Professional Documents
Culture Documents
الئمــة
الشريف
الرضي
1
[1]
2
خصائص الئمة عليهم السلم
][2
" بمناسبة مرور ألف عام على وفاة الشريف الرضي "
][3
][4
][5
3
في علمك ...وكفلين من رحمتك ...إلهي ...تقبل
مني وأعل ذكري ،وارفع درجتي ،وحط وزري...
ول تذكرني بخطيئتي ...واجعل ثواب مجلسي،
وثواب منطقي ،وثواب دعائي ،رضاك والجنة...
][6
][7
4
فل بد من العمل في إعادة الجوانب كافة إلى
مهيع الحق ،والصراط المستقيم ،وإنقاذها من
مخالب التيارات الدخيلة ،سيما الجانب الفكري
والعلمي ،الذى تلعب بهما العهد المقبور
واتخذهما ذريعة لمأربه الشيطانية ،ووسيلة في
خدمة سياسة أسياده التوسعية
][8
5
السلمية " تدشين سلسلة مطبوعاته بكتاب "
خصائص الئمة عليهم السلم " لبي الحسن
الشريف الرضي ...رضي الله عنه ،وذلك بمناسبة
الذكرى اللفية لوفاته التي تجتاز البلد خلل
الشهور هذه ،وتتأهب بعض القطار الشقيقة
لقامة مهرجانات ومؤتمرات علمية لها أمثال
الهند ،والپاكستان ،وسوريا ،وكذا الجمهورية
السلمية اليرانية والكتاب هذا ،أثر قيم وجهد
حيوي ،ستقرأ تفاصيله في المقدمة ،وقد تصدى
إلى تحقيقه وإخراج أسانيد أحاديثه ،ومصادره
الستاذ الدكتور الشيخ محمد هادي
][9
] [ 11
6
الول ،ولم يخرج منه غير خصائص أمير المؤمنين
عليه السلم ،إل أن التوفيق بكامله كان حليفه
في تأليف كتابه الثاني " نهج البلغة " والواقع
ان كتاب " الخصائص " يعتبر بابا لتأليفه الخر
كما صرح في مقدمة " النهج " فقال - :كنت في
عنفوان السن وغضاضة الغصن ،إبتدأت بتأليف
كتاب في " خصائص الئمة " يشتمل على
محاسن أخبارهم ،وجواهر كلمهم ،حداني عليه
غرض ذكرته في صدر الكتاب ،وجعلته امام
الكتاب ،وفرغت من الخصائص التي تخص أمير
المؤمنين عليا -عليه السلم -وعاقت عن إتمام
بقية الكتاب محاجزات اليام ،ومماطلت الزمان
وكنت قد بوبت ما خرج من ذلك أبوابا ،وفصلته
فصول ،فجاء في آخرها فصل يتضمن محاسن ما
نقل عنه عليه السلم ،من الكلم القصير في
المواعظ ،والحكم ،والمثال ،والداب ،دون
الخطب الطويلة ،والكتب المبسوطة ،فاستحسن
جماعة من الصدقاء ما اشتمل عليه الفصل
المقدم ذكره ،معجبين ببدائعه ومتعجبين من
نواصعه .-ان هذا الكلم من الشريف العلم ..إن
دل على شئ فإنما يدل على انه كان يعرض
ويقرأ كتاباته على تلميذه ،والذين يحضرون
مدرسته " دار العلم "
] [ 12
7
فنونه ،ومتشعبات غصونه ،من خطب وكتب،
ومواعظ وآداب ،علما ان ذلك يتضمن من عجائب
البلغة وغرائب الفصاحة ،وجواهر العربية،
وثواقب الكلم الدينية والدنيوية ،مما ل يوجد
مجتمعا في كلم ،ول مجموع الطراف في كتاب
" .ومن هنا نجد الرضي العليم يتحول بكامل
حيويته الدبية وشخصيته العلمية الفذة ،إلى جمع
كلم مشرع الفصاحة وموردها ،ومنشأ البلغة
ومولدها ،المام أمير المؤمنين -عليه السلم -
ويضع كتابه " الخصائص " جانبا ويندفع إلى
التنقيب عن كلم المام عليه السلم ،وجمعه من
بطون المراجع والمصادر النادرة ،ومن ثم
تصنيفه وتقسيمه إلى ثلثة أبواب :الخطب
والوامر ..الكتب والرسائل ..الحكم والمواعظ..
واجمع بتوفيق الله تعالى على البتداء بإختيار
محاسن الخطب ،ثم محاسن الكتب ،ثم محاسن
الحكم والدب ،مفردا لكل صنف من ذلك بابا
ومفصل فيه أوراقا .وهكذا يتحول السيد
الرضي ...من كتاب " خصائص الئمة " إلى تأليف
كتاب " نهج البلغة " الذي بلغ من السمو
والرفعة والخلود ،ما لم يبلغه كتاب غير القرآن
الكريم.
] [ 13
8
لك كتابا يشتمل على خصائص أخبار الئمة الثنى
عشر صلوات الله عليهم ،وبركاته ،وحنانه،
وتحياته ،على ترتيب أيامهم ،وتدريج طبقاتهم
ذاكرا اوقات مواليدهم ،ومدد أعمارهم ...ثم
يقول بعد كلم طويل " :فعاقني عن إجابتك الى
ملتمسك ما ل يزال يعوق من نوائب الزمان،
ومعارضات اليام إلى أن أنهضني ذلك اتفاق
إتفق لي ،فاستثار حميتي ،وقوى نيتي،
واستخرج نشاطي ،وقدح زنادي ،وذلك ان بعض
الرؤساء ممن غرضه القدح في صفاتي ،والغمز
لقناتي ،والتغطية على مناقبي والدللة على
مثلبة إن كانت لي ...لقيني وأنا متوجه عشية
عرفة من سنة ثلث وثمانين وثلثمائة )(383
هجرية إلى مشهد مولنا أبي الحسن موسى بن
جعفر ،وأبي جعفر محمد بن علي بن موسى
عليهما السلم للتعريف هناك ،فسألني عن
متوجهي فذكرت له إلى أين قصدي ؟ فقال لي:
متى كان ذلك يعني ان جمهور الموسويين
جارون على منهاج واحد في القول بالوقف،
والبرائة ممن قال بالقطع ،وهو عارف بان
المامة مذهبي ،وعليها عقدي ومعتقدي ،وإنما
أراد التنكيت لي والطعن على ديني ،فأجبته في
الحال بما اقتضاه كلمه ،واستدعاه خطابه،
وعدت وقد قوي عزمي ،على عمل هذا الكتاب
إعلنا لمذهبي ،وكشفا عن مغيبي ،وردا على
العدو الذي يتطلب عيبي ،ويروم ذمي ،وقصبى،
وأنا بعون الله مبتدى بما ذكرت على الترتيب
الذي شرطت ،والله
] [ 14
9
له بالعودة إلى كتابه " الخصائص " والرجوع إليه
وإتمامه ،فتوفي سنة 406هجرية .نقل العلماء
عن هذا الكتاب واستفادوا منه ،واستشهدوا
بنصوصه ،وكانت منه عده نسخ خطية في مكتبات
ايران والعراق والهند ..وطبع في النجف
الشرف سنة 1368هجرية في 100ص ،واعيد
طبعه مرات عديدة غير أن الكتاب جاء مشحونا
بالغلط والتصحيف والتحريف ،ولم ينل من
المؤسف كله الحظ من التصحيح والتحقيق
والتعليق ،والمقابلة ومراجعة نصوصه ،وتعيين
مصادره وأسانيده فقد طبع كما وجد ،والمطبوع
نسخة المرحوم العلمة الجليل السيد عبد الرزاق
بن السيد محمد الموسوي المقرم المتوفى
1391وقد كتبها عام 1349هجري من نسخة
مكتبة الفقيه الشيخ هادي بن الشيخ عباس آل
كاشف الغطاء المتوفى ،1360وتاريخ كتابتها
سنة 1300هجرية .والغريب أن دور النشر أعادت
طبع الكتاب على ما هو عليه من التصحيف
والتحريف والغلط ،ولم تصحح منه حتى الغلط
الملئية والكتابية .لقد شاءت اليام أن أجعل
الكتاب في قائمة الكتب التي نويت تحقيقها،
وتصحيحها ،وإخراجها بصورة صحيحة بحول الله
وقوته ...منذ أمد بعيد حسبما يقتضيه ،ويتطلبه
الوقت والتوفيق ...بيد ان الذكرى اللفية على
وفاة الشريف الرضي كرم الله وجهه ..دفعتني
إلى تحقيقه وجعله في الرعيل الول من تلكم
الكتب ،فتقدمت إلى تحقيقه ،وإخراجه مع تزاحم
أعمالي الفكرية ،وتراكم شؤوني في حقلي
البحث والتأليف .عملي في تحقيق الكتاب :اما
منهجي في تحقيق الكتاب ،فقد فتشت عن نسخ
الكتاب وقلبت
] [ 15
10
الهجري ،وهي من مخطوطات إحدى مكتبات
الهند وتوجد مصورتها بالميكرو فيلم في مكتبة
العلمة السيد عبد العزيز الطباطبائي في مدينة
-قم -فتفضل بها علي مشكورا ،وتقع في 40
ورقة كتبت على عمودين x 21 30في كل
صفحة 25سطر طوله 8سنتيم وعليها خطوط
وتملكات عتيقة مؤرخة ،وهي مصححة من قبل
المام الفقيه السيد ضياء الدين أبي الرضا فضل
الله بن علي بن عبيد الله الحسني الراوندي
الكاشاني المتوفى 570هجري .بالضافة إلى
الزيادات الحاصلة فيها ،وقد جعلتها في الخير
وألحقتها بآخر الكتاب .ففي الصفحة الولى من
النسخة جاء ما لفظه - :قرأ الخصائص علي...
وجيه الدين فخر العلماء أبو علي عبد الله بن
الحسين بن أبي القاسم دامت نعمتهما ،ورويتها
له عن شيخي أبي الفتح إسماعيل بن الفضل بن
أحمد بن الخشيد السراج ،عن أبي المظفر عبد
الله بن شبيب عن أبي الفضل الخزاعي ،عن
الرضي رضي الله عنه ،وكتبه فضل الله بن علي
الحسني إبن الرضا الراوندي في ذي القعدة من
سنة خمس وخمسين وخمسمائة ) (555حامدا
لله تعالى مصليا على .-وجاء في آخرها - :تمت
كتابة كتاب خصائص الئمة عليهم السلم ،وفرغ
من كتبه العبد المذنب الراجي إلى غفران الله
وعفوه عبد الجبار بن الحسين بن أبي العم الحاج
الفراهاني ،الساكن لقرية خومجان عمرها الله
يوم الربعاء الرابع من شوال سنة ثلث وخمسين
وخمسمائه .مئة غفر الله له ولوالديه ولجميع
المؤمنين والمؤمنات ،إنه الغفور الرحيم .-
] [ 16
] [ 17
11
أول الكتاب من نسخة المام الراوندي
] [ 18
] [ 19
12
به انه نعم النصير ..وأكرم مسؤول ..أبو علي
محمد هادي الميني عفا الله عنه وعن والديه
ه .ق
محرم 1406
] [ 20
13
قد التجأ إلى جوار جدي ول اخذ على تربته ثمنا،
ثم اخرج تابوته الى )براثا( وخرج معه الشريف
أبو أحمد والشراف والفقهاء ،وصلى عليه
الشريف أبو أحمد ،واصحب معه خمسين رجل
من خاصته حتى أوصلوه الى كربلء ودفن هناك.
- 5شرح النهج الحديدي ج 1ص (*) .10
] [ 21
14
المنتظم لبن الجوزي ج 7ص 83حوادث سنة
- 4 .366ابن الثير ج 8ص - 5 .208شاعر
مغمور لم اجد له ترجمة في المعاجم - 6 .أبو
جعفر محمد بن علي بن عمر الحسيني العلوي
الطالبي المقتول بعد 219وكان يلقب
بالصوفي لدمانه لبس ثياب من الصوف البيض،
وهو فقيه عالم زاهد قال المسعودي :وقد انقاد
الى امامته خلق كثير .مقاتل الطالبيين .577 /
البداية والنهاية .282 / 10العلم - 7 .225 / 7
الحسن بن علي بن الحسن بن علي العلوي
الطروش ..اعيان الشيعة .170 / 21تاريخ
الطبري (*) .149 / 10
] [ 22
15
ولجللة والدة سيدنا الشريف وكبر شأنها الف
شيخنا المفيد ) (3كتاب احكام النساء ) (4لها
فانه قال في أوله :فاني عرفت من آثار السيدة
الجليلة الفاضلة ادام الله عزها جميع الحكام
التي تعم المكلفين من النساء ،وتخص النساء
منهن على التمييز لهن ،ليكون ملخصا في كتاب
يعتمد
] [ 23
16
واولويته بها وتباهيهه بخيمه ،وتمجده بآبائه
الكارم ،وشعره ميادين حروب ،وغمرات اجال،
وشعور ملتهب ،ونفس جائشة تتلمض للوثبة
والنطلق والتحرر كل ذلك للغلل التى ارهق
بها رهطه النجاد والسجون التي اوصدت عليهم،
والدماء السواجم التي اراقتها سيوف الظلم
والعدوان والتمادي وهذا هو الذي أودع فيه روحا
متحمسة وثابة ماثلة بين عيني المتصفح لديوانه.
ول غرابة في ذلك بعد ان انحدر السيد الشريف
من أصلب الشرف العلوي ،ودرت عليه اخلف
المجد الهاشمي ،وبزغ في ظلل اسرة الزعامة
والعظمة ،ودرج في احضان المامة فكان لهذا
أثر بليغ في ترفعه وشممه ومحاولته وعواطفه
وميوله ،حتى اوجب لنفسه الكفاية في تسنم
اريكة الخلفة ،فيقول مخاطبا الخليفة العباسي
القادر بالله :عطفا أمير المؤمنين فإننا * عن
دوحة العلياء ل نتفرق ما بيننا يوم الفخار تفاوت
* أبدا كلنا في المعالي معرق
] [ 24
17
بغداد سنة 367فبقي معتقل فيها إلى سنة 376
أي بعد وفاة عضد الدولة بأربع سنين فانه توفى
سنة 372عندما دخلها شرف الدولة ،وللشريف
الرضي المولود سنة 359يوم اعتقال أبيه ثمان
سنين ،واطلق سراحه وهو ابن ست عشرة سنة
) .(4ولما دخل شرف الدولة بغداد فاتحا سنة
،375انعقدت صلته مع الطاهر ابي أحمد ،والد
الشريف الرضي وأقره على النقابة وادنا قربه،
وهنا نرى الشريف الرضي في هذا الدور قلق
الفكر لعدم توثق صلته بالقادر بالله العباسي
ولم يحصل على محاولته وربما عضته نكبة في
حياته السياسية ،فيثور ملتهبا وينبه اولياء المور
باهتضامه ويتوعدهم باللتجاء إلى من يرعى حقه
ويحفظ حرمته فيقول من مقطوعة له :ألبس
الذل في ديار العادي * وبمصر الخليفة العلوي
وعليها استشاط القادر ،وصرفه عن النقابة.
] [ 25
18
397بعث بهاء الملك من البصرة إلى بغداد
مرسوما ،بتولية الشريف امارة الحج ،وكان
الشريف ممارسا لها منذ صباه تولها في أغلب
أعوام عمره نائبا عن أبيه ومستقل ) .(1القابه
ان من العادات القديمة المنتشرة بين جميع
المم والشعوب أيا كان شكل حكومتها منح
اللقاب لزعماء الدولة ،وظالما تزلف بها رجال
الحكم لرعاياهم ليصطنعوهم بها ،وقد استكان
ذووا اللقاب لولئك الذين منحوهم بها ما يخول
لهم حق الرفعة على من كان عاطل منها .وعلى
هذا جرت الحكومات السلمية في تقدير
عظمائها باسداء ألقاب إليهم ،وكان الشريف
الرضي ممن يحمل أسمى اللقاب التي يرمز بها
إلى مقامه الفخم ،فقد لقبه بهاء الدولة في
سنة ) 388بالشريف الجليل( في واسط ،وسيره
إلى بغداد في موكب ملوكي وفي سنة 498صدر
مرسوم من واسط بتلقيبه )بذي المنقبتين(
وفيها لقبه بهاء الدولة )بالرضي ذي الحسبين(
وفي سنة 401أمر الملك قوام الدين ان تكون
المكاتبة مع الشريف بعنوان )الشريف
] [ 26
19
الوقت بالنظم في العياد والمواسم السنوية
وما يتفق في العام الواحد من مراث وتهان
ومعاتبات .ومع هذا فانا نعرف من شهادة ابن
جني ،والسيرافي ،بأنه متوقد الذكاء جيد الحفظ
سريع النتقال ولما تتم له العشرون سنة حضر
عند ابن السيرافي النحوي ،وله دون العشرة
فقال له يوما :إذا قلنا رأيت عمر فما علمة
النصب في عمر ؟ فقال الشريف على البديهة:
علمة النصب بغض علي ،فتعجب ابن السيرافي
ومن حضر من سرعة انتقاله وهو بهذا السن )
.(2ومحاوراته مع أخيه المرتضى تشهد بفقاهة
الشريف ومعرفته بطرق الستدلل والجتهاد،
قال الشهيد الول ) (3في " الذكرى " )،(4
والشهيد الثاني ) (5في
] [ 27
20
)روض الجنان( ) (1سأل الرضي ،أخاه المرتضى،
فقال :ان الجماع واقع على ان من صلى صلة
ل يعلم احكامها فهي غير مجزية فأجاب
المرتضى :بجواز تغيير الحكم الشرعي بسبب
الجهل .فهذه المناظرة تدل بأن له قوة في
الستدلل وملكة راسخة في الستنتاج .دار العلم
اتخذ الشريف الرضي لتلمذته مدرسة سماها "
دار العلم " وارصد لها مخزنا فيه ما يحتاجه
الطلب ،وذكر شاهدا له ان الوزير المهلبي لما
بلغه ولدة ولد للشريف ارسل إليه الف دينار
فردها ،فبعث إليه الوزير ان هذا للقابلة فارجعها
ثانيا يعلمه :أنا أهل بيت لم تكن قوابلنا غريبة،
وانما هي من عجائزنا ول يأخذن اجرة ول يقبلن
صلة ،فاعلمه الوزير برغبته في تفريقه على
ملزميه من طلب العلم ،فقال الشريف :لمن
رجع المال انهم حضور يسمعون كلمك ،فقام
أحدهم وأخذ دينارا وقطع منه قطعة ورد الباقي،
وأخبر الشريف بانه احتاج ليلة إلى دهن السراج
ولم يكن الخازن حاضرا وقد اقترض هذا المقدار
فأمر السيد أعلى الله مقامه ،أن يتخذ للخزانة
مفاتيح بعدد التلميذ ول ينتظر الخازن ) .(2وفي
هذه الدار كان الشريف يلقي على التلميذ
افاداته ودروسه يوميا متتابعة ل يشغله عن ذلك
وظائف الدولة من النقابة وغيرها ،ولم يتعلل
بزيارة زائر أو مدح خليفة أو قصيدة في حميم
فان هذا كله نقض لهمم الطلب وفت في
عزيمتهم.
21
.1307الذريعة - 2 .275 / 11روضات الجنات 6
.194 /عمدة الطالب (*) .199 /
] [ 28
22
] [ 29
23
الرفيعة .466 /شرح ابن ابي الحديد .13 / 1
الغدير .184 / 4دار السلم (*) .417 / 1
] [ 30
24
بن عمران بن موسى المرزباني الخراساني
المتوفى .378 / 384ابو القاسم عيسى بن
علي بن عيسى بن داود بن الجراح ...شيخه في
الحديث كما في المجازات النبوية .153 /ابو
محمد عبد الله بن محمد السدي الكفاني- 2 .
روضات الجنات - 3 .190 / 6مستدرك الوسائل
(*) .510 / 3
] [ 31
25
الفقهاء " " - 8 .تعليق على اليضاح " لبي علي
الفارسي.
] [ 32
26
- 1ينسب إليهم لكثرة من سكنه منهم(*) .
] [ 33
27
- 1الغدير .210 / 4المنتظم - 2 .283 / 7مصادر
ترجمة الشريف الرضي(*) .
] [ 34
] [ 35
28
منه جملة من الحاديث ،وكتبت عنه مقاطيع من
شعره ،ومن جملة أشعاره التي كتبها لي بخطه
الشريف هذه البيات :هل لك يا مغرور من زاجر
* أو حاجز عن جهلك الغامر امس تقضى وغد لم
يجئ * واليوم يمضي لمحة الباصر فذلك العمر
كذا ينقضي * ما أشبه الماضي بالغابر ترجم له
في :أعيان الشيعة .296 / 42أمل المل / 2
.217النساب /ورقة .181تنقيح المقال / 2
.13الدرجات الرفيعة .506 /روضات الجنات / 5
.365تأسيس الشيعة .181 /ريحانة الدب .9 / 4
فوائد الرضوية .354 /الكنى واللقاب .435 / 2
مجالس المؤمنين .526 / 1مستدرك الوسائل
.493 / 3منتهى المقال .242 /هدية الحباب /
.190جامع الرواة .9 / 2راهنماي دانشوران / 1
373هدية العارفين .821 / 1الغدير .186 / 4
الثقات العيون .217 /الذريعة 9ق .352 / 2
رياض العلماء .364 / 4
] [ 36
29
يستشف أنوارهم فيسعوا إليها ،ويستوضح
أعلمهم فيتتبعها ،ويقتفيها سالكا في جميع ذلك
طريق الختصار ،ومائل عن جانب الكثار ،لن
مناقب موالينا الطاهرين صلوات الله عليهم
أجمعين ،ل تحصى بالعدد ،ول تقف عند حد ،ول
يجري بها إلى أمد ،فإني أعتقد أن جميع أعداد
هؤلء الغرر الذين هم قواعد السلم ،ومصابيح
الظلم ،والذين خفض الله الخلق عن منازلهم،
وقصر اللسن واليدي عن تناولهم ،وميز بين
العالم وبينهم ،وأماط ) (1العيب والعار عنهم،
بين مغموس القلب في الجهالة،
] [ 37
30
غرضه القدح في صفاتي ،والغمز لقناتي،
والتغطية على مناقبي ،والدللة على مثلبة -إن
كانت لي -لقيني ،وأنا متوجه عشية عرفة من
سنة ثلث وثمانين هجرية ،إلى مشهد مولنا أبي
الحسن موسى بن جعفر ،وأبي جعفر محمد بن
علي بن موسى عليهما السلم ،للتعريف هناك،
فسألني عن متوجهي فذكرت له إلى أين
مقصدي ،فقال لي :متى كان ذلك ؟ يعني ان
جمهور الموسويين جارون على منهاج واحد في
القول بالوقف ،والبرائة ممن قال بالقطع ،وهو
عارف بان المامة مذهبي ،وعليها عقدي
ومعتقدي ،وإنما أراد التنكيت لي ،والطعن على
ديني ،فأجبته في الحال بما إقتضاه كلمه،
واستدعاه خطابه ،وعدت وقد قوى عزمي ،على
عمل هذا الكتاب إعلنا
] [ 38
] [ 39
31
بعد عام الفيل بثلثين سنة ،وامه فاطمة بنت
أسد بن هاشم بن عبد مناف ،وهو اول هاشمي
في السلم ،ولده هاشمي مرتين ول نعلم مولود
ولد في الكعبة غيره ) .(1وقبض عليه السلم
قتيل بالكوفة ،ليلة الجمعة لتسع ليال بقين من
شهر رمضان ،سنة أربعين من الهجرة ،وله يومئذ
ثلث وستون سنة على الرواية الصحيحة ،وكان
بقاؤه مع رسول الله صلى الله عليه وآله ثلثا
وثلثين سنة ،وكونه بعده حجة الله في أرضه
ثلثين سنة ،ونقش خاتمه -وهو عقيق أحمر -
الله الملك وعلي عبده ،ويقال :الملك لله ).(2
واختلف الناس في موضع قبره ،فقال قوم في
رحبة القضاء ،وقال قوم :في دار المارة ،وقال
قوم :حمل إلى المدينة ،والصحيح الذي ل شك
فيه ،ول لبس عليه انه عليه السلم بالغري )(3
من نجف الكوفة ،ومما يدل على ذلك أن الصادق
جعفر بن محمد عليهما السلم ،زاره في هذا
الموضع لما أشخصه المنصور إليه.
] [ 40
32
السلم ،إن امير المؤمنين عليه السلم أفضل
من كل الئمة ،وله مثل ثواب أعمالهم ،وعلى
قدر أعمالهم فضلوا ).(2
] [ 41
33
المسلمين الناقلين لها كان قليل في الول،
وإنما كثر الن فل تجد بينهما فصل.
] [ 42
] [ 43
34
البصرة بالمس والحديث طويل إلى أن بلغ فيها
إلى قوله :وعلي إماما وإمام * لسوانا أتى به
التنزيل يوم قال النبي من كنت موله * فهذا
موله خطب جليل إنما قاله النبي على المة *
حتم ما فيه قال وقيل ) (1وهذان الشاعران )(2
صحابيان شهدا بالمامة لمير المؤمنين عليه
السلم شهادة من حضر هذا المشهد ،وعرف
المصدر والمورد .ثم هذا الكميت بن زيد السدي
) (3وهو غير مشكوك في فصاحته ،ومعرفته
بالعربية يقول :ويوم الدوح دوح غدير خم * أبان
له الولية لو اطيعا ولكن الرجال تبايعوها * فلم
أر مثلها خطرا منيعا ) (4وهذا السيد بن محمد
بن الحميري ) (5وليس بدون في الفصاحة ،ول
بمتأخر في البلغة يقول من قصيدة :قالوا له لو
شئت أعلمتنا * إلى من الغاية والمفزع فقام في
خم النبي الذي * كان بما قيل له يصدع فقال
مأمورا وفي كفه * كفه علي لهم تلمع من كنت
موله فهذا له * مولى فلم يرضوا ولم يقنعوا
] [ 44
35
واولها :لم عمرو باللوى مربع * طامسة أعلمه
بلقع )(2
36
وسلم ،ولما قال :ووجهه كالشمس إذ تطلع...
بكى النبي ومن معه ،ولما بلغ إلى قوله :قالوا
له لو شئت أعلمتنا ..قال :وأشار بيده إلى علي
وقال :آلهي أنت الشاهد اني قد أعلمتهم أن
الغاية والمفزع علي بن أبي طالب .ولما فرغ
من القصيدة إلتفت النبي صلى الله عليه وآله
وسلم إلي ،وقال :يا علي بن موسى إحفظ هذه
القصيدة ،ومر شيعتنا بحفظها ،واعلمهم أن من
حفظها وأدمن قراءتها ضمنت له على الله
الجنة ،قال الرضا عليه السلم :ولم يزل يكررها
حتى حفظتها منه ،والقصيدة هذه ثم ذكرها
برمتها .هذا المنام جاء بكامله في كتاب مجالس
المؤمنين .502 / 2منتهى المقال .142 /تنقيح
المقال .142 / 1أعيان الشيعة .170 / 13
الغدير .222 / 2أخبار السيد الحميري - 2 .35 /
الغدير .219 / 2اخبار السيد الحميري .31 /
الغاني .240 / 7وقد شرح هذه العينية جمع
من اعلم الطائفة كما خمسها جمع من العلماء
والدباء(*) .
] [ 45
37
المؤمنين عليه السلم كان في هذا المر فريضة،
من فرائض الله تعالى أداها نبي الله صلى الله
عليه وآله إلى قومه ،مثل الصلة ،والصوم،
والزكاة ،والحج ،وليس على الفرائض أن تدعوهم
إلى أنفسها ،وتحثهم على طلبها ،وإنما عليهم
أن يجيبوها ،ويسارعوا إليها ،وكان أمير المؤمنين
عليه السلم في هذا المر أعذر من هارون لن
موسى عليه السلم لما ذهب إلى الميقات ،قال
لهارون " :اخلفني في قومي واصلح ول تتبع
سبيل المفسدين " ) .(2فجعله رقيبا عليهم
وزعيما لهم ،وأن نبي الله تعالى صلى الله عليه
وآله نصب عليا عليه السلم لهذه المة علما،
ودعاهم إليه وحضهم عليه ،فعلي عليه السلم
في عذر من لزوم بيته ،وإرخاء ستره ،والناس
في حرج حتى يخرجوه من مكمنه ،ويستثيروه
من مربضه ،ويضعوه في الموضع الذي وضعه
فيه رسول الله صلى الله عليه وآله.
] [ 46
38
السلم وأومأ إليه إخسأ عدو الله ،فاستحال كلبا
أسود ،فقال من حضره :فوالله لقد رأينا ثيابه
تطاير عنه في الهواء ،وجعل يبصبص لمير
المؤمنين عليه السلم ،ودمعت عيناه في وجهه،
ورأينا أمير المؤمنين عليه السلم وقد رق فلحظ
السماء ،وحرك شفتيه بكلم ،لم نسمعه فوالله
لقد رأيناه وقد عاد إلى حال النسانية ،وتراجعت
ثيابه من الهواء ،حتى سقطت على كتفيه،
فرأيناه وقد خرج من المسجد ،وان رجليه
لتضطربان .فبهتنا ننظر إلى أمير المؤمنين عليه
السلم ،فقال لنا :ما لكم تنظرون وتعجبون ؟
فقلنا يا أمير المؤمنين :كيف ل نتعجب وقد
صنعت ما صنعت .فقال :أما تعلمون أن آصف بن
برخيا ،وصي سليمان بن داود عليهما السلم قد
صنع ما هو قريب من هذا المر فقص الله جل
أسمه قصته حيث
] [ 47
39
معاوية وغيره ،واستنفارك الناس إلى حربه ثانية
؟ فقال) :بل عباد مكرمون ل يسبقونه بالقول
وهم بأمره يعملون( ) (2إنما أدعو هؤلء القوم
إلى قتاله لثبوت الحجة ،وكمال المحنة ،ولو أذن
لي في إهلكه لما تأخر ،لكن الله تعالى يمتحن
خلقه بما شاء ،قالوا فنهضنا من حوله ونحن
نعظم ما أتى به عليه السلم ) .(3الحميري عن
أحمد بن محمد ،عن جعفر بن محمد بن عبيد الله،
عن عبد الله بن ميمون ،عن جعفر بن محمد ،عن
أبيه عن آبائه عليهم السلم ،قال مر أمير
المؤمنين عليه السلم في ناس من أصحابه
بكربلء فلما مر بها إغرورقت عيناه بالبكاء ،ثم
قال :هذا مناخ ركابهم ،وهذا ملقى رحالهم،
وهاهنا تهراق دماؤهم ،طوبى لك من تربة عليها
تهراق دماء الحبة ).(4
] [ 48
40
السلم فأخبرته بما كان ،فقال :والذي فلق
الحبة ،وبرأ النسمة ليعودن بالخيبة ،فهدأ ما بي،
وطالت علي سنتي ،وجعلت أرقب كل من جاء
من أهل الجبال ،فإذا أنا بالرجل قد وافي وفي
جبهته شجة ) (2تكاد اليد تدخل فيها ،فلما رأيته
بادرت إليه فقلت له :ما وراءك ؟ فقال :اني
صرت إلى الموضع ورميت بالرقعة فحمل علي
عداد منها فهالني أمرها فلم تكن لي قوة بها،
فجلست فرمحتني احدها في وجهي فقلت:
أللهم إكفنيها ..فكلها يشتد علي ،ويريد قتلي،
فانصرفت عني ،فسقطت فجاء أخ لي فحملني،
ولست أعقل ،فلم أزل أتعالج حتى صلحت ،وهذا
الثر في وجهي فجئت لعلمه يعني عمر .فقلت
له :صر إليه فاعلمه فلما صار إليه وعنده نفر
فأخبره بما كان فزبره ،وقال له :كذبت لم تذهب
بكتابي ،قال :فحلف الرجل بالله الذي ل إله ال
هو ،وحق صاحب هذا القبر لقد فعل ما أمره به
من حمل الكتاب .وأعلمه أنه قد ناله منها ما
يرى ،قال :فزبره وأخرجه عنه .فمضيت معه إلى
أمير المؤمنين عليه السلم ،فتبسم ثم قال :ألم
أقل لك ؟ ثم أقبل على الرجل فقال له :إذا
انصرفت فصر إلى الموضع الذي هي فيه وقل:
اللهم أني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة ،وأهل
بيته الذين إخترتهم على علم على العالمين،
أللهم فذلل لي
] [ 49
41
قد حملها من أثمانها إلى أمير المؤمنين عليه
السلم ،فصار إليه وأنا معه ،فقال :تخبرني أو
أخبرك ؟ فقال الرجل بل :تخبرني يا أمير
المؤمنين ،قال :كأنك صرت إليها ،فجاءتك،
ولذت بك خاضعة ذليلة ،فأخذت بنواصيها واحدا
بعد آخر فقال الرجل :صدقت يا أمير المؤمنين،
كأنك كنت معي ،فهذا كان ،فتفضل بقبول ما
جئتك به .فقال :امض راشدا بارك الله لك فيه.
وبلغ الخبر عمر فغمه ذلك حتى تبين الغم في
وجهه ،وانصرف الرجل وكان يحج كل سنة وقد
أنمى الله ماله .قال ،وقال أمير المؤمنين عليه
السلم :كل من إستصعب عليه شئ من ماله أو
أهله أو ولد أو أمر فرعون من الفراعنة ،فليبتهل
بهذا الدعاء فإنه يكفى مما يخاف إن شاء الله
تعالى ،وبه القوة ) .(1وروي بإسناد أن أمير
المؤمنين عليه السلم كان جالسا في مجلسه
والناس مجتمعون عليه بالمدينة ،بعد وفاة رسول
الله صلى الله عليه وآله ،حتى وافى رجل من
العرب فسلم عليه ،وقال :أنا رجل لي على
رسول الله صلى الله عليه وآله وعد ،وقد سألت
عن قاضي دينه ،ومنجز وعده ،بعد وفاته
فأرشدت إليك .فهل المر كما قيل لي ؟ فقال
أمير المؤمنين :نعم أنا منجز وعده ،وقاضي دينه
من بعده ،فما الذي وعدك به ؟ قال :مائة ناقة
حمراء ،وقال لي :إذا أنا قبضت فأت قاضي
ديني ،وخليفتي من بعدي ،فانه يدفعها إليك وما
كذب صلى الله عليه وآله .فإن يكن ما ادعيته
حقا فعجل علي بها -ولم يكن النبي صلى الله
عليه وآله خلفها ول بعضها -فأطرق أمير
المؤمنين عليه السلم مليا ،ثم قال يا حسن :قم
فنهض إليه فقال له :إذهب فخذ قضيب رسول
الله صلى الله عليه وآله الفلني ،وصر إلى
البقيع فأقرع به الصخرة الفلنية ثلث قرعات،
وانظر ما يخرج منها
42
- 1مهج الدعوات (*) .104 /
] [ 50
43
- 1حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمير
المؤمنين عليه السلم :أنت قاضي ديني ،ومنجز
عدتي .مما أجمعت الئمة على صحته وتوثيقه
وقد جاءت بأسانيد شتى صحيحة ،مسند أحمد بن
حنبل ،111 / 1بسنده عن علي عليه السلم.
الرياض النضرة .168 / 2حلية الولياء / 10
.211كنز العمال .403 / 6مجمع الزوائد / 9
،113عن جابر بن عبد الله .فضائل الخمسة / 3
- 2 .57دحا :دفع .رمى(*) .
] [ 51
44
إقلبوها إنكم إن تفعلوا * ترووا ول تروون إن لم
تقلب
] [ 52
45
حكيم بنت عمرو ) (4قالت :خرجت ،وأنا أشتهي
أن أسمع كلم علي بن أبي طالب عليه السلم،
فدنوت منه وفي الناس رقة ،وهو يخطب على
المنبر ،حتى سمعت كلمه ،فقال رجل :يا أمير
المؤمنين إستغفر لخالد بن عرفطة ،فإنه قد
مات بأرض تيماء ) (5فلم يرد عليه ،فقال :الثانية
] [ 53
فلم يرد عليه ،ثم قال :الثالثة ،فالتفت إليه فقال :أيها
الناعي خالد بن عرفطة كذبت ،والله ما مات ،ول
يموت حتى يدخل من هذا الباب ،يحمل راية
ضللة ،قالت :فرأيت خالد بن عرفطة ) (1يحمل
راية معاوية حتى نزل نخيلة وأدخلها من باب
الفيل ) .(2وبإسناد عن الصبغ بن نباتة ،قال:
كنت مع أمير المؤمنين عليه السلم بصفين
فبايعه تسعة وتسعون رجل ثم قال :أين تمام
المائة ؟ فقد عهد إلي رسول الله صلى الله عليه
وآله إنه يبايعني في هذا اليوم مائة رجل ،فقال
فجاء رجل عليه قباء صوف متقلد سيفين ،فقال:
هلم يدك ابايعك فقال :على ما تبايعني ؟ قال:
على بذل مهجة نفسي دونك ،قال :ومن أنت ؟
46
قال :اويس القرني فبايعه ،فلم يزل يقاتل بين
يديه حتى قتل فوجد في الرجالة مقتول ).(3
] [ 54
47
منه فأخبره أنه بمكة فقال له :إن لم تأتني به
لقتلنك فأجله أجل وخرج العريف إلى القادسية
] [ 55
48
عليه وآله فحدثني بما هو كائن إلى يوم القيامة
) .(2وبإسناد أن أمير المؤمنين عليه السلم ،كان
يقول :ما من رجل من قريش جرت عليه
المواسي إل وقد نزلت فيه آية أو إثنتان تقوده
إلى الجنة ،أو تسوقه إلى نار ،وما من آية نزلت
في بر أو بحر أو في سهل أو جبل إل وقد
عرفت حين نزلت ،فيم انزلت ،ولو ثنيت لي
وسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم ،وبين
أهل النجيل بإنجيلهم ،وبين أهل الزبور
بزبورهم ،وبين أهل القرآن بقرآنهم ).(3
] [ 56
49
لقلدن هذا الرجل ديني ،ول اصلي حتى يصلي.
قال :فسرنا وجعلت الشمس تستقل ،قال:
وجعل يدخلني من ذلك أمر عظيم ،حتى وجبت
الشمس وقطعت الرض .قال ،فقال يا جويرية:
أذن فقلت تقول لي أذن وقد غابت الشمس ؟
قال :فأذنت ،ثم قال لي :أقم فأقمت ،فلما
قلت :قد قامت الصلة ،رأيت شفتيه تتحركان،
وسمعت كلما كأنه كلم العبرانية ،قال :فرجعت
الشمس حتى صارت في مثل وقتها في العصر،
فصلى فلما انصرف هوت إلى مكانها واشتبكت
النجوم ).(3
] [ 57
50
المنصور ،قال :حدثنا أبو موسى ،عيسى بن أحمد
بن عيسى بن المنصور ،قال :حدثني أبو محمد،
الحسن بن علي ،عن أبيه علي بن محمد ،عن أبيه
محمد بن علي ،عن أبيه علي بن موسى ،عن أبيه
موسى بن جعفر ،عن أبيه جعفر بن محمد ،عن
أبيه محمد بن علي ،عن أبيه علي بن الحسين،
عن إبيه الحسين بن علي ،عليهم السلم
والصلة ،قال :حدثني قنبر مولى علي بن أبي
طالب عليه السلم ،قال :كنت مع أمير المؤمنين
عليه السلم على شاطئ الفرات ،فنزع قميصه،
ونزل إلى الماء فجاءت موجة ،فأخذت القميص.
فخرج أمير المؤمنين عليه السلم فلم يجد
القميص فاغتم لذلك ،فإذا بهاتف يهتف ،يا أبا
الحسن انظر عن يمينك وخذ ما ترى ،فإذا منديل
عن يمينه ،وفيه قميص مطوي ،فأخذه ولبسه
فسقط من جيبه رقعة فيها مكتوب :بسم الله
الرحمن الرحيم ،هدية من الله العزيز الحكيم إلى
علي بن أبي طالب ،هذا قميص هارون بن
عمران ،كذلك وأورثناها قوما آخرين ).(2
] [ 58
51
-في رحبة القصر ،إذ زلزلت الرض فضربها أمير
المؤمنين بيده وقال لها :ما لك فوالله لو كنت
هي لنبأتني أخبارك ،وإني الذى تحدثه الرض
بأخبارها أو رجل مني ) .(1وبإسناد مرفوع إلى
الصبغ بن نباتة ،قال :جاء رجل إلى أمير
المؤمنين عليه السلم ،فقال يا أمير المؤمنين
قد زاد الفرات ،والساعة نغرق ،قال :لن تغرقوا،
ثم جاءه آخر فقال يا أمير المؤمنين :قد فاض
الفرات والساعة نغرق ،فقال :لن تغرقوا ،ثم
دعا ببغلة رسول الله صلى الله عليه وآله فركبها
وأخذ بيده قضيبا ثم سار حتى إنتهى إلى شاطي
الفرات ،فنزل فضرب الفرات ضربة فنقص
خمسة اذرع ،وقال .بعضهم :عشرة أشبار ).(2
فقال الصبغ سمعت عليا عليه السلم يومئذ
يقول :لو ضربت الفرات ضربة ومشيت ما بقي
فيه قطرة .وبإسناد مرفوع قال ،قال إبن الكواء
لمير المؤمنين :أين كنت حيث ذكر الله تعالى
نبيه وأبا بكر فقال) :ثاني اثنين إذ هما في الغار
إذ يقول لصاحبه ل تحزن إن الله معنا( ) (3؟
فقال أمير المؤمنين عليه السلم :ويلك يا ابن
الكواء كنت على فراش رسول الله صلى الله
عليه وسلم ،وقد طرح علي ريطته ) (4فأقبلت
قريش مع كل رجل منهم هراوة فيها شوكها،
فلم يبصروا رسول الله حيث خرج ،فأقبلوا علي
يضربونني بما في أيديهم حتى تنفط ) (5جسدي
وصار مثل البيض ،ثم انطلقوا بي يريدون قتلي،
فقال بعضهم :ل تقتلوه الليلة ولكن أخروه
واطلبوا
52
الملحفة - 5 .تنفط الجسم .قرح أو تجمع فيه
بين الجلد واللحم ماء بسبب العمل(*) .
] [ 59
53
الفريقين .اسد الغابة .25 / 4نور البصار .77 /
كنوز الحقائق .31 /مستدرك الصحيحين .4 / 3
مسند أحمد .348 / 1مجمع الزوائد .119 / 9
فضائل الخمسة - 3 .345 / 2سفينة البحار / 1
(*) .605
] [ 60
54
المؤمنين ،قال :يا جندب ما أعمل إل بعلم الله
وعلم رسوله ،فأصابت
] [ 61
55
- 1الرشاد ،318 /بصورة مفصلة .سفينة البحار / 1
.182مجمع الزوائد 241 / 6بسنده عن جندب
وقال :رواه الطبراني - 2 .أعلم الورى .171 /
كفاية الطالب .177 /خصائص النسائي .138 /
تاريخ بغداد .159 / 1مجمع الزوائد - 3 .234 / 6
عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس
بن عبد مناف ..أسلم يوم الفتح وكان من
الموالين إلى بني أمية وبقى إلى خلفة عثمان.
)*(
] [ 62
56
إل وتحتها ملك يلعنك ول في جسدك شعرة إل
وفيها شيطان يهزك ،وإن في بيتك لسخل يقتل
الحسين ابن رسول الله ،قال أبو جعفر عليه
السلم :وعمر بن سعد لعنه الله يومئذ يحبو ).(3
] [ 63
57
- 1جعدة بن هبيرة إبن اخت أمير المؤمنين وامه ام
هاني بنت أبي طالب وكان فقيها فارسا شجاعا
ذا لسان وعارضة قوية - 2 .سفينة البحار / 1
157وفيه :قالت ام كلثوم يا أمير المؤمنين مر
جعدة يصلي بالناس قال :نعم مروا جعدة
فليصل .روضة الواعظين - 3 .135 /الصواعق
المحرقة .80 /روضة الواعظين .136 /نظم
درر السمطين .137 /فضائل الخمسة .66 / 3
)*(
] [ 64
58
حدثني هارون بن موسى ،قال :حدثني محمد بن
يعقوب ،عن علي بن محمد بن عبد الله ،عن
السياري عن محمد بن جمهور عن بعض أصحابنا
عن أبي عبد الله عليه السلم قال :إن فاطمة
بنت أسد عليها السلم -ام أمير المؤمنين -عليه
السلم -كانت أول إمراة هاجرت إلى رسول الله
-صلى الله عليه -من مكة
] [ 65
59
فنظر إليها ،وبكى ،ثم أمر النساء أن يغسلنها.
وقال عليه السلم :إذا فرغتن فل تحدثن شيئا
حتى تعلمنني ،فلما فرغن أعلمنه ذلك فأعطاهن
أحد قميصيه ،وهو الذي يلى جسده وأمرهن أن
يكفنها فيه ،وقال للمسلمين :إذا رأيتموني قد
فعلت شيئا لم أفعله قبل ذلك فاسألوني لم
فعلته ؟ فلما فرغن من تغسيلها ،وتكفينها دخل
-صلى الله عليه وآله -فحمل جنازتها حتى
أوردها قبرها ثم وضعها ،ودخل القبر فاضطجع
فيه ،ثم قام فأخذها على يديه حتى وضعها في
القبر ثم انكب عليها طويل يناجيها ،ويقول لها
إبنك إبنك .ثم خرج وسوى عليها التراب ،ثم انكب
على قبرها فسمعوه يقول :ل اله ال الله اللهم
اني أستودعها إياك ،ثم إنصرف .فقال
المسلمون يارسول الله إنا رأيناك فعلت أشياء
لم تفعلها قبل اليوم ،فقال :اليوم فقدت أبا
طالب ،إن كانت ليكون عندها الشئ فتؤثرني به
على
] [ 66
60
نحو تبوك المضيا تنحى يودعه خاليا * وقد وقف
المسلمون المطيا فقالوا يناجيه دون النام * بل
الله أدناه منه نجيا علي فم أحمد يوحى إليه *
كلما بليغا ووحيا خفيا )(2
] [ 67
] [ 68
61
* في ذكره أسماء آبائه عليه السلم التي ل يكاد
يعرفها أكثر الناس روي أن أمير المؤمنين عليه
السلم ،خطب الناس ،فقال :أيها الناس من
عرف نسبي وإل فأنا أعرفة نسبي ،فقام إليه
إبن الكواء ،فقال :أنت علي بن أبي طالب بن
عبد المطلب بن هاشم ،حتى بلغ إلى قصي بن
كلب قال :أو تعرف لي نسبا غير هذا ؟ فقال:
ل ،فقال :إن أبي سماني زيدا باسم قصي فأنا
زيد بن عبد مناف بن عامر بن عمرو بن المغيرة
بن زيد بن كلب ،وإسم أبي طالب عبد مناف
وإسم عبد المطلب عامر ،قال الشاعر فيه:
قامت تبكيه على قبره * من لي من بعدك يا
عامر تركتني في الدار ذا غربة * قد ذل من ليس
له ناصر وإسم هاشم عمرو ،وفيه يقول الشاعر:
عمرو العلى هشم الثريد لقومه * ورجال مكة
مسنتون عجاف ) (1وإسم عبد مناف المغيرة،
قال الشاعر فيه وفي إخوانه :إن المغيرات
وأبناءهم * من غير أحياء وأموات يعني عبد مناف
واخوته وسماهم كلهم المغيرات لن فيهم
المغيرة ،ومثل هذا كثير في كلم العرب .وإسم
قصى زيد قال الشاعر ):(2
] [ 69
62
- 1الكامل في التاريخ .6 / 2الطبري .179 / 2ثمار
القلوب .89 /نهاية الرب .33 / 16تاريخ
اليعقوبي (*) .201 / 1
] [ 70
63
] [ 71
64
- 2 .212سورة مريم - 3 .96 /الغدير .55 / 2
الرياض النضرة .207 / 2الصواعق المحرقة /
.102نور البصار .101 /فضائل الخمسة / 1
.323مجمع الزوائد 125 / 9وقال :رواه
الطبراني في الوسط(*) .
] [ 72
65
قال :حدثني أحمد بن محمد بن عمار ،قال:
حدثني أبو موسى الضرير البجلي ،عن أبي
الحسن عليه السلم ،قال :سألت أبي فقلت له
ما كان بعد إفاقته صلى الله عليه ؟ قال :دخل
عليه النساء يبكين ،وارتفعت الصوات وضج
الناس بالباب المهاجرون والنصار .قال علي
عليه السلم :فبينا أنا كذلك إذ نودي أين علي ؟
فأقبلت حتى دخلت إليه ،فانكببت عليه ،فقال
لي :يا أخي فهمك الله وسددك ،ووفقك
] [ 73
66
عليه وآله لما ثقل في مرضه دعا عليا عليه
السلم ،فوضع رأسه في حجره واغمي عليه،
وحضرت الصلة فأذن بها فخرجت عائشة
فقالت :يا عمر اخرج فصل بالناس ،فقال لها:
أبوك أولى بها مني ،فقالت :صدقت ،ولكنه رجل
لين ،وأكره أن يواثبه القوم ،فصل أنت ،فقال
لها :بل يصلي هو ،وأنا أكفيه إن وثب واثب ،أو
تحرك متحرك ،مع أن رسول الله مغمى عليه ،ول
أراه يفيق منها ،والرجل مشغول به ،ل يقدر أن
يفارقه -يعني عليا عليه السلم -فبادروا
بالصلة قبل أن يفيق فإنه إن أفاق خفت أن
يأمر عليا بالصلة ،وقد سمعت مناجاته له منذ
الليلة ،وفي آخر كلمه يقول لعلي عليه السلم:
الصلة ،الصلة.
] [ 74
67
بحبل الله جميعا ول تفرقوا ،واذكروا نعمة الله
عليكم إذ كنتم أعداء فالف بين قلوبكم فاصبحتم
بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار
فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم
تهتدون( ) .(1أيها الناس هذا علي من أحبه
وتوله اليوم ،وبعد اليوم ،فقد أوفى بما عاهد
عليه الله ،ومن عاداه وأبغضه اليوم ،وبعد اليوم
جاء يوم القيامة أصم وأعمى ،ل حجة له عند
الله .أيها الناس ل تأتوني غدا بالدنيا تزفونها
زفا ،ويأتي أهل بيتي شعثا غبرا مقهورين
مظلومين تسيل دماؤهم ،إياكم واتباع الضللة
والشورى للجهالة ،أل وإن هذا المر له أصحاب
قد سماهم الله عزوجل لي وعرفنيهم وأبلغتكم
ما أرسلت به اليكم ولكني أراكم قوما تجهلون )
.(2
] [ 75
68
غائبكم .أيها الناس من كانت له تبعة فها أناذا،
ومن كانت له عدة أو دين فليأت علي بن أبي
طالب ،فأنه ضامن له كله حتى ل يبقى لحد
قبلي تبعة ) * * * .(1وحكي أن معاوية بن أبي
سفيان سأل عبد الله بن العباس رحمة الله
عليه ،عن أمير المؤمنين علي عليه السلم فقال
إبن عباس :هيهات ،عقم النساء أن يأتين بمثله،
والله ما رأيت رئيسا مجربا يوزن به ،ولقد رأيته
في بعض أيام صفين ،وعلى رأسه عمامة بيضاء
تبرق وقد أرخى طرفيها على صدره وظهره،
وكانما عيناه سراجا كسليط ،وهو يقف على
كتيبة كتيبة حتى انتهى إلي وأنا في كنف من
القوم وهو يقول :معاشر المسلمين إستشعروا
الخشية ،وتجلببوا بالسكينة ،وعضوا على النواجذ
) (2فإنه أنبى للسيوف عن الهام ) (3واكملوا
اللمة ) (4وقلقلوا السيوف في أغمادها
] [ 76
69
معكم ولن يتركم أعمالكم ) (6وأنشأ يقول :إذا
المشكلت تصدين لي * كشفت غوامضها بالنظر
وإن برقت في مخيل الظنون * عمياء ل تجتليها
الفكر مقنعة بغيوب المور * وضعت عليها حسام
العبر معي اصمع كظبى المرهفات * افري به
عن بنات الستر لسان كشقشقة الرحبي * أو
كالحسام اليماني الذكر ولكنني مدره الصغرين *
أقيس بما قد مضى ما غبر ولست بامعة في
الرجال اسا * ئل هذا وذا ما الخبر )الصغران
القلب واللسان( ثم غاب عني عليه السلم ،ثم
رأيته قد أقبل وسيفه ينطف دما وهو يقرأ:
)قاتلوا أئمة الكفر إنهم ل أيمان لهم لعلهم
ينتهون( ) .(7وباسناد مرفوع إلى العمش عن
عطية قال :لما خرج عمر بن الخطاب
] [ 77
70
الله بن أحمد بن عيسى بن المنصور ،قال:
حدثني أبو موسى عيسى بن أحمد بن عيسى بن
المنصور ،قال :حدثني الحسن بن علي بن محمد
ابن علي بن موسى بن جعفر عليهم السلم،
قال :حدثني أبي علي قال :حدثني أبي محمد
قال :حدثني أبي علي ،قال :حدثني أبي موسى،
قال :حدثني أبي جعفر ،قال :حدثني أبي محمد،
قال :حدثني أبي علي ،قال :حدثني أبي الحسين
بن علي ،عن أبيه أمير المؤمنين عليهم السلم،
والصلة ،قال ،قال رسول الله صلى الله عليه
وآله :يا علي مثلكم في الناس مثل سفينة نوح،
من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ،فمن أحبكم
يا علي نجا ،ومن أبغضكم ورفض محبتكم هوى
في النار .ومثلكم يا علي مثل بيت الله الحرام،
من دخله كان آمنا فمن أحبكم و والكم كان آمنا
من عذاب النار ،ومن أبغضكم ألقي في النار يا
علي )ولله على الناس حج البيت من استطاع
إليه سبيل( ) (2ومن كان له عذر فله عذره ،ومن
كان فقيرا فله عذره ،ومن كان مريضا فله عذره،
وان الله ل يعذر غنيا ،ول فقيرا ،ول مريضا ،ول
صحيحا ،ول أعمى ،ول بصيرا في تفريطه في
موالتكم ومحبتكم ).(3
] [ 78
71
عليه وآله ،ودعا الناس في مرضه ،فقال :من
يقضي عني ديني وعداتي ويخلفني في أهلي
وامتي من بعدي ؟ فكف الناس عنه ،وانتدبت له،
فضمنت ذلك ،فدعا لي بناقته العضباء ،وبفرسه
المرتجز ،وببغلته ،وحماره ،وسيفه ،وذي الفقار،
وبدرعه ذات الفضول ،وجميع ما كان يحتاج إليه
في الحرب ،ففقد عصابة كان يشد بها بطنه في
الحرب ،فأمرهم أن يطلبوها ودفع ذلك إلي ثم
قال :يا علي اقبضه في حياتي لئل ينازعك فيه
أحد بعدي ،ثم أمرني فحولته إلى منزلي ).(1
وذكر ان بعض عمال أمير المؤمنين عليه السلم
أنفذ إليه في عرض ما أنفذ من حياته مال الفئ
قطفا غلظا ،وكان عليه السلم يفرق كل شئ
يحمل إليه من مال الفئ لوقته ول يؤخره،
وكانت هذه القطف قد جائته مساء ،فأمر بعدها
و وضعها في الرحبة ليفرقها من الغد ،فلما
أصبح عدها فنقصت واحدة فسأل عنها فقيل له:
أن الحسن بن علي عليهما السلم ،إستعارها في
ليلته على أن يردها اليوم ،فهرول عليه السلم
مغضبا إلى منزل الحسن بن علي عليهما السلم
وهو يهمهم وكان من عادته أن يستأذن على
منزله إذا جاء .فهجم بغير إذن فوجد القطيفة
في منزله فأخذ بطرفها يجرها وهو يقول :النار
يا أبا محمد ،النار النار يا أبا محمد ،النار حتى
خرج بها ) .(2وذكروا أن بعض العمال أيضا حمل
إليه في جملة الجباية ،حبات من اللؤلؤ فسلمها
إلى بلل وهو خازنه على بيت المال ،إلى أن
ينضاف إليها غيرها،
72
يزري بذلك المقام الطافح بالعظمة القدسية،
وعلى هذا الساس فما نقرأه في الحديثين
ينافي تلك العظمة اللهية ويصادم ما تقتضيه
حقائقهم المقدسة ،والغريب أن الشريف
الرضي سجل الخبرين من دون تعقيب(*) .
] [ 79
73
- 1كيف يتفق هذا الخبر الموضوع مع ثناء أهل البيت
عليهم السلم على بلل بن رباح ،وانه يشفع
لمؤمني الحبشة وقد إتفق علماؤنا العلم على
إطرائه وتوثيقه ورسوخ قوة اليمان فيه- 2 .
مناقب ابن شهر اشوب .72 / 2نقل عن
البلذري ،وفضائل أحمد - 3 .انساب الشراف
117 / 2ومناقب ابن شهر آشوب - 4 .108 / 2
حلية الولياء 81 / 1بسنده عن ابي عمرو بن
العلء .وج .53 / 9كنز العمال (*) .401 / 6
] [ 80
] [ 81
74
المنتخب من قضاياه عليه السلم ،وجوابات المسائل
التي سئل عنها بإسناد مرفوع إلى أبي عبد الله
جعفر بن محمد الصادق عليهما السلم ،أن ثورا
قتل حمارا ،على عهد النبي -صلى الله عليه
وآله وسلم -فرفع ذلك إليه وهو في اناس من
أصحابه فيهم أبو بكر ،وعمر ،فقال يا أبا بكر،
إقض بينهم .فقال :يا رسول الله بهيمة قتلت
بهيمة ،ما عليها شئ .فقال :يا عمر ،إقض بينهم.
فقال :مثل قول أبي بكر .فقال :يا علي إقض
بينهم .فقال :نعم يارسول الله ،إن كان الثور
دخل على الحمار في مستراحه ضمن أصحاب
الثور ،وإن كان الحمار دخل على الثور في
مستراحه فل ضمان عليهم ) .(1قال :فرفع
رسول الله صلى الله عليه وآله يده إلى السماء
وقال :الحمد لله الذي جعل مني من يقضي
بقضاء النبيينى ) .(2وعنه -عليه السلم -قال:
قضى أمير المؤمنين -عليه السلم -بقضية ما
قضى بها أحد كان قبله ،وكانت أول قضية قضى
بها بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
وذلك أنه لما قبض رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ،وأفضى المر إلى أبي بكر ،أتى
برجل قد شرب الخمر ،فقال له أبو بكر :أشربت
الخمر ؟ قال :نعم قال ولم شربتها ؟ وهي
محرمة ،قال :اني أسلمت ،ومنزلي بين ظهراني
قوم
] [ 82
75
ما تقول يا أبا حفص في أمر هذا الرجل ؟ فقال:
معضلة وأبو حسن لها .فقال أبو بكر :يا غلم ادع
عليا ،فقال عمر :بل يؤتى الحكم في بيته ،فأتوه
وعنده سلمان ،فأخبروه بقصة الرجل واقتص
عليه الرجل قصته ،فقال علي عليه السلم :لبي
بكر :ابعث معه من يدور به على مجالس
المهاجرين والنصار ،فمن كان تل عليه آية
التحريم فليشهد عليه ،وإن لم يكن أحد تل عليه
آية التحريم فل شئ عليه .قال :ففعل أبو بكر
بالرجل ما قاله عليه السلم ،فلم يشهد عليه أحد
فخلى سبيله ،فقال سلمان لعلي عليه السلم:
لقد أرشدتهم ،فقال عليه السلم :إنما أردت أن
أجدد تأكيد هذه الية في وفيهم) :افمن يهدى
إلى الحق احق أن يتبع ام من ل يهدي إل ان
يهدى فمالكم كيف تحكمون( ) .(1أبو أيوب
المدني ،عن محمد بن أبي عمير ،عن عمر بن
يزيد ،عن أبي المعلى ،عن أبي عبد الله عليه
السلم ،قال :أتى عمر بإمراة قد تعلقت برجل
من النصار ،وكانت تهواه ولم تقدر له على
حيلة ،فذهبت فأخذت بيضة فأخرجت منها
الصفرة وصبت البياض على ثيابها وبين فخذيها،
ثم جاءت إلى عمر فقالت يا أمير المؤمنين :إن
هذا الرجل أخذني في موضع كذا ففضحني،
قال :فهم عمر أن يعاقب النصاري ،وعلي عليه
السلم -جالس ،فجعل النصاري يحلف ويقول:
يا أمير المؤمنين تثبت في أمري .فلما أكثر من
هذا القول ،قال عمر :يا أبا الحسن ما ترى فنظر
علي عليه السلم إلى بياض على ثوب المرأة
وبين فخذيها فاتهمها أن تكون إحتالت لذلك.
فقال :آتوني بماء حار قد اغلي غليا شديدا،
ففعلوا فلما أتي بالماء أمرهم فصبوه على
موضع البياض فاشتوى ذلك البياض فأخذه عليه
السلم ،فألقاه إلى
76
- 1سورة يونس .35 /إبن شهراشوب .356 / 2
الرشاد (*) .190 / 1
] [ 83
77
قريش لم تتزوج قط ،وأنها بخاتم ربها ،فقال
عمر :خذوا بيد الغلم فانطلقوا به إلى السجن
حتى نسأل عن الشهود ،فإن عدلت شهادتهم
جلدته حد المفتري ،فأخذ بيد الغلم لينطلق به
الي السجن ،فتلقاهم أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب عليه السلم ،في
] [ 84
78
المؤمنين عليه السلم :اشهد الله واشهد أمير
المؤمنين )يعني عمر( وأشهد من حضر من
المسلمين أني قد زوجت هذه المرأة من هذا
الغلم على أربع مائة درهم ،والمهر من مالي .يا
قنبر علي بالدارهم ،فأتاه قنبر بها ،فصبها في
يد الغلم ،ثم قال :خذها فصبها في حجر إمرأتك،
ول تأتنا ال وبك أثر العرس )يعنى الغسل( ،فقام
الغلم فصب الدراهم في حجر المرأة ثم تلببها
فقال لها :قومي فنادت المرأة ،النار النار ،يا
ابن عم رسول الله ،تريد أن تزوجني من ولدي
هذا ،والله ولدي زوجني إخوتي هجينا فولدت منه
هذا الغلم ،فلما ترعرع وشب أمروني أن أنتفي
منه ،وأطرده و
] [ 85
79
عنده في هذا شئ فأتوه عليه السلم فقصوا
عليه القصة ،فقال ما أهون هذا ثم دعا بجفنة
وأمر بقيد الغلم فشد فيه خيط وأدخل رجليه
والقيد في الجفنة ،ثم صب الماء عليه حتى
إمتلت ثم قال :ارفعوا القيد فرفع القيد حتى
أخرج من الماء ثم دعا بزبر الحديد فأرسلها في
الماء حتى تراجع الماء إلى موضعه حين كان
القيد فيه ثم قال :زنوا هذا الحديد فإنه وزنه )
.(2وروي ان أمير المؤمنين عليه السلم ،كان
إذا قطع اليد قطع أربع أصابع و ترك الكف،
والراحة ،والبهام ،وإذا أراد قطع الرجل قطعها
من الكعب وترك العقب ،فقيل له :لم هذا يا أمير
المؤمنين ؟ قال :اني لكره أن تدركه التوبة
فيحتج علي عند الله إني لم أدع له من كرائم
بدنه ما يركع به ويسجد ).(3
] [ 86
80
تضربن أحدا منهما ،ثم قال له :إضرب عنق
المملوك فهز قنبر السيف فأدخل أحدهما رأسه
وبقى رأس الخر خارجا من الكوة فدفع الذي
أدخل رأسه إلى صاحبه ،وقال له :إذهب فانه
مملوكك ) .(1وعنه عليه السلم قال :كان صبيان
في زمن علي عليه السلم يلعبون بأحجار لهم،
فرمى أحدهم بحجره فأصاب رباعية صاحبه،
فرفع ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلم،
فأقام الرامي البينة أنه قال :حذار حذار ،فدرأ
عنه القصاص ثم قال عليه السلم :قد أعذر من
حذر ) .(2وفي خبر مرفوع قال ،لما رفع أمير
المؤمنين عليه السلم يده من غسل رسول الله
صلى الله عليه وآله أتته أنباء السقيفة ،فقال:
ما قالت النصار ؟ قالوا قالت :منا أمير ومنكم
أمير ،قال عليه السلم :فهل احتججتم عليهم بأن
رسول الله صلى الله عليه وآله وصى بأن يحسن
إلى محسنهم ،ويتجاوز عن مسيئهم ،قالوا :وما
في هذا من حجة عليهم ؟ فقال عليه السلم :لو
كانت المارة فيهم لم تكن الوصية بهم ،ثم قال
عليه السلم :فماذا قالت قريش ؟ قالوا :احتجت
بأنها شجرة الرسول صلى الله عليه وآله ،فقال
عليه السلم :إحتجوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة )
.(3
] [ 87
81
موسى ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلم قد
كلم الله جميع خلقه برهم وفاجرهم ،وردوا عليه
الجواب ،قال :فثقل ذلك على إبن الكواء ولم
يعرفه فقال :وكيف كان ذلك ؟ فقال :أوما تقرأ
كتاب الله تعالى إذ يقول لنبيه عليه السلم:
)وإذا أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم
وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى(
) (1فقد أسمعهم كلمه وردوا عليه الجواب كما
تسمع في قول الله يا ابن الكواء ،قالوا بلى،
وقال لهم) :إني أنا الله ل إله ال أنا وأنا الرحمن
الرحيم( فأقروا له بالطاعة والربوبية ،وميز
الرسل والنبياء والوصياء ،وأمر الخلق بطاعتهم
فأقروا بذلك في الميثاق و أشهدهم على
أنفسهم ،وأشهد الملئكة عليهم أن تقولوا يوم
القيامة إنا كنا عن هذه غافلين ) .(2قال السيد
الرضي أبو الحسن :ولهذه الية تأويل ليس هذا
الموضع كشف جليته وبيان حقيقته .وسأله عليه
السلم رجل من اليهود ،فقال :أين كان الله
تعالى من قبل أن
] [ 88
] [ 89
82
ومن مسائل سأله عنها إبن الكواء فقال :كم بين
المشرق والمغرب ؟ قال عليه السلم :مسيره
يوم مطرد للشمس .وهذا أخصر كلم يكون
وأبلغه .وبإسناد مرفوع قال :إجتمع نفر من
الصحابة على باب عثمان بن عفان فقال كعب
الحبار :والله لوددت أن أعلم أصحاب محمد
عندي الساعة فأسأله عن أشياء ما أعلم أحد
على وجه الرض يعرفها ما خل رجل أو رجلين إن
كانا ،قال :فبينا نحن كذلك إذ طلع علي بن أبي
طالب عليه السلم ،قال :فتبسم القوم .قال:
فكأن عليا عليه السلم دخله من ذلك بعض
الغضاضة ،فقال لهم :لشئ ما تبسمتم ؟ فقالوا:
لغير ريبة ول بأس يا أبا الحسن إل أن كعبا تمنى
امنية فعجبنا من سرعة إجابة الله له في أمنيته،
فقال عليه السلم لهم :وما ذاك ؟ قالوا :تمنى
أن يكون عنده أعلم أصحاب محمد عليه السلم
ليسأله عن أشياء زعم أنه ل يعرف أحدا على
وجه الرض يعرفها ،قال فجلس عليه السلم ،ثم
قال :هات يا كعب مسائلك .فقال :يا أبا الحسن
أخبرني عن أول شجرة اهتزت على وجه
الرض ؟ فقال عليه السلم :في قولنا أو في
قولكم ؟ فقال :بل أخبرنا عن قولنا وقولكم،
فقال عليه السلم :تزعم يا كعب أنت وأصحابك
إنها الشجرة التي شق منها السفينة قال كعب:
كذلك نقول فقال عليه السلم :كذبتم يا كعب
ولكنها النخلة التي أهبطها الله تعالى مع آدم
عليه السلم من الجنة ،فاستظل بظلها وأكل من
ثمرها.
] [ 90
83
المقدس ،قال كعب :كذلك نقول ،قال :كذبتم يا
كعب ولكنها عين الحيوان وهي التي شرب منها
الخضر فبقى في الدنيا .قال عليه السلم هات يا
كعب :قال أخبرني يا أبا الحسن عن شئ من
الجنة في الرض فقال عليه السلم :في قولنا
أو في قولكم ،فقال :عن المرين جميعا ،فقال
عليه السلم :تزعم أنت وأصحابك انه حجر أنزله
الله من الجنة أبيض فاسود من ذنوب العباد ،قال
كذلك نقول ،قال :كذبتم يا كعب ولكن الله أهبط
البيت من لؤلؤة بيضاء ،جوفاء من السماء إلى
الرض فلما كان الطوفان رفع الله البيت وبقى
أساسه .هات يا كعب ،قال :أخبرني يا أبا الحسن
عمن ل أب له ،وعمن ل عشيرة له ،وعمن ل قبلة
له ،قال :اما من ل أب له فعيسى عليه السلم،
وأما ل عشيرة له فآدم عليه السلم ،واما من ل
قبلة له فهو البيت الحرام ،هو قبلة ول قبلة لها.
هات يا كعب فقال :أخبرني يا أبا الحسن عن
ثلثة أشياء لم ترتكض في رحم ولم تخرج من
بدن ،فقال عليه السلم له :هي عصا موسى
عليه السلم ،و ناقة ثمود وكبش إبراهيم .ثم
قال هات يا كعب ،فقال :يا أبا الحسن بقيت
خصلة فإن أنت أخبرتني بها فأنت أنت ،قال
هلمها يا كعب قال :قبر سار بصاحبه ،قال :ذلك
يونس بن متى إذ سجنه الله في بطن الحوت )
.(1وبإسناد مرفوع إلى أبي جعفر محمد بن علي
الباقر عليهما السلم ،قال :قدم أسقف نجران
على عمر بن الخطاب فقال يا أمير المؤمنين :إن
أرضنا باردة
] [ 91
84
سديدة المؤونة ل تحمل الجيش ،وأنا ضامن لخراج
أرضي أحمله إليك في كل عام كمل ،فكان يقدم
هو بالمال بنفسه ،ومعه أعوان له حتى يوفيه
بيت المال ،ويكتب له عمر البرائة .قال :فقدم
السقف ذات عام ،وكان شيخا جميل فدعاه عمر
إلى الله ،وإلى دين رسول الله صلى الله عليه
وآله ،وأنشأ يذكر فضل السلم وما يصير إليه
المسلمون من النعيم والكرامة ،فقال له
السقف :يا عمر أنتم تقرؤن في كتابكم أن لله
جنة عرضها كعرض السماء والرض ،فأين تكون
النار ؟ قال :فسكت عمر ،ونكس رأسه ،فقال
أمير المؤمنين عليه السلم ،و كان حاضرا :أجب
هذا النصراني .فقال له عمر :بل أجبه أنت،
فقال عليه السلم ،له :يا أسقف نجران أنا
أجيبك أرأيت إذا جاء النهار أين يكون الليل ،وإذا
جاء الليل أين يكون النهار ؟ فقال السقف :ما
كنت أرى أن أحدا يجيبني عن هذه المسألة .ثم
قال :من هذا الفتى يا عمر ؟ قال عمر :هذا علي
بن أبي طالب ختن رسول الله صلى الله عليه
وآله وإبن عمه ،وأول مؤمن معه ،هذا أبو الحسن
والحسين عليهما السلم .قال السقف :أخبرني
يا عمر عن بقعة في الرض طلعت فيها الشمس
ساعة ،ولم تطلع فيها قبلها ول بعدها ؟ قال له
عمر :سل الفتى فقال أمير المؤمنين :أنا اجيبك،
هو البحر حيث انفلق لبني اسرائيل فوقعت
الشمس فيه ولم تقع فيه قبله ول بعده ،قال
السقف :صدقت يافتى .ثم قال السقف :يا
عمر أخبرني عن شئ في أيدي أهل الدنيا شبيه
بثمار أهل الجنة ؟ فقال :سل الفتى .فقال عليه
السلم أنا أجيبك :هو القرآن يجتمع أهل الدنيا
عليه فيأخذون منه حاجتهم ،ول ينتقص منه شئ
وكذلك ثمار الجنة .قال السقف :صدقت يافتى.
ثم قال السقف يا عمر :أخبرني هل للسماوات
من أبواب ؟ فقال له عمر :سل الفتى .فقال
عليه السلم :نعم يا أسقف ،لها أبواب فقال:
يافتى ،هل
85
] [ 92
86
] [ 93
] [ 94
87
المؤمنين عليه السلم ،فأفرط في الثناء عليه،
فقال -عليه السلم -وكان له متهما :أنا دون ما
تقول ،وفوق ما في نفسك ).(3
] [ 95
88
- 1نفس المصدر - 2 .شرح إبن أبي الحديد .235 / 18
إبن ميثم البحراني - 3 .283 / 5المصدر
السابق - 4 .إبن ابي الحديد .237 / 18إبن ميثم
البحراني - 5 .284 / 5شرح إبن ميثم .289 / 5
مجمع المثال - 6 .455 / 2إبن ميثم البحراني
- 7 .290 / 5نفس المصدر(*) .
] [ 96
89
- 1شرح إبن ميثم .215 / 5دستور معالم الحكم .96 /
- 2المصدر السابق - 3 .290 / 5نفس المصدر.
- 4إبن ميثم البحراني - 5 .291 / 5إبن مثيم 5
- 6 .292 /شرح إبن ميثم .40 / 2إبن أبي
الحديد (*) .91 / 2
] [ 97
90
الحرص ،وإن ملكه اليأس قتله السف ،وإن
عرض له الغضب إشتد به الغيظ
] [ 98
91
جريحة في الدين ) .(4وقال عليه السلم :الناس
في الدنيا عاملن ،عامل في الدنيا للدنيا قد
شغلته دنياه عن آخرته ،يخشى على من يخلف
الفقر ،ويأمنه على نفسه فيفني عمره في
منفعة غيره ،وآخر عمل في الدنيا لما بعدها،
فجاءه ،الذى له من الدنيا بغير عمل ،فأصبح ملكا
عند الله ل يسأل شيئا يمنعه ).(5
] [ 99
92
نبؤهم أجداثهم ،ونأكل تراثهم قد نسينا كل
واعظة ،ورمينا بكل جائحة ) .(3وقال عليه
السلم :طوبى لمن ذل في نفسه ،وطاب كسبه،
وصلحت سريرته ،وحسنت خليقته ،وأنفق الفضل
من ماله ،وأمسك الفضل من لسانه ،وعزل عن
الناس شره ،ووسعته السنة ،ولم ينسب إلى
بدعة .قال السيد الرضي أبو الحسن رضي الله
عنه ،وهذا الكلم من الناس من يرويه عن النبي
صلى الله عليه وآله ،وكذلك الذي قبله ) .(4وقال
عليه السلم :من أراد عزا بل عشيرة ،وهيبة من
غير سلطان ،وغنى
] [ 100
93
واليقين هو التصديق ،والتصديق هو القرار،
والقرار هو الداء ،والداء هو العمل ) .(5وقال
عليه السلم :قد يكون الرجل مسلما ول يكون
مؤمنا ،ول يكون مؤمنا حتى يكون مسلما،
واليمان إقرار باللسان ،وعقد بالقلب ،وعمل
بالجوارح ،ول يتم المعروف إل بثلث ،تعجيله،
وتصغيره ،وتستيره ،فإذا عجلته هنأته ،وإذا
صغرته عظمته ،وإذا سترته تممته ) .(6وقال
عليه السلم :عجبت للبخيل الذي استعجل الفقر
الذي منه هرب ،و فاته الغنى الذي إياه طلب،
فيعيش في الدنيا عيش الفقراء ،ويحاسب
] [ 101
94
فانه يفعل بالبدان كفعله في الشجار أوله
يحرق وآخره يورق ) .(4وقال عليه السلم :عظم
الخالق عندك ،يصغر المخلوق في عينك ).(5
وقال عليه السلم :ثلث خصال مرجعها على
الناس في كتاب الله ،لبغي ،والنكث ،والمكر،
قال الله تعالى) :يا أيها الناس إنما بغيكم على
نفسكم( ) (6وقال تعالى) :فمن نكث فإنما ينكث
على نفسه( ) (7وقال تعالى :ول يحيق المكر
السيئ إل بأهله( ).(8
] [ 102
95
وتخويفا وتحذيرا ،فذمها رجال غداة الندامة ،و
حمدها آخرون يوم القيامة ،ذكرتهم الدنيا فذكروا
وحذرتهم فصدقوا ،ووعظتهم فاتعظوا .فيا أيها
الذام للدنيا المغتر بغرورها ،بم تذمها ؟ أنت
المتجرم عليها أم هي المتجرمة عليك ؟ متى
استهوتك ؟ أم متى غرتك ؟ أبمصارع آبائك من
البلى ؟ أم بمضاجع أمهاتك تحت الثرى ؟ كم
عللت بكفيك ؟ وكم مرضت بيديك ؟ تبغى لهم
الشفاء ،وتستوصف لهم الطباء ،لم ينفع أحدهم
إشفاقك ،ولم تسعف فيه بطلبتك ،قد مثلت لك
به الدنيا نفسك وبمصرعه مصرعك ) .(2وقال
عليه السلم :المال والبنون حرث الدنيا ،والعمل
الصالح حرث الخرة وقد يجمعهما لقوام ).(3
] [ 103
96
الله تعالى في الدعاء) :ادعوني أستجب لكم( )(5
وقال -تعالى -في الستغفار) :ومن يعمل سوءا
أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا
رحيما( ) (6و قال تعالى في الشكر) :لن شكرتم
لزيدنكم( ) (7وقال تعالى في التوبة) :إنما
التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ،ثم
يتوبون من قريب فاولئك يتوب الله عليهم( ).(8
وقال عليه السلم :الصلة قربان كل تقي،
والحج جهاد كل ضعيف ،و لكل شئ زكاة ،وزكاة
البدن الصيام ،وجهاد المرأة حسن التبعل ).(9
] [ 104
97
وقيامهم ،والله لنوم على يقين أفضل من عبادة
أهل الرض من المغترين ) .(8وقال عليه
السلم :ل تأكلوا الربا في معاملتكم فوالذي
فلق الحبة ،وبرأ النسمة للربا أخفى في هذه
المة من دبيب النمل على صفاة سوداء في ليلة
ظلماء ) .(9قال السيد الرضي رضي الله عنه،
وهذا الكلم يروى أيضا للنبي
] [ 105
98
المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم
فأخرجني إلى الجبان ،فلما أصحر تنفس الصعداء
ثم قال :يا كميل بن زياد ،إن هذه القلوب أوعية
فخيرها أوعاها ،فاحفظ عني ما أقول لك ،الناس
ثلثة ،فعالم رباني ،ومتعلم على سبيل نجاة،
وهمج رعاع أتباع كل ناعق ،يميلون مع كل ريح،
لم يستضيئوا بنور العلم ،ولم يلجؤوا إلى ركن
وثيق .يا كميل بن زياد ،العلم خير من المال،
العلم يحرسك وأنت تحرس المال ،والمال تنقصه
النفقة ،والعلم يزكو على النفاق .يا كميل بن
زياد ،معرفة العلم دين يدان به ،يكسب النسان
الطاعة في حياته ،وجميل الحدوثة بعد وفاته،
والعلم حاكم ،والمال محكوم عليه .يا كميل بن
زياد ،هلك خزان الموال وهم أحياء ،والعلماء
باقون ما بقي الدهر ،اعيانهم مفقودة ،وأمثالهم
في القلوب موجودة ،ها إن هاهنا لعلما جما
)وأشار إلى صدره( لو أصبت له حملة .بلى أصيب
لقنا غير مأمون عليه مستعمل آلة الدين للدنيا
ومستظهرا بنعم الله على عباده ،وبحججه على
أوليائه ،أو منقادا لحملة الحق ،ل بصيرة له في
إغيائه ،ينقدح الشك في قلبه لول عارض من
شبهة
] [ 106
99
المترفون ،وأنسوا ما استوحش منه الجاهلون ،و
صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل
العلى ،أولئك خلفاء الله في أرضه والدعاة إلى
دينه .آه آه شوقا إلى رؤيتهم ،إنصرف إذا شئت )
.(1وقال عليه السلم :المرء مخبوء تحت لسانه
) .(2وقال عليه السلم :هلك إمرؤ لم يعرف
قدره ) .(3وقال عليه السلم :لكل إمرئ عاقبة
حلوة أو مرة ) .(4وقال عليه السلم :لكل مقبل
إدبار ،وما أدبر كأن لم يكن ) .(5وقال عليه
السلم :أكثر العطايا فتنة وما كلها محمودا في
العاقبة ) .(6وقال عليه السلم :الصبر لعطاء
الحق مر ،وما كل له بمطيق ) .(7وقال عليه
السلم :ل يعدم الصبور الظفر ،وإن طال به
الزمان ).(8
] [ 107
100
) .(5وقال عليه السلم :للظالم البادي غدا بكفه
عضة ) .(6وقال عليه السلم :الرحيل وشيك ).(7
وقال عليه السلم :من وثق بماء لم يظمأ ).(8
وقال عليه السلم :من أبدى صفحته للحق هلك )
.(9وقال عليه السلم :استعصموا بالذمم في
أوتادها ) .(1وقال عليه السلم :عليكم بطاعة
من ل تعذرون بجهالته ) .(11وقال عليه السلم:
قد بصرتم إن أبصرتم ،وقد هديتم إن أهتديتم )
.1 (2
] [ 108
101
مفارقكم ،وإن أبق فأنا ولي دمي ،وإن أفن
فالفناء ميعادي ،وإن أعف فالعفو لي قربة ،وهو
لكم حسنة )فاعفوا أل تحبون أن يغفر الله لكم(
) .(1وقال عليه السلم :عاتب أخاك بالحسان
إليه ،واردد شره بالنعام عليه ) .(2وقال عليه
السلم :من وضع نفسه موضع التهمة فل يلومن
من أساء به الظن ) .(3وقال عليه السلم :من
ملك إستأثر ) .(4وقال عليه السلم :من إستبد
برأيه هلك ) .(5وقال عليه السلم :من كتم سره
كانت الخيرة بيده ) .(6وقال عليه السلم :الفقر
الموت الكبر ).(7
] [ 109
102
ويبغض المذنبين وهو أحدهم .يكره الموت لكثرة
ذنوبه .ويقيم على ما يكره الموت له .تغلبه
نفسه على ما يظن ول يغلبها على ما يستيقن.
يخاف على غيره بأدنى من ذنبه ،ويرجوا لنفسه
بأكثر من عمله .النوم مع الغنياء أحب إليه من
الذكر مع الفقراء ) .(3ومن كلم له عليه السلم:
قد قطعوا رحمي ،واضاعوا أيامي ،ودفعوا حقي،
وصغروا عظيم منزلتي ،واجمعوا على منازعتي،
ليعاب المرء بتأخير حقه إنما يعاب من أخذ ما
ليس له ) .(4وقال عليه السلم :الفرص تمر مر
السحاب ) .(5وقال عليه السلم :العجاب يمنع
من الزدياد ) .(6وقال عليه السلم :المر قريب،
والصطحاب قليل ) .(7وقال عليه السلم :أضاء
الصبح لذي عينين ).(8
] [ 110
103
.(3وقال عليه السلم :من إستقبل وجوه الراء
عرف مواقع الخطأ ) .(4وقال عليه السلم :من
أحد سنان الغضب لله قوي على قتل أشداء
الباطل ) .(5وقال عليه السلم :إذا هبت أمرا
فقع فيه ،فان شدة توقيه أعظم مما يخاف منه )
.(6وقال عليه السلم :آلة الرئاسة سعة الصدر )
.(7وقال عليه السلم :ازجر المسئ بثواب
المحسن ) .(8وقال عليه السلم :احصد الشر من
صدر غيرك بقلعه من صدرك ) .(9وقال عليه
السلم :اللجاجة تسل الرأي ) .(10وقال عليه
السلم :الطمع رق مؤبد ) .(11وقال عليه
السلم :ثمرة التفريط الندامة ).(12
] [ 111
104
وقال عليه السلم :من لم ينجه الصبر أهلكه الجزع )
.(1وقال عليه السلم :عليكم بالصبر فيه يأخذ
الحازم ،وإليه يرجع الجازع .2وقال عليه السلم:
في شأن الخلفة ،واعجبا أتكون الخلفة
بالصحابة ،و ل تكون بالصحابة والقرابة .ويروى
والقرابة والنص .ويروى له عليه السلم شعر في
هذا المعنى وهو :فإن كنت بالشورى ملكت
أمورهم * فكيف بهذا والمشيرون غيب وإن كنت
بالقربى حججت خصيمهم * فغيرك أولى بالنبي
وأقرب ) (3ولقد أوضح عليه السلم بهذا القول
نهج المحجة ،وأخذ على خصومه بمضائق الحجة.
سئل أبو جعفر الخواص الكوفي )وكان هذا رجل
من الصالحين ويجمع مع ذلك التقدم في العلم
بمتشابه القرآن وغوامض ما فيه وسائر معانيه(
عما جاء في الخبر أنه من أحسن عبادة الله في
شيبته ..ألقى الله الحكمة عند سنه .فقال :كذا
قال الله عزوجل) :فلما بلغ أشده واستوى آتيناه
حكما و علما( ) (4ثم قال تعالى) :وكذلك نجزي
المحسنين( ) (5وعدا عليه حقا .أل ترى أن عليا
أمير المؤمنين عليه السلم ،آمن صغيرا فلم
يلبث أن صار ناطقا حكيما فقال عليه السلم:
رحم الله امرا سمع حكما فوعى ،وأخذ بحجزة
هاد فنجى ،قدم خالصا وعمل صالحا ،واكتسب
مذخورا ،واجتنب محذورا ،رمى غرضا ،وأحرز
عوضا ،خاف ذنبه وراقب ربه ،وجعل الصبر مطية
نجاته ،والتقوى عدة وفاته اغتنم المهل ،وبادر
الجل ،واقطع المل ،وتزود من العمل .ثم قال
ابو جعفر :فهل رأيت كلما أوجزا ووعظا أبلغ
من هذا ؟ وكيف
105
ميثم - 4 .341 / 5سورة يوسف - 5 .22 /
سورة القصص (*) .14 /
] [ 112
106
.11 / 19ابى ميثم - 5 .344 / 5دستور معالم
الحكم - 6 .97 /شرح ابن أبي الحديد .12 / 29
ابن ميثم البحراني - 7 .344 / 5ابن ميثم
البحراني .344 / 5ابن أبي الحديد .13 / 19
شرح عبده (*) .197 / 3
] [ 113
107
- 1شرح ابن أبي الحديد .15 / 19شرح ابن ميثم / 5
- 2 .345شرح عبده .197 / 3شرح ابن ميثم
البحراني .344 / 5ابن أبي الحديد - 3 .16 / 19
شرح ابن ميثم البحراني 225 / 5وفيه :من
كتاب له عليه السلم إلى سهل بن حنيف
النصاري و هو عامله على المدينة في بعض من
أهلها لحقوا بمعاوية .شرح ابن أبي الحديد / 18
- 4 .52ابن أبي الحديد .17 / 19ابن ميثم / 5
- 5 .345شرح إبن ميثم البحراني .345 / 5
شرح ابن أبي الحديد (*) .18 / 19
] [ 114
108
إلى النهرين حتى أن الرجل ليركب البغلة
السفواء ) (5يريد الجمعة ول يدركها ).(6
] [ 115
109
- 1شرح محمد عبده .105 / 3شرح ابن أبي الحديد
- 2 .97 / 18الغرر والحكم - 3 .115 / 2شرح
ابن الحديد .23 / 19شرح ابن ميثم البحراني
- 4 .346 / 5ابن ابي الحديد المعتزلي .24 / 19
ابن ميثم البحراني - 5 .347 / 5شرح محمد
عبده .217 / 3شرح ابن ميثم -الكبير / 5 -
.379شرح ابن أبي الحديد - 6 .155 / 19شرح
ابن ابي الحديد .25 / 19شرح ابن ميثم / 5
- 7 .347ابن أبي الحديد .26 / 19ابن ميثم
البحراني - 8 .348 / 5شرح ابن أبي الحديد
.27 / 19شرح ابن ميثم (*) .348 / 5
] [ 116
110
على نار ،فارتد لنفسك قبل نزولك فليس بعد
الموت مستعتب ول إلى الدنيا منصرف.
] [ 117
111
العاقل .إذا تغير السلطان تغير الزمان .نعم طارد
الهم اليقين .ومنها :يا بني وإياك ومشاورة
النساء ،فإن رأيهن إلى أفن ،وعزمهن إلى وهن،
و
] [ 118
112
شروح كتاب )نهج البلغة( وقد تصدى لشرحها
على حدة جمع من العلم والعلماء - 2 .شرح
محمد عبده 127 / 1مطبعة الستقامة .شرح
ابن ميثم (*) .227 / 2
] [ 119
] [ 121
113
فيها هذه الزيادات فكتبها وجعلها في آخر
الكتاب ،وقد اثبتناها أيضا هنا وهي:
] [ 122
114
] [ 123
115
] [ 124
116
شرح ابن ميثم البحراني .464 / 5شرح محمد
عبده .264 / 3إبن أبي الحديد - 7 .227 /ابن
أبي الحديد .9 / 19شرح عبده .265 / 3شرح
ابن ميثم (*) .265 / 5
] [ 125
117
شرح محمد عبده .266 / 3إبن ميثم البحراني 5
- 5 .466 /شرح ابن ميثم .467 / 5إبن أبي
الحديد المعتزلي .246 / 20شرح عبده / 3
- 6 .266ابن أبي الحديد .247 / 20شرح محمد
عبده 266 / 3ط مطبعة الستقامة .شرح ميثم
بن على بن ميثم - 7 .467 / 5ابن ميثم
البحراني .467 / 5شرح ابن ابى الحديد / 20
.249محمد عبده (*) .266 / 3
] [ 126
] [ 126
118
- 1شرح محمد عبده .266 / 3شرح ابن أبي الحديد
.251 / 20شرح ابن ميثم البحراني .486 / 5
)*(
119