You are on page 1of 22

‫التنمية والكهربة الريفية‬

‫في العراق‬
‫المهندس الستشاري ‪ /‬سلم إبراهيم عطوف كبة*‬

‫الطاقة عنصر أساسي للتنمية القتصادية والجتماعية في القطاعين الريفي والزراعي ‪ .‬ويعتمد النتاج‬
‫الزراعي ومستوى تطور الحياة في الريف على كمية ونوعية وكلفة الطاقة المستخدمة ‪ .‬وهذا القطاع اي الطاقة‬
‫عموما هو أساس النتاج الزراعي الواسع والسكان الريفي والبلديات الريفية _ تنقية المياه وأنظمة الري والبزل‬
‫والتصريف والزراعة والتسميد والصناعات الريفية‪ .‬و يحد عدم وجود مصدر مضمون للطاقة من التحضر‬
‫والتطور الحضاري وانفتاح فرص العمل وإقامة الصناعات وتأمين الخدمات الساسية للمدينة والريف معا ولمنشآت‬
‫الكهرباء نفسها التي تعاني من شحة قطع الغيار والتبديل اللزمة لعمال الصيانة والتصليح الضرورية ‪ .‬ويعتمد‬
‫تصميم نظام توليد الكهرباء وتنبؤ وتقدير الحاجة له على مستوى الطلب المتوقع تلبيته وموقع المحطة وبعد‬
‫المصادر الوقودية ‪ .‬الى ذلك وضعت أول خطة علمية لكهربة الريف العراقي وإيصال الماء الصافي إلى قراه النائية‬
‫بعد ثورة ‪ 14‬تموز المجيدة سنة ‪ ، 1958‬حيث سن أول قانون للصلح الزراعي في بلدنا ‪ ...‬غير إن تعاقب‬
‫المتغيرات السياسية الحادة حال دون تطبيقها ‪ .‬وقبل الثورة تولت البلديات في المدن توليد الكهرباء عن طريق‬
‫مكائن الديزل ‪ ،‬وقام بعض المتنفذين بشراء مكائن الكهرباء الخاصة ‪ ،‬أل إن جميع هذه المكائن كانت صغيرة الحجم‬
‫ومحدودة التوليد ‪ ،‬كما لم تربط خطوط الكهرباء في العديد من المناطق بالشبكة العامة إل في فترات لحقة وبعد‬
‫الثورة ‪ ،‬وتركت بعض القرى النائية منورة بمكائن الشيوخ والغوات الذين يجمعون التاوات لقاء تزويد الهالي‬
‫بالكهرباء ‪ .‬والتزمت البلديات العراقية بتنوير مدنها إلى جانب تقديم مختلف الخدمات الخرى حسبما جاء في المادة‬
‫)‪ (44‬من قانون إدارة البلديات رقم )‪ (84‬لسنة ‪ ، 1931‬وكانت قبل ذلك تستلم القروض من الخزينة العامة لتأمين‬
‫خدمات الكهرباء والماء والخدمات الصحية والشؤون المصرفية والشرطة وشرعت بأخذ مائها وضيائها من‬
‫السلطات العسكرية البريطانية ‪ . .‬وأدت محدودية مصادر الطاقة في الريف العراقي والكردستاني وتدني مستوى‬
‫كفاءة الستخدام الى هبوط في المستلزمات المعيشية والحياتية رغم الغنى بالطاقة المائية القادرة على التحول إلى‬
‫طاقة كهربائية‪.‬‬

‫جوانب تاريخية واجتماعية واقتصادية أساسية‬ ‫‪‬‬


‫بالكهربة يطور الريف ويزدهر وتقلل الفوارق بينه وبين المدينة وتحجم ظاهرة الهجرة والنتقال من الريف إلى‬
‫المدينة وترييف وبدونة المدن ‪ .‬فتوفير الماء والكهرباء بالكميات المطلوبصصصة ظصصاهرة حضاريصصصصة ذات اثصصر اقتصصصادي‬
‫واجتمصصاعي كصصبير ‪ ،‬ولهصصا تصصأثير مباشصصر علصصى تحسصصين الصصبيئة السصصكانية ‪ ...‬والقضصصية الساسصصية فصصي الكهربصصة الريفيصصة‬
‫اقتصادية اجتماعية تستهدف تغيير بنية الريف باتجاه الستفادة من مزايا النتاج الزراعصصي علصصى اختلف أنمصصاطه ‪...‬‬
‫لسصصيما النتصصاج الزراعصصي الكصصبير والمحاصصصصة الزراعيصصة وتصصذليل التجمصصع الزراعصصي ألفلحصصي والزراعصصة التعاونيصصة‬
‫والمصصزارع الحكوميصصة وتصصصنيع الريصصف وإدخصصال المكننصصة الزراعيصصة وأسصصاليب الصصري والصصبزل الحديثصصة إليصصه مصصع إقامصصة‬
‫الصناعات العصرية وتشغيل الصناعات الريفية التقليدية وتنمية الثروة الحيوانيصصة ‪ ،‬وهصذا يسصتدعي تنميصة التخطيصط‬
‫المركزي للكهربة الريفية وتوفير الحصاءات والبيانصات الدقيقصة والهتمصام بأسصبقية وأولويصة القصرى الثابتصة وقصرى‬
‫التجميع ألفلحي والمجمعات الفلحية السكنية وقرى السكان الريفي الحديث والقرى الحدوديصصة وتطصصوير مؤسسصصات‬
‫ومشاريع كهربة الطراف والكهربة الريفية ‪ .‬وعلصصى العمصصوم فصصان الريصصف والمنصصاطق الشصصعبية والهلصصة بالسصصكان فصصي‬
‫المدن تكون دائما ضحية أزمات الكهربصصاء الصصتي تفصصرغ شصصحناتها عصصادة هنصصاك لنعصصدام التصصوازن بيصصن القصصدرات الفعليصصة‬
‫والطلب والضصصعف الكصصبير الصصذي تعصصاني منصصه التأسيسصصات والتسصصليك الكهربصصائي وبسصصبب تقصصصير الدارات والبلصصديات ‪.‬‬
‫والمقصصصود بخطصصة الكهربصصة الريفيصصة – وهصصي جصصزء مصصن خطصصة تنمويصصة عامصصة ومركزيصصة – نصصصب وتحسصصين الشصصبكات‬
‫ومحطات التحويل الفرعية الرئيسية وما يرافقها من نصب العمدة ومد القابلوات وخطصصوط الضصصغط الفصصائق والعصصالي‬
‫والمتوسط إلى المناطق البعيدة والنائية والقرى التي لم يصلها الكهربصصاء حصصتى الن والتشصصغيل الكهربصصائي لمضصصخات‬
‫المياه والبار والمطاحن والصناعات القروية ومعامصصل الخشصصب ومجمعصصات تربيصصة الصصدواجن والحيوانصصات ‪ ...‬وكهربصصة‬
‫الريف تعني الستفادة المثلى من الكهرباء والمعدات الكهربائية فصصي الزراعصصصصة والصصري ‪ ،‬والسصصير قصصدما فصصي المكننصصة‬
‫والتمتة الزراعية ‪ ...‬أي توسيع امكانات استخدام اللت الكهربائية لدعم نشاط وعمل الفلحين والمزارعين وزيادة‬
‫النتاجيصصة واستثمار التقنية الزراعيصصة وبناء الحقصول الصطناعيصصصة )‪ (green houses‬وتنشصيط البحصث الزراعصي‬
‫العلمي لتحسين أنواع البذور والمحاصيل الزراعية ‪ .‬وبالطبع تحد كهربة الريف من هجرة الفلحين وترييصصف المصصدن‬
‫وتطور الهجرة المعاكسة وترسي السس السليمة للمجتمع المدني ‪.‬‬
‫من اجل كهربة الريف يجري مد الشبكة الوطنية وتوسيعها ‪ ،‬وهي شبكة مركزية الطابع ‪ ،‬ومغذاة من المحطات‬
‫الكبيرة عبر مراكز السيطرة الوطنية ‪ ...‬ال إن بعض الهيئات الدولية كالبنك الدولي تدعو وتعمل لكهربصصة الريصصف فصي‬
‫البلدان النامية بالمحطات والوحدات المنتشرة هنا وهناك والتي ل ترتبط بالشبكة المركزية ‪ .‬وفي العراق وكردستان‬
‫يكون من الضروري والقتصادي أحيانا استخدام مثل هذه المحطات والوحدات لسباب تتعلق بالخصائص السياسصصية‬
‫الحاضرة ‪ ،‬وعليه ل ضير من الستفادة من نصائح البنك الدولي والهيئات الدولية التابعة للمم المتحدة مثل برنامج‬
‫النماء )‪ (UNDP‬لتمويل مشاريع الكهرباء ‪ ..‬إل إن الخصخصة والحد من سيطرة القطاع العام تسهمان في تشويه‬
‫معدلت النمو القتصادي ‪ .‬وعموما فان القطاع الحكومي هو السائد في كهربة البلدان النامية ‪....‬‬
‫كهربة الريف‪ ...‬عملية شاقة تستلزم تخصيصات مالية مناسبة وامكانات واقعية تشترطها عملية اسصصتتباب المصصن‬
‫والستقرار وانهاء الحتلل الجنبي وطي صفحات الحتراب والسصير قصصدما فصصي طريصصق المصصصالحة الوطنيصصة وتطهيصصر‬
‫إدارات ومنشآت الكهرباء من مرتزقة البعث والمافيا البعثية‪ .‬من المعلوم إن صدام حسين قد أعصصاد السصصتغلل البشصصع‬
‫إلصصى عمصصوم الريصصف العراقصصي بحلصصه التعاونيصصات المشصصتركة وبيعصصه المعصصدات والمكصصائن واللت الزراعيصصة العصصائدة لهصصا‬
‫والمنشآت الزراعية الحكومية إلى القطاع الخاص المحلي والجنبي ‪ ،‬فكانت سياسة خصخصصصة الريصصف العراقصصي ذات‬
‫آثار سلبية ضارة على تطور القرية والريصف عمومصا ‪ ،‬كمصا سصببت الحصرب العراقيصة – اليرانيصة والعسصكرة الشصاملة‬
‫وحرب الخليج الثانية والحظر النفطي والحصار القتصادي ‪ ...‬سببت تدني النتاج إلى مستويات ل مثيل لها فأحصدثت‬
‫الخصراب والصدمار فصي الريصف ‪ ،‬وأصصيبت الكصثير مصن محطصات الكهربصاء والمصاء ‪ ،‬إصصابات مباشصرة وقطعصت خطصوط‬
‫الكهرباء وأنابيب المياه وتعرضت للسرقة والنهب ‪.‬‬
‫بلغت نسبة سكان الريف العراقي سنة ‪ ، (%64) 1947‬انخفضت إلى ) ‪ (%36.2‬من مجموع سصصكان البلد سصصنة‬
‫‪ ، 1975‬وقد بلغ عدد القرى العراقيصة سصنة ‪ (9782) 1974‬قريصة منهصا )‪ (7600‬قريصة تمثصل )‪ %(77.6‬مصن قصرى‬
‫البلد – قرى صغيرة حيث يقل تعداد نفوس القرية الواحدة منها عن )‪ (500‬نسمة ! بينما بلغ عدد القرى المحرومة‬
‫من الكهرباء )‪ (9006‬قرية أي بنسبة )‪ ، % (92.1‬وبلغت نسبة سكان الرياف المحرومة من الكهرباء )‪(%86,3‬‬
‫حيث يتركز الحرمان في القرى الصصصغيرة الصصتي ل يتجصصاوز عصصدد سصصكانها ) ‪ (1000‬نسصصمة ‪ ،‬وحصصتى عصصام ‪ 1970‬جصصرى‬
‫إيصال الكهرباء إلى )‪ (250‬قرية أي ما يقرب )‪ (%2,5‬فقط من مجموع القرى العراقية وهصي قصرى تقصع فصي وسصط‬
‫وجنوب البلد ‪ .‬وفي الفترة ) ‪ ( 1974 – 1970‬جرى كهربة )‪ (1500‬قرية تمثل )‪ (%15‬فقط من إجمالي القصرى‬
‫فصي البلد ‪ ،‬وقصد تصم نصصب )‪ (88‬محطصة تحويصل فرعيصة وتوسصيع )‪ (47‬محطصة تحويصل فرعيصة أخصرى حصتى تاريصخ‬
‫‪ . 31/12/1982‬فبلغت أطوال خطوط ال)‪ (11‬كيلو فولت لعمال الكهربة الريفية فقط ) ‪( 18,537‬كيلومصصتر وجصصرى‬
‫إيصال الكهربصصاء إلصى )‪ (4254‬قريصصة تمثصصل )‪ (%40‬مصصن قصصرى بلدنصصا وتضصصم )‪ (406,209‬دار يبلصصغ عصصدد نفوسصصها )‬
‫‪ (2,843,463‬نسمة ‪ .‬وقد نفذت جميع هذه المشصصاريع هيئة خاصصصة فصصي المؤسسصصة العامصصة للكهربصصاء هصصي المديريصصة‬
‫العامة للمشاريع الصغرى والكهربة الريفية المشكلة في ‪ ،1/4/1975‬وفي عام ‪ 1984‬جصصرت كهربصصة )‪ (1400‬قريصصة‬
‫عدد الدور فيها )‪ (188‬ألف دار ويسكنها )‪ (1,220,000‬مواطن ‪.‬‬
‫ارتفعت الخدمات الكهربائية طيلة الثمانينصصات رغصصم الحصصروب الكارثيصصة الصصتي افتعلهصصا النظصصام العراقصصي ‪ ،‬فتصصم إيصصصال‬
‫الكهرباء إلى ) ‪ (%84‬من الريف العراقي بينما هيمن المتبقي )‪ (%16‬على كردستان ‪ ،‬فاحتل ريف كردستان غيصصر‬
‫المكهرب على نسبة تتجاوز )‪ (%80‬من القطاع الريفي العراقصي غيصر المكهصرب ‪ .‬ومصن المعلصوم إن خطصة ‪-1981‬‬
‫‪ 1985‬للتنمية القومية طمحت ليصال الكهرباء إلى )‪ (%90‬من الرياف ‪ ،‬إل إن الحرب عرقلت ذلك ‪ .‬ومنذ عصصام‬
‫‪ 1990‬لم يجر في العراق بناء وتأسيس أي نظام لتوليد الكهرباء أو مد خطوط جديدة من الشبكة العامصصة إلصصى خصصارج‬
‫المدن إل ما ندر وبشكل غير مبرمج ‪.‬‬
‫تولت وزارة البلديات مسؤولية توليد الكهرباء في المدن والقرى التي لم تصلها الشبكة العامصصة للكهربصصاء ‪ ،‬وتشصصير‬
‫إحصائيات سنة ‪ 1970‬إلى إن عدد هذه المكائن الكهربائية بلغ )‪ (282‬وحدة وسعتها الكلية حوالي )‪ (40‬ميكصصاواط ‪.‬‬
‫ويجري عادة الغاء محطات ومكائن الديزل القديمة تباعصصا عنصصد ايصصصال الكهربصصاء إلصصى ايصصة منطقصصة ‪ ،‬ومصصع ذلصصك بلغصصت‬
‫النسبة الجمالية لمحطات الديزل سنة ‪ (65) 1977‬ميكاواط أي )‪ (%1‬من اجمالي الطاقصة المولصصدة فصصي العصصراق مصصا‬
‫لبثت ان ارتفعت إلى )‪ (140‬ميكاواط بداية الثمانينات و )‪ (250‬ميكاواط اواسط الثمانينات ‪ .‬ولم تتواجد ايصصة وحصصدات‬
‫توليد غير تقليدية في الريف العراقي بسبب من اهمال النظام البائد والكلف الستثمارية العالية لها‪.‬‬
‫بلغت نسبة الطاقة المستهلكة في كردستان )‪ (%40‬مصن اجمصالي الطاقصة المسصتهلكة فصي العصراق طيلصة السصبعينات‬
‫والنصف الول من ثمانينات القرن المنصرم ‪ ...‬وبلغت هذه الكميصصة )‪ (521,4‬مليصصون كيلصصوواط ‪ /‬سصصاعة سصصنة ‪1980‬‬
‫موزعة كالتي‪:‬‬

‫مجانية وحصصصصصصصصصصصصصصصدات‬ ‫إغصصصصصصصصصصراض دوائر حكومية‬ ‫صناعة إنارة شوارع‬ ‫دور‬ ‫محلت‬
‫غيرمسجلة‬ ‫اخرى‬ ‫سكن‬ ‫تجارية‬
‫‪94,30 2,66‬‬ ‫‪87,86‬‬ ‫‪5,55‬‬ ‫‪8,70 91,87 242,86‬‬ ‫‪18,83‬‬

‫منذ أيلول ‪ 1980‬طبع الريف العراقي بآثار دمار حروب النظام العراقي ‪ .‬وتعرض الريصف الكردسصصتاني عمومصصا إلصصى‬
‫الهمال المتعمد وخراب سياسة التهجير ألقسري سيئة الصصصيت ودمصصار حصصروب النظصصام وحربصصه ضصصد الشصصعب الكصصردي‬
‫والى الغزوات التركية ‪ ،‬فكان منحى تطور ريف كردستان استثنائيا يعاكس تطور عموم الريف العراقي فصدمرت قصراه‬
‫وسبي أهله ‪ .‬وحتى عام ‪ 1992‬جرى محو أكثر مصصن ) ‪ ( 3500‬قريصصة كردسصصتانية كحصصد أدنصصى ‪ ،‬بينمصصا تصصذهب بعصصض‬
‫المصادر إلى ابعد من ذلك ليصل عدد القرى المدمرة إلى )‪ (4573‬قرية ومدينة كردستانية كما جاء في نشرة منظمة‬
‫حقوق النسان في كردستان لعام ‪ . 1992‬وفي حين تتباين القرى الكردستانية في حجومها ويتراوح عصصدد الوحصصدات‬
‫السكنية فيها بين )‪ (20‬وحدة سكنية إلى أكثر من )‪ (300‬وحدة حسب الحصاء السنوي لعام ‪ .....1971‬يتضصصح انصصه‬
‫جرى تدمير قرابة )‪ (280‬ألف وحدة سكنية ريفية كردستانية مع خدماتها الفنية والجتماعية ‪ ...‬فيما عصصدا القصصصبات‬
‫والمدن ! وتضم هذه الوحدات المدمرة أكثر من مليونين وربع المليون شخص تشصصغل أكصصثر مصن )‪ (80‬ألصصف كيلومصتر‬
‫مربع في كردستان العراق ‪ .....‬وتشمل القرى البارزانية وقرى النفال والتهجير ألقسري وقرى الشريط الحصصدودي ‪.‬‬
‫ومنذ عام ‪ 1992‬وانسحاب الدارات المركزية الحكومية مصصن كردسصصتان وتصصولي القصصوى السياسصصية الكردسصصتانية إدارة‬
‫المدن والقصصبات فصي شصمال العصراق وقيصام حكومصة إقليصم كردسصتان والجصراءات الصتي تتخصذها فصي جميصع الميصادين‬
‫السياسية والقتصادية والجتماعية ‪ ...‬جرى تطور ملموس في توسع ريف كردستان بعصصد عصصودة المهجريصصن الكصصراد‬
‫من تركيا وإيران وتلمس آثار انحسار خطر غزوات النظام العراقي ‪ ...‬أل إن مخاطر الغزوات التركيصصة ل زال قائمصصا ‪.‬‬
‫وقامت تركيا بيصصن عصامي ‪ 1997 -1992‬فقصصط ب )‪ (54‬غصزوا بريصصا و )‪ (277‬قصصفا مصصدفعيا وجويصا للقصرى والريصصف‬
‫الكردستاني ‪ ...‬كما تأثر ريف كردستان اليوم بالعقوبات القتصادية والحظر الدولي المفروض على العصصراق وحصصصته‬
‫تكاد تكون معدومة في ثمار تنفيذ قرارات لجان ‪ .(SCR 986)986‬وعمومصصا عصصانى شصصعب كردسصصتان مصصن الحصصصار‬
‫المزدوج ‪ ،‬فالسلطات العراقية حظصصرت الدويصصة والغذيصصة والوقصصود وزيصصوت التصصدفئة تصصارة وخفضصصت تصصدفق الحصصصص‬
‫المقررة لشعب كردستان مثلما حصل عام ‪ 1992‬عندما جرى التخفيض حصصتى )‪ (%10‬فقصصط مصصن الحصصصص المقدمصصة‬
‫للشعب العراقي تارة أخرى ‪ .‬وغاب التيار الكهربائي عن الريف الكردستاني تماما حسبما أكد مسؤولو المم المتحدة‬
‫‪.‬‬

‫جدلية التنمية الريفية‬ ‫‪‬‬

‫تؤكد جدلية التنمية الريفية التفاعل البناء بين المصالح الخاصة والمصلحة الوطنية العامة لمواجهة جدلية‬
‫التخلف بعناصرها التقليدية الداخلية والخارجية ‪ .‬ولما كان قطاع الدولة هو الضمانة الساسية للمصالح القتصادية‬
‫الوطنية والخصخصة إلغاء حماية هذه المصالح فان القطاع العام في الريف العراقي واجه ويواجه معضلت مفتعلة‬
‫ليست من طبيعته ‪ .‬وبالتالي من الضروري الوقوف بحزم أمام دعوات حذف وتهميش قطاع الدولة وهي دعوات‬
‫تلقي الدعم الواسع من المؤسسات القتصادية العالمية في الغرب بقيادة الوليات المتحدة المريكية والحكومة‬
‫العراقية على حد سواء ‪ .‬ومعروف ان الحكومة العراقية قد أقدمت سنة ‪ 1988‬على برنامج ضخم للنفتاح‬
‫القتصادي والخصخصة باتجاه اقتصاد السوق ال انها قادت القتصاد الى فوضى شمولية ‪ .‬ومثل ذلك شرعت قانون‬
‫رقم )‪ (35‬لسنة ‪ 1983‬لبيع المزارع الحكومية والمشاريع الزراعية حيث اشتد بيع هذه المشاريع الى القطاع‬
‫الخاص ‪ .‬ومع بداية التسعينات كانت )‪ (%53‬من الراضي ملكية خاصة و)‪ (%46‬منها مؤجرة من الدولة الى‬
‫القطاع الخاص وظل )‪ (%1‬تحت سيطرة الدولة ‪ .‬وبيعت الى القطاع الخاص مؤسسات كبيرة للدواجن واللبان‬
‫والسماك ومؤسسات مساعدة كالمطاحن والمخابز ‪ .‬واحدثت استعادة القطاع الخاص للزراعة تغييرا في التنظيم‬
‫الجتماعي للريف في بلدنا بعد إلغاء قوانين رقم )‪ (30‬لسنة ‪ 1958‬ورقم )‪ (117‬لسنة ‪ 1970‬ورقم )‪ (90‬لسنة‬
‫‪ 1975‬والتشريعات النقابية في القطاع الزراعي طيلة العقود الربعة المنصرمة ‪ .‬ولم يكن ممثلوا القطاع الخاص‬
‫الجدد من النخبة التقليدية بل كونوا ثرواتهم من المقاولت ومعظمهم كان على صلة وثقى بالنظام البائد ‪ ،‬والهدف‬
‫واضح للعيان هو ربط القطاع الخاص الجديد بالجهاز البيروقراطي ‪ .‬ورغم النجاحات المبكرة للطغمة الحاكمة فان‬
‫سياسة الخصخصة الريفية والحضرية ولدتا مستويات عالية من التضخم والبطالة وشحة السلع الساسية وظهور‬
‫السوق السوداء ‪ .‬وهبط على اثر ذلك عدد التعاونيات الزراعية والمزارع الجماعية والتعاونيات المتخصصة‪.‬‬

‫جدول يبين هبوط حصة القطاع العام في الزراعة‬

‫سنة ‪1988‬‬ ‫سنة ‪1975‬‬ ‫عدد المشاريع‬


‫الزراعية‬
‫‪713‬‬ ‫‪1635‬‬ ‫التعاونية الزراعية‬
‫‪7‬‬ ‫‪79‬‬ ‫مزرعة جماعية‬
‫‪52‬‬ ‫‪173‬‬ ‫تعاونية متخصصة‬

‫ومع جميع هذه التطورات المتسارعة ورغم الضربات الموجعة التي تلقاها القطاع العام فان قطاع الدولة‬
‫والبورجوازية البيروقراطية والكومبرادورية والطفيلية في بلدنا أمسكت بزمام التطور القتصادي‪ ....‬وتعود لهم‬
‫اكبر القدرات القتصادية المؤثرة في وجهة تطور الطاقة عموما والطاقة الكهربائية والنفط خاصة‪ ....‬وهي الن‬
‫تحت اشراف الشركات الحتكارية الميركية والدولية المتعدية الجنسية بحكم الحتلل الجنبي ‪ ....‬ومن الطبيعي ان‬
‫تبرز في الونة الخيرة مجددا دعوات جديدة لبيع مؤسسات تابعة للقطاع العام الى الهلين وبعض المقاولين‬
‫المحليين والقطاع الخاص ‪ ....‬وعادة تكون ملكية المؤسسات المباعة للقطاع الخاص عالية التمركز ‪ .‬ويبقى العدد‬
‫الكلي لصحاب السهم والمتعاملين في سوق السهم صغيرا ‪ .‬وعانى القطاع العام من البيروقراطية والتصرفات‬
‫الدارية السيئة وتشبع بآثار حرب الخليج الثانية والحصار القتصادي وآثار السياسة الشوفينية العنصرية‬
‫للدكتاتورية ضد الشعب الكردي وتواضع التخصيصات المالية لمختلف القطاعات القتصادية حسبما هو مقدر في‬
‫قرار المم المتحدة رقم )‪ (986‬بمراحله الدورية والخلل في آلية التعامل مع هيئات المم المتحدة وتباطؤ هذه‬
‫الهيئات في برامج النماء ‪ ...‬وهي هيئات تميل أساسا الى التعامل بعقود المقاولة ومع المقاولين الهليين وتشجع‬
‫الخصخصة ‪ .‬ويشير تواضع التخصيصات النفة الذكر الى احكام الحصار ضد شعبنا العراقي واذلله للقدرات التي‬
‫يكتنزها هذا الشعب العظيم ‪ .‬واتسمت الميزانية العامة المقدرة للبلد بالضآلة والتواضع الشديدين مع احتفاظ‬
‫حصص كردستان فيها بنسب مرتفعة نسبيا ‪....‬بينما عانت الدارات الكردية من ضعف الرقابة الشعبية والحكومية‬
‫والفوضى الشاملة التي تسود السوق المحلية واعمال النهب في الفرص السانحة اثناء القتتالت الكردية – الكردية‬
‫وافتقدت برامجها الى الدقة والموضوعية ‪ ،‬وسببت الزمات المتتالية تنامي نقمة المواطنين الكراد والهلين‬
‫واستياءهم ‪ .‬والنقمة سادت بلدنا من شمالها الى جنوبها بسبب الكوارث التي افتعلها النظام الدكتاتوري والحصار ‪.‬‬
‫وقطاع الطاقة والطاقة الكهربائية تعرض الى نسب الدمار العالية في كارثة حرب الخليج وهو عانى كقطاع عام من‬
‫جميع مظاهر التأزم المتصاعدة العمودية والفقية التي اختلقها النظام الدكتاتوري ‪.‬‬
‫آفاق الطاقة والتنمية الريفية‬ ‫‪‬‬
‫يستلزم اقامة التعاونيات الزراعية الجماعية ومزارع الدولة وتطويرها اقتصاديا واجتماعيا تأمين مستلزمات‬
‫الطاقة الضرورية لتطويرالنتاج الزراعي وحمايته من الفات الزراعية وتحسين البستنة والتشجير وتوفير البذور‬
‫المحسنة لكافة المحاصيل الزراعية وتطوير المراعي الطبيعية والروائية ومتابعتها وتسويق المنتجات الزراعية‬
‫وتأمين السكن الريفي العصري للفلحين والرعاة وتوطين المهجرين بسبب السياسة الشوفينية للدكتاتورية طيلة‬
‫العقود الماضية والقتتال الداخلي ‪.‬‬
‫فالسكان الريفي وبناء القرى العصرية التي تضم السواق والمستوصفات ومراكز الشرطة والمراكز‬
‫الجتماعية والمصارف التعاونية والمدارس تحتاج الى الطاقة الضرورية لدامتها ‪ .‬وبدل السكان الريفي العصري‬
‫في كردستان حشد النظام العوائل الكردية المهجرة قسرا في الثمانينات بمجمعات النصر سيئة الصيت وضمن‬
‫مستويات حياتية متدنية لقطع صلتهم بالرض والكرامة وتمشيا مع سياسة مطاردة النصار البيشمركة وعموم‬
‫السياسة الشوفينية ‪ .‬وبديهي حاجة بيوت الفلحين الى الطاقة لغراض الطبخ وتسخين المياه والنارة والتكييف‬
‫والتدفئة ‪ .‬والطاقة ضرورية اساسا لتطوير بناء معامل قطع الدور الجاهزة للسكان الريفي ‪ .‬ويستنتج من ذلك ان‬
‫السكن الريفي في العراق لزال دون الحدود الحياتية المطلوبة للتطور ودون المستويات المعيشية المعروفة في‬
‫الدول القليمية المجاورة ‪ .‬ول زال كثير من القرى الحدودية تعتمد في تسيير حياتها اليومية على الحطب‬
‫) الخشاب ( وسيلة اساسية للطاقة وهي قرى يمتهن ابناءها الرعي والصيد وبيوتها من طين او خيم ول تضم‬
‫احيانا سوى اربعة بيوت فقط ويدينون بالولء عشائريا للغوات والشيوخ اصحاب السلطة الفعلية في هذه‬
‫المناطق ‪.‬‬
‫والطاقة ضرورية لساليب النتاج الزراعي المكثف الواسع والتشجير وتأمين حاجة المضخات الزراعية الكبيرة‬
‫‪ .‬وعادة تحتاج المضخة الزراعية الى سعة تصميمية للضخ تتراوح ما بين ) ‪ ( 1 - 0,5‬ك‪.‬و‪ /.‬ساعة لعمق مائي‬
‫يصل حتى )‪ (20‬مترا للحصول على استهلك طاقي قدره )‪ (5‬الى )‪ (10‬ك‪.‬و‪.‬س‪ .‬في اليوم‪ .‬ويمتلك القطاع الخاص‬
‫نسبة عالية من المضخات الزراعية بينما احتاج التسميد وتوفير السمدة الكيماوية الى الطاقة الضرورية لتشغيل‬
‫ورش النتاج والمعالجة ‪ .‬ويفوق العراق في انتاجه للسمدة الكيماوية الكثير من البلد العربية ال ان الحصار‬
‫القتصادي قد عرقل نشاط وتشغيل معامل السمدة وورش انتاجها ‪.‬اما اعداد الرض والتربة واعمال الحرث‬
‫والمكننة الزراعية فتحتاج الى توفير السيارات والساحبات والمولدات والحفارات والشفلت والباذرات وفاتحات‬
‫السواقي والبلدوزرات والرافعات والخرماشات والحاصدات ‪ .‬وتبلغ القدرة الحصانية للتراكتور او الساحبة –‬
‫الحارثة )‪ (Harvester‬مثل من )‪ (45‬الى )‪ (60‬حصان‪ .‬وعادة يستهلك التراكتور ) ‪ (10000‬لتر ‪ /‬السنة من‬
‫الوقود يقابله ) ‪ (9000‬لتر‪ /‬السنة للمشط المحراث)‪ . (Combine‬وعموما فان المكننة الزراعية العراقية لم‬
‫تتمكن من التعويض عن النقص الحاصل باليدي العاملة الريفية بسبب الهجرة المتواصلة من الريف الى‬
‫الحواضر ‪ .‬وساهم ذلك في انخفاض النتاجية الزراعية والملوحة الشديدة وتشبع الراضي بالمياه وتجوف الرض‬
‫بعد ذوبان الملح والنقص في العمالة الزراعية باوقات الذروة ‪ .‬وسببت حرب الخليج الثانية انخفاض النتاج‬
‫الزراعي الى )‪ (%50‬في عموم بلدنا وترك ذلك الثار الواضحة على ريف كردستان ‪.‬‬
‫تضررت المساحات الخضراء في العراق البالغة )‪ (19‬مليون دونم بالحروب وانخفضت بنسبة )‪. (%23‬‬
‫وتعتبر هذه المساحات طاقة ‪ ،‬وطاقة ضرورية في كردستان بحكم الغابات والبساتين والحقول ‪ .‬وهذا يستوجب‬
‫الستفادة الكفوءة من الطاقة الشمسية لتخفيض تكلفة النتاج الزراعي وادخال التكنيك الزراعي )‬
‫‪ (Horticultural‬وتنظيم الغابات الطبيعية وصيانتها وتطويرها واستثمارها وانشاء الغابات الصطناعية وانتاج‬
‫الخشاب للغراض الصناعية وسد حاجة السوق منها ولتنمية مصدات الرياح لحماية الحقول وانتاج الشتول‬
‫وتوسيع التشجير والبستنة ‪ .‬ويتوافق ذلك مع توفير الحقول الخضراء الصطناعية ) ‪ (Green Houses‬والهتمام‬
‫بالحقول الطبيعية لغرض انتخاب واستنباط الصناف الجديدة لبذور محاصيل الحبوب والبقوليات والمحاصيل‬
‫الصناعية ومكافحة الدغال ‪ .‬وتشمل رعاية المحاصيل الصناعية الضرورية للطاقة ‪ ...‬المحاصيل الزيتية والسكرية‬
‫‪ ...‬الفول والسمسم وفول الصويا والكتان والبنجر السكري وقصب السكر والذرة الصفراء وعباد الشمس‬
‫والعصفر ‪ .‬ويشمل ذلك ايضا رعاية المحاصيل والثمار والخضر الصناعية المفيدة في الصناعات الزراعية‬
‫والريفية ‪.‬‬
‫ادت السياسة الستهلكية للنظام والعدوانية الشوفينية ضد الشعب الكردي وشعب الهوار ببنائه المطارات‬
‫والقواعد العسكرية وفتح الطرق العسكرية وزرع مئات الربايا العسكرية في الجبال والهضاب الى كوارث زراعية‬
‫ريفية ‪ .‬فقد اتبع النظام سياسة الرض المحروقة بحملته العسكرية الدورية والتهجير القسري واستخدام القنابل‬
‫الحارقة والكيماوية في قصف مساحات واسعة من الراضي الصالحة للزراعة والبساتين المثمرة وهو الذي ردم‬
‫العيون المائية ولوث الشللت والنهر الصغيرة التي تزخر وتفتخر بها كردستان العراقية وجفف الهوار‪.‬‬
‫في الريف العراقي والكردستاني صناعات صغيرة الحجم يمكن توسيعها بالسياسة الزراعية السليمة وتوفير‬
‫الطاقة ‪ .‬واهمها صناعة العلف الحيواني وصناعة مخلفات البذور الزيتية والحبوب ) كسب الحنطة والشعير‪ ،‬سحالة‬
‫الرز وكسب بذور القطن المقشور والفستق والسمسم والكتان( وبناء مطاحن الحبوب ومعامل تنقية وتعفير البذور‬
‫ومعامل تجفيف الذرة الصفراء ‪ ،‬وتجفيف الثمار والخضر وتعليبها ومعامل الدبس وانتاج الكحول والخل والمعجون‬
‫واستخلص الزيوت من بذور عباد الشمس وصناعة الدوية ) استخلص انواع الدوية من النباتات والعشاب‬
‫الطبيعية( وكل ذلك يستلزم تنظيم وتطوير اعمال تسليف وتسويق الفواكه والخضر بما يتلئم وتطوير الحركة‬
‫الزراعية في ريف كردستان ‪ .‬ومن الصناعات الزراعية التي تحتاج الطاقة بالطبع صناعة الليف وحياكة الفرش‬
‫والسجاجيد وصناعة الحصران والحياكة والخياطة ‪ .‬وكذلك وحدات تصنيع وتجفيف المخلفات والفضلت‬
‫الحيوانية ‪.‬‬

‫جدول يبين الطاقة المقدرة لتجفيف بعض الثمار‬

‫الطاقة الضرورية‬ ‫درجة حرارة الهواء‬ ‫المياه‬ ‫النسبة الخيرة‬ ‫النسبة الولية‬
‫‪ 610‬جول‪ /‬طن‬ ‫المجفف‬ ‫المزالة‬ ‫للرطوبة في‬ ‫للرطوبة في‬ ‫الثمار‬
‫) درجة مئوية(‬ ‫كغم‪ /‬طن‬ ‫الثمار ‪%‬‬ ‫الثمار ‪%‬‬
‫‪3, 3789‬‬ ‫‪65 -40‬‬ ‫‪880 -750‬‬ ‫‪20 -10‬‬ ‫‪82 -75‬‬ ‫المشمش‬
‫‪3,1676‬‬ ‫‪65 -40‬‬ ‫‪750 -700‬‬ ‫‪20 -15‬‬ ‫‪80 -75‬‬ ‫العرموط‬

‫ويعتبر توفير الطاقة لمشاريع النتاج الحيواني الريفية ضروريا لتطوير صناعاتها ومنها انتاج العلف البروتيني‬
‫وتحضير المصارين والمجازر الحيوانية العصرية ‪ .‬فمخلفات المجازر الحيوانية هي اجزاء الحيوان المذبوح عدا‬
‫اللحوم ‪ .‬وانتشار وحدات تصنيع المخلفات الحيوانية الميدانية المتنقلة يسهم في انتاج المسحوقات الحيوانية‬
‫والدهون ‪ .‬ومن المفيد بناء المجازر الحيوانية المجهزة اصل بوحدات تصنيع وتجفيف المخلفات الحيوانية ‪.‬‬
‫لقد بلغ متوسط استهلك المواطن العراقي من اللحوم اواسط السبعينات )‪ (13,3‬كغم ما لبثت ان ارتفعت بنسبة‬
‫ضئيلة جدا اواسط الثمانينات ال انها لم تصل )‪ (15‬كغم‪ .‬وبعد حرب الخليج انخفضت هذه النسبة الى حدود دنيا‬
‫عالميا ونصيب الكرد دائما منخفض طيلة السنوات السابقة ‪ .‬في العراق وكردستان عشرات المعامل وورش‬
‫الصناعات الزراعية والريفية والصناعات المساعدة وتعاني جميعا من مصاعب عدة اساسها تذبذب استهلكها‬
‫للطاقة وافتقادها الحماية القتصادية الصناعية بسبب ظروف الحصار القتصادي والحتلل ‪ .‬وتعتبر صناعة الحليب‬
‫من اهم الصناعات الريفية ذات القيمة الغذائية الضرورية للسوق المحلية ‪ .‬ولزال الفلحون في ريف وقصبات‬
‫كردستان يفتقدون الساليب العصرية لصناعة اللبان والتي ل تحتاج الى تكاليف عالية اصل‪.‬‬

‫جدول يوضح الطاقة المستخدمة في صناعة الحليب‬

‫حليب مكثف‬ ‫اجبان‬ ‫قناني حليب‬ ‫قناني حليب‬ ‫الوحدة‬ ‫الطاقة‬


‫سائل‬ ‫مبستر‬ ‫الضرورية‬
‫‪355‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪270‬‬ ‫‪220‬‬ ‫ك‪.‬و‪.‬س‪ /.‬طن‬ ‫الصافي‬
‫‪580‬‬ ‫‪420‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪400‬‬ ‫ك‪.‬و‪.‬س‪ /.‬طن‬ ‫الجمالي‬
‫‪64‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪%‬‬ ‫نسبة الصافي‬
‫الى الجمالي‬

‫لقد تطورت صناعة اللبان في عراقنا في العقود الربعة الماضية باتجاه الكتفاء الذاتي من منتجات اللبان‬
‫عبر توسيع مراكز صناعة اللبان ‪ .‬وتطلب ذلك العتناء بالخدمات وزيادة الحوافز والعناية بالمنتجات وتحسين‬
‫السللت بالتلقيح الصطناعي والستفادة من التكنولوجيا الحديثة وعرض اسعار مناسبة للمنتجات وتوفير‬
‫التسهيلت الئتمانية ‪ .‬واقترن ذلك بتحسين المراعي الطبيعية وتوفير العلف الحتياطية بالمخازن وحرمت‬
‫براغماتية النظام كردستان من كل هذه الخيرات ‪ .‬و في العراق وكردستان ثروة الحشرات النافعة ‪ ،‬والطاقة‬
‫ضرورية لبناء المناحل العصرية والبيوت الزجاجية ومعامل العسل وانتاج الشرانق الجافة والياف الحرير ‪.‬‬
‫وتحتاج التنمية متعددة الجوانب للثروة الحيوانية الهتمام بمحطات تربية الحيوان لتحسين التراكيب الوراثية‬
‫وانتاج العجول والماشية النقية المضربة عالية النتاج وتطوير اساليب التلقيح الصطناعي في المراكز المتخصصة‬
‫ومختبرات صناعة العلف الحيواني والعيادات البيطرية ومختبرات اللقاحات الحيوانية ‪ .‬وكل ذلك يحتاج الى‬
‫المضخات والثلجات والمجازر والمجمدات والمعقمات الكهربائية ‪ .‬والطاقة ضرورية لتربية الطيور والبط والوز‬
‫والقبج والرانب ‪ .‬وكذلك الغنم والماعز والخنازير واليل والخيل والدببة وهذا يتطلب قنونة صيدها ورعيها‬
‫ومراقبتها لنها ثروة حيوانية عمد النظام باسلحته الفتاكة على ابادتها ‪ .‬وتستخدم الطاقة في النقل الريفي‬
‫والزراعي عبر الوقود الضروري للنقليات ‪ ،‬واسعاره متذبذبة بسبب ظروف الحصار القتصادي‪ .‬وتعادل الطاقة‬
‫الولية المخزونة في حيوان النقل الواحد )‪ (0.6‬طن من المعادل الوقودي )‪ (toe‬في السنة وهذا يعني اجمالي قدره‬
‫)‪ (2.2‬مليون طن من المعادل الوقودي في السنة لجمالي )‪ (2.7‬مليون حيوان نقل ‪ .‬وهي حيوانات ارتفعت‬
‫اسعارها ايضا بسبب الحصار واصبحت عرضة للمتاجرة ‪ .‬وتمتلك القدرات الحيوانية الساحبة كفاءة تقارب )‬
‫‪ (%10‬وطاقة سنوية بمعدل )‪ (60‬كغم من المعادل الوقودي )‪ .(kqoe‬وفي العراق ثروة سمكية تحتاج الى‬
‫الطاقة لتشغيل مشاريع تربيتها وصناعتها وتسويقها وبناء علوات السماك العصرية ‪.‬‬
‫وتحتاج تصفية وتنقية المياه الى الطاقة ‪ .‬وتضررت هذه العمال بالحروب لتخفض نسبة تركيز الكلور‬
‫المطهر الى )‪ (1‬ملغم ‪ /‬لتر احيانا ‪ .‬والبلديات الريفية عموما تحتاج الى الطاقة ‪ .‬ولتنفيذ سياسة تنموية سليمة لبد‬
‫من اعداد كادر يحققها ‪ .‬وهذا يحتاج الى المعاهد والدورات التدريبية وسبل التوعية الريفية والفلحية ‪ .‬والطاقة‬
‫ضرورية ايضا لتطوير اجهزة المسح الطوبوغرافي والعام الزراعي‪.‬‬

‫التوليد الكهربائي غير التقليدي في العراق‬ ‫‪‬‬


‫الطاقة الكهربائية التقليدية – الحفورية والكهرومائية – أساس تشغيل البنيان التحصصتي فصصي القتصصصاد الصصوطني‪ ،‬أي‬
‫المرافصصق الساسصصية الحكوميصصة والهليصصة مصصن مستشصصفيات ومراكصصز صصصحية وطبيصصة ومسصصتودعات الخصصزن ومنشصصآت‬
‫الستخراج والتكرير المعدني والمصانع والمعامصصل الضصصخمة والخفيفصصة والنتصصاج الزراعصصي الواسصصع ونشصصاط البلصصديات‬
‫الريفية وتنقية المياه ‪ ،‬أي توفير الماء الصالح للشرب ‪ ،‬وتشغيل أنظمة الري وصناعة السمدة ‪ .‬وهي أساس إنصصارة‬
‫وحضارة المباني الحكومية لمختلف المؤسسات ودور المؤسسات الهلية والهلين! ال إن الغرب والوليات المتحدة‬
‫واذرعها القمعية والدكتاتورية ومنها قرقوشية دكتاتورية صصصدام حسصصين المطيعصصة دومصصا وأبصصدا ‪ ،‬لصصم يرتضصصوا بعصصراق‬
‫متحرر متقدم معصافى يتمتصع بسصيادة وطنيصة واسصتقلل وكرامصة وعصزة قوميصة وعصراق فيصدرالي ديمقراطصي ‪ ...‬فكصان‬
‫الرهاب والقمع ضد الشعب بعربه وكرده وأقلياته ثم الحروب الكارثية والرتهان للوصاية المالية بعد عقصصود طويلصصة‬
‫تخلص فيها العراق من النتداب البريطاني وسياسة المعاهصصدات السصصترقاقية والحلف المكبلصصة ثصصم جصصاء الحتلل ‪...‬‬
‫وفي فوضى ودمار حرب الخليج الثانية والحتلل افتقد العراق للكهرباء مجددا ‪ .‬وكانت منشآته الكهربائية الهصصداف‬
‫الولى لقصف التحالف الغربي ‪ -‬في الساعات الولى ‪ -‬مستخدمين القنابل الذكية والشبكات السصصليكونية والصصصواريخ‬
‫الموجهة بالليزر ‪ .‬واصاب الشعب العراقي والكردستاني الملل مصصن تكصصرار النقطاعصصات وهزالصصة وهشاشصصة مؤسسصصات‬
‫الكهرباء ‪ ...‬حيث سوء التخطيط واللابالية والتوجه نحو النشاط الطفيلي والهلي والتجاري ‪ ...‬وتضييع الصصوقت فصصي‬
‫عقصصود وهميصصة صصصورية مصصع هيئات المصصم المتحصصدة ذات العلقصصة والمنظمصصات غيصصر الحكوميصصة والدوليصصة النسصصانية )‬
‫‪ .. (NGOs‬وساهم سلوك لجنة العقوبات – الجزايات – التابعة للمم المتحدة في تأخير إبرام عقود أساسية لتوريصصد‬
‫قطع الغيار والتجهيزات الكهربائية الساسية ‪ .‬هكذا توقفت محطتا دوكان ودربنصصدخان – عروسصصتا كردسصصتان العصصراق‬
‫عن العمل تقريبا أعوام ‪ 2000،2001‬وأهمل مشروع بخمة الضخم والذي كان بإنجازه يمكن أن يصبح فاتحة لقصم‬
‫ظهصصر الدكتاتوريصصة والطمصصاع الجنبيصصة معصصا‪ ...‬وانتشصصرت مخصصازن المصصم المتحصصدة والمخصصازن الحكوميصصة الصصتي تكصصدس‬
‫التجهيصصزات العاطلصصة والحديثصصة المسصصتوردة بأخطصصاء فنيصصة وهصصي مخصصازن تحصصت العصصراء )‪ (outdoor‬ومخصصازن )‬
‫‪ ... (indoor‬وتشمل المعدات ‪ :‬المحولت وأجزاءها ومعصصدات العصصزل الكهربصصائي والقصصابلوات والقواطصصع ) ‪Circuit‬‬
‫‪ (Breakers‬ومصابيح إنارة الشوارع وصناديق المفاتيصصح والفيصوزات ‪ ..‬الصصخ وقصصد تعصرض قسصصم كصصبير منهصا للصصصدأ‬
‫بسبب الهمال المتعمد!‪ ...‬إلى جانب ذلك وفي نفس السياق من تدني مستوى الخدمات والصيانة كان انقطصصاع التيصصار‬
‫الكهربائي بالكامل من الشبكة العامة الى كردستان مع بداية عام ‪ ، 2000‬والتوسع الزئبقي السصصريع للتوليصد الهلصصي‬
‫والتجاري ‪ ، ..‬وضغط رجال أعمال جنصصوب شصصرق الناضصصول الصصتركي لتجهيصصز بعصصض منصصاطق دهصصوك بكهربصصاء محطصصة‬
‫)سلوبي( التركية ‪ ،‬ورداءة نوعية المولدات التي تتكرم بها جهود الغاثة النسانية ‪ ،‬والبطء في بنصصاء محطصصات أل )‬
‫‪ (29‬ميكاواط الحرارية من قبل برنامج المم المتحدة للنماء – ‪ -UNDP‬هذا البطء الذي تعرض مصصؤخرا لنتقصصادات‬
‫واسعة من قيادة السلطات القليمية في اربيل والسليمانية ‪ .‬وهي انتقادات تعرضت فقط للتقصصصير فصصي الداء والبطصصء‬
‫في آلية سير العمل ‪ ..‬علما أن أساس هذه المحطات خاطىء بالكامل لنها وحدات تكنولوجيصصة مغلقصصة تحتكصصر إنتاجهصصا‬
‫وصيانتها الشركات الموردة وستسهم في ترسيخ التباينات الجتماعية المدينية والريفية لتواضع سصصعاتها المؤسسصصة‬
‫)‪ ... (Installed‬وفي ظل معطيات ما سبق والعجز الكبير فصصي الطاقصصة الكهربائيصة توليصدا ونقل وتوزيعصا الصى جصانب‬
‫تربع المافيات البعثية مقاليد القطاع الحكومي في سياسة متعمدة من النخصصب الحاكمصصة الجديصصدة صصصوب الخصخصصصة ‪،‬‬
‫توجه التفكير نحو التوليد غير التقليدي وهو توجه جدي تدارسته الوزارات المعنية وأعطي له الضوء الخضر لرفد‬
‫هذه الوزارات بالمعلومات اللزمة من ممثلي إقليم كردستان العراق في الخارج اواخر التسعينات ‪..‬‬
‫ابلغ البرلمان السويدي حكومته بأنها تسصتطيع وعصصبر ) منظمصة التعصاون والتنميصة الدوليصة ( أن تبحصصث فصي دراسصصة‬
‫الطاقة بكردستان وبأنواعها الشمسية والرياح ولتحسين مستوى الطاقة في كردسصصتان العصصراق ‪ .‬وثبصصت ممثلصصو إقليصصم‬
‫إلباسك السباني الذي زار كردستان عام ‪ 2002‬ملحظاتهم حول مشاريع الطاقة غير التقليدية في كردستان العراق‬
‫‪ ...‬ويقينا كان تهشم وانكسار كهرباء القطاع العام هو تهشيم متعمد للدكتاتورية قد اقترن بمراسصصيم وقصصوانين تشصصجع‬
‫الستثمار الخاص والجنبي منذ الثمانينات وترعاه نزول عند رغبة الحتكارات الدولية ومؤسساتها العالمية كالبنصصك‬
‫الدولي ‪ ،‬وصندوق النقد الدولي ‪ ،‬ومنظمة التجارة العالمية ‪ ،‬والمؤسسصصات القتصصصادية الوليصصدة للتحصصاد الوربصصي ‪...‬‬
‫وكذلك المؤسسات التمويليصصة العربيصصة والسصصلمية ‪ ...‬كمصصا شصصرعت الحكومصصة العراقيصصة مراسصصيم ترفصصع بهصصا مصصن هيبصصة‬
‫الخصخصة ونظصصم إدارة الشصصركات ‪ ،‬أل أن مشصصاريع الوقصصود غيصصر التقليصصدي يمكصصن أن تنهصض بهصصا الرسصصاميل الهليصصة‬
‫والحكوميصصة والجنبيصصة علصصى حصصد سصصواء ‪ .‬ونصصترك جصصدل التفاعصصل بيصصن المصصصالح القتصصصادية والرأسصصمالية الساسصصية‬
‫للمختصصصين ‪ ،‬والواقصصع الموضصصوعي المتسصصم بتصصداخل الوصصصاية والرقابصصة الماليصصة الدوليصصة ‪ ،‬والنشصصاط الحتكصصاري ‪،‬‬
‫وقرقوشية السلطات المركزية البائدة ‪ ،‬وضعف السلطات القليمية الوطنية ‪...‬وثقل اعباء الحتلل !‬
‫يتوزع التوليد الكهربائي غير التقليدي على ‪ -:‬الطاقة الكهرومائية الصغيرة ‪ ،‬الطاقة الشمسية ‪ ،‬طاقصصة الريصصاح ‪،‬‬
‫الطاقة البايوعضوية ‪ ،‬الخليا الكهروضوئية ‪ ،‬مصادر أخرى كالطاقة الجيوحرارية والتوليد العظمي وطاقصصة المصصد‬
‫والجزر البحرية والفرق في درجات حرارة المحيط ‪...‬الخ‪.‬‬
‫تسهم الموازنة المائية لحوضي دجلة والفرات وروافدهما والروبارات الصغيرة التي تخترق الجبال والوديان‬
‫وحجم المياه الجوفية التي تنتج عنها العيون والينابيع وحتى الشللت الجميلة والبار ‪ ...‬تسهم في الستخدام‬
‫المثل للسدود والنواظم والتوليد الكهربائي _ الكهرومائي بنوعيه الكبير والصغير مع الخذ بالحسبان النخفاض‬
‫المتوقع لمناسيب المياه المتدفقة في دجلة باتجاه الراضي العراقية بنسبة ‪ %50‬بحكم تشييد تركية لمنشآتها‬
‫المائية في مشروع الغاب الضخم )‪(GAP‬و)‪ (%20-15‬بحكم نصب إيران لمنشآت مائية أخرى على روافده ‪.‬‬
‫)عملت إيران على بناء سدين على الزاب الصغير لتوليد الكهرباء ‪ .‬وبنيت سدود على ديالى مما أدى إلى حرمان خانقين من حصتها‬
‫الطبيعية من المياه العذبة الجارية فاضطر العراق لفتح قناة خاصة ‪ .‬هذا هو حال السدود على انهر الكرخة‪ ،‬كنجان ‪ ،‬دويرج أيضا (‪.‬‬
‫وتسهم المنشآت المائية التركية على نهر الفرات حتى عام ‪ 2005‬في فقدان العراق نحو ‪ %80‬من مياه الفرات فقط‬
‫لينخفض التدفق المائي فيه بنسب خطيرة ‪ .‬ولبد من استثمار المتبقي من المياه لضمان فاعلية المحطات‬
‫الكهرومائية القائمة واستكمال بناء المشاريع المقترحة ‪ ...‬إضافة إلى تشغيل فرص التوليد الكهرومائي الصغير)‬
‫‪ (Small Hydro Power Stations‬المتاحة في الريف العراقي والكردستاني وهو توليد تفتح أمامه‬
‫البواب مشرعة ‪.‬‬

‫التكنيك الكهرومائي**‪:‬‬
‫تبلغ طاقة الخزن الطبيعيصصة في وادي الرافديصصصن )‪ (100‬مليار متر مكعب من المياه في العراق ‪ .‬وتبلغ مساحة‬
‫المسطحات المائية فيه )‪ (10921‬مليون هكتار ‪ ،‬وحجم مصادر المياه العذبة )‪ (34‬كيلومتر مكعب سنويا بمعدل )‬
‫‪ (1,76‬ألف متر مكعب لكل فرد سنويا حسب إحصاء عام ‪ . 1992‬وتصل العراق من بلدان الجوار )‪ (66‬كيلومتر‬
‫مكعب من المياه تذهب )‪ (%43‬منها للصرفيات السنوية ‪ (%5) ،‬للغراض الصناعية ‪ .‬إن جميع المنابع‬
‫الرئيسية المائية في العراق تقع خارج الحدود الوطنية ‪ ...‬ودخل سلح المياه طرفا أساسيا في المعادلت القليمية‬
‫الدولية الجديدة مع ازدياد التباين الجتمااقتصادي والحضاري بين بلدان الجوار ‪ ...‬ولعبت عوامل عدة في اضطراب‬
‫الدورة الهيدرولوجية لمياه دجلة والفرات وروافدهما ‪ .‬لكن الطاقة الكهرومائية تبقى تمتلك احتياطي في العراق بلغ‬
‫)‪ (70000‬ميكاواط أواخر الثمانينات ‪ .‬وجرى الستثمار في محطات سدود الموصل ‪ ،‬دوكان ‪ ،‬دربندخان ‪،‬‬
‫القادسية ‪ ،‬سامراء ‪ ،‬حمرين ‪ ،‬ما يقرب من )‪ (2500‬ميكاواط أي ما نسبته )‪ (%3.57‬من الحتياطي فقط ‪ .‬أما‬
‫محطة بخمة فكان مقدر لها إن تنتج قرابة )‪ (1500‬ميكاواط‪.‬‬

‫جدول يبين المحطات الكهرومائية العراقية وسعاتها‬


‫سنة‬ ‫السعة‬ ‫سعة الوحدة‬ ‫عدد‬ ‫المحطة‬
‫البناء‬ ‫الجمالية‪/‬ميكاواط‬ ‫الواحدة‪/‬ميكاواط‬ ‫الوحدات‬
‫‪1972‬‬ ‫‪84‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪3‬‬ ‫محطة سامراء‬
‫‪1978‬‬ ‫‪400‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪5‬‬ ‫محطةدوكان‬
‫‪81-1982‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪2‬‬ ‫محطة حمرين‬
‫‪1986‬‬ ‫‪1050‬‬ ‫‪187.5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫محطة سدود‬
‫‪15‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الموصل‬
‫‪120‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪1988‬‬ ‫‪660‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪6‬‬ ‫محطة القادسية‬
‫‪1990‬‬ ‫‪249‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪3‬‬ ‫محطة دربندخان‬
‫‪)1992‬مقدر(‬ ‫‪15.6‬‬ ‫‪251‬‬ ‫‪6‬‬ ‫مشروع محطة بخمة‬

‫الطاقة الكهرومائية غير ناضبة ونظيفة غير ملوثة للبيئة واستخدامها يحسن من اسلوب تشغيل الشبكة‬
‫الكهرومائية الموحدة خاصة في ساعات الذروة عند الحاجة إلى قدرات كبيرة لفترة قصيرة ‪ .‬ويعتبر التجاوب‬
‫السريع للعنفات المائية من أساليب نجاعة الشبكة وتحسين كفاءتها حيث تضيع )‪ (%5‬فقط من الطاقة)‪(Losses‬‬
‫في التوليد الكهرومائي مقابل )‪ (%67‬في التوليد الكهروحراري مثل ‪ .‬و يستغرق إنشاء المحطات البخارية‪..‬‬
‫الكهروحرارية )‪ (5 -4‬سنوات والغازية )‪ (3 -2‬سنوات والكهرومائية )‪ (4‬سنوات تقريبا ‪ ..‬لكن إعمال تأهيل‬
‫الوحدات فيها يبلغ عام واحد ‪ .‬كما يبلغ العمر الفتراضي للوحدات البخارية معدلت )‪ (30 -25‬سنة والغازية )‪-15‬‬
‫‪ (20‬سنة أما الكهرومائية فيصل حتى )‪ (40 -30‬سنة ‪ .‬لكن الطاقة الكهرومائية تحتاج إلى تكاليف استثمارية‬
‫مرتفعة لنها ملحقة بالضرورة بالسدود وبناء الحواض المائية ‪.‬‬
‫يغذي التوليد الكهرومائي الصغير القرى وضواحي المدن ويفعل فعله في أزمات الكهرباء كحل آني في المناطق‬
‫البعيدة واحتياطي ) ‪ . (Stand By‬وتنصب وحدات الميني والميكرو على الروبارات والشللت والعيون والمجاري‬
‫المائية ‪ ...‬وهي تعمل عادة دون معدات تحكم ) ‪ (Control‬أو بناء وتسليح تكنومائي لنها ل تحتاج إلى خزانات‬
‫المياه وتمتلك مواصفات عالمية موحدة ) ‪ (Standard‬حيث تتراوح سعاتها ما بين بضعة كيلوواطات وحتى ) ‪(1‬‬
‫ميكاواط ‪ .‬وتبقى تكاليفها الستثمارية المعضلة الرئيسية لنها مرتفعة ‪ ...‬إل إن منحى التطور العالمي هو باتجاه‬
‫انخفاض التكاليف الستثمارية للوحدات الكهرومائية الصغيرة وإمكانية إنتاجها تجاريا ‪...‬‬

‫[التكاليف المقارنة حسب أسعار عام ‪] 1980‬‬


‫)الدينار الطبعة السويسرية (‬
‫سعر الكهرباء فلس ‪ /‬كيلوواط‬ ‫التكلفة الستثمارية دينار ‪/‬‬ ‫حجم الطاقة الكهرومائية‬
‫ساعة‬ ‫كيلوواط‬
‫‪8‬‬ ‫‪350‬‬ ‫كبير _ ارتفاع كبير‬
‫‪70 - 25‬‬ ‫اكثر من ‪1000‬‬ ‫صغير _ ارتفاع صغير‬

‫التكاليف الستثمارية للتوليد الصغير في بعض البلدان حسب أسعار‬


‫‪1995‬‬

‫التكلفة الستثمارية دولر ‪ /‬كيلو واط‬ ‫البلد‬


‫‪1400 – 1100‬‬ ‫الوليات المتحدة‬
‫‪2500‬‬ ‫بريطانيا‬
‫‪3000 - 2300‬‬ ‫اليابان‬

‫إن التكاليف الستثمارية للوحدات الكهرومائية الصغيرة عالية بلغت قرابة )‪ (3000‬دولر للكيلوواط الواحد‬
‫حسب أسعار ما قبل حرب الخليج الثانية ‪ .‬لكن سعر الوحدة الكهربائية )كيلوواط ساعة ( المنتجة منها ارخص‬
‫من الوحدات الديزلية والغازية والبخارية لكنه أعلى من سعر الوحدة المنتجة من الوحدات الكهرومائية‬
‫الكبيرة ‪.‬‬

‫[ سعر الوحدة الكهربائية المنتجة في الوليات المتحدة حسب أسعار‬


‫‪]1989‬‬

‫سعر الوحدة الكهربائية المنتجة‬ ‫صنف التوليد‬


‫سنت ‪ /‬كيلو واط ساعة‬
‫‪2,4 – 1,8‬‬ ‫الكهرومائي اقل من ‪ 10‬ميكاواط‬
‫‪10‬‬ ‫الديزلي‬
‫‪5,5 _ 3,4‬‬ ‫البخاري سعة )‪ (100‬ميكاواط‬

‫[هيكل النسب المئوية للتكاليف الرأسمالية في بناء المحطات الكهرومائية‬


‫الصغيرة _ للتجربة الفنلندية_ بداية التسعينات ]‬
‫المصاريف‬ ‫المعدات‬ ‫السدود‬ ‫المباني‬ ‫السعة ) ميكاواط(‬
‫الخرى‬ ‫وأنابيب‬ ‫والمنشآت‬
‫المياه‬
‫‪14‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪19‬‬ ‫اقل من ‪5‬‬
‫‪17‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪10 _ 5‬‬
‫‪28‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪21‬‬ ‫اكثر من ‪10‬‬

‫يعادل سعر معدات المحطة الكهرومائية الصغيرة ما يزيد على )‪ (%33‬وأحيانا يصل حتى )‪ (%60‬من‬
‫سعر كامل التسليح التكنومائي أو كامل المحطة ‪.‬وهنا نميز بين المحطات التي تحتاج إلى سدود صغيرة الحجصصم‬
‫وبارتفاعات واطئة وبين الوحدات الصغيرة الصتي ل تحتصاج أصصل إلصى سصدود ومعصروف أن سصعر المعصدات فصي‬
‫المحطة الكهرومائية الكبيرة يصل إلى )‪ (%15‬فقط بينما تصصصل تكصصاليف مونتصصاج البنصصاء بقطاعصصاته فيهصصا إلصصى )‬
‫‪ (%80‬يقابله )‪%(60-40‬في المحطات الصغيرة ‪.‬‬
‫باستخدام المواصفات القياسية الموحدة تقلل تكاليف المعدات في المحطات الصغيرة بنسبة )‪%(30-10‬‬
‫من قيمتها وتخفض التكاليف الجماليصة أيضصصا بنسصبة )‪ %(50-30‬ويتصصم تحسصين القيصم التقنيصة _ القتصصادية‬
‫للوحصصدات الكهرومائيصة الصصصغيرة بالحسصصاب والتخطيصط الصصدقيق للسصتخدام المتعصدد الجصوانب للمجصصاري المائيصصة‬
‫والروبارات والتدفق المائي فيها ‪ ...‬إضافة إلى توزيصصع التكصصاليف بجصصدوى اقتصصصادية وعلصصى مختلصصف القطاعصصات‬
‫القتصادية في المشروع من تغذية مياه شرب ‪ ،‬ري ‪ ،‬اقتصاد ثروات سصمكية ‪ .‬وتتقلصصص التكصصاليف مصع اختيصصار‬
‫المواقع المناسبة ذات الضغط المائي العلى والتدفق الكبر والسرع ‪.‬‬
‫مع تجهيز الوحدات الكهرومائية الصغيرة )‪ (Small-Mini-Micro‬الكهربصصاء كبصصديل للوحصصدات الديزليصصة‬
‫والعاملة على البنزين لنارة الدور السكنية وأنظمة التصالت بسعات اقل من )‪(10‬كيلصصوواط أو كهربصصة القصصرى‬
‫والمنشآت العسكرية وأحيانا ضواحي المدن بسعات تصل إلصصى )‪ (0.5‬ميكصصاواط… وفصصي العصصوام المتصصأخرة مصصع‬
‫ثبات المواصفات القياسية الموحدة لهذه الوحدات‪ ،‬وانخفاض التكاليف الرأسمالية لنتاجها ونصبها ‪ ...‬ظهرت‬
‫إمكانيات النتاج التجاري للوحدات الكهرومائية الصغيرة لقتصاديتها فصصي الراضصصي البعيصصدة والجبصصال والقصصرى‬
‫والرياف ‪ .‬وهي مولدات كفوءة ول تتطلب العمالة الواسعة بل فقصط لغصراض المراقبصة والصصيانة ‪ .‬وتسصتخدم‬
‫هذه الوحدات في حالت الفتقار إلى مصدر آخر للكهرباء أو الزمات وحتى احتياطي )‪ (Stand By‬واكتسبت‬
‫التعقيد التقني بحكم التصميم المنفصصرد والبنصصاء الخصصاص أل إن التعقيصصد هصصذا يجصصري تصصذليله مصصع النتصصاج التجصصاري‬
‫الواسع ‪.‬‬
‫في كردستان العراق وفي العقد التسعيني من القصرن المنصصصرم بصذلت السصصلطات القليميصة والمنظمصات غيصر‬
‫الحكومية وهيئات المم المتحدة والهالي الجهد لنصب بعض هصصذه الوحصصدات مصن إنتصصاج محلصي أو إيرادهصصا مصن‬
‫الخارج ‪ .‬وكانت مادة موضوع لقاءات عدة بين المسؤولين في السلطات القليمية وممثلي المم المتحدة ‪...‬‬
‫ويبدو إن توفر المياه المتدفقة في إقليم جبال كردستان كان المحفز للجهات ذات العلقصة لتنصصاول هصصذا‬
‫الموضوع بجدية وخاصة إن آلف القرى الكردستانية تفتقر إلى الكهرباء وقد أقيمت أصل حول العيون وعلى‬
‫ضفاف الروبارات ‪ .‬كما إن أزمة الكهرباء عجلت من التفكيصصر فصصي هصصذا المنحصصى ‪...‬وعمومصصا افتقصصرت المشصصاريع‬
‫الكهرومائية الصغيرة الكردستانية إلى الخبرة العلمية وكانت تجريبية رغم ثمارها اليجابية أحيانا ‪.‬‬
‫إن تصميم المعدات الكهرومائية الصغيرة بالخبرة الغربية يعني ايرادها بتكاليف غير قليلة نسبيا ‪ .‬اما‬
‫النتاج الوطني التجاري لها ) التجميع _ ‪ (Assembling‬فهو المفضل اليوم مع توسيع وازدياد الحاجة لها !‬
‫[ تجارب كهرومائية صغيرة في كردستان العراق ]‬

‫نمطية المشروع الكهرومائي الصغير‬ ‫اسم المنطقة والقرية‬


‫مولد ديزلي سعة ‪ 12‬كيلو واط نزعت توربينيته وركبت محلها‬ ‫قرداغ‬
‫توربينة مائية ليجري تزويد ‪ 40‬دار بالكهرباء اعتمادا على النبع )‬
‫العين _ الكاني ( في القرية ولغراض النارة فقط‪.‬‬
‫مولدات كهرومائية سعة الواحد ‪ 800‬كيلوواط كانت متروكة في‬ ‫احمد آوه‬
‫مخازن سد ومحطة دربنديخان‬
‫انشاء سد صغير ونصب مولد بكلفة ‪ 22‬الف دولر يوفر الكهرباء‬ ‫قضاء جومان‬
‫الى قريتين في منطقة بالك‪.‬‬
‫مشاريع كهرومائية صغيرة عبر بناء السدود وخزن المياه ونصب‬ ‫ناوبردان ‪ ،‬زيوه ‪ ،‬وه رتي ‪… ،‬في راوندوز‬
‫التوربينات صغيرة الحجم‬
‫انشاء سدود الحماية من الفيضانات وتوليد الكهرباء‬ ‫كولوس ‪،‬جقجق‬

‫يمكن الحصول عادة على قدرات ما بين )‪ (10‬و )‪ (250‬كيلوواط في الروبارات التي يتراوح تصريفها ما‬
‫بين )‪ ( 100 -5‬لتر في الثانية وكذلك في التيارات المائية التي يتراوح تدفقها المائي مصا بيصن )‪ (50 -5‬مصتر‬
‫مكعب في الثانية وأطوال ما بين )‪ (100 -10‬كيلومتر ويمكن نصب وحدات تبلغ سعاتها )‪ (5‬كيلوواط فقط في‬
‫تيصصار مصصائي سصصرعته )‪ (3_1,2‬مصصتر فصصي الثانيصصة والمهصصم أن نعرفصصه إن الوحصصدات الكهرومائيصصة ل توافقيصصة )‬
‫‪ (Asynchronous‬يمكن استخدامها أحيانا مولدات تعمل بطاقة الرياح‪.‬‬

‫[ تصنيف المم المتحدة للمشاريع الكهرومائية الصغيرة ]‬


‫السعة )‪(Capacity‬‬ ‫الصنف‬
‫اقل من ‪ 100‬كيلو واط‬ ‫المايكرو‬
‫‪ 1000 – 100‬كيلو واط‬ ‫الميني‬
‫‪ 10 _1‬ميكاواط وحسب مصادر أخرى ‪ 15 – 5‬ميكاواط‬ ‫الصغير الحجم‬

‫[ حاجة الريف إلى القدرات الكهرومائية الصغيرة ]‬

‫الطلب الريفي ‪ /‬كيلوواط‬ ‫منشأ الطلب الريفي‬


‫‪50‬‬ ‫قرية تضم )‪ (500-200‬نسمة مع مدرسة واحدة‬
‫‪100‬‬ ‫قرية فيها ‪ 500‬نسمة مع مدرسة ومركز صحي واحد‬
‫‪200‬‬ ‫معمل او مصنع نهارا ‪ ،‬وقرية واحدة لغراض النارة ليل‬
‫‪1000‬‬ ‫معمل سكر بمعدل ‪ 30‬الف طن في السنة‬
‫‪10000‬‬ ‫الري اللي في الزراعة لمساحة ‪ 4000‬هكتار‬

‫يستخدم التوليد الكهرومائي الصغير في أعمال الري اللصصي الريفيصصة وتشصصغيل المضصخات فصي الملكيصصات الزراعيصصة‬
‫وأعمال البستنة وهو ينسجم مع الطبيعة الكردستانية التي تتميز بخصوصية تنصصوع النتصصاج الزراعصصي وتبعصصثر القصصرى‬
‫والتباين الحاد في مساحات الملكية وبوعورة جبالهصصا‪ .‬وفصصي كردسصصتان تتصوافر العيصصون والينصصابيع والشصصللت والبصصار‬
‫السطحية والرتوازية والدوالج )الكهاريز( والمياه الجوفية الضحلة والمطمصصورة والشصصللت والروبصصارات ‪ .‬وعليصصه‬
‫تتوقف استراتيجية تطور النهر الصغيرة والمحطات الكهرومائية الصصصغيرة علصصى الصصدور الصصذي تلعبصصه هصصذه النهيصصرات‬
‫والمحطات في تخطيط الشبكة وآفاق التطور الستثماري فصي هصذا المضصمار والتبعيصات القانونيصة والدسصتورية حيصث‬
‫يواجه المهندسون وخبراء الكهرباء هنا اسصصاليب البحصصث العلمصصي اللزمصصة لتصصصميم التوربينصصات الصصصغيرة والمولصصدات‬
‫المرفقة بها مع معدات التحكم التابعة ‪ ،‬ويواجهصون ايضصا سصصبل حمايصة هصصذه الوحصدات مصصن الحصوادث المحتملصة علصى‬
‫ضصفاف النهصصر وكصصذلك تصصوفير معصصدات للتحكصصم والتمتصصة مناسصصبة وابتكصصار الحلصصول الضصرورية لتقليصصل تكصصاليف نصصبها‬
‫وتشغيلها ‪.‬‬
‫ان الستخدام المثل لمصادر الطاقة المائية اليوم يتطلب الستخدام المتكامل للموارد المائية عبر بنصصاء منظومصصات‬
‫طاقصصة انتاجيصصة متعصصددة الغصصراض قائمصصة علصصى اسصصاس مجموعصصة المحطصصات الكهرومائيصصة المتكاملصصة ضصصمن الحصصوض‬
‫النهري ‪ ..‬وعليه يخضع بناء ونصب الوحصصدات الكهرومائيصصة الصصصغيرة علصصى النهيصصرات والشصصللت والعيصصون لفيصصض‬
‫التدفق المائي والرتفاع المائي ضمن خطط منهاجية علمية موحدة تاخذ مصلحة الريف العراقي فصصي المقدمصصة ‪ ،‬ول‬
‫تشكل الوحدات المايكرو مائية عبئا على هذه الخطط بل حافزا لها ‪ .‬ويمكن استيراد مجاميع الوحصصدات المايكرومائيصصة‬
‫بمواصفات موحدة بالتنسيق مع المم المتحدة وبما يتناسب وحاجة السوق الوطنية العراقية ‪.‬‬
‫الطاقة الشمسية *** ‪:‬‬
‫يمر خط الستواء وسط العراق الذي يتمتصصع بالشصصمس فصصي معظصصم فصصصول السصصنة ‪ .‬وقلصصص الجفصصاف الصصذي يسصصود‬
‫الشرق الوسط من فترات سقوط المطار والثلوج وتلبد السماء بالغيوم ‪ .‬ويبلغ نصيب العراق من الطاقصصة الشمسصصية‬
‫ما يعادل )‪ (25‬مليار برميل نفط سنويا تحصل كردستان العراق منها مال يقل عن ‪ .%15‬وعليه مناخ العراق حصة‬
‫متواضعة من الموازنصصة الشصصعاعية علصصى سصصطح الرض ‪ ،‬أي الفصصرق بيصصن الجصصزء الممتصصص مصصن قبصصل الغلف الجصصوي‬
‫والرض من الشعة الشمسية الساقطة التي تسخن الرض !… بين هذا الجزء وبين الشعاعات تحت الحمراء التي‬
‫ترسلها الرض والغلف الجوي باتجاه الفضاء ليفضصي ذلصك إلصى تبريصد الرض ‪ .‬أنهصا معادلصة مفهومصة يحتصل منصاخ‬
‫العصراق حيصزه المتواضصصع فيهصا‪ .‬وعنصد دراسصة الخصصائص الشصصعاعية – الحراريصصة فصي العصراق يجصري التطصرق إلصى‬
‫الخصائص الشعاعية عبر تباين زوايا السقوط ‪ ،‬وطصصول فصصترة الشصصعاع ‪ ،‬وطصصول فصترة السصصطوع ‪ ،‬ومقصصدار الشصصعاع‬
‫الشمسي ‪ .‬وعادة تؤخذ بالحسبان معدلت كميصصة المطصصار السصصاقطة وعصصدد اليصصام المطيصصرة والغائمصصة ومعصصدلت درجصصة‬
‫الحرارة العظمى والصغرى والمديات على ارتفاعات متباينة‪ .‬ويتمتصع العصراق بمصصدى حصصراري يصومي وسصنوي واسصع‬
‫لوقوعه في النطاقات المعتدلة )‪ . (Temperate Zones‬وبروز ظاهرة الفصول الربعة وظاهرة المطار الفصلية‪.‬‬
‫إن التكصصاليف السصصتثمارية لنتصصاج المولصصدات الشمسصصية مصصن مرايصصا عاكسصصة ومرايصصا مقعصصرة وخليصصا كهروضصصوئية‬
‫والوحدات المدمجة الشمسية – الحفورية تعتبر العلى بين كل أصناف التوليد الخرى‪ .‬وهنصصا تصصدخل عوامصصل أخصصرى‬
‫أيضا منها مسصصاحة الرض الصصتي تشصصغلها معصصدات التوليصصد ‪ ،‬المواقصصع الجغرافيصصة المناسصصبة الصصتي تتميصصز بشصصدة سصصطوع‬
‫الشمس ‪ ،‬العوامل اليكولوجية الخرى ‪ .‬وتشغل بعض البراج الشمسية مساحة تفصصوق كيلومصترا مربعصا لتضصم آلف‬
‫المرايا في اصطفافات منظمة لنتاج مئات الميكاواط من الكهرباء ‪ .‬ان بعض البطاريصات السصصليكونية الضصوئية تحتصصل‬
‫مساحة )‪ (20‬مترا مربعا للبطارية الواحدة ‪.‬‬
‫الميل نحو انخفاض التكاليف للوحدة الكهربائية‬

‫العوام‪،‬والكلفة ‪ -‬دولر‪ /‬كيلو واط ساعة‬ ‫التكنولوجيات‬


‫‪2025‬‬ ‫‪2000‬‬ ‫‪1988‬‬ ‫‪1980‬‬
‫‪0.04‬‬ ‫‪0.1‬‬ ‫‪0.3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الخليا الكهروضوئية‬
‫‪0.06‬‬ ‫‪0.08‬‬ ‫‪0.25‬‬ ‫التوليد الشمسي‪ -‬الحفوري‬
‫‪0.05‬‬ ‫‪0.08‬‬ ‫‪0.16‬‬ ‫‪0.85‬‬ ‫المرايا المقعرة‬
‫‪0.03‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫‪0.08‬‬ ‫‪0.32‬‬ ‫الرياح‬

‫الراضي تحت الطلب مع التباين التوليدي‬

‫مساحة الرض‪-‬متر مربع ‪ /‬جيكاواط ساعة‬ ‫التكنولوجيات‬


‫‪3561‬‬ ‫شمسية‬
‫‪3237‬‬ ‫خليا كهروضوئية‬
‫‪1335‬‬ ‫رياح‬

‫الشيء الجديد البارز في التوليد الشمسي هو الدماج التكنولوجي لتوليد الطاقة الشمسية مع وحصصدات حراريصصة –‬
‫غازية كالغليات والتوربينات في محطات يطلق عليها المحطات المدمجة الشمسية ‪ -‬الحفورية‪ -Hybrid -‬لغرض‬
‫خفض تكلفة النتاج إلى النصف تقريبا ‪ .‬ويسهم اسصتخدام الكومصبيوتر فصي التحكصم بزوايصا عكصصس المرايصا عصصن بعصصد ‪-‬‬
‫‪ -Remote‬ولدارة المسابر)‪ (Sensors‬وتحسين كفاءة التشغيل ‪ .‬أما الضغط الواطىء فيولد وحدات فوتوفولتائية‬
‫بسيطة ‪ .‬ولتحسين كفاءة التوليصصد الشمسصصي يجصصري رفصصع نوعيصصة خصصصائص صصفائح المتصصصاص والصصصفائح العاكسصصة‬
‫وآليصصات خصصزن ونقصصل الشصصعة الشمسصصية والتسصصخين بصصالفران الحراريصصة ‪ ...‬مصصن جهصصة أخصصرى تسصصتخدم المصصصفوفات‬
‫)الفوتوفولتائية( ذات الضغط المنخفض اليوم في مهام عدة منها النارة وتسخين المياه والطبخ وتجفيصصف الحبصصوب ‪.‬‬
‫كما يدخل التصميم الشمسي في السكان الحديث لتقليص التبذير بالكهرباء‪.‬‬
‫يسبب ارتفاع درجة الحرارة )‪ (5‬درجات مئوية فوق المعدل العتيادي ارتفصصاع فصصي الحمصصل الكهربصصائي ‪ .‬ويجصصري‬
‫موازنصصة هصصذا الحمصصل بالتوليصصد الشمسصصي ‪ .‬وتسصصتخدم هصصذه الطاقصصة فصصي الصصصناعات الغذائيصصة والكيميائيصصة وفصصي إنتصصاج‬
‫الهيدروجين ‪ .‬وتخزن الطاقة الشمسية في سيقان بعض النباتات مثل ) عباد الشمس( ويعتصبر توسصيع إقامصصة مصزارع‬
‫عباد الشمس ثروة اقتصادية ‪ .‬ومن المفيصصد هنصصا الشصصارة إلصصى الهتمصصام المطلصصوب بصصالبيوت الزجاجيصصة الصصصطناعية )‬
‫‪ (Green Houses‬والتكنيك الروائي)‪.(Horticultural‬‬
‫الطاقة الشمسية الصافية‪ -Net -‬نظيفة غير ملوثة‪ .‬ول تمتلك المولدات الشمسية الجزاء الصصدوارة او المتحركصصة ‪،‬‬
‫وهذا ما يميزها عن التوليد التقليدي ‪ .‬وتولد الشمس طاقة الرياح )‪ (Wind‬وهي طاقة غير مستقرة ومبعثرة ‪.‬‬

‫الرياح ‪:‬‬

‫تمتلك الرياح تأثيرا اقل في ميادين اضطراب المنظومة اليكولوجية والتأثيرات المرئية والضوضاء والمخصصاطر‬
‫أثناء العمل‪ .‬وهصي ارخصص مصن الصديزل ! ونافعصة للصبيئة ‪،‬إل إنهصصا معاديصة للطيصصور فتقتلهصصا !‪ ...‬إنهصا سصريعة النصصصب‬
‫والتشييد وتتحمل معصداتها العواصصف والغبصار والرطوبصة ‪ ،‬ويصصل قطصر بعصض الطصواحين الهوائيصة إلصى )‪ (60‬مصترا‬
‫للحصول على سعة )‪ (1.5‬ميكاواط‪ .‬وفي عام ‪ 1990‬فقط تواجد )‪ (20‬ألف مولد هصصوائي )تصصوربين( أنتجصصت )‪(2200‬‬
‫ميكاواط في العالم أي )‪ (1/4‬السعة المؤسسة الكلية للعراق في ذلك العام‪.‬‬
‫يؤدي توزيع الضغط الجوي إلى وجود نظام خصصاص للريصصاح وهصصو ثصصابت تقريبصصا ويتعصصرض للتغييصصر تبعصصا لتغيصصرات‬
‫الضغط الجوي ودرجات الحرارة‪ .‬وتقسم الرياح في العراق إلى دائمية وموسمية ومحلية ونسيم يومي‪ .‬ويؤثر تباين‬
‫درجات الحرارة زمانيصا ومكانيصا فصي العصراق علصى توزيصع نطاقصات الضصغط الجصوي وبالتصالي نظصم الريصاح وسصرعتها‬
‫ونوعيتها واتجاهاتها ‪ .‬وكما يؤكد الستاذ رايت ) ‪ (E. H. Wright‬إن درجة الحرارة تنخفض بمعدل )‪ (6.7‬درجة‬
‫مئوية لكل كيلومتر من ارتفاع سطح الرض‪ .‬وعموما يتصف العراق بالقارية والتطرف الحراري فصصي الصصصيف‪ .‬كمصصا‬
‫تتأثر اتجاهات وسرعة الرياح في العراق بالعاصير المتوسطية )‪ (Cyclones‬والتباين في توزيع نطاقصصات الضصصغط‬
‫الجوي والمنخفضات الجوية ‪ .‬ويزداد التجمع الحراري أي ميل الميزان الحصصراري إلصصى اكتسصصاب الحصصرارة ل فقصصدانها‬
‫كلما اتجهنا جنوبا وفي جميع اشهر السنة‪.‬‬
‫تتناسب قوة وطاقة الرياح مع الس الثالث لسرعتها ‪ .‬لكن التوربينصصات الهوائيصصة الصصصغيرة تمتلصصك كفصصاءة جيصصدة‬
‫لنتاج قوة )‪ (100‬كيلوواط ‪ ،‬بينما محطصصات التوربينصصات الهوائيصصة الكصصبيرة ل زالصصت مكلفصصة وغيصصر تجاريصصة ‪ .‬وعمومصصا‬
‫وفرت طاقة الرياح عام ‪ ، 1991‬من انبعاث )‪ (3‬مليار رطل من غاز ثاني اوكسيد الكاربون وولدت مصصا يعصصادل )‪(4.8‬‬
‫مليون برميل من النفط في أرجاء المعمورة‪.‬‬
‫تولد مولدات الرياح الكبيرة ذات الرتفاع )‪ (150‬مصصترا فصصوق سصصطح الرض قرابصصة )‪ (7‬ميكصصاواط سصصاعة وتكفصصي‬
‫أكثر من )‪ (10‬آلف مستهلك منزلي ‪ .‬أما مولدات الرياح الصغيرة فتنتج )‪ (800‬واط‪/‬قدم أي حصصوالي )‪ (4‬أمصبير لكصصل‬
‫مستهلك ‪.‬‬

‫مواصفات ومقاييس مولدات الرياح‬


‫التسلسل‬

‫قطر الزعانف متر‬ ‫سرعة الدوران‬ ‫الطاقة‬ ‫الرتفاع‬ ‫مولدات‬


‫دورة‪/‬دقيقة‬ ‫كيلوواط ساعة‬ ‫متر‬ ‫الرياح‬

‫‪11.5‬‬ ‫‪500‬‬ ‫‪20‬‬ ‫الصغيرة‬ ‫‪1‬‬


‫‪500-1000‬‬ ‫‪30‬‬ ‫المتوسطة‬ ‫‪2‬‬
‫‪80‬‬ ‫‪120‬‬ ‫اكبر من ‪1000‬‬ ‫‪77‬‬ ‫الكبيرة‬ ‫‪3‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪7000‬‬ ‫‪150‬‬

‫عموما تفوق معدلت الطاقة التي تصل إلى الرض من الشمس )‪ (1.3‬كيلوواط ‪ /‬متر مربع تختزل إلى ‪%75‬‬
‫‪.‬بسبب النعكاس على سطح الرض ‪.‬‬
‫البايوغازيات – المخلفات العضوية ‪:‬‬
‫تستخدم المخلفات العضوية في توفير الحرارة للتدفئة وتوفير البايوغاز للطبخ والتدفئة والنارة وتسخين الميصصاه‬
‫والتكييف ‪ ...‬أي الكهربة! وتحويل المخلفات العضوية إلى غاز أسهل من تحويل الوقود الصلب كصالفحم وأكصثر فصائدة‬
‫أثناء عملية الحرق ! ولم تصبح التصفية التقنية لهذا الغاز مؤثرة إل في العوام المتأخرة مع التحسن التكنولصصوجي‪.‬‬
‫وتشمل هذه المخلفات النفايات الزراعية والنباتيصصة ومنتجصصات البسصصاتين والغابصصات كالشصصجار المقطوعصصة والمكسصصورة‬
‫والتالفة واليابسة والمصابة والنفايات الحيوانية ‪..‬وحتى فضلت القمامة! وجميعها تعالج أوليا في التصفية والتنقية‬
‫وتحول إلى وقود تحت الضغط بالتسخين والحرق ) وبدون الوكسجين( للحصول على غصصاز الميثصصان ) ‪،(CH4‬‬
‫وبالتخمير الكحولي لنتاج الميثانول واليثانول أو ما يطلق عليها ) كحول الخشب(‪ ...‬وتسصصتخدم أيضصصا هنصصا الكسصصدة‬
‫الجزئية وعمليات كيماوية متطورة‪ ...‬ينتج عن ذلك مواد مثل الكيتون ‪ ،‬التربنصتين ‪ ،‬الكحصول وإنتصاج الهيصدروجين‪...‬‬
‫وهذا الخليصط )‪ (Mixture‬يوظصف لستحصصال الحصصرارة والطاقصة ‪ ..‬وفصي الوحصدات البايوغازيصة يحمصصل السصماد مصن‬
‫النيتروجين مرتين بقدر ما تحويه الراضي الزراعية الخصبة!!‪.‬‬
‫ومثلما ذكرنا عند الحديث عن الطاقة الشمسية فان خزن الشعة الشمسية وتوفير المخلفات العضوية يتم معا عصصبر‬
‫ما نطلق عليه ‪ -‬مزارع الطاقصة‪ -‬وهصصي حقصول عبصصاد الشصصمس وقصصب السصصكر وسصيقان الصصذرة والنباتصات الصصطناعية‬
‫والتشجير والبستنة الصطناعية ‪ ...‬هذه المصزارع يمكصن ان تتحصول إلصى غصاز الميثصان وكحصول الخشصب ‪ .‬إنهصا ثصروة‬
‫اقتصادية‪.‬‬
‫تغطي الغابات الطبيعية مساحة ‪ %65‬من مجموع مساحة إقليم كردستان العراق وبالتحديصصد ‪ 17800‬كصصم ‪ 2‬بيصصن‬
‫خطي الكنتور )‪ (200 -500‬متر فوق مستوى سطح البحصصر‪ .‬وتتواجصصد الحصصراش علصصى ضصصفاف النهيصصرات بمسصصاحات‬
‫تصل إلى ‪ 200‬كم ‪ . 2‬وتعلوهصصا منطقصصة المراعصصي الطبيعيصصة بمسصصاحة حصصوالي )‪ (2.5‬ألصصف كيلومصصتر مربصصع بيصصن خطصصي‬
‫الكنتور )‪ (3500 -2000‬متر فوق مستوى سطح البحر‪ .‬وكثافصصة الغابصصات عاليصصة علصصى السصصفوح الغربيصصة والجنوبيصصة‬
‫الغربية واقل كثافصة علصى السصفوح الشصمالية الشصرقية الصتي تقصع فصي ظصل المطصر ‪ .‬ومصن أهصم أنصواع أشصجار الغابصات‬
‫) البلوط‪ ،‬العفصصص‪،‬الصصدردار( وهصصي تكصصون ‪ %85‬مصصن الشصصجار ‪ .‬وكصصذلك أشصصجار العرعصصر وحبصصة الخضصصراء والسصصماق‬
‫والسفندان والزعرور والكمثرى البري والصنوبر والصفصاف والجنار‪ .‬عموما الغابات البلوطية والصنوبرية يمكن‬
‫تحويلها إلى غابات اقتصادية لنتاج الخشب الثمين الصالح لصنع الصصورق والشصصخاط وأعمصصال البنصصاء وإنتصصاج أخشصصاب‬
‫الوقود والفحم وبناء البيوت ‪...‬لكنها ل تصلح لنتاج اللواح الخشبية المستعملة في الثاث‪ .‬واحتلت تجارة الخشاب‬
‫في اقتصاديات كردستان العراق مع إيران المرتبة الولصصى بنسصصبة ‪ %58.85‬مصصن الحجصصم الكلصصي للتجصصارة عصصام ‪1998‬‬
‫وهو تراجع عن نسبة ‪ %78.88‬عن عام ‪ . 1997‬وانخفضت كمية الخشاب المصدرة إلصصى النصصصف أي مصصن )‪(300‬‬
‫ألف طن إلى )‪ (150‬ألف طن ‪ .‬وطابع التجارة هنا غير رسمي حيث تتأثر بعدم السصصتقرارية فصصي المنصصاطق الحدوديصصة‬
‫ومخاطر الطرق التجارية ) طرق المواصلت التجارية( وتذبذب قيمة العملتين الوطنيتين في العراق وإيران‪.‬‬
‫تتوزع المساحات الخضراء داخل المدن بنسب متفاوتة ‪ .‬وفي مدينة اربيل مثل تبلغ حصة الفرد الواحصصد منهصصا ‪0.8‬‬
‫متر مربع بينما تصل عادة في الدول المتقدمة إلى ‪ 100‬متر مربع‪.‬‬
‫في كردستان العراق تتوزع نباتات عباد الشمس والسمسم والبنجر السصصكري‪ ،‬وهصصي مصصن المحاصصصيل الزيتيصصة ‪ ،‬فصصي‬
‫صناعات الزيوت النباتية وتوليد الطاقة وإنتاج سكر البنجر ‪ ،‬وفي عام ‪ 1976‬بدأ مصنع سكر البنجر في السصصليمانية‬
‫بالنتاج وتوقف عن العمل عام ‪ .1987‬وفي عام ‪ 1989‬بلغت معصصدلت محصصصول عبصصاد الشصصمس فصصي إقليصصم كردسصصتان‬
‫العراق كالتي‪:‬‬

‫جدول توزيع المعدلت الكردستانية لمحصول عباد الشمس‬

‫الغلة)كغم‪/‬دونم(‬ ‫النتاج‪/‬طن‬ ‫المساحة المزروعة‪/‬‬ ‫المحافظة‬


‫دونم‬
‫‪175‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪308‬‬ ‫دهوك‬
‫‪178‬‬ ‫‪4894‬‬ ‫‪27468‬‬ ‫سليمانية‬
‫‪164‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪189‬‬ ‫اربيل‬
‫‪271‬‬ ‫‪4093‬‬ ‫‪15128‬‬ ‫كركوك‬
‫وبلغت المساحة المخصصة لزراعة السمسم عام ‪1989‬في اربيل وحدها ‪ 189‬دونم ‪ .‬وبلغ النتاج ‪ 28‬طن والغلصصة‬
‫حوالي ‪ 150‬كغم‪ /‬دونم‪ .‬وهذه الحصيلة اقل من إنتاجية محافظة نينوى ومحافظة ديالى عام ‪.1977‬‬

‫جدول يبين توزيع المساحات المخصصة لزراعة السمسم في كردستان ونينوى‬

‫النتاج‪-‬طن‬ ‫المساحة المزروعة‪-‬دونم‬ ‫السنة‬ ‫المحافظة‬


‫‪28‬‬ ‫‪189‬‬ ‫‪1989‬‬ ‫اربيل‬
‫‪98‬‬ ‫‪692‬‬ ‫‪1977‬‬ ‫نينوى‬
‫‪/‬‬ ‫‪13532‬‬ ‫‪1977‬‬ ‫ديالى‬

‫ضخ العراق عام ‪ (490000) 1991‬طن متري من غاز الميثان ‪(%50) .‬من هذه الكمية بسبب احتراق الوقود‬
‫الصصلب فقصط ‪ .‬هصذه العمليصة كصانت عفويصة – عرضصية وهصي خسصارة اقتصاديصصة محسصوبة … مصن هنصا تصبرز أهميصة‬
‫التشريعات الوطنية لتنظيم قطع الخشاب وغرس شتلت الغابات لسيما أشجار السندار‪ ،‬اليوكالبتوس‪ ،‬الكازورينا‪،‬‬
‫الكنير‪ ) ..‬الغابات الصطناعية(‪..‬‬
‫يعبأ البايوغاز اسطوانيا تحت ضغط يصصصل إلصصى )‪ (200‬كغصصم ‪ /‬سصصنتمتر مربصصع‪ ،‬ويسصصتخدم هصصذا الوقصصود فصصي تشصصغيل‬
‫المكائن ومولدات الكهرباء ذات الحتراق الداخلي ‪ ،‬والفران ‪ ،‬والغليات وبذلك يجري توفير آلف الطنان من النفط‬
‫المكافىء سنويا ‪ .‬وتسصتخدم التكنولوجيصصا الحديثصة فصصي بنصصاء الوحصصدات المدمجصصة البايوغازيصصة‪ -‬الغازيصصة )‪BIG/CC-‬‬
‫‪ (Biomass Int.Gasifiers COM. Cycle‬وهي وحدات يخلط فيها الغاز الطبيعي والبايوغاز لتقليل التكاليف‬
‫الستثمارية ورفع الكفاءة الثرموديناميكية وخفض نسب تلوث الهواء ‪ .‬وبنفس الطريقة تبنصصي الوحصصدات الديزليصصة –‬
‫البايوغازية … عموما تحتاج هذه المشاريع إلى رأسمال مكثف نسبيا ‪.‬‬
‫الوحدات البايوغازية البسيطة المنزلية الريفية ذات سعات محدودة وتستخدم فصصي التصصدفئة والنصصارة ‪ ...‬وعمومصصا‬
‫يستخدم التوليد البايوغصصازي الحصصديث الصصدوائر الميكروالكترونيصصة والحواسصصيب للتحكصصم عصصن بعصصد ! و يعتصصبر البايوغصصاز‬
‫نظيفا‪ ،‬رخيصا‪ ،‬موثوقا‪ ،‬ويوفر فرص عمل مناسبة للهالي والفلحين !‪.‬‬
‫يستهلك الريف العراقي )‪ (5.5‬مرة بقدر المدينة من الخشصصب ‪ ،‬وهصصذا يتطلصصب دراسصصة مستفيضصصة إذا أخصصذنا بنظصصر‬
‫العتبار إن المعدل السنوي لصافي تجارة الخشب يميل نحو الهبوط مع تدني مستويات النتاج الزراعصصي والحيصصواني‬
‫واضطراب المنظومة اليكولوجية بسبب دمار المساحات الخضراء وارتفاع نسصصب انبعصصاث الغصصازات – غصصازات الصصبيت‬
‫الخضر‪ .....‬وهي تشكل )‪ (%40‬من إجمالي الغازات‪.‬‬
‫يوفر الطن الواحد من الورق المصنوع من ورق مدور ) أي الورق المستهلك الذي يعاد تصنيعه واسصصتخراجه( ‪..‬‬
‫)‪(4‬متر مكعب من الخشب و )‪ (900‬متر مكعب من الماء ‪ ..‬ويقلل استهلك الطاقة الكهربائية إلصصى النصصصف ! أي انصصه‬
‫ارخص من الورق المنتصصج فصصي مصصصانع الصصورق باسصصتخدام الخامصصات إذا مصصا حسصصبنا كصصل التكصصاليف الجماليصصة مصن جنصصي‬
‫المحاصيل الزراعية وقطع الخشاب ‪ ...‬وفي غضون ذلك يقل تلوث الجو والماء عدة مرات ‪.‬‬
‫ان تجمصصع القمامصصة الصصصلبة علصصى هيئة أكصصوام جصصوار المصصدن يسصصبب الضصصرار الجمصصة بالصصصحة العامصصة ‪ ،‬وهصصي موقصصع‬
‫للحشرات والفئران وتسبب تلويث المياه ‪.‬اما إحراقها فيعني التلوث الهوائي ‪ .‬وهي تضم الفضلت المنزليصصة الصصصلبة‬
‫وخاصة الزجاجيات والورق والعلب والواني البلستيكية والخصصرق ومصصا نطلصصق عليصصه النفايصصات البلديصصة وهصصي نفايصصات‬
‫ليست قابلة للفناء ! نسبيا ‪ .‬أل إن إعادة التدوير هصصي النجصح فعاليصصة لهصا عصبر الفصصصل والصصهر والتصصفية والتنقيصة‬
‫وإعادة الصب وتعتبر من اقتصصصاديات السصصتخدام المثصصل للمصصوارد‪...‬وتسصتخدم الفضصصلت البلديصصة كوقصصود ‪ .‬فالمحطصصات‬
‫البلدية تستعيد المواد القيمية كالورق واللمنيوم والحديد والزجاج وتحول المتبقصصي إلصصى وقصصود قابصصل للحصصتراق ‪ .‬أمصصا‬
‫عملية الهضم البكتيري اللهوائي فيولد غاز الميثصصان ‪ -CH4-‬وهصصو بصصدوره يسصصتخدم فصصي عمليصصات التسصصخين وإنتصصاج‬
‫الكهرباء والعمليات الصناعية‪.‬‬
‫ينتج الطن الواحد من النفايات البلديصة أكصثر مصن )‪ (15‬ألصف قصدم مكعصب مصن الغصاز الصصناعي و)‪ (135‬غصالون مصن‬
‫الكحولت و )‪ (25‬باوند من كبريتات اللمنيوم و)‪ (2‬غالون من الزيت الخفيف و)‪ (5‬باوند من القار و )‪ (230‬باونصصد‬
‫من البقايا المتفحمة‪.‬‬
‫إن الستثمار الطاقي لكتلة المادة العضوية يتم بشكل مباشر عن طريق عمليات الحرق في محطات حرق خاصة‬
‫أو بشكل غير مباشر عن طريق تحويل المادة العضوية إلى غازات‪ ،‬وبناء عليه يمكن التمييز بين الطرق المختلفة ‪:‬‬

‫ل عصصن طريصصق حصصرق‬ ‫توليصصد التيصصار الكهربصصائي عصصن طريصصق حوامصصل الطاقصصة الحيويصصة بالشصصكل الصصصلب ‪ :‬مث ًَ‬
‫الخشاب‪ .... ..‬توليد التيار الكهربائي عن طريق حوامل الطاقة الحيوية بالشكل السائل ‪ :‬يتصصم الحصصصول علصصى التيصصار‬
‫الكهربائي عن طريق عصر ومعالجة النباتصات الزيتيصة وفصق خطصوات تقنيصة مدروسصة وهصذا مصا يعصرف بإنتصاج مصواد‬
‫الحصصتراق الحيويصصة‪ ..‬إن تكصصاليف توليصصد التيصصار الكهربصصائي بهصصذا السصصلوب مصصا زالصصت مرتفعصصة جصصدًا ‪ .... .‬توليصصد التيصصار‬
‫الكهربائي عن طريق حوامل الطاقة الحيوية بالشكل الغازي ‪ :‬إن طريقة تحويل الكتلصصة العضصصوية إلصصى حوامصصل طاقيصصة‬
‫بالشكل الغازي ُتعتبر التقنية الساسية للستثمار المستقبلي للطاقة الحيوية‪ .‬يتم الحصول على التيار الكهربائي عصصن‬
‫طريق تخمير بقايا المواد العضوية )أطعمة‪ ،‬روث‪ ،‬مياه الصرف الصحي‪ ،‬مياه المعالجة الصناعية‪...‬الخ(‪.‬‬

‫تعتمد تقنية إنتاج الغاز الحيوي على تفكك وتحلل المواد العضوية إلى مكوناتها العضوية وذلصصك بواسصصطة بكتيريصصا‬
‫الميثان الخاصة وهذا ما يعرف بعملية التخمير‪ .‬هذه العملية يجب أن تتم في ظروف لهوائيصصة وعنصصد درجصصات حصصرارة‬
‫ملئمة للعمليات الحيوية التي تقوم بها البكتيريا المتواجدة في مفاعل الغاز الحيصصوي )حصصوض التخميصصر(‪ .‬بشصصكل عصصام‬
‫هنصصصصصصصصاك ثلث مجصصصصصصصصالت حراريصصصصصصصصة والصصصصصصصصتي يتصصصصصصصصم عنصصصصصصصصدها توليصصصصصصصصد الغصصصصصصصصاز الحيصصصصصصصصوي وهصصصصصصصصي‪:‬‬
‫التخمير على البارد وذلك ضمن مجال حراري بين ‪ 15‬إلى ‪ 20‬درجة مئوية‪ ،‬وفيه تكون مدة بقصصاء المصصادة العضصصوية‬
‫في المخّمر طويلة نسبيًا وكمية الناتج الغازي لكل متر مكعب من حجم المخّمر قليلة‪ .....‬التخمير على الساخن وذلصصك‬
‫ضمن مجال حراري بين ‪ 25‬إلى ‪ 40‬درجة مئوية‪ ،‬وفيه تكون مدة بقاء المادة العضوية في المخّمر متوسطة وكميصصة‬
‫الناتج الغازي لكل متر مكعب من حجم المخّمر متوسطة‪ .....‬التخمير الحار في مجال حراري بين ‪ 40‬إلصصى ‪ 65‬درجصصة‬
‫مئوية‪ ،‬وفيه تبقى المادة العضوية في المخّمر لوقت قصير وكمية الناتج الغازي لكصصل مصصتر مكعصصب مصصن حجصصم المخّمصصر‬
‫كبيرة‪ ....‬إن عملية التحلل اللهوائي والصصتي تحصصدث عصصادًة بشصصكل طصصبيعي فصصي أعمصصاق البحيصصرات والتجمعصصات المائيصصة‬
‫وأعماق التربة وفي مكبات النفايات تتم في المخّمر بمراحل متعددة‪ .‬المرحلصة الخيصرة فصي سلسصلة التفكصك العضصوي‬
‫هي غازات الميتان والتي تنتج بنسبة ‪ %55‬إلى ‪ %65‬وغصصاز ثصاني أكسصيد الكربصصون بنسصبة ‪ %35‬إلصى ‪ %45‬مصصع‬
‫نسب ضئيلة جدًا من الهيدروجين والوكسجين والنصصتروجين ونصصترات المونيصصوم وكصصذلك مصصن كبريتيصصد الهيصصدروجين )‬
‫‪ .....(H2S‬ومن أشكال منشآت توليد الغاز الحيوي‪ :‬المنشآت التي تستعمل فقط المنتجات الزراعيصصة وبقايصصا النتصصاج‬
‫الزراعي‪.....‬المنشآت التي تستخدم المنتجات الزراعية بالضافة إلى الفضلت العضوية من المنازل و المطاعم‪ .‬هصصذا‬
‫و ينبغصصي التمييصصز بيصصن المنشصصآت الريفيصصة والمنشصصآت فصصي المصصدن الكصصبيرة والصصصغيرة‪ .... .‬إن منشصصآت الغصصاز الحيصصوي‬
‫المتواجدة فصي القطصاع الزراعصي تسصتخدم روث وفضصلت حظصائرالجواميس والبقصار والعجصول والغنصام والمصاعز ‪،‬‬
‫الخنصصازير والمصصداجن كمصصادة أساسصصية‪ .‬كصصذلك هنصصاك حصصوالي ‪ %93‬مصصن المنشصصآت تعتمصصد علصصى دمصصج المصصواد العضصصوية‬
‫ل مصصن بقايصصا الحصصصاد والفضصصلت النباتيصصة‪ ،‬الخصصبز اليصصابس‪ ،‬بقايصصا الطعمصصة‪،‬‬ ‫وتخميرها‪ ،‬و من الجصصدير ذكصصره هنصصا أن ك ً‬
‫المخلفات العضوية‪ ،‬الحشائش وبقايا العلف‪ ،‬بقايا معامل الغذية‪ ،‬بقايصا الخضصار والفصواكه‪ ،‬بقايصا مصصانع اللبصان‬
‫والجبان و فضلت مصانع معالجة السكر والشوندر السكري تعتبر جميعها مواد قابلة للدمج‪ .‬ان المنشآت الصصصغيرة‬
‫والمتوسطة هي الكثر انتشارًا في القطاع الزراعي حيث تنخفض تكاليف انشصصائها مقارنصصة بصالمردود القتصصصادي‪ .‬إن‬
‫اقتصادية وتكاليف استثمار توليد الغاز الحيوي )مقاسصًة بالسصصتطاعة الكهربائيصصة أو بحجصصم المخّمصصر( تتعلصصق بعوامصصل‬
‫متعددة منها‪ :‬جودة ونوعية المادة المراد تخميرها‪ ،‬المجال الحراري المراد التخمير ضمنه ‪ ،‬درجة جفافيصصة المصصادة‬
‫العضوية ‪ ،‬مقدار الناتج الغازي )الستطاعة الكهربائية والحرارية( من المادة العضوية‪.‬‬

‫مع ازدياد الستطاعة المراد بلوغها تنخفض التكاليف وتصبح المنشأة أكثر اقتصادية‪ .‬و ما يزيد من تكاليف‬
‫المنشأة هو محاولة أتمتة عملها باضافة تجهيزات أخرى‪ ،‬وكما هو معروف أن أجهزة التحكم والقيادة و القياس‬
‫وجملة التجهيزات اللكترونية الخرى مكلفة وذات أسعار عالية‪.‬‬

‫جدليات الكهربة الريفية‬ ‫‪‬‬


‫تستلزم الكهربة الريفية الشروع بتشريع القوانين التي تسهم في فك عقدة الوضاع الجتمااقتصادية والحد من‬
‫هيمنة العقلية القبلية والعلقات شبه القطاعية والكومبرادورية من قبيل تقليص الحد العلى للملكية الزراعية ‪،‬‬
‫واشاعة التعاون الزراعي الحديث بين الفلحين ‪ ،‬وتطهير الجهاز الداري بتطعيمه بالعناصر النزيهة ‪ ،‬وإعادة‬
‫تشغيل مشاريع البنية التحتية ‪ ،‬وتوفير العمل للغالبية العظمى من العاطلين والراغبين في العمل‪ ..‬وحماية الرأسمال‬
‫وسوقه من المنافسة الجنبية… ودعم القطاع العام في حماية المجالت القتصادية الستراتيجية والتوزيع الكثر‬
‫عدل للثروة ‪ ..‬وتبني فكرة )التعددية القتصادية(‪ .‬واليقظة إزاء خطر سيطرة الجنبي على مؤسسات القطاع العام‬
‫مقابل مبادلة الديون الخارجية بأصول هذه المؤسسات‪ .‬ومعروف إن سفسطة الرأسمالية الليبرالية تتجسد في جعل‬
‫الخصخصة من مستلزمات الدمقرطة والتأسيس المدني ‪ ..‬ومن المهم الحذر بالمزج بين العرف القبلي والعشائري‬
‫وبين احدث النظريات في سيادة الدولة ومن جعل مرافقها موالية طيعة لتأمين سلمة المجموع وحريته وسعادته‬
‫كما تدعي … فقطع الماء والكهرباء والمشتقات النفطية والحصص التموينية وتجويع الناس والضغط عليهم تعمدا‬
‫إجراءا عقابيا هو درس الديمقراطية المثل والسلوب المتجدد في فهم واجبات الدولة والسلطات الكومبرادورية‬
‫وتوجيهها يستمد أصوله من التقاليد العشائرية والخذ بأسوأ ما في مظاهر الحضارة العصرية‪ .‬وهو يضعف الروح‬
‫الوطنية والقومية والثورية ويخلق الحاجة الى الحتماء المتخلف المصطنع في هذا العصر بالعشيرة‪ .‬والتنمية عند‬
‫العشائر ادارة بدوقراطية أو عشائرقراطية تحل المعضلت من زوايا تقليدية وحتى سلفية ونفعية انتقائية وتوفيقية‬
‫غير بعيدة عن الحكم الثيوقراطي وليسود الفساد ‪ -‬الوجه الثاني للقبلية‪ ... .‬والذهنية الشمولية القومانية والدينية‬
‫الطائفية تجعل الفرد في اعلى درجات العقلنية منكفيء الى عشائره وهوياته تحت الوطنية‪.‬‬

‫تقع العشائرياتية على الضد من الحداثة _ حداثة المجتمع المدني والدولة الحديثة المعاصرة ! وهي تلتقي‬
‫مع الرهاب وتتقاطع معه في اكثر من نقطة‪ ...‬ليس مع الرهاب فحسب بل مع الرجعية ‪ .‬وهي عائق في طريق‬
‫التحرر الوطني والتنمية ومصدر للضطراب السياسي المزمن واللاستقرارية ‪ .‬وتلعب القبائل والعشائر دورا سلبيا‬
‫على صعيد التنمية السياسية والدارية والحضارية وتشيع النظام البوي الذي يشدد على الطاعة والخنوع‬
‫والستسلم وتقبل الشيء دون نقاش ‪ .‬فهي نظام اوامرياتي مركزي يجمع السلطات بيد شخص واحد هو شيخ‬
‫العشيرة وبطانته ‪ .‬وهنا تصبح التنمية والعمار إدارة عشائرقراطية _ بدوقراطية او حكم العشائر تحل المعضلت‬
‫القائمة من زوايا تقليدية وحتى سلفية نفعية انتقائية توفيقية وغير بعيدة عن الحكم الثيوقراطي … وتسود هنا‬
‫المحسوبية والوساطة والرشوة والمزاجية أي الفساد ‪ ...‬وهو الوجه الثاني للعشائرياتية ‪ .‬وتنتهز الدكتاتوريات‬
‫المبادئ النبيلة السامية للعشيرة مثل الشجاعة والقدام والتكافل لستنهاض همم المشيخات العربية والكردية‬
‫والثنية الخرى لحياء العشائرياتية وبرقعتها بلبوس حضاري عصبوي لتكون سندها وظهيرها في الريف‬
‫والقصبات وحتى المدن ‪ .‬وهنا تظهر العشائر عصابات حماية وانتقام ويقودها العرابون ‪ ..‬على طريقة المافيا …‬
‫فيتجسد الرهاب وتسود العقلية التآمرية النتقامية بأسطع الصور ‪ .‬فالعشائرياتية والتعشير والعشرنة أي أحياء‬
‫العشائرية والتعويل عليها سيف يمتلك اكثر من حد محصلته الرهاب والرجعية ! ويطغي الولء العشائري في‬
‫العقلية العشائرية على الولء للهداف الستراتيجية للسلطات الوطنية ‪ .‬اما إصلحية العشائرياتية او الدور‬
‫الهامشي الصلحي لها ‪ ،‬فيندرج فقط في إطار سيناريوهات التوقع والتحدي وخاصة في البلدان الخليجية ‪ .‬وتشيع‬
‫العشائرياتية الشهوة الجامحة للستهلك والقيم والنزعات الفردية والنانية والهتمامات الضيقة والجري اللهث‬
‫وراء تحسين الدخل والعمال القتصادية غير المشروعة وخصوصا التهريب وكل قيم وأخلقيات المجتمع‬
‫الستهلكي _ الطفيلي !… ويسهم تمزق النسيج الجتماعي العام في تحفيز العروق العراقية النافرة بالشحن‬
‫والعصبية والقليمية والطائفية‪ ،‬وهي عصبية عشائرية موسعة قليل ‪ ،‬والصولية‪ . .‬ولزال العقل الطائفي يؤرخ‬
‫ويعيد كتابة التاريخ واستحضار مأزقه وفق أسس وتصورات ومقاصد أضيق مما كان في الماضي وبالخص‬
‫السياسي‪ ،‬في سبيل تهيئة فرص البقاء والتحكم في رقاب الناس ‪ ،‬والنهج الطائفي من شأنه تمزيق الوحدة‬
‫الجتماعية ‪ ،‬بل تمزيق الهوية الثقافية للشعب العراقي‪ .‬والطائفية كتعدد ديني تتداخل فيها إضافة الى الدين العصبية‬
‫القبلية أو الجهوية وبذلك تتحول الى عصبية اجتماعية موجودة في لعبة الولء والسلطة‪ .‬إن الطائفية علقة‬
‫تاريخية للتراتب الجتماعي المركب وانتظامه المتجدد على الصعيدين السياسي واليديولوجي وفق اللية الداخلية‬
‫الخاصة بالنظام المركزي القائم‪.‬اما الصولية فهي نهج يبرر النكوص الى الماضي وتقديسه ونفيه وتفريغه من‬
‫محتواه بدعوى تجاوزه والنتقال من أصولية مقنعة الى أصولية سافرة وهي تعبير عن الموقف الجامد اليديولوجي‬
‫الرجعي والذي يتحجم مع إطلق العنان للفكر وتحريره من اسر الدلجة والسير الواقعي بعيدا عن التصورات‬
‫السابقة‪ ،‬وهي تطرف ديني يستقطب من سدت طرق حراكه الجتماعي وأحبطت آماله في مسعى للعودة الى طريق‬
‫الحياة الطهرانية المساواتية وتخفيف اللم والمرارات وتقليص الفجوة الجتماعية بالخذ من الثري واعطاء الفقير‬
‫! وكانت السلطات السياسية دوما المصدر الرئيسي للتطرف‪ .‬وعليه ابتلى الريف العراقي بالعشائرية والطائفية‬
‫والصولية وجميعها من مخلفات العهر الشمولي والسلموي والشيعي الرثوذكسي ‪.‬‬
‫لم يخضع توليد الكهرباء ونقله وتوزيعه لخطط ملموسة ومنهجية واضحة تلبي حاجصصة البلد بألويتهصصا المختلفصصة‬
‫قبل عام ‪ ، 1958‬حيث استهلك )‪ (%90‬من الكهرباء في اللوية الكبرى بغداد ‪ ،‬البصرة ‪ ،‬الموصل ‪ ،‬كركوك ‪ ،‬بينما‬
‫ولدت محطات الشركات النفطية ومحطات الضخ التابعة لها قرابة نصف السعة المؤسسة الجمالية في حينصصه ‪ ،‬وفصصي‬
‫عام ‪ 1965‬بني مركصصز السصيطرة الصصوطني فصصي بغصصداد ‪ .‬واسصصتقر رأي الخصصبراء والمهندسصصين الجصصانب والعراقييصن منصصذ‬
‫الخمسينات على بناء محطات الكهرباء الكبيرة لن نفقات إنتاج الوحدة الكهربائية منهصصا اقصصل ويجصصري تيسصصير تزويصصد‬
‫البيوت والمصانع بالكهرباء الرخيصة ‪ ،‬واعتبر الخبراء إن بناء المحطات الكهرومائية غير اقتصصصادي لنهصصا تحتصصاج‬
‫إلى اسصصتثمارات رأسصصمالية أعلصصى رغصصم كفاءتهصصا ومرونتهصصا العاليصصة الصصتي تفصصوق الحراريصصة أل إن مصصا أطلصصق عليصصه فصي‬
‫السبعينات بالتنمية النفجارية وقانون مشاريع التنمية الكبرى ومشصصاريع البنصصاء الجصصاهز وتسصصليم المفتصصاح عجصصل مصصن‬
‫نصب الشبكة الوطنية للكهرباء ولم يكن يقصد منها تلبية الحاجات المتنامية للشعب العراقي ‪ ،‬بل اسصصتراتيجي بحصصت‬
‫لخدمة أهداف النظام في العسكرة والحرب وضمن قصوالب براغماتيصة صصرفة ‪ .‬ولمصا كصان مصصن المتعصصذر قيصام شصصركات‬
‫أهلية خارج المدن العراقية الكبيرة أو في الريف للحاجة إلى الكهرباء ووسائط النقل والسصصكان والخصصدمات لعامليهصصا‬
‫وقوة العمل الضرورية لها اضطرت بعض الورش الصغيرة إلى نصب مولداتها الخاصة ‪ ،‬كما اسصصتخدم القطصصاع العصصام‬
‫هذه المولدات مؤقتا في مشاريعه خارج المدن وفي المناطق الصتي ل يصصصلها كهربصاء الشصبكة الوطنيصصة لحيصصن إيصصال‬
‫الكهرباء إليها‪.‬‬
‫في النصف الثاني من السصبعينات نمصت الربصاح الطفيليصة لمقصاولت الكهربصاء المحليصة والجنبيصة ضصمن ارتفصاع‬
‫ملموس في معدلت ارباح عموم المقاولت العراقية والغربية العاملة في العراق ‪ .‬وشكل ذلصصك عصصبئا ثقيل علصصى كلفصصة‬
‫عموم مشاريع الكهرباء الحكومية ليزيد من الكلفة الحقيقية لمنتجاتها وخدماتها ‪ ،‬وبالحقيقة عرقل نشاط المقصصاولت‬
‫والذي ساهم القطاع الخاص فيه بنسبة وصلت إلى معدلت عاليصصة ‪ ...‬عرقصصل نشصصاط قطصصاع الدولصة والقطصاع التعصصاوني‬
‫فراكم ارباحا طائلة ‪ ،‬وظهرت إلى الوجود شركات خاصة وليدة جديدة ‪ .‬اما عقصد الثمانينصات فكصان قاسصيا لصم تشصهد‬
‫البلد مثيل له في تاريخها المعاصر جراء ارهاب وشوفينية ودكتاتوريصصة ولصوصصصية النظصصام ‪ ...‬وبعصصد تشصصكيل وزارة‬
‫الصناعة والتصنيع العسكري واقحام مؤسسات الكهرباء الوطنية فصصي عسصصكرة النظصصام للمجتمصصع العراقصصي والقتصصصاد‬
‫الوطني برمته وتوجيه الموارد البشرية والمالية لنجاز هذه المهمة واستخدام كردستان ساحة حصصرب لخدمصصة مصصآرب‬
‫النظام ضد ايران واضفاء الطابع القانوني على الغزوات التركية للشمال العراقي انتصصبت اربصصاح مقصصاولت الكهربصصاء‬
‫والقطاع الخاص الكهربائي في بناء واعصصادة بنصصاء آلف القصصرى الكردسصصتانية عصصدة مصصرات بعصصد هصصدم بيوتهصصا ومسصصحها‬
‫بالرض في حروب النظام ضد الشعب الكردي وهجمات القوات التركيصصة والحصصتراب الكصصردي – الكصصردي ‪ ،‬وارتبطصصت‬
‫مشاريع ومؤسسات الكهرباء بعلقات فنية – تقنية مع مؤسسات التصنيع العسكري والمقصصاولين الهلييصصن ومرتزقصصة‬
‫النظام ومكاتب التعهدات والمقاولت التجارية والهندسية وتجار الدوات الكهربائية ‪.‬‬
‫باختصار جر التطور الراسمالي في بلدنا الريصصف والقريصة إلصى دائرة العلقصات الراسصصمالية الصصصاعدة وزاد مصن‬
‫فرص المكننة الريفية ‪ ...‬وانعكس فتات التطور الراسمالي علصصى الريصصف العراقصصي والكردسصصتاني المتضصصرر الول مصصن‬
‫السياسات القتصادية والعسكرية المغامرة للنظام ‪ .‬وقد تعذر ادخال النتصصاج اللصصي الكصصبير فصصي كصصل الريصصف والزراعصصة‬
‫العراقية لحاجتها كما هو معروف إلى الكهربصصة والتكنيصصك العصصالي ‪ ،‬فصصابقى ذلصصك علصى نسصصب كصصبيرة مصصن سصصكان الريصصف‬
‫العراقي والريف الكردستاني تؤدي اعمال ثانوية ‪ ،‬مع ان النظصصام كصصان المبصصادر لكسصصر الطصصار التعصصاوني والتحريصصض‬
‫على حل التعاونيات الزراعية لنه اراد تذليل الزمة الزراعية بالزراعة الراسمالية الكصصبيرة واليصصد العاملصصة الزراعيصصة‬
‫الجنبية واستغلل اليد العاملة الريفية العربية بدل الكردية المهجرة قسرا من اراضيها حيث ضاعف مصصن امتيازاتهصصا‬
‫بالقروض الحكومية لسيما قروض المصرف التعاوني الزراعي لبتياع المكائن واللت الزراعية وتطوير البسصصاتين‬
‫ومشاريع الدواجن وتربية الثروة الحيوانية وبناء المطاحن والمخابز اللية ‪ ...‬وقد بذلت الدارات الكرديصصة منصصذ عصصام‬
‫‪ 1992‬جهودا حثيثة في تفادي مظاهر واجراءات النظام الزراعية طيلة الثمانينات فقد اضفى النظام الشصصرعية علصصى‬
‫سياسته الزراعية الرجعية باجازته قانون رقم )‪ (35‬لسنة ‪ 1985‬والذي سمح بتاجير اراضي الصلح الزراعي إلصى‬
‫المسصصتثمرين الفصصراد ومنحهصصم التسصصهيلت والقصصروض ‪ .‬واصصصبح قصصانون رقصصم )‪ (90‬لسصصنة ‪ 1975‬الخصصاص بصصالريف‬
‫الكردستاني في خصبر كصان ‪ ،‬وعمومصا فصان كردسصصتان ومصن السصصبعينات تميصزت بهشاشصصة مسصصاهمة القطصاع العصام فصي‬
‫الزراعة ‪.‬‬
‫لقد توفرت حتى عام ‪ 1990‬المياه الصالحة للشرب والكهربة إلى حوالي )‪ (%90‬من الحياء الحضرية‬
‫)‪ (%41‬في الرياف ‪ ،‬ويتسع هذا الفارق في كل الخدمات الخرى التي‬ ‫والمدنية بينما لم تتجاوز هذه الكمية‬
‫توفرت إلى )‪ (%95‬من سكان المدن العراقية و)‪ (%18‬فقط من سكان الريف العراقي فيما عدا الخدمات الطبية‬
‫حيث يضيق الفارق ‪ ،‬وتنعكس هذه النسب بحدة على ريف كردستان العراق ‪ .‬و يتألف الشعب العراقي اليوم من ‪:‬‬
‫سكان المدن حوالي ‪ %76‬من إجمالي السكان‪.‬‬ ‫•‬
‫سكان الريف والبادية حوالي ‪ %24‬من إجمالي السكان‪.‬‬ ‫•‬
‫هذا يعني انقلبا في النسبة تقريبًا بين عامي ‪ 1919‬و ‪ 2004‬ل ينفصصي اسصصتمرار وجصصود علقصصة متينصصة بيصن نسصبة‬
‫عالية مصن سصكان المصدن بسصكان الريصف…) كصان سصكان البصوادي فصي كردسصتان يشصكلون عصام ‪ %28 1905‬مصن‬
‫المجموع وسكان الرياف ‪ ( %47‬وأن هذه النسبة العالية تتصرف في المدينة وفق عادات وتقاليد الريصصف والحيصصاة‬
‫العشائرية‪ ،‬وخاصة في المناطق الكادحة والفقيرة وأولئك الذين هجروا الريف خلل العشرين سنة الخيصصرة وسصصكنوا‬
‫في أطراف المدن أو المدن البائسة الجديدة… وهناك مساحات واسعة من الريف العراقصصي والكردسصصتاني ل تصصصلها‬
‫الكهربصصاء وهصصي تشصصمل آلف القصصرى الحدوديصصة بسصصبب التهجيرالقسصصري والحملت العسصصكرية المتتاليصصة ومصصا شصصهدته‬
‫المناطق الكردية من مآسي وكوارث جعلت الفلح الكردي ل يأمل في جني ثمار الطاقة يوما لنه وضع في اولويصصاته‬
‫الحفاظ على حياته وادنى مستوى معيشي ممكصن وعلصى ارضصه وكرامتصه‪ .‬وينتهصز المنتفعصون والشصيوخ هصذا الواقصع‬
‫ليراد المولدات صصغيرة الحجصم وتنصوير القصرى بعيصدا عصن اعيصن الرقابصة الشصعبية وبالتعصاون مصع القصوى المتنفصذة ‪.‬‬
‫وتستثمر القوى القليميةهذا الواقع المرير لتسريب الكهرباء الى البلد وفصصق حسصصاباتها هصصي ومطامعهصصا ‪ .‬ويتحمصصل‬
‫الفلحون عبء الضرائب الساسية وبالخص ضريبة الكهرباء المفروصة من لدن اصحاب المولدات‪ .‬وهم مجبرون‬
‫على تسديدها لتشغيل المضخات واللت الزراعية ‪ .‬ويسبب تذبذب السياسة الضرائبية الكهربائية عبئا اضافيا علصصى‬
‫المواطنين والفلحين والميل يشير الى زيادة ارباح فئات التجار والغصصوات والشصصيوخ مصصن المولصصدات الخاصصصة‪ .‬هكصصذا‬
‫كان الريف والمناطق الشعبية والهلة بالسكان في المدن دائما ضصحية أزمصات الكهربصاء الصتي تفصرغ شصحناتها عصادة‬
‫هناك لنعدام التوازن بين القدرات الفعلية والطلب والضعف الكبير الذي تعاني منه التأسيسصصات والتسصصليك الكهربصصائي‬
‫وبسبب تقصير الدارات والبلديات ‪ .‬وتتواجد اليوم وفي مطلع القرن ال )‪ (21‬قرى عراقية وكردسصصتانية حدوديصصة ل‬
‫تصلها طرق المواصلت والطاقة الكهربائيصصة ولصم تسصصمع حصتى بالمصصذياع والتلفصصون بسصبب وعصورة المنصصاطق الجبليصصة‬
‫والصحراوية ‪ ،‬والجهل ‪ ،‬واهمال النظم الشمولية ‪.‬‬
‫ل زال التوليد الكهربائي الحفوري والكهرومائي الكبير يشكل قاعدة الطاقة الكهربائية العراقية والكردستانية ‪،‬‬
‫وهو من نصيب القطاع العام الذي تعرض للمتهان والمذلة بفوضى السياسة والقيم الدكتاتورية وجراء حروب‬
‫النظام الكارثية والحصار القتصادي والحتلل ‪ .‬العراق بلد نفطي ‪ .‬والمحطات الكهروحرارية التي تعتمد على النفط‬
‫والغاز الطبيعي ذات مردود اقتصادي ‪ .‬والعراق يمتلك ثروة مائية تجعل من المحطات الكهرومائية الكبيرة‬
‫والصغيرة تحتل موقعها المتميز في النتاج الكهربائي‪ .‬اما التوليد غير التقليدي فهو ليس علجا لمأزق الكهرباء‬
‫في العراق لكنه يبقى بلسما شافيا لتوفير الكهرباء في بعض الحياء المدينية والريف ‪ .‬والسبب الرئيسي هو سعته‬
‫الجمالية الواطئة وغير التجارية ويتطلب تكاليف استثمارية مرتفعة‪ .‬التوليد غير التقليدي مكمل للتوليد التقليدي‬
‫واحتياطي له ‪ ،‬ويشكل أساس الحتياجات الكهربائية في المناطق التي لتصلها الشبكة العامة وفي فترات العجز‬
‫الكهربائي والرتفاع بالطلب ‪ ،‬ويصلح لكهربة أجزاء من الريف العراقي والكردستاني‪ .‬ويعتبر تشييد مراكز بحوث‬
‫للوقود والتوليد الكهربائي غير التقليدي وأقسام التخطيط والبرمجة والعمار والتنمية في الوزارات ذات العلقة ‪،‬‬
‫وكذلك الدوائر التقنية – الفنية فيها الخطوات الولى على طريق نصب هذه الوحدات ‪ .‬ال إن الواقع يصطدم‬
‫باللابالية والبرقرطة والجهل ‪ ...‬وكلها تعيق أي عارض تكنولوجي جديد دخيل‪ .‬ويبقى أساس العمار والتصنيع‬
‫والكهربة ونصب الوحدات الكهربائية غير التقليدية هو الستقرار والمن والسلم ومؤسسات المجتمع المدني ‪...‬‬
‫وبدونها تنصب الوحدات اليوم وتنهب غدا! ‪....‬‬
‫فاقم استخدام الكهرباء سلحا سياسيا من تدهور أوضاع المواطنين والفلحين ‪ .‬وأسهم ضعف التنسيق وتعدد‬
‫منابر اتخاذ القرار وضعف القيادات في دوائر الكهرباء في انتعاش الروتين الداري ‪ ،‬والبيروقراطية ‪ ،‬وبروز‬
‫الرستقراطيات الدارية في أعمال المقاولت والتعهدات ‪ ...‬مما ذلل من التجاوزات الدارية واللابالية والشكالية‬
‫في العمل ووسع من حجم البطالة ‪ ...‬وعبد الدرب أمام الفساد الداري بواجهاته العلنية والمستترة ‪ .‬وتداخل عمل‬
‫مجالت إدارية مختلفة فعرقل ذلك من الجدية والمثابرة والخلص ‪.‬‬
‫تحتاج الخصخصة ويستلزم القطاع الهلي الشروط الموضصصوعية لنجصصاح نشصصاطاته وليتحصصول الصصى مكسصصب داخلصصي‬
‫بينما تتطلب إدارة القطاع العام كي يتحول الى ملكيصصة عامصصة السصصلطات التمثيليصصة والدسصصتورية والمؤسسصصاتية المدنيصصة‬
‫والعلم الجاد ‪ .‬والمهم في جوهر العملية الجتمااقتصادية هو تحديصصد حقصصوق الملكيصصة وطبيعتهصصا واتبصصاع الجصصراءات‬
‫اللزمة وعبر الدولة والمؤسساتية المدنية لحمايصصة حقصصوق الملكيصصة والعناصصصر القتصصصادية وتسصصهيل مهمتهصصا وخلصصق‬
‫التوافق والنسجام بينها وسد نواقص وثغرات العملية القتصادية ‪ .‬وهصصذا يسصصتلزم فصصي المقدمصصة إقامصصة المؤسسصصاتية‬
‫المدنية لنها ليست بالبدعة الغربية واللعبة او دليل الحباط ومجرد قصور في الفهم ‪ .‬فصصالمجتمع المصصدني ضصصرورة ل‬
‫يمكن اعتراضها إل إذا أردنا الطاحة بالدولة والسلطات القليمية في صيرورة تكونها الى سلطات قبلية بين أحضان‬
‫الفساد والطفيلي‍ة! ول يعني اعتماد آليات السوق إطلقا خصخصة او تأجير القطاع العام او الخضوع لوصفات البنصصك‬
‫الدولي والمؤسسات الرديفة ‪ ..‬بل هو اعتماد آلية العرض والطلب لتحديد قيم السوق والخدمات المتبادلة في السوق‬
‫وتوزيصصع المصصوارد المتاحصصة بيصن القطاعصصات القتصصصادية ‪ .‬ول يلغصصي اعتمصصاد آليصصات السصصوق وظيفصصة الدولصصة والسصصلطات‬
‫القليمية التي تتحكم بالسياسة النقدية والمالية وتحد من تقلبات السعار في سبيل مرونصصة السصصوق ‪ ،‬وتصصأمين تصصوازن‬
‫ميزان المدفوعات ‪ ،‬واليقظة مصصن التوغصصل الحتكصصاري ‪ ،‬وتصصأمين مسصصتلزمات المنافسصصة القتصصصادية المشصصروعة … ‪،‬‬
‫وبسط سيادة القانون في حسم النزاعات التعاقدية ‪ .‬ل تعتبر الخصخصة الحل البلسمي أو نهايصصة المطصصاف لمعضصصلت‬
‫القطصصاع العصصام العراقصصي فصصي شصصأن المشصصاريع ذات العلقصصة ومنهصصا الصصصناعة الكهربائيصصة‪ ،‬وهصصي معضصصلت الدولصصة‬
‫الكومبرادوريصة ‪ -‬الوليصد المسصخ للصصزواج الكصصاثوليكي اللمقصصدس بيصن البورجوازيصة الطفيليصصة العراقيصة والحتكصصارات‬
‫الرأسصصمالية‪ .‬وتصصواجه الدولصصة العراقيصصة القتصصصاديات السصصتهلكية ‪ ،‬والختللت الهيكليصصة ‪ ،‬والعجصصز فصصي الموازنصصة‬
‫الحكومية العامة‪ ..‬في ذات الوقت الصذي يشصهد فيصه قطصاع الكهربصاء ظصاهرة توسصع التوليصد التجصاري والهلصي دون‬
‫حسيب أو رقيب وولدة التوليد الخاص المتوسط للكهرباء‪.‬‬
‫يتمحور جشع التوليد الهلصصي والتجصصاري فصصي رفصصع سصصعر المصبير الواحصصد المنتصصج مصصن الكهربصصاء ‪،‬وخفصض القصصوة‪،‬‬
‫وتحميل الماكينات اكثر من طاقتها‪،‬وتجاوز القانون فيما يخص التشغيل‪،‬والتناغم مع القطصصع المبرمصصج الصصذي ابتكرتصصه‬
‫النخب الحاكمة والعقول التبريرية المريضة …رغم رداءة نوعية معظم المولصصدات العاملصصة لنهصصا ل تخضصصع لضصصوابط‬
‫الصصصيانة والرقابصصة المطلوبصصة ‪،‬وتشصصيخ مبكصصرا بسصصبب الحمصصل العصصالي ‪.‬والتوليصصد الهلصصي قليصصل المنصصاورة والتاحصصة )‬
‫‪ (Availability‬وضعيف الموثوقية ) ‪ ( Reliability‬وذو رسصصملة واطئة ل تتيصصح لصصه نصصصب الوحصصدات الكصصبيرة أو‬
‫النتاج واسع النطاق ‪.‬وقد وفر الحتلل الميركي وانهيار الدولة وفوضى السوق والسياسصصة غيصصر الحازمصصة لمجلصصس‬
‫الحكم المعين والحكومة المؤقتة ‪ ..‬وفر المناخ المصصؤاتي لبعصصض القطصصط السصصمان لغصصراق السصصوق بالسصصلع الكهربائيصصة‬
‫والمولدات وادارة تشغيلها على شاكلة شركات متواضعة وهيئات رجال أعمال حيث ينتظر الجميع استغلل الفصصرص‬
‫التالية وفق قوانين الغاب المنافسة والحتكار‪.‬‬
‫تؤدي خصخصة الخدمات العامة الى تضييق قاعدة ملكيتها ضمن دائرة الربح القسري الضيق واقتصاد‬
‫السوق‪ .‬و تستلزم الكهربة الريفية اتخاذ الجراءات الكفيلة بتلفي الخطاء والثغرات في اداء منشآت ومديريات‬
‫ودوائر وزارة الكهرباء وبالخص ذات العلقة بالكهربة الريفية لتخفيف الروتين وسحب البساط من تحت‬
‫البيروقراطية الدارية والشرائح الطفيلية والتعقيدات وامراض الماضي التي يواجهها المواطن ‪ ،‬لسيما في قطاع‬
‫التوزيع وضرورة بذل كل الجهود لخدمة المجتمع من خلل توزيع الكهرباء بعدالة‪ .‬قد يتفهم الفلحون شحة‬
‫الكهرباء ولكنهم ل يتقبلون أبدا عدم العدالة في توزيعه ‪ .‬ول بديل عن تطهير إدارات ومنشآت الكهرباء من مرتزقة‬
‫البعث التي باتت بؤر صارخة للفساد واتباع نهجا عقلنيا موضوعيا لمعالجة أزمة انقطاعات التيار الكهربائي ‪ .‬لقد‬
‫طردت قوى التحرير والحتلل الدكتاتورية في العراق وتقدم مجموعة من رؤوسه الى المحاكم لكنها تغمض‬
‫عيونها عن الهاربين وُتعيد العتبار لبعض البعثيين حسب اتفاقيات سرية ل أحد يعرف محتواها ‪ ،‬وتقوم بمنح‬
‫بعضهم مسؤوليات كبيرة في العراق الُمحرر‪.‬‬

‫* كبة مهندس استشاري في الطاقة الكهربائية وباحث علمي وكاتب‬


‫وصحفي ‪.‬‬
‫وهو عضو في‬
‫نقابة المهندسين في كردستان العراق‬ ‫‪-1‬‬
‫جمعية المهندسين العراقية‬ ‫‪-2‬‬
‫نقابة الصحفيين في كردستان العراق‬ ‫‪-3‬‬
‫جمعية اصدقاء المجتمع المدني‬ ‫‪-4‬‬
‫جمعية البيشمركة القدامى‬ ‫‪-5‬‬

‫وقد نشر العشرات من دراساته في الصحف والمجلت والمواقع اللكترونية‬


‫داخل العراق وخارجه ‪.‬‬

‫** ‪ -‬كبة‪/‬دراسة بحث علمي غير منشورة قدمه الى الدكتور ) إدريس‬
‫هادي ( الوزير السابق ‪ .‬و)عبد العزيز شمس الدين( المدير العام السابق‬
‫للكهرباء في اربيل في ‪ 20/11/1998‬تحت عنوان ) التكنيك الكهرومائي‬
‫الصغير (‪.‬‬
‫كبننة‪/‬دراسننة بحننث علمنني غيننر منشننورة قنندمه الننى ) مننأمون نننور‬
‫التكنيننك‬ ‫بريفكنناني( الننوزير السننابق فنني ‪ 4/12/1999‬تحننت عنننوان )‬
‫الكهرومائي الصغير في كردستان العراق (‪.‬‬

‫*** ‪ -‬مادة الدراسة هي مضمون تقريرين فنيين رفعهما الكاتب للمهندس‬


‫) مأمون نور البريفكاني ( وزير الصناعة والطاقة في اربيل سابقا‪.‬‬
‫‪ ،‬تحننت عنننوان ) التكنيننك‬ ‫التقريننر الول بتاريننخ ‪12/12/1999‬‬
‫البايوغازي(‪.‬‬
‫التقرير الثنناني بتاريننخ ‪ ، 1999 /19/12‬تحننت عنننوان ) الشنمس‬
‫والرياح مصدران‬
‫للطاقة( ‪.‬‬

‫المصادر ‪:‬‬
‫انظر‪ :‬سلم كبة‬
‫مشاريع كهربة ريف كردستان العراق ‪ /‬كولن العربي ‪ /‬العدد )‪2003 / (80‬‬ ‫‪-‬‬
‫التوليد الكهربائي غير التقليدي في كردستان العراق ‪ /‬الفكر الجديد ‪ /‬العدد ) ‪2003 / (10‬‬ ‫‪-‬‬
‫الطاقة والتنمية الريفية والزراعية الكردستانية ‪ /‬ريكاي كردستان ‪ /‬العدد )‪1998/ (163‬‬ ‫‪-‬‬
‫المجتمع المدني والمؤسسة العشائرية‪/‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=28150‬‬
‫‪http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=28278‬‬
‫الخصخصة والبحث عن الحل البلسمي لمعضلت قطاع الكهرباء الوطني ‪ -‬العراقي والكردستاني‪/‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪http://www.dasin.org/alxasxasa%20wa%20alba7eth%203an%207al.html‬‬
‫التشيع البعثي وقرصنة التوليد التجاري‪/‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪http://www.alhalem.net/New13/altasheaaalbathi.htm‬‬
‫الطاقة الكهربائية في عراق القرن العشرين‪/‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪http://www.iraqihome.com/salam-koba7.htm‬‬

‫‪ -‬الخصخصة ونظم الشركات والسلطة الرابعة في عراق صدام حسين _ الطاقة الكهربائية نموذجا _‪/‬‬
‫‪http://www.iraqiwriter.com/disc0/General_Articles/bbb/aaa_iraqi_writer_general_a‬‬
‫‪rticle_get801.htm‬‬
‫‪ -‬الفساد والفساد في العراق ‪ :‬من يدفع الثمن ؟!‪/‬‬
‫‪http://www.almadapaper.com/sub/10-237/p18.htm‬‬

You might also like