Professional Documents
Culture Documents
عشرية
عرض ونقد
تأليف
دكتور ناصر بن عبد الله بن علي القفاري
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ،ونعوذ بسسالله مسسن شسسرور أنفسسسنا
ومن سيئات أعمالنا .من يهده الله فل مضل له ،ومن يضلل فل هادي لسسه،
وأشسسهد أن ل إلسسه إل اللسسه وحسسده ل شسسريك لسسه ،وأشسسهد أن محمسسدا ً عبسسده
ورسوله.
وبعد..
فإن من أصسسول السسسلم العظيمسسة العتصسسام بحبسسل اللسسه جميع سا ً وعسسدم
ققوا ْ{ ]آل فّر ُول َ ت َ َعقا َ مي ً
ج ِه َ ل الل ّ ِ حب ْ ِموا ْ ب ِ َ ص ُ
عت َ ِ
وا ْ
التفرق قال تعالىَ } :
وك َققاُنوا ْ
م َ هق ْقققوا ْ ِدين َ ُ
فّر ُن َ ذي َ ن ال ّ ِعمسسران ،آيسسة [103 :وقسسال سسسبحانه} :إ ِ ّ
ء{ ]النعام ،آية.[159 : ي ٍ
ش ْ في َ م ِ
ه ْ
من ْ ُ
ت ِ عا ل ّ ْ
س َ شي َ ً
ِ
وقد كان المسلمون على ما بعث الله به رسوله من الهدى ودين الحسسق
الموافق لصحيح المنقول وصريح المعقول ،فلما قتل عثمان -رضي اللسسه
عنه وأرضاه -ووقعت الفتنة ،فاقتتل المسلمون بصفين ،مرقسست المارقسسة
]المارقة :لقب من ألقاب الخوارج ،والخوارج :هم الذين خرجوا على علي -رضي الله عنه
-بعد التحكيم ،فقاتلهم علي يوم النهروان ،وقد أمر النبي صلى اللسسه عليسسه وسسسلم بقتسسالهم
في الحاديث الصحيحة ،ففي الصحيحين عشرة أحاديث فيهم ،أخسسرج البخسساري منهسسا ثلثسسة،
وأخرج مسلم سائرها )شسرح الطحاويسسة ص (530وسسساقها جميعسا ً ابسسن القيسسم فسسي تهسسذيب
السنن ،153-4/148 :وانظر في عقائدهم وفرقهم :الفرق بين الفرق ،ص 72ومسا بعسسدها،
الملل والنحل 1/146 :وما بعدها ،الفصل [.56-5/51 :التي قال فيها النسسبي صسسلى
الله عليه وسلم" :تمرق مارق علسى حيسن فرقسة مسن المسسلمين ،يقتلهسم
أولى الطائفتين بالحق" ]انظر :صحيح مسلم )بشرح النووي( كتاب الزكاة ،باب ذكسسر
الخوارج وصفاتهم [7/168 :وكان مروقها لما حكسسم الحكمسسان ،وتفسسرق النسساس
على غير اتفاق.
ثم حدث بعد بدعة الخسسوارج بسسدع التشسسيع ]انظسسر :منهسساج السسسنة لبسسن تيميسسة:
،[219-1/218وتتابع خروج الفرق ،كما أخسسبر بسسذلك المصسسطفى صسسلى اللسسه
عليه وسلم ]انظر :ص ) (112هامش رقم ) .[.(4وقد خرج التشسسيع مسسن الكوفسسة
]مجموعة فتاوى شيخ السلم ابن تيمية ،[.20/301 :ولذلك جاء في أخبسسار الشسسيعة
1
بسسأنه لسسم يقبسسل دعسسوتهم مسسن أمصسسار المسسسلمين إل الكوفسسة
]بحسسار النسسوار:
.[.100/259ثم انتشر بعد ذلسسك فسسي غيرهسسا ،كمسسا خسسرج الرجسساء أيضسا ً مسسن
الكوفسسة ،وظهسسر القسسدر ،والعسستزال ،والنسسسك الفاسسسد مسسن البصسسرة ،ظهسسر
التجهم من ناحية خراسان.
وكان ظهور هذه البدع بحسب البعد عسن "السدار النبويسة" ]مجمسسوع فتسساوى
شيخ السلم ابن تيمية [.301-20/300 :لن البدعة ل تنمو وتنتشر إل فسسي ظسسل
الجهل ،وغيبة أهل العلم واليمان ،ولذلك قال بعض السسسلف :مسسن سسسعادة
الحدث والعجمي أن يوفقهما الله للعالم من أهل السنة ]شرح أصول اعتقاد
أهل السنة لللكائي ، 1/60 :والقول ليوب السختياني[.؛ وذلك لسرعة تأثرها هسسؤلء
بأعاصير الفتنة والبدعة لضعف قسسدرتهم علسسى معرفسسة ضسسللها ،واكتشسساف
عوارها ،ولذا فإن خير منهج لمقاومة البدعة ،ودرء الفرقة ،هو نشر السنة
بين الناس ،وبين ضسلل الخسارجين عنهسا ،ولسذلك نهسض أئمسة السسنة بهسذا
المر ،وبينوا حال أهل البدعة ،وردوا شبهاتها ،كما فعل المسسام أحمسسد فسسي
الرد على الزنادقة والجهمية ،والمسسام البخسساري فسسي السسرد علسسى الجهميسسة،
وابن قتيبة في الرد على الجهمية والمشبهة ،والدارمي في الرد على بشر
المريسي وغيرهم.
ول شك بأن بيان حال الفرق الخارجة عسسن الجماعسسة ،والمجانبسسة للسسسنة
ضروري لرفع اللتبسساس ،وبيسسان الحسسق للنسساس ،ونشسسر ديسسن اللسسه سسسبحانه،
ي
وإقامة الحجة على تلك الطوائف ،ليهلك من هلك عن بينة ،ويحيا من ح ّ
عن بينة ،فإن الحق ل يكاد يخفى على أحسسد ،وإنمسسا يضسسلل هسسؤلء أتبسساعهم
بالشبهات والقوال الموهمة ،ولذلك فإن أتباع تلك الطسسوائف هسسم مسسا بيسسن
زنديق ،أو جاهل ،ومن الضسسروري تعليسسم الجاهسسل ،وكشسسف حسسال الزنسسديق
ليعرف ويحذر.
وبيان حال أئمة البدع المخالفة للكتاب والسنة واجب باتفاق المسلمين
"حتى قيل لحمد بن حنبل :الرجل يصوم ويصلي ويعتكسسف أحسسب إليسسك ،أو
يتكلم في أهل البدع؟
فقال :إذا قام وصلى واعتكسسف فإنمسسا هسسو لنفسسسه ،وإذا تكلسسم فسسي أهسسل
البدع فإنما هو للمسلمين ،هذا أفضل.
فبين أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سسسبيل
اللسسه ،إذ تطهيسسر سسسبيل اللسسه ودينسسه ومنهسساجه وشسسرعته ،دفسسع بغسسي هسسؤلء
وعدوانهم على ذلك واجب باتفاق المسلمين ،ولول من يقيمسسه اللسسه لسسدفع
ضرر هؤلء لفسد الدين ،وكان فساده أعظم من فساد استيلء العدو مسسن
أهل الحرب ،فإن هؤلء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين
ا ،وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء" ]ابن تيمية /مجموعة الرسسسائل إل تبع ً
والمسائل.[.5/110 :
وقد وجد العدو المتربص بالمة في هذه الفرق الخارجة عسسن الجماعسسة،
وسيلة ليقاع الفتنة في المة ،ول يبعسسد أنسسه اليسسوم يريسسد أن يسسستثمر هسسذه
المسألة لمواجهة بوادر البعث السلمي المتنسسامي فسسي أرجسساء المعمسسورة،
والوقوف في وجه الصحوة السلمية السستي امتسسدت إلسسى عقسسر داره ،وهسسو
2
يتخذ مسن تقسارير مستشساريه -السذين يهتمسون أبلسغ الهتمسام بتاريسخ تلسك
الطوائف وعقائدهم -منهجا ً يحتذيه في علقته مع المسلمين ودولهم.
ولذا نلحظ أنه يغذي بعض هذه الطوائف ،ويهيئ الوسائل لوصولها لدفة
الحكم والتوجيه.
ول شك أن بيان الحق في أمر هذه الفسسرق فيسسه تفسسويت للفرصسسة أمسسام
العدو لتوسيع رقعة الخلف واسسستمراره؛ فسسإن تسسرك رؤوس زنادقسسة البسسدع
يسعون لضلل الناس ،ويعملون على تكثير سوادهم ،والتغريسسر بأتبسساعهم،
ويدعون أن ما هم عليه هسسو السسسلم ،هسسو مسسن بسساب الصسسد عسسن ديسسن اللسسه
وشرعه ،حتى أن من أسباب خسسروج الملحسسدة ظنهسسم أن السسسلم هسسو مسسا
عليه فرق أهل البدعة ،ورأوا أن ذلسسك فاس سد ٌ فسسي العقسسل فكفسسروا بالسسدين
أص ً
ل.
ومعظم الفرق التي خرجت عن الجماعة ضسسعف نشسساطها اليسسوم ،وفسستر
حماسها وتقلص أتباعها ،وانكفأت على نفسها ،وقلت منابذتها أهل السنة.
أما طائفة الشيعة فإن هجومها علسسى أهسسل السسسنة ،وتجريحهسا لرجسسالهم،
وطعنها في مذهبهم ،وسعيها لنشر التشيع بينهم يزداد يوما ً بعد يوم.
ولعل طائفة الثني عشرية هي أشد فرق الشيعة سعيا ً فسسي هسسذا البسساب
لضلل العباد إن لم تكن الفرقة الوحيسسدة السستي ُتكسسثر مسسن التطسساول علسسى
السنة ،والكيد لها على الدوام مما ل تجده عند فرقة أخرى.
ولقد كانت صلتي بقضية الشيعة تعود إلى مرحلسسة "الماجسسستير" ،حيسسث
كان موضوعها "فكرة التقريب بين أهل السنة والشيعة" وبعسسد أن انتهيسست
من دراسة مسألة التقريب ،رغبت أن أتجه فسسي دراسسستي للسسدكتوراه إلسسى
تحقيق بعض كتب الستراث ،وتقسدمت إلسى القسسم بطلسب الموافقسة علسى
تحقيسسق الجسسزء الول "الجسسواب الصسسحيح لمسسن بسسدل ديسسن المسسسيح" لشسسيخ
ي بعسض السساتذة الفضسلء فسي القسسم السلم ابن تيمية ،ولكن أشار عل ّ
وخارجه بالستمرار في دراسة قضية الشيعة؛ لهميتها وضسسرورة دراسسستها
دراسة علمية موضوعية.
وبعسسد الستشسسارة والسسستخارة عقسسدت العسسزم علسسى أن أدرس العقسسائد
الساسية للمذهب الثني عشري ،وأنا على علم بأن الجهسسد السسذي يتطلبسسه
هسسذا الموضسسع يفسسوق الموضسسوع الول كسسثيرًا ،لننسسي -كمسسا سسسيتبين -أمسسام
دارسة دين بأكمله ،ل كتاب شخص واحد.
وقد اخترت طائفة الثني عشرية بالذات من بين طوائف الشسسيعة لعسسدة
أسباب ،منها:
ل :أن هذه الطائفة بمصادرها في التلقي وكتبهسسا ،وتراثهسسا تمثسسل نحلسسة أو ً
كبرى ،حتى أنهم يسمون مسائل اعتقادهم "دين المامية" ]العتقسسادات لبسسن
بابويه يسمى "دين المامية" انظر) :الفهرسسست للطوسسسي :ص ،189أغسسا بسسزرك /الذريعسسة:
[.(2/226ل مذهب المامية ،وذلك لنفصالها عن ديسسن المسسة ،وبحسسسبك أن
تعرف أن أحد مصادرها في الحديث عن الئمة يبلغ مائة وعشرة مجلدات
ه(.
وهو "بحار النوار" لشيخهم المجلسي )ت 1111
3
ثانيًا :اهتمام هذه الطائفسسة بنشسسر مسسذهبها والسسدعوة إليسسه ،وعنسسدها دعسساة
متفرغون ومنظمون ،ولها في كل مكان )غالبًا( خلية ونشاط ،وتوجه جسسل
اهتمامها في الدعوة لنحلتها في أوساط أهل السسسنة ،ول أظسسن أن طائفسسة
مسسن طسسائف البسسدع تبلسسغ شسسأو هسسذه الطائفسسة فسسي العمسسل لنشسسر معتقسسدها
والهتمام بذلك .
هي اليوم تسعى جاهدة لنشر "مذهبها" في العسالم السسلمي ،وتصسدير
ثروتها ،وإقامة دولتها الكبرى بمختلف الوسائل.
وقد تشيع بسبب الجهود التي يبذلها شسسيوخ الثنسسي عشسسرية الكسسثيُر مسسن
شباب المسلمين ..ومن يطالع كتسساب "عنسسوان المجسسد فسسي تاريسسخ البصسسرة
ونجد" يهوله المر ،حيث يجد قبائل بأكملها قد تشيعت.
وقد تحولت سفارات دولة الشيعة فسسي إيسسران إلسسى مركسسز للسسدعوة إلسسى
مذهبها في صفف الطلبة ،والعساملين المسسلمين فسي العسالم .وهسسي تهتسسم
بدعوة المسلمين أكثر من اهتمامها بدعوة الكافرين ]انظر سبب ذلك فسسي ص
) (715-714من هذه الرسالة ،ومجموع فتاوى شيخ السلم.[.28/478 :
ولشسسك أن المسسسؤولية كسسبيرة فسسي إيضسساح الحقيقسسة أمسسام المسسسلمين.
ولسيما الذين دخلوا في سلك التشيع حبا ً لهل البيت واعتقادها ً منهسسم أن
هذا الطريق عين الحق ،وطريق الصدق.
ثالثًا :أن هذه هي الطائفة الشيعية الكبرى في عالم اليوم ،وقد احتسسوت
معظم الفرق الشيعية التي وجدت على مسسسرح التاريسسخ ،تمثسسل مصسسادرها
في التلقي ،خلصة أفكار التجاهسسات الشسسيعية المختلفسسة ومسسستقرها السستي
ظهرت على امتداد الزمن ،حتى قيل بأن لقب الشيعة إذا أطلسسق ل ينصسسر
إل إليها.
رابعًا :هذه الفرقسسة لهسسا اهتمسسام دعسسائي فسسي السسدعوة للتقسسارب مسسع أهسسل
السنة ،وقد أقامت المراكز ،وأرسسسلت السسدعاة ،وأنشسسأت الجمعيسسات السستي
ترفع شار الوحدة السلمية ]انظر" :فكرة التقريب بين أهسسل السسسنة والشسسيعة" :ص
511وما بعدها.[.
خامسًا :هذه الطائفة تكثر من القول بأن مذهبها ل يختلف عسسن مسسذهب
أهل السنة ،وأنها مظلومة ومفترى عليها ،ولها اهتمسسام كسسبير بالسسدفاع عسسن
مذهبها ،ونشر الكتب والرسائل الكثيرة للدعاية له ،وتتبع كتب أهل السنة
ومحاولة الرد عليها ،مما ل يوجد مثله عند طائفة أخرى.
سادسسًا :كسسثرة مهاجمسسة هسسذه الطائفسسة لهسسل السسسنة ،ول سسسيما صسسحابة
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وطعنها فسسي أمهسسات كتسسب المسسسلمين،
عبر مؤلفاتهم التي يخرج سنويا ً العشسرات مسن الكتسب ..كسذلك مهاجمتهسا
بعنف وضراوة لكل من يكتب عنها أو يتعرض لمذهبها بالنقد ،تحسست سسستار
أن هسسذه الكتابسسات تعيسسق التقريسسب ،وتعرقسسل مسسساعي الوحسسدة السسسلمية،
فانصرفت أكثر القلم عن الكتابة عنها.
سابعًا :استرعى انتباهي تضخم الخلف حول حقيقة الثني عشرية لسسدى
الكتاب المعاصرين:
4
فمن فريق يرى أنهم كفرة ،وأن غلهم تجاوز الحدود السلمية ،كما في
كتابات السسستاذ محسسب السسدين الخطيسسب ،وإحسسسان إلهسسي ظهيسسر ،وإبراهيسسم
الجبهان ]انظسر :الخطسوط العريضسة للخطيسب ،والشسيعة والسسنة لحسسان إلهسي ظهيسر،
وتبديل الظلم للجبهان [.وغيرهم.
وفريق يرى أن الثني عشرية طائفة معتدلة لم تجنسسح إلسسى الغلسسو السسذي
وقعت فيه الفرق الباطنية ،مثل :كتابات النشار ،وسليمان دنيا ،ومصطفى
الشكعة ]نشأة الفكسسر الفلسسسفي للنشسسار ،الجسسزء الثسساني ص ،13والشسسيعة وأهسسل السسسنة
سليمان دنيا ،و إسلم بل مذاهب لمصطفى الشكعة ص [.194وغيرهم.
وفريق ثالث التبس عليه المر حتى ذهب يستفتي شيوخ الشيعة الثنسسي
عشرية فيما كتبه عنهم إحسان إلهي ظهير ،ومحب السسدين الخطيسسب ،كمسسا
تجد ذلك فيما كتبه البهنساوي في "السنة المفترى عليها".
ومن خلل هذه الختلفات قد تضيع الحقيقة ،أو تخفى على الكثير.
ولسسذلك فقسسد راعيسست فسسي هسسذه الرسسسالة – ول سسسيما فسسي بساب الشسسيعة
المعاصسسرين -السسستماع إلسسى أصسسوات الشسسيعة المسسدافعين عسسن مسسذهبهم
والناقدين لما كتبه بعض أهل السنة عن معتقدهم ،ومناقشة ذلك.
ولقد كتب أسلفنا عن الثني عشسسرية ،وهسسي السستي يسسسمونها بالرافضسسة،
وكان لمصنفاتهم أثرها ،كما فسسي كتابسسات أبسسي نعيسسم ،وشسسيخ السسسلم ابسسن
تيمية ،المقدسي ،والفيروزآبادي ،وما فسسي كتسسب الفسسرق والعقيسسدة ،ولكسسن
تلك الكتابات كانت قبل شيوع كتب الشيعة وانتشارها ،وجملة منها يحمسسل
صسسفة السسرد علسسى بعسسض مؤلفسسات الشسسيعة ،ول تسسدرس الطائفسسة بعقائدهسسا
وأفكارها بشكل شامل.
كما أن الثني عشرية لمهارتها في التقية ،قد خفي أمرها؛ حتى نجد في
شرح صحيح مسلم القول بأن المامية ل تكفر الصحابة ،و إنما تسرى أنهسم
أخطأوا فسسي تقسسديم أبسسي بكسسر ]شسسرح صسسحيح مسسسلم .[.174 /15 :ونسسرى شسسيخ
السلم ابن تيمية على اهتمامه بالمذهب الرافضي ونقده ،يقسسول :حسسدثني
الثقات أن فيهم من يرى الحج إلى المشاهد أعظسسم مسسن الحسسج إلسسى بيسست
الله ]منهاج السنة.[.2/124 :
بينما هذه القضية تجدها اليوم مقررة فسسي أمهسسات كتبهسسم فسسي عشسسرات
الروايات والعديد من البواب.
كما أن أهم كتاب عند الشيعة وهو "أصول الكافي" ل تجد له ذكرا ً عنسسد
الشعري ،أو ابن حزام ،أو ابن تيمية ،وهو اليوم الصل الول المعتمد عند
الطائفة في حديثها عن الئمة الذي هو أساس مذهبها.
وأيضا ً فإن طبيعة هذا المذهب أنه يتطور مسسن وقسست لخسسر ،ويتغيسسر مسسن
جيل لجيل ،حتى أن الممقاني أكبر شيوخهم في هذا العصر يقسسول :إن مسسا
يعتبر غلوا ً عند الشيعة الماضين أصبح اليوم من ضرورات المذهب ]سسسيأتي
بنصه في ص ) .[.(373هذه الطبيعسسة المتغيسسرة تقتضسسي التعسسرف علسسى السسوجه
الحقيقي للثني عشرية في عصرنا.
كما أن جل الردود التي تسود المصنفات التي كتبها الئمسسة السسسابقون -
رحمة الله عليهم أجمعين -هسسي علسسى شسسبهات يثيرهسسا الشسسيعة مسسن كتسسب
5
السسسنة نفسسسها؛ فيسسرد عليهسسا أهسسل السسسنة مسسبينين أن تلسسك النصسسوص السستي
يتمسك بها الشيعة إما موضوعة ،وإمسسا ضسسعيفة ،أو بعيسسدة عسسن اسسستدللهم
الفاسد.
ل ،وهسسي تسسثير هسسذهولكن الشيعة ل تسسؤمن بكتسسب أهسسل السسسنة كلهسسا أصس ً
الشبهات إلى اليوم لتحقيق أمرين:
الول :إشغال أهل السنة بهذه الشبهات ،حسستى ل يتفرغسسوا لنقسسد كتبهسسم،
ونصوصهم ،ورجال رواياتهم.
الثاني :إقناع الحائرين والمتشككين من أهل طائفتهم بدعوى أن ما هم
عليه من شذوذ وهو موضع اتفاق بين السنة والشيعة.
ولكن كتب الشيعة اليم قد توفرت بشكل لم يعهد من قبل ..فينبغي أن
تكون من أهم ركائز الدراسة والنقد؛ لن الحجة على كل طائفة إنما تقام
بما تصدقه وتؤمن به.
أما الكتابات المعاصرة من قبل أهسسل السسسنة عسسن الثنسسي عشسسرية فهسسي
قليلة بالنسبة لما يكتبه الشيعة عن أهل السنة.
وهي بالنسبة للثني عشرية ل تكفي ،فمذهبهم قائم علسسى مئات الكتسسب
التي تخدم المذهب ،وتدعو إليه ،وتمثل فكره ووجهتسسه ،ودراسسستها ونقسسدها
يحتاج لجهد أكبر ،وعمل أوسع.
ولقد رأيت في هذه المؤلفسات أنهسسا أغفلسست جسوانب مهمسة فسي دراسسة
الثني عشرية؛ كعقيدتهم -مثل ً -في أصول الدين ،وهو ما حسساولت القيسسام
بدراسته في الباب الثاني من هذه الرسالة.
كذلك معرفة آراء المعاصرين من الشيعة وتوجهساتهم ،وصسلتهم بسالفرق
القديمة ،وكتبهم السابقة ،وهو ما يتحدث عنه الباب الرابع.
والموضسوع -حقيقسسة -كسسان مسن السسسعة والتشسسعب ،بحيسسث يحتسساج إلسسى
دراسات جديدة ترتاد آفاقا ً مازالت مجهولة في المسسذهب الثنسسي عشسسري،
ولذلك نحوت في دراسة الموضوع منحا ً علميا ً تكشفت فيه معالم جديدة،
لعل من أبرزها ما يلي:
ل :دراسة مذهب الثني عشرية في أصسسول السسدين وهسسي منطقسسة فسسي أو ً
معظم مسائلها مجهولة ،لن الشيعة يتسترون عليها ،والبسساحثين مسسن أهسسل
السنة لم يطرقوها .وقسسد شسسكل ذلسسك بابسا ً كسسامل ً فسسي الرسسسالة هسسو البسساب
الثاني.
ثانيًا :أماطت هذه الدراسة اللثام عن عقائد لم يطرقها أحد مسسن قبسسل -
حسب علمي -كعقيدة أن القرآن ليسسس حجسسة إل بقيسسم ،وأن جسسل القسسرآن
نزل فيهم وفي أعدائهم ،وعقيدة الظهور ،والطينة ]قسسد أشسسار الشسسيخ تونسسسوي
في كتابه "عقائد الشيعة" إلى هذه العقيدة إشارة مقتضبة ،ونقل نصا ً واحدا ً من الكسسافي ل
يصور هذه العقيدة بكاملهسسا ،[.ودعوى تنزل كتسسب إلهيسسة علسسى الئمسسة ]والبسساحثون
يخلطون بينها وبين عقدية التحريف عند الشيعة.[.
كما كشفت عن متى بدأت فرية التحريف في المذهب الثنسسي عشسسري،
وأول كتاب سجلت فيه هذه الفريسسة ،واكتشسساف وضسع هسذا الكتساب ومسستى
وضع.
6
كذلك تم اكتشاف صلة شيخ السسلم ابسن تيميسة ومنهساج السسسنة ،بسأكبر
تحول في تقويم النصوص عندهم وتقسيمها إلى صحيح ،وضعيف وموثق.
وحققت القول بوجود المهدي الذي يقسوم عليسسه مسذهب الثنسسي عشسرية
اليوم وعرض شهادات مهمة صادرة من أسرة الحسسسن العسسسكري ،وأهسسل
البيت والحسن العسكري نفسه ،ومأخوذة من كتب الشيعة ذاتها.
وغير ذلك مما قد يجده الباحث في هذه الرسالة.
وإنني أذكر هذه المسائل حتى تتضح للقارئ مواضع الضافة التي يمكن
أن يفيد منها ..ذلك أنني حاولت أن أكتفي في المسائل المبحوثة بالشارة
أو التيان بنصوص جديدة ،كما في مسألة تكفيرهسسم للشسسيخين ،السستي تجسسد
النصوص التي تكشف تورط الشيعة فيها من خلل ما كتبه الشيخ موسسسى
جار الله وإحسان إلهي ظهير ،وغيرهما ،فحاولت أن أقدم نصوصسا ً شسسيعية
تعبر عن الشسيخين برمسوز خاصسة ،ثسم أوردت تفسسيرها مسن كتسب الثنسي
عشرية نفسها.
أما عن المنهج الذي حكم أسلوب معسسالجتي للموضسسوع ،والجديسسد السسذي
يحتمل إضافته ،فإن أبواب هذا البحث خير من يتحدث عنه ،وإذا كان لبسسد
من إشارات في هذا التقديم فأقول:
قد عمدت في بداية رحلتي مسسع الشسسيعة وكتبهسسا أل أنظسسر فسسي المصسسادر
الناقلة عنهسسم ،وأن أتعامسسل مباشسسرة مسسع الكتسساب الشسسيعي حسستى ل يتسسوجه
البحث وجهة أخرى.
وحاولت -جهد الطاقة -أن أكون موضوعيًا ،ضمن الطار السذي يتطلبسه
موضوع له صلة وثيقة بالعقدية كموضعي هذا.
والموضوعية الصسادقة أن تنقسسل مسسن كتبهسسم بأمانسسة ،أن تختسسار المصسادر
المعتمسسدة عنسسدهم ،وأن تعسسدل فسسي الحكسسم ،وأن تحسسرص علسسى الروايسسات
الموثقة عندهم أو المستفيضة في مصادرهم -ما أمكن .-
ً
أما إنكار ما أقف عليه من منكر ،بيان فساده ،فهسسذا ليسسس خروج سا عسسن
الموضوعية ،بل هو جزء من واجب كل مسلم ،فمن يتعسسرض لكتسساب اللسسه
سبحانه ،ويدعي فيه نقصا ً وتحريفسًا ،أو يقسسول بسسأن عليسا ً هسسو الول والخسسر
والظاهر الباطن ،وأمثال هذه الكفريسسات الظسساهرة ،ل تملسسك إل أن تصسسمه
بما يستحقه ،وأن تظهر فداحة جرمه ،وشناعة معتقده ،وإل كان في المر
خداع وتغرير بالقارئ المسلم.
ولذلك فإنني أعرض لعقائدهم بمنهسسج نقسسدي ،وحينمسسا أجسسد أن المسسسألة
ل ،ول ألسستزمتحتاج إلى دراسة نقدية أكثر تفصيل ً أعقد لذلك مبحث سا ً مسسستق ً
ذلك دائمًا؛ لن في جملة من العقسسائد مسسا يكفسسي لمعرفسسة حقيقتهسسا بمجسسرد
عرضها ،ولهذا ذكسر شسيخ السسلم ابسن تيميسة أن تصسور المسذهب الباطسل
يكفي في بيان فساده ول يحتاج مع حسن التصور إلى دليسسل آخسسر ،و إنمسسا
تقع الشبهة؛ لن أكثر الناس ل يفهمون حقيقة قسسولهم وقصسسدهم لمسسا فيسسه
من اللفاظ المجملة المشتركة ]مجموع فتاوى شيخ السلم) 2/138 :جمع الشسسيخ
عبد الرحمن بن قاسم(.[.
7
ولذلك فإنني أحيانا ً أكتفي بمجرد تصوير حقيقسسة القسسول ،والشسسارة إلسسى
بطلنه ،ول سيما في المسائل الجزئيسسة ،كمسسا أننسسي فسسي مسسسائل المسسذهب
الكبار كمسألة النص أو الصحابة ،أزيد على ذلسسك بنقسسد المقالسسة مسسن خلل
الكتاب والسنة ،وأقوال أئمتهم ،والمور المعلومة ،والمتفق عليها.
وأسلك بوجه عام في مناقشتهم منهج النقد السسداخلي للنصسسوص؛ وذلسسك
عن طريق مقارنة هذه النصوص بعضها ببعض وبيان ما بينهسسا مسسن تنسساقض
ومفارقات -ما أمن ذلك .-
كما أننسسي أحيانسا ً أناقشسسهم علسسى وفسسق منطقهسسم ،وبمقتضسسى مقرراتهسسم
وقواعسسدهم ،وعلسسى ضسسوء روايسساتهم ،ول يعنسسي هسسذا الموافقسسة علسسى تلسسك
الصول ،وقبول تلك الروايات؛ وإنما هو منهج فسسي النقسسد ،لكشسسف حقيقسسة
المذهب ،وخروجه عن أصوله ،وعمله ببعض رواياته وترك الخر.
ثم إنني في عرضي لعقسسائدهم ألسستزم النقسسل مسسن مصسسادرهم المعتمسسدة،
لكن ل أغفل في الغالب ما قالته المصادر الخسسرى .ووضسسع المريسسن أمسسام
القارئ مفيد جدا ً للموازنة والمقارنسسة ،ومعرفسسة مسسدى اطلع الوائل علسسى
معتقد الشيعة ،ومقدار التغير في المذهب الشيعي عبر القرون.
كما قمت بتخريج ما يرد فسسي البحسسث مسسن الحسساديث والثسسار ،والتعريسسف
بالفرق والملل ،وبيان المصطلحات ،وكسسذلك الترجمسسة للعلم السسذين لهسسم
دور في تأسيس بعض عقائد الشيعة ،أو ما تدعو حاجسسة البحسسث لمعرفتسسه.
أما الترجمة لكل ع َل َم ٍ يرد فهذا يشسسغل القسارئ عسسن الموضسوع الساسسي،
وهو موضوع مكانه كتب التاريخ التراجم ،ولسسذلك فسسإني السستزمت التعريسسف
بكل فرقة ترد؛ لن هذا هو القرب للتخصص والموضوع.
ولقد اكتنفت دراستي عدة صعوبات:
أولها :أن كتب الرواية عند الشيعة ل تحظى بفهرسة ،وليس لها تنظيم
معين ،كما هو الحال في كتب أهل السنة ]يوجد عندهم "مفتسساح الكتسسب الربعسسة"
عنسسدي منسسه اثنسسا عشسسر مجلسسدًا ،إل أن طريقسسة مسسؤلفه فسسي ترتيبسسه تجعلسسه أشسسبه بكتسساب ل
بفهرس ،[.ولذلك فإن المر اقتضى مني قراءة طويلسسة فسسي كتسسب حسسديثهم،
حتى تصفحت البحار بكامل مجلسسداته ،وأحيانسا ً أقسسرأ روايسسة روايسسة ،وقسسرأت
أصول الكافي ،وتصفحت وسسسائل الشسسيعة ،وكسسانت الروايسسات السستي أحتسساج
إليها تبلغ المئات في كل مسألة في الغالب.
فل تسسستطيع أن تكتسسب عسسن هسسذه المسسألة حسستى تسسستكمل قسسراءة هسسذه
الخبار.
وأرجع كثيرا ً إلى شروح الكافي كشرح جامع للمازنسسدراني ،لفهسسم وجهسسة
نظر شيوخهم في الروايات.
ثانيسًا :رحلسست فسسي البحسسث عسسن الكتسساب الشسسيعي إلسسى مصسسر ،والعسسراق،
والبحرين ،والكويت ،وباكستان ،وحصلت من خلل ذلك على مصادر مهمة
أفدت منها في أبواب هذا البحث وفصوله.
ثالثًا :طول المسافة الزمنيسسة السستي شسسملها البحسسث ،والسستي امتسسدت منسسذ
نشأة الشيعة حتى اليوم ،فأمامي عشسسرات الكتسسب الشسسيعية فسسي مختلسسف
8
العصور أمضيت وقتا ً طويل ً في تتبعها ،وملحقسسة التطسسور العقسسدي للشسسيعة
في امتدادها.
مصادر الرسالة:
وقد اعتمدت في دراسسستي عنهسسم علسسى مصسسادرهم المعتسسبرة مسسن كتسسب
التفسير والحديث ،والرجال ،والعقائد ،والفرق ،والفقه ،والصول:
أ -ففي كتب التفسير رجعت إلى:
تفسسسير علسسي بسن إبراهيسسم القمسي ،السسذي قسالوا عنسسه بسأنه أصسل أصسول
التفاسير عندهم ]مقدمة تفسير القمي :ص .[.10ووثق رواياته شيخ مشايخهم
في هذا العصر الذي يلقبونه "بالمسسام الكسسبر" وهسسو أبسسو القاسسسم الخسسوئي،
فقال" :ولذا نحكم بوثاقة جميع مشايخ علي بن إبراهيم القمي السذي روى
عنهم في تفسسسيره مسسع انتهسساء السسسند إلسسى أحسسد المعصسسومين" ]أبسسو القاسسسم
الخوئي /معجم رجال الحديث .[.1/63 :والقمي عنسسدهم ثقسسة فسسي الحسسديث ،ثبسست
معتمد ]رجال النجاشي :ص ،[.197كان في عصسسر المسسام العسسسكري ،وعسساش
ه( ]الذريعة ،4/302 :مقدمة تفسير القمي :ص .[.8 إلى سنة ) 307
وكذلك تفسير العياشي الذي قال فيه شيخهم المعاصر -محمد حسسسين
الطبطبائي" :أحسن كتاب ألف قديما ً في بابه ،وأوثق ما ورثناه من قدماء
مشايخنا من كتب التفسير بالمأثور ،فقد تلقاه علماء هذا الشأن منذ ألسسف
عسسام إلسسى يومنسسا هسسذا مسسن غيسسر أن يسسذكر بقسسدح ،أو يغمسسض فيسسه بطسسرف"
]الطبطائي /مقدمة حل الكتاب ومؤلفة :صاج.[.
والعياشي هو محمد بسن مسسسعود أبسو النضسر ،عسساش فسسي أواخسسر القسرن
الثالث ،وهو عندهم جليل القدر ،واسع الخبار ،بصير بالروايسسات ]الطوسسسي/
الفهرست :ص 165– 163؟[.
وتفسير فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي ،من شسسيوخهم فسسي القسسرن
الثالث وأوائل القرن الرابع ]أغسسا بسسزرك الطهرانسسي /نوابسسع السسرواة :ص .[.216وقد
وثقه شيخهم المجلسي فقال" :أخبار تفسير فرات موافقة لما وصل إلينا
من الحاديث المعتبرة" ]بحار النسسوار ،37 /1 :وانظسسر فسسي بيسسان أنسسه مسسن مصسسادرهم
المعتبرة عند القدامى والمعاصرين :مقدمة تفسير فرات ،لمحمد علي الوردبادي.[.
هذه أهم كتب التفسير القديمة الموجودة اليوم بين أيديهم ]بالضسسافة إلسى
تفسير التبيان للطوسي ،ومجمع البيان للطبرسي ،والتي قال فيهما بعض شسسيوخهم بأنهمسسا
وضعا على أسسسلوب التقيسسة -كمسسا سسسيأتي .[.-وقد رجعت إليهسسا فسسي أثنسساء عسسرض
عقيدتهم في القرآن وغيره ،ولم أكتف بتوثيق المنقول منهسسا ،بسسل شسسفعت
ذلك بما كتبه شيوخهم المتأخرون المعتمدون عندهم ،مثل:
تفسير الصافي لشيخهم محمسد محسسن المعسسروف بسالفيض الكاشساني،
والذي يصفونه بس "العلمة المحقق ،المدقق ،جليل القدر ،عظيسسم الشسسأن"
]الردبيلي /جامع الرواة.[.2/42 :
والبرهان فسسي تفسسسير القسسرآن لشسسيخهم هاشسسم بسسن سسسليمان البحرانسسي
ه( وهسسو عنسسدهم العلمسسة الثقسسة الثبسست)المتسسوفى سسسنة 1107أو 1109
المحدث الخبير والناقد البصير ]انظر :أمل المل ،2/341 :يوسف البحراني /لؤلسسؤة
البحرين ص ،63البلدي /أنوار البدرين ص .[.137
9
ومرآة النوار ومشكاة السرار ،أو مقدمة البرهان لشيخهم أبي الحسن
ه(
بن محمد العاملي الفتوني ،تلميذ المجلسي صاحب البحسسار )ت 1140
قال عنه صاحب لؤلؤة البحرين بأنه كان محققا ً مدققا ً ]يوف البحراني /لؤلسسؤة
البحرين :ص ،[.107وقال عنه صاحب روضات الجنات" :من أعاظم فقهائنسسا
المتأخرين" ]الخوانسسساري /روضسسات الجنسسات :ص .658ط :الثانيسسة ،الزرنسسدي /ترجمسسة
المؤلف )المطبسسوع مسسع مقدمسسة مسسرآة النسسوار( ،[.ووصفه شيخهم النسسوري بالحجسسة
وقال عن كتابه" :لم يعمل مثله" ]مستدرك الوسائل .[.3/385 :ومثل ذلك قال
صاحب الذريعة ]أغابزرك /الذريعسسة ،[.20/264 :وغير ذلسسك مسسن كتسسب التفسسسير
عندهم التي رجعت إليها ،وذكرتها تبعا ً لما أشرت إليه ووثقته من كتبهم.
وأصحاب الكتب السابقة كلهم قسسالوا بتحريسسف القسسرآن ،ولشسسك أن مسسن
اعتقد ذلك فهو ليس من أهل القبلة ،ولكني أنقل توثيقاتهم لشيوخهم.
ب -أمققا كتققب حققديثهم) :وهسسي روايسساتهم عسسن الئمسسة( فقسسد رجعسست
لمصادرهم المعتمدة عندهم وهي:
-1الكتسسب الربعسسة :الكسسافي ،والتهسسذيب ،والستبصسسار ،ومسسن ل يحضسسره
الفقيه ،قال شيخهم المعاصر محمد صادق الصدر" :إن الشيعة ...مجمعسسة
على اعتبار الكتب الربعسسة ،وقائلسسة بصسسحة كسسل مسسا فيهسسا مسسن روايسسات "...
]الشيعة :ص .[.127
-2الكتب الربعسسة المتسسأخرة وهسسي :السسوافي ،وبحسسار النسسوار ،والوسسسائل،
ومسسستدرك الوسسسائل ،فتصسسبح مصسسادرهم الرئيسسسية ثمانيسسة .قسسال عسسالمهم
المعاصر محمد صالح الحائري" :وأما صحاح المامية فهسسي ثمانيسسة ،أربعسسة
منها للمحمسسدين الثلثسسة الوائل ،وثلثسسة بعسسدها للمحمسسدين الثلثسسة الواخسسر،
وثامنها لمحمد حسين المرحوم المعاصر النوري" ]منهاج عملي للتقريب )مقال
للرافضي محمد الحائري ضمن كتاب الوحدة السلمية :ص .[.(233
وقد تحدثت عن هذه المصادر في فصل )عقيدتهم في السنة(.
وأكثر ما رجعت إليسسه مسسن هسسذه المصسسدر الثمانيسسة كتابسسان همسسا" :أصسسول
الكافي" ،و"بحار النوار"؛ وذلك لنهما أكثر اهتماما ً بمسائل العتقاد ،ولن
الشيعة تعلق عليهما أهمية بالغة.
قال الصدر عن الكسسافي" :ويعتسسبر )الكسسافي( عنسسد الشسسيعة أوثسسق الكتسسب
الربعة" ]الشسسيعة :ص .[.133وتبلغ أخباره ) ،(16199ولسسو لسسم يقسسم صسساحب
الكافي بجمع الروايات عن الئمة في كتابه لما بقي منها إل النزر اليسير.
وقال :يحكى أن الكسافي عسرض علسى المهسدي فقسال" :كساف لشسيعتنا"
]المصسسدر السسسابق :ص ،123روضسسات الجنسسات ،للخوانسسساري ،6/116 :ومقدمسسة الكسسافي،
لحسين علي :ص .[.25
هذا ما يقوله الصدر ،وينسبه للشيعة عموم سًا ،ولهسسذا قسسال محسسب السسدين
الخطيب" :إن الكافي عند الشيعة هو كصسسحيح البخسساري عنسسد المسسسلمين"
]الخطوط العريضة :ص .[.28
وقد يكون في كلم الخطيب هذا بعض التسامح؛ لن غلوهم في الكافي
أكثر ،أل ترى أنهم يقولون :إن الكافي أّلف إبان الصلة المباشرة بمهديهم
وإنه عرض على "المعصوم" عندهم ،فهو كما لو قسسال بعسض أهسسل السسنة:
10
إنه صحيح البخاري تم عرضه على الرسول صلى اللسسه عليسسه وسسسلم ..لن
المام عندهم كالنبي ،ولذا قالوا" :كانت منسسابع اطلعسسات الكلينسسي قطعيسسة
العتبار ،لن باب العلسسم واسسستعلم حسسال تلسسك الكتسسب ]السستي جمسسع مسسن خللهسسا
الكافي [.بواسطة سفراء القائم ]هو مهديهم المنتظر ،وسفراؤهم :أبوابه الربعة ،كما
سيأتي في فصل الغيبة [.كان مفتوحا ً عليه لكونهم معه في بلسسد واحسسد ،بغسسداد"
]الحائري /منهاج عملي للتقريب )ضسسمن كتسساب الوحسسدة السسسلمية ص .(333وانظسسر :ابسسن
طاوس /كشف المحجة ص .[.159
أمسسا البحسسار فقسسالوا بسسأنه" :المرجسسع الوحيسسد لتحقيسسق معسسارف المسسذهب"
]البهبودي /مقدمة البحسسار :ص [.19وعظموا من أمسسره ،كمسسا سسسيأتي مسسن خلل
صفحات هذه الرسالة ]انظر :ص).[.(164
-3ورجعت إلى كتب شيوخهم المعتمسسدين عنسسدهم ،والسستي يعسسدونها فسسي
العتبار والعتماد كالكتب الربعة ،منها:
أ -كتاب سليم بن قيس ،وهو أول كتاب ظهسسر للشسسيعة ،كمسسا يقسسول ابسسن
النديم ]انظر :الفهرست ص ،219الذريعة ،2/152 :وفي رضات الجنات 4/67زعسسم أنسسه
"أول ما صنف ودّون في السلم" ،[.وهو من أصولهم المعتبرة ]انظر :بحار النسسوار:
،[.1/32ولنا وقفة مع هسسذا الكتسساب ومسسؤلفه فسسي أثنسساء الحسسديث عسسن فريسسة
التحريف ]انظر :ص).[.(221
ب -كتب شيخهم أبو جعفر محمد بن علي بن بسسابويه القمسسي )المتسسوفى
ه( مثل :إكمال الدين ،والتوحيد ،وثواب العمسسال ،وعيسسون أخبسسار سنة 381
الرضسسا ،ومعسساني الخبسسار ،والمسسالي وغيرهسسا ،وكتبسسه كلهسسا "ل تقصسسر فسسي
الشتهار عن الكتب الربعة السستي عليهسسا المسسدار فسسي هسسذه العصسسار" ]بحسسار
النوار ،[.1/26 :ول يستثنى من ذلك إل خمسسسة كتسسب لسسم أرجسسع إليهسسا ]وهسسي:
الهداية ،وصفات الشسسيعة ،وفضسسائل الشسسيعة ،ومصسادقة الخسوان ،وفضسائل الشسهر) .بحسار
النوار.[.(1/26 :
ج -كتب شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسسن الطوسسي )المتسوفى
ه( وهي مثل كتب ابن بابويه فسي العتبسار والشستهار عنسسدهم إل سنة 460
كتاب واحد ]وهسسو المسسالي )بحسسار النسسوار .[.(1/27 :وغيرها مسن كتسب شسيوخهم،
والتي تكلف شيخهم المجلي بتوثيقها في الجزء الول من بحسساره ]ص(29):
وما بعدها ،[.كما قد ألمحت ببعض توثيقاتهم لهذه الكتب فسسي أثنسساء البحسسث،
وأذكر توثيق الكتاب الذي ل أنقل منسسه إل مسسرة واحسسدة فسسي موضسسع النسسص
المنقول.
د -رجعت إلى كتب العقيدة المعتمدة عندهم مثل:
-1اعتقادات ابن بابويه.
-2وأوائل المقالت للمفيد ،وتصحيح العتقاد له أيضًا.
-3ونهج المسترشدين لبن المطهر الحلي.
-4والعتقاد للمجلسي صاحب البحار.
-5وعقائد المامية للمظفر )من المعاصرين(.
-6عقائد المامية الثني عشرية للزنجاني )معاصر( وغيرها.
11
وفي عقائدهم التي تفردوا بها رجعت -بالضسسافة لمسسا مضسسى -إلسسى مسسا
ل ،ففسسي الغيبسسة -مثل ً -رجعست إلسسى كتسساب كتب عن هسذه العقسسائد مسستق ً
الغيبة لشيخهم محمسسد بسسن إبراهيسسم النعمسساني ،مسسن شسسيوخهم فسسي القسسرن
الثالث ،وقد قال المجلسي عسسن كتسسابه هسسذا" :وكتسساب النعمسساني مسسن أجس ّ
ل
الكتب" ]بحسسار النسسوار ،[.1/31 :ثم نقل عسسن المفيسسد مسسا يتضسسمن الثنسساء عليسسه
وتوثيقه ]الموضع نفسه من المصدر السابق.[.
وكذلك كتاب الغيبة للطوسي ،وإكمال الدين لبن بابويه وغيرها.
وفي اعتقادهم في الرجعة ،رجعت إلى ما كتبه شسسيخهم الحسسر العسساملي
في الرجعة وهو "اليقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة" وهكذا.
ه -وكذلك رجعت إلى ما كتبسسه بعسسض شسسيوخهم فسسي المقسسالت والفسسرق،
وهما "المقالت والفرق" لشسسيخهم سسسعد بسسن عبسسد اللسسه الشسسعري القمسسي
ه( ،و"فسسرق الشسسيعة" لشسسيخهم الحسسسن بسسن موسسسى المتوفى سسسنة ) 301
النوبختي من شيوخهم في القرن الثالث" .وهما كتابان وصل إلينا من بين
كتب فرق الشيعة الضائعة" ]محمد جواد مشسكور ،مقدمسة كتساب المقسالت والفسرق
للقمي :ص /كا.[.
و -وفي كتب الرجال رجعت إلى مصادرهم المعتمدة في ذلك ،ولسسسيما
كتبهم الربعة؛ لنهم يقولون" :أهم الكتب في هذا الموضوع مسسن مؤلفسسات
المتقدمين هي أربعة كتب ،عليها المعول في هذا الباب وهي:
-1معرفة الناقلين عن الئمة الصادقين لبي عمرو محمد بسن عمسر بسن
عبد العزيز الكشي )من شيوخهم في القرن الرابع( الذي يعرف بس "رجال
الكشي".
-2كتاب الرجال لبي العباس أحمد بن علي النجاشي المتسسوفى سسسنة )
ه( المعروف بس "رجال النجاشي". 460
-3كتاب الرجال لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بسسن الحسسسن بسسن علسسي
ه( المعروف بس "رجال الطوسي". الطوسي المتوفى سنة ) 460
-4كتسساب "الفهرسسسيت للشسسيخ الطوسسسي" ]أحمسسد الحسسسيني /مقدمسسة رجسسال
الكشي ،ط :العلمي /كربلء ،ص ،4 :وانظر :حسن المصسسطفوى /مقدمسسة رجسسال الكشسسي،
ط :إيران ص ،12أغابزرك /الذريعة إلى تصانيف الشيعة.[.81-10/80 :
وقد أكثرت في النقل من رجال الكشي ،لنهم يعسسدونه أهسسم كتبهسسم فسسي
الرجال ،وأقدمها ،وأوثقها؛ فهو من تأليف الكشي وهو عندهم "ثقسسة بصسسير
بالخبار وبالرجال حسن العتقسساد" ]فهرسسست الطوسسسي :ص .[.172-171ومسسن
تهذيب واختصار شيخ الطائفة الطوسي.
ولذا قال شيخهم المصطفوي" :أقدم هسسذه الكتسسب :هسسو رجسسال الكشسسي
الذي لخصه شيخ الطائفة ..فكفسسى لهسسذا لكتسساب المنيسسف شسسرفا ً واعتبسسارًا"
]مقدمة المصطفوي لرجال الكشي :ص .[.12
والخلصة :أنني لم أعمسد إل إلسى كتبهسم المعتمسدة عنسدهم ،فسي النقسل
والقتباس لتصوير المذهب.
ولم أذكر من عقائدهم في هذه الرسالة إل ما استفاضت أخبسسارهم بسسه،
وأقره شيوخهم.
12
وقد تكون الروايات من الكسثرة فأشسير إلسى ذلسك بسذكر عسدد الروايسات
وعناوين البواب في المسائل التي أتحدث عنها.
وأذكسسر مسسا أجسسد لهسسم مسسن تصسسحيحات وحكسسم علسسى الروايسسات بمقتضسسى
مقاييسهم.
كل ذلك حتى ل يقال بأننا نتجه إلى بعسسض روايسساتهم الشسساذة ،وأخبسسارهم
الضعيفة التي ل تعبر عن حقيقة المذهب ،فنأخذ بها.
واهتممت بالنقل "الحرفي" فسسي الغسسالب رعايسسة للموضسسوعية ،وضسسرورة
الدقة في النقل والعزو ،وهذا مسسا يفرضسسه المنهسسج العلمسسي فسسي نقسسل كلم
الخصوم.
تمهيد:
14
ويشتمل على:
-1التعريف اللغوي للفظ الشيعة.
-2لفظ الشيعة في القرآن ومعناه.
-3لفظ الشيعة في السنة ومعناه.
-4لفظ الشيعة ومعناه في كتب الحديث عند الثني عشرية.
-5لفظ الشيعة في التاريخ.
-6تعريف الشيعة في كتب الثني عشرية.
-7تعريف الشيعة في كتب السماعيلية.
-8تعريف الشيعة في المصادر الخرى.
-9التعريف المختار للشيعة.
-10نشأة الشيعة.
-11فرق الشيعة.
-12ألقاب الشيعة المامية الثني عشرية.
-13فرق الثني عشرية.
تعريف الشيعة
التعريف اللغوي:
ه(" :فلن من شيعة فلن أي :ممسسن يقول ابن دريد )المتوفى سنة 321
يرى رأيه ،وشيعت الرجسسل علسسى المسسر تشسسييعا ً إذا أعنتسسه عليسسه ،وشسسايعت
الرجل على المر مشايعة وشياعا ً إذا مالته عليه" ]ابسسن دريسسد /جمهسسرة اللغسسة:
.[.3/63
ه(" :والشيعة أنصار الرجسسل وأتبسساعه وقال الزهري )المتوفى سنة 370
وكل قوم اجتمعوا على أمرهم شيعة .والجماعة شسسيع وأشسسياع ،والشسسيعة:
قوم يهوون هوى عترة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويوالونهم.
وشّيعت النار تشييعا ً إذا لقيت عليها ما تذكيها به ،ويقسسال :شسسيعت فلن سا ً
أي :خرجت معه لودعه ،ويقال :شيعنا شهر رمضان بست من شوال أي:
ه أي :اليسسوم السذي يتبعسسه، أتبعناه بها ..وتقسسول العسرب :آتيسسك غسدًا ،أو َ
شسسيعَ ُ
والشيعة التي يتبع بعضهم بعضًا ،والشيع الفرق السسذي يتبسسع بعضسسهم بعض سا ً
وليس كلهم متفقين" ]الزهري /تهذيب اللغة.[.3/61 :
ه(" :تشّيع الرجسسل أي :ادعسسى دعسسوى وقال الجوهري )المتوفى سنة 40
ش سَيع قسسال ذوالشيعة ،وكل قوم أمرهم واحد يتبع بعضهم رأي بعض فهسسم ِ
الّرمة :استحدث الركب عن أشياعهم خبرا ً ]ديوان ذي الرمة ص.[.4 :
يعني عن أصحابهم" ]الصحاح ،3/1240 :تحقيق أحمد عبد الغفور عطار.[.
ه(" :والشسسيعة أتبسساع الرجسسل وقسسال ابسسن منظسسور )المتسسوفى سسسنة 711
ع ،وأشياع جمع الجمع ،وأصسسل الشسسيعة :الفرقسسة مسسن شي َ ٌ
وأنصاره ،وجمعها ِ
الناس ،ويقع على الواحد والثنين والجمع والمذكور والمؤنث بلفسسظ واحسسد
ومعنى واحد ،وقد غلب هذا السم على من يتولى عليسا ً وأهسل بيتسسه ،حسستى
صار لهم اسما ً خاصًا ،فإذا قيل :فلن من الشيعة عسسرف أنسسه منهسسم ،وفسسي
15
مذهب الشيعة كذا أي :عندهم ،وأصل ذلك مسسن المشسسايعة وهسسي المتابعسسة
والمطاوعة.
والشيعة :قوم يرون رأي غيرهسسم ،وتشسسايع القسسوم صسساروا شسسيعًا ،وش سّيع
شيعة ،وشايعه شياعا ً وشّيعه تابعه ،ويقسسال :فلن الرجل إذا ادعى دعوى ال ّ
يشايعه على ذلك أي :يقويه" ]لسان العرب :مادة :شيع.[.
ه(" :كل من عسساون إنسسسانا ً وتحسسزب وقال الزبيدي )المتوفى سنة 1205
له فهو له شيعة ،وأصل الشيعة من المشايعة وهي المتابعة ،وقيسسل :عيسسن
الشيعة واو من شوع قومه إذا جمعهم .وقسسد غلسسب هسسذا السسسم )الشسسيعة(
على كل من يتولى عليا ً وأهل بيته ..وهم أمة ل يحصون ،مبتدعة ،وغلتهم
المامية المنتظريسسة يسسسبون الشسسيخين ،وغلة غلتهسسم يكفسسرون الشسسيخين،
ومنهم من يرتقي إلى الزندقة" ]تاج العروس ،5/405 :وانظر من كتب اللغة )مادة
شاع( :القساموس ،3/47 :البسستاني /قطسر المحيسط ،1/1100 :وانظسر :الطريحسي /مجمسع
البحرين.[.4/355 :
فالشيعة ،والتشيع ،والمشايعة في اللغسسة تسسدور حسسول معنسسى المتابعسسة،
والمناصرة ،والموافقة بالرأي ،والجتماع على المر ،أو الممالة عليه .ثسسم
غلب هذا السم -كما يقوله صاحب اللسان ،والقاموس ،وتاج العسسروس -
على كل من يتولى عليا ً وأهل بيته .وهذه الغلبة ..محل نظر؛ لنه إذا تأمل
الباحث في المعنى اللغوي للشيعة والذي يدل على المتابعة ،والمناصسسرة،
ثم نظر إلى أكثر فرق الشيعة التي غلب إطلق هذا السم عليها يجسسد أنسسه
ل يصح تسميتها بالشيعة من الناحية اللغوية؛ لنها غير متابعة لهسسل السسبيت
على الحقيقة بل هي مخالفة لهم ومجافية لطريقتهم..
ولعل هذا ما لحظه شريك بن عبد الله حينما سأله سائل :أيهما أفضسسل
أبو بكر أو علي؟ فقال له :أبو بكر .فقال السائل :تقول هذا وأنت شيعي!
فقال له :نعم من لم يقل هذا فليس شيعيًا ،اللسسه لقسسد رقسسي هسسذه العسسواد
علي ،فقال :أل إن خير هذه المة بعد نبيها أبو بكر ،ثسم عمسر ،فكيسف نسرد
قوله ،وكيف نكذبه؟ والله ما كان كذابا ً ]منهسساج السسسنة 8-1/7 :تحقيسسق د .محمسسد
رشاد السالم ،وانظر :عبد الجبار الهمداني /تثبيت دلئل النبوة .1/63 :وقال شسسيخ السسسلم
ابن تيمية :وقد روي عن علي من نحو ثمانين وجها ً أنه قال علسسى منسسبر الكوفسسة :خيسسر هسسذه
المة بعد نبيها أبو بكر وعمر ،ورواه البخاري وغيره .انظر :منهاج السنة ،4/137 :وقد جسساء
ذلك في كتب الشسسيعة أيضسًا .انظسسر :تلخيسسص الشسسافي 2/428 :عسسن إحسسسان إلهسسي ظهيسسر:
الشيعة أهل البيت ص.[.52 :
فالمام شريك لحظ أن غير المتابع لعلي ل يسسستحق اسسسم التشسسيع ،لن
معنى التشيع وحقيقته المتابعة ..ولهذا آثر بعسسض الئمسسة أن يطلسسق عليهسسم
اسم الرافضة ]انظسسر -مثل ً -الملطسسي /التنسسبيه والسسرد :ص ،18البغسسدادي /الفسسرق بيسسن
الفرق ص ،21 :السسسفراييني /التبصسسير فسسي السسدين ص ،16السكسسسكي /البرهسسان ص ،36
وانظر الفرماني /رسالة في بيان مذاهب بعض الفرق الضالة :الورقة 2أ )مخطسسوط( ،أبسسو
الحسن العراقي /ذكر الفرق الضوال :الورقة 12أ )مخطوط(.[.
وقد لجأ المتسسابعون لهسسل السسبيت علسسى الحقيقسسة ،والسسذين كسسانوا يلقبسسون
بالشيعة ،لجأوا إلى ترك هسسذا اللقسسب لمسسا غلسسب إطلقسسه علسسى أهسسل البسسدع
المخالفين لهل البيت ،كما يشير صاحب التحفة الثني عشسسرية إلسى ذلسسك
16
فيقول :إن الشيعة الولى تركسسوا اسسسم الشسسيعة لمسسا صسسار لقب سا ً للروافسسض
والسماعيلية ،ولقبوا أنفسهم بس "أهل السنة والجماعة" ]التحفة الثنا عشرية:
ص ) 26-25مخطوط(.[.
لفظ الشيعة في القرآن ومعناه:
ومادة شيع وردت في كتاب الله العظيم في اثني عشسسر موضسسعا ً ]انظسسر:
المعجم المفهرس للفاظ القرآن ص ،[.18وقد أجمل ابن الجوزي ]أبسسو الفسسرج عبسسد
الرحمن بن علي بن محمد بسسن علسسي السستيمي البغسسدادي ،المعسسروف بسسابن الجسسوزي ،صسساحب
التصانيف الكثيرة في التفسير والحديث والفقه وغيرها ،منهسسا :جسسامع المسسسانيد ،والمنتظسسم
وغيرهما ،توفي عام 597هس .انظر :ابن العماد /شذرات السسذهب ، 4/329 :اليسسافعي /مسسرآة
الجنسسان ، 492- 3/489 :معجسسم المسسؤلفين [.5/157 :معانيها بقسسوله" :وذكسسر أهسسل
التفسير أن الشيع في القرآن على أربعة أوجه:
كققاُنوا ْو َ
م َ قوا ْ ِدين َ ُ
ه ْ فّر ُ
ن َ ذي َ ن ال ّ ِ
أحدها :الفرق ،ومنه قوله تعالى} :إ ِ ّ
َ
عشقي َ ِ
في ِ ك ِ قب ْل ِ َ
من َ سل َْنا ِ قدْ أْر َ ول َ َ
عا{ ]النعام ،آية [.159 :وقولهَ } :شي َ ًِ
َ َ
عا{ ]القصص ،آيسسة،4 : شي َ ًها ِ هل َ َلأ ْ ع َج َو َ وقولهَ } : ن{ ]الحجر ،آية[.1 :
وِلي َال ّ
َ
عا{ يعنسسي بالشسسيع :الفسسرق ،تفسسسير الطسسبري:
شقي َ ً هل َ َ
ها ِ ع َ
لأ ْ ج َ
و َ
قال ابن جرير الطبري } َ
فّر ُ
قققوا ن َذي َن ال ّق ِ
م َ
،20/27وانظر أبو عبيدة /مجاز القسسرآن [.1/194 :وقولهِ } :
عا{ ]الروم ،آية.[.69 : شي َ ً و َ
كاُنوا ِ م َ
ه ْ
ِدين َ ُ
هق َ
ذا و َ
ه َ
عت ِ ِشققي َ مققن ِذا ِ ه َ
والثاني :الهل والنسب ،ومنه قوله تعالىَ } :
ه{ أي :مسسسن عت ِ ِ
شي َ
من ِذا ِ ه{ ]القصص ،آية ، 15 :قال ابن قتيبة :ومعنى } َ
ه َ و ِ
عدُ ّ
ن َ
م ْ
ِ
أصحابه بني إسرائيل )تفسير غريب القرآن ص ،(329وانظر :أبو حيان /تحفة الريسسب بمسسا
في القرآن من الغريب ص [.153 :أراد من أهله في النسب إلى بني إسرائيل.
ة{ع ٍ شي َل ِ من ك ُ ّ ن ِع ّ ز َم ل ََنن ِ والثالث :أهل الملة ،ومنه قوله تعالى} :ث ُ ّ
م{ ]القمسسر ،آيسسة،[.51 : عك ُ ْشقَيا َ هل َك َْنقا أ َ ْ
قدْ أ َ ْول َ َ
]مريسسم ،آيسسة ،[.69 :وقسسولهَ } :
مققن ن ِ هم{ ]سسسبأ ،آيسسة .[.54 :وقسسوله} :إ ِ ّ ع ِش قَيا ِل ب ِأ َ ْ
عق َ
ف ِ وقسسوله} :ك َ َ
مققا ُ
م{ ]الصافات ،آية.[.83 : هي َ
ه ل ِب َْرا ِ
عت ِ ِ
شي َ
ِ
يعا ً{ ]النعسسام،
َ
شق َ
م ِسك ُ ْ و ي َل ْب ِ َوالرابع :الهواء المختلفة ،قال تعسسالى} :أ ْ
آية] "[.65 :ابن الجوزي /نزهة العين النواظر ،377-376 :وزاد السسدامغاني وجهسا ً خامسسا ً
َ
عشقي َن أن ت َ ِحّبقو َ
ن يُ ِ ن ال ّ ِ
ذي َ وهو :الشيع والشسساعة ،واستشسسهد لهسسذا بقسسوله سسسبحانه} :إ ِ ّ
مُنوا{ يعني أن تفشو الفاحشسسة ،كمسسا أن ابسسن الجسسوزي ذكسسر فسسي نآ َ ذي َفي ال ّ ِ ة ِ ش ُح َفا ِ ال ْ َ
مققن ذا ِ ه َ
الوجه الثاني أن من معاني الشيع الهل والنسب ،واستشهد لها بقوله سبحانهَ } :
ه{ ،بينما نجسسد السسدامغاني ذكسسر أن مسسن معسساني الشسسيعة :الجيسسش، و ِ
عدُ ّن َ م ْ ه َ
ذا ِ و َه َعت ِ ِ
شي َِ
واستدل لذلك بنفس الية .وقد اتفقا فيما سوى ذلك من معاني التشيع.[.
ويشير ابن القيم ]محمد بن أبي بكر بن أيسسوب الزرعسي الدمشسقي ،المعسروف بسابن
قيم الجوزية ،توفي سنة 751هس ،وله من التصانيف الكبار والصغار شيء كثير ،منهسسا :إعلم
الموقعين ،وزاد المعاد - [.رحمه الله -في نص مهم له إلى أن لفسسظ الشسسيعة
والشياع غالبا ً ما يستعمل في الذم ،ويقول :ولعله لم يرد فسسي القسسرآن إل
عل َققىشقدّ َ م أَ َهق ْ
ل شققيع َ
ة أي ّ ُ من ك ُ ّ ِ َ ٍ ن ِ ع ّز َم ل ََنن ِ كذلك ،كقوله تعالى} :ث ُ ّ
عا{، كاُنوا ْ ِ
شي َ ً و َ م َ ه ْ قوا ْ ِدين َ ُ
فّر ُ
ن َ ذي َ ن ال ّ ِ عت ِّيا{ ،وكقولسه} :إ ِ ّ ن ِم ِ
ح َ
الّر ْ
َ
منهم ّ ع ِ
شَيا ِل ب ِأ ْ ع َ ف ِ ما ُ ن كَ َهو َ ما ي َ ْ
شت َ ُ ن َ وب َي ْ َ
م َ ه ْ حي َ
ل ب َي ْن َ ُ و ِوقولهَ } :
ل{ .ويعلل ابن القيم لذلك بقوله" :وذلسسك واللسسه أعلسسم لمسسا فسسي لفسسظ َ
قب ْ ُ
الشيعة من الشياع ،والشاعة التي هي ضسسد الئتلف والجتمسساع ،ولهسسذا ل
17
يطلق لفظ الشيع إل على فرق الضلل لتفرقهم واختلفهم" ]بسسدائع الفسسوائد:
م{.[. هي َ
ه ل ِب َْرا ِ
عت ِ ِ
شي َ
من ِ
ن ِ
.1/155وهذا في الغالب لنه ورد في القرآن} :إ ِ ّ
هذه ألفاظ الشيعة في كتاب الله ومعانيهسسا ،وهسسي ل تسسدل علسسى التجسساه
الشيعي المعروف ،وهذا أمر يدرك بداهة ،ولكن الغريب في المر أن نجد
عند الشيعة اتجاها ً يحاول ما وسعته المحاولسسة أو الحيلسسة أن يفسسسر بعسسض
ألفاظ الشيعة الواردة في كتاب الله بطائفته ،ويؤول كتاب الله على غيسسر
تأويله ،ويحمل اليات ما ل تحتمل تحريفا ً لكتاب الله وإلحادا ً فيه ،فقد جاء
م{ هي ق َ
ه ل ِب َْرا ِ
عت ِ ِ
شققي َ
من ِ
ن ِ
في أحاديثهم في تفسير قسسوله سسسبحانه} :إ ِ ّ
]الصافات ،آية [.83 :قالوا :أي إن إبراهيم مسسن شسسيعة علسسي ]البحرانسسي /تفسسسير
البرهسسان ،4/20 :وانظسسر :تفسسسير القمسسي ،2/323 :المجلسسسي /بحسسار النسسوار،13-68/12 :
عباس القمي /سسسفينة البحسسار ،1/732 :البحرانسسي /المعسسالم الزلفسسى ص ،304 :الطريحسسي/
مجمع البحرين ،2/356 :وقد نسبوا هذا التفسير -كذبا ً وافتراًء -إلى جعفر الصادق ،ودينه
وعلمه ينفيان ذلك ،[.وهذا مخالف لسياق القرآن ،وأصول السلم ،وهسسو نسسابع
عسسن عقيسسدة غلة الروافسسض السسذين يفضسسلون الئمسسة علسسى النبيسساء ]انظسسر:
البغدادي /أصول الدين ص ،298 :القاضسسي عيسساض /الشسسفاء ص ،290 :ابسسن تيميسسة /منهسساج
السسسنة ،[.1/177 :فهسسذا التأويسسل أو التحريسسف يجعسسل خليسسل الرحمسسن أفضسسل
الرسل والنبياء بعد محمد صلى الله عليه وسلم ،يجعله من شيعة علي...
وهو أمر يعرف بطلنسسه مسسن السسسلم بالضسسرورة ،كمسسا هسسو باطسسل بالعقسسل،
ضاع ل يحسن الوضع ..ول يعرف كيف يضع. والتاريخ ..وهو من َوضع و ّ
والذي قسساله أهسسل السسسنة فسسي تفسسسير اليسسة والمنقسسول عسسن السسسلف أن
إبراهيم من شيعة نوح عليسسه السسسلم وعلسسى منهسساجه وسسسنته ]انظسسر :تفسسسير
الطبري ،23/69 :تفسير ابسسن كسسثير ،4/13 :تفسسسير القرطسسبي ،15/91 :ابسسن الجسسوزي /زاد
المسير [.7/67 :وهذا التفسير هو الذي يتمشى مع سسياق اليسة ،لن اليسات
التي قبل هذه الية كسسانت فسسي نسسوح عليسسه السسسلم ،ويلحسسظ أن مفسسسسري
الشيعة من أخذ بقول أهل السنة ،وأعرض عما قاله قومه في تأويل اليسسة
]وهناك قول ضعيف في الية نسب إلى الفراء بأن المعنى وإن من شيعة محمد لبراهيسسم.
قال الشوكاني :ول يخفى ما في هذا من الضعف والمخالفة للسياق )فتح القسسدير(4/401 :
وقال اللوسي" :وذهب الفراء إلى أن ضمير )شيعته( لنبينا محمد صلى اللسسه عليسسه وسسسلم،
والظاهر ما أشرنا إليه )وهو أن يعود على نوح عليه السلم( وهو المروي عن ابسسن عبسساس،
ومجاهد ،وقتادة ،والسدي ،وقلما يقال للمتقدم :هو شيعة للمتأخر )روح المعاني-99 /23 :
.[.(100
لفظ الشيعة في السنة ومعناه:
ورد لفظ الشيعة في السنة المطهرة بمعنى التباع ..كمسسا فسسي الحسسديث
الذي رواه المام أحمد في الرجل ]هسسو :ذو الخويصسسرة التميمسسي ..أصسسل الخسسوارج.
)انظر :مسند أحمد [.(12/4 :الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم" :لسسم أرك
عدلت "..قال فيه عليه الصسلة والسلم" :سيكون له شيعة يتعمقون فسسي
الدين حتى يخرجوا منه" ..الحديث ]مسند أحمد 5-12/3 :قال عبد الله بسسن المسسام
أحمد :ولهذا الحديث طرق فسسي هسسذا المعنسسى صسسحاح .وقسسال أحمسسد شسساكر :إسسسناده صسسحيح
)المصدر السابق( ،ورواه ابن أبي عاصم في السسسنة ،2/454 :قسسال اللبسساني :إسسسناده جيسسد
ورجاله كلهم ثقات ،[.وكذلك في الحديث الذي أخرجه أبو داود في المكسسذبين
بالقدر ..وفيه" :وهم شيعة الدجال" ]سسسنن أبسسي داود ،5/67فسسال المنسسذري :وفسسي
18
إسناده عمر مولى غفرة ل يحتج بحديثه ،ورجل من النصار مجهول )المنذري( مختصر أبي
داود ،6/61ورواه أيضا ً المام أحمد .[.5/407
فالشيعة هنا مرادفة للفظ الصحاب ،والتباع ،والنصار.
ومن خلل مراجعتي لمعاجم السنة لم أر استعمال لفسسظ الشسسيعة علسسى
الفرقة المعروفة بهسسذا السسسم إل مسسا جسساء فسسي بعسسض الخبسسار الضسسعيفة أو
الموضوعة والتي جاء فيهسسا لفسسظ الشسسيعة كدللسسة علسسى أتبسساع علسسي ،مثسسل
حديث" :فاستغفرت لعلي وشيعته" ]قال العقيلي :ل أصل له ،وذكره الكنسساني مسسن
الحاديث الموضوعة) :تنزيه الشريعة ،[.(1/414 :وحديث" :مثلي مثسسل شسسجرة أنسسا
أصلها وعلي فرعهسسا ..والشسسيعة ورقهسسا" ]أورده ابسسن الجسسوزي فسسي الموضسسوعات:
،1/397والشوكاني في الفوائد المجموعة في الحاديث الموضوعة ص ،[.379 :وحديث
أنه صلى الله عليه وسلم قال لعلي" :أنت وشيعتك في الجنة" ]وهو حسسديث
موضوع ،انظسر :ابسن الجسوزي /الموضسوعات ،1/397 :السذهبي /ميسزان العتسدال،1/421 :
ترجمة جميع بن عمر بن سوار ،الشوكاني /الفوائد المجموعة ص.[.379 :
وقسد ورد في بعض الخبار أنه سيظهر قوم يدعون الشسسيعة لعلسسي يقسسال
لهم الرافضة ]سيأتي بيان معنى الرافضسسة ،[.فقد روى المسام ابسن أبسي عاصسم
أربع روايات في ذكر الرافضة ]مثل حديث" :بشر يا عل ّ
ي أنت وأصحابك في الجنسسة،
أل إن ممسسن يزعسسم أنسسه يحبسسك قسسوم يرفضسسون السسسلم يقسسال لهسسم :الرافضسسة ،فسسإذا لقيتهسسم
فجاهدهم فسسإنهم مشسسركون .قلسست :يسسا رسسسول اللسسه ،مسسا العلمسسة فيهسسم؟ قسسال :ل يشسسهدون
الجمعة ،ول جماعة ويطعنون على السلف")السنة لبن أبي عاصم (2/475 :وهذا الحسسديث
قد أورده الشوكاني في "لحاديث الضعيفة"ص ،[.381-380 :وقال الشسسيخ اللبسساني
في تحقيقه لسانيدها بأنها ضعيفة ]انظر :السنة لبن أبي عاصم.[.4766-2/474 :
وقد أخرج الطبراني -بإسناد حسن كما يقول الهيثمي -أن النبي صسسلى
الله عليه وسلم قال" :يا علي سيكون في أمتي قوم ينتحلسسون حسسب أهسسل
البيت ،لهسسم نسسبز ،يسسسمون الرافضسسة ،قسساتلوهم فسسإنهم مشسسركون" ]مجمسسوع
الزوائد ،10/22 :وانظر الحديث في المعجم الكبير للطسسبراني ،12/242 :رقسسم ) (12998
ولكن في اسناده الحجاج بن تميم وهو ضعيف )انظر :تقريب التهذيب.[.(1/152:
وقد نبه شيخ السلم ابن تييمة إلى كذب لفظ الحاديث المرفوعة التي
فيها لفظ الرافضة ،لن اسسسم الرافضسسة لسسم يعسسرف إل فسسي القسسرن الثسساني
]منهاج السنة ،[.1/8 :وفي ظني أن هذا ل يكفي في الحكم بكذب الحسساديث،
إذ لو صحت أسانيدها لكانت من باب الخبار بما سيقع ،وأن الله أخبر نبيه
بما سيكون من ظهور الروافض ،كما أوحى الله إليسسه بشسسأن ظهسسور فرقسسة
الخوارج ]ففي الصحيحين عشرة أحاديث فيهم ،أخرج البخاري منها ثلثة ،وأخسسرج مسسسلم
سائرها ،وساقها جميعا ً ابن القيم في تهذيب السسسنن ،[.153-7/148 :وإن كانت بسسذرة
الخوارج وجدت في حياته -عليه الصلة والسلم – ]كما دلت علسسى ذلسك بعسسض
الحاديث في قصة الرجل السسذي قسسال للرسسسول صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم وهسسو يسسوزع بعسسض
الغنائم :اعدل يا محمد ..انظر الحديث في ذلك في صحيح البخاري )مع فتح البسساري( ج 12
ص ،290وصحيح مسلم )بشرح النووي ( ج 7ص .[.165
لفظ الشيعة ومعناه في كتب الحديث الثني عشرية:
وفي كتب الحديث عند الشيعة يتكرر في كثير مسسن روايسساتهم وأحسساديثهم
التي ينسبونها إلى رسول الله صلى الله عليسسه وسسسلم وإلسسى المسسام علسسى
19
]لن مفهوم السنة عنسدهم هسي مسا والحسن والحسين وبقية أئمتهم الثني عشر
قاله الرسول والئمة الثنا عشرية -كما سسسيأتي [.-يتكرر لفسسظ الشسسيعة كمصسسطلح
يدل على فرقتهم ،وعقيدتهم ،وأئمتهم ،ذلك أنهم يزعمون أن رسول اللسسه
صلى الله عليه وسلم هو الذي غرس بذرة التشيع وتعهدها بالسسسقي حسستى
نمت وأينعت ]ففي أصول الكافي في مسألة النص على الئمة من الله ورسوله والئمة
-كما يزعمون -ذكر ثلثة عشر بابا ً ضمنها مائة وعشرة أحاديث) .أصول الكسسافي-1/286 :
..[.(328بل وصل بهم المر في هذا إلى وضع روايات تدل علسسى أن لفسسظ
الشيعة -كمصطلح لطائفتهم -معروف قبل زمن رسالة نبينا محمد صلى
من ن ِوإ ِ ّ
الله عليه وسلم ،فقد جاء في أحاديثهم تفسير قوله سسسسبحانهَ } :
م{ أي :إن إبراهيم من شيعة علي ]مضى تخرجيه من كتبهسسم هي َ
ه ل ِب َْرا ِ
عت ِ ِ
شي َ
ِ
في هامش رقسسم ) (2ص ،[.41بل بلغ بهسسم الزعسسم إلسسى القسسول" :إن اللسسه أخسسذ
ميثسساق النسسبيين علسسى وليسسة علسسي ،وأخسسذ عهسسد النسسبيين علسسى وليسسة علسسي"
]البحراني /تفسير البرهان [.1/26 :وأن "ولية علي مكتوبسسة فسسي جميسسع صسسحف
النبياء" ]أصول الكافي .[.1/437 :إلى آخر هذه الدعاوى وسيأتي بسسسط ذلسسك
في نشأة التشيع.
لفظ الشيعة في التاريخ السلمي:
في الحداث التاريخية فسي صسدر السسلم وردت لفسظ الشسيعة بمعناهسا
اللغوي الصرف ،وهو المناصرة والمتابعة ،بل إننا نجد في وثيقسسة التحكيسسم
بين الخليفة علي ،ومعاوية -رضي الله عنهمسسا -ورود لفسسظ الشسسيعة بهسسذا
المعنى ،حيث أطلق على أتباع علي شيعة ،كما أطلق علسسى أتبسساع معاويسسة
ي.
شيعة ،ولم يختص لفظ الشيعة بأتباع عل ّ
ومما جاء في صسحيفة التحكيسم" :هسذا مسا تقاضسى عليسه علسي بسن أبسي
طالب ،ومعاوية بن أبي سسسفيان ،وشسسيعتهما) ..ومنهسسا( :وأن عليسا ً وشسسيعته
رضوا بعبد الله بسسن قيسسس ،ورضسسي معاويسسة وشسسيعته بعمسسرو بسسن العسساص..
)ومنها( :فإذا توفي أحسسد الحكميسسن فلشسسيعته وأنصسساره أن يختسساروا مكسسانه.
)ومنها( :وإن مات أحد الميريسسن قبسسل انقضسساء الجسسل المحسسدود فسسي هسسذه
القضية فلشيعته أن يختساروا مكسانه رجل ً يرضسون عسسدله" ]السسدينوري /الخبسسار
الطوال ص ، 196-194 :وانظر :تاريخ الطبري ،54 - 5/53 :محمد حميد الله /مجموعسسة
الوثائق السياسية ص.[.282-281 :
وقال حكيم بن أفلح -رضي الله عنه " :-لني نهيتها -يعني عائشة -أن
ا" ]هذا جزء من حديث طويل في صحيح مسسسلم فسسي تقول في هاتين الشيعتين شيئ ً
باب جامع صلة الليل ومن نام عنه أو مرض .[.170-2/168 :وقد أورد شيخ السلم
ي
ابن تيمية هذا النص ،ليأخذ منه دللة تاريخيسسة علسسى عسسدم اختصسساص عل س ّ
باسم الشيعة في ذلك الوقت ]انظر :منهاج السسسنة) 2/67 :تحقيسق د .محمسسد رشساد
سالم(.[.
وجاء في التاريخ أن معاوية قال لبسر بن أرطأة حين وجهه إلى اليمن:
"امض حتى تأتي صنعاء فإن لنا بها شيعة" ]تاريخ اليعقوبي[.2/197 :؛ فإذن
ي فحسب حتى ذلك الوقت. لم يظهر مصطلح الشيعة دللة على أتباع عل ّ
20
ويبدو أن بدء التجمع الفعلي لمن يسسدعون التشسسيع ،وابتسسداء التميسسز بهسسذا
السم بدأ بعد مقتل الحسين .يقول المسعودي :وفي سنة خمس وسسستين
تحركت الشيعة في الكوفة ]مروج الذهب .[.3/100 :وتكونت حركة التسسوابين،
ثم حركة المحتار )الكيسانية( وبدأت الشيعة تتكون وتضع أصول مسسذهبها..
وأخذت تتميز بهذا السم.
من هنا يتضح أن اسم الشيعة كان لقبا ً يطلق على أيسسة مجموعسسة تلتسسف
حول قائدها ،وإن كان بعض الشيعة يحاول أن يتجاهل الحقسسائق التاريخيسسة
ويدعي بأن الشيعة "هم أول مسسن سسسموا باسسسم التشسسيع مسسن هسسذه المسسة"
]القمي /المقالت والفرق ص ،15 :النوبخسستي /فسسرق الشسسيعة ص ،[.18 :ويتناسى بسسأن
معاوية أطلق أيضا ً على أتباعه كلمة الشيعة ،ولكن الوقائع التاريخية تقول
ي-ي إل بعسسد مقتسسل عل س ّ بأن لقب الشيعة لم يختص إطلقه على أتباع عل س ّ
رضي الله عنه -كما يرى البعض ]محمسسد أبسسو زهسسرة /الميسسراث عنسسد الجعفريسسة ص:
،[.22أو بعد مقتل الحسين كما يرى آخرون ]علسي سسامي النشسار /نشسأة الفكسر
الفلسفي.[.2/35 :
21
الحقيقيين ،وهو يخرج مدعي التشسسيع مسسن حظيسسرة التشسسيع ،لنهسسم أحسسدثوا
أصول ً لم يقلها أئمة أهل السسبيت ،لكنسسه حسسسب مقسساييس الثنسسي عشسسرية ل
يعتبر تعريفا ً للشيعة مع أن القمي والنوبختي من الشيعة الثني عشرية.
-وهذا التعريف يدعي وجود "شيعة علي في زمن النبي صلى الله عليه
وسلم" ]ويسميهم فيقول" :منهم المقاداد بن السود ،وسلمان الفارسي ،وأبو ذر جنسسدب
بن جنادة الغفاري ،وعمار بن ياسر ،ومن وافسق مسودته مسودة علسي ،وهسم أول مسن سسمي
باسم التشيع من هذه المة" المقالت والفرق ص ،15 :فرق الشيعة ص [.18 :ول سند
لهذه الدعوى من الكتاب والسنة ،ووقسسائع التاريسسخ صسسادقة ،واللسسه سسسبحانه
م{ ]آل عمران ،آية [.19 :ل التشيع ول سل َ ُ عندَ الل ّ ِ
ه ال ِ ْ ن ِ
دي َ
ن ال ّيقول} :إ ِ ّ
غيره ،والصحابة كانوا في عهسسده صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم عصسسبة واحسسدة،
وجماعة واحدة ،وشيعة واحدة تشيعهم وولؤهم لرسول الهدى صلى اللسسه
عليه وسلم.
-2التعريف الثاني :
يقول شيخ الشسسيعة وعالمهسسا فسسي زمنسسه المفيسسد ]محمسسد بسسن محمسسد النعمسسان
الكعبري الملقب بالمفيد ،نال في زعمهم شرف مكاتبة مهديهم المنتظسر ،ولسه قريسب مسن
مائتي مصنف .قال الخطيب البغدادي :كان أحد أئمة الضلل .هلك به خلق من الناس إلسسى
ه( .انظر في ترجمته :الطوسي /الفهرسسست أن أراح الله المسلمين منه .ومات سنة ) 413
ص ،190 :ابن النديم /الفهرست ،ص ،197 :القمي /الكنى واللقسساب ،3/164 :البحرانسسي/
لؤلؤة البحرين ص ،356 :وانظر :الخطيب البغدادي /تاريسسخ بغسسداد ،3/231 :ابسسن الجسسوزي/
المنتظسسم ،[.8/118 :بأن لفظ الشسسيعة يطلسسق علسسى" ..أتبسساع أميسسر المسسؤمنين
صسسلوات اللسسه عليسسه ،علسسى سسسبيل السسولء والعتقسساد لمسسامته بعسسد الرسسسول
صلوات الله عليه وآله بل فصسسل ،ونفسسي المامسسة عمسسن تقسسدمه فسسي مقسسام
الخلفة ،وجعله في العتقاد متبوعا ً لهم غيسسر تسسابع لحسسد منهسسم علسسى وجسسه
القتسسداء" ]أوائل المقسسالت ص .[.39 :ثسسم ذكسسر أنسسه يسسدخل فسسي هسسذا التعريسسف
المامية والجارودية الزيدية ،أما باقي فرق الزيديسسة فليسسسوا مسسن الشسسيعة،
ول تشملهم سمة التشيع ]أوائل المقالت ص.[.39 :
مناقشة التعريف الثاني:
-1ل نجد في تعريف المفيد هذا ذكرا ً لليمان بإمامة ولسسد علسسي ،مسسع أن
من لم يؤمن بهذا فليس من الشيعة عندهم ،كما أن هسسذا التعريسسف أغفسسل
التصريح ببعض الجوانب الساسية في التشيع والتي يربط الشيعة وصسسف
التشيع بها كمسألة النص ،والعصمة وغيرها من أصول المامية.
-2يلحظ أنه نص في تعريفه على :إخراج الفرق المعتدلة مسسن الزيديسسة ول يصسسدق وصسسف
التشيع في نظره إل على غلة الزيدية وهم الجارودية ]الجارودية :فرقة مسسن فسسرق الزيديسسة
وتنسب إلى أبي الجارود زياد بن المنذر الهمداني العمى الكوفي .قال عنه أبو حاتم :كسسان
رافضيًا ،يضع الحديث في مثالب أصحاب رسول الله صلى اللسسه عليسسه وسسسلم ورضسسي اللسسه
عنهم ...ومن مقالة الجارودية :أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نص على علي -رضي
الله عنه -بالشارة والوصف دون التسمية والتعيين ،وأن المة ضلت وكفرت بصرفها المر
إلى غيره...
انظر في أبي الجارود والجارودية :رجسسال الكشسسي ص ،151 :س ،229س ) 230وهسسي سسست
روايات في ذمه تضمن بعضها كسسونه كسسذابا ً كسسافرًا ،ومسسع ذلسك فمفيسسدهم ينظمسسه فسسي سسلك
التشيع ،لن التشيع في تعريفه هو هسسذا الغلسسو (..وانظسسر :الطوسسسي /الفهرسسست ص،192 :
الردبيلي /جامع الرواة ،1/339 :القمي /الكنى واللقاب ،1/30 :وانظر :ابن حجر /تهسسذيب
22
التهذيب .3/386 :وراجع :القمي /المقالت والفرق ص ،18 :النوبختي /فسسرق الشسسيعة ص:
،21نشوان /الحور العيسسن ص ،156 :المقريسسزي /الخطسسط ،2/352 :الشهرسسستاني /الملسسل
والنحل ،1/159 :الملطي /التنبيه والرد ص ،23 :أحمسسد بسسن المرتضسسى /المنيسسة والمسسل ص
،20سس ،90البغسسدادي /الفسسرق بيسسن الفسسرق ص ،30 :السسرازي /محصسسل أفكسسار المتقسسدمين
والمتأخرين ص ،247 :الشعري /مقالت السلميين ،[.1/140 :وليس ذلك فحسسسب،
بل إنه فتح المجال في تعريفه لدخول الفرق الغالية كلها.
-3أما قوله في التعريف" :وجعله في العتقاد متبوعا ً لهم غير تابع لحد
منهم على وجه القتداء" فهذا إشارة إلى أصل من أصول العتقاد عندهم
وهو التقية ،فعلي عند الشيعة في الظاهر تابع للخلفاء الثلثة وفي الباطن
متبوع لهم ،فاتباعه للخلفاء -في نظر المفيد وشسسعيته -ليسسس علسسى وجسسه
القتداء وإنما على وجه التقية ،وليس على وجه العتقاد وإنمسا علسى وجسه
الموافقة في الظاهر فقط.
-4أما قوله ..." :بالعتقاد بإمامة علسسي بعسسد الرسسسول صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم بل فصسسل" فهسسذا مبنسسي علسسى إنكسسار الشسسيعة لصسسحة خلفسسة الخلفسساء
الثلثة ،وقد شرح مفيدهم هذه الجملة ،وفصل القول فيها في كتسساب آخسسر
]وهو كتاب الرشاد أحد المصادر المعتمدة عند الثني عشرية "اعتمد عليه علمسساء الماميسسة
المتقدمين والمتأخرين ،واعتبروه من أهسسم المصسسادر فسسي موضسسوعه وأعسساروه عنايسسة فائقسسة
وأهمية كبرى…" مقدمة الرشاد ص ،7 :وانظر في توثيقه عندهم :بحار النوار [.1/27له؛
حيث قال" :وكانت إمامة أمير المؤمنين بعد النبي صلى الله عليسسه وسسسلم
ثلثة سنة منها أربع وعشرون سنة وستة أشهر ممنوعا ً من التصسسرف فسسي
أحكامهسسا مسسستعمل ً للتقيسسة والمسسداراة ،ومنهسسا خمسسس سسسنين وسسستة أشسسهر
ممتحنا ً بجهاد المنافقين من الناكثين والقاسطين والمارقين ]ورد في "معاني
الخبار" لشيخهم ابن بابويه القمي :أن المراد بالناكثين :الذين بايعوا بالمدينة ونكثسسوا بيعتسسه
بالبصرة ،والقاسطين :معاوية وأصسسحابه مسسن أهسسل الشسسام ،والمسسارقين :أصسسحاب النهسسروان.
معسساني الخبسسار ص ،[.204 :ومضطهدا ً بفتن الضسسالين ،كمسسا كسسان رسسسول اللسسه
صلى الله عليه وسلم ثلث عشسسرة -كسسذا -سسسنة مسسن نبسسوته ممنوعسا ً مسسن
أحكامها خائفا ً ومحبوسا ً هاربا ً ومطرودا ً ل يتمكن مسسن جهسساد الكسسافرين ول
يستطيع دفعا ً عن المؤمنين ،ثم هسساجر وأقسسام بعسسد الهجسسرة عشسسرة سسسنين
مجاهدا ً للمشركين ممتحنا ً بالمنافقين إلى أن قبضه الله جل اسسسمه إليسسه،
وأسكنه جنات النعيم" ]الرشاد ص.[.12 :
فوصف التشيع ل يصدق -في نظر المفيد -إل علسسى مسن اعتقسسد خلفسة
علي بن أبي طالب -رضي الله عنه -ممتسدة مسن حيسن التحسساق الرسسسول
بالرفيق العلى إلى أن توفي علي ]ونجد شيخهم عبد الله شبر يؤكسسد فسسي تعريفسسه
للشيعة على هذا المعنى فيقول" :اعلم أن لفظ الشيعة يطلق على من قسسال بخلفسسة أميسسر
المسسؤمنين -عليسسه السسسلم -بعسسد النسسبي صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم بل فصسسل" )حسسق اليقيسسن:
،[.(1/195ول صسسحة لخلف الخلفسساء الثلثسسة ،فل يصسسدق -حسسسب تعريفسسه-
وصف التشيع بعد وفاة رسول الله صلى اللسسه عليسسه وسسسلم إل علسسى ثلثسسة
من الصحابة ،وباقي الصاحبة هم -في نظسسر الشسسيعة -كفسسار كالمشسسركين
الذين عاصرهم الرسول صلى الله عليه وسلم ،والحكومة كافرة ،وعلسسي
يعيش بينهم متسترا ً بالتقية والنفاق ]وسيأتي -إن شاء الله -ذكر شواهد ذلك في
23
مبحث حكم منكر إمامة الثني عشر ،[.فأي إساءة إلى علي -رضسسي اللسسه عنسسه -
وإلى صحابة رسسول اللسه -رضسوان اللسه عليهسم وإلسى السسلم أبلسغ مسن
هذا؟!.
-3التعريف الثالث للشيعة:
وإذا كان المفيد ل ينص في تعريفه للتشسسيع علسسى مسسألة النسسص والوصسسية ،فإننسسا نسسرى فسسي
شيخهم الطوس ]أبو جعفر محمد بن الحسين بن علي الطوسي هو عندهم شسسيخ الماميسسة
ورئيس الطائفة ،وهو مؤلف كتابين من كتبهم الربعة )التي هسسي كسسالكتب السسستة عنسسد أهسسل
السنة( وهمسسا :تهسسذيب الحكسسام والستبصسسار ،تسسوفي سسسنة )460هسسس( وكسسانت ولدتسسه سسسنة )
385هس(.
راجع ترجمته لنفسه في الفهرست ص ،190-88 :البحراني /لؤلؤة البحريسسن ص-293 :
،304القمي /الكنى واللقاب ،2/357 :وانظر :لسان الميزان لبن حجر [.5/135 :يربط
وصف التشيع بالعتقاد بكون علي إماما ً للمسسسلمين بوصسسية مسسن الرسسسول
صلى الله عليه وسلم وبإرادة من الله ]تلخيص الشافي.[.2/56 :
فالطوسي هنا يجعل العتقاد بالنص هو أساس التشيع ،ولهسذا يخسرج الطوسسي السسليمانية
]السليمانية :فرقة من فرق الزيدية ُتنسب إلى سسسليمان بسسن جريسسر الزيسسدي ،وهسسي تسسسمى
بالسليمانية عند كثير من أصحاب الفسسرق )انظسسر :مقسسالت السسسلميين ،1/143 :اعتقسسادات
فرق المسلمين ص ،78 :الملل والنحل ،1/159 :التبصير في الدين ص .(17
ومن أصحاب الفرق من يسميها بالجريرية )الحور العين ص ،156الخطسسط /المقريسسزي:
،(2/325وقد نص صساحب الفسرق بيسن الفسرق أنهسا تسسمى بسس "السسليمانية أو الجريريسة".
)الفرق بين الفرق ص ،(32ويسسسميها صسساحب المنيسة والمسسل أحيانسا ً بالسسليمانية ص،90 :
وأحيانا ً بالجريرية ص [.90 :الزيدية من فرق الشيعة؛ لنهسسم ل يقولسسون بسسالنص
بسسل يقولسسون :إن المامسسة شسسورى ،وإنهسسا تصسسلح بعقسسد رجليسسن مسسن خيسسار
المسلمين ،وإنها قد تصلح في المفضول ..ويثبتسسون إمامسسة الشسسيخين أبسسي
بكر وعمر ]الشسسعري /مقسسالت السسسلميين ،[.1/143 :ولم يخرجسسوهم مسسن دائرة
التشيع فحسب ،بل اعتسسبروهم "نواصسسب" ]انظسسر :الطوسسسي /التهسسذيب،1/364 :
الحر العاملي /الوسائل .[.4/288 :ولم يكتفوا بذلك ،فقد جاء في رجال الكشي
أن الزيدية شر من النواصسسب ]انظسسر :رجسسال الكشسسي ص ،[.459 :ويجسسري هسسذا
الحكسسم مسسن الثنسسي عشسسرية علسسى كسسل فسسرق الزيديسسة السستي تقسسول بسسرأي
السليمانية كالصالحية والبترية ]الصالحية :أصحاب الحسن صالح بن حي.[.
ويذهب بعض شيوخهم المعاصرين إلى ما ذهب إليه الطوسسسي ،فيقصسسر
وصف التشيع على من يؤمن بالنص على خلفسسة علسسي ،فيقسسول بسسأن لفسسظ
الشيعة" :علم من يؤمن بأن عليا ً هو الخليفة بنص النبي" ]محمد جواد مغنية/
الشيعة في الميزان ص .[.15 :
ويلحظ أن مسألة النص هي محسسل اهتمسسام الشسسيعة البسسالغ فسسي القسسديم
والحسسديث؛ فنسسرى -مثل ً -فسسي القسسديم شسسيخهم الكلينسسي يعقسسد فسسي كتسسابه
الكافي ثلثة عشر بابا ً في مسألة النص على الئمة يضسسمنها مسسائة وتسسسعة
أحاديث ]انظر :أصول الكافي ،[.328-1/286 :ونرى في الحاضر أحسسد الروافسسض
يؤلف كتابا ً في ستة عشر مجلدا ً في حديث من أحسساديثهم السستي يسسستدلون
بها على ثبوت النص على علي وهو حديث "الغسسدير" ]سسسيأتي ذكسسره وتخريجسسه
ومناقشته عند ذكر أدلة الشيعة في مسألة المامسسة .[.ويسمي كتسسابه باسسسم الغسسدير
]كتسساب الغسسدير لشسسيخهم المعاصسسر عبسسد الحسسسين المينسسي النجفسسي ،وهسسو مليسسء بالكسساذيب
24
والطامات والكفر البواح .انظر :مسألة التقريب بين السنة والشيعة للمؤلسسف ص 66 :ومسسا
بعدها ،[.فل غرابة في أن يربط الشيعة وصف التشسيع بقضسية النسص ،لكسن
اللفت للنظر أن هذا الهتمام والمبالغة يسري في كل عقائدهم التي هي
محل استنكار وتكذيب من جمهور المسلمين ،فتراهم في كل عقيدة مسسن
هسسذه العقسسائد السستي هسسذا شسسأنها ،يجعلونهسسا هسسي عمسسود التشسسيع وأساسسسه،
ويبالغون في إثباتها ،ولكن حينما يعرف شيوخهم التشسسيع ل يسسذكرون هسسذه
العقائد في التعريف مع أنهسسم يعلقسسون الوصسسف بالتشسسيع باليمسسان بهسسا ،ول
ل ،قالوا في أحاديثهم" :ليس منا مسسن لسسم تشيع بدونها؛ كمسألة الرجعة مث ً
يؤمن بكرتنا" ]ابن بابويه /من ل يحضره الفقيه ،3/291 :الحر العاملي /وسائل الشسسيعة
،7/438تفسير الصافي ،1/347المجلس /بحار النوار .[.53/92 :ومسسع ذلسسك ل تسسرى
لها ذكرا ً في تعريف التشيع ،وكذلك مسألة العصمة ،واليمسسان بخلف ولسسد
علي وغيرها ،بل تجد هذه المبالغة حتى في مسائل الفقه وقضايا الفسسروع
كمسألة المتعة ،قالوا" :ليس منا من لم ..يستحل متعتنا" ]المصسسادر السسسابقة
)نفس الصفحات( .[.فالقوم ليسوا على منهج واضح سليم في ذلك.
-4تعاريف أخرى للشيعة:
وهنالك تعريفات أخرى للشيعة متفرقة في كتب الشيعة القديم منها والحديث ل تخرج عما
ذكرنا ]فمن هذا التعاريف ما يربط التشسسيع باتبسساع علسسي وتقسسديمه علسسى غيسسره فسسي المامسسة
)انظر :شرح اللمعة .(2/228 :ومنها ما يزيد على ذلك بوجوب العتقاد أنسسه المسسام بوصسسية
من رسول الله وبإرادة من الله تعالى نصًا ،كما يرى المامية ،ووصفا ً كمسسا يسسرى الجاروديسسة
)موسسسوعة العتبسسات المقدسسسة المسسدخل ص ،91 :عسسن هويسسة التشسسيع ص .[.(12 :وهناك
تعريفات أخرى اتجهت اتجاها ً خاصا ً -في التعريف -ل يشير إلى أصسسولهم
في التشيع المعروفة؛ فهذا شسسيخهم النجاشسسي ]أحمسسد بسسن علسسي بسسن أحمسسد بسسن
العباس بن محمد النجاسي ،له كتاب الرجال الذي اعتمد عليها شيوخ المامية ،توفي سسسنة
)450هس(.
)انظر :الردبيلي /جسسامع السسرواة ،1/54 :القمسسي /الكنسسي [.(3/199 :يعرف بالشسسيعة
بقوله:
"الشيعة الذين إذا اختلف الناس عن رسول الله أخذوا بقول علسسي ،وإذا
اختلف الناس عن علي أخذوا بقول جعفر بسسن محمسسد" ]رجسسال النجاشسسي ص:
.[.9
وإذا اختلف النقل عن جعفر بن محمد بماذا يأخذون؟
ل نجد في التعريف جوابا ً على ذلك ..إل إن كان هذا التعريف يشير فسسي
توقفه عند جعفسسر بسسن محمسسد إلسسى أن النقسسل عنسسه ل يختلسسف ،وهسسذا خلف
الواقع وخلف المأثور عن جعفر بن محمد حتى في كتب الشيعة نفسسسها..
أم إن هذا النص موضوع في حياة جعفر بسسن محمسسد فتوقسسف عنسسده ونقلسسه
النجاشي ،وأيا كان فهو ل يشير إلى الئمة الذين هسسم قبسسل جعفسسر ،كمسسا ل
يشير إلى الئمة بعده..
ثم إن في هذا التعرف خروجا ً عن منهج السلم ،فهو يقول بسسأن النسساس
إذا اختلفوا في النقل عن رسول الله ل يؤخذ بمقاييس الترجيح المعروفسسة
في اختيار النقل الصحيح ..بل يؤخذ بقسسول علسسي .وإذا اختلسسف النقسسل عسسن
25
علي يؤخذ بقول جعفر ...هكسسذا يقولسسون ،ثسسم لمسساذا ل يختلسسف القسسول عسسن
جعفر ،ويختلف القول عن الله وعلي؟ ..وهل جعفر أفضل منهما؟!
وثمة تعريفات أخرى في كتسسب الثنسسي عشسسرية تجعسسل التشسسيع والشسسيعة
مرادفة للتقوى والصلح والستقامة .قال أبو عبد الله" :ما شيعتنا إل مسسن
اتقى اللسسه وأطسساعه ،ومسسا كسسانوا يعرفسسون إل بالتواضسسع والتجشسسع والمانسسة"
]سسسفينة البحسسار .[.1/733 :وقال" :إنما شسسيعة علسسي مسسن عسسف بطنسسه وفرجسسه،
واشتد جهاده ،وعمل لخالقه ،ورجا ثوابه ،وخاف عقابه ،فسسإذا رأيسست أولئك
فأولئك شيعة جعفر" ]المصسسدر السسسابق [.1/732 :وقال أبو جعفسسر" :ل تسسذهب
بكم المذاهب فوالله ما شيعتنا إل من أطاع الله عز وجسسل" ]أصسسول الكسسافي:
] [.1/73وقد نقل الشيخ موسى جار الله في آخر الوشيعة ص 230 :مثل هسسذه العبسسارات
عن كتب الشيعة ،ثم عقب عليها بقول" :هؤلء الشيعة هم شيعة علي كانوا يعرفون بالورع
والجتهاد ،واجتناب الصغائر والعداوة ،وكان لهم محبة أول المة ،ديسسن هسسؤلء الشسسيعة كسسان
هو التقوى ل التقية ،دين هؤلء الشيعة كان هو الولية لله الحق ،لنبيه ،لهل بيته ،ولصحبه،
وللمؤمنين والمؤمنات كافة .أما أولئك الذين دينهم التقية والنفاق وعداوة الصسسحابة وبعسسض
آل البيت والغلو في البعسسض الخسسر فليسسسوا بشسسيعة بشسسهادة مسسن تعتسسبرهم الشسسيعة أئمتهسسا،
وباعتراف كتب الشيعة نفسها .ولهذا سماهم المام زيد بالرافضة ،ل الشيعة".[.
ب -تعريف الشيعة في كتب السماعيلية:
ويقول أبو حاتم الرازي -وهو من أكبر الدعاة السماعيليين ]هو :أبو حاتم
أحمد بن حمدان بن أحمد الرازي ،من كتبسسه :أعلم النبسسوة ،الزينسسة وغيرهمسسا .تسسوفي سسسنة )
322هس(.
انظر ترجته فسسي :ابسسن حجسسر /لسسسان الميسسزان ،1/164 :وانظسسر :أعلم السسسماعيلية ص:
- [.97فسسي كتسسابه "الزينسسة"" :الشسسيعة لقسسب لقسسوم كسسانوا قسسد ألفسسوا أميسسر
المؤمنين علي بن أبي طالب -صلوات الله عليه -في حيسساة رسسسول اللسسه
صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم وعرفسسوا بسسه ،مثسسل سسسلمان الفارسسسي ،وأبسسي ذر
الغفاري ،والمقداد بن السود ،وعمار بن ياسسسر ،وكسسان يقسسال لهسسم :شسسيعة
علي ،وأصحاب علي ..ثم لزم هذا اللقب كل من قال بتفضيله بعده ]قوله:
"بعده" أي تفضيل علي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على سائر الصحابة ،ويمكسسن
أن يشمل هذا الطلق سائر الناس فيدخل فيهسسم النبيسساء ،فيسسدخل فسسي لقسسب الشسسيعة غلة
الروافض كما يدخل فيه من سواهم .ويتبادر معنى آخر وهو أنه يعني كل من قال بتفضسسيل
علي مطلقا ً بعده ،أي بعد وفاة رسول الله صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم إلسسى يومنسسا هسسذا ،وهسسو
قريب [.إلى يومنا ،وتشعبت من هذه الفرقسسة فسسرق كسسثيرة سسسميت بأسسسماء
متفرقة وألقاب شتى ،مثل :الرافضة ،والزيدية ،والكيسانية وغير ذلك من
اللقاب ،وهم كلهم داخلون فسسي جملسسة هسسذا اللقسسب الواحسسد السسذي يسسسمي
الشيعة على تبسساينهم فسسي المسسذاهب وتفرقهسسم فسسي الراء" ]الزينسسة :ص 259
)ضمن كتاب" :الغلو والفرق الغالية"(.[.
ويلحظ في هذا التعريف أن المؤلف ادعى :أن لقب الشيعة أطلق على
طائفة معينة من الناس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وهسسذا
ما لم يثبت تاريخيًا ،وانفرد بادعائه الشيعة ،محاولة لثبات أصالة مسسذهبهم
وشرعيته.
26
ولنا وقفة عند هذه المسألة في مبحث نشسسأة الشسسيعة ،كمسسا يلحسسظ أنسسه
جعل علقة هؤلء الصحابة بعلي بن أبي طالب أساسسسها اللسسف ،ولسسم يسسدع
كغيره النص من الله ورسوله -كما تزعم الشيعة .-
ج -تعريف الشيعة في المصادر الخرى:
-1تعريف الشعري للشيعة:
ولعل من أقدم من عرف الشيعة من أصسسحاب المقسسالت والفسسرق )مسسن
غير الشيعة( المام الشعري ،حيث قال:
"إنمسسا قيسسل لهسسم :الشسسيعة ،لنهسسم شسسايعوا علي سا ً -رضسسوان اللسسه عليسسه -
ويقدمونه على سائر أصحاب رسول الله صلى الله عليسسه وسسسلم" ]مقسسالت
السلميين.[.1/65 :
مناقشة التعريف:
تعريف الشعري هذا يتفق مع ما تذهب إليه المفضلة من الشيعة ،وهسسم
الذين يفضلون عليا ً على أبي بكر وعمر وسائر أصحاب رسول الله صسسلى
الله عليه وسلم .والشيعة الثنا عشرية ل يعتبرون مجرد تقديم علي علسسى
سائر أصحاب النبي صلى اللسسه عليسسه وسسسلم كافي سا ً فسسي اسسستحقاق وصسسف
التشيع ،بل لبد من العتقاد بأن خلفة علي بالنص ..وأنها بدأت بعد وفسساة
الرسول صلى الله عليه وسسسلم ..ولهسسذا أخسسرج الطوسسسي ،والمفيسسد بعسسض
فرق الزيدية مسسن دائرة التشسسيع -كمسسا مسسر ،-ويمكسسن القسسول بسسأن تعريسسف
الشعري يشمل جميع أقسسام الشسيعة أو معظمهسا ،ول يقتصسر علسى مسن
قال بالنص كما يزعم الرافضة.
-2تعريف ابن حزم:
ومن أدق التعاريف للشيعة -في رأي البعسسض -تعريسسف ابسسن حسسزام ]أبسسو
محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري ،عالم الندلس في عصسسره ،ولسسد بقرطبسسة
ه( ومسسن آثسساره :المحلسسى ،والفصسسل
ه ،وتوفي في النسسدلس سسسنة ) 456
ه أو 383
سنة 384
وغيرهما.
انظر :المقري /نفح الطيب [.2/283 :للشيعة حيث قال" :ومن وافق الشسسيعة
في أن عليا ً -رضي الله عنه -أفضل الناس بعسسد رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه
عليه وسلم وأحقهم بالمامة وولسسده مسسن بعسسده فهسسو شسسيعي ،وإن خسسالفهم
فيما عدا ذلك مما اختلف فيه المسلمون ،فإن خالفهم فيما ذكرنسسا فليسسس
شيعيًا" ]الفصل.[.2/107 :
ويختار هذا التعريف أحد الروافض ،ويعتبره من أدق التعسساريف للشسسيعة،
ويعرض عن تعاريف أهسسل نحلتسسه ،ويعلسسل الرافضسسي اختيسساره لتعريسسف ابسسن
حزام على غيره بقوله» :ومما حدانا إلى تفضيل تعريف ابن حسسزم هسسو أن
العتراف بأفضلية المام علي -رضي الله عنه -على الناس بعسسد رسسسول
الله ،وأنه المام والخليفة بعسسده ،وأن المامسة فسسي ذريتسسه هسسو أس التشسسيع
وجوهره" ]عبد الله فياض /تاريخ المامية ص.[.33 :
ولكن من يقرأ كلم الشيعة عن عقائدهم كالمامسسة ،والعصسسمة ،والتقيسسة
وغيرها يرى أنهم يغسالون فسي كسل عقيسدة مسن عقسائدهم بحيسث يربطسون
وصف التشيع باليمان بتلك العقيدة -كمسسا سسسلف -ولعسسل هسسذا مسسا لحظسسه
27
دم لنسسا تعريفسا ً للشسسيعة يعتسسبر مسسن أجمسسع التعسساريف
الشهرستاني حينمسسا قس ّ
لصول التشيع وأكثرها شمو ً
ل.
-3تعريف الشهرستاني ]محمسسد بسسن عبسسد الكريسسم بسسن أحمسسد أبسسو الفتسسح المعسسروف
بالشهرستاني .قال السبكي :كان إمامسا ً مسسبرزا ً مقسسدما ً فسسي علسم الكلم والنظسسر ،بسسرع فسسي
الفقه والصول والكلم ،ومن تصانيفه :الممل والنحل ،نهاية القدام ،وغيرهما .تسسوفي سسسنة
ه.
ه ،وقيل 479 : ه( ،وكانت ولدته عام 467
) 548
انظر :طبقات الشافعية ،130-6/128 :مرآة الجنان:[.290-3/284 :
يقول الشهرستاني" :الشيعة هم الذين شايعوا عليًا -رضسسي اللسسه عنسسه -
على الخصوص ،وقالوا بإمامته وخلفته نصا ً ووصية ،إما جليسًا ،وإمسسا خفيسًا،
واعتقدوا أن المامة ل تخرج مسسن أولده ،وإن خرجسست فبظلسسم يكسسون مسسن
غيره ،أو بتقية مسسن عنسسده .وقسسالوا :ليسسست المامسسة قضسسية مصسسلحية تنسساط
باختيار العامة وينتصب المام بنصبهم ،بل هي قضية أصسسولية ،وهسسي ركسسن
الدين ل يجوز للرسسسل عليهسسم السسسلم إغفسساله وإهمسساله ،ول تفويضسسه إلسسى
العامة وإرساله.
ويجمعهسسم القسسول بوجسسوب التعييسسن والتنصسسيص ،وثبسسوت عصسسمة النبيسساء
والئمة وجوبا ً عن الكبائر والصغائر .والقسسول بسسالتولي والتسسبري قسسول ً وفعل ً
وعقدا ً إل في حال التقية ،ويخالفهم بعض الزيدية في ذلك" ]الملسسل والنحسسل:
.[.6/146
ومن هذا التعريف يتبين أن جميع فرق الشيعة -ما عدا بعسض الزيديسة -
يتفقون على وجوب اعتقاد المامة ،والعصمة ،والتقية ،وسنرى أن الثنسسي
عشرية يقولون بعقائد أخرى كالغيبة ،والرجعة ،والبداء ..وغيرها.
كما ينبغي أن يلحظ أن المام زيدا ً وأتباعه ل يحكمسسون بعصسسمة المسسام،
وز المسسام زيسد ول يمنعون المة من تعييسن مسن تختسساره للمامسة ،ولسذا يجس ّ
إمامة المفضول مع وجود الفاضل ،ول يقول بالتقيسسة ،وكسسأن الشهرسسستاني
يشير إلى ذلك بقوله" :ويخالفهم بعض الزيدية في ذلسسك" .علسسى أن هنسساك
من الزيدية من يقول بعصمة فاطمة ،وعلي ،والحسين ]انظر :ابن المرتضسسى/
البحر الزخار ص ،96 :المقبلي /المعلم الشامخ ص ،386 :ابن عباد /نصرة مذاهب الزيدية
ص ،[.196-164 :ومن يقول بالنص على إمامة الثلثة :علسسي وولسسديه" ]يحيسسى
بسسن حمسسزة /الرسسسالة الوازعسسة ص .[.28 :وأكثر الزيديسسة علسسى خلف ذلسسك ]انظسسر
السمرقندي /المعتقدات :الورقة ) 35مخطوط(.[.
28
فعلى هذا يكون التعريف للشيعة في الصدر الول :أنهم الذين يقسسدمون
عليا ً على عثمان فقط ]وهم وإن سسسموا بالشسسيعة فهسسم مسسن أهسسل السسسنة؛ لن مسسسألة
عثمان وعلي ...ليست من الصول التي يضلل المخالف فيهسسا ،لكسسن المسسسألة السستي يضسسلل
فيها مسألة الخلفة ..وقد كان بعض أهل السسسنة اختلفسسوا فسسي عثمسسان وعلسسي -رضسسي اللسسه
عنهما -بعد اتفسساقهم علسسى تقسسديم أبسسي بكسسر وعمسسر -أيهمسسا أفضسسل :-فقسسدم قسسوم عثمسسان،
وسكتوا ،أو ربعوا بعلي ،وقدم قوم عليًا ،وقوم توقفوا ،لكن اسسستقر أمسسر أهسسل السسسنة علسسى
تقديم عثمان.
انظر :مجموعة فتاوى شيخ السلم ابن تيمية ،3/153 :ابن حجر /فتح الباري.[.7/34 :
ولهذا ذكر شيخ السلم ابن تيمية أن :الشسسيعة الولسسى كسسانوا علسسى عهسسد
علي كانوا يفضلون أبا بكر وعمسر ]منهسساج السسسنة) 2/60 :تحقيسسق د .محمسسد رشسساد
سالم( .[.وقد منع شريك بن عبد الله -وهو ممن يوصسسف بالتشسسيع -إطلق
اسم التشيع على من يفضل عليا ً على أبي بكر وعمر؛ وذلك لمخالفته لما
تواتر عن علي في ذلك ،والتشسسيع يعنسسي المناصسسرة والمتابعسسة ل المخالفسسة
والمنابذة ]ومضى نص كلمه في ص.[.32 :
وروى ابن بطة عن شيخه المعسسروف بسسأبي العبسساس بسسن مسسسروق قسسال:
حدثنا محمد بن حميد ،حدثنا جرير ،عن سفيان ،عن عبد الله بن زيسساد بسسن
جدير قال :قدم أبو إسحاق السبيعي الكوفسسة ،قسسال لنسسا شسسمر بسسن عطيسسة:
قوموا إليه ،فجلسنا إليه ،فتحدثوا ،فقال أبو إسحاق :خرجسست مسسن الكوفسسة
وليس أحد يشك في فضل أبي بكر وعمر وتقسسديمهما ،وقسسدمت الن وهسسو
يقولون ،ويقولون ،ول الله ما أدري ما يقولون ]المنتقى ص.[.360 :
قال محب الدين الخطيب :هذا نسسص تسساريخي عظيسسم فسسي تحديسسد تطسسور
التشيع ،فإن أبا إسحاق السبيعي كان شيخ الكوفسسة وعالمهسسا ]انظسسر ترجمتسسه
في :تهذيب التهذيب ،8/63 :الخلصة ص .[.291 :ولد فسسي خلفسسة أميسسر المسسؤمنين
ه ،وكسسان مسسر حسستى تسسوفي سسسنة 127 عثمان قبل شهادته بثلث سسسنين ،وع ّ
طفل ً في خلفة أمير المؤمنين علي ،وهو يقسسول عسسن نفسسسه :رفعنسسي أبسسي
حتى رأيت علي بن أبي طالب يخطب ،أبيض الرأس واللحيسة .ولسو عرفنسا
متى فارق الكوفة ،ثم عاد فزارها ،لتوصلنا إلى معرفة الزمسسن السسذي كسسان
فيه شيعة الكوفة علويين ،يسسرون مسا يسسراه إمسامهم مسسن تفضسسيل أبسسي بكسسر
وعمر ،ومتى أخذوا يفارقون عليًا ،ويخالفونه فيما كسسان يسسؤمن بسسه ،ويعلنسسه
على منبر الكوفة من أفضلية أخويه صاحبي رسول الله صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم ووزيريه وخليفتيه على أمته في أنقى وأطهر أزمانها ]حاشسسية المنتقسسى
ص.[.361-360 :
وقال ليث بن أبي سليم :أدركت الشيعة الولى وما يفضلون علسسى أبسسي
بكر وعمر أحدا ً ]المنتقى ص.[.361-360 :
وذكر صاحب مختصر التحفة :إن السسذين كسسانوا فسسي وقسست خلفسسة الميسسر
رضي الله عنه من المهاجرين والنصار ،والسسذين اتبعسسوهم بإحسسسان ،كلهسسم
عرفوا له حقه ،وأحلوه من الفضل محله ،ولم ينتقصسسوا أحسسدا ً مسسن إخسسوانه
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل ً عن إكفاره وسبه ]مختصسسر
التحفة الثني عشرية ص.[.3 :
29
ولكن لم يظل التشيع بهذا النقاء والصفاء ،والسسسلمة والسسسمو ..بسسل إن
مبدأ التشيع تغير ،فأصبحت الشيعة شيعًا ،وصار التشسسيع قناع سا ً يتسسستر بسسه
كل من أراد الكيد للسلم والمسلمين من العداء الموتورين الحاسسسدين..
ولهسسذا نسسرى بعسسض الئمسسة ل يسسسمون الطسساعنين بالشسسيخين بالشسسيعة ،بسسل
يسمونهم الرافضة ،لنهم ل يستحقون وصف التشيع.
ومن عرف التطور العقدي لطائفة الشيعة ل يستغرب وجود طائفة من
أعلم المحدثين ،وغير المحدثين من العلمسساء العلم ،أطلسسق عليهسسم لقسسب
الشسيعة ،وقسد يكونسون مسن أعلم السسنة ،لن للتشسيع فسي زمسن السسلف
مفهوما ً وتعريفا ً غير المفهوم والتعريف المتأخر للشيعة ،ولهذا قال المسسام
الذهبي في معرض الحديث عمن رمي ببدعة التشيع من المحدثين :قسسال:
"إن البدعة على ضربين )فبدعة صغرى( كغلو التشيع ،أو كالتشيع بل غلو،
فهذا كثير في التابعين وأتباعهم مع الدين والورع والصدق ،فلو رد حسسديث
هؤلء لذهب جملة من الثار النبوية ،وهذه مفسدة بينة ،ثم )بدعسسة كسسبرى(
كالرفض الكامل ،والغلو فيه ،والحط علسسى أبسسي بكسسر وعمسسر -رضسسي اللسسه
عنهما -والدعاء إلى ذلك ،فهذا النوع ل يحتج بهسسم ول كرامسسة ،وأيضسا ً فمسسا
أستحضسسر الن فسسي هسسذا الضسسرب رجل ً صسسادقًا ،ول مأمونسسًا ،بسسل الكسسذب
شعارهم ،والتقية والنفاق دثارهم ،فكيف يقبل نقل من هسسذا حسساله؟ حاشسسا
وكل.
فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هسسو مسسن تكلسسم فسسي عثمسسان
والزبير ،وطلحة ،ومعاوية ،وطائفة ممن حسسارب علي سا ً -رضسسي اللسسه عنسسه -
وتعرض لسبهم.
عرفنسسا هسسو السسذي يكفسسر هسسؤلء السسسادة ،ويتسسبرأ مسسن والغالي في زمننسسا و ُ
الشيخين فهذا ضال مفسستر" ]السسذهبي /ميسسزان العتسسدال ،6-1/5 :ابسسن حجسسر /لسسسان
الميزان.[.10-1/9 :
إذن التشيع درجات ،وأطوار ،ومراحل ..كما أنه فرق ،وطوائف.
والفرقة التي سنخصها بالحديث هي الثنا عشرية ،والطور مسسن التشسسيع
الذي سندرسه هو الذي يستقي عقيدته ودينه من الصول الربعة عنسدهم:
وهسسي :الكسسافي ،والتهسسذيب ،والستبصسسار ،ومسسن ل يحضسسره الفقيسسه ،والسستي
يعتبرونها كالكتب الستة عند أهل السنة ،وما ألحسسق بهسسا فسسي العتبسسار مسسن
المصسسادر الربعسسة المتسسأخرة عنسسدهم وهسسي :السسوافي ،والبحسسار ،والوسسسائل،
ومستدرك الوسائل .وكذلك ما رأى شيوخ الشيعة أنه بدرجة هسسذه الكتسسب
من مؤلفاتهم وهي كثيرة.
وقبل أن ندع الحديث حول تعريف الشيعة نشسسير إلسسى أنسسه يلحسسظ علسسى
تعريفات الشيعة الواردة في معظم كتب المقالت ،أنها دأبت على القسسول
في التعريفات للشيعة )المامية( بأنهم أتباع علي ..إلخ ،وهسسذا يسسؤدي إلسسى
نتيجة خاطئة تخالف إجماع المة كلهسسا .هسسذه النتيجسسة هسسي أن يكسسون علسسي
شيعيا ً يرى ما يراه الشيعة ،وعلي -رضي اللسسه عنسسه -بريسسء ممسسا تعتقسسده
الشيعة فيه وفي بنيه .ولذلك لبد من وضع قيد واحتراز في التعريف رفعا ً
30
ي؛ حيث إنهسسم لسسم يتبعسسوا علي سا ً
للبهام ،فيقال :هم الذين يزعمون اتباع عل ّ
على الحقيقة ،وليس أمير المؤمنين على ما يعتقدون.
أو يقال :بأنهم المدعون التشيع لعلسسي ،أو الرافضسسة كمسسا سسسبق ،ولسسذلك
عبر عنهم بعض أهل العلم بقوله" :الرافضة المنسوبون إلى شيعة علسسي"
]منهاج السنة [.2/106 :فهم أيضا ً ليسوا على منهج شيعة علسسي المتبعيسسن لسسه،
بل هم أدعياء ورافضة.
31
وجاء في البحار :أنسسه رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم قسسال -كمسسا
يزعمون :-يا علي ،ما بعث الله نبيسا ً إل وقسسد دعسساه إلسسى وليتسسك طائعسا ً أو
كارهسا ً ]انظسسر :البحسسار ، 11/60 :البحرانسسي /المعسسالم الزلفسسى ص ، 303 :وهسسذه الروايسسة
موجودة في بصائر الدرجات للصفار ،وفسسي الختصسساص للمفيسسد .[.وفي روايسسة أخسسرى
لهم عن أبي جعفر قال :إن الله تبارك وتعسسالى أخسسذ ميثسساق النسسبيين بوليسسة
علي ]المعالم الزلفى ص.[.303 :
وعن أبي عبد الله قال :وليتنا ولية الله لم يبعث نبي قط إل بها ]النوري
الطبرسسسي /مسسستدرك الوسسسائل ،2/195 :المعسسالم الزلفسسى ص .[.303 :وعقسسد لسسذلك
شيخهم البحرانسسي بابسا ً بعنسسوان :بسساب أن النبيسساء بعثسسوا علسسى وليسسة الئمسسة
]المعالم الزلفى ص ،[.303 :وقالوا :ثبت أن جميع أنبيسساء اللسسه ورسسسله وجميسسع
المؤمنين كانوا لعلي بن أبي طالب مجيبين ،وثبت أن المخالفين لهم كانوا
له ولجميع أهل محبته مبغضين ..فل يدخل الجنة إل من أحبه مسسن الوليسسن
والخرين فهو إذن قسيم الجنة والنار ]الكاشاني /تفسير الصافي.[.1/16 :
وجاءت رواياتهم في هذا المعنى في كثير من كتبهم المعتمسسدة عنسسدهم:
ج2 في الكافي ]الكليني /أصول الكافي ،[.2/8 :والوافي ]الكاشاني /الوافي :المجلد
ج 3ص ،[.10والبحار ]المجلسي /البحار ،151 :35 :القمي /سسسفينة البحسسار: ص ،155
،[.1/729ومستدرك الوسائل ]النوري /مسسستدرك الوسسسائل ،[.2/195 :والخصسسال
]الصسسدوق /الخصسسال ،[.1/270 :وعلل الشسسرائع ]الصسسدوق /علسسل الشسسرائع ص،122 :
،135س ،136س ،143س ،144س ،[.174والفصول المهمة ]الحر العاملي /الفصول المهمة
ص ،[.158 :وتفسسسير فسسرات ]تفسسسير فسسرات :ص ،11سس ،[.13والصسسافي ]تفسسسير
الصافي ،[.2/80 :والبرهان ]البحرانسسي ،[.1/86 :وغيرها كسسثير .حسستى قسسال الحسسر
العاملي صاحب وسائل الشيعة -أحد مصادرهم المعتمسسدة فسسي الحسسديث -
بأن رواياتهم التي تقول :بسسأن اللسسه حيسسن خلسسق الخلسسق أخسسذ الميثسساق علسسى
النبياء تزيد على ألف حديث ]الفصول المهمة ص[.159 :
ولم تكتف مبالغات الشيعة بالقول بما سلف ،بل قالت بسسأن" :اللسسه عسسز
اسمه عرض وليتنا على السسسماوات والرض والجبسسال والمصسسار" ]النسسوري/
مستدرك الوسائل .[.2/195 :ولهذا قال شيخهم هادي الطهراني -أحسسد آيسساتهم
ومراجعهم في هذا العصر " :-تدل بعض الروايات علسسى أن كسسل نسسبي أمسسر
بالدعوة إلى ولية علي -رضي الله عنه ،-بل عرضت الولية علسسى جميسسع
الشياء فما قبل صلح ،وما لم يقبل فسسسد"]هسسادي الطهرانسسي /ودايسسع النبسسوة ص:
.[.155
نقد هذا الرأي:
هناك من الراء والمعتقدات ما يكفي في بيان فسسسادها مجسسرد عرضسسها،
وهذا الرأي من هذا الصنف ،إذ إن فساده وبطلنسسه مسسن المسسور المعلومسسة
بالضرورة ..وكتاب الله بين أيدينا ليس فيه شيء من هذه المزاعم.
لقد كانت دعوة الرسل -عليهم السلم -إلى التوحيد ل إلى ولية علسسي
والئمة -كما يفترون .-
32
َ
حي ل ِإل ن ُققو ِ سققو ٍ
مققن ّر ُ ك ِقب ْل ِ ق َ
من َ سل َْنا ِ ما أْر َ و َ
قال الله تعالىَ } :
ن{ ]النبيسساء ،آيسسة ،[.25 :وقسسال تعسسالى: دو ِ عب ُق ُ
فا ْ ه ِإل أ َن َقا ْ َ ه ل إ ِل َق َ
إل َيق َ
ه أن ّق ُ ِ ْ ِ
جت َن ِب ُققوا ْ ّ ْ َ ُ فققي ك ُق ّ ول َ َ
وا ْ
ه َ
دوا الل ق َعب ُق ُ
نا ْسققول ً أ ِ ة ّر ُ مق ٍ لأ ّ عث ْن َققا ِ ق قدْ ب َ َ } َ
ت{ ]النحل ،آية .[.36 :فكل رسل الله وأنبيائه كانوا يدعون قومهم غو َ طا ُ ال ّ
إلى عبادة الله وحده ل شريك له.
فقسسد قسسال نسسوح ،وهسسود ،وصسسالح ،وشسسعيب -عليهسسم السسسلم -لقسسومهم:
ه{ ]العراف ،آية.[.85 ،73 ،65 ،59 : غي ُْر ُه َ ن إ ِل َ ٍ م ْ كم ّ ما ل َ ُ ه َ دوا الل ّ َ عب ُ ُ }ا ْ
وقد قال صلى الله عليه وسلم" :أمرت أن أقاتل النسساس حسستى يشسسهدوا
أن ل إله إل الله وأن محمدا ً رسول الله] "...رواه البخسساري فسسي كتسساب اليمسسان،
م{ ) ،(1/11ومسسسلم س قِبيل َ ُ
ه ْ خّلوا ْ َ وا ْ الّز َ
كاةَ َ
ف َ وآت َ ُ موا ْ ال ّ
صل َةَ َ وأ َ َ
قا ُ فِإن َتاُبوا ْ َ
بابَ } :
فسسي كتسساب اليمسسان ،بسساب المسسر بقتسسال النسساس حسستى يقولسسوا :ل إلسسه إل اللسسه )،(52-1/51
وغيرهما.[.
وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسسسلم لمسسا بعسسث معسساذا ً
إلى اليمن قال» :إنك تقدم على قوم أهل كتاب ،فليكن أول مسسا تسسدعوهم
إليه عبادة الله عز وجل] "...رواه البخاري ومسلم بألفسساظ متقاربسسة ،ومسسا ذكسسر لفسسظ
مسلم ،انظر :صحيح البخاري كتاب الزكاة ،باب وجسسوب الزكسساة ) ،(2/108وصسسحيح مسسسلم
كتاب اليمان ،باب الدعاء إلى الشهادتين ).[.(51-1/50
فلم يرد في السنة الصسسحيحة إل مسسا ينقسسض هسسذا السسرأي .كمسسا أن "أئمسسة
السلف متفقون على أن أول ما يؤمر به العبد الشهادتان" ]شسسرح الطحاويسسة
ص.[.75 :
ي؟
فأين ما يزعمون من أمر ولية عل ّ
ي مكتوبسسة فسي جميسسع صسحف النبيساء ،فلمساذا ينفسسرد وإذا كانت ولية عل ّ
بنقلها الروافض ،ول يعلم بها أحد غيرهم؟ ولماذا لم يعلسسم بسسذلك أصسسحاب
الديانات؟ بل لماذا لم تسجل هذه الولية في القرآن وهسسو المهيمسسن علسسى
الكتب كلها ،والمحفوظ من لدن رب العزة جل عله؟!.
إن هي إل دعوى بل برهان ،والدعاوى ل يعجز عن التنطع بها أحد إذا لم
يكن له من دينه أو عقله أو حيائه ما يحميه.
قال شيخ السلم ابن تيمية" :وهذه كتب النبياء التي أخسسرج النسساس مسسا
ي..فيها من ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ليس في شيء منها ذكر علسس ّ
ي
وهؤلء الذين أسلموا من أهل الكتاب لم يسسذكر أحسسد منهسسم أنسسه ذكسسر علس ّ
عندهم ،فكيف يجوز أن يقال :إن كل ً من النبياء بعثوا بالقرار بولية علي،
ولم يذكروا ذلك لممهم ،ول نقله أحد منهم ؟!" ]منهاج السنة.[.4/64 :
وكيف تتطاول هذه الساطير على النبياء فتزعم أن آدم -عليه السسسلم
-وبقية النبياء -ما عدا أولي العزم -قد تركوا أمر الله في الوليسسة؟! ،إن
هذا إل بهتان عظيم ،فالولية باطلة والفتراء على النبياء باطل.
ومن المفارقات العجيبة :ذلك الغلو الذي ل يقسف عنسد حسد فسي مسسألة
عصمة الئمة ..وهذا الجفاء في حق صفوة الخلق وهم النبياء ،أليس ذلك
دليل ً على أن واضعي هذه الساطير هم قوم قد فرغت عقولهم ونفوسهم
من العلم واليمان ،وشسسحنت بالحقسسد والتسسآمر علسسى المصسسلحين والخيسسار،
33
وأرادوا الدخول على الناس لفساد أمرهم من طريق التشيع؟ ،بلسسى :إنسسه
ل يتجرأ على مثل هذه الفتراءات إل زنديق ،وكأنهم بهذه المقالة يجعلون
أتباع الئمة أفضل من أنبياء الله – ما عدا أولي العزم – لن التباع اتبعوا،
والنبياء تركوا ،إن هذا لهو الضلل المبين..
لقد أخذ الله الميثاق على النبياء -عليهم السلم -لئن بعث محمد وهم
أحياء ليؤمنن به ولينصرنه ،هكذا قال ابن عباس ]انظر :تفسير الطبري6/557 :
ميَثققا َ
ق ه ِخذَ الّلقق ُ وإ ِذْ أ َ َ وما بعدها )من الجزاء المحققة( [.وغيره .قال تعالىَ } :
ق
ص قدّ ٌ م َ ل ّ سققو ٌ م َر ُ جققاءَك ُ ْ م َ ة ثُ ّ م ٍحك ْ َو ِ ب َ من ك َِتا ٍ كم ّ ما آت َي ْت ُ ُ ن لَ َ الن ّب ِي ّي ْ َ
َ َ َ
م عَلى ذَل ِك ُ ْ م َ خذْت ُ ْ وأ َ م َ قَرْرت ُ ْل أأ ْ قا َ ه َ صُرن ّ ُول ََتن ُ
ه َ ن بِ ِ
من ُ ّؤ ِ م ل َت ُ ْعك ُ ْم َما َ لّ َ
شهدوا ْ َ قاُلوا ْ أ َ ْ
ن{ دي َ ه ِ
شققا ِ ن ال ّ مقق َ كم ّ ع ُ
م َوأن َا ْ َ َ فا ْ َ ُ ل َ قا َقَرْرَنا َ ري َ ص ِ إِ ْ
]آل عمران ،آية.[.81 :
فكأن هسسؤلء أرادوا -كعسسادتهم -أن يجعلسسوا مسسا للنسسبي صسسلى اللسسه عليسسه
ي ،ثم إن اليمسسان بتفصسسيل مسسا بعسسث بسسه محمسسد لسسم وسلم هو من حلق عل ّ
يؤخذ عليهم ،فكيف يؤخذ عليهم موالة واحد من الصحابة دون غيسسره مسسن
المؤمنين ؟!.
وقد أجمع المسلمون على أن الرجل لسسو آمسسن بسسالنبي صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم وأطاعه ،ومات في حياته قبل أن يعلم أن الله خلق أبا بكسسر وعمسسر
وعثمان وعليا ً لم يضره ذلك شيئًا ،ولم يمنعه من دخول الجنسسة .فسسإذا كسسان
هذا في أمة محمد صلى الله عليه وسسسلم فكيسسف يقسسال :إن النبيسساء يجسسب
عليهم اليمان بواحد من الصحابة ]انظر :منهاج السنة[.4/46 :؟!.
وأين عقول هؤلء القوم الذين يصدقون بهذه الترهات! كيف يؤخذ على
من قبلنا من النبياء وأممهم الميثاق على طاعة علي فسسي إمسسامته "هسسذا –
كما يقول شيخ السلم – كلم المجانين ،فإن أولئك مسساتوا قبسسل أن يخلسسق
الله عليا ً فكيف يكون أميرا ً عليهم؟! ،وغاية ما يمكن أن يكون أميرا ً علسسى
أهل زمانه ،أما المارة على من خلق قبله ،وعلى مسسن يخلسسق بعسسده ،فهسسذا
من كذب من ل يعقل ما يقول ،ول يستحي مما يقسسول ..وهسسذا مسسن جنسسس
قول ابن عربي الطائي وأمثاله من ملحدة المتصسوفة السذين يقولسون :إن
النبياء كانوا يستفيدون العلم بالله من مشكاة خساتم الوليساء والسذي وجسد
بعد محمد بنحو ستمائة سنة ،فدعوى هؤلء في المامة من جنسسس دعسسوى
هسسؤلء فسسي الوليسسة ،وكلهمسسا يبنسسي أمسسره علسسى الكسسذب والغلسسو والشسسرك
والدعاوى الباطلة ،ومناقضة الكتاب والسنة وإجمساع سسسلف المسة" ]منهسساج
السنة.[.4/78 :
فما الغاية والهدف من هذه المقالة التي ل يخفى كذبها على أحد؟
هل الغاية صد الناس عن دين الله ؟!
لن هذا معلوم بطلنه بداهة ،فإذا رفعوا هذه الدعوى ونسبوها للسلم،
واطلع عليهسسا أصسسحاب تلسسك السسديانات وغيرهسسم ،ورأوا بطلنهسسا فسسي العقسسل
والنقل شكوا في السلم نفسه!!
34
ثم ماذا يقول أهل العلم والعقل عن هذا التحليل الغريب لفساد الشياء
أو صلحها من الجمادات والنباتات والمياه ...إلخ ،وأن هذا بسبب موقفهسسا
من ولية علي.
ماذا يقسسول العسسالم عسسن هسسذا..؟! هسسل هسسذا هسسو السسدين السسذي يريسسدون أن
يقدموه للناس؟!
أو أن الهدف تشويه السلم والصد عنه!!
ول يستغرب هذا الرأي من الشيعة ،فهم أهل مبالغسسات غريبسسة ،يكسسذبون
بالحقائق الواضحات ،والخبسسار المتسسواترات ،ويصسسدقون بمسسا يشسسهد العقسسل
والنقل بكذبه ...وإذا كانوا يقولون بهذا الرأي فيمن يدعون إمسسامته ،فسسإنهم
أيضا ً يقولون في أعداء الئمة وأعداء الشيعة -في اعتقادهم -مسسا يقسسارب
هذا الرأي فقد قالوا في الخليفتين الراشدين العظيمين :أبي بكسسر وعمسسر،
قسسالوا -مثل ً " :-وقسسع فسسي الخسسبر أن القسسائم -رضسسي اللسسه عنسسه -إذا ظهسسر
يحييهم ويلزمهم بكل ذنب وفساد وقع في الدنيا ،حتى قَْتل قابيل وهابيسسل،
مي إخوة يوسف له في الجب ،ورمي إبراهيم في النار وسايرها" ،وكذا وَر ْ
روي عن الصادق" :أنه ما أزيل حجر من موضعه ،ول أريقسست محجمسسة دم
إل وهو في أعناقهما -يعني الخليفة الول والثاني] "-البحراني /درة نجفيه ص:
،37وانظر :رجال الكشي ص ،206-205 :وانظر :النوار النعمانية.[.1/82 :
الرأي الثاني )من آراء الشيعة( :
ويزعم بعض الروافض في القديم والحديث أن الرسول صلى الله عليه
وسلم هو الذي وضع بذرة التشيع ،وأن الشيعة ظهرت فسسي عصسسره ،وأن
ي ،ويوالونه في زمنسسه صسسلى اللسسه هناك بعض الصحابة الذين يتشيعون لعل ّ
عليه وسلم.
يقول القمي" :فأول الفرق الشيعة ،وهسسي فرقسسة علسسي بسسن أبسسي طسسالب
المسمون شيعة علسسي فسسي زمسان النسسبي صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم وبعسسده،
معروفسسون بانقطسساعهم إليسسه والقسسول بإمسسامته ،منهسسم المقسسداد بسسن السسسود
الكندي ،وسلمان الفارسي ،وأبو ذر جندب بن جنادة الغفاري ،وعمسسار بسسن
ياسر المذحجي ..وهم أول من سمو باسم التشيع من هذه المة ]المقسسالت
والفرق ص .[.15 :ويشاركه في هذا الرأي النوبختي ]فرق الشسسيعة ص ،17 :وقسسد
م الشيبي في نقله لرأي النوبختي ،حيث نسب إليه أنه يقول بأن التشيع نشسأ بعسسد وفساة
وَه ِ َ
الرسول صلى الله عليه وسلم )انظر :الصلة بين التصوف والتشيع ص ،[.(22 :والسسرازي
]انظر :الرازي )من شيوخ السماعيلية( الزينة ص) 205 :مخطوط(.[.
ه( :إن ويقول محمسسد حسسسين آل كاشسف الغطسسا )المتسوفى سسنة 1373
أول من وضع بذرة التشيع في حقل السلم هو نفس صاحب الشريعة –؛
يعني أن بذرة التشيع وضعت في بذرة السلم ]لحظ أن هذا اعتراف منسسه بسسأن
بذرة التشيع غير بذرة السلم [.جنبا ً إلى جنب ،وسواء بسواء ،ولم يزل غارسها
يتعاهدها بالسقي والري حتى نمت وازدهرت في حيسساته ،ثسسم أثمسسرت بعسسد
وفسساته ]أصسسسل الشسسسيعة :ص .[.43وقسسال بهسسذا السسرأي طائفسسة مسسن الشسسيعة
المعاصرين ]انظر :محسن العاملي /أعيان الشيعة ،16 ،1/13 :محمد جواد مغنية /الثنا
عشرية وأهل البيت ص ،29 :هاشم معسسروف /تاريسسخ الفقسسه الجعفسسري ص ،105 :السسوابلي/
35
هوية التشيع ص ،27 :الشيرازي /هكذا الشيعة ص ،4 :محمد الحسسسني /فسسي ظلل التشسسيع
ص ،51-50 :الزين /الشسسيعة فسسي التاريسسخ ص ،29 :س ،30المظفسسر /تاريسسخ التشسسيع ص ،18
الصدر /بحث حول الولية ص ،63 :أحمد تفاحة /أصول الدين :ص .[.19 ،18
مناقشة هذا الرأي:
ل :يلحظ أن أول من قال بهسسذا السسرأي القمسسي فسسي كتسسابه »المقسسالت أو ً
والفسسرق« والنوبخسستي فسسي كتسسابه "فسسرق الشسسيعة" .وقسسد يكسسون مسسن أهسسم
السباب لنشوء هذا الرأي هو أن بعض علماء المسلمين أرجع التشيع فسسي
نشأته وجذوره إلى أصول أجنبية ،وذلك لوجود ظواهر واضحة تثبت ذلك -
سيأتي الحديث عنها ]انظسسر :ص) (101مسسن هسسذا الكتسساب .- [.فبسبب ذلسسك قسسام
الشسسيعة بمحاولسسة إعطسساء التشسسيع صسسفة الشسسرعية ،والسسرد علسسى دعسسوى
خصومهم برد التشسيع إلسى أصسل أجنسبي ،فسادعوا هسذه السدعوى ،وحساولوا
تأييدها وإثباتها بكسسل وسسسيلة؛ فوضسسعوا روايسسات كسسثيرة فسسي ذلسسك ]فسسي كتسسب
الموضوعات عند أهل السنة روايات كثيرة من وضع الروافض في هذا الباب )انظر -مثل ً :-
الموضوعات لبن الجوزي 1/338 :وما بعدها ،الشوكاني /الفوائد المجموعسسة ص 342ومسسا
بعدها ،الكتاني /تنزيه الشسسريعة 1/351 :ومسسا بعسسدها ،ولهسسم وسسسائل الطسسرق ومسسسالك فسسي
الستدلل والحتجاج على أهل السنة كتبت عنها في رسالتي :فكرة التقريسسب ص 51 :ومسسا
بعدها ،[.ونسبوها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وزعموا أنها رويت
من طرق أهل السسسنة ،وهسسي روايسسات "ل يعرفهسسا جهابسسذة السسسنة ول نقلسسة
الشريعة ،بل أكثرها موضوع أو مطعون في طريقه ،أو بعيد عن تسسأويلتهم
الفاسدة" ]ابن خلدون /المقدمة ،2/527 :تحقيق د .علي عبد الواحد وافي.[.
ثانيًا :إن هذا السسرأي ل أصسسل لسسه فسسي الكتسساب والسسسنة ،وليسسس لسسه سسسند
تاريخي ثابت ،بل هو رأي يجافي أصول السسلم وينسافي الحقسائق الثابتسة،
فقد جاء السسسلم لجمسسع هسسذه المسسة علسسى كلمسسة سسسواء ،ل ليفرقهسسا شسسيعا ً
وأحزابًا ،ولم يكن بين يدي رسول الله صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم شسسيعة ول
م{ ]آل سققل َ ُ ه ال ِ ْ عندَ الل ّ ق ِن ِدي َ ن ال ّ سنة ،والله سبحانه وتعالى يقول} :إ ِ ّ
عمران ،آية [.19 :ل التشيع ول غيره ،وهم يعسسترفون فسسي قسسولهم" :إن بسسذرة
التشيع وضعت مع بذرة السلم جنبا ً إلى جنب "...إن التشيع غير السلم.
ه{ ]آل من ْق ُ
ل ِ فل َققن ي ُ ْ
قب َق َ س قل َم ِ ِدين ًققا َ غ َ
غي َْر ال ِ ْ من ي َب ْت َ ِ
و َ
والله يقولَ } :
عمران ،آية.[.85 :
ومسسن الحقسسائق التاريخيسسة المتسسواترة والسستي تكشسسف خطسسأ هسسذا السسرأي
ومجانبته للحقيقة أنه لم يكن للشيعة وجود زمن أبي بكسسر وعمسسر وعثمسان
]يقول شيخ السلم ابن تيميسسة» :ففسسي خلفسة أبسي بكسر وعمسسر لسم يكسن أحسد يسسسمى مسن
الشسسيعة ،ول تضسساف الشسسيعة إلسسى أحسسد«) .منهسساج السسسنة 2/64 :تحقيسسق د .محمسسد رشسساد
سالم( .[.وقد اضطر بعض شيوخ الشيعة للذعان لهذه الحقيقة وهم السسذين
مردوا على إنكار الحقائق المتواترات.
يقول آيتهم ومجتهدهم الكبر في زمنه محمد حسين آل كاشف الغطاء:
" ...ولم يكن للشيعة والتشيع يومئذ )في عهد أبي بكر وعمسسر رضسسي اللسسه
عنهما( مجال للظهور؛ لن السلم كان يجسسري علسسى منسساهجه القويمسسة"...
]أصسسل الشسسيعة :ص .[.48وبمثل هسذا اعسستراف شسسيخهم الخسسر محمسد حسسين
العاملي ،فقال" :إن لفظ الشيعة قد أهمل بعد أن تمت الخلفة لبي بكر،
36
]الشسسيعة فسسي وصار المسلمون فرقة واحدة إلى أواخر أيام الخليفة الثالث"
التاريخ ص.[.40-39 :
ل ،إذ كيسسف يهمسسل ،ول يظهسسر، ونحن نقول :إنه أهمل لنه لسسم يوجسسد أص س ً
والحكومة كافرة في نظركم ،كما هو متواتر في كتبكم -كما سيأتي نقلسسه
وبيانه -وهل كان المسلمون شيعا ً في عهد الرسول ...وفرقة واحدة فسسي
عهد الخلفاء الثلثة؟!
ثالثًا :زعموا أن الشيعة كانت تتألف من عمار ،وأبي ذر ،والمقداد ،فهسسل
قال هؤلء بعقيدة من عقائد الشيعة من دعسسوة النسسص ،وتكفيسسر الشسسيخين:
أبسسي بكسسر وعمسسر وأكسسثر الصسسحابة ،أو أظهسسروا السسبراءة والسسسب لهسسم أو
كراهيتهم..؟ كل ،لم يوجسسد شسسيء مسسن ذلسسك ..وكسسل مسسا قسساله الشسسيعة مسسن
دعاوى في هذا وملوا به المجلدات ل يعسسدو أن يكسسون وهم سا ً مسسن الوهسسام
نسجته خيالت الحاقدين والعداء ]كقسسولهم" :إن الزبيسسر والمقسسداد وسسسلمان حلقسسوا
رؤوسهم ليقاتلوا أبا بكر) "..رجال الكشي رقسسم 210ص .(133 :وأخبسسارهم فسسي هسسذا تمل
مجلدات ..ويلحظ في الرواية السابقة :أنهم ذكروا الزبير ،والزبير كسسان ممسسن حسسارب عليسا ً
فيما بعد ،ونسوا ذكر أبي ذر ،وعمار ،وآل البيت.[.
قال ابن المرتضى )وهو شعي زيدي( " :فإن زعموا أن عمسسارًا ،وأبسسا ذر
الغفاري ،والمقداد بن السود ،وسلمان الفارسسسي كسسانوا سسسلفهم؛ لقسسولهم
بإمامة علي – عليه السلم – أكذبهم كون هؤلء لسسم يظهسسروا السسبراءة مسسن
الشيخين ول السب لهم ،أل ترى أن عمارا ً كان عامل ً لعمسسر بسسن الخطسساب
في الكوفة ]انظر :ابن الثير /أسد الغابة ،4/64 :ابن حجسسر /الصسسابة ،2/506 :ابسسن عبسسد
البر /الستيعاب ،[.2/473 :وسلمان الفارسي في المسسدائن" ]طبقسسات ابسسن سسسعد:
] [.4/87المنية والمل ص .[.125 ،124 :وهذه الحقائق التاريخية الثابتة تنسف
كل ما شيده الشيعة من دعاوى في هذا عبر القرون.
رابعًا :يرى الشيخ موسى جار الله أن هذه المقالة من الشسسيعة مغالطسسة
فاحشة خرجت من حدود كل أدب ،وأنها افتراء على النبي صلى الله عليه
وسلم ولعسسب بالكلمسسات ،ويتعجسسب مسسن قسسولهم" :إن أول مسسن وضسسع بسذرة
التشيع في حقل السلم هو نفسسس صسساحب الشسسريعة" ،فيقسسول" :أي حبسسة
ب َذ ََر النبي حتى أنبتت سنابل اللعن والتكفير للصحابة وخير المة ،وسسسنابل
العتقاد بسسأن القسسرآن محسسرف بأيسسدي منسسافقي الصسسحابة ،وأن وفسساق المسسة
ج مسسن ضلل ،وأن الرشاد في خلفها ،حتى تسسوارت العقيسسدة الحقسسة فسسي لس ّ
ضلل الشيعة جم" ]الوشيعة ص :مه.[.
الرأي الثالث:
يجعل تاريخ ظهور الشيعة يوم الجمل .قال ابن النديم ]محمسسد بسسن إسسسحاق
بن محمد بن أبي يعقوب النديم ،كان معتزليا ً متشيعًا .من تصانيفه :الفهرست ،توفي سنة
ه(.
) 438
ً
)لسان الميسسزان :[.(5/72 :إن عليا قصسد طلحسسة والزبيسر ليقاتلهمسسا حسستى
يفيئا إلى أمر الله جل اسمه ،فسمى من اتبعه على ذلسسك الشسسيعة ،فكسسان
يقسسول :شسسيعتي ،وسسسماهم -عليسسه السسسلم -الصسسفياء الوليسساء ،شسسرطة
الخميس ،الصحاب ]ابن النديم /الفهرست ص.[.175 :
37
هذا رأي انفرد به ابن النديم -حسب علمي -وهو فيما يبدو ويشير إلى
تاريخ ظهور الشيعة بمعنى النصار والتبسساع ،وتاريسسخ إطلق لقسسب الشسسيعة
على أنصار علي -رضي الله عنسسه -وأن عليسا ً -عليسسه السسسلم -هسسو السسذي
لقبهم بذلك حيث يقول" :شيعتي".
ولشك أن هذا القول ل يدل على بداية الصسسول الفكريسسة للتشسسيع ،فهسسو
يعني هنا المعنى اللغوي للشيعة وهو النصار ،ولهذا اسسستخدم أيض سا ً ألقاب سا ً
أخرى تدل على ذلك كالصحاب والولياء ،كما أن الوثائق التاريخيسسة -كمسسا
سلف -أثبتت أن لقب "شيعتي" والشيعة كما استعمله علي -رضي اللسسه
عنه -قد استعمله معاوية -رضي الله عنه .-
ويصف د .مصطفى كامل الشيبي -شيعي معاصر -رأي ابن النديم هذا
ي بنفسه على أصحابه ]الصلة بيسسن بالغربة ،حيث جعل التشيع لقبا ً أطلقه عل ّ
التصوف والتشسسيع ص ..[.18 :وما أدري مسا وجسه الغرابسة ،فسسي أن يسدعو علسي
أنصاره بقوله" :شيعتي".
أما د .النشار فيرى في كلم ابن النديم بعض الغلو ]نشأة الفكسسر الفلسسسفي:
[.2/32ول يذكر النشار وجه الغلو الذي يصف به كلم ابن النديم.
آراء غير الشيعة في نشأة التشيع:
القول الول:
إن التشيع ظهر بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم حيث وجد مسسن
يرى أن أحقية علي -رضي الله عنه -بالمامة .وهذا الرأي قال به طائفة
من القدامى والمعاصرين ،منهم العلمة ابن خلدون ،وأحمد أمين ،وبعسسض
المستشرقين ،وهذا القول منهم مبني على ما نقله البعض من وجود رأي
يقول بأحقية قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخلفة بعده.
يقول ابن خلدون" :اعلم أن مبدأ هذه الدولة -يعني دولسسة الشسسيعة -أن
أهل البيت لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسسسلم كسسانوا يسسرون أنهسسم
أحق بالمر ،وأن الخلفة لرجالهم دون من سواهم" ]العبر.[.171-3/107 :
ويقول أحمد أمين" :كانت البذرة الولى للشيعة الجماعة الذين رأوا بعد
وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أن أهسل بيتسه أولسسى النسساس أن يخلفسوه"
]فجسسر السسسلم ص ،266 :وانظسسر :ضسسحى السسسلم ،3/209 :وقسسال د .علسسي الخربسسوطلي:
"ونحن نرى أن التشيع بدأ بعد أن آلت الخلفسة إلسى أبسي بكسر دون علسي بسن أبسي طسالب"
)السلم والخلفة ص .(62 :كما يقسسول بهسسذا السسرأي محمسسد عبسسد اللسسه عنسسان )انظسسر :تاريسسخ
الجمعيات السرية ص .[.(13 :كما قال بمثل ذلسسك بعسسض المستشسسرقين ]انظسسر:
دائرة المعارف السلمية.[.14/58 :
مناقشة هذا الرأي:
وهذا الرأي يستند القائلون به إلى الرأي القائل بأحقية القرابة بالمامة.
ي بالمامة ،وأن المامة ينبغي أنول شك أنه إذا وجد من يرى أحقية عل ّ
تكون في القرابة ،فقد وجد رأي يقول باستخلف سعد بن عبادة ،وأن
المامة ينبغي أن تكون في النصار ،وهذا ل دللة فيه على ميلد حزب
معين ،أو فرقة معينة ،وتعدد الراء أمر طبيعي ،وهو من مقتضيات نظام
الشورى في السلم ،فهم في مجلس واحد تعددت آراؤهم "وما انفصلوا
38
حتى اتفقوا ،ومثل هذا ل يعد نزاعًا" ]ابن تيمية /منهاج السنة" ،[.1/36 :وقد
اندرجوا تحت الطاعة عن بكرة أبيهم لبي بكر -رضي الله عنه -وكان
علي -رضي الله عنه -سامعا ً لمره ،وبايع أبا بكر على مل من الشهاد،
ونهض إلى غزو بني حنيفة" ]الجويني /الرشاد ص" [.428 :وكانوا -على حال
ألفة ،واجتماع كلمة -يبذلون في طاعة أئمتهم مهج أنفسهم ،وكرائم
أموالهم على السبيل التي كانوا عليها مع نبيهم] "..الناشئ الكبر /مسائل
المامة ص.[.15 :
ولو كان هذا الرأي القائل بأحقية القرابة بالمامة يمثسسل البسسذرة والنسسواة
للتشيع لكان له ظهور وودود زمن أبي بكر وعمر ،ولكنه رأي إن ثبت فهو
كسائر الراء التي أثيرت في اجتماع السقيفة ،ما إن وجد حتى اختفى بعد
أن تمت البيعة ..واجتمعت الكلمسسة ..واتفسسق السسرأي مسسن الجميسسع .وموقسسف
أمير المؤمنين علي -رضي الله عنه -ينفي اسسستمرار مثسسل هسسذه الراء أو
بقائها بين الصحابة ،فقد تواتر عنه -رضي الله عنه ،من وجوه كثيرة -أنه
قال على منبر الكوفة" :خير هذه المة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر" ]قال ابسسن
تيمية" :روي عن علي من نحو ثمانين وجها ً وأكثر أنه قال على منسسبر الكوفسسة هسسذا القسسول -
كما مر -وقد ثبت في صحيح البخاري من رواية رجال همدان خاصة التي يقول فيها علسسي:
لو كنت بوابا ً على باب جنة لقلت لهمدان :ادخلي بسسسلم ،مسسن روايسسة سسسفيان الثسسوري عسسن
منذر الثوري وكلهما من همدان ،قال البخاري :حدثنا محمد بن كثير ،أخبرنا سفيان ،حدثنا
جامع بن أبي راشد ،حدثنا أبو يعلى عن محمد بن الحنفية قال" :قلت لبي :أي الناس خيسسر
بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟" قال :أبو بكر قلت :ثم من؟ قسسال :عمسسر .وخشسسيت
أن يقول :عثمان ،قلت :ثم أنت؟ قال :ما أنا إل رجل من المسلمين") .صحيح البخاري مسسع
فتح الباري ،كتاب فضائل الصحابة ،باب فضل أبي بكر ج 7ص .(20
قال ابن تيمية :وهذا يقوله لبنه الذي ل يتقيسه) ..الفتساوى ،408-4/407 :منهساج السسنة:
.[.(138-4/137فكيف يرى غيره من الصحابة فيه ما لم يره في نفسه؟!
والشيعة ليس لها ذكر أو وجود في عهد أبسسي بكسسر ول عمسسر ول عثمسسان،
فكيف يقال بنشأتها بعد وفاة الرسول صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم ]ومسسا ذكسسره
بعضهم من ظهور جماعسسة بعسسد وفسساة الرسسسول صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم تسسرى أحقيسسة علسسي
بالمامة ..ليس له أصل تاريخي ثابت ،ويبدو أن عمدته رواية اليعقسسوبي فسسي تسساريخه والسستي
تقول :بأن جماعة منهم سلمان وأبو ذر وعمار والمقداد تخلفوا عن بيعسسة أبسسي بكسسر ومسسالوا
إلسسى علسسي ) .تاريسسخ اليعقسسوبي .(2/124 :وروايسسات اليعقسسوبي ،ومثلسسه المسسسعودي يجسسب
الحتزازوالحذر منهما -لجنوحهما للرفض -ولسيما فيما يوافسسق ميولهمسا المذهبيسسة ،وفيمسسا
ينفردان به من نقسسول .يقسول القاضسسي أبسو بكسر بسن العربسي" :ل تسسسمعوا لمسسؤرخ كلمسا ً إل
للطبري ،وغير ذلك هو الموت الحمر والداء الكبر" .وقسال فسي المسسعودي المسؤرخ" :إنسه
مبتدع محتال") .العواصم من القواصم ص.(249-248 :
وأيضا ً لن الطبري يروي بالسند فيسهل فحسسص روايسساته والتحقسسق منهسسا[.؟! وقد أقسسر
بهذه الحقيقة بعض شيوخ الشيعة كما سلف ]انظر :ص.[.(166 ) :
القول الثاني:
أن التشيع لعلي بدأ بمقتل عثمان -رضي الله عنه ،يقول ابن حزم" :ثم
ولي عثمان ،وبقي اثني عشر عامسًا ،وبمسسوته حصسسل الختلف ،وابتسسدأ أمسسر
الروافض" ]الفصل ،2/8 :وبمثل قول ابن حزم هذا قسسال طائفسسة مسسن العلمسساء والبسساحثين
مثل :الشيخ عثمان بن عبد الله الحنفي صاحب الفرق المتفرقة بيسسن أهسسل الزيسسغ والزندقسسة
)انظر :الفرق المفترقة ص (6:ومثل المستشرق :فلهوزن )انظر :الخسسوارج والشسسيعة ص:
39
.[.(112والذي بدأ غرس بذرة التشيع هو عبد الله بن سبأ اليهودي ]عبد الله
بن سبأ رأس الطائفة السبئية وكانت تقول بألوهية علي ،كمسسا تقسسول برجعتسسه وتطعسسن فسسي
الصحابة ...أصله من اليمن وكان يهوديا ً يتظاهر بالسسسلم ،رحسسل لنشسسر فتنتسسه إلسسى الحجسساز
فالبصرة فالكوفة ،ودخل دمشق في أيام عثمسسان بسسن عفسسان -رضسسي اللسسه عنسسه -فسسأخرجه
أهلها ،فانصرف إلى مصر وجهر ببدعته .قال ابن حجر" :عبد الله بن سبأ من غلة الزنادقة
ه .وقد تكاثر ذكر أخبسسار فتنتسسه وشسسذوذه وسسسعيه ضال مضل ،أحسب أن عليا ً حرقة بالنار" ا
في التسآمر هسو وطسسائفته فسي كتسسب الفسسرق والرجسال والتاريسسخ وغيرهسا مسن مصسادر السسسنة
والشيعة جميعًا.
انظر فسسي ذلسسك :الملطسسي /التنسسبيه والسسرد ص ،18 :الشسسعري /مقسسالت السسسلميين،1/86 :
البغدادي /الفرق بين الفرق ص ،233الشهرستاني /الملل والنحل ،1/174 :السسسفراييني/
التبصير في الدين ص ،72-71 :الرازي /اعتقادات فرق المسلمين ص ،86 :ابن المرتضى/
المنية والمسسل ص ،29 :ابسسن حجسسر /لسسسان الميسسزان ،3/289 :ابسسن عسسساكر /تهسسذيب تاريسسخ
دمشق ،7/431 :السمعاني /النساب ،7/46 :ابن الثير /اللباب ،1/527 :المقدسي /البسسدء
والتاريخ ،5/129 :تاريخ الطسسبري ،4/340 :ابسسن الثيسسر /الكامسسل ،3/77 :ابسسن كسسثير /البدايسسة
والنهاية ،7/167 :ابن خلدون /العبر ،2/160،161 :الطبري /تبصسسير أولسسي النهسسى الورقسسة )
) (14مخطوط(.
ومن مصسسادر الشسسيعة :الناشسسئ الكسسبر /مسسسائل المامسسة ص ،23-22القمسسي /المقسسالت
والفرق ص ،20 :النوبختي /فرق الشيعة ص ،22 :وأورد الكشي عدة روايات في ابن سسسبأ
)رجال الكشي ،انظر الروايات رقم ،174 ،173 ،172 ،171-170 :من ص ،(108-106
ابن أبي الحديد /شرح نهج البلغسسة ،[.2/308 :والذي بسسدأ حركتسسه فسسي أواخسسر عهسسد
عثمان ،وأكد طائفة من الباحثين القدماء والمعاصسسرين علسسى أن ابسسن سسسبأ
هو أساس المذهب الشيعي والحجر الول في بنائه ]انظر -مثل ً : -ابسسن تيميسسة
الذي يعتبر ابن سبأ أول من أحدث القول بالعصمة لعلي ،وبالنص عليه فسسي الخلفسسة ،وأنسسه
أراد إفساد دين السلم ،كما أفسد بولس دين النصارى )مجموع فتاوى شسسيخ السسسلم ابسسن
تيمية /جمع عبد الرحمن بن قاسم .(4/518 :وكذا ابن المرتضى في كتسسابه المنيسسة والمسسل
ص ،125 :ومن المعاصرين -مثل ً -أبو زهرة الذي ذكر أن عبد الله بن سبأ هسسو الطسساغوت
الكبر الذي كان على رأس الطوائف الناقمين على السلم الذين يكيدون لهله ،وأنسسه قسسال
برجعة علي ،وأنه وصي محمد ،ودعا إلى ذلك.
وذكر أبو زرهة أن فتنة ابن سبأ وزمرته كسسانت مسسن أعظسسم الفتسسن السستي نبسست فسسي ظلهسسا
المذهب الشيعي )انظر :تاريخ المذاهب السلمية ،(33-1/31 :وسعيد الفغاني الذي يسسرى
أن ابن سبأ أحد أبطال جمعية سرية )تلمودية( غايتها تقويض الدولة السلمية ،وأنها تعمسسل
لحساب دولة الروم )انظر :عائشة والسياسسسة ص ،(60 :وانظسسر :القصسسيمي فسسي الصسسراع:
.[.1/41وقد تواتر ذكره في كتب السنة والشيعة على حد سواء.
ونبتت نابتة من شيعة العصر الحاضر تحاول أن تنكر وجوده بجسسرة قلسسم
دون مبرر واقعي ،أو دليل قاطع ]وهو :مرتضى العسكري في كتسسابه "عبسسد اللسسه
بن سبأ "..ص 35 :وما بعدها ،[.بل ادعى البعض منهم أن عبسسد اللسسه بسسن سسسبأ
هو عمار بن ياسر ]وهو :علي الوردي في كتابه )وعسساظ السسسلطين( ص ،274 :وقلسسده
في هذا الشيعي الخر :مصطفى الشيبي في كتابه )الصلة بين التصوف والتشيع( ص-40 :
،41ويرى الستاذ علي البصري أن الوردي هذا مقلد للستاذ هدايت الوحكيم الهلي أسسستاذ
بجامعة لندن في تلك الراء والذي نشرها في كتابه" :تخسسس إمسسام" أي :المسسام الول .وأن
الوردي قام بنشر ترجمتها تقريبا ً في كتابه "وعاظ السلطين".
)انظر :مجلة الثقافة السلمية /بغداد /العدد ) ،(11السنة الولسسى ،مقسال علسسي البصسري
بعنوان "من طلب الشهرة علي الوردي"( .[.وهذه الدعوى هسسي محاولسسة أو حيلسسة
لتبرئة يهود من التآمر على المسلمين ..كما هي محاولسسة أو حيلسسة لضسسفاء
40
صفة الشسسرعية علسسى الرفسسض ..والسسرد علسسى دعسسوى خصسسومهم بسسرد أصسسل
التشيع إلى أصل يهودي.
وقد اتفق القدماء من أهل السنة والشيعة على السواء على اعتبار ابن
سسسبأ حقيقسسة واقعيسسة ،وشخصسسية تاريخيسسة ،فكيسسف ينفسسى مسسا أجمسسع عليسسه
الفريقان؟! أما القول بأن ابن سسسبأ هسسو عسسامر بسسن ياسسسر فهسسو قسسول يسسرده
العقل والنقل والتاريخ ،وكيف تلصق تلك العقائد السستي قسسال بهسسا ابسسن سسسبأ
بعمار بن ياسر ،وهسسل هسسذا إل جسسزء مسسن التجنسسي علسسى الصسسحابة والطعسسن
فيهم؟!.
ولست بحاجة إلى دراسسسة هسسذه المسسسألة فقسسد خرجسست دراسسسات موضسسوعية
ومستوفية لهذه القضية ]من أبرز هذه الدراسات وأهمهسسا :رسسسالة "عبسسد اللسسه بسسن سسسبأ
وأثره في إحداث الفتنة" للدكتور /سسليمان العسودة ،وقسد تسوفرت لسديه أدلسة قاطعسة علسى
وجود ابن سبأ وسعيه في الفتنة .وهسسذه دراسسسة جسسادة ومسسستوفية وقسسد نسساقش المشسسككين
والمنكرين والقائلين أن ابن سبأ هسسو عمسسار بسسن ياسسسر ،وأثبسست زيسسف هسسذه القسسوال بالحجسسة
والبرهان.
وكذلك د .عمار الطالبي أثبت بطلن هذه القوال في كتابه" :آراء الخسسوارج" ص– 74 :
.81وللدكتور عزت عطية مناقشة لهؤلء وتزييف لقوالهم في كتابه "البدعة" ص 64 :وما
بعدها .وقدم الدكتور سعدي الهاشمي محاضرة قيمة في هسذا الموضسوع أثبست فيهسا وجسود
ه:
ابن سبأ بالدلة من الفريقين )انظسر :محاضسرات الجامعسة السسلمية عسام 1399-1398
"ابسسن سسسبأ حقيقسسة ل خيسسال" ص ،[.(223-201 :فل حاجة للوقسسف عنسسدها طسسوي ً
ل..
ويكفي – هنا – الستشهاد بما جاء في كتب الشيعة المعتمدة عن ابن سبأ
تمشيا ً – أول ً – مع خطة البحسسث فسسي العتمسساد علسسى أصسسولهم ،وثاني سًا :لن
النكار لوجود ابن سبأ جاء من جهة الشيعة ،فالحتجاج عليهسسم مسسن كتبهسسم
المعتمدة يسقط دعواهم من أساسها .وثالثًا :لن في عرض آراء ابن سسسبأ
من كتب الشيعة تصويرا ً لهل الشيعة وجذورها من كلم الشيعة أنفسهم،
وهو موضوع هذا البحث.
فماذا تقول كتب الشيعة عن ابن سبأ؟ ..فالشسسيعي سسسعد بسسن عبسسد اللسسه
القمي شيخ الطائفة وفقيهها ووجهها ،كما ينعتسسه النجاشسسي ]رجسسال النجاشسسي
ص) [.126 :المتوفى سنة (301-229يقر بوجود ابن سسسبأ ،ويسسذكر أسسسماء
بعض أصحابه الذين تآمروا معه ،ويلقب فرقتسسه بالسسسبئية ،ويسسرى أنهسسا أول
فرقة في السلم قالت بالغلو ،ويعتبر ابسسن سسسبأ "أول مسسن أظهسسر الطعسسن
على أبي بكسسر وعمسسر وعثمسسان والصسسحابة وتسسبرأ منهسسم ،وادعسسى أن عليسا ً –
رضي الله عنه – أمره بذلك" ،ويذكر القمي أن عليا ً بلغه ذلك فأمر بقتلسسه
ثم ترك ذلك واكتفى بنفيه إلى المدائن ]المقالت والفرق ص.[.20 :
كما ينقل عن جماعة من أهل العلم -كما يصسفهم " :-أن عبسسد اللسسه بسن
سبأ كان يهوديا ً فأسلم ،ووالى عليسا ً وكسسان يقسسول وهسسو علسسى يهسسوديته فسسي
يوشع بن نون وصي موسى بهذه المقالسسة ،فقسسال فسسي إسسسلمه بعسسد وفسساة
رسول الله صلى الله عليه وسلم في علي بمثل ذلك ،وهو أول من شسسهد
بالقول بفرض إمامة علسسي بسن أبسسي طسسالب وأظهسسر السسبراءة مسسن أعسسدائه..
وأكفرهم ،فمن هاهنا قال من خالف الشيعة أن أصل الرفض مسسأخوذ مسسن
اليهودية ]المقالت والفرق ص .[.20 :ثم يذكر القمي موقسسف ابسسن سسسبأ حينمسسا
41
]المقسسالت بلغه نعي علي حيث ادعى أنه لم يمت وقسسال برجعتسسه ،وغل فيسسه
والفرق ص.[.21 :
هذا ما يقسوله القمسي عسن ابسن سسبأ ،والقمسي عنسد الشسيعة ثقسة واسسع
المعرفة بالخبار ]انظسسر :الطوسسسي /الفهرسسست ص ،105 :الردبيلسسي /جسسامع السسرواة :
،[.1/352ومعلومسساته -عنسسدهم -مهمسسة نظسسرا ً لقسسدم فترتهسسا الزمنيسسة ،ولن
سعدا ً القمي كما روى شسسيخهم الملقسسب عنسدهم بالصسسدوق قسسد لقسى فسسي
إمامهم المعصوم -في نظرهم -الحسن العسكري وسمع منه ]انظسسر :ابسسن
بابويه القمي /إكمال الدين ص .[.453-425 :ونجد شيخهم الخر النوبختي يتحدث
عن ابن سبأ ويتفق فيما يقوله عن ابن سبأ مع القمي حسستى فسسي اللفسساظ
نفسها ]انظر :فرق الشيعة للنوبختي ص ،[.23-22 :والنوبختي ثقة معتمد عنسسدهم
]انظر :الطوسي /الفهرسست ص ،75 :الردبيلسي /جسامع السرواة ،1/228 :عبساس القمسي/
الكنى واللقاب ،1/148 :الحائري /متقبس الثر .[.16/125 :وعالمهم الكشي ]وهسسو
عندهم "ثقة بصير بالخبار والرجال" )الطوسسسي /الفهرسسست [.(171 :يسسروي سسست
روايات في ذكر ابن سبأ ]رجال الكشي ص [.305 ،108-106 :وذلك في كتابه
المعروف "برجال الكشي" والذي هو من أقدم كتب الشيعة المعتمدة في
علم الرجال ،وتشير تلك الروايات إلى أن ابن سبأ ادعى النبوة وأنه زعسسم
أن أمير المؤمنين هو الله -تعالى اللسسه وتقسسدس -وأن علي سا ً اسسستتابه فلسسم
يتب ،فأحرقه بالنار ،كما ينقل الكشي لعن الئمة لعبد الله ابن سسسبأ ،وأنسسه
كان يكذب على علي ،كقول علي بن الحسين" :لعن الله من كسسذب علينسسا
إني ذكرت عبد الله بن سبأ فقامت كسسل شسسعرة فسسي جسسسدي ،لقسسد ادعسسى
أمرا ً عظيمًا ،ما له لعنه الله ،كان علي -رضي الله عنه -واللسسه عبسسدا ً للسسه
صالحا ً أخو رسول الله ما نال الكرامة من الله إل بطاعته" ]المصدر السابق:
ص.[.108 :
ثم قال الكشي بعد ذكر تلك الروايات" :ذكر أهل العلم أن عبد الله بسسن
سبأ كان يهوديا ً فأسلم ووالى عليسًا ،وكسسان يقسسول وهسسو علسسى يهسسوديته فسسي
يوشع بن نون وصي موسى بالغلو ،فقال في إسلمه بعد وفاة رسول الله
صلى الله عليه وسلم في علي -رضي الله عنه -مثسسل ذلسسك ،وكسسان أول
من شهد بالقول بفرض إمامة علي وأظهر السسبراءة مسسن أعسسدائه ،وكاشسسف
مخالفيه وأكفرهم ،فمن هسسا هنسسا قسسال مسسن خسسالف الشسسيعة :أصسسل التشسسيع
والرفض مأخوذ من اليهودية" ]المصسسدر السسسابق ص .[.109-108 :هسسذه مقالسسة
الكشي وهي تتفق مع كلم القمي والنوبختي وكلهسسم يوثقسسون قسسولهم هسسذا
بنسبته إلى أهل العلم.
ثم إن هسسذه الروايسسات السسست كلهسسا جسساءت فسسي رجسسال الكشسسي ،والسسذي
يعتبرونه أحد الصول الربعة التي عليها المعول في تراجم الرجال ،وقسسام
الطوسي شيخ الطائفة عندهم بتهسسذيب الكتسساب ،فصسسار عنسسدهم أكسسثر ثقسسة
وتحقيقا ً حيث اجتمع في تأليفه الكشي الذي هو عندهم ثقة ،بصير بالخبار
وبالرجال مع الطوسي وهو صاحب كتابين من صحاحهم الربعسسة ،ومؤلسسف
كتابين من كتبهم الربعة المعول عليها في علم الرجال عندهم ]ومسسا نقلنسساه
عن الكشي هو من تذهيب الطوسي واختياره؛ لن الصل – كما يقولون – مفقود ل يعسسرف
42
له أثر) .انظر :مقدمة رجسسال الكشسسي ص ،18-17يوسسسف البحرانسسي /لؤلسسؤة البحريسسن ص:
.[.(403
ثم إن كثيرا ً من كتب الرجال الخرى عندهم جاءت على ذكسسر ابسسن سسسبأ
]لعل أقدم مصدر عند الشيعة تحدث عن ابن سبأ والسبئية وهو كتاب :مسائل المامة ص:
ه(.
23-22لعبد الله الناشئ الكبر )المتوفى سنة 293
)راجع ترجمته في وفيات العيان ،92-3/91 :أنباء الرواة.(129-2/128 :
ومن كتبهم في الرجال التي جاءت على ذكر ابن سسسبأ :المازنسسدراني /منتهسسى المقسسال )غيسسر
مرقم الصفحات( ،الستراباذي /منهج المقال فسسي تحقيسسق أحسسوال الرجسسال ص،204-203 :
الردبيلسسي /جسسامع السسرواة ،1/485 :ابسسن داود الحلسسي /الرجسسال ،2/71 :التسسستري /قسساموس
الرجال 5/461 :وما بعدها ،رجال الطوسي ص.51 :
ومن كتبهم في الحديث والفقه التي جاء فيها ذكر ابن سسسبأ :ابسسن بسسابويه القمسسي /مسسن ل
يحضسسسره الفقيسسسه ،1/213 :الخصسسسال ص ،628 :الطوسسسسي ،تهسسسذيب الحكسسسام،2/322 :
المجلسي /بحار النوار 25/286 :ومسسا بعسسدها ،[.كما جساء ذكسر ابسن سسبأ فسي أهسم
وأوسع كتبهم الرجالية المعاصرة وهو تنقيح المقسسال ]تنقيسسح المقسسال[.2/183 :
لشيخهم عبد الله الممقاني ]انظر :العلمي /مقتبس الثسسر) [.21/230 :المتوفى
ه(.سنة 1351
ً ً
ولهذا يلحظ أن ثمة اتجاها أخيرا لدى بعض شسسيوخ الشسسيعة المعاصسسرين
إلى العدول عن إنكاره ،يقول -مثل ً -محمسسد حسسسين الزيسسن" :وعلسسى كسسل
حال فإن الرجل -أي :ابن سبأ -كان في عالم الوجود ،وأظهر الغلو ،وإن
شسسك بعضسسهم فسسي وجسسوده وجعلسسه شخص سا ً خيالي سًا ..أمسسا نحسسن -بحسسسب
الستقراء الخير -فل نشك بوجوده وغلوه" ]الشيعة في التاريخ ص.[.213 :
ذلسسك أن إنكسسار وجسود ابسن سسسبأ هسو تكسذيب منهسم -وإن لسم يصسسرحوا -
لشيوخهم الذين ذكروا ابسسن سسسبأ ،ولكتبهسسم فسسي الرجسسال السستي تكسساثر فيهسسا
ذكره ،وهسسو اعسستراف منهسسم -وإن لسسم يشسسعروا -أن كتسسب الرجسسال لسسديهم
ليست مرجعا ً يوثق به وإجماعها ل يعتد به.
وهكذا تعترف كتب الشيعة بأن ابن سبأ هو أول من قال بالوصية لعلسسي
ورجعته وطعن في الخلفاء الثلثة والصحابة ..وهسسي آراء وعقسسائد أصسسبحت
فيما بعد مسن أسسس المسذهب الشسيعي ،وذلسك حينمسا صسيغت هسذه الراء
وغيرهسسا علسسى شسسكل روايسسات وأحسساديث ونسسسبت لل السسبيت زورا ً وبهتان سًا،
فوجدت القبول لدى كثير من العوام وغيرهم ول سيما العجم.
القول الثالث:
ه ،ومن أشهر القائلين بهذا السسرأي ويقول بأن منشأ التشيع كان سنة 37
صاحب مختصر التحفة الثني عشرية حيث يقول" :إن ظهور اسم الشيعة
ه" ]مختصر التحفة ص .[.5 :كما يقول بهسسذا السسرأي السسستاذ وات كان عام 37
منتوجمري ) (Montgomery Wattحيث يذكر "أن بداية حركة الشيعة هي أحد
ه(" ].[.Montgomery Watt, Islam and the Integration of Society p,104
أيام سنة 658م ) 37
ويبدو أن هذا القول يربط نشأة التشيع بموقعة صفين ،حيث وقعسست سسسنة
ه بيسسن المسسام علسسي ومعاويسسة -رضسسي اللسسه عنهمسسا -ومسسا صسساحبها مسسن 37
أحداث ،ومسسا أعقبهسسا مسسن آثسسار ،ولكسسن هسسذا السسرأي ل يعنسسي بدايسسة الصسسول
الشيعية؛ حيث إننا ل نجد في أحداث هذه السنة فيما نقله المؤرخون مسسن
43
نسادى بالوصسية ،أو قسسال بالرجعسسة ،أو دعسا إلسى أصسسل مسن أصسول الشسسيعة
المعروفة ،كما أن أنصار المام علي ل يمكن أن يقال بأنهم علسسى مسسذهب
الشيعة ،أو أصل من أصول الشيعة ،وإن كان في أصحاب المام علي كما
في أصحاب معاوية من أعداء السلم الذين تظاهروا بالسلم ليكيدوا لسسه
بالباطن ما ل ينكر ،وقد كان للسبئيين أثر في إشعال الفتنة ل يجحد ،وهم
وجدوا قبل ذلك ،كما أننا نلحظ أنه بعد حادثة التحكيم وفي بنسسود التحكيسسم
أطلق لفظ الشيعة علسى الجسانبين بل تخصسيص – كمسا سسبق – ]انظسسر) :ص
.[.(38
القول الرابع:
بأن التشيع ولد إثر مثل الحسين .يقول شتروتمان ]رودلسسف شسستروتمان مسسن
المستشرقين المتخصصين في الفسسرق ومسسذاهبها ،ولسسه عنهسسا مبسساحث .مسسن آثسساره :الزيديسسة،
وأربعة كتب إسماعيلية.
)انظسسسر :نجيسسسب العقيقسسسي /المستشسسسرقون" (Strotnmann, R) [.(2/788 :إن دم
الحسسسين يعتسسبر البسسذرة الولسسى للتشسسيع كعقيسسدة" ]دائرة المعسسارف السسسلمية:
.[.14/59
الرأي المختار:
عرضنا فيما سبق معظم الراء في نشأة التشيع ،وناقشنا ما يحتاج إلسسى
مناقشة ..والذي أرى أن الشيعة كفكسسر وعقيسسدة لسسم تولسد فجسسأة ،بسل إنهسسا
أخذت طورا ً زمنيًا ،ومرت بمراحل ..ولكن طلئع العقيدة الشسسيعية وأصسسل
أصولها ظهرت على يد السبئية باعتراف كتب الشيعة التي قالت بأن ابسسن
سبأ أول من شهد بالقول بفرض إمامة علي ،وأن عليا ً وصي محمد -كمسسا
مر -وهذه عقيدة النص على علي بالمامة ،وهي أساس التشيع كما يسسراه
شيوخ الشيعة كما أسلفنا ذكره في تعريف الشيعة .وشهدت كتب الشيعة
بأن ابن سبأ وجمسساعته هسسم أول مسسن أظهسسر الطعسسن فسسي أبسسي بكسسر وعمسسر
وعثمان أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرحامه وخلفائه وأقرب
الناس إليه -رضسسي اللسسه عنهسسم -والطعسسن فسسي الصسسحابة الخريسسن ،وهسسذه
عقيدة الشيعة في الصحابة كما هي مسجلة في كتبهم المعتمدة .كمسسا أن
ابن سبأ قال برجعة علي ]انظر :القمي /المقالت والفرق ص ،21 :النوبخسستي /فسسرق
الشسسسيعة ص ،23 :الناشسسسئ الكسسسبر /مسسسسائل المامسسسة ص ،23-22 :الشسسسعري /مقسسسالت
السلميين ،1/86 :الملطي /التبيه والرد ص ،18 :البغدادي /الفرق بيسسن الفسسرق ص،237 :
السفراييني /التبصير في الدين ص ،72 :السسرازي /محصسسل أفكسسار المتقسسدمين والمتسسأخرين
ص ،242 :البجي /المواقف ص [.419 :والرجعة من أصول الشيعة كما سيأتي.
كما أن ابن سبأ قال بتخصيص علي وأهل البيت بعلوم سرية خاصسسة .كمسسا
أشار إلى ذلك الحسن بن محمد بن الحنفية ]قال ابن حجسسر :الحسسسن بسسن محمسد
بن علي بن أبي طالب ،أبسو محمسد المسدني ،وأبسوه يعسرف بسابن الحنفيسة .لسه رسسالة فسي
الرجاء أخرجها محمد بن يحيى العدني في كتاب اليمسسان .انظسسر تهسسذيب التهسسذيب[.2/32 :
ه( في رسسسالة الرجسساء ]رسسسالة الرجسساء )ضسسمن كتسساب اليمسسان، ) ت 95أو 100
لمحمد بن يحيى العدني ص .[.(250-249
وهذه المسألة أصبحت من أصول العتقاد عند الشسسيعة ،وقسسد ثبسست فسسي
صحيح البخاري ما يدل على أن هذه العقيدة ظهرت في وقت مبكسسر ،وأن
44
عليا ً -رضي الله عنه -سئل عنها ،وقيل له :هل عندكم شسسيء ممسسا ليسسس
في القرآن ومما ليس عند الناس؟ ،فنفى ذلك نفيا ً قاطعا ً ]وقد أخسسرج المسسام
البخاري هذا الحديث في باب كتابة العلم )البخاري مع الفتح (1/204 :وباب حسسرم المدينسسة
)البخاري مع الفتح (4/81وباب فكاك السير ) ،(6/167وباب ذمة المسسسلمين وجسسوارهم )
(6/273وباب إثم من عاهد ثم غدر ) (280-6/279وباب إثم من تبرأ من مواليه )-12/41
(42وباب العاقلة ) (12/246وباب ل يقتل مسلم بكسافر ) ،(12/260وبساب مسا يكسره مسن
التعمق والتنازع والغلو ) .(276-13/275وأخرجسسه مسسسلم فسسي بسساب فضسسل المدينسسة وبيسسان
تحريمها )مسلم مع النووي (144-9/143 :وكتاب السسذبائح )مسسسلم مسسع النسسووي .(13/141
وأخرجه النسائي )المجتبى .(8/19 :والترمذي ) .(4/668وأحمد )المسند.[.(1/100 :
هذه أهم الصول التي تدين بها الشيعة ]ممسسا ينبغسسي أن يلحسسظ أن ربسسط نشسسأة
التشيع بابن سبأ هو في التشيع المتضسسمن لهسسذه الصسسول الغاليسسة ،أمسسا "التشسسيع المتوسسسط
والذي مضمونه تفضيل علي وتقسديمه علسسى غيسسره ونحسسو ذلسك فلسم يكسن هسسذا مسن إحسداث
الزنادقة ،بخلف دعوى النص والعصمة فإن الذي ابتدع ذلك كان منافقا ً زنديقًا".
)ابن تيمية /مجموعة الفتاوى (20/466 :وهو ابن سبأ وعصسابته مسن اليهسود والمنسافقين
والحاقدين والموتورين ،[.وقد وجدت إثر مقتل عثمان – رضي الله عنه – فسسي
عهد علي – رضي الله عنه – ولسم تأخسذ مكانهسا فسي نفسوس فرقسة معنيسة
معروفة ،بل إن السبئية ما كادت تطل برأسها حتى حاربها علسسي – رضسسي
الله عنه – ]فقد أمر بإحراق أولئك الذين ادعوا فيه اللوهية) .انظسسر :ابسسن تيميسسة /منهسساج
السنة 1/219 :تحقيق د .محمد رشاد سالم ،فتح البسساري ،2/270 :الملطسسي /التنسسبيه والسسرد
ص ،18 :السفراييني /التبصير في السسدين :ص .(70وأمسا السسسبابة السسذين يسسسبون أبسسا بكسسر
وعمر فإن عليا ً لما بلغه ذلك طلب ابن السوداء الذي بلغه ذلك عنه ،وقيل :إنسسه أراد قتلسسه،
فهرب منه .وأما المفضلة الذين يفضلونه على أبي بكر وعمر فروي أنه قال" :ل أوتى بأحد
يفضلني على أبي بكسر وعمسر إل ضسسربته حسسد المفسستري") .منهساج السسنة،[.(220-1/219 :
ولكن ما تل ذلك من أحداث هيأ جوا ً صالحا ً لظهسسور هسسذه العقسسائد ،وتمثلهسسا
في جماعة وذلك كمعركة صفين ،وحادثة التحكيسسم السستي أعقبتهسسا ،ومقتسسل
علي ،ومقتل الحسين ..كل هذه الحداث دفعت القلسسوب والعواطسسف إلسسى
التشيع لل البيت ،فتسلل الفكر الوافد من نافذة التشيع لعلسسي وآل بيتسسه،
وصسسار التشسسيع وسسسيلة لكسسل مسسن أراد هسسدم السسسلم مسسن ملحسسد ومنسسافق
وطاغوت ،ودخلت إلى المسلمين أفكار ومعتقدات أجنبيسسة اكتسسست بثسسوب
التشيع وتيسر دخولهسسا تحسست غطسسائه ،وبمسسرور اليسسام كسسانت تتسسسع البدعسسة
ويتعاظم خطرها ،حيث قد وجد لبن سبأ خلفاء كثيرون.
ولم يكن استعمال لقب "الشيعة" في عهد علي -رضي اللسسه عنسسه -إل
بمعنى الموالة والنصرة ،ول يعني بحال اليمان بعقيدة من عقائد الشسسيعة
اليوم ..ولم يكن يختص إطلق هذا اللقب بعلسسي -رضسسي اللسسه عنسسه -يسسدل
على ذلك ما جاء في صحيفة التحكيم من إطلق اسسسم الشسسيعة علسسى كسسل
من أتباع علي وأتباع معاوية كما سلف ]انظر ص.[.(38 ) :
فإذن كانت الحسسداث السستي جسسرت علسسى آل السسبيت )مقتسسل علسسي ،مقتسسل
الحسين ،إلخ( هي من العوامل المؤثرة للنسسدفاع إلسسى التشسسيع لل السسبيت،
وكان التعاطف والتأثر لمسسا حسسل بسسالل هسسو شسسعور كسسل مسسسلم ،ولكسسن قسسد
استغل هذا المر مسسن قبسسل العسسداء السسذين يتربصسسون بالمسسسلمين السسدوائر
فدخلوا من هذا المنفذ ،وأشاعوا الفرقة في صفوف المة ،وحققوا بالكيد
45
والحيلة ماعجزوا عنه بالسسسلح والسسسنان ،ودخسسل أتبسساع السسديانات الخسسرى،
والمتآمرون ،والمتربصون في التشيع ،وبدأوا يضعون أصول ً مستوحاة من
دينهم ،ألبسوها ثوب السلم ..كما سندرس هذا في أصل التشيع.
أصل التشيع
) أو أثر الفلسفات القديمة في المذهب الشيعي (
اختلف أنظار العلماء والباحثين في مرجع الصول العقدية للتشيع؛ فمن
قائل بأنها ترجع لصل يهودي ،ومن قائل بأنها ترجع لصسسل فارسسسي ،ومسسن
قائل بأن المذهب الشيعي كان مباءة للعقائد السسسيوية القديمسسة كالبوذيسسة
]البوذية :هم أتباع بوذا ،ولها انتشار بين عدد من الشعوب السيوية ،وتتبسساين عقسسائد التبسساع
حول هذه النحلة؛ فتجعل البوذية اليابانية »بوذا« جوهرا ً إلها ً حال ً في الكون ،وبوذية الهند –
وهي الصل – ل إله لها ،وبوذية الصين مالت إلى العتقاد بفكرة كسسائن مطلسسق يتمثسسل فسسي
شخصيات مختلفة بوذا واحد منهسسا .وانظسسر عسسن البوذيسسة )محمسسد سسسيد كيلنسسي /ذيسسل الملسسل
والنحل ص ،13س ،26س ،31محمد أبو زهسسرة /السسديانات القديمسسة ص ،53 :سسسليمان مظهسسر/
قصة الديانات ص [.(73 :وغيرها:
القول بالصل اليهودي:
من الباحثين من يرى أن أصل التشيع ذو صبغة يهودية وذلك باعتبارين:
الول:
أن ابن سبأ كسسان أول مسسن قسسال بسسالنص والوصسسية ،والرجعسسة ،وابسسن سسسبأ
يهودي ،وهسسذه الراء صسسارت مسسن أصسسول المسسذهب الشسسيعي ،ولهسسذا أشسسار
القمي ،والنوبختي والكشي ،وهم من شسسيوخ الشسسيعة القسسدامى إلسسى هسسذا،
وذلك حينما استعرضوا آراء ابن سبأ والتي أصبحت فيمسسا بعسسد مسسن أصسسول
الشيعة ،قالوا" :فمن هنا قال من خسسالف الشسسيعة :إن أصسسل الرفسسض كسسان
مأخوذا ً مسن اليهوديسة" ]انظسسر :القمسسي /المقسسالت والفسسرق ص 20 :النوبخسستي /فسسرق
الشيعة ص ،22 :رجال الكشي ص.[.108 :
العتبار الثاني:
هو وجود تشابه في الصول الفكريسسة بيسسن اليهسسود والشسسيعة ،ولعسسل أول
بيان لذلك وأشمله هو ما روي عن الشعبي ]عامر بن شراحيل بن عبسسد ذي كبسسار
ه() .تهسسذيب التهسسذيب[.(5/5 :الشعبي ،راوية من التابعين ،يضرب المثل بحفظه) ،ت 102
في هذا الباب ]رواه الخلل في كتابة السنة ،قال محقق الكتسساب :إسسسناده ل يصسسح ،لن
فيه عبد الرحمن بن مالك بن مغول متروك ،ولكن المسسور المسسذكورة واقعسسة مسسن الرافضسسة
)السنة للخلل ،(565-2/563 :وانظر :منهاج السسسنة لبسسن تيميسسة ،10-1/6 :الللكسسائي فسسي
شرح أصول اعتقاد أهل السنة) .انظر :كاشف الغمة في اعتقاد أهل السنة ص ،(611ابسسن
الجسسوزي /الموضسسوعات ،1/338 :ابسسن بكسسر /التمهيسسد والبيسسان :ص ) ،234-233القسسسم
المخطوط( .[.كما أشار ابن حسزم إلسى شسيء مسن ذلسك حينمسا قسال" :سسار
هسسؤلء الشسسيعة فسسي سسسبيل اليهسسود القسسائلين ..إن إليسساس -عليسسه السسسلم ،-
وفنحاس بن العازار بن هارون -عليه السلم -أحياء إلسسى اليسسوم" ]الفصسسل:
.[.5/37وقد ذكر شيخ السلم ابن تيمية أن في الشيعة من الجهل والغلسسو
واتباع الهوى ما أشسسبهوا فيسسه النصسسارى مسسن وجسسه واليهسسود مسسن وجسسه ،وأن
46
الناس مازالوا يصفونهم بذلك ،ثم نقل ما روي عن الشسسعبي مسسن مشسسابهة
الشيعة لليهود والنصارى ]منهاج السنة ...[.1/6 :وقد قال بهذا الرأي جمع من
الباحثين ]من هؤلء الستاذ أحمد أمين ،حيث قال" :فاليهودية ظهرت في التشيع بسسالقول
بالرجعة ،وقالت الشيعة :إن النسسار محرمسسة علسسى الشسسيعي إل قليل ً كمسسا قسسال اليهسسودَ} :لن
َ
ة{ .والنصرانية ظهرت في التشسسيع فسسي قسسول بعضسسهم :إن دودَ ًع ُ
م ْ
ما ّسَنا الّناُر إ ِل ّ أّيا ً
م ّ
تَ َ
نسبة المام إلى الله كنسبة المسيح إليه "...انظسسر :فجسسر السسسلم ص ،276 :ويسسرى جولسسد
تسيهر أن فكرة الرجعة تسربت إلسسى التشسسيع مسسن طريسسق المسسؤثرات اليهوديسسة والنصسسرانية
)انظر :العقيدة والشريعة ص .(215وكذلك يرى فريد لندر أن التشسيع قسد اسستمد أفكساره
الرئيسة مسسن اليهوديسسة) .انظسسر :المصسسدر السسسابق :ص 100ومسسا بعسسدها( ،ويقسسول فلهسسوزن
بالصل اليهودي ،ويشير إلى بعض أوجه التشابه في الفكار بيسسن اليهسسود والشسسيعة )أحسسزاب
المعارضة ص.[.(170 :
القول بالصل الفارسي ) فارسية التشيع (:
يقرر بعض الباحثين أن التشيع نزعة فارسية ،وذلك لعدة اعتبارات:
الول :ما قاله ابن حسسزم والمقريسسزي مسسن أن الفسسرس كسسانت مسسن سسسعة
الملك ،وعلو اليد على جميع المم ،وجللة الخطر في أنفسها بحيث إنهسسم
كانوا يسمون أنفسهم الحرار والسياد ،وكانوا يعدون سائر النسساس عبيسسدا ً
لهم ،فلما امتحنوا بزوال الدولة عنهم على أيدي العرب ،كان العسسرب عنسسد
الفرس أقسسل المسسم خطسسرًا ،تعسساظمهم المسسر ،وتضسساعفت لسسديهم المصسسيبة
وراموا كيد السلم بالمحاربة في أوقات شتى ،وفي كل ذلسسك يظهسسر اللسسه
الحق ..فسسرأوا أن كيسسده علسسى الحيلسسة أنجسسع ،فسسأظهر قسسوم منهسسم السسسلم،
واستمالوا أهل التشيع ،بإظهار محبة أهل البيت ،واستبشسساع ظلسسم علسسي -
بزعمهم – ثم سلكوا بهم مسالك حتى أخرجوهم عسسن طريسسق الهسسدى ]ابسسن
حزم /الفصل ،2/273 :وانظر :المقريزي /الخطط.[.2/362 :
الثاني :أن العرب تدين بالحرية ،والفرس يدينون بالملسسك والوراثسسة فسسي
البيت المالك ،ول يعرفون معنى النتخاب للخليفة ،وقد انتقل النبي صسسلى
الله عليه وسلم إلى الرفيق العلى ،ولم يترك ولدًا ،فسسأولى النسساس بعسسده
ابن عمه علي بن أبي طالب ،فمن أخذ الخلفة كأبي بكر وعمسسر وعثمسسان،
فقد اغتصب الخلفة مسن مسستحقها ،وقسد اعتساد الفسسرس أن ينظسروا إلسسى
الملك نظرة فيها معنى التقسسديس ،فنظسسروا هسسذا النظسسر نفسسسه إلسسى علسسي
وذريته ،وقالوا :إن طاعة المام واجبة ،وطاعته طاعة الله سبحانه وتعالى
]انظر :محمد أبو زهرة /تاريخ المذاهب السلمية ،1/37 :أحمسسد أميسسن /فجسسر السسسلم :ص
،277عرفان عبد الحميد /دراسات في الفرق ،23 :فلهوزن /أحزاب المعارضسسة السياسسسية
الدينيسسة فسسي صسسدر السسسلم :ص ،168فلسسوتن /السسسيادة العربيسسة :ص .[.76وكثير مسسن
الفرس دخلوا في السلم ولم يتجردوا مسسن كسسل عقسسائدهم السسسابقة السستي
ل ،وبمرور الزمان صسسبغوا آراءهسسم القديمسسة بصسسبغة إسسسلمية، توارثوها أجيا ً
فنظرة الشيعة إلى علي وأبنسسائه هسسي نظسسرة آبسسائهم الوليسسن إلسسى الملسسوك
الساسانيين.
يقول الشيخ محمد أبو زهرة" :إنا نعتقد أن الشسسيعة قسسد تسسأثروا بالفكسسار
الفارسسسية حسسول الملسسك والوراثسسة ،والتشسسابه بيسسن مسسذهبهم ونظسسام الملسسك
47
الفارسي واضح ،ويزكي هذا أن أكثر أهل فارس من الشيعة ،وأن الشيعة
الولين كانوا من فارس" ]محمد أبو زهرة /تاريخ المذاهب السلمية.[.1/38 :
48
الثالث :حينما فتسسح المسسسلمون بلد الفسسرس تسسزوج الحسسسين بسسن علسسي -
رضي الله عنه -ابنه يزدجرد أحد ملوك إيران ،بعدما جسساءت مسسع السسسرى
فولدت له علي بن الحسين ،وقد رأى الفسسرس فسسي أولدهسسا مسسن الحسسسين
وارثين لملوكهم القدمين ،ورأوا أن الدم الذي يجري في عسسرق علسسي بسسن
الحسين وفي أولده دم إيراني من قبل أمه ابنة يزدجسسرد والسسذي مسسن هسسو
من سللة الملوك الساسانيين المقدسين عنسسدهم ]انظسسر فسسي أن أم علسسي بسسن
الحسين هي ابنة يزدجرد :تاريخ اليعقوبي ،2/247 :صحيح الكافي .1/53 :وانظسسر فسسي أثسسر
ذلك :سميرة الليثي /الزندقة والشعوبية :ص ،56عبد الله الغريسسب /وجسساء دور المحبسسوس:
ص ،77النشار /نشأة الفكر الفلسفي ،2/11 :عبد السسرزاق الحصسسان /المهسسدي والمهدويسسة:
ص ،82رونلدسن /عقيدة الشيعة :ص ،[.101أضف إلى ذلسسك أن اسسسم فاطمسسة -
فيما يقال -اسم مقدس عند الفرس ،لن لهسسا مقامسا ً محمسسودا ً فسسي تاريسسخ
الفرس القديم ]لن لفاطمة أثرا ً جميل ً -كما يعتقسسدون -فسسي الكشسسف عسسن سسسمرديس
المجوسي السسذي اسسستولى علسسى عسسرش الكيسسانيين ،فكسسانت فاطمسسة بطلسسة ،وكسسانت فاطمسسة
مقدسة ،ولولها لما علم شيء من أمر سمرديس المجوسي هذا ،ولولهسسا لمسسا دبسسر أبوهسسا
أوتانس وصحبه مؤامرة عليه) .انظر :عبسسد السسرزاق الحصسسان /المهسسدي والمهدويسسة :ص ،84
عن هيرودوتس ،2/462 :المقدسي /البدء والتاريخ.[.(6/95 ،4/134 :
الرابع :وتلمسح الصسل الفارسسي أيضسا ً فسي روايسات عديسدة عنسد الثنسي
عشرية ،تفرد سلمان الفارسي -رضي الله عنه وبرأه الله مما يفسسترون -
بخصائص وصفات فوق مرتبة البشر ،حيث جاء في أخبارهم" :أن سسسلمان
ا ،ومن أنكره كان كسسافرًا" ]رجسسال باب الله في الرض ،من عرفه كان مؤمن ً
الكشي :ص .[.15وهذا الوصف لسلمان اعتسساد الشسسيعة فسسي روايسساتهم علسسى
إطلقه على أئمتهم الثني عشر ،كما أثبتت رواياتهم بسسأن سسسلمان "يبعسسث
الله إليه ملكا ً ينقر في أذنه يقول كيت وكيسست" ]رجسسال الكشسسي [.16 :و"عسسن
الحسن عن منصور قال :قلسست للصسسادق -عليسسه السسسلم :-أكسسان سسسلمان
محدثًا؟ قال :نعم .قلسست :مسسن يحسسدثه؟ قسسال :ملسسك كريسسم .قلسست :إذا كسسان
سلمان كذا فصحابه أي شيء هو؟ قال :أقبل على شسسأنك" ]رجسسال الكشسسي:
ص .[.19فهي تثبت الوحي لسلمان وتسسوحي بسسأن صسساحبه وهسسو علسسي فسسوق
ذلك؟! بل أثبتت أخبارهم لسلمان علم الئمة والنبياء ،كما جعلت لسه أمسر
المسسام والنسسبي ،فقسسالت ..." :سسسلمان أدرك علسسم الول وعلسسم الخسسر" ثسسم
فسرت ذلك ،فقالت" :يعني علم النبي صلى الله عليه وسلم ،وعلم علي،
وأمرالنبي صلى الله عليه وسلم وأمر علي" ]رجال الكشي :ص .[.16
وجاء في رواياتهم أن سسسلمان أحسسد الشسسيعة السسذين بهسسم -كمسسا يفسسترون
"ترزقون ،وبهم تنصرون ،وبهم تمطرون" ]رجسسال الكشسسي :ص .[.7-6بل بلسسغ
الغلو ببعض الفسسرق الشسسيعية أن قسسالت بتسسأليه سسسلمان ،وقسسد وجسسدت هسسذه
ه( ،وأشسسار الفرقة في عصر أبي الحسسسن الشسسعري )المتسسوفى سسسنة 330
إليها في مقالته حيث قال" :وقسسد قسسال فسسي عصسسرنا هسسذا قسسائلون بألوهيسسة
سلمان الفارسي" ]مقالت السلميين .[.1/80 :وقد تكون هذه الروايسسات فسسي
كتب الثني عشرية هي من آثار هذه الفرقة ،لن كتب الثني عشسسرية قسسد
استوعبت معظم آراء الفرق الشيعية بكل ما فيها من شذوذ ..وبقاؤها في
كتبهم قد يؤذن بخروج طوائف منها مرة أخرى.
49
بل نلحظ أن هناك اتجاها ً داخل الدوائر الشيعية لتعظيم بعسسض العناصسسر
الفارسية التي شاركت في التآمر والكيد ضد دولة الخلفة الراشسسدة وهسسو
أبو لؤلؤة الفارسي المجوسي قاتل الخليفسسة العظيسسم عمسسر بسسن الخطسساب،
فقد أطلسسق عليسسه عنسسدهم "بابسسا شسسجاع السسدين" ]انظسسر :عبسساس القمسسي /الكنسسى
واللقاب ، [.2/55 :واعتبروا يقوم مقتسسل عمسسر -رضسسي اللسسه عنسسه -بيسسد هسسذا
المجوسي عيدا ً من أعيادهم ،وقد ساق شيخهم الجزائري روايات لهم في
ذلسسك ]انظسسر :النسسوار النعمانيسسة ، [.1/108 :كمسسا يعظمسسون يسسوم النيسسروز ،كفعسسل
المجوس ]انظر :العلمي /مقتبس الثر ،203-29/202 :المجلسسسي /بحسسار النسسوار ،بسساب
عمل يوم النيروز ،98/419 :وانظسسر :وسسسائل الشسسيعة ،بسساب اسسستحباب صسسوم يسسوم النيسسروز
والغسل فيه ،ولبس أنظف الثياب والطيسسب ،[.7/346 :وقد اعسسترفت أخبسسارهم بسسأن
يوم النيروز من أعياد الفرس ]انظر :بحار النوار.[.48/108 :
القققول بققأن المققذهب الشققيعي مبققاءة للعقققائد السققيوية
القديمة:
ويضسسيف البعسسض أن المسسذهب الشسسيعي كسسان مبسساءة ومسسستقرا ً للعقسسائد
السيوية القديمة كالبوذية وغيرها ]انظسسر :تاريسسخ المسسذاهب السسسلمية لبسسي زهسسرة:
.[.1/37يقول السسستاذ أحمسسد أميسسن" :وتحسست التشسسيع ظهسسر القسول بتناسسسخ
الرواح ]تناسخ الرواح :انتقال الروح بعد الموت من بدن إلى آخر؛ إنسانا ً أو حيوانًا .قسسال
بهذه النظرية بعض الهنود ،وفيثاغورس مسسن اليونسسان ،وتسسسربت للعسسالم السسسلمي) .انظسسر:
المعجم الفلسفي ص ،55التعريفات للجرجاني :ص ، [.(93وتجسيم اللسسه ]المقصسسود
وصف الله جل شأنه بصفات المخلوقين ،وقد وجد هذا عند طوائف من الشيعة كالهشسسامية
أتباع هشام بن الحكم وغيرها -كما سيأتي -أما لفظ الجسم فإن للناس فيه أقوال ً متعددة
اصطلحا ً غير معناه اللغوي.
انظر في ذلك :ابن تيمية /التدمرية :ص ) 33-32ضمن مجموع فتاوى شيخ السلم – ج
(3منهاج السنة 2/97 :وما بعدها 2/145 ،وما بعدها ،درء تعارض العقل والنقسسل-1/118 :
،119التعريفات للجرجاني :ص ،[.103والحلول ]الحلول :هو الزعم بأن الله قسسد يحسسل
فسسي جسسسم عسسدد مسسن عبسساده ،أو بعبسسارة أخسسرى أن اللهسسوت يحسسل فسسي الناسسسوت )المعجسسم
الفلسسسفلي :ص [.( 76ونحسسو ذلسسك مسسن القسسوال السستي كسسانت معروفسسة عنسسد
البراهمة ]البراهمة :هم المنتسبون إلسسى رجسسل مهسسم يقسسال لسسه :براهسسم )الملسسل والنحسسل :
(2/251أو :برهام من ملوك الفسسرس )المنيسسة والمسسل :ص .(72يقسسرون بسسالله ،ويجحسسدون
الرسل ..وهم فرق مختلفة )انظر نفس الموضع من المصدرين السابقين( [.والفلسسسفة
والمجوس ]المجوس :هم عبدة النار ،ويقولون بأصلين؛ أحدهما :النور ،والخر :الظلمسسة.
والنور أزلي ،والظلمة محدثة .ومسائل المجوس كلها تدور علسسى قاعسدتين ،إحسسداهما :بيسسان
سبب امتزاج النور بالظلمة ،والثانية :بيان سبب خلص النور من الظلمة ،وجعلوا المسستزاج
مبدأ ،والخلص معادًا) .انظر :الملل والنحل 1/232 :ومسسا بعسسدها ،السسرازي /اعتقسسادات فسسرق
المسلمين والمشركين ص ،134وانظر :أخبار أمسسم المجسسوس /الكسسسندر سسسيبيل( [.قبل
السلم" ]فجر السسسلم :ص .[.277ويشير بعض المستشسسرقين إلسسى تسسسرب
الكثير من العقائد غيسسر السسسلمية إلسسى الشسسيعة ويقسول" :إن تلسسك العقسسائد
انتقلت إليها من المجوسية ،والمانوية ]المانوية :أصحاب ماني بن فاتك ،كسسان فسسي
الصل مجوسيًا ،ثم أحدث دينا ً بين المجوسية والنصرانية ،وقد خالفته المجوس وسعت في
قتله ،حتى قتله بهرام بن هرمز بن سابور وذلك بعد عيسى -عليه السسسلم -وبقسسي مسسذهبه
في أتباعه .والمانوية يقولون بالصلين :النور والظلمة ،وأن العالم صسسدر عنهمسسا ،وأن النسسور
خير من الظلمة وهو الله المحمود.
50
)انظر :الملل والنحل 1/244 :وما بعدها ،المنية والمسسل :ص ،60شسسرح الطحاويسسة :ص
،18الرازي /اعتقادات فسسرق المسسسلمين والمشسسركين :ص ، [.(138والبوذية وغيرهسسا
من الديانات التي كسسانت سسسائدة فسسي آسسسيا قبسسل ظهسسور السسسلم" ]فلسسوتن/
السيادة العربية :ص .[.84-83
ويذكر صاحب مختصر التحفة" :أن مذهب الشيعة له مشسابهة تامسة مسع
فسسرق اليهسسود والنصسسارى والمشسسركين والمجسسوس" ،ثسسم يسسذكر وجسسه شسسبه
المذهب الشيعي بكل طائفة من هذه الطوائف ]انظر :مختصر التحفة ص 298
وما بعدها.[.
كما يذكر البعض أنه تتبسسع مسسذاهب الشسسيعة فوجسسد عنسسدها كسسل المسسذاهب
والديان التي جاء السلم لمحاربتها ]انظسسر :بركسسات عبسسد الفتسساح /الواحدانيسسة :ص
.[.125
الرأي المختار في أصل التشيع:
والذي أرى أن التشيع المجرد من دعوى النص والوصية ليسسس هسسو وليسسد
مؤثرات أجنبية ،بل إن التشيع لل البيت وحبهم أمر طسسبيعي ،وهسسو حسسب ل
يفرق بين الل ،ول يغلو فيهم ،ول ينتقص أحسسدا ً مسسن الصسسحابة ،كمسسا تفعسسل
الفرق المنتسبة للتشيع ،وقد نما الحب وزاد للل بعدما جسسرى عليهسسم مسسن
المحن واللم بدءا ً من مقتل علي ،ثم الحسين ..إلخ.
هذه الحداث فجسرت عواطسف المسسلمين ،فسدخل الحاقسدون مسن هسذا
الباب ،ذلك أن آراء ابن سبأ لم تجسسد الجسسو الملئم؛ لتنمسسو وتنتشسسر إل بعسسد
تلك الحداث ..لكسن التشسيع بمعنسى عقيسدة النسص علسسى علسي ،والرجعسسة،
والبداء ،والغيبة ،وعصسسمة الئمسسة ..إلسسخ فل شسسك أنهسسا عقسسائد طسسارئة علسسى
المة ،دخيلة على المسلمين ،ترجع أصولها لعناصر مختلفة ،ذلسسك أنسسه قسسد
ركب مطية التشيع كل من أراد الكيسسد للسسسلم ،وأهلسسه ،وكسسل مسسن احتسسال
ليعيش في ظل عقيدته السابقة باسسسم السسسلم ،مسسن يهسسودي ،ونصسسراني،
ومجوسي ،وغيرهم .فدخل في التشيع كثير من الفكار الجنبيسسة والدخيلسسة
– كما سيتبين في الدراسة الموسعة لصولهم ،-ولهذا ذهب شيخ السلم
ابن تيمية إلى أن المنتسبين للتشيع قد أخذوا من مذاهب الفرس والروم،
واليونان ،والنصارى ،واليهسسود ،وغيرهسسم أمسسورا ً مزجوهسسا بالتشسسيع ،ويقسسول:
وهذا تصديق لمسسا أخسسبر بسسه النسسبي صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم ،وسسساق بعسسض
الحاديث الواردة في أن هذه المة ستركب سنن من كان قبلها… ،وقسسال
بأن هذا بعينه صار في المنتسبين للتشيع ]منهاج السنة ،4/147 :وانظر الحاديث
في ذلك في :صحيح البخاري ،كتاب العتصسسام بالسسسنة ،بسساب قسسول النسسبي صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم" :لتتبعن سنن من كان قبلكم" ،8/151 :وفي صحيح مسلم ،كتاب العلم ،بساب قسول
النبي صلى الله عليه وسلم" :لتتبعن سنن من كان قبلكم" رقم ) ،(2669المسند -2/450
.[.527 ،511
فرق الشيعة
حفلت كتب المقالت والفرق بذكر فرق الشيعة وطوائفهم ...والملفسست
للنظر هو كثرة هذه الفرق ،وتعددها بدرجة كبيرة حتى تكاد تنفرد الشسسيعة
51
بهذه السمة ،أو قل :بهذا البلء… ،فبعسد وفساة كسل إمسام مسن الئمسة عنسد
الشيعة تظهر فرق جديدة ،وكل طائفسسة تسسذهب فسسي تعييسسن المسسام مسسذهبا ً
خاصا ً بها ..وتنفرد ببعض العقائد والراء عن الطوائف الخرى ،وتدعي أنها
هي الطائفة المحقة.
وهذا الختلف والتفرق كان محل شسسكوى وتسسذمر مسسن الشسسيعة نفسسسها،
قال أحد الشيعة لمامه -كما في رجال الكشي " :-جعلني الله فداك ،مسسا
هسسذا الختلف السسذي بيسسن شسسيعتكم؟ فقسسال :وأي الختلف؟ .فقسسال :إنسسي
لجلس في حلقهم بالكوفة فأكاد أشك في اختلفهم في حديثهم ..فقسسال:
أبو عبد الله أجل هو كمسسا ذكسسرت أن النسساس أولعسسوا بالكسسذب علينسسا ،وإنسسي
أحدث أحدهم بالحديث ،فل يخرج من عندي ،حتى يتأوله على غير تسسأويله،
وذلك أنهم ل يطلبون بحديثنا وبحبنا ما عند الله ،وإنما يطلبون الدنيا ،وكل
يحب أن يدعى رأسًا" ]رجال الكشي :ص ،136-135بحار النوار.[.2/246 :
فيدل هذا النص على أن حب الرياسسسة ،ومتسساع السسدنيا السسزائل كسسان وراء
تشيع الكسسثيرين ،وأن هسسؤلء أولعسسوا بالكسسذب علسسى آل السسبيت ..ولهسسذا كسسثر
الخلف والتفرق.
وقد ذكر المسعودي وهو شيعي ]علي بن الحسين بن علي المسسسعودي المسسؤرخ.
قال ابن حجر :كتبه طافحة بأنه كان شيعيا ً معتزليًا ،ويعتبره الثنا عشرية -فسسي تراجمهسسم -
من شيوخهم .توفي سنة )346ه( [.أن فرق الشيعة بلغسست ثلثسا ً وسسسبعين فرقسسة
]مسسروج السسذهب ،3/221 :وانظسسر :السسرازي /اعتقسسادات فسسرق المسسسلمين :ص .[.85وكل
فرقة تكفر الخرى ،ولهذا زعم الرافضي مير باقر السسداماد ]محمسسد بسساقر بسسن
محمد السترابادي الشهير بداماد ،من شيوخ الشسسيعة فسسي الدولسسة الصسسفوية .تسسوفي سسسنة )
ه( مسسترجم لسسه فسسي :الكنسسى واللقسساب ،2/206 :المحسسبي /خلصسسة الثسسر :ص ،301 1040
الحكيمي /تاريخ العلماء :ص [.83أن الفرق المذكورة في حديث افسستراق المسسة
إلى ثلث وسبعين فرقة ]حديث افتراق المة إلى ثلث وسبعين فرقسسة هسسو كمسسا قسسال
شيخ السلم ابن تيمية :حديث صحيح مشهور في السنن والمسانيد )الفتاوى 3/345جمسسع
عبد الرحمن بن قاسسسم( .وقسسال المقبلسسي :حسسديث افسستراق المسة إلسسى ثلث وسسسبعين فرقسسة
رواياته كثيرة يشد بعضها بعضا ً بحيث ل يبقى ريبة في حاصل معناهسسا )العلسسم الشسسامخ :ص
.(414ويلحظ أن أحاديث افتراق المة :منها ما ل نص فيه على الهالك ،وهذه قسسد أخرجهسسا
أكثر المحدثين منهم أصحاب السنن إل النسسسائي وغيرهسسم ،ومنهسسا مسسا فيسسه بيسسان أن واحسسدة
ناجية والباقين هلكى ،وهذه لم يخرجها من أصحاب السسسنن إل أبسسو داود فسسي كتسساب السسسنة
رقم ) (4573وأخرجها الدارمي ،2/241 :وأحمد ،4/102 :والحاكم ،1/128 :والجري فسسي
الشريعة :ص .18ومنها :ما يحكم بنجاة كل الفرق سوى واحدة وهي الزنادقسسة ،وهسسذه قسسد
حكم عليها علماء الحديث بأنها موضوعة.
انظر :كشف الخفاء ،1/369 :والسرار المرفوعة :ص .161
ً
وكما أخرج أهل السنة حديث افتراق المسسة ،فقسسد رواه الشسسيعة أيض سا بلفسسظ" :إن أمسستي
ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة تهلك إحدى وسبعون ويتخلص فرقسسة ،قسسالوا :يسسا رسسسول
الله ،ومن تلك الفرقة؟ قال :الجماعة الجماعة الجماعة" ،وبلفظ آخر" :إن أمستي سستفترق
بعدي على ثلث وسبعين فرقة ،فرقة ناجية ،واثنتان وسبعون في النار" )انظر :ابسسن بسسابويه
القمي /الخصال.(585-2/584 :
وليس في رواياتهم هذا التصريح بأن هذه الفرق كلها من الشيعة ،كما فيها تصسسريح بسسأن
الناجيسسة الجماعسسة وليسسست الشسسيعة .[.هي فسسرق الشسسيعة وأن الناجيسسة منهسسا هسسي
طائفته المامية ]جمال الدين الفغاني /التعليقات على شروح الد ّّواني للعقائد العضدية
52
)ضمن كتاب العمال الكاملة للفغاني دراسة وتحقيق :محمد عمارة ،(1/215 :وقد نسسسب
رشيد رضا هذا الكتاب لمحمد عبده )تفسير المنار ،(8/221 :لكن حقق محمسسد عمسسارة أنسسه
للفغاني )انظر :محمد عمارة /العمال الكاملة للفغاني ،156-1/155 :العمسسال الكاملسسة/
لمحمد عبده ،[.(1/209 :وأما أهل السنة والمعتزلة وغيرهم من سائر الفسسرق
فجعلهم من أمة الدعوة ،أي ليسوا من أمة الجابة ،فهم فسي اعتقساده لسسم
يدخلوا في السلم .وهذه المقالة قد قالها الشسسيعة مسن قبسسل وأشسسار إلسسى
ذلك الشهرستاني ]الملسسل والنحسسل ،[.1/165 :والسسرازي ]السسرازي :اعتقسسادات فسسرق
المسلمين :ص .[.85
وقد ورد في دائرة المعارف :أنه ظهر من فروع الفرق الشيعية ما يزيد
كثيرا ً عن الفرق الثنين والسبعين فرقة المشهورة ]دائرة المعارف السسسلمية:
،[.14/67بينمسسا يسسذكر المقريسسزي أن فسسرق الشسسيعة بلغسست ثلثمسسائة فرقسسة
]الخطط.[.2/315 :
ومرد هذا الختلف في الغالب هو اختلفهم حول الئمسسة مسسن آل السسبيت
فيذهبون مذاهب شتى في أعيان الئمة ،وفي عددهم ،وفي الوقسسف علسسى
أحدهم وانتظاره ،أو المضي إلى آخر والقول بإمسسامته ..فضسل ً عمسسا تبسساينوا
فيه من التفريع أو تنازعوا فيه من التأويل ،ولهذا قال العلمة ابسن خلسدون
بعدما ساق اختلفهم في تعيين الئمة" :وهذا الختلف العظيم يسسدل علسسى
عدم النص" ]ابن خلدون /لبسساب المحصسسل :ص [.130أي يدل علسسى أنهسسم ليسسسوا
على شيء فيما ذهبوا إليه من دعوى أن الرسول صلى اللسسه عليسسه وسسسلم
ي والئمة الخرين ..إذ لسو كسسان مسن عنسد اللسه لمسا كسان هسسذا نص على عل ّ
الختلف والتباين ،ولكن لما وجدوا اختلفسا ً كسسثيرا ً كسسان مسسن أعظسسم الدلسسة
ر د َ
غْيقق ِ عنقق ِ
ن ِ م ْن ِ و َ
كا َ ول َ ْ
على عدم وجود نص صحيح ،كما قال تعالىَ } :
فا ك َِثيًرا{ ]النساء ،آية.[.82 :
خت ِل َ ً
ها ْ
في ِدوا ْ ِج ُ ه لَ َ
و َ الل ّ ِ
وأمر المامة عندهم هو أصل الدين ،فل يقبسسل فيهسسا الخلف ،كمسسا يقبسسل
في الفروع .وقسسد عسد ّ شسسيخ الشسسيعة الزيديسسة فسسي زمنسسه أحمسسد بسسن يحيسسى
المترضى ]وهو من كبار شيوخ الشيعة الزيدية حتى كانت مصنفاته الفقهية عمدة زيديسسة
اليمن ،ومن المنتسبين لهل البيت) .انظر :الشوكاني /البدر الطالع) [.(1/122 :المتوفى
ه( اختلف الشيعة عند موت كل إمسسام فسسي القسسائم بعسسده أوضسسح سنة 840
دليل على إبطال ما يدعون من النص ]المنية والمل :ص .[.21
وإذا رجعنا إلى كتب الفرق -أو غيرها -السستي ذكسسرت طسسوائف الشسسيعة،
فإننسسا نجسسد بينهسسا اختلفسا ً فسسي الصسسول السستي انبثقسست منهسسا صسسنوف الفسسرق
الشيعية الكثيرة والمختلفة ،فالجسساحظ يسسرى أن الشسسيعة فرقتسسان :الزيديسسة
والرافضة :يقول" :اعلم رحمك الله أن الشسيعة رجلن :زيسدي ،ورافضسي،
وبقيتهم بدد ل نظام لهم" ]ثلث رسسسائل للجسساحظ )نشسسرها السسسندوبي( ص .241 :أو
رسائل الجاحظ ،رسالة استحقاق المامة ص ) 207تحقيق عبد السلم هارون( .[.ويأخسسذ
بهذا التقسيم شيخ الشيعة المفيسسد ،ويقسسول :بسسأن الشسسيعة رجلن :إمسسامي،
وزيدي ]الرشاد :ص .[.195
أما المام الشسعري -رحمسه اللسه -فيجعسل أصسول فسسرق الشسسيعة ثلث
فسسرق :الغاليسسة ،والرافضسسة )الماميسسة( ،والزيديسسة .ويبلسسغ مجمسسوع الفسسرق
53
الشيعية عنده خمسا ً وأربعيسسن فرقسسة ،حيسسث جعسسل الغاليسسة خمسسس عشسسرة
فرقسسة ،والرافضسسة أربع سا ً وعشسسرين فرقسسة ،والزيديسسة سسست فسسرق ]مقسسالت
السلميين ،1/66 :س ،88س .[.140وهو يعتبر الثني عشسرية مسن فسرق الرافضسة
)الماميسسة( ويسسسميها بالقطعيسسة ،ويصسسفهم بسسأنهم جمهسسور الشسسيعة ]المصسسدر
السابق.[.90/ 1 :
وقد سار على منهج الشعري في تقسسسيم فسسرق الشسسيعة الرئيسسسة إلسسى
ثلث ..طائفة من كتاب الفرق وغيرهم مثل :الرازي حيسسث سسسماها زيديسة،
وإمامية ،وكيسسسانية ]اعتقسسادات فسسرق المسسسلمين :ص .[.77ومثسسل السسسفرايني،
وكذلك ابن المرتضى حيث قال :والشيعة ثلث :زيدية ،وإماميسسة ،وباطنيسسة
]المنية والمل :ص ،20وانظسسر المقدسسسي /البسسدء والتاريسسخ ،[.5/125 :وشيخ السسسلم
ابن تيمية الذي صنف الشيعة إلى ثلث درجات ،شرها الغالية ،وهم السسذين
يجعلون لعلي شيئا ً من اللوهية ،أو يصفونه بالنبوة ..والدرجة الثانيسة وهسم
الرافضة ..والدرجة الثالثة المفضلة من الزيديسسة وغيرهسسم السسذين يفضسسلون
عليا ً على أبي بكر وعمر ،ولكن يعتقسسدون إمامتهمسا وعسسدالتهما ويتولونهمسسا
]ابسسن تيميسسة /التسسسعينية :ص 40ضسسمن مجمسسوع فتسساوى شسسيخ السسسلم ،المجلسسد ) (5ط.
كردستان 1329هس .[.وغير هؤلء من أهل العلم بالفرق والمقالت ]انظسسر :زيسسن
العابدين بن يوسف السكوبي حيث قال" :أما الشيعة فهم اثنتان وعشرون فرقة ،أصولهم
ثلث فرقة :غلة ،وزيدية ،وإمامية" )الرد على الشيعة – الورقة " 9مخطوط"(.[.
أما عبد القاهر البغدادي فيرجسسع فسسرق الشسسيعة إلسسى أربسسع فسسرق :زيديسسة،
وإمامية ،وكيسانية ،وغلة ،ويلقب الجميسسع بالرافضسسة ]الفسسرق بيسسن الفسسرق :ص
،[.21ويصل عدد فرق الشيعة عنده -باستثناء الفسسرق الغاليسسة ]حيسسث وصسسل
عدد الغلة عنده إلى عشسسرين فرقسسة )الفسسرق بيسسن الفسسرق :ص - [.(232إلى عشرين
فرقة ]الفرق بين الفسسرق :ص [.23ويعتبر الثني عشسسرية مسسن فسسرق الماميسسة،
ويسميهم بالقطعية ،كما يسميهم بالثني عشسسرية ]المصسسدر السسسابق :ص [.64
وإن كسسان قبسسل ذلسسك ذكسسر القطعيسسة والثنسسي عشسسرية كاسسسمين لفرقسستين
مختلفتين من فرق المامية ]المصدر السابق [.53 :ل فرقة واحدة ]ولهذا أشسسار
محيي الدين عبد الحميد إلى أن سرد البغدادي في الفرق بين الفرق يسسدل علسسى أن الثنسسي
عشرية غير القطعية )هامش مقالت السلميين (1/90 :وفاته أن البغسدادي نسص علسى أن
القطعية والثني عشرية فرقة واحدة) .الفرق بين الفرق :ص .[.(64
أما الشهرستاني فيرى أن الشيعة فسسرق كسسثيرة ،لنسسه يقسسول" :لهسسم فسسي
تعدية المام كلم وخلف كثير ،وعند كل تعدية وتوقسسف :مقالسسة ،ومسسذهب،
وخبط" ]الملل والنحل [.1/147 :ولكنه يرجعهم إلسسى خمسسس فسسرق :كيسسسانية،
وزيدية ،وإمامية ،وغلة ،وإسماعيلية" ]نفس الموضع من المصدر السابق.[.
أما صاحب الحور العين فيرجع الفرق الشيعية الكثيرة إلسسى سسست فسسرق
]الحور العين :ص ،[.145ويصل عدد فرق الشيعة عنسسد ابسن قتيبسسة إلسسى ثمسان
]ابن قتيبة /المعارف :ص .[.623-622
وأبو الحسين الملطي يسسرى أن الشسسيعة ثمسساني عشسسرة فرقسسة ،ويلقبهسسم
جميعا ً بالرافضة ]التنبيه والرد :ص ،[.18ويشايعه في هسذا السرأي السكسسكي
في كتابه البرهان في معرفة عقائد أهسسل الديسسان ]البرهسسان :ص .[.36ولكسسن
54
الغريب أن الملطي يسمي الثني عشرية بالسماعيلية
]انظسسر :التنسسبيه والسسرد:
ص .[.33-32
وابن الجسسوزي يعتسسبر الشسسيعة اثنسستي عشسسرة فرقسسة ،ويسسسميها بالرافضسسة
]تلبيس إبليس :ص 32تحقيق خير الدين علي ،[.ويوافقه على هذا التقسيم المام
القرطبي ]بيان الفرق /الورقة ) 1مخطوط(.[.
والذي يلحظ على إطلق اسم الرافضة على كل فرق الشسسيعة هسسو أنسسه
ينبغسسي اسسستثناء الزيديسسة ،أو بعبسسارة أدق اسسستثناء الزيديسسة مسسا عسسدا فرقسسة
الجارودية منها؛ لن الجارودية سلكت مسلك الروافض ،ولذلك فسسإن شسسيخ
الشيعة المفيد اعتبر الجارودية هي الشيعة ،وما عداها من فسسرق الزيديسسة،
فليسوا بشيعة ،وذلك لن طائفة الجارودية هي التي تشساركه فسي أسساس
مذهبه في الرفض ]انظر :المفيد /أوائل المقالت ص ،39 :وانظر عسن الجاروديسسة ص:
) (42من هذه الرسالة هامش رقم ).[.(3
أما كتب الفرق عند الشيعة الثني عشرية فإنهسسا تأخسسذ بمنهسسج آخسسر فسسي
ذكر الفرق ،فهي تذكر فرق الشيعة حسب الئمسسة حيسسث تجسسد أن الشسسيعة
تفترق إلى فرق كثيرة بعد وفاة كل إمام ،وقسسد وصسسل عسسدد فسسرق الشسسيعة
في المقالت والفرق للقمي ،وفرق الشيعة للنوبختي إلسسى مسسا يربسسو علسسى
ستين فرقة ،ويلحظ أن الثني عشرية كانت عند النوبختي والقمي فرقسسة
من أربع عشرة ،أو خمس عشرة فرقة افسسترقت إليهسسا الشسسيعة بعسسد وفسساة
ه( ]انظر :النوبختي /فرق الشيعة ص 96 :حيسسث ذكسسرالحسن العسكري سنة ) 260
أن أصحاب الحسن العسكري افترقوا أربع عشرة فرقة بعد وفاته ،بينما ذكسسر القمسسي أنهسسم
خمس عشرة فرقة) .القمي /المقالت والفرق :ص .[.(102
أما كتب الرواية عندهم فإن الكليني في الكافي يذكر رواية تجعل فسسرق
الشيعة ثلث عشرة فرقة كلها في النار إل واحسسدة ]أصسسول الكسسافي )المطبسسوع
على هامش مسسرآة العقسسول ( ،4/344 :وقسسد حكسم المجلسسسي علسسى هسسذه الروايسسة -حسسسب
مقاييسهم -بأنها ترتقي إلى درجة الحسن) .مرآة العقول.[.(4/344 :
هذا ودراسة نشأة الفرق الشيعية وتطورها يحتاج إلى بحسسث آخسسر ،وهسسو
أقرب إلى البحث التاريخي ،فل نستطرد في حكايسسة تفاصسسيله ،ولكسسن مسسن
الملحظ -كما سيأتي في عرض آراء وعقائد الثنسسي عشسسرية -أن طائفسسة
الثني عشرية قد اسسستوعبت جسسل الراء والعقسسائد السستي قسسالت بهسسا الفسسرق
الشيعية الخرى ،وأنها كانت بمثابة النهر الذي انسكبت فيها كسسل الجسسداول
والروافد الشيعية المختلفة ،ودراسة هسسذه المسسسألة ،دراسسسة مقارنسسة بيسسن
روايات الثني عشرية وآراء الفرق الخسسرى هسسو أيض سا ً يحتسساج إلسسى دراسسسة
مسسستقلة ،وقسسد أشسسرت إلسسى بعسسض الوجسسوه فسسي هسسذا البسساب فسسي رسسسالة
الماجستير ]انظر :فكرة التقريب بين أهل السنة والشيعة :ص 346وما بعدها.[.
فهذه الفرق لم تفن -كما يقال -بل إن أكثرهسسا بسساق ،وهسسو يطسسل علينسسا
خلل الفكر الثني عشري .وقد انحصرت الفرق الشيعية المعاصرة بثلث
فرق ،هي ]انظر :النشار /نشأة الفكر الفلسفي ،2/12 :العاملي /أعيان الشسسيعة،1/22 :
محمسسد مهسسدي شسسمس السسدين /نظسسام الحكسسم والدارة فسسي السسسلم :ص ،61هبسسة السسدين
الشهرستاني /مقدمة فرق الشيعة :ص /كا:[.
55
-1الثنا عشرية.
-2السماعيلية ]السسسماعيلية :وهسسم السسذين قسسالوا :المسسام بعسسد جعفسسر إسسسماعيل بسسن
جعفر ،ثم قالوا بإمامة محمد بن إسماعيل بن جعفر ،وأنكروا أمامة سائر ولد جعفسر ،ومسن
السماعيلية انبثق القرامطسسة والحشاشسسون والفسساطميون والسسدروز وغيرهسسم ،وللسسسماعيلية
فرق متعددة وألقاب كثيرة تختلسسف بسساختلف البلسسدان ،إذ لهسسم -كمسسا يقسسول الشهرسسستاني -
دعوة في كل زمان ،ومقالة جديدة بكل لسان ،وأما مذهبهم فهو كما يقول الغزالي وغيره:
"إنه مذهب ظاهره الرفض وباطنه الكفر المحض" .أو كما يقول ابن الجسسوزي" :فمحصسسول
قولهم تعطيل الصانع وإبطال النبوة والعبادات وإنكار البعث" ،ولكنهم ل يظهرون هسسذا فسسي
أول أمرهم .ولهم مراتب في الدعوة ،وحقيقة المذهب ل تعطى إل لمن وصل إلى الدرجسسة
الخيرة ،وقد اطلع على أحوالهم وكشف أستارهم جملة مسسن أهسسل العلسسم كالبغسسدادي السسذي
اطلع على كتاب لهم يسمى" :السياسة والبلغ الكيسسد والنسساموس الكسسبر" ورأى مسن خللسسه
أنهم دهرية زنادقة يتسترون بالتشيع ،والحمادي اليماني الذي انسسدس بينهسسم وعسسرف حسسالهم
وبين ذلك في كتابه" :كشف أسسسرار الباطنيسسة" ،وابسسن النسسديم السسذي اطلسسع علسسى "البلغسسات
السبعة" لهم وقرأ البلغ السابع ورأى فيه أمرا ً عظيما ً من إباحة المحظورات والوضسسع مسسن
الشرائع وأصحابها ..وغيرهم ،ولهم نشاطهم اليوم ،كما لهسم كتبهسم السسرية .قسال أحسدهم:
"إن لنا كتبا ً ل يقف على قراءتها غيرنا ول يطلسسع علسسى حقائقهسسا سسسوانا" )مصسسطفى غسسالب/
الحركات الباطنية في السلم :ص ،67وانظر :أبو حاتم السسرازي السسسماعيلي /الزينسسة :ص
» 287ضمن كتاب الغلو والفرق الغالية« ،الغزالسسي /فضسسائح الباطنيسسة :ص 37ومسسا بعسسدها،
الملل والنحل،1/67 :س ،191البغدادي /الفسسرق بيسسن الفسسرق :ص ،294س ،621ابسسن النسسديم/
الفهرست :ص ،268-267الملطي /التنسسبيه والسسرد :ص ،218المقدسسسي /البسسدء والتاريسسخ:
،5/124السفرايني /التبصير فسسي السسدين ،ابسسن الجسسوزي /تلسسبيس إبليسسس :ص ،99وانظسسر:
السماعيلية :إحسان إلهي ظهير(.[.
-3الزيدية ]الزيدية :وهم أتباع زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب )الملل
والنحل ،1/154 :مقدمة البحسسر الزخسسار :ص ،(40وسسسموا بالزيديسسة نسسسبة إليسسه )يحيسسى بسسن
حمزة /الرسالة الوازعة ص ،28السمعاني /النساب ،(6/340 :وقد افترقوا عسسن الماميسسة
حينما سئل زيد عن أبي بكر وعمر فترضى عنهما فرفضه قوم فسموا رافضة ..وسمي من
لم يرفضه من الشيعة زيدية لتباعهم له وذلك في آخر خلفة هشام بسسن عبسسد الملسسك سسسنة
إحدى وعشرين أو اثنتين وعشرين )منهسساج السسسنة ،1/21 :الرسسسالة الوازعسسة :ص (88-87
والزيدية يوافقون المعتزلة في العقائد )انظر :المقبلسسي /العلسسم الشسسامخ :ص ،319الملسسل
والنحل ،1/162 :الرازي /المحصل :ص .(247والزيديسسة فسسرق :منهسم مسن لسم يحمسسل مسن
النتساب إلى زيد إل السم فهم روافسسض فسسي الحقيقسسة يقولسسون :إن المسسة ضسسلت وكفسسرت
بصرفها المر إلى غير علي ،وهؤلء الجارودية أتباع أبي الجارود -كما سسسبق ،-ومنهسسم مسسن
يقترب من أهل السنة كثيرا ً وهم أصحاب الحسن بن صالح بسسن حسسي الفقيسسه القسسائلون بسسأن
المامة في ولد علي – رضي الله عنسه ،-ويقسول ابسن حسزم" :إن الثسابت عسن الحسسن بسن
صالح هو أن المامة في جميع قريش ،ويتولون جميع الصحابة إل أنهم يفضسسلون عليسا ً علسسى
جميعهم") .انظر :ابن حزم /الفصل ،2/266 :وانظر في اعتدال الزيدية الحقة فسي مسسألة
الصسسحابة :ابسسن السسوزير /السسروض الباسسسم ص ،50-49المقبلسسي /العلسسم الشسسامخ :ص (326
وانظر بحث عن الزيدية في" :فكرة التقريب" ص 146وما بعدها.[.
وطائفة الثني عشرية هي أكبر الطوائف اليوم ،كما كانت تمثسل أكثريسة
الشيعة وجمهورها في بعض فترات التاريخ .فقد وصفهم طائفة من علماء
الفرق ب "جمهور الشيعة" ،وممن نعتهم بهذا :الشعري ]مقسسالت السسسلميين:
،[.1/90والمسعودي ]مروج الذهب ،[.4/199 :وعبد الجبار الهمداني ]المغنسسي ج
2القسسسسم الثسسساني ص ،[.176وابسسن حسسزم ]الفصسسسل،5/38 :سسس ،[.4/158ونشسسوان
الحميري ]الحور العين :ص .[.166وهذه الغلبية للثنسسي عشسسرية ليسسست فسسي
كل العصور إذ نلحظ -مثل ً -أن ابسسن خلسسدون يقسسرر أن شسسيعة محمسسد بسسن
56
الحنفية كانت أكثر شيعة أهل السسبيت ]تاريسسخ ابسسن خلسسدون - [.3/172 :أي :فسسي
عصرها -ثم لم تلبث أن تقلص أتباعها حتى اختفت ،كذلك يقول البلخي -
كما يحكي عنه صاحب الحور العين -أن الفطحية ]وهم أتباع عبد الله بن جعفر
بن محمد الصادق ،وهسو أكسبر أولد الصسادق ،وسسموا الفطحيسسة؛ لن عبسسد اللسه كسان أفطسح
الرأس ،كما يدعون بالعمارية نسبة إلى رئيس لهم يعرف بعمسار ،وقسد قسال النوبخستي بسسأنه
مال إلى هذه الفرقة جل مشايخ الشيعة وفقهائها ،ولكن عبد الله لم يعش بعسسد وفسساة أبيسسه
سوى سبعين يوما ً فرجعوا عن القول بإمامته) .انظر :مسائل المامة ص ،46فرق الشيعة
للنوبخسستي ص ،78-77مقسسالت السسسلميين ،1/102الحسسور العيسسن ص .(164-163قسسال
ه( :وقسسد انقرضسست هسسذهصاحب الزينة )أبو حاتم الرازي السسسماعيلي المتسسوفى سسسنة 322
الفرقة فليس أحد يقول بهذا القول ،وعاش عبد الله بعد أبيه سبعين يوما ً ولم يخلف ذكسسرا ً
)الزينة :ص .(287ولعل هذا من أسباب انقراضها ،وقد بقيت روايسسات أتبسساع هسسذا المسسذهب
مدونة في كتب الثني عشرية المعتمدة ،كمسسا سسسيأتي فسسي فصسسل السسسنة [.أعظم فسسرق
الجعفرية وأكثرهم جمعا ً ]الحور العين :ص – [.164يعني في زمنه .-
57
-2المامية:
هذا اللقب عند كثير من أصحاب الفرق والمقالت يطلق على مجموعة
من الفرق الشسسيعية ،ولكسسن تخصسسص فيمسسا بعسسد عنسسد جمسسع مسسن المسسؤلفين
وغيرهم بالثني عشرية ،ولعل من أول مسسن ذهسسب إلسسى ذلسسك شسسيخ الثنسسي
عشرية في زمنسسه "المفيسسد" فسسي كتسسابه أوائل المقسسالت ]أوائل المقسسالت :ص
،[.44وأشسسار السسسمعاني إلسسى أن ذلسسك هسسو المعسسروف فسسي عصسسره فقسسال:
"وعلى هذه الطائفة -يشسسير إلسى الثنسي عشسرية -يطلسسق الن الماميسة"
]النساب ،1/344 :ابن الثير /اللباب ،1/84 :السيوطي /لب اللباب في تحريسسر النسسساب،
حرف الهمزة ،لفسسظ إماميسسة .[.وقال ابن خلسسدون" :وأمسسا الثنسسا عشسسرين فربمسسا
خصوا باسسسم الماميسسة عنسسد المتسسأخرين منهسسم" ]تاريسسخ ابسسن خلسسدون.[.1/201 :
وأشار صاحب مختصر التحفة الثني عشرية إلسسى أن الثنسسي عشسسرية هسسي
المتبادرة عند إطلق لفسسظ الماميسسة ]مختصسسر التحفسسة الثنسسي عشسسرية :ص .[.20
ويقول الشيخ زاهد الكوثري" :والمعروف أن المامية هم :الثنسسا عشسسرية"
]الكوثري /في تعليقاته على كتاب التنبيه والرد للملطي :ص .[.18
ويلحظ أن كاشف الغطا -مسسن شسسيوخ الشسسيعة المعاصسسرين -يسسستعمل
لقب المامية بإطلق علسسى الثنسسي عشسسرية ]أصسسل الشسسيعة وأصسسولها :ص ،[.92
ومسسن شسسيوخ الشسسيعة الخريسسن مسسن يسسرى أن الماميسسة فسسرق ،منهسسم الثنسسا
عشرية ،والكيسانية ،والزيدية ،والسسسماعيلية ]محسسسن الميسسن /أعيسسان الشسسيعة:
.[.1/21وبعدما عرفنا أن المامية صار لقبا ً من ألقاب الثني عشرية نعسسرج
على ما قيل في تعريفه:
المامية:
ويقول شيخ الشيعة في زمنه المفيسسد" :الماميسسة هسسم القسسائلون بوجسسوب
المامة ،والعصمة ،ووجوب النص ،وإنما حصل لهم هذا السم فسسي الصسسل
لجمعها في المقالة هذه الصول ،فكل مسسن جمعهسسا فهسسو إمسسامي وإن ضسسم
ل ،ثسسم إن مسسن شسسمله هسسذا السسسم إليهسسا حق سا ً فسسي المسسذهب كسسان أم بسساط ً
واستحقه لمعناه ،قد افترقت كلمتهم في أعيان الئمة وفسسي فسسروع ترجسسع
إلى هذه الصول وغير ذلك ،فأول من شذ من فسسرق الماميسسة الكيسسسانية"
]العيون والمحاسن.[.2/91 :
فالمفيد هنا يجعل لقب المامية لقبسا ً عامسا ً يشسسمل كسسل مسسن قسسال بهسسذه
الركان الثلثة التي ذكرها :المامة ،العصمة ،النص ،ولكنه في كتسساب آخسسر
له يضسسيق نطسساق هسسذا المصسسطلح حسستى يكسساد يقصسسره علسسى طائفسسة الثنسسي
عشرية حيث يقول" :المامية علم على من دان بوجوب المامة ووجودهسا
في كل زمان ،وأجب النص الجلي ،والعصمة والكمال لكل إمام ،ثم حصر
المامة في ولد الحسين بن علي ،وساقها إلى الرضسسا علسسي بسسن موسسسى -
عليه السلم –" ]أوائل المقالت :ص .[.44
فأنت تلحظ أنه شرط هنسسا النسسص الجلسسي ،بينمسسا فسسي الموضسسع السسسابق
أطلق القول بالنص ليشسمل الجلسي والخفسسي ،كمسا أنسه أضساف هنسا حصسسر
الئمة بولد الحسين ،وسياق المامة فيهم إلى الرضا علي بن موسى ،في
حين أنه لم يشترط ذلك فيما سسسبق حسستى أدخسسل فيهسسم الكيسسسانية ]سسسيأتي
58
التعريف بها ص ) (180من هذه الرسسسالة ..[.وكأنه لحسظ هسذا التغيسسر فسي السرأي
فقال" :لنه وإن كان )أي لقب المامية( في الصسسل علم سا ً علسسى مسسن دان
من الصول بما ذكرناه دون التخصيص لمن قال في العيان بما وصسسفناه،
فإنه قد انتقل عن أصله ،لستحقاق فرق من معتقديه ألقابًا ،بأحاديث لهم
بأقاويل أحدثوها ،فغلبت عليهم فسسي السسستعمال ،دون الوصسسف بالماميسسة،
وصار هذا السم في عرف المتكلمين وغيرهم من الفقهاء والعامسسة علم سا ً
على من ذكرناه" ]أوائل المقالت :ص .[.44
وإذا تجاوزت تعريف المفيسد هسذا إلسى كتسب الفسرق والمقسالت الخسرى
لستطلع آراء غير الشيعة فسسي تعريسسف الماميسسة نلحسسظ أن أكسسثر مسسؤلفي
الفرق لم يخصوا المامية بالثني عشرية ،بل كسسان لقسسب الماميسسة عنسسدهم
أعم من ذلك وأشمل ،فالشهرستاني يقول" :المامية هم القائلون بإمامسسة
علسسي -رضسسي اللسسه عنسسه -نصسا ً ظسساهرًا ،وتعيينسا ً صسسادقا ً مسسن غيسسر تعريسسض
بالوصف ،بل إشارة إليه بسالعين" ]الملسسل والنحسسل ،[.1/162 :ومثلسسه الشسسعري
حيث يقول .." :وهم يدعون المامية لقولهم بالنص على إمامسسة علسسي بسسن
أبي طالب" ]مقالت السلميين .[.1/86 :ومن أصسسحاب الفسسرق مسسن قسسال بسسأن
"تسميتهم المامية" لنهم يزعمون أن الدنيا ل تخلو عن إمام ،إمسا ظسساهرا ً
ا ،وإما باطنا ً موصوفا ً ]عثمان بن عبد الله العراقي /ذكر الفرق والضوال :ق مكشوف ً
12أ )مخطسسوط( ،وانظسسر مثسسل ذلسسك عنسسد القرطسسبي فسسي كتسسابه "بيسسان الفسسرق" ق 2ب
)مخطسسوط( ،وانظسسر :شسسرح الثنسستين والسسسبعين فرقسسة :ق )12مخطسسوط( .[.ولكن ابسسن
المرتضى يقول :والمامية "سميت بذلك لجعلها أمور السسدين كلهسسا للمسسام،
وأنه كالنبي ،ول يخلو وقت من إمام ُيحتسساج إليسسه فسسي أمسسر السسدين والسسدينا"
]المنية والمل.[.21 :
فمن هؤلء من راعى في سبب التسمية مسألة النص ،ومنهم من اعتبر
في سبب التسمية قولهم بأن الدنيا ل تخلو من إمام ،ومنهم من جمع إلى
ذلك قولهم بأن أمور الدين كلها للمام ،وهي أقوال متقاربة يرجسسع بعضسسها
إلى بعض ..ومصطلح المامية تظهر بعد شيوع مصطلح الشيعة ،ويبدو أن
ظهوره مرتبط ببدء الهتمسسام الشسسيعي بمسسسألة المسسام والمامسسة ،وظهسسور
الفرق الشيعية التي تقول بإمامة أفراد أهل البيت ،وسيأتي بحث ذلك في
موضوع المامة.
وقد ذكر ابن أبي الحديد أن مقالة المامية -فضل ً عن لقبها -لم تشتهر
إل متأخرة .يقول ابسسن أبسسي الحديسسد" :لسسم تكسسن مقالسسة الماميسسة ومسسن نحسسا
نحوهم من الطاعنين في إمامة السلف مشهورة حينئذ )يعني في العصسسر
الموي( على هذا النحو من الشتهار" ]شرح نهج البلغة.[.4/522 :
-3الثنا عشرية:
هذا المصطلح ل نجده في كتب الفرق والمقالت المتقدمة ،فلم يسسذكره
ه( فسسي "المقسسالت والفسسرق" ،ول النوبخسستي )ت ه أو 301القمي )ت 299
ه( فسسي "مقسسالت ه( فسسي "فسسرق الشسسيعة" ،ول الشسسعري )ت 330 310
السلميين" .ولعل أول من ذكره المسعودي ]التنسسبيه والشسسراف :ص . [.198
ه( )-من الشيعة( .أما من غير الشيعة فلعله عبد القاهر البغدادي )ت 349
59
ه( حيسسث ذكسسر أنهسسم سسسموا بسسالثني عشسسرية لسسدعواهم أن المسسام )ت 429
المنتظر هو الثاني عشر من نسبه إلى علي بن أبسسي طسسالب -رضسسي اللسسه
عنه –" ]الفرق بين الفرق :ص .[.64
قال الرافضي المعاصر محمد جواد مغنيسة :الثنسا عشسسرية نعسست يطلسسق
على الشيعة المامية القائلسسة بسساثني عشسسر إمام سا ً تعينهسسم بأسسسمائهم ]الثنسسا
عشرية وأهل البيت :ص .[.15
وظهور هذا السم كسسان بل شسسك بعسسد ميلد فكسسرة الئمسسة الثنسسي عشسسر،
ه( حيسسث أنسسه: والتي حدثت بعد وفاة الحسن العسكري )تسسوفي سسسنة 260
"قبل وفاة الحسسن لسم يكسن أحسد يقسول بإمامسة المنتظسر إمسامهم الثساني
عشر ،ول عرف من زمن علي ودولة بني أميسسة أحسسد ادعسسى إمامسسة الثنسسي
عشر" ]منهاج السنة.[.4/209 :
ولكسسن يسسرى صسساحب مختصسسر التحفسسة الثنسسي عشسسرية أن زمسسن ظهسسور
المامية الثني عشرية ،سنة مائتين وخمس وخمسين ]انظر :مختصر التحفسسة:
ص .[.21
ه( هسسي الستي ويبدو أنه عين هذا التاريسخ بالسسذات ،لن تلسك السسنة ) 255
زعمت الثنا عشرية أنه ولد فيها إمامهم الثاني عشر ]كما نص على ذلك الكل
الكليني في الكافي ،1/514 :والمفيد في الرشاد ص ،390والطبرسي في أعلم الورى:
ص .393ونجد في العلم للزركلي ،2/215 :والعقل عند الشيعة ،رشدي عليسسان :ص ،56
وتاريخ المامية ،عبد الله فياض :ص ،183بسسأن السسولدة المزعومسسة كسسانت سسسنة )256ه(،[.
والذي يزعمون حياته إلى اليوم ،وينتظرون خروجه ،فإذا كان المر كسسذلك
ه؛ لن دعوة وجود المام الثسساني عشسسر فينبغي أن يحدد التاريخ بسنة 260
المنتظر إنمسسا ظهسسرت بعسسد وفسساة الحسسسن العسسسكري )والسسذي تسوفي سسسنة
ه(.
260
أما الثنا عشر الذي تقول الجعفرية بأنهم أئمتها ،فهسسم :أميسسر المسسؤمنين
علي بن أبي طالب ،والحسن والحسين ،وذرية الحسين.
وفيمسسا يلسسي بيسسان بأسسسمائهم وألقسسابهم ،وكنسساهم،وسسسنة ميلد كسسل إمسسام
ووفاته:
60
148-203هس الصادق ابسسسسسسسسسسو 8الحسين
195-220هس الكاظم عبدالله محمد بن علي 9
212-254هس الرضا أبسسسسسسسسسسو جعفسسسسسر بسسسسسن 10
232-260هس الجواد إبراهيم 11محمد
يزعمسسسون أنسسسه الهادي أبسسسسسسسسسسو موسسسسسى بسسسسن 12
العسسسكر ولسسسسسد سسسسسسنة الحسن جعفر
255أو 256
ه ي أبو جعفر علسسسسسسي بسسسسسسن
المهدي ويقولسسسسسسسسسون أبسسسسسسسسسسو موسى
بحيسسسساته إلسسسسى الحسن محمد بن علي
اليوم)(1 أبو محمد علي بن محمد
أبسسسسسسسسسسو الحسسسسسن بسسسسن
القاسم علي
محمسسسسسد بسسسسسن
الحسن
)](1انظر عن الثنى عشر :الكليني /أصول الكافي 1/452 :وما بعدها ،المفيد /الرشاد،
الطسسبري /أعلم السسورى ،الربلسسي /كشسسف الغمسسة .وانظسسر :الشسسعري /مقسسالت السسسلميين:
،90/91الشهرسسستاني /الملسسل والنحسسل ،1/169 :ابسسن خلسسدون /لبسساب المحصسسل :ص 128
وغيرها[.
-4القطعية:
وهسسو مسسن ألقسساب الثنسسي عشسسرية عنسسد طائفسسة مسسن أصسسحاب الفسسرق،
كالشعري ]مقالت السلميين [.91-1/90 :والشهرستاني ]الملل والنحل[.1/169 :
والسفراييني ]التبصير فسسي السسدين [.33 :وغيرهم ]انظسسر :الحسسور العيسسن :ص .[.166
وهم يسمون بالقطعية؛ لنهم قطعوا على موت موسى بن جعفر الصسسادق
]انظسسسر :القمسسسي /المقسسسالت والفسسسرق :ص ، 89الناشسسسئ الكسسسبر /مسسسسائل المامسسسة ص
،47الشعري /مقسسالت السسسلميين ،1/90 :عبسسد الجبسسار الهمسسداني /المغنسسي ج ،20القسسسم
الثاني ص ،176المسسسعودي /مسسروج السسذهب ،[.3/221 :وهذا مسا تسذهب إليسسه الثنسسا
عشرية.
يقول المسعودي" :وفي سنة ستين ومائتين قبض أبو محمد الحسن بن
علي ..وهو أبو المهسدي المنتظسر المسسام الثساني عشسسر عنسد القطعيسة مسن
المامية" ]مروج الذهب ،[.4/199 :ومنهم من يعتبر القطعية فرقة مسسن فسسرق
المامية وليس من ألقاب الثني عشرية ]مختصر التحفة الثني عشسسرية :ص -19
.20ولشك أن القطعية هم أسلف الثني عشرية ،وسموا بهذا بعد القطع بإمامة موسسسى،
وافترقوا بذلك عن السماعيلية ..ولكن إذا لحظنا أن الشيعة تختلسسف بعسسد مسسوت كسسل إمسسام
فإن فرقة القطعية قد حل بها هذا النقسام ..وانفصل منها فرق لسسم تعتقسسد بسسالثني عشسسر.
أي أنه قد صار من فرق القطعية من لم يكن من الثني عشرية ،فالقطعية أعم من الثنسسي
عشرية.[.
-5أصحاب النتظار:
يلقب الرازي الثني عشرية بأصحاب النتظار ،وذلك لنهم يقولسسون بسسأن
المام بعد الحسن العسكري ولده محمد بن الحسن العسكري وهو غائب
وسيحضر ..ويقول :وهذا المذهب هو السسذي عليسسه إماميسسة زماننسسا ]اعتقسسادات
61
فسسرق المسسسلمين والمشسسركين :ص .[.85-84والنتظار للمسسام ممسسا يشسسترك فسسي
القول به جمع من فرق الشيعة على اختلف بينهم في تعيينسسه ،ول يختسسص
به طائفة الثني عشرية.
-6الرافضة:
ذهب جمع من العلماء إلى إطلق اسسسم الرافضسسة علسسى الثنسسي عشسسرية
كالشعري في المقالت ]انظسسر :مقسسالت السسسلميين ،[.1/88 :وابسسن حسسزم فسسي
الفصل ]الفصل.[.158-4/157 :
كما يلحظ أن كتب الثني عشرية تنص على أن هذا اللقب من ألقابهسسا،
وقد أورد شيخهم المجلسي في كتسسابه البحسسار -وهسسو أحسسد مراجعهسسم فسسي
الحديث -أربعة أحاديث من أحاديثهم في مدح التسسسمية بالرافضسسة ]ذكرهسسا
المجلسي في باب سماه" :باب فضل الرافضة ومدح والتسمية بها" .ومن أمثلسة مسا ذكسره
في هذا الباب :عن أبي بصير قال :قلت لبي جعفر -عليه السسسلم :-جعلسست فسسداك ،اسسسم
سمينا به استحلت به الولة دماءنا وأموالنا وعذابنا ،قال :وما هسسو؟ قلسست :الرافضسسة ،فقسسال
جعفر :إن سبعين رجل ً من عسكر موسى -عليهم السلم -فلم يكن في قوم موسى أشد
اجتهادا ً وأشد حبا ً لهارون منهم ،فسماهم قوم موسى الرافضة ،فأوحى الله إلى موسى أن
أثبت لهم هذا السم في التوراة فإني نحلتهم ،وذلك اسم قد نحلكموه الله.
)البحار ،97-68/96 :وانظر أيضًا :تفسير فرات :ص ،139البرقي /المحاسن :ص ،157
العلمسسي /دائرة المعسسارف ،[.(18/200 :وكسسأنهم أرادوا تطييسسب نفسسوس أتبسساعهم
بتحسين هذا السم لهم ،ولكن في هذه الحاديث ما يفيد أن الناس بسسدأوا
يسسسمونهم بالرافضسسة مسسن بسساب السسذم ل المسسدح ،ول تجيسسب هسسذه المصسسادر
الشيعية عن سبب تسمية الناس لهم بهذا السم على سبيل الذم والسب
لهم ]هناك رأي يقول بأن أول من أطلق اسم الرافضة المغيرة بن سسسعيد ،والسسذي تنسسسب
ه( وذلسسك أنسسه بعسسد وفسساة محمسسد
إليه طائفة المغيرية ،وقد قتلسسه خالسسد القسسسري سسسنة ) 119
الباقر ،مال إلى إمامة النفس الزكية )محمد بن عبد الله بن الحسن( وأظهر المقالة بسسذلك
فبرئت منه شيعة جعفر بن محمد فسماهم الرافضة.
)انظسسر :القمسسي /المقسسالت والفسسرق :ص ،77-76النوبخسستي /فرقسسة الشسسيعة :ص ،63-62
القاضي عبد الجبار /المغني ج 20القسم الثاني ص .(179
ويبدو أن مصدر هذا الزعم هو الرافضة ،وقد أشار إلى ذلك الطبري فقال" :فهسسم اليسسوم
يزعمون أن الذي سماهم رافضة المغيرة حيث فارقوه" )تاريخ الطبري ،(7/181 :وقد عسسد
عبد الله فياض الرواية المنسوبة للمغيرة من تسميته الشسسيعة بالرافضسسة ضسسعيفة ل تصسسمد
للنقد ،إذ لو كان الذي سماهم بذلك هو المغيرة لم يسسوجب ذلسسك حنسسق الشسسيعة ،واسسستحلل
الولة لدمائهم كما تسسذكره روايسسة الشسسيعة )تاريسسخ الماميسسة :ص .[.(75ولكن المصسادر
الخرى تذكر أن ذلك لسباب تتعلق بموقفهم من خلفة الشسسيخين ،يقسسول
أبو الحسن الشعري" :وإنما سموا رافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر"
]مقالت السلميين ،1/89 :وانظر أيضا ً في سبب التسمية بالرافضة :الشهرستاني /الملل
والنحل ،1/155 :الرازي /اعتقادات فسسرق المسسسلمين والمشسسركين ص ،77والسسسفراييني/
التبصير في السسدين ص ،34الجيلنسسي /الغنيسسة ،1/76 :ابسسن المرتضسسى /المنيسسة والمسسل ص :
.[.21
ونقل شيخ السلم ابن تيمية قسول الشسعري هسذا وعقسب عليسه بقسوله:
"قلت :الصحيح أنهم سموا رافضة لما رفضوا زيد بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب لما خرج بالكوفة أيام هشسسام بسسن عبسسد الملسسك" ]منهسساج
السسسنة ..[.2/130 :وهذا الرأي لبسسن تيميسسة يعسسود لسسرأي الشسسعري ،لنهسسم مسسا
62
رفضوا زيدا ً إل لما أظهر مقالته في الشيخين ومذهبه في خلفتهما ]راجسسع:
تاريسسخ الطسسبري ،181-7/180 :ابسسن الثيسسر /الكامسسل ،4/246 :ابسسن كسسثير /البدايسسة والنهايسسة:
،330-9/329ابن العماد الحنبلي /شذرات السسذهب ،1/158 :تاريسسخ ابسسن خلسسدون،[.3/99 :
فالقول بأنهم سسسموا رافضسسة لرفضسسهم زيسسدا ً أو لرفضسسهم مسسذهبه ومقسسالته
مؤداهما -في نظري -واحد .إل أن شيخ السلم راعى الناحيسسة التاريخيسسة،
في ملحظته على الشسسعري ،ذلسسك أن رفسسض إمامسسة أبسسي بكسسر وعمسسر قسسد
وجدت عند بعض فرق الشسسيعة كالسسسبئية ونحوهسسا قبسسل خلفهسسم مسسع زيسسد،
ولكسسن لسسم يلحقهسسم هسسذا السسسم )الرافضسسة( ولسسم يوجسسد إل بعسسدما أعلنسسوا
مفارقتهم لزيد لترضيه عن الشيخين وتسمية زيد لهم بالرافضة.
هذا وهناك أقوال أخسسرى فسسي سسسبب تسسسميتهم بالرافضسسة ]فقيسسل" :سسسموا
رافضة" ..لتركهم نصسسرة النفسسس الزكيسسة )ابسسن المرتضسسى /المنيسسة والمسسل :ص ،21وانظسسر
هامش رقم 1ص ،(111وقيل :لتركهم محبة الصحابة )علي القسساري /شسسم العسسوارض فسسي
ذم الروافض ،الورقة 254ب )مخطوطة( ،وقيل :لرفضهم دين السلم )انظر :السسسكوبي/
الرد على الشيعة :الورقة ) 23مخطوط( ،وانظر :محي الدين عبد الحميد /هامش مقسسالت
السسسلميين .[.(1/89 :على أن هنسساك مسسن أصسسحاب الفسسرق مسسن أطلسسق اسسسم
الرافضة على عموم فرق الشيعة ]كالبغدادي في الفرق بين الفسسرق ،والسسسفرايين
في التبصير في الدين ،والملطي في التنبيه والرد ،والسكسكي في البرهان في عقائد أهل
الديان وغيرهم .وانظر الملحظة على ذلك :ص ).[.(117
-7الجعفرية:
وتسسسمى الثنسسا عشسسرية بالجعفريسسة نسسسبة إلسسى جعفسسر الصسسادق إمسسامهم
السادس -كما يزعمون -وهو من باب التسمية للعام باسم الخاص .روى
الكشي أن :شعية جعفر في الكوفة )أو من يدعون التشيع لجعفر( سسسموا
بالجعفريسسة ،وأن هسسذه التسسسمية نقلسست إلسسى جعفسسر فغضسسب ثسسم قسسال" :إن
أصحاب جعفر منكم لقليل ،إنما أصسسحاب جعفسسر مسسن اشسستد ورعسسه وعمسسل
لخالقه" ]رجال الكشي :ص .[.255
وقد جاء في الكافي ما يدل علسسى أن النسساس كسسانوا يطلقسسون علسسى مسسن
يدعي التشيع لجعفر الصادق "جعفري خبيث" ،وأن بعض الشسسيعة اشسستكى
من ذلك لجعفر فأجابه" :ما أقل والله من يتبع جعفرا ً منكم ،إنما أصحابي
من اشتد ورعه ،وعمل لخالقه ،ورجا ثوابه ،فهؤلء أصحابي" ]أصول الكافي:
.[.2/77فهذا يدل -إن صحت الرواية -على أن اسم الجعفرية كان شائعا ٌ
ي زمن جعفر ،وأن جعفر ل يرضى عنه الكثيرين منهم ،كما يسسدل علسسى أن
لقب الجعفري كان يطلق على السماعيلية والثني عشرية ،لن الفسستراق
بين الطائفتين تم بعد وفاة جعفر.
وقد أطلق اسم "الجعفرية" على طائفسسة مسسن الشسسيعة انقرضسست كسسانت
تقول بأن المام بعد الحسن العسكري أخوه جعفسسر ]السسرازي /اعتقسسادات فسسرق
المسلمين ص ،84 :مختصسسر التحفسسة الثنسسي عشسسرية :ص .[.21وهناك ألقاب أخسسرى
للثني عشرية تطلق عليهم في بعض البلدان ]مثل لقب "المتاولسسة" يطلسسق فسسي
العصار الخيرة على شيعة جبل عامل وبلد بعلبك وجبل لبنان وهو جمع متوالي إلى اسسسم
فاعل من توالي ،مأخوذ من الولء والموالة وهي الحب ،لمسسوالتهم -فيمسسا يزعمسسون -أهسسل
63
البيت وقيل :إنهم سموا بذلك لنهم كسسانوا يقولسسون فسسي حروبهسسم :مسست وليسا ً لعلسسي فسسسمي
الواحد منهم متواليا ً لذلك.
انظر :حاضر العالم السلمي ،194-1/193 :أعيان الشيعة. 1/22 :
ومثل لقاب "قزلباش" وهو لفظ تركي معناه ذو الرأس الحمسسر ...والن اسسسم قزلبسساش ي
بلد إيران مشهور ،وفي بلد الهند والروم والشام يسمون كل شيعي قزلباش.
انظر :أعيان الشيعة . 24-1/23وسيأتي فسسي فسسرق الثنسسي عشسسرية أن القزلباشسسية مسن
فرق الثني عشرية.[.
الخاصة:
وهو لقب يطلقه شسسيوخ الشسسيعة علسسى طسسائفتهم ،ويلقبسسون أهسسل السسسنة
والجماعة بالعامة.
جاء في دائرة المعارف الشيعية ما نصه" :الخاصة فسسي اصسسطلح بعسسض
أهل الدارية :المامية الثنا عشرية ،والعامة :أهل السنة والجماعسسة" ]دائرة
المعارف.[.17/122 :
ويجري كثيرا ً استعمال هذا اللقب في رواياتهم للحاديث ،فيقولون :هذا
عن طريق العامة ،وهذا عن طريق الخاصة ]انظسسر -مثل ً -غايسسة المسسرام لهاشسسم
البحراني ،ومن رواياتهم" :ما خالف العامسسة ففيسسه الرشسساد" انظسسر :أصسسول الكسسافي،1/68 :
وسائل الشيعة.[.18/76 :
فرق الثني عشرية:
الثنسسا عشسسرية امتسسدا للشسسيعة الماميسسة )بمعناهسسا العسسام( وفصسسيلة مسسن
فضائلها ..بل فرقة واحدة من خمس عشرة فرقة انقسمت إليها الشسسيعة
بعد وفاة الحسن العسكري ]انظر القمي /فرق الشيعة :ص 120وما بعدها [.سنة
ه( ومع ذلك فقد انبثق من الثني عشرية فرق كثيرة. ) 260
يقول الستاذ محمود الملح وهو من المعنيين بتتبع هذه الفرقسسة" :وفسسي
عصرنا هذا نجد الثني عشرية منقسمة إلى:
-أصولية ]سيأتي التعريف بهما.[.
-وأخبارية ]سيأتي التعريف بهما.[.
وشسسيخية ]الشسسيخية :وقسسد ياقسسل لهسسا :الحمديسسة ،هسسم أتبسساع الشسسيخ أحمسسد -
ه( .وهسسو مسسن شسسيوخ الثنسسي ه ،والمتوفى سسسنة 1241 الحسائي )المولود سنة 1166
عشرية.
وقسسد قسسال اللوسسسي -رحمسسه اللسسه ) -عسسن الحسسسائي وأتبسساعه(" :ترشسسح كلمسساتهم بسسأنهم
يعتقدون في أمير المؤمنين علي على نحو ما يعتقده الفلسفة في العقل الول" كما نسب
إليه القول بالحلول ،وتأليه الئمة ،وإنكار المعاد الجسماني ،وأن من أصول السسدين العتقسساد
بالرجل الكامل وهو المتمثل في شخصه ،وقد اختلف الشيعة الثنا عشرية فسسي شسسأنه بيسسن
مادح كالخوانساري في روضات الجنات ،1/94 :وقادح مثل محمسسد ممهسسدي القزوينسسي فسسي
كتابه :ظهور الحقيقة على فرقة الشيخية ،ومتوقف مثل علي البلدي في أنوار البدرين ص
،408ومنهم من زعم التوسط في شأنه فقال.." :اختلف الناس فيه بين من يقول بركنيته
وبين من يقول بكفره ،والتوسط خير المور ،والحق أنسسه مسسن أكسسابر علمسساء الماميسسة" -ثسسم
امتدحه بجملة كلمات -إلى أن قال" :نعم له كلمات في مؤلفاته بجملة – كذا -متشابهة ل
يجوز من أجلها التهجم والجرأة على تفكيره") .محمد حسين آل كاشسسف الغطسسا) /حاشسسية(
المصدر السابق ص .(409-408وهذا الختلف قد يدل على أن الكثير من النسثي عشسسرية
تهون عندهم عظائم هذا الرجسسل وضسسللته) ..انظسسر فسسي مسسذهب الشسسيخية :اللوسسسي /نهسسج
السلمة :ص )19-18مخطوط( ،مختصر التحفة :ص ،22العلمي الحائري /مقتبس الثسسر:
،20/136محمد حسن آل الطلقاني /الشيخية نشأتها وتطورها ،مجلسسة العرفسسان مجلسسد 33
64
ص ،199أعيان الشيعة ،8/390 :محسسن عبسد الحميسد /حقيقسة البابيسة والبهائيسة ص ،36:
مصطفى عمران /تهافت البابيسسة والبهائيسسة ص ،34جولسسد تسسسيهر /العقيسسدة والشسسريعة :ص
،270مبارك إسماعيل /التيارات الفكرية ص .[.110
ه( -وكشفية ]الكشفية :هم أصحاب كاظم بن قاسم الرشسستي )المتسسوفى سسسنة 1259
تلميذ الحسائي )مؤسس الشيخية( والقائم مقامه من بعده ،والخذ بنهجسسه مسسع زيسسادة فسسي
الغلو والتطرف ،وسيمت بالكشفية لما ينسسسب إلسسى زعيمهسا مسن الكشسسف واللهسام .يقسسول
الشيخ اللوسي عن الكشفية :الكشفية لقسسب لقبهسسم بسسه بعسسض وزراء السسزوراء )علسسي رضسسا
باشا( أعلى الله درجته ،وهم أصحاب السيد كاظم الحسيني الرشتي وهو تلميسسذ الحسسسائي
وخريجه ،لكن خالفه في بعض المسائل ،وكلماته ترشح بما هو أدهى وأمسر ممسا ترشسسح بسه
كلمات شيخه ،حتى إن الثني عشرية يعدونه مسسن الغلة وهسسو يسسبرأ ممسسا تشسسعر بسسه ظسسواهر
كلماته ،وقد عاشرته كثيرا ً فلم أدرك منه ما يقول فيه مكفروه من علمسساء الثنسسي عشسسرية،
نعم عنده على التحقيق غير ما عندهم في الئمة وغيرهم مما يتعلسسق بالمبسسدأ والمعسساد ..ول
أظن مخالفاته لشيخه تجعله وأصحابه القائلين بقوله فرقة غير الشيخية )نهج السسسلمة ص
،(19ومنهم من اعتبره فرقة مستقلة لتصريحه بذلك في قوله في كتابه دليل الحيران ص
" :136هذا مسلك لم يسبقني إليه أحد قبلي" )انظر :آل طعمسسة /مدينسسة الحسسسين ص (34
ولذلك يعتبره محمد حسين آل كاشف الغطا هو الذي خرج عن الجادة القويمة ،وزاغ زيغسسا ً
عظيمًا ،وأنه أدخل على الشيعة المامية أشد فتنة وأعظم بلية ،ومنسسه وأتبسساعه نشسسأت بليسسة
البابية بخلف شيخه الحسائي) :محمد حسين آل كاشف الغطا /حاشية علي أنوار البسسدرين
ص ،409-408وانظر في الكشفية أيضًا :مصطفى عمران /تهافت البابية ص ،39 -37آل
طعمة /مدينة الحسين ،وفيه بحث مطول عن الكشفية من كتسسب زعيمهسا وتلمسسذته ص 24
وما بعدها ،عبد الرزاق الحسين /البابيون والبهائيون ص .[.(10
-وركنية ]الركنية :أتباع مسرزا محمسد كريسم بسسن إبراهيسم خسان الكرمساني ،مسن تلمسذه
الرشتي وعلى مذهبه ،سميت بذلك؛ لقولها بالركن والشيعي الكامل ،واعتباره مسسن أصسسول
الدين والمتمثل في شخص زعيمهم) .انظر :آل طعمة /مدينة الحسين ص .(56
ومنهم من يعتبر الركنية والكشفية من ألقاب الشسسيخية والجميسسع فرقسسة واحسسدة) .انظسسر:
مجلة العرفان مجلد 33ص ،199محمد آل الطلقاني /الشيخية ص .[.(274
-وكريمخانية ]كريمخانية :هم أتباع محمسسد الفجسسري الكرمسساني كريمخسسان ،وهسسو علسسى
مذهب الشسسيخية ولسسذلك قسسال فيسسه الحسسائري" :رئيسسس الطائفسة الشسسيخية") .متقبسسس الثسسر:
.[.(275-24/274
-وقزلباشية ]القزلباشية :هم صوفية متشيعة من أتباع الصسسفويين ،ولفسسظ القزلبسساش
معناه الرؤوس الحمر ،لتغطية رؤوسهم بشعار أحمسسر ،وهسسو عبسسارة عسسن قنلسسسوة يلبسسسونها
كشعار لهم وقد وصفها بعضهم بقوله" :لقد أمر حيدر ابن جنيد الصفوي أتبسساعه بسسأن ترتفسسع
من وسط عمامتهم ،ذات الكوار العديدة قطعة مدببة على هيئة الهرم مقسمة مسسن قمتهسسا
إلى إطرافها إلى اثنسستي عشسسرة شسسقة تسسذكر بعلسسي وأبنسسائه الثنسسي عشسسر ،ومسسن هنسسا سسسمي
الصوفية من أتباع الصفويين بالقزلباش اتصال ً بهذا الشسسعار الثنسسي عشسسري الحمسسر" .وقسسد
زعم محسن المين أن القزلباش لقب للثني عشرية في بعض البلسسدان -كمسسا مسسر -ولعلسسه
أراد التستر على كثرة فرق طائفته وانقساماتها كعادته.
)انظر :مصطفى الشيبي /الفكر الشيعي :ص ،406-405أعيان الشيعة.[.(24 ،1/23 :
وكلها داخلة في المجموعة الثنسسي عشسسرية وأصسسولها مبثوثسسة فسسي كتسسب
الثني عشرية ،وهي بعد هذا يكفر بعضها بعضًا" ]الراء الصريحة :ص .[.81
وزاد بعض الباحثين من الشيعة ]آل طعمة /مدينة الحسين :ص [.56-55أسماء
أخرى هي :القرتية ]القرتية :أصحاب امرأة اسمها هند ،وكنيتها أم سلمة ،ولقبهسسا قسسرة
العين ،لقبها بذلك كاظم الرشتي في مراسلته إذ كسسانت مسسن أصسسحابه ،وهسسي ممسسن قلسسدت
الباب بعد موت الرشتي ثم خالفته في عدة أشياء منها :التكاليف ،فقيل :إنهسسا كسسانت تقسسول
بحل الفروج ورفع التكاليف بالكلية .قال اللوسي )أبو الثنا( :وأنا لم أحس منها بشيء مسسن
65
ذلك مع أنها حبست في بيتي نحو شهرين ..والذي تحقق عندي أن البابيسسة والقرتيسسة طائفسسة
تعتقد في الئمة نحو اعتقاد الكشفية فيهم ،ويزعمسسون انتهسساء التكليسسف بالصسسلوات الخمسسس
وأن الوحي غيسر منقطسع) .نهسسج السسلمة :ص ،21وانظسسر عسن القرتيسسة :آل طعمسسة /مدينسة
الحسين ص ،56س ،239وما بعدها ،وغالب الكتب التي ألفت في البابيسسة تحسسدثت عسسن هسسذه
المرأة وأتباعها )انظر مراجع هامش ) (4من هذه الصفحة( ،[.البابية ]البابية :أتباع البسساب
ه( وهو من المامية الثني عشسسرية ،ادعسسى أنسسه ميرزا علي محمد الشيرازي ) 1265-1235
الباب للمام الذي ينتظرونه ،وأنه وحده الناطق عنه ،ثم ادعى أنه هو إمسسامهم الغسسائب ،ثسسم
زعم أن الله -سبحانه -قد حل فيه ،وله ضروب من الكفسسر والضسسلل) .انظسسر فسسي مسسذهب
البابية :محسسسن عبسسد الحميسسد /حقيقسسة البابيسسة والبهائيسسة ،مصسسطفى عمسسران /تهسسافت البابيسسة
والبهائية ،محمود الملح /البابيسسة والبهائيسسة ،إحسسسان إلهسسي ظهيسسر /البابيسسة( ،[.والكوهرية
]الكوهرية :هم أتباع الخوند مل حسن كوهر المروجون لنحلته في كسسربلء حسستى اليسسوم )آل
طعمة /مدينة الحسين :ص (55وكان للكشفية أثر بليغ في ظهورها )المصسسدر السسسابق ص
(239يؤلهون الئمة ويقولون بنفي العقاب عن مرتكب المعاصي )انظر :المصدر السسسابق
ص .[.(54-53
وزاد بعضسسهم أيضسسا ً النوربخشسسية ]النوربخشسسية :نسسسبة إلسسى محمسسد نسسوربخش
ه( يسسدعي الثنسساه ،والمتوفى سسسنة 869 القوهستاني يكنى بأبي القاسم )المولود سنة 795
عشرية أنها فرقة من فرقهم ،وهي توجد في وديان همليا ،وكوهسسستان بلتسسستان المتصسسلة
بتبت الصينية ،وقد ادعى المهدية لنفسه ،وطبق الحاديث الواردة عسسن طريسسق أهسسل السسسنة
في اسم المهدي وكنيتسسه علسسى شخصسسه ،وأنكسسر مهسسدي الشسسيعة وانفصسسل عنهسسا ،وبهسسذا رأى
بعضهم أنه ليس من فرق الثنسسي عشسسرية ،بسسل هسسو مسسن الصسسوفية أصسسحاب وحسسدة الوجسسود.
)إحسان إلهي ظهير /الشيعة ص.(316 :
ولكن ل يمنع هذا أن يكون من الثنسي عشسرية فسسي الصسل وادعسى دعسوى المهديسسة ،وأخسذ
بروايات أهل السنة لنطباقها عليه ،لنه كان يقول بالئمة الثني عشسسر ،ولهسسذا اكتفسسى فسسي
يوم بيعته بالمهدية بقبول اثني عشر تيمنا ً بعدد الئمة )الشيبي /الفكر الشيعي :ص .(332
كما زار -عندما قدم العراق -العتبات الشيعية المقدسة )المصدر السسسابق ص .(333أمسسا
المنزع الصوفي فإن الصلة بين التصوف والتشيع قائمة ووثيقة.
)انظر في مذهب هذه الطائفة :الشيعة والتشيع :ص ،314مصطفى الشيبي /الشسسيعي:
ص 328وما بعدها( ،[.ثم إنه كما يقسسول اللوسسسي" :ول يبعسسد أن تظهسسر فسسرق
أخرى من المامية بعد" ]أبو الثناء اللوسسسي /نهسسج السسسلمة :ص .[.22نسأل اللسسه
تعالى العافية.
ومن خلل تتبعي لنصوص الثني عشرية التي تنسبها للئمة وترويها في
كتبها المعتمدة وجدت أنها تحمل فسسي ثناياهسسا بسسذور نحسسل مختلفسسة وأهسسواء
متباينة ..يجد فيها كل صاحب هوى وغلو وبدعة ،بغيته ومرامه ...فهسي قسد
اتسعت بحكم معتقد التقية ،وكثرة الكذب والفتراء على الئمة ،وانضسسواء
الملحسسدين والمتسسآمرين فسسي صسسفوفهم ،وعجسسز شسسيوخ الشسسيعة عسسن تنقيسسة
المذهب مما علق به من كيد الملحدين عسسبر القسسرون ،وفقسسدان المسسوازين
الصحيحة الثابتة لتمحيص الروايات وتحقيقها ،اتسعت بسسبب ذلسك وغيسره
لحتواء تلك البذور السامة وذلك الركام الهائل من الخبار المظلمة.
أما الحديث المفصل عن كل فرقة بذاتها فهذا موضوع يطسسول الحسسديث
فيه ،وقد ل يدخل في صسسل الموضسسوع الرئيسسسي لبحثنسسا والمعنسسي بدارسسسة
أصولهم ل نشأة فرقهم ،وأخبار أصحابها وأقوالها وآرائهسسم .ولعلنسسا نكتفسسي
بالحديث عسسن افسستراق الشسسيعة إلسسى أصسسولية وأخباريسسة؛ لن الصسسولية هسسي
أساس المذهب الثني عشسسري ،وتمثسسل الكثريسسة ،ويقابلهسسا الخباريسسة ،وإن
66
كانت أقل منها ،أما ما سواها من فسرق فهسسي ليسست بسذلك الحجسم السسذي
تمثلسسه الصسسولية ..ولسسذلك اكتفينسسا بسسالتعريف المسسوجز عنهسسا فسسي الهسسوامش
السابقة.
كما أن الخلف الصولي الخباري يمثل خلفا ً في بنيسسة المسسذهب الثنسسي
عشري ،فهو خلف بين رجال الشيعة الذين جمعوا تراث المسسذهب الثنسسي
عشري؛ فتجد الحر العاملي صاحب وسسسائل الشسسيعة ،والكاشسساني صسساحب
الوافي ،والنوري الطبرسي صاحب مستدرك الوسسائل كلهسسم أخباريسسة مسسع
أنهم مصنفو مصادرهم المعتمسسدة فسسي الروايسسة عنسسدهم .بسسل يعتسسبرون ابسسن
بابويه صاحب "من ل يحضره الفقيه" أحد مصادرهم الربعة المتقدمة هسسو
رئيس الخباريين ]انظر :الصوليون والخباريون فرقة واحسدة :ص ،4كمسا أنسك تلحسظ
أن من شيوخ الخبارية من ظهر واشتهر عنسسدهم كمحمسسد حسسسين آل كسائف الغطسسا صسساحب
أصل الشيعة وأصولها ،وأيضا ً تلحظ كثرة الخبارين في بعض الجهات مثسسل البحريسسن ..كمسسا
أن مسسن كبسسار شسسيوخ الطائفسسة الصسسولية السسذين يمثلسسون الكسسثرة الغالبسسة ..محسسسن الحكيسسم،
وشسسريعت مسسداري ،والخسسوئي ،والخمينسسي وغيرهسسم ،[.ويقسسابلهم الطوسسسي صسساحب
الستبصسسار والتهسسذيب ،والمرتضسسى المنسسسوب لسسه )أو لخيسسه( نهسسج البلغسسة
وغيرهما وهما من الصوليين..
فإذن الخلف بين الصوليين والخباريين هو خلف بيسسن أركسسان المسسذهب
ومشيدي بنائه ،فلنتوقف للتعريف بهاتين الفرقتين:
فالخباريون يمنعون الجتهاد ،ويعملون بأخبارهم ،ويرون أن ما في كتب
الخبار الربعة عند الشيعة ]وهي :الكافي ،والتهسسذيب ،والستبصسسار ،ومسسن ل يحضسسره
الفقيه ،وسيأتي الحديث عنها فسسي فصسسل "السسسنة" عنسسد الثنسسي عشسسرية [.كلها صحيحة
قطعية الصدور عن الئمة ،ويقتصرون على الكتاب والخبر ،ولذلك عرفسسوا
بالخبارية نسبة إلى الخبار وينكرون الجماع )ودليل العقسسل( ]انظسسر :العقسسل
عند الشيعة المامية ،رشدي عليان ،[.ول يرون حاجة إلى تعلم أصول الفقسسه ،ول
يرون صحته ،ويقابلهم الصوليون أو المجتهدون ،وهم القسسائلون بالجتهسساد،
وبأن أدلة الحكسسام الكتسساب والسسسنة والجمسساع وليسسل العقسسل ،ول يحكمسسون
بصحة كل ما في الكتب الربعة ..ويمثلون الكثرية ]انظر :حسن الميسسن /دائرة
المعارف :ص ،107عز الدين /بحر العلوم /التقليد في الشسسريعة :ص ،92فسسرج العمسسران/
الصوليون والخباريون فرقة واحدة :ص .[.19
لكن شيخهم النصاري يكشف -حسب ما ينقله عن محققهم غلم رضسا
القمسسي -أن الخبسساريين ل يعتمسسدون فسسي الدلسسة الشسسرعية إل علسسى أخبسسار
الشيعة فقط ،ويقبلونهسسا علسسى علتهسسا بل تفريسسق بيسسن صسسحيحها وسسسقيمها.
يقول ما نصه" :ويعجبني في بيان وجه تسسسمية هسسذه الفرقسسة )الخبسساريين(
المرموقة بالخبارية وهو أحد أمرين:
الول :كونهم عاملين بتمام القسام من الخبار مسسن الصسسحيح والحسسسن
والموثق والضعيف ]سيأتي إيضاح لهذه المصطلحات في فصل "قولهم فسسي السسسنة"[.
من غير أنها يفرقوا بينها في مقام العمل في قبال المجتهدين.
67
الثاني :أنهم لما أنكروا الدلسة الثلثسة بمسا فيهسا القسرآن الكريسم وخصسوا
الدليل بالواحد منها ،أعني الخبار فلسسذلك سسسموا بالسسسم المسسذكور" ]القلئد
على الفرائد ،حاشية على رسائل الشيخ النصاري ،مبحث حجة القطع.
انظر :التقليد في الشريعة السلمية :ص .[.93
فهم هنا استجابوا لساطيرهم التي تقول بنقص القسسرآن فأعرضسسوا عسسن
كتاب الله في مقام الحتجاج ،واعتمسدوا علسى تلسك السساطير ،فهسم بهسذا
أخرجوا أنفسهم عن دائرة السلم ،ومع ذلك فإن جملة من شيوخ الشيعة
تدعي مع هذا الكفر البواح الذي أعلنتسسه طائفسسة الخباريسسة أن الخلف بيسسن
الصولين والخبسسارين "يتقصسر علسسى بعسسض الوجسسوه البسسسيطة ككسل خلف
يحدث بين أبناء الطائفة الواحدة تبعا ً لختلف السسرأي والنظسسر" ]التقليسسد :ص
،92وانظر :البحراني /الحدائق .[.170-1/169
وقسال صساحب "الصسوليون والخبساريون فرقسة واحسدة"" :إنسي بحسسب
تتبعسسي وفحصسسي كتسسب الصسسوليين والخبسساريين لسسم أجسسد فرقسا ً بيسسن هسساتين
الطائفتين إل في بعض المسور الجزئيسة الستي ل تسوجب تشسنيعا ً ول قسدحًا"
]فرج العمران /الصوليون والخباريون فرقة واحدة ص.[.3-2 :
فهل هم إذن وجهان لعملة واحدة؟!
ولقد حاول بعض الشيعة المعاصرين أن يخفف من وقع الكلمة السابقة
حول عملهم بالخبار وردهم للقرآن ،فقال" :كيسسف ينكسسر الخبسساريون وهسسم
المسسسلمين دليليسسة الكتسساب" ]عسسز السسدين /التقليسسد :ص ،[.93ثسسم التمسسس لسسذلك
مخرجا ً بمسسا ذكسسره شسسيخهم السسستراباذي مسسن "أن القسسرآن ورد علسسى وجسسه
التعمية بالنسبة إلى أذهان الرعية" ]الفسسوائد المدنيسسة :ص ،48-47التقليسسد ص ،94
الحدائق ..[.1/169 :فل يجوز فهمه والعمل به إل بمقتضى أخبارهم ]الفسسوائد
المدنيسسة :ص ،48-47التقليسسد ص ،94الحسسدائق .[.1/169 :فكسسأن نهايسسة
القولين واحدة ،لن أخبسسارهم قسسد حرفسست معسساني القسسرآن ،وصسسرفتها عسسن
مدلولها -كما سيأتي – ول سيما وهذه الطائفة ل تفرق بين صحيح الخبار
وباطلها.
أما بداية افتراق الثني عشرية إلى :أصولية ،وأخبارية فيسسذكر البحرانسسي
ه( "هسسو أول أن شيخهم "محمد أمين الستراباذي" )المتسسوفى سسسنة 1033
من فتسح بساب الطعسن علسى المجتهسدين ،وتقسسيم الفرقسة ..إلسى أخبساري
ومجتهد" ]لؤلؤة البحرين :ص .[.117ومنهم من يذكر أنه أقسسدم مسسن ذلسسك وأن
الستراباذي هو الذي جدده ]انظر :الصوليون والخباريون فرقة واحدة :ص .[.4
هذا وقد جرى بين هاتين الفرقتين ردود ومنازعات وتكفير وتشنيع حسستى
إن بعضهم يفتي بتحريم الصلة خلف البعض الخر ]انظر :محمسسد جسسواد مغنيسسة/
مع علماء النجسسف :ص ،[.74وكان من شسسيوخ طائفسسة الخباريسسة مسسن ل يلمسسس
مؤلفسسات الصسسوليين بيسسده تحاشسسيا ً مسن نجاسستها ،وإنمسسا يقبضسها مسن وراء
ملبسه ]محمد آل الطلقاني /الشيخة :ص .[.9
وقد كفر الستراباذي )الخباري( بعض الصوليين ونسسسبهم إلسسى تخريسسب
الدين ]انظر :لؤلؤة البحرين /للبحراني :ص - [.118على حد تعبيره -كما نسسسب
الكاشاني )الخباري( صاحب الوافي -إلى أحد مصادرهم الثمانية -جمعسسا ً
68
من علمائهم إلى الكفر ]انظسسر :لؤلسسؤة البحريسسن /للبحرانسسي :ص ،[.121ورد عليه
بعضسسهم بسسأن لسسه مسسن المقسسالت السستي جسسرى فيهسسا علسسى مسسذهب الصسسوفية
والفلسفة ما يوجب الكفر كقوله بوحدة الوجود ]وهسسو البحرانسسي /انظسسر لؤلسسؤة
البحرين :ص ..[.121وهكذا يكفر بعضهم بعضا ً كما كان أسسسلفهم مسسن قبسسل،
كما صورته جملة من روايسساتهم -كمسسا سسسيأتي ]انظسسر :مبحسسث الغيبسسة مسسن هسسذه
الرسالة - [.مع أن الطائفتين كلهما من الثني عشرية.
أما عناصر الخلف بين الفريقيسن فقسد ألسف فسي شسأنها شسيخهم جعفسر
كاشف الغطا كتابا ً بعنوان" :الحق المبين في تصويب المجتهسسدين وتخطئة
الخبارين" ]طبع في طهران عام 1316ه ،انظر :الذريعسسة مسسن [.38-7/37أنهى فيسسه
عناصر الخلف إلى ثمانين ،بينما نرى شسسيخهم البحرانسسي يحسساول أن يقلسسل
من مسائل الخلف بينهما فيهبط بها ليقصرها على ثمسسان ]انظسسر :عسسز السسدين
بحر العلوم /التقليد :ص [.95أو أقل ]لني رجعت إليها في الحدائق فلم أجده أثبت أكثر
من أربعسسة فسسروق ،وانظسسر الحسسدائق1/167 :ومسسا بعسسدها[.؛ لنه يرى أن هسسذا الخلف
يؤدي إلى القدح في شيوخ الطرفيسسن وفتسسح بسساب الطعسسن والتشسسنيع علسسى
الشيعة ]الحدائق .[.1/167 :ومن بعسده محسسن الميسن السسذي جعلهسا خمسسا ً
]انظر :أعيان الشيعة ،[.458-17/453 :وصنف ثالث توسط فجعلها ثلثا ً وأربعين
]وهو شخيهم عبد الله بسسن صسسالح البحرانسسي فسسي كتسسابه منيسسة الممارسسسين ،انظسسر :الحسسدائق
[.1/167أو أربعين ]وهو شيخهم عدبالله السماهيجي )انظر :روضات الجنات[.(1/36 :
أو تسعا ً وعشرين ]وهو :الخوانساري .انظر :المصدر السابق 1/36وما بعدها.[.
والتقليل من الخلف يعود إلى أنهم يرجعون بعض المسائل إلسسى بعسسض،
أو يحكمون بأن المر فيه خلف عند هؤلء وهسسؤلء ،فل يعتسسبر حينئذ خلف سا ً
بين طرفين ،أو أن الخلف ليسسس بخلف حقيقسسي كخلفهسسم حسسول الجمسساع
الذي يثبته الصوليون وينكره الخبسساريون ،ولكسسن شسسيخهم البحرانسسي يعتسسبر
هذا ليس بخلف ثسسابت؛ لن الجمسساع وإن ذكسسره المجتهسسدون )الصسسوليون(
في المكتب الصولية وعدوه في جملة الدلسسة ..إل أنسك تراهسم فسي مقسسام
التحقيق في الكتب الستدللية يناقشون في ثبوته وحصوله وينازعون في
تحققه ووجود مدلوله حتى يضمحل أثره بالكلية ]الحدائق.[.1/168 :
وليس الغرض هنا بسط مسسسائل الخلف بينهسسم ]انظسسر هسسذه المسسسائل فسسي:
مقتبس الثر للحائري 3/296 :وما بعدها ،الخوانساري /روضات الجنات ،1/36 :البحرانسسي/
الحدائق 1/167 :وما بعسسدها ،الكشسسكول ،389-2/386 :محمسسد صسسادق بحسسر العلسسوم /دليسسل
القضاء الشرعي أصسسوله وفروعسسه ،26-3/22 :محسسسن الميسسن /أعيسسان الشسسيعة-17/453 :
،458عز الدين بحر العلوم /التقليد ص 95 :ومسسا بعسسدها ،الغريفسسي /الجتهسساد والفتسسوى :ص
.99
هذا وقد ذكر بعضهم بأن أهم النقاط التي جسسرى فيهسسا الخلف هسسي أربسسع ،إحسسداها :تنويسسع
الحديث إلى صحيح ،وحسن ،وموثق ،وضعيف ،حيث قسسرره الصسسوليون ومنعسسه الخبسساريون،
والثانية :مسألة التقليد فالصوليون ل يجسسوزون تقليسسد الميسست ،ولكسسن الخبسساريين يجسسوزونه،
وثالثها ،ورابعها :الجماع والعقل حيث قال الصوليون بالحتجاج بهما بعسسد الكتسساب والسسسنة،
ومنع ممن ذلك الخباريون )انظر :الغريفي /الجتهاد والفتوى :ص [.(99وإنما الشسسارة
إلى انقسام الشيعة على نفسها إلى حزبين متعاديين متنازعين في أصول
الستدلل وغيرها ،وإن حاول بعضهم أن يخفف من هذا ..وهنا أشسسير إلسسى
69
أن الخلف الذي وقع بين هاتين الفرقتين مسسن الثنسسي عشسسرية قسسد كشسسف
أمورا ً كثيرة من حقائق المذهب بحكم ارتفاع التقية في صولة النزاع ،وما
كانت لتبين لو لم يكن هذا الخلف.
وإن دراسة واعية متأنية للخلف بين الطرفين لتكشف الكثير من أسرار
المذهب ]وقد استفدت مما جرى من خلف بينهما في فصل :قولهم في السسسنة ،وفصسسل
الجماع.[.
الباب الول
اعتقادهم في مصادر السلم
وفيه ثلثة فصول:
وثلثة فصول:
الفصل الول :عقيدتهم في كتاب الله.
الفصل الثاني :عقيدتهم في السنة.
الفصل الثالث :عقيدتهم في الجماع.
الفصل الول
اعتقادهم في القرآن الكريم
فسسي هسسذا الفصسسل نتنسساول -بمشسسيئة اللسسه -أقسسوال الشسسيعة السستي تسسبين
اعتقادهم في كتسساب اللسسه سسسبحانه ،فنعسسرض -أول ً -لمسسذهبهم فسسي حجيسسة
القرآن وخروجهم في هذا المر عما أجمع عليه المسلمون ،وذلك بقولهم:
إن القرآن ليس بحجة إل بقيم )هسو أحسد الثنسي عشسر( ،وكسذا قسولهم :إن
علم القرآن عند الئمة ،وقد اختصوا بمعرفته ل يشسسركهم فيسسه أحسسد ،وكسسذا
زعمهم بأن قول المام يخصص عام القرآن ،ويقيد مطلقه ..إلخ.
ثم نعرض -ثانيا ً -لعقيدتهم في تأويل القرآن ،ونتناول فيه قسسولهم :بسسأن
للقرآن معاني باطنة ل يعرفها إل الئمة ،وقولهم الخسسر :بسسأن جسسل القسسرآن
نزل فيهم وفي أعدائهم.
ثم نتناول -ثالثا ً -عقيدتهم في نص القرآن وندرس هسسل الشسسيعة تقسسول
بنقص القرآن وتغييره؟
هذا والشيعة تقول بأن القرآن مخلوق ،حيث اقتفسست أثسسر المعتزلسسة فسسي
ذلك ،وسنتناول هذه المسألة في فصل عقيدتهم في السماء والصسسفات -
إن شاء الله.-
كما أن للشيعة دعوى شائعة في كتبها ،ولسسم أر مسسن خصسسها بدراسسسة ،أو
إشارة ،وهسسي دعسسواهم تنسّزل كتسسب إلهيسسة علسسى الئمسسة ،وقسسد خفيسست هسسذه
المسألة حتى رأيت من الباحثين من خلط بينهسا وبيسسن مسا ينسسسب للشسيعة
من قولهم بتحريف القرآن كجولد سيهر ،ومحب الدين الخطيب ،وإحسان
إلهي ظهير.
وكذلك تدعي الشيعة بسسأن عنسسد أئمتهسسا جميسسع الكتسسب السستي نزلسست علسسى
النبياء.
70
وسنعرض لهسسذه المسسألة والسستي قبلهسا فسسي مبحسسث »اليمسسان بسالكتب«
والذي هو أحد أركان اليمان .وإنما أشرت إليهسسا هنسسا حسستى يتسسسنى تصسسور
عقائدهم المتعلقة بكتاب الله في مكان واحد ،وقد أرجسسأت الحسسديث علسسى
المسائل الثلث للموضعين المذكورين ،لنهما بهما أولى -فيما يظهر .-
هذا وعقائد الشيعة الثني عشرية في كتاب الله بهذه الصسسورة لسسم تنسسل
العنايسسة ممسسن تنسساول مسسسألة الشسسيعة -حسسسب اطلعسسي -وقسسد أكسسثر
المعاصرون من الحديث عن مسألة واحدة وهي ما يقال عن الشيعة مسسن
قولهم بنقص القرآن وتغييره.
وسنرى أيضا ً أن هذه القضية لسسم تسسلم مسن الخلسسط والتعميسسم انسسسياقا ً
وراء ما قاله غلة الشيعة في هذه المسألة؛ والله المستعان.
المبحث الول
اعتقادهم في حجية القرآن
سنقسم هذا المبحث إلى مسائل ثلث :الولى :قولهم :إن القرآن ليس
بحجة إل بقيم ،والثانيسسة :حصسسر علسسم القسسرآن ومعرفتسسه بالئمسسة ،والثالثسسة:
زعمهم بأن قول المام يخصص عام القرآن ،ويقيد مطلقه ..إلخ.
المسألة الولى :اعتقادهم أن القرآن ليس حجة إل بقيم:
أثناء مطالعتي في كتب الشيعة رأيت هذه المسألة يؤكد عليها في أكثر
من كتاب من كتبهم المعتمدة عندهم ،ومسسا كسسان يخطسسر بالبسسال أن تسسذهب
طائفة من الطوائف التي تزعم لنفسها السلم إلى القول" :بسسأن القسسرآن
ليس حجة" واللسسه يقسسول -لمسسن طلسسب آيسسة تسسدل علسسى صسسدق الرسسسول :-
م{ ]العنكبسسوت ،آيسسة:ه ْ ب ي ُت َْلى َ َ
علي ْ ِ ك ال ْك َِتا َ م أ َّنا َأنَزل َْنا َ
عل َي ْ َ ه ْ ول َ ْ
م ي َك ْ ِ
ف ِ
َ
}أ َ
..[.51
فالقرآن العظيم هو الشاهد والدليل والحجة ،ولكن شسسيخ الشسسيعة ومسسن
يسمونه بس"ثقة السلم" )الكليني( يروي في كتابه :أصول الكسسافي والسسذي
هو عندهم كصحيح البخاري عند أهل السنة ]انظر :فصل "اعتقادهم فسي السسنة"
من هذا الكتاب [.يروي ما نصه ..." :أن القسسرآن ل يكسسون حجسسة إل بقيسسم :وأن
عليا ً كان قيم القرآن وكانت طاعته مفترضة ،وكان الحجة على الناس بعد
رسول الله" ]أصول الكافي.[.1/188 :
كما توجد هذه المقالة أيضسا ً فسسي طائفسسة مسسن كتبهسسم المعتمسسدة كرجسسال
الكشي ]رجسسال الكشسسي :ص ،[.420وعلل الشسسرائع ]الصسسدوق /علسسل الشسسرائع :ص
،[.192والمحاسسسن ]السسسبرقي /المحاسسسسن :ص ،[.268ووسسسائل الشسسيعة ]الحسسسر
العاملي /وسائل الشيعة ،[.18/141 :وغيرها.
فماذا يعنون بهذه العقيدة :أيعنون بذلك أن النسسص القرآنسسي ل يمكسسن أن
يحتج به إل بالرجوع لقول المسسام؟ وهسسذا يعنسسي أن الحجسسة هسسي فسسي قسسول
المام ل قسسول الرحمسسن ،أم يعنسسوان أن القسسرآن ل يؤخسسذ بنظسسامه إل بقسسوة
السلطان وهو القيم على تنفيذه؟ ولكن ورد عنسسدهم فسسي تتمسسة النسسص مسسا
ينفي هذا الحتمال وهو قولهم" :فنظرت في القرآن فسسإذا هسسو يخاصسسم بسه
71
المرجسسئ ،والقسسدري ،والزنسسديق السسذي ل يسسؤمن بسسه حسستى يغلسسب الرجسسال
بخصومته فعرفت أن القرآن ل يكون حجة إل بقيسسم" ]الحسسر العسساملي /وسسسائل
الشيعة.[.18/141 :
ومعنى هذا أن قول المام هو أفصح من كلم الرحمن ،ويظهر مسن هسذا
أنهم يرون أن الحجة في قول المام لنه القدر على البيسسان مسسن القسسرآن،
ولهذا سموه بالقرآن الصامت وسمو المام بالقرآن الناطق ،ويروون عسسن
علي أنه قال" :هسذا كتساب اللسه الصسامت وأنسا كتساب اللسه النساطق" ]الحسسر
العسساملي /الفصسسول المهمسسة :ص .[.235وقال" :ذلسسك القسسرآن فاسسستنطقوه فلسسن
ينطق لكم أخبركم عنه ] "...أصول الكافي.[.1/61 :
ي تفسسسير كتسساب اللسسه" ]البحسسار،37/209 : ويقولون -في رواياتهم " :-وعلس ّ
الطبرسسسي /الحتجسساج :ص ،33-31السسبروجودي /تفسسسير الصسسراط المسسستقيم،[.30/20 :
ومرة أخرى يدعون بأن الئمة هم القرآن نفسه ]ولهذا نجسسدهم يفسسسرون قسسوله
ُ
ه {..يقولسسون :النسسور :علسسي والئمسسة عليهسسم عق ُ م َ ل َ ز َ ي أنق ِ ذ َ عوا ْ الّنوَر ال ّ ِ وات ّب َ ُسبحانهَ ..} :
ل( الكسسافي ،1/194 :ويفسسسرون قسسوله السلم )فالئمة بناء على هذا أنزلوا من السماء إنزا ً
ن قققْرآ ٍت بِ ُقاءََنققا ائ ْ ِ ن لِ َجو َ ن ل َ ي َْر ُ ذي َ ل ال ّ ِ قا َ ت َ م آَيات َُنا ب َي َّنا ٍ ه ْ ذا ت ُت َْلى َ َ
علي ْ ِ وإ ِ َ تعالىَ } :
َ ْ َ ُ َ ُ ْ َ
مققاع إ ِل ّ َن أت ّب ِق ُ سققي إ ِ ْ ف ِ ء نَ ْقققا ِ مققن ت ِل َ ه ِ ن أب َدّل ُ ن ِلي أ ْ ما ي َكو ُ ل َ ق ْه ُو ب َدّل ُ ذا أ ْ هق َر َ
غي ْ ِ َ
ي{ ]يونس :آية .[15 َ
حى إ ِل ّ ُيو َ
ه{ يعني :أمير المؤمنين. ْ َ َ َ ُ ْ
و ب َدّل ُ هقذا أ ْ ر َ ن غي ْ ِ ت ب ِقْرآ ٍ يقولون} :ائ ِ
)انظر :تفسير العياشي ،2/120 :أصول الكافي ،1/419 :تفسير البرهان ،2/180 :تفسسسير
نور الثقلين ،2/296 :تفسير القمي ،1/310 :بحار النوار.(36/80 :
ْ ْ َ
فلي َقأُتوا نَ ، من ُققو َ ؤ ِه َبقل ل ي ُ ْ ول َ ُقق ّ ن تَ َ قوُلو َ م يَ ُ ومثل ذلك تفسسسيرهم لقسسولهم تعسسالى} :أ ْ
ن{ ]الطور :آية.[34 ،33 : قي َ صاِد ِ كاُنوا َ ه ِإن َ مث ْل ِ ِ ث ّ دي ٍح ِ بِ َ
ه{ يعنسسي :أميسسر المسسؤمنين }ب َققل ل َ َ ُ ُ َ
ول ُ ن ت َق ق ّ م ي َقولققو َ جسساء فسسي تفسسسير القمسسي} :أ ْ
ه{ أي :رجسسل ق لْ ث م ث دي ق ح ب توا فل ْيأ ْ َ } قسسال: ثم برأيه، ن{ أنه لم يتقوله ولم يقمه يُ ْ
ِ ِ ِ َ ِ ٍ ّ ُ َ مُنو َ ؤ ِ
ن{) .انظسسر :تفسسسير القمسسي ،2/333 :البحرانسسي/ قي َ صققاِد ِ كاُنوا َ مثله من عنسسد اللسسه }ِإن َ
البرهان في تفسسسير القسسرآن ،4/242 :بحسسار النسسوار (36/85 :ومثسسل ذلسسك كسسثير ،[.وحينا ً
يزعمون بأن القسسرآن لسسم يفسسسر إل لرجسسل واحسسد هسسو علسسي ]أصسسول الكسسافي:
.[.1/250وما ندري لم يكون علي قيم القسسرآن وهسسو القسسرآن نفسسسه؟! وإذا
كان هو القرآن أو القيسسم عليسسه فلمسساذا يفسسسر لسسه ،وكيسسف يفسسسر لسسه وهسسو
تفسيره؟! إنها أقوال يضرب بعضها بعضًا ،وهي برهان أكيد على أنهسسا مسسن
وضع زنديق أراد إفساد دين المسلمين ،وكيف يقال مثل ذلسسك فسسي كتسساب
دي ه ِ
ن يِ ْ
قْرآ َذا ال ْ ُ
هق َ
ن َأنزله الله سبحانه وتعالى ليكون هداية للناس }إ ِ ّ
م{ ]السراء ،آية.[.9 :
و ُ ي أَ ْ
ق َ ل ِل ِّتي ِ
ه َ
قال الخليفة الراشد علي -رضي اللسسه عنسسه " :-كتسساب اللسسه فيسسه نبسسأ مسسا
قبلكم ،وخبر ما بعدكم ،وحكم مسا بينكسم ،هسو الفصسل ليسس بسالهزل ،مسن
تركه من جبار قصمه الله ،ومن ابتغى الهدى فسسي غيسسره أضسسله اللسسه ،وهسسو
حبل الله المتين ،وهو الذكر الحكيم ،وهو الصراط المستقيم ،وهو الذي ل
تزيغ به الهواء ،ول تلتبس به اللسن ،ول تنقضسسي عجسسائبه ،ول يشسسبع منسسه
العلماء ،من قال به صدق ،ومن عمل به أجر ،ومن حكسسم بسسه عسسدل ،ومسسن
دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم" ]قال ابسسن كسسثير فسسي تعليقسسه علسسى هسسذا الخسسبر:
"وقد وهم بعضهم في رفعه ،وقصارى هذا الحديث أن يكون من كلم أمير المؤمنين علي -
72
رضسسي اللسسه عنسسه –") .انظسسر :ابسسن كسسثير /فضسسائل القسسرآن :ص .(15وقسسد أخرجسسه مرفوعسا ً
الترمسسذي ،فسسي ثسسواب القسسرآن ،بسساب مسسا جسساء فسسي فضسسل القسسرآن رقسسم )،4/172 :(2906
والدارمي في سننه ،كتاب فضائل القرآن ،باب فضل القرآن ص ،831:ورواه المام أحمسسد
في مسنده 2/703 :رقم )) ،(704تحقيق أحمد شاكر(.
والحديث في سسسنده مقسسال .قسسال الترمسسذي" :هسسذا حسسديث ل نعرفسسه إل مسسن هسسذا السسوجه،
وإسناده مجهول ،وفي الحسسارث )أحسسد رجسسال السسسند( مقسسال") .انظسسر :الترمسسذي،(4/172 :
وقال الحافظ ابن العربي المالكي :وحديث الحرث ل ينبغي أن يعول عليه) .انظر :عارضسسة
الحوذي .(11/30 :قال الشيخ أحمد شاكر :إسناده ضعيف جدا ً من أجسسل الحسسارث) .انظسسر:
المسند (2/704وقال الشيخ اللباني :إسناده ضعيف ،فيه الحارث العسسور ،وهسسو ليسسن ،بسسل
اتهمه بعض الئمة بالكسسذب ،ولعسسل أصسسله موقسسوف علسسى علسسي -رضسسي اللسه عنسه -فأخطسأ
الحارث فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم )انظر :اشرح الطحاوي ،الطبعة التي خرج
أحاديثها اللباني ص (68 :وهذا الثسسر مسسروي عسسن علسسي فسسي كتسسب الشسسيعة :انظسسر :تفسسسير
العياشي ،1/3 :البرهان ،1/7 :تفسير الصافي ،1/15 :بحار النوار.[. 19/7 :
وقال ابن عباس -رضي الله عنه :-تضمن الله لمن قرأ القرآن وعمسسل
بما فيه أل يضسسل فسسي السسدنيا ول يشسسقى فسسي الخسسرة ،ثسسم قسسرأ هسسذه اليسة:
قى{ ]انظسسر :تفسسسير ابسسن جريسسر شق َول َ ي َ ْ ضق ّ
ل َ فل َ ي َ ِ
ي َ
دا َ
هق َع ُن ات ّب َق َ
م ِ } َ
ف َ
الطبري.[.16/225 :
ومسألة أن كتاب الله هسسو الحجسسة والمسسام ل تحتسساج إلسسى بسسسط الدلسسة،
والتوسع في إقامة البراهين ،ولقد آثرنا فيما عرضسسنا مسسن دليسسل أن نأخسسذه
من كتاب الله سبحانه ،ومما جاء عن بعض أهسسل السسبيت فسسي مصسسادر أهسسل
السنة .وقبل أن ننهي الحديث في هذه القضية نشير إلى مسا ينقضسها مسن
كتب الشيعة نفسها كبرهان على تناقضسسهم ،كمسسا نشسسير إلسسى الهسسدف مسسن
وضع تلك المقالة.
ففي بعض مصادرهم المعتمدة جاء النص التالي" :ذكسسر الرضسسا -رضسسي
الله عنه -يوما ً القرآن فعظم الحجة فيسسه ..فقسسال :هسسو حبسسل اللسسه المسستين
وعروته الوثقى ..جعل دليل البرهان ]كذا وردت في المصسسدر المنقسسول عنسسه ،وقسسد
تكون صوابها »الحيران« لن البرهان ل يحتاج إلى دليل [.وحجة على كسسل إنسسسان ،ل
يأتيه الباطل من بين يديه ول مسسن خلفسسه تنزيسسل مسسن حكيسسم حميسسد" ]انظسسر:
)المجلسي /البحار ،92/14 :ابن بابويه /عيون أخبار الرضا.[.2/130 :
وفي نص آخر لهم .." :فإذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلسسم،
فعليكم بالقرآن ،فإنه شافع مشفع ،من جعله أمامه قاده إلى الجنة ،ومسسن
جعله خلفه ساقه إلى النار ،وهو السسدليل يسسدل علسسى خيسسر سسسبيل] "..انظسسر:
تفسير العياشي ،1/2 :البحار.[.92/17 :
وفي نهج البلغة المنسوب لعلي ]لقد شك فسسي صسسحة نسسسبة الكتسساب إلسسى علسسي
النقاد قديما ً وحديثًا .قال الذهبي" :ومن طسالع نهسج البلغسة جسزم بسأنه مكسذوب علسى أميسر
المؤمنين علي -رضي الله عنه –" ،ثم بين علمات ذلك) .انظر :ميسسزان العتسسدال،3/124 :
ترجمة الشريف المرتضى( .وسيأتي -إن شاء الله -حديث عنسسه فسسي فصسسل السسسنة ،وذكسسر
للمصسسادر الناقسسدة لسسه - .[.رضي الله عنسسه -والسسذي هسسو عنسسد الشسسيعة :ل يسسأتيه
الباطل من بين يديه ول من خلفه ]ذكر الهادي كاشف الغطسا )أحسد شسسيوخ الشسيعة
المعاصرين( أن إنكار نسبته إلى علي يعد عندهم من إنكار الضسسروريات .وقسسال" :إن جميسسع
ما فيه حاله كحال ما يروى عنه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم –" .انظسسر :مسسدارك نهسسج
البلغة ص [.190 :جاء النص التالي" :فسسالقرآن آمسسر زاجسسر ،وصسسامت نسساطق،
73
حجة اللسسه علسسى خلقسسه"..
]نهسسج البلغسسة ص ،265:تحقيسسق صسسبحي الصسسالح ،البحسسار:
.[.92/20
ولهسسذه النصسسوص شسسواهد أخسسرى وهسسي تكشسسف لنسسا مسسدى التنسساقض
والضسسطراب الواقسسع فسسي مصسسادر هسسؤلء القسسوم؛ فروايسساتهم -كمسسا تسسرى -
يعارض بعضها بعضًا ،لكنهم في حالة التناقض تلك قد وضسسعوا لهسسم منهجسا ً
خطيرا ً وهو الخذ بما خالف العامة -وهم أهل السنة عندهم -كما سسسيأتي
تفصيل ذلك في معتقسسدهم فسسي الجمسساع -فيأخسسذون بالجسسانب الشسساذ عسسن
الجماعة ،وإن جاء نص يخالفه ،وإن استيقظ شيخ مسسن شسسيوخهم واسسستمع
إلى نداء الحق وأعلن مخالفته لضللهم قسسالوا فسسي ذلسسك كلسسه :تقيسة -كمسا
سيأتي في مبحث التقية .-
والمتأمل لتلك المقالة التي تواترت في كتسسب الشسسيعة يلحسسظ أنهسسا مسسن
وضع عدو حاقد أراد أن يصد الشيعة عن كتاب الله سبحانه ،ويضلهم عسسن
هدى الله ،فما دامسست تلسسك المقالسسة ربطسست حجيسسة القسسرآن بوجسسود القيسسم،
والقيم هو أحد الئمة الثنسسي عشسسر؛ لن القسسرآن فسسسر لرجسسل واحسسد وهسسو
علي ،وقد انتقل علم القرآن من علي إلى سائر الئمة الثنسسي عشسسر ،كسسل
إمام يعهد بهذا العلم إلى من بعده ،حتى انتهسسى إلسسى المسسام الثسساني عشسسر
]سنبين هذا بالتفصيل -إن شاء الله -في فصل السنة [.وهو غائب مفقد عند الثني
عشرية منذ ما يزيد على أحد عشر قرنًا ،ومعدوم عند طوائف من الشيعة
وغيرهم..
فما دامت هذه المقالة ربطت حجيسسة القسسرآن بهسسذا الغسسائب أو المعسسدوم
فكأن نهايتها أن الحتجاج بالقرآن متوقف لغيسساب قيمسسه أو عسسدمه ،وأنسسه ل
يرجع إلى كتاب الله ،ول يعرج عليه في مقام الستدلل ؛ لن الحجسسة فسسي
قول المسسام فقسسط ،وهسسو غسسائب فل حجسسة فيسسه حينئذ ،ولسسذلك فسسإن طائفسسة
الخبارية من الثني عشرية "أنكروا -كما يعسسترف شسسيوخ الثنسسي عشسسرية -
الدلة الثلثة ]يعني :الجماع ،والعقل ،والقرآن الكريم [.بما فيهسسا القسسرآن الكريسسم،
وخصوا الدليل بالواحد أعني الخبار فلذلك سمو بالسسم المسسذكور" ]انظسسر:
التقليد في الشريعة السلمية ص ،93 :وقد مضى الحديث عن ذلك ص (143) :مسسن هسسذه
الرسالة.[.
وحسبك بهذا ضلل ،وإضلل عن صراط الله ...وتلك ليسسست هسسي نهايسسة
التآمر على كتاب الله ،وعلى الشيعة ،ولكنها حلقة من حلقسسات ،ومسسؤامرة
ضمن سلسلة مؤامرات طوحت بالشسسيعة بعيسسدا ً عسسن جماعسسة المسسسلمين،
وهي مقدمة ،أو إرهاص لبدء المحاولة فسسي تفسسسير كتسساب اللسسه علسسى غيسسر
وجهه ،وزعمهم أن هذا هو مسسا جسساء عسسن القيسسم والمسسام مسسن أهسسل السسبيت،
والحجة فيه ل في غيره ،وهو الناطق عن القرآن ،والمسسبين لسسه ..ول حجسسة
في القرآن إل به.
المسألة الثانية :اعتقادهم بأن الئمة اختصوا بمعرفة القرآن ل يشركهم
فيه أحد:
فإنه مما علسم مسن السسلم بالضسرورة أن علسم القسرآن لسم يكسن سسرا ً
تتوارثه سللة معينة ،ولسسم يكسسن لعلسسي اختصسساص بهسسذا دون سسسائر صسسحابة
74
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وأن الصحابة رضسسوان اللسسه عليهسسم هسسم
الطليعة الولى الذين حازوا شرف تلقي هذا القرآن عن رسسسول البشسسرية
محمد بن عبد الله ونقله إلى الجيسسال كافسسة ..ولكسسن الشسسيعة تخسسالف هسسذا
الصل وتعتقسسد أن اللسسه سسسبحانه قسسد اختسسص أئمتهسسم الثنسسي عشسسرية بعلسسم
القرآن كله ،وأنهم اختصوا بتأويله ،وأن من طلب علم القرآن من غيرهسسم
فقد ضل.
وتذكر بعض مصادر أهل السنة بأن بداية هذه المقالة ،وجذورها الولسسى
ترجع لبن سبأ فهو القائل" :بأن القرآن جزء من تسعة أجزاء وعلمه عنسسد
علي" ]الجوزجاني /أحوال الرجال ص [.38 :وقد استفاض ذكر هذه المقالة فسسي
كتب الثني عشرية بألوان الخبار وصنوف الروايات:
-1جاء في أصول الكافي في خبر طويل عن أبسسي عبسسد اللسسه قسسال" :إن
الناس يكفيهم القرآن ولو وجدوا له مفسرًا ،وإن رسول الله -صسسلى اللسسه
عليه وآله -فسره لرجل واحد ،وفسر للمة شأن ذلك الرجسسل وهسسو علسسي
بن أبي طالب ]أصول الكافي ،1/25 :وسائل الشيعة.[.18/131 :
-2وجاء في طائفة من مصادر الشيعة المعتمدة لديهم أن رسول الله -
صلى الله عليه وآله -قال" :إن اللسسه أنسسزل علسسي القسسرآن وهسسو السسذي مسسن
خالفه ضل ،ومن يبتغي علمه عند غير علي هلك" ]وسسسائل الشسسيعة،18/138 :
وانظر :بحار النوار ،7/302 :س ،19/23الطسسبري )الرافضسسي( /بشسسارة المصسسطفى ص،16 :
أمالي الصدوق ص.[.40 :
-3وزعمت أيضا ً كتب الشيعة أن أبا جعفر قال :يا قتادة ،أنت فقيه أهل
البصرة؟ فقال :هكذا يزعمون ،فقال أبو جعفر -رضي الله عنه " :-بلغني
أنك تفسر القرآن؟ فقال له قتادة :نعم -إلسسى أن قسسال -:ويحسسك يسسا قتسسادة
إنما يعرف القرآن من خوطب به" ]الكافي ،كتاب الروضة ،12/415 :رقسسم )(485
)المطبوع مع شرح جامع للمازنداني( ،وسائل الشيعة ،18/136 :تفسسسير الصسسافي-1/21 :
،22البرهان في تفسير القرآن ،1/18 :بحار النوار.[.238-24/237 :
-4وفي تفسير فرات .." :إنما على الناس أن يقرأوا القرآن كما أنسسزل،
فإذا احتاجوا إلى تفسيره فالهتداء بنسسا وإلينسسا" ]تفسسسير فسسرات ص ،91:وسسسائل
الشيعة.[.18/149 :
ً
ورواياتهم في هذا الباب كثيرة جدا ،ولو ذهبت أنقل مسسا بيسسن يسسدي منهسسا
لستغرق مجلدًا.
ففي الكافي مجموعة من البواب كل باب يتضمن طائفة مسن أخبسارهم
في هذا الموضوع مثل:
باب "أن الئمة -رضي الله عنهم -ولة أمر الله وخزتسسة علمسسه" ]أصسسول
الكافي.[.1/192 :
باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلسسق بسسسؤالهم هسسم الئمسسة ]المصسسدر
السابق.[.1/210 :
باب أن من وصفه الله تعالى في كتابه بالعلم هم الئمة ]المصدر السسسابق:
.[.1/212
باب أن الراسخين في العلم هم الئمة ]المصدر السابق.[.1/213 :
75
]المصسسدر السسسابق: بساب أن الئمسة قسسد أوتسوا العلسسم وأثبست فسسي صسدورهم
.[.1/213
أما صاحب البحار فقد ضرب بسهم وافر -كعسسادته -فسسي هسسذا المضسسار،
ومن أبوابه في ذلك:
باب أنهم أهل علم القسسرآن ،وذكسسر فسسي هسسذا البسساب ) (54روايسسة ]البحسسار:
.[.205-23/188
وباب أنهسسم خسسزان اللسسه علسسى علمسسه وفيسسه ) (14روايسسة ]المصسسدر السسسابق:
.[.26/105
كما ذكر أيضا ً طائفة من روايات هذا الموضوع ضمن:
"بسساب أنهسسم ل يحجسسب عنهسسم علسسم السسسماء والرض" ]المصسسدر السسسابق:
.[.26/109
وباب أنهم ل يحجب عنهم شيء ]المصدر السابق.[.26/137 :
وفي وسائل الشيعة للحر العاملي "بسساب عسسدم جسسواز اسسستنباط الحكسسام
من ظواهر القرآن إل بعد معرفة تفسسسيرها مسسن كلم الئمسسة -رضسسي اللسسه
عنهم -فيه ثمانون حديثا ً من أحاديثهم" ]وسائل الشيعة.[.152-18/129 :
وفي الفصول المهمة في أصول الئمة "باب أنه ل يعرف تفسير القرآن
إل الئمة" ]الحر العاملي /الفصول المهمة ص.[.173 :
وفي تفسير الصسسافي يخصسسص إحسسدى مقسسدمات تفسسسيره لهسسذه القضسسية
وهي" :المقدمة الثانية في ن ُب َذ ْ مما جاء في أن علم القسسرآن كلسسه إنمسسا هسسو
عند أهل البيت -رضي الله عنهم –" ]تفسير الصافي.[.1/19 :
أما صاحب مقدمة البرهان فيقول" :الفصل الخامس في بيسسان مسسا يسسدل
على أن علم تأويل القرآن بسل كلسه عنسد أهسل السسبيت -عليهسم السسسلم –"
]مقدمة البرهان :ص .[.15ويذكر في هذا الفصل طائفة من أخبارهم في هذه
المسألة ،ثم يقول" :أقول :والخبار في هذا البسساب أكسسثر مسسن أن تحصسسى"
]المصدر السابق :ص .[.16
ولو ذهبنا نستقصي الكتب الشيعية التي تعرضت لهذا لطال بنا المقسسام؛
لن هذا من أصولهم ،قسسال أحسسد آيسساتهم ]وهسسو حسسسين السسبروجردي مسسن شسسيوخهم
المعاصرين" :[.اعلم أن علم القرآن مخزون عند أهل البيت وهو مما قضست
به ضرورة المذهب" ]تفسير الصراط المستقيم.[.
ومن العجب أنهم بدعواهم أن علم القرآن عند الئمة نسبوا إلى الئمسسة
علم كل شئ ،فيقول أبو عبد الله -كما يزعمسسون " :-إنسسي لعلسسم مسسا فسسي
السموات وأعلم ما في الرضين ،وأعلم ما في الجنة ،وأعلم ما في النار،
وأعلم ما كان وما يكسسون ،ثسسم مكسسث هنيئة فسسرأى أن ذلسسك كسسبر علسسى مسسن
سمعه فقال :علمت ذلك مسسن كتسساب اللسسه أن اللسسه يقسسول :فيسسه تبيسسان كسسل
شيء" ]البحار.[.26/111 :
لحظ أن هذا النص الذي يزعسم صساحبه -ونسسبرئ جعفسسرا ً منسسه ،فإمسامته
ودينه ينفيان ذلك عنه -العلم بكل شيء يجهل أقرب الشياء لديه ..حيسسث
إن القرآن ليس فيه )تبيان كسسل شسسيء( وإنمسسا هسسذا تحريسسف لقسسول تعسسالى:
ء{ ]النحل ،آية .[.89 :وهو يزعم أن هذه آية من القرآن، ي ٍ ل َ
ش ْ }ت ِب َْياًنا ل ّك ُ ّ
76
س
ففضحه الله بذلك ..وهذا برهان أن هذه النصوص من وضسسع ملحسسد انسد ّ
في صفوف المسلمين للكيد للسلم وأهله.
مناقشة هذه المقالة ونقدها:
أ -مناقشة النصوص:
كمسسا يلحسسظ القسسارئ أنسسه ل يسسسمح المقسسام بجمسسع نصوصسسهم فسسي هسسذه
المسألة لكثرتها ،إذ جمعها ونقدها يستغرق صحفات كسسثيرة ..وحسسسبنا أننسسا
ذكرنا بعض المثلة عليها ،إذ كلها تحوم حسسول معنسسى واحسسد ،هسسو اختصسساص
الئمة الثني عشرية بعلم القرآن ،وأنه مخزون عندهم ،وبسسه يعلمسسون كسسل
شيء..
وسسسنتوقف عنسسد كسسل نسسص عرضسسناه لنناقشسسه ونحللسسه ..ثسسم نعسسود لصسسل
المقالة وننقدها:
النص الول) :الذي يقول بأن الرسول لم يبين القرآن إل لعلي.(...
لمققا ن ُقّز َ
س َ
ن ِللن ّققا ِ وَأنَزل َْنا إ ِل َي ْ َ
ك ال قذّك َْر ل ِت ُب َي ّق َ الله سبحانه يقولَ } :
م{ ]النحل ،آية [.44 :وكتب الشيعة تقسسول -كمسسا سسسلف :-ليسسست مسسن ه ْ َ
إ ِلي ْ ِ
وظيفة الرسول بيان القرآن للناس ،وإنما مهمته بيان "شأن ذلسسك الرجسسل
وهو علي بن أبي طالب" أما بيسسان القسسرآن للنسساس وتفسسسيره فهسسو رسسسالة
علي ل محمد ]انظر نص ص.[.(162) :
وكلم الثني عشرية هنا يذكر بكلم فرقة من فرقة الغلة وهم الغرابية
التي قالت :إن محمدا ً صلى الله عليه وسلم كان أشبه بعلي مسسن الغسسراب
بالغراب ،وأن الله عز وجل بعث جبريل عليسسه السسسلم بسسالوحي إلسسى علسسي
فغلط جبريل عليه السلم وأنزل الوحي على محمد ]ابن حزم /الفصل،5/42 :
وانظر :البغدادي /الفرق بين الفرق ص ،250 :السفراييني /التبصسسير فسسي السسدين :ص ،74
ابسسن المرتضسسى /المنيسسة والمسسل ص ،30 :الملطسسي /التنسسبيه والسسرد ص 158 :وسسسماها
)الجمهورية(.[.
ما الفرق بين هذه المقالة ،ونسسص الثنسسي عشسسرية؟! إن الثنسسي عشسسرية
أعطوا عليا ً الرسالة بدون دعوى الغلط ،وزعمسسوا أن رسسسالة النسسبي صسسلى
الله عليه وسلم التعريف بعلي فقط.
وأترك للقارئ تدبر بقية المعاني ،فهي ناطقة بذاتها.
النص الثاني:
يقول بأن من ابتغى علم القرآن عند غير علي فقد هلك ]انظر نصسسه ص) :
.[.(163
أقول :من ابتغى علم القرآن من القرآن ،أو من سنة المصسطفى صسلى
الله عليه وسلم ،أو من صحابة رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم بمسسا
فيهم علي فقد اهتدى ،والقول بأن من طلب علم القرآن عنسسد غيسسر علسسي
هلك ليس من دين السلم ،وهو مما علم بطلته من السسسلم بالضسسرورة،
فلم يخسص النسسبي صسلى اللسه عليسسه وسسسلم أحسسدا ً مسن الصسسحابة بعلسسم مسن
س
ن ِللّنا ِك الذّك َْر ل ِت ُب َي ّ َوَأنَزل َْنا إ ِل َي ْ َ
الشريعة دون الخرين .قال تعالىَ } :
م{ فالية تدل على أن البيان للناس وليس لفسسرد أو طائفسسة ه ْ ما ن ُّز َ َ
ل إ ِلي ْ ِ َ
منهم ولو كان أهل بيته.
77
وقد نفى أمير المؤمنين علي أن يكون قد خصه رسول الله صسسلى اللسسه
عليه وسلم بعلم دون الناس ]تقدم الشارة لهذا الحديث ،وتخريجه من كتب السنة:
ص.[.(79) :
وقد خاطب النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة ،ومن بعدهم ،ورغبهسسم
في تبليغ سنته ولم يخص أحدا ً منهم فقال -كما يروي زيد بن ثابت وغيره
" :-نضر الله امرءا ً سمع منا حسسديثا ً فحفظسسه حسستى يبلغسسه غيسسره ،فسسإنه رب
حامل فقه ليس بفقيه ،ورب حامل فقه إلى من هو أفقسسه منسسه] "...أخرجسسه
أحمد ،5/183 :واللفظ له ،والدارمي /مقدمسسة ،بسساب القتسسداء بالعلمسساء ،1/73 :و أبسسو داود،
كتاب العلم ،باب فضل نشر العلم ،69-4/68 ،وابن ماجه ،المقدمسسة ،بسساب مسسن بلسسغ علم سًا:
،1/84والترمذي في كتاب العلم ،باب ما جاء فسسي الحسث علسسى تبليسسغ السسسماع،34-5/33 :
وابن حبان في صحيحه )انظر :موارد الظمآن ،كتاب العلم ،باب رواية الحديث لمسسن فهمسسه
ولمن لم يفهمه ص ،(47 :قال ابن حجر في تخريسسج المختصسر :حسسديث زيسسد بسسن ثسسابت هسسذا
صسسحيح خرجسسه أحمسسد وأبسسو داود ،وابسسن حبسسان ،وابسسن أبسسي حسساتم ،والخطيسسب ،وأبسسو نعيسسم،
والطيالسي ،والترمذي ،وفي الباب عن معاذ بن جبل ،وأبي الدرداء ،وأنس وغيرهم.
)انظر :فيسض القسدير .(6/285 :وقسد ذكسره اللبساني فسسي سلسسسلة الحساديث الصسسحيحة:
،690-1/689وللشيخ عبد المحسسسن العبسساد دراسسسة حسسول هسسذا الحسسديث بعنسسوان" :دراسسسة
حديث نضر الله امرءا ً سمع مقالتي" روايسسة ودرايسسة [.وقد روت هسسذا الحسسديث كتسسب
الثني عشسسرية المعتمسسدة ]انظسسر :أصسسول الكسسافي ،1/403 :الحسسر العسساملي /وسسسائل
الشيعة [.18/63 :فيكون حجة عليها.
أما النص الثالث:
فهو يدعي أن القول لم يخاطب به سوى الئمة الثني عشر ،ومسسن هنسسا
فل يعرف القرآن سواهم )إنما يعرف القرآن من خسسوطب بسسه( ]انظسسر :ص )
،[.(134-133ولهذا يعتبر صحابة رسول الله ،والتابعون وأئمة السلم علسسى
امتداد العصور قد )هلكوا وأهلكوا( بقيامهم بتفسير القسسرآن وفسسق أصسسوله،
أو اعتقادهم أن في كتاب الله مسسا ل يعسسذر أحسسد بجهسسالته ،ومنسسه مسسا تعرفسسه
العرب من كلمها ،ومنه ما ل يعرفه إل العلماء ،ومنه مسسا ل يعلمسسه إل اللسسه
]روي هذا المعنى عن ابسسن عبسساس )انظسسر :تفسسسير الطسسبري 1/76 :تحقيسسق وتخريسسج أحمسسد
شاكر ،ومحمود شاكر ،وانظر :تفسير ابن كثير.[.(1/5 :
فالشيعة تزعم أنه ل يعرف القرآن سوى الئمة ،وأنهم يعرفون القسسرآن
كله.
وهذه دعوى تفتقر إلسى السدليل ،وزعسم يكسذبه العقسسل والنقسل ،وينقضسسه
واقع التفسير عندهم -كما سيأتي .-
النص الرابع:
يبين أن وظيفة الناس جميعا ً سوى الئمة الثني عشر هو قراءة القرآن
فقط.
ول يجوز لحد أن يتولى منصب تفسير القرآن ]انظسسر نصسسه ،[.(134) :حتى
ول رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم لن وظيفتسسه بيسسان "شسسأن ذلسسك
الرجل ،"..كما أنه من باب أولى ليس لحد من الصحابة والسلف والئمسسة
أن يتولى شيئا ً من ذلك ،وإن احتاج أحد لتفسير آية فليرجع إلى من عنسسده
علم القرآن :إلى أئمتهم ..ومسساذا سسسيجد مسسن يرجسسع إلسسى تفاسسسير الشسسيعة
78
كتفسير القمي والعياشي ،والبرهان ،وتفسير الصافي ،أو ما في الكسسافي،
والبحسسار مسسن تفسسسير ليسسات القسسرآن يزعمسسون نسسسبتها لئمتهسسم؟! .سسسيجد
تأويلت باطنية ليس لها صلة بنسسص القسسرآن ،ول سسسياق اليسسات ول معانيهسسا
ومفهوماتها ..كما سنرى نماذج من ذلك.
إن أوضح برهان في هذه الدعاوى هو واقع التفسير عنسسد هسسؤلء القسسوم،
ثم إن النص المذكور يدعو إلى العراض عسسن تسسدبر القسسرآن وفهسسم معسسانيه
وهذا من الصد عسسن ديسسن اللسسه وشسسرعه ..ولعسسل السسدافع لوضسسع مثسسل هسسذه
الروايات هو محاولة منع جمهسسور الشسسيعة مسسن قسسراءة كتسساب اللسسه وتسسدبره
وفهمسسه لن فسسي ذلسسك افتضسساحا ً لكسسذب مؤسسسسي هسسذا المسسذهب وكشسسفا ً
لضاليلهم وتعرية لمناهجهم الباطنية في تأويل كتاب الله.
ب -نقد هذه المقالة:
تقوم هذه المقالة على أن الرسول صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم أودع عليسا ً
علسم القسرآن ،وقسد وجسد لهسذه المقالسة أصسل فسي حيساة أميسر المسؤمنين،
وأظهرت السسسبئية القسسول بسسأن عنسسد علسسي غيسسر مسسا عنسسد النسساس ،فنفىسسأمير
المؤمنين ذلك نفيا ً قاطعا ً وقال" :والذي فلق الحبة وبرأ النسمة مسسا عنسسدنا
إل ما في القرآن إل فهما ً يعطى رجل في كتابه] "...تقدم تخرجسسه ص [.(79) :
-كما مر.-
ومما يجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بّين لصحابه معسساني
ل مققا ن ُقّز َ
س َ
ن ِللن ّققا ِ
القرآن ،كما بّين لهم ألفاظه ،فقسسوله تعسسالى} :ل ِت ُب َي ّ َ
م{ ]النحسسل ،آيسسة [.44 :يتناول هسسذا وهسسذا .وقسسد قسسال أبسسو عبسسد الرحمسسن ه ْ َ
إ ِلي ْ ِ
السلمي ]مقرئ الكوفة المام العلم عبسسد اللسسه بسسن حسسبيب بسسن ربيعسسة الكسسوفي ،مسن أولد
الصحابة ،مولده في حياة النبي صلى الله عليسسه وسسسلم ،وقسسد أخسسذ القسسراءات عسسن عثمسسان،
ي ،وابن مسعود.وعلي ،وزيد ،وأب ّ
)انظر :الذهبي /سير أعلم النبلء ،4/267 :السيوطي /طبقات الحفاظ :ص .(19
وهو غير أبي عبد الرحمن السلمي شيخ الصوفية ،صاحب حقسساق التفسسسير )ت (412السسذي
نسب إلى جعفر الصادق أقوال ً في تأويل القرآن على طريقة الباطنية.
وجعفر بريء من ذلك )انظر :ابن تميمسسة /منهسساج السسسنة ،4/146 :والفتسساوى-13/242 :
،243وانظر في ترجمة السلمي الخيسسر :الخطيسسب البغسسدادي /تاريسسخ بغسسداد،249-2/248 :
الذهبي ميزان العتدال" :[.(3/523 :حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن -كعثمان
بن عفان ،وعبد الله بن مسعود وغيرهما -أنهم كانوا إذا تعلموا من النسسبي
صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلمسسوا مسسا فيهسسا مسسن
العلم والعمل ،قالوا :فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميع ً
ا" ]انظسسر :مجمسسوع
فتاوى شيخ السلم ،13/331 :وقد أخرجه الطبري في تفسيره ،1/80 :وقال المحقق في
تعليقه على هذا الثر" :هذا إسناد صحيح متصل" .انظسسر :تفسسسير الطسسبري ،تحقيسسق وتعليسسق
محمود شاكر ،وأحمد شاكر .وأخرجه الطبري 1/80 :عن طريق الحسين بسسن واقسسد ،حسسدثنا
العمش عن شقيق عن ابن مسعود قال :كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجسساوزهن
حتى يعرف معانيهن والعمل بهن.
قال المحقق" :هذا إسناد صحيح" .وهو موقوف على ابن مسعود ،ولكنه مرفوع معنى؛ لن
ابن مسعود إنما تعلم القرآن من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فهو يحكي ما كان في ذلك العهد النبوي المنير )المصسسدر السسسابق (1/80وقسسال شسسعيب
الرناؤوط" :رجاله ثقات" .انظر تعليقه على سير أعلم النبلء .[. 4/270 :ولهذا كسسانوا
79
َ
ب أنَزل َْنا ُ
ه يبقون مدة في حفظ السورة ،وذلك أن الله تعالى قال} :ك َِتا ٌ
َ
فل ه{ ]سسسسورة ص ،آيسسسة .[.29 :وقسسال} :أ َ ك ل َّيققدّب ُّروا آَيققات ِ ِ
مَبققاَر ٌك ُإ ِل َْيقق َ
م ي َدّب ُّروا ن{ ]النساء ،آية ،82 :محمد ،آية [.24 :وقال} :أ َ َ
فل َ ْ قْرآ َن ال ْ ُ
ي َت َدَب ُّرو َ
ل{ ]المؤمنسسون ،آيسسة .[.68 :وتدبر القرآن بسسدون فهسسم معسسانيه ل يمكسسن، و َق ْال ْ َ
َ
ن{ ]يوسف، قُلو َ ع ِ عل ّك ُ ْ
م تَ ْ عَرب ِّيا ل ّ َ وكذلك قال تعالى} :إ ِّنا أنَزل َْناهُ ُ
قْرآًنا َ
آيسسسة .[.2 :وعقسسل القسسرآن متضسسمن لفهمسسه ،ومسسن المعلسسوم أن كسسل كلم
فالمقصود منه فهم معانيه دون مجرد ألفاظه ،فالقرآن أولى بذلك.
ولهذا لم تعد فئة من الشيعة تهضم هذه المقالسسة .وخرجسست عسسن القسسول
بكل ما فيها ،فقالت بأن ظواهر القرآن ل يختص بعلمهسسا الثنسسا عشسسر ،بسسل
يشركهم غيرهم فيها ،أما بواطن اليات فمن اختصاص الئمة .وقام خلف
كبير حول حجية ظواهر القرآن بين الخبارين والصسسوليين ،فسسالفئة الولسسى
ترى أنه ل يعلم تفسير القرآن كله ظاهره وباطنه إل الئمة ،والخرى ترى
حجيسسة ظسسواهر القسسرآن لعمسسوم الدلسسة فسسي السسدعوة لتسسدبر القسسرآن وفهمسسه
]تعرضت لهذه المسألة كسسثير مسن كتسسب التفسسسير وأصسسول الفقسسه عنسسدهم .انظسسر :الخسسوئي/
البيان :ص 263وما بعدها ،السسبروجردي /تفسسسير الصسسراط المسسستقيم 2/175 :ومسسا بعسسدها،
المظفر /أصول الفقه ،3/130 :الحكيسم /الصسول العامسة للفقسه المقسارن :ص ،105-102
الميثمي /قوامع الفضول :ص .[.298
إن دعوى أن القرآن لم يفسر إل لعلي هي مخالفة لقول الله سسسبحانه:
مهق ْعل ّ ُ
ول َ َ
م َ هق ْ مققا ن ُقّز َ َ
ل إ ِلي ْ ِ س َ
ن ِللن ّققا ِ وَأنَزل ْن َققا إ ِل َي ْق َ
ك ال قذّك َْر ل ِت ُب َي ّ ق َ } َ
ن{ ]النحل ،آية .[.44 :فالبيان للناس ل لعلي وحده -كمسسا سسسبق .- فك ُّرو َ ي َت َ َ
فليس لمن قال بهذه المقالة إل أحد طريقين :إما القول بأن الرسول لسسم
يبلغ ما أنزل إليه ،وإما أن يكذب القرآن ،وهي مخالفة للعقل وما علم من
السلم بالضرورة ،ودعوى أن علم القرآن اختص به الئمة ينسسافيه اشسستهار
عدد كبير من صحابة رسول الله صلى اللسسه عليسسه وسسسلم بتفسسسير القسسرآن
كالخلفاء الربعة ،وابسسن مسسسعود ،وابسسن عبسساس ،وزيسسد بسسن ثسسابت وغيرهسسم.
"وكان علي -رضي الله عنه -يثني على تفسسسير ابسسن عبسساس" ]انظسسر :ابسسن
عطية /المحرر الوجيز ،1/19 :ابن جزي /التسهيل.[.1/9 :
قال شيخ السلم ابن تيمية" :وهذا ابن عباس نقل عنه من التفسير مسسا
شاء الله بالسانيد الثابتة ليس فسسي شسسيء منهسسا ذكسسر علسسي ،وابسسن عبسساس
يروي من غير واحسسد مسسن الصسسحابة؛ يسسروي عسسن عمسسر وأبسسي هريسسرة وعبسسد
ي بن كعب وأسامة بن زيسسد وغيسسر الرحمن بن عوف وعن زيد بن ثابت وأب ّ
ً
واحد من المهاجرين والنصار .وروايته عسسن علسسي قليلسسة جسسدا ،ولسسم يخسسرج
أصحاب الصحيح شيئا ً من حديثه عن علي ،وخرجوا حديثه عن عمسسر وعبسسد
الرحمن بن عوف وأبي هريسسرة وغيرهسسم ...ومسسا يعسسرف بأيسسدي المسسسلمين
تفسير ثابت عن علي ،وهذه كتب الحديث والتفسسسير مملسسوءة بالثسسار عسسن
الصحابة والتابعين ،والذي منها عن علي قليل جدًا ،وما ينقل من التفسسسير
عن جعفر الصادق عامته كذب على جعفر" ]منهاج السنة.[.4/155 :
ثم إن تعميم القول بأن الئمة يعلمون القرآن كله غلو فاحش ،ذلك أنسسه
كما يقول ابن جرير الطبري" :إن مما أنزل الله من القسسرآن مسسا ل يوصسسل
80
إلى علم تأويله إل ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم وذلسسك تفصسسيل مسسا
هو مجمل في ظاهر التنزيل ،وبالعباد إلسسى تفسسسيره الحاجسسة ،مسسن شسسرائع
الدين؛ كأوامره ،ونواهيه ،وحلله ،وحرامسسه ،وحسسدوده ،وفرائضسسه .فل يعلسسم
أحد من خلق الله تأويل ذلك إل ببيان الرسول صلى الله عليه وسسسلم ،ول
يعلمه رسول الله إل بوحي الله .ومنسسه مسسا ل يعلسسم تسسأويله إل اللسسه الواحسسد
القهار ،وذلك ما فيه من أمور اسسستأثر اللسسه بعلمهسسا؛ كسسوقت قيسسام السسساعة
والنفخ في الصور ..ومنه ما يعلم تأويله كل ذي علم باللسان العربي الذي
نزل به القرآن" ]تفسير الطبري.[.88-87 ،74-1/73 :
هذا وقولهم :إن علم القرآن انفرد بنقله علي يفضسسي إلسسى الطعسسن فسسي
تواتر شريعة القرآن من الصحابة إلى سائر الجيال ،لنه لم ينقلها -علسسى
حد زعمهم -عن رسول الله إل واحد هو علي..
وبعد :فهذه المقالة مؤامرة ،الهدف منها الصد عن كتسساب اللسسه سسسبحانه
والعراض عن تدبره ،واستلهام هسسديه ،والتفكسسر فسسي عسسبره ،والتأمسسل فسسي
معانيه ومقاصده .فالقرآن في دين الشيعة ل وسيلة لفهسسم معسسانيه إل مسسن
طريقة الئمة الثني عشسر ،أمسا غيرهسم فمحسروم مسن النتفساع بسه ،وهسي
محاولة -أو حيلة -مكشوفة الهدف ،مفضوحة القصد؛ لن كتاب الله نزل
قْرآن ًققابلسان عربي مسسبين وخسسوطب بسسه النسساس أجمعسسون }إ ِّنا َأنَزل ْن َققاهُ ُ
دى هق ًو ُس َ ذا ب ََيا ٌ ّ
هق َ قُلو َ عل ّك ُ ْعَرب ِّيا ل ّ َ
ن للن ّققا ِ ن{ ]يوسف ،آية ،[.2 :س } َ ع ِم تَ ْ َ
ن{ ]آل عمسسران ،آيسسة .[.138 :وأمسسر اللسسه عبسساده بتسسدبره، قي َمت ّ ِ ْ ّ
ة لل ُ َ
عظ ٌ و ِم ْ و َ َ
والعتبار بأمثاله ،والتعسساظ بمسواعظه ،ومحسسال أن يقسسال لمسن ل يفهسسم مسا
يقال له ول يعقل تأويله :اعتبر بما ل فهسسم لسسك بسسه ول معرفسسة مسسن البيسسان
والكلم ]انظر :تفسير الطبري.[.1/82 :
وهي محاولة للصد عن ذلك العلم العظيم فسسي تفسسسير القسسرآن ،والسسذي
نقله إلينا صحابة رسول الله والسلف والئمة ..فهسسذه الكنسسوز العظيمسسة ل
عبرة بها ول قيمة لهسسا فسسي ديسسن الشسسيعة ،لنهسسا ليسسست واردة عسسن الئمسسة
الثني عشرية ،وقد صسسرح بسسذلك بعسسض شسسيوخهم المعاصسسرين فقسسال" :إن
جميع التفاسير الواردة عن غير أهل البيت ل قيمة لها ول يعتد بها" ]محمسسسد
رضا النجفي /الشيعة والرجعة :ص .[.19
والقيمة في كتب التفسير عندهم وحدها.
وإذا ذهبنا نبحث عن هذه القيمة في كتبهم فماذا نجد؟
لقد حولت كتب التفسير المعتمسسدة عنسسدهم كتفسسسير القمسسي والعياشسسي
والصافي والبرهان وكتب الحديث كالكافي والبحسسار تسسأويلت لكتسساب اللسسه
منسوبة لل البيت تكشف في الكثير الغالب عن جهل فاضح بكتاب اللسسه،
وتأويسسل منحسسرف ليسساته ،وتعسسسف بسسالغ فسسي تفسسسيره ،ول يمكسسن أن تصسسح
نسبتها لعلمسساء آل السسبيت ،فهسسي تسسأويلت ل تتصسسل بمسسدلولت اللفسساظ ،ول
بمفهومها ،ول بالسياق القرآني -كما سيأتي أمثلسسة ذلسسك -ومعنسسى ذلسسك -
بناء على هذه العقيدة -أن هذا هو مبلغ علم علماء آل السسبيت ،وفسسي ذلسسك
من الزراية عليهم ،ونسبة الجهل إليهم الشيء الكسثير مسن قسسوم يزعمسسون
محبتهم والتشيع لهم.
81
وأمسسر آخسسر أكسسبر وأخطسسر وهسسي أن تلسسك التسسأويلت ..هسسي علسسم القسسرآن،
ومعانيه ،وأنسسه ل معنسسى للقسسرآن أعظسسم منهسسا ،لنهسسا خرجسست مسسن المصسسدر
الصيل والوحيد والصحيح للتلقي .وهذا تهوين من أمر القرآن وشسسأنه ،بسسل
محاربة له وصد عنه بوسيلة ماكرة خبيثة.
المسألة الثالثة :اعتقادهم بأن قول المام ينسخ القسسرآن ويقيسسد مطلقسسه
ويخصص عامه..
بناًء على اعتقاد الشيعة بأن المام هو قيم القرآن ،وهو القرآن النسساطق
]انظر :مسألة أن القرآن ليس بحجة إل بقيم ص [.(127) :وأنهم هم خزنة علم اللسسه
وعيبة ]العيبة :زبيل من أدم ،ومن الرجل موضع سره) .انظر :أصول الكافي) :الهسامش(:
[.(1/192وحيه ]انظسسر :أصسسول الكسسافي :بسساب أن الئمسسة ولة أمسسر اللسسه وخزنسسة علمسسه:
،[.1/192وأنه بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكمل التشريع ،بسسل
إن بقية الشريعة أودعهسسا الرسسسول لعلسسي ،وأخسسرج علسسي منهسسا مسسا يحتسساجه
عصره ،ثم أودع ما بقسسي لمسسن بعسسده ،وهكسسذا إلسسى أن بقيسست عنسسد إمسسامهم
الغائب ]انظر :فصل السنة.[.
بناًء على ذلك فإن مسألة تخصسسيص عسسام القسسرآن ،أو تقييسسد مطلقسسة ،أو
نسخه هي مسألة لم تنته بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لن النص
النبوي ،والتشريع اللهي استمر ولسسم ينقطسسع بوفسساة الرسسسول ،بسسل اسسستمر
عندهم إلى بداية القرن الرابع الهجري وذلك بوقوع الغيبسسة الكسسبرى ]انظسسر:
مسألة الغيبة في موضعها من هسسذه الرسسسالة .[.والتي انتهت بهسسا صسسلتهم بالمسسام،
وانقطع تلقي الوحي اللهي عنه؛ لنهم يعتقدون "أن حديث كل واحد مسسن
الئمسسة الطسساهرين قسسول اللسسه عسسز وجسسل ،ول اختلف فسسي أقسسوالهم كمسسا ل
اختلف في قوله تعالى" ]المازندراني /شرح جامع )علي الكافي( .[.2/272 :
وقالوا :يجوز لمن سمع حديثا ً عن أبي عبد الله )يعنون جعفر بن محمسسد
الصادق( أن يرويه عن أبيه أو أحد أجداده؛ بل يجسسوز أن يقسسول :قسسال اللسسه
تعالى ]المصسسدر السسسابق [.2/272 :فكسسان للمسسام -فسسي اعتقسسادهم -تخصسسيص
القرآن أو تقييده أو نسخه ،وهو تخصيص أو تقييد أو نسخ للقرآن بالقرآن،
لن قول المام كقول الله -كما يفترون .!!-
ذلك أنهم يرون -كما يقول أحسسد آيسساتهم فسسي هسسذا العصسسر " :-أن حكمسسة
التدريج اقتضت بيان جملة من الحكام وكتمان جملة ،ولكنه -سسسلم اللسسه
عليه -أودعها عند أوصيائه :كل وصي يعهد بهسا إلسسى الخسر ،لينشسرها فسسي
الوقت المناسب لهسسا حسسسب الحكمسسة :مسسن عسسام مخصسسص ،أو مطلسسق ،أو
مقيسسد ،أو مجمسسل مسسبين إلسسى أمثسسال ذلسسك ،فقسسد يسسذكر النسسبي عامسا ً ويسسذكر
ل ،بسسل يسسودعه عنسسد وصسسية مخصصة بعد برهة من حياته ،ول قد يذكره أص س ً
إلى وقته" ]محمد حسين آل كاشف الغطا /أصول الشيعة ص.[.77 :
ومسألة النسخ والتخصيص والتقييد ...ليست إل جزءا ً من وظيفة المئة
الكبرى وهي )التفويض في أمر الدين( والتي يقررها صاحب الكسسافي فسسي
باب يعقده في هذا الشأن بعنوان" :باب التفويض إلى رسول الله -صسسلى
الله عليه وآله -وإلسسى الئمسسة -عليهسسم السسسلم -فسسي أمسسر السسدين" ]أصسسول
الكافي.[.1/265 :
82
فالئمة قد فوضوا في أمر هذا الدين ،كما فوض رسول الله صسسلى اللسسه
عليه وسلم ،فلهم حق التشريع .تقول كتب الشيعة عسسن الئمسسة" :إن اللسسه
م ما آت َققاك ُ ُ
و َعز مجل ..فوض إلى نبيه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم فقسسالَ } :
هوا{ ]الحشسسر ،آيسسة .[.7 :فمسسا فقانت َ ُ ه َعْنق ُم َ هقاك ُ ْ مقا ن َ َو َذوهُ َ خ ُ ف ُل َسو ُالّر ُ
فوض إلى رسول الله -صلى اللسسه عليسسه وآلسسه -قسسد فوضسسه إلينسسا" ]أصسسول
الكافي.[.1/266 :
وقال أبو عبد الله -كما تزعم كتب الشيعة " :-ل واللسسه مسسا فسسوض اللسسه
إلى أحد من خلقه إل إلى رسول الله -صلى الله عليه وآله -وإلى الئمة.
سن الّنققا ِ م ب َْيقق َ ح ُ
كقق َ ق ل ِت َ ْ
ح ّب ِبال ْ َك ال ْك َِتا َقال عز وجل} :إ ِّنا َأنَزل َْنا إ ِل َي ْ َ
ه{ ]النسسساء ،آيسسة .[.105 :وهسسي جاريسسة فسسي الوصسسياء" ]أصسسول ما أ ََرا َ
ك الل ّ ُ بِ َ
الكافي.[.1/268 :
ثم إن الئمة هم مسسستودع علسسوم الملئكسسة والنبيسساء والرسسسل ،وعنسسدهم
جميع الكتب التي نزلسست مسسن السسسماء ،كمسسا تقسسرره كتبهسسم المعتمسسدة فسسي
روايات كثيرة كما سيأتي ]انظر :فصل السنة ،ومبحث "اليمسسان بسسالكتب" ..[.فهذه
المهام التشريعية هي من فيض هذه العلوم المخزونة عند الئمة.
أما التطبيق العلمي لهذه العقيدة فهو ذلك الكسسم الهسسائل مسسن الروايسسات
في مسائل العقيدة وغيرهسسا ،والسستي شسسذوا بهسسا عسسن أئمسسة السسسلم .فمثل ً
ألفاظ الكفر والكفار والشرك والمشركين الواردة في كتاب الله سبحانه،
والتي تعم كل من كفر بالله وأشرك ..جاءت عندهم روايات كسسثيرة تخسسص
هذا العموم بالكفر بولية علي والشرك باتخاذ إمسسام معسسه -كمسسا سسسيأتي –
]سيأتي شواهد لذلك في مبحث :أمثلة من تأويلت الشيعة ليسسات القسسرآن ،ومبحسسث توحيسسد
اللوهية [.فخصصوا عموم الكتاب بل مخصص ،أو حرفوا النصسسوص وزعمسسوا
أنه تخصيص ،واعتبروا مسألة المامة أخطر من الشرك والكفسسر ،بل دليسسل
من عقل أو نقل صحيح ،وخرجوا عسسن إجمسساع المسسسلمين ،ومسسا تسسواتر مسسن
نصوص الدين ،وتجاهلوا حتى اللغة السستي نسسزل بهسسا القسسرآن العظيسسم }إ ِّنا
قُلو َ
ن{ ]يوسف ،آية.[.2 : ع ِ عل ّك ُ ْ
م تَ ْ عَرب ِّيا ل ّ َ َأنَزل َْناهُ ُ
قْرآًنا َ
وسنرى أمثلة كثيرة فيما سيأتي لهذا الضرب من التحريف.
نقد هذه العقيدة:
قد ختم الله سبحانه بمحمد صلى الله عليسسه وسسسلم الرسسسالت ،وأكمسسل
برسالته الدين ،وانقطع بموته الوحي .وهذه أمور معلومة من دين السلم
بالضرورة .وهذه المقالة تقوم على إنكار هسسذه الركسسان ،أو تنتهسسي بقائلهسسا
إلى ذلك ،وهذا بل شسسك نقسسض لحقيقسسة "شسسهادة أن محمسسدا ً رسسسول اللسسه"
والتي ل يتم إسلم أحد إل باليمان بها.
ولعل المتأمل لهذه المقالة ،والمحلل لبعادها يدرك أن الهدف من هذه
المقالة تبديل ديسن السسسلم ،وتغييسسر شسسريعة سسيد النسسام؛ إذ إن كلم اللسسه
سبحانه عرضة للتبديل والتغيير بناسخ ،أو مخصص ،أو مقيسسد ،أو مسسبين ،أو
عام يزعم شيوخ الشيعة نقله عن أئمتهم.
ولعل صورة التغيير تبدو بشكل أوضح وأجلى ،إذا أدركنا مسسا جبسسل عليسسه
هؤلء القوم من الكذب حتى جعلوه دينا ً وقربة -كما سيأتي ]انظسسر :مسسسألة
83
التقية" - [.ومن تأمل كتب الجسسرح والتعسسديل رأى المعسسروف عنسسد مصسسنفيها
بالكذب في الشيعة أكثر منهم في سائر الطوائف" ]انظر :المنتقى :ص .[.22
وقد شهد طائفة من أئمة المسلمين بأنه لم ير أكذب وأشهد بالزور منهم،
وأنهسسم يضسسعون الحسسديث ويتخسسذونه دينسسًا ،وأن النسساس كسسانوا يسسسمونهم
بالكذابين ،ونهى أهل العلم عن أخذ الحسديث عسن هسؤلء الروافسض ]انظسسر:
منهاج السنة ،1/16 :س ،17السيوطي /تدريب الراوي" ،[.1/327 :بل في كتسسب هسسؤلء
نصوص تتضمن شكوى آل البيت من كذب هسسؤلء وبهتسسانهم" ]انظسسر :البحسسار:
،25/263الممقاني /تنقيح المقال) 1/174 :المقام الثالث مسسن المقدمسسة( ،وانظسسر :رجسسال
الكشي رقم،174 :س ،216س ،541س ،542س ،544س ،549س ،588س ،659س ،741س ،909س ،1007
،1048 ،1047وسيأتي ذكر بعض ذلك في "اعتقادهم في السنة".[.
وهذه الدعوى تقسسوم علسسى أن ديسسن السسسلم نسساقص ويحتسساج إلسسى الئمسسة
الثني عشر لكماله ،وأن كتاب الله وسنة رسوله صلى اللسسه عليسسه وسسسلم
لم يكمسسل بهمسا التشسسريع ..إذ إن بقيسسة الشسسريعة مودعسسة عنسسد الئمسسة ،وأن
رسول الهدى صلى الله عليه وسلم لم يبلغ ما أنزل إليسسه مسسن ربسسه ،وإنمسسا
كتم بعض ما أنزلسسه إليسسه وأسسسره لعلسسي ..وكسسل ذلسسك كفسسر بسسالله ورسسسوله،
َ
مم ِدين َك ُق ْ ت ل َك ُق ْ مل ْق ُ م أك ْ َ و َ ومناقضة لصسسول السسسلم ،قسسال تعسسالى} :ال ْي َ ْ
َ
دين ًققا{ ]المسسائدة ،آيسسة: م ِ س قل َ َ م ال ِ ْ ت ل َك ُ ُ ضي ُ وَر ِ مِتي َ ع َم نِ ْعل َي ْك ُ ْ ت َ م ُ م ْوأت ْ َ َ
.[.3
ء{ ]النحسسل، ي ٍ شق ْ ل َ كق ّ ب ت ِب َْياًنا ل ّ ُ ك ال ْك َِتا َ عل َي ْ َ ون َّزل َْنا َ ويقول سبحانهَ } :
ه{ ]آل عمسسران ،آيسسة: مققون َ ُ ول َ ت َك ْت ُ ُ س َ َ
َ ه ِللّنا ِ آية ،[.89 :وقال تعالى} :لت ُب َي ّن ُن ّ ُ
ت ن ال ْب َي ّن َققا ِ مق َ مققا أنَزل ْن َققا ِ ن َ مققو َ ن ي َك ْت ُ ُ ذي َ ن ال ّق ِ ،[.187وقسسال تعسسالى} :إ ِ ّ
ُ
م الل ّق ُ
ه ه ُ عن ُ ُك َيل َ ب أوَلقئ ِ َ في ال ْك َِتا ِ س ِ ِ ما ب َي ّّناهُ ِللّنا د َع ِمن ب َ ْ دى ِ ه َ وال ْ ُ َ
ْ ْ َ َ ْ ّ ّ ْ
وب َي ّن ُققوا {] ...البقسسرة، حوا َ ص قل ُ وأ ْ ن ت َققاُبوا َ ذي َ ن ،إ ِل ّ ال ِ عُنو َ م الل ِ ه ُعن ُ ُوي َل َ َ
اليتان.[.160 ،159 :
وقد نسب المام الشعري هذه المقالة إلى الصنف الخامس عشر مسسن
أصناف الغالية من الشيعة -حسسسب تقسسسيمه -فهسسم السسذين "يزعمسسون أن
الئمة ينسسسخون الشسرائع ويهبسط عليهسسم الملئكسسة ،وتظهسسر عليهسم العلم
والمعجزات ويوحى إليهم" ]مقالت السلميين.[.1/88 :
وهذه العقائد أصبحت من أصسول الثنسسي عشسرية ]انظسسر فسسي دعسسوى الثنسسي
عشرية أن الئمة يوحى إليهم وتهبط عليهم الملئكة :فصل السنة من هذا الكتسساب ،وانظسسر
في قول الثني عشرية بأن الئمة تظهر عليهم المعجزات :مبحث اليمان بالنبياء مسسن هسسذا
الكتاب ،[.لنها شربت مذاهب الغلة حتى الثمالة.
ه( إلسسى هسسذه المقالسسة وقد أشار أبو جعفر النحاس )المتسسوفى سسسنة 338
ولم ينسبها لحد فقال" :وقال آخرون :باب الناسخ والمنسوخ إلى المسسام،
ينسخ ما يشاء" ]الناسخ والمنسوخ :ص [.8وعد ّ ذلك من عظيم الكفر ،ثم بين
بطلنه بقوله" :لن النسخ لم يكن إلسسى النسسبي صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم إل
بالوحي من الله -جل وعز -إما بقرآن مثله على قول قسسوم ،وإمسسا بسسوحي
ما من غير القرآن ]يعنسسي سسسنة المصسسطفى صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم قسسال تعسسالى َ } :
و َ
84
ي ُيققوَحى{ ]النجسسم ،آيسسة ،[.[4-3:فلما ارتفسع هسذان
حقق ٌ و إ ِل ّ َ
و ْ هقق َ وى ،إ ِ ْ
ن ُ ن ال ْ َ
ه َ ع ِ
ق َ
ي َن ْطِ ُ
بموت النبي صلى الله عليه وسلم ارتفع النسخ ]الناسخ والمنسوخ :ص .[.9-8
المبحث الثاني
اعتقادهم في تأويل القرآن
وفيه مسسسألتان :الولسسى :اعتقسسادهم بسسأن للقسسرآن معسساني باطنسسة تخسسالف
الظاهر ،والثانية :قولهم بأن جل القرآن نزل فيهم وفي أعدائهم.
المسألة الولى :اعتقادهم بأن للقرآن معاني باطنة تخالف الظاهر:
وهذه المسألة قد أخذت بعدا ً كبيرا ً وخطيرا ً عنسسد الشسسيعة ،حيسسث تحسسول
كتاب الله عندهم بتأثير هسسذا المعتقسسد إلسسى كتسساب آخسسر غيسسر مسسا فسسي أيسسدي
المسلمين ،وقد ذهب شيوخ الشيعة وفي تطبيق هذا المبدأ شسسوطا ً بعيسسدًا،
وقدم الشيعة مئات الروايات والتي تسسؤول آيسسات اللسسه علسسى غيسسر تأويلهسسا..
ونسبوها للئمة الثني عشر .وليس لهذا التأويل البسساطني مسسن ضسسابط ،ول
له قاعدة يعتمد عليها ..وسيجد القارئ في تأويلهم ليات القسسرآن محاولسسة
يائسة لتغيير هذا الدين وتحوير معالمه وطمس أركانه.
فأركان الدين تفسر بالئمة ،وآيات الشرك والكفر تؤول بالشرك بوليسسة
علي وإمسسامته ،وآيسسات الحلل والحسسرام تفسسسير بالئمسسة وأعسسدائهم ،وهكسسذا
يخرج القارئ لهذه التأويلت بدين غير دين السلم .وهذا الدين لسسه ركنسسان
أساسيان هما :اليمان بإمامة الثني عشر ،والكفر واللعن لعدائهم.
جاء في أصول الكافي للكليني ما نصه .." :عن محمد بن منصور قسسال:
سألت عبدا ً صالحا ً ]يعنون به موسى الكاظم والسذي يعتسبرونه إمسامهم السسابع )انظسر:
محققّر َ
ما َ ل إ ِن ّ َ أصول الكافي :الهامش [.(1/374 :عن قول الله عز وجلُ } :
ق ْ
ن{ ]العسسراف ،آيسسة .[.33 :قسسال: ما ب َطَق َ
و َ
ها َ
من ْ َ ما ظَ َ
هَر ِ ش َ
ح َ
وا ِ ي ال ْ َ
ف َ َرب ّ َ
فقال :إن القرآن له ظهر وبطسسن ،فجميسسع مسسا حسسرم اللسسه فسسي القسسرآن هسسو
الظاهر ،والباطن من ذلك أئمة الجسسور ،وجميسسع مسسا أحسسل اللسسه تعسسالى فسسي
الكتاب هو الظاهر ،والباطن من ذلسسك أئمسسة الحسسق" ]أصسسول الكسسافي،1/374 :
النعماني /الغيبة :ص ،83تفسير العياشي.[.2/16 :
تقرر هذه الرواية الواردة في أصح كتبهم الربعة مبدأ أن للقرآن معاني
باطنة تخالف الظاهر مخالفة تامة ،وتضرب المثل بما أحل الله وحرم في
كتابه من الطيبسسات ،والخبسسائث ،وأن المقصسسود بسسذلك رجسسال بأعيسسانهم هسسم
الئمة الثنا عشرية ،وأعداؤهم وهم كل خلفاء المسلمين ..وهذا التأويل ل
أصل له من لغة أو عقل ،أو دين ،وهسسو محاولسسة لتغييسسر ديسسن السسسلم مسسن
أساسه ودعوة إلى التحلل والباحية!!
وفي هذا النص الوارد في أصح كتبهم يظهر من خلله الدافع إلى القول
بأن القرآن له ظهر وبطن ،وهو أن كتاب الله سبحانه خل من ذكر أئمتهسسم
ض مضساجعهم، الثني عشسسر ،ومسسن النسسص علسسى أعسسدائهم ،وهسسذا المسسر أقس ّ
وأفسد عليهم أمرهم ،وقد صرحوا بأن كتاب الله قسسد خل مسن ذكسسر الئمسسة
فقالوا" :لو قرئ القرآن كما أنزل للفينا مسلمين" ]انظسسر :تفسسسير العياشسسي:
85
،1/13المجلي /البحار ،19/30 :هاشم البحراني /البرهان :ج 1ص .[.22فلما لسسم يكسسن
لصل مذهبهم وهو )المامة( والئمة ذكر في كتاب الله قالوا بهذه المقالة
لقناع أتباعهم ،وترويج مذهبهم بين الغرار والجهلسسة ،وحسستى يجعلسسوا لهسسذه
المقالة القبول أسندوها -كعادتهم -لبعض آل البيت.
ومسألة القول بأن لنصوص القرآن باطنا ً يخسسالف ظاهرهسسا شسساعت فسسي
كتب القوم وأصبحت أصل ً من أصولهم ،لنه ل بقاء لمذهبهم إل بهسسا أو مسسا
في حكمها ،ولهذا عقد صاحب البحار بابسا ً لهسذا بعنسوان" :بساب أن للقسرآن
ظهرا ً وبطنسًا" ]انظسسر :البحسسار [.106-92/78 :وقسسد ذكسسر فسسي هسسذا البسساب )(84
رواية ،وهذه الروايات هي قليل من كسسثير ممسسا أورده فسسي كتسسابه فسسي هسسذا
الموضوع ..فقد قال في صدر هذا الباب إنسسه" :قسسد مضسسى كسسثير مسسن تلسسك
الخبار في أبواب كتاب المامة ونورد هنسسا مختصسسرا ً مسسن بعضسسها" ]المصسسدر
السابق ،[.92/87 :ثم ساق الروايات الربع والثمانين.
وفي تفسير البرهان عقد بابا ً مماثل ً لما في البحسسار بعنسسوان» :بسساب فسسي
أن القرآن له ظهر وبطن" ]البرهان.[.1/19 :
وفي مقدمة تفسير البرهان أفاض القول في هسسذه المسسسألة ،فقسسد ذكسسر
خمسة فصول حشر فيها روايات أئمته في هذا الباب انتخبها من مجموعة
كبيرة من كتبهم المعتمدة ]مرآة النوار :ص .[.19-4وقد قرر كسثير مسن كتسب
التفسير عندهم في مقدماتها هذه المسألة كأصسسل مسسن أصسسولهم كتفسسسير
القمسي ]انظسسر :تفسسسير القمسسي ،1/14 :س ،[.16والعياشسي ]انظسسر :تفسسسير العياشسسي:
،[.1/11والصافي ]تفسير الصافي [.1/29 :وغيرها.
ومن نصوصهم فسسي هسسذه المسسسألة" :أن للقسسرآن ظهسسرا ً وبطنسًا ،وببطنسسه
بطن إلى سبعة أبطن" ]المصدر السابق.[.1/31 :
وعن جابر الجعفي قال" :سألت أبا جعفر عن شيء من تفسير القسسرآن
فأجابني ،ثم سألت ثانية فأجابني بجواب آخر ،فقلت :جعلسست فسسداك كنسست
أجبت في هذه المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم؟ فقال لي :يا جابر :إن
للقرآن بطنًا ،وللبطن بطنا ً وظهرًا ،وللظهر ظهرًا ،يسا جسسابر ،وليسس شسسيء
أبعد من عقول الرجال من تفسير القرآن ،إن الية لتكون أولها في شيء
وآخرها في شيء وهو كلم متصل يتصرف علسسى وجسسوه" ]تفسسسير العياشسسي:
،1/11السسبرقي /المحاسسسن :ص ،300البرهسسان فسسي تفسسسير القسسرآن ،21-1/20 :تفسسسير
الصافي ،1/29 :بحار النوار ،92/95 :وسائل الشيعة.[.18/142 :
وتقرر نصوص الشيعة أن لكل آية معنى باطنيًا ،بل قالوا أكثر من ذلسسك؛
فقالوا :لكل آية سبعة بطون .ثم طاشت تقديراتهم فقالت :بأن لكسسل آيسسة
سبعين باطنًا ،واستفاضت بشسأن ذلسك أخبسارهم؛ قسال أحسد شسيوخهم.." :
لكل آية من كلم الله ظهر وبطن ..بل لكل واحسسدة منهسسا كمسسا يظهسسر مسسن
الخبار المستفيضة سبعة وسبعون بطن ً
ا" ]أبو الحسن الشريف /مرآة النسسوار :ص
.[.3وما ندري ما كنه هذه البطون؟! والمعنى الذي يحاولون إثباته ل يعدو
أحد أمرين :إثبات إمامة الثني عشر ،أو الطعن في مخالفيهم وتكفيرهسسم،
فلماذا تتعدد هذه البطون...؟!
86
والناظر في رواياتهم التي تسسذهب هسسذا المسسذهب البسساطني والسستي تتسسسع
لعرضها المجلدات يجد أنها ل تعدو هذين الموضوعين .قسسالوا» :وقسسد دلسست
أحاديث متكاثرة كادت أن تكون متواترة على أن بطونها وتأويلها بل كسسثير
من تنزيلها وتفسيرها في فضل شأن السادة الطهار ...بل الحسق المتسسبين
أن أكسسثر آيسسات الفضسسل والنعسسام والمسسدح والكسسرام ،بسسل كلهسسا فيهسسم وفسسي
أوليائهم نزلت ،وأن جل فقرات التوبيخ والتشسنيع والتهديسد والتفظيسع؛ بسل
جملتها فسي مخسالفيهم وأعسدائهم ...إن اللسه عسز وجسل جعسل جملسة بطسن
القرآن في دعوة المامة والولية ،كما جعل جل ظهره في دعوة التوحيسسد
والنبسسوة والرسسسالة] "..المصسسدر السسسابق :ص .[.3وسسسيأتي تفصسسيل ذلسسك فسسي
مسألة "أن جل القرآن نزل فيهم وفي أعدائهم".
نقد هذه المقالة:
ل شك أن للقرآن العظيسم أسسسراره ولفتساته ،وإيمساءاته وإيحساءاته ،وهسو
بحر عظيم ل تنفذ كنوزه ول تنقضي عجائبه ،ول ينتهي إعجازه ..وكل ذلك
مما يتسع له اللفظ ول يخرج عن إطار المعنى العام ..ولكن دعسسوى أولئك
الباطنيين غريبة عن هذا المقصد ،وهي تسسأويلت -كمسسا سسسيأتي -ل تتصسسل
بمدلولت اللفسساظ ول بمفهومهسسا ،ول بالسسسياق القسسرآن ،بسسل هسسي مخالفسسة
للنص القرآني تمامًا ،هسسدفها هسسو البحسسث فسسي كتسساب اللسسه مسسن أصسسل يؤيسسد
شذوذهم ،وغايتها الصد عن كتاب الله ودينه ،وحاصل هذا التجاه البسساطني
في تأويل نصوص الشريعة هو النحلل عن الدين ]انظر :ابن حجر /فتح الباري:
.[.1/216
وعموم البشر على اختلف لغاتهم يعتبرون ظاهر الكلم هو العمدة في
المعنى ،وأسلوب الحاجي واللغاز ل وجود له إل في الفكر الباطني ،ولسسو
اتخذ هذا السسسلوب قاعسسدة لمسسا أمكسسن التفسساهم بحسسال ،ولمسسا حصسسل الثقسسة
بمقال؛ لن المعاني الباطنية ل ضابط لها ول نظام.
والمتأمل لهذه المقالة يدرك خطورة هذا التجسساه البسساطني فسسي تفسسسير
القرآن ،وأنه يقتضي بطلن الثقسسة باللفسساظ ،ويسسسقط النتفسساع بكلم اللسسه
وكلم رسوله ،فإن ما يسبق إلى الفهم ل يوثق به ،والباطن ل ضسسابط لسسه،
بل تتعارض فيه الخواطر ،ويمكن تنزيله على وجوه شتى ،وبهسسذا الطريسسق
يحاول الباطنية التوصل إلى هدم جميع الشريعة بتأويل ظواهرها ،وتنزيلها
على رأيهم .ولو كانت تلك التأويلت الباطنية هي معاني القرآن ،ودللتهسسا
لما تحقق به العجاز ،ولكن من قبيل اللغاز ،والعرب كانت تفهسسم القسسرآن
من خلل معانيه الظاهرة.
قال شيخ السلم ابن تيمية" :مسسن ادعسسى علم سا ً باطن سًا ،أو علم سا ً ببسساطن
وذلك يخالف العالم الظاهر كسسان مخطئًا ،إمسسا ملحسسدا ً زنسسديقًا ،وإمسسا جسساهل ً
ل ...وأما الباطن المخالف للظاهر المعلوم ،فمثسسل مسسا يسسدعيه الباطنيسسة ضا ً
القرامطسسة مسسن السسسماعيلية والنصسسيرية وأمثسسالهم" ثسسم يقسسول" :وهسسؤلء
ن{ ]يسسسس، مِبي ٍ
مام ٍ ُفي إ ِ َ صي َْناهُ ِ ح َ ءأ ْ ي ٍ
ش ْ ل َ وك ُ ّ
الباطنية قد يفسرونَ } :
ة ال ْك ُ ْ َ
ر{ ]التوبة ،آية [.12 :أنهسسم ف ِ م َقات ُِلوا ْ أئ ِ ّف َ
آية [.12 :أنه علي ..وقولهَ } :
87
ن{ ]السسسراء ،آيسسة[.60 : في ال ُ
قْرآ ِ ة ِ مل ْ ُ
عون َ َ جَرةَ ال ْ َ وال ّ
ش َ طلحة والزبيرَ } ،
بأنها بنو أمية" ]مجموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية.[.237-13/236 :
هذه التأويلت التي ينقلها ابن تيميسسة وينسسسبها للباطنيسسة موجسسودة بعينهسسا
ء
ي ٍشق ْ ل َوك ُق ّ
عنسسد الثنسسي عشسسرية ،فالتأويسسل المسسذكور لليسسة الولسسىَ } :
ن{ جسساء عنسسدهم فسسي خمسسس روايسسات أو أكسسثر مِبيق ٍ
مام ٍ ُ
في إ ِ َ
صي َْناهُ ِ
ح َ
أ ْ
]انظر :اللوامع النورانية في أمساء علي وأهسسل بيتسسه القرآنيسسة :هاشسسم البحرانسسي :ص -321
،[.323وسجل في طائفة من كتبهم المعتمدة ]انظر مسسن ذلسسك :تفسسسير القمسسي:
،2/212ابن بابويه القمي /معاني الخبار :ص ،95هاشم البحراني /تفسسسير البرهسسان-4/6 :
7الكاشاني /تفسير الصافي ،4/247 :تفسير شسسبر :ص ،[.416وليس فسسي اليسة أيسسة
دللة على هذا التأويل ]قال السلف في تفسير الية :إن المام المبين هسسا هنسسا هسسو أم
الكتاب ،أي :وجميع الكائنات مكتوبة في كتاب مسطور مضبوط في لوح محفسسوظ) .انظسسر:
ة ال ْك ُ ْ َ
ر{ فق ِ قات ُِلوا ْ أئ ِ ّ
مق َ ف َ
تفسير ابن كسسثير .[.(3/591 :وكذلك الية الثانيسسةَ } :
ورد تأويلها بذلك في طائفة من كتبهم المعتمدة ]انظر :البرهان،107 ،2/106 :
تفسير الصسسافي ،2/324 :تفسسسير العياشسسي ،78-2/77 :وانظسسر :تفسسسير القمسسي[.1/283 :
وبلغت رواياتها عندهم أكثر من ثمان روايات ]راجع المصادر السابقة ،[.ومثلها
ة{ جاء تأويلها عند الثني عشسسرية بمسسا مل ْ ُ
عون َ َ جَرةَ ال ْ َ وال ّ
ش َ الية الثالثةَ } :
قاله شيخ السلم في أكثر من اثنستي عشسرة روايسة ]انظسسر :البرهسسان -2/424
،[.425وتناقل هذا التأويل مجموعة من مصادرهم المعتمسسدة ]انظسسر :تفسسسير
القمي ،2/21 :تفسير العياشي ،2/297 :تفسير الصافي ،202-3/199 :البرهان-2/424 :
،425تفسير شبر ص ،284 :وانظر :مقتبس الثر )دائرة المعارف الشيعية(.[.20/21 :
وسنجد أنهم قالوا بأكثر من هذا ،وأعظم من هذا ،ولكن نقلنا هذا لنسسبين
أن ما يذكره علماء السلم عن الباطنية مسسن تسسأويلت منحرفسسة قسسد ورثتسسه
طائفة الثني عشرية ،و أصبح منهجا ً مسسن مناهجهسسا .وكسسان علمسساء السسسلم
يستنكرون هذا التأويل الباطني ،لن "من فسر القسسرآن وتسسأوله علسسى غيسسر
التفسير المعروف من الصحابة والتابعين فهو مفتر على اللسسه ،ملحسسد فسسي
آيات الله ،محرف للكلم عن مواضعه ،وهذا فتسسح لبسساب الزندقسسة واللحسساد،
وهو معلوم البطلن بالضطرار من دين السلم" ]الفتاوى.[.13/243 :
وما وصل لعلماء السلم السابقين من تسسأويلت باطنيسسة هسسي قليسسل مسسن
كثير مما كشفته اليوم مطابع النجسسف وطهسسران ،ومسسا اسسستجد بعسسدهم مسسن
مقالت صنعتها يد التلبيس والتزوير والسستي لسسم تتوقسسف إلسسى اليسسوم ،حيسسث
فسروا كسسثيرا ً مسسن آيسسات القسسرآن علسسى هسسذا النحسسو مسسن التأويسسل البسساطني،
وزعموا أن جل آيات القرآن العظيم نزل فيهم وفي أعدائهم ،كما سيتبين
هذا في المسألة التالية:
المسألة الثانية :قولهم بأن جل القرآن نزل فيهم وفي أعدائهم:
يقول الشيعة بأن" :جل القرآن إنما نزل فيهم )يعني فسي الئمسة الثنسي
عشرية( وفي أوليائهم وأعدائهم" ]تفسير الصافي ،1/24 :وهذا النص جعله صاحب
الصافي عنوانا ً للمقدمة الثانية ،[.مع أنك لو فتشت في كتاب الله وأخذت معسسك
قواميس اللغة العربية كلهسسا وبحثسست عسسن اسسسم مسسن أسسسماء هسسؤلء الثنسسي
عشرية فلن تجد لها ذكرًا ،ومع ذلك فإن شيخهم البحراني يزعم بأن عليسا ً
88
وحده ذكر في القرآن ) (1154مرة ويؤلف في هسسذا الشسأن كتابسا ً سسماه:
"اللوامع النورانية في أسماء علي وأهل بيته القرآنية" ]وقد طبع في المطبعسسة
العلمية بقم 1394هس [.يحطم فيه كل مقاييس لغة العرب ،ويتجاوز فيه أصول
العقل والمنطق ،ويفضح من خلله قومه علسسى رؤوس الشسسهاد بتحريفسساته
التي سطرها في هذا الكتاب وجمعها -وقد كانت متفرقة قسسد ل تعسسرف -
من طائفة من مصادرهم هم المعتبرة عندهم.
وتأتي بعض رواياتهم لتقول" :إن القسسرآن نسزل أربعسسة أربسساع :ربسسع حلل،
وربع حرام ،وربع سنن وأحكام ،وربع خسسبر مسسا كسسان قبلكسسم ونبسسأ مسسا يكسسون
بعدكم وفصل ما بينكم" ]أصول الكافي .[.2/627 :وهذا يعني أنه ليس للئمسسة
ذكر صريح في القرآن.
ولكن تأتي رواية أخرى لهم بتقسيم آخر لكتاب اللسه تجعسل فيسه نصسيب
الئمة وأعدائهم ثلسسث القسسرآن ،وكأنهسسا تحسساول أن تتلفسسى مسسا فسسي الروايسسة
السابقة من نسيان لذكر الئمة ،إل أنها لم تجعل للئمة وأعدائهم إل ثلسسث
القرآن ل جله ،تقول الرواية" :نزل القرآن أثلث سًا :ثلسسث فينسسا وفسسي عسسدونا،
وثلث سنن وأمثال ،وثلث فرائض وأحكسسام" ]أصسسول الكسسافي ،2/627 :البرهسسان:
1/21تفسير الصافي ،1/24 :اللوامح النورانية :ص .[.6ولكن تأتي رواية ثالثة يزيد
فيها نصيب الئمة ومخالفيهم من الثلث إلى النصف؛ تقول الرواية" :نسسزل
القرآن على أربعة أرباع :ربع فينا ،وربع فسسي عسسدونا ،وربسسع سسسنن وأمثسسال،
وربع في فرائض وأحكام" ]أصول الكافي ، 2/627 :البرهان.[.1/21 :
ويلحظ أنه ليس للمة ميزة ينفسسردون بهسسا فسسي القسسرآن عسسن مخسسالفيهم
بالنسبة للتقسيم المذكور ،وقد تفطسسن بعضسسهم لهسسذا فوضسسع روايسسة رابعسسة
بنفس النص السابق ،إل أنه زاد فيها" :ولنا كرائم القرآن" ]تفسسسير العياشسسي:
،1/9تفسير فرات ،2 ،1 :بحار النوار ،24/305 :الكراجكي /كنز الفوائد :ص ،2البرهان:
،1/21اللوامح النورانية :ص .[.7وقد أشار إلى ذلسسك صسساحب تفسسسير الصسسافي
فقال" :وزاد العياشي ولنا كرائم القسسرآن" ]تفسسسير الصسسافي .[.1/24 :فسسانتهوا
بهذا إلى القول بأن أكثر القرآن نزل فيهم وفي أعدائهم.
يقول شيخهم الفيض الكاشاني )مؤلف الوافي أحد مصادرهم المعتمدة
عندهم في الحديث( يقول" :وردت أخبار جمة عن أهل السسبيت فسسي تأويسسل
كثير من آيات القرآن وبأوليائهم ،وبأعدائهم ،حتى أن جماعة مسسن أصسسحابنا
صنفوا كتبا ً في تأويل القرآن على هذا النحو جمعوا فيها ما ورد عنهم فسسي
تأويل القرآن آية آية ،إما بهم أو بشيعتهم ،أو بعدوهم ،على ترتيب القرآن.
وقد رأيت منها كتابسا ً كسساد يقسسرب مسن عشسسرين ألسف بيسست ،وقسسد روي فسسي
الكسسافي ،وفسسي تفسسسير العياشسسي ،وعلسسي بسسن إبراهيسسم القمسسي ،والتفسسسير
المسموع من أبي محمد الزكي أخبسسارا ً كسسثيرة مسسن هسسذا القبيسسل ]الكاشسساني/
تفسير الصافي.[.25-1/24 :
هذه شهادة أو اعتراف مسن أحسسد أسسساطينهم تؤكسسد شسسيوع هسسذه المقالسسة
بينهم ،وأنها أصبحت هسسي القاعسسدة المتبعسسة فسسي كتسسب التفسسسير المعتمسسدة
عندهم ،وفي أصح كتب الحديث لديهم ..فهم بهذا صرفوا كتسساب اللسسه عسسن
معانيه ،وحرفوه عن تنزيله ،وجعلوا منه كتابا ً غير ما في أيدي الناس.
89
وهم يعتبرون هذا هو الصل والقاعسسدة حسستى قسسال بعسسض شسسيوخهم" :إن
الصل في تنزيل آيات القرآن ..إنما هو الرشاد إلى ولية النسسبي والئمسسة -
صلوات الله عليهم -بحيث ل خيسسر خب ّسسر بسسه إل وهسسو فيهسسم وفسسي أتبسساعهم،
وعارفيهم ،ول سوء ذكر فيه إل وهو صادق على أعدائهم وفي مخسسالفيهم"
]أبو الحسن الشريف /مرآة النوار )مقدمة البرهان( ص ،4وانظر :اللوامسسح النورانيسسة :ص
.[.548ولهذا نرى شيوخهم يتسابقون في تحريسسف آيسسات القسسرآن العظيسسم،
وتطبيق هذه العقيدة.
يعقد شيخهم الحر العاملي في كتابه :الفصول المهمة في أصول الئمة
بابا ً في هذا الشأن بعنوان" :باب أن كل ما في القرآن من آيسسات التحليسسل
والتحريسسم ،فسسالمراد بهسا ظاهرهسسا ،والمسسراد بباطنهسسا أئمسسة العسسدل والجسسور"
]الفصسسول المهمسسة فسسي أصسسول الئمسسة :ص ،[.256فهو يعتبر آيسسات أحكسسام الحلل
المقصود بها أئمتهم ،وآيات الحرام المقصود بها خلفاء المسلمين باستثناء
المام علي وبقيسة الئمسة الثنسي عشسرة ،وهسسذا بل شسسك بساب مسن أبسواب
الباحية ،وهو ما عليه طوائف الباطنية ،ولكنه يعد هذه المقالسسة أص سل ً مسسن
أصول الئمة.
وفي كتاب الكافي -أصح كتاب عندهم -روايات كثيرة في هذا.
وحسبك أن تقرأ" :باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الوليسسة" لتفاجسسأ
بإحدى وتسعين رواية حشدها في هذا الباب ،وحرف بها آيات القرآن عسسن
معانيها ]انظر :أصول الكافي 1/412 :وما بعدها .[.وهذا باب من مجموعة أبسسواب
]مثل :باب أن الئمة -رضي الله عنهم -العلمات السستي ذكرهسسا اللسسه عسسز وجسسل فسسي كتسسابه
)أصول الكافي ،(1/206 :باب أن اليات التي ذكرها اللسه عسز وجسل فسي كتسابه هسم الئمسة
)المصدر السابق ،(207/ 1 :باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلق بسؤالهم هم الئمسسة
)المصدر السابق (1/210 :وغيرهسسا مسسن البسسواب [.على هذا النهسسج وكلهسسا تضسسمنت
عشرات الروايات التي تجعل مسن كتساب اللسه كتابسا ً شسسيعيا ً ل موضسوع لسه
سوى أئمة الشيعة وأتباعهم ،وأعدائهم.
وفي كتاب "البحار" أحد مصادرهم المعتمدة عندهم في الحديث أبسسواب
كثيرة هي بمثابة قواعد وأصول في تفسير القرآن عندهم ،وقد حشر فسسي
هسسذه البسسواب روايسسات كسسثيرة كلهسسا تسسذهب هسسذا المسسذهب فسسي كتسساب اللسسه
سبحانه .ولعله يكفسسي أن تقسسرأ عنسساوين بعسسض هسسذه البسسواب لتسسدرك مسسدى
مجافاتها للغة العرب ،ومناقضتها للعقل ،ومنافاتها لصسسول السسسلم ،وأنهسسا
من أعظم اللحادة في كتاب الله ،والتحريف لمعانيه.
ولنستعرض قسما ً من هذه العناوين فيما يلي :قال المجلسي:
بساب "تأويسسل المسؤمنين واليمسان والمسسسلمين والسسسلم بهسم وبسوليتهم
عليهسسسم والسسسسلم ،والكفسسسار والمشسسسركين ،والكفسسسر والشسسسرك ،والجبسسست
والطاغوت واللت والعزى ،والصسسنام بأعسسدائهم ومخسسالفيهم" ]بحسسار النسسوار:
[.390-23/354وقد ذكرت تحت هذا الباب مائة حديث لهم.
باب "أنهسسم عليهسسم السسسلم البسسرار والمتقسون ،والسسابقون والمقربسسون،
وشيعتهم أصحاب اليمين ،وأعداؤهم الفجار والشرار وأصسسحاب الشسسمال"
]المصدر السابق ،[.9-24/1 :وذكر فيه ) (25رواية لهم.
90
باب "أنهم عليهم السلم ووليتهم العدل والمعروف والحسان والقسط
والميزان ،وترك وليتهم وأعدائهم الكفر والفسسسوق والعصسسيان والفحشسساء
والمنكر والبغسسي" ]بحسسار النسسوار .[.191-24/187 :وأورد فيسسه ) (14حسسديثا ً مسسن
أحاديثهم.
وأبواب أخرى على هذا النمط -كما سيأتي -تكشف عن محاولة لتغيير
دين السلم؛ حيث حصرت كل معسساني السسسلم فسسي بيعسسه رجسسل ،وغيسسرت
مفهوم الشرك فسسي عبسسادة اللسسه ،والكفسسر بسسه ،والطسسواغيت والصسسنام إلسسى
مفاهيم غريبة تكشف هوية واضع هسسذه "المفتريسسات" ،فأعسسداء الئمسسة كسسل
خليفة من خلفاء المسلمين -باستثناء الثني عشر -من أبي بكسسر إلسسى أن
تقوم الساعة ،وكل من بايع هؤلء الخلفاء من الصحابة ومسسن بعسسدهم إلسسى
نهاية الدنيا ،هؤلء هم العداء الذين تؤول بهم ألفاظ الكفر والشسسرك كمسسا
سيأتي في مبحث "المامة".
فسسأين أركسسان اليمسسان ،وأصسسول السسسلم ،وشسسرائعه وأحكسسامه؟! كلهسسا
انحصرت في المامة ،وأصبح الشرك والكفر والصنام مسسن المعسسروف ،إذ
ل شرك ول كفر إل الشرك مع المام أو الكفر بوليته ..كما تدل عليه هذه
الروايات .أليس هذا من أعظم الكفر والزندقة؟ ،وهل يبلغ كيد عدو حاقسسد
أبلغ من هذا؟! ..وهو وإن كان كيد جاهل لوضوح فساده ،وظهسسور بطلنسسه،
لكن ل ينقضي عجب المسلم العاقل كيف تعيش أمة تعد بالمليين أسيرة
لهذه الترهات والباطيل؟!
ونمضي في استعراضنا لعناوين بعض البواب من البحار ،يقول صسساحب
البحار:
باب أنهم الصلة والزكاة والحج والصسسيام وسسسائر الطاعسسات ،وأعسسداؤهم
الفسسواحش والمعاصسسي ،وتضسسمن هسسذا البسساب ) (17روايسسة ]البحسسار-24/286 :
،[.304وهذا هو عين مذهب الباطنية الذين »يجعلون الشرائع المأمور بها،
والمحظورات المنهي عنها :لها تأويلت باطنة تخالف ما يعرفه المسلمون
منها ..والتي يعلم بالضطرار أنها كذب وافسستراء علسسى الرسسسول -صسسلوات
الله عليهم ،-وتحريف لكلم الله ورسوله عن مواضعه ،وإلحاد فسسي آيسسات
الله" ]مجموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية.[.3/29 :
ويستمر صاحب البحار ليقدم لنا الثني عشرية على حقيقتهسسا مسسن خلل
أبوابه ،لنه يكتب كتابه في ظل الدولة الصفوية والتي ارتفعت فيها التقيسة
إلى حد ما ،فيقول:
باب أنهم عليهم السسسلم آيسسات اللسسه وبينسساته وكتسسابه ..وفيسسه ) (20روايسسة
]انظر :بحار النوار.[.211-23/206 :
وباب أنهم السبع المثاني ،وفيه ) (10روايات ]بحار النوار.[.118-24/114 :
وبسساب أنهسسم عليهسسم السسسلم الصسسافون والمسسسبحون وصسساحب المقسسام
المعلوم وحملة عرش الرحمن ،وأنهم السفرة الكرام البررة ،وفيسسه )(11
رواية ]بحار النوار.[.91-24/87 :
وباب أنهم كلمات الله ،وفيه ) (25رواية ]بحار النوار.[.184-24/173 :
وباب أنهم حرمات الله ،وفيه ) (6روايات ]بحار النوار.[.186-24/185 :
91
]بحسسار النسسوار-23/172 : وباب انهم الذكر وأهسسل السسذكر ،وفيسسه ) (65روايسسة
.[.188
وباب أنهم أنوار الله ،وفيه ) (42رواية ]بحار النوار.[.325-23/304 :
وباب أنهم خير أمة وخير أئمة أخرجت للنسساس ،وفيسسه ) (24روايسسة ]بحسسار
النوار.[.158-24/153 :
وباب أنهم المظلومون ،وفيه ) (37رواية ]بحار النوار.[.231-24/221 :
وباب أنهم المستضعفون ،وفيه ) (13روايسسة ]انظسسر :بحسسار النسسوار-24/167 :
.[.173
وباب أنهم أهل العسسراف السسذين ذكرهسسم اللسسه فسسي القسسرآن ،وفيسسه )(20
رواية ]بحار النوار.[.256-24/247 :
وباب تأويل الوالدين والولد والرحام وذوي القربى بهم -عليهم السلم
-وفيه ) (23رواية ]بحار النوار.[.272-257-24 :
فالئمة كما ترى في هذه البسسواب يكونسسون أحيانسا ً ملئكسسة ،وأحيانسا ً كتبسا ً
سماوية ،أو أنواًرا إلهية ..إلخ ،ومع ذلك فهم المظلومون والمستضسسعفون،
ل ،فضل ً عن الشسسرع وهي دعاوي ل تحتاج إلى نقد فهي مرفوضة لغة وعق ً
وأصول السلم ،وهي عناوين يناقض بعضها بعضًا ..ولكنه يمضي في هسسذا
النهج حتى يفسر الجمادات ويؤولها بالئمة ،يقول :باب أنهم الماء المعين،
والسبئر المعطلسة ،والقصسر المشسيد ،وتأويسل السسحاب ،والمطسر ،والظسل،
والفواكه وسائر المنافع بعلمهم وبركاتهم .وقد أورد في هذا البسساب إحسسدى
وعشرين رواية ]البحسسار [.110-24/100 :انتخبهسسا -كعسسادته -مسسن طائفسسة مسسن
كتبهم المعتمدة.
ويغلسسو ويشسستط ،ويتجسساوز الحسسد ،ليصسسل إلسسى أوصسساف السسرب جسسل جللسسه
فيقول :باب أنهم جنب الله وروحسسه ويسسد اللسسه ،وأمثالهسسا ،ويسسذكر فيسسه سسستا ً
وثلثون رواية ]البحار.[.203-24/191 :
ً
ويجعلهم هم الكعبة والقبلة ..ويعقد بابا لهذا بعنوان :باب أنهسسم -رضسسي
الله عنهم -حزب الله وبقيته وكعبته ]ربمسسا أن البهسسرة )إسسسماعيلية الهنسسد واليمسسن(
الذين يذهبون للحج ،لن الكعبة -كما يقولسسون -رمسسز علسسي المسسام )إسسسلم بل مسسذاهب :ص
،(240قد استقوا هذا »اللحاد« من هذه الروايات ،فإن الروافض هم الباب والوسيلة لغلو
الفرق الباطنية [.وقبلته ،وأن الثارة من العلم علم الوصياء ،ويقدم في هسسذا
الباب سبع روايات ]البحار.[.213-24/211 :
ويمضي في هذا الشسطط فسي طائفسة مسن البسواب عرضسها يمثسل فسي
الحقيقة أبلغ رد وأعظسسم نقسسد لمسسذهب الشسسيعة ،وهسسو ينسسسف بنيسسانهم مسسن
القواعد ،وهو يؤكد عظمة هذا الدين السسسلمي ،فبضسسدها تتميسسز الشسسياء -
فلول المر ما عرف طعم الحلو -فهذه التأويلت أشبه ما تكون بمحاولت
مسيلمة الكذاب ،وهي تعطي الدليل القاطع على أنها ليست من عند الله
سبحانه ،يعرف هذا من له أدنى صلة بلغة العرب فضل ً عسسن ديسسن السسسلم
وقواعده وأصوله ،لن الله سبحانه أنزل هذا القرآن بلسان عربي مبين.
وكتاب البحار المعتمد عند الشيعة يكاد يجعل الئمة هم كسسل شسسيء ورد
به القرآن ..فيمضي في هذه البسسواب ليقسسرر مسسا شسساء لسسه هسسواه وتعصسسبه،
92
ويصل به المر ليلقي كل مسسا فسسي نفسسسه ومسسا يخطسسر ببسساله بل خلف مسسن
انكشاف فضيحته ،ول حياء من زيادة وقاحته فيقول:
باب أنهم البحسسر واللؤلسؤ والمرجسسان ،ويضسسمن هسسذا البسساب سسسبع روايسسات
]المصدر السابق.[.99-24/97 :
فهل هسسم جمسساد؟ أو هسسذا عنسسدهم رمسسز بسساطني ،وإشسسارة سسسرية إليهسسم!!
ولكنهم ليسوا بجماد ،فهو يعقد بابا ً بعنوان:
باب أنهم الناس ،ول يذكر فيه سوى ثلث روايات ]المصدر السابق-24/94 :
.[.96ويقرر في هذا الباب بأن غير الئمة ليسوا من الناس ..ويعسسود ليتسسابع
بسط مذهبهم الغريب الشاذ ،والذي لم يكن معروفسا ً عسسن الثنسسي عشسسرية
عند علماء المسلمين السابقين ،بل هذا المذهب مشتهر عن الباطنية ]وقد
أشار بعض شيوخهم إلى أن المذهب يتطور ويتغير من زمن لخر ،كما سيأتي الحديث عسسن
ذلك في باب "الشيعة المعاصرون وصسسلتهم بأسسسلفهم" ..[.يعود ليعقسسد بابسا ً بعنسسوان:
باب نادر في تأويل النحل بهم ،وذكر في هذا سبع روايات ]البحسسار-24/110 :
.[.113
وبابا ً آخر بعنوان :باب في تأويل اليام والشسسهور بالئمسسة ،ويتضسسمن هسسذا
الباب أربعة أحاديث ]المصدر السابق.[.243-24/238 :
ولو ذهبنا ننقل أحاديث تلك البواب ،ونتعقبها بالتحليل والنقد لسسستوعب
ذلك مجلدات.
وقد اخترنا هنا ذكر البواب حتى ل يقال بأننا نعمد إلى الروايات الشاذة
عندهم فنذكرها ،كما أننا سنذكر بعد هذا أمثلة مسسن روايسسات هسسذه البسسواب
ونختار منها -في الغسسالب -مسسا يشسسترك فسسي ذكرهسسا مجموعسسة مسسن كتبهسسم
المعتمدة .وهذه البواب التي أوردناها هي قليل من كثير ،وقد جاءت فسسي
أكبر موسوعة حديثية عند الشيعة وهو كتاب البحار ،والذي قسسال شسسيوخهم
المعاصرون في وصفه" :أجمع كتاب فسسي فنسسون الحسسديث" ]محسسسن الميسسن/
أعيسسان الشسسيعة" ،[.1/293 :لسسم يكتسسب قبلسسه ول بعسسده جسسامع مثلسسه" ]أغسسابزرك
الطهراني /الذريعة" ،[.3/26 :وقد صار مصدرا ً لكل من طلب باب سا ً مسسن أبسسواب
علوم آل محمد صلى اللسسه عليسسه وسسسلم" ]المصسسدر السسسابق" ،[.27-3/26 :هسسو
المرجع الوحيد فسسي تحقيسسق معسسارف المسسذهب" ]البهبسسودي /مقدمسسة البحسسار :ص
.[.19أما مؤلفه فهو عندهم" :شيخ السسسلم والمسسسلمين" ]الردبيلسسي /جسسامع
السسرواة" ،[.2/78 :رئيس الفقهسساء والمحسسدثين ،آيسسة اللسسه فسسي العسسالمين ،ملذ
المحدثين في كل العصار ،ومعاذ المجتهدين في جميسسع المصسسار" ]مقدمسسة
البحار :ص [.39إلى آخر اللقاب التي خلعوها عليه.
وتلك الروايات مصدرها طائفة من كتبهم المعتمدة ،لنه يقول» :اجتمسسع
عندنا بحمد الله سوى الكتسسب الربعسسة ]الكتسسب الربعسسة هسسي :الكسسافي ،والتهسسذيب،
والستبصار ،ومن ل يحضره الفقيه ،وسيأتي إن شاء الله حديث عنها في مبحث" :عقيدتهم
فسسي السسسنة" [.نحو مائتي كتسساب ولقسسد جمعتهسسا فسسي بحسسار النسسوار" ]اعتقسسادات
المجلسسسي ص) 24 :عسسن كتسساب الفكسسر الشسسيعي /مصسسطفى الشسسيبي ص .[.(61 :ويقول
صسساحب الذريعسسة" :وأكسسثر مآخسسذ البحسسار مسسن الكتسسب المعتمسسدة والصسسول
المعتبرة" ]الذريعة.[.27-3/26 :
93
وإن من له أدنسسى صسسلة باللسسسان العربسسي -كمسسا قلسست -يسسدرك أن هسسذه
البواب وتلك الروايات إلحاد في كتاب الله ،وتحريف لكلمه سسسبحانه عسسن
مواضسسعه .وأن مثسسل هسسذه التحريفسسات ل تلتبسسس إل علسسى أعجمسسي جاهسسل
بالسلم ولغة العرب ،ولعلها برهان واقعي على أن مسسن حسساول المسسساس
بكتاب الله سبحانه سقط إلى هذا الدرك الهسسابط ،وليسسس هسسذا النهسسج فسسي
كتب الروايات والحاديث فحسب ،فأنت إذا طسسالعت عمسسدة التفسسسير عنسسد
الطائفة "وأصل أصول التفاسير" ]انظسسر :مقدمسسة تفسسسير القمسسي [.1/16 :لديها،
وهو تفسير القمي ألفيته قد أخذ من تلك التفاسير الباطنية بنصيب وافسسر،
ومثله تفسير العياشي وهو من كتب التفسير القديمسسة المعتمسسدة عنسسدهم،
وعلى نفس الطريق تجد تفسير البرهان ،وتفسير الصافي وغيرهسسا ،وهسسي
تعتمد على تفسير اليات -بما زعموا -أنه المأثور عن جعفسسر الصسسادق أو
بقية النثي عشر .ولو ذهنا ندرس ونعسسرض كسسل كتسساب تفسسسير علسسى حسسدة
لطال الموضوع وخرجنا عن المقام ،وحسبنا أن نذكر أمثلة مسسن روايسساتهم
في هذا الباب .
أصل هذه التأويلت وجذورها ،وأمثلة لها:
أ -أصل هذه التأويلت:
مضى القول بأن كتب الشيعة تزعم أن القرآن ل يحتج به إل بقيسسم ،وأن
هذا القيم -والمتمثل بالثني عشر -عنده علم القرآن كله ول يشركه في
ذلك أحد ،ثسسم جعلسست لهسسذا القيسسم وظيفسسة "المشسسرع" فسسي تخصسسيص عسسام
النصوص ،وتقييد مطلقها ،وبيان مجملها ،ونسخ ما شاء منها ،لنه مفسسوض
في أمر الدين كله ،ثسسم بسسررت ضسسرورة وجسسود هسسذا القيسسم لتأويسسل القسسرآن
بقولها :بأن للقرآن معاني باطنة تخالف الظاهر ،ثم كشفت عن علسسم هسسذا
الباطن المدخر عند الئمة بأنه يعني الئمة الثني عشسسر وأعسسداءهم )وهسسم
الصحابة ومسسن تبعهسسم بإحسسسان( ،ومعظسسم موضسسوعات القسسرآن ل تتعسسدى -
عندهم -هذا الشأن ،ثم وضعت هذه النظريات موضع التنفيسسذ ،حيسسث قسسام
شيوخ الشيعة بوضع مئات الروايات في تفسير معسساني القسسرآن بالئمسسة أو
مخالفيهم ،أو بعقيسسدة أخسسرى مسسن عقسسائدهم السستي شسسذوا بهسسا عسسن جماعسسة
المسلمين.
ويرى بعض الباحثين ]جولد سيهر /مذاهب التفسير السسسلمي ص [.404-303 :أن
أول كتاب وضع الساس لهذا اللون من تفسير الشيعة هو تفسير القسسرآن
الذي وضعه في القرن الثسساني للهجسسرة )جسسابر الجعفسسي( ]جسسابر بسسن يزيسسد بسسن
ه( ،قال ابن حبان :كان سبئيا ً من أصسسحاب عبسسد الحارث الجعفي الكوفي ،توفي سنة ) 127
الله بن سبأ .كان يقول :إن عليا ً يرجع إلى الدنيا ،وروى العقيلي بسنده عن زائدة أنه قسسال:
جابر الجعفي رافضي يشتم أصحاب رسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم ،وقسسال النسسسائي
وغيره :متروك .وقال يحيى :ل يكتب حديثه ول كرامة ،قال ابن حجر :ضعيف رافضي.
)انظر :ميزان العتدال ،380-1/379 :تقريب التهذيب ،1/123الضعفاء للعقيلي-1/191 :
.(196
أما هذا الجعفي في كتب الشسسيعة فأخبسسارهم فسسي شسسأنه متناقضسسة ،فأخبسسار تجعلسسه ممسسن
انتهى إليه علم أهل البيت ،وتضفي عليه صفات أسطورية من علم الغيسسب ونحسسوه ،وأخبسسار
تطعن فيه ..لكنهم يحملون أخبار الطعن فيه علسى التقيسة ،ويقولسون بتسوثيقه كعسادتهم فسي
94
توثيق من على مذهبهم ،وإن كان كاذبا ً )انظر :وسائل الشيعة ،20/51 :رجال الكشي :ص
،191جامع الرواة .(1/144 :وانظر تفصيل ذلك في" :فصل عقيدتهم في السنة".[.
وقد أشار إلى هذا التفسير طائفة من شيوخ الشيعة ]الطوسي /الفهرسسست
ص ،70 :أغا بسسرزك /الذريعسسة ،4/268 :العسساملي /أعيسسان الشسسعية ،[.1/196 :وكان هسسذا
التفسير -كمسسا تشسسير بعسسض روايسساتهم -موضسسع التسسداول السسسري ،فيسسروي
الكشي بسنده عن المفضل بن عمر الجعفي ،قال" :سألت أبا عبد اللسسه -
عليه السلم -عن تفسسسير جسسابر؟ فقسسال :ل تحسسدث بسسه السسسفلة فيسسذيعوه"
]رجال الكشي :ص .[.192
وتجد روايات كثيرة متفرقة في كتب الشيعة مروية عسسن هسسذا الجعفسسي،
وينسبها لجعفر بن محمد أو أبيه ]قال المظفر )مسسن شسسيوخ الشسسيعة المعاصسسرين( :
"روي عن الباقر خاصة سبعين ألسسف حسسديث ..وقيسسل :إنسسه ممسسن انتهسسى إليسسه علسسم الئمسسة".
)محمد المظفر /المام الصادق ص .(143ولكسسن فسسي رجسسال الكشسسي عنسسد ترجمتسسه لجسسابر
الجعفي .قال زرارة :سألت أبا عبد الله -رضي الله عنسسه -عسسن أحسساديث جسسابر فقسسال" :مسسا
رأيته عند أبي قط إل مرة واحدة ،وما دخسسل علسسي قسط" )رجسسال الكشسسي :ص (191وهسذه
شهادة منهم تثبت كذب جابر في مروياته عن الصادق وأبيه ،وسيأتي مزيسسد بيسان لهسسذا فسي
فصل السنة .[.ويبدو أن الشيعة ل يمكن أن تثبت لهسسا قسسدم ،أو تحتسسج بسسدليل
من كتاب الله إل بمثل هذه التأويلت الباطنية ،ولهذا بدأ هذا النهسسج مبكسسرا ً
كما نلحظ ،بل يمكن أن يقال :إن جذور هذه العقيدة قد نبتت في أروقسسة
السبئية ..لن ابن سبأ هو الذي حاول أن يجد لقوله بالرجعسسة مسسستندا ً مسن
كتاب الله بالتأويل الباطل وذلك حينما ً قال :العجب ممن يزعم أن عيسى
ذي ن ال ّ ِ
يرجع ويكذب بسسأن محمسسدا ً يرجسسع .وقسسد قسسال اللسسه عسسز وجسسل} :إ ِ ّ
د{ ]القصسسص ،آيسسة ، 85 :وهسسذا النسسص عا ٍ ك إ َِلى َ
م َ ن ل ََرادّ َ ك ال ْ ُ
قْرآ َ عل َي ْ َ
ض َ َ
فَر َ
في :تاريخ الطبري ،4/34تاريخ ابن الثير ).[.(3/77
وقد نقلت لنا بعض كتب أهل السنة نماذج من تسسأويلت الشسسيعة لكتسساب
الله ،ولكن ما انكشف لنا اليسسوم أمسسر ل يخطسسر علسسى البسسال .ويبسسدو أن مسسا
نسبه بعض أئمة السنة لغلة الشيعة من تأويلت قد ورثتها الثنسسا عشسسرية.
فالمام الشسسعري ]مقسسالت السسسلميين ،[.1/73 :وكسسذلك البغسسدادي ]الفسسرق بيسسن
الفرق :ص ،[.240والشهرستاني ]الملل والنحل [.1/177 :وغيرهم يحكسسون عسسن
المغيرة بن سعيد أحد الغلة باتفسساق السسسنة والشسسيعة والسسذي تنسسسب إليسسه
دهم أصسسحاب الفسسرق مسسن غلة طائفة المغيرية ]المغيرية :أتباع المغيسسرة بسسن سسسعيد ،ع س ّ
الشيعة ،نسب إليه القول بألوهية علي ،ودعوة النبوة ،والتجسيم ،وضللت أخرى ،وقد جاء
في كتب الثني عشرية ذمة ولعنة عن الئمسسة ..قتلسسه خالسسد بسسن عبسسد اللسسه القسسسري سسسنة )
ه(.
119
انظر :تاريخ الطبري ،130-7/128 :الشعري /مقسسالت السسسلميين ،74-1/69 :البغسسدادي/
الفرق بيسسن الفسسرق ص ،242-238 :ابسسن حسسزم /الفصسسل ،44-5/43 :الشهرسسستاني /الملسسل
والنحل ، 178-176 :نشوان الحميري /الحور العين :ص ، 168الذهبي /ميسسزان العتسسدال:
،162-4/160المقريزي /الخطط. 2/353 :
وانظر من كتب الشيعة :القمي /المقسسالت والفسسرق :ص ،55رجسسال الكشسسي ،الروايسسات
رقم،543 ،542 ،511 ،408 ،407 ،406 ،405 ،404 ،403 ،402 ،400 ،339 ،336 :
ل [.549 ،544أنه ذهب في تأويل الشيطان في قول الله جل شأنه} :ك َ َ
مث َ ِ
95
فْر{ ]الحشر ،آية [.16 :بعمر بن الخطسساب ن اك ْ ُ
سا ِ
لن َ قا َ
ل لِ ِ ن إ ِذْ َ شي ْ َ
طا ِ ال ّ
-رضي الله عنه .-
وهسسذا التأويسسل بعينسسه قسسد ورثتسسه الثنسسا عشسسرية ،ودونتسسه فسسي مصسسادرها
المعتمسسدة ،حيسسث جسساء فسسي تفسسسير العياشسسي ]تفسسسسير العياشسسسي،[.2/223 :
والصافي ]الكاشاني /تفسير الصافي ،[.3/84 :والقمي ]تفسير القمي )انظر :المصدر
السابق ،(3/84 :ولسسم أجسسده فسسي الطبعسسة السستي عنسسدي مسسن تفسسسير القمسسي ،[.والبرهان
]البحراني /البرهان ،[.2/309 :وبحار النوار ]بحار النوار) 3/378 :ط .كمباني( ،[.عن
َ
مقُر{ ي ال ْضق َق ِمققا ُ ن لَ ّ شقي ْ َ
طا ُ ل ال ّ
قا َو َأبسسي جعفسسر فسسي قسسول اللسسهَ } :
]إبراهيسسم ،آيسسة [.22 :قسسال" :هسسو الثسساني ،وليسسس فسسي القسسرآن شسسيء" :وقسسال
الشيطان" إل وهو الثاني" فكأن كتب الثني عشسسرية تزيسسد علسسى المغيسسرة
بوضع هذا اللحاد في كتاب الله قاعدة مطردة.
وفي الكافي عن أبي عبد الله قال" :وكان فلنا ً شيطانا ً ]الكلينسسي /الكسسافي
)المطبسسوع بهسسامش مسسرآة العقسسول( ،[.4/416 :قال المجلسي فسسي شسسرحه علسسى
الكافي :المراد بفلن عمر" ]مرآة العقول.[.4/416 :
فهذه الروايات التي تسندها كتب الشيعة الثني عشرية إلى أبي جعفسسر
الباقر هي من أكاذيب المغيرة بن سيعد وأمثسساله ،فقسسد ذكسسر السسذهبي عسسن
كثير النواء ]كثير النواء :شيعي )وروي أنه رجع عن تشيعه ،قال الذهبي :ضعفوه ،ومشاه
ابن حبان :الكاشف [.(3/3 :أن أبا جعفر قال" :برئ الله ورسوله مسسن المغيسسرة
بن سعيد ،وبيان بن سمعان فإنهما كذبا علينا أهل السسبيت" ]ميسسزان العتسسدال:
،[.4/161وروى الكشي فسسي رجسساله عسسن أبسسي عبسسد اللسسه قسسال" :لعسسن اللسسه
المغيسسرة بسسن سسسعيد كسسان يكسسذب علينسسا" ]رجسسال الكشسسي :رقسسم .[.336وسسساق
الكشي روايات عديدة في هذا الباب ]مضى الشارة إليها في ص (250) :هسسامش
رقم .[.(5) :وأشارت روايات الكشي إلى أن المغيرة بسسن سسسعيد كسسان يأخسسذ
ضلله من مصدر يهودي ،ففي رجال الكشسسي أن أبسسا عبسسد اللسه قسسال يومسا ً
لصحابه" :لعن الله المغيرة بن سعيد ولعن يهودية كان يختلف إليها يتعلم
منها السحر والشعبذة )كذا( والمخاريق" ]رجال الكشي :رقم .[.403
ويلحظ أنه اتفق كل مسسن الشسسعري ،والبغسسدادي ،وابسسن حسسزم ،ونشسسوان
الحميري على أن جابر الجعفي الذي وضع أول تفسير للشيعة علسسى ذلسسك
النهج الباطني كان خليفة المغيسسرة بسسن سسسعيد ]الشسسعري /مقسسالت السسسلميين:
،1/73البغدادي /الفرق بين الفرق ص ،242 :ابن حسسزم /المحلسسى ،5/44 :نشسسوان /الحسسور
العيسسن ص [.168الذي قسسال :بسسأن المسسراد بالشسسيطان فسسي القسسرآن هسسو أميسسر
المؤمنين عمر -رضي الله عنه ،-فهي عناصر خطرة يستقي بعضسسها مسسن
بعض عملت على إفساد التشيع.
ب -أمثلة من تأويلت الشيعة ليات القرآن:
حين احتج شيخ الشسسيعة فسسي زمنسسه -والسسذي إذا أطلسسق لقسسب "العلمسسة"
عندهم انصرف إليه )ابن المطهر الحلسسي( -علسسى اسستحقاق علسي للمامسة
مققا
ه َن ،ب َي ْن َ ُ قي َققا ِن ي َل ْت َ ِ
حَري ْ ِج ال ْب َ ْمَر َ
بقوله" :البرهان الثلثة قوله تعالىَ } :
ن{ غي َققا ِ خ ل ي َب ْ ِ ما ب َقْرَز ٌ ه َ ن{ قسسال :علسسي وفاطمسسة} ،ب َي ْن َ ُ غَيا ِ ب َْرَز ٌ
خ ل ي َب ْ ِ
96
ن{، جققا ُ وال ْ َ
مْر َ ؤل ُق ُ
ؤ َ مققا الل ّ ْ
ه َ
من ْ ُ
ج ِ
خُر ُ
النبي صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم} ،ي َ ْ
الحسن والحسين".
حينما احتج ابن المطهر بذلك قسسال شسسيخ السسسلم ابسسن تيميسسة" :إن هسسذا
وأمثاله إنما يقوله من ل يعقل ما يقول ،وهذا بالهذيان أشبه منسسه بتفسسسير
القرآن وهو من جنس تفسير الملحدة والقرامطسسة الباطنيسسة للقسسرآن ،بسسل
هو شر من كثير منه .والتفسير بمثل هذا طريق الملحدة ،بل هو شر من
كثير منه ،والتفسير بمثل هذا طريق للملحدة على القرآن والطعسسن فيسسه،
بل تفسير القرآن بمثل هذا من أعظم القدح والطعسسن فيسسه" ]منهسساج السسسنة:
.[.4/66
وأقول :كيف لو رأى شيخ السلم ما أودع في الكافي والبحار ،وتفسسسير
العياشي ،والقمي ،والبرهان ،وتفسير الصافي وغيرها من تحريف لمعاني
القرآن سموه تفسيرًا؟!.
وبين يدي مجموعة كبيرة من هذا اللون ..يسسستغرق عرضسسها المجلسسدات
]كنت عملت قائمة من هذه التأويلت رتبت موادها على حسروف المعجسم ،فسأذكر فسسي كسل
مادة :عسدد المواضسع السستي ذكسرت فيهسا فسسي كتساب اللسسه ،وتسأويلت الشسيعة لهسا فسسي هسذه
المواضع ..وخرجت من ذلك بمادة كبيرة جدًا ،إل أن المشرف رأى -ووافقتسه علسى ذلسك -
الستغناء عنها بما عرضنا هنا لسباب منهجية ،[.ركام هائل من الروايسسات ..حجبسست
الشيعة عن نور القرآن وهديه ..فالتوحيد الذي هسسو أصسسل دعسسوة الرسسسل..
وجوهر رسالتهم ..هو عندهم ولية المام ،فيرون عن أبي جعفر أنه قسسال:
"ما بعث الله نبيا ً قط إل بوليتنا والبراءة من عدونا ،وذلك قسسول اللسسه فسسي
جت َن ُِبققوا ْ َ في ك ُ ّ ُ
وا ْه َ دوا ْ الّلقق َ عب ُ ُ
نا ْ سول ً أ ِ ة ّر ُ م ٍ
لأ ّ عث َْنا ِقدْ ب َ َ ول َ َكتابهَ } :
ت{ ]النحل ،آية] .[.23 :تفسير العياشي ،2/261 :البرهسسان ،2/343 :تفسسسير غو َ طا ُ ال ّ
الصافي 3/134 :تفسير نور الثقليسسن .[.3/60 :ورواياتهم فسسي هسسذا البسساب كسسثيرة -
كما سيأتي – ]في مبحث :عقيدتهم في توحيد اللوهية.[.
ن ذوا ْ ِإلقق َ
هي ْ ِ خ ُ والله في كتاب اللسسه هسسو المسسام ،فقسسوله تعسسالى} :ل َ ت َت ّ ِ
د{ ]النحسسل ،آيسسة [.51 :قسسال أبسسو عبسسد اللسسه -كمسسا حق ٌوا ِ ه َ
و ِإل ٌ ه َ ما ُ ن إ ِن ّ َاث ْن َي ْ ِ
يزعمون " :-يعنسسي بسسذلك ل تتخسسذوا إمسسامين إنمسا هسسو إمسسام واحسسد" ]تفسسسير
العياشسسي ،2/261 :البرهسسان فسسي تفسسسير القسسرآن ،2/373 :تفسسسير نسسور الثقليسسن.[.3/60 :
والرب هو المام عندهم .وقد يلتمس لهم في هذا التأويل عذر؛ لن للرب
في اللغة استعمالت أخرى كرب البيت ،ورب المال بمعنى صاحب ،ولكن
يمنع من ذلك أن تأويلهم للرب في المام جرى فسسي آيسسات هسسي نسسص فسسي
الله سبحانه ول تحتمل وجهسا ً آخسسر .وفسسي قسسوله سسسبحانه عسسن المشسسركين:
فُر كا ِن ال ْ َكا َو َ م َ ه ْ ضّر ُول ي َ ُ م َ ه ْ
ع ُ
ف ُما ل َين َ ن الل ّ ِ
ه َ دو ِ من ُ ن ِ دو َ عب ُ ُوي َ ْ
} َ
هيًرا{ ]الفرقان ،آية .[.55 :قال القمي في تفسيره" :الكسسافر: عَلى َرب ّ ِ َ
هظ ِ َ
الثاني )يعني عمر -رضي الله عنه وأرضسساه (-كسسان علسسى أميسسر المسؤمنين
عليه السلم ظهيرًاط ]تفسير القمي .[.2/115 :فاعتبر أمير المؤمنين عليا ً هو
الرب .وقال الكاشاني "في البصائر" ]يعنسسي بصسسائر السسدرجات لشسسيخهم الصسسفار[.
عن الباقر -عليه السلم -أنه سئل عسسن تفسسسيرها فقسسال )كمسسا يفسسترون(:
ي هسسو ربسسه فسسي الوليسسة ،والسسرب هسسو "إن تفسيرها في بطسسن القسسرآن :عل س ّ
97
الخالق الذي ل يوصف" ،فهسذا قسد يفهسم منسه أن عليسا ً هسو السرب السذي ل
يوصف ]لحظ في هذا النسسص إشسسارة إلسسى مسسذهبهم فسسي تعطيسسل اللسسه مسسن صسسفاته -كمسسا
سيأتي ،-وانظر النص في :تفسير الصافي ،4/20 :البرهان ،3/172 :تفسسسير نسسور الثقليسسن:
،4/25مرآة النوار :ص - [.59كما يفترون ،-لن اليسسة نسسص فسسي حسسق البسساري
سبحانه؟!
وقد حاول صاحب تفسير الصافي تفادي هسسذا المسسر فقسسال فسسي توضسسيح
النص السالف" :يعني أن السسرب علسسى الطلق الغيسسر المقيسسد بالوليسسة هسسو
الخالق جل شأنه" ]تفسير الصافي ،4/20 :مرآة النوار :ص .[.59ولكن نص الية
ل يؤيده فيما ذهب إليه؛ إذ إن "الرب" الوارد في الية لسسم يقيسسد بالوليسسة..
فهو ل ينصرف إل إلى الحق جسسل شسسأنه ،وليسسس هنسساك أيسسة قرينسسة صسسارفة
للفظ عن معناه؛ ولهسسذا قسسال طائفسسة مسسن السسسلف فسسي تفسسسيرها" :وكسسان
الكافر معينا ً للشيطان على ربه مظاهرا ً له على معصيته" ]تفسسسير الطسسبري:
، 27-19/26تفسير ابن كثير.[.3/338 :
ها{ ]الزمسسر ،آيسسة[.69 : ر َرب ّ َ ض ب ُِنو ِ ت الْر ُ
َ ق ِ وأ َ ْ
شَر َ وفي قوله سبحانهَ } :
قال المفسرون :أي أضاءت يوم القيامة إذا تجلى الحق جل وعل للخلئق
لفصل القضاء ]تفسير ابن كثير .[.4/70 :ولكن شيخ المفسسسرين عنسسد الشسسيعة
)إبراهيم القمي( يروي بسنده عن المفضل بن عمر أنه سمع أبا عبد اللسسه
هققا{ ر َرب ّ َض ب ِن ُققو ِ
ت الْر ُ
َ ق ِشَر َ وأ َ ْ -رضي الله عنه -يقول فسسي قسسولهَ } :
قال :رب الرض يعني إمام الرض ،فقلت :فإذا خرج يكون ماذا؟ قال :إذا ً
يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزون )كذا( بنسسور المسسام
]تفسير القمي ،2/253 :البرهان ،4/87 :تفسير الصافي.[.4/331 :
ويؤولون اليات المتعلقسسة بصسسفات اللسسه سسسبحانه بالئمسسة ،وعلسسى سسسبيل
المثال قالوا" :إن الخبار المستفيضة تدل علسسى تأويسسل وجسسه اللسسه بالئمسسة
عليهسسم السسسلم" ]مسسرآة النسسوار :ص [.324يعنسسون أخبسسار الشسسيعة ،وقسسد ذكسسر
المجلسي جملة من هذه الخبار في باب عقده بعنوان" :باب أنهم عليهسسم
السلم جنب الله ووجه الله ويد الله وأمثالها" ]انظر :بحار النوار.[.24/191 :
ك إ ِل ّ هال ِق ٌ ء َي ٍ شق ْ ل َ فهسسل يعنسسي أنهسسم يفسسسرون قسسوله سسسبحانه} :ك ُق ّ
ل جل ِ ذو ال ْ َك ُ ه َرب ّق َجق ُ و ْقققى َ وي َب ْ َ
ه{ ]القصسسص ،آيسسة ،[.88 :وقسسولهَ } :ه ُج َ
و ْ
َ
م{ ]الرحمن ،آية [.27 :بهذا المعنى ،-وأن الئمة لهم البقاء السسدائم، ْ
وال ِكَرا ِ َ
بل ينفردون بذلك؟! ما كنت أظن أن المر يصل بهم إلى هذا حتى وقعت
عيني على رواياته في كتبهم المعتمدة ،ففي الية الولى يقول الصسسادق -
كما يزعمون " :-نحن وجه الله" ]انظسسر :تفسسسير القمسسي ،2/147 :الكراجكسسي /كنسسز
الفوائد ص ،219ابن شهراشوب /مناقب آل أبسسي طسسالب ،3/63 :بحسسار النسسوار،24/193 :
تفسير شبر :ص ،[.378وفي الية الثانية يقول" :نحن الوجه الذي يسسؤتى اللسسه
منه" ]تفسير القمي ،2/345 :ابن شهراشوب /مناقب آل أبي طالب ،3/343 :الكاشاني/
تفسير الصسسافي ،5/110 :بحسسار النسسوار .[.24/192 :ولكن الئمة مسساتوا كسسالخرين:
ن{ ]الرحمن ،آية .[.26 :وقد حاول صسساحب الكسسافي أن فا ٍ عل َي ْ َ
ها َ ن َ
م ْ }ك ُ ّ
ل َ
يجعل لئمة الشيعة ميزة ينفردون بها في حكم المسسوت العسسام فقسسال" :إن
الئمة يعلمون متى يموتسسون ول يموتسون إل باختيسسار منهسسم" ]أصسسول الكسسافي:
98
.[.1/258ولكنهم ماتوا على كل حال ،ولو كان الموت حسب اختيارهم لما
كسسان للتقيسسة وجسسود ..ويقولسسون :إن السسسماء الحسسسنى السسواردة فسسي قسسوله
س قَنى{ ]العسسراف ،آيسسة [.180 :هسسي الئمسسة، ماءُ ال ْ ُ َ ول ِل ّ ِ
ح ْ س َ ه ال ْ سبحانهَ } :
ويروون عن أبي عبد الله أنه قال :نحسن واللسه السسماء الحسسنى السذي ل
هققا{ ]تفسسسير العياشسسي،2/42 : عوهُ ب ِ َ فادْ ُ يقبل من أحد إل بمعرفتنا ،قسسالَ } :
تفسير الصافي ،255-2/254 :البرهان.[.2/51 :
وسيأتي المزيد من الشواهد في مبحث عقيدتهم في السماء والصفات
-إن شاء الله .-
وهذه التأويلت التي تفسر الله والرب و"الله" وصفاته بالمام هي مسسن
آثار السبئية التي تذهب إلى القول بألوهية علي ،وهذا الثر السام ل يزال
ينخر في كيان الثني عشرية ،ولهذا ل يزال إلى اليسسوم بعسسض شسسيوخ هسسذه
الطائفة يصرح ويجاهر بهذه المقالة )كما سيأتي( ]انظسسر :الشسسيعة المعاصسسرون
وصلتهم بأسلفهم من هذه الرسالة .[.وقد جاء في رجال الكشي بعض الروايات
التي تفيد استنكار جعفر لهذه التأويلت الباطنيسسة السستي تسسؤله الئمسسة ،فقسسد
ذكر عند جعفر -كمسسا يسسروي الكشسسي -أن بعسسض الشسسيعة قسسال فسسي قسسوله
َ
ه{ ]الزخرف ،آيسسة: ض إ ِل َ ٌ في الْر ِ و ِه َ ء إ ِل َ ٌما ِ س َ في ال ّ ذي ِ و ال ّ ِ ه َ و ُتعالىَ } :
[.84قال :هو المام ،فقال أبو عبد الله" :ل واللسسه ل يسسأويني وإيسساه سسسقف
دا ،هم شر من اليهود والنصارى والمجوس والسسذين أشسسركوا ،واللسسه بيت أب ً
ما صّغر عظمة الله تصغيرهم شيء قط ..والله لو أقررت بما يقسسول فسسي
أهل الكوفة لخذتني الرض وما أنا إل عبد مملوك ل أقدر على شيء ضسسر
ول نفع" ]رجال الكشي :ص .[.300
ً
وكما يسمى المام بالرب والله عندهم ،فهو أيضا يعبر عنسسه بالرسسسول.
قال صاحب مرآة النوار" :قد ورد تأويل الرسول بالمام ،والرسل بالئمة
في بعض اليات بحيث يمكن سحبه إلى غيرها" ]مسسرآة النسسوار ص .[.163 :أي
أنه يمكن اعتبار الرسل حينما وقعت في القسسرآن يسسراد بهسسا الئمسسة ..وممسسا
يدل على ذلك قولهم" :إن عمدة بعثة الرسل لجسسل الوليسسة فيصسسح تأويسسل
رسالة الرسل بما يتعلق بها" ]المصدر السابق :ص .[.163وهذا ليسسس بسسدليل؛
لنه مبني على تأويل باطني ل يسلم لهم ،ذلك أن عمدة بعثة الرسل هسسي
دوا ْ َ في ك ُ ّ ُ ول َ َ
عب ُ ُ نا ْسول ً أ ِ ة ّر ُ م ٍ لأ ّ عث َْنا ِ قدْ ب َ َ التوحيد؛ لن الله يقولَ } :
َ
ك قب ْل ِق َمن َ سل َْنا ِ ما أْر َ و َ ت{ ]النحل ،آية ،[.36 :س } َ غو َ طا ُ جت َن ُِبوا ْ ال ّ وا ْ ه َالل ّ َ
ن{ ]النبيسساء ،آيسسة: دو ِ عب ُ ُفا ْ ه ِإل أ َن َا ْ َ ه ل إ ِل َ َ
حي إل َي َ
ه أن ّ ُ ِ ْ ِ ل ِإل ُنو ِ سو ٍ من ّر ُ ِ
.[.25
ومن أمثله تأويلهم للرسول بالمام ما يرونسسه عسسن الصسسادق فسسي تفسسسير
ل{ ]يسسونس ،آيسسة .[.47 :قسسال :أي فسسي كسسل سو ٌ قوله تعالى} :ول ِك ُ ّ ُ
ة ّر ُ م ٍ
لأ ّ َ
قرن إمام يدعوهم إلسسى طريسسق الحسسق ]مسسرآة النسسوار ص ،164 :وانظسسر :تفسسسير
العياشسسي ،2/123 :البرهسسان ،2/186 :تفسسسير الصسسافي ،2/405 :بحسسار النسسوار-24/306 :
.[.307والئمة أيضا ً يعبر عنهم بالملئكة في القسسرآن ،جسساء فسسي أخبسسارهم -
كما يقولون -ما يدل على أن المراد بالملئكة بحسب البطن فسسي القسسرآن
99
الئمة سواء كان المذكر بلفظ الملئكة أو غيرها ممسا يفيسد معنساه كالسذين
يحملون العرش وأمثاله ]مرآة النوار :ص .[.303
والئمة هم القرآن -كما مر ]انظر :ص ) (129-128من هذه الرسسسسالة - [.وهم
الكتاب ،ففي تفسير القمي عن الصادق في قوله سبحانه} :الم~ ،ذَل ِ َ
ك
ه{ ]البقرة ،آية،1 :سس [.2قال :الكتاب علي ول شسسك فيسسهفي ِ
ب ِ ال ْك َِتا ُ
ب ل َ َري ْ َ
]تفسير القمي ،1/30 :تفسير العياشسسي ،1/26 :البرهسسان ،1/53 :تفسسسير الصسسافي-1/91 :
ي
ضق َ ق ِ ل لَ ُصق ِ ف ْ ة ال ْ َمق ُ ول ك َل ِ َ ول َ ْ
.[.92وهم الكلمة في قسسوله سسسبحانهَ } :
م{ ]الشسسورى ،آيسسة [.21 :قسسالوا :الكلمسسة المسسام ]تفسسسير القمسسي،2/274 : هق ْب َي ْن َ ُ
تمققا ِل ل ِك َل ِ َدي َالبرهان ،4/121 :بحار النوار ،[.24/174 :وقوله سبحانه} :ل َ ت َب ْق ِ
ه{ ]يونس ،آيسسة [.64 :قالوا :ل تغييسسر للمامسسة ]تفسسسير القمسسي ، 1/314 :بحسسار الل ّ ِ
َ
ت مققا ُت ك َل ِ َ فدَ ْ ما ن َ ِ ر ّ ح ٍ
ة أب ْ ُ ع ُ
سب ْ َالنوار .[.24/175 :وفي قوله سبحانهَ ...} :
ه{ ]لقمان ،آية [.27 :قال إمامهم )أبو الحسسسن علسسي بسسن محمسسد( :نحسسن الل ّ ِ
الكلمات السستي ل تسسدرك فضسسائلنا ول تستقصسسى ]بحسسار النسسوار ،24/174 :تحسسف
العقول ص ،355 :ابن شهراشوب /مناقب آل أبسسي طسسالب ،3/508 :الحتجسساج ص .[.552
وأخبارهم في هذا كثيرة أورد منها المجلسي في البحار) (25رواية ]انظسسسر:
بحار النوار :باب أنهم كلمات الله.[.185-24/173 :
وإطلق الكلمة على المام قد يوضح مدى التأثر بالنصسسرانية فسسي إطلق
الكلمة على المسيح -عليه السلم -لكن تسمية المسيح كلمسسة اللسسه؛ لن
مثله عند الله كمثل آدم خلقه مسسن تسسراب ،ثسسم قسسال لسسه كسسن فيكسسون ،فهسسو
مخلوق بالكلمة ،وأما علي فهو مخلوق كما خلق سائر الناس ]منهاج السسسنة:
.[.3/18
صققَرا َ
ط دَنقققا ال ّ
والصسسسراط المسسسستقيم -فسسسي قسسسوله تعسسسالى } :-اه ِ
م{ ]الفاتحة ،آية .[.6 :هو أمير المؤمنين ]تفسير القمي ،1/28 :تفسسسيرقي َ
مست َ ِ ال ُ
العياشسسسي ،1/42 :البرهسسسان ،1/89 :تفسسسسير الصسسسافي ،1/85 :بحسسسار النسسسوار[.23/211 :
عندهم.
س
م ِ وال ّ
ش ْ والشمس هسسي علسسي ،فيسسروون عسسن الصسسادق فسسي قسسولهَ } :
ها{ ]الشمس ،آية [.1 :قال" :الشمس أمير المؤمنين ،وضحاها :قيام حا َض َو َُ
القائم" ]البرهان ،4/467 :مرآة النوار ص ،200 :وانظر :تفسير القمسسي ،2/242 :وفيسسه
أن النهار هم الئمسسة .[.فهل يعني هسسذا أنسسه لمسسا مسسات أميسسر المسسؤمنين اختفسست
الشمس من الوجسسود؟! ،والنسساس فسسي ظلمسسة حسستى يشسسرق ضسسحى القسسائم
؟!
المنتظر
والمسجد ،والمساجد ،والكعبة ،والقبلة هي المام والئمة ،فيروون عسسن
د{ ج ٍ
سق ِم ْ
ل َ عن قدَ ك ُق ّ
م ِ هك ُ ْ جو َ و ُ موا ْ ُقي ُوأ َ ِالصسسادق فسسي قسسوله تعسسالىَ } :
]العراف ،آية .[.29 :قال :يعني الئمة ]تفسير العياشي ،2/12 :البرهان ،2/8 :تفسير
الصافي ،2/188 :مرآة النوار :ص ،175نور الثقلين .[2/17 :وفي رواية أخرى عنسسه
د{ ]العسسراف ،آيسسة[.31 : ج ٍ
سق ِ م ْ ل َعندَ ك ُق ّ م ِ زين َت َك ُ ْ خ ُ ْ
ذوا ِ في قوله تعالىُ } :
قال :يعني الئمة ]تفسسسير العياشسسي ،2/13 :البرهسسان .[.2/9 :وفسي قسوله تعسالى:
عوا مع الل ّ َ } َ
دا{ ]الجسسن ،آيسسة [.18 :قسسال: ح ً هأ َ ِ َ َ فل ت َدْ ُ جدَ ل ِل ّ ِ
ه َ سا ِ ن ال ْ َ
م َ وأ ّ َ
ً
إن المام مسسن آل محمسسد فل تتخسسذوا مسسن غيرهسسم إمامسا ]البرهسسان،[.4/393 :
100
ويقول الصادق -عندهم .." :-نحن البلد الحسرام ،ونحسن كعبسة اللسه ،ونحسن
قبلة الله" ]انظر :الكراجكي /كنز الفوائد ص ،2 :بحار النسسوار ،24/303 :مسسرآة النسسوار:
ص .[.213
قدْ ك َققاُنوا
و َوالسجود :هو ولية الئمة وبهذا يفسسسرون قسسوله تعسسالىَ } :
ن{ ]القلسسم ،آيسسة .[.43 :حيسسث قسسالوا: مو َ
سقال ِ ُ
م َه ْ
و ُ
جوِد َ ن إ َِلى ال ّ
س ُ و َ
ع ْ
ي ُدْ َ
"أي يدعون إلى ولية علي في الدنيا" ]تفسير القمي ،2/383 :البرهسسان،4/372 :
تفسير الصافي ،215-5/214 :مرآة النوار :ص .[.176
ولعسسل مثسسل هسسذه الروايسسات هسسي السسسبب فسسي شسسيوع عبسسادة الئمسسة،
وأضسسرحتهم ،وعمسسارة المشسساهد وتعطيسسل المسسساجد ،لن المشسساهد هسسي
المساجد ،والمام هو كعبة الله وقبلته ،ولهذا صنفوا كتبا ً سموها" :مناسك
المشاهد" أو "مناسك الزيارات" ،أو "المسسزار" ]مثسسل كتسساب :مناسسسك الزيسسارات
للمفيد ،وكتاب المزار لمحمد علي بن الفضل ،والمزار لمحمد المشهدي ،والمسسزار لمحمسسد
بن همام ،والمزار لمحمد بن أحمد .ذكرها العاملي في وسائل الشيعة ونقل عنها.
انظر :وسائل الشيعة ، 49-20/48 :وانظر :ابن تيمية :منهاج السسسنة ،1/175 :الفتسساوى:
،[.17/498واعتنوا ببيان فضائلها وآدابها ،وأخذت هذه المسائل فسسي كتبهسسم
المعتمدة قسما ً كبيرا ً ]كما في أصسسول الكسسافي ،والسسوافي ،والبحسسار ،ووسسسائل الشسسيعة
وغيرها ،وسيأتي ذكر مواضعها وشيء من نصوصها - [.كما سيأتي تفصسسيله – ]انظسسر:
"فصل عقيدتهم في توحيد اللوهية".[.
والتوبة ومعناها معروف )الرجوع من المعاصي إلى طاعسسة اللسسه( ولكسسن
الشيعة تفسر التوبة بالرجوع من ولية أبي بكر وعمر وبني أمية إلى ولية
ك{ س قِبيل َ َ
عققوا َ وات ّب َ ُ
ن ت َققاُبوا َذي َ فْر ل ِل ّق ِ فا ْ
غ ِ علي ،ففي قوله سسسبحانهَ } :
فْرغ ِ فا ْ ]غافر ،آية [.7 :جاء تأويلها عندهم في ثلث روايات ،تقول الولىَ } :
ن َتاُبوا{ من ولية فلن وفلن )يعنون أبسسا بكسسر وعمسسر( وبنسسي أميسسة، ل ِل ّ ِ
ذي َ
ن ت َققاُبوا{ مسسن وليسسة الطسسواغيت ذي َ فْر ل ِل ّ ِ فا ْ
غ ِ وتقول الروايسسة الثانيسسةَ } :
ك{ سِبيل َ َ عوا َ
وات ّب َ ُ الثلثة )يعنون أبا بكر وعمر وعثمان( ومن بني أميةَ } ،
ن َتاُبوا{ من ولية هسسؤلء ذي َ فْر ل ِل ّ ِغ ِ فا ْ يعني ولية علي ،وتقول الثالثةَ } :
ك{ هو أمير المؤمنين ]البرهان ،93-4/92 :تفسسسير سِبيل َ َ
عوا َ وات ّب َ ُ
وبني أمية } َ
الصافي ،4/335 :وانظر :تفسير القمي.[.2/255 :
وكسسل الروايسسات الثلث المسسذكورة منسسسوبة لبسسي جعفسسر محمسسد البسساقر،
وعلمه ودينه ينفيان صحة ذلك عنه.
دم لنا مفهوما ً جديدا ً للتوبة ،إذ هي فسسي حقيقتهسسا مسوالة وهذه الخبار تق ّ
رجل ،ومعاداة آخر ،وليس هناك ب ُعْد ٌ آخر غير هذا ..فالتوبة ل تكون إل في
مسألة ولية المام ،وغيرها ل يستحق النابة والرجوع ،ولهسسذا لسسم يسسرد لسسه
ذكر ،وكأن الشيعة بهذا تجعل من والى عليا ً ليس عليسسه ذنسسب ،وإن بلغسست
ذنوبه مثل قراب الرض ،وتجعل موالة أفضل الخلق بعد النبيين أبي بكسسر
وعمر وعثمان هو الكفر الذي ل ينفع معه عمل.
فهل هذا هو السلم ..وهل الرسول وصحبه لم يجاهسدوا إل لقسرار هسذا
المر؟!
101
ثم ما تأثير مثل هذه الروايات على من يؤمن بها ويعتقد أنها صادرة من
محمد البسساقر؟ أل تهسسون فسسي نفسسسه المعصسسية ،وتسسدفعه إلسسى ارتكسساب كسسل
موبقة ..وتثبطه عن عمل الخير ،واصطناع المعروف ..بلى ،إن هسسذا وراد،
ل ،فقد اطلعت في الكافي علسى شسهادة هامسة بل وراد ،بل قد يكون حاص ً
في هذا الباب تتضمن شكوى أحسد الشسيعة لمسامه مسن سسوء أخلق أبنساء
طائفته ،وأنه ليعجب من البون الشاسع بين ما يجده عند أصحابه وبين مسسا
يراه عند أهل السنة ]نصه ما يلي:
عن عبد الله بن أبي يعفور قال :قلت لبسسي عبسسد اللسسه -رضسسي اللسسه عنسه :-إنسسي أخسسالط
الناس فيكثر عجبي من أقوام ل يتولونكم ويتولون فلنا ً وفلنا ً )يعنسسي أبسسا بكسسر وعمسسر ،وهسسو
يشير بهذا لهل السنة( لهم أمانة وصدق ووفاء ،وأقوام يتولونكم )يعني الشيعة( ليس لهسسم
تلك المانة ول الوفاء والصدق؟ فاستوى أبو عبد الله -رضي الله عنه -جالسا ً فأقبل علسسي
كالغضبان ،ثم قال :ل دين لمن دان الله بولية إمام جائر ليس من الله ،ول عتب على مسسن
دان بولية إمام عادل من الله قلت :ل دين لولئك ول عتب على هؤلء ،ثم قسسال :أل تسسسمع
ر{ ت إ َِلقى الّنق ُ
و ِ ن الظّل ُ َ
مقا ِ مق َ
هم ّج ُ ر ُ مُنوا ْ ي ُ ْ
خ ِ نآ َ ي ال ّ ِ
ذي َ ول ِ ّ لقول الله عز وجل} :الل ّ ُ
ه َ
]البقرة [257 :يعني من ظلمات الذنوب إلى نور التوبة والمغفرة لوليتهم كل إمسسام عسسادل
من الله) ..أصول الكافي ،[.(1/375 :وقد نقل لنا الشوكاني ملحظات قيمة في
هذا سجلها أثناء خلطته مع الشيعة ]يقسسول الشسسوكاني" :جربنسسا وجسسرب غيرنسسا فلسسم
يجدوا رافضيا ً يتنزه عن شيء من محرمات السسدين كائن سا ً مسسا كسسان" )طلسسب العلسسم ص ،(73
وسسستأتي -إن شساء اللسسه -بقيسسة ملحظسساته فسسي فصسسل" :أثرهسم فسسي العسالم السسلمي"،[.
وسيأتي حديث في هذا الشأن في فصل "أثرهم في العالم السلمي".
والصلة ،والزكاة ،الحج ،والصيام ..أركان السلم ومبسسانيه العظسسام هسسي
عند الشيعة بمعنى الئمة في القرآن ،فيروون عن أبسسي عبسسد اللسسه" :نحسسن
الصلة في كتاب الله عز وجل ونحن الزكاة ونحسسن الصسسيام ونحسسن الحسسج"
]بحار النوار ..[.24/303 :بل إن الدين كله هو عندهم ولية علي ،ويروون عن
مفى ل َك ُق ُ ص قط َ َها ْ ن الل ّق َ جعفسسر الصسسادق فسسي تفسسسير قسسوله تعسسالى} :إ ِ ّ
فل َ ن{ ]البقسسرة ،آيسسة .[.132 :قال" :ولية علسسي -رضسسي اللسسه عنسسه – } َ دي َ ال ّ
َ
ن{ لولية علسسي" ]البرهسسان ،1/156 :مسسرآة النسسوار مو َسل ِ ُ
م ْ
وأنُتم ّن إ َل ّ َ
موت ُ ّ تَ ُ
ن{.. َ َ
دي َ موا القق ّ قي ُنأ ِ ص .[.148 :وفي تفسير القمي في قوله تعسسالى} :أ ْ
ه{ ،كنايسسة عسسن أميسسر فيق ِ قوا ِ فّر ُ ول ت َت َ َ]الشسسورى ،آيسسة [.13 :قال :المامَ } ،
م ه ْ
عو ُ مققا ت َقدْ ُ
ن َ كي َ ر ِشق ِ م ْ عل َققى ال ْ ُ المؤمنين -رضي اللسسه عنسسه } ،-ك َب َُر َ
ء{ كنايسسة عسسن شققا ُ مققن ي َ َ ه َ جت َِبي إ ِل َي ْ ِ ه يَ ْه{ من أمر ولية علي} ،الل ّ ُ إ ِل َي ْ ِ
علي -عليه السلم – ]تفسسسير القمسسي ،2/274 :البرهسسان ،4/120 :تفسسسير الصسسافي )
،(369-4/368بحار النوار.[.36/84 :
وإذا كان المر كذلك لماذا ل يسمى ديسن )المنتظسر( أو ديسن الوليسة ،أو
الولية نفسها ..وحقيقة المر أن هذا دين آخر غير دين السلم ،هذا الدين
معناه طاعة رجل وقد ورثته الثنا عشرية -فيمسسا يظهسسر -عسسن الكيسسسانية
]الكيسانية :من غلة الشيعة ،تقول بإمامة محمدين بن الحنفية ،وسميت بالكيسسسانية نسسسبة
للمختار بن أبي عبيد الثقفي؛ لن لقبة كيسان ،وكذلك تسمى بالمختارية عند بعض أصحاب
الفرق ،وقد ادعى المختار نسسزل السسوحي عليسسه ،وقسسال بالبسسداء ،وضسسللت أخسسرى ،وقيسسل :إن
الكيسانية سميت بذلك نسبة إلى رجل يقال له :كيسان ،وهو مولى لبطن مسن جبيلسة فسسي
الكوفة ،وقيل :مولى لعلي بن أبي طالب.
102
صسسلها -كمسسا يسسرى
والكيسانية فرق بلغسست عنسسد الشسسعري إحسسدى عشسسرة فرقسسة .ويرجسسع مح ّ
البغدادي -إلى فرقتين :فرقة تقول :إن محمد بن الحنفية لم يمت وهو المهسسدي المنتظسسر،
وفرقة أخرى ينقلون المامة بعد موته إلى غيره ،ويختلفون بعد ذلك في المنقول إليه.
انظر عن الكيسانية :الشعري /مقالت السلميين ،1/91 :البغدادي /الفرق بين الفسسرق:
ص ،23س ،38س ،53ابن حزم /الفصل ،36-5/35س ،40س ،41س ،43الرازي /اعتقسسادات فسسرق
المسلمين والمشركين ص ،95-93نشوان الحميري /الحور العين ص 157وما بعدها ،ابن
المرتضى /المنية والمل :ص .83-82وانظر :الناشئ الكبر /مسسسائل الشسسيعة ص ،24-23
.27وانظر :وداود القاضي /الكيسانية في التاريخ والدب - [.حيث إنهسسم -كمسسا يقسسول
الشهرستاني" :يجمعهم القول بأن الدين طاعة رجسسل ،حسستى حملهسسم ذلسسك
على تأويل الركان الشرعية من الصلة والصيام والزكاة والحج وغير ذلك
على الرجال ...ومن اعتقد أن الدين طاعة رجل ول رجل له ،لنسسه )غسسائب
فسسي سسسردابه( فل ديسسن لسسه] "..الملسسل والنحسسل .[.1/147 :فقسسد انحصسسر السسدين
عندهم بولية رجل هو علي ،وأصبح ما يدل عليه من الطاعة لله ورسسسوله
واتباع المعروف والنتهاء عسسن المنكسسر ..خارجسا ً عسسن معنسسى السسدين حسسسب
رواياتهم.
ولفظ المة -ومعناه معروف -وقد ورد هذا اللفظ ) (49مرة في كتاب
الله ،والشيعة تفسره بالئمة أو بالشيعة .قال في مرآة النسسوار" :إن اللسسه
يستفاد من رواياتنا على اختلف ألفاظها تأويل المة فيما يناسسسب بالئمسسة
عليهما السلم وبأهل الحق والشيعة المحقة وإن قلوا] "...مسسرآة النسسوار :ص
.[.81ثم ساق طائفة من رواياتهم في هذا التأويل نقلها من مجموعة مسسن
كتبهم المعتمدة ،وإذا كانت المة بمعنى الئمة فهذا يعني أن القسسرآن نسسزل
للئمة فقط ،وأن المة غير مخاطبة بالقرآن ول مكلفة به.
وليس ذلك فحسب بل إن الجمادات تفسر بالئمة.
فالبئر -ومعناه واضح -ولكن الشيعة تفسره في القرآن "بعلسسي-رضسسي
الله عنه ،-وبوليته ،وبالمام الصامت -يعنسسون القسسرآن -والمسسام الغسسائب،
وبفاطمة وولدها المعطلين من الملك ]بحار النوار ،105-36/104 :مرآة النسسوار:
،94وانظر :تفسسسير القمسسي ،2/85 :البرهسسان ،97-3/96 :أصسسول الكسسافي ،1/427 :معسساني
الخبسسار :ص ،[.111وبسسذلك يفسسسرون قسسوله تعسسالىَ َ } :
ة
قْري َق ٍ فك َقأّين ّ
مققن َ
عطَّلقق ٍ
ة م َر ّ وب ِئ ْ ٍ
ها َ شقق َ عُرو ِعَلى ُ ة َوي َ ٌ
خا ِ
ي َ
ه َ ة َ
ف ِ م ٌ ي َ
ظال ِ َ ه َ و ِ ها َ هل َك َْنا َأَ ْ
د{ ]الحسسج ،آيسسة .[.45 :وقسسد جسساء فسسي تفسسسير البرهسسان خمسسس شي ٍ م ِ ر ّ ص ٍ
ق ْ و َ َ
روايات لهم في هذا المعنى ]البرهان.[.97-3/96 :
والبحر -وقد ورد في كتسساب اللسسه فسسي أكسسثر مسسن ثلثسسة وثلثيسسن موضسسعا ً
بالمعنى المعروف ،-ولكن الشيعة تفسسسر البحسسر والبحسسار بالمسسام والئمسسة
وأعدائهم .وقد أورد صاحب مرآة النوار جملة من روايات طائفته في هذا
التأويل ،ثم قسسال" :ول يخفسسى أن المسسستفاد مسسن ذلسسك جسسواز تأويسسل البحسسر
والبحسسار العذبسسة ..المشسستملة علسسى المسسدح والنفسسع بالمسسام والئمسسة ،بسسل
بفاطمة ..وتأويل البحر والبحار المالحة بأعدائهم ]مرآة النوار :ص .[.94وقسسد
ج مَر َ جاء في تفسير القمي وغيره عن أبي عبد الله في قوله سسسسبحانهَ } :
ن{ قَيا ِ ن ي َل ْت َ ِ ج ال ْب َ ْ
حَري ْ ِ مَر َن{ ]الرحمن ،آية [.19 :قالَ } : قَيا ِن ي َل ْت َ ِحَري ْ ِ ال ْب َ ْ
ج خُر ُ علسسي وفاطمسسة بحسسران عميقسسان ل يبغسسي أحسسدهما علسسى صسساحبه} ،ي َ ْ
103
ن{ الحسن والحسين ]تفسير القمي ،2/344 :تفسير جا ُمْر َوال ْ َ ؤل ُ ُ
ؤ َ ما الل ّ ْ
ه َ
من ْ ُ
ِ
فرات ص ،177 :وابن بابويه /الخصال ص ،65تفسير الصافي ،5/109 :البرهان ،وقد ذكر
اثنتي عشرة رواية في هسذا التأويسل ،4/265 :بحسار النسوار ،وقسد عقسد لسذلك بابسا ً مسستقل ً
بعنوان :باب أنهم -عليهم السلم ) -البحر واللؤلؤ والمرجان( ،24/97 :وانظسسر مسسا مضسسى
من كلم ابن تيمية حول هذا التأويل ص.[.175 :
وتفسير المعاني والمثل العليا بالمامة والئمة.
فسسالخير هسسو الوليسسة .يقسسول الكسساظم -كمسسا يسسدعون -فسسي قسسوله تعسسالى:
خي َْر{ ]الحج ،آية [.77 :قال :الولية ]مرآة النوار :ص .[.139وفي عُلوا ال ْ َف َوا ْ } َ
ت{ ]البقرة ،آية ،[.148 :قال أبو جعفسسر: خي َْرا ِقوا ْ ال ْ َست َب ِ ُ
فا ْ قوله سبحانهَ } :
ت{ الولية ]البرهان ،1/163 :تفسير الصافي.[.1/200 : خي َْرا ِ}ال ْ َ
واليات الكونية تؤول بالئمة ،فالئمسسة هسسم العلمسسات فسسي قسسوله تعسسالى:
ن{ ]النحل ،آية .[.16 :قال أبو عبد اللسسه -دو َ هت َ ُم يَ ْه ْجم ِ ُ وِبالن ّ ْ
ت َ ما ٍعل َ و َ } َ
كما يروون " :-النجم رسول الله ،والعلمسسات هسسم الئمسسة عليهسسم السسسلم"
]تفسسسير القمسسي ،1/383 :تفسسسير العياشسسي ،2/255 :أصسسول الكسسافي ،1/206 :البرهسسان:
،2/362تفسير الصافي ،3/129 :تفسير فسسرات :ص ،84مجمسسع البيسسان .[.4/62 :وعقد
الكليني بابا ً في هذا بعنوان" :باب أن الئمة هم العلمات التي ذكرها اللسسه
عز وجل في كتابه" ]أصول الكسسافي .[.1/206 :وتبعه المجلسسسي وعنسسون لبسسابه
بقوله" :باب أنهم عليهم السسسلم النجسسوم والعلمسسات" ]بحسسار النسسوار-24/67 :
.[.82وسياق الية ،وما ورد عن السلف ينفي ما ذهبوا إليه في تأويل الية
]انظر :تفسير الطبري ،14/92 :تفسير ابن كثير.[.2/612 :
وأحسسوال اليسسوم الخسسر يفسسسرونها برجعسسة الئمسسة أو الوليسسة ،فالسسساعة،
والقيامة ،والنشور وغيرها من السماء التي تتعلق باليوم الخر تفسر فسسي
الغالب عند هؤلء برجعة الئمة .ويقدم صاحب مرآة النوار قاعدة في هذا
فيقول" :كل ما عبر به بيوم القيامة في ظاهر التنزيسسل فتسسأويله بالرجعسسة"
]مرآة النوار :ص .[.303
ويقول المجلسي عسسن لفسسظ السسساعة فسسي القسسرآن :إن السسساعة ظهرهسسا
القيامة ،وبطنها الرجعة ]بحار النوار .[.24/334 :وقد ورد أيضا ً عنسسدهم تأويسسل
كقذُّبوا ل َ الساعة بالوليسسة ،فيسسروون عسسن الرضسسا فسسي قسسوله سسسبحانه} :ب َ ْ
ة{ ]الفرقان ،آية [.11 :قال :يعني كذبوا بولية علسسي ]النعمسساني /الغيبسسة: ع ِ
سا َ ِبال ّ
ص ،54البرهان ،3/157 :مرآة النوار :ص .[.182
والحياة الدنيا :هي الرجعة ،قال صاحب مرآة النوار :جاء ما يسسدل علسسى
تأويل الدنيا بالرجعة ،وبولية أبي بكر وعمسسر ]مسسرآة النسسوار :ص ،[.150ففسسي
ة الققدّن َْيا{ في ال ْ َ
حَيا ِ مُنوا ِنآ َ
ذي َوال ّ ِ
سل ََنا َ قوله سبحانه} :إ ِّنا ل ََنن ُ
صُر ُر ُ
]غافر ،آية .[.51 :قال جعفر :يعني في الرجعسسة ]تفسسسير القممسسي، 259-2/258 :
ن
ؤث ُِرو َ ل تُق ْ تفسير الصافي ،4/345 :البرهان ،[.4/100 :وفي قوله سبحانه} :ب َ ق ْ
يا{ ]العلسسى ،آيسسة .[.16 :قسسال :وليتهسسم ]أصسسول الكسسافي،1/418 : ال ْ َ
حي َققاةَ القدّن ْ َ
البرهان) [.4/451 :يعني ولية أبي بكر وعمر وعثمان( .والتسسأويلت الباطنيسسة
ل ضابط لها ،فأنت ترى "أن الخرة تؤول بالرجعة ،والحياة الدنيا تؤول بها
كذلك على مسسا بينهمسسا مسسن تفسساوت ،كمسسا تلحسسظ أن الحيسساة السسدنيا فسسسرتها
104
تأويلتهم مرة بالرجعة ،ومرة بالولية على مسسا بينهمسسا مسسن اختلف ..فهسسي
أقوال عشوائية ل تستند إلى أصل ول فرع ،بل ول عقل".
وتأويلهم لكثير من آيات القرآن بالمامة والئمة يربو على الحصر وكسسأن
القرآن لم ينزل إل فيهم ،ولقد تجسساوزوا فسسي هسسذه السسدعاوى كسسل معقسسول،
وأسفوا في تأويلتهم إلى ما يشبه هذيان المعتوهين حتى قالوا :إن النحل
في قوله سبحانهَ } :
ل{ ]النحسسل ،آيسسة .[.68 :هسسم حق ِ ك إ ِل َققى الن ّ ْحى َرب ّ َ و َوأ ْ َ
الئمة ،وروى القمي بإسناده إلى عبد الله قال :نحسسن النحسسل السستي أوحسسى
َ
ل ب ُُيوًتا{ أمرنسسا أن نتخسسذ مسسن العسسرب جَبا ِن ال ْ ِم َ ذي ِ خ ِ
ن ات ّ ِ
الله إليها }أ ِ
ن{ يقول :من شو َ ر ُع ِما ي َ ْ م ّ و ِ ر{ يقول :من العجم } َ ج ِ ش َ ن ال ّ م َو ِشيعة } َ
الموالي] "..تفسير القمي.[.1/387 :
وجمع المجلسي رواياتهم في هذا المعنى في بساب بعنسوان" :بساب نسادر
في تأويل النحل بهم عليهم السلم" ]بحسسار النسسوار ،[.113-24/110 :كمسسا جسساء
بروايات تقول" :إن الئمسة هسسم المساء المعيسسن والقصسسر المشسسيد السسسحاب
والمطر والفواكه وسائر المنافع الظاهرة" ]انظر :بحار النوار.[.110-24/100 :
وفي الباب الذي عقده بعنوان» :باب تأويل اليام والشهور بالئمة ]بحسسار
النوار [.243-24/238 :جاء فيه" :نحسسن اليسسام؛ فالسسسبت اسسسم رسسسول اللسسه،
والحد كناية عن أمير المؤمنين ،والثنين الحسن والحسين ،والثلثاء علسسي
بن الحسين ،ومحمد بن علسسي ،وجعفسسر بسسن محمسسد ،والربعسساء موسسسى بسسن
جعفر ،وعلي بن موسى ومحمد بن علي وأنا ،والخميس ،ابني الحسن بن
علي ،والجمعة ابن ابنسسي] "..البحسسار ،24/239 :الصسسدوق /الخصسسال :ص ،396-395
والنص منسوب لمامهم العاشر علي الهادي.[.
ومن الطريف أن بعض اليسسام حظيسست فسسي أخبسسار الشسسيعة بالسسذم كيسسوم
الثنين ]انظر :سفينة البحار ،[.1/137 :فهل يتوجه هذا الذم إلى بعض الئمسسة ؛
لن الئمة هم اليام؟!
ويروي جابر الجعفي قال :سسألت أبسا جعفسر عسسن تأويسسل قسول اللسسه عسز
بفققي ك ِت َققا ِ هًرا ِشق ْ ش قَر َ ع َ عندَ الل ّق ِ
ه اث ْن َققا َ ر ِ هو ِ ش ُ عدّةَ ال ّ ن ِ وجل} :إ ِ ّ
ه] {..التوبة ،آية [.36 :قال :فتنفس سيدي الصعداء ثسسم قسسال" :يسسا جسسابر، الل ّ ِ
أما السنة فهي جدي رسول الله صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم ،وشسسهورها اثنسسا
عشر شهرا ً فهو أمير المؤمنين إلي ]أي هو أميسسر المسسؤمنين علسسي بسسن أبسسي طسسالب
ي) ،المجلسي /بحار النسسوار .[.(24/240 :وإلى ابنسسي ومن بعده من الئمة حتى يصل إل ّ
جعفر وابنه موسى وابنه علي وابنه محمد وابنه علي ،وإلسسى ابنسسه الحسسسن
وإلى ابنه محمد الهادي المهدي اثنا عشر إمامسًا ...والربعسسة الحسسرم السسذين
هم الدين القيم أربعة منهم يخرجون باسم واحسسد :علسسي أميسسر المسسؤمنين -
رضي الله عنه -وأبي علي بسسن الحسسسين ،وعلسسي بسسن موسسسى ،وعلسسي بسسن
م{ سك ُ ْ ن َأن ُ
ف َ ه ّفي ِموا ْ ِ فل َ ت َظْل ِ ُ محمد ،فالقرار بهؤلء هو الدين القيم } َ
أي :قولوا بهم جميعا ً تهتدوا" ]الطوسي /الغيبة :ص ،96ابن شهراشوب /منسساقب آل
أبي طالب ،1/244 :بحار النوار ،24/240 :البرهان ،123-2/122 :نسسور الثقليسسن-2/214 :
،215اللوامع النورانية :ص .[.141
105
والبعوضة )وهي حشرة صغيرة معروفة( ورد ذكرها فسسي سسسورة البقسرة
]الية .[.26 :هي علي عندهم ]تفسير القمي ،1/35 :البرهان.[.1/70 :
ولفظ )الذباب( يؤول بعلسسي فسسي تفسسسير الشسسيعة ]انظسسر :مسسرآة النسسوار :ص
،[.150كما أولوا البعوضة وحاول بعضهم أن يلطف من هذا التأويل فزعسسم
أنه ذباب العسل ]نفس الموضع من المصسسدر السسسابق ،[.وفاته أنهسسم يؤولسسون بسسه
قققوا ذَُباب ًققا خل ُ ُه ل َققن ي َ ْ ن الل ّق ِ دو ِ من ُ ن ِ عو َ ن ت َدْ ُذي َ ن ال ّ ِ قوله سبحانه} :إ ِ ّ
ه{ ]الحج ،آية .[.73 :وما أدري ما السسر فسي إطلق أسسماء عوا ل َ ُ م ُ
جت َ َوا ْ ول َ ِ َ
أحط الحشرات على أمير المؤمنين علي -رضي الله عنسسه وأرضسساه -مسسن
طائفة تزعم محبته والتشيع له؟! .ولكن قد بدت البغضاء من أفواههم وما
تخفي صدورهم أكبر ،وتاريخهم الفعلي مع آل البيت أشد وأشنع.
وقبسسور الئمسسة لهسسا نصسسيب مسسن تسسأويلتهم ،فالبقعسسة المباركسسة فسسي قسسوله
ة
عق ِ فققي ال ْب ُ ْ
ق َ ن ِ م ِ
َ
واِد الي ْ َ ئ ال ْ َشاطِ ِ من َ ها ُنوِدي ِ ما أ ََتا َ فل َ ّ
سبحانهَ } :
ة{ ]القصص ،آية [.30 :هي كربلء ]ابسسن قولسسويه /كامسسل الزيسسارات :ص -48 مَباَرك َ ِ ال ْ ُ
،49البرهان ،3/336 :مرآة النوار :ص ،[.99ومن المعروف أنها كانت فسسي طسسور
ر{. طو ِ ب ال ّ جان ِ ِ من َ سيناء بنص القرآن في الية التي قبلهاِ } :
وكما خصت هذه الروايات أئمة الشيعة بهذه اليات كذلك تخص أتباعهسسا
بآيات من كتاب الله حتى تذهب إلى أن الشيعة هي الشسسيء ]انظسسر :أصسسول
الكسسافي ،1/429 :البرهسسان ،2/40 :مسسرآة النسسوار :ص [.192فسسي قسسوله سسسبحانه:
ء{ ]العراف ،آيسسة [.156 :لتقصر رحمسسة اللسسه ي ٍ ش ْ ل َ ت كُ ّ ع ْس َ و ِ مِتي َ ح َ وَر ْ } َ
الواسعة على الشيعة ،وتضيق ما وسعه الله على عباده.
ولفظ "الشر" و"الكفر" و"الردة" و"الضسسلل" فسسي كتسساب اللسسه يؤولسسونه
بغير ما يعرفه المسلمون من هذه "اللفاظ"؛ حيث يفسرون هذه اللفاظ
بترك بيعة الثني عشر )على الرغم من أنهم لم يتولوا الحكم ما عدا أمير
المؤمنين علي( ،وشواهد هذا كثيرة بلغت عشرات الروايات ،وقسسد أشسسرنا
فيما سلف إلى أن شيخهم المجلسي عقد أبوابا ً في بحاره تحمل عنسساوين
في التأويل الباطني تضمن بعضها مائة رواية ،ولكن هنا نذكر مجرد أمثلسسة
ت شَرك ْ َ ن أَ ْلهذه الحاديث ،فقد روت كتب الشيعة في قوله سبحانه} :ل َئ ِ ْ
ك{ ]الزمر ،آية.[.65 : مل ُ َ ع َن َ حب َطَ ّ ل َي َ ْ
قالت" :لئن أشركت في إمامة علسسي وليسسة غيسسره" ]انظسسر :تفسسسير القمسسي:
،2/251تفسير فرات :ص ،133البرهان ،4/83 :تفسير الصافي.[.4/328 :
قال صاحب مرآة النوار" :فعلى هذا جميسسع المخسسالفين مشسسركون" ]أبسسو
الحسسسن الشسسريف /مسسرآة النسسوار :ص .[.202وقال" :إن الخبار )أخبسسار الشسسيعة(
متضافرة في تأويل الشرك بالله ،والشسسرك بعبسسادته بالشسسرك فسسي الوليسسة
والمامة" ]نفسسس الموضسسع مسسن المصسسدر السسسابق ،[.ولذلك حكموا علسسى صسسحابة
رسول الله بالردة -كما سيأتي ]فسسي فصسسل المامسسة - [.لمبسسايعتهم لبسسي بكسسر
دون علي.
وكذلك يؤولون الكفر بذلك ،جاء في الكافي" :عسسن أبسسي عبسسد اللسسه فسسي
فُروا ْ م كَ َ مُنوا ْ ث ُ ّ مآ َ فُروا ْ ث ُ ّ م كَ َ مُنوا ْ ث ُ ّ نآ َ ذي َ ن ال ّ ِ قول الله عز وجل} :إ ِ ّ
م{ ]لحظ أنه جمع آيتين من سورتين علسسى ه ْوب َت ُ ُ
ل تَ ْ قب َ َ فًرا ّلن ت ُ ْ دوا ْ ك ُ ْ دا ُ م اْز َ ثُ ّ
106
أنهما آية واحدة ،مما يشير إلى أن واضع هذه السسساطير ،ومفتريهسسا علسسى أهسسل السسبيت أحسسد
م{ مسسن آل عمسسران ،آيسسة ،90 :وقسسوله: ه ْ
وب َت ُ ُ
ل تَ ْ الزنادقة الجهلة؛ حيث إن قولهّ} :لن ت ُ ْ
قب َ َ
ن آَمُنوا ْ {..إلسسخ مسسن النسسساء ،آيسسة .[.137 :قال :نزلت فسسي فلن وفلن ن ال ّ ِ
ذي َ }إ ِ ّ
وفلن ]يعنون :أبا بكر وعمر وعثمان كما جاء تفسير ذلك على لسان بعض شيوخهم كمسسا
سيأتي في فصل" :المامسسة" [.آمنوا بالنبي -صسسلى اللسسه عليسسه وآلسسه -فسسي أول
المسسر ،وكفسسروا حيسسث عرضسست عليهسسم الوليسسة ..ثسسم آمنسسوا بالبيعسسة لميسسر
المؤمنين -عليه السلم -ثم كفروا حيث مضى رسول اللسسه -صسسلى اللسسه
عليه وآله -فلم يقروا بالبيعة ،ثم ازدادوا كفرا ً بأخسسذهم مسسن بسسايعه بالبيعسسة
لهم فهؤلء لم يبق فيهم من اليمسسان شسسيء ]أصسسول الكسسافي ،1/420» :تفسسسير
القمسسي ،1/159 :تفسسسير العياشسسي ،1/276 :البرهسسان ،1/421 :تفسسسير الصسسافي،1/511 :
بحار النوار ،23/375 :مرآة النوار :ص .[.289
فأنت ترى أنهم خصوا أفضل الخلق بعد النبيين بهسسذا الحكسسم ،فمسسا بالسسك
بمن دونهم من سائر أمة محمد صلى الله عليه وسسسلم ،وقسسد أشسسار بعسسض
شيوخهم إلى وجه هذا التخصيص فقال" :ورد فسسي بعسسض الروايسسات تأويسسل
الكفسسر برؤسسساء المخسسالفين ،لسسسيما الثلثسسة) :يعنسسون الخلفسساء الراشسسدين(
مبالغة بزيادة كفرهم وجحدهم" ]مرآة النوار :ص .[.187
ولفظ" :الردة" يعني الردة عن بيعة أحد الثنى عشسر .جساء فسي أصسول
دوان اْرت َ ّذي َ ن ال ّ ِالكافي وغيره عن أبي عبد الله في قول الله تعالى} :إ ِ ّ
َ
دى] {..محمسسد ،آيسسة.[.25 : م ال ْ ُ
هق َ هق ُن لَ ُمققا ت َب َي ّق َ
د َ
عق ِ من ب َ ْ هم ّ عَلى أدَْبا ِ
ر ِ َ
)قسسال( فلن وفلن وفلن ارتسسدوا مسسن اليمسسان فسسي تسسرك وليسسة أميسسر
المؤمنين] ..أصسسول الكسسافي ،1/420 :بحسسار النسسوار ،23/375 :وانظسسر :تفسسسير القمسسي:
،2/308البرهان ،4/186 :تفسير الصافي.[.5/28 :
م ت َقَر إ ِل َققى َ
والضلل هو عدم معرفة المام ،ففسسي قسسوله سسسبحانه} :أل َ ْ
ض قل َل َ َ ُ
ة] {...النسسساء ،آيسسة: ن ال ّ ش قت َُرو َب يَ ْ ن ال ْك َِتا ِم َ صيًبا ّ ن أوُتوا ْ ن َ ِ ال ّ ِ
ذي َ
.[.44قال" :يعني ضلوا في أميسسر المسسؤمنين" ]تفسسسير القمسسي [.1/139 :وفسسي
ن{ ]الفاتحة ،آية.[.7 : ضاّلي َ ول َ ال ّ م َ ه ْعلي ِ
ب َ َ ضو ِ مغ ُ ر ال َ قوله سبحانهَ } :
غي ِ
قال" :الضالين :الذين ل يعرفون المام" ]تفسير القمي.[.1/29 :
إن تفسير الكفر والشرك ،والردة والضلل بترك بيعة الثني عشر فضل ً
عن أنه ل سند له من نقل أو عقل أو لغة أو شرع فسسإنه -ولعسسل ذلسسك هسسو
هدف واضع الروايات -ينتهي بالمؤمن به إلسسى تفضسسيل الكفسسر والكسسافرين
على سائر المسلمين مسن غيسر الشسسيعة) ،لن رأس الكفسسر تسسرك الوليسة(،
وهذا ما يصدقه تاريخ الشيعة مع المسلمين ،كمسسا أنسسه يهسسون أمسسر الشسسرك
واللحاد ،وهذا هدم لصول السلم ،ومحاربة لرسالة محمد بن عبد اللسسه -
عليه الصسسلة والسسسلم -السسذي بعسسث لمحاربسسة الشسسرك والكفسسر والضسسلل،
وإرساء قواعد التوحيد وشريعة السلم.
والكبائر وسائر المحرمات هي عندهم أعداء الئمة .يقول أبو عبد الله -
كما يزعمون .." :-وعسسدونا فسي كتساب اللسه عسسز وجسسل :الفحشساء والمنكسسر
والبغي والخمر والميسسسر والنصسساب والزلم والصسسنام ،والوثسسان والجبسست
والطساغوت والميتسة والسدم ولحسم الخنزيسر] "..بحسسار النسسوار .[.24/303 :وقسد
107
أشرنا من قبل إلى أن تأويل المحرمات بأعداء الئمة قد جسساء فسسي أبسسواب
عدة في البحار تضمنت عشرات الحاديث.
وقد جاء في بعض مصادرهم المعتمدة عنسسدهم مسسا يكشسسف واضسسع هسسذه
السسسطورة ،ويسسبين أن أصسسل تأويسسل المحرمسسات بأعسسداء الئمسسة ،وتأويسسل
الفرائض بالئمة هو :أبو الخطسساب السسذي تسسبرأ منسسه الئمسسة ولعنسسوه ،وففسسي
رجال الكشي" :كتب أبو عبد الله إلى أبي الخطاب :بلغني أنسسك تزعسسم أن
الزنسسا رجسسل وأن الخمسسر رجسسل وأن الصسسلة رجسسل وأن الصسسيام رجسسل وأن
الفواحش رجل ،وليس هو كما تقول] "..رجسسال الكشسسي :ص ،291بحسسار النسسوار:
.[.24/299
وتذكر كتب المقالت عن بعض غلة الشيعة القول بأن المحرمات كلهسسا
أسماء رجال أمرنا الله تعالى بمعاداتهم ،وأن الفرائض أسماء رجال أمرنسا
بموالتهم ]الملل والنحل.[.1/179 :
ويقول الشهرستاني" :إنما مقصودهم من حمسسل الفسسرائض والمحرمسسات
على أسماء رجال :هو أن من ظفر بذلك الرجل وعرفه فقسسد سسسقط عنسسه
التكليف وارتفع الخطاب" ]الملسسل والنحسسل .[.1/179 :وكسسل ذلسسك ورثتسسه الثنسسا
عشرية وأحيته وتسسولى كسسبر نشسسره القمسسي )صسساحب التفسسسير( ،والكلينسسي،
والعياشي ،والكاشاني ،والمجلسي ،وغيرهم مسسن شسسيوخ الدولسسة الصسسفوية
الذين "أحيوا" كل أسسساطير غلة الفسسرق الشسسيعية ،وأدخلسسوه فسسي المعتقسسد
الثني عشري كروايات عن الئمة.
هذا وتأويلتهم في هذا الباب يستغرق ذكرهسسا مجلسسدات ،ولهسسم فسسي كسسل
عقيدة شذوا بها كالرجعة ،والغيبة ،والتقية وغيرها تأويلت وافتراءات تربو
على الحصر ،وسنأتي -إن شاء الله -علسسى شسسيء منهسسا عنسسد بحثنسسا لهسسذه
المسسسائل .ومسسا ذكرنسساه هنسسا جسسزء قليسسل ممسسا جمعنسساه ولسسم نسسذكره خشسسيه
الطالة ..وما جمعناه هو كقطرة من بحر مظلم ..عرضه ونقده يسسستوعب
المجلدات ..وكل مثال من هسسذه المثلسسة -فسسي الغسسالب -يكشسسف لنسسا عسسن
عقيدة من عقائد القوم في اللوهية والنبوة ،والسماء والصفات ،وأركسسان
السلم وغيرها.
هذا وقبل أن أرفع القلم عن هذا الموضوع أسجل الملحظات التالية:
-1فيما مضى من مباحث ذكرنا ما يقوله الشسسيعة مسسن أن جسسل القسسرآن
نسسزل فيهسسم وفسسي أعسسدائهم ،ثسسم قسسدمت أمثلسسة لتحريسسف الشسسيعة لمعسساني
القرآن ..وكل ذلك يؤكد ما تذهب إليه الشيعة من القول بأن أكثر القسسرآن
قد اشتمل على ذكر الئمة الثني عشر ومخالفيهم ..فهذه المسألة حشسسد
لها شيوخ الشيعة آلف النصوص كمسسا أسسسلفنا الشسسارة إلسسى شسسيء منهسسا..
وبعد ذلك كله نجد من نصوصهم نفسها ما ينقض هذه الدعاوى كلها جملة
واحدة.
يقول هذا النص الذي يروونه عن أبي عبد الله جعفر الصادق" :لو قسسرئ
القرآن كما أنزل للفيتنا فيه مسسسلمين" ]تفسسسير العياشسسي ،1/13 :بحسسار النسسوار:
،92/55تفسير الصسسافي ،1/41 :اللوامسسع النورانيسسة :ص .[.547فهذا اعسستراف منهسسم
بأنه ليس لئمتهم ذكر في كتاب الله ،ولم يرد لهسسم تسسسمية فيسسه ..فكسسأنهم
108
يخربون بيوتهم بأيديهم .ولعل السر في ذلك أن واضع هذا النص قد اهتسسم
بتأييسسد مسسسألة التحريسسف -وسسسيأتي بحثهسسا -ونسسسي مسسا وضسسع مسسن قبسسل،
والختلف والتناقض قد يكون عقوبة إلهية لمن يضع فسسي السسدين مسسا ليسسس
ر الل ّق ِ
ه د َ
غي ْق ِ عن ق ِ
ن ِ
م ْن ِ
كا َ ول َ ْ
و َ منه ،كما يؤخذ ذلك من قوله سبحانه َ } :
فا ك َِثيًرا{ ]النساء ،آية .[.82 :فهو برهان أكيد على أنسسه خت ِل َ ً
ها ْ في ِ دوا ْ ِج ُ لَ َ
و َ
ليس من عند الله سبحانه ..وقد مضى من قبل الشارة إلى نص آخر لهم
يجعل من كتاب الله سسسبحانه أربعسسة أقسسسام وليسسس فسسي قسسسم منهسسا ذكسسر
للئمة ]انظر :ص ).[.(157-156
وجاء في رجال الكشي نص هام ينسف كل ما بنسسوه مسسن هسسذا التفسسسير
الباطني ،فقد نقل لبي عبد الله جعفر ما يقوله أولئك الزنادقة من تأويسسل
آيات الله سبحانه بتلك التأويلت الباطنية "حيسسث قيسسل لسسه :روي عنكسسم أن
الخمر والميسر والنصاب والزلم رجال؟ فقال :ما كسسان اللسسه عسسز وجسسل
ليخسساطب خلقسسه بمسسا ل يعملسسون" ]رجسسال الكشسسي :ص .[.291أي يسسستحيل أن
يخاطب الله سبحانه عباده بما ل سبيل لهسسم إلسسى معرفتسسه والهتسسداء إلسسى
معناه؛ لن هذا يتنافى مع الحكمة في إنزال القرآن لهداية الناس والدعوة
إلى عبادة الله ،ويتنزه الله سبحانه أن يأمر عباده بتدبر القسسرآن وهسسو غيسسر
قابل للتدبر والفهم ،ويتقدس سبحانه أن يخاطب عبسساده بألغسساز وطلسسسم.
وهذا القول من أبي عبد الله الذي ورد في أوثق كتب الرجال عند الشيعة
يهدم كل ما بنوه من تلك التحريفات وذلك اللحاد في كتاب الله وآياته.
هذا نقض للمسالة من نصوصهم نفسها ،أو مسسا يسسسمى بالنقسسد السسداخلي
للنصوص ،وإل فإن المتأمل ليات القرآن بمقتضى اللغة العربية التي نزل
ن{ ]يوسف ،آيسسة [.2 :ل يجسد قُلو َع ِ عل ّك ُ ْ
م تَ ْ عَرب ِّيا ل ّ َقْرآًنا َ بها} :إ ِّنا َأنَزل َْناهُ ُ
فيه ذكرا ً لما يدعون ،والروايات السستي يسذكرونها يكفسسي فسسي بيسان فسسادها
مجرد عرضها ،فهي تحمسسل بنفسسسها مسسا يهسسدم بنيانهسسا مسسن السسساس ،فهسسل
يصدق أحد أن لعلي في القرآن ) (1154اسمًا؟ وهل يدخل عقل أحسسد أن
من أسماء علي البعوضة والذباب؟ وهل يوافق مؤمن على القول بأن مسسا
ورد من آيات عن اليسوم الخسر هسي خاصسة بعقيسدة رجعسة الئمسة؟ وكيسف
تناقش من يقول بأن آيات اليمان والمؤمنين هي في الئمة الثني عشسسر،
وآيات الكفر والكافرين هي في الصحابة؟!
وإنني هنا أذهب إلى القول بأن هذا المستوى الذي هبط إليه هسسؤلء هسسو
من معجزات هذا الدين العظيم ،فما من أحد ادعى نبوة أو وحيسسا ً وأراد أن
يضع في الدين ما ليس منه إل وفضحه الله علسسى روؤس الشسسهاد ،وتسسالله
إن هذه المقالت التي ل يمكن بحال أن تتفق مع العقل والنقسسل ول اللغسسة
والدين هي من أعظم فضائح القوم وعوراتهم ..وبها يكشف الله سسسبحانه
وتعالى كذبهم وبهتانهم.
إن مطابع النجف وطهران وقم وبمبي قد أخرجت لنا تراثا ً شيعيا ً ضخما ً
يمثل دينا ً بأكمله ،لعل أقرب تسمية له هسو ديسن الوليسة ،أو المامسة ،ولسسم
تتوفر هسسذه الكتسب للمسسسلم كمسا تسوفرت اليسوم ..ديسسن وضسعه المجلسسي
والكليني وغيرهما من أساطين التشيع ،وسينكشف من خلله أمور كسسثيرة
109
لم تكن معروفسة مسن قبسل ..ويبسدو مسن الطلع عليسه عظمسة هسذا السدين
اللهي وسر خلوده ،إذ بضدها تتميسسز الشسسياء فلسسول المسر مسا عسسرف طعسسم
الحلو..
-2هذه التأويلت الباطنيسسة المستفيضسسة فسسي كتسسب الثنسسي عشسسرية هسسي
مجهولة للكثير ممن يكتب عن هذه الطائفة ..وحسبك أن تجد ممن كتسسب
عن الثني عشرية من يعتبرها بعيدة كل البعد عن التجاه الباطني ،ويظن
أن التأويل الباطني مقصور أمره علسسى طائفسسة السسسماعيلية .يقسسول بعسسض
من كتب عن الفرق " :جعل السماعيلية للئمة صسسفات لسسم تعرفهسسا فسسرق
الشيعة الخرى ،ذلك أنهم يقولون ظاهرًا :إن الئمسسة بشسسر كسسسائر النسساس
يسسأكلون وينسسامون ويموتسسون ،ولكنهسسم فسسي تسسأويلتهم الباطنيسسة يقولسسون :إن
المام هو" :وجه الله" "ويد الله" "وجنب اللسسه" ]مصسسطفى الشسسكعة /إسسسلم بل
مذاهب :ص .[.248-247
ويلحظ أن هذا هو عين ما تذهب إليسسه طائفسسة الثنسسي عشسسرية ،وجسساءت
أخبار كثيرة عندهم في إقرار هذا الغلو ،وخصص المجلس لسسذلك باب سا ً مسسن
أبواب بحاره -كما أسلفنا -وهو »باب أنهم -عليهم السسسلم -جنسسب اللسسه
ووجه الله ويد الله وأمثالها" ]بحار النوار.[.203-24/191 :
والسر في هذا الجهل المتفشسسي بيسسن طبقسسة مسسن الكتسساب هسسو أن كتسسب
الثني عشرية نوعان :كتسسب للدعايسسة للمسسذهب وضسسعت بأسسسلوب التقيسسة..
والنوع الثساني -:وهسو المعتسبر عنسدهم -كتسب الحسديث الثمانيسة المعتمسدة
عنسسدهم وكتسسب الرجسسال الربعسسة ،ومسسا فسسي درجسسة هسسذه الكتسسب مسسن كتسسب
شيوخهم .فمن يعتمد على الول وحده يفوته الكثير مسسن أمسسورهم ،والسستي
قد تشير إليها كتب الدعاية إشارة ل يفهمها إل شيوخهم ،أو من هسسو علسسى
صلة وفهم لكتبهم المعتمدة.
-3يلحسسظ أن هسسذه التسسأويلت ليسسست عنسسدهم آراء اجتهاديسسة فسسي تأويسسل
القرآن قابلة للخذ والسسرد والمناقشسسة والتعسسديل ،بسسل هسسي فسسي مقاييسسسهم
نصوص شرعية لها سمة الوحي وأهميته ،وقدسية النص النبوي وشرعيته.
وقد جاءت عندهم نصوص كثيرة تحذر وتنذر من رد أمثال هسسذه النصسسوص
التي ل تتفق مع العمسسل والفطسسرة ،ول مسسع المنطسسق واللغسسة .وأن السسواجب
التسليم وعدم العتراض ،على لغة" :أطفئ مصباح عقلك واعتقسسد" ،وقسسد
حاولوا توطين أتباعهم على قبول أمثال هذه النصوص فقالوا" :إن حسسديثنا
تشمئز منه القلوب فمسسن عسسرف فزيسسدوهم ،ومسسن أنكسسر فسسذروهم" ]البحسسار:
" .[.2/129وعن سفيان السمط قال :قلت لبي عبد الله -عليه السسسلم :-
جعلت فداك ،إن رجل ً يأتينا من قبلكسسم يعسسرف بالكسسذب فيحسسدث بالحسسديث
فنستبشعه ،فقال أبو عبد الله :يقول لك :إني قلت لليل إنه نهار أو للنهسسار
إنه ليل؟ قال :فإن قال لك هذا إني قلته فل تكذب به فإنسسك إنمسسا تكسسذبني
]البحار ، 212-2/211 :البحراني /اللوامع النورانية ص .[.550-549
وأمثال هذه الروايات كثيرة ،ويلحسسظ أن فسسي الروايسسة الخيسسرة مسسا يسسدل
على أن من الشيعة من يستبشع رواياتهم ،ولكن يلزمون باليمان العمى
بها ،بل يعتبر من توقف في رواية مسسن هسسذه الروايسسات وقسسال" :كيسسف جسساء
110
]انظسسر: هذا ،وكيف كان ،وكيف هو؟ ،فإن هذا والله الشسسرك بسسالله العظيسسم
رجال الكشي :ص [.194وقد اهتم بهذه القضسسية صسساحب البحسسار وذكسسر لهسسا )
(116حديثا ً مسسن أحسساديثهم فسسي بسساب عقسسده بعنسسوان" :بسساب أن حسسديثهم -
عليهم السلم -صعب مستصسسعب ،وأن كلمهسسم ذو وجسسوه كسسثيرة وفضسسيلة
التسسدبر فسسي أخبسسارهم -عليهسسم السسسلم -والتسسسليم لهسسم والنهسسي عسسن رد
أخبارهم" ]انظر :بحار النوار 2/182 :وما بعدها.[.
ولعل أول من أرسى دعائم هذا المعتقد صسساحب الكسسافي والسسذي خصسسه
بباب مستقل بعنوان" :باب فيما جاء أن حديثهم صعب مستصسسعب" وذكسسر
فيه خمس روايات ]انظر :أصول الكافي .[.402-1/401 :ولعل هذا السلوب هو
الذي ساعد على تفشي تلك المقالت السطورية ،وغياب الصوت العاقسسل
الذي يجهر بالحق ..ويعري الباطل ويفضحه .وهذا نوع من الستهواء الذي
يطالب فيه التباع باليمان بأقوال الئمة وإن خالفت العقل والنقسسل ،وهسسو
قريب من موقف الصوفية الذي يطالب فيسسه الشسسيوخ مريسسديهم بالتسسسليم
لهم حتى إنهم قالوا :إن المريد بين يدي شيخه كالميت بين يسسدي غاسسسله،
وهذا الستهواء هسسو السسذي لجسسأ إليسسه فرعسسون مسسع قسسومه ،وأشسسار إليسسه اللسسه
ه{ ]الزخرف ،آية] [.54 :انظسسر: عو ُ طا ُ فأ َ َ ه َ م ُ و َ ف َ
ق ْ خ ّ ست َ َ فا ْ سبحانه بقولهَ } :
المدخل إلى الثقافة السلمية :ص .[.115-113
-4إن للتفسير عندهم وجوهًا :ظاهرة ،وباطنة ،والجميع معتبر .قال أبسسو
عبد الله -كما يزعمون :-إن قوما ً آمنسسوا بالظسساهر وكفسسروا بالبسساطن فلسسم
ينفعهم شيء ،وجاء قوم من بعدهم فآمنوا بالباطن وكفروا بالظسساهر فلسسم
ينفهم ذلك شيئًا ،ول إيمان بظاهر إل ببسساطن ،ول بسساطن إل بظسساهر ،ولهسسذا
يلحظ أن بعض تفاسير الشيعة لم تذكر هذا التأويل ،أو ذاك ،وإنما ذكرت
ما ظهر من الية الذي قد يوافق اللغة أو ما جاء عن السلف ،ولكن قسسد ل
يعني هذا مخالفتهم لسسذلك التأويسسل البسساطني لنهسسم يقولسسون بسسأن لكسسل آيسسة
معنى باطنا ً ومعنى ظاهرًا ،والكل مراد ،فقد يكتفي بعضهم بسسذكر الظسساهر
وحده ،أو الباطن فقط ،أو يذكر الوجهين جميعًا؛ لن رواياتهم جاءت علسسى
نفس المنهج كما تدل على ذلك رواية صسساحب الكسسافي فسسي تفسسسير قسسوله
م{ ]الحج ،آية :ص .[.29 ه ْ ضوا ت َ َ
فث َ ُ ق ُم ل ْي َ ْتعالى} :ث ُ ّ
قال ..." :عن عبد الله بن سنان عن ذريسسح المحسساربي قسسال :قلسست لبسسي
عبد الله :إن الله أمرني في كتابه بأمر فأحب أن أعمله ،قسسال :ومسسا ذاك؟
م{ ه ْ ذوَر ُ فققوا ُنقق ُ ول ُْيو ُم َ هق ْ فث َ ُ ضوا ت َ َ ق ُ م ل ْي َ ْ قلت :قول الله عز وجل} :ث ُ ّ
م{ تلسسك ه ْ ذوَر ُ فققوا ن ُق ُ ول ُْيو ُ م{ لقسساء المسسامَ } ، هق ْ فث َ ُضققوا ت َ َ ق ُ قسسال} :ل ْي َ ْ
المناسك ،قال عبد الله بن سسسنان :فسسأتيت أبسسا عبسسد اللسسه -عليسسه السسسلم -
فوا ول ُْيو ُ م َ ه ْفث َ ُضوا ت َ َ ق ُ م ل ْي َ ْ فقلت :جعلت فداك ،قول الله عز وجل} :ث ُ ّ
م{ قال :أخذ الشارب وقص الظفار وما أشبه ذلسسك .قسسال :قلسست: ه ْذوَر ُ نُ ُ
ضوا ق ُ جعلت فداك ،إن ذريحا ً المحاربي حدثني عنك بأنسسك قلسست لسسه} :ل ْي َ ْ
م{ تلك المناسك ،فقسسال :صسسدق ه ْذوَر ُ فوا ن ُ ُ ول ُْيو ُ م{ لقاء المام } َ ه ْ تَ َ
فث َ ُ
ذريح وصدقت ،إن للقرآن ظاهرا ً وباطنسا ً ومسسن يحتمسسل مسسا يحتمسسل ذريسسح"
]الكليني /فروع الكافي ،4/549 :وانظر :ابن بابويه /من ل يحضسسره الفقيسسه،291-2/290 :
111
معاني الخبار :ص ،340عيون أخبار الرضا :ص ،366الكاشاني /تفسير الصافي،3/376 :
الحويزي /تفسير نسسور الثقليسسن ،2/492 :البحرانسسي /البرهسسان ،89-3/88 :المجلسسسي /بحسسار
النوار ، 84-92/83 :الحر العاملي /وسسسائل الشسسيعة ،10/253 :الموسسسوي /مفتسساح الكتسسب
البعة.[.229-5/228 :
ففي هذا النص -الذي أورده صاحب الكافي ،وذكره أيضا ً صاحب من ل
يحضره الفقيه وغيره -التصريح بأن للقسسرآن معسساني ظسساهرة تقسسال لعامسسة
ن باطنة ل تذكر إل للخاصة ممن يسسستطيع احتمالهسسا ،وهسسم الناس ،وله معا ٍ
قلة ل توجد "فمن يحتمل ما يحتمل ذريح" .وإذا كسسان الئمسسة يضسسنون بهسسذا
العلم الباطني ،ويتحاشون ذكره عند شسسيعتهم إل مسسن كسسان علسسى مسسستوى
ذريح فماذا خالفت كتب الثني عشرية نهج أئمتها وأشسساعت هسسذا "العلسسم"
المضنون به على غير أهله للخاص والعام؟!
هذا ما يؤخذ من أقوال هؤلء القوم ..ولعل قسسائل ً يقسسول :لمسساذا ل يكسسون
هذا التأويل الذي يتفق وظاهر النص ،وسياق القسسرآن ،ولغسسة العسسرب ،ومسسا
أثر من السلف ،وما اتفق عليه جماعة المسلمين هو الذي يعتقسسد صسسدوره
عن أمثال محمد الباقر ،وجعفر الصادق وغيرهما مسن أئمسة العلسم والسدين
واللغة ،وأن تلك التأويلت الباطنية التي ل تستند إلى أصل معتبر من نقل
أو عقل أو لغة هي من وضسسع زنسسديق ملحسسد أراد السسساءة إلسسى كتساب اللسه
ودينسه ،وإلسى أهسل السبيت ،ولسسيما أن تلسك القسوال الباطنيسة ل تسذكر إل
خلسة وفي الظلم ،ول ينقلها إل قلة كما يشير إليه نهاية الخسسبر ،وتفسسسير
القرآن ل يمكن أن يكسون علمسا ً سسريا ً ل يتحملسه إل خاصسة النساس ،فسالله
سبحانه أنزل كتابه لعباده كافة ل لفئة معينة ،وهؤلء الئمة كسسان عصسسرهم
يمثل العصر الذهبي للمة في وقت عزة السلم والمسلمين ،فهل يصسسبح
تفسير القرآن في عصرهم "سريًا" وفي هذا العصر يعلن هذا التفسير؟!
وأئمة أهل البيت هم أجرأ وأشجع مسن أن يجبنسوا عسن بيسان الحسق ،وأن
يتخلوا عن الصدع بأمر الله وشرعه.
-5هذه التأويلت الباطنية هي من باب اللحاد فسسي كتسساب اللسسه وآيسساته -
عل َي ْن َققا{
ن َ و َ
فق ْخ َ
في آَيات ِن َققا ل ي َ ْن ِدو َ ن ي ُل ْ ِ
ح ُ ن ال ّ ِ
ذي َ وقد قال تعالى} :إ ِ ّ
]فصلت ،آية .[.40 :قال ابن عبسساس :هسسو أن يوضسسع الكلم فسسي غيسسر موضسسعه
]تفسير الطبري ،24/123 :فتح القدير [.4/520 :وذلك بالنحراف في تأويله ]انظر:
القاسمي /محاسن التأويل ،14/211 :اللوسي /روح المعاني.[.24/126 :
قال في الكليل" :ففيها الرد على من تعاطى تفسير القرآن بما ل يسسدل
عليه جوهر اللفظ كما يفعله والتحاديسسة والملحسسدة" ]السسسيوطي /الكليسسل :ص
) 354المطبوع على هامش جامع البيان في تفسير القرآن( .[.وهؤلء الذين يلحسسدون
في آيات الله ويحرفونها عن معانيها وإن كتموا كفرهم وتسسستروا بالباطسسل
ن
و َ خ َ
ف ْ وأرادوا الخفاء لكنهم ل يخفون على الله كمسسا قسسال تعسسالى} :ل ي َ ْ
عل َي َْنا{ ]محمد شاه الكشميري /إكفار الملحدين :ص .[.2 َ
-6ربط شيوخ الشيعة هذه التسسأويلت أو التحريفسسات بأئمسسة أهسسل السسبيت
لتحظى بالقبول عند الناس ،ولنها تأويلت غير عاقلة قسسالوا :بسسأن السسسياق
القرآني غير منسجم مع النظر العقلي ،ونسبوا هذا القول لجعفر الصسسادق
112
كما يروي ذلسسك جسسابر الجعفسسي أنسسه قسسال لسسه" :يسسا جسسابر ،إن للقسسرآن بطنسا ً
وللبطن ظهرًا ،ثم قال :وليس شيء أبعد من عقول الرجال منه ،إن اليسسة
لينزل أولها في شيء وآخرها في شسسيء وهسسو كلم متصسسل يتصسسرف علسسى
وجوه" ]تقسسدم تخريسسج هسسذا النسسص مسسن كتسسب الشسسيعة :ص ) .[.(152ولشك أن هسسذا
الحكم هو برواياتهم أليق وأوفق ،ول يتصل من قريب أو بعيد بكتسساب اللسسه
وتفسيره الصحيح.
-7قامت مصادرهم في التفسير -غالبا ً -على هذا المنهج الباطني فسسي
التأويل الذي استقته من أبي الخطاب وجابر الجعفي والمغيرة بسسن سسسعيد
وغيرهم من الغلة .ويلحظ أنه فسسي القسسرن الخسسامس بسسدأ اتجسساه التفسسسير
عندهم يحاول التخلص من تلك النزعة المغرقة في التأويل الباطني؛ حيث
بدأ شيخ الطائفة عندهم أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسسسي )المتسسوفى
ه( يؤلسف لهسم كتابسا ً فسي تفسسير القسرآن يستضسيء فسي تسأليفه سنة 460
بأقوال أهل السنة ،ويأخذ مسسن مصسسادرهم فسسي التفسسسير ،ويحسساول فيسسه أن
يتخلص أو يخفف من ذلك الغلو الظاهر في تفسير القمي والعياشي وفي
أصول الكافي وغيرهسسا ،وهسسو وإن كسسان يسسدافع عسسن أصسسول طسسائفته ويقسسرر
مبادئهم المبتدعة ،إل أنه ل يهبط ذلك الهبوط الذي نزل إليه القمسسي ومسسن
تأثر به .ومثل الطوسي في هذا النهج الفضل بن الحسسسن الطبرسسسي فسسي
"مجمع البيان" وقد أشار شيخ السسسلم ابسسن تيميسسة إلسسى ذلسسك حيسسث قسسال:
"الطوسي ومن معه في تفسيرهم يأخذون من تفاسسسير السسسنة ،ومسسا فسسي
تفسيرهم من علم يستفاد إنما هو مأخوذ من تفاسير أهسسل السسسنة" ]انظسسر:
منهاج السنة :ص .[.3/246
ولكن قسسد كشسسف لنسسا شسسيخ الشسسيعة فسسي زمنسسه ومحسسدثها وخسسبير رجالهسسا
وصاحب آخر مجموع من مجاميعهم الحديثية ،وأسسستاذ كسسثير مسسن علمسسائهم
الكبار عنسسدهم كمحمسسد حسسسين آل كاشسسف الغطسسا ،وأغسسا بسسزرك الطهرانسسي
وغيرهما وعسسالم الشسسيعة حسسسين النسوري الطبرسسي قسسد كشسف لنسا سسسرا ً
عندهم بقي دفينًا ،وأماط اللثام عن حقيقة كسسانت مجهولسسة لسسدينا وهسسي أن
كتسساب »التبيسسان« للطوسسسي إنمسسا وضسسع علسسى أسسسلوب التقيسسة والمسسداراة
للخصوم وإليك نص كلمه:
"ثم ل يخفى على المتأمل في كتاب التبيان أن طريقته فيه علسسى نهايسسة
المداراة والمماشاة مع المخالفين ،فإنك تراه اقتصسسر فسسي تفسسسير اليسسات
على نقل كلم الحسن وقتادة والضسسحاك والسسسدي وابسسن جريسسج والجبسسائي
والزجاج ،وابن زيد وأمثالهم .ولم ينقل عن أحد من مفسري المامية ،ولم
يسسذكر خسسبرا ً عسسن أحسسد مسسن الئمسسة -عليهسسم السسسلم -إل قليل ً فسسي بعسسض
المواضع لعله وافقه فسسي نقلسسه المخسسالفون .بسسل عسسد الوليسسن فسسي الطبقسسة
الولى من المفسسسرين السسذين حمسسدت طرائقهسسم ومسسدحت مسسذاهبهم .وهسسو
بمكان من الغرابة لو لم يكن على وجه المماشاة ..ومما يؤكد كون وضسسع
هذا الكتاب على التقية ما ذكره السيد الجيل علي بسسن طسساوس فسسي سسسعد
السعود وهذا لفظه" :ونحسسن نسذكر مسسا حكسساه جسسدي أبسسو جعفسسر محمسسد بسسن
الحسن الطوسي في كتاب »التبيان« وحملته التقية علسسى القتصسسار عليسسه
113
من تفضيل المكي على المدني والخلف في أوقاته ..الخ) .هكذا لم يكمل
النوري النص(" ثم قال هذا النوري معقبا ً على ما نقله على ابسسن طسساوس:
"وهو -يعني ابن طاوس -أعرف بما قال مسسن وجسسوه ل يخفسسى علسسى مسسن
اطلسسع علسسى مقسسامه فتأمسسل" ]فصسسل الخطسساب :ص ) 35والورقسسة 17مسسن النسسسخة
المخطوطة من الكتاب المذكور(.[.
فمن هذا النص يتبين أن التبيان للطوسي قد وضع على أسلوب التقية -
كما هو رأي شيخ الشسسيعة المعاصسسر -أو أن يكسسون التبيسسان قسسد صسسدر مسسن
الطوسي نتيجة اقتناع عقلي بإسفاف ما عليه القوم مسسن تحريسسف لمعسساني
القرآن سموه تفسيرًا ،وبتسسأثير نزعسسة معتدلسسة لختلطسسه مسسع بعسسض علمسساء
السنة في بغداد ..ومعنى هذا أن شيعة اليوم -والذي يمثلهم هسسذا النسسوري
الطبرسسسي والسسذي ارتضسسوا كتسسابه )مسسستدرك الوسسسائل( مصسسدرا ً لهسسم فسسي
الحديث ]انظر :فصسسل "السسسنة" مسسن هسسذه الرسسسالة ،[.كدليل على كسسبير مقسسامهم
عندهم -هم أشد غلوا ً وتطرفًا ،ولذا تراهم يعتبرون تفسير الطوسي ومن
سار على منهجسسه إنمسسا ألفسست للخصسسوم ،والسستزمت بسسروح التقيسسة )لتبشسسر(
بالعقيدة الشيعية مع غير الشيعة.
ولعل القسسارئ يسسدرك مسسن خلل هسسذا السسرأي لشسسيخ الشسسيعة حسسول كتسساب
»التبيان« -أن التقية أسهمت في )تكريس( الغلو عند هذه الطائفة ،وفي
وأد كل صوت عاقل ورأي معتدل بحمله على التقية لنه يوافق -بزعمهسسم
-ما عند أهل السنة ،فبقيت هذه الطائفة في هسسذه السسدائرة المغلقسسة ،قسسد
جعلت من التقية حصنا ً تلجأ إليه كلما هبت عليها نسمات الصسسلح ،وريسساح
التغيير -كما سيأتي في مبحث التقية .-
ثم ل ننسى أن نشير إلى أن ما قلناه عن كتاب الطوسسي ينطبسق علسى
تفسير مجمع البيان للطبرسي لنه سار علسى نهسج الطوسسي وأشسار إلسى
ذلك في مقدمة تفسيره حيث قال .." :إل ما جمعه الشيخ الجسسل السسسعيد
أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي قدس الله روحه من كتسساب التبيسسان،
فإنه الكتاب الذي يقتبس منه ضياء الحق ويسلوح عليه رواء الصسسدق ..وهسسو
القدوة أستضيء بأنواره وأطأ مواقع آثاره" ]مجمع البيان.[.1/20 :
المبحث الثالث
هل الشيعة تقول بأن في كتاب الله نقصا ً أو تغييرًا:
مدخل للموضوع:
وجاء في هذا المبحث بهذه الصيغة الستفهامية لثلث أسباب:
ل :أن طائفة من أعلم الثني عشرية يتبرأون من هذه المقالة -مثسسل أو ً
الشريف المرتضى ،وابن بابويه القمي وغيرهما .-
ثانيا :إن إجماع المسلمين كلهم قام على أن كتاب الله سبحانه محفوظ
ه{ .ومن خل ْ ِ ه ال َْباطِ ُ ْ
ف ِ ن َ
م ْ
ول ِ
ه َ
ن ي َدَي ْ ِ
من ب َي ْ ِ
ل ِ بحفظ الله له }ل ي َأِتي ِ
قال بأن في القرآن نقصسا ً و تحريفسا ً فليسسس مسسن أهسسل القبلسسة وليسسس مسسن
السلم في شيء ،ومن هنا فسسإن العسسدل يقتضسي أن نحتساط فسسي دراسسستنا
114
لهذه المسألة أبلغ الحتياط ،وأن نعدل في القول ،فل نرمي طائفسسة بهسسذه
المقالة إل بعد الدراسة والتثبت.
ثالثًا :إن هناك طائفة من المفكرين يرمون الشيعة بالقول بهسسذا الكفسسر،
ق ،والشسسيعة طبقسات ،فل يصسسح أن ويعممون ذلك ،ولشك بأن الشيعة فسسر ٌ
يقال مثل ً بأن متقدمي الشيعة يقولون بهذه المقالة ]وقد انساق "إحسان إلهي
ظهير" وراء مقالة صاحب فصل الخطاب بأنه ل يوجد من أنكر مقالة التحريف من الشسسيعة
في القرون المتقدمة إل هؤلء الربعة )يعني ابن بسسابويه القمسسي ،والمرتضسسى ،والطبرسسسي،
والطوسسسي( فقسسال إحسسسان" :والحاصسسل أن متقسسدمي الشسسيعة ومتسسأخريهم تقريبسا ً جميعهسسم
متفقون على أن القرآن محرف ،مغير فيه") .الشيعة والسنة ص ) (122ط .دار النصسسار(.
الحقيقة أن هذه القضية بدأت عند الشسسيعة متسسأخرة عسسن نشسسأة الشسسيعة نفسسسها ،وأن أوائل
الشيعة ليسوا على هذا الضلل ،وأن فرقا ً من الشسيعة ليسست علسى هسذا "الباطسل" ،[.ول
يقبل أن يقسسال بسأن الزيديسسة تقسسول بهسسذه الفريسسة ..فأسسسلوب التعميسسم غيسسر
مرضي ول مقبول.
وبعد :فإن الباحث المسسسلم يعسساني بل شسسك مسسن قسسراءة تلسسك الحسسروف
السوداء ،ومن الستماع لولئك القسسزام السسذين يتطسساولون علسسى كلم اللسسه
سبحانه ،يعسساني مسسن ذلسسك أبلسسغ المعانسساة .وليعلسسم القسسارئ أن دراسسسة هسسذا
الموضوع ليست من أجل الرد والدفاع ،فكتاب اللسسه ل تصسسل إلسسى مقسسامه
بغاث الحلم ،ول تنال من عظمته دعسسوى حاقسسد ،ومزاعسسم مغسسرض .فهسسل
تسسستر الشسسمس ،أو تحجسسب القمسسر كسسف إنسسسان؟! ثسسم مسسا أسسسهل الدعسساء
وتور ،ومن ثم فليس علينا أن نتتبع كسسل دعسسوى كاذبسسة م ْ
الكاذب على حاقد َ
لنردها:
لو أن كل كلب عوى ألقمته حجرا ً لكان كل مثقال بدينار
كما أن إهمال القول الكاذب قد يكون أحرى لماتته وانصسسراف النظسسار
عنه ،ما لم يتفش هذا القسسول ويشسستهر وتحملسسه طائفسسة ،وتسسسير بسسه كتسسب،
فحينئذ يجب كشف المطبل وباطله.
وأقول :إن دراسة هذه المسألة ليست من أجل الرد والنقض ،إنما هسسي
لبيان هل الشيعة تقول بهذه المقالة أو ل؟ ،-وفي ثبوت ذلك أكبر فضسسيحة
للشيعة يهدم بنيانها من الساس ويزلزل كيانهسسا مسسن القواعسسد ،ولسسن يقبسسل
منها قول ول يسمع منها كلمة ..ومن ذا الذي يمس كتاب الله ويقبسل منسه
مسلم قول ً أو يرتضي منه حكما ً ]ولهذا رأينا المام بن احسسزم -رحمسسه اللسسه -حينمسسا
احتج النصارى بما ينسب إلى الرافضة من القول بنقص القرآن وتغييره ..أجابهم ابن حسسزم
بأن هؤلء ليسوا من المسلمين وإنما هي فرقة طارئفسسة علسسى السسسلم والمسسسلمين حسسدث
أولها بعد مسسوت النسسبي صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم بخمسسس وعشسسرين سسسنة) .انظسسر :الفصسسل:
.[.(2/80ومسسن ثسسم فنحسسن نكتسسب هسسذه الدارسسسة لبيسسان حقيقسسة نسسسبة هسسذه
المسألة للشيعة؛ لن من حاول المساس بكتاب الله والنيل مسسن قدسسسيته
فإنه بعيد عن السسسلم وإن تسسسمى بسسه ،وأنسسه يجسسب كشسسفه لتعسسرف المسسة
عدواته؛ لنه يحارب السلم في أصله العظيم وركنه المتين.
ثم إن حكاية قول من قال ذلك -كما يقول أبو بكر الباقلني -يغني عن
الرد عليه ]إعجاز القرآن :ص ، 24تحقيق أحمد صقر[.؛ لما توافر لكتاب الله من
وسائل الحفظ وأسباب الضبط التي يستحيل معها أن يتطسسرق إليسسه نقسسص
115
ن ن َّزل ْن َققا ال قذّك َْر أو تغيير تحقيقا ً لوعد الله سبحانه فسسي حفظسسه }إ ِّنا ن َ ْ
حق ُ
ن{ ]الحجر ،آية .[.9 :هذا ومن أمسسر هسسذه السسدعوى والسستي ظو َف ُ ه لَ َ
حا ِ وإ ِّنا ل َ ُ
َ
وجدت في محيط الشيعة )وسندرس مدى موافقة الشيعة لها أو رفضسسها(
أنها ولدت وفي أحشائها أسباب فنائها ،وبراهين زيفهسسا وكسسذبها ،لسسم يحكسسم
واضعها الصنعة في صياغتها ،ولم يجسسد الحيلسسة فسسي حبكهسسا ،فجسساءت علسسى
صورة مفضوحة ،وبطريقة مكشوفة ،ولذلك نقضت نفسها بنفسسسها ،فهسسي
تقوم على دعوى أن القرآن ناقص ومغير ..وأن القرآن الكامل المحفسسوظ
من أي تغيير هو عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ،ثسسم أورثسسه الئمسسة
من بعده وهو اليوم عند مهديهم المنتظر.
فهذه الدعوى ربطوها بأمير المؤمنين علي ،ولكن عليسا ً هسسو السسذي حك ّسسم
القرآن في خلفته وقرأه وتعبد به ،ولو كان لديه غيره لخرجه للناس ولم
يجز أن يتعبد اللسه بكتساب محسرف ونساقص ،ولسو كسان شسيء ممسا يسدعون
لخرج علي القرآن الكامل الذي جمعه ،وعارض به هذا القرآن المحرف -
كما يدعون -ولتدارك المر حين أفضت إليه الخلفة ،لن من أقر الخسسائن
على خيانته كان كفاعلها ..وقسد حسارب علسي معاويسسة علسسى أقسل مسن هسذا
المر ،فكيف لم يفعل ذلك أمير المؤمنين؟!!
لم يجد أصحاب هذا الفتراء ما يجيبون به عن هذا السؤال الكبير السسذي
ينسف بنيانهم من القواعد سوى قسسولهم علسسى لسسسان عسسالمهم نعمسسة اللسسه
الجزائري ]وله منزلته عندهم ،وصسسفوه بسسأنه السسسيد السسسند ،والركسسن المعتمسسد ،المحسسدث
النبيه ،المحقق ،النحرير ،المسسدقق العزيسسز النظيسسر ،وقسسالوا بسسأنه مسسن أكسسابر متسسأخري علمسساء
المامية ،محدث جليل القدر ،ومحقسسق عظيسسم الشسسأن ،إلسسى آخسسر أوصسسافهم ،تسسوفي سسسنة )
ه( )انظر :أمسسل المسسل ،2/336 :الكنسسى واللقسساب ،3/298 :سسسفينة البحسسار،2/601 : 1112
مقدمة النوار النعمانية(" :[.ولما جلس أمير المسسؤمنين -عليسسه السسسلم -علسسى
سرير الخلفة لم يتمكن من إظهار ذلك القرآن وإخفاء هسسذا لمسسا فيسسه مسسن
إظهار الشنعة على ما سبقه" ]النوار النعمانية.[.2/362 :
هكذا يجيبون وبهذا يعتسسذرون ..وأي قسسدح وسسسب لميسسر المسسؤمنين ممسسن
يزعم التشيع له أبلغ من هذا وأشد ..إنهم يتهمون عليا ً -رضي الله عنسسه -
بأنه راعى المجاملة لمن سبقه على هداية المة ،ولهذا لم يخرج ما عنسسده
من القرآن ..سبحانك هذا بهتان عظيم!.
كما أنهم ربطوا وجود المصحف بإمامهم المنتظر الذي لم يولد أصل ً ول
وجود له -كما سيأتي -والمسام الغسسائب والمصسسحف الغسسائب كلهمسسا وهسسم
وخيال.
والكلمات المفتراة والتي قدموها على أنها آيات ساقطة من المصسسحف
انكشف بها كسسذبهم وظهسسر بهسسا بهتسسانهم ،فهسسي أشسسبه مسسا تكسسون بمفتريسسات
مسيلمة المتنبئ الكذاب وادعاءاته ..ل تربطها بلغة العرب ،وبلغة اللسان
العربي أدنى رابطة -كما سيأتي ،-ثم إنهم رجعوا على أنفسهم وقالوا :ل
اعتماد على تلك الكلمات ول تعتبر من القرآن ،ول يجوز القسسراءة بهسسا ،لن
طريقها آحاد ،والئمة قرأوا هذا القرآن واسسستعملوه فل يسسترك مسسا أجمعسسوا
عليه بمثل هذه الروايات ..ثم انفصل منهم طائفة عاقلسة تسبرأت مسن هسسذا
116
الكفر لما رأت من تناقضه ووضسوح بطلنسه ..وهساجمت مسن قسال بسه مسن
أصحابها وكشفت كذبه وكفى الله المؤمنين القتال ..وهذا الصسسراع السسدائر
بين الطائفتين ينكشف من خلل كتاب فصل الخطاب كما سيأتي تفصسسيله
إن شاء الله ،فحملت هذه المقالة أسباب فنائها فسسي أحشسسائها ،وانكشسسف
عوارها وكذبها بكلمات أصحابها ،وفي هسسذا آيسسات للمسسؤمنين ،وبرهسسان مسسن
براهين عظمة هذا القرآن ،وسر مسن أسسسرار إعجسسازه والسستي ل تحيسط بهسا
العقول ،وشاهد من شواهد تحقيق وعد الله بحفظه لكتابه العزيز.
وفيما يلي نبدأ بدراسة هذه القضية عنسسد الشسسيعة ،ومسستى بسسدأت ،وكيسسف
امتدت ،ومن الذي تولى كبر وضعها ،وهل تقول الشيعة كلها بذلك أو فيها
من أنكر وتبرأ؟ وسنذكر أول ً ما تقوله كتب السنة ،ثم نرجع لتحقيسسق ذلسسك
من كتب الشيعة الثني عشرية نفسها:
بداية هذا الفتراء -كما تقوله مصادر أهل السنة:
يقول المام أبو بكر محمد بن القاسم النباري ]محمد بن القاسم بن محمد..
أبو بكر بن النباري ،قال الخطيب البغدادي" :كان صدوقا ً فاضل ً دينا ً خيرا ً من أهسسل السسسنة،
وصنف كتبا ً كثيرة في علوم القسسرآن ..والوقسسف والبتسسداء والسسرد علسسى مسسن خسسالف مصسسحف
العامة ..وكسسان مسن أحفسسظ النسساس للغسسة وتفسسسير القسسرآن") .انظسسر :تاريسسخ بغسسداد-3/181 :
" :[.(186لسسم يسسزل أهسسل الفضسسل والعقسسل يعرفسسون شسسرف القسسرآن وعلسسو
منزلته ..حتى نبغ في زماننسسا هسسذا زائع عسسن الملسسة وهجسسم علسسى المسسة بمسسا
يحاول بسسه إبطسسال الشسسريعة ..فزعسسم أن المصسسحف السسذي جمعسسه عثمسسان -
رضي الله عنه -باتفاق أصحاب رسول الله صلى اللسسه عليسسه وسسسلم علسسى
تصويبه فيما فعل ل يشتمل على جميسسع القسسرآن ،إذا كسسان قسسد سسسقط منسسه
خمسمائة حرف) ..ثم ذكر ابن البناري( أن هذا الزنسسديق أخسسذ يقسسرأ آيسسات
من القرآن على غير وجهها زندقة وإلحادًا ،فكان يقرأ) :ولقد نصركم اللسسه
ببدر بسيف علي وأنتم أذلة(" ]تفسير القرطبي.[.1/28 :
ه( والمتسسوفى سسسنة ) هذا النص قسساله ابسسن النبسساري المولسسود سسسنة ) 271
ه( وهو يشير إلى أن هسسذا الفسستراء بسسدأ فسسي زمنسسه فسسي نهايسسة القسسرن 328
الثالث وبداية القرن الرابع .ويدل النص المذكور أيضا ً على :أن مصدر هذا
الفتراء من طائفة الشيعة كما تفيده تلك الزيادة المفتراة )بسسسيف علسسي(
كما يدل على أنه لم يكن للمة المسلمة في ماضيها عهد بهذه المفتريات
حتى ظهر هذا الزائغ عن الملة ،وكأن ابن النباري بهذا يشير إلسى شسسخص
بعينه إل أنسسه لسسم يسسذكره باسسسمه ..ولكسسن بسسدت هسسويته المذهبيسسة مسسن خلل
افتراءاته.
ه( يشير إلى أن هذا الشخص صسساحب هسسذه بينما نجد المطلي )ت 377
الفرية هو هشام بن الحكم ]هشام بن الحكم :أصله كوفي ،وسكن بغداد ،وتربى في
أحضان بعض الزنادقة ،وكان في الصل على مذهب الجهميسة ،ثسم قسال بالتجسسيم ..نقلست
عنه مقالت ضالة وتنسب له كتسسب الفسسرق فرقسسة "الهشسسامية" مسسن الشسسيعة .تسسوفي سسسنة )
ه( انظر :رجال الكشي :ص ،280-255رجسسال ه( كما في رجال الكشي ،وقيل 190) : 179
النجاشي :ص ،338وانظسسر :ابسسن حجسسر /لسسسان الميسسزان ،6/194 :وانظسسر عسسن الهشسسامية:
الملطي /التنبيه والرد :ص ،24الشسسعري /مقسسالت السسسلميين ،1/106 :البغسسدادي الفسسرق
بيسسن الفسسرق :ص ،65الشهرسسستاني /الملسسل والنحسسل1/184 :وغيرهسسا [.فسسإنه زعسسم أن
117
القرآن الذي في أيدي الناس وضع أيام عثمان ،وأما القرآن فقد صسسعد بسسه
إلى السماء لردة الصحابة بزعمه ]التنبيه والرد :ص .[.25
ه( وهذا يعنسسي أن هسسذا الفسستراء ولكن هشام بن الحكم توفي سنة ) 190
أقدم مما يذكره ابن النباري ،وإذا لحظنسسا أن هسسذه الفريسسة مرتبطسسة أشسسد
الرتباط بمسسسألة المامسسة والئمسسة عنسسد الشسسيعة ،وذلسسك حينمسسا بسسدأ شسسيوخ
الشيعة في الستدلل عليها فلم يجدوا في كتاب الله مسسا يثبسست مزاعمهسسم
في ذلك فأدى بهم هذا إلى القول بهسسذه الفريسسة وغيرهسسا ..إذا أدركنسسا ذلسسك
فإنه ل يبعد أن يكون ما يقوله المطلي في أن هشاما ً هو الذي تسسولى كسسبر
هذا الفتراء ..ل يبعد أن يكون هذا واقعا ً لسيما ً أن هشسساما ً كسسان مسسن أول
من تكلم في المامة ،حتى قال ابن النديم" :إن هشسسام بسسن الحكسسم ممسسن
فتق الكلم في المامة ،وله من الكتب كتاب المامة" ]الفهرست :ص ،[.175
وقال ابن المطهر الحلسسي" :وكسسان ممسسن فتسسق الكلم فسسي المامسسة وهسسذب
المذهب بالنظر" ]رجال الحلي :ص .[.178
ويشفع لتأهيل هشام بن الحكم -أيضا ً -لهذه الفرية ما جاء فسسي رجسسال
الكشي -عمدة الشيعة في كتب الرجال -ونصه" :هشان بسسن الحكسسم مسسن
غلمسسان أبسسي شسساكر ،وأبسسو شسساكر زنسسديق" ]رجسسال الكشسسي :ص .[.278وقسسال
القاضي عبد الجبار )المعسستزلي( " :هشسسام ..ليسسس مسسن أهسسل القبلسسة ،وهسسو
معروف بعداوة النبياء ،وقد أخذ مع أبي شاكر الديصاني ]انظسسر :ابسسن النسسديم/
الفهرسسست :ص [.338صاحب الديصانية ]الديصسسانية :إحسسدى فسسرق الثنويسسة القسسائلين
بالصلين النور والظلمسسة ،وأن العسسالم صسسدر عنهمسسا ،وتعتسسبر أصسل ً للمانويسسة ،وإنمسسا اختلفسست
الفرقتان في كيفية اختلط النور بالظلمة )الملل والنحل ،1/250 :الفهرست لبسسن النسسديم:
ص [.(339-338وكان معروفا ً به وبصحبته ،فادعى أنه من الشيعة ،فخلصسسه
بعض أصحاب المهدي حين ادعى أنه يتشيع لبنسسي هاشسسم فلسسم يصسسلبه مسسع
أبي شاكر ]انظسسر :تثسسبيت دلئل النبسسوة :ص ،[.225فهسسو قسسد تربسسى فسسي أحضسسان
الزنادقة ،والشيء من معدنه ل يستغرب ..وقد أوعز إليه -كما في رجسسال
الكشي -بلزوم الصمت حين جد ّ المهدي العباسي بتتبسسع الزنادقسسة" ]انظسسر:
رجال الكشسسي :ص .[.266-265قال هشام" :فكففسست عسسن الكلم حسستى مسسات
المهدي" ]رجال الكشي :ص .[.266
فتشير القرائن -كما ترى -إلى هشسام وشسيعته ،فهسذا يسدل علسى أقسل
الفتراضات أن هذه "الفرية" وجدت فسي عصسر هشسام ،وممسا يسدل علسسى
وجود هذه الدعوى في تلك الفترة ما ذكره ابن حسسزم عسسن الجسساحظ قسسال:
"أخبرني أبو إسحاق إبراهيم النظام وبشر بن خالد أنهما قسسال لمحمسسد بسسن
جعفر ]كذا في الطبعة المحققة من "الفصل" ولعل الصواب أبو جعفر ،لن أباه علي كما
هو المشهور في كتب التراجم [.الرافضي المعسسروف بشسسيطان الطسساق :ويحسسك!
أما استحيت من الله أن تقول في كتابك في المامسسة :إن اللسسه تعسسالى لسسم
قققو ُ
ل ر إ ِذْ ي َ ُ فققي ال ْ َ
غققا ِ مققا ِ ي اث ْن َي ْ ِ
ن إ ِذْ ُ
ه َ يقسسل قسسط فسسي القسسرآنَ} :ثان ِ َ
عَنا{ ]التوبسسة ،آيسسة .[.40 :قال :فضسسحك واللسسه م َه َن الل ّ َ
ن إِ ّ ه ل َ تَ ْ
حَز ْ حب ِ ِ
صا ِ
لِ َ
شيطان الطاق طويل ً حتى كأّنا نحن الذي أذنبنا" ]الفصل.[.5/39 :
118
هذه الحكاية أوردها ابن حسسزم عسسن الجسساحظ ،وقسسد قسسال ابسسن حسسزم عسسن
الجاحظ بأنه رغم مجونه وضلله" :فإننا ما رأينا لسسه فسسي كتبسسه تعمسسد كذبسسة
يوردهسسا مثبتسسا ً لهسسا ،وإن كسسان كسسثيرا ً ليسسراد كسسذب غيسسره" ]الفصسسل.[.5/39 :
وشيطان الطاق وهو محمد بن علي ابن النعمان أو جعفسسر الحسسول تسسوفي
ه( ]نسب إليه أنه يقول :إن الله ل يعلم شيئا ً حسستى يكسسون ،وضسسللت أخسسرى،
سنة ) 160
تنسب له فرقة "الشيطانية" أو النعمانية من غلة الشيعة.
)انظر :رجال الكشسسي :ص ،185رجسسال النجاشسسي :ص ،249لسسسان الميسسزان-5/300 :
،301فرق الشيعة للنوبختي :ص ،78سفينة البحار ،1/333 :مقالت السلميين،1/111 :
الملل والنحل ،1/186 :النتصار لبن الخياط :ص ،[.(48-14والمعروف أن شسسيطان
الطاق معاصر لهشام بن الحكم ،قال ابن حجر" :قيل إن هشام بن الحكم
شيخ الرافضسسة لمسسا بلغسسه أنهسسم لقبسسوه شسسيطان الطسساق سسسماه هسسو مسسؤمن
الطاق" فقد يكون أحد الشركاء في هذه "الجريمة" مع هشام بن الحكسسم،
فهو شريك في التأليف حول مسألة المامسة والستي هسسي السسسبب والصسل
للقول بهذا الفتراء كما تدل عليه نصوص هذه الفرية.
شيوع هذه المقالة عندهم كما تقول كتب أهل السنة:
ثسسم فشسست هسسذه المقالسسة فسسي الشسسيعة الثنسسي عشسسرية والسسذي يلقبهسسم
الشعري وغيره بالرافضة كما أسلفنا حتى أصبحت -كما يذكر الشعري -
ه( مقالسسة لطائفسسة مسسن هسسؤلء الروافسسض زعمسسوا" :أن )المتوفى سنة 330
القرآن قد نقص منه ،وأمسسا الزيسسادة فسسذلك غيسسر جسسائز أن يكسسون قسسد كسسان،
وكذلك ل يجوز أن يكون قد غير منه شيء عما كان عليه ،فأما ذهاب كثير
منه فقد ذهب كثير منه ،والمام يحيط علما ً به" ]مقسسالت السسسلميين-1/119 :
،[.120بينما اتجهت فرقة أخرى مسسن هسسؤلء يصسسفهم الشسسعري بسسأنه ممسسن
جمع القول بالعتزال والمامة إلى إنكار هذا القسسول وقسسالت" :إن القسسرآن
ما نقص منه ،ول زيد فيه ،وإنه على ما أنزل الله تعالى علسسى نسسبيه -عليسسه
الصلة والسلم -لم يغير ولم يبدل ،ول زال على مسسا كسسان عليسسه" ]مقسسالت
السلميين .[.120-1/119 :وهناك فرقة ثالثة سقط -فيما يظهر -ذكر مذهبها
]كما يبدو من خلل النسخة المطبوعة من مقالت السلميين تحقيق محمسسد محيسسي السسدين
عبد الحميد )ج1ص (120وفي المطبوعة الخرى للمقالت تحقيق هلموت ريسستر ذكسسر فسسي
تحقيقه للكتاب بأنه قد وجد في بعض النسخ الخطية تعليقسسة فسسي الهسسامش تقسسول" :سسسقط
فرقة من الترتيب والعسسدد وهسسم السسذين يجسسوزون الزيسسادة ول يجسسوزون النقسسص منسسه )انظسسر:
هامش مقسالت السسسلميين :ص 47تحقيسسق هلمسسوت ريسستر( وقسسد يكسسون هسسذا اسسستنتاج مسسن
الناسخ؛ حيث ل يوجد من الشسسيعة قسسائل بسسذلك ،فقسسد ذكسسر الطوسسسي فسسي التبيسسان )،(1/15
والطبرسي في مجمع البيان ) (1/30أن الزيادة مجمع على بطلنها عندهم".[.
ه( إلسسى أن مسسن الرافضسسة مسسن كما يشير البغدادي )المتسسوفى سسسنة 429
زعم أن الصحابة غيروا بعسسض القسسرآن ،وحرفسسوا بعضسسه ،واعتسسبر ذلسسك مسسن
موجبات الحكم بكفرها وخروجهم عن السلم ]انظسسر :الفسسرق بيسسن الفسسرق :ص
.[.327
ويبدو أن هذا المنكر زاد انتشاره بين هسسؤلء القسسوم حسستى إننسسا نجسسد ابسسن
ه( ينسب هذه المقالة إلى طائفسسة المسسام كلهسسا ،ولسسم حزم )المتوفى 456
119
]انظسسسر: يستثن من أعلم المامية إل ثلثة نجوا من الوقوع في هذه الهاوية
الفصل.[.5/40 :
ه( ينسب هذه المقالة إلى وكذلك القاضي أبو يعلى )المتوفى سنة 458
طائفة الرافضة ]المعتمد في أصول السسدين :ص ،258ويشسسير القاضسسي أبسسو يعلسسى إلسسى
جهل هؤلء الروافض وإنكارهم للقضايا الضرورية ومكابرتهم فسسي ذلسسك للحقسساق المتسسواترة؛
حيث إن القرآن قد جمع بمحضر من الصحابة -بما فيهم علي رضسسي اللسسه عنسسه -وأجمعسسوا
عليه ،ولم ينكره منكر ،وإن مثل هذا لو كان لستحال كتمانه فسسي مسسستقر العسسادة ،ولسسوجب
ي وغيره إنكاره ،وقد كان علي -رضي الله عنه -يقرأه ويستعمله) ..المعتمد :ص على عل ّ
[.(258والتي هي من ألقاب الثني عشرية -كما سبق ،-بينمسسا نجسسد شسسيخ
ه( يعزو هذه المقالة -فيما يظهسسر - السلم ابن تيمية )المتوفى سنة 728
للباطنية حيث قال" :وكذلك -أي يحكم بكفره -من زعم أن القرآن نقص
منه آيات وكتمسست ،أو زعسسم تسسأويلت باطنسسة تسسسقط العمسسال المشسسروعة،
ونحسسو ذلسسك ،وهسسؤلء يسسسمون القرامطسسة والباطنيسسة" ]الصسسارم المسسسلول :ص
.[.586
فهل شيخ السلم ابن تيمية يعتبر الثني عشرية في عسسداد الباطنيسسة ،أو
غاب عنه أنهم يذهبون هذا المذهب فلم يسسذكرهم ،أو أن الشسسيخ فسسي هسسذه
النسسسبة ركسسز علسسى المعنسسى الخيسسر وهسسو التأويسسل البسساطني السسذي تعتمسسده
القرامطة الباطنية؟
علي أي الحوال فإني لم أجد -فيما قرأت -لشيخ السسلم أنسسه ينسسسب
هذه الفرية لطائفة الثني عشرية ،ل في منهاج السنة الذي رد فيسسه علسسى
شيخهم ابن المطهر الحلي ول في غيره من كتبه المنشورة التي اطلعسست
عليها.
ويكشف -ميرزا مخدوم الشيرازي )من القرن العاشر( وقد عاش بيسسن
الشيعة وقرأ الكثير من كتبهم -كما يقسسول ]حيسسث يسسذكر أنسسه اضسسطر للبقسساء بيسسن
ظهرانيهم ،ولزمته مخالطتهم ومطالعة كتبهسسم ..وقسسد اطلسسع بسسسبب ذلسسك علسسى الكسسثير مسسن
ضللتهم وأباطيلهم.
)انظر :النواقض :الورقة ) (165 ،115 ،110مخطوط( حتى قال» :لم يطلع أحد على
تفصيل كتبهم وأقوالهم وشروح عاداتهم وأعمالهم كما اطلعت عليسسه ،فل يقسسدرون علسسى أن
يقولوا قد افترى علينا مثل ما يقولون في مقابلة ما نسبه سلفنا فسسي كتبهسسم الكلميسسة إلسسى
الرافضسسة )المصسسدر السسسابق الورقسسة-87 :أ(" –[.أنهسسم ذكسسروا فسسي كتسسب حسسديثهم
وكلمهم أن عثمان – رضي الله عنه -نقص من آيات القرآن -بزعمهسسم -
َ
مويشير إلى أمثلة مما قالوه في القرآن كقولهم :إنه كان في سورة }أل َ ْ
ك{ كسسان بعسسدها -كمسسا عَنا ل َق َ
ك ِذك ْقَر َ وَر َ
ف ْ ح{ بعد قوله سسسبحانهَ } : نَ ْ
شَر ْ
يفترون – "وعليا ً صهرك" ]النواقض /الورقة ) 103مخطوط( قال الشيخ محب الدين
َ
ح مكية وإنما
شَر ْ الخطيب» :وهم ل يخجلون من هذا الزعم مع عملمهم بأن سورة أل َ ْ
م نَ ْ
كان صهره الوحيد العاص بن الربيع الموي« )الخطوط العريضة :ص .[.(15
ويذكر مطهر بن عبد الرحمن بن علي بن إسماعيل فسسي كتسسابه" :تكفيسسر
ه( يذكر ما صنعه شيعة زمانه مسسن إحسسراق الشيعة" والذي ألفه سنة ) 990
المصاحف وإهانتها واختراعهم -كما يقول -مصحفا ً محسسدثا ً ]تكفيسسر الشسسيعة:
الورقسسة ) 58مخطسسوط( ذكسسر ذلسسك فسسي الفصسسل السسذي عقسسده بعنسسوان" :فصسسل فسسي أحسسوال
طهماسب الزنيم وزندقته وبيان كفره وإلحاده" وطهماسب هذا هو :طهماسسسب بسسن الشسساه
120
ه( وهسسو أحسسد سسسلطين الدولسسة الصسسفوية،
إسماعيل بن حيدر الصسسفوي المولسسود سسسنة ) 919
ه( وهسسو مسسن الشسسيعة الثنسسي عشسسرية )انظسسر :دائرة
وتولى الحكم بعد وفاة أبيه سسسنة ) 930
المعارف )الشيعية( ج 6ص .[.(321
ه( إلسسى مسسا ذكرتسسه كتسسب ويشير المام محمد بن عبد الوهاب )ت 1206
الشيعة من القول بنقص القرآن ،ويذكر بأن شيعة زمنه -علسى مسا قيسل -
أظهروا سورتين يزعمون أنهما من القرآن الذي أخفاه عثمان ،كل سسسورة
مقدار جزء وألحقوهما بآخر المصحف إحسسداهما سسسورة النسسورين والخسسرى
سورة الولء ]انظر :رسالة في الرد على الرافضة :ص .[.14
كما أن الصورة تتضح أكثر عند صاحب التحفة الثني عشرية شسساه عبسسد
ه( السسذي يسسذكر بسسأن الثنسسي عشسسرية العزيز الدهلوي المتوفى سنة ) 1239
تقول بأن الصحابة قد غيروا ونقصوا في كتاب الله ما يتصل بفضسسل علسسي
وأئمتهم الثني عشر وذلك أعدائهم ،وينقل بعض الشواهد علسسى ذلسسك مسسن
كتبهم ،ويبين أنهم خالفوا بذلك المنقول والمعقسول ،ومسا علسم مسن السدين
بالضرورة ،وما تواترت به التواريخ والوقائع ،كمسسا يسسبين بسسراءة أهسسل السسبيت
من هذه العقيدة ،وأن من شيوخ الشيعة أنفسهم من بسسدأ يتسسبرأ مسسن هسسذه
العقيدة كابن بابويه ]انظر :مختصر التحفة الثنسسي عشسسرية :ص ،82وانظسسر أيض سًا :ص
.[.52 ،50 ،30
ه( لهذه الفرية في كما يتعرض أبو الثناء اللوسي )المتوفى سنة 1270
تفسيره ،ويذكر بعض شواهدها من كتبهم ،ويبين فسادها؛ لما تسسوافر لهسسذا
الكتاب العظيم من أسباب الحفظ بما ل يبقسسى فسسي ذهسسن مسسؤمن احتمسسال
سقوط شيء بعد من القرآن ،وإل لوقع الشسسك فسسي كسسثير مسسن ضسسروريات
هذا الدين.
ثم يقول :بأنه لما تفطن بعض علمائهم لما في قولهم هذا مسسن الفسسساد
جعله قول ً لبعض أصسسحابه ،واستشسسهد علسسى ذلسسك بمسسا قسساله شسسيخ الشسسيعة
الطبرسي في مجمع البيان من أن الشيعة تنكر هذه المقالسسة ،وأنهسسا قسسول
لقوم من أصحابها ،والصحيح خلفه ،ثم قال اللوسي :وهو كلم دعاه إليسسه
ظهور فساد مذهب أصحابه حتى للطفال والحمد لله على أن ظهر الحق
وكفى الله المؤمنين القتال ]روح المعاني 1/23 :وما بعدها.[.
ولعل اللوسي )أبا الثناء( أول من كتب بالعربية عن هذه القضسسية بسسذلك
السسستيعاب )النسسسبي(؛ حيسسث عسسرض لهسسذه الفريسسة مقرونسسة بالستشسسهاد
المباشر من كتبهم ،وعرض أحاديثهم كما جاءت في أصول الكافي وغيره،
وذكر الجناح الخر من الشيعة الذي أنكر هسسذه الفريسسة واستشسسهد بكلمسسه،
وناقشه.
ه(
وكذلك قام حفيسسده علمسسة العسسراق أبسسو المعسسالي اللوسسسي )ت 1342
ببيان وقوع الشيعة في هذا الكفر عبر رسائله التي ألفها أو لخصسسها حسسول
الشيعة.
ه( بعسسد ذلسسك هذا ويتولى الشيخ محمد رشيد رضا )المتوفى سسسنة 1354
إثارة هذه المسألة ،وفضح الشيعة في هذا عبر مجلة المنار ]انظسسر :المجلسسد
29ص ،[.436ثم في رسالته "السنة والشيعة" وذلك حينما ألجأه إلى ذلسك
121
تعصب بعسسض شسسيوخ الشسسيعة وعسسدوانهم -كسسم يقسول -فيسسذكر أن رافضسسة
الشيعة تزعم أن ما بين الدفتين ليس كلم الله بل حسذف منسه الصسحابة -
بزعمهم -بعض اليات وسورة الولية ]السنة والشيعة :ص .[.43
ه( والسسذي عسساش ومن بعد هؤلء يأتي الشيخ موسى جار الله )ت 1369
بين الشيعة فترة ،وتجول في مدنها ،وحضر حلقات دروسسسها فسسي السسبيوت
والمساجد والمدارس ،وقرأ في العديد من أمهسسات كتبهسسا ]الوشسسيعة :ص -25
.[.26ورأى أن "القول بتحريف القرآن بإسقاط كلمات وآيسسات قسسد نزلسست،
وبتغيير ترتيسسب الكلمسسات واليسسات ،أجمعسست عليسسه كتسسب الشسسيعة" ]المصسسدر
السابق :ص [.104وأن هذه الكلمات واليات كانت كمسا يزعمسون فسي علسي
وأولده ،وأن الذي حذف ذلك هم صحابة رسسسول اللسسه ،وينقسسل عسسن بعسسض
شيوخ الشيعة أنهم قالوا بأن أخبار هذه الفرية متواترة عندهم ويلزم مسسن
ردها رد سائر أخبارهم فسي المامسة والرجعسة وغيرهسا ،والحكسم ببطلنهسا"
]انظر :المصدر السابق :ص .[.138
وقد لحظ من خلل حياته مسسع الشسسيعة فسسي تلسسك الفسسترة تسسأثر المجتمسسع
الشيعي بهذه العقيدة؛ حيث إنه لم يجد من التلميسسذ ول مسسن العلمسساء مسسن
يحفظ القسسرآن ،ول مسسن يعسسرف وجسسوه القسسرآن الدائيسسة ،بسسل ول مسسن يقيسسم
القرآن بعض القامة بلسانه وأنهم اتخذوا القرآن مهجورا ً ]وقسسد اسسستفهم عسسن
هذه الظاهرة الخطيرة بعض شيوخ الشيعة في ورقة صغيرة كتب فيهسسا هسسذه المسسسألة مسسع
مسائل أخر فلم يجد إجابة )انظر :الوشيعة ص ،(28-27 :ثم كتب بعد ذلك رسسسالة ضسسمنها
مجموعة من عقائد الشيعة الباطلة وقدمها لشيخ مجتهدي الكاظمية ببغداد ،ثم نسخت في
كراريس ،ووزعتها الرابطة العلمية لساتذة النجف ،ثم يذكر بأنه بعدما راجع بهذه المسائل
مجتهدي الشيعة انتظر سنة وزيادة ولم يسمع جوابا ً من أحد إل من كبير مجتهسسدي الشسسيعة
بالبصرة ،فقد أجابه بكتاب من تسعين صفحة بكلمات في الطعن علسسى العصسسر الول أشسسد
وأجرح من كلمات كتب الشيعة) .الوشسسيعة :ص ،98سس ،[.(118-117ويقول :هسسل هسسذا
بسبب أنهم ينتظرون ما وعد َْتهم به أساطيرهم من ظهور القرآن الكامسسل
مع منتظرهم الموعود؟ ]انظر :ص .[.112 ،31-30
ه( بمناسسسبة إنشسساء دار ثم يقوم الستاذ محب الدين الخطيب )ت 1389
التقريب بين المذاهب السسلمية الستي أنشسأها الشسيعة فسي أرض الكنانسة
لبث عقيدة "الرفض" بين أهلها يقوم بالكتابة عن الشيعة في مجلة الفتح،
وفي رسالته "الخطوط العريضة" ويتحدث عن هذه الفرية ،ويستشهد بما
جاء في كتاب "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الرباب" السذي
ألفه ميرزا حسين ابسسن محمسسد تقسسي النسسوري الطبرسسسي أحسسد كبسسار علمسساء
ه( أنهسسمالنجف ،والذي بلغ من إجلل الشيعة له عنسسد وفسساته سسسنة ) 1320
دفنوه في أشرف بقعة عندهم ،ويقول بأن هذا الكتاب ينطوي علسسى مئات
النصسسوص عسسن علمسسائهم فسسي كتبهسسم المعتسسبرة يثبسست بهسسا أنهسسم جسسازمون
بالتحريف ومؤمنون بسسه ،ويستشسسهد بمسسا جسساء فسسي كتسساب الكسسافي للكلينسسي
والذي يقول بأنه كصحيح البخاري عند أهل السنة.
كمسسا ينشسسر صسسورة لمسسا يسسمى" :سسسورة الوليسسة" ويقسسول بأنهسسا منقولسسة
فوتوغرافيا ً عن أحسسد مصسساحف إيسسران ،ثسسم قسسال :ويبقسسى أن هنسساك قرآنيسسن
أحسسدهما عسسام ومعلسسوم ،والخسسر خسساص مكتسسوم ومنسسه سسسورة الوليسسة ،ثسسم
122
يستشسسهد بمسسا جسساء فسسي بعسسض نصوصسسهم مسسن الفتسسوى بقسسراءة المصسسحف
العثماني ،ولكن يقول :إن خاصة الشيعة يعلم بعضهم بعضا ً ما يخالف ذلك
مما يزعمون وجوده عند أئمتهم من أهل البيت" ]الخطسسوط العريضسسة :ص -10
.[.19
ه( في العراق فضح الشيعة في كما أن الشيخ محمود الملح )ت 1389
هذه المسألة لمواجهة محاولة شيخ الشسسيعة الخالصسسي فسسي نشسسر الرفسسض
باسم الوحدة السلمية ]انظر كتابه" :الوحدة السلمية بين الخذ والرد".[.
ومن بعد هؤلء نرى الشيخ إحسان إلهي ظهير يكتب عسسن هسسذه القضسسية
في كتابه" :الشيعة والسنة" ويذهب إلى القول بأن الشيعة كلها على هسسذا
الكفسسر ،وينقسسل الشسسواهد الكسسثيرة مسسن كتبهسسم السستي تتضسسمن أخبسسار هسسذه
السطورة ،ويعد إنكار المنكرين لهذه المسألة تقيسسة ل حقيقسسة ،ويسسرى أنسسه
قام بدراسة هذه المسألة ببيسسان واضسسح ،مسسستند ،مفصسسل لسسم يسسسبق إليسسه
]السنة والشيعة :ص .[.14
ثم يحاول أن يتوسع أكثر في هذه المسسسألة فيخصسسص لهسسا كتابسا ً مفسسردا ً
بعنوان "الشيعة والقرآن" ينتهي فيه إلى نفس الحكم الذي انتهى إليه في
كتابه السابق ،ومعظم هذا الكتاب هو عبارة عن نقل حرفسسي بسسدون أدنسسى
تعليق لكتاب ل يوجد من كتسسب الشسسيعة أجمسسع لنصسسوص الفريسسة منسسه وهسسو
كتاب "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الرباب" ،والغريسسب أن
إحسان ينتهي إلى نفس النهاية التي انتهى إليها صسساحب فصسسل الخطسساب،
مع أن صاحب فصل الخطاب ألف كتابه -كما سيأتي -لقناع طائفسسة مسسن
قومه أنكرت هذا الكفر وأبت أن تهضمه ،واحتجت بما قاله بعض شسسيوخها
السابقين من إنكار هذه الفرية ،فرد عليها صاحب فصسسل الخطسساب بكتسسابه
هذا ،وعزا النكار من شسسيوخه السسسابقين إلسسى التقيسسة أو إلسسى عسسدم تسسوفير
المصادر عندهم -كما سيأتي -فذهب إحسان إلى مسسذهب صسساحب فصسسل
الخطاب نفسه ]في فصل الخطاب يتبين أن هنسساك جنسساحين مسسن الشسسيعة ،جنسساح يقسسول
بالتحريف ،ويعتبر إنكار من أنكر تقية ويدعي إجماع الشيعة على ذلك الكفسسر ،ويشسسايع هسسذا
الجناح صاحب فصل الخطاب والذي ألف هذا الكتاب كما قلنا من أجل الرد على من أنكسسر
ذلك.
والجناح الخر المنكر لرأي أولئك ويدعي الجماع على خلفه ويسرد الدلة القويسسة السستي
تؤيد مذهبه ،إل أن صاحب الشيعة والقرآن أغفل ذكر أدلة هذه الطائفة واكتفسسى بسسسرد مسسا
عند الطائفة الخرى بدون أي تعليق ،وكأنه اعتبر هذا النكار تقية فل لزوم لذكره ،ول شسسك
أن المانة تقتضي ذكسسر المسسذهبين ،كمسسا أن بسسذكرهما يتسسبين أمسسور كسسثيرة تتصسسل باضسسطراب
المذهب الشيعي وفساده ،[.ونعمة الله الجزائري من أن إنكار المنكرين علسسى
سبيل التقية كما سيأتي بحثه ودراسته.
كما أن للستاذ محمد مال الله كتابا ً بعنوان» :الشيعة وتحريف القرآن«
انتهسسى فيسسه إلسسى أن شسسيوخ الشسسيعة اتفقسسوا علسسى القسسول بهسسذه الفريسسة،
واستشهد على ذلك بكلم اثني عشسسر شسسيخا ً مسسن شسسيوخهم يقولسسون بهسسذا
الفتراء ،ولم يشسسر إلسسى وجسسود خلف بينهسسم فسسي هسسذا مسسع أن طائفسسة مسسن
شيوخهم أنكروه ،كما قام بالستشهاد بأكثر من مائتي رواية لهم قال بأنها
نماذج من تحريفات الشيعة للقرآن ،كما قام بإعداد جدول لهذا في تعليقه
123
على كتاب الخطوط العريضة ووضعه في نهايسسة الكتسساب ،واسسستخرج ذلسسك
من طائفة من كتب الشيعة في التفسير والحسسديث ،إل أن فيهسسا مسسا ليسسس
بصريح في هذا المر بل هو يندرج بشكل واضح في باب التأويل.
كما أنه وقع -كما وقع إحسان من قبله -بذكر بعض الروايسسات للشسسيعة
والتي فيها ذكر قراءة لليسة مرويسسة عسسن السسلف واعتبرهسا -بجهسسل -مسن
قبيل التحريف .والسبب في ذلسسك هسسو اعتمسسادهم بسسدون تسسدبر علسسى كتسساب
فصل الخطاب ،..وهناك كتابات أخرى تشابه ما ذكرناه ]مثل كتاب :وجسساء دور
المجوس )ص (114الذي يرى أنه إنكارهم للتحريف تقيسسة ،لنهسسم يعتقسسدون خيانسسة الخلفسساء
الثلثة ونفاقهم ،وغيرهم من جلة الصحابة ،والقرآن وصلنا عن طريقهم ،كما أنهم يترحمون
على شسسيوخهم المجسساهرين بهسسذه الفريسسة ويجلسسونهم) .ص ،[.(117لكن الدكتور علسسي
أحمد السالوس وهو أحد المهتميسسن بقضسسية الشسسيعة ،ل يتفسسق مسسع السسستاذ
محب الدين الخطيب وغيره في نسسسبة هسسذا الجسسرم الشسسنيع إلسسى الماميسسة
عامة ويرى أن ذلك خسساص بالخبسساريين فقسسط ،أمسسا الصسسوليين منهسسم فهسسم
يتبرؤون من هذه المقالة ،لكن هسذا التقسسسيم لسسم يكسد يسسسلم لسه بطريقسسة
جازمة ،حيث قام بمقابلة أحد مراجع الشيعة الخبارية وسأله عن رأيه في
ذلك فقال :إن التحريف وقع في القرآن الكريم من جهة المعنى فقط.
يقول الدكتور السالوس :وأعطاني كتيبا ً كتبه تعليقا ً علسسى مقسسال يهسساجم
الشيعة ،ومما جاء في هذا الكتيب" :مسسذهبنا -ومسسذهب كسسل مسسسلم -بسسأن
القرآن الكريم المتداول بين أيدينا ليس فيه أي تحريف بزيادة أو نقصسسان،
وما ذكر في بعض الحاديث بأن فيه تحريفا ً ونقصانا ً فهو مخسسالف لعقيسسدتنا
في القرآن الكريم الذي هو الذكر الحكيم ،والذي ل يأتيه الباطل مسسن بيسسن
يديه ول من خلفه".
وقال الدكتور :لعل القائلين بهسسذه الفريسسة هسسم فريسسق مسسن الخبسساريين ل
كلهم ،أو يكون الكلم في ذلك الكتيب مبعثه التقيسسة ،ويسسستدل علسسى ذلسسك
بأنه قال في نفس ذلك الكتيب" :لم يقل الشيعة وأئمتهسسم بمسسا يحسسط مسسن
كرامة الخلفاء المرضيين ..وقد أجري الفتسسح والخيسسر للمسسسلمين علسسى يسسد
أولئك الصالحين -عليهم سلم اللسسه ورحمتسسه ورضسسوانه أجمعيسسن -ويقسسول
بأنه من الواضح السسبين أن هسسذا ليسسس رأي الشسسيعة" ]انظسسر :فقسسه الشسسيعة :ص
.[.148
هذا ولعلماء الهند وباكسستان جهسسود فسي كشسف هسذه الفريسة فسسي كتسسب
الشيعة وإعلنها للمسلمين بغير اللغة العربية ]انظر -مثل ً -ما كتبسسه الشسسيخ عبسسد
الشسسكور فسساروقي الكهنسسوي بعنسسوان» :إفسسسانة تحريسسف قسسرآن .ومعنسسى إفسسسانة :حكايسسة أو
رواية.[.
هذا ونكتفي بهذه الشارة للدراسات السستي قسسامت حسسول هسسذه "الفريسسة"
ونسسدع الجسسانب التفصسسيلي مسسن التقييسسم ،والملحظسسات علسسى بعسسض هسسذه
الدراسات حتى ل نخرج من موضوعنا الساسي؛ لنني سأحاول أن أكتسسب
عسسن هسسذه القضسسية وفسسق منهسسج آخسسر ،وذلسسك بدارسسسة أصسسولها وجسسذورها
الساسية ،وتتبع مسارها التاريخي ،وإفساح المجال للصوت المنكسسر لهسسذه
124
السطورة ،لسسسماعه وتحليلسسه ،فلسسم أر مسسن اعتنسسى بمثسسل ذلسسك .بالضسسافة
لمسائل أخرى قد تكون جديدة تتعلق بهذه القضية.
وقبل أن أرفع القلم أشير إلى أن تلك الدراسات والقسسوال قسسوبلت مسسن
طائفة من شيوخ الشسسيعة بالنكسسار ،وأخسسذوا ينسسادون ويصسسرخون بسسأنهم قسسد
ظلموا في هذه القضية وأنهم أبرياء من هذه التهمسسة ،فمسسا حقيقسسة المسسر؟
لقد رأينا من المنتمين لهل السنة ]سالم البهنساوي فسسي كتسسابه" :السسسنة المفسسترى
عليها" .[.من بلغ به الحماس إلى أن يجمع ما جاء في كتسساب إحسسسان إلهسي
ظهيسسر ومحسسب السدين الخطيسب مسن نصسوص حسسول هسذه الفريسة ،مقرونسا ً
بمصادره التي نقلت عنها ويعرضه على أحد شسسيوخ الشسسيعة ]وهسسو كمسسا قسسال
"محمسسد مهسسدي الصسسفي" ووصسسفه بسسأنه" :الخ الصسسديق المسام" وهسسو يقيسم فسسي الكسسويت[.
ويطلب منه الجابة على ذلك ..فكان من جواب هسذا الشسيعي أن :سسلمة
القرآن الكريم من التحريف موضع اتفاق وإجماع علماء الشيعة الماميسسة،
ومن شذ منهم في هسسذه المسسسألة فل يعبسسأ برأيسسه كمسسا مسسن شسسذ عسسن هسسذا
الجماع من علماء السنة" ]لحظ الكذب على علماء السنة ،فل يوجسسد مسسن علمسسائهم
من قال بهذا الفتراء.
ولكن هذه إشارة لها مغزى سيأتي الوقوف عندها وعنسسد سسسائر أخطسسائه وتناقضسساته فسسي
مبحث »الشيعة المعاصرون وصلتهم بأسلفهم« إن شاء الله.[.
ثم استدل ببعض أقوال شيوخهم في إنكار هذه الفرية ،كما ذكر أن في
كتسسب الحسسديث عنسسدهم الصسسحيح وغيسسره ،وأن الروايسسات السستي ذكرهسسا فسسي
رسالته غير معتبرة إجمال ً وقال" :وقد عرفنا إجماع الطائفة واتفاقها قائم
على رفض التحريف في كتاب الله ،فهذه الروايات إذن مهما كثرت فهسسي
مردودة عندنا ،ول تسل لماذا تثبسست هسسذه الروايسسات فسسي المجسساميع عنسسدنا،
فهي مجسساميع خاضسسعة للنقسسد والجتهسساد ،وليسسست صسسحاحا ً للخسسذ والعمسسل"
]الصفى /البيان التوضيحي حول دعسسوى تحريسسف القسسرآن ،ضسسمن كتسساب" :السسسنة المفسسترى
عليها" :ص .[.75-68
ولكثرة إنكار الشيعة وشيوخها لهسذا الفريسسة -إن حقيقسة أو تقيسة -قسال
السسدكتور رشسسدي عليسسان" :وأرى مسسادام المعتمسسدون مسسن علمسساء الطائفسسة
يذهبون إلى أنه ل تبديل ول تحريف ول نقص ول زيادة فسسي كتسساب اللسه أن
نكتفي بذلك ول داعي لترديد بعض الراء الشاذة وذكسسر الروايسسات الواهيسسة
الموضوعة في ذلك" ]العقل عند الشيعة المامية :ص .[.49
وقال الشيخ رحمة الله الهندي في كتسسابه إظهسسار الحسسق بعسسد نقلسسه لكلم
طائفة من شيوخهم في إنكار هذه الفريسسة" :فظهسسر أن المسسذهب المحقسسق
عند علماء الفرقة المامية الثني عشرية أن القرآن الذي أنزله الله علسسى
نبيه هو ما بين الدفتين وهو مما في أيدي الناس ليسسس بسسأكثر مسن ذلسسك"..
]إظهار الحق :ص .[.77
وبعسسدما عرفنسسا مسا جساء فسسي كتسسب المنتميسسن لهسسل السسسنة ،ولحظنسسا أن
المتقدمين من أهل السنة كالشعري يرى أن الشيعة فريقان :فريق يقول
بهذا الكفر وفريق ينكره ،ثم نرى هذه الفريسسة عنسسد البغسسدادي وأبسسي يعلسسي
تنسب إلى الرافضة عمومًا ،ولكسسن نلحسسظ فسسي بعسسض كتابسسات المتسسأخرين
125
كأبي الثناء اللوسي ،والسسدكتور السسسالوس وغيرهمسسا أن الشسسيعة فسسي هسسذا
طائفتان ،ويميز بينهما الدكتور السالسوس بالسم فيسسرى بسسأن الصسسوليين
قد ردوا أخبار هذه السطورة بحكم منهجهم في نقد النصوص ،بينما قبلها
الخباريون لنهم يقبلون كل ما نسب لئمتهم من روايات ،كما ترى إشارة
إلى شيء من الخلف فيما جاء علسسى لسسسان الشسسيخ رحمسسه اللسسه الهنسسدي،
بينما يرى د .رشدي عليان أل يذكر سوى هذا القول عسسن الشسسيعة؛ لن مسسا
سواه عندهم رأي شاذ موضسسوع .بينمسسا نسسرى صسسنفا ً آخسسر مسسن المعاصسسرين
كالشيخ محب الدين الخطيب وإحسان إلهي ظهير وغيرهما يرى أن الثني
عشرية كلها على هذا ،ومسسن أنكسسر منهسسم ذلسسك فإنكسساره مسسن قبيسسل التقيسسة
وليس بحقيقة.
وبعد هذا نرجع إلسسى مصسسادر الشسسيعة المعتمسسدة عنسسدها نسسستنطقها عّلنسسا
نعرف جلية الخبر عندها ،هل ما يقال عنهم ليس بثابت عندهم؟ فلقد وجد
من الطوائف ومن العلماء من افترى عليه وظلم وقيل عنه ما ليس فيسسه،
ومسسا ورد فسسي كتسسب الفسسرق والمقسسالت نقسسول عسسن المخسسالف ،وقسسد تكسسون
تخريجات وإلزامات بعيدة عما يقتضيه المذهب ،أو تكون ليست بثابتسسة ،أو
لها تأويل آخر عندهم ،ولذا قبل" :إن نقل المخالف ل يعتسسد بسسه" ]القاسسسمي/
تاريخ الجهمية والمعتزلة :ص .[.22
َ
س أن ن الّنققا ِ مُتققم ب َْيقق َ حك َ ْ ذا َ وإ ِ َ
والعسسدل والنصسساف واجسسب ولزم } َ
علققى َ وم ٍ َ ن َ
ق ْ شَنآ ُ م َ من ّك ُ ْر َج ِل{ ]النساء ،آية ،[.58 :س }َول َ ي َ ْ عدْ ِ موا ْ ِبال ْ َ حك ُ ُ تَ ْ
َ دُلوا ْ ُ دُلوا ْ ا ْ َ
وى{ ]المائدة ،آية.[.8 : ب ِللت ّ ْ
ق َ قَر ُوأ ْه َ ع ِ أل ّ ت َ ْ
ع ِ
ما تقوله مصادر الشيعة في هذه الفرية:
وقبل أن نأخذ بيد القارئ في رحلة تبدأ من نقطة الصفر من أول كتاب
وضسسعه الشسسيعة وألفسسوه ،نعسسرض لصسسوتين مختلفسستين ومتعارضسسين ،هسسذان
الصوتان المتعارضسسان كسسان لهمسسا -فسسي الغسسالب -وجسسود وصسسدى فسسي كسسل
الكتب الشيعية التي تعرضت لهذه القضية ،فلنستمع إليهما ليتسنى إدراك
وتصور هذه المسألة عند هسسؤلء حسستى ل يحصسسل غبسسش فسسي تصسسورها فسسي
رحلة قد تطول مراحلها بين محطات الكتب الشيعية المختلفة.
ه( صاحب من ل يقول شيخ الشيعة في زمنه ابن بابويه القمي )ت 381
يحضره الفقيه ..وهو واحد من أهم كتبهم الربعة المعتمدة فسسي الحسسديث،
يقول" :اعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد وهسسو مسا
بين الدفتين وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك ..ومن نسب إلينا
أنا نقول أكثر من ذلك فهو كاذب" ]العتقادات :ص .[.102-101
هذا قول شيخهم الملقسسب عنسسدهم بالصسسدوق ،ويشسسايعه فسسي قسسوله هسسذا
ه(" :إن الخبسسار قسسد جسساءت آخسسرون مسسن شسسيعته .ويقسسول المفيسسد )ت 413
مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليسسه وسسسلم بسساختلف
القسسرآن ومسسا أحسسدثه بعسسض الطسساعنين فيسسه مسسن الحسسذف والنقصسسان" ]أوائل
المقالت :ص [.54ويقول" :واتفقسسوا -أي الماميسسة -علسسى أن أئمسسة الضسسلل
]يعني بهم كبار صحابة رسول صلى الله عليه وسلم الذين رضسسي اللسسه عنسسه ورضسسوا عنسسه ،
وعلى رأسهم الخلفاء الثلثة قبل علي رضي الله عنهم [.خالفوا في كثير من تسسأليف
126
القرآن وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم"
]أوائل المقسسالت :ص .[.13ويقسسول بمسسا قسساله مفيسسدهم -السسذي يلقبسسونه بركسسن
السلم وآية الله الملك العلم -طائفة من شيوخهم.
هذان قسسولن مختلفسسان ومتعارضسسان صسسدرا مسسن شسسيخين مسسن شسسيوخهم
يجمعهما وحدة الزمان والمكان ،ويتفقان في الهوية المذهبية ،بل إن هسسذا
المفيد هو تلميذ لبن بابويه القمي .فمن نصدق منهما؟ وأي القولين يعسسبر
عن مذهب الشيعة؟ ونجد أن تلميذين من تلمذة المفيد ومن أكبر شسسيوخ
الشيعة -وهما الطوسي ،وابن المرتضى -يقولن بما قاله ابن بابويه وأن
مذهب أهل التحقيق من الشيعة إنكار هذه الفريسسة -كمسسا سسسيأتي ،-وكسسل
قول من هذين القولين يؤيده جناح من الشيعة ،بل يدعي حينا ً أن ل قسسول
للشيعة سواه وغيره افتراء على الشيعة وكذب ..والتعرف علسسى الحقيقسسة
وسط هذا الركام من القوال المتعارضة والمتناقضة ليس بسهل المنال..
وإذا لحظنا أن من أركان الدين عند هؤلء »التقية« ولدين لمن ل تقيسسة
له؛ أدركنا أن الحقيقة محجوبة بغيسسوم مسسن الكسسذب والسستزوير ،وركسسام مسسن
التناقضات والتعارضات ،وعقبات من التقية والكتمان ..ولهسذا سسنرى فسي
مبحث التقية أن الحقيقة السستي تعسسبر عسسن مسسذهب الئمسسة قسسد تخفسسى علسسى
شيوخ الشيعة أنفسهم فل يعلمون أي القولين تقية ،فكان هذا من أسباب
ضياع مذهب الئمة واستمرار الغلو.
ولهسسذا سسسنبدأ بدراسسسة هسسذه القضسسية مسن بسسدايتها ،والتحسسري فسسي صسدق
القوال من تقيتها ،بتحليل القوال ومقارنتها ممسسا صسسدر عسسن صسساحبها فسسي
كتبه الخرى ،وأسأل الله سبحانه أن يعصمنا من اتهام الخرين بمسسا ليسسس
فيهم ،وأن يجنبنا مواضع الزلل في أقوالنا وأحكامنا.
وسنتناول هذه القضسسية الخطيسرة السستي يسترتب علسسى رمسسي الشسيعة بهسا
انفصالها عن المسلمين لمفارقتها للصل الذي يتفقسسون عليسسه -سسسنتناولها
فيما يلي وفق التصوير التالي:
أقوم أول ً بتتبع الكتب التي شاركت في وضسسع هسسذا الكفسسر بيسسن الشسسيعة،
وأعرض لها ،وأتوقف في أول المر لدراسسسة أول كتساب تسسسجل فيسه هسذه
الفرية ،ومن الذي وضسسعه ،ورأى شسسيوخ الشسسيعة فيسسه؛ لمسسا فسسي ذلسسك مسسن
أهمية في بيان جذور هذا البلء ،واكتشاف اليسسدي السسسبئية السستي شسساركت
في هذه الجريمة ،ثم نتحدث كيف امتدت منه إلى سائر كتب الشيعة.
وبعسسد ذلسسك نعسسرض لمضسسامين هسسذه الكتسسب ونصوصسسها المتصسسلة بقضسسية
التحريف ،وحجمها ووزنها عنسدهم ،ومسا يقولسونه فسي مصسحف علسي ،ومسا
يقال بأن عندهم مصحفا ً سسسريا ً يتسسداولونه فيمسسا بينهسسم ،وإنكسسار جملسسة مسسن
شيوخ الشيعة لهذا الكفر ،وهل هذا النكار تقية أو حقيقة .كل ذلك نعرض
له من كتب الشيعة نفسها ،إل ما جاء عرضا ً في مناقشة بعض المسسسائل،
وإن رأيت شسسيئا ً مسسن الطالسسة فسسي هسسذا المبحسسث فللخطسسورة الكسسبرى لسسه،
واختلف الناس حول رمي الشيعة به -كما سلف الشارة إلى ذلك .-
بداية الفتراء كما يؤخذ من كتب الشيعة:
127
أول كتاب تسجل فيه هذه الفرية هو" :كتاب سليم بن قيس ]تقسسول كتسسب
الشيعة" :سليم بن قيس الهللي يكنى أبا صادق ،كان مسسن أصسسحاب أميسسر المسسؤمنين وكسسان
هاربا ً من الحجاج لنه طلبه ليقتله ولجأ إلى أبان بن أبي عياش فأواه ،فلما حضسسرته الوفسساة
ه(") .السسبرقي /الرجسسال :ص أعطاه )سليم( كتابا ً وهو كتاب سليم بن قيس .توفي سنة ) 90
،4-3الطوسي /الفهرست :ص ،111الردبيلي /جامع الرواة ،1/374 :رجال الكشسسي :ص
،167رجال الحلي :ص ،82س .[.(83الذي رواه عنه أبان بن أبي عياش ]أبسسان بسسن
أبي عياش فيروز أبو إسماعيل ،قال المام أحمد :متروك الحديث ترك النسساس حسسديثه منسسذ
دهر ،وقال :ل يكتب حديثه كان منكر الحديث ،وقال ابن معين :ليس حسسديثه بشسسيء ،وقسسال
ابن المديني :كان ضعيفًا ،وقال شعبة :ابن أبي عياش كان يكذب في الحديث .تسسوفي سسسنة
ه(.
) 138
)انظسسر :تهسسذيب التهسسذيب ،101-1/97 :العقيلسسي /الضسسعفاء ،41-1/38 :ابسسن أبسسي حسساتم/
الجرح والتعديل (296-2/295 :هذا بعض ما قسساله أئمسسة أهسسل السسسنة ،وفسسي كتسسب الشسسيعة.
يقول ابن المطهر الحلي :أبان بن أبي عيسساش ضسسعيف جسسدًا ،وينسسسب أصسسحابنا وضسسع كتسساب
سليم بسن قيسس إليسه ،ومثسل ذلسك قسال الردبيلسي )انظسر :رجسال الحلسي :ص ،206جسامع
السسرواة ،[.(1/9 :لسسم يسسروه عنسسه غيسسره ]انظسسر :الفهرسسست :ص ،219الخوانسسساري/
روضسسسات الجنسسسات ،4/67 :رجسسسال الحلسسسي :ص ،83الردبيلسسسي /جسسسامع السسسرواة،1/374 :
البروجردي /البرهان :ص ،[.104وهو" :أول كتاب ظهر للشيعة" كما يقول ابسسن
النديم ]الفهرست :ص ،219وانظر :الذريعة [.2/152 :وغيره.
وقد أكثر الشيعة من مدحه وتوثيقه والثناء على كتابه ]يروون عن أبسسي عبسسد
الله أنه قال فيه" :من لم يكن عنده من شسسيعتنا ومحبينسسا كتسساب سسسليم ابسسن قيسسس الهللسسي
فليس عنده من أمرنا شيء ول يعلم من أسسسبابنا شسسيئًا ،وهسسو أبجسسد الشسسيعة وهسسو سسسر مسسن
أسرار آل محمد صلى الله عليه وآلسسه" مقدمسسة كتسساب سسسليم بسسن قيسسس ص ،4 :أغسسا بسسزرك
الطهراني /الذريعة ،2/152 :وانظر :هامش وسائل الشيعة 2/42 :رقم ).(4
وقال النعماني" :وليس بين جميع الشيعة ممن حمسسل العلسسم ورواه عسسن الئمسسة -عليهسسم
السلم -خلف في أن كتاب سليم بن قيس الهللي أصل من أكبر كتب الصول التي رواه
أهل العلم وحملة حديث أهل البيت -عليهم السلم وأقدمها ،لن جميسسع مسسا اشسستمل عليسسه
الصل إنما هو عن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسسسلم -وأميسسر المسسؤمنين ،والمقسسداد،
وسلمان الفارسي ،وأبي ذر ومن جرى مجراهم ممن شسسهد رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم وأمير المؤمنين عليه السلم وسمع منهما ،وهو من الصول التي ترجع الشيعة إليهسسا
وتعول عليها") .انظر :النعمسساني /الغيبيسسة ص 61ط .العلمسسي بيسسروت ،وص 47ط .إيسسران،
وانظر :وسائل الشيعة.(210-20 :
وقال المجلسي" :وهو أصل من أصول الشيعة وأقدم كتاب صنف في السلم" ،ثم أورد
المجلسي أربع روايات لهم تفيد أن عليا ً ابن الحسين -برأه الله مما يفسسترون -قسسرئ عليسسه
الكتاب وقال" :صدق سليم" )بحار النوار ،158-1/156 :وانظر في بعسسض الروايسسات السستي
أشرنا إليها :رجال الكشي :ص [.(105-104رغم أنني لم أجد لمؤلفه ذكسسرا ً فيمسسا
رجعت إليه من مصادر ]رجعت في البحث عنه إلى مصادر كثيرة من كتب أهل السنة
فلم أجد له ذكرًا ،فلم أجده مثل ً في تاريخ الطبري كما يظهر ذلك من خلل فهرس العلم
الذي وضعه أبو الفضل إبراهيم ،وكذلك تاريخ ابن الثير كما يبدو من فهارسه السستي وضسسعها
إحسان عباس )أو سيف الدين الكاتب( وليسس لسه ذكسر فسي شسذرات السذهب لبسن العمساد
الحنبلي ،والبداية والنهاية لبن كثير ،وطبقات ابن سعد ،ول في مجموعة من كتسب الرجسال
مثل :لسان الميزان ،أو التاريخ الكبير والصغير للبخاري ،أو تهذيب الكمال للمزي ..إلخ مسسع
أنه مؤلف أول كتاب في السلم ،ولحقه الحجاج لقتله ..إلخ فمن برز في هذين التجسساهين
الفكري ،والسياسي يستبعد أن ينسى ،ونسيانه دليل على أن ما تقوله الشيعة عنسسه مجسسرد
دعوى ،فقد يكون شخصية خيالية ،أو نكرة من النكرات ،[.ولو صدق بعض ما تسسذكره
الشيعة فيه لكان شيئا ً مذكورًا ،ولكنه لم يذكر إل في كتب الشيعة وحدها،
128
بل إن من متقدمي الشيعة مسسن قسسال" :إن سسسليما ً ل يعسسرف ول ذكسسر فسسي
خسسبر" ]رجسسال الحلسسي :ص [.83وإن كسسان هسسذا ليسسس بمرضسسي عنسسد متسسأخري
الشسسيعة .ورغسسم أن الكتسساب يحمسسل أخطسسر آراء السسسبئية وهسسو تسسأليه علسسي
ووصفه بأوصاف ل يوصف بها إل رب العالمين ]جاء فسسي بعسسض روايسسات الكتسساب
مخاطبة علي هذه اللقاب" :يا أول ،يا آخر ،يسسا ظسساهر ،يسسا بسساطن ،يسسا مسسن هسسو بكسسل شسسيء
عليم" ،ويقول" :إن هسسذا الوصسسف صسسدر مسسن الشسسمس لعلسسي وأنسسه سسسمعه أبسسو بكسسر وعمسسر
والمهاجرون والنصار فصعقوا ثم أفاقوا بعد ساعات" )كتسساب سسسليم بسسن قيسسس ص 38ط:
العلمي ،وص 32-31ط :النجف( ،وهذه الوصاف هي آثار السبئية التي تؤله عليسًا ،والستي
ورثتها الثنا عشرية ،واستبقت أقوالها في مصادرها ،ونسبتها لل البيت ،فسسأزرت علسسى الل
و
ه َ
بهذا وأمثاله ،وهي تدعي التشيع لهم ..وهسسذه أوصسساف لسسرب العسسالمين :قسسال تعسسالىُ } :
َ
م{ ]الحديسسد ،آيسسة [.[3 :فإن عِلي ٌ
ء َ
ي ٍ
ش ْل َ و ب ِك ُ ّ
ه َ
و ُ وال َْباطِ ُ
ن َ هُر َ وال ّ
ظا ِ خُر َ
وال ِ و ُ
ل َ ال ّ
كل ذلك لم يحسسد مسن مبالغسات الشسسيعة فسسي مسدحه وتسسوثيقه فسسي روايسسات
ينسبونها لل السسبيت ،وأقسسوال صسسدرت مسسن كبسسار شسسيوخهم ]انظسسر :ص)(270
هسسامش رقسسم [.(5) :حسستى اعتسسبروه أص سل ً مسسن أصسسول آل محمسسد وسسسرا ً مسسن
أسرارهم ،رغم أنه يحمل برهان وضعه سندا ً ومتنا ً فهو مسسن روايسسات أبسسان
وهو متروك أو ضعيف عند أهل السسسنة ،وضسسعيف فسسي كتسسب الرجسسال عنسسد
الشيعة ]انظر :ص ) (270هامش رقم [.(2) :أيضًا ،وسسسليم السسذي يزعمسسون أنسسه
مؤلف الكتاب مجهول ،وقد ل يكون له وجود في إل فسسي خيسسالت الشسسيعة
]انظر :ص) (271هامش رقم ،[.(1) :والكتاب مضطربة طرقه ولكنهم يقولسسون:
"ما يتراءى من الضطراب في الطريسسق غيسسر قسسادح وهسسو واقسسع فسسي أكسسثر
طرق كتب أصحابنا" ]الخوانساري /روضات الجنسسات .[.4/68 :وجملة مسسن متسسون
الكتاب تجعله في عداد الكتب الباطنيسسة اللحاديسسة ،ومسسع ذلسك فقسد اعتمسسد
النقل عنه أصحاب الكتب الربعة المعتمدة عندهم وآخرون مسسن شسسيوخهم
]الكليني يعتمد عليه وأخرج له في عدة أبواب؛ كبسساب مسسا جسساء فسسي الثنسسي عشسسرية )انظسسر
أصول الكسافي (1/252 :وبساب دعسائم الكفسسر )انظسر :المصسدر السسابق (2/391 :وغيرهسا.
ومثله شيخهم ابن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق في من ل يحضره الفقيه )انظسسر:
روضات الجنات ،4/68الذريعة (2/154 :ومثله الحتجاج للطبرسي ،والختصسساص للمفيسسد،
وتفسير فرات وغيرها .انظر :مقدمة كتاب سليم ابن قيسسس ص .[.6وسجل فسسي هسسذا
الكتاب جملة من عقائد غلة الشيعة.
والمفاجأة في هذا الموضوع أن بعض شيوخ الشسسيعة أمسساط اللثسسام عسسن
حقيقة هذا الكتاب ،وكشف النقاب عن هويته؛ إذ قد رابهم شيء في هسسذا
الكتاب فرأوا من الواجب كشسسفه قبسسل أن يقسسوض أسسساس التشسسيع الثنسسي
عشري نفسه ،ول يظن القارئ أن هذا الذي رابهم وأشكل عليهم هو تأليه
علي ،أو الطعن في القرآن أو غير ذلك من المطاعن في السلم نفسسسه،
إنما الخطر الذي اكتشفوه في الكتاب" :هو أنه جعسسل الئمسسة ثلث عشسسر"
وهذه طامة كبرى تهدد بنيان الثنسسي عشسسرية بالسسقوط ،ولسسيما أن هسذا
وجد في كتاب يعتبر أبجد الشيعة ،وأول كتاب ظهر لهم ،ولهذا كفونا مؤنة
نقض هذا الكتاب .فقرر فريسسق منهسسم أن "الكتسساب موضسسوع ل مريسسة فيسسه"
]انظر :رجال الحلي :ص ،83ابن داود /الرجال :ص .[.414 ،413
129
وبدأوا يبينون عيوب الكتاب وأمارات وضعه فقسسالوا :إنسسه خسسالف التاريسسخ
بقوله" :إن محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند المسسوت لنسسه غصسسب المامسسة
من علي" مع أن محمد بن أبي بكر ولد في سنة حجة الوداع فكيف يعسسظ
أباه وعمره ثلث سنوات ]انظر :الخوانساري /روضات الجنات ،4/67 :رجال الحلسسي:
ص ،[.83كما أنه جعل الئمة ثلث عشر ،وقسسالوا :بسسأن سسسليما ً ل يعسسرف ول
ذكر في خبر ،وأن أسانيد الكتاب مختلفة مضطربة ]انظسسر :رجسسال الحلسسي :ص
،83الخوانساري /روضات الجنات ،4/67 :ابن داود /الرجسسال :ص ،[.414-413واتهمسسوا
في وضع الكتاب أبان بن أبي عيسساش ]انظسسر :رجسسال الحلسسي :ص ،206ابسسن داود/
الرجال :ص .[.414-413
وحدد بعض المعاصرين تاريخ وضعه فقال :إنه موضوع في آخسسر الدولسسة
الموية لغرض صحيح ]هو :أبو الحسن الشعراني /في تعليقه على الكافي مسسع شسسرحه
للمازندراني -[.374-2/373 :ولم يبين دليله فيما ذهب إليه -وفريق منهم عسسّز
عليهم -فيما يبدو -أنه يفقدوا هذا الكتاب جملة واحدة مع أنسسه أصسسل مسسن
أصولهم وعمدة لشسسيوخهم ..فقسسال هسسذا الفريسسق" :والسسوجه عنسسدي الحكسسم
بتعديل المشار إليه والتوقف في الفاسد مسسن كتسسابه" ]رجسسال الحلسسي :ص ،83
وسائل الشيعة [.20/210 :مع أن هذا الفاسد ينقض بنيان الثنسسي عشسسرية مسن
الساس وذلك في جعله الئمة ثلثة عشر.
ولهذا لم يرتض هذا القول من الدوائر الشيعية فرأى فريق منهم القيام
بعمل جذري ينهي المشسسكلة السستي أقلقتهسسم مسسن أساسسسها فقسساموا بتعسسديل
الكتاب ليتلءم والمنطق الشيعي.
وأشار الخوانساري إلى التغير في الكتاب فقال" :إن ما وصل إلينا مسسن
نسخ الكتاب هو أن عبد اللسسه بسسن عمسسر وعسسظ أبسساه عنسسد المسسوت" ]روضسسات
الجنات .[.4/69 :وقال الحر العاملي" :والذي وصل إلينا من نسخه ليس فيه
شسسيء فاسسسد ،ول شسسيء ممسسا اسسستدل بسسه علسسى الوضسسع" ]وسسسائل الشسسيعة:
.[.20/210وقد بحثت عن عيوب الكتاب في نظر الشيعة والتي أشار إليهسسا
الفرق الول في طبعتين من طبعات الكتسساب ]ط :النجسسف بالمطبعسسة الحيدريسسة،
وطبعة العلمي ببيروت [.فلم أجد لها ذكرا ً فيه ،وهذا يدل علسسى أنهسسم يغيسسرون
في كتبهم ويزيدون وينقصون .ومع هذا فقد أصبح هذا الكتاب عمسسدة عنسسد
متأخري الشيعة كما قرره المجلسي في البحار ]بحار النسسوار ،[.1/32 :والحر
العاملي في الوسائل ]وسائل الشيعة [.20/210 :وغيرهما.
هسسذه الوقفسسة عنسسد كتسساب سسسليم بسسن قيسسس أرى أنهسسا ضسسرورية لمحاولسسة
اكتشاف اليدي السبئية التي افترت هذه الفرية ،إذ إننا نلحسسظ أن الفريسسة
بدأت من كتاب سليم بن قيس الذي اتهموا في وضعه أبان ،وحدد بعضهم
تاريخ وضعه بأنه في آخر الدولة الموية .أمسسا مسسن تسسولى كسسبر هسسذا الوضسسع
لهذه الفرية فإن بعض شيوخ الشيعة يتهم فيه أبان ،وقسسد سسسبق أن ذكرنسسا
أن الملطي يتهم فيه هشان بن الحكم ،يعني أن هذه الفرية لسسم يكسسن لهسسا
وجود قبل القرن الثاني ،وقسسد تتبعسست الراء المنسسسوبة لبسسن سسسبأ وطائفسسة
السبئية فلم أجد أن هذه المقالة قد نقلت عن ابن سبأ لنها -فيما يبسسدو -
لم تخطر على باله لوضوح بطلنها أمام الجيل الذي عاصر التنزيل ،ولنهسسا
130
وسيلة سريعة لنكشسساف كسسذبه ،فلسسم يتجسسرأ ابسسن سسسبأ علسسى إشسساعة هسسذه
الفرية .لم يقسسل إن الصسسحابة حرفسسوا القسسرآن ولكسسن عسسدل عسسن ذلسسك إلسسى
القسسول" :بسسأن هسسذا القسسرآن جسسزء مسسن تسسسعة أجسسزاء وعلمسسه عنسسد علسسي"
]الجوزجاني /أحوال الرجال :ص ،[.38وهي مقالسة مجملسة لسم يفصسح فيهسا عسن
مراده ،وقد يوضحها ما جاء في رسالة الحسن بن محمد بسسن الحنفيسسة )ت
ه( وهو قوله" :ومن خصومه هسسذه السسسبئية السستي أدركنسسا يقولسسوا )كسسذا( 95
هدينا لوحي ضل عنه الناس وعلم خفي ويزعمون أن نبي الله كتم تسسسعة
أعشار القرآن ،ولو كان نبي الله كاتمسا ً شسسيئا ً ممسسا أنسسزل اللسسه لكتسسم شسسأن
َ
ه{ ]كتاب اليمان لمحمد بن أبي عل َي ْ ِ م الل ّ ُ
ه َ ع َ ل ل ِل ّ ِ
ذي أن ْ َ وإ ِذْ ت َ ُ
قو ُ امرأة زيد } َ
عمر المكي العدني :ص ) 250-249مخطوط( والية رقم ) (37من سورة الحزاب.[.
فإذن لم تكن هذه القضية من مقالت السبئية بل حدثت فيما بعسسد ،أمسسا
من هو الذي تولى كبر وضع هذا الكفر بين الشيعة؟ فإن الجابسسة الجازمسسة
المحسسددة قسسد ل تكسسون ميسسسرة ،ول يجسسدي فسسي هسسذا تتبسسع أسسسانيد روايسسات
التحريف؛ لن في أخبارها ما هو عار من السند كالروايات التي جاءت في
كتاب الحتجاج للطبرسي ،ولن مسألة السناد عنسسدهم قسسد وجسسدت بعسسض
القرائن -كما سيأتي -التي تدل على أنهسسا صسسنعت متسسأخرة ،كمسسا أن مسسن
أساليبهم وضع السانيد الصحيحة لمتسسون مكذوبسسة فل يعطسسي سسسلوك هسسذا
المنهج نتيجة جازمة.
شيوع هذه الفرية في كتب الشيعة:
سسسليم وبسسدأت قد لحظنا أن البداية -إذا أخذنا بأقوالهم -كسسانت بكتسساب ُ
القضية بروايتين فقط ،وليس فيها الصراحة التي نجسسدها عنسسد مسسن بعسسده -
كما سترى أثناء عرضنا لروايات التحريف بعد نهاية هذه المسسسألة -فكسسأن
المسألة في كتابه ل تزال فسسي بسسدايتها لسسم يكسسثر الوضسسع والكسسذب حولهسسا،
ولكنها بداية في كتاب قوبل بالرفض من بعض الشيعة؛ فهذا يعني الحكسسم
بالموت على هذه المقالة ،لول أنه جاء في القرن الثالث مسسن تلقسسف هسسذه
السطورة وزاد عليها ،وأرسى دعائمها الباطلة.
جاء شيخهم علي بن إبراهيم القمي هو شسسيخ الكلينسسي صسساحب الكسسافي
وحشا تفسيره بهذه السطورة ]انظر -على سبيل المثال :-تفسير القمسسي،1/48 :
،100س ،110س ،118س ،122س ،123س ،142س ،159ج 2ص ،21س ،111س ،125وغيرها كسسثير ،
وسيأتي ذكر بعضسسها [.وصرح بهسسا فسسي مقدمسسة تفسسسيره ]تفسسسير القمسسي.[.1/10 :
ولهذا قال شيخهم الكاشاني" :فسسإن تفسسسيره مملسسوء منسسه ولسسه غلسسو فيسسه"
]تفسير الصافي [.1/52 :وكذلك قال شيخهم الخر النسسوري الطبرسسسي" :وقسسد
صرح )يعني القمي( بهذا المعتقد في أول تفسيره ومل كتابه مسسن أخبسساره
مع الستزامه فسي أولسه أل يسذكر فيسه إل مشسايخه وثقساته" ]الطبرسسسي /فصسسل
الخطاب الورقة )) (13النسسسخة المخطوطسسة( وص 26مسسن المطبوعسسة .[.ومع أن هسسذا
الكتاب قد ملئ بهذه الزندقة فسسإن كسسبير علمسساء الشسسيعة اليسسوم "الخسسوئي"
يوثق روايات القمي كلها -كلما سلف – ]انظر نص ذلك عن الخوئي فسسي مقدمسسة
هذه الرسالة ،أو معجم رجال الحديث للخوئي.[.1/63 :
131
ه(
ه( أو ) 329ومن بعد القمي جاء تلميذه الكليني المتسسوفى سسسنة ) 328
الملقب عند الشيعة بس"ثقة السلم" ومؤلف أصح كتاب من كتبهم الربعسسة
المعتمدة في الرواية عندهم.
وقد روى الكليني في الكافي من أخبار هذه السسسطورة الشسسيء الكسسثير
]انظر :أصول الكافي ،باب فيه نكت ونتف فسسي التنزيسسل فسسي الوليسسة مسسن الجسسزء الول ص
413وما بعدها ،وأرقام هذه الروايات كالتالي،45 ،32 ،31 ،28 ،27 ،26 ،25 ،23 ،8 :
. 64 ،60 ،59 ،58
وانظر :الجزء الثاني من الكافي باب أن القرآن يرفع كما أنزل ص 619رقسسم ،2وبسساب
النوادر ص 627وما بعدها رقم ،28 ،23 ،4 ،3 ،2 :وهذه الروايات المشار إليها صريحة
في القول بهذا الفتراء ويبعد حملها أو يتعذر على أنها من قبيل التفسير أو القراءات [.مع
أنه التزم الصحة فيما يرويه ]انظر :مقدمة الكافي :ص ،9وتفسير الصافي المقدمة
السادسة ص ،52ط :العلمي بيروت ،وص 14ط :المكتبة السسسلمية بطهسسران ،[.ولهذا
قرر الكاتبون عنه عن الشيعة" :أنه كسسان يعتقسسد التحريسسف والنقصسسان فسسي
القرآن ،لنه روى روايات في هذا المعنى في كتسسابه الكسسافي ولسسم يتعسسرض
لقدح فيها مع أنه ذكر في أول كتسابه أنسه يثسق بمسا رواه" ]الكاشسساني /تفسسسير
الصسسافي /المقدمسسة السادسسسة ص ،52ط :العلمسسي ،وص 14ط :طهسسران .[.والكسسافي
للكليني عند شيوخ الرافضة في أعلى درجسسات الصسسحة ،لن الكلينسسي كسسان
معاصرا ً للسفراء الربعة الذين يدعون الصسسلة بمهسسديهم الغسسائب المنتظسسر،
ولهذا كان التحقيق من صحة مدوناته أمر ميسورا ً له لنه يعيش معهم في
بلد واحد وهو بغداد ]انظر :محمد صالح الحائري /منهاج عملي للتقريب ضسسمن كتسساب:
"الوحدة السلمية" ص ،233 :وبمثل هذا قال قدماء شيوخهم .انظر :ابن طسساوس /كشسسف
المحجة ص ،159وراجع ما جاء في مقدمة الرسالة.[.
ولكن يلحظ أن ابسسن بسسابويه القمسسي حكسسم بوضسسع مسسا روي فسسي تحريسسف
القرآن مع وجودها في الكافي الذي يصفونه بهذا الوصسسف ،ويوثقسسونه هسسذا
التوثيق.
وقسسد رجعسست إلسسى مسسرآة العقسسول للمجلسسسي فرأيتسسه يحكسسم علسسى بعسسض
أحاديث الكافي بالضعف ،ولكنه حكم على روايات فسسي التحريسسف بالصسسحة
]كحكمه بصحة رواية" :أن القرآن الذي جاء به جبرائيل -عليه السلم -إلسسى محمسسد صسسلى
الله عليه وسلم وآله وسلم سبعة عشر ألف آية" .وآيات القرآن كما هو معروف ل تتجسساوز
ل) .انظسسر :مسسرآة العقسسول ،[.(2/536 :وكسسذلك الشسسافي شسسرح سسستة آلف آيسسة إل قلي ً
أصول الكافي ]انظر :حكمه بالصحة على الروايسة الستي ذكرنهسا فسي الهسامش السسابق،
الشافي شرح أصول الكافي ،[.7/227 :وقد صسسدر حسسديثا ً كتسساب اسسسمه" :صسسحيح
ه من تأليف أحد شيوخهم المعاصرين "محمد الباقر البهبودي" الكافي" ]طبع سنة 1401
ويقع في ثلثة أجزاء [.وقد راجعته فوجسسدت صسساحبه قسسد جسسرده مسسن الروايسسات
التي تمس كتاب الله ،وليس ذلسسك فحسسسب بسسل حسسذف أبوابسا ً بكاملهسسا مسسع
أحاديثها ]مثل :باب أنه لم يجمع القرآن كله إل الئمة وهو مسسن أبسسواب الكسسافي الصسسريحة
في هذا الفتراء ،حتى استظهر بعش الشيعة مذهبه في هسسذا مسسن خلل عنسسوان هسسذا البسساب
)انظر :فصل الخطاب :ص (27-26وأبواب أخرى ،كما حذف كل روايات "بسساب فيسسه نكسست
ونتف من التنزيل فسي الوليسة" والبالغسة ) (92روايسة ،مسا عسدا روايستين فقسط ليسس فيهمسا
الطعن في نص القرآن فيما انحراف في تأويله أي تحريف لمعناه وفق المنهج الباطني في
التفسسسير عنسسدهم ،وهسسذا البسساب المشسسار إليسسه هسسو أكسسثر أبسسواب الكسسافي جمع سا ً لخبسسار هسسذه
132
السسسطورة ،حسستى خصصسسه بسسذلك صسساحب فصسسل الخطسساب) .انظسسر :ص 26مسسن فصسسل
الخطاب ( [.في ذلك ،كما حذف أبوابا ً تمثل جملسسة مسسن العقسسائد السستي تنتقسسد
فيها الشيعة ]مثل باب أن الئمة إذا شاؤوا أن يعلموا علمسسوا ،وبسساب أن الئمسسة يعلمسسون
متى يموتون ول يموتون إل باختيار منهم ،وباب أن الئمة يعلمون علم مسسا كسسان ومسسا يكسسون
وأنه ل يخفى عليهم الشيء صلوات الله عليهم ،وغيرها.
)قارن في هذا كتاب الحجة من صحيح الكافي ،وكتاب الحجة من أصول الكافي( [.وما
ندري تصرفه هذا تقية أم حقيقة ..لسيما وأنسسه قسسد حسسذف أحسساديث كسسثيرة
لهسسم قسسد حكسسم عليهسسم بالصسسحة المجلسسسي فسسي مسسرآة العقسسول ،وصسساحب
الشافي.
ومن طبقة الكليني أيضا ً العياشي له تفسير يسمى" :تفسير العياشسسي"
وقد وجدت أسطورة التحريف مكانها في هذا التفسير في مواضسسع كسسثيرة
ومتفرقة فيه ]انظر من ذلك المواضع التالية 206 ،169 ،168 ،1/13 :وغيرها .[.وهو
من كتبهم المعتمدة -كما سلف ]انظر مقدمسسة الرسسسالة -[.رغم أن روايسساته ل
سند لهسسا ول زمسسام ،وزعسسم صسساحب البحسسار أن السسذي حسسذف أسسسانيده أحسسد
النساخ ]بحار النوار.[.1/128 :
ومن القرن الثالث أيضا ً فرات بن إبراهيم الكسسوفي لسسه تفسسسير يسسسمى:
"تفسير فرات" ]طبسسع فسسي المطبعسسة الحيدريسسة بسسالنجف وكتسسب علسسى صسسفحة العنسسوان
"التفسير القيم الذي طالما تشوقت لرؤيته نفوس العلماء ،ضم )على صغر حجمه( مسسا لسسم
تضمه التفاسير الكبيرة ،مطابق تمام المطابقة لحاديث وأخبار النبي والئمة -رضسسي اللسسه
عنهم .[."-وقد ارتضى لنفسه أن ينقل من أخبار هذه السسطورة ]انظسسر مسسن
تفسير فرات :ص 85 ،18وغيرها [.وهو من كتبهم المعتبرة ]انظر مقدمة الرسالة[.
عندهم .ومن هذا القرن أيضا ً محمد بن إبراهيسسم النعمسساني ]قسسالوا :كسسان فسسي
عصر السفراء الربعة لمهديهم المنتظر ،وهو من تلمذة شيخهم الكلينسي صسساحب الكسافي،
ولعله تلقى عنه هذا الكفر ،بل قالوا بأنه هو الذي كتب الكافي ،وساعد الكليني في تأليفه.
)انظر :رجال النجاشي :ص ،298أمل المل :ص ،232رجال الحلي :ص [.(162روى
في كتابه" :الغيبة" طائفة من الروايات في هذا الفتراء ]انظسسر ص 218مسسن
كتاب الغيبة [.وهو عندهم من أج ّ
ل الكتب وأثبتها ]انظر :بحار النوار.[.1/30 :
ومن هذه الزمرة الحاقسسدة السستي وجسسدت فسسي هسسذه الفسسترة أبسسو القاسسسم
الكوفي ،وقد نسبته بعض كتب النثي عشرية إلى الغلو ]قال النجاشي" :علي
بن أحمد أبو القاسم الكوفي رجل من أهل كوفة كان يقسسول أنسسه مسسن آل أبسسي طسسالب ،وغل
في آخر أمره وفسد مذهبه وصنف كتبا ً كثيرة أكثرهسسا علسسى الفسسساد :كتسساب النبيسساء ،كتسساب
الوصياء ،كتاب البدع المحدثة ،كتسساب التبسسديل والتحريسسف" ،كمسسا ذكسسر النجاشسسي بسسأن الغلة
ه(.
يدعون فيه منازل عظيمة .توفي سنة ) 352
)رجسسال النجاشسسي ص ،203 :رجسسال الحلسسي :ص (233وقسسد حسساول الرافضسسي المعاصسسر
دم لكتاب الستغاثة والذي لم يفصح عن اسمه أن يدفع عنه صفة الغلو )انظسسر :ص ب المق ّ
من المقدمة( ،[.وشهد علسى نفسسه فسي كتسابه" :السستغاثة" بسأنه علسى هسذا
المنهسسج الضسسال ]انظسسر :السسستغاثة )أو البسسدع المحدثسسة( ص .[.25 :وقسسد نسسسب لسسه
النجاشي كتابا ً سماه" :التبديل والتحريسسف" ]انظسسر :رجسسال النجاشسسي :ص [.203
وقد فقد هذا الكتاب مسسع نظسسائر لسسه ،كمسسا أشسسار إلسسى ذلسسك صسساحب فصسسل
الخطاب ]انظر :فصسسل الخطسساب :ص [.31-30وهو يروي عسسن القمسسي مباشسسرة
133
]انظر :الستغاثة ص [.29بعض روايات التحريف ،فقسد يكسون تلقسى عنسه هسذا
الكفر.
ه( سجل فسسي كتسسابه "أوائل ومن بعد هؤلء نرى شيخهم المفيد )ت 413
المقالت" إجماع طسسائفته علسسى هسسذا المنكسسر ]انظسسر :أوائل المقسسالت ص ،[.51
ونقل بعض أخباره في بعض كتبه كالرشاد ]انظر :الرشاد ص [.365وهو من
كتبهم المعتبرة ]انظر :بحار النوار.[.1/27 :
هذا الزخم من المصنفات وغيرها لتأييد هذا الكفر وإثباته ل يشك مسلم
أنه كيد زنديق حاقد على كتاب الله ودينه وأتباعه ،وقد دفع هذا الفئة إليسسه
-كما سيأتي في تحليل نصوص هذه السطورة ورواياتها -خلو كتاب اللسسه
مما يثبت شذوذهم ،وما ذهبوا إليه من عقسسائد ليسسس لهسسا أصسسل فسسي كتسساب
الله ،وليس في مقدورهم أن يفعلسسوا شسسيئا ً لتغييسسر بعسسض آيسسات اللسسه ،كمسسا
فعلوا فسسي السسسنة المطهسسرة حينمسسا دسسسوا بعسسض الروايسسات والسستي كشسسفها
صيارفة هذا العلم وأربابه ،فلما لم يسسستطيعوا أن يحسسدثوا فسسي كتسساب اللسسه
أمرا ً لنه فوق منالهم حينئذ ادعوا أن في كتاب اللسسه نقص سا ً وتغييسسرا ً -ومسسا
أسهل الدعوى على حاقد موتور .-
وهي محاولة فيما يبدو لقناع أتباعهم الذين ضجوا من خلسسو كتسساب اللسسه
من ذكر أئمتهم وعقسسائدهم والسستي لهسسا تلسسك المكانسسة السستي يسسسمعونها مسسن
رؤسائهم ]كما سيأتي بيسسان ذلسسك فسسي المامسسة وغيرهسسا مسسن عقسسائدهم ،[.فادعوا هذه
الدعوى ونشط شيوخهم فسسي القسسرن الثسسالث والرابسسع فسسي الحسسديث عنهسسا،
ولكنهم فيما يبدو لم يحسبوا لهذه الدعوى حسابها فارتسسدت عليهسسم بأسسوأ
العواقب؛ فقد فضحتهم أمام المل وكشفت القنسساع عسسن وجسسوههم وأبسسانت
عن عداوتهم ونفاقهم ،وقطعت صلتهم بالسلم والقرآن وأهل البيت.
ولهذا في القرن الرابع أعلن كبير شيوخهم ابسسن بسسابويه القمسسي صسساحب
"من ل يحضره الفقيه" أحسسد صسسحاحهم الربعسسة فسسي الحسسديث والموصسسوف
ه( أعلسسن بسسراءة الشسسيعة عندهم بس"رئيس المحدثين" المتسسوفى سسسنة ) 381
من هذه العقيدة ]انظر :كتاب العتقادات :ص ،102-101وسيأتي نص كلمسسه إن شسساء
ه( كسسان ينكسسر هسسذه الله ،[.وكذلك الشريف المرتضى المتسسوفى سسسنة ) 436
المقالة ،ويكفر من قال بها كما ذكر ذلسسك ابسسن حسسزم ]الفصسسل ،[.5/22 :وقسسد
نقل إنكاره أيضا ً شيوخ الشيعة كالطوسي ]التبيان [.1/3 :والطبرسي ]مجمسسع
البيسسان ،[.1/31 :وكذلك استنكر هسسذه المقالسسة وصسسلة الشسسيعة بهسسا الطوسسسي
صاحب كتابين من كتب الحديث الربعة المعتمدة عندهم ،وصاحب كتسسابين
من كتب الرجال الربعة المعتمدة عندهم ]التبيان ،[.1/3 :وكذلك الطبرسسسي
]مجمع البيان .[.1/31 :صاحب "مجمع البيان".
وسننقل -بمشيئة الله -كلماتهم في ذلك ونقدم دراسة مقارنة لها مسسع
ما قالوه في كتبهم الخرى ،وما قسساله الشسسيعة فسسي إنكسسارهم ،ولكسسن رغسسم
هذا النكار من هؤلء فإن القضية ما تمسست ،ففسسي القسسرن السسسادس تسسولى
إثارة هذه القضية مسسرة أخسسرى الطبرسسسي صسساحب الحتجسساج فحشسسا كتبسسه
الحتجاج من هذا الكفر ]انظر :فصل الخطساب الورقسة ) (32النسسسخة المخطوطسسة،[.
وسطر مجموعة من رواياتهم فسسي ذلسسك وجسساء بهسسا مجسسردة منكسسل إسسسناد،
134
وزعم في مقدمة كتابه أنه لم يذكر إسسسنادا ً فسسي أكسسثر روايسساته لنهسسا محسسل
إجماع قومه ،أو مشهورة عندهم فقال" :ول نأتي في أكثر مسسا نسسورده مسسن
الخبار بإسناد ،إما لوجود الجماع عليه ،أو موافقته لما دلت العقول إليسسه،
أو لشتهاره في السير والكتب بين المخالف والمؤالف" ]الحتجاج :ص ،[.14
وقد كان هذا الطبرسي المجاهر بهسسذا الكفسسر مسسن معاصسسري أبسسي الفضسسل
الطبرسي صاحب مجمع البيان الذي ينكر هذه المقالة ويبرئ الشيعة منها
]وقد خلط بعض الكاتبين بينهما فنسب كتاب الحتجاج لصاحب مجمع البيان مع أن صسساحب
الحتجاج يجاهر بهذا الكفر ،وصاحب مجمع البيان يتبرأ منه .وممن اشتبه عليه التفريق بين
الرجلين :نبيلة عبيد في كتابها "نشأة الشيعة" ص ،40-39على الرغم من أنها شيعية.
كما اشتبه على بعضهم التفريق بيسسن الطبرسسسي صسساحب الحتجسساج والطبرسسسي صسساحب
فصل الخطاب فظنهما شخصية واحدة مع أن بينهما أكسسثر مسسن سسستة قسسرون .وممسسن اشسستبه
عليه ذلك :عبد المتعال الجبري /حوار مع الشيعة :ص .[.187
ويبدو أن إنكار أولئك الربعة كان له وقعه ،أو أن القضية أصبحت سرية
التداول ،فلم نشاهد نشاطا ً ملحوظا ً لبعثها وترويجها بشسسكل ظسساهر وكسسبير
إل في ظل الحكم الصسسفوي السسذي شسسهد إثسسارة لهسسذه السسسطورة واخسستراع
روايات لها ،وترويجها أشد مما كان في القرن الثالث ،كان ذلسسك علسسى يسسد
مجموعة من شيوخ الدولة الصفوية الذين نشسسطوا فسسي بعسسث هسسذا الكفسسر،
حتى يلحظ أن هذه السطورة التي بدأت بروايتين فسسي كتسساب سسسليم بسسن
قيس أصبحت كما يعترف شسسيخهم نعمسسة اللسسه الجسسزائري أكسسثر مسسن ألفسسي
رواية ]انظر :فصل الخطاب /الورقة )) (125النسخة المخطوطة( ،[.حيث إن شسسيوخ
الدولة الصفوية كالمجسلي في بحاره ]انظسسر :بحسسار النسسوار :كتسساب القسسرآن ،بسساب
تأليف القرآن وأنه على غير ما أنزل الله عز وجل 92/66 :وما بعدها ،[.والكاشاني في
تفسير الصافي ]انظر :تفسير الصافي :المقدمة السادسسسة :ص ،55-40س ،136س ،163
،399س ،[.420والبحراني في البرهان ]البرهان في مواضع كثيرة ،انظسسر -مثل ً – ج1
ص 15باب أن القرآن لم يجمعه كما أنسزل إل الئمسة ،وص ،34س ،70س ،102س ،140س ،170
308 ،295 ،294 ،277وغيرها كثير ،[.ونعمة الله الجزائري في النوار النعمانية
]انظر :النوار النعمانية :ص ،[.358-2/357وما سواها مسسن كتبسسه ،وأبسسي الحسسسن
الشريف في مرآة النوار ]انظسسر :مسسرآة النسسوار لبسسي الحسسسن الشسسريف ،المقدمسسة
الثانية :ص ،[.49-36والمازنداني ]فقد شرح الكافي ووافسسق مسسؤلفه علسسى بليسساه حسستى
قال :وإسقاط بعض القرآن وتحريفه ثبت من طرقنا بسسالتواتر معنسسى) ..انظسر :شسرح جسامع
الكافي (11/76 :ولك أن تعرف أن هذا التواتر المزعسسوم هسسو عنسسد صسسنف آخسسر مسسن شسسيوخ
الشيعة نفسسسها مسسن الكسسذب المعلسسوم [.شارح الكافي وغيرهسسم تولسسوا نشسسر هسسذه
الفرية على نطاق واسع في ظل الحكم الصفوي الذي ارتفعت فيه التقية
إلى حد ما.
وفي آخر القرن الثالث عشر وقعت الفضيحة الكبرى للشسسيعة فسسي هسسذا
الباب؛ فقد ألف شيخهم حسين النوري الطبرسي الذي يحظى بتعظيمهسسم
]يحظى بتعظيم الشسسيعة حسستى جعلسسوا كتسسابه "مسسستدرك الوسسسائل" مصسسدرا ً مسسن مصسسادرهم
المعتمدة في الحديث ،كما سيأتي عند الحديث عن عقيدتهم في السنة ،وبعد أن مات هسسذا
الطبرسي وضعوه في أشرف بقعة عندهم "بين العترة والكتاب -كذا -يعنسسي فسسي اليسسوان
الثالث عن يمين الداخل إلى الصحن الشريف من باب القبلة )في النجفة(.
135
)أغا بزرك الطهراني /أعلم الشيعة ،القسم الثاني من الجزء الول ص [.(553مؤلفسسا ً
في هذا الكفر جمع فيه كل ما لهم من "أساطير" في هسسذا البسساب وسسسماه
"فصل الخطاب في إثبات تحريف كتسساب رب الربسساب" ]وقسسد ارتكسسب جريمسسة
ه ،ولديّ صسسورة مسسن النسسسخة المخطوطسسة
ه وطبع في إيران سنة 1298
تأليفه سنة 1292
مصورة من المتحف العراقي ،ونسخة من المطبوعة .وسيأتي -إن شاء الله -حديث عنسسه
في الباب الرابع ،[.فأصبح هذا الكتاب عارا ً على الشيعة أبد الدهر ،فقد جمسسع
فيسسه صسساحبه روايسساتهم المتفرقسسة وأقسسوال شسسيوخهم المتنسساثرة لثبسسات أن
الشيعة برواياتها وأقوال المحققين من شيوخها تقسسول بهسسذا الكفسسر ..وهسسو
يؤلف كتابه هذا لمواجه جناح من الشيعة أبى أن يهضسسم هسسذه السسسطورة،
ورفض قبول هذه المقالة كما يظهر واضحا ً في رده عليهم في آخر كتسسابه
المذكور ]انظر :فصل الخطاب ص .[.360
وقد كشف بهذا الكتاب ما كان خفيا ً وأبان ما كسسان مسسستورًا .لقسسد وضسسع
"المجهر" الذي كشف ما في زوايا كتسب القسوم وخباياهسا مسن كيسد حاقسد،
وعداوة مبيتة للقرآن وأهله ،وقد أبسسان هسسذا الملحسسد المسسسمى بالطبرسسسي
عن غرضه المبيت ضد كتاب الله في مقدمة كتابه فقال:
"فيقول العبد المذنب المسيء حسين بن محمد تفي السسدين الطبرسسسي
جعله الله من السواقفين ببسابه المتمسسسكين بكتسابه )!( :هسسذا كتسساب لطيسف
وسسسفر شسسريف عملتسسه فسسي إثبسسات تحريسسف القسسرآن وفضسسائح أهسسل الجسسور
والعسسدوان ،وسسسميته فصسسل الخطسساب فسسي تحريسسف كتسساب رب الربسساب..
وأودعت فيه من بدايع الحكمة ما تقر بسسه كسسل عيسسن ،وأرجسسو ممسسن ينتظسسر
رحمته المسيئون أن ينفعنسسي بسسه فسسي يسسوم ل ينفسسع مسسال ول بنسسون" ]فصسسل
الخطاب :ص .[.2
انظر كيف تتقنع "المجوسسسية" بمسسسوح الريسساء والكسسذب لخسسداع الغسسرار
والبسطاء عن الهدف الخبيث الذي تسعى إليه ،وقد رام بعضهم أن يتستر
على هذا "الهدف" فقال" :وقد يقال :إن نظسسره فسسي تسسأليف ذلسسك الكتسساب
إلى جمع تلك الخبار والشواذ والنوادر ولم يكن غرضه اعتقسساد التحريسسف"
]محمد الطبطبائي /هامش النوار النعمانية ،[.2/364 :ولكن هذه الدعوى مسسا تلبسسث
أن تتلشى بمجرد قراءة العنوان فضل ً عن المقدمسسة والكتسساب ،فل يجسسدى
شيئا ً مثل هسسذا السسدفاع فهسسي تقيسسة مكشسسوفة ]سسسيأتي -إن شسساء اللسسه -عسسرض
لموضسسوعات الكتسساب ونقسسض لمزاعمسسه وشسسبهاته وكشسسف لمفتريسساته فسسي بسساب الشسسيعة
المعاصرين ،[.هذا وبعد هذا العار الكبر الذي كساه صساحب فصسسل الخطساب
على الشيعة وكتبها.
وبعد هذه الفضسسيحة والخسسزي قسسام فئة مسسن شسسيوخ الشسسيعة المعاصسسرين
يتبرؤون من هذه المقالة وينكرونها كالبلغي في آلء الرحمن ]آلء الرحمسسن:
،[.32-1/17ومحسن المين في الشيعة بين الحقائق والوهسسام ]الشسسيعة بيسسن
الحقائق والوهام :ص ،[.160وعبد الحسين شرف السسدين فسسي أجوبسسة مسسسائل
جار الله ]أجوبسسة مسسسائل جسسار اللسسه :ص ،[.37-27والخوئي في تفسسسيره البيسسان
]البيسسان :ص ،[.226ومحمسسد حسسسين آل كاشسسف الغطسسا فسسي أصسسل الشسسيعة
وأصولها ]أصل الشيعة وأصولها :ص ،[.88ومحمد جواد مغنية في الشسسيعة فسسي
136
الميسسزان ]الشسسيعة فسسي الميسسزان :ص ،[.58وفسسي عسسدد مسسن كتبسسه ،وغيرهسسم،
وسنتوقف في مناقشة أقوالهم في فصل" :الشيعة المعاصسسرون وصسسلتهم
بأسلفهم".
فهل ننتهي من هذا كله إلى أن ما قاله الشعري في المقسسالت مسسن أن
للشيعة في هذه المسألة أكثر من قول وأنهم لم يتفقوا على هذا الضسسلل
هو الواقع ،وأن الثنسسي عشسسرية فئتسسان :فئة تغلسسو فسسي هسسذا وتشسستط ،وفئة
تقول الحق كما ذكر ذلك بعض المنتمين لهل السنة -كما سبق -وبعسسض
الكاتبين من الشيعة ]تفسسسير الصسسافي 53-1/52 :قوامسسع الفضسسول :ص [.298أو أن
القول الحق هو تقية من الشيعة كمسسا قسسال بسسذلك بعسسض أهسسل السسسنة كمسسا
سلف ،وكما يزعمه من يقول بالتحريف من الشيعة كنعمة الله الجسسزائري
]النسسوار النعمانيسسة ،359-2/358 :وسسسيأتي نسسص كلمسسه -إن شسساء اللسسه ،[.-هسسذا كلسسه
ل.
سنتناوله بالدراسة والبيان في مبحث تا ٍ
مضامين روايات التحريف في كتب الشيعة:
بعد ما عرضنا للكتب التي نقلت هذه السطورة نبدأ الن في بيان بعض
مضامينها ،وصورة البداية لهذه الفرية ،وكيف تطورت وبماذا انتهت.
ونبدأ في ما تضمنه أول كتاب للشيعة ،وأول كتاب تعرض لهسسذه الفريسسة
وهو كتاب سليم بن قيس؛ حيث نجد الصورة لهذه الفرية في بدايتها فترد
هذه المسألة في أثناء روايسستين طويلسستين يتعلقسسان بموضسسوع إمامسسة علسسي،
فتذكر الراوية الولى والتي يرويها أبان بن عيسساش المتفسسق علسسى ضسسعفه -
كما أسلفنا -عن سليم وفيها" :أن عليا ً لسسزم بيتسسه حستى جمعسه وكسسان فسسي
الصحف والرقاع" ]كتاب سليم بن قيس :ص .[.81واعتذر عن المسسسارعة إلسسى
بيعة أبي بكر بانشغاله بجمع القرآن فقال -لما بعث إليه أبسسو بكسسر لطلسسب
البيعة " :-إني آليت على نفسي يمينا ً أل أرتدي رداًء إل للصلة حتى أولف
القرآن وأجمعه" ]كتاب سليم بن قيس :ص ،81ولحظ في هذا النص المنقول أن عليا ً
لم يعتذر عن المبادرة لبيعة أبي بكر إل بانشسسغاله بجمسسع القسسرآن ،ولسسم يعتسسذر بشسسيء آخسسر،
فكأن الواضع لهذه الحكاية نسي القضية الساسية عندهم وهي مسسسألة المامسة ،وأن عليسا ً
لم يبايع في نظرهم بسبب أنه يرى أنه هو الوصي المنصوص عليه ...وهسسذه سسسمة مطسسردة
في كثير من المسائل التي يريدون إثباتهسسا ..حيسسث يثبتونهسسا مسسن وجسسه تنتفسسي معسسه العقيسسدة
الخرى ،وهذه سمة الوضع والكذب على السسدوام :الختلف والتنسساقض ،كمسسا قسسال سسسبحانه:
فا ك َِثيًرا{ ]النساء ،آيسسة .[82 :فهسسذهخت ِل َ ً
ها ْ دوا ْ ِ
في ِ ج ُ ه لَ َ
و َ ر الل ّ ِ د َ
غي ْ ِ عن ِ
ن ِ
م ْ
ن ِ
كا َ ول َ ْ
و َ } َ
الية تدل على أن كل من يزعم أنه من عند الله وهو ليس مسسن عنسسد اللسسه فل محيسسص مسسن
وقوعه في فخ الختلف والتناقض .[.ومثل هذه الدعوى وردت فسسي بعسسض كتسسب
أهل السنة ولكنها لم تثبت بسند صحيح ،ولهذا قال ابن حجسسر :ومسسا يسسروى
عن علي أنه قال" :آليست أل آخسذ ردائي إل للصسسلة حستى أجمسسع القسرآن"،
فجمعه فإسناده ضعيف لنقطاعه ،وعلى تقدير أن يكون محفوظا ً فمراده
بجمعه حفظه في صدره ،وما وقع فسسي بعسسض طرقسسه" :حسستى جمعتسسه بيسسن
اللوحين" فوهم من روايه" ]فتح الباري .13-9/12 :وانظر كتاب المصاحف لبن أبي
داود ص .[.16
قال ابن حجر" :وأصح منه وهو المعتمسد مسا أخرجسه ابسسن أبسسي داود فسسي
المصاحف بإسناد حسن عن عبسد خيسر قسال :سسمعت عليسا ً يقسول :أعظسسم
137
الناس في المصاحف أجرا ً أبو بكر -رحمة الله على أبسسي بكسسر -وهسسو أول
من جمع كتاب الله" ]فتح الباري :ص .[.9/12
هذا وتصف رواية سليم جمع علي للقرآن بسسأنه لسسم يكسسن كلسسه قرآنسا ً بسسل
جمع "تنزيله وتأويله والناسخ والمنسوخ منه" ]كتاب سليم بن قيسسس :ص ،[.81
وهذا رغم أنه لم يصح من أصله إل أنه يدل على أنسسه ليسسس وفسسق الصسسول
التي أمر بها النبي –صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم -لجمع القسسرآن ،ومنهسسا قسسوله" :ل
تكتبوا عني شيئا ً غير القرآن" ]رواه مسلم ،كتاب الزهد رقسسم 72ص ،2299-2298
والدارمي ،مقدمة رقم 42ص ،119وأحمد في مسنده .39 ،21 ،3/12 :قال أهل العلم:
إن النهي عن كتابة الحسديث مسع القسرآن فسي صسحيفة واحسدة لئل يختلسط) .النسووي /شسرح
صحيح مسلم ،18/130 :البي /إكمال إكمال المعلم .[.(7/305 :فقد أمر النبي –صلى
الله عليه وسلم -بكتابة القرآن ونهى أن يكتب معسسه غيسسره خشسسية أن يختلسسط
بشيء آخر ،وعلى أي الحوال فإن قصارى ما في هذه السسدعوى أن يكسسون
لعلي مصحف مثل بعض الصحابة كابن مسعود وغيره ]انظسسر :ابسسن أبسسي داود/
كتاب المصاحف :ص 60ومسسا بعسسدها ..[.وهذا ل يتضمن الطعسسن فسسي كتسساب اللسسه
سبحانه.
ولكن الرواية لم تكتف بهذه الدعوى ،بل قالت بأنه جاء به إلى الصحابة
ودعاهم إليه فقال عمر -كما يزعمون " :-ما أغنانا بمسسا معنسسا مسسن القسسرآن
عما تدعونا إليه" ]كتاب سليم بن قيس :ص .[.82وما دام قرآن علي المزعوم
لم يكن كله قرآنا ً بل اشتمل على التفسير واليات المنسوخة فإن الصسسل
الرجوع إلى المصحف المام فهو يغني عن غيره .لذا عادت هسسذه الزمسسرة
التي وضعت في هذا السطورة لتتوسع في سبكها ،وعرضها ،ولعسسب فيهسسا
الخيسسال الحاقسسد دوره أكسسثر وأكسسثر فتحسسولت هسسذه الزيسسادة الخيسسرة عنسسد
الطبرسي )من القرن السادس( في الحتجاج إلى صسسورة أخسسرى كطبيعسسة
الكذب الذي يزيد وينقص ،تحولت إلى صسسراع بيسسن علسسي وصسسحابة رسسسول
الله -رضي الله عن الجميع وبرأهم الله مما يفتري المفترون .-
فإذا كانت رواية سليم تقول بأنهم ردوا مصحف علي حينما جاء به لول
وهلة ،فإن رواية الطبرسي تشير إلى أنهسسم أخسسذوه "فلمسسا فتحسسه أبسسو بكسسر
خرج في أول صفحه فضائح القوم" ]الحتجاج ص .[.156وهي هنا تقسسدم لنسسا
موضوعا ً من موضوعات مصحف علي وهو فضائح القوم يعني الطعن في
صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،في حين أن رواية سسسليم ل تتعسسرض
لكتاب الله بطعن صسسريح ،وهسسذا ل يطفسسئ الحقسسد السسذي أكسسل قلسسوب هسسذه
الزمرة الحاقدة تجاه الرعيل الول الذين فتحوا ديسسارهم ونشسسروا السسسلم
بينهم ،بسسل ل تتغسسذى قلسسوبهم الحاقسسدة إل علسسى مسسوائد سسسب الصسسحابة ،ول
ترتوي نفوسهم السوداء إل بالطعن فيهم .وآيات القرآن التي تثني عليهسسم
وتعلي من شأنهم هي قوارع من حديسسد علسسى رؤوسسسهم ،وشسسهب مسسن نسسار
تهوي على أفئدتهم ،فكان من الطبيعي أن يدعوا مثل هذه الدعوى..
وإذا كانت رواية سليم تكتفي بمسسا أسسسلفنا فسسإن روايسسة الحتجسساج تضسسيف
إليها فصل ً جديدا ً يقول" :ثم أحضروا زيد بن ثابت -وكسسان قسسارئا ً للقسسرآن -
فقال له عمر :إن عليا ً جاء بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والنصسسار وقسسد
138
رأينا أن نؤلف القرآن )في حين أن رواية سليم تشير إلى أن القرآن كسسان
مجموع سا ً عنسسد أبسسي بكسسر وعمسسر( ونسسسقط منسسه مسسا كسسان فضسسيحة وهتك سا ً
للمهاجرين والنصار ،فأجابه زيد إلى ذلسسك ثسسم قسسال :فسسإن أنسسا فرغسست مسسن
القرآن على ما سألتهم وأظهر علي القرآن الذي ألفه أليس قد بطل كسسل
ما عملتهم؟ فقال عمر :فما الحيلة؟ قال زيسد :أنتسسم أعلسسم بالحيلسة ،فقسسال
عمر :ما حيلته دون أن نقتله ونستريح منه ،فسدبر فسي قتلسه" ]الحتجسساج :ص
156ط :العلمي.[.
ثم يشرح في موضع آخر محاولة القتل المزعومة وتكليسسف خالسسد بسسذلك
وأن أبا بكر تأسف وتراجع عن هذه المسؤامرة خشسية عواقبهسا فقسال وهسو
فسسي الصسسلة" :ل تقتلسسه يسسا خالسسد" إلسسى آخسسر هسسذه المسسسرحية المصسسنوعة
]الحتجاج :ص 90-89ط :العلمي.[.
ثم تواصل هذه السطورة فصولها فتذكر محاولة عمسسر لسسستدراج علسسي
وخداعه بدعوته إحضار القرآن حتى يعملسوا بسه ،وذلسك محاولسة عسن عمسر
لتحريف مصحف علي ،وأن عليا ً رفسسض ذلسسك ،وأن عمسسر سسسأله مسستى أوان
ظهوره؟ فقال :إنه سيظهر مع القائم مسسن ولسسدي يظهسسره ويحمسسل النسساس
عليه فتجري السنة به -صلوات الله عليه – ]الحتجاج 228-1/255 :ط :النجف،
أو ص156-155 :من ط :العلمي بيروت.[.
والسؤال الذي ل تجيب عنه رواية الطبرسي ،ول كتب الشسسيعة الخسسرى
هو مادامت محاولتهم لقتل علي أخفقت ،وتدبيرهم لتحريسف مصسحفه قسد
فشلت ،فلماذا لم يخرج علي القرآن الذي معه؟! ،وإذا كان يخشى منهسسم
لن السلطة بأيديهم فلماذا لم يخرجه أثناء خلفته ،لماذا يتسبب في بقسساء
المة تائهة حائرة ،ولماذا يتسسستر علسسى خيانسسة الخسسائن وتحريسسف المحسسرف،
ومن أقر خائنا ً على خيانته كان كفاعلها؟ لم تجد هذه الزمرة ما تجيب بسسه
ضسل مجاملسة إل ما قالته على لسان عالمها نعمة الله الجزائري من أنسه ف ّ
من سبقه على هداية المة ]وسسسبق نقسسل النسسص ص ،[.(203-202 ) :وهذا فسسوق
أنه طعن في كتاب الله وهو من أبلغ القدح في علي -كما سبق -وأقسسول
أيضًا :إذا كسسانت مجاملسسة علسسي تبلسسغ هسسذا المبلسسغ فلمسساذا لسسم يقتسسد الشسسيعة
ود صفحات المجلدات من كتبهسسم، بإمامهم ويدعوا السب والطعن الذي س ّ
فإما أن يكونوا كاذبين في اعتذارهم أو مجانبين لخطى إمامهم ،وما ندري
وح بهما أكثر من الخر. أي المرين يط ّ
وأعود لذكر الرواية الخرى في كتاب سليم بن قيس وهي تشبه الرواية
الولى وتزيد عليها بسؤال وجه من طلحة -رضي اللسسه عنسسه -لعلسسي لمسساذا
لم يخرج القرآن الذي معه؟ ،وسكوت علي عن الجابة ومضيه في حديث
عن أحقيته بالمامة ،ولكن طلحة يسأله مرة أخرى عن هسسذا فيقسسول" :مسسا
أراك يا أبا الحسن أجبتني عما سألتك عنه عسسن القسسرآن أل تظهسسر للنسساس،
قال :يا طلحة ،عمدا ً كففت عن جوابك ،قال :فأخبرني عما في كتب عمر
وعثمان -كذا -أقرآن كله أم فيه ما ليس بقرآن ،قسسال طلحسسة :بسسل قسسرآن
كله .قال :إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنة ،فإن فيه حجتنا
139
وبيان حقنا وفرض طاعتنا ،فقال طلحة :حسبي ،أما إذ هو قرآن فحسبي"
]كتاب سليم بن قيس :ص .[.124
فهذه الراوية عند سسسليم تعسسرض عسسن الطعسسن فسسي كتسساب اللسسه بطريقسسة
صريحة ،بل تؤكد بأن كل مسا فيسسه قسسرآن ،وأن فيسسه بيسان حسسق أهسسل السسبيت
وفرض طاعتهم ،على حين أننا نجد روايات عنسسدهم تنسساقض هسسذا ،وتقسسول:
"لول أنه زيد في كتاب الله ونقص منسسه لمسسا خفسسي حقنسسا علسسى ذي حجسسى"
]البرهان :مقدمة ص ،37بحار النوار ،19/30 :تفسير الصسسافي ،[.1/41 :وتقسسول" :لسسو
قرئ القرآن كما أنزل للفينا فيه مسمين" ]تفسير العياشي ،1/13 :بحار النوار:
،92/55تفسير الصسسافي ،1/41 :اللوامسسع النورانيسسة :ص [.547فهذا تطور آخسسر فسسي
هذه السطورة ينكشف من خلله بعض الدوافع لوضسسعها وهسسي أن الئمسسة
الثني عشر الذين جعلوا اليمان بهم هو السلم ..وإنكار واحسسد منهسسم هسسو
الكفر ل ذكر لهم فسسي كتسساب اللسسه ،وهسسذا يهسسدد جمعهسسم بالفشسسل وبنيسسانهم
بالنهيار ،ففزعوا يبحثون عن حيلة لمواجهة هذه المعضلة عنسسدهم فلجسسؤوا
إلى وسائل شتى ،أخطرها هذه المقالة.
هذا وفي تطور آخر بدأت هذه السطورة تتخذ شسسكل ً عملي سا ً ويسسزاد فسسي
أخبارها ورواياتها على يد علي بن إبراهيم القمي صاحب التفسير وتلميذه
الكليني صاحب الكسسافي ،وهسسذان السسرجلن همسسا ممسسن أرسسسى دعسسائم هسسذه
العقيدة الباطلة وعمل على ترويجها ونشرها والكثسسار مسسن الحسسديث عنهسسا،
وقد اكتملت صورة هسسذه السسسطورة علسسى أيسسديهما فبسسدأت الروايسسات عنسسد
القمي والكليني تأخذ بهذه السطورة إلى مرحلسسة عمليسسة فبسسدؤوا بإقحسسام
كلمة "في علي" بعد أي آية فيها لفظ" :أنزل الله إليك"" ،وأنزلنسسا إليسسك"،
وزيسسادة لفسسظ" :آل محمسسد حقهسسم" بعسسد لفسسظ" :ظلمسسوا" حيثمسسا وقسسع فسسي
القرآن ،وزيادة لفظ" :في ولية علي" بعد لفظ" :أشركوا" حيثما جاء في
القرآن ،وتغيير كلمة "أمة" بكلمة أئمة حيثما وقعت.
وعلى هذا المنوال نسج القوم في القسسرآن كلسسه ،ومسسن شسسواهد هسسذا مسسا
يروي الكليني عن القمي بسنده إلى جابر الجعفي عسسن أبسسي جعفسسر قسسال:
نزل جبرائيل بهذه الية على محمد "بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفسسروا
ا" ]الية 90من سسسورة البقسسرة والكلم المحسسرف السسذيبما أنزل الله )في علي( بغي ً
ذكرته أعله في أصول الكافي.[.1/417 :
وكذلك يقولون" :نزل جبرائيل بهذه الية على محمد هكسسذا" :وإن كنتسسم
في ريب مما نزلنا )في علي( فأتوا بسورة مسسن مثلسسه" ]اليسسة 23مسسن سسسورة
البقرة ،والكلم المحرف المذكور في أصول الكافي.[.1/417 :
ويروون عن أبي عبدالله أنه قال" :نزل جبرائيل -عليسسه السسسلم -علسسى
محمد بهذه الية هكذا" :يا أيها الذين أتوا الكاب آمنوا بما نزلنا )في علي(
نورا ً مبينًا" ]أصول الكافي .[.1/417 :ويلحظ هنا أنه خلط بيسسن أكسسثر مسسن آيسسة
ُ َ
عك ُققم{ هسسي م َما َ قا ل ّ َصدّ ً ما ن َّزل َْنا ُ
م َ مُنوا ْ ب ِ َ ن أوُتوا ْ ال ْك َِتا َ
بآ ِ ها ال ّ ِ
ذي َ ]فأول اليةَ} :يا أي ّ َ
مِبيًنا{ ،وهي جزء مسسن آيسسة الية 47من سورة النساء ،فأقحم مع هذه الية قولهُ} :نوًرا ّ
وَأنَزل َْنققا م ُ ك
ّ ّ ْ َ بر من كم ب ُ ْ َ ٌ ّ
ن ها ر جاءَ ُ قد ْ َ س َها الّنا ُ
َ
أخرى في نفس السورة وهيَ} :يا أي ّ َ
م ُنوًرا ّمِبيًنا{ الية 174من سورة النساء.[. إ ِل َي ْك ُ ْ
140
وقال القمي" :وأما ما هو محرف فمنه قوله" :لكن الله يشهد بما أنزل
إليك )في علي( أنزله بعلمه والملئكة يشهدون" ]النساء ،آية ،[.166 :وقوله:
"يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )في علي( وإن لسسم تفعسسل فمسسا
بلغت رسالته" ]المسسائدة ،آيسسة ،[.67 :وقسسوله" :إن السسذين كفسسروا وظلمسسوا )آل
محمد حقهم( لم يكن الله ليغفر لهم" ]النساء ،آية ،168 :والكلم المقحم في تفسسسير القمسسي:
.[.1/159وقسوله" :وسسيعلم السذين ظلمسوا )آل محمسد حقهسم( فسي غمسرات
الموت" ]لحظ أن هؤلء بعيدون عن كتسساب اللسسه روحسا ً وحسسا ً فيخطئون حسستى فسسي نقسسل
اليات أو يتعمدون وينسبون ذلك لهسل السبيت زورا ً وبهتانسًا ،فتأمسسل كيسف خلسسط بيسن آيسستين
َ
بقَلقق ٍ
من َ ي ُ
مققوا أ ّن ظَل َ ُ م اّلقق ِ
ذي َ عل َ ُ
سققي َ ْو َ بطريقسسة غبيسسة جاهلسسة بيسسن قسسوله سسسبحانهَ } :
ت مقَرا ِ فققي َ
غ َ ن ِ
مو َ ّ
و َتقَرى إ ِِذ الظققال ِ ُ َ
ولق ْ ن{ ]الشسسعراء ،آيسسة ،[227 :وقسسولهَ } : َين َ
قل ُِبو َ
ت{ ]النعام ،آية [93 :فجعلها "وسيعلم الذين ظلموا في غمرات الموت". و ِم ْال ْ َ
ولشك أن رؤية الظالمين في غمسسرات المسسوت يعسسانون مسسن سسسكراته وآلمسسه هسسي محسسل
للعبرة والذكرى ،وهي أبلغ وأعظم من القول بأنهم سسسيعلمون فسسي غيمسسرات المسسوت؛ لنسسه
سيأتي من يقول بسأنهم فسي غمسسرات المسسوت قسد ذهلسسوا فهسم ل يكسسادون يفقهسون شسسيئا ً ول
يعلمون ،ول نسترسل أكثر من هذا فمثل هذه الساطير ل تستحق المناقشة [.قال هسسذا
القمي ومثله كثير نذكره في مواضعه ]تفسير القمي ،[.11-1/10 :وقد حشسسى
ل :ج 1ص ،159 ،142 ،122 ،110 ،100 ،48 كتابه بهذا الكفر كما وعد ]انظر مث ً
،125 ،123 ،118وغيرها [.وعلى نفس النسق الذي أشرنا إليه.
نذي َعل َققى ال ّق ِ فَأنَزل َْنا َ كما تزيد رواية أخرى له على قسسوله سسسبحانهَ } :
موا ْ{ ]البقرة ،آية [.59 :تزيد كالعسسادة عبسسارة "آل محمسسد" ]تفسسسير القمسسي: ظَل َ ُ
.[.1/48
ويروي هذا القمي أيضا عن أبي عبد الله أنه قسسرأ عنسسده قسسوله سسسبحانه: ً
س{ ]آل عمسسران ،آيسسة [.110 :قسسال أبسسو عبسسد ت ِللّنا ِ
ج ْر َ ة أُ ْ
خ ِ م ٍ
ُ
خي َْر أ ّ م َ كنت ُ ْ } ُ
الله" :خير أمة" يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين -عليهم السلم
-؟ فقال القارئ :جعلت فداك كيف نزلت؟ قسسال :نزلسست )كنتسسم خيسسر أئمسسة
ْ
ن
و َهقق ْوت َن ْ َف َعُرو ِ م ْ ن ِبال ْ َ مُرو َ أخرجت للناس( ،أل ترى مدح الله لهم }ت َأ ُ
ر{" ]تفسير القمي [.1/110 :وهذا يعني أن المة بما فيها الشسسيعة منك َ ِ ن ال ْ ُ ع ِ َ
ل خير فيها ماعدا الئمة الثني عشر .كما يلحسسظ أن روايسساتهم فسسي تأويسسل
القرآن ،أثبتسست المسسة ،وأولتهسسا بالئمسسة -كمسسا سسسلف -وروايسسات التحريسسف
زعمت أن الصل الئمة ل المة أليس هذا تناقضًا؟!
عل َققىويروي الكليني عن الرضسسا فسسي قسسول اللسسه -عسسز وجسسل } :-ك َب َُر َ
ه{ ]الشسسورى ،آيسسة: م إ ِل َي ْ ق ِ ه ْ عو ُ ما ت َدْ ُ ن{ )يزيدون( بولية علي } َ كي َ ر ِش ِ م ْ ال ْ ُ
) [.13يزيدون( يا محمد من ولية علي ،هكذا في الكتاب مخطوطة ]أصسسول
فققي و ِ هق َ ن ُمق ْ ن َمو َ عل َ ُ ست َ ْ ف َ الكافي ،[.1/418 :وفي قول الله عز وجسسلَ } :
ن{ ]الملسسك ،آيسسة) .[.29 :يزيسسدون( :يسسا معشسسر المكسسذبين حيسسث مِبيق ٍ ل ّ ضل ٍ َ
أنبأتكم رسالة ربي في ولية علي -عليه السلم -والئمة من بعسسده ،مسسن
هو في ضلل مبين.
ثم يؤكدون هذا التحريف والكفر بقولهم" :هكسسذا نزلسست" ]أصسسول الكسسافي:
ف قُروا{ )يزيسسدون(: ن كَ َ ذي َ ن ال ّق ِ ق ّ فل َن ُ ِ
ذي َ ،[.1/421وفي قسسوله سسسبحانهَ } :
)بسستركهم وليسسة أميسسر المسسؤمنين عليسسه السسسلم( عسسذابا ً شسسديدا ً فسسي السسدنيا
141
]فصسسلت ،آيسسة ،27 :والتحريسسف مسسن الكسسافي: ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملسسون
.[.1/421
والمثلة في هذه كسسثيرة .وإذا قسسارنت بيسسن مسسا جسساء فسسي تفسسسير القمسسي
والكسسافي مسسن هسسذه الروايسسات ،وبيسسن مسسا ذكسسره شسسيوخهم المتسسأخرون
كالمجلسسسي والجسسزائري ،والنسسوري الطبرسسسي منهسسا ،لحظسست أن روايسسات
التحريف زادت عند المتأخرين بشكل ملحسسوظ ممسسا يسسدل علسسى أن العمسسل
يجري في كل فترة على الزيادة في هذه المفتريات.
وهذه "الضافات" التي تزعم الشيعة نقصها مسسن كتسساب اللسسه أل يلحسسظ
القارئ العربي أن السياق ل يتقبلها ،وأنها مقحمة إقحاما ً بل أدنى مناسبة،
ولذلك يكاد النص يلفظها ،وأنها من وضع أعجمي ل صلة له بلغسسة العسسرب،
ول معرفة له بأساليب العربيسسة ،ول ذوق لسسه فسسي اختيسسار اللفسساظ ،وإدراك
المعاني.
إن الكلمسسات المفسستراة السستي قسسدمها أولئك المفسسترون أمثلسسة لليسسات
الساقطة بزعمهم ،قد كشفت القناع عن كفرهم ،كما أنها فضحت كذبهم،
وكشف افتراءهم ،فهي محاولت أشسسبه بمحسساولت مسسسيلمة الكسسذاب فسسي
تقليد القرآن العظيم ،كما ترى ذلك في المثلة التي قسسدمناها ،وكمسسا تسسراه
في اللف مثال أو أكثر ،والذي قدمها صاحب فصل الخطسساب ]انظسسر :فصسسل
الخطاب ص 253وما بعدها.[.
وتكفسي فصساحة القسرآن وإعجسازه البلغسي السذي سسحر أسساتذة البيسان
وفرسان العربية وأعياهم وأعجزهم أن يأتوا بسورة مسن مثلسسه أو آيسسة مسن
مثلسه يكفسسي فسي كشسف هسذه المفتريسات والكساذيب ،بسسل إن أغلسسب هسذه
المفتريات تنزل علسسى مسسستوى أداء النسسسان العسسادي ،وبهسسا يتسسبين عظمسسة
القرآن وسحره ،فلول المر ما عرف طعم الحلو ،ولسسول الملوحسسة مسسا تسسبين
طعم العذوبة ،وبضدها تتميز الشياء ،ولذلك فهي ناطقة بذاتها على كسسذب
واضعيها بغض النظسسر عسسن السسبراهين والدلسسة الخسسرى علسسى حفسسظ القسسرآن
وسلمته.
إن هذه المحسساولت الغبيسسة لقحسسام كلم البشسسر فسسي كلم اللسسه سسسبحانه
ة ..عملسست جاهسسد وتعالى عملت شرذمة من هسسذه الطائفسسة قرونسا ً متواصسسل ً
ليجسساد أكسسبر قسسدر ممكسسن منهسسا ،وهنسساك أمثلسسة عديسسدة لهسسذه المحسساولت -
بالضافة لما مضى -ذكر المجلسي جزءا ً منها في باب عقده بعنوان )باب
التحريف في اليسات الستي هسي خلف مسا أنسزل اللسه عسز وجسل ممسا رواه
مشايخنا] (..بحسسار النسسوار 92/60 :ومسسا بعسسدها ،[.كما أن كتسسب التفسسسير عنسسدهم
حوت من هذا الغثاء الشيء الكثير -كما أشسرنا مسن قبسل ]انظسسر :ص )(266
من هذه الرسالة -[.وجمعها كلها صاحب فصل الخطاب ]فصل الخطاب :ص 253
وما بعدها.[.
وعد ّ الرافضة هذه المفتريات جزءا ً مما سقط من كتاب الله ،فقسسد روى
الكليني في الكافي "أن القرآن السذي جساء بسه جبرائيسل إلسى محمسد )ص(
وآله وسلم سبعة عشر ألف آية" ]أصول الكافي :كتاب فضل القرآن ،باب النسسوادر:
،[.2/134وآيات القسسرآن -كمسسا هسسو معسسروف -ل تتجسساوز سسستة آلف آيسسة إل
142
قلي ً
ل ،فهسسذا يقتضسسي سسسقوط مسسا يقسسارب ثلسسثي القسسرآن ،فمسسا أعظسسم هسسذا
الفتراء! وهذه الرواية وردت في الكافي أصح كتسساب عنسسدهم ،ولكسسن مسسن
الشيعة من يقول :ليس كل ما في الكافي صحيحا ً ]انظسسر -مثل ً -محمسسد جسسواد
مغنيسسة /العمسسل بالحسسديث وشسسروطه عنسسد الماميسسة ضسسمن كتسساب دعسسوة التقريسسب ص ،383
محسن المين /الشيعة بين الحقائق والوهام ص .[.420-419
وإذا حملنا مثل هذا القول على الحقيقة ل على التقية ،وإذا تجاوزنسسا مسسا
يلحظ على السناد عندهم ،ومسسا يلحسسظ علسسى ضسسوابط وأصسسول التصسسحيح
والتضعيف لديهم ،وما يرى من اختلفهم في هذا الشأن واضسسطرابهم فيسسه
]سيأتي إيضاح هذا في فصل "عقيدتهم في السنة" ،[.وأن الحكم بالضعف قد يكون
على السناد فقط حيث قالوا" :إن أكثر أحاديث الصول في الكسسافي غيسسر
صحيحة السناد ولكنها معتمدة لعتبار متونها ،وموافقتها للعقائد الحقة ول
ينظر في مثلهسسا إلسسى السسسناد" ]الشسسعراني /مقدمسسة شسسرح جسسامع :ص /يسسب ،[.إذا
تجاوزنا ذلك كله وذهبنا نبتغي الجابة من شيوخهم عن صسسحة إسسسناد هسسذه
الرواية وذلك لنكون أكثر حيدة من قيامنا بمثل هذا عن طريق النظر فسسي
السناد على ضوء كتسسب "الرجسسال" عنسسدهم -نجسسد أن شسسيخهم المجلسسسي
يقول عن الرواية السابقة" :فالخبر صحيح" ]مرآة العقسسول [.2/536 :وشسسهادة
المجلسي هذا في غاية العتبار عندهم ،لنه "الشارح المتتبع للكافي الذي
بين صحيحه من ضعيفه" ]راجع :مرآة العقسسول ،وانظسسر :محمسسد جسسواد مغنيسسة /العمسسل
بالحديث وشروطه عند المامية ضمن كتاب دعوة التقريب :ص .[.383
وإذا أردنا شسسهادة مسسن شسسيوخهم المعاصسسرين علسسى صسسحة هسسذه الروايسسة
عنسسدهم فإننسسا نجسسد شسسيخهم عبسسد الحسسسين المظفسسر يقسسول" :إنسسه موثسسق
كالصحيح" ]الشافي شرح أصول الكافي .[.7/227 :ومن النصاف أن نسسذكر بسسأن
صاحب "صحيح الكافي" وهو من شيوخهم المعاصرين -أيضا ً -قسسد أغفسسل
ذكر هذه الرواية ]انظر :صحيح الكافي /البهبودي :كتسساب فضسسل القسسرآن ،بسساب النسسوادر:
[.157-1/156فهل يعني إغفاله لها أنها ليست بصحيحة في نظره؟ هسذا مسا
يظهر من صنيعه حسب منهجه السسذي ألمسسح إليسسه فسسي مقدمسسة كتسسابه ،وقسسد
يسلك مثل هذا العمل وأكثر وهو غير صادق بحكم عقيسسدة التقيسسة عنسسدهم،
حتى قال أحد شيوخهم المعاصسسرين" :لكسسل مجتهسسد إمسسامي أن يرفسسض أي
حديث ل يرتضيه في الكافي وغيسسره ويأخسسذ بحسسديث موجسسود فسسي البخسساري
ومسلم ،ول يحق لحد أن يحتج عليه مسسن وجهسسة دينيسسة أو مذهبيسسة" ]محمسسد
جواد مغنيسسة /العمسسل بالحسسديث وشسسروطه عنسسد الماميسسة )ضسسمن كتسساب دعسسوة التقريسسب ص
،[.(384لن التقيسسة تسسسمح لسسه بسسذلك وإل فالحقيقسسة غيسسر هسسذا ،ولهسسذا فسسإن
شيخهم المجلسي يعقد بابا ً بعنوان" :الباب الثسسامن والعشسسرون مسسا ترويسسه
العامة )أهل السنة( من أخبار الرسول صلى الله عليه وآله ،وأن الصسسحيح
من ذلك عندهم )يعني شيعته( والنهي عن الرجوع إلسسى أخبسسار المخسسالفين
إل في حالة الحتجاج عليهم من كتبهم" ]بحار النوار.[.2/214 :
هذا عن صحة الرواية عندهم ،أما عن معنى الروايسسة المسسذكورة عنسسدهم
فقد قال "المازندراني" ]محمد صالح بن أحمد المازندراني توفي سنة ) 1081
ه( أو )
ه( [.شارح الكافي" :إن القرآن ستة آلف وخمسمائة" ]هذا العدد السسذي 1086
143
ذكره ليات القرآن لم أجد له ذكرا ً ضمن القوال المأثورة في عدد الي وذلك فيما رجعسست
إليه .انظر :تفسير القرطبي ،65-1/64 :التقان ،1/89 :الفيروزآبادي /بصائر ذوي التمييسز:
..[.560-1/559والزائد على ذلك مما سقط بالتحريف" ]شرح جامع )للكافي( :
..[.11/76وقال المجلسسسي" :إن هسسذا الخسسبر وكسسثير مسسن الخبسسار الصسسحيحة
صريحة في نقص القرآن وتغييره" ]مرآة العقول.[.2/536 :
هذا قول شيوخ الدولة الصفوية في تفسير هذه الرواية ،والسسذين سسساروا
في التشيع أشواطا ً حثيثة في الغلو ،وبلغوا بهسسا "الوج" فسسي ذلسسك ،ولعلسسك
تعجب إذا قارنت هذه التفسيرات لهذه السطورة والتي تجسم هذا الكفر
وتنشر هذا الغلو عن شيوخ وجدوا في القرن الثاني إبان الحكم الصسسفوي،
إذا قارنت هذه التفسيرات بما قاله ابن بسسابويه القمسسي مسسن القسسرن الرابسسع
الهجري عن هذه الرواية في كتسسابه "العتقسسادات" وهسسو بشسسهادة شسسيوخهم
المعاصرين "من الكتب المعتبرة الموثقة" ]الذريعة [.13/101 :عندهم ،حيث
قال .." :إنه قد نزل من الوحي الذي ليس بقرآن ما لو جمع إلسسى القسسرآن
لكان مبلغه مقدار سبعة عشرة ألف آية ،وذلك مثل قول جبرائيسل ..عسش
ما شئت فإنك ميت ،وأحب ما شئت فإنك مفارقه ،واعمل ما شئت فإنسسك
ملقيه] "..العتقادات :ص .[.102ثم ذكر طائفة من أمثال هذه القوال.
فانظر إلى هذا الختلف والتباين بين نص الكليني ،ونص ابن بابويه ،هذا
يقول" :نزل من الوحي الذي ليس بقرآن" وذاك يقول" :إن القرآن السسذي
جاء به جبرائيل "..أي إن ابن بسابويه يقسول :إن النقسسص فسي غيسر القسسرآن،
والكليني يصرح بأن النقسسص فسسي القسسرآن ،ولسسذلك جسساء تفسسسير المجلسسسي
والمازندراني للرواية بما يتمشى مع ظاهر النسسص اللحسسادي ،بينمسسا نلحسسظ
أن ابن بابويه حمل زيادة العدد المذكور في الرواية عن عدد آيات القسسرآن
حمل ذلك على الحاديث القدسية؛ لن ذلك يمكن أن يتمشسسى مسسع ظسساهر
القول الذي ذكره ،ولكن الجميع جبن عن رد الرواية وتكذيبها.
ه يمكسسن قبسسوله خلف سا ً لمسسا يسسراه ويفسستريه
وأقول :هل لرواية الكليني وج ٌ
المجلسي والمازندراني وأضرابهما؟ لعله من الممكن لو كان لهؤلء إرادة
خير لمذهبهم وأتباعهم أن يحملوا ما زاد عن عدد آيات القرآن مما ذكرتسسه
الرواية أن يحملوا ذلك على منسوخ التلوة إذا لسسم يكسسن لسسديهم الشسسجاعة
على رد هذه الرواية وأمثالها ،إذ لبد من تأويلها وأمثالها بنحو من العتبسسار
وإل فليضرب بها الجدار.
ثم إني رأيت صاحب الوافي ذكر هسذا التأويسل للروايسة ،حيسث قسال بعسد
ذكره لبعض الحتمالت التي تؤيد ذلك الكفر قال بعد ذلك" :أو يكون -أي
العد والزائد عما في القرآن -مما نسخ تلوتسسه" ]الكاشسساني /السسوافي ،المجلسسد
الثاني .[.1/274 :ولكن شسيخ الشسيعة اليسوم "الخسوئي" ]أبسسو القاسسسم الموسسسوي
الخوئي يلقبونه بالمام الكسسبر واليسسة العظمسسى ،زعيسسم الحسسوزة العلميسسة ،يعيسسش حالي سا ً فسسي
العراق ،من تآليفه معجم رجال الحديث ،البيان في تفسير القرآن .[.ومرجعها الكسسبر -
وهو يتظاهر بالدفاع عن القرآن -يسسرى أن القسسول بنسسسخ التلوة هسسو قسسول
بالتحريف ]الخوئي /البيسسان :ص ،[.210وكأنه أراد أن يوصسسد هسسذا البسساب ،ويسسرد
هذه القاعدة الثابتة ليثبت بطريق ملتسسو عقيسسدة فسسي نفسسه يكسساد يخفيهسا..
144
والفرق واضح بين النسخ والتحريف ،فالتحريف مسن صسنع البشسر وقسد ذم
خ من آي َ
ها سق َ
و ُنن ِ
ةأ ْس ْ ِ ْ َ ٍ ما َنن َ
الله فاعله ،والنسخ من الله .قال تعالىَ } :
َ ْ
ها{ ]البقرة ،آية .[.106 :وهو ل يستلزم مس كتاب مث ْل ِ َ
و ِها أ ْ
من ْ َ
ر ّ
خي ْ ٍ
ت بِ َ
ن َأ ِ
الله سبحانه بأي حال.
وإذا كانت رواية الكليني تذهب إلى سقوط قرابة الثلثين فيعني هذا أنسسه
لم يبق لدينا من كتاب الله إل ما يتجاوزك الثلث بقليل ،وإذا عرضنا روايته
الخرى التي تقول" :نزل القرآن أثلثًا ،ثلث فينا وفي عدونا ،وثلسسث سسسنن
وأمثال ،وثلث فرائض وأحكام" ]أصسسول الكسسافي .[.2/627 :فسسأي الثلث السسذي
بقي لنا في نظرهم؟ أثلث السنن والمثال أم ثلث الفرائض والحكسسام؛ إذ
ل ريب عند هذه الزمرة الملحدة إن ثلث الولياء والعداء قد أسقط لنهم
قالوا" :لو قسسرئ القسسرآن كمسسا أنسسزل للفينسسا مسسسمين" ،وهسسو بيسست القصسسيد
والهدف الظاهر من كل هذه المحاولت.
ومعنى هذا أن المة ضائعة كل هذه القرون الطويلة ..منسسذ وفسساة النسسبي
صلى الله عليه وسلم ليس معها سوى ثلث كتابها ..والئمسسة تقسسف موقسسف
المتفرج ..لديها القرآن الكامل -كما يزعمسسون -ول تبلغسسه للمسسة ،لتتركهسسا
أسيرة ضللها ،ل تعرف وليها من عدوها ،وتعدهم بظهوره مسسع منتظرهسسم،
وتمر آلف السنين ول غائب يعسسود ،ول مصسسحف يظهسسر ،فسسإن كسسانت المسسة
تهتدي بدونه فما فائدة ظهوره مع المنتظر ،وإن كان أساسسا ً فسسي هسسدايتها
فلماذا يحول الئمة بينه وبين المة ،لتبقسسى المسسة فسسي نظسسر هسسؤلء حسسائرة
ضالة تائهة ،وهل أنسسزل اللسسه سسسبحانه كتسسابه ليبقسسى أسسسيرا ً مسسع المنتظسسر ل
سبيل للمة للوصول إليه؟ مع أن الله سبحانه لم يترك حفظ كتابه ل لنبي
معصوم ول لمنتظر موهوم ،بل تكفل بحفظه سبحانه.
تقول رواياتهم -كما تقدم -بأن عليا ً لم يستطع إخراجه خشية تحريفه،
وهذا يعني أن المة التي هي خير أمة أخرجت للناس كتب عليهسسا الشسسقاء
والضلل ل يستثنى من ذلك إل أصحاب المنتظر ،لنها ستبقى فسسي معسسزل
عن مصدر هدايتها ،وأصل سعادتها وخيرها.
مع أن الئمة يملكون من وسائل التبليغ ما ل يملكه حتى النبياء ،فعلسسي
بزعمهم يملك قدرات خارقة وكسسان بإمكسسانه بهسسذه القسسدرات نشسسر القسسرآن
الكامل .فقد قال المجلسي في الباب السسذي عقسسده بعنسسوان بسساب "جوامسسع
معجزاته رضي الله عنه"" :إن عليا ً مسسر برجسسل يخبسسط :هسسو هسسو ،فقسسال :يسسا
شاب ،لو قرأت القرآن لكان خيرا ً لك .فقال :إنسسي ل أحسسسنه ولسسوددت أن
أحسن منه شيئًا .فقال :ادن مني ،فدنا منسسه فتكلسسم بشسسيء خفسسي ،فصسسور
الله القرآن كله في قلبه فحفظه كله" ]بحار النوار.[.42/17 :
فإذن علي يستطيع إبلغ القرآن بهذه الطريقة "السحرية" إلى كل مسسن
يريد ،ويستطيع أن يتخذ كل التدابير الكفيلة بمنسسع أي محاولسسة ضسسده ،لنسسه
كما تقول أبواب الكافي" :يعلم ما كان وما يكون ول يخفي عليه الشسسيء"
]انظر :أصول الكافي ،[.1/260 :كما أن الوصول إلى قتله بغير رضاه واختيسساره
أمسسر ممتنسسع ،لن الئمسسة كمسسا تقسسول أبسسواب الكسسافي أيضسًا" :يعلمسسون مسستى
يموتون ول يموتون إل باختيارهم" ]أصول الكافي.[.1/258 :
145
؟! جاء في بعض رواياتهم أن أميسسر المسؤمنين قسسال" :لسسو فلماذا لم يفعل
ثني لي الوسادة وعرف لي حقي لخرجت لهم مصحفا ً كتبته وأمله علسسي
رسول الله صلى الله عليه وسلم" ]بحار النوار.[.92/52 :
ونقف أول ً عند قوله" :لو ثني لي الوسادة" وهذا كناية عن توليه الحكسسم
-كما قرره المجلسي ]بحار النوار -[.92/52 :فكيف لم يخسرج مسا عنسده بعسد
توليه الخلفة وهو يعد بهسذا أم قسسد أخلسف وعسسده كمسا يفسستري واضسسح هسسذه
"الساطير"؟!.
ثم قوله" :وعرف لي حقي" كيف يعرف حقه ومصدر هذه المعرفة لسسم
يظهر للناس؟
أما قوله" :أمله علي رسول الله" فهذا يناقض أساطيرهم الخرى التي
تقول :إن الجمع تم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
والحقيقة أن كل هذه النصوص حول هذه الفرية هي مسن أبلسغ الطعسون
في أهل البيت ،ول يبلغ مفتر ضد أهل البيت مبلغ هسسذه المفتريسسات ،حسستى
لقد صدق فيهم قول إمامهم -كما تعترف بذلك كتبهم " :-لقد أمسينا وما
أحد أعدى لنا ممن ينتحل مودتنا" ]رجال الكشي :ص .[.307
ومن أعجب الروايات لهذه السطورة أن عمالمهم في القرن السسسادس
"الطبرسي" في كتابه "الحتجاج" جعل القسسول بهسسذه الفريسسة هسسي الجابسسة
المقنعة من أمير المؤمنين علي علسسى اعسستراض أحسسد الزنادقسسة ،فقسسد روى
في كتابه الحتجاج وهو من كتبهسسم المعتسسبرة -كمسسا قسسدمنا -أن عليسسا قسسال
لحد الزنادقة في محاورة طويلة منها " ...إن الكناية عن أسسسماء الجسسرائر
العظيمة من المنافقين في القرآن ليست من فعله تعالى ،وأنها من فعسسل
المغيرين والمبدلين.
وليس يسوغ مع عموم التقية التصريح بأسماء المبدلين ،ول الزيادة في
آياته على ما أثبتوه من تلقائهم في الكتاب لما في ذلك مسسن تقويسسة حجسسج
أهل التعطيل والكفر ،والملسسل المنحرفسسة عسسن قبلتنسسا ،وإبطسسال هسسذا العلسسم
الظاهر الذي قد استكان له الموافسسق والمخسسالف بوقسسوع الصسسطلح علسسى
الئتمار لهم ،والرضا بهم ..فلن الصبر على ولة المر مفروض لقول الله
ُ
عققْزم ِ وُلوا ال ْ َصب ََر أ ْ ما َ صب ِْر ك َ َ فا ْ عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلمَ } :
ل{ ]الحقسساف ،اليسسة ..[.35 :فحسسسبك مسسن الجسسواب عسسن هسسذا سق ِ
ن الّر ُمق َ ِ
الموضوع ما سمعت ،فإن شريعة التقية تحظر التصريح بأكثر منه.
ه{ ]القصسسص ،آيسسة [.88 :فإنمسسا هق ُ ج َ و ْ ك إ ِل ّ َ
هال ِق ٌ ء َ ي ٍش ْل َ وأما قوله} :ك ُ ّ
نزلت كل شيء هالك إل دينسسه لن مسن المحسسال أن يهلسسك منسسه كسسل شسسيء
ويبق الوجه ،هو أجل وأعظم من ذلك ،إنما يهلك مسن ليسس منسه ،أل تسسرى
لجل ِ ذو ال ْ َ ك ُ ه َرب ّق َ جق ُو ْ قققى َ وي َب ْ َنَ ، فققا ٍهققا َعل َي ْ َن َمق ْ ل َ أنسسه قسسال} :ك ُق ّ
وال ِك َْرام ِ{ ]الرحمن ،آية .[.27 ،26 :ففصل بين خلقه ووجه. َ
فققي ْ
سقطوا ِ ُ ْ ّ َ ْ
م أل ت ُق ِ خفت ُق ْ ن ِ وإ ِ ْ وأمسسا ظهسسورك علسسى تنسساكر قسسولهَ } :
ء{ ]النسسساء ،آيسسة ،[.3 :وليس سا ِ ن الن ّ َ م َ كم ّ ب لَ ُطا َ ما َ حوا ْ َ فانك ِ ُمى َ ال ْي ََتا َ
يشبه القسط في اليتامى نكسساح النسسساء ،ول كسسل النسسساء أيتسسام ،فهسسو ممسسا
قدمت ذكره من إسقاط المنافقين من القرآن ،وبين ]كسسذاب فسسي الحتجسساج[.
146
القول في اليتامى ،وبين نكاح النساء من الخطاب والقصص أكثر من ثلث
القرآن ،وهذا وما أشبهه مما ظهرت حوادث المنسسافقين فيسسه لهسسل النظسسر
والتأمل ،ووجسسد المعطلسسون وأهسسل الملسسل المخالفسسة للسسسلم مسسساغا ً إلسسى
دل ممسسا القدح في القرآن ،ولو شسسرحت لسك كسسل ممسا أسسسقط وحسّرف وبس ّ
يجري هذا المجرى لطسسال ،وظهسسر مسسا تحظسسر التقيسسة إظهسساره مسسن منسساقب
الولياء ومثالب العداء" ]الحتجاج :ص .[.254-249
هسسذا النسسص رغسسم طسسوله هسسو جسسزء مسسن محسساورة طويلسسة يزعسسم صسساحب
الحتجاج أنها جرت بين أمير المؤمنين علسسي ،وزنسسديق مسسن الزنادقسسة ،وأن
عليا ً يناظره ويحاول أن يهديه إلى الحق ،فهل يمكسسن أن يكسسون أحسسد أشسسد
زندقة ،ممن يقول في كتاب الله سبحانه وصسسحابة رسسول اللسه مثسل هسسذا
القول ،وهل يبلغ كيد حاقد أكثر من هذا..؟ يقول موسسسى جسسار اللسسه" :هسسل
َ
دم للسدين مسن مثسل هسذا هس َ يجد أشد الناس عداوة مساغا ً أهْ َ
دم للقسرآن وأ ْ
القول الذي يسنده شيوخ الشيعة إلى أميسر المسؤمنين علسي" ]الوشسسيعة :ص
.[.123
ولحظ في هذه الرواية ذلك الحقد السود ضد خير جيل عرفته البشرية
ضد صحابة رسول الهدى صلى الله عليسسه وسسسلم حيسسث كن ّسست عنهسسم هسسذه
الرواية بأنهم" :أصحاب الجرائر العظيمة من المنافقين" لن تلسسك الزمسسرة
الحاقدة التي قد أكل الغيظ قلوبها ،ومل الحقد نفوسسسها ضسسد ذلسسك الجيسسل
القرآني الفريد ،لم تجد في كتاب الله ما يطفئ هسسذا الحقسسد فقسسالت :بسسأن
القسسرآن مليسسء بأسسسماء المنسسافقين -وتعنسسي بهسسم صسسحابة رسسسول اللسسه -
وإسقاطهم من فعل المبدلين .ورواياتهم في هذا التجاه كثيرة.
ثم تقول تلك الروايسسة إنسسه ل يسسسوغ التصسسريح بأسسسماء المبسسدلين بسسسبب
التقية مع أنه في نفس الكتاب رواية تقول بأن السسذين غي ّسسروا -بزعمهسسم -
هم :أبو بكر وعمر وزيد بن ثابت ]انظر :الحتجاج :ص ،[.156وشيخهم النوري
الطبرسي يزيد آخرين فيقسسول" :والسذين باشسسروا هسسذا المسر الجسسسيم هسم
أصحاب الصحيفة أبو بكر وعمر وعثمان أبو عبيدة وسعد بسسن أبسسي وقسساص
وعبد الرحمن بن عوف ،واستعانوا بزيد بن ثسسابت" ]فصسسل الخطسساب :الورقسسة )
.[.(73
هؤلء هم رواد الفتح السلمي ،والطليعة من الرعيسسل الول السسذين بنسسوا
ل ،فهم قذى في عيون هؤلء ،وشسسجى فسسي حضارة لم تعرف لها الدنيا مثي ً
حلوقهم ،فلهذا خصتهم هذه الزمرة بهذا الفتراء.
ثم تقسسول هسسذه السسسطورة :ول يسسسوغ بحكسسم التقيسسة الزيسسادة فسسي آيسسات
القرآن.
هل يعني هذا أن الخوف هو الذي قعد بهم عن إخسسراج مصسسحف مفسسترى
وأنه لول الخوف لفعلسسوا مثسسل هسسذا ،وأنسسه يحتمسسل عنسسد ارتفسساع الخسسوف أن
يفعلوا ذلك ويجاهروا بسسه ،ومسسع وجسسود الخسسوف قسسد يكسسون موضسسع التسسداول
السري بينهم..؟!
دم من كتب قومه أكثر من ألسسف "شسساهد" لكن صاحب فصل الخطاب ق ّ
زعم أنها آيات من كتاب الله أسقطت ،واثبت تواطؤ معظم كتسب الشسيعة
147
المعتمدة على هذا ،وسجل بهذا أكبر فضيحة لقومه ،وكشف أكسبر جريمسة
ارتكبتها طسسائفته ،فهسسل ارتفعسست التقيسسة ،مسسع أن فسسي نصوصسسهم أن التقيسسة
ملزمة لهم حتى رجعة مهديهم ]انظر :فصل التقية في هذه الرسالة ،[.أو هو قد
خالف بهذا وصية إمامه ،وخطة قومه؟ إنهسسا أوهسسام يضسسرب بعضسسها بعض سًا،
وسيأتي بعد قليل تحقيق القول في هل للشيعة مصحف سري متداول؟
ثم تذكر رواية الحتجاج بأن عليا ً واصل حسسديثه مسسع الزنسسديق وقسسال بسسأنه
بسبب ظروف التقية ل يستطيع أن يصرح بأكثر من هذا لما في ذلك مسسن
تقوية حجج أهل التعطيل.
فمعنسسى هسسذا أن الخطسساب مسسع الزنادقسسة ترتفسسع فيسسه التقيسسة ،وتتسسم فيسسه
المصارحة بالكفر ،وأما مع المؤمنين فالتقية واجبة ،فهسسل تريسسد هسسذه الفئة
أن تجعل أمير المؤمنين من حزب هذا الزنديق يتقى صسسحابة رسسسول اللسسه
ويصارح بأمر كتاب الله الزنادقة الملحسسدين؟! وبعسسد هسسذا التصسسريح بسسالكفر
يقول :إن الزيادة على هذا فيه تقوية لحجج أهل التعطيل،إذا كسسان المسسراد
بأهل التعطيل هم أهل اليمان من الصحب الكرام ،ومن تبعهسسم ،فل شسسك
أن هذا يكفي لكشف ما عليسسه هسسذه الزمسرة الحاقسسدة ،وإن كسانت الخسسرى
فكيف يكون الكفر بكتاب الله إذن؟!
ثم تزعم هذه "الزمرة" أن عليا ً قال للزنديق بسسأنه ل يسسستطيع أن يعلسسن
ذلك ويفصله "لن الصبر على ولة المسسر مفسسروض "..إن مسسذهب الشسسيعة
قائم على إنكار إمامة ما سوى الثني عشر .وهذا النسص يثبسست بسأن هنسساك
ولة أمسسر غيرهسسم مفروضسسة طسساعتهم ،وهسسذا ينقسسض المسسذهب مسسن أصسسله،
ويكشف أن الوضع والفتراء ل محالة له من التناقض والختلف.
ومن أعظم الفتراء على أمير المؤمنين علي القول بأنه يطيع غيره في
معصية الله ،ويرى أن هذا المر مفروض!! ومن المعلوم في السسلم أنسه
ر َ
ك على َأن ت ُ ْ
شقق ِ ك َ دا َ
ه َ جا َ
وِإن َل طاعة لمخلوق في معصية الخالقَ } :
ما{ ]لقمان ،آية.[.15 : ه َ
ع ُفل ت ُطِ ْ م َعل ْ ٌه ِك بِ ِس لَ َما ل َي ْ َِبي َ
وهؤلء يزعمسسون أن علي سا ً وافقهسسم وأطسساعهم فسسي تغييسسر القسسرآن بحكسسم
شريعة التقية ،وهذا سب لعلي وتكفيسسر لسسه قبسسل أن يكسسون ذلسسك لصسسحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ومن هنا نسسدرك أن هسسؤلء أعسسداء لهسسل
البيت قبل أن يكونوا أعداء لسائر المسلمين.
ولحظ كيسسف يسسستدل علسسى طاعسسة الحسساكم فسسي الكفسسر بقسسوله سسسبحانه:
ُ
عْزم ِ{ فهذا يدل على أن واضع هسسذا النسسص وُلوا ال ْ َ صب ََر أ ْ
ما َ صب ِْر ك َ َ } َ
فا ْ
من الجهلة؛ لن هذه الية تسسأمر بخلف مسسا يسسدعو إليسسه تمامسًا ،ونسسسبة هسسذا
الستدلل لعلي تجهيل له وافتراء عليه.
ه{ فإنمسسا هقق ُ
ج َ ك إ ِل ّ َ
و ْ هال ِ ق ٌ
ء َي ٍ
ش ْل َ ويظهر من قوله" :وأما قوله} :ك ُ ّ
نزلت كل شيء هالك إل دينه ،لن مسن المحسال أن يهلسسك منسسه كسل شسسيء
ويبقى الوجه ..إلخ" ]الخطسسوط العريضسسة :ص [.6يظهر مسسن النسسص أن واضسسعه
أعجمي ل صله له بلغة العرب ،ول معرفة له بدللت ألفاظهسسا ..أو زنسسديق
يتجاهل.
148
ثم زعم صاحب الحتجاج أن عليا ً قسسال للزنسسديق بسسأنه "سسسقط أكسسثر مسسن
ثلث القرآن في موضع من سورة النساء ،وأنسسه لسسو شسسرح كسسل مسسا أسسسقط
دل ممسسا يجسسري هسسذا المجسسرى لطسسال ،وظهسسر مسسا تمنسسع التقيسسة وح سّرف وب س ّ
إظهاره" ،وهذا من أعظم الكذب على أمير المؤمنين ،بدليل أنه لسسم يعلسسن
في مدة خلفته على المسلمين هذا الثلث الساقط من القرآن ،ولم يسسأمر
المسلمين بإثباته والهتداء بهديه والعمل بأحكسسامه .فهسسؤلء السسذين يسسدعون
التشيع لمير المؤمنين ،وينسبون له هذه الباطيسسل هسسم بهسسذا أشسسد عسسداوة
لمير المؤمنين من النصاب ،لنهم ينسبون له الرضا بالكفر والقرار به.
وهم كلما أعيتهم الحيلة لثبات الحجة لجأوا إلى التقية ،فهسسو هنسسا يسسستر
دل ،بالتعلق بالتقيسسة ،وهسسي حيلسسة مكشسسوفة، قط وب ُ ّ
عجزه عن شرح ما أس ِ
وفرار من المواجهة ،ثم إن غيره ممن حاول أن يقدم شسسيئا ً مسسن النمسسوذج
الساقط بزعمه افتضح أمره ،وانكشف كيده ،لن هذا "النمسسوذج" بالنسسسبة
ليات القرآن أشبه ما يكون بعبث الصبيان ولعب الطفسسال ،وأنسسى لهسسم أن
يصلوا إلى شيء من محاكاة القرآن العظيم.
هسسذا ومسسا دامسست شسسريعة هسسذه الزمسرة تخسسص الزنادقسسة بهسسذه المقسالت
الملحدة حلول كتاب الله كما في الرواية السسسابقة ،فهسسل نصسسدق مسسا قيسسل
بأن عند المستشرق "براين" مصحفا ً إيرانيا ً فيه زيادات علسسى كتسساب اللسسه،
ومن هذه الزيادات "سورة" يسمونها "الولية" ]انظسسر :الخطسسوط العريضسسة :ص
[.11وهذا يعني أن عند هؤلء القوم مصاحف سرية يتداولونها.
هل لدى الشيعة مصحف سري يتداولونه؟
هل عند الشيعة مصحف يحوي كل هذه المتفريسسات وتكسسون فيسسه قسسراءة
الشيعة عوضا ً عن كتاب الله سبحانه؟ ماذا تقول أساطيرهم ،وماذا يقسسول
واقعهسسم بهسسذا الخصسسوص؟ هسسل قسسول الشسسيخ محسسب السسدين الخطيسسب بسسأن
"للشيعة مصاحف خاصة تختلف عن المصسسحف المتسسداول] "..انظسسر :هسسامش
"مختصر التحفة الثني عشرية" ص .[.32هل هذا واقع؟ وقد نشسسر محسسب السسدين
صورة "لسورة مفتراة" يسسسمونها سسسورة "الوليسسة" ]وقسسد نشسسر صسسورتها فسسي:
الخطوط العريضة ص ،12ومختصر التحفة ص ،31ومجلة الفتح العدد ) (842ص ،9وقسسد
نشرها قبله الشيعي الصل الستاذ أحمد الكسروي في كتابه" :الشيعة والتشيع" [.وقسسال
بأنها مصورة من مصحف إيراني مخطوط عند المستشسسرق مسسستر برايسسن
]قال الشيخ محب الدين بأنه قد اطلع عليه وصسسورها منسسه مسسن وصسسفه بسسس"الثقسسة المسسأمون"
محمد علي سعودي الذي كان -كما يقول الشيخ -كبير خبراء وزراء العدل بمصر )هسسامش
مختصسسر التحفسسة :ص ،32الخطسسوط العريضسسة ص ،[.(11وقبسسل ذلسسك أثبتهسسا شسسيخ
الرافضة في كتابه "فصسسل الخطسساب" ]ص .[.180ومسسن قبسسل قسسال صسساحب
تكفير الشيعة :إنهم أحدثوا مصحفا ً -كما سلف ،-فعسسل للشسسيعة مصسسحف
سري يتداولونه كما يقول هؤلء؟
سأجيب من خلل استقراء نصوصسسهم وأقسسوال شسسيوخهم ..فسسأقول :لقسسد
جاءت نصوص عندهم تأمرهم بالعمل بالقرآن ريثمسسا يخسسرج مصسسحفهم مسسع
إمامهم المنتظر .قال الكليني في الكافي ما نصه .." :عسسدة مسسن أصسسحابنا
عن سهل بن زياد عن محمسد بسن سسليمان عسسن بعسسض أصسحابه ،عسسن أبسي
149
الحسن -رضي الله عنه -قال :قلت :جعلت فداك إنا نسسسمع اليسسات فسسي
القرآن ،ليسسس هسسي عنسسدنا كمسسا نسسمعها ،ول نحسسن أن نقرأهسسا كمسا بغلنسا
عنكم ،فهل نأثم؟ فقال :ل ،اقرؤوا كما تعلمتسسم فسسسيجيئكم مسسن يعلمكسسم"
]أصول الكافي.[.2/619 :
ومن هذا النص نأخذ أنهم فيما بينهسسم يتلسسون مفتريسساتهم كمسسا يسسدل عليسسه
قوله" :كما نسمعها"" ،كما بلغنا عنكم" ]وهنسساك روايسسات كسسثيرة تزعسسم أن أئمتهسسم
يقرأون بغير ما في القرآن ،كما جاء في تفسيرات فرات "عسسن حمسسران قسسال :سسسمعت أبسسا
جعفر يقرأ هذه الية" :إن الله اصطفى آدم ونوحا ً و آل إبراهيم وآل محمد على العسسالمين"
قلت :ليس يقرأ كذا ،قال :أدخل حرف مكان حرف" )تفسير فسسرات ص ،18بحسسار النسسوار:
(92/56ومثله نصوص كثيرة تدل على أنهم ينسبون للئمة أنهم يقرأون بغير ما أنزل الله،
وبخلف ما يقرأ المسلمون ،فهل هؤلء شيعة لهل البيت؟![ ،ثم إنهم اشتكوا أنهسم ل
يحسنون قراءة ما يسمعون أو ما يبلغهم فوعسسدهم إمسسامهم بسسأنه سسسيأتيهم
من يعلمهم ،وهذا الوعد كان في عهد إمامهم أبي الحسسسن -كمسسا يفسسترون
.-وعبسسارة "سسسيأتيكم" تسسوحي بسسأن هسسذا المعّلسسم سسسيأتي هسسؤلء السسذين ل
يحسنون القراءة ،ولكن هذا المعّلم لم يأت ومّر ذلك الجيل ومسسرت بعسسده
قرون متطاولة ..وقد فسر شيوخ الشيعة فيما بعد المقصود َ بالمعلم بأنهم
مهديهم المنتظر ]انظر :المازنسسدراني /شسسرح جسسامع )علسسى الكسسافي( ،11/47 :وهنسساك
نصوص كثيرة للرافضة تصرح بأنه القائم أو المهدي كما سنذكر بعد قليل.[.
والشيعة مأمورة بقراءة القرآن ،وانتظر مسسا يسسأتي بسسه منتظرهسسم وعسسدم
قراءة تلك المفتريات لنهم ل يحسنون قراءتها كما يسسدل النسسص المسسذكور،
وبالتالي ل تجعل فسسي مصسسحف متسسداول بينهسسم ،هسسذا مسسا تسسدل عليسسه روايسسة
الكافي.
ويقول مفيدهم" :إن الخبر قد صسح مسن أئمتنسسا -عيلهسسم السسلم -أنهسم
أمروا بقراءة ما بين الدفتين ،وأن ل نتعداه ،بل زيادة فيه ول نقصان منسسه،
حتى يقوم القائم -عليه السلم -فيقرأ الناس القرآن على مسسا أنزلسسه اللسسه
تعالى وجمعه أمير المؤمنين -عليه السلم ] "-بحار النوار.[.74 :92 :
وقال شيخهم نعمة الله الجسسزائري" :قسسد روي فسسي الخبسسار أنهسسم عليهسسم
السلم أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلة وغيرهسسا
والعمل بأحكامه حتى يظهر مولنا صاحب الزمان فيرتفع هذا القرآن مسسن
أيدي الناس إلى السماء ،ويخرج القرآن الذي ألفه أميسسر المسسؤمنين فيقسسرأ
ويعمل بأحكامه" ]النسسوار النعمانيسسة [.364-2/363 :فمادام المسسر كسسذلك ،لمسساذا
تروى عن كل إمام طائفة من الزيادات على كتسساب اللسسه؟ ثسسم مسسا دام قسسد
غير كيف يصبح العمل به؟!
وهذه النصوص التي تدعو إلى العمل بالقرآن يكاد يقابلها نصوص أخرى
تدعو بأسلوب "مقنع" وغير صريح إلى إهمال حفسسظ القسسرآن لنسسه مغيسسر -
بزعمهسسم -ومسسن حفظسسه علسسى تحريفسسه يصسسعب عليسسه حفظسسه إذا جسساء بسسه
منتظرهم .فقد روى مفيدهم بإسناده إلى جابر الجعفي عن أبي جعفر أنه
قال :إذا قام قائم آل محمد صلى الله عليه وآله ضرب فسسساطيط ،ويعلسسم
150
الناس القرآن على ما أنزل الله عسز وجسل ،فأصسعب مسا يكسون علسى مسن
حفظه اليوم ،لنه يخالف فيه التأليف ]المفيد /الرشاد :ص .[.413
هذه الرواية لمفيدهم الذي يقدسونه ويعظمونه حسستى زعمسسوا أنسسه فسسوق
مستوى البشر ،لن إمامهم المنتظر خاطبه بالخ السديد والمولى الرشيد
]مقدمسسة الكتسساب السستي أحسسالت نصسسوص مخاطبسسة المهسسدي لمفيسسدهم ،لكتسساب الحتجسساج ص
..[.277وهسسذه الروايسسة جسساءت فسسي كتسسابه الرشسساد وهسسو فسسي قمسسة كتبهسسم
المعتبرة حتى قال شيخهم المجلسي" :كتاب الرشاد أشسسهر مسسن مسسؤلفه"
]المجلسي /بحار النسسوار ..[.1/27 :وكذلك روى النعماني فسسي الغيبسسة مسسا يشسسبه
الرواية السابقة ،فقد روى بإسسسناده )الكسساذب( إلسسى أميسسر المسسؤمنين علسسي
قال" :كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن
كما أنزل ،قلسست :يسسا أميسسر أو ليسسس هسسو كمسسا أنسسزل؟ فقسسال :ل ،محسسي منسسه
سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم ،وما تسسرك أبسسو لهسسب إل إزراء
على رسول الله -صلى الله عليه وآله -لنه عمه" ]النعماني /الغيبة ص -171
،172فصل الخطاب الونرقة ) ،(7بحار النوار.[.92/60 :
وأورد النعماني روايتين ]انظر :الغيبة ص ،194بحسسار النسسوار [.25/364 :بمعنى
هذه الرواية.
ويبدو أن واضع هذه السطورة هو أعجمسسي زنسسديق ،فهسسو يخسسص العجسسم
بأسسسطورة التعليسسم الموعسسودة ،كمسسا أن الحقسسد المريسسر السسذي يحملسسه إزاء
صحابة رسول الله -رضوان الله عليهم -الذين فتحوا ديار قومه ونشسسروا
السلم بينهم واضح في هسسذه الروايسسة ،ولسسذلك فسسإن دعسسوى التغييسسر عنسسده
تكمن في عدم وجود أسمائهم مع اسم أبي لهب.
ولقد كان لهذه الساطير التي تدعو إلى إهمال حفظ كتسساب اللسسه أثرهسسا
في مجتمعات الشيعة كما شهد بذلك الشيخ موسى جار الله والذي عاش
بين الشيعة فترة من الزمسن فلسم يسر مسن تلميسذ الشسسيعة وعلمسائهم مسن
يحفظ القرآن ،ول من يقيم القسسرآن بعسسض القامسسة بلسسسانه فض سل ً عسسن أن
يعسرف وجسوه قراءاتسه ،ورأى أن هسذا قسد يكسون مسن أثسر انتظسار الشسيعة
مصحف علي الذي غاب بيسسد قسسائم آل محمسسد ]الوشسسيعة :ص ،116وقسسد جسساءت
نصوص أخرى عندهم تدعو لتعلم هذا القرآن وحفظه ،وتذكر ثواب مسسن فعسسل ذلسسك؛ كقسسول
أبي جعفر لحد أصحابه ويدعى سعد الخفاف" :يا سعد ،تعلموا القرآن) "..أصسسول الكسسافي:
.(2/596وعقد صاحب الكافي بابا ً بعنوان" :باب من حفسسظ القسسرآن ثسسم نسسسيه" وذكسسر فيسسه
ست روايات تتحدث عن الثواب الذي يضيع على مسن نسسي شسيئا ً مسن كتساب اللسه )أصسول
الكافي (609-2/607 :وعقد بابا ً آخر بعنوان "باب فسسي قراءتسسه" وفيسسه عسن أبسسي عبسسد اللسه
قال" :القرآن عهد الله إلى خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظسسر فسسي عهسسده وأن يقسسرأ
منه في كل يوم خمسين آية" )المصدر السابق.(2/609 :
كما عقد بابا ً بعنوان" :باب البيوت التي يقرا فيها القسسرآن" وجسساء فيسسه" :عسسن ليسسث بسسن أبسسي
سليم رفعه قال :قال النبي صلى الله عليه وآله" :نوروا بيوتكم بتلوة القسسرآن ول تتخسسذوها
قبورًا" )المصدر السابق.(2/610 :
وكذلك ذكر من البواب "باب ثواب قسسراءة القسسرآن" وجسساء فيسسه سسسبع روايسسات تتحسسدث عسسن
عظيم ثواب من قرأ القرآن وتعلمه) ..المصدر السابق (613-2/611 :وباب قراءة القسسرآن
في المصحف ،وذكر فيه خمس روايات تبين ثواب القراءة في المصحف )المصدر السابق:
.(614-613 /2
151
وأبواب أخرى في هذا الموضوع ،وهذه تنقض تلك الروايات ،بل تثبسست مسسن كتبهسسم زيسسف
وكذب ما يفترونه علسسى آل السسبيت مسن تلسك "الكساذيب" إذ كيسف يسأمرون بقسسراءة القسسرآن،
ويذكرون الثواب العظيم لمن قرأه ،وأنه ينبغي للمسلم أن يقرأه فسسي كسسل يسسوم ،وأن ينسسور
بيتسسه بسسه .وهسسو يقولسسون :إنسسه مغيسسر مبسسدل ،ألسسي هسسذا يسسدل علسسى عظيسسم التنسساقض فسسي هسسذا
المذهب؟! -[.فهل يقوم الشيعة بجمع أساطيرهم في مصحف ليسهل حفظ
المصحف الموعود حين ظهوره؟ يقول المجلسي نقل ً عن المفيد:
" ..نهونا عليهم السلم عن قراءة مما وردت به الخبار من أحرف يزيسسد
على الثابت في المصحف ،لنه لم يأت على التواتر وإنما جاء بالحاد ،وقد
يلغط الواحد فيما ينقله ،ولنه متى قرأ النسان بما يخالف ما بين الدفتين
غرر بنفسه مع أهل الخلف ،وأغرى به الجبسسارين ،وعسسرض نفسسسه للهلك،
فمنعونا عليهم السلم من قراءة القرآن بخلف ما يثبت بين السسدفتين لمسسا
ذكرناه" ]بحار النوار.[.75 – 92/74 :
فهذا يعني أن )اليات المفتراة( والمتفرقة في كتبهم ،والمخالفة لكتاب
الله لم تصسل عنسدهم إلسى وضسعها فسي مصسحف متسداول بينهسم لسسببين:
أحدهما :الخوف من المسلمين ،والخر :أن الطريق لثبوتها عندهم طريسسق
آحاد ،والواحد قد يغلط فيما ينقله ،ويلحظ أن عدم قبسسول الروايسسات السستي
طريقها أحاد مما يختص به "الصوليون" ،أما الخباريون من الشيعة فإنهم
يرون صحة ما رواه شيوخهم عن الئمة فسسي العشسسرات مسسن الكتسسب السستي
صنفوها ،وتواترها وثبوتها عن مؤلفيها ،وثبوت أحاديثها عن أهسسل العصسسمة"
]وسائل الشيعة.[.20/61 :
فهم يقرون بكل نص ورد في هذه "الفرية" في كتب شسسيوخهم ،ولسسذلك
قال شيخ الشيعة الذي يصفونه بس"إمام الفقهسساء العظسسام رئيسسس السسسلم"
جعفر كاشف الغطا" :وصدرت منهم -يعني من الخباريين -أحكام غريبسسة
وأقوال منكرة ،منها قولهم بنقص القسسرآن مسسستندين إلسسى روايسسات تقضسسي
البديهة بتأويلها وطرحها] "..جعفر كاشف الغطا /حق المبين عن :الطباطائي /النوار
النعمانية )الهامش( .[.2/359
إذن الخباريون يرون ثبوت هذه الساطير في كتب شسسيوخهم )ولسسك أن
تعجب كيف يؤمنون بكل حرف ورد في هذه الكتب المنسسسوبة لشسسيوخهم،
والمنكسسرة فسسي أسسسانيدها ومتونهسسا ،ويشسسكون فسسي كتسساب اللسسه سسسبحانه؟!
يصدقون بالكاذيب الواضحة ،ويكذبون بالحقائق الثابتة ،فأي عقوبة أعظم
من هذا المسخ ،والنتكاس في الفطر والعقول والمقاييس.
وعلى ذلك فإن مسألة رد هذه الروايات لنها أخبار آحاد ممسسا لسسم يتفسسق
عليه الشيعة ،وأن السبب المسسانع السسذي يتفسسق عليسسه الجميسسع هسسو الخسسوف،
ومعنى هذا أن مسألة التداول السري لمصحف مفترى من الخباريين أمر
وارد ،ولعل هذا يفسر ما نشره محب السسدين الخطيسسب وأحمسسد الكسسسروي
)الشيعي الصل( من صورة "لسورة" تسمى الولية مسسأخوذة مسسن حصسسف
إيراني" ]وهذه المفتريات جمعها صاحب فصل الخطاب ورتبها على سسسور القسسرآن ولكسسن
ليست كهيئة مصحف ،وقد وصلني مصحف من باكستان طبعه الشيعة وقسسد حشسساه طسسابعه
بتلك المفتريات ،ولكن لم تمتد أيديهم إلى الصل ،فقد طبع كطبعة تفسسسير الجلليسسن حيسسث
وضع نص القرآن في الوسط ،والتفسير في الحواشي.[.
152
ولكن هذا يبقى مجرد جمع لتلك المفتريات ،التي جاءت عنسسدهم كأمثلسسة
لما في مصحف علسسي المزعسسوم ،أمسسا مصسسحف علسسي فهسسو غسسائب منتظسسر،
كالمهدي المنتظر عندهم ،لسسم يخسسرج إلسسى الن ،والعمسسل بسسالقرآن إلسسى أن
يظهسسر ،ولكسسن جمسسع هسسذه المفتريسسات هسسو محاولسسة لقنسساع المتشسسككين
والحائرين من بني قومهم .والذي لحظتسسه مسسن كلم شسسيوخهم أن قسسولهم
بموجود مصحف لعلي أمر ل يختلفون فيه ،حتى ليقول بذلك مسسن يتظسساهر
بإنكسسار التحريسسف مسسن القسسدامى والمعاصسسرين كسسابن بسسابويه القمسسي فسسي
العتقادات كما سيأتي نص كلمه ،والخوئي في البيان ]البيان :ص .[.223
لكن يبقى القول في زيادة مصحف علي المزعوم عما فسسي كتسساب اللسسه
وهل هي زيادة في النص أو من قبيل التأويل أو الترتيب؟ كما سيأتي.
مصحف علي:
تقدم الشارة إلى أن مصحف علي "المزعوم" :جاء الحسسديث عنسسه فسسي
أول كتاب وضعه الشيعة ،وأنه قد جسساءت بعسسض الروايسسات عنسسه عنسسد أهسسل
السنة ولكنها كما قال ابن حجر ل تصح ،ولكن ما في كتب الشيعة صسسورة
أخرى -كمسسا سسسلف -وقسسد أكسسثر القسسوم مسسن الحسسديث عسسن مصسسحف علسسي
المزعوم والذي يحتوي -كما يزعمون -على زيادات على كتاب الله.
وقد اهتم بإشاعة هذه الفرية الكليني ثقة دينهم في كتابه الكافي وعقد
لها بابا ً خاصا ً بعنسوان" :بساب أنسه لسم يجمسع القسرآن كلسه إل الئمسة عليهسم
السلم" وذكر فيه ست روايات لهم ،منها ما رواه عسن جسابر الجعفسي إنسه
سمع أبا جعفر يقول" :ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القسسرآن كلسسه كمسسا
أنزل إل كذاب ،وما جمعه وحفظه كما نزله اللسسه تعسسالى إل علسسي بسسن أبسسي
طالب والئمة من بعده" ]أصول الكافي ،1/228 :لحظ أن هذه الرواية رواهسسا جسسابر
الجعفي وهو كذاب عن أهل السنة ،كما أن كتسسب الشسسيعة اعسسترفت بسسأنه ليسسس علسسى صسسلة
معروفة بأبي جعفر )انظسر :رجسال الكشسسي ص (191فهسسذه الروايسة مسن أكساذيبه ،وتلقفهسا
الكليني الذي يعمل إشاعة هذا الكفر.
وإذا كان لم يجمع القرآن إل علي فأين ما جمعسسه؟ وإذا كسسان قسسد جمعسسه علسسي فمسسا الحاجسسة
لجمع الئمة من بعده؟ إل إذا كانوا يرون أنهم قد شاركوا في الجمع وهم لم يوجدوا.
ولماذا لم ير هذا الكتاب المجموع ولم يعرفه أحد من المسلمين؟
وكيف يصدق مثل هذا الفك الذي نقله شرذمة من الكذابين وينكر إجمسساع الصسسحابة بمسسا
فيهم علي -رضي الله عنه -على العمل بهذا القرآن العظيم وتحكيمه وعلى نهجهسسم أئمسسة
المسلمين بما فيهم علماء أهسل السبيت؟ إنهسا خرافسات ل يصسدقها عقسل بريسء مسن الهسوى
والغرض ،ول تدخل قلبا ً خالطته بشاشة اليمان.[.
وفي تفسير القمي -عمدة كتسسب التفسسسير عنسسدهم -عسسن أبسسي جعفسسر -
رضي الله عنه -قال" :ما أحد من هذه المة جمع القرآن إل وصي محمسسد
صلى الله عليه وآله" ]تفسير القمي :ص 744ط :إيران ،بحار النوار.[.92/48 :
ويفهم من رواية الكليني أن كل إمسسام جمسسع القسسرآن ،وكأننسسا أمسسام كتسسب
متعددة ل كتاب واحد ،بينما تعارضها رواية القمي وتذكر بصيغة الحصر أنه
لم يجمعه سوى علي ،ثم هم يقولون في رواياتهم وأبوابهم :من ادعى أنه
جمع القرآن غير الئمة فهو كذاب .مع أنهم زعموا أن القرآن كسسان مسسدونا ً
مجموعا ً من عهد النبي صلى الله عليه وسلم ويستدلون على هذا بروايسسة
153
جاءت في البحار ]انظر :المرعشي /المعارف الجلية :ص .[.7فهسسل كسسان الحسسسن
والحسين وبقية الئمة هم الذين يتولون جمعه في عهد النسسبي صسسلى اللسسه
عليه وسلم؟!
وتذكر بعض هذه الساطير أن بعض الشيعة اطلع علسسى هسسذا المصسسحف
المزعوم فتقول .." :عن ابن الحميسسد قسال :دخلست علسسى أبسسي عبسسد اللسسه -
ي مصحفًا ،قسسال :فتصسسفحته فوقسسع بصسسري علسسى رضي الله عنه -فأخرج إل ّ
موضع منه فإذا فيه مكتوب" :هذه جنهسم الستي كنتسم بهسا تكسذبان .فاصسليا
فيها ل تموتان فيها ول تحييان" قال المجلسي" :يعني الولين" ]بحار النوار:
.[.92/48يعنون حبيبي رسول اللسسه ،وصسسهريه وخليفسستيه ووزيريسسه ،وأفضسسل
الخلق بعد النبيين أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما .-
وإذا كسسانت هسسذه الروايسسة تسسسمح لخسسواص الئمسسة بسسالطلع علسسى ذلسسك
المصحف المزعوم ،فإن في الكافي رواية أخرى تخسسالف ذلسسك حيسسث جسساء
ي أبسسو الحسسسن مصسسحفا ً فيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال :دفع إل س ّ
وقال" :ل تنظر فيه ،ففتحته وقرأت فيه :لم يكسسن السسذين كفسسروا؛ فوجسسدت
فيها اسم سبعين رجل ً من قريش بأسمائهم وأسسسماء آبسسائهم قسسال :فعبسسث
ي :ابعث بالمصحف" ]أصول الكافي.[.2/631 : إل ّ
ففي هذه الرواية :المام يستودع المصحف أحسسد خواصسسه ويحظسسر عليسسه
النظر فيه ،ولكن يخالف أمر إمامه ،ويخونه فيما استودعه ويقرأ فسسي هسسذا
المصحف ،ويكشف بعض محتوياته .فهذا المصحف الذي تتحدث عنه هسسذه
الرواية مصحف سري محجوب عسسن الخسساص والعسسام ل يطلسسع عليسسه سسسوى
المام ،وهو يشير إلى أن من موضوعاته تكفير صحابة رسول اللسسه صسسلى
الله عليه وسلم ،فهو ليس كتاب الله الذي نزل للناس كافة ،والسسذي أثنسسى
على الصحابة في جمل من آياته ..بل هو مصحف تتداوله اليدي الباطنيسسة
بصفة سرية وتنسب بعض أخباره لهل البيت لتسيء إليهم.
وهذه السطورة أراها تعرض مرة أخسسرى بصسسيغة مغسسايرة لتلسسك الروايسسة
السابقة ،حيث جاء في بصائر السسدرجات عسسن السسبزنطي ]السسبزنطي هسسو نفسسسه
الراوي للسطورة السابقة ،وهذا الذي يروي هذه الساطير ،ويفتري على كتاب الله وعلى
الصحابة والقرابة ،هو ثقة عندهم )مع أنه قد خان إمسسامه وخسسالف أمسسره( .جسساء فسسي معجسسم
رجال الحديث للخوئي" :أحمد بن محمد بن أبي نصر زيد مولى السكوني أبو جعفر ،وقيل:
أبو علي المعروف بالبزنطي ،كوفي ثقة لقي الرضا ،وكان عظيم المنزلة عنسسده ،روى عنسسه
كتابًا ،ومات سنة 221هس".
)معجسسم رجسسال الحسسديث .[.(2/231 :أن الرضا عليه السسسلم أودع عنسسده ذلسسك
المصسسحف المزعسسوم فقسسال هسسذا البنزنطسسي :وكنسست يوم سا ً وحسسدي ففتحسست
المصحف لقرأ فيه ،فلما نشرته نظرت فيه في "لم يكن" فإذا فيهسسا أكسسثر
مما في أيدينا أضعافه ،فقدمت علسسى قراءتهسسا فلسسم أعسسرف شسسيئا ً فأخسسذت
الدواة والقرطاس فأردت أن أكتبها لكي أسأل عنها ،فأتاني مسسسافر قبسسل
أن أكتب منها شيئًا ،معه منديل وخيسسط وخسساتمه فقسسال :مسسولي يسسأمرك أن
تضع المصحف في المنسسديل وتختمسسه وتبعسسث إليسسه بالخسساتم ،قسسال :ففعلسست
]بصائر الدرجات :ص ،246عن بحار النوار.[.92/51 :
154
هذا البزنطي يقول في هذه الرواية :لم أعرف منها شيئًا ،وفي الرواية
التي قبلها يقول إنه وجسسد فيهسسا اسسسم سسسبعين رجل ً مسسن قريسسش بأسسسمائهم
وأسماء آبائهم!!
وتأتي رواية أخرى له في رجال الكشي لتصوغ هذه السسسطورة بصسسورة
ثالثة فتقول" :عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال :لما أتي بأبي الحسن
رضي الله عنه أخذ به على القادسية ،ولسسم يسسدخل الكوفسسة ،أخسسذ بسسه علسسى
ي مصحفا ً وأنا بالقادسية ففتحته فوقعت بين بّراني البصرة ،قال :فبعث إل ّ
يديّ سورة "لم يكسسن" فسسإذا هسسي أطسسول وأكسسثر ممسسا يقرأهسسا النسساس ،قسسال
فحفظت منه أشياء قال :فأتى مسافر ومعه منديل وطيسسن وخسساتم فقسسال:
هات :فدفعته إليه فجعله في المنديل ،ووضع عليه الطيسسن وختمسسه فسسذهب
عني ما كنت حفظت منه ،فجهدت أن أذكر منه حرفا ً واحسسدا ً فلسسم أذكسسره"
]رجال الكشي :ص .[.589-588
هذه روايات ثلث كلها عسسن هسسذا السسبزنطي فسسي روايسسة بصسسائر السسدرجات
يزعم أنه لم يفهم شيئا ً مما قرأ وحاول أن يكتب ما قرأ فاستعجله رسول
إمامه قبل أن يكتب ،وفي رواية الكشيء يزعم أنه حفظ جزءا ً ممسسا قسسرأ،
ولكن هذا المحفوظ فارقه بمفارقة المصسحف ،وفسي روايسة الكسافي نسراه
يعرف ما قسرأه ويسستذكر مسا حفسظ ،وأن ذلسك يتعلسق بأعسداء الئمسة مسن
قريش .نصوص متناقضة كالعادة في كل أسطورة.
وإذا كان يصعب كتابة شيء منسسه ،أو حفسسظ جسسزء منسسه ،فكيسسف حفظسست
وكتبت تلك "الساطي"؟ أنها أوهام يناقض بعضها بعضًا.
وروايات الشيعة تقول بأن هسسذا المصسسحف عنسسد إمسسامهم المنتظسسر .قسسال
شيخهم نعمة الله الجزائري" :إنه قد استفاض في الخبار أن القسسرآن كمسسا
أنزل لم يؤلفه إل أمير المسسؤمنين -إلسسى أن قسسال- :وهسسو الن موجسسود عنسسد
مولنا المهدي رضسسي اللسسه عنسسه مسسع الكتسسب السسسماوية ومسسواريث النبيسساء"
]النوار النعمانية ،[.362-2/360 :ومع ذلك فقد ارتبطت مصسساحف قديمسسة عنسسد
الشيعة أيضا ً بعقيسسدة أنهسسا مكتوبسسة بخسسط علسسي ،ويسسذكر ابسسن النسسديم -وهسسو
شسسيعي -أنسسه رأى قرآنسا ً بخسسط علسسي يتسسوارثه بيسست مسسن السسبيوت المنتسسسبة
للحسن ]الفهرست :ص .[.28
ويشير ابن عنبة -وهو ممن يدعي النسب العلوي -إلى وجود مصحفين
بخط أمير المؤمنين علي ،أحدهما يقع في ثلثة مجلدات ،والخر يقسسع فسسي
مجلد واحد ،قسسد رآه بنفسسه ،ولكنهمسسا احترقسسا -كمسا يسذكر -حيسن احسسترق
المشهد ]عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب :ص .[.131-130
وقال أبو عبد الله الزنجسساني -مسسن كبسسار شسسيوخ الشسسيعة المعاصسسرين :-
ه فسسي دار الكتسسب العلويسة فسسي ورأيسست فسسي شسسهر ذي الحجسسة سسسنة 1353
النجف مصحفا ً بالخط الكوفي كتب على آخره :كتبه علي بن أبسسي طسسالب
في سنة أربعين من الهجرة ]الزنجاني /تاريسسخ القسسرآن :ص ،[.68-67ولهسذا قسال
ميرزا مخدوم الشيرازي -وهو ممن عاش بين الشسيعة ،وقسرأ الكسسثير مسن
كتبها كما سلف -قال" :ومن الطرائف أنهم مسسع هسسذا )أي مسسع مسسا يسسدعونه
من التحريف( يعتقدون في مصاحف كثيرة كونها مكتوب علي والئمة من
155
ولده ،وليس فيها إل ما في سسسائر المصسساحف المتسسواترة والسستي ل تحصسسى
كثرة ]النواقض :الورقة ) 104مخطوط(.[.
كما أن هذه المشاهدات المزعومة لمصحف علي ،تنسساقض دعسسواهم أن
المصحف الذي كتبه علي عند مهديهم المنتظر.
ولشك بأن أمير المؤمنين علي ما كان يقرأ ويحكم إل بالمصحف السسذي
أجمع عليه الصحابة ،وهذا ما تعترف به كتب الشيعة نفسسسها -كمسسا سسسلف
]انظسسر :ص ) -[.(203ولهذا أخسسرج ابسسن أبسسي داود بإسسسناد صسسحيح مسن طريسسق
سويد بن غفلة قال :قال علي" :ل تقولوا في عثمان إل خيسسرًا ،فسسوالله مسسا
فعل في المصاحف إل عن مل منا" ]فتسسح البسساري .[.13/18 :وقد نقلسست ذلسسك
كتب الشيعة كما سيأتي بعد قليل .وقد جاء في صحيح البخاري بسسأن أميسسر
المؤمنين عثمان -حين جمع القرآن -أرسل إلى كل أفسسق بمصسسحف ممسسا
نسخوا ،وأمر بما سواه من القرآن في كل صسحيفة أو مصسحف أن يحسرق
]صحيح البخاري -مع فتح الباري .[.13/11 :ولعل هذا ينفي وجود مصسسحف بخسسط
علي -كما يدعون .-
ويلحظ أن من بين القراء المشهورين ما يرجع سند قراءتسسه إلسسى أئمسسة
أهل البيت ،ولهذا استدل السدكتور عبسد الصسبور شساهين علسى بسراءة أهسل
البيت ،وزيف ادعسساءات الشسسيعة أن مسن بيسسن القسسراء السسسبعة المشسهورين
حمزة الزيات ،وسند قراءته هو :حمزة الزيات ،عن جعفسسر الصسسادق ،وهسسو
قرأ على محمد الباقر ،وهو قرأ على زيسسن العابسسدين ،وهسسو قسسرأ علسسى أبيسسه
الحسين ،وهو قرأ على أبيه علي بن أبسسي طسسالب -كسسرم اللسسه وجسسه – ]عبسسد
الصبور شاهين /تاريخ القرآن :ص ،[.170فهؤلء البرار من آل البيت لم يخرجوا
على إجماع المسلمين على المصحف المام ،وآيسسة رضسساهم بسسه ،إقراؤهسسم
النسساس بمحتسسواه دون زيسسادة أو نقسسص أو ادعسساء يمسسس كمسسال كتسساب اللسسه
سبحانه ]عبد الصبور شاهين /تاريخ القرآن :ص .[.165
وقال الدكتور محمد بلتاجي" :ونضيف إلى ذلك أن قراءة علي بسسن أبسسي
طالب للقرآن قد رويت أيضا ً بطريق زيد بن علي أخي المام الباقر وعسسم
المام الصادق -وهذا ما يسلم به المامية الثنا عشرية أنفسسسهم ] "-مناهسسج
التشريع السلمي ،1/189 :وأحال في هذا العسستراف إلسسى كتسساب تأسسسيس الشسسيعة لعلسسوم
السلم :ص ،343 ،285والفهرست للطوسي ص .[.115
قلت :أضيف -أيضا ً -إقرارا ً واعترافا ً آخر من شسسيخ الشسسيعة المجلسسسي
حيث يقول" :والقراء السبعة إلى قراءتسسه )يعنسسي قسسراءة علسسي( يرجعسسون،
فأما حمزة والكسائي فيعولن على قراءة علي ..وأما نافع وابن كثير وأبو
عمرو فمعظم قراءاتهم يرجع إلى ابن عباس ،وابن عباس قسسرأ علسسى أبسسي
بن كعب وعلي ،والذي قرأ هؤلء القراء يخالف قراءة أبي فهو إذا ً مسسأخوذ
عن علي -عليه السلم .-
وأما عاصم فقراه على أبي الرحمن السلمي وقسسال أبسسو عبسسد الرحمسسن:
قرأت القرآن كله على علي بن أبي طالب عليسسه السسسلم ،فقسسالوا :أفصسسح
القراءات قراءة عاصم لنه أتى بالصل وذلك أنه يظهسر مسا أدغمسه غيسره،
ويحقق من الهمز ما لينه غيره ..والعدد الكوفي في القرآن منسسسوب إلسسى
156
علي عليه السلم وليس في الصحابة من ينسب إليسسه العسسدد غيسسره ،وإنمسسا
كتب عدد ذلك كل مصر عن بعض التابعين" ]بحار النوار ، 54-53 /92 :منسساقب
آل آبي طالب.[.43-42 /2 :
بل يقولون -كمسسا ذكسسره شسسيخهم علسسي بسسن محمسسد الطاووسسسي العلسسوي
الفاطمي في كتابه سعد السعود" :ثم عاد عثمان فجمسسع المصسسحف بسسرأي
مونا علي بن أبي طالب -رضي الله عنه ] "-عن تاريخ القرآن /للزنجسساني )وهسسو
من الثني عشرية المعاصرين( :ص ..[.67يقولون :وقال علي أيضا" :أيها النسساس
الله الله إياكم والغلو في أمر عثمان وقولكم حراق المصاحف فسسوالله مسسا
حرقها إل عن مل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم" ]عن تاريخ
القرآن /للزنجاني :ص [.68بل قالوا أكثر من ذلسسك ،قسسالوا :إنسسه ورد عسسن أهسسل
البيت عليهم السلم أن عثمان بسسن عفسسان لمسسا رأى اختلف الصسسحابة فسسي
قراءة القرآن طلب من علي عليه السلم مصحف فاطمة الذي كانت هي
-سلم الله عليها -دونته بإشسسارة أبيهسسا ،وطسسابقه مسسع المصسساحف الخسسرى
التي كانت بيد الصحابة ،فما طابق منهسسا مصسسحف فاطمسسة نشسسره ومسسا لسسم
يطابقه أحرقه .فعلى هذا يكون المصحف الذي بأيدينا مصسسحف فاطمسسة ل
مصحف عثمان ،وعثمان كان ناشره ل مسدونه ومرتبسسه ]المرعشسسي /المعسسارف
الجلية :ص .[.27
أليس هذا كله ينقض كل ما ادعوه ،ويهدم كل ما بنوه ..وهو دليل علسسى
اختلف أخبارهم وتناقضها ،والتناقض أمارة بطلن المذهب.
ويبدو من خلل النص الخير أن ذلسسك محاولسسة منهسسم للرجسسوع عسسن تلسسك
المقالسسة بعسسدما جلبسست عليهسسم العسسار ،وأورثتهسسم السسذي والشسسماتة ،وضسسرت
مذهبهم ولم تنل مسسن كتسساب اللسسه شسسيئًا ،لكسسن الرجسسوع عسسن هسسذه المقالسسة
يوقعهم في تناقض آخر وهو أن هذا القرآن العظيم وصل إلينا عن طريسسق
أبي بكر وعثمان وإخوانهم ،وهؤلء لهم في مذهب الشيعة النصيب الوفى
مسسن اللعسسن والتكفيسسر ،وكيسسف يجتمسسع حينئذ فسسي قلسسب واحسسد وعقسسل واحسسد
العتقاد بسلمة القرآن وخيانة جسسامعيه ،ولعلهسسم وضسسعوا المقالسسة الخيسسرة
السستي تقسسول إن عثمسسان قابسسل القسسرآن علسسى مصسسحف فاطمسسة المزعسسوم،
وضعوها للخروج من هذا المأزق ،ولكن هذا يوقعهم في تناقض ثالث وهسسو
مخالفة أخبارهم التي تقول إن مصحف فاطمة غير القرآن -كما سيأتي –
]انظر الحديث عن فاطمة في مبحث )اليمان بسسالكتب ( .[.والثابت عسسن عثمسسان أنسسه
أرسل إلى حفصة "أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ..إلخ"
]انظر :صحيح البخاري -مع فتح الباري .[.13/11 :-
وهؤلء جعلوا ذلك لفاطمة كعادتهم في نسبة فضائل النبياء ،والصسسحابة
إلسسى الثنسسي عشسسر ،عسسن طريسسق تحسسوير الحسساديث ،وصسسياغتها فسسي كتبهسسم
وتركيبها على الئمة ،أما في آيات القرآن فطريق ذلك التأويل الباطني أو
دعوى التحريف ،كما رأينا.
حجم أخبار هذه السطورة في كتب الشيعة ووزنها عندهم:
لقد رأينا أن معظم كتب الشيعة انغمسسست فسسي هسسذا المسسستنقع السسسن،
وسقطت في تلك الهوة الخطيرة ،فما مقدار هذا السقوط وما مسسستواه؟
157
هل تلك الروايات السوداء التي وجدت طريقها إلى كتب القوم ،وتسسسللت
إلى مراجعهم الحديثية لتكسسسو مسن يركسسن إليهسسا ثوبسا ً مسن الخسسزي والعسسار،
وتسلب من يده آخر علقة له بالسلم ..هل تلك الروايات مجسسرد روايسسات
شسساذة مندسسسة فسسي كتسسب القسسوم لسسم تحسسظ برضسسى عقلئهسسم ،ول قبسسول
محققيهم ،وأنها قد تسربت إلى كتب هسسؤلء ،لن الكسسذابين علسسى الئمسسة –
كما تقول كتب الشيعة – قسسد كسسثروا فسسي صسسفوف الشسسيعة ،وكسسان التشسسيع
مطية لكل من أراد الكيد للسلم وأهله ،كما أثبتته الحداث والوقائع؟
قد لحظنا أن هذه السطورة بدأت بروايتين اثنتين في كتاب سسسليم بسسن
قيس حسب النسخة المطبوعة التي بين أيدينا ،وما لبثت أن أخسسذت بعسسدا ً
أكبر وزادت أخبارها .وقد تسسولى كسسبر هسسذه الفريسسة ووزر هسسذا الكفسسر شسسيخ
الشيعة علي بن إبراهيم القمي ،فقد أكثر مسسن الروايسسات فسسي هسسذا البسساب،
ونص في مقدمته على أنها كثيرة ،وبدأت عنده محاولسسة التطسسبيق العملسسي
لهسسذه الخرافسسة كمسسا سسسبق .ويلحسسظ أن معظسسم روايسسات الكلينسسي صسساحب
الكافي هي عن هذا القمي الذي تلقف هذه الروايات عن كسسل أفسساك أثيسسم
وسجلها في تفسيره الذي يحظى بتقدير الشيعة كلها ]انظر مقدمة الرسالة،[.
وقد قال الذهبي وابن حجر عن تفسيره هذا" :ولسسه تفسسسير فيسسه مصسسائب"
]انظر :ميزان العتدال ،3/111 :ولسان الميزان.[.4/191 :
كسسانت دوائر الغلة فسسي القسسرن الثسسالث تعمسسل علسسى الكثسسار مسسن صسسنع
الروايات في هذا حتى أن شيخهم المفيد الذي يلقبونه بركن السلم وآيسسة
ه( يشهد باستفاضستها عنسد طسسائفته الله الملك العلم والمتوفى سنة ) 413
)الثنا عشرية( يقول" :إن الخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من
آل محمد صلى الله عليه وآله وسسسلم بسساختلف القسسرآن ومسسا أحسسدثه بعسسض
الظالمين فيه من الحذف والنقصان" ]أوائل المقالت :ص .[.98
هذه الستفاضة هي ثمرة الوضع والكذب على أهل البيت والذي نشسسط
في القرن الثالث على يد شرذمة من شيوخهم.
ولو كان عند أهسسل السسبيت شسسيء لقسسرؤوا بسسه دون مسسا سسسواه ،ولخرجسسوه
للناس ولم يسعهم كتمانه .ولكن أهل البيت باعتراف الشسسيعة لسسم يقسسرؤوا
إل بكتاب الله ،فعلم براءتهم من هذا الفتراء ..وثبت أن دينا ً يستفيض فيه
الباطل باطل.
هذا والمفيد يقول باستفاضة هذا الكفر بين طائفته ،رغم أن شيخه ابسسن
بابويه يقول :إن من نسب إلى الشيعة مثل هذا القسسول فهسسو كسساذب -كمسسا
سبق ]انظر :ص ) -[.(219-218وسللة أهل البيت )الشسسريف المرتضسسى وهسسو
من معاصري المفيد بل من تلمذته يقول :إن أخبارهم في هذا ل يعتد بها،
لنها أخبار ضسسعيفة ل يرجسسع بمثلهسسا عسسن المعلسسوم المقطسسوع علسسى صسسحته(
]انظر :مجمع البيان .[.1/31 :فهل كل شيخ من هسسؤلء يمثسسل ومدرسسسة ونحلسسة
والتشيع يجمعهم ،أو هم يتلونون تلون الحربساء بحكسم التقيسة ،أو أنهسم قسد
أحكموا خطتهم ،وأزمعوا أمرهم على أن يظهسسر منهسسم حسسسب المناسسسبات
والظروف صوتان مختلفان متعارضان حسستى ل يتمكسسن أحسسد مسسن الوقسسوف
على حقيقة المذهب؟!
158
ولهذا نجد أيضا ً في القرن السادس ظهور الطبرسسسي صسساحب التفسسسير
وإنكسساره هسسذه المقالسسة كمسسا سسسيأتي ،ومعاصسسره الطبرسسسي الخسسر صسساحب
الحتجاج يصرح بهذا الكفر ويروي فيه عشر روايسسات ،ويسسرى أن مسسا ذكسسره
هو محل إجماع أو اشتهار بين طائفته كما سلف.
أم أن الوضع لهسسذا الروايسسات إنمسسا وقسسع فسسي العصسسور المتسسأخرة ونسسسب
لشسيوخهم القسدامى ليحظسى بثقسة التبساع الغسرار؟ سسيأتي إن شساء اللسه
دراسة هل النكار تقية أو حقيقة؟ ..هسسذا وفسسي ظسسل الدولسسة الصسسفوة كسسثر
الوضسسع الخبسسار هسسذه السسسطورة فتجسساوزت مرحلسسة مسسا سسسجله القمسسي أو
الكليني ،أو المفيد ،أو فرات الكوفي ،وغيرهسسم مسسن شسسيوخهم فسسي القسسرن
الثالث والرابع تجاوزت الحجم السسذي سسسجلته هسسذه الزمسسرة إلسسى درجسسة أن
شهد شيخهم المجلسي صاحب بحار النوار بأن أخبارهم في هذا أصسسبحت
تضاهي أخبار المامة؛ يقول" :وعندي أن الخبار فسسي هسسذا البسساب متسسواترة
معنى ،وطرح جميعها يوجب رفع العتماد عن الخبار رأسسًا؛ بسسل ظنسسي أن
الخبار في هذا الباب ل تقصر عن أخبار المامة" ]مرأة العقول.[.2/536 :
ه(علسى تضسخم أخبسار هذه شهادة من المجلسي المتسوفى سسنة ) 1111
هذه السطورة ،والتي كانت مجرد روايسستين فسسي كتسساب سسسليم بسسن قيسسس،
ه( ل تكسساد توجسسد حسستى وكانت عند ابن بابويه القمي المتسسوفى سسسنة ) 381
قال :إن من نسب للشيعة مثسسل هسسذا القسسول فهسسو كسساذب ،وشسسيخ الشسسيعة
الطوسي أنكر نسبة هذا إلى الشيعة ]انظر :تفسير التبيسسان ،[.1/3 :وقد أرهسسق
نفسه النوري الطبرسي صاحب فصل الخطاب ليجسسد وسسسيلة يتخلسسص بهسسا
من كلم الطوسي فقال" :والطوسي في إنكاره )يعني لتحريسسف القسسرآن(
معذور لقلة تتبعه الناشئ من قلة تلك الكتب عنسده" ]فصسسل الخطسساب الورقسسة
) 175النسخة المخطوطة(.[.
وهذا العتذار ل يمكن أن يوافق عليه صاحب فصل الخطاب الذي يصسسر
على أن يجعل كل الشيعة على مذهبه في القسسول بتحريسسف القسسرآن ،ذلسسك
لن الطوسي هو شيخ الشيعة في زمنسسه ،وهسسو مؤلسسف كتسسابين مسسن كتبهسسم
الربعة المعتمدة في الحديث ،وكتابين من كتبهم المعتمسسدة فسسي الرجسسال،
فل يتصور أن يوصف بقلسة التتبسسع ،أو بقلسة الكتسسب عنسسده ،كمسا يقسول هسسذا
الطبرسي .بل نحسسن نأخسسذ منقسسول الطوسسسي هسسذا شسسهادة هامسسة أو وثيقسسة
تاريخيسسة تثبسست أن الوضسسع لهسسذه السسسطورة لسسم يتسسسع ويصسسل إلسسى هسسذا
المسسستوى الموجسسود اليسسوم إل فسسي ظسسل الحكسسم الصسسفوي ،ول يسسستبعد أن
تضاف روايات مسسن هسسذه الروايسسات إلسسى شسسيوخهم القسسدامى لخدمسسة هسسذه
السطورة ،ولسيما والشواهد قائمة علسسى أن الكسسذب فسسي الشسسيعة كسسثير،
كما تشهد بهذا كتب أهل السسسنة وتقسسر بسسذلك كتسسب الشسسيعة نفسسسها -كمسسا
سيأتي – ]انظر :فصل "اعتقادهم في السنة".[.
هذا وشهادة شيوخ الدولة الصفوية بكثرة هذه الخبار في زمنهم كثيرة،
فكما شهد المجلسي يشهد شيخهم الخر نعمسسة اللسسه الجسسزائري وهسسو مسسن
معاصري المجلسي ،ومن تلمذته ]أشار إلى ذلك فسسي النسسوار النعمانيسسة[.4/232 :
وموضع ثقة الشيعة وتقديرهم ]انظر :ص ) (202من هذه الرسالة .[.يقول" :إن
159
]انظر :فصل الخطسساب ،الورقسسة الخبار الدالة على ذلك تزيد على ألفي حديث"
) 125النسسسخة المخطوطسسة( وص 251مسسن المطبوعسسة ،[.كما أنسه يضسع أسساطيره،
وكتاب الله سبحانه في كفة ميزان ،ويرى أن القول بسلمة القرآن يسسؤدي
إلى انعدام الثقة في أخبارهم فيقول -وهو يرد على شيوخهم المتقسسدمين
-فسسي قسسولهم بتسسواتر القسسراءات السسسبع ..يقسسول" :إن تسسسليم تواترهسسا عسسن
الوحي اللهي ،وكون الكل قد نسسزل بسسه السسروح الميسسن يفضسسي إلسسى طسسرح
الخبار المستفيضة ،بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في
القرآن" ]النوار النعمانية.[.357-356 /2 :
يعني والمحافظة على حرمة وسلمة أخباره وأساطيره أولى من القول
بصيانة القرآن وحفظه! وهذا هو نفس ما قسساله شسسيخهم المجلسسسي حينمسسا
قال -كما مر " :-وطرح جميعها )يعني جميع أخبار التحريف( يسسوجب رفسسع
العتماد على الخبار رأسًا".
هذا هو الخيار الصعب في نظسسر هسسذه الزمسسرة ،هسسل تفقسسد أخبارهسسا وبهسسا
قوام دينها ،ومنها تقتات رزقها باسم الخمس ،وبها تستمد قداستها باسسسم
النيابة عن المام أتخسر كل هذه المكاسب التي تجنيهسسا ..أم تقسسول بتغيسسر
القرآن فتجنسسي تكفيسسر المسسسلمين لهسسا ،وصسسعوبة التبشسسير بسسدينها ،وتقلسسص
أتباعهسسا وضسسمور مكاسسسبها مسسن بعسسد ذلسسك؟ إنسسه خيسسار صسسعب أمسسام هسسؤلء
)الشيوخ( ..هل يخرجون منسسه بسسالظهور أمسسام النسساس بسسوجهين وقسسولين أو
يرجعون إلى التقية والكتمان ،أو يراعون الظروف والمناسبات والجواء؟
الملحظ أن شيوخ الدولة الصفوية هم أجرأ على التصسسريح بهسسذا الكفسسر
بحكم ووجود قسسوة تسسسندهم فتخسسف التقيسسة لسسديهم ،ولهسسذا كسسثرت أقسسوالهم
بتواتر هذا الكفر عندهم حتى زعم شيخهم أبو الحسن الشريف وهسسو مسسن
تلمذة المجلسي بأنه" :يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع"
]مرآة النوار :ص .[.49
ه( .." :وإسسسقاط بعسسض وقال ثقتهم محمد صالح المازندراني )ت 1081
القرآن وتحريفه ثبت من طرقنا بالتواتر معنى كلما يظهر لمن تأمل كتسسب
الحاديث )يعني كتب أحاديثهم( من أولها إلى آخرها" ]المازندراني /شرح جامع
)على الكافي(.[.11/76 :
ويقول شيخهم محسن الكاشاني" :المستفاد ..من الروايات من طريسسق
أهل البيت -عليهم السلم -أن القرآن السسذي بيسسن أظهرنسسا ليسسس بتمسسامه،
كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،بل منه ما هسسو خلف مسسا
أنزل الله ،ومنه ما هو مغير محرف ،وأنه قد حذف عنه أشياء كسسثيرة منهسسا
اسم علي -عليه السلم -في كثير من المواضسسع ،ومنهسسا غيسسر ذلسسك ،وأنسسه
ليس أيضا ً على الترتيب المرضي عند الله وعند رسسسوله صسسلى اللسسه عليسسه
وآله وسلم" ]تفسير الصافي.[.1/49 :
هذا بعض ما قاله شيوخهم في تلك الفترة عن حجم الروايسسات والخبسسار
عندهم ،وهي شهادة خطيرة تؤكد هسسذه الفريسة عنسدهم ،واستفاضسستها فسسي
كتبهم ،وهذا بل شك دليل بطلن أخبسسارهم كلهسسا ،فمسسا دام الكسسذب عنسسدهم
يصل إلى حد التواتر فل ثقة بسائر أخبارهم ،وكل من يذهب هذا المسسذهب
160
فإنه ليس من السلم في شيء ،وإن دين هؤلء ليس دين الئمة ،بل هسسو
دين المجلسي أو القمي أو الكليني أو العياشي أو غيرها .وإن مثل هسسؤلء
كمثل سائر الزنادقة الذين ظهروا في التاريخ السلمي ،وإن ذلسسك القنسساع
الذي أضفوه علسسى حقيقتهسسم المعاديسسة للسسسلم وأهلسسه قسسد انكشسسف بهسسذه
الدعوى ،وإن أخبارهم التي نسبوها زورا ً وكذبا ً لهل البيت قد ظهر كسسذبها
واستبان زيفها بهذا الكفر المعلن.
وبناًء على حركسسة الوضسسع المسسستمرة عسسبر القسسرون ،ولسسسيما فسسي إبسسان
الدولة الصفوية رأينا شيخ الشيعة ومحدثها ،وخبير رجالهسسا ،وصسساحب آخسسر
مجموع من مجسساميعهم الحديثيسسة )مسسستدرك الوسسسائل( وأسسستاذ كسسثير مسسن
شيوخهم المعتبرين كمحمد حسين آل كاشف الغطا ،وأغا بزرك الطهراني
وغيرهما ..شيخ الشيعة حسين النوري الطبرسي يرى أنه ل ينبغي عنسسدهم
النظر في أسانيد تلك الساطير لتواترها من طرقهم؛ يقول" :إن ملحظسسة
السند في تلك الخبار الكثيرة توجب سد باب التواتر المعنوي فيها بل هسسو
أشبه بالوسواس الذي ينبغي السسستعاذة منسسه" ]فصسسل الخطسساب -الورقسسة 124
)النسخة المخطوطة(.[.
والخسسوئي مرجسسع الشسسيعة فسسي العسسراق وغيسسره اليسسوم يقسسول" :إن كسسثرة
الرويات )رواياتهم في تحريف القرآن( من طريق أهل البيت تورث القطع
بصدور بعضها عن المعصومين ،ول أقسسل مسسن الطمئنسسان بسسذلك ،وفيهسسا مسسا
روي بطريق معتبر" ]الخوئي /البيان ص .[.226
وبعد هذه العترافات من أساطين التشيع وشيوخه هل يشك أحسسد يقسسرأ
هذه الدعاوى العريضة فسسي أن القسسوم قسسد وقعسسوا فسسي درك مظلسوم وفسسي
مستنقع آسن؟ وكم يتألم المسلم وهو يقرأ مثل هذه الكلمسسات المظلمسسة،
ت هسسذا "الغثسساء" ح سو َ ْ
وكم يشفق على قوم اعتمدوا في دينهم علسسى كتسسب َ
وركنوا في أمرهم على شسسيوخ يجسساهرون بهسسذا الكفسسر قسسد بسساعوا أنفسسسهم
للشسسيطان ،وجعلسسوا نواصسسيهم بيسسده .ولكسسن هسسل الشسسيعة كلهسسم علسسى هسسذا
الطريق المظلم؟ وهسسل هسسم جميعسا ً قسسالوا بهسسذا الكفسسر واللحسساد؟ هسسذا مسسا
سنتحدث عنه في الفقرة التالية:
هققل الشققيعة جميعققا ً تعتقققد صققحة هققذه الروايققات وتقققول
بتواترها؟
وبعدما رأينا أن معظم كتب الشيعة سقطت في هسسذه الهسسوة المظلمسسة،
وعرضنا لشيء من مضامين هذه الروايات مما تتضح به صورتها وتتبين به
حقيقتها ،ثم حاولنا التعرف علسسى القسسدر الكمسسي ،والسسوزن السسسنادي لهسسذه
الروايات ،ورأينا أن مهندسي التشيع عملوا جاهدين على الوضسسع والزيسسادة
لخبار هذه السطورة عسسبر القسسرون ،حسستى اعسسترف طائفسسة مسسن شسسيوخهم
المعتبرين عندهم باستفاضتها وتواترهسسا ،وأنسسه ل ينبغسسي لسسذلك النظسسر فسسي
أسانيدها ..فهل جميع شيوخ الثني عشرية يتفقون معهم في هذا الحكم؟
ه( فسسي كتسسابه أوائل المقسسالت وهسسو مسن يقول شسسيخهم المفيسسد )ت 413
كتبهم المعتبرة عندهم بسساعتراف شسسيوخهم المعاصسسرين ]محمسسد جسسواد مغنيسسة:
الشيعة في الميزان :ص ،[.14يقول" :واتفقسسوا -أي الماميسسة -علسسى أن أئمسسة
161
الضلل خالفوا في كثير من تأليف القرآن وعدلوا فيه عن موجب التنزيسسل
وسسسنة النسسبي صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم ،وأجمعسست المعتزلسسة ،والخسسوارج،
والزيدية ،والمرجئة ،وأصحاب الحديث على خلف المامية" ]أوائل المقالت:
ص .[.13
وهذه شهادة مهمة واعتراف صريح من مفيد الشيعة بسسأن سسسائر الفسسرق
السلمية لم تقع في هذا الكفر السسذي وقعسست فيسسه طسسائفته .وهسسي شسسهادة
تلجم أولئك الروافض الذين يحاولون مسسن منطلسسق جبسسان أن يصسسموا أهسسل
السنة مسسن هسسذه الفريسسة؛ كمحاولسسة مكشسسوفة لثبسسات هسسذا الكفسسر بطريسسق
النسبة الكاذبة لهل السنة .وعصمة أهل السنة من هذا الضسسلل ل تحتسساج
إلى هذا العتراف ،ولكن ذكرنساه هنسا لنسسه صسادر مسن المخسسالف وإنصساف
المخالف أشد وقعا ً في النفس من إنصاف الموافق ،ولن في هذا وأمثاله
ما يسكت أولئك المفترين الذين يفترون الكذب ول يؤمنون.
كما أن مفيدهم يعترف أيضا ً بأن إجماع طسسائفته قسسائم علسسى هسسذا الكفسسر
البين ،ولم يذكر مفيدهم وجود خلف بين علمائهم في هذا!! مع أن شيخه
ه( قسسد أنكسسر هسسذا فسسي ابن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق )ت 381
رسالته في "العتقادات" ]العتقسسادات :ص .[.102-101وأنكر نسسسبة العتقسساد
بالتحريف إليهم -كما مر ،-وتبعسسه علسسى ذلسسك الشسسريف المرتضسسى ]انظسسر:
ه( ،والطوسي ]انظسسر :التبيسسان [.1/3 :
التبيان ، 1/3 :مجمع البيان) [.1/31 :ت 436
ه( وهمسسا مسسن تلمسسذة المفيسسد ،ورابعهسسم الطبرسسسي )ت 548أو )ت 450
م يشر المفيد إلى خلف شيخه القمي؟ هسسل تجاهسسل المفيسسد م لَ ْ
ه( فل ِ َ 561
لذلك من قبيل اقتناعه بأن مخالفته بسسسبب التقيسة أو مساذا؟! وليسسس ذلسك
فحسب بل إن المفيد نفسه ،وفي الكتاب ذاتسسه ذكسسر أن طائفسسة مسسن أهسسل
المامة أنكرت ذلك ]حيث ذكر أن "جماعة من أهل المامة )قالت( :إنه لم ينقص مسسن
كلمة ول من آيسسة ول مسسن سسسورة" )انظسسر :أوائل المقسسالت :ص ،(55وسسسنرى فسسي مبحسسث
"عقيدتهم في الجماع " اضطرابهم فسسي أمسسر الجمسساع حيسسث تجسسد الجماعسسات المتعارضسسة،
ودعوى الشخص منهم للجماع مع نقله للخلف فيه.[.
ومثل دعوى المفيد يسسدعي النسسوري الطبرسسسي أن إجمسساع الشسسيعة قسسائم
على هذا الكفر ،إلى أن جاء ابن بابويه القمي فخالف ذلك حتى قال" :إن
ابن بابويه القمي أول من أحسسدث هسسذا القسسول فسسي الشسسيعة فسسي عقسسائده"
]فصل الخطاب ،الورقة ) 111النسخة المخطوطة(.[.
ولعسسل القسارئ يسدرك محاولسسة هسسذا الطبرسسي ،لن يجعسسل الشسيعة منسسذ
نشسسأتها كسسانت علسسى مسسذهبه ،وأن مخالفسسة هسسذا المسسذهب كسسانت طسسارئة،
والحقيقة السستي ل يمسساري فيهسسا مسسسلم ،ول يشسسك فيهسسا مسسن سسسبر التطسسور
العقدي عند هؤلء القوم أن أوائل الشيعة ما كسسانت علسسى هسسذا الكفسسر ،مسسا
كسسان خلف الشسسيعة فسسي أول المسسر إل فسسي مسسسألة المامسسة ومسسن أحسسق
بالمامة ،ثم ما لبثت أن انجرت من بدعة إلى أخرى حسستى رأينسسا شسسيوخهم
في القرن الثالث يتسسسابقون للوقسسوع فسسي هسسذا الكفسسر ،فسسأورثهم ذلسسك ذل ً
وعارا ً ومقتا ً من المسلمين ،فأراد ابن بابويه الرجوع بهم إلى الصل -كما
هو الظاهر -ولكن عقيدة التقية لديهم جعلت محاولسسة ابسسن بسسابويه ل تثمسسر
162
ثمارها ،وتبع ابن بابويه ثلثة آخرون من شيوخهم ،كلهم أنكروا هسسذا -كمسسا
مر .-
ويذكر النسسوري الطبرسسسي بسأنه ل يوجسد مسن القسسرن الرابسسع إلسسى القسرن
السادس خامس لهؤلء الربعة السسذين ذكرنساهم ،ويقسول إنسسه" :لسسم يعسسرف
الخلف صسسريحا ً إل مسسن هسسؤلء الربعسسة" ]فصسسل الخطسساب) 15 :المخطسسوط( وص
.[.34
إذن بعدما استشرى هذا البلء في المامية لسسم نجسسد مسسن شسسيوخهم مسسن
يعلن إنكاره لهذا إل هؤلء الربعة ]وقد نقل الشيخ إحسان إلهي ظهير هسسذا القسسول،
وتحدى الشيعة أن تأتي بخامس لهؤلء )الشيعة والسنة ص .(124والسسذي يجسسب ملحظتسسه
في هذا المر ما يلي:
ل :أن مفيدهم ذكر أن الخلفة لهذا الكفر قد ذهب إليه جماعة من أهسسل المامسسة )انظسسر: أو ً
أوائل المقالت ص ،(55فهل هو يشير بهذا إلى خلف الثلثسسة )لن الطبرسسسي مسسن القسرن
السادس( أو يشير إلى أكثر من ذلك ولسيما أن وصفهم بأنهم جماعة ،يشعر بكثرتهم؟.
وقد شك في هذا صاحب فصل الخطاب نفسه وقال" :ولم يعرف من القدماء موافق لهسسم
إل ما حكاه المفيد من جماعة من أهل المامة ،والظسساهر أنسسه أراد منهسسا الصسسدوق وأتبسساعه"
)انظر :فصل الخطاب ص .(33
ثانيًا :أن أوائل الشيعة كلهسسم علسسى خلف هسسذا الكفسسر ،وقسسد اسسستحدث هسسذا القسسول فئة مسسن
الزنادقة قد اندسوا في الروافض ،فقول النوري" :لم يعرف من القدماء موافسسق لهسسم" هسسو
كذب ظاهر؛ إذ إن كل أوائل الشيعة وقدمائها معهم.
ثالثًا :أن الشعري في مقالت السلميين نسب النكار لهذه الفريسسة إلسسى طائفسسة منهسسم،
وهو يشعر بأنهم ليسوا بثلثسسة فقسسط )انظسسر مقسسالت السسسلميين .[.(120-119 /1 :وقد
أشرنا من قبل إلى أن ابن حزم يذكر بأن المامية كلها على هسسذا الباطسسل
إل ثلثة ،ومن هؤلء الثلثة الشريف المرتضى.
وقد تحدث شيوخهم أن المامية لم تتفق على هذا الكفر .يقول صاحب
ي بسسن
"قوامسسع الفضسسول"" :إن المحكسسي عسسن ظسساهر الكلينسسي وشسسيخه علس ّ
إبراهيم القمي والشيخ أحمد بن أبي طسسالب الطبرسسسي صسساحب الحتجسساج
وقسسوع التحريسسف والزيسسادة والنقصسسان فيسسه ،بسسل وحكسسي ذلسسك عسسن أكسسثر
الخباريين ،وعن السيد الصدوق ]لقب يطلقونه على ابن بابويه القمي صسساحب مسسن
ل يحضره الفقيه [.والمحقق ]يطلق لقب المحقسق علسى محمسد بسن محمسسد بسن الحسسسن
ه( )انظسسر :أغسسابزرك/
الطوسي ،وعلى جعفر بسسن الحسسسن ابسسن يحيسسى المتسسوفى سسسنة ) 676
النوار الساطعة ص (146وهو هنا يريسسد الول )الطوسسسي( [.إنكار ذلسسك ،بسسل وحكسسي
عن جمهور المجتهدين ،وظاهر الصدوق في اعتقاداته أن المسسراد بمسسا ورد
في الخبار الدالة على أن في القرآن الذي جمعه أمير المسسؤمنين -رضسسي
الله عنه -كان زيادة لم يكسسن فسسي غيرهسسا أنهسسا كسسانت مسسن بسساب الحسساديث
القدسية ل القرآن" ]قوامع الفصول :ص .[.298
وكذلك أشار الطبرسي في فصل الخطاب إلى مثسسل ذلسسك وتوسسسع فسسي
ذكر الذاهبين إلى التحريف فممسسا قسساله" :اعلسسم أن لهسسم فسسي ذلسسك أقسسوال ً
مشورها اثنان :الول وقع التغيير والنقصان فيه" ،ثم ذكر مسسن قسسال بسسذلك
من شيوخهم ،ونقل كلمات بعضهم في هذا ،ويلحظ أنسسه يحسساول المبالغسسة
في جعل معظم رجالت طائفته على هذا القول ،بل إنه ذكسسر مصسسنفات ل
يوجد لها عين ول أثر ،وذكر أنهسسا تسسسمى باسسسم "التحريسسف" أو "التبسسديل"،
163
واسسستظهر أن أصسسحابها كسسانوا علسسى مسسذهبه ]انظسسر :فصسسل الخطسساب،[.31-30 :
ولمعارضه أن يقسول :مسا المسانع أن تكسون هسذه المصسنفات لنقسد تحريسف
الشيعة لمعسساني القسسرآن ،أو لنقسسد دعسسواهم تحريسسف ألفسساظه وأخسسذت ذلسسك
السم.
ثم ذكر القول الثاني فقال" :الثاني :عدم وقسسوع التغييسسر والنقصسسان فيسسه
وأن جميع ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله هو الموجود بأيدي
النسساس فيمسسا بيسسن السسدفتين ،وإليسسه ذهسسب الصسسدوق فسسي عقسسائده والسسسيد
المرتضى ،وشيخ الطائفة في التبيان ،ولم يعرف من القدماء موافق لهسسم
إل ما حكاه المفيد عن جماعة مسسن أهسسل المامسسة ،والظسساهر أنسسه أراد منهسسا
الصدوق وأتباعه" ]فصل الخطاب :ص .[.33
وقسسوله" :لسسم يعسسرف مسسن القسسدماء موافسسق لهسسم" يعنسسي قسسدماء شسسيوخه
المامية ،الرافضة ،أم أسلفهم من الشيعة فلم يصل بهم المسسر إلسسى هسسذا
الحد -كما تقدم .-
ثم قال هذا النوري" :ثم شاع هذا المذهب )يعني إنكسسار التحريسسف( بيسسن
الصوليين من أصحابنا واشتهر بينهسسم حسستى قسسال المحقسسق الكسساظمي فسسي
شرح الوافية :إنه حكي عليه الجماع" ]فصل الخطاب :ص .[.38ثم حسساول رد
دعوى الجماع ..ليجعل جل الشيعة الثني عشرية على مذهبه.
فإذن هل ننتهي من هسسذا إلسسى أن الثنسسي عشسسرية لسسم يتفقسسوا علسسى هسسذا
الكفر ،بل لهم قولن في هذه المسألة ،كما أشار إلى ذلك الشسسعري فسسي
مقالته كما سلف ،أو أنه قول واحد والنكار تقية؟ هذا ما سنعرض له في
المسألة التالية:
هققل إنكققار المنكريققن لهققذا الكفققر )مققن الشققيعة( مققن قبيققل
التقية؟
بعدما بّينا أن المامية لم تتفق على هذا الضلل ،وأنه قد أنكر ذلك كبسسار
محققيهم كالشريف المترضى ،وابن بابويه القمي والطوسي والطبرسي،
ومن اتبعهم من المتأخرين ،فإنه مع ذلك قد برز ناعق مسسن شسسيوخ الدولسسة
الصفوية يقول :إن إنكار هؤلء كان على سبيل التقية.
يقسسول شسسيخهم نعمسسة اللسسه الجسسزائري )وهسسو مسسن الخبسسارين( ]ولهسسذا قسسال
الخوانساري" :كان مع شرب الخبارية كثير العتناء والعتداد بأرباب الجتهساد ) "..روضسات
الجنات [.(8/150 :والذي قال عنه الخوانسسساري" :كسسان مسسن أعسساظم علمائنسسا
المتأخرين وأفاخم فضلئنا المتبحرين] "..روضات الجنات" :[.8/150 :والظاهر
أن هذا القول إنما صدر منهم لجل مصالح كثيرة ،منهسسا سسسد بسساب الطعسسن
عليهم بأنه إذا جاز هذا في القرآن فكيف جاز العمل بقواعده وأحكامه مع
جواز لحوق التحريف لها" ]الجزائري /النوار النعمانية.[.2/358 :
ثم قدم برهان دعواه بقوله" :كيسسف وهسسؤلء العلم رووا فسسي مؤلفسساتهم
أخبارا ً تشتمل على وقوع تلك المور في القرآن ،وأن الية هكذا أنزلت ثم
غيرت إلى هذا" ]الجزائري /النوار النعمانية.[.359-2/358 :
وكسسذلك يسسرى هسسذا صسساحب فصسسل الخطسساب؛ فسسإنه نقسسل كلم الجسسزائري
المذكور مؤيدا ً له ،كما نقل ما ذكسسره شسسيخهم ابسسن طسساوس مسسن أن كتسساب
164
التبيان الذي أنكر فيه الطوسسسي هسسذا الضسسلل موضسسوع علسسى غايسسة الحسسذر
والمدارة للمخالفين ]فصل الخطاب :ص ) 38النسخة المخطوطة(.[.
وقد نقلنا النص بتمامه فيما سبق ]انظر :ص ) ..[.(198-197فهل ما يقسسوله
هؤلء حقيقة؟
أقول :ل شك أن الجزائري وصحاب فصل الخطاب وغيرهمسسا هسسم ممسسن
يجاهر بهذا الكفر ويعلنه ،ومن يفعل ذلك فليس مسسن السسسلم فسسي شسسيء،
وإذا كنا نتثبت في خبر الفاسق ،فما بالسسك بأخبسسار هسسؤلء ،فهسسم يسسودون أن
يجعلسسوا كسسل شسسيعي علسسى هسسذا الكفسسر فليسسس بغريسسب أن يحملسسوا آراء
المعارضين على التقية .وأرى خطأ من يأخذ كلم هذا الجزائري ومن على
شاكلته بإطلق ،ويحكم على طائفة بأكملها بهسسذا الكفسسر مسسن غيسسر دراسسسة
وتحقيق.
وإذا كنا ل نأخذ بكلم هؤلء الفاكين الثمين فهذا ل يعني أيضا ً أن نتقبل
بسذاجة ظاهرة ،وبسطحية غافلة ما يقوله أصحاب الرأي الخسسر بسسإطلق،
ونحن نعلم أن التقية من أصولهم ،وأنها عنسسدهم تسسعة أعشسار السدين ،ول
دين لمن ل تقية له -كما سيأتي .-
وعلى هذا فلبد من دراسة متأنية وأمينة لهذا القضية ،فأقول :كما نقسسل
شيخهم المفيد إجماع طائفته على هذا الكفر كما أسسسلفنا ،فسسإن مسسن كبسسار
شيوخهم المتأخرين من نقل إجماع الصوليين من الشيعة على إنكار هسسذا
الكفر ]فصل الخطاب :ص ) 38النسخة المخطوطة(.[.
واعترف صاحب فصل الخطسساب بسسأن مسسذهب إنكسسار التحريسسف قسسد شسساع
واشتهر بيسن أصسسحابه فقسال .." :شساع هسسذا المسسذهب بيسن الصسوليين مسن
أصحابنا واشتهر بينهم حتى قال المحقق الكاظمي في شرح الوافيسسة :إنسسه
حكي عليه الجماع" ]فصل الخطاب :ص ) 38النسخة المخطوطة(.[.
وقد غضب من هذا المر صاحب فصل الخطسساب ،لنسسه -كمسسا أسسسلفت -
يريد أن يجعل مسذهبه هسو الشسهر والكسثر ..فقسال .." :إن دعسواه -يعنسي
دعوى الجماع -جرأة عظيمة )!( وكيف يمكن دعوى الجماع بل الشسسهرة
المطلقة على مسألة خالفها جمهسسور القسسدماء وجسسل المحسسدثين وأسسساطين
المتأخرين ،بل رأينا كثيرا ً من كتب الصول خالية عن ذكر هسسذه المسسسألة،
ولعل المتتبع يجد صدق ما قلناه ،ومع ذلك كله فالمتبع هو الدليل ،وإن لم
يذهب إليه إل قليل كما قسسال السسسيد المرتضسسى -رحمسه اللسسه -فسسي بعسسض
مسائله :ل يجب أن يوحش من المذهب قلة الذاهب إليه والعاثر عليه ،بل
ينبغي أل يسسوحش منسسه إل مسسا ل دللسسة لسسه تعضسسده ول حجسسة تعمسسده ،وقسسال
المفيد في موضع من المقالت :ولم يوحشني من خالف فيسسه؛ إذ بالحجسسة
له أتم أنس ول وحشة من حق" ]فصل الخطاب :ص .[.39-38
نلحظ من خلل هذه الكلمات أن هناك وميض نار مشتعلة بين فريقيسسن
وكل يدعي الشهرة والحقية لمسسذهبه ..وأن هسسذا الرجسسل قسسد ارتسسدى ثسسوب
الواعظ كما يصنع الشيطان أحيانا ً وراح يدعو قومه إلسسى نسسار جنهسسم وبئس
المصير ،وينادي بأن قوله هو الذي عليسسه السسدليل مسن كتبهسسم ،وهسسو الصسسل
165
الذي عليه قسسدماء الشسسيعة ،وخلفسسه قسسول طسسارئ علسسى مسسذهبهم ،ودعسسوى
الجماع عليه أو الشهرة في نظره جرأة عظيمة.
إذن هناك -بلشك -فئة من الشيعة لم تعسد تهضسم هسذا المعتقسد ،وقسد
كثر أتباعها ،ولهسسؤلء -فيمسسا يظهسسر -أل ّسسف صسساحب فصسسل الخطسساب كتسسابه
ليردهم عن هذا الطريق السذي سسلكوه ،ويرفسع عنهسم تلسك العمساوة الستي
غشيتهم في نظره ويقول :إن السدليل أحسسق أن يتبسع ،وإن لسسم يسذهب إليسسه
أحد .وكأنه استوحش من مسسذهبه ،والكفسسر كهسسف مسوحش مخيسسف ،وخسساف
تقلص أتباعه واندراس أشياعه فراح يدعو إلسى عسدم الوحشسة عنسد القلسة
فهي في نظره عنوان الحق علسى هسذا القسول ،ومسن الغريسب أن يسستعير
كلمات الشريف المرتضى الذي يتبرأ مسسن هسسذا الكفسسر ،ويكفسسر مسسن قسساله،
ويعظ بها قومه ويدعوهم إلى هذا اللحاد.
ومن خلل قراءتي لكتاب فصل الخطاب تسسبين لسسي أن فئة مسسن الشسسيعة
لم تعد تصدق بهذه الخرافسة ،وقسد هساجمهم صساحب فصسل الخطساب فسي
مواضع متعددة ،وقال معلقا ً على كلم بعضهم" :ليس لداء قلة التتبع دواء
إل تعب المراجعة" ]فصل الخطاب :الورقة ) 84النسخة المخطوطة( و ص ) 169من
المطبوعة(.[.
كما ضاق ذرعا ً بأمر الصدوق صاحب "من ل يحضره الفقيه" أحد كتبهسسم
الربعة المعتمدة في إنكسساره لهسسذه الخرافسسة ،وقسسال :إن أمسسره مضسسطرب،
ويغير بعض الروايات لتوافق مذهبه في نفي هذه الخرافة ،وأنسسه غيسسر فسسي
بعض الروايات تغييرات تورث سوء الظسسن ]فصسسل الخطسساب :الورقسسة ) 120مسسن
المخطوطة( و ص ) 240من المطبوعة( [.به ،كما سيأتي بعد قليل إيراد نصوصسه
في هذا ،مع العلم بأن كتابه "مسسن ل يحضسسره الفقيسسه" هسسو أحسسد جسسوامعهم
المعتمدة عندهم.
كما يعتذر أحيانا ً عن المنكرين من أصحابه لهذا العتقاد -الذي يؤكد أنه
متواتر من طرقهم الكاذبة -بقوله" :إن أخبار التحريف متفرقة فلهسسذا لسسم
يعرفوها" ]فصل الخطاب :الورقة ) 176النسخة المخطوطة(.[.
ولقائل أن يقول :إنها لم تكن موجودة فلهسسذا لسسم يعرفوهسسا ولسسدت فيمسسا
بعد ،ونمت أخبارها وكثرت أساطيرها فأخذت بها أنت ومن معسسك اغسسترارا ً
أو تغريسسرًا؛ إذ كيسف يعقسل أن تخفسسى علسسى أمثسسال ابسن بسابويه وغيسره مسن
مؤسسسسي مسسذهبكم ومسسؤلفي مجسساميعكم المعتمسسدة ،وكسسذلك اعتسسذر عسسن
الطوسي بنحو هذا -كما سيأتي -وحتى نعمة الله الجسسزائري السسذي قسسال:
إن إنكارهم تقية لم يكن على يقين من هسسذا ،فسستراه فسسي شسسرح الصسسحيفة
السجادية يتعجب من صنيعهم ،ويحاول أن يرد على حجتهم ،حيسسث يقسسول:
"وأخبارنا متواترة بوقوع التحريف والسسسقط منسسه بحيسسث ل يسسسعنا إنكسساره،
والعجب العجيب من الصدوق وأمين السلم الطبرسسسي ،والمرتضسسى فسسي
بعض كتبه كيف أنكروه وزعموا أن ما أنزله الله تعالى هسسو هسسذا المكتسسوب
مع أن فيه رد متواتر الخبار )يعني أساطيرهم(".
ثم حاول أن يجيب عما اعترض به عقلء قومه مسسن أن القسسول بتحريسسف
القرآن يلزم منه أل يعمل به لرتفاع الثقسسة عنسسه ،وهسسذا مخسسالف لمسسا عليسسه
166
الشيعة والئمة ..فقسسال" :ومسسا قيسسل مسسن طرفهسسم أنسسه يلسسزم عليسسه ارتفسساع
الموثسسوق باليسسات الحكاميسسة ،وينتفسسي جسسواز السسستدلل بهسسا لمكسسان جسسواز
التحريف عليها .فجسسوابه :أنهسسم عليهسسم السسسلم أمرونسسا فسسي هسسذه العصسسار
بتلوة هذا القرآن والعمل بما تضمنته آيسساته لنسسه زمسسن هدنسسة ،فسسإذا قسسامت
دولتهسسم وظهسسر القسسرآن كمسسا أنسسزل السسذي ألفسسه أميسسر المسسؤمنين بعسسد وفسساة
الرسول صلى الله عليه وسلم وشده في ردائه وأتى إلى أبي بكر وعمسسر
وهما في المسجد في جماعة من الناس فعرضه عليهسسم فقسسالوا :ل حاجسسة
لنا في قرآنك ول فيك عندنا من القرآن ما يكفينا .فقال :لن تروه بعد هذا
اليوم حتى يقوم قائمنا .فعند ذلك يكسسون ذلسسك القسسرآن هسسو المتسسداول بيسسن
الناس مع أن ما وقع من التحريف في اليسسات الحكاميسسة أظهسسروه عليهسسم
السلم ،فيقوم الظن بأن ما لسسم يعرفونسسا تحريفسسه لسسم يكسسن فيسسه تحريسسف"
]شرح الصحيفة السجادية :ص .[.43
وبعد هذا هل يحق لحسسد أن يجسسزم بسسالقول :إن إنكسسار هسسؤلء كسسان علسسى
سبيل التقية ،والخلف جاري بينهسسم وبيسسن قسسومهم علسسى أشسسده ،والصسسراع
واضح من خلل ما كتبه صاحب فصل الخطاب وغيره؟!
ولكن بقي أن ندرس البرهان الذي قدمه نعمسسة اللسسه الجسسزائري فسسي أن
إنكسسار هسسؤلء المنكريسسن كسسان علسسى سسسبيل التقيسسة بسسدليل أنهسسم "رووا فسسي
مؤلفاتهم أخبارا ً كثيرة تشتمل علسسى وقسسوع تلسسك المسسور فسسي القسسرآن ،وأن
الية هكذا أنزلت ثم غيرت إلى هذا" ]النوار النعمانية [.359-2/358 :كما سبق
نقله ،فهل هذا حقيقي بالنسبة لولئك المنكرين؟
ه( باعتبسساره أول مسسن أنكسسر نبدأ بابن بابويه القمسسي "الصسسدوق" )ت 381
على هؤلء الغلة ،وأعلن أن هذا ل يمثل مذهب الشيعة وذلك في رسالته
"العتقادات".
-1ابن بابويه وإنكاره لما ينسب لطائفته:
يقول" :اعتقادنا أن القرآن الذي أنزل الله تعالى على نسسبيه محمسسد وهسسو
ما بين الدفتين وهو ما في أيسسدي النسساس ،وليسسس بسسأكثر مسسن ذلسسك ،ومبلسسغ
سوره عند الناس مائة وأربعة عشر ]كذا فسسي الصسسل وهسو خطسأ لغسوي ،والصسسحيح
"أربعة عشرة سورة" [.سورة ،وعندنا أن الضحى وألم نشرح سسسورة واحسسدة،
ومن نسب إلينا أنا نقول أنه أكثر من ذلك فهو كاذب" ،ثم استدل بما جسساء
في رواياتهم في ثواب من قرأ سورة من القرآن ،وثواب من ختم القرآن
كله ،وأن هذا ينفي تلك الدعاوى الباطلة.
ثم قال" :بل نقول :إنه قد نزل من الوحي الذي ليس بقرآن ما لو جمع
إلى القرآن لكان مبلغه مقدرا ً سبع عشرة ألف آية" .واستشهد على ذلسسك
ببعض الحاديث القدسية الواردة عندهم ،ثم قسسال" :ومثسسل هسسذا كسسثير كلسسه
وحي ليس بقرآن ،ولسسو كسسان قرآن سا ً لكسسان مقرون سا ً بسسه وموصسسول ً إليسسه غيسسر
مفصول عنه كما قال أمير المؤمنين لما جمعه ،فلما جسساء بسسه فقسسال لهسسم:
هذا كتاب الله ربكم كما أنزل على نبيكم لم يزد فيه حرف ولم ينقص منه
حرف ،فقالوا :ل حاجة لنا فيسسه ،عنسسدنا مثسسل السسذي عنسسدك .فانصسسرف وهسسو
167
يقول :فنبذوه وراء ظهورهم واشسستروا بسسه ثمنسا ً قليل ً فسسبئس مسسا يشسسترون"
]العتقادات :ص .[.103-101
هذا ما قاله ابن بابويه نقلته بطوله لنسسدرة المصسسدر المنقسسول عنسسه ،ولن
معظم من ينقل عنه من كتب الشيعة وغيرها يكتفي بنقل صدر كلمه مما
ل يعطي تصورا ً كامل ً عن مذهب الرجل.
ومن خلل الكلمات السابقة يلحظ ما يلي:
ل :إن الرجل يعد هذا القول مذهب الشيعة المامية كلها ،ولهسسذا قسسال أو ً
صاحب فصل الخطسساب بعسسد نقلسسه لهسسذا النسسص" :وظسساهر قسسوله :اعتقادنسسا،
وقوله :نسب إلينا ،اعتقاد المامية" ]فصسسل الخطسساب :ص [.33ثم انتقسسده فسسي
ذلك وقال" :وقد ذكر في هذا الكتاب ما لم يقل به غيره أو قال به قليسسل"
]فصل الخطاب :ص .[.33
وقد سبق أن قلت :إن صاحب فصل الخطاب متحمس لن يجعل جميع
الشيعة على مذهبه.
ثانيًا :في قوله" :ومن نسب إلينا أنا نقسسول أكسسثر مسسن ذلسسك فهسسو كسساذب"
تكذيب للكليني صاحب الكافي وشيخه القمي صاحب التفسير والنعمسساني
صاحب الغيبة وغيرهم الذين يجاهرون بهذا المعتقد ،ويعسسدونه مسسن مسسذهب
المامية ،أو كأنه يعتبر من يقول بهذا ليس في عداد الشيعة.
ثالثًا :ل نرى إشارة منه إلى وجود رأي آخر في هذا عنسسدهم ،كمسسا أشسسار
إلى ذلك الشعري وغيره ،وكأنه يعتبر مسن يخسسالف فسي هسسذا خسارج نطسساق
التشيع إل إن كان في المر تقية.
رابعًا :كأنه في قسوله ..." :مسا لسو جمسع إلسى القسرآن لكسان مبلغسه سسبع
عشرة ألف آية" يفسر فيه رواية الكليني والتي تقسسول" :إن القسسرآن السسذي
جاء به جبرائيل عليه السلم إلى محمد صلى الله عليه وآله وسسسلم سسسبعة
عشر ألف آية" وآيات القرآن كما هو معروف ل تتجساوز سستة آلف آيسسة إل
ل ،لكن الكليني ينص كما ترى على أنها من القسسرآن ،بينمسسا ابسسن بسسابويه قلي ً
ينص على أنها ليست من القرآن ويحملها على الحسساديث القدسسسية -كمسسا
سلف .-
خامسا :لم يتحرر -كما ترى -من رواسب وآثاره الروايات السسسطورية ً
والتي علقت فسسي ذهنسسه فسسي هسسذا البسساب ..فسستراه يكسساد ينقسسص مسسا قسسرره..
بالرواية الخيرة السستي ذكرهسسا فسسي عسسرض علسي المصسحف علسى الصسحابة
وردهم له ..إن إقراره لهذه الخرافة يفتح الباب لن يقال فيه بسسأن إنكسساره
كان على سبيل التقية وهو ما قيل فعل ً من قبل بعض الشيعة ،ومسسن لسسدن
بعض أهل السنة ،ولكنه على أية حال لم يتجرأ أن يقسسول فسسي كتسساب اللسسه
شيئا ً وأراد إنقاذ سمعة طسسائفته مسسن العسسار السسذي لحقهسسا ،ولسسم يسسستطع أن
يجابه قومه بإنكار روايتهم رأسًا ،أو لسسم يتمكسسن مسسن الخلص النهسسائي عسسن
تلك السموم ،أو أراد النكار على سبيل التقيسسة وزرع فسسي كلمسسه مسسا ينسسبئ
عن ذلك .الله أعلم بالسرائر.
لكن أرى من الشيعة من يذهب إلى القول بأن إنكاره تقية كنعمسسة اللسسه
الجسسزائري ،ولكسسن ل يقسسدم دليل ً معينسا ً علسى هسذا القسول ،ويكتفسي بمجسسرد
168
الدعوى بأنه روى في كتبه بسسأن اليسسة هكسسذا أنزلسست ثسسم غيسسرت إلسسى هسسذا..
وبالرجوع إلى بعض كتب ابن بسسابويه المعسسروف عنسسدهم بالصسسدوق للبحسسث
عن روايات هذه السطورة في كتبه ،فنجد مسسن روايسسات هسسذه السسسطورة
حكاية الزنديق الذي جاء لسسسؤال علسسي بسسن أبسسي طسسالب -كمسسا يزعمسسون -
والذي مر بنا نقسسل بعسسض نصوصسسه ،والسسذي رواه شسسيخهم الطبرسسسي )مسسن
القرن السادس( في كتابه الحتجاج وفيه تسعة مواضع كلها تدل على هذا
الكفر ]انظر :الحتجاج ص [.240كما شسسهد بسسذلك النسسوري الطبرسسسي ]النسسوري/
فصل الخطاب :ص ،[.240نجد أن هذا الخبر يورده صدوقهم هسسذا فسسي كتسسابه
التوحيد وليس فيه ما يدل على أسطورة التحريف ]انظر :التوحيد ص 255وما
بعدها .[.فهل هذه السطورة زادت بعد قرنين من عصر ابن بابويه لتحشى
بهذا الكفر ،أو أن ابن بابويه نفسه حذف ذلك ..على آية حسسال هسسي تشسسهد
بسلمته من التلبس بحكاية هذا الكفر الذي حملته رواية الطبرسي.
وقد احتار صاحب فصل الخطاب في تعليل هسسذا فقسسال" :وسسساق )يعنسسي
صدوقهم( الخبر )خبر الزنديق( مع نقصان كثير عما في الحتجاج ،منه مسسا
يتعلق بنقصان القرآن وتغييره ،إما لعدم الحاجة إليه كما يفعل ذلك كثيرًا،
أو لعدم مسسوافقته لمسسذهبه" ]فصسسل الخطسساب :ص .[.240ولكسسن أل يحتمسسل أن
يكون الصسسل هسسو مسسا فسسي كتسساب التوحيسسد ،وأن تلسسك المفتريسسات المتعلقسسة
بالتحريف زيادة بعد الصدوق من صاحب الحتجاج أو غيرهسسا ،هسسذا احتمسسال
وارد ولسيما أن صدوقهم لم يشر إلى أن حذف منه شيئًا.
ولقد اغتاظ -فيما يبدو -صاحب فصل الخطسساب مسسن صسسدوقهم بسسسبب
ذلسسك وقسسال -نقل ً عسسن بعسسض شسسيوخه .." :-وبالجملسسة فسسأمر الصسسدوق
مضطرب جدًا ،ول يحصل من فتسسواه علسسم ول ظسسن ل يحصسسل مسسن فتسساوى
وأساطين المتأخرين وكذلك الحال في تصحيحه وترجيحه" ]فصسسل الخطسساب:
ص ،[.240ثم قال" :وقد ذكر صاحب البحار حديثا ً عنه في كتاب التوحيسسد..
ثم قال :هذا الخبر مأخوذ من الكافي وفيسسه تغييسسرات عجيبسسة تسسورث سسسوء
الظن بالصدوق" ]فصل الخطاب :ص ،240والمجلسي يقول هذا عن صدوقهم مع أنه
يعتبر جميع كتبه ما عدا أربعة "ل تقصر في الشتهار عن الكتب الربعة السستي عليهسسا المسسدار
في جميع العصار" )البحار (1/26 :وقد أخرج له في بحاره عن سبعة عشر منهسسا )البحسسار:
(1/73وكتابه من ل يحضره الفقيه ،أحد كتبهم الربعسسة المعتمسسدة ،فمسسا هسسذا التنسساقض؟![..
كل ذلسسك بسسسبب أن صسسدوقهم لسسم ينقسسل ذلسسك الكفسسر السسذي نقلسسه صسساحب
الكافي .وساق هذه "النتقادات" صاحب فصسسل الخطسساب ،لن ابسسن بسسابويه
لم يوافقه في مشربه.
ولكن لم تسلم كل كتب الصدوق من هذا "اللحاد" فقد جاء فسسي كتسسابه
"ثواب العمال" في ثواب من قسسرأ سسسورة الحسسزاب ،عسسن أبسسي عبسسد اللسسه
رضي الله عنه قال" :من كسسان كسسثير القسسراءة لسسسورة الحسسزاب كسسان يسسوم
القيامة في جوار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأزواجه -إلى أن
قال - :إن سورة الحزاب فضحت نساء قريش من العرب وكسسانت أطسسول
من سورة البقرة ولكن نقصوها وحرفوهسسا" ]ثسسواب العمسسال :ص ،139وانظسسر:
بحار النوار.[.92/50 :
169
وفي كتاب الخصال جاء برواية تقول" :يجيء يوم القيامة ثلثة يشسسكون
إلى الله عز وجل :المصحف ،والمسجد ،والعترة .يقول المصحف يسسا رب
حرقوني ومزقوني] "..الخصال.[.175-1/174 :
وقد وردت في بحار النسسوار ]بحسسار النسسوار .[.92/49 :وعنسسد بعسسض القسسائلين
]إحسان إلهي /الشيعة والقرآن :ص " [.68حرفوني" وهي أدل على الوقسسوع فسسي
هذا الكفر ،ولكنها خلف الصل.
وقد وردت بنحسسو ذلسسك فسسي كتسسابه المسسالي ،تقسسول الروايسسة السستي يرويهسسا
صدوقهم بسنده عن جعفر الصادق عن أبيه عن آبائه رضي الله عنهم قال
رسول الله صلى الله عليسسه وآلسسه وسسسلم ..." :اذكسسروا وقسسوفكم بيسسن يسسدي
اللسسه ..فسسإنه لبسسد سسسائلكم عمسسا عملتسسم بسسالثقلين مسسن بعسسدي :كتسساب اللسسه،
وعترتي ،فانظروا أن ل تقولوا :أما الكتاب فغيرنا وحرفنا] "..أمالي الصدوق:
ص .[.231وهسذه الروايسة ل تسدل علسى فعلهسم ولكنهسا تحسذرهم ،ولكسن إذا
قرنتها بما قبلها ،وأنهم قد فعلوا -كما يزعمون -صارت من ذلسسك الكفسسر،
وهناك روايات أخرى مماثلة نقلها صاحب فصسسل الخطسساب بالواسسسطة أدع
نقلها لعدم وقوفي عليها في كتب الصدوق ]مثل ما نقله عن بشسسارة المصسسطفى
للصدوق ،بواسطة تفسير البرهان لمحدثهم "التوبلي" )فصل الخطاب :ص .[.(158-157
كما أن ثمسة روايسسات أخسرى أوردهسا صساحب فصسسل الخطسساب مسن كتسسب
صدوقهم وهي قراءة واردة ل تدين الرجل وحدها ]مثسسل الروايسسات الثلث السستي
أوردها صاحب فصل الخطساب )ص (259عسن معساني الخبسار )انظسر :معساني الخبسار :ص
(331بأن في مصحف عائشة وحفصة "حافظوا على الصلوات والصلة والوسطى وصسسلة
العصر" وهذه قراءة ورادة .انظرهما في مصسسحف عائشسسة -تفسسسير الطسسبري 5/173 :ومسسا
بعدها رقم ) 5467 ،5466 ،5397 ،5394 ،5393تحقيق الخوين أحمد ومحمود شاكر(
وانظر :تفسير ابن كثير ،1/304 :قال الشيخ أحمد شاكر :والخبر نقله الحافظ فسسي الفتسسح:
،8/146والسيوطي ،1/304 :ولم ينسباه لغيسر الطسبري ،وذكسره ابسن حسزم فسي المحلسى:
،4/354ورواه عبد الرزاق في المصنف) 1/128 :تفسسسير الطسسبري ص 176الهسسامش ج(5
وانظر عن وجود هذه القراءة في مصسسحف حفصسسة :تفسسسير الطسسبري،5/209 :س 210رقسسم
،5463 ،5462 ،5406تفسير ابن كثير. 1/304 :
وقد جاء في صحيح مسلم ما يدل على نسخ هذه التلوة )صحيح مسلم ،1/438 :كتسساب
المساجد ومواضع الصلة ،باب الدليل لمن قسسال :الصسسلة الوسسسطى هسسي صسسلة العصسسر(،[.
فليس هذا بغريب من ذلك الطبرسي ،ولكن قسد اغستر بصسنيعه هسذا بعسض
الكاتبين من السنة ،وسلك مسلكه بل تدبر ]مثل :إحسسسان إلهسسي ظهيسسر /الشسسيعة
والقرآن ص ،96محمد مال الله /الشيعة وتحريف القرآن :ص .[.122
وننتهي من هذا إلسسى أنسسه جسساء فسسي كتسسب صسسدوقهم بعسسض روايسسات هسسذه
الفرية ،ومع ذلك فل نجزم بالقول أنه هذه عقيسسدته وأن النكسسار تقيسسة كمسسا
قال بعضهم ،ذلك لنه ل يوثق بخلو كتبه من الدس والزيادة عليسسه ،وليسسس
ذلك مجرد تخمين ل دليل عليه؛ بل إن الزيادة أمر ميسور عندهم ،كما بدا
لنا ذلك في كتاب" :سليم بن قيس" والذي اعسسترف بوضسسعه والتغييسسر فيسسه
شيوخهم -كما سسسلف -وكمسسا زادوا فسسي روايسسات كتسساب" :مسسن ل يحضسسره
الفقيسسه" لبسسن بسسابويه نفسسسه أكسسثر مسسن الضسسعف كمسسا سسسيأتي فسسي فصسسل:
"اعتقادهم في السنة".
170
-2الطوسي وإنكاره للتحريف:
ه( فقسسد قسسال" :وأمسسا الكلم فسسي زيسسادته أما شسسيخهم الطوسسسي )ت 450
ونقصسسانه ممسسا ل يليسسق بسسه أيض سًا؛ لن الزيسسادة فيسسه مجمسسع علسسى بطلنهسسا،
والنقصان منه فالظاهر أيض سا ً مسسن مسسذهب المسسسلمين خلفسسه وهسسو الليسسق
بالصحيح من مسسذهبنا ،ورويسست روايسسات كسسثيرة مسسن جهسسة العامسسة والخاصسسة
بنقصان كثير من آي القرآن ونقل شيء منه من موضع إلى موضسسع ،لكسسن
طريقها الحاد التي ل توجب علمًا ،فالولى العراض عنها ،وترك التشاغل
بها ،لنه يمكن تأويلها ،ولو صحت لما كان ذلك طعنا ً علسى مسا هسو موجسود
بين الدفتين ،فإن ذلك معلوم صحته ل يعترضه أحد من الئمسسة ول يسسدفعه،
ورواياتنا متناصرة بالحث على قراءته والتمسك بما فيسسه ورد مسسا يسسرد مسسن
اختلف الخبار في الفروع إليه وعرضها عليه ،فما وافقه عمل عليه ،ومسسا
يخالفه يجتنب ولم يتلفت إليه ،وقد وردت عن النبي صلى الله عليسسه وآلسسه
رواية ل يدفعها أحد أنه قال :إني مخلف فيكم الثقلين :كتاب الله وعسسترتي
أهل بيتي ،وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ،وهسسذا يسسدل علسسى أنسسه
موجود في كل عصر ،لنسه ل يجسوز أن يسأمر المسسة بالتمسسسك بمسا ل تقسدر
على التمسك به ،كما أن أهل البيت ومن يجب اتباع قوله حاصل في كسسل
وقت ،وإذا كسسان الموجسسود بيننسسا مجمع سا ً علسسى صسسحته فينبغسسي أن نتشسساغل
بتفسيره وبيان معانيه وترك ما سواه" ]التبيان.[.1/3 :
هذا كلم شسيخهم الطوسسي صساحب كتسسابين مسن كتبهسسم المعتمسسدة فسسي
الحديث عندهم ،وكتابين من كتبهم المعتمدة في الرجال ،فهل هذا النكار
تقية..؟.
أقول :إن مسألة التقية من أماراتها التناقض والختلف ،ولكن التنسساقض
صار قاعدة مطردة في رواياتهم ،بل وجد مثل ذلك فسسي إجماعسساتهم ،كمسسا
وجد في كلم شيوخهم ،وأصبح معرفسسة حقيقسسة المسسذهب ليسسست متيسسسرة
حتى على شيوخهم الذين ل يجدون دليل ً على التمييز بين ما هو تقيسسة ومسسا
حقيقة إل بالستناد إلى أصسسل وضسسعه زنسسديق ملحسسد وهسسو قسسولهم" :إذا ورد
عليكم حديثان مختلفان فخذوا بما خالف القوم" ]البحار [.2/233 :يعني أهل
السنة ،فأوشك أن ينتهي بهم هذا المهذب إلى مفارقة الدين رأسا ً ]سسسيأتي
إن شاء الله بحث في هذه المسألة في" :فصل الجماع".[.
وعليه ،فإن قضية الختلف هي ظاهرة طبيعية لكل دين ليس من شرع
فا ك َِثيًرا{ :فهوخت ِل َ ً
ها ْ دوا ْ ِ
في ِ ج ُ
و َه لَ َ
ر الل ّ ِ د َ
غي ْ ِ عن ِ
ن ِ
م ْ
ن ِ و َ
كا َ ول َ ْ
الله } َ
حينما ينقل رواياتهم فسسي كتبسسه فمسسن الطسسبيعي وجسسود مثسسل هسسذا الختلف،
وبالتالي فإنه ل يدين الرجل إدانة أكيدة بعسسد إنكسساره ،ول سسسيما أن العسسبرة
بالنسبة لبيان مذهبه بما رأى ل بما روى.
لقد لسسوحظ أن الطوسسسي هسسذا نقسسل فسسي تهسسذيبه لرجسسال الكشسسي بعسسض
روايات هذه السطورة كنقله للرواية التي تقول" :ل تأخسسذن معسسالم دينسسك
من غير شيعتنا ،فإنك إن تعديتهم أخذت دينك عسسن الخسسائنين السسذين خسسانوا
الله ورسوله ،وخسسانوا أمانسساتهم ،إنهسسم اؤتمنسسوا علسسى كتسساب اللسسه جسسل وعل
دلوه] "..رجال الكشي :ص .[.4كما أنه قد نقسسل بعسسض أخبسسار هسسذه فحّرفوا وب ّ
171
السطورة على أنها قراءة في تفسيره التبيان ]كما في تفسيره قسسوله سسسبحانه:
ن{ قسسال: عققال َ ِ
مي َ عل َققى ال ْ َ
ن َمَرا َ
ع ْ وآ َ
ل ِ م َ
هي َ وآ َ
ل إ ِب َْرا ِ حا َ
وُنو ً
م َ صطَ َ
فى آدَ َ ن الل ّ َ
ها ْ }إ ِ ّ
وفي قراءة أهل البيت} :وآل محمد على العالمين{ وهسسذا تلطسسف فسسي التعسسبير ،أو محاولسسة
للتغير في أساطيرهم التي تنص على أن هذه ليست قراءة ،وإنما هسسي مسسن بسساب التحريسسف
بفعل الصحابة كما يفترون) ،وسيأتي ذكر نصوصها بعد قليل في مناقشة الطبرسي( .وهذا
التغيير قد يكون الهدف منه التستر على الفضيحة ،أو محاولة لنتشال طائفة من قومه من
تلك الوهدة التي تردوا فيها بفعل ذلك الساطير ،وربما يكون ما عند الطوسسسي هسسو الصسسل
والزيادات التي تصرح بالتحريف هو ما جعل شيوخ الدولة الصفوية.
لكن يرد على ذلك أن تلسسك الروايسسات موجسسودة فسسي كتسسب معاصسسرة للطوسسسي أو أقسسدم،
كتفسير القمي والعياشي وفرات ،إل إذا قلنا إن الشسسيعة يغيسسرون فسسي كتسسب قسسدمائهم كمسسا
فعلوا في كتاب سليم بن قيس.[.
ولكن يرى أن كل هذه الروايات من قبيل روايات الحسساد السستي ل يعتمسسد
عليها -كما ذكره في إنكاره -ول تدفع ما تضافر من رواياتهم التي توجب
العمل بالقرآن والرجوع إليه عند التنازع.
أما صاحب فصل الخاطب فقد اختلفت أقسسواله فسسي تسسوجيه هسسذا النكسسار
الذي يقلقه لمخالفته لمذهبه؛ فهو مرة يرى أن هذا القول ل يمثل إل رأي
الطوسي وفئة قليلسسة مسن الشسيعة معسه يقسول .." :إنسه ليسس فيسسه حكايسة
إجماع عليه ،بل قوله :نصره المرتضسسى صسسريح فسسي عسسدمه ،بسسل فسسي قلسسة
الذاهبين إليه" ]فصل الخطاب :ص ،[.38ثم يرجع ويقول :بأن هذا القول منسسه
تقية ،لن هذا النكار جاء في تفسير التبيان و"ل يخفى على المتأمسسل فسسي
كتسساب التبيسسان أن طريقتسسه فيسسه علسسى نهايسسة المسسدارة والمماشسساة مسسع
المخالفين" ]فصل الخطاب :ص [.38ويعلل ذلك باسسستناده لقسوال أئمسة أهسل
السنة في التفسسسير ]وقسسد مضسسى نقسسل النسسص بتمسسامه ص ،[.(199-198) :ول يكسساد
يجزم بهذا الحكم كما يشعر به قوله " :وهسسو -أي نقسسل الطوسسسي لقسسوال
أئمة السنة -بمكان من الغرابة لو لسسم يكسسن علسسى وجسسه المماشسساة ،فمسسن
المحتمل أن يكون هذا القول -يعني إنكار التحريف -منه )من الطوسي(
فيه )في تفسير البيان( على نحو ذلك )أي من المدارة والتقية(".
وثم يتجه وجهة أخرى ويشير إلى أن في كلم الطوسسسي تناقض سا ً يشسسعر
أنه تقية فقال" :إن إخباره بأن ما دل على النقصان روايات كثيرة ينسساقض
قوله :لكن طريقه الحاد ،إل أن يحمل ما ذكرنا" ]فصل الخطاب :ص [.38أي
من التقية.
ثم يعرض عن هذا كله ويقول :إن الطوسي "معذور )في إنكسساره( لقلسسة
تتبعه من قلة تلك الكتب عنده" ]فصل الخطاب :ص .[.351
هذا جانب من حيرة الطبرسي في أمر الطوسي وغيسره مسن المنكريسن
لهذه الفرية ،فإذا كان هذا أمسسر شسسيوخهم ل يكسسادون يقفسسون علسسى حقيقسسة
مذهب أئمتهم وشيوخهم القدامى بسبب أمر التقية فنحن أعذر فسسي عسسدم
الوصول إليه نتيجة جازمة يقينية.
والطوسي كما يلحظ في إنكاره قد دس في الشهد سمًا ،وتناقض فسسي
حكاية مذهبه كما ل يخفى ]من ذلك زعمه أن العامة -يعنسسي بهسسم أهسسل السسسنة -قسسد
شاركوا طائفته في رواية هذا الكفر .وهذا كذب ،وقد شهد شسسيخهم المفيسسد بتفسسرد طسسائفته
بهذا البلء )أوائل المقالت ص .(13وأجمل أهل السنة ،بل المسلمون جميعا ً علسسى صسسيانة
172
كتاب الله عز وجل وسلمته من التحريف أو الزيسسادة أو النقسسص ،محفسسوظ بحفسسظ اللسسه لسسه.
ن{ ]الحجر ،آية.[9 :
ظو َف ُحا ِه لَ َ
وإ ِّنا ل َ ُ
ن ن َّزل َْنا الذّك َْر َ
ح ُ
قال تعالى} :إ ِّنا ن َ ْ
وانظر ما قاله في هذا علماء التفسير من أهل السسنة حسول هسذه اليسة )انظسر :القرطسبي/
جامع أحكام القرآن ،10/65 :النسسسفي /مسسدارك التأويسسل ،2/179 :تفسسسير الخسسازن،4/47 :
تفسسسير ابسسن كسسثير ،2/592 :تفسسسير البغسسوي ،3/44 :البيضسساوي /أنسسوار التنزيسسل،1/538 :
اللوسسسي /روح المعسساني ،14/16 :صسسديق خسسان /فتسسح البيسسان،5/168 :س ،169الشسسنقيطي/
أضواء البيان ،3/120 :سيد قطب /في ظلل القرآن 5/194 :وغيرها.
وانظر في نقل أئمة السنة لجماع المسلمين على حفظ كتاب الله وسلمته ،وتكفيرهسسم
لمن خالف ذلك :انظر :القاضي عياض /الشفاء ،305-2/304 :ابن قدامة /لمعسسة العتقسساد:
ص ،20البغدادي /الفرق بين الفرق :ص ،327ابن حزم /الفصل 5/22 :وغيرها.[.
ه( وإنكاره لهذه الفرية: -3الشريف المترضى )ت 436
يقول" :إن العلم بصحة نقل القرآن كسسالعلم بالبلسسدان والحسسوادث الكبسسار
والوقسسائع العظسسام والكتسسب المشسهورة وأشسسعار العسسرب المسسسطورة ،فسسإن
العناية اشتدت والدواعي توفرت على نقله وحراسته ،وبلغت إلى حسسد لسسم
يبلغه فيما ]لعلهسسا "مسسا ذكرنسساه" [.ذكرناه ،لن القرآن معجسسزة النبسسوة ،ومأخسسذ
العلوم الشرعية ،والحكام الدينية ،وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظسسه
وحمايته الغاية حتى عرفسسوا كسسل شسسيء اختلسسف فيسسه مسسن إعرابسسه وقراءتسسه
وحروفه وآياته ،فكيف يجوز أن يكون مغيرا ً ومنقوصا ً مع العنايسسة الصسسادقة
والضبط الشديد".
ثم ذكر أنه لسسو رام أحسسد الزيسسادة أو النقسسص مسسن كتسساب مشسسهور ككتسساب
سيبوبه والمزني لعرف ونقل ،لن أهل العنايسسة بهسسذا الشسسأن يعلمسسون مسسن
تفصيلهما ما يعلمونه مسسن جملتهمسسا حسستى لسسو أن مسسدخل ً أدخسسل فسسي كتسساب
سيبويه بابا ً في النحو ليس من الكتاب لعرف وميز وعلم أنه ملحق وليس
من أصل الكتاب ،وكذلك القول في كتاب المزني.
ومعلسسوم أن العنايسسة بسسالقرآن وضسسبطه أصسسدق مسسن العنايسسة بنقسسل كتسساب
سيبويه ودواوين الشعراء..
وإن مسسن خسسالف ذلسسك مسسن الماميسسة والحشسسوية ل يعتسسد بخلفهسسم ،فسسإن
الخلف في ذلك مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث نقلوا أخبارا ً ضعيفة
ظنوا صحتها ل يرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع على صحته ]انظر :مجمسسع
البيان.[.1/31 :
وكأن الجملة الخيرة تشير إلى ما ذهب إليه الخباريون من الشيعة من
القول بهذا الضلل ]ويرى اللوسي أنسسه يلمسسز بهسسذا القسسول أهسسل السسسنة ،ويعقسسب عليسسه
بقوله :وهو كذب أوسوء فهم ،لنهم أجمعوا على عدم وقوع النقص فيمسسا تسسواتر قرآن سا ً كمسسا
هو موجود بين الدفتين اليوم) ..روح المعاني.[.(25-1/24 :
وهذه كلمات شيخهم الشريف المرتضى )الذي اسسستثناه ابسسن حسسزم مسسن
القائلين بهذا الكفر كما تقدم( نقلها عنه صسساحب مجمسسع البيسسان وقسسال :إن
المرتضى "قد اسسستوفى فسسي الكلم فسسي نصسسرة هسسذا المسسذهب الحسسق فسسي
جواب المسائل الطرابلسيات" ]انظر :مجمع البيسسان [.1/31 :ولم يقسسع لنسسا هسسذا
الكتاب ،وأغفل متأخرو الشيعة النقل عنه كما فعل الكاشاني فسسي تفسسسير
الصافي ،والبحراني في البرهان ،والمجلسي في البحار وغيرهم ،ولم أجد
173
منه -فيما اطلعت عليه -إل هذا النص الذي حفظه الطبرسي في مجمسسع
البيان.
ولكن قيل :إن هذه النكار تقية ،لنه كما قال صسساحب فصسسل الخطسساب:
"قد عد ّ هو في الشافعي من مطاعن عثمان ومن عظيسسم مسسا أقسسدم عليسسه
جمع الناس على قراءة زيد وإحراقه وإبطسساله مسسا شسسك أنسسه مسسن القسسرآن"
]فصل الخطاب :ص .[.33
وهسسذا بل شسسك ينسساقض إنكسساره لهسسذه الفريسسة ،وبيسسانه بالسسدليل العقلسسي
والتاريخي استحالة حصولهم ،فإما أن يكسسون هسسذا النسسص مدسوس سا ً عليسسه،
فقد رأينا كيف يغيرون في كتبهم كما صنعوا بكتاب سليم بن قيس وغيره،
ل سيما ً أنه لو كانت هذه عقيدة الرجل لكثر حسسديثه عنهسسا ،ولكسسن لسسم يجسسد
صاحب فصل الخطاب عليه سوى هذا النص.
وإما أن يكون النكار على سبيل التقية ،وهذا احتمال أضعف ممسسا قبلسسه
لما ذكرنا ،وهذا النص علوة على أنه طعن في كتسساب اللسسه سسسبحانه ،فهسسو
حكم بالضلل على المة عامة بما فيها علي -رضي الله عنسسه -مسسن قسسوم
يزعمون التشيع له وموالته!!.
وكيف يتصور مسلم مثل هذا في ذلك الجيل القرآني الفريد الذين بذلوا
المهج وهجروا الهسسل الولسسد ،وفسسارقوا الوطسسان فسسي سسسبيل اللسسه وحسسده؟!
ولمصلحة من ،وفسي سسبيل مسن يضسحون بسسابقتهم ،وجهسادهم ،ويسبيعون
دينهم ودنياهم فيوافقسوا أحسدا ً علسى المسساس بسدينهم وكتسابهم؟! إن هسذا
لبهتان عظيم؛ بل الحق أن عمسسل عثمسسان هسسذا مسسن أعظسسم منسساقبه ،ووقسسع
بإجماع من المة ،كما قال أميسسر المسسؤمنين علسسي -رضسسي اللسسه عنسسه " :-ل
تقولوا في عثمان إل خيرا ً فوالله ما فعل في المصاحف إل عن مل منهسسا"
]أخرجه ابن أبي داود بسند صحيح كما قاله ابن حجر فسسي فتسسح البسساري [.13/18 :فجزاه
الله عن المة خيرًا.
-4الطبرسي وإنكاره لهذه الفرية:
أما الطبرسي فيقول .." :ومن ذلك الكلم في زيادة القسسرآن ونقصسسانه،
فسسإنه ل يليسسق بالتفسسسير ،فأمسسا الزيسسادة فيسسه فمجمسسع علسسى بطلنهسسا ،وأمسسا
النقصان منه فقد روى جماعة من أصحابنا وقسسوم مسسن حشسسوية العامسسة أن
في القرآن تغييرا ً ونقصانًا ،والصحيح من مذهب أصحابنا خلفه ،وهو الذي
نصره المرتضى قدس الله وروحه ،واسسستوفى الكلم فيسسه غايسسة السسستيفاء
في جواب المسائل الطرابلسيات" ثم ساق بعسض كلمسه فسي ذلسك ]تقسسدم
ذكره ص ).[.(358
فهو يشير هنا إلى أن جماعة من أصحابه رووا روايات في نقسسص كتسساب
الله وتغييره ،وأن مذهب محققي الشسسيعة علسسى خلفسسه ،ويحسساول -كعسسادة
هؤلء -أن يشرك بعض أهل السنة الذي عبر عنهم "بحشوية العامة" فسسي
هذا الكفر كنوع من الدفاع عن المسسذهب ،وحفسسظ مسساء السسوجه ،ولسسون مسسن
النقد المبطن لهل السنة ،وهو كما قال اللوسسسي" :كسسذب أو سسسوء فهسسم،
لنهم أجمعوا على عدم وقوع النقص فيما تواتر قرآنا ً كما هو موجسسود بيسسن
الدفتين اليوم.
174
نعم أسقط زمن الصديق ما لم يتواتر ونسخت تلوته -وكان يقرأه مسسن
لم يبلغه النسخ -وما لم يكن في العرضة الخيسسرة ولسسم يسسأل جهسسدا ً رضسسي
الله عنه في تحقيق ذلك إل أنه لسسم ينتشسسر نسسوره فسسي الفسساق إل زمسسن ذي
النورين] "..روح المعسساني [.1/25 :وقسسد نسساقش اللوسسسي مسسا قسساله الطبرسسسي
وبين أوهامه ]روح المعاني.[.25-1/24 :
وقد ذكر اللوسي أن كلمه هذا في إنكار هذه الفرية دعسساه إليسسه ظهسسور
فساد مذهب أصسسحابه حسستى للطفسسال ،والحمسسد للسسه علسسى أن ظهسسر الحسسق
وكفى الله المؤمنين القتال ]روح المعاني.[.1/24 :
وقد اكتشفت أثناء قراءتي في مجمع البيان أن الطبرسي قد قام بحيلة
أو محاولة لستر هسسذا العسسار ،فسسأتى إلسسى بعسسض روايسسات أصسسحابه فسسي هسسذه
السطورة والتي فيها أن الية كذا ثم غيرت إلى كذا ،فغير صورة عرضسسها
بما ينخدع به أهل السنة ،أو بما ل تتضح به صورة هذا الخسسزي ،فعسسبر عسسن
بعض هذه الساطير بأنها قراءة ورادة.
ولنعرض على سبيل المثال بعض المثلة لساطيرهم في التحريف كمسسا
جاءت في مصادرهم ،وتغيير الطبرسي لها:
مفى آدَ َ َ
ص قط َ ها ْ ّ
ن الل َ جاء في تفسير القمي فسسي قسسوله سسسبحانه} :إ ِ ّ
ن{ ]آل عمسسران ،آيسسة: مي َ عققال َ ِ عل َققى ال ْ َ ن َ مَرا َ ع ْل ِ وآ َ م َ هي َ وآ َ
ل إ ِب َْرا ِ حا َ وُنو ً َ
.[.33قال العالم ]كناية عن المام -[.رضي الله عنه -نزل" :وآل عمران وآل
محمسسد علسسى العسسالمين" فأسسسقطوا آل محمسسد مسسن الكتسساب ]تفسسسير القمسسي:
.[.1/100
وفي تفسير فرات عن حمران قال :سمعت أبا جعفسسر يقسسرأ هسسذه اليسسة:
)إن الله اصطفى آدم ونوحا ً وآل إبراهيم وآل محمد على العالمين :قلسست:
ليس يقرأ هكذا ،قال أدخل حرف مكان حسسرف( ]تفسسسير فسسرات :ص ،18بحسسار
النوار.[.92/56 :
وفي تفسير العياشي عن هشام بن سالم قال :سألت أبا عبد اللسسه عسسن
وآ َ
ل م َهي ق َ ل إ ِب َْرا ِوآ َ حققا َ وُنو ً م َ فى آدَ َ ص قط َ َ ها ْ ن الل ّ ق َ قسسوله تعسسالى} :إ ِ ّ
ن{ قسسال" :هسسو آل إبراهيسسم وآل محمسسد علسسى مي َ عققال َ ِ عل َققى ال ْ َ ن َ مققَرا َ
ع ْ
ِ
العالمين فوضوا اسما مكان اسم" ]تفسسسير العياشسسي ،1/168 :البرهسسان،1/278 : ً
فصل الخطاب :ص .[.244
والهدف من هذا الفتراء والتزوير هو محاولة إثبات قولهم بسساثني عشسسر
إماما ً من كتاب الله ،وفاتهم أن آل محمد لفظ عام ،والثني عشر عنسسدهم
ي وابنسساه وأولد أحسسد أبنسسائه فقسسط ،ومسسا سسسواهم ينسسالون السسسب أو هم عل س ّ
التفكير -كما سيأتي -فلم يتحقق الهدف لهم من التزوير ول من التأويل،
وهذه الساطير التي تفتري على كتاب الله ،وصحابة رسول الله بما فيهم
أهل بيته ،والتي تناقلتها كتب التفسير عنسسدهم ،نلحسسظ أن صسساحب مجمسسع
البيسسان يعسسبر عنهسسا بقسسوله" :وفسسي قسسراءة أهسسل السسبيت :وآل محمسسد علسسى
العالمين" ]مجمسسع البيسسان .[.2/62 :وكذلك فعل فسسي عسسدة مسسن مفتريسساتهم جعلهسسا
َ
ن{ ]التوبسسة، قي َف ِمَنا ِوال ْ ُ فاَر َ د ال ْك ُ ّ ه ِ
جا ِي َها الن ّب ِ ّ قراءات ]كما في قوله سبحانه }َيا أي ّ َ
آية .[73 :جاء في تفسير القمي" :إنما نزلت" :جاهد الكفسسار بالمنسسافقين" لن النسسبي صسسلى
175
الله عليه وسلم لم يجاهد المنافقين بالسيف") .تفسسسير القمسسي ،(1/301 :وهسسي أسسسطورة
وضعت لتوافق مذهب الرافضة في الصسسحابة فسسي رميهسسم بالنفسساق ،وزعمسست أن اللسسه يسسأمر
رسوله بالعتماد على المنافقين في الجهاد ،وجعلت الجهاد في السلم قائما ً علسسى أكتسساف
المنافقين ،فهي جهل فاضح بالسلم ،وتاريخ المسلمين ،وتفسير القرآن ،أو زندقسسة إلحسساد،
ومع ذلك فإن الطبرسي يعبر عن هذه السسسطورة بقسسوله" :وروي فسسي قسسراءة أهسسل السسبيت:
جاهد الكفار بالمنافقين" ،وحاول أن يوجه الية بقوله" :وإنما كان يتألفهم لن المنسسافقين ل
يظهرون الكفر ،وعلم الله تعالى بكفرهم ل يبيح قتلهم ،إذ كانوا يظهرون اليمسسان" )مجمسسع
البيان ،(3/100 :ولكن هذا التعليل ل ينسجم بحال مع معنى الية ،فسسالله يسسأمر نسسبيه بجاهسسد
الكفار والمنافقين ،فكيف تجعل تألف المنافقين هو جهاد للكفار بهم ،ولم يقم الجهسساد فسسي
ل{ ]التوبة ،آية.[47 : خَبا ً دوك ُ ْ
م إ ِل ّ َ ما َزا ُ
كم ّ جوا ْ ِ
في ُ خَر ُ السلم بالمنافقين }ل َ ْ
و َ
وقد قال السلف في تفسير الية :جاهد الكفار بالسسسيف والقتسسل ،وكسسذلك جاهسسد المنسسافقين
باللسان وترك الرفسسق ،كمسسا قسسال ابسسن عبسساس ،أو باليسسد أو اللسسسان أو القلسسب علسسى حسسسب
القدرة ،ول تلقهم إل بوجه مكفهر كما قال ابن مسعود ،أو بإقامة الحدود عليهسسم كمسسا قسسال
الحسن وقتادة .وكلها معان تدل على مجاهد المنافقين وعدم العفو عنهم.
ولهذا قال عطاء :نسخت هذه الية كل شيء من العفو والصفح )انظر :تفسير الطبري:
،174-12/183تفسير البغوي (2/311 :وأنت ترى الفرق الكبير بين نص الية السسذي يسسأمر
بجهاد المنافقين ،وبين تلك القراءة المفتراة التي تأمر بالجهاد بهم.[.
وأحيانا ً يجعل تلك الفرية معنى للية؛ ففي أسطورتهم حسسول قسسوله جسسل
م{ ]سسسورة مققال َ ُ
ه ْ ط أَ ْ
ع َ حب َ َ ل الل ّه َ َ
فأ ْ ُ ما َأنَز َ
هوا َ م كَ ِ
ر ُ ه ْ
شأنه} :ذَل ِ َ َ
ك ب ِأن ّ ُ
محمد ،آية [.9 :قالت السطورة" :عن أبي جعفر نزل جبرائيل علسسى رسسسول
الله صلى الله عليه وآله بهذه الية هكذا" :ذلك بأنهم كرهوا ما أنسسزل اللسسه
)في علي( فأحبط أعمالهم" انظر إلسسى هسسذه الزيسسادة السستي افتروهسسا وهسسي
قولهم" :في علي" ]انظسسر :فصسسل الخطسساب [.331 – 330 :تجدها تتحسسول عنسسد
الطبرسي إلى معنى للية يقول" :كرهوا ما أنزل الله في حق علي رضي
الله عنه" ]مجمع البيان.[.6/32 :
هذا بعض ما جاء في كتاب مجمع البيسسان ،السسذي سسسار فسسي تسسأليفه علسسى
منهج الطوسسسي فسسي التبيسسان ،وقسسرر ثقسسة الشسسيعة فسسي العصسسور المتسسأخرة
"النوري الطبرسي" أن كتاب التبيان موضوع على أسلوب المداراة وتقية
الخصوم ،فإن صدق هذا الوصف انطبسسق علسسى الثنيسسن معسًا ،لن منهجهمسسا
واحد ،وقد انخدع بأسلوب "مجمع البيان" قلة من المنتسبين لهل السسسنة
ممن ينتمي لدار التقريب في القاهرة ،والتي كانت حية إلى وقسست قريسسب
قبل أن تتبين حقيقتها ..فقاموا بإخراج هذا الكتاب باسسسم التقريسسب وعمسسل
على مراجعته وتصحيحه وضبطه ستة من الشيوخ المنتسبين لهل السسسنة
]انظر :مجمع البيان) 10/575 :كلمسسة ختاميسسة( ط .دار التقريسسب ،[.وذلك لن مسن لسسم
يتعرف على نصوصهم ل يدرك "الخدعة" التي انطوى عليها هذا التفسير..
ويبدو أن ذلك السلوب هو الذي جعل بعض الشيعة يعتبر إنكار الطبرسي
تقية.
هؤلء هم الربعة الذين نقلت أقوالهم ،وقد يكون هناك من أنكر غيرهسسم
ولم تصلنا أقوالهم ،فسسإن المفيسسد فسسي أوائل المقسسالت نسسسب النكسسار إلسسى
جماعة من المامية -كما سلف -ول نجزم بأن هؤلء الربعة ل يوجد لهسسم
خامس في القرون المتقدمة كصاحب فصل الخطاب الذي يريد أن يخنسسق
176
]انظر :ص ) (338هامش ) (2مسسن هذا الصوت ،ويجعل جل الشيعة على مذهبه
هذه الرسالة.[.
وفي النهاية أقول :بأن هسسذا الموقسسف مسسن كبسسار علمسساء الشسسيعة فسسي رد
وإنكار ما ورد في كتبهم مما يمس كتاب الله -سبحانه -ل نقول :إنه تقية
فل سبيل إلى معرفة ذلك على وجه اليقين ،وإن كان البعسسض مسسن السسسنة
]انظسسر :ص ) [.(213والشسسيعة ]انظسسر :ص ) [.(279قسسد ذهسسب إلسسى ذلسسك ،فقسسد
لحظت الصراع الدائر بين الطائفتين في فصل الخطاب ،كما تبين شسسيوع
الكذب والدس فيكتبهم كما بينا ،ثم إن من يتبرأ من هذا الكفر )بعد إيمانه
بالله ورسوله( نقبل ذلك منه والله يتولى السرائر.
وهذا النكار خطوة يجب أن تتلوها خطوات ،وذلك بأن يعيدوا النظر في
سائر ما شذوا به عن جماعة المسلمين ،وقد أشسسار شسسيخهم المجلسسسي -
كما مر -إلى أنهم يجب أن يسلكوا هذا المسلك ،إذ يترتب في رأيه علسسى
إنكار أخبار التحريف التي تواترت مسسن طرقهسسم بالكسسذب والفسستراء يسسترتب
على ذلك رفع الثقة والعتماد في سائر أخبارهم ..وهسسذا حسسق ،فسسإن تسسواتر
هذا الكذب في كتبهم من أكبر الدلة على وضعها وفشو الكذب فيها.
نتائج الموضوع:
ل :يحتمل أن هذه السطورة نشأت عند الشسسيعة فسسي القسسرن الثسساني، أو ً
والذي تولى كبرها بعض الغلة )وقد مر ذكر بعسسض أسسسمائهم( ،وكسسان مسسن
أسبابها خلو كتاب الله مما يثبت بدعهم في المامة ،والصحابة وغيرهما.
ثانيًا :أكثر كتب الشيعة المعتمدة عندهم قسسد روت هسسذا الكفسسر ،وجسساءت
معظم هذه الروايات صريحة في ذلك ل يمكن حملها على أنهسسم يقصسسدون
تأويل الية ،أو بيان القراءات التي وردت فيها ،بل جاءت تصرح بسسأن اليسسة
هكذا والصحابة – بزعمها -غير ذلك ،مثل اللفاظ التالية" :هذه اليسسة ممسسا
غيروا وحروفوا] "..بحار النوار .[.55 /92 :يعنون الصسسحابة ،وقسسولهم" :أنسسزل
الله سبعة بأسمائهم فمحت قريش ستة وتركوا أبا لهب" ]رجال الكشسسي :ص
،290بحار النوار" ،[.92/54 :كانت فيه أسماء رجال فألقيت" ]تفسسسير العياشسسي:
1/12بحار النوار ،[.92/55 :وقولهم" :هكذا والله نزل به جبرائيل على محمد
ولكنه فيما حرف من كتاب الله" ]بحار النوار ،[.92/56 :وقولهم" :بلى واللسسه
إنه لمثبت فيها وإن أول من غيسسر ذلسسك لبسسن أروى" ]تفسسسير فسسرات :ص ،177
بحار النوار [.91/56 :ومثل ذلك كثير.
فمن يقل من الشيعة :إن رواياتهم الواردة في كتبهم من جنس روايات
القراءات ،ونسخ التلوة فهو يتستر على هذا الكفسسر ،ويسسساوي بيسسن الحسسق
والباطل.
ثالثًا :ادعى جمع من شيوخهم استفاضة هذه "السسساطير" وكثرتهسسا فسسي
كتبهم المعتمدة ،وهذا طعن في كتبهم ل فسسي كتسساب اللسسه سسسبحانه ،ولهسسذا
حاول بعض عقلئهم الخروج بالمذهب من هذا "المأزق" الذي وقع فيه ،أو
التستر على هذه الفضيحة ..ولكن هذه السسسطورة كسسانت رواياتهسسا تزيسسد –
عبر القرون – رغم إنكار المنكرين ،وتبنسسى إشسساعتها طائفسسة مسسن الزنادقسسة
الذين اندسوا في الشيعة ..ول ريب بأن من يقل بهسسذه السسسطورة فليسسس
177
من السلم في شيء ،ول علقة له بكتاب الله ودينه ،ول برسول السلم
وأهل بيته ،بل له دين آخر غير دين السلم.
لكن هؤلء القائلون بتغير القرآن النسساقلون لتلسسك السسساطير كالمجلسسسي
في بحار النوار ،والطبرسي في فصل الخطسساب نراهسسم يستشسسهدون مسسن
كتاب الله ،ويفتتحون كل باب من أبسسواب كتبهسسم بآيسسات مسسن القسسرآن ،كمسسا
يفعسسل المجلسسسي فسسي بحسساره ،والطبرسسسي فسسي "مسسستدرك الوسسسائل"
وغيرهما ،بل إن الطبرسي الذي كتب في فصل الخطاب ما كتب قد عقد
في كتابه" :مستدرك الوسائل" بابا ً بعنوان" :باب استحباب الوضوء لمس
كتابة القرآن ونسخه ،وعدم جواز مس المحسسدث والجنسسب كتابسسة القسسرآن"
]مستدرك الوسائل ،[.1/43 :بل إن شيخ الشيعة المجلسسسي السسذي قسسال -كمسسا
سلف -باستفاضة تلك الساطير وأنها ل تقصر عن أخبار المامة يقول مع
ذلك" :بأن الذي بين الدفتين كلم الله تعالى على الحقيقة من غيسسر زيسسادة
ول نقصان" ]بحار النوار.[.92/75 :
ثم استشسسعر التنسساقض بيسسن هسسذا القسسول وبيسسن أسسساطيرهم فسسي تحريسسف
ح القول بأن الذي بين الدفتين هسو القرآن فقال" :فإن قال قائل :كيف يص ّ
كلم الله تعالى على الحقيقة من غير زيادة ول نقصان ،وأنتم تروون عسسن
الئمة عليهم السسسلم أنهسم قسرؤوا" :كنتسسم خيسر أئمسة أخرجست للنساس" أو
"كذلك جعلناكم أئمة وسطًا" وقرؤوا" :يسألونك النفال" وهسسذا بخلف مسسا
في المصحف الذي في أيدي الناس؟ قيسسل لسسه ..:إن الخبسسار السستي جسساءت
بذلك أخبار آحاد ل يقطع على الله بصحتها ،فلذلك وقفنا فيها ،ولسسم نعسسدل
عما في المصحف الظساهر علسى مسا أمرنسا بسه ..مسع أنسه ل ننكسر أن تسأتي
القراءة على وجهين منزلتين أحدهما ما تضمنه المصحف ،والثاني ما جسساء
به الخبر ،كما يعترف مخالفونا به من نزول القرآن على وجوه شسستى" ثسسم
أشار إلى بعض القراءات ]بحار النوار.[.92/75 :
فما دام هذه نهاية الذين أثاروا تلك العقائد الكفرية ،فلمسساذا أثسساروا تلسسك
المفتريات وتناقلوها ..والجواب واضح من خلل ما سبق أن عرضناه وهسسو
إقناع قومهم وأتباعهم بصحة ما هسسم عليسسه مسسن معتقسسدات ،وأن آيسسات مسسن
القرآن قد حذفها الصحابة تشهد لمذهبهم ،ولهذا لحظنا أنهم أيض سا ً ادعسسوا
نزول كتب إلهية غير القسسرآن ،وفزعسسوا إلسسى التفسسسير البسساطني؛ كسسل ذلسسك
لثبات شذوذهم ..فإذن تحولت تلك الدعاوى إلى مجرد محاولت للتخلص
من اللزامات الواردة عليهم بخلو كتاب الله ممسسا يثبسست عقسسائدهم ،ولكسسن
تلك الروايات كان لها آثارها علسسى فسسرق الشسسيعة ]كالسسدروز السسذين اتخسسذوا لهسسم
مصحفا ً سموه" :مصحف المنفرد بذاته".
)انظر :مصطفى الشكعة ،إسلم بل مذاهب ،مقدمة الطبعة الخامسة ،الخطيب /عقيسسدة
الدروز ص ،[.(184-138بل على الثني عشرية نفسها ،فإن الخباريين منهسسم
دمون أخبارهم على كتاب الله كما سلف ]انظسسر :ص ) .[.(116حتى أشسسيع يق ّ
بأن الثني عشرية لهم مصحف خاص بهم.
رابعًا :كما أن لديهم روايات تقول بالتحريف ،فإن عندهم روايات أخسسرى
تنفي هذا الباطل وتنكره مثسسل قسسول إمسسامهم" :واجتمعسست المسسة قاطبسسة ل
178
اختلف بينهم في ذلك أن القرآن حق ل ريب فيه عند جميسسع فرقهسسا ،فهسسم
في حالة الحتجاج عليه مصيبون ،وعلى تصسسديق مسسا أنسسزل اللسسه مهتسسدون،
لقول النبي صلى الله عليه وسسسلم" :ل تجتمسسع أمسستي علسسى ضسسللة" ]انظسسر:
الشعراني /تعاليق علمية )على شرح الكافي للمازندراني( ،2/414وراجع تتمة النسسص فسسي
فصل :اعتقادهم في الجماع .[.ومثل ما جاء عندهم فسسي ثسسواب قسسراءة القسسرآن
]انظر :أصول الكافي ،كتاب فضل القرآن ،[.2/611 :وفضل حامسسل القسسرآن ]أصسسول
الكافي ،[.3/603 :ووجوب عرض أحاديثهم عليه ]أصسسول الكسسافي /بسساب السسرد إلسسى
الكتاب والسنة ،[.1/59 :والتمسك به إلى قيام الساعة ،وهذا يبطل أن يكسسون
محرفا ً أو مخفيا ً عند منتظرهم.
خامسًا :تبين لنا أن هسسذه السسسطورة حملسست بسسذاتها باطلهسسا ،وتسسبين مسسن
عناصر تكوينها فسادها ،وكان مجرد عرضها كافيا ً في الرد عليهسسا .ويكفسسي
في بيان كذب الروافض ..أن علي بن أبي طالب الذي هو عند أكثرهم إله
خالق ،وعند بعضهم نبي ناطق ،وعند سسسائرهم إمسسام معصسسوم ولسسي المسسر
وملك ،فبقي خمسسة أعسسوام وتسسسعة أشسسهر خليفسة مطاعسا ً ظسساهر المسسر..
والقرآن يقرا في المساجد في كل مكان وهو يؤم الناس به ،والمصسساحف
معه وبين يديه .فلو رأى فيه تبديل ً كما تقول الرافضسة أكسان يقرهسم علسى
ذلك؟ ثم أتى ابنه الحسن وهو عندهم كأبيه فجرى على ذلك.
فكيف يسوغ لهؤلء النوكى أن يقولوا إن فسسي المصسسحف حرف سا ً زائدا ً أو
ناقصا ً أو مبدل ً مع هذا؟!
ولقد كان جهاد من حرف القرآن وبدل السلم أوكد عليه من قتال أهل
الشام السسذين إنمسا خسسالفوه فسسي رأي يسسسير رأوه ورأى خلفسسة فقسسط ،فلح
كذب الرافضة ببرهان ل محيد عنه .والحمسسد للسسه رب العسسالمين ]ابسسن حسسزم/
الفصل.[.217-2/216 :
الفصل الثاني:
اعتقادهم في السنة:
اعتبر المام عبد القاهر البغدادي الشيعة من المنكرين للسنة لرفضسسهم
قبول مرويات صحابة رسول الهدى -عليه الصلة والسلم ]انظر :الفرق بين
الفرق ص ،322 :س ،327س -[.346على حين نجد أن السيوطي يشير فسسي كتسسابه
"الحتجاج بالسنة" إلى ظهور دعوة شاذة في عصره تدعو إلى نبذ السنة،
والعسراض عسن الحتجساج بهسا والكتفساء بسالقرآن ،ويسذكر أن مصسدر هسذه
الدعوة رجل رافضي ،وقد كتب كتابه المذكور لنقض هذا التجاه وإبطاله.
إذا ً فالشيعة تحارب السنة ،ولهذا فإن أهل السسسنة اختصسسوا بهسسذا السسسم
لتباعهم سنة المصسسطفى صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم ]المنتقسسى ص ،189منهسساج
السنة.[.2/175 :
هذا ما جاء في بعض مصادر أهل السنة؛ ولكن الشيعة تروي عن أئمتهسا
"أن كل شيء مردود إلى الكتاب والسنة وكل حديث ل يوافق كتسساب اللسسه
فهو زخسرف" ]البهبسسودي /صسسحيح الكسسافي .[.1/11 :وبهسذا المعنسى روايسات أخسر
]انظر :أصول الكسافي مسع شسرحه ،بساب الخسذ بالسسنة وشسواهد الكتساب ،2/417وصسحيح
179
الكافي [.1/11 :عندهم .وهو يفيد أن الشيعة ل تنكر سنة رسول اللسسه صسسلى
الله عليه وسلم؛ بل تعتمد عليها ،وتجعلها مع كتاب الله الميزان والحكم.
غير أن الدارس لنصوص الشيعة ورواياتهسسا قسسد ينتهسسي إلسسى الحكسسم بسسأن
الشسسيعة تقسسول بالسسسنة ظسساهرا ً وتنكرهسسا باطنسسًا؛ إذ إن معظسسم روايسساتهم
وأقوالهم تتجه اتجاها ً مجانفا ً للسنة السستي يعرفهسسا المسسسلمون ،فسسي الفهسسم
والتطبيق ،وفي السانيد ،والمتون ،ويتبين ذلك فيما يلي:
قول المام كقول الله ورسوله:
ل أو ل أو فع س ٍفالسنة عندهم هي" :كل ما يصدر عن المعصسسوم مسسن قسسو ٍ
ر" ]محمد تقي الحكيم /الصول العامة للفقه المقارن ص ،[.122 :ومن ل يعرف تقري ٍ
طبيعسسة مسسذهبهم ل يلمسسح مسسدى مجسسانبتهم للسسسنة فسسي هسسذا القسسول؛ إذ إن
المعصوم هو رسول الله صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم؛ ولكسسن الشسسيعة تعطسسي
صفة العصمة لخرين غيسسر رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم ،وتجعسسل
كلمهسسم مثسسل كلم اللسسه وكلم رسسسوله ،وهسسم الئمسسة الثنسسا عشسسر ،ل فسسرق
عندهم في هذا بين هؤلء الثني عشر وبين من ل ينطسسق عسسن الهسسوى ،إن
هو إل وحي يوحى.
فهم "ليسوا من قبيل الرواة عن النبي والمحدثين عنسسه ،ليكسسون قسسولهم
حجة من جهة أنهم ثقات في الرواية؛ بل لنهم هسسم المنصسسوبون مسسن اللسسه
تعسسالى علسسى لسسسان النسسبي لتبليسسغ الحكسسام الواقعيسسة ،فل يحكمسسون إل عسسن
الحكام الواقعية عند الله تعسسالى كمسسا هسسي" ]المظفسسر /أصسسول الفقسسه المقسسارن:
،3/51وانظر :السالوس /أثر المامة ص .[.274
ول فرق في كلم هؤلء الثني عشر بيسسن سسسن الطفولسسة ،وسسسن النضسسج
العقلسسي؛ إذ إنهسسم -فسسي نظرهسسم -ل يخطئون عمسسدا ً ول سسسهوا ً ول نسسسيانا ً
طوال حياتهم -كما سيأتي في مسألة العصمة ،-ولهاذ قال أحد شيوخهم
المعاصرين" :إن العتقاد بعصمة الئمة جعل الحاديث السستي تصسسدر عنهسسم
صحيحة دون أن يشترطوا إيصال سندها إلى النبي صلى الله عليه وسسسلم
كما هو الحال عند أهل السنة" ]عبد الله فياض /تاريسسخ الماميسسة ص ،[.140 :ذلك
إن المامة عندهم "استمرار للنبوة" ]محمسسد رضسسا المظفسسر /عقسسائد الماميسسة ص:
،[.166وأن الئمة كالرسل "قولهم قول الله وأمرهم أمر اللسسه وطسساعتهم
طاعة الله ومعصيتهم معصية اللسه وإنهسسم لسسم ينطقسسوا إل عسسن اللسسه تعسالى
وعن وحيه" ]ابن بابويه /العتقادات ص.[.106 :
وقد جاء في الكافي ما يعدونه حجة لهم في هذا المذهب وهو قول أبي
عبد الله -كما يزعم صاحب الكافي " -حديثي حسسديث أبسسي ،وحسسديث أبسسي
حسسديث جسسدي ،وحسسديث جسسدي حسسديث الحسسسين ،وحسسديث الحسسسين حسسديث
الحسن ،وحديث الحسن حديث أميسسر المسسؤمنين ،وحسسديث أميسسر المسسؤمنين
حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وحديث رسسسول اللسسه قسسول اللسسه
عز وجل" ]أصول الكافي ،كتاب فضل العلم ،باب رواية الكتب والحديث ، 1/53 :وسائل
الشيعة.[.18/58 :
180
وذكر شارح الكافي أن هذا القول يدل على "أن حسسديث كسسل واحسسد مسسن
الئمسسة الظسساهرين قسسول اللسسه عسسز وجسسل ،ول اختلف فسسي أقسسوالهم كمسسا ل
اختلف في قوله تعالى" ]المازندراني /شرح جامع )على الكافي( .[.2/272
بل قال" :يجوز من سمع حديثا ً عن أبي عبد الله -رضي اللسسه عنسسه -أن
يرويه عن أبيه أو عن أحد من أجداده ،بل يجوز أن يقول :قال الله تعالى"
]المازندراني /شرح جامع )علسسى الكسسافي( ،[.2/272وهذا صسسريح فسسي جسسواز نسسسبة
أقوال البشر إلى الله سبحانه .ثم ذكر أن بعض رواياتهم تسدل علسسى جسواز
ذلك بل أولويته ]المازندراني /شرح جسسامع )علسسى الكسسافي( ،[.2/272كما جساء فسي
الكافي عسسن أبسسي بصسسير قسسال :قلسست لبسسي عبسسد اللسسه -رضسسي اللسسه عنسسه :-
الحديث أسمعه منك أرويه عن أبيك أو أسمعه عن أبيك أرويه عنك؟ قال:
ي .وقال أبسسو عبسسد اللسسه -رضسسي اللسسهسواء ،إل أنك ترويه عن أبي أحب إل ّ
عنه -لجميل :ما سمعت مني فاروه عن أبي" ]أصول الكافي )مع شرح جامع(:
.[.2/259
هذه الروايات صسسريحة فسسي استسسساغتهم الكسسذب البسسواح الصسسراح حيسسث
ينسبون – مثل ً -لمير المؤمنين علي -رضي الله عنه -مسسا لسسم يقلسسه ،بسسل
قاله بعض أحفاده ممن لم يشتهر عنه العلم ،وحسستى مسسا ينسسسب لمنتظسسره
من أقوال يجوز نسبتها إلى أمير المؤمنين علي؛ بسسل النسسسبة إلسسى العلسسى
أولى كما يدل عليسه صسريح الروايسة السسابقة ،وقسد أخسذ مسن ذلسك شسارح
الكافي أولوية نسبة أقوال الئمة إلى الله عز وجل ،وهذا في غاية الجرأة
على الله عز وجل ،فالسنة عندهم ليست سسسنة النسسبي فحسسسب؛ بسسل سسسنة
الئمة ،وأقوال هؤلء الئمة كأقوال الله ورسوله ،ولهذا اعسسترفوا بسسأن هسسذا
مما ألحقته الشيعة بالسنة المطهرة ،قالوا" :وألحق الشيعة الماميسسة كسسل
ما يصسسدر عسسن أئمتهسسم الثنسسي عشسسر مسسن قسسول أو فعسسل أو تقريسسر بالسسسنة
الشريفة" ]محمد تقي الحكيم /سنة أهل البيت ص.[.9 :
وهم يقولون بهذا القول من منطلقيسسن خطيريسسن ،وقاعسسدتين أساسسسيتين
عندهم في هذه المسألة .وقد أشار أحد شيوخهم المعاصرين إليهما حينما
ذكر أن قول المام عندهم يجري مجرى قول النبي ،من كونه حجسسة علسسى
العباد واجب التباع ،وأنهم ل يحكمون إل عن الحكسسام الواقعيسسة عنسسد اللسسه
تعالى كما هي.
فبين أن ذلك يتحقق لهم من طريقين "من طريسسق اللهسسام كسسالنبي مسسن
طريق الوحي ،أو من طريق التلقي عن المعصسسوم قبلسسه كمسسا قسسال مولنسسا
أمير المؤمنين -عليسسه السسسلم " :-علمنسسي رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم ألف باب من العلم ينفتح لي من كسسل بسساب ألسسف بسساب" ]محمسسد رضسسا
المظفر /أصول الفقه ،[.3/51 :فعلم الئمة نوعسسان :علسسم حسسادث وهسسذا يتحقسسق
عن طريق اللهام وغيره ،وعلم مستودع عندهم ورثوه عن الرسول صلى
الله عليه وسلم ،والكل يعتبر من السنة.
وفيما يلي توضيح لهذين الصلين الخطيرين عند الشيعة:
الصل الول :علم الئمة يتحقق عن طريق اللهام والوحي:
181
علم الئمة يتحقق -في نظرهم -عن طريق اللهام ،وحقيقته كما قسسال
صاحب الكافي في روايته عن أئمته" :النكت في القلسسوب" ]أصسسول الكسسافي:
،[.1/264وفي لفظ آخسسر لسسه" :فقسسذف فسسي القلسسوب" وصسسرح أن ذلسسك هسسو
اللهام حيث قال" :وأما النكت في القلوب فإلهام" ]أصول الكسسافي،[.1/264 :
أي أن العلم ينقدح في قلب المام فيلهم القول الذي ل يتصور فيه الخطأ
لن المام معصوم.
واللهام ليس هو الوسيلة الوحيدة في هسسذا ،كمسسا حساول أن يلطسسف مسن
المر ذلك الشسسيعي المعاصسسر السسذي نقلنسسا كلمسسه آنفسًا ،بسسل صسسرح صسساحب
الكافي في أن هناك طرقا ً أخرى غيره ،حيسث ذكسر فسي بعسض روايساته أن
من وجوه علوم الئمة "النقر في السماع" مسسن قبسسل الملسسك ،وفسّرق بيسسن
هذا واللهام حيث قال" :وأما النكت في القلوب فإلهسسام ،وأمسسا النقسسر فسسي
السماع فأمر الملك" ]أصول الكافي.[.1/264 :
إذن هناك وسيلة أخسسرى غيسسر اللهسسام ،وهسسو نقسسر فسسي السسسماع بتحسسديث
الملك ]المازندراني /شرح جامع )علسسى الكسسافي( ،[.6/44 :وهو يسسسمع الصسسوت ول
يرى الملك كما جاء فسي الروايسات الربسع فسي بساب الفسرق بيسن الرسسول
دث من أصول الكسسافي ،وكلهسسا قسسالت :إن "المسسام هسسو السسذي والنبي والمح ّ
يسمع الكلم ول يرى الشخص" ]انظسسر :أصسسول الكسسافي ،177-1/176 :وقسسد صسسحح
هذه الروايات صاحب الشسسافي شسسرح الكسسافي .[.3/29 :وذكر صسساحب البحسسار )(15
روايسسة فسسي هسسذا المعنسسى فسسي بسساب عقسسدة بعنسسوان" :بسساب أنهسسم محسسدثون
مفهمون" ]المجلسي 26/73 :وما بعدها.[.
ولكن كيف يعلم أنه كلم الملك وهو ل يراه؟ قال إمسامهم" :إنسسه يعطسسى
السكنية والوقسار حستى يعلسسم أنسه كلم الملسك" ]أصسسول الكسسافي ،1/271 :بحسسار
النوار ،26/68 :الصفار /بصائر الدرجات ص.[.93 :
ب عدة يعود صاحب الكافي ينقسسض مسسا قسسرره فسسي الروايسسات ثم بعد أبوا ٍ
السابقة ،ويثبت تحقيق رؤية المام للملك في روايات أربع في باب عقده
بعنوان" :باب الئمة تدخل الملئكة بيوتهم وتطأ بسطهم ،وتأتيهم بالخبسسار
عليهسسم السسسلم" ]أصسسول الكسسافي ،[.394-1/393 :ثسسم مسسا تلبسسث أن تزيسسد هسسذه
الروايات الربع ،لتصل إلى ست وعشرين رواية عند صاحب بحسسار النسسوار
ليجمعها في باب أكثر صراحة على التأكيد على رؤية المسسام للملسسك حيسسث
جعل عنوانه "باب أن الملئكة تأتيهم وتطأ فرشسسهم وأنهسسم يرونهسسم" ]بحسسار
النوار 26/355 :وما بعدها.[.
وتتحدث رواية أخرى لهم عن أنواع الوحي للمام فتذكر أن جعفرا ً قال:
"إن منا لمن ينكت في أذنه ،وإن منا لمن يؤتى في منسسامه ،وإن منسسا لمسسن
يسمع صوت السلسلة تقع على الطشت )كذا( ،وإن منا لمن يأتيه صسسورة
أعظم من جبرائيل وميكائيل" ]بحار النوار ،26/358 :بصائر الدرجات ص.[.63 :
وثمة روايات أخرى في البحار بهذا المعنى ]انظسسر :بحسسار النسسوار 26/35 :ومسسا
بعدها ،الروايات رقم،110 :سس ،111سس ،112سس .[.130وكأنهم بهذا المقسسام أرفسسع مسسن
النبي الذي ل يسسأتيه إل جبرائيسسل ،وتسسأتي روايسسات تسسبين هسسذه الصسسورة السستي
أعظم من جبرائيل وميكائيل بأنها الروح ]وقد ورد في معاني الخبسسار لبسسن بسسابويه
182
تفسير للروح بأنها -كما يقول إمامهم " :-عمود من نور بيننا وبين اللسسه عسسز وجسسل" .عيسسون
الخبار ص [.354 :عندهم ،وقد خصها صاحب الكافي بباب مسسستقل بعنسسوان:
"باب الروح التي يسدد الله بها الئمسة" ،وذكسر فيهسسا سست روايسسات ]أصسسول
الكافي ،[.274-1/273 :منها" :عن أبي بصير قال :سسسألت أبسسا عبسسد اللسسه عسسن
مققا َ حي َْنا إ ِل َي ْ َ قول الله تبارك وتعالى} :وك َذَل ِ َ َ
رن َققا َ
م ِ
نأ ْ مق ْحققا ّ
ك ُرو ً و َكأ ْ َ
ن{ قال :خلق من خلق الله عز وجل ما ُلي َول ا ِ ما ال ْك َِتا ُ
ب َ ري َ ت ت َدْ ِ
كن َ ُ
أعظم من جبرائيل وميكائيل كان مع رسول الله -صلى الله عليسسه وآلسسه -
يخبره ويسدده وهو مع الئمة من بعده" ]أصول الكافي.[.1/273 :
ومعلوم أن الروح في هذه الية المراد بها القرآن ،كما يدل عليسسه لفسسظ
حي َْنا{ ،وقد سماه الله سسسبحانه روح سا ً لتوقسسف الحيسساة الحقيقيسسة َ
و َ الية }أ ْ
على الهتداء به ]شرح الطحاويسسة :ص .[.4وكأن هسسذه السسدعاوى حسسول السسوحي
ه( أو أنهسسا صسسنعت فيمسسا للمام قد غابت عن مفيدهم )المتوفى سسسنة 413
بعد؛ إذ رأينا المفيد يقرر التفاق والجماع علسى "أنسه مسن يزعسم أن أحسدا ً
بعد نبينا يوحى إليه فقسسد أخطسسأ وكفسسر] "..أوائل المقسسالت :ص ،[.39أو يكسسون
ه هذا تقية. قول ُ
إذن المسسام يلهسسم ،ويسسسمع صسسوت الملسسك ،ويسسأتيه الملسسك فسسي المنسسام
واليقظة ،وفي بيته ومجلسسسه ،أو يرسسسل لسسه مسسا هسسو أعظسسم مسسن جبرائيسسل
يخبره ويسدده ،وليسسس ذلسسك نهايسسة المسسر ،بسسل لسسدى الئمسسة أرواح أخسسرى،
ووسائل أخرى؛ لسسديهم خمسسسة أرواح :روح القسسدس ،وروح اليمسسان ،وروح
الحياة ،وروح القوة ،وروح الشهوة.
ذكر ذلك صاحب الكافي في باب بعنوان" :بسساب فيسسه ذكسسر الرواح السستي
في الئمسة عليهسم السسلم" ]أصسسول الكسسافي [.1/271 :فسسذكر فسسي ذلسك سست
روايات ،بينما تطورت هذه المسألة عند صاحب البحسسار فبلغسست رواياتهسسا )
(74رواية ]بحار النوار.[.99-25/47 :
وقد ركزت رواياتهم على روح القسسدس ،فسسذكرت أن هسسذه السسروح تنتقسسل
إلى الئمة بعد موت النبياء "فسسإذا قبسسض النسسبي -صسسلى اللسسه عليسسه وآلسسه -
انتقل روح القدس إلسسى المسسام" ]أصسسول الكسسافي" [.1/272 :وبسسروح القسسدس"
عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى" ]أصول الكسسافي" ،[.1/272 :وروح
القدس ل ينام ول يغفسل ول يلهسو ول يزهسسو" ]أصسسول الكسسافي ،1/272 :والزهسسو:
الرجسساء الباطسسل والكسسذب والسسستخفاف )هسسامش الكسسافي ،[.(1/272 :وبسسروح القسسدس
يستطيع أن يرى المام "ما غساب عنسه فسي أقطسار الرض ومسا فسي عنسان
السماء وبالجملة ما دون العرش إلى ما تحت الثرى" ]الغفسساري /تعسساليق علسسى
أصول الكافي) 1/272 :الهامش(.[.
بل إن الئمة تذهب إلسسى عسسرش الرحمسسن -كمسسا يزعمسسون -كسسل جمعسسة
لتطوف به فتأخذ من العلم ما شاءت.
قال أبو عبد الله" :إذا كان ليلة الجمعة وافى رسسسول اللسسه -صسسلى اللسسه
عليه وآله -العرش ووافى الئمة -عليهم السلم -معه ووافينا معهسسم ،فل
ترد أرواحنا إلى أبداننا إل بعلم مستفاد ،ولول ذلك لنفسسذنا" ]أصسسول الكسسافي:
،1/254بحار النوار ،89-26/88 :بصائر الدرجات :ص .[.36
183
وجاءت روايات أخرى بهذا المعنى ذكرها الكليني في باب خصصه لهذه
الدعوى بعنوان" :بسساب فسسي أن الئمسسة عليهسسم السسسلم يسسزدادون فسسي ليلسسة
الجمعة" .وذكسسر فيسسه ثلث روايسسات ]انظسسر :أصسسول الكسسافي ،[.1/253 :ثسسم جسساء
صاحب البحار فذكر في هذا الموضوع ) (37رواية في باب عقده في هسذا
الشأن بعنوان" :باب أنهم يزدادون وأرواحهسم تعسرج إلسى السسماء" ]انظسسر:
بحار النوار.[.97-26/86 :
بل جاء في البحار تسع عشرة رواية تذكر بأن اللسسه تعسسالى نسساجى علي سًا،
وأن جبرائيل يملي عليه] ..بحار النوار .[.157-39/151 :كما جسساءت فيسسه سسسبع
عشرة رواية تتحدث عن تحف الله تعالى وهسسداياه إلسى علسي ]بحسسار النسسوار:
.[.129-39/118كمسسا ذكسسر المجلسسسي" :أن اللسسه -بزعمهسسم -يرفسسع للمسسام
عمودا ً ينظر به إلى أعمال العبسساد" واستشسسهد لسسذلك بسسست عشسسرة روايسسة
]بحار النوار.[.136-26/132 :
كسسل هسسذه العلسسوم السستي تتحقسسق لهسسم بهسسذه الوسسسائل يسسسمونها" :العلسسم
الحادث" ]انظر :أصول الكافي [.1/264 :وتحققها موقوف على مشيئة الئمسسة،
كما أكدت ذلك روايات صاحب الكافي التي جاءت في الباب السسذي عقسسده
بعنوان" :باب أن الئمة عليهم السلم إذا شاؤوا أن يعلموا علمسسوا" ]أصسسول
الكافي ،[.1/258 :وذكر فيه روايات ثلثا ً كلها تنطق بس"أن المام إذا شسساء أن
يعلم أعلم" ]أصول الكافي ،[.1/258 :وفي لفظ آخر" :إذ أراد المام أن يعلسسم
شيئا ً أعلمه الله ذلك" ]أصول الكافي .[.1/258 :فالوحي للئمة ليس بمشسسيئة
الله وحده كما هو الحال مع الرسسسل -عليهسسم السسسلم -بسسل تسسابع لمشسسيئة
المام!!
وهذا العلم الحادث الذي يحدث للئمة متى شاؤوا فيجعل كلمهسسم مثسسل
كلم الله ورسوله ،ليسسس هسسو كسسل مسسا عنسسد الئمسسة ،بسسل لسسديهم مسسا تسسسميه
رواياتهم بالعلم الغابر ،العلم المزبور ]انظر :باب جهات علوم الئمسسة ،مسسن أصسسول
الكافي ،[.1/264 :وهو ما أودع الئمة من علسسوم ومسسن كتسسب وصسسحف ،وهسسي
الساس الثاني لقولهم بأن كلم المام يجري مجسسرى كلم اللسسه ورسسسوله،
وهو ما سنبينه في المبحث التالي.
الصل الثاني :خزن العلم وإيداع الشريعة عند الئمة:
جاء في الكافي عن موسى جعفر قال -كمسسا يزعمسسون " :-مبلسسغ علمنسسا
سسسر ،وأمسسا الغسسابر
على ثلثة وجوه :ماض وغابر وحادث ،فأما الماضي فمف ّ
فمزبور ،وأما الحادث فقذف في القلوب ونقر فسسي السسسماع وهسسو أفضسسل
علمنا ول نبي بعد نبيا" ]أصول الكافي.1/264 :
وقد جاء في رواية أخرى لهم قول إمامهم .." :أما الغابر فالعلم بما يكون ،وأما المزبور
فسسالعلم بمسسا كسسان" )انظسسر :بحسسار النسسوار ،26/18 :المفيسسد /الرشسساد ص ،257الطبرسسسي/
الحتجاج ص (203:وهذا التفسير كأنه يشير إلى موضوع كل نسوع ،فنسوع يتعلسق بسالحوادث
الماضية ،وآخر يتعلق بالحوادث المستقبلة .[.وفي البحسسار وبصسسائر السسدرجات ثلث
روايات بهذا اللفظ ]بحار النوار ،26/59 :بصائر الدرجات ص .[.92
العلم الحادث هو ما تقدم بيانه ،وهو كما أشارت الرواية يعد من أفضسسل
علومهم ،لنه كما يقول بعض شيوخهم :حصسسل لهسسم مسسن اللسسه بل واسسسطة
184
]المازندراني /شرح جامع[.6/44 :؛ أي من اللسسه مباشسسرة بل واسسسطة ملسسك مسسن
الملئكة ،وهذا يشبه قول غلة الصوفية مثل ابن عربي.
سر والغابر المزور فقد أوضح شسسارح الكسسافي معناهمسسا أما الماضي المف ّ
بقوله" :يعني :الماضي الذي تعلق علمنا به وهو كسسل مسسا كسسان مفسسسرا ً لنسسا
بالتفسير النبوي ،والغابر المزبور الذي تعلق علمنسسا بسسه هسسو كسسل مسسا يكسسون
مزبورا ً مكتوبا ً عندنا بخط علي -رضي اللسسه عنسسه -وإملء الرسسسول وإملء
الملئكة مثل الجامعة وغيرها".
فبهذا يتبين أن العلم المستودع عنسسد الئمسسة نوعسسان :كتسسب ورثوهسسا عسسن
النبي ،أو علم تلقوه مشافهة منسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم .وفحسسوى هسسذا
العتقاد الذي يعتبر من ضرورات مذهبهم وأركسسان دينهسسم أن رسسسول اللسسه
صلى الله عليه وسلم بلغ جزءا ً من الشريعة وكتم البسساقي وأودعسسه المسسام
عليا ً فأظهر علي منه جزءا ً في حياته ،وعنسسد مسسوته أودعسسه الحسسسن وهكسسذا
كل إمام يظهر منه جزءا ً حسب الحاجة ثم يعهد الباقي لمن يليسسه إلسسى أن
صار عند إمامهم المنتظر.
وقد مر بنا ما قاله شيخهم وآيتهم محمسسد بسن حسسسين آل كاشسف الغطسا
ه( من أن الحكام في السلم قسمان :قسم أعلنه النبي صلى )ت 1376
الله عليه وسلم للصحابة ،وقسم كتمه أودعه أوصياءه ،كسسل وصسسي يخسسرج
منه ما يحتاجه الناس في وقته ثم يعهد به إلسسى مسسن بعسسده ،حسستى زعسسم أن
ل؛النبي صلى الله عليه وسلم قد يذكر حكما ً عاما ً ول يذكر مخصصسسه أصسس ً
بل يودعه عند وصيه إلى وقته ]انظر :أصسسل الشسسيعة :ص ،77وانظسسر ص 146مسسن
هذه الرسالة.[.
وقال شيخهم المعاصر بحسسر العلسسوم" :لمسسا كسسان الكتسساب العزيسسز متكفل ً
بالقواعد العامة دون السسدخول فسسي تفصسسيلتها ،احتسساجوا إلسسى سسسنة النسسبي..
والسنة لم يكمل بها التشسسريع!! ،لن كسسثيرا ً مسسن الحسسوادث المسسستجدة لسسم
تكن على عهده صلى الله عليه وسلم احتاج أن يدخر علمها عند أوصسسيائه
ليؤدوها عنه في أوقاتها" ]بحر العلوم /مصابيح الصول :ص ،4وأقوال شسسيوخهم فسسي
هذا المعنى كثيرة ،فيقول – مثل ً -آيتهم العظمى شهاب السسدين النجفسسي" :إن النسسبي صسسلى
الله عليه وسلم ضاقت عليه الفرصة ولم يسعه المجال لتعليم جميسسع أحكسسام السسدين ..وقسسد
دم الشتغال بالحروب على التمحص )كذا( ببيان تفاصل الحكام ..لسيما مع عسسدم كفايسسة ق ّ
استعداد الناس في زمنه لتلقي جميع ما يحتاج إليه طول قسسرون" )النجفسسي /تعليقسساته علسسى
إحقاق الحق.(289-2/28 :
دم الشسستغال بسسالحروب انظر :كيف يطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم بسسأنه ق س ّ
َ
من ّرّبققك{.. َ َ ز َ ُ ل ب َل ّ ْ
سو ُ َ
ل إ ِلي ْك ِ ما أن ِ
غ َ ها الّر ُعلى تبليغ شريعة الله ،والله يقولَ} :يا أي ّ َ
؟! وهل أمثال هؤلء من أتباع الرسسسول ..فض سل ً عسسن فهل أعرض رسول الهدى عن أمر ربه
أن يكونوا من أنصار أهل بيته؟! أليس إقراراهم لهذه العقيدة هسسو تكسسذيب لقسسول اللسسه جسسل
ت لَ ُ شأنه} :ال ْيوم أ َك ْمل ْت ل َك ُم دين َك ُم َ
مسققل َ َ
م ال ِ ْ
كقق ُ ضي ُ وَر ِ مِتي َ ع َم نِ ْعل َي ْك ُ ْ
ت َ
م ُم ْوأت ْ َْ َ ْ ِ َ ُ َ ْ َ
ِديًنا{ فالله سبحانه أكمل لنا الدين ،وكل قول خلف هذا كفسسر وضسسلل ..ولكسسن السسدين لسسم
يكمل ولن يكمل هو دين الشيعة الذي يزيد فيسه شسيوخهم علسسى مسر السسدهور ول يسزال فسسي
نقص واختلف لنه من وضع البشر.[.
185
هذه بعض الخطوط العامة لهذه العقيدة الخطيرة في مسسذهب الشسسيعة،
أما شواهدها فسإن المقسام سسسيطول لسو عرضست لهسسا كلهسسا فكيسف بتحليهسسا
ونقدها ..فلنذكر على سبيل الجمال..
فهم يزعمون أن الئمة هو خزنة علسسم اللسسه ووحيسسه ،وقسسد عقسسد صسساحب
الكافي بابا ً لهذا بعنوان" :باب أن الئمة -عليهسسم السسسلم -ولة أمسسر اللسسه
وخزنة علمه" ]أصول الكافي [.193-1/192 :وضمن هسسذا البسساب سسست روايسسات
في هذا المعنى ،وبابا ً آخسسر بعنسوان" :أن الئمسة ورثسوا علسسم النسبي وجميسع
النبياء والوصياء الذين من قبلهم" ]أصول الكسسافي ،[.226-1/223 :وفيه سسسبع
روايات ،وبابا ً ثالثا ً بعنوان" :أن الئمة يعلمون جميسسع العلسسوم السستي خرجسست
إلى الملئكة والنبيسساء والرسسسل -عليهسسم السسسلم ] "-أصسسول الكسسافي-1/225 :
.[.256وفيه أربع روايات.
وهسسذا العلسسم المسسستودع نوعسسان -كمسسا سسسبق ) -مفسسسر ،ومزبسسور( ،أمسسا
المفسر فمما ذكروه فيه ما جاء فسسي أصسسول الكسسافي" :بسساب أن اللسسه عسسز
وجل لم يعلم نبيه علما ً إل أمره أن يعلمه أمير المؤمنين وأنه كان شريكه
في العلم" ،وذكر فيه ثلث روايسسات ]انظسسر :أصسسول الكسسافي ،[.1/263 :وقريسسب
من هذا ما جاء في البحار في باب بعنوان" :بسساب أنسسه صسسلوات اللسسه عليسسه
كان شريك النبي -صلى الله عليه وآله -في العلم دون النبوة ،وأنه علسسم
كلما علم صلى الله عليه وآله وأنه أعلم من سائر النبياء عليهم السسسلم"
وقد استشهد لذلك باثنتي عشرة رواية من روايساتهم ]بحسسار النسسوار-40/208 :
.[.212
كما قدم المجلسي اثنتين وثمسسانيني روايسة تتحسسدث عسسن علسم علسسي وأن
النبي صلى الله عليه وسلم عمله ألف باب مسسن العلسسم ..فسسي بسساب عقسسده
لهذه الموضوع ]بحار النوار ،[.200-40/127 :قالت إحسسدى روايسساته بسسأن النسسبي
صلى الله عليه وسلم أسّر إلى علي ألف حديث لم تعلمه المة ،وزعمسست
أن عليا ً أعلن ذلك للناس فقال" :أيها النساس ،إن رسسول اللسسه صسلى اللسسه
ي ألف حديث ،في كل حديث ألف باب ،لكل باب ألسسف عليه وسلم أسّر إل ّ
مفتاح" ]بحار النوار ،40/127 :ابن بابويه /الخصال.[.2/174 :
ومرة أخرى زعمت أن أبا عبد الله قسسال" :أوصسسى رسسسول اللسسه -صسسلى
الله عليه وآله -إلى علي -عليه السلم -بألف باب كسسل بسساب يفتسسح ألسسف
باب" ]بحسسار النسسوار ،40/129 :الخصسسال [.176-2/175 :ثم زعمت أن علي سا ً قسسال:
"إن رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وآلسسه علمنسسي ألسسف بسساب مسسن الحلل
والحرام ،ومما كان ومما يكون إلى يوم القيامة ،كل باب منهسسا يفتسسح ألسسف
باب فذلك ألف ألف باب ،حتى علمسست المنايسا والبليسا ،وفصسسل الخطسساب"
]بحار النسسوار ،40/130 :الخصسسال ،2/175:بصسسائر السسدرجات ص .[.87كما قسالت بسأن
رسول صلى الله عليه وسلم جلل عليا ً بثوبه -عند موته -وأنه حدثه بألف
حديث كل حديث يفتح ألف باب ]بحار النوار ،40/215 :بصسسائر السسدرجات ص-89 :
.[.90
وهذا كله ليس بذاك العلم فسسي نظسسر الئمسسة بالقيسساس لمسسا عنسسدهم مسسن
علوم ،فقد قال أبو بصير" :دخلت على أبي عبد الله فقلت له :إن الشيعة
186
يتحدثون أن رسول الله صلى الله عليه وآله علم عليا ً بابا ً يفتسسح منسسه ألسسف
باب ،فقال أبو عبد الله عليه السلم :يا أبا محمد ،علم واللسسه رسسسول اللسسه
صلى الله عليه وآله عليا ً ألف باب يفتح له من كل بسساب ألسسف بسساب :قلسست
له :هذا والله هو العلم .قال :إنه لعلم وليس بذاك" ]وهي رواية طويلة تتحسسدث
عن العلوم الوهمية التي عند الئمة .انظرها في أصول الكافي 1/238 :وما بعدها ،وانظر:
بحار النوار ،40/130 :الخصال.[.177-2/176 :
وقد استمر رسول الله صلى الله عليه وسلم طيلة حيسساته -كمسسا تزعسسم
روايات الشيعة -يعلم عليا ً علوما ً وأسرارا ً ل يطلع عليها أحد سسسواه ،وقسسد
وصلت مبالغات الشيعة في هذه الدعاوى إلسسى مرحلسسة ل يصسسدقها عقسسل..
حتى قالوا بأن عليا ً استمر في تلقي العلم من فم الرسول حتى بعد موته
-عليه الصلة والسلم ،-وعقد المجلسي لهذا بابا ً بعنوان" :باب ما علمسسه
الرسول صلى الله عليسسه وآلسسه عنسسد وفسساته وبعسسده] "..بحسسار النسسوار-40/213 :
.[.218
وقالت الرواية الولى في هذا الباب إن عليا ً قال" :أوصاني النبي صسسلى
ت فغسلني بست قسسرب مسسن بئر غسسرس ]بئر الله عليه وآله فقال :إذا أنا م ّ
غرس :بئر بالمدينة) .انظر :معجم البلدان ،4/193 :معجم ما استعجم ،2/994 :المراصسسد:
،[.(2/988فإذا فرغت من غسلي فأدرجني في أكفاني ،ثم ضع فسساك علسسى
فمي ،قال :ففعلت وأنبأني بما هسسو كسسائن إلسسى يسسوم القيامسسة" ]بحسسار النسسوار:
،40/213بصائر الدرجات :ص .[.80وقالت الرواية الثانيسسة بسسأن الرسسسول صسسلى
ت فاغسسسلني الله عليه وسلم قسسال -كمسسا يفسسترون " :-يسسا علسسي ،إذا أنسسا مس ّ
وكفني ثم أقعدني وسائلني واكتب" ]بحار النوار ،40/213 :بصسسائر السسدرجات :ص
.[.80
ومضت بقية الروايات على هذا النسق المظلسسم ،حسستى قسسالوا بسسأن علي سا ً
كان إذا أخبر بشيء قال" :هذا مما أخبرني به النبي صلى الله عليسسه وآلسسه
بعد موته" ]بحسسار النسسوار ،40/215 :الخسسرائج والجسسرائح :ص .[.132وهكذا يخربسسون
بيوتهم بأيديهم ،ويكشسسفون كسسذبهم بأنفسسسهم عسسبر مبسسالغتهم السستي ل تكسساد
تنتهي ،وهذا جزء من رواياتهم عن العلم الذي خصه النبي صلى الله عليسسه
وسلم لعلي وأورثه الئمة من بعده.
ولم يكتف الخيال الشيعي بهذا؛ بل زعم أن عند الئمسة العلسم المزبسور،
أو الكتب التي ورثوها عن النبي صلى الله عليه وسلم .وقد جاء على ذكر
بعضها صاحب الكافي في باب عقسسده بعنسسوان" بسساب فيسسه ذكسسر الصسسحيفة،
والجفر والجامعة ومصحف فاطمة -عليها السلم ] "-أصول الكسسافي-1/238 :
،[.242وفي باب آخر بعنوان" :ما أعطى الئمة عليهسسم السسسلم مسسن اسسسم
الله العظم" ]أصول الكافي ،[.1/230 :وفي باب ثالث بعنوان" :باب مسسا عنسسد
الئمة من آيات النبياء عليهم السلم" ]أصول الكافي.[.232-1/231 :
أما شيخهم المجلسي فقد أكثر من الروايات في هذا البسساب ،وجمسسع مسسا
في معظم كتب شيوخهم المعتمدة عندهم ،وسجل ذلسسك فسسي بحسساره فسسي
أبواب متعددة تضمنت روايات يصعب حصرها ،مثل" :باب جهات علسسومهم
عليهم السلم وما عندهم مسسن الكتسسب ،"..وقسسد بلغسست أخبسسار هسسذا البسساب )
187
]بحسسار (149خبرا ً انتخبها كعادته من مجموعة من كتبهسم المعتمسدة لسديهم
النوار ،[.66-26/18 :وباب "في أن عندهم كتبسا ً فيهسسا أسسسماء الملسسوك السسذين
يملكون في الرض" ]بحار النوار) 156-26/155 :وفيه 7روايسسات( ،[.وباب "فسسي
أن عندهم صلوات الله عليهم كتب النبياء عليهسسم السسسلم يقرءونهسسا علسسى
اختلف لغاتها" ]بحار النوار) 189-26/180 :وفيه 27رواية( ،[.وباب "أن عنسسدهم
جميع علوم الملئكة والنبياء وأنهم أعطوا مسسا أعطسساه اللسسه النبيسساء عليهسسم
السلم ،وأن كل إمام يعلم جميع علم المسسام السسذي قبلسسه ول تبقسسى الرض
بغير عالم" ]بحسسار النسسوار) 179-26/159 :وفيسسه 63روايسسة( ،[.وباب "أنهسسم عليهسسم
السلم ..عندهم كتاب فيه أسماء أهل الجنة وأسسسماء شسسيعتهم وأعسسدائهم"
]بحار النوار) 132-26/117 :وفيه 40رواية(.[.
وتحدثت روايات هذه البواب عما ورثسسه الئمسسة مسسن صسسحف وغيرهسسا ،أو
عن المصادر الوهمية التي تزعم الرافضة عند أئمتهم الثني عشسسر والسستي
فيها -كما يزعمون -كل ما يحتاجه الناس ،ولو ذهبنسسا نعسسرض ونفصسسل مسسا
احتوته هذه البواب ،ونحلل معلوماتها ،ونبين ضسسروب تناقضسساتها وأوهامهسسا
ل؛ ولكن نكتفي بالشارة والمثال. لكان بذاته بحثا ً مستق ً
لقد كان مما تضمنته هذه البواب روايسسات عديسسدة عسسن صسسحيفة تسسسمى
الجامعسسة أو الصسسحيفة ،وصسسفوها بأنهسسا "سسسبعون ذراع سا ً بخسسط علسسي عليسسه
السلم ،وإملء رسول الله صلى الله عليهما وعلى أولدهما – كسسذا -فيهسسا
من كل حلل وحرام" ]أصول الكافي ،1/239 :بحار النوار ،[.26/22 :وليسسس مسسن
قضية إل هسي فيهسا حستى أرش الخسدش ]أصسسول الكسسافي ،1/239 :بحسسار النسسوار:
،[.26/22وتكرر ذكر هذه المعلومات ومسسا فسسي معناهسسا فسسي روايسسات كسسثيرة
]انظر :بحار النوار 26/22 :وما بعدها ،الروايات التالية :رقم ،22 ،18 ،17 ،15 ،13 ،11
90 ،80 ،78 ،65 ،61 ،25 ،23وغيرها.[.
ومن العجب أن أئمتهم يعدون أتباعهم بسسأنهم سسسيحكمون بمسسا فسسي هسسذه
الصحيفة لو تمكنوا من الحكم حيث قسسالوا" :لسسو ولينسسا النسساس لحكمنسسا بمسسا
أنزل اللسه لسسم نعسسد مسا فسسي هسسذه الصسسحيفة" ]بحسسار النسسوار ،23-26/22 :بصسسائر
الدرجات :ص .[.39
أما القرآن فليس له ذكر ،كما يخبرون بأنها هي دستورهم الذي يتبعون،
حيث قالوا .." :فنحن نتبع ما فيها ول نعدوها" ]بحار النسسوار ،23-26/22 :بصسسائر
الدرجات :ص .[.39وزعم أبو بصير )أحد رواتهم( بسسأنه رآهسسا عنسسد أبسسي جعفسسر
]بحار النوار ،26/23 :بصائر الدرجات :ص ،[.39كما زعم زرارة أنسسه اسسستمع إلسسى
نص من نصوصها يقول" :إن ما يحدث به المرسلون كصوت السلسسسلة أو
كمناجاة الرجل صاحبه" ]بحار النوار ،26/24 :بصائر الدرجات :ص .[.40-39
كما نقلت رواياتهم أخبارا ً عن كتاب يسمونه كتاب علي ،ووصفوا شكله
وى" ]بحار النوار ،26/51 :بصسسائر السسدرجات :ص [.45 بأنه "مثل فخذي الرجل مط ّ
وأنه "خط علي بيده وإملء رسول الله" ]بحار النوار ،26/51 :بصسسائر السسدرجات:
ص ،[.45ولم ينقلوا لنا من نصوصه وأحكسسامه إل هسسذا الحكسسم الجسسائر السسذي
يقول" :إن النساء ليس لهن من عقار الرجسسل إذا هسسو تسسوفي عنهسسا شسسيء،
هذا والله خسسط علسسي بيسسده وإملء رسسسول اللسسه" ]بحسسار النسسوار ،26/51 :بصسسائر
188
السسدرجات :ص ،[.45وهسسم يأخسسذون بهسسذا النسسص مسسن ذلسسك الكتسساب الموهسسوم،
ويعرضون عن نصوص القرآن العامة والتي لم تفرق بيسسن العقسسار وغيسسره.
دعونه بأن لفاطمة نصيبا ً فسسي فسسدك ]وحسساولوا التخلسسص
ثم إن هذا يناقض ما ي ّ
من ذلك بزعمهم أن رسول الله صلى اللسسه عليسسه وسسسلم خصسسها بسسذلك فسسي حيسساته) .انظسسر:
مقتبس الثر.[.(23/179 :
ويبدو من خللهم رواياتهم أن هذا الكتاب ل يظهر له صوت إل فسسي جسسو
من اللحاد والزندقة؛ إذ إنه مسسا إن قتسسل المغيسسرة ]المغيسسرة بسسن سسسعيد البجلسسي
الكوفي ،أحد الزنادقة ،تقدم التعريف به ص [.(168) :والذي تعترف كتب الرافضسسة
بغلوه حتى زاد حصرهم على إخفاء الكتاب ،فقد قال جعفرهم حينما نقسسل
ي ولكن دفعته له نص في ولية علي ..." :هذا مكتوب عندي في كتاب عل ّ
أمس حين كان هذا الخوف وهو حين صلب المغيسسرة" ]بحسسار النسسوار-26/52 :
،53بصائر الدرجات :ص ،45وانظر الحديث عن كتاب علي المزعوم في :البحار26/24 :
رقم.[.59 ،55 ،54 :
كما تتحدث رواياتهم عن صحيفة فيها تسع عشرة صسسحيفة قسسد حباهسسا أو
خباها ]على اختلف نسخهم ما بين اللفظين [.رسول الله صسسلى اللسسه عليسسه وآلسسه
عند الئمة ]بحار النوار ،26/24 :بصائر السسدرجات :ص ،[.39ول تفصح عسسن شسسيء
أكثر من هذا.
وتذكر أخبارهم بأنه" :في ذؤابة سيف علسسي صسسحيفة صسسغيرة ،وأن عليسا ً
عليه السلم دعا إليسه الحسسن فسدفعها إليسه ودفسع إليسه سسكينا ً وقسال لسه:
افتحها ،فلم يستطيع أن يفتحها ففتحها له ،ثم قال له :اقرأ ،فقرأ الحسسسن
-عليه السلم -اللف والباء والسين واللم وحرفا ً بعد حسسرف ،ثسسم طواهسسا
فدفعها إلى الحسين عليه السلم فلم يقدر أن يفتحها ،ففتحها له ثم قسسال
ي ،فقرأها كما قرأ الحسن عليه السسسلم ،ثسسم طواهسسا فسسدفعها له :اقرأ يا ب ُن َ ّ
إلى ابن الحنفية فلم يقدر على أن يفتحها ففتحها له فقال له :اقسسرأ ،فلسسم
ا ،فأخذها وطواها ثم علقها بذؤابة السيف" ]بحسسار النسسوار: يستخرج منها شيئ ً
، 26/56بصائر الدرجات :ص ،89المفيد /الختصاص ص .[.284
وقد سئل أبو عبد الله عن ما في هذه الصسسحفية فقسسال" :هسسي الحسسرف
التي يفتح كل حرف ألف باب" ]بحسسار النسسوار ، 26/56 :بصسسائر السسدرجات :ص ،89
المفيد /الختصاص ص .[.284وقال أبو عبد الله -عليسسه السسسلم " :-فمسا خسسرج
منها إل حرفان الساعة" ]بحسسار النسسوار ، 26/56 :بصسسائر السسدرجات :ص ،89المفيسسد/
الختصسساص ص .[.284ولسسم يفصسسح هسسذا النسسص عسسن معسساني هسسذه الحسسروف
المبهمة ،والتي يفتح بها آلف من البواب المغلقة -كم يزعمون ،-ولماذا
لم يستفد منها الئمة ،وهم في أخبار الشيعة تتنسساوبهم المحسسن ،ويعيشسسون
في ظسسل الخسسوف والتقيسسة ،حسستى ظسسل آخرهسسم قابعسا ً فسسي سسسردابه -فيمسسا
يزعمون -يمنعه الخوف من أعدائه كل هذه القرون المتطاولة؟!
وقد أشار شيخ السلم إلى ما يشبه هذه الدعوى حيث أشار إلسسى لسسون
من استكشاف المستقبل بواسطة "حساب الجمل من حسسروف المعجسسم"
وأشار إلى أن هذا مما ورث عن اليهود ،وأن طائفسسة حسساولت بسسه اسسستخرج
مدة بقاء هذه المة" ]فتسساوى شسسيخ السسسلم) 4/82 :جمسسع الشسسيخ عبسسد الرحمسسن بسسن
189
قاسسسم( ..[.فقسسد تكسسون تلسسك السسدعوى السسسابقة كشسسبيهتها هسسذه ذات أصسسل
يهودي ..وهي على العموم ضرب من الهوس والجنون ،أو لون مسسن الكيسسد
للمة وإلهائها عن مهمتها في هذه الحياة ،ونوع مسسن التلسسبيس علسسى عسسوام
الشيعة وخداعها ،وإغراقها فسسي جسسو مسسن الطلسسسم واللغسساز ل تبصسسر مسسن
خلله طريقها ،ول تهتدي بسبب ظلماته إلى الصراط المستقيم.
ومزاعمهم في هذا الباب ل تكاد تنتهي.
فقد افتروا بأن عليا ً قال" :إن عندي صسسحفا ً كسسثيرة ..وإن فيهسسا لصسسحيفة
يقال لها العبيطة ،وما ورد عن العرب أشد عليهم منهسسا ،وإن فيهسسا لسسستين
قبيلة من العرب بهرجة ]فسسي القساموس :المبهسسرج :الباطسسل الرديسسء ..والمبهسسرج مسن
المياه :المهمل الذي ل يمنع عنه ،ومن الدماء :المهدر )القاموس [.(1/180 :ما لها فسسي
دين الله من نصيب" ]بحار النوار ،26/37 :بصائر الدرجات :ص .[.41
ولعل القارئ يلحظ من خلل قراءة هذا النص وأمثاله هوية واضع هسسذه
النصوص ..وأنهم صسسنف مسسن الشسسعوبية السسذين يكنسسون كسسل حقسسد وكراهيسسة
للعرب ،ل لمجسسرد جنسسسيتهم؛ ولكسسن للسسدين السسذي يحملسسونه ويسسسعون فسسي
نشره ،وأن هذا الصنف استغل التشيع ليحقسسق مسسن خللسسه كيسسده وعسسدوانه
ضد المة ودينها ..ولقد ان ْط َل َسست الخدعسسة علسسى طسسوائف الشسسيعة فأوسسسعوا
مصادرهم لخبار هذا الصنف الحاقد ،أو تعمدوا ذلك ،والضحية هسسم التبسساع
الجهلة السسذين ينخسسدعون بهسسذه السسساطير ،لنهسسا منسسسوبة لل السسبيت ،ولسسم
يعلموا أن وراء الكمة ما وراءها.
ومن الكتب التي عند أئمتهسسم -كمسسا يزعمسسون -كتسساب يسسسمى" :ديسسوان
الشيعة" أو الناموس أو السمط علسى اختلف روايساتهم فسي تسسميته ،قسد
سجل فيه الشيعة بأسمائهم وأسماء آبائهم ،وكان أتباع الئمة -كما تزعسسم ُ
روايسسات الشسسيعة -يسسذهبون إلسسى الئمسسة ليقفسسوا علسسى أسسسمائهم فسسي هسسذا
الديوان؛ لن وجود السم فيه هو برهان النجاة ]انظسسر روايسساتهم فسسي هسسذا فسسي:
بحار النوار.[.132-26/117 :
فمثل ً هذه امرأة تدعى حبابة الوالبية -كما تقول روايتهم -جسساءت لبسسي
عبد الله وقالت له" :إن لسسي ابسسن أخ وهسسو يعسسرف فضسسلكم وإنسسي أحسسب أن
تعلمني أمن شيعتكم؟ قسسال :ومسسا اسسسمه؟ قسسالت :فلن ابسسن فلن ،قسسالت:
فقال :يا فلنه ،هاتي الناموس ،فجاءت بصحيفة تحملها كبيرة فنشرها ثسسم
نظر فيها فقال :نعم هو ذا اسمه واسم أبيه ها هنسسا" ]بحسسار النسسوار،26/121 :
بصائر الدرجات :ص .[.46
ومن ليس له اسم في هذا الديوان فليس عندهم من أهل السسسلم؛ لن
إمامهم قال" :إن شيعتنا مكتوبون بأسمائهم وأسماء آبسسائهم ..ليسسس علسسى
ملة السلم غيرنسسا وغيرهسسم" ]بحسسار النسسوار ،26/123 :بصسسائر السسدرجات :ص .[.47
وأحيانا ً يقولون في رواياتهم بأنهم ورثوا ذلك من الرسول صلى الله عليسسه
دفع إليه -حينما أسري به -صسسحيفتان :صسسحيفة فيهسسا أصسسحاب وسلم لنه ُ
اليمين ،وأخرى فيها أصحاب الشمال ،وفيهما أسماء أهل الجنسسة ،وأسسسماء
ي ،وتوارثها الئمة أهل النار .وقد دفعهما الرسول -كما يزعمون -إلى عل ّ
ي ،وهما اليوم عند منتظرهم ]انظسسر :بحسسار النسسوار ،125-26/124 :بصسسائر من عل ّ
190
الدرجات :ص ،52وإذا لحظنا أنهم يزعمون بأن لكبار شيوخهم صلة بالمنتظر المزعمسسون،
وهذا المنتظر عنده كل هذه العلوم ،والتي منها سجل أسسسماء أهسسل الجنسسة وأهسسل النسسار ،فل
يستبعد ما يقال بأن بعض آياتهم في دولتهم الحاضرة يصدرون صكوك الغفران والحرمسسان،
ويغررون بأولئك المغفلين ويزجون بهم في أتون الحرب تحت تأثير هسسذه المسساني والوعسسود
الكاذبة.[.
كما أن لدى الئمة كتابا ً يقولون عنسسه بسأنه" :وصسية الحسسسين" وفيهسسا مسا
يحتاج الناس ]بحار النسسوار ،26/54 :بصسسائر السسدرجات :ص [.54أو "ما يحتسساج إليسسه
ولد آدم منذ كانت الدنيا إلى أن تفنى" ]أصول الكافي.[.1/304 :
كما أن لدى الئمة الجفر البيض ]الجفر :تقول رواياتهم في تفسيره بأنه" :وعاء
من أدم فيه علم النبيين والوصيين ،وعلم العلماء الذين مضوا مسسن بنسسي إسسسرائيل" )أصسسول
الكافي (1/239ومرة تنعته بأنه" :جلد ثور ملئ علمسًا" )المصسسدر السسسابق .(1/241 :وهسسل
المسلمون بحاجة في دينهم إلى غير شريعة القرآن؟! لقد أكمسسل اللسسه سسسبحانه لنسسا السسدين،
فَلقن
سقل َم ِ ِديًنقا َ غ َ
غْيقَر ال ِ ْ من ي َب ْت َ ِ
و َ
وختم بكتابه الكتاب ،ونسخ بالسلم الديان كلها } َ
ه{ ]آل عمران ،آية.[85 :
من ْ ُ
ل ِ يُ ْ
قب َ َ
ً
وتأتي روايات أخرى عندهم تجعل من هذه الجفر ألوانا؛ لكل لون مضسمون يتناسسب مسع
لونه ،ونكهة توافق شكله ،فنهاك الجفر البيض ،وهناك الجفر الحمر ،والذي يحمل المسسوت
الحمر والذي "سيبعث" به منتظرها ،وتتوعد الرافضة بهذا "الجفر" الصالحين مسن مسسسلف
هذه المة وخلفها ،لنه يحكي أسطورة النتقام الموعودة )انظر في الجفر الحمسسر :أصسسول
الكافي ،(1/240وراجع :فصل المهدية والغيبة [.وفيه كما تقسسول روايسساتهم" :زبسسور
داود ،وتوراة موسى ،وإنجيل عيسى ،وصحف إبراهيسسم ،والحلل والحسسرام،
ومصحف فاطمة ،وفيه مسسا يتحسساج النسساس؛ حسستى إن فيسسه الجلسسدة ،ونصسسف
الجلدة ،وثلث الجلدة ،وربع الجلسسدة ،وأرش الخسسدش" ]بحسسار النسسوار،26/37 :
بصائر الدرجات :ص .[.41
النقد:
هذا ،ونكتفي بهذا لقدر مسسن المصسسادر الوهميسسة السستي تزعمهسسا الرافضسسة،
والتي يغني في بيان فسادها مجرد عرضها وتصورها ..والتي لو كان شيء
منها موجودا ً لتغير وجه التاريخ ،ولما عجز الئمة -حسب منطق الروافض
-عن الوصول إلى سدة الحكم ،ولما عصفت بهن المحن ،ومات كل واحد
منهم مقتول ً أو مسموما ً -كما يزعمون ،-ولما غاب غائبهم فسسي سسسردابه،
وظل مختفيا ً قابًعا في مكمنه خوف القتل!! وهذه المزاعم الخطيرة التي
دونها الروافض في المعتمد من كتبهم تحمل أموًرا خطيرة:
تحمل دعوى استمرار الوحي اللهي ،وهو باطل ..قسسامت الدلسسة النقليسسة
والعقلية على بطلنه ،وأجمع المسلمون على أن "الوحي قسسد انقطسسع منسسذ
مات النبي صلى الله عليه وسلم ،والوحي ل يكون إل لنبي ،وقد قال اللسسه
َ َ
ل الل ّق ِ
ه ول َك ِققن ّر ُ
سققو َ جققال ِك ُ ْ
م َ من ّر َ
د ّ
ح ٍ
مدٌ أَبا أ َ
ح ّ
م َن ُكا َ ما َسبحانهّ } :
ن{ ]الحزاب ،آية .[.40 :وقد جاء في نهسسج البلغسسة عسسن علسسي م الن ّب ِّيي َ
خات َ َ
و َ
َ
قال في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم" :أرسله علسسى حيسسن فسسترة
فى به الرسل ،وختم به الوحي" ]نهج البلغة :ص .[.191 من الرسل ..فق ّ
فهذا قد يدل على أن هذه الدعاوي التي مضى عرضها من صنيع شسسيوخ
ه( يكفر الشيعة المتأخرين ،وقد لوحظ -كما سلف -أن مفيدهم )ت 413
من يذهب إلى القول بنسبة الوحي لغير النبياء.
191
ثم هسسي تسدعي أن السدين لسسم يكمسسل وهسي مخالفسة صسريحة لقسول اللسسه
َ
م] {..المائدة ،آية ،[.3 :كما تزعم بسسأن م ِدين َك ُ ْ ت ل َك ُ ْ مل ْ ُ
م أك ْ َ و َسبحانه} :ال ْي َ ْ
رسول الهدى صلى الله عليه وسلم لم يبلغ جميسسع مسساأنزل إليسسه ،وأنسسه لسسم
مققن ل إ ِل َي ْق َ ز َ ُ ل ب َل ّ ْ سو ُ َ
ك ِ ما أن ق ِ غ َ ها الّر ُ يتمثل أمر ربه في قوله َ} :يا أي ّ َ
ه{ ]المائدة ،آيسسة [.67 :وهسسذا إزراء سال َت َ ُ ر َ ت ِ غ َ ما ب َل ّ ْ ف َل َ ع ْ ف َ م تَ ْ وِإن ل ّ ْ ك َ ّرب ّ َ
بحق رسول الله ،ولهذا وجد من فرق الشسسيعة مسن يقسسع فسسي رسسسول اللسسه
]وهي طائفة العلبائية ،سيأتي التعريف بها ص ).[.(619
وقد بّلغ النبي صلى الله عليه وسلم البلغ المسسبين ،وبي ّسسن السسدين ،وأقسسام
الحجة على العالمين ،وأعلن ذلك بين المسلمين ،ولم يسسسر لحسسد بشسسيء
ول َس َ ه ِللّنققا ِ مسسن الشسسريعة ويسسستكتمه إيسساه ،قسسال تعسسالى} :ل َت ُب َي ّن ُّنقق ُ
ه{ ]آل عمران ،آية [.187 :فهو بيسسان للنسساس وليسسس لفئة معينسسة مسسن مون َ ُ ت َك ْت ُ ُ
َ
تن ال ْب َي ّن َققا ِ مق َ ما أنَزل ْن َققا ِ ن َ مو َ ن ي َك ْت ُ ُ ذي َ ن ال ّ ِ أهل البيت ،وقال تعالى }إ ِ ّ
ُ
هم الل ّق ُ ه ُ عن ُ ُ ك َيل َ ب أوَلقئ ِ َ في ال ْك َِتا ِ س ِ ما ب َي ّّناهُ ِللّنا ِ د َ ع ِمن ب َ ْ دى ِ ه َ وال ْ َُ
وب َي ّن ُققوا{ ]البقسسرة ،آيسسة: ْ ْ َ َ ْ ّ ّ ّ ْ
حوا َ صل ُ وأ ْ ن َتاُبوا َ ذي َ ن ،إ ِل ال ِ عُنو َ م الل ِ ه ُ عن ُ ُوي َل َ َ
ذي ّ َ ّ ْ َ َ ْ َ
م ال ق ِ هق ُ نل ُ ب إ ِل ل ِت ُب َي ّق َ علي ْك الك ِت َققا َ ما أنَزلَنا َ و َ ،[.160-159وقالَ } :
ه{ ]النحل ،آية.[.64 : في ِ فوا ْ ِ خت َل َ ُا ْ
"فالدين قد تم وكمل ل يسزاد فيسه ول ينقسص منسه ول يبسدل" ]ابسسن حسسزام/
المحلي [.1/26 :ل من إمام مزعوم ،ول من غائب موهوم.
وقد ودع المصطفى الدنيا بعد أن بلغ الدين كله وبين جميعه كمسسا أمسسره
ربه ،وأعلم بذلك المسلمين أجمع "فل سر في الدين عند أحد" ]ابسسن حسسزام/
المحلي.[.1/15 :
قسسال صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم" :تركتم على مثققل البيضققاء ليلهققا
كنهارها ل يزيغ عنها بعدي إل هالك" ]هذا جزء من حديث رواة ابن مسساجه
في سننه ،المقدمة ،بسساب اتبسساع الخلفسساء الراشسسدين ،1/16 :وأحمسسد فسسي مسسسنده،4/126 :
والحاكم في مستدركه ،1/96 :وابن أبي عاصم في كتاب السنة باب ذكر قول النبي صسسلى
الله عليه وسلم" :تركتكم على مثل البيضاء" ،وروى عدة روايسسات فسسي هسسذا المعنسسى صسسحح
اللباني معظمها.[.
قال أبو الدرداء رضي الله عنه" :صدق اللسسه ورسسسوله فقسسد تركنسسا علسسى
مثل البيضاء ]رواه ابن أبي عاصم في كتاب السنة .[.1/26
وقال أبو ذر رضي الله عنه" :لقد تركنا محمسسد صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم
وما يحرك طائر جناحيه في السماء إل ذكسسر لنسسا منسسه علمس ً
ا" ]روى هسسذا الثسسر
المام أحمد في مسنده .[.5/153وقال عمر رضي الله عنه" :قام فينسسا رسسسول
الله مقاما ً فأخبرنا عن بدء الخلق حسستى دخسسل أهسسل الجنسسة منسسازلهم وأهسسل
النار منازلهم حفظ ذلك من حفظه ونسيه من نسيه" ]صحيح البخسساري ،كتسساب
م ي ُِعيدُُه{ ج.[.4/73
ق ثُ ّ ذي ي َب ْدَأ ُ ال ْ َ
خل ْ َ و ال ّ ِ
ه َ
و ُ
بدء الخلق ،باب ما جاء في قوله تعالىَ } :
وقال المام الشافعي" :فليست تنزل بأحد من أهل ديسسن اللسسه نازلسسة إل
وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها" ]الرسسسالة :ص ،[.20بسسل قسسال
جعفر الصادق -كما تنقل كتب الشيعة نفسها " :-إن الله تعالى أنزل فسسي
القرآن تبيان كل شيء حتى والله ما ترك الله شيئا ً يحتاج إليه العباد حسستى
192
ل يستطيع عبد يقول :لو كان هذا أنسسزل فسسي القسسرآن؟ إل وقسسد أنسسزل اللسسه
فيه" ]أصول الكافي ،[.1/59 :فكل ما تنسبه الشيعة بعد هذا كذب.
والرافضة ليست على شيء في مخالفتها في هذا الصل العظيم السسذي
"هو أصل أصول العلم واليمان ،وكل من كان أعظم اعتصاما ً بهذا الصسسل
ل" ]معسسارج الوصسسول :ص ،2وانظسسر :موافقسسة صسسحيح كان أولسسى بسسالحق علمسا ً وعم ً
المنقول.[.1/13 :
وأين هذه "المصادر" اليوم؟ وماذا ينتظسسر "منتظرهسسم" حسستى يخسسرج بهسسا
إلى الناس؟ وهل الناس بحاجة إليها في دينهم؟ فسسإن كسسان النسساس بحاجسسة
فلم تبقى المة منذ اختفاء المام "المزعوم" منذ أكثر من أحد عشر قرنا ً
بعيدة عن مصدر هدايتها؟ وما ذنب كل هذه الجيال المتعاقبة لتحسسرم مسسن
هذه "الفيوضات" والكنوز؟!
وإن لم تكن المة في حاجة إليها فلم كل هسسذه السسدعاوى ،ولسسم يصسسرف
هؤلء الشيعة عن مصدر هدايتهم وهو كتاب الله وسنة نبيه؟!
ت لَ ُ َ
م كقق ْ مل ْ ُ
م أك ْ َ إن الحق الذي ل ريب فيه أن الله أكمل لنا ديننا }ال ْي َ ْ
و َ
م {..وكل دعوى بعد ذلك فهي باطل من القول وزور. ِدين َك ُ ْ
وكل هذه الدعاوى أرادت منها هذه الزمرة إثبات ما تزعمه في الئمة..
فزادت وغلت في ذلك ..فانكشف بذلك أمرها ..والشسسيء إذا تجسساوز حسسده
انقلب إلى ضده.
ولو كان عنسسد علسسي مثسسل هسسذه العلسسوم ..لخرجهسسا للنسساس أيسسام خلفتسسه،
ولرواها عنه أئمة أهل السنة ولم يختص بها شرذمة من الرافضة.
بل إن هذه الدعاوى وجد لها أصل في عهد أمير المؤمنين وتولى كبرهسسا
بعض العناصر السبئية ،كما جاء في رسالة الرجاء للحسن بسن محمسسد بسن
الحنفية -كما سلف ،-وقد نفى أمير المسؤمنين علسسي هسسذه المزاعسسم نفيسا ً
قاطع سًا ،وأعلسسن ذلسسك للمسسسلمين ،ونفسسى أن يكسسون عنسسدهم شسسيء أسسسره
الرسسسول لهسسم واختصسسوا بسسه دون المسسسلمين ..وأقسسسم علسسى ذلسسك قسسسما ً
مؤكدًا ،وكأنه -رضي الله عنه -خشي أن يأتي من يقول بأن هسسذا النكسسار
تقية ،فأقسم على نفي ذلك ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيى عسسن
بينة ،وهسسذا مسسن فراسسسة الرعيسسل الول ببركسسة صسسحبة النسسبي والتلقسسي عنسسه
والجهاد معه ..وقد جساء الحسديث عسن علسي فسي نفسي تلسك المزاعسم فسي
الصحاح والسنن والمسانيد ]وقد مر تخريجه ص.[.(79) :
وقد وقفت على هذا النص في بعض كتب الشيعة ،فقد جاء في تفسسسير
الصافي" :أنه عليه السلم سئل هل عنسسدكم مسسن رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه
عليه وآله وسلم شيء من السسوحي سسسوى القسسرآن؟ قسسال :ل ،والسسذي فلسسق
الحبة وبرأ النسسسمة إل أن يعطسسى العبسسد فهمسا ً فسسي كتسسابه" ]تفسسسير الصسسافي:
.[.1/19
ثم تطسسورت هسسذه المزاعسسم وكسسثرت فسسي عصسسر جعفسسر الصسسادق وأبيسسه -
رحمهما الله -وكان لكل اتجاه شسسيعي نصسسيبه مسسن هسسذه المزاعسسم ،ولكسسن
الثني عشرية استوعبت كل ما عنسسد هسسذه الفسسرق وزادت عليهسسا علسسى مسسر
السنين ،وقد أشار شيخ السلم ابن تيمية إلى هذا التجاه عند الشيعة في
193
نسبة هذه الوهام كالجفر ونحوه لبعض أهل البيت ولم يحدد فرقة الثنسسي
عشرية بذاتها إل أنه نسسسب القسسول بسسأن عليسا ً أعطسسي علمسا ً باطنسا ً مخالفسا ً
للظاهر نسب ذلك إلى القرامطة الباطنية ]منهاج السنة ،[.4/179 :كما نسب
القول بأن عليسا ً يعلسسم المسسستقبلت إلسسى الغلة مسسن الشسسيعة ]منهسساج السسسنة:
،[.4/179ويرى الشيخ أبو زهرة "بأن الخطابية هسم أول مسن تكلسم بسالجفر
واستنبط ذلك من كلم للمقريزي" ]المام الصادق :ص .[.126
وأضيف بأنه جساء فسسي كتسسب الشسسيعة أيضسا ً مسا يوافسق ذلسك وهسسو أن أبسسا
الخطاب هو الذي نسب علم الغيب إلى جعفر الصادق ،وأن جعفسسرا ً كسسذبه
دم من حياته أمثلة لجهله بمسسا غسساب عنسسه ،وإن كسسان في ذلك وتبرأ منه ،وق ّ
من أقرب الشياء إليه شأنه فسسي ذلسسك شسسأن سسائر البشسسر ،وسسسيأتي نسص
كلمه.
وهذه الدعاوى ينفيها واقع الئمسسة ،فقسسد تلقسسوا العلسسم كغيرهسسم مسسن بنسسي
البشر ..ومن يراجع تراجمهم يجد هذا واضحا ً جليا ً ]فقسسد أخسسذ -مثل ً -علسسي بسسن
الحسين العلم عن جابر وأنس )منهاج السنة ،(2/153 :وأخذ عن أمهات المسسؤمنين عائشسسة
وأم سلمة وصفية ،وأخذ عن ابن عباس والمسور بن مخرمة ،وأبي رافع مولى النبي صسلى
الله عليه وسلم ،ومروان بن الحكم وسعيد بن المسيب وغيرهم من علمسساء أهسسل المدينسسة.
)منهاج السنة ،(4/144 :وكان الحسن -رضي الله عنه -يأخذ عسسن أبيسسه وعسسن غيسسره حسستى
أخذ عن التابعين ،وهذا من علمه ودينه -رضسسي اللسسه عنسسه ) -نفسسس الموضسسع مسسن المصسسدر
السابق( وهكذا سائر علماء أهل البيت.[.
وقد أقرت الشيعة في أوثق كتاب عندها في علم الرجسسال وهسسو "رجسسال
الكشي" أقرت بأن محمد بن علي بن الحسين يسسروي عسسن جسسابر بسسن عبسسد
الله ،واعتذرت عن ذلك باعتذار غريب ،حيث قالت :إنه يروي عنه ليصدقه
الناس ]رجسسال الكشسسي :ص .[.28وهذا العتسسذار ل يقبسسل بسسالنظر إلسسى دعسساوى
الشيعة في أئمتها ،وأن عندهم من المعجزات والعلوم والكتب ما يجعلهسسم
يستولون على العقول والقلوب ،كما أنهسم مسن سسللة الرسسسول فكيسف ل
يصدقهم الناس حينئذ؟!
ولو كان لمير المؤمنين بعض ما يدعون لدبر المر في خلفته على غير
ما دبر ،ولقد ندم على أشسسياء ممسسا فعلهسسا ]منهسساج السسسنة ،[.4/180 :والشسسيعة
يذكرون أن مسيرة الحسين إلى أهل الكوفة ،وخذلنهم لسسه ،وقتلسسه كسسانت
سبب ردة الناس إل ثلثة" ]أصول الكافي ،2/280 :رجال الكشي :ص ،[.123ولسسو
كان يعلم المستقبل وأنهم سيرتدون ما سار إليهم أو سار إلى غيرهم.
وقد تبرأ جعفسسر مسسن ذلسسك الغلسسو ومسسن الغلة وروت ذلسسك كتسسب الشسسيعة
نفسها ،فقد نفى ما نسبه إليه أبو الخطاب من العلم بالغيب وأقسم علسسى
ذلك يمينا ً مؤكدًا ،وقدم من واقع حياته مثسسال ً عمليسا ً علسسى ذلسسك فقسسال.." :
لقد قاسمت مع عبد الله بن الحسسسن حائط سا ً بينسسي وبينسسه فأصسسابه السسسهل
والشرب ،وأصابني الجبل" ]رجسسال الكشسسي :ص 189-188ط :إيسسران ،بحسسار النسسوار:
.[.25/322وقال" :يا عجبا ً لقوام يزعمون أنا نعلم الغيب ،ما يعلسسم الغيسسب
إل الله ،لقد هممت بضرب جاريتي فلنة فهربت مني فما عملسست فسسي أي
بيوت الدار هي" ]أصول الكافي .[.1/257 :ولقد كسسان واقسسع حيسساتهم العمليسسة -
194
كما قلت -يكشف كل هذه الدعاوى حيسسث كسسانوا كسسسائر البشسسر يسسسهون،
ويخطئون.
وقد اخترع مهندسو التشيع عقيدتين للخروج من هذا هما عقيدة التقية،
والبداء ،فإذا أجاب المام بخلف الصسسواب قسسالوا :التقيسسة ،وإذا أخسسبر بسسأمر
ووقع خلفة قالوا :قد بدا الله سبحانه ]انظر :فصلي التقية ،والبداء.[.
وقد يقال بأن هذه الدعاوى مجرد حكايات ل رصيد لها مسسن الواقسسع وقسسد
حفظتها كتب الشيعة ليبقى عارها عليها إلى البد ،وليس لها أثر في واقسسع
الحياة؛ لنه ل وجسسود للئمسسة ..وأقسسول :إن هسسذه السسساطير المكشسسوفة لهسسا
آثارها الخطيرة على نفسية وعقلية أولئك التباع الغرار ،وقد تسسؤدي بمسسن
يؤمن بها ويعطي لعقله فرصة التأمل والتفكر فيهسسا إلسسى متاهسسات اللحسساد،
كما أن هذا الغلو قد تحول إلى واقع عملي واضسسح وهسسو الغسسول فسسي قبسسور
الئمة -كما سلف .-
وجانب ثالث وهو أن في عقيدة هسسؤلء -كمسسا سسسيأتي فسسي المامسسة -أن
آياتهم ومراجعهم لهم حق النيابة عن الغسائب وتمسسثيله بيسن النساس ،وأنهسسم
على صلة بهذا الغائب ،وقد يظهر لبضعهم كما يزعمون.
إذن هذه الدعاوى عادت بشكل واقعي ،وارتدت بصورة خطيرة متمثلسسة
في المرجع الشيعي وهذا ما سنفصله في مبحث حكايات الرقع:
حكايات الرقاع:
ه( والذي تزعسسم الشسسيعة أنسسه إمامهسسا مات الحسن العسكري )سنة 260
الحادي عشر "ولم يعرف له خلف ولم ير له ولد ظاهر" ]المقسسالت والفسسرق:
ص ،[.102كما تعترف كتب الشيعة ،وقال ثقات المؤرخين بأنه مات عقيما ً
]انظر :المنتقى ص .[.31فكانت هذه الواقعة قاصمة الظهر للتشيع ،لن هسسذا
مؤذن بنهايتهم ،إذ إن أساس دينهم هو المام الذي يزعمون أن قوله قول
الله ورسوله والمام تسوفي ولسسم يخلسف ولسدا ً يتعلقسسون بسه ،وحينئذ توقسسف
ه( وانقطع سيل الموال الجارية التي تؤخذ من النص المقدس سنة ) 260
التباع باسم المسسام ،فسسافترق الشسسيعة ،وتشسستت أمرهسسم ،وعظسسم الخطسسب
عليهم ،وضاقت بهم السبل -كما سسيأتي ]سسسيأتي نقسسل صسسورة لسسذلك فسسي فصسسل
الغيبة.-[.
إل أن تلك الزمرة التي أخذت على عاتقهسسا تفرقسسة المسسة أخسسذت تنسسسج
خيوطها وأوهامها ،وتضع شسسباك مؤامراتهسسا للبحسسث عسسن وسسسيلة لسسستمرار
دعوى التشيع ليستمر من خلل ذلك كيدهم للمة ودينها ،والسسستيلء علسسى
أموال الجهلة والمغفلين بأيسسسر طريسسق ،والحصسسول علسسى وجاهسسة ومنزلسسة
عندهم؛ فادعت دعوى في غاية الغرابة ،ادعت أن للحسن ولدا ً قد اختفى
فلم يعرفه أحد ،وكان سبب اختفائه خوف القتل ،مسسع أنسسه لسسم يقتسسل أبسسوه
ل دولسسة الخلفسسة -وهسسم كبسسار فكيسسف يقتسسل وهسسو طفسسل وأجداده -مسسن قِب َس ِ
رضيع؟! ،إل أن هذه الفكرة رغم سسسذاجتها ،وظهسسور زيفهسسا راقسست لشسسيوخ
الشيعة ،وأخذوا يشيعونها بين أتباعهم ،وبسسدأت تتسسسلل للوسسساط الشسسيعية
الشعبية بشرية تامة ..واختلف الشيوخ على النيابة ،وكسسل يخسسرج "توقيعسًا"
أي :ورقة من الطفل يلعن بها الخر ويزعم فيها أنه هو نائب الطفل.
195
وكثر الذين يدعون النيابة وذلك بغية الستيلء على الموال السستي تجسسبى
باسم هذا "المنتظر" ،وقد ارتضت طائفة الثني عشرية أربعسسة مسسن هسسؤلء
واعتبرتهم هم النواب عن المسسام .وكسسان هسسؤلء السسوكلء عسسن هسسذا الطفسسل
الصغر يأخذون الموال ،ويتلقون السسسئلة والطلبسسات ويخرجسسون لصسسحابها
بطريقة سرية أجوبة وإيصالت يزعمسسون أنهسسا بخسسط هسسذا "الطفسسل" السسذي
قالوا عنه بأنه سيظهر ووقتوا لظهوره وقتا ً حسستى ل يسسسارع فسسي تكسسذيبهم،
ثم لما مضى ذلك الجيل قالوا :إنا الله بدا له وأنه ل توقيت لخروجه -كما
سيأتي – ]انظر :فصل الغيبة.[.
وكانت تلك الخطوط المجهولسسة ،والسستي خرجسست علسسى يسسد تلسسك الزمسسرة
المتآمرة ،والمنسوبة لذلك الطفل المدعى ..هي عندهم من أوثق السسسنن
وأقوى النصوص .ويسمونها "التوقيعات"" ،والتوقيعات هي خطوط الئمسسة
بزعمهم في جواب مسائل الشيعة".
ويبدو أنه فسسي ظسسل التحسسزب والتعصسسب يفقسسد العقسسل وظيفتسسه ،ويصسساب
الفكر بالشلل والتعطل ..فقد جعل هؤلء المفترون لهذا الطفل المزعسسوم
وظيفة "المشرع" أي منصب النبياء والرسل ،مسسع أن مكسسانه -لسسو وجسسد -
في حضانة وليه ،وكانت بداية النقل الشرعي عن هذا الرضيع منذ ولدتسسه،
وهو ما ل يكون إل في خيالته المعتوهين.
اسسستمع لبسسن بسسابويه الملقسسب عنسسدهم بالصسسدوق يسسروي عمسسن سسسموها
"نسيمًا" وزعموا أنها خادمة هذا الرضيع ،أنها قالت:
"قال لي صاحب الزمان وقد دخلسست عليسسه بعسسد مولسسده بليلسسة فعطسسست
عنده فقال لي :رحمك الله ،قالت نسيم :ففرحت بذلك ،فقال لي -عليسسه
السلم :-أل أبشرك في العطاس؟ قلت :بلى يسا مسولي ،قسال :هسو أمسان
من الموت ثلثة أيام" ]إكمال السسدين :ص ،407-،406سس [.416فهذا النسسص ينقلسسه
واحد من أكبر شيوخهم ويعتبره من سسسنة المعصسسومين والسستي هسسي كقسسول
الله ورسوله..
وقد تولى بث هذه الخبار مجموعة مسسن هسسؤلء الفسساكين السسذين يسسدعون
الصلة بهذا المنتظسر وارتضست هسذه الطائفسة أربعسة منهسم -كمسا سسبق ،-
وسميت فترة النيابة التي تعاقبوا عليها بالغيبسسة الصسسغرى والسستي اسسستمرت
زهاء سبعين سنة ،كما كان فسسي بلسسدان العسسالم السسسلمي مجموعسسة تمثسسل
هسسؤلء النسسواب ،وكسسانوا يسسستلمون الوال ويخرجسسون للنسساس التوقيعسسات
المزعومة.
وقد اهتم شيوخ الشيعة بهذه التوقيعات ودونوها فسي كتبهسم الساسسية،
على أنها من الوحي الذي ل يأتيه الباطل )!( كما فعل الكليني في أصسسول
الكافي ]أصول الكافي 1/517 :وما بعدها )بسساب مولسسد الصسساحب( [.وابن بسسابويه فسسي
إكمال الدين ]إكمال الدين :ص 450وما بعدها )الباب التاسع والربعون ذكر التوقيعسسات
السسوراردة عسسن القسسائم( ،[.والطوسسسي فسسي الغيبسسة ]الغيبسسة ص 172ومسسا بعسسدها،[.
والطبرسي في الحتجاج ]الحتجاج 2/277 :وما بعدها ،[.والمجلسي في البحار
]بحار النوار) 246-53/150 :باب ما خرج من توقيعسساته( ،[.وقد جمسسع شسسيخهم عبسسد
196
الله بن جعفر الحميري الخبار المروية عن منتظرهسسم فسسي كتسساب سسسماه:
"قرب السناد" ]وقد طبع في المطبعة السلمية بطهران.[.
وذكر صاحب الذريعة كتابين لهم في هسسذا باسسسم" :التوقيعسسات الخارجسسة
من الناحية المقدسة" ]أغا برزك الطهراني /الذريعسسة إلسسى تصسسانيف الشسسيعة-4/500 :
.[.501
وتحكي هذه "التوقيعات" رأي المام المزعوم في كثير من أمور السسدين
والحياة ،وتصور قدرته على علم الغيب المجهول ..وتحقيقه لماني شيعته
وشسسفائه لمراضسسهم ،وحسسل لمشسساكلهم ،وإجسسابته لسسسئلتهم واسسستلمه لمسسا
يقدمونه من أموال ،وقد تصاغ أحداث ذلك أحيانا ً بثوب قصصي.
والمتأمل للفتاوى المنسوبة إليه في أمور الدين يسسرى فسسي الكسسثير منهسسا
الجهسسل فسسي أبسسسط مسسسائل الشسسيعة ،ممسسا يسسدل علسسى أن واضسسع هسسذه
"التوقيعات" هو من المتآمرين الجهلة الذين ل يحسنون الوضع ،أو أن الله
سبحانه شاء كشفهم وفضحهم علسسى رؤوس الخلئق ..فجسساءت محسساولتهم
في الكذب كمحاولة مسيلمة في محاكاة القرآن.
استمع إلى شيء من هذه التوقيعات:
"وكتب إليه صلوات الله عليه أيضا ً في سنة ثمان وثلثمسسائة كتاب سا سسسأله
ً
فيه عن مسائل ..سأل عن البرص والمجذوم وصاحب الفالسسج هسسل يجسسوز
شهادتهم؟ فأجاب عليه السلم :إن كان ما بهسسم حسسادث جسسازت شسسهادتهم،
وإن كانت ولدة لم تجز" ]بحار النوار.[.53/164 :
فهل للبرص ونحوه أثر في قبول الشهادة وردها ،وهل للتفريق بيسسن مسسا
هو أصلي وحادث وجه معقول ..وهل تستحق مثل هذه الفتاوى مناقشسسة..
وكيف ينسب مثل ذلك لهل البيت ،بل وللسلم؟!
وسأل هل يجوز أن يسبح الرجل بطين القبر وهسل فيسه فضسل؟ فأجساب
عليه السلم :يسبح به فما من شيء من التسبيح أفضل منه ،ومن فضسسله
أن الرجل ينسى التسبيح ويدير السبحة فيكتب لسسه التسسسبيح" ]بحسسار النسسوار:
.[.53/165
فهذا المبدأ من دين الوثنين ،ل من ديسسن التوحيسسد ..ولسسه يكتسسب التسسسبيح
بالعبث بالمسبحة ..فأي شرعة هذه وأي فقيه يفتي بذلك؟!
والمثلة على هذا اللون من الفتاوى الجاهلة الغبية كثيرة ]فهسسو يفسستي لمسسن
سأله هل يجوز أن يسسسجد علسسى القسسبر أم ل؟ فيقسسول" :والسسذي عليسسه العمسسل أن يضسسع خسسده
اليمن على القبر ،وأما الصلة فإنها خلفه ويجعل القبر أمامه) .بحار النوار.(53/165 :
فكيف يجعل القبر قبلة؟ ولم يعفر خده بطين القبر؟! ،والمسلم مأمور بالتوجه لبيت اللسسه،
والسجود لله وحده .وقد جاء اللعن لمن اتخذ القبور مساجد.
ومن المثلة أيضا ً السستي وجهسست بزعمهسسم للطفسسل المنتظسسر وجسساء التوقيسسع بجوابهسسا السسسؤال
التالي" :قد اختلف أصحابنا في مهر المرأة فقال بعضسسهم :إذا دخسسل بهسسا سسسقط المهسسر ،ول
شيء لها ،وقال بعضهم :هو لزم في الدنيا والخسرة ،فكيسف ذلسك؟ ومسا السذي يجسب فيسسه؟
فأجاب عليه السلم :إن كان عليه بالمهر كتاب فيه دين ،فهو لزم لسسه فسسي السسدنيا والخسسرة،
وإن كان عليه كتاب فيه ذكر الصدقات سقط إذا دخل بها ،وإن لم يكسسن عليسسه كتسساب فسسإذا
دخل بها سقط في الصداق) .بحار النوار.(53/169 :
ي عالم ،بسسل مسن جاهسل يملسسك ذرة مسن عقسل؟ وهسل هسذا فهل هذا الجواب يخرج من ف ّ
المبدأ من دين السلم؟ كيف يقرر مثل هذا المبدأ الذي يبيح أخذ مال الغير إذا لم يكتسسب..
197
فيسقط الصداق إذا لم يكن فيه كتاب ..هذه شرعة اللصسسوص والبسساحيين ل ديسسن السسسلم.
هذا ومن أراد التوسع في هذه المثلة فليرجع لبحار النوار ج ،53وإكمال الدين لبن بابويه،
والغيبة للطوسي وغيرها.[.
وهسسذه "السسسنة" السستي تخسسرج مسسن المنتظسسر تحمسسل الخبسسار بالمغيبسسات،
والقدرات الخارقسسة علسسى تحقيسسق المنيسسات ..فهسسذا الشسسيعي السسذي أصسسيب
بمرض عضال أعيا الطباء شفاؤه ..يتوجه لهذا المنتظر عن طريسسق نسسوابه
فيكتب رقعة يطلب فيها الشفاء فيأتي التوقيسسع بالسسدعوة لسسه بالشسسفاء فمسسا
تأتي جمعة حتى يشفى ]أصول الكافي.[.1/519 :
وهذا الرجل الذي ل تحمل زوجته ،وقد بلغ به الحنين والشوق إلى الولد
ما بلغ ،فما أن يكتب إلى الناحية المقدسة ]كنابة عسسن مهسسديهم المنتظسسر [.حتى
يخرج التوقيع بأنه سيحمل له قبل الربعسسة أشسسهر وسسسيولد لسسه ابسسن ]إكمسسال
الدين :ص .[.460
وعن طريق هسسذا الطفسسل الغسسائب يعرفسسون مسستى يموتسسون ،فهسسذا شسسيعي
يكتب إليه يسأله كفنا ً فيأتي التوقيسسع "إنسسك تحتسساج إليسسه فسسي سسسنة ثمسسانين،
فمات في سنة ثمانين وبعث إليه بالكفن قبل مسسوته بأيسسام" ]أصسسول الكسسافي:
،1/524إكمال الدين :ص .[.467 ،465
وقد جاءت توقيعات من المنتظر يؤخسسذ منهسسا أن العمسسل بسسسنن السسسلم
وشرائعه يتوقف على إذن "القائم المنتظر" ،فكأن "سنة" هسسذه "الرقسساع"
المزورة أبلغ من نصسوص السسلم عنسدهم ،كمسا قسد يؤخسذ مسن النصسوص
التالية" :ولد لي مولود فكتبت أستأذن في تطهيره يوم السابع .فلم يكتب
شيئا ً فمات المولود يوم الثامن] "..ابن بابويه /إكمال الدين :ص .[.456
فهو يتوقف في ختان ابنه حتى يأتي له الذن من القائم.
والزواج مرتبط بأمر القائم فسسي الغسسالب ،قسسال أحسسدهم" :زوجسست بسسأمره
سرا ً فلما وطئتها علقت وجسساءت بابنسسة فسساغتممت وضسساق صسسدري فكتبسست
أشكو ذلك )يعني في رسالة إلى هذا الطفسسل المنتظسسر( فسسورد :سسستكفاها،
فعاشت أربع سنين ثم ماتت فورد :اللسسه ذو أنسساة وأنتسسم تسسستعجلون ]نفسسس
الموضع من المصسسدر السسابق .ويلحسسظ أن هسسذا المنتظسسر المعصسسوم -بزعمهسم -أقسسر هسسذا
م َ ذا ب ُ ّوإ ِ َ
ه ْ
حقدُ ُ
شَر أ َ المشتكي على غمه وحزنه مع أن ذلسسك سسسنة أهسسل الجاهليسسة السسذين } َ
م{ ]النحل ،آية.[58 : و كَ ِ لنَثى ظَ ّ با ُ
ظي ٌ ه َو ُ دا َو ّس َ م ْه ُ ه ُج ُ
و ْ ل َ ِ
م ُ َ ْ ُ ْ َ
ولدَك ق ْ ول ت َقت ُلوا أ ْ وقد اهتم بأمر رزقها مع أن الله سبحانه هو المتكفسسل بسسالرزقَ } :
كم{ ]السراء ،آية [31 :ولكن النص عن هذا المنتظسسر وإ ِّيا ُ
م َه ْ ق ُن ن َْرُز ُح ُ ق نّ ْ
مل ٍ ة إِ ْ
شي َ َخ ْ
َ
اعتبر الموت هو الكافي.[.
والحسسج متوقسسف علسسى إذن هسسذا الطفسسل المزعسسوم ،فهسسذا شسسيعي يقسول:
"تهيأت للحج ،وودعت النسساس ،وكنسست -كسسذا -علسسى الخسسروج فسسورد :نحسسن
لذلك كارهون ،والمر إليسسك ،قسسال :فضسساق صسسدري واغتممسست وكتبسست :أنسسا
مقيم على السمع والطاعة غير أنسسي مغتسسم بتخلفسسي عسسن الحسسج ،فوقسسع :ل
يضيقن صدرك فإنك ستحج من قابل إن شسساء اللسسه ،قسسال :ولمسسا كسسان مسسن
قابل كتبت أستأذن ،فورد الذن" ]أصول الكافي .[.1/522 :فهل أمسسر قسسائمهم
فوق أمر الله وشرعه حتى يستأذن في ركن من أركان السلم؟!!
198
وهذا التوقيعات التي تحمل كل هذه الباطيل ،لهسسا عنسسد شسسيوخ الشسسيعة
مكانة خاصة ،ومزية ظاهرة حستى إنهسم رجحسوا هسذه التوقيعسات علسى مسا
روي بإسناد صحيح عندهم في حال التعارض.
قال ابن بابويه في كتابه "من ل يحضره الفقيه" بعسسدما ذكسسر التوقيعسسات
الواردة من الناحية المقدسة في باب "الرجلين يوصى إليهما "..قال :هسسذا
التوقيع عندي بخط أبي محمد الحسن بن علي ،ثسسم ذكسسر أن فسسي الكسسافي
للكليني رواية بخلف ذلك التوقيع عن الصادق ،ثم قال" :لست أفتي بهسسذا
الحديث بل أفتي بما عندي بخط الحسن بسسن علسسي ،"..وعقسسب علسسى ذلسسك
الحر العاملي فقال .." :فإن خط المعصوم أقوى من النقل بوسائط".
وكيف يجزمون بأن هذا هو خط الحسن أو "المنتظر" )السسذي لسسم يولسسد(
مع أن الخطوط تتشابه ،والكذب والتزوير على أهسسل السسبيت كسسثير؟ وكيسسف
يعتمدون في هذا على قول واحد غير معصوم هو "نائب المنتظسر" مسع أن
العصمة من أصولهم؟ كمسسا أن هسسذا النسسائب محسسل شسسك كسسبير ،لن مسسسألة
"النيابة" يتصارع كثير من رؤسائهم على الفوز بها لنها وسيلة سهلة لجمع
الموال.
فصار من المحتمل أن الذي فتسسح علسسى الشسسيعة هسسذا البسساب لسسص مسساهر
محتال لبسسس ثسسوب الكسسذب وارتسسدى زي النفسساق للكسسسب الحسسرام والتسسآمر
والضلل ..لكن صار نقل هذا الواحد وغيسر المعصسوم؛ بسل والمشسبوه هسو
عمدة عند شيوخهم ،فهو يرجحون ما في هذه التوقيعات على ما جاء فسسي
أصح كتبهم .ومن يزعم الصلة بهذا المنتظسسر ،أو يزعسسم أنسه قسد أرسسسل لسه
برسالة يحظى بثقة القوم ،كما نجد ذلك في تراجسسم رجسسالهم ]انظسسر :رجسسال
الحلي :ص ) 100ترجمة علي بن الجهم( ،ووسسسائل الشسسيعة ،20/332 :ترجمسسة محمسسد بسسن
عبد الله بن جعفسر الحميسري ،وكسذلك ترجمسة علسي بسن الحسسين بسن بسابويه فسي المصسدر
السابق ،[.20/262 :مع أن هذا بدللة العقل والتاريخ من أكبر البراهين علسسى
كذبهم.
كما يجري في هذه التوقيعات توثيق الرجال أو ذمهم ،ويجعل ذلك أصل ً
عندهم في جرحسسه وتعسسديله ]انظسسر :رجسسال الحلسسي ص ،[.90فهسسي مصسسدر مسسن
مصادر دينهم.
قال اللوسي -رحمه الله " :-إنهم أخذوا مذهبهم مسسن الرقسساع المسسزورة
التي ل يشك عاقل أنها افتراء على الله تعالى ول يصدق بها إل من أعمى
الله بصره وبصيرته" ]كشف غياهب الجهالت :ص ) 12مخطوط(.[.
ثم تحدث اللوسي عن أحد رجال الرافضة الذي يدعي أنسسه اتصسسل بهسسذا
المنتظر في غيبته المزعومة ويدعى علسسي بسسن الحسسسين مسسن موسسسى بسسن
بابويه القمي ،والذي زعم أنه وصلته رقاع من هذا المنتظر وتعجسسب كيسسف
تلقبه الرافضة بالصدوق ]الملقب بالصدوق بإطلق -عندهم -هو ابنه "صاحب مسن ل
يحضره الفقيه" ،[.وقال" :ل يخفى عليك أن هسسذا مسسن قبيسسل تسسسمية الشسسيء
باسم ضده ،وهو وإن كان يظهر السلم فهو كافر فسسي نفسسس المسسر" ،ثسسم
بين أن دعواه ل يخفى كذبها على عاقل فهل يزعم أنه يكتب مسسسألة فسسي
199
رقعة فيضعها في ثقب شجرة ليل ً فيكتسسب الجسسواب عنهسسا صسساحب الزمسسان
]انظر نص الشيعة على أن ابن بابويه ممن كاتب منتظرهم :وسائل الشيعة.[.20/262 :
ثم ذكر أن الرافضة لم تكتف بمجرد تصديق هذه "الخرافسة" بسل جعلسوا
هذه الرقاع من أقوى دلئلهم ،وأوثق حججهم وتعجب كيسسف يزعمسسون بعسسد
هسسذا أنهسسم أتبسساع السسبيت وقسسد أثبتسسوا أحكسسام دينهسسم بمثسسل هسسذه الترهسسات،
واستنبطوا الحرام والحلل من نظائر هسسذه الخسسزعبلت ،وقسسال :إنهسسم فسسي
الحقيقة أتباع الشياطين وأهل البيت بريئون منهم ]كشف غياهب الجهالت :ص
) 12مخطوط(.[.
ذلك أن مثل هذه الرقاع ل يقام لها وزن فسسي قضسساء ول فسسي منطسسق ول
في عقل من عقول البشر ،فهي "رقسساع " منسسسوبة لطفسسل مشسسكوك فسسي
وجوده أصل ً -حتى عند طوائف من الشسسيعة ،بسسل وينكسسر بعضسسهم وجسسوده،
وهو متيقن عسسدمه عنسسد أهسسل التحقيسسق كمسسا سسسيأتي -عليهسسا خسسط مجهسسول
ووصلت بوسائط مجهولة ،فهل يبنى على مثسسل ذلسسك حكسسم فضسل ً عسسن أن
تكون مصدرا ً من مصادر التشريع؟! إن ذلك لعار على الرافضة إلى البسسد،
وبرهان دائم على كذبهم ..وفضيحة من الله سبحانه لمسسن أراد أن ينسسسب
إلى الدين ما ليس منه..
وهذه التوقيعات جرت في فترة الغيبة الصغرى -كما يسمونها -والسستي
استمرت قرابة سبعين سنة ،تعاقب على دعوى النيابة عن المام الغسسائب
فيها أربعة ممن يسمونهم بالسفراء والنسسواب -كمسسا سسسبق ..-وقسسد أعلسسن
ي" انتهاء الصلة بالمام وانقطاع فسسترة النيابسسة .قسسالوا: رابعهم وهو "السمر ّ
ي) :يعني خرجت ورقة من المنتظر "خرج التوقيع إلى أبي الحسن السمر ّ
ي ،اسمع أعظم الله أجر إخوانك فيك، المزعوم( يا علي بن محمد السمر ّ
فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام ،فأجمع أمرك ،ول توص إلى أحسسد يقسسوم
مقامك بعد وفاتك ،فقد وقعت الغيبسسة التامسسة ،فل ظهسسور إل بعسسد إذن اللسسه
دعي المشسساهدة ،أل فمسسن ادعسسى تعالى ذكره ..وسيأتي من شيعتي مسسن يس ّ
المشاهدة قبل خروج السسفياني والصسيحة فهسو كسذاب مفستر" ]ابسسن بسسابويه/
إكمال الدين ،2/193 :الطوسي /الغيبة :ص .[.257وهذا يعني أن النص المعصسسوم
ه( ولكسسن شسسيوخ الشسسيعة - -عندهم -قد انقطع بالغيبة الكبرى سسسنة ) 329
فيما بعد -لم تقتنسع بسالعلن عسن النقطساع التسام عسن المنتظسر ،وكسثرت
السسدعاوى عنسسدهم فسسي التصسسال بسسالمنتظر ،ولقسسائه والخسسذ عنسسه )مسسع أن
منتظرهم يقول :بأن من ادعسسى ذلسسك فهسسو كسسذاب( ،وهسسذا يعنسسي اسسستمرار
النسسص المقسسدس وأنسسه لسسم يتوقسسف ،كمسسا أعلسسن ذلسسك الشسسيعة بعسسد وفسساة
دعي اللقساء ي ..فها هسو شسيخهم ابسن المطهسر الملقسسب بالعلمسسة يس ّ السمر ّ
ً
بالمهدي وأنه نسخ له كتابا في ليلة واحدة ]بحار النوار.[.51/361 :
ويفسسسر شسسيخهم النسسوري الطبرسسسي نسسص الكسسافي السسذي يقسسول" :لبسسد
لصاحب هذا المر من غيبة ،ولبد له في غيبته من عزلة ،وما بثلثيسسن مسسن
وحشة" ]النوري الطبرسي /جنة المأوى) 53/320:المطبوع مع بحار النوار( [.بأنه في
"كل عصر يوجد ثلثون مؤمنا ً وليا ً يتشرفون بلقائه" ]النسسوري الطبرسسسي /جنسسة
المسسأوى) 53/320:المطبسسوع مسسع بحسسار النسسوار( ،[.بل قسالوا :إن بعسض المجتهسدين
200
يتمكن من لقاء الغائب ويأخذ منه بعض الحكام الشرعية ،وقد ل يستطيع
أن يعلن عن هذا اللقاء لمر المام له بالكتمان فهسسو حينئذ يسسدعي حصسسول
الجماع على هذا الحكم ،وإن لم يوجسسد إجمسساع فسسي الحقيقسسة ]جنسسة المسسأوى:
) 321-53/320ضمن بحار النوار(.[.
وبهذا يفسرون دعاوى بعض شيوخهم الجماع على مسائل لم يقسسل بهسسا
سوى هؤلء الشيوخ ،وسيأتي في مبحسسث الجمسساع عنسسدهم قسسولهم بتحقسسق
الجماع بقول فئة يوجد فيها "عسسالم مجهسول النسسسب غيسسر معسسروف" وأنسسه
بقولها يحصل الجماع مهما خالف من خالف على اعتبار أن هذا المجهول
قد يكون المام.
وقرر شيوخهم بأن هذا المنتظر الذي لم يوجد "كان يجتمسع بجملسسة مسن
أهل العلم والتقوى الذين كانوا يستحقون المقابلة كالعلمة السسسيد مهسسدي
بحر العلوم النجفي فيما اشتهر عنه ،والشسسيخ ميثسسم البحرانسسي فيمسسا ينقسسل
عنسسه] "..محمسسد صسسالح /حصسسائل الفكسسر :ص ،[.123وقسسد ألسسف بعسسض شسسيوخهم
مصسسنفات فسسي حكايسسات وأحسسداث مسسن اجتمسسع بهسسذا المنتظسسر ،كمسسا فعسسل
ه( في البحار ،ثسسم جساء بعسده النسوري الطبرسسي )ت المجلسي )ت 1111
ً
ه( فكتب في ذلك كتابا سماه "جنة المأوى فيمن فاز بلقسساء الحجسسة 1320
ومعجزاته في الغيبة الكبرى" ،وقد أورد فيه تسعا ً وخمسين حكاية ،وذكسسر
من كان بعد المجلسي ممن ادعى اللقاء بالمنتظر ]انظر :أغا بسسزرك /الذريعسسة:
.[.5/159
وهكذا صار بإمكان كل شيطان رجيم من النس والجن أن يحتسسال علسسى
هؤلء ،ويتظاهر بأنه المنتظر ويدس في دينهم مسسا يبعسسدهم عسسن الحسسق مسسا
داموا فتحوا هذا الباب على أنفسهم ويعتبرون ذلك مسسن السسسنة ،وبإمكسسان
كل شيخ زنديق متلفع برداء الدروشسسة ومتوشسسح بالسسسواد متظسساهر بسسالعلم
مدٍع للسيادة -وما أكثر هؤلء عندهم -أن يزعم اللقاء بسسالمنتظر ليحظسسى
بالتعظيم ،وليغير من دينهم ما شاء له إلحاده ،ولسيما أن هؤلء يزعمسسون
أن هذا المنتظر يتصسسور بصسسور مختلفسسة ،ويظهسسر بأشسسكال وأرديسسة متنوعسسة
]انظر :تاريخ الغيبة الكبرى للصسسدر :ص .[.40فهذه اللقسساءات المزعومسسة ل تخلسسو
من حالتين :إما أن مدعيها كاذب أراد السسسمعة ،أو قصسسد الضسسلل ،أو أراد
كل المرين ،أو أنه صادق والذي مثل الدور أمامه شسسيطان مسسن الشسسياطن
]راجع للتعرف على هذا المعنسسى ،وبيسسان كيسسد الشسسيطان لبنسسي آدم ،وتمثلسسه لبعسسض الشسسيوخ
المضلين لغرائهم) :الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان(.[.
قال شيخ السلم ابن تيمية .." :وكذا منتظر الرافضة قسسد يسسراه أحسسدهم
ويكون المرئي جنبًا" ]مجموع فتاوى شيخ السلم.[.13/95 :
وقد ضلت النصارى -كما يقول شيخ السلم -بمثل هذا حيسسث اعتقسسدوا
أن المسيح بعسسد أن صسسلب -كمسسا يظنسسون -أتسسى إلسسى الحسسواريين وكلمهسسم
ووصاهم وهذا مذكور في أناجيهم وذاك الذي جساء كسان شسيطانا ً قسال :أنسا
المسيح ولم يكن هو المسيح نفسه ]ويجوز أن يشسستبه مثسسل هسسذا علسسى الحسسواريين،
كما اشتبه على كثير من شيوخ المسلمين ،ولكن ما أخبرهم المسيح قبل أن يرفسسع بتبليغسسه
201
فهو الحق الذي يجب عليهم تبليغه ،ولم يرفع حتى بلغ رسالت ربسسه ،فل حاجسسة إلسسى مجيئه
بعد أن رفع إلى السماء )المصدر السابق.[.(13/94 :
كما قال شسسيخ السسسلم :إن أصسسحاب الحلج لمسسا قتسسل كسسان يسسأتيهم مسسن
يقول :أنا الحلج ،فيرونه في صورته عيانًا ،وكسسذلك شسسيخ بمصسسر يقسسال لسسه
الدسوقي بعد أن مات كان يأتي أصحابه من جهته رسائل وكتسسب مكتوبسسة،
وقد ذكر شيخ السلم أنه اطلسسع علسسى هسسذا الكتسساب المنسسسوب للدسسسوقي
حيث أطلعه عليه بعض الصادقين من أتباع الدسوقي.
يقول شيخ السلم :فرأيته بخط الجن ،وقد رأيت خط الجن غيسسر مسسرة.
ثمر ذكر شيخ السلم نماذج أخرى من هذا القبيل ثم قسسال :وهكسسذا السسذين
كانوا يعتقدون بقاء علي أو بقاء محمد بن الحنفية قد كان يأتي إلى بعسسض
أصحابهم جنى في صورته ..ثم قال :وهسذا بساب واسسسع واقسع كسسثيرا ً وكلمسا
كان القوم أجهل كان عندهم أكثر ]مجموع فتاوى شيخ السلم.[.95-13/94 :
مرويات الصحابة:
وبعدما لحظنا أن الثني عشرية حصرت نفسها في نطسساق ضسسيق ،وهسسو
ما ينقل عن بعض أهل البيت من روايات ،ولم تكتف بأهل العلم منهم؛ بل
أدخلست فيهسم مسن لسم يشستهر بعلسم -كمسا سسيأتي -حستى عملست برقساع
منسوبة لطفل مختلف في وجوده ،وجعلت ما ينقل عسسن هسسؤلء مسسا يقسسوله
رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنهسسا أيضسا ً حرمسست نفسسها مسن مصسدر
عظيم للعلم واليمان هو" :روايات الصحابة" رضسسوان اللسسه عليهسسم ،السسذين
فازوا بصحبة رسول الله ،وشسسهدوا التنزيسسل ،وعرفسسوا التأويسسل وأنسسثى اللسسه
عليهم ورسوله.
يقول محمد حسين آل كاشف الغطا -أحد مراجع شسسيعة هسسذا العصسسر -
في تقرير مذهب طسسائفته فسسي ذلسسك" :إن الشسسيعة ل يعتسسبرون مسسن السسسنة
)أعني الحاديث النبوية( إل ما صح لهسسم مسسن طسسرق أهسسل السسبيت ..أمسسا مسسا
يرويه مثل أبي هريرة ،وسمرة بن جندب ،وعمسسرو بسسن العسساص ونظسسائرهم
فليس لهم عند المامية مقدار بعوضة" ]أصسسل الشسسيعة وأصسسولها :ص ،[.79فهو
هنا يقرر أن مذهب الشيعة هو قبول "ما صح لهم من طرق أهسسل السسبيت"
]قوله" :ما صلح لهم من طرق أهل البيت" هذا تعبير فيه شيء مسسن التمسسويه والخسسداع ،لن
من ل يعرف طبيعة مذهب الشيعة يظن أن العمدة عندهم هو كلم رسول الله صسسلى اللسسه
عليه وسلم -الذي جاء من طرق آل البيت -في حين أنهم يعدون الواحد من الثنسسي عشسر
كالرسول ل ينطق عن الهوى ،وقوله كقول الله ورسوله ،ولذلك يندر وجود أقوال الرسول
في مدوناتهم؛ لنهم اكتفسسوا بمسسا جسساء عسسن أئمتهسسم ،كمسسا أن قسسوله :أهسسل السسبيت ،إنمسسا يعنسسي
بعضهم ،فليس كسسل آل السسبيت يصسسلحون – عنسسدهم -طريقسا ً للروايسسة ،لن آل السسبيت ليسسسوا
جميعا ً أئمة ،فالرواية عن ذرية فاطمة من ولد الحسين -رضي الله عنه -ل تعتبر روايتهم؛
لن من بعد الحسن من ذريته ليسسسوا أئمسسة عنسسدهم ،وغايسسة أمرهسسم أن يعتسسبروا مجسسرد رواة
يخضعون للرد والقبول ،ولذلك كفر الثنا عشرية كل من خرج وادعى المامة من آل البيت
)مسا عسدا الئمسة الثنسي عشسسر عنسدهم() .أصسول الكسافي 1/372 :رقسم ،1س .(3ويلحسسظ أن
الطوسي في الستبصار يرد روايات زيد بسسن علسي )الستبصسار .(1/66 :فتعسسبير آل كاشسف
الغطسسا فيسسه شسسيء مسسن التمسسويه والخسسداع ،لن الكتسساب وضسسع للدعايسسة للتشسسيع فسسي العسسالم
السلمي [.دون ما سواه من روايات صحابة رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم.
202
وإذا عرفنا أن الثني عشرية تعني بأهسسل السسبيت "الئمسسة الثنسسي عشسسر"،
والذي أدرك الرسول صلى اللسسه عليسسه وسسسلم منهسسم وهسسو مميسسز هسسو أميسسر
المؤمنين علي ،وعليه فهل يتمكن أمير المؤمنين من نقسسل سسسنة الرسسسول
صلى الله عليه وسلم كلها للجيال ..كيف وهو ل يكون مع الرسول صسسلى
الله عليه وسلم في كل الحيان ..فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم
يسافر ويستخلفه في بعض الحيان كما في غسسزوة تبسسوك ،كمسسا كسسان علسسي
يسافر ورسول الله في المدينة فقد بعثه رسول الله إلى اليمن.
وكذلك ألحقه بسسأبي بكسسر حيسسن أرسسسله لهسسل مكسسة ،بالضسسافة إلسسى حسسال
الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته والتي يختص بنقلها زوجاته أمهات
المسسؤمنين ..وهسسذا مسسن أسسسرار وحكسسم تعسسددهن ..فسسإذن علسسي ل يمكسسن أن
يستقل بنقل سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فكيف يقولون بسسأنهم
ل يقبلون إل ما جاء عن طريقه؟! كما أن هذه المقالسسة ،وهسسي حصسسر نقسسل
سنة رسول الله صلى الله عليه وسسسلم بواحسسد يفضسسي إلسسى فقسسدان صسسفة
التواتر في نقل شريعة القرآن ،وسند سيد النام صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم
"ولهذا اتفق المسلمون على أنه ل يجوز أن يكون المبلغ عنه العلم واحدًا؛
بل يجسب أن يكسون المبلغسون أهسل التسواتر السذين يحصسل العلسسم بخسسبرهم
للغائب] "..منهاج السنة ،4/138 :ويقول شيخ السلم أيضًا" :وخبر الواحد ل يفيد العلسسم
بالقرآن والسنن المتواترة ،وإذا قالوا :ذلك الواحد المعصوم يحصل العلم بخبره ،قيل لهم:
ل ،وعصمته ل تثبت بمجسسرد خسسبره قبسسل أن تعسسرف عصسسمته لنسسهفل بد من العلم بعصمته أو ً
دور ،ول تثبت بالجماع فإنه ل إجماع فيها ،وعند المامية إنما يكون الجماع حجة ،لن فيهم
المام المعصوم فيعود المر إلى إثبات عصمته بمجرد دعواه ،فعلسسم أن عصسسمته لسسو كسسانت
حقا ً لبد أن تعلم بطريق آخر غير خبره".
)منهاج السنة.[.(4/139 :
كما أن جل بلد السلم بلغهم العلم عسن رسسول اللسه مسن غيسر طريسق
علي -رضي الله عنه ]قال شيخ السسسلم ابسسن تيميسسة .." :فسسإن جميسسع مسسدائن السسسلم
بلغهم العلم عن الرسول من غير علي ،أما أهل المدينة ومكة فسسالمر فيهسسا ظسساهر ،وكسسذلك
ل ،وإنما كان غالب علمسسهالشام والبصرة ،فإن هؤلء لم يكونوا يروون عن علي إل شيئا ً قلي ً
في الكوفة ،كانوا يعلمون القرآن والسنة قبل أن يتولى عثمان فضل ً عن علي ،وفقهاء أهل
المدينة تعلموا الدين في خلفة عمر ،وتعليم معاذ لهل اليمن ومقامه فيهم أكثر من علسسي؛
ولهذا روى أهل اليمن عن معاذ بن جبل أكثر مما رووا عن علي ،وشريح وغيسسره مسن أكسابر
التابعين إنما تفقهوا على معاذ بن جبل ،ولما قدم علي الكوفة كان شريح فيها قاضًيا ،وهسسو
عبيدة السلماني تفقها على غيره ،فانتشر علم السسسلم فسسي المسسدائن قبسسل أن يقسسدم علسسي
الكوفة") .منهاج السنة -[.(4/139 :وعامة من بلغ عنه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم
من غير أهل بيته -فضل ً أن يكون هو علي وحده -فقد بعث رسسسول اللسسه
صلى الله عليسسه وسسسلم أسسسعد بسسن زرارة إلسسى المدينسسة يسسدعو النسساس إلسسى
السلم ،ويعلسسم النصسسار القسسرآن ،ويفقههسسم فسسي السسدين ،وبعسسث العلء بسسن
الحضرمي إلى البحرين في مثل ذلك ،وبعث معاذا ً وأبا موسى إلى اليمن،
وبعث عتاب بن أسيد إلى مكة ،فسسأين قسسول مسن زعسم أنسسه ل يبلسسغ عنسه إل
رجل من أهل بيته" ]منهاج السنة.[.3/15 :
203
وقد قال بعض أهل العلم إنه" :لسسم يسسرو عسسن علسسي إل خمسسسمائة وسسستة
وثمانون حديثا ً مسندة يصح منها نحسسو خمسسسين حسسديث ً
ا" ]ابسسن حسسزام /الفصسسل:
،4/213منهاج السنة.[.4/139 :
فهل سنة الرسول هي هذه فقط؟!
وقد أقر الروافض بأنه لم يبلغهم علم الحلل والحرام ومناسك الحج إل
عن طريق أبي جعفر ..وهذا يعني أنه لم يبلغهم عن علي شيء في هسسذا،
وأن أسلفهم كانوا يتعبدون فيما جاء عن صحابة رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه
عليه وسلم.
تقول كتب الشيعة .." :كانت الشيعة قبسسل أن يكسسون أبسسو جعفسسر وهسسم ل
يعرفون مناسك حجهم وحللهم وحرامهم ،حتى كان أبو جعفسسر ففتسح لهسسم
وبّين لهم مناسك حجهم وحللهم وحرامهسسم ،حسستى صسسار النسساس يحتسساجون
إليهم من بعد ما كانوا يحتاجون إلى النسساس] "..أصسسول الكسسافي ،2/20 :تفسسسير
العياشي ،253-1/252 :البرهان ،1/386 :رجال الكشي :ص .[.425
ومن العجب أن الشيعة حكمت على من سمع من غير المام بالشسسرك،
حيث جاء في أصول الكافي .." :من ادعى سسماعا ً مسن غيسسر البساب السذي
فتحسسه اللسسه فهسسو مشسسرك" ]أصسسول الكسسافي ..[.1/377 :فهسسم يحكمسسون علسسى
أسلفهم بالشرك لنهم تلقوا علم الحلل والحرام والمناسسسك مسسن النسساس
ويقولون .." :كل ما لم يخرج من الئمة فهو باطل" ]أصول الكسسافي[.1/399 :
وهذه جرأة عظيمة على شريعة سيد المرسلين ،التي نقلها الرعيسسل الول
إلسسى الجيسسال ،والمتمثلسسة بالسسسنة المطهسسرة السستي يتعبسسد بمقتضسسى بيانهسسا
المسلمون.
ولعل الرافضة حينما وضعت لنفسها أل تأخذ ما جاء عسسن طريسسق علسسي،
ولسسم يكسسن عنسسدها ممسسا يسسؤثر عسسن علسسي إل القليسسل ،حسستى إن علسسم الحلل
والحرام ليس عندهم فيه شيء عن علي كمسسا يعسسترفون فعملسست القواعسسد
الشيعية على سد هذه الفجوة بالكذب ،ولسسذلك قسسال الشسسعبي" :مسسا كسسذب
على أحد من هذه المة ما كذب على علي" ]انظسسر :السسذهبي /سسسير أعلم النبلء:
.[.4/307
ولشيوع الكذب على علي من قبل الرافضة ]قال ابسسن الجسسوزي :إن الرافضسسة
ثلثة أصناف:
ً
-صنف سمعوا شيئا من الحديث فوضعوا أحاديث وزادوا ونقصوا.
-وصنف لم يسمعوا فتراهم يكسذبون علسى جعفسر الصسادق ويقولسون :قسال جعفسر
وقال فلن.
-والصنف الثالث :عوام جهلة يقولون مسسا يريسسدون ممسسا يسسسوغ فسسي العقسسل ومسسا ل
يسوغ.
)ابن الجوزي /الموضوعات ،1/338ابن تيمية /منهاج السنة [.(4/119 :حتى ل يكسساد
يوثق برواية أحسسد منهسسم ،أعسسرض عنهسسم أهسسل الصسسحيح فل يسسروي البخسساري
ومسلم أحاديث علي إل عن أهسسل بيتسسه كسسأولده مثسسل الحسسسن والحسسسين،
ومثل محمد بن الحنفية ،وكاتبه عبيد اللسسه بسسن أبسسي رافسسع أو أصسسحاب ابسسن
مسعود وغيرهم ،مثل عبيدة السلماني ،والحارث التيمي ،وقيس بن عبسساد
204
وأمثالهم ،إذ هؤلء صادقون فيما يروونه عن علسسي ،فلهسسذا أخسسرج أصسسحاب
الصحيح حديثهم ]مجموع فتاوى شيخ السلم.[.13/32 :
وقد اعترفت كتب الشيعة بكثرة الكسسذب علسسى أهسسل السسبيت ،حسستى قسسال
جعفر الصادق -كما تسروي كتسب الشسيعة .." :-إن النساس أولعسوا بالكسذب
علينا] "..بحار النوار .[.2/246 :وكانت مصيبة جعفر أن "اكتنفسسه -كمسسا تقسسول
كتب الشيعة -قوم جهال يسسدخلون عليسسه ويخرجسسون مسسن عنسسده ويقولسسون:
حدثنا جعفر بن محمد ،ويحدثون بأحسساديث كلهسسا منكسسرات كسسذب موضسسوعة
على جعفر ليستأكلوا الناس بذلك ويأخسذوا منهسم السدراهم] "..انظسسر :رجسسال
الكشي :ص ،209-208بحار النوار ،303-25/302 :وهذا جزء من نص سيأتي بتمسسامه.[.
ولذلك قال بعض أهل العلم" :لم يكذب علسسى أحسسد مسسا كسسذب علسسى جعفسسر
الصادق مع براءته" ]منهاج السنة.[.4/143 :
ومن هنا ندرك كبير الخطر على الشيعة حينمسسا قبلسسوا روايسسات الكسسذابين
على الئمة وأعرضوا عسسن روايسسات صسسحابة رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم ،بسسل وثقسسوا هسسؤلء السسذين اكتنفسسوا جعفسسرا ً قسسالوا" :روى عسسن المسسام
الصادق أربعة آلف راو .وذهب بعض علمسساء الماميسسة إلسسى القسسول بتوثيسسق
الربعة آلف بدون استثناء" ]محمسسد جسسواد مغنيسسة /الشسسيعة فسسي الميسسزان :ص ،110
وانظر :محمد الحسين المظفسر /المسسام الصسسادق :ص ،144أغسا بسسزرك /الذريعسسة،2/129 :
وانظر :وسائل الشيعة .[.20/72 :مع أن أبا عبد الله يشكو -كما مر -من كثرة
الكذابين عليه؛ بل ويذكر أنه ل يوجد له من هؤلء الذين يدعون التشيع ول
سبعة عشر رجل ً من شيعته كما صرحت بذلك رواية الكافي ]أصول الكسسافي:
.[.243-2/242
ولكن لماذا أعرضت طائفسة الثنسسي عشسسرية عسسن روايسسة صسحابة رسسسول
الله؟!
إن السبب يعود إلى البدعة الولى التي ابتدعها ابن سبأ من القول بسسأن
عليسا ً هسسو وصسسي رسسسول اللسسه ،وأن الصسسحابة لسسم ينفسسذوا الوصسسية ،ويولسسوه
الخلفة ..وترتب على ذلك عند طائفة الثني عشسرية أن الصسحابة خرجسوا
من دين السلم ،ول يستثنون من ذلك إل عددا ً ل يساوي أصابع اليد -كما
سيأتي -ولسم يشسفع للصسحابة عنسسد هسسؤلء ثنساء اللسسه ورسسوله عليهسم ،ول
صحبتهم لرسول الله ،وجهادهم في سسسبيل اللسسه ،وتضسسحياتهم ،وسسسابقتهم،
وبذلهم الرواح والمهج ،ومفارقتهم للهل والوطن ،ونشرهم للسسسلم فسسي
أصقاع الرض..
ومسسن المفارقسسات العجيبسسة أن الشسسيعة تحكسسم علسسى مسسن زعسسم أنسسه رأى
المنتظر الذي لم يوجد أصل ً -كما سيأتي -بالعدالة والصدق.
يقول الممقاني -وهو مسسن آيسساتهم فسسي هسسذا العصسسر " :-تشسسرف الرجسسل
برؤية الحجة -عجل الله فرجه وجعلنا من كل مكسسروه فسسداه -بعسسد غيبتسسه
فنستشهد بذلك على كونه في مرتبة أعلسسى مسسن مرتبسسة العدالسسة ضسسرورة"
]تنقيح المقال.[.1/211 :
ولكن لماذا ل يجرون مثل هذا الحكم في صحابة رسول الله ،ويعتسسبرون
تشسسرف الصسسحابة برؤيسسة رسسسول الهسسدى صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم برهسسان
205
عدالتهم ،أليس رسول الله أعظم من منتظر موهوم مشكوك في وجسسوده
عند شيعة عصره ،فكيف به اليسسوم بعسسد تعسساقب القسسرون ..أليسسس هسسذا هسسو
التناقض بعينه؟! فانظر وتعجسسب كيسسف يزكسسى رجسسل يسسدعي رؤيسسة معسسدوم،
والصل أن يعتبر هذا دليل كذبه ،ويطعن في صسسحابة رسسسول اللسسه!! وكسسل
خطيئة الصحابة التي من أجلها ردوا رواياتهم ،وحكموا بردتهم أنهم أنكروا
النص على إمامة علي ،وهذا أمر عظيم وخطسسب كسسبير عنسسدهم ،فسسإن مسسن
أنكر إمامة واحد من الئمة ولو كسان الغسائب المزعسوم فهسو كسإبليس كمسا
نص على ذلك صدوقهم ابن بابويه القمي ]إكمال الدين :ص .[.13
فاليمان بسسأئمتهم هسسو مقيسساس القبسسول والسسرد عنسسدهم ،لنسسه هسسو أسسساس
اليمان والكفر -كما سسسيأتي -ومسسع هسسذا الصسسل السسذي ي َزِن ُسسون بسسه النسساس
واضح البطلن لنه لو كان بهذه المثابة التي يزعمون لذكره اللسسه سسسبحانه
وتعالى في كتابه المبين ،ولبينه رسوله صلى الله عليه وسسسلم لمسسن سسسأله
عن حقيقة اليمان والسلم ،ولصبح ذلك من المسسور المجمسسع عليهسسا بيسسن
المسلمين ،فهسسل يخطسسر ببسسال عاقسسل أن المسسة علسسى تسسوالي القسسرون مسسن
الصحابة ومن تبعهم بإحسسان تجهسل ركنسا ً أساسسسيا ً مسن أركسان اليمسان أو
تجمع على إنكاره؟! ومسا كسان اللسه ورسسوله بتكساركي خيسر أمسة أخرجست
للناس دون إكمال دينهم وتعريفهم بحقيقة إسلمهم ،وما يدور بخلد مؤمن
شيء من هذا قط..
أقول :مع وضوح بطلن هذا الصل الذي يزنون بسسه النسساس فيسسردون بسسه
رواية من أنكر إمامة إمام من الئمة ،فإن هذا الصل لم يعلموا به إل في
حق الصحابة حيث ردوا روايات الصسسحابة ولكنهسسم لسسم يسسردوا روايسسات مسسن
أنكر بعض الئمة من أسلفهم من الشيعة ،وقد أكد شيخهم الحر العسساملي
على أن الطائفة المامية عملسست بأخبسسار الفطحيسة ]انظسسر :ص ) (98مسسن هسسذه
الرسالة [.مثل :عبد الله بن بكير ،وأخبار الواقفة ]الواقفة :هم الذين واقفوا على
موسى بن جعفر فلم يقولوا بإمامة من بعده ،ذلك أنهسسم زعمسسوا أن موسسسى بسسن جعفسسر لسسم
يمت بل هو حي ،وينتظرون خروجه كمسسا ينتظسسر الثنسسا عشسسرية غسسائبهم المزعسسوم )القمسسي/
المقالت والفرق :ص ،93الناشئ الكبر /مسسسائل المامسسة ص .(47قسسال صسساحب الزينسسة:
"وقد ثبت على هذا القول جماعة إلى يومنا هذا" )الزينة :ص (290ولكنها انقرضسست فيمسسا
بعد..
وربما يطلق الواقفي على من وقف على غير موسى بن جعفر؛ كمن وقف على علي أو
الصادق أو الحسن العسكري ،فلم يقل بإمامة من بعده [.مثل :سماعة بسسن مهسسران.
وكثيرا ً ما تقرأ في تراجم رجالهم بأن فلنا ً فطحي ،وذاك واقفي وهذا من
الناووسية ]الناووسسسية :أتبسساع رجسسل يقسسال لسسه نسساووس ،أو ابسسن النسساووس ،أو عجلن بسسن
ناووس ،وقيل :نسبه إلى قرية ناووسا ،وقالت هذه الفرقة بأن جعفر بسسن محمسسد لسسم يمسست
وهو حي ل يموت حتى يظهر ويلي المر وهو القائم المهدي..
قال صاحب الزينة" :وقد انقرضت هسسذه الفرقسسة ول يوجسسد اليسسوم أحسسد يقسسول بهسسذا القسسول"
)ولكن رجالها ل تزال رواياتهم في كتب الثني عشرية(.
)انظسسر :القمسسي /المقسسالت والفسسرق ص ،80النوبخسستي /فسسرق الشسسيعة ص ،67السسرازي/
الزينسسة ص ،286الشسسعري /مقسسالت السسسلميين ،1/100الشهرسسستاني،167-1/166 :
نشوان /الحور العين ص .[.(162
206
وكل هذه الطوائف الثلث تنكر بعسسض أئمسسة الثنسسي عشسسرية ،ومسسع ذلسسك
يعدون جملة من رجالها ثقات ..جاء في رجال الكشي -مثل ً " -في محمد
بن الوليد الخزار ،ومعاوية بن حكيم ،ومصدق بن صدقة ،ومحمد بن سالم
بن عبد الحميد قال أبو عمرو )الكشي( :وهسسؤلء كلهسسم فطحيسسة وهسسم مسسن
أجلة العلماء والفقهاء والعدول ،وبعضهم أدرك الرضا -رضسسي اللسسه عنسسه -
وكلهم كوفيسون" ]رجسسال الكشسسي :ص [.563كمسا كسان الحسسن بسن علسي بسن
فضال ]رجال الكشي :ص ،[.565وعلي بن حديد بسسن حكيسسم ]رجسسال الكشسسي :ص
،[.570وعمسسرو بسسن سسسعيد المسسدايني ]رجسسال الكشسسي :ص [.612كلهسسم مسسن
الفطحية.
وكان أبو خالسسد السجسسستاني ]رجسسال الكشسسي :ص ،[.612وعلسسي بسسن جعفسسر
المروزي ]رجال الكشي :ص ،[.616وعثمان بن عيسى ]رجال الكشي :ص [.597
وحمسسزة بسسن بزيسسغ ]رجسسال الكشسسي :ص [.615كلهسسم مسسن الواقفسسة ،ومسسع ذلسسك
وثقوهم وعملوا بمروياتهم معرضين عن قول إمامهم" :الزيديسسة والواقفسسة
والنصاب بمنزلة واحدة" ]رجال الكشي :ص " ،[.456والواقف عائد عن الحق
ومقيم على سيئة إن مات بها كسسانت جهنسسم مسسأواه وبئس المصسسير" ]رجسسال
الكشي :ص .[.456
وقسسال :الواقفسسة "يعيشسسون حيسسارى ويموتسسون زنادقسسة" ]رجسسال الكشسسي :ص
.[.456وقال" :فإنهم كفار مشركون زنادقة" ] رجال الكشي :ص ،[.456ومسسع
هذا فهي تقبل روايات هؤلء أو يقبل شيوخهم روايات هؤلء لقيام نصوص
المذهب الشاذة عليهم ويردون روايات الصسسحابة -رضسسوان اللسسه عليهسسم -
أليسسس هسسذا هسسو التنساقض بعينسه؟! ذلسسك أننسسا إذا أدركنسا أنهسم ردوا روايسسات
الصحابة لردهم النص المزعوم على علي ،وهؤلء من الواقفسسة والفطحيسسة
ينكرون مجموعة من الئمة ويجحدون النصوص الواردة فيهسسم عسسن الئمسسة
قبلهم ،فسسالجميع يشسستركون فسسي نفسسس العلسسة المزعومسسة السستي مسسن أجلهسسا
رفضوا مرويات الصحابة وهو إنكار أحسسد الئمسسة ..إذا أدركنسسا ذلسسك -أدركنسسا
عظيسسم تناقضسسهم وأنهسسم ليسسس لهسسم ميسسزان ثسسابت ،وأن الهسسوى المسسذهبي،
والتعصسسب والتحسسزب قسسد أعمسسى أبصسسار شسسيوخهم فأضسسلوا أتبسساعهم سسسواء
السبيل وحرموهم من منبع العلم واليمان.
وهل ثمة مجال لمقارنة من أثنسسى اللسسه عليهسسم ورسسسوله بمجموعسسة مسسن
حثالسة الفساكين والمفسترين ،إل لبيسان أنهسم فسي مسذهبهم فسي رد روايسات
الصحابة ليسوا على شيء.
ولقد جاء في كتب الشيعة" :عن ابن حازم قال :قلت لبسسي عبسسد اللسسه..
فأخبرني عن أصحاب رسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم صسسدقوا علسسى
محمد صلى الله عليه وسلم أم كذبوا؟ قسسال :بسسل صسسدقوا" ]أصسسول الكسسافي:
،1/65بحار النوار.[.2/228 :
والصحابة ليسوا بحاجة لمثل هذا بعد ثناء الله ورسوله ،ولكن نستشسسهد
بذلك لبيان أنهم أعرضوا حتى عما جاء عن أئمتهسسم فسسي كتبهسسم ،الموافسسق
لما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ،واتبعوا روايات الكذابين عسسن الئمسسة،
207
والتي اعترفت بكسسذبهم كتسسب الشسسيعة نفسسسها كمسسا سسسيأتي
]فسسي بيسسان "حسسال
رجالهم" الذين نقلوا الروايات عن الئمة.[.
بداية تدوين الحديث عندهم:
قال ابن النسسديم" :إن أول كتسساب ظهسسر للشسسيعة كتسساب سسسليم بسسن قيسسس
الهللي" ]الفهرست :ص [.219رواه عن أبان بن أبي عياش لسسم يسسروه غيسسره
]نفس الموضع من المصدر السابق ،روضات الجنات ،4/67 :رجال الحلسسي :ص ،83جسسامع
السسرواة ،1/374 :السسبروجردي /البرهسسان ص ،[. 104وقد كان لنسسا وقفسسة عنسسد هسسذا
دمالكتاب في أثناء الحديث عن أسطورة "التحريف عند الشسسيعة" وقسسد قس ّ
لنسسا أحسسد أسسساطين الشسسيعة المتسسأخرين اعترافسا ً يقسسول" :بسسأن هسسذا الكتسساب
موضوع في آخر الدولة الموية "..يعني ل صحة لنسبته لسليم .وقسسد تسسبين
لنا أن "سليمًا" هذا ل ذكر له في مصادر أهل السسسنة مسسع تعظيسسم الشسسيعة
لمره ،وقد يقال بأنه اسم ل مسمى له؛ إذ لسسو كسسان كمسسا يقولسسون ..لكسسان
شيئا ً مذكورًا.
ويبدو أن أوسع جمع لثارهم -في العصور المتقدمة -هو ما قام به أبسسو
جعفر القمي محمد بن الحسن بن فروخ الصسسفار القمسسي )المتسسوفى سسسنة
ه( في كتابه "بصائر الدرجات في علوم آل محمسسد ومسسا خصسسهم اللسسه 290
ه ]انظر :الذريعة.[.3/124 :به" وهو مجموعة لحاديثهم ،وقد طبع سنة 1285
وهذا الصفار اعتبره بروكلمان "المؤسس الحقيقي لفقسسه الماميسسة فسسي
بلد العجم" ]تاريخ الدب العربي.[.3/337 :
ويرى الدكتور محمسسد البلتسساجي أنسسه "أول مسسن دّون فقسسه وآثسسار الماميسسة
الثنسسي عشسسرية" ]مناهسسج التشسسريع السسسلمي ،[.1/201 :وفسسي كلم ابسسن النسسديم
السالف ما ينفي دعوى الوليسسة .ويكسساد شسسيخهم المجلسسسي ينقسسل الكتسساب
بحذافيره في موسوعته البحار ،عبر أبوابه المختلفة .وقد امتل هذا الكتاب
بالغلو حيث فيه الطعن في كتاب الله سبحانه ،والغلو في الئمسسة ،وتكفيسسر
الصحابة ..إلخ ،مما يؤكد أن معظم أخباره مفتراة على الئمة.
وفي أوائل الرابع الهجري جدد التأليف الكليني )المتسسوفى سسسنة 328أو
ه( في كتابه "الكافي" ثم تعاقب التأليف عندهم بعد ذلك. 329
الكتب الرئيسة عند الثني عشرية:
إن الكتب الرئيسة التي تعتبر مصسسادر الخبسسار عنسسد الثنسسي عشسسرية فسسي
ثمانية يسمونها" :الجوامع الثمانية" ]مفتاح الكتب الربعة ،[.1/5 :ويقولون بأنه
هي المصادر المهمة للحساديث المرويسة مسن الئمسة ]أعيسسان الشسسيعة،1/288 :
مفتاح الكتب الربعة .[.1/5 :قال عالمهم المعاصر محمد صالح الحائري" :وأما
صحاح المامية فهي ثمانية ،أربعة منهسسا للمحمسسدين الثلثسسة الوائل ،وثلثسسة
بعدها للمحمسدين الثلثسة الواخسسر ،وثامنهسا لحسسين -المعاصسسر -النسسوري"
]الحائري /منهاج عملي للتقريب )مقال نشر في مجلة رسسسالة السسسلم فسسي القسساهرة ،كمسسا
نشر مع مقالت أخرى منتخبة من المجلة باسم "الوحدة السلمية" ص.[.(233 :
أول هذه المصسسادر وأصسسحها عنسسدهم الكسسافي ]انظسسر فسسي التعريسسف بالكسسافي:
الذريعة ،17/245 :النوري /مسستدرك الوسسائل ،3/432 :مقدمسة الكسافي ،الحسر العساملي/
وسائل الشيعة ،20/71 :وقد أشارت هذه المصادر إلى أن هذا الكتاب أصح الكتب الربعسسة
208
المعتمدة عندهم ،وأنه كتبه في فترة الغيبة الصغرى التي بواسطتها يجد طريقا ً إلى تحقيق
منقولته ،..مع أنه الكتاب الوحيد من بين الكتب الربعة الذي ورد فيه أساطير الطعسسن فسسي
كتاب الله ،وبلغسست أحسساديث الكسافي كمسسا يقسسول العسساملي 16099 :حسسديثا ً )أعيسسان الشسسيعة:
(1/280وقد طبع عدة طبعات ،وشرحه عدد من شيوخهم ،وقد رأيت مسسن شسسروحه :مسسرآة
العقول للمجلسي ،وقد اعتنى بالحكم على أحاديث الكافي مسسن ناحيسسة الصسسحة والضسسعف..
وقد صحح روايات هي كفر بإجماع المسلمين كروايات تحريف القرآن.
كما اطلعسست أيضسا ً علسسى شسسرح المازنسسدراني للكسسافي المسسسمى "شسسرح جسسامع" ،وكسسذلك
الشافي شرح أصول الكافي [.لمحمد بسن يعقسوب الكلينسي ،ثسم كتساب" :مسن ل
يحضره الفقيه" ]انظسسر فسسي التعريسسف بهسسذا الكتسساب :الخوانسسساري /روضسسات الجنسسات:
،237-6/230وأعيان الشيعة ،1/280 :مقدمة مسسن ل يحضسسره الفقيسسه ،وقسسد اشسستمل علسسى
176بابا ً أولها باب الطهارة وآخرها بسساب النسسوادر ،وبلغسست أحسساديثه ) (9044وقسسد ذكسسر فسسي
مقدمة كتابه أنه ألفه بحذف السانيد لئل تكثر طرقه ،وأنسسه اسسستخرجه مسسن كتسسب مشسسهورة
عندهم وعليها المعول ،ولم يورد فيه إل ما يؤمن بصحته .[.لشيخهم المشهور عندهم
ه( ،ثسسم تهسسذيببالصسسدوق محمسسد بسسن بسسابويه القمسسي )المتسسوفى سسسنة 381
الحكام ]انظر في التعريف به :النوري الطبرسي /مسسستدرك الوسسائل ،4/719الذريعسة:
،4/504مقدمة تهذيب الحكام .وقد ألفه لمعالجة التناقض والختلف الواقع في رواياتهم،
وبلغت أبوابه ) (393بابًا ،أما عدد أحاديثه فسسسيأتي الحسسديث عنهسسا ،[.والستبصار ]ويقسسع
الكتاب في ثلثة أجزاء ،جزآن منه في العبادات ،والثسسالث فسسي بقيسسة أبسسواب الفقسسه ،وبلغسست
أبوابه ) (393بابسًا ،وحصسسر المؤلسسف أحسساديثه بسسس) (5511وقسسال :حصسسرتها لئل يقسسع زيسسادة أو
نقصان ،وقد جاء فسسي الذريعسة أن أحسساديثه ) (6531وهسسو خلف مسسا قسساله المؤلسف) .انظسر:
الذريعسسة ،2/14 :أعيسسان الشسسيعة ،1/280 :حسسسن الخرسسسان ،فسسي تقيسسدمه للستبصسسار(،[.
كلهما لشيخهم المعروف بس"شيخ الطائفة" أبي جعفر محمد بسسن الحسسسن
ه(.
الطوسي )المتوفى سنة 360
ه(" :إن مسسدار قسسال شسسيخهم الفيسسض الكاشسساني )المتسسوفى سسسنة 1091
الحكام الشرعية اليوم على هذه الصول الربعسسة ،وهسسي المشسسهود عليهسسا
بالصحة من مؤلفيهسسا" ]السسوافي .[.1/11 :وقسسال أغسسا بسسزرك الطهرانسسي -مسسن
مجتهديهم المعاصرين -وهي" :الكتسسب الربعسسة والمجسساميع الحديثيسسة السستي
عليها استنباط الحكام الشسسرعية حسستى اليسسوم" ]الذريعسسة .[.2/14 :هسسذه هسسي
المصادر الربعة المتقدمة عندهم.
ثسسم ألسسف شسسيوخهم فسسي القسسرن الحسسادي عشسسر ومسسا بعسسده مجموعسسة مسسن
المسسدونات ارتضسسى المعاصسسرون منهسسا أربعسسة سسسموها بالمجسساميع الربعسسة
المتأخرة وهي :الوافي ]ويقع في 3مجلدات كبار ،وطبع في إيسسران ،وبلغسست أبسسوابه )
(273بابًا ،وقال شسسيخهم محمسسد بحسسر العلسسوم -مسسن المعاصسسرين -بسسأنه يحتسسوي علسسى نحسسو
خمسين ألف حديث) .لؤلؤة البحرين "الهامش" ص ،(122بينما يذكر محسسسن الميسسن بسسأن
مجموع ما في الكتب ) (44244حديثا ً )أعيان الشيعة [.(1/280 :لشيخهم محمسسد بسسن
ه(،
مرتضى المعروف بمل محسن الفيض الكاشاني )المتوفى سنة 1091
وبحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمسة الطهسار ]قسسالوا بسسأنه أجمسسع كتسساب فسسي
الحديث ،جمعه مؤلفه من الكتب المعتمدة عندهم.
لشيخهم محمد انظر فسسي التعريسسف بسسه :الذريعسسة ،3/27 :أعيسسان الشسسيعة[.1/293 :
ه( ،ووسسسائل الشسسيعة ]هسسو
باقر المجلسي )المتوفى سسسنة 1110أو 1111
أجمع كتاب لحاديث الحكام عندهم ،جمع فيه مؤلفه رواياتهم عن الئمة من كتبهم الربعسسة
التي عليها المدار في جميع العصار -كما يقولسسون -وزاد عليهسسا روايسسات أخسسذها مسسن كتسسب
209
الصحاب المعتبرة تزيد على 70كتابًا ،كما ذكر صاحب الذريعة ،ولكن ذكر الشسسيرازي فسسي
مقدمة الوسائل بأنها تزيد على ،180ول نسبة بين القولين ،وقد ذكر الحر العاملي أسسسماء
الكتب التي نقل عنها فبلغت -كما حسبتها -أكثر من ثمانين كتابًا ،وأشار إلى أنه رجع إلسسى
كتب غيرها كثيرة ،إل أنه أخذ منها بواسطة من نقسسل عنهسا )طبسسع فسسي ثلثسسة مجلسسدات عسسدة
مرات ،ثم طبع أخيرا ً بتصحيح وتعليق بعض شيوخهم في عشرين مجلدًا(.
)الشيرازي /مقدمة الوسائل ،أعيان الشيعة ،293-1/292 :الذريعة ،353-4/352 :الحر
العسساملي /وسسسائل الشسسيعة ،8-1/4 :س [.(49-20/36إلى تحصسسيل مسسسائل الشسسريعة
ه(،
تأليف شيخهم محمد بن الحسن الحر العسساملي )المتسسوفى سسسنة 1104
ومستدرك الوسسسائل ]قسسال أغسسا بسسزرك الطهرانسسي" :أصسسبح كتسساب المسسستدرك كسسسائر
المجسساميع الحديثيسسة المتسسأخرة فسسي أنسسه يجسسب علسسى المجتهسسدين الفحسسول أن يطلعسسوا عليهسسا
ويرجعوا إليها في استنباط الحكام ،وقد أذعن بسسذلك جسسل علمائنسسا المعاصسسرين" )الذريعسسة:
،(111-2/110ثسم استشسهد بعسض أقسوال شسيوخهم المعاصسرين باعتمساد المسستدرك مسن
مصادرهم الساسية )الذريعة.(2/111 :
ولكن يبدو أن بعض شيوخهم لم يوافق على ذلسسك فنجسسد صسساحب أحسسسن الوديعسسة ينتقسسد
بشدة هذا الكتاب ويقول بأنه" :نقل منه عن الكتسسب الضسسعيفة الغيسسرة معتسسبرة ...والصسسول
الغير ثابتة صحة نسخها ،حيث إنهسسا وجسسدت مختلفسسة النسسسخ أشسسد الختلف" ،ثسسم قسسال بسسأن
أخباره مقصورة على ما في البحار ،وزعها علسسى البسسواب المناسسسبة للوسسسائل ،كمسسا قسسابلته
حرف سا ً بحسسرف )محمسسد مهسسدي الكسساظمي /أحسسسن الوديعسسة ص [.(74لحسسسين النسسوري
ه(.
الطبرسي )المتوفى سنة 1320
ملحوظات على الكتب الثمانية:
هناك كتب كسسثيرة عنسسدهم قسسالوا :إنهسسا فسسي العتبسسار والحتجسساج كسسالكتب
الربعة ،كما ذكر ذلك المجلسي فسسي مقدمسسة بحسساره ]انظسسر :ج 1ص ،26قسسال
المجلسي بأن كتب الصدوق ما عدا خمسة فيها ل تقصر في الشسستهار عسسن الكتسسب الربعسسة
)نفس الموضع من المرجع السابق( .وقال" :وكتاب بصائر الدرجات من الصسسول المعتسسبرة
التي روى عنها الكليني وغيره") .السابق ،(1/27 :وهكذا قال في عدد كسسبير مسسن كتبهسسم.[.
والحر العاملي في الوسائل ]انظر :وسائل الشسسيعة :ج)20الخاتمسسة( ،[.وكما نجسسد
ذلك في مقدمات تلك الكتب .ويبدو أن تخصيص ما سلف بالذكر ،إما لنها
مجاميع كبيرة ،أو قد يكون لمجرد محاكاة أهل السنة وللدعايسسة المذهبيسسة،
ومما يوضح ذلك أنهم اعتبروا مثل ً من المجاميع الثمانيسسة المتقدمسسة كتسساب
الوافي ،وعدوه أصل ً مسسستق ً
ل ،مسسع أنسسه عبسسارة عسسن جمسسع لحسساديث الكتسسب
الربعة المتقدمة )الكافي والتهذيب والستبصسسار ومسسن ل يحضسسره الفقيسسه(
ل ،وهو تكرار لحاديث الكتب الربعة؟! فكيف يعد أصل ً خامسًا ،ومستق ً
وكذلك اعتسسبروا "الستبصسسار" للطوسسسي مصسسدرا ً مسسستقل ً مسسن المصسسادر
الربعة المتقدمة ،وهو ل يعدو أن يكسسون اختصسسارا ً لكتسساب تهسسذيب الحكسسام
لطوسي ،كما صرح بذلك الطوسي في مقدمة الستبصار ]الستبصسسسار-1/2 :
،[.3وكما يبدو واضحا ً لمن شاء المقارنة بين الكتابين ،فالدعايسسة المذهبيسسة
واضحة في صنيعهم هذا..
وتجد أن بحار النوار وضعه مؤلفه في خمس وعشرين مجلدًا ،ولما كبر
المجلسسد الخسسامس والعشسسرين جعسسل شسسطرا ً منسسه فسسي مجلسسد آخسسر فصسسار
المجموع ) (26مجلدا ً ]انظر :الذريعة ،[.3/27 :فقسام المعاصسرون وزادوا فيسه
كتبا ً ليست من وضع المؤلسسف كجنسسة المسسأوى للنسسوري الطبرسسسي ،وهدايسسة
الخبار للمسترحمي ،ومجلدات في الجازات ليبلغوا به في طبعسسة جديسسدة
210
مائة وعشرة مجلدات تبدأ من الصفر ]حيث إن المجلد الول يحمل رقم صفر!.[.
كلون من المظاهر الثقافية الشكلية ،والدعايسسة المذهبيسسة .وهسسم مغرمسسون
بهذا التجاه الدعائي ]وتجد أن مجموعة كبيرة منهم تكلف بالكتابسسة فسسي موضسسع "مسسا"،
ويصرف لها المرتبات من الحوزات العلمية ،فإذا انتهى العمل نسسسب لواحسسد منهسسم أو لحسسد
شيوخهم كأنه هو الذي قام بهذا العمل الذي ل يقوم به إل جمع من الناس ،كما يلحظ ذلك
في كتاب الغدير وغيره ،ولهم هوس في ادعاء السبق ،حيث تجد في كتاب الشيعة وفنسسون
السلم بأن للشيعة السبق في كل علم ،مع أن الروافض لم يعرف عنهم شيء من هذا إل
ما أخذوه عن أهل السنة ،ولهم مفردات تفضح أمرهم ،وترى في أعيسسان الشسسيعة للعسساملي
احتسابه لكثير من أئمة أهل السنة من طائفته لمجرد ما يذكر في تراجمهم من وجود ميل
للتشيع عندهم ،وهو أمر ل يدخلهم في مسلك الروافض ،إذ محبة أهل البيت الحقيقية هسسي
في أهل السنة أكثر من الرافضة.[.
أما موضوع هذه المدونات فإن التهذيب ،والستبصسسار ،ومسسن ل يحضسسره
الفقيه ،ووسسائل الشسسيعة ،ومسستدرك الوسسسائل كلهسا فسسي الفقسسه ،وكسسذلك
الكافي ،فإن المجلدين الول والثاني في الصول وسائر المجلدات الباقية
في الفقه وهو مما يسمى "فروع الكافي".
ويلحظ التشابه في كثير مسن مسسائلهم الفقهيسة مسع أهسل السسنة؛ ممسا
يؤكد ما يقول بعض أهل العلم من أخسسذهم لسسذلك مسسن أهسسل السسسنة ]انظسسر:
منهاج السنة النبوية ،[.3/246 :ولهم مفردات غريبة ،ومسائل منكسسرة ل تخطسسر
على البسسال تسسستحق أن يكتسسب فيهسسا تسسأليف خساص ،وقسسد جمسسع جسسزءا ً منهسا
شيخهم المرتضى في كتاب سسسماه "النتصسسار" ]وقسسد وقفسست عليسسه فسسي طبعتسسه
ه ،دار الضواء ،بيروت( وقد طبع قبل ذلك ضمن الجوامع الفقهية بطهسسران الخيرة ) 1405
ه ،ويسسسمى" :مسسسائل النفسسرادات فسسي الفقسسه" )لؤلسسؤة ً
ه ومسسستقل سسسنة 1315سنة 1267
البحرين ص .[.(320وقد نقل ابن عقيل الحنبلي بعسسض هسسذه المسسسائل ،وهسسو
يتعجب منها ،وقد سجلها ابن الجوزي في المنتظسسم ]المنتظسسم [.8/120 :مسسن
خط ابن عقيل ،كما أشار إليهسسا فسسي الموضسسوعات بقسسوله" :ولقسسد وضسسعت
الرافضة كتابا ً في الفقه وسموه مذهب الماميسسة ،وذكسسروا فيسسه مسسا يخسسرق
إجماع المسلمين بل دليل أصل ً ]الموضوعات.[.1/338 :
أما بالنسبة للقسسسم البسساقي مسن هسسذه المسسدونات وهسي أصسسول الكسافي،
وبحار النوار فهي تتعلق بمسائل :التوحيد ،والعسسدل ،والمامسسة ..وأكسسثر مسسا
فيها يدور حول عقائدهم وآرائهم في المامة والئمة الثني عشسسر والنسسص
عليهم ،وصفاتهم ،وأحوالهم ،وزيارة قبوهم ،والحديث عن أعدائهم ،وعلسسى
رأسهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ونلحظ أن كسسل شسسيء -
في الغالب -يدور في فلك المامة والئمة.
والقارئ لهذه الحاديث في هسسذه المسسدونات وغيرهسسا مسسن كتسسب الروايسسة
عندهم يجد أن هناك فرقا ً واضحا ً وكبيرا ً بين الروايات التي ترد عن طريق
أهل السنة ويطلق عليها الحديث ،وبيسسن الروايسسات السستي تسسرد عسسن طريسسق
الشيعة ويطلق عليها اللفظ نفسه ،فكتب السسسنة السسستة وغيرهسسا إذا روت
حديثا ً فهو منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهي أحاديثه هسسو .أمسسا
كتب الحديث عند الشيعة فهي تأتي بالرواية عن أحد أئمتهم الثنسسي عشسسر
211
ويعتقدون -كما مر -أن ل فرق بين ما يروونه عن النبي صلى اللسسه عليسسه
وسلم أو عن أحد أئمتهم.
كما أن القارئ لكتب الحديث عندهم ل يجسسد إل القليسسل النسسادر منهسسا هسسو
المسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم ،وأكسسثر مسسا يروونسسه فسسي الكسسافي،
واقف عند جعفر الصادق ،وقليل منها يعلو إلى أبيسسه محمسسد البسساقر ،وأقسسل
من ذلك ما يعلوا إلى أمير المؤمنين علسسي -رضسسي اللسسه عنسسه -ونسسادرا ً مسسا
يصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
كما يلحظ أن مدوناتهم الربع المتأخرة ألفت في القسسرن الحسسادي عشسسر
ه( وهسسو وما بعده ،وآخرها ألفه النسسوري الطبرسسسي )المتسسوفى سسسنة 1320
من معاصري الشيخ محمد عبده .وقد جمع فيه ثلثة وعشرين ألف حديث
عن الئمة ]الذريعة .[.21/7 :لم تعرف من قبسسل ،فهسسي متسسأخرة عسسن عصسسور
الئمة بمئات السنين ،فإذا كان هؤلء قد جمعوا تلك الحاديث عسسن طريسسق
السند والرواية فكيف يثق عاقل برواية لم تسجل طيلة أحد عشر قرنا ً أو
ثلثة عشر قرنًا!! وإذا كانت مدونة في كتب فلم يعثر على هذه الكتسسب إل
في القرون المتأخرة ]صرح بعض أصحاب هذه المدونات بأنه عثر على كتب لم تدون
في كتبهم المعتمدة من قبسسل .يقسسول المجلسسسي" :اجتمسسع عنسسدنا بحمسسد اللسسه سسسوى الكتسسب
الربعة نحو مسسائتي كتسساب ،ولقسسد جمعتهسسا فسسي بحسسار النسسوار )اعتقسسادات المجلسسسي ص ،24
مصطفى الشيبي /الفكر الشيعي ص ،(61وذكر شيخهم الحر العاملي بأنه توفر عنده أكثر
من ثمانين كتابا ً عدا الكتب الربعة ،وقد جمع ذلك في وسائل الشيعة" )انظسسر :الوسسسائل ج
،1المقدمة ،والذريعة.(353-4/352 :
ً
أما شيخهم المعاصر النوري الطبرسي فهو أيضا قد عثر على كتسب لسم تسدون مسن قبسل
رغم أنه من المعاصرين ،يقول أغا بزرك الطهراني" :والدافع لتسسأليفه عثسسور المؤلسسف علسسى
بعض الكتب المهمة التي لم تسجل في جوامع الشيعة من قبسسل )الذريعسسة (21/7 :وجعلسسوا
هذه الحاديث المكتشفة والتي جمعها مستدرك الوسائل مما ل يسسستغنى عنسسه ،قسسال آيتهسسم
الخراساني -كما ينقل صاحب الذريعة -بأن الحجة للمجتهسسد فسسي عصسسرنا هسسذا ل تتسسم قبسسل
الرجوع إلى المستدرك ،والطلع على ما فيه ما الحاديث" )الذريعسة ،(2/111فهسل يعنسسي
هذا أنه قبل تأليف المستدرك ل حجة عنسسدهم فسسي قسسول شسسيخهم؟! فسسانظر وتعجسسب ..وقسسد
تستمر مسيرة الكتشاف للكتب والروايات ،[.ولم يجمع تلك الروايات متقدموهم،
ولم لم تذكر تلك الكتب وتسجل في كتبهم القديمسسة؟! كيسسف لسسم يسسسجلها
الكليني وهو بحضرة السفراء الربعة سفراء المهدي؟! وقد سماه الكافي
لنه كاف للشيعة ،وقد عرضه على مهديهم -بواسسسطة السسسفراء -فقسسال:
كاف لشيعتنا – كما سلف ]انظر :مقدمة الرسالة -[.بل إن الطوسي قال بسسأنه
جمع في كتابه تهذيب الحكام جميع ما يتعلق بالفقه من أحاديث أصحابهم
وكتبهم وأصولهم ،لم يتخلف عن ذلك إل نادر قليل وشاذ يسير ]الستبصسسسار:
.[.1/2
فهل هذه الكتب وضعت فيما بعسسد فسسي أيسسام الدولسسة الصسسفوية ،ونسسسبت
لشيوخهم الوائل؟ هذا ليس ببعيد.
بل إن كتبهم الربعة الولى لم تخل من دس وزيادة ،وآية ذلك أن كتاب
تهذيب الحكام للطوسي بلغت أحاديثه ) (13950حديثا ً كما ذكر ذكسسر أغسسا
بزرك الطهراني في الذريعة ]الذريعة ،[.4/504 :ومحسن العاملي في أعيان
الشيعة ]أعيان الشيعة [.1/288 :وغيرهما من شيوخهم المعاصرين ،في حيسسن
212
أن الشيخ الطوسسسي نفسسسه صسسرح فسسي كتسسابه عسسدة الصسسول بسسأن أحسساديث
التهذيب وأخباره تزيد على ) ،(5000ومعنسسى ذلسسك أنهسسا ل تصسسل إل إلسسى )
(6000في أقصى الحوال ]انظر :المسسام الصسسادق :ص .[.485فهل زيسسد عليهسسا
أكثر من الضعف في العصور المختلفة؟! الدليل المادي الملمسسوس أمامنسسا
يؤكد ذلك.
وأيضا تراهم اختلفوا هل كتاب الروضة -وهسسو أحسسد كتسسب الكسسافي السستي
تضم مجموعة من البواب ،وكل باب يتضمن عددا ً كسسبيرا ً مسسن الحسساديث -
هل هو من تأليف الكليني أم مزيد فيما بعسسد علسسى كتسسابه الكسسافي ]روضسسات
الجنات ،[.176-6/188 :فكأن أمر الزيادة شيء طبيعي ووارد في كل حال.
بل المر أخطر من ذلك فسسإن شسسيخهم الثقسسة عنسسدهم حسسسين بسسن حيسسدر
ه( قال :إن كتاب الكافي خمسسسون الكركي العاملي )المتوفى سنة 1076
كتابا ً بالسانيد التي فيه لكل حديث متصل بالئمة ]المصدر السسسابق،[.6/114 :
ه( يقول" :كتسساب الكسسافي بينما نرى شيخهم الطوسي )المتوفى سنة 360
مشتمل على ثلثين كتابس ً
ا ،أخبرنسسا بجميسسع روايسساته الشسسيخ] "..الفهرسسست :ص
.[.161
فهل زيد على الكافي للكليني فيما بين القرن الخامس ،والحادي عشسسر
عشرون كتابًا ،مع أن كل كتاب يضم عشرات البواب ،وكسسل بسساب يشسسمل
مجموعة من الحاديث؟! لعل هذا أمر طسسبيعي ،فمسسن كسسذب علسسى رسسسول
الله والصحابة والقرابة فمن باب أولى أن يكذب على شيوخه..
وشواهد هذا الباب كثيرة.
أمسسا متسسون هسسذه الكتسسب ونصوصسسها فإنسسك تلحسسظ فيهسسا ظسساهرة الختلف
والتضاد ،ولقد تألم شيخهم محمد بسسن الحسسسن الطوسسسي "لمسسا آلسست إليسسه
أحاديثهم من الختلف والتباين والمنافاة والتضاد حتى ل يكسساد يتفسسق خسسبر
إل وبسسإزائه مسسا يضسساده ،ول يسسسلم حسسديث إل وفسسي مقسسابلته مسسا ينسسافيه"..
واعترف بأن هذا الختلف قد فاق ما عند أصحاب المذاهب الخسسرى ،وأن
هذا كان من أعظم الطعون على مذهبهم ،وأنه جعل بعض الشسسيعة يسسترك
هذا المذهب لما انكشف له أمسسر هسسذا الختلف والتنسساقض ]تهسسذيب الحكسسام:
.[.3-1/2
وقام شيخهم الطوسي بمحاولة يائسة لتدارك هذا الختلف وتوجيه هذا
التنسساقض فلسسم يفلسسح؛ بسسل زاد الطيسسن بلسسة ،حيسسث علسسق كسسثيرا ً مسسن اختلف
الروايات على التقية بل دليل سسسوى أن هسسذا الحسسديث أو ذاك يوافسسق أهسسل
السنة.
والواقع أنه بصنيعه هذا قد "كرس" الفرقة ،وأضاع علسسى طسسائفته كسسثيرا ً
من سبل الهداية ..ومحاولته كانت في أحاديث الحكام ،أمسسا بسساقي مسسسال
المذهب فلم يتعرض لها.
والدليل المسسادي علسى أن محساولته لسم تنجسسح هسسو كسسثرة اختلفهسسم ،وقسسد
اشتكى بعض شيوخهم من هذه الظاهرة وهسسو الفيسسض الكاشسساني صسساحب
الوافي أحد الكتب الثمانية المعتمدة فقال عن اختلف طائفته .." :تراهسسم
يختلفون في المسألة الواحدة على عشرين قسسول ً أو ثلثيسسن قسسول ً أو أزيسسد؛
213
بل لو شئت أقول :لم تبق مسألة فرعيسسة لسسم يختلفسسوا فيهسسا أو فسسي بعسسض
متعلقاتها" ]الوافي ،المقدمة :ص .[.9
ومن الملحظ أن اختلفهم هو اختلف في الحاديث أو النصوص وليسسس
اختلفا ً في الستنباط ،ول شك أن التنسساقض أمسسارة علسسى بطلن المسسذهب،
ن و َ
كققا َ ول َ ْ
وكذب الروايات ..وأن ذلك ليس من عند الله لقوله سبحانهَ } :
فا ك َِثيًرا{ ]النساء ،آية..[.82 :
خت ِل َ ً
ها ْ
في ِدوا ْ ِ
ج ُ ه لَ َ
و َ ر الل ّ ِ د َ
غي ْ ِ عن ِ
ن ِ
م ْ
ِ
وقد عزت بعض راياتهم ظاهرة الختلف إلى كثرة الكذب على الئمة..
فهذا الفيض بن المختار يشكو لبي عبد الله -كما تقول روايسساتهم -كسسثرة
اختلفهم ويقول" :ما هذا الختلف الذي بين شسسيعتكم ..إنسسي لجلسسس فسسي
حلقهم بالكوفة فأكاد أن أشك في اختلفهم فسسي حسسديثهم .فقسسال أبسسو عبسسد
الله :هو ما ذكرت يا فيض إن الناس أولعوا بالكسسذب علينسسا ..وإنسسي أحسسدث
أحدهم بالحديث فل يخرج من عندي حتى يتأوله على غيره تسسأويله ،وذلسسك
أنهم ل يطلبون بحديثنا وبحبنا ما عند الله وإنما يطلبون السسدنيا وكسسل يحسسب
أن يدعى رأسًا" ]مضى ذكره وتخريجه من كتب الشيعة :ص .[.90
وقد كثرت شكاوى الئمة من كثرة الكذابين عليهم ]تروي كتب الشيعة عسسن
جعفر الصادق قال" :إن لكل رجل منا ،رجل يكذب عليه ،وقال :إن المغيرة بن سسسعيد دس
في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها ،فاتقوا الله ول تقبلوا علينا ما خالف قسسول ربنسسا
وسنة نبينا" .وقد اعسترف المغيسرة بسن سسعيد كمسا تسروي كتسب الشسيعة بسذلك حيسث قسال:
"دسست في أخباركم أخبارا ً كثيرة تقرب من مائة ألف حديث".
وعن الصادق قال" :إنا أهل بيت صادقون ل نخلو من كسسذاب يكسسذب علينسسا فيسسسقط صسسدقنا
بكذبه" .وعن أنس أنه قال" :وافيت العراق فوجدت قطعة مسسن أصسسحاب أبسسي جعفسر وأبسسي
عبد الله -عليهما السلم -متوافرين فسمعت منهم وأخذت كتبهم وعرضتها من بعسسد علسسى
أبي الحسن الرضا فأنكر منها أحاديث كثيرة ..وقال :إن أبا الخطساب كسسذب علسسى أبسسي عبسسد
الله ،لعن الله أبا الخطاب ،وكذلك أصحاب أبي الخطاب يسسسدون مسسن هسسذه الحسساديث إلسسى
يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد الله -عليسسه السسسلم -فل تقبلسسوا علينسسا خلف القسسرآن"
)انظر النصوص السابقة في :تنقيح المقال.(175-1/174 :
فإذا وضعت مع هذه النصوص شهادة أئمة السنة بكسسذب الروافسسض )انظسسر :المنتقسسى ص
،23-21ميزان العتدال (28-1/27 :تبين شيوع الكذب وكثرته عنسسدهم ،وإذا عرفسست مسسدى
بضاعتهم في علم السناد ،والجرح والتعديل تحقق لك الخطر الكبير الذي يعيشه هؤلء من
خلل اعتمادهم في التلقي على ذلك المدونات ،[..وقد حسسف بهسسم ول سسسيما جعفسسر
الصسسادق مجموعسسة مسسن المتسسآمرين والمتكسسسبين والمحتسسالين ..وكسسانوا
يستقبلون بعسسض الوفسسود القادمسسة مسسن أصسسقاع العسسالم السسسلمي ويسسأكلون
أموالهم باسم الئمة ،ويقدمون لهسسم تواقيسسع مسسزورة باسسستلمهم ويحسسدثون
عنهم بما لم يقولوا ]انظر :التحفة الثني عشرية ،الورقة )) (92مخطوط(.[.
وإذا كذب الئمة أقوالهم قالوا :إن هذا التكذيب منهم تقية ]انظسسر :ميسسزان
العتدال ترجمسسة زرارة ،70-2/69 :وسسسيأتي عنسسد الحسسديث عسسن حسسال رجسسالهم بسسأن شسسيوخ
الشيعة يحملون الطعن والتكذيب الصادر من جعفر الصادق وغيره في حق معظم رواتهسسم
بأنه تقية.[.
ه( يصف القوام واستمع إلى شريك بن عبد الله القاضي )ت 178-177
الذين التصقوا بجعفر وادعوا الرواية عنه -كمسسا تنقسسل ذلسسك كتسسب الشسسيعة
مسساني فسسي
نفسها " -قال أبو عمرو الكشي :قال يحيى بن عبد الحميسسد الح ّ
كتابه المؤلف في إثبات إمامة أمير المسسؤمنين -رضسسي اللسسه عنسسه :-قلسست
214
لشريك :إن أقواما ً يزعمون أن جعفر بن محمد ضسسعيف الحسسديث ،فقسسال :
أخبرك القصة ،كان جعفر بن محمد رجل ً صالحا ً مسلما ً ورعا ً فاكتنفه قوم
جهال يدخلون عليه ويخرجون من عنده ويقولون :حدثنا جعفر بسن محمسد،
ويحدثون بأحاديث كلها منكسسرات كسسذب موضسسوعة علسسى جعفسسر ،ليسسستأكلوا
الناس بذلك ،ويأخذوا منهسم السدراهم ،كسانوا يسأتون مسن ذلسك بكسل منكسر،
فسمعت العوم بذلك فمنهم من هلك ومنهم مسسن أنكسسر" ]رجسسال الكشسسي :ص
،209-208بحار النوار .[.303-20/302 :ويبدو أن النكار كسسان مسسن طائفسسة مسسن
المتقدمين ..إذ إن المتأخرين -ولسيما في العهد الصفوي وما بعده -قسسد
أصبحت الساطير الكثيرة التي تروى عسسن جعفسسر جسسزءا ً مسسن عقسسائدهم بل
نكير.
أما معاني هذه الروايسسات ،ومادتهسسا فسسإن فيهسسا مسسا يحكسسم المسسرء بوضسسعه
بمجرد النظر فسسي متنسسه لمخسالفته لصسسول السسسلم وضسسروراته ،ومسا علسسم
بالتواتر ،وما أجمع المسسسلمون عليسسه ..مسسع مخسسالفته لصسسريح العقسسل ،وقسسد
رأيت في روايسساتهم مسسا يلغسسى هسسذا المبسسدأ أعنسسي مبسسدأ نقسسد المتسسن لظهسسور
القرائن التي تدل على ذلك ،فقد جسساء فسسي بصسسائر السسدرجات عسسن سسسفيان
السمط قال" :قلت لبي عبد الله -عليه السلم :-جعلت فداك؛ إن رجل ً
يأتينا من قبلكم يعرف بالكذب فيحدث بالحديث فنستبشعه ،فقال أبو عبد
الله -عليه السلم :-يقول لك :إني قلت لليل إنه نهار ،وللنهسسار إنسسه ليسسل،
قال :ل ،قال :فإن قال لك هذا إني قلته فل تكذب به فإنسسك إنمسسا تكسسذبني"
]بحار النوار.[.212-2/211 :
وجاء أيضا ً "إن حديثنا تشمئز منه القلوب فمسسن عسسرف فزيسسدوهم ،ومسسن
أنكر فذروهم" ]بحار النوار.[.2/192 :
وقد ذكر شيخهم المجلسي في التجاه ) (116حسسديثا ً فسسي بسساب بعنسسوان
"بسساب إن حسسديثهم -عليهسسم السسسلم -صسسعب مستصسسعب ،وإن كلمهسسم ذو
وجوه كثيرة ،وفضيلة التدبر في أخبسارهم -رضسي اللسه عنهسم -والتسسليم
لهسسم والنهسسي عسسن رد أخبسسارهم" ]انظسسر :المصسسدر السسسابق ،[.212-2/182 :وإذا
قارنت هذا بما يسسذهب إليسسه أهسسل السسسنة اسسستبان بصسسورة أعظسسم ضسسللهم،
وبضدها تتميز الشياء ]قارن ذلك بما قاله أئمة السنة في هذا الباب ،قسسال الربيسسع بسسن
ه( والذي قال فيه ابن مسعود" :لو رآك رسسسول اللسسه صسسلى خثيم )المتوفى سنة 61أو 63
ً
الله عليه وسلم لحبك" )تقريب التهذيب (1/244 :قال الربيع" :إن من الحسسديث حسسديثا لسسه
ضوء كضوء النهار يعرف ،وإن مسن الحسسديث حسسديثا ً لسه ظلمسسة كظلمسسة الليسسل ننكسسره" )رواه
الخطيب البغدادي في الكافية ص ،(605وقال أبو الحسن علسي بسن عسروة المتسوفى سسنة
ه ،صسساحب الكسسواكب السسدراري فسسي 120مجلسسدًا) .انظسسر :السسسخاوي /الضسسوء اللمسسع: 837
ً ً ً
،(215-5/214قال ابن عروة" :القلب إذا كان تقيا نظيفا زاكيا كسسان لسسه تمييسسز بيسسن الحسسق
والباطل ،والصدق والكذب ،والهدى والضلل ول سيما إذا كان قسسد حصسسل لسسه إضسساءة وذوق
مسن النسور النبسوي ،فسإنه حينئذ تظهسر لسه خبايسا المسور ،ودسسائس الشسياء ،والصسحيح مسن
السقيم ،ولو ركب على متن ألفاظ موضوعة على الرسسسول إسسسناد صسسحيح أو متسسن صسسحيح
إسناد ضعيف لميز ذلك وعرفه .فإن ألفاظ الرسول ل تخفى على عاقل ذاقها" )القاسمي/
قواعد التحديث ص ،165وقد نقل ذلك عن مخطوطة الكواكب الدراري لبن عروة(.
وقد اعتنى أئمة الحديث بسسالمتن كمسسا اعتنسسوا بالسسسناد ،ووضسسعوا علمسسات لمعرفسسة الحسسديث
الموضوع بدون النظر إلى إسناده ،وعامة علوم الحسسديث تعرضسست لسسذلك ،قسسال ابسسن دقيسسق
215
العيد :وأهل الحديث كثيرا ً ما يحكمسسون بالوضسسع باعتبسسار أمسسور ترجسسع إلسسى المسسروي وألفسساظ
الحديث) ..القتراح :ص ..(231كمسسا ذكسسر ايسسن الصسسلح بسسأنهم قسسد يعرفسسون كسسون الحسسديث
موضوعا ً بقرينة النص المروي ،فقد وضعت أحسساديث -كمسسا يقسسول -طويلسسة تشسسهد لوضسسعها
ركاكة ألفاظها ومعانيها )علوم الحديث /لبن الصلح ص.(89 :
وقد كتب ابن القيم -رحمه الله -كتابا ً مستقل ً في هذا الشأن إجابة لسؤال يقول" :هسسل
يمكن معرفة الحديث الموضوع بضابط من غير أن ينظر في سنده؟" فأورد -رحمه اللسسه -
قواعد عدة في هذا الشأن بلغت ) (44قاعدة ومثل لها بس ) (273حديثا ً وبي ّسسن وجسسه وضسسعها
من خلل نقد المتن فقط وذلك في كتابه "المنار المنيف".[.
والغالب في النقد المتن عندهم أنه يعمسسل بسسه إذا كسسان الحسسديث يوافسسق
أهل السسسنة والسسذين يسسسمونهم بالعامسسة فيسسرد ّ الحسسديث حينئذ ،لن مخالفسسة
العامة كما تقول رواياتهم فيها الرشاد ]انظر :مبحث الجماع من هذه الرسسسالة.[.
فيزدادون بهذا ضلل ً على ضللهم ..مع أنه قد جاء عن بعسسض الئمسسة وفسسي
كتب الشيعة نفسها" :ل تقبلوا علينا خلف كتاب ربنا" ]انظسسر :أصسسول الكسسافي،
باب الخذ بالسنة وشواهد الكتاب ،71-1/69 :وفيه مجموعة أحسساديث فسسي هسسذا المعنسسى،[.
إل أن هذا المبدأ لم يعمل به شيوخهم ..بسسل إن الصسسل السسذي أمسسر الئمسسة
بالرجوع إليه )وهو القرآن( قد كثرت أساطيرهم التي تتعرض له.
أما مدى صحة هسسذه الروايسسات عنسسدهم ،والسستي تضسسمنتها تلسسك المسسدونات
والتعرف علسسى أسسسانيدهم ورجسسالهم السسذين ارتضسسوا روايسساتهم عسسن الئمسسة،
وأقسام الحديث عندهم ،ومقاييس نقد السند لسسديهم ،فهسسذا موضسسوع هسسام
وكبير يستحق أن يكتب فيسسه كتابسسة مسسستقلة ..وذلسسك لهميتسسه فسسي كشسسف
حقيقسسة هسسذه المسسدونات أمسسام المخسسدوعين والمغفليسسن ..وتعريسسة الباطسسل
واكتشاف اليدي السبئية التي أسهمت فسسي صسسنع هسسذا "الضسسلل" ونسسسبته
لبعض علماء أهل البيت ..وهو مبحث واسسسع الطسسراف متعسسدد الجسسوانب ل
يكفسسي هسسذا الحيسسز لتفصسسيل القسسول فيسسه ..فسسسنكتفي بسسالعرض المجمسسل،
والشارة واللمحة.
مدى صحة روايات هذه المدونات:
لقد جاء على لسان جملة من أعلم أهل السنة بأن الرافضة من أعظم
الطوائف افتراء للكذب ،وتكذيبا ً للصدق ]منهسساج السسسنة ،4/51 :وراجسسع :المنتقسسى
)مختصر منهاج السنة :ص ،23-21ميسسزان العتسسدال ..[.(28-1/27 :وحينما قسسال ابسسن
المطهر :فإن لهم أحاديثهم التي رواها رجالهم الثقات ،قال شيخ السسسلم:
"من أين لكم أن الذين نقلسوا هسسذه الحساديث فسسي الزمسسان القسسديم ثقسات،
وأنتم لم تدركوها ،ولسسم تعلمسسوا أحسسوالهم ول لكسسم كتسسب مصسسنفة تعتمسسدون
عليها في أخبارهم التي يميز بها بين الثقة وغيره ،ول لكم أسانيد تعرفسسون
رجالها" ]منهاج السنة.[.4/110 :
ولكن هل أئمة السلم على علم بهذه المدونات؟
الحقيقسسة أنسسه لسسم يكسسن للمسسة المسسسلمة مصسسادر فسسي التلقسسي معروفسسة
مشهورة غير أمهات مصادر المسلمين من الصحاح والسنن والمسانيد..
والملحوظ أن أئمة السلم الذين لهم عناية بسسأمر الروافسسض كالشسسعري
وابن حزم ،وابن تيمية ،لم يرد عنهم -في حدود تتبعي -ذكر لسماء هسسذه
المدونات وبالخص أخطر كتسساب لهسسم وهسسو فسسي أصسسول الكسسافي ،رغسسم أن
216
ه .فهل مرد ذلك إلى أن تلك المسسدونات سسسرية صاحبه قد توفي سنة 329
التسسداول بينهسسم ،أو لحتقسسار علمسساء السسسلم لهسسم ،فلسسم يلتفتسسوا إلسسى كتسسب
الحديث عنسسدهم؟ أو أن هسسذه الكتسسب صسسنفت فسسي إبسسان الدولسسة الصسسفوية،
ونسبت لشيوخهم الوائل؟
قد جاء في أصول الكافي ما يفيد أن كتب الحديث عندهم كانت موضسسع
التداول السري بينهم ،ولهذا لم تكن متصلة السند بسسسبب ظسسروف التقيسسة
كما يدعون.
يقول نص الكافي" :إن مشايخنا رووا عن أبي جعفسسر وأبسسي عبسسد اللسسه -
عليهما السلم -وكانت التقية شديدة فكتموا كتبهم ولم تسسرو عنهسسم ،فلمسسا
ماتوا صارت الكتب إلينا) .قال أحد أئمتهم( :حدثوا بها فإنهسسا حسسق" ]أصسسول
الكافي ،كتاب فضل العلم ،بسساب روايسسة الكتسسب والحسسديث ،[.1/53 :وتلحظ في بعسسض
رواياتهم -مثل ً -المر بكتمان هذا النص وعدم إذاعته عند غيسسر أهلسسه ]كمسسا
في خبر "لوح فاطمة" المزعوم ،وفي آخره قال إمامهم" :لو لم تسمع في دهسسرك إل هسسذا
ه إل عن أهله" وهو نص يرويه أبسسو بصسسير عسسن جعفسسر الصسسادق) .انظسسر: الحديث لكفاك فَ ُ
صن ْ ُ
أصول الكسسافي ،(528-1/527 :الكاشساني /السسوافي ،المجلسسد الول ج 2ص ،72الطبرسسسي/
الحتجاج ،87-1/84 :ابن بسسابويه /إكمسسال السسدين :ص ،304-301الطبرسسسي )وهسسو صسساحب
مجمع البيان( /أعلم الورى :ص 152وما بعدها ،الكراجكي /الستنصار :ص .[.18
وفي عصر السيوطي قام أحد الروافسسض يسسدعو إلسسى الحتجسساج بسسالقرآن
فقط دون السنة ،وألف في الرد عليه كتابه "الحتجساج بالسسنة" ،فلسم لسم
يدع هذا الرافضي إلى كتب أصحابه؟ قد يلتمس من هذا الصنيع أنه يتكتسسم
عليها ..وعلى أية حال لم يكن لكتبهم ذلك الذيوع والنتشار إل بعد ظهسسور
الطباعة وتفشي أمر الرافضة.
ولعل أولى الشارات لمصادر الشيعة الربعة الولسسى جسساءت فسسي كتسساب
النواقض في الرد على الروافض ،حيث ذكسسر بسسأنه مسسن هفسسوات الروافسسض
إنكسسارهم كتسسب الحسساديث الصسسحاح السستي تلقتهسسا المسسة بسسالقبول ،وإيمسسانهم
بمقابل ذك بأربعة كتب جمع فيها كثير مسسن الكسساذيب مسسع بعسسض الحسساديث
وأقوال الئمة ]النواقض :ص ) 110 ،109مخطوط(.[.
وصاحب النواقض )مخدوم الشيرازي( من القرن العاشر ،ولكن ل يعني
هسسذا ظهسسور أمسسر هسسذه المسسدونات؛ لن الشسسيرازي هسسذا عسساش فسسي وسسسط
الرافضة ،واضطر أن يتلقى تعليمه بينهم ..فعرف من أمورهم -كما يقول
-ما يخفى على الكثير ]انظر :المصدر السابق :الورقة ،151 ،87وانظر :ص )(209
من هذه الرسالة ،هامش رقم ).[.(2
-أما مدى صحة ما في هذه المدونات في نظر هذه الطائفة ،فهسسم فسسي
هذا فريقان :صنف يرى صحتها ،ويقطع بثبوت كل حرف فيها عسسن الئمسسة،
وفريق يرى أن فيها الصحيح وغيره ..يبين ذلك شيخهم الممقاني فيقول:
"إن كون مجموع ما بين دفتي كل واحد مسسن الكتسسب الربعسسة مسسن حيسسث
المجموع متواترا ً مما ل يعتريه شك ول شبهة ،بل هي عند التأمل فوق حد
التواتر ،ولكن هل هي متواترة بالنسبة إلى خصسسوص كسسل حسسديث وبعبسسارة
أخرى هل كل حديث وكلمة بجميع حركاتها وسسسكناتها العرابيسسة والبنائيسسة،
217
وبهسسذا السسترتيب للكلمسسات والحسسروف علسسى القطسسع أم ل؟ فسسالمعروف بيسسن
أصحابنا المجتهدين الثاني كما هو قضية عدها أخبار آحاد ،واعتبارهم صحة
سندها أو ما يقسوم مقسسام الصسسحة ،وجسسل الخبسسار علسسى الول كمسسا يقتضسسيه
قولهم بوجوب العمل بالعلم ،وأنها قطعية الصدور" ]تنقيح المقال) 1/183 :ط
1349ه(.[.
إذن الكتب الربعة عند الخباريين من الثني عشرية أعظم مسسن القسسرآن
عند المسلمين ..ولهذا قبلوا رواياتها الستي تتعسرض لكتساب اللسه ،وجعلوهسا
هي الحاكمة على كتاب الله وذلك هو الضلل العظيم ،والكفر الصراح.
أما الصوليون أو المجتهسسدون كمسسا يسسمون فسسإنهم يعتبرونهسسا مسسن قبيسسل
الحاد ،وينظرون حين الحكم عليها إلى السند ،ولذلك قال جعفسسر النجفسسي
ه( -شيخ الشيعة المامية ،ورئيس المذهب -فسسي زمنسسه ]الشسسيعة )ت 1227
في الميزان :ص ) 272الهامش( [.قال في كتسسابه "كشسسف الغطسسا" عسسن مسسؤلفي
الكتب الربعة:
" والمحمدون الثلثة كيسسف يعسسول فسسي تحصسسيل العلسسم عليهسسم ،وبعضسسهم
يكسسذب روايسسة بعسسض ..وروايسساتهم بعضسسها يضسساد بعض سًا ..ثسسم إن كتبهسسم قسسد
اشتملت على أخبار يقطع بكذبها كأخبار التجسيم والتشبيه وقسسدم العسسالم،
وثبوت المكان ،والزمان" ]كشف الغطا :ص .[.40
ولكن أصحاب الكتب الربعة نصسوا فسي مقسسدماتهم بسأنهم ل يسذكرون إل
الصحيح ،فيجيب صاحب كشف الغطا عن ذلك بقوله" :فلبد من تخصيص
ما ذكر في المقدمات أو تأويله على ضرب من المجازات أو الحمل علسسى
العدول عما فات ،حيث ذكروا في تضساعيف كتبهسم خلف مسا ذكسروه فسي
أوائلها ]كشف الغطا :ص ،[.40أي أنهم عدلوا عن شرط الصحة الذي ذكسسروه
في مقدمات كتبهم!!".
ثم يأتي العتراض الكثر صعوبة وهو أن هذه الكتب الربعة مأخوذة كما
يقولون من أصول معروضة على الئمة ،وأصول الكافي كتسسب فسسي عصسسر
الغيبة الصغرى ،وكان بالمكان الوصول إلى حكم المام على أحاديثه ،بسسل
قالوا بأنه عرض على مهديهم فقال بسسأنه كسساف لشسسيعتنا ]مضسسى تخريجسسه مسسن
كتبهسسم ص (120) :مسسن هسسذه الرسسسالة .[.كما أن صسساحب مسسن ل يحضسسره الفقيسسه
"أدرك من الغيبة الصغرى نيفا ً وعشسسرين سسسنة" ]الصسسدر /الشسسيعة :ص ،[.125
فلم لم يعترض الئمة على ما فيها من موضوعات؟ لم يجد صاحب كشف
الغطا جوابا ً على ذلك إل الفزع إلى التقية الستي هسي متعقلهسسم إذا أعيتهسسم
الحيل فقال" :وأنه ل يجب على الئمسسة المبسسادرة إليهسسم بالنكسسار ول تمييسسز
الخطأ من الصواب لمنع التقية المتفرعة على يوم السقيفة" ]كشف الغطسسا:
ص .[.40
ومع ذلك فسسإن لسسسائل أن يقسسول :إذا كسسان الصسسوليون مسسن الشسسيعة قسسد
سلكوا مسلك التصحيح والتضعيف من خلل دراسة السناد فهسسل للشسسيعة
بصر بالرجال ودراية بعلم الجرح والتعديل؟
والجواب على ذلك أنه :من خلل النظر في كتب الرجال عنسسدهم يتسسبين
بأنه لم يكن لهم كتاب في أحوال الرجال حسستى ألسسف الكشسسي فسسي المسسائة
218
الرابعة كتابا ً لهم في ذلك ،جاء في غاية الختصار ،وليس فيه ما يغني في
هذا الباب ،وقد أورد فيه أخبارا ً متعارضة في الجرح والتعديل ]انظر -مثل ً :-
ترجمة زرارة بن أعين ،وأبي بصير ،وجابر الجعفي وغيرهم [.وليس في كتب رجالهم
الموجودة إل في حال بعض رواتهم ]الشسيرازي /النسواقض ص ) 113مخطسوط(.[.
كما "أنه في كثير من السانيد قد وقع غلط واشتباه فسسي أسسسامي الرجسسال
وآبائهم أو كناهم ،أو ألقابهم" ]الممقاني /تنقيح المقال.[.1/177 :
وقد كان التأليف في أصول الحديث وعلومه معدوما ً عندهم حسستى ظهسسر
زين الدين العاملي ]النواقض :ص [.112-111الملقب عندهم بالشهيد الثسساني
ه( ]انظر :القمي /الكنى واللقاب ،[.2/344 :وهذا ما تعسسترف )المقتول سنة 965
به كتب الشيعة نفسها.
قال شيخهم الحائري" :ومن المعلومات التي ل يشك فيها أحسسد أنسسه لسسم
يصنف في دراية الحديث من علمائنسا قبسل الشسهيد الثساني وإنمسا هسو مسن
علوم العامة] "..مقتبس الثر ،3/73 :وقال الحر العاملي في ترجمة شيخهم المسسذكور:
وهو أول من صنف مسسن الماميسسة فسسي درايسسة الحسسديث؛ لكنسسه نقسسل الصسسطلحات مسسن كتسسب
العامة ،كما ذكره ولده وغيره )أمل المل ،[.(1/86 :يعني أهل السنة) .وسيأتي أن
تقسيم الحديث إلى صحيح وغيسره لسم يوجسد عنسدهم أيضسا ً إل فسي القسرن
السابع(.
ويرى صاحب التحفة أن سسسبب تسسأليفهم فسسي ذلسسك هسسو مسسا لحظسسوه فسسي
وراياتهم من تناقض وتهافت ،وأنهم قد استعانوا في وضع هذه الصول بما
كتبه أهل السنة ]التحفة الثنا عشرية :ص ) 105مخطسسوط( ،[.غير أن لهسسم بعسسض
المقاييس الخاصة بهم لم تسلم من ضلل كالعادة في كل ما انفسسردوا بسسه
عن المسلمين .فتجدهم مثل ً يوثقون من ادعى رؤية غائبهم المعدوم الذي
لم يولد أصل ً ]كما تقوله طسسوائف مسسن الشسسيعة ،وكمسسا ثبسست ذلسسك عنسسد ثقسسات المسسؤرخين
وعلماء النسب -كما سيأتي في مبحث الغيبة ،[.-ويعتبرون ذلك دللسسة علسسى كسسونه
فوق العدالة ،على حين ل تؤثر عندهم صحبة الرسسسول شسسيئا ً فسسي التزكيسسة
والتعديل -كما سلف -فهم بهذا يجعلون الكسسذب والضسسلل دليسسل العدالسسة،
وعدوا برهان العدالة أمارة على الكذب فانظر وتعجب ..ويوثقون الكليني
الذي أخرج أساطير "تحريف القرآن" وأوسع لها في كتابه الكافي ،ولذلك
قال عنه الكاشسساني فسسي تفسسسيره الصسسافي ]انظسسر :تفسسسير الصسسافي ،1/52 :ط:
العلمي بيروت ،وص 14 :ط :المكتبة السلمية طهسسران ،[.والنوري الطبرسسسي فسسي
فصل الخطساب ]انظسسر :فصسسل الخطسساب :ص 30ومسسا بعسسدها )النسسسخة المطبوعسسة(،[.
ومحمود النجفي الطهراني فسسي قوامسسع الفضسسول ]انظسسر :قوامسسع الفضسسول :ص
،[.298بأنه كان يقول يتحريف القرآن.
وقال أبو زهرة :فإن مسسن هسسذا اعتقسساده فليسسس مسسن أهسسل القبلسسة ]المسسام
الصادق :ص .[.440
ومع ذلك يقول ابن المطهر الحلي بأنه مسسن أوثسسق النسساس فسسي الحسسديث
وأثبتهم ]رجال الحلي :ص .[.45بينما يعدون القول بالقياس -والذي هسسو مسسن
مبادئ الفقه السلمي -قدح في الرجسل عنسدهم تسترك روايتسه مسن أجلسه
219
]رجسسال الحلسسي :ص [.145فسسانظر كيسسف يوثقسسون الكفسسار ،ويسسردون روايسسات
المسلمين.
ومن كان على غير مذهب المامية فروايته ل ترتقي للصحة -عنسسدهم -
كما سيأتي في تعريف الصحيح عندهم ،ولكن المامي مقبولة روايتسسه ولسسو
كان مذموما ً على لسان الئمة؛ بل صرح ابن المطهر الحلي بأن "الطعسسن
في دين الرجل ل يوجب الطعن في حسسديثه" ]رجسسال الحلسسي :ص ،[.137فسسإذا
كانت هذه بعض مقاييسهم فما حال رجالهم؟
رجال أسانيدهم:
إن مصنفي هذه المسدونات لسسم يحصسسل لهسسم ملقساة الئمسة ،ومسا أخسذوا
أقوالهم إل بواسطة رجال بينهم وبين الئمة ،فما حال هؤلء الرجال الذين
رووا كل ذلك الضلل عن جعفر وغيره؟
لقد شهد طائفة من أعلم السنة بأن الروافض مسسن أكسسذب النسساس فسسي
الحديث واتقوا الرواية عنهم ..لكن الثني عشرية ل تقبل هذه الشسسهادات،
فهي ل تقبل "روايات العامة" كما يقولون فضل ً عن الخذ بجرحهم.
وقد استقرأ صاحب التحفة الثنسسي عشسسرية أحسسوال رجسسالهم فسسي الكتسسب
الربعة من خلل ما تقوله عنهم كتسسب الشسسيعة نفسسسها ]انظسسر :التحفسسة الثنسسي
عشرية :ص 107 ،97وما بعدها )مخطوط( ،ومختصر التحفة ص ،[.69كما فعل مثل
ذلك صاحب "الصواقع المحرقة" ]الصواقع -بتقديم القاف علسسى العيسسن -المحرقسسة
لخوان الشياطين والزندقة من تأليف نصير الدين محمد الشهير بخواجه نصر اللسسه الهنسسدي
المكي ،وقد قام الشيخ محمود اللوسي باختصار الكتاب باسم "مختصر الصواقع "..وانظر
)ما أشرنا إليه في( مختصر الصواقع :ص ) 112مخطوط( .[.وقدم اللوسي -رحمسسه
الله -في "كشف غياهب الجهالت" إلمامة موجزة بأحوالهم ]كشف غيسساهب
الجاهلت :ص ) 10مخطوط( ،[.كما صدر حديثا ً كتاب بعنوان" :رجسسال الشسسيعة"
درس فيه مؤلفه مجموعة كبيرة مسن رجسسالهم مسن خلل مصسسادر الشسسيعة،
وما قد يوجد في مصادر السنة ،وهي خطوة تستحق الشادة ]وقسسد نشسسرته:
دار الرقام -الكويت عام 1403ه تأليف عبد الرحمن الزرعي.[.
وتبين من خلل ذلك أن رجال كتبهم في الغالب مسسا بيسسن كسسافر ل يسسؤمن
بالله ول بالنبياء ول بالبعث والمعاد ،ومنهم من كان مسسن النصسسارى ويعلسسن
بذلك جهسارا ً َويَتزّيسا بزّيهسم ،ولسم يسدع صسحبتهم ،ومنهسم مسن أعلسن جعفسر
الصادق كذبهم ونص على ذلك باعتراف كتب الشيعة وقسسال" :يسسروون عنسسا
الكاذيب ويفترون علينا أهل البيت" ]انظر :التحفة ص .[.97إلى غير ذلك من
أحوال رجالهم ،وأنواع ضسسللهم .وقسسد ذكسسرت هسسذه المصسسنفات جملسسة مسسن
أسماء هؤلء الرجال الذين ذهبوا لهذه المذاهب الملحدة ]ولعل بعسض أقسسام
"السنة" في الجامعات السلمية تقوم بدراسة متأنية وشاملة لحوال هؤلء الرجسسال السسذين
قام على رواياتهم مذهب الثني عشرية لكشف حالهم ...وبيان الحقيقة.[..
ولقد لخص شيخ الطائفة ،وصاحب كتابين ]وهما :التهذيب والستبصسسار [.مسسن
كتبهم الربعة في الحسسديث ،وصسساحب كتسسابين أو ثلثسسة مسسن كتبهسسم الربعسسة
المعتمدة في الرجال ]وهي :الفهرست للطوسي ،ورجال الطوسي ،والكتسساب الثسسالث
وهو رجال الكشي ،والذي قام بتهذيبه الطوسي ،وقسسد فقسسد الصسسل اليسسوم عنسسد الشسسيعة فل
220
يوجد إل تهذيب الطوسسسي ،بالضسسافة إلسسى كتسساب الرجسسال للنجاشسسي [.لخص الطوسي
م أجسسراه اللسسه سسسبحانه علسسى لسسسانه ،يقسسول أحسسوال رجسسالهم بسساعتراف مهس ّ
الطوسي" :إن كثيرا ً من مصسسنفي أصسسحابنا ينتحلسسون المسسذاهب الفاسسسدة -
ومع هذا يقول :إن كتبهسسم معتمسسدة ] "-الفهرسسست :ص [.25-24فكسسأن المهسسم
عندهم تشيع الرجل ول يضر بعد ذلك انتحساله لي مسذهب فاسسد .ولكنهسم
يردون روايات الزيدية .كما ردوا روايات زيد بن علي وهو من أهسسل السسبيت
كما فعل الطوسي في الستبصار ]انظر :الستبصار [.66-1/65 :مع أن الزيدية
شيعة.
إذن المقصود عندهم هو المام أو الغالي ،ولهذا ارتضوا أمسسر الجاروديسسة
مع أنها من غلة الزيدية ،ولكن ارتضوا مذهبها لنهسسا تكفسسر معظسسم صسسحابة
رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسرد مرويساتهم فتشساركهم فسسي عمسسوم
مذهبهم ]كما قرر ذلك شيخهم المفيد في أوائل المقالت ،وقد مضسسى ذكسسر كلمسسه ص) :
.[.(41ثم بعسسد ذلسسك ل يضسسر أن يكونسسوا مسسن أصسسحاب المسسذاهب الفاسسسدة،
والنحل الزائفة.
بل قرر جملة من علماء الرجال عندهم كابن الغضائري ،وابسسن المطهسسر
الحلي بأن القدح في دين الرجل ل يؤثر في صحة حسسديثه ]رجسسال الحلسسى :ص
- [.137كما مر .-
ولكن هناك جملة من رجسالهم ورواة مسذهبهم هسم مسن الغلة كمسا نسص
على ذلك شيوخ المذهب القدامى ،فلم يكونوا يأخسسذون بروايسساتهم ،ولكسسن
هذا القدح في هؤلء الرجال لم يرتضه الشسسيعة المتسسأخرون بحجسسة غريبسسة،
وهي أن المذهب يتطور ويتغير فأصسسبح مسسا يعتسسبر عنسسد القسسدامى غلسسوا ً هسسو
اليوم من ضرورات المذهب الشيعي ،فصارت مقاييسهم في نقسسد مسسذهب
الرجل تتغير من عصر لعصر تبعا ً لتغير المذهب وتطوره .قال الممقسساني -
أكبر شيوخهم في علم الرجال في هذا العصر " :-إن القدماء -يعنسسي مسسن
الشيعة -كانوا يعدون ما نعده اليوم من ضسسروريات مسسذهب الشسسيعة غلسسوا ً
وارتفاعًا ،وكانوا يرمون بذلك أوثق الرجال كما ل يخفسسى علسسى مسسن أحسساط
خبرا ً بكلماتهم" ]تنقيح المقال ،3/23 :وراجع ما ذكره محب السسدين الخطيسسب فسسي ذلسسك
في حاشية المنتقى :ص .[.193
وأمر آخر أخطر من هسسذا ،لقسسد جسساءت روايسسات بأسسسانيد ثابتسسة وصسسحيحة
لديهم تذم وتعلن مجموعة من الكذابين السسذين قسسام السسدين الشسسيعي علسسى
رواياتهم ،تذمهم بأعيانهم ..فلسسم يقبسسل شسسيوخ الشسسيعة السسذم السسوارد فيهسسم
)لنهم لو قبلوا ذلك لصبحوا من أهل السسنة وتخلسوا عسن شسذوذهم( وقسد
فزعوا إلى التقية لمواجهة هسسذا السسذم ،وهسسذا ليسسس لسسه تفسسسير إل رد قسسول
المام من وجسسه خفسسي ،وإذا كسسان منكسسر نسسص المسسام كسسافرا ً فسسي المسسذهب
الشيعي فهم خرجوا بهذا عن الدين رأسًا.
وقد اعترف محمد رضا المظفر -وهو من شيوخهم وآياتهم المعاصرين
ل رواتهم قد ورد فيهم الذم من الئمة ونقلسست ذلسسك كتسسب -اعترف بأن ج ّ
الشيعة نفسها ،قال وهو يتحدث عما جاء في هشام بن سسسالم الجسسواليقي
من ذم قال" :وجاءت فيه مطاعن ،كما جاءت في غيره مسسن أجلسسة أنصسسار
221
]محمسسد الحسسسين أهل البيت وأصحابهم الثقات والجواب عنها عامة مفهسسوم"
المظفر /المام الصادق :ص ) [.178أي العلة المعروفسسة السسسائرة عنسسدهم وهسسي
التقية( ثم قال" :وكيف يصح في أمثال هسسؤلء العسساظم قسسدح؟ وهسسل قسسام
دين الحق وظهر أمر أهل البيت إل بصوارم حججهم" ]محمد الحسين المظفر/
المام الصادق :ص .[.178
لحظ كيف يصنع التعصب بأهله ..فهم يسسدافعون عسسن هسسؤلء السسذين جسساء
ذمهم عن أئمة أهل السسبيت ،ويسسردون النصسسوص المرويسسة عسسن علمسساء أهسسل
البيت في الطعن فيهم والتحذير منهم ،والتي تنقلها كتب الشيعة نفسسسها..
فكأنهم بهذا يكذبون أهل البيت ..بل ويصدقون مسا يقسوله هسؤلء الفساكون
حيث زعموا أن ذم الئمة لهم جاء على سبيل التقية ..فهم ل يتبعون أهسسل
البيت في أقوالهم السستي تتفسسق مسسع نقسسل المسسة ،بسل يقتفسون أثسسر أعسسدائهم
ويأخذون بأقوالهم ،ويفزعون إلى التقية في رد أقوال الئمة.
وهناك مجموعة من رجالهم تميزوا بالكثار من الرواية في كتبهم ،وهسسم
يحظون بتوثيق شيوخهم على الرغم من أنهم قد لعنوا أو كفسسروا أو كسسذبوا
على ألسنة الئمة وباعتراف كتب الشيعة نفسها.
وفي ظني أن جمع ما ورد في هؤلء الرجال الذين شاعت رواياتهم في
كتب الثني عشرية ..جمع ما ورد فيهم من ذك في كتب الشسسيعة ومسسا قسسد
يوجد من ذلك في كتب السنة يسهم فسسي إيضسساح الرؤيسسة وكشسسف الكسسذب
على أهل البيت ،ويسقط الكثير من تلك الروايسسات السسسوداء السستي أخسسذت
بالشيعة بعيدا ً عن جماعة المسلمين ،ويكشف المسسر أمسسام عسسوام الشسسيعة
وجهالهم الذين ل يعرفون عن مذهبهم إل أنه مأخوذ عن أهل السسبيت ،كمسسا
خدعهم بذلك شيوخهم ،وما علموا أن تلك الروايات جاءت بواسطة حثالسسة
من الكذابين الذين تبرأ الئمة منهن وكسسذبوهم .فسسالعوام فسسي الغسسالب فسسي
غفلة من مذهبهم وما يراد بهم.
ويسسأتي علسسى رأس هسسؤلء السسذين تميسسزوا بكسسثرة الروايسسة عنسسدهم جسسابر
الجعفي ،قال الحر العاملي" :روى سبعين ألف حديث عسسن البسساقر -عليسسه
السلم -وروى مائة وأربعين ألف حسسديث ،والظسساهر أنسسه مسسا روي بطريسسق
المشافهة عن الئمة عليهم السلم أكسسثر ممسسا روى جسسابر" ]وسسسائل الشسسيعة:
.[.20/151
إذا ً فجابر يأخذ المرتبة الولى في الرواية من ناحيسسة العسسدد ،وإذا لحظنسسا
أن مجموع أحاديث كتبهم الربعة لم تبلغ سسسوى )] (44244أعيسسان الشسسيعة:
،[.1/280أدركنا ضخامة ما رواه جابر الجعفي ،وأن روايسساته تأخسسذ النصسسيب
الكبر في المدونات الشيعية ،فهو أحد أركان دينهم.
ولكن جاء في رجال الكشي -أصل كتسسب الرجسسال عنسسدهم -عسسن زرارة
بن أعين قال" :سألت أبا عبد اللسسه -عليسسه السسسلم -عسسن أحسساديث جسسابر؟
ي قسسط" ]رجسسال فقال ما رأيته عن أبي قط إل مسسرة واحسسدة ،ومسسا دخسسل علس ّ
الكشي :ص ،191وقسسد مضسسى الستشسسهاد بسسه .[.فالمام الصادق هنسسا يكسسذب ممسسا
يزعمه جابر من روايته عنه وعن أبيه ..فكيف إذا ً يروي هذا العدد الضسسخم
222
من الحاديث عمن لم يلتق به ،أو لم يلتق به إل مرة واحدة مع أنه صسسرح
بالسماع والتحديث؟!
ولم يجد شيخهم الخوئي مخرجا ً من هذه الرواية السستي تكسسذب جسسابرا ً إل
أن يفزع إلى التقية فيقول بأنه" :لبسد مسن حملسه إلسى نحسو مسن التوريسة"
]معجم رجال الحديث .[.5/25 :لنه يرى أنه مسسن ثقسساتهم ،حيسسث يقسسول" :السسذي
ينبغي أن يقال :إن الرجل لبد من عده مسسن الثقسسات الجلء" ]معجسسم رجسسال
الحديث.[.4/25 :
واستشهد لذلك بتوثيق بعض شيوخهم له كابن قولويه وعلي بن إبراهيم
والمفيد ،ثم قال :ويقول الصادق في صحيحة زيساد إنسه كسان يصسدق علينسا
]المصدر السابق .[.4/25 :وقد جسساء فسسي جسسامع السسرواة الشسسارة إلسسى أن هسسذه
الرواية التي يصفها الخوئي بالصحيحة قد رويسست عنسسدهم بطريسسق مجهسسول
]الردبيلي /جامع السسرواة ،[.1/144 :وما أدري لم يسسؤول الروايسسة الخسسرى ويأخسسذ
بهذه الرواية بل دليل؟
كما أن المفيد الذي يعتبره الخوئي ممن وثقه كان ينشد أشسسعارا ً كسسثيرة
عنه يستدل بها على اختلطه كما أشار إلى ذلك النجاشي ]النجاشي /الرجال
ص .[.100
كما أن النجاشي قال عنه" :وكان في نفسه مختلط ً
ا" ]النجاشسسي /الرجسسال:
ص .[.100وقال هاشم معروف" :إن جابر الجعفي من المتهمين عند أكسسثر
المؤلفين في الرجسال" ]الموضسسوعات فسسي الثسسار والخبسسار :ص [.334وقسال وهسو
يحكم على بعض رواياتهم" :في سند هذه الروايسسة صسسباح المزنسسي ،وجسسابر
الجعفي وهما ضعيفان ،وقد ورد في جابر قدح ومدح والكثر على أنه كان
مخلطا" ]المصدر السابق :ص .[.184
ه( وهسسو خسسبير رجسسالهم وصسساحب أحسسد كتبهسسم كما أن النجاشسسي )ت 450
ل ما يورد عنه شيء في الحلل والحسسرام" الربعة في الرجال ذكر أنه" :ق ّ
]النجاشي /الرجال :ص ،[.100ولكن الخوئي يقول" :فسسإن الروايسسات عنسسه فسسي
الكتسسب الربعسسة كسسثيرة فسسي الحلل والحسسرام ]الخسسوئي /معجسسم رجسسال الحسسديث:
..[.4/26فهذا قد يشير إلى شيء آخر وهو أن الرجل بالضسسافة إلسسى كسسذبه
في نفسه ،قد كثر الذين يكذبون عليه ،وهسذا مسا صسسرح بسه النجاشسسي فسسي
رجاله حينما قال" :روى عنه جماعة غمز فيهم وضسسعفوا منهسسم عمسسرو بسسن
شمر ،ومفضل بن صالح] "..النجاشي /الرجال :ص .[.100
وقال هاشم معروف في ترجمة عمر بن شمر" :ضسسعفه المؤلفسسون فسسي
الرجال ونسبوا إليه أنه دس أحاديث في كتب جابر الجعفي" ]دراسسسات فسسي
الحديث :ص ،[.195و"أنه كان يضع الحاديث في كتب جابر الجعفي وينسبها
إليه" ]هاشم معسسروف /الموضسسوعات والثسسار :ص .[.234فهذا جانب آخسسر يكشسسف
كذب هذه الروايات الكثيرة المنتشرة في كتبهم عن جابر.
كما جاء في رواياتهم مما يثبت أن جابرا ً أحد المجانين ،وإن زعمسسوا أنسسه
افتعل ذلك خشية بطش الخليفة ]انظر ذلك في رجال الكشسسي :ص ..[.195-194
كما صورته رواياتهم بأنه واحد مسسن أمهسسر السسسحرة والمشسسعوذين وإن لسسم
تسمه بذلك ]انظر مخاريقه التي ينقلونها عنه في ذلك في رجال الكشي :ص .[.197
223
وإذا لحظنا أن جابرا ً قد شاركت رواياته في كثير من أركسان الكفسر فسي
المذهب الشيعي فهو الذي روى في الكافي أنه لم يجمسسع القسسرآن كلسسه إل
الئمة ..إلخ ،وهو أول من وضع التأويل الباطني في كتاب -كمسسا سسسلف .-
وجاء في رواياتهم ما يشير إلى وجوب كتمان تلك التأويلت إلى غير ذلسسك
مما أسهم به في تشييد الكفسسر والضسسلل ،كمسسا أن روايسساته هسسي مسسن أكسسبر
الدلسسة علسسى كسسذبه وبهتسسانه ،وقسسد شسسهد علمسساء السسسنة بسسأنه أحسسد الكسسذابين
المفترين.
قال المام أبو حنيفة" :ما رأيت أحدا ً أكذب مسسن جسسابر الجعفسسي" .وقسسال
ابن حبان" :كان سبئيا ً من أصحاب عبد اللسسه ابسسن سسسبأ ،وكسسان يقسسول" :إن
عليا ً عليسسه السسسلم يرجسسع إلسسى السسدنيا" .وقسسال جريسسر بسسن عبسسد الحميسسد" :ل
أستحل أن أحدث عن جابر الجعفي" ،وقال" :هو كسسذاب يسسؤمن بالرجعسسة".
وقال زائدة :رافضي يشتم أصحاب رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم
]انظر :العقيلي /الضعفاء الكبير ،1/196 :ابن حبان /المجروحين ،1/208 :ميزان العتدال:
.[.1/379
ه( ،وثقسسه شسسيوخهم ومثسسل جسسابر الجعفسسي ،زرارة بسسن أعيسسن )ت 150
كالطوسسسي ]الفهرسسست :ص ،104رجسسال الطوسسسي :ص ،201سس ،[.350والنجاشسسي
]رجال النجاشي :ص ،132سس ،[.133وابن المطهر ]رجال الحلي :ص ،[.76وغيرهسسم
]انظسسر :الحسسر العسساملي /وسسسائل الشسسيعة ،20/196 :الردبيلسسي /جسسامع السسرواة.[.1/324 :
واعتبروه أحد الرجال الستة -من أصحاب أبسسي جعفسسر ،وأبسسي عبسسد اللسسه -
الذين أجعمعت ]لحظ استدللهم بمبدأ الجماع وهم ل يقولون به كما سيأتي في فصل
الجمسساع [.العصابة على تصسسديقهم ]انظسسر :معجسسم رجسسال الحسسديث ،[.7/219 :ولسسه
روايات كثيرة في كتب الشيعة ،كما أن له إخوة وأبنسساء شسساركوا فسسي ذلسسك
]انظسسر :الفهرسسست للطوسسسي :ص [.104ولهذا قسسال الطوسسسي" :ولهسسم روايسسات
كثيرة وأصول وتصانيف" ]انظر :الفهرست للطوسي :ص .[.104
وذكر الخوئي مجموع روايسساته فسسي كتبهسسم الربعسسة فقسسال" :وقسسع بعنسسوان
زرارة في إسناد كثير من الروايات تبلغ ألفين وأربعة وتسعين موردًا ،فقد
روى عن أبي جعفر -عليه السلم ،-ورواياته عنه تبلغ ألفا ً ومائتين وسسستة
وثلثين موردًا ،وروى عسسن أبسسي جعفسسر وأبسسي عبسسد اللسسه -عليهمسسا لسسسلم -
ورواياته عنهما بهذا العنوان تبلغ اثنين وثمانين موردًا ،وروى عن أبسسي عبسسد
الله -عليه السلم -ورواياته عنه بهذا العنوان ،وقد يعسسبر عنسسه بالصسسادق -
عليه السلم -تبلغ أربعمسسائة وتسسسعة وأربعيسسن مسسوردًا ،وروى عسسن أحسسدهما
عليهما السلم ورواياته عنهما بهذا العنوان تبلسسغ سسستة وخمسسسين مسوردًا"..
]الخوئي /معجم رجال الحديث.[.7/247 :
هذا مسسا يقولسسون ،ولكسسن يقسسول سسسفيان الثسسوري بسسأن زارة" :مسسا رأى أبسسا
جعفر" ]انظر :لسان الميزان .[.2/474 :ويقول سفيان بن عيينسسة -حينمسسا قيسسل
له :روى زرارة بن أعين عن أبي جعفر كتابا ً " : -ما هو مسسا رأى أبسسا جعفسسر
ولكنه كان يتتبع حديثه" ]انظر :لسان الميزان.[.2/474 :
وقد جاء في ميزان العتدال أن زرارة نسب لجعفر الصسسادق علسسم أهسسل
الجنة وأهل النار ،وقال لبن السماك :إذا لقيته فاسسأله هسل أنسا مسن أهسل
224
النار أم من أهل الجنة؟ ولما بلغ ذلسسك جعفسسرا ً قسسال :أخسسبره أنسسه مسسن أهسسل
النار ،فمن ادعى علي علم هذا فهو من أهلها ]انظر ميزان العتدال،70-2/69 :
لسان الميزان ،[.474-2/473 :غير أن بعض آياتهم وشيوخهم فسي هسذا العصسر
يقول" :لم نجد أثرا ً مما نسبوه إلى كل من زرارة بسسن أعيسسن ،ومحمسسد بسسن
مسلم ،ومؤمن الطارق وأمثالهم ،مسسع أنسسا قسسد اسسستفرغنا الوسسسع والطاقسسة
بالبحث عسسن ذلسسك ومسسا هسسو إل البغسسي والعسسدوان" ]الموسسسوي /المراجعسسات :ص
.[.313
فكأنه يشير إلى أنه ل أصل لما يذكر عن زرارة مسسن ذم ،وأن ذلسسك مسسن
عدوان الخصوم ،وأنه بحث عن ذلك فسسي مصسسادره واسسستفرغ الوسسسع فسسي
التقصي فلم يجد له أي أثر ..فهل هذا حق؟ لبد مسسن الرجسسوع لمصسسادرهم
المعتمدة في الرجال لجل التثبت مسسن صسسحة هسسذه السسدعوى ،لسسسيما وأن
عقيدة التقية هي شبهة تمنع الباحث من التصديق ،وأولسسى مسسا يرجسسع إليسسه
في هذا الشأن كتب الرجال المعتمدة عندهم ..ففي الفهرست للطوسسسي
يتبين أن زرارة من أسرة نصرانية ،إذ إن جسده "سنسسن" كسان راهبسا ً فسي
بلد السسروم ،وكسسان أبسسوه عبسسدا ً رومي سا ً لرجسسل مسسن بنسسي شسسبيان" ]الطوسسسي/
الفهرست :ص ،104ابن النديم /الفهرست ص ،220والذي جاء في فهرست ابسسن النسسديم
أنه اسم جده سنبس ل سنسن كما في فهرست الطوسي.[.
ويبدو تأثير زرارة في مذهب الشيعة أشبه بتأثير ابن سبأ ،بسسل قسسال أبسسو
عبد الله" :ما أحدث أحد في السلم ما أحدث زرارة من البدع عليه لعنسسة
الله" ]رجال الكشي :ص .[.149وقال .." :زرارة شر مسسن اليهسسود والنصسسارى،
ن مع الله ثالث ثلثة" ]رجال الكشي :ص .[.160 ومن قال :إ ّ
ونقل الكشي أن أبا عبد اللسسه لعنسسه ثلث سا ً ]السسسابق :ص ،[.150-149وقسسال:
"إن الله نكس قلب زرارة] "..السابق :ص .[.160وذكر روايسسات أخسسرى فسسي
ذمه.
ولذلك كان زرارة -كما ينقسسل الكشسسي -يقسول" :وأمسسا جعفسسر فسسإن فسسي
قلبي عليه لفتة " وعلل لذلك راوي الخبر عن زرارة بقسوله" :لن أبسا عبسسد
الله أخرج مخازيه" ]السابق :ص [.145-144وقد بلغ تطاول زرارة على أبسسي
عبد الله -كما في رجسسال الكشسسي -أن كسسذبه فسسي قسسوله ]انظسسر :السسسابق :ص
[.158وأساء في القول له ]حتى قال :سألت أبا عبد الله عن التشهد -إلى أن قال -
فلما خرجت ضرطت في لحيته وقلسست ل يفلسسح أبسسدًا .السسسابق :ص ،[.159وكان يتعمد
الكذب ،ويصر على نسبته إليه ،ففي رجال الكشي " ..عن محمد بن أبسسي
عمير ،قال :دخلت على أبي عبد الله -عليه السلم -فقال :كيسسف تركسست
زرارة؟ قلت :تركته ل يصسلى العصسسر حسستى تغيسسب الشسمس فقسسال :فسسأنت
رسولي إليه فقل له :فليصل في مواقيت أصحابي فإني قد حرقت .قسسال:
فأبلغته ذلك فقال )يعني زرارة( :أنا والله أعلم أنك لم تكذب عليه ،ولكسسن
أمرني بشيء فأكره أن أدعه" ]رجسسال الكشسسي :ص ،143الحسسر العسساملي /وسسسائل
الشيعة ،3/113 :الخوئي /معجم رجال الحديث.[.7/222 :
فهو يزعم أن جعفر الصادق هو الذي أمره إل يصلي العصر حتى تغيب
الشمس!! وجعفر بريء من هذا الفتراء.
225
فهذا هو زرارة كما تصفه كتسسب الشسسيعة نفسسسها ،ومسسع ذلسسك يقسسول كسسبير
شيوخهم في هذا العصر بأنه قد استفرغ الوسع والطاقة في البحسسث فلسسم
يجد شيئا ً في ذمه ،فهسسل يخفسسى عليسسه ذلسسك أم أن فسسي التقيسسة متسسسعا ً لن
يقول ما يشاء ول أحد ينكر عليه؟!
وكيف يذهب شيوخ الشيعة إلسسى توثيسسق زرارة مسسع هسسذا التجريسسح ،وهسسذا
التكفير واللعن الذي صدر عن "المعصوم" فسسي اعتقسسادهم ..والسسذي يتفسسق
في روايته الكشي ،وشسسيخ الطائفسسة الطوسسسي ]لن رجسسال الكشسسي مسسن تسسأليف
الكشي ،وتهذيب واختيارات الطوسي ،والمتداول هو اختيارات الطوسي ،لن الصل مفقود
-كما مر [.-؟
يجيب على ذلك شيخهم الحر العاملي فيقول" :روي أحسساديث فسسي ذمسسه
)أي زرارة( ينبغي حملها على التقيسسة ،بسسل يتعيسسن ،وكسسذا مسسا ورد فسسي حسسق
أمثاله من أجلء الماميسسة" ]وسسسائل الشسسيعة ،[.20/196 :ويحتجسسون لسسذلك بمسسا
يروونه عن محمد بن عبد الله بن زرارة وابنيه الحسن والحسين عن عبسسد
الله بن زرارة ،قال :قال لي أبو عبسسد اللسسه )جعفسسر الصسسادق(" :اقسسرأ علسسى
والدك السلم وقل له :إنما أعيبك دفاعا ً منسسي عنسسك ،فسسإن النسساس والعسسدو
يسارعون إلى كل من قربنسساه وحمسسدنا مكسسانه ،لدخسسال الذى فيمسسن نحبسسه
ونقربه ،فيذمونه لمحبتنا له وقربه ودنسسوه منسسا ،ويسسرون إدخسسال الذى عليسسه
وقتله] "..رجسسال الكشسسي :ص ،138وسسسائل الشسسيعة ،20/196 :معجسسم رجسسال الحسسديث:
.[.7/245
يحتجون بهذا ول يلتفتون إلى أن رواية البن مجروحسسة ،لنسسه يسسدافع عسسن
أبيه ،ثم لو كان ذلك الذم تقية لم يصل إلى هذا الحد من اللعن والتكفيسسر،
ثم إن جعفرا ً كان في عصره محل الجلل والتكريم فكيف يهان من يحبسسه
ويقربه؟ ،وإذا كسانت التقيسة مسن جعفسسر للسدفاع عسن زرارة فلمسساذا يفستري
زرارة عليه بأنه أمره أل يصسسلي العصسسر إل بعسسد غسسروب الشسسمس ويكسسذبه،
ويسيء إليه ،فهل في هذا تقية؟! ،ولذلك حسساول شسسيخهم أن يتخلسسص مسسن
روايات ذم زرارة في كتبهسم بحمسل قسسم منهسا علسى التقيسة ]معجسسم رجسسال
الحديث .[.7/245 :والتخلص من القسم الخر في الطعن في سنده.
وقد لحظت أن طعنه في بعض رجال تلك الروايسسات ل يسسستقيم مسسع مسسا
جاء عنه فسسي كتسسب الرجسسال عنسسدهم فهسسو -مثل ً -قسسد رد ّ روايسسات فسسي ذم
زرارة بحجة أن فيها جبرائيل بن أحمد هو -كما يقسسول – مجهسسول ]السسسابق:
،[.7/241في حين أنه ليس بمجهول عندهم ،لنه كما يقول الردبيلي :كان
مقيما ً بكش كثير الرواية عن العلماء بالعراق وقم وخراسان ]جسسامع السسرواة:
.[.1/146
ثم إنه قام بالطعن في روايات السذم فقسط وأهمسل النظسر فسي روايسات
المدح وهذا تحيز ظاهر.
ولكن شيوخهم يجرون هذا الحكم فسسي كسسل رجسسل ذمسه الئمسسة وارتضسسى
شيوخهم أخباره مثل أحمد بن محمد المروزي ]قال الحر العاملي :روى الكشي
وغيره فيه مسدحا ً وذمسًا ،ولعسسل وجسه السذم يسسأتي فسي زرارة )أي حمسل السذم علسسى التقيسة(.
)وسسائل الشسسيعة ،20/127 :انظسر :رجسسال الكشسسي :ص ،562-559جسسامع السسرواة-1/48 :
226
،[.(49وإسماعيل بن جابر الجعفي ]قسسال الحسسر العسساملي" :وفيسسه ذم يسسسير ضسسعيف
السند والدللة ،ويأتي وجهه في زرارة" )وسائل الشيعة ،20/139 :وانظر رجسسال الكشسسي:
ص ،[.(199وبريد بن معاوية العجلي ]قال الحر العاملي" :وجه من وجسسوه أصسسحابنا،
ده الكشسسي مسسن أصسسحاب الجمسساع )أي ممسسن أجمعسست الشسسيعة علسسى تصسسحيح
ثقة فقيه ،وع ّ
رواياتهم( وفيه بعض الذم يأتي الوجه فسسي مثلسسه فسسي زرارة") .وسسسائل الشسسيعة-20/145 :
،146وانظر :رجال النجاشي :ص ،87رجال الحلسسي :ص ،27-26جسسامع السسرواة-1/117 :
،119رجال الكشي :ص " 148وفيه قال أبو عبد الله :لعن اللسسه بريسسدًا"( ،[.وحريز بسسن
عبد الله السجستاني ]قال الحر العاملي" :كوفى ثقة ،وفيسسه مسسدح ،وفيسسه ذم محمسسول
على التقية لما يأتي في زرارة" )وسائل الشسسيعة ،20/162 :وانظسسر :رجسسال النجاشسسي :ص
،111رجسسال الطوسسسي :ص ،181رجسسال الحلسسي :ص ،63جسسامع السسراواة [.(187-1/182
وغيرهم.
ولشك بأن أمر التقية في مثل هذه الحسسالت ليسسس بمؤكسسد ،فكسسان أقسسل
الحوال أن يتوقف في هؤلء ،وإذا كان شيوخ الشيعة لسسم يقبلسسوا مسسا قيسسل
في رواتهم من قبل أهل السنة ،لنهم خصوم -على حسسد زعمهسسم -فسسإنهم
أيضا ً لم يقبلوا ما ورد عن أئمتهم وادعو أنه صدر منهم مجاملسسة ومصسسانعة
لهل السنة ..فضاعت الحقيقسسة حينئذ ،وقسسام مسسذهب الشسسيعة علسسى أهسسواء
الشيوخ ،والرواة الكذبة.
أقسام الحديث عند الشيعة:
ومع تأخر التأليف عندهم في علم الرجال ،واشسستماله علسسى مسسا ل يغنسسي
في بيسسان الحسسال ،فسسإن القسسارئ لكتسسب الشسسيعة المتسسأخرة ،كمسسرآة العقسسول
للمجلسي ،والمعاصرة مثل الشافي في شرح أصول الكسسافي ،يجسسد أنهسسم
يذكرون أحيانا ً أن هذا الحديث صحيح وذاك ضعيف ،وإن كسسانوا ل يلسستزمون
هذا في الكثير من مصنفاتهم .وقد مّر أن هذا مسسسلك طائفسسة مسسن الثنسسي
عشرية وهم الصوليون.
والعهسسد بالشسسيعة أنهسسم ل بصسسر لهسسم بهسسذه المسسور ول معرفسسة لهسسم بهسسذا
الشأن ،وقد شنع عليهم أهل السنة لجهلهم بذلك ،فمتى بدأ هذا التقسسسيم
عند الشيعة وما سببه؟
لقد ظهر لي أثنسساء دراسسستي لعلسسم الجسسرح والتعسسديل عنسسدهم أن تقسسسيم
الحديث إلى صحيح ،وحسن ،وموثق ،وضعيف ]الصحيح عندهم :ما اتصسل سسنده
إلى المصوم بنقل المامي العدل عن مثله في جميع الطبقات.
والحسن :ما اتصل سنده كذلك بإمامي ممدوح من غير نصل على عدالته مع تحقيسسق ذلسسك
في جميع مراتبه أو في بعضها مع كون الباقي من رجال الصحيح.
والموثوق :ما دخل في طريقه من نص الصحاب على توثيقه مع فساد عقيدته.
والضعيف :ما ل يجتمع فيه شروط أحد الثلثة المتقدمين بأن يشمل طريقسسه علسسى مجسسروح
أو مجهول الحال أو ما دون ذلك.
والمرسل :ما رواه عن المعصوم من لم يدركه.
)زين الدين العاملي /الدراية :ص ،47 ،24 ،23 ،21 ،19وانظر :الممقاني مقياس الهداية
ص ،(35-33 :بهاء الدين العاملي /الوجيزة :ص . 5
ويلحظ أن المعصوم -كما أشسسرنا مسسن قبسسل -ليسسس هسو الرسسسول صسسلى اللسه عليسسه وسسسلم
فحسب ،بل أئمتهم لهم هذه الصفة التي يختص بها الرسسسل ،كمسسا أنهسسم يشسسترطون إماميسسة
الراوي فسسي الحكسم بصسسحة الحديثسسة أو حسسسنه ،ومسسا سسسوى المسسامي فل يقبسسل خسسبره بقسسول
علمتهم ابن المطهر الحلي" :ل تقبل رواية الكافر وإن علم من دينه التحرز عن الكذب".
227
وكذلك "المخالف ل يقبل روايته أيضا ً لندراجه تحت اسم الفاسق" )ابسسن المطهسسر /تهسسذيب
الموصول :ص (78-77وهم يجرون حكم الكفر أو الفسق على سائر المسلمين مسسن غيسسر
طائفتهم .قال الممقسساني .." :والخبسسار فسسي فسسسقهم بسسل كفرهسسم ل تحصسسى كسسثرة" )تنقيسسح
المقال (3/207 :وراجع مبحث المامة من هذه الرسالة ص ) (749وما بعدها.
ولكنهم متناقضون في تطسبيق هسذه الشسروط ..وقسسد تعقبهسم فسسي ذلسك صساحب التحفسة
وغيره ،كما كشف أمرهم إخسسوانهم مسسن الخبسساريين [.قد جسساء متسأخرا ً جسسدا ً عنسسدهم.
ولعل هذه "القضية" تحتاج إلى شيء من التفصسسيل باعتبارهسسا فسسي نظسسري
جديدة لم أر من نبه عليها من قبل فأقول:
يلحظ أن بداية تقويم الشيعة للحديث وتقسيمه إلى صحيح وغيسسره ،قسسد
كانت في القرن السابع )مع أن بداية دراسة أحوال الرجال عنسسدهم كسسانت
في القرن الرابع -كما مر ،(-وجاءت متوافقة مع حملة شيخ السلم ابسسن
تيمية عليهم فسي منهساج السسنة حينمسا شسنع علسى الشسيعة قصسورهم فسي
معرفة علم الرجال ،وقلة خبرتهم في ذلك ،كما انبرى يكشف اسسستدللت
الشسسيعة مسسن كتسسب السسسنة ويسسبين جهلهسسم وكسسذبهم فسسي هسسذا البسساب حيسسث
يستدلون بالضعيف والموضوع ،وينقلون من المصادر غير المعتمدة.
فهل الشيعة تنبهوا إلى ضعف هذا الجانب عندهم فاتجهوا إلسسى تمحيسسص
أحاديثهم ،أو إنهم رأوا أن تقليدهم لهل السنة في هذا البسساب فيسسه مجسسال
للتخلص من إلزامات أهل السنة ونقدهم لما جسساء فسسي كتسسب الشسسيعة مسن
ي :لقد جاء فسسي كتسسابكم الكسسافي مثل ً كفر وضلل ،فما أن يقول لهم السن ّ
كذا وكذا من الكفر حتى يجد الشسسيعي الجسسواب حاضسسرا ً وميسسسورًا ،حينمسسا
يحكم على الحديث الوضع وفي التقية متسع..؟
إن التوافق الزمني بين رد شيخ السسسلم ووضسسعهم لهسسذا الصسسطلح قسسد
ينسسبئ عسسن تسسأثيرهم بنقسسد شسسيخ السسسلم لهسسم ،حيسسث اعسسترفوا بسسس"أن هسسذا
الصطلح )وهو من تقسيم الحديث عندهم إلى صسسحيح وموثسسق وضسسعيف(
مستحدث في زمن العلمة" ]وسائل الشيعة ،20/102 :وانظر :الكاشاني /السسوافي/
المقدمة الثانية.[.
والعلمة إذا أطلق في كتب الشيعة يقصد به ابن المطهر الذي رد عليسسه
شيخ السلم .بسل هنساك مسا يؤكسسد الموضسوع أكسسثر ،وهسو أن ابسن المطهسر
الحلي هذا هو -كما يقول صاحب السسوافي" :أول مسسن اصسسطلح علسسى ذلسسك
وسلك هذا المسلك" ]الوافي /المقدمة الثانية.[.1/11 :
إذن أل يدل هذا على أن لبن تيمية ،ومنهاج السسسنة أثسرا فسي ذلسك ،وإن
بدء ابن المطهر في وضع هسسذه المقسساييس لشسسيعته إنمسسا هسسو سسسبب النقسسد
الموجه له من ابن تيمية؟
وقد اعسسترف شسسيخهم "الحسسر العسساملي" بسسأن سسسبب وضسسع الشسسيعة لهسسذا
الصطلح واتجاههم للعناية بالسند هو النقد الموجه لهم مسسن أهسسل السسسنة
فقال" :والفائدة في ذكره )أي السند( ...دفسسع تعييسسر )يعنسسي أهسسل السسسنة(
الشيعة بأن أحاديثهم غير معنعنة ،بل منقولة من أصول قسسدمائهم" ]وسسسائل
الشيعة.[.20/100 :
228
وكأن هذا النص الخطير يفيد -أيضا ً -أن السسسناد عنسسدهم غيسسر موجسسود،
وأن رواياتهم كسسانت بل زمسسام ول خطسسام حسستى شسسنع النسساس عليهسسم بسسذلك
فاتجهوا حينئذ لذكر السناد .فالسانيد التي نراها في رواياتهم هي صسسنعت
فيما بعد وركبت على نصوص أخذت من أصسسول قسسدمائهم ،ووضسسعت هسسذه
السانيد لتوقي نقد أهل السنة ،وقولهم بأن أسانيد الشسسيعة غيسسر معنعنسسة.
ول يستبعد أن يقوم من يتولى صناعة تلك السانيد بوضع أسسسماء رجسسال ل
مسمى لهم.
وقد لحظت في دراستي لكتاب سليم بن قيس -أول كتاب ظهر لهسسم -
أنهسسم يضسسعون روايسسات أو كتبسا ً لشسسخاص ل وجسسود لهسسم ،حسستى قسسال بعسسض
شيوخهم وهو يعترف بأن كتاب سليم بن قيس موضوع عليه" :والحسسق أن
هذا الكتاب موضوع لغسسرض صسسحيح نظيسسر كتسساب الحسسسنية ،وطسسرائف بسسن
طاوس ،والرحلة المدرسية" ]أبو الحسن الشسسعراني /تعليقسسات علميسسة )علسسى شسسرح
الكافي للمازندراني( .[.374-2/373 :وتبين لنا فيما سسسلف أن سسسليم بسسن قيسسس
قد يكون اسما ً ل مسمى له ]انظر :ص ) (26من هذه الرسالة.[.
وقد رأيت صاحب الحور العين يقدم شهادة مهمة لحسسد علمسساء الشسسيعة
الزيدية في هذا الشأن حيث قال :قال السيد أبو طالب ]أبو طالب يحيسسى بسسن
ه(.
الحسين بن هارون الحسني ،وقد قال ذلك في كتسسابه الدعامسسة ،وقسسد تسسوفي سسسنة ) 424
)انظر :معجم المؤلفين" :[.(1932-13/192 :إن كثيرا ً من أسانيد الثني عشسسرية
مبنية على أسام ل مسمى لها من الرجال ،قال :وقد عرفت مسسن رواتهسسم
المكثرين من كان يستحل وضع السانيد للخبار المنقطعة إذا وقعت إليه.
وحكي عسسن بعضسسهم :أنسسه كسسان يجمسسع روايسسات بزرجمهسسر ،وينسسسبها للئمسسة
بأسانيد يضعها ،فقيل له في ذلك ،فقال :ألحق الحكمة بأهلها" ]الحور العين:
ص .[.153
وقد ذكروا أن من رجالهم حيدر بن محمد بسسن نعيسسم السسسمرقندي قسسالوا
بأنه" :روى جميع مصنفات الشيعة وأصولهم ..وروى ألف كتاب مسسن كتسسب
الشيعة" ]وسائل الشسسيعة ،[.20/185 :ولو كسان هسذا واقعسا ً لنتشسر ذكسره فسي
كتب الرجال والتاريخ ولكني لم أجد له أي ذكر أو إشارة.
ومما يؤيد هذا وأنه ل سند لهم في الحقيقة النص التالي الذي جسساء فسسي
أصح كتبهم ،حيث قالوا" :إن مشايخنا رووا عن أبي جعفر وأبي عبد الله -
عليهما السلم ،-وكانت التقية شديدة فكتموا كتبهم ولم ترو عنهسسم ،فلمسسا
ماتوا صارت الكتب إلينا" .ولما سألوا إمامهم عن ذلسسك قسسال" :حسسدثوا بهسسا
فإنها حق" ]أصول الكافي ،كتسساب فضسسل العلسسم ،بسساب روايسسة الكتسسب والحسسديث،[.1/53 :
فهذا اعتراف خطير بانقطاع أسانيدهم.
ومن يضمن لهم ول سيما في ظروف الخوف والتقية السستي تشسسير إليهسسا
هذه الرواية ،من يضمن أن ل تكون هسذه الكتسب الستي صسارت إليهسم مسن
وضع زنديق ملحد أراد إضلل الشسسيعة وإبعسسادهم عسسن "حظيسسرة" الجماعسسة
بنسبة روايات تلك الكتب إلى بعض أهل البيت ..وليس هسسذا ببعيسسد ..وممسسا
يثبت ذلك كثرة النصوص عندهم والتي تتناول أقسسدس مسسا عنسسد المسسسلمين
229
وهو كتاب اللسسه سسسبحانه بسسالطعن ممسسا ل يوجسسد عنسسد طائفسسة مسسن طسسوائف
الضلل والكفر إل عند هذه الطائفة.
ويؤكد شيخهم الحر العاملي أن الصطلح الجديد )وهو تقسيم الحسسديث
عندهم إلى صحيح وغيره( والذي وضعه ابسسن المطهسسر هسسو محاولسسة لتقليسسد
أهسسل السسسنة حيسسث قسسال" :والصسسطلح الجديسسد موافسسق لعتقسساد العامسسة
واصطلحهم ،بل هو مأخوذ من كتبهم كما هو ظاهر بالتتبع" ]وسائل الشسسيعة:
.[.20/100
وهذا يفيد تأخر الشيعة فسسي الهتمسسام بهسسذه القضسسية ،وإن السسدافع لسسذلك
ليس هو الوصول إلى صحة الحديث بقدر ما هو تسسوقي نقسسد المسسذهب مسسن
قبل الخصوم والدفاع عنه .ولذلك جاء علم الجرح والتعسسديل عنسسدهم مليئا ً
بالتناقضات والختلفات حتى قال شيخهم الفيض الكاشاني" :فسسي الجسسرح
والتعديل وشرايطهما اختلفات وتناقضسات واشستباهات ل تكساد ترتفسع بمسا
تطمئن إليه النفوس كما ل يخفى إلى الخسسبير بهسا" ]السسوافي ،المقدمسسة الثانيسسة:
.[.12-1/11
وهذه العترافات الخطيرة من الكاشاني ،والحر العسساملي لسسم تظهسسر إل
في ظل الخلف الذي دار ويدور بين الخباريين والصوليين ..والذي -كمسسا
نلحظ -ارتفعت فيه التقية لسيما وأن في الشيعة -كما يقسسول الكسسافي -
خصلتين" :النزق ]نزق نزقا ً من باب تعب :خف وطساش )المصسباح المنيسر :ص [.(734
وقلة الكتمان" ]أصول الكافي ،[.222-2/221 :فجاءت هذه القرارات لتكشف
أن "السناد" خصيصة من خصائص أهل السنة ،وأن اتجسساه الشسسيعة لسسذلك
إنما هو مسسن بساب التقليسسد وصسسيانة المهسسذب مسن النقسسد ..وكسسان وضسسع هسسذا
الصطلح على يد ابن المطهر الذي حظي بنقسسد قسسوي مسسن شسسيخ السسسلم
ابن تيمية مما يدل على أثر ذلك في الشيعة.
وقد صار هذا الصطلح مثل عقيدة التقيسسة يتسسسترون بسسه علسسى غلسسوهم،
فإذا وجه إليه نقده ادعوا أن في رواياتهم الصحيح وغيره ،كما تلحظ هسسذه
الظاهرة في كتابات ثلة من شيوخهم المعاصرين.
ومنهج التصحيح والتضعيف الذي وضعه المتسسأخرون إن طبقسسوه لسسم يبسسق
لهم من حسسديثهم إل القليسسل ،كمسسا كشسسف ذلسسك شسسيخهم يوسسسف البحرانسسي
ه( حيث قال" :والواجب إما الخذ بهذه الخبسسار ،كمسسا هسسو المتوفى ) 1186
عليه متقدمو علمائنسسا البسسرار ،أو تحصسسيل ديسسن غيسسر هسسذا السسدين ،وشسسريعة
أخرى غير هذه الشريعة ،لنقصانها وعدم تمامها ،لعدم الدليل علسسى جملسسة
من أحكامها ،ول أراهم يلتزمون شيئا ً من المريسسن ،مسسع أنسسه ل ثسسالث لهمسسا
في البين ،وهذا بحمد الله ظاهر لكل ناظر ،غير متعسف ول مكابر" ]لؤلؤة
البحرين :ص .[.47
فهذا نص مهم يكشف أخبارهم في ضوء علم الجسسرح والتعسسديل الخسساص
بهم ،وأنهم لو استخدموه بدقة لسقطت معظم رواياتهم ..وليسسس لهسسم إل
الخسسذ بروايسساتهم بسسدون تفسستيش ،كمسسا فعسسل قسسدماؤهم ،وقبولهسسا بأكاذيبهسسا
وأساطيرها ،أو البحسسث عسسن مسسذهب سسسوى مسسذهب الشسسيعة ،لن مسسذهبهم
ناقص ل يفي بمتطلبات الحياة.
230
وإذا أخذنا هذا العتراف ،ووضعناه مع إقرارهم الذي جساء فسي أخبسارهم
بأنهم كانوا ل يعرفون مناسك الحج والحلل والحرام حتى جسساء أبسسو جعفسسر
]أصول الكافي ،2/20 :ومضى ذكر النسسص بحروفسسه ص ) ،[.(346وأنه فسسي عهسسد أبسسي
جعفر وابنه كثر الكسذابون علسى الئمسة ]انظسسر :ص ) (362مسسن هسسذه الرسسسالة-[.
تكاملت الصورة في أن معظم رواياتهم مكذوبسسة ،ولسسو طبسسق علسسم الجسسرح
والتعديل لنكشف أمرها بذلك وظلسسوا كمسسا كسسانوا مسسن قبسسل أبسسي جعفسسر ل
يعرفون الكثير من أمور دينهم إل عن طريق كتب المسلمين.
ولكن يبدو أنهم لم يلتزموا بتطبيق هذه الصول التي وضسسعوها .فسستراهم
مثل ً يحكمسسون بصسسحة كتسساب نهسسج البلغسسة ،حسستى قسسال أحسسد شسسيوخهم
المعاصرين" :إن الشيعة على كثرة فرقهم واختلفها متفقسسون متسسسالمون
على أن ما نهج البلغة هسسو مسسن كلم أميسسر المسسؤمنين -رضسسي اللسسه عنسسه -
اعتمادا ً على رواية الشريف ودرايته ووثاقته" ..حسستى كسساد أن يكسسون إنكسسار
نسسسبته إليسسه -رضسسي اللسسه عنسسه -عنسسدهم مسسن إنكسسار الضسسروريات وجحسسد
البديهيات اللهم إل شاذا ً منهم ..وأن جميسع مسا فيسسه مسن الخطسب والكتسب
والوصايا والحكم والداب حاله كحال ما يروى عن النبي صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم ]الهادي كاشف الغطا /مدراك نهج البلغة :ص [.191-190مع أن كتاب النهج
مطعون فسسي سسنده ومتنسه ،فقسسد جمسسع بعسد أميسر المسسؤمنين بثلثسة قسسرون
ونصف بل سسسند ،وقسسد نسسسبت الشسسيعة تسسأليف نهسسج البلغسسة إلسسى الشسسريف
الرضي ]محمد بن الحسين بن موسى الرضي أبو الحسسسن ،قسسال السسذهبي :رافضسسي جلسسد.
)ميزان العتدال .[.(3/523 :وهو غير مقبول عند المحدثين لو أسسسند خصوص سا ً
فيما يوافق بدعته فيكف إذا لم يسند كما فعل في النهج؟ ،وأمسسا المتهسسم -
عند المحدثين -بوضح النهج فهو أخوه علي ]علي بن الحسين العلسسوي الشسسريف
المرتضى المتكلم الرافضي المعتزلي ..المتوفى سنة )436هسسس( )انظسسر :ميسسزان العتسسدال:
.[.(3/124
قال شيخ السلم ابن تيمية" :وأهل العلم يعلمون أن أكسسثر خطسسب هسسذا
الكتاب مفتراه على علي ،ولهذا ل يوجد غالبهسا فسي كتساب متقسدم ول لهسا
إسناد معروف" ]ابسسن تيميسسة /منهسساج السسسنة ،4/24 :المنتقسسى مسسن منهسساج العتسسدال ص
.[.430
كما أن علمات الوضع لنصوص الكتاب كثيرة ليس هذا موضسسع تفصسسليها
]انظر في نقد نهج البلغة :ابن تيمية /منهاج السنة ،4/159 :المنتقى من منهسساج العتسسدال:
ص ،509-508الذهبي /ميزان العتدال )ترجمسسة علسسي بسسن الحسسسين الشسسريف المرتضسسى:
،(3/124ابن حجر /لسان الميزان ،4/223 :مختصر التحفة الثني عشرية :ص ،36محسسب
الدين الخطيب /حاشية مختصر التحفة :ص ، 58وحاشية المنتقى :ص ،430أحمسسد أميسسن/
فجر السلم :ص ،178أحمد زكي صفوت /ترجمة علسسي بسسن أبسسي طسسالب :ص ،162-125
الزعبي /البينات في الرد على أباطيسسل المراجعسسات :ص ،40-36مجلسسة المقتطسسف المجلسسد
42ج 3ص 248عدد ) (25ربيسسع الول عسسام 1331هسسس ،السسوادعي /ريسساض الجنسسة :ص -162
.[.163
والغرض هنا أن الشيعة يشترطون فسسي الحكسسم بالصسسحة اتصسسال السسسند
فأين اتصال السند هنسسا؟ ومسسن قسسديم كسسان شسسيوخهم ل يعملسسون بمقسساييس
الصحة والضعف التي وضعوها بأنفسهم .قال الحر العسساملي عسسن شسسيخهم
231
الطوسي إنه "يقول :هذا ضعيف ،لن روايه فلن ضسسعيف ،ثسسم نسسراه يعلسسم
برواية ذلك الرواي بعينه ،بل بروايسسة مسسن هسسو أضسسعف منسسه فسسي مواضسسع ل
تحصسسى .وكسسثيرا ً مسسا يضسسعف الحسسديث بسسأنه مرسسسل ثسسم يسسستدل بالحسسديث
المرسل ،بل كثيرا ً ما يعمل بالمراسسسيل وبروايسسة الضسسعفاء ،ويسسرد المسسسند
ورواية الثقات" ]وسائل الشيعة.[.20/111 :
ه( يقسسرر بسسأن تطسسبيق وإذا كان شيخهم البحراني المتسسوفى سسسنة ) 1186
منهجهم في الجرح والتعديل )على ما فيسسه( يلغسسي الكسسثير مسسن أحسساديثهم -
كما مر -فإن شيخهم الردبيلسسي ]محمسسد بسسن علسسي الردبيلسسي الغسسروي الحسسائري.[.
ه( يؤلف كتابه جامع الرواة ويدعي دعوى في غايسة والمتوفى سنة ) 1101
الغرابة ،حيث زعم -وهو فسسي القسسرن الحسسادي عشسسر -أنسه بتسسأليفه لكتسسابه
المذكور تتغير أحكامه في اثني عشر ألف حديث عن الئمسسة فسسي العصسسور
الولى ،تتغير من القول بضعفها أو إرسالها أو جهالتها إلى القول بصسسحتها،
حيث قال" :بسبب نسختي هذه يمكن أن يصير قريبا ً من اثني عشر ألسسف
حديث أو أكسثر مسن الخبسار الستي كسانت بحسسب المشسهور بيسن علمائنسا -
رضوان الله عليهم -مجهولة أو ضعيفة أو مرسلة معلومة الحال وصحيحة
لعناية الله تعالى ،وتوجه -كذا -سيدنا محمسسد وآلسسه الطسساهرين" ]الردبيلسسي/
مقدمة جامع الرواة.[.
ويستدل بهذا القول صسساحب فصسسل الخطسساب علسسى أنسسه ل مسسانع مسسن أن
تصبح أحاديث التحريف ضعيفة عند قدمائهم لعدم علمهسسم بطسسرق صسسحتها
فتتحول عندهم إلى صحيحة ]فصل الخطاب :ص .[.354
ونجد شسسيخهم المجلسسسي فسسي كتسسابه مسسرآه العقسسول يضسسعف جملسسة مسسن
أحاديث الكافي مع أنه يقول :فإننا ل نحتاج إلى سند لهذه الصول الربعة،
وإذا أوردنا سندا ً فليس إل للتيمن والتبرك والقتداء بسسسنة السسسلف ]رسسسالة
لزوم نقد رجال من ل يحضره الفقيه ،عسسن أبسسي زهسسرة /المسسام الصسسادق :ص ،[.471-470
وهذا تناقض غريب .ولكن شيخهم هاشم معسسروف يسسرى "أن اتصسساف هسسذا
المقدار من مرويات الكافي بالضعف ]قالوا بأن عدد الضعيف من روايات الكسسافي
) (9485حسسديثًا ،والصسسحيح ) ،(5072الحسسسن ) ،(144والموثسسق ) ،(178القسسوى ).(302
)انظر :الذريعة ،246-17/245 :النوري /مستدرك الوسسسائل :الفسسائدة الرابعسسة( [.ل يعني
عدم جواز العتماد عليها في أمور الدين ،ذلك لن وصف الرواية بالضعف
من حيث سندها ،ل يمنع مسسن قوتهسسا مسسن ناحيسسة ثانيسسة كوجودهسسا فسسي أحسسد
الصول الربعمائة ،أو في بعض الكتسسب المعتسسبرة ..أو لكونهسسا معمسسول ً بهسسا
عند العلماء وقد نص أكسسثر الفقهسساء علسسى أن الروايسسة الضسسعيفة إذا اشسستهر
العمل بها والعتماد عليها تصسسبح كغيرهسسا مسسن الروايسسات الصسسحيحة ،وربمسسا
تترجح عليها في مقام التعارض" ]هاشم معروف /دراسات في الحديث والمحدثين:
ص .[.137ولهذا قال شيخهم الشعراني -كما مر -بأن أسانيد الكافي وإن
كان أكثرها ضعيفا ً فإن مضامينها صحيحة ]الشعراني /تعاليق علمية )علسسى شسسرح
الكافي للمازندراني( .[.2/123
ويلحظ أن هذا مع ما قبله محاولة للتخلسسص مسسن تطسسبيق مبسسادئ الجسسرح
والتعديل التي وضعها لهم ابن المطهر في القرن السابع وانتهت بهم إلسسى
232
سقوط كثير من رواياتهم ،كمسسا كشسسف ذلسسك شسسيخهم البحرانسسي ،فطفقسسوا
يبحثون عما يسند رواياتهم بأي قرينة ..وإل فما معنى وجودهسسا فسسي كتسساب
معتسسبر وهسسل هنسساك أكسسثر اعتبسسارا ً عنسسدهم مسسن الكسسافي المعسسروض علسسى
مهديهم؟! ،أمام قوله" :كوجودها في أحد الصول الربعمائة" ]ادعسسى شسسيوخ
الشيعة بأن أسلفهم كانوا يعتمدون على أربعمسسائة مصسسنف يسسمونها الصسول ،ثسم لخصست
هذه الكتب وجمعت في كتب خاصة أحسنها الكتسسب الربعسسة) .الوسسسائل .[..(20/67فإن
شيوخهم يقولون بأن الكتب الربعة وغيرها من كتبهم المعتمدة كالخصال،
والمالي ،ومدينة العلم ..منقولة من الصول الربعمائة ]الوسائل.[20/67 :
فكيف يجعلون علمة صحة أخبارهم عن الئمة في الكافي وجودها فسسي
أحد الصول ،والكسسافي برمتسسه منقولسسة منهسسا -كمسسا يزعمسسون -أليسسس هسسذا
تناقضًا؟!.
تقققويم حققال الئمققة الققذين تققدعي فيهققم الشققيعة كققل تلققك
الدعاوى:
الملحظ أن روايات الشيعة في كتبها كلهسسا منسسسوبة إلسسى الئمسسة الثنسسي
عشر ،ومعظمها مروي عن جعفر الصادق ،وقليل منها )بسسل نسسادٌر ول يكسساد
يوجد إل بكلفة( مروي عن رسول الله صلى اللسسه عليسسه وسسسلم ،بسسل أشسسار
شيخهم الحر العاملي إلى أنهم يتجنبون رواية ما يرفسسع إلسسى النسسبي خشسسية
أن يكون من روايات أهل السنة ]انظر :وسائل الشيعة.[.20/391 :
إذن هذه الطائفة "ل تعتني بحديث رسول الله صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم
ومعرفة صحيحه من سقيمه والبحث عن معانيه ،ول تعتني بآثسسار الصسسحابة
والتابعين حتى تعرف مآخذهم ومسالكهم وترد مسسا تنسسازعوا فيسسه إلسسى اللسسه
والرسول" ]منهاج السنة.[.3/40 :
بل عمدتها ما تزعم روايته عن بعض أهل البيت وليس كل أهسسل السسبيت،
فقد رد الطوسي روايات زيد بن علي بن الحسين ]انظر :الستبصار..[.1/66 :
وكفر هؤلء جملة من أهل البيت ل لشسسيء إل لنهسسم لسسم يصسسدقوا بسسدعوى
إمامة الثني عشر ]انظر :أصول الكافي ،1/372 :بحار النوار .[.114-25/112 :ويسسا
ليتهم أخذوا بما يقوله أميسسر المسؤمنين علسسي ،أو قنعسسوا بمراسسيل التسسابعين
كعلي بن الحسين؛ بل يأتون إلى من تأخر زمسسانه كالعكسسسريين فيقولسسون:
كل ما قاله واحد من أولئك فالنبي قد قاله.
وكل من له عقل يعلم أن العسكريين بمنزلسسة أمثالهمسسا ممسسن كسسان فسسي
زمانهما من الهاشميين ليس عندهم من العلم ما يمتازون به عن غيرهسسم،
ويحتاج إليهسسم فسسي أهسل العلسم ،ول كسان أهسل العلسسم يأخسسذون عنهسم ،كمسا
يأخذون عسن علمساء زمسانهم ،وكمسا كسان أهسل العلسم فسي زمسن علسي بسن
الحسين وابنه أبي جعفر وابن ابنه جعفر بسسن محمسسد ،فسسأن هسسؤلء الثلثسسة -
رضي الله عنهم -قد أخذ أهل العلم عنهم كما كانوا يأخذون عسسن أمثسسالهم
بخلف العسكريين ونحوهما فإنه لم يأخذ أهسسل العلسسم المعروفسسون بسسالعلم
عنهم شيئًا .فيريدون أن يجعلوا ما قاله الواحد من هؤلء هو قول الرسول
الذي بعثه الله إلى جميع العالمين ،بمنزلة القرآن والمتسسواتر مسسن السسسنن،
233
وهذا مما ل يبنى عليه دينه إل من كان أبعد الناس من طريقة أهسسل العلسسم
واليمان ]منهاج السنة.[.41-3/40 :
وقد تحدث ابن حزم عن هذه الدعوى للروافض وقسسال" :وأمسسا مسسن بعسسد
ل ،ل من رواية ول مسسن فتيسسا علسسى جعفر بن محمد فما عرفنا لهم علما ً أص ً
قرب عهدهم منا ،ولو كان عندهم من ذلك شيء لعسسرف كمسسا عسسرف عسسن
محمد بن علي وابنسه جعفسر وعسن غيسره منهسم ممسن حسدث النساس عنسه"
]الفصسسل .[.4/175 :وأمسسا مسسن قبسسل جعفسسر فلهسسم مسسا لنظرائهسسم مسسن العلسسم
والفضل.
وقال شيخ السلم ابن تيمية :بأن من يدعي الروافسسض أن قسسوله كقسسول
الله ورسوله" :منهم من كان خليفة راشدا ً تجب طسساعته كطاعسسة الخلفسساء
قبلسسه ،وهسسو علسسي ،ومنهسسم أئمسسة فسسي العلسسم والسسدين يجسسب لهسسم مسسا يجسسب
لنظرائهم من أئمة العلم والدين كعلي بسن الحسسين ،وأبسي جعفسر البسساقر،
وجعفر بن محمد الصسسادق ،ومنهسسم دون ذلسسك" ]مجمسسوع فتسساوى شسسيخ السسسلم:
.[.19/69
ثم فصل القول في من هم دون ذلك في موضع آخر؛ فذكر بأن موسى
بن جعفر ليس له كثير رواية ،وقد روى عن أبيسه ،وروى عنسه أخسوه علسي،
وروى له الترمذي وابن ماجه ،وأما من بعد موسى فلسسم يؤخسسذ عنهسسم مسسن
العلم ،وليس لهم رواية في الكتب المهات مسسن الحسسديث ،ول فتسساوى فسسي
الكتب المعروفة التي نقل فيها فتاوى السلف ،ول لهسسم تفسسسير ول غيسسره،
ول لهم أقوال معروفة ،ولكن لهم من الفضائل والمحاسن ما هم له أهسسل
-رضي الله عنهم – ]منهاج السنة.[.2/155 :
فكأن شسسيخ السسسلم -رحمسسه اللسسه -يسسستدرك علسسى ابسسن حسسزم ..فيزيسسد
موسى بن جعفر ،ويبين أنه كان له رواية في كتب السنة ،إل أنهسسا ليسسست
دد الذهبي رواياته في الكتب الستة فقال :له عنسسد الترمسسذي كثيرة .وقد ح ّ
وابن ماجه حديثان ]سير أعلم النبلء.[.6/270 :
ولكن يلحظ أيضا ً أن ابنه علي بن موسى الرضا؛ له رواية في سنن ابن
ماجه ،كما أشار إلى ذلك الذهبي ،وابن حجسسر حيسسث رمسسزا لسسه – عنسسد ذكسسر
ترجمته – بالقاف إشارة إلى ذلك ]السسذهبي /الكاشسسف ،2/296 :ابسسن حجسسر /تقريسسر
التهذيب .[.45-2/44 :وقد ذكر المزي بأنها رواية وحسسدة فقسسط ]المسسزي /تهسسذيب
الكمال) 2/993 :المخطسسوط( .[.وبالرجوع إلسسى سسسنن ابسن مسساجه تسسبين أن تلسسك
الرواية جاءت من طريق أبي الصلت الهروي ]انظر :سنن ابن مسساجه26-1/25 :
رقم ) ،(45وقد حكسسم عليهسسا ابسسن الجسسوزي بالوضسسع )الموضسسوعات ،(129-1/128 :وانظسسر:
السخاوي /المقاصد الحسنة :ص ،140الكناني /تنزيه الشريعة ،152-1/515 :البوصسسيري/
مصباح الزجاجة ص [.12وهو ممن ل يحتسسج لسسه ،حسستى قسسال فيسسه السسدارقطني:
"رافضي خبيث متهم بوضسسع حسسديث اليمسسان فسسي القلسسب" ]ميسسزان العتسسدال:
.[.2/616وهو الحسسديث السسذي جسساء فسسي سسسنن ابسن مسساجه مسسن طريسسق أبسسي
الصلت عن علي بن موسى ،ولذلك قسسال ابسسن السسسمعاني :إن الخلسسل فسسي
روايات علسسي الرضسسا مسسن رواتسسه ،فسسإنه مسسا روى عنسسه إل مسستروك ]النسسساب:
،6/134وانظر :تهذيب التهذيب.[.7/389 :
234
]تقريسسب التهسسذيب: وقال فيه ابن حجر :إنه صدوق والخلل ممسسن روى عنسسه
.[.2/45
ولعل هذا ما أشار إليه شيخ السلم حينما قال" :لم يأخذ عنه أحسسد مسسن
أهل العلم بالحديث شيئًا ،ول روى له حديثا ً في كتب السسسنة ،وإنمسسا يسسروي
له أبو الصلت الهروي وأمثاله نسخا ً عن آبائه فيهسسا مسسن الكسساذيب مسسا نسسزه
الله عنه الصادقين" ]منهاج السسسنة ،2/156 :وفسسي تهسسذيب التهسسذيب ذكسسر أمثلسسة لهسسذه
المنكرات والكاذيب التي يرويها أبو الصسسلت الهسسروي عسسن علسسي الرضسسا )تهسسذيب التهسسذيب:
(389-7/388كحديثهم الذي يقول" :السبت لنا ،والحد لشيعتنا ،والثنين لبني أمية "..إلخ.
)انظر :المصدر السابق (7/388وترويه كتسسب الثنسسي عشسسرية فسسي مصسسادرها المعتمسسدة
عندهم) .انظر :عيون الخبار :ص ،207وسائل الشيعة.[.(8/258 :
وأما من بعد علي الرضا -وهو من يعده الثنا عشرية إمسسامهم الثسسامن -
فلم يؤثر عنهم في كتب السنة من العلم شيء ،وحينما ادعى ابن المطهر
الحلي أن الحسن العسكري )إمامهم الحادي عشر( قد "روت عنه العامسسة
)يعني أهل السنة( كثيرًا"؛ نفى ذلك شيخ السسسلم ابسسن تيميسسة وقسسال :بسسأن
ذلك من الدعاوى المجردة ،والكسساذيب المثبتسسة ،فسسإن العلمسساء المعروفيسسن
ي العسكري ليسسست لهسسم بالرواية الذين كانوا في زمن هذا الحسن بن عل ّ
عنه رواية مشهورة في كتب أهسسل العلسم .وقسال" :بسأن شسسيوخ أهسل كتسسب
السنة )البخاري ومسلم وأبي داود والنسائي وابن ماجه( كسسانوا موجسسودين
في ذلك الزمان وقريبا ً منه مثله وبعده ،وقد جمع الحافظ أبو القاسم ابن
عساكر أسماء شيوخ الكل -يعني شيوخ هؤلء الئمة ،-فليس فسي هسؤلء
الئمة من روى عن الحسن بسن علسي العسسكري مسع ورايتهسم عسن ألسوف
مؤلفة من أهل الحديث ،فكيف يقال :روت عنه العامسسة كسسثيرًا ،وأيسسن هسسذه
الروايات؟" ]منهاج السنة.[.164-2/163 :
وقد رأيت الحافظ ابن حجر في ترجمة الحسن بن علي العسكري يذكر
بأن ابن الجوزي ضعفه في الموضسسوعات ]لسسسان الميسسزان .[.2/240 :فسسانظر
الفرق بين هذا ،وبين من يعد كلمه وحيا ً يوحى.
وقد أثار ابن حزام على الشيعة مسسا ثبسست تاريخيسا ً مسسن أن بعسسض أئمتهسسم
المذكورين مات أبوه وهو ابن ثلث سنوات ،ثم قال" :فنسسسألهم مسسن أيسسن
علم هذا الصغير جميع علومه الشريعة وقد تعذر تعليسسم أبيسسه لسسه لصسسغره؟
دعوا له الوحي فهذه نبسسوة وكفسسر صسسريح ،وهسسم ل يبلغسسون فلم يبق إل أن ي ّ
إلى أن يدعوا له النبوة ،وأن يدعوا له معجزة تصحيح قوله.
دعوا له اللهام فما يعجز فهذه دعوة باطلة ،ماظهر منها قط شيء ،أو ي ّ
أحد عن هذه الدعوى" ]الفصل.[.4/172 :
وكأن ابن حزم يتنبأ بما ستضيفه الشيعة ،أو هو يكشف شسسيئا ً يتسسسترون
عليه ،فقد قالوا باللهام والوحي للمام -كما سلف -وجاء في روايتهم ما
يؤكد القول بإمامة الطفسال ،ففسي أصسول الكسافي "عسن ابسن بزيسع قسال:
سألته يعني أبا جعفر -رضي الله عنه -عن شيء من أمر المام ،فقلسست:
يكون ابن أقل من سبع سنين؟ فقال :نعم ،وأقل من خمس سنين" ]أصول
الكافي ،384-1/383 :بحار النوار.[.25/103 :
235
]بحسسار النسسوار:وقسسالوا بسسأن الجسسواد كسسان إمامسا ً وهسسو ابسسن خمسسس سسسنوات
،[.25/103وقد مضى احتجاجهم بروايات منسوبة لمنتظرهم وهو ابن ليلسسة
واحدة.
ويكفي مجرد تصور هذا لمعرفسسة مسسدى بطلن روايسساتهم السستي ينسسسبونها
للئمة ،إذ قد علم بنص القرآن والسنة المتسسواترة وإجمسساع المسسة ،أن مثسسل
هذا يجب أن يكسسون تحسست وليسسة غيسسره فسسي نفسسسه ومسساله ،فتكسسون نفسسسه
محضونة ومكفولة لمن يستحق كفالته الشرعية ،وهو قبل السسسبع ل يسسؤمر
بالصلة ،فإذا بلغ السبع أمر بها ..فكيف يكسسون مثسسل هسسذا إمام سا ً معصسسومًا،
قوله قول الله ورسوله؟ ،وهل يؤمن بهذا إل من أعمى الله قلبه..
ولذلك اعترفت كتب الفرق عند الشيعة ،بأن طوائف من الشيعة أنكروا
إمامة الجواد لستصغارهم لسنه ،وقالوا :ل يجوز المام إل بالغًا ،ولسسو جسساز
أن يأمر الله عز وجل بطاعة غير بالغ لجاز أن يكلف الله غيسر بسالغ ،فكمسا
ل يعقل أن يحتمل التكليف غير بالغ فكسسذلك ل يفهسسم القضسساء بيسسن النسساس
دقيقه وجليله وغامض الحكام وشرائع الدين ،وجميسع مسا أتسسى بسه النسسبي -
صلى الله عليه وآله ،-وما تحتاج إليه المة إلى يوم القيامة من أمر دينهسسا
ودنياها طفل غير بالغ ]النوبختي /فرق الشيعة :ص ،88-87القمي /المقالت والفرق
ص .[.95
وقد أدى بهم القول بإمامة طفل في حكم الحضانة ..إلسسى قبسسول روايسسة
الكسسذابين السسذين نسسسبوا لبعسسض الئمسسة أقسسوال ً لسسم تصسسدر منهسسم ،لنهسسم لسسم
يدركوهم إل في مرحلة الطفولة.
قال الممقاني في ترجمة المعلسى بسن خنيسس" :إن المعلسى قتسل لربسع
وثلثين ومائة ،والكاظم طفل لنه ولد سنة 28أو 29ومائة ،فعمسسره عنسسد
قتل المعلى ست أو سسسبع سسسنين" ]تنقيسسح المقسسال للممقسساتي ،ترجمسسة المعلسسى.[.
ولكنه يروي عن الكاظم والشيعة تقبل روايته .يقول الممقاني في تسسوجيه
ذلك" :وفيه أن صغرهم ل يمنع من علمهم بالحكسسام ،أل تسسرى إلسسى إمامسسة
الجواد وهو صغير فيمكن أن يكون المعلى سأل الكاظم وهو صغير فروى
عنه" ]تنقيح المقال للممقاتي ،ترجمة المعلى.[.
ثم إنهم فيما ينقلونه عن بعض علماء أهل البيت ل ينظرون في السسسناد
إليهم هل ثبت النقل إليهسسم أم ل ،فسسإنهم ل معرفسسة لهسسم بصسسناعة الحسسديث
والسسسناد ]منهسساج السسسنة [.3/246 :فهسم فسي حقيقسة المسر "ليسسس لهسسم أئمسة
يباشسسرونهم بالخطسساب إل شسسيوخهم السسذين يسسأكلون أمسسوالهم بالباطسسل
ويصدونهم عن سبيل اللسسه" ]منهسساج السسسنة ،2/134 :المنتقسسى :ص ،[.163ولهسسذا
وجدوا كتبا ً منسوبة لوائلهم ،مقطوعة السناد ،بسسسبب الخسسوف مسسن دولسسة
الخلفة السلمية -كما يقولون -وقيل لهم اعملوا بها فإنها صادقة -كمسسا
مر .-
وكان شيوخهم يقبلون بما جاء فسسي هسسذه الكتسسب بل تمحيسسص ..حسستى إذا
جاء القرن السابع بدأ ابن المطهسسر بتقسسسيم الحسسديث عنسسدهم إلسسى صسسحيح
وغيسسره .وفسسي القسسرن ألسسف أول كتسساب عنسسدهم فسسي مصسسطلح الحسسديث..
وخالفهم في ذلك طائفة منهم وهم الخبارون ،الذين رفضوا ذلسك وقسالوا:
236
إنه مجرد محاكسساة وتقليسسد لهسسل السسسنة ..وفضسسحوا أمسسر الشسسيعة فسسي هسسذا
الباب.
وقد شهد طائفة من أعلم المسسسلمين بسسأن صسسناعة الكسسذب رائجسسة فسسي
الوساط الشيعية ،وأنهم يرون ذلك من الدين بحكم عقيسسدة التقيسسة -كمسسا
سلف الشارة إلى ذلك ]ص (362) :هامش ) ،(3وانظر :فصل التقية ،-[.وقسسد بلسسغ
التعصب المذهبي مداه حينما قبلسسوا روايسسات الكسسذابين ،ومسسن أنكسسر إمامسسة
بعض الئمة ..لمجرد النتساب للتشيع ،وردوا روايات الصحابة الذين أثنسسى
الله عليهم ورسوله..
وكانت مقاييسهم في توثيق الرجال فسي غايسة العجسب؛ فمسن زعسم أنسه
رأى المنتظر ،أو أكثر من الفتراء على أهسسل السسبيت ]لنهسسم رووا عسسن أئمتهسسم:
"اعرفوا منازل الناس على قدر روايتهم عنا") .أصول الكسسافي .[.(1/50 :أو زعسم أنهسسم
ضمنوا له الجنة ]ضمان المام الجنة لحد رواتهسم مسن أعلسى درجسات التوثيسق) .انظسر:
وسائل الشيعة 20/118 :رقم ) ،(20رجال الكشي :ص 381رقسسم ) ،(714ص 567رقسسم
) ،(1073رجال الحلي :ص .(158 ،98
ومن نماذج هذه التوثيقات ما جاء فسسي ترجمسسة إبراهيسسم بسسن أبسسي محمسسود والسسذي قسسال عنسه
الكشي بأنه" :روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى مسائل موسى -رضي الله عنه ) -يعني
موسى الكاظم( قدر خمس وعشرين ورقة ،وعاش بعد الرضا".
جاء فيها النص التالي الذي يدل علسسى توثيسسق الرجسسل بزعمهسسم" :روى الكشسسي يسسسنده عسسن
إبراهيم ابن أبي محمود ،قال :دخلت على أبي جعفر -إلى أن قال -فقلسست :جعلسست فسسداك
تضمن لي عن ربك أن تسسدخلني الجنسسة؟ قسسال :نعسسم ،قسسال :فأخسسذت رجلسسه فقبلتهسسا" )رجسسال
الكشي :ص .(567
ً
ولشك بأن من يعتقد في الئمة هذا العتقاد فليس من السلم في شيء ،فضل عن أن
يؤخذ من ذلك توثيق للرجل ،وقد أفتى جعفر الصادق بكفر من اعتقسد منهسم ذلسك) .انظسر:
ميزان العتدال .[.(70-1/69 :أو أنه كان يغلو فيهم ]في رجال الحلسسي ،وفسسي ترجمسسة
رجل من رواتهم يدعى واصل ،استدل على وثاقته بما رواه الكشي قسسال" :حسسدثني واصسسل،
قال :طليت أبا الحسن -رضي الله عنه – بالنورة ،فسددت مخرج المسساء مسسن الحمسسام إلسسى
البئر ،ثم جمعت ذلك الماء ،وتلك النورة ،وذلك الشعر فشربته كلسسه") .رجسسال الكشسسي :ص
.(614قال ابن المطهر :وهذا يدل على علو اعتقسساده ،والسسسند صسسحيح )رجسسال الحلسسي :ص
.[.(178-177هو الثقة المأمون.
فكيف يجعل الكذب أصل ً للتوثيق والتعسسديل ..وإذا تسسدبرت رجسسال السسسند
على ضوء كتب الرجال عندهم رأيت أن كبارهم ،والمكسسثرين مسسن الروايسسة
عندهم قد نالوا من ذم الئمة ،وحسساق بهسسم لعنهسسم ،وكسسان الئمسسة يتسسبرؤون
منهم ويكذبونهم ..وقد نقلت ذلك كتب الشيعة نفسها ]انظسسر مسسا سسسبق :ص )
.[.(374
ولكن شيوخ الشيعة أعرضسسوا عسسن وصسسايا الئمسسة وأقسسوالهم بل مسسبرر إل
هى..
دعوى التقية التي هي في مثل هذا المقام كنسيج العنكبوت أو أوْ َ
ومن بعد السند ..المتن ..فكثير من متون هذه الروايات كمسسا رأينسسا فسسي
أبواب هذه الرسالة وفصولها ..وكما يظهر ذلك لمن راجع أصول الكسسافي،
أو البحار ،أو تفسير القمي ،والعياشي ،أو رجال الكشي -كثير من متونهسسا
هي معسسروف كسسذبها مسن السسسلم بالضسسرورة ،لنهسا تنسسال مسن كتسساب ربنسسا،
237
وتحسسارب سسسنة نبينسسا ،وتكفسسر خيسسر القسسرون ومسسن تبعهسسم بإحسسسان ،وتقسسول
بعقائدنا ليس لها في كتاب الله برهان..
فيكفي في الحكم على أحاديثهم؛ النظر فسسي متونهسسا "وكسسل متسسن يبسساين
المعقول ،أو يخالف المنقول ،أو يناقض الصول فسساعلم أنسسه موضسسوع ]ابسسن
الجوزي /الموضوعات [.1/106 :على الرسول".
الفصل الثالث
عقيدتهم في الجماع:
الجماع من أصول أهل السنة ،وهو الصل الثسسالث بعسسد الكتابسسة والسسسنة
الذي يعتمد عليه في العلم والدين ]انظر :مجمسسوع فتسساوى شسسيخ السسسلم،3/157 :
وراجسسع فسسي هسذا :المسسدي /الحكسسام فسسي أصسسول الحكسسام ،1/200 :الغزالسسي /المستصسسفى:
1/173وما بعدها ،وانظر :الرسالة للشافعي :ص 403رقم ،1105وص 471وما بعسسدها،
ابن عبد البر /التمهيد ،[.4/267 :ولذا قال شيخ السلم ابن تيميسسة" :فمسسن قسسال
بالكتاب والسنة والجماع كان من أهل السنة والجماعة" ]مجموع فتاوى شيخ
السلم.[.3/346 :
وأهل السنة ي َزُِنون بهذه الصول الثلثة جميع ما عليه الناس من أقسسوال
وأعمال ..مما تعلق بالدين ]المصدر السابق ،[.3/157 :وسموا أهسسل الجماعسسة،
لن الجماعة هي الجتماع وضدها الفرقة ]وإن كان لفظ الجماعة قد صسسار اسسسما ً
لنفس القوم المجتمعين )انظر :المصدر السابق .[.(3/157 :والجماع السسذي ينضسسبط
هو ما كان عليه السلف الصالح ،إذ بعدهم كسسثر الختلف وانتشسسرت المسسة
]المصدر السابق.[.3/157 :
والشيعة ل ترى إجماع الصحابة والسلف أو إجمساع المسة إجماعسًا ،ولهسا
في هذا الباب عقائد مخالفة نذكرها فيما يلي:
ل :الحجة في قول المام ل في الجماع: أو ً
نقلت كتب الصول عند أهل السنة أن الشيعة تقول" :إن الجماع حجسسة
ل لكونه إجماعًا ،بل لشتماله على قول المام المعصوم ،وقوله بسسانفراده
عندهم حجة" ]السنوي /نهاية السول.[.3/247 :
ونسسستطلع فيمسسا يلسسي رأي الشسسيعة مسسن مصسسادرها ،يقسسول ابسسن المطهسسر
الحلي" :الجماع إنما هو حجة عندنا لشتماله على قسسول المعصسسوم ،فكسسل
جماعة كثرت أو قلت كان قول المام في جملة أقوالهسسا ،فإجماعهسسا حجسسة
لجله ل لجل الجماع" ]ابن المطهر /تهذيب الوصول إلى علسسم الصسسول :ص ،70ط:
طهسسران 1308هسسس .[.وبمثل هسذا قسال عسدد مسن شسيوخهم ]انظسسر :المفيسسد /أوائل
المقالت ص ،100-99قوامع الفضول ص ،305حسين معتسسوق /المرجعيسسة الدينيسسة العليسسا
ص ،16وراجع كتب الصول عندهم عامة.[.
إذن الجمسساع ليسسس حجسسة عنسسدهم بسسدون وجسسود المسسام السسذي يعتقسسدون
عصمته ،فمدار حجية الجماع هو على قوله ل علسسى نفسسس الجمسساع ،فهسسم
في الحقيقة لم يقولوا بحجة الجماع ،وإنما قالوا بحجيسسة قسسول المعصسسوم،
ودعواهم الحتجاج بالجماع تسسسمية ل مسسسمى لهسسا ،فقسسول ابسسن المطهسسر:
"الجماع حجة عندنا" من لغو القول؛ إذ الصسسل أن يقسسول :الجمسساع ليسسس
238
بحجة عندنا ،لن الحجة في قول المام المعصسسوم ..لن هسسذا هسسو مقتضسسى
مذهبهم ،فهم جعلوا المام بمثابة النبي أو أعظم؛ فهو عنسسدهم ينكسست فسسي
أذنه ،ويأتيه الملك ،بل يرى خلقا ً أعظم من جبرائيل وميكائيل ،إلى آخر ما
فصلنا القسسول فيسسه عنهسسم فسسي معتقسسدهم فسسي السسسنة ،فهسسم ليسسسوا بحاجسة
للجمساع والمسام حاضسر بينهسم ،كمسا أن الصسحابة ليسسوا بحاجسة للجمساع
والرسول حاضر بينهم.
فعندهم في كسسل عصسسر نسسبي يسسسمى المسسام ،والحجسسة فسسي قسسوله ل فسسي
الجماع ،ولهذا قالوا" :ونحن لما ثبت عندنا بالدلة العقلية والنقلية كما هو
مستقصى في كتب أصحابنا المامية أن زمان التكليف ل يخلسسو مسسن إمسسام
معصوم حافظ للشرع يجب الرجوع إلى قوله فيه ،فمسستى اجتمعسست المسسة
على قول كان داخل ً في جملتها لنه سيدها ،والخطسسأ مسسأمون علسسى قسسوله،
فيكون ذلك الجماع حجة .فحجية الجماع عندنا إنما هو باعتبار كشفه عن
الحجة التي هي قول المعصوم" ]النحاريري /معالم الدين :ص .[.406
والرض ل تخلو من إمام ،لنه -كمسسا يزعمسسون " -لسسو خلسست الرض مسسن
إمام لساخت" ]أصول الكسسافي ،[.1/179 :ومعنى هسسذا اسسستمرار تعطيسسل مبسسدأ
الجماع.
وأنت إذا تأملت أقوالهم في الجماع ل تكسساد تلمسسس فرق سا ً بيسسن مفهسسوم
السسسنة عنسسدهم ،والجمسساع إل بسساللفظ فقسسط؛ لن السسسنة قسسول المعصسسوم،
والجماع المعتبر عندهم هو الكاشف عن قول المعصوم .ولسسك أن تعجسسب
لماذا يعدون الجمسساع أصسل ً يقررونسسه فسسي كتبهسسم الصسسولية .وهسسو اسسسم بل
مسمى حتى قرروا بأنه ل عبرة بأقوال ففقهائهم ولو بلغوا المسسائة ،قسسالوا:
"أما الجماع فعندنا هو حجة بانضمام المعصوم ،فلو خل المائة من فقهائنا
عن قوله لما كان حجة ،ولو كان في اثنين لكسسان قولهمسسا حجسسة ،ل باعتبسسار
اتفاقهما بل باعتبار قوله" ]معالم الدين :ص .[.405
فمعنى هذا أن الجماع لغو ل فائدة فسسي القسسول فيسسه أصس ً
ل ،وإنمسسا نهايسسة
أمرهم أنهم سموا السنة باسم الجماع.
ويبدو أن هذا العتراض أثير على الشيعة في عصور متقدمة ،فقسسد نقسسل
بعض شيوخ الشيعة عن الشريف المرتضسسى أنسسه قسسال" :إننسسا لسسسنا بسسادئين
بالحكم بحجية الجماع حتى يرد كسونه لغسوًا ،وإنمسا بسدأ بسذلك المخسالفون،
وعرضوه علينا ،فلم نجد بدا ً من مسسوافقتهم عليسسه ..فوافقنسساهم فسسي أصسسل
الحكسم لكسونه حقسا ً فسي نفسسه ،وإن خالفنساهم فسي علتسه ودليلسه" ]قوامسسع
الفضول :ص .[.305أي :إنهم قلدوا لمجرد التقليد والمحاكاة.
وقال صاحب قوامع الفضول أيضًا" :تنعدم فائدة الجماع لسسو علسسم حسسال
شخص المام خروجا ً أو دخول ً ]يعني خروجا ً من الجمسساع أو دخسسول ً فيسسه [.أو حال
قوله تقية أو نحوها ،لكن الذي يسهل الخطسسب هسسو أن عقسسد بسساب الجمسساع
منهم دوننا كي يتجه علينا ذلك" ]قوامع الفضول :ص .[.305
ل ،فلمسساذا تجسسارونهم وعقيسسدتكم فسسي ومادام أهل السنة اعتبروا هذا أصس ً
ل؟!المام تناقض القول به أص ً
239
ويقول محمد رضا المظفر" :إن الجماع ل قيمة علمية له عند الماميسسة
ما لم يكشف عن قول المعصوم ..فإذا كشف على نحو القطع عسسن قسسوله
فالحجة في الحقيقة هو المنكشف ل الكاشف ،فيسدخل حينئذ فسي السسنة،
ول يكون دليل ً مستقل ً في مقابلها" ]المظفر /أصول الفقه .[.3/92
ويقول رضا الصسسدر" :وأمسسا الجمسساع عنسسدنا -معاشسسر الماميسسة -فليسسس
بحجة مسسستقلة تجسساه السسسنة ،بسسل يعسسد حاكيسا ً لهسسا ،إذ منسسه يستكشسسف رأي
المعصومين عليهم السلم" ]رضا الصدر /الجتهاد والتقليد :ص .[.17
ويذكر شيخهم محمد جواد مغنية )وهسسو مسسن شسسيخهم المعاصسسرين(" :أن
ثمة تباينا ً بين موقف متقدمي الشيعة وبين موقف متسسأخريهم فسسي مسسسألة
الجماع ،حيث اتفق المتقدمون )مسسن الشسسيعة( علسسى أن مصسسادر التشسسريع
أربعسسة :الكتسساب ،والسسسنة ،والجمسساع ،والعقسسل ،وغسسالوا فسسي العتمسساد علسسى
الجماع حتى كادوا يجعلونه دليل ً على كل أصل وكل فرع ،وعد المتأخرون
لفظ الجماع مع هذه المصادر ولكنهم أهملسسوه ،بسسل لسسم يعتمسسدوا عليسسه إل
منضما ً مع دليل آخر في أصل معتبر" ]مغنية /أصول الفقسسه للشسسيعة الماميسسة بيسسن
القديم والحسسديث /بحسسث بمجلسسة رسسسالة السسسلم ،السسسنة الثانيسسة ،العسسدد الثسسالث :ص -284
.[.286ولكن هذا الكلم ليسسس علسسى إطلقسسه ،إذ مسسن المتسسأخرين مسسن يعسسد
ل" ]فقد ذهب شيخهم الشعراني والسسذي وصسسفوه بالعسسالم المتبحسسر الجماع دليل ً مستق ً
ل") .الشعراني /تعسساليق علميسسة "علسسى شسسرح إلى القول "بحجية الجماع ،وكونه دليل ً مستق ً
جامع للمازندراني".(2/414 :
إذن ما يقول مغنيسسة غيسسر مسسسلم ،لكسسن الخلف -فيمسسا ألحسسظ -دائر فسسي هسسذا الصسسل بيسسن
الصوليين والخباريين ،فنجد الحر العساملي – وهسو مسن الخبساريين -يسرى أن "كسل مسا هسو
مذكور في هذا البحث في كتب الصول فهو من العامة )يعني أهسسل السسسنة( ل دليسسل عليسسه،
ل" )الفصول المهمة :ص .(214 ول وجه له أص ً
وبإزاء ذلك فإن الصوليين من الشيعة قد بحثوا هذا "الصل" وقرروا القسسول بسسه فسسي كتسسب
أصول الفقه عندهم ،وإن كان مذهبهم في المام ل يستجيب للقول به.
يقسسول شسسيخهم المعاصسسر -الشسسعراني -فسسي التأكيسسد علسسى القسسول بهسسذا الصسسل" :روى
الطبرسي في الحتجاج عن أبي الحسن علي بن محمد العسكري في حديث طويسسل قسسال:
"اجتمعت المة قاطبة ل اختلف بينهم في ذلك على أن القرآن حق ل ريب فيه عند جميسسع
فرقها ،فهم في حالة الجتماع عليه مصيبون ،وعلى تصديق ما أنسسزل اللسسه مهتسسدون؛ لقسسول
النبي صلى الله عليه وسلم :ل تجتمع أمتي على الضللة ."..قال الشعراني :وهو يدل على
ل ،وإمكان العلم به ،وتصديق لصحة الحديث المشسسهور "ل حجية الجماع ،وكونه دليل ً مستق ً
تجتمع أمتي على ضللة") .الشعراني /تعاليق علمية.[.(2/414 :
هذا وإمامهم انقطع ظهوره منذ القرن الثالث ،فكيف الطريق للوصسسول
لرأيه الكاشف عن حجية الجماع؟
يرى شيخهم الحر العاملي ومن سلك سسسبيله مسسن الخبسساريين أن يتعسسذر
الوصول لرأيه بعد غيبته ،وبالتالي ل يثبت الجمسساع ،لنسسه ل يمكسسن تحصسسيل
العلم بدخوله فيهم ول يظن به بعد غيبته ،فل يدرى في البر أم في البحر،
في المغرب أم في المشرق ]عن مقتبس الثر للحائري :ص .[.63بينمسسا يسسذهب
الصوليون إلى ثبوت الجماع ،وإمكانية معرفة رأي المام.
يقول شسسيخهم الهمسسداني فسسي مصسسباح الفقيسسه" :إن المسسدار علسسى حجيسسة
الجماع على ما استقر عليه رأي المتأخرين ليس على اتفاق الكل ،بل ول
240
على اتفاقهم في عصر واحد ،بل على استكشاف رأي المعصسسوم بطريسسق
الحدس ]الحدس في اللغة :الظسن والتخميسن )مختسار الصسحاح مسادة :حسدس( وقسد يسراد
بالحدس المصطلح الفلسفي وهو الدراك المباشر لموضوع التفكير..
من وهو أشبه عندهم بالرؤية المباشرة واللهسسام) .المعجسسم الفلسسسفي :ص .[.(70-69
فتسسوى علمسساء الشسسيعة الحسسافظين للشسسريعة ،وهسسذا ممسسا يختلسسف بسساختلف
الموارد ،فرب مسألة ل يحصل فيها الجسسزم بموافقسسة المسسام ،وإن اتفقسست
فيها آراء جميع العلم ..ورب مسألة يحصل فيها الجزم بالموافقة ولو من
الشهرة" ]مصباح الفقيه :ص ،436الجتهاد والتقليد :ص .[.17
فمن هنا يتبين أن الطريق -عندهم -لكتشاف قول المام هو الحدس،
فانظر كيف يجعلون اكتشاف قول المعصوم بطريق الحسسدس والظسسن هسسو
العمدة ،وإجماع السلف ليسسس بعمسسدة ،إنهسسا مفارقسسات فسسي غايسسة الغرابسسة،
واتفاق جميع أعلمهم ل يحصل به الجزم بموافقة المام ،ومجرد الشسسهرة
يحصل بها الجزم ولو لسسم يحصسسل اتفسساق .إنهسسا مقسساييس مقلوبسسة ،كمسسا أنسسه
اعتراف منهم بأن شيوخهم قد يتفقون على ضللة.
ومع إنكارهم حجية الجماع في الحقيقة ،فقد أثبتوا العمل بقول طائفسسة
مجهولة وترك ما تقوله الطائفة المعروفة ،وهذه من ثمسسار الشسسذوذ ،وقسسد
عللوا لهذا المسلك الشاذ بأن المام مع الطائفة المجهولة.
يقول صاحب معالم الدين" :إذا اختلفت المامية على قولين ،فإن كانت
إحدى الطائفتين معلومة النسب ولم يكن المسسام أحسسدهم كسسان الحسسق مسسع
الطائفة الخرى ،وإن لم تكسسن معلومسسة النسسسب] "..معسسالم السسدين :ص .[.406
حتى اعتبروا وجود هسسذه الطائفسسة المجهولسسة شسسرطا ً لتحقسسق الجمسساع فسسي
عصور الغيبة .قالوا" :الحق امتناع الطلع عادة على حصول الجماع فسسي
زماننا هذا وما ضاهاه من غير جهسسة النقسسل ،إذ ل سسسبيل إلسسى العلسسم بقسسول
المام ،كيف وهو موقوف على وجود المجتهسسدين المجهسسولين ليسسدخل فسسي
جملتهم ويكون قوله رضي الله عنه مستورا ً بيسن أقسسوالهم ،وهسسذا مقطسسوع
بانتفائه ،فكل إجماع يدعى في كلم الصحاب مما يقرب من عصر الشيخ
إلى زماننا ،وليس مستندا ً إلى نقل متواتر وآحاد حيث يعتبر أو مع القرائن
المفيدة للعلم ،فلبد أن يراد به ما ذكره الشهيد من الشهرة" ]معالم الدين:
ص .[.406العمدة عندهم قول الطائفة المجهولة ،وهذا عزيز الوجود ،فمنذ
ما يقارب عصر شيخ طائفة الطوسي لم يطلع علسسى مثسسل هسسذا ،والجمسساع
الموجود هو الجماع المنقول ]الجمسساع فسسي اصسسطلح الثنسسي عشسسرية ينقسسسم إلسسى
قسمين:
-1الجماع المحصل :والمقصود به الجماع الذي يحصسسله الفقيسسه بتتبسسع أقسسوال أهسسل
الفتوى.
-2الجماع المنقول :والمقصود به الجماع الذي لم يحصله الفقيه بنفسسسه وإنمسسا ينقلسسه
له من حصله من الفقهاء سواء أكان النقل به بواسطة أم بوسائط ،ثم النقسسل تسسارة يقسسع
على نحو التواتر ،وهذا حكمه حكم المحصل من جهة الحجية ،وأخرى يقع على نحو خسسبر
الواحد ،وإذا أطلق قول الجماع المنقول في لسان الصوليين فالمراد منه الخيسسر ،وقسسد
وقع الخلف بينهسم فسي حجيتسه )المظفسر /أصسول الفقسه .(3/101 :وقسال العملسي فسي
مقتبس الثر :للجماع في اصطلحات الفقهاء )يعنسسي فقهسساء الجعفريسسة( إطلقسسات منهسسا
يقولون :الجماع :هو القطع برأي المام رضي الله عنه.
241
ومنها الجماع المحصل ،وعلق عليه بقوله :وهو غير حاصل ،ومنها الجماع المنقول بخبر
الواحد وعقب عليه بقسسوله :وهسسو مقبسسول) .مقتبسسس الثسسر .[.(3/62 :وكأنه قبل عصسسر
الشيخ قد وجد مثل هذا الجماع.
وهؤلء الذين يرفضون إجماع الصحابة ،يبحثون عن قول طائفة مجهولة
ليأخذوا به .ثم هم قد أصابوا في عدم العتداد بأقوال شيخهم وإن اتفقت
كلمتهم ،ولكنهم ضلوا في إعراضهم عما أجمع عليه الصحابة والسلف.
وهم في وصولهم إلسسى مسسا يسسسمى "بالجمسساع" عنسسدهم ،يتخبطسسون أيمسسا
تخطب حسستى صسسارت إجماعسساتهم المتعارضسسة كروايسساتهم المتضسساربة السستي
تلحظهسا أثنسساء مراجعتسك لكتساب الستبصسار أو البحسار أو غيرهمسا ،بسل إن
العالم الواحد تتضارب أقواله في دعوى الجماع ،انظر -مثل ً -ابن بسسابويه
القمي صاحب "من ل يحضره الفقيه" أحد الكتب الربعة التي عليها مسسدار
العمل عندهم ،قالوا إنه .." :ليدعي الجماع فسسي مسسسألة ويسسدعي إجماع سا ً
آخر على خلفها وهو كثير" ]جسسامع المقسسال فيمسسا يتعلسسق بسسأحوال الحسسديث والرجسسال/
الطريحي :ص .[.15حتى قال صاحب جامع المقال" :ومن هذه طريقتسسه فسسي
دعوى الجماع كيف يتم العتماد عليسه والوثسوق بنقلسه" ]الموضسسع نفسسسه مسسن
المصدر السابق.[.
بل إنهم يسسدعون الجمسساع فسسي أمسسر ل قسسائل بسسه ،يقسسول شسسيخهم النسسوري
الطبرسي" :ربما يدعي الشيخ والسيد إجماع الماميسسة علسسى أمسسر وإن لسسم
يظهر له قائل" ]فصل الخطاب :ص .[.34كما ذكسسر شسسيخهم الطبرسسسي وأكسسد
على وجود "الجماعات المتعارضة مسسن شسسخص واحسسد ومسسن معاصسسرين أو
متقاربي العصر ،ورجوع المسسدعي عسسن الفتسسوى السستي ادعسسى الجمساع فيهسسا
ودعوى الجماع في مسائل غير معنونسسة )كسسذا( فسسي كلم مسن تقسسدم علسسى
المدعي ،وفي مسائل قد اشتهر خلفها بعد المدعي ،بل في زمانه ،بل ما
قبله" ]الموضع نفسه من المصدر السابق.[.
هذا قول الطبرسي وهو الخبير المتتبسسع لكتبهسسم ،واضسسطر ليكشسسف هسسذا
لنصرة مذهبه الذي ألف فصل الخطاب مسسن أجلسسه ،ويسسرد دعسسوى الجمسساع
علسسى خلفسسه فاسسستفدنا مسسن هسسذا العسستراف غيسسر المقصسسود لسسذاته لنسسبين
اضطرابهم في هذا الصل ،واضطرابهم في تحديده وفي تطبيقه.
ثم إنهم -وهم يقولون بأن الجماع وهو ما يكشف عن قول المعصوم -
ل يطبقون هذا ،بل يتتبعون اتفاق أصحابهم ل قول معصومهم .ولهذا قسسال
صاحب معالم الدين حينما ذكر ما قاله أحد كبار شيوخهم مسسن أن العمسسدة
هو كلم المعصسسوم ل اتفسساق الفقهسساء بسسدونه ،فقسسال" :والعجسسب مسسن غفلسسة
الصحاب عن هذا الصل وتساهلهم في دعوى الجماع عند احتجسساجهم بسسه
للمسسسائل الفقهيسسة ،حسستى جعلسسوه عبسسارة عسسن مجسسرد اتفسساق الجماعسسة مسسن
الصحاب فعدلوا به عن معناه الذي جرى عليه الصطلح مسسن غيسسر قرينسسة
جلية ،ول دليل على الحجية معتدا ً – كذا -به" ]معالم الدين :ص .[.406-405
فهم ل يقولون بالجماع على الحقيقية ،ومسسع ذلسسك يجعلسسونه مسسن أصسسول
أدلتهم ،ويتناقضون في دعواه وتطبيقه أيما تناقض .والتناقض فسسي القسسول
دليل بطلنه.
242
وحتى يتجلى لك الفرق جليا ً بين مذهب أهل السسسنة فسسي القسسول بحجيسسة
الجماع ،وبين مذهب الشيعة في ذلك ،فلك أن تتصسسور أنسسه لسسو صسسدر مسسن
إمامهم محمد الجواد ،والذي قالوا بإمامته وهسو ابسن خمسس سسنين ]انظسسر:
بحار النسسوار ،[.25/103 :لو صدر منسسه وهسسو فسسي هسسذا العمسسر قسسول أو رأي ،أو
نسب إليه عن طريق جماعة مسسن الروافسسض أنسسه يقسسول فسسي أمسسر شسسرعي
بحكم ،أو قول ،وخالفته في ذلك المة السلمية جمعيًا ،فإن الحاجسسة فسسي
رأيه ل في إجماع المة" ]وقد جاء في أصول الكافي القول بإمامة المسسام ،ولسسو كسسان
عمره ثلث سنين.
انظسسر )أصسسول الكسسافي ،كتسساب الحجسسة ،بسساب الشسسارة والنسسص علسسى أبسسي جعفسسر الثسساني:
،(1/321وانظر) :المفيد /الرشسساد ص ،298الطبرسسسي /أعلم السسورى :ص .331وفيهمسسا
"ولو كان ابن أقل من ثلث سنين" ،وبحار النوار.[.(103-25/102 :
ولو أثر عن منتظرهم الذي قال التاريخ بأنه ل وجود لسسه -كمسسا سسسيأتي -
قول ،ولو عسن طريسق حكايسات الرقساع ،وخسالفه فسي هسذا القسول أو ذلسك
الحكم المسلمون جميعًا ،فسسإن القسسول هسسذا المعسسدوم السسذي لسسم يوجسسد ،ول
عبرة بقول المسلمين جميعسًا .قسسال مفيسسدهم فسسي تقريسسر هسسذا" :فلسو قسسال
)يعني المام( قول ً لم يوافقه عليه أحد من النام لكسسان كافي ًسسا فسسي الحجسسة
والبرهان" ]أوائل المقالت :ص .[.100
وهذا مذهب في غاية البطلن ل يحتاج إلى مناقشة.
ولهذا قرر المفيد أن هذا مما شذت بسسه طسسائفته ،فقسسال" :وهسسذا مسسذهب
أهل المامة خاصة ،ويخالفهم فيه المعتزلة والمرجئة والخسسوارج وأصسسحاب
الحديث] "..المصدر السابق ونفس الصفحة.[.
ثنايًا :ما خالف العامة ففيه الرشاد:
الجماع عند جمهور المسلمين ينظر فيه إلى إجماع المسسة ،لن المسسة ل
مققن ل ِ سو َق الّر ُ ق ِ
شا ِ من ي ُ َ و َيمكن أن تجتمع على ضللة .قال تعالىَ } :
وّلىما ت َ َ
ه َول ّ ِ
ن نُ َ
مِني َؤ ِم ْل ال ْ ُسِبي ِ ع َ
غي َْر َ وي َت ّب ِ ْ
دى َ ه ال ْ ُ
ه َ ن لَ ُما ت َب َي ّ َد َ ع ِبَ ْ
را{ ]النساء ،آية ،115 :فمن خرج من إجماع المة صي ً م ِ ت َ
ساءَ ْ و َم َ هن ّ َ
ج َ ه َ صل ِ ِ
ون ُ َْ
ول فقد اتبع غير سبيل المؤمنين )انظر :مجموع فتاوى شيخ السلم .(19/194 :ولسسذلك ع س ّ
المام الشافعي -رحمه الله -في الحتجاج على كون الجماع حجسسة تحسسرم مخسسالفته بهسسذه
الية الكريمة ،وذلك بعد التروي والفكر الطويل ،وهو من أحسن الستنباطات وأقواها ،وإن
كان بعضهم قد استشكل ذلك فاستبعد الدللسسة منهسسا )تفسسسير ابسسن كسسثير .(1/590 :ولشسسيخ
السسسلم تحقيسسق بسسديع حسسول هسسذه اليسسة والجمسساع )انظسسر :مجمسسوع فتسساوى شسسيخ السسسلم:
192 ،179 ،19/178وما بعدها ،وانظر :تفسير القاسمي 5/459 :وما بعدها(.
ن{ هسسذا ملزم للصسسفة الولسسى، مِني َ
ؤ ِ ل ال ْ ُ
م ْ سِبي ِ ع َ
غي َْر َ وي َت ّب ِ ْ
قال المام ابن كثير" :قوله } َ
ولكن قد تكون المخالفة لنص الشارع ،وقد تكون لما اجتمعت عليه المسسة المحمديسسة فيمسسا
علم اتفاقهم عليه تحقيقًا ،فإنه قد ضمنت لهم العصمة في اجتمساعهم مسن الخطسأ تشسريفا ً
لهم وتعظيما ً لنبيهم.
وقد وردت أحاديث صحيحة كثيرة في ذلك ..ومن العلماء من ادعى تواتر معناها".
)تفسير ابن كثير .[.(1/590 :وقال صلى الله عليسسه وسسسلم" :ل تسسزال طائفسسة
من أمتي قائمة بأمر الله ل يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يسسأتي أمسسر
الله وهو ظاهرون على الناس" ]رواه مسسسلم فسسي كتسساب الجهسساد ،بسساب قسسول النسسبي
صلى الله عليسسه وسسسلم" :ل تسزال طائفسسة مسسن أمسستي ظسساهرين علسسى الحسسق ل يضسسرهم مسسن
خالفهم" .2/1524
243
والحديث بهذا المعنى أخرجه -أيضا ً -البخاري في كتاب العتصام بالكتاب والسنة ،باب
قول النبي صلى الله عليه وسلم" :ل تزال طائفة من أمتي ظاهرين علققى الحققق"
.[.8/149
وروي عنه صلى الله عليه وسسسلم عسسدة روايسسات فسسي أن هسسذه المسسة "ل
تجتمع على ضللة" ]قسسال السسسخاوي" :حسسديث مشسسهور المتسسن ذو أسسسانيد كسسثيرة
وشواهد متعددة في المرفوع وغيره )المقاصسسد الحسسسنة ص (460فسسروي عنسسه صسسلى اللسسه
عليه وسلم أنه قال" :إن الله أجاركم من ثلث خلل )ومنها( وأن ل يجتمعوا على
ضللة" رواه أبو داود في سننه) 4/452 :رقم .(4253قسسال الحسسافظ فسسي التلخيسسص :فسسي
إسناده انقطاع ،وقال في موضع آخر :سنده حسن )عون المعبود.(11/326 :
وروى المام أحمد عن أبي بصرة الغفاري رضي الله عنه أن رسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم قال" :سألت الله عز وجققل أن ل يجمققع أمققتي علققى ضققللة فأعطانيهققا"
)المسند (6/396قال الحافظ في التلخيص .." :رجاله ثقات لكن فيه راو لم يسم" )عسسون
المعبود .(11/326:وروى الترمذي عن ابن عمر "أن الله تعققالى ل يجمققع أمققتي -أو
قال :أمة محمد صلى الله عليه وسلم -على ضللة ،ويققد اللققه مققع الجماعققة،
ومن شذ شذ إلى النار" .قال أبو عيسى :حديث غريب من هذا الوجه )سسسنن الترمسسذي
) (4/466رقم .(2167وقال ابن حجر في تخريج المختصر :حديث غريب خرجه أبو نعيسسم
في الحلية ،والللكائي في السنة ورجاله رجال الصحيح لكنه معلوم ،فقد قسسال الحسساكم :لسسو
كان محفوظا ً حكمت بصحته على شرط الصحيح ،لكن اختلف فيه على معتمر بن سسسليمان
على سبعة فذكرها ،وذلك مقتضي للضطراب والمضطرب من أقسام الضعيف )عن فيض
القدير .(2/271ورواه ابن ماجه بلفظ" :إن أمتي ل تجتمع على ضققللة" )سسسنن ابسسن
ماجه -كتاب الفتن -باب السواد العظم ) (2/1303رقم .(3950
وأورده السسسيوطي فسسي الجسسامع ورمسسز لسسه بالصسسحة )فيسسض القسسدير .(2/431 :لكسسن قسسال
السندي" :وفي الزوائد في إسناده أبو خلف العمى ،واسمه حازم بن عطاء وهسسو ضسسعيف"
)حاشسسية السسسندي علسسى سسسنن ابسسن مسساجه ،(2/464 :وقسسال العراقسسي فسسي تخريسسج أحسساديث
البيضاوي" :جاء الحديث بطرق في كلها نظسسر" )المصسسدر السسسابق( .وقسسال ابسسن حجسسر" :لسسه
طرق ل يخلو واحد منها من مقال" )عن فيض القدير (2/200 :وقد أورده أصحاب الصول
محتجين به) .انظر :المستصفى ،1/175 :والحكام للمدي.[.(1/219 :
هذا بالنسبة لجمهور المسلمين ،أما طائفة الشيعة فالنظر عنسسدهم فسسي
الجماع إلى المام ل إلى المة ،والعتبسسار بمسسن دان بإمامسسة الثنسسي عشسسر
بشرط أن يكون من ضمنهم المام ،أو يكون إجمسساعهم كاشسسفا عسسن قسسول
المام -كما قسدمنا -ول يلتفست إلسى اتفساق العلمساء المجتهسدين مسن أمسة
محمد صلى الله عليه وسلم.
بل المر أعظم من عدم اعتبار إجماعهم ،حيث تعدى ذلسسك إلسسى القسسول
بأن مخالفة إجماع المسلمين فيه الرشاد ،وصار مبدأ المخالفسسة أصسل ً مسسن
أصسسول الترجيسسح عنسسدهم ،وأساسسا ً مسسن أسسسس مسسذهبهم ،وجسساءت عنسسدهم
نصوص كثيرة تؤكد هذا المبدأ وتدعو إليه.
ففي أصول الكافي سؤال أحد أئمتهم يقول :إذا " ..وجدنا أحد الخسسبرين
موافقا ً للعامة )يعني أهل السنة( والخر مخالفا ً لهم بسسأي الخسسبرين يؤخسسذ؟
فقال :ما خالف العامة ففيه الرشاد ،فقلت )القسسائل هسسو السسراوي( :جعلسست
فداك ،فإن وافقها الخسسبران جميعسًا؟ قسسال :ينظسسر إلسسى مسسا هسسم إليسسه أميسسل
حكامهم وقضاتها فيترك ويؤخذ بالخر ،قلت :فإن وافق حكامهم الخسسبرين
جميعًا؟ قال :إذا كان ذلك فارجئه حتى تلقسسى إمامسسك ،فسسإن الوقسسوف عنسسد
الشبهات خير من القتحام في الهلكات" ]الكليني /أصول الكسسافي،68-1/67 :
244
ابسسن بسساوبيه القمسسي /مسسن ل يحضسسره الفقيسسه ،3/5 :الطوسسسي /التهسسذيب،6/301 :
الطبرسي /الحتجاج ص ،194الحر العاملي /وسائل الشيعة.[.76-18/75 :
وذكر ثقتهم الكليني أن مسسن وجسسوه التمييسسز عنسسد اختلف روايسساتهم قسسول
إمامهم" :دعوا ما وافق القوم فإن الرشد في خلفهم" ]أصول الكافي /خطبة
الكتاب ص ،8وانظر :وسائل الشيعة.[.18/80 :
وقال أبو عبد اللسسه -كمسسا يفسسترون " :-إذا ورد عليكسسم حسسديثان مختلفسسان
فخذوا بما يخالف القوم" ]وسائل الشيعة.[.18/85 :
وعن الحسن بن الجهم قسسال :قلسست للعبسسد الصسسالح ]هسسذا اللقسسب المسسراد بسسه
المام -[.رضي الله عنه " :-هسسل يسسسعنا فيمسسا ورد علينسسا منكسسم إل التسسسليم
لكم؟ فقال :ل والله ل يسعكم إل التسليم لنا ،فقلت :فيروى عن أبي عبد
الله شيء ،ويروى عنه خلفه فأيهما نأخسذ؟ فقسال :خسذ بمسا خسالف القسوم
)إشارة لهل السنة( وما وافق القوم فاجتنبه" ]وسائل الشيعة.[.18/85 :
ويعللون الخذ بهذا المبدأ بما يرويه أبو بصير عن أبي عبد الله قال" :ما
أنتم والله على شيء ممسسا هسسم فيسسه ،ول هسسم علسسى شسسيء ممسسا أنتسسم فيسسه،
فخالفوهم فما هسسم مسسن الحنيفيسسة علسسى شسسيء" ]الموضسسع نفسسسه مسسن المصسسدر
السابق.[.
ويغرر هؤلء الزنادقة الذين يبغون فسسي المسسة الفرقسسة والخلف ،بسسأولئك
التباع الجهال الذين تعطلت ملكة التفكير عندهم بعدما شسسحنت نفوسسسهم
بما يسمى "محن آل البيت" و"خدرت" عقولهم بما يقسسال لهسسم مسسن ثسسواب
كبير ينتظرهم بمجرد حب آل البيت ،غسسرر هسسؤلء الزنادقسسة بسسأولئك التبسساع
فقالوا :إن الصل في هذا المبدأ "أن عليا ً -رضي الله عنه -لم يكن يدين
الله بدين إل خسسالف – كسسذا -عليسسه المسسة إلسسى غيسسره إرادة لبطسسال أمسسره،
وكانوا يسألون أمير المؤمنين عن الشيء السسذي ل يعلمسسونه ،فسسإذا أفتسساهم
جعلوا له -كذا -من عندهم ليلتبسوا -كذا -على الناس" ]ابسسن بسسابويه /علسسل
الشرائع :ص ،531وسائل الشيعة.[.18/83 :
مع أنهم يقولون بأن عمر كان يستشيره في كل صغيرة وكبيرة ،ويأخسسذ
بقوله ويعمل بفتواه ،وأن الصحابة كانت ترجع إليه فسسي مشسسكلتهم ]انظسسر:
منهسساج السسسنة حيسسث نقسسل كلم ابسسن المطهسسر فسسي ذلسسك ،[.4/160 :وأن عمر قسسال :ل
عشت في أمة لست لها يسسا أبسسا الحسسسن ]منسساقب آل أبسسي طسسالب،493-1/492 :
الصادقي /علي والحاكمون :ص .[.120ل عشت لمعضلة ل يكون لها أبا الحسسسن
]الرشاد للمفيد ص ،98-97مناقب آل أبي طالب.[.1/494 :
ضسساعفسسأي القسسولين نأخسسذ بسسه ونصسسدقه؟ ولكسسن هسسذا هسسو دأب هسسؤلء الو ّ
التناقض ،وهذه ثمار الكذب.
كمسسا يوصسسون أتبسساعهم بالوصسسية التاليسسة والسستي تعمسسق الخلف وتضسسمن
استمراره ،وتكفل لهذه الفئة العزلة عسسن جماعسسة المسسسلمين وإجمسساعهم:
عن علي ابن أسباط قال :قلت للرضا -رضي الله عنه :-يحسسدث المسسر ل
أجد بد ّا ً من معرفتسسه ،وليسسس فسسي البلسسد السسذي أنسسا فيسسه أحسسد أسسستفتيه مسسن
مواليك ،قال :ائت فقيه البلد ،فاستفته عن أمرك ،فإذا أفتاك بشيء فخسسذ
245
بخلفه ،فإن الحق فيه" ]ابسسن بسسابويه /علسسل الشسسرائع :ص ،531الطوسسسي /التهسسذيب:
،6/295وسائل الشيعة ،83-18/82 :وبحار النوار.[.2/233 :
وعلق على هذا النص أحد شيوخهم ،فقال" :من جملة نعماء اللسسه علسسى
هذه الطائفة المحقة أنه خلى بين الشيطان وبين علماء العامسسة ،فأضسسلهم
في جميع المسائل النظرية حتى يكون الخذ بخلفهم ضابطة لنا ،ونظيسسره
ما ورد في حسق النسسساء شساوروهن وخسسالفوهن" ]الحسسر العسساملي :اليقسساظ مسسن
الهجعة ص .[.71-70
هذه النصوص في منتهى الخطورة ،وهسسي مسسن وضسسع زنسسديق ملحسسد أراد
الكيد للمة ودينها ،وأراد أن يفتح للقوم بابا ً واسسعا ً للخسروج مسن السسلم،
حيث يتجهون إلى مخالفة كل أمر مسسن السسدين عليسسه أمسسة السسسلم .وكيسسف
يدعو قوم هذه عقائدهم إلى التقريب؟! وكيف يزعمون إمكانية اللقاء مسسع
أهل السنة الذين يكون الرشد في خلفهم؟!
الجانب النقدي لهذه المقالة:
بالضافة إلى ما ألمحنا إليه في أثناء العرض نوضح هذه المسسسألة أكسسثر،
فسسأقول :أمسسا ثبسسوت حجيسسة الجمسساع ،فقسسد تكفلسست كتسسب الصسسول ببيسسانه،
والستدلل عليه بما يغني ويكفي.
والشيعة تقر بالجماع اسمًا ،وتخالفه في الحقيقة -كما سلف .-
وقد نقل شسسخيهم المعاصسسر مغنيسسة اتفسساق شسسيعته القسسدماء علسسى القسول
بالجماع ،وأن المتأخرين عدوه من أصول أدلتهم ،ولكن لم يعتمسسدوا عليسسه
]انظر :ص ) ،[.(406وهذا يعني أنهم خالفوا الجماع الذي عدوه مسسن أصسسول
أدلتهسسم ،أو أن قسسدماء الشسسيعة قسسد أجمعسسوا علسسى ضسسللة ،أو أن متسسأخريهم
خالفوا الحق الذي أجمع عليه متقدموهم ..والحقيقة أن مآل الجميسسع إلسسى
النكار ،وإن كثر ادعاء بعضهم في هسسذا البسساب لسسسيما فسسي كتسسب الصسسول
عندهم ،ذلك أن دعوى الجماع عند التمحيص مجرد لغو ل حقيقة له.
ولكن بالضافة إلى ذلك ،فإن حيرتهسسم فسسي الوصسسول إلسسى هسسذا الجمسساع
الذي يدعونه برهان جلي يدل على أنهم ليسوا علسسى شسسيء ،ومسسن أوضسسح
المثلة على ذلك اشتراطهم وجود عالم مجهسول النسسب لتحقسق الجمساع
على اعتبار أن يكون هو المام الغائب ،وقد اعتبر شيخ السلم ابن تيميسسة
ذلك من أعظم الجهل ،حيسسث قسسال" :رأيسست فسسي كتسسب شسسيوخهم أنهسسم إذا
اختلفوا في مسألة على قولين ،وكان أحد القولين يعرف قائله ،والخسسر ل
يعرف قائله ،فالصسسواب عنسسدهم القسسول السسذي ل يعسسرف قسسائله .قسسالوا :لن
قائله إذا لم يعرف كسسان مسسن أقسسوال المعصسسوم ،فهسسل هسسذا إل مسسن أعظسسم
الجهل".
وتعجب كيف يجعلسسون عسسدم العلسسم بسسالقول وصسسحته ،دليل ً علسسى صسسحته،
وقال" :من أين يعرف أن القول الخسسر السسذي لسسم يعسسرف قسسائله إنمسسا قسساله
المعصوم؟ ولم ل يجوز أن يكون المعصوم قد وافسسق القسسول السسذي يعسسرف
قائله ،وأن القول الخر قد قاله من ل يدري مسسا يقسسول ،بسسل قسساله شسسيطان
من شياطين الجن والنس؟ فهم أثبتوا الجهل بالجهل ،حيسسث جعلسسوا عسسدم
العلم بالقائل دليل ً على أنه قول المعصوم .وهذه حال من أعرض عن نور
246
السنة التي بعث الله بها رسوله ،فسسإنه يقسسع فسسي ظلمسسات البسسدع ،ظلمسسات
بعضها فوق بعض" ]منهاج السنة.[.266-3/265 :
وقد انتقدهم شيخهم الحر العالي "صاحب الوسائل" على هذا المسسسلك
]لنه من الخبسساريين السسذين ل يقولسسون بسسدليل الجمسساع ،[.فقال" :وقولهم باشسستراط
دخول مجهول النسب فيهم أعجسب وأغسرب ،وأي دليسل دل عليسه؟ وكيسف
يحصل مع ذلك العلم بكونه هو المعصسوم أو الظسسن بسه" ]عسسن مقتبسسس الثسسر:
.[.3/63
وأمر آخر ل يقل عن هذا ،وهسسو كيسسف يجعسسل قسسول طفسسل عمسسره خمسسس
سنين لم يخرج عن طور الحضانة بمنزلة إجماع المة بأسرها ،بل يرفسسض
إجماع المة ويؤخذ بقول صبي أو معدوم؟! هذا في غاية الفساد.
وإذا بحثت عن إجماعهم )السمي( السذي يكشسف عسن رأي المعصسوم -
كما يزعمون -لم تجد إل روايات يعارض بعضها بعضًا ،كما ترى ذلسسك فسسي
روايات التهذيب والستبصسسار .وقسسد صسسرح بسسه شسسيخ الطائفسسة فسسي مقدمسسة
التهذيب ،وذكر أن هذا من أسباب خروج الكسسثير مسسن التشسسيع -كمسسا مسسر –
]انظر :ص ).[.(361
ثم يلحظ أن أهم مسألة عند الشيعة وهسسي مسسسألة المسسام قسسد تضساربت
في تعيينه فرق الشيعة ،واختلفت مسذاهبهم ،واضسطربت اتجاهساتهم حسوله
بشكل كبير ،كما حفلت ببيانه وتفصيله كتب المقالت عند الفريقين ،فأين
تحقق الجماع وأصسسل المسسذهب تنخسسر فيسسه الختلفسسات ،وتسسدور فسسي شسسانه
المنازعات؟
وترى كذلك أن دعوى الجماع عندهم متعارضة متضساربة .ومسا انفسردت
به الشيعة عن الجماعة وادعت الجماع عليه هي أقوال في غايسسة الفسسساد
سواء فسي الصسول أو الفسروع ،كإيمسانهم بسذلك المنتظسر السذي لسم يولسد،
ومبالغاتهم في أوصسساف المسسام ومعجزاتسسه ،وإلسسى آخسسر مسا شسسذوا بسه ممسسا
سيأتي بسطه وبيانه .بسسل قسسال شسسيخ السسسلم ابسسن تيميسسة -رحمسسه اللسسه :-
"الشيعة ليس لهم قول واحد يتفقون عليه" ]منهاج السنة.[.2/129 :
وهذا حق اعترفت به الشيعة نفسها ،حيث جاء في أصول الكافي" :عن
زرارة بن أعين عن أبي جعفر -رضي الله عنه -قال :سألته عسسن مسسسألة
فأجابني ،ثم جاءه رجل فسأله عنها ،فأجابه بخلف مسسا أجسسابني ،ثسسم جسساءه
رجل آخر فأجابه بخلف ما أجسابني وأجساب صساحبي ،فلمسا خسرج السرجلن
قلت :يا ابن رسول الله ،رجلن من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألن
فأجبت كل واحد منهما بغير ما أجبت به صاحبه؟ فقال :يسسا زرارة ،إن هسسذا
خير لنا ولكم ،ولو اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم النسساس علينسسا ،ولكسسان
ل لبقائنا وبقائكم" ]أصول الكافي.[.1/65 : أق ّ
فهذا يؤكد أن من أصول مذهبهم بحكسسم عقيسسدة التقيسسة اختلف أقسسوالهم
وتباين آرائهم ،حسستى ل يقسسف -بزعمهسسم -العسسداء علسسى حقيقسسة مسسذهبهم،
فكان من أثر ذلك أن ضاع المذهب ،ولم يعرف حقيقة رأي الئمة ،فكيسسف
يمكسسن تحقسسق الجمسساع علسسى قسسول أو حكسسم فسسي ظسسل هسسذا الختلف
والضطراب؟!
247
والمام أبو جعفر بريء من هذا ،لكن هذا من اخسستراع الزنادقسسة حسستى ل
يعرف الشيعة رأي أبي جعفر وغيسسره مسسن علمسساء آل السسبيت ليتسسسنى لهسسم
نشر كفرهم وغلوهم ،وكلما كذب هذا الغلو أئمسسة أهسسل السسبيت قسسالوا :هسسذا
تقية.
قال علمة الهند صاحب التحفة الثني عشرية :وأمسسا الجمسساع فسسدعواهم
أنه من أدلتهسسم باطسسل ،لنسسه كسسونه حجسسة ليسسس بالصسسالة ،بسسل لكسسون قسسول
المعصوم في ضمنه ،فمسسدار حجيتسسه علسسى قسسول المعصسسوم ل علسسى نفسسس
الجماع.
وهم ينازعون في ثبوت عصمة المام ،كما ينازعون فسسي تعيينسسه .وأيض سا ً
إجماع الصدر الول -يعني قبل حسسدوث الختلف فسسي المسسة -غيسسر معتسسبر
عندهم ،لنهم أجمعوا على خلفسسة أبسسي بكسسر وعمسسر ..ومنسسع ميسسراث النسسبي
صلى الله عليه وسلم وحرمة المتعة ،وهذا باطل فسسي نظرهسسم ،فسسإذا كسسان
هذا الجماع غير معتبر عندهم فبعد حسسدوث الختلف فسسي المسسة وتفرقهسسم
بفسسرق مختلفسسة كيسسف يتصسسور الجمسساع ،ولسسسيما فسسي المسسسائل الخلفيسسة
المحتاجة إلى الستدلل وإقامة الحجة القاطعة.
ثم أشار صاحب التحفة إلى صور من التناقض عندهم ،حيث إن بعضسسهم
نقل إجماع فرقتهم على أمر وكذبهم وأنكر عليهسسم بسسذلك الخسسرون منهسسم.
وأن شيخهم )الشسسهيد الثسساني( وهسسو مسسن أجلسسة علمسسائهم قسسد أفسسرد فصسل ً
مستقل في أن شيخ الطائفة قد ادعى في مواضع إجماع الفرقسسة مسسع أنسسه
قال هو بخلفه في مواضع أخر ]جمع شيخهم زين الدين العسساملي ،الملقسسب عنسسدهم
بالشهيد الثاني أربعين مسألة ادعى فيها شيخ الطائفة الطوسي الجماع ،وقد خالف أكثرها
في موارد أخرى ،كما أن بعض شيوخهم يسسدعي الجمسساع فيمسسا يتفسسرد بسسه ،وعلسسل شسسيوخهم
المجلسي لهذه الظاهرة عندهم بقوله :إنهم لما رجعوا إلى الفروع ونسوا ما أسسسسوه فسسي
الصول ،فادعوا الجماع في أكثر المسائل سسسواء أهسسر فيهسسا الخلف أم ل ،وافسسق الروايسسات
المنقولة أم ل.
)انظر :الشيعة في الميزان :ص .(323
وقد ل يكون مرد ذلك النسيان كما يقسسول المجلسسسي ،بسسل سسسبب ذلسسك أن كتسسب الفسسروع
عنسسدهم منقولسسة فسسي الغسسالب مسسن كتسسب أهسسل السسسنة ،فانفصسسلت عسسن آرائهسسم فسسي مسسسائل
المامة .[.ثم نقل صاحب التحفة نص كلمه ]انظر :التحفة الثني عشرية -الورقسسة
) 118مخطوط( ،ومختصر التحفة ص .[.51
وأقول :إن مذهبهم بأن الجماع حجة من جهة كشفه عن رأي المعصوم
فقط ل من جهة أن المة ل تجتمع على ضللة ،كما عليه أهل السنة ،فوق
أن هذا إنكار للجماع على الحقيقة ،فإن في ذلك مخالفة للحديث الثسسابت
عندهم وهو" :ل تجتمع أمتي على ضللة" ]انظر :الشعراني /تعاليق علمية
)على شرح الكافي للمازنسسدراني( .[.2/414 :كما أن هسسذا الحسسديث أيضسا ً ورد مسسن
طرق أهل السنة كما سبق تخريجه" ]انظر :ص ) (412من هذه الرسالة.[.
فلماذا ل يؤخذ بهذا النص الذي يسسستدل بسسه كسسل الفريقيسسن ،وليسسس ذلسسك
فحسب بل قد ورد أيضا ً في الحتجاج -وهو من كتبهم المعتمدة كما قسسرر
ذلك المجلسي وغيره -رواية عن أبي الحسن علي بن محمد العسكري -
رضي الله عنه -في حديث طويل قال" :واجتمعت المة قاطبة ل اختلف
248
بينهم في ذلك على أن القرآن حق ل ريب فيه عند جميع فرقها ،فهم فسسي
حالة الجتماع عليه مصيبون وعلى تصسديق مسا أنسزل اللسه مهتسدون لقسول
النبي صلى الله عليه وسلم" :ل تجتمع أمتي علققى الضققللة" فسسأخبر
أن ما أجمعت عليه المة ،ولم يخالف بعضها بعضا ً هو الحسسق ،فهسسذا معنسسى
الحديث ،ل ما تأوله الجساهلون ،ول مسا قساله المعانسدون مسن إبطسال حكسسم
الكتسساب ،واتبسساع حكسسم الحسساديث المسسزورة ،والروايسسات المزخرفسسة ،واتبسساع
الهسسواء المرديسسة المهلكسسة السستي تخسسالف نسسص الكتسساب ،وتحقيسسق اليسسات
الواضحات النيرات] "..بحار النوار.[.2/225 :
فأنت ترى في هذا النص إمامهم لم يقسسل :انظسسروا إلسسى مسسا اتفسسق عليسسه
الجماعة التي فيهسسا المعصسسوم ،ودعسسوا رأي الجماعسسة الخسسرى ،ولسسم يقسسل:
ابحثوا عن الجماعة أو الشخص المجهول النسب ،فقد يكون المنتظر مسسن
ضمن تلك الجماعة ،أو يكون هو نفسا المجهول النسب ،بل قال :بسسأن مسسا
أجتمعت عليه المة ولم يخالف بعضها بعضسا ً هسسو الحسسق ،وبيسسن أن أسسساس
إصابة الحق هو العتماد على الكتاب والسنة ،وأن إصابة الحق فسسي حالسسة
الجماع محققة لقول النبي صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم" :ل تجتمع أمققتي
على ضللة" وهذا الحديث هو أحد حجج جمهسسور المسسسلمين فسسي إثبسسات
حجية الجماع.
وحذر من اتباع غير ذلك من الروايات المكذوبة.
فلماذا تشذ هذه الطائفة ،وتأخذ بتلسسك الروايسسات المكذوبسسة ،وتسسدع قسسول
إمامهم ،وتفارق المة ،وتنبذ إجماعها ،وتأخذ برأي طفل صغير أو معسسدوم،
وتدع ما أجمع عليه أمة السلم ،كل ذلك لن زنديقا ً وضع لها أصسسل ً يقسسول
بأن ما خالف العامة فيه الرشاد "فجمعوا مخالفسسة أهسسل السسسنة والجماعسسة
الذين هم على ما كان عليه الرسول وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين
أصل ً للنجاة ،فصار كلما فعل أهسسل السسسنة شسسيئا ً تركسسوه ،وإن تركسسوا شسسيئا ً
فعلوه ،فخرجوا بذلك عن الدين رأسًا ،وذلك هو الضسسلل المسسبين بسساليقين"
]اللوسي /كشف غياهب الجاهلت /الورقة ).[.(6
مققا د َ عق ِمققن ب َ ْل ِ سققو َ ق الّر ُق ِ شا ِ من ي ُ َ و َ
والله سبحانه وتعالى يقولَ } :
ه
صل ِ ِ
ون ُ ْولى َ ّ ما ت َ َ
ه َ ّ
ول ِ ن نُ َ
مِني َ م ْ
ؤ ِ ْ
ل ال ُ سِبي ِ ع َ
غي َْر َ وي َت ّب ِ ْ
دى َ ه ال ْ ُ
ه َ ن لَ ُت َب َي ّ َ
صيًرا{ ]النساء ،آية .[.115 : م ِ ت َ
ساءَ ْ و َم َ هن ّ َ
ج َ َ
ولو كان هذا الصل؛ أعني قولهم :ما خسسالف العامسسة -أي أهسسل السسسنة -
فيه الرشاد ،لو كان هذا من عند الئمة كما تزعم هذه الزمة لكسسان الئمسسة
أسبق النساس إلسى تطسبيقه علسى أنفسسهم ،والواقسع السذي يوافقنسا شسيوخ
الشيعة عليه أن عليا ً -رضي الله عنه -لم يشذ عن الصحابة ،بل إنه كمسسا
يقول شيخهم الشريف المرتضى" :دخل في آرائهم ،وصسسلى مقتسسديا ً بهسسم،
وأخذ عطيتهم ،ونكح سبيهم ،وأنكحهم ،ودخل في الشورى" ]المرتضى /تنزيه
النبيسساء :ص .[.132وغير ذلك .ولسسم يسسذهب إلسسى مخسسالفتهم فسسي شسسيء ممسسا
أجمعوا عليه ،وكان رضي الله عنه يكره الختلف ،كما روى البخسساري عسسن
علي -رضسسي اللسسه عنسسه -قسسال" :اقضسسوا كمسسا كنتسسم تقضسسون ،فسسإني أكسسره
الختلف حتى يكون الناس جماعة" ]صحيح البخاري )مع فتح الباري(.[.7/71 :
249
قال ابن حجر :قوله" :فإني أكره الختلف" أي :الذي يؤدي إلى النسسزاع.
قال ابن التين :يعني مخالفة أبي بكر وعمر ،وقال غيره :المراد المخالفسسة
التي تؤدي إلى النزاع والفتنة ،ويؤيده قوله بعد ذلسسك "حسستى يكسسون النسساس
جماعة" ]فتح الباري.[.7/73 :
وكل ما ينفرد به الشيعة وتشذ به ليس من "هسسدي" علسسي -رضسسي اللسسه
عنه -وكسسان علسسي -رضسسي اللسسه عنسسه -مسسع المسسة فسسي إجماعهسسا ،لن فيسسه
الرشاد ،ل في مخسسالفتهم كمسسا تسدعيه هسسذه الزمسسرة الحاقسسدة علسسى المسسة،
والتي تبغي فيها الفرقة والشتات ،ولهذا لم نجد إجابة عن موافقة علسسي -
ي للصسسحابة -بسسرأهرضي الله عنه -للمة إل بدعوى التقيسسة ،أي نفسساق عل س ّ
الله مما يفترون -وهسسي دعسسوى تتنسساقض مسسع العقسسل والتاريسسخ ،فضسل ً عسسن
الشرع والدين.
فلم يستطع شيوخ الشيعة -كما ترى -أن يثبتوا على علي تطبيقه لهسسذا
الصل المفترى ،بل أقروا بموافقته للمسة علسسى لسسان شسسيخهم الشسسريف
المترضى ،وحتى إّبان خلفته ،وامتلكه لزمسسام المسسور والسستي تنتفسسي معهسسا
"التقية" لم يقدروا على إنكار موافقته للمة.
يقول شيخهم نعمة الله الجزائري" :ولما جلس أميسسر المسسؤمنين -عليسسه
السلم -على سرير الخلفة لم يتمكسسن مسسن إظهسسار ذلسسك القسسرآن وإخفسساء
هذا؛ لما فيه من إظهار الشنعة على من سبقه ،كما لم يقسسدر علسسى النهسسي
عن صلة الضحى ،وكما لم يقدر على إجراء المتعسستين متعسسة الحسسج ومتعسسة
النسسساء ..وكمسسا لسسم يقسسدر علسسى عسسزل شسسريح عسسن القضسساء ،ومعاويسسة عسسن
المارة" ]النوار النعمانية.[.2/362 :
فثبت بنقل الفريقيسن أن أميسر المسسؤمنين لسسم يفسسارق إجمساع المسسة ،وأن
المامية قسسد خسسالفت سسسريته حينمسسا وضسسعت لنفسسسها مبسسدأ مخالفسسة المسسة،
فليست له بشيعة ،وليس لها بإمام.
250
شيعةأصول مذهب ال ّ
الجزء الّثاني
الباب الثاني
عقيدتهم في أصول الدين
وفيه أربعة فصول:
الفصل الول :عقيدتهم في توحيد اللوهية.
الفصل الثاني :عقيدتهم في توحيد الربوبية.
الفصل الثالث :عقيدتهم في أسماء الله وصفاته.
الفصل الرابع :عقيدتهم في اليمان وأركانه.
الفصل الول
عقيدتهم في توحيد اللوهية
والمقصسود بتوحيسسد اللوهي ّسسة :إفسراد اللسه تعسالى بالعبسسادة؛ لّنسه سسسبحانه
المستحقّ أن ُيعبد وحده ل شريك له ،وإخلص العبسسادة لسسه ،وعسسدم صسسرف
طحاوي ّسسة: أي نوع من أنواع العبادة لغيره ]انظر في تعريف توحيد اللوهي ّسسة :شسسرح ال ّ
ص ،16لوامع النوار ،1/29 :تيسير العزيز الحميد :ص 36وغيرها.[.
وهذا التوحيد هو الذي دعسست الرسسسل إليسسه؛ لن إقسسرار أقسسوامهم بتوحيسسد
الربوبية معلوم ،كما أخبر الله – عز وجل – عن أنبيائه نوح ،وهود ،وصالح،
ه{ غي ْقُر ُ ه َ ن إ َِلق ق ٍ مق ْ ما ل َك ُققم ّ ه َ دوا ْ الل ّ َ عب ُ ُ وشعيب أنهم قالوا لقومهم} :ا ْ
]العراف ،آية ،[85 ،73 ،65 ،59 :وأخبر سبحانه أن هذه دعوة الرسل عامة،
َ في ك ُ ّ ُ
دوا ْ الل ّق َ
ه عب ُق ُنا ْ سققول ً أ ِ ة ّر ُ
م ٍ لأ ّ عث َْنا ِقدْ ب َ َول َ َفقال جل شأنهَ } :
سقل َْنا َ طا ُجت َن ُِبوا ْ ال ّ
ما أْر َ و َ ت{ ]النحسسل ،آيسسة .[36 :وقسسال سسسبحانهَ } : غو َ وا َْ
ن{ َ
ه ِإل أَنا َ َ َ َ َ من َ
دو ِعُبقق ُ فا ْ ه ل إ ِل َ ه أن ّ ُ حي إ ِلي ْ ِ ل ِإل ُنو ِ سو ٍ من ّر ُ قب ْل ِك ِ ِ
]النبياء ،آية .[25
َ
ف قُر أن غ ِ ه ل َ يَ ْ ن الل ّ َ وهو أصسسل الّنجسساة ،وأسسساس قبسسول العبسسادات} :إ ِ ّ
شاء{ ]الّنساء ،آية.[116 ،48 : من ي َ َ ك لِ َ ن ذَل ِ َدو َ ما ُ فُر َ غ ِ
وي َ ْ
ه َك بِ ِشَر َ يُ ْ
فهل حافظت الشيعة على هذا الصسسل الصسسيل ،والركسسن المسستين ،أو أن
اعتقادها في الئمة قد أثر على عقيدتها في توحيد الله سسسبحانه؟ هسسذا مسسا
سنتناوله بالحديث فيما يلي ،حيث سأعرض لسبعة مباحث – إن شاء اللسسه
.-
أولها :اعتقادهم أن نصوص القرآن الواردة في أعظم أصل من أصول
الدين ،والذي وقع فيه الضلل في العالمين ،وهو توحيد العبادة ،اعتقادهم
ي والئمة وعدم إشراك أحد معهم في أن الغاية منه تقرير ولية عل ّ
المامة.
والمبحث الثاني :اعتقادهم أن أصل قبول العمسسال هسسو اليمسسان بإمامسسة
الثني عشر ووليتهم وليس توحيد الله عز وجل.
والمبحث الثالث :اعتقادهم أن الئمة هسم الواسسطة بيسن اللسه والخلسق،
حتى صاروا يعبدونهم ويدعونهم رغًبا ورهًبا.
251
والمبحث الرابع :اعتقادهم أن للئمة حق التشريع والتحليل والتحريم.
والمبحث الخامس :اعتقادهم أن تراب قبر الحسين شفاء من كسسل داء،
وأمان من كل خوف.
والمبحث السادس :دعسساؤهم بالطلسسسم والرمسسوز لكشسسف البليسسا ورفسسع
الملمات ،واستعانتهم بالمجهول لطلب الهداية.
والمبحث السابع :استخارتهم بما يشبه رقاع الجاهلية ]هذه المسسسائل الربسسع
الخيرة يمكن إلحاقها بوجه آخر في توحيد الربوبيسسة ،ول شسسك أن توحيسسد اللوهيسسة متضسسمن
لتوحيد الربوبية ،وتوحيد الربوبية مستلزم لتوحيد اللوهية.[.
المبحث الول
نصوص التوحيد جعلوها في ولية الئمة
فأول ما نفاجأ به أن نصوص القرآن التي تأمر بعبادة الله وحده ،غيسسروا
معناها إلى اليمان بإمامة علي والئمة ،والنصوص التي تنهى عن الشسسرك
جعلوا المقصود بها الشرك في ولية الئمة.
ك قب ْل ِ َ ن َ م ْ ن ِ ذي َ ّ
وإ ِلى ال ِ َ ك َ َ
ي إ ِلي ْ َ ح َ قدْ ُأو ِ ول َ َ أ س ففي قوله سبحانهَ } :
ك{ ]الزمر ،آية.[.65 : مل ُ َ ع َ ن َ حب َطَ ّ ت ل َي َ ْ شَرك ْ َ ن أَ ْ ل َئ ِ ْ
جاء في الكافي ]أصول الكافي 1/427 :رقم ) – [.(76أصح كتاب عندهم فسسي
الرواية – وفي تفسير القمي ]تفسسسير القمسسي – [.2/251 :عمدة تفاسسسيرهم –
وفي غيرهما من مصادرهم المعتمدة ]انظسسر :البرهسسان ،4/83 :وتفسسسير الصسسافي:
[.4/328تفسيرها بما يلي" :يعني إن أشركت في الولية غيسسره" ]هسسذا لفسسظ
الكليني في الكافي ،[.وفي لفظ آخر" :لئن أمرت بولية أحسسد مسسع وليسسة علسسي
من بعدك ليحبطن عملك" ]هذا لفظ القمي في تفسسسيره .[.وقد سسساق صسساحب
البرهان في تفسير القرآن أربسسع روايسسات لهسسم فسسي تفسسسير اليسسة السسسابقة
بالمعنى المذكور ]البرهان.[.4/83 :
وقد جاء في سبب نزولها عندهم ..." :إن الله عز وجل حيث أوحى إلى
ما اندس إليسسه معسساذ بسسن نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقيم علًيا للناس عل ً
جبل فقال :أشرك في وليته الول والثاني )يعنسسون أبسسا بكسسر وعمسسر( حسستى
هققا َ
يسكن الناس إلى قولك ويصدقوك ،فلما أنزل الله عسسز وجسسل} :ي َققا أي ّ َ
ك{ ]المسسائدة ،آيسسة [.67 :شكا رسسسول من ّرب ّ َ ل إ ِل َي ْ َ ز َ ُ ل ب َل ّ ْ سو ُ
ك ِ ما أن ِ غ َ الّر ُ
الله صلى الله عليسسه وسسسلم إلسسى جبرائيسسل فقسسال :إن النسساس يكسسذبوني ول
ك مل ُق َ ع َن َ حب َطَ ق ّ ت ل َي َ ْ شَرك ْ َ ن أَ ْ يقبلون مني ،فأنزل اللسسه عسسز وجسسل} :ل َئ ِ ْ
ن{ ]البرهان.[.4/83 : ري َ س ِ خا ِ ن ال ْ َ م َ ن ِ كون َ ّ ول َت َ ُ َ
وحتى يدرك القارئ مسسدى تحريفهسسم ليسسات اللسسه ،وتسسآمرهم لتغييسسر ديسسن
السلم بتغيير أصسسله العظيسسم وهسسو التوحيسسد ،نسسسوق اليسسة ومسسا قبلهسسا ومسسا
بعدها ،ونتبع ذلك ببيان معناها.
َ َ ْ ل أَ َ
ن، هُلو َ جقا ِ هققا ال ْ َ عُبقدُ أي ّ َ مُروّني أ ْ ه ت َقأ ُ غْيقَر الّلق ِ ف َ ق ْ قال تعالىُ } :
َ قدْ ُأو ِ
حب َطَق ّ
ن ت ل َي َ ْ ش قَرك ْ َ نأ ْ ك ل َئ ِ ْ قب ْل ِق َن َ م ْ ن ِ ذي َ وإ َِلى ال ّ ِ ك َ ي إ ِل َي ْ َ ح َ ول َ َ َ
نّ ْ ق م قن ق ُ ك و دق
ْ ُ ْ َ ب ع فا َ ه
َ ق ّ لال ل ق ب
ِ ِ َ َ ِ ن، ري ق س خا َ ْ ل ا ن ق
َ ّ ِ َ م ن ن قو ق ُ ك تَ
َ َ ل و كَ ق ُ ل م ع
َ َ
ن{. ري َ شاك ِ ِ ال ّ
252
فالية كما هو واضح من سسسياقها تتعلسسق بتوحيسسد اللسسه فسسي عبسسادته ،فهسسم
غيروا المر فاعتبروا الية متعلقة بعلي ،مسسع أنسسه ليسسس لسسه ذكسسر فسسي اليسسة
ل ،فكأنهم جعلوه هو المعبر عنه بلفظ الجللة )الله( وجعلسوا "العبسسادة" أص ً
هي الولية .والية واضحة المعنى بينة الدللة ،ليس بيسسن معناهسسا وتسسأويلهم
المذكور أدنى صلة.
قال أهل العلم في تفسيرها:
إن الله سبحانه أمر نبيه أن يقول هذا للمشركين لما دعوه إلى مسسا هسسم
عليه من عبادة الصنام ،وقالوا :هو دين آبائك ]وقسسد نقسسل ابسسن كسسثير وغيسسره عسسن
بعض السلف أن هذا هو سبب نزولهسسا .انظسسر :تفسسسير ابسسن كسسثير ،4/67 :تفسسسري البغسسوي:
.[.4/284والمعنى :قل يا محمد لمشسسركي قومسسك ،أتسسأمرونني بعبسسادة غيسسر
الله أيها الجاهلون بالله ول تصلح العبادة لشي سواه سسسبحانه .ولمسسا كسسان
المر بعبادة غير الله ل يصدر إل من غبي جاهل ناداهم بالوصف المقتضي
َ
ن{ .ثم بين سبحانه أنسسه قسسد أوحسسى إلسسى نسسبيه هُلو َ جا ِها ال ْ َ
ذلك فقال} :أي ّ َ
وإلى الرسل من قبله :لئن أشركت بالله ليبطلن عملسسك .وهسسذا فسسي بيسسان
خطر الشرك وشناعته ،وكونه بحيث ينهى عنه من ل يكاد يباشسسره فكيسسف
بمن عداه؟
د{ ل تعبد ما أمرك به المشركون بل عب ُ ْ ه َ
فا ْ ل الل ّ َثم قال سبحانه} :ب َ ِ
اعبد الله وحده دون كل ما سواه من اللهة والوثان ]انظسسر :تفسسسير الطسسبري:
،24/24تفسير القرطبي ،277-15/276 :البحر المحيط لبي حيان ،7/438 :فتسسح القسسدير
للشوكاني ،4/474 :روح المعاني لللوسي.[.24-24/23 :
فالمعنى كما ترى واضح جلي ،ل يلتبس إل على صاح هوى مغرض ،قسسد
أعماه هواه عن رؤية الحق ،...فهذه الزمرة السستي وضسسعت هسسذه الروايسسات
كان جل همهسسا ،وغايسسة قصسسدها البحسسث عسسن سسسند لسسدعواهم فسسي المامسسة،
فكانت تخبط في هذا المر خبسسط عشسسواء ،ل تسسستند فسسي السسستدلل إلسسى
أصل من لغة أو عقل فضل ً عن الشرع والدين.
وفسسي ظنسسي أنسسه ل يبعسسد أن يكسسون مسسن بينهسسا مسسن يتعمسسد سسسلوك هسسذه
المسالك ..حتى يبعد ناشئة الشيعة ،وعقلءها عن دين السسسلم ،لنهسسم إذا
رأوا أن هذه الدلة ،والمسائل وأمثالها فاسدة في العقسسل ،وظنسسوا أن هسسذا
هو السلم شكوا في السلم نفسه ،وهذه إحسسدى الهسسداف البعيسسدة لتلسسك
الزمرة الحاقدة التي رامت الكيد للمسسة ودينهسا ،وإبعسساد الشسسيعة عسسن ديسسن
السلم ،ول سيما أنك تجد في النص الشسسيعي السسسالف السسذكر النيسسل مسسن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،حيث نسبوا إليه عليه الصسسلة والسسسلم
المخالفة بعدم امتثال أمر ربه ابتداء ،وهسسو تنقسسص لمقسسام المعصسسوم )مسسن
قوم بالغوا في دعوى عصمة من دون النبي وهم الئمسسة( وتنقسسص النبيسساء
كفر ]انظر :محمد بن عبد الوهاب /رسالة في الرد على الرافضة :ص .[.6
كذلك يظهر في النص الساءة للمعصوم عليه الصلة والسلم بتصسويره
في موقف الخائف الوجل من قومه ،المتردد في تنفيذ أمر ربه ،حتى إنسسه
لم يفارق هذا الموقف إل حينما نزل عليه التهديد بإحباط عمله.
253
]غسسافر ،آيسسة:ل{ سِبي ٍ من َ ج ّ خُرو ٍ ل إ َِلى ُ ه ْف َ ب س وفي قوله سبحانهَ } :
َ
م{ أي ذلك فْرت ُ ْحدَهُ ك َ َ
و ْه َ ي الل ّ ُع َذا دُ ِه إِ َ [.12فكان جوابهم }ذَل ِ ُ
كم ب ِأن ّ ُ
الذي أنتم فيه من العذاب بسبب أنه إذا دعي اللسسه فسسي السسدنيا وحسسده دون
ه{ غيسسره مسسن الصسسنام أو ك بِ ِ شَر ْوِإن ي ُ ْ غيره كفرتم به وتركتم توحيده } َ
مُنوا{ بالشراك به وتجيبوا السسداعي إليسسه ،فسسبين سسسبحانه لهسسم غيرها }ت ُ ْ
ؤ ِ
السبب الباعث على عدم إجابتهم إلى الخروج من النار وهو ما كسسانوا فيسسه
من ترك توحيد الله وإشراك غيره به في العبادة التي رأسها الدعاء ،فهي
مع ما قبله خبر عن جزاء المشركين في الخرة ،وأن مصيرهم إلسسى النسسار
ل يخرجون منهسسا ،وأنهسسم يطلبسسون الرجعسسة إلسسى السسدنيا ول يجسسابون بسسسبب
إشراكهم بالله في عبادته ]انظر :تفسسسير الطسسبري ،24/48 :تفسسسير البغسسوي-4/93 :
،94تفسير ابن كسثير ،80-4/79 :فتسح القسسدير ،4/484 :تفسسير القاسسسمي ،14/227 :ابسسن
سعدي /تيسير الكريم الرحمن 6/512وغيرها.[.
ولكن الشيعة تروي عن أئمتها في تأويل الية غير ما فهمسسه المسسسلمون
َ
ي
عق َ ذا دُ ِ منها .تقول" :عن أبي جعفر في قوله عز وجل} :ذَل ِك ُققم ب ِقأن ّ ُ
ه إِ َ
ه{ من ليسسست لسسه ك بِ ِشَر ْ وِإن ي ُ ْ م{ بأن لعلي ولية } َ حدَهُ ك َ َ
فْرت ُ ْ و ْ الل ّ ُ
ه َ
ر{" ]البرقي /كنز جامع الفوايسسد ص ي ال ْك َِبي ِ ه ال ْ َ
عل ِ ّ م ل ِل ّ ِ فال ْ ُ
حك ْ ُ مُنوا َ ولية }ت ُ ْ
ؤ ِ
،277بحسسار النسسوار ،23/364 :وانظسسر :تفسسسير القمسسي ،2/256 :أصسسول الكسسافي،1/421 :
البرهان ،94-4/93تفسير الصافي.[.4/337 :
ومعلوم أن هذا التأويل من جنس تأويلت الباطنية ،إذ ل دللة عليه مسسن
قا ،ولذلك فإن صاحب مجمع البيان أعرض عسسن لفظ الية ول سياقها مطل ً
تأويلت طائفته حب رواياتها عن أئمتها وفسر الية بمقتضى ظاهرها ،ومسسا
قساله السسلف فسي تفسسيرها ]انظسسر :مجمسسع البيسسان .[.5/186 :لكسن مثسل هسذه
الصوات المعتدلة سرعان ما تموت في جو التقية الخانق.
ج س وتمضي رواياتهم على ذلك المنهج الضال ،والتأويل الفاسسسد ،ففسسي
َ َ
ن{ ]النمسسل ،آيسسة: مو َ عل َ ُ م ل يَ ْ ه ْ ل أك ْث َُر ُ ه بَ ْ ع الل ّ ِ م َ ه ّ قوله سبحانه ...} :أإ ِل َ ٌ
[.61قال أبو عبد الله – كما يفترون " :-أي إمام هدى مع إمام ضسسلل فسسي
قرن واحد" ]بحار النوار ،23/391 :كنز جامع الفوايد :ص .[.207
إن هذه الروايات وأمثالها هي التربة الصالحة لنشوء التجاهسسات الغاليسسة
التي تؤله علًيا ،والتي ل تزال تظهر في هسسذه الطائفسسة بيسسن آونسسة وأخسسرى،
وإل فالية ل صلة لها بإمامهم ،بسسل هسسي لتقريسسر وحدانيسسة اللسسه ،فسسالله جسسل
فى ص قط َ َ نا ْ ذي َ ه ال ّ ق ِ عب َققاِد ِ عل َققى ِ م َ سل ٌ و َ ه َ مدُ ل ِل ّ ِ ح ْ ل ال ْ َ ق ِشأنه قالُ } :
َ َ َ َ
وأنقَز َ
ل ض َ والْر َ ت َ وا ِ ما َسق َ ق ال ّ خَلق َ ن َ مق ْ ن،أ ّ كو َ ر ُ ِ شق ما ي ُ ْخي ٌْر أ ّ آلل ّ ُ
ه َ
م َأن ن ل َك ُ ْ ما َ
كا َ ة ّ ج ٍ ه َ ت بَ ْ ذا َ ق َ دائ ِ َ ح َ ه َ فأنب َت َْنا ب ِ ِ
كم من السماء ماء َ َ
َ ّ َ ّ َ لَ ُ
شجر َ َ
ن{ اليات ]النمل ،آية: دُلو َ ع ِم يَ ْ و ٌ
ق ْم َ ه ْ ل ُ ه بَ ْ ع الل ّ ِ م َه ّ ها أإ ِل َ ٌ ُتنب ُِتوا َ َ َ
.[.60-59
َ
ه{ أي :أإلسسه مسسع اللسسه فعسسل ع الل ّق ِ مق َ ه ّ يقول الله في آخر كل آية} :أإ ِل َ ٌ
هذا؟ وهذا استفهام إنكار يتضمن نفي ذلسسك ،وهسسم كسسانوا مقريسسن بسسأنه لسسم
يفعل ذلك غير الله؟ فاحتج عليهم بذلك ،وأن ذلك يستلزم أل يعبد إل اللسسه
وحده ]شرح الطحاوية :ص .[.25
254
َ
مققن ك ِ قب ْل ِق َ
مققن َس قل َْنا ِ
ما أْر َ و َ
د س وإذا كان الله جل شسسأنه يقسسولَ } :
ن{ ]النبيسساء ،آيسسة،[25 : دو ِعب ُ ُ
فا ْه ِإل أ ََنا َ
ه ل إ ِل َ َ
حي إل َي َ
ه أن ّ ُ
ِ ْ ِ ل ِإل ُنو ِسو ٍّر ُ
فإن تلك الزمرة التي وضعت روايات الشيعة قالت وكأنهسسا تضسساهي معنسسى
هذه الية أو تعارضه ،قالت" :ما بعث الله نبًيا قط إل بوليتنسسا والسسبراء مسسن
أعدائنا" ]البرهان ،2/367 :تفسير العياشي )انظر :المصسسدر السسسابق( ،تفسسسير الصسسافي:
.[.3/134
وفي رواية أخرى" :وليتنا وليسسة اللسسه السستي لسسم يبعسسث نبي ًسسا قسسط إل بهسسا"
]أصول الكافي 1/437 :رقم ) ،[.(3فجعلوا أمر إمامة أئمة لم يخلقوا هسسو أصسسل
دعوة النبياء ]ونسبوا هذه الروايات وأمثالها لجعفسسر الصسسادق وأبيسسه – برأهمسسا اللسسه ممسسا
يفترون ،-وذلك إمعاًنا في التغرير بأولئك التباع الغسسرار ممسسن حجبسسوا عقسسولهم عسسن رؤيسسة
الحق ،وعطلوا ملكة التفكير عندهم ،بإيحسساءات متنوعسسة عسسبر مراحسسل العمسسر الممتسسدة فسسي
موضوع محن آل البيت ،وحب آل البيت ،والصسسراع بيسسن الل والصسسحاب ،ليخسرج مسن ذلسسك
الناشئ وقد شحنت عاطفته ونفسيته بالحقد والكراهيسسة للصسسحابة ،ولكسسل مسسسلم مسسن غيسسر
طائفته ..وإن دراسة الثار النفسية والتربويسسة لهسسذه الروايسسات علسسى أولئك التبسساع ومقارنسسة
ذلك بالحركات التاريخية لهم لهسسو موضسسوع حقيسسق بالدراسسسة ليتسسبين ضسسخامة الخطسسر لهسسذه
السسساطير ..ورصسسد مكسسامن الضسسرر ،التعسسرف علسسى توجهسسات أولئك البسساطنيين ضسسد المسسة
ودينها!![.
هذا ورواياتهم في تأويل نصوص التوحيد والنهسسي عسسن الشسسرك بسسالمعنى
المبتدع عندهم ل تكاد تخلو منها آية من آيات القسسرآن المتعلقسسة بالتوحيسسد،
ن
مقق َ والنهي عن الشرك ]ومن أمثلة هذه التأويلت :تحريفهم لمعنى قوله سبحانهَ } :
و ِ
خذُ من دون الل ّ َ
ه{ ]البقسسرة ،آيسسة[165 : ب الل ّق ِحق ّ م كَ ُ ه ْ دادا ً ي ُ ِ
حب ّققون َ ُ ه أن َ
ِ ُ ِ ِ من ي َت ّ ِ س َالّنا ِ
مسسا"
بقولهم" :هم أولياء فلن وفلن اتخذوهم أئمة دون المام السسذي جعلسسه اللسسه للنسساس إما ً
)الغيبسسة للنعمسساني ص ،83بحسسار النسسوار ،23/359 :البرهسسان ،(1/172 :وقسسوله سسسبحانه:
فا{ ]الروم ،آية [30:بقولهم" :هي الوليسسة" )تفسسسير القمسسي: حِني ًن َدي ِك ِلل ّه َ ج َ
و ْم َ فأ َ ِ
ق ْ } َ
،2/154أصسسول الكسسافي،1/418 :سس ،419كنسسز جسسامع الفوايسسد :ص ،224بحسسار النسسوار:
ن ن ل يُ ْ
ؤت ُققو َ ن ،ال ّق ِ
ذي َ كي َ
ر ِ
شق ِ م ْل ل ّل ْ ُوي ْ ٌ
و َ ،23/365البرهان ،(3/261 :وقسسوله سسسبحانهَ } :
ن{ ]فصسسلت ،آيسسة ،6 :س [7قسسالوا" :وويسسل للمشسسركين فُرو َ م َ
كقا ِ ه ْة ُخَر ِ هم ِبال ِ و ُكاةَ َ الّز َ
الذين أشركوا بالمام الول ،وهم بالئمة الخرين كافرون) "...تفسير القمي ،2/262 :بحار
النسسوار ،84-83 /23 :البرهسسان ،4/106 :تفسسسير الصسسافي .(4/353 :وأمثسسال ذلسسك مسسن
التأويلت الخطرة لعظم ركن مسسن أكسسان السسدين ،[.ولهذا جعل أحسسد شسسيوخهم هسسذا
التأويل قاعدة مطردة في القرآن فقال" :كل مسسا ورد ظسساهره فسسي السسذين
أشركوا مع الله سبحانه رًبا غيره من الصسسنام السستي صسسنعوها بأيسسديهم ثسسم
عظموها وأحبوها والتزموا عبادتها وجعلوهم شركاء ربهسسم ،وقسسالوا :هسسؤلء
شفعاؤنا عند الله بغير أمر من الله بل بآرائهم وأهوائهم ،فبطنسه وارد فسي
الذين نصبوا أئمة بأيديهم وعظموهم وأحبوهم والتزموا طاعتهم وجعلوهم
شركاء إمامهم الذي عينه الله لهم] "..مرآة النوار :ص ،100وانظسسر :ص 58مسسن
المرجع المذكور.[.
ووضعهم هذا قاعدة يعني أن أخبسارهم تواطسأت وتضسافرت لثبسات هسذا
ن الخبسسارالمنكسسر ،وهسسذا مسسا صسسرحوا بسسه فقسسالوا" :إن الخبسسار متضسسافرة إ ّ
شسسرك فسسي الوليسسة شسسرك بعبسسادته بال ّ
شرك بسسالله وال ّ
متضافرة في تأويل ال ّ
والمامة؛ أي يشرك مع المام من ليس من أهسسل المامسسة ،وأن يّتخسسذ مسسع
255
]مرآة مة الثنا عشر( ولية غيرهم" ولية آل محمد رضي الله عنهم )أي الئ ّ
النوار :ص .[.202
وهكذا ل تكاد تخلو آية من آيات القرآن من موضوع التوحيد والنهي عن
الشرك إل وراموا تحريفها وتعطيل معناها وتحويلها إلى ولية علي والئمة
ولو كانت صريحة واضحة بينة.
وهذه التأويلت هي مفتاح كل شر ،وباب كل فتنة ]للعلمة ابن القيسسم حسسدث
قيم عن فساد التأويل ،وما جره على المة من المصائب "وإن أصل خسسراب السسدين والسسدنيا
إنما هو من التأويل الذي لم يرده الله ورسسوله بكلمسه ،ول دل علسسى أنسسه مسراده") .انظسر:
أعلم الموقعين ،[.(254-4/250 :كيف وهي تتعلسسق بأصسسل السسدين ،ومسسا اتفقسست
عليه دعوة المرسلين ،وبه نزلت الكتب ،ومن أجله أرسسسلت الرسسسل ،وبسسه
انقسم الناس إلى فريقين :فريق في الجنة ،وفريق في الجحيم.
وقبل أن نرفع القلم في هذه المسألة أشير إلى رواية من كتبهم تنقض
تأويلتهم ،وتبين أصلها ومنبتها ،فقسسد جساء فسسي تفسسيرهم "البرهسسان" :عسسن
حبيب بن معلى الخثعمي قال :ذكرت لبسسي عبسسد اللسسه رضسسي للسسه عنسسه مسسا
ذاي ما يقل .قال :في قوله عز وجل} :إ ِ َ يقول أبو الخطاب ،فقال :أجل إل ّ
ه{ دون ِ ق ِ
مققن ُ
ن ِ ذا ذُك َِر ال ّ ق ِ
ذي َ وإ ِ َ
ه{ أنه أمير المسسؤمنين } َ حدَ ُ
و ْ ه َ ذُك َِر الل ّ ُ
فلن وفلن ]يعني بهما :أبا بكر وعمر رضي الله عنهما .[.قال أبسسو عبسسد اللسسه :مسسن
قال هذا فهو مشرك بالله عز وجل ثلًثا أنا إلى الله منهم بريء ثلًثسسا ،بسسل
عني الله بذلك نفسه ،قال :فالية الخسسرى السستي فسسي حسسم قسسول اللسسه عسسز
َ
م{ ثسسم قلسست :زعسسم أنسسه فْرت ُ ْحدَهُ ك َ َ و ْه َي الل ّ ُع َ ذا دُ ِه إِ َكم ب ِأن ّ ُ وجل} :ذَل ِ ُ
يعني بذلك أمير المؤمنين صلى الله عليه وسلم .قال أبسسو عبسسد اللسسه :مسسن
قال هذا فهو مشرك بالله عز وجل ثلًثا أنا إلى الله منهم بريء ثلًثسسا ،بسسل
عني الله بذلك نفسه ،قال :فالية الخسسرى السستي فسسي حسسم قسسول اللسسه عسسز
َ
م{ ثسسم قلسست :زعسسم أنسسه فْرت ُ ْحدَهُ ك َ َ و ْه َي الل ّ ُع َ ذا دُ ِه إِ َكم ب ِأن ّ ُ وجل} :ذَل ِ ُ
يعني بذلك أمير المؤمنين صلى الله عليه وسلم .قال أبسسو عبسسد اللسسه :مسسن
قال هذا فهو مشرك بالله ثلًثا أنا إلى الله منهم بريء ثلًثا ،بل عنسسي اللسسه
بذلك نفسه" ]البرهان.[.4/78 :
وقد مّر أن الية الخيرة التي أشارت إليها الرواية جاء تأويلهسسا بمثسسل مسسا
قال أبو الخطاب في عدد مسسن مصسسادرهم المعتمسسدة كالكسسافي ،والبرهسسان،
والبحار ،وتفسير الصافي وغيرهسسا كمسسا سسسلف ]انظسسر :ص) .[.(430أمسسا اليسسة
الولى فقسسد جساء تأويلهسا بمثسسل هسذا المنكسر السذي أنكسسره أبسو عبسسد اللسسه –
باعترافهم – في رواية ينسسسبونها لبسسي عبسسد اللسسه خرجهسسا صسساحب الكسسافي
]روضة الكافي :ص .[.304وذكرها صاحب البحسسار ]ذكرهسسا فسسي موضسسعين ص ،362
وص 368من الجزء الثالث والعشرين .[.وغيرهما ]انظر :البرقي /كنز جامع الفوايد :ص
.[.271
فأبو عبد اللسسه يحكسسم علسسى شسسيوخ الشسسيعة السسذين ارتضسسوا هسسذا التأويسسل
بالشرك.
وقد جاءت عندهم روايات كثيرة ليست من قبيل التأويل لليات ،بل هي
أحاديث مستقلة عن أئمتهم تؤصل هذا المنكر ،وتثبسست قاعسسدته ،كقسسولهم:
256
"من أشرك مع إمام إمامته من عند الله من ليست إمامته من اللسسه كسسان
مشر ً
كا" ]الّنعماني /الغيبة ص ،82بحار النوار.[.22/78 :
وفي هذا المعنى عدة روايات ]انظر – مثل ً :-أصول الكافي.[.1/437 :
وأكد ذلك شيوخهم ،قال صدوقهم ابسسن بسسابويه .." :إن اللسسه هسسو السسذي ل
يخليهم في كل زمان من إمام معصوم ،فمن عبد رًبا لم يقم لهم الحجسسة،
فإنما عبد غير الله عز وجل" ]علل الشرائع ص ،14بحار النوار.[.23/83 :
وهو يعني أن من آمن بالله سبحانه رًبا ،وأخلص له العبادة ،ولكن اعتقد
أنه لم يول علًيا ،ولم ينص على إمامته ،فقد عبد غير الله!!.
وأخسسذوا مسسن هسسذه النصسسوص وغيرهسسا الحكسسم بتكفيسسر مسسن عسسداهم مسسن
المسلمين.
شسسرك والكفسسر – يعنسسي فسسي ن إطلق لفسسظ ال ّ قسسال المجلسسسي" :اعلسسم أ ّ
مسسة مسسن ولسسدهنصوصهم – على من لم يعتقسسد إمامسسة أميسسر المسسؤمنين والئ ّ
فسسار مخّلسدون فسي النسسار" ل أّنهسم ك ّضل عليهم غيرهم يد ّ سلم ،وف ّ عليهم ال ّ
صسسحابة وغيرهسسم
]بحار النوار ،390 /23 :وسيأتي – إن شاء الله – حديث عن تكفيرهسسم لل ّ
مّمن لم يؤمن بأئّمتهم في الباب الّثالث.[.
وكل ذلك دعاوى ل سسسند لهسسا مسسن كتسساب اللسسه سسسبحانه وهسسي غيسسر ديسسن
قا لكان له ذكر في كتاب اللسسه ما ولو كان شيء مما يقولون ح ً السلم تما ً
في آيات كثيرة صسسريحة مبينسسة ل لبسسس فيهسسا ول غمسسوض تسسبين للمسسة هسسذا
المر ،ولو كان شيء من ذلك واقًعا لبينه الرسول صلى الله عليسسه وسسسلم
حا وشسسافًيا كافي ًسسا ،ولنقلتسسه المسسة بأجمعهسسا ..وأصسسبح مسسن المسسور بياًنا واضس ً
المشهورة المعروفة ..ولم يستقل بنقله حثالة من الكذابين.
قا لما أعرض عنه صسسحابة رسسسول اللسسه ،ولمسسا ولو كان شيء من ذلك ح ً
تخلفوا عن القيام بسسه ،وهسسم السسذين بسسذلوا المسسال والنفسسس وهجسسروا الهسسل
والولد وفارقوا الوطان واعتزلوا القرابة والعشسسيرة ،وبسسذلوا حيسساتهم لهسسذا
الدين.
وآيات القرآن صريحة واضحة في أن أصل هذا الدين وأساسه هو توحيد
الله سبحانه وإفراده جل شأنه بالعبودية ،وشسواهد هسذا فسي القسرآن كسثير
خقذَْنا وإ ِذْ أ َ َ
ه{ ]السسسراء ،آيسسةَ } .[.23: دوا ْ إ ِل ّ إ ِي ّققا ُ عب ُق ُ
ضى رب َ َ
ك أل ّ ت َ ْ َ ّ ق َ و َ
} َ
مال إ ِن ّ َق ْ ه{ ]البقرة ،آيةُ } .[.83: ن إ ِل ّ الل ّ َدو َ عب ُ ُل ل َ تَ ْ سَراِئي َ ميَثاقَ ب َِني إ ِ ْ ِ
ُ َ َ ُ
ه{ ]الرعد ،آية [.36:وغير ذلك كثير. ك بِ ِ ر َ ش ِ ول أ ْ ه َ عب ُدَ الل ّ َ
نأ ْ تأ ْ مْر ُ أ ِ
أما ولية الثني عشر فليس لها ذكر على وجه الطلق في كتسساب اللسسه.
وقد اعترفت بذلك نصوصهم – كما سلف .-فهسسذه التحريفسسات والتسسأويلت
الخطرة ابتداع في الدين كبير ،وإغفال لصل الدين العظيم ..وفتح لبواب
الشرك ،وتيسير لسبابه.
المبحث الثاني
الولية أصل قبول العمال عندهم
257
إن التوحيد هو أصل قبول العمسسال ،والشسسرك بسسالله سسسبحانه هسسو سسسبب
ن
دو َ مققا ُ فُر َغ ِ وي َ ْه َ ك بِ ِ شَر َفُر َأن ي ُ ْ ه ل َ يَ ْ
غ ِ ن الل ّ َ بطلنها .قال تعالى} :إ ِ ّ
شاء{ ]النساء ،آية ،48 :س ،[.116ولكن الشسيعة جعلسوا ذلسك كلسه من ي َ َ ك لِ َ ذَل ِ َ
لولية الثني عشر ،وجاءت رواياتهم لتجعل المغفرة والرضسسوان والجنسسات
لمن اعتقد المامة وإن جاء بقراب الرض خطايا ،والطسسرد والبعسساد والنسسار
ل نصب ن الله عّز وج ّ لمن لقي الله ل يدين بإمامة الثني عشر ،فقالوا" :إ ّ
ما بينه وبين خلقه فمن عرفه كان مؤمًنا ،ومن أنكسسره كسسان كسسافًرا، علّيا عل ً
كا ،ومن جسساء بسسوليته ل ،ومن نصب معه شيًئا كان مشر ً ومن جهله كان ضا ً
دخل الجّنة" ]أصول الكافي.[.437 /1 :
وقالوا في رواياتهم ..." :فإن من أقر بوليتنا ثم مات عليهسسا قبلسست منسسه
صلته ،وصومه ،وزكاته ،وحجه ،وإن لسسم يقسسر بوليتنسسا بيسسن يسسدي اللسسه جسسل
ئا مسسن أعمسساله" ]أمسسالي الصسسدوق :ص ،154 جلله لم يقبل اللسسه عسسز وجسسل شسسي ً
.[.155
وقال أبو عبد الله – كما يزعمون " :-من خالفكم وإن تعبد منسوب إلى
صقَلى ن َققاًرا ة ،ت َ ْ صقب َ ٌة ّنا ِ مل َق ٌ
عا ِ
ةَ ، ع ٌشق َ خا ِ ذ َمئ ِ ٍ
و َجققوهٌ ي َق ْ
و ُهسسذه اليسسةُ } :
ة{" ]اليات من سورة الغاشية ،4-2والنص في تفسير القمي.[.2/419 : مي َ ًحا َِ
وزعموا أن جبرائيل نزل على النبي صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم فقسسال :يسسا
محمد ،السلم يقرئك السلم ويقول" :خلقت السماوات السبع وما فيهن،
والرضين السبع وما عليهن ،وما خلقت موضًعا أعظم من الركن والمقام،
دا
سماوات والرضين ثم لقيني جاح ً دا دعاني هناك منذ خلقت ال ّ ولو أن عب ً
صدوق :ص ،290بحار النوار.[.27/167 : لولية علي لكببته في سقر" ]أمالي ال ّ
ول تترك رواياتهم وجًها من أوجه المبالغة في عبادة جاحد الولية وعدم
نفعها له إل وتذكره حتى قالت ..." :لو سجد حسستى ينقطسسع عنقسسه مسسا قبسسل
الله منه إل بوليتنا أهل البيت" ]الخصال ،1/41 :المحاسن :ص ،224بحسسار النسسوار:
.[.168 ،27/167
دا يعبسسدني ن عبس ً وزعمت أن الله قال – كما يفسسترون " :-يسسا محمسسد ،لسسو أ ّ
دا لسسوليتهم مسسا أسسسكنته جن ّسستي ول ن ثم أتاني جاح ً ش ّ حتى ينقطع ويصير كال ّ
أظللته تحت عرشي" ]بحار النوار .[.169 /27 :وادعت أن رسول الله صسسلى
الله عليه وسلم قال" :لو جاء أحدكم يوم القيامة بأعمسسال كأمثسسال الجبسسال
شسسيخنار" ]أمالي ال ّ ل بال ّ ولم يجئ بولية علي بن أبي طالب لكّبه الله عّز وج ّ
طوسي.[1/314 : ال ّ
دا جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبًيا ما قبسسل اللسسه ذلسسك منسسه "ولو أن عب ً
حتى يلقاه بوليتي وولية أهل بيتي" ]بحار النوار.[.27/172 :
بل إنهم جعلوا التوحيد ل يقبل إل بالولية ،ففي أخبسسارهم "قسسال رسسسول
الله صلى الله عليه وسسسلم :مسن قسسال :ل إلسسه إل اللسسه دخسسل الجن ّسسة ،فقسسال
رجلن من أصحابه :فنحن نقول :ل إله إل اللسسه ،فقسسال رسسسول اللسسه صسسلى
الله عليه وسلم :إّنمسسا تقبسسل شسسهادة أن ل إلسسه إل اللسسه مسسن هسسذا وشسسيعته،
ي وقسسال لهمسسا: ووضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على رأس عل ّ
مسن علمسة ذلسك أل تجلسسا مجلسسه ول تكسذبا قسوله ] "...بحسسار النسسوار/27 :
258
.[.201فهذا يقتضي عندهم أن الولية مقدمة على الشهادة وهسسي أسسساس
قبولهم ..ول تقبل الشهادة إل من شيعة علي.
واعتقاد المامة هو مناط عفو الله ومغفرته ،وإنكارها هو سسسبب سسسخط
الله وعقابه ،وجاءت عندهم بهذا المعنسسى روايسسات كسسثيرة؛ فقسسد رووا "عسسن
علي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليسسه وسسسلم عسسن جبرائيسسل
عن الله عز وجل قال :وعزتي وجللي لعذبن كل رعية في السلم دانت
بولية إمام جائر ليس من الله عز وجسسل ،وإن كسسانت الرعيسسة فسسي أعمالهسسا
برة تقية ،ولعفون عن كل رعية دانت بولية إمام عادل مسسن اللسسه تعسسالى،
وإن كانت الرعية في أعمالها طالحسسة سسسيئة" ]النعمسساني /الغيبسسة :ص ،83بحسسار
النوار.[.27/201 :
ورواياتهم في هذه المسألة كثيرة جاء على أكثرها صاحب البحسسار ،فقسسد
ذكر مثل ً عشرين رواية في "باب أنهسسم عليهسسم السسسلم أهسسل العسسراف ..ل
يدخل الجنة إل مسسن عرفهسسم وعرفسسوه" ]بحسسار النسسوار [.256-24/247 :وإحسسدى
وسبعين رواية في "باب أنه ل تقبل العمسسال إل بالوليسسة" ]المرجسسع السسسابق:
[.202-27/166وغيرها.
وكل هذه الروايات ليست من السلم في شيء ،فأمامنا كتاب الله
سبحانه ليس فيه مما يدعون شيء ،وهو الفيصل الول ،والمرجع الول
في كل خلف.
القرآن العظيم ذكر أن اصل قبول العمال هو التوحيد وسبب الحرمسسان
هعَلي ق ِ ه َ م الل ّق ُ حّر َ قدْ َ ف َ ك ِبالل ّ ِ
ه َ ر ْ ش ِ من ي ُ ْ ه َ هو الشرك ،قال تعالى} :إ ِن ّ ُ
َ ةو ْ
ك شَر َ فُر أن ي ُ ْ غ ِه ل َ يَ ْ ن الل ّ َ واهُ الّناُر{ ]المائدة ،آية} ،[.72 :إ ِ ّ مأ َ جن ّ َ َ َ ال ْ َ
شاء{ ]النساء ،آية.[.116 ،48 : من ي َ َ ك لِ َ ن ذَل ِ َ دو َ ما ُ فُر َ غ ِوي َ ْ
ه َ بِ ِ
وكل ما ذكر من مبالغات الشسسيعة تكسسذبها آيسسات القسسرآن؛ فسسالله سسسبحانه
َ
م هقق ْ جُر ُ مأ ْ ه ْفل َ ُ صاِلحا ً َ ل َ م َ ع ِو َ ر َ خ ِ وم ِ ال ِ وال ْي َ ْ ه َ ن ِبالل ّ ِ م َ نآ َ م ْ يقولَ } :
م{ ]البقرة ،آية .[.62:ولم يذكر سسسبحانه مسسن ضسسمن ذلسسك الوليسسة، ه ْ عندَ َرب ّ ِ ِ
حا صققال ِ ً ل َ مقق َ ع ِرو َ خقق ِ وم ِ ال ِ ْ
والي َ ْ ه َ ّ
ن ِبالل ِ م َ نآ َ م ْ وكذلك قال سبحانهَ } :
م{ ]المائدة ،آية.[.69: ه ْ ف َ َ فل َ َ َ
علي ْ ِ و ٌ خ ْ
وهم يزعمون أو ولية الثنسسي عشسسر أعظسسم مسسن الصسسلة وسسسائر أركسسان
السلم ]انظر في فصل المامة من الباب الثالث في هذا الكتاب .[.والصسسلة ذكسسرت
في القرآن بلفظ صريح واضح فسسي أكسسثر مسسن ثمسانين موضسًعا ،ولسسم تسسذكر
وليتهم مرة واحدة ..فهل أراد جل شسسأنه ضسسلل عبسسادة ،أو لسسم يسسبين لهسسم
ل ضقق ّ ه ل ِي ُ ِ ن الل ّ ُ كا َ ما َ و َ طريق الوصول إليه!! سبحانه هذا بهتان عظيمَ } :
ن{ ]التوبة ،آية.[.115: قو َ ما ي َت ّ ُ هم ّ ن لَ ُ حّتى ي ُب َي ّ َ م َ ه ْ
دا ُ ه َعدَ إ ِذْ َ ما ب َ ْ و ًق ْ َ
وقد جاء في رواياتهم ما ينقض ما قالوه ،وإن كسسانت ل تلبسسث تسسأويلتهم،
أو تقيتهم من وأد مثل هذه النصسسوص المعتدلسسة ،ولكسسن أذكسسر ذلسسك لقامسسة
الحجة عليهم من كتبهم ،ولبيان ما عليه نصوصهم مسسن تنسساقض ..جسساء فسسي
تفسير فرات" :قال علي بن أبي طالب :سمعت رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه
عل َي َ قل ل أ َ َ
ة
ودّ َ مقق َ جققًرا ِإل ال ْ َ هأ ْ م َ ْ ِ سأل ُك ُ ْ ْ عليه وسلم يقول لما نزلتُ } :
259
في ال ْ ُ
قْرَبى{ ]الشسسورى ،آيسسة [.23:قال جبرائيل :يسسا محمسسد ،إن لكسسل ديسسن ِ
عا وبنياًنا ،وإن أصل الدين ودعامته قول :ل إله إل اللسسه، أصل ً ودعامة ،وفر ً
وإن فرعه وبنيانه محبتكم أهل البيت ومسسوالتكم فيمسسا وافسسق الحسسق ودعسسا
إليه" ]تفسير فرات :ص ،149-148بحار النوار.[.23/247 :
فهذا النص يخسسالف مسسا تسسذهب إليسسه أخبسسارهم ،حيسسن يجعسسل أصسسل السسدين
شسسهادة التوحيسسد ،ل الوليسسة ،ويعسسد محبسسة أهسسل السسبيت هسسي الفسسرع وهسسي
مشروطة بمن وافق الحق منهم ودعا إليه.
المبحث الثالث
اعتقادهم أن الئمة هم الواسطة بين الله والخلق
يقسسول الثنسسا عشسسرية :إن الئمسسة الثنسسي عشسسر هسسم الواسسسطة بيسسن اللسسه
وخلقه .قال المجلسي عن أئمتسسه" :فسسإنهم حجسسب السسرب ،والوسسسائط بينسسه
وبين الخلق" ]بحار النوار.[.23/97 :
وعقسسد لسسذلك باب ًسسا بعنسسوان "بسساب أن النسساس ل يهتسسدون إل بهسسم ،وأنهسسم
الوسائل بين الخلق وبين الله ،وأنه ل يدخل الجنة إل من عرفهم" ]المصسسدر
السابق.[.23/97 :
سسسبب بينكسسم وبيسسن اللسسه
وجاء في أخبارهم أن أبا عبد الله قال" :نحن ال ّ
سابق.[.23/101 : ل" ]ال ّعّز وج ّ
وجاء في كتاب "عقائد المامية" أن الئمة الثني عشر هم" :أبواب اللسسه
والسبل إليه ...إنهم كسفينة نوح من ركبها نجسسا ومسسن تخلسسف عنهسسا غسسرق"
]عقائد المامة /للمظفر :ص .[.99-98
وإذا كان المسلمون يعتقدون أن الرسل هم الواسطة بين الله والنسساس
في تبليغ أمسر اللسه وشسرعه ،فسإن الثنسي عشسرية تعتقسد أن هسذا المعنسى
موجود في الئمة ،لنهم يتلقون من الله – كما مر في فصل عقيدتهم في
السنة – وتزيد على ذلك فتجعل لهم من خصائص اللوهية ما يخسسرج بمسسن
يؤمن به من دين التوحيد إلى ديسن المشسركين حيسن تجعسل هدايسة الخلسق
إليهم ،وأن الدعاء ل يقبل إل بأسمائهم ،وأنسسه يسسستغاث بهسسم عسسد الشسسدائد
والملمات ،ويحج إلى مشاهدهم ،والحج إليهم أفضل مسسن الحسسج إلسسى بيسست
الله ،وكربلء أفضل مسسن الكعبسسة ،ولزيسسارة أضسسرحة الئمسسة مناسسسك وآداب
سموها "مناسك المشاهد" وجعلوها تحج كما يحسسج بيسست اللسسه السسذي جعلسسه
ما للناس ،ويطاف بها كما يطاف بسسالبيت ،وتتخسسذ قبلسسة كسسبيت اللسسه الله قيا ً
الحرام.
وسأعرض – إن شاء اللسسه – لهسسذه المسسسائل مسسن خلل النقسسل الميسسن –
بحول الله – من كتب الشيعة المعتمدة عندها.
وقبل أن أعرض لهسسذه المسسسائل أبيسسن أن دعسسوى » الواسسسطة « للئمسسة
غريبة على نصوص السلم ،بل هي منكسسرة ،لنهسسا عيسسن ديسسن المشسسركين،
وقد بعث الرسل لتخليص البشرية من هذا الشرك.
260
وليس بين المسلم في عبادته لربه ودعائه له ،حجب تمنعه ،ول واسطة
ب ُ ف قإ ِّني َ عن ّققي َ سأ َل َ َ وإ ِ َ
جي ق ُ بأ ِ ري ق ٌق ِ عَباِدي َ ك ِ ذا َ تحجبه .قال تعالىَ } :
مهق ْعل ّ ُمن ُققوا ْ ب ِققي ل َ َ ول ْي ُ ْ
ؤ ِ جيُبوا ْ ل ِققي َ س قت َ ِ فل ْي َ ْ ن َ عققا ِ ذا دَ َ ع إِ َ دا ِ وةَ ال ق ّعق َدَ ْ
ن{ ]البقرة ،آية.[.186 : دو َ ش ُ ي َْر ُ
َ
ن
عق ْ ن َ س قت َك ْب ُِرو َ
ن يَ ْ ذي َ ن ال ّ ق ِم إِ ّ ب ل َك ُ ْ ج ْ ست َ ِعوِني أ ْ وقال تعالى} :ادْ ُ
ن{ ]غافر ،آية.[.60: ري َ خ ِ دا ِ م َ هن ّ َج َ ن َ خُلو َ سي َدْ ُعَبادَِتي َ ِ
وقال أهل العلم" :إن من جعل بينسسه وبيسسن اللسسه وسسسائط يتوكسسل عليهسسم
فسَر إجماع ًسسا؛ لن ذلسسك كفعسسل عابسسدي الصسسنام السسذين ويدعوهم ويسألهم ك َ َ
فققى{ ]الزمسسر ،آيسسة"[.3: ه ُزل ْ َ قّرُبوَنا إ ِل َققى الل ّق ِ م ِإل ل ِي ُ َ ه ْ
عب ُدُ ُ ما ن َ ْقالواَ } :
]انظر :البهوتي /كشاف القناع.[.169-6/168 :
وحينما سئل شيخ السلم ابن تيمية عمن قال :لبد لنا من واسطة بيننا
وبين الله فإننا ل نقدر أن نصل إليه إل بذلك.
أجاب – رحمه الله – بقوله :إن أراد أنه لبد لنا من واسسسطة تبلغنسسا أمسسر
الله فهذا حق فإن الخلق ل يعلمون ما يحبه الله ويرضاه ويأمر بسسه وينهسسى
عنه إل بواسطة الرسل الذين أرسلهم الله إلى عباده ،وهذا ما أجمع عليه
أهل الملل من المسلمين واليهود والنصارى ،فإنهم يثبتسون الوسسائط بيسن
الله وبين عباده ،وهم الرسل الذين بلغوا عن اللسسه أوامسسره ونسسواهيه ،قسسال
س{ ،ومن أنكر ن الّنا ِ م َ و ِسل ً َ ة ُر ُملئ ِك َ ِ ن ال ْ َ م َ في ِ صط َ ِ ه يَ ْ تعالى} :الل ّ ُ
هذه الوسائط فهو كافر بإجماع أهل الملل.
وإن أرادوا بالواسطة :أنه لبد من واسطة يتخذها العباد بينهم وبين الله
في جلب المنافع ودفع المضار ،مثسل أن يكونسوا واسسسطة فسي رزق العبسساد
ونصرهم وهسسداهم ،يسسسألون ذلسسك ويرجعسسون إليسسه فيسسه ،فهسسذا مسسن أعظسسم
فر الله به المشسركين ،حيسسث اتخسذوا مسن دون اللسه أوليسساء الشرك الذي ك ّ
وشفعاء يجتلبون بهم المنافع ويدفعون بهم المضار ،فمن جعسسل النبيسساء أو
الملئكة أو الئمة والولياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسسألهم جلسسب
المنافع ودفع المضسار مثسل أن يسسألهم غفسران السذنوب ،وهدايسة القلسوب
وتفريج الكربات ،وسد الفاقات فهو كافر بإجماع المسلمين.
إلى أن قال :فمن أثبت وسائط بين الله وبين خلقه كالحجاب الذي بين
الملك ورعيته ،بحيث يكونون هم يرفعون إلى الله حوائج خلقسسه ،وأن اللسسه
إنما يهدي عباده وينصرهم ويرزقهم بتوسطهم ،بمعنى أن الخلق يسألوهم
وهم يسألون الله ،كما أن الوسائط عند الملسسوك يسسسألون الملسسوك حسسوائج
الناس لقربهسسم منهسسم ،والنسساس يسسسألونهم أدب ًسسا منهسسم أن يباشسسروا سسسؤال
الملك ،أو لن طلبهم من الوسائل أنفع لهم من طلبهم من الملك لكونهم
أقرب إلى الملك من الطالب ،فمن أثبتهم وسائط علسسى هسسذا السسوجه فهسسو
كافر مشرك يجب أن يستتاب ،فإن تاب وإل قتل ]انظر :ابسسن تيميسسة /الواسسسطة
بين الخلق والحق )ضمن مجموع فتاوى شيخ السلم 1/121 :وما بعدها ،جمع الشيخ عبسسد
الرحمن بن قاسم( وانظر :أبا بطين /النتصار لحزب الله الموحدين ص .[.31-30
261
فسسا مسسن خلل كتسسب وأعود – الن – لعرض المسائل التي أشرت إليهسسا آن ً
الشيعة نفسها لتتضح حقيقة الشرك والدعوة إليسسه الكامنسسة فسسي المسسذهب
المامي الثني عشري.
المسألة الولى :قولهم :ل هداية للناس إل بالئمة:
قال أبو عبد الله" :بليسسة النسساس عظيمسسة؛ إن دعونسساهم لسسم يجيبونسسا ،وإن
تركناهم لم يهتدوا بغيرنا" ]أمالي الصدوق :ص ،363بحار النوار.[.23/99 :
فهذا النص يقرر أن هداية الناس ل تتحقسسق إل بالئمسسة ،وأن النسساس فسسي
بلء وضلل دائم لنهم يرفضون إجابة دعوة الئمة.
وكل الحكمين )حصسسر الهدايسسة بالئمسسة ،والحكسسم بالضسسلل علسسى النسساس(
باطل من القول وزور لمخالفته للنقل والعقل والواقع.
فومرة أخرى تقول أخبارهم" :قال أبو جعفسسر :ب ِن َسسا ع ُب ِسد َ اللسسه ،وب ِن َسسا ع ُسرِ َ
حد َ الله" ]بحار النوار.[.23/103 : الله ،وب َِنا وُ ّ
فهي ل تنفي الهداية عن المة ،ولكن تجعل مصدرها الئمة.
والحق أن الهداية بمعنى التوفيق إلسسى الحسسق وقبسسوله ،ل يملكهسسا إل رب
العباد ،ومقلب القلوب والبصار ،والذي يحول بين المرء وقلبه ،والسسذي إذا
قال للشيء :كن فيكون ..والشيعة في إطلقها هسسذه العبسسارات بل أي قيسسد
تجعل لئمتها مشاركة لله جل شأنه فسسي هسسذه الهدايسسة ،وهسسو شسسرك أكسسبر؛
فالله سبحانه هو الهادي وحده ل شريك له.
د
جقق َ فلققن ت َ ِ َ ل َضل ِ ْ
من ي ُ ْ و َ دي َ هت َ ِ
م ْو ال ْ ُ ه َف ُ ه َ د الل ّ ُ ه ِ من ي َ ْ قال تعالىَ } :
ك دا{ ]الكهف ،آية .[.17:ويقول لنبيه – عليسسه السسسلم } :-إ ِّنق َ ش ًمْر ِ ول ِّيا ّ ه َلَ ُ
َ
شاء{ ]القصص ،آية.[.56 : من ي َ َ دي َ ه ِ ه يَ ْن الل ّ َ ول َك ِ ّت َ حب َب ْ َنأ ْ م ْ دي َ ه ِ
ل تَ ْ
أما هداية الدللة على الحق والرشاد إليسسه فهسسذه وظيفسسة الرسسسل ومسسن
عققو س قِبيِلي أ َدْ ُ ه َ ذ ِ هق ِل َ ق ْ تبعهم بإحسان ،ول تنحصر في الثني عشرُ } .
عَلى بصير َ
عِنققي{ ]يوسسسف ،آيسسة .[.108:وإطلق ن ات ّب َ َ م ِ ة أن َا ْ َ
و َ َ ِ َ ٍ ه َ إ َِلى الل ّ ِ
القول بأن هداية العباد ل تتم إل بالئمة جرأة على الله سبحانه.
المسألة الثانية :قولهم :ل يقبل الدعاء إل بأسماء الئمة:
قالوا :ل يفلح من دعا الله بغير الئمة ،ومن فعل ذلك فقد هلك.
جاء في أخبارهم عن الئمة" :من دعا اللسسه بنسسا أفلسسح ،ومسسن دعسسا بغيرنسسا
طبري /بشارة المصطفى :ص ،119-117البحار ،23/103 :وسسسائل هلك واستهلك" ]ال ّ
ن دعاء النبيساء شيعة .[.4/1142 :وبلغت جرأتهم في هذا الباب أن قالوا" :إ ّ ال ّ
توسل والستشفاع بهم صلوات الله عليهم أجمعين" ]وهذا أحسسد استجيب بال ّ
أبواب بحار النوار.[26/319 :
وقد استشهد على ذلك المجلسسسي بإحسسدى عشسسرة روايسسة مسسن روايسساتهم
]انظسسر :بحسسار النسسوار .[.334-26/319 :كما عرض لروايسسات كسسثيرة مماثلسسة فسسي
أبواب أحوال النبياء ،وبالخص في أحوال آدم وموسى وإبراهيم ،وكذا في
أبواب معجزات النبي ]بحار النوار.[.26/334 :
وجاءت روايات كثيرة في هذا المعنى في عدد من مصادرهم المعتمسسدة
]انظر– مثل ً :-تفسير العياشي ،1/41 :ابسسن بسسابويه /الخصسسال ،1/130 :معسساني الخبسسار ص
،42الطبرسي /الحتجاج :ص ،28 ،27وانظر :تفسير الحسن العسكري :ص ،118 ،117
262
وسسسائل الشسسيعة 4/1139 :وغيرهسسا .[.وهسسذا "الزعسسم" الخطيسسر يهسسدف بطريقسسة
ماكرة ،وأسلوب مقنع إلى "تأليه الئمة" وأنهسسم ملجسسأ المحتسساجين ومفسسزع
الملهوفين وأمان الخائفين وقبلة الداعين ،ول تستجاب السسدعوات إل بسسذكر
أسمائهم ،فأي فرق بين هذا وبين ما يزعمه المشركون في أصنامهم؟!
نعم هناك فرق ،وهو أن المشركين في وقسست الشسسدة يخلصسسون السسدعاء
ن{ دي َ ه الق ّ ن ل َق ُ صققي َ خل ِ ِ م ْ ه ُ وا الل ّق َ عق ُك دَ َ فل ْق ِ فقي ال ْ ُ ذا َرك ِب ُققوا ِ فإ ِ َللسسه } َ
شسسرك ومسسا هسسو الّتوحيسسد ،فهسسي ]العنكبوت ،آية .[65 :هذه الية تبني مسسا هسسو ال ّ
دعاء عند اضطراب المسسوج ول تتعل ّسسق بالمامسسة .أمسسا تتعّلق بالخلص في ال ّ
هؤلء فإنهم يشركون في الرخاء والشدة ،بل يزعمون أن الشسسدة ل ترفسسع
إل بالدعاء بأسماء الئمة.
مسسا أشسسرف نسسوح تقول إحدى رواياتهم" :عن الرضا عليه السسسلم قسسال :ل ّ
مسسا رمسسي قنا فدفع الله عنه الغرق ،ول ّ سلم على الغرق دعا الله بح ّ عليه ال ّ
ن ما ،وإ ّ دا وسسسل ً قنا فجعل الله الن ّسسار عليسسه بسسر ً إبراهيم في الّنار دعا الله بح ّ
قنسسا فجعلسسه قا فسسي البحسسر دعسسا اللسسه بح ّ ما ضرب طري ً سلم ل ّ موسى عليه ال ّ
جسسي قنسسا فن ّ ما أراد اليهود قتله دعا اللسسه بح ّ سلم ل ّ ن عيسى عليه ال ّ سا ،وإ ّ يب ً
شيعة.[.4/1143 : من القتل فرفعه الله" ]بحار النوار ،26/325 :وسائل ال ّ
وكما أن الستجابة لدعاء النبيسساء بسسسبب الئمسسة ،فسسإن مسسا جسسرى لبعسسض
النبياء هي بزعمهم بسبب موقفهم من الئمة ،فآدم عليسسه السسسلم – كمسسا
يفترون – " ..لما أسكنه الله الجنة مّثل له النبي وعلي والحسن والحسين
صلوات الله عليهم فنظر إليهم بحسد ،ثم عرضسست عليسسه الوليسسة فأنكرهسسا
فرمته الجنة بأوراقها ،فلما تاب إلى الله مسسن حسسسده وأقسسر بالوليسسة ودعسسا
بحق الخمسسسة محمسسد وعلسسي وفاطمسسة والحسسسن والحسسسين صسسلوات اللسسه
ت{ مققا ٍ ه ك َل ِ َ مققن ّرب ّق ِ م ِ قى آدَ ُ فت َل َ ّعليهم غفسسر اللسسه لسسه ،وذلسسك قسسولهَ } :
]البقرة ،آية ،37 :والنص المذكور في :تفسير العياشسسي ،1/41 :بحسسار النسسوار.[.26/326 :
سلم حبسه اللسسه فسسي بطسسن الحسسوت لنكسساره ن يونس عليه ال ّ "كما ادعوا أ ّ
ولية علي بن أبي طالب ولم يخرجه حتى قبلها" ]تفسسسير فسسرات ص ،13بحسسار
النوار.[.334-26/333 :
ه ّ
ول ِلق ِ هسسذا مسسا تقسسوله الشسسيعة وتفسستريه ،ولكسسن يقسسول اللسسه سسسبحانهَ } :
ها{ ]العراف ،آية .[.180:ولم يقل سسسبحانه: سَنى َ ماء ال ْ ُ َ
عوهُ ب ِ َ فادْ ُ ح ْ س َ
ال ْ
فادعوه بأسماء الئمة أو مقامات الئمة أو مشاهدهم.
َ َ
م{ ]غافر ،آيسسة: ب لك ُ ْ ج ْ ست َ ِ عوِني أ ْ م ادْ ُ ل َرب ّك ُ ُ قا َ و َكما قال جل شأنهَ } :
.[60ولو كان أساس قبول الدعاء ذكر أسماء الئمة لقال :ادعوني بأسماء
الئمة أستجب لكم ،بل إن هسسذا المسسر السسذي تسسدعيه الشسسيعة وتفسستريه مسسن
أسباب رد الدعاء وعسسدم قبسسوله ،لن الخلص فسسي السسدعاء للسسه أصسسل فسسي
وول َ ق ْ ن َ دي َ ه ال ق ّ ن لَق ُ صي َ خل ِ ِ م ْه ُ عوا الل ّ َ فادْ ُ الجابة والقبول .قال تعالىَ } :
ن{ دي َ ه الق ّ ن َلق ُ صقي َ خل ِ ِ م ْ عققوهُ ُ وادْ ُ ن{ ]غسسافر ،آيسسةَ } .[.14: فُرو َ كا ِ رهَ ال ْ َ كَ ِ
]العراف ،آية.[.29:
263
ن الل ّ ِ
ه دو ِ من ُ ن ِ عو َ ن ت َدْ ُ ذي َ ن ال ّ ِوهؤلء الئمة هم من سائر البشر }إ ِ ّ
َ
ن{ قي َصققاِد ِ م َ
كنت ُق ْم ِإن ُ جيُبوا ْ ل َك ُق ْ فل ْي َ ْ
س قت َ ِ م َ ه ْ عو ُ م َ
فققادْ ُ مَثال ُك ُ ْ عَبادٌ أ ْ ِ
]العراف ،آية.[.194:
حاولم يجعل الله عز وجل بينه وبين خلقه في عبادته ودعسسائه ولي ًسسا صسسال ً
فسقَتنك ِ َ ل ،بسسل الجميسسع عبسساد اللسسه }ّلن ي َ ْ كا مقرب ًسسا ول نبي ًسسا مرس س ً ول مل ً
ن ] {...النسسساء، قّرُبقو َ م َ ة ال ْ ُكق ُ ملئ ِ َول َ ال ْ َه َ عْبدا ً ل ّل ّق ِ
ن َ كو َح َأن ي َ ُ سي ُ م ِال ْ َ
ض ِإل آت ِققي َ آيسسة .[.172:اليسسةِ} ،إن ك ُق ّ
والْر ِ ت َ وا ِ ما َ سق َ فققي ال ّ مققن ِ ل َ
دا{ ]مريم ،آية.[.93: عب ْ ً
ن َ م ِ ح َالّر ْ
وتربية الشيعي من خلل أدعيته ومناجاته لله على هذا المنهج هي تربية
خطيرة ..حيث تزرع في قلبه ومشاعره التجاه إلى غير الواحد القهار،
وتنمي في نفسه التوجه إلى البشر ل إلى خالق البشر ،ويترعرع في هذا
المحضن الوثني لينشأ أولده وأحفاده على هذه الطريق ،ولربما ينسى
ل؛ لن ذكر الئمة في لسانه ،ووجودهم في قلبه حين ذكر الله سبحانه أص ً
الدعاء والتوجه.
ويتركز ذلك من خلل الكلمة والقدوة.
وقد صرحت بعض رواياتهم بشيء مسسن هسسذا المعنسسى ،حيسسث تقسسول بسسأن
ب ن الّرجسسل يح س ّ شيعة كتب إلى إمامه يشتكي أو يسأل ويقسسول" :إ ّ بعض ال ّ
ب أن يفضسسي إلسسى رب ّسسه" فجسساء الجسسواب" :إذا أن يفضي إلى إمامه مسسا يحس ّ
ن الجسواب يأتيسك" ]بحسسار النسسوار.[.94/22 : كانت لك حاجة فحّرك شفتيك ،فإ ّ
فهم أسرع إجابة وأقضى للحاجة ،وهذا شرك يهسسون عنسسد شسسرك الجاهليسسة
الولى ..وواقع مشاهد الشيعة ومزاراتهم يعبر عن الثمسسرات المسسرة لهسسذه
الساطير.
ودعوى أن دعاء النبيسساء اسسستجيب بالتوسسسل بالئمسة هسسي دعسسوى جاهلسسة
غبية؛ إذ ليس للئمة وجود في حيسساة النبيسساء عليهسسم السسسلم ،وهسسي دعسسوة
للشرك بالله سبحانه؛ إذ إنهم جعلوا مفتاح الجابة وأساس القبول هو ذكر
أسماء الئمسسة ،فهسسي كقسسول المشسسركين بسسأن أصسسنامهم تقربهسسم إلسسى اللسسه
زلفى ..وهي زعم باطل ،إذ إن النبياء عليهم السلم – كما جاء فسسي قسسول
أصدق القائلين – إنما دعوا الله عز وجل باسمه سسسبحانه وبوحسسدانيته جسسل
َ
ه ِإل ت أن ل إ ِل َق َ مققا ِ فققي الظّل ُ َ دى ِ فَنا َ شأنه .قال سبحانه عن يونسَ } :
ن{ ]النبياء ،آية.[.87: ن ال ّ ك إ ِّني ُ حان َ َ َ
مي َ ظال ِ ِ م َ ت ِ كن ُ سب ْ َت ُ أن َ
والكلمات التي قالها آدم عليه السلم وزوجه هي كما قال الله سبحانه:
نمقق َ ن ِ كون َ ّ مَنا ل َن َ ُ ح ْوت َْر َفْر ل ََنا َ غ ِم تَ ْ وِإن ل ّ ْ سَنا َ ف َ مَنا َأن ُ
قال َ َرب َّنا ظَل َ ْ } َ
ن{ ]العراف :آية.[.23: ري َ س ِخا ِ ال ْ َ
وهذه المقالة من الشيعة معلوم فسادها من الدين بالضرورة ،وهي من
ن دو َ ري ق ُ إدخسسال الشسسرك فسسي ديسسن السسسلم }ي ُ ِ وضسسع زنسسديق ملحسسد أراد
َ
ه
ر َ كقق ِ و َ وَلقق ْ ه َ ر ِ م ُنققو ِ مِتقق ّ
ه ُ والّلقق ُ م َ ه ْ ه ِوا ِ
ف َ ه ِبققأ ْ ؤوا ُنققوَر الّلقق ِ فقق ُل ِي ُطْ ِ
ن{ ]الصف ،آية.[.8: فُرو َ ال ْ َ
كا ِ
264
ونقلت كتب الشسسيعة نفسسها مسا ينساقض هسذه السسدعوى عسسن الئمسة فسي
مناجاتهم لله ودعسسائهم لسسه ،فسسأمير المسسؤمنين كسسان يقسسول كمسسا تنقسسل كتسسب
ي خطيئتي ،ثم أذكر العظيم من كر في عفوك فتهون عل ّ الشيعة" :إلهي أف ّ
أخذك فتعظم علي بليتي ،ثم قال :آه إن أنا قرأت في الصسسحف سسسيئة أنسسا
ناسيها وأنت محصيها ،فتقول :خذوه! فيا له من مأخوذ ل تنجيسسه عشسسيرته،
صدوق ص ،48بحار النوار.[.94/92 : ول تنفعه قبيلته" ]أمالي ال ّ
وما من إمام إل قد رووا عنه الكثير من أمثال هذا الدعاء ،ممسسا ل يتسسسع
المجال لعرضه وقد أتى على أكثره المجلسي في بحاره ]ول سيما في الجزء
الرابع والتسعين.[.
المسألة الثالثة :الستغاثة ]الستغاثة :طلب الغوث ،وهو إزالة الشدة ،كالستنصار
طلب النصر ،والفرق بين الدعاء والستغاثة :أن الدعاء عام فسسي كسسل الحسسوال ،والسسستغاثة
هي الدعاء لله في حالة الشدائد )انظر :ابن تيمية /الرد على البكري ص ،88سسسليمان بسسن
عبد الوهاب /تيسير العزيسسز الحميسسد :ص ،215-214ابسسن سسسعدي /القسسول السسسديد ص -48
[.(49بالئمة:
ل يستغاث إل بالله وحده ،ولكن الشيعة تدعو إلى الستغاثة بأئمتها فيما
ل يقدر عليه إل الله وحده ،وقد خصصت بعض رواياتهسسا وظيفسسة كسسل إمسسام
سسسلطين ي بسسن الحسسسين فللّنجسساة مسسن ال ّ ما عل ّ في هذا الباب فقالت .." :أ ّ
مسسد فللخسسرة ومسسا مسسد بسسن علسسي وجعفسسر بسسن مح ّ ما مح ّشياطين ،وأ ّ ونفث ال ّ
ما موسى بن جعفر فالتمس بسسه العافيسسة تبتغيه من طاعة الله عّز وج ّ
ل ،وأ ّ
سسسلمة فسسي السسبراري ي بن موسى فاطلب به ال ّ ما عل ّل ،وأ ّمن الله عّز وج ّ
ي
ما عل ّ مد بن علي فاستنزل به الّرزق من الله تعالى ،وأ ّ ما مح ّ والبحار ،وأ ّ
مسال ،وأ ّ مد فللّنوافل وبّر الخوان وما تبتغيه من طاعة الله عسّز وجس ّ بن مح ّ
ذبسسحسيف ال ّ ما صاحب الّزمان فإذا بلغ منك ال ّ ي فللخرة ،وأ ّ الحسن بن عل ّ
فاستعن به فإّنه يعينك" ]بحار النوار.[.94/33 :
ثم جاء صاحب البحار بدعاء يتضمن السسستغاثة بالئمسسة علسسى هسسذا النحسسو
السالف الذكر اعتبره من قبيل الشرح لهسسذا النسسص ]انظسسر :المصسسدر السسسابق:
.[.94/33
دواء العظسسم شفاء الكبر وال س ّ وقد قرر المجلسي أنهم – كما يزعم – "ال ّ
لمن استشفى بهم" ]بحار النوار.[.94/33 :
وأدعيتهم تنسج على هذا المنوال ،حيث الئمسسة عنسسدهم هسسم المسسستغاث
والمرتجى ،فيتوجه الشيعي للمام ويقول – كما جاء فسسي روايسساتهم – عسسن
إمامهم المنتظر:
" ..أركان البلد ،وقضاة الحكام ،وأبواب اليمسسان ..منسسائح العطسساء ،بكسسم
سسبيل.. سسبب وإليسه ال ّ ما مقروًنا ،فما شيء منه إل وأنتم له ال ّ إنفاذه محتو ً
فل نجاة ول مفزع إل أنتم ،ول مذهب عنكم يا أعين الله الن ّسساظرة] "..بحسسار
النوار.[.94/37 :
ول يخفى ما في هذا النص مسسن تسسأليه للئمسسة ،حيسسث جعلهسسم سسسبب كسسل
ما!!...شيء ،ول مفزع إل إليهم ،وبهم العطاء محتو ً
265
وأدعية كثيرة تسير على هذا الضلل في الغلو بالئمة إلسسى مقسسام خسسالق
الرض والسماوات ،وهي قد جمعسست فسسي كتسسب الدعيسسة عنسسدهم كمفاتيسسح
الجنان وعمدة الزائر وغيرهما ،وقد وردت في كتبهم المعتمدة في أبسسواب
المزار ،والدعية ،ودراستها وجمعهسسا وتحليلهسسا يحتسساج إلسسى بحسسث مسسستقل،
وترى في تلك الدعية السبئية قد أطلت بوجهها المظلم السسذي يسسؤله علي ًسسا
من خلل هاتيك الدعوات والستغاثات.
وهنسساك "رقسساع" تكتسسب ،وتوضسسع علسسى قبسسول الئمسسة ،لن قبسسور الئمسسة
وأضرحتهم التي ل تنفع ول تضسسر هسي – بزعمهسسم – منساط الرجساء ومفسسزع
ل فسساكتب رقعسسة علسسى الحاجات .قالوا" :إذا كان لك حاجة إلى الله عّز وج ّ
دها مسسة إن شسسئت ،أو فش س ّ بركسسة اللسسه ،واطرحهسسا علسسى قسسبر مسسن قبسسور الئ ّ
فا واجعلها فيسسه ،واطرحهسسا فسسي نهسسر جسساٍر ،أو بئر واختمها واعجن طيًنا نظي ً
سلم وهو يتوّلى قضسساء سّيد عليه ال ّعميقة ،أو غدير ماء ،فإّنها تصل إلى ال ّ
حاجتك بنفسه" ]بحار النوار.[.94/29 :
ثم ذكروا أنه يكتب في هذه الّرقعة" :بسم الله الّرحمن الّرحيسسم ،كتبسست
إليك يا مولي صلوات الله عليك مستغيًثا ،..فأغثني يا مولي صلوات اللسسه
ل في أمري قبل حلول الّتلف دم المسألة لله عّز وج ّ عليك عند الّلهف ،وق ّ
ي ،واسأل اللسسه )الخطسساب للمسسام وشماتة العداء ،فبك بسطت الّنعمة عل ّ
ل جلله لي نصًرا عزيًزا] "..بحار النوار.[.30-94/29 : في قبره( ج ّ
ثم ذكروا بأنه يصعد الّنهر أو الغسسدير وينسسادي علسسى أحسسد أبسسواب المنتظسسر
سسسمري) .بحسسار
]وهم أربعة :عثمان بن سعيد ،أو ابنه محمد ،أو الحسن بن روح ،أو علسسي ال ّ
النوار ،(94/30 :وانظر :فصل الغيبة من هذه الرسالة [.فينادي أحدهم ويقسسول" :يسسا
ي
ن وفاتك في سبيل الله وأنسست حس ّ فلن بن فلن سلم الله عليك ،أشهد أ ّ
ل وع سّز،عند الله مرزوق ،وقد خاطبتك في حياتك السستي لسسك عنسسد اللسسه ج س ّ
سسسلم فس سّلمها إليسسه فسسأنت الّثقسسة وهذه رقعتي وحاجتي إلى مولنا عليه ال ّ
المين" ]بحار النوار.[.94/3 :
لمها إليسسه" ]بحسسارقالوا" :ثم ارم بها في الّنهر وكأّنك تخيسسل لسسك أن ّسسك تسس ّ
النوار.[.94/3 :
ضا تبعث إلى المنتظر المعدوم لطلب الستغاثة. وهناك رسائل أي ً
وقد قرر المحققون من أهل العلم بالنساب والتواريخ أن هذا المنتظسسر
مسسا –ل؛ لن الحسن العسكري مات عقي ً الذي تنتظره الرافضة لم يولد أص ً
كما سيأتي – ولهذا قال شيخ السلم ابن تيمية عسسن هسسذا المنتظسسر" :وهسسو
شيء ل حقيقة له ولم يكن هذا في الوجود قط" ]مجموع فتاوى شيخ السسسلم:
.[.28/401ومع هذا فقد وضعوا من الروايات في مشسروعية إرسسال رقساع
إلى هذا المعدوم لطلب الستغاثة والنجدة فيما ل يقدر عليه إل الله ،فمن
ضا:
ذلك أي ً
قالوا :تكتب رقعة إلى صاحب الّزمان وتكتب فيها "بسسسم اللسسه الّرحمسسن
صالح محمسسد بسن الحسسسن ]جسساء عنسسدهم جة الله الخلف ال ّ سلت بح ّ الّرحيم ،تو ّ
روايات تنهى عن الّتصريح باسمه )أصول الكافي ،1/332س (333فهذه الّروايسسة تنسساقض مسسا
قّرروه ،وتناقضهم ل يكاد ينتهي [.بن علي بسن محمسد بسن علسي بسن موسسى بسن
266
جعفر بن محمسسد بسسن علسسي بسسن الحسسسين بسسن علسسي بسسن أبسسي طسسالب ،الّنبسسأ
صسسراط المسسستقيم ،والحبسسل المسستين ،عصسسمة الملجسسأ ،وقسسسيم العظيم ،وال ّ
مهاتك الط ّسساهرات ،الباقيسسات طاهرين ..وأ ّسل إليك بآبائك ال ّ الجّنة والّنار أتو ّ
لل فسسي كشسسف ض سّري وح س ّ صالحات ..أن تكون وسيلتي إلى الله عّز وج ّ ال ّ
عقدي وفرج حسرتي ،وكشف بلّيتي] "...بحار النوار.[.94/29 :
قالوا" :ثم تكتب رقعة أخرى لله سبحانه وتطيب الّرقعتين ،وُتجمل
رقعة الباري تعالى في رقعة المام رضي الله عنه وتطرحهما في نهرٍ جاٍر
ر ]طين حّر :أي ل رمل فيه )بحار النوار: أو بئر ماء بعد أن تجعلهما في طين ح ّ
] "..[.(94/28بحار النوار.[.94/28 :
انظر في هذا النص وصسسفه لهسسذا المعسسدوم بسسأنه عصسسمة الملجسسأ ،وفسسارج
الحسسسرة ،وكاشسسف البليسسة .وهسسي صسسفات ل تطلسسق إل علسسى مسسن يجيسسب
المضطر إذا دعاه ،ويكشف السوء ،ومن يهدي من يعتصم به إلى صسسراط
مستقيم وهو الخالق جل عله .ولكن هؤلء جعلوا لهذا المعسسدوم خصسسائص
الرب عز وجل.
وتأمل قوله في نهاية النص" :وتجعل رقعسسة البسساري فسسي رقعسسة المسسام"
دم في طلب الحاجات!! فكأنهم يجعلون هذا المعدوم هو المق ّ
ثم ساق المجلسي استغاثة أخرى بهذا المنتظر ،وفيها "ارجع فيمسسا أنست
بسبيله إلى الله تعسسالى ،واسسستعن بصسساحب الزمسسان ]هسسذا مسسن ألقسساب مهسسديهم
عا ،فإنه نعسسم المعيسسن ،وهسسو عصسسمة المنتظر [.عليه السلم ،واتخذه لك مفز ً
أوليائه المسسؤمنين ..وقسسل :السسسلم عليسسك يسسا إمسسام المسسسلمين والمسسؤمنين،
السلم عليك يا وارث علم النبيين ،السلم عليك يا عصمة السسدين ،السسسلم
عليك يا معز المسسؤمنين المستضسسعفين ،السسسلم عليسسك يسسا مسسذل الكسسافرين
المتكبرين الظالمين ،السلم عليك يا مولي يا صاحب الزمان ..يا مسسولي،
حاجتي كذا وكذا فاشفع لي في نجاحها" ]بحار النوار.[.32-94/31 :
وصاحب الزمان عندهم قد عجز عن الخروج إلسسى شسسيعته خسسوف القتسسل
كما تقرر نصوصهم المعتبرة – كما سيأتي – فكيف يوصف بهذه الوصاف،
ويطلب منه هذا الحاجات مما ل يقدر عليه إل كاشف الملمات وهو عسساجز
عن حماية نفسه قد قبع في سردابه وتوارى عن النظار؟!
المسألة الرابعة :قولهم :إن الحج إلى المشساهد أعظسسم مسسن الحسسج إلسسى
بيت الله:
قال شيخ السلم ابن تيمية" :حدثني الثقسسات أن فيهسسم مسسن يسسرى الحسسج
إلى المشاهد أعظم من الحج إلى السسبيت العسستيق ،فيسسرون الشسسراك بسسالله
أعظم من عبادة الله وحده ،وهذا مسن أعظسم اليمسان بالطساغوت" ]منهسساج
السنة.[.2/124 :
هذه المسألة التي قال عنها عالم من أكبر علماء أهل السنة المعنيين
بتتبع أمر الرافضة والرد عليهم بأنه قد وصله خبرها عن طريق بعض
الثقات هي اليوم مقررة ومعلنة في المعتمد من كتب الثني عشرية في
267
عشرات من الروايات تنص على أن زيارة المشهد أفضل من الحج إلى
بيت الله الحرام.
جسسة،
ن زيارة قسسبر الحسسسين تعسسدل عشسسرين ح ّ جاء في الكافي وغيره" :إ ّ
جسسة" ]فسسروع الكسسافي ،1/324 :ابسسن بسسابويه /ثسسواب
وأفضل من عشرين عمسسرة وح ّ
طوسي /تهذيب الحكام ،2/16 :ابن قولويه /كامل الّزيسسارات :ص ،161 العمال :ص ،52ال ّ
شيعة.[.10/348 :الحّر العاملي /وسائل ال ّ
جسسة ،وتسسسع شيعة لمامه" :إّني حججت تسع عشرة ح ّ وحينما قال أحد ال ّ
جسسةجح ّ عشرة عمرة" أجابه المام – بأسلوب يشبه السخرية -قسسائ ً
ل" :ح س ّ
سسسلم" أخرى ،واعتمر عمرة أخرى ،تكتب لك زيارة قبر الحسسسين عليسسه ال ّ
شيعة ،10/348بحار النوار.[.101/38 : ]ال ّ
طوسي /تهذيب الحكام ،2/16 :وسائل ال ّ
فكأنه يقول له :علم تبذل كل هذا الجهد ،وزيسسارة قسسبر الحسسسين أفضسسل
من عملك هذا ،ثم تراه وجهه لكمسال عشسرين حجسة وعمسرة ليتحقسق لسه
بذلك فضل زيارة واحدة لقبر الحسين ،ولم يوجهه لزيارة الحسين ،وذلسسك
زيادة في التقريع وإظهار السخرية وإبداء التحسر.
وتذهب رواياتهم إلى المبالغة بالقول بأفضلية زيرة قبر الحسسسين وقبسسور
سائر الئمة على الركن الخمس من أركان السلم حج بيت الله الحسسرام،
وتصل في ذلك إلى درك من العته والجنسسون ،أو الزندقسسة واللحسساد ل يكسساد
يصل إليه أحد في هذا الباب ،حتى ليقول القائل بأن هذا ديسسن المشسسركين
ل دين المسلمين الموحدين؛ لن هؤلء يقدمون لنا ديًنا آخر غير ما يعرفسسه
المسلمون؛ دين شيوخهم وآياتهم ل دين رب العالمي ،وتخرصات وأوهسسام
رجالهم ،ل وحي سيد المرسلين ،فهي أشبه ما تكون بمؤامرة لتغيير ديسسن
المسلمين ،وتغيير قبلة المسلمين ،بيت رب العالمين.
وتقدم لنا رواياتهم هذا المعنى بصسسور مختلفسسة وأسسساليب متنوعسسة لتسسؤثر
في قلوب السذج والجهلة ،وتخدع عقول الناشئة والعجم ،فما أسرع تأثير
البدعة في هؤلء ]ولذلك قال أيوب السختياني – كما يروي الللكائي :-إن من سسسعادة
الحدث والعجمي أن يوفقهما الله لعالم من أهل السنة) .شرح أصول اعتقاد أهسسل السسسنة:
..[.(1/60
فهذا أحد العراب يشد الرحل من اليمن لزيارة الحسسسين – كمسسا تزعسسم
أساطيرهم – فيلتقي بجعفرهم الذي يسمونه بالصادق ،لن جعفر بن عبسسد
الله بريء من افتراءات هؤلء وأكاذيبهم ،فيسأله جعفر عن أثر زيارة قسسبر
الحسين فقال هذا العرابي :إنه يرى البركسة مسن ذلسك فسي نفسسه وأهلسه
وأولده وأمواله وقضاء حوائجه ،فقال أبو عبد الله – كما تقسسول الروايسسة :-
أفل أزيدك من فضله فضل ً يا أخا اليمن؟ قال :زدنسسي يسسا ابسسن رسسسول اللسسه
صلى الله عليه وسلم ،قال :إن زيارة أبي عبد اللسه عليسسه السسلم – يعنسسي
نفسه – تعدل حجة مقبولة زاكية مع رسول اللسه صسلى اللسسه عليسه وسسسلم
وآله فتعجب من ذلك ،فقسسال لسسه :أي واللسسه وحجسستين مسسبرورتين متقبلسستين
زاكيتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فتعجب ،فلم يزل أبو عبسسد
الله عليه السلم يزيد حتى قال :ثلثيسسن حجسسة مسسبرورة متقبلسسة زاكيسسة مسسع
268
رسول الله صلى الله عليه وسلم ]ابن بابويه القمي /ثسسواب العمسسال ص ،52الحسسر
العاملي /وسائل الشيعة.[.351-10/350 :
بهذا السلوب الغريب الذي أشبه ما يكون بلعسسب الطفسسال ومحسساوراتهم
يقرر جعفرهم أن زيارة الضريح أفضل من ثلثين حجة.
ضسسا علسسى رسسسول اللسسه بسسأنه قسسرر هسسذا الشسسرك بنفسسس هسسذا ويفسسترون أي ً
السلوب الذي بلفظه يكشف كذبهم فضل ً عن معناه ،حيث تقول روايتهم:
"كان الحسين عليه السلم ذات يوم في حجر النبي صلى الله عليه وسلم
وهو يلعبه ويضاحكه ،وإن عائشة قالت :يا رسول اللسسه مسسا أشسسد إعجابسسك
بهذا الصبي!! فقال لها :وكيف ل أحبه وأعجب به وهو ثمرة فسسؤادي وقسسرة
عيني ،أما إن أمتي ستقتله فمن زاره بعد وفاته كتسسب اللسسه لسسه حجسسة مسسن
حججي ،قالت :يا رسول اللسسه حجسسة مسسن حججسسك؟! ،قسسال :نعسسم وحجسستين،
قالت :حجتين؟ قال :نعم وأربًعا .فلم تزل تزاده وهو يزيد حتى بلغ سبعين
حجة من حجج رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعمارها" ]وسائل الشسسيعة:
.[.352-10/351
وتذهب رواية أخرى إلى أن "من زار قسبر أبسي عبسد اللسه كتسب اللسه لسه
ثمسسانين حجسسة مسسبرورة" ]ثسسواب العمسسال ص ،52كامسسل الزيسسارات ص ،162وسسسائل
الشيعة.[.10/350 :
سلم وتزيد رواية أخرى على ذلك فتقول" :من أتى قبر الحسين عليه ال ّ
جسسة مسسع رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه ج مسسائة ح ّقه كان كمن ح س ّ عارًفا بح ّ
شيعة.[.10/350: وسلم" ]ثواب العمال :ص ،52وسائل ال ّ
وتتنافس رواياتهم في المبالغة في العداد لتتجسساوز المئات إلسسى مرحلسسة
اللف ،وتتجاوز ذلك إلى ذكر أصناف من الثواب والجر ،وكأن السسدين هسسو
مجرد زيارة قبر ،والوقوف على ضريح.
فقد جاء في "وسائل الشيعة" وغيره عسسن محمسسد بسسن مسسسلم عسسن أبسسي
جعفر قال" :لو يعلم الناس ما في زيارة الحسين عليه السلم من الفضل
لماتوا شوًقا ،وتقطعت أنفسهم عليه حسرات ،قلت :وما فيسه؟ قسسال :مسن
جسسة متقّبلسسة ،وألسسف عمسسرة مسسبرورة، زاره تشوًقا إليه كتب الله لسسه ألسسف ح ّ
وأجر ألف شهيد من شهداء بسسدر ،وأجسسر ألسسف صسائم ،وثسواب ألسسف صسسدقة
ظا سنته مسسن مقبولة ،وثواب ألف نسمة أريد بها وجه الله ،ولم يزل محفو ً
ل آفة أهونها الشيطان،ووكل به ملك كريم يحفظه مسسن بيسسن يسسديه ومسسن ك ّ
خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوق رأسه ومن تحت قدمه ،فإن مات
سنته حضسسرته ملئكسسة الّرحمسسن يحضسسرون غسسسله وأكفسسانه والسسستغفار لسسه
ويشّيعونه إلى قبره بالستغفار له ،ويفسح له في قبره مد ّ بصره ،ويسسؤمنه
الله من ضغطة القبر ،ومن منكر ونكير يروعانه ،ويفتح له باب إلى الجنة،
ويعطى كتابه بيمينه ويعطسى لسه يسوم القيامسة نسور يضسيء لنسوره مسا بيسن
المشرق والمغرب ،وينادي مناد هذا من زار الحسين شوًقا إليه ،فل يبقسسى
سسسلم" أحد يوم القيامة إل تمّنى يومئذ أّنه كان من زّوار الحسسسين عليسسه ال ّ
شيعة ،1/353 :بحار النوار.[.101/18 : ]كامل الّزيارات ص ،143وسائل ال ّ
269
وفي رواية أخرى" :إن الرجل منكم ليغتسل في الفسسرات ثسسم يسسأتي قسسبر
الحسين عارًفا بحقه فيعطيه الله بكل قسسدم يرفعهسسا أو يضسسعها مسسائة حجسسة
مقبولة ،ومائة عمرة مبرورة ،مائة غزوة مع نسسبي مرسسل أو إمسام عسسادل"
]وسائل الشيعة ،10/379 :كامل الزيارات ص .[.185
ورواية ثالثة تقول" :من زار الحسين عليه السسسلم يسسوم عاشسسوراء حسستى
يظل عنده باكًيا لقي الله عز وجل يوم القيامسسة بثسسواب ألفسسي ألسسف حجسسة،
وألفي ألف عمرة ،وألفي ألسسف غسسزوة ،وثسسواب كسسل حجسسة وعمسسرة وغسسزوة
كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول الله صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم ومسسع
الئمة الراشدين صلوات الله عليهم] "..بحار النوار ،101/290 :كامسسل الزيسسارات
ص 176ما بعدها.[.
ضا لمن لم يستطع زيارة ثم ذكرت الرواية أن هذا الفضل كله يحصل أي ً
قبره في هذا اليوم ،ولكن صعد على سطح داره وأومسسأ إليسسه بالسسسلم ثسسم
دعا على قاتله وندب الحسين وبكاه ولم ينتشر في يومه هسسذا فسسي حاجسسة
]بحار النوار ،101/290 :كامل الزيارات ص .[.176
وعلى غرار هذا عشرات من المثلة تكل اليد من نقلهسسا ،ويتعسسب الفسسؤاد
من تأملها ،لنها روايات الهدف منها صرف الناس عن عبادة الواحد القهار
إلى عبادة المخاليق الضعفاء ،وغايتها التحلل من تكاليف السلم وشسسرائع
الدين إلى مجرد نقل القدم إلى قبر ليحصل بذلك علسسى كسسل الجسسر ،حسستى
تنتهسسي بمعتقسسدها إلسسى ضسسرب مسسن الباحيسسة ،والعسسراض عسسن أوامسسر اللسسه
وشرائعه ،والتعدي على محارمه.
قسا لسذكره القسرآن العظيسم فسي آيساته ،..لمساذا فلو كان شيء من هذا ح ً
قسسا..
يذكر الحج في آيات عدة من القرآن ،ول تذكر زيارة قسسبر المسسام مطل ً
وهي أفضل من الحج إلى بيت الله الحرام – بزعمهم -؟!
وقد تنبه أحد الشيعة لسسذلك وتعجسسب لمسساذا تخسسص زيسسارة الحسسسين بهسسذا
الفضل الذي يربو علسسى فضسسل الحسسج مئات المسسرات وليسسس لهسسا ذكسسر فسسي
القرآن؟! أليس هذا دليل الوضع والفتراء؟!!
فقال – بعد أن استمع من إمامه لفضائل زيارة قبر الحسين المزعومسسة
– قال" :قسسد فسسرض اللسسه علسسى النسساس حسسج السسبيت ،ولسسم يسذكر زيسسارة قسسبر
الحسين عليه السلم" ]بحار النوار ،101/33 :كامل الزيارات ص .[.266
فأجاب إمامهم بجواب يبدو فيه الضطراب ،حيث قال" :وإن كان كذلك
فإن هذا شيء جعله الله هكذا" ]بحار النوار ،101/33 :كامل الزيارات ص .[.266
وهذا اعتراف منهم وهم أربسساب التأويسسل البسساطني بخلسسو القسسرآن مسسن هسسذه
ف في نقض مزاعمه من كتبهم .فالقرار هو سسسيد الدلسسة، البدعة ،وهذا كا ٍ
وبأيديهم يهدمون بيوتهم.
وكأن إمامهم في جوابه هذا يقول :ل جواب عندي ،المر هكذا ،لم يسسبين
الله لعباده سبيل عبادتهم وما يتقون.
دا عسسن ثسسم حسساول بعسسد هسسذه الكلمسسة المضسسطربة أن يتلمسسس جواب ًسسا بعي س ً
ل" :أما سمعت قول أمير المؤمنين :إن باطن القسسدم الموضوع فأردف قائ ً
أحق بالمسح من ظاهر القدم ،ولكن اللسسه فسسرض هسسذا علسسى العبسساد" ]بحسسار
270
ضسسا بسسأن زيسسارة النوار ،101/33 :كامل الزيارات ص .[.266وهذا اعتراف منهم أي ً
قبر الحسين كباطن القدم )والصح كباطن الخف( لم تسسدخل فيمسسا فسسرض
الله ،ثم واصل العتذار فقال" :أوما علمت أن الموقف لو كان في الحرم
كان أفضل لجل الحرم ولكن الله صنع ذلك في غير الحسسرم" ]بحسسار النسسوار:
،101/33كامل الزيارات ص .[.266
وهذا كسابقه اعتراف بأن الزيارة لم تفرض ،وإن كانت فسسي نظسسر هسسذه
الزمرة أحق ..ثم هي في اعتذارها تحاول أن تجعل من نفسها رقيبة على
تشريع رب العالمين ،فكأنها تشير بأن الله سبحانه لم يفعل مسسا هسسو أولسسى
وأحق )تعالى الله عما يقوله الظالمون( ،حيث لم يجعسسل موقسسف عرفسسات
في الحرم بل جعله في الحل ،وهكذا تتطاول هذه الزمسسرة الملحسسدة السستي
وضعت هذه الخبار ،وخدعت بها الغرار تتطاول على شرع الله وحكمتسسه،
وتضع من نفسها وصية على أمر الله.
ورواياتهم في هذا كثيرة للغاية – كما أشرنا من قبل – وإنني الن أمسسام
زخم هائل مسن الروايسسات الستي ل تخطسر ببسال مسن لسسم يخسض غمسار هسسذه
الساطير؛ روايات كثيرة ما أدري مسا آخسذ منهسا ومسا أدع ،فكسل منهسا يسثير
العجب والستنكار لكل من كان على صلة بكتاب ربه ،أو على أدنى وعسسي
بأمر دينه ،ولم يلجم عقلسسه التعصسسب ويغلسسق فكسسره الهسسوى وتأخسسذه العسسزة
بالثم تعصًبا لبدعته وطائفته.
ولو حاول الشيعي أن يتخلى عن هذه الساطير التي تشده إلسسى الظلم
ولو لحظة ثم يتفكر في أمر هذا الخطر الكبر السسذي يأخسسذ بسسه ليلقيسسه فسسي
غياهب الشرك وظلماته ،لينسى ربه وخالقه ،ويتعلق بقبر مخلوق قسسد أرم
من ن ِ عو َ ن ت َدْ ُ ن ال ّ ِ
ذي َ ل يملك لنفسه نفًعا ول ضًرا ول حياة ول نشوًرا }إ ِ ّ
َ
م{ ]العراف ،آية.[.194: مَثال ُك ُ ْ
عَبادٌ أ ْ ن الل ّ ِ
ه ِ دو ِ
ُ
والعجب أنه ورد عندهم بعسسض الروايسسات فسسي تخفيسسف هسسذا الغلسسو السسذي
يجعل من الشخوص إلى القبر أفضل مسسن حسسج بيسست اللسسه الحسسرام ،ولكسسن
شيخ الشيعة المجلسي رد ذلك بحجة التقية.
تقول روايتهم » :عن حنان قلت لبي عبد الله عليسسه السسسلم :مسسا تقسسول
في زيارة قبر الحسين صلوات الله عليه فإنه بلغنا عن بعضسسكم أنسسه قسسال:
تعدل حجة وعمرة؟ قال فقال :ما أضعف هذا الحديث ما تعسسدل هسسذا كلسسه
ولكن زوروه ول تجفوه فإنه سيد شباب أهسسل الجنسسة ]بحسسار النسسوار،101/35 :
قرب السناد ص ..[.48
قال المجلسي في تأويل هذا النص الذي ينقض عشرات الروايات السستي
جاء بها ،ويكشف ضلل ما عليه طائفته قسسال" :لعسسل المسسراد أنهسسا ل تعسسدل
الواجبين من الحج والعمرة والظهر أنه محمول على التقية" ]بحسسار النسسوار:
،101/35قسسرب السسسناد ص ،[.48أي إن جعفًرا يقول هسسذا الكلم علسسى سسسبيل
الكذب مجاملة لهل السنة أو خوًفا منهم وليس من دين الشيعة ..وهكسسذا
يفعل شسيوخهم بكسسل روايسة عسسن أهسل السسبيت ل توافسق أهسسواءهم يبطلسسون
مفعولها بهذه الحجة الجاهزة "التقية" فصار التشسسيع يكتسسسب غلسسوه علسسى
مر اليام بفعل شيوخه وصار دينهم دين شيوخ الرافضة ل دين الئمة..
271
زيارة كربلء يوم عرفة أفضل من سائر اليام:
مما يكشف أن هذه الروايات هي ثمرة مؤامرة ضد المة لصسسرفها عسسن
بيت ربها ،والعمل على إفساد أمرها ،وتفريسسق اجتماعهسسا ..والحيلولسسة دون
تلقيها في هذا المؤتمر السنوي العسسام ..أن هسسذه الروايسسات خصسست زيسسارة
الحسين يوم عرفة بفضل خاص ،تقول:
"من أتى قبر الحسسسين عارفًسسا بح ّ
قسسه فسسي غيسسر يسسوم عيسسد كتسسب اللسسه لسسه
جة وعشرين عمرة مبرورات مقبولت ..ومن أتاه في يوم عيسسد عشرين ح ّ
جة ومائة عمرة ..ومسسن أتسساه يسسوم عرفسسة عارفًسسا بح ّ
قسسه كتب الله له مائة ح ّ
جة وألف عمسسرة مسسبرورات متقّبلت ،وألسسف غسسزوة مسسع كتب الله له ألف ح ّ
نبي مرسل أو إمام عادل" ]انظر :الكليني /فروع الكافي ،1/324 :ابن بابويه /من ل
طوسي /الّتهذيب ،2/16 :ابن قولويه /كامل الّزيسسارات ص ،169 يحضره الفقيه ،1/182 :ال ّ
شيعة.[.10/359 : ابن بابويه /ثواب العمال ص ،50الحّر العاملي /وسائل ال ّ
وتكاد بعض روايسساتهم تصسسرح بالهسسدف ،فهسسذا جعفرهسسم يقسسول" :لسسو أن ّسسي
ج منكم أحسسد، سا وما ح ّ ج رأ ًدثتكم بفضل زيارته وبفضل قبره لتركتم الح ّ ح ّ
كا قبسسل أن يّتخسسذ مك ّسسةما آمًنا مبار ً
ن الله اّتخذ كربلء حر ً ويحك أما علمت أ ّ
ما] "..بحار النوار ،101/33 :كامل الّزيارات ص .[.266 حر ً
فأنت تلحظ أنه صرح مسسن طسسرف خفسسي أن تسسرك الحسسج وزيسسارة كسسربلء
ن الله يبدأ بالّنظر إلى زّوار قبر الحسسسين بسسن علسسي عشسّية أولى .وقال" :إ ّ
عرفة قبل نظره إلى أهل الموقف") ،قال الراوي :وكيف ذلك؟( قسسال أبسسو
ن في أولئك أولد زنا وليسس فسسي هسؤلء أولد عبد الله – كما يزعمون :-ل ّ
شسسيعة زنا ]الفيض الكاشاني /الوافي /المجّلسسد الّثسساني ،[.8/222 :وأولد الّزنا عنسسد ال ّ
شيعة من المسلمين ]يد ّ
ل على ذلك ما جاء فسسي الكسسافي عسسن أبسسي جعفسسر هم غير ال ّ
ن الّناس كّلهم أولد بغايا ما خلل شيعتنا" )الكليني /الّروضة من الكسسافي :ص قال" :والله إ ّ
135ط :لكنو 1886م ،وانظر :بحار النوار ،(24/311 :وعن إبراهيسم بسسن أبسسي يحيسسى عسسن
ن
جعفر بن محمد قال :ما من مولود يولد إل وإبليس من البالسة بحضرته ،فإن علم الله أ ّ
شسسيطان ،وإن لسسم يكسسن المولسسود مسسن شسسيعتنا أثبسست المولود من شسسيعتنا حجبسسه مسسن ذلسسك ال ّ
شيطان إصبعه في دبر الغلم فكان مأبون ًسسا ،وفسسي فسسرج الجاريسسة فكسسانت فسساجرة )تفسسسير ال ّ
العّياشي ،2/218 :البرهان .(2/139وعقد المجلسي في البحار باًبا لهذا العتقسساد بعنسسوان:
شسسيعة" وذكسسر فيهسسا 12حسسديًثا )بحسسار النسسوار:
مهسساتهم إل ال ّ
"باب أّنه يدعى الّناس بأسسسماء أ ّ
،(7/237وانظر :تفسير نور الّثقلين.[.2/513 :
ويظهر من روايتهم أن لهذه الساطير تأثيرها حتى قال أحسسد نقلسسة هسسذه
السطورة ورواتها بعد سماعه دعاء من جعفرهم لزوار قبر الحسين قال:
"والله لقد تمنيت أني زرته ولم أحج] "..وسائل الشيعة ،10/321 :فروع الكافي:
،335ثواب العمال ص .[.35
وتتحدث رواية أخرى أن من أراد "أن يتنفل بالحج والعمسسرة فمنعسسه مسسن
ذلك شغل دنيا أو عائق فأتى الحسين بن علي في يوم عرفة أجسسزأه ذلسسك
من أداء حجته وضاعف اللسسه لسسه بسسذلك أضسسعاًفا مضسساعفة )قسسال السسراوي(:
قلت :كم تعدل حجة وكم تعدل عمرة؟ قال :ل يحصى ذلك .قلسست :مسسائة.
قال :ومن يحصي ذلك؟ قلت :ألف .قال :وأكثر ،ثم قال :وإن تعدوا نعمسسة
الله ل تحصوها ]الوافي ،المجلد الثاني.[.8/223 :
272
وأنت تلحظ أن صدر النص يشير إلى أن الحج أفضل ،وأن زيارة
الحسين هي البديل عند حصول عائق بينما عجزه يشير إلى خلف ذلك.
قال شيخهم الفيضي الكاشاني فسي التعليسق عمسا تسذكره روايساتهم مسن
مسسافضائل زيارة قبر الحسين" :إن هذا ليس بكثير على من جعله اللسسه إما ً
سماوات والرضين ،وجعله صراطه وسبيله ،وعينسسه، للمؤمنين ،وله خلق ال ّ
ودليله ،وبابه الذي يؤتى منه ،وحبله المّتصل بينسسه وبيسسن عبساده مسن رسسل
ضسسا
ن مقسسابرهم رضسسي اللسسه عنهسسم فيهسسا أي ً وأنبياء وحجج وأولياء ،هذا مسسع أ ّ
مسسل إنفاق أموال ،ورجسساء آمسسال ،وإشسسخاص أبسسدان ،وهجسسران أوطسسان ،وتح ّ
مشاق ،وتجديد ميثاق ،وشسسهود شسسعائر ،وحضسسور مشسساعر" ]السسوافي ،المجل ّسسد
الّثاني.[.8/224 :
تأمل هذا الغلو ،حيسسث جعسسل الحسسسين هسسو الحبسسل والواسسسطة بيسسن اللسسه
وعباده ،وأنه عين الله وبابه!! ولحظ توجيهه لفضسسل زيسسارة قسسبر الحسسسين
بفعل أسباب الوقوع في الشرك نفسه من شد الرحال إلى القبر ،وإنفاق
الموال لها أو عندها طلًبا لشسسفاعتها ،وتعلسسق المسسال عليهسسا ،إلسسى آخسسر مسسا
ذكره من أعمسسال الشسسرك وأسسسبابه ،ومسسع ذلسسك فهسسذا عنسسدهم مسسن أفضسسل
الطاعات!! ]ولكن لماذا لم يعمل شيوخهم بهذه الروايات ويسدعوا الحسسج..؟ الواقسسع أنهسم
لم يفعلوا ،لعل ذلك لسباب منها ليتمكن هؤلء من نقل شرهم لسائر العالم السسسلم عسسبر
هذا المؤتمر العظيم ..وخشية التشنيع عليهم من قبل المسلمين فيفقدوا الرضية الصالحة
لنشر دعوتهم ،سيما أنهم يرون الفريضة لبد منهسسا ،علسسى الرغسسم مسسن أن هسسذه الروايسسات ل
تجعل في قلب المؤمن بها أي حنين إلى حج بيت الله الحرام.[.
زيارة قبر الحسين أفضل العمال:
ليست زيارة قبر الحسين عن هؤلء أفضل من الحج فحسب ،بل أفضل
ن زيارة قسبر الحسسين "أفضسل مسا يكسون مسن العمال ،جاء في رواياتهم أ ّ
العمال" ]كامسسل الّزيسسارات ص ،146بحسسار النسسوار .[.101/49 :وفي روايسسة أخسسرى
ب العمال زيارة قبر الحسين" ]كامسسل الّزيسسارات ص ،146بحسسار النسسوار: "من أح ّ
صسا بهسذا العنسوان ذكسر فيسه جملسة مسن ،[.101/49وأنشأ المجلسي باًبسا خا ً
جنس هذه الروايات ]وهو بعنوان "باب أن زيارته عليسسه السسسلم مسسن أفضسسل العمسسال"
بحار النوار.[.101/49 :
وهكذا تنسى شرائع السلم وأوامره ،ويهتسسم هسسؤلء بسسالقبور والضسسرحة
ويجعلونها من أفضل العمال بل دليل إل ما صنعته أوهسسامهم وأوحسساه لهسسم
شياطينهم ،ليشرعوا من الدين ما لم يشرعه الله.
قولهم :إن كربلء أفضل من الكعبة:
قبلة المسلمين ،وأقدس مقدساتهم ،وأفضل البقسساع بيسست اللسسه الحسسرام،
مهوى أفئدة المسلمين ،الذي ل يشرع الطواف إل به ..والسذي جعلسه اللسه
مثابة للناس وأمًنا ..ملتقى المسلمين العام ،وقبلتهسسم السستي يتجهسسون إليهسسا
جميًعا ..تقول روايات الثني عشرية بأنها ليست إل ذنًبسسا ذليل ً مهيًنسسا لرض
كربلء ]سيأتي بعد أسطر سياق النص بتمامه وتخريجه من كتبهم.[.
273
ض مضاجع العداء اجتماع المسسسلمين إن وراء الكمة ما وراءها ..لقد أق ّ
في هذا الملتقى الطاهر ،وأّرق أجفسانهم تلقيهسم وتسوجيههم لهسذا المكسان
الواحد..
فراموا الكيد لذلك بكل وسيلة ..وراحوا يبحثون عما يصرفون به قلسسوب
المسلمين ..وكان المدخل الميسر لهم عن طريق التشيع ،فقالوا :إن قبر
الحسين أفضسسل مسسن الكعبسسة السسبيت الحسسرام ..ووضسسعوا مسسن الروايسسات مسسا
يحتالون به لثبات هذه المقالسسة ،ونسسبوها لبعسض آل السبيت زوًرا وبهتاًنسا..
علها تجد طريقها لقلوب المغفلين ،وعقسسول الجسساهلين ،ويميسسل إليهسسا أهسسل
الهواء ،والبتداع ،وأصسسحاب الحقسساد المتوارثسسة ،والثسسارات القديمسسة ،ومسسن
يبغي في المة الفرقة والشتات.
مالقد اعتبر الشيعة كربلء وغيرها من أماكن قبور أئمتهم المزعومة حر ً
ن الكوفسسة م حرم ،وغيرها ،جاء فسسي روايسساتهم "إ ّ سا؛ فالكوفة حرم ،وقُ ّ مقد ً
حرم الله وحرم رسول الله صلى الله عليه وسسسلم حسسرم أميسسر المسسؤمنين،
درهم بألف درهم" ]الوافي /بسساب فضسسل الكوفسسة صلة فيها بألف صلة وال ّ ن ال ّ
وإ ّ
ومساجدها ،المجّلد الّثاني.[.8/215 :
مسسا وهسسو مسسا هسسو مك ّسسة ،ولرسسسوله حر ً
ن للسسه حر ً ويروون عسسن جعفرهسسم "إ ّ
ضسسمما وهو قم ]قسسم :بال ّ ما وهو الكوفة ،ولنا حر ً المدينة ،ولمير المؤمنين حر ً
شيعة مشهورة في إيران ،وأهلهسسا كّلهسسمدسة عند ال ّوالّتشديد كلمة فارسّية ،وهي مدينة مق ّ
شيعة إمامّية )انظر :معجم البلدان (4/397 :ومن أسباب تقديسهم لقم وجود قبر فاطمسسة
سابع( فيها ،انظر :عبد الّرّزاق الحسيني /مشسساهد العسسترة:
بنت موسى بن جعفر )إمامهم ال ّ
مى فاطمة ،مسسن زارهسسا ص 162وما بعدها ،[.ستدفن فيه امرأة من ولدي تس ّ
وجبت له الجّنة" ]بحار النوار.[102/267 :
وقال علي بن الحسن – كما يفسسترون علسسي " :-اّتخسسذ اللسسه أرض كسسربلء
مسسا بأربعسسةكا قبل أن يخلسسق اللسسه أرض الكعبسسة ويّتخسسذها حر ً ما آمًنا مبار ً
حر ً
دسها وبارك عليها ،فما زالت قبل خلق الله الخلسسق وعشرين ألف عام ،وق ّ
دسة مباركة ول تزال كذلك حتى يجعلها اللسسه أفضسسل أرض فسسي الجن ّسسة، مق ّ
نسسة" ]بحسسار النسسوار:
وأفضسسل منسسزل ومسسسكن يسسسكن فيسسه أوليسساءه فسسي الج ّ
.[.101/107
وتقديسهم لرض كربلء لنه ضمت جسد الحسسسين فاسسستمدت قداسسستها
بوجوده فيها.
فهل كان الحسين مدفوًنا فيها قبل خلق الكعبسسة بأربعسسة وعشسسرين ألسسف
عام ،أو هي معدة لستقباله منذ غابر الزمان؟! وإذا كان كل هسذا الفضسل
بوجود جسد الحسين فلماذا لم تفضل المدينة وفيها جسد رسسسول اللسسه؟!
إن هذا تناقض في بنية المذهب ..وهو يكشسسف أنسسه ليسسس الهسسدف تقسسديس
الحسين ،ولكن الكيد للمة ودينها.
وقد جاءت روايات كثيرة عندهم تفضل كربلء على بيت الله.
فتتحدث بعض هذه الساطير عسسن محسساورة جسسرت بيسسن كسسربلء والكعبسسة
يتبين منهسسا أن هسسؤلء الوضسساعين ل عقسسل عنسسدهم فضسل ً عسسن السسدين ،قسسال
274
جعفرهم" :إن أرض الكعبسسة قسسالت :مسسن مثلسسي وقسسد بنسسي بيسست اللسسه علسسى
ظهري يأتيني الناس من كل فجر عميق وجعلت حرم الله وأمنه.
ضلت بسسه فأوحى الله إليها – كما يفترون – أن كفي وقّري ما فضل ما ف ّ
فيما أعطيت أرض كربلء إل بمنزلة البرة غرست في البحر فحملت مسسن
ماء البحر ،ولول تربة كربلء ما فضلتك ،ولول من تضسسمنه أرض كسسربلء مسسا
خلقتك ول خلقت البيت الذي به افتخسسرت ،فقسّري واسسستقري وكسسوني ذنب ًسسا
متواضًعا ذليل ً مهيًنا غير مستنكف ول مستكبر لرض كربلء وإل سخت بك
وهويت بك في نار جهنم" ]كامل الزيارات :ص ،270بحار النوار.[.101/109 :
ولكن الكعبة لم تأخذ بالنصيحة كما تقول روايات الشيعة!! فلم تتواضسسع
لرض كربلء ،وتصبح كالذنب الذليل المهين لها ،فحلت بها العقوبة ،بل إن
العقوبة – كما يقولون – وقعت على كل ماء وأرض ما عسسدا كسسربلء ،قسسالوا
في رواياتهم:
" ..فما من ماء ول أرض إل عوقبت لترك التواضع لله ،حتى سلط اللسسه
حا حتى أفسد طعمه".. على الكعبة المشركين ،وأرسل إلى زمزم ماء مال ً
]كامل الزيارات :ص ،270بحار النوار.[.101/109 :
أما كربلء فقد نجت من العقوبة على الرغم أنها افتخسسرت وقسسالت" :أنسسا
أرض الله المقدسة المباركة ،الشفاء في تربتي ومسسائي ول فخسسر] "..كامسسل
الزيارات :ص ،270بحار النوار.[.101/109 :
فسسا هذا جزء مما يدعونه حول كربلء ،وجمعه كله وتحليلسسه يسسستغرق مؤل ً
صا ،وهي كلمة ل يمكن أن تخضع للمناقشة بالعقل والمنطق؛ فهي من خا ً
جنس هذيان المحمسومين وكلمسسات المجسانين ،ولسسو لسسم أجسدها فسي كتبهسم
المعتمدة ،وبروايات عديسسدة لمسا أثبتهسسا ..وهسسذه السسدعاوى والمخسساريق هسسي
إساءة بالغة لهل السسبيت السسذين يزعمسون محبتهسسم والتشسسيع لهسسم ،ولكنهسسم
كانوا عليهم أشد من أعدائهم ،وهي فضيحة من فضسسائح ديسسن الشسسيعة قسسد
تنتهي بقارئها والمؤمن بها من مثقفي الشيعة وعقلئهم إلى درب اللحسساد
والضلل.
ولقد خاب واضع هذه الساطير وفشل في تحقيسسق أهسسدافه ،فلسسم يتجسسه
المسلمون إلسسى كسسربلء ،وظلسست هسسذه الروايسسات ل تسسؤثر إل بسسأولئك السسذين
أصمهم التعصب عن سماع الحق وأعمى قلوبهم ،فهسساموا فسسي أوديسسة مسسن
الضلل.
فمسسا دام كتسساب اللسسه سسسبحانه بيسسن المسسسلمين فلسسن يغسستر بمثسسل هسسذه
المؤامرات إل من اتخذ كتاب اللسسه مهجسوًرا ،ولسم يسسر الحسق إل فيمسسا قساله
الحجة والسيد والية وما سارت عليه طسائفته ،وإن كسان ل شساهد لسه مسن
كتاب الله سبحانه.
والذي يروي هذه السطورة السسسالفة السسذكر عسسن جعفسسر الصسسادق رجسسل
يدعى صفوان الجمال ،وهو كما يزعم شيوخ الشيعة من رجال جعفر وهو
ثقة عندهم ]معجم رجال الحديث ،[.9/121 :فقد يكون هو السسذي بسساء بسسإثم هسسذا
عا ،ولم أجد لهذا الرجسل ذكسًرا فسي الكتسسب الفك ،إذا لم يكن السند مصنو ً
التي رجعت إليها من كتب الرجال عند أهل السنة.
275
زوار الحسين تأتيهم الملئكة ويناجيهم الله:
وصلت مبالغات الشيعة في الحسسديث عسسن فضسسائل زيسسارة قسسبر الحسسسين
والئمة الخرين إلى درجسسة ل تتصسسور ول يقبلهسسا ذو عقسسل ،قسسال جعفرهسسم:
ل خطوة حسسسنة.. "من خرج من منزله يريد زيارة الحسين كتب الله له بك ّ
إلى أن قال :وإذا قضى مناسكه ..أتاه ملك فقال له :أنا رسول الله ،رب ّسسك
طوسي /تهسسذيب سلم ويقول لك :استأنف فقد غفر لك ما مضى" ]ال ّ يقرئك ال ّ
الّتهذيب ،2/14 :ابن قولسسويه /كامسسل الّزيسسارات :ص ،132ثسسواب العمسسال :ص ،51وسسسائل
شيعة.[.342-341 /10 : ال ّ
فالملئكة تقابل زوار القبر ،وتبلغهسم سسلم اللسه وتسوزع عليهسم صسكوك
الغفران!!
هذه دعاوى فوق الجنسسون بسسدرجات ،وأعظسسم منهسسا وأكسسبر جرأتهسسم علسسى
القول بأن الله يناجي زوار الحسين ،قالت رواياتهم .." :فسسإذا أتسساه )يعنسسي
أتى الّزائر قبر الحسين( ناجاه الله فقسسال :عبسسدي ،سسسلني أعطسسك ،ادعنسسي
شيعة ،342 /10 :وانظر :ثواب العمسسال ص أجبك" ]كامل الّزيارات :ص ،132وسائل ال ّ
.[.51
وهكذا يفترون الكذب على الله ،وإنما يفتري الكذب على اللسسه السسذين ل
يؤمنون ،ويزعمون وهم الذين سلكوا مسلك أهل التعطيسسل فسسي كلم اللسسه
سبحانه ،أن الله يناجي ويكلم زوار الحسين ..وهذه فرية خطيرة ..وبهتان
عظيم.
ولم يكتفوا بذلك كعسسادتهم فسسي الغلسسو والمبالغسسة ،بسسل زعمسسوا أن اللسسه –
وا كسسبيًرا – يسسزور قبسسور الئمسسة مسسع الشسسيعة،
تعالى عما يقوله الظالمون عل ً
ن قبر أميسسر المسسؤمنين يسسزوره اللسسه مسسع الملئكسسة ففي البحار للمجلسي "إ ّ
ويزوره النبياء ويزوره المؤمنون" ]بحار النوار.[.100/258 :
كبرت كلمة تخرج من أفواههم ،وتسطرها أقلمهم ،إن يقولون إل كذًبا.
مناسك المشاهد:
زيارة الضرحة فريضة من فرائض مذهبهم ]انظسسر روايسسات ذلسسك فسسي تهسسذيب
الحكام للطوسي ،2/14 :وفي كامل الزيارات لبن قولويه ص ،194ووسائل الشيعة للحر
العاملي ،[.337-10/333 :يكفر تاركها ]ففي الوسائل "عن هارون بن خارجة عسسن أبسسي
عبد الله عليه السلم قال :سألته عمن ترك الزيارة زيارة قبر الحسسسين عليسسه السسسلم مسسن
غير علة ،فقال :هذا رجل من أهل النار") .وسائل الشيعة ،337-10/336 :كامل الزيارات:
ص .[.(193وقد عقد لذلك المجلسي باب ًسسا بعنسسوان" :بسساب أن زيسسارته ]يعنسسي:
زيسسارة الحسسسين .[.واجبة مفترضسسة مسأمور بهسسا ،ومسسا ورد مسسن السسذم والتسسأنيب
والتوعد على تركها" وذكر فيه ) (40حدي ً
ثا من أحاديثهم ]انظسسر :بحسسار النسسوار:
.[.11-1 /101
ومن هنا وضعوا لها مناسك كماسك الحج إلى بيت الله الحرام.
يقسسول شسسيخ السسسلم ابسسن تيميسسة" :وقسسد صسسنف شسسيخهم ابسسن النعمسسان
المعسسروف عنسسدهم بالمفيسسد كتاب ًسسا سسسماه "مناسسسك المشسساهد" جعسسل قبسسور
مسسا
المخلوقين تحج كمسسا تحسسج الكعبسسة السسبيت الحسسرام السسذي جعلسسه اللسسه قيا ً
276
للناس ،وهو أول بيت وضع للناس ،فل يطاف إل به ول يصلى إل إليه ولسسم
يأمر إل بحجه" ]منهاج السنة ،1/175 :مجموع فتاوى شيخ السلم.[.17/498 :
ولكن كشف لنا اليوم شيخهم أغا بزرك الطهراني في كتسسابه "الذريعسسة"
أن ما صنفه شسسيوخهم فسسي المسسزار ومناسسسكه قسسد بلسسغ سسستين كتاب ًسسا ]انظسسر:
الذريعة ،[.326-20/316 :كلها ألفت لرساء قواعد هذا الشرك وتشييد بنسسائه،
وهذا عدا ما اشتملت عليه كتب الخبار المعتمدة عندهم من أبواب خاصة
بالمشاهد – كما سيأتي – ومن هذه المناسك ما يلي:
أ ق الطواف بها:
اتفق المسلمون على أنه ل يشرع الطواف إل بسالبيت المعمسور ]مجمسسوع
فتاوى شيخ السلم …[.4/521 :ولكن شيوخ الشيعة شرعوا لتباعهم الطواف
بأضرحة المسوتى مسن الئمسة ،ووضسعوا مسن الروايسات علسى آل السبيت مسا
يسندون به هذا الشرك ،فقال المجلسي بأنه ورد في بعض زيارات الئمة
"إل أن نطسسوف حسسول مشسساهدكم" ،وفسسي بعسسض الروايسسات "قب ّسسل جسسوانب
القبر" ،كما قال بأن الرضا كان – على حد زعمسسه – يطسسوف بقسسبر رسسسول
الله صلى الله عليه وسلم ]بحار النوار [.100/126 :وأخذ من ذلك "شسسرعية"
هسسذا "النسسسك السسوثني" فسسي مسسذهبهم ،ولسسم يلتفسست إلسسى نصسسوص القسسرآن
الصريحة الواضحة في النهي عن الشرك والوعيد عليسسه بنسسار جهنسسم وبئس
المصير ،ولكن أشكل عليه روايات لهم تنسساقض – كالعسسادة – مسسذهبهم فسسي
المشاهد وهي مروية عن أئمتهم فرام التخلص منا بالتأويل.
فقد جاء في رواياتهم ما ينهى عن الطواف بسسالقبور كقسسول إمسسامهم" :ل
ن إلتشرب وأنسست قسسائم ول تطسسف بقسسبر.. ،فسسإن مسسن فعسسل ذلسسك فل يلسسوم ّ
ئا من ذلك لم يكن يفارقه إل ما شاء الله" ]ابن بسسابويه/ نفسه ،ومن فعل شي ً
شرائع :ص ،283بحار النوار .[.100/126 :وقد أجهد المجلسي نفسه قال علل ال ّ
طواف بالعسسدد في تأويل هذه الّرواية فقال" :يحتمل أن يكون الّنهي عن ال ّ
المخصوص الذي ُيطاف بالبيت" ]بحار النوار.[.100/126 :
فأنت ترى أن المجلسي لم يحاول أن يسسسلك مسسا يتفسسق مسسع كتسساب اللسسه
ضا" :ول تطف علسسى قسسبر" سبحانه وما عليه المسلمون ،وما جاء عندهم أي ً
فينصح لنفسه وطائفته بالنهي عسسن هسسذه البدعسسة فيقسسر بسسذلك ،ويسسؤول مسسا
يخالفه ،لنه شذوذ وانحراف وباب من أبواب الشرك بالله ،لم يفعل ذلسسك
بل تكلف فسسي تأويسسل نصسسهم السسذي يسسدل علسسى المعنسسى الحسسق حسستى قسسال:
"يحتمسسل أن يكسسون المسسراد بسسالطواف المنفسسي هنسسا التغسسوط" ]بحسسار النسسوار:
.[.100/127
فدين الشيعة هو دين المجلسي ل دين الئمة ،وعمل الشسسيعة بمسسا قسساله
شيوخهم ل ما قاله إمامهم ..فأعرضوا عن قول المام" :ول تطف بقسسبر"،
كما أعرضوا من قبل عن قول الله ورسسسوله وإجمسساع المسسسلمين ،فض سّلوا
وأضّلوا قومهم سواء ال ّ
سبيل.
ب ق الصلة عند الضريح:
من مناسك المشاهد والضرحة أداء ركعتين أو أكسسثر عنسسد قبسسور الئمسسة،
وربما يتخذونها قبلة – كما سيأتي – وكل ركعسسة تسسؤدى عنسسد القبسسور تفضسسل
277
صسسلةعلى الحج إلى بيت الله الحرام مئات المرات ،جاء في أخبارهم" :ال ّ
جسسة،
ج ألسسف ح ّل ركعة تركعها عنده كثواب من ح س ّ في حرم الحسين لك بك ّ
واعتمر ألف عمرة ،وأعتق ألف رقبة ،وكأّنما وقسسف فسسي سسسبيل اللسسه ألسسف
ألف مّرة مع نبي مرسل" ]الوافي /المجّلد الّثاني.[.8/234 :
صا بقبر الحسين بل كل قبور أئمتهم كذلك ،ففسسي البحسسار: وليس هذا خا ً
"من زار الرضا ]يعد مرقد علي الرضا أهم الماكن المقدسة فسسي إيسسران ،ومسسن أضسسخم
الماكن المقدسسة لسدى الشسيعة ،وعليسه قبسة ضسخمة مكسسوة بالسذهب )عبسد اللسه فيساض/
مشاهداتي في إيران ص (102لن الضرحة والهتمام بها وتقديم أنواع مسسن العبسسادات لهسسا
دا من الئمة فصلى عنده ..فإنه يكتب لسسه )ثسسم ذكسسر من أصول دينهم [.أو واح ً
ما جاء في النص السابق وزاد( وله بكل خطة مسسائة حجسسة ،ومسسائة عمسسرة،
وعتق مائة رقبة في سبل الله ،وكتسسب لسسه مسسائة حسسسنة ،وحسسط عنسسه مسسائة
سيئة ]بحار النوار.[.138-100/137 :
انظر كيف يفضلون الصلة عند القبور على الحج إلى بيت الله الحرام،
فيقدمون الشرك على التوحيد.
ما كان المشركون يقولون بأن دينهم أفضل مسسن ديسسن اللسسه ،وأنهسسم وقدي ً
أهدى من الذين آمنوا سبي ً
ل.
واتخاذ القبور مساجد ملعون فاعلها على لسان رسول الهدى صلى الله
عليه وسلم ،حيث قال" :لعنسسة اللسسه علسسى اليهسسود والنصسسارى اتخسسذوا قبسسور
أنبيائهم مساجد" ]أخرجه البخاري في الصلة ،في باب ) 1/532 :55البخاري مع فتسسح
الباري( ،وفي الجنائز ،باب ما يكره من اتخاذ المساجد على القبور ،3/200 :وباب مسسا جسساء
في قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر ،3/255 :وفسسي النبيسساء ،بسساب مسسا ذكسسر
عن بني إسرائيل ،6/294وفي المغازي ،فسسي بسساب مسسرض النسسبي صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم
ووفاته ،8/140وفي اللباس في باب الكسية والخمائل .10/277 :والحديث بهسسذا المعنسسى
في مسلم ،كتاب المساجد ،باب النهي عن بناء المساجد على القبور ،377-376 :وأحمسسد:
،275 ،255 ،252 ،229 ،146 ،121 ،84 ،6/80 ،1/218والدارمي ،كتاب الصلة ،باب
النهي عن اتخاذ القبور مساجد 1/326 :وغيرها.[.
ضا أنه ذكر له في مرض موته كنيسة بأرض الحبشة، وفي الصحيحين أي ً
وذكر له من حسنها وتصاوير فيها فقال" :إن أولئك إذا مات فيهسسم الرجسسل
دا ،وصوروا فيسسه تلسسك التصسساوير ،أولئك شسسرار الصالح بنوا على قبره مسج ً
الخلق عند الله" ]أخرجه البخاري في الصلة ،باب هل تنبش قبسسور مشسسركي الجاهليسسة،
ويتخذ مكانها مساجد) 1/523 :البخاري مع فتح الباري( ،وباب الصلة فسسي البيعسسة،1/531 :
وفي الجنائز في باب بنسساء المسسسجد علسسى القسسبر ،3/208 :ومسسسلم ،كتسساب المسسساجد ،بسساب
النهي عن بناء المساجد على القبور ،376-1/375 :وأبو عوانة في مسسسنده،410-1/400 :
وأحمد ،6/51 :والبيهقي.[.4/80 :
ضا النهي عن اتخاذ القبور مساجد في كتسسب الثنسسي عشسسرية وقد ثبت أي ً
نفسها ،ولكن شيوخهم يؤولونه – كما سيأتي .-
ج ق النكباب على القبر:
من مناسك المشاهد عندهم النكبسساب علسسى القسسبر ،ووضسسع الخسسد عليسسه،
وتقبيل العتاب .ومناجاة صاحب القبر حتى ينقطع النفس كما يقولون.
278
]بحسسار قال المجلسي" :باب ما يستحب فعله عند قبره عليسسه السسسلم"..
طوسسسي قسسال فسسي وصسسفه النسسوار [.101/285 :ثم ذكسسر أن شسسيخ طسسائفتهم ال ّ
ب على القبر وتقول :مولي إمسسامي، لعمال زيارة يوم الجمعة .." :ثم تنك ّ
نفسسس" ]بحسسار مظلوم استعدى على ظالمه ،الّنصسسر ،الّنصسسر حسستى ينقطسع ال ّ
النوار.[.101/285 :
وفي أكثر زيسساراتهم يؤكسسدون فسسي أثنائهسسا وخاتمتهسسا علسسى النكسساب علسسى
القسسبر ،ودعسسائه ،فهسسذه زيسسارة للحسسسين أوصسسى بهسسا جعفسسر الصسسادق – كمسسا
يزعمون – وأمر قبل بسسدء هسسذه الزيسسارة بصسسيام ثلثسسة أيسسام ثسسم الغتسسسال،
ولبس ثوبين طاهرين ،ثم صلة ركعتين ،ثم قال" :فإذا أتيسست البسساب فقسسف
خارج القّبة ،وأوم بطرفك نحو القبر وقل :يا مولي يا أبا عبد اللسسه يسسا ابسسن
صسسر فسي ذليل بين يسديك ،المق ّ رسول الله عبدك وابن عبدك وابن أمتك ،ال ّ
دا إلسسى حرمسسك، متك ،قاصس ً قك ،جاءك مستجيًرا بذ ّ علو قدرك ،المعترف بح ّ
ب على القسسبر وقُسسل :يسسا مسسولي م انك ّ جًها إلى مقامك – إلى أن قال -:ث ّ متو ّ
ب على القسسبر ثانيسسة" فا فآمّني ،وأتيتك مستجيًرا فأجرني ..ثم انك ّ أتيتك خائ ً
]بحار النوار 261-101/257 :عن المزار الكبير لمحمد المشهدي :ص ..[144-143إلى
آخر الزيارة التي يدعو فيها مخلوًقا من دون اللسسه سسسبحانه ،ويتضسسرع إليسسه
كا؟! ومثل وكأنه يتضرع أمام الله ،فماذا يكون الشرك إذا لم يكن هذا شر ً
ب على القبر وقّبله – إلسسى أن ذلك قال مفيدهم" :فإذا أردت الخروج فانك ّ
سلم عليك يا أبا عبد الله ،أنت قال -:ثم ارجع إلى مشهد الحسين وقل :ال ّ
جّنة من العذاب" ]بحار النوار 261-101/257 :عن المزار الكبير ص .[.154 لي ُ
وهكذا أصبح في دينهم الشرك بالله من المستحبات ،فهو سسسجود علسسى
القبر أو لصاحب القبر يسمونه "النكبسساب" ،ودعسساء للميسست السسذي ل يملسك
لنفسه نفًعا ول ضًرا وكأنهم يدعون خالق السماوات والرض القسسادر علسسى
بجي ُسقت َ ِمققن ل ي َ ْ ه َ ن الل ّق ِ دو ِ من ُ عو ِ من ي َدْ ُ م ّ ل ِ ض ّن أَ َ م ْ و َ
كل شيء } َ
ن{ ]الحقسساف ،آيسسة،[.5: فلو َ ُ م َ
غققا ِ ه ْ ه إ َِلى َيوم ِ ال ِ
ْ لَ ُ
عائ ِ ِ عن دُ َ م َ ه ْو ُ ة َم ِقَيا َ
وهم يعدون هذا من أفضل القربسسات ،ويوهمسسون التبسساع بسسأن هسسذا الشسسرك
سسسيئات، ط ال ّ ذنوب ودخول الجّنة ،والعتق مسسن الن ّسسار ،وحس ّ "يوجب غفران ال ّ
م )(37 دعوات" ]هذا مسسن عنسساوين بحسسار النسسوار ،وقسسد ض س ّ درجات ،وإجابة ال ّ ورفع ال ّ
رواية فسسي هسسذا المعنسسى [.28-21 /101 :و"توجب طسول العمسر وحفسظ الّنفسس
فس الكرب ،وقضاء الحوائج" ]هذا أحد عناوين بحسسار والمال ،وزيادة الّرزق وتن ّ
ج والعمسسرة والجهسساد ضسسا وفيسسه ) (17روايسسة .[.48-45 /101 :و"تعدل الح ّ النوار أي ً
والعتاق" ]وهذا من عناوين صاحب البحار وقد ضّمنه ) (84وراية [.44-28 /101 :إلى
دين ما لم يأذن به الله. آخر الفضائل الموهومة ..فشرعوا من ال ّ
ولهم تعلق بكل عمل يتصل بالشرك بالله من قريب أو بعيد ،حسستى وإن
لم يوجد نص يعتمدون عليه من كتبهم المليئة بما يغني فسسي بسساب الشسسرك
ما تقبيسسل العتسساب فلسسم نقسسف علسسى وأسبابه ،يقول المجلسي – مثل ً " :-وأ ّ
ية" ]بحار النوار ،100/136 :عمسسدة السّزائر :ص [.29 ص يعتد ّ به ولكن عليه المام ّ ن ّ
دا لهسسم ،فكسسأن الشسسرك أي أنهسسم يتعبسسدون بسسذلك مجسساراة لسسسلفهم وتقليس ً
وأعماله المنتشرة في أمهات كتبهم لم تمل ما في نفوسهم ،فتعلقسسوا بمسسا
279
عَلققى جدَْنا آَباءَنا َ و َعليه من سبقهم كحال المشركين الذين قالوا} :إ ِّنا َ
ُ
ن{ ]الزخرف ،آية.[.23: دو َهت َ ُ
م ْهم ّ عَلى آَثا ِ
ر ِ وإ ِّنا َ
ة َ م ٍ
أ ّ
وكل إمام ينسب له مسسن المبسسادئ الشسسركية الجديسسدة ،حسستى "المنتظسسر"
الذي لم يولد له قوانين جديدة فسسي هسسذا البسساب منهسسا اسسستقبال القسسبر فسسي
الصلة واستدبار الكعبة – كما سيأتي – ومنها في مسألتنا هذه وضع الخسسد
علسسى القسسبر ،فقسسد خرجسست الروايسسة فيهسسا – كمسسا يقولسسون – مسسن الناحيسسة
المقدسة ،أي من قبل المهدي المنتظر المزعوم بواسطة سفرائه الكذبسسة
ده اليمسسن علسسى حيث قال مهسسديهم ..." :والسسذي عليسسه العمسسل أن يضسسع خس ّ
القبر" ]عمدة الّزائر :ص .[.31
ولهذا قرر شيوخهم أن من آداب زيارة هذه الضرحة "وضع الخد ّ اليمن
دعاء" ]بحار النوار ،100/134 :عمدة السسّزائر :ص .[.30 عند الفراغ من الّزيارة وال ّ
ضرايح؛ بل هسسو سسّنة عنسسدنا ولسو كسسان هنسساك وقالوا" :ل كراهة في تقبيل ال ّ
تقية فتركه أولى" ]بحار النوار.[.100/136 :
هسسذه مبسسادئ جديسسدة ابتسسدعها شسسيوخ السسسوء مسسن الرافضسسة "وقسسد اتفسسق
المسسلمون علسى أنسه ل يشسرع السستلم والتقبيسل إل للركنيسن اليمسانيين،
فالحجر السود يستلم ويقبل ،واليماني يستلم ،وقسسد قيسسل إنسسه يقبسسل وهسسو
ضسسعيف ،وأمسسا غيسسر ذلسسك فل يشسسرع اسسستلمه ول تقسسبيله كجسسوانب السسبيت،
والصخرة والحجرة النبوية ،وسائر قبور النبياء والصالحين" ]مجمسسوع فتسساوى
شيخ السلم.[.4/521 :
والهدف من هذه المبادئ الصسد عسن ديسن اللسه سسبحانه ،والسدعوة إلسى
الشرك بالله وتهيئة أسبابه ،وقد وضعت أدعيسسة تقسسال أثنسساء هسسذه العمسسال
فيهسسا مسسن الشسسرك بسسالله سسسبحانه ،وتسسأليه الئمسسة مسسا يسسستقل عنسسده فعسسل
المشركين.
د ق اتخاذ القبر قبلة كبيت الله:
ن استقبال القبر أمر لزم ،وإن لم يكسسن قال شيخ الشيعة المجلسي" :إ ّ
قا للقبلة ..واستقبال القبر للّزائر بمنزلسسة اسسستقبال القبلسسة وهسسو وجسسه مواف ً
الله ،أي جهته التي أمر الن ّسساس باسسستقبالها فسسي تلسسك الحالسسة" ]بحسسار النسسوار:
.[.101/369
وحينما وجد المجلسي في روايات قومه نصين متعارضين – كالعادة -
ن رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه الول :عن أبي جعفر محمد الباقر يقسسول" :إ ّ
ن اللسسه عسّز وجس ّ
ل دا ،فسسإ ّ
عليه وسلم ..قال :ل تّتخذوا قبري قبلسة ول مسسج ً
شرائع ص ،358بحار لعن الذين اّتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" ]ابن بابويه /علل ال ّ
النوار.[.100/128 :
والثاني :من مهديهم المنتظر )الذي ل وجود له كمسسا يقسسول أهسسل العلسسم(
ذابين السذين ونصه" :كتب الحميري ]عبد الله بن جعفر بسسن مالسك الحميسري ،أحسد الكس ّ
يزعمون مكاتبة المنتظسسر السسذي لسسم يوجسسد ولكن ّسسه عنسسدهم مسسن الّثقسسات) .انظسسر :الفهرسسست
دسة ]الّناحيسسة المق ّ
دسسسة طوسي ص ،132رجال الحلي ص [.(106إلى الّناحية المق ّ لل ّ
مسسة عليهسسم رمز عندهم على مهديهم المنتظر [.يسأل عن الّرجل يسسزور قبسسور الئ ّ
سلم ..هل يجوز لمن صّلى عند بعض قبسورهم عليهسم ال ّ
سسلم أن يقسوم ال ّ
280
وراء القبر ويجعل القبر قبلة أم يقوم عند رأسه أو رجليه؟ وهل يجسسوز أن
يتقسسسدم القسسسبر ويصسسسلي ويجعسسسل القسسسبر خلفسسسه أم ل؟ فأجسسساب )المهسسسدي
صسسلة فإّنهسسا خلفسسه ويجعسسل القسسبر أمسسامه ،ول يجسسوز أن ما ال ّ
المزعوم( .. :أ ّ
يصلي بين يديه ول عن يمينه ول عن يساره؛ لن المام صلى الله عليسسه ل
يتقدم عليسسه ول يسسساوى" ]الحتجسساج للطبرسسسي 2/312 :ط :النجسسف ،بحسسار النسسوار:
.[.100/128
حينما وجد المجلسي هذين النصين رجسسح لقسسومه العمسسل بسسالنص الثسساني
سسسابق علسسى الّتقيسسة أو علسسى أّنسه ل يجسسوز أن فقال" :يمكن حمسسل الخسسبر ال ّ
جه إليها من كس ّ
ل جسسانب ]أي أّنهسسا قبلسسة – فسسي يجعل قبورهم بمنزلة الكعبة يتو ّ
ل الجهسسات ،وليسسس ذلسسك لفضسسلّية مذهبهم – من جهة واحدة ،وليست كالكعبة قبلسسة مسسن ك س ّ
ضسسريح كمسسا يشسسير إليسسه "الّتوقيسسع" .[.ومندم علسسى ال ّ
الكعبسسة عنسسدهم ،ولكسسن خشسسية الّتق س ّ
صلة جماعة ،والخسسبر الث ّسساني علسسى الصحاب من حمل الخبر الّول على ال ّ
صلة فرادى ،وستأتي الخبار المؤيدة للخبر الثاني )يعني في اتخاذ القبر ال ّ
قبلة( في أبواب الزيارات" ]بحار النوار.[.100/128 :
انظر كيف يؤيد شيوخهم الشرك بالله سبحانه ،ويردون الحق ولسسو جسساء
جح المجلسي ما جاء عن المنتظر الذي ل حقيقة له ،ويسسرد ّ في كتبهم ،فير ّ
ما روي عن أبي جعفر عن رسول الهدى صلى الله عليه وسلم والموافسسق
مة.سّنة وإجماع ال ّ للكتاب وال ّ
ضا عند قول إمامه وهو يبين طريقة زيارة القبر وقد توقف المجلسي أي ً
من البعيد عنه قال" :اغتسل يوم الجمعة أو أي يوم شئت ،والبسسس أطهسسر
صسسحراء فاسسستقبل القبلسسة ثيابك واصعد إلسسى أعلسسى موضسسع فسسي دارك أو ال ّ
ن القبر هنالك" .توقف المجلسي عند هذا النسسص ،لن بوجهك بعدما تبّين أ ّ
استقبال القبر في دينه أمر لزم فقسسال" :قسسوله :فاسسستقبل القبلسسة بوجهسسك
لعله عليه السلم إنما قال ذلك لمن أمكنه استقبال القسسبر والقبلسسة معًسسا...
ويحتمل أن يكون المراد بالقبلة هنا جهة القبر مجسساًزا ..ول يبعسسد أن تكسسون
القبلة تصحيف القبر" ]بحار النوار.[.101/369 :
كل هذه التكلفات والتأولت لنه يقسول بسأن طسائفته "حكمسوا باسستقبال
قا )أي في كل أنواع الزيارات( ،وهو الموافق للخبار الخر فسسي القبر مطل ً
زيارة البعيد" ]بحار النوار.[.370-101/369 :
وقال :إنه مع بعد الزائر عن القبر يستحسن استقبال القبر فسسي الصسسلة
واستدبار الكعبة ]بحار النوار ،[.100/135 :وذلك عند أداء ركعتي الزيارة التي
قسسالوا فيهسسا" :إن ركعسستي الزيسسارة لبسسد منهمسسا عنسسد كسسل قسسبر" ]بحسسار النسسوار:
.[.100/134وهسسذا ليسسس بغريسسب مسسن قسسوم زعمسسوا أن كسسربلء أفضسسل مسسن
الكعبة.
فماذا نسمي هذا الدين السسذي يسسأمر أتبسساعه باسسستدبار الكعبسسة واسسستقبال
قبور الئمة؟ وما ذا نسمي هؤلء الشيوخ الذين يدعون لهذا الدين؟
فليسم بأي اسم إل السلم دين التوحيد الذي نهى رسوله عليه الصسسلة
والسلم عن الصلة في المقابر فكيف باتخاذ القبور قبلة!!
281
دا وقبلة ورد في كتسسبومن العجب أن هذا النهي عن اتخاذ القبور مسج ً
الشيعة نفسها ،كما جاء في الوسائل للحر العاملي ]روت كتب الشيعة أن علي
ن
دا فسسإ ّ
بن الحسين قال :قال الّنبي صلى الله عليه وسلم" :ل تّتخذوا قبري قبلسسة ول مسسسج ً
ل لعن اليهود حيث اّتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" )من ل يحضسسره الفقيسسه ،1/57 الله عّز وج ّ
شيعة (3/455 :ولكن هؤلء دينهم دين شيوخهم الذين وضعوا مبدأ خالفوا العامسسة وسائل ال ّ
ضسسا بطلن )يعني أهسسل السسسنة( فأضسسلوا قسسومهم سسسواء السسسبيل [.وغيره ،كما ورد أي ً
الصلة إلى غير القبلة ]وقد ذكسسر صسساحب الوسسسائل فسسي هسسذا المعنسسى خمسسس روايسسات
)انظر :وسائل الشيعة (3/227 :وانظر في بطلن الصلة إلسسى غيسسر القبلسسة عنسسدهم :مسسن ل
يحضره الفقيه ،1/79،122 :وتهذيب الحكام ،218 ،192 ،178 ،1/146 :وفروع الكافي:
..[.1/83
والتناقض في هذا المذهب من أعجب العجب.
هذا بعض ما جاء في مصادرهم المعتمدة حول المشاهد ،وهو قليل مسسن
ما واسًعا بأمر المشاهد ومناسكها كثير ،حيث إن لهم عناية ظاهرة ،واهتما ً
ماكاهتمامهم بمسألة المامة ،وقد خصصت مصسسادرهم المعتمسسدة لسسه قسس ً
صا مما ل تجده في كتب المسلمين الموحدين. خا ً
ففسسي بحسسار النسسوار للمجلسسسي ،كتسساب مسسستقبل سسسماه "كتسسب المسسزار"
يتضمن أبواًبا كثيرة ،اشسستملت علسسى مئات الروايسسات ،وقسسد اسسستغرق ذلسسك
حوالي ثلثة مجلسسدات ]هسسي المجلسسدات ،100 :س ،101س [.102مسسن طبعسسة البحسسار
الخيرة.
وكذلك في وسائل الشيعة للحر العاملي ذكر ) (106باًبا بعنوان :أبسسواب
المزار" ]انظرها في 10/251 :وما بعدها.[.
وفي الوافي للكاشاني الجامع لصولهم الربعسة عقسد ثلثسة وثلثيسن باًبسا
بعنوان "أبواب المزارات والمشسساهد" ]انظرهسسا فسسي المجلسسد الثسساني 8/193 :ومسسا
بعدها.[.
وفي كتاب من ل يحضره الفقيه لبن بابويه )أحد مصسسادرهم المعتمسسدة(
أبواب عدة حول المشاهد وتعظيمهسسا كبسساب تربسسة الحسسسين وحريسسم قسسبره،
وأبواب زيارة الئمة وفضلها ]انظر :من ل يحضره الفقيه 2/338 :وما بعدها.[.
وفسسي مسسستدرك السسسائل سسستة وثمسسانون باب ًسسا حسسوت ) (276روايسسة فسسي
الزيارات والمشاهد ]انظر :النوري الطبرسي /مستدرك الوسائل.[.234-2/189 :
هذا عدا ما اشتملت عليه كتبهم الخرى التي هي في منزلة المصادر
الثمانية عندهم كثواب العمال لبن بابويه وغيره.
وهسسذا غيسر مسا ألسف فسسي المسزارات مسن كتسسب خاصسسة بسه فسسي الماضسي
والحاضسسر مثسسل :كامسسل الزيسسارات لبسسن قولسسويه ،ومفاتيسسح الجنسسان لعبسساس
القمسسي ،وعمسسدة السسزائر لحيسسدر الحسسسيني ،وضسسياء الصسسالحين للجسسوهري
وغيرها.
وكلها تتحدث عن الفضائل المزعومة لمن شسسد الرحسسل لزيسسارة أضسسرحة
الئمة وطاف بهسسا ،ودعسسا فسسي رحابهسسا ،واسسستغاث بمسن فيهسسا ،وتسسذكر مئات
الدعية التي فيها من الغلو في الئمة ما يصل بهم إلى مقام الخسسالق جسسل
شأنه ،وفيها من الشرك بالله ما الله به عليم.
282
وكسسان لهتمسسامهم بهسسذا المعسسول الهسسادم لصسسل التوحيسسد أثسسره فسسي ديسسار
الشيعة ،حيث عمسسرت بيسسوت الشسسرك السستي يسسسمونها المشسساهد ،وعطلسست
بيوت التوحيد وهي المساجد وبقي هذا الهتمام إلى اليسسوم كمسسا سسسيأتي –
إن شاء الله – ]انظر :الفصل الثالث من الباب الرابع .ص) (1071وما بعدها.[.
الجانب النقدي ) لمسألة المشاهد عند الشيعة (:
إن للمسلمين كعبة واحدة يتجهون إليها في صلتهم ودعائهم ،ويحجسسون
إليها ،ويطوفون بها ،أما الشيعة فلهم مزارات ومشاهد وكعبات عبارة عن
أضرحة الموتى من الئمة ]وكثير من هذه القبور )المنسسسوبة للئمسسة( لسسم يسسدفن فيهسسا
من ينسبونها إليهم؛ فل مكان قبر أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في النجف هسسو مكسسان
قبره حقيقة ،ول مكان الحسين في كربلء وغيرهسسا هسسو مكسسان دفنسسه حقيقسسة .وهسسذه حقسسائق
يعرفها التاريخ ويقررها وإن كسسابروا فيهسسا )محسسب السسدين الخطيسسب /المنتقسسى )الهسسامش( ص
.(158وانظر للتفصيل) :مجمسسوع فتسساوى شسسيخ السسسلم 27/446 :ومسسا بعسسدها( قسسال شسسيخ
السلم" :وأصل ذلك أن عامة أمر هذه القبور والمشاهد مضطرب مختلسسق ل يكسساد يوقسسف
منه على العلم إل في قليل منها بعد بحث شديد ،وهذا لن معرفتها وبنسساء المسسساجد عليهسسا
ليسسس مسسن شسسريعة السسسلم" )المصسسدر السسسابق [.(27/447وغيرهسسم ]غلسسو الرافضسسة
بالمشاهد تجاوز مشاهد أئمتهم إلى آخرين .انظر – مثل ً :-بسساب فضسسل زيسارة عبسسد العظيسسم
الحسني من بحار النوار ،102/268 :وقد جاء فيه أن الحسن العسكري قال :بأن مسسن زار
قبر عبد العظيم كان كمن زار قبر الحسين )انظر :الموضسسع نفسسسه مسسن المصسسدر السسسابق،
وثواب العمال ص ،89وكامل الزيارات ص ،(324وكذلك عقد المجلسسسي باب ًسسا فسسي زيسسارة
فاطمة بنت موسى بقم )انظر :بحار النوار ،[.(102/265 :وهي قبسسور تنسسافس بيسست
الله بل تفضل عليه ،ويقام فيها الشرك ويهدم التوحيد.
وقد يقال :إن الشرك والمشاهد منتشرة في كثير من بلد السسسنة .وقسسد
أثار شيخ السلم ابن تيمية هذا السؤال في أثناء حديثه عسسن غلسسو الشسسيعة
في أئمتها ومسسا عنسسدها مسسن الشسسرك والبدعسسة حيسسث قسسال" :فسسإن قيسسل :مسسا
وصفت به الرافضة من الغلو والشرك والبدع موجود كسسثير منسسه فسسي كسسثير
من المنتسبين إلى السنة ،"..وأجاب رحمه الله عسسن ذلسسك :بسسأن هسسذا كلسسه
مما نهى الله عنه ورسوله ،وكل ما نهى اللسسه عنسسه ورسسسوله فهسسو مسسذموم
منهي عنه سواء كان فاعله منتسًبا إلى السسسنة أو التشسسيع ،ولكسسن مسسا عنسسد
الرافضة من هذه المسسور المخالفسسة للكتسساب والسسسنة أكسسثر ممسسا عنسسد أهسسل
السنة ]انظر :منهاج السنة.[.178-1/177 :
ضا أن الفرق بين الشيعة وأهل السسسنة فسسي ذلسسك أن مسسا عنسسد وأضيف أي ً
أهل السنة هو انحراف في واقعهم تنكره أصولهم ،وما عند الشيعة هو ما
يتفق مع أصولهم بل هو ما تدعو إليه وتحسسث عليسسه أحسساديثهم وروايسساتهم –
كما رأينا – فهو معروف في أصول الشيعة منكر في أصول أهل السنة.
ونتيجة هذا الفرق أن ما عند أهل السنة قابل للصلح وما عنسسد الشسسيعة
ل ،وهذه النتيجة ليست نظرية أو خيالية بسل غير قابل حتى تغير أصولهم أو ً
ظهرت بشكل واقع في تأثير حركسسة الشسسيخ محمسسد بسسن عبسسد الوهسساب فسسي
العسسالم السسسلمي فسسي محاربسسة الشسسرك ،واستعصسساء الشسسيعة علسسى هسسذا
الصلح.
وقد شهد بهذه الحقيقة شاهد من أهلها:
283
]انظسسر الحسسديث يقول العالم اليراني – الشيعي الصل – أحمسسد الكسسسروي
عنه في "فكرة التقريب بين أهل السنة والشيعة" ص 555:ومسسا بعسسدها" : [.ومما يسسرى
من لجاج الشسسيعة أنسسه قسسد انقضسسى منسسذ ظهسسور الوهسسابيين أكسسثر مسسن مسسائة
ما ،وجرت في تلك المسسدة مباحثسسات ومجسسادلت كسسثيرة بينهسسم وخمسين عا ً
وبين الطوائف الخرى من المسلمين ،وانتشرت رسسسالت وطبعسست كتسسب،
وظهر جلًيا أن ليست زيارة القبب ،والتوسل بالموتى ،ونذر النذور للقبسسور
وأمثالها إل الشرك ،ول فرق بين هذه وبين عبادة الوثان التي كانت جارية
بين المشركين من العرب فقام السلم يجادلها ويبغي قلع جذورها ،يسسبين
ذلك آيات كثيرة من القرآن ،فأثرت الوهابية في سائر طوائف المسسسلمين
غير الروافض أو الشيعة المامية ،فإن هسسؤلء لسسم يكسسترثوا بمسسا كسسان ،ولسسم
يعتنوا بالكتب المنتشرة والدلئل المذكورة أدنى اعتناء ،ولسسم يكسسن نصسسيب
الوهابيين منهم إل اللعن والسب كالخرين" ]الكسروي /الشيعة ص .[.89
إن الشرك قد ألبس في مصادر الشيعة المعتمدة ثسسوب الحسسق ،وأصسسبح
هو الدين ،وهذا هو الخطر الكبر ،والداء العظم .لقد عقدت أمهات كتبهم
"أبواًبا" كثيرة ضمنتها مئات من الروايات تجسد الشرك وترسي قواعسسده،
ب مستقلة جمعت من الشر في هذا السبيل فسسأوعت – وألفت في هذا كت ٌ
كما مر .-
لقد غلت الرافضة بالئمة وقبورهم ،وصنعوا صنيع النصارى فسسي غلسسوهم
في المسيح ..فترك هؤلء الروافض عبادة الله وحده ل شريك له فسستراهم
يعطلون المساجد التي أمر الله أن ترفع ويسسذكر فيهسسا اسسسمه ..ويعظمسسون
المشاهد المبنية على القبور فيعكفون عليها مشابهة للمشركين ،ويحجون
إليها كما يحج الحاج إلسسى السسبيت العسستيق ،بسسل السسسفر إليهسسا والطسسواف بهسسا
والصسسلة عنسسدها وتقسسديم القرابيسسن فسسي رحابهسسا والنكبسساب علسسى الضسسريح
والستغاثة به ،وطلب الشسسفاء منسسه ،أو التوسسسل بسسه وطلسسب شسسفاعته هسسي
عندهم مسن أفضسل القربسات وأعظسم الطاعسات – كمسا مضسى ذكسر بعسض
شواهده – ومن أضل ممن يفضل الشرك على التوحيد ،ويعمسسر المشسساهد
ويعطل المساجد ،و"يعتاض عن أرض مكة والحسسرم وعفسسرة ومنسسى بسسأرض
كسسربلء" ]الجرجسساني /المعارضسسة فسسي السسرد علسسى الرافضسسة الورقسسة ) [.(71ويسسستبدل
ل؟! الباطل بالحق ،ويرى أنه أهدى من الذين آمنوا سبي ً
وقد علم بالضطرار من دين السلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم
يأمر بما ذكروه من أمر المشساهد ول شسرع ول شسرع لمتسه مناسسك عنسد
قبور النبياء والصالحين ،بل هذا من دين المشركين ]منهسساج السسسنة[.1/175 :
داو ّ
ن َول ت َقذَُر ّم َ هت َك ُق ْ قاُلوا ل ت َذَُر ّ
ن آل ِ َ و َ
الذين قال الله تعالى فيهمَ } :
سًرا{ ]نوح ،آية.[.23: ون َ ْ
عوقَ َ وي َ ُ
ث َ
غو َول ي َ ُ
عا َوا ً
س َ
ول ُ َ
قال ابن عباس وغيره :هؤلء ..أسماء رجال صالحين من قوم نوح ،فلما
هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصسسبوا إلسسى مجالسسسهم السستي كسسانوا
يجلسون أنصاًبا وسموها بأسمائهم ،ففعلوا ،فلم تعبد ،حتى إذا هلك أولئك
وتنسخ العلم عبدت ]أخرجسسه البخسساري فسسي تفسسسير سسسورة نسسوح )البخسساري مسسع الفتسسح:
284
.(8/667قال اللباني" :وهو موقوف على ابن عباس في حكم المرفسسوع" )شسسرح العقيسسدة
الطحاوية ص – 80الهامش.[.(-
وقد قال أمير المؤمنين علي بن أبي طسسالب – رضسسي اللسسه عنسسه – لبسسي
الهياج السدي" :أل أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليسسه
وسلم؟ أن ل تدع تمثال ً إل طمسسسته ،ول قسسبًرا مشسسر ً
فا إل سسسويته" ]أخرجسسه
مسلم في الجنائز ،باب المر بتسوية القبر ) ،1/666 :(969وأبسسو داود،(3218) 3/548 :
والترمذي ،(1049) 3/366 :والنسائي ،4/88س ،89وأحمد ،1/96س 129ومواضسسع أخسسرى،
وأبو داود الطيالسي ،1/168والحاكم ،1/369 :والبيهقي في سننه.[.4/3 :
وهذا المعنى أقرت به بعض روايات الشيعة ،فقد روى الكليني عن أبسسي
سلم :بعثنسسي رسسسول اللسسه صسسلى عبد الله قال :قال أمير المؤمنين عليه ال ّ
الله عليه وسلم إلى المدينة فقسسال :ل تسسدع صسسورة إل محوتهسسا ول قسسبًرا إل
ويته ]فروع الكسسافي ،2/227 :وسسسائل ال ّ
شسسيعة .[2/869 :وفسسي روايسسة أخسسرى » بعثنسسي س ّ
صور" ]فسسروع الكسسافي،2/226 :
رسول الله صلى الله عليه وسلم في هدم القبور وكسر ال ّ
شيعة.[.2/870 :وسائل ال ّ
وعن أبي عبد الله قسسال :نهسسى رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم أن
يصلى على قبر أو يقعد عليه أو يبنى عليه ]الطوسسسي /تهسسذيب الحكسسام،1/130 :
ن
وسائل الشيعة .[.2/869 :وعن أبي عبد الله قال :ل تبنوا علسسى القبسسور ..فسسإ ّ
رسول الله صلى الله عليه وسلم كره ذلك ]تهسسذيب الحكسسام ،1/130 :السسبرقي/
ضا عسسن آبسسائه عسسن رسسسول شيعة ،[.2/870 :وعنه أي ً المحاسن :ص ،612وسائل ال ّ
صص المقابر ]ابن بابويه /مسسن ل يحضسسره الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يج ّ
شيعة.[2/870 : صدوق ص ،253وسائل ال ّ الفقيه ،2/194 :أمالي ال ّ
ن هذا النهي يشمل كسسل قسسبر "غيسسر قسسبر النسسبي وقد زعم الحّر العاملي أ ّ
صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم والئمسسة عليهسسم السسسلم وأن هسسذا الّنهسسي لمجسّرد
الكراهة" ]كما هو صريح الباب الذي عقده لهذه الحاديث وهو "بسساب كراهسسة البنسساء علسسى
شيعة (2/869والغريب أّنه لم يسسذكر مسسا يسسد ّ
ل مة) "..وسائل ال ّ
ي والئ ّ
القبر في غير قبر الّنب ّ
سبعة تناقض ما ذهب إليه.[. على هذا العنوان؛ إذ ك ّ
ل أحاديث الباب ال ّ
وصيغة العموم واضحة في هذه الروايات ،كمسسا أن دللسسة التحريسسم بينسسة،
ول دليل عند العاملي سوى ما شذت به طسسائفته فسسي واقعهسسا وفسسي جملسسة
من رواياتهسا ،والشسذوذ دليسل علسى البطلن لمخسالفته لكتساب اللسه وسسنة
رسوله صلى الله عليه وسلم وإجماع المة بما فيهم أهل البيت الذين أثسسر
عنهم التحذير من ذلك ،لن ذلك وسيلة للشرك بالله ،ثم إن الحكمة السستي
ورد من أجلها النهي ل تفرق بين قبر وقبر ،وقسد يكسون الخطسر فسي قبسور
الئمة أشد لعظيم الفتتان بهم ،ولهذا كسسان أصسسل الشسسرك هسسو الغلسسو فسسي
الصالحين ]انظر :كتاب التوحيد )مع شرحه تيسير العزيز الحميد( باب مسسا جسساء أن سسسبب
كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في الصالحين ص ..[.305
وتناقض كتب الشيعة نفسها حينما تنقسسل أدعيسسة الئمسسة ،ومناجسساتهم للسسه
سبحانه ،وتضسرعهم بالسستكانة إليسه ،وإخلص السدعاء لسه وحسده ،وإظهسار
الضعف والفتقار إليه سبحانه ،مما يكشسسف باطسسل الشسسيعة ،ويسسبين أن مسسا
تفعله في مزاراتها ،وتدعو إليه في رواياتها ليس من هدي الئمة.
285
فهذا جعفر الصادق كان من دعائه كما تعترف كتب الشيعة" :الّلهم إّني
أصبحت ل أملك لنفسي ضّرا ول نفًعا ول حياة ول موًتا ول نشوًرا ،قسسد ذ ّ
ل
مصرعي ،واستكان مضجعي ،وظهر ضري ،وانقطع عذري ،وقسسل ناصسري،
ي ،وظهسسور براهينسسك وأسلمني أهلي ووالدي وولدي بعسسد قيسسام حجتسسك عل س ّ
عندي ،ووضوح أدلتك لي.
اللهم وقد ..أعيت الحيل ،وتغلقت الطرق ،وضاقت المسسذاهب ،ودرسسست
رجاء إل من جهتسسك] "..بحسسار النسسوار ،86/318 :مهسسج المال إل منك ،وانقطع ال ّ
الّدعوات ص .[.216
هذا ما يجأر به جعفر ويلجأ به إلى الله فهو ل يملك شسسيًئا مسسن النفسسع ،أو
الضر لنفسه فكيف لغيره ،وإذا كان ذلك في حياته فهو بعد موته أعجز.
وكثير من الئمة نقل عنهم أمثال هذه الدعوات ]انظر – مثل ً :-بسساب الدعيسسة
ضا :باب أدعيسسة المناجسساة فسسي الجسسزء 94
والذكار من البحار 86/240 :وما بعدها ،وانظر أي ً
ص 89وما بعدها.[.
كما تنقل كتب الشيعة أن أمير المؤمنين علًيا صور حالته في القبر في
مناجاته لربه فقال" :إلهي كأني بنفسي قد أضجعت في حقرتها ،وانصرف
عنها المشيعون من جيرتها ..ولم يخف على الناظرين ضّر فاقتها ..قد
توسدت الثرى وعجز حيلتها] "..بحار النوار .[.94-94/93 :فليس له حيلة في
نفسه إل برحمة من الله وفضل ،فكيف يطلب منه في قبره الشفاعة
والغفران وينسى ذو الرحمة الواسعة والفضل العظيم.
والحسين لم يستطع أن يدفع عن نفسه القتل فكيف يطلسسب منسسه مسسا ل
يقدر عليه إل الله؟!
وقد نقلت كتب الشيعة أن النبي صلى الله عليه وسلم كسسان يعسسوذه هسسو
والحسن بهذه العوذة وهو هذا الدعاء :بسسسم اللسسه الرحمسسن الرحيسسم :أعيسسذ
نفسي ودينسسي وأهلسسي ومسسالي وولسسدي وخسسواتيم عملسسي ،ومسسا رزقنسسي ربسسي
وخولني بعزة ربي وعظمة الله ..إلخ ]بحار النسسوار ،94/264 :مهسسج السسدعوات :ص
[.13فهو أضعف من أن يقي نفسه شر ما يصيبها إل بحفظ الله ،فإذا كان
ذلك في حياته فهو بعد موته أعجسسز ،واللسسه سسسبحانه لسسم يجعسسل بينسسه وبيسسن
خلقه واسطة إل الرسل للبلغ والبيان.
المبحث الرابع
قولهم :إن المام ُيحّرم ما يشاء وُيح ّ
ل ما يشاء
من أصول التوحيد اليمان بأن الله سبحانه هو المشرع وحسسده سسسبحانه،
يحل ما يشاء ويحرم ما يشاء ،ل شريك له في ذلك ،ورسسسل اللسسه يبلغسسون
ما يحل ما يشسساء ويحسسرم مسسا يشسساء شرع الله لعباده ،ومن ادعى أن له إما ً
َ
ن
مق َ هققم ّعوا ل َ ُ
ش قَر ُ شَر َ
كاء َ م ُ م لَ ُ
ه ْ فهو داخسسل فسسي قسسوله سسسبحانه} :أ ْ
ه{ ]الشورى ،آية [.21:فأشرك مع الله غيره. ه الل ّ ُ م ي َأ ْ َ
ذن ب ِ ِ ما ل َ ْ
ن َ
دي ِ
ال ّ
دا وعلي ّسسا
م ًوالشيعة تزعم في رواياتهم أن الله سبحانه وتعالى "خلق مح ّ
وفاطمة فمكثوا ألف دهر ثم خلق جميع الشياء فأشهدهم خلقهسسا وأجسسرى
286
وض أمورهم إليها ،فهم يحّلون ما يشاءون ويحّرمون مسسا طاعتهم عليها وف ّ
يشاءون" ]أصول الكافي ،1/441 :بحار النوار.[.25/340 :
وقد بين شيخهم المجلسسسي بعسسض فقسسرات هسسذا النسسص فقسسال" :وأجسسرى
طسساعتهم عليهسسا ،أي أوجسسب وألسسزم علسسى جميسسع الشسسياء طسساعتهم حسستى
شجر وتسبيح سماوّيات والرضّيات ،كشقّ القمر وإقبال ال ّ الجمادات من ال ّ
وض أمورها إليهم من الّتحليل والّتحريم ما ل يحصي ،وف ّ الحصى وأمثالها م ّ
والعطاء والمنع] "..بحار النوار .[.342-341 /25 :ثم بين أن ظاهر هذا النسسص
يدل على تفويض الحكام "أحكام التحليل والتحريم إليهم".
وجاءت الرواية عندهم صريحة بهذا فيما ذكره المفيسسد فسسي الختصسساص،
والمجلسي في البحار وغيرهم عن أبي جعفر قال" :مسسن أحللنسسا لسسه شسسيًئا
دولة السلمّية ،مسسا ظالمون في معتقدهم هم خلفاء ال ّ أصابه من أعمال ال ّ
ظالمين ]ال ّ
متهم لسسم يتول ّسسوا الخلفسسة
ن بقّية أئ ّ
عدا أمير المؤمنين علّيا وابنه الحسن رضي الله عنهما؛ ل ّ
ل خليفة من غيرهم هو ظالم غاصب لحقّ الئّمة على حد ّ زعمهم [.فهو دا ،وك ّ
ما واح ً
ول يو ً
حلل لن الئمة منا مفوض إليهم ،فما أحلوا فهسسو حلل ،ومسسا حرمسسوا فهسسو
حسسرام" ]الختصسساص :ص ،330بحسسار النسسوار ،25/334 :وانظسسر :بصسسائر السسدرجات :ص
.[.113
هكذا يصرحون بأن للئمة حق التشريع والتحليسسل والتحريسسم فمسسا أحلسسوه
من بين مال المسلمين فهو حلل ،وما حرموه فهو حرام ...فجعسسل هسسؤلء
من أئمتهم أرباًبا من دون الله ،لن جعلهم جهة تحريم وتحليل وتشريع هو
شرك في توحيد الربوبية ،لن الحاكميسسة والتشسسريع للسسه ،كمسسا أن طسساعتهم
في تشريعهم المخالف لشريعة رب العالمين ،والتي قد تنسسسخ أو تقيسسد أو
تخصص ما جاء به خاتم النبيين ]انظر :ما سلف حسسول هسذا الموضسسوع ص 144:ومسا
بعسسدها [.هو عبوديسسة لهسسم مسسن دون اللسسه ..وحسسق التشسسريع ل يملكهسسا إل رب
العباد ،والرسل عليهم الصلة والسلم إنما هم مبلغون عن الله سبحانه ل
يحرمون ول يحلون إل ما يأمرهم الله به ،ويوحيه إليهم.
وقد قال الله جل شأنه فيمن اتبع مشايخه فيما يحلسسون ويحرمسسون مسسن
َ
مه ْ
هب َققان َ ُ
وُر ْ
م َ
ه ْ ذوا ْ أ ْ
حب َققاَر ُ خ ُ
دون شرع الله وحكمسسه قسسال سسسبحانه} :ات ّ َ
َ
ه{ ]التوبة ،آية [.31:فجعل سبحانه اتباعهم فيما يحلون ن الل ّ ِ
دو ِ
من ُ
أْرَباًبا ّ
من الحرام ،ويحرمون من الحلل -كما جاء في تفسير الية ]انظسسر :تفسسسير
الطبري ،114-10/113 :تفسير ابن كثير .374-2/373 :وقد جسساء فسسي أصسسول الكسسافي مسسا
يقر بهذا في تأويل الية ،حيث قال أبو عبد الله" :أما والله ما دعوهم إلى عبسسادة أنفسسسهم،
ما ،وحرموا عليهم حلل ً من حيث ل يشعرون" ولو دعوهم ما أجابوهم ،ولكن أحلوا لهم حرا ً
)أصول الكافي ،1/53 :ومثله في :مجمع البيان للطبرسي ،49-3/48 :والبرهان للبحراني:
،121-2/120وتفسسسير الصسسافي للكاشسساني -[.(2/336 :عبسسادة لهسسم ،حيسسث "تلقسسوا
الحلل والحرام من جهتهم وهو أمر ل يتلقى إل من جهسة اللسسه عسسز وجسسل"
]ابن عطية /المحرر الوجيز.[.8/166 :
وقد شابه اعتقاد الشيعة في أئمتهسسم ومشسسايخهم اعتقسساد النصسسارى فسسي
رؤسائهم؛ فالجميع اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباًبا من دون الله سبحانه.
287
والشيعة حينما اعتقدت في أئمتها أنهم جهة تشريع أكملت ذلك بدعواها
أن الناس جميًعا عبيسسد للئمسسة لتتضسسح صسسورة الشسسرك أكسسثر .قسسال الرضسسا:
ل لنا في الدين فليبلسسغ الشسساهد الغسسائب" "الناس عبيد لنا في الطاعة ،موا ٍ
]المفيد /المالي ص ،48بحار النوار.[.25/279 :
َ
به ال ْك ِت َققا َ
ه الل ّق ُ ر أن ي ُق ْ
ؤت ِي َ ُ شق ٍن ل ِب َ َ ما َ
كا َ مع أن الله سبحانه يقولَ } :
ه{ ن الل ّ ِ دو ِمن ُ دا ّلي ِ عَبا ً كوُنوا ْ ِ س ُ م يَ ُ
قو َ
ل ِللّنا ِ وةَ ث ُ ّ
والن ّب ُ ّ
م َ وال ْ ُ
حك ْ َ َ
]آل عمران ،آية.[.79:
فالناس جميًعا عبيد لله وحده ل لحد سواه ،ولو كان من عباد الله
المرسلين الذين آتاهم الله الكتاب والحكم والنبوة ،فكيف بأئمة الشيعة،
أو من تدعي فيه المامة.
وبما أن الئمسسة – حسسسب اعتقسساد الشسسيعة – جهسسة تحليسسل وتحريسسم ،جهسسة
تحليل وتحريم ،فإن لهم الخيار في أن يبينوا للنسساس أمسسر الحلل والحسسرام
وأن يكتموا.
جاء في الكافي وغيره" :عن معلى بن محمد عن الوشسساء قسسال :سسسألت
ر ِإنل الذّك ْ ِ سأ َُلوا ْ أ َ ْ
ه َ فا ْالرضا رضي الله عنه فقلت له :جعلت فداك } َ
ن{ ]النحل ،آية ،43:النبيسساء ،آيسسة [.7:فقال :نحسسن أهسسل السسذكر،مو َعل َ ُ
م ل َ تَ ْ ُ
كنت ُ ْ
ونحن المسؤولون ،قلت :فأنتم المسؤولون ونحن السسائلون؟ قسال :نعسسم،
قسسا عليكسسم أن تجيبونسسا؟ قا علينا أن نسألكم؟ قسسال :نعسسم ،قلسست :ح ً قلت :ح ً
قال :ل ،ذاك إلينا إن شئنا فعلنا وإن شئنا لم نفعل" ]أصسسول الكسسافي-1/210 :
،211تفسسسير القمسسي ،2/68 :بحسسار النسسوار .[.23/174 :وفي هسسذا المعنسسى روايسسات
كثيرة عندهم ]انظر :أصول الكافي ،باب أن أهل الذكر الذين أمر الله الخلسسق بسسسؤالهم
هم الئمة عليهم السلم ،212-1/210 :بحار النوار ،باب أنهم عليهم السسسلم السسذكر وأهسسل
الذكر وأنهم المسؤولون ،وأنه فرض على شسيعتهم المسسألة ولسم يفسرض عليهسم الجسواب:
،188-23/172وانظسسر :تفسسسير العياشسسي ،2/261 :قسسرب السسسناد للحميسسري ص ،152
.[.153
مع أن هذا لم يكن لرسول الهدى صلى الله عليه وسلم أفضسسل الرسسسل
ل مققا ن ُقّز َ س َ ِ ن ِللن ّققاك القذّك َْر ل ِت ُب َي ّق َ وَأنَزل َْنا إ ِل َي ْق َ أجمعين .قال تعالىَ } :
لز َ ُ ل ب َل ّ ْ سو ُ َ َ
مققا أن ق ِ غ َ ها الّر ُ م{ ]النحل ،آية ،[.44:وقال تعالىَ} :يا أي ّ َ ه ْ إ ِلي ْ ِ
ه{ ]المائدة ،آية.[.67 : سال َت َ ُر َ ت ِ غ َ ما ب َل ّ ْ ف َ ل َ ع ْف َ م تَ ْ وِإن ل ّ ْ ك َ من ّرب ّ َ ك ِ إ ِل َي ْ َ
وقد جاء الوعيد الشديد لمن كتم ما أنزل الله من الهسسدى والحسسق ،قسسال
َ
د
عق ِ من ب َ ْ دى ِ ه َ وال ْ ُت َ ن ال ْب َي َّنا ِ م َ ما أنَزل َْنا ِ ن َ مو َ ن ي َك ْت ُ ُ
ذي َن ال ّ ِ تعالى} :إ ِ ّ
م ْ ّ َ
ب أولق قئ ِ َ ُ ْ
هق ُ عن ُ ُ وي َل َ
ه َ م الل ق ُ هق ُ عن ُ ُ
ك َيل َ فققي الك ِت َققا ِ س ِ مققا ب َي ّن ّققاهُ ِللن ّققا ِ َ
ن{ ]البقرة :آية.[.159: عُنو َ الل ِ
وقد ورد في الحديث المروي من طرق متعسسددة عسسن النسسبي صسسلى اللسسه
عليه وسلم أنه قال" :من سئل عن علم ثم كتمه ألجم يوم القيامة بلجسسام
من نار" ]أخرجه أحمد،2/263 :س ،305س ،344س ،353س ،495س ،499س ،508وأبو داود في
العلم ،باب كراهية منع العلم ،(3658) 4/67 :والترمذي في العلم ،باب ما جاء في كتمان
العلم ،(2649) 5/29 :وقال الترمذي :حديث حسن ،وأخرجه ابن ماجه في المقدمة ،باب
من سئل عن علم فكتمه ،(261) 1/96 :والحاكم ،1/101 :وصححه ووافقه الذهبي ،وابن
288
حبان .[.1/260 :فهل بيان ما يحتاج النسساس إليسسه مسسن الحسسق والهسسدى خاضسسع
للرادات والمزاج والهوى حتى يقال" :ليس علينسا الجسواب إن شسئنا أجبنسا
وإن شئنا أمسكنا" ]أصول الكافي[.1/212 :؟!
ولن البيان والتعليم خاضع لرادة أئمة الشيعة ،فقد ظل الشيعة – كمسسا
تقول أخبارهم – "ل يعرفون مناسك حجهم وحللهم وحرامهسسم حسستى كسسان
أبسسو جعفسسر )محمسسد البسساقر( ففتسسح لهسسم ،وبيسسن مناسسسك حجهسسم وحللهسسم
وحرامهم" ]أصول الكافي.[.2/20 :
"ولم يكتف الشيعة بذلك بل زعموا أن لئمتهسسم "حسسق" إضسسلل النسساس،
وإجابتهم بالجوبة المختلفة المتناقضة ،لنه قد فوض إليهم ذلك .جساء فسسي
الختصاص للمفيد عن موسى بن أشيم قال :دخلسست علسسى أبسسي عبسسد اللسسه
فسألته عن مسألة فأجابني فيها بجواب ،فأنا جالس إذ دخل رجل فسسسأله
عنها بعينها فأجابه بخلف ما أجابني وخلف ما أجاب به صاحبي ،ففزعسست
ي وقسسال :يسسا ابسسن أشسسيم إن ي ،فلما خرج القوم نظر إل ّ من ذلك وعظم عل ّ
كسقق ْ َ َ ؤَنا َ
طا ُع َ ه َ
م ِوأ ْنأ ْ من ُ ْ
فا ْ ذا َ الله فوض إلى داود أمر ملكه فقالَ } :
ب{ ]سورة ص ،آيسسة ،[.39 :وفوض إلسسى محمسسد صسسلى اللسسه عليسسه سا ٍ
ح َ
ر ِ غي ْ ِ
بِ َ
ه
عن ْ ق ُ
م َهاك ُ ْما ن َ َ
و َ ذوهُ َخ ُ ل َ
ف ُ سو ُ ما آَتاك ُ ُ
م الّر ُ و َ
وسلم أمر دينه فقالَ } :
هوا{ ]الحشر ،آية ،[.7:وإن الله فوض إلى الئمة منسسا وإلينسسا مسسا فسسوض فانت َ ُ َ
إلى محمد صلى الله عليه وسلم فل تجسسزع" ]الختصسساص :ص ،330-329بحسسار
النوار.[.23/185 :
وهكذا يفترون الكذب ..فالئمة – كما تقول أخبارهم – هم المشسسرعون،
وأمر التحليل والتحريم بأيديهم ،ولهسم حسق كتمسان مسا يحتساج النساس إليسه
حتى أركان السلم وأصوله إن شاءوا أجابوا الناس ،وإن شاءوا منعسسوهم،
ولذلك ظل الشيعة في جهل في أمر الحج – كما يشهدون على أنفسهم –
إلى زمن الباقر؛ لنهم ل يأخذون مما رواه الصحابة عن رسول الله صسسلى
الله عليه وسسلم وإنمسا يأخسذون مسا جساء عسن الئمسة ،والئمسة كتمسوا أمسر
المناسك عليهم.
وتستمر مسسسيرة الفسستراء بأيسسدي هسسؤلء القسسوم علسسى ديسسن اللسسه وكتسسابه،
ورسسسوله وأهسسل بيتسسه ،وهسسم يتسسسترون علسسى هسسذه السسدعاوى المنكسسرة،
والتجاهات الكافرة بسدعوى التشسيع لل السبيت ،فهسل هسؤلء شسيعة لعلسي
والحسن والحسين وعلسسي بسسن الحسسسين وهسسم يفسسترون عليهسسم ..كسسل هسسذه
الفتراءات ،ويرمونهم بأنهم لم يبينوا للناس أمر الحلل والحسسرام ،والحسسج،
وأن من شرعتهم كتمان الحق ،وإضلل الناس بالجوبة المتناقضة ؟!
المبحث الخامس
قولهم :إن تراب قبر الحسين شفاء من كل داء
تقول الشيعة – مخالفة بذلك النقل والعقل ،والطب والحكمة بأن تربسسة
الحسين هي الكفيلسسة لشسسفاء الدواء والسسسقام بشسستى أنواعهسسا وأشسسكالها،
وكأنهم بهذا اعتقدوا فيما ل ينفسسع بسسالحس والمشسساهدة ،وبسسالطبع والعقسسل،
289
اعتقدوا فيه النفع ،وزعموا أن الشفاء يتحقسسق مسسن تسسراب قسسبر ل مسسن رب
فل َضقّر َ ه بِ ُ ك الل ّق ُس َ س ْم َوِإن ي َ ْ
الربسساب ،مخسسالفين بسسذلك قسسول اللسسهَ } :
ض قطَّر َ
م ْ ب ال ْ ُ جي ق ُمن ي ُ ِو{ ]يونس ،آية ،[.107:وقسسوله} :أ ّ ه إ ِل ّ ُ
ه َ ف لَ ُش َ كا ِ َ
ت ضق ُر ْم ِ ذا َ وإ ِ َ
ء{ ]النمسسل ،آيسسة ،[.62:وقسسولهَ } : سققو َف ال ّ
ش ُ وي َك ْ ِ
عاهُ َ ذا دَ َ إِ َ
ن{ ]الشعراء ،آية.[.80: في ِ ش ِو يَ ْه َف ُ َ
فهم باعتقادهم بهذا التراب الدواء والشفاء قد شسسابهوا المشسسركين فسسي
اعتقادهم بأحجارهم النفع والضر.
ولقد ذكر صاحب البحسسار مسسا يصسسل إلسسى ثلث وثمسسانين روايسسة عسسن تربسسة
ج /101ص ،[.140-118فجعلت هذه الحسين وفضلها وآدابها وأحكامها ]انظر :
ل داء ] جسساء فسسي أخبسسارهم.." : شافي من ك ّ الّروايات من هذه الّتربة البلسم ال ّ
ن رجسسل كسسثير العلسسل سسسلم :-إ ّ
عن الحارث بن المغيرة قال :قلت لبي عبد اللسسه – عليسسه ال ّ
والمراض ،وما تركت دواء إل تداويت به ،فقال لي :أين أنست عسن طيسن قسبر الحسسين بسن
طوسسسي ،1/326 :وبحسسار ل خسسوف" )أمسالي ال ّ ل داء وأمن ًسسا نسسم كس ّن فيه شفاء من كس ّ علي فإ ّ
شسسيعة،10/415 : النوار ،101/119 :وانظر شواهد أخرى في هذا المعنسسى فسسي :وسسسائل ال ّ
ل خسسوف، كامسسل الّزيسسارات ص ،278سس 285وغيرهمسسا( ،[.والحصن الحصين مسسن كس ّ
ول إلى صحيح ،كأن لم يكن به بأس ]وقد اخترعسسا يشرب منها المريض فيتح ّ
ذرصة مرضه ،وتع ّ ل واحد من أصحاب هذه الحكايات يسوق ق ّ في ذلك حكايات وأساطير ،ك ّ
ّ
شفائه ،وما إن يأكل من طين الحسين حتى ينهض كأن لم يكن به علة .يقسسول أحسسدهم فسسي
شراب في جوفي فكأّنما نشطت مسسن عقسسال") .بحسسار النسسوار: ما استقر ال ّ
نهاية حكايته" :فل ّ
طفسسل فتكسسون مسسأمنه ،121-120 /101كامل الّزيارات :ص .[.(275ويحّنك بها ال ّ
من الخطار ]قال أبسو عبسد اللسسه" :حّنكسوا أولدكسم بتربسسة الحسسين فسإّنه أمسان") .كامسل
الّزيارات ص ،278بحار النوار ،[.(101/124 :وتوضع مع المّيت فسسي قسسبره لتقيسسه
من العذاب ]انظسسر :مبحسسث اعتقسسادهم فسسي اليسسوم الخسسر :ص) ،[.(631ويمسسك بهسا
الّرجل يعبث بها ساهًيا يقّلبها فيكتب له أجسسر المسسّبحين ،لّنهسسا تسسّبح بيسسد
مسسد الحميسسري بح ]جاء في تهسسذيب الحكسسام لل ّ
طوسسسي "عسسن مح ّ الّرجل من غير أن يس ّ
قال :كتبت إلى الفقيه )إمامهم المنتظر( أسأله هل يجسسوز أن يس سّبح الّرجسسل بطيسسن القسسبر؟
وهل فيه فضل؟ فأجاب ،وقرأت الّتوقيع ومنه نسخت :تسّبح به فما من شيء من الّتسسسبيح
سبحة تكتسسب لسسه ذلسسك الّتسسسبيح" مسّبح ينسى الّتسبيح ويدير ال ّن ال ُ
أفضل منه ،ومن فضله أ ّ
)تهذيب الحكام ،6/75 /بحار النوار .(133-132 /101 :وفسسي روايسسة أخسسرى عنسسدهم" :إذا
ل حّبة أربعون حسنة ،وإذا قّلبها ساهًيا يعبسسث بهسسا كتسسب اللسسه لسسهقلبها ذاكًرا الله كتب له بك ّ
عشرين حسنة" )تهذيب الحكام ،6/75بحار النوار .[.(132 /101
ل داء،دي الحسسسين رضسسي اللسسه عنسسه شسسفاء مسسن كس ّ ن الله جعل تربة ج ّ إ ّ
ل خسوف ،فسإذا تناولهسا أحسدكم فليقّبلهسا ويعضسها علسى عينسه وأماًنا مسن كس ّ
م بحقّ هذه الّتربة وبحقّ مسسن ح س ّ
ل وليمّرها على سائر جسده وليقل" :الّله ّ
طوسي ،1/326 :بحار النوار.[.101/119 : بها وثوى فيها ..إلخ" ]أمالي ال ّ
وما أن يحس الشيعي بألم المرض وشدته حتى يتجه إلى طينة الضسسريح
وعليه أن يختار الوقت المناسب ،فيتجه إليه – كما تقسسول أخبسسارهم – فسسي
جنح الليل البهيم وليكن في آخره ،ويغتسل ويلبس أطهر ثيابه ،وإذا وصسسل
فليقف عند الرأس ويصلي ،وإذا فرغ من صلته سجد سجدة طويلة يكسسرر
فيها كلمة واحدة ألف مرة ،هذه الكلمة هسسي "شسسكًرا" ،ثسسم يقسسوم ويتعلسسق
بالضريح ويقول" :يا مولي يا ابن رسول الله إنسي آخسذ مسن تربتسك بإذنسك
290
اللهم فاجعلها شفاء من كل داء ،وعًزا من كل ذل ،وأمًنا مسسن كسسل خسسوف،
ى من كل فقر] "..بحار النوار ،101/37 :وقسد نقسل ذلسك عسن مصسباح السزائر ص وغن ً
.[.136
ثسسم بعسسد ذلسسك يأخسسذ مسسن الطينسسة "بثلث أصسسابع ثلث قبضسسات" وتوصسسيه
الرواية بأن يجعل ذلك في خرقة نظيفة ويختمها بخاتم فصسسه عقيسسق ..ثسسم
يستعمل منها وقت الحاجة مثل الحمصة فإنه يشفي ]بحسسار النسسوار،101/37 :
وقد نقل ذلك عن مصباح الزائر ص .[.136
وتزيد رواية أخرى بأن عليه أن يتباكى ويقول" :بسم الله وبسسالله وبحسسق
هذه التربة المباركة ،وبحق الوصي الذي تواريه وبحسسق جسسده وأبيسسه ،وأمسسه
وأخيسسه ،وبحسسق أولده الصسسادقين ،وبحسسق الملئكسسة المقيميسسن عنسسد قسسبره
ل عليهم أجمعين ،واجعل لي ولهلي وولسسدي وإخسسوتي ينتظرون نصرته ،ص ّ
وأخواتي فيه الشفاء من كل داء] "..بحار النوار.[.101/138 :
وتتحدث بعض الروايات عن طرق أخرى للستشفاء بها فتقول :قال أبو
عبد الله :إن الله جعل تربة جدي الحسين رضي الله عنه شسسفاء مسسن كسسل
داء ،وأماًنا من كل خوف ،فإذا تناولها أحدكم فليقبلهسسا ويضسسعها علسسى عنسسه
وليمرها على سائر جسده وليقل" :اللهم بحق هذه التربة وبحق مسسن حسسل
بها وثوى فيها ..إلخ" ]أمالي الطوسي ،1/326 :بحار النوار.[.101/119 :
وتذكر رواية أخرى طريقسسة تناولهسسا ببيسسان المقسسدار والصسسفة ،حيسسث قسسال
جعفرهم – حينما سئل عن كيفية تناولها " :-إذا تناول الّتربة أحدكم فليأخذ
مصسسة فليقّبلهسسا وليضسسعها علسسى عينسسه".. بأطراف أصسسابعه وقسسدره مثسسل الح ّ
]مكسسارم الخلق ص ) 189ط :إيسسران 1376ه( ،بحسسار النسسوار [.101/120 :فهسسذا هسسو
المستشفى المتنقل مع كل شيعي.
ضا ،ومن تعلق بشيء وكل إليه، ويبدو أن هذه الطينة زادت مرضهم مر ً
ولهذا شكا بعض الشيعة لمامه ما يجده من ضعف القدرة ،فعزاه إمامه
بقوله" :كذلك جعل الله أولياءنا وأهل مودتنا وجعل البلء إليهم سريًعا"
]كامل الزيارات ص ،275بحار النوار.[.101/121 :
هذا وكما أن الشيعي يتجه حيسسن نسسزول المسسرض بسسه إلسسى صسسنمه والسسذي
ضا يلجأ إلى هذا الصنم وقسست الخسسوف ومداهمسسة يسميه "بالطينة" ،فإنه أي ً
العدو ،فيصسسطحبه معسسه فسسي ظسسروف الخسسوف .يقسسول إمسسامهم" :إذا خفسست
ن مسسن منزلسسك إل ومعسسك مسسن طيسسن قسسبر سلطاًنا أو غير سلطان فل تخرج ّ
طوسسسي ،1/325 :بحسسار النسسوار [101/118 :وأمسسره أن يقسسول: الحسين" ]أمسسالي ال ّ
مسا
م إّني أخذته من قبر ولّيك وابن ولّيسك ،فساجعله لسي أمًنسا وحسرًزا ل ِ َ "الّله ّ
طوسي ،1/325 :بحار النوار.[.101/118 : أخاف وما ل أخاف" ]أمالي ال ّ
ول ينسى راوي هذه السطورة أن يذكر طائفته بأنه فعسسل ذلسسك فكسسانت
طوسسسي: له المان من كل ما خاف وما لم يخف ولسسم يسسر مكروهًسسا ]أمسسالي ال ّ
،1/325بحار النوار.[.101/118 :
وهذه الطينة هي أمل الحور العين ،ولذلك فالحور كما تقول أساطيرهم
يطلبن من الملئكة حينما يهبطون إلى الرض أن تكون هداياهن من طين
291
قبر الحسين ]بحار النوار ،101/134 :وقد نقل ذلك عن كتاب المسسزار الكسسبير لشسسيخهم
محمد المهدي :ص .[.119
جسسب ح ُ طينسسة بأّنهسسا "تخسسرق ال ُ سسسجود علسسى هسسذه ال ّ كما تصف روايسساتهم ال ّ
طوسي :ص ،511بحار النوار.[.101/135 : جد لل ّ سبع" ]مصباح الّته ّ ال ّ
هذا جزء من دعاواهم حول طينة الحسين ،وكأنهم فسسي اعتقسسادهم بهسسذه
الطينة فعلوا أكثر من المشركين الذين قالوا فسسي أصسسنامهم بأنهسسا تقربهسسم
إلى الله زلفى ،فقد جعلوا لهذه الطينة خواص ل يقدر عليها إل رب العسسزة
جل عله ،اتخذوها رًبا وإلًها مع الله سبحانه.
ودعوى الستشفاء بهذه الطينة منكر من القسسول وزور ،وهسسي مسسن ديسسن
لقَبقق َ فَلن ي ُ ْ سل َم ِ ِديًنا َغي َْر ال ِ ْ غ َ من ي َب ْت َ ِ و َالشيعة ل من دين السلم } َ
ن{ ]آل عمران ،آية ،[.85:وليسسس لهسسا ري َ س ِ خا ِ ن ال ْ َ م َة ِ خَر ِفي ال ِ و ِ ه َ
و ُه َ من ْ ُ ِ
ذكر في كتاب ربنا ول سنة نبينا ،والله سبحانه بي ّسسن فسسي كتسسابه أن القسسرآن
فاء{ شقق َ و ِ
دى َ ه ًمُنوا ُ نآ َ ذي َ و ل ِل ّ ِه َ ل ُ ق ْ العظيم شفاء لعباده المؤمنين } ُ
ة
مق ٌح َ وَر ْ فاء َ شق َ و ِهق َ مققا ُ ن َق قْرآ ِ ن ال ْ ُ مق َ ل ِ ون ُن َ قّز ُ ]فصسسلت ،آيسسةَ } .[.44:
ن{ ]السراء ،آية.[.82: مِني َؤ ِم ْ ل ّل ْ ُ
وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم بينت من الدعيسسة والوراد السستي
فيها اللجوء إلى الله وحده ل إلى تراب ول صنم ،بسسل ول ملسسك مقسسرب ول
نبي مرسل وإنما إلى الله وحده ،ويتحقق بسببها – بإذنه تعسسالى – الحفسسظ
للمسلم والمان ]راجع كتب الذكار مثل :الذكار للنووي ،والكلم الطيب لشيخ السسسلم
ابن تيمية ،والوابل الصيب لبن القيم ،وتحفة الذاكرين للشوكاني وغيرها.[.
كما أن المسلم مأمور بالخذ بالسباب الطبيعية للشفاء..
أما أكل التراب فهو بدعة كبرى ،وأضحوكة ليس لها مثيسسل إل فسسي ديسسن
هؤلء القوم.
المبحث السادس
دعاؤهم بالطلسم والرموز ،واستغاثتهم بالمجهول
ومن ضللهم وشركهم دعاؤهم بالرموز والطلسسسم والحسسروف ،واعتبسسار
ذلك من أحراز الئمة وأدعيتهسم وحجبهسم ،فيكتبونهسا ويتمتمسون بهسا ..مسن
أجل الشفاء ،والسلمة ،وقد جمع من ذلك المجلسي فأكثر ،فقد أورد في
كتابه طائفة من اللفاظ التي ل معنى لهسسا ،ووضسسع صسسور بعسسض الطلسسسم
برسم غريب في كتابه البحار على أن ذلك من هسسدي الئمسسة للشسسفاء ]مسسن
أمثلة تلك الطلسسم قسالوا :حسرز لميسر المسؤمنين صسلوات اللسه عليسه للمسسحور ،والتوابسع
)الجني يتبع النسان حيث ذهب( والمصروع والسم والسلطان والشيطان وجميع ما يخسسافه
النسسسان ..وهسسذه كتسسابته :بسسسم اللسسه الرحمسسن الرحيسسم ،أي كنسسوش أي كنسسوش أرشسسش
عطنيطنيطح يا مطيطرون فريالسنون ما وما سساما طيطشسا لسوش خيطسوش ...إلسسى آخسر
هذه الطلسم ،ثم رسم رموًزا غريبة على شكل خطوط متداخلة) ...بحار النسسوار :ص 193
ج .(94وتكر رسم مثل هذه الرموز في ص ،229وص 297 ،265من الجزء نفسه .ومن
عوذات الئمة وأحرازهم باللفسساظ قسسولهم كمسسا يزعمسسون" :أعسسوذه بيسسا أهيسسا شسسراهيا "..إلسسخ
)المصدر السابق.[.(94/222:
292
والحجية بالحروف التي ل معنى لها هي من عوذات الئمة كما يفسسترون
]ومن دعواتهم بالحروف" :اللهم بالعين والميم والفاء والحاءين بنور أبسسو الشسسباح ..اكفنسسي
شر من دب ومشى "..واعتبروا هذا من الحجب التي احتجب بها الئمة ممسسن أراد السسساءة
ماء َ ول ِل ّ ِ
سق َ
ه ال ْ إليهم )بحسسار النسسوار .[.(373-94/372 :والله سسسبحانه يقسسولَ } :
ها{ ]العراف ،آية .[.180:وكتابة الحجبة والحروز بهذه عوهُ ب ِ َ سَنى َ
فادْ ُ ال ْ ُ
ح ْ
الطلسم والحروف هي من الشرك بالواحد القهار ،لنهسسا دعسساء لغيسسر اللسسه
سبحانه لنها ليست من أسمائه سبحانه وصفاته ،وأسماء الله سبحانه هي
ما ورد في الكتاب والسنة وهسسي توفيقيسسة ل يجسسوز أن نسسدعو اللسسه سسسبحانه
بغيرها.
كما أن هذه الطلسم ل معنى لها معروف ،ولهذا قال المسسام الصسسغاني:
"وربما يكون التلفظ بتلك الكلمات كفًرا لنا ل نعرف معناها بالعربية ،وقد
ء{ ]النعسسام ،آيسسة.[.38: ي ٍ ش ْ من َ ب ِ في الك َِتا ِ فّرطَْنا ِ
ما َ قال الله تعالىّ } :
وهو يقول" :آهيا شراهيا] "..موضوعات الصغاني :ص [.63ثم ذكر أنه قد ضسسل
بهذه الدعوات المجهولت خلق كثير ]موضوعات الصغاني :ص .[.63
أما الستعانة بالمجهول فإنهم يستغيثون بسسه عنسسد الضسسلل فسسي الطريسسق
كما اسسستغاثوا مسسن قبسسل بسسالميت ،والمعسسدوم – كمسسا سسسلف ،-و"السسستعانة
بالموات أو الغائبين عن نظر من استعان بهم من ملئكة أو جسسن أو إنسسس
في جلب نفع أو دفع ضر نوع مسن الشسرك الكسسبر السذي ل يغفسسره اللسه إل
لمن تاب منه؛ لن هذا النوع من الستعانة قرب وعبادة ،وهسي ل تجسوز إل
لله خالصة لوجهه الكريم.
د
عب ُق ُ ومن أدلة ذلك ما علسسم اللسسه عبسساده أن يقولسسوه فسسي آيسسة} :إ ِّيا َ
ك نَ ْ
ن{ ]الفاتحة ،آية [.5:أي ل نعبد إل إيسساك ول نسسستعين إل بسسك، عي ُ
ست َ ِ
ك نَ ْوإ ِّيا َ
ضى رب َ َ
ه{ ]السسسراء ،آيسسة[.23: دوا ْ إ ِل ّ إ ِي ّققا ُ ك أل ّ ت َ ْ
عب ُق ُ َ ّ و َ
ق َ وقوله سبحانهَ } :
وغيرها" ]هذه فتوى للجنسسة الدائمسسة للبحسسوث العلميسسة والفتسساء ،انظسسر :جريسسدة الجزيسسرة،
ه ،العسسدد ) ،(5272ركسسن السسدعوة والفتسساء ،تحسست إشسسراف الرئاسسسة
الجمعة 6رجب 1407
العامة لدارات البحوث العلمية ص.[.8:
جاء في مصادرهم المعتمدة "عن أبي بصير عن أبي عبد اللسسه قسسال :إذا
ضللت الطريق فناد :يا صالح أو يا أبا صالح أرشدونا إلى الطريق يرحمكم
الله" ]ابسسن بسسابويه /مسسن ل يحضسسره الفقيسسه ،2/195 :السسبرقي /المحاسسسن :ص ) 362وفيسسه
أخطأتم الطريق( ،وسائل الشيعة.[.8/325 :
قال ابن بابويه في باب :دعاء الضسسال عسسن الطريسسق بعسسد ذكسسره للروايسسة
السالفة" :وروي أن البر موكل به صالح ،والبحر موكل بسسه حمسسزة" ]مسسن ل
يحضره الفقيه ،2/195 :المحاسن :ص ،362وانظر :وسائل الشيعة.[.8/325 :
ومن هو صالح أو حمزة؟ جاء ما يكشف عن هوية "صالح" في الخصسسال
لبن بابويه بإسناده عن علي في حديث الربعمائة قال" :ومن ضل منكسسم
في سفر وخاف على نفسه فليناد :يا صالح أغثني ،فإن في إخسسوانكم مسسن
الجن جنًيا يسمى صالح يسبح في البلد لمكانكم محتسًبا نفسه لكم ،فسسإذا
سمع الصوت أجساب وأرشسد الضسال منكسم وحبسس عليسه دابتسه" ]الخصسسال:
،2/618وسائل الشيعة.[.8/325 :
293
وهذا ورثوه فيما يبدو عن أهل الجاهلية الولى ،فهو من دينها ،كما يسسدل
على ذلسسك قسسوله سسسبحانهَ } :
ن
ذو َ عققو ُ
س يَ ُ
لنق ِ
نا ِ مق َل ّجققا ٌر َ
ن ِه ك َققا َوأن ّ ُ
َ
هقا{ ]الجن ،آية.[.6 : ً م َر َ ه ْ
دو ُ ن َ
فَزا ُ ج ّن ال ْ ِم َل ّجا ٍ
ر َ بِ ِ
قسسال أهسسل العلسسم" :كسسانت عسسادة العسسرب فسسي جاهليتهسسا إذا نزلسست مكان ًسسا
يعوذون بعظيم ذلك المكان أن يصيبهم بشيء يسوءهم ،كما كسسان أحسسدهم
يدخل بلد أعدائه في جوار رجل كبير وذمامته وخفسسارته ،فلمسسا رأت الجسسن
قسسا أي خوفًسسا وإرهاب ًسسا
أن النس يعوذون بهم من خوفهم منهسسم زادوهسسم ره ً
ذا بهسسم ،كمسسا قسسال قتسسادة وذعًرا حتى بقسسوا أشسسد منهسسم مخافسسة وأكسسثر تعسسو ً
ما ،وازدادت الجن عليهسسم بسسذلك جسسرأة ...فسسإذا قا{ أي إث ً ه ًم َر َه ْدو ُ
فَزا ُ} َ
عاذوا بهم من دون الله رهقتهسم الجسسن الذى عنسد ذلسك" ]تفسسسير ابسسن كسسثير:
،455-4/454وانظر :تفسير الطبري ،29/108فتح القدير ،5/305 :وقد جاء هذا المعنسسى
في كتب التفسير عند الشيعة :انظر :البرهان ،4/391 :تفسير القمي )المصسسدر السسسابق(،
تفسير الصافي ،235-5/234 :تفسير شبر ص .[.535
فلمسسا جسساء السسسلم عسساذوا بسسالله وحسسده وتركسسوهم ]انظسسر :تفسسسير الطسسبري:
.[.29/109والستعاذة بالجن من الشسسرك ،لنسسه اسسستعاذة بغيسسر اللسسه ]انظسسر:
كتاب التوحيد )مع شرح فتح المجيد( ،باب من الشرك الستعاذة بغير الله ص .[.175
كردْ َ
وِإن ُيق ِ و َ ه إ ِل ّ ُ
هق َ ف َلق ُشق َ
كا ِ فل َ َضقّر َ ك الّلق ُ
ه بِ ُ سق َس ْ م َوِإن ي َ ْ
} َ
فققوُر غ ُو ال ْ َ
ه َو ُه َعَباِد ِ
ن ِ م ْ شاء ِمن ي َ َ ه َب بِ ِصي ُ
ه يُ َضل ِ ِ
ف ْ فل َ َرآدّ ل ِ َر َخي ْ ٍ
بِ َ
م{ ]يونس ،آية.[.107: حي ُ الّر ِ
المبحث السابع
استخارتهم بما يشبه أزلم الجاهلية
كانت العرب في جاهليتها إذا أراد أحدهم سفًرا أو غزًوا ونحو ذلك أجال
القداح وهي الزلم ،وكانت عبارة عسسن قسسداح ثلثسسة ،علسسى أحسسدها مكتسسوب
افعل ،وعلى الخر ل تفعل ،والثالث غفل ليس عليسسه شسسيء ،ومسن النسساس
من قسسال :مكتسسوب علسسى الواحسسد أمرنسسي ربسسي ،وعلسسى الخسسر نهسساني ربسسي،
والثالث غفل ليس عليه شسسيء ،فسسإذا أجالهسسا فطلسسع سسسهم المسسر فعلسسه ،أو
النهي تركه ،وإن طلسسع الفسسارغ أعسساد ]تفسسسير ابسسن كسسثير ،2/12 :تفسسسير الطسسبري:
) 9/510ط :المحققة(.[.
وقد ابتلي فئات مسسن النسساس بسسالزلم ،كمسسا ابتلسسوا بالنصسساب ،فالنصسساب
للشرك في العبادة والزلم للتكهن وطلب علم مسسا اسسستأثر اللسسه بسسه ،هسسذا
للعلم وتلك للعمل ودين الله وشرعه مضاد لهذا وهذا.
وقد أدخلت طائفة الثني عشرية الستخارة بالزلم في دينها وأضسسافت
عليها بعسسض الضسسافات وسسسموها الرقسساع .وعقسسد الحسسر العسساملي لهسسذا باب ًسسا
بعنوان "باب استحباب الستخارة بالرقاع وكيفيتها" ]وسسسائل الشسسيعة-5/208 :
[.213وذكر في هسسذا البسساب جملسسة مسسن أحسساديثهم فسسي ذلسك بلغسست خمسسس
روايات ،أما المجلسي فقد ذكر أنواع ًسسا مسسن السسستخارات تسسدخل فسسي هسسذا
المعنى في أبواب ثلثة وهي باب الستخارة بالرقساع ]بحسسار النسسوار-91/226 :
294
،[.234وبسسساب السسسستخارة بالبنسسسادق ]بحسسسار النسسسوار ،[.240-91/235 :وبسسساب
الستخارة بالسبحة والحصى ]بحار النوار.[.251-91/247 :
وفي هذه الستخارات تذكر كتب الشيعة كيفية قسسد تختلسسف فسسي البدايسسة
عن طرق أهل الجاهلية حيث الصسسلة والسدعاء ،وهسي صسسلة علسى طريقسة
مبتدعسسة ،ثسم دعسساء معيسن ولكنهسسا تنتهسي بمسا يشسبه عمسل الجاهليسسة حيسسث
استكشاف ما هو خيسر عسن طريسق تحريسك السسبحة ،أو كتساب افعسل أو ل
تفعل في رقاع معينة واختبار ذلك عدة مرات.
ومسسن أمثلسسة ذلسسك مسسا جسساء عنسسد الكلينسسي ]الفسسروع مسسن الكسسافي،[.1/131 :
والطوسي ]التهذيب ،[.1/306 :والحر العاملي ]وسائل الشسسيعة [.5/208 :وغيهسسم
]انظر :المقنعة ص ،36المصباح ص [.372عن هارون بن خارجسسة عسسن أبسسي عبسسد
الله عليه السلم قال :إذا أردت أمسًرا فخسسذ سسست رقسساع فسساكتب فسسي ثلث
منها » :بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز الحكيسسم لفلن بسسن
م{ ]الحسسزاب ،آيسسة:
ه ْ
م لب َققائ ِ ِ
ه ْعو ُ
فلنة هكذا النسبة للم ،والله يقول} :ادْ ُ
[.5افعل ،وفي ثلث منها :بسم الله الرحمن الرحيم خيرة من الله العزيز
الحكيم لفلن بن فلنة ل تفعل ،ثم ضعها تحت مصلك ،ثسسم صسسل ركعسستين،
فإذا فرغت فاسجد سجدة وقل فيها مائة مرة :أستخير الله برحمته خيرة
سسسا وقسسل :اللهسسم خسسر لسسي واخسستر لسسي فسسي جميسسع في عافية ،ثم اسسستو جال ً
أموري ،في يسر منسسك وعافيسسة ،ثسسم اضسسرب بيسسدك إلسسى الرقسساع فشوشسسها
وأخرج واحدة ،فإن خرج ثلث متواليات افعل .فافعل المسسر السسذي تريسسده،
وإن خسسرج ثلث متواليسسات ل تفعسسل فل تفعلسسه ،وإن خرجسست واحسسدة افعسسل
والخرى ل تفعل فأخرج من الرقاع إلى خمس فانظر أكثرهسسا فاعمسسل بسسه
ودع السادسة ل تحتاج إليها «.
و
أما الستخارة بالبنادق فيفسرها ما جاء في روايتهم التي تقول .." :انسس ِ
الحاجة في نفسك ثسسم اكتسسب رقعسستين ،فسسي واحسسدة ل ،وفسسي واحسسدة نعسسم،
ل ركعسستين واجعلهمسا تحسست ذيلسك واجعلهما في بندقتين من طيسسن ،ثسم صس ّ
وقل :يا الله ،إني أشاورك فسسي أمسسري هسسذا وأنسست خيسسر مستشسسار ومشسسير
فأشر علي مما فيه صلح وحسن عاقبة ،ثم أدخل يدك فإن كان فيها نعسسم
فافعل ،وإن كان فيها ل ،ل تفعل" ]الفروع من الكافي ،1/132 :التهسسذيب،1/306 :
وسائل الشيعة.[.5/209 :
وجاء في أخبارهم أن "استخارة مولنا أمير المؤمنين وهي أن تضمر ما
شئت وتكتب هذه الستخارة وتجعلهما في مثسسل البنسسدق ويكسسون بسسالميزان
]أي متسسساويتين بسسأن تزنهمسسا بسسالميزان ،قسساله شسسيخهم المجلسسسي :البحسسار :أبسسو [.91/239
وتضعهما في إناء فيه ماء ويكسسون علسسى ظهسسر إحسسداهما افعسسل والخسسرى ل
تفعل ،فأيهما طلسسع علسسى وجسسه المسساء فافعسسل بسسه ،ول تخسسالفه ]بحسسار النسسوار:
،91/238باب الستخارة بالبنادق.[.
ول شك بأن أمير المؤمنين علًيا بريسسء مسسن لوثسسات الجاهليسسة وأوهامهسسا،
وهذا مما دسته الشيعة عليه ،ولذلك لم ينقله عنه سواها..
أما الستخارة بالسبحة والحصى فقد قال شيخهم المجلسسسي" :سسمعت
والدي يروي عسسن شسسيخه البهسسائي ..أنسسه كسسان يقسسول :سسسمعنا مسسذاكرة عسسن
295
مشايخنا عن القائم صلوات الله عليه في الستخارة بالسبحة أنه يأخسسذها،
ويصلي على النبي وآلسسه صسسلوات اللسسه عليهسسم ثلث مسسرات ،ويقبسسض علسسى
السبحة ،ويعد اثنتين اثنتين ،فإن بقت واحدة فهو افعل ،وإن بقيسست اثنتسسان
فهو ل تفعل" ]بحار النوار.[.91/250 :
هسسذا النسسواع مسسن السسستخارة ذات أصسسل جسساهلي حسساولوا إلباسسسه ثسسوب
السلم.
وقد أمر الله المؤمنين إذا ترددوا في أمورهم أن يستخيروه بأن يعبدوه
ثم يسألوه الخيرة في المر الذي يريسسدونه ]ابسسن كسسثير /التفسسسير ،[.2/13 :لمسسا
روى المام أحمد والبخاري وأهل السنن عن جابر بن عبد الله قسسال :كسسان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الستخارة كما يعلمنا السورة من
م أحدكم بالمر فليركع ركعتين من غير الفريضسسة ثسسم القرآن يقول" :إذا ه ّ
ليقسل :اللهسم إنسي أسستخيرك بعلمسك ،وأسستقدرك بقسدرتك ،وأسسألك مسن
فضلك العظيم فإنك تقدر ول أقدر ،وتعلم ول أعلم وأنت علم الغيسوب"...
الحديث ]أخرجه البخاري 2/51 :في التهجسسد ،بسساب مسسا جسساء فسسي التطسسوع مثنسسى مثنسسى ،و
و ال ْ َ
قققاِدُر{ ،وأبسسو داود ،2/187س ،(1538) 188 هق َ
ل ُ ،8/168باب قول الله تعسسالىُ } :
ق ْ
والترمذي ،(480) 349 /2 :والنسائي ،81-6/80وابن ماجه ،(1383) 1/440 :وأحمسسد:
.[.3/344
ضسسا فسسي كتسسب الشسسيعة بنفسسس النسسص السسسابق وهذه الستخارة جاءت أي ً
]انظسسر :بحسسار النسسوار ،91/265 :مكسسارم الخلق ص [.372الوارد في أمهسسات كتسسب
المسلمين )مصادر أهل السنة( ،ولكن عقيدة التقية التي كسسانت مسسن أهسسم
العوامل التي نأت بالشيعة عن النضواء تحت لواء الجماعة ..جعلت بعض
شيوخ الشيعة يرجح العمل برقاع الجاهلية علسسى غيرهسسا ل لشسسيء إل لنهسسا
مما شذت به طائفته عن هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم وما عليه
أهل السنة ،ذلك أن ما يتفسق مسن روايسساتهم مسع إجمساع المسسلمين يصسسبح
العمل به عند الشيعة موضع تردد لحتمالت التقية المزعومة.
قال الحر العسساملي" :قسسد رجسح ابسن طساووس العمسل باسستخارة الرقسساع
بوجوه كثيرة منها ..أنها ل تحتمل التقية لنسسه لسسم ينقلسسه أحسسد مسسن العامسسة"
]وسائل الشيعة [.5/211 :ويعني بالعامة أهل السنة ،وهسسذا اعسستراف منهسسم أن
استخارة الرقاع مما شذت به طائفتهم.
ويبدو أن بعض شيوخهم رابهم أمر هذه الرقاع وشعروا بشسسذوذه فقسسال
بعضهم ]وهو شيخهم جعفر بن الحسن الحلي )ت 676ه( الملقسسب عنسسدهم بسسالمحقق: [.
"وأما الرقاع وما يتضمن افعل ول تفعسسل ففسسي حيسسز الشسسذوذ" ]انظسسر :بحسسار
النوار [.91/287 :كما طعن بعضهم في إسنادها ]قال شسسيخهم ابسسن إدريسسس" :إنسسه
مسسن شسسواذ الخبسسار ،لن رواتهسسا فطحيسسة ملعونسسون مثسسل :زرعسسة وسسسماعة" )بحسسار النسسوار:
.[.(91/287
ولكن هذا الصوت الذي ينكر هذا التجاه في الستخارة لم يسسرق لبعسسض
متأخري الشيعة ،فقسسد ردوه وقسسالوا" :إنسسه ل مأخسسذ لسسه مسسع اشسستهارها بيسسن
الصحاب ،وكيف تكون شاذة وقد دونها المحدثون في كتبهم ،والمصنفون
في مصنفاتهم" ]بحار النوار ،[.91/288 :ثم قالوا بأنه قد ألف أحسسد شسسيوخهم
296
ما فسي السستخارات ]وهو رضي الدين الحسن علي بن طاووس الحسني [.كتاًبا ضخ ً
واعتمد فيه على رواية الرقاع وذكر من آثارها عجائب وغرائب ]بحار النوار:
،[.91/288وقالوا بأنه لم ينكرها إل قلة ]اختلفسست أقسسوالهم فسسي أول مسسن أنكرهسسا؛
فذكر شيخهم الملقب بالشهيد بأنه لم ينكرها من شسسيوخهم سسسوى ابسسن إدريسسس ومسسن أخسسذ
مأخذه كالشيخ نجم الدين )بحار النوار .(91/288 :بينما قال المجلسي بسسأن أصسسل النكسسار
كان من شيخهم المفيد ،وذلك حينما ذكسر روايسة السستخارة بالرقسساع قسسال" :وهسسذه الروايسة
شاذة ..أوردناها للرخصة دون تحقيق العمل" .ثم أنكر بعض متأخريهم وجود هذا الكلم في
نسخة المفيد وقالوا بأنه مما ألحق في كلمه وليس منه) .بحسسار النسسوار[.(288-91/287 :
منهم ل عبرة بإنكاره.
هذه حكاية الستخارة بالرقاع ،والبنسسادق ،والسسسبحة ،والحصسسى ،ومسسا دار
حولها من جدل ..وهي عين استخارة المشركين "افعل أو ل تفعل" سسسوى
أنهم أضسسافوا إليهسسا صسسلة ً ودعسساًء ،وخصصسست بعسسض روايسساتهم موضسسع هسسذه
الستخارة بأن تكون عنسسد قسسبر الحسسسين ]انظسسر :وسسسائل الشسسيعة ،5/220 :بحسسار
النوار [.101/285 :ليتسع باب الشسسرك أكسسثر .وهسسذه بدعسسة انفسسرد بهسسا هسسؤلء
القوم ،جعلتهم يتعلقون ،ويأتمرون بما تهديهم إليه هذه الزلم.
م{ -إلسسى واْلقدّ ُة َ مي َْتق ُم ال ْ َ كق ُعل َي ْ ُت َ
مق ْ
حّر َمع أن الله سبحانه يقولُ } :
َ قوله سبحانه –َ } :
ق] {...المائدة، س ٌف ْ م ِ موا ْ ِبالْزل َم ِ ذَل ِك ُ ْ س ُق ِست َ ْ
وأن ت َ ْ َ
آية [.3:أي حرم عليكسسم أيهسسا المؤمنسسون الستقسسسام بسالزلم ،والستقسسسام
مأخوذ من طلب القسم من هذه الزلم ]تفسير ابسسن كسسثير .[.2/12 :قال ابسسن
عباس" :هي قداح كانوا يستقسمون بها في المور" ]تفسير الطسسبري[.6/78 :
أي يطلبون بها علم ما قسم لهم ]ابسسن القيسسم /إغاثسسة اللهفسسان .[.1/227 :وقسسوله
ي وضللة وجهالة وشسسرك" ق{ أي تعاطيه فسق وغ ّ س ٌ
ف ْ سبحانه} :ذَل ِك ُ ْ
م ِ
]تفسير ابن كثير.[.2/13 :
وهسسؤلء الروافسسض فسسي اسسستخارتهم تلسسك سسساروا فسسي خطسسا المشسسركين،
ورجحوا العمل بهذه "الزلم" ]انظر :الحر العاملي /اليقاظ من الهجعة :ص -70 ،3
[.71على السسستخارة الشسسرعية ،لن انفرادهسسم بهسسا عسسن المسسسلمين دليسسل
الصحة عندهم ،كما هسسي قاعسسدتهم ،كمسسا ألزمسسوا أتبسساعهم العمسسل بنتيجتهسسا،
وتوعدوا على مخالفتهسسا ]قسسالوا – مثل ً " :-وإن وجسسد فسسي كلهسسا )أي الرقسساع( ل تفعسسل
فليحذر عن القدام على ذلك المر") .بحار النوار .[.(91/228 :فكأنهم اعتقسسدوا أنهسسا
تأتيهم بالخبر عن الله ،وهذا كالستقسام بالزلم عند المشركين .قال ابن
القيم" :الستقسام هو إلزام أنفسهم بما تأمر به القداح كقسم اليميسسن"..
]إغاثة اللهفان.[.1/227 :
فكيف يزعم الرافضي أن ما خرج من هذه الرقسساع السستي يستقسسسم بهسسا
طلع الغيب أم اّتخذ عند الرحمسسن هي عين ما أراد الله فيلزم نفسها بها ..أ ّ
؟! فهذه الرقاع تدفعه للمضي في أمره أو تمنعسسه بل بينسسة ول برهسسان دا
عه ً
كحال أهل الشرك ،ولعله "ل فرق بين ذلك وبيسسن قسسول المنجسسم :ل تخسسرج
ذامققا َ
س ّ
فق ٌ ري ن َ ْ ما ت َدْ ِ و َ من أجسسل نجسسم كسسذا" .واللسسه سسسبحانه يقسسولَ } :
دا{ ]لقمان ،آية] [.34:إغاثة اللهفان .[.1/227 :فهؤلء يقولون :اعمل ب َ
غ ً س ُ ت َك ْ ِ
أو ل تعمل ،بأمر الحصى والجمادات.
297
الفصل الثاني
عقيدتهم في توحيد الربوبية
وتوحيد الربوبية هو إفراد الله سبحانه بالملك والخلق والتسسدبير ،فيسسؤمن
العبسسد بسسأنه سسسبحانه الخسسالق السسرازق ،المحيسسي ،المميسست ،النسسافع ،الضسسار،
َ
خْلقق ُ
ق ه ال ْ َ
المالك ،المدبر ،له الخلق والمر كله ،كما قال سسسبحانه} :أل َ ل َ ُ
ول ِل ّق ِ عال َ ِ
ب ال ْ َ َ
ه ن{ ]العسسراف ،آيسسة .[.54:وقسسالَ } : مي َ ه َر ّك الل ّ ُ
مُر ت ََباَر َوال ْ َ
صققيُر{ ]النسسور ،آيسسة .[.42:ل م
َ ِ ْ ل ا ه
ِ قّ لال قىقَ ل إ و ض ر َ لوا ت واما ق س ال ك ُ ْ لم
ْ ِ َ ِ ّ َ َ ِ َ ُ
شريك له في ذلك سبحانه ول نظير ]انظسسر فسسي معنسسى توحيسسد الربوبيسسة :مجمسسوع
فتسساوى شسسيخ السسسلم ،10/33 :وعلسسي بسسن أبسسي العسسز /شسسرح العقيسسدة الطحاويسسة ص ،17
المقريزي /تجريسسد التوحيسسد ص ) 81ضسسمن مجمسوع :عقيسدة الفرقسسة الناجيسة( ،السسفاريني/
لوامع النوار البهية ،129-1/128 :وسليمان بن عبد الوهاب /تيسير العزيز الحميد ص ،33
عبد الرحمن بن سعدي /سؤال وجواب في أهم المهمات ص ،5محمد خليل هراس /دعوة
التوحيد :ص 27وما بعدها ،عبد العزيز بن باز /تعليسسق علسسى العقيسسدة الطحاويسسة ،نشسسر فسسي
مجلة البحوث السلمية ،العدد1406 (15) :ه.[.
وليس المقصود هنسسا دراسسسة هسسذا الصسسل ،وإنمسا القصسد معرفسة اعتقساد
الشيعة فيه ..وهل تأثر هسسذا الصسسل الصسسيل والركسسن العظيسسم عنسسدهم بمسسا
يدعونه في المام؟
لقد بين القرآن العظيم أن مشركي قريش مع كفرهم بعبسسادته سسسبحانه
عا من العبادات لغيره ،إل أنهم يؤمنون بأن الله سسسبحانه هسسو وصرفهم أنوا ً
َ
ن قققول ُ ّ م ل َي َ ُ هق ْ ق ُخل َ َ ن َ مق ْهم ّ سأل ْت َ ُ ول َِئن َ خالقهم ورازقهم ،قال تعالىَ } :
ماء سق َ ن ال ّ مق َ قك ُققم ّ مققن ي َْرُز ُ ل َ قق ْ ه{ ]الزخسسرف ،آيسسة ،[.87 :وقسسالُ } : الل ّ ُ
َ َ وال َْر
ن
مق َ ي ِ حق ّ ج ال ْ َ ر ُخق ِ مققن ي ُ ْ و َ
صققاَر َ ع والب ْ َ م َ سق ْك ال ّ مل ِق ُ مققن ي َ ْ ضأ ّ ِ َ
ن ُ
س قي َقولو َ ُ َ َ ْ ْ ْ
م قَر ف َ مققن ي ُقدَب ُّر ال ْ و َي َ حق ّ ن ال َ م َ ت ِ مي ّ َ ج ال َ ر ُ خَ ِوي ُ ْ ت َ مي ّ ِ ال َ
ن{ ]يونس ،آية.[.31 : قو َ فل َ ت َت ّ ُ لأ َ ق ْ ف ُه َ الل ّ ُ
ولكنهم مع ذلك أشركوا مع الله غيره في عبادته ،ولهسسذا قسسال سسسبحانه:
ن ] يوسسسف ،آيسسة [.106:قسسال كو َ ر ُ ش ِ م ْ هم ّ و ُ ه إ ِل ّ َم ِبالل ّ ِ ه ْن أ َك ْث َُر ُ م ُ ؤ ِ ما ي ُ ْ و ََ
مجاهد" :إيمانهم بالله قولهم :إن الله خلقنا ويرزقنا ويميتنا فهذا إيمان مع
شرك عبسسادتهم غيسسره" ]تفسسسير الطسسبري ،78-231/77 :وانظسسر :تفسسسير ابسسن كسسثير:
.[.2/532
فهل كانت الشيعة أكثر كفًرا من المشركين في هذا؟
لقد بين أهل العلم أن اليمان بربوبية الله سبحانه أمسسر قسسد فطسسر عليسسه
البشسسر وأن الشسسرك فسسي الربوبيسسة باعتبسسار إثبسسات خسسالقين متمسساثلين فسسي
الصفات والفعال لم يثبت عن طائفة من الطوائف في التاريسسخ البشسسري،
قسسا خلسسق بعسسض العسسالم ]انظسسر: وإنما ذهب بعض المشركين إلى أن ثسسم خال ً
مجموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية ،97-3/96 :شرح العقيدة الطحاوية :ص .[.18-17
ولهذا كان السؤال :هل تأثر هذا الصل في ديسسن الشسسيعة؟ ،بمعنسسى هسسل
وجد الشراك الجزئي عندهم ،باعتبار ما يولسسونه الئمسسة مسسن اهتمسسام ،ومسسا
يعطونهم من أوصاف ،وما يضفونه عليهم من ألقاب؟
298
سيتبين هذا من خلل التتبع لما جاء عسسن أئمتهسسم فسسي كتبهسسم المعتمسسدة،
ورواياتهم المعتبرة عندهم ،حيث أعرض خمسة مباحث :أولها :قولهم :إن
الرب هو المام ،وثانيها :اعتقادهم أن الدنيا والخرة للمام ،وفي المبحسسث
الثالث :قولهم :إن السحاب والرعد هو مسسن أمسسر الئمسسة ،ومسسسخر للئمسسة
وهو ما أسميته )إسناد الحوادث الكونية إلى الئمة( ،وفي المبحث الرابسسع:
قولهم بحلول جزء إلهي في الئمة ،وفسسي الخسسامس :زعمهسسم تسسأثير اليسسام
ضسا فسي أقسوالهم بأركسان اليمسان مبحسث قسولهم بالنفع والضر ،وسيأتي أي ً
بالقدر وأن العبد يخلق فعله ،وهذا شرك في الربوبية ،وقد أرجأت عرضسسه
إلى هناك حتى يكتمل النظر في أقوالهم في أركان اليمان.
المبحث الول
قولهم :إن الرب هو المام
جاء في أخبسسارهم أن علي ًسسا – كمسسا يفسسترون عليسسه – قسسال :أنسسا رب الرض
الذي يسكن الرض به ]مسسرآة النسسوار ص ،59وقسسد نقسسل ذلسسك عسسن بصسسائر السسدرجات
للصفار.[.
فانظر إلى هسسذا التطسساول والغلسسو ..فهسسل رب الرض إل الواحسسد القهسسار،
وهل يمسك السماوات والرض إل خالقهما سبحانه ومبدعهما.
َ َ
نول َِئن َزال َت َققا إ ِ ْ ض أن ت َقُزول َ والْر َ ت َ وا ِ ما َ سق َ ك ال ّ س ُم ِ ن الل ّ َ
ه يُ ْ }إ ِ ّ
َ َ
ه] {..فاطر ،آية.[.41: د ِ ع ِ من ب َ ْ د ّ
ح ٍنأ َ م ْما ِ ه َسك َ ُم َ أ ْ
وقسسال إمسسامهم" :أنسسا رب الرض" يعنسسي إمسسام الرض ،وزعسسم أنسسه هسسو
هققا{ ]الزمسسر ،آيسسة: ر َرب ّ َ ض ب ِن ُققو ِ
َ
ت الْر ُ ق ِ شَر َ وأ َ ْ المقصود بقوله سبحانهَ } :
] [.69مّر تخريج هذا النص ص.[.(0172:
َ
م ي َُردّ إ َِلى َرب ّ ِ
ه ه ثُ ّ عذّب ُ ُ ف نُ َو َ س ْ
ف َ م َمن ظَل َ َ ما َ وفي قوله سبحانه} :أ ّ
ذاًبا ن ّك ًْرا{ ]الكهسسف ،آيسسة [.87:قسسالوا :يسسرد إلسسى أميسسر المسسؤمنين ع َه َعذّب ُ ُفي ُ ََ
فيعذبه عذاًبا نكًرا ]مرآة النوار ص ،59وقد عزاه إلى كنز الفوائد.[.
دا{ ]الكهف :آية.[.110: عبادة رب َ ر ْ ول ي ُ ْ
ح ً هأ َ ك بِ ِ َ َ ِ َ ّ ِ ش ِ وفي قوله سبحانهَ } :
جاء في تفسير العياشي :يعني التسليم لعلي رضسسي اللسسه عنسسه ول يشسسرك
معه في الخلفة من ليس له ذلك ول هو من أهله ]تفسسسير العياشسسي،2/353 :
البرهان ،2/497 :تفسير الصافي ،[.3/270وبنحو ذلسسك جسساء تأويلهسسا عنسسد القمسسي
في تفسيره ]انظر :تفسير القمي.[.2/47 :
ول تظن أن هذا التأويل من باب أن رب تأتي في اللغة بمعنسسى صسساحب
أو سسسيد ،إذ إن هسسذه اليسسات نسسص فسسي السسرب سسسبحانه ل يحتمسسل سسسواه،
فالضافة عرفته وخصصته.
وقد قال أئمة اللغة :إن الرب إذا دخلت عليسسه )أل( ل يطلسسق إلسسى علسسى
الله سبحانه ]انظر :المصباح المنير :ص .[.254
قال شيخ السلم ابن تيمية:
السماء والصفات نوعان :نوع يختص به الرب ،مثل الله ورب العالمين
ونحو ذلك ،فهذا ل يثبسست للعبسسد بحسسال ،ومسسن هنسسا ضسسل المشسسركون السسذين
299
دا ،والثاني :ما يوصف به العبد فسسي الجملسسة كسسالحي والعسسالم جعلوا لله أندا ً
والقادر إل أنه ل يجوز أن يثبت للعبد مثل ما يثبت للرب أصل ً ]منهاج السسسنة:
ما
..[.1/342ولكسسن هسسؤلء جعلسسوا لفسسظ السسرب الخسساص بسسالله سسسبحانه اس س ً
لمامهم عبر تأويلتهم الكثيرة.
وهذه التأويلت وضعها لهم زنديق ملحد أراد بسسذلك صسسرف الشسسيعة مسسن
ي ،والرجسسال السسذين ذهبسسواربها ..وقد تكون فرقهم التي قالت بربوبيسسة علس ّ
هذا المذهب والسسذي نسسسمع نعيقهسسم إلسسى يومنسسا هسسذا قسسد شسسربوا مسسن هسسذا
المستنقع السن الذي احتفظت به كتب الثني عشرية المعتمدة عندها.
المبحث الثاني
قولهم بأن الدنيا والخرة كلها للمام
يتصرف بها كيف يشاء
عقد صسساحب الكسسافي لهسسذا باب ًسسا بعنسسوان" :بسساب أن الرض كلهسسا للمسسام"
]انظر :أصول الكافي ،[410-1/407 :ومما جاء فيه :عن أبي بصير عن أبي عبسسد
الله عليه السلم قال" :أما علمت أن الدنيا والخسسرة للمسسام يضسسعها حيسسث
يشاء ويدفعها إلسسى مسسن يشسساء ،جسسائز لسسه ذلسسك مسسن اللسسه] "..أصسسول الكسسافي:
.[.1/409
أليس في هذا النص شرك في ربوبية الله سبحانه؛ لن اللسسه جسسل شسسأنه
َ مل ْ ُ َ َ
ض{ ]البقسرة ،آيسة: وا َلْر ِ ت َ وا ِ ما َ س َ ك ال ّ ه ُ ه لَ ُ ن الل ّ َ مأ ّ عل َ ْم تَ ْ يقول} :أل َ ْ
مققا ه َ مققا ب َي ْن َ ُ و َ
ض َ والْر ِ ت َ وا ِ ما َ سق َ ك ال ّ مل ْ ُ ه ُ ول ِل ّ ِ [.107ويقول سبحانهَ } :
ك ملقق ُ ْ ه ُ ّ
صققيُر{ ]المسسائدة ،آيسسة .[.18:ويقسسول جسسل شسسأنه} :ل ِلقق ِ م ِ ه ال ْ َ وإ ِل َْيقق ِ َ
ه َ ّ َ
ذي لق ُ ن{ ]المائدة ،آية .[.120 :وقال} :ال ِ ه ّ في ِ ما ِ و َ ض َ والْر ِ ت َ وا ِ ما َ س َ ال ّ
َ
فققي ك ِ ري ٌ ش ِ ه َ كن ل ّ ُ م يَ ُ ول َ ْ دا َ ول َ ً خذْ َ م ي َت ّ ِ ول َ ْض َ ِ والْر ت َ وا ِ ما َ س َ ك ال ّ مل ْ ُ ُ
والولققى{ َ ُ َ ّ ك{ ]الفرقسسان ،آيسسة ،[.2 :وقسسال سسسبحانهَ } : ْ ْ
خقَرةُ َ ه ال ِ فل ِل ِ مل ِ ال ُ
]النجم ،آية.[.25 :
ل ض ُ َ ق ُ من ي َْرُز ُ ق ْ كما قال سبحانهُ } :
قق ِ والْر ِ ت َ وا ِ ما َ س َن ال ّ م َ كم ّ ل َ
غي ْقُر الل ّق ِ
ه ق َ خققال ِ ٍ ن َ مق ْ ل ِ هق ْ ه{ ]سسسبأ ،آيسسة ،[.24 :وقسسال سسسبحانهَ } : الل ّق ُ
ض{ ]فاطر ،آية.[.3 : َ ق ُ ي َْرُز ُ
والْر ِ ماء َ س َ ن ال ّ م َ كم ّ
ه{ شققك ُُروا َلقق ُ وا ْ دوهُ َ عُبقق ُ وا ْ ه الققّرْزقَ َ عنققدَ الّلقق ِ غوا ِ فققاب ْت َ ُ وقسسالَ } :
]العنكبوت ،آية [.17 :فهو سبحانه قد تفرد بالملك والرزق والتسسدبير ل شسسريك
له في ذلك.
فكيف تدعي هذه الزمرة ما ل سلطان للبشر عليه ،وتعطسسي الئمسسة مسسا
هو من مقتضيات ربوبية الله سبحاه ،ما لهم بذلك من برهان إل اتبسساع مسسا
تمليه شياطينهم ،وتسطره زنادقتهم ،ومسسن العجسسب أنهسسم يعطسسون أئمتهسسم
ملك الله وعلمه وحقوقه وأفعاله ..ويقولون :إن ذلك من الله أو "جائز له
ذلك من الله" فهسسل هسسذا إل مجسسرد تسسستر علسسى اللحسساد ،ومحاولسسة لخفسساء
الهدف الخطير السسذي تسسسعى إليسسه شسسياطينهم فسسي تسسأليه الئمسسة ،وإضسسفاء
صفات الربوبية عليهم؟!
300
المبحث الثالث
إسناد الحوادث الكونية إلى الئمة
كسل مسا يجسري فسي هسذا الكسون فهسو بسأمر اللسه وتقسديره ل شسريك لسه
سبحانه ،لكن في كتب الثني عشرية ما يثير العجب في هذا؛ حيث تسسدعي
بأن لئمتها أمًرا في ذلك ،تقول روايتهم:
"عن سماعة بن مهسسران قسسال :كنسست عنسسد أبسسي عبسسد اللسسه عليسسه السسسلم
فأرعدت السماء وأبرقت ،فقال أبو عبد الله عليه السلم :أما إنه ما كسسان
من هذا الرعد ومن هذا البرق فإنه من أمر صاحبكم ،قلت :مسسن صسساحبنا؟
قال :أمير المؤمنين عليسسه السسسلم" ]المفيسسد /الختصسساص ص ،327بحسسار النسسوار:
،27/33البرهان.[.2/482 :
يعني كل ما وقع من رعد وبرق فهو من أمسر علسسي ،ل مسن أمسر الواحسسد
القهار..
فماذا يستنبط المسلم المنصف من هذه الرواية ،والله جل شأنه يقول:
بحا َسقق َشققىءُ ال ّ وي ُن ْ ِ
عققا َ وط َ َ
م ً و ً
فققا َ م ال َْبققْرقَ َ
خ ْ ري ُ
كقق ُ و اّلقق ِ
ذي ي ُ ِ هقق َ} ُ
ل{ ]الرعسسد ،آيسسة[.12:؟ أليست هذه هسسي السسسبئية قسسد أطلسست برأسسسها قا َ الث ّ َ
المشوه من خلل كتب الثني عشرية؟ أليس هذا ادعاء لربوبيسسة علسسي ،أو
كا في الربوبية؟ كيف يتجرأ قلسسم المجلسسسي ومسسن قبلسسه المفيسسد أن له شر ً
على كتابة هذه السطورة ونسبتها إلى جعفر؟ فإن هسسذا اللحسساد ل يخفسسى
على أمثالهم ،ول يؤمن بهذا ويدعو إليه إل كل زنديق وملحد ،والعجب من
خا يجاهرون قوم يستقون دينهم من كتب حوت هذا الغثاء ،ويعظمون شيو ً
بهذا البلء ،أليس في هذه الطائفة من صاحب عقسل وديسن يعلسن الصسيحة
والنكير علسسى هسسذا الضسسلل المنتشسسر ،والكفسسر المسسبين يسسبرئ "أهسسل السسبيت
الطهار" من هذا الدرن القاتل وينقي ثوب التشيع ممسسا لطخسسه بسسه شسسيوخ
الدولة الصفوية من كفر وضلل.
أم أن كل صوت صادق إما أن يعاجل بالقتل كما فعلسسوا مسسع الكسسسروي،
أو يحمل قوله على التقية كما صنعوا في الكثير من رواياتهم ،وطائفة من
أقوال شيوخهم ،فهل وصل هذا المذهب في سبيل عودته إلى نسسور الحسسق
إلى طريق مسدود..؟
ما إل هسسذا؛ لن أحسب أن أولئك التباع الغرار ل يظنون بان هناك إسسسل ً
طوائف من السنة والشيعة أوهموهم بسسأن ل فسسرق بيسسن المسسذهبين إل فسسي
بعض مسائل الفروع فأوصدوا أمامهم مجال النظر والتفكير والبحث بهسسذا
الوهم الشائع الكبير ]راجع فكرة التقريب بين أهل السنة والشيعة.[.
ويقولون بأن السحاب هو المطية الذلول لعلي يسيرها كيف شاء.
تقسسول روايتهسسم .." :مسسا كسسان مسسن سسسحاب فيسسه رعسسد وصسساعقة وبسسرق
فصاحبكم يركبه ،أما أنه سيركب السحاب ،ويرقى فسسي السسسباب أسسسباب؛
السماوات والرضين السبع ،خمس عسوامر وثنتسسان خسسراب" ]الختصسساص :ص
،199وانظر :رواية أخرى مثلها ص ،327وانظر :بحار النوار.[.27/32 :
301
وكأنهم بهذا يقولون إن علًيا هو الذي يسسسير السسسحاب؛ فيكفسسرون بقسسول
ت مي ّق ٍ قَناهُ ل ِب َل َق ٍ
د ّ سق ْ قققال ً ُ حاًبا ث ِ َ
سق َ
ت َ ذا أ َ َ
قل ّق ْ حّتى إ ِ َاللسسه سسسبحانهَ } :
َ َ
لسق ُ ذي ي ُْر ِ ه ال ّق ِ
مققاء{ ]العسسراف ،آيسسة ،[.57:وقسسوله} :الل ّق ُ ه ال ْ َفأنَزل َْنا ب ِق ِ
شاء{ ]الروم ،آيسسة: ف يَ َ ماء ك َي ْ َ س َفي ال ّ ه ِسط ُ ُفي َب ْ ُحاًبا َس َفت ُِثيُر َ ح َ الّرَيا َ
.[.48
ويبدو أن قول الثني عشية :إن علي ًسسا يركسسب السسسحاب امتسسداد للمسسذهب
السبئي الذي يقول بأن علًيا" :هو الذي يجيء في السحاب والرعد صسسوته
والبرق تبسمه" ]الشهرستاني /الملل والنحل.[.1/174 :
وينقل لنا المجلسي رواية طويلة في ثماني صفحات ]انظسسر :بحسسار النسسوار:
،[.40-27/33تجعل لعلسسي قسسدرات مطلقسسة ،فهسسو ينقسسل أصسسحابه إلسسى عسسالم
السماوات والرض ،ويعرض عليهم معجزات أعظم من معجزات النبيسساء،
ويمر بأقوام فيهلكهم بصعقة واحدة .ويتعاظم حتى يقول :إني لملسسك مسسن
ملكوت السماوات والرض ما ل يحتملون العلم ببعضه..
يقسسول المجلسسسي – فسسي حسسديثه هسسذا :-إن علًيسسا أومسسأ إلسسى سسسحابتين
فأصبحت كل سحابة كأنها بساط موضسسوع فركسسب علسسى سسسحابة بمفسسرده،
وركب بعض أصحابه – كما تقول الرواية – كسسسلمان والمقسسداد ..السسسحابة
الخرى ،وقال علي وهو فوق السحابة" :أنا عين الله في أرضه ،أنا لسسسان
الله الناطق في خلقه ،أنا نور الله الذي ل يطفأ ،أنا رب اللسسه السسذي يسسؤتى
منه ،وحجته على عباده" ]بحار النوار.[.27/34 :
ومضت القصة الطويلة في سسسرد غريسسب ،أصسسحاب علسسي يسسسألونه عسسن
معجزات النبياء فيقول :أنا أريكسم أعظسسم منهسا حستى قسال" :والسسذي فلسسق
الحبة وبرأ النسمة إني لملك من ملكوت السماوات والرض ما لو علمتم
ببعضه لما احتمله جنانكم ،إن اسم الله العظم على اثنين وسبعين حرًفا،
وكان عند آصف بن برخيا حرف واحد فتكلسسم بسسه فخسسسف اللسسه عسسز وجسسل
الرض ما بينه وبين عرش بلقيس ،حتى تناول السسسرير ،ثسسم عسسادت الرض
كما كانت أسرع من طرف النظر ،وعندنا نحن والله اثنان وسبعون حرًفسسا
وحرف واحد عند الله عز وجل استأثر بسسه فسسي علسسم الغيسسب" ]بحسسار النسسوار:
.[.27/37
ثم تذكر هذه السطورة بأنهم مسسروا علسسى عسسوالم غريبسسة فسسزار النبيسساء،
فكان من النبياء مسسن يبكسسي لمسسا رأى أميسسر المسسؤمنين ،ولمسسا قيسسل لسسه :مسسا
بكاؤك؟ قال" :إن أمير المؤمين كان يمر بي عند كل غداة فيجلس فتزداد
عبادتي بنظري إليه فقطع ذلك منذ عشرة أيام فأقلقني ذلك" ]بحار النسسوار:
.[.27/37
وتقول القصة بأن علًيا كان يقسسول لصسسحابه" :غضسسوا أعينكسسم" فينقلهسسم
إلى مدينة أسواقها قائمة ،وأهلهسسا أعظسسم مسسن طسسول النخسسل ،ويقسسول" :إن
ي صسسعقة فتهلكهسسم" ]انظسسر :بحسسار هؤلء من قوم عاد ،ثسسم يصسسعق فيهسسم علس ّ
النوار.[.27/39 :
وهكذا تمضي القصة حتى يعودوا تقلهم السسسحاب ثسسم يهبطسسون فسسي دار
أمير المؤمنين فسسي أقسسل مسسن طسسرف النظسسر ،قسسالوا" :وكسسان وصسسولنا إلسسى
302
المدينسسة وقسست الظهسسر والمسسؤذن يسسؤذن ،وكسسان خروجنسسا منهسسا وقسست علسست
الشمس" ]بحار النسسوار .[.27/40 :فقال أميسر المسؤمنين" :لسو أننسسي أردت أن
أجوب السسدنيا بأسسسرها والسسسماوات السسسبع وأرجسسع فسسي أقسسل مسسن الطسسرف
لفعلت بما عندي من اسم الله العظم ،فقلنا :يا أمير المؤمنين أنت والله
الية العظمى والمعجز الباهر" ]بحار النوار.[.27/40 :
هسسذه الروايسسة الطويلسسة بكسسل مسسا فيهسسا مسسن "بليسسا" لسسم يتجاسسسر شسسيخهم
المجلسي على ردها ،بالرغم من انه قال بسسأن هسسذا النسسص" :لسسم نسسره فسسي
الصول التي عندنا" ]بحار النوار ،[.27/40 :إل أنه قال بأننسسا "ل نردهسسا ،ونسسرد
علمها إليهم عليهم السلم" ]بحار النوار.[.27/40 :
فانظر إلى نص ل يوجد في أصولهم المعتسسبرة ،وحسسوى مسسن الغلسسو مسسا ل
يخطر بالبال ،ومع ذلك لم يتجرأ على رده ..فكيف إذن بالروايات الخسسرى
المثبتة في أصولهم .فقبولها من باب أولى.
المبحث الرابع
الجزء اللهي الذي حل في الئمة
ي.
وترد عندهم رايات تدعي بأن جزًءا من النور اللهي حل بعل ّ
قال أبو عبد الله" :ثم مسحنا بيمينسسه فأضسسى نسسوره فينسسا" ]أصسسول الكسسافي:
،1/440وبحسسار النسسوار.." .[.442-1/441 :ولكسسن اللسسه خلطنسسا بنفسسسه] "..أصسسول
الكافي .[.1/435 :كانوا قبل خلق الخلق أنواًرا.
وهذا الجزء اللهي الذي في الئمة – كما يزعمون – أعطسسوا بسسه قسسدرات
مطلقة ،ولذلك فإن من يقرأ مسسا يسسسمونه معجسسزات الئمسسة – وتبلسسغ مئات
الروايات – يلحظ أن الئمة أصبحوا كرب العالمين – تعالى اللسسه وتقسسدس
عما يقولون – في الحياء والماتة والخلق والسسرزق ]انظسسر :بحسسار النسسوار ،بسساب
جوامسع معجزاتسه )يعنسون علًيسا( ،50-42/17 :وفيسه 17روايسة ،وبساب مسا ورد مسن غسرائب
معجزاته ،56-42/50 :وحتى قبره جعلوا له معجسسزات ل يقسسدر عليهسسا إل رب العبسساد ،وعقسسد
لهسسذا صسساحب البحسسار باب ًسسا بعنسسوان بسساب "مسسا ظهسسر عنسسد الضسسريح المقسسدس مسسن المعجسسزات
والكرامات" ..[.339-42/311 :إل أن رواياتهم تربط هسسذا بسسأنه مسسن اللسسه كنسسوع
من التلبيس واليهام.
حِيي الموتى .جاء فسسي الكسسافي عسسن أبسسي عبسسد اللسسه فهذا – مثل ً – عل ّ
ي يُ ْ
ن شسساّبا منهسسم أتسساه ن أمير المؤمنين له خؤولة في بني مخسسزوم وإ ّ قال" :إ ّ
دا ،قسسال :فقسسال: ن أخي مات وقد حزنت عليسسه حزن ًسسا شسسدي ً فقال :يا خالي إ ّ
تشتهي أن تراه؟ قال :بلى ،قال :فسسأرني قسبره ،قسال :فخسسرج ومعسه بسردة
ما انتهسسى إلسسى القسسبر تلملمسست شسسفتاه ثسسم ركضسسه رسول الله مّتزًرا بها ،فل ّ
برجله فخرج من قبره وهو يقول بلسسسان الفسسرس ،فقسسال أميسسر المسسؤمنين
عليه السلم :ألم تمت وأنت رجل من العرب؟ قال :بلى ،ولكنا متنا علسسى
سسسنة فلن وفلن )أي أبسسو بكسسر وعمسسر( فسسانقلبت ألسسسنتنا" ]أصسسول الكسسافي:
،1/457وانظر :بحار النوار ،41/192 :بصائر الدرجات ص .[.76
يا – كما يزعمون – أحيى موتى مقبرة الجبانسسة بسسأجمعهم ]بحسسار بل إن عل ً
النسسوار ،41/194 :وعسسزاه إلسسى الخسسرائج والجسسرائح ،ول يوجسسد فسسي النسسسخة المطبوعسسة،[.
303
]بحار النوار ،41/198 :وعزاه إلى الخسسرائج وضرب الحجر فخرجت منه مائة ناقة
والجرائح ،وليس في النسخة المطبوعة.[.
وقال سلمان – كما يفترون " :-لو أقسم أبو الحسن على الله أن يحيي
الّولين والخرين لحياهم" ]بحار النوار ،41/201 :الخرائج والجرائح ص .[82
هذا الغلو هو بل شك ارتضعوه من أفاويق المذاهب الوثنية السستي تسسدعي
في أصنامها ومعبوداتها ما للرب سبحانه من أفعسسال ،ويكفسسي فسسي فسسساده
مجسسرد تصسسوره؛ إذ هسسو مخسسالف للنقسسل والعقسسل والسسسنن الكونيسسة كمسسا هسسو
منقوض بواقع الئمة وإقراراتهم ،ورسول الهسدى صسلى اللسه عليسه وسسلم
َ
مققاضّرا إ ِل ّ َ
ول َ َ عا َ سي ن َ ْ
ف ً ف ِ ك ل ِن َ ْمل ِ ُ
قل ل ّ أ ْ يقول – كما أمره ربه ُ } :-
ه{ ]العراف ،آية.[.188:شاء الل ّ َُ
ومن الطريف أن كتب الشيعة مع تعظيم الئمة والغلو فيهسسم تسسروي مسسا
يخالف هذا ،لتثبت تناقضها فيما تقول كالعادة في كل كذب وباطسسل ،فقسسد
جاء في رجال الكشي أن جعفر بن محمد قال" :فوالله مسسا نحسسن إل عبيسسد
الذي خلقنا واصطفانا ،ما نقدر علسسى ض سّر ول نفسسع ،وإن رحمنسسا فسسبرحمته،
جة ،ول معنسسا مسسن اللسسه بسسراءة، ذبنا فبذنوبنا ،والله ما لنا على الله ح ّ نع ّوإ ّ
وإّنا لمّيتسسون ومقبسسورون ومنشسسورون ومبعوثسسون وموقوفسسون ومسسسؤولون،
ويلهم! ما لهم لعنهسسم اللسسه فقسسد آذوا اللسسه وآذوا رسسسوله صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم في قبره ،وأمير المؤمنين وفاطمة والحسسسن والحسسسين وعلسسي بسسن
الحسين ومحمد بن علي صلوات الله عليهم ..أشهدكم أن ّسسي امسسرؤ ولسسدني
رسول الله صلى الله عليه وسسسلم ومسسا معسسي بسسراءة مسسن اللسسه ،إن أطعتسسه
شي :ص .[.226-225 دا" ]رجال الك ّ ذبني عذاًبا شدي ً رحمني ،وإن عصيته ع ّ
ولكن شيوخ الشيعة يعدون مثل هذه القرارات مسسن بسساب التقيسسة ]انظسسر:
ص ،151وراجع :مبحث التقية فسسي هسسذا الكتسساب [.فأضلوا قسسومهم سسسواء السسسبيل،
مة.شيوخ ل مذهب الئ ّ شيعة مذهب ال ّ وأصبح مذهب ال ّ
وهذه المقالة التي عرضت لبعض شواهدها عندهم والسستي تزعسسم حلسسول
جزء إلهي بالئمة ،قد تطسسورت عنسسد بعسسض شسسيوخهم واتسسسع نطاقهسسا إلسسى
القول "بوحدة الوجود" ]وحقيقتهسسا أن وجسسود الكائنسسات هسسو عيسسن وجسسود اللسسه) .انظسسر:
مجموع فتاوى شيخ السلم [.(1/140 :وعدوا ذلك أعلى مقامسسات التوحيسسد ،فهسسو
الغاية في التوحيد عند شيخهم النراقي ]مهسسدي بسسن أبسسي ذر الكاشسساني النراقسسي،
ه( )انظر :الذريعة ،5/58 :وانظر نص النراقسسي فسسي ذلسك فسسي كتسسابه:
المتوفى سنة ) 1209
جامع السعادات ص ،[.(133-132كما أن شيخهم الكاشسساني – صسساحب السسوافي
أحد أصولهم الربعة المتسسأخرة – كسسان يقسسول بعقيسسدة وحسسدة الوجسسود ،ولسسه
رسالة في ذلك ،جرى فيها مجرى ابن عربي وعسسبر عنسسه ببعسسض العسسارفين
]لؤلؤة البحرين :ص .[.121
والتجاه الصوفي المتطرف قد تغلغل في كيان المذهب الثني عشري،
وعشسسعش فسسي عقسسول أسسساطين المسسذهب مسسن المتسسأخرين ،وبيسسن الفكسسار
الصوفية الغالية والعقائد الشيعية المتطرفسسة تشسسابه وتلق ]راجسسع فسسي ذلسسك:
الصلة بين التصوف والتشيع /لمصطفى كامل الشيبي ،والفكر الشيعي والنزعات الصسسوفية
للمؤلف نفسه ،والفكسر الصسوفي /عبسد الرحمسن عبسد الخسالق ص ،389وقسد غساظت هسذه
304
الحقيقة بعض متعصبي الشيعة الثنسسي عشسسرية وهسسو هاشسسم معسسروف الحسسسيني فسسرد علسسى
الشيبي بكتاب سماه" :بين التصوف والتشيع".[.
المبحث الخامس
قولهم بتأثير اليام والليالي بالنفع والضر
مس قك ُ ُ
م ّ
ذا َ ن الل ّ ق ِ
ه ثُق ّ
م إِ َ م َف ِة َم ٍ
ع َ
من ن ّ ْ
كم ّ ما ب ِ ُ
و َ
قال الله سبحانهَ } :
فإل َيه ت َ َ
ن{ ]النحسسل ،آيسسة .[.53:فالضر والنفع مسسن اللسسه وحسسده، ضّر َ ِ ْ ِ ْ
جأُرو َ ال ّ
وليس للنواء واليام والليالي وغيرها تأثير في ذلك ،والشيعة تخسسالف هسسذا
ما ل تقضى فيسسه الحاجسسات .قسسال أبسسو عبسسد بدعواها أن في بعض اليام شؤ ً
الله" :ل تخرج يوم الجمعسسة فسسي حاجسسة ،فسسإذا كسسان يسسوم السسسبت وطلعسست
الشسسمس فسساخرج فسسي حاجتسسك" ]مسسن ل يحضسسره الفقيسسه ،1/95 :وسسسائل الشسسيعة:
.[.8/253
وقال" :السبت لنا ،والحد لبني أمية" ]من ل يحضسسره الفقيسسه ،2/342 :وسسسائل
الشيعة.[.8/253 :
ما من يوم الثنين ..ل تخرجوا يوم الثنيسسن وقال .." :فأي يوم أعظم شؤ ً
واخرجوا يوم الثلثاء" ]من ل يحضره الفقيه ،1/95 :الروضة :ص ،314المحاسن :ص
،347وسائل الشيعة ،8/254 :وانظر :الخصال.[.2/26 :
وقسسال أبسسو عبسسد اللسسه" :ل تسسسافر يسسوم الثنيسسن ول تطلسسب فيسسه حاجسسة"
]المحاسن :ص ،346وسائل الشيعة.[.8/255 :
وقال" :آخر أربعاء في الشهر يوم نحس مستمر" ]الخصسسال ،2/27 :وسسسائل
الشيعة.[.8/257 :
وقال أميسسر المسسؤمنين علسسي – كمسسا يفسسترون " :-يسسوم السسسبت يسسوم مكسسر
وخديعة ،ويوم الحد يوم غرس وبناء ،ويوم الثنين يوم سفر وطلب ،ويوم
الثلثاء يوم حرب ودم ،ويوم الربعاء يوم شؤم يتطيسسر فيسسه النسساس ،ويسسوم
الخميس يوم الدخول علسسى المسسراء وقضسساء الحسسوائج ،ويسسوم الجمعسسة يسسوم
خطبة ونكاح" ]علل الشرائع :ص ،199الخصال .2/28 :عيون الخبار ص ،137وسسائل
الشيعة.[.8/258 :
وثمة أحاديث أخر عندهم بهسسذه المعسساني ]ومثسسل هسسذا النسسوع قسسد ذكسسره علمسساء
الحديث من أهل السنة في كتب الموضوعات )انظر :ابن الجسسوزي /الموضسسوعات :ص -71
،74ابن عراق /تنزيه الشريعة المرفوعسسة ،56-2/53 :الشسسوكاني /الفسسوائد المجموعسسة :ص
،[.(438-437ومسسن مجمسسوع هسسذه الروايسسات يتسسبين أن الجمعسسة ،والحسسد،
والثنين ،والربعاء أيام فيها شؤم ذاتي فل يناسب قضاء الحاجات فيها.
ولكن تلحظ أن الرواية الخيرة اعتبرت يوم الثنيسن يسوم سسسفر وطلسب،
وهذا يخالف ما مضى من روايات ،ولذلك حمل شيخهم الحر العاملي هسسذا
على التقية ]وسائل الشيعة.[.8/258 :
فعلى هذا كل هذه اليام الربعة أيام مشؤومة فلسسم يبسسق أمسسام الشسسيعي
من وقت للعمل من السبوع سوى أيام ثلثة.
وهذا نوع من التطير ]وأصل التطير أنهم كانوا في الجاهلية يعتمسسدون علسسى الطيسسر،
فإذا خرج أحدهم لمر ،فإن رأى الطير طار يمنسسة تيمسسن بسسه واسسستمر ،وإن رآه طسسار يسسسرة
305
تشاءم به ورجع ،وربما كان أحسدهم يهسي الطيسر ليطيسر فيعتمسدها وكسانوا يسسمونه السسانح
والبارح ،فالسانح ما ولك ميامنه بأن يمر عن يسارك إلى يمينك ،والبارح بسسالعكس .وكسسانوا
يتيمنون بالسانح ،ويتشاءمون بالبارح) .فتح الباري ،213-10/212وانظسسر :لسسسان العسسرب:
.(4/512ويفرق بعضهم بين الطيرة والتطير فيقول :التطير :هو الظسسن السسسيئ السسذي فسسي
القلب ،والطيرة :هو الفعل المرتسسب علسسى الظسسن السسسيئ ،وقسسد نسسسب ذلسسك صسساحب عسسون
المعبود إلى عز الدين بن عبد السلم )عون المعبود ،[.(10/406وهو التشاؤم ببعسسض
اليسسام ،أو الطيسسور والسسسماء ،واللفسساظ والبقسساع وغيرهسسا ،وهسسو مسسن عمسسل
الجاهلية والمشركين ،وقد ذمهم الله تعالى به ومقتهم ،وقسسد نهسسى رسسسول
الله صلى الله عليه وسلم عن التطير وأخبر أنسسه شسسرك ،وأنسسه ل تسسأثير لسسه
في جلب نفع ول دفع ضر ،وهي من إلقاء الشيطان وتخويفه ووسوسته.
م لَ هق ْن أ َك ْث ََر ُوَلق قك ِ ّ ه َ عن قدَ الل ّ ق ُ م ِ مققا طَققائ ُِر ُ
ه ْ
َ
قسسال تعسسالى} :أل إ ِن ّ َ
ن{ ]العراف ،آية.[.131: عل َ ُ
مو َ يَ ْ
د ما طَققائ ُِر ُ َ
عن ق َ م ِ ه ْ قال علي بن أبي طلحسسة عسسن ابسسن عبسساس} :أل إ ِن ّ َ
ن{. مو َ عل َ ُ
م ل َ يَ ْ ه ْ ن أ َك ْث ََر ُوَلقك ِ ّ
ه{ يقول :مصائبهم عند الله } َ الل ّ ُ
َ
ه{ عندَ الّلقق ُ م ِ ه ْطائ ُِر ُ ما َ وقال ابن جريج عن ابن عباس قال}" :أل إ ِن ّ َ
أي :من قبل الله" ]تفسير ابن كثير.[.2/257 :
وعن ابن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسسال" :الطيسسرة
شرك الطيرة شرك ثلًثا" ]رواه أبو داود في الطب ،باب في الطيرة 4/230 :رقسسم)
،(3910والترمذي فسسي السسسير ،بسساب مسسا جسساء فسسي الطيسسرة ،161-4/160 :رقسسم )،(1614
وقال :هذا حديث حسن صحيح ،وابن ماجه في الطب ،باب مسسن كسسان يعجبسسه الفسسأل ويكسسره
الطيرة ،2/1170 :رقم ) ،(3538ورواه ابن حبسسان فسسي صسسحيحه "مسسوارد الظمسسآن" رقسسم )
.[.(1427
وهذا صريح في تحريم الطيرة ،وأنها من الشسسرك ،لمسسا فيهسسا مسسن تعلسسق
القلب بغير الله تعالى ]فتح المجيد :ص .[.361
كا لعتقادهم أن ذلسسك يجلسسب نفعًسسا وقال ابن حجر" :وإنما جعل ذلك شر ً
را فكأنهم أشركوه مع الله تعالى" ]فتح الباري ،10/213 :وانظر :ابن أو يدفع ض ً
منظور /لسان العسسرب .[.4/513 :وهي دعسسوة باطلسسة لضسساعة الوقسسات وتأجيسسل
الحاجات ،وصرف للقلوب عن الخسسالق البسسارئ إلسسى مخلوقسسات ل تضسسر ول
تنفع.
غير أنه ل يكاد يوجد شذوذ عند الشيعة إل وفيه من رواياتهم نفسسسها مسسا
يرد هذا الشذوذ ويبطله ،فقد جاء في رواياتهم مسسا ينقسسض هسسذه السسدعاوى،
وأبلغ ما يكون نقض الخصم لكلمه بنفسه ،فقد روت كتب الشسسيعة أن أبسسا
عبد الله قال :ل طيرة ]روضة الكافي :ص ،196وسائل الشيعة.[.18/262 :
وقال :كفارة الطيرة التوكل ]روضة الكافي :ص ،198وسائل الشيعة.[.8/262 :
وقال أبو الحسن الثاني رضي الله عنه" :من خرج يوم الربعسساء ..خلفًسسا
على أهل الطيرة وقي من كل آفة وعوفي من كل عاهة وقضسسى اللسسه لسسه
حاجته" ]من ل يحضره الفقيه ،1/95 :الخصال.[.2/27 :
ضا" :إذا تطيرت فامض" ]تحف العقول :ص ،50ط.[.2: وجاء عندهم أي ً
وجاء في البحار وغيره "في الحديث أن النسسبي صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم
كان يحب الفأل ،ويكره الطيرة ،وكان عليسسه السسسلم يسسأمر مسسن رأى شسسيًئا
306
يكرهسسه ،ويتطيسسر منسسه أن يقسسول" :اللهسسم ل يسسؤتي الخيسسر إل أنسست ول يسسدفع
السيئات إل أنت ول حول ول قسسوة إل بسسك" ]بحسسار النسسوار ،3-95/2 :الطبرسسسي/
مكارم الخلق ص .[.403
فهسسذا تنسساقض ،والتنسساقض علمسسة بطلن المسسذهب ،ولكسسن مبسسدأ التقيسسة،
ومخالفة العامة يعطل الستفادة من هذه النصوص وأمثالها ،ولذلك تلحظ
أن شيخهم الحر العاملي حمل حديثهم الذي يقول "بأن يوم الثنيسسن" يسسوم
سفر وطلب على التقية.
الفصل الثالث
عقيدتهم في أسماء الله وصفاته
للشيعة في هذا الفصل أربع ضللت:
الضللة الولى :ضللة الغلو في الثبات )وما يسمى بالتجسيم(.
الضللة الثانية :تعطيلهم الحق جل شأنه من أسمائه وصفاته.
الضللة الثالثة :وصف الئمة بأسماء الله وصفاته.
الضسسللة الرابعسسة :تحريسسف اليسسات بسسدافع عقيسسدة التعطيسسل للسسسماء
والصفات.
وسأتوقف عند كل مسألة من هذه المسائل الربع وأبين مذهب الشيعة
فيها من خلل مصادرها – إن شاء الله .-
ولالمبحث ال ّ
الغلو في الثبات ]الّتجسيم[
تجسيم بين اليهود ]وفي كتاب الله سسسبحانه أدلسسة علسسى تلبسسس اشتهرت ضللة ال ّ
ه{ ]التوبة ،آية.[.30 : ّ
ن الل ِ
عَزي ٌْر اب ْ ُ
هودُ ُ ْ
ت الي َ ُ َ َ
وقال ِاليهود بهذا الضلل .قال تعالىَ } :
وفي التوراة المتداولة اليوم بين اليهود أمثلة عديدة لفشسسو ضسسللة وصسسف اللسسه سسسبحانه
بصفات المخلوقين بينهم منها ما يلي" :وسمعا )يعني آدم وحواء( صوت الرب الله ماشًيا"
)سفر التكوين ،الفصل الثالث ،فقرة ،(8ومنها" :ثم صعد موسى وهارون ..وسسسبعون رجل ً
من شيوخ بني إسرائيل ورأوا إلسه إسسرائيل وتحست قسدميه كصسنعة بلط ..وكسذات السسماء
صفاء" )سفر الخروج ،الفصل الرابع والعشرون ،فقرة،9 :س ،10س .(11وأمثلة كسسثيرة علسسى
هذا النمط وأشد ،وللمزيد من أمثلة هذه الفتراءات انظر :سفر التكوين ،الفصل 32فقرة
،22وسفر تثنية ،الفصل ،34فقرة ،10سفر القضاة ،الفصل ،6فقرة ،11سفر الخروج،
فصل ،24فقرة ..4إلخ ،[.أّول من ابتدع ذلك بيسسن المسسسلمين هسسم الّروافسسض،
ولهذا قال الّرازي" :اليهود أكثرهم مشّبهة ،وكان بدء ظهسسور الّتشسسبيه فسسي
السلم من الّروافض مثل هشام بن الحكم ،وهشام بن سالم الجواليقي،
ويونس بن عبد الرحمن القمي وأبي جعفر الحول" ]اعتقادات ِفرق المسلمين
والمشركين :ص .[.97
وكسسل هسسؤلء الرجسسال المسسذكورين هسسم ممسسن تعسسدهم الثنسسا عشسسرية فسسي
الطليعة من شيوخها ،والثقات من نقلة مذهبها ]انظسسر :محسسسن الميسسن /أعيسسان
الشسسيعة ،1/106 :وهسسؤلء فسسي كتسسب الفسسرق أصسسحاب طسسوائف منسسسوبة لسسسمائهم .قسسال
الشسسعري" :الهشسسامية أصسسحاب هشسسام بسسن الحكسسم) "..مقسسالت السسسلميين(1/106 :
307
و"اليونسسسية أصسسحاب يسسونس بسسن عبسسد الرحمسسن القمسسي" )السسسابق ،(1/110 :و"الهشسسامية
أصحاب هشام بن سالم الجوليقي" )السابق ،(1/109 :والجميع ينتظمهم سلك الرفض.[.
وقد حدد شيخ السلم ابن تيميسسة أول مسن تسولى كسبر هسذه الفريسة مسن
هؤلء فقال" :وأول من عرف فسسي السسسلم أنسسه قسسال :إن اللسسه جسسسم هسسو
هشام بن الحكم" ]منهاج السنة.[.1/20 :
شيعة كانوا ن أوائل ال ّوقبل ذلك يذكر الشعري في مقالت السلميين أ ّ
سمة ،ثم بّين مذاهبهم في الّتجسيم ،ونقل بعض أقوالهم في ذلسسك ،إل مج ّ
ُ
تعطيسسل ]انظسسر :مقسسالت خريهم إلى ال ّأّنه يقول بأّنه قد عدل عنه قوم من متأ ّ
السلمّيين.[109-106 /1 :
وهذا يدل على أن اتجاه الثني عشرية إلى التعطيل قد وقسسع فسسي فسسترة
مبكرة ،وسيأتي ما قيل في تحديد ذلك ]في المبحث الثاني.[.
وقد نقل أصحاب الفرق كلمات مغرقة في التشبيه والتجسسسيم منسسسوبة
إلى هشام بن الحكم وأتباعه تقشعر من سماعها جلود المؤمنين.
يقول عبد القاهر البغدادي" :زعم هشام بن الحكم أن معبوده جسم ذو
حد ونهاية وأنه طويل عريض عميق وأن طوله مثسسل عرضسه] "..الفسسرق بيسسن
الفرق :ص .[.65
ويقول :إن هشام بن سالم الجسسواليقي مفسسرط فسسي التجسسسيم والتشسسبيه
لنه زعم أن معبوده على صورة النسان ..وأنه ذو حواس خمس كحواس
النسسسان ]الفسسرق بيسسن الفسسرق :ص ،[.69-68وكسسذلك ذكسسر أن يسسونس بسسن عبسسد
ضا في باب التشبيه ،وساق بعض أقواله في ذلك الرحمن القمي مفرط أي ً
]الفرق بين الفرق :ص .[.70
وقال ابن حزم" :قال هشام إن ربه سبعة أشبار بشسسبر نفسسسه" ]الفصسسل:
.[.5/40
وقسسد نقسسل السسسفراييني مقالسسة هشسسام بسسن الحكسسم ،وهشسسام الجسسواليقي
وأتباعهما في التجسيم ،ثم قال" :والعاقل بأول وهلة يعلسسم أن مسسن كسسانت
هذه مقالته لم يكن له في السلم حظ" ]التبصير في الدين.[.24 /
وقد استفاض عن هشام بن الحكم ومن تبعه أمسسر الغلسسو فسسي التجسسسيم
في كتب الفرق وغيرها ]انظر – بالضافة لما مضى :-الملطي /التنبيه والسسرد ص ،24
الشهرساني /الملل والنحل ،188 ،187 ،1/184 :السكسكي /البرهان ص ،41ابن حجر/
لسسسان الميسسزان ،6/194 :محمسسود البشبيشسسي /الفسسرق السسسلمية ص ،58علسسي مصسسطفى
ضسسا بعسسض كتسسب
الغرابي /تاريخ الفرق السسسلمية ص .[.300وتحدثت عسسن ذلسسك أي ً
المعتزلة والزيدية .وممن نقل ذلك عن الروافسسض مسسن المعتزلسسة الجسساحظ
دا ،وكفسسرت مسسنحيث قال :وتكلمت هذه الرافضة وجعلت له صورة وجس ً
قال بالرؤية على غير التجسيم والتصوير ]انظر :رسالة الجاحظ في بني أمية ص
) 99ضمن كتاب النزاع والتخاصم فيما بين بنسسي أميسسة وبنسسي هاشسسم ،المطبعسسة البراهيميسسة
القاهرة 1937م( ،[.وكذلك ابن الخياط ]النتصار :ص ،[.14والقاضي عبد الجبار
]تثبيت دلئل النبوة.[.1/225 :
308
ومن الزيدية ]يلحسسظ أن الزيديسسة هسسم يوافقسسون المعتزلسسة فسسي العقيسسدة؛ ولسسذلك قسال
الشهرستاني" :أما في الصول فيسسرون رأي المعتزلسسة حسسذو القسسذة بالقسسذة" )انظسسر :الملسسل
والنحل ،11/162المقبلي /العلم الشامخ.[.(319 :
ن الّزيدي ّسسة هسسم يوافقسسون المعتزلسسة فسسي العقيسسدة؛ ولسسذلك قسالزيدّية ]يلحسسظ أ ّومن ال ّ
مل َسسل
ِ ال سر:
س )انظ سذة"
س بالق سذة
س الق سذو
س ح سة
س المعتزل رأي سرون س في الصول في ما
ّ "أ شهرستاني: ال ّ
شامخ [.(319 :ابن المرتضى اليماني حيث قال حل ،11/162المقبلي /العلم ال ّ والن ّ َ
بأن جل الروافض علسسى التجسسسيم إل مسسن اختلسسف منهسسم بالمعتزلسسة ]المنيسسة
والمل ص ،19وانظر :نشوان الحميري /الحور العين ص .[.149-148
ن
ذا تشبيه الله سبحانه بخلقه كان في اليهود ،وتسّرب إلسسى الّتشسّيع ،ل ّ إ ً
ل من أراد الكيد للسلم وأهله ،وأول من تولى كسسبره الّتشّيع كان مأوى لك ّ
هشام بن الحكم ]انظر ما سلف من الحديث عن هشام وصلته بفرية دعسسوى التحريسسف
للقرآن التي استشرى داؤها في مذهب الثنسسي عشسسرية ص) ،[.(214-213ثسسم تعسسدى أثسسره
إلى آخرين عرفوا بكتسسب الفسسرق بمسسذاهب ضسسالة غاليسسة منسسسوبة إليهسسم ]انظسسر :ص )(528
هامش رقم.[.(3) :
ولكن شيوخ الثني عشرية يدافعون عن هؤلء الضلل السسذين اسسستفاض
خبر فتنتهم ،واستطار شرهم ويتكلفون تأويل كل بائقسة منسسوبة إليهسم أو
تكذيبها ]انظر :المجلسي في دفاعه عن هؤلء في بحار النوار.[.292-3/290 :
حتى قال المجلسي" :ولعل المخالفين نسبوا إليهما ]يعني هشام بن الحكم،
وهشام بن سالم الجواليقي [.هذين القولين ]يشير إلى ما نسب إليهما من القول
بالجسم ،والقول بالصورة [.معاندة" ]بحار النوار.[.3/288 :
وأقول :أما إنكار بعض الشيعة لذلك فقد عهد منهم التكسسذيب بالحقسسائق
الواضحات ،والتصديق بالكاذيب البينات.
وأما دفاعهم عن هؤلء الضلل فالشسسيء مسسن معسسدنه ل يسسستغرب ،فهسسم
يدافعون عن أصحابهم ،وقد تخصص طغام منهم للدفاع عن شذاذ الفاق،
ومن استفاض شره ،وتناقل الناس أخبار مروقه وضسسلله ،فسسي حيسسن أنهسسم
يتناولون من أثنى الله عليهم ورسوله بالذم والتفكي.
وقد يقال :إن ما سلف مسسن أقسسوال عسسن هشسسام وأتبسساعه هسسي مسسن نقسسل
خصوم الشيعة فل يكون حجة عليهم.
ومسسع أن تلسسك النقسسول عسسن أولئك الضسسلل قسسد استفاضسست مسسن أصسسحاب
المقالت على اختلف اتجاهاتهم ،وهم أصدق من الرافضسسة مقسسا ً
ل ،وأوثسسق
نق ً
ل ،وهي تثبسست أن الرافضسسة هسسم الصسسل فسسي إدخسسال هسسذه البدعسسة علسسى
المسلمين .لكن القول بأن نسبة التجسيم إليهم قد جاءت مسسن الخصسسوم،
ول شاهد عليها من كتب الشيعة قد يتوهمه من يقرأ إنكار المنكرين لذلك
من الشيعة ،وإل فالواقع خلف ذلك.
إذ قد جاء في رواياتهم في كتبهم المعتمسسدة مسا يسسدل علسسى أن متكلمسسي
الشيعة كهشام بن الحكم ،وهشام بن سالم الجسسواليقي ويسسونس بسسن عبسسد
الرحمن القمي وأمثالهم لم يكتفوا بمجسسرد إثبسسات الصسسفات كمسسا دل عليسسه
القرآن والسنة ،بل تجاوزوا ذلك حتى ابتدعوا الغلو في الثبات والتجسيم.
309
جاء في أصول الكافي للكليني ،وفي التوحيسسد لبسسن بسسابويه وغيرهمسسا مسا
ه( قد تاهوا في بيداء مظلمسسة ،إذ قسسد يدل على أن الشيعة في سنة ) 255
غرقوا في خلفهم في التجسيم؛ فمن قائل :إنه صسسورة ،ومسسن قسسائل :إنسسه
جسم ،وقد صوروا هذا الواقع لمسسامهم فحكسسم عليهسسم بسسأنهم بمعسسزل عسسن
التوحيد ،تقول الرواية كما يرويها صدوقهم القمي عن سسسهل قسسال :كتبسست
ه( قد اختلف يسسا سسسيدي أصسسحابنا فسسي التوحيسسد؛ إلى أبي محمد سنة ) 255
منهم من يقول :هو جسم ]لفظ "الجسم" وأمثاله من اللفاظ المبتدعة التي لم نفي
لفظها ول إثباته في الكتاب والسنة ..الحق التوقف في مثل هذه اللفسساظ فل يثبسست اللفسسظ
قا قيسسل وإن أراد بسساطل ً
ول ينفى لعدم ورود دليل النفي أو الثبات .وأما المعنى فإن أراد ح ً
رد ،وإن اشتمل كلمه على حق وباطل فل بد من الستفصسسال وتسسبيين الحسسق مسسن الباطسسل.
والله أعلم .انظسسر :التدمريسسة ص ) 65بتحقيسسق محمسسد بسسن عسسودة السسسعودي( وانظسسر معنسسى
الجسم في اللغة وعند النظسسار والمتكلميسسن فسسي :مجمسسوع فتسساوى شسسيخ السسسلم -12/316
،[.318ومنهم من يقول :هو صورة ،فإن رأيت يسسا سسسيدي أن تعلمنسسي مسسن
ذلك ما أقف عليه ول أجوزه فعلت متطول ً على عبدك؟
فوقع بخطه :سألت عن التوحيد وهذا عنكم معسسزول ،اللسسه تعسسالى واحسسد
وا أحسسد .خسسالق وليسسس بمخلسسوق، أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كف ً
ور،يخلق تبارك وتعالى ما يشاء من الجسام ويصور ما يشاء وليس بمصسس ّ
جل ثناؤه وتقدست أسماؤه ،وتعالى أن يكون له شسسبيه هسسو ل غيسسره ليسسس
كمثله شيء وهو السميع البصير ]أصول الكافي ،1/103 :التوحيد لبسسن بسسابويه :ص
،102-101بحار النوار.[.3/261 :
وقد كان لهشام بسسن الحكسسم وهشسسام بسسن سسالم الجسسواليقي بالسسذات دور
ظسساهر فسسي اتجسساه التجسسسيم عنسسد الشسسيعة كمسسا تسسذكر ذلسسك مجموعسسة مسسن
رواياتهم.
جاء في أصول الكافي وغيسسره ..عسسن محمسسد بسسن الفسسرج الّرخجسسي قسسال:
"كتبت إلى أبي الحسن عليه السلم أسأله عما قال هشام بن الحكم فسسي
الجسم وهشام بن سسسالم فسسي الصسسورة ،فكتسسب :دع عنسسك حيسسرة الحيسسران
واستعذ بالله من الشيطان ،ليس القول ما قال الهشامان" ]أصسسول الكسسافي:
،1/105وانظسسر هسسذه الروايسسة فسسي التوحيسسد لصسسدوقهم ابسسن بسسابويه ص ،97وفسسي "أمسسالي
الصدوق" :ص ،228وبحار النوار ،3/288 :والحر العاملي /الفصول المهمة ص .[.15
وكان الئمة يتبرؤون منهما ومن قولهما ،وحينما جاء بعض الشسسيعة إلسسى
إمامهم وقال له" :إني أقول بقول هشام" قال إمامهم )أبو الحسسسن علسسي
بن محمد(" :ما لكم ولقول هشام؟ إنه ليس منا من زعم أن اللسسه جسسسم،
ونحن منه براء في الدنيا والخرة" ]ابسسن بسسابويه /التوحيسسد :ص ،104بحسسار النسسوار:
.[.3/291
وتفصسسح بعسسض روايسساتهم عمسسا قسسالوه فسسي السسرب جسسل شسسأنه وتقدسسست
أسماؤه ،فهذا أحد رجالهم ]سمته الرواية :يعقوب السراج وهسسو مسسن ثقسساتهم )انظسسر:
الفهرست للطوسي ص [.(214ينقل لبي عبد اللسه – كمسا تقسول الروايسة – مسا
عليه طائفة من الشيعة من التجسيم فيقول" :إن بعض أصحابنا يزعسسم أن
الله صورة مثل النسان ،وقال آخر :إنه في صورة أمرد جعد قطط! فخسّر
دا ثم رفع رأسه فقال :سسسبحان السسذي ليسسس أبو عبد الله عليه السلم ساج ً
310
]ابسسن بسسابويه /التوحيسسد صكمثله شيء ول تدركه البصار ول يحيط بسسه علسسم"..
،104-103بحار النوار.[.3/304 :
وروى ابن بابويه عن إبراهيم بن محمد الخراز ومحمد بن الحسين قسسال:
دا
"دخلنا على أبي الحسن الرضا عليه السلم فحكينا له مسا روي أن محمس ً
رأى ربه في هيئة الشاب الموفق في سسسن أبنسساء ثلثيسسن سسسنة ،رجله فسسي
خضره وقلنا :إن هشام بن سالم وصاحب الطساق ]يعنسسي محمسسد بسسن علسسي بسسن
النعمان أبو جعفر؛ لنسه يلقسب بشسيطان الطساق ،والشسيعة يقولسون عنسه" :مسسؤمن الطساق"
)سبقت ترجمته ص [.(207:والميثمي ]هو :علي بن إسماعيل بن شسسعيب بسسن ميثسسم بسسن
يحيى التمار ،من وجوه متكلمي الشسيعة ،وتلميسذ هشسام بسن الحكسم ،لسه كتسب منهسا كتساب
"المامسسة" ،انظسسر :رجسسال النجاشسسي ص [.176يقولسسون :إنسسه أجسسوف إلسسى السسسرة
دا ثم قال :سبحانك ما عرفوك ول وحسسدوك فمسسن والباقي صمد ،فخر ساج ً
أجل ذلك وصفوك ،سبحانك لو عرفوك لوصفوك بما وصفت به نفسسسك"..
]ابن بابويه /التوحيد ص ،114-113بحار النوار ،4/40 :أصول الكافي.[.1/101 :
فأنت ترى أن كبار متكلميهم قد غلوا في الثبات ،حتى شبهوا اللسسه جسسل
شأنه بخلقه وهو كفر بالله سبحانه؛ لنه تكسسذيب لقسسوله سسسبحانه} :ل َي ْق َ
س
ء{ ]الشسسورى ،آيسسة [.11:وعطلسسوا صسسفاته اللئقسسة بسسه سسسبحانه ي ٌ
شق ْ كَ ِ
مث ِْلق ِ
ه َ
فوصفوه بغير ما وصف به نفسه ،وإمامهم كان ينكسسر عليهسسم هسسذا المنهسسج
الضال ،ويأمر باللتزام في وصف الله ،بما وصف به نفسه .ورواياتهم في
هذا الباب كثيرة ]لمعرفة المزيد من الشواهد انظر كتاب :التوحيد لبن بابويه ،باب أنسسه
عز وجل ليس بجسم ول صورة ص ،104-97:وفيه عشرون رواية ،وأصسسول الكسسافي :بسساب
النهي عن الجسم والصورة ،106-1/104 :وفيه ثماني روايات ،وفي بحار النوار ،في بسساب
نفي الجسم والصورة والتشبيه وفيه ) (47رواية ،وفي ترجمة هشام ابسسن الحكسسم ،وهشسسام
بن سالم ،ويونس بن عبد الرحمن في رجال الكشي أمثلة أخرى لهذا التجاه ،وانظر بعض
ضسسا عنسسد :الطبطبسسائي /مجسسالس الموحسسدين فسسي أصسسول السسدين :ص
روايات هذه المسألة أي ً
.[.23
فهذا التجاه إلى الغلو في الثبات ،قسسد طسسرأ علسسى الثبسسات الحسسق السسذي
عليه علماء أهل البيت ،وأصبح المذهب يتنازعه اتجاهسسان :اتجسساه التجسسسيم
الذي تزعمه هشام ،واتجاه التنزيه الذي عليه أهل السسبيت كمسسا تشسسير إليسسه
روايات الشيعة نفسها ،وكما هو "ثابت مسسستفيض فسسي كتسسب أهسسل العلسسم"
]منهاج السنة.[.20/144 :
المبحث الثاني
التعطيل عندهم
بعد هذا الغلو في الثبات بدأ تغيسسر المسسذهب فسسي أواخسسر المسسائة الثالثسسة؛
حيث تأثر بمذهب المعتزلة في تعطيل البارئ سبحانه مسسن صسسفاته الثابتسسة
له في الكتسساب والسسسنة ،وكسسثر التجسساه إلسسى التعطيسسل عنسسدهم فسسي المسسائة
الرابعسسة لمسسا صسسنف لهسسم المفيسسد وأتبسساعه كالموسسسوي الملقسسب بالشسسريف
المرتضى ،وأبي جعفر الطوسي ،واعتمدوا في ذلك علسسى كتسسب المعتزلسسة
]انظر :منهاج السنة.[.1/229 :
311
وكثير مما كتبوه في ذلك منقول عن المعتزلة نقسل المسسطرة ،وكسذلك
ما يذكرونه في تفسير القرآن في آيسسات الصسسفات والقسسدر ونحسسو ذلسسك هسسو
منقول من تفاسير المعتزلة ]منهاج السنة.[.1/356 :
ولهذا ل يكاد القسسارئ لكتسسب متسسأخري الشسسيعة يلمسسس بينهسسا وبيسسن كتسسب
المعتزلة في باب السماء والصفات فرًقا ،فالعقسسل – كمسسا يزعمسسون – هسسو
عمدتهم فيما ذهبوا إليه ،والمسائل التي يقررها المعتزلة فسسي هسسذا البسساب
أخذ بهسسا شسسيوخ الشسسيعة المتسسأخرون كمسسسألة خلسسق القسسرآن ،ونفسسي رؤيسسة
المؤمنين لربهم في الخرة ،وإنكار الصفات.
بل إن الشبهات التي يثيرها المعتزلة في هذا ،هي الشبهات التي يثيرها
شيوخ الشيعة المتأخرون.
والفرق الذي قد يلمسه القارئ في هذه المسألة هو أن الشيعة أسندوا
روايات إلى الئمة تصرح بنفي الصفات وتقسسول بالتعطيسسل ،مسسع أنهسسم كمسسا
قال شيخ السسلم ابسن تيميسة قسد "أسسسوا دينهسم علسى أن بساب التوحيسد
والصفات ل يتبع فيه ما رأوه بقياس عقولهم" ]منهاج السنة ،79-2/78 :تحقيسسق
د .محمسسد رشسساد سسسالم ،أو ج 1/232مسسن ط :الميريسسة .[.وهذا تلمسسسه فسسي طريقسسة
احتجاجهم على مذهبهم في التعطيل كما فسسي النكسست العتقاديسسة للمفيسسد،
ونهج المسترشدين لبن المطهر وغيرها من كتبهم الكلمية حيث اعتمسسدوا
المنهج العقلي الكلمي البحث في صفات الله.
وهذا مخسسالف للمنهسسج الشسسرعي والعلمسسي والعقلسسي؛ إذ إن صسسفات اللسسه
سبحانه من الغيب الذي يتوقف العلم به على الكتاب والسنة.
ومع اعتمادهم الدليل العقلي كمنهج أهسسل العسستزال فإنسسك تلحسسظ أنهسسم
جسساءوا بروايسسات كسسثيرة عسسن الئمسسة يسسسندون بهسسا مسسذهبهم فسسي التعطيسسل،
ويفترون على أمير المؤمنين علي – رضي الله عنه – وبعسسض علمسساء أهسسل
البيت كمحمد الباقر وجعفر الصادق بأنهم يقولون بالتعطيل .واعتبر بعسسض
شيوخهم المعاصرين أن هذا هو عمدتهم في نفي الصسسفات؛ حيسسث قسسال –
تحت عنسسوان طريقسسة معرفسسة الصسسفات " :-هسسل يبقسسى مجسسال للبحسسث عسسن
الصفات وهل له طريق إل الذعان بكلمة أمير المؤمنين رضي اللسسه عنسسه:
كمال الخلص نفي الصفات عنه" ]الزنجسساني /عقسسائد الماميسسة الثنسسي عشسسرية ص
.[.28
فترى القسسوم ليسسس لهسسم منهسسج ثسسابت ،ذلسسك أن مسسسالك التقليسسد عرضسسة
لتناقض ،فهسسم حين ًسسا يعتمسسدون العقسسل ،وتسسارة يعتمسسدون الخسسبر ..فهسسم بيسسن
مشرب أخباري ،ومشرب اعتزالي عقلي يتأرجحون.
هذا والثابت عن علي رضي الله عنه وأئمة أهسسل السسبيت إثبسسات الصسسفات
لله..
والنقل بذلك ثابت مستفيض في كتب أهل العلم ]منهسساج السسسنة.[.2/144 :
ضا ما تعترف به بعض روايات لهم موجودة وسط ركسسام هسسائل مسسن وهذا أي ً
التعطيل ،وسيرد شيء منها بعد قليل.
ولكن المثلة على رواياتهم التي نسبوها لهل البيت والتي تصرح بنفسسي
الصفات كثيرة ،منها قولهم" :وكمال التوحيد نفي الصسسفات عنسسه" ]التوحيسسد
312
"وحمد اللسه نفسسي الصسفات عنسسه" ]التوحيسسد لبسسن لبن بابويه :ص ،[.57وقولهم:
)للتشبيه( مع إثبات الصفات" ]التوحيد لبن بابويه: بابويه :ص " ،[.35-34ول نفي
ص .[.40
وصرح علمتهم ابن المطهر بأن مذهبهم في السماء والصفات كمذهب
المعتزلة ]ابن المطهر /نهج المسترشدين ص ،[.32ومنهم مسسن قسسال" :وكمسسذهب
الفلسفة" ]الطبطبائي /مجالس الموحدين في أصول الدين ص .[.21
كما وصفت مجموعة من رواياتهم رب العالمين بالصفات السلبية السستي
ضمنوها نفي الصفات الثابتة له سسسبحانه ،فقسسد روى ابسسن بسابويه أكسسثر مسن
سبعين رواية تقول إنه تعالى" :ل يوصف بزمان ول مكسسان ،ول كيفيسسة ،ول
سسسا ول
حركسسة ،ول انتقسسال ،ول بشسسيء مسسن صسسفات الجسسسام ،وليسسس ح ً
جسمانًيا ول صورة] "..انظر :التوحيد /لبن بابويه ص 31وما بعدها.[.
وشيوخهم ساروا على هذا النهج الضال من تعطيل الصفات الواردة في
الكتاب والسنة ووصفه سبحانه بالسلوب .قسسال شسسيخهم محمسسد الحسسسيني
ه( والذي يلقبونه بالمسسام الثسسالث عشسسر لنسسه الشهير بالقزويني )ت 1300
قابل منتظرهم – المزعوم – ثلث مرات .قال في وصف الله سبحانه.." :
ل جزء له ،وما ل جزء له ل تركيب فيه ،وما ليس بمركب ليس بجسسوهر ول
عسرض ،ومسا ليسس بجسوهر ليسس بعقسل ول نفسس ول مسادة ول صسورة ول
جسم ،وما ليس بجسم ليس في مكان ول في زمان ول في جهة ،ول في
وقت ،وما ليس في جهة ل كم له ول كيف ول رتبة ،وما ل كم له ول كيسسف
له ول جهة ل وضع له ،وما ليس لسه وضسع ول فسي وقست ول فسي مكسان ل
إضافة له ول نسبة ،ومسسا ل نسسسبة لسسه ل فعسسل فيسسه ول انفعسسال ،ومسسا ليسسس
بجسم ول لون ول في مكان ول جهة ل يرى ول يسسدرك] "..قلئد الخسسرائد فسسي
أصول العقائد ص ،50وانظر في مثل هذه الطريقة :ابن المطهسسر /نهسسج المسترشسسدين ص
،47-45الطبطبائي /مجالس الموحدين في أصول الدين ص .[.21
فأنت ترى أن هذا النفي المحض الذي استقاه من ركام الفلسفة وغثاء
مققا
ع ّة َ ع قّز ِب ال ْ ِك َر ّ ن َرب ّق َ حا َ سب ْ َالملحدة يتضمن نفي الوجسسود الحسسق } ُ
ن{ مي َعققال َ ِ
ب ال ْ َه َر ّم قدُ ل ِل ّق ِ وال ْ َ
ح ْ نَ ،س قِلي َ عَلى ال ْ ُ
مْر َ م َ
سل ٌو َ
نَ ، ص ُ
فو َ يَ ِ
]الصافات ،آية.[.182-180 :
وليس هذا بجديد ،فهو سبيل مسسن زاغ وحسساد عسسن منهسسج الرسسسل عليهسسم
السلم "من الكفار والمشركين والذين أوتوا الكتاب ومن دخل في هسسؤلء
من الصابئة ]ذهب جملة من الصابئة إلسسى وصسسف اللسسه سسسبحانه بالسسسلوب ،ولسسذلك قسسال
البيروني عن صابئة حران :إنهم يصفون الله سبحانه بالسلب ل باليجسساب كقسسولهم :ل يحسسد
ول يسسرى ول يظلسسم ول يجسسور ،ويسسسمونه بالسسسماء الحسسسنى مجسساًزا إذ ليسسس عنسسدهم صسسفة
بالحقيقة ،وينسبون التدبير إلى الفلك وأجرامه )الثار الباقية عن القرون الخالية ص .(205
ما اختلف في أمرها فقد أخرج الطبري بسسسنده عسسن مجاهسسد وغيسسره وطائفة الصابئة عمو ً
أنهم قالوا" :الصابئون قوم بين المجوس واليهود والنصارى ليس لهم دين") .انظر :تفسسسير
الطبري 2/146 :من تحقيق أحمد ومحمود شاكر( .وهذا ما رجحه ابن كثير )انظر :تفسسسير
ابن كثير ،(1/107 :واختار الرازي أن الصابئين قوم يعبسسدون الكسسواكب فسسي زمسسان إبراهيسسم
)اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص (143ويذكر الشهرستاني أن الفرق في زمسسان
إبراهيم يرجعون إلى صنفين :صابئة وحنفاء )الملل والنحل .(1/230 :وأنهسسم بحكسسم ميلهسسم
عن سنن الحق وزيغهم عن نهج النبياء قيل لهم الصابئة ،لن صسسبأ فسسي اللغسسة بمعنسسى مسسال
313
وزاغ )المصدر السابق (2/5 :وانظر عن الصسسابئة )بالضسسافة لمسا أشسسي إليسسه مسسن مصسادر(:
التبصير في الدين للسفراييني ص ،59السسرد علسسى المنطقييسسن لبسسن تيميسسة ص ،289-287
،457-454الخطسسط للمقريسسزي [.2/344 :والمتفلسسسفة والجهميسسة ]الجهميسسة :أتبسساع
الجهم بن سفوان .من ضللته القول بنفي الصفات وبدع أخرى كالقول بالرجسساء ،والجسسبر،
وفناء الجنة والنار) .انظر عن الجهم والجهمية :الرد على الجهمية للمام أحمد ص 64ومسسا
بعدها ،خلسسق أفعسسال العبسساد للبخسساري ص 118ومسسا بعسسدها ،الشسسعري /مقسالت السسسلميين:
1/214وما بعدها ،التنبيه والرد /للملطسسي ص ،218التبصسسير فسسي السسدين /للسسسفراييني ص
،63والبدء والتاريسسخ /للمقدسسسي ،5/146 :تاريسسخ الجهميسسة والمعتزلسسة للقاسسسمي وغيرهسسا(.
صسسا بالجهميسسة المحضسسة أتبسساع جهسسم بسسن صسسفوان .قسسال شسسيخ
ومصطلح الجهمية لم يعد مخت ً
السلم ابن تيمية" :إن السسسلف كسسانوا يسسسمون كسسل مسسن نفسسى الصسسفات وقسسال :إن القسسرآن
مخلوق وإن اللسسه ل يسسرى فسسي الخسسرة – جهمي ًسسا" )مجمسسوع الفتسساوى ،(12/119 :وقسسال فسسي
موضع آخر" :ومن الجهمية :المتفلسفة والمعتزلة الذين يقولسسون :إن كلم اللسسه مخلسسوق"..
)المصدر السابق [.(12/524 :والباطنية ]الباطنية :من ألقاب السماعيلية ومر التعريسسف
بها ص [.(97) :ونحوهم .فإنهم يصفونه سبحانه بالصفات السلبية على وجسسه
قا ل حقيقة لسسه عنسسد التحصسسيل ،فقسسولهم دا مطل ً التفصيل ول يثبتون إل وجو ً
يستلزم غاية التعطيل وهسسو نفسسي الوجسسود الحسسق؛ لنهسسم يعطلسسون السسسماء
والصفات تعطيل ً يستلزم نفي الذات.
كمسسا يسسستلزم غايسسة التمثيسسل حيسسث يمثلسسونه بالممتنعسسات والمعسسدومات
والجمادات ]انظر :التدمرية لبن تيمية :ص .[.16
وهؤلء جميعهم يفرون من شيء فيقعون في نظيره وفي شر منسسه مسسع
ما يلزمهم من التحريفات والتعطيلت ]انظر :التدمرية لبن تيمية :ص .[.19
والله سسسبحانه بعسسث رسسسله فسسي صسسفاته بإثبسسات مفصسسل ،ونفسسي مجمسسل
]التدمرية لبن تيمية :ص .[.8
ل ،والنفسسي مجمل ً ]شسسرح ولهذا يأتي الثبات للصفات في كتاب الله مفص ً
الطحاوية :ص .[.49
ر{ ]الشسسسورى، صققي ُ ع الب َ ِ مي ُ س ِ و ال ّ ه َ و ُ يء ٌ َ ش ْ ه َ مث ْل ِ ِ س كَ ِ َ
قال تعالى} :لي ْ َ
ء{ وهذه طريقة القسسرآن ي ٌ ش ْ ه َ مث ْل ِ ِ س كَ ِ آية .[.11:فالنفي جاء مجمل ً }ل َي ْ َ
مّيا{ ]مريسسم ،آيسسة [.65 :أي سق ِ ه َ م لَ ُ عل َ ُ ل تَ ْ ه ْ في النفي غالًبا .قال تعالىَ } :
يا يسسساميه ]التدمريسسة ص ،8وانظسسر: نظيًرا يستحق مثل اسمه ،ويقسسال :مسسسام ً
لسان العرب ،مادة "سما".[.
ها ]تفسسسير وهذا معنى ما يروى عن ابن عباس :هل تعلسسم لسسه مثل ً أو شسسبي ً
الطبري.[.16/106 :
َ
د{ ]الخلص ،آية.[.4: ح ٌ وا أ َ ف ً ه كُ ُ كن ل ّ ُ م يَ ُ ول َ ْ وقال سبحانهَ } :
صيُر{ وكآخر سورة ع الب َ ِ مي ُ س ِ و ال ّ ه َ و ُ أما في الثبات فيأتي التفصيل } َ
وهق َ ة ُ هادَ ِ شق َ وال ّ ب َ غي ْق ِ م ال َ ْ عال ِ ُ و َ ه َ ه ِإل ُ ذي ل إ ِل َ َ ه ال ّ ِ و الل ّ ُ ه َ الحشرُ } :
س دو ُ قق ّ ك ال ْ ُ مل ِق ُ و ال ْ َ هق َ ه ِإل ُ ذي ل إ ِل َق َ ه ال ّ ِ و الل ّ ُ ه َ مُ ، حي ُ ن الّر ِ م ُ ح َ الّر ْ
ن الل ّق ِ
ه حا َ سقب ْ َ مت َك َب ّقُر ُ جب ّققاُر ال ْ ُ زيقُز ال ْ َ ِ ن ال ْ َ
ع م ُ هي ْ ِ م َ ن ال ْ ُ م ُ ؤ ِ م ْم ال ْ ُ سل ُ ال ّ
ماء َ َ ْ ر ُ ْ ْ ّ ر ُ ما ي ُ ْ
سق َ ه ال ْ وُر لق ُ صق ّ م َ ئ ال ُ ق الب َققا ِ خققال ِ ُ ه ال َ و اللق ُ هق َ نُ ، كو َ ش ِ ع َّ
و ال ْ َ َ
زي قُز ع ِ هق َ و ُ ض َ والْر ِ ت َ وا ِ ما َ سق َ فققي ال ّ مققا ِ ه َ ح ل َق ُ س قب ّ ُ س قَنى ي ُ َ ح ْ ال ْ ُ
م{ ]الحشر ،آية.[.24-22: كي ُ ح ِ ال ْ َ
314
]وقد استعرض أكثرها شيخ السلم في السسسلم التدمريسسة ص 8وشواهد هذا كثيرة
وما بعدها.[.
فطريقة هؤلء في النفي المحسسض ل تتفسسق مسسع طريقسسة القسسرآن ،كمسسا ل
تتفق مع الفطر السسسليمة والعقسسول الصسسريحة ،بسسل هسسي منكسسرة فسسي مسسدح
البشر للبشر فكيف يوصف بها رب العالمين ]قال شارح الطحاوية" :وهذا النفي
المجرد مع كونه ل مدح فيه ،فيه إساءة أدب ،فإنك لو قلت للسلطان :أنت لست بزبال ول
حجام ول حائك! لدبك على هذا الوصف وإن كنت صسسادًقا ،وإنمسسا تكسسون ماد ً
حسسا إذا أجملسست
النفي ،فقلت :أنت لست مثسسل أحسسد مسسن رعيتسسك ،أنسست أعلسسى منهسسم وأشسسرف وأجسسل ،فسسإذا
أجملت في النفي ،أجملت في الدب" )علي بن أبي العز /شرح الطحاوية[.(50 /؟!
والشيعة تروي عن أئمتها "أن الخالق ل يوصف إل بما وصف به نفسسسه"
ولكنها تعرض عن ذلك كما أعرضت عن كتاب الله سبحانه ،وعن مقتضسسى
العقسسل والفطسسرة ،وتسسؤثر فسسي ذلسسك التقليسد المحسسض ،والخسسذ مسن "نفايسا"
الفلسفات البائدة وإل فكيف يتجرأ عاقل على العتمسساد فسسي أمسسر غيسسبي ل
سبيل للوصول إلى المعرفة فيسسه علسسى سسسبيل التفصسسيل إل بخسسبر السسسماء
على العقسل القاصسر والفكسر العساثر ،وتحكيسم خيسالت البشسر المتناقضسة،
وتصوراتهم المتعارضة؟!
وهؤلء المعطلة قد رد عليهم أئمة السسسلم وبينسسوا بسساطلهم ،ولسسن نكسسرر
القول ونبدئ فيه ونعيد ..ولكن الذي يمكن أن يضاف في هذا المجال بعد
ظهور الكتاب الشيعي وانتشاره هو تصوير هذه المسألة من كتب الشسسيعة
ومن خلل روايات الشيعة عن أئمتها ،وكلم شيوخهم المبني على مجاراة
أهل التعطيل ،ليتبين مدى تناقضهم ،وانفصالهم عن أئمتهم ،ومدى تسسدخل
اليسسدي السسسبئية لتحسسوير مسسذهب الئمسسة ،ووضسسع روايسسات تحسساكي مسسذهب
التعطيل ،وتصدق مذهبهم في التقليد ،وسأختار ثلثة مسائل في ذلك:
الولى :مسألة خلق القرآن.
الثاني :مسألة الرؤية.
الثالثة :مسألة النزول اللهي.
ثم أبين بعد ذلك من خلل نصوص الشيعة نفسها أن مذهب الئمة كسسان
طا بين غلو الممثلة ،وجفاء المعطلة .وهسسو مسسا يتفسسق مسسع مسسذهب أهسسل وس ً
السنة ،وهو الموافق للنقل الصحيح والعقل الصريح.
1ق المسألة الولى :قولهم بأن القرآن مخلوق:
القرآن كلم اللسسه منسسزل غيسسر مخلسسوق ،وعلسسى هسسذا دل الكتسساب والسسسنة
وإجماع السلف ]انظر في تقرير مذهب السلف في ذلك والرد علسسى المخسسالفين :السسرد
على الزنادقة والجهمية للمام أحمد ،كتاب خلق أفعال العباد للبخاري ،والرد على الجهميسسة
للدارمي ،وكتاب رد عثمان بن سعيد علسى المريسسسي العنيسسد ،والختلف فسي اللفسظ والسسرد
على الجهمية والمشبهة لبن قتيبة ،والرد على من يقول القرآن مخلوق للنجاد ،والرد على
الجهمية لبن منسسده وغيرهسسا ،[.والثنا عشرية حسسذت حسسذو الجهميسسة فسسي القسسول
بخلق القرآن ،فقد عقد شيخ الشيعة في زمنه المجلسي فسسي البحسسار فسسي
ن القرآن مخلوق" ]بحسسار النسسوار-117 /92 :
كتاب القرآن باًبا بعنوان" :باب أ ّ
[121أورد فيه إحدى عشرة رواية ،ومعظم هذه الروايات تخالف ما ذهسسب
كا في تأويلها سنذكره بعد قليل. إليه ،ولكن لشيوخ الشيعة مسل ً
315
ويقول آية الشيعة محسن الميسسن" :قسسالت ال ّ
شسسيعة والمعتزلسسة :القسسرآن
شيعة.[1/461 :مخلوق" ]أعيان ال ّ
وهذا بناًء على إنكارهم لصفة الكلم لله وزعمهم أن الله سبحانه "يوجد
الكلم في بعض مخلوقاته كالشجرة حين كلسسم موسسسى ،وكجبرائيسسل حيسسن
أنزل بالقرآن" ]أعيان الشيعة.[.1/453 :
هذا بعض ما يقوله شيوخهم في هذا المر ]وقد سئل شيخ السلم عمسسن قسسال
ذب ذلك فأتى بكفره وأنه يستتاب ،فإن تاب وإل قتل ،وقال بسأنه يكفسر ولسو قسال :أنسا ل ُأكس ّ
ما{ ]النساء ،آية .[164:بل ٌأقسسر بسسأن هسسذا اللفسسظ سى ت َك ِْلي ًمو َ م الل ّ ُ
ه ُ وك َل ّ َ
قوله تعالىَ } :
حق ،ولكن أنفي معناه وحقيقته ،وقال بأن هؤلء هم الجهمية الذين اتفسسق السسسلف والئمسسة
على أنهم من شر أهل الهواء والبدع ،حتى أخرجهم كثير من الئمة عن الثنتين والسسسبعين
فرقة) ،انظر :مجموعة الرسائل والمسسسائل لبسسن تيميسسة ،1/474 :أو مجمسسوع فتسساوى شسسيخ
فسسروا الجهميسسة السسذينالسلم ،12/502 :وقال في موضع آخسسر :إن سسسلف المسسة وأئمتهسسا ك َ ّ
ما في بعض الجسام سمعه موسى وفسر التكليسسم بسسذلك) .مجمسسوع قالوا :إن الله خلق كل ً
فتاوى شيخ السلم.[.(12/533 :
وإذا رجعت إلى الروايات التي ينقلونها عن )آل السسبيت( وجسسدتها تخسسالف
في أكثرها ما يذهب إليه هؤلء ،فمن ذلك:
ما جاء في تفسير العياشي" :عن الرضا أنه سئل عن القسسرآن فقسسال...:
إنه كلم الله غير مخلوق] "..تفسير العياشي.[.1/8 :
وفي رجسسال الكشسسي ..." :إن الكلم ليسسس بمخلسسوق] "..رجسسال الكشسسي:ص
.[.490
وفي "التوحيد" لبن بابويه القمي قيل لبي الحسن موسى رضسسي اللسسه
عنه" :يا ابن رسول الله ،ما تقول في القرآن؛ فقد اختلف فيسسه مسسن قبلنسسا
فقال قوم :إنه مخلوق ،وقال قوم :إنه غير مخلوق؟ فقال رضي الله عنه:
أما إني ل أقول في ذلك ما يقولون ،ولكني أقول :إنه كلم الله عز وجل"
]ابن بابويه /التوحيد ص .[.224
وفي هذا المعنى روايات كثيرة عندهم ]انظر في ذلك :البحسسار،121-92/117 :
التوحيد :ص .[.229-223
ولكن يلحظ أن شيخ الشيعة في زمنه ابن بابويه القمي قسسد ذهسسب فسسي
تأويل هذه النصوص إلى اتجاه آخسسر فسسأثبت أن قسسول الئمسسة :القسسرآن غيسسر
مخلوق يعني "أنه غير مخلوق أي غير مكذوب ل يعني به أنه غير محسسدث"
]انظسسر :التوحيسسد ص ،225البحسسار .[.92/119 :وقسسال" :وإنمسسا امتنعنسسا مسسن إطلق
المخلوق عليسسه لن المخلسسوق فسسي اللغسسة قسسد يكسسون مكسسذوًبا ،ويقسسال :كلم
مخلوق أي مكذوب" ]التوحيد ص ،225البحار.[.92/119 :
ول شسسك أن هسسذا التأويسسل ل يسسسلم لسسه لنسسه مسسن الواضسسح أن النصسسوص
السابقة ترد على مسسا ذهسسب إليسسه أهسسل العسستزال مسسن القسسول بسسأن القسسرآن
دا عليهم :إنه غير مخلسسوق ولسسم يريسسدوا بسسذلك أنسسه مخلوق ،فقال السلف ر ً
دا مسسن المسسسلمين لسسم غير مكذوب كما يزعم ابن بسسابويه وغيسسره ،فسسإن أحس ً
يقل :إنه مكذوب ،بل هذا كفر ظاهر يعلمه كسسل مسسسلم ،وإنمسسا قسسالوا :إنسسه
مخلوق خلقه في غيره فرد السلف هذا القول ،كمسسا تسسواترت الثسسار عنهسسم
316
]انظسسر :مجمسسوع فتسساوى شسسيخ السسسلم: بذلك ،وصنف في ذلك مصنفات متعددة
.[.12/301
صسسا عسسن وفي كتاب تفسير الصراط المستقيم ليتهم البروجردي نقسسل ن ً
ضا – يحيل فيه النصوص السستي فيهسسا المعنسسى السسسابق علسسى ابن بابويه – أي ً
مسسا للّتقيسسة التقيسسة فقسسال" :ولعس ّ
ل المنسسع مسسن إطلق الخلسسق علسسى القسسرآن إ ّ
فسار عليسه بهسذا ما لمعنى آخسسر أطلسسق الك ّ
مة ،أو لكونه موه ًمماشاة مع العا ّ
صراط المستقيم.[.1/304 : المعنى في قولهم :إن هذا إل اختلق" ]تفسير ال ّ
فلم يجد هؤلء الشيوخ ما يلوذون به إل القول "بالتقيسسة" أو مسسا ماثلهسسا..
وهذا المنهج يثبت أنهم ليسوا على شيء ،وأن احتمال التقية في كل نسسص
قسسد أفسسسد عليهسسم أمرهسسم وأضسساع حقيقسسة المسسذهب ،فأصسسبح دينهسسم ديسسن
المجلسي ،أو الكليني ،أو ابن بسابويه القمسي ل روايسات الئمسة ]راجسسع كتسساب
"درة نجفية" لشيخهم هاشم البحرانسسي ص 60ومسسا بعسسدها ،فقسسد عسسرض لختلف الروايسسات
عندهم من أجل التقية ،وكشف عن حيرتهم بأي القوال يؤخذ هل يؤخذ بالول أو بالخير أو
يتوقف أو يخير في الخذ بأيهما شاء أو ماذا يفعسسل بهسسذه القسسوال المتعارضسسة المتناقضسسة؟!
فقد جعلت التقية كما يقول هذا البحرانسسي" :منسساط كلم ل تخلسسو مسسن شسسوب وريسسب وتسسردد
لكثرة الختلفات في تعارض الدلة وتدافع المسسارات" )درة نجفيسسة :ص ،61وانظسسر :فصسسل
"التقية" في هذه الرسالة(.[.
وتسنى لكل شيخ ،أو زنسديق أو مفستر يلبسسس ثسوب المشسسيخة ،ويتظسساهر
دا من هذه بالعلم أن يأخذ ما شاءت له زندقته أو جهله وهواه وتعصبه واح ً
قسسا،
القوال المتعارضة المتضاربة ويعرض عن القوال الخرى ولو كانت ح ً
ويجد ما يبرر هذا التصرف مسسن الحتجسساج بالتقيسسة ،أو دعسسوى أن فسسي ذلسسك
مخالفة للعامة – أي أهل السنة – ففي خلفهم الرشسساد – كمسسا يفسسترون ،-
وهكذا يضيع العلم والحسق والسسدين بهسذه الطريقسة الماركسسة ،ويكتسسب علسسى
المسسة الفرقسسة والخلف بهسسذه السسساليب السستي هسسي مسسن وحسسي الشسسيطان
ومكره ...ولو أحسن محسن للشيعة وأراد بها الخير مسسن شسسيوخها لسسسلك
بها طريق الجماعة وأخذ من رواياتهم ما يتفق وكتاب الله ،وما عليه أهسسل
السنة والجماعة ،وتخلص من مكر القمي والكليني والمجلسي ،ول سيما،
والئمة تشتكي من كثرة الكذابين عليها حسستى قسسالوا" :بسسأن النسساس أولعسسوا
بالكذب علينا" ]رجال الكشي :ص ،136-135وللطلع على المزيد من الشواهد ارجسسع
إلى فصل "عقيدتهم في السنة" ص.[.(362) :
ولو أردت أن تطبيق هذه النظرية – أعنسسي مسسا تتفسسق فيسسه روايسسات أهسسل
السنة مع روايات الشيعة عن أهل البيت في هسذه المسسألة – لوجسدت أن
كتب الشيعة روت – كما سبق – روايسسات عسسن أهسسل السسبيت بسسأن كلم اللسسه
منزل غير مخلوق ،وكتب أهل السنة روت مثل هذا؛ فقسسد أخسسرج البخسساري
في كتاب أفعال العباد ]خلق أفعال العبسساد ص ) 36تحقيسسق البسسدر( ،وص ) 135ضسسمن
مجموعة عقائد السلف تحقيق النشار وعمار الطالبي( [.وابن أبي حاتم ]كما في منهاج
السنة لبن تيمية 188-2/187 :تحقيق د /محمد رشاد سسسالم ،[.وأبو سسسعيد السسدارمي
]السسرد علسسى الجهميسسة ص ،[.101والجسسري فسسي الشسسريعة ]الشسسريعة :ص ،[.77
والبيهقي في العتقاد ]العتقاد :ص ،36وقال السبيهقي بعسد ذكسره" :فهسسو عسن جعفسسر
صحيح مشهور ،وقد روي ذلك عن جعفر بن محمد عن أبيه علسسي بسسن الحسسسين ،وروي عسسن
317
الزهري عن علي بن الحسين ،ورويناه من أوجه عن مالك بن أنس وهو مذهب كافسسة أهسسل
ما وحسسديًثا" )المصسسدر السسسابق :ص ،[.(39والسماء والصسسفات ]السسسماء
العلسسم قسسدي ً
والصفات :ص ،[.247والللكائي في شرح أصسسول اعتقسساد أهسسل السسسنة ]شسسرح
أصول اعتقاد أهل السنة ،[.242-241 ،2/238 :وابو داود في مسائل المام أحمد
]مسسسائل المسسام أحمسسد :ص 265ط :بيسسروت ،أو ص ) 107-106ضسسمن مجموعسسة عقسسائد
السلف( [.عن جعفر الصادق أنه قال حينما سئل عسسن القسسرآن قسسال" :ليسسس
بخالق ول مخلوق" .قال شيخ السلم ابن تيمية :إنه قد استفاض ذلك عن
جعفر ]منهاج السنة.[.1/278 :
فلماذا ل يؤخذ بالمعنى المتفق عليه ويسسترك الباطسسل السسذي ل يسسسنده إل
أقوال شيوخ يبغون في المة الفرقة والخلف ،وينشدون الشذوذ والعزلسسة
ليتسنى لهم تحصيل الموال الطائلة باسم الخمس ،وتتحقق لهم الوجاهسسة
الجتماعية ،والمنزلة )المقدسة( باسم النيابة عن المام الغائب؟ ولهذا ما
برحوا يؤكدون على القول :إن ما خالف العامة ففيه الرشاد.
"والعامة" أو أهل السنة بالمعنى العام يدخل فيه المعتزلة ]انظسسر :منهسساج
السنة 2/163 :تحقيق د /محمد رشاد سالم ،[.وهم قلدوا المعتزلة في هسسذا ،ذلسسك
أن مسألة خلق القرآن من عقائد أهل العتزال ،قال عبد الجبار في شرح
الصول الخمسة" :وأما مذهبنا في ذلك )أي في القرآن( فهسسو أن القسسرآن
كلم الله تعالى ووحيه وهو مخلوق محدث" ]شرح الصسسول الخمسسسة :ص ،528
وانظر :المحيط بالتكليف ص .[.331
وقد تلقته الشيعة فيما تلقته من آراء المعتزلة ..فهي بضسساعة اعتزاليسسة،
فلم يتحقق لهم مخالفة العامة.
وأول من قال بهذه المقالة هو الجعد بن درهم ]قسسال ابسسن حجسسر" :الجعسسد بسسن
درهم عداده في التسابعين ،مبتسدع ضسال زعسم أن اللسه لسم يتخسذ إبراهيسم خلي ً
ل ،ولسم يكلسم
موسى ،فقتل على ذلك بسالعراق يسوم النحسر ،وللجعسد أخبسار كسثيرة فسي الزندقسة" )لسسان
الميزان ،2/105ميزان العتدال ،1/399 :ابن نباتة /سرح العيون :ص .[.(294-293
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم :سمعت أبي يقول" :أول من أتى بخلسسق
القرآن جعد بن درهم ]الللكائي /شرح أصول اعتقاد أهل السنة ص .382ويلحظ أن
النص المذكور له تتمة هي "وقاله )أي خلق القرآن( في سنة نيسسف وعشسسرين ومسسائة" ولسسم
يتعقب المحقق هذا النص بشيء زعم أن الجعد قتسسل نحسسو سسسنة 118ه [.فهو أول مسسن
قال بمبدأ التعطيل في هذه المة ،ثم تلقى ذلك عنه الجهسسم بسسن صسسفوان"
]انظر :ابن تيميسسة :بيسسان تلسسبيس الجهميسسة ،1/127 :مجمسسوع فتسساوى شسسيخ السسسلم،5/20 :
وانظر :درء تعارض العقل والنقل ،5/244ابن نباتة ،سرح العيون :ص .[.293
ويشير البعض إلى أن هذه المقالة ترتد في أصولها إلى مؤثرات أجنبية،
فقد ذكر ابن الثير ،وشيخ السلم ابن تيمية وغيرهما أن الجعد أخسسذ ذلسسك
– أي القول بخلق القرآن – عن أبان بن سمعان ،وأخذه هذا مسسن طسسالوت
ابن أخت لبيد بن أعصم اليهودي الذي سحر النبي صلى الله عليسسه وسسسلم
قا ،وهو أول مسسن صسسنف لهسسم وكان يقول بخلق التوراة ،وكان طالوت زندي ً
في ذلك ثم أظهره الجعد بن درهم ]انظر :ابن الثير /الكامل ،5/294 :ابن تيميسسة/
الحموية )ضمن مجمسوع فتسساوى شسيخ السسلم ،(5/20/21 :ابسسن نباتسسة /سسرح العيسون :ص
،293السفاريني /لوامع النسسوار ،[.1/23 :كما يسسذكر الخطيسسب البغسسدادي أن والسسد
318
بشر المريسي وهو أحد كبسسار القسسائلين بخلسسق القسسرآن مسسن المعتزلسسة كسسان
يهودًيا ]تاريخ بغداد.[.7/61 :
ومن هنا يظهر الثر اليهودي في ظهور هذه المقالة.
ويشير شيخ السلم – رحمه الله – إلى مسؤثرات أخسرى حيسث يسذكر أن
الجعد بن درهسسم كسسان مسسن أهسسل حسسران ،وكسسان فيهسسم مسسن بقايسسا الصسسابئين
والفلسفة خصوم إبراهيم عليه السسسلم؛ لهسسذا أنكسسر تكليسسم موسسسى وخلسسة
إبراهيم موافقة لفرعون والنمرود بنسساء علسسى أصسسل هسسؤلء النفسساة وهسسو أن
السسرب تعسسالى ل يقسسوم بسسه كلم ،ول محبسسة لغيسسره ،فقتلسسه المسسسلمون ،ثسسم
انتشرت مقالته فيمن ضل من هذا الوجه ]درء تعسسارض العقسسل والنقسسل-7/175 :
.[.176
وتلك الروايات الواردة في كتب الشسسيعة والسستي تنسسص علسسى أن القسسرآن
منزل غير مخلوق قد تمثل مذهب قدماء الشسسيعة السسذين كسسانوا علسسى هسسذا
العتقاد كما أشار إلسسى ذلسسك أهسسل العلسسم ]انظسسر :منهسساج السسسنة[.1/296 :؛ لن
القول بأن القرآن مخلوق هو من إحداث متأخري الشيعة ]انظسسر :الشسسعري/
مقالت السلميين.[.1/114 :
كما أن العتقاد بأن القسسرآن منسسزل غيسسر مخلسسوق ،هسسو الثسسابت عسسن أهسسل
البيت ،إذ ليس من أئمة أهل البيت مثسسل علسسي بسسن الحسسسين وأبسسي جعفسسر
الباقر وابنه جعفر بن محمد من يقول بخلق القرآن ،ولكن المامية تخالف
أهل البيت في عامة أصولهم ]منهاج السنة.[.1/296 :
أما قولهم بأن كلم الله لموسى خلقه في شجرة؛ فهو مخسسالف لصسسريح
ما{ ]النسسساء ،آيسسة [.164 :فالتأكيسسد سى ت َك ْل ِ ً
مو َ
م الله ُوك َل ّ َ
قوله سبحانهَ } :
ما" ينفي التأويل الذي يشيرون إليسسه ،ولسسذا قسسال غيسسر واحسسد بالمصدر "تكلي ً
مسن العلمساء :التوكيسسد بالمصسسدر ينفسي المجساز ]مجمسسوع فتسساوى شسسيخ السسسلم:
.[.12/515
ولو كان المر على ما يدعون لسسم يكسسن فسسي ذلسسك مزيسسة لموسسسى عليسسه
السلم ،وفضيلة اختص بها ،ونوه الله سبحانه بذكرها فإن "من سمع كلم
الله من مالك أو من نبي أتاه به من عنسسد اللسسه أفضسسل مرتبسسة فسسي سسسماع
الكلم من موسى؛ لنهم سمعون من نبي ،وموسى سسسمعه مسسن شسسجرة..
ويلزمهم أن تكون الشجرة هي السستي قسسالت) :إننسسي أنسسا اللسسه ل إلسسه إل أنسسا
فاعبدني( وهذا ظاهر الفساد" ]البيهقي /العتقاد ص .[.33
والسسرد علسسى الجهميسسة القسسائلين بنفسسي الصسسفات كسسثير فسسي كلم التسسابعين
دا ]مجمسسوع وتابعيهم ،والئمة المشاهير ،وفي مسألة القرآن آثسسار كسسثيرة ج س ً
فتاوى شيخ السلم ،[.12/418 :وهي مذكورة في الكتب المتخصصة في ذلسسك
]انظر :ص ) (541هامش ) .[.(1ولكن الذي يمكن أن يضاف فيمسسا يتصسسل بنقسسد
المذهب الشيعي في ذلك بعد ظهور كتبهسسم وانتشسسارها أنهسسم وهسسم ينفسسون
هذه الفضيلة لموسى عليسه السسلم ،وينكسرون مناجساة اللسه لسه ومنساداته،
ويزعمون أن الشجرة هي التي كلمت موسى عليسسه السسسلم – لسسم يأخسسذوا
بهذا المنهج فيمسسا يتصسسل بالمسسام ،ونسسسوا هسسذه القضسسية فسسي حسسديثهم عسسن
فضائل الئمة ..لقد جاء في كتابهم المعتمسسد عنسسدهم "بحسسار النسسوار" بسساب
319
]بحسسار النسسوار:ن اللسسه تعسسالى ناجسساه صسسلوات اللسسه عليسسه"..بعنسسوان "بسساب أ ّ
[.39/151وسسساق فيسسه مجموعسسة مسسن روايسساتهم فسسي هسسذا المعنسسى عزاهسسا –
كعادته – إلى طائفة من كتبهم المعتمدة.
ما بعث رسول الله صلى الله عليه وسسسلم تقول إحدى هذه الروايات" :ل ّ
ببراءة مع أبي بكر وأنزل الله عليه :تترك من ناجيته غير مّرة ،وتبعث من
لم أناجه؟ ]لحظ هنا أ ّ
ن الله – بزعمهم – عاتب رسول الله ،وبّين خطأه ..وهسسذا ينسساقض
مسسة وظسساهرة
مة ..والّتناقض سمة عا ّ
دعوى العصمة المطلقة التي يصفون بها الّرسول والئ ّ
مطردة في نصوصهم[ فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخسسذ بسسراءة
منه ودفعها إلى علي رضي الله عنه فقال له علي :أوصني يا رسول الله،
ن الله ُيوصسسيك ويناجيسسك ،قسسال :فناجسساه يسسوم بسسراءة قبسسل صسسلة فقال له :إ ّ
الولى إلى صلة العصر" ]بحار النوار.[.39/155 :
ن الله ناجاه )يعنسسي علي ّسسا( يسسوم الط ّسسائف ويسسوم وتقول رواية أخرى .." :إ ّ
عقبة تبوك ،ويوم حنين" ]بحار النوار ،39/154 :الختصاص :ص .[.328
وفي بصائر الدرجات ،والختصاص وبحار النوار ،رواية تقول" :عن أبسسي
عبد الله قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لهل الطائف :لبعثن
إليكم رجل ً كنفسي يفتح الله به الخيبر ،سوطه سيفه" ،ثسسم تسسذكر الروايسسة
اختيار علي لهذه المهمة ،وأن الرسول لحق به ولما وصلها كان علي على
رأس الجبل فقال له رسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم :اثبسست ،فثبسست،
فسمعنا مثسسل صسسرير الزجسسل ]قسسالوا :معنسساه "صسسوت الّرعسسد" ،انظسسر :بحسسار النسسوار:
،39/156الختصاص :ص ) 200الهامش( [.فقيل :يا رسول الله ،مسسا هسسذا؟ قسسال:
يا رضسسي اللسسه عنسسه" ]المفيسسد /الختصسساص :ص ،201-200بحسسار ن الله يناجي عل ّ
إ ّ
درجات )انظسسر الموضسسع نفسسسه مسسن المصسسدر
فار /بصسسائر الس ّ
صس ّ
النسسوار ،156-155 /39 :ال ّ
سابق(.[.ال ّ
وبغض النظر عما في هذه الرواية من أخطاء تاريخيسسة فسسي خلطهسسا بيسسن
فتح خيبر والطائف ،فلعسسل القسسارئ يلحسسظ هسسذا التشسسبيه لكلم الحسسق جسسل
شأنه ...فعنصر التجسيم والتمثيل واضح في قوله" :مثسسل صسسرير الزجسسل"
ول تشير الرواية إلى أن هذا قد سمعه علي من شجرة ونحوها ،فما بالهم
يذهبون تارة إلى التعطيل المحض ،وتارة إلى التجسيم ،هل هذه الروايات
تمثل الدوار التي مرت بها مراحل التشيع حينما كان الشيعة مجسمة ،ثم
تحولوا إلى مرحلة التعطيل في المائة الثالثة حينمسسا هبسست عليهسسم أعاصسسير
العتزال؟!
ضاع هذه الروايات يمثلون على نحلة وكل يضع مسسا تمليسسه عليسسه أم أن و ّ
عقيدته؟!
والتشيع يحتضن الجميع بل تفريق؛ فحب علي حسنة ل تضر معها سسسيئة
كما يقولون.
ول يجدون ما يلجسؤون إليسه فسي تعليلسه سسوى القسول بالتقيسة ،ول يكساد
يجزم شيخ من مشايخم بمعرفة أي القولين تقية إل بالقول بأن ما خسسالف
العامة )يعني أهل السنة( فيه الرشاد .وليتهم قالوا :ما وافسسق القسسرآن هسسو
الحق وما سواه تقية.
320
وبعد ،أليس يكفي في بيان فساد مذهبهم أنه عنصر غريب علسسى المسسة،
وأنه خلف ما عليه أهل البيت ،وخلف ما اتفقت فيه روايات لهسسم مسسع مسسا
جاء عند أهل السنة ،وأن رواياتهم كلها متعارضة متناقضة؟!
2ق مسألة الرؤية:
الرؤية حق لهل الجنة ،بغير إحاطة ول كيفية ،كما نطسسق بسسه كتسساب ربنسسا
ة{ ]القيامة ،آيسسة ،22 :س ،23والنسسص ة ،إ َِلى َرب ّ َ
ها َناظَِر ٌ ضَر ٌ
ذ ّنا ِ
مئ ِ ٍ
و َ
جوهٌ ي َ ْ
و ُ
} ُ
عن الطحاوية )انظر :شرح الطحاوية ص .[.(146وأما الحاديث عسسن النسسبي صسسلى
الله عليه وسسسلم وأصسسحابه الدالسسة علسسى الرؤيسسة فمتسسواترة رواهسسا أصسسحاب
الصحاح والمسانيد والسن ]علي بن أبي العز /شرح الطحاوية ص .[.151
وقد قال بثبوت الرؤية الصحابة والتسسابعون ،وأئمسسة السسسلم المعروفسسون
بالمامة في السسدين ،وسسسائر طسسوائف أهسسل الكلم المنسسسوبين إلسسى السسسنة
والجماعة ]علي بن أبي العز /شرح الطحاوية ص .[.146
وخالف في ذلك الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم مسسن الخسسوارج والماميسسة
]علسسي بسسن أبسسي العسسز /شسسرح الطحاويسسة ص [.146وقولهم باطسسل مسسردود بالكتسساب
والسنة وإجماع السلف ]انظر :الرد على الزنادقة والجهميسسة للمسسم أحمسسد ص ،85رد
المام الدارمي عثمان بن سعيد على المريسي العنيد ص ،413شرح أصسسول اعتقسساد أهسسل
السنة لللكائي ،3/454 :وانظر التصديق بالظر إلى الله في الخرة للجري ،ضوء السساري
إلى معرفة رؤية الباري لبسسي شسسامة ،والتبصسسرة للشسسيرازي ص ،229شسسرح الطحاويسسة ص
،146مختصر الصواعق المرسلة ص .[.179
وأذكر فيما يلي قول الشيعة من مصادرها:
لقد ذهبت الشيعة المامية بحكم مجاراتهم للمعتزلة إلسسى نفسسي الرؤيسسة،
وجاءت روايات عديدة ذكرها ابن بابويه فسسي كتسسابه التوحيسسد وجمسسع أكثرهسسا
صاحب البحار تنفي ما جاءت به النصوص من رؤيسسة المسسؤمين لربهسسم فسسي
الخرة ،فتفتري – مثل ً – على أبي عبد الله جعفر الصادق بأنه سسسئل "عسسن
الله تبارك وتعالى هل يرى في المعاد ؟ فقال :سسسبحان اللسسه وتعسسالى عسسن
وا كبيًرا ..إن البصار ل تدرك إل مسا لسه لسون وكيفيسة ،واللسه خسالق ذلك عل ً
اللوان والكيفية" ]بحار النوار ،4/31 :وعزاه إلى أمالي الصدوق.[.
ويظهر أن الحجة التي احتج بها هؤلء الذين وضسسعوا هسسذه الروايسسة علسسى
قسا ل وجسسود لسسه.
جعفر تتضمن نفي الوجود الحق ،لن ما ل كيفيسسة لسه مطل ً
ولهذا قال بعض السلف حينما سئل عسن السستواء قسال :السستواء معلسوم
والكيف مجهول ]جاء هذا الثر – بهذا المعنى – عن أم سلمة ،فأخرجه الللكائي بسنده
عن أم سلمة موقوًفا )شرح أصول اعتقاد أهسسل السسسنة ،(3/297 :وذكسسره ابسسن حجسسر )فتسسح
الباري .(13/406 :قال شيخ السلم ابن تيمية » :روي هذا الجسسواب عسسن أم سسسلمة رضسسي
عا ،ولكن ليس إسناده مما يعتمد عليه « )الفتاوى ،(5/365 :كمسسا الله عنها :موقوًفا ومرفو ً
ثبت مثل هذا الجسواب عسن ربيعسة شسيخ مالسك ،وروي مسن غيسر وجسه عسن مالسك )المصسدر
السابق( فأخرجه الللكائي عنهمسسا )شسسرح أصسسول اعتقسساد أهسسل السسسنة .(3/398 :والسسبيهقي
)السسسماء والصسفات ص ،(409-408وذكسسره البغسسوي )شسسرح السسسنة (1/171 :والسسسيوطي
)الدر المنثور ..[.(3/91 :ولم يقل :ل كيفية له.
فالمنفي هنا علم البشر بالكيفية ل ذات الكيفية ،كما أن هذا ينسساقض مسسا
رواه صاحب الكافي عن أبي عبد الله أنه قال .." :ولكسسن لبسسد مسسن إثبسسات
321
أن له كيفية ل يسسستحقها غيسسره ول يشسسارك فيهسسا ول يحسساط بهسسا ول يعلمهسسا
غيره" ]أصول الكافي.[.1/85 :
وقال شيخهم وآيتهم جعفر الّنجفي صساحب كشسف الغطسا" :ولسو نسسسب
صفات ..كالّرؤية حكسسم بارتسسداده" ]كشسسف الغطسسا :ص .[.417 إلى الله بعض ال ّ
وجعل الحّر العاملي نفي الرؤية من أصول الئمة ،وعقد لذلك باًبا بعنسسوان
دنيا ول فسسي ن اللسسه سسسبحانه ل تسسراه عيسسن ول يسسدركه بصسسر فسسي الس ّ "بسساب أ ّ
الخرة" ]الفصول المهّمة في أصول الئّمة :ص .[.12
فنفيهم لرؤية المؤمنين لربهم في الخرة خروج عن مقتضسسى النصسسوص
ضا خروج عسسن مسذهب أهسل السبيت ،وقسد اعسترفت بعسض الشرعية ،وهو أي ً
مي عن أبي بصسسير ،عسسن أبسسي عبسسد رواياتهم بذلك ،فقد روى ابن بابويه الق ّ
ل هسسل يسسراه سلم قسسال :قلسست لسسه :أخسسبرني عسسن اللسسه عسّز وجس ّ الله عليه ال ّ
المؤمنون يوم القيامة؟ قسسال :نعسسم ]ابسسن بسسابويه /الّتوحيسسد ص ،117بحسسار النسسوار:
شي ص ) 450رقم .[.(848 ،4/44وانظر :رجال الك ّ
3س ومثل مسألة "الرؤية" مسألة أخرى هي "نزول الرب جل شأنه":
والذي استفاضت به السنة عسسن النسسبي صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم واتفسسق
سلف المة وأئمتها وأهل العلم بالسنة والحديث على تسديق ذلك وتلقيسسه
بالقبول ]ابن تيمية /شرح حديث النزول :ص ،6وانظر :السسرد علسسى الجهميسسة للمسسام أبسسي
سعيد السسدارمي :ص ،284ورد المسام عثمسان بسن سسعيد علسسى المريسسي العنيسد ص ،377
السنة /لبن أبسسي عاصسسم ،1/216 :شسسرح أصسسول اعتقسساد أهسسل السسسنة /الللكسسائي[.3/434 :
وإثباته على ما يليق بجلله سبحانه ويختص بعظمته.
وقد جاءت عند الثني عشرية روايسسات نسسسبوها لهسسل السسبيت تنكسسر ذلسسك
]انظر رواياته في أصول الكافي ،127-1/125 :وانظر :بحار النوار [.314 ،3/311 :في
حين يوجد روايات أخرى تثبت النزول اللهي وهي التي تتفق مع نقل أهل
السنة عنهم .جاء في كتب الشيعة "قال سائل لبي عبسسد اللسسه :تقسسول إن ّسسه
ن الّروايسسات قسسد دنيا؟ قال أبو عبد الله :نقول بسسذلك ،ل ّسماء ال ّ
ينزل إلى ال ّ
حت به والخبار" ]بحار النوار .3/331 :وقد عزاه المجلسي إلى كتاب الّتوحيد لبسسن ص ّ
ل علسسى الن ّسسزولص الذي يسسد ّ ن الن ّ ّ
بابويه ،وقد رجعت إلى كتاب الّتوحيد فوجدت الّرواية إل أ ّ
ص فسسي بعسسض الّنسسسخ قق الكتاب أشار في الحاشية إلسسى وجسسود هسسذا الن ّس ّ قد حذف ،لكن مح ّ
صلب لعسسدم مسسوافقته لمشسسربه )انظسسر :الّتوحيسسد لبسسن الخط ّّية للكتاب ،ولكّنه لم يثبته في ال ّ
بابويه ص .[.(248ومثل هذا المعنسسى جسساء فسسي تفسسسير القمسسي أصسسل أصسسول
التفاسير عندهم كما أثبت ذلسسك صسساحب البحسسار ]بحسسار النسسوار ،[.3/315 :وإن
كان ناشر الكتاب والمعلق عليه أضاف إليه ما يغير معناه ]قال" :ينزل أمره"
انظر :تفسير القمي [.2/204 :ولم يتفطن أن بقية النص تكشسسف مسسا زاده فيسسه
]حيث جاء النص" :إن الرب تبارك وتعالى ينزل كله ليلة… فإذا طلع الفجر عاد السسرب إلسسى
عرشه") .انظر :بحار النوار ،3/315 :تفسير القمي (2/204 :ول يخفى ما فيسسه مسسن الغلسسو
في الثبات في قوله" :ثم عاد الرب إلى عرشه".[.
واختلف رواياتهم بهذه الصورة يدل على أن جانًبا منها باطسسل بل ريسسب،
ول شك بأن الروايات التي تتفق مع كتاب اللسه وسسنة رسسوله صسلى اللسه
عليه وسلم وإجماع السلف هي الصواب ،وإن أعرض عنه شسسيوخ الشسسيعة
مجاراة لهل العتزال.
322
ثم إن اختلف شيوخ المامية المتقدمين عن متأخريهم فسسي هسسذا البسساب
يلزم منه أن أحدهما على ضلل ،وعليه "لزم ضسسرورة أن شسسيوخ الماميسسة
ضلوا في التوحيد إما متقسسدموهم وإمسسا متسسأخروهم" ]منهسساج السسسنة.[.1/275 :
وقد جاءت روايسسات تسدل علسى أن الئمسة – بساعتراف كتسب الشسيعة – قسد
أخذوا بالمنهج الوسط بين غلو متقسسدمي الشسسيعة فسسي الثبسسات ،وبيسسن غلسسو
متأخريهم في التعطيل.
وعقد صاحب الكافي باًبا بعنوان "باب النهي عن الصفة بغير مسسا وصسسف
به نفسه تعالى" وذكر فيسسه اثنسستي عشسسرة روايسسة عسسن الئمسسة ]انظسسر :أصسسول
الكافي [.104-1/100 :افتتح البسساب بروايسسة "عبسسد الرحيسسم بسسن عتيسسك القصسسير
قال :كتبت على يدي عبد الملك بن أعين إلى أبي عبد الله عليسسه السسسلم:
ي :سسسألت ما بالعراق يصفون الله بالصسسورة وبسسالتخطيط فكتسسب إلس ّ "إن قو ً
رحمك الله عن التوحيد وما ذهب إليه من قبلك ،فتعالى اللسسه السسذي ليسسس
كمثله شيء وهو السميع البصير ،وتعالى عما يصفه الواصفون المشبهون
الله بخلقه المفترون على الله ،فاعلم رحمسسك اللسسه أن المسسذهب الصسسحيح
في التوحيد ما نزل به القرآن من صفات الله جسسل وعسسز ،فسسانف عسسن اللسسه
تعالى البطلن والتشبيه فل نفي ول تشبيه ]مذهب السلف بيسسن مسسذهبين ،وهسسدي
مث ْل ِق ِ
ه بين ضللتين :هو إثبات الصفات ،ونفي مماثلة المخلوقات ،فقوله تعسسالى} :ل َي ْق َ
س كَ ِ
صيُر{ رد علسسى أهسسل ع الب َ ِ
مي ُ
س ِ
و ال ّ
ه َ
و ُ
ء{ رد على أهل التشبيه ،والتمثيل .وقولهَ } :
ي ٌ
ش َْ
النفي والتعطيل )انظر :مجموع فتاوى شيخ السلم (5/196 :لكن لفظ التشبيه صسسار فسسي
ظا مجمل ً يراد به المعنى الصحيح وهو ما نفاه القرآن ودل عليسسه العقسسل مسسن كلم الناس لف ً
أن صفات الرب ل يوصف بها شيء من المخلوقات ،ول يماثله شيء مسسن المخلوقسسات فسسي
شيء من صفاته ،ويراد به معنى باطل وهو أن ل يثبت لله شيء من الصفات )انظر :شرح
الطحاويسسة ص ..[.(40ل تعسسدوا القسسرآن فتضسسلوا بعسسد البيسسان" ]أصسسول الكسسافي:
.[.1/100وعن المفضل قسال :سسسألت أبسسا الحسسسن عسن شسسيء مسن الصسسفة
فقال" :ل تجاوز ما في القرآن" ]السابق.[.1/102 :
لحظ أن هذا النص الذي ورد في أصح كتبهم الربعة يسسأمرهم باتبسساع مسسا
نزل به القرآن من صفات الله سبحانه .فمن قلد أهسل العستزال ،أو حكسم
العقل وأعرض عن كتاب الله ،لم يتبع كتاب الله ،ولم يأخذ بوصية إمامه.
قال الرضا" :للناس في التوحيد ثلثسسة مسسذاهب :نفسسي ،وتشسسبيه ،وإثبسسات
بغير تشبيه؛ فمذهب النفسسي ل يجسسوز ،ومسسذهب التشسسبيه ل يجسسوز؛ لن اللسسه
تبارك وتعالى ل يشبه شيء والسبيل في الطريقة الثالثة إثبات بل تشبيه"
]بحار النوار.[.3/263 :
فأوائل الشيعة أخذوا بالتشبيه وأواخرهم أخسسذوا بسالنفي ،وأعرضسسوا عسسن
المذهب الوسط ،وهو مذهب الئمة كما تقر به "نقولهم" فدل علسسى أنهسسم
ليسوا على شيء في هذا الباب فلم يأخسسذوا بمنهسسج القسسرآن والسسسنة ولسسم
يأخذوا بطريقة الئمة الذين يزعمون أنهسسم قسسدوتهم ،بسسل سسساروا مسسع أهسسل
ء{ ثم أخذوا بمسلك ي ٌ ه َ
ش ْ مث ْل ِ ِ ل ،وخالفوا قول الله} :ل َي ْ َ
س كَ ِ التمثيل أو ً
أهل التعطيل وأعرضوا عن نصوص الصفات الواردة عن الله ورسوله.
323
المبحث الثالث
وصفهم الئمة بأسماء الله وصفاته
وهو ما انفردت به الشسيعة ،وشسذت بسه عسن المسسة ...فسسإذا كسسان شسسيوخ
الشيعة المتقدمون قد شبهوا الخالق سبحانه بصفات المخلوقين ،ثم واجه
هذه الموجة الغالية في التجسيم موقف آخر قد يمثل ردة فعسسل لسسه ،وهسسو
موقف التعطيل..
فشسسبهوا اللسسه سسسبحانه بالمعسسدومات والجمسسادات والممتنعسسات ،وعطلسسوا
نصوص السماء والصفات.
فهم لم يصفوا الله سبحانه بما وصف به نفسه وبما وصسسفه بسسه رسسسوله
صلى الله عليه وسلم ل فسسي مسسذهبهم الول ول فسسي مسسذهبهم الخيسسر ..إذا
كان المر كذلك فإنهم لم يكتفوا بذلك ،بل تطسسور المسسر إلسسى أن السسسماء
والصفات الواجبة لله سبحانه وصفوا بهسسا بعسسض البشسسر )الئمسسة( فخرجسسوا
بمذهب ثالث وهو تشبيه المخلوق بالخسسالق ،فشسسابهوا النصسسارى فسسي ذلسسك
كما شابهوا اليهود في المذهب الول )التجسيم(.
لقد خرجوا ببدعة ثالثة أحدثوها في أمة محمد صلى اللسسه عليسسه وسسسلم،
حيث زعموا أن الئمة هم أسماء الله ،فأسماء اللسسه سسسبحانه السستي ذكرهسسا
في كتابه هي – على حد زعمهم – عبارة عسسن الئمسسة الثنسسي عشسسر ،وهسسذا
يتضسسمن تعطيسسل اللسسه مسسن أسسسمائه الحسسسنى ،وإعطاءهسسا بعسسض البشسسر،
ويزعمسسون أن النسسص مسسن "المعصسسوم" قسسد ورد بسسذلك ،وهسسذا إفسسك عظيسسم
افتروه؛ فويل لهم مما يفترون.
روى الكليني في أصل الكافي عن أبي عبد الله في قول الله عز وجل:
ها{ ]العراف ،آية [.180 :قال" :نحن سَنى َ ماء ال ْ ُ َ ول ِل ّ ِ
عوهُ ب ِ َ
فادْ ُ ح ْ س َ
ه ال ْ } َ
والله السماء الحسسسنى السستي ل يقبسسل اللسسه مسسن العبسساد عمل ً إل بمعرفتنسسا"
]أصول الكافي.[.144-1/143 :
وهذا المعنى تناقله أساطين المذهب في روايات عديدة منسوبة لجعفر
الصسسادق وغيسسره ]انظسسسر :تفسسسسير العياشسسسي ،2/42 :المفيسسسد /الختصسسساص :ص ،252
المجلسي /بحار النوار ،94/22 :النوري الطبرسي /مستدرك الوسسسائل ،1/371 :البرهسان:
،2/52تفسير الصافي .[.255-2/254
سَنى{ وهؤلء يقولسسون :نحسسن ماء ال ْ ُ َ ول ِل ّ ِ
ح ْ س َ
ه ال ْ الله سبحانه يقولَ } :
السماء الحسنى ،فأي محاداة لله وكتابه أعظسم مسن هسذا! إن مسن معيسسن
هذه النصوص المظلمة تستقي طسسوائف الباطنيسسة الملحسسدة والسستي تسسذهب
لتأليه الئمة ..ومن مائها السن ترتوي.
وتفصل روايات أخرى لهم ما أجملته الرواية السابقة فيروون عسسن أبسسي
جعفر أنه قال" :نحن وجه الله نتقلب في الرض بين أظهركم ،ونحن عين
الله في خلقه ،ويده المبسوطة بالرحمسة علسى عبساده ،عرفنسا مسن عرفنسا
وجهلنا من جهلنا" ]أصول الكافي ،1/143 :البرهان.[.3/240 :
وعن أبي عبد اللسه" :إن اللسه خلقنسا فأحسسن صسورنا وجعلنسا عينسه فسي
عباده ،ولسانه الناطق في خلقسسه ،ويسسده المبسسسوطة علسسى عبسساده بالرأفسسة
والرحمة ،ووجهه الذي يؤتى منه ،وبابه الذي يدل عليه ،وخزانه في سمائه
324
وأرضه ،بنا أثمرت الشجار وأينعت الثمار ،وجرت النهار ،وبنا ينسسزل غيسسث
عبد الله" ]أصسسول
السماء وينبت عشب الرض ،وبعبادتنا عبد الله ولولنا ما ُ
الكسسافي ،1/144 :ابسسن بسسابويه /التوحيسسد ص ،152-151بحسسار النسسوار ،24/197البرهسسان:
.[.241-3/240
وزعموا أن أمير المؤمنين علًيا قال" :أنا عين الله وأنا يد الله وأنا حبيب
الله وأنا باب الله" ]أصول الكافي ،1/145 :بحار النسسوار .[.24/194 :وقسسال – كمسسا
يفترون " :-أنا علم الله ،وأنا قلب الله الواعي ،ولسان الله الّناطق ،وعين
ناظرة ،وأنا جنب الله وأنا يسسد اللسسه" ]ابسسن بسسابويه /الّتوحيسسد ص ،164بحسسار الله ال ّ
النوار.[.24/198 :
قا من ل خل ً ن لله عّز وج ّ ن أبا عبد الله قال" :إ ّ وفي التوحيد لبن بابويه أ ّ
سسسامعة ،ولسسسانه رحمته ،خلقهم من نوره ..فهم عين الله الّناظرة وأذنه ال ّ
ضسيم ،وبهسم سسّيئات ،وبهسم يسدفع ال ّ الّناطق في خلقه بإذنه ..بهسم يمحسو ال ّ
ُينّزل الّرحمة ،وبهم يحيي ميًتا ،وبهم يميت حّيا ،وبهسسم يبتلسسي خلقسسه ،وبهسسم
يقضي في خلقه قضّيته" ]الّتوحيد :ص .[.167
وقد ذكر المجلسي سًتا وثلثين رواية تقول إن الئمة هم وجه اللسسه ويسسد
شي وغيره قال علي – كمسسا الله ]بحار النوار .[.203-24/191 :وفي رجال الك ّ
ظسساهر، يفترون " :-أنا وجه الله ،أنا جنب الله ،وأنا الّول ،وأنا الخر ،وأنا ال ّ
شسسي ص 221رقسسم ) ،(374وانظسسر :بحسسار النسسوار،94/180 : وأنا الباطن] "..رجسسال الك ّ
بصائر الّدرجات ص .[151
وجاءت عندهم روايات عديدة في كثير من مصسسادرهم المعتمسسدة تفسسسر
م{ ]الرحمن ،آيسسة: وال ِك َْرا ِ ل َ جل ِ ذو ال ْ َ ك ُ ه َرب ّ َ
ج ُ و ْقى َ وي َب ْ َ
قوله سبحانهَ } :
ه{ ]القصسسص ،آيسسة[.88 : هق ُ ج َو ْ ك ِإل َ هال ِ ٌء َ ي ٍش ْ ل َ .[.27وقوله سبحانه} :ك ُ ّ
بما رووه عن جعفر أّنه قال" :نحن وجه الله" ]مضى تخريج هذا الّنص من كتبهم
ص " [173-172نحن الوجه الذي يؤتى الله منه" ]مضسسى تخريجسسه مسسن كتبهسسم ص
" ،[173-172نحن وجه الله السسذي ل يهلسسك" ]ابسسن بسسابويه /الّتوحيسسد ص ،150بحسسار
صافي ،4/108 :البرهسسان ،[.3/241 :وروايات أخسسرى بهسسذا النوار ،24/201 :تفسير ال ّ
ه{ ص هق ُج َ
و ْ
ك ِإل َهال ِق ٌ
ء َ ي ٍشق ْ ل َ المعنى ]انظر :ابن بابويه /التوحيسسد ،بسساب تفسسسير }ك ُ ّ
،153-149وبحار النوار 24/191 :وما بعدها ،وفي تفسير البرهان ثلث عشرة رواية بهذا
المعنى نقلها من مختلف كتبهم المعتمدة عندهم )انظر :البرهان .[.(242-30/240
وجاء في تفسير العياشي ،رواية طويلسسة تقشسسعر منهسسا أبسسدان المسسؤمنين
تصف ما يجري في يوم القيامة ،وتقول نهاية الرواية – على لسان الئمسسة
" :-ثم يؤتى بنا فنجلس على عرش رّبنا] "..تفسير العّياشي ،2/312 :البحرانسسي/
البرهان ،2/439 :المجلسي /بحار النوار) 3/302 :ط:كمباني(.[.
هذا ونصوصهم التي تفسر أسماء الله عز وجل وصفاته بالمام والئمسسة
كثيرة.
ضسسا بعسسض صسسفات السسرب سسسبحانه كسسالعلم كما أنهم أضفوا على الئمة أي ً
بالغيب ،وعقد لذلك صاحب الكافي باب ًسسا بعنسسوان "بسساب أن الئمسسة يعلمسسون
علم ما كان وما يكون وأنه ل يخفى عليهسسم الشسسيء" ]انظسسر :أصسسول الكسسافي:
.[.262-1/260وضمنه طائفة من رواياتهم .وعقد باًبا آخر بعنسسوان "بسساب أن
325
الئمة إذا شاءوا أن يعلموا علموا" ]أصول الكسسافي [.1/258 :وذكر فيسسه جملسسة
من أحاديثهم ،ومن روايات هذه البواب:
سماوات وما في قال أبو عبد الله – كما يفترون " :-إّني لعلم ما في ال ّ
الرض وأعلم ما في الجّنة وأعلم ما في الّنار ،وأعلم ما كان وما يكون"..
]أصول الكافي" .[.1/261 :وعن سيف التمار قال :كنا مع أبي عبد الله رضسسي
الله عنه جماعة من الشيعة في الحجر فقسسال :علينسسا عيسسن؟ فالتفتنسسا يمنسسة
بب الكعبسسة ور ّ دا ،فقلنسسا :ليسسس علينسسا عيسسن .فقسسال :ور ّ
ويسرة فلم نر أحس ً
البنية – ثلث مّرات – لو كنت بين موسسسى والخضسسر لخبرتهمسسا أن ّسسي أعلسسم
سسسلم ن موسى والخضر عليهما ال ّ منهما ولنبأتهما بما ليس في أيديهما ،ل ّ
أعطيا علم ما كان ولم ُيعطيسسا علسسم مسسا يكسسون ومسسا هسسو كسسائن حسستى تقسسوم
ساعة ،وقد ورثناه من رسول الله صلى الله عليه وسسسلم وراثسسة" ]أصسسول ال ّ
الكافي.[.261-1/260 :
وبعد ،فهذه كلمات ل تحتاج إلى تعليسسق ،وأقسسول هسسي "زبالسسة" المسسذاهب
الباطنية ،التي كان لها وجود في تاريخ المسلمين ،والتي تذهب إلسسى تسسأليه
ي والئمة .قد استوعبتها الثنا عشرية في بنية مذهبها. عل ّ
وهسسم يلصسسقون هسسذه المفتريسسات بأهسسل السسبيت ليتخسسذوا منهسسم "عكسسازة"
يعتمدون عليها لنشر مذهبهم .وإل فمن يقول" :أنا الول والخسسر والظسساهر
والباطن" ]انظر :ص )[.(558؛ هل يختلف عن فرعون الذي قال" :أنسسا ربكسسم
العلى"؟! وكيف يتجرأ أساطين المذهب كالكشي والطوسسسي علسسى نقسسل
هذا اللحاد ،وكيف يعدون الكليني ثقة إسلمهم وهو ينقل هو وأضرابه هذا
الكفر البواح؟!
وهل ثمة عذر لمعتذر؟
وقد حاول شيخهم المجلسي اللجوء إلى المجاز لتفسير بعض نصوصهم
الواردة في هذا البسساب حيسسث قسسال" :إن تلسسك المجسسازات شسسائعة فسسي كلم
العرب ،فيقال :لفلن وجه عند الناس ،ولفلن يد على فلن وأمثسسال ذلسسك،
والوجه يطلق على الجهة ،فالئمة الجهة التي أمر اللسسه بسسالتوجه إليهسسا ،ول
يتوجه إليه تعالى إل بالتوجه إليهم ،وكسسل شسسيء هالسسك باطسسل مضسسمحل إل
دينهم وطريقتهم وطاعتهم ،وهم عين الله أي شسساهده علسى عبسساده ،فكمسا
أن الرجل ينظسسر بعينسسه ليطلسسع علسسى المسسور فكسسذلك خلقهسسم اللسسه ليكونسسوا
شهداء من الله عليهم ناظرين في أمورهم.
وإطلق اليد على النعمة والرحمة والقدرة شائع ،فهم نعمة الله التامسسة،
ورحمته المبسوطة ،ومظاهر قسسدرته الكاملسسة .والجنسسب :الجسسانب والناحيسسة
وهم الجانب الذي أمر الخلق بالتوجه إليهم ..ويحتمل أن يكون كنايسسة عسسن
أن قرب الله تعالى ل يحصل إل بالتقرب بهم ،كما أن قرب الملسسك يكسسون
ه ]بحار النوار.[.24/202 :بجنبه" ا
إن هذا العتذار دليل على رضا شيوخهم بهذا الكفسسر السسبين ،وإل فكيسسف
جا؟! لم ل يضرب به الجدار ،وينقي "ثوب يلتمس لهذا اللحاد الظاهر مخر ً
التشيع" مسسن أدران رؤوس الملحسسدة ،وزبانيسسة الكفسسر؟ وهسسل يصسسح تأويسسل
326
المجلسي إل إذا صح تأويل قول فرعون "أنا ربكم العلى" إل إذا كان هذا
التأويل لمجرد التستر على الباطل ،والدفاع بالهوى عن مقالت الملحدة.
إن التعلق بالمجاز – على فرض القول ]انظر في مسسسألة المجسساز :ابسسن تيميسسة/
مجموع فتاوى شيخ السلم ،119-7/87 :مختصر الصواعق المرسلة ص 242وما بعدها[.
به – ل مكان له هنا؛ لن المجاز في اللغسسة يلحسسظ فيسسه وجسسود علقسسة بيسسن
المعنى الصلي والمعنى المجسسازي ،مسسع وجسسود قرينسسة تمنسسع إرادة المعنسسى
الصلي ]راجع :كتسب البلغسة العربيسة :انظسر – مثل ً :-المراغسي /علسوم البلغسة ص ،296
حفني ناصف وزملؤه /البلغسسة ص ) 341ضسسمن قواعسسد اللغسسة( .[.والصل فسسي الكلم
الحقيقة "ول يصار إلى المجاز إل إذا تعذر حمل الكلم على حقيقتسسه" ]أبسسو
شامة /ضوء الساري ص .[.106
ولذلك فإن فرًقا كسسثيرة فسسي الثنسسي عشسسرية وغيرهسسا عسسدت ذلسك الكلم
حقيقة ،واعتقدت في الئمة اللوهية بمقتضى هذا الكفر السذي ينقلسه لهسم
شيوخ الثني عشرية ،وكان حق هسسذه المقالسسة الرفسسض والتكسسذيب؛ لنسسه ل
معنى لدعوى المجاز ،فهل توجد علقة وقرينة لجعسسل معسساني أسسسماء اللسسه
الحسنى وصفاته العليا للئمة ؟! فأين العلقة في قولهم بأن أسسسماء اللسسه
"الول والخر والظاهر والباطن" هي أوصاف للئمسسة ؟!! وقسسوله سسسبحانه:
ها{ أيسسن القرينسسة الصسسارفة لهسسذه سَنى َ ماء ال ْ ُ َ ول ِل ّ ِ
عوهُ ب ِ َ فادْ ُ ح ْ س َه ال ْ } َ
الية عن معناها الصلي وهو أسماء الله سبحانه؟! ل يوجد شيء من ذلك
إل إن كانت هي زعمهسسم أن فسسي الئمسسة جسسزءا ً إلهي ًسسا ،فقسسد أخسسرج صسساحب
ن اللسسه خلطنسسا بنفسسسه" ]أصسسول الكسسافي: الكافي عسسن الئمسسة أنهسسم قسسالوا" :إ ّ
.[.1/146
فإذا كانت هذه هي القرينسسة فهسسي تؤكسسد مبسسدأ الغلسسو ول تنفيسسه ،وتعطسسي
الئمة جزءا ً من صفات الله سبحانه .وأنت تلحظ فسسي كلمسسات المجلسسسي
مظاهر الغلو في الئمة وتكاد تكون مجرد صدى لتلك الروايات.
فهل يمكن أن يقارن قول العرب :لفلن وجه عند الناس بقسسول إمسسامهم
– كما يفترون " :-أنا وجه الله"؟! وهل يقبل أن تجعل قرينة ذلك أن علًيسسا
والئمة هم الجهة التي أمر الله بالتوجه إليها ..هل عندهم من برهان بهسسذا
فيخرجوه لنا؟
ل يتسسوجه النسساس بعبسسادتهم ودعسسائهم إل إلسسى اللسسه وحسسده ،ول يسسستقبل
المسلمون في صلواتهم إل إلى بيت الله ،ول واسطة بين اللسسه وخلقسسه إل
في تبليغ وحيه سسسبحانه ،ول واسسسطة فسسي التبليسسغ إل رسسسل الهسسدى عليهسسم
السلم ،وكل يؤخذ من قوله ويترك إل رسول الله صلى الله عليه وسسسلم،
فكيف يقال بعد هذا :إن الئمة هم الجهة التي يتوجه الناس إليها ؟!
أمسسا دعسسوى "أن الئمسسة يعلمسسون مسسا كسسان ومسسا يكسسون ول يخفسسى عليهسسم
الشيء" فهذه صفة للحق جل شسسأنه ل يشسساركه فيهسسا أحسسد سسسبحانه .قسسال
َ
ه{ ب ِإل الل ّ ُ ض ال ْ َ
غي ْ َ والْر ِ ت َ وا ِ ما َ س َ في ال ّ من ِ م َ عل َ ُقل ل ي َ ْ تعالىُ } :
و{ ]النعام ،آية: ه َ ها إ ِل ّ ُ
م َ عل َ ُب ل َ يَ ْ غي ْ ِ ح ال ْ َ فات ِ ُ م َعندَهُ َ و ِ]النمل ،آيةَ } .[.65 :
َ عل َْيقق ِ
فققي ول َ ِض َفققي الْر ِ يء ٌ ِ شقق ْ ه َ ى َ فقق َ خ َه ل َ يَ ْ ن الّلقق َ} .[.59إ ِ ّ
ماء{ ]آل عمران ،آية.[.5 : س َ ال ّ
327
والله سبحانه أمر أفضل الخلق رسول الهدى صلى الله عليه وسسسلم أن
يسققن ِ َم ّمققا َ و َ ر َ ن ال ْ َ
خي ْ ِ م َت ِ ست َك ْث َْر ُب لَ ْ م ال ْ َ
غي ْ َ عل َ ُت أَ ْ كن ُ و ُ ول َ ْ
يقولَ } :
َ
ن الّلقق ِ
ه خَزآئ ِ ُ دي َ عن ِم ِ ل ل َك ُ ْقو ُ قل ل ّ أ ُ ء{ ]العراف ،آية،[.188 :سس } ُ سو ُ ال ّ
م ال ْ َ َ
ب{ ]النعام ،آية [.50 :فأمره سبحانه أن يفوض المور إليسسه، غي ْ َ عل َ ُول أ ْ َ
وأن يخبر عن نفسه أنه ل يعلم بغيب المستقبل ،ول اطلع له على شسسيء
فل ب َ غي ْق ِم ال ْ َ عال ِ ُمن ذلك إل بما أطلعه اللسسه عليسسه كمسسا قسسال تعسسالىَ } :
غيب َ
ل] {...الجسسن ،آيسسة: سو ٍ من ّر ُ ضى ِ ن اْرت َ َ م ِدا ِ ،إل َ ح ً هأ َ عَلى َ ْ ِ ِ هُر َ ْ
ي ُظ ِ
،27 ،26والنص عن تفسير ابن كثير.[.2/293 :
وقد ذكر علماء السلم أن من ادعى شيًئا مسسن علسسم الغيسسب فقسسد كفسسر،
فقد أضاف الله سبحانه علم الغيب إلى نفسه في غير ما آيسسة مسسن كتسسابه،
فل يظهر على غيبه إل من اصطفى من رسله ]انظسسر هسسذا المعنسسى فسسي تفسسسير
القرطبي ،[.3 ،7/2 :وهذا هو الغيب المطلق المحجوب عن جميع الخلق ]ذكر
أهل العلم أن الغيب ينقسم إلى قسمين :غيب "مطلق" أو حقيقسسي وهسسو مسسا يعلمسسه وحسسده
قل ل سبحانه دون ما سواه ،وهو المقصود عنسسد الطلق ،وفيسسه يقسسول اللسسه عسسز وجسسلُ } :
َ
ه{ .وغيب "إضافي" أو مقيد وهو مسسا ب ِإل الل ّ ُ ض ال ْ َ
غي ْ َ والْر ِ
ت َ
وا ِ
ما َ
س َفي ال ّمن ِم َعل َ ُ
يَ ْ
غاب علمه عن بعض المخلوقين دون بعض؛ كالذي يعلمه الملئكة عن أمر عسسالمهم وغيسسره
ل .وأما ما يعلمه البشر بتمكينهم من أسبابه واسسستعمالهم لهسسا ول يعلمسسه ول يعلمه البشر مث ً
غيرهم لجهلهم بتلك السباب أو عجزهم عن استعمالها فل يدخل في عمسسوم معنسسى الغيسسب
الوارد في كتاب الله؛ لنه غيب عمن غاب عنه من المخلوقين ،ليس هو غيًبا عمسسن شسسهده.
قا غاب عن دا ليس غيًبا مطل ً والناس كلهم قد يغيب عن هذا ما يشهده هذا ،فيكون غيًبا مقي ً
المخلوقين قاطبة.
)انظر :مجموع فتاوى شيخ السلم ،16/110 :تفسير المنار.[.(7/422 :
وقد عثرت وسط هذا الركام من هسسذه السسدعاوى الغبيسسة الملحسسدة حسسول
الئمة على بعض النصوص التي روتها كتب الشيعة والتي تجرد الئمة مسسن
هذه الصفات التي خلعوها عليهم ،وهي ل تنبغي إل للحق جل شأنه.
قسسال أبسسو عبسسد اللسسه – كمسسا يسسروي صسساحب الكسسافي " :-يسسا عجب ًسسا لقسسوام
يزعمون أنا نعلم الغيب ،ما يعلسسم الغيسسب إل اللسسه عسسز وجسسل ،لقسسد هممسست
بضرب جاريتي فلنة فهربت مني ،فما علمت في أي بيسسوت السسدار هسسي"..
]أصول الكافي.[.1/257 :
ولو كان أبو عبد الله – كما يزعم الكليني فسسي أبسسوابه السستي عقسسدها بعسسد
ذكره لهذا النص – لو كان يعلم ما يكون ول يخفى عليه الشيء ،وإذا شسساء
أن يعلم – علم لم يخف عليه موضع الجارية.
وكان الئمة من قديم يشكون مسسن مزاعسسم هسسؤلء السسذين جمسسع أقسسوالهم
صاحب الكافي وأسندها للئمة ،ولهذا جاء في حسسديث لهسسم ذكسسره صسساحب
البحار وصاحب الحتجاج عن بعض أئمتهم قال" :تعالى الله عز وجل عمسسا
يصفون سبحانه وبحمده ،ليس نحن شركاء في علمه ول في قدرته ،بل ل
معل َ ُ
قل ل ي َ ْ يعلم الغيب غيره ،كما قال في محكم كتابه تبارك وتعالىُ } :
َ
ه{ ...قسسد آذانسسا جهلء ب ِإل الل ّق ُ ض ال ْ َ
غي ْق َ والْر ِت َوا ِ
ما َسق َ
فققي ال ّ
مققن ِ
َ
الشيعة وحمقاؤهم ،ومن دينه جناح البعوضة أرجح منه ،وأشهد اللسسه السسذي
دا ...أنسسي بريسسء إلسسى اللسسه وإلسسى رسسسوله ممسسن ل إله إل هو وكفى به شهي ً
328
يقول :إنا نعلم الغيب أو نشارك الله في ملكه ،أو يحلنا محل ً سوى المحل
الذي رضيه الله لنا".
وروايات الشيعة تكشف نفسها بنفسها وتتناقض نصوصها.
وقول الئمة :إنهم مصدر الرزق وإنزال الغيث ..إلخ والذي يرويه شسيوخ
الثني عشرية هو من مخلفات غلة الشيعة والذين أنكر الئمة مذهبهم.
فقد جاء في أخبارهم أن أبا عبد الله قال حينما قيل له :إن المفضل بن
عمر يقول :إنكم تقدرون أرزاق العباد .فقال" :واللسسه مسسا يقسسدر أرزاقنسسا إل
ي الفكسسرةالله ،ولقد احتجت إلى طعام لعيالي فضاق صسسدري وأبلغسست إل س ّ
في ذلك حتى أحرزت قوتهم؛ فعندها طابت نفسي ،لعنه الله وبرئ منه «
]بحار النوار ،25/301 :رجال الكشي ص ،323وانظر روايسسة فسسي هسسذا المعنسسى فسسي بحسسار
ضا في البحسار ،25/316 :ورجسسال النوار ،25/32 :ورجال الكشي ص ،325-324وأخرى أي ً
الكشي ص .[.519-518
ولكن هذه الروايات هي كالشعرة البيضاء في الثور السود ،وفي التقية
متسع لكل نص تضيق به نفوس شيوخ الشيعة ،وإذا أردت مثال ً على ذلسسك
فاسمع ما يقوله شارح الكافي تعقيًبا على قول أبي عبد الله السسذي نقلنسساه
فا )والذي يتعجب فيه أبو عبد اللسسه مسسن قسسوم نسسسبوا لسسه العلسسم بسسالغيب، آن ً
ويذكر للرد عليهم بأن جاريته قد اختفت في داره فلم يدر أين هي فكيسسف
يقال عنه إنه يعلم ما كان وما يكون( .قال شارح الكافي .." ..الغرض من
هذا التعجب وإظهاره هو أل يتخذه الجهال إلهًسسا ،أو يسسدفع عسسن وهسسم بعسسض
الحاضرين المنكر لفضله ما نسبوه إليه من العلم بسسالغيب حفظ ًسسا لنفسسسه،
ما بما كان وما يكون ،فكيف يخفسسى عليسسه وإل فهو رضي الله عنه كان عال ً
مكان الجارية؟ فإن قلت :إخباره بذلك على هذا يوجب الكذب ،قلت :إنما
يوجب الكذب لو لم يقصد التورية وقسسد قصسسدها ،فسسإن المعنسسى مسسا علمسست
ما غير مستفاد منه تعالى بأنها فسسي أي بيسسوت السسدار" ]المازنسسدراني /شسسرح عل ً
جامع )على الكافي(.[.31-6/30 :
انظر التكلف العجيب في رد هذه الرواية لثبات أن المام يعلم ما كسسان
وما يكون حتى ارتكب في سبيل ذلك نسبة المام إلى الكذب ،وهدم أصل ً
من أصولهم وهو العصمة.
وإذا كان المام أراد بهذا القول أل يتخذه الجهال إلًها فهل أنسست بإثباتسسك
لضد قوله تريد أن تدعو إلى تأليه المام ،وأيسن السدليل علسى وجسود بعسض
الحاضسسرين السسذين يخشسسى مسسن وجسسودهم المسسام وسلسسسلة السسسند كلهسسم
شيعة ؟! وعلى أي وجه من وجوه اللغة يعتبر هذا من قبيل التورية؟!
أمسسا شسسيخهم الخسسر الشسسعراني المعلسسق علسسى الشسسرح فلسسم يعجبسسه هسسذا
التكليف فسي تأويسل الروايسة ،ورام ردهسا بأقصسر طريسق وهسو الحكسم بسأن
الرواية كذب ]تعاليق علمية )على الكافي وشرحه( .[.6/31 :
وهكذا يشيع الزنادقة عن علماء أهل البيت مثل هذه الشاعات الكاذبة،
فإذا أنكروا على هؤلء الزنادقة فريتهم ،وفضحوا باطلهم أمام المل حمسسل
شيوخ الشيعة هذا التكذيب والنكار على التقية ..فصارت التقية حيلسسة بيسسد
329
غلة الشيعة لبقسساء التشسسيع فسسي دائرة الغلسسو ،ورد الحسسق ،والسسساءة لهسسل
البيت.
وقد ادعى زارة بن أعين أن جعفسسر بسسن محمسسد يعلسسم أهسسل الجنسسة وأهسسل
فر من قسساله ،ولكسسن زرارة حينمسسا النار ،فأنكر ذلك جعفر لما بلغه ذلك ،وك ّ
نقل له موقف جعفر قال لمحدثه" :لقد عمل معك بالتقية" ]انظر قصة ذلسسك
في ميزان العتدال ،ترجمة زرارة بن أعين.[.70-2/69 :
المبحث الرابع
دعوى التحريف لتأييد مذهبهم في التعطيل
وهو مسلك لم يسلكه أحسسد غيرهسسم ،وشسسذوذ اختصسسوا بسسه عسسن سسسواهم؛
حيث راموا التخلص من آيات الثبات للسسسماء والصسسفات فسسي كتسساب اللسسه
سبحانه بدعوى خطيرة ،سبق أ عرضنا لها مفصسسلة ،ولسسذلك سنشسسير إليهسسا
هنا باقتضاب ونقتصر على ما يتصل منهسسا ببسساب السسسماء والصسسفات ،هسسذه
الدعوى هي تحريفهم للية عما أنزل الله ،فمثل ً روى ابن بابويه عن الرضا
ْ َ ل َين ُ
مه ُن إ ِل ّ أن َيققأت ِي َ ُ ظققُرو َ ه ْعلي بن موسى في قول الله سبحانهَ } :
وإ ِل َققى الل ّق ِ َ
ه مقُر َي ال ْ ضق َ ق ِو ُ ة َ وال ْ َ
ملئ ِك َق ُ مام ِ َ ن ال ْ َ
غ َ م َ في ظُل َ ٍ
ل ّ ه ِ الل ّ ُ
موُر{ ]البقرة ،آية .[.210 :قال الرضسسا" :إنهسسا هسسل ينظسسرون إل أن ع ال ُ ج ُ ت ُْر َ
يأتيهم الله بالملئكة في ظلل من الغمام ،وهكذا نزلت" ]التوحيد لبن بسسابويه:
ص ،163بحار النوار ،3/319 :البرهان .[.1/208 :قال الرضا" :إنها هسسل ينظسسرون
إل أن يأتيهم الله بالملئكة في ظلل من الغمام ،وهكسسذا نزلسست" ]الحتجسساج:
ص .[.253
وهدف الشيعة من هذا التحريف واضح ،فهم يحاولون بذلك نفي التيسسان
عن الله سبحانه كقول المعتزلة.
وفي الحتجاج للطبرسي عن أميسسر المسسؤمنين علسسي قسسال يخسساطب أحسسد
ك ِإل هاِلقق ٌ ء َ ي ٍشقق ْل َ الزنادقسسة لقنسساعه بالسسسلم !!" :وأمسسا قسسولهُ } :
كقق ّ
ه{ فإنما نزلت كل شيء هالسسك إل دينسسه؛ لن مسسن المحسسال أن يهلسسك ه ُج َ و ْ
َ
منه كل شيء ويبقى الوجه ،هو أجل وأعظم من ذلك" ]الحتجاج :ص .[.253
وواضح أن واضع هذه السطورة أعجمي جاهل ل يفقه من أمر العربيسسة
شيًئا ،وزنديق حاقد في افترائه على كتسساب اللسسه ،وتعطيلسسه لصسسفات اللسسه،
ونسبة هذا الكفر لمير المؤمنين علي .ومن كبير مكره وحقسسده زعمسسه أن
هذه إجابة أمير المؤمنين لقناع أحد الزنادقة.
إن هذا المنهج في التعطيل يدل على أن هذه الزمرة التي وضعت هسسذه
الروايات ل ترعى في سبيل الدفاع عن مبادئها أيسسة حرمسسة ،ول تقسسف عنسسد
حد.
وإذا كانت فرق العطلة من المعتزلة وغيرها لم تحسساول أن تمسسس لفسسظ
كتاب الله سبحانه ،ورامت البحث عن تأويل للمعنى ،فسسإن هسسذه الفئة قسسد
تخطت الحدود وتجاوزت المبادئ فرامت إثبات مبسسدئها ،يمسسا يخرجهسسا عسسن
ل ،فدل على أن هناك فئات من أهل التعطيل تريد الكيد للمسسة السلم أص ً
330
بمحاربة أصل دينها وهو كتاب الله العظيم .ولقسسد انكشسسف بهسسذه الوسسسيلة
أمرها وافتضح شأنها .والله من ورائهم محيط.
الفصل الرابع
اعتقادهم في اليمان وأركانه
وفي هسسذا الفصسسل عسسرض لمبحسسثين الول :قسسولهم فسسي اليمسسان والوعسسد
والوعيد ،والثاني :قولهم في أركان اليمان.
وفي المبحث الول خمس مسائل:
المسألة الولى :مفهوم اليمان عندهم.
المسألة الثانية :قولهم بشهادة ثالثة مع الشهادتين.
المسألة الثالثة :القول بالرجاء.
المسألة الرابعة :بيان قولهم بالوعد.
المسألة الخامسة :بيان قولهم بالوعيد.
وفي المبحث الثاني :بيان لقولهم في أركان اليمان.
المبحث الول
قولهم في اليمان والوعد والوعيد
المسألة الولى :مفهوم اليمان عندهم:
لقد أدخل الثنا عشرية اليمان بالئمة الثني عشر في مسسسمى اليمسسان
]وقسسد نسسسب الشسسعري هسسذا المسسذهب إلسسى جمهسسور الرافضسسة ،انظسسر :مقسسالت السسسلميين:
،[.1/125بل جعلوه هو اليمان بعينه.
جاء في أصول الكافي" :السلم هو الظاهر الذي عليه النسساس :شسسهادة
دا عبسسده ورسسسوله" ثسسم ذكسسر أن ل إله إل الله وحده ل شريك له وأن محم س ً
بقية أركان السلم ،ثم قال" :اليمان معرفة هذا المر مع هسسذا ،فسسإن أقسسر
ل" ]أصول الكافي.[.2/24 : ما وكان ضا ً بها ولم يعرف هذا المر كان مسل ً
ويقولون بأن الثسسواب فسسي الخسسرة ليسسس علسسى السسسلم ،إنمسسا هسسو علسسى
اليمان .وعقد لذلك صاحب الكافي باًبا بعنوان" :باب أن السلم يحقن به
الدم وأن الثواب على اليمان" ]أصول الكافي.[.2/24 :
ُ
مقا و َ ل إ ِل َي َْنقا َ
ز َمقآ أنق ِ و َه َ مّنا ِبقالل ّ ِ قوُلوا ْ آ َ ويفسرون قوله سبحانهُ } :
مقا و َ ط َ سقَبا ِ وال ْ ب َ قو َ ع ُوي َ ْ ق َح َس َ وإ ِ ْ ل َ عي َ ما ِ س َ وإ ِ ْ م َ هي َل إ َِلى إ ِب َْرا ِ ز َ ِ ُأن
ن م ل َ نُ َ ُ ُ
فّرقُ ب َي ْ َ ه ْ من ّرب ّ ِ ن ِ ي الن ّب ِّيو َ ما أوت ِ َ و َ سى َ عي َ و ِسى َ مو َ ي َُأوت ِ َ
ه
منت ُققم ب ِق ِ مققا آ َ ل َ مث ْق ِ من ُققوا ْ ب ِ ِ نآ َ فإ ِ ْنَ ، مو َ سل ِ ُ م ْ ه ُ ن لَ ُح ُون َ ْ
م َ ه ْمن ْ ُ
د ّ ح ٍ أ َ
ق] {...البقسسرة ،آيسسة،136 : قا ٍ ش َ في ِ م ِ ه ْ ما ُ فإ ِن ّ َ وا ْ َول ّ ْوِإن ت َ َ دوا ْ ّ هت َ َدا ْ ق ِ ف َ َ
– [.137بما يرونه عن أبي جعفر قال" :إنمسسا عنسسي بسسذلك علي ًسسا ،والحسسسن،
والحسين ،وفاطمة .وجرت بعدهم في الئمة .قال :ثسسم يرجسسع القسسول مسسن
منت ُققم مققا آ َ ل َ مث ْق ِ مُنوْا{ يعنسسي النسساس }ب ِ ِ نآ َ فإ ِ ْالله في الناس فقالَ } :
دق ِف َ ه{ يعني علًيا وفاطمة والحسن والحسسسين والئمسسة مسسن بعسسدهمَ } ، بِ ِ
331
]تفسسسير العياشسسي،1/62 : ق{" شق َ
قا ٍ فققي ِ م ِ هق ْ
ما ُ وا ْ َ
فإ ِن ّ َ ول ّ ْ دوا ْ ّ
وِإن ت َ َ هت َ َ
ا ْ
تفسير الصافي ،1/92 :البرهان.[.1/157 :
ولهذا قال ابن المطهر الحلي" :إن مسألة المامة )إمامة الثني عشسسر(
هي أحد أركان اليمان المستحق بسببه الخلود في الجنان والتخلسسص مسسن
غضب الرحمن" ]منهاج الكرامة في معرفة المامة :ص .[.1
وقال محمد جواد العاملي" :اليمان عندنا إنما يتحقق بالعتراف بإمامسسة
الئمة الثني عشر عليهم السلم ،إل من مات في عهد أحدهم فل يشترط
في إيمانه إل معرفة إمام زمانه ومن قبله" ]مفتاح الكرامة.[.2/80 :
وقال أمير محمد القزويني )من شيوخهم المعاصسسرين(" :إن مسسن يكفسسر
بولية علي وإمامته – رضي الله عنه – فقسسد أسسسقط اليمسسان مسسن حسسسابه
وأحبط بذلك علمه" ]الشيعة في عقائدهم وأحكامهم :ص .[.24
المسألة الثانية :الشهادة الثالثة:
وبمقتضسسى هسسذا اليمسسان السسذي ل يعرفسسه سسسوى الثنسسي عشسسرية ،فسسإنهم
اخترعوا "شهادة ثالثة" هي شعار هذا اليمان الجديد ،هي قسولهم" :أشسهد
أن علًيا ولي الله" يرددونها في أذانهم وبعد صلتهم ،ويلقنونها موتاهم.
فالقرار بالئمة مع الشهادتين يقال بعد كل صلة ،وعقد الحسسر العسساملي
باًبا في هذا المعنى ]انظر :وسائل الشيعة :باب استحباب الشهادتين والقسسرار بالئمسسة
بعد كل صلة.[.4/1038 :
وجاء في أخبارهم عسسن زرارة عسن أبسسي جعفسسر عليسه السسسلم قسسال" :لسو
أدركت عكرمة ]يعني عكرمة مولى ابن عباس العلمسسة الحسافظ المفسسر )انظسسر :سسسير
أعلم النبلء .(5/12 :هذا قدره عند هؤلء )انظر :رجال الكشسسي :ص 216حيسسث قسسال بسسأن
هذا يدل على ذمه( [.عند الموت لنفعته ،فقيل لبسسي عبسسد اللسسه عليسسه السسسلم:
بماذا كان ينفعه؟ قال :يلقنه ما أنتم عليه" ]فروع الكافي ،1/34 :مسسن ل يحضسسره
الفقيسسسه ،1/41 :تهسسسذيب الحكسسسام ،1/82 :ورجسسسال الكشسسسي :ص ،216وسسسسائل الشسسسيعة:
،[.2/665وعن أبي بصير عن أبي جعفر قال ..." :لقنوا موتاكم عند الموت
شهادة أن ل إله إل الله والولية" ]فسسروع الكسسافي ،1/34 :تهسسذيب الحكسسام،1/82 :
وسائل الشيعة.[.2/665 :
ويلقن هذه الشهادة عند إدخاله للقسسبر ]انظسسر أخبسسارهم فسسي ذلسسك فسسي :فسسروع
الكسسافي ،1/53 :تهسسسذيب الحكسسسام ،1/91 :وسسسسائل الشسسسيعة ،[.2/843 :وكسسذلك عنسسد
وب لذلك المجلسي فقال" :باب اسسستحباب تلقيسسن انصراف الناس عنه ،وب ّ
الولي الميت الشسسهادتين والقسسرار بالئمسسة عليهسسم السسسلم بأسسسمائهم بعسسد
انصسسراف النسساس" ]وسسسائل الشسسيعة ،[.2/862 :وسسساق فسسي ذلسسك جملسسة مسسن
رواياتهم.
وهذه الشهادة الجديدة هي إقرار بمسألة المامة التي يرى ابن المطهر
أنها "أهم المطالب في أحكام الدين وأشرف مسسسائل المسسسلمين" ]منهسساج
الكرامة :ص .[.1
وبعد ،فإن العتقاد بأن اليمان بسسالثني عشسسر هسسو ركسسن اليمسسان ،أو هسسو
اليمان نفسه وهو أهم مطالب الدين ...إن هذا "العتقاد" إحسسدى السسدلئل
البينة ،والمارات الواضحة على بطلن مذهبهم ،وأنهم شرعوا مسسن السسدين
332
ما لم يأذن به الله .فل جاء في القرآن ول ثبت في السنة شيء مسسن ذلسسك
]انظر ما ساقه ابن تيمية من ذلك في منهاج السنة 1/20 :وما بعدها ،وقد مضى في هسسذه
الرسالة شيء من ذلك ،وسيأتي تفصيل في فصل المامة ،[.ولهذا رأى شيخ السلم
أن قولهم بسأن المامسة – فضسل ً عسن القسول بإمامسة الثنسسي عشسسر السستي ل
يوافقهم أحد من المسلمين عليها إل من ارتضى مذهبهم من الروافسسض –
أهم مطالب الدين هو كفسسر ،لنسسه مسسن المعلسسوم مسسن السسدين بالضسسرورة أن
اليمان بالله ورسوله أهم من مسألة المامة ]انظر :منهاج السنة.[.1/20 :
وإذا كسسانت المامسسة بهسسذه المثابسسة السستي يزعمسسون ،فأبعسسد النسساس عنهسسا
الرافضسسة السسذين يسسرون أن كسسل رايسسة ترفسسع قبسسل قيسسام "المعسسدوم" والسسذي
يسمونه المنتظر هي راية جاهلية ]انظسر :الغيبسة للنعمساني ،بساب فسي أن كسل رايسة
ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت ،ص ،[.7ويكفرون بمسا وراءه مسن الخلفسساء
ما عدا خلفة علي والحسن.
كما أن مجرد المعرفة للئمة ل يحصل بها نيل درجة الكرامة ،لن هذا ل
يحصل بمجرد معرفة الرسول صلى اللسسه عليسسه وسسسلم إذا لسسم يطسسع أمسسره
ويتبع قوله ]انظر :منهاج السنة.[.1/31 :
المسألة الثالثة :القول بالرجاء:
هذا وإذا كان اليمان عندهم هو القرار بالئمة الثني عشر ،فقسسد أصسسبح
معرفة الئمة عندهم كافية في اليمسسان ودخسسول الجنسسان ،فأخسسذوا بمسسذهب
المرجئة ]المرجئة :هم الذي يؤخرون العمسسل عسن اليمسسان ،ويجعلسسون اليمسان هسسو مجسسرد
المعرفة بالله سبحانه ،ومنهم من يقول :إنه ل يدخل النار أحد من أهل القبلة مهما ارتكسسب
من المعاصي.
انظر عسسن المسسرجئة :مقسسالت السسسلميين ،234-1/213 :الملسسل والنحسسل،146-1/139 :
الفرق بين الفرق ص ،207-202التنبيه والسسرد ص ،43التبصسسير فسسي السسدين ص ،59البسسدء
والتاريخ ،5/144 :اعتقسسادات فسسرق المسسسلمين والمشسسركين ص ،107الخطسسط للمقريسسزي:
سا .ولهذا عقد صاحب الكافي باًبا بعنوان" :باب أن اليمان [.350-2/349رأ ً
ل يضر معه سيئة ،والكفر ل ينفع معه حسنة" ]أصول الكافي ،[.2/463 :وذكر
فيه ستة أحاديث منها قول أبسسي عبسسد اللسسه" :اليمسسان ل يضسسر معسسه عمسسل،
وكذلك الكفر ل ينفع معسسه عمسسل" ]أصسسول الكسسافي [.2/464 :واليمسسان حسسسب
مصطلحهم هو حب الئمة أو معرفتهم.
وحين قال شيخ السسسلم ابسسن تيميسسة – رحمسسه اللسسه " :-إن أكسسثر الشسسيعة
يعتقدون أن حب علي حسنة ل يضر معها سيئة" ]منهاج السنة.[.1/31 :
رد عليه بعض شيوخهم وآياتهم في هذا العصر فقال" :ما نسبه إلى
كثير من الشيعة من القول بأن حب علي حسنة ليس يضر معه سيئة،
فإنه بهتان منه ،فإنهم جميًعا متفقون على ذلك ،فتخصيصه الكثير منهم
بهذه العقيدة ليس له وجه سوى الكذب" ]محمد مهدي الكاظمي /منهاج
الشريعة في الرد على ابن تيمية.[.1/98 :
قال شيخ السلم" :وإذا كانت السيئات ل تضر مع حب علي ،فل حاجة
إلى المام المعصوم الذي هو لطف في التكليف ،فإنه إذا لم يوجد إنما
توجد سيئات ومعاص ،فإذا كان حب علي كافًيا فسواء وجد المام أو لم
333
يوجد" ]منهاج السنة [.1/31 :فصارت مسألة إمامة المعصوم المبنية على
قاعدة اللطف منقوضة بمسألة المحبة المجردة ،وكل قول عندهم لبد
أن يهدم قول ً آخر وهكذا الشأن في كل دين ليس من عند الله سبحانه.
ولعلهسسم يفسسارقون المسسرجئة مسسن حيسسث إن المسسرجئة تقسسول :اليمسسان هسسو
المعرفة بالله ،وهم يقولون :اليمان معرفة المام أو حبه.
وأخبارهم في هذا الباب كثيرة فسسي عشسسرات مسسن الحسساديث ،فقسسد جسساء
عندهم "وهل الدين إل الحب" ]تفسسسير العياشسسي ،1/167 :بحسسار النسسوار.[.27/95 :
وذكر المجلسي ) (154رواية في باب بعنوان" :باب ثواب حبهم ووليتهسسم
وأنهم أمان من النار" ]بحار النوار ،[.144-27/73 :كما جاء فسسي عنسسوان آخسسر:
"أن وليته )يعني علًيا( عليسسه السسسلم حصسسن مسسن عسسذاب الجبسسار ،وأنسسه لسسو
اجتمع الناس على حبه ما خلق الله النار" ]بحسسار النسسوار ،[.39/32 :وجاء فسسي
أحاديثهم "ل يدخل الجنة إل من أحبه من الولين والخرين ،ول يدخل النار
إل من أبغضه من الولين والخرين" ]علل الشرائع :ص .[.162
وعلى هذا التقدير سقط اليمان بالله ورسوله ،وجميع العقسسائد الدينيسسة،
وجميع التكليفات والحكام الشرعية ،ولم يبسسق فسسي شسسريعة السسسلم غيسسر
حب علي ،وهسذه المفتريسات قسد أضسلت كسثيًرا ممسن يحسب الباحسة ويتبسع
الشهوات ]نقض عقائد الشيعة للسويدي ،الورقة) 34 :مخطوط(.[.
وهذه الروايات يلزم منها أن القرآن لم ينزل لهداية الخلق ،بل
لضللتهم؛ إذ لم يذكر فيه حب علي وبغضه مع أنه هو أصل دخول الجنة
أو دخول النار.
قال السويدي" :وإذا كان حب الله ورسوله صلى الله عليه وسسسلم غيسسر
كاف في النجاة والخلص من العذاب بل إيمان وعمل صالح فكيسسف يكسسون
جقَزءا ي ُ ْ
سققو ً
ل ُ مق ْع َ
مققن ي َ ْ حب علي كافًيا ،وهذا مخالف لقوله سبحانهَ } :
ه{شقّرا ي َقَر ُ ة َ
ل ذَّر ٍ مث ْ َ
قققا َ مق ْ
ل ِ ع َ
من ي َ ْ
و َ
ه{ ]النساء ،آية [.123 :وقولهَ } :
بِ ِ
]الزلزلة ،آية[.8 :؟ بل مخالف لصسسولهم وروايسساتهم ،أمسسا المخالفسسة للصسسول،
فلنه إذا ارتكب رافضسي الكبسسائر ولسم يعسساقبه اللسه علسسى ذلسسك يلسسزم تسرك
الواجب على الله تعالى عندهم.
وأما المخالفة للروايات فلن علي ًسسا والسسسجاد والئمسسة الخريسسن قسسد روي
عنهم في أدعيتهم الواردة عندهم بطرق صسسحيحة البكسساء والسسستعاذة مسسن
عذاب الله تعالى ،وإذا كان مثل هؤلء الئمة الكرام خاشعين خائفين مسسن
عذاب الله فكيف يصح لغيرهم أن يغتر بمحبتهم ويتكسسل عليهسسم فسسي تسسرك
العمل ]نقسسض عقسسائد الشسسيعة ،الورقسسة ،34 :س [.35؟" .وانظر في قسسولهم" :إنسسه ل
يدخل النار إل من أبغضه من الولين والخرين" تجد أنه يدل صراحة علسسى
أنسه ل يسدخل النسسار مثسل فرعسسون وهامسسان وقسارون وسسائر رؤسساء الكفسر
وأتباعهم من المم الماضية لنهم لم يبغضوا علًيا ،بل لم يعرفسسوه ،فسسانظر
كيف أدى بهم الغلو.
334
ول شك أن هذه مقالة ل يتكلف في ردها ،لنه معلوم بطلنها من
السلم بالضرورة ،ولو كان المر كما يزعمون لما أرسلت الرسل،
وأنزلت الكتب ،وشرعت الشرائع.
لكن هذه العقيدة بقيت آثارها في المجتمعسسات الشسسيعية مسسن السسستهانة
بشرائع الله ،والجرأة على حدود الله.
المسألة الرابعة :قولهم في الوعد:
قال ابن بابويه" :اعتقادنا في الوعد أن من وعد اللسسه علسسى عمسسل ثواب ًسسا
فهو منجزه" ]العتقادات :ص ،94وانظر :أوائل المقالت ص ،57العتقادات للمجلسي
ص .[.100
وقسسد توسسسعوا فسسي مفهسسوم الوعسسد فسساخترعوا روايسسات وأخبسساًرا ونسسسبوها
لجعفر الصادق وغيره تثبت الوعد بالثواب على أعمال مسسا أنسسزل اللسسه بهسسا
من سلطان .بل إن الدليل والبرهان قام على منعها وتحريمها أو اعتبارهسسا
ضرًبا من الشرك أو اللحسساد كلعسسن صسحابة رسسسول اللسه صسلى اللسسه عليسه
وسلم وقد جعلوه من أفضل القربات ]انظسسر :بحسسار النسسوار ،27/218 :وراجسسع ص
730مسسن هسسذه الرسسسالة .[.ولطسسم الخسسدود وشسسق الجيسسوب ،وتعسسذيب النفسسس،
وضربها بالسكاكين والسيوف باسم عزاء الحسين وهو عندهم من عظيسسم
الطاعسسات ]انظسسر :عقسسائد الماميسسة للزنجسساني 1/289 :ومسسا بعسسدها ،مبحسسث )المسسواكب
الحسينية( ،وانظر :اليات البينات /لمحمد حسين آل كاشف الغطاء ص 4وما بعدها ،فصل
)المواكب الحسينية( ،ودائرة المعارف )الشيعية(.[.21/706 :
والحج إلى الضسسرحة والطسسواف بهسسا ودعائهسسا والسسستغاثة بهسسا مسسن أجسسل
العبادات عندهم ]انظر :فصل عقيدتهم في توحيد اللوهية .[.واستحداثهم لعبادات
ما نزل بها من عند الله نص ،وترتيسسب عظيسسم الثسسواب عليهسسا ]انظسسر – مثل ً :-
بحار النوار ،باب أعمسال يسوم الغسسدير وليلتسه وأدعيتهمسا ،323-98/298 :وبساب عمسل يسوم
النيروز وما يتعلق بذلك 98/419 :وغيرها ،وانظر :وسائل الشيعة ،باب استحباب صوم يوم
النيروز والغسل فيه ،ولبس أنظف الثيسساب والطيسسب ،7/346 :وبسساب اسسستحباب صسسوم يسسوم
التاسع والعشرين من ذي القعدة ،وقال بسأنه كفسارة سسبعين سسنة ،7/333 :وأبسواب صسلة
جعفر،5/194 :س ،197وصلة فاطمة ،5/243 :وصلة يوم المباهلة ،وتعدل مائة ألف حجسسة
– على حد زعمهم .[.5/287 :-
وجاءت أخبارهم تقسول بسأن الئمسة يملكسون الضسمان لشسسيعتهم بسدخول
الجنة ،وقد شهدوا بذلك لبعض أتبسساعهم علسسى وجسسه التعييسسن ،فهسسم يعسسدون
بالثواب ويحققونه!!.
ومن نصوصهم في هذا ما جاء في رجال الكشي .." :عسسن زيسساد القنسسدي
عن علي بن يقطين ،أن أبا الحسن قد ضمن له الجنسسة" ]رجسسال الكشسسي :ص
،[.430وفي روايسسة أخسسرى "عسسن عبسسد الرحمسسن الحجسساج ،قسسال :قلسست لبسسي
الحسن رضي الله عنه :إن علي بن يقطين أرسلني إليك برسسسالة أسسسألك
الدعاء له ،فقال :في أمر الخرة ]لحظ أن المام المزعوم يستفهم عسسن المقصسسود
بالدعاء وهو الذي يعلم المصير ويضمنه ،وهذا من كذب المغفلين ،أو أن اللسسه سسسبحانه أراد
لمرهم أن يفتضح بهذا الختلف والتناقض الشائع في الكثير من أخبارهم[.؟ قلت :نعم،
قال :فوضع يده على صدره ثم قال :ضمنت لعلسسي بسسن يقطيسسن أل تمسسسه
335
]رجال الكشي :ص ،431وأورد الكشي عدة روايسسات مشسسابهة لمسسا ذكسسر :ص -431 النار"
.[.432
فانظر إلى هذا "التسسألي" علسسى اللسسه ،وكسسأن لسسديهم خسسزائن رحمسسة اللسسه،
وبيدهم مقاليد كل شيء ،فهسم يضسمنون ول يسستثنون ،ويوزعسون صسكوك
الغفران والحرمان ،فهل لهم مع الله تدبير؟ أو هم رسل يسسوحى إليهسسم ،أو
دا؟! إن مثل هسسذه المزاعسسم اطلعوا على الغيب ،أو اتخذوا عند الرحمن عه ً
تبين أن واضسعي هسذه السساطير هسم فئة مسن الزنادقسة السذين ل يؤمنسون
بقرآن ول سنة ،وهدفهم إفساد هذا الدين ،فلم يجدوا مكاًنا لتحقيسسق ذلسسك
إل في محيط التشيع.
وعلي بن يقطيسن السسذي ضسمن لسه هسؤلء الزنادقسسة "جنتهسسم" قسسد يكسون
ه بسسأنه
كا لهم في المذهب ،فقد ذكر الطبري فسسي حسسوادث سسسنة 169 شري ً
قتل على الزندقة ]تاريخ الطبري.[.8/190 :
وأخبار ضمان الئمة لتباعهم الجنة مستفيضة أخبارها فسسي كتسسب الثنسسي
عشرية ]انظر مثل ذلك فسسي :أصسسول الكسسافي،1/474 :س ،475رجسسال الكشسسي :ص -447
،484 ،448ورجال الحلي :ص ،185 ،98وكل هذه الصفحات المشار إليها تحمل ضمان
قا للرجل ،ولذلك تكسسثر أخبسساره فسسي
الئمة لبعض أتباعهم الجنة ،وهذا "الضمان" يعدونه توثي ً
كتب الرجال عندهم ،كما أن الشهادة بالنار يعتبرونها من علمات القسسدح ،ولسسذلك يتسسداولون
ضا.[.
أخبارها في كتب رجالهم أي ً
المسألة الخامسة :قولهم في الوعيد:
قال المفيد" :اتفقت المامية على أن الوعيد بالخلود فسسي النسسار متسسوجه
إلى الكفار خاصة دون مرتكسسبي السسذنوب مسسن أهسسل المعرفسسة بسسالله تعسسالى
والقرار بفرائضه من أهل الصلة" ]أوائل المقالت :ص ،[.14وأنهسسم بارتكسساب
الكبيرة ل يخرجون عن السلم ،وإن كانوا يفسقون بما فعلوه من الكبائر
والثام ]أوائل المقالت :ص .[.15
وهذا القول في ظاهره موافق لمذهب أهل السنة ،لكنهسسم خرجسسوا عسسن
تحقيق هذا المذهب مسسن طريسسق آخسسر ،حيسسث توسسسعوا فسسي مفهسسوم الكفسسر
والمكفرات ،ولذلك "اتفقت المامية على أن أصسسحاب البسسدع كلهسسم كفسسار،
وأن على المام أن يستتيبهم عند التمكن بعد الدعوة لهم وإقامسسة البينسسات
عليهم فإن تابوا عن بدعهم وصاروا إلى الصسسواب وإل قتلهسسم لردتهسسم عسسن
اليمان ،وأن من مات منهم على تلك البدعسسة فهسسو مسسن أهسسل النسسار" ]أوائل
المقالت :ص .[.16
واتفقت على القول بكفر من حارب أمير المسسؤمنين علي ًسسا وأنهسسم "كفسسار
ضلل ملعونون بحربهم أمير المسسؤمنين وأنهسسم بسسذلك فسسي النسسار مخلسسدون"
]أوائل المقالت :ص .[.10
وهكذا حكمهم في كل من خالفهم ،ولذلك قال ابسسن بسسابويه" :واعتقادنسسا
فيمن خالفنا في شيء واحد من أمور الدين كاعتقادنسسا فيمسسن خالفنسسا فسسي
جميع أمور الدين" ]العتقادات :ص ،116وانظر :العتقادات للمجلسي :ص .[.100
فهم مسسن هسسذا البسساب وعيديسسة ،ولهسسذا قسسال شسسيخ السسسلم بسسأن متسسأخري
الشيعة وعيدية في باب السماء والحكام ]الفتاوى.[.6/55 :
336
ويذكر الشعري بأن طائفة من الروافض "يثبتون الوعيد على مخالفيهم
ويقولون :إنهم يعذبون ،ول يقولون بإثبات الوعيسسد فسسي مسسن قسسال بقسسولهم،
ويزعمون أن الله سبحانه يدخلهم الجنة ،وإن أدخلهم النار أخرجهسسم منهسسا،
ورووا في أئمتهم أن ما كان بين الله وبين الشسسيعة مسسن المعاصسسي سسسألوا
الله فيهم فصفح عنهم ،وما كان بين الشيعة وبين الئمة تجاوزوا عنه ،وما
كان بين الشيعة وبين الناس من المظالم شفعوا لهم إليهم حتى يصسسفحوا
عنهم" ]مقالت السلميين.[.1/126 :
وهذا المعنى الذي يتحدث عنه الشعري قد تبنى المجلسي إشاعته فسسي
باب عقده بعنوان" :باب الصفح عسسن الشسسيعة" وذكسسر فيسسه سسسبًعا وتسسسعين
رواية ]انظر :بحار النوار.[.149-68/98 :
وبعدما ذكر هذه الروايات كلها كأنه استقلها فقال :قد مرت أخبار كثيرة
من هذا الباب في أبواب المعاد من الحوض والشفاعة وأحسسوال المسسؤمنين
والمجرميسسن فسسي القيامسسة وغيرهسسا ،وأبسسواب فضسسائل الئمسسة ]بحسسار النسسوار:
.[.68/149
وقد صدر الباب المذكور بحديث يحكي نفس المذهب السسذي أشسسار إليسسه
الشعري ،يقول حديثهم" :إذا كان يوم القيامة ولينا حساب شسسيعتنا ،فمسسن
كانت مظلمته فيما بينه وبين الله عز وجل حكمنا فيها فأجابنا ،ومن كانت
مظلمته فيما بينه وبين الناس استوهبناها فوهبت لنا ،ومن كانت مظلمتسسه
فيما بينه وبيننا كنا أحق مسسن عفسسا وصسسفح" ]بحسسار النسسوار ،68/99 :عيسسون أخبسسار
الرضا.[.2/68 :
فهم وعيدية بالنسبة لمن خالفهم ،كما أنهم مرجئة فيمن دان بقولهم.
المبحث الثاني
قولهم في أركان اليمان
أركان اليمان تشمل :اليمان بسسالله ،وملئكتسسه ،وكتبسسه ،ورسسسله ،واليسسوم
ول ّققوا ْ َ
س ال ْب ِقّر أن ت ُ َالخر ،واليمان بالقدر ،كمسسا فسسي قسسوله تعسسالى} :ل ّي ْ َ
هن ب ِققالل ّ ِ
مق َنآ َ
مق ْ ن ال ْب ِقّر َ
وَلق قك ِ ّ ب َ ر ِ غق ِم ْوال ْ َ ق َ ر ِ ش ِم ْ ل ال ْ َ قب َ َ م ِ هك ُ ْ
جو َ و ُ
ُ
ن] {...البقرة ،آية.[.177 : والن ّب ِّيي َ ب َ ْ
والك َِتا ِ ة َ َ
ملئ ِك ِ ْ
وال َ ر َ خ ِوم ِ ال ِ ْ
والي َ ْ َ
ر{ ]القمر ،آية.[.49 : د قَ
َ ُ ِ َ ٍب ه نا ْ
ق َ ل خ
َ ء
ٍ ي
ْ َ
ش ّ
ل ُ ك نا
ِّ إ } وقوله:
وقد سبق الحديث مفصل عن انحراف الشيعة فسسي بسساب اليمسسان بسسالله، ً
في ربوبيته ،وإلهيته ،وأسمائه وصفاته.
وهنا سيكون الحديث عن قولهم في بقية أركان اليمان ،حيسسث يبسسدو أن
مسألة المامة كان لها أثرها على ذلك ،فهم مع إثبات أركان اليمسسان مسسن
اليمان بالله وملئكته وكتبه ورسله والقدر واليوم الخر ،يبدو أثسسر المامسسة
حا في بيانهم لهذه الركان ،وحديثهم عنها ،كما سيتبين في الصفحات واض ً
التالية:
اليمان بالملئكة:
337
وقد نال هذا الركن من أركان اليمان نصيبه ،فالملئكة خلقسسوا مسسن نسسور
الئمة وهم خدم للئمة ،ومنهم طسسوائف قسسد كلفسسوا – بزعمهسسم – للعكسسوف
على قبر الحسين ..إلخ.
تقول أخبارهم" :خلق الله من نور وجه علي بن أبي طالب سبعين ألف
ملك يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم القيامة" ]كنز جامع الفوايد :ص ،334بحار
النوار.[.23/320 :
وأحياًنا يقولون" :خلق الله الملئكة مسسن نسسور علسسي" ]المعسسالم الزلفسسى :ص
.[.249
وقد زعموا أن من ملئكة الرحمن من ل وظيفة لهم إل البكاء على قسسبر
كل الله بقبر الحسين أربعة آلف ملسسك الحسين ،والتردد لزيارته ،قالوا" :و ّ
شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة] "..وسسسائل الشسسيعة ،10/318 :فسسروع الكسسافي:
،1/325ثواب العمال :ص ،49كامل الزيارات :ص .[.189
وزيارة قبر الحسين هي أمنية أهل السسسماء ،قسسالوا" :وليسسس شسسيء فسسي
السماوات إل وهم يسألون الله أن يؤذن لهسسم فسسي زيسسارة الحسسسين ففسسوج
ينزل وفوج يعرج" ]الطوسي /التهذيب ،2/16 :ثواب العمال :ص ،54وسائل الشيعة:
.[.10/322
وقالوا" :إن الملئكة لخسسدامنا وخسسدام محبينسسا" ]بحسسار النسسوار ،26/335 :ابسسن
بابويه /إكمال الدين :ص ،147عيون أخبار الرضا ،1/262 :علل الشرائع :ص .[.13
مسسا
وجاء فسسي آخسسر حسسديث طويسسل لهسسم "إن جبرائيسسل دعسسا أن يكسسون خاد ً
للئمة ،قالوا :فجبريل خادمنا" ]بحسسار النسسوار ،345-26/344 :إرشسساد القلسسوب :ص
،214كنز جامع الفوايد :ص .[.483
وقد قال شيخ السلم – رحمه الله – وهو يرد علسسى ابسسن المطهسسر نقلسسه
لمثل هذا اللقب للملئكة قال" :فتسمية جبريسسل رسسسول اللسسه إلسسى محمسسد
ما عبارة من ل يعرف قدر الملئكة وقدر إرسال صلى الله عليه وسلم خاد ً
الله لهم إلى النبياء] "..منهاج السنة.[.2/158 :
و ُ
ل ه لَ َ
ق ْ وكيف يطلق هذا اللقب "الوضيع" فيمن وصفه الله بقوله} :إ ِن ّ ُ
ن{ ]التكوير ،آيسسة.[19/20 : كي ٍ
م ِ
ش َ
عْر ِ عندَ ِذي ال ْ َة ِو ٍ مِ ،ذي ُ
ق ّ ري ٍل كَ ِسو ٍ َر ُ
فالمراد بالرسول الكريم هنا جبريل ،وذي العرش رب العزة سبحانه.
ولهم دعاوى فسسي هسسذا البسساب كسسثيرة ،وكسسأنه ل وظيفسسة للملئكسسة إل أمسسر
أئمتهم الثني عشر ،أو كأنهم ملئكة الئمة ل ملئكة الله!.
قال أبو عبد اللسسه" :إن الملئكسسة لتنسسزل علينسسا فسسي رحالنسسا وتتقلسسب فسسي
فرشنا ،وتحضر موائدنا ،وتأتينا مسسن كسسل نبسسات فسسي زمسسانه رطسسب ويسسابس،
وتقلب علينا أجنحتها ،وتقلب أجنحتها على صبياننا ،وتمنع الدواب أن تصسل
إلينا ،وتأتينا في وقت كل صلة لتصليها معنا ،وما من يسسوم يسسأتي علينسسا ول
ليل إل وأخبار أهل الرض عندنا ،وما يحدث فيها ،وما من ملك يموت فسسي
الرض ويقوم غيره إل وتأتينا بخبره وكيف كانت سسيرته فسي السدنيا" ]بحسسار
النوار ،26/356 :بصائر الدرجات :ص .[.27
338
ويقولون بأن وسائد وقلئد أولدهم يأخذونها من أجنحة الملئكة ،بسسل إن
الملئكة تتسسولى رعايسسة أطفسسالهم ،حسستى قسسال أبسسو عبسسد اللسسه" :هسسم ألطسسف
بصبياننا منا بهم" ]بحار النوار ،26/354 :بصائر الدرجات :ص .[.26
والملئكة في أخبار الشيعة مكلفون بمسألة الولية ،ولكنهم يقولون أنه
لم يستجب منهم إل طائفة المقربين ]بحار النوار ،26/340 :بصائر الدرجات :ص
.[.20رغم أن العقوبة تحل بمن يخالف منهم في أمر الولية – في زعمهم
– حتى إن أحد الملئكة عوقب بكسر جناحه لرفضه ولية أميسسر المسسؤمنين
ولم يبرأ إل حينما تمسح وتمرغ بمهد الحسسسين ]بحسسار النسسوار ،26/341 :بصسسائر
الدرجات :ص .[.20
ولم تشرف الملئكسسة – بزعمهسسم – إل بقبولهسا وليسسة علسسي ]انظسسر :تفسسسير
الحسن العسكري ص ،153الحتجاج للطبرسي :ص ،31بحار النوار.[.26/338 :
وحياة الملئكة موقوفة علسسى الئمسسة والصسسلة عليهسسم ،لنسسه "ليسسس لهسسم
طعام ول شراب إل الصلة على علي بن أبي طالب ومحسسبيه ،والسسستغفار
حا لشيعته المذنبين" ]بحار النوار ،[.26/349 :وكانت الملئكسسة ل تعسسرف تسسسبي ً
سا من قبل تسبيحنا )يعني تسسسبيح الئمسسة( وتسسسبيح شسسيعتنا ]جسسامع ول تقدي ً
الخبار لبن بابويه :ص ،9بحار النوار.[.26/344 :
ولذلك فإن الملئكة تراعي أمر الشيعة على وجسسه الخصسسوص ،فسسإذا خل
الشيعي بصاحبه اعتزلهم الحفظسسة فلسسم يكتبسسوا عليهسسم شسسيًئا ،يقولسون :إذا
التقى الشيعي مع الشيعي يتساءلن ،قالت الحفظة :اعتزلوا بنا ،فإن لهم
س سًرا وقسسد سسستره اللسسه عليهمسسا ]وسسسائل الشسسيعة ،[.564-8/563 :مسسع أن اللسسه
ل ما ِ شق َ ن ال ّ عق ِ و َ ن َ مي ق ِ ن ال ْي َ ِ عق ِ ن َ قَيا ِ مت َل َ ّقى ال ْ ُ سبحانه يقول} :إ ِذْ ي َت َل َ ّ
د{ ]سسسورة ق ،آيسسة-17 : عِتيق ٌ ب َ قي ٌ ه َر ِ ل ِإل ل َدَي ْ ِ و ٍ ق ْ من َ ظ ِ ف ُ ما ي َل ْ ِ عيدٌ َ ، َ
ق ِ
هم وا ُ َ َ
جق َ ون َ ْ
م َ ه ْ
سقّر ُ ع ِ م ُسق َ ن أن ّققا ل ن َ ْ سُبو َ ح َ م يَ ْ .[.18وقال سبحانه} :أ ْ
ن{ ]الزخرف ،آية.[.80 : م ي َك ْت ُُبو َ ه ْ َ وُر ُ ُ ب ََلى َ
سلَنا لدَي ْ ِ
هذا ومزاعمهم في هذا الباب متنوعة ،وفيهسسا مسسن التطسساول علسسى مقسسام
الملئكة المقربين ،والكذب عليهم ،مع مبالغات غريبة ،ومجازفات طاغية،
أقرب ما تكون إلى إنكار الملئكسسة؛ لن إنكسسار وظسسائفهم وخصائصسسهم ومسسا
شسسرفهم اللسه بسه ،ووضسسع ديسن الوليسة هسو شسسرعتهم ،والشسسرك عنسسد قسسبر
ل ،ولقسسد اقسستربوا الحسين هو عمل طائفة منهم قد يهون عنده إنكارهم أص ً
من النكار حينما أولسسوا أسسسماء وألقسساب الملئكسسة فسسي القسسرآن بالئمسسة ،أو
جعلوا وظائف الملئكة للئمة.
وبهذا عقد المجلسي باًبا بعنسسوان "بسساب أنهسسم عليهسسم السسسلم الصسسافون
والمسسسبحون وصسساحب المقسسام المعلسسوم وحملسسة عسسرش الرحمسسن وأنهسسم
السفرة الكرام البررة" ]بحار النوار.[.24/87 :
د
عَبققا ٌ ل ِ هسسذا مسسا يقولسسونه فسسي الملئكسسة ،واللسسه سسسبحانه يقسسولَ} :بقق ْ
َ
ن{ ]النبيسساء ،آيسسة: مُلقو َ ع َه يَ ْ ر ِم ِهم ِبقأ ْ و ُ ل َ و ِ ق ْ ه ِبال ْ َ قون َ ُ سب ِ ُ ن ،ل ي َ ْ مو َ مك َْر ُ ّ
لميك َققا َ و ِ ل َ ري ق َ جب ْ ِ
و ِ ه َ سل ِ ِ وُر ُ ه َ ملئ ِك َت ِ ِ و َ ه َ ّ
وا لل ِ ّ عدُ ّ ن َ كا َ من َ َ } .[.27-26
ن{ ]البقرة ،آية.[.98 : ري َ ف ِ كا ِ و ل ّل ْ َ عدُ ّ ه َ ن الل ّ َفإ ِ ّ َ
اليمان بالكتب:
339
والشيعة قد تأثر هذا الجانب عندها بمقتضى عقائدها السستي انفسسردت بهسسا
عن سائر المسلمين في مسألة المامة وغيرها ،فآمنت بكتب ما أنزل بها
من سسسلطان ،حيسسث ادعسست أن اللسسه سسسبحانه أنسسزل علسسى أئمتهسسا كتب ًسسا مسسن
السماء ،كما أنزل كتبه على أنبيائه.
كما زعمت بأن لدى الئمة الثنسسي عشسسر الكتسسب السسماوية السستي نزلسست
على جميع النبياء فهم يقرأونها ويحتكمون إليها.
وإليك بيان هاتين القضيتين ،من خلل النقسسل الميسسن مسسن كتسسب الشسسيعة
المعتمدة:
المسألة الولى :دعواهم تنزل كتب إلهية علققى الئمققة ]هنسساك
كتب أخرى يزعمون أنها مودعة عند الئمة ،سبق ذكرها فسسي فصسسل عقيسسدتهم فسسي السسسنة،
وهي كهذه الكتب في القدسية ،إل أنها ل توصف بأوصاف هذه الكتسسب مسسن القسسول بنزولهسسا
من عند الله ونحوه:[.
تضمنت كتب الشيعة المعتمدة عندها دعاوى عريضة ،ومزاعم خطيرة
ليس لها وجود في عالم الواقع ،ول يرى لها عين ول أثر ،وليس لها في
كتب المة شاهد ول خبر.
تلك المزاعم والدعاوى تتضمن أن هناك كتًبا مقدسة نزلت من السسسماء
بوحي من رب العزة جل عله إلسسى "الئمسة" .وأحياًنسا تسورد كتسسب الشسيعة
صا وأخباًرا يزعمون أنها مأخوذة من تلك الكتب ،وعلى هذه الروايات نصو ً
المدعى أخذها من تلك الكتب تبنى عقائد ومبادئ.
وكأن الذين وضعوا أصسسول التشسسيع لسسم يكتفسسوا لتأييسسد أصسسولهم بكسسل مسسا
مضى من دعاوى حول كتاب الله ،وخافوا أل تكسسون وافيسسة بسسالغرض فيفسّر
أتباعهم من حولهم ،وتضيع مصادر الثروة عليهم فيخسسسروا المسسال والجسساه
والتقسسديس السسذي يجنسسونه مسسن أولئك التبسساع باسسسم الخمسسس والنيابسسة عسسن
المام.
فافتعلوا هذه الدعوى ليضمنوا بها – مع أخواتها – تحقيق تلك الهسسداف،
ما آخر ضد المة ودينها. وليسددوا بها سه ً
وهذه الدعوى ل تكاد تختلف عن دعوى أكسسثر المتنسسبئين بتنسسزل كتسسب ،أو
وحي عليهم.
ولعل جذور هذه المقالة بدأت في عصر علي – رضي اللسسه عنسسه – كمسسا
أشارت إلى ذلك إحدى روايات المام البخاري – رضي الله عنه – عن أبي
ي :هسسل عنسسدكم كتسساب؟ قسسال :ل ،إل كتسساب اللسسه ،أو جحيفة قال" :قلت لعل ّ
فهم أعطيه رجل مسلم ،أو ما في هسذه الصسسحيفة .قسال :قلسست :فمسسا فسسي
هذه الصحيفة؟ قال :العقل وفكاك السير ول يقتل مسسسلم بكسسافر" ]صسسحيح
البخاري )مع الفتح( .1/204 :وسبق تخريجه :ص).[.(79
وفي رواية أخرى للبخاري جاء السؤال" :هل عندكم شسسيء مسن السسوحي
إل ما في كتاب الله" ]صحيح البخاري )مع الفتح() .[.6/167 :وهي تفسر المسسراد
بالكتاب(.
قال ابن حجر" :وإنما سأله أبو جحيفة عن ذلك ،لن جماعة من الشيعة
كانوا يزعمون أن عند أهل البيت – لسيما علًيا – أشياء من الوحي خصهم
340
النبي صلى الله عليه وسلم بها لم يطلع غيرهم عليها ،وقد سأل علًيا عسسن
ضا قيس بن عباد ،والشتر النخعسي ،وحسديثهما فسي مسسند هذه المسألة أي ً
النسائي" ]فتح الباري.[.1/204 :
فإذن نواة هذه المقالة ظهرت في عصر متقدم ..أمسسا مسن تسولى كبرهسا
فإن في رسالة "الرجاء" للحسن بن محمد بن الحنفية مسسا يشسسير إلسسى أن
السسسبئيين – أتبسساع عبسسد اللسسه بسسن سسسبأ – قسسد بسسدأوا فسسي إشسساعة مثسسل هسسذه
المقالت حيث قال" :هدينا لوحي ضل عنه النسساس ،وزعمسسوا أن نسسبي اللسسه
كتم تسعة أعشار القرآن" ]رسالة الرجاء )ضسسمن كتسساب اليمسسان( محمسسد بسسن يحيسسى
العدني :ص ) 250-249مخطوط(.[.
وفي كتاب أحوال الرجال أن عبد الله بن سبأ زعم أن القرآن جزء مسسن
تسعة أجزاء وعلمه عند علي ]الجوزجاني /أحوال الرجال :ص .[.38
إذن كانت دعوى السبئيين تشير إلى علم مخزون عند علي ،فهذه أصل
الدعوى ،وقد تطسسورت واتخسسذت صسسوًرا وأشسسكال ً متعسسددة كلهسسا ترجسسع إلسسى
دعوى أن عند آل البيت ما ليس عند الناس ،والسستي نفاهسسا أميسسر المسسؤمنين
علي نفًيا قاطًعا ،وما تفرع من الباطل فهو باطل ،فالفرع له حكم أصله.
وإليك بكل أمانة بعض ما وجدناه في كتبهم المعتسسبرة عنسسدهم مسسن هسسذه
الدعاوى والمزاعم:
أ ق "مصحف فاطمة":
تدعي كتب الشيعة نزول مصحف على فاطمسسة بعسسد وفسساة رسسسول اللسسه
صلى الله عليه وسلم.
تقول إحدى روايات الكافي عن مصحف فاطمة .." :إن الله تعسسالى لمسسا
قبض نبيه صلى الله عليه وسلم دخل على فاطمة عليها السلم من وفاته
من الحزن ما ل يعلمه إل الله عز وجسسل ،فأرسسسل اللسسه إليهسسا ملك ًسسا يسسسلي
غمها ويحدثها فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين رضسسي اللسسه عنسسه فقسسال :إذا
أحسست بذلك ،وسمعت الصوت قولي لي ،فأعلمته بسسذلك ،فجعسسل أميسسر
فا..المؤمنين رضي الله عنه يكتب كل ما سمع حتى أثبت من ذلسسك مصسسح ً
أما إنه ليس فيه شسسيء مسسن الحلل والحسسرام ولكسسن فيسسه علسسم مسسا يكسسون"
]أصول الكافي ،1/240 :بحار النوار ،26/44 :بصائر الدرجات :ص .[.43
تفيد هذه الرواية بسسأن الغسسرض مسسن هسسذا المصسسحف أمسسر يخسسص فاطمسسة
وحدها وهو تسليتها وتعزيتها بعد وفاة أبيهسسا صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم ،وأن
موضوعه "علم ما يكون" ،وما أدري كيف يكون تعزيتها بإخبارها بما يكون
وفيه – على ما تنقله الشيعة – قتل أبنائها وأحفادها ،وملحقة المحن لهل
البيت؟!
ثم كيف تعطى فاطمة "علم ما يكسسون" "علسسم الغيسسب" ورسسسول الهسسدى
ر{ ن ال ْ َ
خي ْ ِ م َ
ت ِست َك ْث َْر ُ
ب لَ ْ م ال ْ َ
غي ْ َ ت أَ ْ
عل َ ُ و ُ
كن ُ ول َ ْ
يقول كما أمره اللهَ } :
فهل هي أفضل من رسول الله؟
وتقول هذه الرواية بسأن علي ًسسا هسسو السسذي كتسسب مسسا أمله الملسك رغسسم أن
رواياتهم الخرى تقول بأن بعد وفاة الرسول صلى الله عليسسه وسسسلم كسسان
منشغل ً بجمع القرآن ]انظر :ص) (236من هذا الكتاب.[.
341
والكذب ل محالة له من التناقض والختلف.
ويقولون بأن مصحفهم هذا ثلثة أضعاف القرآن.
جاء في الكافي "عن أبي بصير قال :دخلت على أبي عبد الله ...ثم
ذكر حديًثا طويل ً في ذكر العلم الذي أودعه الرسول صلى الله عليه
ن
وسلم عند أئمة الشيعة – كما يزعمون – وفيه قول أبي عبد الله" :وإ ّ
سلم .قلت )القول للّراوي( :وما مصحف عندنا لمصحف فاطمة عليها ال ّ
سلم؟ قال :مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلث مّرات ما فاطمة عليها ال ّ
فيه من قرآنكم حرف واحد" ]أصول الكافي.[.1/239 :
فهذه السطورة التي يرويها "ثقة السلم عندهم" بسند صحيح عندهم
شافي شرح أصول الكافي .[.3/197 :تقول" :إن كما يقرره شيوخهم ]انظر :ال ّ
مصحفهم يفوق المصحف في حجمه ،ويخالفه في مادته "..فهل معنى
هذا أ كتاب الله أقل من مصحف فاطمة ،وأن مصحف فاطمة أكمل
لوأوفى من كتاب الله سبحانه الذي أنزله الله سبحانه }ت ِب َْياًنا ل ّك ُ ّ
ن{ ]النحل ،آية ،[.89 :وجعله مي َ
سل ِ ِ شَرى ل ِل ْ ُ
م ْ وب ُ ْ
ة َ
م ً
ح َ
وَر ْ
دى َ
ه ً
و ُ
ء َي ٍ َ
ش ْ
دستوًرا ومنهاج حياة للمة إلى أن تقوم الساعة؟! وهل المة محتاجة إلى
كتاب آخر غير كتاب الله ليكمل به دينها؟! وإذا فقدته فهي لم تستكمل
أسباب الهداية والخير ،وهي اليوم قد فقدته ،إذ ل وجود له باعتراف
الجميع..
ثم كيف يكون كتاب تسلية وتعزية كما تقول روايتهم السابقة أكمل من
كتاب الله سبحانه؟ أليس هذا الزعم غاية في التحلل من العقل والجرأة
على الكذب؟
هذا وتختلف أساطيرهم في وصف مصحف فاطمة كطبيعة الكاذيب،
فإذا كانت الرواية المذكورة تذكر بأن هذا المصحف من إملء أحد
الملئكة ،والمصحف كان نزوله بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم..
سلم ما هوفإن رواية أخرى عندهم تقول" :وخلفت فاطمة عليها ال ّ
ي" قرآن ،ولكّنه كلم من كلم الله أنزله عليها إملء رسول الله وخ ّ
ط عل ّ
]بحار النوار ،26/42 :عن بصائر الّدرجات :ص .[.42
فهذا يعني أن المصحف كان في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم
والمملي هو رسول الله ،والكلم كلم الله.
وهذه الرواية يكاد آخرها يناقض أولها ،إذ كيف ينزل على فاطمة ثم
ي؟!يكون من إملء رسول الله وخط عل ّ
وتقول رواية أخرى" :مصحف فاطمة عليها السلم ما فيه شيء من
كتاب الله وإنما هو شيء ألقي عليها" ]بحار النوار ،26/48 :بصائر الدرجات :ص
.[.43فهذا يشير إلى أن المصحف ألقي عليها من السماء ولم يكن
المملي رسول الله ول خط علي ،ولم يحضر ملك يحدثها ويؤنسها ليكتب
342
ي ما يقوله الملك – بدون علمه كما يبدو – ليجتمع من ذلك مصحف عل ّ
فاطمة ،لم يحدث شيء من ذلك إنما هو شيء ألقي عليها ثم إنه بعد
وفاة أبيها ل في حياته.
وكان الئمة – كما تزعم كتب الشيعة – يتخذون من مصحف فاطمة
وسيلة لمعرفة علم الغيب ،واستطلع ما يكون.
يقول أبو عبد الله – كما يزعمون " :-تظهر الزنادقة في سنة ثمان
وعشرين ومائة وذلك أني نظرت في مصحف فاطمة عليها السلم"...
]أصول الكافي .[.1/240 :أي فأخذت ذلك منه.
وليس في هذه السنة التي حددتها هذه السطورة أحداث بارزة – كما
يظهر من كتب التواريخ اللهم إل قتل بعض الرؤوس الضالة كالجهم بن
ضا:
صفوان وغيره ،وهذا ضد ما تزعمه السطورة من ظهورهم ،وتقول أي ً
قال أبو عبد الله" :إني نظرت في مصحف فاطمة عليها السلم قبيل فلم
أجد لبني فلن فيها إل كغبار النعل" ]بحار النوار ،26/48:بصائر الدرجات :ص
.[.44
وهذه السطورة مغلفة بشيء من التقية ،فلم يفصح عن اسم بني
فلن ،ول المشار إليه بقوله فيها ،ولم يوضح شيخهم المجلسي ذلك
كعادته ،وقد يشيرون بذلك إلى الخلفة ،وببني فلن إلى أولد الحسن بن
ما حولها يدندنون كقولهمعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم ،فهم دائ ً
"أولد الحسن يحملهم الحسد وطلب الدنيا في النكار" ]أصول الكافي:
.[.306-1/305
والمقصود أن مصحف فاطمة أداة عندهم لستطلع ما يحدث في هذه
الكون ،ولو كان شيء من ذلك لتغير وجه التاريخ ..ولما حصل للئمة ما
حصل مما تصوره كتب الشيعة من المحن ،ولما غاب منتظرهم واختفى
خوًفا من القتل ،ولما كان للتقية أدنى حاجة ،إذ بمعرفة أسباب وقوع
المكروه يتقون المكروه ،وبمعرفة أسباب المرغوب والمحبوب يفوزون
بالمحبوب.
فإن زعموا أنهم ل قدرة لهم على تغيير شيء من ذلك فهم إذن كسائر
الناس يجري فيها قدر الله ،وعلمهم بما يحدث يزيدهم حزًنا ل يؤنسهم
ويزيل وحشتهم – كما تزعم روايتهم – ما دام أنهم ل حيلة لهم في
التغيير.
وإذا كانت هذه الروايات تجعل موضوع مصحف فاطمة هو "علم ما
يكون" ..فإن حديًثا آخر من أحاديثهم – يقول كما يروي ثقة السلم
عندهم :-إن أبا عبد الله قال عن مصحف فاطمة" :ما أزعم أن فيه
قرآًنا ،وفيه ما يحتاج الناس إلينا ول نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة
ونصف الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش" ]أصول الكافي.[.1/240 :
343
فهذا النص يجعل من مصحف فاطمة بالضافة إلى علم ما يكون ،علم
الحدود والديات ،ففيه حتى أرش الخدش ،بل فيه التشريع كله فل يحتاج
فيه الئمة معه إلى أحد ،فهي يعني هذا أنهم ل يحتاجون إلى كتاب الله،
وأنهم استغنوا عن شريعة القرآن بمصحف فاطمة فلهم دينهم ولمة
السلم دينها؟!
وهل التشريع السلمي العظيم لم يكمل بكتاب الله وسنة رسوله
ليحتاج بعد ذلك إلى مصحف فاطمة ،أو أن مصحف فاطمة يغني عن
الجميع؟!
إن المغزى من هذه النصوص واضح ،فإعطاء الئمة علم ما يكون من
إضفاء لصفة اللوهية عليهم بمنحهم ما هو من خصائص الله "وهو علم
الغيب" ،وجعل مصحف فاطمة يحوي علم الحدود والديات هو اتهام
"مبطن" بقصور التشريع السلمي.
ثم عندهم رواية أخرى تقول :إن علم التشريع موجود في الجامعة ل
في مصحف فاطمة ،يقولون" :إن عندنا لصحيفة يقال لها الجامعة ما من
حلل ول حرام إل وهو فيها حتى أرش الخدش" ]بحار النوار ،26/23 :عن
بصائر الدرجات :ص ،[.390وكذا في صحيفة عندهم تسمى صحيفة الحدود
فيها من الحدود "ثلث جلدة من تعدى ذلك كان عليه حد ّ جلدة" ]بحار
النوار ،20-26/19 :عن بصائر الدرجات :ص .[.38
أما علم ما يكون فهو الخر قالوا بأن وسيلته غير مصحف فاطمة؛ لنه
في الجفر ،وخلق أعظم من جبرائيل وميكائيل ]بحار النوار ،26/19 :أمالي ابن
الطوسي :ص ..[260إلخ حتى قاالوا" :ما ينقلب طائر في الهواء إل وعندنا
فيه علم" ]بحار النوار ،26/19 :عيون أخبار الرضا :ص .[.200
ثم رجعوا وقالوا :إن العلم كله إنما يؤخذ من كتاب الله ،كقوله روايتهم
بأن أبا عبد الله قال" :إني أعلم ما في السماوات وما في الرض ،وأعلم
ما في الجنة ،وأعلم ما في النار ،وأعلم ما كان وما يكون" .قال
)الراوي( :ثم مكث هنيهة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه فقال:
"علمت ذلك من كتاب الله عز وجل ،إن الله عز وجل يقول :فيه تبيان
كل شيء" ]مضى تخريجه من كتب الشيعة ،والتعليق عليه ص).[.(136
وقد مضى ما نقله بعض شيوخهم المعاصرين من القول بإيمان الشيعة
بسلمة كتاب الله ،لنه قوبل على مصحف فاطمة ]انظر :ص) .[.(267ولكن
قال شيخهم الخر الخنيزي :إن مصحف فاطمة غير القرآن وعلى ذلك
تدل نصوصهم ]الخنيزي /الدعوة السلمية.[.1/47 :
أقوال وروايات يكذب بعضه الخر ،ول يخجلون من ذلك لن دينهم
التقية.
344
وفي كتاب "دلئل المامة" وهو من كتبهم المعتمدة عندهم ]قال عالمهم
المجلسي عن الكتاب "دلئل المامة" :من الكتب المعتبرة المشهورة ،أخذ منه جملة من
تأخر عنه كالسيد ابن طاووس وغيره ..ومؤلفه من ثقات رواتنا المامية )محمد بن جرير
بن رستم الطبري( وليس هو ابن جرير صاحب التاريخ المخالف )المجلسي /البحار -1/39
(40وقالت مقدمة الكتاب" :وهذا الكتاب لم يزل مصدًرا من مصادر الشيعة في المامة
والحديث تركن إليه وتعتمد عليه في أجيالها المتعاقبة منذ تأليف إلى وقتنا الحاضر" )من
مقدمة الكتاب :ص [.(5ترد رواية تصف هذا المصحف المزعوم بأن فيه "خبر
ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ،وفيه خبر سماء سماء ،وعدد ما
السماوات من الملئكة وغير ذلك ،وعدد كل من خلق الله مرسل ً وغير
مرسل ،وأسماءهم ،وأسماء من أرسل إليهم ،وأسماء من كذب ومن
أجاب ،وأسماء جميع من خلق الله من المؤمنين والكافرين ،وصفة كل
من كذب ،وصفة القرون الولى وقصصهم ،ومن ولي من الطواغيت
ومدة ملكهم وعددهم ،وأسماء الئمة وصفتهم وما يملك كل واحد واحد...
فيه أسماء جميع ما خلق الله وآجالهم ،وصفة أهل الجنة وعدد من
يدخلها ،وعدد من يدخل النار ،وأسماء هؤلء وهؤلء ،وفيه علم القرآن كما
أنزل ،وعلم التوراة كما أنزلت ،وعلم النجيل كما أنزل ،وعلم الزبور،
وعدد كل شجرة ومدرة في جميع البلد" ]محمد بن جرير بن رستم الطبري/
دلئل النبوة :ص .[.28-27
هذه المواضيع كلها في "ورقتين من أوله"
]محمد بن جرير بن رستم الطبري/
دلئل النبوة :ص .[.28-27يقول الراوي" :إن إمامهم قال :وما وصفت لك
بعد ما في الورقة الثالثة ول تكلمت بحرف منه" ]محمد بن جرير بن رستم
الطبري /دلئل النبوة :ص .[.28-27
وما ندري بأي حجم يكون هذا "الورق"؟! كما ل ندري لماذا لم يستفد
أئمتهم من هذه العلوم في سبيل استرداد المامة التي حرموها – كما
تزعم الشيعة –؟
ولماذا ل يخرج منتظرهم من سردابه ،وكيف يخاف القتل – كما يعللون
سر اختفائه – فيظل مختفًيا – وكل هذه العلوم عنده؟!
وتصف رواية "دلئل المامة" صفة نزول هذا المصحف على خلف ما
جاء في الرواية السالفة عن الكافي من أن علًيا كتب ما سمعه من
فا ،تقول رواية "الدلئل" إنه نزل جملة الملك حتى أثبت بذلك مصح ً
واحدة من السماء بواسطة ثلثة من الملئكة وهم "جبرائيل وإسرافيل
ما حتى قعدت، وميكائيل… فهبطوا به وهي قائمة تصلي ،فلما زالوا قيا ً
ولما فرغت من صلتها سلموا عليها وقالوا :السلم يقرئك السلم،
ووضعوا المصحف في حجرها" ]محمد بن جرير بن رستم الطبري /دلئل النبوة:
ص .[.28-27
فقالت :لله السلم ومنه السلم وإليه السلم وعليكم يا رسل الله
السلم ،ثم عرجوا إلى السماء فما زالت من بعد صلة الفجر إلى زوال
345
الشمس تقرؤه حتى أتت على آخره "ولقد كانت عليها السلم مفروضة
الطاعة على جميع من خلق الله من الجن والنس والطير والوحش
والنبياء والملئكة.
قلت :جعلت فداك فلمن صار ذلك المصحف بعد مضيها؟
قال :دفعته إلى أمير المؤمنين ،فلما مضى صار إلى الحسن ثم إلى
الحسين ثم عند أهله حتى يدفعوه إلى صاحب هذا المر] "...محمد بن جرير
بن رستم الطبري /دلئل النبوة :ص .[.28-27
هذا بعض ما جاء في كتبهم عن مصحف فاطمة المزعوم ،وهو يبين أن
فا نزل عليها بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم فيه
لفاطمة مصح ً
علم الغيب وعلم الحدود والديات وغيرها مما سلف ذكره ،وأنه اليوم عند
إمامهم الغائب! وهو وحي كالقرآن ،إل أنه مثله ثلث مرات ما فيه من
قرآننا حرف واحد ،فهل نزل هذا المصحف ليكمل القرآن؟!
هذا ومثل هذا المصحف المزعوم "مصاحف كثيرة" تدعي الشيعة فيها
ما يشبه دعواها حول مصحف فاطمة ،وهذا موضوع واسع يحتاج إلى
بحث مستقل ،ولذلك سنذكر فيما يلي بعض أسماء هذه المصاحف وشيًئا
مما يعّرف بها وندع التفصيل والتحليل.
ب ق كتاب أنزل على الرسول قبل أن يأتيه الموت – كما
يزعمون :-
"عن أبي عبد الله الصادق عليه السلم قال :إن الله عز وجل أنزل
على نبيه كتاًبا قبل أن يأتيه الموت فقال :يا محمد ،هذا الكتاب وصيتك
إلى النجيب من أهل بيتك ،فقال :ومن النجيب من أهلي يا جبرائيل؟
فقال :علي بن أبي طالب عليه السلم ،وكان على الكتاب خواتيم من
ي عليه السلم وأمره أن ذهب ،فدفعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى عل ّ
ما وعمل بما فيه،ما منها ويعمل بما فيه ،ففك عليه السلم خات ً
يفك خات ً
ما وعمل بما فيه ،ثم دفعه ثم دفعه إلى ابنه الحسن عليه السلم ففك خات ً
ما فوجد فيه أن اخرج بقوم إلى إلى الحسين عليه السلم ففك خات ً
الشهادة فل شهادة لهم إل معك وأشر نفسك لله عز وجل ففعل.
ما فوجد فيه: ثم دفعه إلى علي بن الحسين عليه السلم ففك خات ً
اصمت والزم منزلك واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ففعل ،ثم دفعه إلى
ما فوجد فيه :حدث الناس وأفتهم محمد بن علي عليه السلم ففك خات ً
ما
ي ففككت خات ً ول تخافن إل الله فإنه ل سبيل لحد عليك ،ثم دفعه إل ّ
دث الناس وأفتهم وانشر علوم أهل بيتك ،وصدق آباءك فوجدت فيه :ح ّ
دا إل الله وأنت في حرز وأمان ففعلت ،ثم ادفعه الصالحين ول تخافن أح ً
دا
إلى موسى بن جعفر وكذلك يدفعه موسى إلى الذي بعده ،ثم كذلك أب ً
إلى قيام المهدي عليه السلم" ]بحار النوار ،193-36/192 :وانظر :ابن بابويه/
346
إكمال الدين /ص ،376أمالي الصدوق :ص ،240أمالي الشيخ :ص ،282أصول الكافي:
.[.1/280
إن هذا الكلم ممكن أن يؤخذ منه أن الرسول صلى الله عليه وسلم
كان يجهل من هو النجيب من أهل بيته إلى وقت وفاته فهو يسأل من هو
النجيب ،وهذا يعني أنه لم يعلن للناس ،وبهذا تسقط أخبار الشيعة كلها،
أو يقال إن هناك مجموعة من النجباء من أهل البيت والسؤال للتعرف
ي.
ضا يلغي دعاوى الشيعة في أفضلية عل ّ
على المقصود منهم ،وهذا أي ً
ثم إن الكتاب لم يفصح عما أمر به علي والحسن ،وبين ما أمر به
الحسين وهو خروجه إلى الموت ،وهذا يخالف الواقع تاريخًيا من أن
الحسين لم يكن في ذهابه يتوقع ما حصل له ،وأن الذي تولى كبر ما
حصل للحسين رضي الله – بعد قتله – هم الذين غرروا به وخدعوه ،فلما
خرج إليهم خذلوه وتخلوا عن نصرته ،وهم يزعمون التشيع له .وقد كتبوا
إليه كتًبا عديدة في توجهه إلى طرفهم ،فلما قرب من ديارهم تقاعسوا
عن نصرته ،بل رجع أكثرهم مع العداء خوًفا وطمًعا وصاروا سبًبا
لشهادته وشهادة كثير ممن معه ]مختصر التحفة :ص ..[.62ولذلك حكمت
كتب الشيعة بردة من بعد الحسين إل ثلثة ]أصول الكافي ،[.2/380 :فهل
هذه الرواية محاولة للدفاع عن هذه الفئة؟!
ثم كيف يفرقون بين الئمة في وجوب الدعوة ونشر العلم ،وأن فيهم
من يسعه الصمت ولزوم البيت ومنهم من يلزمه نشر العلم وإظهار
الدعوة؟!
ثم هذه الرواية تعترف بأن الشيعة لم يكن لديهم من يحدثها وينشر
العلم بينها حتى جاء أبو جعفر الصادق ،وهذا ما تؤكده روايتهم التي تقول:
"كانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر وهم ل يعرفون مناسك حجهم
وحللهم وحرامهم ،حتى كان أبو جعفر ففتح لهم ،وبين لهم مناسك حهم
وحللهم وحرامهم] "..أصول الكافي.[.2/20 :
وهذا يعني الحكم بأن أوائل الشيعة من قبل أبي جعفر كانوا يعبدون
الله على جهل.
ثم هل كان علي بن الحسين ممن لزم بيته وآثر الصمت ،أو هو قد خان
الوصية وخالف الكتاب المختوم بالذهب فنشر العلم ،ودعا إلى سبيل الله
على بصيرة؟!!
ما وديًنا ،وهو
لقد كان علي بن الحسين من كبار التابعين وساداتهم عل ً
الذي قال في مثل هؤلء المفترين" :أحبونا حب السلم ،فوالله مازال بنا
ما تقولون حتى بغضتمونا إلى الناس" ]طبقات ابن سعد.[.5/214 :
يا أفضل منه وما رأيت أفقه منه ]الخزرجي/ قال الزهري" :ما رأيت قرش ً
الخلصة :ص [.273وكان ثقة مأموًنا كثير الحديث] "..منهاج السنة.[.2/153 :
347
وقد اعترف شيخهم المفيد بنشره للعلم ،قال" :وقد روى عنه فقهاء
العامة – يعني أهل السنة – من العلوم ما ل تحصى كثرة ،وحفظ عنه من
المواعظ والدعية والحلل والحرام ،والمغازي واليام ما هو مشهور بين
العلماء ،ولو قصدنا إلى شرح ذلك لطال به الخطاب" ]المفيد /الرشاد :ص
،293-292عباس القمي /النوار البهية :ص .[.112
وهكذا تتناقض أخبارهم وتتعارض أقوالهم وهو دليل الكذب والفتراء.
ج ق "لوح فاطمة":
وهذا – كما يؤخذ من رواياتهم – غي مصحف فاطمة ،لن مصحف
فاطمة نزل بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم بواسطة الملك
ي من فم الملك وسلمه لفاطمة ،أو نزل جملة واحدة ثلثة من وكتبه عل ّ
الملئكة… إلى آخر ما بينا من أوصاف القوم لهذا الكتاب.
أما لوح فاطمة فله صفات أخرى منها :أنه نزل على الرسول صلى الله
عليه وسلم وأهداه لفاطمة ،إلى غير ذلك من أوصافه ،وقد نقلوا عن لوح
فاطمة بعض النصوص التي تؤيد عقائدهم .ويبدو أن هذا الخبر عن » لوح
فاطمة « والنص المنقول منه على درجة عالية من السرية ،ففي نهاية
النص – كما سيأتي – أمر بكتمانه عن غير أهله فهو سر من أسرارهم ،ول
ندري كيف تسرب ولماذا تسرب ومتى؟
وإليك النص:
روى صاحب الوافي عن الكافي عن أبي بصير عن أبي عبد الله قال:
قال أبي لجابر بن عبد الله النصاري :إن لي إليك حاجة متى يخف عليك
أن أخلو بك فأسألك عنها؟ قال له جابر :في أي الحوال أحببت ،فخل به
في بعض اليام فقال له :يا جابر ،أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد
أمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أخبرتك به أمي
أنه في ذلك اللوح مكتوب ،فقال جابر :أشهد بالله أني دخلت على أمك
فاطمة عليها السلم في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهنيتها
حا أخضر ظننت أنه من زمرد ورأيت بولدة الحسين فرأيت في يديها لو ً
فيه كتاًبا أبيض شبه لون الشمس فقلت لها:
أبي وأمي أنت يا بنت رسول الله ما هذا اللوح؟ فقالت :هذا لوح أهداه
الله تعالى إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ،فيه اسم أبي واسم بعلي
واسم ابني واسم الوصياء من ولدي ،وأعطانيه أبي ليبشرني بذلك .قال
جابر :فأعطتنيه أمك فاطمة عليها السلم فقرأته واستنسخته ،فقال أبي:
فهل لك يا جابر أن تعرضه علي؟ قال :نعم ،فمشى معه أبي إلى منزل
جابر فأخرج صحيفة من رق فقال :يا جابر ،انظر في كتابك لقرأ عليه،
فنظر جابر في نسخته وقرأ أبي ،فما خالف حرف حرًفا ،فقال جابر:
أشهد بالله أني هكذا رأيته في اللوح مكتوًبا:
348
"بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من الله العزيز الحكيم لمحمد
نبيه ونوره وسفيره وحجابه ودليله ،نزل به الروح المين من عند رب
العالمين ،عظم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي] "..انظر نصه في كتب
الشيعة :الكليني ،الكافي ،528 ،1/527 :الفيض الكاشاني /الوافي ،أبواب العهود بالحجج
والنصوص عليهم صلوات الله وسلمه ،المجلد الول ،2/72 :وانظر :الطبرسي /الحتجاج:
،87-1/84وابن بابويه القمي /إكمال الدين :ص ،304-301الطبرسي )صاحب مجمع
البيان( /أعلم الورى :ص ،152الكراجكي /الستنصار :ص .[.18
د ق دعواهم نزول اثنتي عشرة صحيفة من السماء تتضمن
صفات الئمة:
في حديث طويل من أحاديثهم – يرويه صدوقهم ابن بابويه القمي – أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال – كما يفترون " :-إن الله تبارك
ما ،واثني عشر صحيفة ،اسم كل إمام ي اثني عشر خات ً
وتعالى أنزل عل ّ
على خاتمه وصفته في صحيفته" ]ابن بابويه القمي /إكمال الدين ص .[.263
ومزاعمهم في هذا الباب كثيرة ]وهناك كتب أخرى غير ما ذكر :كصحيفة
فاطمة ..وهي كما يزعمون "صحيفة بيضاء من درة ..فيها أسماء الئمة" ومحظور لمسها
على سائر الناس "قد نهي أن يمسها إل يمسها إل نبي أو وصي نبي أو أهل بيت نبي" ثم
ذكروا بعض نصوصها ومنها "أبو القاسم محمد بن عبد الله المصطفى أمه آمنة ،أبو
الحسن علي بن أبي طالب المرتضى أمه فاطمة بنت أسد "...ثم ذكر بقية الثني عشر
بذكر اسمه واسم أمه )انظر :بحار النوار ،194-36/193 :إكمال الدين :ص ،178عيون
أخبار الرضا :ص .[.(25 ،24
وهكذا يحاول القوم أن يسلكوا كل وسيلة لتثبيت معتقدهم في الئمة..
بعد أن زلزل دعواهم خلو كتاب السلم العظيم "مما يثبتها" فراحوا
يزعمون تنزل كتب إلهية مع القرآن فكانت هذه الدعوى فضيحة تضاف
لقائمة فضائحهم وأكاذيبهم.
349
ؤهُ ُ
ق ْ
ل عل َي َْنا ك َِتاًبا ن ّ ْ
قَر ُ ل َ حّتى ت ُن َّز َ ك َ قي ّ َ ن ل ُِر ِ م َؤ ِ وَلن ن ّ ْ ماء َ س َفي ال ّ ِ
سول ً ] السراء ،آية.[.93-90 : شًرا ّر ُ َ
ت إل ّ ب َ َ ل كن ُُ ه ْ ن َرّبي َ حا َسب ْ َ ُ
ه
سو ُ م ُفل َ َ
س َقْرطا ٍ
َ في ِ ك ك َِتاًبا ِ عل َي ْ َ
و ن َّزل َْنا َ ول َ ْ وقال سبحانهَ } :
َ
ن{ ]النعام ،آية: مِبي ٌ حٌر ّ ذا إ ِل ّ ِ
س ْ هق َ
ن َ فُروا ْ إ ِ ْ ن كَ َ ذي َ ل ال ّ ِ م لَ َ
قا َ ه ْدي ِب ِأي ْ ِ
.[.7
فالذين طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم صحيفة مكتوبة من
السماء هم الكفار وأهل الكتاب ..فلم يجابوا..
فأراد الكليني وأمثاله ممن أشاع هذه الفرية أن يصوروا خير أمة
أخرجت للناس بأنهم أشد كفًرا من اليهود والذين كفروا؛ لنهم أنزل
عليهم كتب من السماء فلم يؤمنوا أي لم يعرفوا الئمة الثني عشر.
والية صريحة في بطلن ما يدعي هؤلء الروافض ،إذ لو كان شيء من
دعاوي الشيعة واقًعا لشارت إليه اليات ،ولم تنكر على هؤلء دعواهم،
أو لقال النبي صلى الله عليه وسلم لهم :دونكم ما نزل على فاطمة ،أو
ي ،أو ما سينزل على الئمة ،ولكن شيًئا من ذلك لم يحدث فماما نزل عل ّ
أجرأ هؤلء على الكذب المكشوف.
ولماذا تنقل المة القرآن والسنة ..وتترك هذه الكتب المزعومة لينفرد
بنقلها هؤلء؟ ول يعرف أحد من المة ول علماء التاريخ ،ول أهل الديان
شيًئا عن أمر هذه "الكتب"؟ وكيف تختلف الشيعة في أمر تعيين المام
إلى عشرات الفرق وعندها هذه الصحف المنزلة؟
وقد وقفت على نص عندهم جاء في الكافي ،يناقض هذه الدعوى وهو
عن أبي عبد الله – الذي يفترون عليه كل تلك الفتراءات – قال" :إن الله
دا ،وختم بكتابكم الكتب فل عز ذكره ختم بنبيكم النبيين فل نبي بعده أب ً
دا ،وأنزل فيه تبيان كل شيء وخلقكم وخلق السماوات كتاب بعده أب ً
والرض ونبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم وأمر الجنة والنار
وما أنتم صائرون إليه" ]صحيح الكافي ،1/31 :أو أصول الكافي ،1/269 :وانظر:
مفتاح الكتب الربعة [.65-8/64 :وهذا نص ل يحتاج إلى تعليق فهو يكذب كل
هذه الدعاوى وينفي وقوعها نفًيا قاطًعا.
وفي حديث آخر عندهم قال الرضا" :شريعة محمد صلى الله عليه
وسلم ل تنسخ إلى يوم القيامة ،فمن ادعى بعده نبوة ،أو أتى بعد القرآن
بكتاب فدمه مباح لكل من سمع ذلك منه" ]بحار النوار ،79/221 :و -11/34
،35وعزاه إلى علل الشرائع لبن بابويه.[.
ونحن هنا نخاطبهم بعقليتهم وإل فإن هذه المقالة يكفي في معرفة
فسادها مجرد عرضها ،وإن إجماع المة قائم على أنه ل كتاب إل كتاب
الله سبحانه ،وكل من ادعى أنه عنده كتاب إلهي فهو كاذب زنديق.
350
عل َي ْ َ
ك ون َّزل َْنا َ وما الحاجة لنزول هذه الكتب والله سبحانه يقولَ } :
ن{ مي َ سل ِ ِم ْ شَرى ل ِل ْ ُوب ُ ْ
ة َ م ً
ح َ
وَر ْ دى َ ه ً
و ُء َ ي ٍْ شل َب ت ِب َْياًنا ل ّك ُ ّ
ال ْك َِتا َ
م{ ]السراء: و ُق َي أَ ْ دي ل ِل ِّتي ِ
ه َ ه ِ
ن يِ ْ
قْرآ َذا ال ْ ُ
هق َ
ن َ]النحل ،آية} ،[.89 :إ ِ ّ
آية.[.9 :
وأين هذه المصاحف والصحف اليوم ،وهل لها من أثر ،وما فائدة خزنها
عند المنتظر ..ولكن يبدو أن منهدسي بناء التشيع وضعوا أمثال هذه
الروايات خوًفا من أن يفقد المذهب أتباعه لعدم وجود ما يشهد له من
كتاب الله .كما كان لهم هدف أبعد من ذلك وهو الكيد للمة ودينها،
دا عن المسلمين لتستقل بكتبها عن كتاب الله.
والخذ بالشيعة بعي ً
ومن الغريب أن من شيوخ الشيعة القدامى والمعاصرين من أنكر ما
ينسب لمذهب الشيعة الثني عشرية من القول بالتحريف ،وعد ّ رواياتهم
وإن كثرت من قبيل الساطير التي تسربت للمذهب ...ولكن لم يقفوا
نفس الموقف – في حدود اطلعي – من هذه الفرية التي تولى كبر
إشاعتها الكليني وأضرابه ،فقد أغمض عنها شيوخ الشيعة ،وهي قد ل تقل
خطورة عن "الدعوى" الولى بل إن ابن بابويه ،والطبرسي وهما ممن
أنكر "أسطورة التحريف" قد شاركا في إشاعة هذه "الضللة" ...فهل لن
الولى عرفها المسلمون عن الشيعة ،والخرى كانت غير معروفة؟!
وهذه الدعوة تتضمن أموًرا في غاية الخطورة منها :أن الوحي لم
ينقطع والنبوة لم تختم ،وأن الئمة بمنزلة النبياء أو أعظم ،فهم تنزل
عليهم الكتب المتعددة من السماء ،وهذا ما لم يتحقق للرسول صلى الله
عليه وسلم ،ومنها تضليل الصحابة والمة جميًعا بأنها ردت الكتب المنزلة.
وهذه الدعوى إحدى المعالم الواضحة على أن هذا المذهب قد ابتلي
بشرذمة من الكذابين الذين ل يتورعون عن أي كذب ،فهم كذبوا على
رسول الله بوضع الحاديث ،وكذبوا على الله سبحانه بوضع هذه
"الكتب"!!
وإنما يفتري الكذب على الله الذين ل يؤمنون.
المسألة الثانية :دعواهم بأن جميع الكتب السماوية عند
الئمة:
تدعي الشيعة بأن عند الئمة الثني عشر كل كتاب نزل من السماء
وأنهم يقرؤونها على اختلف لغاتها ،وعقد صاحب الكافي باًبا لهذا
الموضوع بعنوان" :باب أن الئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند
الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلف ألسنتها" ]أصول الكافي.[.1/227 :
وضمنه طائفة من رواياتهم .ومثله فعل صاحب البحر فذكر باًبا بعنوان:
سلم ن عندهم صلوات الله عليهم كتب النبياء عليهم ال ّ "باب في أ ّ
يقرؤونها على اختلف لغاتها" ]بحار النوار [.26/180 :وذكر في هذا الباب )
(27حديًثا من أحاديثهم.
351
تقول هذه الروايات عن الئمة" :كسسل كتسساب نسسزل فهسسو عنسسد أهسسل العلسسم
ونحن هسسم" ]أصسسول الكسسافي )مسسع شسسرح جسسامع للمازنسسدراني(" ،[.5/355 :إن عنسسدنا
صحف إبراهيم وألواح موسسسى" ]أصسسول الكسسافي )مسسع شسسرح جسسامع للمازنسسدراني(:
" ،[.5/354إن عندنا علم التوراة والنجيل والزبسسور وبيسسان مسسا فسسي اللسسواح"
]أصول الكافي )مع شرح جامع للمازندراني( .[.5/354 :وتأتي روايسسة أخسسرى تفسسسر
المراد باللواح وأنها ألواح موسى ،وتصف هذه اللواح بأنهسسا زبرجسسدة مسسن
الجنة وفيها تبيان كل شيء هو كائن إلى أن تقوم السسساعة ،وأنهسسا مكتوبسسة
بالعبرانية وأن الرسول صلى الله عليه وسلم دفعهسسا إلسسي أميسسر المسسؤمنين
علي وقال" :دونك هذه ففيها علم الولين والخريسسن وهسسي ألسسواح موسسسى
وقد أمرني ربي أن أدفعها إليك .قال يا رسول الله لست أحسن قراءتهسسا،
قال :إن جبرائيل أمرني أن آمرك أن تضعها تحت رأسك ليلتك هذه فإنسسك
تصبح وقد علمت قراءتها قال :فجعلها تحت رأسه فأصبح وقد علمسسه اللسسه
كل شسسيء فيهسسا فسسأمره رسسسول اللسه صسسلى اللسه عليسه وسسلم أن ينسسسخها
فنسخها في جلد شاة وهو الجفر وفيه علم الولين والخرين ،وهو عنسسدنا"
]بحار النوار.[.188-26/187 :
وإذا كانت هذه الرواية تحدد مضمون الجفر بسأنه )ألسواح موسسى( ،فسإن
ن
رواية أخرى لهم تخرج عن هذا التحديد وتقول بأن أبا عبد اللسسه قسسال" :إ ّ
عندي الجفر البيض ..فيسسه :زبسسور داود ،وتسسوراة موسسسى ،وإنجيسسل عيسسسى،
ن فيسسه وصحف إبراهيم ،والحلل والحسسرام ،ومصسسحف فاطمسسة .مسسا أزعسسم أ ّ
قرآًنا وفيه ما يحتسساج الن ّسساس إلينسسا ول نحتسساج إلسسى أحسسد ،حسستى فيسسه الجلسسدة
ونصف الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش" ]أصول الكافي.[.1/340 :
وكأن شارح الكافي استكثر أن يكون كل ذلك مكتوًبا فسسي الجفسسر السسذي
هو جلد شاة – كما تفسره الرواية السسسابقة – فقسسال" :الظسساهر أن الجفسسر
وعاء فيه هذه الصحف ل أنها مكتوبة فيه" ]شرح جسامع /للمازنسدراني.[.5/389 :
في حين أن صريح الرواية السابقة يخالف هذا حيث نصسست علسسى أن علي ًسسا
)نسخها في جلد شاة(.
ومعنى هذا أن جلد الشاة يستحيل أن يستوعب كل هذه الكتسب ،والستي
يتضمن أحدها وهو ألواح موسى ،علم الولين والخرين ،وهسسذا يكشسسف أن
هذه الدعاوي من وضع جاهل ل يحسن أن يضع.
وكل عاقل يدرك أن لو كان عند الئمة علم الولين والخرين لتغير وجه
التاريخ.
والزعم بأن عند الئمة الكتب السماوية كلهسسا لسسم يأخسسذ الشسسك النظسسري
فحسب ،بل تجاوز ذلك إلى محيط العمل ،فها هو أبو الحسن – بزعمهم –
يقرأ النجيل أمام نصراني يقال له بريه فيقول هذا النصراني بعد سسسماعه
لقراءة إنجيله عن المسسام :إيسساك كنسست أطلسسب منسسذ خمسسسين سسسنة ،ثسسم إن
النصراني – كما تقول الرواية – آمن وحسن إسلمه .وقسسال للمسسام" :أنسسى
لكم التوراة والنجيل وكتب النبياء؟ فقال :هسسي عنسسدنا وراثسسة مسسن عنسسدهم
نقرؤها كما قرؤوها ،ونقولها كما قالوا :إن الله ل يجعسسل حجسسة فسسي أرضسسه
352
يسأل عن شيء فيقول ل أدري" ]أصول الكافي )مسسع شسسرح جسسامع( ،5/359 :بحسسار
النوار ،182 ،26/181 :التوحيد للصدوق :ص .[.288-286
فيؤخذ من هذه الرواية أن الئمسسة يقسسرؤون التسسوراة والنجيسسل وغيرهمسسا،
كما قرأها النبياء ،حتى يجدوا ما يجيبون فيه على أسئلة الناس.
بل المر تعسسدى مجسسرد القسسراءة والفتسسوى إلسسى مجسسال الحكسسم والقضسساء،
ووضع صاحب الكافي لهذا باب ًسسا بعنسسوان" :بسساب فسسي الئمسسة أنهسسم إذا ظهسسر
أمرهسسم حكمسسوا بحكسسم داود وآل داود ول يسسسألون البينسسة عليهسسم السسسلم"
]أصول الكافي.[.1/393 :
ومن الروايات التي ذكرها في هذا الباب .." :عسسن جعيسسد الهمسسداني عسسن
علي بن الحسن رضي الله عنه قسسال :سسسألته بسسأي حكسسم تحكمسسون؟ قسسال:
حكم آل داود فإن أعيانا شيء تلقانسسا بسسه روح القسسدس" ]أصسسول الكسسافي :ص/
.[.398
وترد عندهم نصوص كثيرة تقول بأن مهديهم المنتظسسر يحكسسم بحكسسم آل
داود ول يسأل بينة ]أصسسول الكسسافي 1/398 :ومسسا بعسسدها ،[.ويذكرون جملسسة مسسن
الحكام التي يحكم بها مهسسديهم بمسسوجب شسسريعته الخاصسسة مثسسل "كسسونه ل
يقبل الجزية من أهل الكتاب ،ويقتل كل من بلغ عشرين سنة ولسسم يتفقسسه
في السسدين ،وأنسسه ل يقبسسل البينسسة ،ويحكسسم بحكسسم آل داود وأمثالهسسا" ]انظسسر:
الشعراني /تعاليق علمية )على شرح الكافي للمازندراني( .[.6/393 :كما سيأتي – إن
شاء الله – تفصيله في عقيدتهم في المهدي المنتظر.
وجاءت عندهم عدة روايات تذكر بأن علًيا يقول :لسسو تمكنسست مسن المسسر
لحكمت لكل طائفة بكتابها ]توجد هسسذه الروايسسات فسسي البحسسار 26/180 :ومسسا بعسسدها،
40/136وما بعدها ،[.فمن هذه الروايات :زعمهم أن علًيا قال" :لو ثنيت لسسي
وسادة" ]قال المجلسي :ثني الوسادة عبارة عن التمكن في المر ونفاذ الحكم) .البحار:
،[.(40/137أو "لسسو ثنسسى النسساس لسسي وسسسادة كمسسا ثنسسي لبسسن صسسوحان ]قسسال
المجلسي :ذكر ابن صوحان في الخبر غريب ،ولعله كان ابسسن أبسسي سسسفيان ،وعلسسى تقسسديره
كأن المراد به لو كان لي بين أصحابي نفاذ أمر وقبول حكم كنفاذ أمر ابن صوحان )البحار:
[.(26/182لحكمت بين أهل التوراة بالتوراة ،ولحكمسست بيسسن أهسسل النجيسسل
بالنجيل ولحكمت بين أهل الزبور بسسالزبور ،ولحكمسست بيسسن أهسسل الفرقسسان
بالفرقان" ]البحار.[.26/182 :
نقد هذه المقالة:
دا صلى الله عليسسه وسسسلم إلسسى جميسسع الثقليسسن ،وختسسم بسه بعث الله محم ً
سل َم ِ ِديًنا غي َْر ال ِ ْ غ َ من ي َب ْت َ ِ و َالنبوات ،ونسخ برسالته سائر الرسالت } َ
ن{ ]آل عمسسران :آيسسة: ري َ سق ِ خا ِن ال ْ َمق َ ة ِ خَر ِ
في ال ِ و ِه َ
و ُ
ه َ من ْ ُل ِقب َ َفَلن ي ُ ْ َ
" .[.85ولو كان موسى وعيسى حييسسن لكانسسا مسسن أتبسساعه صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم" ]شرح الطحاوية :ص " [.513وإذا نزل عيسى عليه السلم إلسسى الرض
فإنما يحكم بشسسريعة محمسسد صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم" ]مجمسسوع فتسساوى شسسيخ
السلم ،4/316 :شرح الطحاوية :ص .[.513فقد نسخ الله سبحانه بكتابه الكتب
ماقا ل ّ َ
صدّ ًم َ ق ُ
ح ّ ب ِبال ْ َ ك ال ْك َِتا َ وَأنَزل َْنا إ ِل َي ْ َالسماوية كلها ،قال تعالىَ } :
َ
ل الّلقق ُ
ه ما أنَز َ هم ب ِ َ كم ب َي ْن َ ُ ح ُ فا ْه َ عل َي ْ ِ
مًنا َ هي ْ ِ
م َ
و ُب َن ال ْك َِتا ِ م َه ِن ي َدَي ْ ِ
ب َي ْ َ
353
ة
ع ًش قْر َ م ِ منك ُق ْ عل َْنا ِ ج َ ل َ ق ل ِك ُ ّ ح ّ ن ال ْ َ م َ ك ِ جاء َ ما َ ع ّ م َ ه ْ واء ُ ه َ ع أَ ْ ول َ ت َت ّب ِ ْ َ
فققي م ِ ُ ُ ّ َ ُ ُ َ َ ّ و َ َ
وك ْ كن لي َب ْل ق َ ولق ق ِ حدَةً َ وا ِ ة َ م ً مأ ّ علك ْ ج َهل َ شاء الل ُ ول ْ جا َ ها ً من ْ َو ِ َ
ُ ُ
عققا في ُن َب ّئكققم َ مي ً ج ِم َ عك ْ ُ ج ُ مْر ِ ت إ ِلى الله َ َ خي َْرا ِ ست َب ِقوا ال َ ُ َ
مآ آَتاكم فا ْ ُ َ
َ َ
عول َ ت َت ّب ِ ْ ه َ ل الل ّ ُ مآ أنَز َ هم ب ِ َ كم ب َي ْن َ ُ ح ُ نا ْ وأ ِ نَ ، فو َ خت َل ِ ُ ه تَ ْفي ِ م ِ كنت ُ ْ ما ُ بِ َ
ه إ ِل َي ْق َ َ َ أَ ْ
ك{.. ل الل ّق ُ ما أنَز َ ض َ ع ِ عن ب َ ْ ك َ فت ُِنو َ م أن ي َ ْ ه ْ حذَْر ُ وا ْ م َ ه ْ واء ُ ه َ
]المائدة ،آية .[.49-48
َ
ه{: ل الّلقق ُ ما أنققَز َ هم ب ِ َ كم ب َي ْن َ ُ ح ُ فا ْ قال ابن جرير في قوله سبحانهَ } :
"وهذا أمر من الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن يحكم بيسسن
المحتكمين إليه من أهل الكتاب وسائر أهل الملل بكتابه الذي أنزلسسه إليسسه
وهو القرآن الذي خصه بشريعته ،فالله سبحانه أنسسزل القسسرآن مصسسدًقا مسسا
بين يديه من الكتب ومهيمًنا عليه ،رقيًبا علسسى مسسا قبلسسه مسسن سسسائر الكتسسب
قبله صلى الله عليه وسلم ]تفسير ابن جرير الطبري ،269-6/268 :وانظر :مجموع
فتاوى شيخ السلم.[.19/218 :
وكتب الشيعة تقول بأن الئمة يحكمون بحكم آل داود ،ويحكمسسون لكسسل
أصحاب دين بكتابه ،فهل هذا خسسروج عسسن شسسريعة السسسلم ،أو دعسسوة إلسسى
وحدة الديان؟! وقد يكون هذا مسسن الدلسسة علسسى أن التشسسيع مسسأوى النحسسل
والديان ،وكل صاحب دين يجد فيه بغيته ،وينفث من خلله سسسمومه علسسى
السلم.
أما قول الشيعة بأن كتب النبياء عند أئمتهم فهسسذا مسسا ل يملكسسون عليسسه
دليل ً سوى دعاوى ل يصدقها الواقع ،كيسسف والمصسسطفى صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم ل يملك ذلك ،كما يدل على ذلك ما جاء فسسي الصسسحيحين وغيرهمسسا:
"إن اليهود جاءوا إلى رسول الله صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم فسسذكروا لسسه أن
رجل ً منهم وامرأة زنيا :فقال لهم رسول الله صلى اللسسه عليسسه وسسسلم :مسسا
تجدون في التوراة في شأن الرجسسم؟ فقسسالوا :نفضسسحهم ويجسسدلون .فقسسال
عبد الله بن سلم :كذبتم ،إن فيها الرجم .فأتوا بالتوراة فنشروها ،فوضسسع
أحدهم يده على آية الرجم ،فقرأ ما قبلها وما بعدها .فقال له عبد الله بن
سلم :ارفع يدك ،فرفع يده ،فإذا فيها آية الرجم ،فقسال :صسسدق يسا محمسد،
فيها آية الرجم .فأمر بهما رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم فرجمسسا"
ه كَ َ
مققا ر ُ
فون َ ُ ع ِ
]أخرجه البخاري )مع الفتح( في كتاب المناقب ،بسساب قسسول اللسسه تعسسالى} :ي َ ْ
م] {...البقرة ،آية [146 :ج 6ص ) 631ح (3635وفسسي مواضسسع أخسسرى، ن أ َب َْناء ُ
ه ُ ر ُ
فو َ ع ِ
يَ ْ
وأخرجه بهذا المعنى مسلم ،كتاب الحدود ،باب رجم اليهوديين) ،4/593 :ح ،(4446وابسسن
مسساجه فسسي الحسسدود ،بساب رجسسم اليهسسودي واليهوديسسة) 855-2/854 :ح ،(2558ومالسسك فسسي
الموطأ ،كتاب الحسسدود ،بسساب مسسا جسساء فسسي الرجسسم ،2/819 :وأحمسسد ،2/5 :والشسسافعي فسسي
الرسالة فقرة ،692بتحقيق أحمد شاكر.[.
قال أهل العلم" :وقوله صلى الله عليه وسلم" :ما تجدون فسسي التسسوراة
في شأن الرجم" يحتمل أن يكون قد علم بسسالوحي أن حكسسم الرجسسم فيهسسا
ثابت على ما شرع ...ويحتمل أن يكون علم بذلك بخبر عبد الله بن سسلم
ومن أسلم من علماء اليهود على وجه حصل له به العلم بصحة ما نقلسسوه،
ويحتمل أن يسألهم عن ذلك ليعلم ما عندهم فيه ثم يسسستعلم صسسحة ذلسسك
354
]الباجي /المنتقي ،7/133 :فتح البسساري ،12/168 :عسسون المعبسسد: من قبل الله تعالى"
.[.12/131
ولم يذكروا احتمال أن تكون التوراة موجسسودة عنسسده بسسل هسسذا مسسن بسسدع
الشيعة ..ولسسو كسسان المسسر علسسى مسا زعمسست كتسسب الشسسيعة لظهسسر التسسوراة
الموجودة عنده ولم يأمرهم بالتيان بها ،لو لطلبها من ابن أخيه علي.
وأمسسر آخسسر وهسسو أن الشسسيعة تزعسسم أن الكتسسب السسسماوية السسسابقة
والموجودة عند الئمة لم تصل إليها يد التحريف والتبديل.
وقد بين الله سبحانه لنا أهل الكتاب حرفسسوا الكلسسم عسسن مواضسسعه ومسسن
بعد مواضعه ،وأنهسسم نسسسوا حظ ًسسا ممسسا ذكسسروا بسسه ،وإنمسسا أوتسسوا نصسسيًبا مسسن
الكتاب؛ إذ نسوا نصيًبا آخر وأضاعوه.
ولما خرجت أمة القرآن من المية وعرفوا تاريخ أهل الكتاب ظهر لهسسم
أن اليهود فقدوا التوراة التي كتبها موسى ثم لم يجدوها ،وإنما كتسسب لهسسم
جا مما ليس منها ،والتوراة التي بيسسن بعض علمائهم ما حفظوه منها ممزو ً
أيديهم تثبت ذلك ]تفسير المنار.[.6/396 :
"وأما الناجيل فالضطراب فيها أعظم منه فسسي التسسوراة ،ونسسسخ الزبسسور
ضا مخالفة كثيرة في كثير من اللفاظ والمعاني ،ويقطسسع يخالف بعضها بع ً
را منها كذب على زبور داود عليه السلم" ]ابن تيميسسة /دقسسائق من رآها أن كثي ً
التفسير.[.3/58 :
ولسنا في مقام دراسة هذه المسألة وبسسسطها ،وإنمسسا الغسسرض الشسسارة
إلى نتيجة الدراسات التي قامت حول الكتب السابقة والتي تقول بأنه لسسم
يبق منها كتاب على ما أنزل لم يصسل إليسسه تحريسف ..إل أن كتسسب الشسيعة
تدعي أن عندها هذه الكتب وغيرها من الكتب السماوية لسسم ينلهسسا تغييسسر..
ولسسو كسسان عنسسد الئمسسة الكتسسب الصسسلية غيسسر المحرفسسة لكسسان واجسسب المسسر
بالمعروف والنهي عن المنكر يحتم عليهم أن يواجهوا بها اليهود والنصارى
ليردوهم إلى الحق وليظهروا ما فيها من الخبسار مسن ظهسور النسبي صسلى
اللسسه عليسسه وسسسلم ووجسسوب اتبسساعه ،ولسسو فعلسسوا ذلسسك لرجسسع أكسسثر اليهسسود
والنصارى عن كفرهم ولنقل ذلك واشتهر.
ولعل من سمع هذه الدعوى يسأل :أين هذه الكتب السسسماوية ،فسسي أي
مكان توجد وعند من؟
وما الهدف من وجودها عند أئمتهم؟ هل ليكملوا بها شريعة السلم؟!
ولم لم يحتجوا بها على تحريف أهل الكتاب ويقيموا الحجة عليهم؟ هسسل
هذا تقصير منهم؟
هذه أسئلة ل جواب عليها يرتضى ،لنها تسسدور علسسى أسسسطورة ل حقيقسسة
لها ..وليست هذه الدعوى بغريبة علسسى قسسوم ادعسسوا لئمتهسسم كسسل شسسيء..
ولكن الغريب أن تجد من يصدق بها في عالم اليوم.
ولذلك فإن الشيعة تقول في كل وهم من هذه الوهسسام – أعنسسي الكتسسب
السسسرية والمصسساحف السسسماوية ومسسواريث النبيسساء ..إلسسخ :-إن مسسستقرها
ومستودعها عند الغسسائب الموهسسوم المهسسدي المنتظسسر ]انظسسر :أصسسول الكسسافي:
ضا. ،[.1/221فتعلق أتباعهم بهذا السراب الخادع أساطير يتبع بعضها بع ً
355
اليمان بالرسل:
وضلل الشيعة في هذا الركن يتمثسسل فسسي عقسسائد متعسسددة كقسسولهم بسسأن
سلم ل يتكّلمسسون إل بسسالوحي" )بحسسارمة عليهم ال ّ مة ُيوحى إليهم ]بل قالوا" :إ ّ
ن الئ ّ الئ ّ
النوار ،[.(54/237 ،17/155 :كما سبق إثباته في "فصل السنة" ،وفي مسألة
اليمان بالكتب.
وكقولهم بعصمة الئمة ،وضرورة اتباع قولهم ]انظر فصسسل العصسسمة ،[.فهم
أعطوهم بهذا معنى النبوة ،ولهذا قال شيخ السلم ابن تيمية" :فمن جعل
ما يجب اليمان بكل ما يقوله فقد أعطاه معنى النبسسوة بعد الرسول معصو ً
وإن لم يعطه لفظها" ]منهاج السنة.[.3/174 :
وبالغوا في الضللة حينمسسا زعمسسوا أن النبيسساء عليهسسم السسسلم هسسم أتبسساع
لعلي ،وأن منهم من عوقب لرفضه وليسسة علسسي ،حسستى جسساء فسسي أخبسسارهم
ن اللسسه عسسرض سسسلم :إ ّ"عن حّبة العرني قال :قال أمير المسسؤمنين عليسسه ال ّ
سماوات وأهل الرض أقّر بهسسا مسسن أق سّر ،وأنكرهسسا مسسن وليتي على أهل ال ّ
ر بهسسا" ]بحسسار
أنكر ،أنكرها يونس فحبسه اللسسه فسسي بطسسن الحسسوت حسستى أقس ّ
النوار ،26/282 :بصائر الّدرجات :ص .[.22
ولهم في هذا المعنى روايات كثيرة ]ذكرها المجلسي في "باب تفضسسيلهم علسسى
النبياء" .[.319-26/267
من هنا قرروا :بأن الئمة هم أفضل من النبياء ،وأن الئمة جاءوا
بالمعجزات لقامة الحجة على الخلق أجمعين .وسأعرض لهاتين
المسألتين بشيء من التفصيل في الصفحات التالية.
تفضيلهم الئمة على النبياء والرسل:
دهم الله تعسسالى لكمسسال قهم بالّرسالة؛ حيث أع ّ الّرسل أفضل البشر وأح ّ
َ
ه{ سققال َت َ ُ
ر َل ِعقق ُ
ج َث يَ ْحي ْ ُ
م َعل َ ُ
هأ ْدعوة والجهاد }الل ّ ُ العبودّية والّتبليغ وال ّ
]النعسسام ،آيسسة ،[.124:فهسسم قسسد امتسسازوا "برتبسسة الّرسسسالة عسسن سسسائر الن ّسساس"
]الحليمي /المنهاج في شعب اليمان.[.1/238 :
َ
مققن سققل َْنا ِما أْر َو َوقد أوجب الله على الخلق متابعتهم .قال تعالىَ } :
ه{ ]الّنسسساء ،آيسسة .[.64 :ول يفضسسل أحسسد مسسن ن الل ّق ِ
ع ب ِإ ِذْ ِ ل إ ِل ّ ل ِي ُ َ
طا َ سو ٍ
ّر ُ
دا
ضل أحسس ً سّنة" :ول نف ّ حاوي في بيان اعتقاد أهل ال ّ ّ
البشر عليهم .قال الط ّ
سلم ونقول :نسسبي واحسسد أفضسسل من الولياء على أحد من النبياء عليهم ال ّ
طحاوّية )مع شرح علسسي بسسن أبسسي الع سّز( ص ،493 من جميع الولياء" ]انظر :العقيدة ال ّ
وفة" )شسسرح
شيخ إلى الّرد ّ إلى الّتحادّية وجهلسسة المتصس ّشيخ ابن أبي العّز" :ويشير ال ّ
قال ال ّ
صوفّية والّرافضة كثير.[. ّ
طحاوّية ص ،(493واللقاء والّتشابه بين ال ّ ال ّ
وتفضيل الئمة على النبياء هو مذهب غلة الروافض ،كما نبه على ذلك
عبسسد القسساهر البغسسدادي ]البغسسدادي /أصسسول السسدين :ص ،[.298والقاضسسي عيسساض
]القاضي عياض /الشفاء :ص ،[.1078وشيخ السلم ابن تيمية ]ابسسن تيميسسة /منهسساج
السنة.[.1/177 :
وقد ذكر المام محمد بن عبد الوهاب أن "مسن اعتقسد فسي غيسر النبيساء
كونه أفضل منهم ومساوًيا لهم فقد كفر" ،وقد نقل الجماع على ذلك غير
356
واحد من العلماء ]رسالة في الرد على الرافضة :ص .[.29ولسسذلك قسسال القاضسسي
مسسة أفضسسل مسسنن الئ ّ
عياض" :نقطع بتفكيسسر غلة الّرافضسسة فسسي قسسولهم :إ ّ
شفا :ص .[.1078وهذا المذهب بعينه قد غسسدا مسسن أصسسول الثنسسي النبياء" ]ال ّ
مسسة الثنسسي عشسسر علسسى ن تفضسسيل الئ ّ
عشرية ،فقد قّرر صاحب الوسسسائل أ ّ
مة فيمة ]انظر :الفصول المه ّشيعة التي نسبها للئ ّالنبياء من أصول مذهب ال ّ
سسسلم – أفضسسل مسسن سسسائر
مسسة الثنسسي عشسسر – عليهسسم ال ّ
ي والئ ّ
ن الن ّسسب ّ
مة "بسساب أ ّ
أصول الئ ّ
سسسابقين والملئكسسة وغيرهسسم" :ص ،[.151وقال بسأن المخلوقات من النبياء والوصياء ال ّ
مة في أصول الروايات عندهم في ذلك أكثر من أن تحصى ]انظر :الفصول المه ّ
الئّمسسة :ص ،[.154وفسسي بحسسار النسسوار للمجلسسسي عقسسد باب ًسسا بعنسسوان "بسساب
سلم على النبيسساء وعلسسى جميسسع الخلسسق وأخسسذ ميثسساقهم تفضيلهم عليهم ال ّ
ن أولي العزم إّنما صسساروا أولسسي عنهم وعن الملئكة وعن سائر الخلق ،وأ ّ
العزم بحّبهم صلوات الله عليهم" ]انظر :بحار النوار.[.26/267 :
واستشهد لهذا الصسسل بثمانيسة وثمسسانين حسسديًثا مسن أحساديثهم المنسسوبة
للثني عشر ]انظر :بحار النوار .[.26/267 :وقال" :والخبار – يعني أخبارهم –
في ذلك أكثر من أن تحصى وإنما أوردنا فسسي هسسذا البسساب قليل ً منهسسا وهسسي
متفرقة في البواب لسيما باب صفات النبياء وأصنافهم عليهسسم السسسلم،
وباب أنهم عليهم السلم كلمة الله ،وباب بدو أنوارهم ،وبسساب أنهسسم أعلسسم
من النبياء ،وأبواب فضائل أمير المؤمنين وفاطمة صسسلوات اللسسه عليهمسسا"
]بحار النوار.[.298-26/297 :
شسسيعة مى ديسسن ال ّ وقد قّرر شيخهم ابن بسسابويه فسسي اعتقسساداته السستي تس س ّ
ل لسسم ن اللسسه عسّز وجس ّ المامّية هذا المبدأ عندهم فقال" :يجسسب أن يعتقسسد أ ّ
بمسسة ،وأّنهسسم أحس ّ مد صلى الله عليه وسسسلم والئ ّ قا أفضل من مح ّ يخلق خل ً
مسسا أخسسذ اللسسه ميثسساق ل وأكرمهم وأّولهم إقراًرا بسسه ل ِ َ الخلق إلى الله عّز وج ّ
ي علسسى قسسدر معرفتسسه نبّينسسا ل نسسب ّن الله تعالى أعطى ك ّ ذر ،وأ ّالّنبّيين في ال ّ
ن اللسسه تعسسالى خلسسق صلى الله عليه وسلم وسبقه إلى القرار به ،ويعتقد أ ّ
سماء ول سلم وأّنه لولهم ما خلق ال ّ جميع ما خلق له ولهل بيته عليهم ال ّ
مسا خلسسق واء ول الملئكة ول شسسيًئا م ّ الرض ول الجّنة ول الّنار ول آدم ول ح ّ
صلوات الله عليهم أجمعين" ]اعتقادات ابن بابويه :ص .[.107-106
ن ما ذكره قب عليه بقوله" :اعلم أ ّ ص وع ّ وقد نقل صاحب البحار هذا الن ّ ّ
متنسسا صسسلوات اللسسه عليهسسم علسسى جميسسع رحمسسه اللسسه مسسن فضسسل نبّينسسا وأئ ّ
متنا أفضل من سائل النبيسساء هسسو السسذي ل يرتسساب فيسسه المخلوقات وكون أئ ّ
سلم على وجه الذعسان واليقيسن ،والخبسار فسي من تتّبع أخبارهم عليهم ال ّ
ذلك أكثر من أن ُتحصى ..وعليه عمسسدة المامي ّسسة ول يسسأبى ذلسسك إل جاهسسل
بالخبار" ]بحار النوار.[298-26/297 :
وقد أّلف بعض شيوخهم في هذا المذهب مؤّلفات ]مثل كتاب تفضيل الئ ّ
مسسة
سسسلم علسسى أولسسي العسسزم مسسن الّرسسسل )كلهمسسا
على النبياء ،وكتسساب تفضسسيل علسسي عليسسه ال ّ
دهم مسن مسة علسى غيسر جس ّلشيخهم هاشم البحرانسي ،المتسوّفى سسنة ،(1107وتفضسيل الئ ّ
مد كاظم الهسزار ،وتفضسيل أميسر المسؤمنين علسي علسى مسن عسدا خساتم النبياء لشيخهم مح ّ
ن أحسسد شسيوخهم ّ أ ّ
ظريسف ال ومسن ه( 1111 سنة س س فى ّ سو
س )المت المجلسي مد باقر
الّنبّيين /لمح ّ
357
أّلف كتاًبا بعنوان » :تفضيل القائم المهدي على سائر الئ ّ
مة « مسسن تسسأليف فارسسسي يسسدعى
فتحعلياشه )ت 1250ه( ،وانظر :الّذريعة .[.360-358 /4
وهذه المقالة هي التي يجاهر بها الخميني ومن يشايعه في هسسذا العصسسر
ية – كما سيأتي – ]فسسي فصسسل دولسسة كما قّرر ذلك في كتابه الحكومة السلم ّ
اليات من الباب الّرابع.[.
وتعزو رواياتهم هذه الفضلية إلى أمور يرونهسسا فسسي الئمسسة مغرقسسة فسسي
الغلو والضلل تقشعر من سماعها أبدان المؤمنين )وقسسد مسسر بعضسسها فسسي
فصلي اعتقادهم في توحيد اللوهية والربوبية(.
وليس الئمة أفضل من النبياء فحسب؛ بل ما اسسستحق النبيسساء مسسا هسسم
فيه من فضل – بزعمهم – إل بسبب الولية .قال إمسسامهم "مسسا اسسستوجب
سسسلم، آدم أن يخلقه الله بيده وينفخ فيه من روحه إل بولية علي عليسسه ال ّ
سسسلم ،ول أقسسام اللسسهما إل بوليسسة علسسي عليسسه ال ّ وما كّلهم الله موسى تكلي ً
سسسلم" ،ثسسم قسسال: ي عليسسه ال ّ
عيسى بن مريم آية للعالمين إل بالخضوع لعل ّ
نظر إليه إل بالعبودّية لنا ]الختصاص: أجمل المر ما استأهل خلق من الله ال ّ
ص :250بحار النوار.[.26/294 :
ولو ذهبت أنقل من أحاديث "بحارهم" وغيره من هذا "اللون" لستغرق
ذلك صفحات طويلة ]انظر :الكثير منها في الجزء السادس والعشرين من البحسسار ،ول
سيما "باب تفضيل الئمسة علسى النبيساء" ص ،319-267:وبساب أن دعساء النبيساء اسستجيب
بالتوسل والستشفاع بهم صلوات الله عليهم أجمعين :ص ،334-319من نفس الجزء.[.
ويبدو أن هذا هو المذهب الذي استقر عليه مذهب الثنسسي عشسسرية عسسبر
التغيرات والتطورات التي تلحسسق المسسذهب ،والسسذي أشسسار الممقسساني إلسسى
طبيعتها وهسسو التطسسور نحسسو الغلسسو ]انظسسر :نسسص كلمسسه ص) ،394س ،[.(1104فسسإن
الشيعة في هذه المسألة )أعني مسألة تفضيل النبياء على الئمسسة( كسسانوا
ثلث فرق – كما يقول الشعري :-
فرقة :يقولون بأن النبياء أفضل من الئمة ،غير أن بعض هسسؤلء جسسوزوا
أن يكون الئمة أفضل من الملئكة.
والفرقة الثانية :يزعمون أن الئمة أفضل من النبياء والملئكة.
والفرقة الثالثة :وهم القائلون بالعتزال والمامة ،يقولون :إن الملئكسسة
والنبياء أفضل من الئمة ]مقالت السلميين.[.1/120 :
ويضيف المفيد في أوائل المقالت مذهًبا رابًعا لهم وهو أفضسسلية الئمسسة
على سائر النبياء ما عدا أولي العزم ]أوائل المقالت :ص .[.43-42ثم ل يبوح
بذكر المذهب الذي يعتمده من هذه المذاهب بل يذكر تسسوقفه للنظسسر فسسي
ذلك ]أوائل المقالت :ص .[.43
ولكن يظهر أن كل هذه المذاهب تلشت بسعي شيوخ الدولة الصسسفوية
ومن تبعهم واستقر المذهب على الغلسسو فسسي الئمسسة ،حسستى إن المجلسسسي
ن أولسسييقول في عنوان الباب السسذي عقسسده فسسي بحسساره لهسسذا الغسسرض" :إ ّ
العزم إّنما صاروا أولي العزم بحّبهم صلوات الله عليهم" ول يسسستثني فسسي
مد صلى الله عليه وسلم ]انظر :ص) دا من المرسلين ،حتى نبّينا مح ّ ذلك أح ً
.[.(615
358
وجاءت عندهم نصوص تعقد مقارنات بين رسسسول اللسسه وعلسسي ،وتنتهسسي
بأن لعلي فضل التميز علسسى رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم ،حيسسث
شاركه علي في خصائصه ،وانفرد علي بفضائل لسسم يشسساركه فيهسسا رسسسول
الله صلى الله عليه وسلم .وعقد لهذه النصوص صاحب البحار باًبا بعنوان
"باب قول الرسول لعلي :أعطيت ثلًثا ما أعط" -كذا – ]انظر :بحسسار النسسوار:
،39/89ومن أمثلة ذلك ما جاء في أخبارهم أن رسول الله صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم قسال:
"أعطيت ثلًثا وعلي مشاركي فيها ،وأعطي علي ثلًثا ولم أشسساركه فيهسسا ،فقيسسل يسسا رسسسول
الله :وما هي الثلث التي شاركك فيها علسسي عليسسه السسسلم؟ قسسال :لسسي لسسواء الحمسسد وعلسسي
حامله ،والكوثر لي وعلسي سساقيه ،ولسي الجنسة والنسار وعلسي قسسيمهما ،وأمسا الثلث الستي
أعطيها علي ولم أشاركه فيها فإنه أعطي ابن عم مثلي ولسسم أعسسط مثلسسه ،وأعطسسي زوجتسسه
فاطمة ولم أعط مثلها ،وأعطي ولديه الحسن والحسين ولم أعسسط مثلهمسسا) .بحسسار النسسوار:
،39/90وانظر فسي هسذا المعنسى :عيسون أخبسار الرضسا :ص ،212منساقب آل أبسي طسالب:
.[.(2/47
وقد جاء في الكافي والبحار وغيرهمسسا نصسسوص كسسثيرة تقسسول بسسأن لعلسسي
والئمة من الفضسسل ووجسسوب الطاعسسة كرسسسول اللسسه ،ولكنهسسا مسسا تلبسسث أن
تنتقل بالقارئ إلى أن الئمة أفضل من رسول الله ،بل تذهب إلى القسسول
بأن علًيا والئمة انفردوا بخصائص ل يشاركهم فيها أحسسد مسسن الخلسسق ،وإذا
تدبرت تلك الخصائص وجدت أنها من صفات الرب جسسل شسسأنه ،وبحسسسبك
أن تعرف أن من هذه الوصاف التي يتنطع بها الروافض ما ينسبونه لعلي
أنه قال" :لم يفتني ما سبقني ولم يعزب عني ما غاب عني ...إلخ" ]أصول
الكافي 1/197 :وما بعدها ،وقد ذكر جملة من أحاديثهم بهذا المعنى المسسذكور ،وانظسسر :ص
624-623من هذه الرسالة ،حيث سأذكر – إن شاء اللسسه – بعسسض نصسسوص هسسذه "الفريسسة"
والمراجع الشيعية التي تناقلتها.[.
فما أعظم افتراءهم على الله ،وعلى دينسسه ،وعلسسى نسسبيه ،وعلسسي ،وأهسسل
البيت .ولقد أنكر أمير المؤمنين علسسي – رضسسي اللسسه عنسسه – تفضسسيله علسسى
الشيخين أبي بكر وعمر ،وهدد من يتفوه بذلك بأنه سيجلده حسد المفستري
]انظر :منهاج السنة ،4/137 :وروي ذلك عن علسسي بأسسسانيد جيسسدة )الفتسساوى.[.(28/475 :
وتواتر عنه من ثمانين وجًها أنه كان يقسول علسسى منسبر الكوفسسة :خيسسر هسذه
المة بعد نبيها أبو بكر وعمر ]منهاج السسسنة .[.138-4/137 :ونقلت ذلسسك كتسسب
الشيعة نفسها ]انظر :تلخيص الشافي ،2/428 :عسسن الشسسيعة وأهسسل السسبيت :ص ..[.52
فما حاله رضي الله عنه مع هذا الصنف السسذي يسدعي التشسيع لسه ويفضسله
على أنبياء الله؟ ل شك أن إنكاره عليهم أعظم وأشد ،وقد قرر بعض أهل
ضل علًيا – فكيف ممن بعده – على نسسبي اللسسه إبراهيسسم أو العلم بأن من ف ّ
محمد فإنه أشد كفًرا من اليهود والنصارى ]منهاج السنة.[.4/69 :
وقد روت كتب الشيعة أنه عندما قيل لمير المؤمنين :أنسست نسسبي ،قسسال:
"ويلك إنما أنا عبد من عبيسسد محمسسد صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم" ]ابسسن بسسابويه/
التوحيد :ص ،174س ،175المجلسي /بحسسار النسسوار ،8/283 :الطبرسسسي /الحتجسساج )انظسسر:
منهاج السنة .[.(4/69 :قال ابن بابويه :يعنسسي بسسذلك عبسسد طسساعته ل غيسسر ذلسسك
]التوحيد ص .[.175
359
ويحتمل أن هذا التجاه الغالي الذي استقر عليه المذهب الثني عشري
كان من آثار فرقة من فرق الشيعة تذهب إلى تفضيل علسسي علسسى محمسسد
صلى الله عليه وسلم يقال لها العلبائية ]العلبائية :من فرق الشيعة ،وهم أصحاب
العلباء بن ذراع الدوسي ،أو السدي ،كان يفضل علًيا على النبي صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم،
وكان يقول بذم محمد صلى الله عليه وسلم ،وزعم أنه بعسسث ليسسدعو إلسسى علسسي فسسدعا إلسسى
نفسه.
)الملل والنحل ،1/175 :وانظر :رجال الكشي :ص ،571إل أنه سماها :العليائيسسة :بحسسار
النوار.[.(25/305 :
وفسسي ظنسسي أن عقيسسدة عصسسمة المسسام عنسسدهم تسسؤدي إلسسى ظهسسور هسسذا
المذهب وأمثاله؛ ذلك أنهم يصفون الئمة بأوصاف ل يتصف بهسسا أحسسد مسسن
أنبياء الله ورسله – كما سيأتي – وإن من يرجسسع إلسسى كتسساب اللسسه سسسبحانه
يجد أنه ليس لئمتهم الثني عشر ذكر ،فضل ً عسسن أن يقسسدموا علسسى أنبيسساء
الله ورسله.
كما أنسسه يلحسسظ "أن النبيسساء لكسسونهم أرفسسع رتبسسة يقسسدمون بالسسذكر علسسى
َ غيرهم من صالحي عباد الله .قال تعالىُ َ } :
معقق َن أن ْ َ ذي َ ع ال ّ ق ِمق َك َ وَلقئ ِ َفأ ْ
ن{ حي َ صققال ِ ِ
وال ّ داء َه َشق َ وال ّ ن َ قي َ
دي ِ صق ّوال ّن َ ن الن ّب ِّييق َ
مق َ
هققم ّ ه َ َ
الل ّ ُ
علي ْ ِ
صسسواقع :ص .[.187فرتسسب اللسسه سسسبحانه عبسساده ]الّنسسساء ،آيسسة] [.69 :مختصسسر ال ّ
السعداء المنعم عليهم أربسسع مراتسسب ]مجمسسوع فتسساوى شسسيخ السسسلم.[.11/221 :
"وكتاب الله يدل في جميع آيسساته علسسى اصسسطفاء النبيسساء واختيسسارهم علسسى
جميع العالم" ]مختصر التحفة :ص .[.101
وقد أجمع أهل القرون الثلثة علسى تفضسيل النبيساء علسى مسن سسواهم،
وهذا الجماع حجة – حتى عند الشيعة – لن فيهم الئمسة ]مختصسسر الصسسواقع:
ص .[.187-186
قال شيخ السلم ابن تيمية" :اتفق سسسلف المسسة وأئمتهسسا وسسسائر أوليسساء
الله تعالى على أن النبياء أفضل من الولياء الذي ليسسوا بأنبيساء" ]مجمسسوع
فتاوى شيخ السلم.[.11/221 :
حا علسسى أن جعسسل النسسبي واجسسب الطاعسسة وجعلسسه أمسًرا والعقل يدل صري ً
ما على الطلق والمام نائًبا وتابعًسسا لسسه ل يعقسسل بسسدون فضسسيلة وناهًيا وحاك ً
دا فسسي دا في حسسق كسسل نسسبي مفقسسو ً النبي عليه ،ولما كان هذا المعنى موجو ً
ل ،بل يستحيل ]مختصر التحفة: حق كل إمام لم يكن إمام أفضل من نبي أص ً
ص .[.101
ص والجمسساع شسسيعة نفسسها مسا يّتفسسق مسسع الن ّس ّ ثم إّنه قد ورد في كتسسب ال ّ
شذوذ؛ وهو ما رواه الكليني عن هشام الحول عسسن والعقل ،وينفي ذلك ال ّ
ن من قال غير ذلك فهو ضسسا ّ
ل مة ،وأ ّ ن النبياء أفضل من الئ ّ زيد بن علي أ ّ
صواقع :ص .[.187 ]انظر :مختصر ال ّ
ب إلى الله من ن النبياء أح ّ ص على أ ّ صادق ما ين ّ وروى ابن بابويه عن ال ّ
علي ]انظر :مختصر الّتحفة :ص .[.100
360
ول شك أن هذا المسسذهب واضسسح البطلن ،يسسدرك بطلنسسه بصسسري العقسسل
وبما علم من الدين بالضرورة ،وبالتاريخ والسير والفطسسر ،ول يحتسساج إلسسى
تكلف في إبطاله وهو أحد البراهين على فساد المذهب الرافضي.
معجزات المام:
يرى أهل السنة "أن المعجزات ]المعجزات :هي اليات والسسبراهين السستي ل يقسسدر
عليها إل الله والتي يجريها الله تعالى على أيدي أنبيائه فتدل على صدقهم .وقد ذكسسر شسسيخ
السلم ابن تيمية بأن لفظ المعجزات لم يكن موجوًدا في الكتاب والسنة ،وإنما فيسسه لفسظ
الية ،والبينة والبرهان )الجواب الصحيح (4/67 :وقال رحمه الله :المعجزة تعم كسسل خسسارق
للعادة في اللغة ،وعرف الئمة المتقدمين كالمام أحمد بن حنبل وغيسسره يسسسمونها اليسسات.
لكن كثيًرا من المتأخرين يفرق في اللفظ بينهما فيجعل المعجزة للنسسبي ،والكرامسسة للسسولي
وجماعهما المر الخارق للعادة )انظسسر :قاعسسدة فسسي المعجسسزات والكرامسسات ص ،2مطبعسسة
المنار ،أو 312-11/311من مجمسسوع فتسساوى شسسيخ السسسلم ،وراجسسع النبسسوات لبسسن تيميسسة،
وانظر :التعريفات للجرجاني :ص ،282شرح العقيدة الطحاوية :ص [.(495ل يأتي بهسا
أحد إل النبياء عليهسسم السسسلم ]ابسسن حسسزم /المحلسسى ،[.1/35 :خلفًسسا للروافسسض
ن
الذين جعلوا علمة المام عندهم صدور المعجزة منه ،لنهم يقولسسون" :إ ّ
ن اللسسه سسسبحانه يختسسار وة ]عقائد المامّية :ص [.94فكما أ ّ المامة استمرار للّنب ّ
وة والّرسسسالة ويؤي ّسسده بسسالمعجزة ..فكسسذلك يختسسار من يشاء من عبسساده للّنبس ّ
شيعة وأصولها :ص .[.58 للمامة" ]أصل ال ّ
وقد امتلت كتب الحديث عندهم بالحديث عن هذه المعجسسزات ،وروايسسة
قصصها وأحداثها – المزعومة – وقد يقال بأن غاية ما هنالك بسسأنهم سسسموا
الكرامات معجزات.
ول شك أن "من أصول أهل السنة والجماعة التصديق بكرامات الولياء
وما يجري على أيديهم من خوارق العادة في أنسسواع العلسسوم والمكاشسسفات
وأنواع القدرة والتأثيرات كالمأثور عسسن سسسالف المسسم فسسي سسسورة الكهسسف
وغيرها ،وعن صدر هذه المة من الصحابة والتابعين وسسسائر قسسرون المسسة،
وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة" ]مجموع فتاوى شيخ السلم.[.3/156 :
وإذا كان المر كذلك فتسسمية الكرامسسات بمعجسزات مجسرد اختلف فسسي
الصطلح ولهذا حينما قال ابن المطهر الحلي عسسن أميسسر المسسؤمنين علسسي:
"وظهرت منه معجزات كثيرة" عقب على ذلك شيخ السلم بقوله:
"فكأنه يسمي كرامات الولياء معجزات وهذا اصطلح كثير مسسن النسساس
فيقال :علي أفضل من كثير ممن لسسه كرامسسات ،والكرامسسات متسسواترة عسسن
كثير من عوام أهل السنة الذين يفضلون أبسسا بكسسر وعمسسر فكيسسف ل تكسسون
الكرامات ثابتة لعلي رضي الله عنه ،وليس في مجرد الكرامسسات مسسا يسسدل
على أنه أفضل من غيره" ]منهاج السنة.[.2/149 :
وقد رأى شيخ السلم أن اهتمام الروافض بأمر مسسا ينسسسب للئمسسة مسسن
كرامات إنما سسسببه أن "الرافضسسة لجهلهسسم وظلمهسسم وبعسسدهم عسسن طريسسق
أوليسساء اللسسه ليسسس لهسسم مسسن كرامسسات الوليسساء المتقيسسن مسسا يعتسسد بسسه ،فهسسو
لفلسسسهم منهسسا إذا سسسمعوا شسسيًئا مسسن خسسوارق العسسادات عظمسسوه تعظيسسم
المفلس للقليل من النقسسد ،والجسسائع للكسسسرة مسسن الخسسبر] "..منهسساج السسسنة:
.[.4/196
361
ولكن المامية هل ترى هذه الخوارق من كرامات أوليسساء اللسسه وتسسسميها
معجزات؟
إن المتأمل للمذهب المامي يرى أنهم يذهبون في هذه الكرامات إلسسى
مذهب آخر؛ فهم يرون أنها معجزات لثبات المامة وإقامسسة الحجسسة – كمسسا
يزعمون – على الخلق ،لن الئمة كما تقول روايسساتهم هسسم الحجسسة البالغسسة
على من دون السماء وفوق الرض ]أصول الكافي ،1/192 :وانظر :المظفر /علم
المام :ص .[.43
بل يقول ثقة إسلمهم الكليني" :إن الحجة ل تقسسوم للسسه علسسى خلقسسه إل
بإمام" ]وهو عنوان باب في الكافي تضمن أربعة أحاديث بهذا المعنسسى) .أصسسول الكسسافي:
[.(1/177وجاءت روايات كثيرة عنسسدهم بهسسذا المعنسسى ،ولسسذا قسسالوا "فنحسسن
حجج الله في عباده" ]أصول الكافي" ،[.1/193 :ولولنا مسسا عبسسد اللسسه" ]أصسسول
الكافي" ،[.1/193 :الوصياء هم أبواب الله عز وجل التي يؤتى منها ولولهم
ما عرف الله عز وجل ،وبهم احتج الله تبارك وتعالى علسسى خلقسسه" ]أصسسول
الكافي .[.1/193 :ولذلك قال البحراني في كتابه الذي صسنفه فسي معجسزات
الئمة" :إن الله أظهر علسى أيسديهم المعساجز والسدلئل لنهسم حجتسه علسى
عباده" ]هاشم البحراني /ينابيع المعاجز :ص ) 2المقدمة(.[.
فهم يجعلون الئمة كالنبياء والرسل الذين يقيم الله بهم الحجة على
خلقه فهم يحتاجون للمعجزات لثبات رسالتهم كما يحتاج النبياء.
بل هم في الفضل ،ووجوب الطاعة ،وتحقق المعجزات قد يصلون إلسسى
مرتبة أفضل الرسل والنبياء أو أعظم.
ي رضي الله عنه آخسسذ قال أبو عبد الله – كما يزعمون " :-ما جاء به عل ّ
به وما نهي عنه أنتهي عنه ،جرى لسسه مسسن الفضسسل مثسسل مسسا جسسرى لمحمسسد
صلى الله عليه وسلم".
دا بعد واحد.
وكذلك يجري لئمة الهدى واح ً
كان أمير المؤمنين كثيًرا ما يقول" :لقد أعطيت خصال ً ما سبقني إليهسسا
أحد قبلي ،علمت المنايا والبليا والنساب وفصل الخطاب ،فلم يفتني مسسا
ل ذلسسك سبقني ولم يعزب عّني ما غاب عّني أبشر بإذن الله وأودي عنه كس ّ
كنني فيه بعلمه" ]أصول الكافي ،197-1/196 :وروايات أخرى بهسسذا المعنسسى ،وكّلهسسا م ّ
ن الئّمة هم أركان الرض" .وانظر" :فصل العصمة".[.
ساقها في "باب أ ّ
فأنت ترى أن النص يؤكد بأن من أخذ عن أحد مسسن الئمسسة فكأنمسسا أخسسذ
ي ل عن عن رسول الله ،أو أفضل؛ ولذلك فإن جعفًرا يفضل الخذ عن عل ّ
رسول الله ]ونبرئ جعفًرا من هذه الزندقة وسائر أئمة أهل البيت ،فإن من اعتقد أن له
قا إلى الله ل يحتاج فيه إلى محمد فهو كافر ملحد.
طري ً
)انظر حول هذا المعنى :مجموع فتاوى شيخ السلم.[.(11/225 :
ي مسسن معجسسزات وصسسفات ليسسست لمحمسسد ثم يبرهن على ما تميز به عل ّ
صلى الله عليه وسلم في قوله) :أنا قسيم الله ...إلخ( ،ويؤكد هذا المعنى
في خاتمة النص وهو قوله" :لقد أعطيت خصال ً مسسا سسسبقني إليهسسا أحسسد"..
ويضفي على علي صفات الجبسسار جسسل عله حينمسا يقسول" :علمسست المنايسا
362
والبليا" ،وكذلك حينما يقول" :فلم يفتني ما سبقني ولسسم يعسسزب عنسسي مسسا
ب جس ّ
ل غاب عني" ،فالذي ل يعسسزب عنسسه شسسيء ول يفسسوته شسسيء هسسو السّر ّ
ب عندهم يبدو له كما زعموا. ن الّر ّ
جلله .لك ّ
فهذه ليست معجزات ،هذه افتراءات وتأليه للئمة.
ولكن الشيعة المامية ترى أن هذه معجزات جرت للئمة لقامة الحجسسة
ضا من قبيل الكرامات بل هي كمعجسسزات النبيسساء على الخلق ..وليست أي ً
وب صاحب البحار لهذا المعنى باًبا بعنوان "إّنهسسم يقسسدرون أو أعظم ،وقد ب ّ
على إحياء الموتى وإبراء الكمه والبرص وجميع معجسسزات النبيسساء" ]بحسسار
النسسوار .[.31-27/29 :وأورد فيه جملة مسسن أحسساديثهم ،ولهسسذا عسسرف شسسيخهم
القزويني المعجزة التي تحصل للئمة بأنها "ما كان خارًقا للعادة أو صارًفا
للقدرة عند التحدي مع عدم المعارضة ،والمطابقة للدعوى" ]قلئد الخسسسرائد:
ص .[.72
فهي معجزة خارقة للعادة المقصود بها التحدي لقامة الدعوى.
وقد صنفوا المصنفات في معجزات الئمة كمسسا يكتسسب أهسسل السسسنة فسسي
معجزات رسول الله صلى اللسسه عليسسه وسسسلم ]مثسسل كتسساب "عيسسون المعجسسزات"
لشيخهم حسين بسن عبسد الوهساب )مسسن القسرن الخسامس( وقسد نشسرته مؤسسسة العلمسسي
ه ،وقد جاء فيه من معجزاتهم :أنهم يحيون الموتى للمطبوعات في طبعة ثالثة عام 1403
ص ،32ويتحدثون مع الحيوانات ،وتشهد لهم بالمامة ص ،32 ،25 ،22 ،17ويحدثون بما
كان وما يكسون ص ،57ويسرون أعمسال العبساد بواسسطة عمسود مسن نسور يكسون معهسم منسذ
دلئل" لشسسيخهم هاشسسم ولدتهم ص ،80وأمثال ذلك .ومثل كتاب "ينابيع المعاجز وأصول ال ّ
ن عنسسدهم البحراني ،وذكر فيه ) (21باب ًسسا ومسسن عنسساوين هسسذه البسسواب "البسساب الخسسامس" :أ ّ
سماء ،وعلم ما في الرض ،وعلم ما كان ،وعلم ما يكون ،ومسسا سلم علم ما في ال ّ عليهم ال ّ
يحدث بالّليل والّنهسار ،وسساعة وسسساعة ،وعنسدهم علسم الن ّسسبّيين ،وزيسادة ص ،42-35البساب
ن قلوبهم مورد إرادة الله ،وإذا سلم إذا شاؤوا أن يعلموا علموا ،وأ ّ سادس :أّنهم عليهم ال ّ ال ّ
شاء شيًئا شاؤوه ص.46-43 :
ضا كتاب آخر في نفس الموضوع ولعله أوسع ما كتب عندهم سماه "مدينة وللبحراني أي ً
المعاجز" يذكر عند كل إمسسام مسسا ينسسسبون لسسه مسسن معجسسزات؛ فمثل ً عقسسد البسساب الّول فسسي
معجزات أمير المؤمنين فذكر ) (550معجسسزة ،منهسسا ذكسسر معسساجز ميلده ص – 5علسسى حسد ّ
سماء ص ،12وكلم الرض معسسه ص ،16وكلم زعمهم ،-مناجاة الله له ص ،9وعروجه لل ّ
إبليس معه ص ،16وذكر له معجزات قبل جوده ،فكر أّنه حضسسر عنسسد فرعسسون ،وقسسال فسسي
ن الله أّيد بك الّنبّيين سّرا ،وأي ّسسدني بسسك جه سًرا.
ي :إ ّن الّرسول قال لعل ّ الّتعقيب على ذلك بأ ّ
وهكذا يذكر لكسل إمسام معجزاتسه حستى إمسامهم المنتظسر السذي ل وجسود لسه قسال بسأن مسن
معجزاته :قراءته وقت ولدته الكتب المنزلة ،والصعود إلى سسرادق العسسرش .ويمضسسي فسسي
ذكر حكايات ل يصدق بها عاقل ،تجعلك تعجب غاية العجسسب مسسن شسسيوخ اسسستغفلوا أتبسساعهم
إلى هذا الحد ..ومن أتباع انقادوا لهذه "الترهات" ،[.بل إن أخبارهم في ذلك تخسسرج
بالئمة من طور البشر إلى مقام الخالق جل عله.
وللقوم ولع غريب وتعلسسق عجيسسب بسسسرد الحكايسسات وغسسرائب السسساطير
والتي هي أحياًنا أشبه بعمل السحرة والمشعوذين ،وحيًنا هي من ضسسروب
الخيال ،وغرائب الحلم .ويزعمون أن هذا من أصول ثبوت إمسسامتهم .بسسل
جعلوا لتباع الئمة معجزات تضاهي معجزات الئمة ]انظر – مثل ً :-حسين عبد
دا الهجسري يعلسم علسم
الوهاب /عيون المعجزات ،شهادة الكاظم – كما يزعمون – بأن رشي ً
المنايا ص ،101وفي رجال الكشي "وكان إذا لقي الرجل قال له :فلن أنت تمسسوت بميتسسة
كذا ،وتقتل أنت يا فلن بقتلة كذا وكذا فيكون كما يقول" )رجال الكشي :ص .[.(76
363
وقد يقال :تلك حكايات وأسسساطير ذهبسست مسسع ذهسساب الئمسسة وليسسس لهسسا
وجود واقعي ،وأقول :إن هذه المعجزات ل تزال تولد عند الشيعة وتتجسسدد
ل بقراءة هذه الساطير في المجالس وتخدير العقول وتكبيل الفكسسار بهسسا
فحسب ،بل اتخذت صورة واقعية تتمثل في جانبين:
الول :ما ينسبونه للغائب المنتظر من معجسزات وخسوارق ينقلهسا جملسة
من شيوخهم الذين يزعمون الصلة به ،فهذا ابسسن المطهسسر الحلسسي يسسستعير
كتاب ًسسا كسسبيًرا ليسسرد عليسسه – كمسسا يقولسسون – ول يسسسمح لسسه صسساحب الكتسساب
باستعارته إل ليلة واحدة فيأتيه هذا المنتظر فينسخ له الكتساب كلسسه ]مضسسى
ص ) (340من هذه الرسالة .[.وحكاياتهم فسسي هسسذا البسساب كسسثيرة سسسجل جملسسة
منها شيخهم النوري الطبرسي في كتابه جنة المأوى ،فسسالمعجزات تجسسري
الن علي أيدي غائبهم ،ويظهرها في أشخاص شيوخهم وآياتهم.
الثاني :ما يدعونه مسسن حصسسول الخسسوارق عنسسد قبسسورهم فأضسسلوا قسسومهم
سواء السبيل وأغروهم بالشرك وفتحوا لهم أبسوابه .وقسد عقسد المجلسسي
جملة من أبواب بحاره لهذا الغسسرض مثسسل "البسساب التاسسسع والعشسسرون مسسا
ظهسسر عنسسد الضسسريح المقسسدس مسسن المعجسسزات والكرامسسات" ]بحسسار النسسوار:
،[.42/311ومثل "الباب الخمسون جور الخلفاء علسسى قسسبره الشسسريف ومسسا
ظهر من المعجزات عند ضريحه ومن تربته وزيارته" ]بحار النوار.[.45/390 :
وهكذا يذكر عند الحديث عن كل إمام معجزاته المزعومة .وقد ألفوا فسسي
هذه الخرافات مصنفات ]مثل" :المعجزات" لشيخهم محمد علي البلداوي ،جمع فيسسه
المعجسسزات السستي ظهسسرت عنسسد المشسسهدين الكسساظميين والعسسسكريين) .انظسسر :الذريعسسة:
.[.(21/215
وقد تحدثت أساطيرهم عن معجزات جرت من الضرحة ،وساق الكسسثير
منها المجلسي في أبوابه التي عقدها في أخبار كسسل إمسسام .وجسساء بقصسسص
خيالية تثير العجب من هؤلء القوم الذين ألفوا الخرافة ،ووجسدت طريقهسا
لقلوبهم بكل يسر.
قصسسص تتحسسدث عسسن شسسفاء الضسسريح للمسسراض المستعصسسية ،فتسسذكر أن
أعمى أبصر بمجرد مجاورته للضريح ]بحار النوار.[.42/317 :
وأن الحيوانات تذهب لضرحة أئمتهم طلًبا للشفاء ،فهذا حيسسوان يتمسسرغ
على القبر لشفاء جرحه فيشفى ]بحار النوار.[.42/312 :
بل جعلوا أئمتهم وهم رهائن قبورهم يتصرفون تصرف الحياء فجاءوا
بقصص تتحدث عن أن الضريح يودع المانات فيحفظها ]بحار النوار:
.[.42/318
ويبدو أن واضع هذا بعض السدنة اللصوص الذي لم يكفه ما يأخذ من
هؤلء الغرار من أموال يبذلونها على عتبات الضريح فحاول أن يأخذ
المزيد بالسرقة والخداع.
والضريح يخاطب فيستجيب ..فهسسذا أحسسد زوار القسسبر يتمسسزق رداؤه عنسسد
الضريح فيقول" :ما أعرف عوض هذا إل منك ،فيتحقق لسسه مسسا أراد" ]بحسسار
النوار.[.42/316 :
364
كل هذه الساطير تصاغ في قالب قصصي خيالي للتسسأثير علسسى السسسذج
من العامة ،وهي قصص كثيرة وطويلسسة تنتهسسي بمثسسل هسسذه الغسسرائب السستي
تدعو للشرك بالله سبحانه ،وتشسسل العقسسل ،وتعطسسل التفكيسسر ،وتثبسسط عسسن
العمل الصالح ،وقد تنأى بعقلئهسسم إلسسى الكفسسر بالسسدين أص سل ً إذا رأى هسسذه
الخرافات الباطلة بضرورة العقل.
صادق ما ينسبه له شيعة الكوفة من تلك المبالغات وقد استنكر جعفر ال ّ
ي أهسسل فقال – كما تروي كتب الشيعة " :-والله لسسو أقسسررت بمسسا يقسسول فس ّ
الكوفة لخذتني الرض ،وما أنا إل عبد مملوك ل أقدر على شيء بضّر ول
بنفع" ]تنقيح المقال.[.3/332 :
ول يستبعد أن تلك الدعاوى الغالية في الئمسسة والسستي ترفسسع الئمسسة إلسسى
مقسسام اللوهيسسة ويسسسمونها معجسسزات ل يسسستبعد أن هسسذه موروثسسة عسسن
المجوسية الذين دخلوا في سلك التشيع للكيد للسلم أو لظهار عقائدهم
باسم السلم ذلك أن "المجوس تدعي لزرادشت من المعجزات واليسسات
أكثر مما يدعيه النصارى" ]تثبيت دلئل النبوة.[.1/185 :
أما قولهم بأن الئمة هم الحجة على الناس ول تقوم الحجة على خلقسسه
إل بهم ،ولهسسذا جسسرت المعجسسزات علسسى أيسسديهم لثبسسات المامسسة ..فهسسذا إذا
بحثت عنه في كتاب الله سبحانه لم تجد ما يدل عليسسه البتسسة ،بسسل تجسسد مسسا
يخالفه وهو أن حجة الله على عباده قسسامت بالرسسسل .قسسال تعسسالى} :ل ِئ َل ّ
ل{ ]النسسساء ،آيسسة [.165 :ولسسم سق ِ ع قدَ الّر ُ ة بَ ْ
ج ٌح ّ ه ُ عَلى الل ّ ِ س َ ن ِللّنا ِ كو َ يَ ُ
يذكر الئمة.
فعلم أن هذه السسدعوى هسسي محسسض اختلق ،وأمسسا تلسسك المعجسسزات السستي
ينسبونها للضرحة أو الغسسائب المنتظسسر فهسسي كسسذب وبهتسسان ،أو مسسن وحسسي
شيطان ،فالغائب ل وجود له إل فسسي خيسسالت طائفسسة الثنسسي عشسسرية كمسسا
يقرره طوائف من الشيعة ،وكما يذكر ذلك أهل العلم بالنساب والتواريخ.
أما معجزات الضرحة فإنها دعوى شيطانية للشرك ،وهؤلء أمسسوات قسسد
أفضوا إلى ما قدموا ل يملكون لنفسهم نفًعا ول ضًرا ..وهسسم فسسي حيسساتهم
يلجؤون إلى الله سبحانه ينفون عن أنفسهم الحول والقوة.
وقد نقلت كتب الشيعة نفسها أحسساديث كسسثيرة فسسي هسسذا المعنسسى ،واللسسه
ض قّرا إ ِل ّ ول َ َ مل ِ ُ َ
عققا َ ف ً سي ن َ ْ ف ِ ك ل ِن َ ْ قل ل ّ أ ْ سبحانه أمر نبيه أن يقولُ } :
َ
ول َض قّرا َ سققي َ ف ِ مل ِ ُ
ك ل ِن َ ْ قل ل ّ أ ْ ه{ ]العراف ،آية،[.188 :سس } ُ شاء الل ّ ُ ما َ َ
َ َ ّ
دي عنق ِ م ِ ل لك ُق ْ قو ُ قل ل ّ أ ُ ه{ ]يونس ،آيسسة ،[.49 :س } ُ شاء الل ُ ما َ عا إ ِل ّ َ ف ً نَ ْ
م ال ْ َ َ
ن َرّبققي حا َ سب ْ َ ل ُ ق ْ ب{ ]النعام ،آية،[.50 :سس } ُ غي ْ َ عل َ ُول أ ْ ه َ ن الل ّ ِخَزآئ ِ ُ َ
ش قٌر َ
ما أَنا ب َ َ ق ْ ل{ ]السسسراء :آيسسة،[.93 :سس } ُ سو ً ت إ َل ّ ب َ َ ل ُ ه ْ
ل إ ِن ّ َ شًرا ّر ُ كن ُ َ
م{ ]الكهف ،آية.[.110 : ُ
مث ْلك ُ ْ ّ
فهذا هو رسول الهدى وخاتم النبياء وسيد الولين والخرين فكيف بمن
دونه.
اليمان باليوم الخر:
لهم في الركن العظيم أقوال منكرة ،وبسسدع كسسثيرة .فآيسسات القسسرآن فسسي
اليوم الخر أّولوا معناها بالرجعة ]انظر :فصل "الرجعة" .[.وهذه حيلسسة مسساكرة
365
من واضعي هذه النصوص لنكار أمر اليوم الخسسر بالكليسسة ،وأقسسل مسسا فيهسسا
أنها تصرف قلوب الشيعة ،عن ذلك اليوم ،أو تمحو معاني اليوم الخر من
نفوسهم ،لنهم ل يقرأون في آيات اليسسوم الخسسر إل تسسأويلت شسسيوخهم لسسه
بالرجعة.
ضا قولهم بأن أمر الخرة للمسسام .يقسسول صسساحب الكسسافي ومن بدعهم أي ً
في أخباره" :الخرة للمام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى من يشاء جسسائز
له ذلك من الله" ]أصول الكافي.[.1/409 :
أما لماذا أمر الخسرة للمسام فسإن هسذا فسرع عسن تصسورهم لمسر الجنسة
نار" ]قال ابن بابويه" :ويجب مة ما خلقت الجّنة وال ّ والنار ،إذ يقولون" :لول الئ ّ
سسسماء والرض ول الجن ّسسة ول الن ّسسار ،ول آدم ول ما خلق الله سسسبحانه ال ّ أن يعتقد أّنه لولهم ل َ َ
ن الله خلسسق حّواء ،ول الملئكة ،ول شيًئا مّما خلق" )العتقسسادات :ص [.(107-106و"إ ّ
نة من نور الحسسسين" ]المعسسالم الزلفسسى :ص ،249وانظسسر :نزهسسة البسسرار ،ومنسسار الج ّ
ضسسا :ص .[.395وعقد شسسيخهم النظسسار فسسي خلسسق الجن ّسسة والّنسسار /لهاشسسم البحرانسسي أي ً
البحراني باًبا في ذلك بهذا العنوان المذكور ]المعالم الّزلفى :ص .[.249
ي.
ن الجّنة هي من مهر فاطمة في زواجها على عل ّ ومرة يقولون بأ ّ
وما أدري كيف تكون مهرها وهي مخلوقة من نور ابنها؟!
طوسسسي شسسيخ ال ّوالصل في المهر أن يدفع من قبل الزوج ،فقسسد روى ال ّ
ن اللسسه تعسسالى أمهسسر في مجالسه عن أبي بصير عن أبي عبد الله قسسال" :إ ّ
دنيا فربعها لها ،وأمهرها الجّنة والّنار ،تسسدخل فاطمة رضي الله عنها ربع ال ّ
أعداءها الّنار وتدخل أولياءها الجّنة" ]المعالم الّزلفسسى :ص .[.350وعقد لسسذلك
ن الجن ّسسة فسسي مهسسرصسساحب المعسسالم الّزلفسسى باب ًسسا بعنسسوان "البسساب الّرابسسع أ ّ
فاطمة" ]المعالم الّزلفى :ص [.319-317أي أن الجنة جزء من مهر فاطمة.
ثم إن المهر الصل أن يصل إلى صسساحبه فسسي السسدنيا ،ولسسذلك قسسالوا :إن
صسسص لهسسذه المسسسألة شسسيخهم الئمة يأكلون في الدنيا من نعيم الجنة ،وخ ّ
دنيا ل يسأكله إل نسبي أو ن طعام الجّنسة فسي الس ّ البحراني باًبا بعنوان "باب أ ّ
وصي نبي" .أورد فيه روايات كثيرة من كتبهسسم المعتمسسدة عنسسدهم تتضسسمن
أن الفسسواكه والرمسسان والطبسساق المليئة بسسأنواع الطعسسام تسأتيهم مسن الجنسسة
يأكلون منها ،وصاغ هذه المزاعم في قصص طويلة.
وفات عليهم أن يزيدوا في قولهم عمن يأكسسل طعسسام الجنسسة ل يسسأكله إل
نبي ،أو وصي نبي "أن يزيدوا أو بنت نبي" ،لنهم بهذا قسسد حرمسسوا فاطمسسة
من مهرها ،ومما خلق من نور ولدها ،لنها ليست مسسن الوصسسياء باتفسساقهم
فل تأكل من طعام الجنة ،ويبدو أنهم لم يزيدوا ذلك خشية أن تسسدخل فيسسه
بنات النبي الخريات ،وليس لهن نصيب من الود في دين الشيعة.
وما دام أمر الخرة في نظر هذه الزمرة للمام بهذه الوجوه المذكورة،
فإن كل مراحل الحياة الخروية صبغتها الشسسيعة بآثسسار غلسسوهم فسسي المسسام
والئمة .فالئمة يحضرون عند الموت .قال المجلسي في بيسسان اعتقسسادات
طائفته" :يجب القرار بحضسسور النسسبي والئمسة الثنسسي عشسسر صسسلوات اللسسه
عليهم عند موت البرار والفجار والمسسؤمنين والكفسسار ،فينفعسسون المسسؤمنين
بشفاعتهم في تسهيل غمرات الموت وسسسكراته عليهسسم ،ويشسسددون علسسى
366
المنافقين ومبغضي أهل البيت صلوات الله عليهسم ،ول يجسوز التفكسر فسي
كيفية ذلك إنهم يحضرون – كذا – في الجساد الصلية أو المثالية أو بغيسسر
ذلك" ]العتقادات :ص .[.94-93
وحينما يوضع الميت في قبره ،يجعل معه تربة من تراب الحسين ،لنهسسا
بزعمهم أمان له ،وعقد لهذا الحسسر العسساملي باب ًسسا بعنسسوان "بسساب اسسستحباب
يت في الحنوط والكفن وفسسي القسسبر" ]وسسسائل وضع الّتربة الحسينّية مع الم ّ
صص لها صاحب مستدرك الوسسسائل باب ًسسا بنفسسس شيعة ،[.2/742 :وكذلك خ ّ ال ّ
العنوان المذكور ]مستدرك الوسائل.[.1/106 :
ومن وصاياهم في ذلك قولهم" :ويجعل معه شسسيء مسسن تربسسة الحسسسين
فقد روي أّنها أمان" ]مسسستدرك الوسسسائل ،[.1/106 :ولهسسم فسسي هسسذه المسسسألة
طوسسي /تهسذيب أحاديث كثيرة ]وسائل الشيعة ،2/742 :مستدرك الوسائل ،1/106 :ال ّ
طبرسي /الحتجاج :ص ،274الكفعمي /المصباح :ص .[.511 الحكام ،2/27 :ال ّ
والتكليف بزعمهم ورفع الدرجات وعمل الحسسسنات يحصسسل مسسن الميسست
الشيعي وهو في قبره .روى الكليني في الكافي عن حفص قال :سسسمعت
موسى بن جعفر يقول :الرجل أيحب البقاء في الدنيا؟ قال :نعسسم ،فقسسال:
ولم؟ قال :لقراءة قل هو الله أحد .فسكت عنه فقسسال لسه بعسسد سساعة :يسا
حفص من مات من أوليائنا وشيعتنا ولسسم يحسسسن القسسرآن علسسم فسسي قسسبره
ليرفع الله به من درجته ،فإن درجات الجنة على قدر آيات القسسرآن ]أصسسول
الكافي ،2/606 :المعالم الزلفى :ص .[.133
فالشسسيعي فسسي قسسبره يعلسسم القسسرآن ويشسستغل بقراءتسسه فيسسستمر عمسسل
الحسنات منه حتى بعد موته! وهذه فريدة من فرائدهم .فهل هسسذه دعسسوة
مبطنة وحيلة أخرى لهجر القرآن وتعلمه وقراءته بانتظار حصول ذلك في
القبر؟
وأول ما يسأل عنه في القبر هو حب الثني عشر قالوا" :أول ما يسسسأل
عنه العبد حبنا أهل البيت" ]بحسسار النسسوار ،27/79 :عيسسون أخبسسار الرضسسا :ص [.222
مة واحد بعد واحد ،فسسإن لسسم يجسسب فيسأله ملكان عن "من يعتقده من الئ ّ
عن واحد منهم يضربانه بعمود من نار يمتلئ قبره ناًرا إلى يسسوم القيامسسة"
دا بهسسم )يعنسسي ]العتقادات /للمجلسي :ص ،[.95وأما "إذا كان في حيسساته معتق س ً
الثني عشر( فسإنه يسستطيع السرد علسى أسسئلتهم )يعنسي أسسئلة الملئكسة(
ويكون في رغسسد إلسسى يسسوم الحشسسر" ]محمسسد الحسسسيني الجللسسي /السسسلم عقيسسدة
ودستور :ص .[.77
ويعتقد الشيعة بحشر بعد الموت ل يشاركهم في القول به أحسسد ،يقسسول
المجلسي في العتقادات" :يحشر الله تعسسالى فسسي زمسسن القسسائم أو قسسبيله
جماعة من المؤمنين لتقر أعينهسسم برؤيسسة أئمتهسسم ودولتهسسم ،وجماعسسة مسسن
الكافرين والمخالفين للنتقام عاجل ً في الدنيا" ]العتقادات :ص .[.98
أما اعتقادهم في الحشر يوم القيامة ،فإن لهم فيه أقوال ً منكسسرة؛ ففسسي
أخبارهم أن حشر الناس يسسوم القيامسسة ل يشسسمل الجميسسع كمسسا هسسو اعتقسساد
المسلمين ،بل هناك فئة ل يشملها الحشر ،ول تتعرض لهول ذلسسك اليسسوم،
367
ول تقف ذلك الموقف العظيسسم ،ول تمسسر علسسى الصسسراط بسسل ينتقلسسون مسسن
قبورهم إلى الجنة بل وسائط.
أولئك هسسم أهسسل مدينسسة "قسسم" ،تقسسول أخبسسارهم" :إن أهسسل مدينسسة قسسم
يحاسسسبون فسسي حفرهسسم ويحشسسون مسسن حفرهسسم إلسسى الجنسسة" ]بحسسار النسسور:
،60/218عباس القمي /الكنى واللقاب.[.3/71 :
وليس ذلك فحسب ،بل إن أحد أبسسواب الجنسسة قسسد خصسسص – بزعمهسسم –
ن للجن ّسسة ثمانيسسة أبسسواب ،ولهسسل لهل "قم" عن أبي الحسن الرضا قال" :إ ّ
قم واحد منها فطوبى لهم ثسسم طسسوبى" ]بحسسار النسسوار ،60/215 :سسسفينة البحسسار:
مر الله تعالى وليتنسسا فسسي [.1/446و"هم خيار شيعتنا من بين سائر البلد خ ّ
طينتهم" ]بحار النوار.[.60/216 :
قال شيخهم عباس القمي )من المعاصرين(" :وقد وردت روايات كثيرة
عن أئمة أهل البيت في مدح قم وأهلها ،وأنها فتح إليهسسا باب ًسسا – كسسذا – مسسن
أبواب الجنة" ]الكنى واللقاب.[.3/7 :
صوا )قسم( بفضسائل أخسرى ]بحسسار النسسوار ،[.221-212 /60 :حستى أغسروا وخ ّ
ن قم يبلغ من العمارة إلى أن شيعتهم بشراء أرضها ،وخدعوهم بقولهم :إ ّ
يشترى موضع فرس بسسألف درهسسم ]بحسسار النسسوار .[.60/215 :فحسساولوا التسسأثير
عليهم من الجانب المادي ،والجانب الروحي ..وقسسد يكسسون فسسي الموضسسوع
جسانب سياسسي ،حيسث إن قسم فسي إيسران وهسي مركسز الدولسة الصسفوية،
بالضافة إلى الهدف المقيت الذي تسعى إليه هذه الزمسسرة السستي وضسسعت
هذه الروايات ،لشاعة الكفر والزندقة ،إبعسساد الشسسيعة عسسن السسسلم ،وقسسد
ضا ،وما أسهل ذلك ،لنهسسم سسسيأتون تجد من يساندها من شياطين الجن أي ً
إليهم بثوب "المهدي المنتظر" المزعوم ويضعون في دينهم ما يشاءون.
وقد زاد أحد شيوخهم المعاصرين في عدد أبواب الجنة المفتوحسسة علسسى
قم – كما يفترون – فذكر بأن في أخبارهم أن الرضسسا قسسال :للجن ّسسة ثمانيسسة
أبواب فثلثة منها لهسسل قسسم ]محمسسد مهسسدي الكسساظمي /أحسسسن الوديعسسة :ص -313
.[.314
وجعلوا أمور الحساب ،والصراط والميسسزان ،والجنسسة والنسسار بيسسد الئمسسة،
صراط وإلينا الميزان وإلينا حساب شيعتنا" ]رجال قال أبو عبد الله" :إلينا ال ّ
شي :ص .[.337 الك ّ
ن حسسساب جميسسع الخلسسق مة اليمسسان بسسأ ّوعد ّ الحّر العاملي من أصول الئ ّ
مة ]الفصول المهّمة في أصول الئّمة :ص .[.171 يوم القيامة إلى الئ ّ
صسسراط أحسسد إل ومعسسه وجاءت عندهم روايات كسسثيرة تقسسول" :ل يجسسوز ال ّ
ولية من علي" ]المعسسالم الّزلفسسى :ص [.239أو "جواز فيه وليسسة علسسي" ]بحسسار
النوار ،8/68 :البرهان ،[.4/17 :أو "كتاب فيه براءة بوليسسة علسسي" ]بحسسار النسسوار:
.[.8/66
وفي كتاب العتقادات لبن بابويه في "باب العتقاد في الصراط" قال:
" ..والصسسراط فسسي وجسسه آخسسر اسسسم حجسسج اللسسه فمسسن عرفهسسم فسسي السسدنيا
وأطاعهم أعطاه اللسسه جسسواًزا علسسى الصسسراط السسذي هسسو جسسسر جهنسسم يسسوم
ي صلى اللسسه عليسه وسسلم لعلسي :يسا علسي إذا كسان يسوم القيامة ..قال الّنب ّ
368
صسسراط إل صراط فل يجسسوز علسسى ال ّ القيامة أقعد أنا وأنت وجبرائيل على ال ّ
من كانت معه براءة بوليتك" ]العتقادات :ص .[.95
صراط عقبة اسمها الولية "يوقف جميع الخلئق عندها ن على ال ّوقال بأ ّ
مسسة مسسن بعسسده فمسسن أتسسى بهسسا نجسسا فيسألون عن ولية أمير المسسؤمنين والئ ّ
وجاوز ،ولن لم يأت بها بقي" ]العتقادات :ص .[.96
سسسلم قسسسيم الجن ّسسة والن ّسسار
وعقد المجلسي باًبا بعنوان "باب أّنه عليه ال ّ
صسسراط" ]بحسسار النسسوار .[.39/193 :وعقسد البحرانسي باًبسا بنحسو ذلسسك وجسسواز ال ّ
]المعالم الّزلفى :ص ) 167باب علي قسسسيم الجّنسسة والّنسسار( .[.وساقا فيهمسسا روايسسات
عدة عن أساطين المذهب ،وكتبهم المعتمدة عندهم.
والمعلومات التي تقدمها الثنا عشرية في معنى أنه قسيم الجنة والنسسار
ل تعطى إل للخواص ،ذلك أن المأمون – كما تقول أخبسسارهم – سسسأل عسسن
معنى أن علًيا قسسسيم الجنسسة والنسسار فأجسسابه الرضسسا بسسأن حسسب علسسي إيمسسان
وبغضه كفر فصار حينئذ قسسسيم الجنسسة والنسسار ،ولكنسسه حينمسسا لحسسق بسسه أبسسو
الصلت الهروي قال له الرضا" :إنما كلمته من حيث هو ،ولقد سمعت أبي
ي رضي الله عنه أن ّسسه قسسال :قسسال لسسي رسسسول اللسسه يحدث عن آبائه عن عل ّ
صلى الله عليه وسلم :يا علي أنت قسيم الجّنة والّنار يوم القيامة ،تقسسول
نار هذا لي وهسسذا لسك" ]ابسسن بسسابويه :عيسسون أخبسسار الّرضسسا :ص ،239بحسسار النسسوار: لل ّ
.[.39/194
ويقولون بأنه صاحب الجنة والنار ،قالت أخبارهم" :إذا كان يوم القيامسسة
وضع منبر يراه الخلئق يصسسعده رجسسل يقسسوم ملسسك عسسن يمينسسه وملسسك عسسن
ي بن أبسسي طسسالب شماله ،ينادي الذي عن يمينه :يا معشر الخلئق ،هذا عل ّ
صسساحب الجن ّسسة يسسدخلها مسسن يشسساء ،وينسسادي السسذي عسسن يسسساره :يسسا معشسسر
ي بن أبي طسسالب صسساحب الن ّسسار يسسدخلها مسسن يشسساء" ]بحسسار الخلئق ،هذا عل ّ
النوار ،39/200 :بصائر الّدرجات :ص .[.122
بل وصلوا إلى القول بأنه ديان الناس يوم القيامسسة" ،عسسن المفصسسل بسسن
عمر الجعفي عن أبي عبد الله قال :سمعته يقول :إن أمير المؤمنين علي
بن أبسسي طسسالب لسسدّيان النسساس يسوم القيامسسة] "..بحسسار النسسوار ،39/200 :بصسسائر
الّدرجات :ص ،122وانظر :تفسير فرات :ص .[.13
وهذه الجنة التي يتحدثون عنها هسسي قصسسر علسسى الروافسسض ل يشسساركهم
فيها أحد لنها لئمتهم ،كما أن النار التي مفاتيحها بيد الئمة هي لعدائهم،
قسسالوا" :إنمسسا خلقسست الجنسسة لهسسل السسبيت ،والنسسار لمسن عسساداهم" ]المعسسالم
الزلفى :ص .[.251ولكنهم ينسون هسسذا ويقولسون بسأن "الشسيعة يسدخلون
مسسا" ]المعسسالم الزلفسسى :ص ،255 الجنة قبل سائر الناس من المسسم بثمسسانين عا ً
وانظر بمعنى هذا الخبر :ابسسن قولسسويه /كامسسل الزيسسارات :ص ،137الحسسر العسساملي /وسسسائل
الشيعة.[.10/331 :
ومن أصولهم "أن الناس يدعون بأسماء أمهاتهم يوم القيامة إل الشيعة
فيدعون بأسماء آبائهم" ]الفصول المهمة في أصول الئمة :ص .[.124
هذا ويعتقدون بجنة غير جنة الخلسسد ،يسسسمونها جنسسة السسدنيا ،وكسسذلك بنسسار
يعذب بها الناس غير نار الخرة .يقول المجلسي" :ويجب أن يعتقد أن لله
369
تعالى في الدنيا جنة وناًرا سوى جنة الخلد ونار الخلد" ]العتقادات للمجلسي:
ص ،98ويقول بأنها هي جنة آدم )الفصول المهمة في أصول الئمة :ص (.124قسسال شسسيخ
السلم ابن تيمية :والجنة التي أسكنها آدم وزوجته عند سلف المة وأهل السنة والجماعسسة
هي جنة الخلد ،ومن قال :إنهسسا جنسسة فسسي الرض فهسسو مسسن المتفلسسسفة والملحسسدين ،أو مسسن
إخسسوانهم المبتسسدعين ،فسسإن هسسذا يقسسوله مسسن يقسسوله مسسن المتفلسسسفة والمعتزلسسة) .الفتسساوى:
،[.(4/347وأهسسل القبسسور قسسد ينتقلسسون إليهمسسا ،وذلسسك أنهسسم "بعسسد السسسؤال
وضغطة القبر ينتقلون إلى أجسادهم المثالية فقد يكونون علسسى قبسسورهم،
ويطلعون على زوارهم ،وقد ينتقلون إلى النجف" ]العتقسسادات للمجلسسسي :ص
.[.97
ومزاعمهم في هسسذا البسساب يصسسعب حصسسرها ..بسسدع كسسثيرة منكسسرة ..ومسسا
ذكرته مجرد إشارات لو قمنا باستعراض نصوصها وتحليلها لستغرق ذلسسك
صفحات كثيرة.
وكلها بدع ليس عليها من كتاب الله برهان ،وليس لهسسا فسسي كتسسب المسسة
شاهد ول خبر ..ويكفي في بيان وضسسعها ،ومعرفسسة كسسذبها مجسسرد عرضسسها..
لوَلى{ خرةُ وا ُ َ فل ِل ّ ِ فهم جعلوا الخرة للئمة والله سبحانه يقولَ } :
َ ه ال ِ َ
]النجم ،آية [.25:وما أشبه قولهم هذا بمزاعسسم يهسسود فسسي قسسولهم إن الخسسرة
ة صق ً خال ِ َ ه َ عندَ الل ّ ِ خَرةُ ِ داُر ال َ ِ م ال ّ ت ل َك ُ ُ كان َ ْ ل ِإن َ ق ْ لهم .قال تعالىُ } :
ه
و ُ مّنقق ْ وَلققن ي َت َ َ نَ ، قي َ صاِد ِ م َ كنت ُ ْ ت ِإن ُ و َ م ْ وا ْ ال ْ َ من ّ ُ فت َ َ س َ ن الّنا ِ دو ِ من ُ ّ
ن{ ]البقرة ،آية.[.95-94 : ّ ّ َ َ َ
م ِبالظاِلمي َ عِلي ٌ ه َ والل ُ م َ ه ْ دي ِ ت أي ْ ِ م ْ ما قدّ َ دا ب ِ َ أب َ ً
كما جعلوا للئمة الحكم والمر في يوم القيامة والله جسسل شسسأنه يقسسول:
وإ ِل َْيق ِ ه ال ْ ُ ُ
ن{ عقو َ ج ُ ه ت ُْر َ م َ كق ُ ح ْ وَلق ُ ة َ خقَر ِ وال ِ فقي الوَلقى َ مدُ ِ ح ْ ه ال ْ َ }ل َ ُ
]القصص ،آية.[.70 :
ن كا َ من َ ة إ ِل ّ َ جن ّ َ ل ال ْ َ خ َ وقالوا بأن الجنة لهم كما قال اليهودَ} :لن ي َدْ ُ
م ِإن ُ هققاُتوا ْ ب ُْر َ هققودا ً أ َو ن َصققارى ت ِل ْق َ َ
م كنت ُق ْ هققان َك ُ ْ ل َ قق ْ م ُ ه ْ مققان ِي ّ ُ كأ َ َ َ ْ ُ
َ َ
د
عنقق َ جُرهُ ِ هأ ْ فل َ ُ ن َ س ٌ ح ِ م ْ و ُ ه َ و ُ ه َ ه ل ِل ّ ِ ه ُ ج َ و ْ م َ سل َ َ نأ ْ م ْ ن ،ب ََلى َ قي َ صاِد ِ َ
ن{ ]البقرة ،آية.[.112-111 : نو ز
ُ ْ َ ْ َ ُ َ ح ي م ه َ ل و م
ْ ٌ َ ْ ِ ْ َه يَ ل ع ف و خ َ َ ل و
َر ّ ِ َ
ه ب
م كنُتقق ْ م ِإن ُ هان َك ُ ْ هاُتوا ب ُْر َ ونقول لهم في كل مزاعمهم التي مرتَ } :
ن{ بل أنتم بش كسائر البشر ،وما تسسدعونه إنمسسا هسسو كيسسد عسساجز، قي َ صاِد ِ َ
وصنعة حاقد ،وتدبير زنديق ،وبين أيدينا كتاب الله سسسبحانه لسسم يسسدع لهسسذه
التخرصات والوهام سبيل ً إلى قلب من احتكم إليه وجعله إمامه وقائده.
وأما من أغلسق عقلسه ،وأخسذته العسزة بسالثم ،وأعمسى تفكيسره التعصسب
ول َ شقْيئا ً َ س َ فق ٍ عققن ن ّ ْ س َ فق ٌ زي ن َ ْ ج ِ فسيجد مغبة ذلك فسسي يسسوم }ل ّ ت َ ْ
ن{ ]البقرة ،آيسسة: صُرو َ م ُين َ ه ْ ول َ ُ ة َ ع ٌ فا َ ش َ ها َ ع َ ف ُ ول َ َتن َ ل َ عدْ ٌ ها َ من ْ َ ل ِ قب َ ُيُ ْ
.[.123
اليمان بالقدر:
يقول شيخ السلم ابن تيمية بأن "قسسدماء الشسسيعة كسسانوا متفقيسسن علسسى
إثبات القدر ،وإنما شاع فيهم نفي القدر من حين اتصلوا بالمعتزلة" ]منهاج
السنة.[.2/29 :
370
وهذا كان في أواخر المائة الثالثة ،وكسثر بينهسم فسي المسائة الرابعسة لمسا
صنف لهم المفيد وأتباعه ]منهاج السنة.[.1/229 :
كما أن "سائر علماء أهل البيت متفقون على إثبات القدر" ]منهاج السسسنة:
.[.2/29
ويذكر الشعري أن الرافضة في أفعال العباد ثلثة فرق :فرقسسة يقولسسون
بأن أعمال العبسساد مخلوقسسة للسسه ،وأخسسرى تقابلهسسا فتنفسسي أن تكسسون أعمسسال
العباد مخلوقة لله ،وثالثة تتوسط وتقسسول :ل جسسبر كمسسا قسسال الجهمسسي ،ول
تفويض كما قال المعتزلة؛ لن الرواية عن الئمسسة – كمسسا زعمسسوا – جسساءت
بذلك ،ولم يتكلفوا أن يقولوا في أعمال العباد هل هي مخلوقة أو ل شسسيًئا
]مقالت السلميين.[.115 ،1/114 :
واعتبر شيخ السلم هذه الطائفسسة متوقفسسة بينمسسا الولسسى مثبتسسة والثانيسسة
نافية ]منهسساج السسسنة ،[.1/286 :ول يذكر صساحب التحفسة الثنسي عشسرية عسن
المامية إل قولهم" :إن العبد يخلق فعله" ]مختصر التحفة :ص .[.90
هذا ما تقوله مصادر أهل السنة.
وبالرجوع إلى مصادر الشيعة يتبين ما يلي:
نرى ابن بابويه القمي الملقب عندهم بالصدوق ،يقول في عقائده الستي
سجلها على أنهسسا تمثسسل عقسسائد الشسسيعة واشسستهرت باسسسم عقسسائد الصسسدوق
يقول" :اعتقادنا في أفعال العباد أنها مخلوقة خلق تقدير ل خلسسق تكسسوين،
ما بمقاديرها" ]عقائد الصدوق :ص .[.75 ومعنى ذلك أنه لم يزل الله عال ً
وهذا فيه إثبات علم الله عز وجل بأعمال العبسساد فقسسط ل إثبسسات عمسسوم
مشيئته سبحانه ،وهو ل يقتضي أن الله خالق أفعال العباد ،ومع ذلك فقسسد
تعقبه شيخهم المفيد فقال" :الصحيح عن آل محمد صلى الله عليه وسلم
أن أفعال العباد غير مخلوقة لله ،والذي ذكره أبو جعفر قد جاء به حسسديث
غير معمول بسسه ،ول مرضسسي السسسناد ،والخبسسار الصسسحيحة بخلفسسه ،وليسسس
يعرف في لغة العرب أن العلم بالشيء هو خلق له" ]شسسرح عقسسائد الصسسدوق:
ص .[.12
ثم قال" :وقد روي عن أبي الحسن أنه سئل عن أفعال العباد فقيل له:
قا لها لمسسا تسسبرأ هل هي مخلوقة لله تعالى؟ فقال عليه السلم :لو كان خال ً
َ
ه{ سقول ُ ُ وَر ُ
ن َكي َر ِ
شق ِ ن ال ْ ُ
م ْ مق َريقءٌ ّ ن الل ّ َ
ه بَ ِ منها وقد قال سبحانه} :أ ّ
ولم يرد البراءة من خلق ذواتهم وإنما تبرأ من شسسركهم وقبسسائحهم" ]شسسرح
عقائد الصدوق :ص .[.13
ويبدو في هذا الستدلل الذي عزاه مفيدهم إلى الرضا التكلف الواضح،
فبراءة الله عز وجل من المشركين لعدم رضاه سبحانه عسسن عملهسسم ،ول
وَلقق ْ
و ينفي هذا قدرة الله سبحانه ومشيئته الشاملة النافذة ،قال تعالىَ } :
كوْا{ ]النعام ،آية .[.107 :وجاء في روايسساتهم مسسا ينقسسض ما أ َ ْ
شَر ُ شاء الل ّ ُ
ه َ َ
هذا ويتفق مع الحق ،حيث قالوا" :ما خلل الله فهو مخلوق ،واللسسه خسسالق
كل شيء" ]الحر العاملي /الفصول المهمة :ص .[.35
ثم إن المفيسسد يسسذهب إلسسى معنسسى أن العبسساد خسسالقون لفعسسالهم ،لكنسسه ل
يستحسسسن هسسذا التعسسبير فيقسسول" :أقسسول :إن الخلسسق يفعلسسون ،ويحسسدثون
371
ويخترعون ويصنعون ويكتسبون ،ول أطلق القول عليهم بأنهم يخلقون ول
هم خالقون ،ول أتعسسدى ذكسسر ذلسسك فيمسسا ذكسسره اللسسه تعسسالى ول أتجسساوز بسسه
مواضسسعه مسسن القسسرآن ،وعلسسى هسسذا القسسول إجمسساع الماميسسة والزيديسسة
والبغداديين من المعتزلة وأكثر المرجئة وأصسسحاب الحسسديث ،وخسسالف فيسسه
البصريون من المعتزلة وأطلقوا على العباد أنهم خسسالقون فخرجسسوا بسسذلك
عن إجماع المسلمين" ]أوائل المقالت :ص .[.25
فهو يلتزم – كما يزعم – منهج القسسرآن؛ لنسسه سسسماهم فسساعلين وعسساملين
ولم يسمهم خالقين ،غير أن إجماع طائفته لم يستمر – إن كان قد حصسسل
– إذ إن طائفة من شسسيوخهم سسسلكوا مسسسلك معتزلسسة البصسسرة فسسي إطلق
لفظ "الخلق" ]وقالوا بأنه قيل لبي الحسن :هل غيسر الخسالق الجليسل خسالق؟ قسال :إن
ن{ ]المؤمنسسون ،آيسسة .[14 :إن ن ال ْ َ ك الل ّ َ
فت ََباَر َالله تبارك وتعالى يقولَ } :
قي َ
خققال ِ ِ س ُ
ح َ
هأ ُْ
في عباده خالقين وغير خالقين ،منهم عيسى عليه السسسلم خلسسق مسسن الطيسسن كهيئة الطيسسر
)الفصول المهمة ص ،(81ومثل هذا التوجيه نسب لبعض السسسلف حيسسث قسسال ابسسن جريسسج:
ن{ ّ
ن الطي ق ِ ق ل َك ُققم ّ
مق َ خل ُق ُإنما جمع الخالقين؛ لن عيسى كان يخلق كمسسا قسسال} :أ َّني أ َ ْ
فأخبر اللسسه عسسن نفسسسه أنسسه أحسسسن الخسسالقين )تفسسسير الطسسبري ،12/11 :تفسسسير البغسسوي:
،(3/304ولكن عيسى عليه السلم إنما كان يخلق بإذن الله فل خالق مع الله ،ولذلك فإن
أكثر أهل العلم قال :إن الخلق بمعنى التقدير كما يدل على ذلك لغة العرب ،وقال مجاهد:
يصنعون ويصنع الله والله خير الصانعين )تفسير البغوي .(3/304
قال ابن جرير الطبري – بعد أن ذكر قول ابن جريسسج وقسسول مجاهسسد " :-وأولسسى القسسولين
قا" )انظر :تفسير الطسسبري في ذلك بالصواب قول مجاهد؛ لن العرب تسمي كل صانع خال ً
.(12/11
والقضية عند هؤلء الروافض ليست في إطلق اللفسسظ السسذي لسسه معنسسى فسسي اللغسسة غيسسر
اليجاد ،ولكن في قولهم بأن العبد هو الذي يخلق فعله ،كما أن توجيه إمامهم بسسأن عيسسسى
يخلق ليس بدليل لهم في قولهم إن كل إنسان يخلق فعله؛ لن ذلك معجزة لعيسسسى بسسأمر
ق ل َك ُققم{ وهسسم يعممسسون إطلق اللفسسظ .[.والفسسرق اللسسه ،وورد بسسه النسسص }أ َن ّققي أ َ ْ
خل ُ ق ُ
اللفظي بينهم وبين معتزلة البصرة قد توارى فيما بعسسد علسسى يسسد ثلسسة مسسن
أساطين المذهب.
ه( صاحب الشيعة فسسي كتسسابه فقد عقد شيخهم الحّر العاملي )ت 1104
ن اللسسه سسسبحانهالذي يتحدث فيه عن أصول أئمته عقد باًبا بعنوان "بسساب أ ّ
ل شيء إل أفعال العباد" ]الفصسسول المهّمسسة فسسي أصسسول الئّمسسة :ص ،[.80 خالق ك ّ
ن أفعسال العبساد صسادرة عنهسم وقال" :أقول :مذهب المامّيسة والمعتزلسة أ ّ
وهم خالقون لها" ]الفصول المهّمة في أصول الئّمة :ص .[.81
وكذلك قسسال شسسيخهم الطبطبسسائي" :ذهبسست الماميسسة والمعتزلسسة إلسسى أن
أفعال العباد وحركاتهم واقعة بقدرتهم واختيارهم فهسسم خسسالقون لهسسا ،ومسسا
في اليات من أنه تعالى خالق كل شيء وأمثالها إما مخصسسص بمسسا سسسوى
أفعال العباد ،أو مؤول بأن المعنى أنه خالق كل شسسيء إمسسا بل واسسسطة أو
بواسسسطة مخلوقسساته" ]مجسسالس الموحسسدين فسسي بيسسان أصسسول السسدين /محمسسد صسسادق
الطبطبائيك ص .[.21
وقال القزويني" :وأفعال العباد مخلوقة لهم" ]قلئد الخرائد :ص .[60
وغير هؤلء كثير ]مثل ابن المطهر الحلي في كتابه نهج المسترشدين :ص ،52حيث
قال :البحث الرابع :في خلق العمال ،وقرر أن هذا مذهب طائفته ومذهب المعتزلة ،ومثل
ذلك صرح في كتابه "الباب الحادي عشسسر" )مسسع شسسرحه للمقسسداد( ص ،32وكتسسابه :كشسسف
372
المراد ص ،332وكذلك شسسيخ الشسسيعة المجلسسسي صسساحب البحسسار قسسال" :وذهبسست الماميسسة
والمعتزلة إلى أن أفعال العباد وحركسساتهم واقعسسة بقسسدرتهم واختيسسارهم فهسسم خسسالقون لهسسا".
)بحار النوار ،(4/148 :والمقداد الحلي ) انظر :النافع يوم الحشر في شرح الباب الحسسادي
عشر :ص .[.(33-32وهو كما ترى عين مسسذهب أهسسل العسستزال ،فهسسل مقالسسة
هؤلء طارئة على المسسذهب الشسسيعي كمسسا قسساله شسسيخ السسسلم ابسسن تيميسسة
وغيره ،وإن قدماء الشيعة لسسم يكونسسوا علسسى هسسذا المعتقسسد ،أو أن هسسذا هسسو
مذهب القدمين ومن بعدهم؟
لعل أفضل مرجع يرجع إليه لستقراء هسسذه الحقيقسسة هسسو كتسسب الحسسديث
عند الشيعة.
وقد رجعت إلسسى مصسسادر الشسسيعة المعتمسسدة فسسي الروايسسة وبالسسذات إلسسى
مراجعها الرئيسة؛ فرأيت مجموعة كبيرة من الروايات تخالف ما هو شائع
عن مذهب الشيعة من القول بمذهب المعتزلة في أفعال العباد ،وتعارض
ما قرره طائفة من شيوخهم في هسسذه المسسسألة مسسن الخسسذ بمسسسلك أهسسل
العتزال ،كما سبق ذكر بعض شواهده من أقوال المفيسسد ،وابسسن المطهسسر،
والحر العاملي وأضرابهم مما سجلوه في كتب العقيدة التي كتبوها لتعسسبر
عن مذهب الشيعة.
فمن رواياتهم التي وصفنا:
"قال أبو جعفر وأبو عبد الله « :إن الله أرحم بخلقه من أن يجبر خلقسسه
على الذنوب ،ثم يعذبهم عليهسسا ،واللسسه أعسسز مسسن أن يريسسد أمسًرا فل يكسون،
قال :فسئل عليهما السلم هل بين الجبر والقدر منزلسسة ثالثسسة؟ قسسال :نعسسم
أوسع ما بين السماء والرض" ]أصول الكافي.[.1/159 :
يعني أن بين القول بالجبر والقول بنفي القدر منزلة ثالثة وسط.
وجاءت عندهم مجموعة من الروايات تقول بأن مذهبهم في القسسدر هسسو
أمر بين المرين ل جبر ول تفويض ]انظر :أصول الكافي /باب الجبر والقدر والمسسر
بين المرين ،1/155 :وانظر :بحار النوار ،56 ،5/22 :الفصول المهمة :ص .[.72
مة هو نفي الجبر ن الذي استفاض عن الئ ّ ولهذا قال المجلسي" :اعلم أ ّ
والّتفويض وإثبات مر بين المرين" ]بحار النوار.[.5/82 :
ونفي الجبر واضح القصد وهو الخروج عن مذهب الجبريسسة ،ولكسسن مسساذا
يريدون بالتفويض؟
يقول المجلسي" :وأما التفويض فهسو مسا ذهسب إليسه المعتزلسة مسن أنسه
تعالى أوجد العباد ،وأقدرهم على تلك الفعال وفوض إليهم الختيار ،فهسسم
مستقلون بإيجادها وفق مشيئتهم وقدرتهم وليس لله في أفعسسالهم صسسنع"
]بحار النوار.[.5/83 :
كذلك عندهم روايات أخرى تنتقد مذهب المعتزلة ،وتشنع على القائلين
به ،فهو رد على الشيعة نفسها فسسي سسسلوكها مسسسلك المعتزلسسة ،جسساء فسسي
تفسير القمي – في التشنيع على القدرية نفاة القسدر مسن المعتزلسة ومسسن
نهج سبيلهم – قول إمامهم" :القدرة الذين يقولون ل قدر ،ويزعمون أنهم
قادرون على الهدى والضللة ،وذلك إليهسسم إن شسساءوا اهتسسدوا ،وإن شسساءوا
ضلوا ،وهم مجوس هذه المة ،وكذب أعسسداء اللسسه؛ المشسسيئة والقسسدرة للسسه
373
ضققل َل َ ُ ق َ َ َ
ة{ م ال ّ ه ُعلي ْ ِ ح ّ ري ً
قا َ و َ
ف ِ دى َ ه َ
قا َ ري ً
ف ِنَ ، دو َ
عو ُ
م تَ ُما ب َدَأك ُ ْ }ك َ َ
]العراف ،آية،29 :سس .[.30من خلقه اللسسه شسسقًيا يسسوم خلقسسه كسسذلك يعسسود إليسسه
دا ،قسسال رسسسول دا يوم خلقه كذلك يعسسود إليسسه سسسعي ً شقًيا ،ومن خلقه سعي ً
الله صلى الله عليه وسلم" :الشقي من شسسقي فسسي بطسسن أمسسه ،والسسسعيد
من سعد في بطن أمه" ]تفسير القمر ،227-1/226 :بحار النوار.[.5/9 :
وقال أبو عبد الله" :إنك لتسأل عن كلم أهل القدر ومسسا هسسو مسسن دينسسي
دا من أهل بيستي يقسول بسه" ]بحسسار النسسوار،5/56 : ول دين آبائي ول وجدت أح ً
البرهان.[.1/398 :
هاقققدّْرَنا َ ه َ َ
مَرأت َ ُ وقال" :ويح هذه القدرية أما يقرأون هذه اليةِ} :إل ا ْ
درها إل اللسسه تبسسارك وتعسسالى" ]بحسسار النسسوار: ن{ ويحهم مسسن قس ّ ري َ ن ال ْ َ
غاب ِ ِ م َِ
[.5/56وغيرها كثير ]انظر :بحار النوار 5/116 ،ومسسا بعسسدها رقسسم ،49س ،50س ،51س ،52
،69 ،61 ،60 ،59 ،58 ،57 ،54 ،53وغيرها.[.
هذه الروايات تعبر عن مذهب الئمة في إثبات القدر ،وقد تشير إلى ما
عليه قدماء الشيعة من الثبات ،وقد أعسسرض عسسن هسسذه الروايسسات الشسسيعة
المتسسأخرون بل دليسسل سسسوى تقليسسد أهسسل العسستزال ،وأغمضسسوا النظسسر عمسسا
يعارض ذلك من روايات كثيرة عندهم ،بل إن الشيعة جعلوا مسسن أصسسولهم
العدل كالمعتزلة سواًء بسسواء .وهسذه الكلمسة فسي ظاهرهسا لفسظ جميسل،
ى خطيًرا ،وهو إنكار قدر الله عز وجل. ولكنها تخفي وراءها معن ً
ما المامّية فالعدل من أركان اليمسسان عنسسدهم بسسل قال أحد شيوخهم" :أ ّ
شيعة بين الشاعرة والمعتزلة :ص ،240عبد ومن أصول السلم" ]هاشم معروف /ال ّ
المير قبلن /عقيدة المؤمن :ص .[.43
مع أن أقوال الئمة – كما أثبتته كتبهم المعتمدة عندهم – ل تصرح بنفي
القدر في أكثر رواياتهم – كما مضى – بل تهاجم المعتزلة وتنتقسسد مسسذهبها
في القدر ،كما تقرر جملة أن الحق ليسسس مسسع المعتزلسسة القدريسسة ،ول مسسع
الجبرية بل الحق منزلة أخرى ثالثة ،وهذا حق ،ولكن تفسير هذه المنزلة،
أو المر بين المرين ما هو؟
لقد أحجمت بعض رواياتهم عن تفيسر هذا واكتفت بإطلق هذا القسسول.
ولما سئل أبو عبد الله عن معنساه لسم يجسب وقسالت روايساتهم فسي وصسف
موقفه من هذا السؤال" :فقلب يده مرتين أو ثلًثا ثم قال :لو أجبتك فيسسه
لكفرت" ]ابن بابويه /التوحيد :ص ،363بحار النوار ،5/53 :وجاءت روايات أخسسر شسسبيهة
بهذا منها ما يقول بأن ذلك "سر من أسرار الله") .بحار النوار (5/116 :أو "أن بينهمسسا مسسا
بين السماء والرض" )المصدر السابق ،(5/116وما ماثل ذلك.[.
وقد حمل بعض شيوخهم هذا الموقف من "جعفر" على التقيسسة "لنسسه –
بزعمهم – كسان يعلسسم أنسه ل يسدركه عقسسل السسائل فيشسك فيسه أو يجحسده
فيكفر" ]المجلسي /بحار النوار.[.54-5/53 :
ولعل هذا التوقسسف هسسو مسسا أشسسار إليسسه الشسسعري مسسن أنسسه أحسسد مسسذاهب
الرافضة الثلثة .كما أن المذهب الول قد جاء على لسان شيخهم المفيسسد
في قوله" :إن أفعال العباد غير مخلوقة للسسه" ]شسسرح عقسسائد الصسسدوق :ص -10
.[.12وقد لوحظ أن المذهب الثالث وهو الثبات قد نطقت به طائفسسة مسسن
374
روايسساتهم ،فسسأنت تسسرى أن المسسذاهب الثلثسسة للرافضسسة السستي أشسسار إليهسسا
الشسسعري فسسي مقسسالته قسسد وجسسدت كلهسسا ضسسمن مقسسالت الثنسسي عشسسرية
ورواياتهم.
وذكر صدوقهم في عقائده رواية تفسر قولهم بالمر بين المرين؛ حيث
قال :قيل لبي عبد الله" :ما أمر بين المرين؟ فقال :ذلك مثل رجل رأيته
على المعصية فنهيته فلم ينته فتركته ففعل تلك المعصية فليسسس حيسسث ل
يقبل منك فتركته كنت أنت الذي أمرته بالمعصية" ]عقائد الصدوق :ص .[.75
فهو هنا يفسر القدر بسسالمر والنهسسي فحسسسب ..وهسسو ل يكفسسي فسسي بيسسان
المذهب الحق في القدر ..إذ كان الله سبحانه ل سلطان له على العبد إل
أمره أو نهيه.
ولكن نجد من شيوخهم مسسن فسسسر ذلسسك بمقتضسسى مسسذهب أهسسل السسسنة
وقال بما جاء في روايسساتهم مسن الثبسسات ،وأعسسرض عمسسا قسساله طائفسة مسسن
شيوخه وجعل ذلك هو معتقد طائفته فقال بعدما ذكر ضلل الجبرية فيمسسا
ذهبوا إليه ,ان من قال بقولهم فقسسد نسسسب الظلسسم إليسسه تعسسالى عسسن ذلسسك،
وضلل القدرية فيما أخذوا به مسسن نفسسي القسسدر ،وأن مسن قسسال بسذلك فقسسد
أشرك مع الله غيره في الخلق – قال » :واعتقادنا في ذلك تبسسع لمسسا جسساء
عن أئمتنا الطهار عليهم السلم من المر بين المرين والطريسسق الوسسسط
بين القولين ..فقد قال إمامنا الصادق عليه السلم لبيان الطريق الوسسسط
كلمته المشهورة" :ل جبر ول تفويض ولكن أمر بين المرين".
ما أجمل هذا المغزى ،وما أدق معنسساه وخلصسسته" :أن أفعالنسسا مسسن جهسسة
هي أفعالنا حقيقة ونحن أسسسبابها الطبيعيسسة وهسسي تحسست قسسدرتنا واختيارنسسا،
ومن جهة أخرى هسسي مقسسدورة للسسه تعسسالى وداخلسسة فسسي سسسلطانه لنسسه هسسو
مفيض الوجود ومعطيه ،فلم يجبرنا على أفعالنا حتى يكون قد ظلمنا على
المعاصي ،لن لنسا القسسدرة والختيسار فيمسسا نفعسسل ،ولسسم يفسوض إلينسسا خلسق
أفعالنا حتى يكون قد أخرجها عن سلطانه ،بل له الخلق والمر وهو قسسادر
على كل شيء ومحيط بالعباد" ]المظفر /عقائد الماميسة :ص ،68-67وقريسسب مسن
ذلك ما ذكره شيخهم الزنجاني /في عقائد الشيعة المامية الثني عشرية.[.176-3/175 :
وهذه الكلمات ل تخالف ما قاله أهل السنة في باب أفعال العباد ،وهسسي
تفيد أن من شيوخ الشيعة المتأخرين من يذهب إلى ما ذهب إليه أوائلهم،
وما قررته معظم رواياتهم إذا لم يكن قد جعل لكلماته ضرًبا مسسن التأويسسل
أو لوًنا من التقاء فذاك علمه عند الله.
طائفة قد ذهبوا في الغالب وهذا ل ينفي أن شيوخ المذهب وأساطين ال ّ
إلى ما ذهب إليه أهل العتزال.
ويمكن أن يقال :قد كان في القديم الثبات هسسو الصسسل والنفسسي طسسارئ
نتيجة التأثر بالتجاه العتزالي ،وعند المتأخرين النفي هسسو الكسسثير الغسسالب،
والثبات موجود عند البعض.
ول شك بأن من قال بالنفي فقد قال بجزء مسسن الدلسسة وعطسسل البسساقي،
ومن قال بالجبر فقسسد عمسسل بسسالجزء الخسسر وعطسسل مسسا سسسواه ،ومسسن أخسسذ
بالقول الوسط فقد أعمل الدلسسة كلهسسا ،وآيسسات القسسرآن أثبتسست للعبسسد فعل ً
375
ما
و َ
وقدرة ومشيئة ،ولكنهسسا تابعسسة لقسسدرة اللسسه ومشسسيئته ،قسسال تعسسالىَ } :
ه{ ]النسان ،آية ،30 :التكوير ،آية.[.29 : ن ِإل َأن ي َ َ
شاء الل ّ ُ شا ُ
ؤو َ تَ َ
قال شيخ السلم:
"فجمهور أهل السنة من السلف والخلسسف يقولسسون :إن العبسسد لسسه قسسدرة
وإرادة وفعل ،والله خالق ذلك كله كما هو خالق كل شيء ،كمسسا دل علسسى
ذلك الكتاب والسنة" ثم ساق الدلة في ذلك ]انظر :منهاج السنة.[.21-1/20 :
والروايات الكثيرة عند الرافضة – والتي مضى بعضها – هي أكبر شسساهد
من مذهبهم نفسه على بطلن ما ذهب إليه شسسيوخهم مسسن الخسسذ بمسسذهب
أهل العتزال ]ولتفصيل القول في القسدر ،ونقسسض شسسبهات المعتزلسسة ومسسن قلسسدهم مسسن
ج 2/2وما بعدها، الرافضة انظر :منهاج السنة النبوية 356 ،285 ،45-1/39 :وما بعدها .و
مجموع فتاوى شيخ السلم ج ،8وفي مواضسسع متفرقسسة أخسسرى راجسسع المجلسسد 36ص -143
،153وانظر شرح الطحاوية ص 217ومسسا بعسسدها ،352-347 ،وراجسسع رسسسالة الشسسيخ عبسسد
الرحمن المحمود /القضاء والقدر.[.
الباب الثالث
أصولهم ومعتقداتهم ]الخرى[ التي تفردوا بها
وفيه ثمانية فصول:
الفصل الول :المامة.
الفصل الثاني :عصمة المام.
الفصل الثالث :التقية.
الفصل الرابع :المهدية والغيبة.
الفصل الخامس :الرجعة.
الفصل السادس :الظهور.
الفصل السابع :البداء.
الفصل الثامن :الطينة.
الفصل الول
المامة
المامة عند الشيعة هي الصل الذي تسسدور عليسسه أحسساديثهم وترجسسع إليسسه
عقائدهم ،وتلمس أثره في فقههم وأصولهم ،وتفاسيرهم وسائر علومهم.
ولقد اهتم الشيعة بأمرها في القديم والحديث.
وفيمسسا يلسسي عسسرض لهسسم جوانبهسسا :مفهومهسسا ،ومنشسسئها ،ومنزلتهسسا فسسي
مسسذهبهم ،وكتمسسانهم لهسسا فسسي بسسادئ المسسر ،ثسسم بسسدء شسسيوخ الشسسيعة فسسي
الستدلل عليها ،وعسسرض لمسسا يعسسدونه أقسسوى أدلتهسسم فيهسسا ومناقشسسته ،ثسسم
حديث عن تكفيرهم لمنكرها ،حتى كفروا الصحابة ،وأهسسل السسبيت ،وحكسسام
المسلمين ،وقضاتهم ،والمصسسار السسسلمية وشسسعوبها ،والفسسرق السسسلمية
بكل اتجاهاتها ،والمة جميًعا ،كل ذلك على سبيل التعيين والتخصيص.
376
وسيتبين هذا في الصفحات التالية ،ومن خلل ما قالته كتبهم المعتمسسدة
عندهم.
م بهسسم تقسسدمهم وهسسي مفهوم المامة ]المامة ،في اللغة :التقدم ،تقول :أ ّ
م القوم ،وأ ّ
المامة ،والمام كل مسسن ائتسسم بسسه قسسوم كسسانوا علسسى الصسسراط المسسستقيم ،أو كسسانوا ضسسالين،
ويطلق المام على الخليفة ،وعلى العسسالم المقتسسدى بسسه ،وعلسسى مسسن يسسؤتم بسسه فسسي الصسسلة
م ،وراجسع فسي تعريسف المامسة عنسد أهسل )انظر :اللسان ،والقساموس ،والمصسباح ،مسادة :أ ّ
السنة :الحكام السسسلطانية للمسساوردي :ص ،5مقدمسسة ابسسن خلسسدون [.(518-2/516 :عند
الشيعة ومنشؤها:
لعل أول من تحدث عن مفهوم المامة بالصورة الموجودة عند الشسسيعة
هو ابن سبأ ،الذي بدأ يشسسيع القسسول بسسأن المامسسة هسسي وصسساية مسسن النسسبي،
ومحصورة بالوصي ،وإذا تولهسا سسواه يجسب السبراءة منسه وتكفيسره ،فقسد
ن ابن سبأ "كان أّول من أشهر القول بفرض إمامة شيعة بأ ّاعترف كتب ال ّ
فرهم" ]رجال الك ّ
شسسي: ي ،وأظهر البراءة من أعدائه ،وكاشف مخالفيه وك ّ عل ّ
شيعة ص ،22الّرازي/ فَرق :ص ،20الّنوبختي /فَِرق ال ّمي /المقالت وال ِ ص ،109-108الق ّ
شهرسسستاني عسسن ابسسن سسسبأ:حل ،1/174 :حيسسث قسسال ال ّ ّ َ نوال لل َ م
ِ ال وانظر: الّزينة :ص ،305
ي رضي الله عنه" [.لنسسه كسسان يهسسودي ص على إمامة عل ّ "وهو أّول من أظهر القول بالن ّ ّ
الصل ،يرى أن يوشع بن نون هو وصي موسسسى ،فلمسسا أسسسلم أظهسسر هسسذه
مسسي /المقسسالت المقالة في علي بن أبي طالب ]رجال الك ّ
شسسي :ص ،109-108الق ّ
مل َسسل فَرق :ص ،20الّنوبختي /فَِرق ال ّ
شيعة ص ،22الّرازي /الّزينسسة :ص ،305وانظسسر :ال ِ وال ِ
والن َّحل.[.1/174 :
جل عقسسائد وهذا ما تواضع عليه شيوخ الشيعة ،فسسابن بسسابويه القمسسي يسس ّ
ل نسسبي وصسّيان لكس ّ
شيعة في القرن الّرابسسع ويقسسول بسسأّنهم" :يعتقسسدون بسسأ ّ ال ّ
صسسدوق :ص .[.106ويسسذكر أن عسسدد أوصسسى إليسسه بسسأمر اللسسه تعسسالى" ]عقسسائد ال ّ
الوصياء "مائة ألف وصي ،وأربعة وعشرون ألف وصي" ]عقائد الصدوق :ص
،[.106كما يذكر المجلسي في أخباره "أن علي ًسسا هسسو آخسر الوصسياء" ]بحسسار
ن إمامسسة مسسن بعسسده باطلسسة ،لّنهسسم
ي ،وأ ّ
ي بعد علس ّ
النوار ،342 /39 :ومعنى هذا أّنه ل وص ّ
ليسوا بأوصياء ،وهذا ينقض مذهب الثني عشرّية من أصله ،[.وجاء في بعض عناوين
البواب في الكافي "باب أن المامة عهد من اللسسه عسسز وجسسل معهسسود مسسن
واحد إلى واحسسد" ]أصسسول الكسسافي .[.1/227 :و"بسساب مسسا نسسص اللسسه عسسز وجسسل
دا" ]أصسسول الكسسافي [.1/286 :وقسسد ضسسمنها دا فواح س ًورسوله على الئمسسة واح س ً
مجموعة من أخبارهم التي يعدونها من الدلة الستي ل يرقسى إليهسا الشسك.
ولهذا قال شيخهم مقدار الحلي )ت (821بسسأن مسسستحق المامسسة عنسسدهم
دا من الله تعالى ورسوله ل أي شخص اتفسسق" صا معهو ً لبد أن "يكون شخ ً
]النافع يوم الحشر :ص .[.47
ويقّرر محمسسد حسسسين آل كاشسسف الغطسسا أحسسد مراجسسع الشسسيعة فسسي هسسذا
ن الله سبحانه يختار مسسن وة ،فكما أ ّ ن المامة منصب إلهي كالّنب ّ العصر" :أ ّ
ص مسسن اللسسه
وة والّرسالة ويؤّيد بالمعجزة التي هي كن ّ يشاء من عباده للّنب ّ
ص عليسسه وأن ينصسسبهعليه ..فكذلك يختار للمامة من يشاء ويأمر نبّيه بسسالن ّ ّ
شيعة وأصولها :ص .[.58 ناس من بعده" ]أصل ال ّ ما لل ّ
إما ً
377
وة ،فكما يصطفي الله فأنت ترى أن مفهوم المامة عندهم كمفهوم الّنب ّ
ص عليهسسم ،ويعلسسم الخلسسق مة ،وين ّسبحانه من خلقه أنبياء ،يختار سبحانه أئ ّ
جسسة ،ويؤي ّسسدهم بسسالمعجزات ،وين سّزل عليهسسم الكتسساب، بهسسم ،ويقيسسم بهسسم الح ّ
ن المامسسة وُيوحي إليهم ،ول يقولون أو يفعلون إل بأمر اللسسه ووحيسسه ..أي إ ّ
ي ،والّتغييسسر فسسي السسسم فقسسط .ولسسذلك قسسال وة ،والمسسام هسسو الن ّسسب ّ هي الّنبس ّ
ي والمام من تلك الخبسسار ل يخلسسو ن استنباط الفرق بين الّنب ّ المجلسي" :إ ّ
من إشكال" ]بحار النوار ،[.26/82 :ثم قال" :ول نعرف جهة لعسسدم اّتصسسافهم
وة والمامسسة" وة إل رعاية خاتم النبياء ،ول يصل عقولنا فرق بيسن الّنبس ّ بالّنب ّ
]بحار النوار.[.26/82 :
هذا قولهم في مفهوم المامة ،ويكفي في نقده أنه ل سند لهسسم فيسسه إل
ابن سبأ واليهودية.
منزلة المامة عندهم:
مسألة المامة عند أهل السنة ليسسست مسسن أصسسول السسدين السستي ل يسسسع
المكلف الجهل بها ،كما قرره جمع من أهل العلم ]انظر :المدي /غاية المسسرام:
ص ،363الغزالي /القتصسساد :ص ،134مقدمسسة ابسسن خلسسدون ..[.3/1080 :ولكنها عنسسد
الشيعة )بمفهومها السبئي( لها شأن آخر ،فالنوبختي يذكر بسسأن مسسن فسسرق
الشيعة من يذهب إلى أن المامة من أجل المور بعد النبوة ]فسسرق الشسسيعة:
ص ،[.19ولكنهسسا عنسسد آل كاشسسف الغطسساء" :منصسسب إلهسسي كسسالنبوة" ]أصسسل
الشيعة :ص .[.58وفي أحاديث الكليني في الكافي تعلو علسسى مرتبسسة النبسسوة
]انظر :أصول الكافي ،[.1/175 :وهذا ما يجاهر بسسه جملسسة مسسن شسسيوخهم .قسسال
وةمة التي هي فسسوق درجسسة الّنب س ّ شيخهم نعمة الله الجزائري" :المامة العا ّ
والّرسالة] "..زهر الّربيع :ص .[.12
طهراني – أحد مراجعهم وآياتهم في هذا العصر " :-المام وقال هادي ال ّ
وة وة ،فإّنها مرتبة ثالثة شّرف الله تعالى بها إبراهيم بعسسد الّنب س ّ ل من الّنب ّ أج ّ
والخلة] "..ودايع الّنبّوة :ص .[.114
وفي الكافي روايات تجعل المامة أعظم أركان السلم.
روى الكليني بسنده عن أبي جعفسسر قسسال" :بنسسي السسسلم علسسى خمسسس:
ج والولية ،ولم ينسساد بشسسيء كمسسا نسسودي صوم والح ّ صلة والّزكاة وال ّ على ال ّ
ناس بأربع وتركوا هسسذه – يعنسسي الوليسسة –" ]أصسسول الكسسافي، بالولية ،فأخذ ال ّ
كتاب اليمان والكفر ،باب دعائم السلم ،2/18 :رقم ،3قال في شرح الكسسافي فسسي بيسسان
شسسافي شسسرح الكسسافي:صحيح" فهو معتبر عنسسدهم) .ال ّ
درجة هذا الحديث عندهم" :موثق كال ّ
5/28رقم .[.(1487
شسسهادتين مسسن أركسسان السسسلم ،ووضسسعوا فسسأنت تسسرى أنهسسم أسسسقطوا ال ّ
مكانهما الولية ،وعدوها من أعظم الركان ،كما يدل عليسسه قسسولهم" :ولسسم
يناد بشيء كما نودي بالولية" وكما يدل عليه حديثهم الخر.
وقد ذكر فيه نص الرواية السابقة وزاد" :قلت )الراوي( :وأي شيء من
ذلك أفضل؟ فقال :الولية أفضل" ]أصسسول الكسسافي ،كتسساب اليمسسان والكفسسر ،بسساب
دعائم السلم ،2/18 :وهسسو حسسديث صسسحيح السسسند حسسسب مسسا صسسرح بسسه شسسيوخهم )انظسسر:
الشافي (5/59 :وقد ورد حديثهم هسسذا فسسي :تفسسسير العياشسسي ،1/191 :البرهسسان،1/303 :
378
بحار النسسوار .[.1/394 :ورواية ثالثة بنحسسو الروايسسة الولسسى ،مسسع زيسسادة تقسسول:
"فرخص لهم في أشياء من الفرائض الربع ]قال المجلسي :قوله :فرخسسص لهسسم
في أشياء؛ كقصر الصلة في السفر ،وترك الصيام في السفر والمرض ،والحج والزكاة مع
عدم الستطاعة" )مرآة العقول.[.(4/369 :
ي صلى اللسسه عليسسه وسسسلم ضا بأنه" :عرج بالّنب ّ
حتى قالوا في أخبارهم أي ً
سماء مائة وعشرين مّرة ،ما من مّرة إل وقد أوصى الله عّز وجس ّ
ل فيهسسا ال ّ
ما أوصاه بسسالفرائض" ]ابسسن مة من بعده أكثر م ّ ي والئ ّ
ي بالولية لعل ّ
إلى الّنب ّ
بابويه /الخصال :ص ،601-600بحسسار النسسوار" [.23/69 :وما و ّ
كد علسسى العبسساد فسسي
شيء ما وكد عليهم بالقرار بالمامة ،وما جحد العبسساد شسسيًئا مسا جحسسدوها"
]الحميري /قرب السناد :ص ،123بحار النوار.[.23/69 :
وبهذا الضلل يهذي شيوخهم ،قال أحد مراجعهم فسسي هسسذا العصسسر" :إن
أعظم ما بعث الله تعسسالى نسسبيه مسسن السسدين إنمسسا هسسو أمسسر المامسسة" ]هسسادي
الطهراني /ودايع النبوة :ص ،115وانظر في هذا المعنى :محمد حسين آل كاشسف الغطسا/
راسالة عين الميزان :ص .[.4
هذه منزلة إمامة الثني عشر عندهم ،وما أدري أين سسند هسذه المنزلسة
المزعومة ،وكتاب السلم العظيم – كتاب الله – تذكر فيه مسسرات ،وتؤكسسد
كرات أركان السلم :الشهادتان ،والصسلة ،والصسوم ،والزكساة ،والحسج ول
ذكر فيه لشأن ولية أئمتهم؟!
سرية هذا المبدأ:
وكسسانت مسسسألة المامسسة بمفهسسوم الشسسيعة تعنسسي أن هنسساك خليسسة سسسرية
وضعت لتباعها هذا المبدأ لتعمل على تقويض أركان الخلفسسة السسسلمية..
ولذلك فإنها ما إن كشفت هذا الوجه فسسي عهسسد الخلفسسة الراشسسدة ..حسستى
ما ..فتعقسسب ابسسن سسسبأ مسسا وصسسار ً
فا حاز ً
ي موق ً
وقف منها أمير المؤمنين عل ّ
ونفسساه إلسسى المسسدائن ،ونفسسى مسسا حسساول إشسساعته مسسن أفكسسار فسسي المجتمسسع
السلمي ..كما تعترف بذلك كتسسب الشسسيعة نفسسسها ]انظسسر :القمسسي /المقسسالت
والفرق :ص ،20النوبختي /فرق الشسسيعة :ص ،23-22وفسسي رجسسال الكشسسي :ص :107أن
علًيا قتله.[.
فعادت هذه الخلية تدعو لهذا المبدأ في سرية تامة ،وكسسانت تقسسول فسسي
عصر علي الرضا كمسسا يظهسسر مسسن إسسسناد النسسص إليسسه ،تقسسول" :وليسسة اللسسه
أسرها إلى جبرائيل ،وأسسسرها جبرائيسسل إلسسى محمسسد ،وأسسسرها محمسسد إلسسى
ي ،وأسرها علي إلى من شاء اللسسه ،ثسسم أنتسسم تسذيعون ذلسسك ،مسسن السسذي عل ّ
فا سمعه؟" ]أي لسسم يوجسسد أحسسد أمسسسك كل ً
مسسا سسسمعه )المازنسسدراني /شسسرح أمسك حر ً
جامع.[.(9/123 :
قال أبو جعفر رضي الله عنه" :فسسي حكمسسة آل داود ينبغسسي للمسسسلم أن
كا لنفسه مقبل ً على شسأنه عارًفسا بأهسل زمسانه ،فساتقوا اللسه ،ول يكون مال ً
تذيعوا حديثنا" ]أصول الكافي.[.2/224 :
فهذا النص يشير إلى أن الولية من السرار فسسي أصسسل التنزيسسل اللهسسي
ويحسسذر مسسن إظهسسار الحسسديث عنهسسا ..أي إنسسه فسسي العهسسد السسسلمي الزاهسسر
عا للوليسسة وشسسأنها ..ويعلسسل شسسارح الكسسافي ذلسسك المتقدم ل صوت مسسسمو ً
379
بقوله" :لما كانت التقية شديدة في عصرهم عليهم السلم أمروا شيعتهم
بكتمان أسرارهم وإمامتهم وأحسساديثهم وأحكسسامهم المختصسسة بمسسذهبهم."..
]المازندراني /شرح جامع.[.9/118 :
وعند حديث الكليني الذي يقول .." :ول تبث ّسسوا س سّرنا ،ول تسسذيعوا أمرنسسا"
]أصول الكافي .[.2/222 :قال شارح الكافي" :وهو أمسسر المامسسة والخلفسسة"..
]المازنسسدراني /شسسرح جسسامع .[.9/119 :وقال عنسد حسديث آخسر يسسندونه لجعفسر
ويقول" :المذيع حديثنا كالجاحد له" ]أصسسول الكسسافي .[.2/224 :قسسال" :واعلسسم
دسسسة وعلسسى دين علسسى نفسسسه المق ّ فا من أعداء ال ّسلم كان خائ ً أّنه عليه ال ّ
ل علسسىشيعته ،وكان في تقية شديدة منهم فلذلك نهى عن إذاعة خسسبر دا ّ
إمامته أو إمامة آبائه" ]شرح جامع.[.10/26 :
ن أمرنسسا مسسستور وكان هناك ميثاق دائم بينهسسم علسسى الكتمسسان ،قسسالوا" :إ ّ
حح الكافي عند هذا فقال" :أي بالعهد الذي أخذه الله ورسسسوله نع بالميثاق ]عّلق ُ
مص ّ مق ّ
سلم أن يكتموه من غير أهله" )أصول الكافي ،2/227 :هامش رقسسم)
مة عليهم ال ّ
على الئ ّ
ّ
[.(1فمن هتك علينا أذله الله" ]أصول الكافي.[.2/227 :
وتحدد بعض نصوصهم بدء إذاعة أمر الولية بسسأنه كسسان علسسى يسسد طائفسسة
مسا حستى صسار فسي يسد ولسد كيسسسان الكيسانية فتقول" :ما زال سرنا مكتو ً
]كيسان :لقب المختسسار بسسن أبسسي عبيسسد المنسسسوب إليسسه الكيسسسانية) .شسسرح جسسامع-9/121 :
[.(122فتحدثوا به في الطريق وقرى السواد" ]أصول الكافي.[.2/223 :
وهذه الخلية التي وضعت الخطوط الساسسسية لمسسر الوليسسة علسسى وفسسق
المنهج السبئي ل تنسى أن توصي أتباعها بسسأن يتسسستروا بالتجسساه الشسسيعي
المعتدل لنشر فكرتهم بين الناس ،فقسسد جسساء فسسي أصسسول الكسسافي" :كفسسوا
دا ،ول تسسزال ألسنتكم والزموا بيوتكم فإنه ل يصسسيبكم أمسسر تخصسسون بسسه أب س ً
دا" ]أصسسول الكسسافي .[.2/225 :ويحتمسسل أن المسسراد أن الزيديسسة لكسسم وقسساء أب س ً
الزيدية لظهارها طلب الولية هي التي يوقع بها وتسلمون أنتم للتزامكم
بالتقية كما أشار إليه شارح الكافي ]شرح جامع.[.9/126 :
محاطسسة وة أو أعظسسم فلمسساذا تكسسون س سّرّية ُ وإذا كانت الوليسسة صسسنو الّنب س ّ
ن رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي أمسسره اللسسه أن بالكتمان ،حتى إ ّ
ي إلسسى
ي ،..ثم يسّرها عل س ّ يبّلغ ما أنزل الله – يخفي أمرها ويسّرها إلى عل ّ
من شاء؟!
ي إليهم ..وتسسترك المسسر ول تحدد هذه الرواية الشخاص الذين أسرها عل ّ
لمشيئته يختار ما يريد ،أما غيسسر علسسي فل خيسسرة لسسه فسسي الختيسسار! فكيسسف
تكسسون الوليسة السستي هسسي أصسسل النجسساة عنسسدهم ،وأسسساس قبسسول العمسسال،
والفيصل بين اليمان والكفر كيسف تظسل سسرية حستى يتسولى نشسرها ولسد
جا عن الصل المأمور به. كيسان؟! ويعدون ذلك خرو ً
إن هذه النصوص تدل على أن واضعي هذه الفكرة هم من أعداء المة،
واستغلوا هذه المسألة لتنفيذ أغراضهم ،ولذلك أحاطوها بجو من السسسرية
والكتمان ،ونسسسبوها لل السسبيت ،لتجسسد طريقهسسا إلسسى قلسسوب النسساس السسذين
آلمهم ما جرى من أحداث على بعض علماء أهل البيت ،والتي كانت هسسذه
الزمر الحاقدة المدعية للتشيع أحد أسبابها الرئيسة.
380
حصر الئمة بعدد معين:
ي ،ولكسن جسساء فيمسا بعسد مسن كان ابن سبأ ينتهي بأمر الوصسية عنسد علس ّ
عممها في مجموعة من أولده ..وكانت "الخليا" الشسسيعية تعمسسل بصسسمت
وسرية ..ومع ذلك فقد كانت تصل بعسسض هسسذه السسدعاوى إلسسى بعسسض أهسسل
ي،البيت ،فينفون ذلك نفًيا قاطعًسسا ،كمسسا فعسسل جسسدهم أميسسر المسسؤمنين عل س ّ
ولذلك اخترع أولئك الكذابون على أهل البيت "عقيدة التقية" حتى يسسسهل
نشر أفكارهم وهم في مأمن من تأثر التباع بمواقف أهل البيت الصسسادقة
والمعلنة للناس.
ترد رواية في "رجسال الكشسسي" -أهسسم كتسساب عنسسدهم " :-فسسي الرجسسال"
تكشف بأن شيطان الطاق ]وتلقبه الشيعة مؤمن الطاق )انظر :رجسسال الكشسسي :ص
(185وانظر ترجمته ص) (207من هذه الرسالة [.هو الذي بسسدأ يشسسيع القسسول بسسأن
المامة محصورة بأناس مخصوصين من آل البيت ،وأنه حينما علسسم بسسذلك
ي بعث إليه ليقف على حقيقة الشاعة ،فقسال لسه زيسد" :بلغنسي زيد بن عل ّ
ما مفترض الطاعة؟ قال شسسيطان الطسساق: أنك تزعم أن في آل محمد إما ً
نعم ،وكان أبوك علي بن الحسين أحدهم ،فقسسال :وكيسسف وقسسد كسسان يسسؤتى
ي
بلقمة وهي حارة فيبردها بيده ثم يلقمنيها ،أفسسترى أنسسه كسسان يشسسفق علس ّ
من حر اللقمة ،ول يشفق علي من حر النار؟ قال )شيطان الطاق( :قلت
لسسه :كسسره أن يخسسبرك فتكفسسر فل يكسسون لسسه فيسسك الشسسفاعة ،ل واللسسه فيسسك
المشّية – كذا –" ]رجال الكشي :ص .[.186
وفي رواية الكليني في الكافي :قال زيد بن علسسي لبسسي جعفسسر" :يسسا أبسسا
جعفر كنت أجلس مع أبي على الخوان فيلقمني البضسسعة السسسمينة ،ويسسبرد
ي مسن حسسر النسسار، ي ،ولم يشفق عل ّ لي اللقمة الحارة حتى تبرد ،شفقة عل ّ
إذ أخبرك بالدين ولم يخبرني به؟ فأجابه شسسيطان الطسساق :جعلسست فسسداك،
من شفقته عليك من حر النار لم يخبرك ،خاف عليك أن ل تقبلسسه فتسسدخل
النار ،وأخبرني أنا ،فسسإن قبلسست نجسسوت ،وإن لسسم أقبسسل لسسم يبسسال أن أدخسسل
النار] "..أصول الكافي.[.1/174 :
وينقسسل السسستاذ محسسب السسدين الخطيسسب هسسذا النسسص مسسن تنقيسسح المقسسال
للمقاني ]انظر :تنقيح المقال ،[.1/470 :ويأخذ منه أن شيطان الطسساق هسسو أول
من اخترع هذه العقيدة الضالة وحصر المامة والتشسسريع وادعسسى العصسسمة
لناس مخصوصين من آل البيت ]مجلسسة الفتسسح ص ،5العسسدد ) ،(862خاتمسسة العسسام
الثامن عشر ،ذو الحجة 1367ه.[.
ضا من تنقيح المقال في تعليقه على كما نقل الستاذ محب هذا النص أي ً
مختصر التحفة وعقب على ذلسسك بقسسوله" :وهكسسذا اخسسترع شسسيطان الطسساق
أكذوبة المامة ،التي صارت من أصول الديانة عند الشسسيعة ،واتهسسم المسسام
علًيا زين العابدين بن الحسين بأنه كتم أساس الدين حتى عسسن ابنسسه السسذي
دا بسأنه لسم يبلسغ درجسة أخسس هو من صفوة آل محمد ،كما اتهم المام زيس ً
الروافض في قابليته لليمان بإمامة أبيه ..والشيعة هم الذين يسسروون هسسذا
الخبر في أوثق المصادر عنسسدهم ويعلنسسون فيسسه أن شسسيطان الطسساق يزعسسم
381
بوقاحته أنه يعرف عن والد المام زيد ما ل يعرفه المسسام زيسسد مسسن والسسده
مما يتعلق بأصل من أصول الدين عندهم.
وليس هذا بكثير على شيطان الطاق الذي روى عنه الجاحظ في كتسسابه
ر{ ]انظسسر: في ال ْ َ
غققا ِ ما ِ
ه َ ي اث ْن َي ْ ِ
ن إ ِذْ ُ عن المامة :أن الله لم يقلَ} :ثان ِ َ
مختصر التحفة الثني عشرية ص ) 196-195الهامش( ،وقد مّر نقل ما رواه الجاحظ عسسن
شيطان الطاق بتمامه في هذا الكتاب :ص).[.(206
وتذكر كتب الشيعة أنه بلغ جعفًرا ما يقوله شيطان الطاق ،ومسسا يجسسادل
به في أمر المامة فقال" :لو شاء ظريف من مخاصميه أن يخصمه فعل؟
قلت )القائل هو الراوي( :كيف ذاك؟ فقال :يقول :أخبرني عن كلمك هذا
من كلم إمامك؟ فإن قال :نعم ،كذب علينا ،وإن قال :ل ،قسسال لسسه :كيسسف
تتكلسسم بكلم لسسم يتكلسسم بسسه إمامسسك ،ثسسم قسسال )أي جعفسسر الصسسادق( :إنهسسم
يتكلمون بكلم إن أنا أقسسررت بسسه ورضسسيت بسسه أقمسست علسسى الضسسللة ،وإن
برئت منه شق علي ،نحن قليل وعدونا كثير ،قلسست )أي السسراوي( :جعلسست
فداك فأبلغه عنك ذلك؟ قال :أما إنهم قد دخلوا في أمسسر مسسا يمنعهسسم عسسن
الرجوع عنه إل الحمّية ،قال :فأبلغت أبا جعفر الحسسول ذاك فقسسال :صسسدق
بأبي وأمي ما يمنعني من الرجوع عنسسه إل الحميسسة" ]رجسسال الكشسسي :ص -190
.[.191
ولقد شارك شيطان الطاق رجل آخر هو هشام بن الحكم ]مضى التعريف
به) [.المتوفى سنة (179بل يرى القاضي عبد الجبسسار الهمسسداني أن السسذي
ادعى النص ،وجرأ الناس على شتم أبي بكر وعمسسر وعثمسسان والمهسساجرين
والنصار هشام بن الحكم وهو ابتدأه ووضعه ،وما ادعسسى هسسذا النسسص أحسسد
قبله ]تثبيت دلئل النبوة ،1/225 :ولعل القاضي يريد النص على أناس بأعيانهم مسسن أهسسل
البيت ،إذ إن النص على علي وحده ،قد سبقه إليه "ابن سبأ".[.
وفي رجال الكشي ما يفيد أن مسسؤامرة هشسسام بسسن الحكسسم فسسي مسسسألة
المامة وصل خبرها إلى هسسارون الرشسسيد ،حيسسث قسسال لسسه يحيسسى بسن خالسسد
البرمكي" :يا أمير المؤمنين ،إني قد استنبطت أمر هشام فإذا هسسو يزعسسم
ما غيرك مفروض الطاعة ،قال :سسسبحانه اللسسه! قسسال: أن لله في أرضه إما ً
نعم ،ويزعم أن لو أمره بالخروج لخرج" ]رجسسال الكشسسي :ص ..[.258فيظهسسر
أن هارون – كما يدل عليه هذا النص – فوجئ بهذه المقالة مما يدل علسسى
جدتها.
وقد أشاع هشام بن الحكم أن ما يقول به في المامة إنما هو عسن أمسسر
موسى الكاظم ،فأساء إليه أبلغ الساءة حتى سجنه المهدي العباسسي ثسسم
أخرجه "وأخذ عليه العهد أن ل يخرج عليه ول على أحد من أولده ،فقسسال:
والله ما هذا من شسسأني ول حسسدثت فيسسه نفسسسي" ]ابسسن كسسثير /البدايسسة والنهايسسة:
.[.10/183
وقد أشار شيخ السلم ابن تيمية إلى أن موسى الكاظم – رحمه الله –
متهسسم بسسالتطلع للملسسك ،ولسسذلك سسسجنه المهسسدي ثسسم الرشسسيد ]منهسساج السسسنة:
.[.2/155
382
ويبدو أن الذي يعمل على ترويسسج هسسذه الشسساعة فسسي الخفسساء ضسسده هسسو
هشام بن الحكم ومن لف لفه ..ولذلك أقرت روايات الشسسيعة بسسأن سسسبب
سجن موسى هو هشام بسبب ما ينسبه له مسن أقسوال ،ومسا يشسيعه عنسه
من افتراءات تدور حول المامة وأحقيته بها ..ولذلك لما بلغ هارون شسسيء
من ذلك عن هشام قال لعامله" :شد يدك بهذا وأصحابه ،وبعث إلسسى أبسسي
الحسن موسى عليه السلم فحبسه ،فكان هذا سبب حبسه مع غيره مسسن
السباب" ]رجال الكشي :ص .[.262
ما بأنه هو السسذي شسسارك فسسي قتسسل موسسسى واتهمت نصوص الشيعة هشا ً
الكاظم ]لن الشيعة تزعم أنه قتل مسموًما في سجن الرشيد [.فقالت" :هشام بن
الحكم ..ضال مضل شرك في دم أبي الحسن" ]رجال الكشي :ص .[.268
وقد طلب منه أبو الحسن – كما تقول روايتهسسم – أن يكسسف عسسن الكلم،
ولكنه أمسك عن الكلم شهًرا ثم عاد ،فقال له أبو الحسسسن" :أيسسسرك أن
تشرك في دم امرئ مسلم؟ قال :ل ،قال :وكيف تشرك فسسي دمسسي ،فسسإن
سكت وإل فهو الذبح؟ فما سكت حتى كان من أمره ما كسسان )صسسلى اللسسه
عليه(" ]رجال الكشي :ص .[.279 ،271-270
ولذلك قال أبو الحسن الرضا – كما تسسروي كتسسب الشسسيعة ..." :-هشسسام
بن الحكم فهو الذي صنع بأبي الحسن ما صنع وقال لهم وأخسسبرهم ،أتسسرى
الله يغفر له ما ركب منا" ]رجال الكشي :ص .[.278
ما قد تربى في أحضان بعسسض الزنادقسسة، وكشفت كتب الشيعة بأن هشا ً
ففي رجال الكشي " ..وهشام من غلمان أبي شاكر ،وأبو شسساكر زنسسديق"
]رجال الكشي :ص .278وهو :أبو شاكر الديصاني صاحب الديصانية ،مر التعريف بهسسا ص:
،205وهو الذي ساهم في إضلل هشام بن الحكم )انظر :الرافعي /تحت راية القرآن :ص
،[.(176ومع ذلك فإن أحد آيات الشيعة في هذا العصر يقسسول عسسن هشسسام
صاحب كل هذه البليا التي تنقلها أوثق كتسسب الشسسيعة فسسي الرجسسال يقسسول
عنه" :لم يعثر أحد من سلفنا على شيء ممسسا نسسسبه الخصسسم إليسسه] "..عبسسد
الحسين الموسوي /المراجعات :ص [.313وما أدري هسسل يخفسسى عليسسه المسسر؟ أو
ينكر تقية؛ لنه يظن أن الناس ل علم لهم بما فيه كتبهم.
ذا هشام بن الحكم ،وشيطان الطاق وأتباعهما هم الذين أحيوا نظرية فإ ً
ي ثم عمومها على آخرين مسسن سسسللة أهسسل ابن سبأ في أمير المؤمنين عل ّ
البيت ،واستغلوا بعض ما جرى على أهل البيت ،كمقتسسل علسسي والحسسسين،
فسسي إثسسارة مشسساعر النسساس وعسسواطفهم ،والسسدخول إلسسى قلسسوبهم لتحقيسسق
أغراضهم ضد الدولة السلمية في ظل هذا الستار.
ويبدو أن عقيدة حصر المامة بأناس معينين سسسرت فسسي الكوفسسة ]انظسسر:
بحار النوار [.100/259 :بسعي مجموعة من أتبسساع هشسام والشسسيطان ،وكسسان
بعض من تعرض عليه هذه السسدعوة فسسي المجتمسسع السسسلمي ،يسسذهب إلسسى
جعفر يسأله عن حقيقة المر ،فيروي الكشي بسنده عسسن سسسعيد العسسرج.
قال :كنا عند أبي عبد الله رضي الله عنه فاستأذن له رجلن ،فأذن لهمسسا،
فقال أحدهما :أفيكم إمام مفترض الطاعسسة؟ قسسال :مسسا أعسسرف ذلسسك فينسسا،
مسسا مفسسترض الطاعسسة ،وهسسم ل قسسال :بالكوفسسة قسسوم يزعمسسون أن فيكسسم إما ً
383
يكذبون أصحاب ورع واجتهسساد ..منهسسم عبسسد اللسسه بسسن يعفسسور وفلن وفلن،
فقال أبو عبد الله رضسسي اللسسه عنسسه :مسسا أمرتهسسم بسسذلك ،ول قلسست لهسسم أن
يقولوه ]ل يخفى ما في هسذه الكلمسة مسن تلميسح إلسى أن إنكسار جعفسر كسان علسى سسبيل
دا ،قال :فلما رأيسساالتقية ،[.قال :فما ذنبي! واحمر وجهه وغضب غضًبا شدي ً
الغضب في وجهه قاما فخرجا ،قال :أتعرفسسون الرجليسسن؟ قلنسسا :نعسسم همسسا
رجلن من الزيدية ]رجال الكشي :ص .[.427
إذن فكرة حصر الئمة بعدد معي قد وضسسع جسسذورها فسسي القسسرن الثسساني
زمرة ممن يدعي الصلة بأهل السسبيت أمثسسال شسسيطان الطسساق وهشسسام بسسن
الحكم.
ولقد اختلفت اتجاهات الشيعة وتباينت مذاهبهم فسسي عسسدد الئمسسة ،قسسال
في مختصر التحفة" :اعلم أن الماميسسة قسسائلون بانحصسسار الئمسسة ،ولكنهسسم
مختلفون في مقدارهم ،فقال بعضهم :خمسة ،وبعضهم :سبعة ،وبعضهم:
ثمانية ،وبعضهم :اثنا عشر ،وبعضهم :ثلث عشر" ]مختصر التحفسسة :ص .[.193
وأقوالهم في هذا كثيرة وأظن أنني لو قمت بنقل اتجاهاتهم في ذلك مسسن
خلل كتب الفرق لقطع القارئ القراءة مسسن الملسسل لكسسثرة خلفهسسم السسذي
يمضي على وتيرة واحدة ،إذ بعد وفاة كل إمام من أهل البيت تنشأ بعسسده
فرق ..منهم من يتوقف عليه ويجعسسل عسسدد الئمسسة ينتهسسي بسسه ،ومنهسسم مسسن
مسسا ،ويكتسسسب مسسن خلل يذهب يلتمس رجل ً آخر من أهل البيت يتخسسذه إما ً
ذلك ،ويحقق ما في نفسه من موروثات دينية سابقة ،أو تطلعسسات عرقيسسة
وشعوبية ،وينفذ من وراء ذلك أحقاده ومطامعه..
وبحسب القارئ أن يطلع علسسى كتسسب الفسسرق ليجسسد ذلسسك ..بسسل إن كتسسب
الفرق عند الشيعة نقلت صورة هسسذا التبسساين والتنسساقض سسسواء كسسانت مسسن
كتب السماعيلية كمسائل المامسسة للناشسسئ الكسسبر ،أو الزينسسة لبسسي حسساتم
الرازي ،أو مسسن كتسسب الثنسسي عشسسرية مثسسل :المقسسالت والفسسرق للشسسعري
القمي ،وفسسرق الشسسيعة للنوبخسستي ،أو مسسن كتسسب الزيديسسة كالمنيسسة والمسسل
للمرتضى.
وقضية المامة عندهم ليس بالمر الفرعي الذي يكون فيه الخلف أمًرا
عادًيا ،بل هي أساس الدين وأصله المتين ،ول دين لمن لم يؤمن بإمسسامهم
ضسسا
ضا ،بل إن أتباع المام الواحد يكفسسر بعضسسهم بع ً ولذلك يكفر بعضهم بع ً
ضا ]ولذلك كانوا يشتكون من ذلك )انظسسر :رجسسال الكشسسي :ص -498 ويلعن بعضهم بع ً
،(4499وانظر :ص) (747من هذه الرسالة.[.
أما الثنا عشرية فقد استقر قولهم – فيما بعد – بحصر المامة في اثني
ما ،و"لم يكن في العترة النبوية بني هاشم على عهد رسول الله عشر إما ً
ي رضي الله عنهم من صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعل ّ
يقول بإمامة الثنسسي عشسسر] "..منهسساج السسسنة [.2/111 :وإنمسسا عسسرف العتقسساد
ما بعد وفاة الحسن العسكري كما سبق ]مضى ص).[.(103 باثني عشر إما ً
وتجد في بعض الروايات عند الثني عشرية ملمح مسسن الحيسسرة والسستردد
في عدد الئمسسة ،ممسسا يسسدل علسسى أن تلسسك الروايسسات موضسسوعة قبسسل وفسساة
الحسن العسكري ،وأنه قبل ذلك لم تعرف عقيسدة اليمسان بسالثني عشسر
384
الذين تنتسب إليهم الثنا عشرية ،أو أنها موضوعة قبل تحدد هذه العقيسسدة
عند الجعفرية ،ول شك أن تلك الروايات نقد واضح للتجاه الثني عشري.
يا يسر بالولية إلسسى مسسن شسساء ]مضسسى فقد جاء في روايات الكافي أن عل ً
ذكسسر النسسص ص) .[.(658وقسسال شسسارح الكسسافي :إلسسى مسسن شسساء مسسن الئمسسة
المعصومين ]المازندراني /شرح جسسامع ،[.9/123 :ول تحدد هسسذه الروايسسة العسسدد،
ول تعين الشخص ،فكأن المر غير مستقر في تلك الفترة التي وضع فيهسسا
الخسسبر ،بينمسا تجسد روايسات عنسسدهم تجعسل الئمسة سسسبعة وتقسسول" :سسسابعنا
قائمنا" ]رجال الكشي :ص .[.373وهذا ما استقر عليه المر عند السماعيلية.
ولكن لما زاد عدد الئمة أكثر عند الموسوية أو القطعية والسستي سسسميت
بالثني عشرية صار هذا النص النف الذكر مبعث شك في عقيدة المامسسة
لدى أتباع هذه الطائفة وحاول مؤسسو المذهب التخلص منه ،ونفي شسسك
التباع بالرواية التالية" :عن داود الرقي قسسال :قلسست لبسسي الحسسسن الرضسسا
رضي الله عنه :جعلت فداك إنه والله ما يلج في صدري من أمرك شسسيء
إل حديًثا سمعته من ذريح يرويه عن أبي جعفر رضي الله عنسسه .قسسال لسسي:
وما هو؟ قال :سمعته يقول :سابعنا قائمنا إن الله .قسسال :صسسدقت وصسسدق
كا ،ثسسم قسسال :يسساذريح وصدق أبو جعفر رضي الله عنه ،فسسازددت واللسسه شس ً
داود بن أبي خالد ،أما والله لول أن موسى قال للعالم :ستجدني إن شسساء
الله صابًرا ما سأله عن شيء ،وكذلك أبو جعفر عليه السلم لول أن قال:
إن شاء الله لكان كما قال ،قسسال :فقطعسست عليسسه" ]رجسسال الكشسسي :ص -373
.[.374
فكأنهم يجعلسسون هسسذا مسسن بسساب البسسداء وتغيسسر المشسسيئة والسسذي هسسو مسسن
عقائدهم – كما سيأتي – لنهم يجدون به وسيلة للتخلص مسسن أمثسسال هسسذه
القوال.
ولقد كان أول كتاب ظهر للشيعة وهو كتسساب سسسليم بسسن قيسسس قسسرر أن
عدد الئمة ثلثة عشر ،وكان هذا من أسباب القسسدح فيسسه عنسسد طائفسسة مسسن
شيوخ الثني عشرية.
كما أنك ترى الكافي أصسسح كتبهسسم الربعسسة قسسد احتسسوى علسسى جملسسة مسسن
أحاديثهم تقول بأن الئمة ثلثة عشر .فقد روى الكلينسسي بسسسنده عسسن أبسسي
مسساجعفر قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :إني واثني عشر إما ً
من ولدي وأنت يا علي زّر الرض – يعني أوتادها وجبالهسسا – بنسسا أوتسسد اللسسه
الرض أن تسيخ بأهلها ،فإذا ذهب الثنسسا عشسسر مسسن ولسسدي سسساخت الرض
بأهلها ولم ينظروا ]أصول الكافي.[.1/534 :
فهذا النص أفاد أن أئمتهم – بدون علي – اثنا عشر ومع علسسي يصسسبحون
ثلثة عشر .وهذا ينسف بنيسسان الثنسسي عشسسرية ..ولهسسذا يظهسسر أن شسسيخهم
الطوسي في الغيبة تصرف في النص وغير فيه فأورده بهذا اللفظ" :إنسسي
وأحد عشر من ولدي" ]الغيبة :ص .[.92
كذلك روت كتب الشيعة الثني عشرية عن أبي جعفسسر عسسن جسسابر قسسال:
"دخلت علسسى فاطمسسة وبيسسن يسسديها لسسوح فيسسه أسسسماء الوصسسياء مسسن ولسسدها
فعددت اثني عشر آخرهم القائم ،ثلثسسة منهسسم محمسسد وثلثسسة منهسسم علسسي"
385
]أصول الكافي ،1/532 :ابن بسسابويه /إكمسسال السسدين :ص ،264المفيسسد /الرشسساد :ص ،393
الطوسي /الغيبة :ص .[.92
فانظر كيف اعتبروا أئمتهم اثنسسي عشسسر كلهسسم مسسن أولد فاطمسسة ،فسسإذن
علي ليس من أئمتهم لنه زوج فاطمة ل ولدها ،أو يكسسون مجمسسوع أئمتهسسم
ثلثة عشر.
ضا على أنهم لم يعتبروا علًيا من أئمتهم قسسوله :ثلثسسة منهسسم ومما يدل أي ً
علي ،فإن المسسسمى بعلسسي مسسن الئمسسة عنسسد الثنسسي عشسسرية أربعسسة :أميسسر
المؤمنين علي ،وعلي بن الحسين ،وعلي الرضا ،وعلي الهادي.
ولذلك فإن ابن بابويه غير في النص فيما يبسسدو – فسسي كتسسابه الخصسسال –
حيث جاء النص عنده بدون لفظة "مسسن ولسسدها" ،ولكسسن لسسم يفطسسن لبسساقي
النص وهو قوله" :ثلثة منهم علي" فسسأثبته كمسا جسساء فسسي المصسسادر الثنسسي
عشرية الخرى ]انظسسر :ابسسن بسسابويه /الخصسسال :ص [.478-477؛ ولكنه فسسي كتسسابه
عيون أخبار الرضا غير النص فسي الموضسعين بمسا يتفسسق ومسذهبه أو غي ّسسره
غيره ]انظر :ابن بابويه /عيون أخبار الرضا.[.2/52 :
ومن العجب أن بعض شيوخهم حكم بوضع كتاب سسسليم بسسن قيسسس لنسسه
اشتمل على أن الئمة ثلثة عشر ولم يحكم بمثل ذلك على الكافي السسذي
ورد فيه مثل ذلك ،والمصادر الخرى التي شاركته في هذا التجاه.
والقول بأن الئمة ثلثة عشر قامت فرقة من الشيعة تقسسول بسسه ،ولعسسل
تلك النصوص من آثارها ،وقد ذكر هذه الفرقة الطوسي في رده على من
خالف التجسساه الثنسسي عشسسري ،السسذي ينتمسسي إليسسه ]الغيبسسة :ص ،[.137وكسسذلك
النجاشي في ترجمة هبة الله أحمد بن محمد ]حيسسث ذكسسر بسسأن هبسسة اللسسه "كسسان
يتعاطى الكلم ،ويحضر مجلس أبي الحسين ابن الشيبة العلوي الزيدي المذهب ،فعمل لسسه
كتاًبا ،وذكر أن الئمة ثلثة عشر مع زيد بن علسسي بسسن الحسسسين ،واحتسسج بحسسديث فسسي كتسساب
سليم بن قيس الهللي :إن الئمة اثنا عشر من ولد أمير المؤمنين" )رجسسال النجاشسسي :ص
.[.(343
وكل فرقة من هذه الفرق تدعي أنها على الحق ،وأن الخبر فسسي تعييسسن
أئمتها متواتر ،وتبطل ما ذهبت إليه الفسسرق الشسسيعية الخسسرى ،وهسسذا دليسسل
على أنهسسم ليسسسوا علسسى شسسيء؛ إذ لسسو تسسواتر خسسبر إحسسدى فرقهسسم لسسم يقسسع
الختلف قط بينهم ...فإن هذه مزاعم افتروها على أهل البيت على وفق
ما تدعو إليسسه ليأخسسذوا بهسسذه الذريعسسة مصلحة الوقت ،فكل طائفة تقرر إما ً
الخمس والنذور والتحسسف والهسسدايا مسسن أتبسساعهم باسسسم إمسسامهم المزعسسوم
ويتعيشوا بها ،ومتأخروهم قد قلدوا أوائلهم بل دليل ،وسقطوا فسسي ورطسسة
م ه ْ
ر ِعَلققى آَثققا ِ م َ هقق ْ نَ ،
ف ُ ضققاّلي َ م َ ه ْ
وا آَبققاء ُ فقق ْ م أ َل ْ َ
هقق ْ
الضسسلل} ،إ ِن ّ ُ
ن{ ]الصافات ،آية] [.70-69 :مختصر التحفة :ص .[.200 عو َ
هَر ُيُ ْ
نقد حصرهم الئمة بعدد معين:
عقوا ْ َ َ َ
طي ُوأ ِ عقوا ْ الّلق َ
ه َ طي ُمن ُققوا ْ أ ِ
نآ َ ذي َ هقا اّلق ِ قال اللسسه تعسسالىَ} :يا أي ّ َ
َ ل ُ
م{ ]النسسساء ،آيسسة .[.59 :ولسسم يحصسسر سسسبحانه منك ُ ْر ِ م ِ
وِلي ال ْ وأ ْ سو َ َالّر ُ
أولي المر بعدد معين وهذا واضح جلي.
386
وأمر تعيين الئمة من أعظم أمسسور السسدين عنسسدهم ،وهسسو صسسنو النبسسوة أو
أعظسسم ..فكيسسف ل يسسبين اللسسه ذلسسك فسسي كتسسابه ،ويسسذكر الئمسسة بأسسسمائهم
وأعيانهم؟
ل يوجد لئمتهم ذكر في كتاب الله ،وليس هناك نص صحيح متواتر فسسي
تعيين أئمتهم ..ولو وجد لما تخبط الشيعة وتاهوا في أمر تعيين المام كما
حكت ذلك كتب المقالت؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم في الحسساديث
الثابتسسة عنسسه المستفيضسسة لسسم يسسوقت ولة المسسور فسسي عسسدد معيسسن ،ففسسي
الصحيحين عن أبي ذر قال" :إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان
يا مجدع الطسسراف" ]منهسساج السسسنة النبويسسة ،2/105 :والحسسديث المسسذكور
دا حبش ًعب ً
أخرجه البخاري بلفظ :قال النبي صلى الله عليه وسلم لبي ذر" :اسمع وأطع ولو لحبشسسي
كأن رأسه زبيبة" )صحيح البخاري – مع الفتح – كتاب الذان ،باب إمامة المفتون والمبتدع،
ج 2ص ،188ح ،(696وأخرجه مسلم بإسناده إلسسى أبسسي ذؤءصسسر 23بسساللفظ السسذي ذكسسره
شيخ السلم) .صحيح مسلم /كتاب المارة ،باب وجسوب طاعسة المسراء فسي غيسر معصسية:
،1468 ،2/1467ح .[.(1837
أما كتب الشيعة الثني عشرية فهي طافحة بالروايات التي تحدد الئمة
باثني عشر ،والملحظ أن هذه الروايسسات كسسانت موضسسع التسسداول السسسري،
وكان الئمة يكذبون رواتها ،مما يثير الشكوك في صدقها ،ل سيما وكتسساب
الله سبحانه – والذي أمر الئمة بالرجوع إليه في الحكسم علسى مسا ينسسب
إليهم من أقوال – ل شاهد فيسسه لهسسذه الروايسسات إل عسسن طريسسق التسسأويلت
الباطنيسسة ،والروايسسات الموضسسوعة ،فيصسسبح عمسسدتهم فسسي النهايسسة هسسذه
الروايات ..التي تؤكد الشواهد كسسذبها ،كمسسا أن الوائل السسذين جمعسسوا هسسذه
الروايات وهم :الصسسفار وإبراهيسسم القمسسي والكلينسسي هسسم مسسن الغلة السسذين
يجسسب اعتبسسارهم خسسارج الصسسف السسسلمي لنقلهسسم أسسساطير نقسسص القسسرآن
وتحريفه ،فهم بهذا غير مأمونين وكتبهم غير موثوقة.
مة الثني وكتاب الّنهج الذي هو أصح كتاب عند الشيعة ل ذكر فيه للئ ّ
مة ،حيث عشر بأسمائهم وأعيانهم؛ بل جاء فيه ما ينقض مبدأ حصر الئ ّ
قال صاحب نهج البلغة .." :إّنه ل بد ّ للّناس من أمير بّر أو فاجر ..يقاتل
ضعيف من القوي حتى يستريح بر، سبل ،ويؤخذ به لل ّ به العدو ،وتأمن ال ّ
ويستراح من فاجر" ]نهج البلغة :ص .[.82
فلم يحدد الئمة بعدد معين .فأين تذهب الشيعة ،وهي تزعم أنها تصدق
بكل حرف في النهج؟!
كما أن اختلف أقوال فرق الشيعة في هذا المر ،وتباين مذاهبهم في
تحديد عدد الئمة وأعيانهم يكشف حقيقة هذه الدعوى ،إذ كل طائفة
تدحض مزاعم الخرى وتكذبها ،وكفى الله المؤمنين القتال ]انظر – مثل ً – ما
كتبه أبو حاتم الرازي في التشكيك بإمامة أئمة الثني عشرية بعد جعفر الصادق في كتاب
"الزينة" ص) ،233-232:مخطوط(.[.
387
ومسألة حصر الئمة بعدد معين ل يقبلها العقل ومنطق الواقع؛ إذ بعد
انتهاء العدد المعين هل تظل المة بدون إمام؟ ولذلك فإن عصر الئمة
الظاهرين عند الثني عشرية ل يتعدى قرنين ونصف إل قلي ً
ل.
مة بمسألة نيابة المجتهسسد عسسن شيعة للخروج عن حصر الئ ّ وقد اضطر ال ّ
المام ،واختلف قولهم في حدود النيابة ]انظر :محمد مغنية /الخمينسسي والحكومسسة
السلمّية :ص ..[.68وفي هذا العصر اضطّروا للخروج نهائّيا عن هذا الصسسل
م عسسن طريسسق النتخسساب.. دولسسة تتس ّ
الذي هو قاعدة دينهم ،فجعلوا رئاسة ال ّ
لكنهم خرجوا عن حصر العدد إلى حصر النوع فقصروا رئاسة الدولة على
الفقيه الشيعي ]انظر :الخميني /الحكومة السلمية :ص .[.48
مسسة بمسسا جسساء فسسي كتسسب ج الثنا عشرّية في أمر تحدي عسسدد الئ ّ هذا ويحت ّ
سّنة عن جابر بن سمرة قال" :يكون اثنا عشر أميسًرا – فقسسال كلمسسة لسسم ال ّ
لهم من قريش" هذا لفسسظ البخسساري ]صسسحيح أسمعها ،فقال أبي :إّنه قال :ك ّ
البخاري ،كتاب الحكام ،بسساب السسستخلف ،[.8/127 :وفي مسسسلم عسسن جسسابر قسسال:
سمعت رسول الله صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم يقسسول" :ل يزال السققلم
عزيًزا إلى اثني عشر خليفة" ثم قال كلمة لم أفهمها .فقلسست لبسسي:
لهم من قريش" ]صحيح مسلم ،كتاب المسسارة ،بسساب الن ّسساس ما قال؟ فقال" :ك ّ
دين تبع لقريش والخلفة في قريش .[.2/1453 :وفي لفسسظ" :ل يزال هققذا ال ق ّ
عا إلى اثني عشر خليفققة" ]صسسحيح مسسسلم ،[.2/1453 ،وفسسي عزيًزا مني ً
لفظ آخر" :ل يزال أمر الّناس ماضًيا ما وليهم اثنققا عشققر رج ً
ل"
مققا
دين قائ ً ]صحيح مسسسلم ،ص ..[.1452وعند أبي داود" :ل يزال هققذا ال ق ّ
مققة" حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة ،كّلهم تجتمع عليهم ال ّ
ضسسا مسسن طريسسق ]سنن أبي داود ،أّول كتاب المهدي .[.4/471 :وأخرجه أبو داود أي ً
السود بن سعيد عن جابر بنحو ما مضى قال" :وزاد فلما رجع إلى منزلسسه
أتته قريش فقالوا :ثسسم يكسسون مسساذا؟ قسسال :الهسسرج" ]سسسنن أبسسي داود،4/472 :
وأخرج البزار هذه الزيادة من وجه آخر فقال فيها" :ثم رجع إلى منزلسسه فسسأتيته فقلسست :ثسسم
يكون ماذا؟ قال :الهرج") .ابن حجر /فتح الباري.[.(13/211 :
يتعلق الثنا عشرية بهذا النص ويحتجون به على أهل السنة ،ل ليمسانهم
بما جاء في كتب أهل السنة ]انظسسر ممسسن يحتسسج بسسذلك مسسن شسسيوخهم :ابسسن بسسابويه/
الخصال :ص ،470الطوسي /الغيبة :ص ،88الربلي /كشف الغمة :ص ،57-56البياضسسي/
الصسسراط المسسستقيم ،2/100 :شسسبر /حسسق اليقيسسن :ص ،338السسسماوي /المامسسة،1/147 :
وغيرهم كثير ،[.ولكن للحتجاج عليهم بما يسلمون به.
وبالتأمل في النص بكل حيدة وموضسسوعية نجسسد أن هسسؤلء الثنسسي عشسسر
وصفوا بأّنهم يتوّلون الخلفسة ،وأن السسلم فسي عهسدهم يكسون فسي عسزة
حا فسسيومنعة ،وأن الناس تجتمع عليهم ول يزال أمر النسساس ماض سًيا وصسسال ً
عهدهم.
دعي الثنا عشرّية فيهم المامة، ل هذه الوصاف ل تنطبق على من ت ّ وك ّ
دة قليلسسة ،ولسسم
ل الخلفة منهم إل أمير المؤمنين علي والحسن م س ّ فلم يتو ّ
تجتمع في عهدهما المة ،كما لم يقم أمر المة في مسسدة أحسسد مسسن هسسؤلء
دا..
الثني عشر – في نظر الشيعة أنفسهم – بل مسسا زال أمسسر المسسة فاسس ً
388
ويتولى عليهم الظالمون بل الكافرون ]منهاج السسسنة ،4/210 :المنتقسسى )مختصسسر
منهاج السنة( :ص ،533وستأتي أحاديثهم في أن الناس بعد رسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه
مة أنفسهم كسسانوا وسلم ارتدوا إل ثلثة ،وبعد الحسين ارتدوا إل ثلثة ..إلخ ،[.وأن الئ ّ
يتسّترون في أمور دينهم بالّتقية ]مختصسسر الصسسواقع :ص ) 231مخطسسوط( ،[.وأن
عهد أمير المؤمنين علي وهو على كرسي الخلفة عهسسد تقيسسة ،كمسسا ص سّرح
بذلك شيخهم المفيسسد ]ص 44-43مسسن هسسذه الّرسسسالة [.فلسسم يسسستطع أن يظهسسر
القرآن ،ول أن يحكم بجملة من أحكام السلم ،كما صسسرح بسسذلك شسسيخهم
صسسحابة الجزائري ]انظر :ص 203-202من هذه الرسالة ،[.واضطّر إلى ممالة ال ّ
ر بسسذلك شسسيخهم المرتضسسى ]ص 421 دين ،كما أق ّ
ومجاراتهم على حساب ال ّ
من هذه الّرسالة ..[.فالحديث في جانب ومزاعم هؤلء في جانب آخر.
ثم إنه ليس في الحديث حصر للئمة بهذا العسسدد؛ بسسل نبسسوءة منسسه صسسلى
الله عليه وسلم بأن السلم ل يزال عزيًزا في عصر هؤلء.
وكان عصر الخلفاء الراشدين وبني أمية عصر عزة ومنعسسة ،ولهسسذا قسسال
مسسا شيخ السلم" :إن السلم وشرائعه في زمن بني أمّية أظهر وأوسسسع م ّ
كان بعدهم ،ثم استشهد بحديث "ل يزال هذا المر عزيًزا إلى اثنسسي عشسسر
خليفة كلهم من قريش" .ثسسم قسسال :وهكسسذا كسسان ،فكسسان الخلفسساء أبسسو بكسسر
وعثمان وعلي ،ثم تولى من اجتمع الناس عليه وصار له عز ومنعة معاوية
وابنه يزيد ثم عبد الملك وأولده الربعة وبينهم عمر بن عبسسد العزيسسز وبعسسد
ذلك حصل من النقص ما هو باق إلى الن" ثم شسسرح ذلسسك] ..منهسساج السسسنة:
.[.4/206
ونجد أن الثني عشسسرية تسسرى دوام "وليسسة المنتظسسر ..إلسسى آخسسر السسدهر،
وحينئذ فل يبقى زمان يخلو عندهم من الثني عشسسر ،وإذا كسسان كسسذلك لسسم
يبق الزمان نوعين :نوع يقوم فيه أمر المة ،ونوع ل يقوم بل هو قائم في
الزمان كلها وهو خلف الحديث ]منهسساج السسسنة ،[.4/210 :وخلف ما يعتقسسده
هؤلء بأن عصر الثني عشر إلى أن يخسسرج المنتظسسر هسسو عصسسر تقيسسة مسسن
تركها من الشيعة بمنزلة من ترك الصلة" ]انظره بنصه في فصل "التقية".[.
مسسا – مسسا عسسدا علي ًسسا
كما أن المة لم تجتمسسع عليهسسم لنهسسم لسسم يتولسسوا حك ً
والحسسسن – بسسل الشسسيعة أنفسسسهم مختلفسسون فسسي شسسأنهم وفسسي أعسسدادهم
وأعيانهم اختلًفا ل يكاد يحصى إل بكلفة ،كمسسا حفلسست بتصسسوير ذلسسك كتسسب
الفرق والمقالت.
ثم إنه قال في الحديث" :كلهم من قريش" وهذا يعني أنهم ل يختصون
بعلي وأولده "ولو كانوا مختصين بعلسسي وأولده لسسذكر مسسا يميسسزون بسسه ،أل
ترى أنه لم يقل :كلهم من ولد إسماعيل ول من العرب ،وإن كانوا كسسذلك،
لنه قصد القبيلة التي يمتازون بها ،فلو امتازوا بكونهم من بني هاشسسم ،أو
قا علم أنهم مسسن من قبيل علي لذكروا بذلك ،فلما جعلهم من قريش مطل ً
قريش ،بل ل يختصون بقبيلة ،بل بنو تيسسم وبنسو عسدي ،وبنسسو عبسد شسمس،
وبنو هاشم ،فإن الخلفاء الراشدين كانوا مسن هسسذه القبسائل" ]منهسساج السسسنة:
.[.4/211
389
فإذن لم يبق من الوصاف التي تنطبق على ما يريدون إل مجرد العدد،
والعدد ل يدل على شيء ..أل ترى أن هذا الرقم وصف به هسسؤلء الخلفسساء
الصلحاء كما وصف به أضدادهم ،فقد جاء في صسسحيح مسسسلم "فسسي أمسستي
قا" ]صحيح مسلم ،كتاب صفات المنافقين وأحكسسامهم،2144-3/2143 :
اثنا عشر مناف ً
)ح .[.(2779
ويبد أن هذا الرقم الذي تدعيه الشيعة الثني عشرية يعود في الصل
إلى زعم يهودي قديم ورد في كتاب دانيال ]قال أبو الحسين بن المنادي في
الجزء الذي جمعه في المهدي :فقد وجدت في كتاب دانيال :إذا مات المهدي ملك بعده
خمسة رجال من ولد السبط الكبر ،ثم خمسة من ولد السبط الصغر ،ثم يوصي آخرهم
بالخلفة لرجل من ولد السبط الكبر ،ثم يملك بعده ولده فيتم بذلك اثنا عشر مل ً
كا ،كل
واحد منهم إمام مهدي) .انظر :فتح الباري ،[.(13/213 :كما أشار شيخ السلم ابن
تيمية إلى أن في التوراة مثل ذلك ]منهاج السنة.[.4/210 :
استدللهم على مسألة المامة:
من أصول الروافض "أنه ل يجوز للرعية اختيار إمام ،بل لبد فيه من
النص" ]الحر العاملي :الفصول المهمة في أصول الئمة ص ،142وانظر :ابن المطهر/
ص" ]المظ ّ
فر /عقائد نهج المسترشدين :ص " .[.63فالمامة ل تكون إل بالن ّ ّ
المامّية :ص .[.103وأن الرسول صلى الله عليه وسلم نص على علي
وأولده ]الكليني /أصول الكافي :باب ما نص الله ورسوله على الئمة 1/286 :وما
بعدها ،[.فهم الئمة إلى أن تقوم الساعة.
وقد رأينا بدايات هذه العقيدة على أيدي السبئية ،والهشامية
والشيطانية .إل أن شيوخ الشيعة ادعوا أن هذا المر هو من شرع الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم ،وأقوال أئمة أهل البيت.
وأخذوا يستدلون على ذلك "بنصوص ينقلونها ويؤولونها على مقتضى
مذهبهم ل يعرفها جهابذة السنة ول نقلة الشريعة ،بل أكثرها موضوع أو
مطعون في طريقه أو بعيد عن تأويلتهم الفاسدة" ]ابن خلدون /المقدمة:
) 2/527تحقيق د .علي عبد الواحد وافي(.[.
وبالغوا كعادتهم في جمع الروايات وحشد النصوص في ذلك حتى ألف
شيخهم ابن المطهر كتاًبا سماه "اللفين في إمامة أمير المؤمنين" ]إل أنه
فا وثمانًيا
لم يبلغ ما يريد فلم يصل إلى اللفين ،كما عنون به كتابه ،حيث لم يذكر إل أل ً
وثلثين ،مما يعدها أدلة على مقصوده) .العلمي /مقدمة اللفين :ص .[.(10
وقل من مؤلفي الشيعة من لم يتكلم عن هذه القضية ويستدل لها
]الذريعة إلى تصانيف الشيعة ،[.1/320 :لنها عب دينهم وعماده.
وإذا علمت أن كل هذه الروايات تفرد بنقلها حسب منطق الشيعة آحاد
عا من غيرهالناس ،بل الواحد وهو علي لنه هو الباب ،ومن ادعى سما ً
فقد أشرك ]أصول الكافي ،1/377 :وقد مّر بنصه ص ،[.346كما أن ما سوى
علي وبضعه نفر من الصحابة ثلثة أو أربعة أو سبعة ما سوى هؤلء
390
محكوم عليهم في كتب الشيعة بالردة ،فل تقبل روايتهم ..وتفرد الواحد
بالنقل موضع شك ول سيما والجم الغفير على خلفه ..فاضطروا حينئذ
للقول بالعصمة .ولكن العصمة كيف تثبت بخبر من ادعاها وهو واحد..
فاضطروا حينئذ للقول ببدعة أخرى وهي إثبات المعجزة للئمة ،فصارت
قضية المامة ترتكز عندهم على ثلث شعب :النص ،والعصمة،
والمعجزة.
قال شيخهم المفيد" :إن المامة توجب لصاحبها عند الثني عشرية:
العصمة ،والنص ،والمعجزة] "...العيون.[.2/127 :
وقد مضى القول بأن المعجزات ل يأتي بها إل النبياء ،وأن الشيعة
قالت بها في حق الئمة؛ لنهم أعطتهم معنى النبوة دون اسمها ،وزعمت
أنهم هم الحجة على العباد ،وليس لهم في ذلك من برهان إل اتباع ما
عَلى
س َن ِللّنا ِ وضعه زنادقة العصور الماضية ..قال تعالى} :ل ِئ َل ّ ي َ ُ
كو َ
ل{ ]النساء ،آية ،[.165 :ولم يقل سبحانه :والئمة، س ِعدَ الّر ُ
ة بَ ْ
ج ٌ
ح ّ الل ّ ِ
ه ُ
فحجة الله قامت على عباده بالرسل وأيدهم سبحانه باليات.
ول يملك الشيعة في باب معجزات الئمة إل دعاوى مجردة ل يعجز عن
تأليفها المحتالون والمتآمرون ]انظر :ص 625-624من هذه الرسالة.[.
أما مسألة العصمة فلهميتها في المذهب الشيعي ،فقد خصص لها
الفصل التالي لهذا الفصل.
ثم إن المعجزة على تقدير الصدور موقوفة على الخبر ،وكيف يوثق
بخبر مرتدين؟! وكذا الشأن في العصمة ،ومع ذلك فإن الشيعة تولي
مسألة الخبر المتمثل في دعوى النص والوصية أهمية كبرى ،فهي الحجر
الول في بناء المذهب ،والقاعدة الساسية في كيانهم العقدي.
ول شك أن النص على عين من يتولى إمامة المسلمين إلى أن تقوم
الساعة غير ممكن ،إل في عقل الرافضة ،وقد انتهى بهم هذا القول إلى
الستسلم لوهم كبير ،حيث اضطروا إلى القول بحياة واحد من البشر
قروًنا مديدة )وهو مهديهم الذي ينتظرونه( فأصبحوا ضحكة المم..
ي الرضا – والذي يدعون إمامته – برد هو من أبلغوقد رد عليهم عل ّ
الردود وأقواها في هذه المسألة ،والشيعة تنقله في أوثق كتبها في
الرجال ،حيث قال" :لو كان الله يمد ّ في أجل أحد من بني آدم لحاجة
الخلق إليه لمد الله في أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم" ]رجال
الكشي :ص .[.458
لكنهم يخالفون هذا الصل الواضح ويعتقدون أن بقاء المنتظر كل هذه
القرون إنما هو لحاجة الخلق بل والكون كله إليه ،ولو خلت منه الرض
لساخت بأهلها.
391
وبعد هذا التأصيل لقضية النص ،ل أعتقد أننا بحاجة إلى أن نتتبع
النصوص في هذه المسألة؛ لن هذه القضية انتهت عندهم اليوم إلى
اليمان بهذا المنتظر الذي ل يسمع له حس ول خبر ول يرى له عين ول
أثر .ولو كان للناس فيه حاجة لبقي رسول الله وهو أفضل منه ،ولكن
المة في غنى بقرآنها وسنة نبيها عن كل منتظر موهوم وكتاب مزعوم،
وسيأتي نقض مسألة الغيبة.
ولكن الشيعة ترى أن القرآن نص على "إمامتهم" ،وكذلك تزعم أن
أمر "النص" متفق عليه بين أهل السنة والشيعة ،فهي تريد أن تشرك
السنة في "أوهامها" وتخدع بذلك أتباعها ..وما دام المر كذلك فلندرس
ما تقدمه كتب الشيعة في هذا الباب ،وسنختار أقوى أدلتها في ذلك من
الكتاب والسنة ،ثم نعرج بعد ذلك على أدلتها الخاصة بها.
ونختم القول بنقد "مسألة النص" من الكتاب والسنة ،والعتبار العقلي،
والمور المعلمة والمتفق عليها.
أدلتهم من القرآن:
قال شيخ الطائفة – كما يلقبونه – الطوسي" :وأما النص على إمامته
م الل ّ ُ
ه ول ِي ّك ُ ُ
ما َ من القرآن فأقوى ما يدل عليه قوله تعالى} :إ ِن ّ َ
ة ن الّز َ
كا َ ؤُتو َ وي ُ ْصل َةَ َ ن ال ّ مو َ
قي ُ
ن يُ ِ مُنوا ْ ال ّ ِ
ذي َ نآ َ وال ّ ِ
ذي َ ه َ سول ُ ُ
وَر َُ
ن{ ]المائدة ،آية] "[.55 :تلخيص الشافي .[.2/10 :وقال عو َ م َراك ِ ُ ه ْ
و ُ َ
الطبرسي" :وهذه الية من أوضح الدلئل على صحة إمامة علي بعد
النبي بل فصل" ]مجمع البيان.[.2/128 :
ويكاد شيوخهم يتفقون على أن هذا أقوى دليل عندهم؛ حيث يجعلون
له الصدارة في مقام الستدلل في مصنفاتهم ]انظر – مثل ً :-ابن المطهر
الحلي في منهاج الكرامة ،حيث اعتبره البرهان الول )ص ،(147:وشبر في حق اليقين:
،1/144والزنجاني في عقائد المامية الثني عشرية.[.82-1/81 :
أما كيف يستدلون بهذه الية على مبتغاهم؟ فإنهم يقولون" :اتفق
المفسرون والمحدثون من العامة والخاصة أنها نزلت في علي لما تصدق
بخاتمه على المسكين في الصلة بمحضر من الصحابة وهو مذكور في
الصحاح الستة" ]قوله" :الصحاح الستة" تسمية غير سليمة؛ لن أهل السنة ل يعدون
حا" ولذا يسمونها "الكتب الستة" ،ولكن الروافض أصحاب
جميع الكتب الستة "صحا ً
مبالغات ،وليس هذا بكثير على من يتعمد الكذب على الله ورسوله.[.
و"إنما" للحصر باتفاق أهل اللغة ،والولي بمعنى الولى بالتصرف
المرادف للمام والخليفة ]شبر /حق اليقين ،1/144 :الزنجاني /عقائد المامية الثني
عشرية.[.82-1/81 :
فأنت ترى أن الشيعة تعتمد في استدللها بالية بما روي في سبب
نزولها؛ لنه ليس في نصها ما يدل على مرادها ،فصار استدللهم بالرواية
392
ل بالقرآن ،فهل الرواية ثابتة ،وهل وجه استدللهم سليم؛ يتبين هذا
بالوجوه التالية:
ي هول :أن زعمهم بأن أهل السنة أجمعوا على أنها نزلت في عل ّ أو ً
"من أعظم الدعاوى الكاذبة ،بل أجمع أهل العلم بالنقل على أنها لم
تنزل في علي بخصوصه ،وأن علًيا لم يتصدق بخاتمه في الصلة ،وأجمع
أهل العلم بالحديث على أن القصة المروية في ذلك من الكذب
الموضوع" ]منهاج السنة .[.4/4 :وقوله :إنها "مذكورة في الصحاح الستة"
كذب؛ إذ ل وجود لهذه الرواية في الكتب الستة ]وهو من الكذب الذي ل
يستحي الشيعة من إثباته ،والغريب أن هذا الزعم يجري على ألسنة آياتهم في هذا العصر
كشبر ،والزنجاني ،فهل يخفى عليهم أن هذا ل وجود له في الكتب الستة؟!.
وقد توفرت اليوم الفهارس والمعاجم التي تكشف الحقيقة راجع :المعجم المفهرس
للفاظ الحديث ،ومفتاح كنوز السنة ،لفظ "علي بن أبي طالب" ،وراجع الكتب المعنية
بجميع الروايات المتعلقة بتفسير اليات وسبب نزولها مثل :الدر المنثور106-3/104 :
وغيره ،أو المعنية بجمع روايات الكتب الستة كجامع الصول فل تجد لدعواهم أص ً
ل.
ولذا قال شيخ السلم ابن تيمية" :وجمهور المة لم تسمع هذا الخبر ول هو في شيء
من كتب المسلمين المعتمدة ل الصحاح ول السنن ول الجوامع ول المعجمات ول شيء
من المهات" )منهاج السنة.[.(4/5 :
وقد ساق ابن كثير الثار التي تروى في أن هذه الية نزلت في علي
حين تصدق بخاتمه ،وعقب عليها بقوله" :وليس يصح شيء منها بالكلية
لضعف أسانيدها ،جهالة رجالها" ]تفسير ابن كثير.[.77-2/76 :
ثانيًا :أن هذا الدليل الذب يستدلون به ينقض مذهب الثني عشرية؛ لنه
يقصر الولية على أمير المؤمنين بصيغة الحصر "إنما" فيدل على سلب
المامة عن باقي الئمة ،فإن أجابوا عن النقض بأن المراد حصر الية في
بعض الوقات ،أعني وقت إمامته ل وقت إمامة من بعده ،وافقوا أهل
مأ ل قبله ،وهو زمانالسنة في أن الولية العامة كانت له وقت كونه إما ً
خلفة الثلثة ]انظر :روح المعاني.[.6/168 :
ثالًثا :أن الله تعالى ل يثني على النسان إل بما هو محمود عنده ،إما
واجب وإما مستحب ،والتصدق أثناء الصلة ليس بمستحب باتفاق علماء
الملة ،ولو كان مستحًبا لفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولحض
ل ،وإعطاء السائل ل يفوت؛ إذ شغ ً
عليه ،ولكرر فعله ،وإن في الصلة ل ُ
يمكن للمتصدق إذا سلم أن يعطيه؛ بل إن الشتغال بإعطاء السائلين
يبطل الصلة كما هو رأي جملة من أهل العلم ]انظر :منهاج السنة :ج 1ص
،208ج 4ص .[.5
رابًعا :أنه لو قدر أن هذا مشروع في الصلة لم يختص بالركوع ،فكيف
يقال :ل ولي إل الذين يتصدقون في حال الركوع ،فإن قيل :هذه أراد بها
التعريف بعلي ،قيل له :أوصاف علي التي يعرف بها كثيرة ظاهرة ،فكيف
يترك تعريفه بالمور المعروفة ويعرف بهذا المر الذي ل يعرفه إل من
393
سمعه وصدق به؟! وجمهور المة ل تسمع هذا الخبر ول هو في شيء من
كتب المسلمين المعتمدة ]منهاج السنة.[.4/5 :
سا :وقولهم :إن علًيا أعطى خاتمه زكاة في حال ركوعه فنزلت خام ً
الية – مخالف للواقع؛ ذلك أن علًيا رضي الله عنه لم يكن ممن تجب
عليه الزكاة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ،فإنه كان فقيًرا ،وزكاة
الفضة إنما تجب على من ملك النصاب حول ً وعلي لم يكن من هؤلء.
كذلك فإن إعطاء الخاتم في الزكاة ل يجزي عند كثير من الفقهاء إل
إذا قيل بوجوب الزكاة في الحلي ،وقيل إنه يخرج من جنس الحلي ،ومن
جوز ذلك بالقيمة فالتقويم في الصلة متعذر ،والقيم تختلف باختلف
الحوال ]منهاج السنة.[.4/5 :
دا
سا :لما تبين أن الروايات التي أولوا بمقتضاها الية باطلة سن ً
ساد ً
ومتًنا ،فل متمسك لهم حينئذ بالية بوجه سائغ؛ بل إن الية حجة عليهم؛
لنها جاءت بالمر بموالة المؤمنين ،والنهي عن موالة الكافرين ]حتى وإن
ثبت أن لها سبب نزول خاص )راجع كتب التفسير في سبب النزول( ،فالعبرة بعموم
اللفظ ل بخصوص السبب ،[.وليس للرافضة – فيما يظهر من نصوص وتاريخها
– من ذلك نصيب.
وهذا المعنى يدرك بوضوح من سياق اليات؛ إذ قبل هذه الية الكريمة
َ
د
هو َذوا ْ ال ْي َ ُ مُنوا ْ ل َ ت َت ّ ِ
خ ُ نآ َ
ذي َ ها ال ّ ِ جاء قوله سبحانهَ} :يا أي ّ َ
َ َ
ه م َ
فإ ِن ّ ُ منك ُ ْهم ّ ول ّ ُ
من ي َت َ َ و َ ض َ
ع ٍ ول َِياء ب َ ْمأ ْ ه ْض ُع ُ ول َِياء ب َ ْصاَرى أ ْ والن ّ َ َ
ن{ ]المائدة ،آية .[.51 :فهذا مي َ ّ
م الظال ِ ِ و َ ق ْ ْ
دي ال َ ه ِ ه ل َ يَ ْ ّ
ن الل َ م إِ ّه ْمن ْ ُ ِ
نهي صريح عن موالة اليهود والنصارى بالود والمحبة والنصرة ..ول يراد
بذلك باتفاق الجميع الولية بمعنى المارة ،وليس هذا بوارد أص ً
ل ،ثم
أردف ذلك بذكر من تجب موالته وهو الله ورسوله والمؤمنون ،فواضح
من ذلك أن موالة المحبة والنصرة التي نهى عنها في الولى هي بعينها
التي أمر بها المؤمنين في هذه الية بحكم المقابلة كما هو بين جلي من
لغة العرب.
قال الرازي" :لما نهى في اليات المتقدمة عن موالة الكفار ،أمر في
هذه الية بموالة من تجب موالته" ]تفسير الفخر الرازي.[.12/25 :
وقال شيخ السلم ابن تيمية" :إنه من المعلوم المستفيض عند أهل
فا عن سلف أن هذه الية نزلت في النهي عن موالة الكفار، التفسير خل ً
والمر بموالة المؤمنين" ]منهاج السنة.[.4/5 :
م{ المارة – ل يتفق مع ول ِي ّك ُ ُ
ما َ سابًعا :قولهم" :إن المراد بقوله} :إ ِن ّ َ
مُنوْا{؛ فإن الله
نآ َ وال ّ ِ
ذي َ ه َ سول ُ ُ وَر ُ م الل ّ ُ
ه َ ول ِي ّك ُ ُ
ما َ
قوله سبحانه} :إ ِن ّ َ
سبحانه ل يوصف بأنه متول على عباده ،وأنه أمير عليهم ،فإنه خالقهم
ورازقهم وربهم ومليكهم له الخلق والمر ،ل يقال :إن الله أمير المؤمنين
كما يسمى المتولي مثل علي وغيره أمير المؤمنين ]بل الرسول صلى الله
394
ضا ل يقال إنه متول على الناس ،وأنه أمير عليهم ،فإن قدره أجل من هذا،
عليه وسلم أي ً
بل أبو بكر الصديق رضي الله عنه لم يكونوا يسمونه إل خليفة رسول الله ،وأول من
سمي من الخلفاء أمير المؤمنين عمر) .منهاج السنة ،[.(4/9 :وأما الولية المخالفة
للعداوة فإنه يتولى عباده المؤمنين فيحبهم ويحبونه ،ويرضى عنهم
يا فقد بارزه بالمحاربة ]وهذه الولية من
ويرضون عنه ،ومن عادى له ول ً
د
م ُ
ح ْال ْ َ ل
ق ِو ُ رحمته وإحسانه ليست كولية المخلوق للمخلوق لحاجته إليه .قال تعالىَ } :
ن
م َ ّ يول ِ ّ
ه َكن ل ّ ُ ول َ ْ
م يَ ُ مل ْ ِ
ك َ في ال ْ ُ ري ٌ
ك ِ كن ل ّ ُ
ه َ
ش ِ وَلم ي َ ُ ول َ ً
دا َ خذ ْ َ ذي ل َ ْ
م ي َت ّ ِ ه ال ّ ِ
ل ِل ّ ِ
ل{] .السراء :آية.[111 : الذّ ّ
فل ِل ّ ِ
ه عّزةَ َريدُ ال ْ ِ ن يُ ِ
كا َمن َ فالله تعالى لم يكن له ولي من الذل؛ بل هو القائلَ } :
جِميًعا{] .فاطر ،آية) ،[10 :منهاج السنة ،[.(4/9 :فهذه الولية هي ال ْ ِ
عّزةُ َ
ن{ أي عو َ م َراك ِ ُ ه ْو ُ
المقصودة في الية ]منهاج السنة ،[.4/9 :وقولهَ } :
خاضعون لربهم منقادون لمره ،والركوع في أصل اللغة بمعنى الخضوع،
أي يقيمون الصلة ويؤتون الزكاة في حال الركوع وهو الخشوع والخبات
والتواضع لله" ]انظر :الكشاف للزمخشري ،1/624 :تفسير الرازي.[.12/25 :
ثامًنا :إن الفرق بين الولية بالفتح ،والولية بالكسر معروف في اللغة،
فالولية ضد العداوة وهي المذكورة في هذه النصوص ،ليست هي الولية
بالكسر التي هي المارة ،وهؤلء الجهال يجعلون الولي هو المير ول
يفرقون بين اللفظين ،مع أنه واضح "أن الولء بالفتح وهو ضد العداوة،
والسم منه مولى وولي ،والولية بالكسر والسم منها والي ومتولي"
]المقدسي /رسالة في الرد على الرافضة :ص ،221-220وراجع مختار الصحاح ،مادة
"ولي".[.
ولهذا قال الفقهاء :إذا اجتمع في الجنازة الوالي والولي فقيل :يقدم
الوالي وهو قول أكثرهم ،وقيل :يقدم الولي :فلفظ الولي والولية غير
لفظ الوالي ]منهاج السنة.[.4/8 :
ولو أراد سبحانه الولية التي هي المارة لقال) :إنما يتولى عليكم(..
فتبين أن الية دلت على الموالة المخالفة للمعادة الثابتة لجميع
المؤمنين بعضهم على بعض ]منهاج السنة .4/8 :وللمزيد من التفصيل راجع :تفسير
الفخر الرازي 12/25 :وما بعدها ،تفسري اللوسي 6/167 :وما بعدها ،[.ولهذا جاء
مُنوا{ بصيغة الجمع.نآ َ وال ّ ِ
ذي َ قولهَ } :
وإذا كانت هذه أقوى أدلتهم – كما يقوله شيوخهم – تبين أنهم ليسوا
على شيء؛ ذلك أن الصل أن يستعمل في هذا المر العظيم – والذي هو
عند الشيعة أعظم أمور الدين ،ومنكره في عداد الكافرين – صيغة
واضحة جلية ،يفهمها الناس بمختلف طبقاتهم ،يدركها العامي ،كما يدركها
العالم ،ويفهمها اللحق ،كما يفهمها الحاضر ،ويعرفها البدوي ،كما يعرفها
الحضري ،فلما لم يستعمل مثل ذلك في كتاب الله دل على أنه ل نص
كما يزعمون ،فليست الية المذكورة – وغيرها مما يستدلون به – من
ألفاظ الستخلف المعروفة في لغة العرب ،والقرآن نزل بلسان عربي
395
مبين .فأين يذهب الشيعة بعد هذا؟ إما إلى الكفر بالقرآن وهو كفر
بالسلم ،وإما ترك الغلو والتطرف والتعصب والرجوع إلى الحق ،وهذا
هو المطلوب.
هذه أقوى آية يستدلون بها من كتاب الله ،ويسمونها آية الولية ،ولهم
تعلق بآيات أخرى ذكرها ابن المطهر الحلي ،وأجاب عليها شيخ السلم
ابن تيمية بأجوبة جامعة ]وقد ق ّ
دم الدكتور علي السالوس – في رسالة له بعنوان:
ضا ومناقشة لليات القرآنية
"المامة عند الجعفرية والدلة من القرآن العظيم" -عر ً
الكريمة التي يستدل بها المامية لقولهم بالمامة ،وانتهى من ذلك إلى أن استدللتهم
تنبني على روايات متصلة بأسباب النزول ،وتأويلت انفردوا بها ،ولم يصح شيء من هذا
ول ذاك بما يمكن أن يكون دليل ً يؤيد مذهبهم ،[.ومن يراجع كتب التفسير
والحديث عندهم يلحظ أنهم أجروا القرآن في فلك الولية والئمة كما
مضى نقل صورة من ذلك وهذا برهان عجزهم وفشلهم.
وقد تبين أن القرآن ليس في ظاهره ما يدل على ما يذهبون إليه من
ي أو بقية الثني عشر ،وأن كل ما يستدلون به من آيات
النص على عل ّ
يحاولون أن يصرفوا معناها إلى ما يريدون بمقتضى روايات موضوعة،
وتأويلت باطلة ..فهم في الحقيقة ل يستدلون بالقرآن ،وإنما يستدلون
بالخبار ،فدعواهم أخذ الدلة من القرآن دعوى ل حقيقة لها.
أدلتم من السنة:
أما السنة المطهرة فقد تعلق الشيعة في إثبات النص من طرق أهل
السنة بما ورد في فضائل علي – رضي الله عنه ،-ويلحظ أن باب
الفضائل مما كثر فيه الكذب ،ويقال بأن الشيعة هم الصل فيه.
يقول ابن أبي الحديد" :الكذب في أحاديث الفضائل جاء من جهة
الشيعة" ]شرح نهج البلغة لبن أبي الحديد) 2/134 :عن السنة ومكانتها في التشريع:
ص .[.(76
ولهذا تجد في كتب الموضوعات الحاديث الموضوعة في حق علي
أكثر من غيره من الخلفاء الربعة.
والفضائل الواردة في حق علي رضي الله عنه ليست من ألفاظ
النصوص والوصايا والستخلف ،ل في لغة العرب ول في عرفهم ول في
شريعة السلم ول في عقول العقلء ،إنما هي فضائل أدخلها هؤلء في
الدعاوى .وقد قام ابن حزم بحصر الحاديث الواردة في فضائل علي
فقال :وأما الذي صح من فضائل علي فهو قول النبي صلى الله عليه
ي بعدي" ]ون ّ
ص وسلم" :أنت مّني بمنزلة هارون من موسى إل أّنه ل نب ّ
ن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى تبوك، الحديث – كما أخرجه البخاري " :-أ ّ
صبيان والّنساء؟ فقال :أل ترضى أن تكون مّني
واستخلف علّيا ،فقال :أتخلفني في ال ّ
ي بعدي" صحيح البخاري – مع الفتح – كتاببمنزلة هارون من موسى إل أّنه ليس نب ّ
صحابة ،باب منالمغازي ،باب غزوة تبوك) 8/12 :ح ،(4416ورواه مسلم في فضائل ال ّ
فضائل علي بن أبي طالب) ،2/1870 :ح ،(2404والّترمذي :كتاب المناقب-640 /5 :
396
دمة) 43-1/42 :ح ،(115وأحمد،1/170 : ) 641ح ،(3731 ،3730وابن ماجه ،المق ّ
،330 ،185 ،184 ،182 ،179 ،177 ،175 ،174 ،173وج 3ص ،338 ،32وج 6ص
369و .[438وهذا ل حجة فيه للرافضة ]يقول ابن حزم في إثبات ذلك » :وهذا ل
ن هارون لم يل يوجب له فضل ً على من سواه ول استحقاق المامة بعده عليه ال ّ
سلم؛ ل ّ
سلم يوشع سلم ،وإّنما ولي المر بعد موسى عليه ال ّ ي إسرائيل بعد موسى عليه ال ّ
أمر نب ّ
بن نون ،فتى موسى وصاحبه الذي سافر معه في طلب الخضر عليهما السلم ،كما ولي
المر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحبه في الغار الذي سافر معه إلى المدينة.
وإذا لم يكن علي نبًيا كما كان هارون نبًيا ،ول كان هارون خليفة ،بعد موت موسى على
بني إسرائيل ،فصح أن كونه – رضي الله عنه – من رسول الله صلى الله عليه وسلم
بمنزلة هارون من موسى إنما هو في القرابة فقط.
ضا فإنما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا القول إذ استخلفه على
وأي ً
المدينة في غزوة تبوك ،فقال المنافقون :استقله )كذا في الصل المحقق من الفصل،
ولعلها استثقله( فخلفه ،فلحق علي برسول الله صلى الله عليه وسلم فشكى ذلك إليه،
فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ" :أنت مني بمنزلة هارون من موسى"،
يريد عليه السلم أنه استخلفه على المدينة مختاًرا لستخلفه ،ثم قد استخلف عليه
السلم قبل تبوك وبعد تبوك على المدينة في أسفاره رجال ً سوى علي رضي الله عنه،
فصح أن هذا الستخلف ل يوجب لعلي فضل ً على غيره ،ول ولية المر بعده ،كما لم
يوجب ذلك لغيره من المستخلفين") .الفصل.(160-4/159 :
وتشبيه علي بهارون ليس بأعظم من تشبيه أبي بكر بإبراهيم وعيسى ،وتشبيه عمر
بنوح وموسى )كما روى ذلك المام أحمد في مسنده) 1/383 :ح ،(3632والحاكم في
مستدركه ،22-3/21 :وروى الترمذي في كتاب الجهاد طرًفا منه .(4/213فإن هؤلء
الربعة أفضل من هارون ،وكل من أبي بكر وعمر شبه باثنين ل بواحد ،فكان هذا التشبيه
أعظم من تشبيه علي ،مع أن استخلف علي له فيه أشباه وأمثال من الصحابة ،وهذا
التشبيه ليس لهذين فيه شبيه ،فلم يكن الستخلف من الخصائص ،ول التشبيه بنبي في
بعض أحواله من الخصائص )المنتقى :ص .(315-314
وانظر في إبطال احتجاج الرافضة بهذا الحديث :شرح النووي على صحيح مسلم:
،15/174المامة والرد على الرافضة لبي نعيم ص ،222-221:منهاج السنة 4/87 :وما
بعدها ،المنتقى ص ،314 ،311 ،213 ،212فتح الباري ،7/74 :المقدسي /الرد على
الرافضة ص ،208-201مختصر التحفة الثني عشرية ص ،164-163السالوس /المامة
عند الجعفرية في ضوء السنة ص ،34-33وغيرها.[.
دا رجل ً يحب الله وقوله عليه السلم" :لعطين الراية غ ً
ورسوله ،ويحبه الله ورسوله" ]أخرجه البخاري ،كتاب فضائل الصحابة ،باب
مناقب علي بن أبي طالب) 7/70 :البخاري مع الفتح( ،ومسلم ،كتاب فضائل الصحابة،
باب من فضائل علي بن أبي طالب ،[.1873-2/1871 :وهذه صفة واجبة لكل
مسلم وفاضل ]أي ليس هذا الوصف من خصائص علي؛ بل غيره يحب الله ورسوله،
ويحبه الله ورسوله ،ولكن فيه الشهادة لعينه بذلك ،كما شهد لعيان العشرة بالجنة ،فهو
صا على إمامته وعصمته .والرافضة الذين يقولون: ليس من خصائصه فضل ً عن أن يكون ن ً
إن الصحابة ارتدوا بعد موته صلى الله عليه وسلم ل يمكنهم الستدلل بهذا؛ لن الخوارج
ضا ،قال الشعري :أجمعت الخوارج على كفر علي) .المقالت: تقول لهم :هو ممن ارتد أي ً
،(1/167وأهل السنة يبطلون قول الخوارج بأدلة كثيرة لكنها مشتركة تدل على إيمان
الثلثة) ..انظر :منهاج السنة.[.(99 ،4/98 :
وعهده عليه السلم" :أن علًيا ل يحبه إل مؤمن ول يبغضه إل منافق"
]أخرجه الترمذي ،في كتاب المناقب) 5/643 :ح .(3736وقال الترمذي :هذا حديث
397
حسن صحيح .[.وقد صح مثل هذا في النصار -رضي الله عنهم – أنه ل
يبغضهم من يؤمن بالله واليوم الخر ]الحديث أخرجه مسلم بسنده عن أبي
هريرة ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" :ل يبغض النصار رجل يؤمن بالله
واليوم الخر" )كتاب اليمان ،باب الدليل على أن حب النصار وعلي رضي الله عنهم من
اليمان وعلماته ،وبغضهم من علمات النفاق :ج 1ص ) 86ح ،(130وهناك أحاديث في
النصار مطابقة للفظ الوارد في علي رضي الله عنه ،منها ما أخرجه الشيخان أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال" :النصار ل يحبهم إل مؤمن ول يبغضهم إل منافق" البخاري –
مع الفتح – كتاب مناقب النصار ،باب حب النصار من اليمان) 7/113 :ح ،3783
،(3784ومسلم ،في الموضع السابق )ح ،(129والترمذي ،كتاب المناقب ،باب فضل
النصار وقريش) 5/712 :ح .[.(3900
ي موله" ]سيأتي تخريجه ،والتعليق عليه ،[.فل يصح ما "من كنت موله فعل ّ وأ ّ
من طريق الثقات أص ً
ل.
"وأما سائر الحاديث التي تتعلق بها الرافضسسة فموضسسوعة ،يعسسرف ذلسسك
من له أدنى علم بالخبار ونقلتها" ]الفصل.[.4/224 :
وقد نقل هذا النص عن ابن حزم شيخ السلم ابسسن تيميسسة وعقسسب عليسسه
بقوله » :فإن قيل :لم يذكر ابن حزم ما في الصحيحين من قسسوله" :أنقت
مني وأنا منك" ]راجع :صحيح البخاري – مع الفتح – كتسساب الصسسلح) 304-5/303 :ح
،(2699وكتاب المغازي ،باب عمرة القضاء) 7/499 :ح .[.(4251
وحديث المباهلة ]وهو في مسلم من حديث سسسعد بسسن أبسسي وقسساص قسسال ...» :ولمسسا
ع أ َبَناءن َققا َ
م{ ]آل عمسسران ،آيسسة [61 :دعسسا وأب ْن َققاءك ُ ْ
َ وا ْ ن َقدْ ُ ْ
عال َ ْ ق ْ
ل تَ َ ف ُنزلت هذه اليسسةَ } :
رسول الله صلى الله عليه وسسسلم علًيسسا وفاطمسسة وحس سًنا وحسسسيًنا فقسسال" :اللهم هؤلء
أهلي" ".
)صحيح مسلم ،كتاب فضائل الصحابة ،باب من فضائل علي بن أبسسي طسسالب رضسسي اللسسه
عنه .(2/1871 :وهذا "ل دللة فيه على المامة ول على الفضلية ..والمباهلة إنمسسا تحصسسل
بالقربين إليه ،وإل فلو باهلها بالبعدين في النسب ،وإن كانوا أفضل عنسسد اللسسه لسسم يحصسسل
المقصود" )انظر تفصيل السسرد علسسى الروافسسض فسسي احتجسساجهم بهسسذا الحسسديث فسسي :منهسساج
السنة ،36-4/34 :المقدسي /رسالة في الرد على الرافضسسة ص [.(245-243والكسسساء
]وهو في مسلم من حديث عائشة – رضي الله عنها – قالت :خرج النسبي صسلى اللسه عليسه
حسسل )هسسو الموشسسى المنقسسوش عليسسه صسسور رجسسال وسلم غداة وعليه مرط )يعني كساء( مر ّ
البل( من شعر أسود ،فجاء الحسن بن علسي فسأدخله .ثسم جساء الحسسين فسدخل معسه .ثسم
معنك ُق ُ
ب َ
ه َ ريقدُ الل ّق ُ
ه ل ِي ُقذْ ِ ما ي ُ ِجاءت فاطمة فأدخلها .ثم جاء علي فأدخله .ثم قسسال} :إ ِن ّ َ
هيًرا{ ]الحزاب ،آيسسة) .[33:صسسحيح مسسسلم ،كتسساب ْ
م ت َط ِهَرك ُ ْ وي ُطَ ّت َ ل ال ْب َي ْ ِ س أَ ْ
ه َ ج َ
الّر ْ
فضائل الصحابة ،باب فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليسسه وسسسلم) 2/1883 :ح ،(2424
وانظر :فسسي السسرد علسسى تعلسسق الرافضسسة بهسسذا الحسسديث :منهسساج السسسنة ،25-4/20 :وانظسسر:
المقدسي ،رسالة في السسرد علسسى الرافضسسة ص ،246مختصسسر التحفسسة :ص [.(156-155؟
قيل :مقصود ابن حزم الذي في الصحيح من الحديث الذي ل يذكر فيه إل
علي ،وأما تلك ففيهسسا ذكسسر غيسسره ،فسسإنه قسسال لجعفسسر" :أشبهت خلقي
وخلقي" .وقال لزيد" :أنت أخونا ومولنا" ،وحديث المباهلة والكساء
فيهما ذكر علي ،وفاطمة ،وحسن ،وحسين رضي الله عنهسسم فل يسسرد هسسذا
على ابن حزم" ]منهاج السنة.[.4/86 :
ولكن الرافضة قد توسعوا فسسي هسسذا البسساب ،واختلقسسوا الروايسسات ،وزادوا
صسسا كاذبسسة ..وقسسد ذكسسرت كتسسب الموضسسوعات على النصوص الصحيحة نصو ً
398
]انظسسر مث ً
ل :الموضسسوعات لبسسن جملة من الروايات التي يستند إليهسسا الروافسسض
الجسسوزي 1/338 :ومسسا بعسسدها ،[.قسسال ابسسن الجسسوزي" :فضسسائله – يعنسسي علي ًسسا –
الصحيحة كثيرة ،غير أن الرافضة لم تقنع ،فوضعت له ما يضسسع ول يرفسسع"
]الموضوعات لبن الجوزي..[.1/338 :
وتجدهم في كتبهم يحتجون بكثير من الروايات التي يعزونها لكتب أهسسل
ل ،ولسسذا قسسال شسسيخالسنة مسسن بسساب الخسسداع والكسسذب إذ ل وجسسود لهسسا أصس ً
السلم ابن تيمية" :ورأيت كثيًرا من ذلك المعزو الذي عزاه أولئك )يعنسسي
بهم شيوخ الروافض الذين اطلع علسسى كتبهسسم( إلسسى المسسسند والصسسحيحين
وغيرهما باطل ً ل حقيقة له" ]منهاج السنة.[.4/27 :
وقد جمع ابن المطهر الحلي جل ما يحتجون به في هذا الباب ،وكشسسف
شيخ السلم ما فيها مسسن حسسق وباطسسل فسسي "منهسساج السسسنة" ]ول سسسيما فسسي
المجلد الخيسر منسه ،وقسد قسام د .علسي السسالوس بجمسع كسل الحساديث المتصسلة بالمامسة
دا ومتن ًسسا ،وانتهسسى إلسسى أن
والموجودة في الكتب الستة والموطأ ومسند أحمد ودرسسسها سسسن ً
السنة النبوية ل تؤيد ما ذهب إليه الجعفرية في مسألة المامة؛ بل تنقضه بأحاديث صحيحة
ثابتة) .انظر :المامة عند الجعفرية في ضوء السنة(.[.
لكن للروافض وسائل خفية ماكرة في طريقتهم في الحتجاج من كتب
أهل السنة ،لعل أول من تسسولى كشسسفها وشسسرحها علمسسة الهنسسد شسساه عبسسد
العزيز الدهلوي في كتابه التحفة الثني عشرية ]انظسر :التحفسة الثنسي عشسرية،
الورقة 44وما بعدها ،ومختصر التحفة الثني عشرية ص 32وما بعدها ،[.وكسذلك فعسل
شيخ العلماء العلم فريد دهسسره ووحيسسد عصسسره – كمسسا يصسسفه اللوسسسي –
الشسسيخ محمسسد الشسسهير بخواجسسة نصسسر اللسسه الهنسسدي المكسسي فسسي كتسسابه
"الصسسواعق المحرقسسة" وقسسد اختصسسره اللوسسسي – رحمسسه اللسسه – وسسسماه
"السيوف المشرقة" ]انظر :السيوف المشرقة ،ومختصر الصواقع المحرقسسة ،الورقسسة
50وما بعدها.[.
والشيخ السويدي – رحمه الله – قد ساهم في ذلسسك فسسي كتسسابه "نقسسض
عقائد الشيعة" ]انظر :نقض عقائد الشيعة ،وهو مخطوط غير مرقم الصسسفحات وبالعسسد
ينظر الورقة 25وما بعدها ،[.وقد أوردت طائفة من هذه الوسائل في رسالتي
"فكرة التقريب" ]فكرة التقريب :ص 52وما بعدها [.مما ل حاجة لعادته.
هذا وكما ذكرنا ما يراه الشيعة أنه أقوى أدلتهم من القسسرآن فسسي إثبسسات
ضا مسسا يرونسسه أقسسوى أدلتهسسم مسسن السسسنةالمامة بحسب مفهومهم ،نذكر أي ً
ونبين ما فيه.
عمدة أدلتهم من السنة:
عمدة أدلتهم هسسو مسسا يسسسمونه "حسسديث الغسسدير" ،وقسسد بلسسغ مسسن اهتمسسام
الروافض بأمره أن ألف أحد شيوخهم المعاصسسرين كتاب ًسسا مسسن سسستة عشسسر
دا ،يثبت به صحة هذا الحسديث وشسهرته سسماه" :الغسدير فسي الكتساب مجل ً
والسنة والدب" .فهم يرون أن النبي صلى الله عليه وسلم عنسسدما وصسسل
إلى غدير خم ]خ ّ
م :واد بين مكة والمدينة عند الجحفة به غدير ،وهسسذا السسوادي موصسسوف
بكثرة الوخامسسة) .معجسسم البلسسدان [.(2/389 :بعد منصسرفه مسن حجسة السوداع بّيسن
للمسلمين أن وصيته وخليفته من بعده علي بن أبسسي طسسالب؛ حيسسث أمسسره
399
كل إ ِل َي ْق َ
ز َ ُ ل ب َل ّق ْ
سو ُ َ
مققا أن ق ِ غ َ ها الّر ُ الله عز وجل بذلك في قولهَ} :يا أي ّ َ
ه{ ]المائدة :آية.[.67 : سال َت َ ُر َ ت ِغ َ ما ب َل ّ ْ ل َ
ف َ ع ْ
ف َ وِإن ل ّ ْ
م تَ ْ من ّرب ّ َ
ك َ ِ
وقد أورد شيخهم المجلسي في هذا المعنى ) (105من أحسساديثهم ]بحسسار
النوار ،[.253-37/108 :وقال" :إنا ومخالفينا قد روينا عسسن النسسبي صسسلى اللسسه
عليه وسلم أنه قام يوم غدير خم وقد جمع المسلمون فقال :أيها النسساس،
ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقالوا :اللهم بلسسى ،قسسال صسسلى اللسسه
عليه وسلم :من كنت موله فعلي موله اللهسسم وال مسسن واله ،وعسساد مسسن
عاداه ،وانصر من نصره ،واخذل من خذله] "..بحار النوار.[.37/225 :
وقد أوردت كتب التفسير عندهم هذا الحديث للحتجاج بسسه علسسى إمامسسة
علي ]انظر – مثل ً – مجمسسع البيسسان ،153-2/152 :تفسسسير الصسسافي ،71-2/51 :البرهسسان:
ز َ
ل ُ ل ب َل ّق ْ
سققو ُ َ
مققا أنق ِ غ َ هققا الّر ُ [.491-1/488عنسسد قسسوله سسسبحانه} :ي َققا أي ّ َ
ك {..الية ]المسسائدة ،آيسسة .[.67 :وكسسذلك سسسائر كتبهسسم السستي تتحسسدث عسسن إ ِل َي ْ َ
مسألة المامة ]انظر :ابن المطهسسر /كشسسف المسسراد :ص ،395القزوينسسي /الشسسيعة فسسي
عقائدهم :ص ،71الصادقي /علي والحاكمون :ص ،76-55خليل ياسين /المسسام علسسي :ص
،292الزنجاني /عقسسائد الماميسسة الثنسسي عشسسرية ،1/90 :الصسسفهاني /عقيسسدة الشسسيعة فسسي
المامة :ص .[.55
وهم يذكرون هذا الخبر في طليعة الخبار التي يحتجسسون بهسا علسى أهسل
السسسنة .قسسال شسسيخهم عبسسد اللسسه شسسبر" :مسسا روى العامسة بأسسسرهم بطسسرق
متواترة وأسانيد متضافرة تنيسسف علسى مسائة طريسق واتفقسوا علسسى صسسحته
فسسا"
واعترفوا بوقوعه وهو حديث الغدير ،ثم ذكر ملخصه بنحو ما ذكرناه آن ً
]حق اليقين ،1/153 :وقسسال الصسسادقي" :إن قصسسة الغسسدير لمسسن أثبسست الثسسار السستي يتناقلهسسا
الرواة) "..علي والحاكمون :ص (72وهي "حجة على الحاضسسر والغسسائب لئل يكسسون للنسساس
حجة بعد هذه الحجة البالغة" )علي والحاكمون :ص .[.(73
والحديث احتج به ابن المطهر ،وأجاب عليه شيخ السسسلم جواب ًسسا شسسافًيا
]انظسسر :منهسساج السسسنة ،16-4/9 :س ،87-84المنتقسسى :ص ،425-422س ،[.468-466كمسسا
ناقش المسسام محمسسد بسسن عبسسد الوهسساب شسسيخهم المفيسسد فسسي إيسسراده لهسسذا
الحديث بالصورة التي تراها الشيعة ]انظر :رسالة في الرد علسسى الرافضسسة :ص -6
.[.7وتعرض لهذا الحديث معظم أهسسل السسنة السذين ردوا علسى الروافسسض
]انظر :أبو نعيم /المامة والرد على الرافضسسة :ص ،13المقدسسسي /رسسسالة فسسي السسرد علسسى
الرافضسسة :ص ،224-221الطفيلسسي /المنسساظرة بيسسن أهسسل السسسنة والرافضسسة :ص ،16-15
اللوسي /روح المعاني .[.199-6/192 :ونوجز جواب أهل السنة فيما يلي:
ح منه في نظر طائفسسة مسسن أهسسل ضاعون فيه ،ول يص ّ
أن الحديث زاد الو ّ
ي مسسوله" ]مح ّ
مسسد بسسن عبسسد العلم في الحديث إل قوله" :من كنت موله فعلس ّ
الوهاب /رسالة في الّرد على الّرافضة ص .13والحديث أخرجه ابن ماجه .1/43 :وأخرجه
الترمذي بسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" :من كنت موله فعلي مسسوله" .قسسال
الترمذي :هذا حديث حسن صحيح الترمسسذي ،كتسساب المنسساقب ،بسساب منسساقب علسسي بسسن أبسسي
طالب) 5/633 :ح ،(3713وابن ماجه بسنده عن البراء بن عازب قال" :أقبلنا مسع رسسول
الله في حجته التي حج ،فنزل في بعض الطرق فأمر الصلة جامعة" .فأخذ بيد علي فقال:
"ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟" قالوا :بلسسى .قسسال" :ألسسست أولسسى بكسسل مسسؤمن مسسن
نفسه؟" .قالوا :بلى .قال" :فهذا ولي من أنا موله ،اللهسسم وال مسسن واله ،اللهسسم عسساد مسسن
عاداه" .ابن ماجه ،1/43 :المقدمة )ح .(116لكن قال في الزوائد :إسناده ضعيف لضسسعف
400
علي بن زيد بن جدعان )أحد رجسسال سسسند ابسسن مسساجه() ،السسزوائد :ص .(69وأخرجسسه المسسام
أحمد ،1/84قال الشيخ أحمد شاكر :الحديث متنه صحيح ،ورد عن طرق كثيرة ،وطرقه أو
أكثرها في مجمع الزوائد )انظر :المسند2/56 :؛ تحقيسسق شساكر ،ومجمسسع السزوائد-9/103 :
،[.(109بينما يرى بعض أهل العلم أن الحسسديث ل يصسسح منسسه شسسيء البتسسة.
قال ابن حزم" :وأما من كنسست مسسوله فعلسسي مسسوله فل يصسسح مسسن طريسسق
الثقات أصل ً « ]ابن حزم /الفصسسل ،4/224 :وانظسسر :ابسسن تيميسسة /منهسساج السسسنة،4/86 :
والذهبي /المنتقى )مختصر منهاج السنة( ص .[.467ونقل عسسن البخسساري وإبراهيسسم
الحربي وطائفة من أهل العلم بالحديث أنهم طعنوا فيسسه وضسسعفوه ]منهسساج
السنة.[.4/86 :
قال شيخ السلم" :وأما قوله" :من كنت موله فعلي موله" فليس هو
حته ]منهسساج
ما رواه أهل العلم وتنازع الّناس في صس ّ صحاح ،لكن هو م ّ في ال ّ
م وال من واله وعاد من عاداه وانصسسر مسسن ما قوله" :الّله ّ
السنة .[.4/86 :وأ ّ
نصره واخذل من خذله" فهو كذب باتفاق أهل المعرفسسة بالحسسديث" ]منهسساج
السنة .[.4/16 :ثم بين شيخ السلم أن الكذب يعرف من مجرد النظسسر فسسي
متنها ،لن قوله" :اللهم انصر من نصره "..خلف الواقع التسساريخي الثسسابت
]فإنه قاتل معه أقوام يوم "صفين" فما انتصروا ،وأقوام لم يقاتلوا فما خذلوا » :كسسسعد «
الذي فتح العراق لم يقاتل معه ،وكذلك أصحاب معاوية وبني أمية الذين قاتلوه فتحوا كثيًرا
من بلد الكفار ونصرهم الله) .مجمسسوع فتسساوى شسسيخ السسسلم [.(4/418 :فل تصح عسسن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وأما قوله" :اللهم وال مسسن واله وعسساد
ن المسسؤمنين ن القرآن قسسد بي ّسسن أ ّ من عاداه" فهو مخالف لصل السلم ،فإ ّ
إخسسوة مسسع قتسسالهم وبغسسي بعضسسهم علسسى بعسسض ]مجمسسوع فتسساوى شسسيخ السسسلم:
.[.4/418
قال شيخ السلم ابن تيمية – بعد ذكسسره لخلف أهسسل العلسسم فسسي ثبسسوت
قوله" :من كنت موله فعلي موله" :-إن لم يكن النسسبي صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم قاله فل كلم ،فإن قاله فلم يرد به قطًعا الخلفة بعده؛ إذ ليس في
غا مبيًنا ..والموالة اللفظ ما يدل عليه ،وهذا المر العظيم يجب أن يبلغ بل ً
ضد المعاداة .وهذا حكم ثابت لكل مؤمن ]وإنما خص بذلك علسسي لسسسبب سسسيأتي
بيسسانه ،[.فعلسسي رضسسي اللسسه عنسسه مسسن المسسؤمنين السسذين يتولسسون المسسؤمنين
ويتولونه ،وفي هذا الحديث إثبات إيمان علي فسسي البسساطن ،والشسسهادة لسسه
بسسأنه يسسستحق المسسوالة باطن ًسسا وظسساهًرا ،ويسسرد مسسا يقسسوله فيسسه أعسسداؤه مسسن
الخوارج والنواصب ،ولكن ليس فيه أنه ليس من المسسؤمنين مسسولى غيسسره،
فكيف ورسول الله صلى الله عليه وسلم له موال وهم صالحو المسسؤمنين
]منهاج السنة.[.4/86 :
قال الفيروزآبسسادي صسساحب القسساموس" :وأمسسا مسسا يظنسسه مسسن يظسسن مسسن
سققول ُ ُ
ه {..انظسسر: وَر ُه َ م الل ّ ق ُ
ول ِي ّك ُ ُ
ما َالرافضة أن في الية ]وهي قوله سبحانه} :إ ِن ّ َ
استدلل الروافض بها ونقده ص) (678وما بعسسدها [.أو في الحسسديث دللسسة علسسى أن
علًيا – رضي الله عنه – هو الخليفة بعد النبي صلى الله عليه وسلم فمسسن
الجهسسل المقطسسوع بخطسسأ صسساحبه؛ فسسإن الوليسسة بالفتسسح هسسي ضسسد العسسداوة،
ي ،والولية بكسر الواو هي المسسارة ،والسسسم منهسسا والسم منها مولى وول ّ
401
والي ومتولي ..والموالة ضد المعاداة وهي مسسن الطرفيسسن كقسسوله تعسسالى:
ح
صققال ِ ُ و َ ل َ ريقق ُ جب ْ ِ
و ِ
ولهُ َ مقق ْ و َ هقق َه ُ ن الّلقق َ فققإ ِ ّ ه َ عل َْيقق ِهَرا َ ظققا َ وِإن ت َ َ } َ
كهيٌر{ ]التحريم ،آيسسة ،[.4:وقال} :ذَل ِق َ عدَ ذَل ِ َ َ ملئ ِك َ ُ وال ْ َ م ْال ْ ُ
ك َظ ِ ة بَ ْ ن َ مِني َ ؤ ِ
َ
م{ ]محمسسسد، ه ْ وَلى ل َ ُ م ْنل َ ري َ ِ ف ن ال ْ َ
كا ِ وأ ّ مُنوا َ نآ َ ذي َ وَلى ال ّ ِ م ْه َ ن الل ّ َ ب ِأ ّ
َ
ول ِي َققاءمأ ْ ه ْ ضق ُ ع ُ ت بَ ْ من َققا ُ
ؤ ِ وال ْ ُ
م ْ ن َ من ُققو َ ؤ ِ م ْوال ْ ُ
آيسسة .[.11:وقسسال تعسسالىَ } :
ض{ ]التوبة ،آية] "[.71 :القضسساب المشسستهر ،الورقسسة) .[.(13واليات فسسي هسسذا ع ٍ بَ ْ
المعنى كثيرة ]انظر :المعجم المفهرس ،مادة "ولي".[.
ويبدو أن الرافضة وجسسدوا أن الحسسديث ل يخسسدم أغراضسسهم ،فسسزادوا فيسسه
زيادات فاحشة.
وقد رأى المام محمد بن عبسسد الوهسساب فسسي جملسسة مسسن الزيسسادات السستي
زادها الروافض في هذا الحديث ما هو كفر بإجماع المسلمين ]انظر :رسالة
في الرد على الرافضة ص 6وما بعدها ،[.ومن يقرأ زياداتها في ذلك من خلل ما
جمعه المجلسي في بحاره يرى من الكفر والضسسلل مسسا يسسستغرق شسسرحه
الصفحات الطوال ،ويكفي في الحكم بكذبه مجرد النظر إلى متنه.
ومن المعلسسوم لغسسة وعقل ً وعرفًسسا ،فض سل ً عسسن الشسسرع أن السسستخلف ل
يكون بمثل هذه اللفاظ ،لذلك قال الحسن بن الحسن بن علسسي بسسن أبسسي
طالب – كما يروي البيهقي – حينما قيل له :ألسسم يقسسل رسسسول اللسسه صسسلى
الله عليه وسلم لعلي :من كنت موله فعلي مسوله؟ فقسال :أمسا واللسه إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان يعني المرة والسلطان والقيسسام
على الناس بعده لفصح لهم بذلك ،كما أفصح لهم بالصلة والزكاة وصيام
رمضان وحج البيت ،ولقال لهم :إن هذا ولي أمركم من بعدي فاسمعوا له
وأطيعوا فما كان من وراء هذا شيء ،فإن أنصح الناس للمسلمين رسول
الله صلى الله عليه وسلم ]البيهقي /العتقاد :ص ،183-182وانظسسر :تهسسذيب تاريسسخ
دمشق ،4/169 :أبو حامد المقدسي /رسالة في الرد على الرافضة :ص .[.223-222
ص بسذلك علي ّسسا – ل مسؤمن ،ولكسسن خس ّ م كس ّ والمعنى الذي في الحديث يعس ّ
ده شسسكاية ضس ّ رضي الله عنه – لّنه قد نقم منه بعسسض أصسسحابه ،وأكسسثروا ال ّ
ي صلى الله عليسسه وسسسلم إلسسى اليمسسن قبسسل خروجسسه مسسن حينما أرسله الّنب ّ
جة الوداع ]سسسيرة ابسسن هشسسام ،2/603 :البدايسسة والّنهايسسة،[.105-5/104 : المدينة لح ّ
ولذلك قال البيهقي" :ليس فيه إن صح إسناده نص على ولية علي بعسسده
فقد ذكرنا من طرقه في كتاب الفضائل ما دل على مقصسود النسبي صسلى
الله عليه وسلم من ذلك ،وهو أنه لما بعثه إلى اليمن كثرت الشسسكاة عنسسه
وأظهروا بغضه ،فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يسسذكر اختصاصسسه بسسه
ومحبته إياه ويحثهم بذلك على محبته وموالته وترك معسساداته فقسسال :مسسن
كنت وليه فعلي وليه ،وفي بعض الروايات :من كنت مسسوله فعلسسي مسسوله،
ضسساوالمراد به ولء السلم ومودته .وعلى المسلمين أن يوالي بعضسسهم بع ً
ضا" ]العتقسساد :ص ،181ونشسسير فسسي ختسسام القسسول عسسن حسسديث ول يعادي بعضهم بع ً
الغدير إلى الملحظات التالية:
ك{ ]المسسائدة، مققن ّرب ّق َ َ
ك يق َ ل إ َ
ل ز غ ما ُ
أن ْ ّ ل ب ُ
ل سو ر ال ها يل :أن قوله سبحانه} :يا أ َأو ً
ِ ِ ْ ِ َ َ ّ ُ َ ّ َ
جسسة بعسسد
دة طويلة ،ويوم الغسسدير إّنمسسا كسسان ثمسسان عشسسر ذي الح ّ جة بم ّآية [67:نزلت قبل ح ّ
402
ج ،فقولهم بأّنه حينما نزلت عليه هذه الية خطب خطبة الغدير هو من وضع رجوعه من الح ّ
من ل يعرف كيف يضع.
ن الذي واه مسلم بأّنه بغدير خم قال" :إّنما أنا بشر يوشك أن يسسأتي رسسسول رب ّسسي ثانًيا :أ ّ
فأجيب .وأنا تارك فيكم ثقليسن :أّولهمسا كتساب اللسه فيسه الهسدى والّنسور فخسذوا بكتساب اللسه
غب فيه ،ثم قال" :وأهل بيسستي أذكركسسم اللسسه فسسي ث على كتاب الله ور ّ واستمسكوا به" فح ّ
ي بسسن أبسسي طسسالب – صحابة ،باب من فضائل عل ّ أهل بيتي) "..صحيح مسلم كتاب فضائل ال ّ
رضي الله عنه – ) 2/1883ح .(2408
قال شيخ السلم ابن تيمّية :وهذا ما انفرد به مسلم ولم يروه البخسساري ،وليسسس فيسسه إل
جسسة السسوداع ،وهسسو لسسم يسسأمر
دمت الوصّية به فسسي ح ّ الوصّية باّتباع كتاب الله ،وهذا أمر قد تق ّ
كركم الله في أهل بيتي" ،وتذكر المة لهم يقتضسسي أن يسسذكروا باّتباع العترة ولكن قال" :أذ ّ
ما تقدم المر به قبل ذلك من إعطائهم حقوقهم ،والمتناع من ظلمهم ،وهذا أمر قد تقسسدم
بيانه قبل غدير خم ،فعلم أنه لم يكن في الغدير أمر بشرع نزل ل في حق علسي ول غيسره.
)منهاج السنة.(4/85 :
وقال الفيروزآبادي :إن قوله" :أذكركم الله فسسي أهسسل بيسستي" ليسسس ممسسا يختسسص بعلسسي –
رضي الله عنه – بل هو مشترك بين جميع أهسسل السسبيت :آل علسسي ،وآل جعفسسر ،وآل عقيسسل،
وآل عباس ،وأبعد الناس من قبسسول هسسذه الوصسسية هسسم الرافضسسة فسسإنهم يعسادون جمهسسور آل
البيت ،ويعاونون الكفار على أهل البيت) .القضاب المشتهر ،الورقة .[.(13
وبعد أن عرضنا لهم دليل عندهم من كتاب اللسسه ،وأقسسوى دليسسل عنسسدهم
من سنة رسول الله صلى الله عليه وسسسلم نسسدع اسسستعراض بسساقي أدلتهسسم
إلى كتب أهل السنة التي تتبعت شبه الروافسسض السستي يثيرونهسسا مسسن كتسسب
السنة وأتت عليها من القواعد.
ول شك أن التعرف على هذه الشبه والرد عليها أمر ميسسسور ،إذ يكفسسي
الرجسسوع إلسسى منهسساج السسسنة ومسسا مسساثله مسسن كتسسب أهسسل السسسنة ..ولكسسن
استعراضها كلها في بحثنا يستوعب المجلدات ولسسن يسسأتي بجديسسد ..ولسسذلك
اقتصرنا على أقوى دليل عندهم من الكتاب والسنة.
وسبب آخر في غاية الهمية وهو أن هؤلء الروافض ل يؤمنون أصل ً بما
جاء عن طريق أهل السنة ولو كان في غاية الصحة – كمسسا سسسلف – لكسسن
هم يثيرون هذه الشبهات ليحققوا بها أمرين – فيما أرى :-
الول :إقناع المتشككين والحائرين من أتباعهم ،وذلك بخداعهم أن هذه
العقائد متفق عليها بين السنة والشيعة ،ولكن أهل السنة يكابرون.
الثاني :إشغال أهل السنة بهذه المسائل والدفاع عنهسسا حسستى ل يتمكنسسوا
من الوصول إلى كتب الروافض المعتمدة في الحديث والرجال والتفسسسير
ودراستها بعين بصيرة ناقدة ..وكشف المر أمام التباع الجهلة.
مسسا فسسي مواجهسسة المسسردا عظي ً
ولذلك أقول :إن علماء السنة قدموا جه س ً
الول ،أما الثاني فإن عدم توفر كتب الروافض – فيما يظهر – حال بينهسسم
وبين نقدها ،وكشف ما فيها ،إل في العصسسور المتسسأخرة ،حيسسث بسسدأ علمسساء
الهند والباكستان السهام في ذلك .والموضوع ل يزال بحاجة إلى مواصلة
هذا الطريق وتضافر الجهسسود ،بدراسسات علميسسة موضسوعية تسسبين الحقيقسسة
وتكشف الزيف أمام أولئك المغرورين والمخدوعين.
ونعود الن إلى مسألة النص في كتب الشيعة بعد أن أشرنا إلسسى أقسسوى
أدلتهم من طريق السنة.
النص في كتب الشيعة:
403
أصل قول الرافضة هو دعوى النص ]انظر :ابن تيمية /منهاج السنة..[.3/356 :
وقد تنوعت احتجاجاتهم على مسألة النص؛ فهي تارة كتب إلهية تنزل من
السماء في النص على علي والئمة ،ولكن هسسذه الكتسسب غسسابت منسسذ سسسنة
ه مع الغائب المنتظر ]انظسسر :ص) (586مسسن هسسذه الرسسسالة ..[.وهي أخسسرى
260
نصوص صريحة فسسي القسسرآن فسسي النسسص علسسى الثنسسي عشسسر ،ولكسسن هسسذه
النصوص اختفت من القرآن بفعل الصحابة ]انظر :ص) (200وما بعدها من هذه
الرسالة ،[.وهي ثالثة نصوص صريحة من الرسول صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم
ولكن المة أجمعت على كتمانها ،وكان أول مسسن أظهسسر القسسول بهسسا – كمسسا
في رجال الكشي وغيره – ابن سبأ ]انظر :ص ) (654من هذه الرسالة.[.
وهي تارة رابعة تأويلت باطنية ليسسات القسسرآن بالئمسسة ،ولكسسن ل يعسسرف
هذه التأويلت إل الئمة ]انظر :ص 149-133من هذه الرسالة.[.
ويدعمون ذلك بدعاوى غريبة في الئمة من معجزات خارقة ،وعصمة
مطلقة وكتب موروثة ،وعلوم متلقاة عن الوحي السماوي ..وعلمات في
الئمة ينفردون بها دون سائر البشر ...إلخ.
وقد تفرد بنقسسل دعسسوى النسسص فسسي بسسدايتها ابسسن سسسبأ ،ثسسم عممسست هسسذه
الدعوى على آخرين من آل محمسسد اختلفسست فسسرق الشسسيعة فسسي أعسسدادهم
وأعيانهم اختلًفا كبيًرا ،وقد تولى كبرها هشام بن الحكم وشيطان الطسساق
ما
كما يقوله طائفة من أهل العلم ،ثم كان استقرار القول باثني عشر إما ً
ه( على يد ثلة ممن ادعوا واخترعوا فكرة المسسام الغسسائب، بعد سنة ) 260
والنيابة عنه والرتزاق باسمه كما سيأتي في مسألة الغيبة.
ورواياتهم في النص على الئمة قد استحوذت على حيز كبير من كتبهسسم
المعتمسسدة فسسي الكسسافي والبحسسار وكتسسب التفسسسير ،وعامسسة كتسسب شسسيوخهم
كالمفيد وابن بابويه ،والطوسي ،وابن المطهر وغيرهم.
وما دام قد قام ما يشبه التفاق بين كتب السنة والشيعة على أن الذي
تولى كبر فرية النص هو ابن سبأ ،ونقلت كتب الشسسيعة أن أحسساديث النسسص
كانت موضوع التداول السري بين العناصر المنتسبة للتشيع ]كما سلف ص )
،[.(658ولم تعلن ذلك أمام علماء السلم بما فيهم أئمة أهل البيت ،وهذا
الجو السري مجال واسع للوضع والفتراء.
وقد كانت بداية التدوين من عناصر ليست من السلم في شيء
لفترائها على كتاب الله كالصفار وإبراهيم القمي والكليني ،فما دام المر
كذلك فهل يثق المسلم بمثل هذه النصوص التي تكاثرت على مر
الزمان؟!
وبعض الشيعة الصوليين قد ل يثقون بكل ما جاء فسسي هسسذه المسسدونات،
حتى قال جعفر آل كاشف الغطا في كتابه "كشسف الغطسسا" والسسذي تعتمسسد
عليه الشيعة اليوم ،قسسال :المحمسسدون الثلثسسة كيسسف يوثسسق بتحصسسيل العلسسم
عليهم ]مر نقل النص ص ،368وهو يعني بالمحمدين الثلثة أصحاب الكتب الربعة.[.
والكتاب الوحيد الذي تطمئن الشيعة إلى كل كلمة فيسسه هسسو كتسساب نهسسج
البلغة مع أنه لم يجمع إل في القرن الرابع عن أمير المؤمنين في القسسرن
404
الول وليس له سند معروف ]انظسسر :ص ) .[.(389فإذا كسسان هسسذا هسسو عمسسدة
كتبه فما حال الكتب الخرى؟ ولذلك قال شيخ السلم ابن تيميسسة" :ليسسس
أحسسد مسسن الماميسسة ينقسسل هسسذا النسسص بإسسسناد متصسسل فضسل ً عسسن أن يكسسون
متواتًرا" ]منهاج السنة.[.4/210 :
ومع ذلك إذا أردنا أن نحتكم إلى نهج البلغة نجسسد فيسسه مسسا ينفسسي دعسسوى
النص ويهدم كل ما زعموه في هسسذا البسساب ،أو يثبسست التنسساقض ،والتنسساقض
دليل بطلن المذهب.
جاء في نهج البلغة أن أمير المؤمنين علًيا قال – لما أراده الناس علسسى
البيعة " :-دعوني والتمسوا غيري فإّننا مستقبلون أمًرا له وجوه وألسسوان ل
تقوم له القلوب ول تثبسست عليسسه العقسسول ،وإن تركتمسسوني فسسإّني كأحسسدكم،
ي أسمعكم وأطوعكم لمن ولّيتموه أمركم ،وأنا لكم وزيًرا خيسسر من ّسسي ولعل ّ
را" ]نهج البلغة :ص .136وقال المفيد فسسي الرشسساد :وممسا حفسسظ العلمسساء مسسنلكم أمي ً
كلم أمير المؤمنين أنه قسسال ..." :أتيتمسسوني فقلتسم :بايعنسا ،فقلسست :ل أفعسسل ،فقلتسسم :بلسى،
ي تسسداك
فقلت :ل ،وقبضت يدي فبسطتموها ،ونسسازعتكم فجسسذبتموه – كسسذا – وتسسداككتم علس ّ
ضسسا لسسدي
البل الهيم على حياضها يوم ورودها حتى ظننت أنكم قاتلي ،وإن بعضكم قاتل بع ً
فبسطت يدي فبايعتموني) ."...الرشسساد :ص 131-130ط :العلمسسي بيسسروت ،وص-143 :
144ط :الحيدريسسة بسسالنجف( .فهسسل يقسسول مثسسل هسسذا الكلم مسسن يتطلسسع للخلفسسة ،ويطسسوف
بفاطمة على بيوت الصحابة يطالب بالبيعة ...إلى آخسسر أسسساطير الشسسيعة فسسي هسسذا البسساب؟
وهل يبقى لدعوى النص على المامة وكفر من خالفه بعد هذا القول مكان؟! إذ هل يخطر
بالبال أن يدعو علي الناس إلى الكفر ،ذلك أن من لم يبايع المام المنصوص عليه هو كافر
ي هنا يرفض البيعة؟![. في قواميس الشيعة ..وعل ّ
صسسا عليسسه بالمامسسة مسسن جهسسةوهذا النص يدل علسسى أنسسه لسسم يكسسن منصو ً
الرسول وإل لما جاز أن يقول" :دعسوني ..إلسخ ،ولعّلسي ..إلسسخ ،وأنسا لكسسم..
إلخ" ]محمود شكري اللوسي /تعليقات على ردود الشيعة )مخطوط(.[.
فكيف يرفض المام المعصوم مبايعته بالمامة في قوله" :دعسسوني" مسسع
أن ذلك أهم ركن من أركان الدين؟ وكيف يأمرهم بمبايعة غيره في قوله:
"التمسوا غيري" مع أن كتب الشيعة تقسول :ثلثسة ل ينظسر اللسه إليهسم ول
ما ليس من عند الله"..؟! يكلمهم ولهم عذاب أليم" :من بايع إما ً
فهل يأمرهم بالكفر بعد اليمان ..أو أن دعاوى الشيعة في هذا الباب ل
ي ،وإنما هي دسيسة حاقد ،وصنيعة كافر موتسسور ..أراد صلة لها بالمام عل ّ
تفرقة المة وبث النزاع والخلف في صفوفها؟
إن ابن المطهر الحلي يقرر بأن من طلب القالة فليسسس بإمسسام؛ إذ "لسسو
ما لم يجز لسسه طلسسب القالسسة" ]ابسسن المطهسسر /منهسساج الكرامسسة :ص [.195
كان إما ً
فكيف بمن يرد بيعته ،ويأمر بمبايعسسة غيسسره ..أل تكسسون مسسن بسساب أولسسى أل
يكون عنده نص بإمامته من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
وهذا المعنى الذي جاء في النهج يتفق مع مسا أثبتتسسه القسسرائن والحسسداث
التاريخية من أن الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم ما كسسانوا يتطلعسسون
لمنصب الخلفة ،ول يستشرفونه ..لن ذلسسك فسسي نظرهسسم أمانسسة عظيمسسة،
وتكليف باهظ.
405
"وقد اتفق أهل السنة والشيعة على أن علًيا لم يسسدع إلسسى مبسسايعته فسسي
خلفة أبسسي بكسسر وعمسسر وعثمسسان ول بسسايعه علسسى ذلسسك أحسسد" ]منهسساج السسسنة:
[.1/225ولكن الشيعة تفسر ذلك بتفسير ل يليق بمقام أمير المسسؤمنين؛ إذ
"تعتقد أنه كان يريد ذلك ،وتعتقد أنه المام المستحق للمامسسة دون غيسسره
ولكن كان عاجًزا عنه" ]منهاج السنة [.1/225 :فكان يلوذ بالتقية ،وتخلى عسسن
أعظم أمر من أمور الدين كمسسا يراهسسا هسسؤلء ،وهسسذا مسسا حسسدا بطائفسسة مسسن
الشيعة وهي الكاملية إلى تكفيره – رضي الله عنه – لتخليه عن المطالبة
بهذا المر ،وهذا لن من وضع هذا العتقاد ل يقصد نصرة أميسسر المسسؤمنين
ومشايعته وإنما يرمي إلى تفرقة المة والكيسسد لهسسا ..ولهسسذا كسسانت النتيجسسة
لمقالته الحكم بالضلل على جميع المة بما فيهم أمير المؤمنين علي.
ي
ثم قرر أمير المؤمنين – كما يذكر صسساحب النهسسج – فسسي قسسوله" :ولعلس ّ
من ولّيتموه أمركم" بأنه رضي الله عنه سيكون أكثر أسمعكم وأطوعكم ل ِ َ
سمًعا وطاعة لمن وله المسلمون واختاروه خليفة ..وهسسذا ينقسسض دعسسوى
الّتقية في مبايعته لمسسن سسسبقه وطسساعته لهسسم رضسسي اللسسه عنسسه ،إذ إن مسسن
يتعامل معهم بالتقيسسة ل يكسسون كأحسسد المسسسلمين المبسسايعين فضسل ً عسسن أن
يكون أكثرهم سمًعا وطاعة.
وقوله" :لمن وليتموه" يقتضسسي أن أمسسر الوليسسة يعسسود إلسسى رأي جمهسسور
المسسسلمين واتفسساقهم ،ل إلسسى نسسص مزعسسوم ،كمسسا ل ينحصسسر فسسي شسسخص
معلوم.
ثم يدفع أمر مبايعته مرة أخرى وبطريق آخر في قوله" :وأنا لكم وزيًرا
ضا ينفي ما نسبه الروافض إليه – رضسسي اللسه خير مني لكم أميًرا" وهذا أي ً
عنه – من التفاخر بالفضسسائل والتظسساهر بسسالخوارق والمعجسسزات ..والطعسسن
في الخلفاء السابقين للحتجاج على أحقيته بالمامة .لذلك تنسف الوصية
من القواعد.
وهو يشير في نص آخر إلى أن قبوله للخلفة ل عن رغبة بهسسا ول تطلسسع
صسسا ولدع ن ّ إليها ،ولكنه استجابة لحمل المسسسلمين لسسه علسسى ذلسسك ،ولسسم يس ّ
وصّية فهو يقول" :والله ما كانت لي في الخلفة رغبة ول في الولية إربة
طلبة[ ،ولكّنكم دعوتمسسوني إليهسسا ،وحملتسسوني ]الربة – بكسر الهمزة :-الغرض وال ّ
عليها] "..نهج البلغة :ص .[.322
ويذكر أن ثبوت خلفتسسه تسسم بمبايعسسة المهسساجرين والنصسسار السسذين كسسانت
الشورى لهم ،وكان إجماعهم هو المعتبر في هذا المقام ،ولسسو كسسان هسسؤلء
مرتدين كما تصفهم كتب الشيعة لم يجسسز اعتبسسار بيعتهسسم وإجمسساعهم ،ولسسو
كان ثمة نص لم يحتج إلى بيعتهم وإجماعهم.
يقول أمير المؤمنين – كما في النهج " :-إنه بايعني القوم السسذين بسسايعوا
مسن أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه )فطرقة بيعته ل تختلف ع ّ
شسساهد أن يختسسار ول للغسائب أن َيسُرد ّ )وهسذا يسوحي بسأن سبقه( فلم يكن لل ّ
بيعته لم تكن ثابتة من قبل كما يزعم المامية ،وإنما بعد ثبوتها بالبيعة لسسم
شسسورى للمهسساجرين والنصسسار ،فسسإن يكن ثمسسة مجسسال للسسرد حينئذ( وإّنمسسا ال ّ
ما كان ذلك رضسسى )فإجمسساعهم هسسو الصسسل موه إما ًاجتمعوا على رجل وس ّ
406
دوه في الختيار ل النص( ،فإن خرج عسسن أمرهسسم خسسارج بطعسسن أو بدعسسة ر ّ
إلى ما خرج منه ،فإن أبى قاتلوه على اّتباعه غيسسر سسسبيل المسسؤمنين وو ّ
له
ما توّلى"] .نهج البلغة :ص ،367-366وقارن ما ذكره المفيد عنه في الرشاد ص 130
ط :العلمي بيروت ،وص 143ط :الحيدرّية الّنجف.[.
ضا – في عسسدم وجسسود نسسص ،فالشسسورى – فسسي أمسسر فهذا نص صريح – أي ً
المامة – هي للمهاجرين والنصار ،ومسسن أجمعسسوا عليسسه هسسو المسسام ،ومسسن
خرج عن ذلك وجب قتاله لتباعه غير سبيل المؤمنين ،ولو كان هناك نسسص
في المام لم يقل علي رضي الله عنه ذلك.
فهذه النصوص من كتاب نهج البلغة الذي ترى الشسسيعة أنسسه مسسن الكلم
الذي ل ريب فيه ،ول يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه فهو من كلم
المعصوم على وجه اليقين عندهم .ول يشك الشيعة في كلمة منسسه ،وهسسي
ي والئمة.تهدم كل ما بنوه من دعاوى حول النص على عل ّ
وهذا المعنى المروي عن علي في النهج يتفق مسسع مسسا جسساء عسسن طريسسق
أهل السنة عن أمير المؤمنين فيأخسذ صسفة الجمساع عنسد الفريقيسن ،فقسد
روى المام أحمد في مسنده عن وكيع عن العمسسش عسسن سسسالم بسسن أبسسي
الجعد عن عبد الله بن سبع قال :سمعت علّيا يقول) :وذكسسر أن ّسسه سسسيقتل(
قالوا :فاستخلف علينا ،قال :ل ،ولكن أترككم إلى ما ترككسسم إليسسه رسسسول
الله صلى الله عليه وسلم .قالوا :ما تقسسول لرب ّسسك إذا أتيتسسه؟ قسسال :أقسسول:
م تركتني فيهما ما بدا لك ثم قبضتني إليك وأنسست فيهسسم ،فسسإن شسسئت "الّله ّ
أصلحتهم ،وإن شئت أفسدتهم" ]مسند أحمسسد 2/242 :رقسم ) ،(1078وقسسال أحمسسد
شاكر :إسناده صحيح ،والحديث في مجمع الّزوائد .9/137 :وقال الهيثمي :رواه أحمد وأبو
صحيح ،ورواه البّزار بإسناد حسن.[.
يعلى ورجاله رجال ال ّ
وروى المام أحمد مثله عن أسود بن عامر بن العمش عن سسسلمة بسسن
كهيل عن عبد الله بن سبع ]المسند 2/340 :رقم) .(1339قال أحمد شاكر :إسناده
صحيح .[.وفي هذا الباب روايات أخرى ]انظر :الدارقطني /السنن الكبرى،8/149 :
وراجع :البداية والنهاية.[.325-7/324 ،251-5/250 :
وقد قال العباس لعلي – رضي الله عنهما .." :-فاذهب بنسسا إليسسه )يعنسي
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم( فنسأله فيمن هذا المر؟ فإن كان
فينا عرفناه وإن كان في غيرنا أمرناه فوصسساه بنسسا] "..صسسحيح البخسساري /كتسساب
الستئذان.[.7/136 :
وقد كان هذا كما جاء في بعض الروايات "يوم الثنين يوم الوفاة ،فسسدل
على أنه عليه السلم توفي عن غير وصية فسسي المسسارة" ]ابسسن كسسثير /البدايسسة
والنهاية.[.5/251 :
ن علّيسا – رضسي وقد جاء في صحيح البخاري أّنهم "ذكروا عنسد عائشسة أ ّ
ي إليه؟! وقد كنسست مسسسندته ُ
ص َ
الله عنه وعنها – كان وصّيا فقالت :متى أو ِ
طست ،فلقد انخنث في حجري فما إلى صدري ،أو قالت :حجري فدعا بال ّ
شعرت أّنه قد مات فمتى أوصى إليه" ]صحيح البخسساري /كتسساب الوصسسايا،3/186 :
مسسن ليسس لسه شسيء
وكتاب المغازي ،5/143ومسلم ،كتاب الوصسّية ،بساب تسرك الوصسّية ل ِ َ
407
ي صسسلى
ُيوصي فيه) 2/1257 :ح ،(1636والّنسائي ،كتاب الحباس ،باب هسسل أوصسسى الن ّسسب ّ
الله عليه وسلم ،6/240 :وأحمد.[6/32 :
وقد صح عن ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم لم يوص "أخرجه ابن
أبي شيبة من طريق أرقم بن شرحبيل عنه" ]مصنف ابسسن أبسسي شسسيبة11/207 :
)ح ،(10988وقد صححه الحافظ ابن حجر )فتح الباري.[.(5/361 :
السققتدلل بققالمور المعلومققة والمتفققق عليهققا فققي مسققألة
النص:
إن لدى أهل السنة أدلة ثابتة صحيحة عندهم في أن الرسول صلى الله
ي بالمامة. عليه وسلم لم ينص على عل ّ
وما تنسبه الشيعة من نصوص لهل السنة هي باطلة في أصلها أو فسسي
دللتها ،ول حجة فيها عليهم.
ولدى الشيعة أدلتهم في ثبوت النص سجلوها في كتبهسسم الخاصسسة بهسسم،
وأهل السنة ل يؤمنون بها ،ويرون أنها وضعت على الئمة من قبسسل بعسسض
الروافض.
وما في كتب الشيعة من أدلة تنقض ما ادعوه في هسسذا البسساب كمسسا فسسي
نهج البلغة وغيره يلجؤون في ردها إلى التأويل أو دعوى التقيسسة ،فليرجسسع
في الحكم في هذه المسسألة الستي هسي أصسل الصسول عنسد الشسيعة إلسى
المسسور المعلومسسة والمتسسواترة والمتفسسق عليهسسا "نقسسدر – كمسسا يقسسول شسسيخ
السلم ابن تيمية – أن الخبسسار المتنسسازع فيهسسا لسسم توجسسد أو لسسم يعلسسم أيهسسا
الصحيح ،ونترك الستدلل بها في الطرفين ،ونرجع إلى ما هو معلوم بغير
ذلك من التواتر وما يعلم من العقول والعادات ومسسا دلسست عليسسه النصسسوص
المتفق عليها" ]قال شيخ السسسلم ابسسن تيميسسة" :إن أهسسل العلسسم يعلمسسون بالضسسطرار أن
النبي صلى الله عليه وسلم لم يبلغ شيًئا مسسن إمامسسة علسسي ،ولهسسم علسسى هسسذا طسسرق كسسثيرة
يثبتون بها هذا العلم" )منهاج السنة (4/14 :ويكفي نقل ما ذكره شيخ السلم في مواضسسع
متفرقة من المنهاج فهي كنز عظيم: [.
ل :لندع جانب الّروايات المخت ََلف فيها ونحتكم إلى كتاب الله سسسبحانه أو ً
عن طريق فهمسسه مسسن خلل الّلغسسة العربي ّسسة .فسسالله سسسبحانه أنسسزل القسسرآن
سسّنة وال ّ
شسسيعة علسسى حسسدود العربي ّسسة، بلسان عربي مبين ،وقد اّتفق أهل ال ّ
ّ
ن اللغة العربّيسسةواّتفقوا على ما وضع لمفرداتها من المعاني ،ومعنى هذا أ ّ
يمكن أن تكون المرجع في الحكومة في هذا المر.
مة الثنسسي عشسسر بأسسسمائهم ،كمسسا ذكسسر فهل نجد في كتاب الله ِذكًرا للئ ّ
ن المسسام عنسسدهم رسول الهدى صلى الله عليه وسسسلم باسسسمه ووصسسفه؛ ل ّ
كالّنبي ،ومنكر المام كمنكر النبي أو أعظم.
حا فسسي كتسساب اللسسه كمسسا ذكسسرت وهل نجد لمامة الثني عشر ذكًرا صسسري ً
أركان السلم صريحة واضحة في مواضع متفرقة من كتاب الله من غيسسر
حاجة لمعرفسسة أصسسلها إلسسى تأويسسل بسساطني أو روايسسات موضسسوعة ،والمامسسة
عندهم أعظم أركان السلم؟!
408
ن مزاعسسم المامي ّسسة فكيف ل تذكر ول يشار إليها؟ أليس هذا دليل ً علسسى أ ّ
في هذا الباب ل أصل لها؟ وحينئذ لبد من رفض هذه المزاعم لمناقضسستها
لكتاب الله.
وقد أشار شيخ السلم ابن تيمية في مناقشته لبن المطهر الحلي إلسسى
سا أمكن أن تترك الرواية" ]منهسساج هذا المنهج فقال" :فإن تركوا الرواية رأ ً
السنة ،[.1/32 :ثم طبق هذا المنهج في الحتجاج لبطسسال دعسسوى الروافسسض
مققا في المامة فقال" :وهب أنا ل نحتج بالحديث فقد قال الله تعالى} :إ ِن ّ َ
م هقق ْ ت َ َ وإ ِ َ قُلوب ُ ُ ت ُ جل َ ْ ذا ذُك َِر الل ّ ُ ن إِ َ ن ال ّ ِ م ْ ال ْ ُ
علي ْ ِ ذا ت ُل َِيقق ْ م َ ه ْ و ِ ه َ ذي َ مُنو َ ؤ ِ
ن
مققو َ قي ُ ن يُ ِ ذي َ ن ،ال ّ ق ِ وك ّل ُققو َ م ي َت َ َ هق ْ علققى َرب ّ ُِ
و َ َ مان ًققا َ م ِإي َ هق ْ ه َزادَت ْ ُ آي َققات ُ ُ
م ه ْقا ل ّ ُ ح ّ ن َ مُنو َ ؤ ِ م ْ م ال ْ ُ ه ُك ُ وَلقئ ِ َ ن ،أ ْ قو َ ف ُ
م ُين ِ ه ْ قَنا ُ ما َرَز ْ م ّ و ِ صل َةَ َ ال ّ
م{ ]النفسسال ،آيسسة .[.4-2 :فشسسهد ري ٌ رْزقٌ ك َ ِ و ِ فَرةٌ َ غ ِ م ْ و َم َ ه ْ عندَ َرب ّ ِ ت ِ جا ٌ دََر َ
لهؤلء باليمان من غير ذكر للمامة.
مم َلقق ْ ه ثُ ّ سول ِ ِ وَر ُ ه َ مُنوا ِبالل ّ ِ نآ َ ذي َ ن ال ّ ِ مُنو َ ؤ ِم ْ ما ال ْ ُ وقال تعالى} :إ ِن ّ َ
ول َئ ِ َ ُ َ َ
م هقق ُ ك ُ هأ ْ ل الل ّ ِ سِبي ِ في َ م ِ ه ْ س ِ ف ِ وأن ُ م َ ه ْوال ِ ِ م َدوا ب ِأ ْ ه ُ جا َ و َ ي َْرَتاُبوا َ
ن{ ]الحجرات ،آية [.15 :فجعلهم صادقين في اليمان من غير ذكر قو َ صاِد ُ ال ّ
المامة.
وساق شيخ السلم شواهد أخسرى مسن هسذا القبيسل ]انظسسر :منهسساج السسسنة:
،[.1/33وهي وغيرها تبين أن إمامة الثني عشر التي تجعلها الثنا عشسسرية
أصل الدين وأساسه ،ليس لها أصل في كتاب الله سبحانه.
ثانًيا :أن هذا مما تتوفر الهمم والدواعي على نقلسه ،فلسو كسان لسه أصسل
لنقل كما نقل أمثاله من حديثه ،لسيما مع كثرة ما ينقل في فضائل علي
من الكذب الذي ل أصل له فكيف ل ينقل الحسسق السسذي قسسد بلسسغ للنسساس؟!
ولن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أمته بتبليغ ما سمعوا منه ،فل يجسسوز
عليهم كتمان ما أمرهم الله بتبليغه ]منهاج السنة.[.4/14 :
ص عليه لكتموا فضسسائل علسسي ومنسساقبه ولسسم صحابة مسألة الن ّ ّ ولو كتم ال ّ
م أن ّسسه لسسو كسسان شسسيء مسسن ذلسسك ينقلوا منها شيًئا ،وهذا خلف الواقع ،فَعُل ِس َ
ص على الخلفسسة واقعسسة عظيمسسة ،والوقسسائع العظيمسسة يجسسب ن "الن ّ ّ لنقل؛ ل ّ
دا ،فلسسو حصسسلت هسسذه الشسسهرة لعرفهسسا المخسسالف والموافسسق، اشتهارها ج س ً
وحيث لم يصل خبر هذا النص إلى أحد من الفقهاء والمحسسدثين علمنسسا أنسسه
كذب" ]الرازي /أصول الدين :ص ،[.137وإنما تفسسرد بنقلسسه الشسسيعة "وهسسم فيسسه
مدعون وفيما نقلوه متهمون ل سيما مسسع مسسا ظهسسر مسسن كسسذبهم وفسسسقهم
وبدعتهم وسلوكهم طرق الضللة والبهث بادعاء المحال ومخالفة العقول،
وسب أصحاب الرسول" ]المدي /غاية المرام :ص .[.377
والصحابة رضوان الله عليهم نقلوا إلينا ما صسسدر عنسسه صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم من قسسوله وفعلسسه ،وأمسسره ونهيسسه ،وأكلسسه وشسسربه ،وقعسسوده ،ونسسومه،
وسائر أحواله عليه الصلة والسلم ،فكيسسف يتصسسور أن ينسسص النسسبي صسسلى
الله عليه وسلم على علي بالخلفة ول ينقل ذلك بحال؟!
قال ابن حزم" :وبرهسسان ضسسروري وهسسو أن رسسسول اللسسه مسسات وجمهسسور
الصحابة رضوان الله عليهم ،حاشا من كان منهم في النواحي يعلم الناس
409
الدين ،فما منهم أحد أشار إلى علي بكلمة يذكر فيها أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم نص عليه.
ومن المحال الممتنع الذي ل يمكن البتة اّتفاق أكسسثر مسسن عشسسرين ألسسف
ي عهسسد عهسسده رسسسول إنسان متنابذي الهمم والن ّّيات والنساب ..علسسى ط س ّ
ص
ط رواية عن أحد في الّنسس ّ الله صلى الله عليه وسلم إليهم ،وما وجدنا ق ّ
دعى إل رواية واهية عن مجهسسولين إلسسى مجهسسول يكن ّسسى أبسسا الحمسسراء ل الم ّ
يعرف من هو في الخلق ]الفصل.[4/161 :
ثالًثا :أن المامة من المفرضات التي تتعلسسق بهسسا مصسسالح النسساس كلهسسم،
فإذا قيل فيهسسا :إن النسسبي صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم نسسص علسسى أحسسد بعينسسه،
والصحابة غيروا وبسدلوا ،أمكسن حينئذ لكسل ملحسسد أن يقسول :إن الصسلوات
سسسا بسسأهوائهم،
الخمس كانت عشسًرا وإنمسسا الصسسحابة كتموهسسا وجعلوهسسا خم ً
وهكذا إذا ادعى مدع تغيير ما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم أمكن
ذلك في جميع الفرائض ويتعدى ذلك إلى أن يحصل الثقة بشيء من أمور
الدين أصل ً ]دفع شبه الخوارج والرافضة :الورقة).[.(15
رابًعا :أن قول الروافض بالنص على علي كقول من يزعسسم النسسص علسسى
العباس ،فإن قالوا :ليس النص على العباس بصحيح ،قيل :ول النص على
ي ،لن ي صحيح ،وبإبطالهم النص على العباس يبطسسل النسسص علسسى عل س ّ عل ّ
الكل لسسم يسسرد بسسه نسسص صسسحيح صسسريح ،وهنسساك فسسرق شسسيعية كسسثيرة تنسسازع
الروافض في النص على الكسسثير ممسسن تسسدعي إمسسامته ،حسستى ينازعهسسا فسسي
إمامها الثاني عشر عشرون فرقة ،والكل يزعم بطلن نص الخر.
والنص في اللغة مأخوذ من المنصة وهي الظاهر على الفرس لظهوره،
فأين ظهور النص ،ولسسو كسسان لسسذلك أصسسل لظهسسر واشسستهر ونقسسل وتسسداولته
اللسنة وشاع بين الخاص والعام ،فسسإن قسسالوا :فقسسد نسسص ولكنهسسم كتمسسوه،
ضا فإذا أمكسسن أن قيل لهم :فقد نص على عمه العباس ولكنهم كتموه ،وأي ً
يكتم مثل هذا ول يظهر يسوغ لقائل أن يقول :إن النبي صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم كان له ابن ونص عليه وأن الصحابة حسدوه وقتلوه ،وما أشبه هذه
الدواعي الفاسدة التي ل يصير إليها عاقل ]دفع شبه الخوارج والرافضة :الورقسسة
14ب.[.
سا :أنا رأينا أبا بكر حيث نص على عمسسر مسسا اختلسسف فيسسه اثنسسان ،ول خام ً
وقع في ذلك خفاء ،وكذلك حيث نص عمر على سسستة أنفسسس مسسن قريسسش
ظهر ذلك عنهم ظهوًرا ل يسع جحسسده ،ل يمكسسن رده ،ورسسسول اللسسه صسسلى
الله عليه وسلم أفضل ،ومبادرة الخلق إلى امتثسسال أمسسره أكسسثر ،وتشسسوف
النفوس إلى نقل ما صدر عنه أعظم ،فمن المحال البين أن ينص أبو بكسسر
على واحد ول يقع خلف فيمن استخلفه ،ول أمكن أحد أن يكتمه ،وكسسذلك
عمر ،بل معاوية حيث نسسص علسسى يزيسسد ،اشسستهر ذلسسك ونقسسل عنسسه اشسستهاًرا
ظاهًرا متواتًرا ل نزاع فيه ول مراء ،فكيف نقسسل نسسص معاويسسة ،وكتسسم نسسص
رسول الله صلى الله عليه وسلم ،وما نقله أحد ]دفع شبه الخسسوارج والرافضسسة:
الورقة ) 15-14مخطوط( ،[.باعتراف الشيعة الذين يقرون بأن مسألة الوليسسة
وأحاديثها سر من أسرارهم؟!
410
سا :كيف يقبل المهاجرون والنصار والمسلمون جميًعا أمر أبي بكر ساد ً
في عمر حين استخلفه ،ولم يختلف اثنسسان علسسى إمامسسة عمسسر ،ول يقبلسسون
أمر رسول الله صلى الله عليه وسسسلم فسسي علسسي ،فهسسل صسسار المسسسلمون
أطوع لبي بكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
"كيف يحتمل عقل عاقل ،أو يشتبه على بر أو فاجر – إل مسسن أراد اللسسه
فتنته – أن المهاجرين والنصسسار وجميسسع التسسابعين لهسسم بإحسسسان علمسسوا أن
رسول الله صلى الله عليسه وسسلم قسد نسص علسى علسي بسن أبسسي طسسالب،
وأمرهم أن يوالوه فعصوه وتركوا أمر الرسسسول صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم،
وأمرهم أبو بكر أن يولوا عمسسر بسسن الخطسساب فسساتبعوه وأطسساعوه ،وأمرهسسم
عمر بن الخطاب أن يولوا الستة فلم يخالفوه ولم يعصوه" ]أبسسو بكسسر محمسسد
بن حاتم بن زنجويه /إمامة أبي بكر الصديق )مخطوط غير مرقم الصفحات(.[.
وكيسسف يتصسسور أن يقسسوم المسسسلمون بالصسسلة والزكسساة والصسسوم والحسسج
والجهاد وغيرها من فرائض السلم ويتركون فريضة واحدة تحبط عملهسسم
كله وهي بيعة علي ،وأي مصلحة لهم في مبايعسسة أبسسي بكسسر وتسسرك مبايعسسة
علي؟ ]أبو بكر محمد بن حاتم بن زنجويه /إمامة أبي بكر الصديق )مخطسسوط غيسسر مرقسسم
الصفحات(.[.
ي رضي الله عنسسه أن حا لم يجز لعل ّ
ي صحي ًص على عل ّ سابًعا :لو كان الن ّ ّ
ي
ص عليهم عمر ،وكان يقسسول :أنسسا المنصسسوص عل س ّ سّتة الذي ن ّ يدخل مع ال ّ
ص عليه عمر ]دفع شسسبه الخسسوارج والّروافسسض:
دخول فيمن ن ّ فل حاجة لي إلى ال ّ
فسسان –
صة البيعة والّتفاق على عثمسسان بسسن ع ّ
الورقة ،15وقد أخرج البخاري في صحيحه ق ّ
صة البيعة والّتفاق على عثمسسان:
رضي الله عنه ) -انظر :البخاري /فضائل الصحاب ،باب ق ّ
4/204وما بعدها( ،[.ولم يجز له أن يبايع أبا بكر وعمر وعثمان ،ول يجسسوز أن
ص عليسسه خسسوف ي – رضي اللسسه عنسسه – أن ّسسه أمسسسك عسسن ذكسسر الن ّس ّ
ن بعل ّ
يظ ّ
الموت ،وهو السد شجاعة ،وقد عرض نفسه للموت بين يدي رسول الله
فين ،فما الذي جبنه بيسسن صلى الله عليه وسلم مّرات ،ثم يوم الجمل ،وص ّ
هاتين الحالتين؟ ]الفصل [.4/162 :وألجأه إلى الّتقية.
ضا إليه أمر المة بعد رسول الله صا عليه بالمامة ،ومفو ً وإذا كان منصو ً
صلى الله عليسه وسسلم ،فقسد قلسد أمسًرا يجسب عليسه القيسام بسه ،ومدافعسة
المبطل عنه بكل وجه ،وإن أهمل ذلك وتركه من غير سسسبب ،فقسسد خسسالف
وحاشاه من ذلك ،ولسسو كسسان مغلوب ًسسا عليسسه فل بسسد أن يجسسري سسسبب يسسوجب
عذره من أخذ حقه سيما مع التفويض إليه.
ورأينا عثمان بن عفان وهو أضعف عندكم من علي لم يسلمها إلى غيسسر
أهلها ،ورضي بحكم الله وقضائه ،ولم يضيع ما جعل إليسسه ،ورأينسسا أبسسا بكسسر
حيث ارتدت قبائل العرب ،ومنعوا الزكاة لم يهمل أمسسر المسسة ولسسو أهملسسه
لنهدم السلم ،فقاتلهم ونصره الله عليهم ..وما كان في صسسحابة رسسسول
الله صلى اللسسه عليسسه وسسسلم مسن يسسسكت عسسن حسسق رآه ]دفسسع شسسبه الخسسوارج
والرافضة :الورقة 16أ .[.فكيف ينسب هسسؤلء الروافسسض إلسسى أميسسر المسسؤمنين
علي الرضى بالباطل ،والجبن والخسسوف عسسن المطالبسسة بحقسسه ،حسستى ارتسسد
411
الناس كلهم بسبب تأخره عن إعلن حقه والدعوة إليه ،ولم يبق منهسسم إل
النزر اليسير – كما يقولون – وهو أسد الله وأسد رسوله؟!
بل لم ينقل أنه دعا إلى نفسه ،وجادل من أجل بيعته ،فضل ً عن القتال،
ولو وقع ذلك لشتهر ،وقد وقعت مناسبات مهمة ،وأحداث خطيرة تسسوجب
إظهار النص كحادثة السقيفة ،وحادثة الشورى ،فلم يفعل شسسيًئا مسسن ذلسسك
]قال شيخهم البياضي :إنما عدل عن ذلك النص لوجهين:
أ س لو ذكره فأنكروه حكم بكفرهم حيث أنكروا متواتًرا.
ب س أنهم قصسسدوا فسسي الشسسورى الفضسسل فاحتسسج عليهسسم بمسسا يسسوجب تقسسديمه )الصسسراط
المستقيم .(1/299 :فتأمل جوابه تجد أنه متناقض ،حيسسث زعسسم أن علي ًسسا تخلسسى عسسن إعلن
النص خشية إنكاره ،فيرتد منكره ،مع أنهم يكفرون الصحابة لنكارهم النسسص بزعمهسسم ،ثسسم
هي حجة باردة ساقطة لنها تعني أن أصل السدين وجسوهره ل يسدعى إليسه لئل ينكسر فيكفسر
منكره.
أما اعتذاره من عدم ذكره للنص في حادثة الشورى ،فيكفي إقراره بأنه لم يظه رالنص
إذ زعمه بأنه ل موجب لذكر النص ل يتفق مع العقسسل والمنطسسق ،لسسسيما وأن المسسر يتعلسسق
بمنصب المامة .وهي أصل الصول عندهم ،[.بل إنه دعا أصسسحابه إلسسى بيعتسسه كمسسا
صا ]قال البياضي" :قالوا :طلب علي بيعة أصحابه دليل علسسى دع ن ً
تقر الرافضة ولم ي ّ
عدم نصه .قلنا :الخلفة حقه فله التوصل إليها بما يمكنه" )الصراط المستقيم.(1/299 :
صا لصحابه ،ولسسو كسسان وهذا إقرار منهم بأن علًيا حين واتته الخلفة بعد عثمان لم يذكر ن ً
ثمة نص لظهره ولم يحتج المر إلى بيعة وانتخاب.
وقوله" :هي حقه فله التوصل إليه بما يمكنه" حجة منقوضة عندهم ،لن القضسسية تتعلسسق
قا شخص سًيا ،لكسسن
عندهم بإيمان الناس ،أو كفرهم ،وهي منصبة كالنبوة أو أعظم وليست ح ً
الروافض يتحدثون في كل مسألة بما يوجب – في نظرهم – ردها ،وينسون ما قرروه مسسن
قبل.[.
وقد ذكر شيخ السلم بأن من الطسسرق السستي نعلسسم منهسسا بالضسسطرار أن
النبي صلى الله عليه وسلم لم يبلغ شيًئا من إمامة علسسي أن النسسبي صسسلى
الله عليه وسلم لما مات وطلب بعض النصار أن يكون منهم أميسسر ،ومسسن
المهاجرين أمير ]وهذا يقر به الشيعة .انظر :الصسسراط المسسستقيم [.1/299 :فسسأنكروا
ذلك عليه وقالوا :المارة ل تكون إل في قريش ]أخرجه المسسام أحمسسد،3/129 :
،4/421وأبو داود الطيالسي ص ) 125ح ،(2133 ،926ورواه المام مسلم بلفظ "الناس
تبع لقريش" وفي لفظ آخر "ل يزال هذا المر في قريش ما بقي من الناس اثنان" )صحيح
مسلم ،كتاب المارة) 1452-2/1451 :ح .[.(1820 ،1818
وروى الصحابة في متفرقة الحاديث عن النبي صلى اللسسه عليسسه وسسسلم
أن المامة في قريش ،ولم يرو واحد منهم ل في ذلك المجلسسس ول غيسسره
ما يدل على إمامة علي ،وبايع المسلمون أبسسا بكسسر ،وكسسان أكسسثر بنسسي عبسسد
مناف من بني أمية وبني هاشم وغيرهم لهم ميل قوي إلى علي بسسن أبسسي
طالب يختارون وليته ،ولم يذكر أحد منهم هذا النص ،وهكسسذا جسسرى المسسر
ضا لما صارت له وليسسة لسسم يسسذكر هسسو في عهد عمر وعثمان ،وفي عهده أي ً
ول أحد من أهل بيته ول من الصحابة المعروفين هذا النص.
ولو كان للنص وجود ما حصل الختلف في عهده ،إذ لم تتفق المة فيه
ل عليه ول على غيره.
وقد جرى تحكيم الحكمين ومعه أكثر الناس فلسسم يكسسن فسسي المسسسلمين
من أصحابه فضل ً عن غيرهم من احتج في مثل هسسذا المقسسام السسذي تتسسوفر
412
فيه الهمم والدواعي على إظهسساره ،وقسسد احتجسسوا بقسسوله صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم" :تقتل عماًرا الفئة الباغية" ]أخرجه البخاري ،في كتاب الجهاد والسير ،بسساب
مسح الغبسار عسن النساس ،3/207 :ومسسلم كتساب الفتسن ) 3/2235ح ،(2915والترمسذي:
كتاب المناقب ،باب منسساقب عمسسار بسسن ياسسسر) 5/669 :ح ،(3800وأحمسسد،2/161 :س ،164
،206وج 3ص ،5س ،22س ،28س ،90وج 4ص ،97وج 5ص ،214س ،306ج 6ص ،289س ،300
،311سس ،[.315وهذا الحديث خبر واحد أو اثنين أو ثلثة ونحوهم ،وليس هسسذا
متواتًرا ،والنص عند القائلين به متسواتر ،فيسا للسه العجسب كيسف سساغ عنسد
الناس احتجاج شيعة علي بذلك الحديث ،ولم يحتج أحد منهم بالنص ]منهاج
السنة[.15-4/14 :؟!
أما دعوى النص على إمامة الثني عشر ،وأن الرسول صلى اللسسه عليسسه
وسلم نص على ذلك فهي أعظم استحالة ،وأوضسسح بطلن ًسسا ،وأظهسسر كسسذًبا،
فلم ينقله إل الثنا عشرية ،وسائر فرق الشيعة تكذبها وهم فرقة من نحسسو
سبعين فرقة من طوائف الشيعة.
والنصوص التي ينقلها الثنا عشرية تعارضها نصوص القائلين بإمامة غير
الثني عشر من فرق الشيعة البالغة الكثرة ،فسسإن كسسل طائفسسة تسدعي مسن
النص غير ما تدعيه الثنا عشرية.
وهذه الدعوى لم تظهر إل بعد موت النبي صلى الله عليه وسسسلم بسسأكثر
من مائتين وخمسين سنة ،فهو من اختلق متأخري الشسسيعة ،ومسسن قبلهسسم
يخالفهم في ذلك.
وأهل السنة وعلماؤهم وهم أضسسعاف أضسسعاف الشسسيعة يعلمسسون أن هسسذا
ما يقيًنا ل يخالطه الريسسب، كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم عل ً
ويباهلون الشيعة على ذلك.
والمنقول بالنقل المتواتر عسسن أهسسل السسبيت يكسسذب مثسسل هسسذا وأنهسسم لسسم
يكونوا يدعون أنه منصوص عليهم بل يكذبون من يقسسول ذلسسك ،فض سل ً عسسن
أن يثبتوا النص على اثني عشر ]انظر :منهاج السنة.[.210-4/209 :
مسا كسسان َ
ولو كان المسسر فسسي المامسسة علسسى مسسا يقسول هسسؤلء الروافسسض ل َ
الحسن رضي الله عنه في سعة من أن يسسّلمها إلسسى معاويسسة رضسسي اللسسه
دين ،فيكسسون شسسريكه ضلل وعلى إبطال الحقّ وهدم ال ّ عنه ،فيعينه على ال ّ
ل مظلمة ،ويبطل عهد رسول الله صلى اللسسه عليسسه وسسسلم ويسسوافقه في ك ّ
ط بيعة معاوية إلسسى على ذلك أخوه الحسين رضي الله عنهما ،فما نقض ق ّ
ل الحسن والحسين رضي اللسسه عنهمسسا إبطسسال عهسسد أن مات ،فكيف استح ّ
ن
رسول الله صلى الله عليه وسسسلم إليهمسا طسسائعين غيسسر مكرهيسسن؟ مسسع أ ّ
الحسن معه أزيد من مائة ألف عنان يموتون دونه.
فتالله لول أن الحسن رضي الله عنه علم أنه فسسي سسسعة مسسن إسسسلمهم
إلى معاوية ،وفي سعة من أن ل يسلمها لما جمع بين المريسسن ،فأمسسسكها
ستة أشهر لنفسه وهي سحقه ،وسلمها بعد ذلك لغير ضسسرورة ،وذلسسك لسسه
مباح؛ بل هو الفضل بل شك ،لن جده رسول الله صلى الله عليه وسسسلم
قد خطب بذلك على المنبر وقال" :إن ابني هذا سيد ،ولعل الله أن
يصلح به بين طققائفتين عظيمققتين مققن المسققلمين" روينسساه مسسن
413
طريق البخاري ]ابن حزم :الفصسسل ،173-4/172 :والحسسديث رواه البخسساري فسسي كتسساب
الصلح ،باب قول النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بن علي رضي الله عنهما" :ابني هذا
سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين" ،3/169 :وأبو داود ،كتاب السنة ،باب مسسا
يدل على ترك الفتنة) 5/48 :ح ،(4662الترمسسذي ،كتسساب المنسساقب ،بسساب منسساقب الحسسسن
والحسين عليهما السلم) 5/658 :ح ،(3773والنسائي ،كتاب الجمعة ،باب مخاطبة المام
رعيته وهو على المنبر ،3/107 :وأحمد.[.51 ،49 ،44 ،38-5/37 :
هذا والبراهين المعلومة الضرورية في هذا الباب كثيرة ،ويكفسسي بعضسسها
لمعرفة الحق لمن تجرد عن الهوى والتعصب.
حكم من أنكر إمامة أحد الثنى عشر:
المامسة صسنو النبسوة أو أعظسم ،وهسي أصسل السدين وقاعسدته الساسسية
عندهم..
لهذا جاء حكم الشيعة الثني عشرية علسسى مسسن أنكسسر إمامسسة واحسسد مسسن
أئمتهم الثني عشر مكمل ً لهذا الغلو ،حيث حكمسسوا عليسسه بسسالكفر والخلسسود
في النار.
مسسة مسسن قال ابن بابويه" :واعتقادنا فمن جحد إمامة أمير المؤمنين والئ ّ
وة النبياء". بعده أّنه بمنزلة من جحد نب ّ
دا من بعده من الئمة أنسسه واعتقادنا فيمن أقر بأمير المؤمنين وأنكر واح ً
بمنزلة من آمن بجميع النبياء ثم أنكر نبوة محمد صلى اللسسه عليسسه وسسسلم
]العتقادات :ص ،111بحار النوار.[.27/62 :
فهذا النص يقتضي أن الثني عشرية تكفسسر كسسل فسسرق المسسسلمين حسستى
فرق الشيعة التي وجدت على مدار التاريخ ،مسسع أنهسسا تتلقسسى عنهسسم دينهسسا،
لن رواتهم من رجالها.
وة كفسسر، ن دفسسع الّنب س ّ طوسي" :ودفع المامة كفر ،كمسسا أ ّ وقال شيخهم ال ّ
شافي ،4/131 :بحسسار النسسوار: طوسي /تلخيص ال ّ ن الجهل بهما على حد ّ واحد" ]ال ّ ل ّ
.[.8/368
وهذا فيما يبدو لم يقنع ابن المطّهر الحّلي فرأى أن إنكار إمامسسة الثنسسي
وة لطسسف م ،والّنب س ّعشر أعظم من إنكار النبوة ،فقال" :المامة لطسسف عسسا ّ
ي بخلف المام ،وإنكار الّلطف العا ّ
م يح ّ ص لمكان خلو الّزمان من نب ّ خا ّ
ص" ]ابن المطهر الحلي /اللفين :ص .[.3 شّر من إنكار الّلطف الخا ّ
فهو يجعل من لم يؤمن بأئمتهم أشد كفًرا مسسن اليهسسود والنصسسارى ،وقسسد
بنى ذلك على أن الزمسسان ل يخلسسو مسسن إمسسام ،وهسسو إشسسارة إلسسى عقيسسدتهم
باليمان بوجود إمامهم المنتظر الغائب ،والذي أنكره طوائف من الشيعة،
وقرر المحققون من علماء النسب والتاريخ أنه لم يولد أصل ً – كما سيأتي
– ولكن شيخ الشيعة يرى أن إنكاره أعظم الكفر.
وينقل شيخهم المفيد اتفاقهم على هذا المذهب في تكفير أمة السسسلم
مة وجحد مسسا ن من أنكر إمامة أحد من الئ ّ فيقول" :اّتفقت المامّية على أ ّ
مستحقّ للخلود في ل ُ طاعة فهو كافر ضا ّ أوجبه الله تعالى له من فرض ال ّ
الّنار" ]المسائل للمفيد ،وقد نقل ذلك عنه المجلسي في البحار.[.8/366 :
414
وبلغ المر بشيخهم نعمة الله الجزائري أن يعلسسن انفصسسال الشسسيعة عسسن
المسلمين بسبب قضية المامة فيقول" :لم نجتمع معهم على إله ول نبي
ول على إمام ،وذلك أنهم يقولون :إن ربهم هو الذي كان محمد صلى الله
عليه وسلم نبيه ،وخليفته بعده أبو بكر ،ونحن ل نقول بهذا الرب ول بذلك
النبي ،بل نقول إن الرب الذي خليفته نبيه أبو بكر ليس ربنا ول ذلك النبي
نبينا" ]النوار النعمانية.[.2/279 :
وبعد هذا التكفيسسر العسسام ،خصصسسوا بسساللعن والحكسسم بسسالردة جميسسع فئات
المسلمين ما عدا الثني عشرية فتناول تكفيرهم:
-1الصحابة رضوان الله عليهم ،وعلسسى رأسسسهم خيسسر هسسذه المسسة بعسسد
خاتم النبياء أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.
-2أهل البيت.
-3خلفاء المسلمين وحكوماتهم.
-4المصار السلمية وأهلها.
-5قضاة المسلمين.
-6أئمة المسلمين وعلمائهم.
-7الفرق السلمية.
-8المة.
وسأذكر عقيدتهم في هذه الفئات تفصيل ً فيما يلي:
1ق الصحابة رضوان الله عليهم:
كتب الشيعة مليئة باللعن والتفكير لمن رضي اللسسه عنهسسم ورضسسوا عنسسه،
من المهسساجرين والنصسسار ،وأهسسل بسسدر ،وبيعسسة الرضسسوان ،وسسسائر الصسسحابة
أجمعين ،ول تستثني منهم إل النزر اليسير الذي ل يبلسسغ عسسدد أصسسابع اليسسد،
وأصبحت هذه المسألة بعسسد ظهسسور كتبهسسم وانتشسسارها مسسن المسسور السستي ل
تحجب بالتقية.
وإ كانت من قبل قد تخفى على بعض أئمة السلم .فقد جاء في شسسرح
مسلم للنووي بأن المامية يقولون بأن الصحابة مخطئون في تقسسديم غيسسر
علي ل كفار ]شرح مسلم للنووي.[.15/174 :
ولكن من أهل العلم وأصحاب المقالت من اطلع على هسسذا المسسر عنسسد
المامية ،قسال القاضسسي عبسد الجبسار" :وأمسا الماميسسة فقسد ذهبست إلسى أن
الطريق إلى إمامسة الثنسي عشسر النسص الجلسسي ،السسذي يكفسر مسن أنكسره،
ويجب تكفيره ،فكفروا لسسذلك صسسحابة النسسبي عليسسه السسسلم" ]شسسرح الصسسول
الخمسة :ص .[.761
وقريب من هذا المعنى قال عبد القاهر البغسسدادي ]الفسسرق بيسسن الفسسرق :ص
،[.321وابن تيمية ]منهاج السنة [.4/128 :وغيرهما ]انظر :البزدوي /أصسسول السسدين:
ص .[.248-247
ولكن العدد الذي تستثنيه الرافضة من حكمها العام بالتكفير لم أجد من
أشار إليه بما يتفق مع ما جاء في كتب الثني عشرية ،فيقول عبد القسساهر
البغدادي" :وأما المامية فقد زعم أكثرهم ]تلحسسظ أن عبسسد القسساهر ل يعمسسم هسسذا
المذهب على المامية كلها ،وقد أشار الشعري إلى أنهم اختلفوا فسسي ذلسسك علسسى فرقسستين.
415
)انظر :مقالت السلميين [.(129-1/128 :أن الصحابة ارتسسدت بعسسد النسسبي صسسلى
الله عليه وسلم سوى علي وابنيه ومقدار ثلثة عشر منهم".
ويقسول شسيخ السسلم ابسن تيميسة" :إن الرافضسة تقسول :إن المهساجرين
ل ..إما بضعة عشسسر أو أكسسثر ،ثسسم والنصار كتموا النص ،فكفروا إل نفًرا قلي ً
يقولون :إن أبا بكر وعمر ونحوهما مازال منافقين .وقد يقولون :بل آمنسسوا
ثم كفروا" ]مجموع فتاوى شيخ السلم.[.3/356 :
وستجد أن العدد الذي تستثنيه الثني عشرية أقل مما يذكرون.
هذا ما جاء فسسي كتسسب أهسسل السسسنة وغيرهسسم حسسول مسسذهب الشسسيعة فسسي
الصسسحابة ،وسسسنرى فيمسسا يلسسي مسساذا تقسسول الشسسيعة مسسن خلل مصسسادرها
المعتمدة عندها.
تقول كتب الثنسي عشسرية :إن الصسحابة بسسبب تسوليتهم لبسي بكسر قسد
ارتدوا إل ثلثة ،وتزيسسد بعسسض روايسساتهم ثلثسسة أو أربعسسة آخريسسن رجعسسوا إلسسى
إمامة علي ،ليصبح المجموع سبعة ،ول يزيدون على ذلك.
ولقد تداولت الشيعة أنباء هسسذه "السسسطورة" فسسي المعتمسسد مسسن كتبهسسا،
فسجلوا ذلك في أول كتاب ظهر لهم وهو كتسساب سسسليم بسسن قيسسس ]انظسسر:
كتاب سليم بن قيس :ص ،[.75-74ثم تتابعت كتبهم فسسي تقريسسر ذلسسك وإشسساعته
وعلى رأسها الكافي ]الكليني /الكافي [.2/244 :أوثق كتبهسسم الربعسسة ،ورجسسال
الكشي ]رجال الكشي :ص [.11 ،9 ،8 ،7 ،6عمدتهم في كتب الرجال ،وغيرها
من مصادرهم كتفسير العياشي ]تفسسسير العياشسسي ،[.1/199 :والبرهان ]هاشسسم
البحسسسران /البرهسسسان ،[.1/319 :والصسسافي ]محسسسسن الكاشسسساني /الصسسسافي،[.1/389 :
وتفسير نور الثقليسسن ]الحسسويزيني /نسسور الثقليسسن ،[.1/396 :والختصسساص ]المفيسسد/
الختصاص :ص ،[.5-4والسرائر ]ابسسن إدريسسس /السسسرائر :ص ،[.468وبحار النسسوار
]بحار النوار.[.440 ،352 ،351 ،22/345 :
وليست هذه مجرد آراء لبعض شيوخهم ،ولكنها روايات عن معصسسوميهم
تحمل صفة "العصمة" والقدسية عندهم.
أما السب لذلك الجيل القرآن الفريسسد ،علسسى ألسسسنة شسسيوخهم فهسسو قسسد
سود معظم كتبهم.
ولو ذهبت أسرد للقارئ ما رأيت من هذا الغثاء لبلغ مجلدات ،وسأكتفي
بذكر بعض النصوص التي فيها التصريح بالتكفير؛ إذ هو يكشف ويغني عما
دونه من سب وطعن.
روى ثقتهم الكليني في الكافي" :عن حمران بن أعين قال :قلسست لبسسي
سسسلم :جعلسست فسسداك ،مسسا أقلنسسا لسسو اجتمعنسسا علسسى شسساة مسسا جعفر عليسسه ال ّ
دثك بأعجب من ذلك ،المهاجرون والنصار ذهبسسوا إل أفنيناها؟ فقال :أل أح ّ
– وأشار بيده – ثلثة" ]عّلق هنا شيخهم المعاصر "علي أكبر الغفسساري" فقسسال" :يعنسسي
سسسلم بثلث مسسن أصسسابع يسسده .والمسسراد بالّثلثسسة سسسلمان وأبسسو ذّر والمقسسداد".أشسسار عليسسه ال ّ
)الكافي – 2/244 :الهامش( .فانظر كيف لم تمح هذه المعاني الخرافّية من عقسسول هسسؤلء
شسسيعة المعاصسسرين] [.أصسسول سسسنين ..وسسسيأتي مزيسسد بيسسان فسسي بسساب ال ّ
شيوخ على مسّر ال ّ ال ّ
شسسي :ص ّ
الكافي ،كتاب اليمان والكفر ،باب قلة عدد المؤمنين ،2/244 :وانظر :رجال الك ّ
،7بحار النوار.[.22/345 :
416
فالتكفير – كما ترى – يتناول أفضل صحابة رسول الله وهم المهاجرون
دا مسسنوالنصسسار ،ويسسبين أن الشسسيعة فسسي عصسسر أبسسي جعفسسر ل يسسرون أح س ً
المسلمين على السلم إل قلة شاذة تقول برأيهم ،وهي ل تشكل بالنسبة
إلى مجموع المسلمين شيًئا ،حتى إنها لو اجتمعت على أكل شاة لما أتت
عليها ،وقد شكوا ذلك إلى إمامهم ،فقال لهسسم معزي ًسسا بسسأن الشسسيعة الوائل
كانوا ل يتجاوزون الثلثة والباقي في حكم المرتدين.
وهذا النص قد يبين أن الرافضة إلى عهد أبي جعفر محمد الباقر ،كسسانوا
قلة شاذة بالنسبة للمسسسلمين ،وأن دعسسوتهم لسسم تجسسد القبسسول ،ولسسم تحسظ
بالنتشار ،وكانت تعيش في سراديب التقيسسة والكتمسسان ،ويعسسزي رؤسسساؤها
أتباعهم بما يفترونه على أهل البيت من أمثال هذه المفتريات.
ولم تكشف رواية الكافي أسماء الثلثة الذين سلموا مسسن السسردة ،حيسسث
قالوا بمذهب الرافضة ،لكن مذهب الرفض لم يظهر أصسسله إل بعسسد مقتسسل
عثمان ،فهؤلء ليسوا بصحابة ،ول يبعد أن يكون هؤلء من السبئيين الذين
بسسدأ النشسساط الرافضسسي علسسى أكتسسافهم ،ول يسسستبعد أن هسسؤلء السسسبئيين
يتخذون أسماء "مستعارة" وقد تكون أسماء صحابة لهم مكانتهم.
وهذا ما جاء في رجال الكشي " ..عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبسسي
جعفر عليه السلم قال :كان الناس أهل الردة بعد النبي صلى اللسسه عليسسه
وسلم إل ثلثة ،فقلت :ومن الثلثة؟ فقسسال :المقسسداد بسسن السسسود ،وأبسسو ذر
الغفاري ،وسلمان الفارسي ،ثسسم عسسرف النسساس بعسسد يسسسير ،وقسسال :هسسؤلء
الذين دارت عليهسسم الرحسسا وأبسسوا أن يبسسايعوا لبسسي بكسسر حسستى جسساءوا بسسأمير
ها فبايع" ]رجال الكشي :ص ،6الكافي ،كتاب الروضة322-12/321 : المؤمنين مكر ً
)مع شرح جامع للمازندراني(.[.
فهذا النص بالضافة إلى تكفيره لصحابة رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم ،قد يشسسير إلسسى الخليسسة الولسسى لمسسذهب الرفسسض وأنهسسا تتقنسسع بهسسذه
السماء المستعارة .وحتى هؤلء الثلثة الذين تستثنيهم أخبار الشيعة ،لسسم
يسلموا من شك في "معرفة" المام التي هي أصل اليمان باستثناء واحد
ل » :إن منهم ،ولذلك حينما قال أبو جعفر :ارتد الناس إل ثلثة ،أردف قسسائ ً
أردت الذي لم يشك ،ولم يدخله شيء فالمقداد.
فأما سلمان فإنه عرض في قلبه عسارض أن عنسد أميسر المسسؤمنين عليسسه
السلم اسم الله العظم لو تكلم بسسه لخسسذتهم الرض ،وهسسو هكسسذا ،فلبسسب
]لببه :جمع ثيابه عند نحره فسسي الخصسسومة ثسسم جسسره )رجسسال الكشسسي –الهسسامش -ص [.(11
ووجئت ]وجأ يوجأ :ضسسربه باليسسد والسسسكين )رجسسال الكشسسي –الهسسامش -ص [.(11عنقه
حتى تركت كالسلقة ]فسسي نسسسخة أخسسرى "كالسسسلعة" .والسسسلعة :خسسراج كهيئة الغسسدة.
)المصباح :ص ،[.(337فمر به أمير المؤمنين عليه السلم فقال له :يا أبا عبد
الله ،هذا من ذاك ،بايع ،فبايع.
وأما أبو ذر فأمر أمير المؤمنين عليه السلم بالسكوت ،ولم يأخذه فسسي
الله لومة لئم ،فأبى إل أن يتكلم فمر به عثمان فأمر به" ]رجال الكشي :ص
،11بحار النوار – [.22/440 :كذا .-
417
ضا مسسن قسسدح الشسسيعة وهؤلء الثلثة الذين نجوا من الردة ،لم يسلموا أي ً
وعيبهم ،فتذكر أخبارهم بأن العلقة بين هؤلء الثلثسسة طيبسسة فسسي الظسساهر،
ولكن لو علم كل واحد منهم بمسسا فسسي قلسسب الخسسر لقتلسسه ،أو ترحسسم علسسى
قاتله؛ لن كل ً منهم أجنبي في باطنه واعتقسساده عسسن صسساحبه ،ففسسي رجسسال
الكشي "قال أمير المسسؤمنين :يسسا أبسسا ذر ،إن سسسلمان لسسو حسسدثك بمسسا يعلسسم
لقلت :رحم الله قاتل سلمان" ]رجال الكشي :ص .[.15
وعن أبي بصير قال :سمعت أبا عبد اللسسه رضسسي اللسسه عنسسه يقسسول :قسسال
رسول الله صلى الله عليه وسلم :يا سلمان ،لو عرض علمك على مقداد
لكفر ،يا مقداد لو عرض علمك على سلمان لكفر ]رجال الكشي :ص .[.11
ولذلك فإن التعامل قائم بينهم )وهم خلص الشيعة في زعم الروافسسض(
على أساس التقية والكتمان" ،فعن جعفر عن أبيه رضسسي اللسسه عنسسه قسسال:
م أبسو ذر مسا فسي ما عند علي عليسه السسلم فقسال :إن ع َِلس َ ذكرت التقية يو ً
قلب سلمان لقتله ،وقد آخر رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما فمسسا
ظنك بساير الخلق" ]رجال الكشي :ص .[.17
مه ْسب ُ ُ
ح َ
وهذه النصسسوص تنطبسسق علسسى أهسسل البدعسسة والكفسسر؛ لنسسك }ت َ ْ
شّتى{ ويبرأ منها صحابة رسول الله صلى اللسسه عليسسه م َ ه ْقُلوب ُ ُ
و ُ
عا َ
مي ً
ج ِ
َ
وسلم .لكن هذه النصوص يؤخذ منها تكفير الشسسيعة لصسسحابة رسسسول اللسسه
ضسا الصسورة غيسر المنظسورة فسي صلى الله عليه وسلم ،كما يؤخذ منهسا أي ً
الظاهر لهل الرفض؛ حيث قتلهم وتناكر قلوبهم ،وإضمار السوء لبعضهم،
واعتقادهم بأنه ليس على اليمان سواهم ،وهسسذه خصسسائص الرعيسسل الول
عندهم فما ظنك بسائرهم؟
وتقول نصوص الشيعة :إن هؤلء الثلثسسة قسسد لحسسق بهسسم أربعسسة آخسسرون،
ليصل عدد المؤمنين )أو قل :الروافض( فسسي عصسسر الصسسحابة إلسسى سسسبعة،
ولكنهم لم يتجاوزوا هذا العدد.
وهذا ما تتحدث عنه أخبسسارهم حيسسث تقسسول" :عسسن الحسسارث بسسن المغيسسرة
النصري ،قال :سمعت عبد الملك بن أعين يسأل أبا عبد اللسسه رضسسي اللسسه
ذا ]أي :بعد وفاة الرسول صلى عنه فلم يزل يسأله حتى قال له :فهلك الناس إ ً
الله عليه وسلم ومبايعة الناس لبي بكر )في منظور الروافض([.؟ فقال :إي والله يسسا
ابن أعين هلك الناس أجمعون ،قلت :من في الشرق ومسسن فسسي الغسسرب؟
قال :فقال :إنها فتحت على الضلل إي والله هلكوا إل ثلثة .ثم لحسسق أبسسو
ساسان ]قال شيخهم الردبيلي :أبو ساسان اسمه الحصين بسسن المنسسذر ،وقسسد يقسسال :أبسسو
سنان ،ثم ساق الرواية المذكورة عن الكشي )جامع الرواة .(2/387 :وقد ذكسسر ابسسن حجسسر
بأنه يسمى "حضين" -بالضاد المعجمة مصغًرا – ابن المنذر بن الحسارث الرقاشسي ،وقسال:
كان من أمراء علي بصفين ،وهو ثقة ،مات على رأس المائة )تقريب التهسسذيب،[.(1/185 :
وعمار ]يعني :عمار بن ياسر ،[.وشتيرة ]قال الردبيلسسي" :شسستيرة" مسسن أصسسحاب أميسسر
المؤمنين عليه السلم ،ثم ساق رواية الكشي مرة أخرى) .جامع الرواة ،[.(1/398 :وأبو
عمرة ]قال الردبيلي :أبسسو عمسسرة النصسساري اسسسمه ثعلبسسة بسسن عمسسرو ،مسسن الصسسفياء مسسن
أصحاب أمير المؤمنين )جامع الرواة .(2/408 :قسسال ابسسن عبسسد السسبر :أبسسو عمسسرة النصسساري
اختلف في اسمه؛ فقيل :عمرو بن محصن ،وقيل :ثعلبة بن عمرو بن محصن ،وقيل :بشير
418
بن عمرو بن محصن بن عتيك .قال ابن عبد البر :وهو الصواب إن شاء اللسسه ،قتسسل بصسسفين
وهو يقاتل مع علي رضي الله عنهما.
)الستيعاب ،134-4/133 :وانظر :الصسسابة ،4/441 :أسسسد الغابسسة [.(5/263 :وصاروا
سبعة" ]رجال الكشي :ص .[.7
وتؤكد جملة من نصوصهم على أن العدد لم يزد على ذلك .قال أبو
جعفر" :وكانوا سبعة ،فلم يكن يعرف حق أمير المؤمنين عليه السلم إل
هؤلء السبعة" ]رجال الكشي :ص .[.12-11
وكان أبو عبد الله يقسم على ذلك فيقول" :فوالله ما وفى بها إل سبعة
نفسسر" ]المفيسسد /الختصسساص :ص ،63الحميسسري /قسسرب السسسناد :ص ،38بحسسار النسسوار:
.[.22/322
وتتفاوت أخبارهم وتختلف في تعيين بعسسض هسسؤلء السسسبعة ]قسسارن – مثل ً –
بين ما جاء في الرواية التي عند الكشي والطوسي في تعيين السبعة كما سقتها ،وبين مسسا
جاء في قرب السناد للحميري وفيه" :فوالله ما وفى بها إل سبعة نفسسر :سسسلمان ،وأبسسو ذر،
وعمار ،والمقداد بن السود الكندي ،وجابر بسسن عبسسد اللسسه النصسساري ،ومسسولى لرسسسول اللسسه
صلى الله عليه وسلم ،يقال له الثبيت ،وزيد بن أرقم" )قرب السناد :ص ،38بحار النوار:
،[.(22/322فيما يبدو أنه اختلف بين الفرق الشسسيعية فسسي تعييسسن آحسسادهم،
وكل يضع من جهته ،أو لن من طبيعة الكذب الختلف والتناقض.
وإن كان يحتمل – كما قلسست – أن الرافضسسة تكفسسر الصسسحابة كلهسسم ،وأن
هؤلء السبعة رموز على "الخلية الولى للرفض" لن صفاتهم ،وعلقاتهم،
ومذهبهم ليست من الصحابة في شيء.
والرافضة تؤول أحياًنا ]لن تأويلها في غسسالب نصوصسسهم بالئمسسة [.آيات اليمسسان
والثناء على الصحابة بهذا العدد اليسير الذي تستثنيه من الصل العام في
نذي َ ن ال ّق ِمُنو َ ؤ ِم ْما ال ْ ُ التكفير ،ففي تفسير القمي في قوله سبحانه} :إ ِن ّ َ
مهق ْه َزادَت ْ ُم آَيقات ُ ُ هق ْ ت َ َ وإ ِ َ قل ُققوب ُ ُ ت ُ جَلق ْ كقَر الل ّق ُ ذا ذُ ِ إِ َ
علي ْ ِ ذا ت ُل ِي َق ْ م َ ه ْ و ِه َ
مققا
م ّ ص قل َةَ َ
و ِ ن ال ّ مققو َ قي ُ ن يُ ِذي َ ن ،ال ّ ق ِ وك ّل ُققو َ م ي َت َ َهق ِْ عل َققى َرب ّ و َ مان ًققا َ ِإي َ
ُ
د
عن ق َ ت ِ جققا ٌ م دََر َ ه ْ قا ل ّ ُ ح ّ ن َ مُنو َ م ْ
ؤ ِ م ال ْ ُ ه ُك ُ وَلقئ ِ َ ن ،أ ْ قو َ ف ُم ُين ِ ه ْ قَنا َُرَز ْ
م{ ]النفال ،آية .[.4-2:قال" :فإنها نزلسست فسسي ري ٌ رْزقٌ ك َ ِ و ِ فَرةٌ َ غ ِ م ْ
و َ م َ ه َْرب ّ ِ
أمير المؤمنين عليه السسسلم ،وأبسسي ذر وسسسلمان والمقسسداد" ]تفسسسير القمسسي:
،1/255بحار النوار.[.22/322 :
وفاتهم أن الشيعة إنمسسا تثنسسي علسسى هسسؤلء الثلثسسة ،وتسسدخلهم فسسي عسسداد
المؤمنين ،ل لهذه الوصاف المذكورة في الية ولكن لنهسسم آمنسسوا بإمامسسة
علي ،وكفروا بإمامة أبسي بكسر ،وهسذا الصسل السذي تسزن بسه الشسيعة مسن
صسسا فسسي إيمسسان الثلثسسة، خالفها ليس له ذكر في هذه اليسسة السستي جعلوهسسا ن ً
وكذلك الشأن في آيات القرآن كلها فهي رد عليهم ل حجة لهم.
وجعلوا آيات الكفر والكافرين والشرك والمشركين في سسسائر الصسسحابة
أجمعين ،كما نجد ذلك في عدد من أبواب الكافي وبحار النسسوار ]انظسسر فسسي
الكافي :باب فيه نكسست ونتسسف مسسن التنزيسسل فسسي الوليسسة ،436-1/412 :وفيسه ) (92روايسسة،
وراجع ما مر حول ذلك ص 158وما بعدها.[.
419
ومع هذا الحكم العام في التكفير لصحاب محمد بن عبد الله صلى الله
عليه وسلم ،وأنصاره وأحبابه ،وأصسسفيائه ،فسسإنهم يخصسسون ،كبسسار الصسسحابة
رضوان الله عليهم بمزيسسد مسسن الطعسسن والتكفيسسر ،ولهسسم فسسي ذلسسك أقسسوال
ونصوص تقشعر من سماعها جلود المؤمنين.
فهم يخصون الخلفاء الثلثة أبا بكر وعمسسر وعثمسسان ،وزراء رسسسول اللسسه
وأصهاره بالنصيب الوفى من التكفير ،وقد عقسسد شسسيخهم المجلسسسي فسسي
كتابه البحار – الذي عده بعض شيوخهم المعاصسسرين المرجسسع الوحيسسد فسسي
تحقيق معارف المذهب – ]البهبودي /مقدمة البحار ،ج صفر ص - [.19باًبا بعنوان
ثلثة ونفاقهم وفضسسائح أعمسسالهم" ]بحسسار النسسوار 252-8/208 :مسسن "باب كفر ال ّ
طبعسسة الحجرّيسسة .[.وعقسسد شسسيخهم الخسسر البحرانسسي عسسدة أبسسواب فسسي هسسذا ال ّ
دما على أمير المؤمنين عليهما مثسسل الموضوع منها" :الباب :97الّلذان تق ّ
مد إلى يوم القيامة ]المعسسالم الّزلفسسى :ص .[.324والباب 98أن مة مح ّ ذنوب أ ّ
إبليس أرفع مكاًنا في النار من عمر ،وأن إبليس شرف عليه فسسي النسسار «
]المعالم الزلفى :ص .[.325
وجاءت رواياتهم مغرقة في هذا الكفر تضرب في كل اتجاه فيسسه ،فهسسي
مرة ل تكفسسر الشسسيخين فحسسسب؛ بسسل تسسرى أن مسسن أعظسسم الكفسسر الحكسسم
بإسلمهما حتى روى صاحب الكافي" :ثلثة ل يكّلمهم الله يوم القيامة ول
ص فسسي دعى إمامة من الله ليست له ]هسسذا نسس ّ كيهم ولهم عذاب أليم :من ا ّ يز ّ
ما مسسن اللسسه ]هسسذا ساعة![ ،ومن جحد إما ً ل خلفاء المسلمين إلى أن تقوم ال ّ تكفير ك ّ
ل من ل يؤمن بأئّمتهم الثنسسي عشسسر مسسن جميسسع المسسسلمين الّوليسسن والخريسسن!،[. تكفير لك ّ
با" ]أصول الكسسافي ،1/373 :س ،374الّنعمسساني/ ن لهما في السلم نصي ً ومن زعم أ ّ
الغيبة :ص ،70تفسير العّياشي ،1/178 :بحار النوار ،[.25/111 :وحيًنا تنعتهم بسسأّنهم
ب عليهسسم الّلعنسسات ول طاغوت ]أصول الكسسافي ،[.1/429 :وتارة تصس ّ الجبت وال ّ
سّيما في أدعية الّزيارات ]مسسن ل يحضسسره الفقيسسه ،[.2/354 :و"أذكسسار" مسسا بعسسد
شسسيخين وسسسائر المسسسلمين صسسلوات حيسسث يسسستبدلونها بسسالّلعن علسسى ال ّ ال ّ
]مستدرك الوسائل.[.10/342 :
وقد نقل بعض من كتب عن الشيعة في هسسذا العصسسر شسسيًئا مسسن سسسوآت
الشيعة وعواتها في تكفير صديق المة وفاروقها ]كما في كتابات الشيخ موسى
جار الله في الوشيعة ،وإحسسسان إلهسسي ظهيسسر فسسي "السسسنة والشسسيعة" وغيرهمسسا ،[.ولكن
دولسسةشسسيعة فسسي ظسسل ال ّ الذي يمكن أن أضيفه هنسسا ،أن مسسا كتبسسه شسسيوخ ال ّ
مسسد صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم صفوّية كان فيه الّتكفير لفضل أصحاب مح ّ ال ّ
شيعة في عصر الكليني وما بعده كسسان حا ومكشوًفا ،وما كتبه أوائل ال ّ صري ً
بلغسسة الّرمسسز والشسسارة ،وقسسد كشسسف أقنعسسة هسسذه الرمسسوز شسسيوخ الشسسيعة
المتأخرون حينما ارتفعت التقية إلى حد مسسا وظهسسرت الثنسسا عشسسرية علسسى
حقيقتها.
فمن مصطلحاتهم الخاصة :تسمية الشيخين بالفصيل ورمع ،وذلك لنهم
ل يجرؤون على التصريح بالسم في إبان قوة دولة السلم.
جاء في تفسير العّياشي .." :قلت )الراوي يقول لمامهم( :ومن أعداء
الله أصلحك الله؟ قال :الوثان الربعة ،قسسال :قلسست :مسسن هسسم؟ قسسال :أبسسو
420
الفصيل ،ورمع ،ونعثل ،ومعاوية ،ومن دان دينهم ،فمن عسسادى هسسؤلء فقسسد
عادى أعداء الله" ]تفسير العّياشي ،2/116 :بحار النوار.[.27/58 :
قال شيخهم المجلسي في بيانه لهذه المصسسطلحات" :أبسسو الفصسسيل أبسسو
ن الفصيل والبكر متقاربان في المعنى ،ورمع مقلوب عمر ،ونعثسسل بكر؛ ل ّ
هو عثمان" ]بحار النوار.[.27/58 :
ب ل ّك ُق ّ َ
ج قْزءٌ م ُ هق ْ من ْ ُ
ب ّ ل ب َققا ٍ وا ٍ ة أب ْق َ ع ُ
سب ْ َ ها َ وعنسسد قسسوله سسسبحانه} :ل َ َ
م{ ]الحجر ،آية [.44 :روى العياشي عن أبسسي بصسسير عسسن جعفسسر بسسن سو ٌ ق ُ م ّْ
محمد عليه السلم قال" :يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب ،بابها الول للظالم
وهو زريق ،وبابها الثاني لحبتر ،والبسساب الثسسالث للثسسالث ،والرابسسع لمعاويسسة،
والباب الخامس لعبد الملك ،والباب السادس لعسكر بسن هوسسر ،والبسساب
السسسابع لبسسي سسسلمة ،فهسسم أبسسواب لمسسن اتبعهسسم" ]تفسسسير العياشسسي،2/243 :
البرهان.[.2/345 :
قسسال المجلسسسي فسسي تفسسسير هسسذا النسسص" :زريسسق كنايسسة عسسن الول؛ لن
العرب تتشام بزرقة العين ،والحبتر هو الثعلب ،ولعله إنما كنى عنه لحيلته
ومكره ،وفي غيره من الخبار وقع بالعكس وهو أظهسسر؛ إذ الحبسستر بسسالول
ضا المراد ذلك ،إنما قدم الثاني لنسسه أشسسقى أنسب ويمكن أن يكون هنا أي ً
وأفظ وأغلظ ،وعسكر بن هوسر كناية عن بعض خلفاء بنسسي أميسسة أو بنسسي
العباس ،وكذا أبي سسسلمة كنايسسة عسسن أبسسي جعفسسر السسدوانيقي ،ويحتمسسل أن
يكون عسكر كناية عن عائشسسة وسسساير أهسسل الجمسسل؛ إذ كسسان اسسسم جمسسل
عائشة عسكًرا وروي أنه كان شيطاًنا" ]البحار.[.8/220 ،4/378 :
كما يرد ّ في كثير مسسن نصوصسسهم الشسسارة إلسسى هسسذين العظيميسسن بلقسسب
"فلن وفلن" ،كما في روايتهم التي تقول :عن أبي عبسسد اللسسه فسسي قسسوله:
ن{ ]البقسسرة ،آيسسة،168 :سس ،208النعسسام ،آيسسة: طا ِ شقي ْ َ ت ال ّ وا ِ خط ُ َ عوا ْ ُ ول َ ت َت ّب ِ ُ } َ
شسسيطان واللسسه وليسسة فلن وفلن ]تفسسسير العياشسسي: [.142قال :وخطسسوات ال ّ
صافي.[.1/242 : ،1/102البرهان ،1/208 :تفسير ال ّ
َ
رحقق ٍفي ب َ ْ ت{ قسسالوا :فلن وفلن } ِ ما ٍ و ك َظُل ُ َ وفي قوله سبحانه..} :أ ْ
ج{ طلحسسة والزبيسسر و ٌ مق ْ ه َق ِو ِ من َ
فق ْ ج{ يعنسسي نعثسسل } ّ و ٌم ْ شاهُ َ غ َ ي يَ ْ ج ّ لّ ّ
ض{ ]النسسور ،آيسسة [.40 :معاوية] ..تفسسسير القمسسي: ع ٍ وق َ ب َ ْ ف ْ ها َ ض َ ع ُ ت بَ ْ ما ٌ }ظُل ُ َ
،2/106بحار النوار.[.305-23/304 :
قال المجلسي :المراد بفلن وفلن أبسو بكسر وعمسر ،ونعثسل هسو عثمسان
]بحار النوار.[.23/306 :
ضا للرمز للشيخين ما جاء في تأويلهم سورة الليل ومن مصطلحاتهم أي ً
ها{ شققا َ غ َ
ذا ي َ ْل إِ َ ّ
واللي ْ ِ ها{ هسسو قيسسام القسسائم } َ جّل َ ذا َ ر إِ َها ِ والن ّ َ وفيها } َ
يا عليه الحسسق ]كنسسز الفسسوائد :ص ،390-389بحسسار النسسوار-24/72 : حبتر ودلم غش ً
.[.73
قال شيخ الدولة الصفوية – في زمنسسه – )المجلسسسي( :حبسستر ودلم :أبسسو
بكر وعمر ]بحار النوار.[.24/73 :
421
وتجد بعض النصوص التي فيها الرمز للشيخين في كتب أوائلهم ،ولكسسن
حينما ينقلها عنهم بعسسض شسسيوخ الدولسسة الصسسفوية يسسستبدل الرمسسز بالسسسم
الصريح ]انظر :تفسير القمي ،1/301 :حيسسث رمسسز للشسسيخين بفلن وفلن ،ولكسسن حينمسسا
ينقل شيخهم الكاشاني هذا النص يصرح بالسمين) .تفسير الصافي.[.(2/359 :
كما تطسساولوا بالسسسب والتكفيسسر ،وعلسسى سسسبيل التعييسسن علسسى كسسثير مسسن
صسسحابة رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم ،ويختسسارون منهسسم أعيسسانهم
وخيارهم ،فكما طعنوا وكفروا الخلفاء الثلثة ،فكذلك يفعلون فسسي آخريسسن
من فضلء الصحابة وعظمائهم كعبد الرحمسن بسن عسسوف ،وسسسعد بسن أبسي
وقاص ،وأبي عبيدة بن الجراح ،وسالم مولى أبي حذيفة ،جاء في تفسسسير
القمي والصافي" :عن الصسسادق :لمسسا أقسسام رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم يوم غدير خم كان بحذائه سبعة نفر من المنافقين وهسسم :أبسسو بكسسر،
وعمر ]هكذا في تفسير الصافي ،أمسسا فسسي تفسسسير القمسسي فقسسال" :وهسم :الول والثساني..
إلخ" ،[.وعبد الرحمن بن عوف ،وسعد بن أبي وقاص ،وأبو عبيسسدة ،وسسسالم
مولى أبي حذيفة ،والمغيرة بن شعبة .قال عمسسر ]هكسسذا فسسي تفسسسير الصسسافي،
وفي تفسير القمي "قسسال الثسساني" : [.أما ترون عينسسه كأنمسسا عيسسن مجنسسون يعنسسي
النبي ،الساعة يقوم ويقول :قال لي ربسي ]ل يخفسسى علسسى عاقسسل أن واضسسع هسسذا
القول قد رام الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه وفي نبوته بادئ ذي بدء،
لنه يريد أن يقال :إذا كان كبار صحابته لم يؤمنسسوا بسسه ،وهسسم السسذين عاصسسروه وتلقسسوا عنسسه،
وشاهدوا معجزاته ..فغيرهم أحق ،كذلك يريد أن يقال :رجل سوء لسسه أصسسحاب سسسوء ،كمسسا
كشف عن هذا الهدف بعض السلف ،كما يريدون الطعن في السلم ذاتسسه بطريقسسة مسساكرة
خفية على الغرار والدهماء وهو الطعن في الناقل لبطال المنقسسول [.فلمسا قسام قسال:
أيها الناس من أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا :اللسسه ورسسسوله .قسسال :اللهسسم
فاشهد ،ثم قال :أل من كنت موله فعلي موله ،وسلموا عليه بإمرة أميسسر
المؤمنين فنزل جبرائيل وأعلم رسول الله ]هكذا في الصل المنقول منسسه بسسدون
ذكر للصلة على النبي صلى الله عليسسه وسسسلم ،ولحسسظ :الرسسسول يعلمسسه جبريسسل ،وأئمتهسسم
يعلمون ما كان وما يكون ول يخفى عليهم شيء ،كما بوب عليسسه صسساحب الكسسافي) .أصسسول
الكافي [.(1/260 :بمقالة القوم فدعاهم وسألهم فأنكروا وحلفوا فأنزل الله:
ر{" ]تفسسسير القمسسي: ف ِة ال ْك ُ ْ قاُلوا ْ ك َل ِ َ
م َ ول َ َ
قدْ َ قاُلوا ْ َ
ما َ ن ِبالل ّ ِ
ه َ حل ِ ُ
فو َ }ي َ ْ
،1/301تفسير الصافي.[.2/359 :
ضا يتناولون آخرين مسن فضسسلء الصسسحابة ونقلسسة الشسسريعة ومثل هؤلء أي ً
كأبي هريسسرة ]انظسسر :بحسسار النسسوار ،22/242 :الخصسسال .1/190 :وقسسد ألسسف الرافضسسي
المعاصر عبد الحسين الموسوي كتاًبا في أبي هريرة – رضي اللسسه عنسسه – انتهسسى فيسسه إلسسى
قا كافًرا )انظر :الموسوي /أبو هريرة( وانظر في الرد على افسستراءاته: القول بأنه كان مناف ً
محمد عجاج الخطيب ،أبو هريرة راوية السلم ص 201ومسسا بعسسدها ،عبسسد المنعسسم العسسزي/
دفاع عن أبي هريرة ،عبد الرحمن الزرعسسي /أبسسو هريسسرة وأقلم الحاقسسدين ،[.وأنس بسسن
مالك ]انظر :رجال الكشي :ص ،[.45والبراء بن عسسازب ]رجسسال الكشسسي :ص ،[.45
وطلحة والزبير بن العوام ]وقالوا فهيما" :كانا إمامين من أئمة الكفر" انظر :تفسسسير
العياشي ،78-2/77 :البرهان ،2/107 :تفسير الصافي [.2/324 :وغيرهم.
أما كلم شيوخهم في هؤلء العظماء فقد سود الصفحات ،فإنه ل يخلو
مصنف من مصنفاتهم في مسألة المامة ونحوها إل وفيه من التكفير
422
والسب واللعن ما ل يخطر ببال مسلم ،لنهم ل يرونهم على السلم
ل ،وفضل ً عن ذلك فإنهم يرونهم من ألد أعدائهم ،ومن الظالمين لهم، أص ً
لنهم بايعوا أباب بكر وعمر وعثمان وكانوا في عهدهم على كلمة سواء،
وكانوا بنعمة الله إخواًنا فأقاموا دولة السلم ،وفتحوا البلد ونشروا
السلم بين العباد ،وأطفأوا نار المجوسية ،وحطموا طاغوت الوثنية،
وأخرجوا الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وخالقهم ،فأوغروا
بذلك صدور الزنادقة الحاقدين من أصحاب تلك البلد المفتوحة ،وأتباع
تلك الديانات الموضوعة ،فكان من كيدهم الدخول لفساد أمر هذه المة
من طريق التشيع ،وكان من الطبيعي أن تكون مسألة المامة هي
هدفهم ،وشغلهم الشاغل ،فكان من أمرهم ما كان ،ثم أصبح كيدهم
وخلصة مكرهم عقيدة لهؤلء الشيع كفروا بها الحاكم والمحكوم.
قال ابن بابويه في العتقادات" :فمن ادعى المامسسة وليسسس بإمسسام فهسسو
الظالم الملعون ،ومن وضع المامسسة فسسي غيسسر أهلهسسا فهسسو ظسسالم ملعسسون"
]العتقادات :ص ،113-112بحار النوار.[.27/62 :
فهذا تكفير للحاكم والمحكوم في مختلف العصور )مسسا عسسدا حكسسم علسسي
والحسن( وحينما سئل شيخهم المفيد الملقب عندهم بركن السسلم وآيسة
الله الملك العلم عما ورد عن أمير المسسؤمنين علسسي رضسسي اللسسه عنسسه أنسسه
قال :ل أوتى برجل يفضلني على أبي بكر وعمر إل جلسسدته حسسد المفسستري.
فأجاب :عليه من الله ما يستحق "إن الوجه فيسسه أن المفاضسسل بينسسه وبيسسن
الرجليسسن إنمسسا وجسسب عليسسه حسسد المفسستري ،لن المفاضسسلة ل تكسون إل بيسسن
متقاربين في الفضل ،وكان الرجلن بجحدهما النص قد خرجا عن اليمسسان
بطل أن يكون لهما فضل في السلم فكيف يحصل لهما مسسن الفضسسل مسسا
يقارب فضل أمير المؤمنين؟ ومتى فضل إنسسسان أميسسر المسسؤمنين عليهمسسا
فقد افترى بالتفضيل لمير المؤمنين عليهما ،مسسن حيسسث كسسذب فسسي إثبسسات
فضل لهم في الدين ،وجرى في هذا الباب مجرى من فضل المسلم السسبر
التقسسي علسسى الكسسافر المرتسسد ،ومجسسرى مسسن فضسسل جبرائيسسل علسسى إبليسسس،
ورسوله الله على أبي جهل بن هشام" ]العيون والمحاسن.[.123-2/122 :
فانظر كيف عد ّ أفضل المة بعد نبيها بمنزلة إبليسسس وأبسسي جهسسل .وهسسذا
موضع إجماع طائفته حيث يقول" :فقد حصل الجماع علسسى كفسسره )يعنسسي
عمر( بعد إظهاره اليمان" ]العيون والمحاسن.[.1/9 :
ما عد ّ من ضسسرورّيات ديسسن المامي ّسسة ]انظسسروقال شيخهم المجلسي" :وم ّ
ل بذاته ،منفصل عن ن ما عليه المامّية دين مستق ّ
كيف يستخدم كلمة "دين" وكأّنه يلوح بأ ّ
طره المجلس في بحاره وعقائده هو في الغالب دين آخر ل ن ما س ّ دين السلم ،ول ريب أ ّ
ج الّتمّتع ،والبراءة من أبي بكسسر ت لدين السلم بصلة [.استحلل المتعة ،وح ّ يم ّ
وعمر وعثمان ومعاوية" ]العتقادات للمجلسي :ص .[.91-90
ومن لم يبرأ من أبي بكر وعمر وعثمان فهو عدو وإن أحب علي ًسسا ]انظسسر:
وسائل الشيعة.[.5/389 :
ل صلة بلعن الخلفاء الّثلثسسة وغيرهسسم
ولذلك يتعّبدون الله سبحانه بعد ك ّ
مهات المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعيسسن. صحابة ،وبعض أ ّ
من فضلء ال ّ
423
دين وعقد لذلك الحّر العاملي باًبا بعنوان" :بسساب اسسستحباب لعسسن أعسسداء الس ّ
صسسلة بأسسسمائهم" ،وذكسسر فيسسه مسسا روى الكلينسسي عسسن ابسسن ثسسوير عقيسسب ال ّ
لسراج قال :سمعنا أبا عبد الله رضي الله عنه وهسسو يلعسسن فسي دبسر كس ّ وال ّ
مكتوبة أربعة من الّرجال وأربًعا من الّنسسساء ،فلن ًسسا وفلن ًسسا وفلن ًسسا )الخلفسساء
ميهم ومعاويسسة ،وفلنسسة وفلنسسة )عائشسسة ،وحفصسسة رضسسي اللسسه الّثلثة( ويس ّ
طوسسسي /الّتهسسذيب: م الحكم أخت معاوية ]فروع الكافي ،1/95 :ال ّ دا وأ ّ عنهما( وهن ً
شيعة.[.4/1037 : ،1/227وسائل ال ّ
طبرسسسي عقسسد باب ًسسا بعنسسوان: وفي مستدرك الوسائل لشيخهم الن ّسسوري ال ّ
صسسلة بأسسسمائهم" ]مسسستدرك عقيسسب ال ّ دين ُ
"بسساب اسسستحباب لعسسن أعسسداء ال س ّ
الوسائل .[.1/342 :وساق فيه جملة من رواياتهم ومنها" :عن أبي عبسسد اللسسه
قنا على أوليائنسسا وأشسسياعنا أن ل ينصسسرف الّرجسسل فيهسسم ن من ح ّ أّنه قال :إ ّ
م ..ضاعف لعنتك وبأسك ونكالك وعذابك على دعاء :الّله ّ حتى يدعو بهذا ال ّ
وفا رسولك ..وحل عقده فسسي وصسسيه ،ونبسسذا عهسسده الّلذين كفرا نعمتك ،وخ ّ
دل سّنته ،وقلبا دينه، في خليفته من بعده ،وادعيا مقامه ،وغّيرا أحكامه ،وب ّ
جتك وحججك ،وبدءا بظلمهم ،وطرقا طريسسق الغسسدر عليهسسم، وصّغرا قدر ح ّ
والخلف عن أمرهم ،والقتل لهم ..ومنعا خليفتك مسن سسد ّ الّثلسم ،وتقسويم
العوج ،وإمضاء الحكام ،وإظهار دين السلم ،وإقامة حدود القرآن ،الّلهسس ّ
م
ل من مال ميلهم ،وحسسذا حسسذوهم ،وسسسلك طريقتهسسم العنهما ،وابنتيهما ،وك ّ
در ببدعتهم لعًنا ل يخطر على البال ،ويسسستعيذ منسسه أهسسل الن ّسسار ،العسسن وتص ّ
ك فسسي كفرهسسم م من دان بقولهم ،واّتبع أمرهم ،ودعا إلى وليتهم ،وش ّ الّله ّ
من الّولين والخرين" ]مستدرك الوسائل.[.1/342 :
فانظر كيف لعنوا في هذه "الكلمات المظلمسسة" المسسسلمين جميعًسسا مسسن
صسسوا بمزيسسد مسسن الّلعسسن والّتكفيسسر مسسن أقامسسا دولسسة الّوليسسن والخريسسن ،وخ ّ
السلم بعد رسسول اللسه صسلى اللسه عليسه وسسلم ،ونشسرا ديسن اللسه فسي
العالمين ،وعدوهما وجميع من ابتعهما )أي جميسسع المسسسلمين( مسسن أعسسداء
الدين ،فأي ديسسن يعتقسسده هسسؤلء السسذين يعسسدون صسسحابة رسسسول اللسسه ومسسن
اتبعهم بإحسان هم أعداء للدين؟ فليكن أي ديسسن ونحلسسة إل ديسسن السسسلم،
إن هذه "اللعنات" تؤكد أن واضعها مسسن أتبسساع تلسسك السسديانات السستي قضسسى
عليها السلم بقيادة أبي بكر وعمر وإخوانهما رضوان الله عليهم جميًعا.
ضا – بواسطة الدعية التي وضعها لولئك التباع وفي مزاراتهم يجري أي ً
ضغائن ،وتأجيج العداوة فسسي ث ال ّزنادقة العصور البائدة -غرس الحقاد وب ّ
لعنات متتالية ومتتابعسسة علسسى خيسسر القسسرون ،ففسسي زيسسارة فاطمسسة – مثل ً –
صحابة رضوان الله عليهم فسسي دعسساء يقولسسون فيسسه: يلعنون أبا بكر وبقّية ال ّ
سلم عليك يا فاطمة يا سّيدة نساء العالمين ،لعسسن اللسسه مانعسسك إرثسسك، "ال ّ
قسك ،والسّراد ّ عليسسك قولسسك ،لعسن اللسسه أشسسياعهم وأتبسساعهم ودافعسسك عسسن ح ّ
وألحقهم بدرك الجحيم" ]بحسسار النسسوار ،100/197 :بسساب زيسسارة فاطمسسة ،وانظسسر :ص
198رقم ،16وانظر :ص 200من الجزء نفسه.[.
وتلحظ أن واضع هذا الدعاء يقصد فيه لعن صديق هذه المة ثسم يلحسق
فيه كل من شايعه ،فيدخل فيهم أمير المؤمنين علي ،لنه من شسسيعة أبسسي
424
بكر وأعسوانه ووزرائه .ول تخفسى هسذه الحقيقسة علسى واضسع هسذا السدعاء،
ولكنه عدو للجميع ويتستر بالتشيع لن العقل الشسسيعي فسسي غيبوبسسة بفعسسل
العواطسف المشسحونة – زوًرا – بظلسم آل السبيت وقهرهسم وضسياع حقهسم،
وصراعهم مع أعدائهم وهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .وقد
ما هائل ً من الساطير ل تبقى في قلب من يسسؤمن بهسسا حشدوا في ذلك ركا ً
إل الحقد ،والتعطش لسفك الدماء ،والرغبة في النتقسسام ]انظسسر بعسسض أخبسسار
هذا الصراع المزعوم ،في إثبات الوصية الذي ينسبونه للمسسسعودي صسساحب مسسروج السسذهب
ص 122وما بعدها ..[.وواقعهم يشهد بذلك.
مثالب الصحابة )المزعومة(:
ومع اللعن والتكفير لخير القسسرون ،فسسإن الشسسيعة ملت الصسسفحات فيمسسا
يسمونه بمثالب الصحابة ومعايبهم ]انظر :ابن المطهر الحلي /منهاج الكرامسسة :ص
،[.132وانشغل بعض أهل السنة في الرد عليهم ]وقد أجاب شيخ السسسلم عمسسا
يثيره الروافض فسسي هسسذا البسساب بجسسواب مفصسسل )انظسسر :منهسساج السسسنة 3/19ومسسا بعسسدها(
وبجواب مجمل ملخصه ما يلي :أن المثالب التي تنقل عن الصحابة نوعان:
أحدهما :ما هو كذب ،إما كذب كله ،وإمسسا محسسرف قسسد دخلسسه مسسن الزيسسادة والنقصسسان مسسا
يخرجه إلى الذم والطع ،وأكثر المنقول من المطاعن الصريحة هو من هسسذا البسساب ،يرويهسسا
الكذابون المعروفون بالكذب مثل أبي مخنف لوط بن يحيى ،وهشام بسن السسائب الكلسبي،
وأمثالهما من الكذابين الذين شهد الئمة بكذبهم ،وسقوط أخبارهم.
النوع الثاني :ما هو صدق ،وأكثر هذه المور لهم فيها معاذير تخرجها من أن تكون ذنوًبا،
وتجعلها من موارد الجتهاد التي إن أصاب المجتهد فله أجران ،وإن أخطأ فله أجسسر ،وعامسة
المنقول الثابت عن الخلفاء الراشدين من هذا الباب.
قا ،فإن ذلك ل يقدح فيما علم من فضائلهم وسسسوابقهم در من هذه المور ذنًبا محق ً
وما ق ّ
وكونهم من أهل الجنة ،لن الذنب المحقق يرتفع عقابه في الخرة بأسباب متعسسددة ،منهسسا:
التوبة ،ومنها الحسنات الماحية للذنوب؛ فإن الحسسنات يسذهبن السسيئات ،ومنهسا المصسائب
المكفرة) ..منهاج السنة ،[.(3/19 :والحقيقة المهمة في هذا الموضوع أن إثارة
الشيعة لهذه القضايا هو في حقيقة أمره تستر على السبب الحقيقي مسسن
موقفهم من الصحابة ،ذلك أن الصحابة رضوان الله عليهسسم لسسو كسسانوا فسسي
عصمة من كل خطأ ،وفي حرز من كل ذنسب ،لمسا رضسي عنهسم الماميسة،
لن ذنب الصحابة عند هؤلء هو بيعتهسسم لبسسي بكسسر دون علسسي ،وكسسل ذنسسب
يغتفر إل هذا المر ،كما أن مسسن جسساء بقسسراب الرض خطايسسا ومعسسه "جسسواز
الولية" فقد نجا.
وقد تنبه إلى هذه الحقيقة المهمة القاضية عبسسد الجبسسار فقسسال" :وكسسثيًرا
تسأل المامية عما كان من عثمان في تولية أقاربه وغير ذلك ،وفي سسسير
طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة ،وما ذاك إل لضعفهم وانقطسساعهم؛ لن
كا عنسسدهم عثمان لو لم يول أقاربه ولم يصنع مسسا صسسنع لكسسان كسسافًرا مشسسر ً
بادعائه المامة لنفسه ولبي بكر وعمر ،ولو كان طلحسسة والزبيسسر وعائشسسة
في عسكر أميسسر المسسؤمنين وفسسي المحسساربين معسسه مسسا كسسانوا إل مشسسركين
باعتقادهم إمامة أبي بكر وعمر وعثمان ،فمن يكلم المامية فسسي إثسسارتهم
لهذه المسائل كمن يكلم اليهود في وجسسوب النيسسة فسسي الطهسسارة ،أو يكلسسم
النصارى في استحللهم الخمسسر ،وإنمسسا يكلسسم فسسي هسسذا مسسن قسسال :ل ذنسسب
لعثمان إل ما أتاه من الحمى ،وتولية القارب ،ولول ذلك لكان مثل عمسسر،
425
ومن قال :ل ذنب لطلحة والزبير وعائشة إل مسيرهم إلى البصسسرة ،ولسول
ذلك لكانوا مثل أبي عبيدة وعبد الرحمن وابن مسعود.
فاعرف هذا ول تكلمهم فيه البتة ،وكلمهم فيما يدعونه مسسن النسسص فهسسو
الصل" ]تثبيت دلئل النبوة.[.1/294 :
426
وبنات النبي صلى الله عليه وسلم يشملهن سخط الشيعة وحنقهسسم ،فل
يذكرن فيمن استثنى من التكفير ،بل ونفى بعضسسهم أن يكسسن بنسسات للنسسبي
صلى الله عليه وسلم -ما عدا فاطمة ]انظر :جعفر النجفي /كشسسف الغطسساء :ص
،5حسن المين /دائرة المعارف السلمية ،الشيعة – [.1/27 :فهل يحب رسول الله
صلى الله عليه وسلم من يقول فيه وفي بناته هذا القول؟!
وقد نص صاحب الكافي في رواياته على أن كل من لسسم يسسؤمن بسسالثني
يا ]انظر :الكسسافي ،بسساب مسسن ادعسسى المامسسة
عشر فهو كافر ،وإن كان علوًيا فاطم ً
وليس لها بأهل ،ومن جحسسد الئمسسة أو بعضسسهم ،ومسسن أثبسست المامسسة لمسسن ليسسس لهسسا بأهسسل:
،[.374-1/372وهذا يشمل في الحقيقة التكفير لجيل الصحابة ومن بعسسدهم
بما فيهم الل والصحاب؛ لنهم لم يعرفوا فكرة "الثني عشسسر" السستي لسسم
ه(.
توجد إل بعد سنة ) 260
كما باءوا بتفكير أمهات المسسؤمنين أزواج رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم؟ إذ لم يستثنوا واحدة منهن في نصوصهم ..ولكنهم يخصسسون منهسسن
عائشة ]انظر :أصول الكافي ،1/300 :رجال الكشي :ص ،60-57بحار النوار[.53/90 :
وحفصة ]انظر :بحار النوار -[.22/246 :رضي الله عنهن جميًعا – بالذم واللعن
والتكفير.
وقد عقد شيخهم المجلسي باًبا بعنوان "بسساب أحسسوال عائشسسة وحفصسسة"
ذكر فيه ) (17رواية ]بحار النوار ،[.247-22/227 :وأحال فسسي بقيسسة الروايسسات
إلى أبواب أخرى ]حيث قال" :قد مر بعض أحوال عائشة في باب تزويج خديجة ،وفسسي
باب أحوال أولده صلى الله عليه وسلم في قصص مارية وأنها قسسذفتها فنزلسست فيهسسا آيسسات
الفك )انظر كيف يقلبون الحقائق( وسيأتي أكثر أحوالها في قصسة الجمسل" )بحسار النسسوار:
،[.(22/245وقد آذوا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فسسي أهسسل بيتسسه
أبلغ اليذاء.
حتى اتهموا في أخبسسارهم مسسن برأهسسا اللسسه مسسن سسسبع سسسماوات؛ عائشسسة
الصديقة بنت الصسسديق بالفاحشسسة ،فقسسد جسساء فسسي أصسسل أصسسول التفاسسسير
عندهم )تفسير القمي( هذا القذف الشنيع ]ونص ذلسسك" :قسسال علسسي بسسن إبراهيسسم
مَثل{ ]الّتحريم ،آية [11:ثسسم ضسسرب اللسسه فيهمسسا )يعنسسي عائشسسة ه َب الل ّ ُ ضَر َ و َ في قولهَ } :
َ ن كَ َ ّ ّ ّ وحفصة زوجتي رسول الله مثل ً فقالَ } :
ح
مقَرأةَ ن ُققو ٍفقُروا ا ِ ْ ذي َ مَثل لل ق ِ ه َ ب اللق ُ ضَر َ
َ
ما{ ]الّتحريم ،آية [10 ه َ
خان ََتا ُف َ ن َ
حي ْ ِ
صال ِ َ عَباِدَنا َ
ن ِ م ْن ِعب ْدَي ْ ِ
ت َ ح َ ط َ
كان ََتا ت َ ْ مَرأةَ ُلو ٍوا ِ ْ
َ
ن الحد ّ على فلنة فيمسسا أتسست ما{ إل الفاحشة ،وليقيم ّ ه َ
خان ََتا ُ َ
قال :والله ما عنى بقوله }ف َ
ما أرادت أن تخرج إلسسى البصسسرة قسسال لهسسا فلن :ل في طريق البصرة ،وكان فلن يحّبها ،فل ّ
ل لك أن تخرجين – كذا – من غير محرم فزّوجت نفسها من فلن.. يح ّ
مسسي مسسا تفسسسير الق ّ مي كما نقله عنه المجلسي في بحار النسسوار ،22/240 :أ ّ ص الق ّ
هذا ن ّ
حح حذف اسم البصرة الذي ورد مّرتين ووضع مكانه نقسسط ن المص ّ ص ،إل أ ّ فقد جاء فيه الن ّ ّ
مي .(2/377 )انظر :تفسير الق ّ
والنص فيه عدم التصريح بالسسسماء ،فقسسوله" :ليقيمسسن الحسسد" مسسن السسذي يقيسسم؟ وقسسوله:
ل رموزها وذلك "فلن ،وفلنة" من هما؟ لكن شيخ الشيعة المجلسي كشف هذه الّتقية وح ّ
سلم فسسي ن الحد ّ أي القائم عليه ال ّ لنه يعيش في ظل الدولة الصفوية فقال :قوله :وليقيم ّ
الّرجعة كما سيأتي )وقد نقلت ذلك عن المجلسي في فصل الغيبسسة ،وص سّرح بالسسسم وأّنهسسا
م المؤمنين ،إل أنه قال بأنه بسبب ما قالته فسي ماريسسة ،فلسم يجسسرؤ أن يصسرح مسع عائشة أ ّ
ذكر السم بمسسا صسسرح بسسه هنسسا مسسن القسسذف الصسسريح( والمسسراد بفلن طلحسسة )بحسسار النسسوار:
.(22/241
427
هذا النص كما ترى قد جاء في تفسير القمسسي السسذي يسسوثقه شسسيوخهم المعاصسسرون ،ولسسم
يتعقبه المصحح والمعلق على تفسير القمي بشيء ،فهو عار يلسف السسابقين والمعاصسرين
من شيوخهم ،إل أن المعلق على البحار عقب علسسى النسسص المسسذكور بالسسدفاع عسسن شسسيخهم
القمي ل الدفاع عسسن عائشسسة أم المسسؤمنين ،وأم المسسؤمنين ل تحتسساج إلسسى شسسهادة أحسسد بعسسد
شهادة الله لها ..ولكن نذكر ذلسسك لبيسسان عظيسسم جرمهسسم [.المتضمن تكذيب القسسرآن
العظيم ،قسسال ابسسن كسسثير فسسي تفسسسير سسسورة النسسور" :أجمسسع أهسسل العلسسم –
رحمهم الله – قاطبة على أن من سبها ورماها بما رماها به بعد هذا السسذي
ذكر في الية فإنه كافر ،لنه معانسسد للقسسرآن" ]تفسسسير ابسسن كسسثير،290-3/289 :
وانظر :الصارم المسلول لبن تيمية ص .[.571
وقال القرطبي" :فكل من سبها مما برأها اللسسه منسسه مكسسذب للسه ،ومسن
كذب الله فهو كافر" ]تفسير القرطبي.[.12/206 :
هسسذا وظسساهرة التكفيسر عنسسد الشسسيعة ل تخسسص جيسل الصسسحابة ،وإن كسان
الصحابة ينالهم النصيب الوفى مسسن السسسب والتكفيسسر باعتبسسار أنهسسم حملسسة
الشريعة ،ونقلة الكتاب والسسسنة ،والمبلغسسون عسسن رسسسول اللسسه ديسسن اللسسه،
ولذلك صار "الطعن فيهم طعن في الدين" ]ابسسن تيميسسة /منهسساج السسسنة.[.1/5 :
وكان هسسذا هسسو هسسدف الزنادقسسة مسسن وراء الحملسسة الضسسارية عليهسسم ،ولكسسن
سلسلة التكفير عند الشيعة مستمرة.
فكما قالت كتب الشيعة :إن الناس ارتدوا بعد وفسساة الرسسسول إل ثلثسسة،
ضا" :ارتد الناس بعسسد قتسسل الحسسسين إل ثلثسسة :أبسسو خالسسد الكسسابلي، قالت أي ً
ويحيى أم الطويل ،وجبير بن مطعم" ]رجسسال الكشسسي :ص ،123أصسسول الكسسافي:
.[.2/380
دا من أهل السسبيت ول الحسسسن بسسن فأنت ترى أن هذا النص ل يستثني أح ً
علي الذي تعسده الثنسسا عشسرية إمامهسا ،ويبسسدو أنهسا ل تسستثنيه لنهسا عليسه
ساخطة لقيامه بمصالحة معاوية حسستى خسساطبه بعسسض الشسسيعة بقسسوله" :يسسا
مذل المؤمنين" ]انظسسر :رجسسال الكشسسي :ص ،[.111ووثب عليسسه أهسسل عسسسكره
فانتهبوا فسطاطه ،وأخذوا متاعه ،وطعنه ابن بشير السدي فسسي خاصسسرته
حا إلى المدائن ]انظر :المصدر السابق :ص .[.113 فردوه جري ً
3ق تكفيرهم خلفاء المسلمين وحكوماتهم:
في دين الثني عشرية أن كل حكومة غير حكومة الثنسسي عشسسر باطلسسة،
وصاحبها ظالم وطاغوت يعبد من دون الله ،ومسسن يبسسايعه فإنمسسا يعبسسد غيسسر
الله.
وقد أثبت الكليني هذا المعنسى فسي عسدة أبسواب مثسل :بساب مسن ادعسى
المامة وليس لها بأهل ،ومن جحد الئمة أو بعضسسهم ،ومسسن أثبسست المامسسة
ثا عن أئمتهم ]الكسسافي-1/372 : لمن ليس لها بأهل ،وذكر فيه اثني عشر حدي ً
،[.374وباب فيمن دان الله عز وجل بغير إمام من الله جسسل جللسسه ،وفيسسه
خمسة أحاديث ]الكافي.[.376-1/374 :
وفي البحار "باب عقاب من ادعى المامة بغير حق أو رفسسع رايسسة جسسور،
ما جائًرا" ]بحار النوار 25/110 :وما بعدها.[.
أو أطاع إما ً
428
وكل خلفاء المسلمين ما عدا علًيا والحسن طواغيت – حسب اعتقادهم
– وإن كانوا يدعون إلى الحق ،ويحسنون لهل البيت ،ويقيمون ديسن اللسه،
ذلك أنهم يقولون" :كل راية ترفع قبسسل رايسسة القسسائم ]هسسو :مهسسديهم المنتظسسر[.
رضي الله عنه صاحبها طاغوت" ]الكسسافي :بشسسرحه للمازنسسدراني ،12/371 :بحسسار
النوار .[.25/113 :قال شارح الكافي" :وإن كان رافعهسسا يسسدعو إلسسى الحسسق"
]المازنسسدراني /شسسرح جسسامع ،[.12/371 :وحكسسم المجلسسسي علسسى هسسذه الروايسسة
بالصحة ]مرآة العقول [.4/378 :حسب مقاييسهم.
ه( فيقسسول شسسيخهم المجلسسسي عسسن الخلفسساء أمسسا مسسن قبسسل سسسنة ) 260
الراشدين" :إنهم لم يكونوا إل غاصبين جائرين مرتسسدين عسسن السسدين ،لعنسسة
الله عليهم وعلى من اتبعهم في ظلم أهل البيت مسسن الوليسسن والخريسسن"
]بحار النوار.[.4/385 :
4ق الحكم على المصار السلمية بأنها دار كفر:
جاء في أخبارهم تخصيص كثير من بلد المسلمين بالسب ،وتفكير أهلها
عا
ما بالسلم واتبا ً على وجه التعيين ،ويخصون منها غالًبا ما كان أكثر التزا ً
للسنة ،فقد صرحوا بكفر أهالي مكة والمدينة في القرون المفضلة ،ففي
شسسامعصر جعفر الصادق كانوا يقولون عن أهسسل مكسسة والمدينسسة" :أهسسل ال ّ
شّر من أهل الّروم )يعني شّر من الّنصارى( ،وأهل المدينة شّر مسسن أهسسل
كة يكفرون بالله جهرة" ]أصول الكافي.[.2/409 : كة ،وأهل م ّ م ّ
"وعسسن أبسسي بصسسير ،عسسن أحسسدهما عليهمسسا السسسلم قسسال :إن أهسسل مكسسة
ليكفرون بالله جهرة ،وإن أهل المدينة أخبث من أهل مكسسة ،أخبسسث منهسسم
فا" ]أصول الكافي.[.2/410 :سبعين ضع ً
ومن المعلوم أن أهل المدينة كانوا – ول سيما في القسسرون المفضسسلة –
يتأسون بأثر رسول الله صلى الله عليه وسسسلم أكسسثر مسسن سسسائر المصسسار،
ولهذا لم يذهب أحد من علماء المسلمين إلى أن إجمسساع أهسسل مدينسسة مسسن
المدائن حجة يجب اتباعها غير المدينة ]اشتهر عن مالك وأصحابه ،أن إجماع أهلها
حجة ،وإن كسسان بقيسسة الئمسسة ينسسازعونهم فسسي ذلسسك ،والمسسراد إجمسساعهم فسسي تلسسك العصسسار،
المفضلة ،أما بعد ذلك فقد اتفق الناس على أن إجماعهم ليس بحجة )مجموع فتاوى شسسيخ
السلم.[.(20/300 :
وقد ظل أهل المدينة متمسكين بمذهبهم القديم ،منتسبين إلى مسسذهب
مالك إلى أوائل المائة السادسة أو قبل ذلك أو بعد ذلك ،فإنهم قدم إليهم
من رافضة المشرق من أفسد مذهب كسسثير منهسسم ]انظسسر :الفتسساوى-20/299 :
.[.300
وهذا اللتزام بالسلم قد أغاظ هؤلء الزنادقة ،فعبروا عن حقدهم بهذه
الكلمات ،والتاريخ يعيد نفسه ،ففي هذا العصر خطب خطيبهم وقال :بسسأن
ر من اليهود ]وسيأتي ذكسسر ذلسسك بنصسسه فسسي فصسسل »دولسسةمكة يحكمها شرذمة أش ّ
اليات« من الباب الرابع ص .[.1174
وقد كشف شيخهم المعاصر والذي علق على نصوص الكافي عن وجسسه
هذه الكلمات ،وأبان عن فحوى هذه النصوص فقال" :لعل هذا الكلم في
زمن بني أمية وأتباعهم ،كانوا منافقين يظهرون السلم ويبطنسسون الكفسسر،
429
والمنافقون شر من الكفار وهم في الدرك السفل من النار ..ويحتمل أن
قا شر من سائر يكون هذا مبنًيا على أن المخالفين غير المستضعفين مطل ً
الكفار كما يظهر من كسسثير مسسن الخبسسار" ]علسسي أكسسبر الغفسساري /أصسسول الكسسافي:
) 410-2/409الهامش(.[.
فهو يرى أن هذا التكفير حق ،ويخرج الحكم عليهم بأنهم شر من الكفار
بأحسسد أمريسسن :إمسسا باتبسساعهم للمسسويين أي :بمقتضسسى مبسسايعتهم لخلفسساء
المسلمين من المويين ،وهذا نفاق أكبر عندهم ،أو لن المخالف شر مسسن
الكافر ..وبهذا التخريسسج الخيسسر يشسسمل التفكيسسر ديسسار المسسسلمين فسسي كسسل
الزمان.
ضا عن مصر وأهلها" :أبناء مصر لعنسسوا علسسى لسسسان داود عليسسه وقالوا أي ً
سلم ،فجعل الله منهسسم القسسردة والخنسسازير" ]بحسسار النسسوار ،60/208 :تفسسسير ال ّ
القّمي :ص 596ط :إيران" [.وما غضسسب اللسسه علسسى بنسسي إسسسرائيل إل أدخلهسسم
مصر ،ول رضي عنهم إل أخرجهم منها إلى غيرهسسا" ]بحسسار النسسوار-208 /60 :
،209قرب السناد :ص ،220تفسير العياشي ،1/304 :البرهان.[.1/456 :
"بئس البلد مصسسر! أمسسا إنهسسا سسسجن مسسن سسسخط اللسسه عليسسه مسسن بنسسي
إسرائيل" ]تفسير العياشي ،1/305 :بحار النوار ،60/210:البرهان.[.1/457 :
"انتحوا مصر ل تطلبوا المكث فيها ) لنه ( يسسورث الدياثسسة" ]بحسسار النسسوار:
.[.60/211
وجاءت عندهم عدة روايات في ذم مصر ،وهجسساء أهلهسسا ،والتحسسذير مسسن
سكناها ،ونسبوا هذه الروايات إلى رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم،
وإلى محمد الباقر ،وإلى علي الرضا ،وهذا رأي الروافسسض فسسي مصسسر فسسي
تلك العصور السلمية الزاهرة ،وقد عقب المجلسي على هسسذه النصسسوص
بقوله بأن مصر صارت من شر البلد في تلسسك الزمنسسة ،لن أهلهسسا صسساروا
من أشقى الناس وأكفرهم ]انظر :بحار النوار.[.5/208 :
كل ذلك لنها لم تأخذ بنهج الروافض ،ويحتمل أن هذه الروايات قبسسل أو
بعد الحقبة السماعيلية من تاريخ مصر ،لن من يشسساركهم فسسي رفضسسهم..
ويقيم دولة تسمح بكفرهم ل ينالون منه بمثل هذا.
ول يبعد أن هذه النصوص هي تعبير عسسن حقسسد الرافضسسة وغيظهسسم علسسى
مصر وأهلها بسبب سقوط دولسسة إخسسوانهم السسسماعيليين علسسى يسسد القسسائد
العظيم صلح الدين الذي طهر أرض الكنانة من دنسهم ورجسهم.
وأين هذه الكلمات المظلمة في حق مصر وأهلها من الباب الذي عقده
مسلم في صحيحه "باب وصية النبي صلى الله عليه وسسسلم بأهسسل مصسسر"
]صحيح مسلم.[.2/2970 :
وجاء عندهم ذم كثير من بلدان السسسلم وأهلهسسا ]انظسسر :الخصسسال :ص -506
،507بحار النوار 60/206 :وما بعدها .[.ولم يستثن من ديار المسسسلمين إل مسسن
يقول بمذهبهم وهي قليلة في تلسسك الزمسسان ،حسستى جسساء عنسسدهم "إن اللسسه
عرض وليتنا على أهل المصار فلم يقبلهسسا إل أهسسل الكوفسسة" ]بحسسار النسسوار:
،60/209وعزاه إلى بصائر الدرجات.[.
430
5ق قضاة المسلمين:
تعد أخبسسارهم قضسساة المسسسلمين طسسواغيت لرتبسساطهم بالمامسسة الباطلسسة
بزعمهم ،فقد جاء في الكافي عن عمر بن حنظلسسة قسسال :سسسألت أبسسا عبسسد
الله عليه السلم عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث
فتحاكما إلى السلطان وإلى القضاة أيحل ذلسسك؟ قسسال :مسسن تحسساكم إليهسسم
في حق أو باطل فإنما تحاكم إلى الطسساغوت ،ومسسا يحكسسم لسسه فإنمسسا يأخسسذ
قا ثابًتا له؛ لنه أخذ بحكم الطسساغوت ،وقسسد أمسسر اللسسه أن سحًتا ،وإن كان ح ً
موا ْ إ ِل َققى الطّققا ُ َ
د
قق ْو َ
ت َغو ِ حققاك َ ُ
ن أن ي َت َ َ
دو َ
ريق ُ
به .قال تعالى} :ي ُ ِ يكفر
َ ُ
ه{ ]النساء ،آية] [.60 :أصول الكافي.[.1/67 : فُروا ْ ب ِ ِ مُروا ْ أن ي َك ْ ُ
أ ِ
فأنت ترى أنهم اعتبروا قضاة المسلمين وحكامهم طسسواغيت ،واعتسسبروا
أحكامهم باطلة ،ومن يأخذ حقه بواسطتها فإنما يأكل الحرام ،وهذا الحكم
يعم قضاة المسلمين على مدى القرون وتعسساقب الجيسسال ،وهسسذه الروايسسة
تحكم على القضاء والقضسساة فسسي عصسسر جعفسسر الصسسادق ،كمسسا يظهسسر مسسن
إسنادهم للرواية إلى جعفر ،فإذا كان هذا نظرهسسم فسسي قضسساة المسسسلمين
في القرون المفضلة فما بالك فيمن بعدهم.
ويبدو أنهم يريدون قضاة يحكمون بحكايات الرقاع ،وبسسالجفر والجامعسسة،
ومصحف فاطمة ،وحكم آل داود ،ول يسسألون البينسة ،كمسا جساء ذلسك فسي
أخبارهم ]انظر" :فصل السنة ،ومبحث اليمان بالكتب ،وفصل الغيبسسة" [.ل فسسي حكسسم
الكتسساب والسسسنة وإجمسساع سسسلف المسسة ،فهسسم السسذين تتنسساولهم اليسسة السستي
استدلوا بها ،لنها نزلت في بعض المنافقين الذين فضلوا حكسسم الطسساغوت
على حكم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسسسلم ]انظسسر :تفسسسير الطسسبري:
8/507وما بعدها )من الجزاء المحققة( ،تفسير البغوي .[.1/446 :وهؤلء الروافسسض
من جنس أولئك المنافقين.
وهذه النظرة لم يتغير منها شيء في نفوس شيوخهم في هسسذا العصسسر؛
دا معنسساه " :-المسسام فها هو الخميني يعقب على حديثهم هذا فيقول – مؤك ً
عليه السلم نفسه ينهسسى عسسن الرجسسوع إلسسى السسسلطين وقضسساتهم ويعتسسبر
عا إلى الطاغوت" ]الحكومة السلمية :ص .[.74 الرجوع إليهم رجو ً
ويقول المعلق على الكافي :والية بتأييد الخبر تدل على عدم الترافع
قا ،وربما قيل بجواز التوسل بهم إلى أخذ الحق إلى حكم الجور مطل ً
المعلوم ،اضطراًرا مع عدم إمكان الترافع إلى الفقيه العدل ]أصول الكافي:
) 1/67الهامش(.[.
ولكن يظهر أن هذه المبادئ التي وضعها الزنادقة لم تجد القبول لدى
بعض أتباعهم ،لنه يجد في ظل قضاة المسلمين العدل والنصاف ما ل
يجد عند قومه ،وقد اعترف بعضهم لشيخ السلم ابن تيمية فقال له :أنتم
ضا ]منهاج السنة .3/39 :وقد
)يعني أهل السنة( تنصفوننا ما ل ينصف بعضنا بع ً
حدثني بعض قضاة السنة وقد تولى القضاء في بعض المناطق التي يقطنها شيعة بأنه يجد
رغبة في التحاكم إلى أهل السنة لستخلص حقوقهم ول يرجعون لشيوخهم .ويبدو أنهم ل
يلجأون إلى شيوخهم إل مكرهين تحت سياط الوعيد والتهديد بإصدار صكوك الحرمان،
والوعيد بالنيران.[.
431
وقد اشتكى بعض رجالهم لمامه بسأنهم يجسدون عنسد أهسل السسنة كسثرة
المانة ،وحسن الخلق ،وحسن السمت ،ويجدون على الضد من ذلك فسسي
الشيعة فيغتمون لذلك ]أصول الكافي.[.2/4 :
6ق أئمة المسلمين وعلماؤهم:
حذروا من التلقي عن شيوخ المسلمين وعلمائهم ،وعدوهم كملل أهسسل
سسسلم :إن ّسساالشرك "عن هارون بن خارجة قال :قلت لبي عبد الله عليه ال ّ
نأتي هؤلء المخالفين ]هذا الّلقب يطلق عندهم فسسي الغسسالب علسسى أهسسل ال ّ
س سّنة ،وقسسد
جسسة لنسسا عليهسسم؟ قسسال :ل ل مخسسالف [.فنسمع منهم الحسسديث يكسسون ح ّ يتناول ك ّ
تأتهم ول تسمع منهسسم ،لعنهسسم اللسسه ولعسسن مللهسسم المشسسركة" ]بحسسار النسسوار:
سرائر لبن إدريس.[.
،2/216وعزاه لل ّ
وجاء في الكافي عن سدير عن أبسسي جعفسسر قسسال .." :يسسا سسسدير فأريسسك
دين عن دين الله ،ثم نظر إلى أبي حنيفة وسفيان الث ّسسوري فسسي ذلسسك صا ّ
ال ّ
دون عسسن ديسسن اللسسه بل صسسا ّ
الّزمان وهم حلق في المسجد ،فقال :هسسؤلء ال ّ
ن هسسؤلء الخسسابث لسسو جلسسسوا فسسي بيسسوتهم هدى من الله ول كتاب مسسبين ،إ ّ
دا يخبرهم عن الله تبارك وتعالى وعن رسسوله فجال الّناس ،فلم يجدوا أح ً
صلى الله عليه وسلم حتى يأتونا فنخبرهم عسن اللسه تبسارك وتعسالى وعسن
رسوله صلى الله عليه وسلم" ]أصول الكافي ،393-1/392 :تفسسسير نسسور الّثقليسسن:
.[.4/132
فيبدوا أن الغيظ أخذ من هؤلء الباطنيين مأخذه ،وهم يسسرون أئمسسة أهسسل
السنة يعلمون الناس القرآن والسنة ،ويدعون إلى ديسسن السسسلم والنسساس
مقبلون عليهم ،ينهلسسون مسسن علمهسسم ويأخسسذون عنهسسم ،فسسترى حلقهسسم فسسي
المسسسجد ،عسسامرة بسسالرواد ،مزدانسسة بسسالعلم ..تغمرهسسا السسسكينة ،وتحفهسسا
الرحمسسة ،وتغشسساها الملئكسسة ،وكسسان هسسؤلء العلمسساء العلم للمتقيسسن أئمسسة
وقادة ،وأولئك الباطنيون قد قبعوا في بيوتهم ،ل يلتفسست إليهسسم ،ول يحفسسل
بهسسم ،قسسد اسسستولت عليهسسم الذلسسة ،والمسسسكنة وبسساءوا بغضسسب النسساس،
واحتقارهم .فكانت أمنياتهم التي وضعوها على ألسنة أهل السسبيت للتغريسسر
بالتباع ،ومحاولة إيجاد الفتنة والعزلة بين أهسسل السسبيت وأئمسسة المسسسلمين،
كانت هذه المنيات تكفر أئمسسة المسسسلمين وتتمنسسى أن تخلسسو الرض منهسسم
لتتهيأ لهم الفرصة لتحقيق أغراضهم.
432
ويعنسسون بسالمرجئة أهسل السسسنة ،ولهسذا تجسسد شسيخهم المجلسسي يشسرح
حديثهم الذي يقول" :اللهم العن المرجئة فهم أعداؤنا في الدنيا والخسسرة"
]فروع الكافي )مع شرحه مرآة العقول.[.(4/371 :
ي عن الدرجسسة الولسسى ويرجح أن المراد بالرجاء في هذا النص تأخير عل ّ
إلى الدرجة الرابعة ]مرآة العقول.[.4/371 :
ويكفي أن تعرف أن الزيدية وهي من الشيعة نالهم من السسذم والتكفيسسر
مال يخطر بالبال .قالوا – مثل ً – عن الزيدية عن عمر بن يزيد قال :سألت
دق عليهسسم أبا عبد الله عن الصدقة على الناصب وعلى الزيدية قال :ل تص ّ
بشيء ول تسقهم من الماء إن استطعت ،وقال لي :الزيدية هسسم النصسساب
]رجال الكشي :ص ،199بحار النوار.[.72/179 :
وفي الكافي "عن عبد الله بن المغيرة قال :قلست لبسسي الحسسن رضسسي
ن لي جارين أحدهما ناصب والخر زيدي ول بد ّ من معاشسسرتهما الله عنه :إ ّ
فمن أعاشر؟ فقال :هما سيان ،من كسسذب بآيسسة مسسن كتسساب اللسسه فقسسد نبسسذ
ذب بجميسسع القسسرآن والنبيسساء والمرسسسلين ،ثسسم السلم وراء ظهره هو المك ّ
زيسسدي نصسسب لنسسا" ]الكسسافي /كتسساب الّروضسسة: ن هذا نصسسب لسسك ،وهسسذا ال ّ قال :إ ّ
) 12/304مع شرحه للمازندراني( ،مفتاح الكتب الربعة.[8/76 :
ولم يشفع للزيديسسة عنسسدهم أنهسسم "دعسسوا إلسسى وليسسة علسسي" ]بحسسار النسسوار:
[.72/181وكانوا شيعة :لنهم "خلطوها بولية أبي بكر وعمر" ]بحسسار النسسوار:
[.72/181وهذا عندهم ذنب ل يغفر ،بل إن مجسسرد محبسسة أبسسي بكسسر عنسسدهم
ي
هي من الكفر .جاء في البحار "عن أبي علي الخراساني عن مولى لعلسس ّ
سسسلم فسسي بعسسض خلسسواته سلم قال :كنت معه عليسسه ال ّ بن الحسين عليه ال ّ
قا أل تخسسبرني عسسن هسسذين الّرجليسسن :عسسن أبسسي بكسسر ن لي عليك ح ّ فقلت :إ ّ
وعمر؟ فقال :كافران كافر من أحّبهما" ]بحار النوار.[.138-137 /72 :
وعدوا مجرد العتقاد بإمامة أبي بكر وعمر من النصب الذي هو أعظسسم
الكفر عندهم.
ولهذا قال الملجسي" :قد يطلسسق الناصسسب علسسى مطلسسق المخسسالف غيسسر
المستضعف كما هو ظاهر من كثير من الخبار" ]مرآة العقول.[.4/72 :
ضا" :ل تجوز الصلة على المخالف لجبر أو تشسسبيه أو اعسستزال أو وقال أي ً
خارجية أو إنكار إمامة إل للتقية ،فإن فعل )يعني صسسلى عليسسه تقيسسة( لعنسسه
بعد الرابعة" ]مرآة العقول.[.73-4/72 :
وقد قال المفيد بأن كل أهل البسسدع كفسسار ]أوائل المقسسالت :ص ،[.15ولهسسذا
عقد المجلسي باًبا بعنوان" :باب كفسر المخسالفين والنصساب" ]بحسسار النسسوار:
.[.72/131
وقسسال المجلسسسي" :كتسسب أخبارنسسا مشسسحونة بالخبسسار الدالسسة علسسى كفسسر
الزيدية وأمثالهم من الفطحية ،والواقفة" ]بحار النوار.[.37/34 :
وهذه الفرق التي يذكر كلها شيعة ،فما بالك بمن دونهم – في رأيهم .-
ضسسا ،اسسستمع إلسسى مسسا يرويسسه بل إن رجال الثني عشرية يكفر بعضهم بع ً
الكشي ،ويوافقه عليه شيخ طائفتهم الطوسي ]لن رجال الكشسسي مسسن اختيسساره
وتهذيبه ،[.عن حال أصحابهم من التكفير والختلف والتنابذ ،حيث يقول في
433
ه( اجتمع ستة عشر رجل ً في باب أبسسي الحسسسن روايته بأنه في سنة ) 190
الثاني ،فقال له أحدهم ويدعى جعفر بن عيسى" :يسسا سسسيدي ،نشسسكو إلسسى
الله وإليك ]هذا من اللفاظ المنهي عنها لدخولها في دائرة الشسسرك ،بسسل يقسسال" :نشسسكو
إلى الله ثم إليك" وضلل هؤلء أكبر من ذلك ،ولكن هسسذا لتنسسبيه القسسارئ [.ما نحسسن فيسسه
من أصحابنا ،فقال :وما أنتم فيه منهم؟ فقال جعفسسر :هسسم واللسسه يزنسسدقونا
ويكفرونا ويتسسبرؤون منسسا ،فقسسال :هكسسذا كسسان أصسسحاب علسسي بسسن الحسسسين،
ومحمد بن علي ،وأصحاب جعفر ،وموسى :صلوات الله عليهم ،ولقد كان
أصحاب زرارة يكفرون غيرهم ،وكسسذلك غيرهسسم كسسانوا يكفرونهسسم "..وقسسال
يونس" :جعلسست فسسداك إنهسسم يزعمسون أنسا زنادقسسة" ]رجسسال الكشسسي :ص -498
.[.499
وهذا حال "رعيلهم الول" الذين ينتسبون زوًرا لهسسل السسبيت ،فمسسا حسسال
من بعدهم؟!
434
عا وتتهمها بالفجور ]قالوا بأنه يحضسسر فهي أحياًنا تقذف المة السلمية جمي ً
المولود أحد الشياطين ليتولى الفجور به ،ول يسلم من ذلك إل شسسيعتهم ،وقسسد مضسسى ذكسسر
نا تدعي بأنهم كلهم أولد زنسسا ]قسسالوا: نصوصهم في ذلك ص 460:هامش ،[.4 :وحي ً
إن الناس كلهم أولد بغايسا مسا عسدا شسيعتنا ،وقسسد مضسى تخريسج ذلسك مسن كتبهسم ص460:
هسسامش ،[.4 :ولذلك فإنهم يسسوم القيامسسة يظهسسرون علسسى حقيقتهسسم فيسسدعون
بأسماء أمهاتهم ]وهذا أحد عناوين بحار النوار ،[.7/237 :ومرة تقول بأنهم خلسسق
منكوس وهم ليسوا من البشر ،بل هم قردة وكلب وخنسسازير ]ومسسن شسسواهد
ذلك "عن أبي بصير قال :قلت لبي جعفر عليه السلم :أنسسا مسسولك ومسسن شسسيعتك ،ضسسعيف
البصر ،اضمن لي الجنة .قال :أول أعطيك علمة الئمة؟ قلت :وما عليسسك أن تجمعهسسا لسسي؟
قال :وتحب ذلك؟ قلت :كيف ل أحب؟ فما زاد أن مسح على بصير فأبصرت جميع مسا فسسي
سا ،قال :يا أبا محمد هذا بصرك ،فانظر مسسا تسسرى بعينسسك ،قسسال: السقيفة التي كان فيها جال ً
فوالله ما أبصرت إل كلًبا وخنزيًرا وقدًرا ،قلت :ما هذا الخلق الممسسسوخ؟ قسسال :هسسذا السسذي
ترى ،هذا السواد العظم ،ولو كشف الغطاء للناس ما نظر الشيعة إلى من خالفهم إل في
هذه الصورة ،ثم قال :يا محمد ،إن أحببت تركتك على حالك هكذا وحسابك على الله ،وإن
أحببت ضمنت لك على الله الجنة ورددتك على حالك الول ،قلت :ل حاجة في إلسسى النظسسر
إلى هذا الخلق المنكوس ،ردني فما للجنة عسسوض ،فمسسسح يسسده علسسى عينسسي فرجعسست كمسسا
كنت" )بحار النوار ،27/30 :وعزاه إلى الخرائج والجرائح للراوندي(.
فانظر إلى هذه المخاريق التي ل تشيع إل في مجتمعات السحرة والمشسسعوذين ،وانظسسر
إلى دعواهم أن الئمة يملكون الضمان بالجنة ،ثم زعمهسسم بسسأن كسسل النسساس كلب وخنسسازير
ن ِإل ك َِذًبا{ ،[.ولهم أقوال ولعنات قوُلو َ م ِإن ي َ ُ
ه ْ
ه ِ
وا ِ ن أَ ْ
ف َ م ْ
ج ِ
خُر ُ
ة تَ ْ ت ك َل ِ َ
م ً }ك َب َُر ْ
في المة كثيرة منكرة.
دا من أمة محمد صلى اللسسه عليسسه هذه نصوص الثني عشرية لم تدع أح ً
وسلم إل وتناولته بالطعن والتكفير ،وخصت بذلك صحابة رسول الله مسسن
المهسساجرين والنصسسار وأهسسل السسبيت النبسسوي ،والمصسسار السسسلمية وأهلهسسا،
والفسسرق السسسلمية ،وأمسسة محمسسد وتلعسسن الجميسسع فسسي دعواتهسسا وصسسلواتها
دا؟ نعسم ،إنهسا اسستثنت الفئة التاليسة
وزياراتهسا ،فهسل اسستثنت الشسيعة أحس ً
ودافعت عنهم وأثنت عليهم.
الفئة الققتي تسققتثنيها الشققيعة مققن عمققوم اللعققن والتكفيققر
للمة:
وإذا كفرت الثنا عشرية الصحابة والقرابة ،والخلفاء ،والقضاة ،والئمسسة
والفرق السلمية بما فيها فرق من الشيعة .فمن تثني عليه؟
لقد رأيتها تثني على أقزام التاريخ ،وحثالة البشر ،بل تمدح وتسسدافع عسسن
الكفسسرة الملحسسدين ،والزنادقسسة والمنسسافقين) ،والرواح جنسسود مجنسسدة ،فمسسا
تعارف منها ائتلف(.
فهي تسسدافع عسسن المرتسسدين كأصسسحاب مسسسيلمة الكسسذاب ]انظسسر :عبسسد اللسسه
العليلي /المام الحسين ،مقدمة الطبعة الثانية :ص ،19 ،4 ،3وراجع :المنتقى :ص -271
،[.273وعن الزنادقة :كالمختار بن أبي عبيد ]انظسسر :ابسسن إدريسسس /السسسرائر :ص
،475وانظسسر :حسسسين السسبرقي /تاريسسخ الكوفسسة :ص ،[.62والنصير الطوسسسي ]انظسسر:
الخوانساري /روضسسات الجنسسات ،301-6/300 :الخمينسسي /الحكومسسة السسسلمية :ص ،[.128
وعسسن الكسسذابين والمفسسترين كجسسابر الجعفسسي ]انظسسر :ص) (378-375مسسن هسسذه
الرسسسالة ،[.وزرارة بسسن أعيسسن ]انظسسر :ص) (382-378مسسن هسسذه الرسسسالة ،[.وعسسن
435
المجوس الحاقدين مثل أبي لؤلؤة المجوسي – قاتسسل عمسسر بسسن الخطسساب
رضي الله عنه – حتى إنها تسسسميه بابسسا شسسجاع السسدين ]عبسساس القمسسي /الكنسسى
واللقاب ،2/55 :وتعد يوم مقتل عمر رضي الله عنه من أعظم أعيادها ،وتقسسول" :إن هسسذا
يوم عيد وهو من خيار العياد" انظسر أخبسسارهم فسسي ذلسك فسسي النسوار النعمانيسسة للجسزائري:
1/108وما بعدها ،فصل "نور سماوي يكشف عن ثواب يوم قتل عمر بن الخطاب" ،وهسسذا
اعتقادهم في عظيم السلم وفاروق هذه المة ،وسبب هذا الحسسق أنسسه هسسو السسذي فتسسح بلد
فارس وأخضعها لحكم السلم ،ولذلك عظموا قاتله ويوم مقتله.[.
كما تتلقى دينهسسا عسسن الكفسسرة السسذين يعتقسسدون فسسي كتسساب اللسسه النقسسص
والتحريسسف وفسسي صسسحابة رسسسول اللسسه الكفسسر والسسردة :كسسإبراهيم القمسسي،
والكليني وأمثالهما وتجعل منهم ثقات دينها ،وعمدة رواياتها.
النقد:
هذا التكفير العام الشامل الذي لم ينج منه أحد هل يحتاج إلى نقسسد؟ إن
بطلنه أوضح مسن أن يسبين ،وكسذبه أجلسى مسن أن يكشسف ،وتكفيسر المسة
امتداد لتكفير الصحابة ،والسبب واحد ل يختلف.
ومن الطبيعي أن من يحقد على صحابة رسول الله ويسسسبهم ويكفرهسسم
ل قلب أحد يحقد على المة جميًعا ويكفرها ،كما قال بعض السلف" :ل يغ ّ
على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إل كان قلبه على
طة :ص [.41فإذا لم يرض عن أبسي بكسسر وعمسر المسلمين أغ ّ
ل" ]البانة لبن ب ّ
وعثمان ،وأهل بدر وبيعة الرضوان ،والمهاجرين والنصار وهم في السسذروة
من الفضل والحسان ،فهل يرضى بعد ذلك عن أحد بعدهم؟!
ومبنى هذا الموقف هو دعوى الروافض أن الصحابة رضوان الله عليهسسم
أنكروا النص على إمامة علي وبايعوا أبا بكر ،وقد مضى بيان بطلن النص
بالنقل والعقل وبالمور المتواترة المعلومة .ومسسا بنسسي علسسى الباطسسل فهسسو
باطل.
ولقد كان حكمهسسم بسسردة ذلسسك "الجيسسل القرآنسسي الفريسسد" مسسن الظسسواهر
الواضحة على بطلن مذهب الرفض من أساسه ،وأنسسه إنمسسا وضسسع أصسسوله
شرذمة من الزنادقة ،وبطلن هسسذه المقالسسة معسسروف بداهسسة ،ولسسذلك قسسال
أحمد الكسروي )اليراني والشيعي الصل( " :وأمسسا مسسا قسسالوا مسسن ارتسسداد
المسلمين بعد موت النسسبي صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم فسساجتراء منهسسم علسسى
الكذب والبهتان ،فلقائل أن يقول :كيف ارتدوا وهسسم كسسانوا أصسسحاب النسسبي
آمنوا به حين كذبه الخرون ،ودافعوا عنسسه واحتملسسوا الذى فسسي سسسبيله ثسسم
ناصروه في حروبه ،ولم يرغبوا عنه بأنفسهم ،ثم أي نفع لهسسم فسسي خلفسسة
ل :أكسسذبأبي بكر ليرتدوا عن دينهم لجلسسه؟! فسسأي المريسسن أسسسهل احتمسسا ً
رجل ً أو رجلين من ذوي الغراض الفاسدة ،أو ارتداد بضع مئات من خلص
المسلمين؟ فأجيبونا إن كان لكم جواب" ]التشيع والشيعة :ص .[.66
ومسسع وضسسوح بطلن مسسذهبهم – كمسسا تسسرى – لمخسسالفته للشسسرع والعقسسل
والتاريخ ،وما علم من السلم بالضرورة ،فإنه لبد من وقفة ولسسو سسسريعة
في الرد عليه؛ لنه وجد في الماضسسي ويوجسسد اليسسوم مسسن يتجاهسسل السسدلئل
والبراهين في ذلسسك ،وحسسسبك أن تعسسرف أن أحسسد آيسسات الشسسيعة فسسي هسسذا
436
العصر ،ومن يرفع شعار الوحدة السلمية ،ويرددهسا فسي نشسراته وخطبسه
ورحلته ]انظسسر – مثل ً :-السسسلم فسسوق كسسل شسسيء :ص [.65وهسسو شسسيخهم محمسسد
الخالصي قد كتب رسالة للشيخ محمد بهجة البيطسسار فسسي تاريسسخ 26ربيسسع
ه يقول فيها:الول سنة 1382
"لم أذكر الصحابة بخير لني ل أريسسد أن أتعسسرض لعسسذاب اللسسه وسسسخطه
بمخالفتي كتابه وسنته في مدح من ذمه الكتاب والسسسنة ،والطسسراء علسسى
من قبح أعماله القرآن المجيد ،والحاديث المتواترة عن النبي صسسلى اللسسه
عليه وسلم ،وغاية ما كنت أكتبه وأقوله هو أن كتاب الله وسنته لسسم تسسذكر
الصسسحابة بخيسسر ،ول تسسدل علسسى فضسسل لهسسم لنهسسم صسسحابة" ]رسسسالة السسسلم
والصحابة الكرام بين السنة والشيعة للشيخ محمد بهجة البيطار :ص .[.6
فالخالصي هنا ل يذكر الصحابة بخير مسسع تسسواتر النصسسوص فسسي فضسسلهم،
ولكنه يقول عن أئمته :إن "الئمة الثني عشر أركان اليمان ول يقبل الله
تعالى العمال من العباد إل بوليتهم" ]الخالصسسي /العتصسسام بحبسسل اللسسه :ص [.43
مع أن الثني عشر ل ذكر لهم ول لمامتهم أصل ً في كتسساب اللسسه سسسبحانه.
فانظر كيف يكذبون بالحقائق الواضحات ،ويصدقون بالكذب الصريح.
وإذا كان المر وصل إلى هذا الحد فإننسسا نسسسوق الدلسسة والسسبراهين علسسى
نقض مذهب الرافضة ،وبيان فضل الصحابة من الكتسساب والسسسنة ،وأقسسوال
الئمة ،والتاريخ ،والعقسسل ،والمسسور المعلومسسة المتسسواترة ..ونكشسسف – مسسن
خلل كتب الشيعة نفسها – مؤسسسس وواضسسع هسسذه العقيسسدة فسسي المسسذهب
الشيعي.
وهو بالتالي نقض لمذهبهم في تكفيسسر المسسة جميعًسسا ،لن السسسبب السسذي
كفروا به الصحابة هو السبب بعينه الذي كفروا به سائر المسلمين ،ولكسن
الصحابة – رضسسوان اللسسه عليهسسم – يختصسسون بالمزيسسد مسسن السسسب واللعسسن
ما وحديًثا بهدف إبطال الشريعة التي ينقلونها للمة. والتكفير قدي ً
أ ق القرآن الكريم:
لقد شهدت نصوص القسسرآن علسسى عسسدالتهم والرضسسا عنهسسم ،وأثنسسى اللسسه
عليهم في آيات كثيرة جلية واضحة ،ل نحتسساج لمعرفسسة معناهسسا إلسسى تأويسسل
باطني كحال الشيعة في تأويل آيات القرآن بالثني عشر.
س{ ]آل عمسسران ،آيسسة:ت ِللّنا ِج ْ
ر َ ة أُ ْ
خ ِ م ٍ
ُ
خي َْر أ ّ
م َ س قال جل شأنه ُ } :
كنت ُ ْ
.[.110
"وكفى فخًرا لهم أن الله تبارك وتعسسالى شسسهد لهسسم بسسأنهم خيسسر النسساس،
فسسإنهم أول داخسسل فسسي هسسذا الخطسساب ،ول مقسسام أعظسسم مسسن مقسسام قسسوم
ارتضاهم الله عز وجل لصحبة نبيه صلى الله عليسسه وسسسلم ونصسسرته" ]ابسسن
حجر الهيثمي /الصواعق المحرقة :ص .[.7
ولهذا جاء تأويلهسسا عسسن السسسلف بسسأقوال "مقتضسساها أن اليسسة نزلسست فسسي
الصحابة ،قال الله لهم كنتم خير أمة" ]ابن عطية /المحرر الوجيز ،3/193 :ولهسسذا
قال علمة الشيعة الزيدية محمد بن إبراهيم الوزير بعدما ذكسسر مسسن أحسسوال أولئك الصسسحب
العظام ما لم تر أمة من أمم الرض مثله .قال" :وهذه الشياء تنبه الغافل ،وتقوي بصسسيرة
437
س{ كفاية وغنية" )السسروض
ت ِللّنا ِ
ج ْ
ر َ ة أُ ْ
خ ِ م ٍ
ُ
خي َْر أ ّ
م َ العاقل ،وإل ففي قوله تعالىُ } :
كنت ُ ْ
الباسم ،57-1/56 :وانظر :محب الدين الخطيب /الجيل المثالي :ص .[.(19
َ َ
رصا ِ والن َ ن َ ري َِ ج
ها ِ م َ ن ال ْ ُ م َ ن ِ وُلو َ ن ال ّ قو َ ساب ِ ُوال ّ س وقال سبحانهَ } :
َ ضققوا ْ َ
د
عق ّ وأ َ ه َ عن ْق ُ وَر ُ م َ هق ْ عن ْ ُ ه َ ي الل ّق ُ ض َ ن ّر ِ سا ٍ ح َ هم ب ِإ ِ ْ عو ُ ن ات ّب َ ُ ذي َ وال ّ ِ َ
ْ َ َ
وُز فق ْ ك ال َ دا ذَل ِق َ هققا أب َق ً في َ ن ِ دي َ خال ِق ِ هاُر َ ها الن ْ َ حت َ َ ري ت َ ْ ج ِ ت تَ ْ جّنا ٍ م َ ه ْ لَ ُ
م{ ]الّتوبة :آية.[.100 : ظي ُ ع ِ ال ْ َ
فالية صريحة الدللة على رضاء الله سبحانه عن المهسساجرين والنصسسار،
والتابعين لهم بإحسسسان ،وتبشسسيرهم بسسالفوز العظيسسم ،والخلسسود فسسي جنسسات
النعيم ،ولهذا قال ابن كثير عند هذه الية:
"فيا ويل من أبغضهم أو سبهم ،أو أبغض أو سب بعضهم ول سيما سسسيد
الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضسسلهم أعنسسي الصسسديق الكسسبر والخليفسسة
العظم أبا بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه ،فإن الطائفة المخذولة مسسن
الرافضة يعادون أفضل الصحابة ويبغضونهم ويسسسبونهم ]بسسل تجسساوزوا مرحلسسة
ذا بالله مسسن ذلسسك .وهسسذا يسسدل علسسى أن السب إلى الحكم بالردة والتكفيسسر ،[.عيا ً
عقولهم معكوسة ،وقلوبهم منكوسة ،فأين هؤلء من اليمسسان بسسالقرآن ،إذ
يسبون من رضي الله عنهم" ]تفسير ابن كثير.[.2/410 :
ك عون َق َ ن إ ِذْ ي َُباي ِ ُمِني َ ؤ ِ مق ْ ن ال ْ ُ ِ عق
ه َ ي الل ّق ُ َ ضق قدْ َر ِ س وقال سسسبحانه} :ل َ َ
م هق ْ علي ْ ِ
ة َ َ كين َ َسق ِ ل ال ّ فقَأنَز َ م َ ه ْ قلققوب ِ ِ
فققي ُ ُ مققا ِ م َ عل ِق َ ف َة َ جَر ِ ش َ ت ال ّ ح َ تَ ْ
حا َ م َ َ
ريًبا{ ]الفتح ،آية.[.18 : ق ِ فت ْ ً ه ْ وأَثاب َ ُ َ
قال ابن حزم" :فمن أخبرنا الله سبحانه أنه علم ما في قلوبهم ،ورضي
عنهم ،وأنزل السكينة عليهم فل يحل لحد التوقف فسسي أمرهسسم ول الشسسك
فيهم البتة" ]الفصل.[.4/225 :
تنعيم ]الّتنعيم :على ثلثة شجرة بالحديبّية عند جبل ال ّ "والذين بايعوا تحت ال ّ
ن على يمينه جبل نعيم كزبير ،وعلسسى يسسساره
مي به ل ّ أميال أو أربعة من م ّ
كة المشّرفة ،س ّ
جبل ناعم ،والوادي اسمه نعمان بالفتح) .انظر :تاج العروس ،ماّدة "نعم" ،ومعجم البلدان،
لفظ "تنعيم"( [.كانوا أكثر من ألف وأربعمائة ،بسسايعوه لمسسا صسسده المشسسركون
عن العمرة ]منهاج السنة) 16-2/15 :تحقيق د .رشاد سالم(...[.
وهؤلء كما يقول شيخ السلم ابن تيمي ّسسة هسسم أعيسسان مسسن بسسايع أبسسا بكسسر
سّنة.[.1/206 : وعمر وعثمان رضي الله عنهم ]منهاج ال ّ
ولقد خسساب وخسسسر مسسن رد قسسول ربسسه أنسسه رضسسي عنسسه المبسسايعين تحسست
الشجرة ..وقد علم كل أحد له أدنى علم أن أبا بكر وعمر وعثمسسان وعلًيسسا
وطلحة والزبير وعماًرا والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهم من أهسسل هسسذه
الصفة ،وقد انتظمت الخوارج والروافض البراءة منهم خلًفا لله عز وجسسل
دا ]الفصل.[.4/226 : وعنا ً
علققى َ داء َ َ ّ ّ سققو ُ
شق ّ هأ ِ عق ُ
م َ ن َ ذي َ والق ِ ه َ ل اللق ِ مقدٌ ّر ُ ح ّ م َ وقسسال تعسسالىّ } :
ن الل ّق ِ
ه مق َ ض قل ً ّ ف ْ ن َ غو َ دا ي َب ْت َ ُ ج ً س ّ عا ُ م ُرك ّ ً ه ْم ت ََرا ُ ه ْ ماء ب َي ْن َ ُ ح َر ُر َ ِ فا ال ْك ُ ّ
م هق ْ مث َل ُ ُ ك َ جوِد ذَِلق َ سق ُ ر ال ّ ِ ن أ ََثق مق ْ هم ّ ه ِجو ِ و ُفي ُ م ِ ه ْ ما ُسي َ واًنا ِ ض َ ر ْ و ِ َ
ه رز قآق َ
ف ه َ أْ ط ق شَ ج ر ق خ
ْ َ أ ع ر ز قَ ك ل ق جي لن ا قي ق ف
ِ م ه ُ لَ ثمو ة را و ت ال في ِ
َ َ ُ ُ َ َ َ ْ ٍ ِ ِ ِ ّ ْ َ ِ َ َ ُ ْ
م هق ُ َ َ ظ َ غل َ َ َ
غي قظ ب ِ ِ ع ل ِي َ ِ ب ال قّزّرا َ جق ُ ع ِ ه يُ ْ ق ِ سققو ِ علققى ُ وى َ س قت َ َ فا ْ س قت َ ْ فا ْ
438
ة
فقَر ً غ ِ م ْ هققم ّ من ْ ُ ت ِ حا ِ صققال ِ َ مل ُققوا ال ّ ع ِ و َ مُنوا َ نآ َ ذي َ ه ال ّ ِ عدَ الل ّ ُ و َ فاَر َ ال ْك ُ ّ
ما{ ]الفتح ،آية.[.29 : َ
ظي ً ع ِ جًرا َ وأ ْ َ
فانظر إلى عظيم مقام الصحابة ،حيث أثنى الله عليهم بهذه الوصسساف،
وأخبر أن صفتهم مذكورة في التوراة والنجيل ،حتى ذكر بعض أهل العلم
ن فسسي قلسسوبهم غيظ ًسسا مسسن فار؛ ل ّ ن الّروافض ك ّ ن ظاهر هذه الية ُيوجب أ ّ أ ّ
ن مسسن فاَر{ ،فبّين أ ّ م ال ْك ُ ّ ه ُ غيظ ب ِ ِ
صحابة وعداوة لهم ،والله يقول} :ل ِي َ ِ َ ال ّ
دين: فار ]انظر :السفراييني /الّتبصير فسسي ال س ّ كان في قلبه غيظ منهم فهو من الك ّ
ص ،25تفسير ابن كثير ،4/219 :تفسير القاسمي.[.15/104 :
ح فت ْق ِ ل ال ْ َ قب ْق ِ مققن َ ق ِ فق َ ن َأن َ مق ْ كم ّ من ُ وي ِ ست َ ِ س س وقسسال تعسسالى} :ل ي َ ْ
قققات َُلوا َ ك أَ ْ قات َ َ ُ
و َ ع قدُ َ مققن ب َ ْ قققوا ِ ف ُ ن أن َ ذي َ ن ال ّ ِ م َ ة ّ ج ً م دََر َ عظ َ ُ ول َئ ِ َ لأ ْ و َ َ
سَنى{ ]الحديد ،آية.[.10 : ح ْ ه ال ُ ْ ّ
عدَ الل ُ و َ وكل َ ً ُ َ
هققم تل ُ َ س قب َق َْ ن َ ذي َ ن ال ِ ّ وقد حكم الله لمن وعد بالحسسسنى بقسسوله} :إ ِ ّ
ول َئ ِ َ ُ
م هق ْ و ُ ها َ سق َ سي َ ح ِ ن َ عو َ م ُ س َ ن ،ل يَ ْ دو َ ع ُ مب ْ َ ها ُ عن ْ َ ك َ سَنى أ ْ ح ْ مّنا ال ْ ُ ّ
ع الكَبقُر{ ْ َ فقَز ُ ْ
م ال َ ت أن ُ َ ما ا ْ
هق ُ حُزن ُ ُ ن ،ل ي َ ْ دو َ خال ِق ُ م َ ه ْ سق ُ ف ُ ه ْ شقت َ َ في َ ِ
]النبياء ،آية.[.103 ،102 ،101 :
فجاء النص أن من صحب النبي صلى الله عليه وسلم فقسسد وعسسده اللسسه
د{ عققا َ مي َ ف ال ْ ِ خل ِق ُ ه ل َ يُ ْ ن الل ّق َ تعالى بالحسنى ،وقد نص الله سبحانه} :إ ِ ّ
]آل عمسسران ،آيسسة [.9 :وصح بسسالنص أن كسسل مسسن سسسبقت لسسه مسسن اللسسه تعسسالى
الحسنى ،فإنه مبعد عن النار ل يسمع حسيسها ،وهو فيما اشتهى خالسسد ل
يحزنه الفزع الكبر ..وليس المنافقون ول سائر الكفار من أصسسحابه صسسلى
الله عليه وسلم ]المحلى.[.1/42 :
مققن ُ ّ ْ ف َ سسس وقسسال سسسبحانه} :ل ِل ْ ُ
جققوا ِ ر ُ خ ِ نأ ْ ذي َ ن ال ق ِ ري َ ج ِ هققا ِ م َ قققَراء ال ُ
ديارهم َ
ن صقُرو َ وَين ُ واًنا َ ضق َ ر ْ و ِ ه َ ن الل ّق ِ مق َ ضقل ً ّ ف ْ ن َ غو َ م ي َب ْت َ ُ ه ْ ِ وال ِ م َ وأ ْ ِ ِ ِ ْ َ
ُ
داَر ؤوا القق ّ و ُ ن ت ََبقق ّ ذي َ واّلقق ِ نَ ، قو َ صققاِد ُ م ال ّ هقق ُ ك ُ ول َئ ِ َ هأ ْ سققول َ ُ وَر ُ ه َ الّلقق َ
فققي ن ِ دو َ جق ُ ول ي َ ِ م َ هق ْ َ من َ
جَر إ ِلي َْ ِ هققا َ ن َ مق ْ ن َ حّبو َ م يُ ِ
ُ
ه ْ قب ْل ِ ِ ن ِ ما َ لي َ وا ِ َ
م ه ْ َ َ على أن ُ َ وي ُ ْ
ن بِ ِ و كا َ ول ْ م َ ه ْ س ِ ف ِ ن َ ؤث ُِرو َ
ُ
ما أوُتوا َ م ّ ة ّ ج ً حا َ م َ ه ْ ر ِ دو ِ ص ُ ُ
ن ذي َ وال ق ِ ّ نَ ، حققو َ مفل ِ ُ ْ م ال ُ ْ هق ُ ولئ ِك ُ َ َ ه فأ ْ َ س ِ ح ن َف ِ ْ ُ
من ُيوقَ ش ّ و َ ة َ ص ٌ صا َ خ َ َ
ن ذي َ ّ
وان ِن َققا ال ق ِ خ َ ول ِ ْ ف قْر لن َققا َ َ غ ِ ن َرب ّن َققا ا ْ قولققو َ ُ م يَ ُ ه ْ د ِ عق ِ مققن ب َ ْ ؤوا ِ جققا ُ َ
مُنوا َرب َّنا إ ِن ّكَ نآ َ ذي َ غل لل ِ ّ ّ ً قلوب َِنا ِ ُ في ُ ل ِ ع ْ ج َ ول ت َ ْ ن َ ما ِ لي َ قوَنا ِبا ِ سب َ ُ َ
م{ ]الحشر ،اليات.[.10 ،9 ،8 : حي ٌ ف ّر ِ َرؤو ٌ ُ
من الّثناء على المهاجرين والنصار ،وعلى الذين جاءوا وهذه اليات تتض ّ
من بعدهم يستغفرون لهم ،ويسألون الله أل يجعل فسسي قلسسوبهم غل ّ لهسسم،
قون للفيء. ن هؤلء الصناف هم المستح ّ من أ ّ وتتض ّ
ول ريب أن هؤلء الّرافضسسة خسسارجون مسسن الصسسناف الثلثسسة ،فسسإنهم لسسم
ل عليهسسم .ففسسي اليسسات الثنسساء علسسى سابقين ،وفي قلسسوبهم غس ّ يستغفروا لل ّ
الصحابة وعلى أهل السنة الذين يتولونهم وإخراج الرافضة من ذلك ،وهذا
ينقض مذهب الرافضة ]منهاج السنة.[.1/204 :
439
واليات في هذا الباب كثيرة ]وحبسسذا لسسو قسسام أحسسد طلبسسة قسسسم القسسرآن وعلسسومه
بتسجيل موضوع في "الصحابة في القرآن الكريم" لظهار عظيم ثناء الله على هذا الجيسسل
القرآني الفريد.[.
ب ق السنة المطهرة:
وكتب السنة مليئة بالثناء على الصحب ،وبيان فضلهم عن سسسيد الخلسسق
صلى الله عليه وسلم.
1س فنصوص تثني عليهم جميًعا كقوله صلى الله عليه وسلم" :ل تس سّبوا
ن أحسسدكم أنفسسق مثسسل أصحابي ،ل تسّبوا أصحابي ،فوالذي نفسي بيده لو أ ّ
مد ّ أحدهم ول نصيفه" ]أخرجه البخسساري ،بسساب فضسسائل أصسسحاب
ُ
حد ٍ ذهًبا ما أدرك ُ
أ ُ
صسسحابة ،بسسابالّنبي صلى الله عليه وسلم .4/195ومسلم ،والّلفظ له ،في كتابه فضائل ال ّ
سسّنة،
صحابة رضي الله عنهسسم) 2/1967 :ح ،(2540وأبسسو داود فسسي كتسساب ال ّ ب ال ّ تحريم س ّ
ب أصسسحاب رسسسول اللسسه) 5/45 :ح ،(4658والّترمسسذي فسسي كتسساب ّ س س سن
س ع سيس نه
باب في ال ّ
المناقب ،باب ) 696-5/695 :59ح .[.(3861
وقوله عليه الصلة والسلم" :خير الّناس قرني ،ثسسم السسذين يلسسونهم ،ثسسم
الذين يلونهم ،«،قسسال عمسسران :فل أدري أذكسسر بعسسد قرنسسه قرنسسي أو ثلثسسة"
شهادات ،باب ل يشهد على شسسهادة جسسور إذا شسسهد.. ]أخرجه البخاري ،3/151 :في كتاب ال ّ
صحابة ثم الذين يلسسونهم، والّلفظ له ،ومسلم بنحوه في كتاب فضائل ال ّ
صحابة ،باب فضل ال ّ
ثم الذين يلونهم) 2/1962 :ح .[.(2533
2س ونصوص تثني على جماعات منهم على سسسبيل التعييسسن كأهسسل بسسدر،
طلسسع علسسى ل الله ا ّ
وقد قال فيهم صلى الله عليه وسلم .." :وما يدريك لع ّ
أهل بدر فقال :اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" ]أخرجه مسلم ،كتاب فضسسائل
صحابة ،باب من فضائل أهل بدر) 2/1941 :ح .[.(2494
ال ّ
شجرة أهل بيعة الّرضوان ،وقد قال فيهسسم صسسلى اللسسه عليسسه وأصحاب ال ّ
شسسجرة أحسسد ،السسذين وسلم" :ل يدخل الّنار – إن شاء الله – من أصحاب ال ّ
شسسجرة:صحابة ،باب من فضائل أصسسحاب ال ّبايعوا تحتها" ]أخرجه مسلم ،كتاب فضائل ال ّ
) 2/1942ح .[.(2496وغيرهما ]راجع :جامع الصول ،الباب الّرابع في فضائل ال ّ
صسسحابة
صسسحابة للمسسام أحمسسد، ومناقبهم ،وفيه خمسة فصول 8/547 :وما بعدها ،وانظر :فضسسائل ال ّ
صسسحابة،
ّ وال سة
س القراب سحابة في منسساقب صحابة للّنسائي ،وانظر :ال ّ
شوكاني /دّر ال ّ وفضائل ال ّ
سّنة :ص .[.161 الكبيسي /صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتاب وال ّ
3س ونصوص تثني على آحادهم وهي كثيرة ذكرتها كتب الصحاح،
والسنن والمسانيد.
ولكن الشيعة قد رضيت لنفسها أن تنأى عن هذا المورد العظيم فهي ل
تعرج في مقام الستدلل عليها ،ول تحتج بها ،ول معنى لحتجاجنسسا عليهسسم
برواياتنا فهم ل يصدقونها ،كمسسا أنسسه ل معنسسى لحتجسساجهم علينسسا بروايسساتهم
فنحن ل نصدقها ،وإنما ينبغي أن يحتسسج الخصسسوم بعضسسهم علسسى بعسسض بمسسا
يصدقه الذي تقام عليسسه الحجسسة بسسه ،سسسواء صسسدقه المحتسسج أو لسسم يصسسدقه
]الفصل.[.4/159 :
ولذا أكتفي في هذا المقسسام بالحالسسة علسسى الكتسسب المهسسات فسسي أبسسواب
فضائل الصحابة؛ ففيها أحاديث كثيرة في فضسسل الصسسحابة والثنسساء عليهسسم،
440
ضا ،مسسن أقسسوال الئمسسة
والنهي عن سبهم وأقيم عليهم الحجة من كتبهم أي ً
التي يعدونها كأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ج ق ثناء الئمة على الصحابة رضوان الله عليهم:
في الخصال لبن بابويه القمي » :عن أبي عبد الله قال :كسسان أصسسحاب
فا ]هذا من وضع الجّهسسال ،فعسسدد
رسول الله صلى الله عليه وسلم اثني عشر أل ً
فا سوى التباع والّنساء، صحابة الذين شهدوا معه صلى الله عليه وسلم حنيًنا اثنا عشر أل ً ال ّ
ل من اجتاز ضا ،وك ّ
سا ،وكذلك المدينة أي ً ّ
وجاءت إليه هوازن مسلمين ،وترك مكة مملوءة نا ً
به من قبائل العرب كانوا مسلمين ،فهؤلء كّلهسسم لهسسم صسسحبة ،وقسسد شسسهد معسسه تبسسوك مسسن
جة الوداع وكّلهم له صسسحبة) .ابسسن الثيسسر /أسسسد الخلق الكثير ما ل يحصيهم ديوان ،وكذلك ح ّ
الغابة.(1/12 :
ي صلى الله عليه وسلم ،ومن رآه وسمع منسه زيسادة عسن مسائة قال أبو زرعة :توفي الّنب ّ
ألف إنسان من رجسسل وامسسرأة) .تسسدريب السّراوي ،2/221 :الصسسابة :ص ،4السسذهبي /تجريسسد
صحابة صلى الله عليه وسلم :ص)ب( ،والمعتمد أّنه ليس هناك تحديد ثسسابت لهسسم. أسماء ال ّ
سخاوي /فتح المغيسسث ،[.(3/111 :ثمانية آلف فسسي المدينسسة وألفسسان مسسن انظر :ال ّ
طلقسساء ،لسسم يسسرد فيهسسم قسسدري ،ول مرجسسئ ،ول أهسسل مك ّسسة ،وألفسسان مسسن ال ّ
حروري ،ول معتزلي ،ول صاحب رأي ،كسسانوا يبكسسون الّليسسل وال ّ
نهسسار « ]ابسسن
بابويه القمي /الخصال :ص ،640-639وانظر :المجلسي /البحار.[.22/305 :
وفي البحار للمجلسي:
سسسلم قسسال" :أوصسسيكم بأصسسحاب صادق عن آبائه عن علي عليه ال ّ عن ال ّ
ن رسسسول محد ًِثا ،فإ ّ
نبّيكم ل تسّبوهم ،الذين لم يحدثا بعده حدًثا ولم يؤووا ُ
الله أوصى بهم الخير" ]المجلسي :البحار .[.306-22/305
ضا ،قال النبي صلى الله عليه وسلم" :طوبى لمن رآنسسي، وفي البحار أي ً
وطوبى لمن رأى من رآني ،وطوبى لمن رأى من رأى مسسن رآنسسي" ]أمسسالي
الصدوق ،241-240 :بحار النوار.[.22/305 :
سابع( قال :قال رسول الله صلى الله وعن موسى بن جعفر )إمامهم ال ّ
عليه وسلم" :أنا أمنة لصحابي ،فإذا قبضت دنا من أصحابي مسا يوعسدون،
مسستي مسسا يوعسسدون ،ول متي ،فإذا قبض أصحابي دنسسا مسسن أ ّ وأصحابي أمنة ل ّ
ّ
دين ظسساهًرا علسسى الديسسان كلهسسا مسسا دام فيكسسم مسسن قسسد رآنسسي" يزال هذا ال ّ
]المجلسي /البحار ،310-309 /22 :وعزاه إلى نوادر الّرواندي :ص .[.23
وفي معاني الخبار لشيخهم ابن بابويه القمي )الصدوق( " :عسسن جعفسسر
بن محمد عن آبائه عليه السلم قال :قسسال رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم :ما وجدتم في كتاب الله عز وجل فالعمل لكم به ،ل عذر لكم فسسي
تركه ،وما لم يكن في كتاب الله عز وجل ،وكانت فيه سنة منسسي فل عسسذر
لكم في ترك سنتي ،وما لم يكن فيه سنة مني فما قال أصسسحابي فقولسسوا
به ،فإنما مثل أصحابي فيكم كمثل النجوم بأيها أخذ اهتسدي ،وبسأي أقاويسل
أصحابي أخذتم اهتسديتم )ثسم زاد دعساة التفرقسة علسى هسذا النسص الزيسادة
التالية( فقيل :يا رسول الله ،ومن أصحابك؟ قال :أهسسل بيسستي" ]ابسسن بسسابويه/
معاني الخبار ،157-156 :المجلسي /البحار.[.307 :
441
دا ،وقسسد لحسسظ ول شك أن تفسير الصسسحابة بأهسسل السسبيت فقسسط بعيسسد جس ً
صدوقهم هذا البعد فعقب على النص السسسالف بقسسوله" :إن أهسسل السسبيت ل
يختلفون ،ولكن يفتسسون الشسسيعة بمسسر الحسسق ،وربمسسا أفتسسوهم بالتقيسسة ،فمسسا
يختلف من قولهم فهو للتقيسسة ،والتقيسسة رحمسسة للشسسيعة" ]ابسسن بسسابويه /معسساني
الخبار ،157-156 :المجلسي /البحار.[.307 :
فهو هنا يحمل "النص الذي يثني علسسى الصسسحابة" علسسى التقيسسة ،والعقسسل
والمنطق يعترض على هذا "التأويل" فلم يكون الثناء على الصحابة السسذي
أثنى عليهم الله ورسوله ،وشهد التاريخ بفضسسلهم وجهسسادهم تقيسسة ،ويكسسون
السب لهم هو الحقيقة وهسسو مسسذهب الئمسسة؟ إنسسه ل دليسسل لهسسم علسسى هسسذا
المذهب سوى أنه يتمشى مع منطق أعداء المة.
ثم إن النص السابق يرويه "جعفر الصادق" عن رسول الله صسسلى اللسسه
عليه وسلم ،فهل رسسسول اللسسه يكسسذب علسسى المسسة – تقيسسة – أو أن جعفسًرا
يكذب على رسول الله من أجل التقية؟! وكل المرين طعسسن فسسي رسسسول
الله صلى الله عليه وسلم وأهل بيته ومخالفة صريحة للنصوص.
وفي نهج البلغة يقول علي رضي الله عنه في أبي بكسسر أو عمسسر رضسسي
الله عنهما على اختلف بين شيوخ الشيعة فسسي ذلسسك ]انظسسر :ميثسسم البحرانسسي/
شرح نهج البلغة" : [.4/97 :لله بلء فلن ]أي عملسسه الحسسسن فسسي سسسبيل اللسسه )ميثسسم
البحراني /شرح نهج البلغة [.(4/97 :فلقد قوم الود ]وهو كناية عن تقسسويمه لعوجسساج
الخلسسق عسسن سسسبيل اللسسه إلسسى السسستقامة) .مسسثيم البحرانسسي /شسسرح نهسسج البلغسسة،[.(4/97 :
صالح في تعليقه على نهسسج البلغسسة مد ]العمد بالّتحريك :العّلة .انظر :صبحي ال ّ وداوى العَ َ
نة ..وخلف الفتنة ]تركهسسا خل ً
فسسا ل هسسو أدركهسسا ول هسسي أدركتسسه س ّ
ص ،[.671:وأقام ال ّ
سسسابق( ،[.ذهب نقي الث ّسسوب ،قليسسل العيسسب ،أصسساب خيرهسسا وسسسبق )المصدر ال ّ
قه" ]نهج البلغة :ص ) 350تحقيسسق صسسبحي دى إلى الله طاعته واّتقاه بح ّ شّرها ،أ ّ
صالح(.[.
ال ّ
ل ما بنوه وزعموه عن عداوة وصراع بين علسسي ص عظيم يهدم ك ّ وهذا ن ّ
والشيخين رضي الله عنهم.
وقد احتار "الروافض" بمثل هذا النص؛ لنسسه فسسي نهسسج البلغسسة ومسسا فسسي
النهج عندهم قطعي الثبوت ،وصور شيخهم ميثم البحرانسسي ]ميثسسم بسسن علسسي
البحراني )كمال السدين( مسن شسسيوخ الماميسسة ،مسن أهسسل البحريسسن ،مسن كتبسه" :شسرح نهسج
البلغسسة" ،تسسوفي فسسي البحريسسن سسسنة 679ه )معجسسم المسسؤلفين [.(13/55 :ذلك بقسسوله:
"واعلم أن الشيعة قسسد أوردوا هنسسا سسسؤال ً فقسسالوا :إن هسسذه الممسسادح السستي
ذكرها في حق أحد الرجلين تنافي ما أجمعنا عليه من تخطئتهسسم وأخسسذهما
لمنصب الخلفة ،فإما أن ل يكون هذا الكلم من كلمسسه رضسسي اللسسه عنسسه،
وإما أن يكون إجماعنا خطأ".
ثم حملوا هذا الكلم على التقيسسة وأنسسه إنمسسا قسسال هسسذا المسسدح مسسن أجسسل
"استصلح من يعتقد صحة خلفة الشيخين واسسستجلب قلسسوبهم بمثسل هسسذا
الكلم" .أي :أن علي ًسسا – فسسي زعمهسسم – أراد خسسداع الصسسحابة ،وأظهسسر لهسسم
خلف ما يبطن فهو خطب هذه الخطبة العامة أمسسام النسساس ،وهسسي مبنيسسة
442
]ميثم البحراني /شسسرح نهسسج على الكذب ،هذا هو جواب من يزعم التشيع لعلي
البلغة.[.4/98 :
وما أعتقد أن عاقل ً يرضى هذا "الجواب" ،وإننا نقول بأن إجماع الشيعة
ضلل ،وقول علي هو الحق والصدق ،وهو الذي ل يخسساف فسسي اللسسه لومسسة
لئم.
وقد يقول قائل :هذه النصوص المنقولة من كتبهم تناقض ما سلف مسسن
تكفير الشيعة للصحابة ،وأقول :نعم ،لن هذا المذهب يحمل فسسي روايسساته
هذه الصسسورة المتناقضسسة ،لكسسن شسسيوخهم وضسسعوا أصسسول ً وأقسسوال ً نسسسبوها
للئمة للتخلص من هذه الخبار ،والخروج من هذا التناقض ،فمن أصسسولهم
أن هذا التناقض أمر مقصود لخفاء حقيقة المسسذهب حسستى ل يقضسسى علسسى
المذهب وأهله من قبسسل العامسسة )يعنسسي أهسسل السسسنة( ]انظسسر :أصسسول الكسسافي:
.[.1/65
وقالوا عند الختلف" :خذوا بما خالف العامة ،فإن فيسسه الرشسساد" ]انظسسر:
ص ) (413من هذه الرسالة .[.ولذلك يحمل شيوخهم أمثال هذه الروايات على
التقية ،ولنها روايات قليلة بالنسبة لخبسسارهم الكسسثيرة السستي تفكسسر وتلعسسن،
فهم ل يأخذون بها ،فمفيدهم يقول" :ما خرج للتقية ل يكسسثر روايتسسه عنهسسم
كما تكثر روايات المعمول به" ]تصحيح العتقاد :ص .[.71
ولذلك تجد في تعقيسسب ابسسن بسسابويه إشسسارة إلسسى أن مسسدح الصسسحابة فسسي
الرواية التي ذكرها إنما هو على سبيل التقية ،وكذلك في تعقيب ميثم.
وإذا كان المسسر كسسذلك فسسإني إنمسسا ذكسسرت هسسذه الخبسسار وأمثالهسسا لثبسسات
تناقض المذهب أمام العقلء ،وتبصير من يريسسد الحسسق مسسن أتبسساع المسسذهب
إلى أن هذه الروايات هي الحقيقة ل التقية؛ لتفاقها مع كتاب الله سبحانه
وإجماع المة.
وبيسسان أن عقيسسدة التقيسسة جعلسست مسسن المسسذهب ألعوبسسة بأيسسدي الشسسيوخ
يوجهونه وفق إرادتهم ،فلم يعد مذهب أهسسل السسبيت ،إنمسسا مسسذهب الكلينسسي
والقمي والمجلسي وأضرابهم.
443
وإن كانوا انحرفوا بعد السسستقامة فهسسذا خسسذلن مسسن اللسسه للرسسسول فسسي
خواص أمته ،وأكابر أصحابه ،ومن وعسسد أن يظهسسر دينسسه علسسى السسدين كلسسه،
فكيف يكون أكابر خواصه مرتدين؟ فهذا ونحوه مسسن أعظسسم مسسا يقسسدح بسسه
الرافضة في الرسول صلى الله عليه وسلم كما قسسال مالسسك وغيسسره :إّنمسسا
طعن فسسي الّرسسسول صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم ليقسسول أراد هؤلء الّرافضة ال ّ
حا لكسان القائل :رجسل سسوء كسان لسه أصسحاب سسوء ،ولسو كسان رجل ً صسال ً
أصحابه صالحين ،ولهسسذا قسسال أهسسل العلسسم :إن الرافضسسة دسيسسسة الزندقسسة
سّنة.[.4/123 :
]منهاج ال ّ
ثانًيسسا :إن المرتسسد إنمسسا يرتسسد لشسسبهة أو شسسهرة ،ومعلسسوم أن الشسسبهات
والشهوات في أوائل السلم كانت أقوى ،حيث كان السلم إذ ذاك قلي ً
ل،
والكفسسار مسسستولون علسسى عامسسة الرض ،وكسسان المسسسلمون يسسؤذون بمكسسة
ويلقون من أقاربهم وغيرهم من المشركين من الذى ما ل يعلمه إل الله،
وهم صابرون على الذى متجرعون لمرارة البلوى ،وقد اتبعوه صلى اللسسه
عليه وسلم وهو وحيد فقير ،ذليل خائف ،مقهور مغلوب ،وأهسسل الرض يسسد
واحدة في عداوته ،وقد خرجوا من ديارهم وأموالهم وتركوا ما كانوا عليسسه
من الشرف والعزة حًبا لله ورسوله.
عا واختياًر ،فمن كان إيمانهم مثل الجبال فسسي حسسال وهذا كله فعلوه طو ً
ضعف السلم ،كيف يكون إيمانهم بعد ظهور آياته وانتشار أعلمسسه ]منهسساج
السنة[.4/128 :؟! لسيما والسبب الذي تكفرهسسم الرافضسسة مسسن أجلسسه وهسسو
بيعة أبي بكر من دون علي ،ل يوجد فيه ما يدفعهم إلى التضحية بإيمانهم،
وخسارة سابقتهم وجهادهم وبيع آخرتهسسم مسسن أجسسل أبسسي بكسسر ،فمسسا السسذي
حملهم على ذلك وهم يعلمون أنه كفر بربهم ،ورجوع عن دينهسسم ،وتركسسوا
اتباع قول رسول الله في بيعة علي بن أبي طالب ،وقد علموا أنها طاعسسة
نبيهم ،والثبات على دينهم ،هل يعقل أن يطيع المهاجرون والنصار أبا بكر
في الكفر بالله ،ويتركوا اتبساع قسول رسسول اللسه فسي علسي؟ وهسم السذين
خرجوا من ديارهم يبتغون فضل ً من الله ورضواًنا ،وينصرون الله ورسوله،
أولئك هم الصادقون.
ثالًثا :إن مذهب الرافضة في تكفير الصسسحابة يسسترتب عليسسه تكفيسسر أميسسر
المؤمنين لتخليه عن القيام بأمر الله ،ويلزم عليه إسقاط تواتر الشسسريعة،
بل بطلنها ما دام نقلتها مرتدين ،ويؤدي إلى القدح فسسي القسسرآن العظيسسم،
لنه وصلنا عن طريق أبي بكر وعمر وعثمان وإخسسوانهم ،وهسسذا هسسو هسسدف
داواضع هذه المقالة ،ولذلك قال أبو زرعة » :إذا رأيت الرجل ينتقسسص أحس ً
من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ،وذلك أن
الرسول صسلى اللسه عليسه وسسلم حسق والقسرآن حسق ،وإنسا أدى إلينسا هسذا
القرآن والسنن أصحاب رسسسول اللسسه ،وإنمسسا يريسسدون أن يجرحسسوا شسسهودنا
ليبطلوا الكتاب والسسسنة ،والجسسرح بهسسم أولسسى وهسسم زنادقسسة" ]الكفايسسة :ص
.[.49
شيعة أن الذي وضع هسسذه المقالسسة هسسو ابسسن سسسبأ ولذلك اعترفت كتب ال ّ
صسسحابة، طعن في أبي بكر عمسسر وعثمسسان وال ّ فقالت إنه" :أّول من أظهر ال ّ
444
]القمسسي /المقسسالت سسسلم أمسسره بسسذلك" ن علي ّسسا عليسسه ال ّ دعسسى أ ّ وتبرأ منهم ،وا ّ
شيعة :ص .[.20-19 فَرق :ص ،20الّنوبختي /فَِرق ال ّ وال ِ
مسسن قسساتله حسستى ول دا م ّفسسر أح س ً
ن علي ّسسا رضسسي اللسسه عنسسه لسسم يك ّ رابعًسسا :أ ّ
الخوارج ،ول سبى ذرية أحد منهم ،ول غنم ماله ،ول حكم فسسي أحسسد ممسسن
قاتله بحكم المرتدين كما حكم أبو بكسسر وسسسائر الصسسحابة فسسي بنسسي حنيفسسة
وأمثالهم من المرتدين ،بل كان يترضى عن طلحة والزبير وغيرهمسسا ممسسن
قاتله ،ويحكم فيهم وفي أصحاب معاوية ممن قاتله بحكم المسلمين ،وقد
ن مناديه نادى يسسوم الجمسسل :ل يتبسسع مسسدبر ،ول يجهسسز صحيح أ ّ ثبت بالّنقل ال ّ
ما أنكرته الخوارج عليه حتى ناظرهم ابن عّبسساس – على جريح ،ول يغنم مال ]وهذا م ّ
س سّنة ..[.(4/181 :واستفاضت الثسسار أنسسه كسسان رضي الله عنه – في ذلك) .منهسساج ال ّ
يقول عن قتلى عسسسكر معاويسسة :إنهسسم جميعًسسا مسسسلمون ليسسسوا كفسساًرا ول
منافقين ]منهاج السنة.[.4/181 :
شيعة نفسها ،فقد جاء فسسي كتبهسسم المعتمسسدة عنسسدهم: وهذا ثبت بنقل ال ّ
دا من أهل سلم – لم يكن ينسب أح ً ن علّيا – عليه ال ّ "عن جعفر عن أبيه أ ّ
نسه يقسول :هسسم بغسوا علينسسا" ]قسسرب شرك ،ول إلسى الّنفساق ،ولك ّ حربه إلى ال ّ
شيعة.[.11/62 : السناد :ص ،62وسائل ال ّ
ولكن عقيدة التقية عندهم تجعل دينهم دين الشيوخ ل دين الئمسة ،فقسد
قال الحر العاملي في التعليق على النص السسسابق" :أقسسول :هسسذا محمسسول
شيعة.[.11/62 : تقية" ]وسائل ال ّ على ال ّ
وجاء في كتاب علي إلى أهل المصار يذكر فيه ما جرى بينه وبين أهسسل
شسسام ،والظ ّسساهر أ ّ
ن رّبنسسا صفين" :وكان بدء أمرنا التقينا والقوم من أهل ال ّ
واحسسد ،ودعوتنسسا فسسي السسسلم واحسسدة ،ول نسسستزيدهم فسسي اليمسسان بسسالله،
والّتصديق برسوله ،ول يستزيدوننا ،المر واحد إل ما اختلفنسسا فيسسه مسسن دم
عثمان ونحن منه براء" ]نهج البلغة :ص .[.448
وقد أنكر على من يسب معاوية ومن معسسه فقسسال" :إن ّسسي أكسسره لكسسم أن
تكونوا سّبابين ،ولكّنكم لو وصفتم أعمالهم ،وذكرتم حسسالهم ،كسسان أصسسوب
في القول ،وأبلغ في العذر ،وقلتم مكان سّبكم إياهم :الّلهم احقن دماءنسسا
ودماءهم ،وأصلح ذات بيننا وبينهم" ]نهج البلغة :ص .[.323
فهذا السب والتكفير لم يكن من هدي علي بسساعتراف أصسسح كتسساب فسسي
نظر الشيعة.
سا" :إن الذين تستثنيهم الرافضة من حكمها بالردة كسلمان وعمار خام ً
والمقداد ،إنما استثنتهم لنهم بزعمها على مذهب الرفض من تفكيسسر أبسسي
بكر وعمر ،وإنكار بيعتهما ،وهذا من جملة نصب الرافضة وتلبيسسسهم؛ لنسسه
لم يعهد لبي بكر وعمر رضي الله عنهما منازع في إمامتهمسسا ل هسسؤلء ول
غيرهم .وهذا سلمان كان أميًرا على مدائن كسسرى مسن قبسل عمسر يسدعو
مار كان أميًرا من قبل عثمسسان – رضسسي اللسسه إلى إمامته وطاعته ..وهذا ع ّ
صسسحابة عنسسه – علسسى الكوفسسة ،وهسسذا المقسسداد وغيسسره كسسانوا فسسي عسسساكر ال ّ
وغزواتهم فكيف يمشي تلبيس الرافضة" ]أبسسو المحاسسسن الواسسسطي /المنسساظرة:
الورقة) ،(66وانظر :ص) (67-66من هذه الّرسالة.[.
445
سا :من المعلوم المقطوع به من وقائع التاريسسخ وأحسسداثه المعلومسسة ساد ً
المستفيضة حال الصحابة رضوان الله عليهم ،وأنهم لم يسسؤثروا علسسى اللسسه
شيًئا ،وبلغ المكروه بهم كل مبلغ ،وبذلوا النفوس في اللسسه حسستى أيسسد اللسسه
تعالى بهم نبيه ،وأظهر بهم دينه ،فكيف يجسسسر علسسى الطعسسن عليهسسم مسسن
عرف الله ساعة في عمره؟ أم كيف يجترئ على سسسبهم وانتقاصسسهم مسسن
يزعم أنه مسلم ]التنبيه والرد :ص [.11-10؟! ولهذا قسسال الخطيسسب البغسسدادي:
"على أنه لو لم يرد من الله عز وجسسل فيهسسم شسسيء ممسسا ذكرنسساه لوجبسست
الحسسال السستي كسسانوا عليهسسا مسسن الهجسسرة والجهسساد والنصسسرة ،وبسسذل المهسسج
والمسسوال ،وقتسسل البسساء والولد ،والمناصسسحة فسسي السسدين ،وقسسوة اليمسسان
واليقين القطع على عدالتهم والعتقاد بنزاهتهم" ]الكفاية :ص ،49وانظر مثسسل
هذا المعنى :اليجي /المواقف :ص .[.413
ومن يراجع أحداث السيرة وما لقي رسول الله صلى الله عليسسه وسسسلم
وصحبه من أذى واضطهاد ،حتى رمتهم العرب عن قوس واحدة ،وتحملوا
اضطهاد قريش في بطحاء مكة ،وقاسوا مرارة المقاطعة وشدة الحصسسار
في الشعب ،وعانوا مسسن فسسراق السسوطن والهسسل والعشسسيرة فهسساجروا إلسسى
الحبشسسة ،والمدينسسة ،وقسساموا بأعبسساء الجهسساد وتضسسحياته ،وحسساربوا الهسسل
والعشيرة ،إلى آخر ما هو مشهور ومعلوم من حالهم.
من يتأمل شسيًئا مسن هسسذه الحسوال ،يعسسرف عظمسة ذلسسك الجيسسل ،وقسسوة
إيمانه ،وصدق بلئه.
سسسابًعا :قسسامت القسسرائن العمليسسة ،والدلسسة الواقعيسسة مسسن سسسيرة أميسسر
المؤمنين علي في علقته مع إخوانه أبي بكر وعمسر وعثمسان ممسا اشستهر
وذاع ونقله حتى الروافض ما يثبت المحبة الصادقة ،والخسساء الحميسسم بيسسن
هذه الطليعة المختارة ،والصفوة من جيل الصحابة رضوان الله عليهم.
وتأتي في مقدمة هذه الدلة والقرائن تزويج أمير المسسؤمنين علسسي ابنتسسه
أم كلثوم لمير المؤمنين عمر ]انظر :عقد أم كلثوم للشيخ فاروقي ،محمسسد صسسديق/
التحقيق الجلي في تزويج أم كلثوم بنت علي .[.فإذا كان عمسسر فسساروق هسسذه المسسة
قد صسسار عنسسد الثنسسي عشسسرية أشسسد كفسًرا مسسن إبليسسس ،أفل يرجعسسون إلسسى
عقولهم ويتدبروا فساد ما ينتهي إليه مذهبهم؟! إذ لو كان أبسسو بكسسر وعمسسر
رضي الله عنهما كافرين لكان علي بتزويجه ابنتسسه أم كلثسسوم الكسسبرى مسسن
ضسا بنتسه للزنسا ،لن وطسء الكسافر قا معر ًعمر رضي الله عنه كافًرا أو فاس ً
للمسلمة زنا محض ]السمعاني /النساب.[.1/347 :
والعاقل المنصف البريء من الغرض ،الصسسادق فسسي تشسسيعه ل يملسسك إل
الذعان لهذه الحقيقة ،حقيقة الولء والحب بيسسن الخلفسساء الربعسسة رضسسوان
الله عليهم ،ولذلك لما قيل لمعز الدولسسة أحمسسد بسسن بسسويه – وكسسان رافضسًيا
يشتم صحابة رسول الله " :-إن علًيا – عليه السلم – زوج ابنته أم كلثسسوم
من عمر بن الخطاب ،استعظم ذلك وقال :ما علمت بهذا ،وتسساب وتصسسدق
بأكثر ماله وأعتق مماليكه ورد كثيًرا من المظالم وبكى حتى غشي عليسه"
]ابسسن الجسسوزي /المنتظسسم [.39-7/38 :لشسعوره بعظيسم جرمسه فيمسا سسلف مسن
446
عمره ،الذي أمضسساه ينهسسش فسسي أعسسراض هسسؤلء الطهسسار مغسستًرا بشسسبهات
الروافض.
دليل فوضعوا روايات شيعة إبطال مفعول هذا ال ّ وقد حاول شيوخ ال ّ
شيعة-434 /7 : مة تقول" :ذلك فرج غصبناه" ]فروع الكافي ،2/10 :وسائل ال ّ الئ ّ
وروا أمير المؤمنين في صورة ،[.435فزادوا الطين بلة ،حيث ص ّ
"الد ّّيوث" الذي ل ينافح عن عرضه ،ويقر الفاحشة في أهله ،وهل يتصور
ن أدنى العرب يبذل نفسه دون مثل هذا في حق أمير المؤمنين علي؟! "إ ّ
عرضه ،ويقتل دون حرمه ،فضل ً عن بني هاشم الذين هم سادات العرب
وأعلها نسًبا وأعظمها مروءة وحمية ،فكيف يثبتون لمير المؤمنين مثل
هذه المنقصة الشنيعة ،وهو الشجاع الصنديد ،ليث بني غالب ،أسد الله
في المشارق والمغارب؟!" ]السويدي /مؤتمر الّنجف :ص .[.86
ويبدو أن بعضهم لم يعجبه هذا التوجيه ،فرام التخلسص مسن هسذا السدليل
ن أم كلثوم لم تكن بنسست علسسي ولكّنهسسا بمنطق أغرب وأعجب ،حيث زعم أ ّ
ورت بصورتها ]انظر :النوار الّنعمانّية ،84-83 /1 :وقد جاء مثل هذا الّتوجيه جن ّّية تص ّ
شريف :ص 84وما بعدها.[. في كتب السماعيلّية .انظر :الهفت ال ّ
ضسسا علقسسات القربسسى القائمسسة بينهسسم ،ووشسسائج الصسسلة، ومسسن القسسرائن أي ً
مون بعسسض ن علي ّسسا والحسسسن والحسسسين يس س ّ وكذلك مظاهر المحبة ،حتى إ ّ
أولدهم باسم أبي بكر وعمر ،وهل يطيسسق أحسسد أن يسسسمي أولده بأسسسماء
ها له؟ وهل يطيق أن يسمع أسماء أعدائه تتردد في أشد أعدائه كفًرا وكر ً
ب أرجاء بيته ،يرددها مع أهلها في يومه مرات وكرات؟! ]انظر مسسا س س ّ
جله مح س ّ
دين الخطيب من علقات المصاهرة بين الل والصحاب وأولد آل السبيت السذين يحملسون ال ّ
صحابة في كتابه" :حملة رسسسالة السسسلم الّولسسون ومسسا أسماء الخلفاء الّثلثة وغيرهم من ال ّ
وره" :ص 12وما كانوا عليه من المحّبة والّتعاون" ص 11:وما بعدها ،أو "نشأة الّتشّيع وتط ّ
شيعة في هسسذا البسساب فسسي ما نقله من كتب ال ّ جله إحسان إلهي ظهير م ّ بعدها ،وانظر :ما س ّ
شيعة وأهل البيت" ،مّما ل حاجة لتكرار نقله هنا.[.كتابه "ال ّ
الفصل الثاني
عصمة المام
مسألة عصمة المام لها أهمية كبرى عند الشسسيعة ]عبسسد اللسسه فيسساض /تاريسسخ
المامية :ص ،[.157وهي من المبادئ الولية في كيانهم العقدي ]بسساقر شسسريف
القرشي /حياة المام موسى بن جعفر.[.1/111 :
والعصمة في كلم العرب :تعني المنع ،وعصمة الله عبده :أن يعصمه
مما يوبقه ،واعتصم فلن بالله إذا امتنع به ]تهذيب اللغة :مادة "عصم".[.
أما معنى العصمة عند الشيعة فيختلف بحسب أطوار التشيع وتطوراته،
لكن يظهر أن مذهب الشيعة في عصمة الئمة قد استقر علسسى مسسا قسسرره
شيخ الشيعة – في زمنه – المجلسي – صاحب بحار النوار )المتوفى سنة
مسة – عليهسمن المامّية اّتفقوا على عصمة الئ ّ
ه( في قوله" :اعلم أ ّ 1111
ذنوب – صغيرها وكبيرها – فل يقع منهم ذنب أصل ً ل عم ً
دا سلم – من ال ّال ّ
447
]بحسسار النسسوار: ول نسياًنا ول الخطأ في الّتأويل ول للسهاء من الله سبحانه"
،25/211وانظر :مرآة العقول.[.4/352 :
فالمجلسسسي يسسسبغ علسسى أئمتسسه العصسسمة مسسن كافسسة الوجسسه المتصسسورة:
العصسسمة مسسن المعصسسية كلهسسا – صسسغيرة أو كسسبيرة – العصسسمة مسسن الخطسسأ،
والعصمة من السهو والنسيان.
صورة للعصمة التي يرسسمها المجلسسسي ،ويعلسسن اتفساق الشسيعة وهذه ال ّ
ل علسسى ذلسسك صسسريح القسسرآن، قق لنبياء الله ورسسسله كمسسا يسسد ّ عليها لم تتح ّ
سّنة ،وإجماع المة ]انظر :فكسسرة التقريسسب :ص ) 299الهسسامش( ،[.فهي غريبسسة وال ّ
مةسهو والّنسيان عن الئ ّ ن الّنفي المطلق لل ّ على الصول السلمية ،بل إ ّ
تشبيه لهم بمن ل تأخذه سسسنة ول نسسوم ،ولهسسذا قيسسل للّرضسسا – وهسسو المسسام
ن
مسسا يزعمسون أ ّ ن فسسي الكوفسسة قو ً الّثامن الذي تدعي الشيعة عصمته " :-إ ّ
سهو في صلته ،فقال :كذبوا – ي صلى الله عليه وسلم لم يقع عليه ال ّ الّنب ّ
ن الذي ل يسسهو هسسو اللسه السذي ل إلسه إل هسسو" ]بحسسار النسسوار: لعنهم الله – إ ّ
،25/350وانظر :ابن بابويه /عيون أخبار الّرضا :ص .[.326
وهذا النص – إن صح – من الممكن أن نستقرئ منه بأن نفي السسسهو –
والذي أصبح من أسس مفهوم العصمة عنسسد الثنسسي عشسسرية المتسسأخرين –
كان في عصر الرضا عقيدة لقوم ينتسسسبون للتشسسيع ،لسسم يسسذكر لهسسم اسسسم
لقلتهم أو حقارتهم أو شناعة قولهم ،وكانوا يخصون بهذه العقيسسدة أفضسسل
الخليفة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وقسسد قوبسسل هسسذا التجسساه
الغالي باللعن والتكذيب والتفكير مسن إمسسام الشسسيعة نفسسسه؛ لن فسسي هسسذا
تشبيًها للرسول صلى الله عليه وسلم بمن ل تأخذه سسسنة ول نسسوم ،فمسساذا
ذا فيمن يطلق هذا الوصسسف عليسسه ،وعلسسى آخريسسن معسسه مسسن يقول الرضا إ ً
أجداده وأبنائه؟
ل شك أن إنكاره عليهم أشد وأعظم ،كما يمكن أن يؤخذ من هذا النص
تأخر شيوع هذا التجاه عن عصر الرضا.
وهذا يدعونا لبحث بواكير النشأة لهذه العقيدة وتطورها.
448
ويرى القاضي عبد الجبار أن القول بعصسسمة المسسام وأنسسه ل يجسسوز عليسسه
الخطأ والزلل في حال من الحوال ول يلحقه سهو ول غفلة لم يعرف في
عصر الصحابة والتابعين لهم إلى زمن هشام بن الحكسسم حيسسث ابتسسدع هسسذا
القول ]تثبيت دلئل النبوة.[.2/528 :
ويتفق معه محب الدين الخطيب في تحديد الحقبة الزمنية التي نشسسأت
فيها عقيدة العصمة ،لكنه يعزوها إلى شخص آخر من معاصري هشام بن
الحكم فيقول" :وأول من اخترع لهم هذه العقيسسدة الضسسالة خسسبيث يسسسميه
المسلمون شيطان الطاق وتسميه الشعية "مسسؤمن آل محمسسد" ]فسسي رجسسال
الكشي :ص » ،185مؤمن الطاق« ،[.واسمه محمد بن علي الحول" ]مجلة الفتح:
المجلد ) (18ص .[.277
وقد أشار دونلدسن إلى احتمال أن فكرة العصمة قد بدأت عند الشيعة
في عصر جعفر الصادق ]دونلدسن /عقيدة الشيعة :ص ،329محمود صبحي /نظريسسة
المامسسة :ص ،[.134ويلحسسظ أن هشسسام بسسن الحكسسم ،وشسسيطان الطسساق مسسن
المعاصرين لجعفر ،فلعسسل هسسذه العقيسسدة عرفسست عنسسد الشسسيعة فسسي عصسسر
جعفر الصادق ،ولكنها تطورت ،ومرت بمراحل حستى اسستقرت علسى تلسسك
الصورة التي يعرضها المجلسي.
أطوار عقيدة العصمة:
وإذا حاولنا أن نرجع إلى النصوص الشسسيعية السستي ورد فيهسسا النسسص علسسى
العصمة لنستقرئ من خللها الطوار التي مرت بها هذه العقيسسدة نجسسد مسسا
يلي :تنسب كتب الشيعة إلى زين العابسسدين علسسي بسسن الحسسسين أن ّسسه قسسال:
"المعصوم هو من اعتصم بحبل الله ،وحبل اللسسه هسسو القسسرآن" ]ابسسن بسسابويه/
معاني الخبار :ص ،132بحار النوار.[.25/194 :
وسواء صحت نسبة هذا النص إلى علي بن الحسسسين أم لسسم تصسسح فسسإنه
يطلعنا على تلك النظرة السليمة للعصمة ،وربطها بهذا المعنى السسسلمي
الجميل في تلك الفترة المبكسسرة مسسن تاريسسخ التشسسيع ،فالعتصسسام بسسالقرآن
والتمسك به هو العصمة والنجاة ،وهذا المعنى ليس مقصوًرا علسسى أنسساس
عققا{ ]آل عمسسران ،آيسسة: مي ًج ِ ل الل ّق ِ
ه َ حب ْ ِموا ْ ب ِ َ ص ُ عت َ ِ
وا ْمعينين ،قال تعالىَ } :
م{ ]آل َ ف َ ه َ ّ
قي ٍ سققت َ ِم ْ ط ّ
صَرا ٍ ي إ ِلى ِ د َه ِقدْ ُ صم ِبالل ِ عت َ ِ
من ي َ ْ و َ
،[.103سس } َ
عمران ،آية.[.101 :
وبعد ذلك نجد أن هشام بن الحكم الذي ينسب له القاضسي عبسد الجبسار
اختراع عقيدة العصمة يسأله أحد رجسسال الشسسيعة ويسسدعى حسسسين الشسسقر
ما؟" فقسسال هشسسام: فيقول :ما معنى قولكم" :إن المام ل يكون إل معصو ً
سألت أبا عبد الله )جعفر الصادق( عن ذلك فقال" :المعصوم هو الممتنسسع
صققم ب ِققالل ّ ِ
ه عت َ ِ
من ي َ ْ و َبالله من جميع محارم الله ،وقال تبارك وتعسسالىَ } :
م{ ]آل عمران ،آية ،101 :والنص عسسن معسساني قي ٍ ست َ ِم ْ ط ّصَرا ٍ ي إ َِلى ِ د َ
ه ِ
قدْ ُف َ
َ
الخبار :ص ،132بحار النوار.[.195-25/194 :
ويقول شيعي آخر يدعى ابن أبسسي عميسسر :مسسا اسسستفدت مسسن هشسسام بسسن
الحكم في طول صسسحبتي إيسساه شسسيًئا أحسسسن مسسن هسسذا الكلم فسسي عصسسمة
المسسام وهسسو :أن المسسام ل يسسذنب؛ لن منافسسذ السسذنوب الحسسرص والحسسسد
449
والغضب والشهوة ،وهذه الوجه منتفيسسة عسسن المسسام ]بحسسار النسسوار-25/192 :
" 193باختصار" ،وانظر :ابسسن بسسابويه /الخصسسال ،1/215 :معسساني الخبسسار :ص ،133أمسسالي
الصدوق :ص .[.376-375
ولكن هذا المفهوم – علسسى كسسل حسسال – ليسسس مسسن غلسوّ المجلسسسي فسسي
العصمة ،ول يترتب عليه من الثسسار مسسا يسسترتب علسسى عصسسمة الشسسيعة فسسي
صياغتها الخيرة والتي تزيد على ذلسسك ،بجعسسل كلم المسسام وحي ًسسا يسسوحى ل
يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفه ،وتنفي عنه العوارض البشرية من
السهو والغفلة والنسيان لتخرج به من طور المخلوقين إلى صفات خسسالق
البشر.
طاعسسة كما يلحظ أن الحكم بامتناع المام من المعصسسية ولسسزوم فعلسسه لل ّ
يعني أّنه مجبور من الله – سبحانه – على ذلك ،وهذا يتعارض مسسع مسسذهب
ن العبسسد يخلسسق الثني عشرّية في القدر ،من القسسول بالحّري ّسسة والختيسسار ،وأ ّ
ن مفهوم العصسسمة هسسذا سسسابق لمسسذهبهم فسسي القسسدر ما يد ّ
ل على أ ّ فعله ،م ّ
والذي أخذوه عن المعتزلة في المائة الّثالثة.
ولهذا نجد أنه بعد تأثر الشيعة بالفكر العتزالي اصطبغ مفهوم العصسسمة
عندهم ببعض الفكار العتزاليسسة كفكسسرة اللطسسف اللهسسي ،وفكسسرة الختيسسار
ه(النسسساني ،كمسسا نلحسسظ هسسذا فسسي تعريسسف المفيسسد )المتسسوفى سسسنة 413
للعصمة حيث قال" :بأنها لطف يفعله الله – تعالى – بالمكلف بحيث يمنع
منه وقوع المعصية ،وترك الطاعة مع قدرته عليها" ]المفيد /النكت العتقاديسسة:
ص ،34-33تصسسحيح العتقسساد :ص ،106الجيلنسسي /توفيسسق التطسسبيق :ص ،[.16فليسسس
معنى العصمة أن يجبر الله المام على ترك المعصية بل يفعل به ألطاًفسسا
يسسترك معهسسا المعصسسية مختسساًرا .فتلحسسظ السسستعانة بمصسسطلحات المعتزلسسة
لتحديد مفهوم العصمة.
ومسألة العصمة لم تقف عند حد نفي المعصية بل تجاوزت ذلك ..ففي
ه( عقيسسدة الشسسيعة فسسي القرن الرابع يقرر ابن بابويه )المتوفى سسسنة 381
العصمة في كتابه العتقادات الذي يسمى "دين الشيعة المامية" فيقسسول:
"اعتقادنا في ..الئمة ..أنهم معصومون مطهرون من كل دنسسس ،وأنهسسم ل
يسسذنبون ذنب ًسسا صسسغيًرا ول كسسبيًرا ،ول يعصسسون اللسسه مسسا أمرهسسم ويفعلسسون مسسا
يؤمرون ،ومن نفى عنهم العصمة فسسي شسسيء مسسن أحسسوالهم فقسسد جهلهسسم،
ومسسن جهلهسسم فهسسو كسسافر ،واعتقادنسسا فيهسسم أنهسسم معصسسومون موصسسوفون
بالكمسسال والتمسسام والعلسسم مسن أوائل أمسورهم وأواخرهسسا ،ل يوصسسفون فسسي
شيء من أحوالهم بنقص ول عصيان ول جهل" ]العتقادات :ص .[.109-108
ضسسا الجهسسل والنقسسص ،ويثبسست الكمسسال السسذي فهو هنا ينفي المعصسسية ،وأي ً
يلزمهم من أول حياتهم إلى آخرها ،ويكفر من خالف ذلك.
فهذا طور آخر انتقل إليه مسألة العصمة ،ولكنه لم يصرح بنفي السسسهو
ص في عن الئمة كما فعل المجلسي وشيوخ الشيعة المتأخرون ،بل إّنه ن ّ
ي صسسلى اللسسه سسسهو عسسن الن ّسسب ّ
ن نفي ال ّ كتابه "من ل يحضره الفقيه" على أ ّ
وة – ن الغلة والمفس ّ وضسة ،يقسول" :إ ّ عليسسه وسسسلم هسسو مسذهب الغلة والمف ّ
ي -صلى الله عليه وسلم -يقولون :لو جاز لعنهم الله – ينكرون سهو الّنب ّ
450
صلة لجاز أن يسهو في الّتبليغ؛ لن الصلة فريضة كما أن أن يسهو في ال ّ
التبليغ فريضة ..وليس سسهو النسبي صسلى اللسه عليسه وسسلم كسسهونا؛ لن
سهوه من الله عز وجل وإّنما أسهاه الله ليعلم أّنه بشر مخلسسوق فل يّتخسسذ
سهو ،وكان شيخنا محمد بن دا دونه ،وليعلم الّناس بسهوه حكم ال ّ رًبا معبو ً
سسسهو عسسن الحسن بن أحمد بن الوليد يقول :أّول درجة فسسي الغلسسو نفسسي ال ّ
ي صلى الله عليه وسلم وأنا أحتسب الجسسر فسسي تصسسنيف كتسساب مفسسرد الّنب ّ
منكريه" ]من ل يحضره الفقيه.[.1/234 : ي والّرد على ُ في إثبات سهو الّنب ّ
مونه – ينكر علسسى شيعة – كما يس ّ فأنت ترى أن ابن بابويه وهو رئيس ال ّ
سهو عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ،فكيف بمن هو أقل من نفى ال ّ
سهو علمة الغلو ،ويشير إلى أن هذا القول من منه كالئمة؟! ويعد ّ نفي ال ّ
مسسذاهب الغلة ..ويلمسسح إلسسى مسسا ينطسسوي عليسسه نفسسي السسسهو مسسن تشسسبيه
المخلوق بالخالق جل شأنه.
خرون إلسسى مسسسألة مسسا أضسسافه ال ّ
شسسيعة المتسسأ ّ سسسهو هسسو م ّولكسسن نفسسي ال ّ
العصمة ،في تطور آخر لهذه القضية ،ولسسذلك فسسإن نصوصسسهم الموضسسوعة
سهو ما ذكر له ال ّ فا عن الئمة تخالف ذلك ،فأبو عبد الله كان يقول – ل ّ سل ً
ي صسسلتي" " :-أو ينفلت من لك أحد؟ رّبما أقعدت الخادم خلفي يحفظ عل ّ
]بحار النوار.[.25/351 :
والرضا يلعن من ينفي السهو عن النبي صلى الله عليه وسلم -كما مّر
– ويقول :إن الذي ل يسهو هو اللسسه سسسبحانه ،وكتسسب الشسسيعة روت أخبسساًرا
في سهوه صلى الله عليسسه وسسسلم فسسي صسسلته ]انظسسر :مسسن ل يحضسسره الفقيسسه:
.[.1/233
جون بإجماعهم رغم أّنه منقسسوض بمخالفسسة شسسيعة ومن الغريب أنهم يحت ّ
القرن الّرابع من قبلهم ،وبنصوصهم.
ن أصسسحابنا المامي ّسسة أجمعسسوا علسسى عصسسمة ولكن شهوة الغلسسو تقسسول" :إ ّ
دا وخطسسأ صغيرة والكبيرة عمسس ً ذنوب ال ّ مة – صلوات الله عليهم – من ال ّ الئ ّ
ل" ]بحسسار النسسوار/25 : ونسياًنا من وقت ولدتهم إلسى أن يلقسوا اللسه عسّز وجس ّ
.[.351-350
صسسدوق ابسسن بسسابويه وإذا قيسسل لهسسم كيسسف ينعقسسد إجمسساعكم ،وشسسيخكم ال ّ
وشيخه ابن الوليد قد خالفا هسسذا المسسذهب؟ قسسالوا" :إن خروجهمسسا ل يخسسل
بالجماع لكونهما معروفي النسب" ]بحار النوار ،[.25/351 :أما القسم الخر
الذين قالوا بالعصمة المطلقة ففيهم من ل تعرف هسسويته ونسسسبه أو كلهسسم
كذلك ،فيحتمل أن يكون المسسام الغسسائب خسسرج مسسن مخسسبئه وأدلسسى بصسسوته
معهم ،وقوله هو العمدة في الجماع ]انظسسر :فصسسل الجمسساع ،[.أي أنسسه يكفسسي
فسسي إثبسسات حجيسسة الجمسساع فسسي هسسذه المسسألة وجسسود الظسسن بسأن الغسسائب
المعصوم يوجد مع الفئة المجهولة التي قررت نفي السهو.
ولسسك أن تعجسسب كيسسف يسسردون النصسسوص الصسسريحة فسسي إثبسسات السسسهو
والسسواردة فسسي كتبهسسم عسسن الئمسسة ويتعلقسسون بإجمسساع يكشسسف عسسن قسسول
المعصوم الغائب على سبيل الظن والحتمال؟!
ولكن مذهب الشيعة هو مذهب الشيوخ ل مذهب الئمة.
451
ولقد احتار المجلسي – وهو يرى النصوص التي تخالف إجماع أصحابه -
فقال" :المسألة في غاية الشكال لدللة كسثير مسن الخبسار واليسات علسى
سهو عنهم ،وإطباق الصحاب إل من شذ منهم على عدم الجواز" صدور ال ّ
]بحار النوار.[.25/351 :
وهذا اعتراف من المجلسي بأن إجماع الشيعة المتأخرين علسسى عصسسمة
الئمة بإطلق يخالف رواياتهم ،وهسسذا دليسسل واقعسسي واعسستراف صسسريح فسسي
أنهم يجمعون على ضللة ،وعلى غير دليل حتى من كتبهم.
نقد استدللهم:
أو ً
ل :اختلف السلف في معنى العهد على أقوال:
452
دي ه ِع ْل َ قال ابن عباس والسدي :إنه النبوة ،قال} :ل َ ي ََنا ُ
ما
ما ظال ً ن{ "أي نبوتي" ،وقال مجاهد :المامة ،أي ل أجعل إما ً مي َ ظال ِ ِ ال ّ
يقتدى به ،وقال قتادة وإبراهيم الّنخعي وعطاء والحسن وعكرمة :ل ينال
ظالم فأمن به دنيا فقد ناله ال ّ ما في ال ّ ظالمين فأ ّ عهد الله في الخرة ال ّ
ظالمين؛ جاج :وهذا قول حسن ،أي ل ينال أماني ال ّ وأكل وعاش ..قال الّز ّ
ظالم :المشرك ،..وقال الربيع بن أي :ل أؤمنهم من عذابي .والمراد بال ّ
أنس والضحاك ،عهد الله الذي عهد إلى عباده :دينه ،يقول :ل ينال دينه
من و ِ
ق َ ح َ س َعَلى إ ِ ْ و َ عل َي ْ ِ
ه َ وَباَرك َْنا َالظالمين ،أل ترى أنه قالَ } :
ل ذّريتك يا ن{ يقول :ليس ك ّ مِبي ٌ ه ُ س ِف ِم ل ّن َ ْ
ظال ِ ٌ و َن َس ٌ
ح ِ
م ْ
ما ُ ه َ ذُّري ّت ِ ِ
دي ه ِع ْل َ ضا – }ل َ ي ََنا ُ ق ..وروي عن ابن عباس – أي ً إبراهيم على الح ّ
ن{ ،قال :ليس للظالمين عهد ،وإن عادته فانقضه ]انظر :تفسير مي َ ظال ِ ِ ال ّ
الطبري :ج) 2من الجزاء المحققة( ص 20وما بعدها ،تفسير البغوي ،1/112 :ابن عطية/
المحرر الوجيز ،1/250 :القرطبي /الجامع لحكام القرآن ،2/108 :تفسير ابن كثير:
،173-1/172الشوكاني /فتح القدير ،1/138 :اللوسي /روح المعاني ،1/377 :تفسير
القاسمي.[.246-2/245 :
فالية – كما ترى – اختلف السلف في تأويلها ،فهي ليست في مسألة
المامة أصل ً في قول أكثرهم ،والذين فسروها بالمامة قصدوا إمامة
العلم والصلح والقتداء ،ل المامة بمفهوم الرافضة.
ل على العصمة بحال؛ إذ ل ثانًيا :لو كانت الية في المامة فهي ل تد ّ
ظالم معصوم ل يخطئ ول ينسى ول يسهو ..إلخ ن غير ال ّ
يمكن أن يقال بأ ّ
كما هو مفهوم العصمة عند الشيعة ،إذ يكون قياس مذهبهم من سها فهو
ظالم ومن أخطأ فهو ظالم ..وهذا ل يوافقهم عليه أحد ول يّتفق مع
ن نفيظلم فرق كبير؛ ل ّأصول السلم ،فبّين إثبات العصمة ،ونفي ال ّ
ظلم إثبات للعدل ،ل للعصمة ال ّ
شيعّية. ال ّ
ما ثم تاب منه لحقه وصف الظلم ثالًثا :ل يسلم لهم أن من ارتكب ظل ً
شرك ،قال تعالى: ّ
ولزمه ،ول تجدي التوبة في رفعه ،فإن أعظم الظلم ال ّ
م{ ]النعام :آية ،[.82 :ثم ُ ْ سوا ْ ِإي َم ي َل ْب ِ ُول َ ْ
مُنوا ْ َ }ال ّ ِ
هم ب ِظل ٍ مان َ ُ نآ َ ذي َ
م{ ]لقمان ،آية [.13:ومع ظي ٌع ِ م َك ل َظُل ْ ٌ شْر َ ن ال ّ ظلم بقوله} :إ ِ ّ سر ال ّ ف ّ
هوا ْ ْ
فُروا ِإن َينت َ ُن كَ َ
ذي َ ّ
قل ل ِل ِ فارُ } : ل شأنه – في حقّ الك ّ هذا قال – ج ّ
ف{ ]النفال :آية.[.38 : سل َ َ قدْ َ ما َ هم ّ فْر ل َ ُغ َيُ َ
ن من أشرك ولو لحظة ،أو ارتكب معصية ولو لكن قياس قول هؤلء أ ّ
ن المشرك ولو دى هذا أ ّ ّ
ك عنه وصف الظلم ،ومؤ ّ صغيرة فهو ظالم ل ينف ّ
ن مرادهم
شرك؛ ل ّظلم ال ّ ظلم هو ال ّ
شرك ]هم يعنون بال ّ ن ال ّ
أسلم فهو مشرك ل ّ
شرك لم ينف ّ
ك عنهما بعد إبطال خلفة أبي بكر وعمر؛ لّنهما قد أسلما بعد شرك ،وال ّ
ل ظالم") .أصول إيمانهما في زعمهم ،ولذلك قال الكليني" :هذه الية أبطلت إمامة ك ّ
الكافي.[.(1/199 :
453
فصاروا بهذا أشد ّ من الخوارج الوعيدّية؛ لن الخوارج ل يثبتون الوعيد
لصاحب الكبيرة إل في حالة عدم توبته.
ومن المعلوم في بدائه العقول فضل ً عن الشرع والعرف واللغة "أن
ح أن يطلق عليه أّنه كافر أو ظالم.. م تاب وأصلح ل يص ّ من كفر أو ظلم ث ّ
وإل جاز أن ُيقال :صبي لشيخ ،ونائم لمستيقظ ،وغني لفقير ،وجائع
ضا لو اطرد ذلك يلزم من حلف ل لشبعان ،وحي لميت ،وبالعكس ،وأي ً
يسلم على كافر فسلم على إنسان مؤمن في الحال إل أنه كان كافًرا
قبل سنين متطاولة أن يحنث ،ول قائل به" ]اللوسي /روح المعاني.[.1/377 :
ومن المعروف أنه قد يكون التائب من الظلم أفضل ممن لم يقع فيه.
ومن اعتقد أن كل من لم يكفر ولم يقتل ولم يذنب أفضل من كل من
آمن بعد كفره واهتدى بعد ضلله ،وتاب بعد ذنوبه ،فهو مخالف لما علم
بالضطرار من دين السلم ،فمن المعلوم أن السابقين أفضل من
أولدهم ،وهل يشبه أبناء المهاجرين والنصار بآبائهم عاقل ]انظر :منهاج
السنة[.303-1/302 :؟!
كما أن استدللهم هذا يؤدي إلى أن جميع المسلمين وكذلك الشيعة
وأهل البيت – إل من تعتقد الشيعة عصمتهم – جميعهم ظلمة لنهم غير
م فل يجوز أن ظلم اسم ذ ّ معصومين ،وقد قال شيخهم الطوسي بأن ال ّ
عَلى َ
ه َة الل ّ ِ يطلق إل على مستحقّ الّلعن لقوله – تعالى } :-أل َ ل َ ْ
عن َ ُ
ن{ ]الّتبيان ،1/158 :والية رقم 18من سورة هود.[.
مي َ ال ّ
ظال ِ ِ
رابًعا :وأختم القول بما قرره أحد علماء الشيعة الزيدية في نقض
استدلل الشيعة الثني عشرية بهذه الية حيث قال" :احتج الرافضة بالية
على أن المامة ل يستحقها من ظلم مرة ،ورام الطعن في إمامة أبي
بكر وعمر ،وهذا ل يصح لن العهد إن حمل على النبوة فل حجة ،وإن
ظلم ل يوصف بأّنه ظالم ،ولم يمنعه – حمل على المامة فمن تاب من ال ّ
ما" ]يوسف بن أحمد الّزيدي /الّثمرات
تعالى – من نيل العهد إل حال كونه ظال ً
اليانعة :ج 1الورقة ) 60مخطوط(.[.
أدلتهم من السنة:
ويتمسكون بروايات من طرق أهل السنة للحتجاج بها على أهل
السنة ،وإقناع قومهم بأن ما هم عليه موضع إجماع ،وهي ما بين كذب ،أو
بعيد عن استدللهم ،وقد مضى الحديث فيها في فصل المامة.
والروايات التي يحتجون بها هي تتعلق بأهل البيت ،ول حجة للثني
عشرية في ذلك أصل ً لما ثبت من أن الثني عشرية ليس لها علقة بأهل
البيت إل العلقة المزعومة بعلي وبعض أولده ،وهما الحسن والحسين،
وبعض ذرية الحسين ،وقد انقطع النسل الذين يقولون بإمامتهم لوفاة
ه بشيوخ يزعمونما ،فعلقتهم منذ سنة 260الحسن العسكري عقي ً
454
النيابة عن معدوم ل وجود له ،وهم الذين انتهوا بالمذهب إلى هذه النهاية
المفزعة التي مر علينا جملة من صورها.
سكهم
ن تم ّ
وقد سلف ذكر الشواهد في تكفيرهم لهل البيت ،ولذلك فإ ّ
بالقول بعصمة أهل البيت هو من خداع العناوين.
غير أن الثني عشرية تقيم معتقدها في العصمة وغيرها بما يرويه
صاحب الكافي ،وإبراهيم القمي ،والمجلسي وأضرابهم من روايات
منكرة في متنها فضل ً عن إسنادها ،تثبت لهؤلء الثني عشر العصمة
المزعومة ،وقد ساق المجلسي في بابه الذي عقده في شأن العصمة
ثلًثا وعشرين رواية من روايات شيوخه كالقمي ،والعياشي والمفيد
وغيرهم ،وقد ذكرها بعد استدلله بآية البقرة ،التي تبين لنا أن استدللهم
فيها باطل.
أما الكليني في الكافي فقد عقد مجموعة من البواب في معنى
دعون فيها العصمة المزعومة ،ساق فيها أخباًرا بسنده عن الثني عشر ي ّ
أنهم معصومون بل وشركاء في النبوة ،بل ويتصفون بصفات اللوهية،
وقد مر في باب اعتقادهم في أصول الدين أمثلة من ذلك ،وتجد ذلك في
الكافي في باب "أن الئمة هم أركان الرض" وأثبت فيه ثلثة روايات
تقول بأن الئمة الثني عشر كرسول الله في وجوب الطاعة ،وفي
الفضل ،وفي التكليف ،فعلي "جرى له من الطاعة بعد رسول الله صلى
الله عليه وسلم ما لرسول الله صلى الله عليه وسلم" ]أصول الكافي:
،[.1/198كذا سائر الثني عشر ،ثم ما تلبث أن ترفعهم عن مقام رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلى مقام رب العالمين حيث تقول بأن علًيا
ن أحد قبلي :عّلمت علم المنايا والبليا.. ُ
قال" :أعطيت خصال ً لم يعطه ّ
ني" ]أصول الكافي:
فلم يفتني ما سبقني ولم يعزب عّني ما غاب ع ّ
.[.1/197
س
ف ٌ ري ن َ ْ
ما ت َدْ ِ
و َ والذي يعلم المنايا والبليا هو الله – سبحانه – } َ
َ َ
ت{ ]لقمان ،آية: مو ُ ض تَ ُ
ي أْر ٍ
س ب ِأ ّ ري ن َ ْ
ف ٌ ما ت َدْ ِ
و َ
دا َ ب َ
غ ً ذا ت َك ْ ِ
س ُ ما َ
ّ
.[.34
والذي ل يعزب عنه شيء ،ول يفوته شيء هو الخالق – جل عله – قال
فيول ِ
ت َ
وا ِ
ما َ
س َ
في ال ّ ل ذَّر ٍ
ة ِ مث ْ َ
قا ُ ه ِ
عن ْ ُ
ب َ عُز ُتعالى} :ل ي َ ْ
ض{ ]سبأ ،آية.[.3: َ
الْر ِ
فالمر تعدى حدود العصمة إلى دعوى الرسالة واللوهية ،وهذا خروج
سا.
عن السلم رأ ً
وقد تتابعت أبواب الكافي في هذا المعنى ]انظر :من أصول الكافي ،باب
فرض طاعة الئمة ،1/185 :وقد ذكر فيه ) (17رواية لهم ،وباب أن الئمة ولة أمر الله
وخزنة علمه ،1/192 :وأورد فيه ) (6روايات ،وباب أن الئمة خلفاء الله – عز وجل – في
أرضه ،وأبوابه التي منها يؤتى ،1/193 :وفيه ثلثة روايات ،وغيرها من البواب والخبار
455
التي يعرف كذبها بالضطرار من دين السلم ،[.وهي ل تخرج عن دعاوى
المتنبئين والملحدين على مدار التاريخ سوى أنهم نسبوا هذه المفتريات
إلى جملة من أهل البيت الطهار.
أدلتهم العقلّية على مسألة العصمة:
نستطيع أن نرجع أدلتهم العقلية التي يستدلون بها على عصمة المام
مة كّلها معّرضة للخطأ وال ّ
ضلل ،والعاصم لها ن ال ّ
إلى أصل واحد ،وهو أ ّ
ضلل هو المام.من ال ّ
ولهذا رتبوا أدلتهم على هذا الساس فقالوا :إن المة لبد لها من رئيس
دده فيلزممعصوم يسدد خطأها ،فلو جاز الخطأ عليه لزم له آخر يس ّ
الّتسلسل فحينئذ يلزم القول بعصمة المام؛ لن الثقة عندهم بالمام ل
بالمة ..وقالوا بأنه هو الحافظ للشرع ،ول اعتماد على الكتاب والسنة
والجماع بدونه… إلخ ]انظر :ابن المطهر /كشف المراد :ص ،391-390وانظر :نهج
المسترشدين :ص ،63وانظر :اللفين :ص 56وما بعدها ،القزويني /الشيعة في عقائدهم:
ص ،369-368الزنجاني /عقائد المامية :ص ،77هاشم معروف الحسيني /أصول التشيع:
ص .[.132-131
مة معصومة بكتاب رّبها وسّنة نبّيها صلى ما ،فال ّ والحقيقة غير هذا تما ً
مة مغنية عن مة على ضللة ،وعصمة ال ّ الله عليه وسلم ،ول تجمع ال ّ
عصمة المام ،وهذا مما ذكره العلماء في حكمة عصمة المة قالوا :لن
من كان من المم قبلنا كانوا إذا بدلوا دينهم بعث الله نبًيا يبين الحق،
وة ،فل يمكن مة ل نبي بعد نبّيها ،فكانت عصمتها تقوم مقام الّنب ّ وهذه ال ّ
دله،
دين إل أقام الله من يبّين خطأه فيما ب ّ دل شيًئا من ال ّ أحد منهم أن يب ّ
ن الله – سبحانه – قرن سبيل المؤمنين بطاعة رسوله في قوله ولذلك فإ ّ
دى ه َ ْ
ه ال ُ َ
نل ُ ما ت َب َي ّ َد َع ِ
من ب َ ْل ِ سو َ ق الّر ُ من ي ُ َ – عّز وج ّ
ق ِشا ِ و َ
ل َ } :-
تساء ْ و َ م َهن ّ َج َه َ صل ِ ِ وّلى َ
ون ُ ْ ما ت َ َ ول ّ ِ
ه َ ن نُ َ مِني َ م ْ
ؤ ِ ل ال ْ ُ
سِبي ِ ع َ
غي َْر َ وي َت ّب ِ ْ
َ
صيًرا{ ]الّنساء ،آية.[.155 : م ِ َ
فعصمة المة وحفظها من الضلل – كما جاءت بذلك النصوص
ما من "يوجب عصمة واحد من المسلمين ،ويجوز الشرعية – تخالف تما ً
على مجموع المسلمين – إذا لم يكن فيهم معصوم – الخطأ" ]المنتقى
)مختصر منهاج السنة( :ص .[.410
وكل ما سطروه وملوا به الصفحات من أدلة عقلية تؤكد الحاجة إلى
معصوم قد تحققت بالرسول صلى الله عليه وسلم ،ولذلك فإن المة ترد
عند التنازع إلى ما جاء به الرسول من الكتاب والسنة ول ترد إلى المام
ل{ ]الّنساء ،آية:
سو ِ
والّر ُ دوهُ إ َِلى الل ّ ِ
ه َ ء َ
فُر ّ ي ٍ في َ
ش ْ م ِ
عت ُ ْ } َ
فِإن ت ََناَز ْ
" .[.59قال العلماء :إلى كتاب الله ،وإلى نبّيه صلى الله عليه وسلم ،فإن
قبض فإلى سّنته" ]ابن عبد البّر /الّتمهيد ،[.4/264 :وهي بهدي الكتاب والسنة
ل تجمع على ضللة؛ لنها لن تخلو من متمسك بهما إلى أن تقوم الساعة.
456
حي َْنا َ
و َ ولهذا فإن الحجة على المة قامت بالرسل ،قال تعالى} :إ ِّنا أ ْ
َ َ إ ِل َي ْ َ
ه{ إلى قوله} :ل ِئ َل ّ د ِ
ع ِ
من ب َ ْ ن ِ والن ّب ِّيي َح َ حي َْنا إ ِلى ُنو ٍ
و َما أ ْ ك كَ َ
ل{ ]الّنساء ،آية ،[.165:ولم س ِ عدَ الّر ُ ة بَ ْ
ج ٌح ّ ه ُ عَلى الل ّ ِ
س َن ِللّنا ِ كو َ يَ ُ
يقل – سبحانه :-والئمة ،وهذا يبطل قول من أحوج الخلق إلى غير
الرسل كالئمة ]انظر :ابن تيمية /الفتاوى.[.19/66 :
مة بدونه ل ن ال ّ كد الحاجة إلى إمام معصوم ،وأ ّ وأدّلتهم العقلّية التي تؤ ّ
دي في الّنهاية إلى إبطال ضا تؤ ّإيمان لها ول أمان ،هذه الحجج هي أي ً
قق بهام مقاصد المامة التي متهم لم يتح ّ ن أئ ّ مة عندهم؛ ل ّ عصمة الئ ّ
دثون عنها. يتح ّ
والواقع أّنه يكفي من ذلك انتهاء ظهور المام عندهم منذ سنة )
ه( ،سواء كان لم يوجد أصل ً – كما يقوله أكثر الفرق ال ّ
شيعّية التي 260
وجدت إثر وفاة الحسن ،وكما تقوله أسرة الحسن وعلى رأسهم أخوه
كده علماء الّنسب والّتاريخ ،كما سيأتي – أو هو مختف لم جعفر ،وكما يؤ ّ
ن هذا الغائب الموعود أو المعدوم لم يظهر – كما تقوله الثنا عشرّية – فإ ّ
ينتفع به في دين ول دنيا.
وهذه ثلمة ل تسد ،وفتق ل يرتق في المذهب الثني عشري ل يبقي ول
يذر لحججهم وزًنا ول أثًرا ،وكذلك أجداده من قبل إذ لم يتول منهم أحد
ما عدا أمير المؤمنين علي ،والحسن قبله تنازله ،ولهذا قال أهل العلم:
إن دعوى العصمة عندهم ليس عليها دليل إل زعمهم بأن الله لم يخل
العالم من أئمة معصومين لما في ذلك من المصلحة واللطف ..وكذلك
أجداده المتقدمون لم يحصل بهم المصلحة واللطف الحاصلة من إمام
معصوم ذي سلطان كما كان النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة،
فإنه كان إمام المؤمنين الذي يجب عليهم طاعته ،ويحصل بذلك
سعادتهم ،ولم يحصل بعده أحد له سلطان تدعى له العصمة إل علي –
رضي الله عنه – ومن المعلوم أن المصلحة والّلطف الذي كان المؤمنون
فيها زمن الخلفاء الّثلثة أعظم من المصلحة والّلطف الذي كان في
سّنة.[.2/104 :
خلفة علي زمن القتل والفتنة والفتراق ]منهاج ال ّ
أما من دون علي فإنما كان يحصل للناس من علمه ودينه مثل ما
يحصل من نظرائه ،وكان علي بن الحسين وابنه أبو جعفر ،وابنه جعفر بن
محمد يعلمون الناس ما علمهم الله كما علمه علماء زمانهم ،وكان في
زمانهم من هو أعلم منهم وأنفع للمة ،وهذا معروف عند أهل العلم ،ولو
قدر أنهم كانوا أعلم وأدين فلم يحصل من أهل العلم والدين ما يحصل
من ذوي الولية من القوة والسلطان ،وإلزام الناس بالحق ومنعهم باليد
عن الباطل.
وأما من بعد الثلثة كالعسكريين فهؤلء لم يظهر عليهم علم تستفيده
المة ،ول كان لهم يد تستعين بها المة؛ بل كانوا كأمثالهم من الهاشميين
457
لهم حرمة ومكانة ،وفيهم من معرفة ما يحتاجون إليه في السلم والدين
ما في أمثالهم ،وهو ما يعرفه كثير من عوام المسلمين ..ولذلك لم يأخذ
عنهم أهل العلم كما أخذوا عن أولئك الثلثة ]منهاج السنة.[.3/248 :
نقد عام لمبدأ "عصمة الئمة":
ن المعصوم يجب وة ،فإ ّ مة تضاهي المشاركة في الّنب ّ دعوى العصمة للئ ّ
صةل ما يقول ،ول يجوز أن يخالف في شيء ،وهذه خا ّ اّتباعه في ك ّ
قوُلوا ْ النبياء ولهذا أمرنا أن نؤمن بما أنزل إليهم فقال – تعالى ُ } :-
لعي َ ما ِ س َ وإ ِ ْ م َ هي َ ل إ َِلى إ ِب َْرا ِ ز َ ِ ما ُأن و َ ل إ ِل َي َْنا َ ز َ ِ مآ ُأن و َ ه َ مّنا ِبالل ّ ِ آ َ
ما ُ ع ُ
و َ سى َ عي َ و ِ سى َ مو َ ي ُ ما أوت ِ ََ و َ ط َ سَبا ِ وال ْ ب َ قو َ وي َ ْ ق َ ح َ س َ وإ ِ ْ َ
ه َ ل ن ح ن و م ه ن م د ح أ ن ي ب ق ر فَ ن َ ل م ه ب ر من ن يو ب ن ال ي ت أو ُ
ُ ّ ُ َ ْ َ َ ٍ ّ ْ ُ ْ َ َ ْ ُ ُ ّ ّ ِ ْ ّ ِ ّ َ ِ ِ َ
ن{ ]البقرة ،آية [136:فأمرنا أن نقول :آمنا بما أوتي النبيون.. مو َ سل ِ ُ م ْ ُ
فاليمان بما جاء به النبيون مما أمرنا أن نقوله ونؤمن به ،وهذا ما اتفق
ل ما ما يجب اليمان بك ّ عليه المسلمون ..فمن جعل بعد الّرسول معصو ً
سّنة.[.3/174 : وة ،وإن لم يعطه لفظها ]منهاج ال ّ يقوله فقد أعطاه معنى الّنب ّ
وهذا مخالف لدين السلم ،للكتاب والسنة وإجماع سلف المة وأئمتها.
َ ل ُ أما القرآن فقال – سبحانه َ } :-
رم ِ وِلي ال ْ وأ ْ سو َ َ عوا ْ الّر ُ طي ُ وأ ِ َ
ل{ سو ِ والّر ُ ه َ ّ
دوهُ إ ِلى الل ِ َ فُر ّ ء َ ي ٍ ش ْ في َ م ِ عت ُ ْ فِإن ت ََناَز ْ م َ منك ُ ْ ِ
]الّنساء ،آية ،[.59:فلم يأمرنا بالرد عند التنازع إل إلى الله والرسول ،ولو
كان للناس معصوم غير الرسول صلى الله عليه وسلم لمرهم بالرد إليه؛
فدل القرآن أن ل معصوم إل الرسول صلى الله عليه وسلم ]منهاج السنة:
.[.2/105
ل َ ُ
ن
ذي َ ع ال ّ ِ م َك َ وَلقئ ِ َ فأ ْ سو َ والّر ُ ه َ ع الل ّ َ من ي ُطِ ِ و َوقال – تعالى َ } :-
ه َ َ َ
ن
حي َ صال ِ ِ وال ّ داء َ ه َ ش َ وال ّ ن َ قي َ دي ِص ّ وال ّ ن َ ن الن ّب ِّيي َ م َ هم ّ علي ْ ِ م الل ّ ُ ع َأن ْ َ
ص الل ّ َ
ه ع ِ من ي َ ْ و َ قا{ ]الّنساء ،آية ،[.69 :وقالَ } : في ً ك َر ِ ن ُأوَلقئ ِ َ س َ ح ُ و َ َ
دا{ ]الجن ،آية [.23:فدل بَ أ ها في ن دي ل خا َ م نه ج ر نا ه َ ل ن إ فَ ه َ ل سو ر و
َ ً ِ ِ َ ِ َ ِ ّ ُ َ َ َ َ ّ َ ُ َ َ ُ
القرآن – في غير موضع – على أن من أطاع الرسول كان من أهل
السعادة ،ولم يشترط في ذلك طاعة معصوم آخر ،ومن عصى الرسول
كان من أهل الوعيد وإن قدر أنه أطاع من ظن أنه معصوم.
وقد اتفق أهل العلم أهل الكتاب والسنة على أن كل شخص – سوى
الرسول – فإنه يؤخذ من قوله ويترك إل رسول الله صلى الله عليه
وسلم فإنه يجب تصديقه في كل ما أخبر ،واتباعه فيما أمر واجتناب ما
نهى عنه وزجر ،وأل يعبد الله إل بما شرع فإنه المعصوم الذي ل ينطق
عن الهوى إن هو إل وحي يوحى ]منهاج السنة.[.3/175 :
والسنة المطهرة دلت على ذلك ،ولكنهم – كما سلف – ل يرجعون إل
إلى أقوال أئمتهم ،وإليك ما ينقض مذهبهم من أقوالهم:
458
جاء في نهج البلغة – الذي ل تشك الشيعة في كلمة منه – ما يهدم كل
ما بنوه من دعاوى في عصمة الئمة؛ حيث قال أمير المؤمنين – كما
يروي صاحب النهج " :-ل تخالطوني بالمصانعة ،ول تظنوا بي استثقال ً في
حق قيل لي ،ول التماس إعظام النفس ،فإنه من استثقل الحق أن يقال
له أو العدل أن يعرض عليه ،كان العمل بهما أثقل عليه ،فل تكفوا عن
مقالة بحق ،أو مشهورة بعد ،فإّني لست في نفسي بفوق أن أخطئ ول
آمن ذلك من فعلي" ]نهج البلغة :ص .[.335
فأمير المؤمنين يطلب من أصحابه أل يترددوا في إبداء النصيحة
والمشورة ،ول يمنعهم من ذلك المجاملة والمصانعة ،أو أن يظن به أنه ل
ما لنفسه ،فإن الحكم الذي ل يقبل الحق إذا قيل له ،استثقال ً له وتعظي ً
يقبل مشورة الرعية ول يرضى أن يقال له :أخطأت هو عن العمل بالحق
والعدل أبعد؛ لن من يثقله استماع النصيحة فهو عن العمل بها أعجز ،فل
تكفوا عن مقالة بحق ول مشورة بعدل فالجماعة أقرب إلى الحق
والعصمة ،والفرد ل يأمن على نفسه الوقوع في الخطأ.
دع ما تزعم الشيعة فيه من أنه ل يخطئ بل أكد أنه ل
فهو هنا لم ي ّ
يأمن على نفسه من الخطأ ،كما لم يعلن استغناءه عن مشورة الرعية
بل طلب منهم المشورة بالحق والعدل لن المة ل تجتمع على ضللة،
وكل فرد لوحده معرض للضللة ،فعلم أن دعوى العصمة من مخترعات
غلة الشيعة.
ضا " :-لبد ّ للّناس من أمير بّر أو فاجر يعمل
وجاء في نهج البلغة – أي ً
سبل،
في إمرته المؤمن ،ويجمع به الفيء ،ويقاتل به العدو ،وتأمن به ال ّ
ضعيف من القوي" ]نهج البلغة :ص .[.82 ويؤخذ به لل ّ
فأنت ترى أنه لم يشترط العصمة في المير ،ولم يشر لها من قريب أو
بعيد ،بل رأى أنه لبد ّ من نصب أمير تناط به مصالح العباد والبلد ،ولم
يقل أنه ل يلي أمر الناس إل إمام معصوم ،وكل راية تقوم غير راية
المعصوم فهي راية جاهلية – كما تقول كتب الشيعة -ولم يحصر المارة
في الثني عشر المعصومين عند الشيعة ويكفر من تولها من خلفاء
المسلمين كما تذهب إليه الشيعة ،بل رأى ضرورة قيام المام ولو كان
فاجًرا ،وجعل إمارته شرعية بدليل أنه أجاز الجهاد في ظل إمارة الفاجر؛
فأين هذا مما تقرره الشريعة بمنع الجهاد حتى يخرج المنتظر ]انظر :فصل
الغيبة والمهدية :ص ..[.824لن المامة الشرعية محصورة في الثني عشر؟!
وكان الئمة يعترفون بالذنوب ويستغفرون الله منها..
فأمير المؤمنين يقول في دعائه – كما في نهج البلغة " :-الّله ّ
م اغفر
م اغفر لي ما ي بالمغفرة ،الّله ّ
لي ما أنت أعلم به مّني ،فإن عدت فعد عل ّ
م اغفر لي ما وأيت ]وأيت :وعدت [.من نفسي ولم تجد له وفاء عندي ،الّله ّ
م اغفر لي رمزات اللحاظ، تقّربت به إليك بلساني ،ثم خالفه قلبي ،الّله ّ
459
]نهج البلغة :ص وسقطات اللفاظ ،وشهوات الجنان ،وهفوات الّلسان"
.[.104
فأنت ترى القرار بالذنب ،وبالعودة إليه بعد التوبة ،والعتراف
بسقطات اللفاظ وشهوات الجنان ،ومخالفة القلب للسان ..كل ذلك
ينفي ما تدعيه الشيعة من العصمة ،إذ لو كان علي والئمة معصومين
لكان استغفارهم من ذنوبهم عبًثا ..وكل أئمتهم قد نقلت عنهم كتب
الشيعة الستغفار إلى الله – سبحانه – من الذنوب والمعاصي ،ولو كانوا
معصومين لما كانت لهم ذنوب.
قال أبو عبد الله – كما تروي كتب الشيعة " :-إّنا لنذنب ونسيء ثم
نتوب إلى الله متاًبا" ]بحار النوار.[.25/207 :
وكان أبو الحسن )موسى الكاظم( يقول – حسب روايات الشيعة :-
ب عصيتك بلساني ولو شئت وعّزتك لخرستني ،وعصيتك ببصري ولو "ر ّ
شئت لكمهتني ]كمه بصره :اعترته ظلمة تطمس عليه ،عمى أو صار أعشى )بحار
النوار– 25/203 :الهامش ،[.(-وعصيتك بسمعي ولو شئت وعّزتك لصممتني،
زتك لكنعتني ]كنع يده :أشّلها وأيبسها) .بحار النوار:
وعصيتك بيدي ولو شئت وع ّ
-25/203الهامش ،[.(-وعصيتك بفرجي ولو شئت وعّزتك لعقمتني ،وعصيتك
برجلي ولو شئت وعّزتك لجذمتني ،وعصيتك بجميع جوارحي التي أنعمت
ي ولم يكن هذا جزاك مّني" ]بحار النوار.[.25/203 :
بها عل ّ
ولقد احتار شيوخ الشيعة في توجيه مثل هذه الدعية والتي تتنافى
ومقرراتهم في العصمة.
ولقد نقل لنا أحدهم صورة لهذا التردد حول الحديث السابق فقال:
"كنت أفكر في معناه وأقول :كيف يتنزل على ما تعتقده الشيعة من
القول بالعصمة؟ وما اتضح لي ما يدفع التردد الذي يوجبه" ثم يذكر بأنه
توجه بالسؤال عن هذا إلى شيخهم رضي الدين أبي الحسن علي بن
موسى بن طاووس العلوي الحسني وذكر له هذا الشكال ،فقال ابن
دين العلقمي سألني عنه فقلت :كان يقول ن الوزير مؤّيد ال ّ
طاووس" :إ ّ
هذا ليعلم الّناس" ،ويبدو أن ابن العلقمي اقتنع بالجواب ولكن صاحب
كرت بعد ذلك الشكال استدرك على جواب ابن طاووس وقال" :إّني ف ّ
فقلت :هذا كان يقوله في سجدته في الّليل وليس عنده من يعّلمه".
يقول" :ثم خطر ببالي جواب آخر وهو أنه كان يقول ذلك على سبيل
التواضع".
ولكن لم يقنعه هذا الجواب ..واستقر جواب السائل على أن اشتغالهم
بالمباحات من "المأكل والمشرب والتفرغ إلى النكاح يعدونه ذنًبا،
ويعتقدونه خطيئة ويستغفرون الله منه" .ويذكر أن هذا هو الجواب الذي
ل شيء بعده ويتمنى حياة ابن العلقمي ليهديه إليه ويكشف حيرته به
]بحار النوار.[.205-25/203 :
460
وهذا الجواب الذي يرى أنه هو الكاشف لهذه المعضلة عندهم ل يتفق
وشريعة السلم التي تنهى عن تحريم ما أحل الله وترفض الرهبانية
ن
م َ
ت ِوال ْطّي َّبا ِ
ه َ
عَباِد ِ
ج لِ ِ ي أَ ْ
خَر َ ه ال ّت ِ َ
ة الل ّ ِ
زين َ َ
م ِ
حّر َ
ن َ
م ْ
ل َ } ُ
ق ْ
ق{ ]العراف ،آية.[.32 : الّرْز ِ
وكيف يعد الئمة هذه المور ذنوًبا ،كيف يجعلون النكاح الذي هو من
شرائع السلم ذنًبا يستغفرون الله منه ،والله – سبحانه – يقول:
ساء{ ]النساء ،آية .[.3 :ويعتبرون الكل ن الن ّ َم َ
كم ّ ب لَ ُ ما َ
طا َ حوا ْ َ } َ
فانك ِ ُ
قَناك ُ ْ
م{ ما َرَز ْ من طَي َّبا ِ
ت َ والشرب معاصي والله يقول} :ك ُُلوا ْ ِ
]العراف ،آية ،160:طه ،آية.[.81:
ولكن الجواب الذي يكشف هذه المعضلة ،ويتفق مع واقع الئمة
وشرائع السلم هو بطلن دعوى العصمة بالصورة التي تراها الشيعة وأن
الئمة ليسوا بمعصومين من الخطأ والعصيان ،وهذا كما يتفق مع
النصوص الشرعية ينسجم مع واقع الئمة ،وبه تتحقق إمكانية القدوة.
ولهذا فإن أنبياء الله – سبحانه – كانوا كسائر البشر يأكلون الطعام
ويمشون في السواق ..ويسعون في نشر الدعوة ،ويعانون من أذى
قومهم ،ومن تكاليف الجهاد ،كل ذلك لتتحقق بهم القدوة ،وليكونوا لمن
بعدهم أسوة.
وأمر آخر يبطل دعوى العصمة ومن كتب الشيعة نفسها؛ ذلك هو
الختلف والّتناقض حيال بعض المواقف والمسائل ،وأعمال المعصومين
ضا ويشهد بعضها لبعض..
ل تتناقض ول تختلف بل يصدق بعضها بع ً
والختلف ناقض للعصمة التي هي شرط للمامة عندهم ،وهو ناقض
بالتالي لصل المامة نفسها ،ولذلك فإن ظاهرة الختلف في أعمال
الئمة كانت سبًبا مباشًرا لخروج بعض الشيعة من نطاق التشيع حيث
رابهم أمر هذا التناقض.
ومن أمثلة ذلك ما يذكره القمي والنوبختي من أنه بعد قتل الحسين
حارت فرقة من أصحابه وقالت :قد اختلف علينا فعل الحسن وفعل
قا واجًبا صواًبا من موادعته
الحسين ،لنه إن كان الذي فعله الحسن ح ً
معاوية وتسليمه له عند عجزه عن القيام بمحاربته مع كثرة أنصار الحسن
وقوتهم -فما فعله الحسين من محاربته يزيد بن معاوية مع قلة أنصار
الحسين وضعفهم ،وكثرة أصحاب يزيد حتى ُقتل وُقتل أصحابه جميًعا
باطل غير واجب ،لن الحسين كان أعذر في القعود من محاربة يزيد
وطلب الصلح والموادعة من الحسن في القعود عن محاربة معاوية ،وإن
قا واجًبا صواًبا من مجاهدته يزيد حتى قتل ولده كان ما فعله الحسين ح ً
وأصحابه ،فقعود الحسن وتركه مجاهدة معاوية وقتاله ومعه العدد الكثير
باطل ،فشكوا في إمامتهما ورجعوا فدخلوا في مقالة العوام" ]القمي/
المقالت والفرق :ص ،25النوبختي /فرق الشيعة :ص .[.26-25
461
مة فهو باب واسع،
أما المثلة على الختلف والّتناقض في أقوال الئ ّ
وكان هو الخر من أسباب انصراف بعض الشيعة من التشيع ،وقد شهد
ن أخبارهم متناقضة متباينة مختلفة طوسي وقال بأ ّ طائفة ال ّ
بذلك شيخ ال ّ
ده ،ول رواية إل ويوجد ما يخالفها ،وعد ّ حتى ل يوجد خبر إل بإزائه ما يضا ّ
شيعي ،ومن أسباب مفارقة بعض طعون على المذهب ال ّ ذلك من أعظم ال ّ
شيعة للمذهب ]انظر :ص 361من هذه الّرسالة.[. ال ّ
وكتابا التهذيب والستبصار – وهما المصدران المعتمدان من المصادر
الربعة عند الشيعة – يشهدان بهذا التناقض والختلف عبر رواياتهما
الكثيرة ،وقد حاول الطوسي درء هذا الختلف ومعالجة هذا التناقض
بحمله على التقية فما أفلح إذ زاد الطين بلة.
شيعة عقيدة الّتقية والبداء لتغطية هذا الختلف في أخبار وقد أوجد ال ّ
ة وأعمالهم ..فاكتشف بعض الشيعة هذه المحاولة ،وعرف سبب الئم ّ
وضع هاتين العقيدتين ،فترك التشيع وقال :إن أئمة الرافضة وضعوا
دا ،وهما
لشيعتهم مقالتين ل يظهرون معهما من أئمتهم على كذب أب ً
القول بالبداء وإجازة التقية ]المقالت والفرق :ص ،78فرق الشيعة :ص ،56-55
والقائل هو :سليمان بن جرير الذي تنسب له طائفة السليمانية من الزيدية.[.
وتنقل كتب الشيعة أن المام في مجلس واحد وفي مسألة واحدة
يجيب بثلثة أجوبة مختلفة متباينة ،ويحيل ذلك على التقية ،أو على حرية
المام في الفتوى وأن له أن يجيب على الزيادة والنقصان.
وقد ذهب رجل من الشيعة يدعى عمر بن رياح ليسأل إمامه ،فلما
أفتاه عاد إليه من قابل فسأله عن نفس المسألة فأفتاه بخلف الجواب
الول فاستنكر ذلك وقال :هذا خلف ما أجبتني في هذه المسألة العام
الماضي ،فقال له) :أي المام( :إن جوابنا خرج على التقية ،فتشكك في
أمره وإمامته .ثم خرج من عنده ولقي أحد الشيعة )ويدعى محمد بن
قيس( وقص عليه ما حدث وقال له :وقد علم الله أني ما سألته عنها إل
وأنا صحيح العزم على التدين بما يفتيني به وقوله في العمل به ،فل وجه
لتقائه إياي وهذه حالي ،فقال له محمد بن قيس :فلعله حضرك من
اتقاه؟ فقال :ما حضر مجلسه في واحدة من المسألتين غيري ولكن
جوابيه جميًعا خرجا على وجه التبخيت – كذا – ولم يحفظ ما أجاب به في
ما من العام المضي فيجيب بمثله ،فرجع عن إمامته وقال :ل يكون إما ً
يفتي بالباطل ]فرق الشيعة :ص .[.61-59
وقد روى الكليني عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر – رضي الله عنه –
قال )زرارة(" :سألته عن مسألة فأجابني ،ثم جاءه رجل فسأله عنها
فأجابه بخلف ما أجابني ،ثم جاءه رجل فسأله عنها فأجابه بخلف ما
أجابني وأجاب صاحبي ،فلما خرج الرجلن قلت :يا ابن رسول الله،
رجلن من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألن فأجبت كل واحد منهما
462
بغير ما أجبت صاحبيه؟ فقال :يا زرارة إن هذا خير لنا ولكم ،ولو اجتمعتم
على أمر واحد لصدقكم الناس علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم" ]أصول
الكافي.[.1/65 :
وأحياًنا يفتي في تفسير آية من كتاب الله بثلثة أجوبة مختلفة متباينة،
ويزعم أن هذا قد فوض إليه ،يقولون فيه ما يشاؤون ]انظر :أصول الكافي:
.[.266-1/265
فأنت ترى اختلف الجواب في مسألة واحدة وفي مجلس واحد،
والختلف ينفي دعوى العصمة ..هذا بحسب المنطق الشيعي ،وإل فإن
شيًئا من ذلك لم يحدث من أبي جعفر محمد الباقر ،فدينه وعلمه وورعه
ينفي أن يفتي في دين الله بالكذب خوًفا وتقية ،ولكن هذه الرواية
وأمثالها هي حيلة ممن اخترع عقيدة العصمة والغلو في الئمة لستر
ضا –
الخلف والتناقص الحاصل في روايتهم والتي هي في الغالب – أي ً
من صنع أيديهم ،فيحصل فيها من التناقض ما يليق بجهلهم.
ثم إن المعصوم الذي يدعون اتباعه لم يعصمهم من الخلف في أصل
الدين عندهم وأساسه وهو المامة؛ فتجدهم مختلفين متنابذين متلعنين
ضا لختلفهم في عدد الئمة ،وفي تحديد أعيانهم ،وفي يكفر بعضهم بع ً
الوقف وانتظار عودة المام ،أو المضي إلى إمام آخر ..هذا عدا الروايات
المختلفة المتناقضة في الكثير من أمور الدين – أصوله وفروعه – فما
منعت العصمة المزعومة أهل الطائفة من الختلف ..وعدم وجود أثرها
يدل على انعدام أصلها.
هذا ،وقد يكون مبدأ العصمة ورثته الشيعة عن المذهب المجوسي،
ذلك أن المجوس تدعي في منتظرهم الذي ينتظرون وأصحابه أنهم ل
يكذبون ،ول يعصون الله ،ول يقع منهم خطيئة صغيرة ول كبيرة ]تثبيت
دلئل النبوة.[.1/179 :
وقد يقال بأن اعتقادهم في عصمة الئمة أمر ل يؤثر اليوم لن الئمة
ه ..ولم يبق إل النتظار للغائب
قد انتهى وجودهم الفعلي منذ عام 260
الموعود.
وأقول :إن هذه العقيدة لها آثارها اليوم في واقع الشيعة ،ويتمثل ذلك
في جوانب منها:
أو ً
ل :علمهم بما يؤثر عن الئمة الثني عشر كما يعلم سائر المسلمين
بالقرآن والسنة.
ثانًيا :غلوهم في قبورهم وأضرحتهم؛ فالغلو في عصمتهم إلى حد
وصفهم بصفات اللوهية تحول إلى غلو في قبورهم ومشاهدهم فيطاف
بها وتدعى من دون الله سبحانه.
463
ثالًثا :أن المجتهد الشيعي أصبح له شيء من هذه الصفة ،فهم يرون أن
الراد عليه كالراد على الله ،وهو على حد الشرك بالله ]سيأتي – إن شاء الله
– ذكر بعض نصوصهم في ذلك في فصل الغيبة ،[.وهذا من الخطورة بمكان؛ لن
آيات الشيعة اليوم هم الذين يقودون الحكم في دولة الشيعة ..فينفذ
الشعب تعاليمهم على أنها من شرع الله ،ول يعترض عليهم خشية الوقوع
في الشرك.
رابًعا :حمل هذا العتقاد الفاسد والدينونة به.
الفصل الثالث
ذرته) ،لسان العرب ح ِ
ة وتقاءَ :
قي ّ ً
قى وت َ ِ
قيه وأّتقيه ت َ
قيُته أت ِ
ت الشيء ،وت َ َ التقية ]ات ّ َ
قي ْ ُ
مادة :وقي( .ولهذا قال ابن حجر :التقية :الحذر من إظهار ما في النفس من معتقد وغيره
للغير )فتح الباري ،(12/314 :وهذا يعني الكتمان ،وقد يضطر لظهار خلف ما في النفس
بلسانه ،قال ابن عباس" :التقية باللسان ،والقلب مطمئن باليمان" وقال أبو عالية :التقية
باللسان وليس بالعمل )تفسير الطبري ،315-6/314 :تحيق شاكر ،فتح الباري:
.(12/314
فالتقية :إظهار خلف ما في الباطن )انظر :النهاية لبن الثير ،(1/193 :وأكثر العرب
ة{ ]آل عمران، م تُ َ
قا ً ه ْ
من ْ ُ ينطقون التقّية »تقاة« ،ولهذا جاء في القرآن} :إ ِل ّ َأن ت َت ّ ُ
قوا ْ ِ
آية .[28 :وإن كان نطقها تقية صواًبا كما قال الفراء ،وقد قرئ" :تقية" )انظر :معاني
القرآن للفراء ص ،205تفسير الطبري[.(6/317 :
تعريفها:
يعرف المفيد التقية عندهم بقوله" :التقية كتمان الحق ،وستر العتقاد
فيه ،وكتمان المخالفين ،وترك مظاهرتهم بما يعقب ضرًرا في الدين أو
الدنيا" ]شرح عقائد الصدوق :ص ) 261ملحق بكتاب أوائل المقالت(.[.
فالمفيد يعرف التقية بأنها الكتمان للعتقاد خشية الضرر من المخالفين
– وهم أهل السنة كما هو الغالب في إطلق هذا اللفظ عندهم – أي هي
ل( ،وكتمان مذهب الرافضة إظهار مذهب أهل السنة )الذي يرونه باط ً
الذي يرونه هو الحق ،من هنا يرى بعض أهل السنة :أن أصحاب هذه
العقيدة هم شر من المنافقين؛ لن المنافقين يعتقدون أن ما يبطنون من
كفر هو باطل ،ويتظاهرون بالسلم خوًفا ،وأما هؤلء فيرون أن ما
يبطنون هو الحق ،وأن طريقتهم هي منهج الرسل والئمة ]ابن تيمية :رسالة
في علم الظاهر والباطن ،ضمن مجموعة الرسائل المنيرية.[.1/248 :
والتقية في السلم غالًبا إنما هي مع الكفار ،قال تعالى} :إ ِل ّ َأن
ة{ ]آل عمران ،آية .[.28:قال ابن جرير الطبري" :التقية م تُ َ
قا ً ه ْ قوا ْ ِ
من ْ ُ ت َت ّ ُ
التي ذكرها الله في هذه الية إنما هي تقية من الكفار ل من غيرهم"
]تفسير الطبري) 6/316 :تحقيق شاكر(.[.
464
ولهذا يرى بعض السلف أنه ل تقية بعد أن أعز الله السلم ،قال معاذ
بن جبل ،ومجاهد :كانت التقية في جدة السلم قبل قوة المسلمين ،أما
اليوم فقد أعز الله المسلمين أ يتقوا منهم تقاة ]انظر :تفسير القرطبي:
،4/57فتح القدير للشوكاني.[.1/331 :
ولكن تقية الشيعة هي مع المسلمين ولسيما أهل السنة حتى إنهم
يرون عصر القرون المفضلة عهد تقية كما قرره شيخهم المفيد ]مضى نص
قوله ص ،[.(44-43) :وكما تلحظ ذلك في نصوصهم التي ينسبونها للئمة؛
لنهم يرون أهل السنة أشد كفًرا من اليهود والنصارى؛ لن منكر إمامة
الثني عشر أشد من منكر النبوة ]انظر :ص) (714من هذا الكتاب.[.
والتقية رخصة في حالة الضطرار ،ولذلك استثناها الله – سبحانه – من
ن
مُنو َؤ ِم ْذ ال ْ ُخ ِ مبدأ النهي عن موالة الكفار فقال – سبحانه } :-ل ّ ي َت ّ ِ
َ
نم َ
س ِ فل َي ْ َ
ك َ ل ذَل ِ َ ع ْ من ي َ ْ
ف َ و َ
ن َ مِني َؤ ِم ْن ال ْ ُو ِ من دُ ْ ول َِياء ِ نأ ْ ري َِ ف
كا ِال ْ َ
ه
س ُف َه نَ ْ م الل ّ ُ حذُّرك ُ ُ وي ُ َ
قاةً َ م تُ َ
ه ْ
من ْ ُقوا ْ ِ ء إ ِل ّ َأن ت َت ّ ُي ٍش ْ في َ ه ِالل ّ ِ
صيُر{ ]آل عمران ،آية.[.28 : م ِ ه ال ْ َ وإ َِلى الل ّ ِ َ
فنهى الله – سبحانه – عن موالة الكفار ،وتوعد على ذلك أبلغ الوعيد
ء{ أي ومن ي ٍ
ْ في َ
ش ه ِن الل ّ ِ
م َ فل َي ْ َ
س ِ ل ذَل ِ َ
ك َ ع ْ من ي َ ْ
ف َ و َفقالَ } :
َ
يرتكب نهي الله في هذا فقد برئ من الله ،ثم قال – سبحانه } :-إ ِل ّ أن
ة{ أي :إل من خاف في بعض البلدان والوقات من قا ًم تُ َ
ه ْ قوا ْ ِ
من ْ ُ ت َت ّ ُ
شرهم فله أن يتقيهم بظاهره ل بباطنه ونيته ]تفسير ابن كثير ،1/371 :وراجع
في هذا المعنى كتب التفسير عند آيتي :آل عمران ،آية ،28 :والنحل ،آية.[.106:
وأجمع أهل العلم على أن التقية رخصة في حال الضرورة ،قال ابن
المنذر" :أجمعوا على أن من أكره على الكفر حتى خشي على نفسه
القتل فكفر وقلبه مطمئن باليمان أنه ل يحكم عليه بالكفر" ]فتح الباري:
.[.12/314
ولكن من اختار العزيمة في هذا المقام فهو أفضل ،قال ابن بطال:
"وأجمعوا على أن من أكره على الكفر واختار القتل أنه أعظم أجًرا عند
الله" ]فتح الباري .[.12/317 :ولكن التقية التي عند الشيعة خلف ذلك ،فهي
عندهم ليست رخصة بل هي ركن من أركان دينهم كالصلة أو أعظم،
قال ابن بابويه" :اعتقادنا في التقية أنها واجبة ،من تركها بمنزلة من ترك
الصلة" ]العتقادات :ص .[.114
قال الصادق" :لو قلت أن تارك التقية كتارك الصلة لكنت صاد ً
قا" ]ابن
إدريس /السرائر :ص ،479ابن بابويه /من ل يحضره الفقيه ،2/80 :جامع الخبار :ص
،110الحر العاملي /وسائل الشيعة ،7/94 :بحار النوار.[.75/412،414 :
بل نسبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال" :تارك التقية كتارك
الصلة" ]جامع الخبار :ص ،110بحار النوار [.412-75 :ثم زادوا في درجة التقية
فجعلوها "تسعة أعشار الدين".
465
ثم لم يكفهم ذلك فجعلوها هي الدين كله ول دين لمن ل تقية له ،جاء
في أصول الكافي وغيره أن جعفر بن محمد قال" :إن تسعة أعشار
الدين في التقية ول دين لمن ل تقية له" ]أصول الكافي ،2/217 :البرقي/
المحاسن :ص ،259الحر العاملي /وسائل الشيعة ،11/460 :المجلسي /بحار النوار:
.[.75/423
دوا ترك التقية ذنًبا ل يغفر على حد الشرك بالله ،قالت أخبارهم: وع ّ
"يغفر الله للمؤمن كل ذنب ،يظهر منه في الدنيا والخرة ،ما خل ذنبين:
ترك التقية ،وتضييع حقوق الخوان" ]تفسير الحسن العسكري :ص ،130وسائل
الشيعة ،11/474 :بحار النوار.[.75/415 :
ما في جا عا ً
والتقية في دين السلم دين الجهاد والدعوة ،ل تمثل نه ً
سلوك المسلم ،ول سمة من سمات المجتمع السلمي ،بل هي – غالًبا –
حالة فردية مؤقتة ،مقرونة بالضطرار ،مرتبطة بالعجز عن الهجرة،
وتزول بزوال حالة الكراه.
ولكنها في المذهب الشيعي تعد طبيعة ذاتية في بنية المذهب ،يقول
أبو عبد الله" :إنكم على دين من كتمه أعزه الله ،ومن أذاعه أذله الله"
]أصول الكافي ،[.1/222 :وقال .." :أبى الله – عز وجل – لنا ولكم في دينه
إل التقية" ]أصول الكافي.[.2/218 :
والتقية عندهم حالة مستمرة ،وسلوك جماعي دائم ،قال ابن بابويه في
كتابه "العتقادات" المسمى دين المامية" :والتقية واجبة ل يجوز رفعها
إلى أن يخرج القائم ،فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الله –
تعالى – وعن دين المامية وخالف الله ورسوله والئمة" ]العتقادات :ص
.[.115-114
وروت كتب الشيعة عن علي بن موسى الرضا – عليه السلم – قال:
"ل إيمان لمن ل تقية له ،وإن أكرمكم عند الله أعملكم بالتقية" ]وكأنهم
م{ ]الحجرات..[.[13 : ه أ َت ْ َ
قاك ُ ْ عندَ الل ّ ِ مك ُ ْ
م ِ َ
ن أك َْر َ
يفسرون قوله – سبحانه } :-إ ِ ّ
فقيل له :يا ابن رسول الله إلى متى؟ قال" :إلى يوم الوقت المعلوم وهو
يوم خروج قائمنا ،فمن ترك التقية قبل خروج قائمنا فليس منا" ]ابن
بابويه /إكمال الدين :ص ،355الطبرسي /أعلم الورى :ص ،408أبو القاسم الرازي/
كفاية الثر :ص ،323وسائل الشيعة ،466 ،11/465 :وانظر في هذا المعنى :جامع
الخبار :ص ،110وبحار النوار.[.75/412 :
والتقية ملزمة للشيعي في كل ديار المسلمين حتى إنهم يسمون دار
السلم "دار التقية" ،جاء في رواياتهم .." :والتقية في دار التقية واجبة"
]جامع الخبار :ص ،110بحار النوار.[.75/411:
ويسمونها "دولة الباطل" .قالوا" :من كان يؤمن بالله واليوم الخر فل
يتكلم في دولة الباطل إل بالتقية" ]جامع الخبار :ص ،110بحار النوار:
.[.75/412
466
ويسمونها" :دولة الظالمين" قالوا" :التقية فريضة واجبة علينا في دولة
الظالمين ،فمن تركها فقد خالف دين المامية وفارقه" ]بحار النوار:
.[.75/421
ويؤكدون على أن تكون عشرة الشيعة مع أهل السنة التقية ،وقد ترجم
لذلك الحر العاملي فقال" :باب وجوب عشرة العامة )أهل السنة(
بالتقية" ]وسائل الشيعة.[.11/470 :
ونسبوا لبي عبد الله أنه قال" :من صلى معهم في الصف الول فكأنما
صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصف الول" ]بحار النوار:
باب التقية [.75/421 :وقال" :من صلى خلف المنافقين بتقية كان كمن
صلى خلف الئمة" ]جامع الخبار :ص ،110بحار النوار.[.75/412:
وقال صاحب كشف الغطاء" :التقية إذا وجبت فمتى أتي بالعبادة على
خلفها بطلت ،وقد ورد فيها الحث العظيم ،وأنها من دين آل محمد ،ومن
ل تقية له ل إيمان له" ]جعفر النجفي /كشف الغطاء :ص .[.61
بل إن التقية تجري حتى وإن لم يوجد ما يبررها ،فأخبارهم تحث
الشيعي على استعمال التقية مع من يأمن جانبه حتى تصبح له سجية
وطبيعة فيمكنه التعامل بها حينئذ مع من يحذره ويخافه بدون تكلف ول
تصنع ،فقد روت كتبهم" :عليكم بالتقية فإنه ليس منا من لم يجعلها
شعاره ودثاره مع من يأمنه ،لتكون سجيته مع من يحذره" ]أمالي الطوسي:
،1/199وسائل الشيعة ،11/466 :بحار النوار.[.75/395 :
ولن التقية ل تعني – بهذه الصورة – سوى الكذب والنفاق ،وهو مما
تكرهه الفطرة السليمة وتمجه النفوس السوية ول تقبله العقول ،حاولت
روايات الشيعة أن تحببها للتباع ،وتغريهم بالتزامها؛ فزعموا أنها عبادة
لله ،بل هي أحب العبادات إليه ،روى الكليني .." :عن هشام الكندي قال:
سمعت أبا عبد الله يقول :والله ما عبد الله بشيء أحب إليه من الخبء،
فقلت :ما الخبء؟ قال :التقية" ]أصول الكافي ،2/219 :وانظر :ابن بابويه /معاني
الخبار :ص ،162وسائل الشيعة.[.11/462 :
وجاء في الكافي وغيره .." :عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله –
رضي الله عنه – قال :كان أبي – عليه السلم – يقول :وأي شيء أقر
لعيني من التقية" ]أصول الكافي ،[.2/220 :وفي رواية" :ما خلق الله شيًئا
أقر لعين أبيك من التقية" ]ابن بابويه /الخصال :ص ،22جامع الخبار :ص ،110
البرقي /المحاسن :ص ،258الحر العاملي /وسائل الشيعة ،464 ،11/460 :بحار النوار:
.[.75/394
هذه هي معالم التقية عند الشيعة الثني عشرية ،وقد ذكر صاحب
الكافي أخبارها في "باب التقية" ]أصول الكافي ،[.2/217 :و"باب الكتمان"
]أصول الكافي [.2/221 :و"باب الذاعة" ]أصول الكافي.[.2/369 :
467
وذكر المجلسي في بحاره من رواياتهم فيها مائة وتسع روايات في
باب عقده بعنوان "باب التقية والمداراة" ]بحار النوار.[.443-75/393 :
أما سبب هذا الغلو في أمر التقية فيعود إلى عدة أمور منها:
أو ً
ل :أن الشيعة تعد إمامة الخلفاء الثلثة باطلة ،وهم ومن بايعهم في
عداد الكفار ،مع أن علًيا بايعهم ،وصلى خلفهم ،وجاهد معهم ،وزوجهم
وتسرى من جهادهم ،ولما ولي الخلفة سار على نهجهم ولم يغير شيًئا
مما فعله أبو بكر وعمر ،كما تعترف بذلك كتب الشيعة نفسها ]انظر :ص
،[.422وهذا يبطل مذهب الشيعة من أساسه ..فحاولوا الخروج من هذا
التناقض المحيط بهم بالقول بالتقية.
ثانًيا :أنهم قالوا بعصمة الئمة وأنهم ل يسهون ول يخطئون ول ينسون،
وهذه الدعوى خلف ما هو معلوم من حالهم ..حتى إن روايات الشيعة
نفسها المنسوبة للئمة مختلفة متناقضة حتى ل يوجد خبر منها إل وبإزائه
ما يناقضه ،كما اعترف بذلك شيخهم الطوسي ]انظر :ص .[.360وهذا
ينقض مبدأ العصمة من أصله.
فقالوا بالتقية لتبرير هذا التناقض والختلف والتستر على كذبهم ،روى
صاحب الكافي عن منصور بن حازم قال" :قلت لبي عبد الله – عليه
السلم :-ما بالي أسألك عن المسألة فتجيبني فيها بالجواب ،ثم يجيئك
غيري فتجيبه فيها بجواب آخر؟ فقال :إنا نجيب الناس على الزيادة
والنقصان] "..أصول الكافي.[.1/65 :
قال شارح الكافي" :أي زيادة حكم عند التقية ،ونقصانه عند عدمها..
دا إلى النسيان والجهل بل لعلمهم بأن اختلف ولم يكن ذلك مستن ً
كلمتهم أصلح لهم ،وأنفع لبقائهم إذ لو اتفقوا لعرفوا بالتشيع وصار ذلك
سبًبا لقتلهم ،وقتل الئمة عليهم السلم" ]المازندراني /شرح جامع.[.2/397 :
ولذلك رأى سليمان بن جرير الزيدي في مقالة التقية أنها مجرد تستر
على الختلف والتناقض؛ إذ لما رأوا في أقوال الئمة في المسألة
الواحدة عدة أجوبة مختلفة متضادة ،وفي مسائل مختلفة أجوبة متفقة،
فلما وقفوا على ذلك منهم ،قالت لهم أئمتهم ]حسب مقالة شيوخ السوء
عنهم : [.إنما أجبنا بهذا للتقية ،ولنا أن نجيب بما أجبنا وكيف شئنا ،لن
ذلك إلينا ،ونحن نعلم بما يصلحكم ،وما فيه بقاؤنا وبقاؤكم ،وكف عدوكم
عنا وعنكم ،قال :فمتى يظهر من هؤلء على كذب ،ومتى يعرف لهم حق
من باطل؟! ]القمي /المقالت والفرق :ص ،78النوبختي /فرق الشيعة :ص .[.66-65
ثالًثا :تسهيل مهمة الكذابين على الئمة ومحاولة التعتيم على حقيقة
مذهب أهل البيت بحيث يوهمون التباع أن ما ينقله )واضعو مبدأ التقية(
عن الئمة هو مذهبهم ،وأن ما اشتهر وذاع عنهم ،وما يقولونه ،ويفعلونه
أمام المسلمين ل يمثل مذهبهم وإنما يفعلونه تقية فيسهل عليهم بهذه
الحيلة رد أقوالهم ،والدس عليهم ،وتكذيب ما يروى عنهم من حق،
468
فتجدهم مثل ً يردون كلم المام محمد الباقر أو جعفر الصادق الذي قاله
أمام مل من الناس ،أو نقله العدول من المسلمين بحجة أنه حضره بعض
أهل السنة فاتقى في كلمه ،ويقبلون ما ينفرد بنقله الكذبة أمثال جابر
الجعفي بحجة أنه ل يوجد أحد يتقيه في كلمه.
وبحسبك أن تعرف أن المام زيد بن علي وهو من أهل البيت يروي
عن علي – رضي الله عنه – كما تنقله كتب الثني عشرية نفسها – أنه
غسل رجليه في الوضوء ،ولكن من يلقبونه ب "شيخ الطائفة" ل يأخذ بهذا
الحديث ول يجد حجة يحتج بها سوى دعوى التقية ،فهو يورد الحديث في
الستبصار عن زيد بن علي عن جده علي بن أبي طالب قال" :جلست
أتوضأ فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ابتدأت الوضوء – إلى
أن قال – وغسلت قدمي ،فقال لي :يا علي خلل بين الصابع ل تخلل
بالنار" ]الستبصار .[.1/65/66 :فأنت ترى أن علًيا كان يغسل رجليه في
وضوئه ،وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكد عليه بأن يخلل
أصابعه ،والشيعة تخالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهدي
علي في ذلك ،ول تلتفت لمثل هذه الروايات ،وإن جاءت في كتبها
بروايات أئمة أهل البيت ،ول يكلف شيوخ الشيعة أنفسهم بالتفكر في
أمر هذه الروايات ودراستها ،فلديهم هذه الحجة الجاهزة "التقية" ،ولهذا
قال الطوسي" :هذا خبر موافق للعامة )يعني أهل السنة( وقد ورد مورد
التقية لن المعلوم الذي ل يتخالج منه الشك من مذاهب أئمتنا – عليهم
السلم – القول بالمسح على الرجلين ،ثم قال :إن رواة هذا الخبر كلهم
عامة ،ورجال الزيدية ،وما يختصون به ل يعمل به" ]الستبصار.[.66-1/65 :
ثم ساق رواية أخرى عن أبي عبد الله جعفر الصادق في النص على
غسل الرجلين وحملها على التقية ]الستبصار.[.1/65 :
وفي الذان حمل ما لم يتفق ومذهب شيوخه على التقية ]الستبصار:
) 1/308مثل ما جاء عندهم أنه يقول في أذان الفجر :الصلة خير من النوم(.[.
وفي قسمة المواريث يقررون أن المرأة ل ترث من العقار والدور
والرضين شي ً
ئا ]انظر :الستبصار للطوسي ،باب في أن المرأة ل ترث من العقار
والدور شيًئا .[.155-4/151 :ولما يأتي عندهم نص عن الئمة يخالف ذلك وهو
حديث أبي يعفور عن أبي عبد الله قال" :سألته عن الرجل هل يرث من
دار امرأته أو أرضها من التربة شيًئا؟ أو يكون في ذلك منزلة المرأة فل
يرث من ذلك شيًئا؟ فقال :يرثها وترثه من كل شيء ترك وتركت"
]الستبصار.[.4/154 :
قال الطوسي" :نحمله على التقية ،لن جميع من خالفنا يخالف في
هذه المسألة ،وليس يوافقنا عليها أحد من العامة ،وما يجري هذا المجرى
يجوز التقية فيه" ]الستبصار.[.4/155 :
469
وفي النكاح" :جاءت عندهم روايات في تحريم المتعة ،ففي كتبهم عن
زيد بن علي عن آبائه عن علي – عليه السلم – قال :حّرم رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم خيبر لحوم الحمر الهلية ونكاح المتعة" ]انظر:
الطوسي /تهذيب الحكام ،2/184 :الستبصار ،3/132 :الحر العاملي /وسائل الشيعة:
.[.7/441
]إذا أطلق الشيخ في كتب قال شيخهم الحر العاملي" :أقول :حمله الشيخ
الشيعة فالمراد به "شيخهم الطوسي" [.وغيره على التقية يعني في الرواية ،لن
إباحة المتعة من ضروريات مذهب المامية" ]وسائل الشيعة.[.7/441 :
رابًعا :وضع مبدأ التقية لعزل الشيعة عن المسلمين لذلك ،جاءت
ت
أخبارهم فيها على هذا النمط ،يقول إمامهم )أبو عبد الله(" :ما سمع َ
مني يشبه قول الناس فيه التقية ،وما سمعت مني ل يشبه قول الناس
فل تقية فيه" ]بحار النوار ،2/252 :وعزاه إلى تهذيب الحكام للطوسي.[.
سا وينظمهم في
وهذا مبدأ خطير ،تطبيقه يخرج بالشيعة من السلم رأ ً
سلك الملحدة والزنادقة ،لنهم جعلوا مخالفة المسلمين هي القاعدة،
فتكون النتيجة أنهم يوافقون الكافرين ويخالفون المسلمين ،فانظر إلى
أي مدى لعب بهم زنادقة القرون البائدة.
وكان من آثار عقيدة التقية ضياع مذهب الئمة عند الشيعة ،حتى إن
شيوخهم ل يعلمون في الكثير من أقوالهم أيها تقية وأيها حقيقة ]انظر:
احتجاج السويدي على علماء الشيعة في هذا النص ،وانقطاعهم وعجزهم عن الجابة
)مؤتمر النجف :ص ،[.(106ووضعوا لهم ميزاًنا ،أخرج المذهب إلى دائرة
الغلو ،وهو أن ما خالف العامة فيه الرشاد ]انظر :فصل الجماع.[.
وقد اعترف صاحب الحدائق بأنه لم ُيعلم من أحكام دينهم إل القليل
بسبب التقية حيث قال" :فلم يعلم من أحكام الدين على اليقين إل
القليل لمتزاج أخباره بأخبار التقية ،كما قد اعترف بذلك ثقة السلم
محمد بن يعقوب الكليني في جامعه الكافي ،حتى إنه تخطأ العمل
بالترجيحات المروية عند تعارض الخبار والتجأ إلى مجرد الرد والتسليم
للئمة البرار" ]يوسف البحراني /الحدائق الناضرة.[.1/5 :
أما تطبيق التقية عندهم فإنه خير كاشف بأن تقيتهم غير مرتبطة بحالة
الضرورة.
ضا – صاحب الحدائق بأن الئمة "يخالفون بين الحكام وقد اعترف – أي ً
وإن لم يحضرهم أحد من أولئك النام ،فتراهم يجيبون في المسألة
الواحدة بأجوبة متعددة ،وإن لم يكن بها قائل من المخالفين" ]الحدائق
الناضرة.[.1/5 :
دا.
والمثلة في هذا الباب كثيرة ج ً
470
روى الكليني " ...عن موسى بن أشيم قال :كنت عند أبي عبد الله
فسأله رجل عن آية من كتاب الله – عز وجل – فأخبره بها ،ثم دخل عليه
داخل فسأله عن تلك الية فأخبره بخلف ما أخبر به الول ،قال :فدخلني
من ذلك ما شاء الله حتى كأن قلبي يشرح بالسكاكين فقلت في نفسي:
تركت أبا قتادة بالشام ل يخطئ في الواو وشبهه ،وجئت إلى هذا يخطئ
هذا الخطأ كله .فبينا أنا كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك الية
فأخبره بخلف ما أخبرني وأخبر صاحبي ،فسكنت نفسي فعلمت أن ذلك
ي فقال لي :يا ابن أشيم إن الله فوض إلى منه تقية ،قال :ثم التفت إل ّ
هوا{ ه َ
فانت َ ُ عن ْ ُ هاك ُ ْ
م َ ما ن َ َ
و َ خ ُ
ذوهُ َ ل َ
ف ُ سو ُ ما آَتاك ُ ُ
م الّر ُ و َ
نبيه فقالَ } :
فما فوض إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد فوضه إلينا" ]أصول
الكافي.[.266-1/265 :
فانظر كيف نسبوا إلى جعفر أنه يضل بتأويل القرآن على غير تأويله؛
بل وإشاعة التأويلت المختلفة المتناقضة بين المة ،ثم يزعمون أنه قد
فوض له أمر الدين ،يفعل ما يشاء ..فهذه ليست تقية ،هذا إلحاد في
كتاب الله وصد عن دينه ،ثم هل هناك حاجة للتقية في تفسير القرآن
وفي القرون المفضلة ومن عالم أهل البيت في عصره؟!
ويزعمون أن أئمتهم كانوا يفتون بتحريم الحلل وتحليل الحرام بموجب
التقية بل مبرر ،ففي الكافي "عن أبان بن تغلب قال :سمعت أبا عبد الله
يقول :كان أبي – عليه السلم – يفتي في زمن بني أمية أن ما قتل
البازي والصقر فهو حلل ،وكان يتقيهم ،وأنا ل أتقيهم وهو حرام ما قتل"
]فروع الكافي ،باب صيد البزاة والصقور.[.6/208 :
ومما يدل صراحة على أن التقية ليست إل الكذب الصريح بل مبرر ما
رواه شيخهم الكليني عن محمد بن مسلم قال :دخلت على أبي عبد الله
– عليه السلم – )جعفر الصادق( وعنده أبو حنيفة فقلت له :جعلت فداك
رأيت رؤيا عجيبة ،فقال لي :يا ابن مسلم هاتها إن العالم بها جالس،
وأومأ بيده إلى أبي حنيفة )فعرض الراوي الرؤيا على أبي حنيفة فأجابه
أبو حنيفة عليها – كما يزعمون( فقال أبو عبد الله – عليه السلم :-
أصبت والله يا أبا حنيفة.
قال )الراوي( :ثم خرج أبو حنيفة من عنده فقلت له :جعلت فداك إني
كرهت تعبير هذا الناصب ،فقال :يا ابن مسلم ل يسؤك الله فما يواطئ
تعبيرهم تعبيرنا ،ول تعبيرنا تعبيرهم وليس التعبير كما عبره ،قال :فقلت
له :جعلت فداك :فقولك :أصبت وتحلف عليه وهو مخطئ؟ قال :نعم
حلفت علي أنه أصاب الخطأ ]روضة الكافي .8/292 :ط :إيران.[.
فهل استعمال التقية في هذا النص له مسوغ؟ هل أبو حنيفة ذو سلطة
وقوة حتى يخشى منه ويتقى ،وهل من ضرورة لمدحه والقسم على
صواب إجابته ثم لما خرج يحكم عليه بالنصب ويخطئ في جوابه ،هل
471
لهذا تفسير غير أن الخداع والكذب بل مسوغ ونحن نبرئ جعفر الصادق
من هذا الفتراء ونقول :إن هذا سب وطعن في جعفر ممن يزعم التشيع
له ومحبته.
وكلما كان الرافضي أبرع في الكذب والخداع كلما عظم مقامه عندهم
ونال أعلى شهادة ،ولذلك أثنى محمد باقر الصدر على الحسين بن روح
]وهو الباب الثالث من أبواب مهديهم ،[.وقال بأنه قام بمهمة "البابية" خير قيام
لنه "كان من مسلكه اللتزام بالتقية المضاعفة ،بنحو ملفت للنظر
بإظهار العتقاد بمذهب أهل السنة" ]تاريخ الغيبة الصغرى :ص .[.411
وجاء في الغيبة للطوسي .." :عن عبد الله بن غالب قال :ما رأيت من
ما في
هو أعقل من الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح ،ولعهدي به يو ً
دار ابن يسار ،وكان له محل عند السيد والمقتدر عظيم ،وكانت العامة –
ضا – تعظمه ..وعهدي به وقد تناظر اثنان ،فزعم واحد أن أبا بكر أفضل
أي ً
الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم ثم عمر ثم علي ]كذا
ورد بدون ذكر عثمان ،فكأن مجلسهم يسوده اتجاه شيعي عام ،ومع ذلك تجري فيه
أبو التقية ،[.وقال الخر :بل علي أفضل من عمر ،فزاد الكلم بينهما ،فقال
القاسم – رضي الله عنه :-الذي اجتمعت الصحابة عليه هو تقديم
الصديق ثم بعده الفاروق ،ثم بعده عثمان ذو النورين ثم علي الوصي،
وأصحاب الحديث على ذلك ،وهو الصحيح عندنا.
فبقي من حضر المجلس متعجًبا من هذا القول ،وكاد العامة الحضور
يرفعونه على رؤوسهم ،وكثر الدعاء له ،والطعن على من يرميه بالرفض،
ي الضحك ،فلم أزل أتصبر وأمنع نفسي ،وأدس كمي في فمي، فوقع عل ّ
ي ففطن بي ،فلما فخشيت أن أفتضح فوثبت عن المجلس ،ونظر إل ّ
حصلت في منزلي فإذا الباب يطرق ،فخرجت مبادًرا فإذا بأبي القاسم
الحسين ابن روح راكًبا بغلته قد وافاني من المجلس قبل مضيه إلى داره
فقال لي :يا أبا عبد الله – أيدك الله – لم ضحكت؟ فأردت أن تهتف بي
كأن الذي قلته عندك ليس بحق ،فقلت :كذلك هو عندي ،فقال لي :اتق
الله أيها الشيخ فإني ل أجعلك في حل تستعظم هذا القول مني؟ فقلت:
يا سيدي ،رجل يرى بأنه صاحب المام ووكيله يقول ذلك القول يتعجب
منه ويضحك من قوله هذا ،فقال لي :وحياتك ]الحلف بغير الله من شريعة
"نائب المعصوم وبابه" [.لئن عدت لهجرنك وودعني وانصرف" ]الغيبة
للطوسي :ص .[.237-236
نقلت هذه القصة رغم طولها؛ لنها تصور كيف يخادعون أهل السنة،
ويقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ،ويتندرون فيما بينهم على تصديق
بعض أهل السنة لنفاقهم وكذبهم ،وعقلية شيعة هذا العصر ل تزال تؤمن
بهذا النفاق وجدواه ]انظر :محمد باقر الصدر /تاريخ الغيبة الصغرى :ص ،385فقد
نقل هذه الحادثة عن ابن روح مؤيًدا لمنهجه .مثنًيا على مسلكه ،[.وقد جاءت عندهم
أخبار كثيرة على هذا النهج ،لول ضيق المجال لعرضت لها ،وأعقبتها
472
بالنقد والتحليل ،وهي تستحق دراسة خاصة لما فيها من كشف لحيل
الروافض وأساليبهم ]انظر :جملة منها في بحار النوار 75/402 :وما بعدها.[.
استدللهم على التقية:
يستدل الثنا عشرية ]انظر :الشيعة في الميزان :ص [.50-49بآيتي آل عمران
فَر ِبالل ّ ِ
ه ة{ ،[.والنحل ]الية )َ } :(106
من ك َ َ م تُ َ
قا ً ه ْ قوا ْ ِ
من ْ ُ ]الية )} :(28إ ِل ّ َأن ت َت ّ ُ
ُ
ن{ ،[.وغيرهما ]وهي اليات ما ِ
لي َ
ن ِبا ِ مط ْ َ
مئ ِ ّ ه ُقل ْب ُ ُو َره َ َن أك ْ ِ م ْ ه إ ِل ّ َ
مان ِ ِ
د إي َ
ع ِ
من ب َ ْ
ِ
عواطا ُس َما ا ْ التي يؤلونها بحسب المنهج الباطني عندهم كتأويلهم قوله – سبحانه َ } :-
ف َ
َ
قًبا{ ]الكهف ،[97 :بقولهم :ما استطاعوا له نقًبا إذا عوا ل َ ُ
ه نَ ْ ست َ َ
طا ُ ما ا ْ
و َ أن ي َظْ َ
هُروهُ َ
عمل بالتقية.
كاء{ ]الكهف .[98 :قالوا" :رفع التقية عند عل َ ُ
ه دَ ّ ج َ
عدُ َرّبي َ
و ْ
جاء َ
ذا َ وفي قولهَ } :
فإ ِ َ
الكشف فينتقم من أعداء الله") .انظر في تأويلهم لليتين بذلك في :تفسير العياشي:
،2/351البرهان ،2/486 :البحار .(5/168 :وغيرها من اليات )راجع :فكرة التقريب :ص
[.(221-220على عقيدتهم في التقية ،ولكن استدللهم )باليتين( واقع في
غير موقعه كما تبين أثناء توضيح معالم التقية عندهم ،ولذلك قرر أهل
العلم من خلل معرفتهم بواقع الشيعة أن تقيتهم إنما هي الكذب والنفاق
ضا.
ليس إل .وقد تبينت لنا هذه الحقيقة من خلل "النص الشيعي" أي ً
فأنت ترى أن التقية عندهم هي الكذب والنفاق ،ومع هذا يعتبرون ذلك
من الدين ،بل هو الدين كله.
وأن حالهم من جنس حال المنافقين ل من جنس حال المكره الذي
أكره وقلبه مطمئن باليمان.
حا الفرق بين تقية النفاق ،والتقية فيقال شيخ السلم ابن تيمية موض ً
السلم :التقية ...ليست بأن أكذب وأقول بلساني ما ليس في قلبي فإن
هذا نفاق ،ولكن أفعل ما أقدر عليه ..فالمؤمن إذا كان بين الكفار
والفجار ،لم يكن عليه أن يجاهدهم بيده مع عجزه ،ولكن إن أمكنه
بلسانه ،وإل فبقلبه مع أنه ل يكذب ويقول بلسانه ما ليس في قلبه ،إما
أن يظهر دينه وإما أن يكتمه ،وهو مع هذا ل يوافقهم على دينهم كله ،بل
قا لهم على جميع غايته أن يكون كمؤمن آل فرعون؛ حيث لم يكن مواف ً
دينهم ،ول كان يكذب ،ول يقول بلسانه ما ليس في قلبه ،بل كان يكتم
إيمانه ،وكتمان الدين شيء ،وإظهار الدين الباطل شيء آخر ،فهذا لم
يبحه الله قط إل لمن أكره بحيث أبيح له النطق بكلمة الكفر ]منهاج السنة:
[.3/260فيعذره الله في ذلك ،والمنافق والكذاب ل يعذر بحال.
ثم إن المؤمن الذي يعيش بين الكفار مضطًرا ويكتم إيمانه يعاملهم –
بمقتضى اليمان الذي يحمله – بصدق وأمانة ونصح وإرادة للخير بهم،
قا لهم على دينهم ،كما كان يوسف الصديق يسير في وإن لم يكن مواف ً
أهل مصر وكانوا كفاًرا ..بخلف الرافضي الذي ل يترك شًرا يقدر عليه إل
فعله بمن يخالفه ]منهاج السنة.[.3/260 :
473
الفصل الرابع
المهدية والغيبة
في هذا الفصل سأتناول – بحول الله – مسألة المهدية والغيبة عند
الفرق الشيعية بوجه عام ،ثم نشأة هذه الفكرة عند الثني عشرية
وتطورها ،وبعد ذلك أبين الخطوط العريضة لهذه العقيدة عندهم ،وما
يستدلون به لسناد هذا المعتقد ودفاعهم عن طول زمن الغيبة الذي
مضى عليه الن أكثر من أحد عشر قرًنا ،ومناقشة ذلك.
يلي ذلك بيان لما يتخيله الثنا عشرية لدولة المهدي بعد عودته من
غيبته ،وهي خيالت صاغوها على شكل روايات عن أئمة أهل البيت لتأخذ
صفة العصمة والقداسة عند أتباعهم ،فأبين ما قالوه حول شريعته،
وسيرته ،وجنده.
ثم أعرض بعد هذا للشيعة في فترة الغيبة ،والمبادئ التي شرعوها،
والشرائع التي عطلوها بسبب هذه العقيدة ،ومحاولة شيوخهم لمواجهة
فقد إمامهم باختراع عقيدة "النيابة عن المهدي".
وأختم الموضوع بنقد لصل هذه الفكرة ومناقشتها.
474
المقالت والفرق :ص [.21وظلت تنتظر عودته من غيبته ،ثم انتقلت هذه
"الفكرة" من السبئية إلى بعض فرق الكيسانية كالكربية ]الكربية :أتباع أبي
كريب الضرير ،وقد مضى التعريف بالكيسانية [.حيث قالت لما مات محمد بن
الحنفية – وهو الذي تدعي أنه إمامها :-إنه حي لم يمت وهو في جبل
رضوى بين مكة والمدينة عن يمينه أسد وعن يساره نمر موكلن به
يحفظانه إلى أوان خروجه وقيامه ]وقد تغنى شعراؤهم بذلك حتى قال شاعرهم
)كثير عزة( :
ولة الحق أربعة سواء أل إن الئمة من قريش
هم السباط ليس بهم خفاء علي والثلثة من بنيه
وسبط غيبته كربلء فسبط سبط إيمان وبّر
يقود الخيل يقدمها اللواء وسبط ل يذوق الموت حتى
برضوا عنده عسل وماء تغيب ل يرى عنا زمان
)انظر :مسائل المامة ص ،26مقالت السلميين ،93-1/92 :الفرق بين الفرق ص
ضا أشعاًرا في هذا المعنى لشعراء آخرين )انظر:
،(41وقد أوردت كتب المقالت أي ً
مسائل المامة ص ،(29 ،28 ،27 ،26وقد نظم البغدادي بعض البيان في الرد عليها
الفرق بين الفرق :ص ،[.(43-41وقالوا :إنه المهدي المنتظر ]مسائل المامة :ص
،26فرق الشيعة :ص ،27مقالت السلميين ،1/92 :الفرق بين الفرق :ص ،39التبصير
ما في جبل في الدين :ص .[.19-18وزعموا أنه سيغيب عنهم سبعين عا ً
رضوى ثم يظهر فيقيم لهم الملك ،ويقتل لهم الجبابرة من بني أمية
]مسائل المامة :ص ...[.27فلما مضت سبعون سنة ولم ينالوا من أمانيهم
شيًئا حاول بعض شعرائهم توطين أصحابه على هذه العقيدة ،وأن يرضوا
بالنتظار ولو غاب مهديهم مدة عمر نوح عليه السلم ]يقول شاعرهم في
ذلك:
منا النفوس بأنه سيؤوب لو غاب عنا عمر نوح أيقنت
فا يعقوب
قد كان يأمل يوس ً إنسي لرجسوه وآملسه كمسا
)المصدر السابق :ص .[.(29
ثم شاع التوقف على المام وانتظار عودته مهدًيا بعد ذلك بين فرق
الشيعة ..فبعد وفاة كل إمام من آل البيت تظهر فرقة من أتباعه تدعي
فيه هذه الدعوى ..وتنتظر عودته ،وتختلف فيما بينها اختلًفا شدي ً
دا في
تحديد المام الذي وقفت عليه وقدرت له العودة – في زعمهم – ولذلك
قال السمعاني" :ثم إنهم في انتظارهم المام الذي انتظروه مختلفون
اختلًفا يلوح عليه حمق بليغ" ]النساب.[.1/345 :
وحتى بعض فرق الزيدية وهي الجارودية تاهت في وهم هذا النتظار
للمام الذي قد مات ،مع اختلف فروع هذه الطائفة في تحديد المام
المنتظر ،كما نقل ذلك الشعري ]مقالت السلميين [.142-1/141 :والبغدادي
]الفرق بين الفرق :ص [.32-31والشهرستاني ]الملل والنحل[.159-1/158 :
475
وغيرهم ]نشوان /الحور العين :ص .[.156ولذلك فإنه ل صحة لما قاله بعضهم
من أن الزيدية كلها تنكر هذا التجاه كما قاله أحمد أمين ]ضحى السلم:
،[.3/243وأشار إليه جولد سيهر ]العقيدة والشريعة :ص .[.211
هذه عقيدة الغيبة عند فرق الشيعة ،ارتبطت بأفراد من أهل البيت
معروفين وجدوا في التاريخ فعل ً وعاشوا حياتهم كسائر الناس ،فلما ماتوا
ادعت فيهم هذه الفرق تلك الدعوى ،حيث لم تصدق بموتهم ،وزعمت
أنهم غابوا ،وسيعودون للظهور مرة أخرى .أما هذه الفكرة عند الثني
عشرية فتختلف من حيث إنها ارتبطت عندهم "بشخصية خيالية" ل وجود
لها عند أكثر فرق الشيعة المعاصرة لظهور هذه "الدعوى" وهي عند
أصحابها شخصية رمزية ]وتتداول الشيعة أخبارها بالرمز إليه بدون ذكر اسمها ،[.لم
يرها الناس ،ولم يعرفوها ،ول يعلمون مكانها ،غابت – كما يدعون – بعد
ولدتها ،ولم يظهر حملها ،وأحيطت ولدتها بسياج من السرية والكتمان،
بل إن عائلتها ،ووكيلها وأقرب الناس إليها لم يعلموا بأمر هذا الحمل
وذلك المولود ،وكانوا له منكرين ،بل لم يظهر للشيعة التي تدعيه إل من
خلل نواب يدعون الصلة به.
كل اليمانهذه الشخصية هي شخصية المهدي المنتظر عندهم ،ويش ّ
بها عند الثني عشرّية الصل الذي ينبني عليه مذهبهم ،والقاعدة التي
شيعة بوفاة مة ال ّ
تقوم عليها بنية الّتشّيع عندهم؛ إذ بعد انتهاء وجود أئ ّ
الحسن العسكري أصبح اليمان بغيبة ابنه المزعوم هو المحور الذي تدور
شيعة من النهيار. عليه عقائدهم ،والساس الذي يمسك بنيان ال ّ
ولكن كيف ومتى بدأت هذه الفكرة عند الثني عشرية؟
دا
أما الثنا عشرّية فقد ذهبت إلى الّزعم بأن للحسن العسكري ول ً
دة
"كان قد أخفى )أي الحسن( مولده ،وستر أمره لصعوبة الوقت وش ّ
سلطان له ..فلم يظهر ولده في حياته ،ول عرفه الجمهور بعد طلب ال ّ
وفاته" ]المفيد /الرشاد1005 :آ.[.3+
ويقابل ذلك اتجاه آخر يقول" :إن الحسن بن علي قد صحت وفاته كما
صحت وفاة آبائه بتواطؤ الخبار التي ل يجوز تكذيب مثلها ،وكثرة
المشاهدين لموته ،وتواتر ذلك عن الولي له والعدو ،وهذا ما ل يجب
الرتياب فيه ،وصح بمثل هذه السباب أنه ل ولد له ،فلما صح عندنا
الوجهان ثبت أنه ل إمام بعد الحسن بن علي ،وأن المامة انقطعت ..كما
جاز أن تنقطع النبوة بعد محمد ،فكذلك جائز أن تنقطع المامة ،لن
الرسالة والنبوة أعظم خطًرا وأجل ،والخلق إليها أحوج ،والحجة بها ألزم،
والعذر بها أقطع ،لن معها البراهين الظاهرة والعلم الباهرة ،فقد
477
]المقالت والفرق :ص ،108-107 انقطعت ،فكذلك يجوز أن تنقطع المامة"
فرق الشيعة :ص .[.105
وقطعت كذلك فرقة أخرى بموت الحسن بن علي وأنه ل خلف له،
ما من آل محمد ممن قد مضى ،إن شاء بعث وقالت :إن الله سيبعث قائ ً
الحسن بن علي ،وإن شاء بعث غيره ،ونحن الن في زمن فترة انقطعت
فيه المامة ]المقالت والفرق :ص ،108وانظر :فرق الشيعة :ص .[.105
وهكذا تضاربت أقوالهم ،واختلفت اتجاهاتهم ،وتفرقوا شيًعا وأحزاًبا كل
حزب بما لديهم فرحون ..وبلغت الحيرة في تلك الفترة أن اختار بعضهم
التوقف وقال" :نحن ل ندري ما نقول في ذلك وقد اشتبه علينا المر"..
]المقالت والفرق :ص ،116-115وانظر :فرق الشيعة :ص .[.108
هذه بعض ملمح الخلف الذي دب بين الشيعة بعد وفاة الحسن.
أسباب القول بالغيبة:
ولعل القارئ يعجب من ذلك الصرار الشديد على القول بإمامة أحد
من آل البيت حتى ينكرون موت من مات ،أو يدعون أنه حي بعد موته ،أو
دا لمن ل عقب له ،وقليل منهم ثاب إلى رشده لما انكشف يخترعون ول ً
ما فترك التحزب والتشيع وقال بانقطاع
له الغطاء بموت المام عقي ً
المامة ،ورجع إلى شئون حياته .ولعل هذه الفئة هي التي تتشيع عن
صدق ،فلما تبين لها المر ،وسقط القناع رجعت.
إن أهم سبب لهذا الصرار يتبين من خلل اختلف هذه الفرق ونزاعها
فيما بينها للدفاع عن رأيها والفوز بأكثر قدر من التباع ،حيث إن كل
طائفة تنادي بمهدي لها وتكذب الخرى ،ومن خلل تلك الخصومة تتسرب
الحقيقة.
لنستمع – مثل ً – إلى ما ترويه الثنا عشرية – التي تقول بالغيبة والوقف
على البن المزعوم للحسن للعسكري – في كشف حقيقة دعوى الطائفة
الخرى التي تقول بالغيبة والوقف على موسى الكاظم تقول" :مات أبو
إبراهيم )موسى الكاظم( وليس من قوامه ]نوابه ووكلؤه [.أحد إل وعنده
المال الكثير ،وكان ذلك سبب وقفهم وجحدهم موته طمًعا في الموال،
كان عند زياد بن مروان القندي سبعون ألف دينار ،وعند علي بن أبي
طوسي :ص .[.43-42 حمزة ثلثون ألف دينار] "..الغيبة لل ّ
وجاء عندهم روايات أخر بهذا المعنى ]انظر :المصدر السابق :ص 43وما
بعدها ،ورجال الكشي /الروايات رقم [.893 ،888 ،871 ،759 :تكشف ما خفي..
وأن وراء دعوى غيبة المام وانتظار رجعته الرغبة في الستئثار بالموال،
س ّ
ذج ،وتأخذ أموالهم باسم وأن هناك فئات منتفعة بدعوى الّتشّيع تغّرر بال ّ
واب المام ،فإذا ما توّفي المام أنكروا موته لتبقى الموال في أّنهم ن ّ
أيديهم ،ويستمّر دفع الموال إليهم باسم خمس المام الغائب.
478
وهكذا تدور عمليات النهب والسلب ..والضحية هم أولئك السذج
المغفلون الذين يدفعون أموالهم إلى من زعموا أنهم نواب المام في
بلدان العالم السلمي .والذين استمرأوا هذه الغنيمة الباردة فظلوا
يذكون في النفوس محبة آل البيت ،واستشعار ظلم آل البيت ،والحديث
عن محن آل البيت ،والمطالبة بحق آل البيت ..ليفرقوا المة ،ويتخذوا
من تلك الموال وسيلة لتغذية جمعياتهم السرية التي تعمل على تقويض
كيان الدولة السلمية.
ضا تطلع الشيعة إلى قيام
ولعل من أسباب القول بالمهدية والغيبة أي ً
كيان سياسي لهم مستقل عن دولة السلم ،وهذا ما نلمسه في
اهتمامهم بمسألة المامة ،ولما خابت آمالهم ،وغلبوا على أمرهم وانقلبوا
صاغرين هربوا من الواقع إلى المال والحلم كمهرب نفسي ينقذون به
أنفسهم من الحباط وشيعتهم من اليأس ،وأخذوا يبثون الرجاء والمل
في نفوس أصحابهم ،ويمنونهم بأن المر سيكون في النهاية لهم .ولذلك
فإن القول بالمهدية والغيبة ينشط دعاته بعد وفاة كل إمام لمواجهة
عوامل اليأس وفقدان المل ،بالضافة إلى تحقيق المكاسب المادية.
كما أن التشيع كان مهوى قلوب أصحاب النحل والهواء والمذاهب
المتطرفة؛ لنهم يجدون من خلله الجو المناسب لتحقيق أهدافهم،
والعودة إلى معتقداتهم.
فانضم إلى ركب التشيع أصناف من أصحاب هذه التجاهات الغالية..
وكان هذا »الخليط« يشطح "بالشيعة" نحو معتقداته الموروثة ،ول سيما
بعد أن عزلت الشيعة نفسها عن أصول المة ،وإجماعها.
ولهذا فإن مسألة المهدية والغيبة حسب العتقاد الشيعي لها جذورها
في بعض الديانات والنحل ،مما ل يستبعد معه أن لتباع تلك الديانات دوًرا
في تأسيس هذه الفكرة في أذهان الشيعة.
ويميل بعض المستشرقين أنها ذات أصل يهودي ،لن اليهود يعتقدون
بأن إيليا رفع إلى السماء وسيعود في آخر الزمان ،ولذلك فإن إيليا هو –
حسب رأيهم – النموذج الول لئمة الشيعة المختفين الغائبين ]جولد سيهر/
العقيدة والشريعة :ص .[.192
وفي نظري أن هذا ل يكفي لظهار الثر اليهودي ،لن في السلم أن
عيسى رفع إلى السماء وسيعود في آخر الزمان ،فليست هذه الفكرة
التي عرضوها غريبة على الصول السلمية ،ولكن لن المستشرقين
ينكرون مسألة المهدية أصل ً قالوا هذا القول .إنما يبرز إيضاح الثر
اليهودي أكثر من أوجه أخرى هي أن نظرية الغيبة ترجع في أصولها إلى
ابن سبأ وهو حبر من أحبار اليهود.
479
كذلك ما صرح به بعض شعراء الشيعة من أن فكرة المهدية مستمدة
من أخبار كعب الحبار الذي كان على دين اليهودية قبل إسلمه ،ويبدو
ذلك بوضوح فيما قاله شاعر الكيسانية كثير عزة في ابن الحنفية:
]ديوان كثير أخو الحبار في الحقب الخوالي هو المهدي خبرناه كعب
عزة.[.1/275 :
ويقول فان فلوتن" :وأما نحن معاشر الغربيين فقد استرعت عقيدة
المهدي المنتظر بوجه خاص أنظار المستشرقين منا" ]السيادة العربية
والسرائيليات :ص .[.110
ثم يربط هذه العقيدة بالسرائيليات ويردها إلى أصول يهودية
ونصرانية ،لنه يرى أنها تخل تحت نطاق التنبؤ ببعض الشخاص والحوادث
المعينة ،وهو التنبؤ الذي أفاضت فيه كتب إسرائيلية لم تكن معروفة عند
العرب في بادي المر ،وإنما وصلت إليهم عن طريق اليهود والمسيحيين
الذين اعتنقوا السلم ]السيادة العربية والسرائيليات :ص .[.112
ويبدو أن ربطه هذه العقيدة باليهودية والنصرانية لمجرد أنها تدخل في
نطاق الخبار بالمغيبات الذي ل يعرفه العرب كما يقول هو ربط ضعيف،
ذلك أن من معجزات رسول السلم العربي الهاشمي الخبار ببعض
المغيبات ،لكن هؤلء يحللون هذه المسائل وفق عقليتهم الكافرة،
واتجاههم المنكر لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.
وأرجح في هذه المسألة أن عقيدة الثني عشرية في المهدية والغيبة
شيعة أكثرهم من الفرس ،والفرس من ترجع إلى أصول مجوسية ،فال ّ
ن لهم منتظًرا حّيا باقًيا مهدّيا من دعي أ ّأديانهم المجوسّية ،والمجوس ت ّ
ولد بشتاسف بن بهراسف ُيقال له :أبشاوثن ،وأّنه في حصن عظيم من
صين ]تثبيت دلئل الّنبّوة.[.1/179 :]لعلها "بين" [.خراسان وال ّ
وهذا مطابق لجوهر المذهب الثني عشري.
واضع مبدأ الغيبة عند الثني عشرية:
إذا كان ابن سبأ هو الذي وضع عقيدة النص على علي بالمامة – كما
تذكره كتب الفرق عند الشيعة وغيرها – فإن هناك ابن سبأ آخر هو الذي
وضع البديل "لفكرة المامة" بعد انتهائها حسًيا بانقطاع نسل الحسن ،أو
أنه واحد من مجموعة وضعت هذه الفكرة ،لكنه هو الوجه البارز لهذه
الدعوى .هذا الرجل يدعى عثمان بن سعيد العمري ]ويرى الستاذ محب الدين
الخطيب أن مؤسس فكرة الغيبة هو محمد بن نصير من موالي بني نمير )الخطوط
العريضة :ص ،(37وقد ورد في كتب الثني عشرية أنه ممن ادعى البابية للغائب ،وقد
سبقه في ذلك رجل آخر يدعى الشريعي ،وتله آخرون ادعوا كدعواه) .انظر :الغيبة
للطوسي :ص ،[.(244وقد قام بدوره في منتهى السرية حيث "كان يتجر
في السمن تغطية على المر" ،وكان يتلقى الموال التي تؤخذ من التباع
باسم الزكاة والخمس وحق أهل البيت فيضعها "في جراب السمن
480
]الغيبة للطوسي :ص ،215-214محمد الصدر /تاريخ الغيبة وزقاقة ..تقية وخوًفا"
دا قد اختفىالصغرى :ص .[.397-396وقد زعم – في دعواه – أن للحسن ول ً
وعمره أربع سنوات ]انظر :الغيبة للطوسي :ص ،258وقد اختلفوا في عمره حينما
غاب لختلف رواياتهم في ذلك – كما سيأتي ،-قال المجلسي :أكثر الروايات على أنه ابن
أقل من خمس سنين بأشهر أو بسنة وأشهر) .بحار النوار ،[.(25/123 :وزعم أنه ل
يلتقي به أحد سواه فهو السفير بينه وبين الشيعة يستلم أموالهم ويتلقى
أسئلتهم ومشكلتهم ليوصلهم للمام الغائب.
ومن الغريب أن الشيعة تزعم أنها ل تقبل إل قول معصوم حتى ترفض
الجماع بدون المعصوم ،وها هي تقبل في أهم عقائدها دعوى رجل واحد
غير معصوم وقد ادعى مثل دعواه آخرون ،كل يزعم أنه الباب للغائب
وكان النزاع بينهما على أشده ،وكل واحد منهم يخرج توقيًعا يزعم أنه
صدر عن الغائب المنتظر يتضمن لعن الخر وتكذيبه ،وقد جاء على ذكر
أسمائهم الطوسي في مبحث بعنوان" :ذكر المذمومين الذين ادعوا
البابية لعنهم الله" ]الغيبة :ص .[.244
ولعثمان بن سعيد – كما تنقل كتب الشيعة – وكلء في معظم الديار
السلمية يدعون لمامة هذا المعدوم والقول ببابية عثمان بن سعيد .وقد
جاء على ذكر هؤلء الوكلء ابن بابويه القمي ،وهو أجمع نص لسمائهم،
كما يذكر محمد باقر الصدر ]تاريخ الغيبة الصغرى :ص .[.60وهناك وكلء
آخرون غير مرضيين من عثمان بن سعيد ومن يشايعه ،وقد ذكر منهم
الطوسي سبعة في مبحث بعنوان "ذكر المذمومين من وكلء الئمة"
]الغيبة للطوسي :ص .[.214-213
والفرق عندهم بين الباب والوكيل :أن الباب يلتقي بالمام الغائب،
والوكيل يلتقي بالباب ول يرى المام ،ويكون الواسطة بين الشيعة والباب
]انظر :الصدر /تاريخ الغيبة الصغرى :ص .[.609
ولما توفي عثمان بن سعيد الباب الول المعتمد عند الثني عشرية،
دا ،ولكن خالفه في ذلك طائفة منهم ،فلم ترتض
عين من بعده ابنه محم ً
ضا.
بابية ابنه ،ونشأ نزاع بينهم ولعن بعضهم بع ً
فهذا أحد المخالفين ويدعى أحمد بن هلل الكرخي لما قيل له" :أل
تقبل أمر أبي جعفر محمد بن عثمان وترجع إليه ،وقد نص عليه المام
المفترض الطاعة ]يعنون إمامهم المنتظر ،لنهم يعتبرون قول الباب الول هو قول
سا من
صا مقد ً
المام ،لنه بابه وسفيره الوحيد ،فاعتبروا تعيين عثمان بن سعيد لبنه ن ً
المام يلعن مخالفه[.؟ فقال لهم :لم أسمعه ينص عليه بالوكالة ،ولست أنكر
أباه – يعني عثمان بن سعيد – فأما أن أقطع أن أبا جعفر وكيل ]يلحظ أنه
سماه وكيل ً مع أن الثني عشرية تسميه بالباب ،وتفرق بين الوكيل والباب [.صاحب
الزمان فل أجسر عليه .فقالوا :قد سمعه غيرك ،فقال :أنتم وما سمعتم..
فلعنوه وتبرؤوا منه" ]الغيبة للطوسي :ص .[.245
481
وتكشف بعض أوراقهم سبب هذا التنازع بينهم ،يذكر الطوسي – مثل ً –
عن رجل يدعى محمد بن علي بن بلل بأنه رفض بابية محمد بن عثمان
العمري ،وأنه جرى بينه وبين العمري قصة معرفة – كما يقول – حيث
تمسك الول "بالموال التي كانت عنده للمام ،وامتنع من تسليمها
وادعى أنه الوكيل حتى تبرأت منه الجماعة ولعنوه" ]الغيبة للطوسي :ص
.[.245
فأت تلحظ أنه شارك عثمان بن سعيد في الوكالة ،فلما توفي استأثر
بالمال.
فهو تزاحم وتكالب على البابية والوكالة من أجل جمع الموال ..وإل لو
كان هناك »إمام« غائب ،يسير أم شيعته عن طريق البواب لما صارت
الموال إلى هذا الرجل المحتال ،ولما كان محل ثقة المام صاحب
الزمان ،لن المام عندهم يعلم ما كان وما يكون ..فلماذا لم يصدر أمره
من البداية في التحذير من التعامل معه حتى ل يأخذ أموال الناس؟! لكن
الحقيقة أنه ل إمام غائب؛ بل عصابات تأكل أموال الناس بالباطل باسم
التشيع والتدين ،وأن نزاعها كان لجل ذلك.
ثم توفي محمد بن عثمان بن سعيد
]انظر عنه :الغيبة للطوسي ،223 :رجال
وا من خمسينه( بعد أن تولى البابية "نح ً
الحلي :ص ) [.149ت 304أو 30
سنة ]الغيبة للطوسي :ص ،223رجال الحلي :ص ،[.149يحمل الناس إليه
أموالهم ،ويخرج إليهم التوقيعات بالخط الذي كان يخرج في حياة الحسن
عليه السلم إليهم بالمهمات في أمر الدين والدنيا وفيما يسألونه من
المسائل بالجوبة العجية" ]الغيبة للطوسي :ص .[.223
وتولى بعده رجل يدعى أبا القاسم الحسين بن روح ،وقد كان كما تذكر
رواياتهم يقوم بمهمة البابية في آخر حياة محمد بن عثمان؛ حيث كان
يحيل إليه استلم الموال التي يأتي بها الشياع ،ولذلك قال رجل يدعى
)محمد بن علي السود( :كنت أحمل الموال التي تحصل في باب
الوقف إلى أبي جعفر محمد بن عثمان العمري فيقبضها مني فحملت إليه
شيًئا من الموال في آخر أيامه قبل موته بسنتين أو ثلث سنين ،فأمر
بتسليمه إلى أبي القاسم الروحي فكنت أطالبه بالقبوض ،فشكا ذلك إلى
أبي جعفر )محمد بن عثمان( فأمرني أل أطالبه بالقبوض ،وقال :كل ما
ي ،فكنت أحمد بعد ذلك الموال إليهوصل إلى أبي القاسم فقد وصل إل ّ
ول أطالبه بالقبوض ]الغيبة للطوسي :ص .[.226-225
ولما تردد أحدهم في تسليم أمواله إلى أبي القاسم بن روح غضب منه
الباب محمد بن عثمان وقال له :لم لم تمتثل ما قلته لك؟ ولكن الرجل
حاول أن يلطفه ويهدئ من غضبه خشية أن يخرج له توقيًعا بلعنه
والبراءة منه كعادة ]وهي كصكوك الحرمان عند النصارى [.البواب فيمن يرفض
فا" :لم أجسر على ما رسمته لي" إل دفع الموال إليهم ،فقال له متلط ً
482
أن الباب أجابه وهو غاضب وقال له" :قم كما أقوال لك" يقول الرجل:
"فلم يكن عندي غير المبادرة ،فصرت إلى أبي القاسم بن روح وهو دار
ضيقة فعّرفته ما جرى فسر به وشكر الله عز وجل ،ودفعت إليه الدنانير،
وما زلت أحمد إليه ما يحصل في يدي بعد ذلك من الدنانير" ]الغيبة
للطوسي :ص .[.224
فأنت تلحظ ما تحيط به الرموز الشيعية نفسها من صفة القداسة ،وما
تضفي به على قولها من العصمة ووجوب الطاعة المطلقة ،وإل فاللعن
والطرد من رحمة الله.
كما تلحظ بأن لغة المال هي السائدة في التوقيعات المنسوبة
للمنتظر وعلى ألسنة البواب والوكلء.
وكان اختيار أبي القاسم لنه أحفظ لسر المكان الذي يقيم فيه الغائب،
حيث إن اختيار الباب يتم من قبل الدوائر الشيعية حسب مواصفات
خاصة لعل من أبرزها حفظ السر ،وعدم الظهور والشهرة ،يدل على
ذلك ما جاء في الغيبة للطوس "أن سهل ً النوبختي سئل فقيل له :كيف
صار هذا المر إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح دونك؟ فقال :هم
أعلم وما اختاروه ]لحظ أنه عزا الختيار – فيما يظهر – إلى شيوخ الشيعة ،وهم
يزعمون أن ذلك إلى المام الغائب ،[.ولكن أنا رجل ألقى الخصوم وأناظرهم،
ولو علمت بمكانه ]أي مكان المهدي الغائب لنه ل يعلم بمكانه سوى الباب [.كما
علم أبو القاسم وضغطتني الحجة على مكانه لعلي كنت أدل على مكانه،
وأبو القاسم فلو كانت الحجة ]يعني القاسم المنتظر الغائب [.تحت ذيله
وقرض بالمقاريض ما كشف الذيل عنه" ]الغيبة :ص .[.240
عا كبيًرا بين الخليا
ورغم ذلك فقد أثار تعيين أبي القاسم بن روح نزا ً
السرية ،فانفصل عدد من رؤسائهم وادعوا البابية لنفسهم ..وكثر التلعن
بينهم.
وقد اضطر بعضهم لن يكشف حقيقة دعوى البابية تلك بسبب أنه لم
ينجح في اقتناص مجموعة أكبر من التباع ،ومن هؤلء محمد بن علي
ه( ]انظر عنه :الغيبة للطوسي :ص ،248البداية
الشلمغاني المقتول سنة ) 323
والنهاية لبن كثير ،11/179 :الكامل [.8/290 :وهو ممن ادعى النيابة عن مهدي
الروافض ،ونافس أبا القاسم الحسين بن روح عليها ،وفضح أمرهم فقال:
"ما دخلنا مع أبي القاسم الحسين بن روح إل ونحن نعلم فيما دخلنا فيه،
لقد كنا نتهارش على هذا المر كما تتهارش الكلب على الجيف" ]الغيبة
للطوسي :ص .[.241
ويعقب على ذلك أحمد الكروي اليراني )الشيعي الصل(" :لقد صدق
فيما قال ،فإن التخاصم لم يكن إل لجل الموال ،كان الرجل يجمع المال
ويطمع فيه فيدعي البابية لكيل يسلمه إلى آخر" ]التشيع والشيعة :ص .[.33
483
ه( فانتقلت البابية بوصية منهثم ما لبث ابن روح أن توفي سنة ) 326
إلى رجل رابع يدعى :أبا الحسن علي بن محمد السمري ]انظر :الغيبة
للطوسي :ص .[.244والذي تولى منصب البابية وكان قد انقضى على غيبة
ما لم يتحقق فيها أمل الشيعة في رجعته رغم المام قرابة سبعين عا ً
انتظارهم إياه وتلهفهم عليه.
وقد تخلفت وعود الشيعة بالظهور للغائب المستور ،وساد الشك
الوساط الشيعية ،وبدأت تتكشف حقيقة المر بعد النزاع الحاد الذي وقع
ما ،فل تجد له في كتب بين أدعياء البابية ،ولذلك اختفى نشاط الباب تما ً
الشيعة مثل ما تجد لسلفه من الرقاع والتوقيعات التي ينسبونها للغائب
المنتظر .وقد اعترف بذلك بعض الشيعة وإن حاول أن يتستر على تلك
السباب فيعزو المر إلى كثرة الضغوط على الشيعة ]محمد باقر الصدر/
تاريخ الغيبة الصغرى :ص .[.414
وقد استمر السمري في منصبه )الشكلي( ثلث سنوات ]لنه توفي سنة )
329ه( ،انظر :الغيبة للطوسي :ص ،243تاريخ الغيبة الصغرى للصدر :ص ،[.413وربما
أدركته "الخيبة وشعر بتفاهة منصبه كوكيل معتمد للمام الغائب ]رونلدسن/
عقيدة الشيعة ،ص ،[.257فلما قيل له وهو على فراش الموت :من وصيك
من بعدك؟ قال :لله أمر هو بالغه" ]الغيبة للطوسي :ص .[.242وهكذا انتهت
دعوى الصلة المباشرة بالغائب ،لن أوراقها انكشفت بسبب التنافس
عليها.
ووصلت دعوى الغيبة إلى طريق مسدود ،إذ لم تنجح فكرة البابية
الخاصة ،ولكن أخرج شيوخ الشيعة توقيًعا منسوًبا للسمري عن المنتظر
يعلن فيه انقطاع البابية المباشرة ،واختراع مبدأ النيابة العامة التي
يشترك فيها شيوخ الشيعة – كما سيأتي .-
وبعد هذا التغيير خرجت قضية غيبة المهدي من طريقها المسدود،
واختفت ظواهر النزاع على منصب البابية واقتسمت الغنيمة بين الجميع
بالسوية ،وقررت عقيدة النيابة والتي سنتحدث عنها بعد استعراضنا
لقضية المهدي عند الشيعة.
هؤلء البواب الربعة :عثمان بن سعيد ،وابنه ،وابن روح ،والسمري،
هم المؤسسون لقضية الغيبة والمهدية ،أو هم الوجوه البارزة التي
رسمت نظرية المهدي عند الثني عشرية ،وتسمى فترة عملهم بالبابية:
"الغيبة الصغرى" والتي استمرت سبعين سنة أو تزيد ]يقول شيخهم وآيتهم
جعفر النجفي أن الغيبة الصغرى استمرت 74سنة) .انظر :كشف الغطا :ص (13ويبدو
أن هذا التحديد غير متفق عليه بينهم ،ففي تنقيح المقال للمامقاني رد – فيما يظهر – لهذا
التحديد حيث قال" :وما قيل إن مدة الغيبة أربع وسبعون سنة اشتباه بل شبهة ،إل أن
يحسبها من سنة الولدة" )أي ولدة منتظرهم المزعومة( ثم ذكر أن مدتها ثمان أو تسع
وستون سنة إل شهًرا )تنقيح المقال (1/189 :بينما يذكر الصدر أن مدتها سبعون سنة
)انظر :تاريخ الغيبة الصغرى :ص .[.(345
484
وسنتناول نظرية المهدية والغيبة كما جاءت في كتب الثني عشرية،
ونتعرف على مضامينها ،حيث أصبحت اليوم هي أساس المذهب
الشيعي.
485
الرؤى والحلم ،فيزف لها البشرى بولد يملك الدنيا شرًقا وغرًبا ويمل
الرض قس ً
طا وعدل ً ]انظر :ابن بابويه /إكمال الدين :ص ) 400-395باب ما روي في
نرجس أم القائم(.[.
أما حملها بالمهدي فأغرب وأعجب ،إذ لم يظهر عليها أثر الحمل مع أن
حكيمة بنت محمد ]حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر الصادق – [.كما
يقولون – حاولت التثبت من حملها فوثبت إليها – كما تزعم رواياتهم –
فقلبتها ظهًرا لبطن فلم تر فيها أثًرا للحمل ،وعادت إلى الحسن وأخبرته،
لكنه أكد لها وجود الحمل وقال لها" :إذا كان وقت الفجر يظهر لك
الحبل" ]إكمال الدين :ص .[.404والغرب من ذلك أن أم الولد نفسها حتى
ليلة ولدتها لم تعلم بأمر حملها حتى قالت لحكيمة" :يا مولتي ما أرى بي
شيًئا من هذا" ]إكمال الدين :ص .[.404
ويبدو أن نفي ظهور أثر الحمل عليها هي حيلة أو محاولة للتخلص مما
ثبت حتى لدى الشيعة من قيام جعفر )أخي الحسن العسكري( بحبس
نساء الحسن وإمائه – بعد وفاة الحسن – لستبرائهن حتى ثبت للقضاي
والسلطان براءة أرحامهن من الحمل ،وتم بعد ذلك قسمة ميراث
الحسن ]انظر :الغيبة للطوسي :ص .[.74
وهذه الرواية التي تنفي تبين أمارات الحمل حتى لم الوليد تثبت في
آخرها ما ينقض هذا الزعم وهو أن المولود كان يتكلم وهو في بطن أمه
حتى قالت حكيمة" :فأجابني الجنين من بطنها يقرأ مثل ما أقرأ وسلم
علي" ]إكمال الدين :ص ،[.404وكذلك يروي الطوسي عن حكيمة نفسها أنها
قالت حينما استدعاها الحسن إلى بيته للشراف على ولدة المهدي من
جاريته فقالت" :جعلت فداك يا سيدي الخلف ممن هو؟ قال :من سوسن
– تقول – فأدرت نظري فيهن فلم أر جارية عليها أثر غير سوسن"..
]الغيبة :ص [.141فهي في هذه الرواية تدرك حملها بمجرد النظر إليها،
وفي رواية ابن بابويه تقلبها ظهًرا لبط فل تجد أثًرا ،وهي هنا تسميها
سوسن ،وهناك تسميها نرجس ،كما تسمى في بعض رواياتهم بأسماء
أخرى ]تسمى ريحانة ،وصقيل) .إكمال الدين :ص .[.(408وكل يضع كما يشاء،
وكتب الثني عشرية تستوعب الجميع.
وحينما ولد "سقط ..من بطن أمه جائًيا على ركبتيه ،رافًعا سبابتيه إلى
السماء ثم عطس فقال :الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد
وآله ،زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة ،لو أذن لنا في الكلم لزال
الشك" ]إكمال الدين :ص ،406وانظر :الغيبة للطوسي :ص .[.147
دا لله وهو يتشهد ،ويدعو بقوله:وفي رواية أخرى أنه سقط ساج ً
"اللهم أنجز لي ما وعدتني] "..إكمال الدين :ص .[.405-404ثم عرج بهذا
المولود إلى السماء بواسطة طيور خضر ،وحينما تبكي الم نرجس خوًفا
486
على ولدها يجيبها الحسن بقوله" :سيعاد إليك كما رد موسى إلى أمه"
]إكمال الدين :ص .[.405
ما لسنة الله في خلقه ،وخارج عن النواميس أما نموه فهو مخالف تما ً
الطبيعية التي يخضع لها الكائن الحي بأمر الله ،يصور ذلك الخبر المروي
ماعلى لسان حكيمة بنت محمد ،حيث تقول" :لما كان بعد أربعين يو ً
]يعني من مولده [.دخلت على أبي محمد عليه السلم فإذا مولنا الصاحب
يمشي في الدار فلم أر وجًها أحسن من وجهه ،ول لغة أفصح من لغته،
فقال أبو محمد عليه السلم :هذا المولود الكريم على الله عز وجل،
ما ،فتبسم وقال :يا فقلت :سيدي أرى من أمره ما أرى وله أربعون يو ً
عمتي أما علمت أنا معاشر الئمة ننشأ في اليوم ما ينشأ غيرنا في
السنة" ]الغيبة للطوسي :ص .[.144
وفي رواية القمي "إن الصبي منا إذا كان أتى عليه شهر كان كمن أتى
عليه سنة ،وإن الصبي منا يتكلم في بطن أمه ويقرأ القرآن ،ويعبد ربه
عز وجل عند الرضاع ،تطيعه ]كذا في الصل المنقول عنه ولعله "تطعمه"[.
حا ومساًء" ]إكمال الدين :ص .[.405الملئكة وتنزل إليه صبا ً
ولكن هذا المولود الذي يحمل كل هذه الظواهر الخارقة ل يعلم به أحد
ول يرى له أثر ،فما فائدة إجراء هذه الخوارق إذن؟
ثم ما لبث أن غاب ولم يعلم بأمره ول غيبته أحد إل "حكيمة" والتي
تقول – كما تنسب إليها الرواية :-إن الحسن أمرها أل تفشي هذا الخبر
في أمر هذا المولود حتى ترى اختلف شيعته بعد وفاته ،حيث قال –
الحسن " :-فإذا غيب الله شخصي وتوفاني ورأيت شيعتي قد اختلفوا
فأخبري الثقات منهم فإن ولي الله يغيبه الله عن خلقه ويحجبه عن عباده
فل يراه أحد حتى يقدم له جبرائيل عليه السلم فرسه ليقضي الله أمًرا
كان مفعو ً
ل" ]الغيبة للطوسي :ص .[.142
فمسألة المهدي وغيبته تسربت إلى الشيعة عن طريق حكيمة كما
تقوله رواية شيخ الطائفة وما أدري كيف يقبل الشيعة قول امرأة واحدة
غير معصومة في أصل المذهب ،وهم الذين يردون إجماع المة بأسرها
إذا لم يكن المعصوم فيهم ولو في مسألة فرعية؟!
وتلحظ أن إمامهم يأمر بحجب أمر المهدي وغيبته إل عن الثقات من
شيعته ،مع أن من لم يعرف المام – عندهم – فإنما يعرف ويعبد غير الله
]أصول الكافي ،[.1/181 :وإن مات على هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاق
]أصول الكافي.[.1/184 :
أما وقت غيبة المهدي فإن روايات الشيعة تتضارب في تحديده .فيروي
الطوسي أن حكيمة قالت .." :فلما كان بعد ثلث )من مولده( اشتقت
إلى ولي الله فصرت إليهم فبدأت بالحجرة التي كانت سوسن فيها ،فلم
أر أثًرا ول سمعت ذكًرا ،فكرهت أن أسأل فدخلت على أبي محمد عليه
487
السلم فاستحيت أن أبدأ بالسؤال فبدأني فقال :هو يا عمة في كنف الله
وحرزه وستره وغيه حتى يأذن الله له" ]الغيبة للطوسي :ص .[.142
وفي رواية ثانية أن حكيمة فقدته بعد سبعة أيام
]الغيبة للطوسي :ص
ما يمشي في الدار ثم ،[.142وفي رواية ثالثة :أنها رأته بعد أربعين يو ً
فقدته بعد ذلك ]الغيبة للطوسي :ص ،[.144وفي رواية أخرى أن حكيمة
ما ،وقبل وفاته بأيامكانت تختلف إلى دار العسكري ،تزوره كل أربعين يو ً
قلئل – كان عمر المهدي آنذاك خمس سنوات على الكثر ]لن مولده كما
تقول رواياتهم في سنة 255أو ،256ووفاة العسكري سنة 260ه -[.زارت دار
العسكري كعادتها ،تقول :ف "رأيته رجل ً فلم أعرفه ،فقلت لبن أخي عليه
السلم :من هذا الذي تأمرني أن أجلس بين يديه؟ فقال لي :هذا ابن
نرجس ،هذا خليفتي من بعدي وعن قليل تفقدوني فاسمعي له وأطيعي"
]إكمال الدين :ص .[.406-405
وهكذا غاب المهدي ولم يعلم بأمره أحد سوى حكيمة التي أودعت
خبره ثقات الشيعة – كما تقول رواياتهم .-
أما مكان الغيبة فإنه كان موضع السرية والكتمان ،ولما تناهى إلى
شيعته خبر الغيبة المزعومة حاولوا التعرف على مكانه إل أن الباب الذي
يدعي الصلة به رفض البوح بشيء من ذلك وأخرج "توقيًعا" سرًيا ينسبه
للمهدي يقول فيه .." :إن عرفوا المكان دلوا عليه" ]أصول الكافي[.1/333 :
فهذا النص يشير إلى أنه في مكان معين ،وفي مخبأ سري ل يعرفه إل
الباب ،وأن سب كتمان مكان غيبته عن شيعته هو خوفه من إخبارهم
للغير بمكانه.
ولكن دلت بعض روايات الكافي على البلد الذي يختفي فيه ،حيث
قالت" :لبد لصاحب هذا المر من غيبة ،ولبد له في غيبته من عزلة،
ونعم المنزل طيبة" ]أصول الكافي ،1/340 :الغيبة للنعماني :ص ،125بحار النوار:
.[.52/153
]انظر:فهي تشير إلى أنه يختبئ بالمدينة المنورة ،لن طيبة من أسمائها
معجم ما استعجم ،[.2/900 :ولما قال أحدهم للحسن العسكري :إن حدث بك
حدث فأين أسأل عنه؟ قال :بالمدينة ]أصول الكافي ،1/328 :وقال المازندراني
في شرح الكافي :يحتمل أن يراد بالمدية سر من رأى )شرح جامع (6/208 :وهذا
الحتمال قد ل يرد في الرواية التي قبلها.[.
بينما يروي الطوسي في الغيبة أنه مقيم بجبل يدعى رضوى ،حيث
يقول في روايته .." :عن عبد العلى مولى آل سام قال :خرجت مع أبي
عبد الله عليه السلم فلما نزلنا الروحاء ]الروحاء :بفتح أوله :ممدود :قرية جامعة
ل) .معجم ما استعجب [.(1/681 :نظر إلى لمزينة ،بينما وبين المدينة أحد وأربعون مي ً
جبلها مطل ً عليها ،فقال لي :ترى هذا الجبل؟ هذا جبل يدعى رضوى
]رضوى :وهو جبل بالمدينة فيه أشجار ومياه كثيرة ،وهو الجبل الذي يزعم الكيسانية أن
488
محمد بن الحنفية به مقيم حي يرزق )معجم البلدان [.(3/51 :من جبال فارس أحبنا
فنقله الله إلينا ،أما إن فيه كل شجرة مطعم ،ونعم أمان للخائف مرتين،
أما إن لصاحب هذا المر فيه غيبتين واحدة قصيرة والخرى طويلة"
]الغيبة :ص .[.103
وتذكر روايات أخرى أنه يختفي في بعض وديان مكة ،فقد جاء في
تفسير العياشي وغيره أن أبا جعفر قال" :يكون لصاحب هذا المر غيبة
في بعض هذه الشعاب – ثم أومأ بيده إلى ناحية ذي طوى ]ذي طوى :بفتح
أوله ،مقصور منون ،على وزن فعل :واد بمكة) .انظر :معجم ما استعجم".. -[.(2/896 :
]تفسير العياشي ،2/56 :البرهان ،82-2/81 :بحار النوار.[.52/341 :
غير أن أحاديثهم في الدعية والزيارة لمقامات الئمة تلوح إلى أنه
مقيم بسرداب سامراء ]قال ياقوت :سامراء بلد على دجلة فوق بغداد بثلثين
خا يقال لها :سر من رأى فخففها الناس وقالوا :سامراء وفيها السرداب المعروف
فرس ً
في جامعها الذي تزعم الشيعة أن مهديهم يخر منه )معجم البلدان ،[.(3/173ولذلك
كا جانب الباب جاء فيها "ثم ائت سرداب الغيبة وقف بين البابين ،ماس ً
بيدك ،ثم تنحنح كالمستأذن ،وسم وانزل ،وعليك السكينة والوقار ،وصل
ركعتين في عرضة السرداب وقل ..:اللهم طال النتظار وشمت بنا
الفجار ،وصعب علينا النتصار ،اللهم أرنا وجه وليك الميمون ،في حياتنا
وبعد المنون ،اللهم إني أدين لك بالرجعة ،بين يدي صاحب هذه البقعة،
الغوث الغوث الغوث يا صاحب الزمان ،قطعت في وصلتك الخلف،
وهجرت لزيارتك الوطان ،وأخفيت أمري على أهل البلدان لتكون شفيًعا
را لك" ]علي بن عند ربك وربي ..يا مولي يا ابن الحسن بن علي جئتك زائ ً
طاووس /مصباح الزائر :ص ،229محمد المشهدي /المزار الكبير :ص ،216المجلسي/
بحار النوار ،102-102/102 :الشيرازي /كلمة المهدي :ص .[.472-471
وتشير بعض أخبارهم إلى أن معه في غيبته ثلثين من أوليائه يؤنسونه
في وحدته "وما بثلثين من وحشة" ]أصول الكافي.[.1/340 :
وتخصيص السرداب بتلك ادعية والمناجاة والستئذان عند الدخول..
يدل على أن واضعي تلك الروايات يوهمون أتباعهم بوجوده في
السرداب ،ولهذا قال ابن خلكان" :والشيعة ينتظرون خروجه في آخر
الزمان من السرداب بسر من رأى" ]وفيات العيان .[.4/176 :وذكر ابن
الثير أنهم يعتقدون أن المنتظر بسرداب سامراء ]الكامل.[.5/373 :
ورغم ذلك فإن بعض الشيعة المعاصرين ينفي ما هو واقع ويقول" :لم
يرد خبر ول وجد في كتاب من كتب الشيعة أن المهدي غاب في
السرداب ..ول أنه عند ظهوره يخرج منه ،بل يكون خروجه بمكة ويبايع
بين الركن والمقام" ]محسن المين /البرهان على وجود صاحب الزمان :ص .[.102
ولكن عمل الشيعة يخالف ذلك ،ويتفق مع ما جاء في كتب الزيارة
عندهم .فقد ظل الشيعة – كما يقول الشيعي أمير علي – إلى أواخر
489
القرن الرابع عشر الميلدي الذي صنف فيه ابن خلدون تاريخه الكبير
يجتمعون في كل ليلة بعد صلة المغرب بباب سرداب سامراء فيهتفون
باسمه ويدعونه للخروج حتى تشتبك النجوم ثم ينفضون إلى بيوتهم بعد
طول النتظار وهم يشعرون بخيبة المل والحزن ]أمير علي /روح السلم:
،1/210وانظر :مقدمة ابن خلدون ،532 -2/531 :وانظر :ابن القيم /المنار المنيف :ص
.[.152
وكان هذا النتظار مثار سخرية الساخرين حتى قيل:
كلمتموه بجهلكم ما آنا ما آن للسرداب أن يلد الذي
]انظر: ثلثتم العنقاء والغيلنا فعلى عقولكم العفاء فإنكم
الصواعق المحرقة :ص ،168المنار المنيف :ص .[.152
وقال ابن القيم" :ولقد أصبح هؤلء عاًرا على بني آدم ،وضحكة يسخر
منهم كل عاقل" ]المنار المنيف :ص .[.153-152ولهذا جاء في أدعيتهم ما
يشعر بأنهم صاروا بهذا العتقاد موضع السخرية والشماتة فيدعو أحدهم
يا الغائب " :-طال النتظار وشمت بنا الفجار] "..مضى تخريج ويقول – مناج ً
هذا النص ص.[.848:
وقد جاء في بعض أدعية الزيارات عندهم ما ينبئ عن حيرتهم في
مكانه الذي يختفي فيه ،فهم يهتفون به ويقولون .." :ليت شعري أي
استقر بك النوى ،بل أي أرض تقلك أو ثرى ،أبرضوى أم غيرها ،أم ذي
طوى] "..بحار النوار.[.102/108 :
هذا وتذكر روايات أخرى لهم أنه ليس له مكان ثابت بل هو يعيش بين
الناس "يشهد الموسم فيراهم ول يرونه" ]أصول الكافي ،338-1/337 :الغيبة
للنعماني :ص .[.116
وهكذا تختلف أخبارهم في تحديد مكانه ،وكل زمرة تذهب في هذا
مذهًبا على اختلف الفصائل الشيعية أو على اختلف الحوال والزمنة ،أو
حتى تستمر لعبة التلبيس والتزوير.
ومن الطبيعي أن تختلف مادام غائبهم ل وجود له.
ضا قد
وإذا كان مكانه موضع السرية في بعض أخبارهم ،فإن اسمه أي ً
حجب عن شيعته ،فقد جاء في "توقيعات" المنتظر التي تصدر عن
"بابه"" :إن دللتم على السم أذاعوه] "..أصول الكافي.[.1/333 :
فهذا النص يشير إلى أنه مجهول السم ،كما هو مجهول المكان
والولدة والنشأة ..ولكن ورد في كتب الشيعة أن اسمه محمد ،غير أن
روايات الشيعة كانت تحرم تسميته باسمه حيث جاء فيها" :ول يحل لكم
ذكره باسمه" ]أصول الكافي ،1/333 :الرشاد :ص ،394إكمال الدين :ص [.608بل
اعتبرت من يسميه باسمه في عداد الكافرين ،وقالت" :صاحب هذا المر
490
ل يسميه باسمه إل كافر" ]أصول الكافي ،1/333 :إكمال الدين :ص ،[.607
ولذلك تلحظ حين يرد ذكره في رواياتهم يكتب اسمه بالحروف المقطعة
هكذا :م ح م د ]انظر – مثل ً – أصول لكافي .[.1/329 :ولما قالوا :كيف نذكره؟
قال الحسن العسكري" :قولوا :الحجة من آل محمد صلوات الله عليه
وسلمه" ]أصول الكافي ،1/33 :الرشاد :ص .[.394
وكانت الدوائر الشيعية القديمة ل تذكره فيما بينها إل بالرمز الذي ل
يعرفه سواهم كالغريم .ولهذا قال المفيد عن إطلق هذا اللقب عليه:
ما بينها ،ويكون خطابها عليه السلم – "هذا رمز كانت الشيعة تعرفه قدي ً
كذا – للتقية" ]الرشاد :ص .[.400ورموزهم التي يطلقونها عليه كثيرة مثل:
"القائم والخلف ،والسيد ،والناحية المقدسة ،والصاحب ،وصاحب الزمان،
وصاحب العصر ]انظر :حصائل الفكر :ص ،[.35وصاحب المر وغيرها" ]انظر:
أصول الكافي ،1/333:ويرى بعض شيوخهم أن النهي عن التصريح بالسم خاص بزمن
الخوف والتقية )انظر :المازندراني /شرح جامع.[.(217-6/216 :
وعملية الكتمان تلك تنبئ عن تنظيم سري داخل الدولة السلمية،
يتخذ أتباعه لغة الرمز والشارة للتفاهم فيما بينهم ،وهي من جانب آخر
محاولة للتستر على الكذب ،وإخفاء الحقيقة ،ثم هي تنقض مايدعونه أن
مهديهم قد ذكر باسمه ،ووصفه من قبل ]انظر :أصول الكافي ،باب ما نص الله
عز وجل ورسوله على الئمة واحًدا واحًدا 1/286 :وما بعدها.[.
أما مدة الغيبة :فإن مخترعي هذه الفكرة كانوا يمنون أتباعهم بقصر
المدة ،وسرعة العودة لغائبهم ،حتى أكدوا في رواياتهم بأنها ل تعدو ست
سنين في أقصى الحوال ،فقد جاء في الكافي عن علي بن أبي طالب –
كما يفترون – أنه قال عن منتظرهم" :تكون له غيبة وحيرة يضل فيها
أقوام ويهتدي فيها آخرون" ]أصول الكافي.[.1/338 :
ولما سئل كم تكون الحيرة والغيبة ،قال" :ستة أيام أو ستة أشهر ،أو
ست سنين] "..أصول الكافي.[.1/338 :
ويبدو أن هذا النص قد وضع في اليام الولى لنشوء فكرة الغيبة،
لتسكين النفوس الثائرة وتهدئة القلوب الحائرة التي أفاقت على الحقيقة
المرة حينما مات المام بل عقب ،وانجلت الخدعة وتبينت الحقيقة،
فربطت حينئذ دعوى الغيبة بهذا الوعد القريب لتكون أقرب للتصديق
وأسهل ،وليضمنوا الكسب الحاضر للمال الجاهز الذي ينتظر ظهور المام
ليدفع إليه باسم حق آل البيت ،..وفي البداء والتقية متسع للتأويل،
والرجوع عن الكلم ..في المستقبل ..وهذا ما وقع بالنسبة لموقف
شيوخهم المتأخرين من هذا النص ،حيث قال بعضهم :يحتمل أن يكون
المراد أن الغيبة والحيرة في ذلك القدر من الزمان أمر محتوم ويجري
فيهما البداء بعد ذلك ]المازندراني /شرح جامع )على الكافي( ،[.6/237 :ومنهم
من حاول التخلص بغير هذا ]حيث قال بعضهم :يحتمل أن المقصود تحديد مدة
الحيرة بهذه الفترة ل الغيبة )نفس الموضع من المصدر السابق( مع أن الحيرة والشك قد
491
صاحبتهم في أمر الغيبة كما يظهر ذلك لك من الكتب التي ألفت في هذه المسألة ،وأن
السبب في تأليفها يعود لعنصر الشك في الغيبة الذي سيطر على أذهان الكثير منهم.
)انظر – مثل ً :-إكمال الدين /لبن بابويه :ص ،[.(2ولكن لم يجرؤ أحد منهم على
الطعن في مسألة الغيبة ذاتها.
كما جاء عندهم توقيت ظهور هذا المر في السبعين من الغيبة ،ثم غير
إلى مائة وأربعين ،ثم أخر إلى غير أمد معين ]انظر :أصول الكافي )مع شرحه
للمازندراني( ،6/314 :وانظر :الغيبة للطوسي :ص ،263والغيبة للنعماني :ص ،[.197
ونسبوا للئمة استطلع وقت خروج الغائب من الحروف المقطعة في
أوائل السور ]انظر :تفسير العياشي ،2/2 :البرهان ،2/3 :بحار النوار-62/106 :
.[.109
ويظهر من رواياتهم أن الرموز التي تدير دفة التشيع كانت تمني أتباعها
بقرب الفرج والظهور للغائب المستور ،حتى كان من الشيعة من يتوقع
خروج الغائب بين لحظة وأخرى ،فقد جاء في أخبارهم أن منهم من ترك
البيع والشراء والعمل بانتظار الغائب واشتكوا من هذه الحالة حتى قال
بعضهم" :لقد تركنا أسواقنا انتظاًرا لهذا المر حتى ليوشك الرجل منا أن
يسأل في يده" ]انظر :روضة الكافي ،8/80 :عن مفتاح الكتب الربعة.[.3/331 :
ولكن الهدف من هذه الوعود هو ما أشرنا إليه من محاولتهم إمرار
"لعبتهم" وإزالة شك التباع وحيرتهم ،وهذا ديدنهم في تعليل الشيعة
بالماني ،وتخديرهم بالوعود حتى اعترفوا في أخبارهم" :إن الشيعة تربى
بالماني منذ مائتي سنة" ]أصول الكافي ،1/369 :الغيبة للنعماني :ص ،198الغيبة
للطوسي :ص ،208-207بحار النوار .52/102 :والخبر مروي عن علي الرضا.[.
وسبب ذلك أنه لو قيل لهم" :إن هذا المر ل يكون إل مائتي سنة أو
ثلثمائة سنة لقست القلوب ،ولرجعت عامة الناس عن السلم )يعني
فا لقلوب الناس وتقريًبا مذهبهم( ،ولكن قالوا :ما أسرعه وما أقربه تأل ً
للفرج" ]أصول الكافي ،1/369 :الغيبة للنعماني :ص ،198الغيبة للطوسي :ص -207
،208بحار النوار.[.52/102 :
واختلفت رواياتهم التي وضعت لمعالجة مشكلة تحديد فترة الغيبة في
طريقة معالجتها ،فهي تارة أمر بالتسليم وتقول" :إذا حدثناكم بحديث
فجاء على خلف ما حدثناكم به فقولوا :صدق الله ،وإذا حدثناكم بحديث
فجاء على خلف ما حدثناكم به فقولوا :صدق الله ،تؤجروا مرتين" ]أصول
الكافي ،1/369 :الغيبة للنعماني :ص ،198بحار النوار.[.52/118 :
وهي تارة تعزو سبب إخلف الوعد للظهور الذي حددته الئمة بإفشاء
الشيعة لسره ،ولذلك حينما قال بعضهم" :ما لهذا المر أمد ينتهي إليه
ويريح أبداننا؟ قال )إمامهم( :بلى ،ولكنكم أذعتم فأخره الله" ]الغيبة
للنعماني :ص ،194الغيبة للطوسي :ص ،263بحار النوار .[.52/117 :وتقول
رواياتهم" :إن الله تبارك وتعالى قد كان وّقت هذا المر ..إلى أربعين
ومائة ،فحدثناكم" فأذعتم الحديث ،فكشفتم قناع الستر ]في بعض النسخ
492
تا عندنا ]أصول الكافي ،1/368 :الغيبة
قناع السر [.ولم يجعل الله له بعد ذلك وق ً
للنعماني :ص ،197الغيبة للطوسي :ص ،263بحار النوار.[.52/117 :
وهي تارة تعزو ذلك لقتل الحسين .يقول أبو عبد الله ]من المعلوم أن
جعفًرا مات قبل نشوء فكرة الغيبة ،ولكنهم ينسبون لجميع الئمة أخباًرا في وقوع الغيبة[.
" :إن الله تبارك وتعالى قد كان وقت هذا المر في السبعين ]قال شارح
الكافي :في السبعين من الغيبة على الظاهر )المازندراني /شرح جامع [.(6/314 :فلما
أن قتل الحسين صلوات الله عليه اشتد غضب الله تعالى على أهل
الرض ،فأخره] "..أصول الكافي ،1/368 :الغيبة للنعماني :ص ،197الغيبة للطوسي:
ص ،263بحار النوار.[.52/117 :
وهم ينظمون ذلك كله في عقيدة البداء ،ولذلك قال المازندراني:
"توقيت ظهور هذا المر ..توقيت بدائي فلذلك جرى فيه البداء" ]شرح
جامع ،6/314 :وراجع الغيبة للطوسي :ص .[.264-263
وهي حيًنا تنفض اليد من أخبار التوقيت كلها وتقول" :كذب الوقاتون،
وهلك المستعجلون ،ونجا المسلمون" ]أصول الكافي ،1/368 :الغيبة للطوسي:
ص ،262الغيبة للنعماني :ص ،198بحار النوار" ،[.104-52/103 :كذب الوقاتون،
إنا أهل بيت ل نوقت" ]أصول الكافي ،1/368 :الغيبة للنعماني :ص " [.198ما
وقتنا فيما مضى ول نوقت فيما يستقبل" ]الغيبة للطوسي :ص ،262بحار
النوار" ،[.52/103 :من وقت لك من الناس شيًئا فل تهابن أن تكذبه فلسنا
تا" ]الغيبة للنعماني :ص ،195الغيبة للطوسي :ص ،262بحار النوار:
نوقت لحد وق ً
" [.52/104أبى الله إل أن يخالف وقت الموقتين" ]أصول الكافي،1/368 :
وانظر :الغيبة للنعمان :ص .[.198
وهكذا تتضارب أخبارهم وتتناقض ،لن الوضع يتم حسب الظروف
والمناسبات.
أما سبب غيبته :فقد جاء في الكافي عن زرارة قال" :سمعت أبا عبد
الله يقول :إن للقائم عليه السلم غيبة قبل أن يقوم ،قلت :ولم؟ قال:
إنه يخاف – وأومأ بيده إلى بطنه – يعني القتل" ]أصول الكافي ،1/338 :الغيبة
للنعماني :ص ،118إكمال الدين :ص .[.449
]انظر :أصول الكافي ،1/337 وجاءت عندهم روايات عدة في هذا المعنى
،340الغيبة للنعماني :ص ،118إكمال الدين :ص .[.449وأكد ذلك شيخ الطائفة
الطوسي بقوله" :ل علة تمنع من ظهوره إل خوفه على نفسه من القتل،
لنه لو كان غير ذلك لما ساغ له الستتار وكان يتحمل المشاق والذى،
فإن منازل الئمة وكذلك النبياء عليهم السلم إنما تعظم لتحملهم
المشاق العظيمة في ذات الله تعالى" ]الغيبة لطلوسي ،فصل في ذكر العلة
المانعة لصاحب المر من الظهور :ص .[.199
ولكن هذا التعليل للغيبة الذي يؤكده شيخ الطائفة ل يتصور في حق
الئمة – على ما يعتقد الشيعة – لن الئمة "يعلمون متى يموتون ،ول
493
يموتون إل باختيار منهم" .كما أثبت ذلك الكليني في الكافي في روايات
عديدة ،وبوب لها بهذا اللفظ المذكور ]أصول الكافي .[.1/258 :وأثبت ذلك
المجلسي في بحار النوار وبوب له بلفظ" :أنهم عليهم السلم يعلمون
متى يموتون وأنه ل يقع ذلك إل باختيارهم" ]بحار النوار .[.27/285 :فكيف
يخرجون من هذا التناقض؟! ]وقد رجعت إلى شرح الكافي للمازندراني لطلع على
ما يقوله في روايات الكافي التي تعلل غيبته بخوفه من القتل ..فوجدته مر عليها ولم
يتعقبها بشيء.[.
كما أن الئمة – على حد ما يعتقد الشيعة – "يعلمون ما كان وما يكون
ول يخفى عليهم الشيء" ]أصول الكافي ،[.1/260 :كما قرر ذلك الكليني في
باب يحمل العنوان المذكور.
فبوسعهم أن يحترزوا من الخطر بما ل يخطر على بال أحد.
ثم لماذا لم يقتل واحد من أولئك النواب الربعة الذين يدعون الصلة
بالمام مباشرة وهم ليسوا كالمام ل يموتون إل باختيار منهم؟!
كذلك قد توفر المن التام للمام في أثناء قيام بعض الدول الشيعية
فلماذا لم يخرج إليهم ،ويأنسوا بطلعته ،ويستفيدوا من علمه ،وسلحه،
وقوته ..وإذا مازالت الدولة رجع إلى مكمنه؟ ولذلك قال أحمد الكسروي
– الشيعي الصل " :-إذا كان منتظرهم قد اختفى لخوفه على نفسه فلم
لم يظهر عندما استولى آل بويه الشيعيون على بغداد ،وصيروا خلفاء بني
العباس طوع أمرهم؟
فلم لم يظهر عندما قام الشاه إسماعيل الصفوي وأجرى من دماء
السنيين أنهاًرا؟
فلم لم يظهر عندما كان كريمخان الزندي وهو من أكبر سلطين إيران
يضرب على السكة اسم إمامكم )صاحب الزمان( ويعد نفسه وكيل ً عنه؟
وبعد ،فلم ل يظهر اليوم وقد كمل عدد الشيعيين ستين مليوًنا وأكثرهم
من منتظريه؟" ]التشيع والشيعة :ص .[.42
وكذلك اليوم – من بعد الكسروي – قامت دولة اليات فلم ل يخرج
إليهم ول سيما وهم يجأرون بالدعوات ،والستغاثة لخروجه منذ مئات
السنين.
كما وضعت روايات تعلل الغيبة بامتحان قلوب الشيعة واختبارهم ،وقد
يكون هذا التعليل الذي تحمله تلك الروايات محاولة منهم لمعالجة ظاهرة
الشك الذي تسلل إلى قلوب الشيعة ،حيث لم تجد هذه المسألة طريقها
إلى عقول كثير منهم حتى اضطرهم ذلك إلى نبذ عقيدة التشيع ورفضها.
كما مل الشيعة النتظار للغائب الموعود حتى قال قائلهم" :قد طال
دا] "..الغيبة للنعماني :ص [.120
هذا المر علينا حتى ضاقت قلوبنا ومتنا كم ً
494
وأطل عليهم شبخ الشك الرهيب وقد شهد بذلك ابن بابويه القمي حيث
ي من
قال" :رجعت إلى نيسابور ،وأقمت فيها فوجدت أكثر المختلفين عل ّ
الشيعة قد حيرتهم الغيبة ،ودخلت عليهم في أمر القائم عليه السلم
الشبهة" ]إكمال الدين :ص .[.2
وقد صورت رواياتهم – التي وضعت لمعاجلة هذا المر كما يظهر –
حيرتهم في أمر الغائب ،وطول غيبته وانقطاع أخباره ،جاء في الكافي
"عن زرارة قال :سمعت أبا عبد الله يقول :إن للغلم غيبة قبل أن يقوم..
وهو المنتظر وهو الذي يشك في ولدته ،منهم من يقول :مات أبوه بل
خلف ،ومنهم من يقول :حمل ،ومنهم من يقول :إنه ولد قبل موت أبيه
بسنتين وهو المنتظر ،غير أن الله عز وجل يحب أن يمتحن الشيعة ،فعند
ذلك يرتاب المبطلون" ]أصول الكافي ..[.1/337 :فعللوا هذا الختلف بأنه
امتحان للشيعة.
وقد نقلت لنا كتب الفرق أن هذا ما حدث لهم بعد موت الحسن
العسكري – كما سبق – فكأن هذه الرواية وأمثالها اخترعت لمواجهة
ما.
نزعة الحيرة والشك التي داهمتهم بعد موت إمامهم عقي ً
وقد أكثروا من الروايات التي تجري هذا المجرى ،وتصور واقعهم أبلغ
تصوير.
فقد جاء في الكافي" :ل والله ل يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى
تغربلوا ،ل والله ل يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تمحصوا ،ل والله ل
يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا ،ل والله ل يكون ما تمدون إليه
أعينكم إل بعد إياس ،ل والله ل يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى يشقى
من يشقى ويسعد من يسعد" ]أصول الكافي.[.1/370 :
فهم يدعون أن ما حل بهم بسبب دعوى الغيبة إنما هو من أجل
التمحيص والبتلء ،وأنه إذا تم ذلك رجع القائم ،ونسبوا إلى جعفر
الصادق :أنه دخل عليه بعض أصحابه وهو يبكي كالثكلى ،لنه نظر – كما
يقولون – في كتاب الجفر المشتمل على علم البليا والمنايا ،وعلم ما
كان وما يكون إلى يوم القيامة فقال" :تأملت فيه مولد قائمنا عليه
السلم ،وغيبته وإبطاءه وطول عمى وبلوى المؤمنين من بعده في ذلك
الزمان ،وتولد الشكوك في قلوب الشيعة من طول غيبته وارتداد أكثرهم
عن دينه] "..الغيبة للطوسي :ص .[.106-105
فهذه الرواية المنسوبة إلى جعفر تتحدث عن درة كثير من الشيعة
بسبب دعوى الغيبة التي طال أمدها ،وهي قد وضعت – كغيره – بعدما
حل بهم هذا المر لحضهم على البقاء في نطاق التشيع ،وذلك بدعوى أن
هذا أمر أخبرت به الئمة وهو من أمارات رجعة المام المفقود.
وقد شهد شيخهم النعماني وهو من شيوخ القرن الثالث ،وممن عايش
واقع الشيعة في الفترة المبكرة لدعوى الغيبة ،فشهادته في ذلك في
495
غاية الهمية ،شهد بشك جميع الشيعة في أمر الغيبة – إل القليل – يقول:
"فإنا رأينا طوائف من العصابة المنسوبة إلى التشيع ،المنتمية إلى نبينا
محمد وآله صلى الله عليهم ممن يقول بالمامة ..قد تفرقت كلمتها،
وتشعبت مذاهبها ،واستهانت بفرائض الله عز وجل ،وخفت إلى محارم
وا ،وانخفض بعضهم تقصيًرا ،وشكوا جميًعا الله تعالى فطال بعضهم غل ً
إلى القليل في إمام زمانهم وولي أمرهم وحجة ربهم ..للمحنة الواقعة
بهذه الغيبة" ]الغيبة للنعماني :ص .[.11
ضا ،ويبرأ منه ويشهد عليه بالكفر ،كما تصور وقد أخذ بعضهم يلعن بع ً
ذلك رواية النعماني التي تقول" :ل يكون المر الذي ينتظر حتى يبرأ
بعضكم من بعض ويتفل بعضكم في وجوه بعض ،فيشهد بعضكم على
ضا" ]الغيبة للنعماني :ص ،138-137بحار النوار:
بعض بالكفر ويلعن بعضكم بع ً
[.115-52/114وجعلت الرواية هذه الظاهرة الخطيرة خيًرا ،لنها مؤذنة
بخروج القائم فقالت" :الخير كله في ذلك الزمان ،يقوم قائمنا ويدفع ذلك
كله" ]الغيبة للنعماني :ص ،138بحار النوار :ص .[.115
فيبدو من خلل هذه النصوص أن محدثي الشيعة عملوا على مواجهة
هذه النكسة بوضع هذه الروايات على أهل البيت وجعلوها تشير إلى ما
يلحق الشيعة من التمحيص والبتلء والردة عند وقوع الغيبة وذلك من
أجل إغرائهم بالبقاء داخل نطاق التشيع المامي.
ورغم هذه العترافات والشهادات فإن فكرة الغيبة التي اضطرت
المامية للقول بها قد أحدثت هزة عنيفة زلزلت كيان التشيع المامي
وكادت أن تؤدي إلى سقوطه بذهاب أتباعه ..رغم ذلك فإنهم يقولون في
رواياتهم" :لو علم الله أنهم يرتابون ما خيب حجته طرفة عين" ]أصول
الكافي ،1/333 :الغيبة للنعماني :ص [.107فأي ريبة أشد من شك الجميع إل
القليل ،ومن التفرق والتلعن؟!.
ويلحظ كثرة التكذيب للغيبة من لدن الشيعة ،ول سيما في مراحل
نشأتها ،ولعل السبب يعود إلى وضوح كذبها لمن عاصرها وعايش
ظروفها ،ولذلك فقد نشط مؤسسو هذه الفكرة لسد الثغرات التي تهب
عليهم منها رياح الشك ،وتسديد الفجوات التي تتضح منها صورة الكذب،
فعالجوا مشكلة التكذيب والتلعن والتفرق بوضع روايات على أهل البيت
تنبئ بحدوثها وتبشر بالخير عند وقوعها لنها مؤذنة بعودة القائم )ولكنها
وقعت ولم يخرج القائم( ،حاولوا معالجة ما ترامى إلى أسماع الشيعة
من تكذيب أسرة الحسن لهذه الدعوات بوضع روايات تقول" :إن للقائم
غيبة ويجحده أهله" وحينما سأل زرارة – الموضوع عليه الخبر ]لنه مات
قبل نشوء فكرة الغيبة – [.عن سبب ذلك قال أبو جعفر – فيما تزعم الرواية
" :-يخاف ،وأومأ بيده إلى بطنه" ]الغيبة للنعماني :ص .[.118
496
ومن الفجوات كذلك أنه ل أحد من أسرة الحسن ول غيرهم ،يعلم
ما منا،
بولدته ول بمنشئه فوضعوا روايات تقول" :يبعث الله لهذا المر غل ً
خفي الولدة والمنشأ" ]أصول الكافي ،342-1/341 :الغيبة للنعماني :ص .[.112
ومن تتبع رواياتهم بهذه الطريقة وجد العجب.
كما قاموا من جهة أخرى بوضع روايات تجعل من انتظار الفرج بخروج
القائم من أفضل العمال وأعظمها وذلك – فيما يظهر – لطرد الملل من
طول النتظار ،وإزالة السى الناتج عن شدة الترقب ،والشعور بالحرمان
من صحبة القائم المام .جاء في الكافي" :أقرب ما يكون العباد من الله
جل ذكره وأرضى ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله جل وعز ولم يظهر
لهم ولم يعلموا مكانه وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجة الله جل
ء" ]أصول الكافي:
حا ومسا ً
ذكره ول ميثاقه ،فعندها فتوقعوا الفرج صبا ً
،1/333بحار النوار.[.52/145 :
فجعلوا الغيبة أمارة على ظهور الفرج مع أنه قد مضى اليوم على
الغيبة أكثر من ألف ومائة سنة ،ولم يقع شيء من هذه الوعود ،فما تأثير
ذلك على من يقرأ أمثال هذه الماني من الشيعة؟! أل يزداد الشك
ويضعف اليقين ،وقد يبحث عن مذهب آخر سوى السلم ،لنه قيل له –
زوًرا وبهتاًنا – إن هذا المهدي الموعود متفق عليه بين السنة والشيعة.
ولهم روايات كثيرة في عقيدة النتظار ،وقد ذكر المجلسي منها )(77
رواية في باب عقده بعنوان "باب فضل انتظار الفرج ،ومدح الشيعة في
زمن الغيبة وما ينبغي فعله في ذلك الزمان" ]بحار النوار،150-52/122 :
وانظر :إكمال الدين :ص 603وما بعدها [.حتى نسبوا إلى رسول الله صلى الله
عليه وسلم أنه قال" :أفضل أعمال أمتي انتظار فرج الله عز وجل" ]بحار
النوار [.52/122 :يعنون به خروج منتظرهم.
وجعلوا النتظار أحب العمال إلى الله ]بحار النوار[.52/122 :
و"المنتظرون لظهوره أفضل أهل كل زمان" ]بحار النوار،[.52/122 :
وزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عنهم لصحابه" :سيأتي
قوم من بعدكم الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منكم ،قالوا :يا
رسول الله نحن كنا معك ببدر وأحد وحنين ونزل فينا القرآن .فقال :إنكم
لو تحملوا ما حملوا لم تصبروا صبرهم" ]بحار النوار .[.52/130 :وغاب عن
واضع الرواية من زلة الصحابة عند الرافضة.
وجاءت عندهم روايات تطفئ ذلك التطلع لخروجه وتقول "من عرف
هذا المر ثم مات قبل أن يقوم القائم عليه السلم كان له مثل أجر من
قتل معه" ]بحار النوار.[.52/131 :
وبجانب هذا الترغيب فهناك التهديد والوعيد بالكفر والخلود في النار
لمن أنكر غيبة القائم حتى جعلوا إنكارها كالكفر برسالة محمد صلى الله
دوا ذلك مثل كفر إبليس.عليه وسلم ،بل ع ّ
497
روى صدوقهم بسنده المزعوم "عن ابن أبي يعفور قال :قال أبو عبد
الله عليه السلم :من أقر بالئمة من آبائي وولدي ،وجحد المهدي من
دا صلى الله عليه وسلم. ولدي كان كمن أقر بجميع النبياء وجحد محم ً
فقلت :يا سيدي ومن المهدي من ولدك؟ قال :الخامس من ولد السابع،
يغيب عنهم شخصه ول يحل لهم تسميته" ]إكمال الدين :ص ،[.388وافتروا
على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال" :من أنكر القائم من
ولدي فقد أنكرني" ]إكمال الدين :ص ،390لطف الله الصافي /منتخب الثر :ص
.[.492
وقال صدوقهم" :مثل من أنكر القائم عليه السلم في غيبته مثل
إبليس في امتناعه في السجود لدم" ]إكمال الدين :ص .[.13
ومسألة الغيبة صارت بفعل شيوخ الشيعة مصدر حقد ،ضد الصحابة
ي
ومن تبعهم بإحسان ،حتى قال شيخهم الجزائري" :إني كلما أشكلت عل ّ
مسألة أوجبت على نفسي لعنهم ،لنهم سبب في استتار الحجة" ]شرح
الصحيفة السجادية :ص .[.37
فتلحظ أنهم يحاولون توجيه السخط والحقد الكامن في نفوس الشيع
من مرارة النتظار ،ولوعة العتقاد بأن "المام الغائب مقموع مقهور
مزاحم في حقه قد غلب قهًرا" ]إكمال الدين :ص .[.12
وأنه بسبب غيبته – كما يزعمون – "جرى على شيعته من أعداء الله ما
جرى من سفك الدماء ونهب الموال] "..إكمال الدين :ص .[.12
فيوجهون هذا الحقد الناتج من هذا الشعور إلى سب ولعن لخير جيل
عرفته البشرية ..ومن اقتفى أثرهم.
498
تفسير العياشي ،2/76 :إكمال الدين :ص ،339البرهان .[.2/102 :وفي تفسير
س سول ِ ِ َ
ه إ ِلى الّنا ِ وَر ُ ن الل ّ ِ
ه َ م َ
ن ّ وأ َ َ
ذا ٌ العياشي في قوله سبحانهَ } :
َ م ال ْ َ
ر{ ]التوبة ،آية .[.3 :قال" :خروج القائم وأذان دعوته إلى ج الك ْب َ ِ
ح ّ و َ
يَ ْ
نفسه" ]تفسير العياشي ،2/76 :البرهان.[.2/102 :
والمثلة في مثل هذا اللون من التأويل كثيرة حتى ألفوا في هذا كتًبا
مستقلة مثل "ما نزل من القرآن في صاحب الزمان" ]للرافضي عبد العزيز
الجلودي )انظر :الذريعة ،[.(19/30و"المحجة فيما نزل في القائم الحجة"
]لشيخهم هاشم البحراني ،[.وقد نشر الخير في طبعة حديثة ]نشر سنة )
1403ه( عن مؤسسة الوفاء ،بيروت [.قام على تحقيقها بعض الروافض
المعاصرين ]يدعى محمد منير الميلني ،وقد أرجع نصوص الكتاب إلى مجموعة من
كتبهم المعتمدة عندهم ،[.وقد أول فيه مؤلفه أكثر من ) (120آية من كتاب
الله بمهديهم المنتظر في تأويلت هي من فضائحهم التي ل تستر ،ولكن
المحقق لم يقتنع بهذا العدد فأضاف إليه تأويل اثنتي عشرة آية أخرى من
كتاب الله ووضعها في آخر الكتاب تحت عنوان "مستدرك المحجة".
والنظر الموضوعي المنصف يرى في هذه التأويلت الباطنية التي يراد
دا وأنها تحريف لكتاب الله ل وا شدي ً
الحتجاج بها لمسألة غيبة مهديهم غل ً
استدلل به ،وهي تدل دللة ظاهرة على فساد الفكرة التي يحاول
تقريرها من أصلها.
ويلتمس المامية من الغيبة التي وقعت لبعض النبياء دليل ً على صحة
وقوع غيبة مهديهم؛ فيحتجون – مثل ً – بغيبة "موسى بن عمران عليه
السلم من وطنه وهربه من فرعون ورهطه كما نطق به القرآن" ،وغيبة
يوسف عليه السلم ،واستتار خبره عن أبيه – كما جاءت به سورة في
القرآن – إلى أن كشف الله أمره وظهر خبره وجمع بينه وبين أبيه
وإخوته ،وقصة يونس بن متى نبي الله عليه السلم مع قومه وفراره
منهم حين تطاول خلفهم له ،واستخفافهم بحقوقه ،وغيبته عنهم وعن كل
أحد حتى لم يعلم أحد من الخلق مستقره ،وستره الله تعالى وأمسك
عليه رمقه بضرب من المصلحة ،إلى أن انقضت تلك المدة ورده الله
تعالى إلى قومه ،وجمع بينهم وبينه ]الغيبة للطوسي :ص .[.77
وكذلك استتار نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في الغار ،وقد احتج بها
فا للقيام بالمر وتحمل الطوسي على من قال" :إذا كان )إمامكم( مكل ً
أعباء المامة كيف يغاب؟" ]انظر :الغيبة للطوسي :ص [.13فيجيبه الطوسي
بقوله" :أليس النبي صلى الله عليه وسلم قد اختفى في الشعب ثلث
سنين لم يصل إليه أحد واختفى في الغار ثلثة أيام" ]الغيبة للطوسي :ص
.[.13
والواقع أن هذه المقارنات التي يقوم بها المامية لقناع أتباعهم
والمتشككين في أمر الغيبة ل تجدي في نزع فتيل الشك المشتعل في
499
أفئدة القوم كلما تأملوا أمر الغيبة بعين عقولهم ،رغم أنهم يعولون على
هذه المقارنات كثيًرا ،حتى إن ابن بابويه ألف في شأنه كتاًبا لقناع كبير
شيوخهم الذي داخله الشك في أمر الغيبة ولقناع الحافين به من الشيعة
الذين داهمهم الريب والحيرة في شأنها كما أشار إلى ذلك في كتابه
]انظر :إكمال الدين :ص .[.4-2
أقول :إن هذه المقارنات غير مجدية في إثبات فكرة غيبة إمامهم
لسباب كثيرة ،منها أن غيبة موسى ويوسف ويونس ومحمد ]أما غيبة
الشعب فليست بغيبة ،بل حصار ومقاطعة فل تدخل في موضوعنا [.عليهم السلم قد
أخبر الله سبحانه بها في كتابه بنص واضح صريح ل لبس فيه ول غموض،
أما غيبة مهديهم فتنتهي رواياته إلى حكيمة إن صحت النسبة إليها ،ثم
أخبار البواب الربعة المطعون في شهادتهم ،لنهم يجرون المصلحة
إليهم ،حيث المال المتدفق.
ولهذا ادعى كثيرون هذه البابية ،كذلك غيبة النبياء معروفة لدى قومهم
لنهم عاشوا بينهم ،وعرفوا ،أما غائبهم فلم يعرفه أحد ولم ير له أثر،
وكان أهله أنفسهم ينكرون وجوده .كما شهد ثقات المؤرخين أن الحسن
العسكري لم يعقب – كما سيأتي .-
ثم إن غيبة هؤلء النبياء محدودة الزمان والمكان ،ما لبثوا أن عادوا
إلى قومهم وأهلهم.
أما منتظرهم فقد مضت القرون ولم يعرف له أثر ولم يعلم له مكان.
كذلك رسل الله الذين غابوا قد أقاموا الحجة على قومهم ،وبلغوا
رسالت الله في جيلهم ،أما غائبهم فقد مرت الجيال ولم نسمع منه
شيًئا.
يضاف إلى ذلك أن الغيبة للنبياء كانت طبيعية في جملتها ،فغيبة
يوسف هي مفارقة لبيه وظهوره عند قوم آخرين ،كما يسافر المرء من
بلد إلى بلد .وهي موقوته بزمن محدود ،وهي حوادث استثنائية حتى
بالنسبة للنبياء عليهم السلم ،فإنهم جم غفير ،ولم ينقل أن هذا حدث
لغير المذكورين.
أما احتجاج الثني عشرية باختفاء النبي صلى الله عليه وسلم في الغار
"فإن هذا الستدلل واقع في غير موقعه ،لن استتار النبي صلى الله
عليه وسلم لم يكن لخفاء دعوى النبوة ،بل كانت من جنس التورية في
الحرب ،حتى ل يسد الكفار عليه الطريق ،ثم هذا الختفاء كان ثلث أيام،
فقياس ذلك على غيبة مهديهم في غاية الحماقة ،فرق واضح بين الختفاء
الذي كان مقدمة عاجلة لظهور الدين وبين الختفاء المتطاول الذي لزمه
الخذلن وترك الدعوة وانتشار الطغيان" ]مختصر التحفة :ص .[.119
دفاعهم عن طول أمد الغيبة:
500
إن مما يعرف به كذب دعوى الشيعة وجود إمامها ،هو استبعاد بقائه
حًيا طول هذه المدة التي تجاوزت الن ألف ومائة سنة .فإن تعمير واحد
من المسلمين هذه المدة هو – كما يقول شيخ السلم ابن تيمية – أمر
يعرف كذبه بالعادة المطردة في أمة محمد ،فل يعرف أحد ولد في زمن
السلم عاش مائة وعشرين سنة فضل ً عن هذا العمر ،وقد ثبت في
الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في آخر عمره "أريأتكم
ليلتكم هذه ،فإن على رأس مائة سنة منها ل يبقى على وجه الرض ممن
هو اليوم عليها أحد" ]منهاج السنة ،2/65 :وانظر الحديث في :صحيح البخاري ،كتاب
العلم ،باب السمر في العلم ،1/37 :ومسند أحمد .[.131 ،2/121 :فمن كان في
ذاك الوقت له سنة ونحوها لم يعش أكثر من مائة سنة قطًعا ،وإذا كانت
العمار في ذلك العصر ل تتجاوز هذا الحد فما بعده من العصار أولى
بذلك في العادة الغالبة العامة ...ثم أعمار هذه المة ما بين الستين إلى
السبعين ،وقليل ممن يجوز ذلك ]منهاج السنة.2/165 :
وانظر الحديث في سنن الترمذي ،كتاب الزهد ،باب ما جاء في فناء أعمال هذه المة
ما بين الستين إلى السبعين ،(2331) 4/566 :وكتاب الدعوات ،باب في دعاء النبي صلى
الله عليه وسلم ،(3550) 5/553 :وقال الترمذي :هذا حديث حسن غريب ل يعرف إل من
ضا من طريق أخرى عن هذا الوجه ،قال ابن حجر :وهو عجيب منه فقد رواه في الزهد أي ً
أبي هريرة )فيض القدير .(2/11 :ورواه ابن ماجه في كتاب الزهد ،باب المل والجل:
.(4236) 2/1415ورواه ابن حبان )انظر :فيض القدير ،(2/11 :والحاكم )المستدرك:
،(2/427والخطيب )تاريخ بغداد ،(12/48 ،6/397 :وأورده السيوطي في الجامع ورمز له
بالحسن )الجامع الصغير ص ،(48وقال ابن حجر في الفتح :سنده حسن )انظر :فيض
القدير ،(2/11 :وقال الحاكم :صحيح على شرط مسلم ،ووافقه الذهبي )المستدرك
،(2/427وتعقب ذلك اللباني وقال :الصواب أنه حسن لذاته وصحيح لغيره .سلسلة
الحاديث الصحيحة ،(757) 2/397 :وانظر :صحيح الجامع )لللباني( [.(1084) 1/354
كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح ]منهاج السنة.[.2/165 :
هذا العتراض يأخذ بخناق المامية ،ويجتث جذور اعتقادهم من
أساسه ..وقد حاول شيوخ الشيعة دفعه بإجراء مقارنات بين مهديهم
وبعض النبياء عليهم السلم الذي زادت أعمارهم عن المعدل الطبيعي
المألوف للبشر ،فالمهدي عندهم شبيه بنوح عليه السلم الذي لبث في
ما ]انظر :الغيبة للطوسي :ص .[.79
قومه ألف سنة إل خمسين عا ً
وأسندوا هذه المقارنة إلى بعض آل البيت لتحظى بالقبول عند أتباعهم،
فروى ابن بابويه – بسنده – أن علي بن الحسين قال" :في القائم سنة
من نوح عليه السلم وهو طول العمر" ]إكمال الدين :ص .[.488وكذلك
يقولون إن بقاء مهديهم هو كبقاء عيسى بن مريم عليه السلم ]عقائد
المامية :ص .[.108والخضر وإلياس ،ويعقدون المقارنة حتى بإبليس
]الحائري /إلزام الناصب .[.1/283 :ويسندون جملة من هذه المقارنات إلى
بعض آل البيت لتكسب صفة القطع عن أتباعهم؛ لنها من قول المعصوم
]انظر هذه الروايات في :أصول الكافي ،337-1/336 :الغيبة للنعماني :ص 108وما
بعدها ،إكمال الدين :ص 134وما بعدها ،إلزام الناصب ،[.1/285 :وكذلك يحتجون
بأخبار المعمرين من البشر ]انظر :الغيبة للطوسي :ص 79وما بعدها ،[.وفاتهم
501
ما
أن يعقدوا المقارنة مع جبرائيل وملك الموت ،والملئكة عمو ً
وبالسماوات والرض.
وهذا الدفاع قد أبطله الشيعة أنفسهم؛ لنهم يقولون بأن مهديهم هو
الحاكم الشرعي للمة منذ أحد عشر قرًنا أو يزيد ،وهو القيم على القرآن
ول يحتج بالقرآن إل به ،ول هداة للبشر إل بواسطته ..وهو الذي معه
القرآن الكامل ومصحف فاطمة والجفر والجامعة ،وما يحتاجه الناس في
دينهم ودنياهم ،فمهديهم مسؤول عن المة ،ومعه وسائل هدايتهم
وسعادتها في الدنيا والخرة.
أما غيره ممن يعقدون المقارنة به فيختلفون عنه اختلًفا كثيًرا ،فإن
ما يدعوهم حا عليه السلم قد لبث في قومه ألف سنة إل خمسين عا ً نو ً
ك إ ِل ّ
م َ من َ ه َلن ي ُ ْ َ
و ِ
ق ْ ن ِ
م َ
ؤ ِ إلى الله سبحانه حتى أوحى الله إليه }أن ّ ُ
ن{ ]هود ،آية [.36 :ولم يكن غائًبا في سردابه أو في مخبئه ل م َ من َ
قدْ آ َ َ
يعلم مستقره ومكانه ،يرى الناس في ضللهم وكفرهم ويتوارى عن
النظار فل يرونه مع تعاقب الجيال وكر القرون .على أن عمر المهدي –
الن – قد زاد عن هذه المدة.
وكذلك عيسى عليه السلم قد بلغ رسالة ربه ،وأقام الحجة وأدى
المانة قبل رفعه إلى السماء فلم يكن يضير أتباعه أن يغيب عنهم بخلف
منتظرهم الذي غاب منذ طفولته وترك شيعته يختلفون في وجوده
وبابيته ،وتعميهم التقية عن معرفة حقيقة مذهبه ،ويختلفون ويتنازعون
ضا.
ضا ويلعن بعضهم بع ً
حتى يكفر بعضهم بع ً
أما الخضر وإلياس فإن الذي عليه المحققون من أهل العلم أنهما قد
ماتا ]انظر :المنتقى ص ،26ويرى ابن حزم أن القول بحياة إلياس والخضر ..فكرة
مأخوذة عن اليهودية ،فاليهود هم الذين قالوا بحياة إلياس وحياة فنحاس بن العازار ابن
هارون عليه السلم ،وسار في سبيلهما بعض الصوفية فادعى أنه يلقى إلياس في الفلوات
)الفصل ،(5/37 :وكذلك قال الصوفية بحياة الخضر ،ولهم حكايات في الجتماع به والخذ
عنه )انظر :ابن عربي /الفتوحات المكية ،1/241 :ابن عطاء الله السكندري /لطائف
المنن :ص ،53-52وطبقات الشعراني ،2/5 ،1/97 :وانظر :الفصل ،38-5/37 :ابن حجر/
جا عن
تهذيب التهذيب ،7/477 :وقد اعتبر ابن حزم دعاوى الصوفية الخذ عن الخضر خرو ً
عقيدة ختم النبوة )انظر :الفصل.(5/38 :
ودعوى بقاء الخضر إلى اليوم مخالف للدليل ،وما عليه أهل التحقيق ،انظر في ذلك:
منهاج السنة ،1/28 :ابن القيم /المنار المنيف :ص ،76-67وانظر عن الخضر :ابن كثير/
البداية والنهاية ،337-1/325 :ابن حجر /فتح الباري 312-6/309 :الصابة.335-2/286 :
ولبن حجر رسالة في تحقيق أمر الخضر ،قال في خاتمتها :والذي تميل إليه النفس من
حيث الدلة القوية خلف ما يعتقده العوام من استمرار حياته )الزهر النضر في نبأ الخضر،
ضمن مجموعة الرسائل المنيرية ،[.(2/234 :وعلى تقدير حياتها فل تسلم لهما
المقارنة ،لنهما ليسا بمكلفين في هداية هذه المة وقيادتها بخلف
إمامهم الذي هو مسؤول – في اعتقادهم – عن المسلمين جميًعا في كل
أمورهم.
502
أما إبليس فالخبر في بقائه ورد به القرآن بخلف مهديهم الذي أنكره
حتى أهله وطوائف من شيعته ،ثم إن إبليس يمارس مهمته في إضلل
الخلق عن سبيل الله ،ول شك أن ضلل الشيعة باتباع هذا "المعدوم" من
أعماله ،أما منتظرهم فليس له أثر ول خبر .كما أن إبليس ليس من
جنس الناس ..فل تسلم لهم المقارنة في كل الحوال.
أما بقية المعمرين من البشر فإنهم مهما بلغوا من العمر فل يصلوا إلى
بعض ما يدعونه في غائبهم ،وكل المثلة التي ضربها شيوخهم في القرن
الرابع ليس لها قيمة اليوم لتجاوز عمر منتظرهم أضعافها ،كما أن هؤلء
ليس لهم مهمة غائبهم ومسؤولياته.
ويحاول بعض المعاصرين من شيوخهم أن يستنجد بلغة العلم الحديث
في التدليل على إمكانية بقاء منتظرهم ،فيقول المظفر" :وطول الحياة
أكثر من العمل الطبيعي أو الذي يتخيل أنه العمر الطبيعي ل يمنع منها
الطب ول يحيلها ،غير أن الطب بعد لم يتوصل إلى ما يمكنه من تعميرة
حياة النسان وإذا عجز عنه الطب فإن الله قادر على كل شيء" ]عقائد
المامية :ص .[.108
ويقول محمد حسين آل كاشف الغطا" :بأن أكابر فلسفة الغرب قالوا
بإمكان الخلود في الدنيا للنسان" ]أصل الشيعة :ص .[.70ثم قال" :قال
بعض كبار علماء أوروبا :لول سيف ابن ملجم ]هذه مقالة شيعية اعتزالية مبنية
على مذهب المعتزلة الذين يقولون بأن القاتل قد قطع على المقتول أجله ،وهي مقالة
مخالفة لما ثبت في الكتاب والسنة بأن كل من مات فقد استكمل أجله )انظر :مجموع
فتاوى شيخ السلم ،8/516شرح الطحاوية [.لكان علي بن أبي طالب من
الخالدين ،لنه قد جمع جميع صفات الكمال والعتدال" ]أصل الشيعة :ص
.[.70
هذا ما تقوله – نظريات بعض الكفار – إن صدق هؤلء في نقلهم –
خل ْدَك ال ْ ُ قب ْل ِ َ
من َ ر ّش ٍعل َْنا ل ِب َ َ
ج َ
ما َ و َولكن الله سبحانه يقول لنبيهَ } :
س
ف ٍ ل نَ ْن{ ]النبياء ،آية ،[.34 :ويقول} :ك ُ ّ دو َخال ِ ُم ال ْ َه ُ
ف ُت َ م ّ فِإن ّ أَ َ
ت{ ]آل عمران ،آية ،185 :النبياء ،آية ،35 :العنكبوت ،آية،[.57 : و ِ ة ال ْ َ
م ْ ذآئ ِ َ
ق ُ َ
ن{قي َ سُبو ِ م ْ ن بِ َح ُ
ما ن َ ْو َت َ و َم ْم ال ْ َ
قدّْرَنا ب َي ْن َك ُ ُ
ن َ ح ُ ويقول سبحانه} :ن َ ْ
]الواقعة ،آية .[.60 :وهو سبحانه أعلم بمن خلق ،وأصدق القائلين ،فل عبرة
بعد ذلك بقول كافر يحاول أن يتشبث بالبقاء في هذه الحياة ولو بالوهام.
ولعلي الرضا – كما تنقل كتب الشيعة – كلمة صادقة قالها في الرد
على الفرق الشيعية الكثيرة التي تقول بحياة بعض آل البيت ول تصدق
بموتهم وتدعي أنها غيبة وسيرجعون ،وهي من أقوى الردود على الثني
عشرية من كلمهم أنفسهم ،فقد جاء في رجال الكشي أن علًيا الرضا
ما وقفوا على أبيك ويزعمون أنه لم يمت ،قال" :كذبوا
قيل له :إن قو ً
وهم كفار بما أنزل الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وسلم ،ولو
503
كان الله يمد في أجل أحد لمد ّ الله في أجل رسول الله صلى الله عليه
وسلم" ]رجال الكشي :ص .[.458
ولكنهم يخالفون قول إمامهم ويزعمون أن الله مد ّ في عمره لحاجة
البشر إليه؛ بل لحاجة الكون وكل شيء في الحياة إليه؛ إذ لوله – كما
يفترون – لساخت الرض ،وماجت بأهلها ]انظر :أصول الكافي.[.1/179 :
504
بل إن الحكم والقضاء في دولة المنتظر يقام على غير شريعة
المصطفى صلى الله عليه وسلم .جاء في الكافي وغيره ،قال أبو عبد
الله" :إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود وسليمان ول يسأل بينة"
]أصول الكافي ،[.1/397 :وفي لفظ آخر" :إذا قام قائم آل محمد حكم بين
الناس بحكم داود عليه السلم ول يحتاج إلى بينة" ]المفيد /الرشاد :ص ،413
الطبرسي /أعلم الورى :ص .[.433
صا بعنوان:
وقد تبنى ثقة إسلمهم الكليني هذه العقيدة وبوب لها باًبا خا ً
"باب في الئمة عليهم السلم أنهم إذا ظهر أمرهم حكموا بحكم داود
وآل داود ول يسألون البينة" ]أصول الكافي .[.1/397 :ول يخفى ما في هذا
التجاه من عنصر يهودي .ولهذا علق بعضهم على هذا العنوان بقوله" :أي
ينسخون الدين المحمدي ويرجعون إلى دين اليهود" ]محب الدين الخطيب/
في تعليقه على المنتقى :ص ) 302هامش .[.(4
وانظر كيف يحلم واضعو هذه الروايات – الذين لبسوا ثوب التشيع زوًرا
وبهتاًنا – بدولة تحكم بغير شريعة السلم.
ضا يحكم بحكم آدم مرة ،ومرة بحكم وتشير بعض رواياتهم إلى أنه أي ً
داود ،ومرة بقضاء إبراهيم .ولكن يعارضه في هذا التجاه للحكم بغير
شريعة السلم بعض أتباعه ،إل أنه يواجه هذه المعارضة بشدة حيث يأمر
بهم فتضرب أعناقهم ]انظر :بحار النوار.[.52/389 :
وتقدم رواياتهم بعض أحكامه وأقضيته فتقول :إنه يحكم بثلث لم يحكم
بها أحد قبله؛ يقتل الشيخ الزاني ،ويقتل مانع الزكاة ،ويورث الخ أخاه
في الظلة ]ابن بابويه /الخصال :ص ،169بحار النوار ،52/359 :الكاظمي /بشارة
السلم :ص ،[.275وأنه يقتل من بلغ العشرين ولم يتفقه في الدين
]الطبرسي /أعلم الورى :ص ،431بحار النوار ..[.52/152 :إلخ.
وتقوم دولة المنتظر على الحكم لهل كل دين بكتابهم ،مع أن السلم
لم يجز لحد أن يحكم بغير شريعة القرآن باتفاق المسلمين ]انظر :ابن
تيمية /منهاج السنة النبوية ،3/127 :المنتقى :ص .[.343
جاء في أخبارهم "إذا قام القائم قسم بالسوية ،وعدل في الرعية،
واستخرج التوراة وسائر كتب الله تعالى من غار بأنطاكية ،حتى يحكم
بين أهل التوراة بالتوراة ،وبين أهل النجيل بالنجيل ،وبين أهل الزبور
بالزبور ،وبين أهل القرآن بالقرآن" ]الغيبة للنعماني :ص ،157وانظر :بحار
النوار.[.52/351 :
وهذا القانون الذي يطمح إلى تطبيقه واضعو هذه الروايات ويعدون
بتنفيذه على يد المنتظر هو شبيه – إلى حد كبير – بفكرة الديانة العالمية
سا على إنكارالتي ترفع شعارها الماسونية ..وهي فكرة إلحادية تقوم أسا ً
الديان السماوية تحت دعوى حرية الفكر والعقيدة.
505
وفي حومة هذه الفكار التي تسعى لنسخ شريعة القرآن وابتداع أحكام
جديدة لم يأذن بها الله ،والرجوع إلى حكم داود ل شريعة محمد صلى
الله عليه وسلم ..وتطبيق شرائع الديان ل حكم القرآن – نلتقي بعد ذلك
بفكرة مسمومة تعد نتيجة لهذه المقدمات والتغييرات التي سبقتها،
وفحوى هذه الفكرة هو إلغاء المهدي الحكم بالقرآن وإحلل كتاب آخر
محله ،وهذا ما تشير إليه رواية النعماني عن أبي بصير قال :قال أبو
جعفر رضي الله عنه" :يقوم القائم بأمر جديد ،وكتاب جديد ،وقضاء
جديد" ]الغيبة للنعماني :ص ،154بحار النوار ،52/354 :إلزام الناصب،[.2/283 :
"لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد" ]الغيبة
للنعماني :ص ،176بحار النوار.[.52/135 :
وتصف روايات أخرى عندهم ما يقوم به منتظرهم من محاولة لصرف
الناس عن القرآن بدعوى أنه محرف وإخراج كتاب آخر مخالف له،
وسعيه لتضليل الناس بدعوى أن كتابه هو الكتاب الكامل الذي أنزل على
رسول الله صلى الله عليه وسلم .وقيام "العجم" بالسعي لنشره بين
الناس ،وتعليمهم إياه ،ومواجهتهم صعوبة بالغة لتغيير ما في أفئدة الناس
وأذهانهم من كتاب الله ]وقد مضى نقل نص ذلك بحروفه ص.[.(258-257) :
هذه هي الروايات التي كانت موضع التداول السري ]ولذلك نرى شيخهم
النعماني يصدر روايات الغيبة بما روي عندهم في صون سر آل محمد عمن ليس من
أهله ،كما أشار إلى ذلك في بداية كتابه )انظر :الغيبة ص [.(17في إبان قوة الدولة
السلمية عن حكومة المهدي بعد رجعته ،وقد يقول من لم يسلم بأمر
منتظرهم إنه خيالت ل حقيقة لها ،لن القائم المنتظر ل وجود له ،فل
تحقق لهذه الدولة الموعودة ..فالحديث عنها قد يكون حديًثا خيالًيا.
وهذا حق؛ لكن القيمة الواقعية لهذه الروايات أنها تفصح عن مكنون
نفوس واضعيها ،وأهدافها ضد شريعة السلم ،فهي "إسقاطات" نفسية
تنطوي على مدلولت خطيرة تحدد رغبات واضعي تلك الخبار وتطلعاتهم
إلى نوعية الحكم الذي ينشدونه ،وهي أحلم قد تكشف عن خطط تلك
العناصر التي اندست في صفوف الدولة السلمية مكتسبة مسوح التشيع
لتغيير شريعة القرآن ،وإن منازعتهم لحكم ولة المسلمين تحت ستار )ل
حكم إل للئمة( يرمي إلى إزالة الحكومة السلمية لقامة دولة أخرى في
مكانها تحكم بحكم القائم الموعود.
ب ق سيرة القائم المنتظر:
أما سيرته فتحمل سمات من شريعته الجديدة ،حيث يتولى مضايقة
المسلمين في مقدساتهم ومساجدهم ،فيقوم بعملية هدم وتخريب في
الحرمين الشريفين ،حيث تنص أخبارهم "أن القائم يهدم المسجد الحرام
حتى يرده إلى أساسه ،ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى
أساسه ،ويرد البيت إلى موضعه وإقامته على أساسه" ]الطوسي /الغيبة ص
،282بحار النوار.[.52/338 :
506
كذلك يتجه إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ويبدأ –
كما تقول أخبارهم – "بكسر الحائط الذي على القبر ...ثم يخرجهما
)يعني صاحبي رسول الله( غضين رطبين فيلعنهما ويتبرأ منهما ويصلبهما
ثم ينزلهما ويحّرقهما ثم يذريهما في الريح" ]بحار النوار .[.52/386 :وفي
رواية أخرى "أول ما يبدأ به القائم ..يخرج هذين رطبين غضين فيحّرقهما
ويذريهما في الريح ،ويكسر المسجد" ]بحار النوار.[.52/386 :
ونسبوا إلى الله – سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون – أنه قال لنبيه
– حينما أسرى به " :-وهذا القائم ...هو الذي يشفي قلوب شيعتك من
الظالمين والجاحدين والكافرين ،فيخرج اللت والعزى )يعنون خليفتي
رسول الله( طريين فيحرقهما" ]ابن بابويه /عيون أخبار الرضا ،1/58 :بحار النوار:
.[.52/379
وتشير بعض رواياتهم إلى أن هذا العمل يثير المسلمين ،حيث تقول:
" ..ثم يحدث حدًثا فإذا فعل ذلك قالت قريش :اخرجوا بنا إلى هذا
الطاغية ،فوالله لو كان محمدًيا ما فعل ،ولو كان علوًيا ما فعل ،ولو كان
فاطمًيا ما فعل] "..تفسير العياشي ،2/58 :بحار النوار.[.52/342 :
قال شيخهم وفخرهم
]لن من ألقابه عندهم "فخر المة" كما تجد ذلك في صدور
كتبه [.المجلسي" :لعل المراد بإحداث الحدث إحراق الشيخين الملعونين
فلذا يسمونه عليه السلم بالطاغية" ]بحار النوار.[.52/346 :
ول يخفى أن هذه "الوعود" بصنائع المنتظر التي تطفح بها رواياتهم
إنما تنم عن دخائل نفوسهم وما تكنه صدورهم من مناوأة لدين السلم
وسعي في الكيد له حتى يتمنوا أن تتاح لهم فرصة لهدم الحرمين ،ونبش
القبرين الطاهرين ،وحينما يحسون بعجزهم عن تحقيق ذلك لقوة الدولة
السلمية آنذاك يعزون أنفسهم ويعللونها ،ويشفون غيظ قلوبهم على
السلم ورواده الذين فتحوا ديارهم ،وأزالوا ملكهم ،ونشروا السلم
بينهم ..بهذه الحلم والمال ..فهي تكشف في الحقيقة ماذا يتمنون
تحقيقه لو واتتهم فرصة الحكم والتسلط.
ولذلك فإن المعاصرين منهم يتمنون فتح مكة والمدينة ،كما جاء على
ألسنة آياتهم ،ليحققوا أحلمهم التي أفصحت عنها أخبارهم – كما سيأتي
]في باب الشيعة المعاصرين وصلتهم بأسلفهم -[.ويمكرون ويمكر الله والله خير
الماكرين.
ولم يكتف منتظرهم بهذا؛ بل إنه يقوم بقتل عام شامل للجنس العربي
واستئصال وجوده ،ولذلك فإن أخبارهم تعد العرب بملحمة على يد
غائبهم – إذا رجع – ل تبقي ول تذر على رجل أو امرأة ول صغير ول كبير
دا .فيروي النعماني .." :عن الحارث بل تأخذهم جميًعا فل تغادر منهم أح ً
بن المغيرة وذريح المحاربي قال :قال أبو عبد الله عليه السلم :ما بقي
بيننا وبين العرب إل الذبح" ]الغيبة للنعماني :ص ،155بحار النوار.[.52/349 :
507
وكأن روايتهم هذه ل تفرق بين من يتشيع وغيره :لكن تؤكد أخبارهم
أنه لن يتشيع أحد من العرب للقائم ،ولهذا تحذر منهم فتقول" :اتق
العرب فإن لهم خبر سوء أما إنه لم يخرج مع القائم منهم واحد" ]الغيبة
للطوسي :ص ،284بحار النوار.[.52/333 :
ولكن في الشيعة من العرب كثير غير أن أخبارهم تقول بأنهم
سيمحصون فل يبقى منهم إل النزر اليسير ]انظر :الغيبة للنعماني :ص ،137
بحار النوار.[.52/114 :
وتقول رواياتهم بأن القائم "يبهرج سبعين قبيلة من قبائل العرب" ]بهرج
الدماء :أهدرها ،وفي الطبعة الخرى للبحار يهرج ،ومعنى الهرج :الفتنة والختلط والقتل
)انظر :بحار النوار ،52/333 :هامش .[.(1
ويخصون قبيلة رسول الله صلى الله عليه وسلم :قريش التي منها
صفوة أصحابه بالذكر التفصيلي لعمليات القتل التي يجريها عليها القائم،
ففي الرشاد للمفيد "عن عبد الله بن المغيرة عن أبي عبد الله عليه
السلم قال :إذا قام القائم من آل محمد عليه السلم أقام خمسمائة من
قريش فضرب أعناقهم ،ثم أقام خمسمائة فضرب أعناقهم ،ثم خمسمائة
أخرى حتى يفعل ذلك ست مرات .قلت :ويبلغ عدد هؤلء هذا؟ قال :نعم
منهم ومن مواليهم" ]الرشاد :ص ،411بحار النوار.[.52/338 :
ول يخفى أن تخصيص العرب بالقتل يدل على تغلغل التجاه الشعوبي
لدى واضعي هذه الروايات ..وهي تبين مدى العداوة للجنس العربي لدى
مؤسسي "الرفض" والرغبة في التشفي منهم بقتلهم ،وذلك – في حقيقة
المر – ل يعود لجنسيتهم بل للدين الذي يحملونه.
ول تنسى رواياتهم أن تخص البيت النبوي الطاهر ببائقة من بوائق
منتظرهم حيث يزعمون أن أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق حبيبة
رسول الله صلى الله عليه وسلم تبعث من قبرها قبل يوم القيامة ]وذلك
حسب عقيدتهم في الرجعة التي سنتحدث عنها بعد هذا المبحث إن شاء الله ،[.وذلك
دا في عهد رسول الله صلى الله عليه لنها ارتكبت – كما يفترون – ح ً
وسلم ،ولكن رسول الله لم يقم عليها الحد – كما يزعمون .-
وهو الذي يقول" :وأيم الله لو أن فاطمة ابنة محمد سرقت لقطعت
يدها" ]جزء من حديث رواه البخاري ،كتاب النبياء ،4/151 :كتاب فضائل الصحاب ،باب
ذكر أسامة بن زيد ،4/214 :كتاب الحدود ،باب كراهية الشفاعة في الحد ،8/16 :ومسلم،
كتاب الحدود ،باب قطع يد السارق ،(1688) 2/1315 :وأبو داود ،كتاب الحدود ،باب في
الحد يشفع فيه ،(4373) 4/537 :والترمذي ،كتاب الحدود ،باب ما جاء في كراهية أن
يشفع في الحدود ،(1430) 38-4/37 :والنسائي ،كتاب قطع السارق ،باب ذكر
المخزومية التي سرقت ،8/72وابن ماجه ،كتاب الحدود ،باب الشفاعة والحدود2/851 :
) (2547والدارمي ،كتاب الحدود ،باب الشفاعة في الحدود دون السلطان،1/569 :
خذْ ُ
كم ول ت َأ ْ ُوغيرهم[ ،وقد أخذته الرحمة بها ،مع أن الله سبحانه يقولَ } :
ه{ ]النور ،آية [.2 :فلم ن ِبالل ّ ِ
مُنو َ م تُ ْ
ؤ ِ كنت ُ ْ ن الل ّ ِ
ه ِإن ُ في ِدي ِ
ة ِ ما َرأ ْ َ
ف ٌ ه َ
بِ ِ
508
يقم عليها الحد ولكن قائمهم يتولى تنفيذ ما عجز أفضل الخليقة عن
تنفيذه وذلك في عصر الرجعة المزعوم ]ونص السطورة )المنسوبة لبي جعفر(
يقول :أما لو قام قائمنا لقد رّدت إليه الحميراء )تصغير حمراء وهو لقب لعائشة رضي الله
عنها( حتى يجلدها الحد ،وحتى ينتقم لبنة محمد فاطمة عليها السلم منها.
د؟ قال :لفريتها على أم إبراهيم صلى الله عليه
قلت :جعلت فداك ولم يجلدها الح ّ
وسلم.
دا
قلت :فكيف أخره الله للقائم عليه السلم؟ فقال له :إن الله تبارك وتعالى بعث محم ً
صلى الله عليه وسلم رحمة ،وبعث القائم عليه السلم نقمة )علل الشرائع :ص -579
،580بحار النوار .(315 ،52/314 :ثم علق على ذلك شيخهم المعاصر بنص يبين الفرية
المزعومة وأن عائشة قالت – كما يفترون " :-إن إبراهيم ليس منك وإنه ابن فلن
القبطي" وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كلف علًيا برجمها ولكن علًيا اكتشف براءتها.
)بحار النوار – 52/315 :الهامش – [.(-كما يفترون .-
وهذا يعني أن القائم أكمل من خاتم النبيين ،وأقدر على تحقيق دين
الله ممن أرسل قدوة للعالمين.
وهو ما صرحت به أخبارهم حيث روى شيخهم ابن بابويه .." :عن أبي
ذي و ال ّ ِ ه َبصير قال :قال أبو عبد الله عليه السلم في قوله عز وجلُ } :
َ
ول َ ْ
و ه َ ن ك ُل ّ ِ عَلى ال ّ
دي ِ هَرهُ َ ْ
ق ل ِي ُظ ِ ن ال ْ َ
ح ّ وِدي ِ
دى َ ه َه ِبال ْ ُ
سول َ ُل َر ُ س َأْر َ
ن{ ]التوبة ،آية.[.33 : كو َ ر ُش ِم ْرهَ ال ْ ُكَ ِ
فقال :والله ما نزل تأويلها بعد ول ينزل تأويلها حتى يخرج القائم عليه
السلم] "..إكمال الدين :ص ،628بحار النوار [.52/324 :أي أن القائم سيحقق
ما عجز عنه النبياء.
وهذا ما صرح به بعض شيوخهم الكبار عندهم ]وهو "الخميني" – [.في هذا
العصر – واستنكره العالم السلمي – كما سيأتي – ]في باب :الشيعة
المعاصرون وصلتهم بأسلفهم.[.
ذلك أنهم يزعمون أن ما عند القائم أضعاف ما عند النبياء من العلم،
حتى جاء في بحار النوار وغيره "عن أبان عن أبي عبد الله قال :العلم
سبعة وعشرون حرًفا فجميع ما جاءت به الرسل حرفان ،فلم يعرف
الناس حتى اليوم غير الحرفين ،فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرين
حرًفا فبثها في الناس ،وضم إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين
حر ً
فا" ]بحار النوار ،52/336 :وهي مروية في الخرائج للراوندي كما أشار إلى ذلك
المجلسي )نفس الموضع من المصدر السابق(.[.
وعملية الجتياح الدموي الرهيب التي تحلم بها الشيعة الثنا عشرية
على يد مهديهم تكاد تتناول كل الفئات والجناس البشرية باستثناء
فا ..يجرد السيف على طائفتهم ،حيث يخرج قائمهم "موتوًرا غضبان أس ً
عاتقه" ]بحار النوار [.52/361 :ويبدأ القتل ،فيحصد أهل السنة الذين تلقبهم
أخبار الشيعة – أحياًنا – بالمرجئة ]قال شيخهم الطريحي" :وسماهم مرجئة لنهم
زعموا أن الله تعالى أخر نصب المام ،ليكون نصبه باختيار المة بعد النبي صلى الله عليه
509
وسلم" )مجمع البحرين ،178-1/177 :وانظر :مرآة العقول [.(4/371 :حتى قال
دا إذا قام قائمنا" ]الغيبة
إمامهم" :ويح هذه المرجئة ،إلى من يلجؤون غ ً
للنعماني :ص ،190بحار النوار [.52/357 :ولم يستثن من ذلك إل من تاب ،أي
دخل بمذهبهم فقال" :من تاب تاب الله عليه ،ومن أسر نفاًقا فل يبعد
الله غيره ،ومن أظهر شيًئا أحرق الله دمه .ثم قال :يذبحهم والذي نفسي
بيده كما يذبح القصاب شاته – وأومأ بيده إلى حلقه –" ]بحار النوار:
،52/357الغيبة للنعماني :ص .[.191-190
وتسميهم أحياًنا بالنواصب وتقول" :فإذا قام القائم عرضوا كل ناصب
عليه فإن أقر بالسلم وهي الولية وإل ضربت عنقه أو أقر بالجزية فأداها
كما يؤدي أهل الذمة" ]تفسير فرات :ص ،100بحار النوار ،52/373 :وقوله" :أو
أقر بالجزية" ،يناقض رواياتهم التي تقول بأنه ل يقبل الجزية كما سبق ذكر بعضها في بيان
"شرعته".[.
لكن بعض رواياتهم تقول بأن الجزية ل تقبل منهم كما تقبل من أهل
الذمة ،فقد سئل إمامهم عن وضع أهل الذمة في دولة القائم فقال:
"يسالمهم كما سالمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤدون الجزية
عن يد وهم صاغرون" ]بحار النوار .[.52/376 :أما غيرهم من المخالفين
للرافضة فقال فيه" :ما لمن خالفنا في دولتنا من نصيب ،إن الله قد أحل
لنا دماءهم عند قيام قائمنا" ]بحار النوار .[.52/376 :حتى إن قائمنا يتتبع
الشيعة الزيدية غير الغلة ،فيقتلهم .تقول أخبارهم" :إذا قام القائم عليه
السلم سار إلى الكوفة فيخرج منها بضعة عشر آلف أنفس – كذا –
يدعون البترية ]البترية :هم أصحاب الحسن بن صالح بن حي ،وأصحاب كثير النوى،
وكان كثير يلقب بالبتر ،وقد يسمون "الصالحية" نسبة للحسن بن صالح ،ومن مذهبهم –
كما يقول الشعري – أنهم ينكرون رجعة الموات قبل يوم القيامة ،ول يرون لعلي إمامة
إل حين بويع ،وهي فرقة من الزيدية) .انظر :مقالت السلميين ،1/144 :الملل والنحل:
،1/161الخطط [.(2/352 :عليهم السلح فيقولون له :ارجع من حيث جئت
فل حاجة لنا في بني فاطمة فيضع فيهم السيف حتى يأتي على آخرهم"
]الرشاد :ص ،412-411بحار النوار ..[.(52/338 :بل إنه يقتل من ل ذنب له.
تقول رواياتهم" :إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين بفعل آبائها"
]علل الشرائع :ص ،229عيون أخبار الرضا ،1/273 :بحار النوار .[.52/313 :وهكذا
دا" ]بحار النوار[.52/231 :
فإن قائمهم "ليس شأنه إل القتل ل يستبقي أح ً
دا" ]بحار النوار ،52/349 :وفي لفظ" :ول يستنيب أح ً
دا" أي يتولى "ول يستتيب أح ً
ذلك بنفسه )انظر :نفس الموضع من المصدر السابق(.[.
وتصور بعض رواياتهم مبلغ ما يصل إليه من سفك دماء الناس )من غير
طائفته( حتى تقول" :لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج لحب
أكثرهم أل يروه مما يقتل من الناس ..حتى يقول كثير من الناس :ليس
هذا من آل محمد ،لو كان من آل محمد لرحم" ]الغيبة للنعماني :ص ،154بحار
النوار.[.52/354 :
510
وهذا قول يدين القائم بالخروج عن سنن الرحمة والعدل التي عرف بها
أهل البيت .بل إنه خرج عن سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ،وهذا
ما يصرحون به؛ فقد سئل الباقر – على حد زعمهم – أيسير القائم بسيرة
محمد؟ فقال" :هيهات! إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سار في
أمته باللين وكان يتألف الناس ،والقائم أمر أن يسير بالقتل وأل يستتيب
دا ،فويل لمن ناوأه" ]الغيبة للنعماني :ص ،153بحار النوار.[.52/353 :
أح ً
فالشيعة تزعم أنه أمر بسيرة تخالف سيرة رسول الله صلى الله عليه
وسلم ،وقد أجمع المسلمون أن كل ما خالف سيرته صلى الله عليه
وسلم؟ فهو ليس من السلم ،فهل بعث برسالة غير رسالة السلم؟!
وكيف يؤمر بخلف سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فهل هو
نبي أوحي إليه من جديد؟ ول نبي بعد خاتم النبياء ،ول وحي بعد وفاته،
وكل من ادعى خلف ذلك فهو مفتر دجال؛ لمعارضته للنصوص القطعية
وإجماع المة على ختم الوحي والنبوة بوفاة سيد المرسلين صلى الله
عليه وسلم.
ولكن هذه الروايات تصور ما في قلوب واضعيها من حقد على الناس
ما قريًبا
ولسيما أمة السلم التي تخالفهم في نهجهم ،وأنهم يتمنون يو ً
آتًيا يحققون فيه هذه "الحلم" التي تكشف حقيقتها هذه الروايات
ويترجمها واقع الشيعة في العهد الصفوي وفي دولة اليات القائمة ،وفي
منظماتهم في لبنان – كما سيأتي – ]في باب أثر الشيعة في العالم السلمي.[.
ومعلوم أن أمير المؤمنين علًيا الذي يزعمون التشيع له لم يكفر
مخالفيه ،ولم يقاتل إل من بغى عليه ،فقائمهم الذي يفعل هذه الفاعيل
ومن تبعه في نهجه ،ليس من شيعة علي ،وقد اعترفوا في رواياتهم أن
قائمهم ل يأخذ بسيرة علي ،فقد سئل الصادق – كما يزعمون – "أيسير
القائم بخلف سيرة علي؟ فقال :نعم ،وذاك أن علًيا سار بالمن والكف
لعلمه أن شيعته سيظهر عليهم من بعده ،أما القائم فيسير بالسيف
دا" ]الغيبة
والسبي ،لنه يعلم أن شيعته لن يظهر عليهم من بعده أب ً
للنعماني :ص ،153بحار النوار.[.52/353 :
وقال صادقهم يخاطب بعض الشيعة" :كيف أنت إذا رأيت أصحاب
القائم قد ضربوا فساطيطهم في مسجد الكوفة ،ثم أخرج المثال الجديد،
على العرب شديد.
ذبح ،قال :قلت بأي قال )الراوي( :قلت :جعلت فداك ما هو؟ قال :ال ّ
شيء يسير فيهم؛ بما سار علي بن أبي طالب في أهل السواد؟ قال :ل،
إن علًيا سار بما في الجفر البيض ،وهو الكف ،وهو يعلم أنه سيظهر على
شيعته من بعده ،وأن القائم يسير بما في الجفر الحمر وهو الذبح ،وهو
يعلم أنه ل يظهر على شيعته" ]بحار النوار ،52/318 :وهذه الرواية في بصائر
الدرجات كما أشار إلى ذلك المجلسي )نفس الموضع من المصدر السابق(.[.
511
وهكذا "يقوم المزعوم بأمر جديد ،وكتاب جديد ،وسنة جديدة ،وقضاء
جديد" ]بحار النوار.[.52/231 :
وهذا كاف في إيضاح أن ما تحلم به الشيعة ليس له أصل في كتاب
الله وسنة نبيه ،بل هي بدعة جديدة يخرج بها قائمهم.
وبينما الناس في عصر القائم يعيشون بين الدماء والشلء ،وفي خوف
ورعب من قائم الشيعة الذي كان بعثه نقمة عليهم ،كما أن بعث محمد
صلى الله عليه وسلم رحمة ]روى الكليني في الكافي" :إن الله بعث محم ً
دا صلى
الله عليه وسلم رحمة ويبعث القائم نقمة") .بحار النوار ،52/376 :حيث عزاه إلى
الكافي ،كتاب الروضة :ص ،[.(233فإن عسكر القائم وأصحابه يعيشون في
حياة أخرى حافلة بألوان النعيم وأنواع المسرات ،فهو يأمرهم في
فا ،فيقول أصحابه :إنه يريد ما ول شراًبا ول عل ً
ميسرهم أل يحملوا "طعا ً
أن يقتلنا يقتل دوابنا من الجوع والعطش ]وهذا يدل على شكهم في أمر القائم
فكيف يكونون من أصحابه؟! [.فيسير ويسيرون معه؛ فأول منزل ينزله يضرب
الحجر فينبع منه طعام وشراب وعلف فيأكلون ويشربون ودوابهم حتى
ينزلوا النجف من ظهر الكوفة" ]الغيبة للنعماني :ص ،[.158وهكذا "ل ينزل
منزل ً إل انبعث منه عيون ،فمن كان جائًعا شبع ومن كان ظمآن روي"
]الغيبة للنعماني :ص ،[.158وإنه إذا قام اجتمعت إليه أموال الدنيا من بطن
الرض وظهرها ،فيعطي أصحابه ما لم يعطه أحد كان قبله ،ويتضاعف
الرزق على يديه فيرزق في الشهر رزقين ويعطي في السنة عطاءين
دا من الشيعة ل يجد لديناره ودرهمه ]الغيبة للنعماني :ص ،[.158حتى إن أح ً
موضًعا يصرفه فيه ]الغيبة للنعماني :ص .[.76
وهذه روايات تصور التطلعات والماني التي كانت تفيض بها قلوب
الشيعة انتظاًرا لهذا الغد المأمول ،ويصور النزعة المادية التي يشتركون
فيها مع اليهود! وهو حلم النظام الشيوعي في العالم حسب رأي
ماركس.
أما عن جند القائم وأصحابه الذين يشاركونه في مجازره ،ويرفلون في
نعيمه ويتبوءون جنته فهذا ما سيتبين في الفقرة التالية.
ج ق جند القائم:
تشير بعض رواياتهم إلى أن جند القائم من الموالي والعجم ويبلغ
حا من عنده عبارة عن فا ،وأنه يمنحهم القائم سل ً عددهم اثني عشر أل ً
سيف وبيضة ذات وجهين ،ثم يقول لهم" :من لم يكن عليه مثل ما عليكم
فاقتلوه" ]بحار النوار .[.52/377 :وتذكر رواية للنعماني أن "أصحاب القائم
ثلثمائة وثلثة عشر رجل ً أولد العجم" ]الغيبة للنعماني :ص .[.214
بينما تقول رواية في البحارك "إذا قام قائم آل محمد استخرج من
ل ،خمسة وعشرين من قوم موسى الذين ظهر الكعبة سبعة وعشرين رج ً
يقضون بالحق وبه يعدلون ،وسبعة من أصحاب الكف ،ويوشع وصي
512
موسى ،ومؤمن آل فرعون ،وسلمان الفارسي ،وأبا دجانة النصاري
ومالك الشتر" ]هكذا ورد النص في بحار النوار ،52/346 :ولم تتعقبه لجنة التصحيح
صل زاد العدد إلى ) ،(37وفي تفسيربشيء ،مع أنه ذكر أن مجموع العدد ) (27ولما ف ّ
العياشي ،1/32 :قال" :وخمسة عشر من قوم موسى" فيتوافق بهذا مع المجموع الكلي )
،(27أما في تفسير البرهان 2/41فقد زاد واًوا لتلتئم العبارة فقال" :سبعة وعشرين
رجل ً وخمسة وعشرين من قوم موسى ..إلخ" وواضح أن الواو مقحمة.[.
وواضح في هذا النص تغلغل العنصر اليهودي في المجموعة التي
وضعت دين التشيع.
كما يظهر أن التشيع استوعب مجموعة من العنصر المختلفة ،كل يصنع
ما يشاء له هواه ،وما تملي عليه عنصريته ..فالعجم يضعون روايات في
صالحهم ،واليهود كذلك ..وهكذا ،وموسوعات الثني عشرية استوعبت
الجميع بل تمييز.
دا
دا واح ً
وجاء في بعض أخبارهم البيان التفصيلي لسماء جنده واح ً
وموطن كل جندي أو قبيلته أو حرفته في رواية طويلة .منها قوله" :ومن
أهل الشام رجلين يقال لهما إبراهيم بن الصباح ،ويوسف بن جريا"
)صريا( ]هكذا وردت في الصل ،فيما يبدو أنه اهتمام من المحقق المعاصر في الثبيت
من السم بإثباته في الصل حسب ما جاء في اختلف النسختين.[.
فيوسف عطار من أهل دمشق ،وإبراهيم قصاب من قرية صويقان
"ومضى في ذكرهم على هذا النسق حتى ذكر ) (313رجل ً ليبلغ بهم عدة
ضا على دلئل المامة صأهل بدر" ]انظر :البحراني /الحجة :ص ،46وأحال المحقق أي ً
.[.314
كما يقول" :ونسي موقفهم المخزي من أهل بدر وسائر الصحابة".
ول تملك نفسك وأنت تقرأ تلك السماء من ابتسامة تغالبك ،وأنت تلمح
بوضوح التكلف في الكذب ،والمحاولت الغبية لستره ،ول ينقضي العجب
من تلك الجرأة على الكذب ،وخفة العقل ،والغرب كيف ل يستحي شيعة
هذا العصر من إخراج هذا "العار" للناس ،وطبعه وتحقيقه ؟! ،أو أن الله
سبحانه أراد أن يكشف أمرهم ويفضح زيفهم.
الشيعة وغيبة مهديهم:
في ظل الغيبة التي دانت بها الشيعة ،وعاشت في حكمها منذ أكثر من
ألف ومائة سنة أوقف شيوخ الشيعة – بحكم نيابتهم عن المنتظر –
ما لم يأذن بها
العمل بجملة من أحكام الدين ،كما استحدثوا عقائد وأحكا ً
الله سبحانه .لقد أوقف الشيعة بسبب الغيبة للمنتظر إقامة صلة
الجمعة ،كما منعوا إقامة إمام للمسلمين وقالوا" :الجمعة والحكومة
لمام المسلمين" ]مفتاح الكرامة /كتاب الصلة [.2/69 :والمام هو هذا
المنتظر.
513
ولهذا فإن معظم الشيعة إلى اليوم ل يصلون الجمعة ]يقول كاظم الكفائي
– وهو من شيوخهم المعاصرين " :-في العراق الن :الشيعة ل يصلون الجمعة إل الشيخ
الخالصي في المسجد الصفوي في الصحن الكاظمي )كتب هذا القول بخطه للدكتور علي
السالوس ،ونشره الخير في كتابه فقه الشيعة ص ،(264وفي الكويت ل يقيم الجمعة إل
الشيخ إبراهيم جمال الدين مرجع الخباريين هناك" )انظر :السالوس فقه الشيعة ص
.(203
وحينما سأل بعض أفراد الشيعة كبير شيوخهم وهو محسن الحكيم عن دليلهم في
شرطية وجوب المام لصلة الجمعة ،كان جوابه بأن ل يسأل هذا السؤال ،كما أن بعض
شيوخهم يقول بوجوب صلة الجمعة ول يقيمها )انظر :محمد عبد الرضا السدي /نص
الكتاب ومتواتر الخبار عن وجوب الجمعة في جميع العصار :ص ،[.(28 ،24/27حتى
قال بعض المتأخرين" :إن الشيعة من زمان الئمة كانوا تاركين للجمعة"
]البهباني في تعليقه على المدارك ،كما نقل ذلك عنه شيخهم الخالصي في كتابه الجمعة:
ص .[.131
كما أن الشيعة ل ترى بيعة شرعية إل للقائم المنتظر ،ولذلك فإنهم
يجددون البيعة له كل يوم ،ففي دعاء لهم يسمونه "دعاء العهد" وفيه:
دا أو"اللهم إني أجدد له في صبيحة يومي هذا ،وما عشت من أيامي عه ً
دا" ]عباس القمي /مفتاح
دا أو بيعة له في عنقي ل أحول عنها ول أزول أب ً
عق ً
الجنان :ص .[.538
وفي دعاء يومي آخر للغائب المنتظر يتضمن القرار له بالبيعة فيقول:
"اللهم هذه بيعة له في عنقي إلى يوم القيامة" ]عباس القمي /مفتاح الجنان:
ص .[.538
قال المجلسي .." :ويصفق بيده اليمنى على اليسرى كتصفيق البيعة"
]بحار النوار ،102/111 :وانظر :مفتاح الجنان :ص .[.539-538
كذلك منع الشيعة الجهاد مع ولي أمر المسلمين ،لنه ل جهاد إل مع
المام ،فقد جاء في الكافي وغيره عن أبي عبد الله قال" :القتال مع غير
المام المفترض طاعته حرام مثل الميتة والدم ولحم الخنزير" ]فروع
الكافي ،1/334 :تهذيب الحكام ،2/45 :وسائل الشيعة.[.11/32 :
ه إلى اليوم هو
والمام المفترض الطاعة على المسلمين منذ سنة 260
ه هم بقية الئمة
منتظرهم الغائب في السرداب .وما قبل سنة 260
الثني عشر ،فالجهاد مع أبي بكر وعمر وعثمان وبقية خلفاء المسلمين
إلى اليوم هو حرام كحرمة الميتة والدم.
وجنود السلم الذين يرابطون على الثغور ،ويجاهدون في سبيل الله،
دا والذين فتحوا بلد الفرس وغيرها!
وا في الرض ول فسا ً ول يريدون عل ً
ما هم في اعتقاد الشيعة إل قتلة ،الويل لهم ،يتعجلون مصيرهم .روى
شيخهم الطوسي في التهذيب .." :عن عبد الله بن سنان قال :قلت لبي
عبد الله عليه السلم :جعلت فداك ما تقول في هؤلء الذين يقتلون في
هذه الثغور؟ قال :فقال :الويل يتعجلون قتلة في الدنيا ،وقتلة في الخرة،
514
]التهذيب ،2/42 :وسائل والله ما الشهيد إل شيعتنا ولو ماتوا على فرشهم"
الشيعة.[.11/21 :
فأنت ترى أن الشيعة ترى أن جهاد المسلمين على مرور التاريخ جهاد
باطل ل أجر فيه ول ثواب ،حتى يصفون المجاهدين المسلمين "بالقتلة"
ويجردونهم من السماء التي شرفهم الله بها "كالمجاهد" و"الشهيد".
فهل يشك عاقل متجرد من الهوى والتعصب أن واضع هذا المبدأ عدو
موتور ،وزنديق حاقد ..يتربص بالمة الدوائر ويبغي فيها الفشل ،ول يريد
لها أن تبقى مجاهدة في سبيل الله ،رافعة راية الله ،ليحتفظ بدينه
ودياره ،وقد بلغ به التآمر لشاعة هذا المبدأ أن نسبه لجعفر الصادق
وغيره من أهل البيت حتى يجد الرواج بين التباع الجهلة من جانب ،وحتى
يسيء لهل بيت رسول الله من جانب آخر.
ضا بمنع إقامة حدود الله سبحانه في دولة
كذلك صرح الشيعة أي ً
السلم بسبب غيبة إمامهم ،لن أمر الحدود موكول – كما يقولون – إلى
المام المنصوص عليه ،ولم ينص الله سبحانه – بزعمهم – إل على اثني
ما آخرهم قد غاب منذ منتصف القرن الثالث تقريًبا ولبد من عشر إما ً
انتظار عودته ،حتى يقيم الحدود ،إل أنه بحكم التفويض الذي أجراه
لشيوخ الشيعة بعد قرابة سبعين سنة من غيبته يحق للشيخ الشيعي
فقط من دون سائر قضاة المسلمين أن يتولى إقامة الحدود ،وإذا لم
يوجد في قطر من أقطار السلم أحد من شيوخهم فل يجوز إقامة
الحدود ،لنه ل يتولها إل المنتظر أو نائبه من مراجع الشيعة وآياتهم.
روى شيخهم ابن بابويه وغيره .." :عن حفص بن غياث قال :سألت أبا
عبد الله عليه السلم :من يقيم الحدود :السلطان أو القاضي؟ فقال:
إقامة الحدود من إليه الحكم" ]ابن بابويه /من ل يحضره الفقيه ،4/51 :تهذيب
الحكام ،10/155 :وسائل الشيعة – [.18/338 :كذا .-
وقال المفيد" :فأما إقامة الحدود فهو إلى سلطان السلم المنصوب
من قبل الله ،وهم أئمة الهدى من آل محمد عليهم السلم ،ومن نصبوه
لذلك من المراء والحكام ،وقد فوضوا النظر فيه إلى فقهاء شيعتهم مع
المكان" ]المقنعة :ص ،130وسائل الشيعة.[.18/338 :
وتحذر روايات الشيعة من الرجوع إلى محاكم المسلمين وقضاتهم
حتى تقول" :من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنما تحاكم إلى طاغوت،
وما يحكم له فإنما يأخذ سحًتا ،وإن كان حقه ثابًتا ،لنه أخذه بحكم
الطاغوت" ]فروع الكافي ،7/412 :التهذيب ،6/218 :وسائل الشيعة.[.18/4 :
هذه جملة من شرائع السلم حرمتها الشيعة بسبب غيبة مهديهم،
وأوقفت العمل بها حتى خروجه من غيبته.
515
ما في فترة اختفاء هذا المنتظر لم يأذن كما أنهم شرعوا لنفسهم أحكا ً
بها الله سبحانه ،ومن ذلك :مسألة التقية والتي هي في السلم رخصة
ما في فترة الغيبة ل يجوز ما ودائ ً
ضا لز ًعارضة عند الضرورة جعلوها فر ً
دا ،لنه لم يولد كما يؤكد
الخروج عنها حتى يعود المنتظر الذي لن يعود أب ً
ذلك المؤرخون ،وأهل العلم بالنساب ،وفرق كثيرة من الشيعة نفسها،
ومن ترك التقية قبل عودة المنتظر كان كمن ترك الصلة ]انظر :فصل
التقية.[.
كذلك جعلوا الستشهاد في سبيل الله يحصل بمجرد اعتناق التشيع،
وانتظار عودة الغائب ،ل في الجهاد في سبيل الله ،فالشيعي شهيد ولو
مات على فراشه.
دا،
قال إمامهم" :إذا مات منكم ميت قبل أن يخرج قائمنا كان شهي ً
ومن أدرك قائمنا فقتل معه ،كان له أجر شهيدين] "..بحار النوار،52/123 :
وهو مروي في أمالي الطوسي )انظر :المصدر السابق.[.(123-52/122 :
وعقد شيخهم البحراني في المعالم الزلفى باًبا بعنوان" :الباب 59في
أن شيعة آل محمد شهداء وإن ماتوا على فرشهم" ]المعالم الزلفى في بيان
أحوال النشأة الولى والخرى :ص [.101وأورد فيه جملة من أخبارهم.
ثم زادت مبالغاتهم – كالعادة – إلى أكثر من هذا القدر حتى روى ابن
بابويه بسنده إلى علي بن الحسين قال" :من ثبت على موالتنا في غيبة
قائمنا أعطاه الله عز وجل أجر ألف شهيد من شهداء بدر وأحد" ]إكمال
الدين :ص ،315بحار النوار.[.52/125 :
ومن أحكامهم فرضية البيعة للغائب المنتظر ،حتى شرع عندهم تجديد
البيعة مرات وكرات عبر الدعية في الزيارات لمشاهد الئمة – كما مر ،-
را ]هذهلن "من أصبح من هذه المة ل إمام له من الله جل وعز ظاه ً
الكلمة تؤكد أن إمامهم المختفي ليس بإمام ،لنه ليس بظاهر [.عادل ً أصبح ضال ً
ها ،وإن مات على هذه الحال مات ميتة كفر ونفاق" ]أصول الكافي: تائ ً
.[.1/375
أما المبدأ الكبر الذي اخترعوه في ظل الغيبة فهو مبدأ نيابة الفقيه
الشيعي عن الغائب المنتظر.
وقد استحل الفقيه الشيعي باسم النيابة أموًرا كثيرة.
واختلف شيوخ الشيعة في حدود النيابة بين مقل ومستكثر ،حتى بلغت
النيابة الحد القصى لوظائف المام الغائب وهو رئاسة الدولة ،والستفتاء
على تشكيل الحكومة في دولة "اليات" الحاضرة ،وهم الذين ل يؤمنون
إل بالمام المنصوص عليه ..ولخطورة عقيدة النيابة ،ولنها – في اعتقادي
– تمثل الخروج المقنع للمهدي ،على يد مجموعة كبيرة من شيوخهم كل
يزعم أحقيته في النيابة سنخصها بالحديث التالي.
516
النيابة عن المنتظر:
أرسيت دعائم فكرة الغيبة لولد للحسن العسكري – كما سلف – وكان
لبد من وجود وكيل مفوض يتولى شئون التباع في أثناء فترة الحتجاب،
ويكون الواسطة والباب للغائب في السرداب ،أو في جبال رضوى ،أو
وديان مكة.
فكان أول زعيم تولى شئون الشيعة – كما كشفت ذلك أوراق الثني
عشرية – هي امرأة ..وما أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة كما قال النبي
صلى الله عليه وسلم ]البخاري ،كتاب المغازي ،باب كتاب النبي صلى الله عليه
وسلم إلى كسرى وقيصر ،5/136 :وكتاب الفتن ،8/97 :والترمذي ،كتاب الفتن-4/527 :
،(2262) 528والنسائي /باب النهي عن استعمال النساء في الحكم ،8/227 :وأحمد:
،[.51 ،5/43إذ بعد وفاة الحسن العسكري ،وإشاعة وجود الولد المختفي،
وبقاء الشيعة بدون إمام ظاهر ،بدأ الشيعة يتساءلون إلى من يرجعون؟
ه( أي بعد وفاة الحسن العسكري بسنتين ،،توجه بعض ففي سنة ) 262
الشيعة ]وهو كما تقول الرواية :أحمد بن إبراهيم ،وانظر :رجال الحلي :ص [.16إلى
بيت الحسن العسكري وسأل – كما تقول الرواية – خديجة بنت محمد بن
علي الرضا عن ولد الحسن العسكري المزعوم ،فسمته له ]يلحظ أنهم
يحرمون تسميته حتى قالوا :من سماه باسمه فهو كافر – كما سلف ،[.-يقول راوي
الخبر" :قلت لها :فأين الولد؟ قالت :مستور ،فقلت :إلى من تفزع
الشيعة؟ قالت :إلى الجدة أم أبي محمد عليه السلم" ]الغيبة للطوسي :ص
.[.138
ويبدو أن رجال الشيعة أرادوا أن تبقى النيابة عن الغائب في بيت
الحسن العسكري ،فأشاعوا بين أتباعهم في بداية المر أن أم الحسن
العسكري هي الوكيلة عن المنتظر ،فهي الرئيسة العامة للمسلمين
)بالنيابة( .ويظهر أن هذا "التعيين" كان القصد منه إيجاد الجو المناسب
لنمو هذه الفكرة بين التباع لن أم الحسن هي الوصية للحسن بعد وفاته
كما تذكر أخبار الشيعة ،فكان من الطبيعي أن تتولى عن ابنه ،إل أن
محاربة بيت الحسن العسكري لفكرة الولد – كما سيأتي – قد وجه رجال
الشيعة إلى اختيار رجل من خارج أهل البيت ،ولهذا جاء في الغيبة
للطوسي "ولد الخلف المهدي صلوات الله عليه سنة ست وخمسين
ومائتين ،ووكيله عثمان بن سعيد ،فلما مات عثمان بن سعيد ،أوصى إلى
أبي جعفر محمد بن عثمان ،وأوصى أبو جعفر إلى أبي القاسم الحسين
بن روح ،وأوصى أبو القاسم إلى أبي الحسن علي بن محمد السمري"..
]الغيبة للطوسي :ص .[.242-241
فهؤلء النواب الربعة ،ويزاحمهم على مسألة النيابة آخرون ،هم من
خارج بيت الحسن ،وتمثل نيابتهم صلة شخصية مباشرة بالمهدي
المنتظر .ولذلك تسمى فترة نيابتهم في عرف الشيعة بالغيبة الصغرى.
517
وهؤلء النواب الربعة لهم ما للمام من حق الطاعة ،وثقة الرواية ،جاء
في الغيبة للطوسي أن الحسن العسكري قال" :هذا إمامكم من بعدي
)وأشار إلى ابنه( وخليفتي عليكم ،أطيعوه ،ول تتفرقوا من بعدي فتهلكوا
في أديانكم ،أل وإنكم ل ترونه من بعد يومكم هذا حتى يتم له عمر
فاقبلوا من عثمان )الباب الول( ما يقوله ،وانتهوا إلى أمره فهو خليفة
إمامكم والمر إليه ]الغيبة للطوسي :ص ،[.217فما قاله لكم فعّني يقوله ،ما
أدى إليكم فعني يؤديه" ]الغيبة للطوسي :ص .[.15
وهكذا أصبح للباب حق النيابة عن المام والمر إليه ،لقوله صفة
القداسة والعصمة ،لنه ينطق عن المام ،ويؤدي عنه ،ولذلك فإن من
خالف هؤلء البواب حلت به اللعنة ،واستحق النار .كما جاء في التواقيع
التي خرجت من المتنظر في حق من خالف هؤلء البواب ]انظر :الغيبة
للطوسي :ص .[.244
إذن مسألة النيابة لهؤلء الربعة تخولهم التشريع ،لنهم ينطقون عن
المعصوم ،وللمعصوم حق تخصيص ،أو تقييد ،أو نسخ نصوص الشريعة –
كما مر – ولذلك كان للتوقيعات الصادرة منهم نفس المنزلة التي لكلم
المام أو أقوى كما سلف ]انظر :ص).[.(338
وكذلك تخولهم إصدار صكوك الغفران أو الحرمان ،وأخذ أموال الوقف
والزكاة والخمس باسم المام .ولكن هذه النيابة انتهت إذ "لما حضرت
السمري الوفاة سئل أن يوصي فقال :لله أمر هو بالغه .فالغيبة التامة
هي التي وقعت بعد السمري" ]الغيبة للطوسي :ص .[.242-241
وقد يكون من أهداف موافقة القواعد الشيعية لغلق السمري للبابية
وإشاعة ذلك بين التباع هو المحافظة على فكرة غيبة المهدي من
افتضاح حقيقتها وانكشاف أمرها؛ حيث كثر الراغبون فيها من شيوخ
الشيعة ول سيما في عهد سلفه أبي القاسم بن روح ،وعظم النزاع بينهم
ووصل المر إلى التلعن والتكفير والتبري ،كما يلحظ ذلك في التوقيعات
التي خرجت على يد البواب منسوبة للمنتظر ]انظر :الغيبة للطوسي :ص
،244وما بعدها.[.
فأغلق السمري حكاية البابية.
ما،
وهنا حصل تطور آخر في مسألة النيابة ،وفي المذهب الشيعي عمو ً
قا للشيوخ ،فقد أصدرت الدوائر الثنا عشرية قا مطل ً
حيث جعلت النيابة ح ً
"توقيًعا" منسوًبا للمنتظر الموهوم .وخرج بعد إعلن انتهاء البابية على يد
السمري .يقول التوقيع" :أما الوقائع الحادثة فارجعوا فيها إلى رواة
حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله" ]الكافي – مع شرحه مرآة العقول :-
،4/55إكمال الدين :ص ،451الغيبة للطوسي :ص ،177الحتجاج للطبرسي :ص ،163
وسائل الشيعة ،18/101 :محمد مكي العاملي /الدرة الطاهرة :ص [.47فأعلن
518
انقطاع الصلة المباشرة بالمهدي وفوض أمر النيابة عن المنتظر إلى رواة
حديثهم وواضعي أخبارهم.
ولقد حقق هذا العلن مجموعة من الهداف ،فقد أصبحت دعوى
البابية غير مقصورة على واحد ،والذي قد تكشف حقيقة أمره بسهولة،
وبمجرد مراقبة مجموعة له ،ولذلك يلحظ كثرة الشك والتكذيب في
فترات الغيبة الولى.
كما أن ذلك خفف التنافس على البابية التي كان لها آثارها ،فبقيت
مشاعة بين شيوخ الشيعة ،وأطلق على انقطاع البابية الخاصة وتحولها
إلى نيابة عامة »الغيبة الكبرى« فصار للمام غيبتان صغرى وكبرى رغم
أن لهم روايات ل تتحدث إل عن غيبة واحدة ]جاءت عندهم روايات صنعت –
فيما يبدو – في الفترة الولى من موت الحسن العسكري تحكي غيبة البن المزعوم
للحسن العسكري ،يقول بعضها" :إن بلغكم عن صاحبكم غيبة فل تنكروها" )أصول
الكافي.(1/340 :
فكأن هذه الرواية تلقي فكرة الغيبة على التباع بدون تأكيد لتتحسس ردة الفعل
وتحسب لها حسابها ،وهي تذكر بأن له غيبة واحدة.
وتؤكد بعض رواياتهم بأنه بعد هذه الغيبة سيظهر .جاء في الكافي » عن أم هاني قالت:
مس ُ فل أ ُ ْ
ق ِ سألت أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلم عن قول الله تعالىَ } :
وا ِ ْ س ،ال ْ َ ِبال ْ ُ
س{ ]التكوير :آية [16،17 :قالت :فقال :إمام يخنس سنة ستين ر الك ُن ّ ِ ج َ خن ّ ِ
ومائتين ثم يظهر ،فما بعد غيبته إل الظهور") .أصول الكافي.(1/341 :
فإعلن السمري البابية قد يراد منه إشعارهم بقرب الظهور ..ولكن مرت اليام
والسنون ولم يظهر.[.
ولكن وضعت روايات تناسب هذا الوضع وتتحدث عن غيبتين ،يقول
بعضها" :قال أبو عبد الله عليه السلم :للقائم غيبتان أحدهما قصيرة
والخرى طويلة ،الولى ل يعلم بمكانه إل خاصة شيعته ،والخرى ل يعلم
إل خاصة مواليه في دينه" ]الغيبة للنعماني :ص .[.113
فأنت ترى أن هذه الرواية أثبتت له غيبتين الولى يتصل به خاصة
شيعته ،وهذا قد يكون إشارة إلى السفراء الذين تناوبوا على دعوى
البابية ،والخرى يتصل به خاصة مواليه ،وقد أشارت رواية في الكافي
إلى أن عددهم ثلثون ]انظر :أصول الكافي ،[.1/340 :فلم تنف رواياتهم
الصلة المباشرة بالمنتظر في الحالتين ،رغم أن السمري حينما حل
وظيفة البابية أصدر توقيًعا على لسان المنتظر يقول فيه" :من ادعى
المشاهدة للمنتظر فهو كاذب" ]مضى ذكره بنصه ص).[.(340
وإن شيوخهم يقولون بأنه وقعت في الغيبة الكبرى المحرومية العظمى
من المام .يقول شيخهم النعماني بعد ذكره لخبارهم في الغيبتين" :هذه
الحاديث التي يذكر فيها أن للقائم غيبتين أحاديث قد صحت عندنا ..فأما
الغيبة الولى فهي الغيبة التي كانت السفراء فيها بين المام عليه السلم
وبين الخلق منصوبين ظاهرين موجودي الشخاص والعيان يخرج على
519
أيديهم الشفاء من العلم وعويص الحكمة والجوبة ]تقدم في فصل السنة ذكر
نماذج من هذه الجوبة الصادرة عن المام المزعوم ،وقد تبين لنا ما فيها من جهل
وسطحية ،ولول ضيق المجال وخشية الخروج عن المقصود لعرضناها بأكملها ودرسناها
دراسة نقدية فاحصة ،وأرجو أن ييسر الله سبحانه دراسة مستقلة لمسألة الغيبة يراعى
فيها هذا الجانب [.عن كل ما كان يسأل عنه من المعضلت والمشكلت
وهي الغيبة القصيرة التي انقضت أيامها وتصرمت مدتها.
]الغيبة والغيبة الثانية هي التي ارتفع فيها أشخاص السفراء والوسائط"
للنعماني :ص .[.115
ولكن شيوخ الشيعة يدعون في فترة الغيبة الثانية النيابة عن المام
المنتظر ويستندون في ذلك على التوقيع الذي أظهره السمري عن
منتظرهم ،والذي يحيلهم إلى رواة حديثهم في كل الحوادث الواقعة
الجديدة.
فيلحظ أنه لم يحلهم على الكتاب والسنة ،وإنما أرجعهم إلى الشيوخ.
وقد تبوأ شيوخ الشيعة بذلك منصب البابية عن الغائب واستمدوا
القداسة بين التباع بفضل هذه النيابة عن المام الذي أضفوا عليه تلك
الصفات الخارقة ،والفضائل الكاملة ..ولذلك يطلقون على شيوخهم
الذين وصلوا إلى منصب "النيابة عن المام" اسم "المراجع وآيات الله"
فهم مظاهر للمام المعصوم ،ولذلك يقرر أحد شيوخهم المعاصرين بأن
الراد على النائب كالراد على الله تعالى وهو على حد الشرك بالله وذلك
بمقتضى عقيدة النيابة.
يقول شيخهم المظفر" :عقيدتنا في المجتهد الجامع للشرائط ،أنه نائب
للمام عليه السلم في حال غيبته ،وهو الحاكم والرئيس الملطق ،له ما
للمام في الفصل في القضايا والحكومة بين الناس ،والراد عليه راد على
المام ،والراد على المام راد على الله تعالى ،وهو على حد الشرك بالله
كما جاء في الحديث عن صادق آل البيت – عليهم السلم .-فليس
المجتهد الجامع للشرائط مرجًعا في الفتيا فقط ،بل له الولية العامة،
فيرجع إليه في الحكم والفصل والقضايا ،وذلك من مختصاته ل يجوز لحد
أن يتولها دونه إل بإذنه ،كما ل تجوز إقامة الحدود والتعزيرات إل بأمره
وحكمه .ويرجع إليه في الموال التي هي من حقوق المام ومختصاته.
وهذه المنزلة أو الرئاسة أعطاها المام عليه السلم للمجتهد الجامع
للشرائط ليكون نائًبا عنه في حال الغيبة ولذلك يسمى )نائب المام("
]عقائد المامية :ص .[.57
سا ،وتعلقوا بهذا
فأنت ترى أن شيوخ الشيعة تخلوا عن آل البيت رأ ً
المعدوم ،ووضعوا أنفسهم مكان المام من أهل البيت باسم هذا
المعدوم ،وهذه غنيمة كبيرة ،لذلك ما إن اتفقوا عليها بعد إخفاق فكرة
البابية المباشرة ،حتى اختفت الخلفات على منصب البابية ،ورجعت فرق
520
شيعية كثيرة ،ودانت بهذه الفكرة ،لنها تجعل من كل واحد من تلك
عا" "وجابًيا
قا مطا ً
ما مطل ً
ما" "ومهدًيا" "وحاك ً
الرموز الشيعية "إما ً
للموال" ول يقاسمهم في ذلك أحد من أهل البيت ،ول يفضحهم ويكشف
أوراقهم رجل من أهل البيت.
ويبدو من التوقيع المنسوب للمنتظر أنه يجعل لشيوخ الشيعة حق
النيابة في الفتوى حول المسائل الجديدة ،إذ هو يقول :فأما المسائل
الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا – كما سلف – ول يخلوهم النيابة
العامة ،ولكن الشيوخ توسعوا في مفهوم النيابة حتى وصلت إلى قمة
غلوها في هذا العصر على يد الخميني ]انظر :فصل "دولة اليات" من الباب
الرابع.[.
كما نلحظ شيًئا من هذا في تقرير شيخهم المظفر لعقيدتهم في هذا
الشأن ،وكما تراه في دولتهم الحاضرة.
وقد كان لهؤلء الشيوخ دعاوى عريضة حول الصلة بالمهدي بعد غيبته
الكبرى – كما سلف – ]ص 340وما بعدها.[.
نقد عقيدة الغيبة والمهدية عند الثني عشرية:
إن فرق المسلمين تخالف الثني عشرية في خلق المهدي ووجوده
فكيف ببلوغه ،فكيف برشده ،فكيف بإمامته ،فكيف بعصمته ،فكيف
بمهديته؟! والشيعة ل يقدرون ببرهان واضح على إثبات واحدة من هذه
المور ]أبو المحاسن الواسطي /المناظرة بين أهل السنة والرافضة ،الورقة )– [.(59
كما سلف أثناء استعراضنا لعقيدتهم وأدلتهم .-
فأهل السنة يقررون بمقتضى النصوص الشرعية ،والحقائق التاريخية..
والدلئل العقلية أن مسألة غيبة المهدي عند الثني عشرية ل تعدو أن
ما من الوهام ،إذ "ليس له عين ول أثر ،ول يعرف له حس ول تكون وه ً
خبر ،لم ينتفع به أحد ل في الدنيا ول في الدين ،بل حصل باعتقاد وجوده
من الشر والفساد ما ل يحصيه إل رب العباد" ]منهاج السنة.[.4/213 :
وقد ذكر أهل العلم بالنساب والتواريخ أن الحسن بن علي العسكري
لم يكن له نسل ول عقب ]انظر :منهاج السنة.[.2/164 :
ثم إنهم يقولون :إن المهدي دخل السرداب بعد موت أبيه ،وعمره
سنتان أو ثلث أو خمس على اختلف رواياتهم ،وأصبح من ذلك الوقت
هو المام على المسلمين رغم طفولته واختفائه ،مع أن الواجب في حكم
الله الثابت بنص القرآن والسنة والجماع أن يكون هذا اليتيم – على
فرض وجوده – عند من يستحق حضانته من قرابته ،وأن يكون ماله عند
من يحفظه حتى يؤنس منه الرشد ،فكيف يكون من يستحق الحجر عليه
ما ل يكون أحد مؤمًنا إل
ما لجميع المسلمين معصو ً في بدنه وماله إما ً
دا معما أو مفقو ً
باليمان به؟! ]منهاج السنة" .[.2/164 :فكيف إذا كان معدو ً
521
طول هذه الغيبة؟! والمرأة إذا غاب وليها ،زوجها الحاكم أو الولي الحاضر
لئل تضيع مصلحة المرأة بغيبة الولي الموجود ،فكيف تضيع مصلحة المة
مع هذا المام المفقود على طول الدهور" ]منهاج السنة ،1/30 :المنتقى :ص
،31رسالة رأس الحسين :ص .[.6
وبغض النظر عن موقف أهل السنة من مهدي الثني عشرية وغيبته..
فإن المتأمل لنصوص المهدية والغيبة في كتب الثني عشرية المعتمدة،
يلحظ ملحظة جديرة بالهتمام وهي أن هذه الدعوى لم تلق قبول ً لدى
الشيعة أنفسهم إل في العصور المتأخرة نسبًيا ،وذلك حين جدت الدعاية
الشيعية في ترويج هذه العقدية ،وألغت فكرة البابية التي انكشف
بواسطتها أمر الغيبة ،ولذلك فإن شيخهم النعماني وهو من معاصري
الغيبة الصغرى يقرر أن جميع الشيعة في شك من أمر الغيبة إل قليل ً
منهم.
ذلك أن أمارات الشك واضحة بّينة لهم ،حيث إن الحسن العسكري –
كما يعترفون – توفي ولم ير له أثر ،ولم يعرف له ولد ظاهر فاقتسم
أخوه جعفر وأمه ما ظهر من ميراثه ]انظر :ص).[.(828
وقد ورد في الكافي – أصح كتب الحديث عندهم – وغيره عن أحمد بن
عبد الله بن خاقان ]كان أميًرا على الضياع والخراج بقم في خلفة المعتمد على الله
أحمد بن المتوكل) .انظر :أصول الكافي ،1/503 :إكمال الدين ص [.(39قال ...:لما
مات الحسن العسكري سنة ستين ومائتين ضجت سر من رأى ضجة
واحدة مات ابن الرضا ،وبعث السلطان إلى داره من يفتشها ويفتش
حجرها وختم على جميع ما فيها ،وطلبوا أثر ولده ،وجاءوا بنساء يعرفن
الحمل ،فدخلن إلى جواريه ينظرن إليهن فذكر بعضهن أن هناك جارية بها
حمل ،فوضعت تلك الجارية في حجرة ووكل بها بعض النسوة ،ثم أخذوا
بعد ذلك في تهيئته ...فلما فرغوا من ذلك بعث السلطان إلى أبي عيسى
بن المتوكل للصلة عليه ،فلما دنا أبو عيسى منه كشف عن وجهه
فعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسية والقواد والكتاب ...ثم قال:
هذا الحسن بن علي بن محمد الرضا ،مات حتف أنفه على فراشه،
حضره من حضره من خدم أمير المؤمنين وثقاته ..ثم صلى عليه ..وبعد
دفنه أخذ السلطان والناس في طلب ولده وكثر التفتيش في المنازل
والدور ،وتوقفوا عن قسمة ميراثه ،ولم يزل الذين وكلوا بحفظ الجارية
التي وهم عليها الحمل ملزمين لها حتى تبين بطلن الحمل ،فلما بطل
الحمل عنهن قسم ميراثه بين أمه وأخيه جعفر ]أصول الكافي ،1/505 :إكمال
الدين :ص .[.42-41
فأنت تلحظ أن الثني عشرية ساقوا هذه الرواية للدللة عن بطلن
قول من قال من الشيعة بالوقف على الحسن العسكري في إنكار وفاته،
ولكن تبين من خللها بطلن دعوى الولد ،لن أسرة الحسن ،ونقابة أهل
البيت ،والسلطان حققوا علنًيا في حقيقة المر وذلك لبطال ما يزعمه
522
الشيعة في هذا المجال ،ولهذا قرر القمي والنوبختي وغيرهما بأن الشيعة
افترقوا – بعد وفاة الحسن العسكري – إلى فرق عديدة أنكر أكثرها
وجود الولد أصل ً ]المقالت والفرق :ص ،116-102فرق الشيعة :ص [.112-96حتى
قال بعضهم :إنا قد طلبنا الولد بكل وجه فلم نجده ،ولو جاز لنا دعوى أن
دا خفًيا لجاز مثل هذه الدعوى في كل ميت من غير خلف، للحسن ول ً
ولجاز أن يقال في النبي صلى الله عليه وسلم أنه خلف ابًنا نبًيا رسو ً
ل،
لن مجيء الخبر بوفاة الحسن بل عقب كمجيء الخبر بأن النبي صلى
دا من صلبه ،فالولد قد بطل ل محالة الله عليه وسلم لم يخلف ول ً
]المقالت والفرق :ص ،115-114فرق الشيعة :ص .[.104-103
دا بشيوخ الشيعة إلى وضعوهذا الواقع – في نظري – هو الذي ح ً
روايات تجعل من لوزام منتظرهم اختفاء حمله ،وولدته ،والشك فيه..
كمحاولة من شيوخهم لتجاوز هذه المرحلة التي كاد أن ينكشف فيها أمر
التشيع.
حا
فا صري ً
وعلوة على إنكار جل الشيعة لذلك ،فإن لهل البيت موق ً
ما في هذا المر .وهو من البراهين الواضحة على بطلن هذهحاس ً
ه أن رجل ً الدعوى ،حيث جاء في تاريخ الطبري في حوادث سنة 302
ادعى – في زمن الخليفة المقتدر – أنه محمد بن الحسن بن علي بن
موسى بن جعفر ،فأمر الخليفة بإحضار مشايخ آل أبي طالب وعلى
رأسهم نقيب الطالبيين أحمد بن عبد الصمد المعروف بان طومار.
فقال له ابن طومار :لم يعقب الحسن .وقد ضج بنو هاشم من دعوى
هذا المدعي وقالوا :يجب أن يشهر هذا بين الناس ،ويعاقب أشد عقوبة.
فحمل على جمل وشهر يوم التروية ويوم عرفة ،ثم حبس في حبس
المصريين بالجانب الغربي ]تاريخ الطبري ،27-13/26 :المطبعة الحسينية ط:
الولى ،أو ج 11ص 50-49من طبعة دار المعارف ،تحقيق :أبو الفضل إبراهيم.[.
وهذه الشهادة من بني هاشم ،وعلى رأسهم نقيب الطالبيين مهمة لنها
من نقيب العلويين الذي كان عظيم العناية بتسجيل أسماء مواليد هذه
السرة في سجل رسمي ]محب الدين الخطيب في تعليقه على المنتقى :ص
،[.173ولقدم فترتها الزمنية حيث إنها واقع في زمن الغيبة الصغرى التي
كثر فيها ادعاء هذا الولد وادعاء بابيته من العديد من الرموز الشيعية.
وعلوة على شهادة نقيب الطالبيين وبني هاشم ،فإن أقرب الناس إلى
الحسن العسكري وهو أخوه جعفر يؤكد أن أخاه مات ول نسل له ول
عقب ]انظر :الصواعق المحرقة :ص .[.168
والشيعة يعترفون بذلك ،بل ينقلون أنه حبس جواري أخيه وحلئله حتى
ثبت له براءتهن من الحمل ]انظر :الغيبة للطوسي :ص ،[.75وأنه شنع على
من ادعى ذلك وأبلغ دولة الخلفة السلمية ]سفينة البحار :ص [.162بتآمره،
ولكن الطوسي يقول :إن هذا النكار من جعفر "ليس بشبهة يعتمد على
523
مثلها أحد من المحصلين لتفاق الكل على أن جعفًرا لم يكن له عصمة
كعصمة النبياء فيمتنع عليه لذلك إنكار حق ودعوى باطل ،والغلط غير
ممتنع منه" ]الغيبة :ص .[.75
فالطوسي ل يقبل النكار من جعفر ،لنه غير معصوم ،ولكن الطوسي
ومعه طائفة الثني عشرية يقبلون دعوى عثمان بن سعيد في إثبات الولد
ضا؟!.
ودعوى بابيته وهو غير معصوم ،أليس هذا تناق ً
كيف يكذب جعفر وهو أخو الحسن العسكري ومن سللة أهل البيت،
وعميد السرة بعد وفاة الحسن ،ويصدق رجل أجنبي عن أهل البيت ،وهو
متهم في دعواه ،لنه يجر المصلحة لنفسه من المال والجاه باسم البابية،
ومن هذا شأنه أل يشك في قوله وترد شهادته؟!
ولموقف جعفر المتميز ضد محاولت الرموز الشيعية اختراع ولد لخيه،
عا بأمره ،حتى لقبوه "بجعفر الكذاب" ]انظر :ابن بابويه/
ضاق الشيعة ذر ً
إكمال الدين :ص ،312سفينة البحار ،1/162 :أصول الكافي) 1/504 :هامش ،(2مقتبس
الثر ،14/314 :قالوا :إنه يلقب جعفر بن محمد بالصادق في مقابل جعفر هذا الذي
يلقبونه بالكاذب أو الكذاب )مقتبس الثر (14/314 :فقد يكون شيوع إطلق لقب
»الصادق« على جعفر ،وتمييزه بذلك بين آبائه وأقرانه مصدره الشيعة ،نكاية بحفيدة
جعفر [.ووضعوا روايات نسبوها لوائل أهل البيت تتنبأ بالغيب فتتحدث بما
سيقع من جعفر ،وتندد به.
فنسبوا للسجاد أنه قال" :كأني بجعفر الكذاب قد حمل طاغية زمانه،
على تفتيش أمر ولي الله المغيب في حفظ الله جهل ً منه بولدته،
صا على قتله إن ظفر به طمًعا في ميراث أبيه حتى يأخذه بغير وحر ً
حقه" ]إكمال الدين :ص ،312سفينة البحار.[.1/162 :
نلحظ في هذه الرواية أنهم اتهموا جعفًرا بأنه أنكر ولدته طمًعا في
الميراث ،على حد المثل القائل :رمتني بدائها وانسلت ،ذلك أن صانعي
صا على الموال – هذه الروايات هم الذين ادعوا الولد وقالوا ببابيته حر ً
كما سلف – كذلك فإن الرواية تتناقض حينما تقول بأن جعفًرا يجهل
ولدته ،ثم تقول بأنه يحرص على قتله ،فإذا كان يجهل أنه ولد له ولد
فكيف يحرص على قتل مجهول وجوده؟! ثم انظر كيف يدافعون عن
عثمان بن سعيد ،ويتهمون جعفًرا وهم يدعون التشيع للل.
وليس جعفر هو وحده من أسرة الرضا الذي ينكر هذه الدعوى .بل
يظهر من روايات الشيعة أن النكار كان من بيت الولد المزعوم ومن بني
عمه ،يدل على ذلك ما جاء في كتب الشيعة "عن إسحاق بن يعقوب
]لحظ السماء يهودية [.قال :سألت محمد بن عثمان العمري ]الباب الثاني
لمهدي الثني عشرية [.أن يوصل لي كتاًبا قد سألت فيه مسائل أشكلت
علي ،فورد التوقيع بخط مولنا صاحب الزمان ]وما يدريهم أنه خط صاحب
الزمان – على فرض وجوده – والخطوط تتشابه ،والرجل الذي خرجت على يده "الرقعة"
غير معصوم ،ومشكوك في أمره لنه يجر المصلحة لنفسه ،وناقل هذا التوقيع عن محمد
524
بن عثمان أحد السماء اليهودية [.صلى الله عليه :أما ما سألت عنه أرشدك
الله من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمنا .فاعلم أنه ليس بين
الله عز وجل وبين أحد قرابة ،ومن أنكرني فليس مني وسبيله سبيل ابن
نوح ،وأما سبيل عمي جعفر وولده فسبيل أخوة يوسف] "..إكمال الدين :ص
ه ،سفينة
ه ،وص 470-469ط :بيروت 1401
،451الحتجاج 2/283 :ط :النجف 1386
البحار ،1/163 :مقتبس الثر.[.14/316 :
فيدل هذا على أن إنكار وجود الولد صدر من أهل بيته وعمومته،
والدعوى جاءت من الخارج ..فأيهما أقرب للتصديق؛ أيكذب أشراف أهل
البيت ،ويصدق سمان ل يعرف له شأن في دين ول علم ول نسب ول
مقام ول أصل؟!.
وقد يقال بأن أهل بيته وعمومته يتسترون عليه صيانة له ،لكن التوقيع
الصادر عن المنتظر المزعوم يدل على أن النكار حقيقي لنه يحكم
عليهم بأنهم كابن نوح في الكفر ،إذ ليس بين الله وبين أحد قرابة ،مع أن
مذهبهم قائم على أن قرابة أئمتهم من الرسول صلى الله عليه وسلم
هي التي خولتهم تلك المكانة..
كذلك حملتهم على جعفر ووصفه "بالكذاب" ورميه بكل عيب ونقيصة
]انظر :مراجع هذه المسألة في ص) (903هامش رقم ) [.(1يدل على أن النكار
من أسرة الحسن حقيقي ،ولذلك صنع أصحاب هذه الدعوة تلك الروايات
التي تهاجم جعفًرا ،وأهل بيت المنتظر وبني عمه وتندد بإنكارهم وتفيض
بالحقد عليهم .وقد كان لموقفهم أثره في ذلك الوقت ،حيث شك جميع
الشيعة في هذه الدعوى إل القليل ،كما شهد بذلك شيخهم النعماني
وغيره.
وعلوة على ذلك كله فإن الحسن العسكري نفسه المنسوب له هذا
الولد قد نفى ذلك وأنكره حيث أسند وصيته في مرضه الذي توفي فيه
إلى والدته ،وأوكل لها النظر في أوقافه وصدقاته وأشهد على ذلك وجوه
الدولة وشهود القضاء ،كما يروي ذلك الكليني في الكافي ]أصول الكافي:
،[.1/505وابن بابويه في إكمال الدين ]إكمال الدين :ص [.42وغيرهما ]انظر:
الغيبة للطوسي :ص ،[.75ولو كان له ولد هو إمام المسلمين ،يحمل تلك
الوصاف الكاملة والخارقة لما وسعه إل توكيله ،فمن هو وكيل ورئيس
على المة ،ومن هو أمان للكون والناس ل يعجزه مع غيبته أن يقوم
ما لم يفعل دل على أنه ل ولد بأعباء النظر على أوقاف أبيه وصدقاته ..فل ّ
له أص ً
ل.
وليس ينال من هذه الشهادة العملية للحسن العسكري قول الطوسي:
دا إلى إخفاء ولدة ابنه وستًرا له عن سلطان
إن الحسن فعل ذلك قص ً
الوقت ]الغيبة :ص ،[.75لن هذا القول دعوى بل برهان.
وبهذا يثبت بطلن وجوده ،وبطلن ما ترتب على ذلك.
525
فهذه شهادة أهل السنة ،وأكثر فرق الشيعة ،ونقابة آل أبي طالب،
وأسرة آل أبي طالب وأخيه جعفر ،والحسن العسكري ،وكل هذه
الشهادات والبينات تنفي دعوى الولد ،وهي ترد دعوى الجانب البعداء
في نواياهم مم ادعى البابية والمشاهدة .فكيف إذا أضيف إلى ذلك
استبعاد بقائه – على فرض وجوده – مئات السنين ولو مد ّ الله في عمر
أحد من خلقه لحاجة الناس إليه لمد في عمر رسول الله صلى الله عليه
وسلم كما قال أبو الحسن الرضا ،وهو مع طول هذه المدة ل يعرف أحد
مكانه ،ول يعلم مستقره ومقامه ،ول يأتي بخبره من يوثق بقوله.
وكل من اتفق له الستتار عن ظالم لخوف منه على نفسه أو لغير ذلك
من الغراض يكون مدة استتاره قريبة ،ول يخفى على الكل.
وكيف يغيب المسؤول الول عن المة هذه الغيبة الطويلة؟ أليس هذا
حا جلًيا على أن حكاية الغيبة أسطورة من الساطير التي كله دليل ً واض ً
صنعها المرتزقة والزنادقة والحاقدون؟!.
ويبدو أن هذه المقالة كان الدافع وراءها مادًيا وسياسًيا ،فالرغبة في
الستئثار بالموال ،ومحاولة الطاحة بدولة الخلفة كانا هدفين أساسيين
في اختراع هذه الفكرة ،والدليل على ذلك أن لغة المال تسود توجيهات
الفرق الشيعية ،وهي مصدر نزاعهم واختلفهم ،كما حفظت نصوص ذلك
كتب الثني عشرية – كما مر .-
كذلك فإن قضية "المامة والخلفة" هي حديث هذه الخليا الشيعية
وهم في فلكها يسيرون ..وابتداع فكرة المام الخفي يخلصهم من أهل
البيت ،ويجعل الزعامة في أيديهم.
ولم يتكلفوا شيًئا من عناء التفكير والبحث والتأمل للوصول إلى هذه
الغاية ،إذ إنهم وجدوا هذه الفكرة في الديانة المجوسية ،ذلك أن
"المجوس" تدعي أن لهم منتظًرا حًيا باقًيا مهدًيا – ..كما مر .-
الفصل الخامس
الرجعة
الرجعة من أصول المذهب الشيعي ،فمن رواياتهم "ليس منا من لم
يؤمن بكرتنا" ]مضى تخريجه في كتب الشيعة ص .[.(46) :وقال ابن بابويه في
العتقادات" :واعتقادنا في الرجعة أنها حق" ]العتقادات :ص .[.90وقال
المفيد" :واتفقت المامية على وجوب رجعة كثير من الموات" ]أوائل
المقالت :ص .[.51
وقال الطبرسي والحر العاملي وغيرهما من شيوخ الشيعة :بأنها
موضوع "إجماع الشيعة المامية ]الطبرسي /مجمع البيان ،5/252 :الحر العاملي/
526
اليقاظ من الهجعة :ص ،33الحويزي /نور الثقلين ،4/101 :المجلسي /بحار النوار:
) 53/123وقد ذكر المجلسي أنهم أجمعوا على القول بها في جميع العصار( ،[.وأنها
من ضروريات مذهبهم" ]اليقاظ من الهجعة :ص ،[.60وأنهم "مأمورون
بالقرار بالرجعة واعتقادها وتجديد العتراف بها في الدعية والزيارات
ويوم الجمعة وكل وقت كالقرار بالتوحيد والنبوة والمامة والقيامة"
]اليقاظ من الهجعة :ص .[.64
]القاموس ،3/28 :مجمع ومعنى الرجعة :الرجوع إلى الدنيا بعد الموت
البحرين.[.4/334 :
ويشير ابن الثير :أن هذا مذهب قوم من العرب في الجاهلية معروف
عندهم ]النهاية.[.3/202 :
وقد ذهبت فرق شيعية كثيرة إلى القول برجوع أئمتهم إلى هذه الحياة،
ومنهم من يقر بموتهم ثم رجعتهم ،ومنهم من ينكر موتهم ويقول بأنهم
غابوا وسيرجعون – كما مر في مبحث الغيبة – وكان أول من قال
بالرجعة ابن سبأ ،إل أنه قال بأنه غاب وسيرجع ولم يصدق بموته.
وكانت عقيدة الرجعة خاصة برجعة المام عند السبئية ،والكيسانية
وغيرها ،ولكنها صارت عند الثني عشرية عامة للمام وكثير من الناس.
ويشير اللوسي إلى أن تحول مفهوم الرجعة عند الشيعة من رجعة
المام فقط إلى ذلك المعنى العام كان في القرن الثالث ]روح المعاني:
،20/27وانظر :أحمد أمين /ضحى السلم.[.3/237 :
وقد اشتهرت بعض الفرق الشيعية باسم "الرجعية" لقولهم بالرجعة
]وقد ذكرها كفرقة بهذا السم ابن الجوزي في تلبيس إبليس :ص ،22والقرطبي في
"بيان الفرق" الورقة 3أ )مخطوط( ،وصاحب الرسالة الفرقية المشهور بعالم محمد
أفندي :ص ) 2مخطوط غير مرقم الصفحات( ،والسلخي في شرح ..الثنتين والسبعين
فرقة /الورقة 13ب )مخطوط( [.واهتمامهم بها.
أما المفهوم العام لمبدأ الرجعة عن الثني عشرية فهو يشمل ثلثة
أصناف:
الول :الئمة الثني عشر ،حيث يخرج المهدي من مخبئه ،ويرجع من
غيبته ،وباقي الئمة يحيون بعد موتهم ويرجعون لهذه الدنيا.
الثاني :ولة المسلمين الذين اغتصبوا الخلفة – في نظرهم – من
أصحابها الشرعيين )الئمة الثني عشر( فيبعث خلفاء المسلمين وفي
مقدمتهم أبو بكر وعمر وعثمان ..من قبورهم ويرجعون لهذه الدنيا – كما
يحلم الشيعة – للقتصاص منهم بأخذهم الخلفة من أهلها فتجري عليهم
عمليات التعذيب والقتل والصلب.
ضا ،وهم
الثالث :عامة الناس ،ويخص منهم :من محض اليمان مح ً
ما ،لن اليمان خاص بالشيعة ،كما تتفق على ذلك رواياتهم
الشيعة عمو ً
527
وأقوال شيوخهم – كما سلف ]انظر :ص) – [.(573-572ومن محض الكفر
ضا ،وهم كل الناس ما عدا المستضعفين ]المستضعفون :مصطلح عند
مح ً
الشيعة يرد في مصادرهم على ألسنة شيوخهم القدامى والمعاصرين ،وهم كما يقول
المجلسي :ضعفاء العقول مثل النساء العاجزات والبله وأمثالهم ،ومن لم يتم عليه الحجة
ممن يموت في زمن الفترة ،أو كان في موضع لم يأت غليه خبر الحجة فهم المرجون
لمر الله ،إما يعذبهم وإما يتوب عليهم ،فيرجى لهم النجاة من النار )بحار النوار،8/363 :
والعتقادات للمجلسي :ص .[.(100
ولهذا قالوا في تعريف الجرعة :إنها "رجعة كثير من الموات إلى الدنيا
قبل يوم القيامة ]المفيد /أوائل المقالت :ص [.51وعودتهم إلى الحياة بعد
الموت" ]الحر العاملي /اليقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة [.في صورهم
التي كانوا عليها ]أوائل المقالت :ص .[.95
والراجعون إلى الدنيا هم" :النبي الخاتم ،وسائر النبياء ،والئمة
المعصومون ،ومن محض في السلم ،ومن محض في الكفر ،دون
الطبقة الجاهلية المعبر عنها بالمستضعفين" ]جواد تارا /دائرة المعارف العلوية:
.[.1/253
أو بعبارة شيخهم المفيد" :من علت درجته في اليمان ،ومن بلغ الغاية
في الفساد ،كلهم يرجعون بعد موتهم" ]أوائل المقالت :ص .[.95وكذا من
ضا فيرجع ويقتص من قاتله ]كريم بن كان له قصاص وإن لم يكن ماح ً
إبراهيم /الفطرة السليمة :ص .[.383
وزمن الرجعة العامة هو كما يذكر شيخهم المفيد وغيره "عند قيام
مهدي آل محمد عليهم السلم" ]انظر :أوائل المقالت :ص ،95الحر العاملي/
اليقاظ من الهجعة :ص [.58ورجوعه من غيبته ،ولكن بعض شيوخهم يقول:
إن الرجعة العامة غير مرتبطة بأمر ظهور المهدي .ذلك أن الرجعة – كما
يقول – "غير الظهور ،لن المام عليه السلم حي غائب وسيظهر إن شاء
الله ولم يسلب الملك فيرجع إليه ،فمبدأ الرجعة من رجوع الحسين إلى
الدنيا" ]كريم بن إبراهيم /الفطرة السليمة :ص .[.383
وهذا قد يتفق مع رواياتهم التي تقول "أول من تنشق الرض عنه
ويرجع إلى الدنيا ،الحسين بن علي عليه السلم" ]بحار النوار.[.53/39 :
وقد ذكرت بعض رواياتهم أن الرجعة تبدأ بعد هدم الحجرة النبوية
وإخراج الجسدين الطاهرين للخليفتين الراشدين – كما يحلم القوم –
حيث جاء في أخبارهم أن منتظرهم يقول" :وأجيء إلى يثرب ،فأهدم
الحجرة ،وأخرج من بها وهما طرّيان ،فآمر بهما تجاه البقيع وآمر
بخشبتين يصلبان عليهما فتورقان من تحتهما ،فيفتتن الناس بهما أشد ّ من
الولى ،فينادي منادي الفتنة من السماء :يا سماء انبذي ،ويا أرض خذي
فيومئذ ل يبقى على وجه الرض إل مؤمن )أي إل شيعي( ثم يكون بعد
ذلك الكرة والرجعة" ]بحار النوار.[.105-53/104 :
528
]انظر :اليقاظ والغرض من الرجعة هو انتقام الئمة والشيعة من أعدائهم
من الهجعة :ص [.58وهم سائر المسلمين من غير الشيعة ما عدا
ما من كثرة القتل المستضعفين ،ولذلك فإن سيوف الشيعة تقطر د ً
للمسلمين حتى قال أبو عبد الله" :كأني بحمران بن أعين وميسر بن عبد
العزيز يخبطان الناس بأسيافهما بين الصفا والمروة" ]بحار النوار،53/40 :
وعزاه إلى الختصاص للمفيد ،ولم أجده في الطبعة التي بين يدي.[.
ول شك بأن تحديد موضع القتل العام بالمسجد الحرام يدل دللة أكيدة
أن المقصود بالقتل هم المسلمون ،وأن هذا ما تحلم به المامية ..وهذا
الخبر وأمثاله يعطينا – بغض النظر عن العنصر الخرافي فيه – صورة
لتفكير تلك الزمر الشيعية التي وضعت تلك الروايات ،وأهدافها
ومخططاتها ،فهي "إسقاطات" لرغبات مكبوتة ،ونوازع مقهورة لفرقة
تتربص بالمة الدوائر.
كما أن هذه الخبار السرية ]لن الرجعة كانت سًرا من السرار كما سيأتي [.قد
توضح لنا بعض ما جرى في التاريخ من قيام القرامطة بقتل حجاج بيت
الله داخل الحرم ]انظر خبر ذلك في حوادث سنة 317
ه ،في المنتظم لبن الجوزي:
6/222وما بعدها ،والبداية والنهاية لبن كثير ،11/160 :وتاريخ ابن خلدون )العبر( :
دا
،[.3/191وأنها كانت تتخذ من مثل هذه الخبار المنسوبة لل البيت سن ً
لها لدفع تلك العناصر التخريبية للقيام بدورها الدموي.
كما أنها تكشف لنا فحوى الماني التي يعلنها شيعة هذا العصر
ويصرحون فيها بتحرقهم وتلهفهم لفتح مكة والمدينة وكأنها بأيدي كفار
]سيأتي نص كلمهم في باب الشيعة المعاصرين.[.
كذلك يتحقق في الرجعة حساب الناس على يد الحسين :يقول أبو عبد
الله" :إن الذي يلي حساب الناس قبل يوم القيامة الحسين بن علي عليه
السلم ،فأما يوم القيامة فإنما هو بعث إلى الجنة وبعث إلى النار" ]بحار
النوار ،باب الرجعة.[.53/43 :
وفي الرجعة يتحول صفوة الخلق وهم أنبياء الله ورسله إلى جند لعلي
كما يقول هؤلء الفاكون حيث قالوا" :لم يبعث الله نبًيا ول رسول ً إل رد
جميعهم إلى الدنيا حتى يقاتلوا بين يدي علي بن أبي طالب أمير
المؤمنين" ]بحار النوار.[.53/41 :
كما يحلم الشيعة بأن حياتهم في الرجعة ستكون في نعيم ل يخطر
على البال حتى "يكون أكلهم وشربهم من الجنة ]بحار النوار ،[.53/116 :ول
يسألون الله حاجة من حوائج الدنيا والخرة إلى وتقضى لهم" ]بحار النوار:
.[.53/116
ويخير الشيعي وهو في قبره بين الرجعة أو القامة في القبر .ويقال
له » :يا هذا إنه قد ظهر صاحبك فإن تشأ أن تلحق به فالحق ،وإن تشأ
529
]الغيبة للطوسي :ص ،276بحار النوار: أن تقيم في كرامة ربك فأقم «
.[.53/92
وتنتهي الرجعة بالنسبة للشيعة بالقتل لمن مات من قبل ،وبالموت
لمن قتل ،وهذه النهاية إحدى أغراض الرجعة فهم يقولون في أخبارهم:
"ليس أحد من المؤمنين قتل إل سيرجع حتى يموت ،ول أحد من
المؤمنين مات إل سيرجع حتى يقتل" ]تفسير القمي ،2/131 :البرهان،3/211 :
تفسير الصافي ،4/76 :بحار النوار ،53/40 :وانظر :ص 137 ،77 ،53 ،41 ،39من
نفس الجزء ،وانظر :رجال الكشي :ص .[.408-407
هذا وكانت عقيدة الرجعة سًرا من أسرار المذهب الشيعي ،ولذلك قال
أبو الحسين الخياط – أحد شيوخ المعتزلة ]كان حًيا قبل سنة 300
ه )انظر:
معجم المؤلفين" :- [.(5/223 :بأنهم قد تواصلوا بكتمانها وأل يذكروها في
مجالسهم ول في كتبهم إل فيما قد أسروه من الكتب ولم يظهروه"
]النتصار :ص .[.97
وقد وجدت في كتب الثني عشرية ما أشار إليه الخياط من التواصي
بكتمان أمر الرجعة ،حيث روت بعض كتب الشيعة عن أبي جعفر قال" :ل
تقولوا الجبت والطاغوت ]قال المجلسي :أي ل تسموا الملعونين بهذين السمين ،أو
ل تتعرضوا لهما بوجه) .بحار النوار ،(53/40 :وهو يشير بهذا إلى خليفتي رسول الله
وصهريه وحبيبيه أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ،[.ول تقولوا الرجعة ،فإن قالوا
لكم فإنكم قد كنتم تقولون ذلك فقولوا :أما اليوم فل نقول" ]بحار النوار:
.[.53/39
وفي رواية أخرى ينسبونها للصادق" :ل تقولوا الجبت والطاغوت
وتقولوا الرجعة ،فإن قالوا :قد كنتم تقولون؟ قولوا :الن ل نقول ،وهذا
من باب التقية التي تعبد الله بها عباده في زمن الوصياء" ]بحار النوار:
.[.116-53/115
هذه تعميمات سرية ،تتبادلها الخليا الشيعية ،وحتى تعطيها صفة القطع
والقوة ،أسندتها لبعض علماء آل البيت ،للتعزيز بالحداث والعاجم وسائر
التباع من الجهال.
استدللهم على الرجعة:
اتجه شيوخ الشيعة إلى كتاب الله سبحانه ليأخذوا منه الدليل على
ثبوت الرجعة التي ينفردون بالقول بها عن سائر المسلمين ..ولما لم
يجدوا بغيتهم تعلقوا كعادتهم بالتأويل الباطني ،وركبوا متن الشطط،
وتعسفوا أيما تعسف في هذا السبيل ،حتى أصبح استدللهم حجة عليهم،
ودليل ً على زيف معتقدهم ،وبرهاًنا على بطلن مذهبهم.
وحتى تتبين هذه الحقيقة نستعرض أقوى أدلتهم وأشهرها – حسب
نظرهم .-
530
يرى شيخ المفسرين عندهم أن من أعظم الدلة على الرجعة قوله
ن{ ]النبياء،
هل َك َْنا َ َ
ة أَ ْ عَلى َ
عو َج ُ
م ل ي َْر ِ
ه ْ
ها أن ّ ُ قْري َ ٍ م َ
حَرا ٌ
و َ
سبحانهَ } :
آية[.95 :؛ حيث يقول ما نصه" :هذه الية من أعظم الدلة على الرجعة؛
دا من أهل السلم ل ينكر أن الناس كلهم يرجعون يوم القيامة من لن أح ً
هلك ومن لم يهلك" ]تفسير القمي ،2/76 :وقد ُوضع عنوان في أعلى الصفحة لهذا
الدليل المزعوم على الرجعة يقول" :أعظم آية دالة على الرجعة" )بحار النوار(.[.
مع أن الية حجة عليهم ،فهي تدل على نفي الرجعة إلى الدنيا؛ إذ
معناها كما صرح به ابن عباس وأبو جعفر الباقر وقتادة وغير واحد :حرام
على أهل كل قرية أهلكوا بذنوبهم أنهم يرجعون إلى الدنيا قبل يوم
َ
وا ك َ ْ
م م ي ََر ْالقيامة ]انظر :تفسير ابن كثير ،[.3/205 :وهذا كقوله سبحانه} :أل َ ْ
َ أَ ْ
ن{ ]يس ،آية،[.31 : عو َ ج ُم ل َ ي َْر ِه ْ ِ م إ ِل َي ْ
ه ْن أن ّ ُ ن ال ْ ُ
قُرو ِ م ْ هم ّ قب ْل َ ُ
هل َك َْنا َ
ن{ ]يس، عو َ ج ُ
م ي َْر ِه ْ ول إ َِلى أ َ ْ
هل ِ ِ ة َصي َ ًو ِن تَ ْ
عو َطي ُست َ ِفل ي َ ْ وقولهَ } :
آية ،[.50 :وزيادة "ل" هنا لتأكيد معنى النفي من "حرام" ،وهذا من
أساليب التنزيل البديعة البالغة النهاية في الدقة .وسر الخبار بعدم
الرجوع مع وضوحه ،هو الصدع بما يزعجهم ويؤسفهم ويلوعهم من
الهلك المؤبد ،وفوات أمنيتهم الكبرى وهي حياتهم الدنيا ]تفسير القاسمي:
.[.11/293
وإذا كان المقصود إثبات الرجعة فهي رجعة للناس ليوم القيامة بل
ريب ]من المفسرين من يذهب لهذا ويرى أن الية لتقرير اليمان بالبعث ،وهي تتمة
ن{ ]النبياء ،آية [93 :فتكون "ل"
عو َ ل إ ِل َي َْنا َرا ِ
ج ُ وتقرير لما قبلها وهو قوله تعالى} :ك ُ ّ
فيها على بابها ،وهي مع "حرام" من قبيل نفي النفي ،فيدل على الثبات.
والمعنى :وحرام على القرية المهلكة عدم رجوعها إلى الخرة ،بل واجب رجعها للجزاء،
فيكون الغرض إبطال قول من ينكر البعث) .انظر :تفسير القاسمي ،[.(11/293 :أي
ممتنع البتة عدم رجوعهم إلينا للجزاء ]فتح القدير.[.3/426 :
وتخصيص امتناع رجوعهم بالذكر مع شمول المتناع لعدم رجوع الكل
ن{؛ لنهم المنكرون عو َ ل إ ِل َي َْنا َرا ِ
ج ُ حسبما نطق به قوله تعالى} :ك ُ ّ
للبعث والرجوع دون غيرهم ]روح المعاني.[.17/91 :
ومن أشهر اليات التي يستدل بها المامية على الرجعة – كما يقول
من ك ُ ّ
ل ح ُ
شُر ِ م نَ ْ
و َ
وي َ ْ
اللوسي ]روح المعاني – [.20/26 :قوله تعالىَ } :
ُ
من ي ُك َذّ ُ
ب ِبآَيات َِنا{ ]النمل ،آية .[.83 :والية كما يقول م ّ
جا ّ
و ً ة َ
ف ْ م ٍ
أ ّ
المفسرون في يوم الجزاء والحساب ،يوم يقوم الناس لرب العالمين
]انظر :تفسير الطبري ،20/17 :تفسير البغوي ،3/430 :ابن الجوزي /زاد المسير:
،6/194القرطبي /الجامع لحكام القرآن ،13/238 :البحر المحيط لبي حيان،7/98 :
تفسير ابن كثير ،3/393 :الشوكاني /فتح القدير 154-4/153 :وغيرها ،[.إل أن هؤلء
يجعلونها في عقيدتهم في الرجعة ،ولذا قال شيخهم شبر بأنها فسرت
في أخبارهم في الرجعة ]تفسير شبر :ص .[.369
531
وقال الطبرسي" :استدل بهذه الية على صحة الرجعة من ذهب إلى
ذلك من المامية بأن قال :إن دخول "من" في الكلم يوجب التبعيض
فدل بذلك على أنه يحشر قوم دون قوم وليس ذلك صفة يوم القيامة
َ
دا{
ح ً
مأ َه ْ
من ْ ُ
غاِدْر ِ
م نُ َفل َ ْ
م َ
ه ْ ح َ
شْرَنا ُ و َ
الذي يقول فيه سبحانهَ } :
]الكهف ،آية] "[.47 :تفسير الطبرسي.[.252-5/251 :
أما كون "من )الولى( للتبعيض فهذا شائع"
]انظر :البحر المحيط لبي حيان:
،7/98روح المعاني لللوسي[.20/26 :؛ لن كل أمة منقسمة إلى مصدق
ومكذب ،أي ويوم يجمع من كل أمة من أمم النبياء ،أو من أهل كل قرن
من القرون جماعة كثيرة مكذبة بآياتنا ]روح المعاني ،20/26 :وانظر في معنى
الية المصادر السابقة في هامش رقم ) (5من الصفحة السابقة [.وهذا ل يدل على
مسألة الرجعة إلى الدنيا بعد الموت بحال من الحوال ،ولكن الشيعة
تتعلق بكل آيات اليوم الخر المتضمنة لرجوع الناس لربهم لتجعلها في
عقيدتهم في الرجعة كما هو دأبها.
وتخصيص المكذبين بهذا الحشر ل يدل على ما يزعمون؛ لن هذا حشر
للمكذبين للتوبيخ والعذاب ،بعد الحشر الكلي الشامل لكافة الخلق ]انظر:
فتح القدي ،4/154 :روح المعاني ،[.20/26 :أما »من« الثانية فهي بيانية جيء
جا" ]روح المعاني ،[.20/26 :ولهذا فإن بعض مفسري الشيعة بها لبيان "فو ً
المعاصرين أدرك ضلل قومه في هذا التأويل فقال في تفسير الية:
ما كخاتم من حديد ،والمعنى :أن في »من« هنا بيانية وليست للتبعيض تما ً
المم مصدقين ومكذبين بآيات الله وبيناته ،وهو يحشر للحساب والجزاء
جميع المكذبين بل استثناء ،وخصهم بالحشر مع أنه يعم الجميع؛ لنه
تعالى قصد التهديد والوعيد ]محمد جواد مغنية /التفسير المبين :ص .[.441
ما
ن َسا ُ لن َ لا ِ ومن اليات التي يتأولونها في الرجعة قوله تعالىُ } :
قت ِ َ
ه{ ]عبس ،آية [.17 :اليات؛ حيث جاء في تفسير القمي } ُ
قت ِ َ
ل أ َك ْ َ
فَر ُ
ه{ قال :هو أمير المؤمنين ،قال :ما أكفره أي ماذا ما أ َك ْ َ
فَر ُ ن َ
سا ُلن َا ِ
َ َ
فأ ْه َ َ
ه{ شَر ُشاء أن َ ذا َ ه ،ث ُ ّ
م إِ َ قب ََر ُ مات َ ُ
مأ َفعل وأذنب حتى قتلوه} "..ث ُ ّ
َ
ه{ ]عبس، مَر ُ
ما أ َ ض َ ق ِ ما ي َ ْكل ل َ ّ ]عبس ،آية [.22 ،21 :قال :في الرجعة } َ
آية ،[.23 :أي لم يقض أمير المؤمنين ما قد أمره ،وسيرجع حتى يقضي ما
أمره" ]تفسير القمي.[.2/405 :
فيلحظ هنا عدة أمور:
ن
سا ُ
لن َ
لا ِ 1س أّول شيخهم القمي "النسان" في قوله سبحانهُ } :
قت ِ َ
ه{ بعلي بن أبي طالب – مع أن الية تدل بنصها وسياقها على ما أ َك ْ َ
فَر ُ َ
أن المراد "بالنسان" هنا الكافر ،ولهذا قال السلف في تفسيرها" :لعن
النسان الكافر ما أكفره" ]تفسير الطبري.[.30/54 :
فهل وضع مثل هذا التأويل للساءة لمير المؤمنين من طرف خفي ،أو
أنه أثر من آثار طائفة الكاملية ]الكاملية :هم الذين كفروا علًيا – رضي الله عنه –
532
لنه ترك منازعة الصحابة ومنعهم من مبايعة أبي بكر ،وكفروا سائر الصحابة؛ لنها لم
تسلم المامة لعلي ،وقد وردت عند الناشئ الكبر باسم الكميلية .وقال بأنهم أصحاب
كميل بن زياد ،وحكى مذهبهم على ما ذكر ،وقد وردت عند الشعري ،والبغدادي
والشهرستاني الكاملية .وقال الشعري :أنهم أتباع أبي كامل )مسائل المامة :ص ،45
المقالت والفرق :ص ،14مقالت السلميين ،1/89 :الفرق بين الفرق :ص ،54الملل
والنحل [.(1/174 :من الشيعة التي تذهب إلى تكفير أمير المؤمنين وبقية
الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين ،وتلقفته الثنا عشرية وغيرت فيه أو
أن مخترع هذا النص أعجمي جاهل بلغة القرآن وإنما كتب ما أمله عليه
تعصبه وزندقته؟!
على أية حال فهذا التأويل يدل على مدى إفلس أصحاب هذا العتقاد
في العثور على ما يدل على مبدئهم.
ه{ وهي نص صريح في شاء َأن َ
شَر ُ ذا َ 2س أّول قول سبحانه} :ث ُ ّ
م إِ َ
البعث والنشور أوله بالرجعة ،وهذا فضل ً عن أنه تحريف لمعاني القرآن،
فإنه يصرف من يصدق بهذه الروايات عن اليمان باليوم الخر إلى هذه
العقيدة المبتدعة ،ولهذا يلحظ أن طوائف من غلة الشيعة أنكرت
اليمان باليوم الخر وقالت بالتناسخ ]انظر :الفرق بين الفرق :ص ،272وانظر:
فلهوزن /الخوارج والشيعة :ص ) 248ترجمة عبد الرحمن بدوي( ،وعبد الرحمن الوكيل/
البهائية :ص ) 45الهامش(.[.
ويلحظ أن الثني عشرية قد عمدت إلى كل نص في اليوم الخر
فجعلته في الرجعة ،وقد مر بنا أن هذا قد أصبح قاعدة عامة عندهم
]انظر :ص).[.(183
3س جعلت هذه الروايات الغرض من الرجعة أن علًيا لم يقض ما أمره
الله به.
وهذا بهتان كبير في حق أمير المؤمنين وأنه قد تخلى عن أوامر الله
سبحانه ،ليقضيها في الرجعة ،فهل أرادوا بهذا تشبيهه بالمشركين الذين
ابتعدوا عن شرع الله سبحانه فغذا عاينوا العذاب تمنوا الرجعة ..فكم
أساء هؤلء إلى أهل البيت.
ةق ُذآئ ِ َ
س َ
ف ٍ ومن اليات التي جعلوها في الرجعة قوله تعالى} :ك ُ ّ
ل نَ ْ
ت{ ]آل عمران ،آية[.185 :؛ حيث قال في تأويلها" :لم يذق الموت من و ِ ال ْ َ
م ْ
قتل ،ولبد أن يرجع حتى يذوق الموت" ]تفسير العياشي ،1/210 :بحار النوار:
.[.53/71
فهذه الرواية تجعل الرجعة لجميع الناس حتى يتحقق لكل أحد منهم
موت وقتل – كما يعتقدون – بينما هم قالوا بأن الرجعة خاصة بمن محض
اليمان ،ومحض الكفر – كما سلف – كما أن هذا التأويل يحمل جهل ً بلغة
العرب التي نزل بها القرآن؛ حيث عد ّ القتل ونحوه ليس من قبيل الموت
الذي تنص عليه الية وهذا مبلغ علمهم.
533
ويتعلق الشيعة بآيات كثيرة يؤولونها بمثل هذا التأويل الباطني ،وتسابق
شيوخهم كعادتهم في الكثار من هذه التأويلت ،والتي أسندوها للل حتى
تكتسب الرواج عند التباع ..فقد بلغ – مثل ً – عدد اليات التي أولوها
بالرجعة حسب ما جمعه شيخهم الحر العاملي ) (72آية ]انظر :الحر
العاملي /اليقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة :ص ،[.98-72وصل فيها التأويل
الباطني المتعسف الغاية القصوى ]وإليك أمثلة من أدلته – بالضافة لما مضى – ل
تحتاج إلى تعليق ،وتدل على مبلغ إفلسهم ،وأنهم يخبطون خبط عشواء .قال الحر
العاملي" :الباب الثالث في جملة من اليات القرآنية الدالة على صحة الرجعة" ومن
ل{ ]سبأ ،آية[10 : ض ً ف ْ مّنا َ
وودَ ِ دا ُقدْ آت َي َْنا َ ول َ َاليات التي استدل بها قوله تعالىَ } :
ض{ ]الروم ،آية[9 : َ َ َ
في الْر ِ سيُروا ِ م يَ ِ ول ْ انظر :المصدر السابق ص ،92وقوله} :أ َ
ه{ ]غافر ،آية [81 :السابق ص ،93وقوله: ريك ُ ْ
م آَيات ِ ِ وي ُ ِ السابق ص ،93وقولهَ } :
ها{ ]الحقاف، ُ
ه كْر ً ُ ُ َ
عت ْ ُ
ض َ و َو َ
ها َ ه كْر ً م ُ هأ ّ ملت ْ ُ ح َ ساًنا َ ح َ ه إِ ْوال ِدَي ْ ِ
ن بِ َ
سا َ
لن َ
صي َْنا ا ِ
و ّ
و َ
} َ
ن{ ]الذاريات،ُ َدو ع
َ تو ما
ْ َ َ ُ و م ُ ك قُ ز
ِ ْر ماء س
ّ َ ال في َ ِو } وقوله: ، 94 ص السابق [، 15 آية:
آية [22 :السابق ص ،95هذا مبلغ استدللهم وغاية احتجاجهم ،فجمعوا بين بدعة الرجعة
وتحريف آيات القرآن ،[.مع أن العاملي لم يذكر كل ما عندهم ،وقد اعتذر عن
ذلك – في نهاية استدلله باليات التي ذكرها – بعدم حضور الكتب عنده
]انظر :اليقاظ من الهجعة :ص .[.98
كما يستدل الشيعة ببعض ما أخبر الله به سبحانه من معجزات النبياء
كإحياء الموتى لعيسى عليه السلم ،أو بما أخبر الله به سبحانه في كتابه
َ
منجوا ْ ِ خَر ُ
ن َذي َ م ت ََر إ َِلى ال ّ ِمن إحياء الموتى كقوله سبحانه} :أل َ ْ
موُتوا ْ ث ُ ّ
م ه ُم الل ّ ُ ل لَ ُ
ه ُ قا َ ف َت َ و ِ حذََر ال ْ َ
م ْ م أ ُُلو ٌ
ف َ ه ْ
و ُ
م َه ْر َِِدَيا ِ
م{ ]البقرة ،آية] [.243:انظر :بحار النوار ،53/129 :اليقاظ من الهجعة :ص ه ْحَيا ُ أ ْ
.[.131
وكأنهم بهذا النهج يستدلون على قدرة الله سبحانه التي ليست هي
موضع الخلف؛ ذلك أنه ل أحد ينكر ما وقع مما ورد به الخبر الثابت
القطعي المتواتر ،ولكن الذي ينكر هو دعوى الرجعة إلى الدنيا بعد
الموت للحساب والجزاء قبل يوم الحساب والجزاء ،هذا هو المنكر
العظم الذي ليس عليه دليل ،والذي أريد به إضعاف جانب اليوم الخر
في النفوس ،وإل فمعجزات النبياء وآيات الله في خلقه ليست محل
خلف.
ويأخذ الشذوذ في الستدلل على صحة الرجعة مداه الكبر حينما
يقررون أن أوضح دليل على صحتها ،وأظهر برهان على ثبوتها هو أنه ل
قائل بها من غير الشيعة المامية ]اليقاظ من الهجعة :ص [.3؛ حيث "لم يقل
بصحتها أحد من العامة )وهم ما سوى الشيعة المامية( وكل ما كان
كذلك فهو حق" ]اليقاظ من الهجعة :ص [.69؛ لن الئمة قالوا في حق
العامة" :والله ما هم على شيء مما أنتم عليه ،ول أنتم على شيء مما
هم عليه فخالفوهم فما هم من الحنيفية على شيء" ]اليقاظ من الهجعة :ص
!!![.70
534
ولهذا أشار الطبرسي وغيره بأن المعول في ثبوتها إجماع المامية
عليها ]مجمع البيان ،5/252 :وانظر :نور الثقلين ،4/101 :بحار النوار.[.53/127 :
ويلحظ على هذا الستدلل ما يلي:
أن الجماع غير حجة عند الشيعة – كما سلف – فكيف يجعلونه عمدة
دون عدم وجود مخالف من الشيعةثبوت عقيدة الرجعة ؟! لكن لعلهم يع ّ
في أمر الجرعة دليل ً على دخول المعصوم مع المجمعين فيكون الجماع
حجة بهذا العتبار ،لن حجة الجماع عندهم إنما هو بكشفه عن قول
المعصوم.
لكن الشيعة الزيدية ينقلون روايات عن أئمة أهل البيت تبين براءتهم
من عقيدة الرجعة وتعارض روايات المامية ،ولذلك فإن الزيدية الحقة
دا ،وقد ردوها في كتبهم على وجه ينكرون هذه الدعوى إنكاًرا شدي ً
مستوفى ]اللوسي /روح المعاني ،20/27 :وانظر :أحمد صبحي /الزيدية :ص ،[.77
فكيف يجزم المامية بنسبة الرجعة إلى الئمة والنقل عنهم مختلف بين
فرق الشيعة نفسها ؟! بل إن من المامية من أنكر الرجعة وأول أخبارهم
برجوع دولة الشيعة كما نقل ذلك شيوخ الشيعة ]انظر :مجمع البيان،5/252 :
بحار النوار ،[.53/127 :فأين بعد هذا إجماع الشيعة ،وأين صدق النقل عن
الئمة؟!
ثم إن الصحابة بما فيهم أمير المؤمنين علي لم يؤثر عنهم شيء في
خرافة الرجعة ،كما اتفقت على ذلك مصادر أهل السنة والشيعة الزيدية،
ولو وجد شيء من ذلك لعرف واشتهر.
وإنما نسبت خرافة الرجعة في ذلك العصر إلى ابن سبأ ،كما تقر بذلك
كتب الشيعة ،وابن سبأ أحد الكذابين الملعونين على ألسنة الئمة ،كما
تروي كتب الثني عشرية وغيرها.
أما من بعد عصر الصابة فقد تحمل وزر روايتها جابر الجعفي وهو متهم
في كتب الشيعة فضل ً عن كتب أهل السنة – كما سلف ]انظر :ص)-375
.- [.(378
نقد مقالة الرجعة:
فكرة الرجعة إلى الدنيا بعد الموت مخالفة صريحة لنص القرآن،
بل َر ّ قا َ وباطلة بدللة آيات عديدة من كتاب الله سبحانه ،قال تعالىَ } :
و
ه َ ة ُ م ٌها ك َل ِ َ كل إ ِن ّ َ ت َ ما ت ََرك ْ ُ في َ حا ِ صال ِ ًل َ م ُع َعّلي أ َ ْ ن ،لَ َعو ِ ج ُ اْر ِ
ن{ ]المؤمنون ،آية-99 : عُثو َ وم ِ ي ُب ْ َ َ
خ إ ِلى ي َ ْ هم ب َْرَز ٌ ُ َ
وَرائ ِ ِ
من َ و ِ
ها َ قائ ِل َ
ن{ عُثو َ وم ِ ي ُب ْ َ خ إ َِلى ي َ ْهم ب َْرَز ٌ وَرائ ِ ِ من َ و ِ
.[.100فقوله سبحانهَ } :
قا ]مختصر التحفة :ص .[.201 صريح في نفي الرجعة مطل ً
َ ن ال ْ ُ م أَ ْ َ
مه ْ ن أن ّ ُ قُرو ِ م ْ هم ّ قب ْل َ ُهل َك َْنا َ وا ك َ ْ م ي ََر ْوقال سبحانه} :أل َ ْ
م إل َيهم ل َ يرجعون{ ]يس ،آية .[.31 :وقال سبحانهَ } :
و َس يَ ْ ر الّنا َ ذ ِ وأن ِ َ َ ْ ِ ُ َ ِ ْ ِ ْ
535
َ موا ْ َرب َّنا أ َ ّ ي َأ ِْتي
بري ٍ ق ِ ل َ ج ٍ خْرَنا إ َِلى أ َ ن ظَل َ ُ ذي َ ل ال ّ ِ قو ُ في َ ُ ب َ ذا ُ ع َم ال ْ َ ه ُ ِ
ما ل َ قب ْ ُ من َ مُتم ّ س ْ ق َ كوُنوا ْ أ َ ْ م تَ ُ ول َ ْ
ك ون َت ّبع الرس َ َ
لأ َ ّ ُ وت َ َ َ ِ ِ ع َ
ب دَ ْ ج ْ نّ ِ
ل{ ]إبراهيم ،آية.[.44 : وا ٍ من َز َ كم ّ لَ ُ
د
عن َ م ِ ه ْ س ِ ؤو ِ سو ُر ُ ن َناك ِ ُ مو َ ر ُ ج ِ م ْ و ت ََرى إ ِِذ ال ْ ُ ول َ ْ وقال تعالىَ } :
ن{ م ْ عَنا َ َ
قُنو َ مو ِ حا إ ِّنا ُ صال ِ ً ل َ ع َ عَنا ن َ ْ ج ْ فاْر ِ م ْ س ِ و َ صْرَنا َ م َرب َّنا أب ْ َ ه ْ َرب ّ ِ
]السجدة ،آية.[.12 :
قاُلوا ْ َيا ل َي ْت ََنا ن َُر ّ
د ف َ ر َ عَلى الّنا ِ فوا ْ َ ق ُ و ِ ى إ ِذْ ُ و ت ََر َ ول َ ْ وقال تعالىَ } :
ما
هم ّ دا ل َ ُ ل بَ َ ن ،بَ ْ مِني َ ؤ ِم ْ ن ال ْ ُ م َ ن ِ كو َ ون َ ُ ت َرب َّنا َ ب ِبآَيا ِ ول َ ن ُك َذّ َ َ
م
ه ْ وإ ِن ّ ُ ه َ عن ْ ُ ْ
هوا َ ما ن ُ ُ ْ
دوا ل ِ َ عا ُ َ
دوا ل َ ْ و ُر ّ َ
ول ْ ل َ َ
من قب ْ ُ ن ِ خفو َ ُ ْ
كاُنوا ي ُ ْ َ
ن{ ]النعام ،آية.[.28-27 : كاِذُبو َ لَ َ
فهؤلء جميًعا يسألون الرجوع عند الموت ،وعند العرض على الجبار
جل عله ،وعند رؤية النار فل يجابون ،لما سبق في قضائه أنهم إليها ل
يرجعون ولذلك عد ّ أهل العلم القول بالرجعة إلى الدنيا بعد الموت من
أشد مراحل الغلو في بدعة التشيع.
قال ابن حجر :التشيع محبة علي وتقديمه على الصحابة ،فمن قدمه
على أبي بكر وعمر فهو غال في تشيعه ويطلع عليه رافضي ،وإل
فشيعي ،فإن انضاف إلى ذلك السب أو التصريح بالبغض فغال في
الرفض ،وإن اعتقد الرجعة إلى الدنيا فأشد في الغلو ]هدي الساري مقدمة
فتح الباري :ص .[.459
وقد جاء في مسند أحمد أن عاصم بن ضمرة )وكان من أصحاب علي
رضي الله عنه( قال للحسن بن علي :إن الشيعة يزعمون أن علًيا يرجع.
قال الحسن :كذب أولئك الكذابون ،لو علمنا ذاك ما تزوج نساؤه ،ول
قسمنا ميراثه ]مسند أحمد 2/312 :رقم) ،(1265وقال أحمد شاكر :إسناده صحيح،
وانظر :طبقات ابن سعد.[.3/39 :
والقول بالرجعة بعد الموت إلى الدنيا لمجازاة المسيئين وإثابة
ن
و َ
ف ْو ّما ت ُ َوإ ِن ّ َ
المحسنين ينافي طبيعة هذه الدنيا وأنها ليست دار جزاء } َ
د
ق ْف َ ة َ جن ّ َل ال ْ َ وأ ُدْ ِ
خ َ ر َ
ن الّنا ِ
ع ِح َ ز َح ِ
من ُز ْ ف َة َ م ِقَيا َم ال ْ ِ
و َ جوَرك ُ ْ
م يَ ْ أ ُ
ُ
ر{ ]آل عمران ،آية.[.185 : ع ال ْ ُ
غُرو ِ حَياةُ الدّن َْيا إ ِل ّ َ
مَتا ُ وما ال ْ َ فاَز ََ
كما أنه يضعف جانب اليمان بيوم البعث والجزاء ،ويبدوا أن هذا من
أهداف واضع هذا المبدأ ]وقد ذكر بعضهم أن ابن سبأ قال بالرجعة وإبطال الخرة
)السكسكي /البرهان :ص .[.(50
وقد تمثل هذا عملًيا في تأويلت الثني عشرية ليات اليوم الخر
بالرجعة ،وفي تأثير هذه التأويلت ،وهذا المذهب على بعض الفرق
المنتسبة للتشيع ،وإنكارها لليوم الخر ،واعتقادها بالتناسخ الذي ربما
تكون عقيدة الرجعة هي البوابة إليه ،كما أن تأويلتهم تدعو له.
536
ويرى بعض الباحثين أن عقيدة الرجعة تسربت عن طريق المؤثرات
اليهودية والمسيحية ]انظر :جولد سيهر /العقيدة والشريعة :ص ،215أحمد أمين/
فجر السلم :ص ،270محمد عمارة /الخلفة :ص ،[.159ودخلت التشيع بتأثير
اتباع تلك الديانات .وقد استنتج شيخهم الصادقي )من شيوخهم
المعاصرين( أن مبدأ الرجعة عند قومه يرجع في أصله إلى ما ورد في
كتب اليهود ]ونقل بعض نصوص اليهود في ذلك ،وأرجعها إلى كتاب دانيال[.13-12/1 :
واعتبر ذلك بشارة للشيعة ]انظر :رسول السلم في الكتب السماوية :ص -239
.[.241
وقد كان لبن سبأ اليهودي – كما تنقل ذلك كتب الشيعة ،والسنة على
السواء – دور التأسيس لمبدأ الرجعة ،إل أنها رجعة خاصة بعلي ،كما أنه
ينفي وقوع الموت عليه أصل ً كحال الثني عشرية مع مهديهم الذي
يزعمون وجوده.
لكن يبدو أن الذي تحمل كبر نشره ،وتعميم مفهومه وتأويل آيات من
القرآن فيه هو جابر الجعفي حتى امتدحته روايات الشيعة بفقهه في أمر
الرجعة؛ حيث جاء في تفسير القمي أن أبا جعفر قال" :رحم الله جابًرا
عل َي ْ َ
ك ض َ ذي َ
فَر َ ن ال ّ ِ
بلغ فقهه أنه كان يعرف تأويل هذه الية }إ ِ ّ
د{ ]القصص ،آية ،85 :قال ابن كثير في تفسير الية: عا ٍ ك إ َِلى َ
م َ ن ل ََرادّ َ ال ْ ُ
قْرآ َ
يقول تعالى آمًرا رسوله صلوات الله وسلمه عليه ببلغ الرسالة ،وتلوة القرآن على
الناس ،ومخبًرا بأنه سيرده إلى معاد وهو يوم القيامة فيسأله عما استرعاه من أعباء
ن{ أي :افترض عليك أداءه إلى الناس )تفسير ابن ك ال ْ ُ
قْرآ َ عل َي ْ َ
ض َ النبوة ،ومعنى } َ
فَر َ
كثير ،(3/419كما فسر "المعاد" بأقوال أخرى ترجع – كما يقول ابن كثير – إلى قول من
فسر ذلك بيوم القيامة )تفسير ابن كثير (3/420 :وانظر في معنى الية :تفسير الطبري:
،126-20/123تفسير البغوي ،459-3/458 :زاد المسير [.251-6/249 :يعني
الرجعة" ]تفسير القمي.[.2/147 :
وعقيدة الرجعة عند المامية هي – كما قال السويدي رحمه الله –
خلف ما علم من الدين بالضرورة من أنه ل حشر قبل يوم القيامة ،وأن
ما إنما توعده بيوم القيامة ]ولكن الشيعة
الله تعالى كلما توعد كافًرا أو ظال ً
تتوعد كل ما سوى الشيعة بالرجعة ،[.كما أنها خلف اليات والحاديث المتواترة
المصرحة بأنه ل رجوع إلى الدنيا قبل يوم القيامة ]السويدي /نقض عقائد
الشيعة :ص ) 1مخطوط(.[.
ولكن شيوخ المامية يصرون على القول بها ،ويعتبرون شذوذهم عن
ل ل َهم َ
م{. مَلى ل َ ُ
ه ْ و َ ُ ْ َ
وأ ْ س ّ
ن َ شي ْ َ
طا ُ المة فيها دليل صحتها} ..ال ّ
الفصل السادس
الظهور
537
أي ظهور الئمة بعد موتهم لبعض الناس ثم عودتهم لقبورهم ،وهذه
العقيدة غير رجعة الئمة ،وقد بوب لها المجلسي بعنوان "باب أنهم
يظهرون بعد موتهم ،ويظهر منهم الغرائب" ]بحار النوار ،304-27/303 :بصائر
الدرجات :ص ..[.78فالئمة يظهرون بعد موتهم ،ويراهم بعض الناس ،وهذا
الظهور غير مرتبط بوقت معين كالرجعة بل هو خاضع لرادة الئمة ،حتى
نسبوا لمير المؤمنين أنه قال" :يموت من مات منا وليس بميت" .وتذكر
أساطيرهم أن أبا الحسن الرضا كان يقابل أباه بعد موته ،ويتلقى وصاياه
وأقواله ]بحار النوار ،27/303 :بصائر الدرجات :ص .[.78
ويزعم بعض الشيعة أنه دخل على أبي عبد الله فقال له )أي أبو عبد
الله( :تشتهي أن ترى أبا جعفر )بعد موته(؟ قال" :قلت :نعم ،قال :قم
فادخل البيت ،فدخلت فإذا هو أبو جعفر" ]بحار النوار ،27/303 :بصائر
الدرجات :ص ،[.78ويزعم آخر بأنه دخل على أبي الحسن فقال له :أتحب
أن ترى أبا عبد الله؟ يقول :فقلت :وددت والله ،فقال :قم وادخل ذلك
البيت ،فدخلت البيت فإذا أبو عبد الله عليه السلم قاعد ]بحار النوار:
،27/303بصائر الدرجات :ص .[.78
"وقال أبو عبد الله – كما يفترون :-أتى قوم من الشيعة الحسن بن
علي عليه السلم بعد قتل أمير المؤمنين عليه السلم فسألوه فقال:
تعرفون أمير المؤمنين إذا رأيتموه؟ قالوا :نعم ،قال :فارفعوا الستر،
فعرفوه ]كذا في الصل ،وقد تكون "فرفعوه" [.فإذا هم بأمير المؤمنين عليه
السلم ل ينكرونه" ]بحار النوار ،27/303 :بصائر الدرجات :ص .[.78بل وتمتد
ضا أن الموات من الولين يظهرون لهم ،جاء في عقيدتهم هذه لتدعي أي ً
من أخبره!! عن عباية بصائر الدرجات " ..عن عثمان بن عيسى ع ّ
السدي قال :دخلت على أمير المؤمنين عليه السلم وعنده رجل رث
الهيئة ،وأمير المؤمنين عليه السلم مقبل عليه يكلمه ،فلما قام الرجل
قلت :أي أمير المؤمنين ،من هذا الذي أشغلك عنا؟ قال :هذا وصي
موسى عليه السلم" ]بصائر الدرجات :ص ،81بحار النوار.[.27/305 :
وتزعم رواياتهم أن علًيا كان يذهب إلى مقبرة اليهود وأنه خاطب أهل
القبور "فأجابوه من جوف القبور :لبيك لبيك مطاع ،فقال :كيف ترون
العذاب؟ فقالوا :بعصياننا لك كهارون ،فنحن ومن عصاك في العذاب"..
]كنز الفوائد :ص ،82بحار النوار.[.27/306 :
كما تدعي رواياتهم بأن رسول الله ظهر بعد موته ليأمر أبا بكر بطاعة
علي ]انظر :بحار النوار ،304 /27 :بصائر الدرجات :ص .[.78وأن أبا بكر وعمر
يظهران للئمة في كل موسم حتى يرمونهما بالحجارة أثناء رم الجمار
]انظر :بحار النوار ،306-27/305 :بصائر الدرجات :ص ،[.82ولهذا قام محمد
الباقر – كما يفترون عليه – برمي خمسة أحجار في غير موضع الجمار
ولما قيل له في ذلك قال" :إذا كان كل موسم أخرجا الفاسقين الغاصبين
]هكذا في المصدر المنقول عنه ،وفي نسخة أخرى – كما أشار في الهامش – أخرجا
538
الفاسقان الغاصبان) .انظر :بحار النوار ،27/305 :تعليقه رقم ) ،[.(6ثم يفرق بينهما
ههنا ل يراهما إل إمام عدل ،فرميت الول اثنتين والخر ثلثة ،لن الخر
أخبث من الول" ]بحار النوار ،306-27/305 :بصائر الدرجات :ص .[.82
هذه بعض أخبارهم في هذه "المقالة" .وقد ذكر المجلسي بأنه "أورد
أكثر أخبار هذا الباب في باب البرزخ ،وباب كفر الثلثة ،وباب كفر
معاوية ،وأبواب معجزات أمير المؤمنين وسائل الئمة عليهم السلم"
]بحار النوار [.27/307 :فأخبارهم في شأن هذه الخرافة متكاثرة ،وقد ذكر
المجلسي أن هذا الظهور قد يكون في أجسادهم الصلية ،ثم قال:
"واليمام الجمالي في تلك المور كاف للمتدين المسلم لما ورد عنهم،
ورد علم تفاصيلها إليهم صلوات الله عليهم" ]بحار النوار.[.27/307 :
نقد هذه المقالة:
هذه المقالة لم أر من تعرض لها من ضمن معتقدات الشيعة ..مع أنها
من مقالتهم التي استفاضت أخبارها عندهم ،وهي مقالة يكفي عرضها
لبيان فسادها ،فهي ل تتفق بأي حال مع النقل الصحيح ول مع العقل
الصريح ول الفطر السليمة ،وهي تقدح في المذهب الشيعي ،وتلحقه في
المذاهب الخرافية التي تعشعش في أذهان جملة من البشر .وهي مقالة
من ضمن مقالت عديدة في هذا المذهب ،تعتبر من البراهين على
بطلنه ،مثلها في ذلك مثل عقيدة الغيبة والرجعة والبداء ..إلخ.
وكثرة أخبارهم عندهم دليل واقعي حاسم على استفاضة الكذب
عندهم ،وأنه ل عبرة ول صحة لرواياتهم ولو كثرت ما دامت تكثر في تأييد
المقالت الخرافية التي يكذبها الواقع ،والتي لو حدث شيء منها
لستفاض نقله بين المسلمين ،ولم تنفرد بنقله شرذمة من الروافض.
ورجعة الموات قبل يوم القيامة باطلة بالنقل وإجماع المسلمين – كما
سلف – وهذه الخرافات تعتبر من فضائحهم وعوراتهم التي هي قائمة
في مذهبهم ،ولعلها من حكمة الباري سبحانه؛ إذ ما من قوم أرادوا أن
ينسبوا لله ديًنا ما أنزله إل وفضحهم على رؤوس الشهاد ،كما أثبتت ذلك
الوقائع واليام.
الفصل السابع
البداء
من أصول الثني عشرية القول البداء على الله سبحانه وتعالى حتى
بالغوا في أمره ،فقالوا" :ما عبد الله بشيء مثل البداء" ]أصول الكافي،
كتاب التوحيد ،باب البداء ،1/146 :ابن بابويه /التوحيد ،باب البداء :ص ،332بحار النوار،
كتاب التوحيد ،باب البداء [.4/107 :و"ما عظم الله عز وجل بمثل البداء" ]أصول
الكافي ،1/146 :التوحيد لبن بابويه ص ،333بحار النوار" ،[.4/107 :ولو علم الناس
539
]أصول الكافي: ما في القول بالبداء من الجر ما افتروا من الكلم فيه"
،1/148التوحيد لبن بابويه :ص ،334بحار النوار » ،[.4/108 :وما بعث الله نبًيا
قط إل بتحريم الخمر وأن يقر لله بالبداء" ]أصول الكافي ،1/148 :التوحيد لبن
بابويه :ص ،334بحار النوار.[.4/108 :
قبويبدو أن الذي أرسى أسس هذا المعتقد عند الثني عشرّية هو المل ّ
ه( حيث وضع عندهم بثقة السلم وهو شيخهم الكليني )ت 328أو 329
هذا المعتقد في قسم الصول من الكافي ،وجعله ضمن كتاب التوحيد،
صص له باًبا بعنوان "باب البداء" وذكر فيه سّتة عشر حديًثا من
وخ ّ
الحاديث المنسوبة للئمة.
ه( ،وسجل ذلك ضمن عقائد طائفته، وجاء من بعده ابن بابويه )ت 381
صا بعنوان "باب البداء" وذلك في كتاب "العتقادات"وعقد له باًبا خا ً
الذي يسمى دين المامية ]العتقادات :ص .[.89ومثل ذلك فعل في كتابه
"التوحيد" ]التوحيد :ص .[.331
وب له في ه( بأمر البداء وب ّ
م شيخهم المجلسي )ت 1111 وقد اهت ّ
بحاره بعنوان "باب الّنسخ والبداء" ،وذكر ) (70حديًثا من أحاديثهم عن
الئمة ]بحار النوار.[.129-4/92 :
وكذلك جاءت هذه المقالة ضمن كتب العقيدة عند المعاصرين ]انظر –
مثل ً :-المظفر /عقائد المامية ،69 :الزنجاني /عقائد المامية الثني عشرية.[.1/34 :
فا كما في
وألف شيوخهم في شأنها مؤلفات مستقلة بلغت ) (25مصن ً
الذريعة ]انظر :الذريعة إلى تصانيف الشيعة.[.57-3/53 :
ولعل القارئ المسلم يعجب من أمر هذه العقيدة ،التي ل يعرفها
المسلمون ،وليس له ذكر في كتاب الله سبحانه ،وسنة نبيه صلى الله
عليه وسلم مع أنها من أعظم ما عبد الله به ،ومن أصول رسالت
الرسل ،وفيها من الجر ما لو علم به المسلم لصبحت تجري على لسانه
ما كشهادة التوحيد )كما يزعمون(.
دائ ً
إذا رجعت إلى اللغة العربية لتعرف معنى البداء تجد أن القاموس
يقول :بدا بدًوا وبدًوا وبداءة :ظهر .وبدا له في المر بدًوا وبداء وبداة:
نشأ له فيه رأي ]القاموس المحيط ،مادة :بدو ) .[.(4/302فالبداء في اللغة –
كما ترى – له معنيان:
الول :الظهور بعد الخفاء .تقول :بدا سور المدينة أي :ظهر.
والثاني :نشأة الراي الجديد .قال الفراء :بدا لي بداء أي :ظهر لي رأي
آخر ،وقال الجوهري :بدا له في المر بداء أي :نشأ له فيه رأي ]الصحاح )
،(6/2278ولسان العرب ) ،(14/66وانظر هذا المعنى في كتب الشيعة مثل :مجمع
البحرين للطريحي.[.1/45 :
540
دوا ْ وِإن ت ُب ْ ُ وكل المعنيين وردا في القرآن ،فمن الول قوله تعالىَ } :
ف سك ُ َ َ
ه{ ]البقرة ،آية.[.284 : ه الل ّ ُ
كم ب ِ ِ سب ْ ُ
حا ِفوهُ ي ُ َ خ ُو تُ ْمأ ْ في أن ُ ِ ْ ما ِ َ
ه َ ْ َ َ ُ
جن ُن ّ ُس ُ ت لي َ ْ وا الَيا ِ ما َرأ ُد َ ع ِ
من ب َ ْ هم ّ دا ل ُم بَ َومن الثاني قوله} :ث ّ
ن{ ]يوسف ،آية.[.35 : حي ٍحّتى ِ
َ
وواضح أن البداء بمعنييه يستلزم سبق الجهل وحدوث العلم وكلهما
محال على الله سبحانه .ونسبته إلى الله سبحانه من أعظم الكفر،
فكيف تجعل الشيعة الثنا عشرية هذا من أعظم العبادات ،وتدعي أنه ما
عظم الله عز وجل بمثل البداء؟! سبحانك هذا بهتان عظيم.
وهذا المعنى المنكر يوجد في كتب اليهود ،فقد جاء في التوراة التي
حرفها اليهود وفق ما شاءت أهواؤهم نصوص صريحة تتضمن نسبة معنى
البداء إلى الله سبحانه ]جاء في التوراة" :فرأى الرب أنه كثر سوء الناس على
الرض .فندم الرب خلقه النسان على الرض وتنكد بقلبه ،وقال الرب :لمحون النسان
الذي خلقته عن وجه الرض) "..سفر التكوين ،الفصل السادس ،فقرة (5 :ومثل هذا
المعنى الباطل وما أشبه يتكرر في توراتهم )انظر :سفر الخروج ،الفصل 32 :فقرة،12 :
،14وسفر قضاة ،الفصل الثاني ،فقرة ،18 :وسفر صموئيل الول ،الفصل الخامس
عشرة فقرة ،34 ،10 :وسفر صموئيل الثاني ،الفصل ،24 :فقرة ،16 :وسفر أخبار اليام
الول ،الفصل ،21 :فقرة ،1 :وسفر أرميا ،الفصل ،42 :فقرة ،10 :وسفر عاموس،
الفصل ،7 :فقرة ،3 :وسفر يونان ،الفصل ،3 :فقرة 10 :وغيرها(.
هذا ما جاء في توراة اليهود ،مع أنهم ينكرون النسخ ،لنه بزعمهم يستلزم البداء )انظر:
مسائل المامة :ص ،75مناهل العرفان ،(2/78 :فانظر إلى تناقضهم وردهم للحق
وقبولهم بالباطل.[.
ويبدو أن ابن سبأ اليهودي قد حاول إشاعة هذه المقالة ،التي ارتضعها
من »توراته« في المجتمع السلمي الذي حاول التأثير فيه باسم التشيع
وتحت مظلة الدعوة إلى ولية علي ،ذلك أن فرق السبيئة "كلهم يقولون
بالبداء وأن الله تبدو له البداوات" ]الملطي /التنبيه والرد :ص .[.19
ثم انتقل هذه المقالة إلى فرقة "الكيسانية" أو "المختارية" أتباع
المختار بن أبي عبيد الثقفي وهي الفرقة التي اشتهرت بالقول "بالبداء"
والهتمام به ،والتزامه عقيدة.
ويذكر أصحاب المقالت أن السبب الذي جوزت لجله الكيسانية البداء
شا قوًيا لقتال المختار على الله تعالى هو :أن مصعب بن الزبير أرسل جي ً
وأتباعه فبعث المختار إلى قتالهم أحمد بن شميط مع ثلثة آلف من
المقاتلة وقال لهم :أوحي إلي أن الظفر يكون لكم ،فهزم ابن شميط
ه( [.فيمن كان معه فعادوا إليه ]وهو من قواد المختار ،وقتل سنة ) 67
فقالوا :أين الظفر الذي قد وعدتنا؟ فقال المختار :هكذا كان قد وعدني
توي ُث ْب ِ ُ ما ي َ َ
شاء َ حو الل ّ ُ
ه َ م ُثم بدا فإنه سبحانه وتعالى قد قال} :ي َ ْ
ُ
ب{ ]الرعد ،آية] [.39 :السفراييني /التبصير في الدين :ص ،20 م ال ْك َِتا ِ
عندَهُ أ ّ
و ِ
َ
وانظر :البغدادي /الفرق بين الفرق :ص .[.52-50
541
فالسبب كما ترى أن المختار كان يدعي علم الغيب وما يحدث
بالمستقبل ،فكان إذا وقع خلف ما أخبر به قال :قد بدا لربكم.
وتجد هذا المعنى في أخبار الثني عشرية ،فإنهم قد أشاعوا بين
أتباعهم أن أئمتهم "يعلمون ما كان وما يكون ول يخفى عليهم الشيء"
]أصول الكافي ،باب أن الئمة يعلمون علم ما كان وما يكون وأنه ل يخفى عليهم الشيء:
.[.1/260فإذا نسبوا إلى الئمة أخباًرا لم تقع قالوا :هذا من باب البداء.
جاء في البحار في باب البداء "عن أبي حمزة الثمالي قال :قال أبو
جعفر وأبو عبد الله عليهما السلم :يا أبا حمزة إن حدثناك بأمر أنه يجيء
من هاهنا فجاء من هاهنا ،فإن الله يصنع ما يشاء ،وإن حدثناك اليوم
دا بخلفه فإن الله يمحو ما يشاء ويثبت" ]بحار النوار: بحديث وحدثناك غ ً
،4/119تفسير العياشي ،2/217 :البرهان.[.2/299 :
دولةن المر سيعود إليهم ،وال ّشيعة يمنون أتباعهم بأ ّ وكان شيوخ ال ّ
ددوا ذلك بسبعين سنة في رواية نسبوها لبي ستكون لهم ،حتى إّنهم ح ّ
قق شيء من تلك الوعود اشتكى سبعون ولم يتح ّ ما مضت ال ّ جعفر ،فل ّ
سسو المذهب الخروج من هذا المأزق بالقول التباع من ذلك ،فحاول مؤ ّ
بأّنه قد بدا لله سبحانه ما اقتضى تغيير هذا الوعد ]انظر :تفسير العياشي:
طوسي :ص ،263بحار النوار.[.4/214 : ،2/218الغيبة لل ّ
542
وزعموا أن الئمة يعطون علم "الجال والرزاق والبليا والعراض
والمراض ويشترط )لهم( فيه البداء" ]تفسير القمي ،2/290 :بحار النوار:
.[.4/101وهذه حيلة أخرى منهم ليستروا بها كذبهم إذا أخبروا خلف
الواقع.
وقد أمر الشيعة بمقتضى هذه العقيدة بالتسليم بالتناقض والختلف
والكذب ،ففي رواية طويلة في تفسير القمي تخبر عن نهاية دولة بني
العباس ،قال فيها إمامهم" :إذا حدثناكم بشيء فكان كما نقول فقولوا:
صدق الله ورسوله ،وإن كان بخلف ذلك فقولوا :صدق الله ورسوله
تؤجروا مرتين] "..تفسير القمي ،311-1/310 :بحار النوار.[.4/99 :
وقد كان لعقيدة البداء في إبان نشأتها أثرها في ظهور بوادر الشك
لدى العقلء من أتباع المذهب ،وقد اكتشف بعضهم حقيقة اللعبة ،فتخلى
ل ،وقد حفظت لنا بعض كتب الفرق قصة أحد عن المذهب المامي أص ً
هؤلء وهو سليمان بن جرير الذي تنسب إليه فرقة السليمانية من
الزيدية ،فقال – كما تنقل ذلك كتب الفرق عند الشيعة نفسها " :-إن أئمة
الرافضة وضعوا لشيعتهم مقالتين ،ل يظهرون معهما من أئمتهم على
دا وهما القول بالبداء وإجازة التقية" ]المقالت والفرق للقمي :ص ،78
كذب أب ً
فرق الشيعة للنوبختي :ص .[.64
ثم كشف – من خلل حياته في المجتمع الشيعي ،ومخالطته لهم –
كيف يتخذون من عقيدة البداء وسيلة للتستر على كذبهم في دعوى علم
ما أحّلوا أنفسهم من شيعتهم مح ّ
ل متهم ل ّ ن أئ ّ
الئمة للغيب فقال" :إ ّ
النبياء من رعّيتها في العلم فيما كان ويكون ،والخبار بما يكون في غد،
دا وفي غابر الّيام كذا وكذا ،فإن جاء ذلك وقالوا لشيعتهم إّنه سيكون غ ً
ن هذا يكون فنحن نعلم شيء على ما قالوه ،قالوا لهم :ألم نعّلمكم أ ّ ال ّ
ل مثل تلكل ما علمته النبياء ،وبيننا وبين الله عّز وج ّ من قبل الله عّز وج ّ
السباب التي علمت بها النبياء عن الله ما علمت ،وإن لم يكن ذلك
شيء الذي قالوا إّنه يكون على ما قالوه ،قالوا لشيعتهم :بدا لله في ال ّ
فَرق للقمي :ص ،78فرق ال ّ
شيعة للّنوبختي :ص -64 ونه" ]المقالت وال ِذلك فلم يك ّ
خرين للّرازي :ص ،249 دمين والمتأ ّ
صل أفكار المتق ّ
،65وانظر في هذا المعنى :مح ّ
ن ذلك من أولئك الّزنادقة
ّ ّأ ق والح البيت، أهل بعض إلى وسليمان بن جرير ينسب الخداع
المنتسبين إلى أهل البيت لكل أموال الّناس بالباطل والّتآمر والّتخريب.[.
ضا كيف يخدعون أتباعهم بمقتضى عقيدة التقية ،فتأثر بقوله ثم شرح أي ً
طائفة من الشيعة واتبعوه ]انظر :المقالت والفرق :ص ،78فرق الشيعة :ص
.[.65
فأنت ترى بعد هذا العرض أنه لو سقطت عقدية البداء لنتقض دين
الثني عشرية من أصله ،لن أخبارهم ووعودهم التي لم يتحقق منها
شيء تنفي عنهم صفة المامة.
543
وهذا سر مغالة شيوخهم بأمر البداء ،ودفاعهم عنه ،وجعله من أعظم
العبادات.
لكن مقالة البداء ارتدت عليهم بأوخم العواقب وهي إضافة سبب جديد
لكفرهم وردتهم ]انظر :الغزالي /المستصفى [.1/110 :لنهم بهذا المعتقد نزهوا
المخلوق وهو المام عن الخلف في الوعد ،والختلف في القول ،والتغير
في الرأي ،ونشأة رأي جديد ،ونسبوا ذلك إلى عالم الغيب والشهادة.
وا كبيًرا ]الوشيعة :ص .[.182
تعالى الله عما يقول الظالمون عل ً
فنزهوا المخلوق دون الخالق ،لن غلوهم في المام – فيما يظهر – لم
يجعل للحق جل شأنه في قلوبهم وقاًرا ،فتاهوا في بيداء هذا الضلل
والكفر واللحاد.
صا من وصمة هذا العار ،ومهرًبا
ولقد حاول شيوخ الشيعة أن يجدوا مخل ً
من التكفير.
فالنصير الطوسي الذي يلقبه المجلسي بالمحقق )المتوفى سنة
ه( أنكر وجود البداء كعقيدة للثني عشرية وقال عن طائفته" :إنهم 672
ل يقولون بالبداء ،وإنما القول بالبداء ما كان إل في رواية رووها عن
جعفر الصادق أنه جعل إسماعيل القائم مقامه ،فظهر من إسماعيل ما
لم يرتضه منه ،فجعل القائم موسى فسئل عن ذلك فقال :بدا لله في
ما ولأمر إسماعيل ،وهذه رواية ،وعندهم أن خبر الواحد ل يوجب عل ً
ل" ]الطوسي /تلخيص المحصل :ص .[.250 عم ً
ولكن هذا – كما ترى – مخالف للواقع؛ إذ إن البداء من عقائدهم
المقررة ،ورواياتهم وأخبارهم فيه كثيرة ،ولذلك قال المجلسي بأن هذا
الجواب عجيب من الطوسي ،وعزا ذلك » لعدم إحاطته بالخبار" ]بحار
النوار.[.4/123 :
وصنف من الشيعة يقر بالبداء كعقيدة ويحاول أن يجد له تأويل ً مقبو ً
ل.
فابن بابويه القمي يوجه "أحاديثهم" في البداء توجيًها »تبدو« عليه
ملمح الضطراب ،فهو في البداية يقول" :ليس البداء كما يظنه جهال
الناس بأنه بداء ندامة تعالى الله عن ذلك ،ولكن يجب علينا أن نقر لله
عز وجل بأن له البداء معناه أن له أن يبدأ بشيء من خلقه فيخلقه قبل
شيء ثم يعدم ذلك الشيء ويبدأ بخلق غيره" ]التوحيد :ص .[.335
ما لنه تكلم عن البدء لفأنت ترى أن حديثه هنا خارج الموضوع تما ً
البداء ول يخالف مسلم في هذا المر الذي يقوله ،ولو كان هذا مقصودهم
جا لتناقض رواياتهم،
بالبداء لما أنكره عليهم أحد ،ولما وجدوا فيه مخر ً
وتخلف وعودهم.
544
ن{ ]السجدة ،آية [.7 :وهو طي ٍ من ِ ن ِ سا ِ
لن َ قا ِ وب َدَأ َ َ
خل ْ َ فالله سبحانهَ } :
شاءما ي َ َ خل ُ ُ
ق َ ك يَ ْوَرب ّ َ
ه{ ]يونس ،آيةَ } ،[.4 : عيدُ ُ ق ثُ ّ
م يُ ِ }ي َب ْدَأ ُ ال ْ َ
خل ْ َ
خَتاُر{ ]القصص ،آية [.68 :وليس هذا من البداء. وي َ َْ
ولكنه رجع وفسر البداء بالنسخ ،فقال بعد الكلم السابق مباشرة" :أو
يأمر بأمر ثم ينهى عن مثله ،أو ينهى عن شيء ثم يأمر بمثل ما نهى عنه،
وذلك مثل نسخ الشرايع ،وتحويل القبلة ،وعدة المتوفى عنها زوجها"
]التوحيد :ص .[.335
وهذا جهل أو تجاهل؛ إذ ل بداء في النسخ ،والحكم كان مؤقًتا في علم
الله ،وأجل الحكم ،وانتهاء الحكم عند حلول الجل معلوم لله قبل الحكم.
نعم بدا لنا ذلك من الله بعد نزول الناسخ ،والبداء لنا في علمنا ل لله
]الوشيعة :ص .[.183
"من أجل ذلك تنزه الله سبحانه عن أن يوصف بالبداء؛ لن البداء ينافي
إحاطة علم الله بكل شيء ،ولم يتنزه عن النسخ؛ لن النسخ ل يعدو أن
يكون بياًنا لمدة الحكم الول على نحو ما سبق في علم الله تعالى ،وإن
كان رفعه لهذا الحكم بداء بالنسبة لنا" ]مصطفى زيد /النسخ في القرآن:
" .[.1/20فإن الله سبحانه قدر في علمه الزلي لكل حكم ميقاًتا وزماًنا
ما فإذا انتهى زمانه حل محله حكم آخر بأمره ونهيه سبحانه ،فليس معلو ً
فيه تغيير في علمه الزلي" ]محمد أبو زهرة /المام الصادق :ص .[.241قال
َ ْ خ من آي َ
ها{مث ْل ِ َ
و ِ
ها أ ْ
من ْ َ
ر ّ
خي ْ ٍ
ت بِ َ
ها ن َأ ِ
س َ
و ُنن ِ
ةأ ْس ْ ِ ْ َ ٍ
ما َنن َ
تعالىَ } :
]البقرة ،آية.[.106 :
وقد شنع عبد القاهر البغدادي على الشيعة؛ حيث "جعلت النسخ من
قبيل البداء فزعمت أنه إذا أمر سبحانه بشيء ثم نسخه فإنما نسخه لنه
بدا له منه" ]الملل والنحل :ص .[.52
وقد تمادت الشيعة في هذا الغي ،وساق صاحب البحار بعض الروايات
المنسوخة واعتبرها من قبيل البداء ]بحار النوار ،[.84-93/83 :مع أنه ل صلة
للنسخ بالبداء ]راجع أي ً
ضا في التفريق بين النسخ والبداء والرد على أوهام الرافضة
واليهود في عدم التفريق بينهما :الناسخ والمنسوخ لبي جعفر النحاس :ص ،44المعتمد
في أصول الفقه لبي الحسين البصري ،369-1/368 :اليضاح لناسخ القرآن ومنسوخه
لمكي القيسي :ص ،99-98الحكام في أصول الحكام لبن حزم ،69-4/68 :المدي/
الحكام في أصول الحكام ،112-3/109 :دراسات الحكام والنسخ في القرآن /محمد
حمزة :ص .[.59
ثم إن ابن بابويه عاد في نهاية توجيهه لعقيدة البداء إلى القول بأن
البداء "إنما هو ظهور أمر ،يقول العرب :بدا لي شخص في طريقي أي:
ما ل َ ْ
م يَ ُ
كوُنوا ن الل ّ ِ
ه َ م َ دا ل َ ُ
هم ّ وب َ َ
ظهر .قال الله عز وجلَ } :
ن{ ]الزمر ،آية [.47 :أي :ظهر لهم ،ومتى ظهر لله تعالى ذكره سُبو َ
حت َ ِ
يَ ْ
من عبد صلة لرحمه زاد في عمره .ومتى ظهر له منه قطيعة لرحمه
نقص من عمره" ]التوحيد :ص .[.336
545
فهذا عودة منه لتقرير ذلك المنكر في معتقدهم في البداء ،بعد تلون
وتقلب.
وزيادة عمر من وصل رحمه ليست من باب البداء ،وظهور ما لم يكن
في علم الله ،بل صلة الرحم سبب لطول العمر ،والله قدر الجل وسببه
فهو سبحانه "قدر أن هذا يصل رحمه فيعيش بهذا السبب إلى هذه الغاية،
ولول ذلك السبب لم يصل إلى هذه الغاية ،ولكن قدر هذا السبب وقضاه،
وكذلك قدر أن هذا يقطع رحمه فيعيش إلى كذا" ]شرح الطحاوية :ص .[.92
قا أسلم منولكن شيخ الطائفة الطوسي يسلك في تأويل البداء طري ً
طريق ابن بابويه ،حيث يقول" :قوله :بدا لله فيه معناه بدا من الله فيه،
وهكذا القول في جميع ما يروي من أنه بدا لله في إسماعيل معناه أنه
بدا من الله ،فإن الناس كانوا يظنون في إسماعيل بن جعفر أنه المام
بعد أبيه ،فلما مات علموا بطلن ذلك" ]الغيبة للطوسي :ص .[.55
هذا اعتذار الطوسي ،ول شك بأن البداء إذا كان للخلق بأن يقع لهم ما
لم يحتسبوا ،فليس فيه ما يمس العقيدة السلمية.
وقد تابع الطوسي في العتذار نفسه أحد مراجع الشيعة في هذا
العصر وهو محمد حسين آل كاشف الغطا فقال" :البداء وإن كان في
جوهر معناه هو ظهور الشيء بعد خفائه ،ولكن ليس المراد به هنا ظهور
الشيء لله جل شأنه وأي ذي حريجة ومسكة يقول بهذه المضلة ،بل
المراد ظهور الشيء من الله لمن يشاء من خلقه بعد إخفائه عنهم،
وقولنا) :بدا لله( أي بدا حكم الله أو شأن الله" ]الدين والسلم :ص .[.173
ولكن المطلع على رواياتهم ل يرى أنها تتفق مع هذا التأويل ،إذ تدل
على نسبة البداء إلى الله ل إلى الخلق ،ولذلك اعتذر أئمتهم عن الخبار
بالمغيبات خشية البداء ..ونسبوا إلى نبي الله لوط أنه كان يستحث
الملئكة لنزال العقوبة بقومه خشية أن يبدو لله ،ويقول" :تأخذونهم
الساعة فإني أخاف أن يبدو لربي فيهم .فقالوا :يا لوط إن موعدهم
الصبح أليس الصبح بقريب" ]فروع الكافي .[.5/546 :فهل مثل هذا
"اللحاد" يقبل التأويل؟!.
وجاء في الكافي " ..عن أبي هاشم الجعفري قال :كنت عند أبي
الحسن عليه السلم بعد مضي ابنه أبو جعفر وإني لفكر في نفسي أريد
أن أقول كأنهما أعني :أبا جعفر وأبا محمد في هذا الوقت كابي الحسن
موسى وإسماعيل ابني جعفر بن محمد عليهم السلم ،وإن قصتهما
كقصتهما ،إذ كان أبو محمد المرجي بعد أبي جعفر عليه السلم ،فأقبل
علي أبو الحسن قبل أن أنطق فقال :نعم يا أبا هاسم بدا لله في أبي
محمد بعد أبي جعفر عليه السلم ما لم يكن يعرف له ،كما بدا له في
موسى بعد مضي إسماعيل ما كشف به عن حاله وهو كما حدثتك نفسك
وإن كره المبطلون" ]أصول الكافي.[.1/327 :
546
فانظر إلى قوله "بدا لله ..ما يكن يعرف له "..تجد أنهم ينسبون
"البداء" إلى الله صراحة ،فهؤلء القوم ل يرجون لله وقاًرا ،وقد اتخذوا
من عقيدة البداء وسيلة لبقاء فرصة الختيار في أهل البيت ،والرجوع
عن الختيار بدون تثريب عليهم من أتباعهم ..ولم يراعوا في هذه الحيلة
حق الله جل شأنه ،لن واضعي هذه النصوص قد فرغت نفوسهم من
خوف الله ورجائه .ثم إن التأويل للبداء بظهور المر للناس من الله ل
يسوغ كل هذه المغالة في البداء وجعله من أعظم الطاعات وأصول
العتقادات ،كما أن لفظ البداء يحمل معنى باطل ً في لغة العرب التي
نزل بها القرآن ،فكيف يعد أصل في الدين وهو بهذه المثابة ،ويلتمس له
ج؟!
تأويل ومخر ٌ
استدللهم على البداء:
وبعد أن استقرت مسألة البداء عندهم كعقيدة بمقتضى روايات الكليني
وأضرابه ،حاول شيخ الشيعة – كعادتهم – البحث في كتاب الله عن سند
لدعواهم.
وكأنه لم يكفهم أن نسبوا هذه الفرية إلى الله ،حتى زعموا أن كتاب
وي ُث ْب ِ ُ
ت ما ي َ َ
شاء َ حو الل ّ ُ
ه َ م ُ
الله أثبت فريتهم ،فتعلقوا بقوله سبحانه} :ي َ ْ
ُ
م ال ْك َِتا ِ
ب{ ]الرعد ،آية.[.39 : عندَهُ أ ّ
و ِ
َ
ويلحظ أن أول من استدل بهذه الية على فرية البداء هو المختار بن
أبي عبيد ]انظر :ص) [.(940وتابعه شيوخ الشيعة ،ووضعوا روايات في ذلك
أسندوها لبعض علماء آل البيت لتحظى بالقبول ]انظر :أصل الكافي،1/146 :
التوحيد لبن بابويه :ص 333وما بعدها.[.
واستدللهم بهذه الية على أن المحو والثبات بداء شطط في
الستدلل ،وتعسف بالغ ،ذلك أن المحو والثبات بعلمه وقدرته وإرادته،
من غير أن يكون له بداء في شيء ،وكيف يتوهم له البداء وعنده أم
ها
م َ َ
عل ُ ب ل َ يَ ْ غي ْ ِح ال ْ َ فات ِ ُ م َ عندَهُ َ و ِ الكتاب ،وله في الزل العلم المحيط } َ
ة إ ِل ّ ق ٍوَر َ من َ ط ِ ق ُ س ُ ما ت َ ْ و َ ر َ ح ِ وال ْب َ ْ في ال ْب َّر َ ما ِ م َ عل َ ُوي َ ْ
و َ ه َ إ ِل ّ ُ
َ
في س إ ِل ّ ِ ول َ َياب ِ ٍ ب َ ول َ َرطْ ٍ ض َ ت الْر ِ ما ِ في ظُل ُ َ ة ِ
حب ّ ٍول َ َ ها َ م َ عل َ ُيَ ْ
ْ
فُروا َل ت َأِتيَنا ن كَ َ ذي َ ل ال ّ ِ قا َ و َ ن{ ]النعام ،آيةَ ..} ،[.59 : مِبي ٍ ب ّ ك َِتا ٍ
عال ِم ِ ال ْ َ ْ
ه
عن ْ ُب َ عُز ُ ب ل يَ ْ غي ْ ِ م َ وَرّبي ل َت َأت ِي َن ّك ُ ْ ل ب ََلى َ ق ْ ة ُ ع ُسا َ ال ّ
من ذَل ِ َ َ َ قا ُ مث ْ َ
ك غُر ِ ص َ ول أ ْ ض َ في الْر ِ ول ِ ت َ وا ِ ما َ
س َفي ال ّ ة ِ ل ذَّر ٍ ِ
ن{ ]سبأ ،آية.[.3 : ول أك ْب َُر ِإل ِ َ
مِبي ٍ ب ّ في ك َِتا ٍ َ
وأمثالها من اليات ،وتوهم البداء لله تكذيب لكل هذه اليات ]وانظر في
ضا :المستصفى للغزالي ،1/110 :مختصر الصواعق ،1/110 :الحكام
الرد عليهم أي ً
للمدي.[.3/111 :
وقد اختلف المفسرون في المراد بالذي يمحو ويثبت على ثمانية أقوال )ابن الجوزي/
زاد المسير (338-4/337 :فمنهم من قال :يمحو الله ما يشاء من الشرائع وينسخه،
547
ويثبت ما يشاء فل ينسخه ،قال شارح الطحاوية :والسياق أدل على هذا الوجه )شرح
الطحاوية ص .(94
قال ابن جرير الطبري" :وأولى القوال التي ذكرت في تأويل الية ..أن الله تعالى ذكره
توعد المشركين الذين سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم اليات بالعقوبة ،وتهددهم
كان ل ِرسول َأن يأ ْت ِي بآية إل ّ بإذْن الل ّه ل ِك ُ ّ َ
ب{ل ك َِتا ٌ
ج ٍ
لأ َ ِ َ ِ َ ٍ ِ ِِ ِ َ ما َ َ َ ُ ٍو َ
بها ،وقال لهمَ } :
ً
]الرعد ،آية .[38 :يعلمهم بذلك أن لقضائه فيهم أجل مثبًتا في كتاب هم مؤخرون إلى
وقت ذلك الجل ،ثم قال لهم :فإذا جاء ذلك الجل يجيء الله بمن شاء ممن قد دنا أجله،
وانقطع رزقه ..فيقض ذلك في خلقه ،فذلك محوه ،ويثبت ما شاء ممن بقي أجله ورزقه..
فيتركه على ما هو عليه فل يمحوه" )تفسير الطبري.(13/170 :
ورجح بعضهم عموم المحو والثبات في جميع الشياء )انظر :فتح القدير.(3/88 :
واعترض ابن جزي على من قال بالعموم في تأويل الية بقوله" :وهذا ترده القاعدة
المتقررة أن القضاء ل يبدل وأن علم الله ل يتغير" )التسهيل .(2/136
ولكن قال الشوكاني :بأن القول بالعموم ل ينافي ذلك "لن المحو والثبات هو من
جملة ما قضاه الله وقدره" )فتح القدير.(3/88 :
ورجح القاسمي أن المراد :اليات )التي تسمى المعجزات( )انظر :تفسير القاسمي:
.(373-13/372
ضا في تأويل الية :تفسير البغوي ،23-3/22 :تفسير ابن كثير،561-2/559 :
وانظر أي ً
تفسير اللوسي ،172-169 /13 :السعدي /تيسير الكريم الرحمن.117-4/116 :
هذه أقوال مفسري المسلمين في تأويل الية ،لم يقل أحد منهم بمثل شناعة
الرافضة.[.
وقد بين الله تعالى في آخر الية أن كل ما يكون منه من محو وإثبات
وتغيير ،واقع بمشيئته ومسطور عنده في أم الكتاب ]عبد الرزاق عفيفي /في
تعليقه على الحكام للمدي) 3/111 :الهامش(.[.
روايات في كتب الثني عشرية تنقض عقيدة البداء:
إن نقض الخصم كلمه بنفسه ،من أبلغ النقض ،لنه يقضي على نفسه
بسلحه ،وإن ظهور تناقضه من أوضح أمارات بطلن معتقده ،وأنت تجد
في كتب الثني عشرية روايات عن الئمة ترمي من قال بالبداء بالخزي،
وتناقض ما سلف من روايات.
وهذه الروايات قد تكون روايات وثيقة الصلة بعلماء آل البيت لنها تعبر
عن المعنى الحق وهو ما يليق بأولئك الصفوة ،وقد تكون من آثار الشيعة
المعتدلة بقيت آثارها في كتب الثني عشرية ،ول يبعد أن تكون هذه
الروايات ستاًرا وضعه أولئك الزنادقة على عقيدتهم في البداء.
وعلى أية حال فإن إثبات مثل هذه الروايات تبين مدى تناقض هذه
الطائفة في رواياتها ،وأن دينها قائم على الخذ بالجانب الشاذ ،والمخالف
للجماعة من أخبارهم ،لن ما خالف الجماعة ففيه الرشاد كما هو قانون
سا.
أولئك الزنادقة ،الذي يخرج من أخذ به عن الدين رأ ً
548
جاء في كتاب الّتوحيد لبن بابويه .." :عن منصور بن حازم قال :سألت
سلم – هل يكون اليوم شيء لم يكن في علم الله أبا عبد الله – عليه ال ّ
تعالى بالمس؟ قال :ل ،من قال هذا فأخزاه الله ،قلت :أرأيت ما كان
وما هو كائن إلى يوم القيامة أليس في علم الله؟ قال :بلى ،قبل أن
يخلق الخلق" ]الّتوحيد :ص ،334أصول الكافي 1/148 :رقم ) ،(10وانظر قريًبا من
هذا المعنى رواية أخرى في الكافي) 1/148 :رقم .[.(9
ول شك بأن عقيدة البداء بمقتضى معناها الّلغوي ،وبموجب روايات
الثني عشرّية ،وحسب تأويل بعض شيوخهم تقتضي أن يكون في علم
الله اليوم ما لم يكن في المس.
وحسب الثني عشرية عاًرا وفضيحة أن تنسب إلى الحق جل شأنه
هذه العقيدة ،على حين تبرئ أئمتها منها ،فإذا وقع الخلف في قول المام
نسبت ذلك إلى الله ل إلى المام.
وإذا رجعت إلى معتقدهم في توحيد اللوهية والربوبية ،والسماء
والصفات ،وجدت أن المام قد حل محل الرب سبحانه في قلوبهم
وعقولهم ،بتأثير ذلك الركام المظلم من الخبار ..فعقيدة البداء أثر
لغلوهم في المام.
الفصل الثامن
الطينة
هذه العقيدة من مقالتهم السرية ،وعقائدهم التي يتواصون بكتمانها
حتى من عامتهم ،لنه لو اطلع العامي الشيعي على هذه العقيدة "تعمد
أفعال الكبار لحصول اللذة الدنيوية ،ولعلمه بأن وبالها الخروي إنما هو
على غيره" ]انظر :النوار النعمنية.[.1/295 :
دمين وكانت هذه المقالة موضع إنكار من بعض عقلء ال ّ
شيعة المتق ّ
كالمرتضى وابن إدريس ،لّنها في نظرهم وإن تسللت أخبارها في كتب
دها"
سّنة والجماع فوجب ر ّ الشيعة إل "أّنها أخبار آحاد مخالفة للكتاب وال ّ
]النوار الّنعمانّية.[.1/293 :
لكن هذه الخبار تكاثرت على مر الزمن حتى قال شيخهم نعمة الله
ن أصحابنا قد رووا هذه الخبار بالسانيد ه(" :إ ّ
الجزائري )ت 1112
المتكّثرة في الصول وغيرها ،فلم يبق مجال في إنكارها ،والحكم عليها
بأّنها أخبار آحاد ،بل صارت أخباًرا مستفيضة ،بل متواترة" ]النوار الّنعمانّية:
،[.1/293قال هذا في الرد على من أنكرها من شيوخهم السابقين.
549
والذي تولى كبر إرساء هذه العقيدة – فيما يظهر – هو شيخهم الكليني
من ذلك سبعةوب لها بعنوان "باب طينة المؤمن والكافر" ،وض ّ الذي ب ّ
أحاديث في أمر ال ّ
طينة ]أصول الكافي.[.6-2 /2 :
جل منها شيخهمم ما زالت تكثر هذه الخبار من بعد الكليني حتى س ّ ث ّ
المجلسي سبعة وسّتين حديًثا في باب عقده بعنوان "باب ال ّ
طينة
والميثاق" ]بحار النوار.[.276-5/225 :
وكأن القارئ يتطلع إلى معرفة تفاصيل هذه المقالة التي تجعل
الشيعي يعتقد بأن كل بائقة يرتكبها فذنبها على أهل السنة ،وكل عمر
صالح يعمله أهل السنة فثوابه للشيعة ،ولذلك فإن شيوخ الشيعة يكتمون
ذلك عن عوامهم حتى ل يفسدوا عليهم البلد والعباد.
هذه العقيدة أوسع تفصيل لها هو رواية ابن بابويه في علل ال ّ
شرائع
شرائع :ص -606 حيث استغرقت عنده خمس صفحات وختم بها كتابه ]علل ال ّ
ن هذا كمسك الختام فقال" :إّنه ،[.610ورأى بعض شيوخهم المعاصرين أ ّ
شرائع" ]بحار النوار )الهامش(: شريف كتاب علل ال ّ
ختم بهذا الحديث ال ّ
.[.5/233
سّني خلق من صة وال ّ شيعي خلق من طينة خا ّ ن ال ّ
وملخص ذلك يقول بأ ّ
شيعي من طينة أخرى ،وجرى المزج بين الطينتين بوجه معين ،فما في ال ّ
ي من صلح سن ّ ّ
ي ،وما في ال ّ ص وجرائم هو من تأّثره بطينة ال ّ
سن ّ ّ معا ٍ
ن سّيئاتشيعي ،فإذا كان يوم القيامة فإ ّ وأمانة هو بسبب تأّثره بطينة ال ّ
سّنة ُتعطى سّنة ،وحسنات أهل ال ّ شيعة ُتوضع على أهل ال ّ وموبقات ال ّ
لل ّ
شيعة.
وعلى هذا المعنى تدور أكثر من سّتين رواية من رواياتهم.
ويمكن أن يستنبط سبب القول بهذه العقيدة من السئلة التي وجهت
للئمة ،والشكاوى التي رفعت إليهم ،فالشيعة يشكون من انغماس
قومهم بالموبقات والكبائر ،ومن سوء معاملة بعضهم لبعض ،ومن الهم
والقلق الذي يجدونه ول يعرفون سببه.
ولكن يعزو إمامهم ذلك كله لتأثر طينة الشيعي بطينة السني في
الخلقة الولى.
ولنستمع إلى بعض هذه السئلة المثيرة التي تكشف واقع المجتمع
الشيعي المغلق:
روى ابن بابويه بسنده" :عن أبي إسحاق الّليثي قال :قلت لبي جعفر
سلم :-يا بن رسول الله ،أخبرني عن
محمد بن علي الباقر – عليه ال ّ
المؤمن المستبصر ]يعني الّرافضي [.إذا بلغ في المعرفة وكمل هل يزني؟
م ل ،قلت :فيشرب الخمر؟ قال :ل ،قلت :فيأتي بكبيرة من هذه قال :الّله ّ
الكبائر أو فاحشة من هذه الفواحش؟ قال :ل ،..قلت :يا ابن رسول الله،
550
سبيل، طريق ،ويخيف ال ّ إّني أجد من شيعتكم من يشرب الخمر ،ويقطع ال ّ
صيام، صلة وال ّويزني ،ويلوط ،ويأكل الّربا ،ويرتكب الفواحش ويتهاون بال ّ
م ذاك؟ فقال :ياوالّزكاة ،ويقطع الّرحم ،ويأتي الكبائر ،فكيف هذا ول ِ َ
إبراهيم ،هل يختلج في صدرك شيء غير هذا؟ قلت :نعم يا ابن رسول
الله أخرى أعظم من ذلك ،فقال :وما هو يا أبا إسحاق؟ قال :فقلت :يا
ابن رسول الله ،وأجد من أعدائكم ومناصبيكم ]يشير إلى أهل السنة [.من
يكثر من الصلة والصيام ويخرج الزكاة ويتابع بين الحج والعمرة ،ويحرص
على الجهاد ،ويأثر – كذا – على البر ،وعلى صلة الرحام ،ويقضي حقوق
إخوانه ،ويواسيهم من ماله ،ويتجنب شرب الخمر والزنا ،واللواط وسائر
سره لي يا ابن رسول الله وبرهنه م ذاك؟ ف ّ الفواحش ،فما ذاك؟ ول ِ َ
وبينه ،فقد والله كثر فكري وأسهر ليلي ،وضاق ذرعي" ]علل الشرائع :ص
،607-606بحار النوار.[.229-5/228 :
هذا واحد من السئلة والشكاوى التي تكشف انزعاج الشيعة من
واقعهم المليء بالمعاصي والموبقات بالمقارنة بواقع سلف هذه المة،
وأئمة أهل السنة ومعظم عامتهم من تقى وأمانة وصلح ،وقد أجيب
السائل بمقتضى عقدية الطينة وهي أن المعاصي الموجودة عند الشيعة
هي بسبب طينة أهل السنة ،والعمال الصالحة التي تسود المجتمع
السني بسبب طينة الشيعي.
ويأتي سائل آخر يدعى إسحاق القمي فيقول لبي جعفر الباقر:
"جعلت فداك أرى المؤمن الموحد الذي يقول بقولي ،ويدين الله
بوليتكم ،وليس بيني وبينه خلف ،يشرب السكر ،ويزني ،ويلوط ،وآتيه
في حاجة واحدة فأصيبه معبس الوجه ،كالح اللون ،ثقيل ً في حاجتي،
بطيًئا فيها ،وقد أرى الناصب المخالف لما أنا عليه ،ويعرفني بذلك ]أي
يعرف أنه رافضي ،[.فآتيه في حاجة ،فأصيبه طلق الوجه ،حسن البشر،
حا بها ،يحب قضاءها ،كثير الصلة ،كثير الصوم، عا في حاجتي ،فر ً متسر ً
دع فيؤدي المانة" ]علل الشرائع-489 :
كثير الصدقة ،يؤدي الزكاة ،وُيستو َ
،490بحار النوار.[.247-5/246 :
جفاءفهذا السائل يزيد عن سابقه بشكواه من سوء معاملة أصحابه ،و َ
طبعهم ،وقلة وفائهم ،على حين يجد أهل السنة وهم خصومه أحسن له
من أصحابه وأقضى للحاجة ،وأفضل في الخلق والمعاملة والعبادة.
وقريب من ذلك ما شكاه بعض الشيعة إلى أبي عبد الله فقال" :أرى
الرجل من أصحابنا ممن يقول بقولنا خبيث اللسان ،خبيث الخلطة ،قليل
دا ،وأرى الرجل من المخالفين علينا ما شدي ً
الوفاء بالميعاد فيغمني غ ً
حسن السمت ،حسن الهدي ]الهدي :الطريقة ،السيرة )بحار النوار،[.(5/251 :
ما" ]البرقي /المحاسن :ص ،138-137بحار النوار.[.5/251 : وفًيا بالميعاد فأغتم غ ً
551
ويأتي سائل رابع يشكو ما يجده من قلق وهم ل يعرف له تفسيًرا.
تقول روايتهم" :عن أبي بصير قال :دخلت على أبي عبد الله ،ومعي رجل
من أصحابنا فقلت له :جعلت فداك يا ابن رسول الله ،إني لغتم وأحزن
با] "..بحار النوار ،5/242 :وعزاه إلى علل الشرائع:
من غير أن أعرف لذلك سب ً
ص .[.42
ويبدو أن مصدر القلق تلك العقيدة غير الواضحة والمستقرة التي تأخذ
بها الروافض ،ولكن "إمامه" يفسر هذا القلق بمقتضى عقيدة الطينة.
هذه السئلة والشكاوى وغيرها كثير ]تجدها في أبواب الطينة في الكافي
والبحار ،وسيأتي »نماذج« أخرى في باب أثر الشيعة في العالم السلمي [.توضح
طبيعة التركيبة الشيعية في نفسيتها ،وعلقاتها ،وخلقها ،ومعاملتها
ودينها..
وقد احتال شيوخ الشيعة لمواجهة هذا الحساس الذي ينتاب بعض
الصادقين من الشيعة ،إزاء هذه الظواهر المقلقة والمخيفة فكانت
محاولة الخروج من إلحاح هذه التساؤلت والشكاوى بقولهم بهذه
العقيدة.
ولنستمع إلى بعض الجوبة على تلك الشكاوى ]والجواب المذكور هو على
السؤال الذي قالوا إنه سأله إسحاق القمي ،وقد مضى نصه :ص) ،(958وباقي الجوبة
نكتفي بما مضى من إحالت عليها ،خشية الطالة والتكرار ،لنها ترجع في النهاية إلى
معنى واحد ونتيجة واحدة غالًبا .[.يقول )إمامهم(" :يا إسحاق )راوي الخبر(
ليس تدرون من أين أوتيتم؟ قلت :ل والله ،جعلت فداك إل أن تخبرني،
دا بالوحدانية ابتدأ
فقال :يا إسحاق ،إن الله – عز وجل – لما كان متفر ً
الشياء ل من شيء ،فأجرى الماء العذب على أرض طيبة طاهرة سبعة
أيام مع لياليها ،ثم نضب ]أي نشح ماؤه ونشف) .بحار النوار /5/230 :هامش [.(3
الماء عنها فقبض قبضة من صفاوة ذلك الطين وهي طينتنا أهل البيت،
فلو أن طينة شيعتنا تركت كما تركت طينتنا لما زنى أحد منهم ،وسرق،
ول لط ،ول شرب المسكر ول اكتسب شيًئا مما ذكرت ،ولكن الله – عز
وجل – أجرى الماء المالح على أرض ملعونة من حمأ مسنون ]الحمأ :الطين
السود والمتغير ،والمسنون :المنتن) .بحار النوار ،5/247 :هامش ،[.(2وهي طينة
خبال ]الخبال :الفساد ،النقصان) ،بحار النوار ،5/247 :هامش رقم ،[.(3وهي طينة
أعدائنا ،فلو أن الله – عز وجل – ترك طينتهم كما أخذها لم تروها في
خلق الدميين ،ولم يقّروا بالشهادتين ،ولم يصوموا ولم يصلوا ،ولم يزكوا،
دا منهم بحسن خلق ،ولكن الله – تبارك ولم يحجوا البيت ،ولم تروا أح ً
وتعالى – جمع الطينتين – طينتكم وطينتهم – فخلطهما وعركهما عرك
الديم ،ومزجهما بالماءين فما رأيت من أخيك من شر لفظ ،أو زنا ،أو
شيء مما ذكرت من شرب مسكر أو غيره ،ليس من جوهريته وليس من
إيمانه ،إنما هو بمسحة الناصب اجترح هذه السيئات التي ذكرت ،وما
رأيت من الناصب من حسن وجه وحسن خلق ،أو صوم ،أو صلة ،أو حج
552
بيت ،أو صدقة ،أو معروف فليس من جوهريته ،إنما تلك الفاعيل من
مسحة اليمان اكتسبها وهو اكتساب مسحة اليمان.
ه؟ قال لي :يا إسحاق قلت :جعلت فداك فإذا كان يوم القيامة فَ َ
م ْ
أيجمع الله الخير والشر في موضع واحد؟ إذا كان يوم القيامة نزع الله –
دها إلى شيعتنا ،ونزع مسحة الّناصب ل – مسحة اليمان منهم فر ّ عّز وج ّ
ل شيء إلى دها على أعدائنا ،وعاد ك ّ سّيئات فر ّ
بجميع ما اكتسبوا من ال ّ
عنصره الّول.
قلت :جعلت فداك ُتؤخذ حسناتهم فترد ّ إلينا ،وُتؤخذ سّيئاتنا فترد ّ إليهم؟
شرائع :ص ،491-490بحار النوار: قال :إي والله الذي ل إله إل هو ]علل ال ّ
.[.248-5/247
مي في أّولها هذه عقيدة الطينة عندهم ،وقد جاء في سياق رواية الق ّ
ما مكنوًنا من خزائن الله قوله" :خذ إليك بياًنا شافًيا فيما سألت ،وعل ً
شرائع :ص ،607بحار النوار.[.5/229 : ره" ]علل ال ّ
وس ّ
من غرر وجاء في خاتمتها" :خذها إليك يا أبا إسحاق ،فوالله إّنه ل َ ِ
أحاديثنا ،وباطن سرايرنا ،ومكنون خزائننا ،وانصرف ول تطلع على سّرنا
دا إل مؤمًنا مستبصًرا ،فإّنك إن أذعت سّرنا بليت في نفسك ومالك أح ً
شرائع :ص ،610بحار النوار.[.5/233 :وأهلك وولدك" ]علل ال ّ
فهي – كما ترى – عقيدة سرية في إّبان قوة الدولة السلمية ،يؤ ّ
كد
على سريتها في بدايتها ونهايتها ،فهل خطر ببال مخترع هذه العقيدة أنها
ستقع في أيدي أهل السنة ،ويعلنونها أمام المل كإحدى الفضائح..؟
نقد هذه العقيدة:
شيعي كما ترى في ل :إن هذه الّروايات ناقضت نفسها بنفسها ،فال ّ أو ً
شكاوى والسئلة هو أغرق في الجريمة ،وأكثر إيغال ً في عرض ال ّ
ن
م ْ
قا وديًنا ،فكيف يكون َ المعاصي والموبقات ،وأسوأ معاملة ،وأردأ خل ً
هذه حاله أفضل طينة ،وأطهر خلقة؟
ثانًيا :قد خلق الله سبحانه الّناس جميًعا على فطرة السلم ،قال
فطََر الّنا َ
س ه ال ِّتي َ فطَْرةَ الل ّ ِ فا ِحِني ًن َ دي ِك ِلل ّه َج َو ْ
م َ ق ْفأ َ ِ تعالىَ } :
م{ ]الّروم ،آية.[.30: ن ال ْ َ
قي ّ ُ دي ُ
ك ال ّ ق الل ّ ِ
ه ذَل ِ َ ل لِ َ ْ
خل ِ دي َها ل ت َب ْ ِعل َي ْ َ
َ
شيعة.ذت به أساطير ال ّ ما ش ّ والّتفريق بينهما م ّ
ن
طينة مذهبها في أفعال العباد؛ ل ّشيعة في أخبار ال ّ ثالًثا :ناقضت ال ّ
مقتضى هذه الخبار أن يكون العبد مجبوًرا على فعله وليس له اختيار له؛
ن العبد يخلق فعله كمذهب ن مذهبهم أ ّ طينة .مع أ ّإذ أفعاله بمقتضى ال ّ
المعتزلة ]انظر :ص) ،(638وما بعدها.[.
553
رابًعا :تقرر أخبار طينتهم » أن موبقات الشيعة وأوزارها يتحملها أهل
السنة ،وحسنات المسلمين جميًعا تعطى للشيعة ،وهذا مخالف للعدل
الّرباني ول يتفق مع العقل الصريح ول الفطرة السليمة ،فضل ً عن
وْزَرزَرةٌ ِ وا ِ زُر َ
ول ت َ ِ نصوص الشرع وأصول السلم ،قال تعالىَ } :
خَرى{ ]النعام ،آية ،164 :فاطر ،آية ،18:والّزمر ،آية ،[.7:وقال – عز وجل :- أُ ْ
ن{ ]الطور :آية .[.21 :وقال – عز وجل :- هي ٌ ب َر ِ س َ ما ك َ َ ئ بِ َر ٍ م ِ لا ْ}ك ُ ّ
طور :آية ،[.21:وقال – تعالى :- ة{ ]ال ّ هين َ ٌ ت َر ِ ما ك َ َ
سب َ ْ س بِ َف ٍ ل نَ ْ}ك ُ ّ
ل ذَّر ٍ
ة قا َمث ْ َ ل ِم ْ ع َمن ي َ ْ و َ
خي ًْرا ي ََرهُ َ ، ة َ ل ذَّر ٍ قا َ مث ْ َ
ل ِ م ْ ع َ
من ي َ ْ ف َ} َ
جَزى ك ُ ّ
ل م تُ ْو َه{ ]الزلزلة ،اليتان ،[.8 ،7 :وقوله – سبحانه } :-ال ْي َ ْ شّرا ي ََر ُ َ
م{ ]غافر ،آية [.17 :وغيرها كثير. م ال ْي َ ْ
و َ ت ل ظُل ْ َ سب َ ْ ما ك َ َ س بِ َف ٍ نَ ْ
وهذه المقالة ظاهرة البطلن ،يكفي مجرد تصورها لمعرفة فسادها،
وهي من فضائح المذهب الثني عشري وعوراته.
ول يستحي الشيعة إلى اليوم من التجاهر بهذه العقيدة وإعلنها ،فتجد
أخبار هذه »الفرية« في بحار النوار ]النوار الّنعمانّية ،1/287 :تعليقه رقم)،[.(1
والنوار الّنعمانّية ]بحار النوار ،5/233 :هامش ) ،[.(3يعلق عليها المحقق
الشيعي بما يؤكد رضاه عن هذه الساطير واعتقادها.
وإذا لم تستح فاصنع ما شئت.
554
الجزء الثالث
الباب الرابع
الشيعة المعاصرون وصلتهم بأسلفهم
ويشتمل علي أربعة فصول:
الفصل الول :الصلة في مصادر التلقي.
الفص الثاني :صلتهم بالفرق القديمة.
الفصل الثالث :الصلة العقدية بين القدامى والمعاصرين.
الفصل الرابع :دولة اليات.
الباب الرابع
الشعية المعاصرون وصلتهم بأسلفهم
تمهيد:
سأتناول بمشيئة الله فسسي هسسذا البسساب بيسسان مسسذهب المعاصسسرين مسسن الثنسسي
عشرية ،ولذلك ل تجد فيه إل كلم هؤلء المعاصرين ،اللهسسم إل مسسا جساء عرضسا ً
في مناقشة بعض القوال ،وأعنسسي بالمعاصسسرين ،مسسن عسساش فسسي المسسائة سسسنة
الخيرة من زمننا.
وسأوضح مدى موافقتهم ورضاهم عن مصادرهم القديمة التي ورد فيها تلك
الطامات التي مّر ذكر جملة منها.
ونوع علقتهم بالفرق الشسسيعية القديمسسة ،وهسسل هسسي علقسسة رضسسى وقبسسول أو
رفض وإنكار؟
ثم أوضح جملة من آرائهم العقدية؛ ليتبين مسسن خللهسسا هسسل حسسدث تغيسسر فسسي
المذهب الثني عشري في هذا العصر.
ثم يكون الحديث بعد هذا عن "دولة اليات" وحقيقة التشيع من خللها.
الفصل الول
الصلة في مصادر التلقي
إن وحسسدة مصسسادر التلقسسي هسسي العامسسل الول والخيسسر فسسي اتفسساق العتقسساد
والوجهة عند أية طائفة من الطوائف ..وهي التي تصل اللحقين بالسابقين.
والشسسعية المعاصسسرون قسسد اعتمسسدوا فسسي التلقسسي علسسى أصسسولهم القديمسسة
المجموعة في الكتب الربعة الولسسى ،وهسسي :الكسسافي ،والتهسسذيب ،والستبصسسار،
ومن ل يحضره الفقيه .كما قرر ذلك طائفة من شيوخهم كآغا بزرك الطهراني
في الذريعة ]الذريعة ،[.17/245 :ومحسن المين في أعيان الشيعة ]أعيسسان الشسسيعة:
،[.1/280وغيرهما ]انظر :مقدمة سفينة البحار.[.
قال شسسيخهم وآيتهسسم فسسي هسسذا العصسسر عبسسد الحسسسين الموسسسوي عسسن كتبهسسم
الربعة" :وهي :الكسسافي والتهسسذيب والستبصسسار ومسسن ل يحضسسره الفقيسسه ،وهسسي
متسسواترة ،ومضسسامينها مقطسسوع بصسسحتها ،والكسسافي أقسسدمها وأحسسسنها وأتقنهسسا"
]المرجعات :ص ) 311المراجعة .[.(110
فبعد هذا هل يختلف المعاصرون عن طبقسسة الكلينسسي وأمثالهسسا مسسن الغسسابرين
مِعين واحد ومصدر واحد؟ وهم يرجعون إلى َ
555
بالطبيعي لن يختلفوا ،ول سيما في الصول الساسية ،لكن المر لم يقتصسسر
على هذا الحد.
بل عد ّ شيوخهم المعاصرون ما جمعسسه متسسأخروهم فسسي القسسرن الثسساني عشسسر
والثالث عشر والسستي كسسان آخرهسسا مسسا جمعسسه شسسيخهم النسسوري المتسسوفى سسسنة )
ه( فسسي مسسستدرك الوسسسائل – عسسدوها مصسسادر للتلقسسي سسسموها "الكتسسب 1320
الربعة المتأخرة" ،وبغض النظر عسسن اعتمسسادهم لروايسسات سسسجلت فسسي القسسرن
الرابع عشر عن الئمة في العصر الول.
وما يقال في ذلك ،فإن تلك الكتب – ما عدا مستدرك الوسسائل – قسد ألفست
وجمعت إبان الحكم الصفوي ،لذلك حوت من الغلو والبلء مسا لسم يخطسسر ببسال
الشيعة السابقين كما ترى في البحار للمجلسي ،وأصبحت – مع ذلسسك – عمسسدة
عند شيعة هذا العصر ،وهذا يعني بطبيعة الحال تطورا ً خطيرا ً عند المعاصسسرين
ينقلهم إلي دركات من الضلل والتطرف.
وليس ذلسسك فحسسب ،بسل إن المعاصسرين اعتمسدوا عشسرات المصسسادر السستي
وصلتهم منسوبة لسابقيهم واعتبروها في المنزلسسة والحتجسساج كسسالكتب الربعسسة
الولى .كما تجد ذلك فسسي مقسسدمات تلسسك المصسسادر ،وهسسذا منهسسم متابعسسة لشسسيخ
الدولة الصفوية المجلسي الذي عدها في "بحاره" بهذه المنزلة.
وليس هذا فقط ،بل إن بعض المصادر السماعيلية قد أصسسبحت عمسسدة عنسسد
المعاصرين من الثني عشرية مثل كتاب "دعائم السلم" للقاضي النعمان بسسن
ه( وهو إسماعيلي كما تؤكد ذلسسك بعسسض محمد بن منصور ،المتوفى سنة ) 363
مصادر الثني عشرية نفسها ]قال الشيعي الثنا عشري ابن شهراشوب ) 588
ه( :القاضسسي
النعمان بن محمد ليس بإمامي )معالم العلمساء ص .(139وأنست تلحسظ أن الثنسي عشسرية -كمسا
سلف -تعتبر من ينكر إماما ً من الئمة كمسسن جحسسد كمسسن جحسسد نبسسوة أحسسد النبيسساء ،أي :أنسسه كسسافر،
والسماعيلي ينكسسر إمامسسة كسسل الئمسسة بعسسد جعفسسر الصسسادق ..ومسسع ذلسسك تتلقسسى الثنسسا عشسسرية عسسن
السسسماعيلية ،ومعنسسى ذلسسك أنهسسا تتلقسسى دينهسسا مسسن كفسسار .[.ومع ذلك فإن كبسسار شسسيوخهم
المعاصرين يرجعون إليه ]مثل الخميني في كتابه "الحكومسسة السسسلمية" انظسسر :ص 67مسسن
الحكومة.[.
ويشير بعض علماء الثني عشرية المعاصرون إلى وحدة الصل في التلقي
بين السماعيلية والثني عشرية فيقول" :وإذا لم يكن الفاطميون على
المذهب الثني عشري فإن هذا المذهب قد اشتد أزره ووجد منطلقا ً في
عهدهم فقد عظم نفوذه ونشط دعاته ...ذلك أن الثني عشرية والسماعيلية
وإن اختلفوا من جهات ،فإنهم يلتقون في هذه الشعائر بخاصة في تدريس
علوم آل البيت والتفقة بها وحمل الناس عليها ]محمد جواد مغنية /الشيعة في
الميزان :ص .[.163
وقسد جساء فسي دائرة المعسارف عسن انفتساح الثنسي عشسرية علسى الغلة هسذا
القول" :على أن الحدود لم تقفل تمامسا ً أمسسام الغلة ،يسسدل علسسى ذلسسك التقسسدير
الذي دام طويل ً للكتاب الكبر للسماعيلية وهو كتاب "دعائم السسسلم" " ]دائرة
المعارف السلمية.[.14/72 :
ً
ومن يطالع بعض الكتب السماعيلية يرى وفاقا في جملة من الروايسات بيسن
الطائفين ]من المثلسة لسذلك أنسه يسرد حسسديثهم "مسسن لسم يسؤمن برجعتنسسا فليسس منسا" فسي كتسب
السماعيلية .انظر :ص 49من مسائل مجموعة ضمن كتاب "أربعسسة كتسسب إسسسماعيلية" ،كمسسا جسساء
ذلك في كتب الثني عشرية :ص .[.46
556
وهذا كله يعني أن هذه الطائفة في العصر الحاضر قد وضعت نفسها في
بحر مظلم عميق تتقلب بها أمواجه ،حينما ارتضت أن تضع معظم ما وصلها
من كتب السابقين مصادر معتمدة لها.
وقد قسسامت فسسي هسسذا العصسسر حركسسة نشسسطة لبعسسث السستراث العشسسبي القسسديم
وتعريف الناس به وترويجه بينهم .وهذا التراث مليء بسسالطعن فسسي كتسساب اللسسه
وسنة رسوله صلى الله عليه وسسلم ،ومليسء بساللعن والتفكيسر والتخليسد بالنسار
لرجال الصدر الول للسسسلم ،وفسسي مقسسدمتهم الخلفسساء الثلثسسة ،وبعسسض أمهسسات
المؤمنين ومن معهم المهاجرين والنصار ممن رضسسي اللسسه عنهسسم ورضسسوا عنسسه
بنص القرآن.
وحركة النشر هذه قام بها علماء من أشهر مجتهدي الشيعة في هذا العصسسر
وعلى كثير من هذه الكتب تصحيحاتهم ،وتعليقاتهم وتقريضاتهم ،ومسسع هسسذا لسسم
نر اعتراضا ً ول انتقادا ً من أحد منهم لما في هذه الكتب من كفر وإلحاد ،أليسسس
في ذلك إقرارا ً من هؤلء لما فيها؟
وقد توجه د .علي السالوس إلي أحد علماء الشيعة المعاصرين وسسسأله عسسن
رأيهم فيما اشتمل عليه أصسسول الكسسافي مسسن روايسسات طافحسسة بسسالغلو فأجسسابه –
كتابة بخطه :-
"أما الروايات التي ذكرها شسسيخنا الكلينسسي فسسي كتابسسة الكسسافي فهسسي موثوقسسة
الصدور عنسسدنا ..ومسسا ورد فسسي الكسسافي أن الئمسسة يعلمسسون جميسسع العلسسوم السستي
خرجسست إلسسى الملئكسسة والنبيسساء والرسسسل ،وأنهسسم إذا شسساء أن يعلمسسوا علمسسوا،
ويعلمون متى يموتون ول يموتون إل باختيار منهم ،ويعلمون علم مسسا كسسان ومسسا
يكون ول يخفى عليهم الشيء ،لشك أنهم أوليسساء اللسسه وعبسساده السسذين أخلصسسوا
في الطاعة ،ثم ذكر قول ً عن أئمتهم وهو" :قولوا فينسسا مسسا شسسئتم ونزهونسسا عسسن
الربوبية" ]حديث لكاظم الكفائي نشرة علي السالوسي بخط الكفائي) .انظر :فقة الشيعة :ص
.[.(265
وهذا ل يحتاج إلى تعليق إذ أقسسر وصسسف أئمتسسه بمسسا ل ينبغسسي إل للخسسالق جسسل
شأنه ،وليس هذا هو رأي الكفائي وحده في مضامين أصول الكافي المتضسسمنة
للغلو في الئمة ،بل للخنيزي الذي ألف كتابا ً يدعو فيه إلى وحسسدة أهسسل السسسنة
والمامية جواب عن هذه المسائل ل يخالف جسسواب الكفسسائي فسسي حقيقتسسه ]أبسسو
الحسن الخنيزي /الدعوة السلمية ،[.28-1/27 :مع أنه يقرر ذلك فسسي كتسساب قسسد وضسسع
بأسلوب التقية؛ لنه منشور للدعوة للوحدة المزعومة بينهم وبين أهسل السسنة،
والتي هي في حقيقتها تبشير بالرفض في صفوف أهل السنة.
وكذلك أجاب شيخهم الخر لطف الله الصافي علسسى محسسب السسدين الخطيسسب
الذي عرض في خطوطه العريضة بعض عناوين أبواب أبواب الكافي الطافحسسة
بالغلو ]انظر الخطوط العريضة :ص ،[.29فقال الصافي :بأن البسسواب المعنونسسة فسسي
الكافي ليست إل عناوين لبعض ما ورثوا عن جدهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم ]مع محب الدين في خطوطه العريضة :ص .[.149
بل إن تلك المصنفات التي حوت ذلك الغلو هي موضع الفخر والتبسساهي عنسسد
المعاصرين.
استمع لحد آياتهم يتحدث عما تركه أئمته من آثار تدل بزعمه على إمسسامتهم
يقول" :إن لهم آثارا ً تدل على تلك المامة المقصودة ،ول أريسسد أن أدلسسك علسسى
مجاميع عديدة رويت عنهم وألفت فسسي عصسسورهم أو مسسا قاربهسسا ..أمثسسال تحسسف
557
العقول ،وبصائر الدرجات ،والخرائج والجرائح ،واحتجساج الطبرسسسي ،والخصسال
والتوحيد للصدوق ..إلى ما يكثر تعداده .بل إنما أريد أن أدلسسك علسسى أثسسر واحسسد
جامع ،وفيه القدح المعلى لكل إمام ،أل وهو أصول الكافي لثقة السلم محمد
بن يعقوب الكليني ،وقد أّلف هذا الكتاب النفيس في عشرين عاما ً وأثبت فيسسه
لكل إمام في كتبه وأبوابه من الحاديث ما ينبيك على أن ذلك الفسسرات السسسائغ
يمتسسد مسسن ينبسسوع الفيسسض اللهسسي ،وإن النسساس فارغسسة الحقسسائب عسسن مثسسل تلسسك
النفائس" ]الشيعة والمامة /لمحمد رضا المظفر :ص .[.101
ثم مضى يعظم من أمر أصول الكافي حسستى طلسسب مسسن القسسارىء أن يراجسسع
أبوابه ليعرف الحقيقة ]مع محب الدين الخطيب في خطوطه العريضة :ص .[.102
وقد ثبتت الحقيقة – فيما مر من فصول – أن هذا الكافي قد جمع من الغلسسو
والكفر ما ل يخطر بالبال ،ويكفي النظر في أبوابه فضل ً عن مراجعة أخباره.
الفصل الثاني
صلتهم بالفرق القديمة
ما صلة هؤلء بالفرق الشسسيعية القديمسسة السستي يسسرد ذكرهسسا فسسي كتسسب الفسسرق
والمقالت؟
لقد لحظت أن شيوخ الشيعة المعاصرين و"آياتها" إذا تحدثوا عسسن طسسائفتهم
ورجالها ودولها نسبوا لها كل الفسسرق والسسدول والرجسسال المنتميسسن للتشسسيع ،وإن
كانوا من السماعيلية والباطنيسسة ،أو مسسن الزنادقسسة الدهريسسة ،أو مسسن المجسسسمة
الغلة.
فهم إذا تحدثوا – مثل ً -عن دول الشيعة ذكروا الدولسسة الفاطميسسة فسسي صسسدر
دولهم مع أنها غير اثني عشرية ]انظر :الشيعة في الميزان ،مبحث دول الشيعة :ص 127
وما بعدها ،وانظر :أعيان الشيعة ،45-1/44 :وانظر :دول الشيعة /لمحمد جواد مغنية.[.
وإذا جاء ذكر رجالهم رأيت منهم كسسثيرا ً مسسن رؤوس الضسسلل والزندقسسة ممسسن
تنسب إليهم فرق خاصة ليست من الثني عشرية ،بل تحمل النسبة لسمائهم
بأعيانها.
لهذا ترى – على سسسبيل المثسسال – شسسيخ الشسسيعة محسسسن الميسسن يقسسول عسسن
الهشامية أتباع هشسسام بسسن الحكسسم ،واليونسسسية أتبسساع يسسونس بسسن عبسسد الرحمسسن
القمي ،والشيطانية أتباع محمد بن النعمان شيطان الطاق وغيرهم" :أنهم عند
الشيعة المامية كلهم ثقات صحيحو العقيدة فكلهم إمامية واثنا عشرية" ]أعيسسان
الشيعة .[.1/21
بل الخطر من ذلك أننسا نجسد الثنسي عشسرية تحساول أن تحتضسن كسل فرقسة
تنتسب إلى التشيع ،وإن كانت من فرق الكفر باعتراف كتب الشسسيعة القديمسسة
نفسها.
فتلحظ -مثل ً – أنهم يضفون صفة الشرعية على بعض الغلة الكفرة باتفسساق
المسلمين كالنصيرية.
وقد كتب أحد علماء الثني عشرية المعاصرين وهو المدعو حسن الشيرازي
رسالة سماها )العلويون شيعة أهل البيت( -والعلويون لقسسب للنصسسيرة -وذكسسر
في رسالته هسذه أنسه التقسى بالنصسيريين فسي سسوريا ولبنسان ،وذلسك بسأمر مسن
مرجعهم الديني محمد الشيرازي وقال :بأنه وجدهم كما يظن مسسن شسسيعة أهسسل
558
البيت الذين يتمتعون بصفاء الخلص وبراءة اللتزام بالحق ،وينتمون إلى علي
بن أبي طسسالب بالوليسسة ،وبعضسسهم ينتمسسي إليسسه بالوليسسة والنسسسب ...وقسسال بسسأن
العلويين والشيعة كلمتسان مترادفتسان مثسسل كلمسستي الماميسة والجعفريسسة ]حسسسن
الشيرازي /العلويون شيعة أهل البيت :ص .[.3-2
هذا ولم ينكر على هذا الشيرازي أحد من شيوخ الثني عشرية ،مسسع أنسسه قسسد
عرف واشتهر عن النصيرية الكفر والزندقه ]انظر :مجمسسوع فتسساوى شسسيخ السسسلم ابسسن
تيمية 35/145 :وما بعدها ،[.بل إن كتب الشيعة القديمسسة تكفسسر النصسسيرية وتعتبرهسسا
فرقة خارجة عن السلم ]انظر ذلك في بحار النوار.[.25/285 :
والمعاصرون يرونها من الجعفرية وإن تسمت بغير هذا السم .وذهب بعسسض
كبار مراجع الشيعة في هذا العصر إلسسى أنسسه ل يوجسسد اليسسوم علسسى ظهسسر الرض
فرقة من الفرق الغالية مع وجود النصيرية والدروز والغاخانية وغيرهسسا ،فكسسأنه
يحكم علية بعدم الغلو.
يقول محمد حسين آل كاشف الغطا:
"إن جميع الفرق الغالية قد بادت ول يوجسسد منهسسا اليسسوم نافسسخ ضسسرمة" ]أصسسل
الشيعة وأصولها ص ،38وانظر :دعوة التقريب :ص .[.75
وقسسد علسسق د .سسسليمان دنيسسا –رحمسسة اللسسه -علسسى ذلسسك بقسسوله" :فيمسسا يكسسون
الغاخانية ،أليسوا قائلين بالحلول؟! أم ليسوا مع قولهم بالحلول ملحسسدة؟! أم
ليسوا منتسبين إلى الشسسيعة ،ثسسم أليسسسوا علسسى رقعسسة الرض اليسسوم ]بيسسن السسسنة
والشيعة :ص .[.37
والواقسسع أن أسسسماء الكسسثير مسسن الفسسرق الشسسيعية قسسد اختفسسى وبقيسست آراؤهسسا
وعقائدها في كتب الثني عشرية.
والمعاصرون اليوم حينما يقررون أن الكتسب الثمانيسسة ومسسا فسي منزلتهسسا هسي
مصادرهم في التلقي ،إنما هم بهذا يرتضون كسسل آراء وعقسسائد الفسسرق الشسسيعية
السستي وجسسدت علسسي مسسدار التاريسسخ ..ذلسسك أن هسسذه المسسدونات هسسي النهسسر السسذي
انسكبت فيسسه كسسل الجسسداول والروافسسد الشسسيعية الخسسرى ،وهسسذه حقيقسسة واقعسسة
شواهدها كثيرة؛ حيث نلحظ أنه ما من عقيدة من عقسسائد تلسسك الفسسرق إل ولهسسا
شاهد ودليل في كتب الثني عشرية.
فأنت تلحظ أن عقيدة البداء اعتبرها أصحاب الفرق من عقائد الغلة ]انظسسسر:
الشهرستاني /الملل والنحل [.1/173 :ونسبوها للمختارية ]المختارية :أتباع المختار بسسن أبسسي
عبيد الثقفي ،ومن مذهبه أنه يقول بالبداء على الله تعالى )الملل والنحل .(148-1/147 :وانظسسر:
التعريف بالكيسسسانية ،[.ومع ذلك -كمسا مسر -قسد ورد فسي صسحيحهم الكسافي سستة
عشر حديثا ً في البدء ،وفي البحسسار فسسي بسساب البسسدء والنسسسخ أكسسثر مسسن سسسبعين
حديثًا ،وصار البداء من عقائد الثني عشرية ،وإن حساول شسيوخهم أن يلتمسسوا
مخلصا ً لينجو من تكفير المسلمين لهم لقولهم بهذه العقيدة الضالة.
ومثل ذلك عقيدة الرجعة اعتبروها من عقائد الغلة.
وقد ذكرت كتسسب السسسنة ،واعسسترفت الكتسسب الثنسسي عشسسرية أن الرجعسسة مسسن
أصول عقيدة ابن سبأ ،ومع ذلك هي مسسن أصسسول عقسسائد الثنسسي عشسسرية ]انظسسر:
فصل الرجعة.[.
وعقيدة "تأليه الئمة" هي من عقائد الفرق الغالية كالسسسبئية وغيرهسسا ،وتجسسد
عند الثني عشرية في الكافي والبحار ،وفسسي كتسسب التفسسسير بالمسسأثور كتفسسسير
559
القمي والعياشي ،وكتب الرجل كرجال الكشي نصوصا ً كثيرة تؤله الئمة -كما
مر نقل بعضه .-
ً
ومسألة تفضيل الئمة على النباء كان مذهبا لغلة الروافض ،كما قسسرر ذلسسك
ه( ،وشسسيخ ه( ،والقاضسسي عيسساض ) 544 المسسام عبسسد القسساهر البغسسدادي )ت 429
ه( ،فورثت هذه العقيدة طائفة الثني عشرية ]انظر: السلم ابن تيمية )ت 728
ص) (614من هذه الرسالة.[.
وبسط هذا الموضوع يحتاج لبحث مستقل ،وإن دراسة آراء الفسسرق الشسسيعية
القديمة ومقارنتها بما جساء فسي كتسسب الثنسسي عشسرية ومسسدوناتهم لهسسي دراسسسة
جديدة تكشف الصلت بين هذه الطائفة والفرق القديمة.
لقد تسللت آراء الفرق الشيعية الغالية إلى كتب الثني عشرية علسسى شسسكل
روايات منسوبة للئمة وارتضى ذلك المعاصرون.
وكان السبب وراء حدوث هذا "التسرب" هو شيوخ الشسسيعة أنفسسسهم السسذين
حملهم التعصب على قبول رواية الشيعي أًيا كان مذهبه والعراض عسسن روايسسة
ما يسمونهم بالعامة وهم "أهل السسسنة" .وقسسد اعسسترف شسسيخهم الطوسسسي بسسأن
معظم رجالهم في الحديث من أصحاب المذهب الفاسدة ،ومع ذلسسك قسسال بسسأن
كتبهم معتمدة .ومن يراجع تراجم رجالهم يلحسسظ ذلسسك ..حيسسث فيهسسم السسواقفي،
والفطحي ]انظر :فصل السنة ..[.وغيرهما.
وقد أقر بعض مفكري الشيعة في العصر الحاضر بأن الفكسسر الثنسسي عشسسري
قد استوعب آراء وعقائد الفرق الشيعة القديمة ،حيسسث قسسال" :ولكسسن يجسسب أن
نشير قبل أن نضع القلم بأن ما مر بنا من أفكار الشيعة مما كان خاصا ً بفرقسسة
بعينها لم يلبث أن دخل كله في التشيع الثني عشسسري ودعسسم بالحجسسج العقليسسة
وبالنصوص .والتشيع الحالي إنما هو زبدة الحركات الشيعية كلها من عمار إلى
حجر بن عدي إلى المختار وكيسان إلى محمسسد بسسن الحنفيسسة وأبسسي هاشسسم إلسسى
بيان ابن سمعان ،والغلة الكوفيين إلى الغلة من أنصار عبد اللسسه بسسن الحسسارث
إلى الزيسديين والسسماعيليين ،ثسم الماميسة السستي صسادرت اثنسا عشسرية ،وقسام
بعملية المزج متكلمسو الشسيعة ومصسنوفها" ]مصسسطفى الشسسيبي /الصسسلة بيسسن التصسسوف
والتشيع :ص .[.235
إذن التشيع الحالي قد استوعب خلصة التجاهات الشيعية بكل ما فيهسسا مسسن
غلو وتطرف .حتي رأينا النزعة السبئية بكل غلوهسا فسي علسي تطسل علينسا مسن
خلل رويات الثني عشرية ،يدرك هذا من راجع مجسسرد عنسساوين أبسسواب الكسسافي
والبحار.
كما أن التجاه الباطني واضسسح فسسي كتسسب الثنسسي عشسسرية مسسن خلل تسسأويلهم
ليات القرآن وأركان السلم وما قالوه في التقية والكتمسسان ..فأصسسبحت الثنسسا
عشرية هي المصب الخير لكل الروافد الشيعية بكل مسسا فيهسسا مسسن شسسطحات،
ويجد كل صاحب غلو وتطرف بغيته وما يؤيد مذهبه في كتب هذه الطائفة.
ولقد صدر إقرار خطير ،وبيان مثير من أكبر شيخ من شسسيوخهم المعاصسسرين
فسسي علسسم الرجسسال يتضسسمن العسستراف بتغيسسر المسسذهب وتطسسوره ،وأن مسسا عليسسه
وا وتطرًفسا عنسد قسسدماء المسسذهب الثنسسا عشسسري فسسي العصسسر الحاضسسر يعتسسبر غلس ً
الشسسيعة ،وأن شسسيعة العصسسر الحاضسسر يعتقسسدون عقسسائد يرونهسسا مسسن ضسسرورات
المذهب وأركانه ،وهي عند قدماء السيعة من الغلو والكفر.
560
يقول هذا الشيخ وهو عبد الله الممقاني ]عبد الله بسسن محمسسد حسسسن الممقسساني ،مسسن
ه( .ومسسن كتبسسه" :تنقيسسح
ه( وتسسوفي بهسسا سسسنة ) 1351
كبار شيوخ الشيعة ،ولد بسسالنجف سسسنة ) 1290
المقال في عالم الرجال" في ثلثة مجلدات) .معجم المؤلفين [.(6/116 :في معرض دفسساعه
عن المفضل بن عمرو الجعفي فيما رمسسي بسسه مسسن قبسسل بعسسض علمسساء الشسسيعة
القدماء ،يقول" :إنا قد بينا غير مرة أن رمسسي القسسدماء الرجسسل بسسالغلو ل يعتمسسد
عليه ول يركن إليه لوضوح كون القول بأدنكى مراتب فضائلهم )يعنسسي الئمسسة(
غلوا ً عند القدماء ،وكون ما نعده اليوم من ضروريات مذهب التشيع غلسسوا ً عنسسد
وا ،مسسع أنسسه اليسسوم مسسن
هؤلء ،وكفاك في ذلك عد ّ الصدوق نفي السهو عنهم غل ً
ضروريات المذهب ،وكذلك إثبات قدرتهم على العلم بما يأتي )أي علم الغيب(
بتوسط جبرائيل والنبي غلسسوا ً عنسسدهم ومسسن ضسسروريات المسسذهب اليسسوم" ]تنقيسسح
المقال ،3/240 :وانظر :ص) (374–373من هذه الرسالة.[.
من هذا النص يتبين أن شيعة العصسسر الحاضسسر لسسم يكتفسسوا بمتابعسسة سسسابقيهم
حتى زادوا عليهم في الغلو والتطرف حتى أن شيوخ الشيعة في القرن الرابسسع
كالصدوق وغيره يرون أن من يعتقد أن الئمة ل يسهون ،أو أن الئمة يعلمسسون
ما يأتي أو حسب عبارة الكليني :يعلمون ما كان وما يكسسون ،ول يخفسسى عليهسسم
الشيء .من يعتقد هذه العقائد وأمثالها هو في نظسسر كبسسار شسسيوخ الشسسيعة فسسي
ذلك العصر من الغلة الذين ل تقابل رواياتهم عن الئمة ،ولكسسن المسذهب تغيسسر
وأصبح ذلك اليوم من ضرورات مذهب التشيع ،كما يعترف الممقسساني ،ومعنسسى
هذا أن الشيعة المتقدمين يعتبرون -بناء على ذلك – المعاصرين من الغلة ول
يثقون بأقوالهم.
ولحظ أن الحكم بغلو أصحاب هذه العقائد صدر من قبسسل شسسيوخ الشسسيعة ل
من قبل علماء السنة ،ثم إن هذا رأيهم في القسسرن الرابسسع بعسسدما تغيسسر التشسسيع
وتطور ،فكيف يكون موقف الشيعة الول الذين كسسان تشسسيعهم هسسو فسسي تقسسديم
علي على عثمان فقط؟!
ولعل هذه الظواهر هي التي دعت الشيخ محب السسدين الخطيسسب يحكسسم بسسأن
مدلول الدين عند الشيعة يتطور ،وأشار في هذا إلسسى كلم الممقسساني السسسالف
الذكر ،ثم قال" :هذا تقريسسر علمسسي فسسي أكسسبر وأحسسدث كتسساب لهسسم فسسي الجسسرح
والتعديل يعترفون فيه بأن مذهبهم الن غير مذهبهم قديمًا ،فمسسا كسسانوا يعسسدونه
قديما ً من الغلو وينبذونه وينبذون أهله بسبب ذلك صسسار الن -أي الغلسسو – مسسن
ضروريات المذهب ،فمذهبهم اليوم غير مذهبهم قبل الصفويين ،ومذهبهم قبل
الصفويين غير مسسذهبهم قبسسل ابسسن المطهسسر .ومسسذهبهم قبسسل ابسسن المطهسسر غيسسر
مسسذهبهم قبسل آل بسويه ،ومسذهبهم قبسل آل بسويه غيسسر مسسذهبهم قبسل الشسسيطان
الطاق ،ومذهبهم قبل شيطان الطاق غير مذهبهم في حيسساة الحسسسن والحسسسي
وعلي بن الحسين" ]هامش المنتقى :ص .[.193
الفصل الثالث
الصلة العقدية بين القدامى والمعاصرين
ومادامت وحدة المصدر في التلقي موجودة ،فهل نحتاج للحديث عن الصسسلة
العقدية بين القدامى والمعاصرين ،ول سيما أن تلك المصسسدر قسسد اسسستوعبت –
كما بينا – معظم ما تناقلته كتب الفرق والمقالت مسسن آراء غلة الشسسيعة ،ومسسا
؟!
لم تنقله
561
فهل هناك من داع لدراسة هذه الصلة العقدية؟
الواقع أن هناك حاجة ..ذلسك أن المعاصسسرين قسد أكسثروا مسسن طبسع الكتيبسات
والرسائل ،وبعث الدعاة للعالم السلمي ..لبيان أن مسسذهب الشسسيعة ل يختلسسف
عن مذهب أهل السسنة ..وأن هسذه الطائفسة مظلومسة مفسترى عليهسا مسن قبسل
الخصوم والعداء ،فنسب إليها عقسسائد وأقسسول هسسي بسسريئة منهسسا ..ونشسسط دعسساة
منهم للدعوة للتقريب بيسسن أهسسل السسسنة والشسسيعة ،ورفعسست شسسعارات الواحسسدة
السلمية ..وأقيمت مراكز وألفت كتب ،وتخصص دعاة لهذا الغرض..
وقيل بسسأن المعاصسسرين قسسد تخلسسوا عسسن ذلسسك التطسسرف والغلسسو المعهسسود عنسسد
سابقيهم.
وأنه قد آن الوان لن تلتقي السنة والشيعة على كلمة سسسواء فكيسسد العسسداء
كبير ووضع العالم السلمي خطير.
ثم ما أكثر ما يقول بعض شيعة العصر الحاضر حينما تقول لهم بسسأن عنسسدكم
حديث يقول بكذا ،أو أن شيخكم فلن يقول بكذا ..فيقولون :ليس كسسل مسسا ورد
في كتبنا نرتضيه.
أو ما يقول بسه الشسسيخ فلن هسسو المسسؤول عسن قسوله ول حجسة إل فسي كلم
المعصوم.
ً
أو يقولون بأن أهل السنة يقولون مثل ذلك ،وكسسثيرا مسسا يفسسترون ويتجسساوزون
ويتحايلون في هذا بشكل عجيب ،ولهسسذا دعسست الحاجسسة لبيسسان رأي المعاصسسرين
في القضايا الساسية والخطيرة التي تفصسل بينهسسم وبيسسن الجماعسسة ،أو تحسسول
بينهم وبين السلم.
وهناك أقلم شيعية كثيرة قد وظفت للكتابة للعالم السلمي ،والرد على مسسا
يثار حول الشيعة ،وأعطتهم عقيدة التقية حرية القول وإطلق الحكام بل تسسأثم
بينما هناك كتب خاصة ل تنشر في العالم السسسلمي ]مثسسل كتسساب "فصسسل الخطسساب"
للمجوسي النوري الطبرسي ،وبعض أجزاء بحار النوار ،وكتاب "نبوة أبي طالب" تأليف الرافضسسي
مزمل حسين المثيمي الغديري ،الحوزة العلمية "قم" وغيرها.[.
أو بعبارة أخرى أن هناك وجها ً ظاهرا ً للثنسسي عشسسرية تقسسدمه وسسسائل العلم
الشيعية المختلفة للترويج للمذهب ونشره في العالم السلمي ،ووجه باطن ل
يظهسسر إل فسسي الحسسوزات العلميسسة وفسسي المجتمعسسات الشسسيعية ،وفسسي أمهسسات
مصادرهم كالكافي وتفسير القمي.
دق ذلك السلوب "الدعائي" أو الوجه المعلن ..وتأثر بسسذلك دق من ص ّ وقد ص ّ
من تأثر ..ووجد التشيع طريقه إلى قلوب أعداد غير قليلسسة مسسن شسسباب العسسالم
السلمي ،والمنتسبين للحركات السلمية ،الذين أرق عيسسونهم الواقسع المفجسع
للعالم السلمي ،فطفقوا يبحثون عن طريق ومخلسسص ..وكسسانت صسسورة العسسدو
الظاهر أمامهم بكل غطرسته وكيسسده قسسد حجبسست عنهسسم العسسدو الكسسامن بينهسسم،
والمتستر بإسلمهم فصدقوا ما يقال ..وتعجلوا الخطى ..وظنوا أن كل ما يقال
من خلف بين السنة والشيعة هي ضجة مفتعلة ،ل رصيد لها من الواقع ]انظسسسر:
السنة والشيعة ضجة مفتعلة.[.
ولذلك لبد من استماع لما يقوله شيوخ الشيعة المعاصسسرون فسسي عقسسائدهم
الخطرة التي تفصل بينهم وبين المسسسلمين ،وسسسأختار مسسن هسسذه الراء مسسا فيسسه
دعوى جديدة أو تغيير ،أو زيسسادة تطسور وغلسو عمسا مضسى ذكسره عسن سسابقيهم
لتتضح مدى صلة السابقين باللحقين وذلك من خلل المباحث التالية:
562
المبحث الول
عقيدة المعاصرين في كتاب الله
ونتحدث عن ذلك في مجالين:
المجال الول:
ما امتلت به كتسسب الشسيعة مسن أسساطير تقسول بسأن فسي كتسساب اللسه نقصسا ً
وتحريفًا.
وما تفوه به بعض زنادقتهم من القول بهذا مما عرضنا له فيما سبق ..فمسساذا
يقول شيعة العصر الحاضر عن هذه القضية التي تحول بينهسسم وبيسسن السسسلم..
وهم يسطون في الدعوة للتقارب مسسع أهسسل السسسنة ..ويرفعسسون شسسعار الوحسسدة
السلمية؟!
المجال الثاني:
ماذا يقول شيعة العصر الحاضر عن ذلك التأويل الباطني لكتب اللسسه والسسذي
هو تحريف لمعناه وإلحاد في آياته ..والذي يجعل من كتاب الله كتابا ً آخسسر غيسسر
ما في أيدي المسلمين مما عرضنا صورة له فيما سلف.
المجال الول:
نستطلع فيما يلي آراء المعاصرين في "فرية التحريف" السستي شسساع الحسسديث
عنها في كتب لشيعة .فمإذا نجد؟
نجد وجوها ً أربعة مختلفة:
الوجه الول :إنكار وجودها في كتبهم أص ً
ل.
الوجه الثاني :العتراف بوجودها ومحاولة تبريره.
الوجه الثالث :المجاهرة ،والحتجاج علي هذا الفتراء.
الوجه الرابع :التظاهر بإنكار هذه الفريسسة ،ومحاولسسة إثباتهسسا بطسسرق مسساكرة
خفية.
563
كما نفى لطف الله الصافي أن يكون كتاب فصل الخطسساب قسسد ألسسف لثبسسات
هذه الفرية ،وقال بأن القصد من تأليفه محاربتها ]مع الخطيب في خطوطه العريضة:
ص ،[.66-64كما نهض بعضهم للدفاع عسسن الكلينسسي السسذي هسسو أحسسد أعمسسدة هسسذا
الكفر ]يقول صاحب عقيدة الشيعة في دفاعه عسسن الكلينسسي" :النقسسص ل يسسدعيه أحسسد مسسن علمسساء
المامية حتى ثقة السلم المام الكليني رضي الله عنه )!( فإنه يعتقد بنزاهة القرآن وصيانته عسسن
النقص والزيادة ،ومع ذلك فقد تهجم الشيخ أبو زهرة وتحامل علية وأكثر من الطعن فيه) .عقيسسدة
الشيعة ص ،(162وقال" :أن الكليني ل يقول بنقص القرآن ،فكيف يجوز لمسسسلم أن ينسسسب إليسسه
هذا القول ،وكيف جاز للشيخ أبو زهرة أن ينسبه إليه دون تورع ،وكيسسف جسساز لسسه أن يهسساجمه بتلسسك
المهاجمة القاسية؟".
وأقول :إن الصل في نسبة ذلك إلي الكليني هم شيوخ الشيعة ،وكتابه الكافي شاهد علي ذلك
وهو عار عليه .وعلى الشيعة أبد الدهر ،ولو وقع الكافي في أيسسدي أئمسسة السسسلم لكسان لهسسم حكسسم
على الثني عشرية غير هذا الحكم ،وقد اعتمد أبو زهرة – رحمة الله – على ما قاله الكاشاني في
تفسير الصافي حينما نسب ذلك إلى الكليني )تفسير الصافي /1المقدمة السادسة ص .(52
والكاشاني هذا من أعمدة المذهب الثني عشري ،فهو صاحب الوافي الجسسامع لكتبهسسم الربعسسة،
والذي يعدونه من المصادر المعتمدة عندهم ،كما نسب ذلسسك أيض سا ً إلسسي الكلينسسي خاتمسسة شسسيوخهم
ومحدثيهم النوري في كتابه :فصل الخطاب )انظر :فصل الخطاب ص (31-30وغيرهما – كما مسسر
.-
فهل يظن هؤلء أن هذا يخفى على أهل السنة ،وكيف يدافعون عن مثسسل الكلينسسي السسذي سسسطر
هذا الكفر ،ويقعون في صحابة رسول الله الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه؟![.
النقد:
إن إنكار ما هو واقع ل يجدي شيئا ً في الدفاع ،وسسسيؤول مسسن جسسانب الشسسيعة
ومن جانب المطلعين على كتبهم من أهل السنة بأنه تقية ..فالمسألة اليوم لم
تعد تقبل مثل هذا السلوب في الرد ،فقد فضسسحتهم مطلبسسع النجسسف وطهسسران،
وقد كشف المستور ،وأبان المخفي شيخهم الطبرسي فيمسسا جمعسسه فسسي كتسسابه
"فصل الخطاب" فل ينفع مثل هذا الموقف.
وهسسذا المسسسلك فسسي النكسسار يسسسلكونه فسسي كسسل مسسسألة ينفسسردون بهسسا عسسن
المسلمين ،كما نبه على ذلك شيخهم الطوسي فسسي الستبصسسار فسسي أكسسثر مسسن
موضع بأن مسسا كسسان موضسسع إجمسساع مسسن أهسسل السسسنة تجسسري فيسسه التقيسسة ]انظسسر:
الستبصار ،[.4/155 :وبهذا المبدأ هدموا كل الروايات السستي تتفسسق مسسع المسسسلمين
وتعبر عن مذهب البيت وعاشوا مسسع المسسسلمين بالخسسداع والسستزوير ،يوافقسسونهم
في الظاهر ويخالفونهم في الباطن.
ولكن هسسذه التقيسسة سسسرعان مسسا تنكشسسف فسسي السسوقت الحاضسسر ،إذ إن كتبهسسم
أصبحت بمتناول الكثيرين.
فالنجفي الذي طلب -في رده علسسى ابسسن حسسزم – أن يثبسست دعسسواه بكلم أي
فرد من أفراد الشيعة هل يجهل مسسا جسساء فسسي الكسسافي والبحسسار ،ومسسا صسسرح بسسه
شيوخهم في هذا الضلل مما مضى ذكره ..وهل يتصور أن هسسذا القسسول ينخسسدع
به أحد في حوزته كتاب من كتبهم التي سارت على هذا الكفر؟.
ومن العجيب أنه وهو ينكر وجود تلك المقالة في كتبهسسم فسسي الجسسزء الثسسالث
من كتابه نراه في الجزء التاسع من الكتاب نفسه يصرح هو بهذا الكفر ،حيسسث
قال وهو -يتحدث عن بيعة المهاجرين والنصار لصديق هذه المسسة تلسسك البيعسسة
العظيمة التي جمعت المة – وأحبطت مؤامرات أعدائها -قال .." :بيعة عمسست
شسسؤمها السسسلم وزرعسست فسسي قلسسوب أهلهسسا الثسسام ..وحرفسست القسسرآن وبسسدلت
الحكام" ]الغدير.[.9/388 :
564
بل أورد آية مفتراة في نفس الكتاب ]ونص هذه الية المزعومة) :اليسسوم أكملسست لكسسم
دينكم بإمامته فمن لم يأتم به وممن كان من ولدي)؟!( من صلبه إلى يوم القيامة فأولئك حبطسست
أعمالهم وفي النار هم خالدون إن إبليس أخرج أدم "عليه السلم" من الجنة مع كونه صسسفوة اللسسه
بالحسد فل تحسدوا فتحبط أعمالكم وتزل أقدامكم() .المصدر السابق.(216-1/214 :
وهي واضحة الفتراء في ركاكة لفظها ،ومعناها ،ومع ذلك يزعم هذا الرافضسسي أن رسسسول اللسسه
صلى الله عليه وسلم قال :أنها نزلت في علي ،وحاول أن يموه ويخدع القراء فنسب هذا الفسستراء
لمحمد بن جرير الطبري السني ،وهو محمد بن جرير الطبري الرافضسسي إن صسسحت النسسسبة إليسسه..
فالرجل افترى على الله وكتابه ورسوله وأئمة المسلمين ...[.وهكذا يثبت الرجل ما نفسساه.
وهذا السلوب :الثبات مرة والنكار مرة أخرى ،والظهور أمسسام النسساس بسسأقوال
مختلفة ونصوص متناقضة مسلك لهم مطرد في أحديثهم وفي كلم شسسيوخهم،
وقد ورد في أخبارهم بيان للسبب في هسذا "النهسج" وهسو عسدم وقسوف العامسة
)أهل السنة( على حقيقة مذهبم فل يتعرضسون لسه بشسيء ]انظسسر :أصسسول الكسسافي:
،1/65وبحار النوار.[.2/236 :
أما أسلوب عبد الحسين في نفيسه لهسذا السسطورة ففيسه شسيء مسن المكسر
والمراوغة قد ل ينتبه له إل من اعتاد على أساليبهم وحيلهم ..تأمل قوله" :فإن
القرآن الحكيم متواتر مسسن طرقنسسا بجميسسع آيسساته وكلمسساته" مسساذا يعنسسي بسسالقرآن
المتواتر من طرقهم؟ هل هسسو القسسرآن السسذي بيسسن أيسسدنا أو القسسرآن الغسسائب مسسع
المنتظر كما يدعون؟!
إن تخصيصه بأنه متواتر من طريقهسسم يلمسسس منسسه الشسسارة للمعنسسى الخيسسر؛
ذلك أن القرآن العظيم كان من أسباب حفظه تلك العناية السستي بسسذلها عظيمسسا
السلم أبو بكر وعمر ،وأتمها أخوهما ذو النورين عثمان بسسن عفسان فسي جمعسسه
وإ ِن ّققا ل َق ُ
ه ن ن َّزل ْن َققا القذّك َْر َ
حق ُ
قا لوعده عز وجسسل} :إ ِّنا ن َ ْ وتوحيد رسمه ..تحقي ً
ن{ ]الحجر ،آية.[.9 :
ظو َ ف ُ لَ َ
حا ِ
ومعتقد الشيعة في الخلفاء الثلثة معروفة ،فهذا القرآن إًذا غير متسسواتر مسسن
طرقهم.
أما المحاولة الغبية من لطف الله الصافي وأغا بزرك الطهراني في التسسستر
على فضيحة الشيعة الثني عشرية الكبرى ،والعار الذي ل يسسستر :وهسسو "كتسساب
فصل الخطاب" فهي محاولة يائسسسة ،ل سسسيما وأن هسسذا الكتسساب قسسد خسرج مسسن
الدوائر الشيعية ووصل إلى أيدي السنة ،بل قسسد وصسسل إلسسى أعسسداء المسسسلمين
ليستفيدوا منه في الكيد لهذا المة ودينها ]وقد صسسرح بهسسذا بعسسض الشسسيعة وهسسو :محمسسد
مهدي الصفهاني في كتابه أحسن الوديعة :ص .[.90
وقد نص في مقدمته على غرضه ،وأقام الحجج المزعومة على مراده -كما
سيأتي .-
فهل يمكن التستر عليه وقد جمع كل أساطيرهم ،وأقسسوال شسسيوخهم بعسسد أن
كانت متفرقة؟.
565
وصنف يقول بأنها ثابتة ،ولكن "المراد فسسي كسسثير مسسن رويسسات التحريسسف مسسن
قولهم عليه السلم :كذا نزل هو التفسير بحسسسب التنزيسسل فسسي مقابسسل البطسسن
والتأويل" ]الطبطبائي /الميزان في تفسير القرآن.[.108 /12 :
وصنف ثالث يقول بأن القسسرآن السسذي بيسسن أيسسدينا ليسسس فيسسه تحريسسف ،ولكنسسه
ناقص قد سقط منه ما يختص بوليسسة علسسي "وكسسان الولسسى أن يعنسسون المبحسسث
تنقيص – كذا – الوحي أو يصرح بنزول وحي آخر وعدمه حتي ل يتمكن الكفسسار
من التمويه على ضعفاء العقول بأن في كتاب السلم تحريفا ً باعتراف طائفسسة
من المسلمين" ]أغابزرك الطهراني /الذريعة.!!![.314-3/313 :
وصنف رابع يقول :نحن معاشر الشيعة نعتقد بأن هذا القرآن الذي بين أيدينا
الجامع بين الدفتين )كذا يعني المجموع( هو الذي أنزله الله تعسسالى علسسى قلسسب
خاتم النبياء صلى الله عليه وسلم من غير أن يدخله شيء بالنقص أو بالزيادة،
هوإ ِّنا ل َ ُ
ن ن َّزل َْنا الذّك َْر َ
ح ُكيف وقد كفل -كذا – الشارع بنفسه تعالى} :إ ِّنا ن َ ْ
ن{ ]الحجر .[9على أننا معاشر الشيعة )الثني عشسسرية( نعسسترف بسسأن ف ُ
ظو َ لَ َ
حا ِ
هناك قرآن كتبه المام علي رضي الله عنسسه بيسده الشسريفة ،بعسد أن فسرغ مسن
كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتنفيذ وصاياه ،فجسساء بسسه إلسسي المسسسجد
فنبذه الفارق عمر بن الخطسساب قسسائل ً للمسسسلمين :حسسسبنا كتسساب اللسسه وعنسسدكم
القرآن ،فرده المام إلى بيته ولم يزل كل إمام يحتفظ عليه كوديعة إلهية إلسسى
ظا عند المام المهدي القسسائم عجسسل اللسسه تعسسالى فرجنسسا بظهسسوره أن ظل محفو ً
]الخراساني /السلم على ضوء التشيع :ص .[.204
واتجسساه خسسامس يقسسول" :وقسسع بعسسض علمائنسسا المتقسسدمين بالشسستباه فقسسالوا
بالتحريف ولهم عذرهم ،كما لهم اجتهادهم ،وإن أخطأوا بالرأي ،غير أنسسا حينمسسا
فحصنا ذلك ثبت لنا عدم التحريف فقلنا بسسه وأجمعنسسا عليسسة" ]الشسسيعة والسسسنة فسسي
الميزان ،محاكمة بقلم س خ ،نشر نادي الخاقاني ص .[.49-48
وفريق سادس يقول بأن هذه الفرية ،إنما ذهب إليها من ل تمييز عنسسده بيسسن
صحيح الخبسسار وسسسقيمها مسسن الشسسيعة وهسسم الخبسساريون ،أمسسا الصسسوليون فهسسم
ينكرون هذا الباطل ]انظر :الطبطبائي /في تعليقه على النوار النعمانية.[.2/359 :
النقد:
نبدأ في مناقشة الراء السابقة علي حسب ترتيب عرضها:
ل :إن القول بأن تلك "الساطير" هي في مقياس الشيعة روايسسات ضسسعيفة أو ً
شاذة يرد عليه ما ردده طائفة من شيوخهم مسسن القسسول باستفاضسستها وتواترهسسا
كالمفيد والكاشاني ،ونعمسسة اللسسه الجسسزائري وغيرهسسم ،بسسل إن المجلسسسي جعسسل
أخبارها كأخبار المامة فسسي الكسسثرة والستفاضسسة – كمسسا سسسلف ،-كمسسا أن هسسذه
المقالة قد أصبحت مذهبا ً لطائفة من كبار شيوخهم.
ومع ذلك فإن هذا الحكم من كبير علماء الشيعة على تلك الروايات بالشذوذ
مع كثرتها التي اعترف بها شيوخهم تدل على شيوع الكذب فسسي هسسذا المسسذهب
بشكل كبير ،وهذا الحكسسم المعلسسن – إن كسسان بصسسدق – ينبغسسي أن يكسسون دافعسا ً
ذت بها عن المسسسلمين ،كمسسا ينبغسسي للحكم على عقائد الشيعة الخرى التي ش ّ
أن يكون منطلقا ً لنقد رواياتهم وجرح رجالهم ،فمن روى تلك الروايات وجعلها
مذهبه ل ينبغي أن يوثق به كالكليني وإبراهيم القمي الذين كان لهمسسا النصسسيب
الكبر في تأسيس هذا الكفر في مذهب الشيعة وإشاعته بينهم ]ولكن صاحب هذا
القول – الذي نناقشه – وهو محمد حسين آل كاشف الغطاء يعظم بعسض ملحسدي الشسيعة ،السذين
يجاهرون بهذا الكفسسر فيقسسول عسسن النسسوري الطبرسسسي صسساحب فصسسل الخطسساب" :حجسسة اللسسه علسسى
566
العالمين ،معجب الملئكة بتقواه ،من لو تجلى الله لخلقسسه لقسال :هسسذا نسوري ،مولنسسا ثقسة السسلم
حسين النوري" )محمسسد آل كاشسسف الغطسساء /مقدمسسة كشسسف السسستار لحسسسين النسسوري الطبرسسسي،
مطبعة مؤيد العلمسساء الجديسسدة بقسسم .(1318وهسسذا المديسسح جسساء بعسسد اقسستراف النسسوري الطبرسسسي
لجريمته.[.
ثانيًا :أما القول بأن المقصود بروأيسسات الشسسيعة فسسي هسسذا هسسو تحريسسف بعسسض
النصوص التي نزلت لتفسير آيات القرآن فهذا تأكيد للسسسطورة وليسسس دفاع سا ً
عنها؛ ذلك أن من حسّرف ورد ّ وأسسسقط النصسسوص النازلسسة مسسن عنسسد اللسسه والسستي
تفسر القرآن وتبينة ،هو لرد وتحريف اليات أقرب ،ومن لم يكسسن بسسأمين علسسى
المعنى كيف يؤتمن على اللفظ؟ ثم إذا فقدت المعاني ما قيمسسة اللفسساظ؟ ثسسم
كيف يكون تفسير الصحابة هو تحريسسف نظسسر هسسذه الفئة ،و"تحريفسسات" القمسسي
والكليني والمجلسي لمعاني القرآن هي التفسير ،والتي ل يشك مسسن لسسه أدنسسى
صلة بلغة العرب أنها إلحسساد فسسي آيسسات اللسسه وتحريسسف لهسسا ،وإذا فقسسدت معسساني
القرآن وغابت مع المنتظسسر فكيسسف تهتسسدي المسسة بآيسساته أم تبقسسى المسسة ضسسائعة
تائهة؟!
ثم إنك ترى أن "النموذج" الذي أخرجسسوه لنسسا علسسى أنسسه مسسن معسساني القسسرآن
الوارد عن المة يكفي مجرد تأمله لمعرفسسة كذبسسة فكيسسف يجعسسل هسسو "التفسسسير
اللهي" الذي رده الصحابة كما يفترون؟!
علسسى أن هسسذا "التسسأول لنصسسوص السسسطورة" ل يتلءم مسسع كسسثير مسسن تلسسك
الروايات؛ إذ إن في رواياتهم "المفتراة" التصريح بأن النص القرآني قسسد شسسابه
– بزعمهم – تغيير في ألفاظه وكلماته ]مثل ما يفترونه أن عليا ً قال :وأما مسا حسرف مسسن
كتاب فقوله" :كنتم خير )أئمة( أخرجست للنساس" فحرفست إلسى خيسر أمسة ،ومنهسم الزنساة واللطسة
والسراق وقطاع الطريق والظلمة وشراب الخمر والمضيعون لفرائض الله والعدوان عسسن حسسدوده
أفترى الله تعالى مدح من هذه صفته )يعني واضح هذه الرواية – لعنه الله – صحابة رسسول اللسه
صلى الله عليه وسلم؛ لن القرآن العظيم أثنى عليهم ،ودين الشيعة يقوم علي سبهم فطعنوا في
كتاب الله لهذا السبب.
ومنه قوله تعالى) :أن تكون أمة هي أربى من )أئمسسة( فجعلوهسسا أمسسة ...وقسسوله تعسسالى) :وكسسذلك
طا )بين الرسول وبين الناس( فحرفوها وجعلوها أمسسة .ومثلسسه فسسي سسسورة عسسم جعلناكم )أئمة( وس ً
ً ً
"ويقول الكافر يسسا ليتنسي كنست )ترابيسا( فحرفوهسا وقسسالوا ترابسا وذلسسك أن الرسسول كسسان يكسسثر مسن
مخاطبتي بأبي تراب ،ومثل هذا كثير.
)بحار النوار.(28-93/26 :
فهل هذا الرواية وأمثالها تتفق مع تأويلهم لها بأنها من قبيل التفسير؟[ فهذا التأويسسل ليسسس
بمخرج سليم من هذا العار والكفر ..والموقف الحق هو ردها ورد مرويات مسسن
اعتقدها لنه ليس من أهل القبلة.
ثالثًا :أما القول بأن القرآن ناقص وليس بمحرف فهذا كسسسابقه ليسسس بسسدفاع
ولكنه تأكيد لساطيرهم وطعن في كتاب الله بما يشسسبه السسدفاع فكيسسف تهتسسدي
المة بقرآن ناقص ،ومن قدر واستطاع على إسقاط قسم منه هسسو قسسادر علسسى
تحريف ما بقي ..ولكن الشيء من معدنه ل يستغرب فصاحب هسسذا القسسول هسسو
أغا بزرك الطهراني وهو تلميذ النسسوري صسساحب "فصسسل الخطسساب فسسي تحريسسف
كتاب رب الرباب".
ولذلك ترى هذا الطهراني يحاول خداع المسسسلمين بزعمسسه أن مؤلسسف فصسسل
الخطاب شافهه أنه أراد الدفاع عن القرآن وإنما أخطسسأ فسسي العنسسوان ]ذكسسر ذلسسك
كتابه أعلم الشيعة ،الجزء الول ،من القسم الثاني :ص [.550فهو يحاول أن يتسسستر علسسى
معتقده الباطل بأساليب من المكر والمراوغة ،وهاهو ينكشف بهذا الدفاع فهو
يصرح بأن للقرآن بقية ،وأن للوحي اللهي تكملة ،وأن الولسسى أن ي َُعنسسون بسسدل
567
التحريف بعنوان "نقص القرآن أو نزول وحي إلهي آخسر" ،ويزعسم أن فسي هسذا
دفاعا ً عن القرآن أمام العداء؟ وهذا هو مبلغ دفسساعه عسسن القسسرآن والسسسلم –
سبحانك هذا بهتان عظيم س.
رابعًا :أما ما قاله المصنف الرابع بوجود قرآن عند منتظرهم ..فهذا يعني أن
َ
م{ ]المسسائدة [3ثسسم مسسا ت ل َك ُ ْ
م ِدين َك ُ ْ مل ْ ُ
م أك ْ َ الدين لم يكمل ،والله يقول }ال ْي َ ْ
و َ
فائدة العبادة من كتسساب غسسائب مسسع منتظسسر مضسسى عسسل احتجسسابه – المزعسسوم –
قرون ،فإن كان لبد منه فما حكم الشيعة على ما مضى من القرون بما فيهسسم
أسلفهم من الشيعة هل هم على ضلل ..وإن كسسانت المسسة تهتسسدي بسسدونه فمسسا
قيمة كل هذه الدعاوى؟!
الحقيقة أن كل هذه "الترهات" لقناع أتباعهم بما عليه الرافضة مسسن شسسذوذ
ل شاهد لها من كتاب الله ،فحالوا التلبيس على التباع والتغرير بهم بأن دليلهسسا
يوجد في القرآن الخر ،أو الكامل ،أو المفسر الغائب مع المنتظر.
ثم إن مسألة وجود قرآن آخر ،ومسألة الطعن في كتسساب اللسسه سسسبحانه همسسا
في كتب الشيعة الساسية مسألة واحدة ل تنفصل إحداهما عن الخسسرى ،فهسسم
يزعمون أن عليا ً جمع القرآن بتمامه وجاء به إلى الصحابة فردوه وألفوا قرآنسسا ً
حذفوا منه ما يتصل بولية علي ..وبقي القسسرآن المزعسسوم يتسسوارثه المسسة حسستى
وصل إلى المنتظر؟
فهذا الرافضي ومن على منهجه أراد الخداع والتلبيس ،فتراه يتدرج بالقسسارئ
المسلم لقناعه بهذه الفرية بإطلعه علي أحد وجوهها.
خامسًا :أما الفئة الخامسة الذين يقولون بأن القول بسسالتحريف رأي خسساطئ،
وضلل سابق كنا نذهب إليه ثم تبين لنا الحق فعدلنا عنه .فسسإنه ليسسسر المسسسلم
أن يرجعوا عن هذا الملف الفاسد ..ولكن هذا القول قد يكون للتقية أثر فيسسه..
ذلك أن أصحاب هذه المقالة والكتب التي حوت هذا الكفسسر ،هسسي محسسل تقسسدير
عند هؤلء ،وصدق الموقف فسي هسذه المسسألة يقتضسي السبراءة مسن معتقسسديها
وكتبهم كالكليني وكتابة الكافي ،والقمي وتفسيره وغيرهما ممن ذهب إلى هذا
الكفر ،فكيف يكونون إلى اليسسوم موضسسع القسدوة ،ومحسسل الثقسسة ،تعتمسسد كتسسابهم
كمصادر في تلقي العقيدة والشريعة ،ويوثق بأقوالهم ويقتدى بأفعالهم؟!
ثم إن القول بأن الثنسسي عشسسرية أجمعهسسم رجعسسوا عسسن هسسذا منقسسوض بصسسنيع
عالمهم المعاصر حسين النوري الطبرسي في كتابه "فصل الخطسساب" ،والسسذي
ألفه لثبات هذه الفرية -كما سلف .-
وهو منقوض أيضا ً بكتاب تحريف القرآن لسيدهم علي تقسسي بسسن السسسيد أبسسي
ه( وهسسو بالرديسسة الحسن النقوي اللكنهسسوي – المعاصسسر –المولسسود سسسنة ) 1323
]الذريعة إلي تصانيف الشيعة [.3/394 :وغيرهما من مؤلفاتهم في هسسذا الضسسلل ،وهسسو
معارض أيضا ً بما قدمناه عن أغا بزرك الطهرانسسي والمينسسي النجفسسي وغيرهمسسا.
م يقسسال فل تزال فئة منهم يتيهون في هذا الضلل ويضربون فيه بسهم ..ثسسم ل ِس َ
مفي أمر أجمع عليه المسلمون وهو سلمة كتاب الله سبحانه وحفظ الله له ل ِ َ
يقال إن من خالف فيه له عذره واجتهاده ،وهل هي مسألة اجتهادية ،وهل فيها
عذر وتأويل سائغ..؟
سادسًا :أما ما ذهبت إليه الطائفة الخيرة من أن هذه المقالسسة لسسم يقسسال بسسة
كل الثنسسي عشسسرية وإنمسسا هسسي مقالسسة لفرقسسة منهسسم وهسسم الخبسساريون السسذين ل
يميزون بين صحيح الحديث وسقيمه ..فهذا قول قاله أيضا ً بعض شيوخ الشيعة
568
القدامى وهو الشريف المرتضى ،حيث قال" :من خالف في ذلك من الماميسسة
ل يعتد بخلفهم ،فإن الخلف في ذلك مضاف إلى قسسوم مسسن أصسسحاب الحسسديث
)من الشيعة( نقلوا أخبارا ً ضعيفة وظنوا صسسحتها ل يرجسسع بمثلهسسا عسسن المعلسسوم
المقطوع على صحته" ]نقل ذلك عنه :الطوسي فسسي التبيسسان ،1/3 :والطبرسسسي فسسي مجمسسع
البيان.[.1/15 :
كما أن القول بأن هذه الفرية خاصة بالخباريين قالها وأكدها مرجسسع الشسسيعة
ه(.الكبر في عصره جعفر النجفي المتوفى سنة ) 1227
ولكنه وهو من الصسسوليين يسسذهب فسسي روايسسات التحريسسف السسواردة فسسي كتسسب
الشيعة مذهبا ً ل يقل خطورة عن رأي إخوانه الخباريين ،حيث قال بعد أن ذكر
أن تلك الفرية هي رأي للخباريين وهو باطل بدلله العقل والنقل وما علم من
الدين بالضرورة ،قال" :فل بد من تنزيسسل تلسسك الخبسسار ،إمسسا علسسى النقسسص مسسن
الكلمات المخلوقة ]لنهم يعتقدون – كما سلف – أن القرآن مخلسسوق علسسى نفسسس منهسسج أهسسل
العتزال [.قبل النزول إلى سماء السدنيا ،أو بعسسد النسسزول إليهسسا قبسل النسزول إلسسى
الرض ،أو على أن نقص المعنى في تفسيره ،والذي يقسسوى فسسي نظسسر القاصسسر
التنزيل على أن النقص بعد النزول إلى الرض ،فيكون القرآن قسسسمين :قسسسم
قرأه النبي صلى الله عليه وسلم علسسى النسساس وكتبسسوه وظهسسر بينهسسم وقسسام بسسه
العجاز ،وقسم أخفاه ولم يظهر عليه أحسسد سسسوى أميسسر المسسؤمنين رضسسي اللسسه
عنه ،ثم منه إلى باقي الئمة الطاهرين ،وهو الن محفوظ عند صاحب الزمسسان
جعلت فداه" ]كشف الغطاء :ص .[.299
لم يجرؤ صاحب كشف الغطاء – كمسا تسرى -أن يكسذب تلسك السساطير كمسا
فعل المرتضى ،بل تاه في بيداء من التكلفات والتمحلت حسستى وقسسع فسسي شسسر
مما فر منه ،أو كاد.
ً
لقد زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كتم قسما مسسن القسسرآن أنزلسسه اللسسه
عليه ،ولم يبلغ به أحدا ً من أمته سوى علسسي ،وأن عليسا ً أخفسساه عنسسد أبنسسائه وهسسو
اليوم عند المنتظر فماذا بعد هذا الفتراء ؟!
الوجه الثالث :المجاهرة بهذا الكفر والستدلل به:
والذي تولى كبر هذا البلء المدعو حسين النوري الطبرسي المتوفى سسسنة )
ه( ،الذي ألف كتابه "فصل الخطاب" لثبات هذه السطورة. 1320
ولربما الول مرة في التاريخ يحدث هذا الجمع "لساطير" الشيعة المتفرقسسة
وأقوال شيوخها ،واليات المفتراة التي يزعمونها في كتاب واحد يطبع وينشر..
ليصبح فضيحة لهسسم أبسسد السسدهر ..ولسسو كسسان للمسسسلمين قسسوة وسسسلطان لعقسسدت
المحاكم لهذا الكتاب وصاحبه وحكم في ضوئه على دخول الثني عشسسرية فسسي
السلم أو خروجهسسا منسسه ،وارتسساح المسسسلمين مسسن شسسر أولئك المرتزقسسة السسذين
ينتشرون في العالم السلمي لنشر التشيع ..وأفاق من غّرر به شيوخ الشسسيعة
من أولئك التباع الجهلة ..الذين ل يدركون مسسن التشسسيع إل أنسسه حسسب آل السسبيت
الذي سيدخلهم الجنة بغير حساب!
ولقد قام الستاذ إحسان إلهي ظهير بنشر قسم كبير من الكتاب فسسي كتسسابه
الشيعة والقرآن ..مع ذكر أدلة هذا المفتري وشبهه ،ومع أن ذلسسك يعسسد كشسسافا ً
لحقيقة الثني عشرية في هذا العصر ،إل أن الستاذ إحسسسان قسسد اكتفسسى بنقسسل
النصوص دون تعليق أو نقد ..وهذا من الخطورة بمكان ،ول سسسيما أن المؤلسسف
قسسد ذكسسر اثنسستي عشسسرة شسسبهة لثبسسات فريتسسه ،وهسسي وإن كسسانت أشسسبه بخيسسوط
569
العنكبوت إل أن فيها ما قد يخفى على بعض من ل علقة له بسسالعلم الشسسرعي،
فكسسان مسسن السسواجب أن تكشسسف ترهسساته وأن تسسدك شسسبهاته .ويسسؤتى عليهسسا مسسن
القواعد .وفيما يلي عرض موجز لمحتويات هذا الكتاب باعتبسسار أن مسسؤلفه مسسن
المعاصرين ]وقد سبقت الشارة إلى الكتاب في أثناء الحسسديث عسسن كتسسب الشسسيعة السستي قسسالت
بهذه السطورة :ص ،233وفي هذا الموضسسع ننسساقش شسسبهات الكتسساب ومحتويسساته ..[.مع نقده
وكشف شبهاته وأغاليطه -بحول الله .-
بناء على أن كتاب إحسان قد سار بها في كسل مكسان فسي العسالم السسلمي
ولم تحظ منه بنقد ول رد على أسسساس أن المسسر أوضسسح مسسن أن يسسبين ،ومجسسرد
عرض هذه الفرية كاف في بيان بطلنهسا ..وأقسول :إن هسسذا حسق باعتبسسار أصسل
الفرية ومنطلقها ،ولكن الشبه التي أثارها لبد من أبطالها وكشف ضللها.
لقد قام المؤلسسف بكشسسف الغطسساء عسسن عقيسسدة الشسسيعة الثنسسي عشسسرية فسسي
تحريف القرآن وجمع ما تفسسرق مسسن أخبسسارهم فيهسسا ،ونقسسل تصسسريحات شسسيخهم
بتواترها ،وأنها تزيسسد علسسى ألفسسي حسسديث ،واتهسسم صسسحابة رسسسول اللسسه بتحريفسسه
والتواطؤ على ذلك ولسسم يسسستثن مسسن ذلسسك سسسوى أميسسر المسسؤمنين علسسي ،وهسسذا
الستثناء صوري ،إذ إن لزم قوله تواطؤ الجميع ،لن القسسرآن السسذي عنسسد علسسي
والسالم من التحريف بزعمهم لم يظهره علي ول إبان خلفته..
دم – من كتبهم – ) (1062رواية معظمها تقول في آيات من كتاب الله ثم ق ّ
أنها خطأ ويذكر تصويبها من كتبهم السسسطورية ،فيسسرد مسسا أجمعسست عليسسه المسسة
ويرتضي ما قاله حثالة من الفاكين.
كما لم يجبن عن ذكر بعض "سور" بكاملها تتناقلها السسدوائر الشسسيعية وليسسس
لها ذكر في المصحف ،وعلمة الكذب والفتراء واضحة بّينة في نصسسها ومعناهسسا
ل يخفى إل على أعجمي جاهل ول يرّوجها إل زنديق مغّرض.
كما رد على من أنكر التحريف من طائفته وبّين أن إنكار القدامى كان تقيسسة
وأن من أنكر أخبار التحريف يلزمه رد أخبار المامة لما بينهما من تلزم.
ه( ومسسا إن وهذا الكتاب الذي حوى هذا الكفر قد طبع في إيران سنة ) 1298
خرج حتى انزعج كثير من الشسسيعة لظهسسوره ،وقسسد وصسسف أحسسد شسسيوخهم ذلسسك
فقال" :فل تدخل مجلسا ً في الحوزة العلميسسة إل وتسسسمع الضسسجة والعجسسة ضسسد
ذلك الكتاب ومؤلفه وناشره يسلقونه بألسنة حداد" ]المرعشي /المعارف الجلية :ص
.[.21
ويرى الستاذ محب الدين الخطيب أن سبب الضجة أنهسسم يريسسدون أن يبقسسى
التشكيك في صحة القرآن محصورا ً بيسسن خاصسستهم ومتفرق سا ً فسسي مئات الكتسسب
المعتبرة عندهم ،وأن ل يجمع ذلك كله في كتساب واحسد تطبسع منسه ألسوف مسن
النسخ ويطلع عليه خصومهم فيكسسون حجسسة عليهسسم ماثلسسة أمسام أنظسسار الجميسسع،
ويقول :ولما أبدى عقلؤهم هذه الملحظات خالفهم فيهسسا مسسؤلفه ،وأل ّسسف كتابسا ً
آخر سماه )رد بعض الشبهات عن فصل الخطاب في إثبات تحريف كتسساب رب
الرباب( ]الخطوط العريضة :ص .[.11
وإذا كان غلة الشيعة يحاولون التستر علي هذه الفضيحة في معظم الحيان
بحكم عقيدة التقيسسة السستي أصسسبحت لهسسم حصسسنا ً وملذًا ،وأن تلسسك الضسسجة السستي
حدثت قد شارك فيها من يسذهب إلسى هسذا الكفسر ويسرى وجسوب التسستر عليسه
صيانة لسمعة قومه ،ووقاية لدينهم من فضيحة تزلسسزل كيسسانهم ،وتمنسسع انتشسسار
عقيدتهم ،فإنني ل أجزم كالستاذ محب الدين في تعميم هذا الحكسسم علسسى كسسل
570
الشيعة ،بل إن هناك فئة من الشيعة ل تزال تنكر هذا الكفسسر وتتسسبرأ منسسه ،وقسسد
كتبوا ردودا ً على كتاب فصل الخطاب من هذا المنطلق – فيما يظهر – مثل ما
كتبه شيخهم وآيتهسم محمسد حسسين المرعشسي فسي كتسابه الموسسوم ب"رسسالة
حفظ الكتاب الشريف من شبهة القول بالتحريف" وهسسو رد علسسى كتسساب فصسسل
الخطاب ]ل يزال هذا الكتاب مخطوطا ً )انظر :المعارف الجلية :ص .[.(21
كما أنني ألحظ من خلل كتاب فصل الخطاب أنه يرد علسسى المنكريسسن لهسسذا
الفرية من قومه ،ويجادلهم في هذا المسسر ،ومسسن يقسسرأ الكتسساب يسسرى أنسسه ألسسف
لقناع من خالف هذا الكفر من الشيعة ]انظر :فصل الخطاب :ص 360وما بعدها.[.
ثم أن ما كتبه صاحب فصل الخطاب بعنوان "رد بعض الشسسبهات عسسن فصسسل
الخطاب "..كما يقول محب – رحمه الله – ليس – فيما يبدو – للسسرد علسسى مسسن
قال :إن هذه القضية ينبغي أن تكون سرية بينهم؛ ذلك أن ما يشير إليسسه محسسب
صورته الظاهرة كالتي:
لما ظهر كتاب "فصل الخطاب" قسسام بسسالرد عليسسه شسسيخهم محمسسود بسسن أبسسي
القاسم الشهير بالمعرب الطهراني بكتاب سسسماه "كشسسف الرتيسساب فسسي عسسدم
تحريف الكتاب" وقد نقل لنا صاحب الذريعة أول رد لصاحب كشسسف الرتيسساب،
وهو يفيد إنكار التحريف ل السدعوة إلسى التسسستر عليهسا .قسال صساحب الذريعسسة:
"وأول شبهات" ]ل حظ أنه يسميها شبهات؛ لن صساحب الذريعسة علسى مسذهب صساحب فصسل
الخطاب في هذا الكفر ،فهو يسمي أدلة كشف الرتياب شبهات إمعاًنا في الكفسسر ،كيسسف وصسساحب
فصل الخطاب هو شيخ لصاحب الذريعة وقد أعظم الثناء عليه وغل في مديحه فسسي ترجمتسسه السستي
كتبها عنه" [.كشف الرتياب" هو أنه إذا ثبت تحريف القسسرآن فلليهسسود أن يقولسسوا:
إذا ً ل فرق بين كتابنا وكتابكم في عدم العتبار" ]انظر :أغا بسسزرك الطهرانسسي /الذريعسسة
إلى تصانيف الشيعة 18/9 :حرف الكاف 10/12 ،حرف الراء.[.
فكتب الطبرسي ردا ً عليه – وهو ما يشير إليه محب فيما يبسسدو – فسسي كتسساب
سماه "الرد على كشف الرتياب" ]انظسسر :المصسسدر السسسابق [.10/211 :قال صسساحب
الذريعة" :وكان يوصي كل من عنده فصل الخطاب أن يضم إليه هذه الرسسسالة
التي هي في دفع الشبهات التي أوردها الشيخ محمود عليه وهسسي فارسسسية لسسم
تطبع بعد".
وكان جواب الطبرسي في رده على دليل صسساحب كشسسف الرتيسساب محاولسسة
منه للتراجع ،وبرهانا ً على التناقض ،حيث قال" :هذه مغالطسسة لفظيسسة حيسسث إن
المراد بالتحريف ...غير ما حملت عليسسه ظساهرا ً للفسظ ،أعنسسي التغييسر والتبسسديل
والزيادة والتنقيص وغيرها المحقق والثابت جميعها فسي كتسب اليهسود وغيرهسم،
بل المراد من التحريف خصوص التنقيص فقط في غيسسر آيسسات الحكسسام جزم سًا،
وأما الزيادة فالجماع المحقق الثابت من جميع فرق المسلمين والتفاق العسسام
من كل منتحل للسلم على عدم زيادة كلم واحد في القسسرآن المجمسسوع فيمسسا
بين هاتين الدفتين ولو بمقدار أقصر آية يصدق عليسه كلم فصسيح ،بسل الجمساع
والتفاق من جميع أهل القبلة على عدم زيادة كلمة واحدة في جميسسع القسسرآن،
بحيث ل نعرف مكانها ،فأين التنقيص الجمالي المسسراد لنسسا عمسسا حملسست ظسساهر
اللفظ وهل هذا إل مغالطة لفظية؟" ]الذريعة.[.10/221 :
هذا جزء مما دار في الرسالتين ،نقله لنسسا صسساحب الذريعسسة وهسسو يكشسسف أن
الحوار كان في مسألة وقوع التحريف من عدمه ،ل فسسي وجسسوب التسسستر علسسى
هذه الفرية ،وهو ل ينفي أن يوجد اتجاه ٌ عند الشيعة يرى ضرورة التستر صيانة
لحرمة المذهب..
571
ولكنه ينفي تعميم الحكم بهذا على الجميع.
هذا وفي كلم صاحب الذريعة الذي لخصه ،من الرسسسالة الفارسسسية لصسساحب
فصل الخطاب ونقلناه مع صياغته التي يبدو علها أثر العجمسسة تخليسسط وتنسساقض
وتقية وضح دليلها في أثناء كلمه كما هسسي عسسادة هسسؤلء الروافسض فسسي الغسسالب
]لحظ مثل ً أنه نفى الزيادة مطلقا ً ثم عاد بعد ذلك وقال" :بل الجماع والتفسساق علسسى عسسدم زيسسادة
كلمة واحدة في جميع القرآن بحيث ل نعرف مكانها" انظر إلى قوله" :ل نعرف مكانها" فهو يشير
بهذه الجملة من طرف خفي إلى ما يذهب إليه صاحب هذا الخطاب ويوافقه هو علي هذا المذهب
من افترائهم بالقول بالزيادة في كلم الله.
قال صاحب فصل الخطاب وهو يذكر صور التغيير في القرآن الذي أوحاه إليسسه شسسيطانه ودفعسسه
ن
ع ِك َ سأ َُلون َ َ
إليه حقده على السلم وأهله" :السابعة زيادة كلمة كزيادة عن في قوله تعالى} :ي َ ْ
ل{" )فصل الخطسساب :ص ،(25كمسسا أن قسسوله بالنقيصسسة ل يخرجسسه عسسن تكسسذيب قسسول اللسسه ا َ
لن َ
فا ِ
ن{.[. ف ُ
ظو َ ه لَ َ
حا ِ وإ ِّنا ل َ ُ
ن ن َّزل َْنا الذّك َْر َ
ح ُ
تعالى} :إ ِّنا ن َ ْ
وهذا الكتاب رتبه مؤلفه – عليه من الله مسسا يسسستحق – علسسى ثلث مقسسدمات
وبابين.
ففي المقدمة الولى نقسسل مجموعسسة مسسن أخبسسارهم السستي تتحسسدث عسسن جمسسع
القرآن – حسب تصور هسؤلء الزنادقسة – كروايسة ثقسة دينهسم الستي تقسول" :مسا
ادعى أحد من الناس أنه جمسسع القسسرآن كلسسه ،كمسسا أنسسزل إل كسسذاب ،ومسسا جمعسسه
وحفظه كما أنزل الله إل علي بن أبي طالب والئمة من بعده".
وهذا مبني على مذهب الشيعة فسي القسول بعصسمة رجسل واحسد وهسو علسي،
وضلل المة بأجمعها ،وهو من آثار البيئة الفارسسسية السستي تحيسسط ملوكهسسا بهالسسة
من التقديس.
وما أسخف عقل ً يرد ما أجمع عليه الصحابة كلهم ،ويدعي أن ل ثقسسة إل بقسسل
واحد منهم ،مع أن هذه الدعوى ل وجود لهسسا غل فسسي خيسسالت هسسؤلء الزنادقسسة،
فلم يعرف علي والمة إل هذا القرآن.
ثم يواصل نقله عن "قرآن علي" الذي لم ُينقص منه حسسرف كمسسا يزعمسسون..
فينقل مجموعة من رواياتهم ينتهي القارئ لهسسا إلسسى أن العقسسل الشسسيعي ..مسسن
أسرع العقسسول إلسسى تصسسديق الخرافسسة ،فهسسو يسسؤمن بكتسساب ل وجسسود لسسه إل فسسي
أساطيرهم ويكفر بقرآن أجمعت علية المة ..بما فيهم الئمة.
ي للقسسرآن وعرضسسه علسسى الصسسحابة ورد تتحدث هذه الساطير عسسن جمسسع علس ّ
الصحابة له..
فيورد من هذه الروايات خبر الشيعي السسذي التقسسى بمنتظرهسسم – والسسذي لسسم
يولد أصل ً – وفيه يقول له المنتظر" :لما انتقل سيد البشر محمد بن عبسسد اللسسه
صلى الله عليه وسلم وآله من دار الفناء وفعل صنما ً ]يعنون بهما صسسديق هسسذه المسسة
وفار وقها ،ومن أقاما السلم بعد رسول الله [.قريش ما فعل من نصسسب الخلفسسة جمسسع
أمير المؤمنين رضي الله عنه القرآن كله ووضعه في إزار وأتى به إليهسسم وهسسم
في المسجد ،فقال لهم :هذا كتاب الله سبحانه أمرني رسول اللسسه صسسلى اللسسه
عليه وسلم أن أعرضه عليكم لقيام الحجة عليكم يسسوم العسسرض بيسسن يسسدي اللسسه
تعالى ،فقال له فرعون هذه المسسة ونمرودهسسا ]يعنسسي الفسساروق عمسسر رضسسي اللسسه عنسسه
وأرضاه ،والذي فتح بلد فارس ،ونشسر السسلم فيهسا ،فكسان جسزاؤه عنسد هسؤلء الحاقسدين السسب
والتكفير :[.لسنا محتاجين إلى قرآنك ،فقال له :أخبرني حبيبي محمد صلى اللسسه
عليسسه وآلسسه بقولسسك هسسذا وإنمسسا أردت بسسذلك إلقسساء الحجسسة عليكسسم ،فرجسسع أميسسر
المؤمنين إلى منزله ..فنادى ابن أبي قحافة بالمسسسلمين وقسسال لهسسم :كسسل مسسن
عنده قرآن من آية أو سورة فليأت بها ،فجاءه أبو عبيدة بن الجسسراح ،وعثمسسان،
572
وسعيد بن أبي وقسساص ،ومعاويسسة بسسن أبسسي سسسفيان ،وعبسسد الرحمسسن بسسن عسسوف،
وطلحسسة بسسن عبيسسد اللسسه ،وأبسسو سسسعيد الخسسدري ،وحسسسان بسسن ثسسابت ،وجماعسسات
المسلمين وجمعوا هذا القرآن وأسقطوا ما كان فيه من المثالب التي صسسدرت
عنهم بعد وفاة سيد المرسلين صسسلى اللسسه عليسسه وآلسسه ،فلسسذا تسسرى اليسسات غيسسر
مرتبطة ،والقرآن الذي جمعه أمير المؤمنين بخطه محفوظ عند صسساحب المسسر
عجل الله فرجه وفيه كل شيء حتى أرش الخدش .وأما هسذا القسرآن فل شسك
ول شبهة في صحته ،وأنه من كلم الله سبحانه ،هكذا صدر عن صاحب المسسر"
]فصل الخطاب :ص .[.10-9
وهذا النص نقلناه رغم طوله ،لن معظم حكاياتهم تدور علسسى مسسا جسساء فيسسه.
فالمسألة أصل ً نابعة من حقد هذه "الفئة" على صحابة رسول الله صسسلى اللسسه
عليه وسلم ،وبغضها للدين الذي يحملونه.
فأنت ترى أن الحديث عن مثالب الصحابة وأن من جمع القرآن – بزعمهم –
قد أسقطها فأباح هؤلء بالسر المكنون وكشفوا المستور ،ومسسا تخفسسي قلسسوبهم
أعظم.
ثم إذا رفض الصسسحابة القسسرآن – كمسسا يزعمسسون – فلسسم يحجسسب عسسن الجيسسال
والقرون التي بعدهم؟ وإذا قامت الحجة على الصحابة فإنها لم تقم علسسى مسسن
ي الحجة وهو في قوة سلطانه إبان خلفته؟ بعدهم ..وكيف لم ُيقم عل ّ
إن أساطيرهم تنقض نفسها بنفسها .وإذا امتنسسع الصسسحابة عسسن قبسسوله – كمسسا
يزعمون – أليس في المة من يقبلسسه عسسبر مراحسسل القسسرون كلهسسا ،وفيهسسم مسسن
صحب الئمة ،والتقي بالمنتظر ..وقامت للشيعة دول وسلطان؟ فلماذا يحجب
عنهم ويظل مع الغسسائب فسسي سسسرادبه؟ أل يؤكسسد هسسذا لكسسل عاقسسل خرافسسة هسسذه
الدعوى بغض النظر عن جميع الدلة الخسسرى ،بسسل إن صسساحب فصسسل الخطسساب
ينقل في هذه المقدمة أخبارا ً تقسسول إن عليسا ً امتنسسع عسسن تسسسليم القسسرآن السسذي
جمعه للصحابة حينما طلبوا منه ذلك ،واحتج بأنه ل يمسسسه إل المطهسسرون ،وأن
المطهرين هم الئمة الثني عشر ]فصل الخطاب :ص .[.7
ي كمسسا يفسسترون – هسسو السسذي رفسسض إبلغ القسسرآن، وهذه قاصمة الظهر ..فعلس ّ
وادعى أنه خاص به وبولده ..وهذا ل يقول بسسه أحسسد مسسن المسسسلمين فضسل ً عسسن
أمير المؤمنين ،فهو كلم المقصود به الساءة إلى أهسل السبيت والطعسن فيهسم،
ي.ولذلك ذهبت بعض فرق الشيعة كالكاملية إلى تفكير أمير المؤمنين عل ّ
وهذه الثار التي جمعتها كتب الثني عشرية تؤدي إلى هذا المسسذهب ،فهسسؤلء
يشايعون الشيطان ول يشايعون أمير المؤمنين ،ومن ينزه أمير المسسؤمنين مسسن
هذه الباطيل وأمثالها هم شيعته وأنصاره على الحقيقة.
أما المقدمة الثانية عنده فتتضمن صسسور التحريسسف السستي يزعسسم وقوعهسسا فسسي
كتاب الله سبحانه أو امتناعها ،فعسسرض مجموعسسة مسسن الصسسور السستي أوحاهسسا لسسه
شيطانه :في السورة ،والية ،والكلمة ،والحرف.
وقرر "أن زيادة السورة وتبديلها بأخرى أمر ممتنع ]فصل الخطاب :ص [.24؛ لن
عب قدَنا َ ْ
ة
سققوَر ٍ ف قأُتوا ْ ب ِ ُ عَلى َ ْ ِ ما ن َّزل َْنا َ
م ّ
ب ّ
في َري ْ ٍ م ِ وِإن ُ
كنت ُ ْ الله يقولَ } :
ه{ ]البقرة [23فهو يقول بأن القرآن الذي بين أيدي المسلمين ل زيادة مث ْل ِ ِمن ّ
ّ
فيه أصل؛ لن البشر عاجزون عن التيان بسورة من مثله ..ولكنسسه ينقسسض هسسذا ً
حينما يزعم أن "نقصان السورة جائز كسورة الولية" ]فصل الخطاب :ص .[.24
573
فهو بهذا يزعم أن في كتاب الله نقصًا ،ويمثل لذلك بسورة الولية ،ول شسسك
أن هذه الدعوى تتضمن زيادة سورة على كتاب الله ،وهو قد قرر امتناعها ..ثم
إن هذه السورة المفتراة يشهد نصها على كذبها ..وقد كشف ذلك بعض شيوخ
الشيعة أنفسهم ]وهو شيخهم :محمد جسسواد البلغسسي فسسي تفسسسيره آلء الرحمسسن ص .[.25-24
وهي عبارة عن نص ملفق ،وتركيب متهافت ،ومعنى ساقط يتضسسح مسسن خللسسه
أن واضعه أعجمي جاهل – كما سيأتي .-
ويقول :إن زيسسادة آيسسة علسسى القسسرآن ،أو تبسسديل آيسسة بسسأخرى هسسو أيضسا ً منتسسف
بالجماع ،ثم يناقض ذلك بزعمه أن نقصان الية غيسسر ممتنسسع ]فصسسل الخطسساب :ص
.[.24
أما زيادة كلمة في القرآن فيرى على ضوء أسساطيرهم أنهسا ممكنسة ،ويمثسل
ل{ فقا ِ
عقن ا َ
لن َ ك َ ِ سأ َُلون َ َ
لذلك بقسسوله :كزيسسادة "عسسن" فسسي قسسوله تعسسالى} :ي َ ْ
]النفال .[1فهو يفتري أن القرآن زيادة كلمة "عن" ،وغرض الرافضسسة فسسي هسسذا
الزعم أن النفال كانت خاصة لرسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسلم ،ثسم هسي
للئمة الثني عشر المعصومين من بعده ،والصحابة إنما كانوا يسألون الرسول
أن يعطيهم منها على سبيل الصدقة ولم يكن سؤالها عن حكمها ،وهذا ل يتأتى
للرافضة إل بحذف كلمة "عن".
ي" في مواضسسع ،أي أن ثم يقول :نقصانها – أي الكلمة – وهو كثير ك "في عل ّ
اسم علي ورد بزعمهم في القسسرآن ،وحسسذفه الصسسحابة ،وهسسذه دعسسوى لسسسكات
أتباعهم الذين داهمهم الشك في مذهبهم الذي ل شاهد له من كتاب الله ،وهذا
أحد الساليب القريبة التي دفعت الرافضة للقول بهذه الفرية ..وأمسسا السسسباب
البعيدة وجذور هذه المقالة فهي هدم التشيع أصل ً وإبعاد الشسيعة عسن السسلم
كليًا.
ثم بعد ذلك يذكر من الصور للتغير المزعوم في كتاب اللسسه تبسسديل الكلمسسات
ويقرر علي هدي من خرافاتهم وقوعه فيقول " :كتبسسديل آل محمسسد بعسسد قسسوله
م{ ]آل عمسسران .[23بسسآل هي َ وآ َ
ل إ ِب َْرا ِ حا َ
وُنو ً م َ
فى آدَ َصطَ َ
ها ْ ن الل ّ َتعالى} :إ ِ ّ
عمران" وواضح غرض الشيعة من ذلك فهي تبحث بأي وسيلة عما يثبسست ذكسسر
أئمتهم في كتاب الله؛ إذ كيف يذكر آل عمران ول يذكر أئمتهم..؟
ثم يتحدث عن الحرف فيرى بمقتضسسى أسسساطيرهم أن زيسسادته ونقصسسانه أمسسر
ممكن وواقع ،فيقسسول" :نقصسسان الحسسرف كنقصسسان "همسسزة" مسسن قسسوله تعسسالى:
ت ة{ ]آل عمران ،[110و"يا" في قوله تعسسالىَ} :يا ل َي ْت َن ِققي ُ ُ } ُ
كن ق ُ م ٍ خي َْر أ ّ
م َ كنت ُ ْ
ت َُراًبا{ ]النبأ ."[40
والهدف من خلل هذا الفتراء مكشسسوف ،فأمسسة محمسسد فسسي قسساموس هسسؤلء
القوم الذين أكل الحقد قلوبهم عليها؛ لنها فتحت ديارهم وأسقطت عروشهم،
ونشرت السلم بينهم ،هذه المة في اعتقادهم ملعونة ضالة ظالمة ..ويؤلمهم
أن يثني الله سبحانه عليها ،فحاولوا أن يجعلوا الثناء خاصا ً بالثني عشسسر السسذين
ل ..فقالوا :إنها ليست المة ،بل الئمة. لم يولد آخرهم أص ً
وكذلك أرادوا من افترائهم بزيادة الياء في قوله "ترابًا" أرادوا ترابيا ً والهدف
النسبة إلى علي الذي كان يلقب بأبي تراب ،وأن الكافر يقول :يسسا ليتنسسي كنسست
م ل يتمنسسى أن يكسسون مسسن شسيعة محمسسد، ترابيا ً أي :من شيعة علي ،وما أدري ل ِ َ
ي أفضل من محمد؟! وهل عل ّ
574
إلى آخر هذيانه ..الذي عاد على الشيعة بأسوأ العواقب ..وأورثها العسسار إلسسى
البد.
المقدمة الثالثة :وعقدها لذكر أقول شيوخ طائفته في تغيير القسسرآن وعسسدمه
فقال" :اعلم أن لهسسم فسسي ذلسسك أقسسوال ً مشسسهورها اثنسسان :الول :وقسسوع التغييسسر
والنقصسسان فيسسه" ثسسم ذكسسر مسسن قسسال بسسه مسسن شسسيوخهم كسسالقمي فسسي تفسسسيره،
والكليني في الكسسافي وهمسسا كمسسا قسسال ممسسن غل وأكسسثرا مسسن الروايسسة فسسي هسسذا
المذهب ،ومثل المجلسي في مسسرآة العقسسول ،والصسسفار فسسي بصسسائر السسدرجات،
والنعماني في الغيبة ،والعياشي وفرات الكوفي في تفسيرهما ،ومفيسسدهم فسسي
المسائل السروية ،ومحدثهم البحراني في الدرر النجفية.
وأخذ على هذا المنسسوال يعسسدد مسسن مشسساهير علمسساء مسسذهبه ممسسن قسسال بهسسذه
السطورة مع تفخيمهم باللقاب ،أو نعت بعضهم بأنه "ممن لم يعسسثر لسسه علسسى
ة إلسسى الكفسسر ..فسسذكر زلة" ،مع أنه يكفيه مقالته هذه إغراق سا ً فسسي الضسسلل وزل س ً
أسماء شيوخهم وكتبهم في هذا الكفر واستشهد ببعض كلماتهم السستي كشسسفت
حقيقة التشيع في عصوره المتأخرة؛ كنقله لقول شيخهم أبي الحسن الشريف
صاحب مرآة النوار ،والذي ذكر فيسسه أن هسسذه المقالسسة مسسن ضسسروريات مسسذهب
التشيع ]انظر :فصل الخطاب :ص .[.32
ثم قال" :الثاني :عدم وقع التغيير والنقصان فيسسه ،وأن جميسسع مسسا نسسزل علسسى
رسول الله صلى الله عليه وآله هو الموجود بأيدي النسساس فيمسسا بيسسن السسدفتين،
وإليه ذهب الصدوق في عقائده ،والسيد المرتضى ،وشيخ الطائفة فسسي التبيسسان
ولم يعرف من القدماء موافق لهم إل ما حكسساه المفيسسد عسسن جماعسسة مسسن أهسسل
المامة والظاهر أنه أراد منها الصدوق وأتباعه" ]فصل الخطاب :ص .[.33
وأنت تلحظ – كما أسلفنا – أنه يريد أن يجعل هذه المقالة هسسي الصسسل فسسي
التشيع ..وإل فإن قدماء شيوخ الذهب كانوا بعيدين عن هذا الكفر ..وقد مضسسى
الحديث عن الصل في الفتراء وبدايته.
ثم ذكر بعض كلمات المنكرين وناقش إنكارهم لبعض ما جاء في كتبهم مسسن
القول بهذه الفرية ليصل إلى أن النكار ليس على حقيقتسسه ،بسسل هسسو مسسن بسساب
الخداع لهل السنة ]فصل الخطاب :ص 33وما بعدها.[.
وفسسي البسساب الول :عسسرض مسسا يسسسميه ب"الدلسسة السستي اسسستدلوا بهسسا ،ويمكسسن
الستدلل بها على وقوع التغيير والنقصان في القرآن".
فذكر اثنتي عشرة شبهة بعدد أئمته..
الشبهة الولى:
قال الملحد" :الدليل الول :أن اليهود والنصارى غيروا وحرفسسوا كتسساب نسسبيهم
بعده ،فهذه المة أيضا ً لبد وأن يغيروا القرآن بعد نبينا صسسلى اللسسه عليسسه وآلسسه؛
لن كل ما وقع في بني إسرائيل لبد وأن يقع في هذه المة على ما أخسسبر بسسه
الصادق المصدوق صلوات الله عليه" ]فصل الخطاب :ص .[.36
والجواب عن هذه الشبهة من وجوه:
• الوجه الول:
سلمنا أن كل ما وقع في بني إسرائيل سيقع في أمة محمد صلى الله عليسسه
وسلم ،لكننا نقول :يخرج من هذا العموم ما دل الليل علسسى خروجسسه ،وتحريسسف
وإ ِّنا ل َ ُ
ه ن ن َّزل َْنا الذّك َْر َح ُالقرآن مستثنى من هذا العموم بنص القرآن} :إ ِّنا ن َ ْ
ن{ ]الحجر .[9وهل هناك أقوى من أن يخص عموم حديث بنسسص مسسن ف ُ
ظو َ لَ َ
حا ِ
575
القرآن ..فأين عقول هسؤلء القسوم؟ ولهسذا قسال البساقلني" :أول جهلكسم أنكسسم
دل مع ردكم لما هو أقوى منه" ]نكسست قطعتم بخبر واحد على أن القرآن غ ُّير وب ُ ّ
النتصار :ص .[.104
ثم إن الله سبحانه قد استحفظ أهل الكتاب التوراة واستودعهم إياها فخانوا
المانة ،ولم يحفظوها ،بل ضيعوها عمدًا.
والقرآن الكريم لم يكل الله حفظه إلى أحد حتى يمكنسسه تضسسييعه ،بسسل تسسولى
ن ن َّزل ْن َققاح ُ حفظه جل وعل بنفسه الكريمة المقدسة كما أوضحة بقوله} :إ ِّنا ن َ ْ
ه ال َْباطِ ُ ْ ف ُ
ول ه َ ن َيققدَي ْ ِ من ب َي ْ ِ
ل ِ ن{ ،وقوله} :ل ي َأِتي ِ ظو َ ه لَ َ
حا ِ وإ ِّنا ل َ ُالذّك َْر َ
ه{ ]فصلت [42إلى غير ذلك من اليات ]انظسسر :الشسسنقيطي /أضسسواء البيسسان: ف ِ خل ْ ِ
ن َم ْ
ِ
.[.101-2/100
وذلك لن القرآن العظيم هو آخر الكتسسب ،فل كتسساب بعسسده ،والرسسسول صسسلى
الله عليه وسلم هو آخر الرسل فل نبي بعسسده ،وبمسسوته انقطسسع السسوحي ..فمسسن
رحمة الله بعباده أن حفظ كتابه ليبقي هداية للمة ونورا ً إلى يوم القيامة.
• الوجه الثاني:
أن زعمه أن كل ما وقع في بني إسرائيل لبد أن يقع فسسي هسسذه المسسة ،هسسذه
المقدمة غير مسّلمة له على الطلق ،فالنتيجة السستي اعتمسسدها بنسساًء علسسى هسسذه
المقدمة ،نتيجة كاذبة؛ لنها مبنية على مقدمة ليست مسلمة له علسسى إطلقهسسا
بدليل أن بني إسرائيل قتلوا أنبيسساءهم ولسسم يتحقسسق ذلسسك فسسي هسسذه المسسة ،وإن
حاول فئة من المنافقين ذلك ،وبنو إسرائيل عبدوا العجل ولم يحصل من المة
نظيره ،فتلك المقدمة ليست على إطلقها ،وتحريف القسسرآن أولسسى ممسسا ذكرنسسا
لستثنائه من هذا العموم بالنص كما بينا ،وإن حاول فئات من المنافقين السسذين
تستروا بالتشيع ذلك.
كذلك أمتنا تختلف عن بني إسرائيل؛ حيث ل تزال طائفة ظاهرة علي الحسسق
ل يضرهم من خالفهم ،ول من خذلهم حتى تقوم الساعة ،ولهذا ل يسسسلط اللسسه
عليهم عدوا ً من غيرهم فيجتاحهم ،كما ثبت هذا وهذا فسسي الحسساديث الصسسحيحة
عن النبي صلى الله عليه وسلم ،حيث أخبر أنه ل تزال طائفة من أمته ظاهرة
على الحق ل يضرهم من خالفهم إلى يوم القيامة ،وأخسسبر أنسسه سسسأل ربسسه أن ل
يسلط عليهم عدوا ً من غيرهم فأعطاه ذلك ،وسأله أن ل يهلكهسسم بسسسنة عامسسة
فأعطاه ذلك وسأله أن ل يجعل بأسهم بينهسسم شسسديدا ً فمنعسسه ذلسسك ]رواه مسسسلم،
كتسساب الفتسسن وأشسسراط السسساعة ،بسساب هلك هسسذه المسسة بعضسسهم ببعسسض) 3/2216 :ح ،(2890
والترمزي ،كتاب الفتن ،باب ما جاء في سؤال النبي صلى الله عليه وسلم ثلًثا في أمته–4/471 :
) ،472ح ،2175س ،(2176وابن مسساجه فسسي كتسساب الفتسسن ،بسساب مسسا يكسسون مسسن الفتسسن) 2/303 :ح
،(3951وأحمد.[.6/396 ،243 ،240 ،5/108 ،156 ،3/146 ،181 ،1/175 :
خل ْسسف فيهسسم حسستى ل تقسسوم بسسالحق منهسسم طائفسسة ظسساهرة ومسسن قبلنسسا كسسان ال ُ
منصورة ولهذا كان العدو يسلط عليهم فيجتاحهم كما سلط على بني إسسسرائيل
وخرب بيت المقدس مرتين ولم يبق لهم ملك ]مناهج السنة.[.3/242 :
* الوجه الثالث:
لو سلمنا جدل ً أن القرآن لم يخرج من ذلسسك العمسسوم بسسالنص المسسذكور ،فسسإن
التحريف هو ما تقوم به الشيعة من تحريف للمعنى ،ومحاولة لتحريف اللفسسظ،
وما قدمناه عنهم هو الدليل ،لكنهسسم لسسم يحققسسوا أهسسدافهم؛ لن اللسسه هسسو السسذي
تكفل بحفظه بنص الية السابقة ]في هذا الموضوع أملسسى علسسي د .محمسسد رشسساد سسسالم –
رحمه الله – فقال" :وجه الشبه بين فعل المستين أن مسن أمسة محمسد مسن حساول تحريسف القسرآن
576
بالفعل مثل الشيعة الرافضة ،أو تأويله تأويل ً باطل ً متعسفا ً كالجهمية ..لكن النتيجسسة مختلفسسة؛ فقسسد
تم التحريف بالفعل في أمة بني إسرائيل الذين كتموا التوراة وأخفوها ،وأظهروا التوراة المحرفة،
وكذلك فعل النصارى في إنجيلهم ،أما أمة محمد فقد تكفل الله سبحانه بحفظ كتابهم القرآن".[.
الشبهة الثانية:
قال الملحد" :الدليل الثاني أن كيفية جمسسع القسسرآن وتسسأليفه مسسستلزمة عسسادة
لوقوع التغيير والتحريف فيه ،وقد أشار إلى ذلك العلمة المجلسسسي فسسي مسسرآة
العقول ،حيث قال :والعقل يحكسسم بسسأنه إذا كسسان القسسرآن متفرق سا ً منتشسسرا ً عنسسد
الناس وتصدى غير المعصوم لجمعه يمتنع أن يكون جمعه كامل ً موافقا ً للواقع"
]فصل الخطاب :ص .[.97
والجواب :إن هذه الشبهة مبنية على العقلية المامية التي تحتم علسسى جميسسع
المة إذا أجمعت الخطأ ،وتجعل رأي واحد منها )ليس بنبي( هو الصسسواب ،كمسسا
يلحظ ذلسسك فسسي قسسوله" :وتصسسدى غيسسر المعصسسوم لجمعسسه" .وهسسو رأي منقسسوض
وباطل كما أسلفنا في الحديث عن العصمة ،وما بني على باطل فهو باطل.
توصياغته لهذه الشسبهة تسدل علسى أن كسثيرا ً مسن شسيوخ الماميسة قسوم ب ُْهس ٌ
يكذبون بالحقائق الواضحات ويصسسدقون بالكسساذيب والخرافسسات .فجمسسع القسسرآن
طا وإتقانسًا ،فكتبسسة السوحي يكتبسون ،والحفظسة جاء على أدق الطرق وأوثقها ضب ً
يحفظون ،والمة بأكملها تردد آيات القرآن فسسي صسسلواتها وحلقاتهسسا ،كلمسسا نسسزل
شيء من القرآن هبوا لحفظه وكتابته وتعلمه والعمل به ،فالممتنع هو أن يسسزاد
في القرآن حسرف أو ينقسص منسه حسرف آخسر ،ولسذا أجمعست المسة علسى ذلسك
والجماع معصوم.
كم عقولنا؛ ما جاءت هذه الدعوى إل من طائفة الثني عشرية من بيسسن فلنح ّ
ي هسسو الكامسسل فسسي نظرهسسا فرق الشيعة كلها ،وهي تتحدث عن قرآن جمعه عل ّ
وترفض ما أجمع عليه المسلمون ..فأيهما نصدق أبالقرآن أم بكتاب غسسائب لسسم
ير ولم يعرف ،معلق خروجه على منتظر موهوم ..تولى جمعسسه – بسساعترافهم –
فرد واحد..؟
أخرج لنا الشيعة منه آيات يستحيل أن تكسسون مسسن كلم رب العسسزة جسسل عله
لسقوطها عن أداء النسان العادي ،فكيف بكلم رب العالمين المعجسسز؟ ورأينسسا
من تنسب الشيعة إليه هذا الكتاب المزعوم يتعبد ويقسسرأ بسسالقرآن السسذي بأيسسدي
المسلمين ،والشيعة تفتري عليه بأن ذلك منه تقية .فهل تجوز التقية في مثسسل
؟! إنها مقالة تنطسسق الشسسواهد هذا الذي يترتب عليه ضياع الدين وضلل الجيال
بكذبها ،وهي من تقدير اللسسه سسسبحانه لينكشسسف أمسسر هسسذه الطائفسسة للمسسسلمين
جميعًا ،بعدما عاشت بينهم بالتقية قرونا ً متطاولة.
ثم إن من العلوم أن جمع المة للقرآن في زمسسن الصسسديق وأميسسر المسسؤمنين
ي علسسى رأس الكتبسسة عثمان قد تم بإجماع الصحابة ،وكسسان أميسسر المسسؤمنين عل س ّ
وأغلب القراءات المتداولة ترجع بالسند المتواتر إليه باعتراف الشسسيعة نفسسسها
كما سلف نقل ذلك عنهم ]انظسسر :ص 267 – 266مسسن هسسذه الرسسسالة ،[.وليسسس فسسي
الطرق إلى علي ما يخالف قرآن المة ،وقد أثنى أمير المؤمنين على الصديق،
وعلى ذي النورين فيما قاما به من أمر المصحف ]انظر :ص 265 – 236مسسن هسسذه
الرسالة [.فهل تنكر ضوء الشمس ليسسس دونهسسا سسسحاب وتصسسدق أسسساطير نقلهسسا
شرذمة من أعداء المة والدين؟! ومن أضل ممن يسسدعو أتبسساعه للعسسراض عسسن
كتاب الله وانتظار كتاب موهوم مفترى عند إمام مخترع أو هارب في سسسردابه
منذ أكثر من ألف عسسام ..وكيسسف تقسسوم الحجسسة علسسى العبسساد بمثسسل هسسذا الكتسساب
577
الموهوم ..والشيعة ل علم لها بهسسذا المصسسحف ول صسسلة لهسسا بسسه ،إن يتبعسسون إل
الظن وإن هم إل يخرصون.
الشبهة الثالثة:
قال الملحد" :إن أكثر العامة وجماعة من الخاصة ذكروا فسي أقسسام اليسات
المنسوخة ما نسسسخت تلوتهسسا دون حكمهسسا ،ومسسا نسسسخت تلوتهسسا وحكمهسسا معسا ً
وذكروا للقسمين أمثلة ورووا أخباًرا ظاهرة بل صريحة في وجود بعض اليسسات
والكلمات التي ليس لها في القرآن المتداول أثر ول عيسسن وأنسسه كسسان منسسه فسسي
عصر النبي صلى الله عليه وآله يتلونه الصحاب وحملوها على أحسسد القسسسمين
من غير أن تكون فيها دللة وإشارة على ذلك ،وحيث إن نسخ التلوة غير واقع
عنسدنا ،فهسذه اليسات والكلمسات لبسد وأن تكسسون ممسا سسقط أو سسقطوها مسن
الكتاب جهل ً أو عمدًا ،ل بإذن من الله ورسوله وهو المطلسسوب" ]فصسسل الخطسساب:
ص .[.106هسسذه الشسسبهة تتكسسرر علسسى ألسسسنة المعاصسسرين مسسن الشسسيعة كسسثًيرا،
ويحاولون أن ينفذوا من خللها إلى فكر القارئ للتأثير عليه بإيهسسامه أن اليسسات
المنسوخة تلوة الواردة من طرق السنة هي كأخبار التحريف عند الشسسيعة ،فل
تكاد تقرأ كتابسا ً مسسن كتسسب هسسذه الطائفسسة ،ويسسأتي الحسسديث عسسن هسسذه الفريسسة إل
وتجدهم يبررون ما شاع من أساطير في كتبهم بالخبسسار المنسسسوخة عنسسد أهسسل
السنة ]مثل عبد الحسين الموسسسوي فسسي أجوبسسة مسسسائل جسسار اللسسه ،ومحسسسن الميسسن فسسي كتسسابه
الشيعة بين الحقائق والوهام ،وعبد الحسين الرشتي في "كشف الشتباه" والخنيزي في "الدعوة
إلى وحدة أهل السنة والمامية" وغيرهم.[.
ول شك أن حجتهم داحضة؛ ذلك أن النسسسخ مسسن اللسسه سسسبحانه ،قسسال تعسسالى:
َ ْ خ من آي َ
ها{ ]البقرة .[106أما مث ْل ِ َ
و ِ
ها أ ْ
من ْ َ
ر ّخي ْ ٍ
ت بِ َها ن َأ ِ
س َ
و ُنن ِ
ةأ ْس ْ ِ ْ َ ٍ
ما َنن َ
} َ
التحريف فمن فعسسل البشسسر ،وشسستان بيسسن هسسذا وذاك ،ولسسذلك وجسسد مسسن شسسيوخ
الشيعة الكثير ممن يذهب إلى هذا المذهب الباطل بمقتضى دللة أساطيرهم،
ولم يوجد أحد من علماء السنة يقول بهذه الفرية ،فالنسخ شيء آخر غيرها.
بل إن هذه السطورة ل مكان لها أصل ً عند المسلمين ،ولذلك نجد الحسسديث
عن النحراف فيما يتصل بالقرآن عند أهل السنة في مسألة خلق القسسرآن ومسسا
شابه ذلك من القوال الباطلة التي وجدت في محيسسط السسسنة العسسام ،أمسسا تلسسك
القضية فغير واردة أصل ً عندهم ،فكيسسف يجعسل النسسخ كسسالقول بسالتحريف؟ إن
ذلك إل ضلل مبين وكيد متعمد ..لن غاية ما تدل عليه تلك الثار أن ذلك كسسان
قرآنا ً ثم رفع في حياة الرسول والوحي ينزل ،ولهذا وضسسعت فسسي بسساب النسسسخ
من مباحث علوم القرآن عند أهل السنة ،ولم يكن يخطسسر ببسسال أحسسد منهسسم أن
ذلك يدل على تحريف المنّزل ،بخلف أخبار هذه السطورة عند الثني عشرية
التي تنسب التحريف إلى صحابة رسول الله السسذين رضسسي اللسسه عنهسسم ورضسسوا
عنسسه لنهسسا تصسسدق خسسبر شسسرذمة مسسن الفسساكين وتكسسذب بالضسسرورات والخبسسار
المتواترات وشهادة الله ورسوله لهم.
والصحابة عند أهل السنة هم أتقى وأخشى لله من يفعلسسوا شسسيًئا مسسن ذلسسك،
ولو فرضنا جدل ً أنهم حاولوا فعل هذا لم يمكنهم الله سبحانه وتعسسالى وإل لسسزم
الخلف في قوله وهو محال .بل يستحيل أن يقع منه شيء من ذلسسك ولسسو علسسى
سبيل السهو؛ لن الله هو الذي وعد بحفظه.
ونسخ التلوة يقر به الروافض أنفسسسهم ،وإن أنكسسره هسسذا النسسوري الطبرسسسي
لتأييد مذهبه الباطل ونسب النكار للشيعة كلها ،فسإن صسدق فسسي هسسذه النسسسبة
578
فهو ينصرف إلى بعض المعاصرين من طائفته ،وهذا يعني أنهم أكثر غلسسوا ً مسسن
ه( في هسسذه المسسسألة السابقين في ذلك ،فقد قرر شيخهم الطبرسي )ت 548
ثبوت نسخ التلوة ،حيث قال في مجمع البيان" :ومنها ما يرتفسع اللفسظ ويثبست
الحكسسم كآيسسة الرجسسم" ]مجمسسع البيسسان .[.1/180 :والطبرسسسي قسسد أنكسسر التحريسسف،
ويستشهد شيوخ الشيعة بإنكاره على براءة مذهبهم من هسسذا العسسار ،ولسسم يقسسل
أحد بأن إثباته لنسخ التلوة قول بالتحريف.
ه( في تفسيره التبيان ،حيسسث قسسال" :ل ومن قبله شيخهم الطوسي )ت 460
يخلو النسخ في القسسرآن الكريسسم مسسن أقسسسام ثلثسسة :أحسسدهم نسسسخ حكمسسه دون
لفظه...
والثاني ما نسخ لفظسسه دون حكمسسه كآيسسة الرجسسم ،فسسإن وجسسوب الرجسسم علسسى
المحصنة ل خلف فيه ،والية التي كانت متضمنة لسسه منسسسوخة بل خلف وهسسي
قوله" :والشيخ والشيخة إذا زنيا" ]التبيان.[.1/13 :
وقال في موضع آخر" :وقد أنكر قوم جواز نسخ القرآن ،وفيما ذكرناه دليسسل
علسسى بطلن قسسولهم ،وجسساءت أخبسسار متضسسافرة بسسأنه كسسانت أشسسياء فسسي القسسرآن
نسخت تلوتها" ]التبيان.[.1/394 :
ه( وهسسو ممسسن ينكسسرون هسسذه ومن قبلهما شيخ الشيعة "المرتضسسى" )ت 436
الفريسسة وهسسو السسذي اسسستثناه ابسسن حسسزم مسسن جمهسسور الماميسسة القسسائلين بهسسذه
السطورة.
والشيعة المعاصرون يستدلون بإنكاره على براءة مسسذهب الشسسيعة مسسن هسسذا
الكفر ،وهو يقر بنسخ التلوة ،ففي كتابه الذريعة قال" :فصل فسسي جسسواز نسسسخ
الحكم دون التلوة ،ونسخ التلوة دونه" ثسسم تكلسسم عسسن ذلسسك ]الذريعسسة إلسسى أصسسول
الشيعة :ص .[.429– 428
إذن القرار بنسخ التلوة أمر مشسسترك بيسسن الفريقيسسن وهسسو شسسيء أخسسر غيسسر
التحريف.
ومن المكر والكيد الذي ل يكاد يخلو منه كتسساب شسسيعي معاصسسر نسساقش هسسذه
القضسسية التظسساهر بإنكسسار الشسسيعة لهسسذه الفريسسة والسسستدلل بإنكسسار المرتضسسى
والطبرسي وغيرهما ،ثم يحاولون نسسسبة هسسذه الفريسسة إلسسى أهسسل السسسنة ،لنهسسم
قالوا بنسخ التلوة ..مع أن الطبرسي والمرتضى يقولن بذلك ،ولكن ذلك مكر
مقصود لتحقيق هدف ل يجرؤون على إظهاره وهو اعتقادهم هذا الكفر.
الشبهة الرابعة:
ً ً
قال الملحد" :الدليل الرابع أنه كان لمير المؤمنين قرآنا مخصوص سا – كسسذا –
مخالف الموجود في الترتيب ،وفيه زيسسادة ليسسست مسسن الحسساديث القدسسسية ،ول
من التفسير والتأويل".
وأقول :لو كان لميسسر المسسؤمنين مصسسحف لخرجسسه للمسسسلمين ،ولسسم يسسسعه
كتمانه ،وإذا لم يستطع ذلك في خلفة من سبقه – علسسى حسسد تفكيركسسم – فسسإنه
يستطيع إخراجه إبان خلفته ..وكتمسسان ذلسسك كفسسر وضسسلل ..فمسسن ألصسسق ذلسسك
بأمير المؤمنين فهو ليس من شيعته ،بل من عدوه؛ لنه يدعي أنه كتسسم إظهسسار
الحق وبيانه خوفا ً وجبنًا ،وهو أسسسد اللسسه وأسسسد رسسسوله ..وكتمسسان أصسسل السسدين
وأساسه خروج عن السلم.
ي إخراجه لخرجه الحسن إبان خلفته ،ولكن الذي يشسسهد ولو لم يستطيع عل ّ
به الجميع حتى الروافض أن عليا ً لم يقرأ في صلته ،ويحكم في خلفته إل بهذا
579
القرآن ،وكذلك سائر علماء أهسسل السسبيت – كمسسا مسسر ]ص 265ومسسا بعسسدها –[.وهسسذا
يبطل كل دعاوى الروافض الذين أقض مضاجعهم وأرق عيونهم وفض جمعهسسم
وشتت أمرهم خلو كتاب السلم العظيم مما يثبت شذوذهم فادعوا قرآنا ً غائبا ً
لما لم يجدوا في كتاب المسلمين ضسسالتهم ،كمسسا ادعسسوا إمام سا ً غائب سا ً لمسسا مسسات
إمامهم من غير عقب.
وإذا كان لمير المؤمنين مصحف فهو أمر طبيعي ل يدل على ما يذهب إليسسه
هذا المجوسي ،فهو كبعض الصسسحابة السسذين اتخسسذوا لنفسسسهم مصسساحف خاصسسة
كتبوها لهم ولكنها ل تصل إلى مستوى المصحف المام الذي يكتبه كتبة الوحي
بإشراف رسول الهدى صلى الله عليه وسلم.
ي كما يسسدعون مصسسحف يخسسالف المصسسحف المسسام ،فمسسا يخسسالف وإذا كان لعل ّ
المصسسحف السسذي أجمسسع عليسسه المسسسلمين ل اعتسسداد بسسه ،لن الجمسساع معصسسوم
والعبرة بما أجمع عليه أهسسل السسسلم ،مسسع أن أميسسر المسسؤمنين كسسان علسسى رأس
المجمعين والجامعين وثناؤه على أبسسي بكسر وعثمسسان فسسي ذلسسك مشسسهور – كمسسا
قدمنا .-
قال الباقلني" :فإن قالوا :فإنما لم يغير ذلك ولسسم ينكسسره لجسل التقيسسة قيسل
لهم :ومن كان أقوى منه جانبا ً وهو في بني هاشم مسسع عظسسم قسسدره وشسسجاعته
وامتناع جانبه .هذا غاية المتناع والباطل" ]نكت النتصار :ص .[.108
ي تنقسسض مسسا ثم أشار إلى تناقض الروافض ،حيث إن مقسسالتهم هسسذه فسسي علس ّ
يزعمونه من شجاعته وصدعه بالحق ،وعدم سكوته عن باطل.
وذكر بأن واقع أمير المؤمنين في خلفته ينفي مجرد تصسور التقيسة فسي هسذا
الباب "فأي تقية بعد أن شهر سيفه وقاتل بصسسفين ونصسسب الحسسرب بينسسة وبيسسن
مخالفيه فيما هو دون تغيير القرآن وتحريفه ،هذا مما يعلم بطلنه ويقطع علسى
استحالته" ]نكت النتصار :ص .[.108
الشبهة الخامسة:
قال الملحد :الخامس أنه كان لعبد الله بن مسسسعود مصسسحف معتسسبر فيسسه مسسا
ليس في القرآن الموجود" .ثم ذكر نماذج مما جاء في مصحف ابسسن مسسسعود –
كما تزعم رواياتهم – ومما ذكره "وكفى الله المسسؤمنين القتسسال بعلسسي بسسن أبسسي
طالب ورفعنا لك ذكرك بعلي صهرك" ]فصل الخطاب :ص .[.136
أقول :ل خلف أن بعض الصحابة كانت لهم مصاحف خاصة بهم يكتبون فيها
ما يسمعون من النبي صلى الله عليه وسلم من القسسرآن ..وهسسذا ل يطعسسن فسسي
المصسسحف المسسام ،ول يسسدل علسسى مسسا يسسذهب إليسسة هسسؤلء الطغسسام؛ لن العمسسدة
والصل هو ما أجمع عليه المسلمون ول عبرة بما انفرد به أحدهم.
وأنت تلحظ أنه جعل مصحف ابن مسعود هو المعتبر والهسسدف واضسسح؛ لنسسه
ورد فيه – كما يزعم – ذكر علي ..ولكن ما استشهد به من نماذج يدل على أن
كعَنا ل َ ق َ وَر َ
ف ْ ما ينسبونه لبن مسعود أو لمصحفه هو من افتراءاتهم ،فقولهَ } :
ك{ هذه الية من سورة "النشراح" وهي مكية بكل آياتها كما هو معلوم، ِذك َْر َ
والزيادة التي زادوها وهي قولهم) :وجعلنا عليا ً صسسهرك( كشسسفت كسسذبهم؛ ذلسسك
أن صهره الوحيد في مكسسة هسسو العسساص بسسن الربيسسع المسسوي ،فهسسم وضسسعوا ولسسم
يحسنوا الوضع لجهلهم بالتاريخ ..فهل يكتب ابن مسعود ما يخالف الواقسسع ومسسا
سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم؟!.
580
وكذلك الشاهد الخر "وكفى الله المؤمنين القتال بعلي" فهو مخسسالف لنسسص
القرآن وللواقع ،فالله سبحانه أخبر بمن كفى عباده المؤمنين ،وذلك في قسسوله
سبحانه} :إذْ جاءَت ْك ُم جُنود َ َ
هققا{ و َم ت ََر ْ دا ل ّق ْجن ُققو ًو ُ حا َ ري ً
م ِه ْ سل َْنا َ َ
علي ْ ِ فأْر َ ٌ ْ ُ ِ َ
]الحزاب .[9
ن
مِني َ ؤ ِمق ْ ه ال ْ ُفى الل ّق ُ وك َ َ
ولذلك قال السلف فسسي تأويسسل قسسوله سسسبحانهَ } :
ل{ ]الحزاب [25أي :بجنود من الملئكة ،والرياح التي بعثها عليها ]تفسسسير ال ْ ِ
قَتا َ
الطبري ،21/148 :فتح القدير.[.4/272 :
أما مخالفة الواقع فإن عليا ً لم يكن كافيا ً من دون المؤمنين ،ولو لم يكن مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم إل علي لما أقام دينه ،وهذا علي لم يغن عن
نفسه ومعه أكثر جيوش الرض ..في حربه مع معاوية ]انظر :منهاج السنة.[.4/56 :
ولسسذا قسسال البسساقلني" :فأمسسا ادعسساؤهم أن ابسسن مسسسعود قسسرأ" :وكفسسى اللسسه
المؤمنين القتال بعلي" وما أشبه ذلك من الحاديث فإنه إفك وزور ول يصح"..
]نكت النتصار :ص ،107وانظر :روح المعاني.[.21/175 :
وقال ابن حزم" :وأما قولهم ]يعني النصارى؛ لنهم يعترضسسون علسسي أمسسة السسسلم بشسسبه
هؤلء الروافض :[.إن مصحف عبد الله بن مسعود رضي الله عنسسه خلف مصسسحفنا
فباطل وكذب وإفك ،مصحف عبد الله بسسن مسسسعود إنمسسا فيسسه قراءتسسه بل شسسك،
وقراءته هي قراءة عاصم المشهورة عند جميع أهل السلم ،في شرق الرض
وغربها" ]الفصل.[.2/212 :
الشبهة السادسة:
قسسال الملحسسد" :السسدليل السسسادس أن الموجسسود غيسسر مشسستمل لتمسسام مسسا فسسي
ي المعتبر عندنا". مصحف أب ّ
ي معتسسبر عنسسدهم دون انظر مبلغ تعنسست وتعصسسب هسسذا الملحسسد ،فمصسسحف أبس ّ
مصحف المة!!
ي دون مصسسحف المسسة؟! ل وما الدليل على اعتبار وصحة ما في مصسسحف أبس ّ
دليل لديهم إل رغبة هؤلء المجوس في الطعن في كتاب الله وأّنى لهم ذلسسك..
فل مصحف إل هذا القرآن وكلماتهم عادت عليهم بأسوأ العواقب..
ي بن كعب وعائشة وسالم مولى حذيفسسة مصسساحف وإذا كان لبن مسعود وأب ّ
كما جاءت به الخبار في كتب السنة والشيعة ..فهذه المصسساحف الخاصسسة هسسي
عمل فردي من بعض الصحابة ولم يكن هدفهم كتابة مصحف تلتزم بسسه المسسة،
لهذا كانت هذه المصاحف الخاصسسة غيسسر حجسسة علسسى المسسة ،فمسسا عسسدا مصسسحف
عثمان ل يقطع عليه ،وإنما يجري مجرى الحاد ]البرهان.[.1/222 :
وإذا نقل منه ما يخالف المصحف المام فهذا طبيعي ،لن الواحد منهم كسسان
يكتب لنفسه ،ولذلك قد يكتبون تفسيرا ً لبعض اليات في نفس المصحف وهسسم
آمنون من اللبس ،لنهم إنما يكتبون لنفسهم.
قال ابن الجزري" :ربما كانوا يدخلون التفسير في القسسراءات إيضسساحا ً وبيانسًا،
لنهم محققون لما تلقوه عن النبي صلى الله عليه وسلم قرآنا فهم آمنسسوا مسسن
اللتباس ،وربما كسسان بعضسسهم يكتبسسه معسسه" ]ابسسن الجسسزري /النشسسر ،1/32 :السسسيوطي/
التقان.[.1/77 :
وربما كتبوا ما نسخت تلوته "ولذلك نص كثير من العلماء على أن الحسسروف
ي وابسسن مسسسعود وغيرهمسسا ممسسا يخسسالف هسسذه المصسساحف السستي وردت عسسن أب س ّ
581
]ابسسن منسوخة ...ول شك أن القرآن نسخ منه وغ ُّير فيه فسسي العرضسسة الخيسسرة"
الجزري /النشر.[.1/32 :
ذلك أنهم يكتبون لنفسهم ل للمة ،كما ل ننسى ما يضعه الروافض في هسسذا
الباب ،وينسبونه لهذا المصاحف ]ولهسسذا ذكسسر أهسسل العلسسم أن مسسن أنسسواع القسسراءات مسسا هسسو
موضوع) .انظر :التقسسان .[.(1/77 :أما القرآن فقسسد قسسام بسسه الحفظسسة مسسن الصسسحابة،
وجمعوا ما في الصحف التي كتبها كتاب الوحي بإشراف النبي صلى الله عليسسه
وسلم على حسب ما استقر في العرضة الخيرة من جبريل على النسسبي صسسلى
الله عليه وسلم على ما هو عليه الن مسسن غيسسر زيسسادة ول نقصسسان "ولسسذلك لسسم
يختلف عليهم اثنان حتى إن علي بن أبي طالب لم ينكر حرفا ً ول غيره" ]النشر:
.[.1/33
الشبهة السابعة:
ً
قال الملحد" :السابع أن عثمان لما جمع القرآن ثانيا أسقط بعسسض الكلمسسات
واليات] "..فصل الخطاب :ص .[.150
ثم يحاول أن يقيم الدليل على هذه الدعوى بأن "العلسسم بمطابقسسة مسسا جمعسسه
لتمسسام المنسسزل ..متوقسسف علسسى ..عدالسسة الناسسسخين أو الكسساتبين أو صسسدقهم أو
العرض علي الصحيح التمام] "..فصل الخطاب :ص [.154وهذا في نظره ل يثبت.
فأنت تلحظ أنه بنى دعسسواه علسسى عقيسسدة الرافضسسة فسسي الصسسحابة المخالفسسة
للكتاب والسنة وإجمساع المسة ومسا تسواترت بسه الحسداث والوقسائع ]انظسسر :نقسسض
عقيدتهم في الصحابة :ص) (752وما بعدها.[.
كما اعتبر الوهم الذي تدعيه الشيعة من وجود مصحف جمعه علسسي وتسسوارثه
الئمة هو الصل في تصديق المصحف المام ..وكل ذلك غير مسّلم له ،كمسسا ل
يسّلم له احتجاجه بذلك "الغثيان" من القوال والروايات التي نقلها مسسن كتبهسسم
لثبات هذه المقالة.
ومن المعلوم أن "القرآن كله كتب في عهد النسسبي صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم،
فلم يأمر أبو بكر إل بكتابة ما كان مكتوبًا ،ولذلك توقف عن كتابة الية من آخر
سورة براءة حتى وجدها مكتوبة ،مع أنه كان يستحضرها هسسو ومسسن ذكسسر معسسه"
]فتسسح البسساري[.13-9/12 :؛ لنهسسم كسسانوا يعتمسسدون فسسي جمسسع القسسرآن علسسى الحفسسظ
والكتابة معًا؛ ولم يعتمدوا على الحفظ وحده؛ حيث إن "قصدهم أن ينقلوا مسسن
عين المكتوب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ..ل من مجرد حفظهم" ]أبو
شامة /المرشد الوجيز :ص ،57وانظر التقان للسيوطي :ص .[.58
ُ
وقد أعلم الله تعالى في القرآن بأنه مجموع في الصحف في قسسوله} :ي َت ْلققو
ة{ ]البينة ...[2 ،الية ،فكان القسسرآن مكتوبسا ً فسسي الصسسحف لكسسن مطَ ّ
هَر ً فا ّح ً
ص ُ
ُ
كانت مفرقة فجمعها أبو بكر في مكان واحد ،ثم كانت بعده محفوظة إلسسى أن
أمر عثمان بالنسخ منها عدة مصسساحف وأرسسسل بهسسا إلسسى المصسسار ]فتسسح البسساري :
.[.9/13
قال شيخ السلم ابن تيمية يلخص عملية جمع القرآن" :لما كان العام السسذي
قبض فيه النبي صلى الله عليه وسلم عارضه جبريل بالقرآن مرتين ،والعرضسسة
الخيرة هي قراءة زيد بن ثابت وغيره ،وهي التي أمر الخلفسساء الراشسسدون أبسسو
بكر وعمر وعثمان وعلي بكتابتها فسسي المصسساحف ،وكتبهسسا أبسسو بكسسر وعمسسر فسسي
خلفة أبي بكر في صحف أمر زيد بن ثابت بكتابتها ،ثم أمر عثمان فسي خلفتسه
582
بكتابتها في المصاحف ،وإرسالها إلى المصار ،وجمع الناس عليها باتفسساق مسسن
ي وغيره" ]مجموعة فتاوى شيخ السلم.[.13/395 : الصحابة عل ّ
ً
خطئ أبا بكر وعثمان قد خطسأ عليسا ،وجميسع الصسحابة؛ لن الحقيقسة ّ فالذي ي ُ َ
التي يتفق عليها المسلمون أن أميسسر المسسؤمنين عثمسسان جمسسع القسسرآن بموافقسسة
الصحابة جميعا ً ]انظر :المرشد الوجيز لبي شامة :ص .[.53
ولو حدث هذا الذي تقوله الشيعة لما جاز لحسسد السسسكوت علسسى تغييسسر أصسسل
السلم وأساسه ،ولضل الجميع بسبب ذلك بمسسا فيهسسم علسسي رضسسي اللسسه عنسسه،
والبراهين المتفق عليها والتي ل يختلسف فيهسا اثنسان أن الصسحابة رضسوان اللسه
عليهم لم يسكتوا على ما هو أقل من ذلك.
لقد قاتلوا من منع الزكاة ،وقاتل علي – رضي الله عنه – معاوية علسسى أقسسل
من هذا المر العظيم والشأن الخطير ،ولو حصل الذي تقوله الرافضسسة لتنسساقله
أعداد السلم الذين يتربصون بأمة السسلم السسدوائر ،ولسسم تنفسسرد بنقلسسه طائفسسة
الروافض.
وهذه الطائفة التي نقلت هسسذا الكفسسر قسسد نقلسست مسسا يثبسست خلفسسه ،روى ابسسن
طاوس وهو من كبار شيوخ الشسسيعة أن "عثمسسان جمسسع المصسسحف بسسرأي مولنسسا
علي ابن أبي طالب" ]تاريخ القرآن للزنجاني ص [.67وهذا ينقض ما افتراه الشسسيعة
عبر القرون؛ لنه يتفق مع إجماع المة ،وهو اعتراف منهم وإقسسرار ..واعسستراف
المخالف أشد وقعا ً في النفس من اعتراف الموافق.
ولم يملك صاحب فصل الخطاب – وهو الحريص على إثبسسات هسسذه الفريسسة –
حيال هذا النص إل أن يقول" :إنه من الغرابة بمكسان" ]فصسسل الخطسساب :ص .[.153
وليس بغريب إل عند هذا الملحد ومن يشايعه.
وقد أخرجه ابن أبسسي داود بسسسند صسسحيح – كمسسا قسسال ابسسن حجسسر – عسسن أميسسر
المؤمنين علي رضي الله عنه قال" :ل تقولوا في عثمان إل خيسسرا ً فسسوا للسسه مسسا
فعل ما فعل في المصاحف إل عن مل منا" ]فتح الباري ،9/18 :وانظر :ابسسن أبسسي داود/
كتاب المصاحف :ص ،19أبو شامة /المرشد الوجيز :ص .[.53
وبعد هذا كله فإن "النموذج" الذي يخرجه لنا هسسؤلء "الكذبسسة" ويزعمسسون أن
عثمان أسقطه ،هو أكبر شاهد على حقيقة قولهم..
فقد جاء صاحب فصل الخطاب بأربع روايات عن أربعة من كتبهسسم تقسسول إن
علي بن موسى الرضا قال" :ل والله ل يرى في النار منكم اثنان أبدًا ،ل واللسسه
ول واحدًا .قال :قلت :أصلحك الله ،أين هذا من كتاب الله تعالى؟ قال :هو في
الرحمن وهو في قوله تبارك وتعالى :ل يسئل عن ذنبسسه منكسسم إنسسس ول جسسان،
قال :قلت :ليس فيها منكم؟ قال :بلى ،والله إنه لمثبت فيها وإن أول من غّيسسر
ذلك لبن أروى" ]فصل الخطاب :ص .[.157
والروايات الثلث الخر ل تخرج عن هذا المعنى ،ويعنون بابن أروى عثمان.
فهذا "المثال" الذي تقدمه كتب الروافض كشاهد لما أسقطه عثمان يكشف
الحقيقة المخبأة ..فوقت تنزل القرآن ل يوجد شيعة ،ول مرجئة ول غيرهما من
الفرق.
والية كمسا ل يسدعون تثسبيت أن الشسسيعي ل يسسأل عسن ذنبسسه ..وهسسذه دعسوى
خطيرة ل يسندها دليل ،بل هي مناقضة لنصوص التنزيل ،وما علم من السلم
بالضرورة ..ولها آثارها الخطيرة من التحلل من التكسساليف الشسسرعية ..والجسسرأة
على اقتراف المعاصي والموبقات.
583
وإمامهم يقسم على شيعته أنه لن يدخل النار منهم واحد ..أطلع الغيسسب ،أم
اتخذ عند الله عهدًا؟!
س قَنا الن ّققاُر إ ِل ّ م ّ وهم بهذه الدعوى أكثر غلوا ً من يهود ،الذين قالواَ} :لن ت َ َ
عنقدَ الل ّق ِ
ه م ِ خقذْت ُ ْ ل أ َت ّ َ
ق ْ ة{ ،ورد الله عليهم بقسسوله سسسبحانهُ } : دودَ ً ع ُم ْما ّ أّيا ً
َ
َ
ن، مققو َ عل َ ُ
مققا ل َ ت َ ْ ه َ عل َققى الّلق ِ ن َ قوُلقو َ
م تَ ُهقدَهُ أ ْ ع ْ ه َ ف الل ّ ُ خل ِ َ فَلن ي ُ ْ دا َ ه ً ع ْ َ
َ َ َ ُ ه َ َ َ َ َ
ر ب الن ّققا ِ حا ُ صق َ ولق قئ ِك أ ْ فأ ْ طيق قئ َت ُ ُ
خ ِ
ه َت بِ ِ حاط ْ وأ َ ة َ سي ّئ َ ًب َ س َ من ك َ ب َلى َ
ن{ ]البقرة.[81 ،80 ، دو َ خال ِ ُ ها َ في َ م ِ ه ْ ُ
وهي تكشف كذب هسسذه السسدعاوى كلهسسا ..وأن الغسسرض مسسن دعسسوى التحريسسف
تحقيق شذوذ ل سند له من كتاب أو سنة صسسحيحة .ثسسم هسسي تكشسسف أن واضسسع
ن أنها هذه الرواية زنديق جاهل بمعاني كتاب الله ،فالية في المجرمين وهو ظ ّ
في الصالحين فأولها في شيعته ..وحاول أن يؤكد ذلسسك بزيسسادة قسسوله" :منكسسم"
وعلل ذلك بأنة لو لم يضسسع هسسذه الزيسسادة لسسسقط العقسساب عسسن الخلسسق ،وهسسو ل
ول يسقط إل عن شيعته – كما يفسستري – مسسع أن اليسسة هسسي كقسسوله سسسبحانهَ } :
ن{ ]القصص.[78 ، مو َر ُ ج ِ م ال ْ ُ
م ْ ه ُ عن ذُُنوب ِ ِ ل َ سأ َ ُ يُ ْ
فهي في أهل الجرائم والذنوب.
ولهذا قال ابن عباس في تفسيرها :ل يسألهم هسسل عملتسسم كسسذا وكسسذا؟؛ لنسسه
أعلسسم بسسذلك منهسسم .وقسسال مجاهسسد :ل يسسسأل الملئكسسة عسسن المجسسرم ،يعرفسسون
بسيماهم ]تفسير الطبري ،143 – 27/142 :تفسير ابن كثير .[.4/294
ونختم القول بما قاله الجاحظ في دحض شبهتهم حول جمع أميسسر المسسؤمنين
عثمان رضي الله عنه .قال الجاحظ:
"والذي يخطئ عثمان في ذلك فقد خطأ عليا ً وعبد الرحمن وسعدًا ،والزبيسسر
وطلحة وعلية الصحابة.
ولو لم يكن ذلك رأي علي لغّيره ،ولو لم يمكنه التغييسسر لقسسال فيسسه ،ولسسو لسسم
يمكنه في زمن عثمان لمكنه في زمن نفسه ،وكان ل أقل مسسن إظهسسار الحجسسة
إن لم يملك تحويل المة ،وكان ل أقل من التجربة إن لم يكن من الّنجاح علسى
ثقة ،بل لم يكن لعثمان في ذلسسك مسسا لسسم يكسسن لجميسسع الصسسحابة ،وأهسسل القسسدم
والقدوة ،ومع أن الوجه فيما صنعوا واضسسح ،بسسل ل نجسسد لمسسا صسسنعوا وجهسا ً غيسسر
الصابة والحتياط ،والشفاق والنظر للعواقب ،وحسم طعن الطاعن.
ولو لم يكن ما صنعوا لله تعالى فيه رضا ً لما اجتمع عليه أول المة وآخرهسسا،
وإن أمسسرا ً اجتمعسست عليسسه المعتزلسسة والشسسيعة ،والخسسوارج والمسسرجئة ،لظسساهر
الصواب ،واضح البرهان ،على اختلف أهوائهم.
فإن قال قائل :هذه الروافض بأسرها تأبى ذلك وتنكره ،وطعسسن فيسسه ،وتسسرى
تغييره.
قلنا :إن الروافض ليست منا بسبيل ،لن من كان أذانسسه غيسسر أذاننسسا ،وصسسلته
غير صلتنا ،وطلقه غير طلقنا ،وعتقه غير عتقنا ،وحجته غير حجتنسسا ،وفقهسساؤه
غيسر فقهائنسا ،وإمسامه غيسر إمامنسا ،وقراءتسه غيسر قراءتنسا ،وحللسه غيسر حللنسا،
وحرامه غير حرامنا ،فل نحن منه ول هو منسسا ]رسسسائل الجسساحظ ،رسسسالة حجسسج النبسسوة:
.[.234–3/233
الشبهة الثامنة:
قال الملحد" :الثامن في أخبار كثيرة دالة صريحا ً على وقوع النقصان زيسسادة
على ما مر رواها المخالفون" ]فصل الخطاب :ص .[.162
584
ثم ذكر ما جاء عن طريق أهل السنة من أخبار نسخ التلوة.
ول مستمسك له في ذلك كما أسلفنا؛ لن النسخ من الله سبحانه والتحريف
من البشر ..ولذلك جاء الحديث عنها في كتب أهل السنة في باب النسسسخ ..ول
نعيد هنا ما قلناه سابقًا ..وهو يعيد الدلة ويكررها بصور مختلفسسة ليصسل بالدلسسة
إلى عدد أئمته الثني عشر.
وقد أورد في هذا الموضع سورة مفتراة قال بأنه وجدها في كتسساب دبسسستان
مذاهب ]بالغة اليرانية لمؤلفه محسن فاني الكشميري ،وهو مطبوع في إيران طبعات متعسسددة،
ونقل عنه هذه السورة المكذوبسسة علسسى اللسسه المستشسسرق نولسسدكه فسسي كتسسابه "تاريسسخ المصسساحف":
،2/102ونشسسرتها الجريسدة السسسيوية الفرنسسسية سسنة 1842م )ص ) (439–431انظسر :الخطسسوط
العريضة ص [.(13ولم يجدها فسي غيسره مسن كتسسب الشسيعة ،وقسسال :لعلهسسا سسسورة
"الولية" التي أشار إليهسسا بعسسض شسسيوخ الشسسيعة ،ثسسم أورد نصسسها بتمسسامه ]فصسسل
الخطاب :ص [.180وهي عبارات ركيكة ،وألفاظ ساقطة ،ومعان متهافتة ،وسياق
مفكك ،وجمل ينبو بعضها عن بعض.
ً ً
فهسسي عبسسارة عسسن كلمسسات ملفقسسة تلفيقسسا رديئا مسسن بعسسض ألفسساظ القسسرآن،
وموضوعها هو المر الذي أقلق الشسسيعة وهسسو خلسسو كتسساب اللسسه مسسن شسسذوذهم،
ولذلك فهي تذكر مسألة الوصسسية لعلسسي بالمامسسة ،وتكفيسسر الصسسحابة لعصسسيانهم
الوصي .تقول كلماتها"
"يا أيها الذين آمنوا بالنورين أنزلناهما يتلوان عليكم آياتي .إن السسذين يوفسسون
ورسوله في آيات لهم جنات نعيم .والسذين كفسسروا مسسن بعسسد مسسا آمنسسوا بنقضسسهم
ميثاقهم ومسسا عاهسسدهم الرسسسول عليسسه يقسسذفون فسسي الجحيسسم .ظلمسسوا أنفسسسهم
وعصسسوا الوصسسي الرسسسول يسسسقون مسسن حميسسم .إن اللسسه السسذي نسسور السسسموات
والرض بما شاء واصطفى من الملئكة وجعل من المسسؤمنين أولئك فسسي خلقسسه
يفعل الله ما يشاء ...إن عليا ً من المتقين وإنا لنسسوفيه حقسسه يسسوم السسدين ..فسسإنه
وذريته الصابرون ،وإن عدوهم إمام المجرمين ...يا أيها الرسول قد جعلنسسا لسسك
في أعناق الذين آمنوا عهدا ً فخذه وكن من الشاكرين بسسأن علي سا ً قانت سا ً بالليسسل .
يحذر الخرة ويرجسسو ثسسواب ربسسه قسسل هسسل يسسستوي السسذين ظلمسسوا وهسسم بعسسذابي
يعلمسسون .سسسيجعل الغلل فسسي أعنسساقهم وهسسم علسسى أعمسسالهم ينسسدمون" ]فصسسل
الخطاب :ص [.181–180إلخ.
هذه بعض كلماتها وهي ل تحتاج إلى نقد.
فهسسي مسسن هسسذر الكلم وسسسقط المتسساع ،تلفيسسق مهلهسسل مضسسطرب المعسساني
واللفاظ ،وإن أقل الدباء ليأبى نسبتها إليه فضل ً عن أن تكون من كتسساب اللسسه
الذي أعجز أرباب البيان وفرسان الفصاحة.
وقسسد نقسسد هسسذه "السسسورة المخترعسسة" الشسسيخ يوسسسف السسدجوي فسسي كتسسابه:
"الجواب المنيف في الرد على مدعي التحريف فسسي القسسرآن الشسسريف" ]انظسسر:
الجواب المنيف :ص 174وما بعدها.[.
وقد ردها – أيضا ً – وبّين زيفها أحد شيوخ الشيعة وهو البلغسسي فسسي تفسسسيره
آلء الرحمن ]انظر :آلء الرحمن :ص .[.25-24
وبطلنها أوضح من أن يبّين ،فل حاجة إلسسى نقسسل مسسا قسساله ،فسسأنت تلحسسظ أن
المر ظاهر من مجرد النظر في ألفاظها ،انظر إلى قوله – مثل ً " :-واصسسطفى
من الملئكة ،وجعل من المؤمنين أولئك في خلقه" تجد أنها من وضع أعجمسسي
ل يستطيع أن ينبئ عما يريد.
فماذا اصطفى من الملئكة؟ لم يكمل المعنى.
585
ولعله يريد اصطفي من الملئكة رسل ً إلسسى الوصسسياء ،فلسسم يسسستطيع إكمسسال
الجملة.
وماذا جعل من المؤمنين؟
وما معنى أولئك في خلقه؟
وأنت ترى أنه ما رام أحد محاكاة القرآن إل وابتله الله بالعي ،وفضحه على
رؤوس الشهاد.
الشبهة التاسعة:
قال الملحد" :إنه تعالى ذكر أسامي أوصيائه وشسسمائلهم فسسي كتبسسه المباركسسة
السالفة ،فل بد أن يذكرها في كتاب المهيمن عليها" ]فصل الخطاب :ص .[.184
وكونها لم توجد فهذا دليل تحريفه بزعمه ،ثم سسساق مجموعسسة مسسن روايسساتهم
تذكر بأن أئمتهم الثني عشر قسسد جسساء ذكرهسسم فسسي الكتسسب السسسماوية السسسابقة
]فصل الخطاب :ص .[.204–184
وأقول :إن هذه الدعوى مبنية على أن أسماء الئمة الثني عشر قسسد ذكسسرت
في كتب النبياء السابقة ..فهي دعوى باطلة بنيت علسسى باطسسل ،وخرافسسة ع ُل ّسسق
ثبوتها على خرافة أخرى ،فمن يسّلم بذكرهم في الكتب السماوية حتى يسسسلم
بذكرهم في القرآن! "وهذه كتب النبياء التي أخسسرج النسساس مسسا فيهسسا مسسن ذكسسر
ي – فضسل ً عسسن سسسائر النبي صلى الله عليه وسلم ليس في شيء منها ذكر علس ّ
يأئمتهم – وهؤلء الذين أسلموا من أهل الكتاب لم يذكر أحد منهم أنه ذكر عل ّ
عندهم" ]منهاج السنة.[.4/46 :
لقسسد جسساءت البشسسارة فسسي الكتسسب السسسابقة بخسساتم المرسسسلين .قسسال تعسسالى:
م مك ُْتوب ًققا ِ ي ال ّ ِ ُ سو َ }ال ّ ِ
ه ْعن قدَ ُ ه َدون َ ُ جق ُ ذي ي َ ِ م ّ ي ال ّ ل الن ّب ِ ّ ن الّر ُ عو َ ن ي َت ّب ِ ُ ذي َ
ل{ ]العراف.[157 ، جي ِ وال ِن ْ ِ ة َ وَرا ِ في الت ّ ْ ِ
د
مق ٌ ح ّ م َوجاء ذكر الصحابة والثناء عليهم في التوراة والنجيل ،قال تعسسالىّ } :
م عل َققى ال ْك ُ ّ ل الل ّه وال ّذين مع َ سو ُ
هق ْ م ت ََرا ُ هق ْ مققاءُ ب َي ْن َ ُح َ ر ُر َ فققا ِ داءُ َشق ّ هأ ِ ِ َ ِ َ َ َ ُ ّر ُ
هم ّ ً ن َ ُرك ّ ً
ه ِ جققو ِ و ُفققي ُ م ِه ْ ما ُ سي َ واًنا ِ ض َ ر ْ و ِه َ ن الل ِ م َ ضل ّ ف ْ غو َ دا ي َب ْت َ ُ ج ً
س ّ عا ُ
ع كققَزْر ٍ ل َ جي ِ لن ِ في ا ِ م ِ مث َل ُ ُ
ه ْ و َة َ وَرا ِ في الت ّ ْ م ِ ه ْ مث َل ُ ُك َ جوِد ذَل ِ َ س ُ ر ال ّ ِ ن أ َث َ م ْ ّ
ه{ ]الفتح.[29 ، َ ْ َ أَ ْ
ج شطأ ُ خَر َ
وقد عز على هذه الزمسسرة أن يسذكر رسسسول الهسدى صسسلى اللسسه عليسسه وسسلم
وصحابته ول يسسذكر أئمتهسسم ،والصسسحابة عنسسدهم أهسسل ردة ،وأئمتهسسم أفضسسل مسسن
النبياء والرسل ..فكيسسف يقولسسون لتبسساعهم؟ لقسسد اخسسترعوا روايسسات تقسسول بسسأن
م لم يذكروا في كتسساب اللسسه؟ هسسذا الئمة قد ذكروا في الكتب السماوية ولكن ل ِ َ
ما لم يجدوا له جواًبا إل القول بالتحريف الذي ارتد عليهم بأسوأ العواقب.
الدليل العاشر:
قال فيه" :ل إشكال ول اختلف بين أهل السلم في تطرق اختلفات كسسثيرة
وتغيسسرات غيسسر محصسسورة فسسي كلمسسات القسسرآن وحروفسسه بالزيسسادة والنقصسسان
واستقرار آراء المخالفين على اختيار سبعة من القراء منهم أو عشرة على مسسا
بينهم من الختلف ..واعتنائهم بتوجيه قراءاتهم وإرجاعهسسا إلسسى الرسسسول ،كمسسا
زعموا فيكون القرآن في نفسسسه وعنسسد نزولسسه مبنيسا ً علسسى الختلف وموضسسوعا ً
على المغايرة ،وحيث إن القرآن ل تغير فيه ول اختلف فتكون هسسذه القسسراءات
هي قراءة بغير ما أنزل الله".
586
وأورد جملة من أخبارهم تقول :بأن "القرآن واحد نزل من عنسسد واحسسد وإنمسسا
الختلف من الرواة".
وطعن على الرواة السبعة وقال بعدم الحتجاج بقراءتهم ..لن "أول طبقات
القراء هم الذين استبدوا الراء ولم يبايعوا إمام زمانهم أمير المسسؤمنين" ]فصسسل
الخطاب :ص .[.210
يحاول هذا الملحد أن يتمسك بمسسا ورد مسسن القسسراءات لثبسسات فريسسة طسسائفته
وأسسسطورتهم ،ول مستمسسسك لسسه بسسه ،ذلسسك أن اختلف القسسراءات ل يسسؤدي إلسسى
شيء من ذلك كما افترى ،لن ذلسسك كسان يمكسسن لسو أن كسل واحسد مسن القسسراء
المختلفين في قراءة بعض اليسسات كسسان يقسسرأ مسسن عنسسد نفسسسه مسسا يسسراه ،لكسسن
الحاديث صريحة الدللة في أن كل واحد منهم قسسد أخسسذ قراءتسسه مسسن الرسسسول
صلى الله عليه وسلم وهي مخالفة لقسسراءة صسساحبه ،وأن النسسبي أقسسر كل ً منهسسم
وأخبر بأنها هكذا أنزلت ]انظر :صحيح البخسساري – مسسع الفتسسح [.9/22 :-فبان أن الجميسسع
نازل من عند الله ،والفرق بين ذلك وأسطورة الشيعة فرق واضح جلي.
وقد اختلط على هذا الفاك المر في مسألة القراءات والقرآن فظن التلزم
بينهما ،وهو جهل واضح؛ فالقرآن متواتر بإجماع المسلمين يتناقله الجيال عسسن
الجيال حتى يبلغوا به النبي صلى الله عليه وسلم بينما القراءات فيها المتواتر
والحاد والشاذ ،ومنها المدرج ]هو ما زيد في القسسراءات علسسي وجسسه التفسسسير )التقسسان :ص
[.(77والموضوع.
ولسسم يقسسل أحسسد أن القسسرآن أخسسذ عسسن السسسبعة أو العشسسرة؛ إذ إن القسسراءات
"مذهب من مذاهب النطق في القرآن يذهب به إمام من المسسة القسسراء مسسذهبا ً
يخالف غيره".
قال الزركشي" :واعلم أن القرآن والقراءات حقيقتسسان متغايرتسسان ،فسسالقرآن
هسسو السسوحي المنسسزل علسسى محمسسد صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم للبيسسان والعجسساز،
والقراءات اختلف الوحي المذكور في كتابه الحسسروف أو كيفيتهسسا مسسن تخفيسسف
وتثقيل وغيرهما" ]البرهان.[.1/318 :
والقراءات غير الحرف السبعة ]وهذا ل نسسزاع فيسسه بيسسن أهسسل العلسم ،وإنمسسا يظسسن أنهمسسا
شيء واحد بعض الجهلة ،لن أول من جمع القراءات السبع أبو بكسسر بسسن مجاهسسد فسسي أثنسساء المسسائة
الرابعة.
)انظر :المرشد الوجيز لبي شامة ص ،146مجموع فتاوى شيخ السلم ابسسن تيميسسة،13/390 :
النشسسر لبسسن الجسسزري [.(1/24 :السستي أنكرهسسا هسسذا الرافضسسي – وخلسسط بينهسسا وبيسسن
القراءات السبع – مع أن الحديث في الحرف السسبعة ثسابت عسن النسبي صسلى
الله عليه وسلم ]والحديث بهذا المعنى أخرجه البخاري ،في كتاب فضائل القسسرآن ،بسساب أنسسزل
على سبعة أحرف :ج) 9من البخاري مع شرحه فتح الباري( ص 23ح ،4992ومسلم كتاب صسسلة
المسسافرين ،بساب بيسان أن القسرآن علسى سسبعة أحسرف وبيسان معنساه )ح ،(818وأبسو داود ،كتساب
الصلة ،باب أنزل القرآن على سبعة أحرف) 2/158 :ح .[.(1475
وقد جاءت الرواية بنزول القرآن على سبعة أحرف في كتب الشيعة نفسسسها
وب القمي لها في كتابه الخصسسال ]الخصسسال "نسسزل القسسرآن في جملة أحاديث حتى ب ّ
على سبعة أحرف" :ص .[.358
والمتأمل لسانيد تلك القراءات يرى أن جملة منها متصلة بمن ترى الشسسيعة
ي ،وجعفسسر وغيرهمسسا .وقسسد مسسر بنسسا نقسسل اعسستراف
إمامتهم كأمير المسسؤمنين علس ّ
الشيعة بذلك ]ص .[.267 – 266
الشبهة الحادية عشرة:
587
قال الملحد" :الدليل الحادي عشر :في ذكر الخبار المعتسسبرة الصسسريحة فسسي
وقوع السقط ودخول النقصان في الموجود من القسسرآن ،وأنسسه أقسسل ممسسا نسسزل
إعجازا ً على قلب سيد النس والجان ،وهي متفرقة في الكتسسب المعتسبرة الستي
عليها المعول عند الصحاب" ،وذكر أخبارا ً كثيرة من كتب طائفته في ذلك.
وهذه الروايات الكثيرة التي استشهد بها ل تدل علسسى تحريسسف القسرآن السذي
أجمعت عليه المة ،وتكفل اللسسه بحفظسسه وقسسامت القسسرائن والسسبراهين القطعيسسة
على سلمته؛ إنما تشهد على كذب هذه الروايات وسقوط تلك الحاديث ،التي
ينسسسبونها للئمسسة وأنسسه ل ثقسسة برواياتهسسا بعسسد هسسذا ،وأن كتبهسسم هسسي المحرفسسة
المفتراة ..وقد انكشف أمرها بهذه الفرية ..وبانت حقيقتها بهذه السطورة.
ودللة أخباره على مطلوبه إنما يلزم بها أهل ملته ،أما أمة السلم فل.
وقد شهد شاهد مسسن أهلهسسا بسسأن أخبسسارهم فسسي هسسذا البسساب إنمسسا رواهسسا الغلة
والكذابون والمطعون في دينهم ممن ل تحل الرواية عنهم ،والذي شسسهد بسسذلك
شيخهم البلغي في آلء الرحمن ،حيث قال" :هذا وإن المحدث المعاصسسر جهسسد
في كتاب فصل الخطاب في جميع ]كذا في الصسسل ،ولعلهسسا "جمسسع" [.الروايات السستي
استدل بها على النقيصة".
وفي جملة ما أورده من الروايات ما ل يتيسر احتمال صدقها ،ومنهسسا مسسا هسسو
مختلف باختلف يؤول به إلى التنافي والتعارض ..هذا مع أن القسم الوافر من
الروايات ترجع أسانيده إلى بضعة أنفار ،وقد وصف علماء الرجال كل ً منهم إما
بأنه ضعيف الحديث فاسد المذهب مجفو الرواية ،وإما بأنه مضسسطرب الحسسديث
والمذهب يعرف حديثه وينكر ويسسروي عسسن الضسسعفاء ،وإمسسا بسسأنه كسسذب متهسسم ل
أستحل أن أروي من تفسيره حديثا ً واحدًا ،وأنه معروف بالوقف وأشسسد النسساس
عداوة للرضا عليه السلم ،وإما بأنه كان غالبا ً كذابًا ،وإما بأنه ضعيف ل يلتفسست
إليه ول يعول عليه ومن الكذابين ،وإما بأنه فاسد الرواية يرمى بالغلو.
ومن الواضح أن أمثال هسسؤلء ل تجسسدي كسسثرتهم شسسيئا ً ]البلغسسي /آلء الرحمسسن :ص
.[.26
كذلك يذكر مرجع الشيعة في زمنه ميرزا مهدي الشيرازي بأن أخبارهم فسسي
ذلك شاذة ضعيفة في إسنادها ،متناقضة في متونها؛ حيث قسسال" :وأمسسا مسسا ورد
في الخبار السستي ظاهرهسسا وقسسوع التحريسسف فسسي بعسسض الي فل يثبسست بهسسا ذلسسك
)حيث( إنها شاذة ضعيفة السانيد ،فإن كثيرا ً منها عن السياري ]جسساء فسسي ترجمتسسه
عندهم :أحمد بن محمد بن سيار ،أبو عبد الله الكاتب البصري ،يعرف بالسياري ،ضعيف الحسسديث،
مجفو الرواية ،كثير المراسيل.
)الفهرست للطوسي :ص ،51رجال النجاشي :ص ،62رجال الحلي :ص ،(203قال ابن حجر:
"كان في أواخر المائة الثالثة") .لسان الميزان [.(1/252 :الذي ضعفه علماء الرجسسل كمسسا
في الفهرست لشيخ الطائفة ،والخلصة للعلمة ،والرجل للنجاشي أنه "ضعيف
الحديث فاسد المذهب مجفو الرواية" ]المعارف الجليلة :ص .[.18
ثم بّين تناقض متنها بقوله" :معارضة بعضها مع البعض من وجهيسسن أحسسدهما:
تعارضها في تعيين الساقط ..وثانيهما :ما ورد فسسي روايسسات مسسن سسسقوط اسسسم
علي في مواضع كثيرة ،مع أن بعض الروايات تدل على أن الله تعالى لم يسم
عليا ً في القرآن" ]المعارف الجليلة :ص .[.18
هذا قول البلغي والشيرازي في رجالهم وأسانيدهم.
ولسسنا بحاجسة إلسى حكسم الروافسض ،ولكسن نسذكرها لبيسان تنساقض أقسوالهم،
وشعورهم بتفاهة قولهم وسقوطه ،ومحاولتهم التستر علسسى مسسذهبهم ،أو نفسسي
588
هذا الكفر والعار الذي ألحقه بالطائفة شيوخهم الوائل ،بوضسسعهم هسسذا اللحسساد
والكفر في أصولهم أمثال الكليني وإبراهيم القمي ،والمجلسي وأضربهم.
ونأخذ أقوالهم في الحكم على أسانيدهم لهذا السبب.
الشبهة الثانية عشر:
قال الملحد" :الدليل الثاني عشر الخبار السسواردة فسسي المسسوارد المخصوصسسة
من القرآن الدالة على تغييسسر بعسسض الكلمسسات واليسسات والسسسور بإحسسدى الصسسور
المتقدمة وهي كثيرة جدا ً )يعني حسب أساطيرهم( ،حتى قال السيد نعمة الله
الجزائري في بعض مؤلفاته كما حكي عنه :أن الخبسسار الدالسسة علسي ذلسسك تزيسسد
على ألفي حديث وادعى استفاضتها جماعة كالمفيد والمحقق الداماد والعلمسسة
المجلسي وغيرهم ،بل الشيخ أيضا ً صرح في التبيان بكثرتها ،بل ادعى تواترهسسا
جماعة ونحن نذكر ما يصدق دعواهم" ]فصل الخطاب :ص .[.252-251
ثم أخذ في ذكر ما جاء في أخبارهم مما يزعمون أنه هو القرآن السالم مسسن
التحريف ،فذكر ) (1062مثسسال ً علسسى ترتيسسب سسسور القسسرآن ،وعلسسى مسسدى مسسائة
صسسفحة ،وسسسأذكر شسسيًئا منهسسا لتتسسبين حقيقسسة الهسسداف المتوخسساة مسسن هسسذه
الفتراءات .وقبل ذلك أقول :إن كثيرة أخبارهم في هسسذا البسساب إنمسسا يلسسزم بهسسا
أهل دينه ،أما أمة السلم فل ..وهذه الكسسثرة السستي يحكيهسسا تسسدل علسسى أن ديسسن
الشيعة سداه ولحمته الكذب ،والكيد للسسسلم بمحاربسسة ركنسسه العظيسسم ،وأصسسله
الذي يقوم عليه هو القرآن.
وهذا الملحد يحكي كثرة هذا الباطسسل عنسسدهم واستفاضسسته ،وآخسسرون يسسدعون
ندرته وشذوذه ،والكسسل مسسن شسسيوخهم المعتسسبرين عنسسدهم ..أليسسس هسسذا عنسسوان
تاقض هذا المذهب وأصحابه؟!
وهذه الدعوى يعدها دليل ً على إثبات مراده ،وهي عنوان كفره ،ووصمة عسسار
يلطخ بها قومه إلى البد ،وإذا لم تسسستح فاصسسنع مسسا شسسئت ،وليسسس بعسسد الكفسسر
ذنب.
وهو بهذه الدعوى يريد أن يصرف قومه عن كتاب الله ،لن كتابهم المزعوم
ل زال مع غائبهم الموهوم رهين العزلة الدائمة ،والغيبة البديسسة ،لنسسه لسسم يولسسد
أص ً
ل.
أما المثلة التي ساقها فهي محاولة يائسة لوضع سسسند لعقسسائدهم فسسي كتسساب
الله ،وإقناع أتباعهم والحائرين من بني قسسومهم السسذين حيرهسسم وزلسسزل بنيسسانهم
خلو أصل السلم العظيم من أمر ولية الثني عشر ،وهي عندهم السسدين كلسسه،
فمما قال هذا الملحد:
1س سورة البقرة ..." :عن جابر الجعفي عن أبي عبد الله في قول الله عسسز
وجل) :وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله )في علي( قالوا نؤمن بما أنزل علينسا(
]فصل الخطاب :ص .[.254
فأنت ترى أنهم أقحموا "في علي" على اليسسة الكريمسسة ،ولسسم يفطسسن هسسؤلء
الزنادقة أن الية في بنسسي إسسسرائيل ،وأن مسسا زادوه يكسساد يلفظسسه السسسياق ،وأن
لفظ الية يكذبهم؛ فقولهم" :بما أنزل علينا" نص صسسريح فسسي أنهسسا ليسسست فسسي
هذه المة .ولكن هؤلء إما أنهم زنادقة أعاجم ل يفقهون معنى اليات ،وإما أن
هذا أمر مقصود لضلل الشيعة والخروج بهم إلى طريق الكفر واللحاد..
2س سورة النعام :روى الكليني عن أبي عبد اللسسه" :إن السذين فسارقوا أميسر
المؤمنين وصاروا أحزابًا" ]فصسسل الخطسساب :ص ..[.262يحاولون بسذلك تغييسر قسسوله
589
فققي م ِهق ْمن ْ ُت ِ عا ل ّ ْ
سق َ وك َققاُنوا ْ ِ
شقي َ ً م َ قققوا ْ ِدين َ ُ
هق ْ فّر ُن َ ذي َن ال ّ ِ
سسسبحانه} :إ ِ ّ
ء{ ]النعام.[159 ، ي ٍش ْ َ
ولم يعرف هؤلء الملحدون كيف يضعون؛ إذ إن اليسسة مكيسسة ،ولسسم يكسسن ثمسسة
أمير للمؤمنين في حياة النبي صلى الله عليسسه وسسسلم ،والجميسسع أتبسساع لرسسسول
الله ل أتباع لعلي حتى يفارقوه.
3س سورة براءة :قال الملحسسد" :روى الكلينسسي والعياشسسي عسسن أبسسي الحسسسن
يالرضا أن الحسين بن الجهم قال له :إنهم يحتجسسون علينسسا بقسسول اللسسهَ} :ثان ِ َ
ر{ قال :وما لهم في ذلك ،لقد قال الله) :فأنزل اللسسه في ال ْ َ
غا ِ ما ِه َن إ ِذْ ُاث ْن َي ْ ِ
سكينته على رسوله( ..وما ذكر فيها بخير قال :قلت له :وهكذا قراءتها؟ قسسال:
هكذا قراءتهسا ،وعسن أبسي جعفسر مثلسه ،أل تسرى أن السسكينة إنمسا نزلست علسى
رسوله وجعل كلمة السذين كفسسروا السسفلى ،وهسسو الكلم السذي تكلسسم بسسه عستيق
)يعني أبا بكر(" .قال الملحد" :والية تسسدل علسسى عسسدم إيمسسان الصسساحب" ]فصسسل
الخطاب :ص .[.266
ه ّ َ
فأنَز َ فترى هؤلء الزنادقة حاولوا تحريف قوله سبحانهَ } :
كين َت َ ُ
سق ِه َ ل الل ق ُ
ه{ ]التوبة.[40 ، عل َي ْ ِ َ
بحذفهم "عليه" وزيادتهم )على رسسسوله( ،وهسسدف الرافضسسة تكفيسسر أبسسي بكسسر
بتحريف النص الذي هو أعظم مناقب الصديق رضي الله عنه ،وغاب عن هؤلء
العاجم أن هذا التغيير ل يؤدي الغرض الذي يذهبون إليه ]قال ابن كسسثير فسسي قسسوله:
ه{ أي على رسول الله صلى اللسسه عليسسه وسسسلم وهسسو أشسسهر القسسولينعل َي ْ ِ
ه َ
كين َت َ ُ
س ِ
ه َ فَأنَز َ
ل الل ّ ُ } َ
)تفسير ابن كثير ،(2/384 :وقيل :على أبي بكر وهو قول علي بن أبي طالب وابن عباس ،وحبيب
بن ثابت )زاد المسير.[.(3/41 :
فأنت تسسرى أن "تحريفسساتهم" وأسسساطيرهم ،تسسسير فسسي فلسسك الوليسسة وتكفيسسر
الصحابة.
وعلى هذا المنوال تجري غالب أساطير هذا الملحد التي ذكرها.
وبعد أن عرض هذا الملحد شبهاته الثني عشر ]بإمكان القارئ الرجوع للتوسع فسسي
الرد على أباطيل الروافض في هذا الباب إلى "النتصار" للبسساقلني )يوجسسد الجسسزء الول منسسه فسسي
304ورقة بمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة( أو إلى "نكت النتصسار لنقسل القسرآن" تحقيسق د.
محمد زغلول .فشبهات هذا الرافضي ليست جديدة؛ إذ قسال بهسسا أسسلفه مسسن الزندقسسة ،ورد عليهسسا
علماء المسلمين ،ويبدو لي أن هذا الرافضي أخذ هذه الشبهات مما كتبه بعسسض علمسساء المسسسلمين
بدون ردودهم ليضل قومة سواء السبيل) .قارن شبهاته بما جاء فسسي نكسست النتصسسار للبسساقلني(،[.
حاول أن يرد على الجناح الخر مسسن الشسسيعة السسذي أبسسى أن يوافسسق علسسى هسسذه
السطورة ،لوضوح فسادها ،وعقد الباب الخر لكتسسابه فسسي هسسذا الشسسأن ،حيسسث
عرض أدلتهم وحاول الجابة عليها.
وسأذكر فيما يلسسي حجسسج المنكريسسن لهسسذه الفريسسة مسسن الشسسيعة ،وأشسسير إلسسى
إجابات هذا الملحد عليها ،وأناقشه فيما يقول.
والحقيقة أن هذا الباب الذي عقده أبطل به افتراءاته؛ لنسسه لسسم يسسستطيع أن
يجيب على أدلة قومه المنكرين لكفره – كما سترى –:
قال الملحد" :الباب الثاني في ذكر أدلة القائلين بعدم تطرق التغيير مطلقسسا ً
في كتاب الله تعالى ،وأن الموجود هو تمام ما أنسسزل علسسى رسسسول اللسسه صسسلى
الله عليه وسلم ..وهي أمور عديدة:
ن{ ]الحجسسر،
ظو َف ُ ه لَ َ
حققا ِ وإ ِّنا ل َق ُ
ن ن َّزل َْنا الذّك َْر َ
ح ُ
الول :قوله تعالى} :إ ِّنا ن َ ْ
:[9
590
قال الملحد" :واعترض بأن المراد الحفظ من تطرق شبه المعانسسدين؛ حيسسث
ل يوجد فيه بحمد الله مدخل إلى القدح فيه" ]فصل الخطاب :ص .[.360
فانظر إلى هذا العتراض البله من هذا الملحد؛ حيث عد ّ قولهم "بالتحريف"
ليس من شبه المعاندين فل يدخل في عموم الحفظ!.
إن الحفظ أقرب معانيه :الحفسسظ مسسن التغييسسر والتبسسديل ،واليسسة ظسساهرة فسسي
العموم وإن كره الكافرون.
وقال" :واعترض أيضًا :بأن الضمير في قوله" :لسسه" راجسسع النسسبي صسسلى اللسسه
عليه وسلم ل إلى القرآن فل شاهد عليه" ]فصل الخطاب :ص .[.360
ومن الواضح الجلي أن الضمير يعود إلى السسذكر ،والضسسمير فسسي لغسسة العسسرب
يعود إلى أقرب مذكور" ،فهو واضح من السياق" ]تفسير ابن كثير [.2/592 :ثم هل
يحفظ الله رسوله ويضيع كتابه؟! ،فما لهؤلء القوم ل يكادون يفقهون حديثًا.
وقال الملحد" :لو سلم شموله للحفظ من التغييسسر ]أي :ولسسم يقتصسسر علسسى مجسسرد
الحفظ من تطرق شبه المعاندين كما يفهم المر هسسؤلء الملحسسدة [.أيضا ً فإنمسسا هسسو القسسرآن
في الجملة ،ل لكل فرد ،فإن ذلك واقع ،ربمسسا مسسزق كمسسا صسسنع الوليسسد وغيسسره"
]فصل الخطاب :ص .[.360
وهذا اعتراض جاهل زعم أن احتراق نسخة من القرآن هو تغييسسر لسسه ،ولهسسذا
رد على هذا بعض شيوخهم المنكرين لهذا الكفر ،فقسسال" :هسسذا كلم لسسم يصسسدر
عن روية ،فإن المراد من حيث هو؛ أعني ما أرسل به محمسسد صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم ،ل ما رسم فيه مسسن النسسسخ ،فسسإن جميعهسسا يسسؤول إلسسى التلسسف وهسسو فسسي
الصدور ،والصحف محفوظة ،حتى لو فرض – ونعسسوذ بسسالله – تلسسف كسسل نسسسخة
ا" ]وهذا قاله محسن الكاظمي في شرح الوافيسسة، على وجه الرض ..لكان أيضا ً محفوظ ً
ونقلة عند صاحب فصل الخطاب ص .[.360
ْ ْ
ه
ن ي َدَي ْ ِ
من ب َي ْ ِ ل ِ ه الَباطِ ُ زيٌز ،ل ي َأِتي ِع ِ
ب َ ه ل َك َِتا ٌ
وإ ِن ّ ُ
الثاني :قوله تعالىَ } :
د{ ]فصلت.[42 ، مي ٍح ِكيم ٍ َ ح ِ ن َ م ْ زي ٌ
ل ّ ه َتن ِ خل ْ ِ
ف ِ ن َ
م ْ
ول ِ َ
وقد تلجلج الملحد واضطرب فسسي الجابسسة عسسن اليسسة ،فهسسو تسسارة يقسسول" :إن
الحذف والتغيير وإن كان باطل ً لكن ليس المسراد مسسن اليسة" ]فصسسل الخطسساب :ص
.[.362
أما لماذا ل يكون مرادا مع أن التغيير فيه هو من أبطل الباطل ،فسسإن شسسهوة ً
التعصب عند هذا الملحد تقول" :ظاهرهسا )يعنسسي اليسة( أن ل يجسسوز أن يحصسل
فيه ما يستلزم بطلنه من تناقض أحكامه أو كذب في إخباراته وقصصه" ]فصسسل
الخطاب :ص .[.362
فانظر إلى هذا التأويل الذي يدل علسى عقليسسة سسقيمة ،أو زندقسسة مقنعسة ،أو
كلهم معًا ،فإن القرآن لو وقع فيه – معاذ الله – مسسا يسسراه الملحسسد مسسن التغييسسر
لوقع فيه التناقض في أحكامه والكذب في أخباره.
ثم قال" :وأما ثانيا ً ]ما مضى هو الوجه الول عنده [.فلنه منقوض بمنسوج التلوة
والحكم أو التلوة فقط" ]فصل الخطاب :ص .[.362
وهذه عودة على حجته التي نقضناها ..وكأنه بهسسذا يكسسذب رب العسسالمين لنسسه
يزعم أن النسخ من الباطل وقد وقع في كتاب الله ،فانظر ما أعظم جرمه؟!
والنسخ حق لنه جاء من عند الحق ،وقسسد أقسسر بسسه حسستى شسسيوخ هسسذا الملحسسد
المتقدمين كالمرتضى والطبرسي ]انظر :ص) (1020من هسسذه الرسسسالة ،[.فكأن هسسذا
ومن يشايعه من المعاصرين قد ركبوا طوًرا من الغلو لم يخطر ببال أسلفهم.
591
ثم قال الملحسسد" :فيكفسسي فسسي انتفسساء الباطسسل عنسسه انتفسسائه مسسن ذلسسك الفسسرد
المحفوظ عند أهل البيت" ]فصل الخطاب :ص .[.363
فتعجب من نظرة هؤلء الروافسسض ،كيسسف يؤولسسون آيسسات حفسسظ اللسسه لكتسسابه،
بكتابهم الموهوم ،مع غائبهم المزعوم ،والذي لم تعرف المة عنهما شيئًا ،ولسسم
تر لهما أثًرا.
ً
ثم ماذا يجدي حفظه عند منتظرهم ،وهل يغني ذلك شيئا للناس؟ وإل لغنى
عدم تغيره عند الله ..ول شك أن الله سبحانه حفظ القرآن بعسسد نزولسسه ليبقسسى
للمسة دسستورا ً ومنهسج حيساة إلسى أن تقسوم السساعة ،ول معنسى ول حكمسة مسن
الحفظ إل هذا.
الثالث :الخبار الكثيرة الواردة – عندهم – في بيان ثواب سور القرآن ]فصسسل
الخطاب :ص .[.363
قال الصدوق" :وما روي من ثواب قراءة كل سورة من القرآن ،وثواب مسسن
ختم القرآن كله ،وجواز قراءة سسورتين فسي ركعسة نافلسة ،والنهسي عسن قسراءة
سورتين في ركعة فريضة )هذا حسسب روايسساتهم( تصسسديق لمسا قلنساه فسسي أمسسر
القرآن ،وأن مبلغه ما في أيدي النسساس ،وكسسل مسسا روي مسسن النهسسي عسسن قسسراءة
القرآن كله في ليلة واحدة ،وأنه ل يجوز أن يختسم القسرآن فسي أقسل مسن ثلثسة
أيام تصديق لما قلناه" ]العتقادات :ص ،102فصل الخطاب.363 :
وقد حاول الجابة عن ذلك فقال بأن المر بقراءة القرآن وختمه ...إلسسخ ل يعنسسي عسسدم تحريفسسه،
واحتج على هذه الدعوى بمقتضى أصولهم المنكرة .وهو باطل بني على باطل ،فقال بسأنه كسالحث
على التمسك باتباع المام ..وعدم القدرة على ذلك لعدم تمكنه لظهسسار مسسا أودع عنسسده لخسسوف أو
تقية) .فصل الخطاب :ص .(363
وهذا مبني علسسى مسذهب الروافسض فسسي الغيبسسة والتقيسسة ووليسسة المسسام ،وقسد تقسدم بطلن ذلسسك
ومخالفته للنقسسل والعقسسل ومسسا علسسم بالضسسرورة والتسسواتر ،وإثسسارة هسسذا الموضسسوع أصسل ً مبنسسي علسسى
شذوذهم الذي لم يجدوا له شاهدا ً في كتاب الله.[.
الرابع :الخبار المتواترة عن النسسبي صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم والئمسسة بعسسرض
أخبارهم عليه والعرض على المحرف ل وجسسه لسسه ،وعلسسى المنسسزل المحفسسوظ ل
يستطاع ]فصل الخطاب :ص .364
وهذا الوجه كشف تناقض الشيعة بشكل كبير ،وقد استغلق المر على صسساحب فصسسل الخطسساب
فاضطر إلى الجابة علسسى هسسذا السسوجه بسسالعتراف ببعسسض الحسسق ،حيسسث قسسال" :هسسو قرينسسة علسسى أن
الساقط لم يضر بالموجود وتمامه من المنسسزل للعجسساز ،فل مسسانع مسسن العسسرض عليسسه مضسسافا ً إلسسى
اختصاص ذلك بآيات الحكام لعدم دخول نقسسص علسسى الخلفسساء مسسن جهتهسسا") .فصسسل الخطسساب :ص
.(364
وهذه الجابسسة ل تكفسسي فسسي إزالسسة التنسساقض بيسسن نصوصسسهم السستي تسسأمر بسسالعرض علسسى القسسرآن،
ونصوصهم التي تقول بالتحريف ودعوى تخصيص ذلك بآيسسات الحكسسام ل دليسسل عليسسه ،لن أخبسسارهم
في وجوب عرض جميع رواياتهم على القرآن عامة شاملة لم تخصص ذلك في آيات الحكام.[.
الخامس :من الدلة التي استدل بها الجناح المناهض لخرافسسة التحريسسف عنسد
أصحابهم – بأنه قد ورد عندهم ..متسسواترا ً – المسسر بالتمسسسك بالكتسساب والعسسترة،
وهذا يدل على أنه موجود في كل عصر ،لنه ل يجوز أن تؤمر المسسة بالتمسسسك
بما ل تقدر على التمسك به ]انظر :الطوسي /التبيان ،1/3 :فصل الخطاب :ص .364
وقد رد الملحد هذا الدليل بمقتضى خرافات الشيعة ،حيث جاء المر عندهم بالتمسسسك بسسالعترة،
ومع ذلك غاب المام منذ قرون ،فالكتاب كذلك ،وقسد رد علسى ذلسك أحسد شسيوخهم )وهسو محسسن
كاظمي في شرح الوافية( فقال" :إن التمسك بهم ..ممكن مع الغيبة )يعني غيبة منتظرهم( للعلم
بهم وبطريقتهم ،وهذا بخلف التمسك بالكتاب فإنه إنما يتحقسسق بالخسسذ بسسه ،ول يمكسسن إل بسسالطلع
عليه" )انظر :فصل الخطاب ص .(365
592
ولم يرتض الملحد هذا الجواب فقال" :إن العلم بجميع طريقة المام في الغيب لسسم يسسدعه أحسسد
من العلم" ثم ذكر كلما ً مفاده أنه يكفي العلم ببعض طريقة المام ،وكذلك يكفسسي العلسسم ببعسسض
القرآن السالم من التحريف) .فصل الخطاب :ص .(365
وهكذا فإن المذهب يهدم بعضه بعضًا.[.
السادس :أنه لو سقط منه شيء لم تبق ثقة في الرجوع إليه ]وهنسسا انكشسسف –
أيضا ً – هذا الملحسسد فسسي جسسوابه عسسن هسسذا السسدليل فقسسال :إن هسسذا ل يقسسدح "لحتمسسال كسسون الظسساهر
المصروف عن ظاهر من الظواهر الغير المتعلقة – كذلك – بالحكام الشرعية العملية السستي أمرنسسا
بالرجوع فيما إلى ظاهر الكتاب" )فصل الخطاب :ص .(365
كأنه يشير إلى أن رجوعهم إلى القرآن إنما هو فقط في آيسسات الحكسسام أو أنهسسم يرجعسسون إلسسى
تأويلتهم الباطنية ليات القرآن إل في آيات الحكام فيرجعون إلي الظواهر ..ثم قسسال" :إن إرشسساد
الئمة إلى التمسك بها )يعني آيات الحكام( وتقريرهم الصحاب عليه وتمسكهم بها في غير واحسسد
من الموارد كاشف عن عدم سقوط ما يوجب الجمال – كسسذا – فسسي الموجسسود مسسن آيسسات الحكسسام
وغير مناف للسقوط في غيرها" )السابق ص .(365
فهو هنا يجعل أخباره وأساطيره هي الحاكمة على القسسرآن ،فيقبسسل حكمهسسا بسسالرجوع إلسسى آيسسات
الحكام ،ويفسر المر برواياتها بالتمسك بالكتاب بذلك.
والحقيقة أن صورة التناقض عندهم واضحة ،فالمر بالتمسك بالكتاب عام يشمل آيات الحكسسام
وغيرها ،وأساطير التحريسسف عامسسة كسسذلك ..والتنسساقض دليسسل سسسقوط أخبسسارهم وأنهسسم ليسسسوا علسسى
شيء.[.
السابع :أن سقوط شيء منه مع شدة هذا الضبط والهتمام خارج عن مجسساري
العادات .قال السيد شسارح الوافيسسة ]محسسسن بسسن السسسيد العرجسسي الحسسسيني الكسساظمي
ه ،له كتاب "شرح الوافية" أو "المحصول" أشار صاحب الذريعة إلى أنسسه رأى
المتوفى سنة 1227
عسسدة نسسسخ منسسه عنسسد بعسسض شسسيوخهم) .الذريعسسة [.(20/151 :فيه :أن طول المدة أدعسسى
لضبط ما تمد إليه العناق ،ول يرو إل لداع ،وأنى يخفى مثله وهسسو صسسلى عليسسه
وآله إذا تغشاه الوحي ثقل حتى إذا كان راكبا ً ارتدت قوائم الدابة ،فإذا تسسسرى
عنه تل عليهم ما نزل عليه فليكن كخطيب مصقع أو كشاعر مغلق ينشد البيت
بعد البيت ،ويلقي الكلم بعد الكلم في مظان الحكمة ،ومحل الحاجة خصوصا ً
إذا كان لوروده شاهد معلوم وعلمة بينة وهو صلى الله عليه وآله إنمسسا يسسأتيهم
بالوعسسد والوعيسسد ،والسسترغيب والتهديسسد ،والتكسساليف الحادثسسة ،وأقاصسسيص المسسم
السافلة ،والقاويل الغريبة ،وهناك أمم من الناس يتطلعون لما برز منسسه رغبسسة
أو رهبة ،وقد كلفهم بتلقيه وتلوته ،وحفظه والنظر في معانيه ،ووعسسدهم علسسى
ذلك الجنات ..وجعل تلوته من أعظم أنسواع العبسادات ..ولهسذا كسان منهسم مسن
يقطع الليل بتلوته .علسسى أنسسه لسسم يقنسسع بهسسذا كلسسه حسستى وكسسل لكتسسابته وحفظسسه
وحراسته أربعة عشر ]كتاب النبي صلى الله عليه وسلم عديدون أحصى أسماءهم عسسدد مسسن
العلماء ،وقد ذكر منهم أبو شامة نحوا ً من خمسسسة وعشسسرون اسسسمًا) .انظسسر :المرشسسد السسوجيز ص
.(46وذكر منهم ابن القيم سبعة عشر صاحبيًا) .زاد المعاد .(1/117
ولعل من أكثرهم استيعابا ً الحافظ العراقي ،إذ ذكر اثنين وأربعين كاتبا لرسول اللسسه صسسلى اللسسه
ً
عليه وسلم) .انظر :السستراتيب الداريسسة للكتسساني ،(1/116 :وعسسدهم البرهسسان الحلسسبي فسسي حواشسسي
الشفا فأوصلهم إلى ثلثة وأربعين )المصدر السابق ،1/117 :وانظر :الصسسباغ /لمحسسات فسسي علسسوم
القرآن :ص [.(67يعرضون عليه ،ويدرسونه لديه ،لنه معجز النبوة ومأخذ الحكام
ومأخذ الحكام الشرعية ،ومرجع المة ،وشاهد الئمسسة ،حسستى إن جماعسسة منهسسم
كعبد الله بن مسعود ،وأبي بن كعب ختموه عليه عدة ختمات.
وما زال يفشو أمره وينتشر ضياؤه ،ويعلو سسسناؤه يومسا ً فيومسا ً وعامسا ً فعامسا ً
وقرنا ً فقرنا ً حتى صار من أعظم المتواترات ظهورًا ،ومن هنسسا تعسسرف س سّر مسسا
قال سيدنا المرتضى فيما حكى عنه شسسيخنا أبسسو علسسي فسسي المجمسسع أن :العلسسم
593
بصحة نقل القرآن كالعلم بالبلدان ،والحوادث الكبار ،والوقسسايع العظسسام) ...ثسسم
نقل ما سبق أن نقلنا عن الشريف المرتضى( ]ص.[.(293–292):
وقال :إن القرآن المجيد ليس بذلك الكثير الذي ل يمكن جمعه ول بالمبثوث
الذي ل يضم نشره؛ وإنمسسا هسسو بمنزلسسة ديسسوان شسسعر لعظيسسم مسسن الشسسعراء قسسد
اشسستمل علسسى نفسسائس الشسسعر وطسسرف الحكمسسة وشسسوارد المثسسال ،ولسسه حملسسة
وحفاظ ،وناس يتناشدونه في مجامعهم ،ويكتبونه في دفاترهم بحيث إذا ذهسسب
عليهسسم بيسست منسسه فض سل ً عسسن قصسسيدة أو مقطوعسسة افتقسسدوه ...ونسسادى منسسادي
السلطان في حملته وحفاظه والذين يتناشدونه ويكتبونه أن ائتونا بما عنسسدكم..
أتراه يشذ عليه بعد هذا شيء؟
ل مما ضربنا ،وحملتسسه وكتسسابه وحفظتسسه أكسسثر ممسسا قلنسساه، والكتاب العزيز أج ّ
وتوجه الرغبات إليه أشد ،وله قراء كثيرون وحفسساظ .وجمعيسسه فسسي أيسسام النسسبي
صلى الله عليه وسلم وآله – فضل ً عما بعده – جماعة حتى قال القرطبي :قسسد
قتل يوم اليمامة سبعون من القراء ،وقتل في عهد النبي صلى الله عليسسه وآلسسه
في بئر معونة مثل ذلك ،وروى البخاري عن قتادة قال :سألت أنس بن مالسسك:
من جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقسسال :أربعسسة مسسن
ي بن كعب ،ومعاذ بن جبل ،وزيد بن ثابت ،وأبو زيد ،قلسست :مسسن أبسسو النصار :أب ّ
زيد؟ قال :أحد عمومتي.
هذا كله مضافا ً إلى شسسدة اعتنسساء اللسسه جسسل ذكسسره بشسسأنه وصسسدق وعسسد اللسسه
بحفظه وإظهار هذا الدين الذي هو من أعظم أركانه ،حسستى جعسسل أشسسد النسساس
إباء لظهوره ،وأقلهم احتفال ً بمكانه من السعادة في حفظه وصيانته كما حفسسظ
بيضة السلم مع تهالكهم في استئصال ذريته ]انظر :فصل الخطاب :ص .[.367–365
وتوفر الدواعي على نشره للمسلمين والكفار والمنافقين للتحدي والعجسساز
واشتماله على أمهات الحكام ،والقراءة في المصحف والعلم بما فيه والتعلسسم
والتعليم لنفسهم ولولدهم ،وللختم في شهر رمضان ،وفسسي كسسل شسسهر مسسرة،
وفي كل سبعة أيام أو ثلث أو ليلسة كلسه ،أو قسراءة شسيء منسه فسي كسل ليلسة،
والحفظ وشسسرف الحمسسل والنظسسر فيسسه والتفكسسر فسسي معسسانيه ،وأمثسساله ،ووعسسده
ووعيده ..إلى غير ذلسسك ممسسا ل تحصسسى )يعنسسي مسسن دواعسسي حفظسسه( مسسع كسسثرة
المسلمين وغلبتهم حتى في غزوة تبوك كان عسكر السلم ثلثين ألف سًا ،وفسسي
حجة الوداع اجتمع سبعون ألفا ً ]انظر :فصل الخطاب :ص .[.367
وقد ضاق ذرعا ً صاحب فصل الخطاب وهو ينقل هذه الكلمسسات عسسن شسسيوخه
المنكرين لهذه الفرية وعقب عليها بقوله" :انتهى ما أوردنا نقله مسسن الكلمسسات
التي تشبه بكلم من ل عهد له بمباحث المامة ،وحال أصحاب النبي صلى الله
عليه وآله في الضللة والغواية في حياته وبعد وفاته" ]فصل الخطاب :ص .[.367
ولجملة من شيوخهم كلمات من هذا القبيل في دحسسض هسسذه الفريسسة لظهسسور
فسادها ،ولذلك قال اللوسي بعدما ذكسسر إنكسسار الطبرسسسي لهسسذا الكفسسر" :وهسسو
كلم دعاه إليه ظهور فساد مذهب أصحابه حتى للطفال ،والحمد لله علسسى أن
ظهر الحق وكفى الله المؤمنين القتال" ]روح المعاني.[.1/24 :
وبعد ،فهذا الكتاب الذي كتبه صاحبه وصوبه سهما ً إلى كتسساب اللسسه سسسبحانه،
لم يضر كتاب الله شيئًا ،بل ارتد إلى طائفته وعاد عليها بأسسسوأ العسسواقب ،فقسسد
أصبح فضيحة الشيعة الكبرى ،وكان من أعظم الدلة والسسبراهين علسسى سسسقوط
594
أخبارهم وتهافت رواياتها ،وأنه ل عبرة بتواترهسسا واستفاضسستها ،ولهسسذا قسسال أحسسد
شيوخ الشيعة المعاصرين:
"ما أجاد في تأليفه ،ول وافق الصواب في جمعه ،وليته لم يسسؤلفه ،وإن ألفسسه
لم ينشره ،وقد صار ضرره أكثر من نفعه ،بل ل نفسسع يتصسسور مسسن نشسسره ،فسإنه
جهز السلح للعدو وهيأه."..
ثم قال" :ويقال :إن بعض أعداد الدين وخصماء المذهب حرضه على تسسأليف
ذلك الكتاب وهو – رحمه الله – لم يشسسعر بسسذلك الغسسرض الفاسسسد ،وليسسس هسسذا
الحدس أو النقل ببعيد" ]الطبطبائي /النوار النعمانية) 2/364 :الهامش(.[.
هكذا يتمنون أن تكون هذه المسألة مستورة ل مفضوحة ،وأن تبقى رواياتها
متفرقة ل مجموعة ،لنه قد صار ضرره عليهم أكثر مسسن نفعسسه ،بسل ل نفسسع مسسن
نشره ،وليبق سري التداول بينهم .فهل هذا يدلنا على أن لديهم كتبا ً ل تحظسسى
بالنشر ،لن معلوماتها مثيرة للعالم السسسلمي ،وآثارهسسا خطيسسرة فبقيسست رهينسسة
التداول بينهم؟ إن هذا ليس ببعيد ]بل قسسد يكسسون واقعسًا ،حسستى أنسسك تسسرى أن بعسسض أجسسزاء
البحار قد منع طبعها ،بأمر من "حوزاتهم".[.
الوجه الرابقع :التظقاهر بإنكقار هقذه الفريقة مقع محاولقة إثباتهققا
بطرق ماكرة خفية:
درج بعض شيوخهم المعاصرين على التظسساهر بإنكسسار هسسذه الفريسسة ،والسسدفاع
عن كتاب الله سبحانه ..لكنك تلحظ المنكر في فلتات لسسسانه ،وتسسرى الباطسسل
يحاول دسه في الخفاء هنا وهناك ..ومن أخبث من سلك هذا الطريق شسسيخهم
الخوئي ]أبسسو القاسسسم الموسسمي الخسوئي ،مرجسسع الشسسيعة الحسسالي فسي العسراق وبعسض القطسار
الخسسرى [.في تفسيره "البيسان"؛ فهسو يقسرر" :أن المشسهور بيسن علمساء الشسيعة
ومحققيهم ،بل المتسالم عليه بينهم هو القول بعدم التحريف" ]البيان :ص .[.226
ولكنه يقطع بصحة جملة من روايات التحريسسف فيقسسول" :إن كسسثرة الروايسسات
تورث القطع بصدور بعضها عسسن المعصسسومين ،ول أقسسل مسسن الطمئنسسان بسسذلك،
وفيسها مسا روي بطسريسق معتبر" ]البيان :ص .[.222
وبتتبع رواياتهم وأساطيرهم بهذا الخصوص ويعتبر رواياتهم التي تتحدث عسسن
مصحف لعلي فيه زيادات ليست في كتاب الله القرآن وقد ذكرت فيها أسسسماء
الئمة ،وأساطيرهم التي تقول بنقص القسسرآن ،كسسل ذلسسك يعتسسبره ثابت سا ً عنسسدهم،
ولكنه يرى أنه من قبيل التفسير الذي نسسزل مسسن عنسسد اللسسه وأن تلسسك الزيسسادات
كانت تفسيرا ً بعنوان التأويل وما يؤول إليه الكلم ،أو بعنوان التنزيسسل مسسن اللسسه
شرحا ً للمراد ]البيان :ص 223وما بعدها.[.
أما أساطيرهم التي دلت على التحريف بعنوانه )على حسب تعبيره( وبلغسست
عندهم باعترافه عشرين رواية وهسسو يعنسسي بسسذلك أسسساطيرهم السستي تقسسول بسسأن
الصحابة حرفوا القرآن وبدلوه ،حيسسث استشسسهد لسسذلك بقسسوله :مسسا عسسن الكسسافي
والصدوق بإسنادهما عن علي بن سويد قال :كتبسست إلسسى أبسسي الحسسسن كتاب سا ً –
إلى أن ذكر جوابه بتمامه وفيه قوله عليه السسسلم :-اؤتمنسسوا علسسى كتسساب اللسسه
فحرفوه وبدلوه.
وكان موقفه من هذه الساطير هو قبولهسسا ،ولكنسسه يقسسول بأنهسسا ل تسسدل علسسى
تحريف ألفاظ القرآن "فهي ظسساهرة الدللسسة علسسى أن المسسراد بسسالتحريف حمسسل
اليات على غير معانيها ..ولول هذا التحريف لم تسسزل حقسسوق العسسترة محفوظسسة
595
وحرمة النبي منهم مرعية ،ولما انتهى المر إلسسى مسسا انتهسسى إليسسه مسسن اهتضسسام
حقوقهم وإيذاء النبي صلى الله عليه وسلم فيهم ]البيان :ص .[.229
فهو يزعم بأن المة وفي طليعتهم الصحابة حملسسوا آيسسات القسسرآن علسسى غيسسر
معانيها الحقيقية ،أما تحريفات الكليني والقمي والعياشي ليسسات القسسرآن فهسسي
التفسير الحقيقي عنده لكتاب الله ،فإذا كان هذا مبلغ علم أكبر مراجع الشيعة
اليوم ،وغاية دفاعه عن كتاب الله ،فإن أمر الشيعة اليوم في غاية الخطورة.
وهو ل ينسى وهو يضع هذه "السموم" هنا وهنسساك أن يحسساول إطفسساء غضسسب
القارئ ولسيما حينما يجد أن تأويله عند مسسن عسسرف نصوصسسهم وخسسبر أخبسسارهم
بعيد التصديق فيقول" :وإذا لم يتم هذا الحمل فل بد من طرح هذه الروايسسات"
]البيان :ص .[.231–230
ويقول عن أساطير نقسص القسسرآن عنسسدهم :أكسسثر هسسذه الروايسسات بسسل كثيرهسسا
ضعيفة السند ..ثم نقل عن بعض علمسسائهم قسسوله" :إن نقصسسان الكتسساب ممسسا ل
أصل له وإل لشتهر وتواتر نظًرا إلى العادة في الحوادث العظيمسسة وهسسذا منهسسا
بل أعظمها" ]البيان :ص .[.233
ثم يقول عن أساطيرهم التي دلت – كما يقول – علي وقسسوع التحريسسف فسسي
القرآن بالزيادة النقصان :وإن المة بعد النسسبي صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم غيسسرت
بعض الكلمات وجعلت مكانها كلمات أخرى ،وذكر لذلك أمثلة ،ومما أورده "ما
عن العياشي عن هشام بن سالم قال :سألت أبا عبد الله رضي الله عنه قوله
ن{ قال: مَرا َ
ع ْ
ل ِوآ َ
م َهي َ وآ َ
ل إ ِب َْرا ِ حا َوُنو ً
م َفى آدَ َ صطَ َ ها ْ ن الل ّ َ
تعالى} :إ ِ ّ
ما مكسسان اسسم ،أي أنهسم هو آل إبراهيم وآل محمد على العالمين فوضسسعوا اسس ً
غيروا فجعلوا مكان آل محمد آل عمران".
وكان جوابه عن ذلك أنها مخالفة للكتسساب والسسسنة وإجمسساع المسسسلمين علسسى
عدم الزيادة في القرآن ول حرفا ً واحدا ً حتى من القائلين بسسالتحريف ]البيسسان :ص
.[.233–232
لحظ مبلغ الخداع؛ فهو بهذا التعقيب على الزمسسرة الخيسسرة مسسن أسسساطيرهم
يوهم القارئ أن ما سبق عرضه من أنسسواع أسسساطيرهم ليسسس بطلنهسسا موضسسوع
اتفاق بين المسلمين ..وهو يجعل من يرمي كتسساب اللسسه سسسبحانه بهسسذه الفريسسة
ممن يعد قوله ضمن إجماع المسلمين.
إن هذه المحاولة من شيخ الشسيعة هسي مجسرد غطساء جميسل خسادع لتحقيسق
هدف خبيث ،فهسي مسؤامرة الهسدف منهسسا المسساس بكتسساب اللسسه بطسرق خفيسة
ماكرة ،ولذلك لم يثر كتابه فصل الخطاب ،بسسل اعتسسبر البعسسض منهسسم ذلسسك مسسن
قبيل الدفاع عن القرآن ،ولقد لحظسست أنسسه يحسساول أن يثبسست "أسسسطورته" مسسن
طرق أهل السنة بأسلوب غريب ماكر ،حيث قال – وهسسو يتظسساهر بالسسدفاع عسسن
كتاب الله :-إن القول بنسخ التلوة هو بعينه القول بالتحريف ،وعليه فاشسستهار
القول بوقوع النسخ في التلوة عند علماء أهل السنة يسسستلزم – فسسي زعمسسه –
اشتهار القول بالتحريف ]البيان :ص .[.201
وقال" :إن اللتزام بصحة هذه الروايات )يعني :روايات نسسسخ التلوة( السستزام
بوقوع التحريسسف فسسي القسسرآن" ]البيسسان :ص .[.201وقسسال" :فيمكسسن أن يسسدعي أن
القول بالتحريف هو مذهب أكثر علماء أهل السنة لنهسسم يقولسسون بجسسواز نسسسخ
التلوة" ]البيان :ص .[.206
596
وهذا الكيد الذي سطره شيخ الشيعة في العصر الحاضر ليسسس جديسسدًا ،فقسسد
ردده بعض الملحدة من قبل ،ورد عليهم أهل السنة ]انظر :الباقلني /نكت النتصار:
ص ،103حيث دحض هذه الشبهة.[.
ي بيسسن النسسسخ والتحريسسف ل يخفسسى إل علسسى والمر واضح بي ّسسن ،والفسسرق جل س ّ
مغرض صاحب هوى – كما أسلفنا – ذلك أن التحريف من صنع البشر ،وقد ذم
ه] {..النساء ،46المسسائدة ع ِ
ض ِوا ِ
م َ
عن ّ ن ال ْك َل ِ َ
م َ فو َحّر ُالله فاعله ،قال تعالى} :ي ُ َ
.[13
ها َ سق ْ
سق َ و ُنن ِ
ةأ ْن آي َق ٍ
مق ْ
خ ِ ما َنن َ
والنسخ من الله سبحانه .قال عز وجلَ } :
َ ْ
هقا{ ]البقسسرة .[106وهسسو ل يسسستلزم مسسس كتسساب اللسسه مث ْل ِ َ
و ِ
ها أ ْ من ْ َ
ر ّ
خي ْ ٍ
ت بِ َ
ن َأ ِ
سبحانه بأي حال ،وعلماء الشيعة القدامى الذين ينكرون هذه الفرية يقرون به
كالطبرسي في مجمع البيان والمرتضى في الذريعة وغيرهما – كما سلف .-
وتسرى أنسه يخسادع فسي القسول حينمسا يقسرر" :أن القسول بعسدم التحريسف هسو
المشهور بل المتسالم عليه بيسسن علمسساء الشسسيعة ومحققيهسسم" ]البيسسان :ص .[.200
ويستدل على ذلك بما قاله الطبرسي في مجمع البيان في إنكسسار هسسذه الفريسسة
]انظر :ص) (1020من هذا الكتاب ،[.مع أن الطبرسي قرر بعسسد هسسذا بصسسفحات نسسسخ
التلوة واستدل له ،في حين أن الخوئي يرى أن نسسسخ التلوة قسسول بسسالتحريف،
أليس هذا تناقضًا؟!
بل تراه يقول بأن القول بعدم التحريف هو قول علماء الشسسيعة ومحققيهسسم،
فسسي حيسسن أن مسسذهب جملسسة مسسن أسسساطين شسسيوخهم المجسساهرة بهسسذا الكفسسر
كالكليني ،والقمي ،والطبرسي صاحب الحتجاج وغيرهم من رؤوس هذا الكفر
]انظر :ص) (247ومسسا بعسسدها [.وهم يعدون عنسسدهم مسسن كبسسار شسسيوخهم ومحققيهسسم،
أليس هذا خداعًا؟!
بل المر أشد من هذا ،ذلك أن شيخهم إبراهيم القمسسي قسسد أكسسثر مسسن أخبسسار
هذه السطورة في تفسيره ،وكان هذا معتقده مع آخرين مسسن شسسيوخهم .قسسال
الكاشاني" :وأما اعتقاد مشايخنا في ذلك فالظاهر من ثقة السلم محمسسد بسسن
يعقوب الكليني أنه كان يعتقد التحريف والنقصان في القرآن ..وكذلك أسسستاذه
علي بن إبراهيم القمي ،فإن تفسيره مملو منه وله غلو فيه" .ثم ذكر بقية من
سار في اللحاد من شيوخهم ]تفسير الصافي ،المقدمة السادسة.[.1/52 :
فأنت ترى أنه يعترف بأن تفسير القمي مملو من هذا الكفر .ومع ذلسسك فسإن
هذا الخوئي الذي يتظاهر بالنكار يذهب إلى صحة تفسسسير هسسذا القمسسي ،ويقسسرر
أن روايسسات تفسسسيره كلهسسا ثابتسسة وصسسادرة مسسن المعصسسومين ،لنهسسا انتهسست إليسسه
بواسطة المشايخ الثقات – كما يزعم – من الشسسيعة ]معجسسم رجسسال الحسسديث،1/63 :
ط :الولى بالنجف 1398هسس ،أو ص 49ط :الثالثسة :بيسروت 1403هسسس ،وقسسد نقسسل ذلسك بنصسه فسسي
المقدمة.[.
فتبين من خلل ذلك أن الخوئي صاحب البيان هو في غسسايته كصسساحب فصسسل
الخطسساب ،إل أن الخيسسر اسسستخدم الطريقسسة المكشسسوفة ،والول سسسلك مسسسلك
المكر والحتيال.
المجال الثاني) :اتجاه المعاصرين في تأويل كتاب اللسسه( :هسسل تخلسسص شسسيعة
العصر الحاضر من لوثة ذلك التجاه المغسسرق فسسي التأويسسل البسساطني السسذي درج
عليه شسسيوخهم القسسدامى فسسي تأويسسل كتسساب اللسسه كسسالقمي والكلينسسي والعياشسسي
والكاشاني والبحراني وأضرابهم ..أو هم على آثارهم يهرعون؟
597
إن المتتبع لما يكتبه شيعة العصسسر الحاضسسر فسسي تفسسسير كتسساب اللسسه يجسسد أن
العقلية الشيعية المعاصرة ل تزال فسسي الغسسالب تعيسسش أسسسيرة لتلسسك التسسأويلت
التي وضعها علماؤهم السابقون والتي عرضنا لهسسا فيمسسا مضسسى ..وآيسسة ذلسسك أن
تلك التفاسير الباطنية تأخذ المكانة الولى عنسسدهم فسسي الوثاقسسة والعتمسساد ،ول
أدل على هذا من توثيق أكبر مراجع الشيعة في العصسسر الحاضسسر وهسسو الخسسوئي
لسانيد وروايات القمي في تفسسسيره ]انظسسر :ص ..[.18وتفسسسير القمسسي قسسد بلسسغ
الغاية في التأويل الباطني وأربى على النهاية.
وكسسذلك الطبطبسسائي وهسسو مسسن كبسسار شسسيوخهم المعاصسسرين يقسسرر أن تفسسسير
العياشي محل ثقة الشيعة واعتمادهم ..إلى عصرنا هذا ]انظسسر :مسسا سسسبق نقلسسه عسسن
الطبطبائي في المقدمة ،[.وتفسير العياشي على خطى القمي في المنهج البسساطني
الغالي الذي يكفر الصحابة ،ويفسر كل آيات القرآن بالئمة وأعسسدائهم ،ويسسدس
أساطير التحريف في تفسيره.
وهكذا سائر التفاسير ذات التجاه الغالي تحظى بتوثيق الشيعة واعتمادهم..
كتفسير البرهان ،وتفسسير الصسافي ،ومسرآة النسوار وغيرهسا ]انظسسر :مقسسدمات هسسذا
التفاسير.[.
فماذا بقي بعد هذا؟
أما اتجاه المعاصرين في تأويل كتاب الله ،فقد أخذ وجهيسسن مختلفيسسن :وجسسه
غال متطرف ،ووجه معتدل متوسط ،إذا ما قسناه بالتجاه الغالي :فقد ظهرت
ملمح التطرف والغلو في تأويل كثير من آيات القرآن بعقائدهم التي شذوا بها
عن أمة السلم ،فهذا أحد علمسسائهم المعاصسسرين ويسسدعا "علسسي محمسسد دخيسسل"
يتحدث عن غيبة مهديهم المنتظر – وهسسو كمسا يقسسول بعسض كتساب الشسيعة مسسن
أشهر الكتاب الماميسة السذين عسالجوا الغيبسة ]عبسسد اللسسه الفيسساض /تاريسسخ الماميسسة :ص
–[.162فيعقسد فصسل ً بعنسوان" :المهسدي فسي القسرآن الكريسم" ويسورد فسي هسذا
الفصل خمسين آية من القرآن كلها يزعم تأويلها بالمهدي ويتوصسل بسذلك إلسى
أن موضوع المهدي ل يختلف عسسن ضسسروريات السسلم الخسسرى ،وإنكساره إنكسسار
لضرورة من ضروريات السسدين ]علسسي دخيسسل /المسسام المهسسدي )عبسسد اللسسه الفيسساض /تاريسسخ
المامية :ص .[.(162
بل بلغت تأويلت شيوخهم المتأخرين ليات القرآن بالمهدي إلى ) (120آيسسة
]انظر :هاشم البحراني /المحجة فيما نزل في القائم بالحجة [.ولم يقنع بعسسض المعاصسسرين
كا لهم ليبلغ بها إلى ) ( 132آيسسة ]انظسسر :محمسسد منيسسر الميلنسسي/ بذلك فوضع مستدر ً
مستدرك الحجة.[.
ه( – يفسر ونجد شيخهم المعاصر – محمد رضا الطبيسي النجفي )ت 1365
) (76آية مسسن كتسساب اللسسه بعقيسسدة الرجعسسة عنسسدهم ]انظسسر ذلسسك فسسي كتسسابه "الشسسيعة
والراجعسسة" مطبعسسة الداب /النجسسف 1385ه ،[.وهسسذا شسسطط لسسم يبلسسغ مسسداه شسسيوخهم
القدامى .حيث بدأ التأويل بمسألة الرجعة في آية واحدة عنسسد ابسسن سسسبأ ]انظسسر:
تاريخ الطبري .[.4/340 :ثم لم يزل المر يزيد ،ففسر شيوخهم القسسدامى بالرجعسسة
عشرين آية ونيفا ً ]انظر :جواد تارا /دائرة المعارف العلوية :ص .[.256
وفي القرن الثسساني عشسسر تطسسور المسسر إلسسى تأويسسل ) (64آيسسة بتلسسك العقيسسدة
الباطلة على يد شيخهم الحر العالمي ]انظر :الحر العاملي /اليقاظ من الهجعة بالبرهان
على الرجعة :ص ،[.98–72ثم كانت نهاية الشطط على يسسد هسسذا الطبيسسسي وغيسسره
من شيوخهم المعاصرين.
598
وقد يستمر طريق التأويل إلي أرقسسام أخسسرى .وفسسي تفسسسير الميسسزان للمسسام
العظم عندهم محمد حسين الطبطبائي كسسثير مسسن التفسسسيرات الباطنيسسة السستي
يختارها من كتب التفسير القديمة عندهم .يذكرها تحت عنوان "بحث روائي"..
ومن المثلة التي نقلها مقًرا لهسسا مسسا ذكسسره عسسن تفسسسيرهم البرهسسان فسسي قسسوله
َ َ
ط{ م قَرأةَ ل ُققو ٍ
وا ِ ْ
ح َ
م قَرأةَ ن ُققو ٍ ف قُروا ا ِ ْن كَ َذي َ مث َل ً ل ّل ّق ِ ب الل ّ ُ
ه َ ضَر َ سبحانهَ } :
]التحريسسم .[10قال" :الية مثسسل ضسسربه اللسسه لعائشسسة وحفصسسة أن تظاهرتسسا علسسى
رسول الله وأفشتا سره" ]الطبطبائي /الميزان.[.19/346 :
فانظر كيف يحرف معاني القرآن ،ويكفر أمهات المؤمنين بذلك.
ك{ ]الرحمن [27نقل مسسا يروونسسه عسن ه َرب ّ َج ُو ْ
قى َ وي َب ْ َ
وعند قوله سبحانهَ } :
)الصادق( أنه قال" :نحن وجه اللسسه" ]الميسسزان .[.19/103 :وهكسسذا يلتقسسي التأويسسل
الباطني الغابر بالحاضر ..صورة واحدة ووجه واحد.
والمثلة كثيرة.
ولكن هناك وجه معاصر معتدل ،ومظاهر اعتسسداله تكمسسن فسسي ثلث ظسسواهر،
الولى :اختفاء ذلك الغلو بتفسير كثير من آيات القرآن بالمامة ومسسا يسدور فسي
فلكها ..والثانية :تطهره مسن ملمسح أسسطورة التحريسف وأخبارهسا وآثارهسا فسي
تفسيره ،والثالثة :التنزه عن ذلك التكفير الصسسريح الواضسسح لخيسسر جيسسل عرفتسسه
البشرية ..جيل الصحابة رضوان الله عليهم.
ومن أمثلة هذا التجاه تفسير الكاشف لمحمد جواد مغنية ،والتفسير المبين
ضا.
له أي ً
ققَراءف َ ْ
فسسأنت تلحسسظ ثنسساءه علسسى الصسسحابة فسسي تفسسسير قسسوله تعسسالى} :ل ِل ُ
خرجوا من ديارهم َ ُ
م{ ]الحشر [8الية. ه ْوال ِ ِ
م َ وأ ِْ ِ ِ ْ َ ِ نأ ْ ِ ُ ن ال ّ ِ
ذي َ ري َ
ج ِ
ها ِ ال ْ ُ
م َ
حيسسث قسسال" :ل لشسسيء إل لوقسسوفهم مسسع الحسسق ،وإعلء كلمسسة السسسلم
ن
صققُرو َ وَين ُ واًنا َ ضقق َ ر ْ و ِه َ ن الل ّ ِ م َ ضل ً ّ ف ْ ن َ غو َ وتضحيتهم في سبيله }ي َب ْت َ ُ
ل ،وبهسسؤلء ن{ إيماًنسسا وقسسول ً وعم ً صققاِد ُ ول َئ ِ َ الل ّه ورسول َ ُ
قو َ م ال ّ هق ُ ك ُ هأ ْ ُ َ َ َ ُ
المهاجرين وأمثالهم من النصار استقام السلم وانتشر في شرق الرض
وغربها ،ول بدع فإن قائدهم محمد صلى الله عليه وسلم ،ولن تكون المة
مققن ن ِ مققا َ لي َ وا ِ داَر َ ؤوا القق ّ و ُن ت ََبقق ّ ذي َ واّلقق ِ فاسسسدة وقائدهسسا صسسالحا ً } َ
م{ ،المراد بالذين :النصسسار ،وتبسسوءوا :سسسكنوا ،والسسدار :دار الهجسسرة ه ْقب ْل ِ ِ َ
وهي المدينة ،واليمان مفعول لفعل محذوف أي :وأخلصوا اليمسسان ،وقسسد
ن دو َ
جق ُ ول ي َ ِ م َ هق ْ َ
جَر إ ِل َي ْ ِ هققا َ ن َ م ْ ن َ حّبو َ أثنى الله على النصار بأنهم} :ي ُ ِ
ُ
ن و َ
كا َ ول َ ْ م َ ه ْ س ِ ف ِ عَلى أن ُ ن َ ؤث ُِرو َ وي ُ ْ ما أوُتوا َ م ّة ّ ج ًحا َ م َ ه ْ ر ِ
دو ِ ص ُ في ُ ِ
ُ
ن{. حو َ فل ِ ُم ْ م ال ْ ُ ه ُ ك ُ ول َئ ِ َفأ ْ ه َ س ِ ف ِ ح نَ ْ ش ّ من ُيوقَ ُ و َ ة َ ص ٌصا َ خ َ م َ ه ْ بِ ِ
م{ جسساء فسسي التفاسسسير :أن المسسراد بالسسذين ه ْد ِ عق ِ من ب َ ْ ؤوا ِ جا ُ ن َ ذي َ ّ
وال ِ } َ
جاءوا من بعد الصحابة التابعون لهم بإحسسان أخسذا بقرينسة السسياق ،ومسع هسذا
فإن الثناء يعم ويشمل كل من سار بسيرة الصحابة إلى يوم القيامسسة" ]التفسسسير
المبين :ص ،631وقارن هذا التفسير المتناسب مع سياق اليات ومفهوماتها بما سسسجله البحرانسسي
من روايات عن أئمته في تفسير هذه الية) .انظر :البرهان.[.(319–4/316 :
فإذا قرأت هذا الكلم ل تعرف أن قائله من الروافض الذي يكفسسرون صسسحابة
رسول الله ويشتمونهم ...وقد مر بنا أن له كلما ً في الطعن في بعض صسسحابة
رسول الله ..ولكنه لم يصرح بالتكفير كغيره من شيعته.
599
ن{ .قسسال: ظو َ ف ُ حققا ِه لَ َ وإ ِّنا ل َ ق ُ
ن ن َّزل َْنا الذّك َْر َ
ح ُ
وعند قوله سبحانه} :إ ِّنا ن َ ْ
"المراد بالذكر هنا القرآن الكريم ،وضمير "له" يعود إليه ،والمعنسسى أن القسسرآن
موجود فعل ً بين الدفتين ،المألوف لدى كل الناس ،وهو بالذات الذي نزل علسى
محمد صلى اللسسه عليسسه وسسسلم بل تقليسسم وتطعيسسم ،علسسى العكسسس مسسن الكتسساب
المعروف بالتوراة ،فإنه غير الذي جاء به موسى عليه السلم ،وكسسذلك الكتسساب
المعروف بالنجيل فهو غير الذي جاء به عيسى عليه السلم" ]التفسير المبين :ص
.[.286
في حين أن الرجل لم يدع التأويل لبعسسض اليسسات بمقتضسسى أصسسول عقيسسدته،
لكنسسه لسسم يجسساهر بسسالغلو فسسي التأويسسل كسسالخرين مسسن طسسائفته ،فنجسسده مثل ً فسسي
َ
م{ ]المسسائدة م ِدين َك ُق ْت ل َك ُ ْ مل ْ ُم أك ْ َو َ تفسيره الكاشف يوؤل قوله سبحانه} :ال ْي َ ْ
[3بقوله" :معنى الية أن الله سبحانه أكمل الدين مع هسسذا اليسسوم بسسالنص علسسى
علي بالخلفة".
هذا التجاه المعتدل إنمسسا هسسو ثمسسرة اعتمسساده علسسى جمسسع الجوامسسع لشسسيخهم
الطبرسي ،كما ألملسسح إلسسى ذلسسك فسي المقدمسسة ..والطبرسسسي قسد اعتمسد فسسي
الغالب على مرويات أهل السنة وتفاسيرهم ،كما أشار شيخ السلم ابن تيمية
]انظر :منهاج السنة.[.3/246 :
فإذن هناك وجهان للتجاه الشيعي فسسي تأويسسل القسسرآن :اتجسساه غسسال ،واتجسساه
معتدل .كما كان لهم في القرون الماضية كتب تفسسسير باطنيسسة غالبسسة كتفسسسير
القمي والعياشي والكاشاني والبحراني وغيرهسسم ،وكتسسب تفسسسير معتدلسسة مثسسل
تفسير التبيان للطوسي ،ومجمع البيان ،وجمع الجوامع للطبرسي..
وقد جاء في أخبارهم بالمر لهم بظهورهم بوجهين مختلفيسسن حسستى ل يعسسرف
الناس حقيقة مذهبهم .وقال إمامهم" :إن هذا خير لنا ولكم ،ولو اجتمعتم على
أمر واحد لصدقكم الناس علينا )أي لعرف الناس المذهب( ولكان أقسسل لبقائنسسا
وبقائكم" ]أصول الكافي.[.1/65 :
وأنت إذا قارنت بين المنهجين وجدت التجاه الغالي المتطرف يستقي مادته
من روايات الشيعة وأخبارهم ،أما التجاه المعتسسدل فتلحسسظ أنسسه قسسد فتسسح قلبسسه
وعقله لروايات أهسسل السسسنة وآثسسارهم فسسي التفسسسير ،فتخلسسص مسسن لوثسسة الغلسسو
والتطرف ،إما تقية أو اقتناعًا ،لكنك ل تجد تفسيرا ً شيعيا ً اعتمد على روايسساتهم
فقط يخلو من الطريقة الباطنية في التفسير.
فأي الطريقين هو الذي يمثل مذهب الشيعة؟!
لقد ذكرت فيما سلف محاولة بعض شيوخ الشيعة قطسسع الطريسسق علسسى هسسذا
التجاه المعتدل بحمله على التقية ]انظر :ص) (198من هذه الرسالة.[.
وقد صرح شيخهم المجلسي بأن اعتمادهم على مرويات أهل السنة إنما هو
للحتجاج عليهم ،وعقد لذلك بابا ً بعنوان " البسساب الثسامن والعشسسرون مسا ترويسه
العامة )يعنسسي أهسسل السسسنة( مسسن أخبسسار الرسسسول صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم وأن
الصسسحيح مسسن ذلسسك عنسسدهم )يعنسسي شسسيعته( والنهسسي عسسن الرجسسوع إلسسى أخبسسار
المخالفين" ]بحار النوار [.2/214 :ثم استثنى من ذلك مقام الحتجاج عليهم لنشر
التشيع.
بل إن مرجع الشيعة في العراق "الخوئي" يعتبر مسسا جسساء عسسن الصسسحابة فسسي
تفسير القرآن هو معنى التحريف الذي جاء به روايسساتهم ]انظسسر :حملسسة لسسساطيرهم
600
التي تقول بتحريف الصحابة لكتاب الله "على أن المراد حمل اليات على غير معانيها" )البيان ص
.[.(229
وحين أشسسار محسسب السسدين الخطيسسب إلسسى أن القسسرآن السسذي ينبغسسي أن يكسسون
الجامع لنا ولهم على التقارب نحو الوحدة ،قد قامت أصول الدين عندهم علسسى
تأويل آياته وصرف معانيها إلى غير ما فهمه منها الصحابة عن النبي صلى اللسسه
عليه وسلم وإلى غير ما فهمه منها أئمة السسلم عسن الجيسل السذي نسزل عليسه
القرآن ]الخطوط العريضة :ص .[.10
رد ّ عليه أحد شيوخ الشيعة بقوله" :إن الشسسيعة تسسرى مسسن الكيسسد للسسسلم أن
يأخذوا ..تفسيرهم للقرآن عمن تقصسسدهم وتعنيهسسم بالسسذات أمثسسال أبسسي هريسسرة
وسسسمرة بسسن جنسسدب ..وأنسسس بسسن مالسسك ممسسن أتقنسسوا صسسناعة التلفيسسق والسسدس
والكذب والفتراء" ]عبد الواحد النصاري /أضواء على خطوط محب الدين :ص .[.65
فهذا الجواب ينسبه المؤلسسف للشسسيعة ..فسسإذا كسسانت الشسسيعة تعتقسسد أن تلقسسي
الدين عن طريق الصحابة هو من الكيد للسلم فلهم دينهسسم ولنسسا ديننسسا ..إذ إن
قولهم هذا يؤدي إلى رفض السلم كلية.
أليسسس هسسذا يعنسسي أن ذلسسك الطريسسق المعتسسدل والسسوجه الخسسر هسسو مسسن بسساب
التقية..؟!
إن بعض أصحاب ذلك التجاه المعتدل وهو شيخهم محمد جواد مغنية ل يقسسر
بوجود اتجاه باطني في التفسير عندهم .ويقول بأن الثني عشرية أبعد النسساس
من هذه البدع والضللت ،وأن كتبهسسم تشسسهد بسسذلك وهسسي فسسي متنسساول كسسل يسسد
]تفسسسير الكاشسسف ،[.7/104 :وكذلك شيخهم الخسسر محسسسن الميسسن يقسسر بوجودهسسا،
ولكنه يقول بأنها روايات شاذة ]انظسسر :الشسسيعة بيسسن الحقسسائق والوهسسام :ص .[.420–419
ومثل ذلك يقول الخنيزي ،مع إنكاره لبعض ما هو واقع في كتبهم مسسن روايسسات
]انظر :الدعوة السلمية إلى وحدة أهل السنة والمامية.[.202–1/178 :
وهذا النكار لما هو واقع وموجود أمارة التقية ،والمسسر ليسسس مجسسرد روايسسات
شاذة – كما يزعمون – بل تفاسير كاملة تخصصت في التأويسسل البسساطني يسسأتي
في طليعتهسسا تفسسسير القمسسي الموثسسق مسسن كبسسار شسسيوخهم ،وأبسسواب كاملسسة فسسي
الكافي أصح كتاب عنسدهم فسي الحسديث ،وفسسي البحسار وغيرهمسسا ،أبسسواب تضسم
عشرات الحاديث كلها تفسير اليات تفسيرا ً باطنيسًا ،فلسسم هسسذه "الجسسرأة" فسسي
إنكار الحقائق الواضحات ،وهل يظنون أنهم يخدمون دينهم بهذه الوسيلة؟!
كما أن هذا النكار منقوض بصنيع من شيوخهم المعاصرين السسذين ل يزالسسون
يهذون في هذا الضلل.
بل إن شيوخهم وآيتهم عبد الحسين شسسرف السسدين الموسسسوي يسسرى أن تلسسك
التأويلت الباطنية لليات والواردة في حق الئمسسة هسسي مسسسلمة عنسسدهم بحكسسم
الضرورة ]وذلك حينما قال الشيخ موسى جار الله بأن "في كتب الشيعة أبواب في آيات وسسسور
نزلت في الئمة والشيعة ،وفي آيات وسور نزلت فسسي كفسسر أبسسي بكسسر وعمسسر ،وكفسسر مسسن اتبعهمسسا،
واليات تزيد على المئة ،بل فيها سور مستقلة ..يذكر ذلك أكبر إمام للشيعة في أقداس كتبها في
أصول الكافي") .الوشيعة :ص ،27وانظر :ص .(65
فأجاب شيخهم عبد الحسين على ذلك بقوله :أمسسا مسسا نسسزل فسسي فضسسل الئمسسة مسسن أهسسل السسبيت
وشيعتهم فمسّلم بحكم الضرورة من علم التفسير المأثور من السنن ،وبحكم ما ثبت فسسي السسسنة
المقدسة من أسباب النزول.
وأما نزول شيء من القرآن في كفر فلن وفلن ،فإنه مما نبرأ إلى اللسسه منسسه ،والبلء فيسسه إنمسسا
جاء من بعض غلة المفوضة وربما كان في كتبهم فرآه هذا الرجل فرمى السسبريء بحجسسر المسسسيء
شأن الجهال بحقائق الحوال) .أجوبة مسائل جار الله :ص .(67
601
فأنت تلحظ أن هذه "الية" عندهم قد اعتبر ما جاء فسسي الكسسافي مسسن تسسأويلت للقسسرآن بالمسسام
والمامة مسلم بحكم الضرورة ،لكنه استعمل التقية ،حينما نفى تسسأويلهم ليسسات الكفسسر والكسسافرين
بأبي بكر وعمر ،وزعم أن ذلك ل يوجد في الكافي.
وهذه "تقية" بل ريب ،لنه أنكر وجود ذلك في الكافي وهو موجود ويتمثل في عشرات الرويات
تفسير آيات الكفر والكفار بالشيخين رضي الله عنهما) .انظر :أصول الكافي ،باب فيه نكت ونتف
من التنزيل في الولية.(1/412 :
لكن هذا الرجل يريد أن يخدع الناس وينكر ما هو واقع ويلصسسق ذلسسك بالفوضسسة والسستي لسسم يقسسل
الكاتبون عنها أن هذا مسلكها واعتقادها )انظسسر فسسي بيسسان عقيسسدة الفوضسسة شسسرح عقسسائد الصسسدوق
للمفيد :ص (258ثم إن هذه الفرقة اندرست ول توجسسد هسسي ول كتبهسسا كمسسا يقسسوله مرجسسع الشسسيعة
محمد حسين آل كاشف الغطا )انظر :أصل الشيعة :ص .[.(38
إذن الصورة في مجال التأويل متشابهة بين الوائل والواخسسر ،والجديسسد عنسسد
المعاصرين أنهم ارتضوا ما كتبه أسلفهم ،حتى المتأخرون منهسسم فقسسد اعتسسبروا
ما كتبه المجلسي وغيره مسن المتسأخرين مراجسع معتمسدة فسي الروايسة فاتسسع
بذلك نطاق التأويل عندهم وازداد بفضسل جهسود شسيوخ الدولسة الصسفوية السذي
أربوا على النهاية في هذا.
لكن بعض المعاصرين كتب بعض التفاسير المعتدلة كما فعل بعض شيوخهم
القسدمين ..وأنكسر وجسود التسأويلت المتطرفسة عنسدهم ..وإذا كسان النكسار فسي
القديم قد يصدق ،فإنه اليوم بعد ظهور حركة الطبع ل يجدي ول يفيسسد ،ويحمسسل
على التقية ل محالة.
أما ظهورهم بوجهين مختلفين فهذا أمر قد قرر فسسي مسسذهبهم حسستى ل يقسسف
الناس على حقيقتهم ]انظر :أصول الكافي .1/65 :ومضى نصه ص.[.(1060) :
السنة عند المعاصرين:
إن الشيعة المعاصرين لم يتغيسسر شسسيء مسسن مسسواقفهم حسسول المسسسائل السستي
تحدثنا عنها في مبحث السنة ،فل يزالون يعتبرون أقسسوال أئمتهسسم الثنسسي عشسسر
كأقوال الله ورسوله.
يقسول شسيخهم الخمينسي" :إن تعساليم الئمسة كتعساليم القسرآن يجسب تنفيسذها
واتباعها" ]الحكومة السلمية :ص .[.13
ويقول محمد جواد مغنية" :قول المعصوم وأمسسره تمام سا ً كالتنزيسسل مسسن اللسسه
حى{ ]النجسسسم ي ُيققو َح ٌو ْو إ ِل ّ َ
ه َ
ن ُ
وى ،إ ِ ْ ن ال ْ َ
ه َ ع ِ
ق َ
ما ي َن ْطِ ُ
و َ
العزيز العليمَ } :
] "[4 ،3محمد جواد مغنية /الخميني والدولة السلمية :ص .[.59
فكأنهم بهذا قد اعتبروا هؤلء الئمة بما فيهم الغسائب السذي لسم يوجسد أصس ً
ل،
والحسن العسكري الذي عده ابسسن الجسسوزي مسسن الضسسعفاء فسسي الموضسسوعات..
اعتبروا هؤلء كأنبياء الله ورسله ..وهذا مبني على دعوى عصسسمتهم السستي تسسبين
لنا زيفها وبطلنها فيما مضى.
ً ً
أما دعواهم أن الرسول كتم جزءا من الشيعة وأودعها علي سا فهسسذا ل يكفسسون
عن التصريح به في كتبهم "الدعائية" كما سجل ذلك شيخهم محمد حسسسين آل
كاشف الغطا في كتابه "أصل الشيعة وأصولها" ]انظسسر :أصسسل الشسسيعة وأصسسولها :ص
،77ونقلت نص ذلك ص ).[.(146
أما تلك الكتب الوهمية كالجفر والجامعة والسستي تتحسسدث عنهسسا كتسسب الروايسسة
عندهم ..فلما نعى الشيخ موسى جار الله على الشسسيعة المعاصسسرين تصسسديقهم
بمثل هذه الوهام .أجابه أحد مراجع الشيعة المعاصرين وهو محسسسن الميسسن –
بل حياء – بقوله" :إن ضاعت صحيفة الفرائض والجفر والجامعة وما ذكر معهسسا
602
عنده وعند أمثاله )يعني موسى جسسار اللسسه( فلسسم تضسسع عنسسد أهلهسسا"
]الشسسيعة بيسسن
الحقائق والوهام :ص .[.254
بل إن من شيوخهم الكبار عنسسدهم فسسي هسسذا العصسسر مسسن يتبسساهى بسسذكر تلسسك
الكنوز الوهمية ،والسماء التي ل مسمى لها ويذهب يعدد هسسذه "الكتسسب" بكسسل
خفة عقل.
ويفتخر بكثرة هذه الوهام التي ل حقيقة لهسا ..وإذا سسئل أيسن هسذه "الكتسب
المزعومة" أجاب بأنها المنتظر ..ولول خشية الطالة لنقلنسسا كلمهسسم فسسي ذلسسك
]انظر :محمد آصف المحسني /صراط الحسسق ،3/347 :محسسسن الميسسن /أعيسسان الشسسيعة–1/154 :
.[.184
ومنتظر الشيعة الذي تزعم غيبته وحيسساته منسسذ مئات السسسنين حسستى أصسسبحت
هذه الدعوى عار عليها وفضيحة لها تزداد على مر السنين.
هذا المنتظر الذي لم يولد أصل ً نسب له بعض الفاكين "رقاعًا" صدرت عنه
مضى الحديث عنها ]انظر :ص ).[.(332
وكان يظن بشيعة العصر الحاضر ،ول سسسيما وهسسم يرفعسسون شسسعار التقريسسب،
ودعوة الوحدة مع أهل السنة أنهم قسسد ارتفعسسوا بمسسذهبهم قسسومهم عسسن ترهسسات
الماضي لكن لم يحصل شيء من ذلك واعتبروا هذه الرقاع من "السنة التي ل
يأتيها الباطل" ]الخنيزي /الدعوة السلمية.[.2/112 :
وأدهى من ذلك أن هسسذا المنتظسسر يزعمسسون أنسسه علسسى صسسلة مباشسسرة ببعسسض
شيوخهم حتى الن ،وهذا يعنسسي اسسستمرار حكايسسة التوقيعسسات ،وخسسروج الفتسساوى
المعصومة والنصوص التي هي كالوحي اللهي – كما يزعمون .-
قال شيخهم محمد تقي المدرسي" :ل نستبعد -بسسل هسسو كسسائن فعل ً – وجسسود
علقات سرية بين المام ]يعني إمامهم الغائب الذي ل حقيقة له إل في خيال الشيعة) [.ع(
وبين مراجع الشيعة ،وهذا هو السر العظيم" ]الفكسسر السسسلمي مواجهسسة حضسسارية :ص
.[.305
ومع اعتماد على هذه الوهام ،وقبولهم لمرويات الكسذابين ،فسإنهم ل يزالسون
في غيهم يعمهون في إعراضهم ،عن سنة المصطفى صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم
التي نقلها أصحابه – رضي الله عنهسم – بل حجسة وبرهسسان إل دعسوى أنهسسم ردوا
إمامة علسسي المنصوصسسة بزعمهسسم حسستى قسال أحسسد مراجعهسسم وآيساتهم فسسي هسسذا
العصر" :إن ما يرونه مثل أبسسي هريسسرة وسسسمرة بسسن جنسسدب وعمسسر بسسن العسساص
ونظائرهم ليس لهم عند المامية مقدار بعوضسسة" ]محمسسد حسسسين آل كاشسسف الغطسسا/
أصل الشيعة وأصولها :ص .[.79
بل صرح بعض معاصريهم أن الشيعة ترى أن قبول رواية صحابة رسول الله
من الكيد للسلم ]انظر :ص).[.(1061
ولذا قسسال بعسسض معاصسسريهم" :إن الشسسيعة ل تعسسول علسسى تلسسك السسسانيد )أي
أسانيد أهل السنة( ،بل ل تعتبرها ول تعرج في مقام الستدلل عليها فل تبسسالي
بها وافقت مذهبها أو خالفته" ]عبد الله السبيتي /تحت راية الحق :ص .[.146
وقسال" :إن لسدى الشسيعة أحساديث أخرجوهسا مسن طرقهسم المعتسبرة عنسدهم
ودونوها في كتب لهم مخصوصة وهي كافية وافيه لفروع الدين وأصوله ،عليهسسا
مدار علمهم وعملهم ،وهي ل سواها الحجة عندهم" ]عبد اللسسه السسسبيتي /تحسست رايسسة
الحق :ص .[.162
603
ولن هذا هو حقيقة موقفهم مسسن السسسنة النبويسسة ..فسسإن لهسسم نشسساطا ً واسسسعا ً
لمحاربسسة السسسنة والتشسسكيك فيهسسا ..ولكبسسار شسسيوخهم حملت مسسسعورة ضسسد
المكثرين من الرواية من صحابة رسول الله صلى الله عليسسه وسسسلم كمسسا صسسنع
آيتهم العظمى عبد الحسين الموسوي في كتابه )أبو هريرة( وغيره ،ولهم سب
وتجريح لكبار محدثي المة ،ولمهات كتب المسلمين ما ل يوجد مثله في كتب
طائفة من طوائف الكفر ،كما تجد ذلك فسسي كتسساب الغسسدير لشسسيخهم المينسسي..
والمجال ل يتسع لنقل شواهد من هذا الغثاء.
الجماع عند المعاصرين:
ل جديد في حديثهم في ذلك حتى نثبته ،اللهم إل محاولة صياغة مذهبهم في
"الجماع" بأسلوب خادع قد يغتر به من ل علم لسسه بحقيقسسة مقسسالتهم ..يقسسول –
مثل ً :-محمد جواد مغنية :إجماع الصحابة بأن تتفق كلمة الصحاب جميعا ً على
حكم شرعي ،وقد أوجب السنة والشيعة الخذ بهذا الجماع واعتباره أصل ً مسسن
أصول الشريعة ،ثم يذكر أن الشيعة قسالوا بحجتسسه لوجسسود المسسام مسسع الصسسحابة
]الشيعة في الميزان :ص .[.321
انظر إلى هذا التحايل رغم أن مؤدى قسسوله أن الشسسيعة تسسرى أن الحجسسة فسسي
قول المعصوم ل فسسي الجمسساع نفسسسه ،لكنسسه اسسستعمل هسسذا السسسلوب الملتسسوي
للخداع والتغرير ]انظر ما سللف عسسن عقيسسدته فسسي "الجمسساع" ص) (403ومسسا بعسسدها ،[.وقد
انخدع بذلك البعض ]مثل الشيخ محمد الغزالي الذي نقل كلم مغنية هذا واحتج به فسسي أنسسه ل
فرق في أصول الحكام بين السنة والشيعة )انظر :ليس من السلم :ص .[.(80–79
اعتقادهم في أصول الدين:
ففي مقام توحيد الربوبية وإفراد اللسسه جسسل شسسأنه بأفعسساله فسسإن للمعاصسسرين
كلمات في إعطاء الئمة ما للرب جل شأنه بأفعاله مما لم يؤثر عسسن أسسسلفهم
من الثني عشرية.
فهذا أحد شيوخهم ويدعى عبسسد الحسسسين العسساملي قسسالوا :إنسسه كسسان آيسسة مسسن
آياتهم التي ينسبونها -زورا ً – إلى الله سبحانه .يقسسول هسسذا العسساملي فسسي مسسدح
أمير المؤمنين علي – برأه الله مما يفترون :-
وعنسوان قدرتسسه الساميسسسة أبسا حسسن أنست عيسسن اللسه
فهل عنسدك تعسزب مسن خافيسة وأنست المحيسط يعسلم الغسسيوب
وعلسة إيجسادهسا البساقسيسسة وأنست مسدير رحسى الكسائنسات
وإن شسسسئت تفسسسسح بالنساصيسسسة لسك المسر إن شسئت تنجسي غدا ً
]ديون الحسين /الجسسزء الول مسسن القسسسم
الثاني الخاص في الدب العربي :ص [.48
انظر كيف جعل مخلوًقا من مخلوقات اللسسه هسسو اللسسه بعينسسه ،والمتصسسف بمسسا
للرب من تدبير وإحياء وإماتة ..فهو مدبر أمر الكائنسسات وعلسسة إيجادهسسا ومظهسسر
القدرة اللهية ..وهو المحيط بعلم الغيب ،بل هو مالك يوم السدين ،إذ لسه المسر
في ذلك اليوم ،ونجاة العباد ،وهلكهم بمشيئته ]بسسل صسسرح شسساعرهم الخسسر بسسأن علي سا ً
تجمعت فيه كل صفات الله ،حيث قال :جميع صفات الرب فيسسه تجمعسست ..ومسسا اجتمعسست إل لسسسر
وحكمة.
)انظر :الحائري /مقتبس الثر.[.(1/246 :
وهذا ثمرة مرة )طبيعية( لروايات الكليني والقمي والمجلسي ..الستي سسلف
عرض أمثلة من موادها التي تتجه إلى هذا التجاه.
604
واثنا عشرية اليوم تمثل في رواياتها ،وبلسان طائفسسة مسسن شسسيوخها السسسبئية
وغيرها من الفرق التي تؤله عليًا ،والتي كنا نظن أنها بادت وانقرضت ،فإذا بها
تعيش في أحضان الثني عشرية حتى يقسسال بسسأن السسسبئية هسسي السسسم القسسدام
والثنا عشرية هي السم الحدث لحقيقة واحدة ..وتلك الكلمات لم تصدر عسسن
عامي من عوامهم ،أو كاتب صغير من كتابهم ،بل صدرت مسسن آيسسة مسسن آيسساتهم
يرجع لقوله اللف.
وتجد أن محمد حسيين آل كاشف الغطا أحد كبسسار مراجسسع الشسسيعة وآيسساتهم،
ومن ينادي بالتقريب بين أهل السنة والشيعة يقول في مدح أئمته:
أمسلك فعرشسه ميقساتهسا يا كعبسة الله إن حجت لهسا الس
أشياء بل ذرئت بهسا ذراتهسا أنتم مشيئته التي خلقت بهسا الس
ما لم تقله في المسيح غلتهسا أنا في الورى قال لكم إن لم أقل
ه([.
]ديوان شعراء الحسين /جمع محمد باقر النجفي :ص ) 12ط :طهران 1374
لقد جعل أئمته هم الكعبة التي تحج إليها الملئكة ،وجعل عرش الرحمن هسسو
ميقاتها ،وجعلهم هم مشيئة الله وقدرته التي خلقت بهسسا الشسسياء .وقطسسع علسسى
نفسه عهدا ً أن يقول في أئمته ما لم تقله غلة النصرانية فسسي المسسسيح ،ولعلسسه
بهذه الوصاف قد وصل إلى ما أراد.
هذا ما يقوله كبير مراجع الشيعة في هذا العصر ،ومن يمثلهم في مسسؤتمرات
ومن يعتبر عند بعض أهل السنة الذين لم يطلعسسوا علسسى حقيقتسسه مسسن معتسسدلي
الشيعة ولهذا قدموه إماما ً لهم في مؤتمر القدس الول ]انظر :في مسسؤتمر القسسدس
الول مجلة الزهر ،المجلد ،25/506س ،638س ،979المسلمين ،المجلسد السسادس ص .45وانظسر:
تعليق محمد رشيد رضا في المنار على تقديم محمد حسين آل كاشف الغطا إماما ً لهم في الصلة
فسسي مجلسسة المنسسار :المجلسسد 29ص ،[.628لن لسسه وجهيسسن وقسسولين والتقيسسة ل تنتهسسي
أسرارها وأساليبها عندهم.
ولو ذهبت أسجل ما وجدته لهم في هذا التجسساه لطسسال بنسسا المقسسام
]لمسسن أراد
المزيد من المثلة والشواهد ينظر :الحائري /مقتبس الثر ،1/153 :س ،248–245محسسسن الميسسن/
أعيان الشيعة ،5/219 :وديون الحسين لمجموعة من شيوخ الروافسسض فسسي مواضسسع كسسثيرة ،وعبسسد
الحسين الميني /الغدير 67–7/34 :وغيرها ..[.وأقول :إن المادة الشعرية الكبيرة التي
تركها شعراء الشيعة وأدباؤها فيها من هذا "الغلسسو" مسسا ل يخطسسر علسسى البسسال..
ويبدو أن لهيب العاطفة وجذوة الحماس يغطي سلطان التقية فتظهر الحقيقسسة
عارية بل خداع أو تزوير ..ولهذا فإن هذا الموضوع يستحق دراسة خاصة.
وفي مقام توحيد اللوهية فإن مزارات الشيعة ومشاهدها اليوم قد أصسسبحت
من أكبر مظاهر الشرك بالله تعالى ،ول أمل في تغيير هذا المنكر عندهم ،لنه
مؤيد بتلك الروايات المنسوبة زورا ً لهل البيت ،عكس المسسر عنسسد أهسسل السسسنة
والذي هو انحرف في واقعهم تنكره أصولهم ،وقد رأى هذا الشرك كل من زار
تلك المشاهد.
يقول الشيخ موسى جار الله بعد زيسسارة لسسه ليسسران والعسسراق اسسستمرت عسدة
أشهر بأنه رأى المشاهد والقبور عندهم معبودة ]الوشيعة :المقدمة ص )ط(.[.
ويقول الشيخ أبو الحسن الندوي بعد زيارة له إلسسى إيسسران عسسن مشسسهد علسسي
الرضا" :فإذا دخل غريب في مشهد سيدنا علي الرضا لم يشعر إل وأنسه داخسل
الحرم فهو غسساص بالحجيسسج مسسدوي بالبكسساء والضسسجيج ،عسسامر بالرجسسل والنسسساء،
مزخوف بأفخر الزخارف والزينات ،قسسد تسسدفقت إليسسه ثسسروة الثريسساء ،وتبرعسسات
605
الفقراء" ]أبو الحسن الندوي /من نهر كإبل إلى نهر اليرموك :ص ،93مجلة العتصام ،السسسنة )
،(41العدد ).[.(3
وقد ذكر صاحب التحفة الثني عشرية بأنهم ل يزالون يغلون في قبور الئمة
ويطوفون حولها ،بل ويصلون إليها مستدبرين القبلة ،إلى غير ذلك مسسن المسسور
التي يستقل لديها فعل المشركين مع أصنامهم ]انظر :مختصر التحفة الثني عشسسرية:
ص .[.300ثم قال :إن حصل لك ريب مسسن ذلسسك فسساذهب إلسسى بعسسض مشسساهدهم
لترى الحقيقة بعينك ]مختصر التحفة الثني عشرية :ص .[.300
وتجد شيخهم المعاصسر محمسد المظفسر فسي كتسابه السذي ألفسه لبيسان عقسائد
دا أنكسسر عليسسهطائفته وسماه "عقائد المامية" والذي ارتضاه شيعته فلم نر أح س ً
شيًئا مما جاء فيه ،وقد صاغه بأسلوب يغلب عليه طابع الدعايسسة للتشسسيع ،ومسسع
ذلك تجده لم يحجم عن التأكد على عقيدة الرافضة في قبور الئمسسة فسسذكر أن
ممسا امتسازت بسه طسائفته واختصست بسه فسي أضسرحة أئمتهسم "تشسيدها وإقامسة
العمارات الضخمة عليها ،ولجلها يضحون بكل غال ورخيص عن إيمسسان وطيسسب
نفس" ]محمد رضا المظفر /عقائد المامية :ص .[.133
ثم صرح بأن سبب ذلك ما زعمه من "وصايا" الئمسسة وحثهسسم شسسيعتهم علسسى
الزيارة ،وترغيبهم فيما لها من الثسسواب الجزيسسل عنسسد اللسسه تعسسالى ..وباعتبسسار أن
هاتيك القبور – كما يزعم -من خير المواقع لستجابة الدعاء ]لسسو كسسانت مسسن خيسسر
المواقع وفيها كل ذلك الفضل السسذي يتحسسدثون عنسسه لسسورد ذكسسر ذلسسك فسسي الكتسساب الكريسسم والسسسنة
المطهرة ،ولصبحت من المور المعلومة المشهورة ،ولما خفيت على المة ،واختص بنقلهسسا حثالسسة
من الكذابين المعروفين بالفتراء على أهل البيت ،..ولو كان شيء مما قالوه حق سا ً لمسسا ورد النهسسي
الصريح المؤكد بالنهي عن اتخاذ القبور مساجد ،[.والنقطاع إلى اللسسه تعسسالى ]محمسسد رضسسا
المظفر /عقائد المامية :ص .[.133
ثم ذكسسر آداب ومناسسسك الزيسسارة عنسسدهم بل حيسساء ول خسسوف مسسن إعلن هسسذه
المظاهر الوثنية ]محمد رضا المظفر /عقائد المامية :ص .[.139–135
وما فتئ ثلة شيوخهم المعاصرين يجاهرون – بل وجل أو خجل – بأن كسسربلء
أفضل من الكعبة المشرفة ،فهسسذا كسسبير مراجسسع الشسسيعة ومسسن يسستزعم السسدعوة
للتقريب بين السنة والشيعة يدعي أن كربلء أفضل مسن الكعبسة السبيت الحسرم
الذي جعله الله قياما ً للناس ومثابة وأمًنا وبارك فيه بنص التنزيل اللهي.
فيترنم مرجع الشيعة محمد حسين آل كاشف الغطسساء مخالفسا ً لنسص القسرآن
وإجماع المسلمين يترنم بهذا البيت الوثني وهو قوله:
لكربلء بان علو الرتبة ومن حديث كربلء والكعبة
وهو يرى أن هذا من ضسسرورات مسسذهبهم فيقسسول بسسأن كسسربلء "أشسسرف بقسساع
الرض بالضرورة" ]محمد حسين آل كاشف الغطاء /الرض والتربة الحسسسينية :ص .[.56–55
لنه قد شهدت بذلك آثارهم وأخبارهم – كما يقرر .-
ً
وهذه الشهادة التي يعتمدها يجب أن تنجعسسل برهسسان ودليل علسسى كسسذب هسسذه
الخبار ،ومسروق مسسن وضسعها عسن السدين ،وخسسروج مسن صسسدق بهسا عسن إجمساع
س و َ َ
ع ِللّنققا ِ ضقق َو ِت ُ ل ب َي ْ ٍ نأ ّ المسلمين ..وأين كربلء من قول الله تعالى} :إ ِ ّ
م هيقق َ م إ ِب َْرا ِقققا ُم َ
ت ّ ت ب َّيقَنا ٌ ه آَيا ٌ في ِ نِ ، عال َ ِ
مي َ دى ل ّل ْ َ ه ً
و ُ كا َ مَباَر ً ة ُ ذي ب ِب َك ّ َ ل َل ّ ِ
ع إ ِل َْيقق ِ
ه طا َسققت َ َ نا ْ مقق ِ ت َ ج ال ْب َي ْ ِ ح ّس ِ على الّنا ِ
ه َ َ ول ِل ّ ِمًنا َ نآ ِ كا َ ه َخل َ ُ من دَ َ و َ َ
ن{ ]آل عمران .[97–96 مي َ َ
عال ِ ْ
ن ال َ َ َ َ َ ً
ع ِي َن الله غن ِ ّ من كفَر فإ ِ ّ و َسِبيل َ َ
فهل بعد هذا يبقى قول لقائل:
َ َ }أ َ َ
ها{ ]محمد .[24 فال ُ َ ق َبأ ْ قُلو ٍ عَلى ُ م َ نأ ْ قْرآ َ ن ال ْ ُ فل ي َت َدَب ُّرو َ
606
هذا وأقوال شيوخهم المعاصرين في هذا المعنى كثيرة ]كقول آيتهم ميرزا حسين
الحائري" :كربلء تلك التربية الطيبة الطاهرة ،والرض المقدسة التي قال في حقها رب السموات
والرضين )انظر كيف يفترون الكذب على رب العالمين( مخاطبا ً للكعبة حينما افتخرت على سائر
البقاع :قري واستقري لول أرض كربلء وما ضمته لما خلقتك ،ثم يقول هسسذا "الرافضسسي" :وكسسذلك
أصبحت هذه البقعة المباركة بعدما صارت مدفنا ً للمام رضي الله عنه مزارا ً للمسلمين )!( وكعبسة
للموحدين )!( ومطافا ً للملوك والسلطين ومسجدا ً للمصلين )الحائري /أحكام الشيعة.(1/32 :
ويقول د /عبد الجواد آل طعمة في كتاب لسه يسسسمى تاريسخ كسسربلء بسأن نصوصسهم قسد اعتسبرت
كربلء أفضل بقاع الرض فهي تعتبر عند الشيعة أرض الله المختارة المقدسة المباركة ،وهي فسسي
مقاييسهم حرم الله وحرم رسوله وقبة السلم ،وفي تربتها الشفاء ،وأن هسسذه المزايسسا لسسم تجتمسسع
لي بقعة حتى الكعبة) .تاريخ كربلء :ص ،116–115والكتاب موثق مسسن عسسدد مسسن آيسساتهم ،انظسسر:
مقدمات الكتاب(.
ويقول آيتهم العظمى محمد الشيرازي بأننا "نقبسسل أضسسرحتهم كمسسا نقبسسل الحجسر السسود ،وكمسا
نقبل جلد القرآن الكريم") .مقالة الشيعة /المرجع الديني عندهم محمد الشيرازي :ص .[.(8
وإذا كانت كتب الشيعة القديمة تقرر بأن الله قد تاب على النبياء بتوسسسلهم
بالئمة ]انظر :ص) (445من هذا الكتاب ،[.فإن هذا المعنى المتناهي في الغلو والذي
يتضمن تفضيل الئمة على النبياء ]وهو مذهب غلة الروافض كما يقوله القاضسسي عيسساض،
والبغدادي ،وشيخ السلم ابن تيمية ،ونقل الشيخ محمد بن عبسسد الوهسساب الجمسساع علسسى كفسسر مسسن
ذهب إلى ذلك انظر :ص) (614من هذه الرسالة .[.والمتناهي في السسسذاجة والغفلسسة؛ إذ
يفترض وجود هؤلء الئمة في حياة النبياء السابقين ،والموغل في الدعوة إلى
الشرك بالله سبحانه وعبادة غيره جل شسسأنه ..فسسإن هسسذا المعنسسى السسذي يحمسسل
هذه "البليا" وغيرها يقرره بعض كبار شيوخهم ويوصي ابنسسه بالعمسسل بمقتضسساه
فيقول آيتهم وحجتهم عبد الله الممقساني" :وعليسسك بنسسي بالتوسسسل بسالنبي وآلسه
صلى الله عليهم أجمعين ،فإني قد استقصيت الخبار فوجدت أنه ما تسساب اللسسه
على نبي من أنبيائه من الزلة ]لحسسظ اعسسترافهم بسسزلت النبيسساء مسسع أنهسسم يسسدعون العصسسمة
المطلقة في الئمة![ إل بالتوسل بهم ]مرآة الرشاد :ص .[.104
واذا كانت مصادرهم القديمة تجعل زيارة قبر الحسين أفضل من الحسسج إلسسى
بيسست اللسسه سسسبحانه ،فسسإن هسسذا المعنسسى الخطيسسر يتكسسرر علسسى ألسسسنة شسسيوخهم
المعاصرين ،ويدعون إلسسى هسسذا ،لن فيسسه – كمسسا يخسسدعون أتبسساعهم – " الثسسواب
الجزيل عند الله باعتبار أنها من أفضل الطاعات والقربات] "..عقسسائد الماميسسة :ص
.[.133
ولهذا يوصي آيتهم عبد الله الممقاني ابنه بزيارة الحسين في كل يوم يقول:
"وعليك بني بزيارته )يعني قبر الحسين( في كل يوم من البعد مرة ،والمضي
إليه في كل شهر مرة ،وإن كنت في بلدة بعيدة ففي السنة مرة" ]مرآة الرشاد:
ص .[.114–105
لحظ أن هذا الشيخ لم يوص ابنه بالصلة ..بل أوصاه بالتجاه إلى القبر
حيث ترفع للشرك رايات ،لن ذلك عندهم من أفضل القربات ..وهذه شرعة
المشركين.
وقد علق البن ]محيي الدين الممقاني [.على هذه الوصية بقوله" :قد ورد أن
من زاره – عارفا ً بحقه – كتب الله له ثواب ألف حجة وألف عمرة".
إلي أن قال" :وكأنما زار الله )!!( .وحق على الله أل يعذبه بالنار ،أل وإن
الجابة تحت قبته والشفاء في تربيه] "..مرآة الرشاد :ص ) 110الحاشية( [.ومن زار
قبر الحسين عليه السلم ليله النصف من شعبان وليلة الفطر ،وليله عرفة في
607
سنة واحدة كتب الله له ألف حجة مبرورة ،وألف عمرة متقبلة ،وقضيت له
ألف حاجة من حوائج الدنيا والخرة ]مرآة الرشاد :ص ) 113الحاشية(" [.ومن أتاه
يوم عرفة عارفا ً بحقه كتب الله له ألف حجة ،وألف عمرة متقبلت ،وألف
غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل" ]مرآة الرشاد :ص ) 113الحاشية(.[.
وهكذا تتفق كتب الشيعة قديمها وجديدها على هذا العتقاد الوثني وينسبون
هذا لئمة أهل البيت بل وللسلم ،ول يعلم المسلمون كلهم بهذا المر ،بل
ينفرد بنقله الروافض دون غيرهم ..ول شك أنهم بشذوذهم هذا يعلنون كذبهم،
ويفضحون مذهبهم ..ولقد كان لهذه "النصوص" أثرها الخطير في دنيا الشيعة،
حيث أحيت عقيدة المشركين في مزارات الشيعة ومشاهدها فأصبحت
المشاهد معمورة والمساجد مهجورة ،وعلماؤهم يؤيدون هذا المنكر ويسعون
لتثبيته واستمراره.
بل قد جاءت روايات لهم صريحة في التحذير من هذا المنكر الذي يفعلونه.
ولكن مراجعهم تتستر على مثل هذه النصوص ول تود أن تظهر لولئك
التباع الغرار ،بل إنها تنكر وجودها عندهم إمعانا ً في حجب هذا "النور" عن
شيعتهم وأتباعهم.
يقول مجتهد الشيعة الكبر – كما يصفونه – محسن المين في كتابه
"الحصون المنيعة" وهو يدافع عن اتخاذ الشيعة للقبور مساجد ..يقول في رده
للنصوص الواردة في أمهات كتب المسلمين في النهي عن اتخاذ القبور
مساجد والبناء عليها بأن ذلك مما انفرد أهل السنة بنقلة وهو معارض بما
زعمه متواترا ً من طرق أهل البيت ]محسن المين /الحصون المنيعة :ص .[.27
أقول :إن هذا النهي قد جاء أيضا ً من طرق الشيعة بروايات كثيرة أخرجها
الحر العالمي في وسائل الشيعة وغيره – كما مر ]انظر ما نقلته عن كتبهم المعتمدة
في ذلك :ص – [.481فإما أن كان هذا المدعو بالمين غير أمين وأراد التكتم على
حقيقة موجودة في كتبهم ،أو هو جاهل بما في مدوناتهم ..مع أنه آية من
آياتهم المنسوبة زوارا ً إلى الله سبحانه.
وفي باب السماء والصفات :يقرر شيوخهم المعاصرين مذهب المتأخرين
عند الشيعة وهو التعطيل ،ويقتفون أثر المعتزلة في ذلك حذو القذة بالقذة
فيقولون – مثل – بخلق القرآن ]انظر :محسن المين /أعيان الشيعة ،1/461 :الميني
النجفي /الغدير ،[.3/139 :وينكرون رؤية المؤمنين لربهم في الخرة ]انظر :محسن
المين /أعيان الشيعة ،1/463 :عقائد المامية :ص ،[.59وينكرون صفاته سبحانه ]انظر:
الغدير [.3/139 :الثابتة له بالكتاب والسنة ،ويصفون الله سبحانه بالسلوب بقول
شيخهم المظفر في كتابه عقائد المامية تحت عنوان عقيدتنا في الله.." :
ليس هو بجسم ول صورة ،وليس جوهرا ً ول عرضًا ،وليس له ثقل أو خفة ،ول
حركة أو سكون ،ول مكان ول زمان ،ول يشار إليه" ]عقائد المامية :ص .[.59
وأنت ترى أنهم في وصفهم له سبحانه بهذه الصفات السلبية المحضة قد
نفوا الوجود الحق له تعالى ،ول جديد عندهم في ذلك ،فهذه كلمات رددها
الجهمية من قبلهم وهم على آثارهم يهرعون ،ومن هنا يخطئ من يظن أن
الجهمية المعطلة قد توارت عن الوجود واندثرت.
608
وهم يكفرون من يخالفهم في تعطيلهم .يقول المظفر" :ومن قال ..إنه
ينزل إلى السماء الدنيا ،أو إنه يظهر إلى أهل الجنة كالقمر ،أو نحو ذلك فإنه
بمنزلة الكافر به ..وكذلك يلحق بالكافر من قال :إنه يتراءى لخلقه يوم
القيامة" ]عقائد المامية :ص .[.60–59
ويزعمون أن العقل دلهم على هذا التعطيل ]عقائد المامية :ص .[.60
وهل كان العقل مصدرا ً للتلقي في أمر غيبي ،وهل يوافق العقل السوي
على وصف الله سبحانه بهذه الصفات السلبية التي ليس عليها دليل ،ويرد ما
نزل به الوحي؟
ثم ما حصيلة الفكار والفلسفات التي تحدثت عن هذه المسألة بمعزل عن
الوحي اللهي؟ إنها لم تخلف سووي ركام من التناقضات ،وعبث كعبث
الطفال ،وعادت على أصحابها بالحيرة والقلق.
وما نهاية من جعل العقل دليله وقائده من المتكلمين في التاريخ السلمي؟
أليست هي الحيرة والضياع .وقد وجد من جرب الطرق الكلمية والمناهج
ل ،وأن أقرب الطرق طريقة القرآن، الفلسفية أنها ل تروي غليل ً ول تشفي علي ً
ولكنهم حين أعراضوا عنها كان سعيهم في ضلل ]انظر :أمثلة من حيرتهم ،وثمرة
تجربتهم في :مجموع فتاوى شيخ السلم ،11–5/10 :ابن أبي العز /شرح الطحاوية :ص –169
،172مل علي القاري /في الفقه الكبر :ص ،[.12-10وأضاعوا الجهد والوقت ،وأشغلوا
المة ،وصرفوها عن وظائفها الواجبة.
ومنهج أهل السنة في السماء والصفات منهج عظيم للتزامه بالكتاب
والسنة ،وحفظه لوقت المسلم وجهده وطاقته وعقله من أن يبددها في
البحث عما لم يكلف به ،ول سبيل للوصول إلى معرفة كيفيته.
بقي أن نضيف اتجاها ً آخر لمعاصريهم في عقيدتهم في التوحيد وهو اقتفاء
أثر الصوفية الذين يذهبون إلى القول بأن التوحيد مراتب أدناها مرتبة عندهم
هو مدلول كلمة السلم العظيمة" :ل إله إل الله" فشرعوا من الدين ما لم
يأذن به الله ،ووصلوا عن طريق هذه المراتب إلى الكفر البواح ،والقول
بالتحاد ،وأن المخلوق عين الخالق؛ فخرجوا بذلك عن العقل والنقل ،والدين،
وفاقوا النصارى في شركهم الذين قالوا بحلول الله في عيسى؛ لن النصارى
قالوا بحلول خاص وهؤلء قالوا بالحلول العام.
ولكن شيوخ الشيعة الذين ينقلون لهذه الطائفة على مر العصور وكر
الدهور حثالة المذاهب المبتدعة ،وزبالة الفكار البشرية الساقطة ،وغثاء
النفوس المعقدة ..أخذوا بهذا التجاه الصوفي المريب ،ونقلوه إلى قومهم ،بل
عدوه هو عقيدتهم المعتمدة.
يقول شيخهم وآيتهم إبراهيم الزنجاني
]وقد وصفه شيخهم الخوئي في تقريظه
للكتاب بأنه "ركن السلم ،عماد العلماء [."..في كتاب عقائد المامية الثني عشرية
]والكتاب موثق من كبار شيوخهم وآياتهم كالخوئي ،وحسن الموسوي [.تحت عنوان "عقيدة
الشيعة في التوحيد"" :إن مراتب التوحيد أربع ..توحيد العوام وتوحيد الخواص،
وتوحيد خاص الخاص ،وتوحيد أخص الخواص ،والول مدلول كلمة ل إله إل
الله" ]عقائد المامية الثني عشرية :ص .[.24
609
ويذكر بأن شيعته تمتاز عن المسلمين جميعا ً بعقيدة توحيد خاص الخاص،
وتوحيد أخص الخواص ]عقائد المامية الثني عشرية :ص .[.24
ويقول بأن المقام ل يتسع لشرح وتفاصيل هذه المراتب ،لكنه يقول بأنهم
أخذوها عن أمير المؤمنين علي في قوله" :أول الدين معرفته وكمال معرفته
التصديق به ،وكمال التصديق به توحيده ،وكمال توحيده ..نفي الصفات عنه..
فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ،ومن قرنه فقد ثناه ،ومن ثناه فقد جزأه،
ومن جزأه فقد جهله ،ومن جهله فقد أشار إليه ،ومن أشار إليه فقد حده،
ومن حده فقد عده] "..عقائد المامية الثني عشرية :ص .[.24
وهذا النص الذي ينسبه – زوارا ً وافتراًء – إلى أمير المؤمنين علي يتضمن
تعطيل الله سبحانه من صفاته الثابتة بالكتاب والسنة .والعتقاد بأن نفي
الصفات هو كمال التوحيد ،هو اعتقاد الجهمية الذين جعلوا من أصولهم
"التوحيد" وضمنوه نفي الصفات ،وكان مؤدى قولهم ونهاية أمرهم ،تعطيل
الذات؛ لن نفي الصفات يؤدي إلى نفي الذات ،لن ذات مجردة عن الصفات،
ل يتصور لها وجود في الخارج.
]انظر:ولن مذهب الجهمية في تعطيل الصفات مؤد لمذهب الحلول والتحاد
شرح الطحاوية :ص [.16صار – فيما يظهر – هو عمدته ،في ما ذهب إليه من
القول بالتوحيد الخاص وخاص الخاص.
وحسبك أن تعرف مبلغ ضللهم في اعتبارهم التوحيد الذي جاءت به الرسل
ونزلت به الكتب ،وأمر الله به الولين والخرين هو في المرتبة الدنيا من
مراتب توحيدهم ،وهم عندهم مقام يليق بالعوام ويناسب حالهم ،وهل عندهم
بذلك من علم فيخرجوه لنا؟ ]انظر :شرح الطحاوية :ص .[.16
وهذا كلم الله المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم ،وهذا سنة
الرسول صلى الله عليه وسلم ،وهذا كلم خير القرون بعد الرسول صلى الله
عليه وسلم .هل جاء هذا التقسيم عن أحد منهم؟ إن يتبعون في ذلك إل أقوال
شيوخهم وزنادقتهم ،وما لهم بذلك من علم إل اتباع الظن وما تهوى النفس
وما تمليه عليهم شياطين النس والجن.
وحسبك أيضا ً أن تدرك أن مبلسسغ أمرهسسم فسسي سسسلوك هسسذه المقامسسات والسستي
باعترافهم ليست من مدلول معنى ل إلسسه إل اللسسه هسسو الوصسسول بالسسسالك إلسسى
مقام اللحاد وهو ما يسمى بالحلول أو التحاد ]ذكر شيخ السلم أن مبدأ حسدوث قسول
التحادية وأمثاله في أمة محمد صلى الله عليه وسلم هو زمن حدوث دولة التتار) .مجموع فتسساوى
شيخ السلم.[.(2/171 :
المامة:
المامة بإقرار المعاصرين كالنبوة ]محمد حسين آل كاشف الغطسسا /أصسسل الشسسيعة :ص
،58خليل ياسين /المام علي :ص ،327باقر القرشسسي /الرسسسول العظسسم مسسع خلفسسائه :ص ،[.18
واستمرار للنبوة ]المظفسسر /عقسسائد الماميسسة :ص ،[.94أو "تنصيب من اللسسه كسسالنبوة"
]السماوي /المامة.[.1/65 :
610
وهي من أركان السلم عندهم .قال كاشسسف الغطسسا" :إن الشسسيعة زادوا فسسي
أركان السلم ركنا ً آخر وهسسو المامسسة" ]أصسسل الشسسيعة :ص ،58وهسسذا اعسستراف منسسه أن
المامة زيادة من الشيعة على أركان السلم …[.إلخ.
ول أجد عندهم تغييرا ً لشيء من غلوهم الذي جاء الحديث عنسسه فيمسسا سسسبق،
لكن ثمة دعسسوى جديسسدة فسسي كتبهسسم السستي تكتسسب للعسسالم السسسلمي حسسول ثلث
مسسسائل :الولسسى تفكيرهسسم لمنكسسر المامسسة ،والثانيسسة حكمهسسم علسسى حكومسسات
المسلمين بأنها حكومات كافرة ،والثالثة تكفيرهم للصحابة.
المسققألة الولققى :موقققف المعاصققرين مققن تكفيققر أصققولهم
للمسلمين:
تجد في هذه المسألة موقفين للمعاصرين قسسد يظسسن مسسن ليسسس علسسى درايسسة
بأصولهم أنهما مختلفان:
الموقف الول :يقول بأن منكر المامة ل يخرج عن السلم ،وينكر على من
يقول بأن الشيعة يكفرون غيرهم.
والموقف الثاني :يجاهر بالتكفير بدون تقية ول مواربة.
أما بالنسبة للموقف الول فيقول محسن المين -في الرد على موسى جار
الله الذي قال" :إن كتب الشيعة صرحت أن كل الفرق كافرة وأهلها نواصسسب"
]الوشيعة ص ،105وقد مر إثبات ذلك من كتب الشيعة ص) - [.(745قسسال محسسسن الميسسن:
سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم ،ل يعتقد أحد من الشيعة بذلك ،بل هي متفقسسة
على أن السلم هو ما عليه جميع فرق المسلمين مسسن القسسرار بالشسسهادتين إل
من أنكر ضرورًيا من ضسسروريات السسدين كوجسسوب الصسسلة وحرمسسة الخمسسر وغيسسر
ذلك ،وعمدة الخلف بين المسلمين هسسو فسسي أمسسر الخلفسسة ،وهسسي ليسسست مسسن
ضروريات السسدين بالبديهسسة؛ لن ضسسروري السسدين مسسا يكسسون ضسسرورًيا عنسسد جميسسع
المسلمين وهي ليست كذلك ]محسسسن الميسسن /الشسسيعة بيسسن الحقسسائق والوهسسام :ص ،176
أعيان الشيعة.[.1/457 :
ويقول محمد حسين آل كاشف الغطا" :ومن لم يؤمن بالمامة فهسسو مسسسلم،
ومؤمن بالمعنى العم ،تترتب عليه جميع أحكام السلم من حرمة دمسسه ومسساله
وعرضه ،ووجوب حفظه ،وحرمة غيبته ]إذن لماذا تسبون الصسسحابة رضسسوان اللسسه عليهسسم
وهم بإقراركم ل يخالفون إل بالمامة؟[ وغير ذلك ،ل أنه بعدم العتقاد بالمامسسة يخسسرج
من كونه مسلما ً -معاذ الله -نعم يظهر أثر التدين بالمامة في منازل القسسرب،
والكرامة يوم القيامة ]أصل الشيعة :ص .[.59-58
وبمثل هذا الرأي قال آخرون من شيعة هذا العصر ]انظر :عبد الحسين الموسوي/
أجوبسسة مسسسائل جسسار اللسسه :ص ،39محمسسد حسسسين الزيسسن العسساملي /الشسسيعة فسسي التاريسسخ :ص ،32
الخنيزي /الدعوة السلمية ،2/260 :محمد جواد مغنية /الشيعة في الميزان :ص ،269لطف اللسسه
الصافي /مع محب الدين في خطوطه العريضة :ص .[.95
أما فيما يتعلق بالموقف الثاني ،فإنه ل يزال "طغام" مسسن شسسيوخهم وآيسساتهم
يهذون فسسي هسسذا الضسسلل ،ويصسسرحون بتكفيسسر المسسسلمين مثسسل :شسسيخهم علسسي
اليزدي الحائري ]والذي وصفوه بأنه "شيخ الفقهاء والمجتهسسدين ،وحجسسة السسسلم والمسسسلمين،
وآية الله الكبرى في العالمين" والسلم منه بريء ،ومسسن كتبسسه إلسسزام الناصسسب فسسي إثبسسات الحجسسة
الغائب ،فأهل السنة وكل المسلمين الذين يخسسالفونه فسسي مهسسديهم المعسسدوم هسسم جميعسا ً فسسي رأيسسه
ه( ،[.وشيخهم عبد الحسين المرشستي ]وهسسو السسذي يحكسسم نواصب ،وقد هلك سنة ) 1333
على المة جميعا ً بالكفر ما عدا طائفته ،ويرى أن سبب كفر المة هو أبو بكسسر وعمسسر ويقسسول" :إن
أبا بكر وعمر هما السببان لضلل هذه المة إلى يسسوم القيامسسة" )كشسسف الشسستباه ص .(98فسسانظر
كيف يعيش هؤلء الشيوخ أسارى لفكر زنادقة القرون البائدة ،وهذا القول الذي يجاهر به الرشتي
611
يكتبه للرد على بعض أهل السنة وهو الشيخ موسى جار الله ،ومعنى ذلسسك أن للتقيسسة ظلل ً وأثسسرًا،
وأن ما خفي كان أعظم ،[.وشيخهم عبد الهادي الفضلي ]والذي يقرر أن المامة ركن مسسن
أركان الدين )التربية الدينية ص (63أي فمنكر إمامتهم منكر لركن الدين فهو في عداد الكسسافرين،
وهو يفتري هذا المنكر مع أنه يعيش في وسط أهسسل السسسنة ،ويأكسسل مسسن خيراتهسسم ،بعسسد أن عسساش
طريدا ً منبوذا ً من بلده) .فهو عراقي الصل يعيش في السعودية ،ويعمل في بعض جامعاتها(.[.
وقد يسسسلك بعسسض هسسؤلء الشسسيوخ المسسسلكين جميعسًا ،أي يخسسرج تسسارة بسسوجه
التكفير ،وحينا ً بالوجه الخر حسب المناسسسبات والحسسوال ،وفسسي التقيسسة متسسسع،
وهو هؤلء محمد رضا المظفر الذي يشير في كتابه "عقسسائد الماميسسة" إلسسى أن
المسلم عندهم هو من يشهد الشهادتين أيا ً كان مذهبه ]عقائد المامية :ص .[.155
ولكنسسه فسسي كتسسابه "السسسقيفة" يحكسسم بسسردة المسسسلمين بسسأجمعهم بعسسد وفسساة
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول" :مات النبي صلى الله عليه وسلم ولبسسد
أن يكون المسلمون كلهم -ل أدري الن -قد انقبلوا علسى أعقسسابهم" ]السسسقيفة:
ص .[.19
فانظر كيف يحكم على الصحابة والقرابة والمة جميعسا ً بسسالردة ،ويشسسك فسسي
إيمان واحد منهم ..ولم يلغ غلو أحد من الشسسيعة السسسابقين ذلسسك إل مسسا ينسسسب
إلى طائفة "الكاملية" الذين يكفرون عليا ً لتخليه عن المطالبة بحقسسه ،ويكفسسون
الصحابة لعدم مبايعتهم لعلي ،لكن هذه الطائفة ل وجود لها اليوم بهذا السسسم،
وكان يظن أنه ل قائل بمذهبها في هذا الزمن .ثم ما لبث هذا الظن أن توارى،
فها هي تعيش في أحضان الثنسسي عشسسرية فسسي هسسذا العصسسر ،ويجسساهر بمسسذهبها
بعض الشيوخ الكبار عندهم.
والمذهب الثنا عشري مؤهل لخراج كسسثير مسسن فسسرق الغلسسو ،بمسسدوناته السستي
جمعت من الشذوذ فأوعت.
وهذا الموقف من شيخهم المظفر له أمثاله عند شيوخهم المعاصرين ]انظر -
ل :عبد الحسين الموسوي ،حيث يزعم أن الشيعة ل تكفر المسلمين في عدة مسن كتبسه )انظسر: مث ً
ه ،وكتابه أجوبسسة مسسسائل جسسار اللسسه:
رسالته إلى المجمع العلمي العربي بدمشق ط :النجف 1387
ص ،39وغيرها من كتبه( ولكنه يكفر أبا هريرة الصحابي الجليل ،راوية السلم ،بل إنه يكفسسر كسسل
من لم يؤمن بأئمته الثني عشر ،لنه يزعم أن "وليتهم من أصسسول السسدين" )الفصسسول المهمسسة ص
(32وأن الخبار التي وردت بإيمان مطلق الموحدين تخصص بولية الثني عشر ،لنهم بساب حطسة
ل يغفسسر إل لمسسن دخلهسسا )المصسسدر السسسابق :ص .(32ويقسسرر أن مسسن تسسأول أو أخطسسأ فيهسسا ل يعسسذر
بإجماعهم )المصدر السابق :ص .[.(45
هذان موقفان في الظسساهر مختلفسسان ،وهمسسا فسسي الحقيقسسة متفقسسان ،فالسسذين
يحكمون بإسلم المة ل يختلفون عمسن يحكسم بكفرهسا ،أمسا كيسف ذلسك فإليسك
البيان :إنهم يقولون :إننا نحكم بإسلم الناس في ظساهر المسر فقسط ،أمسا فسي
الباطن فهم كافرون وهم مخلدون في النار بإجماع الطائفة.
وقد صرح بهذه "الحقيقة" شيوخهم القدامى ،والمعاصرون ،وتجد إذا تسسأملت
في كلم القائلين بأنهم ل يكفرون المسلمين إشارات إلى هذا المهذب يسسدركها
من عرف عقيدتهم في هذا المر ،وطريقتهم في التقية.
وممن صرح بسسذلك مسسن شسسيوخهم السسسابقين زيسسن السسدين بسسن علسسي العسساملي
ه( حيث يقول" :إن القائلين المقلب عندهم بالشهيد الثاني )المتوفى سنة 966
بإسلم أهل الخلف )يعني أهل السسسنة وسسسائر المسسسلمين مسسن غيسسر طسسائفتهم(
يريسدون ..صسحة جريسان أكسثر أحكسام المسسلمين عليهسم فسي الظساهر ،ل أنهسم
مسلمون في نفس المر ،ولذا نقلوا الجماع علسسى دخسسولهم النسسار" ]انظسسر :بحسسار
النوار.[.8/368 :
612
ويقول" :كأن الحكمة في ذلك ]يعني الحكم بإسسسلمهم ظسساهرًا [.هو التخفيسسف عسسن
المؤمن ]يعني طائفته ،لنهم يرون أن وصسسف اليمسسان خسساص بهسسم [.لمسيس الحاجة إلسسى
مخالطتهم في أكثر الزمنة والمكنة" ]انظر :بحار النوار.[.8/368 :
ويقول شيخهم المجلسي" :ويظهر من بعض الخبار بل كثير منهسسا أنهسسم فسسي
السدنيا أيضسا ً فسي حكسسم الكفسسار ،لكسسن لمسسا علسم اللسسه أن أئمسسة الجسسور وأتبسساعهم
يسسستولون علسسى الشسسيعة وهسسم يبتلسسون بمعاشسسرتهم ..أجسسرى اللسسه عليهسسم حكسسم
السلم توسعة ،فإذا ظهر القائم يجري عليهسسم حكسسم سسسائر الكفسسار فسسي جميسسع
المور ،وفي الخرة يدخلون النار ماكثين فيها أبدا ً مسسع الكفسسار ،وبسسه يجمسسع بيسسن
الخبار كما أشار إليه المفيد والشهيد الثاني" ]بحار النوار.[.370-8/369 :
أمسسا أقسسوال المعاصسسرين فيقسسول آيتهسسم العظمسسى شسسهاب السسدين الحسسسيني
المرعشي النجفي" :أصول دين السلم على قسمين:
قسم يترتب عليه جريان حكم المسلم وهسسو الشسسهادة بالوحدانيسسة والشسسهادة
بالرسالة.
وقسم :يتوقف عليه النجاة في الخرة ،والتخلسسص مسسن عسسذاب اللسسه ،والفسسوز
برضوانه ،والدخول في الجنة ،فيحرم دخولها على من لسسم يعسسترف بسسه ويسسساق
إلى النار في زمرة الكافرين ويسمى هذا القسم بأصول اليمان".
ثم ذكر أن من هذا القسم "العتقسساد بالمامسسة ،والعسستراف بالمسسام" ،وقسسال:
"إن الدليل على ذلك هو ارتداد جماعة من الصسسحابة بعسسد ارتحسسال النسسبي صسسلى
الله عليه وسلم إلى الكفر ،ومن المعلوم أنه لم يصدر بعد ارتحسسال النسسبي مسسن
الصحابة ما يصلح أن يكون موجبا ً للرتداد إلى الكفر ،ولم يعدلوا عن الشسسهادة
بالوحدانية والنبوة غير أنهم أنكروا المامة" ]شهاب الدين النجفسسي /مسسن تعليقسساته علسسى
كتاب إحقاق الحق للتستري.[.295-2/294 :
وبعسسد هسسذا البيسسان تتجلسسى سسسحابة التقيسسة ،ويتضسسح أن حكسسم بعسسض شسسيوخهم
المعاصرين علسى مخسسالفيهم بالسسلم إنمسسا يعنسسون بسسه "السسلم الظسساهر" كمسسا
اصطلحوا عليه ،وأنت إذا تأملت كلمهم أدركت مغزاهم؛ فسسانظر إلسسى قسسول آل
كاشف الغطاء تجده أشار إلسسى هسسذا المسسذهب بقسسوله" :نعسسم يظهسسر أثسسر التسسدين
بالمامة في منازل القرب والكرامة يوم القيامة" ،ومع ذلك فقسسد اعتسسد بكلمسسه
بعض المنتسبين لهل السنة" ]فتحي عبد العزيسسز /الخمينسسي الحسسل السسسلمي والبسسديل :ص
.[.59-58
أما محسن المين فإنه رمز له المذهب الباطل فسسي عسسدة جمسسل مسسن كلمسسه
كقوله" :السلم هو ما عليه جماعة الناس من الفرق كلها" ،فل شسك بسأن مسن
الفرق ما هو خسسارج عسسن السسسلم بالتفسساق ،ولكسسن يريسسد هنسسا مصسسطلح السسسلم
عندهم.
ً
وكقوله" :إل من أنكر ضروريا من ضروريات الدين كوجسسوب الصسسلة وحرمسسة
الخمر".
فالمامة عندهم أعظم من وجسوب الصسلة وحرمسسة الخمسر -كمسا تقسدم -بل
خلف بينهم ،فنبه بالدنى على العلى تقية.
أما قوله" :وعمدة الخلف بين المسلمين هو في أمسر الخلفسة وهسي ليسست
من ضروريات الدين "..فهذا فيسه "تقيسة" قسد ل يتنبسه لهسا مسن لسم يتعامسل مسع
"أساليبهم" ولهذا فات هذا على البعض ]الزعبي /ل سنة ول شيعة :ص .[.84
613
فهو هنا يعني الخلفة عنسد المسسلمين ل مسسسألة المامسة عنسدهم ،ولسسذا عسبر
بالخلفة.
ً
وعندهم أنهما متغايران تماما ،قال أحد شيوخهم المعاصرين" :المامة تعنسسي
رئاسة دين ،والخلفة رئاسة دولة ،كما فهم من النصوص السسواردة" ]محمسسد علسسي
الحسني /فسسي ظلل التشسسيع :ص [.38ولذلك قالوا :إن إمامسسة علسسي بسسدأت بعسسد وفسساة
الرسول صلى الله عليه وسلم ]المفيسسد /الرشسساد :ص ،12ومضسسى نسسص ذلسسك :ص)،[.(41
وأن الصسسحابة فسسي خلفتهسسم "فصسسلوا السسدين عسسن الدولسسة" ]انظسسر :الصسسادقي /علسسي
والحاكمون :ص .[.83
المسألة الثانية :موقفهم من الحكومات السلمية:
لما قال الشيخ موسسسى جسسار اللسسه" :إن الشسسيعة تعتسسبر الحكومسسات السسلمية
وقضاتها طواغيت" ]الوشيعة :ص ،105ومضى إثبات ذلك من كتب الشيعة :ص).[.(738
أجابه أحد آيسات الشسسيعة بقسسوله" :الطسسواغيت مسسن الحكومسسات وقضسساتها عنسسد
الشيعة إنما هم الظالمون الغاشمون المستحلون من آل محمد مسسا حسسرم اللسسه
ورسوله ..أما غيرهم من حكومسسات السسلم فسإن مسسن مسسذهب الشسسيعة وجسسوب
مؤازرتهم في أمر يتوقسسف عليسسه عسسز السسسلم ومنعتسسه ،وحمايسسة ثغسسوره وحفسسظ
بيضته ،ول يجوز عندهم شق عصا المسلمين وتفريق جمسساعتهم بمخسسالفته ،بسسل
يجب أن تعامسسل سسسلطانها القسسائم بأمورهسسا والحسسامي لثغورهسسا معاملسسة الخلفسساء
بالحق" ]أجوبة مسائل جار الله :ص .[.39-38
وبمثل هذا "السلوب" قال آخرون من شيوخهم ]انظر -مثل ً :-لطف الله الصافي/
مع محب الدين الخطيب في خطوطه العريضة :ص .[.90-89
فهل هذا القول يعتبر خروجا ً من شيعة هذا العصر عن أصسسل مسسذهبهم السسذي
مضى الحسديث عنسسه فسي هسذه المسسألة؟ أو أن فسي المسر تقيسة ومسداراة ،لن
ي وموجه لهل السنة وما يكون كذلك تجري فيه التقية؟ الخطاب مع سن ّ
وللجواب على ذلك أقول :ل يزال جمع من شيوخهم المعاصرين يصسسرح بسسأن
مذهبهم ل يعترف إل بحكومة الثني عشر ،ول يذكرون في ذلك خلفا ً بينهم.
يقول شيخهم محمد جواد مغنية :إن شروط المامسسة "لسسم تتسسوافر فسسي واحسسد
ممن تولى الخلفة غير المام علي وولده الحسن بخاصة من جاء بعدهما -كذا
-فمن الطبيعي إذن -كمسسا يقسسول -أن ل يعسسترفوا بإمامسسة أي حساكم غيسسر علسسي
وأبنائه ،وأن ينظروا إليسسه نظرهسسم إلسسى مسسن غضسسب أهسسل السسبيت حقهسسم اللهسسي
ودفعهم عن مقامهم ومراتبهم التي رتبهم اللسسه فيهسسا ،وكسسان الحسساكم يسسرى فسسي
الشيعة العدو الللدود والحزب المعارض لحكمه.
ثم قال" :فمبدأ التشيع ل ينفصل بحال عن معارضة الحاكم إذا لم تتوفر فيه
الشروط وهي :النص :والحكمة ،والفضسسلية ..ومسسن هنسسا كسسانوا يمثلسسون الحسسزب
المعارض دينا ً وإيمانًا" ]الشيعة والحاكمون :ص .[.24
فأنت ترى أنه ينسب إلى عموم الشيعة رفض أي حكومة غير حكومة الئمسسة
المنصوص عليهم بزعمهسم ،ولسذلك يحكمسون بهسذا الحكسم حستى علسى الخلفسة
الراشدة وخلفة النبوة .يقول شيخهم الصادقي ]وهو ممثل الحوزة العلمية في النجف
كما يقسسول عسسن نفسسسه" :[.الخلفاء الثلثة شسسركاء فسسي التسسآمر علسسى السسسلم" ]علسسي
والحاكمون :ص ،78وانظر :ص [.83ويقول شيخهم الخسسر" :تلعبسست اليسسادي الثيمسسة
بالسلم والمسلمين من الحكام والحاكمين منذ وفاة النبي الكريم محمد صلى
الله عليه وآله وسلم" ]محمد علي الحسني /في ظلل التشيع :ص .[.558
614
كما أنهم يرون أن حكم المة السلمية بيد الغائب المنتظر ،وكل مسسن تسسولى
الحكم سواه فهو غاصب ،ويستثنى بعضهم ولية الفقيسه الشسيعي ،لن لسسه حسق
النيابسسة ،يقسسول شسسيخهم عبسسد الهسسادي الفضسسلي" :إن دولسسة المنتظسسر هسسي دولسسة
السلم" ]في انتظار المام :ص .[.57ول يوجد دولة للسسسلم غيرهسسا ،لسسذلك يقسسول:
"إن علينا أن نعيش في فترة الغيبة مترقبين لليوم الموعود الذي يبدؤه المسسام
المنتظر عليه السلم بالقضاء على الكفر" ]في انتظار المام :ص .[.67
ولكن ل يعني انتظارهم لعودة مهديهم موادعة الحكومات السلمية.
فهو يقول" :إن الذي يفاد من الروايات في هذا المجسسال هسسو أن المسسراد مسسن
النتظار هو :وجوب التمهيد والتوطئة بظهور المام المنتظر" ]فسسي انتظسسار المسسام:
ص .[.69ثم يشرح معنى التوطئة بقوله" :إن التسسوطئة لظهسسور المسسام المنتظسسر
تكون بالعمل السياسي عن طريسسق إثسسارة السسوعي السياسسسي ،والقيسسام بسسالثورة
المسلحة" ]في انتظار المام :ص .[.70
فأنت ترى من خلل هذه "القوال" رفضهم لي حكومة إسسسلمية إل حكومسسة
شيعية ،والمر بتهيئة الناس لقبول ثوراتهم عن طريق نشر معتقداتهم بمختلف
الوسائل وهو ما يسميه الفضلي "بالوعي السياسي".
وغير خفي أن هذا المنهج الذي صار إليه شيوخ الثني عشرية غير متفق مسسع
ل ،ولذلك جاء في الغيبة للنعماني" :عسسن خط الثني عشرية التي كانت عليه أو ً
أبي الجاورد ،عن أبي جعفر عليه السلم ،قال :قلت له عليه السسسلم :أوصسسني،
فقال :أوصيك بتقوى الله ،وأن تلزم بيتك ،وإياك والخوارج منا ،فسسإنهم ليسسسوى
على شيء ول إلى شيء] "..الغيبة للنعماني :ص .129وبحار النوار.[.52/136 :
قسسال المجلسسسي" :والخسسوارج منسسا أي مثسسل زيسسد وبنسسي الحسسسن" ]بحسسار النسسوار:
.[.52/136فروايتهم تمنع الخروج ولو كان عن طريق أهل السسبيت ،فكيسسف ممسسن
عداهم من شيوخ الشيعة؟ وأمرهم أبو عبد الله -حسب روايسساتهم -بعسسد غيبسسة
مهديهم بالكف عن إثارة الفتن فقالوا" :كونوا أحلس بيوتكم فإن الفتنسسة علسسى
من أثارها" ]الغيبة :ص .[.131
وقال الباقر" :اسسسكنوا مسسا سسسكنت السسسموات والرض ،أي ول تخرجسسوا علسسى
أحد" ]الغيبة :ص .[.134
ً
وعقد شيخهم النعماني بابا في هذا الشأن بعنوان "باب ما روي فيما أمر بسسه
الشيعة من الصبر والكف والنتظار في حال الغيبة وترك الستعجال بأمر اللسسه
وتدبيره" ]الغيبة :ص .[.129
ثم ساق مجموعسسة مسسن روايسساتهم فسسي ذلسسك ،وعقسسب عليهسسا بقسسوله" :انظسسروا
رحمكم الله إلى هذا التأديب من الئمة عليهم السلم إلى أمرهم ورسمهم في
الصبر والكف ،والنتظار للفرج ،وذكرهم هلك المستعجلين] "..الغيبة :ص .[.134
هذا ما يقرر شيوخ الثني عشرية في القرن الثالث ..فإمسسا أن المعاصسسرين ل
يعرفون مذهبهم ،وإما أنهم ل يهتمون بأمر "النتظار" لعلمهم أن ذلك المنتظسسر
لن يخرج ،لنه لم يوجد ،ولذلك دعوا إلى الثورة وتأسيس الدولة.
هذا ما يقوله ويجسساهر بسسه الشسسيوخ المعاصسسرين ،فسسزادوا علسسى حكمهسسم بكفسسر
الحكومات السلمية ،إلى الدعوة إلى الخروج عليها ،قبل خروج منتظرهم.
بل إن شسسيخهم الخمينسسي يقسسرر بسأنه ل يجسسوز البسسدء فسسي الجهسساد حسستى يخسسرج
المنتظر ]تحرير الوسيلة.[.1/482 :
615
]انظر :فصل دولة اليسسات ص ولكنه يخالف ذلك بتصدير ثورته بالقوة -كما سيأتي
-[.1172لن مذهبهم يتغير حسب الحوال والظروف فهو تسابع لهسسواء الشسسيوخ،
والتأويلت عندهم باب واسع ..بل ل حدود لها ول قيود..
ومن منطلق هذا العتقاد يرون أن حكم الكفار للسسديار السسسلمية أولسسى مسسن
حكم المسلمين ،وقد نقل الشيخ رشيد رضا أن الرافضي )أبسسو بكسسر العطسساس(
قال" :إنه يفضل أن يكسون النكليسز حكامسا ً فسي الراضسي المقدسسة علسى ابسن
سعود" ]المنار -المجلد ) (9ص).[.(605
وقد كشسسف لنسسا آيتهسسم حسسسين الخراسسساني أن كسسل شسسيعي يتمنسسى فتسسح مكسسة
والمدنيسسة ،وإزالسسة الحكسسم الوهسسابي -كمسسا يسسسميه -عنهسسا .وقسسال" :إن طسسوائف
الشيعة يترقبون من حين وآخر أن يوما ً قريبا ً آت يفتح الله لهسسم تلسسك الراضسسي
المقدسة لمرة أخرى -كذا -ليدخلوها آمنين مطمئنيسسن فيطوفسسوا بسسبيت ربهسسم،
ويؤدوا مناسكهم ،ويزوروا قبور سادتهم ومشايخهم ..ول يكسسون هنسساك سسسلطان
جائر يتجاوز عليهم بهتك أعراضسسهم ،وذهسساب حرمسسة إسسسلمهم ،وسسسفك دمسسائهم
المحقونة ،ونهب أموالهم المحترمسسة ظلمسا ً وعسسدونًا ،حقسسق اللسسه تعسسالى آمالنسسا"
]السلم على ضوء التشيع :ص .[.133-132
هكذا يتمنى هذا الرافضي فتح الديار المقدسة ،وكأنها بيد كفسسار ،ويعلسسل هسسذا
التمني بأنه يريد الحج والزيارة ،وكأنه وطائفته قد منعوا من ذلك ،والواقسسع أنسسه
يريد إقامة الشرك وهدم التوحيد في الحرمين الطاهرين.
فإذا كان هذا ا يجسساهر بسسه شسسيوخهم ،وذاك مسسا اسسستقرت عليسسه أصسسولهم فمسسا
حقيقة قول عبد الحسين وأضرابه؟
الواقع أن قوله ل يختلف عن قول من استشسسهدنا بكلمسسه مسسن شسسيوخهم ،إل
أنه صاغ كلمه بأسلوب التورية ،وبطريقسسة تخسسدع مسسن ل يعسسرف أسسساليبهم فسسي
التقية؛ فهو يقول" :إن الطواغيت من الحكومات وقضاتها عند الشيعة إنما هسسم
الظالمون لل محمد" .وهو في هذا لم يخرج عن مذهبه ،فهم يعدون كسسل مسسن
تولى الحكم من المسلمين غير أميسسر المسسؤمنين علسسى والحسسسن هسسو ظسسالم لل
محمد ،لن منصب المامة مختص بهم ،وحق من حقوقهم ل يشركون فيه أحد.
ومن يتوله من غيرهم فهم ظالم لهم ،ولسسذلك قسسال ابسسن بسسابويه" :فمسسن ادعسسى
المامة وهو غير إمام فهو الظالم الملعون" ]العتقسسادات :ص .[.112ولهذا يعسسدون
أبا بكر -رضي الله عنه -أول ظالم لهم.
وفسسي قسوله" :وإن الشسيعة تسرى وجسوب مسؤازرتهم -أي الحكسام -فسي أمسر
يتوقف عليه عز السلم" .فهو في هذا أيضا ً لم يخسسرج عسسن طريقسسة الروافسسض،
ومراده بس"عز السلم" انتصار مسسذهب طسسائفته ،أي أن السسدخول فسسي حكومسسات
المسلمين للطاحة بها ،أو التمكين للشسسيعة مسسن القيسسام بمسسذهبهم ،أو اسسستغلل
مواردها لتمويل نشاطهم واجب ..ولهذا ترى شيخهم الخمينسسي يؤيسسد مسسا صسسنعه
النصير الطوسي من دخوله في العمل وزيرا ً لهولكو بقصد هسسدم دول الخلفسسة
السلمية ،وإظهار مذهب الشيعة فيقول:
"إن من باب التقية الجائزة دخول الشيعي في ركب السلطين ،إذا كان في
دخوله الشكلي نصر للسلم والمسلمين مثل دخسسول نصسسير السسدين الطوسسسي"
]الحكومة السلمية :ص .[.142
فمذهب القوم -كما ترى -لم يزدد إل غلوا ً وتطرفًا.
616
المسألة الثالثة :موققف المعاصقرين مقن الصقحابة رضقوان اللقه
عليهم:
هل تغير شيء في مذهب هذه الطائفة في أمر الصحابة عمسسا عرضسسناه مسسن
قبسسل فسسي ضسسوء أصسسولهم – ولسسسيما -بعسسد قيسسام دعسسوات التقسسارب والوحسسدة..
وتكسالب العسدو الكسافر علسى المسة مسن كسل حسدب وصسوب ..ومضسي القسرون
المتطاولسسة ولسسم تعسسرف المسسة أشسسرف ول أعظسسم ول أفضسسل مسسن ذلسسك الجيسسل
القرآني الفريد جيل الصحابة رضوان الله عليهم؟
فهل تفتحت عقول الشيعة وقلسسوبهم علسسى الحقيقسسة ،وعرفسست خطسسورة تلسسك
السطورة التي تتناقلها كتبهم القديمة من حكايسسة ردة الصسسحابة ،ومسسن افتعسسال
ذلك الصراع المكسسذوب بيسسن الل والصسسحاب؟! أمسسا آن لهسسا أن تسسؤمن بالتنزيسسل
اللهي ،والسنة المطهرة ،وإجماع المة ،وما علم من الدين والتاريخ بالضرورة
وتوازن بالعقل بين الخذ بذلك ،أو الغترار بنقل حثالة مسسن الكسسذابين اسسستفاض
ذمهم وتكذيبهم ..فهل يقبل عقل سليم تصديق شرذمة من الكذابين ،وتكسسذيب
الصحابة أجمعين الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه؟!
إن تلك الصسسفحات السسسوداء السستي تتضسسمن الطعسسن واللعسسن والتكفيسسر لولئك
الصحب العظام وهم الذين تلقوا هذا الدين ،ونقلوه لنا ،هي في الحقيقة طعن
في دين السلم ورسول السلم ..وإن على الصادقين المخلصين من الشسسيعة
وهم يريدون التقارب مع المسلمين أن يعلنوا براءتهم من تلك القوال الشسساذة
الملحدة التي تتناول خيار صحابة رسول الله باللعن والتكفير ويسسبينوا لقسسوامهم
أول ً وللمسلمين عامسسة أن تلسسك الروايسسات والقسسوال هسسي آراء لبعسسض الطسسوائف
المنحرفة الضالة القديمة يبوؤن بإثمها وإثم من اتبعهم فيهسسا إلسسى يسسوم القيامسسة
حتى يزيلوا تلك النفرة التي سكنت في قلوب أهل السسسنة منسسذ أقسسدم العصسسور
إلى الن.
وإن أجدى طريق لزالتها هسو بيسان أنهسم ل يعتقسدون صسحة تلسك الراء الستي
يستوحش منها المؤمنون في كل بقاع الرض ،فأي مؤمن صادق اليمان يعلسسم
ديق هذه المة السسذي لسسو وزن إيمسسانه بإيمسسان أن فرقة من الفرق تدين بلعن ص ّ
فرِ في السلم فريه أحسسد ،ثسسم بعسسد ذلسسك المة لرجح بهم ،أو فاروقها الذي لم ي َ ْ
يقبل على دراسة مذهبها ،إل إذا أوتي قدرة فكرية خاصة.
وأي مؤمن يثق بآراء هذه الطائفة إذا كسسان يعلسسم أنهسسا تسسدين بهسسذا اللعسسن! إن
إزالة هذه الدران والبليا هي من أركان التقارب وأسسه ،وإن عليهم أن يعلنوا
هذه الزالة والتغيير ]انظر :محمد أبو زهرة /المام الصادق :ص ،[.12إذا كانوا صسسادقين
في رغبتهم في التآلف مع المسلمين ،وليسسس المسسر مسسؤامرة لنشسسر معتقسسداهم
في ديار السنة.
فماذا يقول شيعة العصر الحاضر في هسسذه المسسسألة؟ لقسسد خسسرج مسسن شسسيعة
العصر الحاضر رجل يدعى "أحمد الكسروي" قال عنسسه السسستاذ محمسسود الملح
بأنه" :لم يظهر في عالم الشيعة ]يعني بالشيعة والشيعي :الرافضة والرافضي ،ل مطلسسق
شيعي ،وإل فل يصح هذا الطلق [.أحد في عياره منذ ظهور اسسسم شسسيعي علسسى وجسسه
الرض" ]محمود الملح /الوجيز على السسوجيز )ضسسمن مجمسسوع السسسنة( ص .[.278وقد عمسل
أستاذا ً في جامعة طهران ،كما تولى عدة مناصسب قضسائية ]انظسسر عسسن الكسسسروي:
يحيى ذكاء ،مقدمسسة "كارونسسد كسسسروي" أي مقسالت الكسسسروي ،ومقدمسة كتسساب التشسيع والشسيعة،
ومعجم المؤلفين.[.2/53 :
617
وقد اكتشف الكسروي بطلن مذهب الشسسيعة حسسول الصسسحابة ،وتخلسسص مسسن
تلك الساطير التي وضسسعتها تلسسك الزمسسرة الحاقسسدة حسسول الصسسحابة وارتسسدادهم
لمخالفتهم النص على إمامة علي -كما يزعمون -وبين ضلل طائفته في هسسذا
المذهب فقال" :وأما ما قالوا عن ارتداد المسلمين بعد موت النبي صسسلى اللسسه
عليه وسلم إل ثلثة أو أربعة منهم فاجتراء منهم على الكذب والبهتان ،فلقسسائل
أن يقول :كيف ارتدوا وهو كانوا أصحاب النبي ،آمنسسوا بسسه حيسسن كسسذبه الخسسرون
ودافعون عنه ،واحتملوا الذى في سبيله ثم ناصروه في حروبه ولم يرغبوا عنه
بأنفسهم .ثم أي نفع لهم في خلفسسة أبسسي بكسسر ليرتسسدوا عسسن دينهسسم لجلسسه فسسأي
ل :أكذب رجل أو رجليسسن مسسن ذوي الغسسراض الفاسسسدة ،أو المرين أسهل احتما ً
ارتداد بضع مئات من خلص المسلمين؟ فأجيبونا إن كسسان لكسسم جسسواب" ]التشسسيع
والشيعة :ص ،66وقد مر ذكره ،وأعدناه هنا لهميته ومناسبته.[.
وقد كان لهذا التجاه عند الكسروي أثره في التفاف بعسسض المثقفيسسن حسسوله
وإقبال الشباب عليه فأحاط به اللف منهم ،وقاموا بنصسسرته وبسسث آرائه ونشسسر
كتبه.
إل أن خصومه من الروافض عسساجلوه بالقتسسل قبسسل انتشسسار دعسسوته وظهورهسسا
]انظر ما مر من مصادر ترجمته.
وقد حثني بعض الخوان بأن له اتجاها ً إلحاديًا ،ولم يتوفر لي أدلة على ذلك ،وقد يكون هذا مسسن
دعاية بعض الروافض ضده ..والرجل يحاكم بمقتضى ما خلفه من نصوص ،ولو أر في كتسسابه السسذي
اطلعت عليه مظهرا ً من هذه المظاهر ..ولم تقع لسي رسسائله ومقسالته لتعسسرف علسى ذلسسك ..وقسد
تقدم ثناء الستاذ الملح عليه.
ولم أنقل عنه هنا إل ما هو حق .وقد لقت دعوته تلك رواجا في المجتمعات الشيعية.[.
ً
وقد ظهرت كتابات لبعض المعاصسسرين مسسن الشسسيعة ممسسن يتظسساهر بالسسدعوة
للتقارب وهي موضوعة للدفاع عن معتقد التشسسيع والدعايسسة للشسسيعة ،وموجهسسة
لبلد السنة.
وقد تضمنت القول بأن الشيعة ل تسب فضل ً عسسن أن تكفسسر الخلفسساء الثلثسسة
وأنها تقدر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالخنيزي في كتابه الدعوة السلمية إلى وحدة أهل السنة والمامية يقسسول:
"بأن المامية -في هذا العصر -ل تمس كرامة الخلفسساء البتسسة فهسسذه كتابسساتهم،
وهذه كتبهم تنفي علنا ً السب عن الخلفاء وتثني عليهم" ]الدعوة السلمية-1/256 :
.[.257
وقال الخنيزي :وممن صرح بنفي السب محمد باقر أحد مشاهير المجتهدين
في كربلء في منظموته المطبوعة في بمبي قال:
عثمان والسذي تولسى أول ً ب عمرا ً كل ول
سس ّفل ن َ ُ
حكم به قضى المام الصادق ومن تولى سبهم ففاسسق
ثم قال:
ونحن أيم الله ل نسب ]الدعوة السلمية.[.1/8 : بوعندنا فل يحل الس ّ
ولذلك فإن الخنيزي يقلب عمر بسسن الخطساب أميسر المسسؤمنين ويترضسى عنسسه
]الدعوة السسسلمية .[.1/9 :ويطلق على عائشسسة وحفصسسة أمهسسات المسسؤمنين ..وكسسذا
يلقب أبا بكر بأمير المؤمنين ]الدعوة السلمية.[.1/13 :
ويقول" :إن جعفر الصادق يقول مفتخرًا :ولدني أبو بكر مرتيسسن ،لن أمسسه أم
فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر وأمها بنت عبد الرحمن بن أبسسي بكسسر،
618
فهي بكرية أما ً وأبًا" .ويقول :إن من قضسساء جعفسسر الصسسادق "فسسسق مسسن سسسب
الخلفاء الثلثة" ]الدعوة السلمية.[.1/74 :
ويرى الشيعي أحمد مغنية أن الشيعة تثني على عمر بن الخطسساب وتترضسسى
عنه ،وأن القول بأن الشسسيعة تنسسال مسسن عمسر هسسو مسن أحسسط أنسسواع السدس ،ثسم
يكشف السسبب فسسي وجسسود مثسل هسسذه الشساعة عنهسسم فيقسسول" :إن المفرقيسسن
وجدوا في اتفاق السمين :عمر بن الخطاب الخليفة العظيسسم ،عمسسر بسسن سسسعد
قاتل الحسين ميسسدانا ً واسسسعا ً يتسسسابق فيسسه فسسي تشسسويه الحقيقسسة والسدس علسى
الشيعة بأحط أنواع الدس ..وكان طبيعيا ً أن يكون لعنة اللعنات عمر بن سسسعد،
ن من المسسسلمين ل يلعسسن عمسسر م ْ
لنه بطل الجريمة وقائد المجرمين الجبناء ،و َ
بن سعد قاتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
إن أولئك الثمين المفرقين استغلوا كلمة )عمر( وقالوا :إن الشيعة تنال من
خليفة النبي عمر بن الخطاب -رضي الله عنه -وإني فسسي السسوقت السسذي أثسسور
فيه على الدساسين التجار أصحاب الغابات والمصالح الرخيصسسة ل أنكسسر وجسسود
أفراد بالمس من سواد الشيعة وبسطائها ل يفرقون بين هذين السمين ،بل ل
ا" ]أحمد مغنية :المام جعفر يعرفون أن في دنيا التاريخ السلمي عمرين تقيا ً وشقي ً
الصادق :ص .[.114-113
فهو يرى أن وجود هذا التشابه في السماء ،واستغلل المفرقين من العداء
لذلك ،ووجود بعض عوام الشيعة في الماضي الذين ل يفرقون بيسسن العمريسن..
كل ذلك ساعد على نسبة سب عمر إلى الشيعة ..أما كتب الشسسيعة ،وشسيوخها
فهي بريئة من هذه التهمة ..لنها ترى فيه الخليفة النقي العظيم خليفة رسسسول
الله.
وهذا أحد روافض العراق قد لجأ إلى مصر لنشر التشيع وأنشسسأ جمعيسسة لهسسذا
الغرض سمها "جمعية أهل البيت" وسمى نفسه ب"إمام التشسسيع فسسي جمهوريسسة
مصر العربية" ]انظر :كتيبه :مع المام علي في نهجه :ص .[.64على الرغم بأنه ل يوجد
في مصر شيعة بعد جهود العظيم صلح الدين اليوبي ..وقسسد أصسسدر فسسي مصسسر
كتابا ً بعنوان "تقدير المامية للصحابة" وفي هذه الكتيب نفى أن تكون الشسسيعة
ترمي الشيخين ومن بايعيهما بلعن أو تفكير" ]تقدير المامية للصحابة :ص .[.36
فسسرت سسسلمان وقال :بأن الشيعة لو كفرتهما لكفرت عليًا ،لنه بابيعهمسسا ،ولك ّ
وعمارا ً لنهما بايعوهما؛ بل إن سلمان تولى على المدائن لعمسسر فكيسسف يتصسسور
منه أن يلي لعمر لو كان يرى كفره ]تقدير المامية للصحابة :ص [.39-37؟! ثم قسسال:
بأن الشيعة تؤمن بالقرآن وقد جاء فيسسه الثنسساء علسسى الصسسحاب واسسستدل باليسسة
المائة من سورة التوبة ،والية التاسعة والعشرين من سورة الفتسسح ،ثسسم أردف
ذلك ببعض ما جاء في نهج البلغة والصحيفة السجادية من الثناء عليهسسم ]تقسسدير
المامية للصحابة :ص 43-39من ط :القاهرة.[.
ونقل بعد هذا أقوال بعض شيوخهم المعاصرين في مدح الصسسحابة ،واسسستدل
بقول باقر الصدر" :إن الصحابة بوصفهم الطليعسسة المؤمنسسة والمسسستنيرة كسسانوا
أفضل وأصلح بذرة لنشوء أمة رسالية ،حتى إن تاريخ النسان لسسم يشسسهد جيل ً
عقائديا ً أروع وأنبل وأطهر من الجيل الذي أنشأ الرسول القائد" ]تقسسدير الماميسسة
للصحابة :ص ،46-43وأرجع كلم الصدر إلى كتابه :التشيع ظاهرة طبيعية ص .[.80
ثم ختم حسسديثه عسسن هسسذه المسسسألة بقسسوله" :إن مسسن ينسسسب إليهسسم ذلسسك )أي
الصحابة( فهو إما أن يكسون خصسما ً سسيء النيسسة ،وإمسسا لسم يطلسع علسى مسسذهب
619
الشيعة إل من خلل كتب خصومها ،ولم يتمكن من الطلع على كتب أصسسحاب
المذهب نفسه" ]تقدير المامية للصحابة :ص .[.47-46
وفي تفسير الكاشف لرئيس المحكمسسة الجعفريسسة فسسي بيسسروت محمسسد جسسواد
مغنية يقول :إن الشيعة ل ينالون من الصسسحابة ،ويسسستدل بقسسوة زيسسن العابسسدين
علي بن الحسين في الصحيفة السجادية من دعاء لسسه فسسي الصسسلة علسسى أتبسساع
الرسل وهو" :اللهم وأصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا الصحبة والسسذين أبلسسو
البلء الحسن في نصسسره ..وفسسارقوا الزواج والولد فسسي إظهسسار كلمتسسه وقسساتلوا
الباء والبناء في تثبيت نبوته] "..الصحيفة السجادية :ص .[.44-43
ثم قال جواد :هذه المناجسساة جسساءت فسسي الصسسحيفة السسسجادية السستي تعظمهسسا
الشيعة وتقدس كل حرف منها ]قال ابسسن تيميسسة عسسن صسسحيفتهم السستي ينسسسبونها لعلسسي بسسن
الحسن ،ويقدسون كل حرف فيها -على حد تعبيره ،وكأنها وحي سماوي -قسسال :إن أكثرهسسا كسسذب
على علي بن الحسين )منهاج السنة .[.(3/209 :وهي رد مفحم لمسسن قسسال :إن الشسسيعة
ينالون من مقام الصحابة ]تفسير الكاشف.[.10/515 :
وبمثل هذه القوال قال آخرون من شيعة العصر الحاضسسر ]مثسسل حسسسين يوسسسف
مكي العاملي الذي قال" :ل نسوغ لحد أن يسبهما )يعني الشيخين( ول أن يتحامل على مقامهما،
ول أفتينا لحد بجواز سبهما ،فلهما عندنا من المقام ما يقتضي الجلل والحترام ،وإننا نحرص كسسل
الحرص على تدعيم قواعد المودة واللفة بين المسلمين") .عقيدة الشيعة في المام الصادق :ص
/19بيروت ،دار الندلس ط :الولى 1382ه ،وانظر :ص 30من المصدر السابق(.[.
النقد:
هل تغير موقف الشيعة المعاصرين نحو الصحابة؟
هل حقيقة ما يقول هؤلء أو تقية ومصانعة؟
إننا نقول للخنيزي وأحمد مغنيسسة ،والرفسساعي ،ومحمسسد جسسواد مغنيسسة وغيرهسسم
ممن يقول إننا نقدر الصحابة ،ول ننقصهم ونترضسى عنهسم :تلسك كلمسات طيبسة
تنزل على قلوبنا بردا ً وسلمًا ،ومرحبا ً بهذه السروح الكريمسة الجامعسة الموحسدة
بين المسلمين.
وإننا لنفتسسح صسسدورنا لكسسل كلمسسة توفسسق ول تفسسرق ..ونستبشسسر بكسسل محاولسسة
صادقة لرفع تلك الدران والصفحات السوداء التي تمسسس صسسحابة رسسسول اللسسه
صلى الله عليه وسلم.
ولكن أل يعلم الخنيزي وغيره أن المكتبة الشيعية المعاصرة قد أخرجت كتبا ً
مليئة بالسسب والطعسن والتكفيسر لخيسار صسحابة رسسول اللسه صسلى اللسه عليسه
وسلم ،فلم القول بأن شسسيعة العصسسر الحاضسسر ل يسسسبون ،وأن سسسب الشسسيخين
عندهم فسق؟
فهذا أحد آيات الشيعة ويدعى "حسين الخراساني" يقول في كتابه "السلم
على ضوء التشيع" والذي أهداه إلى مكتبة دار التقريسسب بالقساهرة ،وجسساء علسسى
غلفه بأنه قد نشر باللغات الثلثة العربيسسة والفارسسسية والنجليزيسسة ،وحسساز علسى
رضى وزارة المعارف اليرانيسسة ،يقسسول فسسي هسذا الكتسساب :تجسسويز الشسسيعة لعسسن
الشيخين أبي بكر وعمر وأتباعهما ،فإنما فعلوا ذلك أسوة لرسسسول اللسسه صسسلى
الله عليسسه وسسسلم واقتفسساء الثسسره" ]السسسلم علسسى ضسسوء التشسسيع :ص ) 88الهسسامش(،.[.
"فإنهم ول شك -كما يفتري -قد أصبحوا مطرودين من حضرة النبسسوي -كسسذا-
وملعونين من الله تعالى بواسطة سفيره صلى الله عليه وسسسلم" ]السسسلم علسسى
ضوء التشيع :ص .[.88
620
فانظر كيف يعلن أحد آياتهم ل واحد من عوامهم ،أن اتجاه الشيعة هو اللعن
والتكفير لعظيمي هذه المة وأفضسسل الخلسسق بعسسد النسسبيين ،ومسسن أمسسر الرسسسول
صلى الله عليه وسلم أمته بالقتداء بهمسسا ،وأنهسسم يسسرون لعنهمسسا شسسريعة ودينسًا،
فكيف ينكر أولئك وجود السب ،مع اللعن والتكفير الصسسريح والسسذي يجسساهر بسسه،
ويطبع باللغات المختلفة؟
وقد وقع بيدي كتاب من كتب الدعية عندهم باللغة الردية موثسسق مسسن سسستة
من شيوخ الشيعة ،وصف كل منهم بأنه "آية عظمى" منهم الخسسوئي والخمينسسي
وشريعتمداري ..وفي هذا الكتاب الموثق من هؤلء اليات دعاء بالعربية بحدود
صسسفحتين يتضسسمن لعسسن أبسسي بكسسر وعمسسر رضسسي اللسسه عنهمسسا وابنتيهمسسا أمهسسات
المؤمنين وحفصة رضي الله عنهما ،ومما جاء في هذا الدعاء:
"اللهم العن صسسنمي قريسسش وجبتيهسسا ،وطاغوتيهسسا ،وإفكيهسسا ،وابنتيهمسسا السسذين
خالفا أمرك وأنكرا وحيك وجحدا إنعامك وعصيا رسسسولك ،وقلبسسا دينسسك ،وحرف سا ً
كتابك ،وأحبا أعدائك ،وجحدا آلئك -كذا -وعطل أحكامك ،وألحدا في آياتسسك"..
]منصور حسسين /تحفسة العسسوام مقبسسول :ص ،424-423وانظسره بتمسامه فسسي ملحسسق الوثسائق مسن
رسالتي "فكرة التقريب".[.
هكذا يوجه هؤلء اليات كل شيعي على وجه الرض ،لن يسسدعو بهسسذا السسدعاء
ويتعبد الله بهذا اللعن ليزرعوا الحقد والكراهية فسي نفسوس أتبساعهم ضسد خيسر
القرون ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..وليضعوا العقبات والعراقيل فسسي
وجسسه كسسل تسسآلف وتقسسارب ..وحسستى يضسسمنوا أن بسساطلهم ل ينكشسسف ،يخسسدعون
ويخادعون بقولهم :إننا ل نسب ..وهيا إلى التقارب والتعاون.
إذن الشيعة لم تترك السب واللعن ،ول يسسزال طائفسسة مسسن شسسيوخهم يهسسذون
بهذا الضلل ،وعوامهم على أثرهم يهرعون يشتمون ويكفرون.
وقد كشف لنا الشيخ موسسسى جسسار اللسسه حينمسسا زار ديسسار الشسسيعة فسسي إيسسران
والعراق وحضر مجالسها ،ومحافلهسسا وحلقسسات درسسسها فسسي السسبيوت والمسسساجد
والمدارس فاطلع على ما يدور في واقع الشسيعة مسن تكفيسر لمسن رضسي اللسه
عنهم ورضوا عنه حتى قال:
"كسسان أول شسسيء سسسمعته وأنكرتسسه هسسو لعسسن الصسسديق والفسساروق ،وأمهسسات
المؤمنين :السيدة عائشة والسسسيدة حفصسسة ،ولعسسن العصسسر الول كافسسة ،وكنسست
أسمع هذا في كل خطبة وفي كل حفلة ومجلس في البدايسسة والنهايسسة ،وأقسسراه
في ديابيج الكتب والرسائل وفي أدعية الزيارات كلهسسا ،حسستى فسسي السسسقية مسسا
كان يسقي ساق إل ويعلن ،وما كان يشرب شارب إل ويعلن .وأول كسسل حركسسة
وكل عمل هو الصلة على محمد وآل محمد ،واللعسن علسى الصسديق والفساروق
عثمان الذين غصبوا حق علي -بزعمهم -وظلموه ،حتى أصبح السسسب واللعسسن
عندهم أعرف معروف يلتسذ بسسه الخطيسب ،ويفسرح عنسسده السسامع ،وترتساح إليسسه
الجماعة" ]موسى جار الله /الوشيعة :ص .[.27
وهذا الواقع المظلم الذي تجري ألسنة أهله بساللعن والتكفيسر والسسسب ليسس
بغريب على من يرتضع منذ طفولته كره أصحابه رسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم ويلقن من صغره أن ما يقع له من مصائب هسو بسسسببهم ،وتجسسرى أمسامه
في كل عام "التمثيليات" التي تصور ما جرى على أهل البيت من ظلسسم -كمسسا
يزعمون -من قبل الصحابة أو بسسببهم ،وقسد أشسار صساحب الوشسيعة إلسى مسا
شاهده من أعمالهم في ذلك .وقسسال بسسأن كسسل هسسذه التمثيليسسات واللعسساب فيهسسا
621
إغراء وعداوة وبغضاء ]موسى جسسار اللسسه /الوشسسيعة :ص ،[.26بل هسسي مدرسسسة لسسزرع
الحقد والكراهية ضد خير القرون وأتباعهم.
وهسسذا ليسسس مسسن أفعسسال عسسوامهم ،بسسل شسسيوخهم وآيسساتهم يغرونهسسم بسسذلك
ويدفعونهم إليه بمختلف الوسائل ،فقسسد قسسدم إلسسى آيتهسسم ومرجعهسسم محمسسد آل
كاشف الغطاء السؤال التالي:
"مسسا يقسسول مولنسسا حجسسة السسسلم ..فسسي المسسواكب المشسسجية السستي اعتسساد
الجعفريون اتخاذها في العشر من المحرم تمسسثيل ً لفاجعسسة ألطسسف وإعلمسا ً لمسسا
انتهك فيها من حرمة الرسول صلى اللسسه عليسسه وسسسلم فسسي عسسترته المجاهسسدين
بالتمثيل للشهداء وجهادهم ،وماجرى عليهم ،وما جرى على الطفال من القتل
والقسوة ،وبسسإعلنهم الحسسزن لسسذلك بسسأنواعه مسسن نسسدب ،ونسسداء وعويسسل ،وبكسساء،
وضرب بالكف على الصسسدور ،وبالسلسسل علسى الظهسسور ،فهسل هسذه العمسال
مباحة في الشرع أم ل أفتونا مأجورين"؟
فأجاب آيتهم على ذلك بقوله:
م ّ
عظق ْ مققن ي ُ َ
و َ َ
"بسم الله الرحمسسن الرحيسسم ،قسسال سسسبحانه وتعسسالى} :ذَل ِك َ
َ َ
ل
جق ٍ ع إ ِلققى أ َ ف ُمن َققا ِ
هققا َ
في َ ب ،ل َك ُق ْ
م ِ قل ُققو ِ
وى ال ْ ُ من ت َ ْ
ق َ ها ِ
فإ ِن ّ َ عائ َِر الل ّ ِ
ه َ َ
ش َ
مى{ ]الحسسج ،32سس ،[33ول ريب أن تلك المسسواكب المحزنسسة ،وتمثيسسل هاتيسسك س ّ
م َ ّ
الفاجعة المشجية من أعظم شعائر الفرقة الجعفرية] "..اليات البينات :ص .[.5
فهو يعد هذه "البدعة الخطيرة في دينهم" والتي هي من أعظم الباطل ،من
شعائر الله ،فإذا كان هذا رأي مرجعهم فما بالك بمن دونه مع أنسه يجسري فيهسا
تعذيب للنفس وقتلها وتكفير للمسلمين من الصحابة والتابعين ،والنياحة ولطم
الخسسدود ،..والشسسرك بسسدعاء المخلسسوق ..إلسسخ ممسسا يعلسسم بطلنسسه مسسن السسسلم
بالضرورة ،ومع ذلك يتفاخر شيخهم محسن المين أنه أقام مجلسا ً للعزاء فسسي
دمشق -كما يزعم -حضره عدد كبير" ،وختم بسساللطم المهيسسج المسسؤثر" ]رسسسالة
التنزيه لعمال الشبيه :ص .[.30
وهذه العمال التي تجري منهم في المحرم من كسسل عسام ل موضسسوع لهسسا إل
سب الصحابة ،وإعلن الشرك بالله؛ حيث تسمع أصواتهم تسسردد "يسسا حسسسين يسسا
حسين" وتصب اللعنات على العصر الول ،ولسيما الخلفاء الثلثة رضوان الله
عليهم ،فتزرع في نفوسهم أحقادا ً ل حدود لها ،ولذلك تسسرى المعاصسسرين منهسسم
يكتبون عن الصراع المزعوم بيسسن الل والصسسحاب وكسسأنه واقسسع السسساعة ،كسسأنه
خطر محيط بالمة يهدد وجودها.
هذا ول تزال مظاهر الطعن والتكفير للصحابة موجودة ومستمرة عبر روافد
أخرى ،وشيوخهم يمدونهم بهذا الغي ويدفعونهم إليه ،ول يقصرون ،فمسسن هسسذه
المظاهر الموجودة ،والروافد الجارية التي ل تنبت إل أشجار الحنظل ،ول تزرع
إل الفرقة والحقد والبغضاء والتي لم تتوقف حتى هذه الساعة ما يلي:
ل :ل تزال تقوم حركة نشطة لبعث التراث الرافضي القسسديم ونشسسره بيسسن أو ً
الناس وترويجسسه بينهسسم ،وهسسذا السستراث مليسسء بسساللعن والتكفيسسر والتخليسسد بالنسسار
للمهاجرين والنصار الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ،وفي مقسسدمته الخلفسساء
الثلثة وبقية العشرة المبشرين بالجنة ما عدا أمير المسسؤمنين عليسا ً ]فسسي حيسسن أن
أمير المؤمنين يناله من ذلك أمور كثيرة بشكل غير مباشر كما يظهر ذلك في نصوصهم.[.
فكيف يقال أن شيعة هذا العصر ل يسبون وهم قسسد ألبسسسوا تلسسك الصسسفحات
السوداء المظلمة ثيابا ً جديدة ونشروها بين أتباعهم بل نقد ول اعتراض؟
622
ثانيًا :ول يزال أيضا ً هناك مجموعة كبيرة من شيوخهم المعاصرين قد تفرغوا
م لهم فيما يكتبون وينشرون إل سسسب رجسسال الصسسدر الول لهذا "الباطل" فل ه ّ
م للشيعة في هذا العصر إل هذا. وتجريحهم وكأنه ل ه ّ
وقد تخصصت كتب عندهم لهذا تفوق ماجاء في كتبهم القديمة فسسي البسسذاءة
وسوء المقال ،مثل كتسساب الغسسدير -لشسسيخهم المعاصسسر عبسسد الحسسسين المينسسي
النجفي -المليء بالدس والكذب والطعن فيمن رضي الله عنهم ورضسسوا عنسسه..
وعليه تفريظات عدد من آياتهم.
وكانت حملته ضد صحابة رسسسول اللسسه ول سسسيما الخليفسسة الراشسسد عمسسر بسسن
الخطاب رضي الله عنه محل رضى أعسسداء المسسة ،كمسسا تجسسد ذلسسك -مثل ً -فسسي
كلمسات بسولس سسلمة الشساعر النصسراني السذي اسستكتبه هسذا الرافضسي فسي
مقدمة الجزء السابع من الكتاب ،فكتب كلمات يظهر فيها رضسساه وغبطتسسه بمسسا
قام به هذا "الفاك" ضد المة ودينها ،وإشادته بحملته المسسسعورة ضسسد فسساروق
هذه المة وعظيمها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي اللسسه عنسسه وأرضسساه
والتي كانت فتوحاته وجهاده ونشره للسلم شجى وغصسسة فسسي حلسسوق العسسداء
إلى اليوم ]صدر الرافضي الجزء السابع من كتابه بتقريظ هذا النصراني فكتب له النصراني بعد
ذلك يقول" :وقد شرفتموني بإدراج رسالتي في المقدمة وقد اطلعسست علسسى هسسذا السسسفر النفيسسس
فحسبت أن للئ البحار قد اجتمعت في غديركم .ولقد لفت نظري على الخص ما ذكرتموه بشأن
الخليفة الثاني ،فلله دركم مسسا أقسسوى حجتكسسم" )الغسسدير/7 :ح( وقسسد ابتهسسج هسسذا الرافسسض الرافضسسي
المغفل ،أو الزنديق المرتدي ثوب السلم بثناء هذا الكافر فبسسادله الثنسساء وقسسال عسسن رسسسالته تلسسك:
"أتانا من بحاثة المسيحيين القاضي الحر والشسساعر النسسبي السسستاذ بسسولس سسسلمة ...الخالسسد السسذكر
فشكرا ً له ثم شكرًا" )الغدير :ج /7ص ح( .لحظ هذا الرافضي السسذي يرمسسي الصسسحابة بكسسل مذمسسة
ونقيصة ..وهو يمتدح الكفار ويتقرب إليهم ..وهذه عادة الروافض من قديم الزمان.[.
ومثل كتاب )أبو هريرة( لشيخهم عبد الحسين شرف الدين الموسوي السسذي
اتهم فيه أبا هريرة -رضي الله عنه -رواية السلم بالكذب والنفاق فسسي حيسسن
تجده يدافع عن الكذابين الوضاعين أمثسسال جسسابر الجعفسسي ]انظسسر :المراجعسسات :ص
.[.75وغيره ]كسسدفاعه عسسن هشسسام بسسن الحكسسم ،انظسسر :المراجعسسات :ص ،312س .[.313ومثل
كتاب السقيفة لشيخهم محمد رضا المظفر الذي صور فيه الصسسحابة عصسسابة ل
هدف لها إل التآمر على السلم حتى قال :ممات النبي صلى الله عليه وسلم،
ولبسسد أن يكسسون المسسسلمون كلهسسم )ل أدري الن( قسسد انقلبسسوا علسسى أعقسسابهم
]السقيفة :ص ،19ونسب خيار الصحابة إلى التآمر على علي رضي الله عنسسه .انظسسر :ص 85مسسن
السقيفة.[.
وغيرها كثير ]مثل كتاب "النص والجتهاد" لشسسيخهم عبسسد الحسسسين شسسرف السسدين الموسسسوي
الذي أراد أن يعتذر عن الصحابة لمخالفتهم -بزعمه -النص على علي فاعتذر عنهم اعتذارا ً ماكرا ً
خبيثًا ،حيث زعم أنهم يدينون بمبدأ فصل الدين عن الدولة ،ولذلك لسسم يأخسسذوا بسسالنص وهسسذه فريسسة
مكشوفة يكشفها ثناء الله عليهم ورسسسوله ،وورعهسسم وزهسسدهم وجهسسادهم ،..ومثسسل كتسساب" :المسسام
الصادق والمذاهب الربعة" لسد حيسسدر السسذي يهسساجم فيسسه خلفسساء المسسسلمين ،ويفسستري علسسى أئمسسة
المسلمين كالمام أحمد وغيره افتراءات لتأييد مذهب الرافضسة ،ويتحسدث عسن المحسن المزعومسة
لل البيت .ومثل كتاب "علي ومناوئوه" للدكتور نوري جعفر والذي يفتعل وجسسود صسسراع بيسسن علسسي
والصحابة ،ويقول إنه كالصراع بين النبي وكفار قريش ،يقول" :وإذا كان النصر قد كتاب للنبي في
نزاعه مع مناوئيه لعتصامهم بالوثان ،فإن النصر لم يكن في متناول المسسام لتقمسسص منسساوئيه رداء
السلم" )علي ومناوئوه ص .(12
فالتفكير كما ترى لم يتغير عن زنادقة الماضي ،وإن كان الكسساتب يحمسسل شسسهادة علميسسة ..ومسسن
غرائب "إصداراتهم" كتاب "الرسول العظم مع خلفائه" لشيخهم مهدي القرشي ،والذي صور فيه
حسب خياله ،ومعتقده ما يجري يوم القيامة لبي بكر وعمر والصحابة ،وكان يضسسع محسساورات مسسن
عنده يزعم أنها ستجري بين الرسول وصحابته يحاسبهم فيها على تركهم بيعة علي.[.
623
ثالثًا :تلك الدعية التي يرددها الشيعة كل يسوم وهسي ل تكساد تخلسو مسن لعسن
خيار هذه المة وروادها وأحباء رسسول اللسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسلم وأصسهاره
وبعض زوجاته أمهات المؤمنين ..ول تختلف كتب الدعيسسة المؤلفسسة حسسديثا ً عمسسا
تراه في كتبهم القديمة ،كما نجد في كتاب "مفاتيح الجنان" لشيخهم المعاصسسر
عباس القمي ،و"ضياء الصالحين" لشيخهم محمد الجوهري وغيرهما.
وبعد هذا كله فهل يبقى لنكار هسسؤلء المنكريسسن تفسسسير إل التقيسسة والكسسذب؟
فالخنيزي الذي يقول إن الشسسيعة ل تسسسب ،هسسل يتجاهسسل مسسا سسسطره شسسيوخهم
القدامى والمعاصرون في ذلك؟! بل إن الخنيزي نفسه ارتكب جريمسسة السسسب
فهو يطعن في الصديق رضي الله عنه ]الدعوة السسسلمية ،[.1/12 :ويزعم بسسأن مسسا
ورد عندهم في الكافي من سب للصسسحابة وتكفيرهسسم يوجسسد مثلسسه فسسي صسسحيح
البخاري ]السسدعوة السسسلمية .[.14-1/5 :وهي دعوى ل حقيقسسة لهسسا ..إل البحسسث عسسن
مسوغ لمذهبهم في الصحابة ،ولو كان في صحيح البخاري مثل مما يوجسسد فسسي
الكافي لكان في السنة من هو كالشيعة يطعن ويكفر ،ولكن الرجل يريد إثبات
معتقده الباطل بأي وسيلة.
أما الستاذ أحمد مغنية الذي يرى أن الشيعة إنما تلعن عمر بن سعد ل عمر
بن الخطاب وإنما وقع الوهم في التشابه في السماء فهل خفي عليه أن عمسر
بن الخطاب قد تعرض للعن والتكفير في كتب الشيعة المعتمدة وعلسسى رأسسسها
الكافي والبحار ،وتفسير القمي والعياشي وغيرهما؟ كما سلف نقل ذلك ]انظر:
ص) (723وما بعدها .[.فل حاجة لعادته.
ً
وهل غاب عنسسه أن شسسيعة العصسسر الحاضسسر أيضسا ل يزالسسون علسسى هسسذا النهسسج
يتخبطون كما رأينا مسسن صسساحب "الغسسدير" و"السسسقيفة" و"السسسلم علسسى ضسسوء
التشيع" ..وغيرهم.
بل إن من يلهج بالدعوة للوحدة السسسلمية منهسسم ل يسسزال فسسي هسسذا الضسسلل
يهذي ويفتري؛ فهسسذا آيتهسسم محمسسد الخالصسسي مسسن كبسسار مراجسسع الروافسسض فسسي
العراق وممن يتزعم الدعوة إلى الوحدة السلمية بين السنة والشيعة يشسسكك
في إيمان أبي بكر وعمسسر رضسسي اللسسه عنهمسسا فيقسسول" :وإن قسسالوا :إن أبسسا بكسسر
وعمر من أهل بيعة الرضوان الذين نص على الرضى عنهم القرآن فسسي قسسوله:
ة{ ]الفتح .[18 جَر ِش َت ال ّ ح َ عون َ َ
ك تَ ْ ن إ ِذْ ي َُباي ِ ُ
مِني َ
ؤ ِ ن ال ْ ُ
م ْ ع ِه َ ي الل ّ ُ ض َ قدْ َر ِ}ل َ َ
قلنا :لو أنه قال :لقد رضي عن الذين يبايعونك تحت الشجرة لكان في اليسسة
نعق ِه َ ي الل ّق ُ
ضق َ قدْ َر ِدللة على الرضى عن كل من بايع ولكن لمسسا قسسال} :ل َ َ
ك{ فل دللة فيها إل على الرضى عمن محض اليمان" عون َ َ
ن إ ِذْ ي َُباي ِ ُ
مِني َ م ْ
ؤ ِ ال ْ ُ
]الخالصي /إيحاء الشريعة في مذهب الشيعة.[.64-1/63 :
ومعنى هذا أن أبا بكر وعمر لم يمحضا اليمان فلم يشملهما رضى الله فسسي
زعم هذا الرافضي ،وهل هناك فهم أسقم من هذا الفهم السسذي يجعسسل وصسسفهم
باليمان دليل ً على خروج خيارهم من اليمان؟
ولهذا الخالصي أمثسساله مسسن روافسسض العصسسر الحاضسسر ]انظسسر مثل ً -شسسهاب السسدين
النجفي /تعليقاته على إحقاق الحق للتستري2/291 :وغيرها من المواضع.[.
فهل خفي ذلسسك علسسى أحمسسد مغنيسسة أو أراد خسسداع أهسسل السسسنة؟! اللسسه أعلسسم
بالحقيقة ..والتقية بلية الشيعة ومصيبتها.
أما الرفاعي الذي يقول بسسأن الشسسيعة تقسسدر الصسسحابة ..وأن مسسن نسسسب إلسسى
الشيعة خلف ذلك فهو خصم سيء النية ..فهل يخفى عليه أن الذي نسب إلى
624
الشيعة هذا المذهب هو كتبهم ..والذي سجل عليهسسم هسسذا العسسار هسسو مشسايخهم
أمثال الكليني والقمي والعياشي والمجلسي ،وليس خصما ً سيء النية أو جاهل ً
بما في كتبهم؟!
والرفاعي نفسه قد رجع في كتيبه السسذي سسسماه "تقسسدير الماميسسة للصسسحابة"
إلى البحار ]انظر :ص ،15س ،17س .[.19للمجلسي ،والذي حوى مسسن السسسب واللعسسن
والتكفير ما تقشعر منه جلود المؤمنين؛ حستى إنسه عقسد بابسا ً بعنسوان بساب كفسر
الثلثة ]بحسسار النسسوار ،252-2/208 :الطبعسسة الحجريسسة) [.أي الخلفاء قبل علسسي( فكيسسف
يقول بأن الشيعة تقدر الصحابة؟ وإذا كان يؤمن بمبدأ تقدير الصحابة فعليه أن
ينشر ذلك في الوسسسط الشسسيعي ل فسسي القسساهرة ،وأن يجاهسسد مسسن أجسسل إقنسساع
إخوانه المامية حتى يغيروا هذا البلء الذي عم وطم في كتبهم أو يعرضوا عنها
ويعلنوا فسادها ،أما نفي ما هو واقع فل يجدي في الدفاع لنه سيؤول من قبل
الشيعة والمطلعين على كتبهم من غير الشيعة بأنه تقية.
وهذا الرفاعي السسذي يكتسسب فسسي القسساهرة بيسسن أهسسل السسسنة "تقسدير الماميسسة
للصحابة" ويتجاهل ما جاء في كتبهم قديمها وحديثها ،ومسسا يجسسري فسسي واقعهسسم
من عوامهم وشيوخهم ..هو نفسه يسب خيار صسسحابة رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه
عليه وسلم؛ فهو من الذين يقولون ما ل يفعلون ،كما هو من الذين ينكرون مسسا
يعرفون ..فيتهسم فساروق هسذه المسة بالتسآمر وأنسه أول مسن قسال بالرجعسة مسن
المسلمين ]انظر تعليقه على كتيب التشيع /لمحمد باقر الصدر :ص .[.31-30كما يسب أبا
بكر وعمر وأبا عبيدة رضوان الله عليهم ]انظر تعليقه على كسستيب التشسسيع /لمحمسسد بسساقر
الصدر :ص .[.46
والغريب أنه يستدل بما جاء فسسي رسسسالة محمسسد بسساقر الصسسدر والسستي سسسماها
"التشيع ظسساهرة طبيعيسسة فسسي إطسار السدعوة السسلمية" مسسع أن هسسذه الرسسسالة
محاولة يائسة وعاجزة لثبات أصالة مسسذهب الرافضسسة ..وأن الصسسحابة رضسسوان
الله عليهم ليسسسوا بأهسسل لحمسسل الرسسسالة وتبليسسغ الشسسريعة -كمسسا يفسستري -وأن
الجدير بحملها والمبلغ لها هو علي ..وهسذا مسع مسا فيسه مسن النيسل مسن صسحابة
رسول الله فهي دعوى جاهلية غبية ،أو حاقدة مغرضة تحاول النيل من السسسنة
المطهرة ،وتواتر هذا الدين.
فهي تزعم أن نقل الواحد أوثق من نقسل المجمسسوع ..وهسسذا "إفسراز" لعقيسسدة
عصمة الئمة ،وتكفير الصاحبة ..والثناء المزعوم على الصحابة الذي نقلسسه مسسن
رسالة الصدر قد قاله الصدر من باب تخدير القارئ حتى يتقبل ما يفتريه علسسى
استدلله ويبطله ،فالصدر يقول" :وبالرغم من أن الصسسحابة بوصسسفهم الطليعسسة
المؤمنة كانوا أفضل وأصلح بذرة لنشوء أمة رسالية ..بالرغم من ذلك نجد من
الضروري التسليم بوجود اتجاه واسسسع منسسذ كسسان النسسبي حي سا ً يميسسل إلسسى تقسسديم
الجتهاد في تقدير المصلحة واستنتاجها من الظروف على التعبد بحرفية النص
الديني ،وقد تحمسسل الرسسسول صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم المسسرارة فسسي كسسثير مسسن
الحالت بسبب هذا التجاه] "..التشيع :ص .[.80
فهل ترى في هذا النص مدحًا؟ إنسه يزعسم أن الصسحابة رضسوان اللسه عليهسم
يجتهدون مع وجود النص؛ بل يرفضون أوامر رسول الله ،ويتبعون مصسسالحهم..
فهل هسسذا تقسسدير للصسسحابة؟! إن مسسن المعسسروف إنسسه ل اجتهسساد مسسع النسسص ،وأن
َ
ه
ر ِمق ِ
نأ ْ عق ْ
ن َ فو َ خال ِ ُن يُ َ ر ال ّ ِ
ذي َ حذ َ ِفل ْي َ ْ
مخالفة أمر رسول الله جرم عظيمَ } :
م{ ]النور ..[63 َ ع َ فت ْن َ ٌ َ َ
ب أِلي ٌ ذا ٌ م َ
ه ْ
صيب َ ُ
و يُ ِ
ةأ ْ م ِ ه ْ
صيب َ ُ
أن ت ُ ِ
625
وكل هذه الدعاوى من هذا الرافضي لتأييد فريتسسه وهسسي دعسسوى النسسص علسسى
علي وأن الصحابة أعرضوا عن العمل بها لمصلحة راعوها ،فسسأي مصسسلحة لهسسم
في بيعة أبي بكر؟!
ول يستدل الرفاعي من رسالة الصسدر فحسسب؛ بسل ينشسر باطلهسسا ،ويتحفسه
بتقريظه وتأييده ،ويقول في كسستيب آخسسر :إن الماميسسة يقسسدرون الصسسحابة ،فسسأي
تقدير هذا؟! إل إن كان يريسسد أن تقسسدير الماميسسة للصسسحابة هسسو السسسب واللعسسن
والتكفير.
فما أجرأ هؤلء على الكذب!!
وأما محمد جواد مغنية الذي يقول بسسأن الشسسيعة ل تنسسال مسسن مقسسام الصسسحابة
ويستدل بقول علي بن الحسين.
فأقول :إنكم لم تقتفوا أثر المام علي بن الحسين..؛ لن ما جاء فسسي كتبكسسم
قديمها وحديثها ،وما يحدث في واقعكم دليل على مفارقتكم لنهجه..؛ لنه كسسان
باعترافكم ،وبنقلكم عنه ،كان يترضى عن الصحابة ..رضسسي اللسسه عسسن الجميسسع،
فأنتم ليس بإمامكم اقتدتم ،ول بقولكم صدقتم والتزمتم ..ومغنية السسذي يكتسسب
هذا الكلم ..هو الذي يقسول فسي كتسابه "فسي ظلل نهسج البلغسة" عسن الخليفسة
الراشد ذي النورين صاحب الجود والحياء ،وصهر النبي صلى الله عليسسه وسسسلم
في ابنتيه ،ومجهسسز جيسسش العسسسرة ،وصسساحب الهجرتيسسن والمبشسسر بالجنسسة مسسن
رسول الله صلى الله عليه وسلم .يقول هذا الرافضي فيه ":إن عثمان انحرف
عسسن سسسنة الرسسسول وخسسالف شسسريعة السسسلم ،واسسستأثر هسسو وذووه بسسأموال
المسلمين فامتلكوا القصور والمزارع والرياش والخيول والعبيد والمسساء ،ومسسن
حولهم مليين الجياع والمعدمين" ]مغنيسسة /فسسي ظلل نهسسج البلغسسة .[.2/264 :ويقسسول:
"وكان الزبير وطلحة وعائشة وراء مسا حسدث لعثمسان وعليهسم تقسع التبعسة فسي
دمه] "..مغنية /في ظلل نهج البلغة .[.293-1/292 :ويتهم عمر رضي الله عنسه وأهسل
الشورى الذين فوض لهم عمر اختيار خليفسسة مسسن بعسسده يتهسسم الجميسسع بالخيانسسة
والتآمر ]مغنية /في ظلل نهج البلغة.[.3-2/2 :
فأي احترام لمقام الصحابة وهذا الكلم الحاقد يوجه لخيارهم !!
وأي إيذاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم أشد من هذا اليذاء الذي يوجه
له بسب بعض زوجاته ،وأصهاره ،وخيار أصحابه.
وبعد كهذا كله ..فكيف نفسر هذا التنسساقض مسسن هسسؤلء الراوفسسض؟ هسسل هسسذا
تقية؟ والتقيسسة عنسسدهم تسسسعة أعشسسار السسدين ول ديسسن لمسسن ل تقيسسة لسسه ،أو هسسي
مؤامرة للدعاية للشيعة والتشيع؟
وقبل أن أرفع القلم فسسي هسسذا الموضسسوع أحسساول أن أكشسسف بعسسض الحقسسائق
المهمة والسرار الخفية في حقيقة ثنائهم علسسى الصسسحابة والسستي قسسد ل يهتسسدي
إليها من لم يدمن المطالعة في كتبهم ويتأمل في أساليبهم ومصطلحاتهم.
حقيقة ثناء الروافض على الصحابة:
إن هؤلء الروافض -كما يزعمسسون -أنهسسم يوالسسون أهسسل السسبيت ويعنسسون بهسسم
أئمتهم الثني عشر ويتناولون البقية ول سيما مسسن خسسرج منهسسم لطلسسب المامسسة
بالسب والتجريح بل التكفير والتخليد بالنسسار .فكسسذلك يزعمسسون -أحيان سا ً -أنهسسم
يوالون الصحابة ويريدون بهم الثلثة أو الربعة أو السبعة الذين لم يرتسسدوا كمسسا
تصور ذلك أساطيرهم.
626
والذي ل يعرف هذه الحقيقة قد ينخدع بكلمهم في هذا الباب ول يتصسسور أن
للصحابة عندهم تفسيرا ً معينًا.
وهناك تفسير آخر لهم فسسي الصسحابة جساء بيسانه فسي بعسسض روايسساتهم ،تقسسول
رواياتهم بعد ثناء على الصحابة وأمر بسسالرجوع لقسسوالهم وإجمسساعهم :فقيسسل :يسسا
رسول الله ،ومن أصحابك؟ قسسال :أهسسل بيسستي ]انظسسر :ص) .[.(762فهسسم يفسسسرون
الصحابة بأهل البيت.
ثم هناك مسلك ثالث يسسسلكونه فسي الثنسساء علسى الصسسحابة وهسسو حملسه علسى
التقية ،وقد أشار إليه شسسيخهم الطوسسسي ،حيسسث قسسال بعسسد أن سسسب عائشسسة أم
المؤمنين رضي الله عنها" :فإن قيل :أليس قد روي عن أبي جعفر محمسسد بسسن
علي الباقر أن سائل ً سأله عن عائشة وعن مسيرها في تلك الحرب ،فاستغفر
لها وقال له )الراوي( :تستغفر لها وتتولها؟ فقال :نعسم ،أمسسا علمسست مسا كسانت
تقول :يا ليتني كنت شجرة ،ليتني كنسست مسسدرة" قسسال الطوسسسي" :ل حجسسة فسسي
ذلك على مذاهبنا لنا نجيز عليه صسسلوات اللسسه عليسسه التوريسسة ،ويجسسوز أن يكسسون
السائل من أهل العداوة واتقاه بهسسذا القسسول وروى فيسسه توريسسة يخرجسسه مسسن أن
يكون كذبًا ،وبعد ،فإنه علق توبتها بتمنيها أن تكون شجرة ومسسدرة وقسسد بينسسا أن
ذلك ل يكون توبة وهو عليه السلم بهسسذا أعلسسم" ]الطوسسسي /السسستفياء فسسي المامسسة،
الورقة ) 288النسخة المخطوطة(.[.
إن على الذين يقولون بتقدير الشيعة للصحابة أن يعلنوا خطأ هذه المسسسالك
وعدم صسسحتها ،وأن يعسسترفوا ببطلن تلسسك الروايسسات السسسوداء ،وأن يصسسدقوا ول
م يسسذهبون للسسرد علسسى أهسسل السسسنة إذا يتناقضوا ،حتى يقبل منهم موقفهم ،ثم ل ِ َ
قسسالوا :إن مسسذهب الشسسيعة الطعسسن فسسي الصسسحابة وتكفيرهسسم ول يسسردون علسسى
أنفسهم وعلى كتبهم وعلى مشايخهم المعاصرين الذين ل يزالسون يهسذون فسي
هذا الضلل؟
وأي فسسائدة اليسسوم فسسي اللعسسن والسسسب والتكفيسسر السسذي ملوا بسسه كتبهسسم،
وأسواقهم ،ومزاراتهم ،وقد انقضى العصر الول بكسسل مسسا فيسسه؟! ل هسسدف فسسي
الحقيقة إل الطعن في القرآن والسنة والدين بعامة ،وإل إثسسارة الفتنسسة وتفرقسسة
المة.
ومسساذا يبقسسى مسسن أمجادنسسا وتاريخنسسا إذا كسسان أولئك السسسادة القسسادة التقيسساء
الصفياء الوفيسساء السرواد السسذين نشسروا السسلم وأقساموا دولتسسه ،وفتحسسوا البلد
ل ،إذا كسسان هسسؤلء السسرواد وأرشدوا العباد ،وبنوا حضارة لم تعرف لها السسدنيا مسسثي ً
الوائل لكل معالم الخيسسر والعسسدل والفضسسائل يسسستحقون اللعسسن مسسن أحفسسادهم،
وتشويه تاريخهم ،وهم الذين أثنى الله عليهم ورسوله ،وسجل التاريخ الصسسادق
مفاخرهم بمسداد مسسن نسور .فمسن السذي يسسستحق الثنسساء والمديسح وأيسن أمجادنسا
وتاريخنا إذا كان أولئك كذلك؟!
العصمة:
الجديد في هذه المسألة عند المعاصسسرين هسو أخسذهم بسرأي المتسسأخرين مسن
الشيعة في دعوى العصمة المطلقة للئمة ،والذي يمثل نهاية الغلسسو والشسسطط
حيث إن هؤلء يزعمون أن الئمة ل يسهون ول ينسون.
وهذا المذهب كان في نظر الشيعة في القسسرن الرابسسع بمثسسل التجسساه الغسسالي
المتطرف حتى اعتبر شيخهم ابن بابويه القمي -صاحب من ل يحضره الفقيسسه
627
أحد أصولهم الربعة المعتمدة -اعتبر علمة الغلو في التشيع هسسو نفسسي السسسهو
عن الئمة .وقال" :إن الغلة والمفوضة لعنهم الله ينكسسرون سسسهو النسسبي صسسلى
الله عليه وسلم] "..ابن بابويه /من ل يحضره الفقيه.[.1/234 :
ومن ينكر سهو الئمة أغرق في الغلو والتطرف.
وأقر شيخهم المجلسي "بدللة كثير من الخبار واليات علسسى صسسدور السسسهو
منهم" ]بحسسار النسسوار .[.25/351 :ولكن متسسأخريهم لسسم يبسسالوا بسسذلك وأطبقسسوا علسسى
مخالفته باعتقاد أن الئمة ل يسهون ،ولهذا رأى المجلسسسي أن هسسذه "المسسسألة
في غايسسة الشسسكال" ]بحسسار النسسوار ،[.25/351 :لن أصسسحابه أطبقسسوا علسى مخالفسسة
أخبارهم الكثيرة ]بحار النوار.[.25/351 :
وقد سار المعاصرون على خطى المتأخرين مخالفين لخبار الشيعة نفسسسها،
وما قاله كبار شيوخهم ،فهذا شيخ الشيعة المعاصر ومن يلقب عندهم بسس"اليسسة
العظمى" )عبد اللسسه الممقسساني( يؤكسسد أن نفسسي السسسهو عسسن الئمسسة أصسسبح مسسن
ضرورات المذهب الشيعي" ]الممقاني /تنقيح المقال .[.3/240 :وهو ل ينكسسر أن مسسن
شيوخهم السابقين من يعتبر ذلك غلسسوًا ،لكنسسه يقسسول" :إن مسسا يعتسسبر غلسسوا ً فسسي
الماضي أصبح اليوم من ضرورات المذهب" ]الممقاني /تنقيح المقال.[.3/240 :
وهذه المقالة :أن الئمة ل يسهون -يتكرر التأكيد عليها في أقوال شسسيوخهم
المعاصرين؛ فالمظفر يعتبرها من عقائد المامية الثابتة ،ول يسسذكر أدنسسى خلف
بينهم في ذلك ]عقائد المامية :ص ،[.95والخنيزي وهو يكتسسب كتسسابه فسسي "السسدعوة
السلمية إلى وحدة أهل السنة والمامية" يؤكد على هذه المقالة ول يتقي في
ذلك ]الخنيزي /الدعوة السلمية ،[.1/92 :والخميني في كتابه "الحكومسسة السسسلمية"
ينفي مجرد تصور السهو في أئمته ]الحكومة السلمية :ص .[.91
وإذا كانت دعوى عصمة الئمة تعني الرتفاع بالئمة إلسسى مقسسام رسسسول اللسسه
و
هقق َ
ن ُ وى ،إ ِ ْ
ه َن ال ْ َع ِق َما ي َن ْطِ ُ
و َ
صلى الله عليه وسلم في القول والفعلَ } :
حى{ ]النجسسم .[4-3فسسإن دعسسوى أن الئمسسة ل يسسسهون أول يتصسسور ي ُيو َ
ح ٌ إ ِل ّ َ
و ْ
فيهم السهو هو تأليه لهم.
ولهذا قال شيخهم ابن بابويه :إن الله سبحانه أسسسهى نسسبيه "ليعلسسم أنسسه بشسسر
مخلوق فل يتخذ ربا ً معبودا ً دونه" ]من ل يحضره الفقيه.[.1/234 :
وكان ابن بابويه وغيره من شيعة القرن الرابع يعتبرون الرد لهسسذه الروايسسات
)روايات سهو النبي صلى الله عليه وسلم في صلته( يفضي إلى إبطال السسدين
والشريعة .يقول ابن بوبايه" :ولو جاز أن ترد الخبار الواردة فسسي هسسذا المعنسسى
لجاز أن ترد جميع الخبار ،وفسسي ردهسسا إبطسال السسدين والشسسريعة ،وأنسسا احتسسسب
الجر في تصنيف كتاب منفرد في إثبات سهو النبي صلى الله عليه وآله والسسرد
على منكريه إن شاء الله تعالى" ]بحار النوار.[.17/111 :
ولكن الزمرة المتأخرة والمعاصرة لم تبال بما قاله ابن بابويه ،كما لسسم تبسسال
في قوله برد أسطورتهم في التحريف ،ولسم تسراع أي قسول يخسالف مسا تواضسع
عليه شيوخ الدولة الصفوية.
لقد عد الشيعة المعاصرون على لسسسان شسسيخهم "الممقسساني" نفسسس السسسهو
عن الئمة من ضرورات المذهب الشيعي -كما مر .-
وقد قرر شيخهم محسن المين أن منكر ما هسسو ضسسروري فسسي التشسسيع كسسافر
عندهم ]محسن المين /كشف الرتياب ،المقدمة الثانية ،وهسسو أيض سا ً مقسسرر عنسسدهم فسسي :مهسسذب
الحكام.[.393-1/388 :
628
ومعنى هذا أن متأخريهم يكفرون متقدميهم لنكارهم ما هسسو مسسن ضسسروريات
مذهب التشيع ،ومتقدموهم يلعنون متأخريهم لخذهم بمسسذهب الغلة المفوضسسة
الملعونين على لسان الئمة.
وليس ذلك فحسب؛ بل إننا نجد فسسي الكتابسسات الموجهسسة لسسديار السسسنة ]وهسسي
كتابات محمد جواد مغنية التي نرى فيها التحرر من بعض غلو الشيعة وتعصباتهم ..وهي تنشر فسسي
ديار السنة فاحتمال التقية فيها وارد [.القول بأن العتقاد بأن الئمة يسهون هو مذهب
جميع الشيعة ]محمد جواد مغنية /الشيعة في الميزان :ص ،[.273-272ونرى في كتابات
شيعية معاصرة أخرى نقل إجماع الشيعة على نفي السسسهو عنهسسم ]محمسسد آصسسف
المحسني /صراط الحق ..[.3/121 :وأن ذلك من ضرورات مذهب التشسسيع ]كمسسا سسسبق
نقله عن الممقاني في تنقيح المقال.[.
فمن نصدق ،ومن هو الذي يعبر عن مذهب الشيعة؟
وهكذا يكفر بعضهم بعضا ً وينقض بعضهم بعضًا ،وكل يزعم أن ما يقسسوله هسسو
مذهب الطائفة.
الرجعة:
الجديد في مذهب المعاصرين في هذه المسألة ظهور فئة من شيوخهم ،ول
سيما ممن يتظاهر منهم بالدعوة للوحدة والتقريب بينهم وبين السسسنة يسسرى أن
الرجعة خرافة ل حقيقة لها .ويقول" :فسالحق السذي عليسسه المحققسون هسو أن ل
رجعة سوى ظهور المام الثاني عشر" ]الخنيسسزي /السسدعوة السسسلمية إلسسى وحسسدة أهسسل
السنة والمامية .[.2/94 :يعني مهديهم المنتظر.
وصنف آخر ل ينكرها ولكسسن يسسرى أن مسسسألة الرجعسسة وإن وردت فسسي بعسسض
أخبارهم إل أنها ليست من أصول مذهبهم ول من الضسسرورات عنسسدهم ،ول مسسن
معتقداتهم ،بل وليست بذات بال عندهم .يقول هاشسم الحسسيني" :إن الرجعسة
ليست من معتقدات المامية ول من الضرورات عندهم" ]هاشم الحسسسيني /الشسسعية
بين الشاعرة والمعتزلة :ص .[.237
ويقول محمد حسين آل كاشف الغطاء" :وليس التدين بالرجعة فسسي مسسذهب
التشيع بلزم ول إنكارها بضار ،وإن كانت ضرورية عندهم" ]أصل الشيعة :ص .[.35
وقال" :وليس لها )يعني الرجعة( عندي من الهتمام قدر صغير أو كسسبير" ]أصسسل
الشيعة :ص .[.36
ولعل القارئ يدرك التناقض في هسسذا الكلم ،ولعلسسه تنسساقض مقصسسود كأمسسارة
على التقية كعادتهم في التلعب بالكلم ،إذ كيف تكون ضرورية عندهم مسسع أن
اعتقادها ليس بلزم ،وإنكارها ليس بضار وليس لها اهتمام عنسده مسع أن منكسر
الضروري كافر كما يقرره شيوخهم ]انظسسر :السسسبزواري /مهسسذب الحكسسام ،1/388 :ومسسا
بعدها ،محسن المين /كشف الرتياب المقدمة الثانية.[.
وقريب من ذلك صنع شيخهم محمد رضا المظفسسر حينمسسا قسسال" :إن الرجعسسة
ليست من الصول التي يجب العتقاد بها والنظر فيها] "..عقائد المامية :ص [.113
مع أنه يقول" :إن الرجعة من المور الضسسرورية فيمسسا جسساء عسسن آل السسبيت مسسن
الخبار المتواترة" ]عقائد المامية :ص .[.113
هذا ما يقوله طائفة المعاصرين في أمر الرجعة ،صنف ينكرهسسا ،وأخسسر يهسسون
من شأنها ،وثالث يتردد أو يتناقض في بيان مذهبهم فيها ،وكسسل يزعسسم بسسأن مسسا
يقوله هو مذهب الشيعة فمسسن نأخسسذ بقسسوله؟ وكلهسسم مسسن كبسسار شسسيوخ الشسسيعة
629
الثني عشرية ،وفي عصر واحد ومع هذا تسسرى الختلف والتبسساين فسسي أقسسوالهم
هل هذا من آثار التقيسة عنسدهم لن أمسسر الرجعسسة اعتبرهسا بعسسض علمسساء السسنة
علمسسة علسسى الغلسسو فسسي الرفسسض؟ ولهسسذا قسسال شسسيخهم المظفسسر" :إن العتقسساد
بالرجعة من أكبر ما تنبز به الشيعة المامية ويشنع به عليهم" ]عقائد الماميسسة :ص
.[.110
وما هكذا شأنه تجري فيه التقية عندهم.
والكتابات التي نقلت منها تلك القوال المتناقضة هسسي كتسسب شسسيعية موجهسسة
لهل السنة كما يبدو من مقدماتها ومنهجها وأسلوبها في الحديث عسسن العقسسائد
الشيعية بينما نجد كتبا ً أخرى معاصرة لشسيوخ آخريسن ل تسزال تغسالي فسي أمسر
الرجعة وتعتبر منكرها خارجا ً عن رتبة المؤمنين.
قالوا:
"تضافرت الخبار )يعني أخبارهم( ليس منا مسن لسم يسؤمن برجعتنسا" ]إبراهيسسم
الزنجاني /عقائد الثني عشرية :ص ) 240ط :الولى( ،وانظر :عبد الله شبر /حسسق اليقيسسن.[.2/3 :
وقالوا" :إن ثبوت الرجعة مما اجتمعت عليه الشسسيعة الحقسسة والفرقسسة المحقسسة،
بل هي من ضروريات مذهبهم" ]عقائد الثني عشرية :ص ،239ط :الولسسى ،حسسق اليقيسسن:
" .[.2/3ومنكرها خارج من رتبة المؤمنين ،فإنهسسا مسسن ضسسرورات مسسذهب الئمسسة
الطاهرين" ]عقائد الثني عشرية :ص .[.241
وقال الزنجاني في كتابه عقائد الثني عشرية" :إن اعتقادي ..واعتقاد علماء
الثني عشرية قدس الله أسرارهم من أن الله تعالى يعيسسد عنسسد ظهسسور المسسام
الثاني جماعة من الشيعة إلى الدنيا ليفسسوزوا بثسسواب نصسسرته ومشسساهدة دولتسسه،
ويعيد جماعة من الظلمة والغاصبين والظالمين لحق آل محمد عليهسسم السسسلم
لينتقم منهم" ]عقائد الثني عشرية :ص .[.239
" ...وظني أن من يشك في أمثالها فهو شاك في أئمسسة السسدين" ]عقسسائد الثنسسي
عشرية :ص .[.240
وبعد ،فكيف نفسر هسسذا التنسساقض؟ هسسل هسسم قسسد اختلفسست آراؤهسسم فسسي هسسذه
المسألة على حقيقة ،أم وهم استحلوا بعقدية التقية كل شيء..؟.
وإذا أخذنا كل شي على ظاهره نقول :إن هنسساك فئة قسسد تحسسررت مسسن ربقسسة
التقليد ،وخرجت على أساطيرهم رغم دعوى التسسواتر والستفاضسسة ولكسسن هسسذه
الفئة يخنق صوتها ويمحى أثرها باسم العقيدة الخطيرة وهي التقية ولسسن يسسؤثر
في هذه الطائفة مصلح ما دامت هذه العقيدة من أصولها ..وسسسيكون مسسذهبهم
مذهب الغلة ل المعتدلين وقول الشيوخ ،ل روايات الئمة.
هذا ول تزال الصور السطورية التي تحكيهسسا أخبسارهم عمسا يجسري فسسي تلسسك
الرجعة تتردد في كلماتهم ..وهي بغض النظسسر عسسن الجسسانب الخرافسسي فيهسسا ،إل
أنها تمثل مشاعر مكبوتة ورغبات خفية وأحقادا ً مبيتة ضد هذه المة.
إن ذلك الشيعي ليستمتع بتلك الصور الخيالية للمجازر المرتقبة والتي ينتظر
حصولها في الرجعة المزعومة غاية الستمتاع ،ولذلك يهتم في أدعيته اليوميسسة
بالتوجه بالدعاء ،لن يشارك في هذه العودة التي يجرى فيها النتقام الموعسسود
]كما في الدعاء الذي يسمونه دعاء العهد وفيه" :اللهم إن حال بيني وبينه الموت الذي جعلته على
عبادك حتما ً مقضيا ً فأخرجني من قسسبري مسؤتزرا ً كفنسي شساهرا ً سسيفي مجسسردا ً قنساتي ملبيسا ً دعسوة
الداعي في الحاضر والبادي" .انظر :الزنجاني /عقائد المامية الثني عشرية :ص 236ط :الولى،
وجعل هذا الدعاء من أدلة ثبوت الرجعة عندهم.[.
630
فلم يتغير شعور المعاصرين في هذه القضية على الرغم مسسن تغيسسر الزمسسان،
وكر القرون ..واستمع إلى أحد آياتهم يجيب عمسسا يجسسري -بزعمهسسم -لخليفسستي
رسول الله وحبيبيه وصهريه -أبي بكر وعمر -رضي الله عنهمسسا فسسي رجعتهسسم
المزعومة.
يقول" :وأما مسألة نبش قبر صسساحبي رسسسول اللسسه وإخراجهمسسا حييسسن وهمسسا
طريسسان وصسسلبهما علسسى خشسسبة وإحراقهمسسا ،لن جميسسع مسسا ارتكبسسه البشسسر مسسن
المظالم والجنايات والثام من آدم إلى يوم القيامة منهمسسا فأوزارهمسسا عليهمسسا،
فمسألة عويصة جدًا ،وليس عندي شسسيء يرفسسع هسسذا الشسسكال ،وقسسد صسسح عسسن
أئمتنا أن حديثنا صعب مستصعب" ]الرشتي /كشف الشتباه :ص .[.131
هل يخطر بالبال أن هذه الخرافة تجد طريقها إلى رجل علم عندهم بلغ فسسي
مقاييسهم مرحلسسة "اليسسة العظمسسى" ول يتجسسرأ علسسى تكسسذيب هسسذه السسسطورة،
ويعتبرها من المور العويصة المشكلة ،ول يجد ملجأ يلجأ إليه إل خرافة أخسسرى
وهي أن دينهم صعب مستصعب؟!
ل شك أن هذا السسدين الصسسعب المستصسسعب ليسسس هسسو السسسلم ..لنسسه خلف
الفطرة ،ل تقبله العقول لشذوذه ومخالفته للصول.
فننتهي من هذا إلى أن خرافة الرجعة وما يجسسري فيهسسا ل تسسزال تتغلغسسل فسسي
عقول هذه الطائفة.
التقية:
هل يوجد تغير في مذهب المعاصرين يختلف عن السسسابقين فنسسسجله هنسسا أو
لم يتغير مذهب المعاصرين ،عما ذكرنسساه عسسن سسسلفهم ،وعمسسا جساء فسسي كتبهسسم
المعتمدة في أمر التقية؟
لقد قال بعض شيوخهم المعاصرين :إن المر قسد تغيسر ..وأنسه ل تقيسة اليسوم
عند الشيعة ..لن الشيعة إنما التزمت بالتقية بسبب الظلسسم الواقسسع عليهسسا فسسي
العصور البائدة ،أما وقد ارتفسسع الظلسسم اليسسوم فل تقيسسة ول كسسذب ول نفسساق ،بسسل
صدق وصراحة ووضوح.
يقول شيخهم محمد جواد مغنية" :إن التقيسسة كسانت عنسد الشسيعة حيسسث كسان
العهد البائد عهد الضغط والطغيان ،أما اليوم حيث ل تعرض للظلم فسسي الجهسسر
بالتشيع فقد أصبحت التقية في خبر كان" ]مغنية /الشيعة فسسي الميسسزان :ص ،52س ،345
أهل البيت :ص .[.67 ،66
ويقول" :قال لي بعض أسسستاذة الفلسسسفة فسسي مصسسر :أنتسسم الشسسيعة تقولسسون
بالتقية..
فقلت له :لعن الله من أحوجنا إليها ،اذهب الن أنى شسسئت مسسن بلد الشسسيعة
فل تجد للتقية عينا ً ول أثرًا ،ولو كانت دينا ً ومذهبا ً في كل حال لحسسافظوا عليهسسا
محافظتهم على تعاليم الدين ومبادئ الشريعة" ]الشيعة في الميزان :ص .[.25
وكسسذلك يقسسول مجموعسسة مسسن أعلمهسسم المعاصسسرين ممسسن يوصسسفون عنسسدهم
"بالمراجع واليات" بأن التقية عند الشيعة ل تسسستعمل إل فسسي حسسال الضسسرورة،
وذلك عند الخوف على النفس ،أوالمال ،أو العرض ،ول تختسسص الشسسيعة بهسسذا..
وإنما تميز الشيعة بهذا العتقاد لكثرة وقوع الظلم عليهم ]انظر :أقوالهم في ذلسسك:
محمد حسين كاشف الغطا /أصل الشيعة ص ،153-150عبد الحسين الموسوي /أجوبة ومسسسائل
جار الله ص ،70-68عبد الحسين الرشتي /كشف الشتباه ص ،130محسن المين /الشسسيعة بيسسن
631
الحقائق والوهام ص ،158وما بعدها ،القزويني /الشيعة في عقائدهم وأحكامهم ص ،346هاشسسم
الحسيني /دراسات في الحديث والمحدثين ص 326وما بعدها ،وغيرها.[.
فهل ما يقوله هؤلء حقيقة ،أو أن المر تقية على التقيسسة ،وتسسستر علسسى هسسذا
المعتقد مسسادام أمرهسسم قسسد افتضسسح ،ومسسذهبهم قسسد انكشسسف أمسسام المسسسلمين؟
فلنتعرف على حقيقة المر ،وجلية الخبر..
ً
إننا لو قلنا معهم بأن التقية عندهم قد ارتفعت كلي سا ،ولسسم يعسسد للشسسيعة سسسر
تكتمه ،ول معتقد تتقيه بل تجاهر بكل ما عندها أمام المسلمين بكسسل الصسسراحة
والوضوح ..فإن أثر التقية لم ينته ،وإعمال شيوخهم للتقيسسة فسسي نصوصسسهم لسسم
يتوقف ،وهذا هو الخطر الكبر والسسداء العظسسم والسذي قسد ل يعرفسه مسسن ليسس
على صلة بكتبهم الساسية.
ً ً
إن الخطورة تتمثل في أن مبدأ التقية عندهم قد عطسسل تعطيل تامسا إمكانيسسة
استفادة الشيعة مما في كتبهم المعتمدة من نصوص توافق ما عند المسلمين،
وتخالف ما شذوا به مسسن عقسائد وآراء ..ذلسك أنسه مسسا مسن رأي -فسي الغسالب -
شذوا به عن المسلمين إل وتجد عندهم بعض الروايات التي تنقضه من أصسسله،
ولكن الشيخ الشيعي يتعامل مع تلك الروايات التي تنقض شذوذهم وتوافق ما
عند المسلمين وتخالف ما درج عليه قومه بأنها إنما خرجت من المسسام مخسسرج
التقية ..ول يختلف في تطبيق هذا المنهج شيوخهم المعاصسسرون عسسن شسسيوخهم
القدامى..
ولذلك تجد أن من قواعدهم الصسسولية -والسستي كمسسا قررتهسسا كتبهسسم القديمسسة
]انظر :ص 411وما بعدها .[.قررتا كتبهم الحديثة ]انظر :تعارض الدلة /تقرير لبحاث محمد
باقر الصدر /نشرها محمود الهاشمي ص ،3وانظر أيضًا :مجلة رسالة السلم السستي تصسسدرها كليسسة
ه بحسث وظيفسة المجتهسد عنسد أصول السدين ببغسداد ،العسدد ) (4-3السسنة الخامسسة ،شسوال 1391
تعارض الدلة ،داود العطار ،مدرس التفسير وعلوم القرآن فسسي الكليسسة ص ) 133والكليسسة شسسيعية،
ومجلتها تعتمد في أبحاثها على كتب الشيعة( [.أيضًا -المر بالخذ بما خالف العامسسة -أي
أهل السنة -وذلك عند اختلف الحسساديث فسي كتبهسسم بحجسسة أن الحساديث السستي
توافق ما عند أهل السنة محمولة على التقية.
وإذا لوحظ أن أحاديثهم متناقضة ومتضادة ويوجسسد فيهسسا فسسي مختلسسف أبسسواب
العقائد والحكام ما يوافسسق مسسا عنسسد المسسسلمين أدركنسسا خطسسورة معتقسسد التقيسسة
عندهم وآثاره السسسيئة فسسي إبقسساء الخلف بيسسن المسسسلمين ..وتنسساقض أحسساديثهم
ليست دعوى ندعيها ،بل حقيقة يقررها شيوخهم حتى اعترف الطوسي بسسأنه ل
يكاد يوجد عندهم حديث إل وفي مقابله ما يضاده ]انظر :الطوسسسي /تهسسذيب الحكسام:
،1/2وقد مضى بنصه.[.
وهذا ما يعترف به الطوسي صاحب كتسسابين مسسن أصسسولهم الربعسسة المعتمسسدة
في الحديث ،وصاحب كتابين من كتبهم الربعة المعتمدة في الرجال.
ولم يجد الطوسي ما ينقذه وشيعته من التناقض في رواياتهم إل القول فسسي
كل ما يوافق جمهور المسلمين ويخالف شذوذهم ،بسسأن ذلسسك ورد علسسى سسسبيل
التقية ،ويتمثل هذا في عشرات المثلة في كتابي التهذيب ،والستبصسسار ]انظسسر:
الستبصار 66 ،65 ،64 ،63 ،62 ،61 ،1/60 :إلخ.[.
فكانت عقيدة التقية حيلة لرد السنن الثابتسسة ،ومنفسسذا ً للغلسسو ،ووسسسيلة لبقسساء
الفرقة والخلف ،فكيف يقال :إن التقية ارتفعت اليسسوم وشسسيوخ الشسسيعة كلهسسم
يعلمون بموجبها في رد النصوص ]إن جمع نصوصهم المتفرقسسة فسسي كتبهسسم والسستي تخسسالف
شذوذهم والتي ردوها بحجة التقية ..إن القيام بهذا عمسسل نسسافع فسسي هسسذا العصسسر ..وقسسد بسسدأ بعسسض
632
علماء الهند وباكستان هذا "المشروع" انظر مث ً
ل :منسساقب الخلفسساء الربعسسة فسسي مؤلفسسات الشسسيعة/
للشيخ عبد الستار التونسوي ،ولعل أول من بدأ ذلك شاه عبد العزيسز السدهلوي فسي كتسابه التحفسة
الثني عشرية[.؟!
وكما كان معتقد التقية سدا ً منيعا ً حال دون اسسستفادة الشسسيعة مسسن الروايسسات
التي رووها في كتبهم عن الئمة والتي توافق ما عند المسسة ..كسسذلك فسسإن مبسسدأ
التقية منع تأثير كل صوت عاقل معتدل ينشأ بينهم ،وحرمهم من النتفاع به.
ولعل من وضع هذه العقيسسدة أراد لهسسذه الطائفسسة أن تبقسسى هكسسذا لتستعصسسي
على الصسسلح وتمتنسسع عسسن الهدايسسة ..وهسسذا ليسسس مجسسرد كلم نظسسري ل يسسسنده
الواقع ..بل إن واقع الشيعة يشسسهد بسسذلك ..فمثل ً مسسن أعظسسم مصسسائب الشسسيعة
وبلياها :أساطير نقص القرآن وتحريفه والتي سرت في مسذهبهم وفشست فسي
كبتهسسسم ..وحينمسسسا تصسسسدى لسسذلك شسسسيخهم المرتضسسسى وابسسسن بسسسابويه القمسسسي،
والطبرسي ..ونفوا عن مذهب الشيعة هسسذه المقالسسة ..حمسسل ذلسسك طائفسسة مسسن
متأخري شيوخهم كنعمة الله الجزائري ،والنوري الطبرسي -حملسوا ذلسسك علسسى
التقية ]انظر :ص) (279من هذه الرسالة.[.
فكيف يقال :إن التقية انتهت في مذهب الشيعة ..وهي تستخدم في كسسل آن
لزهاق الحق وإبطاله؟! ولما قام شيخهم الطوسي بتفسير كتاب الله ..وحاول
التخلص من تلسسك النزعسسة الباطنيسسة المغرقسسة فسسي التأويسسل ..والمألوفسسة عنسسدهم
ورغب الستفادة من آثار السلف في تفسير القسسرآن ..حمسسل شسسيوخهم صسسنيعه
هذا على التقية ]انظر :ص) (199-198من هذه الرسالة.[.
فأنت تلحظ أن هذه العقيدة قد أصبحت معول ً هداما ً يستخدمه غلة الشيعة
لبقاء هذه الطائفة في دائرة الغلو والبعد بها عن جماعة المسلمين أو السلم
كله ..فكيف يقال إن عهد التقية قسد انتهسى وآثارهسا السسسامة تسسري فسي كيسان
المذهب ،وتعمل فيه هدما ً وتخريبًا؟!
وإذا كان اليوم حيث ساد الكفر والضعف أمر المسلمين قسسد ارتفعسست التقيسسة
عند الشيعة فيه كما كان يقول شيعة هذا الزمن ..فما هو العصسسر السسذي لزمتسسه
فيه الشيعة مبدأ التقية؟
إنهم يعتبرون عهد الخلفاء الثلثة وعصر السلم الذهبي هو عهد تقية وكأنهم
يقولون بأن وضع المسلمين في وقتنا هذا أفضل من وضعهم في عهد الخلفسسة
الراشسدة ولهسسذا قسرر المفيسسد بسأن عليسا ً كسسان يعيسش فسسي عهسد الخلفساء الثلثسة
مستعمل ً للتقية والمداراة ،ويشّبه حاله بحال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يعيش بين ظهراني المشركين قبل الهجرة ]وقد مضى نقل النسسص فسسي ذلسسك عسسن
مفيسسدهم ص ..[.44-43 :فيعتسسبر الصسسحابة رضسسوان اللسسه عليهسسم فسسي عهسسد الخلفسسة
الراشسدة كالمشسسركين السذين عاصسسرهم الرسسسول صسسلوات اللسسه وسسلمه عليسسه
وعلقة علي معهم كعلقة رسول الله مع المشركين!!
فالوقت الذي يضعف فيه أمر المسلمين هو وقت عز الشيعة وتخلصسسها مسسن
التقية ..لن لهم دينا ً غير دين الصحابة ..الذي تلقوه عن نبيهم.
والقرن الذي شهد لسه الرسسول بالخيريسة ،والجيسل السذين رضسي اللسه عنهسم
ورضوا عنه هو عهد تقية ،وجيل كفر في قواميس هذه الزمرة الحاقسسدة ..السستي
أضسسلت قومهسسا سسسواء السسسبيل ..ولمسسا احتسسارت هسسذه "الزمسسر" المتسسواطئة علسسى
الضلل في عهد الخلفة الفعلي لمير المؤمنين علي رضسسي اللسسه عنسسه ،لن لسسه
أقوال ً وأعمال ً تخالف ما قالوه لتباعهم ،اعتبروا عهد علسسي -أيضسا ً -عهسسد تقيسسة
لنه ل مخسسرج لهسسم إل ذلسسك ..يقسسول شسسيخهم نعمسسة اللسسه الجسسزائري الموصسسوف
633
عندهم بس"السيد السند والركن المعتمد" :ولما جلس أميسسر المسسؤمنين ]أي جلسسس
على كرسي الخلفة [.رضي الله عنه لم يتمكن من إظهار ذلسسك القسسرآن ]هسسو القسسرآن
الغائب مع مهديهم المنتظر -كما يفترون -راجع ص 257وما بعدها و [.874وإخفاء هسسذا لمسسا
فيه من إظهار الشيعة على مسسن سسبقه كمسسا لسم يقسدر علسسى النهسي عسن صسلة
الضحى ،وكما لم يقدر على إجراء متعة النساء ،كما لم يقدر على عزل شسسريح
عن القضاء ومعاوية عن المارة ]نعمة الله الجزائري /النوار النعمانية.[.2/362 :
هكذا يصسسرفون "الوقسسائع" السستي تثبسست مسسذهب علسسي الحقيقسسي عسسن مسسدلولها
بدعوى التقية ..فأي ضرورة لستعمال التقيسسة حينئذ ،ولسسسيما أن المسسر يتعلسسق
بأصسسل هسسذا السسدين وهسسو القسسرآن ..وأي حاجسسة للتقيسسة فسسي عهسسد عسسز السسسلم
والمسلمين ..فكيف يقال بعد هذا إن عهد التقيسسة انقضسسى وديسسن الشسسيعة قسسائم
عليهسسا وشسسيوخ الشسسيعة يوجهسسون سسسفينة التشسسيع إلسسى بحسسر الهلك تحسست علسسم
"التقية"
؟
ثم إن المتأمل لنصوصهم ل يجد أن التقية يلجأ إليها عند الضسسرورة ،بسسل إنهسسا
قد استغلت للكذب والخداع وتحليل الحرام وتحريم الحلل ،حسستى إن روايسساتهم
تقول بأن الئمة كانت تستعملها في مجلس ل يوجد به من يتقونه ،وليس هناك
أدنى مسوغ لها ،كم سلف ذكر شواهد ذلك ]انظر :فصل التقية من هذه الرسالة805 :
وما بعدها.[.
وإذا كانت التقية ل تزال تعمل عملها في المذهب الشيعي ،وإنهسسا اسسستعملت
كما تقرر رواياتهم -في غير ضرورة ،بل تمارس عن حب ورغبسسة ل عسسن خسسوف
ورهبة ،وتستعمل في جو شيعي خالص ..ويفسر القرآن على غير وجهه باسسسم
التقيسسة حسستى إن إمسسامهم فسسسر آيسسة مسسن كتسساب اللسسه فسسي مجلسسس واحسسد بثلثسسة
تفسيرات مختلفة متباينة ..واعتبر ذلك من قبيسل التقيسسة كمسسا سسسلف ]انظسسر :ص)
(815من هذه الرسالة .[.مع أنه ل يتصور عاقل أن يتقي فسسي تفسسسير القسسرآن فسسي
عهد عز السلم والمسلمين! فإذن التقية لم تسسستعمل فسسي مجسسال الضسسرورة..
ولم ينته أثرها في مذهبهم.
وقد أكد شيخهم المعاصسسر محمسسد صسسادق روحسساني والملقسسب عنسسدهم ب"اليسسة
العظمى" بأن للتقية في دين الشيعة مجالت غير مجال الضرورة ،وذلك حينما
قسم التقية عندهم إلى أربعة أقسام:
التقية الخوفية ،والتقية الكراهية ،والتقية الكتمانية ،والتقية المداراتية ]محمسسد
صادق روحاني /رسالة في التقية )ضمن كتاب المر بالعروف والنهسسي عسسن المنكسسر لسسه أيضسسا( :ص
.[.149-148
فهؤلء الذين يقولون إن الشيعة ل تعمل بالتقية إل عند الضرورة إنما ينطبق
كلمهم على تقية الخوف والكراه ،ل تقية الكتمان والمداراة ..وهذا يسدل علسى
أن التقية ل تزال تستخدم عند الشيعة ،لن مجالها أوسع مسسن مجسسال الضسسرورة
والخوف ..فاستحلوا باسم تقية الكتمان والمداراة الكسسذب والخسسداع والسستزوير..
كما سيأتي شواهد من ذلك في أعمال المعاصرين.
ومع ذلك كله فإن في كتب الشيعة المعتمدة نصوصا ً ثابتسسة عنسسدهم تؤكسسد أن
التقية ل يجوز رفعها بحال من الحوال حتى يرجع مهديهم المنتظسسر مسسن غيبتسسه
وتاركها في زمن الغيبة كتارك الصلة؛ بل مسسن تركهسسا عنسسدهم فقسسد فسسارق ديسسن
المامية!!
634
فكيف يقول مغنية :إن زمن التقية قد انتهسسى ،فهسسل يجهسسل حقيقسسة مسسذهبه أو
ماذا؟
وقد تناقلت كتبهم المعتمسسدة روايتهسسم السستي تقسسول" :فمسن تسرك التقيسسة قبسل
خروج قائمنا فليس منا" ]الطبرسي /أعلم الورى :ص ،408ابسسن بسابويه /إكمسسال السسدين :ص
،210الحر العاملي /وسائل الشيعة ،466-11/465 :وانظر :أصول الكافي.[.1/217 :
وقرر شيخهم وآيتهم في هذا العصر محمد باقر الصدر أن أخبارهم فسسي هسسذا
الشأن هي "من الكثرة إلى حد الستفاضة بسسل التسسواتر" ]تاريسسخ الغيبسسة الكسسبرى :ص
[.353وعلل المر بالتقية إلى خروج القائم بقوله :لن تركها يسسؤدي "إلسسى بطسسء
وجود العدد الكافي مسسن المخلصسسين الممحصسسين ،السسذين يشسسكل وجسسودهم أحسسد
الشرائط الساسية للظهور" ]تاريخ الغيبة الكبرى :ص [.354-353للمهدي عندهم.
ورواياتهم تجعل التقية تسعة أعشار السدين عنسدهم ،وتنفسي اليمسان عمسن ل
تقية له ]انظر :ص) (807من هذه الرسالة .[..ول تستثني وقتا ً دون وقت.
إذن هل يجهل مغنية وغيره من شسسيوخ الشسسيعة هسسذه الحقسسائق فسسي مسسذهبهم
حتى يقولوا :انتهى عهد التقية ،وإن التقية ليست بدين لهم؟! أعتقد أن القسسارئ
لنصوصهم والتي عرضنا شيئا ً منها ينتهي إلى الحكم السسذي انتهسسى إليسسه السسستاذ
محمود الملح ]السسستاذ محمسسود الملح عسسالم عراقسسي معاصسسر تصسسدى لمسسؤامرات الشسسيعة فسسي
العراق لنشر التشيع باسم الوحدة السلمية وذلسسك عسسبر صسسفحات جريسسدة السسسجل ،وعسسبر رسسسائل
أصدرها في هذا الشأن ،من كتبه "الوحدة السلمية بين الخذ والرد" [.حينما قسسال :إن قسسول
مغنية :انتهى عهد التقية اليوم عند الشيعة إنمسسا هسسو تقيسسة علسسى التقيسسة ]مجمسسوع
السنة.[.1/111 :
وفي كتاب الوافي الجامع لكتبهم الربعة المعتمدة في الحديث ما يشير إلى
أن ما يقوله مغنية وغيره من المدافعين عن التشيع حول ارتفاع التقية إنما هو
جزء من أعمال التقية وتكاليفها وهو أمر مطلوب من كل رافضي حسستى يمكسسن
أن يستفيدوا من عقيدة التقية .يقول الوافي :عن حسسان بسن أبسسي علسي قسال:
سمعت أبا عبد الله يقول:
ل تذكروا سرنا بخلف علنيتنا ،ول علنيتنا بخلف سسسرنا ،حسسسبكم أن تقولسسوا
ما نقول وتصمتوا عما نصمت ..إلخ.
قال صاحب الوافي في شرح هذا النص" :يعني ل تظهروا للنسساس مسسا نكتمسسه
عنهم ،ول تقولوا لهم إن سرنا غير موافسسق لعلنيتنسسا ،وإنسسا نكتسسم عنهسسم غيسسر مسسا
نظهر لهم ،ونظهر غير ما نكتم ،فإن ذلك مفوت لمصلحة التقية التي بها بقاؤنا
وبقاء أمرنا؛ بل كونوا على ما نحن عليه ،قائلين ما نقول ،صامتين عما نصمت،
موافقين لنا غير مخالفين عن أمرنسسا" ]الفيسسض الكاشسساني /السسوافي ،كتسساب الحجسسة ،بسساب
النوادر ،المجلد الول.[.2/60 :
فكأنه يقول بأسلوب مغنية :ل تقولوا للناس إن عهد التقية باق ،وإن ظاهرنسسا
يخالف باطننا ،فإن ذلك يلغي فائدة التقية.
وهل ينتظر من مغنية وهو يتحدث -كما يقول -لساتذة الفلسفة فسسي مصسسر
-هل ينتظر منه أن يقول :إن التقية باقية ..وإننا نتعامل معكم بموجبها ..إن ما
قاله ينسجم مع مذهبه الذي يوجب التكتم على التقية ذاتها.
ومن يقرأ في المكتبسة الشسيعية المعاصسرة ويتأمسل ويقسارن يسرى أن العمسل
بالتقية لم يتوقف.
635
وقد رأينا فيما سلف كيف أنهم ينفون عن مذهبهم ما هو من أصوله كمسألة
الرجعة ،وينكرون وجود نصوص توجد في العشرات من كتبهم ..كما أنكسسر عبسسد
الحسين النجفي وجود قول أو نسسص لهسسم فسسي نقسسص القسسرآن أو تحريفسسه -كمسسا
سلف -بل إن الشيخ الواحد يتناقض في أقسسواله ،لنسسه يتحسسدث بمسسوجب التقيسسة
حسب المقام ،وحسب من يتحدث إليه ..فهسسذا مغنيسسة -نفسسسه -والسسذي يقسسول
بارتفاع التقية يقول :إن الشيعة ل ينالون من مقام الصحابة وذلك في تفسيره
الكاشف ،ثم في كتابه "فسسي ظلل نهسسج البلغسسة" يتنسساول كبسسار الصسسحابة بالنقسسد
والتجريح ..كما مضى ]انظر :ص) (1109من هذه الرسالة.[.
ويقول :إن المامة ليست أصسل ً مسن أصسسول ديسسن السسلم ،وإنمسا هسسي أصسل
لمذهب التشيع فمنكرها مسلم إذا اعتقد بالتوحيد والنبوة والمعاد ولكنسسه ليسسس
ا ..يقول هذا في كتابه "مسسع الشسسيعة الماميسسة" ]مسسع الشسسيعة الماميسسة :ص 268 شيعي ً
)ضمن كتاب الشيعة في الميزان( .[.ولكنه يقول في كتابه الخسسر "الشسسيعة والتشسسيع"
في عيد لهم يسمونه "عيد الغدير" ]وتنسج الشيعة حول هذا العيسسد أسسساطير كسسثيرة تسسدول
حول النص على علي بالمامة ،وانظسسر فسسي مناقشسسة ذلسسك :ابسسن تيميسسة /منهسساج السسسنة،87-4/84 :
المنتقى :ص .[.466
يقول" :إن احتفالنسسا بهسسذا اليسسوم هسسو احتفسسال بسسالقرآن الكريسسم ،وسسسنة النسسبي
العظيم بالذات ،احتفال بالسلم ويوم السلم ..إن النهي عن يوم الغدير تعبير
ثان عن النهي بالخذ بالكتاب والسنة وتعاليم السلم ومبادئه" ]الشسسيعة والتشسسيع:
ص ) 258ضمن كتاب الشيعة في الميزان( ..[.ثم استشهد بما قسساله شسسيخهم المعاصسسر
عبد الله العليلي وهو" :أن عيد الغدير جزء من السلم ،فمن أنكره فقد أنكسسر
السلم بالذات" ]الشيعة والتشيع )الهامش( ص ،258وقد قال العليلي هذا الكلم في خطبة
أذاعتها محطة الذاعة اللبنانية في 18ذي الحجة سنة 1380ه )الشيعة والتشيع ص .[.(258
وبالمقارنة بين النصين تتضح الحقيقة؛ فهو فسسي النسسص الول يقسسول :إن مسسن
أنكر المامة فهو مسلم ،وفي النص الخر يحكم على منكر عيد الغسسدير والسسذي
هو بدعة من بدع الشيعة ما أنزل الله به من سسسلطان ،يحكسسم علسسى أن منكسسره
منكر للسلم بالذات ..فهل من وجسسه لتأويسسل هسسذا التنسساقض الواضسسح إل التقيسسة
التي تغلغلت في أعماقهم.
ولكن أي القولين هو الحقيقة والذي يمثل مذهب الشيعة ..إن النسسص الخيسسر
بل شك هو الذي يتفق مع ما جاء في مصادرهم القديمة ..ولعل ما قاله فيه هو
حقيقة مذهبه ،وقد انكشف في ظل الحمسساس وفسسورة العاطفسسة السستي صسساحبت
الحتفال بالعيد المزعوم.
ولقد أخرجت المكتبة الشيعية "المعاصرة" كتبا ً للدعوة للتشيع ونشسسره بيسسن
أهل السنة ..ولعل المطلع على هذه الكتب يدرك أن واضعها أحسد رجليسن ،إمسا
زنديق ملحد هدفه إضلل عباد الله بالكذب والخداع ،أو رافضي جاهل اسسستحل
باسم التقية كل شيء.
لكن العقد العام الذي ينتظمها ،والصل الذي تنتمي له هو التقية ،ولذلك لسسم
نر انتقادا ً لها في الوسط الشيعي كله على الرغم مسسن ظهسسور عنصسسر "الكسسذب
فيها".
ومن أبرز المثلة على ذلك كتاب يسمى "المراجعات" وضعه آيتهم العظمى
عبد الحسين شرف الدين الموسوي.
636
ولقد اهتم دعاة "الرفض" بهذا الكتاب ،وجعلسسوه وسسسيلة مسسن أهسسم وسسسائلهم
التي يخدعون بها الناس ،أو بعبارة أدق يخدعون به أتباعهم وشيعتهم ،لن أهل
السنة ول سيما أهل العلم فيهم ل يعلمون شيئا ً عن هذا الكتسساب ول غيسسره مسسن
عشرات الكتب التي تخرجها مطابع الروافض ..اللهم إل من له عنايسة واهتمسسام
خاص بمذهب الشيعة.
ولقد زاد كلفهم بهذا الكتاب وعنايتهم بترويجه ونشره حتى طبع هذا الكتسساب
أكثر من مائة مرة كمسسا زعسسم ذلسك بعسسض الروافسض ]أحمسسد مغنيسسة /الخمينسسي أقسسواله
وأفعاله :ص ..[.45وقد تكون فتنة هذا الكتاب بين التباع الغرار مثل فتنسسة كتسساب
ابن المطهر الحلي الذي كشف باطله شيخ السلم فسسي منهسساج السسسنة ..ولعسسل
الله يهيء السسسباب لتعقسسب هسسذه "الكذوبسسة" وفضسسحها فسسي دراسسسة مسسستقلة..
وسأشير هنا بإيجاز إلى بعض ما فيه:
الكتاب عبارة عن مراسلت بين شسسيخ الزهسسر سسسليم البشسسري وهسسو -بزعسسم
الرافضي -يمثل أهل السنة ويستدل لمذهبها ..وبين عبسسد الحسسسين وهسسو يمثسسل
الشيعة ويستدل لمذهبها ..وانتهت هذه المراسلت بإقرار شسسيخ الزهسسر بصسسحة
مذهب الروافض وبطلن مذهب أهل السنة ..والكتاب بل شك مكيدة رافضسسية،
ومؤامرة مصنوعة لترويج مذهب الرفض.
والذي يعرف مذهب الرافضة عسسن كثسسب ويتعامسسل مسسع كتبهسسا ل يسسستنكر هسسذا
السلوب ،إذ ل جديد فيها ..فهو أسلوب قديم درج عليسسه الروافسسض ..فقسسد كسسان
من دأبهم وضع بعض المؤلفات المشتملة على مطاعن فسسي الصسسحابة ،وبطلن
مذهب أهل السنة ،وغيرها مما يؤيد مذهبهم ..ونسبة ذلك لبعض مشاهير أهسسل
السنة.
وقد عقد الشوكاني في كتسسابه "الفسسوائد المجموعسسة" مبحث سا ً بعنسسوان "النسسسخ
الموضوعة" وبعد عرضه لها ذكر أن أكثرها من وضسسع الرافضسسة وهسسي موجسسودة
عند أتباعهم ]الفوائد المجموعة :ص .[.425
كما أشار اصحب التحفة الثني عشرية لهذا السلوب ومثسسل لسسه بكتسساب سسسر
العالمين ،وقال إنهم نسبوه إلى المام أبسسو حامسسد الغزالسسي وشسسحنوه بالهسسذيان،
وذكروا في خطبته عن لسسسان المسسام وصسسيته بكتمسسان هسسذا السسسر وحفسسظ هسسذه
المانة.
"وما ذكر في هذا الكتاب فيه عقيدتي؛ ومسسا ذكسسر فسسي غيسسره فهسسو للمداهنسسة"
]مختصر التحفة الثني عشرية :ص ،33وانظر :السويدي /نقض عقائد الشيعة :ص .[.25
وقد رأيتهم في بعض مؤلفاتهم المعاصسسرة يرجعسسون لهسسذا الكتسساب ويحتجسسون
ببعض ما فيه على أهل السنة ]انظر مثل ً -مصادر كتاب "كشف الشسستباه" للرافضسسي عبسسد
الحسين الرشتي والمطبوع في المطبعة العسكرية بطهران في 1368ه.[.
ه ،وفسسي القسساهرة سسسنة وقد طبع هذا الكتاب عدة طبعات ]طبع في بومباي سنة 1314
ه ،وفي طهران ،بغير تاريخ) .انظر :عبد الرحمن بدوي /مؤلفات الغزالي ص
ه ،وسنة 1327
1324
.[.(225
وقد ذكر د .عبد الرحمن بدوي :أن ثلثة من المستشرقين ذهبوا إلسسى القسسول
بأن الكتاب منحول )جولد تسسسيهر ،بويسسج ،ومكدونلسسد( ]مؤلفسسات الغزالسسي :ص ،[.271
ويذهب عبد الرحمن بسسدوي إلسسى هسسذا السسرأي ويقطسسع بسسه ويحتسسج لسسذلك فيقسسول:
"والمر الذي يقطع بأن الكتاب ليس للغزالي هو ما ورد في ص 82من قسسوله:
"أنشدني المعري لنفسه وأنا شاب في صحبته يوسف بن علي شسسيخ السسسلم"
637
ه( ،فكيسسفه( بينمسسا ولسسد الغزالسسي سسسنة ) 450فسسإن المعسسري تسسوفي سسسنة ) 448
ينشده لنفسه" ]مؤلفات الغزالي :ص ،271والغريب أني رأيت الذهبي -رحمسه اللسه -ينسسب
هذا الكتاب إلى أبي حامد الغزالي )ميزان العتدال ،(1/500 :فقد يكون هذا المر قسسد فسسات علسسى
قد فألف الروافض كتابا ً يحمسل اسسم ذلسكالمام الذهبي ،أو يكون للغزالي كتاب بهذا العنوان قد فُ ِ
الكتاب المفقود ونسبوه للغزالي![.؟
والغرض من فتح صفحة الماضي هنا هو الشارة إلسسى أن كتسساب المراجعسسات
هو حلقة مسن حلقسات ،ومسؤامرة مسن سلسسلة مسؤامرات ضساربة جسذورها فسي
أعماق الزمن مرد على فعلها الروافسسض ..حسستى ل يفقسسدوا أتبسساعهم ،ولينشسسروا
"الفتنة" والرفض بين المسلمين.
وأرجح القول إلى كتاب "المراجعات" للشارة على سبيل اليجاز إلى بعسسض
المارات التي تؤكد وضعه:
ل :مما يقطع بوضعه أن أسلوب الرسائل المسجلة في كتسساب المراجعسسات أو ً
والتي تمثسسل شخصسسيتين مختلفسستين فكسسرا ً وثقافسسة وعلمسا ً ووضسسعا ً اجتماعيسا ً هسسو
أسلوب واحد ل تغاير فيه ول تمايز مما يقطع بأن واضعها هو شخص واحد وهو
عبد الحسين.
ثانيًا :أن شيخ الزهر وهو في ذلك الوقت شيخ الزهر بالعلم والمكانة ل فسسي
المنصب والوظيفة ظهسسر فسسي هسسذه الرسسسائل بصسسورة تلميسسذ صسسغير ،أو طسسالب
مبتدئ ،وظيفته التسليم لكل ما يقوله هذا الرافضي؛ بل والثناء والتعظيم لكسسل
حرف يسطره ،حتى ولو كان جواب الشيعي هو تفسير باطني ل تربطه بآيسسات
القرآن أدنى رابطة ]انظر تأويلته الباطنية لكتاب الله في "مراجعاته" ص ،[.73-62 :يدرك
ضلله صغار أهل العلم عند أهل السنة؛ بل قد ينكره عوامهم ،أو توثيق لحديث
موضوع ،أو تأكيد على خرافة من الخرافات.
لقد نقل هذا الرافضي إقرار شيخ الزهر بصحة وتواتر أحاديث هي عند أهسسل
الحديث ضعيفة؛ بل موضوعة ،ول يجهل ضسسعفها ،أو وضسسعها صسسغار المتعلميسسن،
فضل ً عن شيخ الزهسسر وفسسي ذلسسك السسوقت بالسسذات السسذي ل يصسسل إلسسى منصسسب
المشيخة إل من ارتوى من معين العلم وتضلع في علوم السلم ]انظسسر مسسا نسسسبه
إليسسه مسسن ذلسسك -مثل ً -فسسي ص 60-55مسسن المراجعسسات ،وانظسسر البينسسات فسسي السسرد علسسى أباطيسسل
المراجعات :ص 45وما بعدها.[.
وليس ذلك فحسب؛ بل إن هذا الرافضي صور شسسيخ الزهسسر بصسسورة العسساجز
عن معرفة مواضع أحاديث في كتب أهل السسسنة ل فسسي كتسسب الشسسيعة ،فنجسسده
يطلب من هذا الرافضي أن يذكرها له ]انظر -مثل ً :-المراجعات :ص .[.237
فهل يجهل شيخ الزهر مثل ذلك ،وهل يعجسسز عسسن البحسسث ولسسديه المكتبسسات،
وهل يضطر إلى تكليف هذا الرافضي ولديه علماء الزهر وطلبسسه ،ومسستى صسسار
الرافضي أمينا ً في نقل الحديث عند محدثي السنة؟!!
ثالثًا :ولقد جاء نشر الرافضي للكتاب خاليا ً من أي توثيق ،فلسسم يسسرد فيسسه مسسا
يثبت صحة تلك الرسائل بأي وسيلة من وسائل التوثيق كأن يثبت صورا ً لبعض
الرسائل المتبادلسسة والسستي بلغسست -حسسسب مسسدعاه 112 -رسسسالة نصسسيب شسسيخ
الزهر منها 56رسالة.
م لم يثبت ولسسو رسسسالة واحسسدة تشسسهد لقسسوله.. وهذه الرسائل كانت خطية فل ِ َ
ولسيما في رسائل حملت أمرا ً في غاية الخطورة وهو تحول شيخ الزهر مسسن
مذهب أهل السنة إلى مذهب الرافضة ..وانتقاله من الحق إلى الباطل ،وعجز
638
الرافضي عن إقامة هذا الدليل برهان بطلن دعواه ،وكذب نسبه تلك الرسائل
إلى الشيخ سليم ..بل انتفاء الموضوع من أساسه.
ولقد جاءت هذه الدعوى ،من هذا الرافضسسي فقسسط ،ولسسم يصسسدر مسسن الشسسيخ
سليم أي شيء يدل على ذلك ،ولم يوجد لما يدعيه هذا الرافضسسي مسسن نسسسبته
إلى الرفض أي أثر في حياته.
بل إن هذا الرافضي لم يتجرأ على إخراج هذا "الكتاب" إل بعد عشرين سنة
من وفاة البشري ]توفي البشري سنة 1335ه )انظر ترجمته في العلم ،[.(3/180 :وأمام
عجزه عن إقامة الدليل على دعواه ..اضسسطر الرافضسسي أن يفضسسح نفسسسه فسسي
مقدمته لنه ل سبيل له لن يصنع رسائل تحاكي أسلوب البشري ،ول أن ينشر
صورة لرسالة من تلك الرسائل بخط البشري فسساعترف بوضسسع هسسذه الرسسسائل
فقال" :وأنا ل أدعي أن هذه الصحف تقتصر على النصوص التي تسسألفت يسسومئذ
بيننا ،ول أن شيئا ً من ألفاظ هذه المراجعسسات خطسسه غيسسر قلمسسي" ]انظسسر :مقدمسسة
المراجعات :ص .[.27فإذا كان لم يخط هذه المراجعات غير قلمه فلم يبهت شسسيخ
الزهر بهذا "المنكر"؟
ثم إنه أضاف إلى ذلك فضيحة أخرى بقوله" :إنه زاد فسسي هسسذه الرسسسائل مسسا
يقتضيه المقام والنصح والرشاد" ]مقدمة المراجعات :ص ،[.27وهذا اعسستراف آخسسر
بأنه نسب إلى شيخ الزهر ما لم يقله ،ولكن سوغ هذا الكذب بأنه مما يقتضيه
"النصح" وهذا عند أصحاب التقية مشروع.
ومادام القوم كذبوا على رسول الله صلى الله عليه وسسسلم وصسسحابته وأهسسل
بيته فهل يستكثر منهم بعد ذلك أن يكذبوا على الخرين..؟!
هذه صورة من صور التقية ،ومثال بارز من أمثلتها في هذا العصر.
والمثلة في هذا الباب كثيرة ..وصنوف الكذب باسم التقية متنوعة ومختلفة
تحتاج لبحث مستقل ]ومن المثلة -أيضا ً -كتاب يسمى" :لماذا اخترت مذهب الشيعة" وهسسو
يتضمن قصة مخترعة ومؤامرة مصنوعة تحكسي أن عالمسا ً مسن كبسسار علمساء السسنة يسسدعى "محمسد
مرعي النطاكي" قد ترك مسسذهب السسسنة وأخسسذ بمسسذهب الروافسسض بعسسد أن تسسبين لسسه بطلن الول،
والكتاب مليء بالدس والكذب والفتراء كما هي عادة الروافض بحكم عقيدة "التقية" عندهم.
وهل يغتر من تضلع بعلوم الشريعة بعقيدة الرفض فيؤمن بخرافتهم في انتظسسار الغسسائب والسسذي
يرتقبون خروجه من أحد عشر قرنًا ،أو بأسطورة الرجعة الستي ينتقمسون فيهسا مسن أحبساب رسسول
الله وأصهاره وبعض زوجاته أمهات المؤمنين أو بفرية البداء ..إلخ.
ل يغتر أحد بمثسل هسسذا المسسذهب ،ولهسذا حكسسى بعسسض السسلف أنهسم إنمسسا يخشسون البدعسسة علسى
العجمي أو الحدث ..أما من ارتوى من معين العلم الشرعي فل ينخدع بأكاذيب الروافض) .انظر:
مقدمة الرسالة ص (6:ولهذا قال أهل العلم بأن شيوخ الرافضسسة أحسسد الرجليسسن :إمسسا جاهسسل ،وإمسسا
زنديق )انظر :منهاج السنة.(4/77 :
وهذا "الباطني" المدعو بالنطاكي يدعي بأنه نزيل حلب ويشسسغل قاضسسي القضسساة علسسى مسسذهب
أهل السنة ،مع أنه ل يعرفه من رجال العلم في حلب أحد ..كما أجابني غير واحد مسسن أهسسل العلسسم
فيها منهم الشيخ عبد الفتاح أبو غدة وغيره.[.
وهذا السلوب في الوضع له خطورته ..وقسسد امتهنسسه الروافسسض ،وأصسسبح مسسن
أعمال التقية عندهم ،ولهذا ذكر السويدي أنه على هذه الطريقسسة نسسسبت كتسسب
كثيرة ول يعرفها إل من كان عارفا ً بمذاق كلم أهل السنة ]السسسويدي /نقسسض عقسسائد
الشيعة :ص ) 25مخطوط(.[.
وقد أجرى الله سبحانه الله على لسسسان بعسسض الروافسسض فسسأنطقهم بكشسسف
هذه الحقيقة فاعترف أحد أساطينهم المعاصرين عند الحديث عن كتاب سسسليم
بن قيس بأن هذا الكتاب وجملة أخرى من كتبهم موضسسوعة )أي مكذوبسسة علسسى
من نسبت إليه( لغرض صسسحيح ]الشسسعراني /تعليقسسات علميسسة )علسسى الكسسافي مسسع شسسرحه
639
للمازراني( .[.374-2/373فأنهم يستجيزون لنفسهم هذا "الوضع" مسسادام الغسسرض
صحيحا ً عندهم.
ول نسترسل في دراسة ذلك ]وهذا الباب يستحق دراسة خاصسسة لخطسسورته مسسن جسسانب،
ولهميته في كشف حقيقة مذهبهم من جانب آخر [.لضيق المجال ،ولن هذا الباب خاص
بالمعاصرين.
شيوخ الشيعة يعملون بالتقية مع أتباعهم:
والشيعة التي تزعم على لسان بعض علمائها ارتفاع التقية ل تسسزال تمسسارس
التقية ،ل مع أهل السسنة فحسسب كمسسا بينسسا ،بسل مسسا أتباعهسسا ..فسإن مسسن شسيوخ
المعاصرين من يعمل بالتقية )بإظهاره خلف ما يبطن( مع أتباعه من الشيعة.
وهذه ليست دعوى ندعيها ،بل حقيقة ثابتة باعترافهم ..لقد أحجم ثلثسسة مسسن
كبار علماء الشيعة عن إعلن مسألة فرعية فقهية في دينهم خوفا ً من العوام..
وكانوا يفتون بخطئها ،ويقولون بخلفها سرا ً ولخواصسسهم فقسسط ]مسسع أنهسسم مسسافتئوا
يتبجحون بفتح باب الجتهاد عندهم ..وإذا كان هذا موقفهم في مسألة فرعية فكيسسف يرجسسى منهسسم
إعادة النظر في أصولهم التي شذوا بها عن أمة السلم؟![.
ومن الطريف أن الذي كشف هذه الحقيقة هو من يقول بارتفاع التقية وهسسو
شيخهم محمد جواد مغنيسسة ،حيسسث قسسال" :أحسسدث القسسول بنجاسسسة أهسسل الكتسساب
مشكلة اجتماعية للشيعة ،وأوقعهم في ضيق وشدة وبخاصسسة إذا سسسافروا إلسسى
بلد مسيحي كالغرب ،أو كان فيه مسيحيون كلبنان ..وقد عاصرت ثلثة مراجسسع
كبار من أهل الفتيا والتقليد :الول :كان في النجف الشرف وهو الشيخ محمد
رضا آل يس ،والثاني :في قم وهسو السسيد صسدر السدين الصسدر .والثسالث :فسي
لبنان وهو السيد محسن المين ،وقد أفتوا جميعا ً بالطهارة ،وأسروا بسسذلك إلسسى
من يثقون به ،ولم يعلنوا خوفا ً من المهوشين ،على أن يس كان أجرأ الجميسسع،
وأنا على يقين بأن كثيرا ً من فقهاء اليوم والمسسس يقولسسون بالطهسسارة ،ولكنهسسم
يخشون أهل الجهل ،والله أحق أن يخشوه" ]مغنية /فقه المام جعفر الصادق :ص -31
.[.33
ويذكر مغنية في تفسيره "الكاشف" إن إمامهم الكسسبر السسيد الخسسوئي أسسّر
برأيه لمن يثق به ]مغنية /الكاشف.[.6/18 :
وكذلك يقول الرافضي "كاظم الكفائي" بأن إمامهم "الغطا" أفتى بالطهسسارة
لخاصته ،لن عقول العامة ل تحتمله ]نقل ذلك د .علسسي السسسالوس )انظسسر :فقسسه الماميسسة
ص -81الهامش(.[.
وقد علق على ذلك د .علي السسسالوس فقسسال :وهكسسذا يضسسيع العلسم ،ويفسسترى
على السلم ،لن أناسا ً ائتمنوا علسسى العلسسم فض سّيعوه وزّيفسسوه ،لنهسسم يخشسسون
الناس ول يخشون الله ]علي السالوس /فقه المامية :ص ) 81الهامش(.[.
وأقسسول :إن مسسن أسسسباب مراعسساة )أو تقيسسة( علمسساء الشسسيعة لجهسسال الشسسيعة
وعوامهم هو أن هؤلء هم مصدر رزقهم الذي يسلبونه منهم باسم الخمس.
وإذا كان هذا موقف خمسة من كبار مراجع الشيعة في العصر الحاضسسر إزاء
مسألة فرعية يجزمون بخطئها ،فكيف يرجى أن يستجيبوا لتعديل أصولهم؟!
ومن هذه الحقائق يتبين أن الشيعة ل يتركون تقيتهم ..ول يتخلون عنها حسستى
يقوم القائم كما تؤكده نصوصهم وأفعالهم.
وإن كان استعمال "التقية" عندهم يخف ويشتد بحسب الظروف والحوال..
أعني أنه كلما كانت للشيعة دولة وقوة كان التزامها بالتقية أضعف ،ونجسسد هسسذا
640
واضحا ً في مقارنة بين ما كتبه شيوخ الدولة الصفوية ،مثل :كتابسسات المجلسسسي
في بحار النوار ،ونعمة الله الجسسزائري فسسي النسسوار النعمانيسسة ،والكاشسساني فسسي
تفسير الصافي ،والبحرانسسي فسسي تفسسسير البرهسسان وغيرهسسم ،بحيسسث تجسسد منهسسم
الجرأة على إعلن كثير من الفكار التي كسسانت موضسسع السسسرية عنسسد الشسسيعة..
بالمقارنة إلى سابقيهم إبان قوة الدولة السلمية ،حيث نجسسد فسسي الغسالب فسي
نهاية كل نص من نصوصهم المر بحفظ السر وكتمان المبدأ ]انظسسر – مثل ً :-نسسص
عقيدة الطينة ص) (961-960من هذه الرسالة .[.حتى إن مسألة الوليسسة كسسانت موضسسع
السرية عندهم في بادئ المر ]انظر :ص) (658من هذه الرسالة..[.
وبعد ،هذه جملة من آراء المعاصرين وعقائدهم تبين نهجهم العقدي في هذا
العصر ..وما لم يكن فيه جديد أو دعوى جديدة عما مضى لسسم أتعسسرض لسسه ،لن
الصلة مادامت قائمة ووثيقة في أصول التلقي فل أمل في تغيير إلى الفضل.
وبهذا يتبين أن المعاصرين هم أخطر من سابقين؛ لنهم ورثوا كل ما صسسنعته
القسرون مسسن السدس والستزوير ،واعتسبروا تلسك مصسسادر معتمسدة ..ووفسسرت لهسم
"الطباعة الحديثة" انتشار الكتسسب عنهسسم ..وكسسان ضسسعف المسسسلمين سسسببا ً فسسي
زيادة نشاطهم ،وكان فشو الجهل وضعف السنة عامل ً من عوامل التسسأثر بهسسم،
وتأثير ضللهم.
الفصل الرابع
دولة اليات
وبعد أن تبين صلة الشيعة المعاصرين بقدمائهم ،وأن الرتبسساط قسسائم ووثيسسق
بينم ،بل إن ما كان يعد غلوا ً عند الماضين أصبح ضروريا ً عند المعاصرين ،فهل
ثمة حاجة بعد ذلك للوقوف عند دولتهم؟ أليس المر قد اتضح لكل ذي عينين؟
إن سسسبب تخصسسيص دولتهسسم الحاضسسرة بالدارسسسة والتقسسويم ،يعسسود إلسسى أمريسسن
أساسيين:
الول:
أنها طرحت بلسان زعيمها ،ونص دستورها فكرة جديدة في محيسسط التشسسيع
الثني عشري ،أثارت جدل ً بين شيوخ الشسسيعة بيسسن مؤيسسد ومعسسارض ،تلسسك هسسي
فكرة نقل وظائف المهسسدي وصسسلحياته بعسسد طسسول غيبتسسه ،وتسسأخر خروجسسه إلسسى
الفقيه الشسسيعي بالكامسسل كمسسا سسسيأتي تفصسسيله والحسسديث عسسن آثسساره ،حيسسث إن
الخميني استولى تماما ً على وظائف مهديهم المنتظر بعد قيام دولته.
السبب الثاني:
بأنه قيل إن هذه الدولة هي التي تمثل السلم في هذا العصر ،وشيوخها هم
المراجسسع للمسسسلمين ،ومؤسسسسها مسسن المجسسددين ،وراجسسع هسسذا علسسى بعسسض
المسلمين ،وقيل بعد قيام دولتهم بأنه قسسد عسساد "المسسذهب الشسسيعي إلسسى نقسسائه
الصيل ولء لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وحبا ً لل بيته حبسا ً صسادقا ً لسوجه
الله ل يفقد صاحبه احترام غيرهم من المسلمين وخصوصا ً صحابة رسول اللسسه
صلى الله عليه وسلم" ]مجلة البلغ ،العدد ) 9 ،(512ذي القعدة 1399هس.[.
وزعمت بعض الصحف "أن ردود الفعل التي أحدثتها )حركسسة الخمينسسي( كسسان
مبعثها أن حركة الخميني حركة إسلمية مائة في المسسائة" ]مجلسسة العتصسسام ،العسسدد
الخسسامس ،السسسنة الثانيسسة والربعسسون ،ربيسسع أول 1399هسسس ..[.ورشسسحت مجلسسة المعرفسسة
641
]انظسسر :مجلسسة المعرفسسة التونسية الخميني لنيل جائزة الملك فيصل لخدمة السلم
التونسية ،العدد ) ، (9السنة الخامسة ،ذي الحجة 1399هس.[.
ومضت على هذا النهج مجلت أخرى كالرائد ]انظر :الرائد اللمانية ،العدد ) (34ذي
الحجسسسة 1398هسسسس ،ص ،[.26-25والسسدعوة ]انظسسسر :السسسدعوة المصسسسرية ،العسسسدد ) (30فسسسي
1/12/1398هسسس ،ص ،[.8والرسسسالة ]انظسسر :الرسسسالة اللبنانيسسة ،العسسدد ) ،(31جمسسادى الثانيسسة
1399هس ،[.والمان ]انظر :المان اللبنانية ،العدد ) 9 ،(31شوال 1399هس [.وغيرها .وهذه
المجلت كلها منتسبة لهل السنة.
وقد كتب بعض المنتمين لهل السنة كتابات عن الخميني وثورته ،يشسسيد بهسسا
ويعدها المثال الصادق للحكومة السلمية ]مثل" :الخمينسسي الحسسل السسسلمي والبسسديل"،
تأليف فتحي عبد العزيز ،ونشرته دار المختار السلمي ،و"مع ثورة إيران" وهو البحث الثالث مسسن
البحوث التي يصدرها المركز السلمي في آخن ،وكتاب" :نحو ثورة إسلمية" لمحمد عنبر.[.
وأصدرت بعض الحركات السلمية بيانات تثني وتؤيد المنهسسج الخمينسسي حسستى
جاء في بيان التنظيم السدولي للخسوان المسسلمين وصسف حكسم الخمينسي بسأنه
"الحكم السلمي الوحيد في العالم" ]انظسسر :الشسسيعة والسسسنة ضسسجة مفتعلسسة ،وهسسو مسسن
سلسلة الكتب التي تصدرها دار المختار السلمي :ص .[.52
فكسسانت فتنسسة مدلهمسسة ل تسسزال آثارهسسا باقيسسة ،وإن أفسساق البعسسض ،وتسسبينت لسسه
الحقيقة ،إل أن منهم من ل يسسزال يعسسد مسسا يثسسار عسسن شسسيعة الخمينسسي إنمسسا هسسي
"ضجة مفتعلة" ]انظر :الشيعة والسنة ضجة مفتعلة ،وهو من سلسلة الكتب التي تصدرها دار
المختار السلمي :ص .[.52
وقد استغل الشسسيعة هسسذا الجسسو بالدعايسسة لمسسذهبهم ونشسسره ،وسسساهمت هسسذه
الحملة العلمية الدعائية فسسي الصسسحف السسسلمية علسسى إخفسساء الحقيقسسة أمسسام
شباب المسلمين ،لنها هي ل تعرف شيئا ً من الخلف بيسسن الشسسيعة والسسسنة إل
ي أم أبو بكر ،وتلسسك أمسسة خلسست ،وليسسس أنه خلف حول من يستحق الولية :عل ّ
هذا الخلف بأمر ذي بال اليوم.
ً
فكان هذا الوضع مجال ً خصبا لنشر الفتنة والرفض ..ومن هنا فسسإنه لبسسد مسسن
بيان الحقيقة ونشرها بين الناس.
ولبد من نقد دعوى الجديد والتجديد ،وحكاية التغيير وتقويمها ،ولعل دراسسسة
فكر مؤسسها ،ومسسواد دسسستورها ،هسسي السستي يمكسسن علسسى ضسسوئها إصسسدار حكسسم
موضوعي محايد فسسي أمرهسسا ]وقسسد كتبسست عسسن مسسسألة الخمينسسي والتقريسسب فسسي رسسسالتي
للماجستير ،وفي هذه الدراسة أكمل الموضوع بكشف جوانب جديدة ،لعلهسسا لسسم تطسسرق مسسن قبسسل
فيما نشر من كتب حول الخميني.[.
فكر مؤسسها
من خلل الرجوع إلى ما كتبه الخميني في كشف السرار ]وهو باللغة الفارسية،
وتم تعريب أجزاء من الكتاب من قبل أحد أبناء هذه اللغة ،وقد أرسل لي صورة من هذه الترجمة
أحد أساتذة الجامعة السلمية جزاه الله خيرًا ،[.وتحرير الوسيلة ،والحكومة السسسلمية،
ومصباح المامة والولية ،ورسائل التعدد والترجيح والتقية ،ودروس في الجهاد
والرفض ،وسر الصلة ..وغيرها.
يتبين أن له مجموعة من التجاهات ،لعل أهمها ما يلي:
أو ً
ل :التجاه الوثني.
ثانيًا :التجاه الصوفي الغالي.
ثالثًا :دعوى النبوة.
642
رابعًا :الغلو في الرفض.
خامسًا :عموم ولية الفقيه )أو النيابة الكاملة عن المنتظر(.
ل :التجاه الوثني ]لم أجد أحدا ً كتب عن هذا التجسساه عنسسد الخمينسسي رغسسم خطسسورته أو ً
الكبرى:[.
في كتابه كشسسف السسسرار ظهسسر الخمينسسي داعيسا ً للشسسرك ومسسدافعا ً عسن ملسسة
المشركين حيث يقول تحسست عنسسوان" :أليسسس مسسن الشسسرك طلسسب الحاجسسة مسسن
الموتى":
"يمكن أن يقال إن التوسل إلسسى المسسوتى وطلسسب الحاجسسة منهسسم شسسرك؛ لن
النبي والمام ليس إل جمادين فل يتوقع منهما النفع والضرر.
والجواب :إن الشرك هو طلب الحاجة من غيسر اللسه ،مسع العتقساد بسأن هسذا
الغير هو إله ورب ،وأما إذا طلب الحاجة من الغير من غير هذا العتقسساد فسسذلك
ليس بشرك ،ول فرق في هذا المعنى بين الحي والميت ،ولهذا لسسو طلسسب أحسسد
حاجته من الحجر والمدر ل يكون شركًا ،مع أنه قد فعل باط ً
ل.
ومن ناحية أخرى نحسسن نسسستمد مسسن أرواح النبيسساء المقدسسسة والئمسسة السسذين
أعطاهم الله قدرة.
لقد ثبت بالبراهين القطعية والدلة العقلية المحكمة حياة الروح بعد الموت،
والحاطة الكاملة للرواح على هذا العالم" ]كشف السرار :ص .[.30ثم ذكر أقوال ً
للفلسفة في إثبات ادعائه.
فقد اشتمل هذا النص على ما يلي:
أ -اعتقاده أن دعاء الحجار والصنام والضرحة من دون الله ل يكون شركاً،
إل إذا اعتقد الداعي أنها هي الله والرب.
وهذا باطل من القول وزور؛ لن هذه هو الشرك الكبر بعينه ،والسسذي أرسسسل
الله الرسسسل ،وأنسسزل الكتسسب لبطسساله ،وهسسو شسسرك المشسسركين السسذين جاهسسدهم
الرسول صلى الله عليه وسسلم ،ذلسسك أنسسه غيسسر خساف أن المشسركين مسسا كسسانوا
ما يعتقدون في "أصنامهم" أنها الرب بل كانوا يقولون كما قال اللسسه عنهسسمَ } :
فققى{ ]الزمسسسر .[3وقسسال سسسبحانه: ه ُزل ْ َ قّرُبوَنققا إ َِلققى الّلقق ِ م ِإل ل ِي ُ َ ه ْ عُبققدُ ُ نَ ْ
ءؤل ِ هققق ُ ن َ قوُلو َ وي َ ُ م َه ْ ع ُ ف ُ ول َ َين َ م َ ه ْ ضّر ُ ما ل َ ي َ ُ ه َ ن الل ّ ِ دو ِ من ُ ن ِ دو َ عب ُ ُ وي َ ْ } َ
ول َ َ َ ّ َ ه ُ ّ ش َ
ت َ وا ِ ما َ سق َ فقي ال ّ م ِ علق ُ ما ل ي َ ْ ه بِ َ ن الل َ ل أت ُن َب ُّئو َ ق ْ عندَ الل ِ ؤَنا ِ عا ُ ف َ ُ
ن{ ]يونس .[18 كو َ ر ُ ما ي ُ ْ عاَلى َ َ
ش ِ ع ّ وت َ َ ه َ حان َ ُ سب ْ َ ض ُ في الْر ِ ِ
ن، مققو َ َ ُ َ ّ ُ
عل ُ م تَ ْ هققا ِإن كنت ُق ْ في َ مققن ِ و َ ض َ ن الْر ُ مق ِ وقسسال سسسبحانه } :قققل ل َ
عسقب ْ ِ ت ال ّ وا ِ ما َ سق َ ب ال ّ مققن ّر ّ ل َ قق ْ نُ ، ّ
فل َ ت َقذَكُرو َ ل أَ َ قق ْ ه ُ ن ل ِل ّق ِ قوُلو َ سي َ ُ َ
ه د ق يب قن ق م لْ ُ
ق ن، قو ُ ت ت َ ل َ
ف َ أ ْ
ل ُ
ق ه ّ ل ل ن لو ُ قوُ ي س م، ظي ع ْ ل ا ش رع ْ ل ا ب
ِ َ ِ ِ َ َ َ ّ َ ِ ِ َ َ َ ِ ِ َ ْ ِ و َ ّ ر َ
ن، مققو َ عل ُ َ م تَ ْ ُ
ه ِإن كنت ُق ْ علي ْق ِ َ جققاُر َ ول ي ُ َ جي قُر َ و يُ ِ هق َ و ُ ء َ ي ٍ شق ْ ل َ ُ
ت كق ّ ملكققو ُ ُ َ َ
ن{ ]المؤمنون ..[89-84 َ ل َ ق ْ ه ُ ّ ُ سي َ ُ
حُرو َ س َفأّنى ت ُ ْ ن ل ِل ِ قولو َ َ
فثبت بهذا أن مشركي العرب كانوا مقرين بأن الله وحده خالق كسسل شسسيء،
وكانوا مع هذا مشركين ،وكان شركهم من هذا الشرك الذي يدعو إليه خميني.
ب -اعتقاده أن المة الموات لهم قسسدرة علسسى النفسسع والضسسر .ويقسسول بسسأنهم
يستمدون منهم ذلك .وهذا من الشسسرك الكسسبر بل ريسسب ،فسسالموات ل يملكسسون
لنفسهم ضرا ً ول نفعًا ..وهل يوجد فسسرق بيسسن هسسذا وشسسرك مشسسركي قريسسش..
وغيرهم من مشكري المم الذي كان غالب شركهم من هذه الباب ]انظر :شسسرح
الطحاوية :ص .[.20
643
إن الفرق أن هؤلء يسمون شركهم إسلما ً ويرون أنه من دين محمسسد صسسلى
الله عليه وسلم كما ترى في دفاع هذا الرجل وغيره.
جس -دعواه الحاطة الكاملسة للرواح علسى هسذا العسالم ،ثسم خساص فسي ركسام
الفلسفة لثبات مدعاه.
حيط ًققا{ ]النسسساء م ِء ّ
ي ٍ ل َ
شق ْ ن الل ّ ُ
ه ب ِك ُ ّ و َ
كا َ الحاطة بهذا العالم لله وحده } َ
،[126والروح مخلوقة مدّبرة ،وهي بعد مفارقتها للجسسسد فسسي نعيسسم أو عسسذاب،
وليسسس لهسسا مسسن أمسسر الحاطسسة بالعسسالم نصسسيب ،ولكسسن الشسسيء مسسن معسسدنه ل
يستغرب ،فمن يجمع بين إلحاد الفلسفة وغلسو الرافضسة ل يخسرج منسه إل هسذا
وأشنع.
اعتقاده تأثير الكواكب واليام على حركة النسان:
ل يزال فكر الخميني أسير أوهام الشرك والمشركين ،فهسسو يزعسسم أن هنسساك
أياما ً منحوسة من كل شهر يجب أن يتوقف الشيعي فيها عسسن كسسل عمسسل ،وأن
لنتقال القمر إلى بعسسض البسسراج تسسأثيرا ً سسسلبيا ً علسسى عمسسل النسسسان ،فليتوقسسف
الشيعي عن القيام بمشروع معين حتى يتجاوز القمر ذلك البرج المعين.
ولشك بأن من يعتقد في اليام والكواكب تأثيرا ً في جلب سعادة ،أو إحداث
ضرر أو منعه فهو مشرك كافر ،وهو اعتقاد الصابئة في الكواكب.
ومما يشهد لتجاه خميني هذا ما جاء في تحرير الوسيلة؛ حيث يقول" :يكره
إيقاعه )يعني الزواج( والقمر في برج العقرب ،وفي محاق الشسسهر ،وفسسي أحسسد
اليام المنحوسة في كل شهر وهي سسسبعة :يسسوم ،3ويسسوم ،5ويسسوم ،13ويسسوم
،16ويسسوم ،21ويسسوم ،24ويسسوم ) 25وذلسسك مسسن كسسل شسسهر(" ]تحريسسر الوسسسيلة:
.[.2/238
هذا معتقد الخمينسسي ،فيصسسدق فيسسه ومسسن تبعسسه قسسول صسساحب التحفسسة الثنسسي
عشرية" :إن الصابئين كانوا يحترزون عن أيام يكون القمر بها في العقسسرب ،أو
الطسسرف ،أو المحسساق ،وكسسذلك الرافضسسة ..وكسسانت الصسسابئة يعتقسسدون أن جميسسع
الكواكب فاعلة مختارة ،وأنها هي المسسدبر للعسسالم السسسفلي ،وكسسذلك الرافضسسة"
]مختصر التحفة :ص ،299وراجع :باب ما جسساء فسسي التنجيسسم مسسن كتسساب التوحيسسد مسسع شسسرحه فتسسح
المجيد ص .[.365
حقيقة الشرك عند الخميني:
وإذا كانت وثنية المشركين ليست عنده بشرك ..فما هسسو المسسر السسذي يكسسون
شركا ً في نظره؟
يقسسول" :توجسسد نصسسوص كسسثيرة تصسسف كسسل نظسسام غيسسر إسسسلمي بسسأنه شسسرك،
والحاكم أو السلطة فيه طاغوت ،ونحن مسؤولون عن إزالة آثسسار الشسسرك مسسن
مجتمعنا المسلم ،ونبعدها تماما ً عن حياتنا" ]الحكومسسة السسسلمية :ص ،34-33وانظسسر:
اعتقادهم في توحيد اللوهية ص) (425وما بعدها من هذه الرسالة.[.
فأنت ترى أن مفهوم الشرك عنده هسو أن يتسسولى علسى بلد المسسسلمين أحسد
من أهل السنة فحاكمها حينئذ مشرك ،وأهلها مشركون ،فدين هؤلء "الوليسسة"
ل التوحيد ،ولذلك فإن الشرك قد ضرب بجرانه في أقطارهم.
ثانيًا :الغلو في التصوف )أو القول بالحلول والتحاد( :
وتتمثل "صسورة التصسسوف عنسده" فسي أوضسح مظاهرهسا فسي كتسابه "مصسباح
الهداية إلى الخلفة والولية" ثم كتابه الخسر "سسر الصسلة" ..وفيمسا يلسي بيسان
لبعض اتجاهاته الصوفية الغالية:
644
أ -قوله بالحلول الخاص:
يقول عن أمير المؤمنين علي" :خليفتسسه )يعنسسي خليفسسة الرسسسول صسسلى اللسسه
عليه وسلم( القائم مقامه في الملك والملكوت ،المتحد بحقيقته فسسي حضسسرت
الجبروت واللهسسوت ،أصسسل شسسجرة طسسوبى ،وحقيقسسة سسسدرة المنتهسسى ،الرفيسسق
العلى في مقام أو أدنى ،معلم الروحسسانيين ،ومؤيسسد النبيسساء والمرسسسلين علسسي
أمير المؤمنين" ]مصباح الهداية :ص .[.1
فانظر إلى قوله" :المتحد ..باللهوت" تجده كقول النصارى باتحسساد اللهسسوت
بالناسوت ،ومن قبل زعمت غلة الشسسيعة أن اللسسه حس ّ
ل فسسي علسسي ]انظسسر القسسول
بالحلول عند عدد من فرق غلة الشيعة في :مقالت السلميين ،86-1/83 :وأشسسار الشهرسسستاني
إلى أن غلة الشيعة كلهم متفقسسون علسسى القسسول بسسالحلول )الملسسل والنحسسل [.(1/175 :ول تزال
مثل هذه الفكار الغالية واللحادية تعشعش في أذهان هؤلء الشيوخ كما ترى.
ومن منطلق دعوى حلول الرب بعلي -كما يفتري -ينسسسب الخمينسسي لميسسر
المؤمنين علي أنه يقول" :كنت مسسن النبيسساء باطنيسا ً ومسسع رسسسول اللسسه ظسساهرًا"
]مصباح الهداية :ص .[.142
ويعلق عليسسه فيقسسول" :فسسإنه عليسسه السسسلم صسساحب الوليسسة المطلقسسة الكليسسة
والولية باطن الخلفة ..فهو عليه السلم بمقام وليتسسه الكليسسة قسسائم علسسى كسسل
نفسس بمسا كسسبت ،ومسع كسل الشسياء معّيسة قّيوميسة ظلّيسة إلهيسة ظسل المعيسة
القيومية الحقة اللهية ،إل أن الولية لما كانت في النبياء أكثر خصهم بالسسذكر"
]مصباح الهداية :ص .[.142
فأنت ترى أن الخميني يعلق على تلك الكلمة الموغلة في الغلسسو والمنوسسسبة
زورا ً لمير المؤمنين ،بما هو أشد منها غلوا ً وتطرفًا؛ فهو عنده ليس قائما ً على
النبياء فحسب ،بل على كل نفس ويختار الية المختصة بسسالله سسسبحانه ليصسسف
ت{ سققب َ ْ ما ك َ َ س بِ َ ف ٍ ل نَ ْ عَلى ك ُ ّ م َ قآئ ِ ٌو َ ه َ
ن ُ م ْ ف َبها المخلوق .قال تعالى} :أ َ َ
]الرعد .[33
أي أنه سبحانه" :حفيظ عليم رقيب على كسسل نفسسس منفوسسسة" قسسال تعسسالى:
في َ ْ
لمقق ٍ ع َ ن َ م ْ ن ِ مُلو َ ول َ ت َ ْ
ع َ ن َ قْرآ ٍ من ُ ه ِ ما ت َت ُْلو ِ
من ْ ُ و َن َ شأ ٍ ن ِكو ُ ما ت َ ُو َ} َ
ه{ ]يسسونس ] .[61تفسسسير ابسسن كسسثير: فيق ِن ِ ضققو َ في ُ دا إ ِذْ ت ُ ِ
هو ً م ُ
شق ُ عل َي ْك ُق ْإ ِل ّ ك ُّنا َ
.[.2/556
وقد تبينت الحقيقة لكل ذي عينين ،فماذا بعد القول بأن عليا ً هو القائم على
كل نفس غلوًا ،إذ هو تأليه صريح؟!
ء
قققا ِعل ّك ُققم ب ِل ِ َ ت لَ َل الي َققا ِ صق ُ مقَر ي ُ َ َ
ف ّ وقال في قوله عسسز وجسسل} :ي ُدَب ُّر ال ْ
ن{ ]الرعد [2قال" :أي ربكم الذي هو المسسام" ]مصسسباح الهدايسسة :ص قُنو َ م ُتو ِ َرب ّك ُ ْ
.[.145
ب -قوله بالحلول والتحاد الكلي:
ي إلى وتجاوز الخميني مرحلة القول بالحلول الجزئي ،أو الحلول الخاص بعل ّ
القول بالحلول العام ..فهو يقول -بعد أن تحدث عن التوحيد ومقامسساته حسسب
تصوره " :-النتيجة لكل المقامات والتوحيدات عدم رؤية فعل وصفة حسستى مسسن
الله تعالى ،ونفى الكثرة بالكلية ،وشهود الوحسسدة الصسسرفة] "..مصسسباح الهدايسسة :ص
.[.134
645
ويبدو أن قوله" :عدم رؤية فعل وصفة حتى مسسن اللسسه تعسسالى" للتأكيسسد علسسى
مذهب التحادية ،لن رؤية فعل متميسسز ،وإثبسسات صسسفة معنيسسة للسسه يعنسسي إثبسسات
الغيرية والتثنية وهذا شرك عندهم.
ثم ينقل عن أحد أئمته أنه قال" :لنا مع الله حالت هو هو ونحن نحسسن ،وهسسو
نحن ،ونحن هو" ]مصباح الهداية :ص .[.114
ً
ثم يعلق على ذلك بقسسوله" :وكلمسسات أهسسل المعرفسسة خصوصسا الشسسيخ الكسسبير
محي الدين مشحونة بأمثال ذلك مثل قوله :الحق خلق ،والخلسسق حسسق ،والحسسق
حق ،والخلق خلق".
وقال في نصوصه" :إن الحق المنزه هو الحق المشبه" ]في الصل المنقول عنسسه
"المشيئة" وهو تصحيف واضح ..[.ثم نقل جملة من كلمات ابن عربي ]مصسسباح الهدايسسة:
ص ..[.114وقال" :ل ظهور ول وجسسود إل لسسه تبسسارك وتعسسالى والعسسالم خيسسال فسسي
خيال عند الحرار" ]مصباح الهداية :ص .[.123
وقال" :وإذا نظف دار التحقسسق مسسن غبسسار الكسسثرة ،وطسسوى الحجسسب النورانيسسة
والظلمانية ونال مقسسام التوحيسسد السسذاتي ،والفنسساء الكلسسي تحصسسل لسسه السسستعاذة
الحقيقية."..
د{ رجسسوع العبسسد إلسسى الحسسق بالفنسساء الكلسسي عب ُق ُ ثسسم قسسال :وقسسوله} :إ ِي ّققا َ
ك نَ ْ
المطلق" ]سر الصلة :ص .[.178
ثم تراه كثيرا ً ما يستدل على مسسذهبه فسسي وحسسدة الوجسسوع بقسسول ابسسن عربسسي
والذي يصسسفه بالشسسيخ الكسسبير ]انظسسر -مثل ً :-ص ،84س ،94س 112مسسن مصسسباح الهدايسسة،[.
والقونوي ،ويصفه بس"خليفة الشيخ الكبير محيي الدين" ]انظر :ص 110مسسن مصسسباح
الهداية.[.
وهكذا تبين أن الخميني قد أخذ منهج أهل الحلول والتحاد.
646
جوز اكتسابها والبلوغ بصفاء القلسسب إلسسى مرتبتهسسا كالفلسسسفة وغلة الصسسوفية"
]الشفاء.[.1071-2/1070 :
فهذه المقالة كفر صريح ،وإلحاد مكشسسوف ،كفسسر بسسالنبوة وبالنبيسساء ،وخسسروج
عن دين السلم ،ويبدو أنه يدعي لنفسه سلوك هسسذه "المقامسسات" ..وقسسد ذكسسر
في كتابه الحكومة السلمية "أن الفقيسسه الرافضسسي بمنزلسسة موسسسى وعيسسسى"
]الحكومة السلمية :ص .[.95
وينبغي أن ل يغيب عن البال أن مقام المامة عندهم أعلى من مقسسام النبسسوة
-كما سبق ذكره ]انظر :ص) -[.(565وسيأتي ذكسسر ذلسسك أيضسا ً مسسن كلم الخمينسسي
نفسه ،ومع ذلك فإن الخمينسسي ل يسسدعى فسسي إيسسران إل "بالمسسام" أي بالوصسسف
الذي فوق وصف النبوة عندهم ]مصطلح المام عند الشيعة يختلف تماما ً في مفهومه عنسسد
أهل السنة ،ولذلك ل يلفت استعمال الشيعة له أنظار أهل السنة.[.
ولهذا قال مرتضى كتبي ]مرتضى كتبي :أستاذ العلوم الجتماعية فسسي جامعسسة طهسسران،[.
وجان ليون ]جان ليون فاندورن :صسسحافي فرنسسسي" :[.بالنسبة للغالبيسسة العظمسسى مسسن
الشعب اليراني لم يعد روح الله الخميني آية الله ،إنما المام ،وهو لقب نسسادًرا
ما أعطي في تاريخ الشيعة" ]المجتمع والدين عند المام الخميني ،وقسسد نشسسر هسسذا البحسسث
في" :اللوموند الفرنسية" ثم طبع في كتاب باسم "إيران" ص .[.216
وقد أكد هذا المعنى أحد المسئولين اليرانيين ويدعى فخسسر السسدين الحجسسازي
حين قال" :إن الخميني أعظم من النسسبي موسسسى وهسسارون" فنسسال بهسسذا القسسول
رضى الخميني فعينه نائبا ً عن طهران ،ورئيسا ً لمؤسسة المستضسسعفين أعظسسم
مؤسسة مالية في البلد" ]موسى الموسوي /الثورة البائسة :ص .[.147
ونجد محمد جواد مغنية يلمح إلى شيء من تفضيل الخميني علسسى نسسبي اللسسه
موسى عليه السلم حين قال" :وقال السيد المعلم )يعني الخميني( ص) (111
من الحكومة السلمية" :لماذا الخوف؟ فليكن حبسا ً أو نفيا ً أو قتل ً فإن أوليسساء
الله يشرون أنفسهم ابتغاء مرضاة الله".
ثم علق على ذلك مغنية بقوله ":وليست هسسذه الكلمسسات مجسسرد سسسورة مسسن
سورات الغضب كما فعل موسى )ع( حين ألقى اللواح -التوراة -وأخذ برأس
أخيه يجره ،بل تنبني أيضسا ً علسسى العلسسم والمنطسسق الصسسارم دون أن تلفحسسه نسسار
العاطفة" ]الخميني والدولة السلمية :ص .[.107
هذا نص مغنية بحروفه ،وهو يفيد -كما يظهر -أن الخميني أكمسسل مسسن نسسبي
اللسسه موسسسى عليسسه الصسسلة والسسسلم ،وأن فعسسل الخمينسسي مبنسسي علسسى العلسسم
والمنطق ،وموسى على الغضب والعاطفة.
وموسى عليه السلم أكرم وأعظم من أن يقارن بصفوة الصسسالحين ،فكيسسف
يفضل عليه الخميني ،أو يذكر معسسه فسسي مقارنسسة؟! ولكنسسه منطسسق الغلة السسذين
فرغت قلوبهم من تسسوقير أنبيسساء اللسه ورسسسله ،لن غلسوهم فسي أئمتهسم ونسسواب
الئمة قد استفرغ من نفوسهم عظمة الرسالة والرسل.
ويقال :إن الخميني أدخل اسمه في أذان الصلة وقدمه على الشهادتين.
يقول د .موسى الموسوي ]وهو حفيد شيخهم أبسسي الحسسسن الموسسسوي الصسسبهاني ،وهسسو
أستاذ يحمل الدكتوراه من جامعة طهران ،وجامعة باريس ،وعمل في عسسدة جامعسسات كأسسستاذ فسسي
القتصاد والفلسفة" [.أدخل الخميني اسمه في أذان الصلوات ،وقدم اسسسمه علسسى
اسم النبي الكريم ،فأذان الصسلوات فسي إيسران بعسد اسسستلم الخمينسي للحكسسم،
وفي كل جوامعها كما يلي" :الله أكبر ،الله أكبر )خميني رهبر( أي أن الخميني
647
هو القائد ،ثم أشهد أن محمدا ً رسول الله"
]الثورة البائسة :ص ،163-162وانظر :عبد
الجبار العمر /الخميني بين الدين والدولة :ص ) ..[.6بل لم تذكر شهادة أن ل إله إل الله
أصل ً وقد كون هذا سهوا ً من المؤلف(.
وإذا كان شيخهم ابسن بسابويه فسي القسرن الرابسع يسرى أن قسول الشسيعة فسي
الذان" :أشهد أن عليا ً ولي الله ..هسسو مسسن وضسسع المفوضسسة" ]المفوضسسة :مسسن غلة
الشيعة ،زعموا أن الله خلق محمدا ً ثم فوض له خلق العالم وتدبيره ،ثم فوض محمد تدبير العسسالم
إلى علي فهو المدبر الثاني.
)انظر عن المفوضة :مقالت السسسلميين للشسسعري ،1/88 :الفسسرق بيسسن الفسسرق للبغسسدادي :ص
،251اعتقادات فرق المسلمين والمشركين للسرازي :ص ،90الخطسط للمقريسزي ،2/351 :ومسن
كتب الشيعة :انظر المفيسسد /تصسسحيح العتقسساد :ص ،65-64المجلسسسين /بحسسار النسسوار[.(25/345 :
لعنهم الله تعالى ]انظر :من ل يحضره الفقيه.[.189-1/188 :
عرفت انفصال المعاصرين عن الغابرين ،وأن المعاصرين قد امحت الفوارق
بينهم وبين الغلة ،ولم يعد لديهم حدود يتوقفسسون عنسسدها فسسي السسسير بمسسذهبهم
قدما ً نحو الغلو والزندقة.
648
هذا والخميني في بقيسسة عقسسائده ل يختلسسف عسسن عقسسائد الثنسسي عشسسرية السستي
تحدثت عنها صفحات هذا البحث.
وذلك في تكفيره لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ]حتى إنه يقسسرر فسسي
كتابه تحرير الوسيلة مشروعية التبري من أعداء الئمة في الصسسلة -وأعسسداء الئمسسة فسسي قسساموس
الشيعة هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إل ثلثة أو سبعة ) -تحرير الوسسسيلة(1/169 :
وهو في كتابه :كشف السرار يصرح بتكفير الشيخين )انظر :كشف السرار :ص 112وما بعسسدها(
وانظر :النسسدوي /صسسورتان متضسادتان :ص ،58-57محمسسد منظسسور النعمسساني /الثسسورة اليرانيسة فسسي
ميزان السلم :ص 48وما بعدها [.ولهل السنة عمومًا ،حتى ينعتهم بالنواصسسب -مسسا
عدا من يسمونهم بالمستضعفين ]تقدم تعريف هذا المصطلح عنسسدهم ص -[.(913) :بسل
هو يأخذ بالرأي المتطرف من آراء قسسومه فسسي ذلسسك ،وهسسو معسساملتهم كسسالحربي
حيث قال" :والقوى إلحاق الناصب بأهسسل الحسسرب فسسي إباحسسة مسسا اغتنسسم منهسسم
وتعلق الخمس به ،بسسل الظسساهر جسسواز أخسسذ مسساله أينمسسا وجسسد ،وبسسأي نحسسو كسسان،
ووجوب إخراج خمسه" ]تحرير الوسيلة ،1/352 :وانظر :وجاء دور المجوس :ص .[.186
وهو يريد بالناصب أهل السنة وما يحلسسق بهسسم -فسسي نظرهسسم -مسسن الشسسيعة
الزيدية ما عسدا الجاروديسة -كمسا مسر -ل الخسوارج فقسط والسذين هسم يسسمون
بالنواصب عند أهل السنة لجماعهم على تكفير أميسسر المسسؤمنين علسسي ،ولسسذلك
ل" :وأمسسا النواصسسب والخسسوارج يذكر الخوارج كقسم آخر مع النواصب فيقول مث ً
لعنهم الله تعالى فهما نجسان] "..تحرير الوسيلة :ص .[.1/118
وفي عقيدتهم في القرآن يلمح الخميني إلسسى تصسسديقه بخرافسسة وجسسود قسسرآن
لعلي عرضه على الصحابة فرفضوه ،وأنه متضمن لزيادات ليست فسسي القسسرآن
فيقول" :ولعل القرآن الذي جمعه )يعني علي سًا( وأراد تبليغسسه علسسى النسساس بعسسد
رسول الله ]هكذا في النص بدون ذكر الصلة عليه -صلى الله عليسسه وسسسلم [.-هو القسسرآن
الكريم مسسع جميسسع الخصوصسسيات الدخيلسسة فسسي فهمسسه المضسسبوطة عنسسده بتعليسسم
رسسسول اللسسه" ]رسسسالة فسسي التعسسادل والترجيسسح :ص ) 26ضسسمن الجسسزء الثسساني مسسن الرسسسائل
للخميني(.[.
وهو يترحم علسسى المجوسسسي الملحسسد صسساحب فصسسل الخطسساب ،ويتلقسسى عسسن
كتابه :مستدرك الوسائل ويحتج به ]انظسسر :الحكومسسة السسسلمية :ص ،[.77كما يتلقسسى
من أصولهم التي حوت هذا الكفر ،كالكافي للكليني ]انظر :الحكومة السسسلمية،62 :
.[.94 ،63والحتجاج للطبرسي ]انظر :الحكومة السلمية :ص [.77وغيرهما.
هذا وقد ذكر الندوي في ترجمته لبعض نصوص كشسسف السسسرار مسسا يتضسسمن
مجسساهرة الخمينسسي بهسسذا الكفسسر ]انظسسر :صسسورتان متضسسادتان :ص .[.58وفسسي النسسص
المترجم الذي بين يدي من كشف السسسرار يجيسسب الخمينسسي علسسى مسسن يقسسول:
لماذا لم يذكر الئمة في القرآن بقوله:
"إن الذين لم يكسسن ارتبسساطهم بالسسسلم والقسسرآن إل لجسسل الرئاسسسة والسسدنيا،
وكانوا يجعلون القرآن وسيلة لمقاصدهم الفاسدة ،كان من الممكن أن يحرفوا
هذا الكتاب السماوي في حالة ذكر اسم المام في القرآن وأن يمسسسحوا هسسذه
اليات منه وأن يلصقوا وصمة العار هذه على حياة المسسسلمين" ]كشسسف السسسرار:
ص ..[.114فهو هنا لم يصرح بوقوع التحريف إل بالتمليح ،ولكنه يزعسسم صسسراحة
أنه بإمكان أحد من الناس تحريف كتاب الله ،وفي هذا تكذيب لقسسوله سسسبحانه:
ن{ ]الحجر ..[9 ف ُ
ظو َ ه لَ َ
حا ِ وإ ِّنا ل َ ُ
ن ن َّزل َْنا الذّك َْر َ
ح ُ}إ ِّنا ن َ ْ
649
وانظر إلى هذه العقلية المتعصبة والمغلقة ،والتي تزعم أن الله سبحانه لسسم
يذكر في كتابه ما هو -حسب اعتقادهم -أصل الدين وأساسسسه المسستين خشسسية
تحريف الصحابة له.
وكذلك يقول الخمينسسي بخرافسسة الغيبسسة ويزعسسم رجعتسسه ،بسسل يقسسول :لقسسد جسساء
النبياء جميعا ً من أجل إرساء قواعد العدالة في العالم لكنهم لم ينجحسسوا حسستى
النبي محمد خاتم النبياء الذي جاء لصلح البشرية ..لسسم ينجسسح فسسي ذلسسك ،وإن
الشخص الذي سينجح في ذلك هو المهسسدي المنتظسسر" ]مسسن خطسساب ألقسساه الخمينسسي
بمناسبة ذكرى مولد المام المهدي -كما يعتقدون -في الخامس عشر من شهر شعبان 1400هس،
وأذيع في راديو طهران) .الرأي العام الكويتية بتاريخ 17شعبان 1400هس ،وانظر :مجلسسة المجتمسسع
الكويتية ،العدد ) (488في 8/7/1980م ،وانظر :أحمسسد الفغسساني /سسسراب فسسي إيسسران :ص 42-41
ونهج الخميني :ص .[.(47-45
وقد استنكر المسلمون ذلك وأصدرت رابطة العالم السلمي بياًنا تنكر هذه
المقالة وتوضح أنها تحوي مناقضة صريح للسلم وما جسساء بسسه القسسرآن والسسسنة
النبويسسة المطهسسرة ،ومسسا أجمعسست عليسسه المسسة ]انظسسر :السسستنكار فسسي جديسسدة المدينسسة
)السعودية( 4رمضان 1400هس ،وجريدة أخبار العالم السلمي بتاريخ 9رمضان 1400هس .[.كما
جرى النكار من جهات عديدة ]فقد أصدر علماء المغسسرب بيانسا ً فسسي ذلسسك نشسسر فسسي مجلسسة
)دعوى الحق( العدد الرابع ،الصادر في :شعبان -رمضان 1400هس ،انظر :نهج الخميني :ص .[.49
وقد نشرت مجلة الجماعسسة السسسلمية بباكسسستان خطسساب الخمينسسي ،وعلقسست
عليه بقولها" :هذا نفي للسلم ،وتاريخ السلم ،وأمر ل يحتمله حتى الصدقاء"
ه ،انظسسر :نهسسج خمينسسي فسسي ميسسزان الفكسسر
]وذلسسك فسسي عسسددها الصسسادر فسسي 29ذي الحجسسة 1404
السلمي :ص .[.52وهو في تصريحه هذا لم يخرج عسسن طبيعسسة مسسذهبه المفرطسسة
في الغلو ،فهو يرى أن الئمة )والمهدي منهسسم( أفضسسل مسسن النبيسساء ،ويسسرى أن
صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدوا بعد وفاة الرسسسول صسسلى اللسسه
عليه وسلم بسبب بيعة أبي بكر دون علي ،وجوهر الرسالة عنسسدهم هسسو إمامسسة
علي ،ولهسسذا قسسال" :يعتسسبر الرسسسول لسسول تعيينسسه الخليفسسة مسسن بعسسده غيسسر مبلسسغ
للرسالة" فمن هنا قال :إن الرسول صلى الله عليه وسسسلم لسسم ينجسسح لنسسه لسسم
يتول علي الخلفة بعده مباشرة!
وقد أصدر الخميني بيانسا ً يجيسسب فيسسه علسسى المنكريسسن ،وليسسس فسسي جسسوابه إل
التأكيد على هذا المنكر ،حيث قال" :ونقول بأن النبيسساء لسسم يوفقسسوا فسسي تنفيسسذ
مقاصدهم ،وأن اللسسه سسسيبعث فسسي آخسسر الزمسسان شخصسا ً يقسسوم بتنفيسسذ مسسسائل
النبياء" ،ثم ينكر على المنكرين بسسأنهم يسسسعون لتفريسسق المسسسلمين" ]الخمينسسي/
مسألة المهسسدي المنتظسسر مسسع رسسسالة أخسسرى ص ،22مركسسز العلم العسسالم للثسسورة السسسلمية فسسي
إيران.[.
ويقول خميني إن "تعاليم الئمة كتعاليم القرآن" ]الحكومية السسسلمية :ص ،[.113
بل هو يعمل حتى بحكايات الرقاع ويعطيها نفسسس القدسسسية السستي توليهسسا المسسة
لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ]وقد استدل بها على مذهبه في عموم
ولية الفقيه )انظر :الحكومة السلمية ص [.(77-76إلى آخر قائمة العقسسائد السستي تقسسول
بها الثنا عشرية ،ويتابعهم فيها خميني ،وقد يأخذ بأشدها تطرفسسا ً ممسسا ل حاجسسة
إلى تفصيله واستقصائه .إذ الغرض بيان أنه لم يكسن كمسا يتسوهم أصسحاب تلسك
النظرة السطحية الساذجة ..لكن رأيت بعضهم يقول :بأن الخمينسسي قسسد تخلسسى
عن بعض عقيدته في التقية ]انظر :أحمد جلي /دراسة عن الفرق :ص ،[.155-154وأنسسه
قد أمر أتباعه بالصلة مع أهل السنة مما يعد اعتدال ً في صورته الظاهرة.
650
والجواب عن ذلك يوجد في رسالته في التعادل والترجيح ،وفي رسالته فسسي
التقية ،وحسبك أن تعلم من هذا إيمانه بأن أصل دينهم يقوم على مخالفة أهل
السنة ،وأن هذا الصل هو من المرجحات عنسسده فسسي حالسسة اختلف الروايسسات..
فهو يقول" :إن أخبارهم المرة بالخذ بخلف العامة ..كقوله" :ما خالف العامة
ففيه الرشاد" ..وقوله" :دعوا ما وافق القوم فإن الرشد في خلفهم" هي مسسن
أصول الترجيح ،وليس الترجيح بهسسا بمحسسض التعبسسد ،بسسل "لكسسون المخالفسسة لهسسم
طريقا ً إلى الواقع ،والرشد في مخالفتهم" ]انظر :رسالة التعادل والترجيح :ص .[.71
ثم عقد مبحثا ً بعنوان "فسسي الخبسار السواردة بمخالفسسة العامسسة" ]رسسسالة التعسسادل
والترجيح :ص .[.80وذكر أن أخبارهم في هذا الباب نوعان :الول يأمر بالخذ بمسسا
خسسالف العامسسة فسسي حالسسة تعسسارض الروايسسات عسسن الئمسسة ،والنسسوع الثسساني يسسأمر
بالمخالفة مطلقًا.
فذكر من النوع الول خمس روايات:
قال" :عن الحسن بن الجهم قال :قلت للعبد الصسسالح ]يعنسسي المسسام ...[.يسسروى
عن أبي عبد الله عليه السلم شيء ويروى عنه خلفه فبأيهما نأخذ؟ فقال :خذ
بما خالف القوم وما وافق القوم فاجتبنه" ]رسالة التعادل والترجيح :ص .[.80
والروايات الباقية ل تخرج عن هذا المعنى ،وفي بعضهما المر بالعرض على
كتب الحديث عند أهسل السسنة فيقسول" :فاعرضسوهما علسى أخبسار العامسة فمسا
وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه" ]رسالة التعسسادل والترجيسسح :ص -80
.[.81
وعقب الخميني على هذا النوع من الخبار بقسسوله" :ول يخفسسى وضسسوح دللسسة
هذه الخبار على أن مخالفة العامة مرجحة في الخبرين المتعارضين مع اعتبار
سند بعضهما ،بل صحة بضعها على الظاهر واشتهار مضسسمونها بيسسن الصسسحاب،
بل هذا المرجع هسسو المتسسداول العسسام الشسسايع فسسي جميسسع أبسسواب الفقسسه وألسسسنة
الفقهاء" ]رسالة التعادل والترجيح :ص .[.82
فأنت ترى خميني يؤكد على رفض أي خبر عندهم يوافق أهل السنة وكسسأنهم
من اليهود والنصارى المنهي عنه التشبه بهم ،ولكن في كتبهم مسسا يصسسرح أنهسسم
أكفر من اليهود والنصارى ]انظر :ص) (715-714من هذه الرسالة.[.
ً
أما النوع الثاني :وهو أخبارهم التي تأمرهم بمخالفة أهل السنة مطلقا وذلك
بالبحث عن أعمال أهل السنة وأقوالهم وعقائدهم لمخالفتهسسا ،فسسذكر مسسن هسسذا
النوع خمس روايات.
الرواية الولى :وهي التي تأمر الشسسيعي بسسسؤال مفسستي البلسسد للعمسسل بخلف
فتواه ،حيث يقول" :ائت فقيه البلد فاستفته من أمرك فإذا أفتاك بشيء فخسسذ
بخلفه ،فإن الحق فيه" ]رسالة التعادل والترجيح :ص .[.82
وهذه الرواية وما أشببها من هذا النوع أثارات إشسسكال ً عنسسد الشسسيعة وهسسو أن
في أخبار أهل السنة – ول سيما في الفقه -ما هو موافق لخبار الشسسيعة فسسإذا
عمل بهذه الروايات بإطلق ،فقد يترتب على ذلك الخروج من المذهبين رأسًا،
ولذلك عقب الخميني علسسى كسسل روايسسة مسسن هسسذه الروايسسات بمسسا يحسساول بسسه أن
يتخلص به من هذا الشكال ،فعقب على الرواية السابقة بقوله:
"موردها صورة الضطرار وعدم طريق إلى الواقع فأرشده إلى طريق يرجع
إليه لدى سسسد الطسسرق ،ول يسسستفاد منهسسا جسسواز رد الخسسبر مسسن طريقنسسا إذا كسسان
موافقا ً لهم" ]رسالة التعادل والترجيح :ص .[.82
651
ثم قال" :وقوله ..ما أنتم والله على شيء مما هم فيه ،ول هسسم علسسى شسسيء
مما أنتم فيه فخالفوهم فما هم من الحنيفية على شيء.
فالظاهر منها المخالفة في عقائدهم وفي أمسسر المامسسة ومسسا يرتبسسط بهسسا ،ول
تسسدلن علسسى رد الخسسبر الموافسسق لهسسم" ]رسسسالة التعسسادل والترجيسسح :ص ) .[.83يعنسسي
الموافق للمة(.
فترى الخميني يعد مخالفة أهسسل السسسنة مسسن أصسسول الترجيسسح عنسسدهم ،فسسأين
الذين يمدون أيديهم للتقارب معه؟ وأين الذين يزعمون أنه تخلى عن تقيته مع
أهل السنة؟!
أما أمره لطائفته بالصلة مع أهل السنة فهو جزء من عمله بالتقية ،وهو مسسا
فصل القول فيه في رسالته في التقيسسة ،ولكسسن جملسسة مسسن أهسسل السسسنة السسذين
يأخذون المور بظواهرها ول معرفة لهم بخفايا المذهب الشيعي يشيدون بهذه
الخطورة ،ويعدونها من مناقب الخميني ،ومساعيه في جمع المسلمين" ]انظسسر:
ما كتبه في ذلك الشيخ محمد المجذوب في جريدة المدينة المنورة العدد )،(4808سس 1ربيسسع الول
1400هس.[.
مع أنسه عقسد فسسي رسسسالته فسي التقيسة مبحثسا ً خاصسا ً فسي ذلسسك بعنسوان "فسسي
الروايات الدالة على صسسحة الصسسلة مسسع العامسسة" ..وقسسال فيسسه" :إنسسه قسسد وردت
روايات خاصة تدل على صحة الصلة مسسع النساس والسسترغيب فسي الحضسسور فسي
مساجدهم والقتداء بهم والعتداد بها كصحيحة حماد بن عثمان عسسن أبسسي عبسسد
الله أنه قال" :من صلى معهم في الصف الول كان كمن صسسلى خلسسف رسسسول
الله صلى الله عليه وسلم في الصف الول".
وعقب عليه الخميني بقوله" :ول ريب أن الصلة معه -يعني مع رسول اللسسه
صلى الله عليه وسسلم -صسحيحة ذات فضسيلة جمسة فسذلك الصسلة معهسم حسال
التقية" ]رسالة في التقية :ص ) 108ضمن الجزء الثاني من الرسائل(.[.
ثم قال" :وموثقة سماعه قال :سألته عن مناكحتهم والصلة خلفهم؟ فقسسال:
هذا أمر شديد لن تستطيعوا ذلك ،قد أنكح رسول الله صلى اللسسه عليسسه وسسسلم
وصلى علي وراءهم" ]رسالة في التقية :ص ) 198ضمن الجزء الثاني من الرسائل(.[.
ثم أشار إلى أن هذا النوع من التقيسسة ليسسس مرتبطسا ً بالضسسرورة ،وهسسو خسساص
بمعاملة أهل السنة ،لنه يرى أن التقيسسة تكسسون اضسسطرارية فسسي حسسال الخسسوف،
وتكون للمداراة وهي حينئذ من أفضل العمال عندهم ..والحالسسة الولسسى المسسر
فيها واضح ،لكن الحالة الثانية يبينها بقوله" :وأمسسا التقيسسة المداراتيسسة المرغسسوب
فيهسسا – كسسذا -ممسسا تكسسون العبسسادة معهسسا أحسسب العبسسادات وأفضسسلها ،فالظسساهر
اختصاصها بالتقية عن العامة ،كما هو مصب الرويات علسسى كثرتهسسا" ]رسسسالة فسسي
التقية.[.200 :
فالتقية مع أهل السنة من أفضل العمال ،وهي مشسروعة بسإطلق عنسدهم..
ثم يشير بعد ذلك إلى نوع ثالث من أنواع التقية عندهم وهو الكتمسسان المقابسسل
للذاعة كما يقول" :فتكون على حد تعبيره بمعنى التحفظ عن إفشاء المسسذهب
وعن إفشاء سر أهل البيت" ]رسالة في التقية :ص .[.184
فهل بعد هذا يقال :بأن الخميني قد تخلى عن التقية والمخادعة؟
لكن من قال ذلك خفي عليه أن التقيسسة عنسسدهم أنسسواع ،وأن التقيسسة مسسع أهسسل
السنة من أفضل العمال عندهم ،وليست مشروطة بالضرورة.
652
وأخيرا ً حسبك أن تعرف أنه يعد عصر الخلفاء الراشدين عصر تقيسسة فيقسسول:
"إن من بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زمان خلفة أمير المسسؤمنين
ومن بعده إلى زمن الغيبة كان الئمة وشيعتهم مبتلين بالتقية أكثر مسسن مسسائتي
سنة" ]رسالة في التقية :ص .[.296
فتبين أن خميني من غلة الروافض؛ بسل هسسو يأخسسذ مسسن آرائهسسم مسسا هسسو أكسسثر
شذوذًا ،ويتعمد مخالفة أهل السنة ،وإن خرج عن ذلك فهو تقية.
653
فإذن عقيدة عموم ولية الفقيسه لسم توجسد عنسد الثنسي عشسرية قبسل القسرن
الثالث عشر.
وقد التقط الخميني هسسذا الخيسسط السسذي وضسسعه مسسن قبلسسه ،وراح ينسسادي بهسسذه
الفكرة ،وضرورة إقامة دولة برئاسة نسسائب المسسام لتطسسبيق المسسذهب الشسسيعي،
فهو يقول" :واليوم -في عهد الغيبة -ل يوجسسد نسسص علسسى شسسخص معيسسن يسسدير
شؤون الدولة ،فما هو السسرأي؟ هسسل تسسترك أحكسسام السسسلم معطلسسة؟ أم نرغسسب
بأنفسنا عن السلم؟ أم نقول :إن السلم جاء ليحكم الناي قرنين من الزمسسان
فحسب ليهملهم بعد ذلك؟ أو نقول :إن السلم قد أهمل أمور تنظيم الدولسسة؟
ونحن نعلم أن عدم وجود الحكومة يعني ضياع ثغور السسسلم وانتهاكهسسا ،ويعنسسي
تخاذلنا عن أرضنا ،هل يسمح بذلك فسي ديننسسا؟ أليسست الحكومسة ضسسرورة مسسن
ضرورات الحياة؟" ]الحكومة السلمية :ص .[.48
ويقول في موضع آخر" :قد مر على الغيبة الكبرى لمامنا المهدي أكسسثر مسسن
ألف عسسام ،وقسسد تمسسر ألسسوف السسسنين قبسسل أن تقتضسسي المصسسلحة قسسدوم المسسام
المنتظر في طول هذه المدة المديدة ،هل تبقى أحكام السلم معطلة؟ يعمل
الناي من خللها ما يشاؤون؟ أل يلزم من ذلك الهسسرج والمسسرج؛ القسسوانين السستي
صدع بها نبي السلم صلى الله عليه وسلم وجهد في نشرها ،وبيانها وتنفيسسذها
طيلة ثلثة وعشرين عامًا ،هل كان كل ذلك لمدة محدودة؟ هل حدد الله عمسسر
ل؟ الذهاب إلى هذا الرأي أسوأ في نظري من العتقاد الشريعة بمائتي عام مث ً
بأن السلم منسوخ" ]الحكومة السلمية :ص .[.26
ثم يقول" :إذن فإن كل مسسن يتظسساهر بسسالرأي القسسائل بعسسدم ضسسرورة تشسسكيل
الحكمة السلمية فهو ينكر ضرورة تنفيذ أحكام السلم ،ويسسدعو إلسسى تعطيلهسسا
وتجميدها ،وهو ينكر بالتالي شمول وخلود السسدين السسسلمي الحنيسسف" ]الحكومسسة
السلمية :ص .[.27-26
فخميني يرى لهذه المسسبرارات السستي ذكرهسسا خسسروج الفقيسسه الشسسيعي وأتبسساعه
للستيلء على الحكم في بلد السلم نيابة عن المهدي ،وهسسو يخسسرج بهسسذا عسسن
مقررات دينهم ويخالف وصايا أئمته الكثيرة في ضرورة انتظسسار الغسسائب وعسسدم
التعجيل بالخروج ]انظر :ص 1090-1089من هذه الرسالة.[.
حتى قال أحد آياتهم ومراجعهم في هسسذا العصسسر" :وقسسد تسسوافرت عنهسسم ) ع(
حرمة الخروج على أعدائهم وسلطين عصرهم" ]محمسسد الحسسسيني البغسسدادي النجفسسي
)يلقب بالية العظمى ،والمرجع الديني العلسسى( فسسي كتسسابه "وجسسوب النهضسسة لحفسسظ البيضسسة" :ص
،[.93ذلك أن منصب المامة ل يصلح عندهم إل للمنصوص عليه مسن عنسسد اللسسه
ول يعني رضاهم بهذه الحكومات.
وهذه المبررات التي ساقها الخميني لبيان ضسسرورة إقامسسة الدولسسة الشسسيعية،
ونيابة الفقيه عن المهدي في رئاستها كان ينبغي أن توجه جهة أخسسرى لسسو كسسان
لشيوخ الشيعة صدق في القول ونصح لتباعهم ،هذه الوجهة هي نقد المسسذهب
من أصله الذي قام على خرافة الغيبة وانتظار الغائب ،والذي انتهسسى بهسسم إلسسى
هذه النهاية.
وعلى كل فهذه شهادة مهمة وخطيرة مسسن هسسذه الحجسسة واليسسة علسسى فسسساد
مذهب الرافضة من أصله ،وأن إجماع طائفته كل القرون الماضسسية كسسان علسسى
ضللة ،وأن رأيهم في النص على إمسسام معيسسن ،والسسذي نسسازعوا مسسن أجلسسه أهسسل
السنة طويل ً وكفروهم أمر فاسد أثبسست التاريسسخ والواقسسع فسسساده بوضسسوح تسسام،
654
وهاهم يضطرون للخروج عليه بقسسوله" :بعمسسوم وليسسة الفقيسسه" بعسسد أن تطسساول
عليهم الدهر ،ويئسوا من خروج من يسمونه "صاحب الزمان" ،فاستولوا حينئذ
على صسسلحياته كلهسسا ،وأفسسرغ الخمينسسي كسسل مهسسامه ووظسسائفه لنفسسسه ،ولبعسسض
الفقهاء من بني جنسه ودينه ،لنه يرى ضرورة تولي مهام منصب الغسسائب فسسي
رئاسسسة الدولسسة .ومسسن أجسسل إقنسساع طسسائفته بهسسذا المبسسدأ ألسسف كتسسابه "الحكومسسة
السلمية" أو "ولية الفقيه".
وهو ل يوافق على ولية كسسل أجسسد أمسسور الدولسسة ؛ بسسل يخصسسص ذلسسك بفقهسساء
الشيعة ،ويحصر الحكم والسلطان بهم ،حيث يقول ":وبالرغم من عدم وجسسود
نص على شخص من ينوب عن المام )ع( حسسال غيبتسسه،إل أن خصسسائص الحسساكم
الشرعي ..موجودة في معظم فقهائنا في هذا العصر ،فإذا أجمعوا أمرهم كان
في ميسورهم إيجاد وتكوين حكومة عادلة منقطعة النظيسسر" ]الحكومسسة السسسلمية:
ص .[.49-48
وأقول :إذا كانت حكومة اليات والفقهاء ل مثيل لها في العدل -كما يقول -
فيما حاجتهم بخروج المنتظر إذًا؟
وهو يرى أن ولية الفقيه الشيعي كولية رسول الله صلى الله عليسسه وسسسلم،
يقول" :فالله جعل الرسول وليا ً للمؤمنين جميعًا ..ومن بعسسده كسسان المسسام )ع(
ا ،ومعنى وليتهما أن أوامرهما الشرعية نافذة في الجميع" ]الحكومة السلمية: ولي ً
ص .[.51
ثم يقول" :نفس هذه الولية والحاكمية موجودة لدى الفقيه ،بفارق واحد هو
أن ولية الفقيه على الفقهاء الخرين ل تكون حيث يستطيع عزلهم أو نصسسبهم،
لن الفقهاء في الولية متساوون من ناحية الهلية" ]الحكومة السلمية :ص .[.51
فنظرية الخميني -كما ترى -ترتكز على أصلين:
الول :القول بالولية العامة للفقيه.
والثاني :أنه ل يلي رئاسة الدولة إل الفقيه الشيعي.
وهذا خروج عن دعوى تعيين الئمة ،وحصسسرهم بسساثني عشسسر ،لن الفقهسساء ل
يحصرون بعدد معيسسن ،وغيسسر منصسسوص علسسى أعيسسانهم فيعنسسي هسسذا أنهسسم عسسادوا
لمفهوم المامة حسب مذهب أهل السنة -إلى حد مسسا ]أقسسول :إلسسى حسسد مسسا؛ لنهسسم
خرجوا من حصر المامة بالشخص إلى حصرها بالنوع وهسسو الفقيسسه الشسسيعي -[.وأقروا بضسسلل
أسلفهم وفساد مذهبهم بمقتضى هذا القول.
لكنهم يعدون هذا المبدأ )ولية الفقيه( نيابة عن المهدي حتى يرجع ،فهم لسسم
يتخلوا عن أصل مذهبهم ،ولهذا أصبح هذا التجاه -في نظري -ل يختلسسف عسسن
مذهب البابية ،لنه يزعم أن الفقيه الشيعي هسسو السسذي يمثسسل المهسسدي ،كمسسا أن
الباب يزعم ذلك ،ولعل الفارق أن الخميني يعد كل فقهائهم أبوابًا.
وإن شئت قل :إن الخمينسسي أخسسرج "المهسسدي المنتظسسر" عنسسد الروافسسض ،لن
صلحياته ووظائفه أناطها بالفقيه؛ بل إنه بهذا المبدأ لم يخسسرج "مهسسديًا" واحسسدا ً
بل أخرج العشرات ،لن كثيرا ً من شيوخهم وآياتهم لهم الحقية بهسسذا المنصسسب
فهو يقول" :إن معظم فقهائنسسا فسسي هسسذا العصسسر تتسسوفر فيهسسم الخصسسائص السستي
تؤهلهم للنيابة عن المام المعصوم" ]الحكومة السلمية :ص .[.113
وبمقتضى هذه النيابة يكون أمرهم كأمر الرسول حيسسث يقسسول" :هسسم الحجسسة
على الناس كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم حجة الله عليهم ،وكل مسسن
655
]الحكومة السسسلمية :ص يتخلف عن طاعتهم ،فإن الله يؤاخذه ويحاسبه على ذلك"
.[.80
ويقول" :وعلى كل فقد فسوض إليهسم )يعنسي إلسى شسيوخ الروافسض( النبيساء
جميع ما فوض إليهم ،وائتمنوهم علسى مسا اؤتمنسوا عليسه" ]الحكومسسة السسسلمية :ص
.[.80
بل أشار إلى أن دولة الفقيه الشيعي كدولة مهديهم الموعودة ،وقسسال" :كسسل
ما يفقدنا ]يريد أن يقسسول :كسسل مسسا نفقسسده [.هو عصا موسسى ،وسسيف علسي بسن أبسسي
طالب" ]وهذه من مواريث المهدي عن النبياء والئمسسة )انظسسر :أصسسول الكسسافي) [.(1/231 :ع(
وعزيمتهما الجبارة ،وإذا عزمنا على إقامة حكم إسسلمي سنحصسل علسى عصسا
موسى ،وسيف علي بن أبي طالب" ]الحكومة السلمية :ص .[.135
والجمع بين عصا موسى ،وسيف علي بن أبي طالب كناية -فيما يبدو لسسي -
عن تعاون اليهود مع الشيعة في دولة اليسات ،وهسذا مسا وقسع بعضسه فسي دولسة
الخميني ،كما فسسي فضسسائح صسسفقات السسسلحة ،والتعسساون السسسري بينهمسسا السسذي
تناقلته وكالت النبياء واشتهر أمره.
والخميني يقرر أن تشكيل الحكومة الشيعية لسسم يقسسع مسسن شسسيعته الماضسسيين
حيث يقول" :في السابق لم نعمل ولم ننهسسض سسسوية لتشسسكيل حكومسسة تحطسسم
الخائنين المفسسدين" ]الحكومسسة السسسلمية :ص [.40ويقسسول" :ولسم تسسسنح الفرصسة
لئمتنا للخذ بزمام المور ،وكانوا بانتظارها حتى آخر لحظة من الحيسساة ،فعلسسى
الفقهاء العدول أن يتحينسسوا هسسم الفسسرص وينتهزوهسسا مسسن أجسسل تنظيسسم وتشسسكيل
حكومة] "...الحكومة السلمية :ص .[.54
وقسسد قسامت حكومسسات شسسيعية ،ولكنهسسا ليسسست محكومسسة مسسن قبسل "اليسسات"
و"نواب المعصوم" ،ولذا عدوا حكومتهم أول دولة إسلمية )يعني شيعية(.
قال بعض الروافض" :إن الخميني أسس الجمهورية السلمية العظمى فسسي
إيران ..لول مرة في تاريخ السلم وحقق حلم النبياء والرسول العظم صلى
اللسه عليسه وسسلم والئمسة المعصسومين عليهسم السسلم" ]أحمسسد الفهسسري )ويلقبسسونه
بالعلمة( في تقديمه لكتاب سر الصلة للخميني :ص .[.10
ويرى آيتهم "الطالقاني" أن حكومة الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفسسائه
ل تصل إلى مقام دولتهسسم ،وأنهسسا تمهيسسد لقيامهسسا ،حيسسث يقسسول" :إننسسا نعتقسسد أن
الجمهورية السلمية هي المؤهلة للحيسساة فسسي هسسذا الزمسسان ،ولسسم تكسسن مؤهلسسة
للحياة في فجسسر السسلم ..إن التحسسولت الجتماعيسسة والسياسسسية السستي شسسهدها
العالم منذ الرسول والخلفاء الراشدين وحتى اليسسوم هسسي السستي تسسوفر السسساس
الموضوعي لقيام الجمهورية السلمية" ]نشسسرت ذلسسك جريسسدة السسسفير اللبنانيسسة بتاريسسخ
31/3/1979م وقد نقل ذلك :محمسسد جسواد مغنيسة ،واعتسبره فهمسا ً جديسسدا ً للجمهوريسسة السسلمية ل
يقوله إل من عاش السلم بقلبه وعقله )!( )انظر :الخميني والدولة السلمية :ص .[.(113
فسسأنت تسسرى أن طبيعسسة النظسسرة الشسسيعية دائم سا ً تجنسسح إلسسى الغلسسو ،وتقسسديس
الشسسخاص ،والتطسسرف فسسي العتقسسادات ..كمسسا تسسرى فسسي نظسسرة طالقساني إلسسى
جمهورية خميني ،بل ادعى بعضسسهم أن خمينسسي قسسد بشسسر بسسه أئمتهسسم مسسن قبسل
]محمد جواد مغنية /الخميني والدولة السلمية :ص .[.39-38
هذا وقد مضى ما ترويه الشيعة عن سيرة مهسسديهم بعسسد عسسودته مسسن غيبتسسه -
م له ول عمل إل القتل والنتقام ،حتى يقولون :إنسسه حسب اعتقادهم -وأنه ل ه ّ
بعث "بالجفر الحمر" وبالذبح ،وإنه يخص العرب بمجازره ..إلسسخ ]انظسسر :ص 875
656
وما بعدها [.ونجد اليوم هذه السيرة المزعومة قد بدت ملحمها في دولة اليات،
حيث بدأ الخميني وأعوانه مشروع دولة المهدي بمجازرهم الرهيبة فسسي داخسسل
إيران وخارجها.
والحقيقة أن واضعي روايات القتل العام الموعود بعد خروج الغائب المفقود
يدركون أن مسألة الغيبة والمهدية ل تعدو أن تكون وهما ً من الوهسسام ،ولكنهسسم
يعبرون عما تكنه صدورهم ،وتجيسسش بسسه نفوسسسهم مسسن أحقسساد ،وكسسذلك معظسسم
شيوخ الشيعة غالبهم زنادقة يعرفون أن المهدي خرافة ،ولذلك فهم إذا واتتهم
فرصة لتحقيق أمانيهم في قتل المسلمين اهتبلوها ،ولسسم ينتظسسروا فيهسسا خسسروج
مهديهم ،لنهم يعرفون أنه لن يخرج أبدًا؛ لنه لم يوجد أص ً
ل!
ول أدل على ذلك من أن الخميني نفسه يقرر في كتابه تحرير الوسيلة أنه ل
يجوز بسبب غيبة مهديهم البدء في الجهاد فيقول" :في عصر غيبسسة ولسسي المسسر
وسلطان العصر عجل الله فرجه الشريف يقوم نوابه وهسسم الفقهسساء الجسسامعون
لشرائط الفتوى والقضاء مقامه في إجراء السياسات وسسسائر مسسا للمسسام عليسسه
السلم إل البدأة بالجهاد" ]تحرير الوسيلة.[.1/284 :
ولكنه حينما أقام دولته قرر في دستورها" :أن جيش الجمهورية السسسلمية..
ل يحتملن فقط مسؤولية حفظ وحراسسسة الحسسدود ،وإنمسسا يتكفلن أيضسا ً بحمسسل
رسالة عقائدية أي الجهاد في سبيل اللسسه ،والنضسسال مسسن أجسسل توسسسيع حاكميسسة
قسسانون اللسسه فسسي كافسسة أرجسساء العسسالم" ]الدسسستور لجمهوريسسة إيسسران السسسلمية :ص ،16
منشورات مؤسسة الشهيد ،وانظر :الطبعة الخسسرى مسسن الدسسستور ،السستي أصسسدرتها وزارة الرشسساد
اليرانية :ص .[.10
فأنت ترى التناقض واضحًا ،فهو في تحرير الوسيلة يجعل الجهاد من وظائف
المهدي ،وفي دستور دولتهم بعد قيامهسسا يجعسسل الجهسساد منوط سا ً بجيشسسها ،ومسسن
وظائف الفقيه ،وذلك بمقتضى مذهبه الجديد فسسي وليسسة الفقيسسه ،والسستي نقلسست
فيها صلحيات المهدي كلها للشيخ الشيعي .وقد نص أيضا ً على ذلك دسستورهم
فقال" :وفي زمن غيبة المام عجل الله تعالى فرجه تعتبر ولية المسسر وإمامسسة
المة في جمهورية إيران السلمية بيد الفقيه] "..دسسستور الجمهوريسسة السسسلمية فسسي
إيران :ص ،18ط :وزارة الرشاد.[.
ولذلك بعد قيام دولتهم أول ما بدأوا به قتال الشسسعوب السسسلمية بجنسسودهم،
وبالمنظمات التابعة لهم في الولء في بعض أقطار المسلمين.
ومع ذلك يزعم الخميني أحيانسا ً أن هسسذا يسسدخل فسسي نطسساق السسدفاع ،والتأويسسل
ليس له حدود فيقول" :إننسسا ل نريسسد أن نرفسسع السسسلح ونهسساجم أحسسدًا ،فسسالعراق
يهاجمنا منذ مدة ،بينما نحن ل نهاجمه ،وإنما ندافع فقط ،فالدفاع أمسسر واجسسب"
]خطاب الخميني حول مسألة تحرير القدس والمهدي المنتظر :ص .[.10-9
ولكنه يقرر أنه يريد أن يصدر ثورته حيث يقول" :إننسسا نريسسد أن نصسسدر ثورتنسسا
السلمية إلسى كافسة البلد السسلمية" ]خطسساب الخمينسسي حسسول مسسسألة تحريسسر القسسدس
والمهدي المنتظر :ص .[.10وهو ل يريد التصدير السلمي فحسب؛ بسسل يريسسد فسسرض
مذهبه على المسلمين بالقوة ،وقد أشار إلى ذلك قبسسل قيسسام دولتسسه ،وقسسرر أن
سبيل ذلك هو إقامة دولسسة شسسيعية تتسسولى هسسذا المسسر فيقسسول" :ونحسسن ل نملسسك
الوسيلة إلى توحيد المة السلمية ]يعني على مسسذهب الروافسسض ،[.وتحرير أراضسسيها
من يد المستعمرين وإسقاط الحكومات العميلة لهم ،إل أن نسعى إلسسى إقامسسة
حكومتنا السلمية ،وهذه بدورها سوف تتكلل أعمالها بالنجاح يوم تتمكسسن مسسن
657
تحطيم رؤوس الخيانة ،وتسسدمر الوثسسان والصسسنام البشسسرية السستي تنشسسر الظلسسم
والفساد في الرض" ]الحكومة السلمية :ص .[.35
وهؤلء الروافض ل ينتقدون الحكومسسات لهسسذه السسسباب السستي يسذكرها ،إذ لسسو
كانت الحكومة أفضل حكومة على وجه الرض لما نالت إل سسخطهم ومقتهسم،
إل أن تكون على مذهب الرفض ،وحسبك في هذا نظرتهم إلى خلفسسة الخلفسساء
الثلثة الراشدين -رضوان الله عليهم .-
ول تزال مهمة المهدي الموعودة فسسي قتسسل المسسسلمين ،تظهسسر علسسى ألسسسنة
حجتهم وآياتهم ،وأنه سيبدأها خميني لنه ينوب عن مهديهم فسسي كسسل وظسسائفه.
وقد كشف بعض شيوخهم عن ذلك؛ لنهم كما يقول إمسسامهم" :مبتلسسون بسسالنزق
وقلة الكتمان" ]أصول الكافي.[.1/222 :
ففي احتفال رسمي وجماهيري أقيم في عبسسادان فسسي 17/3/1979م تأييسسدا ً
لقامة الجمهورية السسسلمية ،ألقسسى د .محمسسد مهسسدي صسسادقي خطبسسة فسسي هسسذا
الحتفال سجلت باللغتين العربية والفارسية ،ووصفتها الذاعة بأنها مهمة وممسسا
جاء في هذه الخطبة:
"أصرح يا إخواني المسلمين في مشارق الرض ومغاربها أن مكسسة المكرمسسة
حرم الله المن يحتلها شرذمة أشد من اليهود "..وذكر قبل ذلك بأنه حين تثبت
ثورته سينتقلون "إلى القسسدس وإلسسى مكسسة المكرمسسة ،وإلسسى أفغانسسستان ،وإلسسى
مختلف البلد" ]أذيعت هذه الخطبة من صوت الثورة السلمية من عبادان السسساعة 12ظهسسرا ً
من يوم 17/3/1979م ،انظر :وجاء دور المجوس :ص .[.347-344
فتراهم يعتبرون الوضع في مكة ،كوضع القدس السسذي يحتلسسه اليهسسود ،ووضسسع
أفغانستان التي يحتلها الشيوعيون ..على حيسسن تجسسدهم يتعسساطفون مسسع الحكسسم
النصيري الكافر في سوريا ول يمسونهم بنقد.
وقد نشرت مجلة الشهيد -لسان علماء الشيعة فسسي قسسم -فسسي العسسدد )(46
الصادر بتاريخ 16شوال 1400هس صورة تمثل الكعبسة المشسرفة ،وإلسى جانبهسا
صور تمثل المسجد القصى المبارك وبينهما )يد قابضة علسى البندقيسسة( وتحتهسا
تعليق نصه" :سنحرر القبلسستين" ]انظسسر :مجلسسة الشسسهيد ،العسسدد المسسذكور ،وانظسسر :جريسسدة
المدينة السعودية الصادرة في 27ذي القعدة 1400هس ،وانظر ما كتبه الشسسيخ محمسسد عبسسد القسسادر
آزاد /رئيس مجلس علماء باكستان عما شاهده في أثناء زيارته ليران ،حتى يقسسول بسسأنه رأى علسسى
جدران فندق هيلتون في طهسسران ،والسسذي يقيمسسون فيسسه شسسعارات مكتوب ًسسا عليهسسا" :سسسنحرر الكعبسسة
والقدس وفلسطين من أيدي الكفار") :انظر :الفتنة الخمينية للشيخ محمد آزاد :ص .[.(9
659
]طبعسسسة الدستور قد نشرت من قبل في مجلة الشهيد اليرانية في إصدار خاص
مؤسسة الشهيد ،قم سنة 1979م.[.
وهذا عرض لبعض مواد الدستور ليتبين هل هو يمثل الدستور لدولة إسلمية
-كما يزعمون -أو ل؟
يقرر الدستور في "الصل الثاني عشر" :أن المذهب الجعفسسري ديسسن للدولسسة
يقول" :الدين الرسمي ليران هو السلم ،والمذهب الجعفري الثنسسي عشسسري،
وهذا الصل يبقى إلى البد غير قابسسل للتغييسسر" ]الدسسستور :ص ،[.20وكسسذلك ينسسص
الدستور على فكرة الثني عشرية في المامة ،بحيث يربط مذهب خميني في
ولية الفقيه بقضية المامة فيقول" :إن ولية الفقيسسه اعتمسسادا ً )يعنسسي معتمسسدة(
على استمرار ولية المر والمامة" ]الدستور :ص .[.9
فسستراهم يعلنونهسسا طائفيسسة متعصسسبة فسسي دسسستورهم وهسسم يسسسمون أنفسسسهم
"بالجمهورية السلمية" ،ولعل قولهم هذا يوحي أن مذهبهم ل يدخل في اسسسم
السلم ،بل لبد من النص عليه مع السسلم كسسدين آخسسر مشسسارك لسسه ،مسسع أنسسك
تراهم كثيرا ً ما يدعون بأن مذهبهم ل يختلسسف عسسن المسسذاهب السسسلمية إل فسسي
الفروع ،وإذا كان المر في تصورهم كذلك فلماذا ينص على المذهب الجعفري
بذاته في دستورهم؟
ثم لماذا تكون هذه المادة غيسر قابلسة للتغييسر إلسى البسد؟ أطلعسوا الغيسب أم
اتخذوا عند الرحمن عهدًا ،ولماذا ل يفتحون عقولهم وقلوبهم لرؤية الحق الذي
عند أهل السنة ،ويتخلصون من داء التعصب المقيسست ،فيجسسب أن تسسسمى هسسذه
الدولة بموجب هذه المادة "الجمهوريسسة الجعفريسسة" ذلسسك أن الدولسسة السسسلمية
تقوم على أسسساس السسسلم ل المسسذهب ،وحيسسن يتبنسسى الخليفسسة شسسيئا ً مسسن هسسذا
المذهب أو ذاك ،فإنما يتبناه بناء على قوة الدليل ،وليس بنسساء علسسى الوراثسسة أو
التعصب ،ولكنهم برهنوا بهذه المادة على متسسابعتهم لمسسا قسساله بعسسض شسسيوخهم
وهو أن الثني عشرية دين ل مذهب ]انظر :ص 729هامش ).[.(4
وجاء في بعض مواد الصل الثاني من الدستور ما يضع أخبسارهم عسن الئمسة
موضع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فيستبدلون الذي هو أدنى بالذي
هو خير حيث يقول:
"يقوم نظام الجمهورية السلمية على أسسساس الجتهسساد المسسستمر مسسن قبسسل
الفقهاء جامعي الشرائط على أسساس الكتسساب وسسسنة المعصسسومين سسسلم اللسسه
عليهم أجمعين" ]الدستور :ص .[.16-15
فليس في هذه المادة اعتراف بسنة النبي صلى اللسسه عليسسه وسسسلم ،لنهسسم ل
يؤمنون بها ،بل يأخذون بسنة المعصومين السسذين يعسسدونهم أفضسسل مسسن النبيسساء
والمرسلين.
فهل يبقى للدستور صفته السلمية وهو يلغي سنة رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه
عليه وسلم من حسابه؟
وهم سيأخذون بمقتضى هذه المسادة بمسا جساء فسي أصسول الكسافي ،والبحسار
للمجلسي وغيرهما بكل ما فيها من كفر وضلل ،لن هسذه هسي المصسادر الستي
نقلت لهم سنة المعصومين.
وترى في بعسسض مسسواد الدسسستور النعسسرة الفارسسسية ،واللوثسسة القوميسسة ،يقسسول
الصل الخامس عشر من الدستور:
660
"اللغة والكتابة الرسسسمية والعامسسة هسسي الفارسسسية لشسسعب إيسسران ،فيجسسب أن
تكون الوثائق والمراسلت والمتون الرسمية والكتب الدراسية بهذه اللغة".
فترى أن هذه المادة موضوعة على أسسساس القوميسسة اليرانيسسة ،لن للسسسلم
لغة واحدة هي العربية ل باعتبارها لغة العرب ،بل باعتبارها لغة القرآن والسنة
ولغة دولة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين.
ويقرر الصل السسسادس مسسن الدسسستور :بسسأن مرجعهسسم رأي المسسة )ل الكتسساب
والسنة( فيقول" :يجب أن تدار شئون البلد في جمهور إيران السسسلمية علسسى
رأي المة] "..الدستور :ص .[.18
ولشك أن دولة الخلفة في السلم تدار شئونها بهدي من الكتسساب والسسسنة،
وليس الرأي العام هو أساس الحكم في السلم ،إنما هو أساس فسسي النظمسسة
الوضعية.
ويوضح هذا المبدأ أكثر ما جاء في الصل التاسع والخمسسسين عنسسدهم والسسذي
يقسسول" :ممارسسسة السسسلطة التشسسريعية قسسد تتسسم أحيان سا ً عسسن طريسسق السسستفتاء
الشسسعبي العسسام وذلسسك فسسي القضسسايا القتصسسادية ،والسياسسسية ،والجتماعيسسة،
والثقافية الهامة ،ويجري هذا الستفتاء العام بنسساء علسسى طلسسب أكسسثر مسسن ثلسسثي
مجموع أعضاء المجلس" ]الدستور :ص .[.46
ول غرابة أن يلجأوا إلى استفتاء الناس في شئونهم بعد أن حرمسسوا أنفسسسهم
من المصدر الثاني في التشريع وهسسو "السسسنة المطهسسرة" .ولقسسد اقسسترح عليهسسم
شيخهم يوسف البحراني صاحب الحدائق أن يبحثوا لهم عسسن مسسذهب غيسسر هسسذا
المذهب لعدم وفائه بما يريدون ]انظر :نص كلمه بحروفه وتمامه :ص).[.(388
هذا بعض ما جاء في دستورهم حسب الطبعة الخيرة منه عام 1406هس ]مما
يجدر تسجيله هنا هو أنه نشر الدستور فسسي جريسسدة السسسفير اللبنانيسسة مترجمسا ً بقلسسم محمسسد صسسادق
الحسيني بصورة مغايرة للنشر الرسمي الخير للدستور ،والتغيير الذي جرى قد يكسسون للتقيسسة أثسسر
فيه ،وذلك من أجل صيانة سمعة المذهب من النقد.
وقد قام حزب التحرير -وهو كما يظهر من الحزاب المتعاطفة مع ثورة إيسسران والمواليسسة لهسسا،
بل الذي يرى فيها الحكم السلمي المنشود -بدراسة مواد الدستور ،كما نشسسرته جريسسدة السسسفير
بعد أن سأل السفارة اليرانية في بيسسروت عسسن مسسدى اعتمسسادهم لمسسا نشسسر فأفسسادوه بسسأن الترجمسسة
المنشورة في السفير "ترجمة دقيقة وأمينة" ..وقد تبين له بعد الدراسة -كما نشر ذلك في كتيب
صغير -أن الدستور ل صلة له بالسلم إل بالسم ،حتى ذكر أنه جاء في "الفصل الثسسامن المتعلسسق
بالسلطة القضائية" في مواده رقم ،131س ،132س ،135س 136مسسا يسسدل علسسى أن القسسانون المسسدني
الوضعي ..هو الذي سيوضع في المحسساكم )انظسسر :نسسص نقسسض مشسسروع الدسسستور اليرانسسي ،والسسذي
نشره حزب التحريسر ص (48وانتهسسى الحسسزب مسن نظسره فسسي الدسستور إلسى أنسسه "ليسس دسستورا ً
إسلميًا ،ولم يأخذ أحكامه من كتاب الله وسنة رسوله ،ويتبين أن واضعه يتميسسز بعقليسسة غربيسسة ،ول
يتمتع بعقلية إسلمية" )المصدر السابق :ص (52وقال بأنه "إذا وضع هذا الدسستور موضسع التنفيسسذ
فإنه ل يجعل الدولة دولة إسلمية" وقال بأنه يجب أن يكون الدستور منبثقا ً من العقيدة السلمية،
ومأخوذة كل مواده من كتاب الله وسنة رسوله )المصدر السابق(.
هذا حكم حزب التحرير مع أنه موال للحكومة اليرانية ،وفسسي اتجسساهه شسسبه بالتجسساه الرافضسسي،
لنه يرجئ تطبيق بعض أحكام السلم حتى تقوم دولة الخلفة ،كما يرجئ الشسسيعة تطسسبيق أحكسسام
مذهبهم حتى يعود الغائب ..ومع ذلك فإنه يحكم على دستورهم بهذا الحكسسم .ولسسول ضسسيق المجسسال
لعرضت أوجه نقدهم للدسسستور ،وقسسد أرسسسل هسسذا النقسسد إلسسى خمينسسي ،مشسسفوعا ً بدسسستور إسسسلمي
مقترح ،ويبدو أن الشيعة استفادوا من ذلك في تغيير بعض المواد التي تثير النقد لدسسستورهم ،كمسسا
يتبين ذلك في نشرته الخيرة ،ومع ذلك لسم يسسلم مسن ضسلل كمسا تسبين أثنساء النقسد )وانظسر فسي
التعريف بحزب التحرير :كتاب الجماعة السلمية في ضوء الكتاب والسنة /تسسأليف سسسليم الهللسسي،
وزياد الدبيج ص 137:وما بعدها(.[.
661
وقسسد تسسبين أنسسه ل يمثسسل دسسستور دولسسة إسسسلمية ،وإنمسسا يمثسسل دولسسة فارسسسية،
عنصرية ،ورافضية جعفرية ،ول يأخذ أحكامه من الكتاب والسنة ،وإنمسسا يرتبسسط
بروايات الكليني وأضرابه والتي يسمونها سنة المعصومين.
الباب الخامس
أثرهم في العالم السلمي والحكم عليهم
ويشمل على:
الفصل الول :أثرهم في العالم السلمي.
الفصل الثاني :الحكم عليهم.
الفصل الول
أثرهم في العام السلمي
أثسسر الشسسيعة فسسي العسسالم السسسلمي فسسي مراحسسل التاريسسخ المختلفسسة وحقبسسه
المتطاولة ..موضسسوع واسسسع كسسبير ،بسسل موضسسوعات متعسسددة ،وجسسوانب مختلفسسة
تقتضسسي رسسسائل عديسسدة ،وتسسستدعي جهسسودا ً كسسبيرة ..وإن مراجعسسة الحسسداث
التاريخية -مثل ً -التي جرت في العراق في القرن الرابع والخامس وما بعسسدها
والتي كان للشيعة فيهسسا دور وأثسسر لموضسسوع واسسسع ،فيكسسف بدراسسسة ذلسسك فسسي
العالم السلمي ،وإن رصد حركات الشيعة المتزايدة في الواقع المعاصسسر فسسي
مختلف أصقاع العالم السلمي وما تحدثه من آثار ليحتاج إلى دراسات ميدانية
وصلت واسعة ،ورحلت متعددة.
وشيء من ذلك ل يمكن تحقيقه في رسالة بل في فصسسل مسسن رسسسالة ،هسسي
معنية بالساس ،بدراسة أصولهم ونقدها.
لهذه السباب سنكتفي في هذا الفصل بالشسسارة الدالسسة ،واللمحسسة المعسسبرة،
والكلمة الموجزة ،ونكتفي بالجزء عن الكل ،وبالمثال الواحد مثل ً في بلد واحد
وزمن واحد عن الستقصاء وبالتفصيل.
ولعلي أحاول أن أبرز بعض آثارهم وفق مجالت محددة حتى ل يتشسسعب بنسسا
الحديث وهي المجالت التالية:
-1المجال العقدي والفكري.
-2السياسي.
-3الجتماعي.
-4القتصادي.
وهذا مجرد تقسيم لتوضيح هذه الثار ،وإل فإنها مترابطة ومتصلة الحلقات.
ذلك أن شؤم البدعة خطير على المة ،يؤثر في جميع جسسوانب حياتهسسا ،ومسسن
يدرس تاريخ هذه المة ،والتجاهات البدعية السستي ظهسسرت يجسسد أثرهسسا السسسلبي
على الدولة السلمية كلها .استمع -مثل ً -لما يقوله شسسيخ السسسلم ابسسن تيميسسة
عن أسباب سقوط الدولة الموية يقول -رحمه الله :-
"إن دولة بني أمية كان انقراضها بسبب هذا الجعد المعطل" ]يعنسسي الجعسسد بسسن
درهم أول من أحدث مقالة التعطيل لسماء اللسه وصسسفاته .انظسسر :ص) (546مسسن هسذه الرسسالة[.
وغيره من السباب ]مجموع فتاوى شيخ السلم .[.13/182 :وقال" :وهذا الجعد إليسسه
ينسب مروان بن محمد الجعدي آخر خلفاء بني أمية ،وكسسان شسسؤمه عسساد عليسسه
حتى زالت الدولة ،فإنه إذا ظهرت البدع التي تخالف دين الرسسسول صسسلى اللسسه
662
]مجمسسوع فتسساوى شسسيخعليه وسلم انتقم الله ممسسن خسسالف الرسسسل ،وانتصسسر لهسسم"
السلم.[.13/177 :
وهذا التفسسسير السسسلمي لحسسداث التاريسسخ يخسسالف مسسا درج عليسسه جملسسة مسسن
المؤرخين الذين ل يفسرون أحداث التاريخ إل بأسسسبابه ماديسسة بحتسسة ،وهسسو مسسن
العمل الذي ل يفقهه إل أهل اليمان.
664
وسواء كان قيام دولة اليات ،أو تصاعد المد الشيعي فسسي العسسالم السسسلمي
مقصودا ً للعدو الكافر أو غير مقصود فإنه بل شك له آثاره في الصد عن سبيل
الله ،وظهور الزندقة المقنعة التي ينخدع بها المسلمون ،وهذا هو الداء الكسسبر،
وهذا ما يتضح بالمسألة التالية:
665
وسمعوا الحاديث من ثقات المحدثين وحفظوا أسانيد أهسسل السسسنة الصسسحيحة،
وتحلوا في الظاهر بحلي التقوى والورع بحيث كانوا يعسسدون مسسن محسسدثي أهسسل
السنة ،فكانوا يروون الحاديث صحاحا ً وحسانًا ،ثم أدرجسسوا فسسي تلسسك الحسساديث
موضوعات مطابقة لمذهبهم ،وقد ضل بذلك كثير من خواص أهل السنة ،فضل ً
عن العوام ولكسسن قيسسض اللسسه -بفضسسله -أئمسسة الحسسديث فسسأدركوا الموضسسوعات
فنصوا على وضعها فتبين حالها حينئذ والحمد لله على ذلك.
وقد أقرت طائفة منهم بالوضع بعسسدما انكشسسف حسسالهم ،ثسسم قسسال السسسويدي:
"وتلك الحاديث الموضوعة إلى الن موجسسودة فسسي المعسساجم والمصسسنفات وقسسد
تمسك بها أكثر التفضيلية ]التفضيلية أو المفضسلة هسم السسذين يفضسلون عليسا ً علسى أبسسي بكسر
وعمر من الزيدية وغيرهم) .انظر :التسعينية لبسسن تيميسسة :ص .[.(40والمتشيعة" ]السسسويدي/
نقض عقائد الشيعة )مخطوط غير مرقم الصسفحات ،وبالعسد ينظسر ص ،26-25وانظسر :اللوسسي/
السيوف المشرقة :ص ) 50مخطوط( ،ومختصر التحفة :ص .[.32
ويقول اللوسي بسسأن ممسسن يسسستخدم هسسذه الوسسسيلة جسسابر الجعفسسي ]السسسيوف
المشرقة :ص ،[.50وذكر ابن القيم أن الحافظ أبا يعلى قسال فسي كتسابه الرشساد:
وضعت الرافضة من فضائل علي رضي الله عنه وأهل البيت نحو ثلثمائة ألسسف
حديث ،وعقب على ذلك ابن القيم بقوله :ول نستبعد هذا؛ فإنك لسسو تتبعسست مسسا
عندهم من ذلك لوجدت المر كما قال ]المنار المنيف :ص .[.116
دخولهم في مذهب أهل السنة -في الظاهر -للضلل:
ومن الثار الفكرية التي تركها الكيد الرافضي هو ما وقع بسبب قيام طائفسسة
من شيوخهم بالدخول في مسسذهب أهسسل السسسنة فسسي الظسساهر وتلقبسسوا بسسالحنفي
والشافعي زيادة في الضلل ،وألفوا مصنفات تؤيد المذهب الرافضي ]ولهم في
ذلك مسالك مختلفة كشفها صساحب التحفسسة الثنسي عشسرية :فهسم قسد يؤلفسون كتابسا ً فسسي فضسسائل
الخلفاء الربعة ،فإذا جاءوا لذكر فضائل علي ضسمنوه مسا يؤيسد مسذهب الرفسض مسن دعسوة النسص،
والقدح في الصحابة )انظر :تفصيل ذلك في التحفة الثني عشرية /الورقة 46 :مخطوط(.
ويؤلفون كتابا ً في فقه بعسسض المسساذهب ينشسسرونها فسسي الوسسساط السستي ل تعتنسسق هسسذا المسسذهب،
ويضمنون هذا المهذب شسسناعات عظيمسسة مثسسل :الخسسذ بالقيسساس مسسع رد الحسساديث ،أو إقسسرار بعسسض
الفواحش ،ويشير صاحب التحفة فسسي هسسذا الصسسدد إلسسى كتسساب ألفسسوه ونسسسبوه للمسسام مالسسك وهسسو:
"المختصر" وضعوا فيه على المام جواز اللواط بالبعيد) .انظر :تفصيل ذلك في المصدر السسسابق/
الورقة 45ب(.
وقد يؤلفون كتبا ً يزعمون فيها أنهم كانوا على مذهب أهل السنة ثم تسسبين لهسسم بطلنسسه فرجعسسوا
)مثل كتابهم "لماذا اخترت مذهب الشيعة" والذي نسسسبوه لمسسن أسسسموه مرعسسي النطسساكي( .ولهسسم
مسالك بسطها يحتاج لمؤلف مستقل.[.
كما قام بعض شيوخهم المتسترين بالنتسسساب للسسسنة بابتسسداع بعسسض الفكسسار
المشابهة للفكر الشيعي وطرحها في الوسط السلمي ..ويرى الشسسيخ محمسسد
أبو زهرة بأن الطوفي نجم السدين )المتسوفى سسنة 716هسس( قسد تعمسد الترويسج
للمذهب الشيعي بهذه الوسيلة فسسي بحثسسه عسسن المصسسلحة السسذي قسسرر فيسسه بسسأن
المصلحة تقدم على النص؛ لن هذا مسلك شيعي حيث عند الشيعة أن للمسسام
أن يخصص أو ينسخ النص بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
فالطوفي قد أتى بالفكرة كلها ،وإن لم يذكر كلمة المام وأبسسدلها بالمصسسلحة
ليروج القول وينشر الفكرة ،ثم يقرر أبو زهرة بسسأن الطسسوفي فسسي تهسسوينه فسسي
شأن النص ونشر فكرة نسخه أو تخصيصه بالمصالح المرسسسلة قسسد أراد تهسسوين
القدسية التي تعطيها الجماعة السلمية لنصسسوص الشسسارع ]انظسسر :ابسسن حنبسسل :ص
،326وقد ترجم أبو زهرة للطوفي ،وأثبت أنه من الشيعة )المصدر السابق :ص .(325-324وقسسد
اعتمد أبو زهرة في حكمه على الطوفي بما جاء عنه في طبقات الحنابلة لبي يعلى.[.
666
بل إن الروافض استغلوا التشابه في أسسسماء بعسسض أعلمهسسم مسسع أعلم أهسسل
السنة وقاموا بدس فكري رخيص يضلل البسساحثين عسسن الحسسق ..حيسسث ينظسسرون
في أسماء المعتبرين عند أهل السنة فمن وجدوه موافقا ً لحد منهم في السم
واللقب لسندوا حديث رواية ذلك الشيعي أو قوله إليه.
ومن ذلك محمد بن جرير الطبري المام السني المشسسهور صسساحب التفسسسير
والتاريخ ،فإنه يوافقه في هذا السم محمد بسن جريسسر بسسن رسسستم الطسسبري مسن
شيوخهم ]وله مصنفات في مذهب الرفض مثل :المسترشد في المامسسة ،ونسسور المعجسسزات فسسي
مناقب الئمة الثني عشر )انظر في ترجمته :جامع الرواة ،83-2/82 :بحار النوار ،1/177 :تنقيح
المقال ،2/91 :وانظسسر :ابسسن حجسسر /لسسسان الميسسزان ،[.(5/103 :وكلهما في بغسسداد ،وفسسي
عصر واحد ،بل كسسانت وفاتهمسسا فسسي سسسنة واحسسدة ،وهسسي سسسنة )310هسسس( .وقسسد
استغل الروافض هذا التشابه فنسبوا للمام ابن جرير بعسسض مسسا يؤيسسد مسسذهبهم
مثل :كتاب المسترشد في المامة ]انظسسر :ابسسن النسسديم /الفهرسسست :ص [.335مع أنسسه
لهذا الرافضي ]انظر :طبقسات أعلم الشسسيعة فسسي المسسائة الرابعسسة :ص ،252ابسسن شهراشسسوب/
معالم العلماء :ص ،[.106وهم إلى اليوم يسندون بعض الخبار التي تؤيسسد مسسذهبهم
إلى ابن جرير الطبري المام ]انظر :الميني النجفي /الغدير.[.216-1/214 :
ولقد ألحق صنيع الروافض هذا -أيضا ً -الذى بالمام الطبري في حياته وقسد
أشار ابن كثير إلى أن بعسسض العسسوام اتهمسسه بسسالرفض ،ومسسن الجهلسسة مسسن رمسساه
باللحاد ]انظر :البداية والنهاية .[.11/146 :وقد نسب إليه كتاب عن حديث غدير خم
يقع في مجلدين ،ونسب إليه القول بجواز المسح على القسسدمين فسسي الوضسسوء
]انظر :البداية والنهاية.[.11/146 :
ويبدو أن هذه المحاولة من الروافض قد انكشف أمرها لبعض علمسساء السسسنة
من قديم ،فقد قسسال ابسسن كسسثير :ومسسن العلمسساء مسسن يزعسسم أن ابسسن جريسسر اثنسسان
أحدهما شيعي وإليه ينسب ذلك ،وينزهون أبا جعفسر مسسن هسسذه الصسسفات ]انظسسر:
البداية والنهاية.[.11/146 :
وهذا القول الذي نسبه ابن كثير لبعض أهل العلم هو عين الحقيقة كما تسسبين
ذلك من خلل كتسسب السستراجم ،ومسسن خلل آثارهمسسا ،وأيسسن السسثرى مسسن الثريسسا..؟
فالفرق بين آثار الرجلين ل يقاس ]انظر أيضسا ً فسي التفرقسة بيسن الرجليسن مجلسة المجمسع
العلمسسي العراقسسي ،المجلسسد التاسسسع :ص ،[.345وعقيدة المام ابسسن جريسسر ل تلتقسسي مسسع
الرفض بوجه ]انظر -مثل ً -جزء في العتقاد لبن جرير الطبري :ص ،[.7-6فهو أحد أئمسسة
السلم علما ً وعمل ً بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وهناك رافضي آخر يدعى بأبي جعفر الطبري ]وهو أبو جعفر محمد بن أبي القاسسسم
بن علي الطبري ،من علماء المامية في القرن السادس )انظر :طبقات أعلم الشيعة )في القرن
السادس( ص ،[.(278 ،242وهو غير الول ،وإن كان الستاذ فؤاد سزكين قد خلط
بينهما ]فنسب كتاب بشارة المصطفى للول )ابن رستم( في حين أنه للخير )ابن أبسي القاسسم(
)انظر :تاريخ السستراث [.(260 :رغم أنه يفصسسلهما عسسن بعسسض أكسسثر مسسن قرنيسسن .وقسسد
نشسسرت -لهسسذا الرافضسسي الخيسسر -جريسسدة المدينسسة المنسسورة حكايسسة موضسسوعة
بعنوان" :عقد الزهراء" وما كانت لتأخذ طريقها للنشر لول اسسستغلل الروافسسض
للتشابه في السماء ]جريدة المدينة /عدد ) (4621الثلثاء 24رجب 1399
ه ،ص ،7 :اختيسسار
محمد سالم محمد ،نقل ً عن كتاب بشارة المصطفى ،وكتاب "بشارة المصسسطفى" هسسذا قسسد تنسساهى
في الغلو ،ففيه تأويل الجبت والطاغوت بأبي بكر وعمر )ص ،(238وفيه قوله بأن مسسن شسسك فسسي
تقديم علي وتفضيله ووجوب طاعته ،ووليته محكوم بكفره وإن أظهر السلم )ص .[.(51
667
ومثل ابن جرير آخرون ]كابن قتيبة؛ فإنهما رجلن :أحسسدهما عبسسد اللسسه بسسن قتيبسسة رافضسسي
غال ،وعبد الله بن مسلم بن قتيبة من ثقات أهل السنة ،وقد صنف كتابا ً سماه بالمعسسارف فصسسنف
ذلك الرافضي كتابا ً وسماه بالمعارف قصدا ً للضلل .انظر :مختصر التحفة الثني عشسسرية ص ،32
مختصر الصواقع ص ) 51مخطوط( ،والسويدي /نقض عقائد الشيعة :ص ) 25مخطوط(.
وقد احتار الباحثون في نسبة كتاب المامة والسياسة إلى ابن قتيبة السني لما فيه من أباطيل،
وحاول بعضهم التعرف على المؤلف فلسسم يفلسسح حسستى قسسال" :لقسسد حسساولت كسسثيرا ً أن أتعسسرف علسسى
شخصية المؤلسسف الحقيقسسي لكتسساب المامسسة والسياسسسة ولكنسسي لسسم أعسسثر علسسى شسسيء" )عبسسد اللسسه
عسيلن /المامة والسياسة :ص .(20
بل قد طرح افتراض أن يكون المؤلف من أتباع المام مالسسك )المصسسدر السسسابق ص (20 :رغسسم
أن الكتاب فيه المسحة الرافضية جلية واضحة ،حيث الطعن في الصحابة ودعسسوى أن علي سا ً رفسسض
بيعة أبي بكر لنه -كما يزعم -أحق بالمر ،وقد ساق د .عبد الله عسيلن أمثلة لذلك مسسن الكتسساب
المذكور )المصدر السابق :ص ،(19 ،18 ،17وغاب عنه وعن الكثيرين الدسائس الرافضية ،وأن
ابن قتيبة رجلن ،وكتاب المامة والسياسة هو لذلك الرافضي ،بسسل لسسم أر مسسن نبسسه علسسى ذلسسك مسسع
أهميته ،[.والمقام ل يحتمل البسط ،فإن هذا المر يستحق دراسة خاصة.
نشر الرفض في العالم السلمي:
مما يبين مدى الثر الرافضي في نشر عقائدهم في أوسسساط المسسسلمين مسسا
سجل في نصوصهم القديمة من أنه لم يقبل فكرتهم إل أهل مدينة واحدة هي
الكوفة.
قال أبو عبد الله" :إن الله عرض وليتنا على أهل المصار فلم يقبلها إل أهل
الكوفة" ]بحار النوار ،100/259 ،60/209 :وعزاه إلى بصائر الدرجات.[.
فالتشيع لم يجد موطنا ً فسسي بلد السسسلم إل فسسي الكوفسسة لبعسسدها عسسن العلسسم
وأهله ]انظر :مقدمة الرسالة :ص .[.6وهذا من آثار ابسن سسبأ ،فقسد كسان لسه نشساط
مبكر في الكوفة ،وما غادرها حسستى تسسرك فيهسسا خليسسة تعمسسل علسسى نهجسسه ]انظسسر:
سليمان العودة /عبد الله بن سبأ :ص .[.49
ه( التغير الذي وقد لحظ شيخ الكوفة وعالمها أبو إسحاق السبيعي )ت 127
طرأ على هذه البلدة ،فقد غادر الكوفة وهم علسسى السسسنة ،ل يشسسك أحسسد منهسسم
في فضل أبي بكر وعمر وتقديمهما ،ولكنه حينما عاد إليها وجسسد فيهسسا مسسا ينكسسر
من القول "بالرفض" ]انظر :ص ).[.(54
ثم ما لبسسث أن سسسرى داء الرفسسض إلسسى العسسالم السسسلمي حسستى يسسذكر بعسسض
الباحثين بأن الشيعة يشكلون عشرة في المائة من مجمسسوع المسسسلمين اليسسوم
]روم لندو /السلم والعرب :ص .[.95
ودعاة التشيع فسسي العصسسر يشسسكون خليسسا سسسرية نشسسطة تسسسرح فسسي العسسالم
السلمي لنشر الرفض بموجب خطة مدروسسة ،وتمسسوين مسالي مسن الحسسوزات
العلمية التي تستمد رصيدها المالي من عرق وجهد أولئك التباع الغرار السسذين
خدرت أفكارهم ،وشحنت عواطفهم بتلك الدعوى الجميلسسة الخادعسسة "حسسب آل
البيت" والتي ليس لشيوخ الشيعة نصيب منهسسا إل السسسم والسسدعوى ،فاسسستولوا
على الموال الكبيرة باسم خمس المام ،وهذه الخليا السسسرية تتخسسذ شسسعارات
أشبه مسسا تكسسون بشسسعارات الماسسسونية فهسسي تسسارة ترفسسع شسسعار "التقريسسب بيسسن
المذاهب السلمية" ]انظسسر :فكسسرة التقريسسب ص [.511وأخرى باسسسم "جمعيسسة أهسسل
البيت" ]انظر :فكرة التقريب ص .[.514
وبعد قيام دولة اليات في إيران تحولت السسسفارات للحكومسسة اليرانيسسة إلسسى
مراكز للدعوة إلى الرفض ،واستغلوا المراكز السسسلمية ،والمسسساجد ول سسسيما
في أيام الجمع للدعوة للتجاه الرافضي.
668
وقد نشرت مجلة المجتمع تحقيقا ً عما يجري من نشسساط رافضسسي فسسي أوربسسا
قالت فيه" :تحولت السفارات والقنصليات اليرانية في أوربا إلى مراكز لنشسسر
عقيدتهم في أوساط المسلمين )ل الكفسار( المقيميسسن فسي أوربسا ،وتؤكسسد ذلسك
عشسسرات بسسل مئات وآلف الكتيبسسات والمنشسسورات الخاصسسة بسسالفكر الشسسيعي،
وتوزيع هذه الكتيبات على المسلمين الوربيين في أماكن تجمعهم وخاصة عنسسد
أبواب المساجد ،أو فسسي البريسسد ،أو مسسن خلل وسسسائل أخسسرى ..وحسستى المراكسسز
الثقافية والمكتبات تبدو وكأنها أقيمت من أجل نشر دعوة التشيع دعوة التشيع
اليراني بين القلية المسلمة في أوربا ،فبالضافة إلى ما تحتويه هذه المكتبات
من كتب ونشرات حول الثورة اليرانية ومنهجها العقسسائدي ..نجسسد أن القسسائمين
على هسسذه المكتبسسات ينظمسسون دروسسا ً ونسسدوات تتعلسسق فسسي معظمهسسا بالقضسسية
العقدية.
ثم أشارت المجلة إلى أسماء بعض المكتبات في أوربا والسستي تقسسوم بتنظيسسم
محاضرات عقدية في فكسسر الثسسورة اليرانيسسة أيسسام الخميسسس والسسسبت مسسن كسسل
أسبوع ،وتوزع خلل ذلك المجلت والكتيبات والتسجيلت الصوتية ..ويدعا إلسسى
حضور هذه المحاضرات المسلمون كوسيلة من وسائل نشسسر المنهسسج الشسسيعي
على الطريقة اليرانية.
كما بدأت المراكز اليرانية بدفع بعض الشباب السسذين غسسررت بهسسم وجعلتهسسم
عملء للمنهجيسسة اليرانيسسة إلسسى بعسسض مسسساجد المسسسلمين للتصسسال بالمصسسلين
وخاصة أيام الجمع ،حيث يتواجد عدد كبير من المسلمين فسسي صسسلة الجمعسسة..
وأشسسارت المجلسسة إلسسى أن هسسذه التصسسالت غالبسا ً مسسن تسسؤدي إلسسى وقسسوع بعسسض
المصادمات والفتن داخل المسجد ،وقدمت لذلك بعسسض المثلسسة ،كمسسا أشسسارت
إلى أن هذه النشاطات اليرانية بما تحدثه من فتن سيكون لها آثارهسسا السسسلبية
علسسى المسسسلمين ]انظسسر :مجلسسة المجتمسسع ،العسسدد ،760 :السسسنة السسسابعة عشسسرة 15رجسسب
1406ه.[.
ونشاط "الروافض" متعدد الوجوه ،متنوع الوسائل ل يراعى فيه مبدأ كحسسال
أهل السنة ،لن الروافض يرون في "التقية" تسعة أعشار الدين .وقسسد اعسسترف
بعض علمائهم المعاصرين من حيث ل يدري أن التقية عندهم هي -كمسسا يقسسول
بالحرف الواحد " -الغاية تبرر الواسطة" ]محمد جواد مغنية /الشسسيعة فسسي الميسسزان :ص
[.49يعنسسي فسسي سسسبيل الغايسسة السستي تنشسسدها اسسستخدم أي وسسسيلة ،أي هسسي
"الميكافيلية" ]أسلوب في المعاملت يتسم بالخداع والمراوغة والغدر والنانية مبنى على مبدأ
"الغاية تبرر الواسطة" وهو ينسب إلى المفكسسر اليطسسالي )نيكسسول ماكيسسافلي 1527-1469م( رائد
هذا المبدأ ،والذي سجله في كتابه "الميسسر" وقسسدمه لحسسد ملسسوك "أوربسسا" فسسي القسسرون الوسسسطى.
)انظر :أحمد عطية /القاموس السياسي :ص [.(1106-1105التي اعتمسسدها السسذين ل ديسسن
لهم في تحقيق أهدافهم ..أما في السلم فإن الغاية ل تسسبرر ول تبيسسح الوسسسيلة
المحرمة.
ولذلك فإن وسائل الروافسسض لنشسسر مسسذهبهم قسسد اكتسسست بسسألوان مسسن الخسسداع
والتغرير راح ضحيتها جملة مسسن القبسسائل المسسسلمة والفسسراد المسسسلمين ..فقسسد
دفعوا مجموعة من شسسيوخ القبسسائل إلسسى اعتنسساق الرفسسض عسن طريسسق إغرائهسسم
بالمتعة ]في سنة 1326
ه كشف الشيخ العلمة محمد كامسسل الرافعسسي فسسي رسسسالة أرسسسلها مسسن
بغداد لصديقه الشيخ رشيد رضا ،ونشرتها مجلة المنار فسسي المجلسسد السسسادس عشسسر ،كشسسف أثنسساء
سياحته في تلك الديار ما يقوم به علماء الشيعة من دعوة العراب إلسسى التشسسيع واسسستعانتهم فسسي
ذلك بإحلل متعة النكاح لمشايخ قبائلهم الذين يرغبون الستمتاع بكثير من النساء في كل وقت.
669
وقد نشرت الرسالة في مجلة المنار ولم يفصح عن اسم كاتبها في أول المر ،ثسسم بي ّسسن الشسسيخ
رشيد فيما بعد اسم كاتب الرسالة ،حيث أشار إلى ذلك فسسي المجلسسد ) ،(29وقسسال بأننسسا لسسم ننشسسر
اسم الكاتب حينذاك لئل تؤذيه الحكومة الحميدية كما هو معلوم مسسن حالهسسا )انظسسر :مجلسسة المنسسار،
المجلد ) ،(29وانظر أيضًا :المجلد :الثاني ص .[.(687
دم الحيدري في "عنسسوان المجسسد" بيانسا ً خطيسسرا ً بالقبسسائل السسسنية السستي وقد ق ّ
ترفضت بجهود الروافض وخداعهم فقال" :وأما العشسسائر العظسسام فسسي العسسراق
الذين ترفضوا من قريب فكثيرون ،منهسسم ربيعسسة ..ترفضسسوا منسسذ سسسبعين سسسنة،
وتميم وهي عشيرة عظيمة ترفضوا في نواحي العراق منذ ستين سسسنة بسسسبب
تردد شياطين الرافضة إليهم .والخزاعل ترفضوا منذ أكثر مسسن مسسائة وخمسسسين
سنة وهي عشيرة عظيمة من بني خزاعة فحرفت وسميت خزاعل ..وعشسسيرة
زبيد وهي كثيرة القبائل وقد ترفضسست منسسذ سسستين سسسنة بسستردد الرافضسسة إليهسسم
وعدم العلماء عندهم.
ومن العشائر المترفضة بنو عمير وهم بطن من تميم ،والخسسزرج وهسسم بطسسن
من بني مزيقيا من الزد ،وشمرطوكه وهي كثيرة ،والدوار ،والدفافعة.
ومن المترفضة عشائر العمارة آل محمد وهسسي لكثرتهسسا ل تحصسسى وترفضسسوا
من قريب ،وعشيرة بني لم وهي كثيرة العدد ،وعشائر الديوانية ،وهسسم خمسسس
عشائر :آل أقسرع ،آل بسدير ،وعفسسج ،والجبسسور ،وجليحسة ،والقسرع سست عشسرة
ضسسا كسسثيرة قبيلة ،وكل قبيلة كثيرة العدد ،وآل بدير ثلث عشسسرة قبيلسسة وهسسي أي ً
العدد ،وعفج ثمسساني قبسسائل كسسثيرة العسسدد ،وجليحسسة أربسسع قبسسائل كسسثيرة العسسداد،
والجبور كذلك .ومن عشائر العراق العظيمة المترفضسسة منسسذ مسسائة سسسنة فأقسسل
عشيرة كعب وهي عشيرة عظمية ذات بطسسون كسسثيرة] "..عنسسوان المجسسد فسسي بيسسان
أحوال بغداد والبصرة ونجد :ص .[.118-112
وهكذا مضى الحيدري على هذا المنوال يذكر قبائل أهل السنة التي اعتنقت
الرفض في غفلة من أهل السسسنة ،ولنهسسم انخسسدعوا بأقاويسسل الروافسسض :دعونسسا
نلتق ونتعاون ،وهيا إلى الوحدة والتقسارب ،والمسذهب الشسيعي ل يعسدو الخلف
بينه وبين أهل السنة الخلف بيسسن المسذاهب السسنية نفسسسها ،فهيسأ أهسل السسسنة
بسكوتهم الرضية لشيوخ الرافضة لنشر مذهبهم ،وإل لو أعلن الحق وب ُّين لمسسا
انخدع بالرفض أحد.
وهم ل يزالون إلى اليوم ينشرون معتقدهم على كل المستويات.
ولهسسم اهتمامسسات بالتصسسال ببعسسض رؤسسساء السسدول السسذين يتوسسسمون فيهسسم
الستجابة لمذهبهم ،كما فعل قديما ً ابن المطهر الحلي مع خدا ]خسسدا )بالفارسسسية(
الله .وبنده :عبد .أي عبد الله.
وخدا بنده هو الثامن من ملوك اليلخانية ،والسسسادس مسسن ذريسسة جنكيسسز خسسان واسسسمه الحقيقسسي
الجايتو بن أرغون بن أبغا بن هولكو .قال ابن كثير" :أقام سنة على السنة ،ثم تحول إلسسى الرفسسض
وأقام شعائره في بلده") .البداية والنهاية (14/77 :ذلك أنه كسسان حسسديث عهسسد بسسدين السسسلم ،ول
معرفة لسه بالعقيسسدة السسسلمية ،وتاريسسخ السسسلم ،فسسالتقى بسسابن المطهسسر الحلسسي فزيسسن لسسه مسسذهب
الرافضة الباطل ،فدخل فيه جميع عشائره وقبائله وأتباعه.
وقد صنف ابن المطهر تصانيف كثيرة كنهج الحق ،ومنهاج الكرامسسة وغيرهمسسا لسسدعوة السسسلطان
المذكور ،وإغرائه بالتمسك بالمذهب الرافضي.
قال ابن كثير" :وقد جرت في أيامه فتن كبار ،ومصائب عظام فسسأراح اللسسه منسسه البلد والعبسساد".
وقصم عمره وهو ابن ست وثلثين سنة .وبعدما توفي السلطان المذكور تاب انه في سسسنة 710
ه
من الرفض ورجع عن هذه العقيدة الخبيئة بإرشاد أهل السنة ،وأبعد الروافض ،فهرب الحلسسي إلسسى
الحلة وسائر علمائهم )انظر :التحفة الثني عشرية /الورقة " 43مخطوط" وتعليقات محب السسدين
الخطيب على المنتقسسى ص [.(19-18بنده ،وقد كسسان لسسذلك آثسساره المعروفسسة تاريخيسًا،
670
وكما فعلسسوا حسسديثا ً مسسع الزعيسسم الليسسبي ،حيسسث بسسدت مسسن الخيسسر بسسوادر التجسساه
الرافضي في الرأي والولء.
كمسسا قسساموا بشسسراء بعسسض أصسسحاب القلم والعقسسول الخاويسسة مسسن اليمسسان
واستكتبوها للدعاية للتشيع والتقديم لكتب الشيعة ]كمسا تسرى ذلسك فسي بعسض كتبهسم
التي ترسل للعالم السلمي للدعاية للتشيع ،ويستكتب فيهسسا أمثسسال هسسؤلء كمسسا فسسي كتسساب "أصسسل
الشيعة" ،و"عقائد المامية" وغيرهما.[.
ويقومسسون بانتقسساء الذكيسساء مسسن الطلب والطالبسسات فسسي العسسالم السسسلمي
ويعطونهم منحا ً دراسية في قم ليغسلوا أدمغتهم ويربوهم علسسى الرفسسض حسستى
يعودا لبلدانهم ناشرين للرفض داعين له.
يقول شيخ الزهر" :النباء التي تصلني من كافة أنحاء العالم السسسلمي تسدل
علسسى أن هسسذه الحركسسة اليرانيسسة الخومينيسسة الن تنشسسر العنسسف ،وتحسساول أن
تستقطب الشباب بسسوجه خسساص فسسي كسسثير مسسن البلسسدان السسسلمية بسسالغراءات
المتعددة المالية والدراسية فسسي إيسسران وغيسسر ذلسسك مسسن السسسبل بقصسسد إحسداث
الفرقة باستقطاب هؤلء الشباب ،ودفعهم إلى إثارة الخلفات في بلدهم وبين
شعوبهم ..وأعتقد أنه على الشعوب السلمية أن تكون حذرة فيما تسسساق إليسسه
بواسطة الخمينية أو غيرها ،فهي حركة مسسن الحركسسات الموفسسدة لتفسستيت المسسة
السلمية وبث الصراع والخلف فيما بينها" ]أخبسسار اليسسوم ،العسسدد (2160) :السسسنة ،42
السبت 11رجب 1406ه.[.
ظهور اتجاه رافضي عند بعض الكتاب المنتسبين للسنة:
وظهر في كتابات بعض المفكرين من المنتسبين لهل السسسنة "لوثسسات" مسسن
الفكسسر الرافضسسي ،وبسسرزت كتابسسات لهسسؤلء متسسأثرة بالشسسبهات السستي يثيرهسسا
"الروافض" في أمر المامة والصحابة ،والمطالع لما يكتبه ثلسسة مسسن المفكريسسن
والدباء حول تاريخ صد السسسلم ،أو "نشسسأة الفكسسر الفلسسسفي فسسي السسسلم" أو
"مسائل المامة والخلفة" يدرك مدى تأثير الكيد الرافضي في تحوير الحقائق
أمام هؤلء.
وأنا ل أشك أن هناك من هذا الصنف "زمرة" مرتزقة قد أغراها بريق المسسال
ودفعها "متاع الغرور" لتقول ما قالت ،ولتكتب ما سطرت ،والروافض يدفعون
المال "للرموز المشهورة" حتى يكتبسسوا للنسساس مسسا يتفسسق والمسسذهب الرافضسسي
ومن قديم قال بعض السلف :لو أردت أن يملؤوا داري ورقا ً وأكذب على علي
لفعلوا والله ل كذبت عليه أبدا ً ]وهسو الشسعبي .انظسر :السسنة للمسام عبسد اللسه بسن أحمسد:
.[.2/549
فكيف اليوم وقد كثر المال في أيديهم ،وقلت المانسسة فسسي نفسسوس الكسسثيرين
وغرتهم الدنيا وغرهم بالله الغرور ]علسسى حسسد المثسسل القسسائل" :كسسل إنسساء بمسسا فيسسه ينضسسح"
والقائل" :رمتني بدائها وانسلت" يتهم رئيس المحكمة الجعفرية ببيروت محمد جواد مغنية الستاذ
محمد حسين هيكل بأنه قد حذف في الطبعة الثانية لكتابه" :حياة محمد" نصا ً من نصسسوص مقابسسل
500جنيه .كل ذلك لن هيكل حذف نصا ً موضوعا ً تبين له ضعفه فتسسدراكه فسسي طبعسسة تاليسسة فسسأول
هذا الرافضي بمقتضى صنيع قومه وما يفعلون ،فانظر وتعجب )انظر :محمد جواد مغنيسسة /الشسسيعة
في الميزان :ص " 18الهامش"(.[.
وإذا أردت مثال ً على هذا التأثر الفكري بالمنهج الرافضي فإليك ذلك :هذا د.
علي سامي النشار صاحب كتاب "شهداء السلم في عصر النبوة" يكتب كتابا ً
باسم "نشأة الفكر الفلسفي في السلم" ويضع فيه ما تقر به عيون الروافض
فيكفر فيه بعض صحابة رسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم فيقسسول مثل ً عسسن
671
معاوية رضي الله عنه" :ومهما قيل في معاوية ،ومهما حسساول علمسساء المسسذهب
السلفي المتأخر ،وبعض أهل السنة من وضعه في نسق صسسحابة رسسسول اللسسه،
فإن الرجل لم يؤمن أبدا ً بالسلم ،ولقد كان يطلق نفثاته علسسى السسسلم كسسثيرا ً
ولكنه لم يستطع أكثر من هذا" ]نشأة الفكر الفلسفي.[.2/19 :
فانظر إلى عظيسم افسترائه ..وهسل يعهسد مثسل هسذا القسول إل مسن الروافسض
وأشباههم ..وكيف يتفوه مسلم بهذه المقالة في صحابي جاهد مع رسول اللسسه
صلى الله عليه وسلم حيث شهد معه غزوة حنين ]انظر :مجموع فتاوى شيخ السلم:
،[.4/458وكان أمينا ً عنده يكتب له الوحي ،وكان متوليا ً على المسلمين أربعيسسن
سسسنة نائب سا ً ومسسستقل ً يقيسسم معهسسم شسسعائر السسسلم ]مجمسسوع فتسساوى شسسيخ السسسلم:
[.4/472؟.
ثم هو يفتري على أهل السنة حين يزعم أن القول بصحبة معاويسسة هسسو قسسول
للبعض من أهل السنة ،وكأن الكثرية على مذهبه ،وهذا كذب واختلق كمسلك
الروافض في الكذب ،فإن إيمان معاوية رضي الله عنه ثسسابت بالنقسسل المتسسواتر
وإجماع أهل العلم على ذلك ]مجموع فتاوى شيخ السلم.[.4/477 :
وقال أيضا ً عن أبيه )أبو سفيان بن حرب(" :ولقد كان أبو سسسفيان زنسسديقا أي
ً
ممن يؤمنسسون بالمجوسسسية الفارسسسية" ]نشسسأة الفكسسر الفلسسسفي ،[.2/31 :مسسع أن أبسسا
سفيان قد استعمله النبي صلى الله عليه وسلم نائبسا ً لسسه ،وتسسوفي النسسبي صسسلى
الله عليه وسلم وأبو سفيان عسسامله فسسي نجسسران ،فكيسسف يكسسون زنسسديقا ً والنسسبي
صلى الله عليسسه وسسسلم يسسأتمنه علسسى أحسسوال المسسسلمين فسسي العلسسم والعمسسل؟!
]مجموع فتاوى شيخ السلم.[.35/66 ،4/454 :
ويوافق أهل الرفض في قولهم بأن قلة من الصحابة كانوا يرون الحق لعلي،
س قلسسة مسسن خلسسص الصسسحابة أن المسسر وأن المر قد نزع منه ..يقول" :وقد أح ّ
نزع من علي للمرة الثالثة ،وأنه إذا كان المر قد سسسلب منسسه أول ً لكسسي يعطسسى
للصاحب الول ،ثم يأخذ منه ثانيا ً لكي يعطى للصاحب الثاني فقد أخذ منه ثالثا ً
لكي يعطى لشيخ متهاوٍ متهالسسك ل يحسسسن المسسر ول يقيسسم العسسدل يسسترك المسسر
لبقايا قريش الضالة" ]نشأة الفكسسر الفلسسسفي فسسي السسسلم .[.1/228 :وهو يقصد بهسسذا
الخليفة الراشسسد ذي النسسورين عثمسان بسسن عفسسان رضسسي اللسسه عنسسه ،السسذي اتفسسق
الصحابة على خلفته ..فكأنه يزري بهم جميعا ً بهذه الفرية.
ويقول عن الرافضة التي تتسمى بالثني عشرية والتي قالت كسسل مسسا مضسسى
من كفر وشنيعة ،واستفاض ذمهم ومقتهم في كلم أئمسة السسلم .يقسول" :إن
الفكار الفلسفية للشيعة الثني عشرية هي في مجموعها إسلمية بحتة" ]نشأة
الفكر الفلسفي في السلم.[.1/13 :
فانظر إلى هذه المفارقات الغريبة وتعجب ]حسسدثني د .محمسسد رشسساد سسسالم -رحمسسه
الله -أنه طرأ على حياة الرجل بسبب :علقة مصاهرة مع زوجسسة كسسافرة مشسسبوهة ،وسسسفر لوربسسا
بإلزام عبد الناصر ،ووضع مالي سيء ما كان له أثره على فكره ونهجه ،ول يستكثر مثل هذا علسسى
من ينال من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.[.
ويقول -وكأنه المتحدث أحد الروافض -بأن شسسيعة علسسي السسذين أحبسسوه عسسن
يقين وإيمان ،وساروا في ركب المام وهم على إيمان مطلق بأنه الثر البسساقي
لحقيقسة السسلم الكسبرى ،وبجسانب هسذا "العثمانيسة" و"المويسة" السذين كرهسوا
السلم أشد الكراهية ،وامتلت صدورهم بالحقد الدفين نحو رسول اللسسه وآلسسه
وأصحابه ]نشأة الفكر الفلسفي في السلم.[.229-228/:1 :
672
وبعد ،فهذا مثال واحد أكتفي بسسه ،لن هسسذه المسسسألة تسسستحق دراسسسة نقديسسة
مستقلة.
673
وكان لذلك أثره الخطير في أفكار المسلمين وثقافاتهم ،وكسسان الرفسسض هسسو
الصل في هذا الشر كله.
وإن دراسة آراء المستشرقين وصلتها بالشسسيعة لهسسي موضسسوع هسسام يسسستحق
الدراسة والتتبع ..ول يمكسسن بحسسال أن نخسسوض غمسساره فسسي هسسذا البحسسث لضسسيق
المجال ،وحسبنا أن نشير إليه وننبه عليه.
لقد بدأت استفادة العدو الكافر من شبهات الروافض وأكاذيبهم ومفتريسساتهم
على السلم والمسلمين منذ وقت ليس بالقريب.
ه( كسسان النصسسارى يتخسسذون مسسن فريسسة ففي عصر المسسام ابسسن حسسزم )ت 456
الروافض حول كتاب الله سبحانه حجسسة لهسسم فسسي مجادلسسة أهسسل السسسلم ،وقسسد
أجاب ابن حزم عن ذلك بكل حزم فأبسسان أنسسه ل عسسبرة بسسأقوال هسسذه الفئة ،لن
الروافض ليسوا من المسلمين ]انظر :ص) (1256من هذه الرسالة.[.
أثرهم في الدب العربي:
لم يسلم الدب ودولة الشعر والنثر مسسن تسسأثير أهسسل التشسسيع فيسسه ،وقسسد تسسرك
التشيع بصماته "السوداء" على الدب العربي ..وقد اسسستغل "شسسعراء" الشسسيعة
وخطباؤها ما يسمى بمحسسن آل السسبيت فسسي إثسسارة عواطسسف النسساس واستجاشسسة
مشاعرهم وإلهاب العواطف والنفوس ،وتحريكها ضد المة ودينها.
وتلمس في بعض ما وصلنا من "أدب" بعض التجاهات العقدية عند الشيعة،
وتلمح المبالغة في تصوير ما جرى على أهل البيت من محسسن ،واسسستغلل ذلسسك
في نشر التشيع ،والطعن في الصحابة رضوان الله عليه.
وقد أجهد رواد التشيع أنفسهم في نشر الخرافسسات والسسساطير عسسن أئمتهسسم
في ثوب قصصي مثير ،أو في خطبة أو فسسي شسسعر مبسسالغ فسسي الغلسسو فسسي مسسدح
الئمة.
ولقد تأثرت عقائد العامة وتصسوراتهم ،حستى أثسسر ذلسك علسى عقيسسدة التوحيسسد
عندهم فاتخذوا من الئمة أربابا ً من دون الله.
يقول الستاذ محمد سيد كيلني:
"فترى أن التشيع قد أخرج لونا ً من الدب كان سببا في الهبوط بالمسسسلمين
ً
إلى هوة سحيقة من التأخر والنحطاط ،وقد أفلح الوهابيون في القضسساء علسسى
كثير من هذه الخرافات في داخل بلدهم ،أما فسسي القطسسار السسسلمية الخسسرى
فالحال باقية كما هسسي عليسسه حستى بيسن طبقسسة المتعلميسسن" ]أثسسر التشسسيع فسسي الدب
العربي /محمد سيد كيلني :ص ،43دار الكتاب العربي بمصر.[.
ويكفي هذا مطالعة القصيدة المشهورة والمعتمدة عنسسدهم وهسسي "القصسسيدة
الزرية" ]وتسمى القصيدة الهائية لشيخهم محمد كاظم الزري المتوفى سنة 1211
ه )الذريعة:
،(17/135وللستاذ محمود الملح نقد لهذه القصيدة سماه "الرزية في القصيدة الزرية" ذكر أنسسه
قدم لها شيخهم محمد رضا المظفر ،وقال -نقل ً عن المظفر :-إن شيخهم صاحب الجواهر )وهسسو
ه ،والجواهر هو شرح "شرائع السسسلم" مسسن محمد بن حسن بن باقر النجفي المتوفى سنة 1266
كتبهم المعتمدة في الفقه .انظر :محمد جواد مغنية /مقدمته لس "شرائع السسسلم"( كسسان يتمنسسى أن
تكتب في ديوان أعماله "القصيدة الزرية" مكان كتابه "جواهر الكلم" ثم ذكر بعسسض أبياتهسسا وهسسي
تعج بالكفر الصريح ،كقوله عن علي:
ففي عين كل شيء تراها وهو الية في المحيط في الكون
وقوله:
أنت مولى بقائها وفناها كل ما في القضاء من كائنات
)انظر :الرزية في القصيدة الزرية :ص .[.(35-33
674
كما اتخذوا من حرفة الدب وسيلة للنيل من المة بالساءة لسمعة خلفائها،
وتشويه صورة المجتمع المسلم ،حيث نجد تضخيم الجانب الهزلي والمنحسسرف
والضال في المجتمع ،بل تصوير المجتمع وخليفته بصورة هابطة كما فعلوا مسسع
الخليفة هارون الرشيد وأخباره مع أبي نواس ،وهو الخليفسسة السسذي يغسسزو عام سا ً
ويحج عامًا ،كما وجسدوا فسي الدب متنفسسا ً لهسم ،حيسث ترتفسع التقيسة فسي جسو
العاطفة والخيال ..فيصبوا أحقادهم وكرههم للخليفة والمة في قصسسة أو شسسعر
أو مثل أو خطبة ..ويكفي كمثسسال علسسى ذلسسك كلسسه الطلع علسسى كتسساب الغسساني
للرافضي أبي الفرج الصفهاني.
المجال السياسي
الشسسيعة -كمسسا تؤكسسد أصسسولهم -ل يؤمنسسون بشسسرعية أي دولسسة فسسي العسسالم
السسسلمي ،ويسسرون أن الخليفسسة علسسى العسسالم السسسلمي طسساغوت ،ودولتسسه غيسسر
شرعية ،ول يستثنون من ذلك إل خلفسة أميسر المسؤمنين علسي بسن أبسي طسالب
وخلفة الحسن )وقد مضى أنهم يقولسون في رواياتهم :كل راية ترفع قبل قيام
القائم فصاحبها طاغوت( ]انظر :ص).[.(738
ولهذا وجد العدو المتربص بالمسسة المسسسلمة ضسسالته المنشسسودة فسسي الشسسيعة،
وحقق الكثير من أغراضسسه بواسسسطتها ،لوجسسود هسسذه العقيسسدة السستي مسسن ثمارهسسا
فقسسدان السسولء والطاعسسة ،وإضسسمار العسسداء والكراهيسسة للميسسر والمسسأمورين مسسن
المسلمين.
ً
ولذا كسسانت الزمسسر الرافضسسية أداة مطيعسسة بيسسد العسسدو ،ومركبسا ذلسسول ً سسسخره
للوصول إلى مآربه.
وكسسانت عقيسسدة التقيسسة تيسسسر للعناصسسر الشسسيعية إحكسسام الخطسسط ،وترتيسسب
المؤامرات ،فهم أشبه ما يكونون بخلية سرية ماسونية تلبسس للمسة المسسلمة
رداء السلم ،وترتدي ثوب المسسودة والطاعسسة لمسسام المسسسلمين فسسي الظسساهر،
وتعمل علسى الكيسد لسه وللمسة فسي البساطن ،فقسد قسالوا" :خسالطوهم بالبرانيسة
وظاهروهم بالجوانية إذا كانت المرة صسسبيانية" ]أصسسول الكسسافي ،2/220 :و"البرانيسسة"
هي العلنية ،و"الجوانية" هي السر والباطني) .هامش الكافي.[.(221-2/220 :
ولقد كان الشيعة في مختلف فترات التاريخ موضع اسسستغلل مسسن الملحسسدين
يسخرونهم في خدمة أغراضهم وتنفيذ مخططاتهم ،وقد انضم رؤوس الزنادقة
إلى ركب التشيع حتى يمكنهم السسستفادة مسسن أولئك الرعسساع ،ولسسذا ذكسسر شسسيخ
السلم "أن أكسسثر معتنقسسي التشسسيع ل يعتقسسدون ديسسن السسسلم ،إنمسا يتظسساهرون
بالتشيع لقلة عقل الشيعة وجهلهم ليتوسلوا بهسسم إلسسى أغراضسسهم" ]انظسسر :منهسساج
السنة.[.2/48 :
وقد شهدت الوقائع والحسداث أن التشسيع كسان مسأوى لكسل مسن يريسد الكيسد
للسلم وأهله.
لقد وجدت طوائف من الفرس السسذين قضسسى المسسسلمون علسسى دولتهسسم فسسي
سبع نسين في التشيع ضالتهم المنشسسودة ،كسسذلك وجسسد يهسسود الفرصسسة سسسانحة
لتحقيق أهدافهم عن طريق التشيع.
وإلى اليوم يتستر بالتشيع أعداء السلم والمتآمرين على أهله ..وقسسد بسسرزت
أثناء الخلف بين الفصائل الشيعية المنبثقة من الثني عشرية "اعترافات" مسسن
القوم أنفسهم تصدق هذا القول ..فقد نقل أحد الباحثين الشسسيعة بسسأن السسسفير
675
]انظسسر: الروسي في إيران -كنياز دكوركي كان يحضر دروس شيخهم الرشسستي
ترجمته في العلم للزركلي ،6/67 :وانظر :أحسن الوديعة [.1/72 :صاحب الكشفية إحدى
فرق الثني عشرية -كما مر ]انظر :ص) (112من هذه الرسالة -[.والسستي يلقيهسسا فسسي
كربلء باسم مستعار هو "الشيخ عيسسسى اللنكرانسسي" وقسسد كشسسفت ذلسسك مجلسسة
الشرق السستي أصسسدرتها وزارة الخارجيسسة الروسسسية )السسسوفياتية( لسسسنة -1924
1925م ]انظر :آل طعمة /مدينة الحسين :ص .[.53
كم كان الجنرال النكليزي المتقاعسسد جعيفسسر عليخسسان )ويبسسدو أنسسه اتخسسذ هسسذا
السسسم للتمسسويه( كسسان يتزيسسا بسسالزي الشسسيعي ويحضسسر هسسو الخسسر دروس كسساظم
الرشتي ]آل طعمة /مدينة الحسين :ص .[.53
ويعلل الباحث الشيعي هذه الظاهرة بأن العداء "كانوا على علم مسبق بأن
سكان هذين القطرين -العراق وإيران -مسسن المحسسبين لهسسل السسبيت فجسساءوهم
من الناحية العقائديسسة ]آل طعمسسة /مدينسسة الحسسسين :ص ..[.53فأشسساعوا بينهسسم -كمسسا
يقول -من خلل المذهب الكشفي الغلو في الئمسسة وجعلهسسم شسسركاء للسسه فسسي
خلقه ورزقه ..ونفي العقاب عن كل مرتكتب معصية صغيرة كانت أو كبيرة ]آل
طعمة /مدينة الحسين :ص .[.54
ثم يقول" :وهكذا وجد السسستعمار فسسي هسسذه السسديار العربيسسة المسسسلمة أرضسا ً
خصبة لغرس شجرة العقيدة الحنظلية" ]انظر :آل طعمة /مدينة الحسين :ص .[.54
وأقول :ومن قبل كان للتجاه الصفوي دوره الخطير فسسي بسسذر أصسسول الغلسسو
على يد ثلة من شيوخ السوء أمثال المجلسي والجزائري والكاشاني وغيرهم.
وهذا العدو الذي لبس ثوب التشيع زروًا ،واندس في صفوف الشيعة قد يجد
المكانسسة الرفيعسسة بينهسسم ،كيسسف وعقيسسدتهم فسسي الجمسساع تجعسسل لقسسول الفئة
المجهولة ،ورأي الشخص المجهول الحقية على غيره علسسى احتمسسال أن يكسسون
هذا المجهول هو المهدي ]وهو ل يعدم حينئذ شيئا ً من شهواته التي كان يمارسها قبل دخوله
في التجاه الشيعي ،فالشهوات الجنسية تتحقسسق لسسه عسسن طريسسق المتعسسة وعاريسسة الفسسرج واللسسواط
بالنساء المقررة في شرعتهم.
والتكاليف الشريعة قد تخف بجمع الصلوات ..وقد تسقط بحب آل البيت.
والجهاد معطل حتى يخرج المنتظر فل خوف على النفس ،وإن وصل إلى مرحلة الية والحجسسة
والمرجعية فالذهب الرنان يبذل تحت قديمه باسم الخمس.
و"البابوية" أو التقديس والتعظيم يناله باسم النيابة عن المنتظر.
فماذا يضيره حينئذ أن يندس في صفوفهم ،ويعمسسل لقسسومه بيسسن ظرانيهسسم متسسسترا ً بسسزي رجسسال
الدين المتوشحين بالسواد عندهم ،وقد ينتسب إلى العترة ليجد الحظوة.[.
هذا ومن يتتبع أحداث التاريخ وملحمه يرى أن معول مدعي التشيع كان من
أخطر المعاول التي أتت على الدولة السسسلمية مسسن أطرافهسسا ،ذلسسك أنهسسم مسسع
المسلمين في الظاهر ،وهم من أعظم العداء لهم في الباطن ،حتى قال شيخ
السلم ابن تيمية" :إن أصل كل فتنة وبلية هسسم الشسسيعة ،ومسسن انضسسوى إليهسسم،
وكثير من السيوف التي سلت في السلم إنما كان من جهتهم ،وبهسسم تسسسترت
الزنادقة" ]منهاج السنة.[.3/243 :
ولنهم يرون أن المسلمين أكفر من اليهود والنصارى ]انظسسر :ص 715-714مسسن
هذه الرسالة ،[.فهم يوالون أعداء الدين الذين يعرف كل أحد معاداتهم من اليهود
والنصارى والمشركين ،ويعادون أولياء الله الذين هم خيار أهل الدين وسسسادات
المتقين ]منهاج السنة.[.4/110 :
وقال شيخ السلم" :فقسسد رأينسسا ورأى المسسسلمون أنسسه إذا ابتلسسي المسسسلمون
بعدو كافر كانوا معه على المسلمين" ]منهاج السنة.[.3/38 :
676
فقد شهد الناس أنه لما دخل هولكوا ملك الكفار الترك الشام سنة 658هسسس
كانت الرافضة الذين كانوا بالشام من أعظم الناس أنصارا ً وأعوانا ً على إقامسسة
ملكه وتنفيذ أمره في زوال ملك المسلمين ،وهكذا يعرف الناس عامة وخاصة
ما كان بالعراق لما قسسدم هولكسسو إلسسى العسسراق وسسسفك فيهسسا مسسن السسدماء مسسا ل
يحصيه إل الله ،فكان وزير الخليفة ابن العلقمي والرافضسسة هسسم بطسسانته السسذين
عاونوه على ذلك بأنواع كثيرة باطنة وظاهرة يطول وصفها ]وسيأتي تفصسسيل بعسسض
أحداثها في آخر هذا المبحث.[.
وقبل ذلك كانت إعانتهم لجد هولكو هو جنكيسسز خسسان ،فسسإن الرافضسسة أعسسانته
على المسلمين.
وقد رآهم المسلمون بسواحل الشام وغيرها إذا اقتتل المسلمون والنصارى
هواهم مع النصارى يناصرونهم بحسب المكسسان ،ويكرهسسون فتسسح مسسدائنهم كمسسا
كرهوا فتح عكا وغيرها ،ويختارون إدالتهم على المسلمين حتى إنهم لما انكسر
المسلمون سنة غازان ]هو أخو خدابنده ،من أحفاد جنكيز خان ملك الترك الكفار المسسسمون
بالتتار ،أما الواقعة التي يشير إليها شيخ السلم فانظر تفاصيل أحداثها فسسي البدايسسة والنهايسسة لبسسن
كثير .[.14/6 :سنة تسع وتسعين وخمسمائة ،وخلت الشم من جيش المسسسلمين
عاثوا في البلد ،وسعوا في أنواع من الفساد من القتل وأخسسذ المسسوال ،وحمسسل
رايسسة الصسسليب ،وتفضسسيل النصسسارى علسسى المسسسلمين وحمسسل السسسبي والمسسوال
والسلح من المسلمين إلى النصارى بقبرص وغيرها ،فهسسذا وأمثسساله قسسد عسساينه
الناس ،وتواتر عند من لم يعسساينه ]منهسساج السسسنة ،3/244 :وانظسسر :ص 39-38مسسن نفسسس
الجزء ،وانظر :ج 4ص ،111-110والمنتقى :ص ،332-329وتعليقات محب الدين الخطيب فسسي
هذا الموضوع.[.
وقال" :وكذلك كانوا من أعظم السباب فسسي اسسستيلء النصسسارى قسسديما ً علسسى
بيت المقدس حتى استنقذه المسلمون منهم" ]منهج السنة.[.4/110 :
والحديث فسي هسذا البساب ممتسد ،وقسد حفلست كتسب التاريسخ بتصسوير أحسداثه
المريرة.
وإذا كان هذا تأثير الشيعة الذين يعيشون داخل الدولة السلمية ،فسسإن تسسأثير
دول الشيعة التي قامت أشد ،ولهذا قال شيخ السلم عن دولة بني بسسويه ]وقسسد
ظهرت في العراق وقسم من إيران سنة ،334وانقرضت سنة 437هس ،والثنا عشرية تعسسدها مسسن
دولها) .انظر :الشسسيعة فسسي التاريسسخ ص ،98والشسسيعة فسسي الميسسزان :ص [.(148-138بأن هذه
الدولة قد انتظمسست أصسسناف المسسذاهب المذمومسسة :قسسوم منهسسم زنادقسسة ،وفيهسسم
قرامطة كثيرة ومتفلسفة ،ومعتزلة ،ورافضة.
وقد حصل لهل السلم والسنة في أيامهم من الوهن مسسا لسسم يعسسرف ،حسستى
استولى النصسسارى علسسى ثغسسور السسلم ،وانتشسسرت القرامطسسة فسسي أرض مصسسر
والمغرب والمشرق وغير ذلك ،وجرت حوادث كثيرة ]مجسسوع فتسساوى شسسيخ السسسلم:
.[.4/22
وقال عن دولة خدا بنده ]انظر :ص 1203هامش ) (1من هذه الرسالة" :[.وانظر مسسا
حصل لهم في دولة السلطان خدا بنده الذي صنف له هسسذا الكتسساب ]يعنسسي كتسساب
"منهاج الكرامة" الذي وضعه ابن المطهر الحلي ورد عليه شيخ السلم في منهاج السنة [.كيسسف
ظهر فيهم من الشر الذي لو دام وقوي أبطلوا به عامسسة شسسرائع السسسلم لكسسن
يريدون أن يطفئوا نسسور اللسسه بسسأفواههم ويسسأبى اللسسه إل أن يتسسم نسسوره ولسسو كسسره
الكافرون" ]منهاج السنة ،[.3/244 :وكذلك كان المر أشد في الدولة الصفوية من
بعد شيخ السلم.
677
وإلى اليوم يجري الثر الرافضي في أرض المسلمين فسادا ً من دولة اليات
في إيران ،ومن منظماتهم في لبنان ]انظر :أمل والمخيمات الفلسطينية للسسدكتور محمسسد
الغريب ،[.وفي خلياهم في دول الخليج وغيرها.
ويذكر إحسان إلهي ظهير أن انفصسسال باكسسستان الشسسرقية كسسان وراءه الكيسسد
الرافضي ،حيث قال" :وها هي باكستان الشرقية ذهبت ضحية بخيانة أحد أبناء
"قزلباش" الشيعة يحيى خان في أيدي الهندوس" ]الشيعة والسنة :ص .[.11
وقد عارض شيوخ الشيعة فسسي باكسسستان تطسسبيق الشسسريعة السسسلمية ]انظسسر:
مظالم الشيعة :ص ،10-9وقد قال زعيم الشيعة مفسستي جعفسسر حسسسين فسسي مسسؤتمر صسسحفي بسسأن
الشيعة يرفضون تطبيق الحدود السلمية لنها ستكون على مذهب أهسسل السسسنة) .البنسساء الكويتيسسة
فسسي 1/5/1979م([.؛ لنهسسا تحسسد مسسن شسسهواتهم السستي يمارسسسونها باسسسم المتعسسة،
وتعاقبهم على جرائمهم التي يستسهلون ارتكابها بحجسسة أن حسسب علسسي ل تضسسر
معه سيئة.
وبعد ..هذه إشارات لقضايا كبيرة ،شرحها ودراستها يحتاج لمؤلفات.
وحسبي أن أختار مثالين منها للوقوف عندها قليل ً لخذ العبرة:
الول :يتصل بتأثير الشيعة داخل الدولة السلمية ،وسأتوقف عند حادثة ابن
العلقمي وتآمره لسقاط الدولة السلمية.
والثسساني :فسسي تسسأثير دول الشسسيعة علسسى المسسسلمين ،وسسسأتوقف عنسسد الدولسسة
الصفوية.
مؤامرة ابن العلقمي الرافضي:
وملخص الحادثة أن ابن العلقمي كان وزيرا ً للخليفسسة العباسسسي المستعصسسم،
وكان الخليفة على مذهب أهل السنة ،كما كان أبوه وجده ،ولكن كان فيه ليسسن
وعدم تيقظ ،فكان هذا الوزير الرافضسسي يخطسسط للقضسساء علسسى دولسسة الخلفسسة،
وإبادة أهل السنة ،وإقامة دولة على مذهب الرافضة ،فاستغل منصسسبه ،وغفلسسة
الخليفة لتنفيذ مؤامراته ضد دولة الخلفة ،وكانت خيوط مسسؤامراته تتمثسسل فسسي
ثلث مراحل:
المرحلة الولى :إضعاف الجيش ،ومضايقة النسساس ..حيسسث سسسعى فسسي قطسسع
أرزاق عسكر المسلمين ،وضعفتهم:
قال ابسسن كسسثير" :وكسسان السسوزير ابسسن العلقمسسي يجتهسسد فسسي صسسرف الجيسسوش،
وإسقاط اسمهم من الديوان ،فكانت العساكر في أخر أيسسام المستنصسسر قريب سا ً
من مائة ألف مقاتل ..فلسسم يسسزل يجتهسسد فسسي تقليلهسسم ،إلسسى أن لسسم يبسسق سسسوى
عشرة آلف" ]البداية والنهاية.[.13/202 :
المرحلة الثانية :مكاتبة التتار :يقول ابن كسسثير" :ثسسم كسساتب التتسسار ،وأطمعهسسم
في أخذ البلد ،وسهل عليهم ذلك ،وحكى لهم حقيقة الحال وكشف لهم ضعف
ا لرجال" ]البداية والنهاية.[.13/202 :
المرحلة الثالثة :النهي عن قتال التتار وتثبيط الخليفة والناس:
فقد نهى العامة عن قتالهم ]منهاج السسسنة [.3/38 :وأوهم الخليفسسة وحاشسسيته أن
ملك التتار يريد مصالحتهم ،وأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه
لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم ،ونصفه للخليفة ،فخسسرج
الخليفة إليه في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء والمسسراء والعيسسان ..فتسسم
بهذه الحيلة قتل الخليفة ومعن معه من قواد المة وطلئعها بدون أي جهد من
التتر .وقد أشار أولئك المل من الرافضة وغيرهم على المنافقين علسسى هولكسسو
678
أن ل يصسسالح الخليفسسة ،وقسسال السسوزير ابسسن العلقمسسي :مسستى وقسسع الصسسلح علسسى
المناصفة ل يستمر هذا إل عاما ً أو عامين ،ثم يعود المر إلى ما كان عليه قبسسل
ذلك ،وحسنوا له قتل الخليفة ،ويقال إن الذي أشار بقتله الوزير ابن العلقمسسي،
ونصير الدين الطوسي ]وكان النصير عند هولكسسوا قسسد استصسسحبه فسسي خسسدمته لمسسا فتسسح قلع
اللموت ،وانتزعها من أيدي السماعيلية )ابن كثير /البداية والنهاية.[.( (13/201) :
ثم مسسالوا علسسى البلسسد فقتلسسوا جميسسع مسسن قسسدروا عليسسه مسسن الرجسسال والنسسساء
والولدان والمشايخ والكهول والشبان ،ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة مسسن
اليهود والنصارى ،ومن التجأ إليهسسم ،وإلسسى دار السسوزير ابسسن العلقمسسي الرافضسسي
]البداية والنهاية.[.202-13/201 :
وقد قتلوا من المسلمين ما يقال إنه بضعة عشر ألف ألف إنسان أو أكثر أو
أقل ،ولم ير في السلم ملحمة مثسل ملحمسة السترك الكفسار المسسمين بسالتتر،
وقتلوا الهاشميين ،وسبوا نساءهم من العباسيين وغير العباسسسيين ،فهسسل يكسسون
مواليا ً لل رسول الله صلى الله عليسه وسسلم مسن يسسلط الكفسار علسى قتلهسم
وسبيهم وعلى سائر المسلمين ]منهاج السنة.[.3/38 :؟
وقتسسل الخطبسساء والئمسسة ،وحملسسة القسسرآن ،وتعطلسست المسسساجد والجماعسسات
والجمعات مدة شهور ببغداد ]البداية والنهاية.[.13/203 :
وكسسان هسسدف ابسسن العلقمسسي "أن يزيسسل السسسنة بالكليسسة وأن يظهسسر البدعسسة
الرافضة ،وأن يعطل المساجد والمدارس ،وأن يبنسسي للرافضسسة مدرسسسة هائلسسة
ينشرون بهذا مذهبهم فلم يقدره الله على ذلك ،بسسل أزال نعمتسسه عنسسه وقصسسف
عمره بعد شعور يسيرة من هذه الحادثة ،وأتبعه بولده" ]البداية والنهايسسة-13/202 :
.[.203
فتأمل هذه الحادثة الكبرى والخيانة العظمى ،واعتبر بطيبة بعض أهل السنة
إلى حد الغفلة بتقريب أعدى أعسسدائهم ،وعظيسسم حقسسد هسسؤلء الروافسسض وغلهسسم
على أهل السنة ،فهذا الرافضي كان وزيرا ً للمستعصم أربع عشرة سسسنة ،وقسسد
حصل له من التعظيم والوجاهة ما لم يحصل لغيره من الوزراء ،فلم يجسسد هسسذا
التسامح والتقدير في إزالة الحقد والغل الذي يحمله لهل السنة ،وقسسد كشسسف
متأخروا الرافضة القناع عن قلوبهم ،وباحوا بالسر المكنون فعدوا جريمسسة ابسسن
العلقمي والنصير الطوسي في قتل المسسسلمين مسسن عظيسسم مناقبهمسسا عنسسدهم.
فقال الخميني في الشادة بما حققه نصير الطوسي .." :ويشعر الناس )يعنسسي
شيعته( بالخسارة ..بفقدان الخواجة نصير الدين الطوسي وأضرابه ممسسن قسسدم
خدمات جليلة للسلم" ]الحكومة السلمية :ص .[.128
والخدمات التي يعني هنا هي ما كشفها الخوانساري من قبله في قسسوله فسسي
ترجمة النصير الطوسي" :ومن جملة أمره المشهور المعروف المنقول حكايسسة
استيزاره للسلطان المحتشسسم ..هولكسسو خسسان ..ومجيئه فسسي مسسوكب السسسلطان
المؤيد مع كمال الستعداد إلى دار السلم بغداد لرشاد العبسساد وإصسسلح البلد..
بإبادة ملك بني العباس ،وإيقاع القتل العسام مسسن أتبساع أولئك الطغسام ،إلسسى أن
أسال من دمائهم القذار كأمثال النهار ،فانهار بها في ماء دجلة ،ومنها إلى نار
جهنم دار البوار" ]روضات الجنات ،301-6/300 :وانظر أيضا ً في ثناء الروافض علسسى النصسسير
الطوسي النوري الطبرسي /مستدرك الوسائل ،3/483 :القمي /الكنى واللقاب.[.1/356 :
فهم يعدون تدبيره ليقاع القتل العام بالمسلمين ،مسسن أعظسسم منسساقبه ،وهسذا
القتل هو الطريق عندهم لرشاد العباد وإصلح البلد ،ويرون مصير المسسسلمين
679
الذي استشهدوا في هذه "الكارثة" إلى النسسار ،ومعنسسى هسسذا أن هولكسسو السسوثني
وهو الذي يصفه بالمؤيد ،وجنده هم عنسسدهم مسسن أصسسحاب الجنسسة؛ لنهسسم شسسفوا
غيظ هؤلء الروافض من المسلمين ،فانظر إلى عظيم هذا الحقد!! حتى صسسار
قتل المسلمين من أغلى أمانيهم ..وصار الكفار عندهم أقسسرب إليهسسم مسسن أمسسة
السلم.
هذه قصة ابن العلقمي أوردتها معظم كتب التاريخ ]وانظر أيضا فسسي قصسسة تسسآمره:
ً
ابن شاكر الكتبي /فوات الوفيات ،2/313 :الذهبي /العسسبر ،5/225 :السسسبكي /طبقسسات الشسسافعية:
263-8/262وغيرها ،[.وأقرتها كتب الرافضة ،وأشادت بها ..ومع ذلسسك فقسسد حسساول
الراوفض المعاصرين توهين القصة والطعن في ثبوتها ،وحجته أن الذين ذكروا
الحادثة غير معاصرين للواقعة ،وحينما جاء على من ذكر الحادثة من معاصريها
مثل :أبي شامة شسسهاب السسدين عبسسد الرحمسسن بسسن إسسسماعيل )ت 665هسس( كسسان
جوابه عن ذلك بأنه وإن عاصر الحادثة معاصرة زمانية ،لكنه مسسن دمشسسق فلسسم
تتوفر فيه المعاصرة المكانية ]انظسر :محمسد الشسيخ السساعدي /مؤيسد السدين بسن العلقمسي
وأسرار سقوط الدولة العباسية ،وقد ساعدت جامعة بغداد على نشر الكتاب.[.
وهي محاولة لرد ما استفاض أمسسره عنسسد المسسؤرخين ،كمحسساولتهم فسسي إنكسسار
وجود ابن سبأ ،وقد بحثت في كتب التاريسسخ فوجسسدت شسسهادة هامسسة لحسسد كبسسار
المؤرخين تتوفر فيسسه ثلث صسسفات :الولسسى :أن الشسسيعة يعسسدونه مسسن رجسسالهم،
والثانية :أنه من بغداد ،والثالثة :أنه متوفى سنة 674هس.
فهو شيعي بغدادي معاصر للحادثة؛ ذلك هسسو المسسام الفقيسه علسي بسن أنجسسب
المعروف بابن الساعي الذي شهد بجريمة ابن العلقمي فقال ..." :وفي أيسسامه
)يعني المستعصم( استولت التتسسار علسسى بغسسداد ،وقتلسسوا الخليفسسة ،وبسسه انقضسست
الدولة العباسية من أرض العسسراق ،وسسسببه أن وزيسسر الخليفسسة مؤيسسد السسدين ابسسن
العلقمي كان رافضيًا ..ثم ساق القصة ]مختصر أخبار الخلفاء :ص ..[.137-136وابسسن
الساعي هذا ذكره محسن المين من رجسسال الشسسيعة فقسسال" :علسسي بسسن أنجسسب
البغدادي المعروف بابن الساعي لسسه أخبسسار الخلفسساء ت 674هسسس" ]أعيسسان الشسسيعة:
.[.1/305
ويكفي دللة على صلة الروافض بنكبة المسلمين وتمني حصول أمثالها هسسذا
التشسسسفي السسسذي صسسسدر علسسسى ألسسسسنة شسسسيوخهم المتسسسأخرين والمعاصسسسرين
كالخوانساري ،والخميني وأمثالهما.
]اسستمر ملسسك الدولسة الصسسفوية مسن سسنة 1905إلسى سسسنة 1148هسس الدولة الصفوية
)مغنية /الشيعة في الميزان :ص :[.(182
في الدولة الصفوية ،والتي أسسها الشاه إسماعيل الصسسفوي فسسرض التشسسيع
الثني عشري على اليرانيين قسرًا ،وجعل المسسذهب الرسسسمي ليسسران ..وكسسان
إسماعيل قاسيا ً متعطشا ً للسسدماء إلسسى حسسد ل يكسساد يصسسدق ]علسسي السسوردي /لمحسسات
اجتماعية من تاريخ العراق الحديث :ص ،[.56ويشيع عن نفسه أنه معصوم وليس بينسسه
وبين المهدي فاصل ،وأنه ل يتحرك إل بمقتضى أوامر الئمة الثني عشر ]كامسسل
مصطفى الشيبي /الفكر الشيعي والنزعات الصوفية حتى مطلع القرن الثاني عشسسر الهجسسري :ص
.[.413
ولقد تقلد سيفه وأعمله في أهسل السسسنة ،وكسان يتخسسذ سسسب الخلفساء الثلثسسة
وسيلة لمتحان اليرانيين ،فمن يسمع السب منهم يجب عليسسه أن يهتسسف قسسائ ً
ل:
"بيش باد كم باد" ..هذه العبارة تعني في اللغة الذربيجانية أن السسسامع يوافسسق
680
على السب ويطلب المزيد منه ،أما إذا امتنع السامع عن النطق بهسسذه العبسسارة
ل ،وقد أمر الشسساه أن يعلسسن السسسب فسسي الشسسوارع ،والسسسواق قطعت رقبته حا ً
وعلى المنابر منذرا ً المعاندين بقطع رقابهم ]كامل مصسسطفى الشسسيبي /الفكسسر الشسسيعي
والنزعات الصوفية حتى مطلع القرن الثاني عشسسر الهجسسري :ص ،[.58وكان إذا فتسسح مدينسسة
أرغم أهلها على اعتناق الرفض فورا ً بقوة السلح.
ويروى عنه أنه عندما فتح تبريز فسسي بدايسسة أمسسره وأراد فسسرض التشسسيع علسسى
أهلها بالقوة ،أشار عليه بعض شيوخهم أن يتريث ،لن ثلثي سكان المدنية مسسن
أهل السنة ،وأنهم ل يصبرون على سسسب الخلفسساء الثلثسسة علسسى المنسسابر ،ولكنسسه
أجابهم" :إذا وجدت من النساس كلمسة اعستراض شسهرت سسيفي بعسون اللسه فل
ا" ]كامل مصطفى الشيبي /الفكر الشيعي والنزعات الصوفية حتى مطلع أبقي منهم أحدا ً حي ً
القرن الثاني عشر الهجري :ص ،58وانظر :تاريخ الصفويين :ص .[.55
ومن ناحية أخرى اتخذ مسألة قتل الحسين وسيلة للتأثير النفسي ،بالضسسافة
إلى أسلوب التهديد والرهاب فأمر بتنظيم الحتفال بذكر مقتل الحسسسين علسسى
النحو الذي يتبع الن عندهم ]الشيبي /الفكسسر الشسسيعي :ص .[.415وأضاف إليسسه فيمسسا
يقال مجالس التعزية.
وهي التي يسمونها الن "الشبيه" ويجرى فيها تمثيل مقتل الحسين ..فكسسان
لهذا أثره على أولئك العاجم حتى رأى بعضهم أنه من أهل العوامل فسسي نشسسر
التشيع في إيران ،لن ما فيه من مظاهر الحزن والبكاء وما يصاحبه مسسن كسسثرة
العلم ودق الطبول وغيرهما يؤدي إلى تغلغل في العقيدة في أعمساق النفسس
والضرب على أوتارها الكامنة" ]الوردي /لمحات اجتماعية :ص .[.59
ولقد آزر شيوخ الروافض سلطين الصفويين في الخذ بالتشيع إلسسى مراحسسل
من الغلو وفرض ذلك على مسلمي إيران بقوة الحديد والنار.
وكان من أبرز هؤلء الشيوخ شيخهم علي الكركي ]علسسي بسسن هلل الكركسسي ،هلسسك
سنة )948هس( ،[.الذي يلقبه الشيعة بالمحقق الثاني الذي قربه الشاه طهماسسسب،
ابن الشاه إسماعيل وجعله المر المطاع في الدولة ،فاسسستحدث هسسذا الكركسسي
بدعا ً جديدة في التشيع ،فكان منها" :التربة التي يسجد عليها الشيعة الن فسسي
صلواتهم .وقد ألف فيها رسالة سنة )933هس( ]الفكسسر الشسسيعي :ص 416عسسن ترجمتسسه
في روضات الجنات ص ،[.404كما ألف رسسسالة فسسي تجسسويز السسسجود للعبسسد ]لمحسسات
اجتماعية :ص ،[.63وذلك مسايرة للسلطان إسسماعيل الصسفوي السذي كسان يغلسو
فيه أصحابه حتى إنهم يعبدونه ويسجدون له ]ولذا قال الحيدري بأن إسماعيل خرج عن
جادة الرفض ،وادعى الربوبية ،وكان يسجد له عسكره )عنوان المجد :ص .[.(117-116
وكانت بدعه الكثيرة في المذهب الشيعي داعية للمصنفين من غيسسر الشسسيعة
إلى تلقيبه بمخترع الشيعة ]النسسواقض /الورقسسة98 :ب .[.وقد ألف رسسسالة فسسي لعسسن
الشسسيخين -رضسسي اللسسه عنهمسسا -سسسماها "نفحسسات اللهسسوت فسسي لعسسن الجبسست
والطاغوت" ]الفكر الشيعي :ص .[.416
ويقال :إنه هو الذي شرع السب في المساجد أيام الجمسسع ]الفكسسر الشسسيعي :ص
.[.416
كذلك كان من شيوخ الدولة الصفوية المجلسي ،والذي شارك السسسلطة فسي
التأثير على المسلمين في إيران حتى يقال بأن كتابه "حق اليقين" كسسان سسسببا ً
في تشيع سبعين ألف سني من اليرانيين" ]دونلد سن /عقيدة الشيعة :ص .[.302
681
والقرب أن هذا من مبالغات الشيعة ،فإن الرفض في إيران لم يجسسد مكسسانه
إل بالقوة والرهاب ،ل بالفكر والقناع.
ثسسم نشسسأ الجيسسل اللحسسق فسسي جسسو المسسآتم الحسسسينية السسسنوية السستي طورهسسا
الصفويون ليمتلئ الناشئ بتأثيرها حقدا ً وغيظا ً حتى ل يكاد يستمع بسبب ذلسسك
إلى حجة أو برهان.
وكان لكتاب المجلسي "بحار النوار" أثسسره فسسي إشسساعة الغلسسو بيسسن الشسسيعة،
حيث "جاء قراء التعزية ،وخطباء المنابر فصاروا يأخذون منه ما يروق لهم وبذا
ملؤوا أذهان العامة بالغلو والخرافة".
وقد كان هذا الكتاب من أوائل المؤلفات التي طبعت على نطاق واسسسع فسسي
العهد القاجاري ،وقد وردت منه إلى العراق نسخ كسسثيرة ممسسا أدى إلسسى انتشسسار
معلوماته الغثة في أوساط الشعب العراقي على منسسوال مسسا حسدث فسسي إيسسران
]لمحات اجتماعية :ص .[.78-77
كذلك ل ينسى الجانب الخسسر مسسن آثسر الدولسسة الصسفوية ،وذلسك فسي حروبهسا
لدولة الخلفة السلمية ،وتعاونهسا مسسع العسداء مسسن البرتغسسال ثسم النجليسسز ضسد
المسسسلمين ،وتشسسجيعها لبنسساء الكنسسائس ودخسسول المبشسسرين والقسسسس ،مسسع
محاربتهم للسنة وأهلها ]انظر تفاصيل ذلك في :تاريخ الصفويين ص 93وما بعسسدها ،وانظسسر:
حاضر المعالم السلمي للدكتور جميل المصري :ص .[.117
هذه بعض أثار دولهم وأفرادهم في هذا المجال..
ومن كلمات شيخ السلم ابن تيمية )الخالدة( والمهمة فسسي هسسذا الموضسسوع،
والتي إذا طبقتها على الواقع ،وإذا اسسستقرأت مسسن خللهسسا وقسسائع التاريسسخ رأيسست
صدقها كالشمس قوله -رحمه الله :-
"فلينظر كل عاقل فيما يحدث في زمانه ،وما يقسسرب مسسن زمسسانه مسسن الفتسسن
والشرور والفسسساد فسسي السسسلم ،فسسإنه يجسسد معظسسم ذلسسك مسسن قبسسل الرافضسسة،
وتجدهم من أعظم الناس فتنا ً وشرًا ،وأنهم ل يقعدون عما يمكنهم مسسن الفتسسن
والشرور وإيقاع الفساد بين المة" ]منهاج السنة.[.3/243 :
ونحسسن قسسد علمنسسا بالمعاينسسة والتسسواتر أن الفتسسن والشسسرور العظيمسسة السستي ل
تشابهها فتن ،إنما تخرج عنهم ]منهاج السنة.[.3/245 :
المجال الجتماعي
وهو باب واسع سأشير لبعض معالمه.
ل :علقتهم مع المسلمين: أو ً
الشيعة يعيشون مع المسلمين ،ويحملون الهوية السسسلمية ،ول يوجسسد تمييسسز
لهم عن غيرهم ،والصل في علقة المسلمين الحب والمودة والتكافل واليثار.
والسلم أرسى دعائم الود بين المسلم وأخيه ،وقدم جيل الصسسحابة رضسسوان
الله عليهم أعظم صور المحبة والوفاء امتثال ً لهسسدي القسسرآن والسسسنة ،ول شسسك
في أن صورة التلحم تلك كانت هدفا ً من أهداف العدو المتربص بالمة.
وكانت مؤامراته في تقويض البناء المتماسك كثيرة ..ولقد اندس هسسؤلء فسسي
التشيع وأعملوا من خلله الهدم والتخريب لهذا الساس المسستين فسسي المجتمسسع
السلمي.
ولهذا كان من الشائع والمستفيض أن علقة الشيعي مسسع غيسسره مبنيسسة علسسى
حب اليذاء بأي وسيلة ،واتخاذ ذلك قربة عند الله.
682
وإن إضمار العداء والكره من صفاتهم.
وإن عدم الوفاء ومراعاة الحقوق من طبيعتهم.
وإن الغدر والخيانة والمكر والخديعة مسسن أعمسسالهم المعروفسسة عنهسسم ،والسستي
تصل إلى حد القتل.
قال شيخ السلم" :وأما الرافضي فل يعاشر أحدا ً إل اسسستعمل معسسه النفسساق؛
فإن دينه الذي في قلبه دين فاسد يحمله على الكذب والخيانة ،وغسسش النسساس،
وإرادة السوء بهم ،فهو ل يألوهم خبال ً ول يترك شرا ً يقدر عليسسه إل فعلسسه بهسسم،
وهو ممقوت عند من ل يعرفه ،وإن لم يعرف أنسسه رافضسسي تظهسسر علسسى وجهسسه
سيما النفاق وفي لحن القول ،ولهذا تجده ينافق ضعفاء النسساس ومسسن ل حاجسسة
به إليه لما في قلبه من النفاق الذي يضعف قلبه] "..منهاج السنة.[.3/260 :
دم العلمة الشوكاني مشاهدات شخصية من خلل معايشته للرافضسسة وقد ق ّ
ً
في اليمن ،وكشف من خلل ذلك أمورا عجيبة وأكد أنه "ل أمانة لرافضي قسسط
على من يخالفه في مذهبه ويدين بغير الرفسسض ،بسسل يسسستحل مسساله ودمسسه عنسسد
أدنى فرصة تلوح له ،لنه عنده مباح الدم والمال ،وكل ما يظهسره مسن المسودة
فهو تقية يذهب أثره بمجرد إمكان الفرصة" ]طلب العلم :ص .[.71-70
وبّين حقيقة ذلك بالتجربة العملية مع هذه الطائفسة فقسال" :وقسسد جربنسا هسذا
تجريبا ً كثيرا ً فلم نجد رافضيا ً يخلص المودة لغير رافضي ،وإن آثسسره بجميسسع مسسا
يملكه ،وكان له بمنزلة الخول ،وتودد إليه بكل ممكن ،ولم نجد في مذهب من
المذاهب المبتدعة ول غيرها ما نجده عند هؤلء من العداوة لمسسن خسسالفهم ،ثسسم
لم نجد عند أحد ما نجد عندهم من التجري على شتم العراض المحترمة ،فإنه
يلعن أقبح اللعن ،ويسب أفظع السب كل من تجري بينه وبينسسه أدنسسى خصسسومة
وأحقر جدال ،وأقل اختلف ،ولعل سبب هذا والله أعلم أنهم لمسسا تج سّرؤا علسسى
سب السلف الصالح هان عليهم سب من عداهم ،ول جسسرم ،فكسسل شسسديد ذنسسب
يهون ما دونه" ]طلب العلم :ص .[.71
وقد أشار الشوكاني -رحمسه اللسه -إلسى أنهسم ل يتورعسون مسن اقستراف أي
جريمة في المجتمع السلمي ،ول يتنزهون عسسن فعسسل أي محسسرم ،فقسسال :وقسسد
جربنا وجرب من قبلنا فلم يجدوا رجل ً رافضيا ً يتنزه عن محرمات السسدين كائنسسا ً
من كان ول تغتر بالظواهر؛ فإن الرجسسل قسسد يسسترك المعصسسية فسسي المل ويكسسون
أعف الناس عنها في الظاهر ،وهو إذا أمكنته فرصة انتهزها انتهاز من ل يخاف
نارا ً ول يرجو جنة.
ثم استشهد على ذلك ببعض مشاهداته الشخصية فقسال" :وقسسد رأيسست منهسسم
من كان مؤذنا ً ملزما ً للجماعات فانكشف سارقًا ،وآخسر كسان يسؤم النساس فسي
بعض مساجد صنعاء ،وله سمت حسن وهدي عجيب وملزمسسة للطاعسسة ،وكنسست
أكثر التعجب منه كيف يكسسون مثلسسه رافضسسيا ً ثسسم سسسمعت بعسسد ذلسسك عنسسه بسسأمور
تقشعر لها الجلود وترجف منها القلوب" ،ثم ذكر رجل ً ثالثا ً كان به رفض يسسسير
ثم تطور به الرفض حتى ألف في مثالب جماعة من الصحابة .قال الشسسوكاني:
"وكنت أعرف عنه في مبادئ أمسسره صسسلبة وعفسسة ،فقلسست :إذا كسسان ولبسسد مسسن
رافضي عفيف فهذا ،ثم سسسمعت عنسسه بفسسواقر ،نسسسأل اللسسه السسستر والسسسلمة"
]طلب العلم :ص .[.73
ثسسم قسسال -رحمسسه اللسسه " :-وأمسسا وثسسوب هسسذه الطائفسسة علسسى أمسسوال اليتسسامى
والمستضعفين ومن يقدرون على ظلمه كائنا ً من كسسان فل يحتسساج إلسسى برهسسان،
683
بل يكفى مدعيه إحالة منكره على السستقرار والتتبسع فسإنه سسيظفر عنسد ذلسك
بصحة ما ذكرناه" ]طلب العلم :ص .[.74
هسسذه "مشسساهدات" مهمسسة سسسجلها الشسسوكاني ،وبي ّسسن كيسسف يفعسسل "الرفسسض"
بصاحبه وأثر ذلك في علقته مسسع المسسلمين ،لنسسه يقيسسم مسسع هسسذه "الفئة" مسسن
الرافضة في اليمسسن والسستي خرجسست مسسن نطسساق الزيديسسة إلسسى الرفسسض كمسا هسسو
معروف عن الجارودية" ]الزيدية الجاروديسسة :هسسي وإن تسسسمت بالزيديسسة فهسسي رافضسسة تكفسسر
صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .ولسذلك فسإن شسيخ الماميسة "المفيسد" فسي كتسابه "أوائل
المقالت" أخرج الزيدية من دائرة التشيع واستثنى منهم "الجاروديسسة" لنهسسم علسسى مسسذهبه .انظسسر:
ص) (42من هذه الرسالة.[.
هذه "الشهادة" من الشوكاني قد يقول قائل :إنها مسسن خصسسم للرافضسسة ،فل
تؤخذ عليهم ..والحقيقة أن أهل السنة أعدل وأنصسسف وأتقسسى مسسن الوقسسوع فسسي
ظلم هذه الطوائف والكذب عليها ،كما أثبتت ذلسسك الوقسسائع "بسسل هسسم للرافضسسة
خير وأعدل من بعض الرافضة لبعض ،وهذا ما يعترفون هم به ويقولسسون :أنتسسم
تتصفوننا ما ل ينصف بعضنا بعضًا" ]منهاج السنة.[.3/39 :
وقسسد وقفسست علسسى نسسص مهسسم فسسي الكسسافي للكلينسسي يشسسهد لكلم الشسسوكاني
ويعترف بصدق ما قاله ،والعتراف سيد الدلسسة ..ويسسبّين طبيعسسة الرافضسسي فسسي
علقاته مع الناس.
جاء في الكافي أن أحد الشيعة ويسمى عبد الله بن كيسسسان قسسال لمسسامهم:
"إني ..نشأت في أرض فارس ،وإنني أخالط الناس في التجسسارات وغيسسر ذلسسك،
فأخالط الرجسسل فسسأرى لسسه حسسسن السسسمت ]هيئة أهسسل الخيسسر /هسسامش الكسسافي،[.2/4 :
وحسن الخلق ،وكثرة أمانة ،ثم أفتشه فسسأتبينه مسسن عسسدواتكم )يعنسسي مسسن أهسسل
السنة( وأخالط الرجل فأرى منه سوء الخلق وقلة أمانة وزعارة ]الزعسسارة :سسسوء
الخلق ،وفي بضع النسخ )للكافي( الدعارة :وهو الفساد والفسوق والخبث [.ثم أفتشه فأتبينه
عن وليتكم" ]أصول الكافي ،2/4 :تفسير نور الثقلين.[.4/47 :
فهسذه الروايسة تعسسترف لهسسل السسسنة بحسسن الخلسق ،وكسثرة المانسسة وحسسن
السمت ،بينما تصف الرافضة بضد هذه الوصاف.
وفي خبر أخر في الكافي أن رجل ً شسسكا لمسسامه مسسا يجسسده فسسي أصسسحابه مسسن
دة والطيش" وأنه يغتم لذلك غما ً شسسديدًا ،بينمسسا يسسرى الرافضة من "النزق والح ّ
من خالفهم من أهل السنة حسن السمت ،قال إمامهم :ل تقل حسن السمت،
فإن السمت سمت الطريق ]من المعلوم في اللغة أن السمت يطلق على الوقسسار والهيئة،
كمسسا يطلسسق علسسى الطريسسق .قسسال فسسي المصسسباح :السسسمت الطريسسق ،والقصسسد ،والسسسكينة والوقسسار
فققي م ِ ه ْ
ما ُسققي َ
والهيئة ،[.ولكن قل :حسن السيما؛ فإن الله عز وجل يقسسولِ } :
َ
جوِد{ ]الفتح [29قال :قلت :فأراه حسن السيما ولسسه س ُ ن أث َ ِ
ر ال ّ م ْ
هم ّ
ه ِ
جو ِ
و ُ
ُ
وقار فأغتم ذلك ]أصول الكافي ،2/11 :وقد كان جواب إمامهم على هذه الشكاوى بالعتراف
بها وتعليلها بطبيعة الطينة التي خلق منها كل فريق.
وهو يؤكد المر ول ينفيه .وانظر ما سبق في عقيدتهم في الطينة :ص) (956وما بعدها.[.
وهذا شيعي ثالث يقال له عبد الله بن أبي يعفور ل ينقضي عجبسسه مسسن ذلسسك
البون الواسع بين أخلق أهل السسسنة وبيسسن خلسسق شسسيعته ..ويرفسسع ذلسسك لمسسامه
فيقول" :إني أخالط الناس فيكثر عجبي من أقسسوام ل يتولسسونكم ويتولسون فلنسا ً
وفلنا ً ]المراد بفلن وفلن أبي بكر وعمر كما قساله شسراح الكسافي ،وهسذا إشسارة لهسل السسنة[.
لهم أمانة وصسدق ووفساء ،وأقسوام يتولسونكم )يعنسي الرافضسة( ليسس لهسم تلسك
يالمانة ول الوفاء والصسسدق ،قسسال :فاسسستوى أبسسو عبسسد اللسسه جالسسا ً فأقبسسل علس ّ
684
كالغضبان ،ثم قال :ل دين لمن دان الله بولية إمسسام جسسائر ليسسس مسسن اللسسه ،ول
عتب على من دان بولية إمام عادل مسسن اللسسه .قلسست :ل ديسسن لولئك ول عتسسب
على هؤلء .قال :نعم" ]أصول الكافي.[.1/375 :
وهذا الجواب الذي ينفي العتب والذم عنهم ،وان اقترفوا الموبقات هو الذي
أدى بهم إلى هذا الدرك الهابط من التعامل والتساهل في ارتكسساب المنكسسرات،
لن الدين عندهم "ولية المام" وحب علي حسنة ل يضر معها سسسيئة ،ومسسا لسسم
يصلح هذا الساس فستبقى هذه "الخصيصة فيهم".
ومن الملحظ أن كتبهم تقرر مبدأ الغيلسسة ،وتصسسفية الخصسسوم بهسذا السسلوب
وتشترط أن يأمن الشيعي الضرر عليه.
تقول كتب الشيعة :عن داود بن فرقد قال :قلت لبي عبد الله عليه السلم:
ما تقول في قتل الناصب؟ فقال" :حلل الدم ،ولكن أتقسسي عليسسك فسسإن قسسدرت
ا ،أو تغرقه في ماء لكيل يشهد به عليك فافعل" ]ابن بسسابويه/ أن تقلب عليه حائط ً
علسسل الشسسرائع :ص ،200الحسسر العسساملي /وسسسائل الشسسيعة ،18/463 :المجلسسسي /بحسسار النسسوار:
.[.27/231
وفسسي رجسسال الكشسسي يحكسسي أحسسد الشسسيعة لمسسامه كيسسف اسسستطاع أن يقتسسل
مجموعة من مخالفيه فيقول" :منهم من كنت أصعد سطحه بسّلم حتى أقتلسسه،
ي قتلته ،ومنهم من كنت أصحبه ومنهم من دعوته بالليل على بابه فإذا خرج عل ّ
في الطريق فإذا خل لي قتلته" ]رجال الكشي :ص .[.343-342وذكر أنه قتل بهسسذه
ا ،لنه يزعم أنهم يتبرأون من علي ]رجسسال الكشسسي :ص الطريقة ثلثة عشر مسلم ً
.[.343-342
ي بسسن يقطيسسن
ويقول شيخهم نعمة الله الجزائري أنسسه فسي إخبسسارهم "أن علس ّ
]وقد وصفه الجزائري بأنه من خواص الشيعة )النوار النعمانية (2/308 :وقد ذكر الطبري أنه قتل
على الزندقة )انظر :ص) (579مسسن هسسذه الرسسسالة( [.وهو وزير الرشسسيد قسسد اجتمسسع فسسي
حبسه جماعسة مسن المخسالفين ،فسأمر غلمسانه وهسدموا أسسقف المحبسس علسى
المحبوسين فمسساتوا كلهسسم وكسسانوا خمسسسمائة رجسسل تقريبسًا ،فسسأراد الخلص مسسن
تبعات دمائهم ،فأرسل إلى المام مولنا الكاظم )ع( فكتسسب إليسسه جسسواب كتسسابه
ي قبل قتلهم لما كان عليك شيء مسسن دمسسائهم .وحيسسث بأنك لو كنت تقدمت إل ّ
ي فكفر عن كل رجل قتلسست منهسسم بسستيس ،والسستيس ]السستيس مسسن إنك لم تتقدم إل ّ
المعز [.خير منه" ]النوار النعمانية.[.2/308 :
فانظر كيف يعيشون وسسسط المسسسلمين وهسسم يتحينسسون أدنسسى فرصسسة للقتسسل.
وهذه اعترافاتهم تشهد بآثارهم السوداء ..وإمامه هنا يقره على قتل خمسمائة
مسلم لمجرد أنهم ليسوا بروافض ،ويسسأمره بسسالتكفير بسستيس ،لنسسه لسم يسسستأذنه
قبل ذلك ..فالشيعي إذا استأذن إمامه أو نائبه وهو الفقيسسه فليفعسسل كمسسا يريسسد،
وإن لم يستأذن فالمر ل يعدو ذبح تيس.
وقد علق شيخهم الجزائري على دية التيس بقوله" :فانظر إلسسى هسسذه الديسسة
الجزيلة التي ل تعادل دية أخيهم الصغر وهو كلب الصسسيد ،فسسإن ديتسسه عشسسرون
درهمًا ،ول دية أخيهم الكبر وهو اليهودي أو المجوسي ،فإنهما ثمانمأة – كسسذا -
درهم ،وحالهم في الخرة أخس وأنجس" ]النوار النعمانية.[.2/308 :
وهذا قول من الشناعة بمكان ،ول يحتاج إلى تعليق فهو ينطق بنفسسسه علسسى
حقدهم على أهل السنة ،وأنهم أكفر عندهم من المجوس.
ثانيًا :الفتن الداخلية:
685
وهي فتنتهم التي يثيرونها بسبب سبهم للصحابة عبر مآتمهم السنوية ،فمنسسذ
أن اخترع البوبهيون إقامة المآتم بذكرى مقتل الحسسين وذلسسك فسي بغسداد فسي
القرن الرابع الهجري ،والشيعة تثير في هذه الذكرى السنوية فتنا ً ل حدود لها..
وينشب صراع عنيف بين السنة والشسسيعة بسسسبب تجسسرؤ الروافسسض علسسى شسستم
الصحابة رضوان الله عليهم ،وقد بدأت فتنة في سنة 338هس ،وذلسسك لول فسسي
تاريخ بغداد ]عبد الرزاق الحصان /المهدي والمهدويسسة :ص ،[.74ثم توالت الفتسسن بينهمسسا
بعد ذلك ]انظر -مثل ً -حوادث سنة ،445 ،444 ،443 ،439 ،425 ،422 ،421 ،408 ،406
...510 ،486 ،482 ،481 ،478 ،447إلخ في البداية والنهاية وغيرها من كتب التاريخ ،[.وقتل
فيها خلق كثير من المسلمين ،ول تزال لهذه البدعة آثارها في العالم السلمي
الذي يوجد فيه شيعة.
فكم أزهقت من أرواح ،وكم زرعت من أحقاد ،وكم أحدثت من فرقة وفتسسن
ومحن ومع ذلك كله فإنه شيخ الشيعة اليسسوم الخمينسسي يسسذكي أوار هسسذه الفتنسسة
ويقسسول" :فسسي تلفزيسسون إيسسران بسسالحرف الواحسسد"" :إن شسسعار الفرقسسة الناجيسسة
وعلمتهم الخاصة من أول السلم إلى يومنا هذا إقامة المآتم" ]نقسسل ذلسسك العسسالم
السني اليراني محمد ضيائي في مجلة "المجتمع" العدد ) ،(589السنة الثالثة عشرة ،في 18ذي
الحجة 1402هس.[.
ويقول" :إن البكاء على سيد الشهداء )ع( وإقامسسة المجسسالس الحسسسينية هسسي
ا" ]جريدة "الطلعات" العدد ) (15901فسسي التي حفظت السلم عن أربعة عشر قرن ً
تاريخ 16/8/1399هس )عن كتاب إقناع اللئم على إقامة المآتم صفحة الغلف(.[.
وقد مضى قول بعض شسسيوخهم :إن إقامسسة المسسآتم مسسن تعظيسسم شسسعائر اللسسه
]انظر :ص).[.(1102
والحسين رضي الله عنه أكرمه الله تعالى بالشسسهادة فسسي ذلسسك اليسسوم ..ولسسه
أسوة حسنة بمن سبقه من الشهداء ..وقتله مصيبة عظيمة ،والله سبحانه قسسد
شرع السترجاع عنسد المصسسيبة ]مجمسسوع فتسساوى شسسيخ السسسلم ..[.4/511 :وليسس مسا
تفعله الرافضة من السلم في شسسيء ،إنمسسا غسسرض المخسسترعين لهسسذه البدعسسة،
والمشجعين عليها ،هو إشغال أمة السلم في نفسها حتى ل تتفرغ لنشر ديسسن
الله في الرض.
ثالثًا :الباحية:
ومسسن آثسسارهم فسسي المجسسال الجتمسساعي ،تلسسك الباحيسسة السستي يسسدعون إليهسسا،
ويسهلون أسبابها ويمارسونها وسط المجتمع السلمي باسم عارية الفرج ]جاء
في كتبهم" :عن الحسن العطار قال :سالت أبا عبد الله عليسسه السسسلم عسسن عاريسسة الفسسرج قسسال :ل
بأس) .وسائل الشيعة ،537-7/536 :تهذيب الحكام للطوسسسي ،2/185 :والستبصسسار ،[.(3/141
أو التي يسمونها بالمتعة والتي يقارفون باسمها الزنا ،لن متعتهم تعني التفاق
السري ]قال الطوسي :يجوز أن يتمتع بها من غير إذن أبيها وبل شسسهود ،ول إعلن) .النهايسسة :ص
.[.(490على فعل الفاحشة مع أي امرأة تتفق لهم ولو كسسانت مسسن المومسسسات
]قال الطوسي :ل بأس أن يتمتع الرجل بالفاجرة )النهاية :ص ،(490وقال الخميني :يجسسوز التمتسسع
بالزانية) .تحرير الوسيلة ،(2/292 :وجاء في أخبارهم "عن إسحاق بن جرير قال :قلت لبسسي عبسسد
الله عليه السلم :إن عندنا بالكوفة امرأة معروفة بالفجور أيحسل أن أتزوجهسسا متعسة؟ قسال :فقسال:
رفعت راية؟ قلت :ل لو رفعت راية أخذها السلطان ،قال :نعم تزوجها متعة ،قال :ثم أصسسغى إلسسى
بعض مواليه فأسر إليه شيئًا ،فلقيت موله فقلت له :ما قال لك؟ فقال :إنما قال لي :ولسسو رفعسست
راية ما كان عليه في تزويجها شيء إنما يخرجها من حرام إلسسى حلل )وسسسائل الشسسيعة،14/455 :
تهذيب الحكام ،[.(2/249 :أو من ذوات الزواج ]جاء في أخبارهم :عن محمد بسسن عبسسد اللسسه
الشعري قال :قلت للرضاع :الرجل يتزوج بالمرأة فيقسسع فسسي قلبسسه لهسا زوجسًا ،فقسال :ومسسا عليسسه..
686
)وسائل الشيعة ،14/457 :عن تهذيب الحكام ،(2/187 :وقيسسل لسسه )أي جعفسسر كمسسا يزعمسسون( إن
فلنا ً تزوج امرأة متعة ،فقيل له إن لها زوجًا ،فسألها ،فقال أبو عبد الله )ع( :ولم سألها؟ )الموضع
نفسه من المصدرين السابقين( ،ولذا قال شيخهم الطوسي" :وليس على الرجسسل أن يسسسألها هسسل
لها زوج أم ل" )النهاية :ص ،[.(490ولذلك قالوا :ممكن أن يتفسسق معهسا علسى يسوم أو
مرة أو مرتين ]انظر :النهاية للطوسي :ص ،491الخميني /تحرير الوسيلة ،2/290 :وجاء فسسي
أخبارهم عن خلف بن حماد ،قال :أرسلت إلى أبي الحسن )ع( كم أدنى أجل المتعة؟ هل يجوز أن
يتمتع الرجل بشرط مرة واحدة؟ فقال :نعم) .فروع الكافي ،2/46 :وسائل الشسسيعة،[.(14/479 :
وقد صرح بعضهم للشيخ محمسسد نصسسيف بسسأنه يجسسري عنسسدهم اسسستعمال المتعسسة
الدورية بحيلة وضعها شيوخهم ]المتعة الدورية أن يستمتع جماعسسة بسسامرأة واحسسدة ويقسسرروا
الدورة والنوبة لكل منهم )انظر :مختصر التحفة الثني عشرية ص (227وانظسسر مسسا ذكسسره الشسسيخ
العاني عن شيوع استعمالها في بعض مدارس مدراس النجف )الذريعة لزالة شسسبه كتسساب الشسسيعة
ص (46-45وقد استطاع الشيخ محمد نصيف رحمه الله أن يكتشسسف إقسسرار شسسيوخ الشسسيعة بسسأمر
المتعة الدورية في حوار له مع شيخهم أحمد سرحان ،حيث قال نصسيف للشسيعي :إن أهسل السسنة
ثبت عندهم نسخ المتعة ،ولم يثبت عند الشيعة ذلك ،لكني لسم أعسسرف دليلكسم علسى جسسواز المتعسسة
الدورية ،فأجاب الشيعي بأن المتمتع بالمرأة يعقد عليها بعد نهاية متعتسسه منهسسا عقسسد زواج دائم ثسسم
يطلقها قبل الدخول فتصبح ل عسدة عليهسا ،فيتمتسع بهسا آخسر ويفعسل كسالول ..فتسدور المسرأة علسى
مجموعة من الرجال بهذه الطريقة بل عدة) .انظر :مجلة الفتح العدد ،845الصادر في رجب سنة
1366هس(.[.
ولذا قال اللوسسسي" :مسسن نظسر إلسى أحسوال الرافضسسة فسي المتعسة فسي هسذا
الزمان ل يحتاج في حكمه عليهم بالزنا إلى برهان ،فإن المرأة الواحسسدة تزنسسي
بعشرين رجل ً في يوم وليلة ،وتقسسول إنهسسا متمتعسسة ،وقسسد هيئت عنسسدهم أسسسواق
عديدة للمتعة توقف فيهسسا النسسساء ولهسسن قسسوادون يسسأتون بالرجسسال إلسسى النسسساء
وبالنساء إلى الرجسسال فيختسسارون مسسا يرضسسسون ويعيسسسنون أجسسرة الزنسسا ويأخسسذون
بأيديهن إلى لعنة الله تعالى وغضبه] "..كشف غياهب الجهالت /الورقة ) 3مخطوط(.[.
ثم ذكر رحمه الله بعسسض تفاصسسيل وحكايسسات مسسا يجسسري هنالسسك ]كشسسف غيسساهب
الجهالت /الورقة ) 3مخطوط(.[.
ً
وهذه الفاحشة يدفعون إليها النساء والرجال دفع سا بالتهديسسد والسسترغيب فهسسم
يعدونها من أفضل أعمالهم ]جاءت عندهم أخبار كثيرة في اعتبارها أعظم عبادة ،حتى قالوا
في حديثهم الموضوع على رسول الله صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم :مسسن تمتسسع مسسرة فسسدرجته كدرجسسة
الحسين ،ومن تمتع مرتين فدرجته كدرجة الحسن ،ومن تمتع ثلث مسسرات فسسدرجته كدرجسسة علسسي،
ومن تمتع أربع مرات فدرجته كدرجتي )تفسير منهج صادقين :ص .(356
بل لم يدعوا بابا ً من أبواب الغراء بالفاحشة إل وفتحوه ،ومن يقرأ أخبارهم في ذلك يجزم بسسأن
واضعيها من الباحيين الذين يريدون أن يتمتعوا بنساء المسسسلمين ،وممسسا قسسالوه :إذا تزوجهسسا متعسسة
"لم يكلمها كلمة إل كتب الله لها بها حسنة ،ولم يمد يسده إليهسا إل كتسب اللسه لسه حسسنة -إلسى أن
يقول :-فإذا اغتسل غفر الله له ..بعدد الشعر" )وسائل الشيعة ،14/442 :من ل يحضره الفقيسسه:
.(2/151
وزعموا أن امرأة كانت ترد الخطاب لنها ل رغبة لها في السزواج ولكنهسا أرسسلت لبسن عسم لهسا
لتتزوجه متعة رغبة في عصيان عمر كما تقول الرواية ...فهي تفضل الزنا على شرعة الزواج.
)انظر :أخبارهم في فضل المتعة المزعوم في وسائل الشيعة ،باب استحباب المتعة14/442 :
وما بعدها(.[.
والذي يتنزه عنها فالويل له يوم القيامة ]من رواياتهم في ذلك أن من خرج من الدنيا
ولم يتمتع جاء يوم القيامة وهو أجدع "يعني مقطوع النسسف والذن" )تفسسسير منهسسج الصسسادقين :ص
.[.(356
كذلك يبيح شيوخهم اللواط بالنسسساء حسستى قسسال شسسيخهم الخمينسسي "والقسسوى
والظهر جواز وطئ الزوجة مع الدبر" ]تحرير الوسيلة .[.2/241 :فأين هذا الهبسسوط
687
]الشسسباهمن قول ابن نجيسسم" :اسسستحلل اللواطسسة بزوجتسسه كفسسر عنسسد الجمهسسور"
والنظائر :ص .[.191
فهذه الصور بمجموعها ل تبعد عن إباحية الخرمية مسسن أتبسساع مسسزدك وبابسسك،
وقد ل تقل عن "إباحية أوربا".
وقد استغلوا هذه الفوضى الخلقية في إغسسراء طلب المتعسسة الرخيصسسة فسسي
اعتناق مذهبهم كما سلف ]انظر :ص .[.1201
بل جاء في أخبارهم ما يبيح الزنا الصريح إذا كان بأجرة "عسسن عبسسد الرحمسسن
ابن كثير عن أبي عبد اللسه قسال :جساءت امسرأة إلسى عمسر فقسالت :إنسي زنيست
فطهرني فأمر بها أن ترجم فأخبر بذلك أمير المؤمنين )ع( فقال :كيف زنيسست؟
قسسالت :مسسررت بالباديسسة فأصسسابني عطسسش شسسديد فاسسستقيت أعرابي سا ً فسسأبى أن
يسقيني إل أن أمكنه من نفسي ،فلما أجهسسدني العطسسش وخفسست علسسى نفسسسي
ب الكعبسسة" ]فسسروع سقاني فأمكنته من نفسي فقال أمير المسسؤمنين" :تزويسسج ور ّ
الكافي ،2/48 :وسائل الشيعة.[.472-14/471 :
وهم ل يخصون إباحيتهم ببني قومهم ،بل يوصي إمامهم بسسأن يعسسرض التمتسسع
على نساء أهل السنة ]انظر :وسائل الشسسيعة ،14/452 :وفسسروع الكسسافي ،[.2/44 :ونساء
اليهود والنصارى ]انظر :وسائل الشيعة ، 14/452 :تهسسذيب الحكسسام ،2/188 :مسسن ل يحضسسره
الفقيه.[.2/148 :
فإباحيتهم شاملة ل تذر مجتمعا ً أتت عليه إل أفسدته ..فهم "زنسساة" يعيشسسون
بين المسلمين ،ويحملون اسم السلم ،ويسعون فسسي الرض فسسسادا ً وأقسسوالهم
تشهد على آثارهم.
المجال القتصادي
لقد كان للتشيع أثره في المجال القتصادي في حيساة المسسلمين فسي صسور
عديسسدة ،ومسسن ذلسسك :قسسامت الرمسسوز الشسسيعية فسسي قسسديم الزمسسان بأخسسذ أمسسوال
المسلمين بدعوى خادعة ما أنزل الله بهسسا مسسن سسسلطان وهسسو حسسق آل السسبيت..
حيث توظف هذه الموال في تحقيق رغباتها وتستغلها للتآمر ضد المة والكيسسد
لها.
استمع لهذا القرار الخطير:
قالت كتب الشيعة" :مات أبو الحسن )ع( وليس مسن قسوامه أحسد إل وعنسده
المال الكثير ،فكان ذلك سبب وقوفهم وجحودهم موته ،وكان عند زياد القنسدي
سبعون ألف دينار ،وعند علسسي بسسن أبسسي حمسسزة ثلثسسون ألسسف دينسسار ،وكسسان أحسسد
القوام عثمان بسسن عيسسسى وكسسان يكسسون بمصسسر وكسسان عنسسده مسسال كسسثير وسسست
جواري .قال :فبعث إليه أبو الحسسسن الرضسسا عليسسه السسسلم فيهسسن وفسسي المسسال.
فكتب إليه :أن أباك لم يمت ،فكتب إليه :إن أبي قد مات وقد اقتسمنا ميراثسسه
وقد صحت الخبار بموته .فكتب إليه :إن لم يكسسن أبسسوك مسسات فليسسس لسسك مسسن
ذلك شيء ،وإن كان مات فلم يأمرني بدفع شيء إليك ،وقد أعتقسست الجسسواري
وتزوجتهن" ]المامة /علي بن الحسين بن بابويه )والد الصدوق( ص ،75وانظر :رجال الكشي:
ص 493رقم ،946وص 598رقم ،1120بحار النوار ،48/253 :الطوسي /الغيبة :ص .[.43
هذا النص مأخوذ من كتب الثني عشسسرية ،ونسسدع الجسسانب السسذي وضسسعوا مسسن
أجله النص وهو الستدلل على بطلن الوقف بمسسا قسساله إمسسامهم الرضسسا ونأخسسذ
منه ما يكشف لنا عما يسسدور فسسي الخفسساء مسسن التكسسالب وراء جمسسع المسسال ،وأن
688
أولئك الذين راحوا يجوبون المصار كل يدعو لمام من الئمة إنما كان غرضهم
الستئثار بأكبر قدر من المال.
فكانوا يحققون من وراء تلك الدعوات المزعومة للئمة المال السسوفير السسذي
تتداوله تلك العناصر السرية فيما بينها.
والمتأمل للحركات الشيعية الكثيرة التي ظهرت فسي تاريسخ المسة المسسلمة
وكانت من أقوى العوامل التي شغلت المة عن أعدائها ،وصرفت جهودها عسسن
بناء الدولة السلمية الكبرى ،المتأمل لهذه الحركات وكثرتهسسا وقوتهسسا ل ينبغسسي
أن يفوته أن المسسادة الممولسسة لهسسذه الحركسسات هسسي مسسا أخسسذ مسسن أولئك التبسساع
الغرار باسم آل البيت وحقهم من الخمس.
بل إن الحركات الشيعية في العالم السلمي إلى اليوم إنما تمول مسسن هسسذا
المورد ،وآيات الشيعة يعتبرون من كبار الرأسماليين في العالم ،ومنصب اليسسة
والمرجع منصب تهفو إليه القلسسوب وتتطلسسع لسسه النظسسار ،لنسسه مصسسب القنسساطير
المقنطرة من الذهب والفضة.
وهذا الجانب التمويلي هو الذي غذى ويغذي دور النشسسر السستي تقسسذف سسسنويا ً
بمئات النشرات والكتب والمراجع المليئة بما هو ضد المة ودينها.
وهذا المال المتدفق على اليات والمراجع من أولئك التباع المخسسدوعين هسسو
الذي جعل أمر الشيعة يكبر وخطرهم يعظم ،وأصبح هسسؤلء اليسسات أو المراجسسع
يوجهون فتاواهم على رغبات رجل الشارع ،بل ويكتمون الحقيقة مجسساراة لهسسم
]انظر :ص 1036-1035من هذه الرسالة.[.
وقد اهتم "شيوخ" التشيع بالقضية المالية التي يسلبونها باسم الخمس وأولوها
عناية غير عادية ،واعتبروا من يستحل منعهم درهما ً منهسسا فسسي عسسداد الكسسافرين
]حيث قالوا" :ومن منع منه درهما ً أو أقل كان مندرجا ً في الظالمين لهم )أي لهل البيت بزعمهم(
والغاصبين لحقهم ،بل من كان مستحل ً لذلك كان من الكافرين ،ففي الخبر عسسن أبسسي بصسسير قسسال:
قلت لبي جعفر عليه السلم :ما أيسر ما يدخل به العبد النار؟ قال )ع( :من أكل مسسن مسسال اليسستيم
درهما ً ونحن اليتيم) ..اليزدي /العروة الوثقى وبهامشها تعليقات مراجعهم في هذا العصر .(2/366
قال د .علي السالوس في السخرية بهذا المبدأ" :إن مسسسلمي اليسسوم إن أردوا أل يحكسسم عليهسسم
الجعفرية بسسالكفر ،فعليهسسم أن يجعلسسوا خمسسس مكاسسسبهم ورؤوس أمسسوالهم ويبعثسسوا بسسه إلسسى علمسساء
الجعفرية" .علي السالوس /أثر المامة في الفقه الجعفري ص ) 394الهامش(.[.
والمطالع لكتب الفقه السلمي ل يجد فيها كتابا ً مستقل ً بعنسسوان "الخمسسس"
وإنما يلحظ الحديث عن خمس الغنائم في كتسساب الجهسساد ،وفسسي كتسساب الزكسساة
يوجد حديث عن خمس الركاز والمعدن.
ولكن المر مختلف عند هؤلء ،فالخمس له كتاب مستقل ،حيث أوجبوا على
أتبسساعهم "فيمسسا يفضسسل عسسن مؤنسسة السسسنل مسسن أربسساح التجسسارات ،ومسسن سسسائر
التكسبات من الصسسناعات ،والزراعسسات ،واليجسسارات ،حسستى الخياطسسة ،والكتابسسة،
والنجارة ،والصيد ،وحيازة المباحات ،وأجسسرة العبسسادات السسستيجارية مسسن الحسسج
والصوم والصلة -كذا -والزيسارات وتعليسسم الطفسسال وغيسسر ذلسسك مسسن العمسسال
التي لها أجرة ]العسسروة السسوثقى ،[.2/389 :وقسسالوا :بسسل الحسسوط ثبسسوته فسسي مطلسسق
الفائدة ،وإن لم تحصل بالكتساب كالهبة والهدية ،والجسائزة ،والمسال الموصسى
به ونحوها ]العروة الوثقى ..[.2/389 :كما جعلوا الحوط إخراج خمس رأس المسسال
وكذا فسسي اللت المحتسساج إليهسسا فسسي كسسسبه مثسسل :آلت النجسسارة للنجسسار ،وآلت
النساجة للنساج ،وآلت الزراعسسة للسسزراع ،وهكسسذا فسسالحوط خمسسسها أيضسا ً أول ً
]العروة الوثقى .[.395-2/394 :حتى قالوا" :لو زاد ما اشتراه وادخسسره للمؤنسسة مسسن
689
مثل الحنطة والشعير ونحوها مما يصرف عينه فيها يجسسب إخسسراج خمسسسه عنسسد
تمام الحول ..ولسسو اسسستغنى عسسن الفسسرش والوانسسي واللبسسسة والعبسسد والفسسرس
والكتب وما كان مبناه على بقاء عينه فالحوط إخراج الخمس] "..العروة الوثقى:
.[.396-2/395
وهذا المال المتدفق يصرف لمن؟
قالوا بأنه في زمن الغيبة يدفع للفقيه الشيعي ]انظسسر :علسسي كاشسسف الغطسسا /النسسور
الساطع "وجوب دفع الخمس للفقيه زمن الغيبة".[.1/439 :
فمخرجو الخمسس الن يعطسونه فقهساءهم ،فقسد قسرر شسيخوهم أن الخمسس
يقسم "ستة أسهم :سهم لله ،وسسسهم للنسسبي صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم ،وسسسهم
للمام ،وهذه الثلثة الن لصاحب الزمان" ]العسسروة السسوثقى ،2/403 :هديسسة العبسساد :ص
) .[.178مهديهم المنتظر( وهو غائب ولن يرجع من غيبتسسه لنسسه لسسم يولسسد أص س ً
ل.
فاستحق نصيبه حينئذ الفقيه الشيعي ،حيث قسسالوا بسسأن "النصسسف مسسن الخمسسس
الذي للمام )ع( أمره في زمان الغيبة راجسسع إلسسى نسسائبه وهسسو المجتهسسد الجسسامع
للشرائط" ]العروة الوثقى ،2/405 :هدية العباد :ص .[.179
والثلثة السهم الخرى "لليتسسام والمسسساكين وأبنسساء السسسبيل" ]العسسروة السسوثقى:
،2/403هدية العباد :ص [.179قالوا :بشرط اليمان ]العروة الوثقى ،2/403 :هدية العبسساد:
ص [.179في هؤلء ،أي :بشرط أن يكونوا روافض لن اسم اليمان مختص بهم
كما يفترون .وهذا النصف الخر الذي قرروا صرفه لهؤلء الصناف الثلثة قالوا
فيه" :الحوط فيه أيضا ً الدفع إلى المجتهد" ]العروة الوثقى ،2/405 :هديسسة العبسساد :ص
.[.179
فأصبحت النتيجة أنه يصرف لشيوخهم الروافض لينفقوا منه علسسى أنفسسسهم،
وعلى الصناف الثلثة المذكورة ،جاء في كتاب النور الساطع" :أن الفقيه يأخذ
نصف الخمس لنفسه ،ويقسم النصف الخر منه على قدر الكفاية ،فسسإن فضسسل
كان له ،وإن أعوز أتمه من نصيبه" ]النور الساطع.[.1/439 :
قال الدكتور علي السالوس" :ومن واقع الجعفرية في هذا اليام نجد أن من
أراد أن يحج يقوم كل ممتلكاته جميعا ً ثم يدفع خمس قيمتها إلى الفقهاء الذين
أفتوا بوجوب هذا الخمس وعدم قبول حج من لم يدفع ،واستحل هؤلء الفقهاء
أموال الناس بالباطل" ]أثر المامة في الفقه الجعفري :ص .[.391
قلت :ولعل هسسذا هسسو أحسد العوامسسل فسسي حسرص حكومسسة اليسات علسى زيسسادة
حصتهم من عدد الحجاج في كل عام.
هذا العتقاد في الخمس هو أثر من آثسسار عقيسسدة المسسام عنسسدهم ،وأن المسسال
كله للمام والذي وضعه زنادقة العصور القديمة واستمر العمل به إلى اليسسوم..
مع أن مسألة الخمس بدعة ابتدعها هؤلء لم تكن على عهد النسسبي صسسلى اللسسه
عليه وسلم ول خلفائه الراشدين حتى أمير المؤمنين علي الذي يدعون التشيع
له.
قال شيخ السلم ابن تيمية" :وأما ما تقوله الرافضة من أن خمس مكاسب
المسلمين يؤخذ منهم ،ويصرف إلى من يرونه هو نائب المام المعصوم أو إلى
غيره ،فهذا قسسول لسسم يقلسسه أحسسد مسسن الصسسحابة ل علسسي ول غيسسره ،ول أحسسد مسسن
التابعين لهم بإحسان ،ول أحد من القرابة ل بني هاشم ول غيرهم.
وكل من نقل هذا عن علي أو علماء أهل بيته كالحسن والحسين وعلسسي بسسن
الحسين وأبي جعفر الباقر وجعفر بن محمد فقد كذب عليهم ،فسسإن هسسذا خلف
690
المتواتر من سيرة علي رضي اللسسه عنسسه ،فسسإنه قسسد تسسولى الخلفسسة أربسسع سسسنين
وبعض أخرى ،ولم يأخذ من المسلمين من أموالهم شيئًا ،بل لم يكن في وليته
قط خمس مقسوم.
وأما المسلمون فما خمس ل هو ول غيره أموالهم ،وأما الكفار فمتى غنمت
منهم أموال خمست بالكتاب والسنة ،ولكن فسسي عهسسده لسسم يتفسسرغ المسسسلمون
لقتال الكفار بسبب ما وقع بينهم من الفتنة والختلف.
وكذلك من المعلوم بالضرورة أن النبي صلى اللسسه عليسسه وسسسلم لسسم يخمسسس
أموال المسلمين ،ول طلب أحدا ً قسسط مسسن المسسسلمين بخمسسس مسساله] "..منهسساج
السنة.[.3/154 :
وهذه الموال التي يأخذها شيوخ الشيعة باسسسم فريضسسة إسسسلمية وحسسق مسسن
حقوق آل البيت ،وهي تتدفق اليوم عليهم كالسيل من كل قطر ،هي من أكسسبر
العوامل على بقاء خرافة الثني عشرية إلى اليوم ،وإليهسسا يعسسزى هسسذا النشسساط
في حماس شيوخهم في الدفاع عن مذهبهم ،لنهم يرون فيمن يمس مذهبهم،
أنه يحاول قطع هذه الموال التي تجري عليهم.
ولهذا قال د .علي السالوس" :وأعتقد أنه لول هذه الموال لما ظسسل الخلف
قائما ً بين الجعفرية وسائر المة السلمية إلى هذا الحسسد ،فكسسثير مسسن فقهسسائهم
يحرصون على إذكاء هذا الخلف حرصسسهم علسسى هسسذه المسسوال" ]أثسسر المامسسة :ص
.[.408
ومن آثارهم الظاهرة أيضًا :أنهم في البلدان السستي يتواجسسدون فيهسسا يحسساولون
السسسيطرة علسسى معظسسم العمسسال التجاريسسة والشسسركات ومسسواد التمسسوين ،حسستى
يتحكموا بأقوات الناس وضرورياتهم ،والواقع أكبر شاهد ]انظر في ذلك" :وجسساء دور
المجوس" ص 312وما بعدها.[.
هذا ومن الصور الخرى الظاهرة في تأثير الشيعة على اقتصاد المة أن تلك
الزمر الشيعية كانت تشكل خليا مخربة لقتصسساد الدولسسة السسسلمية وشسسعوبها،
ذلك أن مال المسلمين عندهم ل حرمة له ،يجوز أخذه ول شبهة في ذلك.
بل إن أحاديثهم تأمرهم بذلك كما جاء في أخبارهم "خذ مال الناصسسب حيثمسسا
وجدته وادفع إلينا الخمس" ]الطوسي /تهذيب الحكام ،1/384 :ابن إدريسسس /السسسرائر :ص
،484الحر العاملي /وسائل الشيعة.[.6/340 :
وقال أبو عبد الله -كما يفترون " :-مال الناصسسب وكسسل شسسيء يملكسسه حلل"
]الطوسي /تهذيب الحكام ،2/48 :الحر العاملي /وسائل الشيعة.[.11/60 :
وشيوخهم توسعوا في معنى "الناصبي" ليشمل ما عدا الجعفريسسة ]وقسسد نصسسوا
في أخبارهم على أن النصب هسو تقسديم أبسي بكسر وعمسر علسى علسي) .انظسر :السسرائر :ص ،471
وسائل الشيعة ،342-6/341 :بشارة المصطفى :ص ،51وراجع أيض سًا :المحاسسسن النفسسسانية فسسي
أجوبة المسائل الخراسانية ،المسألة السادسة :ص 138وما بعدها(.[.
وجسساء فسسي كتسسب الفقسسه عنسسدهم "إذا أغسسار المسسسلمون علسسى الكفسسار فأخسسذوا
أموالهم فالحوط بل القوى إخراج خمسها من حيث كونها غنيمة ولو في زمن
الغيبة وكذا إذا أخذوا بالسرقة والغيلسسة" ]اليسسزدي /العسسروة السسوثقى )وبهامشسسه تعليقسسات
مراجع الشيعة في العصر الحاضر( ،[.368-2/367و"لو أخذوا منهسسم بالربسسا أو بالسسدعوى
بالباطلة فالقوى إلحاقه بالفوائد المكتسبة فيعتبر فيه الزيادة من مؤنة السسسنة
ا" ]اليزدي /العروة الوثقى :ص ،368وانظر أيضسسًا: وإن كان الحوط إخراج خمسه مطلق ً
)شريعتمداري( /هداية العباد :ص .[.168
691
وقد مر بنا مفهوم الكافر عند الثني عشرية وأنه يشمل معظسسم المسسسلمين،
بل جميعهم ما عدا طائفتهم ]انظر :ص 714وما بعسسدها ،[.وهذا يعنسي أنهسم يسبيحون
الستيلء على أموال المسلمين بالغارة ،والسسسرقة ،والغيلسسة ،ويسسستحلون أخسسذ
أموالهم عن طريق الربا والدعاوى الباطلسسة ،وهسسذا تسترجمه الحسسداث التاريخيسسة
التي جرت منهم ..كما يصدقه واقع دولة اليات اليسسوم فسسي "اللصوصسسية" السستي
يمارسونها في الخليج وتهديدهم لحريسسة الملحسسة فيسسه ،واسسستيلئهم علسسى بعسسض
البواخر المارة بمياه الخليج ..واعتبارها غنائم وهي ملك للمسلمين.
هذه آثارهم وسلبياتهم فهل لهم شيء من اليجابيات في تاريخ هذه المة؟
إن الجابسسة العليمسسة الدقيقسسة تقتضسسي تقصسسي أحسسوالهم ،ودراسسسة سسسيرهم،
ومعرفة تفاصيل تاريخهم ..وقد كفانا علماء السلم مؤنة ذلك ،فشهدوا بأنه "ل
يوجد في أئمة الفقه الذين يرجع إليهم رافضي ،ول في الملسسوك السسذين نصسسروا
السلم وأقاموه وجاهدوا عدوه من هسسو رافضسسي ،ول فسسي السسوزراء السسذين لهسسم
سيرة محمودة مسسن هسسو رافضسسي ،وأكسسثر مسسا نجسسد الرافضسسي إمسسا فسسي الزنادقسسة
المنافقين الملحدين ،وإما في جهال ليس لهم علم بالمنقولت ول بالمعقولت،
قد نشأوا بالبوادي والجبال ،وتحيزوا عن المسلمين فلم يجالسسسوا أهسسل العمسسل
والدين ،وإما في ذوي الهواء ممن قد حصل له بذلك رياسة ومال ،أو له نسب
يتعصب له كفعل أهل الجاهلية ،وأما من هسسو عنسسد المسسسلمين مسسن أهسسل العلسسم
والدين فليس في هؤلء رافضي" ]منهاج السنة.[.1/223 :
ولكن لهم مصنفات في التفسير والحديث والفقه ،إل يعتبر ذلك منهم إضافة
أثر حميد للفكر السلمي؟ وأقول :إن المتأمل لهذه المدونات يرى أن الصسسالح
في هذه المصنفات هو مما أخسسذوه عسسن أهسسل السسسنة "فمسسن صسسنف منهسسم فسسي
تفسير القرآن فمن تفاسير أهل السسسنة يأخسسذ" ]منهسساج السسسنة .[.3/246 :وإذا نقسسل
من قومه أتى بظلمات بعضها فسسوق بعسسض كمسسا فسسي تفسسسير القمسسي والبرهسسان
وغيرهما.
"وأما في الحديث فهم من أبعد الناس عن معرفته ل إسناده ول متنسسه ..وأي
كتاب وجدوا فيه ما يوافق هواهم نقلوه من غير معرفة بالحديث" ]منهسساج السسسنة:
.[.3/246
وأما في الفقه فهم من أبعد الناس عن الفقه ،وما فسسي كتبهسسم مسسن "إفسسادة"
فهي ليس من شيوخهم؛ إذ هم عيال على أهل السسسنة فسسي هسسذا الجسسانب ،وقسسد
كشف شيخ السلم -رحمه الله -كيف يسرقون "المادة العلميسسة" مسسن فقهسساء
المسسسلمين فقسسال" :وإذا صسسنف واحسسد منهسسم كتابسا ً فسسي الخلف وأصسسول الفقسسه
كالموسوي وغيره؛ فإذا كانت المسألة فيها نزاع بين العلمسساء أخسسذوا حجسسة مسسن
يوافقهم ،واحتجوا مما احتسسج بسسه أولئك ،وأجسسابوا عمسسا يعارضسسهم بمسسا يجيسسب بسسه
أولئك ،فيظسسن الجاهسسل أن هسسذا قسسد صسسنف كتاب سا ً عظيم سا ً فسسي الخلف والفقسسه
والصول ،ول يسدري الجاهسل أن عسامته اسستعارة مسن كلم علمساء أهسل السسنة
الذين يكفرونهم ويعادونهم ،وما انفردوا به فل يساوي مداده ،فإن المسسداد ينفسسع
ول يضر ،وهذا يضر ول ينفع" ]منهاج السنة.[.3/246 :
الفصل الثاني
الحكم عليهم
ويشتمل على:
692
المبحث الول :حكم بعض أهل العلم عليهم بأنهم مبتدعة ل
كفار.
المبحث الثاني :القول بتكفيرهم.
المبحث الول
الحكم عليهم بأنهم مبتدعة وليسوا بكفرة
قال المام النووي ]يحيى بن شرف بن حسسسن بسسن حسسسين النسسووي .قسسال ابسسن كسسثير :شسسيخ
المذهب )يعني الشافعي( وكبير الفقهاء في زمانه ،توفي سنة 676هس) .البدايسسة والنهايسسة-3/278 :
" :[.(279إن المسسذهب الصسسحيح المختسسار السسذي قسساله الكسسثرون والمحققسسون أن
الخوارج ل يكفرون كسائر أهل البدع" ]شرح النووي على صحيح مسلم.[.2/50 :
وقد فهم الشيخ مل علي القاري ]ستأتي ترجمته [.من هسذا النسسص أن النسسووي ل
يرى تكفير الروافض لدخولهم في "أهل البدع" ولكنسسه أشسسار إلسسى أن الرافضسسة
يتطور مذهبها ويتغيسسر ،وأن متسسأخري الرافضسسة ليسسسوا كسسسابقيهم ،وأن رافضسسة
زمانه غير الرافضة الذين تحدث عنهم النووي وغيسسره مسسن أهسسل العلسسم .فعقسسب
على كلم النووي هذا وقال:
"قلت :وهذا في غير حق الرافضة الخارجة في زماننسا فسإنهم يعتقسسدون كفسر
أكثر الصحابة فضل ً عن سائر أهسسل السسسنة والجماعسسة ،فهسسم كفسسرة بالجمسساع بل
نزاع" ]مرقاة المفاتيح.[.9/137 :
وأقول :إن الدليل على أن المامية في عصر النووي ل يكفرون الصسسحابة ،أو
أن المام -رحمه الله -لم يعرف ذلك عنهم وهذا القرب لوجود روايات تكفسسر
الصحابة في أصول الرافضة الموضوعة من قَِبل النووي ،الدليل علسسى ذلسسك أن
النسسووي يسسذكر فسسي شسسرح مسسسلم أن الماميسسة ل يكفسسرون الصسسحابة ،ويسسرى أن
التكفير إنما هو عند غلة الشيعة ]انظر :النووي /شرح مسلم.[.15/173 :
المبحث الثاني
القول بكفرهم
وقد ذهب إلسسى هسسذا كبسسار أئمسسة السسسلم كالمسسام مالسسك ،وأحمسسد ،والبخسساري،
وغيرهم.
وفيما يلي نصوص فتساوى أئمسة السسلم وعلمسائه فسي الروافسض المسسمون
بالثني عشرية والجعفرية ]انظر :ص 109 ،107 ،103من هذه الرسالة.[.
وفي مقالتهم التي اشتهروا بها ،وثبتت في مدوناتهم الساسية.
وأبدأ بذكر فتوى المام مالك ،ثم المام أحمد ،ثم المام البخسساري ،ثسسم أذكسسر
بعد ذلك فتاوى الئمة الباقين حسب تاريخ وفياتهم ..وقد اخترت فتسساوى الئمسسة
الكبار ،أو من عاش مع الروافض في بلد واحد ،أو كتب عنهسسم ودرس مسسذهبهم
من علماء المسلمين.
المام مالك:
روى الخلل عن أبي بكر المروذي قسسال :سسسمعت أبسسا عبسسد اللسسه يقسسول :قسسال
المام مالك :الذي يشتم ]وقسسد ثبسست فيمسسا مضسسى ص 716ومسسا بعسسدها ،أنهسسم يسسرون اللعسسن
للصحابة دينا ً وشرعة ويصرحون بتكفيرهم إل ما يتجاوز أصابع اليد [.أصحاب النبي صلى الله
عليه وسلم ليس لهم اسم -أو قال :-نصيب في السلم ]الخلل /السسسنة،2/557 :
قال محقق الرسالة :إسناده صحيح.[.
693
هعق ُم َن َ ذي َ وال ّق ِ ه َ ل الل ّق ِ سو ُ مدٌ ّر ُ ح ّم َ وقال ابن كثير -عند قوله سبحانه ّ } :-
ض قًل عَلى ال ْك ُ ّ َ
ف ْ ن َ غققو َ دا ي َب ْت َ ُ ج ً سق ّ عققا ُ م ُرك ّ ً ه ْ م ت ََرا ُ ه ْ ماءُ ب َي ْن َ ُ ح َ ر ُر َ
ِ فا داءُ َ ش ّ أ ِ
ك جوِد ذَل ِق َ سق ُ ر ال ّ ِ ن أ َث َق مق ْ هم ّ ِ هجققو ِ و ُ فققي ُ م ِ ه ْ ما ُ سققي َ واًنا ِ ضق َ ر ْ ِ و
ه َ ن الل ّ ِ م َ ّ
ه ر ز فققآ َ ه َ أْ ط شقق َ ج ر خْ َ أ ع ر ز َ ك ل جي لن ا في ِ م هُ لَ ث م و ة را و ّ ت ال في ِ م ه ُ ل َ ثم
َ َ ُ ُ َ َ َ ْ ٍ ِ ِ ِ ْ َ ِ َ َ ُ ْ َ ُ ْ
م الكفاَر{..ّ ُ ْ ه ُ َ َ َ َ َ َ
غيظ ب ِ ِ ع ل ِي َ ِ ب الّزّرا َ ج ُ ع ِه يُ ْ ق ِ
سو ِ على ُ وى َ ست َ َ غلظ فا ْ ست َ ْفا ْ
]الفتح [29قال" :ومن هذه الية انتزع المام مالك رحمة الله عليسسه وفسسي روايسسة
عنه بتكفير الروافض السسذي يبغضسسون الصسسحابة رضسسي اللسسه عنهسسم ،قسال :لنهسسم
يغيظونهم ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهسسو كسسافر لهسسذه اليسسة ،ووافقسسه
طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك" ]تفسير ابن كثير ،4/219 :وانظسسر :روح
المعاني لللوسي ،26/116 :وانظر أيضا ً في استنباط وجه تكفيرهم من الية :الصسسارم المسسسلول:
ص .[.579
قال القرطبي" :لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله ،فمنت نقص
واحدا ً منهم ،أو طعن عليه في روايته ]وقد مضى قول مرجع الشيعة في هسسذا العصسسر أن
روايات الصحابة كأبي هريرة وعمرو بن العاص وسمرة بن جندب ل تساوي عنسسدهم جنسساح بعوضسسة
)انظسسر :ص [.(343فقد رد ّ علسسى اللسسه رب العسالمين ،وأبطسسل شسرائع المسسلمين"
]تفسير القرطبي.[.16/297 :
المام أحمد:
رويت عنه روايات عديدة في تكفيرهم..
روى الخلل عن أبي بكر المروذي قال :سألت أبا عبد اللسسه عمسسن يشسستم أبسسا
بكر وعمر وعائشة؟ قال :ما أراه على السسسلم ]الخلل /السسسنة 2/557 :قسسال محقسسق
الرسالة" :إسناده صحيح" وانظر :شرح السنة لبن بطة :ص ،161الصارم المسلول :ص .[.571
وقال الخلل :أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد قال :سسسمعت أبسسا عبسسد اللسسه
قال :من شتم أخاف عليه الكفر مثل الروافسسض ،ثسسم قسسال :مسسن شسستم أصسسحاب
النبي صلى الله عليه وسلم ل نأمن أن يكون قد مرق عن الدين ]الخلل /السسسسنة:
2/558قال محقق الرسالة" :إسناده صحيح".[.
وقال :أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قسسال :سسسألت أبسسي عسسن رجسسل شسستم
رجل ً من أصحاب النبي صسلى اللسه عليسه وسسلم فقسال :مسا أراه علسى السسلم
]الخلل /السنة ،2/558 :وانظر :مناقب المام أحمد لبن الجوزي :ص .[.214
وجاء في كتاب السنة للمام أحمد قوله عن الرافضة" :هسسم السسذين يتسسبرؤون
من أصحاب محمسد صسلى اللسه عليسه وسسلم ويسسبونهم ،ويتنقصسسون ويكفسسرون
الئمسسة إل أربعسسة :علسسي ،وعمسسار ،والمقسسداد ،وسسسلمان ،وليسسست الرافضسسة مسسن
السلم في شيء" ]السنة للمام أحمد :ص ،82تصحيح الشيخ إسماعيل النصاري.[.
والثنا عشرية تكفر الصحابة إل قليل ً ل يتجاوز عدد أصابع اليسسد وتلعنهسسم فسسي
دعواتها وزياراتها ،ومشاهدها ،وأمهات كتبها ..وتكفسسر أتبسساعهم إلسسى يسسوم السسدين
]انظر :ص) (716وما بعدها من هذه الرسالة.[.
قال ابن عبد القوي" :وكان المام أحمد يكفر من تسسبرأ منهسسم )أي الصسسحابة(
ومسسن سسسب عائشسسة أم المسسؤمنين ورماهسسا ممسسا بّرأهسسا اللسسه منسسه وكسسان يقسسرأ:
ن{ ]اليسسة رقسسم )(17 مق ْ دا ِإن ُ عظُك ُم الل ّه َأن ت َعودوا ل ِمث ْل ِ َ
مِني َ
ؤ ِ كنُتم ّ ه أب َ ً
ِ ِ ُ ُ ُ ُ }ي َ ِ
من سورة النور ،والنص من كتاب ما يذهب إليه المام أحمد /للمام أبي محمد رزق اللسه بسن عبسد
القوي التميمي ،المتوفى سنة )480هس( الورقة .[.21
ولكسسن ذكسسر شسسيخ السسسلم ابسسن تيميسسة فسسي مجمسسوع الفتسساوى أن فسسي تكفيسسر
الروافض نزاعا ً عن أحمد وغيره ]الفتاوى.[.3/352 :
694
وما مضى من نصوص عن المام أحمد صريحة في قوله بتكفيرهم ،وقد نبسسه
شيخ السلم ابن تيمية إلى وجه من لم يكفر الروافسسض فسسي سسسبهم للصسسحابة،
وبه يزول التعارض المتوهم في نصوص أحمد ..فقال:
"وأما من سبهم سبا ً ل يقدح في عدالتهم ول في دينهم مثل وصسسف بعضسسهم
بالبخل أو الجبن ،أو قلة العلم ،أو عدم الزهد ونحو ذلك فهذا هو الذي يسسستحق
التأديب والتعزير ،ول نحكم بكفره بمجرد ذلك ،وعلى هذا يحمسسل كلم مسسن لسسم
يكفرهم من أهل العلم" ]الصارم المسلول :ص ،586وانظر :ص 571في تسسوجيه القاضسسي
أبي يعلى لرواية عدم التكفير.[.
يعني :فمن سبهم سبا ً يقدح في عسسدالتهم ودينهسسم فيحكسسم بكفسسره عنسسد أهسسل
العلم .فكيف الحال إذن بمن يحكم بردتهم؟
البخاري )ت 256هق(:
قال -رحمه الله :-ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافض ،أم صليت خلف
اليهسسود والنصسسارى ،ول يسسسلم عليهسسم ول يعسسادون ول ينسساكحون ول يشسسهدون ول
تؤكل ذبائحهم ]المام البخاري /خلق أفعال العباد :ص .[.125
عبد الله بن إدريس ]عبد الله بن إدريس بسسن زيسسد بسسن عبسسد الرحمسسن الودي :قسسال أبسسو
حاتم :هو حجة يحتج بها ،وهو إمام من أئمة المسلمين ،وقال أحمد :كان نسيجا وحسسده ،وقسسال ابسسن
سعد :كان ثقة مأمونا ً كثير الحديث ،حجة ،صاحب سسسنة وجماعسسة ،تسسوفي سسسنة )192هسسس() .تهسسذيب
التهذيب ،145-5/144 :الجرح والتعسسديل لبسسن أبسسي حسساتم (9-5/8 :وهسسو مسسن أعيسسان أئمسسة الكوفسسة
)الصارم المسلول :ص .(570والكوفة مطلع الرفسسض هسسو أدرى بهسسم وبمسسذاهبهم ،لن أهسسل السسبيت
أدرى بما فيه:[.
قسسال" :ليسسس لرافضسسي شسسفعة إل لمسسسلم" ]الصسسارم المسسسلول :ص ،570السسسيف
المسلول على من سب الرسول /علي بن عبد الكافي السبكي ،الورقة 71أ )مخطوط(.[.
عبد الرحمن بن مهدي ]المام الحافظ العلم عبد الرحمن بن مهسسدي بسسن حسسسان بسسن
عبد الرحمن العنبري ،البصري) ،ت 198هس( )تهذيب التهذيب:[.(281-6/279 :
قال البخاري :قال عبد الرحمن بن مهدي :همسسا ملتسسان :الجهميسسة والرافضسسية
]خلق أفعال العباد للبخاري :ص ،125وانظر :مجموع فتاوى شيخ السلم ابن تيمية.[.35/415 :
الفريابي ]محمد بن يوسف الفريابي ،روى عنه البخاري ) (26حديثًا ،وكان من أفضل أهسسل
زمانه ،توفي سنة )212هس() .تهذيب التهذيب:[.(9/535 :
روى الخلل ،قال :أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني ،قال :حدثنا موسسسى
بن هارون بن زياد قال :سمعت الفرياني ورجل يسأله عمن شتم أبا بكر :قال:
كافر ،قال :فيصلي عليه؟ قال :ل ،وسألته كيف يصنع به وهسسو يقسسول :ل إلسسه إل
الله؟ قال :ل تمسوه بأيديكم ارفعوه بالخشب حتى تواروه فسسي حفرتسسه ]الخلل/
السنة ،2/566 :قال محقق الكتساب" :فسي إسسناده موسسى بسن هسارون بسن زيساد لسم أتوصسل إلسى
معرفته" .وقد نسبه شيخ السلم ابن تيميسسة فسسي الصسسارم المسسسلوم ص 570إلسسى الفريسسابي علسسى
سبيل الجزم.[.
أحمد بن يونس ]أحمد بن يونس هو :ابن عبد الله ،ينسب إلى جده ،وهو إمام مسسن أئمسسة
السنة ،ومن أهل الكوفة منبت الرفض فهو أخبر بالروافض ومذاهبهم أيضًا ،قسسال أحمسسد بسسن حنبسسل
لرجل :اخرج إلى أحمد بن يونس فإنه شيخ السلم ،وقد أخرج له أصحاب الكتب الستة ،وقال أبو
حاتم :كان ثقة متقنًا ،وقال النسائي :كان ثقسسة ،وقسسال ابسسن سسسعد :كسسان ثقسسة صسسدوقا ً صسساحب سسسنة
ي شسسيئا ً مسسن
وجماعة ،وذكر ابن حجر أن ابن يونس قال :أتيت حماد بن زيد فسسسألته أن يملسسي عل س ّ
فضائل عثمان رضي الله عنه ،فقال :من أنت؟ قلت :من أهل الكوفة ،فقال :كوفي يطلب فضائل
عثمان ،والله ل أمليتها عليك إل وأنا قائم وأنت جالس .وقد توفي سنة )227هس( )تهذيب التهسسذيب:
،1/50تقريب التهذيب.[.(1/29 :
695
قال :لو أن يهوديا ً ذبح شاة ،وذبح رافضي لكلت ذبيحسسة اليهسسودي ،ولسسم آكسسل
ذبيحة الرافضي؛ لنه مرتد عن السلم ]الصارم المسسسلول ص ،570ومثسسل هسسذا المعنسسى
قاله أبو بكر بن هانئ )الموضع نفسه من المصدر السابق( ،وانظسسر :السسسيف المسسسلول علسسى مسسن
سب الرسول /علي بن عبد الكافي السبكي :الورقة 71أ )مخطوط(.[.
أبو زرعة الرازي ]عبد الله بن عبد الكريم بسسن يزيسسد بسسن فسسروخ المخزومسسي بسسالولء أبسسو
زرعة الرازي من حفاظ الحديث وكبار الئمة ،كان يحفظ مائة ألف حسسديث ،ويقسسال :كسسل حسسديث ل
يعرفه أبو زرعة ليس له أصل .توفي سنة 264هس:[.
قال :إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا ً من أصحاب رسول اللسه صسلى اللسه عليسه
وسلم فاعلم أنه زنسديق ،لن مسؤدى قسوله إلسى إبطسال القسرآن والسسنة ]انظسسر:
الكفاية ص ،49ومضى نصه بتمامه ص).[.(767
ابن قتيبة ]أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبسسة السسدينوري ،صسساحب المصسسنفات البديعسسة،
المحتوية على علوم جمة نافعة كما يقول ابن كثير .توفي سنة )276هسسس( )انظسسر :وفيسسات العيسسان:
،44-3/42تاريخ بغداد ،171-10/170 :البداية والنهاية:[.(11/48 :
قال :بأن غلو الرافضة في حب علي المتمثل فسسي تقسسديمه علسسى مسسن قسسدمه
رسول الله صلى الله عليه وسلم وصسسحابته عليسسه ،وادعسسائهم لسسه شسسركة النسسبي
صلى الله عليه وسلم في نبوته ،وعلم الغيب للئمة مسسن ولسسده وتلسسك القاويسسل
والمور السرية قد جمعت إلى الكذب والكفر إفراط الجهسسل والغبسساوة ]الختلف
في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة :ص ،47مطبعة السعادة بمصر 1349هس.[.
عبد القادر البغدادي ]عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي ،التميمي السسسفراييني،
أبو منصور ،كان يلقب "صدر السلم" في عصسسره ،ويسسدرس فسسي سسسبعة عشسسر فنسًا ،تسسوفي سسسنة )
429هس( )انظر :السبكي /طبقات الشافعية ،145-5/136 :القفطي /إنباه السسرواة،2/185 :سس ،186
السيوطي /بغية الوعاة:[.(2/105 :
يقول" :وأما أهسسل الهسسواء الجاروديسسة الهاشسسمية والجهميسسة ،والماميسسة السسذين
أكفروا خيار الصحسابة ..فإنسا نكفرهم ،ول تجوز الصلة عليهم عنسسدنا ول الصسسلة
خلفهم" ]الفرق بين الفرق :ص .[.357
وقال" :وتكفير هؤلء واجب في إجازتهم على الله البسسداء ،وقسسولهم بسسأنه قسسد
يريد شيئا ً ثم يبدو له ،وقد زعموا أنه إذا أمر بشيء ثم نسخه ،فإنما نسخه لنه
بدا له فيه..
ومسسا رأينسسا ول سسسمعنا بنسسوع مسسن الكفسسر إل وجسسدنا شسسعبة منسسه فسسي مسسذهب
الراوافض] "..الملل والنحل :ص ،53-52تحقيق ألبير نصري نادر.[.
القاضي أبو يعلى ]محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بسسن الفسسراء أبسسو يعلسسى ،عسسالم
عصره في الصول والفروع ،توفي سنة )458هس(.
)انظر :طبقات الحنابلة:[.(230-2/193 :
ن كفسسر الصسسحابة ،أو فسسسهم بمعنسسى قسسال :وأمسسا الرافضسسة فسسالحكم فيهسسم ..إ ْ
يستوجب به النار فهو كافر ]المعتمد :ص .[.267
والروافض كما تبين بعد انتشار أصولهم يكفرون أكثر الصحابة.
ابن حزم:
قال :وأما قولهم )يعني النصارى( في دعسسوى الروافسسض تبسسديل القسسرآن فسسإن
الروافض ليسوا من المسلمين ]يعنسسي فل حاجسسة فسسي كلمهسسم علسسى المسسسلمين ،ول علسسى
كتابهم ،[.إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسسسلم
بخمس وعشرين سنة .وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى فسسي الكسسذب
والكفر ]الفصل.[.2/213 :
696
]واستثنى ثلثة منهموقال" :ومن قول المامية قديما ً وحديثا ً أن القرآن مبدل"..
-كما مر .[.-
ً
ثم قال :القول بأن بين اللوحين تبديل كفر صريح وتكذيب لرسول الله صلى
الله عليه وسلم" ]الفصل.[.5/40 :
وقال" :ول خلف بيسسن أحسد مسن الفسرق المنتميسسة إلسى المسسلمين مسن أهسل
السنة ،والمعتزلسة والخسوارج ،والمسسرجئة والزيديسسة فسي وجسوب الخسذ بمسسا فسي
القرآن وأنه المتلو عندنا ..وإنما خالف في ذلك قسسوم مسسن غلة الروافسسض وهسسم
كفار بذلك مشركون عند جميسع أهسل السسلم وليسس كلمنسا مسع هسؤلء ،وإنمسا
كلمنا مع أهل ملتنا" ]الحكام في أصول الحكام.[.1/96 :
وقال" :واعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكتم مسسن الشسسريعة
كلمة فما فوقها ،ول أطلع أخسسص النسساس بسسه مسسن ابنسسة أو ابسسن عسسم أو زوجسسة أو
صاحب على شيء من الشريعة كتمه عسسن الحمسسر والسسسود ورعسساة الغنسسم ،ول
كان عنده عليه السلم سر ول رمز ول باطن غير ما دعا الناس كلهم إليه ،فلسسو
كتمهم شيئا ً لما بلغ كما أمر ،ومن قال هذا فهو كافر] "..الفصل ،275-2/274 :وهذا
العتقاد الذي يكفر ابن حزم معتقده قد أصبح اليوم من أصول الثني عشرية ،ويؤكد علسسى القسسول
به شيوخهم المعاصرون ،والغابرون.
)انظر :ص) (315من هذه الرسالة(.[.
السفراييني ]أبو المظفر شهفور بن طاهر بن محمد بن السسسفراييني ،المسسام الصسسولي
الفقيه المفسر ،له تصانيف منها" :التفسير الكبير" و"التبصير في الدين" توفي عام 417هس.
)انظر :طبقات الشافعية ،5/11 :العلم:[.(3/260 :
نقل جملة من عقائدهم كتكفير الصحابة ،وقولهم :إن القسسرآن قسسد غي ّسسر عمسسا
كان ،ووقع فيها الزيادة والنقصسسان ،وانتظسسارهم لمهسسدي يخسسرج إليهسسم ويعلمهسسم
الشريعة ..وقال :بأن جميع الفرق المامية التي ذكرناها متفقون على هذا ،ثسسم
حكم عليهم بقوله:
"وليسوا في الحال على شيء من الدين ،ول مزيد على هذا النوع من الكفر
إذ ل بقاء فيه على شيء من الدين" ]التبصير في الدين :ص .[.25-24
أبو حامد الغزالي ]محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الغزالي ،قسسال ابسسن كسسثير:
كان من أذكياء العالم في كل ما يتكلم فيه ،وله مصنفات منتشرة فسسي فنسسون متعسسددة .مسسن كتبسسه:
فضائح الباطنية ،توفي سنة )505هس(.
)انظر :البداية والنهاية ،174-12/173 :مرآة الجنان:[.(192-3/177 :
قال" :ولجل قصور فهم الروافض ]من درس مذهب الرافضة في البداء عرف أنسسه ليسسس
بقصور فهم ،ولكنه نهج متعمد ساقهم إليه غلوهم في الئمة ،وهذا القول من الغزالسسي يشسسبه كلم
المدي )في الحكام (3/109 :حيث قال :إن الرافضة خفي عليها الفرق بين النسسسخ والبسسداء ،وقسسد
علق على ذلك الشيخ عبد الرزاق عفيفي فقال:
"من تبين حال الرافضة ووقف علسسى فسساد دخيلتهسم ،وزنسسدقتهم بإبطسال الكفسر وإظهسار السسسلم،
وأنهم ورثوا مبادئهم عن اليهود ،ونهجوا في الكيد للسلم منهجهم عسسرف أن مسا قسالوه مسن السزور
والبهتان )يعني في أمر البداء( إنمسا كسسان عسن قصسسد سسيء وحسسسد للحسق وأهلسه وعصسسبة ممقسوته
دفعتهم إلى الدس والخداع وإعمال معاول الهدم سرا ً وعلنا ً للشرائع ودولها القائمة عليها".
)الحكام في أصول الحكام - 110-3/109 :الهامش( [.عنه ارتكبوا البداء ،ونقلسسوا عسسن
علي رضي الله عنه أنه كان ل يخبر عن الغيب مخافسسة أن يبسدو لسسه تعسالى فيسسه
فيغيره ]وهذه الرواية موجودة عن المجلسسسي فسسي البحسسار ،وعزاهسسا إلسسى "قسسرب السسسناد" )بحسسار
النوار ،(4/97 :وفي خبر آخر نسبوا هذا القول إلى علسسي بسسن الحسسسين )انظسسر :تفسسسير العياشسسي:
،2/215بحار النوار ،4/118 :البرهان ،2/299 :تفسير الصافي ،[.(3/75 :وحكوا عن جعفسسر
بن محمد أنه قال :ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل أي فسسي أمسسره
697
بذبحه ]انظسسر :هسسذه الروايسسة فسسي كتسساب التوحيسسد لبسسن بسسابويه ص ...[.336وهذا هو الكفسسر
الصريح ،ونسبة الله تعالى إلى الجهسسل والتغيسسر ،ويسسدل علسسى اسسستحالته مسسا دل
على أنه محيط بكل شيء علمًا" ]المستصفى.[.1/110 :
ويقول الغزالي :فلو صرح مصرح بكفر أبي بكر وعمر -رضي اللسسه عنهمسسا -
فقد خالف الجماع وخرقه ،ورد ما جسساء فسسي حقهسسم مسسن الوعسسد بالجنسسة والثنسساء
عليهم والحكم بصحة دينهم وثبات يقينهم وتقدمهم على سائر الخلق في أخبار
كثيرة ..ثم قال" :فقائل ذلسسك إن بلغتسه الخبسار واعتقسد مسع ذلسك كفرهسسم فهسسو
كافر ..بتكذيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،فمن كذبه بكلمة من أقسساويله
فهو كافر بالجماع" ]فضائح الباطنية :ص .[.149
القاضي عياض ]عياض بن موسى بن عياض بن عمسسرون اليحصسسبي عسسالم المغسسرب ،وإمسسام
أهل الحديث في وقته ،توفي سنة ) 544هس(.
)انظسسر :وفيسسات العيسسان ،3/483 :والعسسبر للسسذهبي ،2/467 :الضسسبي /بغيسسة الملتمسسس ص ،437
النباهي /تاريخ قضاة الندلس :ص :[.(101
قال رحمه الله" :نقطع بتكفير غلة الرافضة في قولهم إن الئمسسة أفضسسل مسسن
النبياء" ]انظر (614) :من هذه الرسالة ،والشيعة المعاصرون يعدون هذا الكفسسر مسسن ضسسرورات
مذهبم ومنكر الضروري كافر عندهم )انظر :ص (1116من هذه الرسالة(.
يقول شيخهم الممقاني" :ومن ضروريات مذهبنا أن الئمة عليهسسم السسسلم أفضسسل مسسن أنبيسساء بنسسي
إسرائيل كما نطقت بذلك النصوص المتواترة ..ول شبهة عند كل ممارس لخبار أهل البيت عليهم
السلم )يعني أئمته الثني عشر( أنه كان يصدر من الئمة عليهم السلم خسسوارق للعسسادة نظيسسر مسسا
كان يصدر من النبياء بل أزيد ،وأن النبياء والسلف انفتحت لهم باب أو بابان من العلم ،وانفتحسست
للئمة عليهم السلم بسبب العبادة والطاعة التي تذر العبد مثل اللسسه إذا قسسال لشسسيء كسسن فيكسسون
جميع البواب" )تنقيح المثال.(3/232 :
فانظر كيف فضلهم في البداية على النبياء ،وانتهى إلى أنهم مثل اللسسه تعسسالى اللسسه عمسسا يقسسول
الظالمون علوا ً كبيرًا ..فماذا بعد هذا من زندقة وإلحاد؟.[.
وكذلك يحكم بكفر من قال :بمشاركة علي فسسي الرسسسالة للنسسبي صسسلى اللسسه
عليه وسلم وبعده ،وأن كل إمام يقول مقام النبي صلى الله عليسسه وسسسلم فسسي
النبوة والحجة ،وأشار بأن هذا مذهب أكثر الرافضة ]ونجد ذلك عند الثني عشرية في
زعمهم أن المامة أرفع درجة من النبوة .انظر :ص) (656وأن الئمة حجة على النسساس كالرسسسل.
انظر) :ص [.(623وكذلك من ادعى منهم أنه يوحى إليه وإن لم يدع النبسسوة ]وهسسذا
ما يقول به الروافض .انظر :ص 310وما بعدها.[.
وقال :وكذلك نكفر "من أنكر القرآن أو حرفا ً منه ،أو غيسسر شسسيئا ً منسسه ،أو زاد
فيه كفعل الباطنية أو السماعيلية" ]هنسسا ملحظسسة مهمسسة وهسسي أن بعسسض الئمسسة ينسسسبون
القول بتغيير القرآن إلى السماعيلية ،في حين أنسسه مسن أقسسوال الثنسي عشسرية ،والسسسماعيلية لسم
تخض في القرآن بهذا القول ،وإنما سلكت التأويل الباطني.[.
السمعاني ]المام الحافظ المحسسدث أبسو سسعد عبسسد الكريسم بسسن محمسد بسسن منصسور التميمسي
السمعاني ،مصنف النساب وغيره ،رحل وسمع الكثير حتى كتب عن أربعسسة آلف شسسيخ ،قسسال ابسسن
كثير :وذكر له ابن خلكان مصنفات عديدة منها كتابه الذي جمسسع فيسسه ألسسف حسسديث عسسن مسسائة شسسيخ
وتكلم عليها إسنادا ً ومتنا ً وهو مفيد جدًا ،توفي سنة )562هس(.
)وفيات العيان ،3/209 :البداية والنهاية) [.(12/175 :ت 562هق(:
قال رحمه الله" :واجتمعت المة على تكفير المامية ،لنهم يعتقدون تضليل
الصحابة ،وينكرون إجماعهم وينسبون إلى ما يليق بهم" ]قوله" :إلى مسسا يليسق بهسسم"
كذا في الصل ،وإذا كان الضمير يعود إلى الرافضة ،فالعبارة مستقيمة أي ينسسسبون الصسسحابة إلسسى
ضلل يليق بالرافضة أنفسهم ،إما إذا كان الضمير يعود إلى الصحابة ،ففي العبارة تصحيف ،ولعسسل
صحتها "إلى ما ل يليق بهم"] [.النساب.[.6/341 :
698
الرازي ]محمد بن عمر بن الحسين المعروف بالفخر الرازي ،مفسر متكلسسم فقيسسه أصسسولي،
من تصانيفه :التفسير الكبير ،والمحصسسول ،وغيرهمسسا ،سسسب لسسه نسسوع تشسسيع ،تسسوفي سسسنة )606هسسس(
)لسسسان الميسسزان ،4/426 :السسسيوطي /طبقسسات المفسسسرين :ص ،115عيسسون النبسساء :ص -414
:[.(427
يذكر الرازي أن أصحابه من الشاعرة يكفرون الروافض من ثلثة وجوه:
أولها :أنهم كفروا سادات المسلمين ،وكل من كفر مسلما ً فهو كسسافر لقسسوله
عليه السلم" :من قال لخيه :يا كافر فقد باء بها أحدهما" ]سيأتي تخريجه [.فإذن
يجب تكفيرهم.
وثانيها :أنهم كفروا قوما ً نص الرسول عليسسه السسسلم بالثنسساء عليهسسم وتعظيسسم
شأنهم ،فيكون تكفيرهم تكذيبا ً للرسول عليه السلم.
وثالثها :إجماع المة على تكفير من كفر سادات الصحابة ]الرازي /نهاية العقسسول،
الورقة ) 212مخطوط(.[.
ابن تيمية:
قال رحمه الله :من زعم أن القرآن نقص منه آيات وكتمست ،أو زعسم أن لسه
تأويلت باطنة تسقط العمال المشروعة ،فل خلف في كفرهم.
ومن زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله عليه الصسسلة والسسسلم إل نفسسرا ً
قليل ً ل يبلغون بضعة عشر نفسًا ،أو إنهم فسقوا عسسامتهم ،فهسسذا ل ريسسب أيض سا ً
في كفره؛ لنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء
عليهم.
بل من يشكك في كفر مثسسل هسسذا؟ فسسإن كفسسره متعيسسن ،فسسإن مضسسمون هسسذه
المقالسة أن نقلسة الكتساب والسسنة كفسار أو فسساق ،وأن هسذه اليسة الستي هسي:
س{ ]آل عمران [110وخيرها هسسو القسسرن الول، ت ِللّنا ِ
ج ْ
ر َخ ِة أُ ْ
م ٍ
ُ
خي َْر أ ّ
م َ } ُ
كنت ُ ْ
كان عامتهم كفارًا ،أو فساقًا ،ومضمونها أن هذه المة شر المم ،وأن سسسابقي
هذه المة هم شرارها وكفر هذه مما يعلم بالضطرار من دين السلم ]الصسسسارم
المسلول :ص .[.587-586
وقال شيخ السلم" :إنهم شر مسسن عامسسة أهسسل الهسسواء ،وأحسسق بالقتسسال مسسن
الخوارج" ]مجموع فتاوى شيخ السلم.[.28/482 :
وأنهم كفروا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم بما ل يحصيه إل الله،
فتارة يكذبون بالنصوص الثابتة عنه ،وتارة يكذبون بمعاني التنزيل.
فإن الله قسسد ذكسسر فسسي كتسسابه مسسن الثنسساء علسسى الصسسحابة ،والرضسسوان عليهسسم
والستغفار لهم ما هم كافرون بحقيقته ،وذكسسر فسسي كتسسابه مسسن المسسر بالجمعسسة
والمر بالجهاد وبطاعة أولي المر ما هم خارجون عنه.
وذكر في كتابه من موالة المؤمنين وموادتهم والصسسلح بينهسسم مسسا هسسم عنسسه
خارجون.
وذكر في كتابه من النهي عن موالة الكفار وموادتهم ما هو خارجون عنه.
وذكر في كتابه مسسن تحريسسم دمسساء المسسسلمين وأمسسوالهم وأعراضسسهم وتحريسسم
الغيبة والهمز واللمز ما هو أعظم الناس استحلل ً له.
وذكر في كتابه من المر بالجماعة والئتلف ،والنهي عسسن الفرقسسة والختلف
ما هم أبعد الناس عنه.
وذكر في كتابه من طاعة رسول الله صلى الله عليه وسسسلم ومحبتسسه واتبسساع
حكمه ما هم خارجون عنه وذكر في كتابه من حقوق أزواجه ما هم براء منه.
699
وذكر في كتابه من توحيده وإخلص الملك له وعبادته وحده ل شريك لسسه مسسا
هم خارجون عنه ،فسسإنهم مشسسركون لنهسسم أشسسد النسساس تعظيمسا ً للمقسسابر السستي
اتخذت أوثانا ً من دون الله.
وقد ذكر في كتابه من أسمائه وصفاته ما هم كافرون به.
وذكر في كتابه أنه على كل شيء قدير وأنه خالق كسسل شسسيء وأنسسه مسسا شسساء
الله ل قوة إل بالله ما هم كافرون به.
ثم قال شيخ السلم :ومن اعتقد من المنتسبين إلى العلم أو غيره أن قتسسال
هؤلء بمنزلة قتال البغاة الخارجين عن المام بتأويل سائغ ..فهسسو غسسالط جاهسسل
بحقيقة شريعة السلم ..لن هسسؤلء خسسارجون عسسن نفسسس شسسريعة رسسسول اللسسه
صلى الله عليه وسلم وسنته شرا ً من خروج الحرورية ،وليس لهم تأويل سسسائغ
]انظر :الفتاوى ،[.485-28/484فإن التأويسل السسائغ هسو الجسائز السذي يقسر صساحبه
عليه إذا لم يكن فيه جسسواب كتأويسسل العلمسساء المتنسسازعين فسسي مسسوارد الجتهسساد.
وهؤلء ليس لهم ذلك بالكتاب والسنة والجماع ،ولكسسن لهسسم تأويسسل مسسن جنسسس
تأويسسل اليهسسود والنصسسارى ،وتسسأويلهم شسسر تسسأويلت أهسسل الهسسواء ]انظسسر :الفتسساوى
.[.28/486
ولكن شيخ السلم وهو يكفر أصحاب هذه المقالت ،إل أن تكفيسسره للمعيسسن
مشروط عنده بقيام الحجة وبلوغ الرسالة ،ولذلك أفتى في الرافضة الذين تم
القبض عليهم بالفتوى التالية:
فتوى شيخ السلم في الرافضة بعد الستيلء عليهم:
يقول -رحمه الله " :-وقد علم أنه كان بساحل الشام جبل كسبير فيسه ألسوف
من الرافضة يسفكون دمسساء النسساس ويأخسسذون أمسسوالهم ،وقتلسسوا خلقسا ً عظيمسًا،
وأخذوا أموالهم ،ولما انكسر المسلمون سنة غسسازان ]انظسسر ص (1216) :مسسن هسسذه
الرسالة [.أخذوا الخيل والسلح والسارى وبسساعوهم للكفسسار والنصسسارى بقسسبرص،
وأخذوا من مر بهم من الجند وكانوا أضّر على المسسسلمين مسسن جميسسع العسسداء،
وحمسسل بعضسسهم أمرائهسسم رايسسة النصسسارى ،وقسسالوا لسسه :أيمسسا خيسسر المسسسلمون أو
النصارى؟ فقال :بل النصارى ،فقالوا له :مع من تحشر يوم القيامة؟ فقال :مع
النصارى ،وسلموا إليهم بعض بلد المسلمين.
ً ً
ومع هذا فلما استشار أهل ولة المر في غزوهم وكتبت جوابا مبسوطا فسسي
غزوهم ]لعله من جسساء فسسي الفتسساوى ..[.28/398 :وذهبنا إلى نسساحيتهم ،وحضسسر عنسسدي
جماعة منهم وجري بيني وبينهم مناظرات ومفاوضات يطول وصفها ،فلما فتح
المسلمون بلدهم ،وتمكن المسلمون منهم نهيتهسسم عسن قلتهسسم ،وعسسن سسسبيهم،
وأنزلناهم في بلد المسلمين متفرقين لئل يجتمعوا" ]منهاج السنة.[.3/39 :
وهذه الفتوى من إمام أهل السنة في وقته تبين أن أهل السنة يتبعون الحق
من ربهم الذي جاء به الرسول ،ول يكفرون كل من خالفهم فيه؛ بل هسسم أعلسسم
بالحق وأرحم بالخلق بخلف أهل الهسسواء السسذين يبتسسدعون رأي سا ً ويكفسسرون مسسن
خالفهم فيه ]منهاج السنة.[.3/39 :
ابن كثير ]المام المحدث المفتي البارع -كما قال الذهبي -أبو الفداء إسماعيل بن عمسسر بسسن
كثير ،قال الشوكاني :له تصانيف مفيدة منها :التفسير ،من أحسن التفاسير إن لسسم يكسسن أحسسسنها،
توفي سنة )774هس(.
)ابن حجر /الدرر الكامنة ،374-1/373 :الشوكاني /البدر الطالع ):[.( (1/153
ساق ابن كثير بعض الحسساديث الثابتسسة فسسي السسسنة ،والمتضسسمنة نفسسي دعسسوى
النص والوصية التي تدعيها الرافضة لعلي ،ثم عقب عليها بقوله:
700
"ولو كان المر كما زعموا لما رد ذلك أحد من الصسسحابة فسسإنهم كسسانوا أطسسوع
لله ولرسوله في حياته وبعد وفاته ،من أن يفتاتوا عليه فيقدموا غير من قدمه،
ويؤخروا من قدمه بنصه ،حاشا وكل ،ومن ظن بالصسسحابة رضسسوان اللسسه عليهسسم
ذلك فقد نسبهم بأجمعهم إلى الفجور ،والتواطؤ علسسى معانسسدة الرسسسول صسسلى
الله عليه وسلم ،ومضادتهم في حكمه ونصه ،ومن وصل من النسساس إلسسى هسسذا
المقام فقد خلع ربقة السلم ،وكفر بإجمسساع الئمسسة العلم ،وكسسان إراقسسة دمسسه
أحل من إراقة المدام" ]البداية والنهاية.[.5/252 :
ومن الثابت عن الرافضة -كما مر -أنها تدعي أن الرسول صلى اللسسه عليسسه
وسلم نص على علي ،وأن الصحابة ردوا النص ،وارتدوا بسبب ذلسسك ،وهسسذا مسسا
يقوله المعاصرون وأسلفهم من الروافسسض ]انظسسر :ص) (716و ص) (1099مسسن هسسذه
الرسالة.[.
أبو حامد محمد المقدسي ]محمد بن خليل بن يوسف الرملي المقدسسسي ،مسسن فقهسساء
الشافعية ،توفي سنة )888هس(.
)انظر :السخاوي /الضوء اللمع ،7/234 :الشوكاني /البدر الطالع:[.(2/169 :
قال -بعد حسسديثه عسسن فسسرق الشسسيعة وعقسسائدهم " :-ل يخفسسى علسسى كسسل ذي
بصيرة وفهم من المسلمين أن أكثر ما قدمناه في الباب قبله من عقسسائد هسسذه
الطائفة الرافضة على اختلف أصنافها كفسسر صسسريح ،وعنسساد ،مسسع جهسسل قبيسسح ل
يتوقف الواقف عليه من تكفيرهم والحكم عليهم بسسالمروق مسسن ديسسن السسسلم"
]رسالة في الرد على الرافضة :ص .[.200
أبو المحاسن يوسف الواسطي ]يوسف الجمسسال أبسسو المحاسسسن الواسسسطي مسسن
علماء القرن التاسع) .انظر :السخاوي /الضوء اللمع:[.(339-10/338 :
وقد ذكر جملة من مكفراتهم ،فمنها قوله:
"إنهم يكفرون بتكفيرهم لصحابة سول الله صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم الثسسابت
س{ داءَ َ َ كوُنوا ْ ُ تعديلهم وتزكيتهم في القرآن بقوله تعالى} :ل ّت َ ُ
على الّنا ِ ه َ
ش َ
فِإن]البقسسرة [143وبشهادة الله تعسسالى لهسسم أنهسسم ل يكفسسرون بقسسوله تعسسالىَ } :
ن{ ]النعام .[89 ري َ
ف ِ
كا ِ سوا ْ ب ِ َ
ها ب ِ َ ما ل ّي ْ ُ
و ً
ق ْ وك ّل َْنا ب ِ َ
ها َ ف َ
قد ْ َ ء َ هق ُ
ؤل ِ ها َ ي َك ْ ُ
فْر ب ِ َ
ويكفرون باستغنائهم عن حج بيت الله الحرام بزيارة قبر الحسسسين لزعمهسسم
أنها تغفر الذنوب وتسميتهم لها بالحج الكسسبر ،ومسسن ذلسسك أنهسسم يكفسسرون بسسترك
جهاد الكفار والغزو لهم الذي يزعمون أنه ل يجوز إل مع المام المعصسسوم وهسسو
غائب" ]المناظرة بين أهل السنة والرافضة /الورقة ) 66مخطوط(.[.
"وأنهم يكفرون بإعابتهم السنن المتواتر فعلهسسا عسسن النسسبي صسسلى اللسسه عليسسه
وسلم من الجماعة والضحى والوتر والرواتسسب قبسسل المكتوبسسات مسسن الصسسلوات
الخمس وبعسسدها ،وغيسسر ذلسسك مسسن السسسنن المؤكسسدات" ]المنسساظرة بيسسن أهسسل السسسنة
والرافضة /الورقة ) 67مخطوط(.[.
علي بن سلطان بن محمد القاري ]علي بن سلطان بن محمد الهسسروي المعسسروف
بالقاري الحنفي ،أحد صدور العلم ،ألف التآليف الكثيرة النافعة منها :شرحه المشكاة وهو أكبرهسسا،
وشرح الشفاء ،والنخبة وغيرها .توفي سنة )1014هس(.
)انظر :خلصة الثر ،186-3/185 :البدر الطالع:[.(446-1/445 :
قال" :وأما من سب أحدا ً من الصحابة فهسسو فاسسسق ومبتسسدع بالجمسساع إل إذا
اعتقد أنه مباح كما عليه بعض الشيعة وأصحابهم ،أو يترتب عليه ثواب كما هسسو
دأب كلمهم أو اعتقد كفسسر الصسسحابة وأهسسل السسسنة فسسإنه كسسافر بالجمسساع" ]شسسم
العوارض في ذم الروافض /الورقة 6أ )مخطوط([.
701
ثم ساق مجموعة من الدلة من الكتاب والسنة تتضمن الثناء على الصسسحابة
رضوان الله عليهم ،واستنبط منها كفر الرافضة في مذهبها في الصحابة" ]شسسم
العوارض في ذم الروافض /الورقة .[254-252
ثم ذكر بأن من مكفرات الرافضة ما يدعونه في كتاب الله من نقص وتغيير،
وعرض بعض أقوالهم في ذلك ]شم العوارض في ذم الروافض /الورقة 259أ[.
محمد بن عبد الوهاب ]محمد بن عبد الوهاب بن سسسليمان بسسن أحمسسد التميمسسي النجسسدي،
المام المجدد للسلم في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر من الهجرة ،كسسانت دعسسوته إلسسى
التوحيد الخالص ونبذ البدع هي الشعلة الولى لليقظة الحديثة في العالم السسسلمي كلسسه ،تسسأثر بهسسا
رجال الصلح في الهند ،ومصر والعراق والشام وغيرها .توفي -رحمه الله -سنة )1206هس(.
)انظر :عبد العزيز بن باز /الشيخ محمسد بسن عبسد الوهساب دعسوته وسسيرته /وسسليمان النسدوي/
محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه ،وبهجة الثري /محمسد بسن عبسد الوهساب داعيسة
التوحيد والتجديد في العصر الحديث وغيرها .وانظر :أحمد أميسسن /زعمسساء الصسسلح :ص ،10مجلسسة
الزهراء:[.(98-3/82 :
حكم المام محمد بن عبد الوهاب على جملة من عقائد الثني عشرية بأنهسسا
كفر ،ومن ذلك قال -رحمه اللسه -بعسد أن عسرض عقيسدة الثنسي عشسرية فسي
سب الصحابة ولعنهم ،وما قاله الله ورسوله في الثناء عليهم -قال:
"فإذا عرفسست أن آيسات القسسرآن تكسساثرت فسسي فضسسلهم ،والحساديث المتسسواترة
بمجموعهسسا ناصسسة علسسى كمسسالهم؛ فمسسن اعتقسسد فسسسقهم أو فسسسق مجمسسوعهم،
وارتدادهم وارتداد معظمهم عن الدين ،أو اعتقد حقية سبهم وإباحته ،أو سبهم
مع اعتقاد حقيسسة سسسبهم ،أو حليتسسه فقسسد كفسسر بسسالله تعسسالى ورسسسوله ...والجهسسل
بالتواتر القاطع ليس بعذر ،وتأويله وصرفه من غير دليل معتبر غير مفيد ،كمن
أنكر فرضية الصلوات الخمس جهل ً لفرضيتها ،فإنه بهسسذا الجهسسل يصسسير كسسافرًا،
وكذا لو أولها على غير المعنى الذي نعرفه فقد كفسسر ،لن العلسسم الحاصسسل مسسن
نصوص القرآن والحاديث الدالة على فضلهم قطعي.
ومن خص بعضهم بالسب فسسإن كسسان ممسسن تسسواتر النقسسل فسسي فضسسله وكمسساله
كالخلفاء فإن اعتقد حقية سبه أو إباحته فقد كفر لتكذيبه مسسا ثبسست قطعيسا ً عسسن
رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكذبه كافر ،وإن سبه من غير اعتقاد حقية
سبه أو إباحته فقد تفسق؛ لن سباب المسلم فسوق ،وقد حكسسم بعسسض فيمسسن
سب الشيخين بالكفر مطلقًا.
وإن كان ممن لم يتواتر النقل في فضله وكماله ،فالظسساهر أن سسسابه فاسسسق
إل أن يسبه من حيث صحبته لرسول الله صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم ،فسسإن ذلسسك
كفر.
وغالب هؤلء الرافضة الذين يسبون الصحابة يعتقسسدون حقيسسة سسسبهم أو إبسساحته
بل وجسوبه ،لنهسم يتسقربون بذلك إلى الله تعسالى ويرون ذلسسك مسسن أجسسل أمسسور
دينهم" ]رسالة في الرد على الرافضة :ص ] .[.19-18بل تجاوزوا أمر السب إلسسى التكفيسسر ،بسسل
قالوا بأن من اعتقد في أبي بكر وعمر السلم فل ينظر الله إليه ول يكلمه وله عذاب أليم )انظر:
ص 724من هذه الرسالة(.
فشناعاتهم في أمر الصحابة تزيد وتغلو على مر اليام حتى استقرت اليوم على الغلو السسذي مسسا
بعده شيء.[.
ثم قال -رحمه الله " :-وما صح عسسن العلمسساء مسسن أنسسه ل يكفسسر أهسسل القبلسسة
فمحمول على من لم يكسسن بسسدعته مكفسسرة ..ول شسسك أن تكسسذيب رسسسول اللسسه
صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه قطعا ً كفر ،والجهسسل فسسي مثسسل ذلسسك ليسسس
بعذر" ]رسالة في الرد على الرافضة :ص .[.20
702
وقال – رحمه الله – بعد عرض ما جاء في كتبهم من دعواهم نقسسص القسسرآن
وتغييره" :يلزم من هذا تكفير الصحابة حتى علي ،حيث رضوا بذلك ...وتكذيب
ن زيق ٌ خل ْ ِ ه ال َْباطِ ُ ْ
مق ْ ل ّ ه َتن ِ
فق ِ ن َ م ْ ول ِ ه َن ي َدَي ْ ِمن ب َي ْ ِ ل ِ قوله تعالى} :ل ي َأِتي ِ
وإ ِّنققا َلقق ُ
ه ن ن َّزل َْنققا الققذّك َْر َ
حقق ُ
د{ ]فصسسسلت [42وقسسوله} :إ ِّنققا ن َ ْ ميقق ٍ
ح ِكيققم ٍ َح ِ َ
ن{ ]الحجر .[9ومن اعتقد عدم صحة حفظه من السقاط ،واعتقد ما ُ
فظو َ حا ِلَ َ
ليس منه أنه فقد كفر" ]رسالة في الرد على الرفضة :ص .[.15-14
وقال الشسسيخ -رحمسسه اللسسه -فيمسسن اتخسسذ بينسسه وبيسسن اللسسه وسسسائط ...كحسسال
الرافضة في أئمتهسسا" :ومسسن جعسسل بينسسه وبيسسن اللسسه وسسسائط يسدعوهم ويسسسألهم
ا" ]رسالة نواقض السسسلم :ص ) 283ضسسمن الجسسامع الشفاعة ،ويتوكل عليهم كفر إجماع ً
الفريد ط :الجميح(.[.
وكذلك قال بأن من فضل الئمة على النبيسساء كفسسر بالجمسساع كمسسا نقلسسه غيسسر
واحد من أهل العلم ]رسسسالة فسسي السسرد علسسى الرافضسسة :ص ،29وانظسسر :ص 614مسسن هسسذا
الكتاب.[.
شاه عبد العزيز الدهلوي ]عبد العزيز بن أحمد )ولسسي اللسسه( بسسن عبسسد الرحيسسم العمسسري
الفاروقي الملقب سراج الهند ،قال محب الدين الخطيب" :كسسان كسسبير علمسساء الهنسسد فسسي عصسسره ،
وكان رحمه الله مطلعا ً على كتب الشيعة مبحرا ً فيها" .توفي سنة )1239هس(.
)انظر :العلم ،4/138 :مقدمسة مختصسر التحفسة الثنسي عشسرية لمحسب السدين الخطيسب /ص:
يب(:[.
قال -بعد دراسسسة مستفيضسسة لمسسذهب الثنسسي عشسسرية مسسن خلل مصسسادرهم
المعتمدة قال" :ومن استكشف عقائدهم الخبيثسسة ومسسا انطسسووا عليسسه؛ علسسم أن
ليس لهم في السلم نصيب وتحقق كفرهم لديه" ]مختصر التحفة الثني عشرية :ص
.[.300
محمد بن علي الشوكاني ]المام محمد بن علي بسسن محمسسد بسسن عبسسد اللسسه الشسسوكاني،
علمة اليمن ،صاحب فتح القسسدير ،ونيسسل الوطسسار وغيرهمسسا مسسن المؤلفسسات النافعسسة .تسسوفي سسسنة )
1250هس(.
)انظر في ترجمته :البدر الطالع:[.(225-2/214 :
قال :إن أصل دعوة الروافض كياد الدين ،ومخالفة شريعة المسلمين.
والعجب كل العجب من علماء السلم ،وسلطين الدين ،كيف تركوهم علسسى
هذا المنكر البالغ في القبح إلى غايته ونهايته ،فإن هؤلء المخذولين لمسسا أرادوا
رد هذه الشريعة المطهرة ومخالفتها طعنوا في أعراض الحاملين لها ،السسذين ل
طريق لنا إليها إل من طريقهم ،واستزلوا أهل العقول الضسسعيفة بهسسذه الذريعسسة
الملعونة ،والوسيلة الشيطانية ،فهسسم يظهسسرون السسسب واللعسسن لخيسسر الخليقسسة،
ويضمرون العناد للشريعة ،ورفع أحكامها عن العباد.
وليس في الكبائر أشنع من هذه الوسيلة إل ما توسلوا بهسسا إليسسه ،فسسإنه أقبسسح
منها ،لنه عناد لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولشريعته.
فكان حاصل ما هم فيه من ذلك أربع كبائر كل واحدة منها كفر بواح:
الولى :العناد لله عز وجل.
والثانية :العناد لرسول صلى الله عليه وسلم.
والثالثة :العناد لشريعتهم المطهرة ومحاولة إبطالها.
والرابعسسة :تكفيسسر الصسسحابة رضسسي اللسسه عنهسسم ،الموصسسوفين فسسي كتسساب اللسسه
سبحانه بأنهم أشداء على الكفار ،وأن الله تعالى يغيسسظ بهسسم الكفسسار ،وأنسسه قسسد
رضي عنهم ،مع أنه قد ثبت في هذه الشسسريعة المطهسرة أن مسسن كفسر مسسلما ً
703
كفر كما في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليسسه
وسلم قال" :إذا قال الرجل لخيه :يا كفر ،فقققد بققاء بهمققا أحققدهما،
فإن كان كما قال وإل رجعت عليه" ]الحديث بنحوه فسسي صسسحيح البخسساري ،كتسساب
الدب ،باب من كفر أخاه من غير تأويل فهو كما قال :ج ،7/97ومسلم ،كتاب اليمسسان ،بسساب بيسسان
حال إيمان من قال لخيه المسلم :يسسا كسافر ،1/79 :وأبسي داود كتسساب السسنة ،بساب زيسادة اليمسان
ونقصانه) 5/64 :ح (4687والترمذي كتاب اليمان ،باب ما جاء فيمن رمى أخسساه بكفسسر) 5/22 :ح
،(2637ومالك في الموطأ ،كتاب الكلم ،باب ما يكره من الكلم :ص ،984وأحمسسد،2/18 :سس ،23
،47 ،44والطيالسي :ص ) 252ح .{.(1842
وبهذا يتبين أن كل رافضي خبيث يصير كافرا ً بتكفيره لصحابي واحد ،فكيسسف
بمن كفر كل الصحابة ،واستثنى أفرادا ً يسيرة تغطية لما هسسو فيسسه مسسن الضسسلل
على الطغام الذين ل يعلقون الحجج؟! ]الشسسوكاني /نسسثر الجسسوهر علسسى حسسديث أبسسي ذر،
الورقة) 16-15 :مخطوط(.[.
شيوخ وعلماء الدولة العثمانية:
نقل زين العابدين بسسن يوسسسف السسسكوبي فسسي رسسسالة كتبهسسا أيسسام السسسلطان
العثماني محمد خان بن السسلطان إبراهيسم خسان أن علمساء الدولسة المتسأخرين
جميعا ً أفتوا بكفرهم ]السكوبي /الرد على الشيعة :الورقة 5ب.[.
علماء ما وراء النهر ]ما وراء النهر :يراد نهر جيحون بخراسان ،فما كسسان فسسي شسسرقيه
يقال له بلد الهياطلة ،وفي السلم سموه ما رواء النهر ،وما كان في غربيه فهو خراسسسان ووليسسة
خوارزم) .معجم البلدان:[.(5/45 :
قال اللوسي -صاحب التفسير " :-ذهب معظسسم علمسساء مسسا وراء النهسسر إلسسى
كفر الثني عشرية وحكموا بإباحة دمائهم وأموالهم وفروج نسائهم ،حيث إنهسسم
يسبون الصحابة رضي الله عنهم ل سيما الشيخين وهمسسا السسسمع والبصسسر منسسه
عليه الصلة والسلم ،وينكرون خلفة الصديق ،ويقذفون عائشسسة أم المسسؤمنين
رضي الله عنها مما برأها الله تعالى منسسه ،ويفضسسلون بأسسسرهم عليسا ً كسسرم اللسسه
وجه ..على غير أولي العزم مسسن المرسسسلين ،ومنهسسم مسسن يفضسسله عليسسه أيضسًا..
ويجحدون سلمة القرآن العظيم من الزيادة والنقسسص" ]نهسسج السسسلمة :ص ،29س 30
)مخطوط(.[.
هذه بعض فتاوى أئمة المسلمين وعلمائهم في هذه المسألة.
وأكتفي بهذا القدر ،وفسسي الكتسسب الفقهيسسة أقسسوال كسسثيرة فسسي تكفيرهسسم ،يمكسسن
الرجوع إليها بيسر ولذا ل داعي لذكرها ]انظر -مثل ً -العقود الدرية فسسي تنقيسسح الفتسساوى
الحامدية لبن عابدين ،وقد ساق فيها فتوى الشيخ نوح الحنفي ،حيث كفرهم لوجسسوه كسسثيرة ،وهسسي
فتوى طويلة )انظر :العقود الدرية :ص .(92وكذلك ذكر ما قاله أبسسو السسسعود المفسسسر ونقسسل فيسسه
إجماع علمائهم على تكفيرهم )المصدر السابق :ص .(93
وفي الفتاوى البزازية للشيخ محمد بن شهاب المعروف بابن البزاز المتوفى سنة )827هسسس( قسسال:
يجب إكفار الكيسانية في إجازتهم البداء علسسى اللسسه تعسسالى ،وإكفسسار الروافسسض فسسي قسسولهم برجعسسة
الموات ..إلخ) .الفتاوى البزازية المطبوعة على هامش الفتاوى الهندية.(6/318 :
وفي الشباه والنظائر لبن نجيم قال :سب الشيخين ولعنهما كفر) .الشباه والنظائر ص .(190
وانظر :نواقض الروافض لمخدوم الشيرازي حيث ساق أقوال أصحاب المذاهب الربعة في تكفير
الرافضة /الورقة187 :أ وما بعدها ،وتكفير الشيعة ،لمطهر بن عبد الرحمن بن إسماعيل /الورقسسة:
.[.51
ويلحظ هنا عدة أمور:
أو ً
ل :إن هسسذا حكمهسسم -رحمسسة اللسسه عليهسسم -قبسسل انتشسسار كتسسب الروافسسض،
ومجاهرتهم بعقائدهم بمثل ما هسسو واقسسع اليسسوم ..ولهسسذا تضسسمنت صسسفحات هسسذا
البحث عقائد للثني عشسسرية كسسان ينسسسبها علمسساء السسسلم للقرامطسسة الباطنيسسة
704
كمسألة نقص القرآن وتحريفه ،والذي استفاض أمرها في كتبهم ،وكذلك جملة
مما جاء في اعتقادهم في أصول الدين ،وهناك عقائد لم تكن معروفة كعقيسسدة
الطينة ونحوها..
ومعنى هذا أن حكمهم اليوم عليهم أشد.
ثانيا ً أن الرافضة المتأخرين والمعاصرين جمعوا أخس المذاهب وأخطرها..
جمعوا مقالة القدرية في نفي القدر ،والجهمية فسي نفسسي الصسفات ،وقسسولهم
إن القرآن مخلوق ،والصوفية -عنسسد جملسسة مسسن رؤسسساء مسسذهبهم -فسسي ضسسللة
الوحدة والتحسساد ،والسسسبيئة فسسي تسسأليه علسسي ،والخسسوارج والوعيديسسة فسسي تكفيسسر
المسلمين ،والمرجئة في قولهم :إن حب علي حسنة ل يضر معها سسسيئة ..بسسل
ساروا في سبيل أهل الشرك في تعظيم القبور ،والطواف حولها ،بل ويصسسلون
إليها مستدبرين القبلة ،إلى غير ذلسسك ممسسا هسسو عيسسن مسسذهب المشسسركين ]انظسسر
تفصيل ذلك كله وإثبات أن الثني عشرية تقول بهذه المذاهب ،الباب الثاني مسسن هسسذه الرسسسالة ،و
ص (1069) :وما بعدها.[.
فهل يبقى بعد ذلك شك فسي أن هسذه الطائفسسة ارتضست لنفسسسها مسسذهبا ً غيسسر
مذهب المسلمين؟! فهم إن شهدوا الشهادتين إل أنهم نقضسسوا بنسسواقض كسسثيرة
كما ترى.
لكن مما يجب مراعاته حسب منهج أهل السنة في التكفير "أن هذه القوال
التي يقولونها والتي يعلم أنها مخالفة لما جاء الرسول صلى اللسسه عليسسه وسسسلم
هي كفر ،وكذلك أفعالهم التي هي مسسن جنسسس أفعسسال الكفسسار بالمسسسلمين هسسي
أيضا ً كفر ..لكن تكفير الواحد المعين من أهل القبلة والحكم بتخليده في النسسار
موقوف على ثبوت شروط التكفير ،وانتفاء موانعه؛ فإنا نطلق القول بنصسسوص
الوعد والوعيد والتكفير والتفسيق ول يحكسسم للمعيسسن بسسدخوله فسسي ذلسسك العسسام
حتى يقوم فيه المقتضي الذي ل معارض له ،ولهذا ل يكفر العلماء من اسسستحل
شيئا ً من المحرمات لقرب عهده بالسلم أو لنشسسأته بباديسسة بعيسسدة ،فسسإن حكسسم
الكفر ل يكون إل بعد بلوغ الرسالة ،ومن هسسؤلء مسسن ل يكسسون بلغتسسه النصسسوص
المخالفة لما يراه ،ول يعلم أن الرسول بعث بذلك ،فيطلق أن هذا القول كفر،
ويكفر من قامت عليه الحجة السستي يكفسسر تاركهسسا دون غيسسره" ]الفتسساوى-28/500 :
،501وانظر لتفصيل هذه المسألة :الفتاوى 12/466 :وما بعدها 23/345 ،وما بعدها.[.
الخاتمة
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ،والصلة والسلم على مسسن ختسسم اللسسه
به النبوات ،وعلى آله وصحبه الذين كان ولؤهم وتشيعهم لمحمد بن عبسسد اللسسه
صلى الله عليه وسلم وللحق الذي جاء به ،وكانوا بنعمة الله إخوانسا ً فسسي جميسسع
الوقات.
لقد أمضيت أكثر من أربسسع سسسنوات أقلسسب النظسسر فسسي مسسسائل هسسذا البحسسث،
وأجمع مادته العلمية من مصسسادر الشسسيعة المعتمسسدة وغيرهسسا وأرتبهسسا وأصسسوغها
وأدرسها وأنقذها ،وكم هي معاناة أن تقرأ وتستمع لقوم أشقاهم الله فأضسسلهم
وأعمى أبصارهم فصاروا يتبعون إماما ً معدومًا ،ويقولون بكتاب موهوم ،وجعفر
مزعوم ،وأساطير أخرى ،وتقدح أخبارهم في كتاب أنزله الله وحفظسسه ،وأجمسسع
عليه المسلمون عبر القرون ،وفي سنة عن المصطفى صلى الله عليه وسسسلم
جمعتها المة ،وبذلت الجهود في حفظهسسا ،وينبسسذون إجمسساع السسسلف ،ويأخسسذون
705
بقول طائفة مجهولة تحسبا ً أن يكون المهدي خسرج مسن مخسسبئه متنكسسرا ً وأدلسسى
بصوته معهم.
ويكفرون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم السسذين رضسسي اللسسه عنهسسم
ورضسسوا عنسسه ،وجاهسسدوا فسسي سسسبيله ،ونشسسروا كلمسسة اللسسه فسسي الرض تصسسديقا ً
لمفتريات نسبها بعض الزنادقة لهل البيت.
فحمدا ً لله سبحانه على نعمة العقل ،واليمان واليقين.
وفي نهاية هذا البحث لبد من وقفة نستجمع فيها بعض حصاده ونعرض فسسي
تركيز جوانب من معالمه في النقاط التالية:
-1أن المعنى اللغوي للتشيع هو النصسسرة والمتابعسسة ،وهسسذا المعنسسى ل يتسسوفر
في مدعي التشيع اليوم ،ومن قبل اليوم في الغالب ،فهم الرافضة كم سماهم
السلف ،أو المنتسبون للتشيع ،وليسوا شيعة على الحقيقة.
-2لفظ التشيع لم يرد في القرآن غالبا ً إل على سبيل السسذم .ولسسم يسسأت فسسي
السنة ذكر لهذه الفرقة على وجه التخصيص إل في روايسسات ضسسعيفة جسساء فيهسسا
ذكر الرافضة على سبيل الذم أيضًا.
-3إن الشيعة أطوار ،وفرق ،ودرجات ما بين إغراق في الغلو واقتصاد فيسسه،
ولذا كان للغلو في التشيع مفهوم عند السلف يختلف عمن بعدهم ،بل تبين أن
جملة من عقائد شيعة هذا العصر هي من الغلو في التشيع عنسسد أسسسلفهم مسسن
شيعة القرن الرابع ،فكيف بالشيعة الولى.
وتعريسسف الشسسيعة إذن مرتبسسط بسسأطوار نشسسأتهم ،ومراحسسل التطسسور العقسسدي
دم عليسا ً علسسى عثمسسان ..ولكسسن عندهم ،ولذا كان الشيعي فيما مضى هو من يقس ّ
بعد اعتماد شيوخ الشيعة كتب الكليني والقمي والمجلسسسي وأضسسرابهم مصسسادر
في التلقي شاع الغلو في الشيعة ،واسسستقر مركبهسسا علسسى التطسسرف والشسسطط
حتى رأينا أكبر مراجعهم في هذا العصر "الخوئي" يوثق روايات إبراهيم القمي
في تفسيره مع ما فيه من كفر.
ويكفي أن يطلع كل متشكك فسسي أمسسر الشسسيعة -اليسسوم -علسسى هسسذا الكتسساب
الموثق عندهم ليرى أن شيعة اليوم ارتضت لنفسها دينا ً غير السلم.
-4إن المنتسبين للتشيع قسسد أخسسذوا مسسن مسسذاهب الفسسرس والسسروم واليونسسان
والنصارى واليهود وغيرهم أمورا ً مزجوها بالتشيع مصسسداقا ً لمسسا أخسسبر بسسه النسسبي
صلى الله عليه وسلم من اتباع بعض هذه المة سنن من كان قبلهم.
وقد بدأت محاولة إدخال بعض هذه الصول إلى المجتمعات السسسلمية علسسى
يد )ابن سبأ( وأتباعه ،فلم يجد لهسسا مكانسا ً فسسي أمصسسار المسسسلمين ،إل عنسسد فئة
قليلة بالكوفة ..إل أن ما جرى من أحداث على بعض أهل السسبيت كمقتسسل علسسي
والحسين سهل لهم مهمة إشاعتها في العالم السلمي تحت ستار التشيع.
-5افترقت الشيعة إلى فرق كسسثيرة حسستى ذكسسر بعضسسهم أنهسسا بلغسست ثلثمسسائة
فرقة ،وقد انحصرت اليوم في ثلثة اتجاهات :السسسماعيلية ،والزيديسسة ،والثنسسي
عشرية وهي أكبرها وأكثرها عددًا.
ولقد لحظت مسألة جديرة بالهتمام والتتبع في بحث مستقل وهسسي أنسسه مسسا
من رأي وجد لفرقة شيعية ظهرت في التاريخ في مختلف مراحله إل وتجد مسسا
يشهد لسسه فسي الغسالب فسي مصسادر الثنسسي عشسرية اليسوم حسستى آراء ابسن سسبأ
والمختار ابن أبي عبيد ،وبيان بسسن سسسمعان ،والمغيسسرة بسسن سسسعيد وغيرهسسم مسسن
رؤوس الغلة.
706
-6الثنسسا عشسسرية تلقسسب بالرافضسسة ،والجعفريسسة ،والماميسسة ،وكسسانوا يسسسمون
بالقطعية والموسوية ،وذهب جمع إلى أن مصطلح الشسسيعة إذا أطلسسق اليسسوم ل
ينصرف إل إليهم .وانبثق من الثني عشرية فرق كثيرة :كالشيخية ،والكشسسفية،
والبابية ،وغيرها.
-7سار الشيعة للستدلل على شذوذهم في كل اتجاه.
فمرة يزعمون أن ما يدل علسى مسسذهبهم مسسن آيسات فسسي القسسرآن قسسد حسسذفها
الصحابة.
وتارة يلجؤون إلى تأويلت باطنية ما أنزل الله بها من سلطان.
وحينا ً يزعمون نزل كتب إلهية على الئمة للدللة على مذهبهم.
وأحيانا ً يتعلقون بروايات من طرق أهل السنة وهي إما كذب ،أو ل تدل على
ما يزعمون ،ولهم وسائل ماكرة في هذا التجاه ل تدري اليهود بعشرها.
وهذا كله إنما يدل على عجز هذه الطائفة عن إثبات مذهبها بأصول شرعية.
-8الشيعة منذ سنة )260هس( وهي ل تتبع إل معدوما ً ل وجود له ،فهم شسسيعة
مشايخهم ل شيعة أهل السسبيت ،أو هسسم أتبسساع الشسسياطين السسذين يتشسسكلون لهسسم
بصورة المام الغائب ،كما استفاضت أحاديثهم بلقاء هذا المعدوم.
ولقد اجتمع شمل فرق الشيعة بالقول بهذا المعسسدوم لنسسه يخلصسسهم مسسن آل
البيت الذين كان منهم علماء وأتقياء بررة فضحوا أمسسر هسسؤلء المرتزقسسة السسذين
يأكلون أموال الناس بالباطل باسم آل البيت ،ويبتدعون فسسي ديسسن اللسسه مسسا لسسم
ينزل به سسسلطانًا ..وينسسسبونه للل ..وبالتشسسيع لهسسذا المعسسدوم صسسارت السسسلطة
والمال والوجاهة للشيوخ ل للل.
-9قالت الشيعة :إن القرآن ليس بحجة إل بقيم وهو أحد الئمة الثني عشر
حتى إنها قالت :إن المام هو القرآن الناطق ،وكتاب الله هو القرآن الصسسامت،
وزعمت أن علم القرآن كله عند هذا القيم ل يشركه فيه أحد ،فهو تفسيره بل
هو القرآن نفسه ،ولسسذا لسسه حسسق تخصسسيص عسسام القسسرآن وتقييسسد مطلقسسه وبيسسان
مجمله ونسخ ما شاء منه ..بل قد فوض المام في أمر الدين كله.
وزعمت أن لكل آيسسة معنسى باطنيسًا ،ثسم قسالت :لكسل آيسة سسسبعة بطسون ،ثسم
طاشت تقديراتهم فقالت :إن لكل آية سبعين بطنًا.
وادعت أن كتاب الله الذي أنزله الله ليهدي هذه المة إلى السستي هسسي أقسسوم،
فسسي كسسل جسسوانب حياتهسسا إنمسسا نسسزل فسسي الئمسسة الثنسسي عشسسر ،وفسسي أعسسدائهم،
وأعداؤهم -في زعمهم -الصحابة رضوان الله عليهم.
ولذا فسرت آيات التوحيد والسلم وأركان اليمان ،والحلل والحرام بالئمسسة
الثني عشر.
وفسرت الشرك والكفر ،والفحشاء والمنكر ،والبغي بالصحابة ،ومن اتبعهسسم
من المؤمنين.
وتبين أن أصل هذه التأويلت يرجع للمغيسسرة بسسن سسسعيد وجسسابر الجعفسسي ،ثسسم
سار على نهجهما غلة الروافض بعدهما فزادوا وبالغوا فسسي هسسذه حسستى وصسسلوا
إلى مرحلة لم تخطر ببال السابقين ،وشيوخ هذا العصر يعدون هذه المسسدونات
التي حوت هذا "الغثاء" من أوثق مصادرهم.
-10فرية "التحريف" ابتدأ القول بها الروافض فسسي القسسرن الثسساني ،ونسسسبت
إلى هشام بن الحكم ،وشيطان الطاق ،وكان من أسسسبابها أنهسسم لسسم يجسسدوا مسسا
707
يقنعون به أتباعهم على مسسا يسسدعون ،وذلسسك لخلسسو كتسساب اللسسه مسسن النسسص علسسى
أئمتهم وعقائدهم.
ولكن ما إن جاء القرن الرابع حتى رمتهم المة عن قوس واحسسدة وكفروهسسم
لسقوطهم في هذه الهاوية الشنيعة ،فأعلن كبيرهم )ابن بابويه( براءة الشسسيعة
من هذه العقيدة ،وأن من نسب إليهم ذلك فهو كسساذب ،وتبعسسه ابسسن المرتضسسى،
والطوسي ثم الطبرسي.
ولذا فإن بعض أهل العلم ينسسسب هسسذه العقيسسدة إلسسى الباطنيسسة فسسي حيسسن أن
الباطنية لم تخص بهذه المقالة ،والذي تولى كبرها وأكثر من الوضسسع فيهسسا هسسم
الثنا عشرية.
وقد سجلت هذه المقالة في أول كتاب ظهر لهم وهسسو السسذي يسسسمونه أبجسسد
الشيعة ،وهو كتاب سليم بن قيس ،والذي كشسسف بعسسض شسسيوخهم عسسن أمسسره،
وأنه موضوع ،ومؤلفه مجهول.
-11وفي السنة المطهرة كانت لهم أصول منكرة كقولهم :إن المام يسسوحى
إليه ،بل يأتيه خلق أعظم من جبريل الذي يسأتي رسسسول اللسه صسلى اللسه عليسه
وسلم ،ومن سمع حديثا ً من أحد من الئمسسة لسسه أن يقسسول فيسسه :قسسال اللسسه ،لن
قولهم كقول الله ،وطاعتهم طاعة الله.
وفيهم روح القدس التي بها "عرفوا ما تحت العرش إلسسى مسسا تحسست السسثرى"،
وبها يرون ما غاب عنهم في أقطار الرض ،ومسسا فسسي عنسسان السسسماء ،ويسسذهبون
إلى عرش الرحمن كل جمعة ليأخذوا من العلم ما شاؤوا.
وقالوا :إن الله سبحانه يناجي عليا ً والئمة.
وهذا كله يسمى عندهم "العلم الحادث" ،أمسسا العلسسم المزبسسور والسسذي ورثسسوه
عسسن الرسسسول فهسسي كتسسب وهميسسة كسسثيرة كالجامعسسة ،والجعفسسر ،وكتسساب علسسي،
والعبيطة ،و"ديوان الشيعة" وغيرها.
وقسسالوا بسسأن عليسا ً اسسستمر يتلقسسى هسسذه العلسسوم والسسسرار والكتسسب فسسي حيسساة
الرسول صلى الله عليه وسلم ،بل وبعد موته ،من دون الصحابة أجمعين ،فهسسو
الباب الوحيد لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ،ومن ادعسسى سسسماعا ً مسسن
غيره فقد أشرك.
واستمر الوحي اللهسسي عنسسدهم عسسن طريسسق الئمسسة لسسم ينقطسسع حسستى سسسنة )
260هس( وبعد ذلك استمر أيضسا ً قرابسسة أربسسع وسسسبعين سسسنة عسسن طريسسق نسسواب
المهدي ،ثم بعد ذلك عن طريق الشيوخ الذين لهم صلة سرية بمهديهم ،ولذلك
فإن شيوخهم يضعون بدعا ً جديدة حتى إن شيخ الدولة الصفوية علسسي الكركسسي
وضع مبدأ جواز السجود للمخلوق ،ووضع لهم أيضا ً مبدأ السجود على التربة.
وشيخهم الخميني نقل عمليا ً وظائف المهدي كلها إليه وإلى دولته.
ولهم كتب جمعت هذا "الغثاء" واسسستقلوا بهسسا عسسن المسسسلمين وهسسي مصسسادر
أربعسسة :الكسسافي ،والتهسسذيب ،والستبصسسار ،ومسسن ل يحضسسره الفقيسسه .ألحسسق بهسسا
المتأخرون أربعة أخرى هي :الوافي ،والبحار ،والوسائل ،ومسسستدرك الوسسسائل،
ثم أضافوا إليها عددا ً من كتب شيوخهم جعلوها في العتبار كالمصادر الربعة.
وكانوا يقبلون كل ما جاء في كتسسب أخبسسارهم .حسستى جسساء شسسيخ السسسلم ابسسن
تيمية ورد على ابن المطهر الحلي ونعى على الشيعة جهلهسسم بالروايسسة ،فوضسسع
ابن المطهر طريقة تقسيم أحاديثهم إلى صحيح وحسن وموثق وضعيف ،وكسسان
الدافع لذلك هو اتقاء تعيير العامة لهم كما تبين ذلك أثناء النزاع الذي وقع بيسسن
708
الشسسيعة بسسسبب اختلفهسسم فسسي هسسذه المسسسألة حسستى انقسسسموا إلسسى أصسسوليين
وأخباريين .وهذه نتيجة مهمة توصل إليها هذا البحث.
وقد اعترف أحد شيوخهم بأنهم إذا طبقوا علم الجرح والتعديل كأهل السسسنة
لم يبق من أحاديثهم شيء فليبحثوا عن مذهب آخر.
ورجسسال أحسساديثهم فيهسسم أسسسماء ل مسسسمى لهسسا ،وأكسسثرهم ينتحسسل المسسذاهب
الفاسدة في نظر الثني عشرية نفسها ،فهم في عداد الكفرة ولكنهسسم يقبلسسون
أخبارهم لنهم شيعة ،أما أهل السنة والزيدية ،وأهل البيت ما عدا الثني عشسسر
فهم يردون رواياتهم حتى رفضوا روايات زيد بن علي .لكن المامي الذي على
مذهبهم يقبل قوله مهما كان حتى قال بعض شيوخهم" :بسسأن القسسدح فسسي ديسسن
الرجل ل يؤثر في صحة حديثه".
والرافضة تقيم كل عقائدها ومبادئها على روايات من وضع هسسؤلء الفسساكين،
نسبوها للئمة ،والئمة منها براء ،إذ منهم مسسن هسسو خليفسسة راشسد يجسسب طسساعته
كالخلفاء قبله وهو علسسي ،ومنهسسم مسسن هسسو مسسن أئمسسة العلسسم والسسدين كعلسسي بسسن
الحسين وأبي جعفر الباقر ،وجعفر الصادق ،ويجب لهم ما يجسسب لمثسسالهم مسسن
أئمة العلم والدين ،ومنهم دون ذلك ،ومنهم من ضعفه بعسسض أهسسل العلسسم وهسسو
الحسن العسكري ،ومنهم معدوم ول وجود له وهو إمامهم المزعوم منذ سنة )
260هس( وكل ما ينسبونه لهم من غلو هو من اختراع زنادقة القرون البائدة.
-12ول حجة عندهم بالجماع ،ولسسو نسسسب لمسسامهم المعسسدوم بواسسسطة أحسسد
أبوابه قول ،وخالفته المة كلها لكانت الحجة في قوله ل فسسي قسسول المسسة ،بسسل
مخالفة المة أصل مقسرر فسي مسسذهبهم ،حسستى قسالوا :إن مسا خسالف المسة فيسسه
الرشاد ،بل لو أطبقت الشيعة على قول ،وخالفه فئة مجهولة منتسسسبة للتشسسيع
لكسسانت الحجسسة فسسي قسسول الطائفسسة المجهولسسة تحسسسبا ً منهسسم أن يكسسون مهسسديهم
المنتظر قد خرج متنكرا ً وشارك في الرأي مع تلك الطائفسسة ،فكسسأن هسسذا يعنسسي
أن مذهبهم يتسع على مدى الزمان ،لن يضع فيه شسسياطين النسسس والجسسن مسسا
يشاؤون ما دامت هذه الطائفة وضعت لنفسها هذا المبدأ.
-13وفي اعتقادهم في أصول الدين ظهر أنهم جهميسسة فسسي نفسسي الصسسفات،
وقدرية في نفي القدر ،ومرجئة في قولهم بسسأن اليمسسان معرفسسة المسسام وحبسسه،
ووعيديه بالنسبة لغيرهم ،حيث يكفرون ما عدا طائفتهم.
كما تبين أنهسسم يشسسركون بسسالله سسسبحانه فسسي ربسسوبيته وألسسوهيته فسسي مسسسائل
عديدة.
وفي اعتقادهم بالكتب والرسل كان من أقوالهم فيها أن الئمة نزلت عليهسسم
كتسسب إلهيسسة ،وعنسسدهم كتسسب النبيسساء يقرؤونهسسا ويحكمسسون بهسسا ،ولهسسم معجسسزات
كالرسل ،بل هم أفضل من الرسل وبهم تقوم الحجة على العباد.
وفي اليمان باليوم الخر قالوا :إن الخرة للمسسام ،وأن الجنسسة مهسسر فاطمسسة،
وأن الئمة يأكلون من الجنة فسسي السسدنيا ،وأن حسسساب الخلسسق إلسسى الئمسسة يسسوم
القيامة.
وأن هناك جنة ونار يصسسير إليهسسا المسسوات غيسسر الجنسسة والنسسار السستي يسسؤمن بهسسا
المسلمون ،وأن لقم بابا ً إلى الجنة وأهل قم ل يحشرون كسائر الناس.
-14ولهم عقائد أخرى تفردوا بها أيضا ً عسسن المسسسلمين وهسسي إمامسسة الثنسسي
عشسسر وعصسسمتهم ،والتقيسسة ،والمهديسسة ،والغيبسسة ،والرجعسسة ،والظهسسور ،والطينسسة
والبداء.
709
فإمامسسة المسسسلمين خاصسسة بسسالثني عشسسر عنسسدهم ،وكسسل مسسن يتسسولى علسسى
المسلمين من غيرهم فهو طاغوت ل ينظر الله إليه ول يكلمه يوم القيامة ولسسه
عذاب أليم ومن بايعه أو رضي ببيعته فهو كذلك.
وهؤلء الثنسسا عشسسر ل يسسسهون ول ينسسسون ول يخطئون منسسذ ولدتهسسم وطيلسسة
عمرهم.
ولما كانت أقوال الئمة وأفعالهم تخالف القسسول بعصسسمتهم اخسسترعوا للتسسستر
على مزاعمهم تلك عقيدة البداء والتقية ،فأعمال الئمسسة الموافقسسة للمسسسلمين
يحملونها على التقية ،وأخبارهم المخالفة للواقع يحملونها على البداء.
ولما حددت الشيعة الئمة بأشخاص معينين صدمت بانقطاع سلسسسلة الئمسسة
المزعومين بموت الحسن العسكري عقيمًا ،ولذلك اخترعوا بعسسد طسسول تخبسسط
أن له ولدا ً اختفى وهو طفل ،فهو المام على المسلمين إلسسى اليسسوم وسسسيظهر
إليهم.
ثم ما لبث شيوخهم أن استولوا على صلحياته بواسطة النواب والوكلء ،ثسسم
جعلوها -تدريجيا ً -مشاعة بين شيوخهم ،فأصبحوا هم الحسساكمين بسسأمرهم فسسي
شان الرعاع من الشيعة الذين يخدعونهم بقولهم :أنتم أتبسساع أهسسل السسبيت وهسسو
في الحقيقة أتباع المعدوم ،أو أتباع الشيطان.
وفي عقيدة الرجعة يحلمون بالعودة للدنيا بعد الموت هم وأعداؤهم -السذين
هم أهل السنة من الصسسحابة ،ومسسن اتبعهسسم بإحسسسان -فيجسسري انتقسسام الشسسيعة
منهم.
ً
وفي عقيدة الظهور يخرج الئمة من قبورهم لبعض النسساس أحيانسا قبسسل يسسوم
القيامة ،وفي غير الرجعة المزعومة ،وهذه عقيدة جديدة سجلها المجلسي في
بحاره في باب مستقل.
وأما عقيدة الطينة فهي عقدية سرية عندهم ،تقول بأن حسنات أهل السسسنة
هي للشيعة ،وموبقات الشيعة هي على أهل السنة ،ويفسرون على ضوئها مسسا
يضج به مجتمعهم منذ القديم من ظلم ومعاص ومنكرات.
-15إن الشيعة المعاصسرين يلتقسسون مسسع الغسابرين فسسي مصسسادر التلقسي ،بسل
ويأخذون بما افتراه شيوخ الدولة الصفوية ووضعوه من مسسدونات مليئة بسسالكفر
واللحاد ،وقد سهلت المطابع إشاعة هسسذه الظلمسسات بينهسسم فركبسسوا مسسن الغلسسو
مركبا ً صعبًا.
ولكنهم يخسسدعون أهسسل السسسنة فيزعسسم بعضسسهم أنهسسم ل يسسسبون الصسسحابة ول
يقولون بالرجعة ،وقد بينت صفحات هذه الرسالة حقيقة هذه الدعاوى.
وقد زعموا أن التقية انتهى العمل بها مع أن نصوصسسهم تسسأمرهم بالعمسسل بهسسا
إلى أن يخرج مهديهم ،وأقوالهم وأفعالهم تسسبين اسسستمرار العمسسل بهسسا ،فقسسولهم
هذا إنما هو "تقية على التقية".
ولعله ل يوجد طائفة علسسى وجسسه الرض جعلسست الكسسذب دينسًا ،بسسل هسسو تسسسعة
أعشار الدين كهذه الطائفة.
-16وفي أثرهم في العالم السلمي تبين أن لهم آثارهم الفكريسسة الخطيسسرة
في إحداث الشرك في أمة محمد صلى الله عليه وسلم ،والصد عن دين اللسسه،
وظهور فرق الزندقسة واللحسساد ،ومحاولسسة إضسلل المسسلمين فسي سسنة نسسبيهم،
والتأثير السلبي في الدب والتاريخ ،وعلى بعض المفكريسن المنتسسبين للسسنة،
ولهم وسائل في الضلل ظاهرة وخفية.
710
كمسسا أن لهسسم أثسسرا ً فسسي المجسسال الجتمسساعي فسسي إثسسارة الفتسسن الداخليسسة بيسسن
المسلمين ،وفي العتداء والغتيالت للقيادات السلمية ،ولعمسسوم المسسسلمين،
إذا حانت لهم فرصة في ذلك ،وفي إشاعة الفاحشة ونشر الباحية عن طريسسق
ما يسمونه بالمتعة الدورية وغيرها.
وفي المجال القتصادي كان أثرهم واضحا ً في أخذ أموال المسلمين بسسالقوة
أو الخديعة ،وفي تدمير اقتصاد المة بأي وسيلة ،وكان ما يأخسسذونه مسسن أمسسوال
باسم آل البيت من أهم أسباب رغبة شيوخ الشيعة في بقاء شذوذهم وخلفهم
مع المسلمين.
وقد تبين أنهم كفرة ليسوا من السلم في شيء بسبب شسسركهم وتكفيرهسسم
للصحابة ،وطعنهم في كتاب الله وغيرها من عقائد الكفر عندهم.
ول أغرب وأعجب من بقاء طائفة تعد بالمليين أسسسيرة لهسسذه الخرافسسات ،ول
يفسر ذلك إل أن شيوخ الشيعة يحجبون الحقيقة عسسن أتبسساعهم بوسسسائل كسسثيرة
من الخداع ،لعل من أبرزها دعواهم أن ما عنسسدهم مؤيسسد بمسسا جسساء عسن طريسسق
أهل السنة ،وأن دينهم يقوم على أساس محبة آل البيت وأتباعهم.
وفي ظل هذه الدعوى يؤججون مشاعر العامة وعواطفهم بذكر اضطهاد آل
البيت ،وتصوير الظلم الذين لحقهم من الصسسحابة -بزعمهسسم ويربسسون صسسغارهم
على ذلك.
ومسسن ذلسسك تمسسثيلهم لمأسسساة كسسربلء وهسسو المعسسروف الن باسسسم "الشسسبيه"
وإقامتهم لمجسسالس التعزيسسة ،بكسسل مسسا فيهسسا مسسن مظسساهر الحسسزن والبكسساء ،ومسسا
يصاحبها من كثرة العلم ودق الطبول وسرد الحكايات والقاصيص عن الظلم
المزعوم ،وهذا يؤدي إلى شلل العقل والتقبل العمى للمعتقسسد ول سسسيما عنسسد
العاجم والعوام.
وإن أعظم وسيلة لمعالجة وضع الشيعة هو بيان السنة للمسسسلمين فسسي كسسل
مكان وبمختلف الوسائل ،وبيان حقيقسسة الشسسيعة ومخالفتهسسا لصسسول السسسلمي
بدون تقليل أو تهويل.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ،والحمد لله رب العالمين،،
711
فهرس الموضوعات
الموضققققققققققققققققققققققققققققققققققققققققققققققققققققققققققققققققققققققوع
الصفحة
المقدمة 5........................................................................
التمهيد 34........................................................................
تعريف الشيعة 35..............................................................
لفظ الشيعة في القرآن ومعناه 38.........................................
لفظ الشيعة في السنة ومعناه 42..........................................
لفظ الشيعة ومعناه في كتب الحديث عند الشيعة 44...................
لفظ الشيعة في التاريخ 45...................................................
تعريف الشيعة في كتب الثني عشرية 48.................................
تعريف الشيعة في كتب السماعيلية 58...................................
تعريف الشيعة في المصادر الخرى 59....................................
التعريف المختار للشيعة64...................................................
نشأة الشيعة وجذورها التاريخية70..........................................
رأي الشيعة في نشأة التشيع70.............................................
آراء غير الشيعة في نشأة التشيع84........................................
الرأي المختار 95...............................................................
أصل التشيع )أو أثر الفلسفات القديمة في المذهب الشيعي( 100. .
القول بالصل اليهودي 100...................................................
القول بالصل الفارسي 102.................................................
القول بأن التشيع مباءة للعقائد السيوية القديمة 106..................
الرأي المختار 108.............................................................
فرق الشيعة 110...............................................................
ألقاب الشيعة المامية الثني عشرية 122.................................
الشيعة 122.....................................................................
المامية 123.....................................................................
الثنا عشرية 127...............................................................
القطعية130.....................................................................
أصحاب النتظار 130..........................................................
الرافضة131.....................................................................
الجعفرية 134...................................................................
الخاصة 135.....................................................................
فرق الثني عشرية 136.......................................................
الباب الول :اعتقادهم في مصادر السلم:
الفصل الول :اعتقادهم في القرآن الكريم 153......................
المبحث الول :اعتقادهم في حجية القرآن 155......................
المسألة الولى :اعتقادهم أن القرآن ليس بحجة إل بقيم 155........
المسألة الثانية :اعتقادهم بأن الئمة اختصوا بمعرفة القرآن ل يشركهم فيسسه
أحد162..............................................................................
712
المسسألة الثالثسة :اعتقسادهم بسأن قسول المسام ينسسخ القسرآن ويقيسد مطلقسه
ويخصص عامه 176...............................................................
اعتقادهم في تأويل القرآن 183.............................................
اعتقادهم بأن للقرآن معاني باطنة تخالف الظاهر 183.................
قولهم بأن جل القرآن نزل فيهم وفي اعدائهم 191.....................
أصل هذه التأويلت وجذورها وامثلة لها 203..............................
ملحظات مهمة على معتقدهم في تأويل القرآن 232..................
صا أو تغييًرا؟…………245... هل الشيعة تقول بأن في كتاب الله نق ً
بداية هذه الفرية عند الرافضة من خلل ما كشفته مصادر أهل السنة 250
شيوع مقالة التحريف بين الرافضة كما أفادته مصادر السنة 254....
ما تقوله مصادر الشيعة في هذه الفرية 267.............................
بداية الفتراء كما يؤخذ من كتب الشيعة 270.............................
فشو هذه الفرية وانتشارها في كتب الشيعة 276.......................
مضامين روايات التحريف في كتب الشيعة 288.........................
هل لدى الشيعة مصحف يتداولونه؟ 312..................................
مصحف علي 319..............................................................
حجم أخبار هذه السطورة في كتب الشيعة ووزنها عندهم 328......
هل الشيعة جميعا تعتقد بصحة أخبار هذه السطورة 335..............
هل انكار بعض شيوخ الشيعة لهذه السطورة من قبيل التقية 341. .
ابن بابويه وانكاره لما ينسب لطائفته 346................................
الطوسي وانكاره لهذه الفرية 353..........................................
الشريف المرتضى وانكاره لسطورتهم 358..............................
الطبرسي وانكاره لهذه السطورة 360....................................
نتائج الموضوع 366............................................................
اعتقادهم في السنة المطهرة 373..........................................
قول المام كقول الله ورسوله في زعمهم 374.........................
علم المام يتحقق_عندهم_بطريقة اللهام والوحي 377................
خزن العلم وايداع الشيعة عند الئمة 383.................................
حكايات الرقاع 384............................................................
عقيدته في مرويات الصحابة 404...........................................
بداية تدوين الحديث عندهم 416............................................
الكتب الرئيسية والساسية في نظرهم 427..............................
ملحوظات مهمة عل كتبهم الثمانية المعتمدة 428.......................
مدى صحة روايات المدونات 431...........................................
رجال أسانيدهم 454...........................................................
اقسام الحديث عندهم وصلة ابن تيمية بوضعهم لهذا التقسيم 465. .
تقويم حال الئمة الذين تدعي فيهم الشيعة كل هذه الدعاوى 475...
عقيدتهم في الجماع 487....................................................
قولهم بأن الحجة في قول إمامهم ل في الجماع 488..................
اعتقادهم أن ما خالف المة فيه الرشاد 497.............................
الجانب النقدي لهذه المقالة 503............................................
713
المجلد الثاني
عقيدتهم في أصول الدين .....................................................
عقيدهم في توحيد اللوهية 517.............................................
نصوص التوحيد جعلوها في ولية الئمة 519..............................
الولية أصل قبول العمال عندهم 531.....................................
اعتقادهم أن الئمة هم الواسطة بين الله والخلق 536.................
قولهم ل هداية للناس إل بالئمة 539.......................................
قولهم أنه ليقبل الدعاء إل بأسمائهم 540.................................
الستغلثة بالئمة 545..........................................................
قولهم ان الحج الى المشاهد اعظم من الحج الى بيت الله 550.....
زيارة كربلء يوم عرفة افضل من سائر اليام 558......................
زيارة قبر الحسين أفضل العمال 561.....................................
قولهم ان كربلء أفضل من الكعبة 561....................................
زوار الحسين تأتيهم الملئكة ويناجيهم الله 565..........................
مناسك المشاهد 566..........................................................
الطواف بها 567................................................................
الصلة عند الضريح 569.......................................................
النكباب على القبر 571.......................................................
اتخاذ القبور قبلة كبيت الله 574.............................................
الجانب النقدي لمسألة المشاهد عند الشيعة 580.......................
قولهم ان المام يحرم ما يشاءويحل ما يشاء 587.......................
قولهمان تراب قبر الحسين شفاء من كل داء594.......................
دعاؤهم بالطلسم والركوز واستغاثهم بالمجهول600...................
ااستخارتهم بما يشبه أزلم الجاهلية 604..................................
عقيدتهم في توحيد الربوبية 615............................................
قولهم ان الرب هو المام 618...............................................
قولهم ان الدنيا والخرة كلها للمام يتصرف بها كيف يشاء621.......
اسناد الحوادث الكونية الى الئمة 623.....................................
الجزء اللهي الذي حل في الئمة 628.....................................
قولهم بتأثير اليام والليالي بالنفع والضر632.............................
عقيدتهم في اسماء الله وصفاته 639......................................
الغلو في الثبات التجسيم 640..............................................
التعطيل عندهم 649...........................................................
قولهم بأن القرآن مخلوق657...............................................
الرؤية 668.......................................................................
نزول الرب جل شأنه 671....................................................
وصفهم الئمة بأسماء الله وصفاته 677....................................
دعوى التحريف لتأييد مذهبهم في التعطيل687..........................
اعتقادهم في اليمان وأركانه 691..........................................
قولهم في اليمان والوعد والوعيد 692....................................
714
مفهوم اليمان عندهم 692...................................................
الشهادة الثالثة 694............................................................
القول بالرجاء 696............................................................
قولهم في الوعد 699..........................................................
قولهم في الوعيد 702........................................................
قولهم في أركان اليمان 705................................................
اليمان بالملئكة 705..........................................................
اليمان بالكتب 710............................................................
دعواهم تنزل كتب الهية على الئمة 710..................................
مصحف فاطمة713............................................................
كتاب انزل على الرسول قبل موته 721...................................
لوح فاطمة 724................................................................
دعواهم نزول اثني عشر صحيفة من السماء تتضمن صفات الئمة726
صورة لحد الكتب المزعومة 729...........................................
دعواهم ان جميع الكتب السماوية عند الئمة 734.......................
اليمان بالرسل 743...........................................................
تفضيلهم الئمة على الرسل 744............................................
معجزات المام 753...........................................................
اليمان باليوم الخر 764......................................................
اليمان بالقدر 774.............................................................
أصولهم ومعتقداتهم الخرى التي تفردوا بها
المسامسة 791....................................................................
مفهوم المامة عند الشيعة ومنشؤه 792..................................
منزلة المامة عندهم 793....................................................
سرية هذا المبدأ 797..........................................................
حصر الئمة بعدد معين 800..................................................
استدللهم على مسألة المامة 818.........................................
الستدلل بالمور المتفق عليها لبطال دعوى النص على الئمة 854
حكمهم فيمن أنكر إمامة أحد الثني عشر 866...........................
تكفيرهم الصحابة 868.........................................................
تكفيرهم أهل البيت 891......................................................
تكفيرهم خلفاء المسلمين وحكوماتهم 896...............................
حكمهم على المصار السلمية بأنها دار كفر 898.......................
عدهم قضاة اامسلمين طواغيت وحكام جور 902.......................
اعتبارهم ائمة المذاهب الربعة وائمة المسلمين كملل اهل الشرك905
لعنهم وتكفيرهم للفرق السلمية كلها ما عدا طائفتهم 907...........
لعنهم وتكفيرهم للئمة كلها 911............................................
الفئة التي تستثنيها الشيعة من عموم اللعن والتكفير 914.............
نقد هذا التجاه 915............................................................
عصمة المام 941..............................................................
تعريف العصمة 941...........................................................
715
نشأة هذه العقيدة وتطورها 944............................................
استدللهم على عصمة أئمتهم ومناقشته 951............................
نقد عام لمبدأ عصمة الئمة 962............................................
التقيسة 977......................................................................
تعريفها977......................................................................
التقية في الصل عندهم هي مع المسلمين 978.........................
مغالتهم في أمر التقية 979..................................................
سبب غلوهم في التقية 984..................................................
امثلة من التقية عندهم 990..................................................
استدللهم على التقية ومناقشته 993......................................
المهدية والغيبة 999............................................................
المهدية والغيبة عند فرق الشيعة 1000....................................
نشأة فكرة الغيبة عند الشيعة الثني عشرية وتطورها1004...........
الخطوط العامة لقصة المهدية والغيبة عند الثني عشرية 1020......
الستدلل على وقوع الغيبة 1047..........................................
دفاعهم عن طول امد الغيبة 1052.........................................
المهدي بعد عودته المزعومة 1059........................................
شريعته التي يحكم بها 1059.................................................
سيرته بين الناس 1063.......................................................
جنده عددهم وجنسهم 1075.................................................
الشيعة وغيبة مهديهم 1077..................................................
النيابة عن المنتظر 1083.....................................................
نقد عقيدة الغيبة والمهدية عند الثني عشرية 1091....................
الرجسعسة1103...................................................................
معناها 1104.....................................................................
زمنها 1106......................................................................
الغرض منها 1107.............................................................
استدللهم على الرجعة ومناقشته 1110...................................
نقد مقالة الرجعة 1121.......................................................
الظهور 1127...................................................................
البسداء1133......................................................................
معنى البداء وبيان أنه من أصولهم1134...................................
اصل معتقد البداء وجذوره 1136............................................
سبب قول الشيعة بالبداء 1136.............................................
محاولت شيوخ الشيعة الدفاع عن هذه العقيدة 1141.................
استدللهم على البداء ومناقشته1147......................................
روايات في كتب الثني عشرية تنقض معتقد البداء 1149..............
عقيدة الطينة 1155............................................................
716
المجلد الثالث
الشيعة المعاصرون وصلتهم بأسلفهم
الصلة على مصادر التلقي 1175............................................
الفرق الشيعية القديمة1173.................................................
الصلة العقيدية بين القدامى والمعاصرين 1193.........................
موقف المعاصرين من فرية التحريف 1196..............................
انكارهم وجود فرية التحريف عندهم 1198................................
العتراف ومحاولة الترير 1203..............................................
المجاهرة بهذا الكفر والستدلل عليه 1212..............................
التظاهر بانكار هذه الفرية مع محاولة اثباتها بطرق ماكرة خفية1269
اتجاه المعاصرين في تأويل كتاب الله 1274..............................
السنة عند المعاصرين 1286.................................................
الجماع عند المعاصرين 1289...............................................
اعتقادهم في اصول الدين 1290............................................
المامة عندهم 1305..........................................................
موقف المعاصرين من تكفير أصولهم للمسلمين 1305................
موقفهم من الحكومات السلمية 1312...................................
اعتقاد المعاصرين في الصحابة 1319......................................
العصمة عند المعاصرين 1343...............................................
الرجعة عند المعاصرين 1347...............................................
التقية عند المعاصرين 1352.................................................
دولة اليات 1377..............................................................
سبب تخصيص دولتهم الحاضرة بالدراسة والتقويم 1377..............
فكر مؤسسها 1380...........................................................
التجاه الوثني 1380...........................................................
الغلو في التصوف 1385......................................................
دعوى النبوة 1389.............................................................
الغلو في الرفض 1394.......................................................
قوله بعموم ولية الفقيه 1405..............................................
معارضة بعض شيوخهم لمذهب الخميني في ولية الفقيه 1418......
دستور دولة اليات 1421.....................................................
أثرهم في العالم السلمي والحكم عليهم 1431........................
في المجال العقدي والفكري 1434........................................
احداث الشرك في امة محمد 1434........................................
الصد عن دين الله 1435......................................................
ظهور فرق الزندقة واللحاد 1438..........................................
محاولة اضلل المسلمين في سنة نبيهم 1440...........................
دخولهم في مذهب أهل السنة للضلل 1441............................
نشر الرفض في العالم السلمي 1446...................................
تأثر بعض الكتاب المنتسبين لسنة بالتجاه الرافضي 1453............
717
تشويه تاريخ المسلمين 1457................................................
اثرهم في الدب العربي 1459..............................................
في المجال السياسي 1462..................................................
مؤامرة ابن العلقمي 1469...................................................
الدولة الصفوية 1475.........................................................
في المجال الجتماعي 1480................................................
علقتهم مع المسلمين 1480.................................................
الفتن الداخلية 1487...........................................................
الباحية 1489...................................................................
في المجال القتصادي 1494.................................................
الحكم عليهم 1505............................................................
الخاتمة 1541...................................................................
الفهارس 1555.................................................................
فهرس العلم والمترجم لهم 1557........................................
فهرس الفرق والديان المعرف بها في الحاشية 1571.................
دليل المراجع 1563............................................................
فهرس الموضوعات 1643...................................................
718