Professional Documents
Culture Documents
من الديان
" المة الغضبية ،أهننل الكننذب ،والُبهننت ،والغنندر ،والمكننر ،والحيننل ،قتلننة
النبياء ،واكلة السحت -وهو الربا والرشننا -أخبننث المننم طويننة ،وأرداهننم
سنجية ،وأبعندهم منن الرحمنة ،وأقربهنم منن النقمنة ،عنادتهم البغضناء،
وديدنهم العدواة والشحناء ،بيت السحر ،والكذب ،والحيننل ،ل يننرون لمننن
خالفهم في كفرهم وتكذيبهم النبياء حرمنة ،ول يرقبنون فني منؤمن إل ً
ول ذمننة ،ول لمننن وافقهننم عننندهم حننق ول شننفقة ،ول لمننن شنناركهم
عننندهم عنندل ولنصننفة ،ول لمننن خننالطهم طمأنينننة ول أمنننة ،ول لمننن
اسننتعملهم عننندهم نصننيحة ،بننل أخبثهننم :أعقلهننم ،وأحننذقهم :أغشننهم،
وسليم الناصية -وحاشاه أن يوجنند بينهنم -ليننس بيهننودي علنى الحقيقننة،
أضيق الخلق صدورًا ،وأظلمهم بيوتنًا ،وأنتنهننم أفنيننة ،وأوخشننهم سننحّية،
تحيتهم :لعنة ،ولقاؤهم :طيرة ،شعارهم الغضب ،ودثارهم المقت" ).(1
"المثلثة ،أمة الضلل ،وعباد الصليب ،الذين سننبوا اللننه الخننالق مسننبة مننا
سبه إياها أحد من البشر ،ولننم يقننروا بننأنه الواحنند الحنند ،الفننرد الصننمد،
الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا ً أحنند ،ولننم يجعلننوه أكننبر مننن كننل
شئ ،بل قالوا فيه ما" :تكاد السموات يتفطرن منه وتنشننق الرض وتخننر
الجبال هذا" فقل ما شئت في طائفة أصل عقيدتها :أن الله ثننالث ثلثننة،
وأن مريم صاحبته ،وأن المسيح ابنه ،وأنه نزل عن كرسي عظمته والتحم
ببطن الصاحبة ،وجرى له منا جنرى إلنى أن قتنل ومنات ،ودفنن ،فندينها:
عبادة الصليب ،ودعاء الصور المنقوشة بالحمر ،والصفر فنني الحيطننان،
يقولننون فنني دعننائهم :يننا والنندة اللننه ارزقينننا ،واغفننري لنننا وارحمينننا!
فدينهم شرب الخمور ،واكل الخنزير ،وترك الختننان ،والتعبنند بالنجاسننات،
واستباحة كل خبيث من الفيل إلى البعوضننة ،والحلل مننا حللننه "القننس"
والحننرام مننا حرمننه ،والنندين مننا شننرعه ،وهننو الننذي يغفننر لهننم الننذنوب،
وينجيهم من عذاب السعير".
ونعوذ بالله من كل" :عابد أوثان ،وعابنند نيننران ،وعابنند شننيطان ،وصننابئ
حيننران؛ يجمعهننم الشننرك ،وتكننذيب الرسننل ،وتعطيننل الشننرائع ،وإنكننار
المعاد ،وحشر الجساد ،ل يدينون للخالق بدين ،ول يعبدونه مع العابنندين،
ول يوحدونه مع الموحنندين .وأمننة "المجننوس" منهننم تسننتفرش المهننات
والنبننات ،والخننوات ،دع العمننات ،والخننالت ،دينهننم :الزمننر ،وطعننامهم:
الميتة ،وشرابهم :الخمر ،ومعبودهم النار ،ووليهم :الشيطان ،فهم أخبث
بني آدم نحلة ،وأرداهم مذهبًا ،وأسوأهم اعتقادًا.
وأما الزنادقة الصابئة ،وملحدة الفلسفة ،فل يؤمنون بننالله ،ول ملئكتننه
ول كتبه ،ول رسله ،ولقننائه ،ول يؤمنننون بمبنندأ ،ول معنناد ،وليننس للعننالم
عندهم رب فعال بالختيار ،لما يريد ،قادر على كل شئ ،عالم بكننل شننئ،
ه ،مرسننل الرسننل ،ومنننزل الكتننب ،ومننثيب المحسننن ،ومعنناقب آمننر ،نننا ٍ
المسيء ،وليس عننند نظننارهم إل تسننعة أفلك ،وعشننرة عقننول ،وأربعننة
أركان ،وسلسلة ترتبت فيها الموجودات هي بسلسلة المجانين أشبه منها
بمجوزات العقول".
الحمد لله الذي أعاذنا منها" ،وأغنانا بشريعته -شريعة السلم -التي تدعو
إلننى الحكمننة والموعظننة الحسنننة ،وتتضننمن المننر بالعنندل ،والحسننان،
والنهي عن الفحشاء ،والمنكر ،والبغي ،فله المنة ،والفضل على ما أنعننم
به علينا ،وآثرنا به على سائر المننم ،وإلينه الرغبنة أن يوزعننا شنكر هننذه
النعمة ،وان يفتح لنا أبواب التوبة ،والمغفرة ،والرحمة".
وأشهد أن ل إلنه إل اللنه ،وحنده ل شنريك لنه ،تعنالى ،وتقندس عنن كنل
مبطل كذاب ،ومشرك يعنندل بننه غينره مننن اللهننة المخلننوقين ،والربنناب
المكذوبين} :ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا ً لننذهب كننل إلننه
بما خلق ولعل بعضهم على بعض سبحان اللننه عمننا يصننفون عننالم الغيننب
والشهادة فتعالى عما يشركون{ ]المؤمنون.[92-91 /
د :ففي الوقت الذي يجري فيه صريف القلم الجهادية من علماء * أما بع ُ
المسلمين في شتى فجاج ارض اللننه ،بالنندعوة إلننى اللننه ،والتبصننير فنني
الدين ،ومواجهة موجات اللحاد والزندقة ،ورد دعنناوى الجاهليننة القديمننة
والمعاصرة :القومية .البعثيننة . . . . .الماركسننية .العلمنننة .الحداثننة . . . .
وصنند عاديننات التغريننب والنحننراف ،والغننزو والمعنننوي بجميننع أنننواعه
وضروبه ،وأشنكاله ،بندت محننة أخنرى فني ظناهرة هني أبشنع الظنواهر
المعادية للسلم والمسلمين؛ إذ نزعت في المواجهة نزعا عنيفا بوقاحة،
وفراهة؛ كيدا ً للمسلمين ،وطعنا ً في الدين ،ولي ّا ً بألسنتهم؛ لفساد نزعننة
التدين بالسلم ،والدخول فيه ،وتذويب شخصننيته فنني معننترك الننديانات،
ومطاردة التيار السلمي ،وكبت طلئعه المؤمنة ،وسحب أهلننه عنننه إلننى
ة شاملة. رد ٍ
وكل ذلك يجري على سنن الصراع والتقابل والتدافع ،كما قال أبننو العلء
المعري:
"نظرية الخلط بين السلم وبين ما هم عليننه مننن ديننن محننرف منسننوخ"
وزرع خلياهم في أعماق السلم في كل صننقع ودار ،وصننهر المسننلمين
معهم فنني قننالب واحنند فل ولء ،ول بننراء ،ول تقسننيم للمل إلننى مسننلم
وكافر أبدا ،ول لتعبدات الخلئق إلى حق وباطل .ونصننبوا لننذلك مجموعننة
من الشعارات وصاغوا له كوكبة مننن النندعايات ،وعقنندوا لننه المننؤتمرات،
والندوات ،والجمعينات ،والجماعنات ،إلنى آخنر منا هنالنك منن مخططنات
وضغط ،ومباحثات ظاهرة ،أو خفية ،معلنة ،أو سرية ،ومننا يتبننع ذلننك مننن
خطوات نشيطة ،ظهر أمرها وانتشر وشاع واشتهر.
وهم في الوقت نفسه في حالة استنفار ،وجد ودأب فنني نشننر التنصننير،
وتوسننيع دائرتننه ،والنندعوة إليننه ،واسننتغلل مننناطق الفقننر ،والحاجننة،
والجهل ،وبعث النشرات عبر صناديق البريد.
من هنا اشتد السؤال ،ووقع كثيرا ً من أهل السلم عن هذه " النظرية "
التي حلت بهم ،ونزلننت بسنناحتهم ،مننا البنناعث لهننا ،ومننا الغاليننة الننتي
ترمي إليها ،وما منندى مصننداقية شننعاراتها ،وعننن حكننم السننلم فيهننا،
وحكم الستجابة لها من المسلمين ،وحكم من أجنناب فيهننا ،وحكننم مننن
دعا إليها ،ومهد السبيل لتسليكها بين المسلمين ،ونشرها في ديارهم ،
ونثر من أجلها وسائل التغريب ،وأسباب التهويد ،والتنصير في صننفوف
المسلمين .
حتى بلغت الحال ببعضهم إلى فكرة " :طبننع القننرآن الكريننم ،والتننوراة
والنجيل في غلف واحد ؟
وحتى بلغ الخلط والدمج مبلغننه ببننناء " مسننجد ،وكنسننية ،ومعبنند " فنني
محننل واحنند ،فنني " :رحنناب الجامعننات " و " المطننارات " و " السنناحات
العامة " ؟
وقد رأيت أن أكتب الجواب عن هذا السؤال ،مبينا ً له بالحجننة ،والبيننان ،
والدليل والبرهان ،مرتبا ً له في مقامات ثلثة :
المقام الول
المسرد التاريخي لهذه النظرية وتشخيص وقائعها
إنها نظرية اليهود والنصارى ،وهي حديثة بصنع شننعاراتها ،والعمننل مننن
سننحب المسننلمين مننن أجلهننا علننى كافننة المسننتويات -كمننا سننيأتي -ل َ
إسلمهم ،لكنها قديمة عننند اليهننود ،والنصننارى ،فنني كوكبننة تنندابيرهم
الكيدية ومواقفهم العدائية للسلم ،والمسلمين .
قد بين اللننه -سننبحانه -فنني محكننم كتننابه ،أن اليهننود ،والنصننارى فنني
محاولة دائبة ؛ لضلل المسننلمين عننن إسننلميهم ،وردهننم إلننى الكفننر ،
ودعوتهم المسلمين إلننى اليهوديننة أو النصننرانية فقننال -تعننالى } : -ود
كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمننانكم كفننارا ً حسنندا ً مننن عننند
أنفسهم من بعد ما تننبين لهننم الحننق فنناعفوا واصننفحوا حننتى يننأتي اللننه
بأمره إن الله على كل شئ قدير { ]البقرة . [109 /
وقال -تعالى } : -وقالوا لن يدخل الجنة إل من كان هودا ً أو نصارى تلك
أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين بلى من أسلم وجهه لله وهو
محسن فله أجره عند ربه ول خوف عليهننم ول هننم يحزنننون { ] البقننرة /
. [ 112 ، 111
وقننال -تعننالى } : -قننالوا كونننوا هننودا ً أو نصننارى تهتنندوا قننل بننل ملننة
إبراهيم حنيفا ً وما كان من المشركين { ] البقرة . [ 135 /
ثم بنندت محنناولتهم مننرة أخننرى تحننت شننعار صنننعوه ،وموهننوا بننه علننى
الجهال ،وهو :أن الملل :اليهودية ،والنصرانية ،والسلم .هي بمنزلة
المذاهب الفقهية الربعة عند المسلمين كل طريق منها يوصل إلى الله -
تعالى (2) . -
ثننم تلقاهننا عنهننم دعنناة " :وحنندة الوجننود " و " التحنناد " و " الحلننول "
وغيرهم من المنتسبين إلى السلم مننن ملحنندة المتصننوفة فنني مصننر ،
والشام ،وأرض فارس ،وأقاليم العجم ،ومننن غلة الرافضننة وهنني مننن
مواريثهم عن التتر ،وغيرهم حنتى بلنغ الحنال أن بعنض هنؤلء الملحندة
يجيزون التهود ،والتنصر ،بل فيهم من يرجح دين اليهود والنصارى على
ش فيمن غلبت عليهم الفلسفة منهم ،ثم انتقلوا دين السلم ..وهذا فا ٍ
إلى أن أفضل الخلق عندهم هو " :المحقق " وهو :الداعي إلى الحلول ،
والتحاد .وقد كشفهم شيخ السلم ابن تيمية -رحمه اللننه تعننالى -فنني
مواضع من كتبه ). (3
وكان لشننيخ السننلم ابننن تيميننة -رحمننه اللننه تعننالى -مواقننف إسننلمية
مشهورة خالدة ،ولغيننره مننن علمنناء المسننلمين الننذين ردوا علننى هننؤلء
الغلة ،مثل الحلج :الحسين بن منصور الفارسي ،المقتول علننى الننردة
، (4) 309وابن عربي محمد بن علنني الطننائي ،قنندوة السننوء للقننائلين
بوحنندة الوجننود ،فنني كتننابه :الفصننوص ،المتننوفى سنننة ، 638وابننن
سبعين .ت سنة ، 699وغيرهم كثير ). (5
ومن جهود محمد عبده في ذلك ،مراسلت بينه ،وبين بعض القساوسة ،
كما في كتاب " :العمال الكاملة للشيخ محمد عبده " 368 - 363 / 2 :
جمع محمد عمارة .
وقنند جننالت مطارحننات فنني هننذه النظريننة ،بيننن عنندد مننن المؤينندين ،
والمعارضين ،بين محمد عبده ،ومحمد حسننين هيكننل ،والطننبيب حسننن
الهننراوي ،وعبنند الجننواد الشننرقاوي ،وذلننك فنني مجلننة " :السياسننة
السننبوعية بمصننر " فنني العننداد 2821 /لشننهر صننفر عننام ، 1351ومننا
بعده .
وفي " :صحيفة الهلل " في العداد 485 ، 484 /لعام ، 1358 ، 1357
مقالت بعنوان " :هل يمكن توحيد السلم والمسيحية ؟ " بين كل مننن /
محمد فريد وجدي ،ومحمد عرفة ،وعبنند اللننه الفيشنناوي الغننزي ،وبيننن
القساوسة ،وكان الحوار ،وكانت المراسلت جارينة فني هنذه المقنالت
في الجواب على هذا السؤال :هل يمكن التوحيد بين السلم والمسيحية
من جهة السننلوب الروحنني فقننط ،أو مننن جهننة المننور الماديننة ،وكننان
النصننراني إبراهيننم لوقننا يستصننعب توحينند السننلم والمسننيحية فنني كل
المرين جميعا ً ،ولكنه استسننهل الجمننع بيننن المسننلمين والنصننارى فنني
مصالح الوطن ،ثم قال :
" ل سبيل إلى الوحدة الكاملة إل بأن تعتنق إحداهما مبادئ الخرى ،فإما
إيمننان بلهننوت المسننيح ،وتجسننده ،ومننوته ،وقيننامه ،فيكننون الجميننع
مسيحيين ،وإما إيمان بالمسيح كواحد مننن الرسننل النننبيين ،فيصننبح بننه
الجميع مسلمين " .
في الربع الخير من القرن الرابع عشر هجري ،وحتى عامنا هننذا . 1416
وفنني ظننل " النظننام العننالمي الجدينند " :جهننرت اليهننود ،والنصننارى ،
بالدعوة إلى التجمع الديني بينهم ،وبين المسننلمين ،وبعبننارة أخننرى " :
التوحيد بين الموسوية ،والعيسوية ،والمحمدية " باسم :
" الدعوة إلى التقريب بين الديان " " .التقارب بين الديان " .ثم باسم :
" نبذ التعصب الديني ".
ثم باسم " :الخاء الديني " وله :فتح مركز بمصر بهذا السم ). (9
وباسم " :مجمع الديان " وله فتح مركز بسيناء مصر بهذا السم ). (10
ثم لحقها شعار آخر ،هو " وحدة الكتننب السننماوية " .ثننم امتنند أثننر هننذا
الشعار إلى فكنرة طبنع " :القننرآن الكرينم ،والتننوراة ،والنجيننل " فني
غلف واحد .
ثم دخلت هذه الدعوة فنني " :الحينناة التعبديننة العمليننة " ) (12؛ إذ دعننا "
البابا " إلى إقامة صلة مشتركة من ممثلي الديننان الثلثننة :السننلميين
سننيس " فنني " :إيطاليننا " .فننأقيمت فيهننا والكتابيين ،وذلك بقرية " :أ ِ
بتاريخ 1986 / 10 / 27 :م .
ثم تكرر هذا الحدث مرات أخرى باسم " :صلة روح القدس ). (13
ففي " :اليابان " على قمة جبل " :كيتو " أقيمت هذه الصلة المشتركة
،وكان -واحسننرتاه -مننن الحضننور ممثننل لبعننض المؤسسننات السننلمية
المرموقة .
ومننا يتبننع ذلننك ،مننن أسنناليب بارعننة للسننتدراج ،ولفننت النظننار إليهننا
واللتفنناف حولهننا ،كالتلويننح بالسننلم العننالمي ،ونشنندان الطمأنينننة
والسعادة للنسانية ،والخاء ،والحرية ،والمسنناواة ،والننبر والحسننان .
وهذه نظيرة وسائل الترغيب الثلثة التي تنتحلها الماسننونية " :الحريننة ،
والخنناء ،والمسنناواة " أو " :السننلم ،والرحمننة ،والنسننانية " وذلننك
بالنندعوة إلننى " الروحيننة الحديثننة " القائمننة علننى تحضننير الرواح ،روح
المسننلم ،وروح اليهننودي ،وروح النصننراني ،وروح البننوذي ،وغيرهننم ،
وهي من دعوات الصهيونية العالمية الهدامة ،كمننا بيننن خطرهننا السننتاذ
محمد محمد حسين -رحمه الله تعننالى -فنني كتننابه " :الروحيننة الحديثننة
دعوة هدامة /تحضير الرواح وصلته بالصهيونية العالمية " .
وعلى إثر هذا الدور العملي الجريء حصل مجموعة من الثار :
* فمن آثارها :اقتحام العقبة ،وكسر حنناجز الهيبننة مننن المسننلمين مننن
وجه ،وكسر حاجز النفرة من الكافرين من وجه آخر .
* ومن آثارها :أن قدم " :البابا " نفسه إلى العالم ،بأنه القائد الروحنني
للديان جميعا ً ،وأنه حامل رسالة " :السلم العالمي " للبشرية .
* ومن آثارها :أن " البابا " اعتبر :يوم 10 / 27 :أكتننوبر عننام 1986م
عيدا ً لكل الديان ،وأول يوم من شهر يناير ،هو " :يوم التآخي " .
* ومن آثارها :اتخاذ نشيد ،يردده الجميع ،أسموه " :نشيد اللننه الواحنند
رب ،وأب " .
* ومن آثارها :أنه انتشر في العننالم ،عقنند المننؤتمرات لهننذه النظريننة ،
وانعقاد الجمعيات ،وتننأليف الجماعننات الداعيننة لوحنندة الديننان ،وإقامننة
الندية ،والندوات فكان منها :
-1أنننه فنني تاريننخ 2 / 15 - 12فننبراير 1987م :عقنند " المننؤتمر
البراهيمي " في قرطبة ،بمشاركة أعداد مننن اليهننود والنصننارى ،ومننن
المنتسبين للسلم من القاديانيين والسماعيليين .وكان انعقاده باسم :
" مؤتمر الحوار الدولي للوحدة البراهيمية " .وافتتح لهذا الغننرض معهنند
باسم " :معهد قرطبة لوحدة الديان في أوربا " .أو " :المركز الثقننافي
السلمي " .أو " :مركز قرطبة للبحاث السلمية " .
وكان متولي ذلك :النصراني :روجيه جارودي .وكننانت أهننم نقطننة فنني
انعقاده ،هي :إثبننات الشننتراك واللقنناء بيننن عنندد مننن المنتسننبين إلننى
الديان ). (14
-3وفي صيف هذا العام -أيضا ً -تأسس " نادي الشباب المتدين " .
-4وفنني شننهر إبريننل ،منننه -أيض نا ً -تأسسننت جمعيننة باسننم " :الننناس
متحدون " .
-6رأس مال جماعة " :المؤمنون متحنندون " وهننو 800 , 000 " :دولر
".
-7في حننال حلهننا تعننود أموالهننا إلننى " :الصننليب الحمننر " ومؤسسننات
الصدقات الكنسية .
* " رمز السلم العالمي للبشرية و " الخاء الديني " هو :البابا .
-9اتخذت هذه الجمعية " راية " عليهننا الشننعارات التيننة " :شننعار المننم
المتحدة " و " قوس قزح " ) (15ورقم " - " 7رمز النصر عننندهم -وهننو
أيضننا ً اسننم أول سننفينة اكتشننفت القننارة المريكيننة ،وحملننت رسننالة
النصرانية إلى هذه القارة .
- 10تتابع عقد المؤتمرات لوحدة الديان في " :نيويورك " و " البرتغننال
" ،وغيرهما .
* ومن آثار هذه النظرية :أنه فضل ً عن مشاركة بعض من المنتسبين إلى
السننلم فنني هننذه اللقنناءات -علننى أراضنني النندول الكننافرة -فنني
المنننؤتمرات ،والنننندوات ،والجمعينننات وإقامنننة الصنننلوات المشنننتركة ،
مدفوعين كانوا أو مختارين -وأمرهننم إلننى اللننه تعننالى -فننإنه مننا كننادت
شعارات هذه النظرية تلوح في الفننق ،وتصننل إلننى السننماع ،وإل وقنند
تسربت إلى ديار السلم ،فطاشت بها أحلم ،وعملت من أجلهننا أقلم ،
وفاهت بتأييدها أفمام ،وانطلقت بالدعوة إليها ألسننن مننن بعنند أخننرى ،
وعلى الدعوة بها سدة المؤتمرات الدولية ،وردهننات النننوادي الرسننمية ،
والهلية .
وكان منها في " :مؤتمر شرم الشيخ بمصر " في شهر شوال عام 1416
،تركيز كلمات بعض أصحاب الفخامة !!!! من المسلمين !!!! على الصفة
الجامعة بين المؤتمرين ،وهي " :البراهيمية " وهو مؤتمر يجمننع لفيف نا ً
من المسلمين ،واليهود ،والنصارى ،والشيوعيين .
وفي بعض الفاق صدر قننرار رسننمي بجننواز تسننمية موالينند المسننلمين ،
بأسماء اليهود المختصة بهم ؛ وذلك إثر تسمية مواليد المسننلمين باسننم :
" رابين " ). (17
وهكذا ينتشر عقد التهويد ،والتنصير ،بنننثر شننعاراتهم بيننن المسننلمين ،
ومشاركة المسلمين لهم في أفراحهننم ،وأعيننادهم ،وإعلن صننداقتهم ،
والحفاوة بهم ،وتتبع خطواتهم وتقلينندهم ،وكسننر حنناجز النفننرة منهننم
بذلك ،وبتطبيع العلقات معهم ). (18
وكان منشور الجهر بها ،وإعلنها ،على لسان النصراني المتلصننص إلننى
السنننلم :روجينننه جنننارودي ) ، (20فعقننند لهنننذه الننندعوة " :المنننؤتمر
البراهيمي " ثم توالت الحداث كما أسلفت في صدر هذه المقدمة .
ول يعزب عن البال ،وجود مبادرات نشننطة جنندا ً مننن اليهننود والنصننارى ،
فنني النندعوة إلننى " :الحننوار بيننن أهننل الننديان " ) (21وباسننم " تبننادل
الحضننارات والثقافننات " و " بننناء حضننارة إنسننانية موحنندة " و " وبننناء
مسجد ،وكنيسة ،ومعبد " في محل واحد ،وبخاصة في رحاب الجامعننات
وفي المطارات .
وكان منن مننداخل السننوء المبطنننة لتمهيند السننبيل إلنى هنذه النظريننة ،
وإفساد الديانة ،إجراء الدراسات المقارنة فنني الشننرعيات ،بيننن الننديان
الثلثة ،ومن هنا يتبارى كل في محاولننة إظهننار دينننه علننى النندين كلننه ،
فتذوب وحدة الدين السلمي ،وتميزه ،وتسمن الشننبه ،وتستسننلم لهننا
القلوب الضعيفة . . .وكنت أشرت إلى خطر ذلك في بعض ما كتبت ،ثم
رأيت كلما ً حسنا ً في مقدمة ترجمننة السننتاذ /محمنند خليفننة التونسنني ،
لكتاب " :بروتوكولت حكماء صهيون " :ص 78 /فقال ما نصه :
" وقل مثل ذلك في علم مقارنننة الديننان ،الننتي يحنناول اليهننود بدراسننة
تطورها ،ومقارنة بعض أطوارها ببعض ،ومقارنتها بمثلهننا فنني غيرهننا ،
أن يمحوا قداستها ،ويظهروا النبياء ،مظهر الدجالين " انتهى .
هذا عرض موجز عن تاريخ هذه النظرية " :وحدة الننديان " وتنندرجها فنني
فتراتها الزمنية الثلث المذكورة وبيان بعض آثارها التآمرية على السننلم
والمسلمين ،ويأتي في آخر الجواب الجمالي تفصيل منا تسنتهدفه هنذه
النظرية في السلم والمسلمين .
**************************************************************************************************
المقام الثاني
في الجواب على سبيل الجمال
إن الدعوة إلى هذه النظرية الثلثية :تحت أي من هننذه الشننعارات :إلننى
توحيد دين السلم الحننق الناسننخ لمننا قبلننه مننن الشننرائع ،مننع مننا عليننه
اليهود والنصارى من دين دائر كل منهما بين النسخ والتحريف ،هي أكبر
عرفت لمواجهة السلم والمسلمين اجتمعننت عليهننا كلمننة اليهننود مكيدة ُ
والنصننارى بجننامع علتهننم المشننتركة " :بغننض السننلم والمسننلمين " .
وغلفوها بأطباق من الشعارات اللمعة ،وهي كاذبة خادعننة ،ذات مصننير
مروع مخوف .فهي في حكم السلم :دعوة بدعية ،ضالة كفرية ،خطة
مأثم لهم ،ودعوة لهم إلى ردة شاملة عننن السننلم ؛ لنهننا تصننطدم مننع
بنندهيات العتقنناد ،وتنتهننك حرمننة الرسننل والرسننالت ،وتبطننل صنندق
القرآن ،ونسخه ما قبله من الكتب ،وتبطل نسخ السلم لجميع ما قبلننه
من الشرائع ،وتبطل ختم نبوة محمد والرسالة المحمديننة -عليننه الصننلة
والسننلم -فهنني نظريننة مرفوضننة شننرعا ً ،محرمننة قطعننا ً بجميننع أدلننة
التشريع في السلم من كتاب وسنة ،وإجمنناع ،ومننا ينطننوي تحننت ذلننك
من دليل ،وبرهان .
لهذا :فل يجوز لمسلم يؤمن بالله ربنا ً ،وبالسنلم ديننا ً ،وبمحمند صنلى
الله عليه وسننلم رسننول ً ،السننتجابة لهننا ،ول النندخول فنني مؤتمراتهننا ،
وندواتها ،واجتماعاتها ،وجمعياتها ،ول النتماء إلى محافلها ،بننل يجننب
نبننذها ،ومنابننذتها ،والحننذر منهننا ،والتحننذير مننن عواقبهننا ،واحتسنناب
الطعن فيها ،والتنفير منهننا ،وإظهننار الرفننض لهننا ،وطردهننا عننن ديننار
المسلمين ،وعزلها عن شعورهم ،ومشاعرهم والقضاء عليها ،ونفيها ،
وتغريبها إلننى غربهننا ،وحجرهننا فنني صنندر قائلهننا ،ويجننب علننى الننوالي
المسلم إقامننة حنند الننردة علننى أصننحابها ،بعنند وجننود أسننبابها ،وانتفنناء
موانعها ،حماية للدين ،وردعا ً للعابثين ،وطاعننة للننه ،ولرسننوله -صنلى
الله عليه وسلم -وإقامة للشرع المطهر .
وأن هذه الفكرة إن حظيت بقبول مننن يهننود ،ونصننارى ،فهننم جننديرون
بذلك ؛ لنهم ل يستندون إلننى شننرع منننزل مؤبنند ،بننل دينهننم إمننا باطننل
محرف ،وإما حق منسوخ بالسننلم ،أمننا المسننلمون فل واللننه ،ل يجننوز
لهم بحال النتماء إلى هذه الفكرة ؛ لنتمائهم إلى شرع منزل مؤبنند كلننه
حق ،وصدق ،وعدل ،ورحمة .
وليعلننم كننل مسننلم عننن حقيقننة هننذه النندعوة :أنهننا فلسننفية النزعننة ،
سياسية النشأة ،إلحادية الغاية ) (22تبرز في لباس جديد لخذ ثأرهم من
المسلمين :عقيدة ،وأرضا ً ،وملكا ً ،فهي تستهدف السلم والمسننلمين
في:
-1إيجنناد مرحلننة التشننويش علننى السننلم ،والبلبلننة فنني المسننلمين ،
وشحنهم بسيل من الشبهات ،والشننهوات ؛ ليعيننش المسننلم بيننن نفننس
نافرة ،ونفس حاضرة .
والله -تعالى -يقول } :وأعدوا لهم ما اسننتطعتم مننن قننوة ومننن ربنناط
الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم { ] النفال . [ 60 /
وإن فننرض الجزيننة علننى اليهننود ،والنصننارى ،إن لننم يسننلموا :عننزة
للمسلمين ،وصغار على الكافرين ؛ لهذا كانت لهم محاولت منننذ القننرن
الرابع الهجري لبطال الجزية ،وإسقاطها عنهم ،وكننان أول كتنناب زوره
اليهود في أوائل القرن الرابع الهجنري ،فعرضنه النوالي علنى العلمناء ،
فحكم المام المفسر محمد بن جرير الطبري المتوفى سنة - 310رحمننه
الله تعالى -بأنه مزور موضوع ؛ لن فيه شهادة معاوية بن أبي سننفيان -
رضي الله عنه -وهو إنما أسلم عام الفتح بعنند عننام خيننبر سنننة ، 7وهننم
يزعمون أن هذا الكتاب ،وضع عنهم الجزية عام خيبر ،وفيه شهادة سعد
بن معاذ -رضي الله عنننه -وقنند تننوفي عننام الخننندق قبننل خيننبر .فثبننت
تزويره .
وما زال اليهود يخرجونه من وقت إلى آخر ،وفي كل مرة يحكننم العلمنناء
بتزويره ،فكان في عصر الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463فأبطله .
وزور النصارى " وثيقة سانت كاترين " المعلقة في " :ديننر طننور سننيناء
" " :سانت كاترين " و " كاترين " اسم زوجة أحد الرهبان ،وقنند سننميت
كنيسة دير الطور باسمها ؛ لنها دفنت فيها في القرن التاسع .
وفي " :مجلة الدارة " العنندد 3 /لعننام . 1400ص . 130 - 124 /بحننث
مهم في بيان بعض الوثائق التي زورها اليهود ،والنصننارى ،ومنهننا هننذه
الوثيقة .والكاتب هو عبد الباقي فصه .الجزائر .جامعة قسنطينة .
ويزاد عليه :أن من أدلة تزويرها ،ذكر شننهادة أبنني هريننرة -رضنني اللننه
عنه -عليها ،وهو إنما أسلم عام خيبر سنة ، 7وهنني مؤرخننة فنني العننام
الثاني من الهجرة .
وانظر عن " :دير طور سيناء " ،والذي سمي في القرن التاسع باسننم :
" دير سانت كاترين " " :الموسوعة العربية الميسننرة " 830 / 1 :و " :
المنجد " مادة " :دير طور سيناء " .و " المنجد في العلم .ص " 295 /
.
-8وتستهدف هدم قاعدة السلم ،وأصله " :الننولء والننبراء " و " الحننب
والبغض في الله " ،فترمي هذه النظرية الماكرة إلى كسننر حنناجز بننراءة
المسنننلمين منننن الكنننافرين ،ومفاصنننلتهم ،والتننندين بنننإعلن بغضنننهم
وعداوتهم ،والبعد عن موالتهم ،وتوليهم ،وموادتهم ،وصداقتهم .
-9وتستهدف صياغة الفكر بروح العداء للنندين فنني ثننوب وحنندة الننديان ،
وتفسيخ العالم السلمي من ديانته ،وعزل شريعته في القننرآن والسنننة
عننن الحينناة ،حينئذ يسننهل تسننريحه فنني مجاهننل الفكننر ،والخلقيننات
الهدامة ،مفرغا ً من كل مقوماته ،فل يترشح لقيننادة أو سننيادة ،وجعننل
ذ يصننلون ما عليه أعدائه ،وأعداء دينه ،وحينئ ٍ
المسلم في محطة التلقي ل ِ َ
إلى خسة الغاية :القفز إلى السلطة العالمية بل مقاوم .
-11وترمي إلى تمهينند السننبيل " :للتبشننير بالتنصننير " والتقننديم لننذلك
بكسنننر الحنننواجز لننندى المسنننلمين ،وإخمننناد توقعنننات المقاومنننة منننن
المسلمين ؛ لسبق تعبئتهم بالسترخاء ،والتبلد .
-12ثننم غايننة الغايننات :بسننط جننناح الكفننرة مننن اليهننود ،والنصننارى ،
والشننيوعيين ،وغيرهننم علننى العننالم بأسننره ،والتهننامه ،وعلننى العننالم
السلمي بخاصة ،وعلى الشرق الوسط بوجه خاص ،وعلى قلب العالم
السننلمي ،وعاصننمته " :الجزيننرة العربيننة " بننوجه أخننص ،فنني أقننوى
مخطط تتكننالب فينه أمننم الكفننر وتتحننرك مننن خللننه ؛ لغنزو شننامل ضنند
السنننلم والمسنننلمين بشنننتى أننننواع النفنننوذ :الفكنننري ،والثقنننافي ،
والقتصادي ،والسياسي ،وإقامة سوق مشترك ،ل تحكمه دولة السلم
،ول سننمع فينه ،ول طاعنة لخلنق فاضننل ول فضننيلة ،ول كسنب حلل ،
فيفشو الربا ،وتنتشر المفسدات ،وتدجن الضننمائر ،والعقننول ،وتشننتد
القوى الخبيثة ضد أي فطرة سليمة ،وشننريعة مسننتقيمة .ومننا " مننؤتمر
السكان والتنمية " المعقود بالقاهرة في 1415 / 3 / 29 :و " المؤتمر
العالمي للمرأة " المعقود في بكين عام . 1416إل طروحات لنفاذ هننذه
الغايات البهيمية .
هذا بعض ما تستهدفه هننذه النظيننرة الثمننة ،وإن مننن شنندة البتلء ،أن
يستقبل نزر من المسلمين ،ولفيف من المنتسبين إلننى السننلم هننذه "
النظرية " ويركضوا وراءها إلننى مننا ُيعقنند لهننا مننن مننؤتمرات ،ونحوهننا ،
وتعلو أصننواتهم بهننا ،مسننابقين هننؤلء الكفننرة إلننى دعننوتهم الفنناجرة ،
وخطتهننم المنناكرة ،حننتى فنناه بعننض المنتسننبين إلننى السننلم بفكرتننه
الثمة :
" إصدار كتاب يجمع بين دفتيه " :القرآن الكريم ،والتوراة ،والنجيل " .
وإنا لنتلوا قول الله -تعالى } : -إن هي إل فتنتننك تضننل بهننا مننن تشنناء
وتهدي بها من تشاء { ] العراف . [ 155 /
ومن المعلوم أن " باب التأويل والجتهاد " باب واسع قنند يننؤول بصنناحبه
إلى اعتقاد الحلل حراما ً ،والحننرام حلل ً ) ، (23هننذا إذا كننان فنني أصننله
سائغا ً فكيف إذا كان غير سائغ ،بننل هننو اجتهنناد آثننم ؛ لمصننادمته أصننول
الدين المعلومة منه بالضننرورة ،وعلننى كل الحننالين فل يجننوز تننرك بيننان
السنة والهنندى ،ويجننب رد الجتهننادات والتننأويلت الخنناطئة ،فضننل عننن
الفاسدة أصل ً ،بل يجب البيان لحفظ هذا النندين ،وكننف العنندوان عليننه .
وهذا من إعطاء السلم حقه ،والوفاء بموجب العلم واليمان .
إن هذه الدعوة بجذورها ،وشعاراتها ،ومفرداتها ،هي من أشد مننا ابلنني
به المسلمون في عصرنا هنذا ،وهني أكفنر آحناد " :نظرينة الخلنط بينن
السلم والكفر ،والحق والباطل ،والهدى والضللة ،والمعروف والمنكر
،والسنة والبدعة ،والطاعة والمعصية " .
وهذه الدعوة الثمة ،والمكيدة المهولة ،قد اجتمعت فيها بليا التحريف ،
والنتحال ،وفاسد التأويل ،وإن هذه المة المرحومة ،أمة السلم ،لننن
تجتمع علنى ضنللة ،ول ينزال فيهنا -بحمند اللنه -طائفنة ظناهرة علنى
الحق ،حتى تقوم الساعة ،من أهل العلننم والقننرآن ،والهنندى والبيننان ،
تنفي عن دين الله تحريف الغالين ،وانتحال المبطلين ،وتأويل الجاهلين
،فكان حقا ً علينا وعلى جميع المسننلمين :التعليننم ،والبيننان ،والنصننح ،
والرشاد ،وصد العاديات عن دين السلم .ومن حذر فقد بشر .
وق هننذه النظريننة الخطننرة ويكشننف هذا جواب علننى سننبيل الجمننال يطن ّ
مخططاتهننا القريبننة ،والبعينندة فنني الهنندم ،والتنندمير ،وقفزهننم إلننى
السلطة بل مقاوم .
وخلصته " :أن دعوة المسلم إلننى التوحينند ديننن السننلم مننع غيننره مننن
الشرائع والديان الدائرة بين التحريف والنسخ بشريعة السلم :
ردة ظاهرة ،وكفنر صنريح ؛ لمنا تعلننه منن نقنض جنرئ للسنلم أصنل ً ،
وفرعا ً ،واعتقادا ً ،وعمل ً ،وهذا إجماع ل يجوز أن يكون محل خلف بيننن
أهل السلم " .وإنها دخول معركة جديدة مع عبنناد الصننليب ،ومننع أشنند
الناس عدواة للذين آمنوا .فالمر جد وما هو بالهزل .
والن أقيم الدلة مفصلة على هذه الخلصة الحكمية ،لن النفوس تطمع
بإقامننة النندليل ،وإظهننار الننبراهين ،وتوضننيح الحجننة للسننالكين ،فننإلى
البيان مفصل ً حتى ل تخفى الحال على مسلم يقرأ القرآن ،ولتنقذه من
التيه في ضباب الشعارات الكاذبة ونقول لكل مسننلم } :تلننك آيننات اللننه
نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون { ] الجاثية . [ 6 /
**************************************************************************************************
المقام الثالث
في الجواب مفص ً
ل
وهو يتجلى بإقامة الصول ،والمسلمات العقدية التية :
الصل العام :دين النبياء واحد ،وشرائعهم متعددة ،والكل من عند اللننه
-تعالى . -
فنعتقد أن أصل الدين واحند ،بعنث اللنه بنه جمينع النبيناء والمرسنلين ،
واتفقننت دعننوتهم إليننه ،وتوحنندت سننبيلهم عليننه ،وإنمننا التعنندد فنني
شرائعهم المتفرعة عنننه ،وجعلهننم اللننه -سننبحانه -وسننائط بينننه وبيننن
عباده في تعريفهننم بننذلك ،ودللتهننم عليننه ؛ لمعرفننة مننا ينفعهننم ،ومننا
يضرهم ،وتكميل ما يصلحهم في معاشهم ،ومعادهم :
ُبعثوا جميعا ً بالدين الجامع الذي هو عبادة لله وحده ل شريك له ،بالدعوة
إلى توحيد الله ،والستمساك بحبله المتين .
* الدعوة إلى الله -تعالى -في إثبننات التوحينند ،وتقريننره ،وعبننادة اللننه
وحده ل شريك له ،وترك عبادة ما سواه ،فالتوحيد هو دين العالم بأسره
من آدم إلى آخر نفس منفوسة من هذه المة .
* والتعريف بالطريق الموصننل إليننه -سننبحانه -فنني إثبننات النبننوات ومننا
يتفرع عنها من الشرائع ،من صلة ،وزكاة ،وصيام ،وجهنناد ،وغيرهننا :
أمرا ً ،ونهيا ً في دائرة أحكام التكليف الخمسة :المر وجوبا ً ،أو استحبابا ً
،والنهي :تحريم نا ً ،أو كراهننة ،والباحننة ،وإقامننة العنندل ،والفضننائل ،
والترغيب ،والترهيب .
* والتعريف بحال الخليقننة بعنند الوصننول إلننى اللننه :فنني إثبننات المعنناد ،
واليمان باليوم الخر ،والموت ،وما بعده من القبر ،ونعيمننه ،وعننذابه ،
والبعث بعد الموت ،والجنة والنار ،والثواب والعقاب .
وعلى هذه الصنول الثلثنة ،مندار الخلنق والمنر ،وإن السنعادة والفلح
لموقوفة عليها ل غير .
وهذا مما اتفقننت عليننه جميننع الكتننب المنزلننة ،وبعننث بننه جميننع النبينناء
والرسل ،وتلك هي الوحدة الكبرى بين الرسل ،والرسالت ،والمم .
وهذا هو المقصود من قول النبي صننلى اللننه عليننه وسننلم " :إنننا معشننر
لت أمهاتهم شتى ودينهم واحد " متفق عليننه مننن حننديث ع ّ
النبياء أخوة ل ِ َ
أبي هريرة -رضي الله عنه . -
وهو المقصود في قول الله -تعالى } : -شرع لكم من النندين مننا وصننى
به نوحا ً والذي أوحينا إليك ومننا وصننينا بننه إبراهيننم وموسننى وعيسننى أن
أقيموا الدين ول تتفرقوا فيه كبر على المشركين مننا تنندعوهم إليننه اللننه
يجتبي إليه من يشاء ويهنندي إليننه مننن ينيننب { ] الشننورى . [ 13 /وهننذه
الصول الكلية هي ما تضمنته عامة السور المكية من القرآن الكريم .
وإذا تأملت سر إيجاد الله لخليقته وهو عبادته ،كما في قول الله -تعالى
} : -وما خلقت الجن والنننس إل ليعبنندون { ] الننذاريات . [ 56 /عرفننت
ضرورة توحد الملة ،والدين ،ووحدة الصراط ولهذا جاء في أم القننرآن ،
فاتحة الكتاب الله -عز وجل } : -اهدنا الصراط المستقيم صنراط الننذين
أنعمت عليهم { ثم أتبع ذلك بننأن اليهننود والنصننارى ،خننارجون عننن هننذا
الصراط ،فقال -سبحانه } -غير المغضوب عليهم والضالين { .
حك َ َ
م العظيمة مما قصننه اللننه -تعننالى -علينننا فنني القننرآن وبهذا تدرك ال ِ
العظيم من قصص النبياء وأخبارهم مع أممهم ؛ لخذ العبرة ،والتفكننر ،
وتثبيت أفئدة النبياء وإثبات النبننوة والرسننالة ،وجعلهننا موعظننة وذكننرى
للمؤمنين ،وأخبار المم المكذبة لرسلهم وما صارت إليه عاقبتهم ،وأنها
سننه -سبحانه -فيمن أعرض عن سبيله .
والدين بهذا العتبار :هو " :دين السلم " بمعناه العننام ،وهننو :إسننلم
الوجه لله ،وطنناعته ،وعبننادته وحننده ،والننبراءة مننن الشننرك ،واليمننان
بالنبوات ،والمبدأ ،والمعاد .
ولوحدة الدين بهذا العتبار في دعوة جميننع النبينناء والمرسننلين ،وحنند -
سبحانه " : -الصراط " و " السبيل " في جميع آيات القرآن الكريم .
وهذا النندين " ديننن السننلم " بهننذا أي باعتبننار :وحنندته العامننة ،وتوحنند
صراطه ،وسبيله ،هو الذي ذكره الله في آيننات مننن كتننابه عننن أنبيننائه :
ديق ،وموسنى ،ودعنوة ننبي اللنه نوح ،وإبراهيم ،وبنيه ،ويوسنف الصن ّ
سننليمان ،وجننواب بلقيننس ملكننة سننبأ ،وعننن الحننواريين ،وعننن سننحرة
فرعون ،وعن فرعون حين أدركه الغرق .
ودين السلم بهذا العتبار :هو دين جميع النبياء والمرسلين وملتهم بل
إن إسلم كل نبي ورسول يكون سابقا ً لمته ،وهو محل بعثته إلى أمته ،
وما يتبع ذلك من شريعته .
كما قال الله -تعالى } : -ولقد بعثنا في كل أمة رسننول ً أن اعبنندوا اللننه
واجتنبوا الطاغوت { ] النحل . [ 36 /
وإنما خص اللننه -سننبحانه -نننبيه إبراهيننم -عليننه السننلم -بننأن " :ديننن
السلم " بهذا العتبار العام هو ملته ،في مثل قوله تعالى } :قل صدق
الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا ً { ] آل عمران [ 95 /لوجوه :
أولها :أنه -عليه السلم -واجه في تحقيق التوحيد ،وتحطيننم الشننرك ،
ونصر الله له بذلك ما قص الله خبره ،أمرا ً عظيما ً .
ثانيها :أن الله -سبحانه وتعالى -جعل في ذريته النبننوة والكتنناب ؛ ولننذا
قيل له " :أبو النبياء " ؛ ولذا قال الله تعننالى } :ملننة أبيكننم إبراهيننم {
] الحج [ 78 /وهو -عليه السلم -تمام ثمانية عشر نبيا ً سماهم الله فني
كتابه من ذريته ،وهم :ابنننه إسننماعيل ،ومننن ذريتنه مننن محمنند عليهمننا
الصننلة والسننلم ،وابنننه إسننحاق ومننن ذريتننه :يعقننوب بننن إسننحاق ،
ويوسف ،وأيوب ،وذو الكفل ،وموسى ،وهننارون ،وإلينناس ،واليسننع ،
ويونس ،وداود وسليمان ،وزكريا ،ويحيى ،وعيسى -عليهم السلم . -
ثالثهما :لبطال مزاعم اليهود ،والنصارى فنني دعننواهم أنهننم علننى ملننة
إبراهيننم -عليننه السننلم -فقنند كننذبهم اللننه -تعننالى -فنني قننوله } :أم
تقولون إن إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والسباط كانوا هننودا ً أو
نصارى قل أأنتم أعلم أم الله ومن اظلم ممن كتم شهادة عنده مننن اللننه
وما الله بغافل عما تعملون { ] .البقرة . [ 140 /
ورد الله عليهم محاجتهم في ذلك بقوله } :يا أهننل الكتنناب لننم تحنناجون
في إبراهيم وما أنزلت التوراة والنجيننل إل مننن بعننده أفل تعقلننون .هننا
أنتم هؤلء حاججتم فيما لكم به علم فلم تحاجون فيما ليس لكم بننه علننم
والله يعلم وأنتم ل تعلمون .مننا كننان إبراهيننم يهودينا ً ول نصننرانيا ً ولكننن
كان حنيفا ً مسلما ً وما كان من المشركين { ] آل عمران . [ 67 - 65 /
ثم بين -سبحانه -أن أولى الناس بإبراهيم هم الذين على ملته وسنننته ،
فقال -تعالى } : -إن أولى النناس بنإبراهيم للننذين اتبعننوه وهننذا النننبي
والذين آمنوا والله ولي المؤمنين { ] آل عمران . [ 68 /
وبين -سبحانه -أن هذه المحاولة الكاذبة البائسة من أهل الكتنناب جاريننة
فنني محنناولتهم مننع المسننلمين ؛ لضننللهم عننن دينهننم ،ولبننس الحننق
بالباطل ،فقال تعالى } :وقالوا كونوا هننودا ً أو نصننارى تهتنندوا قننل بننل
ملة إبراهيم حنيفا ً وما كان من المشركين .قولننوا آمنننا بننالله ومننا أنننزل
إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسننحاق ويعقننوب والسننباط ومننا
أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم ل نفرق بين أحد منهننم
ونحن له مسلمون .فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتنندوا ،وإن تولننوا
فإنما هم في شقاق فسيكفيكهم الله وهننو السننميع العليننم { ] البقننرة /
. [ 137 - 135
وهكذا يجد المتأمل في كتاب الله -تعالى -التنبيه فنني كننثير مننن اليننات
إلى أن هذا القرآن ما أنزل إل ليجدد دين إبراهيم ؛ حتى دعاهم بالتسمية
التي يكرهها اليهود والنصارى " :ملة إبراهيم " فاقرأ قول الله -تعالى -
} :وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكننم فنني النندين
من حرج ملة أبيكم إبراهيم هننو سننماكم المسننلمين مننن قبننل وفنني هننذا
ليكون الرسننول شننهيدا ً عليكننم وتكونننوا شننهداء علننى الننناس { ] الحننج /
. [ 78
والخلصنننة :
أن لفظ " :السلم " له معنيننان ،معنننى عننام :يتننناول إسننلم كننل أمننة
متبعة لنبي من أنبياء الله الذي بعننث فيهننم ،فيكونننون مسننلمين ،حنفنناء
على ملة إبراهيم بعبننادتهم للننه وحننده واتبنناعهم لشننريعة مننن بعثننه اللننه
فيهم ،فأهل التوراة قبل النسننخ والتبننديل ،مسننلمون حنفنناء علننى ملننة
إبراهيم ،فهم على " دين السلم " ،ثم لما بعث الله نبيه عيسى -عليننه
السلم -فإن من آمن من أهل التوراة بعيسى ،واتبعه فيما جاء بننه فهننو
مسلم حنيف على ملة إبراهيم ،ومن كذب منهم بعيسى -عليه السننلم -
فهو كافر ل يوصف بالسلم ؛ ثم لما بعث الله محمنندا ً -صننلى اللننه عليننه
وسننلم -وهننو خنناتمهم ،وشننريعته خاتمننة الشننرائع ،ورسننالته خاتمننة
الرسالت ،وهي عامة لهل الرض وجب على أهل الكتننابين ،وغيرهننم ،
اتباع شريعته ،ومنا بعثنه اللنه بنه ل غينر ،فمننن لنم يتبعنه فهنو كننافر ل
يوصف بالسلم ول أنه حنيف ،ول أنه على ملنة إبراهيننم ،ول ينفعنه مننا
يتمسك به من يهودية ،أو نصرانية ،ول يقبله الله منننه ،فبقنني اسننم " :
السلم " عند الطلق منذ بعثة محمد -صلى الله عليه وسلم -حتى يرث
الله الرض ومن عليها ،مختصا ً بمن يتبعه ل غير .وهذا هو معناه الخنناص
الذي ل يجوز إطلقه على دين سواه ،فكيف وما سواه دائر بيننن التبننديل
والنسخ .فإذا قال أهل الكتاب للمسننلمين " :كونننوا هننودا ً ،أو نصننارى "
فقد أمر الله المسلمين أن يقولوا لهننم " :بننل ملننة إبراهيننم حنيفنا ً ،ول
يوصف أحد اليوم بأنه مسلم ،ول أنه على ملة إبراهيم ،ول أنه من عبنناد
الله الحنفاء إل إذا كان متبعا ً لما بعث الله به خاتم أنبيائه ورسله محمدا ً -
صلى الله عليه وسلم . -
وأما تنوع الشرائع وتعددها :فيقول الله -تعننالى } : -لكننل جعلنننا منكننم
شرعة ومنهاجا ً { ] المائدة . [ 48 /
شرعة :أي شريعة وسنة .قال بعض العلماء :سميت الشننريعة شننريعة ،
تشننبيها ً بشننريعة المنناء ،مننن حيننث أن مننن شننرع فيهننا علننى الحقيقننة
وى وتطهر . المصدوقة َ ،ر َ
ومنهاجا ً :أي طريقا ً ،وسبيل ً واضحا ً إلى الحق ؛ ليعمل به فنني الحكننام ،
والوامر ،والنواهي ؛ ليعلم الله من يطيعه ممن يعصيه .
وقال -تعالى -في حق نبيه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم } :ثننم
جعلناك على شريعة من المر فاتبعها { ] الجاثية . [ 18 /
وقد علمنا الصول التي تساوت فيها الملل ،وتوطننأت دعننوة أنبينناء اللننه
ورسله إليها :إلى ديننن واحنند ،وملننة واحنندة فنني تقريننر العبوديننة للننه -
سننبحانه -ل شننريك لننه وتوحيننده ،وتقريننر النبننوة ،والمعنناد ،ووحنندة
التشريع من عند الله -تعالى -فهذه ل تتغير ول تتبدل ،ول يدخلها نسننخ
فهي محكمة غير منسوخة ،ول تقبل الجتهاد ،ول التخصيص .
فهناك حكم تعبدي في شريعة رسول ينتهي بانتهاء شريعته ببعثة رسننول
آخر ،فينسخه .
وهناك حكم يغير في بعض جزئياته في وقته ،أو كيفيته ،أو مقداره ،أو
حكمه من التشديد إلى التخفيف ،وبعكسه .
وهناك حكم يكون في شريعة لحقة دون السابقة ،أو عكسه .
وهكذا ،من تنوع التشريع فنني الحكننام العمليننة والقوليننة ،مننن الوامننر
والنواهي ،حسب سابق علم الله -تعالى -وحكمته في تشنريعه وأمننره ،
بأوضاع كل أمة ،وأزمانها ،وأحوالهننا وطبائعهننا مننن قوتهننا ،وضننعفها ،
وحسب أبدية التشريع ،أو تغييره ونسخه .
وهذا يكاد ينتظم أبواب التشننريع فني العبنادات ،والمعناملت ،والنكنناح ،
والفرق ،والجنايات والحدود ،واليمنان والننذور ،والقضناء ،وغينر ذلنك
من الفروع التي ترجع إلى وحدة الدين والملة .
ولذا فإن شريعة السلم ،وهي آخر الشرائع ،باينت جميع الشننرائع فنني
عامة الحكام العملية ،والقولية ،والوامر والنواهي ؛ لما لهننا مننن صننفة
الدوام ،والبقاء ،وأنها آخر شريعة نزلت من عند الله ،ناسخة لمنا قبلهنا
من شرائع النبياء .
والن إلى بينان تحقيق اليمان الجامع بالله ،وكتبه ،ورسله ،بيان نقض
الكتابيين لهذا الصل العقنندي العننام ،وكفرهننم بننه ،ومننا هننم عليننه مننن
نواقض لهذه الركان الثلثة :
الصل في بني آدم هو " :التوحيد " وهو المقصود الذي خلقننوا لننه فيمننا
أمرهم الله به على ألسنة أنبيائه ورسله } :اعبدوا الله مننا لكننم مننن إلننه
غيره { .
وقنند كننان الننناس علننى هننذا الصننل :كلهننم علننى السننلم والتوحينند ،
والخلص ،والفطننرة ،والسننداد ،والسننتقامة :المننة واحنندة ،والنندين
واحد ،والمعبود واحد .
وذلك من أبينا أبي البشر نبي اللنه آدم -علينه السنلم -إلنى قبينل عهند
رسول الله نوح -عليه السلم -كلهننم علننى الهنندى ،وعلننى شننريعة مننن
الحق ؛ لتباعهم النبوة .
قال غير واحد من السلف فنني قننول اللننه -تعننالى } : -وقننالوا ل تننذرن
آلهتكم ول تذرن ودا ً ول سواعا ً ول يغوث ويعوق ونسرا ً { ] نوح : [ 23 /
" إن هننذه أسننماء قننوم صننالحين كنانوا فيهننم ،فلمننا منناتوا عكفننوا علننى
قبورهم ،ثم صوروا تماثيلهم ،ثم بعد ذلك عبدوهم ،وذلك أول ما عبدت
الصنام ،وأن هذه الصنننام صننارت إلننى العننرب " . . .ابتنندعوا الشننرك ،
وابتدعوا عبادة الوثان ،بدعة من تلقاء أنفسهم بشبهات زينها الشيطان
لهم بالمقاييس الفاسدة ،والفلسفة الحائدة .
قال البخاري في " :صحيحه " عن ابن عباس -رضي الله عنهما " -هننذه
أسماء رجال صالحين من قنوم ننوح ،فلمنا هلكنوا أوحننى الشننيطان إلننى
قومهم :أن انصبوا إلى مجالسهم النتي كنانوا ينندعون أنصنابا ً ،وسنموها
بأسمائهم ففعلوا ،فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك ،ونسننخ العلننم :عبنندت
".
وكان بين آدم ونوح عشننرة قننرون كلهننم علننى السننلم كمننا فنني صننحيح
البخاري عن ابن عباس -رضي الله عنهما . -
ومكننث نننوح -عليننه السننلم -فنني قننومه ألننف سنننة إل خمسننين عام نا ً .
يدعوهم إلى عبادة الله وحده ل شريك له وينهنناهم عننن عبننادة مننا سننواه
فلما أعلمه الله أننه لننن ينؤمن مننن قنومه إل مننن قند آمننن أهلكهنم اللنه
مى اللننه منهننم فننيسن ّ
بالغرق بدعوته .وجاءت الرسل من بعننده تننترى َ .
القرآن العظيم :
هودا ً -عليه السلم -وهو :هود بن شالخ بن أرفخشذ بن سام ابن نننوح -
عليه السلم -وهو أول نبي من نسننل العننرب ،بعثننه اللننه فنني الحقنناف
بحضر موت وهم قننومه :عنناد الولننى ،وهننم أول مننن عبنند الصنننام بعنند
الطوفان ،كما فصل الله ذلك في سورة العراف . [ 72 - 65 ] :وفنني
سورة هود . [ 60 - 50 ] :وفي سورة المؤمنون . [ 41 - 31 ] :وفني
سورة الشعراء [ 140 - 123 ] :وفي سورة ) :حنم السنجدة ( - 15 ] :
. [ 16وفي سورة الحقنناف . [ 25 - 21 ] :وغيرهننا منن سننور القنرآن
الكريم .
ونبي الله صالحا ً -عليه السلم -وهو :صالح بن عبيد بن ماسح بننن عبينند
بن حادر بن ثمود بن عاثر بن إرم بن سام بن نوح .
وهو ثاني نبي من نسل العرب بعثه الله في قومه ثمننود ،بعنند نننبي اللننه
هود في عاد .وقد ذكر الله في القرآن العظيم مننن خننبرهم مننع نننبيهم ،
وخبر الناقة وإصرارهم على عبادة الصنام ،في عدة سور مننن القننرآن ،
في السور المذكورة ،وفي سورة الحجر ،وغيرها .
حتى إذا عم الرض الشرك من طراز جديد من دينن الصنابئة فني حنران ،
والمشننركين مننن عبنندة الكننواكب والشننمس والقمننر فنني كابننل ،وعبنندة
الصنام في بابل ،لمنا كننانت النمناردة ،والفراعنننة ملننوك الرض شنرقا ً
وغربننا ً ،وهننذا هننو الصنننف الثنناني " عبننادة الكننواكب " وهننو " الشننرك
السماوي " من المشركين بعد مشركي قوم نننوح ،عبنندة القبننور ،وكننان
كل من على وجه الرض كفننارا ً سننوى إبراهيننم الخليننل -عليننه السننلم -
وامرأته سارة ،وابن أخيه لوط -عليه السلم -بعننث اللننه رسننوله :إمننام
الحنفاء ،وأبا النبياء ،وأساس الملة الخالصة ،والكلمة الباقية :إبراهيم
خليل الرحمن من أرض بابل وهو :
إبراهيم بن آزر -وهو تارخ -بن ناحور بن ساروغ بن راعننو بننن فننالغ بننن
عاير بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح -عليه السلم . -
وكان الخليل -عليه السلم -هو الذي أزال الله به تلك الشننرور ،وأبطننل
به ذلك الضلل ،فنإن اللننه -سنبحانه -آتنناه رشنده فنني ضننغره ،وابتعثنه
رسول ً ،واتخذه خليل ً في كبره .
وقد قص الله -تعالى -خبره مع أبيه ،وقومه في عدد من سور القرآن ،
قرها عننندهم ، وفي سورة إبراهيم ،في إنكاره عليهم عبادة الوثان ،وح ّ
وتنقصها ،وتكسيره لها ،ومناظرته -عليه السلم -لملننك بابننل النمننرود
بن كنعان ،ومحاجته له ،حتى اهلك الله النمرود ببعوضة فهاجر إبراهيننم
-عليه السلم -إلى أرض الشام ،ثم إلى الديار المصرية ،وتزوج بهاجر ،
وكان الولدان المباركان والنبيان الكريمان :إسماعيل من هاجر القبطيننة
المصرية ،وإسحاق من سارة ابنة عمه .
ولما وقع بين سارة وهنناجر مننن غيننرة النسنناء مننا وقننع ،هنناجر إبراهيننم
بهاجر ،وابنها إسماعيل إلى مكة -حرسها الله تعالى -فكان ما كان مننن
أمرهم في البلد الحرام من نبوع زمزم ،وبناء البيت الحرام وغيرهننا مننن
المور العظام .
وكان لوط بن هارون بن تارخ قد بعثه الله نبيا ً ،فاتفقت بعثتننه مننع بعثننة
عمه الخليل إبراهيم -عليه السلم -بن تارخ -آزر -في زمن واحد وكننان
من خبره مع قومه في أرض سدوم بالشام قرب الردن ما قصه الله فنني
كتابه من دعوته لهم إلى عبادة الله ،وترك عبادة الوثننان ،ومننا ابتنندعوه
من فعل الفاحشة ،فأهلكهم الله ،وأنجاه هو وأهله إل امرأته كننانت مننن
الغابرين .
ثم بعث الله نبيه شعيبا ً خطيب النبياء -عليه السلم -إلى مدين أصننحاب
اليكة -وهي شجرة كانوا يعبدونها -وهو قوم من العرب ،يسكون منندين
في أطراف الشام ،وهو :
نبي الله :شعيب بن مكيل بن بشجن بن مدين بننن إبراهيننم ،وقيننل غيننر
ذلك في نسبه .
وهكذا تتابع النبياء مننن ذريننة إبراهيننم -عليننه السننلم -فنني ذريننة ابنيننه
النبيين الكريمين :الذبيح إسماعيل أبو العرب ،ثم إسحاق -عليها السلم
.-
* وكان إسحاق عليه السلم -قد بعثه اللننه نبي نا ً فنني الشننام وحننران ومننا
والها .وكان من ذريته العيننص ،ومننن سننللته :نننبي اللننه أيننوب -عليننه
السلم -بن العيص بن إسحاق بن إبراهيم -عليهم السلم . -
ومن سللة إسننحاق :ذو الكفننل ،قنال ابننن كننثير :وزعننم قننوم أنننه ابننن
أيوب .ثم استظهر ابن كثير أنه نبي .
وكان من ذريتنه ننبي اللنه يعقنوب -وهنو إسنرائيل ، -وإلينه تنسنب بننو
إسننرائيل وتتننابعت مننن بننني إسننرائيل :يوسننف ،وموسننى ،وهننارون ،
وإلينناس ،واليسننع ،ويننونس ،وداود ،وسننليمان ،ويحيننى ،وزكريننا ،
وعيسى -عليهم السلم . -
هكذا تتابع أنبياء بني إسرائيل ،وكان آخرهم المسيح عيسى ابننن مريننم -
عليه السلم -وعلى حين فترة من النبياء والرسننل ،وكننان الشننرك مننن
الصنفين :عبادة القبور والكواكب قد انتشر فنني الرض ،وكننانت العننرب
على إرث من ملة أبيهم إبراهيم في جزيرة العرب ،ولكن كان عمننرو بننن
لحي الخزاعي في رحلته المشؤومة إلى الشام رآهم بالبلقاء لهم أصنننام
يستجلبون بها المنافع ويستدفعون بها المضار ،فجلب مثل ذلك إلى مكة
في وقت كانت ولية البيت لخزاعة قبل قريش وكننان هننو سننيد خزاعننة ،
فكان برحلته المشؤومة هذه ،هو أول من غير دين إسماعيل ،وانحننراف
ب الوثننان فنني الننبيت الحننرام ،وسننيب السننائبة ،
ص َ عن ملة إبراهيم َ ،
فن َ َ
وبحر البحيرة ،ووصل والوصيلة ،وحمى الحامي .
من هنا اتخذت العرب الصنام ،وكان أقدمها " :مناة " وكان على ساحل
البحر بقديد بين مكة والمدينة ،ثم " اللت " بالطائف وهي صخرة مربعننة
ُيلت عندها السويق ،ثم " العزى " وهنني بننوادي نخلننة بعنند " :الشننرائع "
للخارج من مكة شرقا ً .
ثم تعددت الصنام في جزيرة العرب ،وكان لكل قبيلة صنم مننن شنجر أو
حجر ،أو تمننر ،وهكننذا ،حننتى كننان منهننا حننول الكعبننة ثلثمننائة وسننتون
صنما ً ،بل اتخذ أهل كل دار صنما ً لهم في دارهم .
ول تسننأل عننن انتشننار الصنننام ،وعبننادة النننار والكننواكب فنني فننارس ،
والمجوس ،والصابئة ،وأمم سواهم منهم مننن يعبنند المنناء ،ومنهننم مننن
يعبد الحيوان ،ومنهم من يعبد الملئكة .
ومنهم من قال :الصانع اثنان ،هم الوثنية من المجوس ،وهننم شننر مننن
مشركي العرب ،وعظموا النور ،والنار ،والمناء ،والنتراب ،وهكنذا فني
أمم سواهم من :الصابئة ،والدهرية والفلسفة ،والملحدة ،فصل ابننن
القيم -رحمه الله تعالى -فيهم وفي مذهبهم ،ومعبوداتهم :القول في
" :إغاثة اللهفان . " 320 - 203 / 2 :
لمننا كننانت أمننم الرض كننذلك مننن الشننرك ،والوثنيننة ،بعننث اللننه النننبي
الرسول الخاتم لجميع النبياء والمرسلين ،المبشر به من المسيح ،ومن
قبله من النبياء والمرسلين ،داعيا ً إلى ملننة إبراهيننم ،وديننن المرسننلين
قبل إبراهيم وبعده داعيا ً إلى " :التوحيد الخالص " ونبذ الشننرك أرضننيه ،
فَنهى عن اتخاذ القبور مساجد ،ونهنى وسماويه ،وسد ذريعة هذا وهذا َ ،
عن الصننلة عليهننا ،وإليهننا ،وعننن تشننريفها ؛ وهننذا لسنند ذرائع الشننرك
الرضي التي من " :تعظيننم المننوتى " فنني قننوم نننوح -عليننه السننلم -
ونهى عننن الصننلة وقننت طلننوع الشننمس ووقننت غروبهننا ؛ لسنند ذرائع "
الشرك السماوي " التي مننن " :عبننادة الكننواكب " فنني قننوم إبراهيننم -
عليه السلم . (24) -
والخلصننة :
أن اليمان بالله -تعالى ، -الذي هو المطلوب من جميع الثقلين ،ل يتننم
تحقيقه إل بالعتقاد الجازم بأن اللننه -تعننالى -رب كننل شننئ ،ومليكننه ،
وأنننه متصننف بصننفات الكمننال والجلل ،وأنننه -سننبحانه -هننو المسننتحق
للعبادة وحده ل شريك له ،والقيام بذلك ،علما ً ،وعمل ً ،ول يتحقق ذلننك
إل باتباع خاتم النبياء والمرسلين محمنند صننلى اللننه عليننه وسننلم ل كمننا
يظن المتجاهلون ،أن اليمان بالله يتحقق باليمان بوجننوده ،وربننوبيته ،
دون اليمننان بأسننمائه وصننفاته ،وتوحيننده فنني عبننادته ،ودون المتابعننة
لرسوله محمد صلى الله عليه وسننلم ،ممنا جعلهنم يننادون بالتحناد بينن
السلم الحق ،القائم على التوحيد الكامل وبين كل دين محننرف مبنندل ،
فيه من نواقض هذا اليمان ما تقشعر منه جلود الذين آمنوا .
إن " اليهود " قبحهم الله ،هم بيت اللحاد ،والتطنناول الخطيننر -تعننالى
الله -عما يقولون علوا ً كبيرا ً .
قال الله -تعالى } : -وقالت اليهود عزير ابن الله { ] التوبة . [ 30 /
وقال الله -تعالى -عن اليهود } :لقد سننمع اللننه قننول الننذين قننالوا إن
الله فقير ونحن أغنياء { ] آل عمران . [ 181 /
إن النصارى هم :المثلثة ،عباد الصليب ،الذين سبوا الله مسبة مننا سننبه
إياها أحد من البشر .وقد فضحهم الله في القرآن العظيم .
قال الله -تعننالى } : -وقننالت اليهننود عزيننر ابننن اللننه وقننالت النصننارى
المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الننذين كفننروا مننن
قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون .اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابنا ً مننن دون
الله والمسيح عيسى ابن مريم وما أمروا إل ليعبدوا إلها ً واحنندا ً ل إلننه إل
هو سبحانه عما يشركون { ] التوبة . [ 31 ، 30 /
وقال تعالى } :لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم { . . .
] المائدة . [ 73 /
وقال سبحانه } :لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلثة ] { . . .المائدة
. [ 73 /
وقال جل وعز } :يا أهل الكتاب ل تغلوا في دينكم ول تقولوا علننى اللننه
إل الحق إنما المسيح عيسى ابن مريننم رسننول اللننه وكلمتننه ألقاهننا إلننى
مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ول تقولوا ثلثة انتهوا خيرا ً لكم إنمننا
الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السموات وما فنني الرض
وكفى بالله وكيل ً { ] النساء . [ 171 /
من أركان اليمان ،وأصول العتقاد :اليمننان بجميننع كتننب اللننه المنزلننة
على أنبيائه ورسله .وأن كتاب الله " :القرآن الكريم " هو آخر كتب الله
نزول ً ،وآخرها عهدا ً برب العالمين ،نزل به جبريل المين ،مننن عننند رب
العالمين ،على نبيه ورسوله المين محمد .وأنه ناسننخ لكننل كتنناب أنننزل
من قبل :الزبور ،والتوراة ،والنجيل وغيرها ،ومهيمن عليه ،فلم يبننق
كتاب منزل يتعبد الله به ،ويتبع سوى " القرآن العظيم " .ومن يكفر بننه
فقد قال الله تعالى في حقه } :ومن يكفر من الحزاب فالنار موعده {
] هود . [ 17 /
ومن الحقائق العقديننة ،المتعيننن بيانهننا هنننا :أن مننن الكتننب المنسننوخة
بشريعة السلم " :التوراة والنجيل " وقد لحقهما ،التحريف ،والتبديل
،بالزيادة والنقصان والنسيان ،كما جاء بيان ذلك في آيات من كتاب الله
-تعالى -منها عن " :التوراة " قول الله -تعالى : -
} فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن
مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ول تزال تطلع على خائنة منهم فاعف
عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين { ] المائدة . [ 13 /
وقال -سبحانه -عن " النجيل " } :ومن الذين قننالوا إنننا نصننارى أخننذنا
ميثاقهم فنسوا حظا ً مما ذكروا به فأغرينا بينهم العننداوة والبغضنناء إلننى
يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون { ] المائدة . [ 14 /
وأن مننا فنني أينندي اليهننود ،والنصننارى اليننوم مننن التننوراة والناجيننل
المتعددة ،والسفار ،والصحاحات ،التي بلغننت العشننرات ،ليسننت هنني
عين التوراة المنزلة على موسى عليننه السننلم ،وعيننن النجيننل المنننزل
على عيسى عليه السلم ؛ لنقطاع أسانيدها ،واحتوائها علننى كننثير مننن
التحرينننف ،والتبنننديل ،والغننناليط ،والختلف فيهنننا ،واختلف أهلهنننا
عليها ،واضطرابهم فيها ،وأن ما كان منها صحيحا ً فهو منسوخ بالسلم
،وما عداه فهو محرف مبدل ،فهي دائرة بين النسخ والتحريف .
ولهنذا فليسنت بكليتهنا وحينا ً ،ول إلهامنا ً ،وإنمننا هني كتننب مؤلفنة منن
متأخريهم بمثابة التواريننخ ،والمننواعظ لهننم ،وحاشننا للننه ،أن يكننون مننا
بأيدي اليهود من التوراة هو عين التوراة المنزلة على نبي اللننه موسننى -
عليه السلم -وأن يكون ما بأيدي النصارى من الناجيل هو عين النجيننل
المنزل على نبي الله عيسى -عليه السلم . -
* فقد نسبت اليهود الردة إلى نبي الله سليمان -عليه السلم -وأنه عبد
الصنام كما في سفر الملوك الول .الصحاح / 11 /عدد . 5 /
* ونسبت اليهود إلى نبي اللننه هننارون -عليننه السننلم -صننناعة العجننل ،
وعبادته له كما في الصحاح 32 /عدد 1 /من سفر الخروج .
وإنما هو عمل السامري ،وقد أنكره عليه هارون -عليننه السننلم -إنكننارا ً
شديدا ً ،كما في القرآن الكريم .
* وقد نسبت اليهود إلننى خليننل اللننه إبراهيننم -عليننه السننلم -أنننه قنندم
امرأته سارة إلى فرعون لينال الخير بسببها .
* وقد نسبت اليهود إلى لوط -عليه السلم -شرب الخمر حتى سكر ،ثم
زنى بابنته .
* ونسبت اليهود :الزنى إلى نبي اللننه داود -عليننه السننلم -فولنندت لننه
سليمان -عليه السلم . -
* ونسبت النصارى -قبحهم الله -جد سليمان ،وداود :فارض ،من نسل
يهوذا بن يعقوب ،من نسل الزنى .
فهذه أمة الغضب ،وهذه أمة التثليث والضلل يرمون جمعا ً من أنبياء الله
ورسله بقبائح المور التي تقشعر منها الجلود ،وينسبون هننذا إلننى كتننب
الله المنزلة :التوراة والنجيل -وحاشا لله . -
إن هذا كفر بالله من جهتين :جهة نسبته إلى الوحي ،ومن جهننة الكننذب
على النبياء والرسل بذلك .
إن هذا من أعظم المحرمات ،وأنكى الجنايات ،ومن اعتقده صحيحا ً فهو
مرتد عن السلم .
من أركان اليمان ،وأصول العتقاد " ،اليمان بالرسل " إيمانننا ً جامعننا ً ،
مؤت َِلف نا ً ،ل تفريننق فيننه ول تبعيننض ،ول اختلف ،وهننو يتضننمن
عام نا ً ُ ،
تصديقهم ،وإجللهم ،وتعظيمهم كما شرع الله فنني حقهننم ،وطنناعتهم
فيمن بعثوا به في المر ،والنهي ،والترغيب ،والترهيب ،وما جاءوا بننه
عن الله كافة .
وهذا أصل معلوم من الدين بالضرورة ،فيجب اليمان بجميننع أنبينناء اللننه
ة وتفصيل ً ،من قص الله -سننبحانه -علينننا خننبره ومننن لننم
ورسله ،جمل ً
يقصص خبره .
دة النبياء ،كما جاءت به الرواية من حديث أبي ذر -رضي الله عنه ع ّ
وأن ِ
ً
-وغيره " :مائة ألف وعشننرون ألفنا " وعنندة الرسننل منهننم " :ثلثمننائة
وخمسة عشننر جمنا ً غفيننرا ً " .وسننمى اللننه منهننم فنني القننرآن الكريننم ،
خمسة وعشرين ،فأول نبي هو :آدم -عليه السلم -وقيل :بل هو نبي
رسول .وأول نبي رسول نوح -عليه السلم -وآخر نبي رسول هو محمد
صلى الله عليه وسلم .وكان عيسىبن مريم قبله ،ولم يكننن بينهمننا نننبي
ول رسول .
وقد ذكر الله منهم في مواضع متفرقة من القننرآن :سننبعة ،هننم :آدم ،
وهود ،وصالح ،وشعيب ،وإسماعيل ،وإدريننس ،وذو الكفننل ،ومحمنند -
صلى الله عليهم أجمعين . -
وذكر ثمانية عشر منهم في موضع واحد ،فنني أربننع آيننات متواليننات مننن
سورة النعام ( 86 - 83 ) :وهم :إبراهيم ،وإسحاق ،ويعقوب ،ونوح ،
وداود ،وسننليمان ،وأيننوب ،ويوسننف ،وموسننى ،وهننارون ،وزكريننا ،
ويحيى ،وعيسى ،وإلياس ،وإسماعيل ،واليسع ،ويونس ،ولوط .
ومن هذا العدد :خمسة هو أولو العزم من الرسننل ،وهننم الننذين ذكرهننم
الله -سبحانه -بقوله } :وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومننن نننوح
وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم { ] الحزاب . [ 7 /
ومن هذا العدد المبارك :أربعة من العرب ،وهم :هود ،وصالح ،وشعيب
،ومحمد -صلى الله عليهم وسلم أجمعين . (25) -
وذكر الله -سبحانه -ولد يعقوب باسم " :السباط " ولم يذكر اسم أحنند
منهم سوى :يوسف -عليه السلم -وهم اثنا عشر ابنننا ً ليعقننوب -عليننه
السلم -ليس فيهم نبي سوى يوسف -عليه السننلم -وهننو الننذي قننواه
ابن كثير -رحمه الله تعالى -في " تاريخه " .وقيل :بننل كننانوا جميعهننم
أنبياء .
واليات التي يرد فيها ذكر " :السباط " المراد بهم شعوب بني إسرائيل
،وما كان يوجد فيهم من النبينناء ،وقنند ثبننت فنني السنننة تسننمية نننبيين
هما :شيت بن آدم ،ويوشع بن نون -عليهم السلم . -
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما -قال " :كل النبياء من بني إسرائيل
إل عشرة :نوحا ً ،وشعيبا ً ،وهودا ً ،وصالحا ً ،ولوطا ً ،وإبراهيم ،وإسحاق
،ويعقوب ،وإسماعيل ،ومحمدا ً صلى الله وسلم عليهم أجمعين " .
وكننل النبينناء والرسننل :رجننال ،أحننرار ،مننن البشننر ،مننن أهننل القننرى
والمصار ،ليس فيهم امرأة ،ول ملك ،ول أعرابي ،ول جني .
خلقننة البشننرية ،والخلق العليننة ، وكلهننم علننى غايننة الكمننال فنني ال ِ
مصطفون من خيار قومهم ،الذين بعثهننم اللننه فيهننم ،وبلسننانهم ،مننن
خُلقا ً ،ونسبا ً ومواهب ،وقدرات ،معصومون في تحمل خلقة ،و ُ
خيارهم ِ
الرسالة ،وتبلغيها ،ومن كبائر الذنوب ،واقترافهننا ،وإن وقعننت صننغيرة
حوَبة
فل يقرون عليها ،بل يسارع النبي إلى التوبة منها ،والتوبة تغفر ال َ
.
وكل نبي يبعث إلننى قننومه خاصننة إل محمنندا ً -صننلى اللننه عليننه وسننلم -
فبعثته عامة إلى الثقلين .
وقد يبعث الله -سبحانه -نبيا ً وحننده ،أو رسننول ً وحننده ،وقنند يجمننع اللننه
بعثة نبيين اثنين ،أو نبي ورسول ،أو أكثر من ذلك في زمن واحد ،ومن
ذلك :
أن الله -سبحانه -بعث نبيه ورسوله إبراهيم -عليه السلم -وبعننث فنني
زمنه :لوطا ً -عليه السلم -وهو ابن أخيه .
وبعث الله -سبحانه -يعقوب ،وابنه يوسف -عليهما السلم -فنني زمننن
واحد .وبعث الله -سبحانه موسى ،وأخاه هارون -عليهما السلم -فنني
زمن واحد ،قيل :وشعيب -عليه السلم -الننذي أدركننه موسننى ،وتننزوج
ابنته .وهو غلط ،كما قننرره المفسننرون منهننم ابننن جريننر -رحمننه اللننه
تعالى -في " :الجواب الصحيح . " 250 - 249 / 2 :
وبعث الله -سبحانه -داود وابنننه سننليمان -عليهمننا السننلم -فنني زمننن
واحد .
وبعث الله -سبحانه -زكريا ،ويحيى -عليهما السلم -في زمن واحد .
وقال -تعالى -في سورة " يننس " } :واضرب لهم مثل ً أصحاب القريننة
إذ جاءها المرسننلون إذ أرسننلنا إليهننم اثنيننن فكننذبوهما فعززنننا بثننالث {
] إلى آخر اليات 17 - 13 /من سورة يس [ .
وقد اختار ابن كثير -رحمه الله -أنهم ثلثة رسل من رسل الله -تعالى -
.
وكلهم بعثهم الله مبشرين ،ومنذرين ،ولتحقيق العبودية لله -سننبحانه -
وتوحيده ،وأدى كل واحد منهم -عليهم السلم -المانة ،وبلغ ،وبشننر ،
وأنذر ،وقد أيدهم الله بالمعجزات الباهرات ،واليات الظاهرات .
والرسل أفضل من النبياء ،وقد فضل الله -سبحانه -بعضهم على بعض
،ورفع بعضهم درجات ،وأفضلهم جميع نا ً :خمسننة هننم أولننو العننزم مننن
الرسل .
وأفضل الجميع على الطلق ،بل أفضل جميع الخلئق :هو خاتمهم نبينا
ورسولنا محمد صلى الله عليننه وسنلم وأننه ل نننبي بعنده ،وان كننل نننبي
يبعث إلى قومه خاصة ،وبعث محمد صلى الله عليه وسننلم إلننى الثقليننن
عامة .
وكلهم متفقون على وحدة الملة والدين :في التوحيد ،والنبوة والبعث ،
وما يشمله ذلننك مننن اليمننان الجننامع بننالله وملئكتننه ،وكتبننه ،ورسننله ،
شره ،وما في ذلك من وحدة العبننادة للننه - واليوم الخر ،والقدر خيره و َ
تعننالى -ل شننريك لننه ،فالصننلة والزكنناة ،والصنندقات ،كلهننا عبننادات ل
ُتصرف إل لله -تعالى . -
حتى جاءت الرسننالة الخاتمننة ،والنبننوة الخالنندة ،فنسننخ اللننه بهننا جميننع
الشرائع فل يجوز لبشر ،كتابي ول غيننر كتننابي ،أن يتعبنند اللننه بشننريعة
غير شننريعة محمنند صننلى اللننه عليننه وسننلم ،ومننن تعبنند اللننه بغيننر هننذه
الشريعة الخاتمة ،فهو كافر ،وعمله هباء } :وقدمنا إلى مننا عملننوا مننن
عمل فجعلناه هباء منثورا { ] الفرقان . [ 23 /
فواجب على كل مكلف اليمان ،بان نبينا ورسولنا محمدا ً صلى الله عليه
وسلم هو خاتم النبياء والمرسلين ،فلم يبق رسننول يجننب اتبنناعه سننوى
محمد صلى الله عليه وسلم ولو كان أحد من أنبياء الله حيا ً لما وسننعه إل
اتباعه صلى الله عليه وسلم ،وأنه ل يسننع الكتننابيين إل ذلننك ،كمننا قننال
الله تعالى } :الذين يتبعون الرسول النننبي المنني الننذي يجنندونه مكتوبنا ً
عندهم في التوراة والنجيل { ] العراف . [ 157 /
وأن بعثته صلى الله عليه وسلم عامة لجميع الثقلين ،والناس أجمعيننن :
} وما أرسلناك إل كافة للناس بشيرا ً ونذيرا ً ولن أكثر الناس ل يعلمون {
سبأ . [ 28 /
وقال -تعالى } : -قل يننا أيهننا الننناس إننني رسننول اللننه إليكننم جميعنا ً {
] العراف . [ 158 /
وقننال -تعننالى } : -وأوحنني إلننى هننذا القننرآن لنننذركم بننه ومننن بلننغ {
] النعام . [ 19 /
من كفر بنبي واحد ،أو رسول واحد ،أو آمن ببعض وكفننر ببعننض ،فهننو
كمن كفر بالله وجحده ،وقنند فنرق بيننن اللننه ورسننله ،ول ينفعنه إيمننانه
ببقية الرسل ؛ ذلك أن الرسل حملة رسننالة واحنندة ،ودعنناة ديننن واحنند ،
وإن اختلفنت شنرائعهم ،ومرسنلهم واحند ،فهنم وحندة يبشنر المتقندم
منهم بالمتأخر ،ويصدق المتأخر المتقدم .
قال تعالى } :إن الذين كفروا بنالله ورسنله ،ويرينندون أن يفرقننوا بينن
الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويرينندون أن يتخننذوا بيننن
ذلك سبيل ً أولئك هم الكافرون حقا ً { ] النساء . [ 151 - 150 /
ولهذا :فمن لم يؤمن بمحمد صلى الله علينه وسنلم نبينا ً ورسنول ً ،وأننه
خاتم النبياء والرسل ،وأن شريعته ناسخة لجميع ما قبلها ،وأنه ل يسننع
أحدا ً من أهل الرض اتباع غير شرعه :فهنو كنافر مخلند فني الننار كمنن
كفر بالله وجحده ربا ً معبودا ً .
وقد بين الله -سبحانه -كفر اليهود والنصارى ؛ ليمانهم ببعض الرسننل ،
وكفرهم ببعض ،كما قال -تعالى } : -وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل اللننه
قالوا نؤمن بما أنزل علينننا ويكفننرون بمننا وراءه وهننو الحننق مصنندقا لمننا
معهم { ] البقرة . [ 91 /
} وإذا قيل لهم آمنوا بما أنزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينننا ويكفننرون
بما وراءه وهو الحق مصدقا ً لما معهم { ] البقرة . . [ 91 /
فاليهود ل يؤمنون بعيسى ابن مريم ،ول يؤمنون بمحمد صلى الله عليننه
وسنلم } فبناؤوا بغضننب علنى غضنب { ] البقنرة [ 90 /غضننب بكفرهننم
بالمسيح عيسى ابن مريم ،وغضب بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم
فأتوا من كفرهم به ،والنصارى :ل يؤمنون بمحمد صلى الله عليه وسلم َ
..
لهذا :فهم بكفرهم هذا كفار مخلدون في النار ،فكيف ينادون بوحدتهم
مع دين السلم . .
وانظر إلى حديث عبادة بن الصننامت -رضنني اللننه عنننه -أن رسننول اللننه
صلى الله عليه وسلم قال " :من شهد أن ل إله إل اللننه وحننده ل شننريك
له ،وأن محمدا ً عبننده ورسننوله وأن عيسننى عبنند اللننه ورسننوله ،وكلمتننه
ألقاها إلى مريم وروح منه ،والجنة حننق والنننار حننق :أدخلننه اللننه الجنننة
على ما كان من العمل " متفق عليه . .
فقننوله " :وأن عيسننى عبنند اللننه ورسننوله " تعريننض بنناليهود وتعريننض
بالنصارى -أنفسهم -فنني قننولهم باليمننان بننه مننع التثليننث وهننو شننرك
محض ؛ وبه تعرف السر في تخصيص ذكر عيسى -عليه السلم -في هذا
الحديث العظيم الجامع . .
أل :ل وحنندة بيننن مسننلم يننؤمن بجميننع أنبينناء اللننه ورسننله ويهننودي أو
نصراني :ل يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم كما قال الله -سبحانه : -
.
} فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق
فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم { ] البقرة . . [ 137 /
نسبة القبائح ،والكبائر إلى النبياء كصننناعة الصنننام ،والننردة ،والزنننا ،
والخمر ،والسرقة ،و . . . .
وقد كان لليهود ،والنصارى -قبحهننم اللننه وأخزاهننم -أوفننر نصننيب مننن
نسبة القبائح إلى أنبياء الله ورسله -عليهم السلم -كما تقدم ذكر بعض
منها . .
وقد نقض اليهود ،والنصارى هذا الصننل العظيننم بننافترائهم ،وكننذبهم ،
وتحريفهم ،كما فضحهم الله في آيات مننن " :القننرآن العظيننم " وحكننم
بكفرهم ،وضللهم . .
فقال -سبحانه -عن اليهود والنصارى } :وقالت اليهود عزيننر ابننن اللننه
وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قننولهم بننأفواههم يضنناهئون قننول
الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون { ] التوبة . . [ 30 /
وقنال -سنبحانه -عنن النصنارى } :لقند كفنر النذين قنالوا إن اللنه هنو
المسيح ابن مريم { ] المائدة . . [72 /
وقال -سبحانه -عن النصارى } :لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلثة
وما من إله إل إله واحد { ] المائدة . . [73 /
عدم اليمان بعموم رسالة محمد صلى الله عليننه وسننلم إلننى جميننع أهننل
الرض عربهم ،وعجمهم ،إنسهم ،وجنهم . .
واليات بهذا المعنى كثيرة ،وفي صننحيح مسننلم " :أرسننلت إلننى الخلننق
كافة وختم بي النبيون " . .
الننتنينجننة :
* يجب علننى كننل المسننلمين :الكفننر بهننذه النظريننة " :وحنندة كننل ديننن
محرف منسوخ مع دينن السنلم الحنق المحكنم المحفننوظ منن التحريننف
والتبديل الناسخ لما قبله " .وهذا من بدهيات العتقنناد والمسنلمات فنني
السلم .
* ويجننب علننى أهننل الرض اعتقنناد تعنندد الشننرائع وتنوعهننا وأن شننريعة
السلم هي خاتمة الشرائع ،ناسخة لكل شريعة قبلهننا ،فل يجننوز لبشننر
من أفراد الخلئق أن يتعبد الله بشريعة غير شريعة السلم .
وإن هذا الصل لم يسلم لحد إل لهل السلم ،فأمة الغضننب :اليهننود ،
كنافرون بهنذا الصنل ؛ لعندم إيمنانهم بشنريعة عيسنى -علينه السنلم -
ولعدم إيمانهم بشننريعة محمنند صننلى اللننه عليننه وسننلم ،وأمننة الضننلل :
النصارى ،كافرون بهذا الصل ؛ لعنندم إيمننانهم بمحمنند صننلى اللننه عليننه
وسلم وبشريعته ،وبعموم رسالته .
والمتان كافرتان بذلك ،وبعدم إيمننانهم بمحمنند صننلى اللننه عليننه وسننلم
ومتابعته في شريعته ،وترك مننا سننواها ،وبعنندم إيمننانهم بنسننخ شننريعة
السلم لما قبلها من الشرائع ، ،وبدعم إيمانهم بما جاء بننه مننن القننرآن
العظيم ،وأنه ناسخ لما قبله من الكتب والصحف .
} ومننن يبتننغ غيننر السننلم دين نا ً فلننن يقبننل منننه وهننو فنني الخننرة مننن
الخاسرين { ] آل عمران . [ 58 /
* ويجب علننى جميننع أهننل الرض مننن الكتننابيين وغيرهننم :النندخول فنني
السلم بالشننهادتين ،واليمننان بمننا جنناء فنني السننلم جملننة وتفصننيل ً ،
والعمنل بنه ،واتبناعه ،وتنرك منا سنواه منن الشنرائع المحرفنة والكتنب
المنسوبة إليها ،وأن من لم يدخل في السلم فهننو كننافر مشننرك ،كمننا
قننال اللننه -تعننالى } : -يننا أهننل الكتنناب لننم تكفننرون بآيننات اللننه وأنتننم
تشهدون { ] آل عمران . [ 70 /
* يجب على أمة السلم " :أمننة السننتجابة " " ،أهننل القبلننة " :اعتقنناد
أنهم على الحق وحدهم في " :السلم الحق " وأنه آخر الديان ،وكتننابه
القرآن آخر الكتننب ،ومهيمن نا ً عليهننا ،ورسننوله آخننر الرسننل وخنناتمهم ،
وشريعته ناسخة لشرائعهم ،ول يقبل الله من عبنند سننواه .فالمسننلمون
حملة شريعة إلهية خاتمة ،خالدة ،سالمة من النحراف الذي أصاب أتبنناع
الشرائع السابقة ،ومن التحريف الذي داخل التوراة والنجيل ممننا ترتننب
عليه تحريف الشريعتين المنسوختين :اليهودية والنصرانية .
* ويجب على " :أمة الستجابة " لهذا الدين إبلغننه إلننى " أمننة النندعوة "
من كل كننافر مننن يهننود ونصننارى ،وغيرهننم ،وان ينندعوهم إليننه ،حننتى
يسلموا ،ومن لم يسلم فالجزية أو القتال .
قال الله -تعالى } -قناتلوا النذين ل يؤمننون بنالله ول بناليوم الخنر ول
يحرمون ما حننرم اللننه ورسننوله ول ينندينون ديننن الحننق مننن الننذين أوتننوا
الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون { ] التوبة . [ 29 /
* ويجب على كل مسلم يؤمن بالله ربا ً وبالسلم دينا ً وبمحمد صننلى اللننه
عليه وسلم نبيا ً رسول ً :أن يدين الله -تعالى -ب ُِبغ ِ
ض الكفننار مننن اليهننود
والنصننارى ،وغيرهننم ،ومعنناداتهم فنني اللننه -تعننالى -وعنندم محبتهننم ،
ومودتهم ،وموالتهم ،وتوليهم ،حتى يؤمنوا بالله وحده ربا ً ،وبالسننلم
دينا ً ،وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ً رسول ً .
قال الله -تعالى } : -يننا أيهننا الننذين آمونننا ل تتخننذوا اليهننود والنصننارى
أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهنم إن اللنه ل يهندي
القوم الظالمين { ] المائدة . [ 51 /واليات في هذا المعنى كثيرة .
ولهذا صار من آثار قطع الموالة بيننا وبينهم ،أنه ل تننوارث بيننن مسننلم
وكافر أبدا ً .
* يجب على كل مسلم اعتقاد كفر منن لننم يندخل فني هننذا السنلم منن
اليهود والنصارى وغيرهم ،وتسميته كافرا ً ،وأنه عدو لنا ،وأنه من أهننل
النار .
قال الله -تعالى } : -قل يا أيها الننناس إننني رسننول اللننه إليكننم جميع نا ً
الذي له ملك السموات والرض ل إله إل هننو يحينني ويميننت فننآمنوا بننالله
ورسوله النبي المي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون { ]
العراف . [ 158 /
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " :والذي نفسنني
بيده ل يسمع بي أحد من هنذه المننة ،يهنودي ،ول نصنراني ،ثننم يمنوت
ولم يؤمن بالذي أرسلت به إل كان من أهل النار " .
ولهننذا :فمننن لننم يكفننر بنناليهود والنصننارى فهننو كننافر ،طننردا ً لقاعنندة
الشريعة " :من لم يكفر الكافر فهو كافر " .
ونقننول لهننل الكتنناب كمننا قننال اللننه -تعننالى } : -انتهننوا خيننرا ً لكننم {
] النساء . [ 171 /
-1لن ما كان فيهما -أي اليهوديننة والنصننرانية -مننن شننرع صننحيح فهننو
منسوخ بشريعة السلم فل يقبل الله من عبد أن يتعبده بشرع منسوخ .
-2ولن ما كان منسوبا ً إليهما مننن شننرع محننرف مبنندل ،فتحننرم نسننبته
إليهما ،فضل ً عن أن يجوز لحد اتباعه ،أو أن يكون دين أحد مننن النبينناء
ل موسى ول عيسى ،ول غيرهما .
-3ولن كل عبد مأمور بأن يتبع الدين الناسخ لما قبله ،وهننو بعنند مبعننث
محمد صلى الله عليه وسلم دين السلم الذي جاء به ،بعبادة اللننه وحننده
ل شننريك لننه ،وتوحيننده بالعبننادة ،فمننن كننان كننذلك كننان عبنندا ً حنيف نا ً ،
مسلما ً ،على ملة إبراهيم ،ومن لنم ينؤمن بجمينع النبيناء والمرسنلين ،
ويخص نبيه ورسوله محمدا ً صلى الله عليه وسلم بالتبنناع دون سننواه فل
يجوز وصفه بأنه حنيف ،ول مسلم ،ول على ملة إبراهيم ،بل هننو كننافر
في مشاقة وشقاق .
قال الله تعننالى } :وقننالوا كونننوا هننودا ً أو نصننارى تهتنندوا قننل بننل ملننة
إبراهيم حنيفا ً وما كان من المشركين قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وأما
أنزل إلننى إبراهيننم وإسننماعيل وإسننحاق ويعقننوب والسننباط ومننا أوتنني
موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم ل نفرق بين أحد منهم ونحننن
له مسلمون فإن آمنوا بمثل ما ءامنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم
في شننقاق فسننيكفيكهم اللننه وهننو السننميع العليننم { ] البقننرة - 135 /
. [ 137
فبطلت بهذه نظريننة الخلننط بيننن ديننن السننلم الحننق ،وبيننن غيننره مننن
الشرائع الدائرة بين التحريف والنسخ ،وأنه لننم يبننق إل السننلم وحننده ،
والقرآن وحده ،وأن محمنندا ً صننلى اللننه عليننه وسننلم ل نننبي بعننده ،وأن
شريعته ناسخة لما قبله ،ول يجوز اتباع أحد سواه .
" البابية " نسبة إلنى :المنرزا علني محمند الشنيرازي ،الملقنب " :بناب
المهدي " المولود سنة 1235والهالك سنة . 1265
و " البهائية " نسبة إلى البهاء حسين ابننن الميننرزا المولننود بننإيران سنننة
، 1233والهالم سنة . 1309
و " القاديانيننة " نسننبة إلننى :مننرزا غلم أحمنند القادينناني الهالننك سنننة
. 1325
" يجب على الجميع ترك التعصبات ،وأن يتبادلوا زيارة الجوامع والكنائس
مع بعضهم البعض ؛ لن اسننم اللنه فنني جميننع هننذه المعابنند مننادام الكنل
يجتمعون لعبننادة اللننه ،فل خلف بيننن الجميننع ،فليننس منهننم أحنند يعبنند
الشيطان ،فيحق للمسلمين أن يذهبوا إلننى كنننائس النصننارى ،وصننوامع
اليهود ،وبالعكس يذهب هؤلء إلى المساجد السلمية " انتهى .
ضننرار باليمننان
مننا أشننبه الليلننة بالبارحننة ،فننإن عمننل منننافقي اليننوم ِ
والمؤمنين بوجه أشد نكاية وأذى للسلم والمسلمين .
جلب
ح الحوار ،و َ
سو َ
م ُ
* وواجب على المسلمين ،الحذر من ارتداء الكفرة ُ
الشخصيات المتميعة ونحو ذلك من أساليبهم ،التي هنني بحننق " :رجننس
من عمل الشيطان " .
* وليعلم كل مسلم ،أنه ل لقاء بين أهل السلم والكتابيين وغيرهم مننن
أمم الكفر إل وفق الصول التي نصبت عليها الية الكريمة } :قل يا أهل
الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أل نعبنند إل اللننه ول نشننرك بننه
شيئا ً ول يتخذ بعضنا بعضا ً أربابا ً من دون الله فإن تولنوا فقولنوا اشنهدوا
بأنا مسلمون { ] آل عمران . [ 64 /وهي توحيد الله تعالى ونبذ الشراك
به وطاعته في الحكم والتشريع واتباع خاتم النبيناء والمرسنلين محمند -
صلى الله عليه وسلم -الذي بشرت به التوراة والنجيل .
* فيجب أن تكون هذه الية شعار كل مجادلة بين أهل السلم وبين أهننل
الكتاب وغيرهم وكل جهد ُيبذل لتحقيق غير هذه الصننول فهننو باطننل . .
باطل . .باطل .
* وإن إفشال تلك المؤتمرات التي هي في حقيقتها " :مؤامرات " علننى
المسلمين ،مؤكد بوعد الله -تعننالى -للمسننلمين فنني قننوله جننل وعننز :
} لن يضروكم إل أذى { ] آل عمران . [ 111 /
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " :ل تزال طائفننة مننن
أمتي ظاهرة على الحق ل يضرهم من خالفهم ول من خذلهم حتى تقننوم
الساعة " .
وثبت -أيضا ً -عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " :سألت ربنني أن
ل يسلط على أمتي عدوا ً من غيرهم فيجتاحهم فأعطانيها " .الحديث .
* ولكن هذا -وأيم الله -ل بد له من موقفين :موقف رفع راية الجهنناد ،
وتوظيف القنندرات بصنند العاديننات ،وموقننف للبننناء وتحصننين المسننلمين
بإسلمهم على وجهه الصحيح .
* ول تلتفت أيها المسلم إلى غلط الغالطين ،ول إلى من خدعتهم دعننوة
إخوان الشياطين ،ول إلى المأجورين ،ول إلى أفراد من الفننرق الضننالة
مننن المنتسننبين إلننى السننلم ،للمناصننرة ،والترويننج لهننذه النظريننة ،
فيتسنمون الفتيا ومنا هنم بفقهناء ،ول بصنيرة لهنم فني الندين ،وإنمنا
حالهم كما قال الله تعالى } :وإن منهم فريقا ً يلنوون ألسننتهم بالكتناب
لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هننو
من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون { ] آل عمران [ 78 /
.
اللهم إني قد بينت ونصحت في هذا كننل مسننلم قنندر نفسننه حننق قنندرها
مؤمنا ً بالله ربا ً ،وبالسننلم دين نا ً ،وبمحمنند صننلى اللننه عليننه وسننلم نبي نا ً
ورسول ً ،فأذعن للحق ،اللهم فاشهد .
نسأل الله -سبحانه -أن يهدي ضال المسلمين ،وأن يذب عنهم البننأس ،
وأن يصرف عنهم كينند الكننائدين ،وأن يثبتنننا جميع نا ً علننى السننلم حننتى
نلقاه إنه على كل شئ قدير .
هوامـش
) (1ما جاء بين القوسين من " :هداية الحيارى " لبن القيننم .وهكننذا فنني
المواضع بعده من هذه المقدمة.
) (4ل أستعمل الرمز " هن " إشارة إلى التاريخ الهجري ؛ لنه ليننس لنندينا
في السلم سواه ،والتاريخ الميلدي ليس قسيما ً له وعند وروده منقول ً
أرمز له بحرف " :م " .
) (5تنبيه :عظمننت الفتنننة فنني عصننرنا بمنندح الملحنندة المنتسننبين إلننى
السننلم والفتخننار بهننم ،وإظهننار مقننالتهم ،وسنناعد علننى ذلننك طبننع
المستعمرين -المستشرقين -لكتبهم ،ونشرها ،وكل هذه مخاطر يجننب
الحننذر منهننا ،وعلننى مننن بسننط اللننه يننده أن يكننف أقلم أصننحابها ،
وألسنتهم ،طاعة لله ولرسوله صلى الله عليننه وسننلم -فنني نصننرة هننذا
الدين ،وحماية لهله من شرورهم .
) (7انظر :كتاب " :صحوة الرجل المريض " لموفننق بننني المرجننه :ص /
. 345وكتاب " :جمال الدين الفغاني في الميزان " .
) (9في كتاب محمد البهي " :الخناء النديني ،ومجمنع الدينان /سياسنة
غير إسلمية " .ص 3 /قال ما نصننه " :الخنناء الننديني :جماعننة تمننارس
نشنناطها المشننترك بيننن المسننلمين والمسننيحيين فنني المركننز العننام
لجمعيات الشبان المسلمين بالقاهرة . " . . . .
) (10في المرجع السابق " :مجمع الديان :مبني يقام في وادي الراحننة
بسيناء للعبادات الثلثة " .
) (11العالميننة :مننذهب معاصننر ،ينندعو إلننى البحننث عننن حقيقننة واحنندة
يستخلصها من ديانات العالم المتعددة ،وحقيقته نسننف للسننلم انظننر :
معجم المناهي اللفظية ص . 371 - 270 /
) (12من هنننا حننتى الفقننرة العاشننرة ،مسننتخلص مننن :سلسننلة تقننارير
المعلومات بوزارة الوقاف الكويتية تحننت الوثيقننة رقننم 61334 /بمركننز
الملك فيصل للبحوث والدراسات السلمية .بالرياض .
) (13لم يفصح لنا الخبر إلى أي القبلتين صلى بهم البابا . . .وهل كانت
الصلة في بيت رحمة -المسجد -أم في بيت عذاب :الكنيسة ،والمعبد .
وهذه أول صلة يؤم فيها كافر مسلما ً . . .؟؟!!
) (14انظر كتاب " :الجارودي ووثيقة إشبيلية " لسعد ظلم .وكتنناب " :
السلم والديان " لمحمد عبد الرحمن عوض .
) (15جاء في الصحاح التاسع من سفر التكوين " ما يفيند -قبحهنم اللنه
ما أكذبهم -أن الله جعننل " قننوس قننزح " علمننة تننذكره أن ل يعننود إلننى
إهلك أهل الرض مرة أخرى كما كان مع قننوم نننوح ،فهننو علمننة ميثنناق
بين الله وبين أهل الرض " :أنه إذا رأى الله " :قوس قزح " تذكر حننتى
ل يتورط مرة أخرى فنني طوفننان آخننر .قاتننل اللننه اليهننود مننا أكننذبهم ،
وعليهم لعنة الله المتتابعة إلى يوم القيامة " .وانظر " :قذائف الحننق "
للغزالي ) ص . ( 25 - 24 /
) (17نشر الخبر في وسائل العلم ،وفي الصحافة العالمية .منننذ شننهر
رمضان عام . 1416
) (18تطبيع العلقات :مصطلح دولي معاصننر ،وهننو اتفنناق ،أو معاهنندة
ثنائية بين بلدين ،تهدف إلى جعل العلقات بينهما طبيعية ،ومتكيفة مننع
الوضع الجديد للبلدين ،ويشمل التطبيع عدة نواح ،وليس مقصننورا ً علننى
الناحيننة السياسننية فقننط ؛ إذ يشننمل العلقننات القتصننادية ،والتمثيننل
الدبلوماسنني والتبننادل التجنناري ،والتعنناون العلمنني ،وفتننح المجننال
للسياح من البلدين " .كتاب كلمات غريبة . " 148 :
) (19ويقال " :النظام العالمي الجديد " و "النظننام العننالمي المعاصننر "
وحقيقته من خلل القوى العاملة فنني " :المؤسسننات الدوليننة " :نظننام
استعماري غربي من وجه جديد ضد أمننم وحضننارات ديانننة الجنننوب وفنني
مقدمتها " الملة السلمية " يهنندف إلننى سننلب النندين والخلق ،وفننرض
التقليد والتبعية لهم في خصوصيات حضارتهم في الدين والخلق .
) (20انتشر إعلميا ً حال هذا التقييد ،إعلن جارودي ،أنننه لننم يتخننل عننن
النصرانية ،وأخننذ يرمنني بننآراء جدينندة فنني السننلم ،منهننا أن الصننلوات
المفروضات ثلث وليست خمسا ً وأنه يدعو إلى عقيدة دينية جديدة تخلننط
بين السلم والنصرانية والشيوعية ،إلى آخر كفرياته ،كما نشر فنني " :
مجلة المجلة " هذا العام . 1416وقند رد علينه شنيخ الزهنر جناد الحنق -
رحمه الله تعالى -قبيل وفاته ،ورد عليه الشيخ عبد العزيز ابن عبد اللننه
بننن بنناز المفننتي العننام للملكننة العربيننة السننعودية فنني " :مجلننة البعننث
السلمي لعدد 6 /ربيننع الول عننام 1417ص . " 31 - 24 /ومثننل هننذا
الرجل وانكشاف حقيقته بعد سنننين ،يعطنني المسننلمين درس نا ً بننالتثبيت
والتبين قبل الندفاع ،فإن المسلمين قد أكبروه ،وشهروه ،ثننم صننارت
حقيقة حاله ما ذكر ،فإلى الله المشتكى ،وهو المستعان .
) (21وكان آخرهننا " :مننؤتمر السننلم والحننوار الحضنناري بيننن الديننان "
المنعقد في القاهرة في شننهر ربيننع الول عننام . 1417وفنني " :مجلننة
الصلح " الماراتية فني العندد 351 /فني 1417 / 4 / 1تقرينر عننه ،
وكشف حقائق مزعجة على لسان بعض المشاركين من المسلمين ؟!
) (22انظر كتاب " :اليمان " لعثمان عبد القادر الصافي .ص . 117 /
) (27كتاب :أهمية الجهاد في السلم للشيخ علي العلياني :ص - 508 /
. 509