي لها مستقر وامضوا لموركم فان زجركللم إياهللا غيللر
مجد عليكم نفعا ول دافع عنكللم ضللررا #وقللال آخللرون هللذا تصللحيف مللن
الرواة وخطأ منهم ول يعرف المكنات إل أسماء البيض الضللباب دون غيرهللا
قال الجوهرى الممكن البيض الضلب قلال ومكلن الضلباب طعلام العلرب ل
تشتهيه نفوس العجم وفي الحديث أقروا على الطير مكانهللا بالضللم والفتللح
قال أبو زياد الكلبي وغيره إنا ل نعرف للطير مكنللات فأمللا المكنللات فانمللا
هي الضباب قال أبو عبيد ويجوز في الكلم وإن كللان الممكللن الضللباب فللي
أن يجعل للطير تشبيها بذلك كقولهم مشافر الحبللش وإنمللا المشللافر للبللل
وكقول زهير يصف السد له لبد أظفاره لم تقلم وإنما له مخالب قال هؤلء
فلعل الراوي سمع أقر الطير في وكناتهلا بلالواو ولن وكنللات الطيلر عشللها
وحيث تسقط عليه من الشجر وتأوى إليه وفي اثر آخر ثلث من كن فيه لم
ينل الدرجات العلى من تكهن أو استقسم أو رجع من سفر من طيللرة وقللد
رفع هللذا الحللديث فملن استمسللك بعللروة التوحيللد الللوثقى واعتصللم بحبللله
المتين وتوكل على الله قطللع بأحسللن الطيللرة مللن قبللل اسللتقرارها وبللادر
خواطرها من قبل استمكانها قال عكرمة كنا جلوسللا عنللد ابللن عبللاس فمللر
طائر يصيح فقال رجل من القوم خير خير فقللال للله ابللن عبللاس ل خيللر ول
شر مبللادرة بالنكللار عليلله لئل يعتقللد للله تللأثيرا فللي الخيللر أو الشللر وخللرج
طاووس مع صاحب للله فللي سللفر فصللاح غللراب فقللال الرجللل خيللر فقللال
طاووس وأي خير عنده والله ل تصحبني وقيل لكعب هل تتطيللر فقللال نعللم
فقيل له فكيف تقول إذا تطيرت قال أقول اللهم ل طيلر إل طيلرك ول خيلر
إل خيرك ول غيرك ول قوة إل بك وكان بعض السلف يقللول عنللد ذلللك طيللر
الله ل طيرك وصياح الله ل صللياحك ومسللاء الللله لمسللاك وقللال ابللن عبللد
الحكم لما خرج عمر بن عبد العزيز من المدينة قللال مزاحللم فنظللرت فللإذا
القمر في الدبر ان فكرهت أن اقول له فقلت أل تنظر إلى القمر ما أحسن
استواءه في هذه الليلة قال فنظر عمر فللإذا هللو فللي الللدبران فقللال كأنللك
اردت أن تعلمني أن القمر في الدبران يللا مزاحللم إنللا ل نخللرج بشللمس ول
بقمر ولكنا نخرج بالله الواحد القهار فان قيل فما تقولون فيما
#روى عن النبي أنه كان يستحب الفأل ففي الصحيحين مللن حللديث أنللس
وأبي هريرة عن النبي ل عدوى ول طيرة وخيرها الفأل وفي لفللظ وأصللدقها
الفال وفي لفظ وكان يعجبه الفأل وفي لفظ مسلم ويعجبني الفأل الصللالح
أي الكلمة الحسنة وقال إذا أبردتم إلى بريدا فاجعلوه حسللن السللم حسللن
الوجه وروى عن يحيى بن سعيد أن رسول الله قال للقحة تحلب من يحلب
هذه فقام رجل فقال النبي ما إسمك فقال الرجل مرة فقلال النلبي إجللس
ثم قال من يجلب هذه فقام رجل فقال النبي ما إسمك فقال الرجللل حللرب
فقال له النبي إجلس ثم قال من يجلب هذه فقام رجل فقللال للله النللبي مللا
إسمك فقال الرجل يعيش فقال له النبي يعيش احلب فحلب زاد ابن وهللب
في جامعة في هذا الحديث فقام عمر بن الخطللاب فقللال أتكلللم يللا رسللول
الله أم اصمت قال بل اصمت وأخبرك بما أردت ظننت يلا عملر أنهلا طيلرة
ول طير إل طيرة ول خير إل خيره ولكن أحب الفأل وفي جامع ابن وهب أن
#رسول الله أتى بغلم فقال ما سميتم هذا الغلم فقالوا السللائب فقللال ل
تسموه السائب ولكن عبدالله قال فغلبوا على اسمه فلم يمللت حللتى ذهللب
عقله وصحيح البخاري من رواية الزهري عن سعيد ابن المسيب عن أبيه أن
أباه جاء إلى النبي فقال ما إسمك قال حللزن قللال أنللت سللهل قللال ل أغيللر
اسما اسمانيه أبي قال ابن المسيب فما زالت الحزونة فينا بعد وروى مالك
عن يحيى بن سعيد أن عمر بن الخطاب قال لرجل مللا اسللمك قللال جمللرة
قال ابن من قال ابن شهاب فقال ممن قال من الحرقة قللال أيللن مسللكنك
قال بحرة النار قال بأيها قال بلذات لظللى فقلال لله عمللر أدرك أهللك فقلد
احترقوا فكان كما قال عمر وفي غير رواية مالللك هللذه القصللة عللن مجالللد
عن الشعبي قال جاء رجل من جهينة إلى عمر بن الخطاب رضي الللله عنلله
فقال له ما اسمك قال شهاب قال ابن من قال ابن جمرة قال ابن من قال
ابن ضر ام قال ممن قال من الحرقة قال وأين منزلك قال بحرة النار قللال
ويحك أدرك منزلك أو أهلك فقد احللترقوا قللال فأتللاهم فألفللاهم قللد احللترق
عامتهم وقالت عائشة كان رسول الله يعجبه التيمن ما اسللتطاع فللي تنعللله
وترجله ووضوئه وفي شأنه كله وفي صحيح البخاري عن ابن عمر أن النللبي
قال الشؤم فلي ثلث فلي الملرأة واللدار والدابلة وفلي الصلحيح ايضلا ملن
حديث سهل بن سعد الساعدي أن رسول الللله قللال إن كللان ففللي الفللرس
والمرأة والمسكن يعني الشؤم وفي الموطأ عن يحيى بن سعيد قال جاءت
امرأة إلى رسول الله فقال يا رسول الله دار سللكناها والعللدد كللثير والمللال
وافر فقل العدد وذهب المال فقال رسول الله دعوها ذميمة ولما رأى النبي
يوم أحد فرسا قد لوح بذنبه ورجل قد اسللتل سلليفه فقللال للله شللم سلليفك
فأني أرى السيوف ستسل اليوم وكذلك قوله لما رمى واقللد ابللن عبللد الللله
عمر بن الحضرمي فقتله فقال وقدت الحرب وعلامر عملرت الحلرب وابلن
الحضرمي
#حضرت الحرب ولما خللرج النللبي إلللى بللدر اسللتقبل فللي طريقلله جبليللن
فسأل عنهما فقالوا اسم أحدهما مسلح والخللر مخرىللء وأهلهمللا بنللو النللار
وبنو محراق فكره المرور عليهما وتركهما على يسللاره وسلللك ذات اليميللن
وعرض عبدالله بن جعفر مال للله علللى معاويللة يقللال للله الللدعان وقللال للله
اشتره مني فقال له معاوية هذا مال يقول دعني ولم نزل الحسين بن علي
بكر بلء قال ما اسم هذا الموضع قالوا كللربلء قللال كللرب وبلء ولمللا خللرج
عبدالله بن الزبير من المدينة إلى مكة أنشللده أحللد أخويللة #وكللل بنللي أم
سيمسون ليلة %ولم يبق من أغنامهم غيلر واحللد #فقللال لله عبلدالله ملا
أردت إلى هذا قال لم أتعمده قال هللو أشللد علللى وقللد كللره السلللف ومللن
بعدهم أن يتبع الميت بنار إلى قبره من مجمر أو غيللره وفللي معنللاه الشللمع
قالت عائشة ل تجعلوا آخر زاده أن تتبعوه بالنار ولما بايع طلحة بن عبيدالله
علي بن أبي طالب وكان أول من بايع قال رجلل أول يلد بلايعته يلد شللء ل
يتم هذا المر له ولما بعث علي رضي الله عنه معقل بن قيس الرباحي من
المدائن في ثلثة آلف وأمره أن يأخذ على الموصللل ويللأتي نصلليبين ورأس
عين حين يأتي الرقة فيقيم بها فسار معقللل حللتى نللزل الحديثللة فبينمللا هللو
ذات يوم جالسا إذ نظر إلى كبشللين يتناطحللان حللتى جللاء رجلن فأخللذ كللل
منهما كبشا فذهب به فقال شداد بن أبللي ربيعللة الخثعمللي ستصللرفون مللن
وجهكم هذا ل تغلبون ول تغلبون لفتراق الكبشين سليمين فكان كذلك ولما
بعث معاوية في شأن حجر بن عدى وأصحابه كان الذي جللاءهم أعللور يقللال
له هدبه وكانوا ثلثة عشر رجل مللع حجللر فنظللر إليلله رجللل منهللم فقللال إن
صدق الفأل قتل نصفنا لن الرسول أعور فلما قتلوا سبعة وافى رسول ثان
ينهى عن قتلهم فكفوا عن الباقين وقال عوانه بن الحكم لما دعا ابن الزبيللر
إلى نفسه قام عبدالله بن مطيع ليبايع فقبض عبدالله بن الزبيللر يللده وقللال
لعبيد الله بن أبي طالب قم فبايع فقال عبدالله قلم يلا مصللعب فبلايع فقللام
فبايع فتفاءل الناس وقالوا أبي أن يبايع ابن مطيع وبايع مصعبا ليكللونن فللي
أمره صعوبة أو شر فكان كذلك وقال سلمة بلن محلارب نلزل الحجلاج فلي
محاربته لبن الشعث دير قرة ونزل عبد الرحمن ابن الشعث دير الجماجم
فقال الحجاج استقر المر في يدى وتجمجللم بلله أمللره والللله لقتلنلله وقللال
عمرو بن مروان الكلبي حدثني مروان بن يسار عن سلللمة مللولى يزيللد بللن
الوليد قال كنت مع يزيد بن الوليد بناحية القريتين قبل خروجه علللى الوليللد
بن يزيد ونحن نتذاكر أمره إذ عرض لنا ذئب هناك فتناول يزيد قوسه فرمى
الذئب فاصاب حلقه فقال قتلت الوليد ورب الكعبللة فكللان كمللا قللال وقللال
داود بن عيسى بن محمد بلن عللي خلرج أبلي وأبلو جعفلر غلازيين فلي بلد
الروم ومعه غلم له ومع أبي جعفر مولى فسنحت له اربعة أظب ثم مضت
تخاتلنا
#حتى غابت عنا ثم رجعت ومضى واحد فقال لنا أبو جعفللر والللله ل نرجللع
جميعا فمات مولى أبي جعفر وأمر بعض المراء جارية له تغني #فاندفعت
تقول # :هم قتلوه كي يكونوا مكانه كملا غلدرت يوملا بكسللرى مرازبله #
فقال ويلك غني غير هذا فغنت #هذا مقام مطرد هللدمت منللازله ودوره #
فقال ويلك غني غير هللذا فقللالت والللله يللا سلليدي مللا أعتمللد إل مللا يسللرك
ويسبق إلى لساني ما ترى ثم غنت #كليب لعمري كان أكثر ناصرا وأيسللر
جرما منك ضرج بالدم #فقال مللا أرى أمللري إل قريبللا فسللمع قللائل يقللول
قضى المر الذي فيه تستفتيان وقد ذكر في حرب بني تغلللب أن تيللم اللت
أرسل بنيه في طلب مال له فلما أمسى سللمع صللوت الريللح فقللال لمرأتلله
أنظرى من أين نشأ السحاب ومن أين نشأت الريح فأخبرته أن الريح طللالع
من وجه السحاب فقال والله إني لرى ريحا تهد هذه الصخرة وتمحللق الثللر
فلما دخل عليه بنوه قال لهم مللا لقيتللم قللالوا سللرنا مللن عنللدك فلمللا بلغنللا
غصن شعثمين إذا بعفر جاثمات على دعص مللن رمللل فقللال أمشللرقات أم
مغربات قللالوا مغربلات قلال فملا ريحكلم ناطللح أم دابللر أم بلارح أم سلانح
فقالوا ناطح فقال لنفسه يللا تيللم اللت دعللص الشللعثمين والشللعثم الشلليخ
الكبير وأنت شعثم بني بكر وجواثم بدعص وريح ناطح نطحت فللبرحت قللال
ثم ماذا قالوا ثم رأينا ذئبا قد دلع لسانه من فيلله وهللو يطحللر وشللعره عليلله
فقال ذلك حران ثائر ولسان عذول حللامى الظهللر هملله سللفك الللدماء وهللو
أرقم الراقم يعني مهلهل قال ثم ماذا قالوا ثم رأينا ريحا وسحابا قللال فهللل
مطرتم قالوا بلى قال ببرق قالوا قد كان ذلك فقال أماء سائل فقللالوا نعللم
فقال ذلك دم سائل ومرهفات قال ثم مه قالوا ثم طلعنا قلعة الضللعفاء ثللم
تصوبنا من تل فاران قال فكنتم سواء أو مترادفين قالوا بل سواء قللال فمللا
سماؤكم قالوا خبا قال فما ريحكم قالوا ناطح قال فما فعللل الجيللش الللذين
لقيتم قالوا نجونا منه هربا وجد القوم في أثرنا قللال ثللم ملله قللالوا ثللم رأينللا
عقابا منقضللة علللى عقللاب فتشللابكا وهويللا إلللى الرض قللال ذاك جمللع رام
جميعا فهو لقيه قال ثم مه قالوا ثم رأينا سبعا على سبع ينهشه وبه بقية لم
يمت فقال ذروني أما والله أنها لقبيلللة مصللروعة مأكولللة مقتولللة مللن بنللي
وائل بعد عز وامتناع وذكروا أن تيم اللت هذا مر يوما بجمللل أجللرب وعليلله
ثلث غرابيب فقال لبنيه ستقفون علللى مقتللول فكللان كمللا قللال وقتللل عللن
قريب وكذلك قول علقمة في مسيره مع أصحابه وقد مروا في الليل بشلليخ
فان فقال لقيتم شيخا كبيرا فانيا يغالب الدهر والللدهر يغللالبه يخللبركم أنكللم
ستلقون قوما فيهم ضعف ووهن ثم لقي سبعا فقللال دلج ل يغلللب ثللم رأى
غرابا ينفض
#بجؤجؤه فقال أبشروا أل تلرون أنله يخلبركم أن قلد أطملأنت بكللم الللدار
فكان كذلك #وذكر المدائني قال خللرج رجللل مللن لهللب ولهللم عيافللة فللي
حاجة له ومعه سقاء من لبن فسار صدر يومه ثم عطش فأناخ ليشرب فإذا
الغراب ينعب فأثار راحلته ومضى فلما أجهده العطش أنللاخ ليشللرب فنعللب
الغراب فاثار راحلته ثللم الثالثللة نعللب الغللراب وتمللرغ فللي الللتراب فضللرب
الرجل السقاء بسيفه فإذا فيه أسود ضخم ثم مضى فإذا غراب على سللدرة
فصاح به فوقع على سلمه فصاح بلله فوقللع علللى صللخرة فللانتهى إليلله فللإذا
تحت الصخرة كنز فلما رجع إلى أبيه قال له ما صنعت قال سرت صدر يوم
ثم أنخت لشرب فإذا الغراب ينعب قال أثره وإل لست بابني قال أثرته ثللم
أنخت لشرب فنعب الغللراب وتمللرغ فللي الللتراب قللال أضللرب السللقاء وإل
لست باني قال فعلت فإذا أسود ضخم قال ثم مه قال ثم رأيت غرابا واقعللا
على سدرة قال أطره وإل لست بابني قال أطرتلله فوقللع علللى سلللمة قللال
أطره وإل لسللت بللابني قللال فوقللع علللى صللخرة قللال أخللبرني بمللا وجللدت
فأخبرته #وذكر أيضا أن أعرابيا أضل ذودا له وخادما فخرج فللي طلبهمللا إذ
اشتدت عليه الشمس وحمى النهار فمر برجل يحلللب ناقللة قللال أظنلله مللن
بني أسد فسأله عن ضالته قال أدن فاشرب من اللبن وأدلللك علللى ضللالتك
قال فشرب ثم قال ما سمعت حين خرجت قال بكاء الصبيان ونبللاح الكلب
وصراخ الديكة وثغاء الشاء قال ينهاك عن الغدو ثم مه قال ثم ارتفللع النهللار
فعرض لي ذئب قال كسوب ذو ظفر ثم مه قال ثم عرضت لي نعامللة قللال
ذات ريش واسمها حسن هل تركت في أهلللك مريضللا يعللاد قللال نعللم قللال
ارجع إلى أهلك فذودك وخادمك عندهم فرجللع فوجللدهم #وذكللر أبللو خالللد
التيمي قال كنللت آخللذ البللل بضللمان فأرعاهللا فللي ظهللر البصللرة فطللردت
فخرجت أقفو أثرها حتى انتهيت إلى القادسية فاختلطت على الثللار فقلللت
لو دخلت الكوفة فتحسست عنها فأتيت الكناسة فإذا الناس مجتمعون عللى
عراف اليمامة فوقفت ثم قلت له حاجتي فقال بعيدة أشيطان الهللوى جمللع
مثلها على العاجز الباغي الغي ذو تكاليف ولترجعن قال فوجدتها في الشللام
مع ابن عم لي فصالحت أصحابها عنها وقللال المللدائني كللان بالسللواد زاجللر
يقال له مهر فأخبر به بعض العمال فجعل يكذب زجره ثم أرسل إليلله فلمللا
أتاه قال إني قد بعثت بغنم إلى مكان كللذا وكللذا فللانظر هللل وصلللت أم لللم
تصل وقد عرف العامل قبل ذلللك أن بينهللا ويبللن الكلء رحلللة فقللال لغلملله
أخرج فانظر أي شيء تسمع قال وكان العامل قد أمر غلمه أن يكمللن فللي
ناحية الدار ويصليح صلياح ابلن آوى فخلرج غلء الزاجلر ليسلمع وصلاح غلم
العامل فرجع إلى الزاجر غلمه وأخبره بما سللمع فقللال للعامللل قللد ذهبللت
عنك وقطع عليها الطريق فاستيقت قال فضللحك العامللل وقللال قللد جللاءني
خبرها أني وصلت والصائح الللذي صللاح غلمللي قللال إن كللان الصللائح الللذي
الصاح ابن آوى فقد ذهبت
وإن كان غلمك فقد ذهب الراعي قال فبلغه بعللد ذلللك ذهللاب الغنللم وقتللل
الراعي وذكر عن العكلي أنلله خللرج فللي تسللعة نفللر هللو عاشللرهم ليصلليبوا
الطريق فرأى غرابا واقعا فوق بانة فقال يا قوم أنكم تصابون فللي سللفركم
هذا فازدجروا وأطيعوني وارجعوا فأبوا عليه فأخللذ قوسله وانصلرف وقتلللت
التسعة فأنشد يقول # :رأيت غرابا واقعا فوق بانه %ينشنش أعلى ريشه
ويطايره #فقلت غراب اغتراب من النوى %وبانة بين ملن حللبيب تجلاوره
#فما أعيف العكلي ل دردره %وازجره للطير ل عز ناصللره #وذكللر عللن
كثير عزة أنه خرج يريد مصر وكانت بها عزة فلقيه أعرابللي مللن نهللد فقللال
أين تريد قال أريد عزة بمصر قللال مللا رأيللت فللي وجهللك قللال رأيللت غرابللا
ساقطا فوق بانة ينتف ريشه فقال ماتت عزة فانتهى ومضللى فللوافى مصللر
والناس منصرفون من جنازتها فأنشأ يقول # :فأما غراب فاغتراب وغربللة
%وبان فبين من حبيب تعاشره #وذكر عنه أيضا أنه هوى امرأة من قومه
بعد عزة يقال لها أم الحويرث وكانت فائقة الجمال كثيرة المال فقللالت للله
أخرج فاصب مال وأتزوجك فخللرج إلللى اليمللن وكللان عليهللا رجللل مللن بنللي
مخزوم فلما كان ببعض الطريق عرض له قوط والقوط الجماعة من الظباء
فمضى ثم عرض له غراب ينعب ويفحص التراب على راسه فأتى كللثير حيللا
من الزد ثم من بني لهب وهللم مللن أزجللر العللرب وفيهللم شلليخ قللد سللقط
حاجباه على عينيه فقص عليه ما عرض له فقال إن كنت صلادقا لقللد ملاتت
هذه المرأة أو تزوجت رجل من بني كعب فاغتم كللثيرا لللذلك وسللقى بطنلله
فكان ذلك سبب موته وقال في ذلك # :تيممت لهبا أبتغى العلم عندهم %
وقد رد علم العائفين إلى لهب #فيممللت شلليخا منهللم ذو أمانللة %بصلليرا
يزجر الطير منحنى الصلب #فقلللت للله مللاذا تللرى فللي سللواغ %وصللوت
غراب يفحص الرض بالترب #فقلال جلرى الطيلر السلنيح بينهلا %ونلادي
غراب بالفراق وبالسلب #فللان ل تكللن مللاتت فقللد حللال دونهللا %سللواك
حليل باطن من بني كعب #وقال رجل من بني أسد تزوجت ابنللة عللم لللي
فخرجت أريدها فلقيني شيء كالكلب مدليا لسلانه فلي شلق فقللت أخفلت
ورب الكعبللة فللأتيت القللوم فلللم أصللل إليهللا ونللاقرني أهلهللا حرجللت عنهللم
فمكثت ثلثة أيام ثللم بللدا لللي فيهللم فخرجللت نحللوهم فلقيللت كلبللة تنظللف
أطباؤها لبنا فقلت أدركت ورب الكعبة فدخلت بأهلي وحملت مني بغلم ثللم
آخر حتى ولدت أولدا وذكر عن
#يحيى بن خالد قال حج رجلن فقيل لهما ههنللا امللرأة تزجللر قللال فأتياهللا
فسألها فقال أحدهما ما نضمر فقالت أنك لتسألني عن رجل مقتول فقللال
هو والله الذي سال عنه صاحبي فقالت هو كملا قلللت فسللألها علن تفسلير
ذلك فقالت أما رأيتما الجارية التي مرت ومعها ديك مشللدود الرجليللن حيللن
سألني الول قال بلى قالت فلللذلك قللت أنلله محبللوس مقيلد قللالت ورأيلت
الجارية حين رجعت وسألتنى أنت والديك مذبوح فقلت مقتول # 00وذكللر
2المداينى أن أهل بيت من العجم كانوا إذا غاب الرجل عن أهله ولم يللأتهم
خبره أربع حجج زوجوا امرأته فلتزوج منهللم رجللل جاريللة وغللاب أربللع حجلح
ليأتيهم فأرادوا تزويج الجارية وكانت مشغوفة به فقالت دعونى سنة أخللرى
فأبوا عليها وأتوا زاجللرا لهللم فخللرج الزاجللر ومعلله تلميللذ للله فتلقللاهم قللوم
يحملون ميتا ويد الميت على صدره فقال الزاجر لتلميذه مللات الرجللل قللال
ما مات أل ترى يد الميت على صدره يخبر أنلله هللو الميللت والرجللل صللحيح
فرجعا فأخبرا الحاكم أنه لم يمت فأمر بتأجيلها سنة فجاء زوجهللا بعللد شللهر
00وذكر ابن قتيبة عن إبراهيم بن عبللدالله قللال دخلللت علللى رجللل ضللرير
زاجر من العرب وقد خبأت سحابة عنوان من كتان فقلت أحبرنى بما خبأت
لك فنظر قليل ثم قال هو من نبات الماء فقلت زدنى فللى الشللرح قللال هللو
قطعة من كتان قال فسألته عن ذلللك فقللال سللألتنى عللن الخللبىء فللوقعت
يدى على الحصير فقلت إنه من نبات الماء قال فقلللت زدنللى فقللال وصللاح
صائح من جانب الدار فقضيت بالسواد وبأنه صغير للتصفير ثم نظللرت فلللم
يكن ذلك أولى بأن يكون قطعة من كتان قللال وسللألته عللن مقراضللين فللى
يدى قد أدخلت أصبعى فى حلقتيهما فقال فى يللدك خللاتم مللن حديللد وذكللر
ابن عيينة عن الزهرى عن محمد بن جبير بن مطعم عن ابيه عللن عمللر بللن
الخطاب رضى الله أنه كان يرمللى الجمللرة فجللاءته حصللاة فأصللابت جبهتلله
ففصدت منه عرقا فقال رجل من بنى لهب أشعر أمير الؤمنين ورب الكعبة
ل يقوم هذا المقام أبدا فقتل بعد ذلك وثبت فى الصحيحين من حللديث ابللن
عمللر أن رسللول الللله صلللى عليلله وسلللم قللال الشللؤم فللى الللدار والمللرأة
والفرس وفى لفظ فيهما ل عدوى ول صفر ول طيرة وإنما الشؤم فى ثلثة
المرأة والفرس والدار وفى لفظ آخر فيهما إن يكن الشؤم فى شللىء حقللا
ففى الفرس والمسللكن والمللرأة وفللى بعللض طللرق البخللارى والدابللة بللدل
الفرس وفى الصحيحين أيضا عن سهل بن سعد الساعدى قال قال رسللول
الله إن كان ففى المرأة والفرس والمسكن يعنى الشؤم 00وقال البخللارى
إن كان شىء وفى صحيح مسلم عن عبدالله عن رسول الللله قللال إن كللان
فى شىء ففى الربللع والخللادم والفللرس 00وفللى صللحيح مسلللم عللن أبللى
هريرة رضى الله عنه عن النبى قال ل يورد ممرض على
مصح 00وفى موطأ مالك أنه بلغه عن بكير بن عبدالله بن الشللج عللن أبللي
عطية أن رسول الله قال ل عدوى ول هام ول صفر ول يحل الممرض علللى
المصح وليحلل المصح حيث شاء قالوا يا رسول الله وما ذاك فقللال رسللول
الله عليه وسلم إنه أذى 00وقال ابن وهب أخبرنى يونس عللن ابللن شللهاب
أن أبا سلمة بن عبد الرحمن قال كان أبو هريرة رضى الله عنه يحللدثنا عللن
رسول الله قال أنه ل عدوى وحدثنا أن رسول الله قال ل يورد ممرض على
مصح الحديث ثم صمت أبو هريرة بعد ذلك عن قللوله ل عللدوى وأقللام أن ل
يورد ممرض على مصح الحديث قال فقال الحارث بن أبللى ذئاب وهللو ابللن
عم أبى هريرة قد كنت أسمعك يا أبا هريرة تحلدثنا ملع هلذا الحلديث حلديثا
آخر قد سكت عنه كنت تقول قال رسول الله ل عدوى فأبى أبللو هريللرة أن
يحدث ذلك وقال ل يورد ممرض على مصح فمارآه الحارث فللي ذلللك حللتى
غضب أبو هريرة ورطن بالحبشية فقال للحارث أتدرى ماذا قلت قال ل قال
أبو هريرة إني أقول أبيت أبي قال أبو سلمة فلعمري لقللد كللان أبللو هريللرة
يحدثنا أن رسول الله قال ل عدوى فل أدرى أنسى أبو هريللرة أو نسللخ أحللد
القولين الخر قالوا هذا النهى عن إيراد المريض على المصللح إنمللا هللو مللن
أجل الطيرة التى تلحق المصح 00وقال مسدد حللدثنا يحللي بللن هشللام عللن
يحي بن أبى كثير علن الحضلرمي بلن لحلق علن سلعيد بلن المسليب قلال
سألت سعد بن مالك عن الطيللرة فللانتهرني وقللال مللن حللدثك فكرهللت أن
أحدثه فقال سمعت رسول الله يقول ل عدوى ول طيرة ول هامة وإن كانت
الطيرة في شىء ففى الفرس والمللرأة والللدار فللإذا كللان الطللاعون بللأرض
وأنتم بها فل تفروا 00وفي صحيح مسلم عن الشريد بن سويد قال كان فى
وفد ثقيفة رجل مجذوم فأرسل إليه النبي أنا قد بايعناك فأرجع وفي حللديث
آخر فر من المجذوم فرارك من السد 0
فصل الن التقت حلقتا البطان وتداعى نزال الفريقان نعم وههنا أضعاف
أضعاف ما ذكرتم وأضعاف أضعافه وللنللاس ههنللا مسلللكان عليهمللا يعتمللد
المتكلمون في هذا الباب ل نرتضيهما بل نسلك مسلك العدل والتوسط بين
طرفي الفراط والتفريط فدين الله بين الغالي فيه والجللافي عنلله والللوادي
بين الجبلين والهدى بيللن الضللللتين وقللد جعللل الللله هللذه المللة هللي المللة
الوسط فلي جميلع أبلواب الللدين فللإذا انحللرف غيرهلا ملن المللم إللى أحللد
الطرفين كانت هي في الوسط كمللا كللانت وسللطا فللي بللاب أسللماء الللرب
تعالى وصفاته بين الجهمية والمعطلة والمشبهة الممثلللة وكللان وسللطا فللي
باب اليمان بالرسل بين من عبللدهم واشللركهم بللالله كالنصللارى وبيللن مللن
قتلهم
وكذبهم فأمنوا بهم وصللدقوهم وتركللوهم مللن العبوديللة وكللانت وسللطا فللي
القدر بين الجبرية الذين ينفون أن يكون للعبد فعل أو كسب أو اختيار البتللة
بل هو مجبور متهور ل اختيار له ول فعل وبين القدرية النفاة الذين يجعلللونه
مستقل بفعله ول يدخل فعله تحت مقدور الرب تعالى ول هو واقللع بمشلليئة
الله تعالى وقدرته فأثبتوا له فعل وكسبا واختيارا حقيقللة وهللو متعلللق المللر
والنهي والثواب والعقاب وهو مع ذلك واقع بقللدرة الللله ومشلليئته فملا شللاء
الله من ذلك كان وما لم يشأ لللم يكللن ول يتحللرك ذرة إل بمشلليئته وإرادتلله
والعباد أضعف وأعجز أن يفعلوا ما لم يشأه الله ل قللوة للله ول قللدرة عليلله
وكذلك هم وسط في المطاعم والمشارب بين اليهود اللذين حرملت عليهلم
الطيبات عقوبة لهم وبين النصارى الذين يستحلون الخبائث فأحل الله لهللذه
المة الوسط الطيبات وحرم عليهم الخبائث وكذلك ل تجد أهل الحللق دائمللا
إل وسللطا بيللن طرفللي الباطللل وأهللل السللنة وسللط فللي النحللل كمللا أن
المسلمين وسط في الملل وكذلك ما نحن فيه من هذا الباب فللإنهم وسللط
بين النفاة الذين ينفون السباب جملة ويمنعون ارتباطها بالمسببات وتأثيرها
بها ويسدون هللذا البللاب بالكليللة ويضللطربون فيمللا ورد مللن ذلللك فيقللابلون
بالتكذيب منه ما يمكنهم تكذيبه ويحيلون على التفاق والمصللادقة مللال قبللل
لهم بدفعه من غير أن يكون لشيء مللن هللذه المللور مللدخل فللي التللأثير أو
تعلق بالسببية البتة وربما يقولون أن أكثر ذلللك مجللرد خيللالت وأوهللام فللي
النفوس تنفعل عنها النفوس كانفعال أربللاب الخيللالت والمللراض والوهللام
وليس عندهم وراء ذلك شيء وهذا مسلك نفاة السباب وارتباط المسلببات
بها وهذا جواب كثير من المتكلمين والمسلك الثللاني مسلللك المثبللتين لهللذه
المور والمعتقدين لها الذاهبين إليها وهي عندهم أقوى من السباب الحسية
أو في درجتها ول يلتفتون إلى قدح قادح فيها والقدح فيها عندهم من جنللس
القدح في الحسلليات والضللروريات ونحللن ل نسللك سللبيل هللؤلء ول سللبيل
هؤلء بل نسلك سبيل التوسط والنصاف ونجانب طريق الجللور والنحللراف
فل نبطل الشرع بالقدر ول نكذب بالقدر لجل الشللرع بللل نللؤمن بالمقللدور
ونصدق الشرع فنؤمن بقضاء الله وقدره وشرعه وأمللره ول نعللارض بينهمللا
فنبطل السباب المقدورة أو نقدح في الشريعة المنزلة كما فعله الطائفتان
المنحرفتان فإحداهما بطلللت مللا قللدره الللله مللن السللباب بمللا فهمتلله مللن
الشرع وهذا من تقصيرها في الشرع والقدر والخللرى توصلللت إلللى القللدح
في الشرع وإبطاله بما تشاهده من تأثير السباب وإرتباطهللا بمسللبباتها لمللا
ظنت أن الشرع نفاها وكذبت بالشارع فالطائفتان جانيتان على الشرع لكن
الموفقون المهديون آمنوا بقدر الله وشرعه ولم يعارضوا أحدهما بالخر بللل
صدر منهما الخللر عنللدهم وقللرره فكللان المللر تفصلليل للقللدر وكاشللفا عنلله
وحاكما عليه وال أصل للمر ومنفذ له وشاهد له ومصدق له فلول القدر لمللا
وجد المر ول تحقق
#على ساقه ولول المر لما تميز القدر ول تبينت مراتبه وتصللاريفه فالقللدر
مظهر للمر والمر تفصيل له والله سللبحانه لله الخلللق والمللر فل يكلون إل
خالقا آمرا فأمره تصريف لقدره وقللدره منفللذ لمللره ومللن أبصللر هللذا حللق
البصر وانفتحت له عين قلبه تبين له سر ارتباط السباب بمسبباتها وجريانها
فيها وأن القدح فيها وإبطالها إبطال للمر وتبين له أن كمال التوحيد بإثبللات
السباب ل أن إثباتها نقض للتوحيد كما زعم منكروهللا حيللث جعلللوا إبطالهللا
من لوازم التوحيللد فجنللوا علللى التوحيللد والشللرع والللتزموا تكللذيب الحللس
والعقللل ووقعللوا فللي أنللواع ملن المكللابرة سلللطت عليهللم أعللداء الشللريعة
وأوجبت لهم إن أساؤا بها الظللن وتنقصلوها وزعملوا أنهللا خطابيلة وإقناعيلة
وجدلية لبرهانية فعظم الخطب وتفللاقم المللر واشللتدت البليللة بالطللائفتين
وقد قيل أن العدو العاقل خير من الصديق الجاهللل ونحللن بحمللد الللله نللبين
المر في ذلك ونوضللح أيضللا مللا يتللبين بلله تصللديق كللل مللن المريللن الخللر
وشهادته له وتزكيته له ونبين ارتباط كللل مللن المريللن وعللدم انفكللاكه عنلله
فنقول وبالله التوفيق # 000أما ما ذكرتم من أن النبي كلان يعجبله الفلأل
الحسن فل ريب في ثبوت ذلك عنه وقد قرن ذلك بإبطال الطيللرة كملا فللي
الصحيحين من حديث الزهري عن عبيد بن عبلدالله علن أبلى هريلرة رضلى
الله عنه قال قال رسول الله صلى عليه وسلم لطيرة وخيرها الفللأل قللالوا
وما الفأل يا رسول الله قال الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم فابتدأهم النللبي
بإزالة الشبهة وأبطال الطيرة لئل يتوهموها عليه في إعجابه بالفللأل الصللالح
وليس في العجاب بالفأل ومحبتلله شللىء مللن الشللرك بللل ذلللك إبانللة عللن
مقتضللى الطبيعللة ومللوجب الفطللرة النسللانية الللتي تميللل إلللى مايلئمهللا
ويوافقها مما ينفعها كما أخبرهم أنه حبب إليه من الدنيا النساء والطيب 00
#وفي بعض الثار أنه صلى الله عليه وسلم كان يعجبله الفاغيلة وهللى نلور
الحناء وكان يحب الحلواء والعسل وكان يحب الشراب البللارد الحلللو ويحللب
حسن الصوت بالقرآن والذان ويستمع إليله ويحلب معلالي الخلق ومكلارم
الشيم وبالجملة يحب كل كمال وخير وما يفضللي إليهمللا والللله سللبحانه قللد
جعللل فللي غللرائز النللاس العجللاب بسللماع السللم الحسللن ومحبتلله وميللل
نفوسهم إليه وكذلك جعل فيها الرتياح والستبشار والسللرور باسللم السلللم
والفلح والنجاح والتهنئة والبشرى والفللوز والظفللر والغنللم والربللح والطيللب
ونيل المنية والفرح والغوث والعز والغنى وأمثالها فإذا قرعت هذه السللماء
السماع استبشرت بها النفللس وانشللرح لهللا الصللدر وقللوى بهللا القلللب وإذا
سمعت أضدادها أوجب لها ضللد هللذه الحللال فأحزنهللا ذلللك وأثللار لهللا خوفللا
وطيرة وأنكماشا وانقباضا عما قصدت للله وعزمللت عليلله فللأورث لهللا ذلللك
ضررا في الدنيا ونقصا في اليمان ومقارفة للشرك كما ذكره أبو عمر
#في التمهيد من حديث المقري عن أبى لهيعة حدثنا ابللن هللبيرة عللن أبللى
عبد الرحمن الجيلللى علن عبللدالله بلن عمللر علن رسللول قلال ملن أرجعتله
الطيرة من حاجته فقد أشرك قال وما كفارة ذلللك يللا رسللول الللله قللال أن
يقول أحللدهم اللهللم لطيللر إل طيللرك ول خيللر إل خيللرك ول إللله غيللرك ثللم
يمضى لحلاجته # 00وذكلر ابلن وهلب قلال أخلبرني أسلامة بلن زيلد قلال
سمعت نافع بن جبير ابن مطعم يقول سأل كعب الحبار عبللدالله بللن عمللر
هل تتطير فقال نعم قال فكيف تقول إذا تطيرت قال أقول اللهم ل طير إل
طيرك ول خير إل خيرك ول رب غيرك ول قوة إل بك فقال كعللب أنلله أفقلله
العرب والله إنها لكذلك في التوراة وهذا الذي جعله الله سبحانه فللي طبللاع
الناس وغرائزهم من العجللاب بالسللماء الحسللنة واللفللاظ المحبوبللة وهللو
نظير ما جعل في غرائزهم من العجاب بالمناظر النيقة والريللاض المنللورة
والمياه الصللافية واللللوان الحسللنة والللروائح الطيبللة والمطللاعم المسللتلذة
وذلك أمر ل يمكن دفعه ول يحد القلب عنه انصرافا فهو ينفع المؤمن ويسر
نفسه وينشطها ول يضرها في إيمانها وتوحيدها وأخبر في حديث أبى هريرة
أن الفأل من الطيرة وهو خيرها فقال ل طيرة وخيرها الفأل فأبطل الطيرة
وأخبر أن الفأل منها ولكنه خيرها ففصل بين الفأل والطيرة لما بينهمللا مللن
المتياز والتضاد ونفع أحدهما ومضللرة الخللر ونظيللر هللذا منعلله مللن الرقللاء
بالشرك وإذنه في الرقية إذا لم تكن شركا لما فيها من المنفعة الخالية عن
المفسدة وقد اعتاص هذا الفرقان على أفهام كثير مملن غلللظ عللن معرفللة
الحق والدين حجابه وغلظ عنه طبعه وكشلف عنله فهمله فقلال السلامع إذا
سمع مثل يا بشارة أو أبشر أو ل تخف أو يانجيح ونحوه وسمع ضد ذلك فأما
أن يللوجب المللر أن مايشللاكلهما وأمللا وأن ل يوجبللا شلليئا فأمللا أن يللوجب
أحدهما دون الخر فل وجه له وهذا من عمى عن الهدى وصلم علن سلماعه
وإنما تحصللل الهدايللة مللن ألفللاظ رسللول الللله صلللى عليلله وسلللم وتشللرق
ألفاظها في صدر من تلقاها بالتصديق والقبول فأذعن لها بالسلمع والطاعلة
وقابلها بالرضى والتسليم وعلم أنها منبع الهدى ومعيللن الحللق ونحللن بحمللد
الله نوضح لمن اشتبه ذلك عليلله فرقللان مللا بينهمللا وفللائدة الفللأل ومضللرة
الطيرة فنقول # 00الفأل والطيللرة وإن كللان مأخللذهما سللواء ومجتناهمللا
واحللدا فإنهمللا يختلفللان بالمقاصللد ويفترقللان بالمللذاهب فمللا كللان محبوبللا
مستحسنا تفاءلوا به وسموه الفأل وأحبوه ورضوه وما كللان مكروهللا قبيحللا
منفرا تشاءموا به وكرهوه وتطيروا منه وسموه طيللرة تعرقللة بيللن المريللن
وتفصيل بين الللوجهين وسللئل بعللض الحكمللاء فقيللل للله مللا بللالكم تكرهللون
الطيرة وتحبون الفأل فقال لنللا فللي الفللأل عاجللل البشللرى وإن قصللر عللن
المل ونكره الطيرة لما يلزم قلوبنا من الوجللل وهللذا الفرقللان حسللن جللدا
وأحسن منه ما قاله ابن الرومللي فللي ذلللك الفللأل لسللان الزمللان والطيللرة
عنوان الحدثان وقد كانت العرب تقلب السماء تطيرا وتفاؤل
وحاله ويبقى هللدفا لسللهام الطيللرة ويسللاق إليلله مللن كللل أوب ويقيللض للله
الشيطان من ذلك ما ما يفسد عليه دينه ودنياه وكم هلك بذلك وخسر الدنيا
والخرة فأين هذا من الفأل الصالح السار للقلوب المؤيد للمال الفاتح بللاب
الرجاء المسكن للخوف الرابط للجاش الباعث على الستعانة بالله والتوكل
عليه والستبشللار المقللوى لمللله السللار لنفسلله فهللذا ضللد الطيللرة فالفللأل
يفضي بصاحبه إلى الطاعة والتوحيد والطيرة تفضي بصاحبها إلللى المعصللية
والشرك فلهذا استحب الفأل وأبطل الطيرة وأما حديث اللقحة ومنع النللبي
حربا ومرة من حلبها وأذنه ليعيش في حلبها فليس هذا بحمد الله في شيء
من الطيرة لنه محال أن ينهى عن شيء ويبطله ثم يتعاطاه هو وقد أعللاذه
الله سبحانه من ذلك قال أبو عمر ليس هللذا عنللدي مللن بللاب الطيللرة لنلله
محال أن ينهى عن شيء ويفعله وإنما هو من طلب الفال الحسن وقد كللان
أخبرهم عن أقبح السماء أنه حرب ومرة فأكد ذلك حتى ل يتسمى بهللا أحللد
ثم ساق من طريق ابن ربيعة عن جعفر بن ربيعة بن يزيد عن عبد الللله بللن
عامر اليحصبي أن رسول الله قللال خيللر السللماء عبللد الللله وعبللد الرحمللن
واصدقها حارث وهمام حارث يحرث لبنائه وهمام يهللم بللالخير وكللان يكللره
السم القبيح لنه كان يتفاءل بالحسن من الشياء ثم ساق مللن طريللق ابللن
وهب حدثني ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد عن عبد الرحمن بللن جللبير عللن
يعيش الغفاري قال دعا النبي يوما بناقة فقال من يحلبها فقللام رجللل فقللال
أنا فقال ما اسمك قال مرة قال اقعد ثللم قللام آخللر فقللال مللا اسللمك قللال
جمرة قال اقعد ثم قام رجل فقال ما اسمك قال يعيللش قللال احلبهللا وروى
حماد بن سلمة عن حميد عن بكر بن عبد الله المزني أن رسللول الللله كللان
إذا توجه لحاجة يحللب أن يسللمع يانجيللح يلا راشللد يللا مبللارك وقللد روى مللن
حديث بريدة أن النبي كان ل يتطير من شيء ولكن كان إذا سال عللن اسللم
الرجل فكان حسنا رؤى البشاشة في وجهلله وإن كللان سلليئا رؤى ذلللك فللي
وجهه وإذا سأل عن اسم الرض وكان حسللنا رؤى ذلللك فيلله قلللت الحللديث
رواه المام أحمد في مسنده حدثنا عبدالصمد حدثنا هشللام عللن قتللادة عللن
عبد الله بن بريدة عن أبيه قال كان رسول الله ل يتطير من شيء ولكنه إذا
أراد أن يأتي ارضا سال عن اسللمها فللإن كللان حسللنا رؤى ذلللك فللي وجهلله
وكان إذا بعث رجل سأل عن اسمه فإن كان حسن السللم رؤى البشللر فللي
وجهه وإن كان قبيحا رؤى ذلك في وجهه وقال ابو عمر حللدثنا عبللد الللوارث
حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير بللن حسللين بللن حريللث ابللن عبللد الللله بللن
بريده عز الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال كان النبي ل
يتطير ولكن كان يتفاءل فركب بريدة في سبعين راكبا من أهل بيته من بني
أسلم فتلقى النبي ليل فقال له النبي من أنت قللال أنللا بريللدة فللالتفت إلللى
أبي بكر قال يا أبا بكر
#برد أمرنا وصلح ثم قال ممن قال من أسلم قال لبى بكر سلمنا ثم قللال
ممن قال من بنى سهم قال خرج سهمنا قال أحمللد بللن زهيللر قللال أنللا أبللو
عمار سمعت أو كما يحدث هذا الحديث بعد ذلك عن أخيه سهل بن عبللدالله
عن أبيه عبدالله بن بريدة فأعدت ثلثا مللن حللدثك قللال سللهل أخللي والللذي
يكشف أمر حديث اللقحة مازاده ابن وهب في جامعه الحديث فقال بعد أن
ذكره فقام عمر بن الخطاب فقال أتكلم يا رسول اللله أم أصلمت قلال بلل
أصمت وأخبرك بما أردت ظننت يا عمر أنها طيرة ول طير إل طيره ول خير
إل خيره ولكن أحب الفأل الحسن فزال بذلك تعلللق المتطيريللن بللن ووضللح
أمر الحديث والحمد لله رب العالمين 00ويمكللن أن يكللون هللذا منلله علللى
سبيل التأديب لمته لئل يتسموا بالسماء القبيحة وليبادر من أسلم منهم وله
اسم قبيح إلى إبداله بغيره من غير إيجاب منه ول إلزام ولكن لللوجهين مللن
السللتحباب # :أحللدهما انتقللالهم عللن مللذاهب آبللائهم ومقاصللد سلللفهم
الفاسدة القبيحة التي يحزن بها بعضهم بعضللا عنللد سللماعها وموافللاة أهلهللا
ومخالطتهم ومفاجأتهم لملا يبقللى فللي ذلللك مللن آثلار الطيللرة الكامنللة فللي
الغريزة فإن سلم العبد منها وجاهد نفسه كليها عنللد لقيللا صللاحبها وسللماعه
لسم أخيه لم يسلم من الكمد وحزن القلب وقللد يللؤدى ذلللك إلللى البغضللاء
وإلى ضرب من النفرة والتفرقة كالصديق يدعوه الصديق القبيح السم فقد
يتمنى خاطره أنه لم يصحبه ول رآه ول سمع اسمه حتى إذا طمع به ودعللاه
ذو السم الحسن ابتهج أليه وأقبل عليه وسر بصياحه ودعائه له لراحة قلبلله
إلى حسن اسمه فقد يدعو البعيد من قلبلله ويبعللد الصللديق مللن نفسلله مللن
أجل اسمه فكيف به إذا رآه مللن يللومه وعللبرله تعللبير السللوء مللن اشللتقاق
اسمه كيف يعود متمنيا لفقده في رقاده متكرها للقائه متطيرا لرؤيته وهللذا
ضد التوادد والتراحم والتوالف الذي قصد الشارع ربطه بين المؤمنين فكره
صلى الله عليه وسلم لمته مقامها على حالة يؤذى بهللا بعضللهم بعضللا لغيللر
عذر ول فائدة تعود عليهم ل في الدينا ول في الخر ويؤدى هذا إلى التقلاطع
والتنافر مع أنه قد ندبهم واستحب لهللم إدخللال أحللدهم السللرور علللى أخيلله
المسلم ما استطاع ودفع الذى والمكروه عنه فقللال ل تقللاطعوا ول تللدابروا
وكونوا عبللاد الللله إخوانللا المسلللم أخللو المسلللم وقللد أمرهللم يللوم الجمعللة
بالغسل والطيب عند اجتماعهم لئل يؤذى بعضللهم بعضللا برائحتلله الللتي انمللا
يتجشمها ساعة للجتماع ثللم يفترقللا ومنللع آكللل الثللوم والبصللل مللن دخللول
المسللجد لجللل تللأذى النللاس والملئكللة بلله ومنللع الثنيللن أن يتناجيللا دون
صاحبهما خشية تأذيه وحزنه ومنع أحدهم أن يأكل متاع أخيه لعبللا لن ذلللك
يؤذيه ومعلوم أن ضرر السم القبيح على كثير منهم عليه عند همه وخروجه
من منزله ورؤية صاحبه في منامه ودعائه من برائحللة الثللوم والبصللل وهللذا
من كمال رأفته ورحمته بالمؤمنين وعزة ما عنتوا
#عليه ولهذا والله أعلم غير كثيرا من السماء القبيحة بأحسللن منهللا وغيللر
أسماء حسنة إلى غيرها خشية الطيرة والتأذى عند نفيها والخروج مللن عنللد
المسمى أو لتضمنها تزكية النفس ونحوها فللالول كغيللره اسللم الحبللاب بللن
المنذر بعبد الرحمن وقال الحباب اسللم الشلليطان وغيللر أبللا مللرة إلللى أبللى
حلوة وغير أبا المعاصي إلللى مطيللع وغيللر عاصللية بجميلللة وغيللر أسللم بنللى
الشيطان إلى بنى عبدالله وغير اسم أصرم إلى اسم زرعة وغير اسم حزن
جد سعيد بن المسيب إلى سهل فأبى قبول ذلك فلزمه مسمى اسللمه مللن
الحزونة له ولذريته # 00وقال أبللو داود وغيللر النللبي اسللم العللاص وعزيللر
وعقلة والشيطان والحكم وغراب وحبللاب وشللهاب فسللماه هشللاما وسللمى
حربا سلما وسمى المضطجع المنبعث وأرضا اسللمها عفللرة سللماها خضللرة
وشعب الضللة سماه شعب الهدى وبنو الزنية سماهم بنى الرشدة وسللمى
بنى مغويه بنللى رشللدة قللال أبللو داود تركللت أسللانيدها للختصللار 00وقللال
مسروق لقيت عمر فقال من أنت فقلللت مسللروق بلن الجللدع فقللال عمللر
سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول الجدع شيطان وأما الثاني ففللي
صحيح مسلم عن سمرة قال قال رسول الله صلى وعليلله وسلللم لتسللمين
غلمك يسارا ول رباحا ول نجيحا ول أفلح فإنك تقول اثم هللو فيقللال ل وغيللر
اسم برة بزينب وكره أن يقال خرج من عند برة وأمللا الثللالث فكتغييللره أبللا
الحكم بأبي شريح وتفسيره أيضا برة بزينب وقال ل تزكللوا أنفسللكم فللروى
مسلم في صحيحه عن محمد ابن عمرو بن عطاء أن زينب بنت أبى سلللمة
سألته ما سميت بنتك قال سميتها برة فقللالت إن رسللول الللله صلللى عليلله
وسلم نهى عن هذا السم وسميت برة فقللال النللبي ل تزكللوا أنفسللكم الللله
أعلم بأهل البر منكم فقالوا ما نسميها قال سموها زينب ومن هللذا مللا فللي
الصحيحين عن أبى هريرة عن النلبي أن أخنلع اسلم عنلد اللله يلوم القياملة
رجل تسمى ملك الملك ل مالك إل الله قال سفيان بن عيينة مثللل شللاهان
شاه وذكر وهب أن رسول الله عليه وسلم أتى بغلم فقال مللا سللميتم هللذا
قالوا السائب فقال ل تسموه السائب ولكللن سللموه عبللد الللله قللال فغلبللوا
على اسمه فلم يمت حتى ذهب عقله فإن قيل فقد كان لرسول الله اسللمه
رباح وكان لبى أيوب غلم اسمه أفلح ولعبد الله بن عمللر غلم اسلمه ربلاح
قيل هذا النهى من النبي لم يكن على وجه العزيمة والحتم ولكن كللان علللى
جهة الكراهة والللدليل عليلله مللا روى البخللاري فللي صللحيحه عللن سللعيد بللن
المسيب عن أبيه عن جده حزن أنه أتى النبي فقال له ما اسمك قال حللزن
فقال أنت سهل ل أغير اسما سمانية أبى فلم ينكر عليه النبي ول أخللبره أن
ذلك معصية بل سكت عنه وكذلك لما غيللر اسللم السللائب فللأبوا تغييللره لللم
ينكر عليهم وأيضا فروى مسلم في صحيحه من حديث أبى الزبير عن جللابر
قال أراد النبي أن ينهى أن يسمى بيعلى وبركللة وأفلللح ويسللار ونللافع ونحللو
ذلك ثم رأيته سكت
#بعد عنها فلم يقل شيئا ثم قبض ولم ينه عن ذلك ثم أراد عمر رضى الله
عنه أن ينهللى عللن ذلللك ثللم تركلله ورأيللت لبعضللهم فللي الفللرق بيللن الفللأل
والطيرة كلما ما أذكره بلفظه قللال أمللا مللا روى أن النللبي كللان يتفللاءل ول
يتطير فهما وإن كان معناها واحد في السللتدلل فبينهمللا افللتراق لن الفللأل
إبانة والتطير استدلل والبانة أكثر واشهر وأوضح وأفصح لن من كللان فللي
قلبه وضميره شيء فسمع قائل يقول أقبل الخير وامض بسلللم أو أبشللر أو
نحو ذلك فقد اكتفى بما سمع من الستدلل والذي يرى طائرا يصيح أو ينوح
فليس معه إلى الستدلل على اليمن بالسانح والشؤم بالبارح وهذا أمر قللد
يكون وقد ل يكون وذلك الفأل في العم يكون وقللال آخللرون إن النللبي لللم
يكن يتطير أي لم يكن يسند المور الكائنة من الخير والشر إلى الطيللر كمللا
يفعل الكهنة وقال آخرون إن النبي كان إذا جلس مع أصحابه فتكلم أحللدهم
بخير أو سمع من تكلم حصهم عليه وعرفهم به ومعلوم أنلله ل بللد لطللائر أن
يمر سانحا أو بارحا أو قعيدا أو ناطحا فل يوقفهم عليه ول يعرفهم به إذ ذلك
من فعل الكهان وكان الحديث المروى عنه أنه كللان يتفللاءل ول يتطيللر مللن
هذا المعنى وقد أغنى الله رسوله باخبللاره بارسللال جبريللل إليلله بمللا يحللدثه
سبحانه من الستدلل على أحداثه بالشياء التي ينظر فيها غيره تفرقة منلله
سبحانه بين النبوة وغيرها فان قيل فهللذا الللذي نللزل بهللذين الرجليللن وهمللا
السائب وحزن هل كان من أجل اسمهما أم من جهللة غيللر السللم قيللل قللد
يظن من ل ينعم النظر أن الذي نزل بهمللا هللو مللن جهللة اسللميهما ويصللحح
بذلك امر الطيرة وتأثيرها ولو كان كمللا ظنللوه لللوجب أن ينللزل بجميللع مللن
تسمى باسميهما من أول الدهر ولكان اقتضاء السللم لللذلك كاقتضللاء النللار
الحراق والماء والتبريد ونحوه ولكن يحمل ذلك والله أعلم على أن المرين
الجاريين عليهما قد تقدما في أم الكتللاب كمللا تقللدم لهمللا أيضللا أن يتسللميا
باسميهما إلى أن يختلار لهملا رسلول اللله وغيرهملا فيرغبلون علن اختيلاره
ويتخلفون عن استجابته فيعاقبا بما قللد سللبق لهمللا عقوبللة تطللابق اسللمهما
ليكللون ذلللك زاجللرا لمللن سللواهما وقللد يكللون خللوفه علللى اهللل السللماء
المكروهة أيضا من مثل هذه الحوادث إذ قد تنللزل بالنسللان بل مشلليئة بمللا
في اسمه فيظن هو أو جميع من بلغه أن ذلك كان من أجل اسمه عاد عليه
بشؤمه فيعصي الللله عللز وجللل وقللد كللره قللوم مللن الصللحابة والتللابعين أن
يسموا عبيدهم عبد الله أو عبد الرحمن أو عبد الملك ونحوه ذلك مخافللة أن
يعتقهم ذلك قال سعيد بن جبير كنت عند ابن عباس سنة ل أكلمه ول أعرفه
ول يعرفني حتى أتاه يوما كتاب ملن امللرأة ملن أهلل العللراق فلدعا غلملانه
فجعل يكني عن عبيد الله وعبد الللله واشللباهم ويللدعو يللا مخللراق يللا وثللاب
وروى أبو معاوية عن العمش عن إبراهيم
#قال كانوا يكرهون أن يسمى الرجل غلمه عبد الله مخافة أن ذلك يعتقه
وروى مغيرة عن ابي معشر عن إبراهيم أنلله كللره أن يسللمى مملللوكه عبللد
وعبيد الله وعبد الملك وعبد الرحمن واشباهه مخافة العتق قال بعللض أهللل
العلم كراهتهم لذلك نظير ما كره رسول الللله مللن تسللمية المماليللك بربللاح
ونافع وأفلح لن ذلك كان منه حذرا من أن يقال أهاهنا نافع فيقال ل أو أثللم
أفلح فيقال ل أو بركللة أو يسللار أو ربللاح فيقللال ل ومعلللوم إن السللائل عللن
انسان إسمه أفلح أو نافع أو رباح هل هو في مكان كذا إنما مسئلة تلك عن
مسمى شخص من أشخاص بني آدم سمى باسم جعل عليه دليل يعللرف بلله
إذا ذكر إذا كانت السماء العوارى المفرقلة بيلن الشلخاص المتشلابهة إنملا
هي أدلة المسمين بها ل مسللالة عللن شللخص صللفته النفللع والفلح والبركللة
وذلك من كراهته نظير كراهته تسمية تلك المرأة برة فحول إسمها جويريللة
وتحويله اسم أرض كان اسمها عفرة فردها خضرة ونحو ذلك كللثير ومعلللوم
أن تحويله ما حول من هذه السماء عما كان عليه لم يكن لن التسمية بمللا
كان المسمى به منهم مسمى قبل تحويله ذلك كللان حللرام التسللمية ولكللن
كان ذلك منه وعلى وجه الستحباب واختيار الحسن على الذي هو دونه في
الحسن إذ كان ل شيء في القبيح من السماء إل وفي الجميل الحسن منها
مثله من الدللة على المسمى به مع تخير الحسن بفضل الحسن والجمللال
من غير مؤنة تلزم صاحبه بسبب التسمى وكللذلك كراهللة مللن كللره تسللمية
مملوكه عبد الله وعبد الرحمن إنما كانت كراهة ذلك حللذرا أن يللوجب ذلللك
له العتق ول شك أن جميع بنلي آدم عبيلد الللله أحرارهللم وعبيللدهم وصلفهم
بذلك واصف أو لم يصفهم ولكن الذين كرهللوا التسللمية بللذلك صللرفوا هللذه
السماء عن رقيقهم لئل يقع اللبس على السامع بذلك من اسللمائهم فيظللن
أنهم أحرار إذ كان استعمال أكثر الناس التسمية بهذه السماء فللي الحللرار
فتجنبوا ذلك إلى ما يزيل اللبس عنهم من أسماء المماليك والله أعلم
فصل وأما الثر الذي ذكره مالك عن يحيى بن سعيد أن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه قال لرجل ما اسمك قال جمرة الحديث الى آخللره
فالجواب عنلله أنلله ليللس بحمللد الللله فيلله شلليء مللن الطيللرة وحاشللا أميللر
المؤمنين رضي الله عنه من ذلك وكيف يتطير وهو يعلللم أن الطيللرة شللرك
من الجبت وهو القائل في حديث اللقحة ما تقدم ولكن وجه ذلك والله أعلم
أن هذا القول كان منه مبالغة في النكار عليه لجتماع أسماء النار والحريق
في اسمه واسم أبيه وجده وقبيلته وداره ومسكنه فوافق قوله اذهللب فقللد
احترق منزلك وقدرك ولعل قوله كان السبب وكثيرا ما يجري مثل هذا لمن
هو دون عمر بكثير فكيف بالمحدث الملهم الذي ما قال لشيء اني
لظنه كذا إل كان كما قللال وكللان يقللول الشلليء ويشللير بلله فينللزل القللرآن
بموافقته فاذا نزل المر الديني بموافقة قلوله فكلذلك وقلوع الملر الكلوني
القدرى موافقا لقوله ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها عن النللبي
أنه كان يقول قد كان في المم قبلكللم محللدثون فللان يكللن فللي أمللتي أحللد
منهم فعمر بن الخطاب رضللي الللله عنلله قللال ابللن وهللب تفسللير محللدثون
ملهمون وفي صحيح البخللارى عللن أبللي هريللرة رضللي الللله عنلله قللال قللال
رسول الله لقد كان فيمن كان قبلكم من بني اسرائيل رجللال يعلمللون مللن
غير أن يكونوا أنبياء فان يكن في أمتي منهم أحد فعمر وفي الصحيحين عن
عمر رضي الله عنه قللال وافقللت ربللي فللي ثلث فللي مقللام إبراهيللم وفللي
الحجاب وفي اساري بدر وفللي صللحيح البخللاري عللن أنللس قللال قللال عمللر
وافقني اللله فلي ثلث أو وافقنلي ربلي فلي ثلث قللت يلا رسلول اللله للو
اتخذت مقام إبراهيم مصلى وقلت يا رسول الله يدخل عليللك الللبر والفللاجر
فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب فأنزل الله آية الحجاب وبلغنللي معاتبللة
النبي بعض نسأله فدخلت عليهن فقلللت ان انتهيتللن أو ليبللدلن الللله رسللوله
خيرا منكن حتى أتيت أحدى نسائه فقالت يا عمللر أمللا فللي رسللول الللله مللا
يعظ نساءه حتى تعظهن أنت فأنزل الله عز وجل عسى ربه إن طلقكللن أن
يبدله أزواجا خيرا منكن الية وفي الصحيحين أنه لما قام ليصلللى علللى عبللد
الله بن أبي بن أبي سلول رأس المنللافقين قللام عمللر فأخللذ ثللوبه وقللال يللا
رسول الله أتصلي عليه وقد نهاك الله أن تصلي عليه فقال رسول الله إنما
خيرني الله فقال استغفر لهم أو ل تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة
فلن يغفر الله لهم وسأزيد على السبعين وصلى رسول الله فأنزل الللله علز
وجل ول تصل على أحد منهم مات أبللدا ول تقللم علللى قللبره فللترك الصلللة
عليهم فإذا كانت هذه موافقة عمر لربه في شللرعه ودينلله وينطللق بالشلليء
فيكون هو المأمور المشروع فكذلك ل يبعد ملوافقته لله تعلالى فلي قضلائه
وقدره ينطق بالشيء فيكون هو المقضى المقدور فهذا لون والطيللرة لللون
وكذلك جرى له تطير مع رجل آخر ساله عن اسمه فقللال ظللالم فقللال ابللن
من قال ابن سارق قال تظلم أنت ويسرق أبللوك وذكللر المللدائني عللن أبللي
صفرة وهو أبو المهلب أنه ابتاع سلعة بتأخير من رجل من بنللي سللعد فللأراد
أن يشهد عليه فقال له ما اسمك قال ظالم قال ابللن مللن قللال ابللن سللراق
قال ل والله ل يكون عليك شيء أبدا #
فصل وأما محبة النبي التيمن في تنعله وترجله وطهوره وشأنه كله
فليس هذا من بلاب الفلأل ول التطيلر بالشلمال فلي شليء ولكلن تفضليل
اليمين على الشمال فكان يعجبه
#أن يباشر الفعال التي هي مللن بللاب الكرامللة بللاليمين كالكللل والشللرب
والخذ والعطاء وضدها بالشمال كالستنجاء وامساك الذكر وإزالللة النجاسللة
فإن كان الفعل مشتركا بين العضوين بدأ باليمين في افعال التكريم وأماكنه
كالوضوء ودخول المسجد وباليسار في ضد ذلك كدخول الخلء والخروج من
المسجد ونحوه والله تعالى فضل بعض مخلوقاته على بعللض وفضللل بعللض
جوارح النسان وأعضائه على بعض ففضل العين على الكعب والللوجه علللى
الرجل وكذلك فضل اليد اليمين علللى اليسللار وخلللق خلقلله صللنفين سللعداء
وجعلهلم أصلحاب اليميلن وأشلقياء وجعلهلم أصلحاب الشلمال وقلال النلبي
المقسطون عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يللديه يميللن
الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا وفي الصحيح عنه لما أسرى بلله
رأى آدم في سماء الدنيا وإذا عن يمينه اسودة وعن يساره اسودة فإذا نظر
قبل يمينه عنه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى فقال ما هذا يا جبريل فقال
هذا آدم وهذه السودة عن يمينه ويساره بنوه فأهللل اليميللن أهللل السللعادة
من ذريته وأهل اليسار أهل الشقاوة وفي المسند عن عائشللة قللالت كللانت
يد رسول الله اليمين لطهوره وطعامه وكانت يده اليسرى لخلئه ومللا كللان
من أذى وفي المسند أيضا وسنن أبي داود عن حفصة بنت عمر زوج النللبي
كان يجعل يمينه لطعامه ويجعل شماله لمللا سللوى ذلللك وقللال أحمللد كللانت
يمينه لطعامه وطهوره وصلته وشأنه وكانت شماله لما سوى ذلك
فصل وأما قوله الشؤم في ثلث الحديث فهو حديث صحيح من رواية
ابن عمر وسهل بن سعد ومعاوية بن حكيللم وقللد روى أن أم سلللمة كللانت
تزيد السيف يعني في حللديث الزهللرى عللن حمللزة وسللالم عللن أبيهمللا فللي
الشؤم وقد اختلف الناس في هذا الحديث وكانت عائشة أم المؤمنين رضي
الله عنها تنكر أن يكون من كلم النبي وتقلول إنملا حكلاه رسلول اللله علن
أهل الجاهلية وأقوالهم فذكر أبو عمر بللن عبللد الللبر مللن حللديث هشللام بللن
عمار حدثنا الوليد بن مسلم عن سعيد عن قتادة عن أبي حسان أن رجليللن
دخل على عائشة وقال إن أبا هريرة يحدث أن النبي قللال إنمللا الطيللرة فللي
المرأة والدار والدابة فطارت شقة منها في السللماء وشللقة فللي الرض ثللم
قالت كذب والذي أنزل الفرقان على ابي القاسم من حدث عنه بهذا ولكللن
رسول الله كان يقول كللان أهللل الجاهليللة يقولللون ان الطيللرة فللي المللرأة
والدار والدابة ثم قرأت عائشللة مللا اصللاب مللن مصلليبة فللي الرض ول فللي
أنفسكم إل في كتاب من قبل أن نبرأها إن في ذلك على الله يسير قال أبو
عمر وكانت عائشة
تنفي الطيللرة ول تعتقللد منهللا شلليئا حللتى قللالت لنسللوة كللن يكرهللن البنللاء
بأزواجهن في شوال ما تزوجني رسول الله إل في شوال ومللا دخللل بللي إل
في شللوال فمللن كللان احظللى منللي عنللده وكللان تسللتحب أن يللدخلن علللى
أزواجهن في شوال قال أبو عمر وقولها في أبي هريللرة كللذب فللإن العللرب
تقول كذبت بمعنى غلطت فيما قدرت وأوهمت فيمللا قلللت ولللم تظللن حقللا
ونحو هذا وذلك معروف من كلمهللم موجللود فللي أشللعارهم كللثيرا قللال أبللو
طالب # :كذبتم وبيت الله نترك مكللة %ونظعللن ال أمركللم فللي بلبللل #
كذبتم وبيت الله نبري محمدا %ولما نطاعن دونه ونناضل #ونسلمه حللتى
نصرع حوله %ونذهل عن أبنائنا والحلئل #وقللال شللاعر مللن همللدان # :
كذبتم وبيت الله ل تأخذونه %مراغمة مادام للسيف قائم #وقال زفر بللن
الحارث العبسي # :أفي الحق إما بحدل وابللن بحللدل %فيحللي وأمللا ابللن
الزبير فيقتل #كذبتم وبيت الله ل تقتلونه %ولما يكن أمر أغللر محجللل #
قال أل ترى أن هذا ليس من باب الكذب الذي هو ضد الصدق وإنما هو مللن
باب الغلط وظن ما ليس بصحيح وذلك أن قريشا زعموا أنهم يخرجون بنللي
هاشم من مكة ان لم يتركوا جوار محمللد فقللال لهللم أبللو طللالب كللذبتم أي
غلطتم فيمللا قلتللم وظننتللم وكللذلك معنللى قللول الهمللداني والعبسللي وهللذا
مشهور في كلم العرب قلت ومن هذا قول سعيد بن جللبير كللذب جللابر بللن
زيد يعني في قوله الطلق بيد السليد أي أخطلأ ومللن هللذا قلول عبللادة ابلن
الصامت كذب ابو محمد لما قللال الللوتر واجللب أي أخطللأ وفللي الصللحيح أن
النبي قال كذب ابو السنابل لمللا أفللتى أن الحامللل المتللوفى عنهللا زوجهللا ل
تتزوج حتى تتم لها أربعة أشهر وعشرا ولو وضعت وهذا كثير والمقصللود أن
عائشة رضي الله عنها ردت هذا الحديث وأنكرته وخطأت قائله ولكللن قللول
عائشة هللذا مرجللوح ولهللا رضللي الللله عنهللا اجتهللاد فللي رد بعللض الحللاديث
الصحيحة خالفها فيه غيرها من الصحابة وهي رضي الله عنها لمللا طنللت أن
هذا احديث يقتضي إثبات الطيرة التي هي من الشرك لم يسعها غير تكذيبه
ورده ولكن الذين رووه ممن ل يمكن رد روايتهم ولم ينفرد بهذا أبللو هريللرة
وحده ولو انفرد به فهلو حلافظ الملة عللى الطلق وكلملا رواه النلبي فهلو
صحيح بل قد رواه عن النبي عبد الله بن عمر بن الخطاب رضللي الللله عنلله
وسهل بلن سللعد السلاعدى وجللابر بلن عبللد الللله النصللاري وأحلاديثهم فلي
الصحيح فالحق أن الواجب بيان معنى الحديث ومباينته للطيرة الشركية
فنقول وبالله التوفيق هللذا الحللديث قللد روى علللى وجهيللن أحللدهما بللالجزم
والثاني بالشرط فأما الول فرواه مالك عن ابن شهاب عللن سللالم وحمللزة
بن عبد الله بن عمر عن أبيهما أن رسول الله قال الشؤم في الدار والمرأة
والفرس متفق عليه وفي لفظ فللي الصللحيحين عنلله ل عللدوى ول صللفر ول
طيللرة وإنمللا الشللؤم فللي ثلثلة المللرأة والفللرس والللدار وأمللا الثللاني ففللي
الصحيحين أيضا عن سللهل بللن سللعد قللال قللال رسللول الللله إن كللان ففللي
المرأة والفرس والممكن يعني الشللؤم وقللال البخللاري إن كللان فللي شلليء
وفي صحيح مسلم عن جابر مرفوعا إن كان في شيء ففي الربللع والخللادم
والفرس وفي الصحيحين عن ابن عمر مرفوعا إن يكللن مللن الشللؤم شلليء
حقا ففي الفرس والمسكن والمرأة وروى زهيلر بلن معاويلة عللن عتبلة بلن
حميد قال حدثني عبيد الله بن أبي بكر أنه سمع أنسا يقول قال رسول الله
ل طيرة والطيرة على من تطيلر وإن يكلن فلي شليء ففلي الملرأة واللدار
والفرس ذكره أبو عمر #وقالت طائفة أخرى لم يجزم النبي بالشللؤم فللي
هذه الثلثة بل علقه على الشرط فقال إن يكن الشؤم فلي شليء ول يللزم
من صدق الشرطية صدق كل واحللد مللن مفرديهللا فقللد يصللدق التلزم بيللن
المستحيلين قالوا ولعل الوهم وقللع مللن ذلللك وهللو أن الللراوي غلللط وقللال
الشؤم في ثلثة وإنما الحديث إن كان الشلؤم فلي شليء ففلي ثلثللة قللالوا
وقد اختلف علللى ابللن عمللر والروايتللان صللحيحتان عنلله قللالوا وبهللذا يللزول
الشكال ويتبين وجه الصواب #وقللالت طائفللة أخللرى إضللافة رسللول الللله
صلى عليه وسلم الشؤم إلى هذه الثلثة مجاز واتساع أي قد يحصل مقارنللا
لها وعندها ل أنها هي أنفسها مما يوجب الشؤم قالوا وقللد يكللون الللدار قللد
قضى الله عز وجل عليها أن يميت فيها خلقا من عباده كما يقللدر ذلللك فللي
البلد الذي ينزل الطاعون به وفي المكان الذي يكثر الوباء به فيضللاف ذلللك
إلى المكان مجازا والله خلقه عنده وقدره فيه كما يخللق الملوت عنلد قتلل
القاتل والشبع والري عند أكل الكل وشرب الشارب فالدار الللتي يهلللك بهللا
أكثر ساكنيها توصف بالشؤم لن الله عز وجل قللد قصللها بكللثرة مللن قبللض
فيها كتب الله عليه الموت في تلك الدار حسللن إليلله سللكناها وحركلله إليهللا
حتى يقبض روحه في المكان الذي كتب له كما ساق الرجل من بلد إلى بلد
للثر والبقعة التي قضى أنه يكون مدفنه بها #قالوا وكذلك ما يوصللف مللن
طول أعمار بعض أهل البلدان ليس ذلك من أجل صحة هواء ول طيب تربللة
ول طبع يزداد به الجل وينقللص بفللواته ولكللن الللله سللبحانه قللد خلللق ذلللك
المكان وقضى أن يسكنه أطول خلقه أعمارا فيسوقهم إليلله ويجمعهللم فيلله
ويحببه إليهم قالوا وإذا كان هذا على ما وصفنا في الدور والبقللاع جللاز مثللله
في النساء والخيل فتكون المرأة قللد قللدر الللله عليهللا أن تللتزوج عللددا مللن
الرجال ويموتون معها فل بد من انفاذ قضائه وقدره حلتى أن الرجلل ليقلدم
عليها من بعد علمه بكثرة من مات عنها لوجه من الطمع يقوده إليها حتى
#يتم قضاؤه وقدره فتوصف المرأة بالشؤم لذلك وكذلك الفللرس وإن لللم
يكن لشيء من ذلك فعل ول تللأثير #وقللال ابللن القاسللم سللئل مالللك عللن
الشؤم في الفرس والدار فقلال إن ذللك كلذب فيملا نلرى كلم ملن دار قلد
سكنها ناس فهلكوا ثم سكنها آخرون فملكوا قال فهللذا تفسلليره فيمللا نللرى
والله أعلم #وقالت طائفة أخرى شؤم الللدار مجللاورة جللار السللوء وشللؤم
الفرس أن يغزى عليها في سبيل الله وشؤم المرأة أن ل تلد وتكللون سلليئة
الخلق وقالت طائفة أخللرى منهللم الخطللائي هللذا مسللتثنى مللن الطيللرة أي
الطيرة منهى عنها إل أن يكون له دار يكره سكناها أو امللرأة يكللره صللحبتها
أو فللرس أو خللادم فليفللارق الجميللع بللالبيع والطلق ونحللوه ول يقيللم علللى
الكراهة والتأذي به فإنه شؤم وقد سلك هذا المسلللك أبللو محمللد بللن قتيبللة
في كتاب مشكل الحديث له لما ذكر أن بعض الملحدة اعترض بحديث هذه
الثلثة #وقالت طائفة أخرى الشؤم في هذه الثلثة إنما يلحق مللن تشللاءم
بها وتطير بها فيكون شؤمها عليه ومن توكللل علللى الللله ولللم يتشللاءم ولللم
يتطير لم تكن مشؤمة عليه قالوا ويدل عليه حديث أنس الطيللرة علللى مللن
تطير وقد يجعل الله سبحانه تطير العبد وتشاؤمه سببا لحلللول المكللروه بلله
كما يجعل الثقة والتوكل عليه وإفراده بالخوف والرجاء من أعظلم السلباب
التي يدفع بها الشر المتطير به وسر هللذا أن الطيللرة إنمللا تتضللمن الشللرك
بالله تعالى والخوف من غيره وعدم التوكللل عليلله والثقللة بلله كللان صللاحبها
غرضا لسهام الشر والبلء فيتسرع نفوذها فيه لنلله لللم يتللدرع مللن التوحيللد
والتوكل بجنة واقية وكل من خاف شيئا غيللر الللله سلللط عليلله كمللا أن مللن
أحب مع الله غيره عذب به ومن رجا مع الله غيللره خللذل مللن جهتلله وهللذه
أمور تجربتها تكفي عن أدلتها والنفس ل بد أن تتطير ولكن المللؤمن القللوي
اليمان يدفع موجب تطيره بالتوكل على الله فان من توكل على الله وحده
كفاه من غيره قال تعالى فإذا قللرأت القللرآن فاسللتعذ بللالله مللن الشلليطان
الرجيم إنه ليس له سلللطان علللى الللذين آمنللوا وعلللى ربهللم يتوكلللون إنمللا
سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون ولهذا قال ابللن مسللعود
وما منا إل يعني من يقارب التطير ولكن الله يذهبه بالتوكل ومللن هللذا قللول
زبان بن سيار # :أطار الطير إذ سللرنا زيللاد %لتخبرنللا ومللا فيهللا خللبير #
أقام كان لقمان بن عاد %أشار له بحكمته مشير #تعلم أنه ل طيللر إل %
على متطير وهو الثبور #بل شيء يوافللق بعللض شلليء %أحايينللا وبللاطله
كثير #قالوا فالشؤم الذي في الدار والمرأة والفرس قللد يكللون مخصوصللا
بمن تشاءم بها وتطير وأما من توكل على الله وخافه وحده ولم يتطير ولللم
يتشاءم فان الفرس والمرأة والدار ل يكون شؤما
في حقه #وقالت طائفة أخرى معنى الحديث إخباره عن السباب المللثيرة
للطيرة الكامنة في الغرائز يعنى أن المثير للطيللرة فللي غللرائز النللاس هللي
هذه الثلثة فأخبرنا بهذا لنأخذ الحذر منها فقللال الشللؤم فللي الللدار والمللرأة
والفرس أي أن الحوادث التي تكثر مع هذه الشياء والمصائب الللتي تتللوالى
عندها تدعو الناس إلى التشاؤم بها فقال الشؤم فيها أي أن الله قللد يقللدره
فيها على قوم دون قوم فخاطبهم بذلك لما استقر عندهم منلله مللن إبطللال
الطيرة وإنكار العدوى ولذلك لم يستفهموا في ذلك عن معنى ما أراده كمللا
تقدم لهم في قوله ل يورد الممرض على المصلح فقلالوا عنلده وملا ذاك يلا
رسول الله فأخبرهم أنه خاف في ذلللك الذى الللذي يللدخله الممللرض علللى
المصح ل العدوى لنه أمر بالتوادد وإدخللال السللرور بيللن المللؤمنين وحسللن
التجاوز ونهلى عللن التقلاطع والتبلاغض والذى فملن اعتقلد أن رسللول اللله
نسب الطيرة والشؤم إلى شيء من الشياء على سبيل إنه مؤثر بذلك دون
الله فقد أعظم الفرية على الللله وعلللى رسللوله وضللل ضلللل بعيللدا والنللبي
ابتداهم بنفي الطيرة والعدوى ثم قال الشؤم في ثلث قطعا لتوهم المنفيللة
في الثلثة التي أخبر أن الشؤم يكون فيها فقال ل عدوى ول طيرة والشللؤم
في ثلثة فابتدأهم بللالمؤخر مللن الخيللر تعجيل لهللم بالخبللار بفسللاد العللدوى
والطيرة المتوهمة من قوله الشؤم في ثلثة وبالجملة فإخباره بالشللؤم أنلله
يكون في هذه الثلثة ليس فيه إثبات الطيرة التي نفاها وإنما غللايته إن الللله
سبحانه قد يخلق منها أعيانا مشؤمة على من قاربها وسكنها وأعيانا مباركللة
ل يلحق من قاربها منها شؤم ول شر وهذا كما يعطى سبحانه الوالدين ولللدا
مباركا يريان الخير على وجهه ويعطى غيرهما ولدا مشؤما نذل يريان الشللر
على وجهه وكذلك مللا يعطللاه العبللد وليللة أو غيرهللا فكللذلك الللدار والمللرأة
والفرس والله سبحانه خالق الخير والشر والسعود والنحوس فيخلللق بعللض
هذه العيان سعودا مباركة ويقضى سللعادة مللن قارنهللا وحصللول اليمللن للله
والبركة ويخلق بعض ذلك نحوسا يتنحس بها من قارنهللا وكللل ذلللك بقضللائه
وقدره كما خلق سائر السباب وربطها بمسبباتها المتضادة والمختلفة فكمللا
خلق المسك وغيره من حامل الرواح الطيبة ولذذ بها من قارنها من النللاس
وخلق ضدها وجعلها سببا ليذاء من قارنهللا مللن النللاس والفللرق بيللن هللذين
النوعين يدرك بالحس فكذلك في الديار والنساء والخيل فهذا لون والطيللرة
الشركية لون آخر 0
فصل وأما الثر الذي ذكره مالك عن يحيى بن سعيد جاءت امرأة إلى
رسول الله فقالت يا رسول الله دار سكناها والعدد كثير والمال وافر فقللل
العدد وذهب المال فقال النبي
دعواها ذميمة وقد ذكر هذا الحديث غير مالك من روايللة أنللس أن رجل جللاء
إلى رسول الله فقال يا رسول الله أنا نزلنللا دارا فكللثر فيهللا عللددنا وكللثرت
فيها أموالنا ثم تحولنا إلى أخرى فقلت فيها أموالنللا وقللل فيهللا عللددنا فقللال
رسول الله وذكره فليس هذا من الطيرة المنهي عنها وإنما أمرهم بللالتحول
عنها عند ما وقع في قلوبهم منها لمصلللحتين ومنفعللتين إحللداهما مفللارقتهم
لمكان هم له مستثقلون ومنه مستوحشون لما لحقهم فيه ونللالهم ليتعجلللوا
الراحة مما داخلهم من الجزع في ذلك المكان والحزن والهلللع لن الللله عللز
وجل قد جعل في غرائز الناس وتركيبهم استثقال مللا نللالهم الشللر فيلله وإن
كان لسبب له في ذلك وحب ما جرى لهم على يديه الخيللر وإن لللم يردهللم
به فأمرهم بالتحول مما كرهوه لن الله عز وجل بعثه رحمة ولم يبعثه عذابا
وأرسله ميسرا ولم يرسله معسللرا فكيللف يللأمرهم بالمقللام فللي مكللان قللد
أحزنهم المقام به واستوحشوا عنده لكثرة من فقدوه فيلله لغيللر منفعتلله ول
طاعة ول مزيد تقوى وهدى فل سيما وطول مقامهم فيها بعد ما وصللل إلللى
قلوبهم منها ما وصل قد يبعثهم ويللدعوهم إلللى التشللاؤم والتطيللر فيللوقعهم
ذلك فلي أمريلن عظيميلن أحلدهما مقارنلة الشلرك والثلاني حللول مكلروه
أحزنهللم بسللبب الطيللرة الللتي إنمللا تلحللق المتطيللر فحمللاهم بكمللال رأفتلله
ورحمته من هذين المكروهين بمفارقة تلك الللدار والسللتبدال بهللا مللن غيللر
ضرر يلحقهم بذلك في دنيا ول نقللص فللي ديللن وهللو حيللن فهللم عنهللم فللي
سؤالهم ما أرادوه من التعرف عن حال رحلتهم عنها هل ذلك لهم ضار مللؤد
إلى الطيرة قال دعوها ذميمة وهذا بمنزلة الخللارج مللن أرض بهللا الطللاعون
غير فار منه ولو منع الناس الرحلة من الدار الللتي تتللوالى عليهللم المصللائب
والمحن فيها وتعذر الرزاق مع سلمة التوحيد في الرحلة للزم ذللك أن كلل
من ضاق عليه رزق في بلد أن ل ينتقل منه إلى بلد آخللر ومللن قلللت فللائدة
صناعته أن ل ينتقل عنها إلى غيرها # 0
فصل وأما قول النبي للذي سل سيفه يوم أحد شم سيفك فإني
أرى السيوف ستنسل اليوم فهللذه القصللة لللم يكللن الرجللل قللد سللل فيهللا
السيف ولكن الفرس لوح بذنبه فسل السيف ولللم يللرد صللاحبه سللله هكللذا
في القصة ول ريب أن الحرب تقللوم بالخيللل والسلليوف ولمللا لللوح الفللرس
بذنبه فاستل السيف قال النبي أنى أرى السلليوف ستنسللل اليللوم فهللذا للله
محمل من ثلثة محامل أحدها أن النبي أخبر علن ظلن ظنله فلي ذللك وللم
يجعل هذا دليل تماما في كل واقعة تشبه هذه وإذا كللان عمللر بللن الخطللاب
رضى الله عنه وهو أحد أتباع رسول الله صبى الله عليه وسلللم ورجللل مللن
أمته كان إذا قال أظن كذا أو أرى كذا خرج المر كمللا ظنلله وحسللبه فكيللف
الظن برسول الله الثاني ان النبي كان قد علم قبل مخرجه أن السيوف
ستنسل ويقع القتال ولهذا أخبرهم أنه رأى في منامه أنه يقرأ النحللل وعلللم
أن ذلك شهادة من قتل من أصحابه #الثالث أن الوحي الذي كان يعرف به
رسللول الللله الحللوادث والنللوازل كللان مغنيللا للله عللن الشللارات والعلمللات
والمارات وما في معناها مما يحتاج إليه غيره وأمللا مللن يللأتيه خللبر السللماء
صباحا ومساء فإخباره بقوله أرى السيوف اليوم ستنسل لم يكللن عللن تلللك
المارة وإنما وقع الخبار به عقيبها والشيء بالشيء يذكر
فصل وأما ما احتج به ونسبه إلى قوله وقدت الحرب لما رأى
واقد بن عبد الله الحضري والحضرمي حضرت الحرب فكللذب عليلله وإنمللا
قال ذلك أعداؤه من اليهود فتطيروا بذلك وتفاءلوا به فكانت الطيرة عليهللم
و وقدت الحرب عليهم
فصل وأما استقباله الجبلين في طريقه وهما مسلح ومخرىء وترك
المرور بينهما وعدله ذات اليمين فليس هذا أيضا من الطيرة وإنما هللو مللن
العدول عما يؤذى النفوس ويشوش القلوب إلى ما هو بخلفه كالعدول عللن
السم القبيح وتغييره بأحسن منه وقد تقدم تقرير ذلك بما فيه كفاية وأيضللا
فإن الماكن فيها الميمون المبارك والمشؤم المللذموم فللاطلع رسللول الللله
على شؤم ذلك المكان وأنه مكان سوء فجاوزه إلى غيره كما جللاوز الللوادي
الذي ناموا فيه عن الصبح إلى غيره وقال هذا مكان حضللرنا فيلله الشلليطان
والشيطان يحب المكنة المذمومة وينتابها وأيضا فلما كان المرور بين ذينللك
الجبلين قد يشوش القلب على أنا نقول في ذلك قول كليا نبين به سللر هللذا
البللاب بحللول الللله وعللونه و تللوفيقه #أعلللم أن بيللن السللماء و مسللمياتها
ارتباطا قدره العزيز القادر وألهمه نفوس العباد وجعله في قلوبهم بحيللث ل
تنصللرف عنلله وليللس هللذا الرتبللاط هللو ارتبللاط العلللة بمعلولهللا ول ارتبللاط
المقتضى الموجب لمقتضاه و موجبة بللل ارتبللاط تناسللب وتشللاكل اقتضللته
حكمة الحكيم فقل أن ترى اسما قبيحللا إل وبيللن مسللماه و بينلله رابللط مللن
القبح وكذلك إذا تأملت السم الثقيللل الللذي تنفللر عنلله السللماع وتنبللو عنلله
الطباع فأنك تجد مسماه يقارب أو يلم أن يطابق ولهذا من المشللهور علللى
ألسنة الناس أن اللقاب تنزل من السماء فل تكاد تجد السم الشنيع القبيح
إل على مسمى يناسبه وفي ذلك قول القائل #وقللل أن أبصللرت عينللاك ذا
لقب %إل ومعناه أن فكرت في لقبه #ولهذا كثيرا ما تجد أيضا في أسماء
الجناس والواضع له عناية بمطابقة اللفاظ للمعاني ومناسللبتها لهللا فيجعللل
الحروف الهوائية الخفيفة لمسمى مشاكل لها كالهواء والحروف الشديدة
للمسمى المناسب لها كالصخر والحجر وإذا تتابعت حركللة المسللمى تللابعوا
بين حركة اللفظ كالللدوران والغليلان والنللزوان وإذا تكلررت الحركللة كللرروا
اللفظ كفلفل وزلزل ودكدك و صرصر وإذا اكتنز المسمى وتجمعت أجللزاؤه
جعلوا في أسمه من الضم الدال على الجمع والكتناز مللا يناسللب المسللمى
كالبحتر للقصير المجتمع الخلق وإذا طللال جعلللوا فللي المسللمى مللن الفتللح
الدال على المتداد نظير ما في المعنى كالعشنق للطويل ونظائر ذلك أكللثر
من أن تستوعب وإنما أشرنا إليها أدنى إشارة وهذا هو الذي أراده من قللال
بين السم والمسمى مناسبة فلم يفهم عنه بعللض المتللأخرين مللراده فأخللذ
يشنع عليه بأنه ل تناسب طبعيا بينهما واستدل على إنكار ذلك بمللا ل طللائل
تحته فإن عاقل ل يقول أن التناسب الذي بين السللم والمسللمى كالتناسللب
الذي بين العلة والمعلول وإنما هو ترجيح وأولوية تقتضللي اختصللاص السللم
بمسماه وقد يتخلف عنه اقتضاؤها كثيرا والمقصود أن هذه المناسللبة تنضللم
إلى ما جعل الله في طبائع الناس وغرائزهم من النفرة بيللن السللم القبيللح
المكروه و كراهته وتطير أكثرهم به وذلك يللوجب عللدم ملبسللته ومجللاوزته
إلى غيره فهذا أصل هذا الباب
فصل وأما كراهية السلف أن يتبع الميت بشيء من النار أو أن يدخل
القبر شيء مسته النار وقول عائشة رضى الله عنها ل يكللون آخللر زاده أن
تتبعوه بالنار فيجوز أن يكون كراهتهم لذلك مخافة الحداث لما لم يكن فللي
عصر رسللول الللله صلللى عليلله وسلللم فكيللف وذلللك ممللا يبيللح الطيللرة بلله
والظنون الرديه بالميت وقد قال غير واحد من السلف منهم عبد الملك بللن
حبيب وغيره إنما كرهوا ذلك تفاؤل بالنار في هذا المقللام أن تتبعلله #وذكللر
ابن حبيب وغيره أن النبي أراد أن يصلى على جنللازة فجللاءت امللرأة ومعهللا
مجمر فما زال يصبح بها حتى توارت بآجام المدينللة قللال بعللض أهللل العلللم
وليس خللوفهم مللن ذلللك علللى الميللت لكللن علللى الحيللاء المجبللولين علللى
الطيرة لئل تحدثهم أنفسهم بالميت أنه من أهل النار لما رأوا من النار الللتي
تتبعه في أول أيامه من الخرة ول سلليما فللي مكللان يللراد منهللم فيلله كللثرة
الجتهاد للميت بالدعاء فإذا لم يبق له زاد غيره فيظنللون أن تلللك النللار مللن
بقايا زاده إلى الخرة فتسوء ظنونهم به وتنفر عن رحمته قلوبهم في مكلان
هم فيه شهداء الله كما جاء في الحديث الصحيح لما مر على النللبي بجنللازة
فأثنوا عليها خيرا فقال وجبت فقالوا ملا وجبلت قلال وجبلت لله الجنلة أنتلم
شهداء الله في الرض من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه
شرا وجبت له النار وفي أثر آخر إذا أردتللم أن تعلمللوا مللا للميللت عنللد الللله
فانظروا ما تتعبه من حسن الثناء فقالت عائشللة رضللى الللله عنهللا ل يكللون
آخر زاده من الثناء والدعاء أن
#تتبعوه بالنار فتهيجوا بها خللواطر النللاس وتبعثللوا ظنللونهم بللالتطير والنللار
والعذاب والله أعلم
فصل وأما تلك الوقائع التي ذكروها مما يدل على وقوع ما تطير به
من تطيللر فنعللم و هاهنللا أضللعافها وأضللاف أضللعافها ولسللنا ننكللر موافقللة
القضاء والقدر لهذه السباب وغيرها كثيرا موافقللة حللزر الحللازرين وظنللون
الظانين وزجر الزاجرين للقدر أحيانا مما ل ينكره أحللد ومللن السللباب الللتي
توجب وقوع المكروه الطيرة كما تقدم وإن الطيرة علللى مللن تطيللر ولكللن
نصب الله سبحانه لها أسبابا يللدفع بهللا موجبهللا وضللررها مللن التوكللل عليلله
وحسن الظن به و إعراض قلبه عن الطيرة وعدم التفاته إليها وخللوفه منهللا
وثقته بالله عز وجللل ولسللنا ننكللر أن هللذه المللور ظنللون وتخميللن وحللدس
وخرص وما كان هذا سبيله فيصلليب تللارة و يخطىللء تللارات وليللس كللل مللا
تطيللر بله المتطيللرون وتشلاءموا بله وقللع جميعلله وصلدق بلل أكللثره كللاذب
وصادقه نادر والناس في هذا المقللام إنمللا يعولللون وينقلللون مللا صللح ووقللع
ويعتنون به فيرى كثيرا والكاذب منه أكثر من أن ينقللل قللال ابللن قتيبللة مللن
شأن النفوس حفظ الصواب للعجللب بله والسللتغراب وتناسللي الخطللأ قللال
ومن ذا الذي يتحدث أنه سأل منجما فأخطأ وإنما الذي يتحدث به وينقل أنلله
ساله فاصاب قال والصواب في مسئلة إذا كان بين أمرين قد يقللع للمعتللوه
والطفل فضل عن أولى العقل وقد تقدم من بطلن الطيرة وكللذبها مللا فيلله
كفاية وقد كانت عائشللة أم المللؤمنين رضللي الللله عنهللا تسللتحب أن تللتزوج
المرأة أو يبنى بها في شوال وتقول ما تزوجني رسللول الللله إل فللي شللوال
فاي نسائه كان أحظى عنده مني مع تطير الناس بالنكاح فللي شللوال وهللذا
فعل أولى العزم والقوة من المؤمنين الذين صح توكلهم على الله واطمأنت
قلوبهم إلى ربهم ووثقوا به وعلموا إن ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكللن
وأنهم لن يصيبهم إل ما كتب الله لهم وأنهم ما أصابهم من مصلليبة إل وهللي
في كتاب من قبل أن يخلقهم ويوجدهم وعلموا أنه ل بد أن يصيروا إلللى مللا
كتبه وقدره ول بد أن يجرى عليهم وإن تطيرهم ل يرد قضاءه وقللدره عنهللم
بل قد يكون تطيرهم ملن أعظلم السلباب اللتي يجلرى عليهلم بهلا القضلاء
والقدر فيعينون على أنفسهم وقد جرى لهللم القضللاء والقللدر بللأن نفوسللهم
هي سبب إصابة المكروه لهم فطللائرهم معهللم وأمللا المتوكلللون علللى الللله
المفوضون إليه العالمون به وبللأمره فنفوسللهم أشللرف مللن ذلللك وهممهللم
أعلى وثقتهم بالله وحسن ظنهم بلله عللدة لهللم وقللوة وجنللة ممللا يتطيللر بلله
المتطيرون ويتشاءم به المتشائمون عالمون أنه ل طير إل طيره ول خير إل
خيرة ول إله غيره أل له الخلق والمر تبارك الله رب العالمين
فصل ومما كان أهل الجاهلية يتطيرون به ويتشاءمون منه العطاس كما
يتشاءمون بالبوارح
#الجاهلية كانوا يعتقدون فيه أنه داء ويكره أحدهم أن يعطس ويود أنه لللم
يصلدر منله لملا فللي ذللك ملن الشلؤم وكلان العلاطس يحبللس نفسله علن
العطاس ويمتنع من ذلك جهده من سوء اعتقللاد جهللالهم فيلله ولللذلك والللله
أعلم بنوا لفظه على بناء الدواء كالزكام والسعال والدوار والسهام وغيرهللا
فاعلموا أنه ليس بداء ولكنه أمر يحبه الله وهللو نعمللة منلله يسللتوجب عليهللا
من عبده أن يحمده عليها وفللي الحللديث المرفللوع أن الللله يحللب العطللاس
ويكره التثاؤب والعطاس ريح مختنقة تخرج وتفتح السد من الكبد وهو دليل
جيد للمريض مؤذن بانفراج بعلض علتله وفلي بعلض الملراض يسلتعمل ملا
يعطس العليل ويجعل نوعا من العلج ومعينللا عليلله هللذا قللدر زائد علللى مللا
أحبه الشارع من ذلك وأمر بحمد الله عليه وبالدعاء لمللن صللدر منلله وحمللد
الله عليه ولهذا فللالله أعلللم يقللال شللمته إذا قللال للله يرحمللك الللله وسللمته
بالمعجمة والمهملة وبهما روى الحديث فأما التسميت بالمهملة فهللو تفعيللل
من السمت الذي يراد به حسللن الهيئة والوقللار فيقللال لفلن سللمت حسللن
فمعنى سمت العاطس وقرته وأكرمته وتأدبت معه بأدب الله ورسللوله فللي
الدعاء له ل بأخلق أهل الجاهلية من الدعاء عليه والتطير به والتشللاؤم منلله
وقيل سمته دعا له أن يعيده اللله إللى سلمته قبلل العطلاس ملن السلكون
والوقار وطمأنينه العضاء فإن في العطللاس ملن انزعلاج العضلاء واضللطر
ابها ما يخرج العاطس عن سمته فإذا قال له السامع يرحمك الله فقللد دعللا
له أن يعيده إلى سمته وهيئته وأما التشميت بالمعجمة فقالت طائفللة منهللم
ابن السكيت وغيره أنه بمعنى التسميت وأنهما لغتللان ذكللر ذلللك فللي كتللاب
القلللب والبللدال ولللم يللذكر أيهمللا الصللل ول أيهمللا البللدل وقللال أبللو علللي
الفارسي المهملة هي الصل في الكلمة والمعجمة بدل واحتج بأن العاطس
إذا عطس انتفش وتغير شكل وجهه فإذا دعللا للله فكللأنه أعللاده إلللى سللمته
وهيأته وقال تلميذه ابن جنى لو جعل جاعللل الشللين المعجمللة أصللل وأخللذه
من الشوامت وهي القوائم لكان وجها صحيحا وذلللك أن القللوائم هللي الللتي
تحمل الفرس ونحوه وبهما عصمته وهي قوامه فكأنه إذا دعا له فقد أنهضلله
وثبت امره وأحكم دعائمه وأنشد للنابغة #طوع الشامت مللن خللوف ومللن
صرد %وقالت طائفة منهم ابللن العرابللي يقللال مرضللت العليللل أي قمللت
عليه ليزول مرضه ومثله قذيت عينه أزلت قذاها فكأنه لما دعا للله بالرحمللة
قد قصد إزالة الشماته عنه وينشللد فللي ذلللك # :مللا كللان ضللر الممرضللي
بجفونه %لو كلان ملرض منعملا ملن أمرضلا #وإللى هلذا ذهللب ثعللب #
والمقصود أن التطير من العطاس من فعل الجاهليللة الللذي أبطللله السلللم
وأخبر النبي أن الله يحللب العطللاس كمللا فللي صللحيح البخللاري حللديث أبللي
هريره عن النبي قللال إن الللله يحللب العطللاس ويكللره التثللاؤب فللإذا تثللاءب
أحللدكم فليسللتره مللا اسللتطاع فللإنه إذا فتللح فللاه فقللال آه آه ضللحك منلله
الشيطان
فصل وأما قوله ل يورد ممرض علللى مصللح فللالممرض الللذي إبللله مللراض
والمصح
الذي إبله صحاح وقد ظن بعض الناس أن هذا معللارض لقللوله ل عللدوى ول
طيرة وقال لعل أحد الحديثين نسخ الخر وأورد الحارث بلن أبللى ذئاب وهلو
ابن عم أبى هريرة رضى الله عنه جمعه بين الروايتين وظنهمللا متعارضللتين
فروى ا بن هرير عن أبى سلمة بن عبد الرحمن قال كان أبو هريللرة يحللدثنا
عن رسول الله ل عدوى ثم حدثنا أن رسول الله قال ل يللورد ممللرض علللى
مصح قال فقال الحارث بن أبلى ذئاب وهلو ابلن علم أبلى هريلرة قلد كنلت
أسمعك يا أبا هريرة تحدثنا حديثا آخر قد سكت عنه كنت تقول قللال رسللول
الله ل عدوى فأبى أبو هريرة أن يحللدث بللذلك وقللال ل يللورد ممللرض علللى
مصح فما رآه الحارث في ذلك حتى غضب أبو هريرة ورطللن بالحبشللية ثللم
قال للحارث أتدرى ما قلت قال ل قال إني أقول أبيت أبيت فل أدرى أنسى
أبو هريرة أو نسخ أحد القولين الخر #قلت قد اتفق مع أبللى هريللرة سللعد
بن أبى وقاص و جابر بن عبد الللله وعبللد الللله بللن عبللاس وأنللس بللن مالللك
وعمر بن سلم على روايتهم عن النبي قللوله ل عللدوى وحللديث أبللى هريللرة
محفوظ عنه بل شك من رواية أوثق أصحابه وأحفظهم أبى سلللمة بللن عبللد
الرحمن ومحمد بن سيرين وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة والحارث بن أبى
ذئاب ولم يتفرد أبو هريرة بروايته عن النبي بل رواه معه من الصللحابة مللن
ذكرناه وقوله ل يورد ممرض على مصح صحيح أيضللا ثللابت عنلله فالحللديثان
صحيحان ول نسخ تعارض بينهما بحمد الله بل كل منهما له وجه وقللد طعللن
أعداء السنة في أهل الحديث وقللالوا يللروون الحللاديث الللتي ينقللض بعضللها
بعضا ثم يصححونها والحاديث التي تخالف العقل فانتدب أنصار السنة للللرد
عليهم ونفي التعارض عن الحاديث الصحيحة وبيان موافقتها للعقل قال أبو
محمد بن قتيبة في كتاب مختلف الحديث له قالوا حللديثان متناقضللان قللالوا
رويتم عن رسول الله أنه قال ل عدوى ول طيرة وأنه قيل له أن النقبة تقللع
بمشفر البعير فتجرب لذلك البل فقال فمللا أعللدي الول هللذا أو معنللاه ثللم
رويتم في خلف ذلك ل يورد ذو عاهة على مصح وفر من المجللذوم فللرارك
من السد وأتاه رجل مجذوم ليبايعه بيعة السلم فأرسل إليه البيعللة وأمللره
بالنصراف ولم يأذن له وقال الشؤم في المرأة والللدار والدابللة قللالوا وهللذا
كله مختلف يشبه ل يثبه بعضه بعضا قال أبو محمد ونحن نقول أنه ليس في
هذا اختلف ولكل واحلد معنلى فلي وقلت وموضلع فلإذا وضلع موضلعه زال
الختلف والعدوى جنسان أحدهما عدوى الجذام فإن
#الجذام تشتد رائحته حلتى يسلقم ملن أطللال مجالسللته وملوا كلتلله وكلذا
المرأة تكون تحت المجذوم فتضاجعه فلي شلعار واحلد فيوصلل إليهلا الذى
وربما جذمت وكذلك ولده ينزعون في الكبر إليه وكللذلك مللن بلله سللل ودق
وتعب الطباء تأمر أن ل يجللالس المجللذوم ول المسلللول ول يريللدون بللذلك
معنى العدوى وإنما يريدون به معنى تغير الرائحة وأنها قد تسقم من أطللال
اشتمامها والطباء أبعد الناس من اليمان بيمن وشؤم وكذلك النقبللة تكللون
بالبعير وهو جرب رطب فإذا خالط البل أو حاكها واوي في مباركهللا أوصللل
إليها بالماء الذي يسيل منه والنطف نحوا مما به فهذا هو المعنى الذي قللال
رسول الله صلى عليه وسلم ل يللورد ذو عاهللة علللى مصللح كللره أن يخللالط
المصاب الصحيح فيناله من نطفه وحكمته نحو مما به قال وقللد ذهللب قللوم
إلى أنه أراد بذلك أن ل يظن أن الذي نال إبله من ذوات العاهة فيأثم وليس
لهذا عندي وجه إل الذي خبرتك به عيانا وأما الجنس الخر من العللدوى فهللو
الطاعون ينزل ببلد فيخرج منه خوف العدوى حدثني سللهل بللن محمللد قللال
حدثني الصمعي عن بعض المصريين أنه هرب من الطاعون فركللب حمللارا
ومضى بأهله نحو حلوان فسمع حاديا يحدو خلفه وهو يقللول # :لللن يسللبق
الله على حمار %ول على ذي هيعة مطار #أو يأتي الحتف على مقدار %
قد يصبح الله أمام الساري #وقد قال رسول الله إذا كان بالبلد الذي أنتللم
فيه فل تخرجوا منه وقال إن كان ببلد فل تدخلوه يريد بقوله ل تخرجللوا مللن
البلد أذا كان فيه كأنكم تظنلون أن الفلرار ملن قلدر اللله ينجيكلم ملن اللله
ويريد إن كان ببلد فل تدخلوه فإن مقامكم في الموضع الذي ل طاعون فيلله
أسكن لنفسكم وأطيب لمعيشتكم ومن ذلك المرأة تعللرف بالشللؤم والللدار
فينال الرجل مكروه أو جائحة فيقول أعدتني بشؤمها فهذا هو العدوى الللذي
قال فيه رسول الله ل عدوى فأما الحديث الذي رواه أبو هريرة رضللى الللله
عنه أنه قال الشؤم في المرأة والدار والدابة فإن هللذا الحللديث يتللوهم فيلله
الغلط على أبى هريرة وأنه سمع فيه شيئا من رسول الله فلم يعلله حللدثني
محمد بن القطعي حدثنا عبد العلى عن سعيد عللن قتلادة علن أبللى حسلان
العرج أن رجلين دخل على عائشة فقال إن أبا هريرة رضى الله عنه يحدث
عن رسول الله أنه قال إنما الطيرة في المرأة والدار والدابة فطارت شفقا
ثم قالت كذب والذي أنزل الفرقان على أبى القاسللم مللن حللدث بهللذا عللن
رسول الله إنما قال رسول الله كان أهل الجاهلية يقولللون إن الطيللرة فللي
الدابة والمرأة والدار ثم قللرأت مللا أصللاب مللن مصلليبة فللي الرض ول فللي
أنفسكم إل في كتاب من قبل أن نبراها حدثني أبللى قللال حلدثني أحمللد بلن
الخليل حدثنا موسى بن مسعود النهدي عن
#عكرمة بن عمار عن اسحق بن عبد الللله بللن أبللى طلحللة عللن أنللس بللن
مالك رضى الله عنه قال جاء رجل إلى النبي فقال يا رسللول الللله أنللا نزلنللا
دارا فكثر فيها عددنا وكثرت فيها أموالنا ثم تحولنللا عنهللا إلللى أخللرى فقلللت
فيها أموالنا وقل فيها عددنا فقال رسول الله ذروها وهى ذميملله 0قللال أبللو
محمد وهذا ليس ينقض الحللديث الول ول الحللديث الول ينقللض هللذا وإنمللا
أمرهللم بللالتحول منهللا لنهللم كللانوا مقيميللن فيهللا علللى اسللتثقال لظلهللا
واستيحاش لما نالهم فيها فأمرهم بالتحول وقد جعل الله في غللرائز النللاس
وتركيبهم استثقال ما نالهم السوء فيه وإن كان ل سبب له فللي ذلللك وحللب
من جرى على يده الخير لهم وأن لم يردهم به وبغض مللن جللرى علللى يللده
الشر لهم وإن لم يردهم به وكيف يتطير والطيرة من الجبت وكان كثير من
الجاهلية ل يرونها شيئا ويمدحون من كذب بها ثم أنشد ما ذكرنا من البيات
سالفا ثم قال حدثنا اسحق بن راهويه أخبرنللا عبللد الللرزاق عللن معمللر عللن
إسماعيل بن أبى أميه قال قال رسول الله ثلث ل يسلم منهن أحد الطيللرة
والظن والحسد قيل فما المخرج منهن قال إذا تطيرت فل ترجع وإذا ظننت
فل تحقق وإذا حسدت فل تبغ هذه اللفاظ أو نحوهللا حللدثني أبلو حللاتم قللال
حدثنا الصمعي عن سعيد بن سالم عن أبيلله أنلله كللان يعجللب ممللن يصللدق
بالطيرة ويعيبها أشد العيب وقال فرقت لنا ناقة وأنلا بالطلائف فركبلت فلي
أثرها فلقيني هانيء ين عبيد من بنى وائل وهو مسرع وهو يقللول 0الشللرع
يلقى مطالع إل كم 0ثم لقيني آخر من الحللي وهللو يقللول # 0ولئن بغيللت
لهم بغاة %ما البغاة بواجدينا #ثم دفعنا إلى غلم قد وقع في صللغره فللي
نار فأحرقته فقبح وجهه وفسد فقلت له هل ذكرت من ناقة فارق قال ههنللا
أهل بيت من العراب فانظر فنظرت فإذا هي عندهم وقللد نتجللت فأخللذناها
وولدها قال أبو محمد الفارق التي ضلت ففارقت صواحبها وقال عكرمة كنا
جلوسا عند ابن عباس فمر طائر يصيح فقال رجل خير خير فقال ابن عباس
ل خير ول شر وكللان رسللول الللله يسللتحب السللم الحسللن والفللأل الصللالح
حدثني الرياشى حدثنا الصمعي قال سألت ابن عون عن الفأل فقال هو أن
يكون مريضا فيسمع يا سالم أو يكون باغيا فيسمع يا واجد وهللذا أيضللا ممللا
جعل فللي غللرائز النللاس وتركيبهللم اسللتحبابه والنللس بلله وكمللا جعللل علللى
اللسنة من التحية بالسلم والمد فللي الصللب والتبشللير بلالخير وكملا يقلال
أنعم وأسلم وأنعم صباحا وكما تقول الفرس عش ألف نوروز والسامع لهللذا
يعلم أنه ل يقدم ول يؤخر ول يزيد ول ينقص ولكن جعللل فللي الطبللاع محبللة
الخير والرتياح للبشرى والمنظر النيق والوجه الحسن والسم الخفيف وقد
يمر الرجل بالروضة المنورة فتسره وهى ل تنفعه وبالماء الصافي
يسلكها الناس لكانوا أولى به منه وأسبق إليلله لن أسللباب مللا ينللال بللالفكر
والكتابة والحساب والنظر والصناعات بأيديهم فهذا من اقوى براهيللن نبللوته
وآيات صدقه وإن هذا الذي جاء به ل صنع للبشر فيه البتة ول هللو ممللا ينللال
بسعي وكسب وفكر ونظر إن هو إل وحي يوحى علملله شللديد القللوى الللذي
يعلم السر في السموات والرض أنزللله عللالم الغيللب فل يظهللر علللى غيبللة
أحدا إل من ارتضى من رسول قالوا فهكذا إخباره عللن عللدم العللدوى إخبللار
عن ظنه كإخباره عن عدم تللأثير التلقيللح ل سلليما وأحللد البللابين قريللب مللن
الخر بل هو في النوع واحد فللإن اتصللال الللذكر بللالنثى وتللأثره بلله كاتصللال
المعدى بالمعدي وتأثره به ول ريب أن كلهما من أمور الدنيا ل مما يتعلق به
حكم من الشرع فليس الخبار به كالخبار عن الله سبحانه وصفاته وأسمائه
وأحكامه قالوا فلما تبين له من أمر الدنيا الذى أجرى الله سبحانه عادته بلله
ارتباط هذه ال سباب بعضها ببعللض التلقيللح فللى صلللح الثمللار وتللأثير إيللراد
الممرض على المصح أقرهم على تأبير النخل ونهاهم أن يورد ممرض علللى
مصح قالوا وإن سمى هذا نسخآ بهذا العتبللار فل مشللاحة فللى التسللمية إذا
ظهر المعنى ولهذا قال أبو سلمة بن عبد الرحمن فل أدرى أنسى أبو هريرة
أو نسخ أحد القولين بالخر يعنى بحديثه بالحديثين فجللوز أبللو سلللمة النسللخ
فى ذلك مع أنه خبر وهو بما ذكرنا من العتبار وهذا المسلك حسن لول أنلله
قد اجتمع الفصلن فى حديث واحد كما فى موطآ مالك أنله بلغلله عللن بكيللر
بن عبد الله ابن الشللج عللن ابللن عطيللة أن رسللول قللال ل عللدوى ولصللفر
وليحلل الممرض على المصح وليحلل المصح حيث شللاء قللالوا ومللا ذاك يللا
رسول الله فقال رسول الله إنه أذى وقد يجاب عن هذا بحللوابين :أحللدهما
أن الحديث ل يثبت لللوجهين :أحللدهما إرسللاله والثللاني أن ابللن عطيللة هللذا
ويقال أبوعطية مجهول ل يعرف إل في هذا الحديث 00الجواب الثاني قوله
فيه لعدوى نهى ل نفى أى ل يعللدى الممللرض المصللح بحلللوله عليلله ويللدل
على ذلك ما رواه أبو عمر النمرى حدثنا خلف بن القاسم حللدثنا محمللد بللن
عبد الله حدثنا يحيى بن محمد بن صللاعد حللدثنا أبللو هشللام الرفللاعى حللدثنا
البشر بن عمر الزهر انى قال قال مالك أنه بلغه عن بكير بن عبللد الللله بللن
الشج عن أبى عطية أو أبللن عطيللة شللك بشللر عللن أبللى هريللرة قللال قللال
رسول الله لطيرة ولهامة ول يعدى سقم صحيحا وليحل المصح حيث شللاء
خفى هذا النهى كالثبات للعدى والنهى عن أسبابها ولعل بعض الللرواة رواه
بالمعنى فقال ل عدوى ول طيرة ول هامة وإنما مخللرج الحللديث النهللى عللن
العدوى ل نفيها وهذا أيضا حسن لو ل حديث ابن شهاب عن أبى سلللمة بللن
عبد الرحمن عن أبى هريرة قال قلال رسلول اللله فملن أعلدى الول فهلذا
الحديث قد فهم منه السامع النفي وأقره عليه ولهللذا أستشللكل نفيلله وأورد
ما أورده فأجله صلى
الله عليه وسلم بما يتضمن إبطال الدعوى وهو قوله فمن أعدى الول وهذا
أصللح ملن حللديث أبللي عطيلله المتقللدم وحينئذ فيرجللع إلللى مسلللك التلقيللح
المذكور آنفا أو ما قبللله مللن المسللالك وعنللدي فللي الحللديثين مسلللك آخللر
يتضمن إثبات السباب والحكم ونفللى مللا كللانوا عليلله مللن الشللرك واعتقللاد
الباطل ووقوع النفي والثبات على وجهه فإن العللوام كللانوا يثبتللون العللدوى
على مذهبهم من الشرك الباطل كما يقوله المنجمللون مللن تللأثير الكللواكب
في هذا العالم وسعودها ونحوسها كمللا تقللدم الكلم عليهللم ولللو قللالوا أنهللا
اسباب أو اجللزاء اسللباب إذ شللاء الللله صللرف مقتضللياتها بمشلليئته وإرادتلله
وحكمته وأنها مسخرة بللأمره لملا خلقللت لله وأنهللا فللي ذلللك بمنزلللة سلائر
السباب التي ربط بهلا مسلبباتها وجعلل لهلا أسلبابا أخلر تعارضلها وتمانعهلا
وتمنع اقتضاءها لما جعلت أسبابا له وإنها ل تقضي مسبباتها إل بإذنه مشيئته
وإرادته ليس لها من ذاتها ضر ول نفع ول تأثير البتة إن هي إل خلللق مسللخر
مصرف مربوب ل تتحرك إل بإذن خالقها ومشيئته وغايتهللا أنهللا جللزء سللبب
ليست سببا تاما فسببيتها من جنس سللببية وطللء الوالللد فللي حصللول الولللد
فإنه جزء واحد من أجزاء كللثيرة مللن السللباب الللتي خلللق الللله بهلا الجنيللن
وكسببية شق الرض وإلقاء البذر فإنه جزء يسير مللن جملللة السللباب الللتي
يكون الله بها النبات وهكذا جملة أسباب العالم من الغذاء والرواء والعافيللة
والسقم وغير ذلك وأن الله سبحانه جعل مللن ذلللك سللببا مللا يشللاء ويبطللل
السببية عما يشاء ويخلق من السللباب المعارضللة للله مللا يحللول بينلله وبيللن
مقتضاه فهم لو أثبتوا العدوى على هذا الوجه لما أنكللر عليهللم كمللا أن ذلللك
ثابت في الداء والدواء وقد تداوى النبي وأمر بالتللداوي وأخللبر أنلله مللا أنللزل
الله داء إل أنزل له دواء إل الهرم فأعلمنا أنه خللالق أسللباب الللداء وأسللباب
الدواء المعارضة المقاومة لها وأمرنللا بللدفع تلللك السللباب المكروهللة بهللذه
السباب وعلى هذا قيام مصالح الدارين بل الخلق والمللر مبنللي علللى هللذه
القاعدة فإن تعطيل السباب وإخراجها عن أن تكون أسبابا تعطيللل للشللرع
ومصللالح الللدنيا والعتمللاد عليهللا والركللون إليهللا واعتقللاد أن المسللببات بهللا
وحدها وأنها أسباب تامة شللرك بالخللالق عللز وجللل وجهللل بلله وخللروج عللن
حقيقة التوحيد وإثبات مسببيتها على الوجه الذي خلقها الله عليه وجعلها للله
إثبات للخلللق والمللر للشللرع والقللدر للسللبب والمشلليئة للتوحيللد والحكمللة
فالشارع يثبت هذا ول ينفيه وينفي ما عليلله المشللركون مللن اعتقللادهم فللي
ذلك ويشبه هذا نفيه سبحانه وتعالى الشفاعة في قوله واتقوا يوما ل تجللزى
نفس عن نفس شيئا ول يقبل منها شفاعة ول يؤخللذ منهللا عللدل وفللي اليللة
الخرى ول تنفعها شفاعة وفي قوله من قبل أن يأتي يوم ل بيع فيه ول خلة
ول شفاعة وإثباتها في قوله ول يشللفعون إلللى لمللن ارتضللى وقللوله مللن ذا
الللذي يشلفع عنلده إل بلاذنه وقللوله ل يملكلون الشللفاعة إل ملن اتخلذ عنللد
الرحمن عهدا فإنه سبحانه
#الصطلحات الحادثة وسبقت معانيها إلى قلبه فلم يعرف سواها فيسللمع
كلم الشارع فيحمله على ما ألفه من الصطلح فيقع بسبب ذلك في الفهم
عن الشارع ما لم يرده بكلمه ويقع من الخلل في نظره ومناظرته مللا يقللع
وهذا من أعظم أسباب الغلط عليه مع قلة البضاعة من معرفة نصوصه فأذا
اجتمعت هذه المور مع نوع فساد في التصور أو القصد أوهما ما شئت مللن
خبط وغلط واشكالت واشتمالت وضرب كلمه بعضه ببعض وإثبات ما نفاه
ونفي ما أثبته والله المستعان
فصل وأما قضية المجذوم فل ريب أنه روى عن النبي أنه قال
فر من المجذوم فرارك من السد وأرسل إلى ذلك المجذوم أنا قد بايعناك
فارجع وأخذ بيد مجذوم فوضعها في القصعة وقال كل ثقة بالله وتوكل عليه
ول تنافي بين هذه الثار ومن أحاط علما بما قدمناه تبين له وجهها وأن غاية
ذلك أن مخالطة المجذوم من أسباب العدوى وهذا السبب يعارضلله أسللباب
آخر تمنع اقتضاءه فمن أقواها التوكل على الله والثقللة بلله فللأنه يمنللع تللأثير
ذلك السبب المكروه ولكن ل يقدر كل واحد من المة علللى هللذا فأرشللدهم
إلى مجانبللة سللبب المكللروه والفللرار والبعللد منلله ولللذلك أرسللل إلللى ذلللك
المجذوم الخر بالبيعة تشريعا منه للفرار من أسباب الذى والمكروه وأن ل
يتعرض العبد لسباب البلء ثم وضع يده معه فللي القصللعة فإنمللا هللو سللبب
التوكل على الله والثقة بلله الللذي هللو مللن أعظللم السللباب الللتي يللدفع بهللا
المكروه والمحذور تعليما منه للمة دفع السللباب المكروهللة بملا هللو أقللوى
منها وإعلما بأن الضرر والنفع بيد الله عللز وجللل فللإن شللاء أن يضللر عبللده
ضره وإن شاء أن يصرف عنه الضر صرقه بل إن شاء أن ينفعه بما هو مللن
أسباب الضرر ويضره بما هو من أسباب النفع فعل ليتبين العبللاد أنلله وحللده
الضار النافع وأن أسباب الضر والنفع بيديه وهو الذي جعلها أسبابا وإن شللاء
خلع منها سببيتها وان شاء جعل ما تقتضيه بخلف المعهللود منهللا ليعلللم أنلله
الفاعل المختار وأنه ل يضر شيء ول ينفع إل بإذنه وأن التوكل عليلله والثقللة
به تحيل السباب المكروهة إلى خلف موجباتها وتبيين مرتبتهللا وأنهللا محللال
لمجارى مشيئة الله وحكمته وأنه سبحانه هو الذي يضربها وينفع ليللس إليهللا
ول لها من المر شيء وأن المر كله لله وأنها إنمللا ينللال ضللررها مللن علللق
قلبه بها ووقف عندها وتطير بما يتطير به منهللا فللذلك الللذي يصلليبه مكللروه
الطيرة والطيرة سبب للمكروه على المتطير فإذا توكل على الله ووثللق بله
واستعان به لم يصده التطير عن حللاجته وقللال اللهللم ل طيللر إل طيللرك ول
خيللر إل خيللرك ول إللله غيللرك اللهللم ل يللأتي بالحسللنات إل أنللت ول يللذهب
بالسيئات إل أنت ول حول ول قوة إل بك فإنه ل يضره
#ما يتطير منه شيئا قال ابن مسعود ما منا إل من يعنى يتطير ولكللن الللله
يذهبه بالتوكل وقد روى مرفوعا والصواب عن ابللن مسللعود قللوله فللالطيرة
إنما تصيب المتطير لشركه والخللوف دائمللا مللع الشللرك وإل مللن دائمللا مللع
التوحيد قال تعالى حكاية عن خليللله إبراهيللم أنلله قللال فللي محللاجته لقللومه
وكيف أخاف ما أشركتم به ول تخافون أنكم أشركتم بللالله مللا لللم ينللزل بلله
عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالمن إن كنتم تعلمللون فحكللم الللله عللز
وجل بين الفريقين بحكم فقال الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلللم أولئك
لهم المن وهم مهتدون وقد صح عللن رسللول الللله صلللى الللله عليللة وسلللم
تفسير الظلم فيها بالشرك وقال ألم تسمعوا قول العبد الصالح إن الشللرك
لظلم عظيم فالتوحيد من أقوى أسباب المن مللن المخللاوف والشللرك مللن
أعظم أسباب حصول المخاوف ولذلك من خاف شيئا غير الللله سلللط عليلله
وكان خوفه منه هو سبب تسليطه عليه ولو خاف الله دونه ولم يخفلله لكللان
عدم خوفه منه وتوكله على الله من أعظم أسللباب نجللاته منلله وكللذلك مللن
رجا شيئا غير الله حرم ما رجاه منه وكان رجاؤه غير الله من أقوي أسللباب
حرمانه فإذا رجا الله وحده كان توحيد رجائه أقوى أسباب الفوز بما رجاه أو
بنظيره أو بما هو أنفع له منه والله الموفق للصواب وليكن هذا آخر الكتللاب
وقد جلبت إليك فيه نفائس في مثلها يتنافس المتنافسون وجليت عليك فيه
عرائس إلى مثلهن بادر الخاطبون فللإن شللئت اقتبسللت منلله معرفللة العلللم
وفضله وشدة الحاجة إليه وشرفه وشرف أهله وعظم مللوقعه فللي الللدارين
وإن شئت اقتبست منه معرفة إثبللات الصلانع بطلرق واضللحات جليلات تلللج
القلوب بغير استئذان ومعرفة حكمته في خلقه وأمللره وإن شللئت اقتبسللت
منه معرفة قدر الشريعة وشدة الحاجة إليها ومعرفللة جللتهللا وحكمتهللا وإن
شئت اقتبست منه معرفة النبوة وشدة الحاجللة إليهللا بللل وضللرورة الوجللود
إليها وأنه يسللتحيل مللن أحكللم الحللاكمين أن يخلللى العللالم عنهللا وإن شللئت
اقتبست منه معرفة ما فطر الله عليه العقول من تحسللين الحسللن وتقبيللح
القبيح وإن ذلك أمر عقلي فطرى بالدلة والبراهين التي اشللتمل عليهللا هللذا
الكتللاب فل توجللد فللي غيللره وإن شللئت اقتبسللت منلله معرفللة الللرد علللى
المنجمين القائلين بالحكام بأبلغ طللرق الللرد مللن نفللس صللناعتهم وعلمهللم
وإلزامهم باللزامات المفخمة التي ل جواب لهم عنهلا وإبلداء تناقضلهم فلي
صناعتهم وفضائحهم وكذبهم علللى الخلللق والمللر وإن شللئت اقتبسللت منلله
معرفة الطيرة والفللأل والزجللر والفللرق بيللن صللحيح ذلللك وباطلللة ومعرفللة
مراتب هذه في الشريعة والقدر وإن شئت اقتبست منه أصول نافعة جامعة
مما تكمل به النفس البشرية وتنال بها سعادتها فللي معاشللها ومعادهللا إلللى
غير ذلك من الفوائد التي ما كان منها صوابا فمن الله وحللده هللو ألمللان بلله
وما كان منها من خطأ فمن مؤلفه ومن الشيطان والله بريء منلله ورسللوله
والله سبحانه المسئول والمرغوب إليه المأمول أن
#يجعله خالصا لوجهه وأن يعيدنا من شللرور أنفسللنا ومللن سلليئات أعمالنللا
وأن يوفقنا لما يحبه ويرضللاه إنلله قريللب مجيللب والحمللد لللله رب العللالمين
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعيللن وسلللم تسللليما كللثيرا #
كان في آخر الصل ما نصه