You are on page 1of 42

‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬

‫السلمية‬
‫أشعار النساء‬
‫المرزباني‬
‫ثالث ما ألف من الكتب في أشعار النساء‪ ،‬بعد )أشعار‬
‫الجواري( للمفجع البصري المتوفى سنة ‪327‬هـ و)الماء‬
‫الشواعر( لبي الفرج الصفهاني المتوفى سنة ‪356‬هـ‪ .‬ويضم‬
‫الكتاب تراجم ‪ 38‬شاعرة‪ ،‬يمتاز الكتاب بانفراده بذكر الكثير‬
‫من الخبار والشعار‪ ،‬سيما شعر النساء الخارجيات‪.‬‬
‫أخبار ليلى‬
‫أخبار ليلى مع النابغة الجعدي‬
‫كتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬أخبرنا عمر بن شبة عن أبي الحسن‬
‫المدائني‪ ،‬قال‪ :‬هاجى النابغة الجعدي ليلى الخيلية فقال لها‪:‬‬
‫جل‬
‫ت (‪ )...‬أغّر مح ّ‬ ‫كب ْ‬‫فقد ْ ر ِ‬ ‫أل حّييا ليلى وقول لها هـل‬
‫فقالت ترد عليه وهما قصيدتان له ولها‪ ،‬فغلبته بقوله‪:‬‬
‫وأيّ جوادٍ ل يقال لها هل‬ ‫وعّيرتني داًء بأمك مثلـه‬
‫وهل‪ :‬كلمة تقاس للفرس النثى إذا أنزي عليها الفحل لتسكن‪.‬‬
‫حدثني محمد بن إبراهيم قال‪ :‬حدثنا عبد الله بن أبي سعد الوراق قال‪:‬‬
‫حدثني الحكم بن موسى السلولي‪ ،‬أخبرني الباهلي العلمة قال‪" :‬أنه‬
‫تحاكم إلى ليلى" شعراء هوزان‪ :‬النابغة الجعدي "وحيد بن ثور" الهللي‬
‫وتميم بن أبي بن مقبل العجلني والعجير السلولي فأنشأت تقول‪:‬‬
‫ي‬‫ل الرواة وزّببـوا به غير ما قال السلول ّ‬ ‫ل ما قا َ‬ ‫أل ك ّ‬
‫بْهرج‬
‫تعني‪ :‬العجير‪ ،‬قال‪ :‬فنمى الخير عنها‪ ،‬فقال النابغة الجعدي‪:‬‬
‫رأت حصنا ً فعارضته ّ‬
‫ن‬
‫دمـرّية‬ ‫كأّنك ليلى بـغـلة تـ ْ‬
‫شحج‬ ‫ت ْ‬
‫قال‪ :‬ثم قال‪:‬‬
‫جـل‬‫ت (‪ )...‬أغّر مح ّ‬ ‫فقد ركب ْ‬ ‫أل حّييا ليلى وقول لهـا‪ :‬هـل‬
‫ل الصيف‬ ‫ت في أوّ ِ‬ ‫رب ْ‬‫فـرهـا وقد ش ِ‬ ‫ل البراذين ثـ ْ‬ ‫وبرذ َْونة ب ّ‬
‫أّيل‬
‫ل‬
‫قل ً وخيما ً نـبـاتـه وقد أنكحت شّر الخاي ِ‬ ‫تب ْ‬‫وقد أكل ْ‬
‫خـيل‬‫أ ْ‬
‫رأى نفسه يقل ً وخيمًا‪ ،‬يقول‪ :‬إنها ستسوخم هجائي‪.‬‬
‫ن ما يزال‬ ‫ب البنا ِ‬ ‫خضي َ‬ ‫محه‬ ‫وكيف أهاجي شاعرا ً ر ْ‬
‫حـل‬ ‫مك ّ‬ ‫أسته‬
‫ك‬
‫ست ِ‬‫مل أ ْ‬ ‫يي ْ‬ ‫ذلغ ّ‬ ‫على أ ْ‬ ‫ل‬‫جا ِ‬ ‫دعي عنك تهجاَء الر َ‬
‫فـْيشـل‬ ‫وأقبلي‬
‫قال‪ :‬وبنو الذلغ بن بني عبادة بن "ربيعة البكاء وكان" نكاحًا‪ ،‬فبلغها قوله‬
‫فقالت‪:‬‬
‫صد ّْين مجهل‬ ‫ن ُ‬ ‫ً‬
‫وكْنت صنيا بي َ‬ ‫ً‬ ‫أنابغ لم تنبـغْ ولـم تـك أول‬

‫‪1‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫ويروى‪ :‬ولم تك موبهًا‪ ،‬ويروى‪ :‬بين شعبين مجهل‪ ،‬ويروى‪ :‬وكنت شعيبا ً بين‬
‫صدين‪ ،‬والصدان‪ :‬جانبا سفح الجبل‪ ،‬والصني‪ :‬الثميد يبض شيئا ً يسيرا ً‬
‫يشرب به الطير ول يشرب به النسان لقتله وصني تصغير صنو‪ ،‬والصنو‪:‬‬
‫الشعب الصغير‪.‬‬
‫ط جعدة‬ ‫ك إل وس َ‬ ‫للؤم َ‬
‫ك ل تـجـد ْ‬ ‫أنابغ إن تنبغ بلؤم َ‬
‫جعل‬ ‫م ْ‬
‫وأي جوادٍ ل يقال لها‪ :‬هل?!‬ ‫أعيرتني داًء بأمك مـثـُلـه‬
‫ويروى‪ :‬وأي حصان‪ .‬ويقال للفرس الحجر‪ :‬هل‪ ،‬وذلك إذا دعيت للقرار‬
‫لتنزى‪ .‬فاجتمع الجعديون وقالوا‪ :‬والله لنأتين أمير المدينة فلنستعدينه‬
‫عليها فأنها قد قذفتنا‪ ،‬وبلغها ذلك فزادت في القصيدة‪.‬‬
‫ي‬
‫بشوران يزجون المط ّ‬ ‫أحقا ً بما أنبـيت أ ّ‬
‫ن‬
‫المنّعـل‬ ‫عـشـيرتـي‬
‫ليستجلدوا لي ساَء ذلك‬ ‫يروح ويغدو َوفدهم‬
‫معـمـل‬ ‫ة‬
‫لـصـحـيف ٍ‬
‫ذراه‬ ‫ن قلت‪ :‬يعيش أبوهم في َ‬ ‫على غير جْرم غير أ ْ‬
‫فـل‬‫مـغـ ّ‬ ‫عمهم‬
‫عمهم‪ :‬هو عقيل‪ ،‬وأبوهم‪ :‬هو جعدة‪ .‬في ذراه‪ :‬في ذرى عقيل‪ ،‬ويروى‪:‬‬
‫نداه‪.‬‬
‫وكان بأطراف الجبال‬
‫وأعمى أتاه بالحجاز نثـاهـم‬
‫فأسهل‬
‫العمى‪ :‬النابغة‪ .‬جعلته أعمى القلب‪.‬‬
‫ي آخـرين وأّول‬ ‫إلى خيرِ حـ ٍ‬ ‫فجاء بهِ أصحابه يحمـلـونـه‬
‫إذا صدرت وّرادهم عن‬
‫قـل‬‫تغادر نهبا ً للزكـاة مـعـ ّ‬
‫حياضهم‬
‫تقول‪ :‬هم يؤدون الصدقة عن إبلهم‪.‬‬
‫ورا ً إلى المجد والعل وأقسم حقا إن فعلت ليفعل‬
‫ً‬ ‫تنافر س ّ‬
‫ويروى‪ :‬تسابق سوارًا‪ ،‬وهو سوار بن أوفى بن سبرة بن سلمى بن قشير‪،‬‬
‫وكان يهاجي النابغة ويفخر عليه بأيام بني جعدة‪.‬‬
‫م‬
‫لث ّ‬ ‫ده هوى دونه في مْهي ٍ‬
‫ضل‬ ‫جد ٍ إذا المرء الـلـئيم أرا َ‬ ‫بم ْ‬
‫ع ّ‬
‫عضل‪ :‬عيا وبلد وضاق‪.‬‬
‫ن كان‬ ‫ضل لم ْ‬ ‫وفي غيره ف ْ‬ ‫ل أنت إن كان الهجاء‬ ‫وه ْ‬
‫أْفضل‬ ‫محّرمـا‬
‫وفي غيره فضل‪ :‬تقول‪ :‬في غير الهجاء الحسب والكرم‪ ،‬وليس في الهجاء‬
‫خير ول يفضل به أحد‪ .‬تريد‪ :‬هل لك أن تدع الهجاء وتناسب سوارا ً حتى‬
‫تعرف نفسك ونسبك وقدرك‪.‬‬
‫ن‬‫م طوال الد َهْرِ ل ْ‬ ‫مقي ٌ‬ ‫ن السماِء‬‫لنا تامك دو َ‬
‫يتحلحل‬ ‫صلـه‬‫وأ ْ‬
‫دنا كان أّول‬ ‫من الناس إل ّ مج ُ‬ ‫جد ٌ في أناس‬ ‫وما كان م ْ‬

‫‪2‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫مُته‬ ‫عل ْ‬ ‫َ‬
‫فجليت إلى المدينة‪ ،‬فأقامت بباب مروان وأنشأت تقول‪:‬‬
‫ن‬
‫ت لدى باب ابن مروا َ‬ ‫خ ْ‬ ‫أني َ‬
‫ف‬‫ري ُ‬ ‫ثلثا ً لها عند الِنتـاج صـ ِ‬ ‫ناقتي‬
‫ف‬
‫ل َوري ُ‬ ‫ن الجـبـا ِ‬ ‫بنيرين مئرا ُ‬ ‫ة‬
‫ل لـيل ٍ‬ ‫ه كـ ّ‬ ‫ُيطيف بها فتـياُنـ ُ‬
‫نيرين‪ :‬شيئين‪ ،‬ويقال‪ :‬لونين من العلف‪.‬‬
‫قى سؤددا ً وهو‬ ‫م َتل ّ‬ ‫غل ٌ‬ ‫ُ‬
‫ف‬‫ب الذراِع ألي ُ‬ ‫ح ُ‬ ‫ت به َر ْ‬ ‫فان َ‬ ‫ناشىٌء‬
‫ف‬‫ن الَعطاِء كفو ُ‬ ‫ت دو َ‬ ‫إذا قُّلب ْ‬ ‫ل‬
‫ل كتحبير اليمانـي ونـائ ٍ‬ ‫بقي ْ ٍ‬
‫ف‬‫أضّر بها رخوُ اللبان عني ُ‬ ‫ة‬
‫حنا كأنا نمتطي أخـد َرِي ّ ً‬ ‫وَُر ْ‬
‫ف‬
‫فـي ُ‬ ‫ق وج ِ‬ ‫ّ‬
‫ي ثاد ٍ‬ ‫جْنب ْ‬ ‫يب َ‬ ‫حل ّ‬ ‫سغ لهـا‬ ‫وحلها حتى إذا لم ي ُ‬
‫جفيف‪ :‬يابس الكل‪ ،‬والصغار من الحلي‪ .‬والنصي‪ :‬الذي يبس وأصابه‬
‫المطر فاصفر‪.‬‬
‫ف‬ ‫ن َزرو ُ‬ ‫ً‬
‫مِبـّرةُ أْرسـاِغ الـيدي ِ‬ ‫ُ‬ ‫ن عليها قاربا وانتـحـت لـه‬ ‫أر ّ‬
‫شها بالصيف فهي‬ ‫ح َ‬ ‫فل ج ْ‬ ‫جوجا ً خد ّد َ الجْر ُ‬
‫ي‬ ‫ُتهادي خ ُ‬
‫ف‬ ‫خرو ُ‬ ‫ه‬
‫مـ ُ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ْ‬
‫الخروف من البل‪ :‬تنتج في الخريف‪ ،‬والمصيف‪ :‬في الصيف‪ ،‬والمربع‪ :‬في‬
‫الربيع‪ ،‬والهبع‪ :‬في القيظ‪ ،‬والصقعي‪ :‬وهو الربعي‪ ،‬والصفري‪ :‬مطلع‬
‫سهيل‪ ،‬والدفيء‪ :‬في آخر الشتاء‪.‬‬
‫ثم قالت في مروان تمدحه وتذكر أمر الجعديين‪:‬‬
‫ي حلوا بين عاذٍ‬ ‫ً‬ ‫إذا الح ّ‬ ‫ت وما هذا بساعة‬ ‫طرِب ْ َ‬
‫ب‬‫حْبح ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ب‬‫طـر ِ‬ ‫م ْ‬
‫رقات الريح من ك ّ‬
‫ل‬ ‫خ ِ‬ ‫بها َ‬ ‫هم قد‬ ‫ت داُر ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫قديما ً فأ ْ‬
‫ض َ‬
‫ب‬‫ملع ِ‬ ‫ت‬ ‫تلّعبـ ْ‬
‫م كريم ٍ ومـن‬ ‫بها لي من ع ّ‬ ‫م‬
‫م قد رأى رائيُهـ ُ‬ ‫وك ْ‬
‫ب‬‫أ ِ‬ ‫ورأيتـهـا‬
‫ومن آل سعْدٍ سؤددا ً غير‬ ‫ة‬
‫س من آل الُنفـاض ِ‬ ‫فوار َ‬
‫ب‬ ‫مْتع ِ‬ ‫سـادةً‬
‫م تحت‬ ‫ت منه ُ‬ ‫مس بي ٌ‬ ‫وحي حريدٍ قد صبحنا بـغـارةٍ فلم ي ُ ْ‬
‫ب‬ ‫ّ‬
‫كوك ِ‬
‫ل أجرد َ‬ ‫لجوٍج تباري ك ّ‬ ‫ل جرداَء‬ ‫شنّنا عليهم ك ّ‬
‫ب‬ ‫شْرج ِ‬ ‫ة‬
‫طـب ٍ‬ ‫شـ ْ‬
‫ف كخذروف الوليد‬ ‫حفي ٌ‬ ‫لوَ حشّيها من جانبي‬
‫ب‬ ‫ق ِ‬ ‫المث ّ‬ ‫زفيانـهـا‬
‫ضخ المزادِ‬ ‫ن بهِ ن ْ‬ ‫خ َ‬ ‫نض ْ‬ ‫إذا جاش بالماء الحميم‬
‫ب‬‫المسّر ِ‬ ‫سجالهـا‬
‫إذا قال قول ً صادقا ً لـم‬ ‫فذ َْر ذا‪ ،‬ولكن قد تمنيت‬
‫ب‬ ‫ُيكـذ ّ ِ‬ ‫راكـبـا ً‬

‫‪3‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫وكتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ :‬أخبرنا عمر عن شبة‪ ،‬وحدثني محمد بن‬
‫أحمد الكاتب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن يحيى النحوي‪ ،‬وحدثني أحمد بن محمد‬
‫المكي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو العيناء‪ ،‬أن النابغة لما قال أبياته التي أولها‪ :‬أل حييا‬
‫ليلى‪ ،‬أجابته بقولها الذي تقدم‪.‬‬
‫وروى أبو عمرو الشيباني أن النابغة لما قال يذكر يومي رحرحان وهو‬
‫يهاجي سوار بن سبرة ويفخر عليه بأيام بني جعدة في قصيدة‪:‬‬
‫ت بيومي رحرحان‬ ‫هل سأل َ‬
‫ت هوازن أن العّز قد زال‬ ‫ظن ّ ْ‬ ‫وقد‬
‫فلما قال‪:‬‬
‫شيبا بماٍء فعاد بْعـد أبـوال‬
‫ن من‬ ‫تلك المكارم ل َقعبا ِ‬
‫ن‬‫لب ٍ‬
‫قالت ليلى‪:‬‬
‫لذكر قعبي حازرٍ قد تثـمـل‬
‫تج ّ‬
‫ل‬ ‫ت لو قاذ َفْ ُ‬ ‫وما كن ُ‬
‫عشيرتي‬
‫فلما أتى النابغة هذه البيات وما دعته إليه ليلى قال‪ :‬أل حييا ليلى‪ .‬حازر‪:‬‬
‫حامض‪ .‬وتثمل‪ :‬صار كتل ً من الرغوة‪ ،‬والثمالة‪ :‬الرغوة ويقال‪ :‬الرعوة‪.‬‬
‫حدثني محمد بن أحمد الكاتب‪ ،‬قال‪ :‬أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي لليلى‬
‫تمدح مروان بن الحكم‪:‬‬
‫حلوا ً بين عاذٍ‬‫ي َ‬ ‫إذا الح ّ‬ ‫طربت وما هذا بساعة‬
‫ب‬ ‫فحْبح َ‬ ‫ب‬
‫طر ِ‬ ‫م ْ‬
‫وذكرها بطولها فاخترنا منها بعد ذكر ناقته‪:‬‬
‫ض ولم‬‫م ينق ْ‬ ‫قضاًء فل ْ‬ ‫ده وقضى‬ ‫قربي عن ْ َ‬ ‫تب ُ‬ ‫أدل ّ ْ‬
‫ب‬
‫قـ ِ‬ ‫ُيتعـ ّ‬ ‫لـهـا‬
‫ف‬
‫ل خو ٍ‬ ‫وُقنعاُنها في ك ّ‬
‫فإّنك بعد اللـه أنـت أمـيُرهـا‬
‫ب‬‫ومرغ ِ‬
‫"قنعان الذي" يقنع برأيه‪ .‬يقال ‪ :‬هذا قنعاني وقنعاني‪ :‬أي ما قنعت به من‬
‫شيء‪.‬‬
‫ل من وعيدِ َ‬
‫ك‬ ‫ل قلي ٍ‬ ‫وك ّ‬
‫ة‬
‫ل ريب ٍ‬ ‫فُتقضى فـلـول أنـه كـ ّ‬
‫مرهـبـي‬
‫م‬
‫إذن ما ابتغى العادي الظلو ُ‬
‫جلْبت للمـَتـجـّلـ ِ‬
‫ب‬ ‫ي وما أ ْ‬ ‫عل ّ‬ ‫ة‬
‫ظلم ً‬
‫معناه ل بل تعدي علي من ظلم وهجا فخاف أن أهجو وأنتصر فيعدي علي‪:‬‬
‫ت الحقّ من كل‬ ‫لها طلبا ِ‬
‫ب‬‫طـلـ ِ‬ ‫تبادُِر أنباَء الـوشـاةِ وتـبـتـغـي م ْ‬
‫أديم نهارِ الشمس ما لـم‬ ‫ح‬‫ت حتى ترى الصب َ‬ ‫إذا أدلج ْ‬
‫ب‬‫َتـّغـي ِ‬ ‫صلت‬ ‫وا َ‬
‫فقلت لها قد هْبت من‬ ‫ت داَر المير‬ ‫ما رأ ْ‬ ‫فل ّ‬
‫ب‬
‫مـَتـهـي ّ ِ‬ ‫ت‬
‫تخـاَوصـ ْ‬
‫تخاوصت بعينيها‬

‫‪4‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫ت المنادي بالصلة‬ ‫وصوْ َ‬ ‫ح َفراريج العقول‬ ‫صيا َ‬
‫ب‬
‫المثوّ ِ‬ ‫وحاجبـا ً‬
‫العقور‪ :‬الحصون والقصور‪ .‬ويروى‪ :‬بالذان المثوب‪.‬‬
‫بيوت فضاٍء في طماٍر‬ ‫ت الخصوم‬ ‫وتْرجيعَ أصوا ِ‬
‫ب‬
‫مبـوّ ِ‬ ‫دها‬ ‫تر ّ‬
‫الطمار‪ :‬المكان المرتفع‪ .‬ومبوب أي له باب‪.‬‬
‫وب‬ ‫ل من ّ‬ ‫ح ٍ‬
‫تن ْ‬
‫م قاري بي ْ ِ‬ ‫ترن ّ ُ‬ ‫ل لعلها د َوِيّ كـأنـه‬ ‫يظ ّ‬
‫القاري‪ :‬ذكر النحل الذي يجمعها‪ ،‬والمنوب‪ :‬المسود‪ ،‬أي يسود هذا النحل‬
‫بما يعمل موضعه ومنه سمي النوبي لسواده‪ ،‬وأنشد‪ :‬في بيت نوب‬
‫عوامل‪ .‬ويروى نحل مجوب‪.‬‬
‫وأنشدني محمد بن أحمد‪ ،‬قال‪ :‬أنشدنا أحمد بن يحيى لليلى أيضا‪ً:‬‬
‫ن‬
‫ن مروا َ‬ ‫ب اب ِ‬
‫ت لدى با ِ‬ ‫أنيخ ْ‬
‫ف‬‫ثلثا ً لها عن ْد َ الرتـاِج صـري ُ‬
‫ناقتي‬
‫ن مئران الجـبـال وريف‬ ‫بني َْري ْ ِ‬ ‫ة‬ ‫يطيف بها فتـيانـه كـ ّ‬
‫ل لـيل ٍ‬
‫الرتاج‪ :‬الغلق‪ ،‬ومنه أرتج على القارئ‪ .‬ومئران من النشاط‪ .‬النيران‪ :‬شحم‬
‫العام الول وشحم عامها هذا‪ ،‬ويقال‪ :‬ناقة ذات نيرين‪ :‬أي شحم عامي‬
‫وشحم حولي‪.‬‬
‫أخبار ليلى مجموعة‬
‫حدثني أحمد بن محمد الجوهري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحسن بن عليل العنزي‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثنا محمد بن زياد البكراوني‪ ،‬قال‪ :‬سمعت العتبي يقول‪ :‬دخلت‬
‫ليلى الخيلية على عبيد الله بن أبي بكرة‪.‬‬
‫قال محمد‪ :‬وسمعت ابن عائشة يقول‪ :‬دخلت امرأة من هوزان على عبيد‬
‫الله بن أبي بكرة فقلت له‪ :‬هي الخيلية‪ .‬فقال‪ :‬لعلها‪ .‬فقالت أصلح الله‬
‫المير‪ ،‬أتيتك من بلد شاسعة ترفعني رافعة وتهضبني هاضبة‪ ،‬لملمات من‬
‫البليا برين عظمي ونكهن جسمي‪ ،‬وتركنني أمشي بالحريض قد ضاق بي‬
‫البلد العريض بعد عدة من الولد وكثرة من العدد‪ ،‬أفنين عددي وأوعزن‬
‫تلدي‪ ،‬فلم يتركن لي سبدا ً ولم يبقين لي لبدًا‪ ،‬فسألت في أحياء العرب‬
‫من المرتجى سيبه والمأمون غيبه والمحمود نائله فدللت عليك‪ -‬أصلحك‬
‫الله‪ -‬وأنا امرأة من هوازن هلك الوالد‪ ،‬وغاب الفاقد‪ ،‬فاصنع بي إحدى‬
‫ثلث‪.‬‬
‫قال‪ :‬وما هن? قالت‪ :‬تحسن صفدي أو تقيم أودي أو تردني إلى بلدي‪،‬‬
‫فقال‪ :‬بل نجمعهن لك‪ .‬فجمع لها الخلل الثلث‪ .‬قال أحدهما‪ :‬ثم أوصى لها‬
‫بعد مؤته بمثل ميراث أحد بناته‪.‬‬
‫حدثني أبو عبد الله الحكيمي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن يحيى عن ابن العرابي‬
‫قال‪ :‬قالت ليلى الخيلية لبني عبادة قومها‪ ،‬وسئلت عنهم‪ ،‬فقالت‪ :‬شر‬
‫كالتراب وخير كالصؤاب‪.‬‬
‫أنشدني محمد بن أحمد الكاتب‪ ،‬قال‪ :‬أنشدنا أحمد بن يحيى النحوي‬
‫لليلى‪:‬‬
‫ل لم يْعلقْ بها‬ ‫ِبيض السرابي ِ‬ ‫ٌ‬
‫سماط‬ ‫نأ ْ‬ ‫ُ‬
‫م الَعراني ِ‬ ‫ش ّ‬
‫مُر‬ ‫الغَ َ‬ ‫ِنـعـالـهـم‬

‫‪5‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫نعل سمط‪ :‬إذا كان طاقا ً واحدا ً ليست مطارقة‪.‬‬
‫أنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي‪ ،‬وقال‪ :‬هو لليلى‬
‫الخيلية‪:‬‬
‫ق ّ‬
‫ل‬ ‫حل قيس مست ِ‬ ‫متى ر ْ‬ ‫أل ليت شْعري والخطوب‬
‫فراجع‬ ‫كثيرةٌ‬
‫ومن هو إن لم يحفظ الله‬ ‫قل‬ ‫ست ِ‬ ‫ي من ل ي ْ‬ ‫بنفس َ‬
‫ضائعُ‬ ‫ه‬
‫حـلـ ِ‬ ‫بر ْ‬
‫حدثني عبد الله بن يحيى العسكري قال‪ :‬روى أبو عمرو الشيباني لليلى‬
‫تمدح أبي بكر بن كلب بن ربيعة‪:‬‬
‫ر‬
‫ت تبغي أبا بكـ ٍ‬ ‫إن كن ْ َ‬
‫وم مـنـهـم أَثـُر‬ ‫ل ساحةِ قـ ْ‬ ‫بك ّ‬
‫فـإّنـهـم‬
‫ينال أعداؤهم منهـم‪ ،‬ول‬ ‫نعمي وبؤسي بآفاق البـلد‬
‫قـدروا‬ ‫فـمـا‬
‫ل منه الوِْرد‬ ‫أّنى يحاوَ ُ‬ ‫والعالمون إذا ما المر‬
‫والـصـد َُر‬ ‫م‬
‫ضـافـهـ ُ‬
‫وكان فيهم لمن يختـارهـم‬ ‫واخترت آل أبي بك ْ ٍ‬
‫ر‬
‫خـَير‬ ‫لحـاجـتـنـا‬
‫وما أساؤوا وما ضاعَ الذي‬
‫ه‬
‫جْزٍء بـظـّنـتـ ِ‬ ‫وما اتهمت بني َ‬
‫حضروا‬
‫بظنته‪ :‬أي بظنه أبي جزء‪ ،‬وبنو جزء آل عبد العزيز بن زرارة وهم من بني‬
‫بكر بن كلب‪.‬‬
‫ً‬
‫قال‪ :‬وروى أبو عمرو أيضا لها تفخر‪:‬‬
‫ت بالخميس‬ ‫إلى واردا ٍ‬ ‫فـل‬ ‫س َ‬ ‫نحن منْعنا بين أ ْ‬
‫العرمرم‬ ‫نـاعـت‬
‫ن‬
‫ل الجنا ِ‬ ‫أقاموا على هَوْ ِ‬ ‫ي إذا قيل أظعنوا قد‬ ‫بح ّ‬
‫جم ِ‬ ‫مَر ّ‬ ‫ال ُ‬ ‫أِتـيُتـم‬
‫وتمسي بها أخراهم لم‬ ‫مل أولهم من الـدار‬ ‫تح ّ‬
‫صـّرم ِ‬ ‫تَ َ‬ ‫غـدوةً‬
‫جاج‬‫أخبار ليلى مع الح ّ‬
‫بن يوسف وذلك في آخر عمرها‬
‫حدثني أبو عبد الله الحكيمي‪ .‬قال‪ :‬حدثني يحيى بن يموت بن المزرع قال‪:‬‬
‫حدثنا رفيع بن سلمة‪ .‬قال‪ :‬حدثني أبو عبيدة‪ ،‬قال‪ :‬دخلت ليلى الخيلية‬
‫على الحجاج فأنشدته‪:‬‬
‫س‬
‫وفوق الفتى إن كان لي َ‬ ‫ن‬‫ن كا َ‬ ‫فنعم فتى الدنيا لئ ْ‬
‫بفاجرِ‬ ‫فاجـرا ً‬
‫ن‬‫ث بخفا َ‬ ‫وأشجعُ من لي ْ ٍ‬
‫ى هو أحيا من فـتـاةٍ حـيّية‬ ‫فت ً‬
‫خـادِر‬
‫مـهـاجـر‬ ‫بقّية أعرابي ّةٍ من ُ‬ ‫ة‬
‫ة أريحـي ّ ٌ‬ ‫ى فـيه فـتـيانـي ّ ٌ‬ ‫فت ً‬

‫‪6‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫فقال فتى من جلساء الحجاج‪ :‬والله أيها المير ما كان في توبة عشير ما‬
‫تقول ليلى‪.‬‬
‫فقالت ليلى‪ :‬والله أيها المير لو رأى ذلك توبة لتمنى أن ل تبقى في داره‬
‫بكر إل حملت منه‪.‬‬
‫وأخبرني عبد الله بن يحيى قال‪ :‬حدثني محمد بن جعفر‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا ابن‬
‫أبي سعد‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي الحسن الموصلي عن سلمه بن أيوب بن‬
‫مسلمة الهمذاني فقال‪ :‬كان جدي عند الحجاج فذكر أن امرأة قد دخلت‬
‫عليه فسلمت فرد عليها‪ ،‬وقال‪ :‬من أنت? قالت‪ :‬أنا ليلى‪ .‬قال‪ :‬صاحبة‬
‫توبة بن حمير? قالت‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فماذا قلت فيه لله أبوك? قالت‪ :‬قلت‪:‬‬
‫ف بن‬ ‫ى ما قتلُتم آل عو ِ‬ ‫فت ً‬ ‫ن القتلى بواًء‬ ‫ن تك ِ‬ ‫فإ ْ‬
‫عامرِ‬ ‫فـإّنـكـم‬
‫وذكر منها أبياتا ً فقال لها أسماء بن خارجة الفزاري‪ :‬أيتها المرأة إنك‬
‫لتصغين لهذا الرجل بشيء ما تعرفه به العرب‪ .‬قال‪ :‬فقالت‪ :‬أيها الرجل‪:‬‬
‫هل رأيت توبة? قال‪ :‬ل‪ .‬قالت‪ :‬أصلح الله المير‪ ،‬فوالله لو رأى توبة فود‬
‫أن كل عاتق في بيته حامل من توبة‪ .‬قال‪ :‬فكأنما فقئ في وجه أسماء‬
‫حب الرمان‪ .‬فقال له الحجاج ‪ :‬وما كان لك ولها‪.‬‬
‫حدثني محمد بن أحمد الكاتب‪ ،‬قال حدثنا أحمد بن يحيى النحوي عن عبد‬
‫الله بن أحمد المكي عن عبد الله بن مشهور‪ ،‬قال‪ :‬دخلت ليلى الخيلية‬
‫على الحجاج فقال لها‪ :‬أنشديني ما قلت في توبة فأنشدته‪:‬‬
‫ن الحصى‬ ‫ص َ‬‫فح ْ‬‫صي ْ‬ ‫قلئ ِ َ‬ ‫ة لـم‬ ‫ن فتى الفتـيان تـوب َ‬ ‫كأ ّ‬
‫بالكراكرِ‬ ‫خ‬ ‫ينـ ْ‬
‫ل فيِء‬‫ل قب ْ َ‬ ‫كرام ٍ ويرح ْ‬ ‫م يب ْن أبرادا ً رقـاقـا ً‬ ‫ول ْ‬
‫ِ‬
‫ر‬
‫الهواجـ ِ‬ ‫ة‬
‫لـفـتـي ٍ‬
‫فقال لها الحجاج‪ :‬هل كان بينك وبينه سوء? قالت ل والله إل أنه أرسل‬
‫رسول ً مرة‪ ،‬فقال‪ :‬إذا أتيت حاضر بني عبادة‪-‬يعني ابن عقيل‪ -‬فناد فيه‪:‬‬
‫ي‬
‫من الدهر ل يسري إل ّ‬ ‫ن‬‫عفا الله عنها هل أبيتـ ّ‬
‫خيالها‬ ‫ة‬
‫لـيل ً‬
‫فظننت أنه جنح لبعض المر فناديت‪:‬‬
‫ة ل ينالهـا‬ ‫فعّز علينا حاج ٌ‬ ‫ه‬
‫ح بال ُ‬ ‫صل َ‬‫وعْنه عفا َربي وأ ْ‬
‫وحدثني محمد بن إبراهيم‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن أبي خثيمة قال‪ :‬أخبرنا‬
‫علي بن المغيرة الثرم عن أشياخه‪ ،‬قال أحمد‪ :‬وأخبرنا عبد الله بن أبي‬
‫كريم عن أبي عمرو الشيباني أن ليلى الخيلية قدمت على الحجاج بن‬
‫يوسف وعنده وجوه أصحابه وأشرافهم إذ أقبلت جارية فأشارت إلى‬
‫الحجاج وأشار إليها بيده‪ ،‬فذهبت فما تلبث أن جاءت امرأة من أجل‬
‫النساء وأكمله وأتمه خلفا ً وأحسنه محاورة‪ ،‬فلما دنت منه سلمت عليه‬
‫وقالت‪ :‬أتأذن أيها المير? قال‪ :‬نعم‪ .‬فأنشأت تقول‪:‬‬
‫ن أراد َ مداها‬ ‫يقصر عْنها م ْ‬ ‫ة‬
‫ك غاي ً‬ ‫ه أعطا َ‬ ‫جاج إن الل ّ َ‬ ‫أح ّ‬
‫المنايا بكف الّله حيث يراها‬ ‫سلحك إّنما‬ ‫ل ِ‬ ‫فل ْ‬ ‫جاج ل ي ْ‬ ‫أح ّ‬
‫حتى أتت على آخرها‪.‬‬
‫فقال الحجاج لمن عنده‪ :‬أتدرون من هذه? قالوا‪ :‬ما نعرفها ولكنا ما رأينا‬

‫‪7‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫قط امرأة أطلق لسانا ً منها‪ ،‬ول أجمل وجهًا‪ ،‬ول أحسن لفظا ً فمن هي‬
‫أصلح الله المير?? قال‪ :‬هذه ليلى الخيلية صاحبة توبة بن الحمير العقيلي‬
‫التي يقول فيها‪:‬‬
‫ن ليلى الخيلية‬ ‫فلو أ ّ‬
‫ح‬
‫صـفـائ ُ‬‫ةو َ‬ ‫ي وفوقي تـْرب َ ٌ‬ ‫عل ّ‬ ‫مـت‬ ‫سـلـ َ‬
‫ب القبر‬ ‫شةِ أو إليها صدىً من جان ِ‬ ‫ت تسليم البـشـا َ‬ ‫م ُ‬ ‫سل ْ‬ ‫لَ َ‬
‫ح‬
‫صائ ُ‬ ‫َزقـا‬
‫ثم قال‪ :‬يا ليلى أنشدينا بعض ما قال توبة فيك‪ ،‬فأنشدته‪:‬‬
‫ت نواها واستمّر‬ ‫وشط ّ ٌ‬ ‫ك بليلى دارها ل تـزورهـا‬ ‫نأت ْ َ‬
‫مريرها‬
‫فقد رابني منها الغداة‬ ‫وكنت إذا ما زْرت ليلى‬
‫سفورها‬ ‫ُ‬ ‫ت َب َْرقََعت‬
‫حتى فرغت من القصيدة‪.‬‬
‫فقال لها‪ :‬يا ليلى وماذا رابه من سفورك? قالت‪ :‬اصلح الله المير! لم‬
‫يرني قط إل متبرقعة فأرسل إلي رسول ً إنه ملم بنا‪ ،‬وفطن الحي‬
‫لرسوله‪ ،‬فأخذوا له واستعدوا وكمنوا‪ ،‬ففطنت لذلك من أمرهم‪ ،‬فلما رأى‬
‫ذلك أنكره‪ ،‬فلم يزد على أن سلم وانصرف‪.‬‬
‫فقال الحجاج لله درك يا ليلى فهل كان بينكما ريبة قط? قالت‪ :‬ل‬
‫ل‪ ،‬فأضنه أنه خضع لبعض‬ ‫والذي"أسأله أن يصلحك" إل أنه مرة قال قو ً‬
‫المر فقلت‪:‬‬
‫فليس إليها ما حييت سبـيل‬ ‫وذي حاجةٍ قلنا له ل تبح بها‬
‫ب وخليل‬ ‫ب ل ينبغي أن نخونه وأنت لخرى صاح ٌ‬ ‫لنا صاح ٌ‬
‫لها من َتظّنيها عليك دلـي ُ‬
‫ل‬ ‫ك تهوى غيرها فكأنمـا‬ ‫تخال َ‬
‫فما كلمني بعد ذلك بشيء حتى فرق بيني وبينه الموت‪.‬‬
‫قال‪ :‬فما كان حديثكما بعد ذلك? قالت‪ :‬لم يلبث أن قال لصاحب له‪ :‬إذا‬
‫أتيت الحاضر من بني عبادة فقل بأعلى صوتك‪:‬‬
‫ي‬
‫من الدهر ل يسري إل ّ‬ ‫ن‬
‫عفا الله عنها هل أبيتـ ّ‬
‫خيالها‬ ‫ة‬
‫لـيل ً‬
‫فلما سمعت الصوت خرجت فقلت‪:‬‬
‫ة ل ينالهـا‬ ‫فعز علينا حاج ٌ‬ ‫وعنه عفا ربي وأصلح حاله‬
‫ثم لم لبث أن قتل‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫قال‪ :‬فأنشدينا بعض مراثيك إياه‪ .‬فأنشدته قصيدا كثيرا‪ ،‬فكان مما أنشدته‬
‫قصيدتها التي تقول فيها‪:‬‬
‫قلئص يفحصن الحصى‬ ‫ة لـم‬‫ن فتى الفتـيان تـوب َ‬ ‫كأ ّ‬
‫بالكراكر‬ ‫ُينـخ‬
‫فلما أتمتها قال رجل من القوم‪ :‬والله ما أظنه بلغ عشر ما وصفتيه به‪.‬‬
‫فنظرت إليه ليلى‪ ،‬وقالت‪ :‬أصلح الله المير‪ ،‬إن هذا المتكلم لو رأى توبة‬
‫لسره‪-‬أل يكون في داره عذراء إل وهي حبلى من توبة‪.‬‬
‫ً‬
‫فقال الحجاج‪ :‬هذا والله الجواب الحاضر‪ ،‬وقد كنت غنيا عنه‪ .‬ثم قال‪ :‬لها‬

‫‪8‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫ما حاجتك? قالت‪ :‬حاجتي أن تحملني إلى قتيبة والي خراسان على البريد‪.‬‬
‫فحملها فاستظرفها قتيبة ووصلها ثم رجعت فماتت بساوة فقبرها بها‪.‬‬
‫أخبرني محمد بن أبي الزهر‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن يزيد النحوي قال‪ :‬روى‬
‫أن ليلى الخيلية قدمت إلى الحجاج فأنشدته‪:‬‬
‫إذا ورد َ الحجاج أرضا ً مريضة ت َّتبع أقصى دائها فشـفـاهـا‬
‫شفاها من الداء العضال‬
‫م إذا هز القنـاةَ ثـنـاهـا‬
‫غل ٌ‬ ‫الذي بها‬
‫قال‪ :‬أتقولين غلم? قولي همام‪ .‬ثم قال لها‪ :‬أي نسائي أحب إليك أن‬
‫أنزلك عندها? قالت‪ :‬ومن نساؤك أيها المير? قال‪ :‬أم الجلس بنت سعيد‬
‫بن العاصر الموية‪ ،‬وهند بنت أسماء بنت خارجة الفرازية‪ ،‬وهند بنت‬
‫المهلب بن أبي صفرة العتكية‪ .‬قالت‪ :‬القسية أحب إلي‪ ،‬فلما كان الغد‬
‫دخلت عليه فقال‪ :‬يا غلم أعطها خمسمائة‪ .‬فقالت أيها المير اجعلها أدما‪ً.‬‬
‫فقال قائل‪ :‬إنما أمر لك بشاء‪ .‬فقالت‪ :‬المير أكرم من ذلك‪ .‬فجعلها ابنا ً‬
‫ل‪ .‬الدم‪ :‬البيض من البل وهي‬ ‫إناثا ً استحياء‪ ،‬وإنما كان أمر لها بشاء أو ً‬
‫أكرمها‪.‬‬
‫أخبرني علي بن عبد الرحمن عن علي بن يحيى الطروش بن إسحاق عن‬
‫أيوب بن عباءة‪ ،‬قال‪ :‬حدثني الهيثم بن عدي‪ ،‬قال‪ :‬دخلت ليلى الخيلية‬
‫على الحجاج فقال لصحابه‪ :‬أل أخجلتها لكم? قالوا‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬يا ليلى‪.‬‬
‫قالت‪ :‬لبيك أيها المير‪ .‬قال‪ :‬أكنت تحبين توبة بن الحمير? قالت نعم أيها‬
‫المير وأنت لو رأيته لحببته‪.‬‬
‫وحدثني أحمد بن محمد الجوهري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا العنزي‪ ،‬حدثنا أبو السائب‬
‫بن سلم بن جنادة‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا إبراهيم بن يوسف بن معمرالتيمي‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا خالد بن سعيد بن عمرو بن سعيد‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني أبي‪ ،‬قال‪ :‬جاءتنا‬
‫ليلى الخيلية فقالت‪ :‬إني أريد أن أمدح الحجاج‪ .‬فأدخلناها إليه‪ ،‬فقالت‪:‬‬
‫لقد وجد الحجاج أرضا ً‬
‫فطّبق أعلى دائها فشفـاهـا‬
‫ة‬
‫مريض ً‬
‫تتّبعها الداء العضال الذي‬
‫م إذا هز القناة سقـاهـا‬ ‫غل ٌ‬ ‫بهـا‬
‫فقال الحجاج‪ :‬يا خيلية اجعليني همامًا‪ ،‬ل تجعليني غلمًا‪.‬‬
‫ثم قال‪ :‬على من أنزلك من نسائي? قالت اذكر لي نساءك‪ .‬قال‪ :‬عندي‬
‫بنت سعيد بن عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد‪ ،‬وعندي أم سلمة بنت عبد‬
‫الرحمن بن سهيل بن عمرو‪ ،‬وعندي بنت المهلب بن أبي صفرة‪ ،‬وعندي‬
‫بنت أسماء بنت خارجة الفزاري‪ ،‬فاخترت بنت أسماء بنت خارجة‪ ،‬لقرابتها‬
‫منها‪ ،‬فنزلت عليها‪.‬‬
‫وحدثني محمد بن أحمد الوزيري قال‪ :‬حدثنا محمد بن العباس‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫الخليل بن أسد النوشجاني‪ ،‬حدثني حفص بن عمر العمري عن الهيثم بن‬
‫عدي‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أبو يعقوب الثقفي عن عبد الملك بن عمير‪ ،‬قال‪ :‬حدثني‬
‫محمد بن الحجاج بن يوسف‪ ،‬قال‪ :‬بينا المير جالس‪-‬يعني الحجاج‪-‬إذ‬
‫استأذنت ليلى‪ ،‬فقال الحجاج‪ :‬ومن ليلى? فقيل‪ :‬الخيلية قال‪ :‬صاحبة‬
‫توبة‪ ،‬أدخلها‪ .‬فدخلت امرأة طوالة‪ ،‬دعجاء العين‪ ،‬حسنة المشية‪ ،‬حسنة‬

‫‪9‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫الثغر إلى الفوه ما هي‪ ،‬فسلمت فرحب بها الحجاج‪ ،‬فدنت فقال الحجاج‪:‬‬
‫وراءك‪ ،‬ضع لها وسادة يا غلم‪ ،‬فجلست‪ ،‬فقال‪ :‬ما أعملك إلينا? قالت‬
‫السلم على المير‪ ،‬والقضاء لحقه‪ ،‬والتعرض لمعروفه‪ .‬قال‪ :‬كيف خلفت‬
‫أهلك? قالت‪ :‬تركتهم في حالة خصب وأمن ودعة‪ .‬أما الخصب ففي‬
‫الموال والكل‪ ،‬وأما المن فقد آمنهم الله بك‪ ،‬وأما الدعة فقد خامرهم من‬
‫خوفهم ما اصلح بينهم‪ .‬ثم قالت‪ :‬أل أنشدك أيها المير?قال‪ :‬إذا شئت‪.‬‬
‫فقالت‪:‬‬
‫المنايا بكف الله حـيث‬
‫ل سلحك إنـمـا‬ ‫فل َ ْ‬
‫أحجاج ل ي ُ ْ‬
‫يراهـا‬
‫إذا هبط الحجاج أرضا ً‬
‫تتّبع أقصى دائها فشـفـاهـا‬
‫ة‬
‫مريض ً‬
‫شفاها من الداء الُعضال‬
‫غلم إذا هز القناة سـقـاهـا‬
‫الذي بها‬
‫دماء رجال حيث قال‬
‫سقاها فرّواهـا دمـاء غـزيرةً‬
‫حشاهـا‬ ‫َ‬
‫ويروى‪ :‬فراوها بصوب سجاله دماء رجال‪ .‬وشرب سجال‪ ،‬وقال‪ :‬يقيل‪.‬‬
‫إذا سمع الحجاج صوت كتيبة أعد ّ لها قبل النزول ِقراهـا‬
‫ويروى‪:‬‬
‫وإن سمع الحجاج زحف‬
‫أعد ّ لها قبل الصباح قراهـا‬
‫كتيبة‬
‫ضراها‬ ‫بأيدي رجال يحلبون َ‬ ‫أعد ّ لها مصقـولة فـارسـّية‬
‫ول الله ل يعطي العداة‬
‫ج ل تعط العداة مناهـم‬ ‫أحجا ُ‬
‫ُ مناها‬
‫بأعظم عهد الله ثم شـراهـا‬ ‫طاف تقـّلـد بـيعة‬ ‫ول كل خ ّ‬
‫ف ثراها‬
‫ون مثلـه ببحرٍ ول أرض يج ّ‬ ‫فما ولد البكار والعَ ْ‬
‫فقال الحجاج ليحيى بن منقذ‪ :‬لله بلؤها ما أشعرها‪ .‬قال‪ :‬ما لي بشعرها‬
‫علم‪ .‬قال‪ :‬علي بعبيد بن موهب‪ .‬وكان حاجبه قال‪ :‬أنشديه‪ ،‬فأنشدته‪،‬‬
‫فقال‪ :‬هذه الشاعرة الكريمة "قد" وجب حقها‪ .‬قال‪ :‬ما أغناها عن‬
‫شفاعتك! يا غلم‪ .‬مر لها بخمسمائة درهم واكسها خمسة أثواب‪ ،‬أحدها‬
‫كساء خز‪ ،‬وأدخلها على ابنة عمها هند بنت أسماء بن خارجة وقل لها‪:‬‬
‫صليها‪ .‬فقالت‪ :‬أصلح الله المير أضر بنا العريف في الصدقة وقد جربت‬
‫إبلنا وتكسرت قلوبنا‪ ،‬واخذ خيار المال‪ .‬قال‪ :‬اكتبوا لها بن الحكم بن أيوب‬
‫فليتبع لها خمسة أجمال‪ ،‬وليجعل أحدها نجيبًا‪ ،‬واكتبوا إلى صاحب اليمامة‬
‫يعزل العريف‪ .‬قال‪ :‬ابن موهب‪ :‬أصلح الله المير أأصلها? قال‪:‬نعم‪.‬‬
‫فوصلها بأربعمائة درهم‪ ،‬ووصلتها هذه بثلثمائة درهم‪ ،‬ووصلها محمد بن‬
‫الحجاج بوصفين‪ .‬قال الهيثم بن عدي‪ :‬ولم أسمع أنادي من حماد‪ .‬قال‪ :‬لما‬
‫فرغت ليلى من شعرها أقبل الحجاج على جلسائه فقال‪ :‬أتدرون من‬
‫هذه? قالوا‪ :‬ل والله ما رأينا امرأة قط أفصح ول أبلغ ول أحسن إنشادا ً‬
‫منها‪ .‬فمن هي? قال‪ :‬ليلى الخيلية صاحبه توبة بن حمير ثم أقبل عليها‪،‬‬

‫‪10‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫فقال‪ :‬بالله يا ليلى أرأيت من نوبة أمرا ً تكرهينه أو سألك شيئا ً يعاب?‬
‫قالت‪ :‬ل‪ ،‬والذي أسأله المغفرة ما كان ذلك منه‪ .‬فقال‪ :‬أما إذا لم يكن‬
‫فيرحمنا الله وإياه‪.‬‬
‫وأخبرني عبد الله بن يحيى قال‪ :‬أخبرني محمد بن جعفر العطار‪ ،‬قال‪:‬‬
‫حدثنا ابن أبي سعد‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أحمد بن رشد بن خثيم الهللي قال‪:‬‬
‫حدثني هاشم بن محمد الهللين‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أيوب بن عمرو عن رجل من‬
‫بني عامر يقال له‪:‬ورقا‪.‬‬
‫قال‪ :‬كنت عند الحجاج بن يوسف فدخل الذن فقال‪ :‬أصلح الله المير‪،‬‬
‫امرأة بالباب تهدر كما يهدر البعير الناد‪ .‬قال‪ :‬أدخلها‪ .‬فلما دخلت نسبها‬
‫فانتسبت له‪ ،‬فقال‪ :‬ما أتاني بك يا ليلى? قالت‪ :‬إخلف النجوم‪ ،‬وكلب‬
‫البرد‪ ،‬وشدة الجهد فكنت لها بعد الله الرد‪ .‬قال ‪ :‬فأخبريني عن الرض?‬
‫قالت‪ :‬الرض مقشعرة والفجاج مغبرة‪ ،‬وأصابتنا سنون مجحفة مظلمة لم‬
‫تدع لنا متبعا ً ول ربعا ً ول عافطة أهلكت الرجال ومزقت العيال وأفسدت‬
‫الموال وأنشدته قولها‪ :‬أحجاج ل تشلل يمينك إنما‪...‬و ذكر البيات‪.‬‬
‫فالتفت الحجاج إلى أصحابه فقال‪ :‬هل تعرفون هذه? قالوا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬هذه‬
‫ليلى الخيلية التي تقول‪:‬‬
‫نحن الخايل ل يزال غلمنـا‬
‫ح‬
‫ت‬
‫ى‬
‫يدِ‬
‫ب‬
‫ّ‬
‫ع‬
‫ل‬
‫ى‬
‫ال‬
‫ع‬
‫ص‬
‫ا‬
‫م‬
‫ذ‬
‫ك‬
‫و‬
‫را‬
‫جزعا ً وتلفينا الرفاق‬ ‫ن‬
‫تبكي الرماح إذا فقد َ‬
‫بحـورا‬ ‫فـنـا‬‫أك ُ ّ‬
‫ثم قال لها ‪ :‬يا ليلى أنشديني بعض شعر توبة قالت‪ :‬وأي شعره أحب‬
‫إليك? قال لها‪:‬‬
‫طت نواها واستمّر‬ ‫وش ّ‬ ‫ك بليلى داُرهـا ل‬‫نأت ْ َ‬

‫‪11‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫مريرهـا‬ ‫تـزوُرهـا‬
‫س‬
‫ف النفو َ‬ ‫ل ما ش ّ‬ ‫بلى ك ّ‬ ‫ل‪ :‬ل يضيرك‬ ‫يقول رجا ٌ‬
‫ضيُرها‬ ‫يَ ِ‬ ‫نـأُيهـا‬
‫مها‬ ‫وُيمنع منها نو ُ‬ ‫ن أن ُتكثر‬ ‫أليس يضير العي َ‬
‫وسـرورهـا‬ ‫البكـا‬
‫فقد رابني منها الغداةَ‬ ‫ت ليلى‬ ‫ت إذا ما جئ ُ‬ ‫وكن ُ‬
‫فورهـا‬ ‫س ُ‬
‫ُ‬ ‫تبْرَقعـ ْ‬
‫ت‬
‫ضها عن حاجتي‬ ‫وإعرا ُ‬ ‫وقد رابني منها صـدود ٌ‬
‫وبسوُرها‬ ‫ه‬
‫رأيتـ ُ‬
‫ما الذي رابه من صدودك يا ليلى? قالت‪ :‬أصلح الله المير أنه لم يرني‬
‫قط إل مبرقعة فأرسل لي رسول ً أنه ملم بنا وفطن الحي برسوله فلما‬
‫رأيته سفرت‪ .‬فلما رأى ذلك انصرف‪ .‬فقال‪ :‬قاتلك الله يا ليلى فهل‬
‫كان بينكما ريبه قط? فقالت ‪ :‬أصلح الله المير ل إل أنه قد قال مرة‬
‫قول ً عرفت أنه قد خضع لبعض الوامر فقلت له‪:‬‬
‫ت‬‫فليس إليها ما حيي َ‬ ‫ح‬‫وذي حاجةٍ قلنا له‪ :‬ل َتب ْ‬
‫سـبـيلُ‬ ‫بها‬
‫ت لخرى فاْرعَ ذاك‬ ‫وأن َ‬ ‫ب ل ن َب َْتغي أن‬ ‫ح ٌ‬‫لنا صا ِ‬
‫خلي ُ‬
‫ل‬ ‫ه‬
‫نخون َ ُ‬
‫قال‪ :‬فما كان بعد ذلك? قالت‪ :‬قال لصاحب له‪ :‬إذا أتيت الحاضر من‬
‫بني عبادة بن عقيل فاهتف به‪:‬‬
‫ي‬
‫من الدهر ل يسري إل ّ‬ ‫ن‬
‫عفا الله عنها هل أبيتـ ّ‬
‫خيالها‬ ‫ة‬
‫لـيل ً‬
‫فناديت‪:‬‬
‫ة ل َيناُلهـا‬ ‫ج ٌ‬‫فعَّز علينا حا َ‬ ‫وعنه عفا رّبي وأصلح باَله‬
‫قال‪ :‬فأنشدينا بعض شعرك فيه‪ .‬فأنشدته‪:‬‬
‫ة‬
‫ت عار على إذا لم تصبه في الحيا ِ‬ ‫ك ما بالمو ِ‬ ‫لعمر َ‬
‫الـمـعـاير‬ ‫الفتـى‬
‫ي وإن كـان‬ ‫ح ّ‬‫حد َ‬ ‫وما أ َ‬
‫ه الـمـقـاِبـر‬ ‫من غّيبـْتـ ُ‬ ‫بأخلد َ م ّ‬ ‫سـالـمـا ً‬
‫فل الحي مما استحدث الدهر ول الميت إن لم يصبر الحي‬
‫ناشر‬ ‫ب‬‫معت ْ ُ‬‫ُ‬
‫وكل امرىء يوما ً إلى الموت‬ ‫وكل جديد أو شبـاب إلـى‬
‫صائر‬ ‫ى‬
‫بـلـ ً‬
‫ف فيا لهـفـتـي‬ ‫قتيل بني عوْ ٍ‬
‫ت إياهـم عـلـيه أحـاذر‬ ‫وما كن ْ‬ ‫لـه‬
‫لها بدروب الشام بـادٍ‬ ‫ولكنني أخـشـى عـلـيه‬
‫وحـاضـر‬ ‫قـبـيلة‬
‫قال‪ :‬فقال الحجاج لحاجبه‪ :‬اذهب بها اقطع عني لسانها‪ .‬قال‪ :‬فدعا لها‬
‫الحجام ليقطع لسانها فقالت‪ :‬ويلك إنما قال لك المير اقطع لساني‬

‫‪12‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫بالعطاء والصلة‪ ،‬فارجع إليه فاسأله قال‪ :‬فرجع إليه فاستشاط عليه‬
‫وهم بقطع لسانه‪ .‬ثم أمر بها فأدخلت عليه فقالت‪ :‬كاد العلج أيها المير‬
‫يقطع مقولي وأنشدته‪:‬‬
‫ة والمستغفر‬ ‫إل الخليف ُ‬ ‫ج أنت الذي ما فـوقـه‬ ‫حجا ُ‬
‫الصـمـد‬ ‫أحـد‬
‫حجاج أنت شهاب الحرب إذ وأنت للناس نـور ضـوءه‬
‫قـد ُ‬
‫يَ ِ‬ ‫لقحت‬
‫وحدثني محمد بن أحمد الكاتب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن يحيى النحوي‬
‫قال‪ :‬حدثنا عبد الله بن شبيب‪ ،‬قال‪ :‬دخلت ليلى الخيلية على الحجاج‬
‫بن يوسف وهو في السفينة يريد البصرة فقال لها‪ :‬ما جاء بك يا ليلى?‬
‫قالت‪ :‬كلب البرد وشدة الجهد وكان إليك بعد المفر‪ .‬قال‪ :‬يا ليلى كيف‬
‫تركت الناس? قالت‪ :‬الفجاج مغبرة والرض مقشعرة والناس مسنتون‬
‫ورحمة الله يرجون‪ ،‬ثم أنشدته‪:‬‬
‫ج أرضا ً‬
‫إذا هبط الحجا ُ‬
‫تتبعَ منها داءها فشـفـاهـا‬
‫ة‬‫مريض ً‬
‫فنظر الحجاج إلى مولى له قائد البخارية فقال‪ :‬اذهب بهذه العجوز إلى‬
‫يزيد فقل له‪ :‬أعطها ألف دينار واقطع عني لسانها‪ .‬فلم يفهم البخاري‬
‫إل قطع اللسان‪ ،‬فقال ذلك ليزيد‪ ،‬فدعا بالحجام فقالت‪ :‬وما تريد?‬
‫قال‪ :‬اقطع لسانك‪ .‬قالت‪ :‬ويلك أمر لي بالعطاء‪ .‬قال‪ :‬ومر بها عتبة بن‬
‫سعيد فنادته فقال‪ :‬ويلك ل تعجل أنا رسوله إليك ثم دخل على الحجاج‬
‫فأخبره‪ ،‬فقال‪ :‬علي بها فلما دخلت قالت‪ :‬كاد العلج‪-‬أماته الله‪ -‬أن‬
‫يقضب مقولي‪ ،‬وأنشدته‪ :‬حجاج أنت الذي ما فوقه أحد‪ ...........‬وذكر‬
‫البيتين‪.‬‬
‫فقال لها الحجاج‪ :‬أين تريدين أترجعين إلى بلدك وأجهزك? قالت‪ :‬ل‪،‬‬
‫أريد الباهلي تعني قتيبة‪ .‬فخرجت إلى قتيبة فماتت بالري أو بدون‬
‫الري‪.‬‬

‫وروى علي بن المغيرة الثرم أنه سمع الصمعي يقول‪ :‬أن الحجاج أمر‬
‫لليلى عشرة آلف درهم وقال لها ‪ :‬هل لكي من حاجة? قالت‪ :‬نعم ‪-‬أصلح‬
‫الله المير‪ -‬تحملني إلى ابن عمي قتبية بن مسلم‪ ،‬وهو على خراسان‬
‫يومئذ‪ ،‬فحملها إليه فأجازها وأقبلت راجعة تريد البادية‪ ،‬فلما كانت بالري‬
‫فماتت فقبرها هناك‪.‬‬
‫وحدثني أبو عبد الله الحكيمي قال‪ :‬حدثنا أحمد بن أبي خثيمة عن نصر بن‬
‫عبد علي الجهضمي عن بعض البصريين‪ ،‬قال‪ :‬لما أتت ليلى بن قتيبة‬
‫جفاها فقالت‪ :‬ردني إلى ابن عمي‪ .‬فردها‪ ،‬فلما صارت بساوة ماتت‪ .‬وإنما‬
‫قالت للحجاج ابن عمي لنها من هوازن من بني عقيل ‪ ،‬والحجاج من بني‬
‫قسي بن منبه بن بكر بن هوزان‪.‬‬
‫قال أحمد ‪ :‬أخبرنا عبد الله بن أبي كريم عن أبي عمرو الشيباني‪ :‬إن ليلى‬

‫‪13‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫لما حملها الحجاج إلى قتيبة بخراسان على البريد استظرفها قتيبة ووصلها‬
‫ثم رجعت ثم ماتت بساوة بقبرها‪.‬‬
‫آخر أخبار ليلى‬
‫أخبرنا ابن دريد‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أبو عثمان الشنانداني عن التوزي عن أبي‬
‫عبيدة‪ ،‬قال‪ :‬كانت ريا بنت العرف إحدى بني عقيل‪ ،‬عند ثروان بن‬
‫السميع‪ ،‬وهو رجل من قومها‪ .‬وكان شيخا ً أعشى كثير شعر الرأس‬
‫والوجه‪ .‬فرقد يوما ً في بيتها وهي قاعدة بين يديه فأنشأت تقول‪:‬‬
‫بنو عقيل‬
‫خبا‬ ‫ً‬
‫مني زوجا َ‬ ‫من يشتري ِ‬
‫ب يداهي ضبا‬ ‫ب من ض ّ‬ ‫أخ ّ‬
‫ب الزّبا‬ ‫ج َ‬ ‫ن منه الحا ِ‬ ‫كأ ّ‬
‫فذ بقْنفذٍ أد َّبا‬ ‫قن َي ْ ِ‬
‫صي َي ْهِ إذا أكبا‬ ‫نخ ْ‬ ‫كأ ّ‬
‫حبا‬ ‫فّروجتان تلقطان َ‬
‫فأجابها ثروان فقال‪:‬‬
‫سبا‬ ‫ة وَ َ‬ ‫أوسعتني عرام ً‬
‫ب أركسه لها يا َربا‬ ‫يا ر ّ‬
‫حبا‬ ‫سل ِ‬ ‫فاقدر لها أربد م ْ‬
‫قدم منه ضّبا‬ ‫ل ما است ْ‬ ‫تخا ُ‬
‫مْهتبا‬‫وما سواه وََرل ً ُ‬
‫رغ في عرقوِبها المك َْربا‬ ‫يف ِ‬
‫ج نابين إذا ما أكَربا‬ ‫مجا َ‬
‫ب إربا‬ ‫في جسمها زايل إر ٌ‬
‫أخبرني محمد بن يحيى‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا المغيرة بن محمد المهلبي سنة أربع‬
‫وسبعين ومائتين‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد الله بن محمد التوزي‪ ،‬قال‪ :‬أنشدني أبو‬
‫زيد سعيد بن أوس النصاري لمرأة من بني عقيل‪ ،‬قال محمد‪ :‬وغير أبي‬
‫زيد ينشده لغيرها‪:‬‬
‫ت قبل‬‫أخبرتني يا قلـب أّنـك ذاهـل لليلى فذقْ ما كن َ‬
‫تقـول‬
‫م‬‫ت دا َ‬
‫ول َ‬‫قوىً من قوىً اع َ‬ ‫ومنيتني حتى إذا ما‬
‫عويل‬ ‫ت‬
‫تقطـعـ ْ‬
‫وغير التوزي ينشده على القواء‪ :‬أي عويل‪.‬‬
‫وإن سأل الواشون عنها‬
‫وذاك عطاء للوشـاةِ جـزيل‬
‫فقل لهم‬
‫جر ليلى بعدها فمـطـيل‬ ‫لها ِ‬ ‫ة ثـم إنـه‬ ‫م بلـيلـى سـاع ً‬ ‫مل ّ‬
‫أخبرنا ابن دريد‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أبو الحاتم عن الصمعي‪ ،‬قال‪ :‬تزوج رجل من‬
‫بني عقيل امرأة منهم‪ ،‬فدخل يوما ً وهي تمثل بيت عزل فقال لها‪ :‬ما هذا‬
‫الذي تتمثلين به‪ ،‬لعلك عاشق? قالت‪ :‬ل‪ ،‬ولكن أبيات حضرتني‪ .‬فقال‪ :‬لئن‬
‫سمعتك إلى مثل هذا لوجعن ظهرك وبطنك‪ .‬فأنشأت تقول‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫ي‬
‫ب بين جنبـ ّ‬
‫فليس لقل ٍ‬ ‫ن تضرُبوا ظهري وبطني‬ ‫فإ ْ‬
‫ضـارب‬ ‫كليهما‬
‫وكيف عزاء النفس والشوق‬ ‫ن‬
‫س عمـ ْ‬ ‫يقولون‪ :‬عَّز النف َ‬
‫غالب‬ ‫تـوده‬
‫فطلقها‪.‬‬
‫أخبرني أبو عبد الله الحكيمي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن يحيى عن ابن‬
‫العرابي‪ ،‬قال‪ :‬قالت امرأة من بني عقيل كانت نازلة في عكل فهجت‬
‫قوما ً غزوهم أو رجل ً غزاهم‪.‬‬
‫دعي إنهم عكل‬ ‫ن ال َ‬ ‫يا ب َ‬
‫ف‬
‫ن لم تنصر ْ‬ ‫مإ ْ‬ ‫ن اليو َ‬ ‫لتعلم ّ‬ ‫ف‬‫ق ْ‬ ‫ف ِ‬
‫ف حدثني محمد بن أحمد الكاتب‪ ،‬قال‪ :‬حدثني‬ ‫م مختل ِ ْ‬ ‫م والكري َ‬ ‫إن اللئي َ‬
‫أحمد بن أبي خثيمة‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا مصعب بن عبد الله الزبيري‪ ،‬قال محمد‪:‬‬
‫وحدثنا محمد بن يحيى بن الزبير بن بكار‪ :‬أن امرأة من بني عقيل كان‬
‫أهلها مجاورين لبني النمير‪ ،‬وكان لها تربان قد ألفتهما‪ ،‬فلما أراد أهلها‬
‫الترحل أنشأت تقول‪:‬‬
‫ن‬‫ي من عليا نميرِ ب ِ‬ ‫أت ِْرب ّ‬
‫كـر‬
‫دا البكا أن التفّرقَ بـا ِ‬ ‫أج ّ‬ ‫ر‬
‫عامـ ٍ‬
‫شْعب نوىً قد بان لي‬ ‫و ِ‬ ‫ي عاقتنا نوىً عن‬ ‫أترب ّ‬
‫جر‬‫متشا ِ‬ ‫نـواكـم‬
‫شعٌْر ُتتقى بالحوافـر‬ ‫ضِح ُ‬ ‫دوا ِ‬ ‫ن كـأنـه‬ ‫أل تريان البرقَ بـا َ‬
‫م الجمال‬ ‫فما مكثنا دا َ‬
‫م البـاعـر‬ ‫ن تَز ّ‬ ‫ن إل أ ْ‬ ‫بثهل َ‬ ‫عليكـمـا‬
‫وحدثني أبو عبد الله الحكيمي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن أبي خثيمة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أخبرني مصعب بن عبد الله‪ ،‬قال‪ :‬جاءني زبير يدعونني من غداة يومنا‪،‬‬
‫فقلت له‪ :‬اجلس نستمع منك‪ ،‬فأني ذكرت أبيات العقيلية‪:‬‬
‫ي من عليا نمير بن‬ ‫أترب ّ‬
‫دا البكا أن التفرق باكـر‬ ‫أج ّ‬ ‫ر‬
‫عام ٍ‬
‫ً‬
‫قال‪ :‬فقال لي زبير‪ :‬قد ذكرتني هذه أيضا فراقنا بالبيت الرابع من شعرها‪:‬‬
‫فما مكثنا دام الجمال‬
‫عر‬
‫ن تَرد ّ البا ِ‬ ‫ن إل أ ْ‬ ‫بثهل َ‬ ‫عليكما‬
‫أخبرني الصولي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا علي بن الصباح‪ ،‬قال‪ :‬أنشدنا أبو محلم لهنيدة‬
‫الخفاجية في ابنها المضاء‪:‬‬
‫ل المضاِء َولدا‬ ‫رمه أمثا َ‬ ‫فاح ِ‬ ‫ب المضاء أبدا‬ ‫يا َرب من عا َ‬
‫ل ثم استأسـدا‬ ‫منص َ‬ ‫خذ َ ال ُ‬ ‫وأ َ‬ ‫ن عـينـيه إذا تـوَّقـدا‬ ‫كأ ّ‬
‫َينفض عنه بجناحيه النـدى‬ ‫عْينا قطامي من الطير غدا‬
‫ً‬
‫القطامي‪ :‬الصقر‪ ،‬وهو أحد الجوراح نظرا وأبعده‪ ،‬ومنه قول امرئ القيس‪:‬‬
‫ب‬
‫ي على مرق ٍ‬ ‫رمتني بعيني جؤذر ورميتـهـا بعيني قطام ّ‬
‫ل‬ ‫ََ‬
‫عا ِ‬

‫‪15‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫وجدت بخط حرمي‪ :‬عن ابن المزربان لماوية العقيلية في ابن عم لها يقال‬
‫له كثير وكانت تحبه‪:‬‬
‫خلة يطلبن بْرقا ً يمـانـيا‬ ‫به ِ‬ ‫ت‬‫ة ثـم شـمـَر ْ‬ ‫م كثير لم ً‬ ‫أل ّ‬
‫أل ليتنا والنفس تصبر‬
‫ن إذ أضحى كثير يمانيا‬ ‫يمانو َ‬ ‫بالمنى‬
‫قشير بن كعب‬
‫بن ربيعة بن عامر‬
‫أخبرنا ابن دريد" قالت بنت بجير بن عبد الله القشيري‪ ،‬ترثي أباها‬
‫المقتول يوم المروت‪ ،‬وهو يوم العنابين"‬
‫ل بالعبِء الثقيل‬ ‫ذوي الفعا ِ‬ ‫َ‬ ‫نُهوضا ً حين تعتمد الـرزايا‬
‫سها القـتـيل‬ ‫ولم تثأر بفارِ ِ‬ ‫ب إن أقامت‬ ‫فما كعب بكع ٍ‬
‫ل‬
‫ب الذحو ِ‬ ‫دام طل ّ ِ‬ ‫لدى الك ّ‬ ‫ذحُلهم يناديهم مـقـيمـا ً‬ ‫وَ َ‬
‫الكدام‪ :‬هو يزيد بن أزهر بن عبد الله المازني وكان أسرا ً بجيرا‪ً.‬‬
‫وكتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا عمر بن شبة‪ ،‬قال‪ :‬قتل قنعب‬
‫بن عتاب اليربوعي بجير بن عبد الله بن سلمة بن قشير‪ ،‬فقالت بنت بجير‬
‫ترثي بهذه البيات‪.‬‬
‫أخبرنا إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أحمد بن يحيى‪،‬‬
‫قال‪ :‬أخبرنا سعدان بن المبارك عن أبي عبيدة قال‪ :‬قالت الفارعة بنت‬
‫معاوية من بني قشير" تعير كلبا ً بمشاطرتهم الحاليف سباياهم يومئذ‪:‬‬
‫س منا‬ ‫م النسارِ ولي َ‬ ‫يو َ‬ ‫منا فواِرس قاتلوا عن‬
‫أشـطـر‬ ‫سِبـيهـم‬
‫س ما نصَر العشيرةَ ذو‬ ‫ولبئ َ‬
‫ل مـسـِهـر‬ ‫وحفيف نافحةٍ بلي ٍ‬ ‫ى‬
‫لح ً‬
‫ذو لحى‪ :‬ذو اللحية بن عامر بن عوف بن كعب بن أبي بكر بن كلب‪.‬‬
‫ومسهر بن عبد قيس بن ربيعة بن كعب بن عبد الله بن أبي بكر بن كلب‪.‬‬
‫ن‬
‫فرا ِ‬‫ش تع ِ‬‫هرا ٍ‬‫ضبعا ِ‬ ‫ُ‬
‫فر‬‫مت تع ِ‬ ‫فرأتهما أخرى فقا َ‬ ‫أستيهما‬
‫تعفران‪ :‬تمسحان أسيتهما بالعفر‪ ،‬وهو التراب‪.‬‬
‫ن أن‬‫حاشا بني المجنو ِ‬
‫صات إذا سطعَ الغبار الكدر‬
‫أباهـم‬
‫صات‪ :‬له صوت في الناس‪ ،‬ورحل صيت" شديد الصوت" وبنو المجنون بن‬
‫أبي بكر بن كلب‪.‬‬
‫لول بنو بنت الحريش‬
‫ي القبائل مازن والعنبـر‬ ‫سب َ‬ ‫سمت‬ ‫تق ّ‬
‫بنو بنت الحريش هم خويلد بن نفيل بن عمرو بن كلب‪ ،‬أمهم ريطة بنت‬
‫الحريش بنت كعب‪.‬‬
‫ن كعبا ً‬‫زعمت بزوخ بني كلب أنهـم هزموا الجميع وأ ّ‬
‫ٍ ّ‬ ‫ْ‬
‫أدبروا‬
‫البزوخ‪ :‬الذي يخرج بطنه ويدخل ظهره وهو من الجبن‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫تأتي الضراء وب َظ ُْرها ي ََتقطُر‬ ‫ب أنهـا‬ ‫خ بني كل ٍ‬ ‫ت ُبزو ُ‬‫كذب ْ‬
‫وكتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا عمر بن شبة‪ ،‬قال‪ :‬إنه سبي‬
‫من بني بيت كلب سبي يوم النسار وأن بني كلب سألوا أن يتجافى لهم‬
‫عن شطر السبي ويسلموا الشطر‪ ،‬فقالت الفارعة بنت معاوية القشيرية‬
‫تعير بني كلب بما فعلوا‪ :‬منا فوارس قاتلوا سبيلهم ‪ ..............‬وذكر‬
‫البيات‪.‬‬
‫أنشدنا ابن دريد‪ ،‬قال‪ :‬أنشدني عبد الرحمن‪ ،‬يعني ابن أخي الصمعي‪ ،‬عن‬
‫عمه‪ ،‬لمرأة من بني قشير تهجو ابنها‪:‬‬
‫سغَ ل يشبع منه طائره‬ ‫أْر َ‬ ‫عـُره‬ ‫مرتِهشا ً جـوا ِ‬ ‫وهبته ُ‬
‫ت أباعره‬ ‫(أحدًا) إذا ما قّرب ْ‬ ‫مـره‬ ‫مثل (‪ )...‬اختلفت تا ِ‬
‫كتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬أخبرنا عمر بن شبة‪ ،‬قال‪ :‬قالت الفارعة‬
‫بنت معاوية القشيرية في يوم النسار‪:‬‬
‫شفى الله نفسي من‬
‫م النساِر‬ ‫أضاعوا قدامة يو َ‬ ‫معشـر‬
‫ل النجادِ َبعيد َ المغـاِر‬ ‫طوي َ‬ ‫ة‬
‫جثـام ٍ‬ ‫ى غيَر َ‬ ‫أضاعوا فت ً‬
‫مهاِر‬ ‫ب ال ِ‬ ‫ن كأفواه لهْ ِ‬ ‫َ‬
‫بط ع ْ ٍ‬ ‫س عن رمحـه‬ ‫ُيثني الفوار َ‬
‫جهِ الّنهارِ‬ ‫ل وَ ْ‬ ‫خل جعفرٍ قب َ‬ ‫ب على وجههـا‬ ‫وفّرت كل ٌ‬
‫كتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬أخبرنا عمر بن شبة عن محمد بن حرب‬
‫الهللي قال‪ :‬أتت امرأة من بني قشير خالد بن عبد الله القسري فقالت‪:‬‬
‫مـدِ‬ ‫ل عا ِ‬‫إليك يا بن السـادةِ المـاجـدِ يعمد ُ في الحاجة ك ّ‬
‫حجيج البيت نحو خالـد‬ ‫ل َ‬ ‫مث َ‬ ‫ن صـادرٍ وواردِ‬ ‫س بـي َ‬ ‫فالّنـا ُ‬
‫ت عبد َ الله بالمحـامـد‬ ‫شب َهْ َ‬ ‫أ ْ‬ ‫ت يا خالـد خـيَر والـدِ‬ ‫شَبه َ‬ ‫أ ْ‬
‫ل‬‫جدِ مث َ‬ ‫ف الم ْ‬‫س طري ُ‬ ‫لي َ‬
‫التالدِْ‬
‫حدثني إبراهيم بن محمد العطار عن الحسن بن علي العنزي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني‬
‫محمد بن زكريا اللؤلؤي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني العباس بن بكار الضبي أبو وليد‪،‬‬
‫قال‪ :‬حدثني عيسى بن يزيد عن صالح بن كيسان‪ ،‬قال محمد‪ :‬وحدثنا عبد‬
‫الله بن الضحاك الهدادي‪ ،‬حدثني هشام بن محمد بن السائب عن أبيه عن‬
‫أبي صالح‪ ،‬قال‪ :‬كانت ضباعة بنت عامر بن قرط بن سلمة بن قشير‪ ،‬وهو‬
‫الذي يقال له‪ :‬سلمة الخير‪ .‬وأمه من بجيلة‪ ،‬وأخوه يقال له‪ :‬سلمه الشر‪.‬‬
‫أمه تحيا بنت كلب بن ربيعة‪ .‬فزوجها هوذة بن علي الحنفي الذي كان‬
‫يمدحه العشى فسماه في الشعر‪ :‬الوهاب‪ ،‬فمات عنها وأصابت منه مال ً‬
‫كثيرًا‪ ،‬فرجعت به إلى بلدها فخطبها بجير بن عبد الله بن سلمة بن قشير‬
‫فلم تزوجه‪ ،‬وهو ابن عمها‪ .‬فخطبها عبد الله بن جدعان التيمي إلى أبيها‬
‫فزوجه إياها ووعد ابن جدعان أن ل يعصيه في أمرها‪ ،‬وأنه يكون بحيث‬
‫تحب من أمرها‪ .‬فقال بجير‪ :‬حيث أهديت إلى ابن جدعان‪:‬‬
‫ل‬
‫حم ِ غا ِ‬ ‫قى الل ْ‬ ‫من ْ َ‬
‫م ُ‬‫ة يو َ‬‫ضباعَ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ي لوْ تربع علـيهـم‬ ‫م الح ّ‬ ‫لن ِعْ َ‬
‫ب بالعوالـي‬ ‫إذا ُقرع المقان ُ‬ ‫ي بني أبـيهـا‬ ‫يح ّ‬ ‫م الح ّ‬ ‫ون ِعْ َ‬
‫حـلل?‬ ‫م َقوم ِ‬ ‫كأ ْ‬‫حب إلي ِ‬ ‫أ َ‬ ‫ً‬ ‫م يقتنون البـل َتـجـرا‬ ‫أقو ٌ‬

‫‪17‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫فتزعم بنو عامر أنها قالت‪ :‬بل قوم حلل‪.‬‬
‫قال هشام عن أبيه‪ :‬إنها لما هلك عنها هوذة ورجعت إلى بلدها‪ ،‬خطبها‬
‫عبد الله بن الجدعان إلى أبيها فزوجه إياها‪ .‬فأتاه ابن أخ له يقال له‪ :‬حزن‬
‫بن عبد الملك بن قرط‪ ،‬فقال‪ :‬زوجني ضباعة‪.‬‬
‫قال‪ :‬قد زوجها عبد الله بن جدعان‪ .‬فحلف ابن أخيه ل يصل إليها أبدا ً‬
‫وليقتلنها‪ .‬فكتب أبوها إلى عبد الله بن جدعان يذكر له هذا من أمرها‪.‬‬
‫فكتب إليه عبد الله‪ :‬لئن فعلت لنصبن لك راية غدر بسوق عكاظ ‪ .‬فقال‬
‫أبوها لبن أخيه ‪ :‬فد جاء من المر ما لبد من الوفاء لهذا الرجل‪ .‬فجهزها‬
‫وحملها إليه وركب حسن في أثرها وأخذ الرمح فتبعها حتى انتهى إليها‬
‫فوضع السنان بين كتفيها فقال‪:‬‬
‫ل?‬‫حلو ُ‬
‫ي ُ‬
‫ب إليك أم ح ّ‬
‫أح ّ‬ ‫ن البل َتجـرا ً‬
‫أقوم يقتنو َ‬
‫قالت‪ :‬بل قوم حلول‪ .‬قال‪ :‬أما والله ولو قلت غير ذلك لخرجت السيف‬
‫من بين كتفيك‪ ،‬وانصرف عنها ‪ .‬فأهديت إلى ابن جدعان فكانت عنده ما‬
‫شاء الله أن تكون‪ .‬فبينا هي تطوف الكعبة‪ ،‬وكان لها جمال وشباب‪ ،‬فرآها‬
‫هشام بن المغيرة فكلمها عند البيت وقال لها‪ :‬وقد رضيت أن يكون هذا‬
‫الشباب والجمال عند شيخ كبير?????! ولو سألتيه الفرق لتروجك‪ ،‬وكان‬
‫هشام جميل ً مكثرًا‪ .‬فرجعت إلى جدعان فقالت‪ :‬إني امرأة شابة وأنت‬
‫شيخ كبير‪ ،‬قال‪ :‬ما بدا لكي في هذا‪ ،‬فقد بلغني أن هشاما ً كلمك وأنت‬
‫تطوفين في البيت‪ ،‬وأنا أعطي الله عهدا ً أل أفارقك حتى تحلفي أل‬
‫تتزوجي هشامًا‪ ،‬فيوم تفعلين فعليك أن تطوفي في البيت عريانة‪ ،‬وأنت‬
‫تنحري مائة من البل‪ ،‬وأن تعزلي وبرا ً بين الخشبين من مكة‪ ،‬وأنت من‬
‫الحمس ل يحل لكي أن تعزلي الوبر‪ .‬فأرسلت إلى هشام‪ :‬إنه قد أخذ علي‬
‫أشياء إذا تزوجك‪ .‬فأرسل إليها‪ :‬أما ما ذكرت من الطواف في البيت‬
‫عريانة فأنا أسأل قريشا ً أن يخلو لك المسجد‪ ،‬فتطوفين بعد الفجر بسدفة‬
‫ول يراك أحد‪ .‬وأما البل فلك الله أن أنحرها عنك‪ .‬وأما تغزلين وبرا ً فهذا‬
‫كان يصنعه نفر من قريش فيوفون بنذرهم ‪ .‬فقالت لبن جدعان‪ :‬نعم‪،‬‬
‫ذلك علي‪ .‬فطلقها فتزوجها هشام‪.‬‬
‫قال العباس ‪ :‬فحدثني أبو بكر الهذلي‪ :‬أن أباها قدم عليها فشكت عليه‬
‫وكنت عن النكاح وكان ابن جدعان قد بلغ سنا ً مع توسع عليه في المال‬
‫والخلق فذكره وقالت‪ :‬إئذن لي فاخرج في جنازته فنعم زوج الغريبة‪ .‬قال‪:‬‬
‫أجل والله والقريبة‪ ،‬فأذن لها‪ .‬وأسلمت ضباعة وكانت من النسوة اللتي‬
‫أسلمن مع النبي صلى الله عليه وسلم ‪ -‬فمات عنها هشام‪ .‬ثم أن النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم خطبها فقالت ‪ :‬أتزوج بهذا الفتى بعد مشيخة‬
‫قريش‪ .‬وأبت فبلغ الخبر ابنها سلمة‪ ،‬فانحدر إلى مكة‪ ،‬وكان جلدة بين‬
‫عينيها‪ ،‬فقال‪ :‬ل اشهد لكي ل خيرا ً ول شرا ً أخطبك رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فردت علية ما قد علمت? فقالت ‪ :‬إنما كنت أكره ذلك لك‪،‬‬
‫فأما إذا أحببت ذلك فشأنك فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو‬
‫في مجلسه فقال‪ :‬بأبي أنت وأمي يا رسول الله‪ ،‬القطيفة التي طلبتها لم‬
‫أزل في ذلك حتى سهل الله أمرها‪ .‬فقال رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم ثلث مرات‪" :‬بارك الله عليها قد هيأ الله ويسر قطيفة غيرها"‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫وأما الكلبي فقال‪ :‬خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابنها‬
‫سلمة فقال‪ :‬حتى استأمرها‪.‬‬
‫فأتاها فأخبرها فقالت‪ :‬ويلك فما قلت له? قال‪ :‬تستأمرني في رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قبح الله رأيك ارجع ل يكون بدا ً له‪ ،‬فجأة ذكر النبي‬
‫وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه علتها كبرة‪ ،‬وأنها قد تغيرت عما‬
‫كان عهد ‪ ،‬فأخبره أنها رضيت‪ .‬فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم عن‬
‫ذكرها‪.‬‬
‫وكتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬أخبرنا عمر بن شبة قال‪ :‬قالت ضباعة‬
‫بنت عامر بن قرط بن سلمة الخير بن قشير ترثي زوجها هشام بن‬
‫المغيرة وكانت قد أسلمت وولدت لهشام سلمة‪:‬‬
‫ت في حرم مقيم‬ ‫ت وكن َ‬ ‫أمن َ‬ ‫ت إلى هـشـام‬ ‫إنك لو وأل َ‬
‫ثمال للـيتـيمة والـيتـيم‬ ‫خيم خفاق حـشـاه‬ ‫كريم ال ِ‬
‫أبي الضيم ليس بذي وصوم‬ ‫ربيع الناس أروع هبـرزي‬
‫ول نكد العطاء ول ذمـيم‬ ‫أصيل الرأي ليس بحـيدري‬
‫ذميم ٍ في المور ول ملـيم‬ ‫ول خذالة إن كـان كـون‬
‫غشوم‬ ‫ول قذع المقال ول َ‬ ‫ول متبرع بالسوء فـيهـم‬
‫كذاك الدهر َيفجع بالكريم‬ ‫فأصبح ثاويا ً بقرار َرمـس‬
‫قال‪ :‬وقالت حين هاجر ابنها سلمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ‪:‬‬
‫قدما ً وآبـاء لـه كـرام‬ ‫نمى به إلى الذرى هشام‬
‫م النظام‬ ‫من آل مخزوم ه ُ‬ ‫جحاجح خضارم عظـام‬
‫والرأس والهامة والسنام‬
‫العجلن‬
‫هو عبد الله بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وقيل هو العجلن بن‬
‫عبد الله بن كعب بن ربيعة‬
‫كتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬أخبرنا عمر بن شبة‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني أبو‬
‫يكرالباهلي‪ ،‬قال‪:‬خلت أم الورد العجلنية برجل فقالت‪:‬‬
‫وتعصيني غدرا ً إذا طلع‬ ‫ي‬
‫هل أنت مطيعي يا نمير ّ‬
‫الفجر‬ ‫مرة‬
‫فل عين إل العيس والبلد‬
‫فتجعلها دنيا نعيش بظـلـهـا‬
‫القفر‬
‫وجدت حرمي بن أبي علء ‪ :‬قال كندة بن خالد العحلني لهند بنت‬
‫الغطريف العجلنية‪:‬‬
‫سلي حائل ً عني عشـية‬
‫فقد راَء مما قد لقـيت يقـين‬
‫يذبـل‬
‫وما بي ورب الراقصات‬ ‫ن سبحان‬ ‫ج ّ‬
‫عشية قالوا‪ُ :‬‬
‫جنون‬ ‫ربـنـا‬
‫فأجابته هند‪:‬‬
‫غيَر‬‫ب َ‬‫ت بظهْرِ الَغي ِ‬ ‫ُ‬
‫وكن ْ َ‬ ‫لعمرك لو كانت عصاك‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫َ‬
‫ظني ِ‬ ‫ة‬
‫صليب ً‬

‫‪19‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫ن‬
‫ل ويمـي ِ‬
‫ويأتوننا من أشـمـ ٍ‬ ‫فقَ العداُء ي َْنتضلونـنـا‬ ‫لما ط َ ِ‬
‫ت بين الكـف تـلـين‬‫إذا ُقلب ْ‬ ‫ة‬
‫ت عصا خـيزران ٍ‬ ‫ولكّنها كان ْ‬
‫وقالت أم الورد العجلنية‪:‬‬
‫ه‬
‫قرت ْ‬ ‫ب غلم ٍ قد صرى في ف ْ‬ ‫ر ّ‬
‫ه‬
‫دتـ ْ‬ ‫ن شـ ّ‬ ‫ماء الشباب عنفـوا َ‬
‫ه‬
‫كبتـ ْ‬ ‫يمشي بعْردٍ قد دنا من ر ْ‬
‫ه‬
‫ن أوَدٍ في خلقـتـ ْ‬ ‫سلم ْ‬ ‫أْقع َ‬
‫ه‬
‫م فقحـتـ ْ‬ ‫ظ حتى استد ّ س ّ‬ ‫أْنع َ‬
‫ت خصيُته في عانقـه‬ ‫واْرتفع ْ‬
‫ه‬
‫وقربت عانته مـن سـّرتـ ْ‬
‫ه‬
‫ت جلدةُ أعلى فـْرَوتـ ْ‬ ‫وانقلب ْ‬
‫ه‬
‫ضنضه لدفـعـتـ ْ‬ ‫فهو إذا ن ْ‬
‫ينشب في المسلك عند رهزته‬
‫ب عصا في كديته‬ ‫تقاعس الض ّ‬
‫عامر بن ربيعة‬
‫بن عامر بن صعصعة‬
‫أخبرني محمد بن أحمد الكاتب‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أحمد بن أبي خثيمة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أخبرنا الزبير بن بكار قال‪ :‬حدثني أبو سلمى الكلبي قال‪ :‬لما شهد على‬
‫المغيرة بن شعبة بما شهد به عليه‪ ،‬كتب عمر بن الخطاب في حمله‬
‫الحديد‪ .‬فورد ماء عليه جارية من بني البكاء بن عامر بن ربيعة مثل الظبية‬
‫مع أبيها تمتح على إبله وهي تقول‪:‬‬
‫ك‬‫م كحمـرِ البـ ّ‬ ‫صلدِ ٌ‬ ‫كـي‬ ‫قٌر إلى الّتش ّ‬ ‫لْيس بنا ف ْ‬
‫ي‬
‫ل ضَرعٌ فيها ول مذك ّ‬
‫قال‪ :‬فخطبها إلى أبيها فقال‪ :‬كيف وأنت على هذه الحال? قال‪ :‬إن أعش‬
‫فكفايتي ما قد علمت‪ ،‬وإن أورثها الغنى‪ .‬فزوجها إياه‪ ،‬فوقع بها على الماء‬
‫مكانه‪.‬‬
‫الصلدم‪ :‬الشداد‪ ،‬الواحد صلدم‪ .‬واليك‪ :‬حمار الوحش‪.‬‬
‫كتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬أخبرنا عمر بن شبة‪ ،‬قال كانت رملة بن‬
‫كرز بن عمرو بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة تحت كعب بن معاوية‬
‫بن عبادة بن البكا‪ ،‬وهو أبو هند فتوفي عنها فخطبت بعده فقالت‪:‬‬
‫ض‬
‫كشاري قْرمة بابن المخا ِ‬ ‫ب‬
‫ة بْعـد َ كـْعـ ٍ‬ ‫إّني والبعول َ‬
‫مّرة بن صعصعة‬ ‫ُ‬
‫بن معاوية بن بكر بن هوازن وهم ينسبون إلى أمهم سلول‬
‫وجدت بخط حرمي عن ابن المزربان لم سعد السلولية ترثي ابنها مزاحما ً‬
‫وقتله ابن الدمينة‪:‬‬
‫هلي ومالي ّثم ج ّ‬
‫ل‬ ‫بأ ْ‬
‫سـلِح‬
‫ل بني تي ْم ٍ بغـير ِ‬‫قتي ُ‬
‫عشيرتي‬
‫ح‬
‫فتصبح فيه للسيوف جـرا ُ‬
‫ن‬‫فهل ّ ضربتم بالسلم اب َ‬
‫م‬‫خِتك ُ‬‫أ ْ‬

‫‪20‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫جماعة من نساء بني عامر‬
‫لم ُينسْبن‬
‫أخبرنا ابن دريد ‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا عثمان بن سعيد بن هارون الشنانداني‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أخبرنا التوزي‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني أبو عبيدة‪ ،‬قال‪ :‬تزوج رجل من بني عامر بن‬
‫ل‪ ،‬وخرج في بعض أمره‪ .‬فولدت‬ ‫صعصعة امرأة من قومه‪ ،‬وخلفها حام ً‬
‫ابنًا‪ ،‬فلما نظر إلية‪ ،‬وإذا هو أحمر غضب‪ ،‬أزب الحاجبين‪ .‬فدعاها‪ ،‬وانتضى‬
‫السيف‪ ،‬وأنشأ يقول‪:‬‬
‫فليني وحاذري ذا الريق في يميني‬ ‫مشطي رأسي ول ت ْ‬ ‫لت ْ‬
‫ما شأنه أحمَر كالهـجـين‬ ‫ك أخـبـرينـي‬ ‫واقتربي دون ِ‬
‫ن‬‫ي الـجـوْ ِ‬‫ن بن ّ‬‫ف ألو َ‬ ‫خال َ‬
‫فقالت تجيبه‪:‬‬
‫ً‬
‫ض الوجوه كُرما أنجـادا‬ ‫ِبي َ‬ ‫ن له من ِقـبـلـي أجـدادا‬ ‫إ ّ‬
‫ما ضّرهم إن حضروا أمجادا أو كافحوا يوم الوغى الندادا‬
‫أل يكون لونـهـم سـوادا‬
‫قلت أنا والمفضل الضبي‪ :‬ويروى هذا الخبر للحارث بن عباد اليشكري‪.‬‬
‫كتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬أخبرنا عمر بن شبه‪ ،‬قال‪ :‬قالت امرأة من‬
‫بني عامر‪:‬‬
‫ة‬
‫جل ِ‬ ‫ل ال ِ‬
‫ج الجما ِ‬ ‫ضجي َ‬ ‫ج القوم من‬ ‫ض ّ‬
‫بي ِ‬ ‫َوحْر ٍ‬
‫ت‬‫دبرا ِ‬ ‫ال ّ‬ ‫بعثاتها‬
‫ً‬
‫ورواها أبو تمام الطائي في الحماسة لمرأة من بني عامر أيضا‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫فيه مكان بعثاتها‪ :‬نفيانها‪.‬‬
‫ت‬‫صطبرا ِ‬ ‫لم ْ‬ ‫سوةٍ للّثك ِ‬ ‫بنو ن ْ‬ ‫صلى بحّرها‬ ‫م وي ْ‬ ‫سيبعثها قو ٌ‬
‫وروى أبو تمام‪ :‬سيتركها قوم‪.‬‬
‫ك ظّني صادقي وهو‬ ‫فإن ي ُ‬
‫حلم ٍ لـكـم صـفـرات‬ ‫م وبأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫بك‬
‫صادقي‬
‫وقال أبو تمام‪ :‬وهو صادق بكم وبأحلم لكم صفرات‪.‬‬
‫س ُ‬ ‫تعد منكم جزَر الجزوِر‬
‫ك بالكباد ِ منكـسـرات‬ ‫وُتم ِ‬
‫ِرماحنا‬
‫وقال أو تمام ‪ :‬تعد فيكم جزر الجزور رماحنا ويمسكن‪.‬‬
‫أخبرنا ابن دريد‪ ،‬قال‪ :‬حدثني عبد الرحمن يعني ابن أخي الصمعي‪ ،‬عن‬
‫عمه‪ ،‬عن يونس قال‪ :‬انصرفت من الحج فمررت بماويه وكان لي فيها‬
‫صديق من عامر بن صعصعة‪ ،‬قصدت إليه مسلمًا‪ ،‬فأنزلني‪ .‬فبينا أنا وهو‬
‫قاعدين بفنائه‪ ،‬فإذا نساء مستبشرات وهن يقلن ‪ :‬تكلم‪ .‬فقلت‪ :‬ما هذا?‬
‫فقالوا‪ :‬فتى منا كان يعشق بنت عم له ‪ ،‬فزوجت وحلمت إلى الناحية‬
‫بالحجاز فأنه لعلى فراشه منذ حول‪ ،‬ما تكلم ول أكل إل أن يؤتى بما يأكله‬
‫ويشربه فقلت‪ :‬أحب أن أراه‪ ،‬فقام وقمت معه‪ ،‬فمشينا غير بعيد‪ ،‬فإذا‬
‫بقى مضطجع بفناء بيت من تلك البيوت‪ ،‬لم يبق منه إل خياله‪ .‬فأكب‬
‫الشيخ عليه يسأله وأمه واقفه‪ ،‬فقالت‪ :‬يا مالك هذا عمك أبو فلن يعودك‪.‬‬
‫ففتح عينيه ثم أنشأ يقول‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫لم يبق من مهجتي إل شفا‬ ‫م أهل الود‬ ‫ليبكني اليو َ‬
‫رمقي‬ ‫ق‬
‫والشـفـ ِ‬
‫أطلقت من ربقة الحزان‬ ‫اليوم آخر عهدي بالحـياة‬
‫والقلق‬ ‫فـقـد‬
‫ثم تنفس صعداء‪ ،‬فإذا هو ميت‪ .‬فقام الشيخ وقمت معه فصرت إلى‬
‫خبائة‪ ،‬فإذا جارية بضة تبكي وتفجع‪ ،‬فقال لها الشيخ‪ :‬ما يبكيك أنت?‬
‫فأنشأت تقول‪:‬‬
‫طول السقام وأضنى جسمه‬ ‫ف‬
‫تش ّ‬ ‫أل أبكي لمي ٍ‬
‫الكمد‬ ‫مهـجـتـه‬
‫عندي فأشكو إليه بعض ما‬ ‫َ‬
‫يا ليت من كلف القلب‬
‫أجـد‬ ‫المهيم بـه‬
‫أم أنت حيث يناط السهد‬ ‫ي‬‫أنشُر برديك أسرى ل َ‬
‫والكبد?‬ ‫النسيم بـه‬
‫ثم انثنت على كبدها وشهقت فإذا هي ميته‪.‬‬
‫قال يونس‪ :‬فقمت من عند الشيخ وأنا وقيذ‪.‬‬
‫كتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬أخبرنا عمر بن شبة‪ ،‬قال‪ :‬أنشدني أبو‬
‫صالح الشاري يحيى بن المهلهل السدي‪ ،‬لمرأة أخيه بهلول‪ ،‬تدعى صعبة‬
‫من بني عامر أعرابية‪:‬‬
‫وشحمي على الطفشيل‬ ‫وقالوا‪ :‬كلي الطفشيل يا‬
‫م ممانـح‬‫شح ٌ‬ ‫صعب تسمني‬
‫وديك على رأسي من الليل‬ ‫وما أنا والطفشيل والخل‬
‫صـائح‬ ‫والـقـرى‬
‫وقامت عليه المعـولت‬ ‫فما لبي ل أحـسـن الـلـه‬
‫الـنـوائح‬ ‫رفـده‬
‫أخبرني محمد بن أحمد الكاتب‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أحمد بن أبي خثيمة عن‬
‫الحرمازي‪ ،‬قال‪ :‬كانت امرأة من بني عامر في نجعة فكلفت بفتى منهم‪،‬‬
‫فلما لح لهم البرق‪ ،‬ورجع أهلها إلى مياههم قالت‪:‬‬
‫وقد قيل ما بعد الكثيب‬ ‫ت من أهل الكثيب‬ ‫تمتع ُ‬
‫كـثـيب‬ ‫ة‬
‫بنظـر ٍ‬
‫ن الكثيب الفرد من أيمن‬ ‫فإ ّ‬
‫ي وإن لـم آتـه لـحـبـيب‬ ‫إل ّ‬ ‫الحمى‬
‫أل حبذا ريح الغضا حين‬
‫بقضبانه جنح الظلم جـنـوب‬
‫أدرست‬
‫ب علوي الرياح‬ ‫إذا ه ّ‬
‫ن نـسـيب‬‫كأني لعلـوياتـهـ ّ‬ ‫وجدتنـي‬
‫ولكن (‪ )...‬ل ما أقام‬ ‫أل حبذا الصعاد لو‬
‫عـسـيب‬ ‫أستطـيعـه‬
‫كتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬أخبرنا عمر بن شبة‪ ،‬قال‪ :‬قالت امرأة من‬
‫بني عامر‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫خلٌء وأنا في المزار قـريب‬ ‫ت حصنا ً كان يعلم أنـنـا‬ ‫أل لي َ‬
‫ن فأحسب‬ ‫ض بعرا ٍ‬‫أرى رف َ‬
‫ب‬‫ن فأدنو دنوة فـأخـي ُ‬ ‫لحص ٍ‬ ‫أنها‬
‫أخبرني محمد بن الزهر‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن يزيد النحوي‪ ،‬قال‪ :‬قالت‪:‬‬
‫امرأة أحسبها من بني عامر بن صعصعة زوجت في طي‪:‬‬
‫ت‬‫ول ترثين الدهر بـنـ ٌ‬ ‫ل تحمدن الدهر أخت أخـا ً‬
‫لـوالـدِ‬ ‫لـهـا‬
‫وهم طرحوها في القاصي‬ ‫هم جعلوها حيث ليسـت‬
‫الباعدِ‬ ‫ة‬
‫بـحـر ٍ‬
‫كتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬أخبرنا عمر بن شبة‪ ،‬قال‪ :‬قال رجل‪:‬‬
‫مررت ببلد بني عامر بعجيز قد خزفت‪ .‬وحولها نسيان قد أفطن برجل‬
‫يجود بنفسه‪ ،‬والعجوز تقول‪ :‬أيا ملك الموت دع لي صعصعًا‪ ،‬فأن ثمره‬
‫فؤاديه فإن أبيت فخذ من أعمار من ترى ما شئت‪ ،‬ثم تقبل على النسيات‬
‫فتقول‪ :‬أتسلمن? قيقلن‪ :‬نعم والله وليزد ما شاء ثم تبكي مريضها وتقول‪:‬‬
‫ولم تلق يوما ً بالفناء إهابهـا‬ ‫كأنك لم تذبح لهلك نـعـجة‬
‫ولم تجب الِبيد التنائف‬
‫ضبابـهـا‬‫حسلنها و ِ‬ ‫بهاجرةٍ ِ‬
‫تقتنص‬
‫ت هد ّ الموت أبناء‬‫فإن م ّ‬
‫م كلبهـا‬ ‫ص بها كعبا ً وع ّ‬ ‫فخ ّ‬ ‫ر‬
‫عام ٍ‬
‫ثم تعود فتقول‪ :‬أيا ملك الموت أرضيت أم نزيدك? وتقول النسوة‪:‬‬
‫ياعميمتاه أرضيه وزيديه‪ ،‬ثم تعود فتبكيه فتقول‪:‬‬
‫أتسمع نجواناك أم لست‬ ‫أصعصعُ مالي ل أراك‬
‫تسمـع?‬ ‫تجيبـنـا‬
‫فمن يرقع الوهن الذي كنت‬ ‫إذا غيبتك الجول عنا فلـم‬
‫ترقع‬ ‫تـؤب‬
‫ت‬
‫ن مسعـفـا ٌ‬ ‫فذاك ثما ٍ‬ ‫فلو كان هذا الموت يقبـل‬
‫وأربـع‬ ‫فـدية‬
‫فيقبل النسوة عليها فيقلن‪ :‬نعم والله وأكثر‪.‬‬
‫حدثني أبو عبد الله الحكيمي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن أبي خثيمة عن عمر بن‬
‫بكير عن الهيثم بن عدي عن عثمان بن عمارة بن حريم عن أشياخ من‬
‫بني مرة‪ ،‬وقالوا‪:‬خرج فتى منا إلى ناحية الشام والحجاز مما يلي تيماء‬
‫والشراة وأرض نجد في طلب بغية له‪ ،‬فإذا هو بخيمة قد رفعت له‪ ،‬وقد‬
‫أصابه المطر‪" ،‬فعدل إليها فتنحنح" فإذا امرأة قد كلمته‪ ،‬وأنزلته ‪ ،‬وراحت‬
‫إبلهم "وغنمهم فإذا" أمر عظيم كثرة ورعاء‪ ،‬فقالت سلوا هذا الرجل من‬
‫أين أقبل? قلت‪ :‬من ناحية تهامة ونجد قالت‪ :‬يا عبد الله أي بلد نجد‬
‫وطئت? قلت كلها‪ .‬قالت‪ :‬بمن نزلت هناك? قلت‪ :‬ببني عامر‪ ،‬فتنفست‬
‫الصعداء‪ ،‬ونظرت إليها فإذا شقة قمر لم ترعيني مثلها‪ ،‬فقالت‪ :‬بأي بني‬
‫عامر? فقلت‪ :‬ببني الحريش‪ ،‬فاستعبرت وبكت وانتحبت وقالت‪:‬هل‬
‫سمعت بذكر فتى يقال له‪ :‬قيس يلقب بالمجنون? قلت‪ :‬أي والله‪ ،‬ونزلت‬

‫‪23‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫بأبيه وأتيته حتى نظرت إليه يهيم في تلك الفيافي ويكون مع الوحش ما‬
‫يعقل ول يفهم‪ ،‬إل أن تذكر له ليلى فيبكي وينشد الشعار فيها‪ .‬فبكت حتى‬
‫ظنت‪-‬والله‪ -‬أن قلبها قد انصدع‪ ،‬فقلت‪ :‬أيتها المرأة اتقي الله‪ .‬فمكثت‬
‫طويل ً على حالها‪ ،‬ثم أنشأت تقول‪:‬‬
‫ل‬‫متى َرحل قيس مستق ّ‬ ‫أل ليت شعري والخطوب‬
‫فراجع‬ ‫كثيرةٌ‬
‫ظ الله‬‫ن لم يحف ِ‬ ‫ومن هو إ ْ‬ ‫ل‬‫بنفسي من ل يستق ّ‬
‫ضائعُ‬ ‫برحـلـه‬
‫ثم غشي عليها فلما أفاقت قلت‪ :‬من أنت يرحمك الله? قالت‪ :‬أنا ليلى‬
‫المشؤومة عليه‪ ،‬فما رأيت مثل حزنها وجزعها‪ .‬وقال‪ :‬محمد بن خلف بن‬
‫المزربان‪ :‬هذان البيتان لليلى بنت مهدي بن سعد بن العامرية صاحبة‬
‫قيس بن الملوح‪.‬‬
‫قلت أنا‪ :‬وقد أختلف في نسب المجنون فقيل‪ :‬جعدي‪ ،‬وقيل‪ :‬قشيري‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬من بن الحريش‪ ،‬وقيل غير ذلك‪ .‬فأما ليلى صاحبته فهي من بني‬
‫عامر أيضا ً والله أعلم‪.‬‬
‫ربيعة بن نزار‬
‫بن معد بن عدنان عبد القيس بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن‬
‫ربيعة بن نزار‬
‫حدثنا محمد بن الحسين بن دريد‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أبو حاتم سهل بن محمد‬
‫السجستاني قال‪ :‬كانت امرأة من عبد القيس بالبصرة‪ ،‬ولها ابن يلقب‬
‫"النحيف" من بني جذيمة‪ ،‬وكان شريرا ً ضعيفًا‪،‬وكان بها عاقا ً فقال يهجوها‪:‬‬
‫منا شالـت نـعـامـتـهـا أْيما إلـى جـنةٍ أيمـا إلـى نـاِر‬ ‫يا ليتما أ ّ‬
‫سفـع‬‫جهها قد ُ‬ ‫كأنما وَ ْ‬ ‫ً‬ ‫شـدودا‬ ‫مـ ْ‬ ‫وسق َ‬ ‫م ال َ‬ ‫َقلِته ُ‬
‫بـالـقـار‬ ‫شـظـتـه‬ ‫أ ِ‬
‫صناعُ الذى في الهل‬ ‫وهي َ‬ ‫دى‬‫خرقاء بالخير ل ُته َ‬
‫والجار‬ ‫لوجـهـتـه‬
‫وكانت تعظه فل يتعظ فقالت‪:‬‬
‫م‬
‫ي وخ ٌ‬‫ن البغ َ‬
‫حذار بني البـغـي ل تـقـربـنـه حذارِ فإ ّ‬
‫ّ‬ ‫ُ ّ‬
‫ُ مـراتـعـه‬ ‫َ‬
‫ض ُتلحى‬ ‫ت مضيعَ العر ِ‬ ‫وجد ُ‬ ‫ل بعرضـك‬ ‫ك ل تبذ ْ‬ ‫ض َ‬
‫وعر ِ‬
‫طبائعه‬ ‫إنـنـي‬
‫بمنزلةٍ ضاقت عليه‬ ‫وكم قد رأينا الدهَر غـادر‬
‫مـطـاِلـعـه‬ ‫بـاغـيا ً‬
‫فلم يزل به شره‪ ،‬حتى وثب على ابن عم له‪ ،‬فأخطأ به ابن عمه على‬
‫الرض فدق عنقه فمات‪.‬فقالت كالشامتة به‪:‬‬
‫مازال ذو البغي شديدا ً هيصه‬
‫من يقهره وي َِهصه‬ ‫طلب َ‬ ‫يَ ْ‬
‫صه‬
‫ش ُ‬ ‫ظلما ً وبغيا ً والبلء ُين ِ‬
‫قصه‬ ‫حتى أتاهُ ِقرُنه في ِ‬

‫‪24‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫ففاد عنه خاله وعََرصه‬
‫كتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬أخبرنا عمر بن أبي شبة‪ ،‬قال‪ :‬قالت امرأة‬
‫من عبد القيس تهجو قومها في محاربتهم‪:‬‬
‫غداة جواثا إذ تلوذون‬ ‫ب يوم‬ ‫لبئس حماة الحر ِ‬
‫ل‬
‫بالنـخـ ِ‬ ‫لـقـيتـم‬
‫لذي الخال ذّواد الطعام‬ ‫تركتم أبا المقياس تحت‬
‫ل‬
‫أخي عك ِ‬ ‫لـوائهـم‬
‫حدثني علي بن المروان‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني عمي يحيى بن علي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني‬
‫أبو هفان قال‪ :‬قالت‪ :‬ولدة المهزمية‪:‬‬
‫ت‬‫لول اتقاُء الله قم ُ‬
‫مـقـامـي‬
‫ن فيه َ‬ ‫قل ِ‬
‫ل يبلغُ الث َ‬
‫ر‬
‫بمـفـخـ ٍ‬
‫ذوا العل أمراَء في السـلم‬ ‫ب ّ‬ ‫ة‬
‫بأبوةٍ في الـجـاهـلـية سـاد ٍ‬
‫جادوا فسادوا مانـعـين‬
‫م‪ ،‬بـذل لـدى القـوام‬ ‫لنداهـ ُ‬ ‫أذاهـم‬
‫قد أنجبوا في السؤددين‬
‫ل والعـمـام‬ ‫ِبنجـابة الخـوا ِ‬ ‫وأنجبـوا‬
‫ومن بالغز أو بالمهزمين‬
‫جـون‬ ‫من بالمخاشـن وابـنـهِ َ‬
‫يسامي‬
‫ن كل‬‫س دو َ‬ ‫عنهم‪ ،‬وأخر َ‬ ‫م‬
‫قوم إذا سكتوا تكل َ‬
‫كـلم‬ ‫مـجـدهـم‬
‫روى أبي تمام الطائي في "شعر القبائل" لخت سعد بن قرط العبدي‬
‫واسمها تنهان‪:‬‬
‫ه‬
‫م ْ‬
‫ت د َّر الحل َ‬ ‫ناَزعْ ُ‬ ‫سعد ُ يا خيَر أٍخ‬ ‫يا َ‬
‫ه يجتابها‪ :‬يدخل فيها‪ ،‬والدلص‪ :‬الدرع‬ ‫ص الد ِّرم ْ‬‫دل ِ‬ ‫ب ال ِ‬‫ل ومجتا‪َ -‬‬ ‫يا ذائد َ الخي ِ‬
‫المسلماء‪ ،‬والدرمه‪ :‬التي ل حجر لها‪.‬‬
‫ه‬
‫سنم ْ‬ ‫سناد ُ ال ّ‬‫قى به إل ّ ال ِ‬ ‫ك ل َيش َ‬ ‫سيف َ‬ ‫َ‬
‫مه‬ ‫ف نارا ً َزهِ َ‬ ‫ت للضيا ِ‬ ‫م أوقد َ‬ ‫دك ْ‬ ‫سع ْ ُ‬ ‫يا َ‬
‫ويروى‪ :‬خير من أوقد للضياف‪ ،‬وسميت زهمة لكثرة الشي عليها‪.‬‬
‫مه‬ ‫ض َ‬‫يا قائد الخيل إلى الخيل تعادي أ ِ‬
‫مه‬ ‫ك غْيث من سماء رزِ َ‬ ‫جاد َ على َقبرِ َ‬
‫مه‬‫ت نورا ً أِرجا ً جرجاره والين َ‬ ‫ي ُن ْب ِ ُ‬
‫"الجرجار واليمنه" ضربان من البقر‪ ،‬والرج‪ :‬طيبة الرائحة‪ .‬قال‪ :‬كانوا‬
‫يدعون بأن تسقى القبور الغيث لتخصب فيألفها الناس فيذكرون صاحبها‬
‫بخير‪ ،‬ويثنون عليه ويدعون له‪.‬‬
‫أخبرني أبو ذر القراطيسي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني الحسين بن عبد الرحمن‪ :‬أن‬
‫أعرابية من بني صباح من عبد القيس أوصت ابنتها عند هدائها فقالت‪:‬‬
‫ل ُتهجري في القول للبعل ول‬
‫شّر إذا ما أقبل‬ ‫ُتغريه بال َ‬
‫فأّول الشر يكون جلل‬

‫‪25‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫محتقرا ً ثم يصير معضل‬
‫ول َتنثي ما عليه بخل‬
‫مل‬
‫لتكشفي من أمره ما ح ِ‬
‫وجدت بخط حرمي عن ابن المزربان‪ ،‬قالت أسماء بنت مسعود بن عبد‬
‫القيس‪،‬تعير الزبرقان بن بدر بجاره‪:‬‬
‫فليس لجلفها منا اعتـذاُر‬ ‫َتقلد َ خزيها عوف بن كعب‬
‫مُعها ِقـصـار‬‫ن مسا ِ‬ ‫بآذا ٍ‬ ‫معوها‬ ‫ظ َتس ّ‬ ‫إذا وردت عكا َ‬
‫كذات البوّ ليس لها حوار‬ ‫فإنكم وما تخفون منـهـا‬
‫ن لبن مّية أو صماُر‬ ‫أعَي ْ ٌ‬ ‫ن ابن مّية خبرونـي‬ ‫أجيرا َ‬
‫حدثني أحمد بن محمد الجوهري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا العنزي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا إسحاق‬
‫بن عبد الله بن حمران الحمراني‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي عن جدته‪ ،‬امرأة من‬
‫بني سعد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة‪ ،‬قالت‪ :‬فإذا الفرزدق قد أقبل على‬
‫بغلته حتى دخل فاستظل معي‪ ،‬قالت‪ :‬وذلك في وقت ما أخذ مالك بن‬
‫المنذر‪.‬‬
‫" حدثني عباس بن هشام عن أبيه عن جده قال‪ :‬وأضلت نتيلة ابنها‬
‫ضرارًا" في الموسم‪ ،‬وكان وسيمًا‪ ،‬فكاد عقلها أن يذهب عليه جزعا‪ً.‬‬
‫فجعلت عليها‪ ،‬إن رده الله‪ ،‬أن تكسو البيت‪ ،‬وجعلت تنشده وتقول‪:‬‬
‫دعيا‬‫لم يك مجلوبا ً ول َ‬ ‫ض لوذ َ ِ‬
‫عـيا‬ ‫أظللته أبي َ‬
‫وتقول‪:‬‬
‫للفتية الغّر بـنـي مـنـاف‬ ‫ف‬
‫ض غـير جـا ِ‬ ‫أظللته أبـي َ‬
‫ن لفـهـرٍ سـنة اليلف‬ ‫س ّ‬ ‫ثم لعمرو منتهـى الضـياف‬
‫في القر يوم القر والصياف‬
‫قال‪:‬وحج حسان بن ثابت فرأى جزعها عليه فقال‪:‬‬
‫لت ماذا‬ ‫ل بن تيم ال ّ‬ ‫أما ِ‬ ‫م ضرارٍ تنشد الناس‬ ‫أأ ّ‬
‫أضلت‬ ‫ً‬ ‫والـهـا‬
‫بجانب َرضوى مثله ما‬
‫ن ما تبغي ن َُتـْيلة غـدوةً‬ ‫ولو أ ّ‬
‫ت‬‫استقل ِ‬
‫تغلب بن وائل‬
‫جديلة ابن أسد بن ربيعة بن‬ ‫ابن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن َ‬
‫نزار‬
‫حدثنا محمد بن الحسن بن دريد‪ .‬قال‪ :‬أخبرنا أبو عثمان الشنانداني‪ ،‬عن‬
‫التوزي‪ ،‬عن أبي عبيدة قال‪ :‬هجت الخطل جارية من قومه يقال لها‬
‫الدلماء‪ ،‬قأتى الخطل أباها فقال له‪ :‬يا أبا الدلماء قد عرفت ما بيننا من‬
‫الود‪،‬وأن الدلماء هجتني‪ ،‬فأكفني أمرها‪ ،‬فضحك أبوها وكان ذاك مما‬
‫أعجبه وقال‪ :‬هي امرأه مالكة أمرها‪ ،‬وما لي عليها من سلطان فرجع‬
‫الخطل وهو يقول‪:‬‬
‫ن شاعركم قصـيُر‬ ‫ن عجا َ‬ ‫بأ ّ‬ ‫أل أبلغ أبا الدلمـاء عـّنـي‬
‫فإن يصَرعْ فليس بذي‬
‫ن فطعنتـه يسـيُر‬ ‫وإن ُيطعَ ْ‬ ‫انتصاٍر‬

‫‪26‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫خّر على القفا وله َنـخـير‬ ‫يَ ِ‬ ‫قه ومعي سلحـي‬ ‫متى ما أل َ‬
‫فبلغ ذلك أبا الدلماء‪ ،‬فأتاه ومعه ناس من قومه‪ ،‬فطلبوا إليه‪ ،‬فكف وقال‪:‬‬
‫أما ما قلت فات‪ ،‬لكني أكف فيما أستقبل‪.‬‬
‫أخبرني القاسم بن داود الكاتب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا بن أبي الدنيا قال‪ :‬حدنثي أبو‬
‫محمد الربعي‪ :‬أن امرأة من حي تغلب قتل أبوها في بعض حروبهم فقالت‬
‫ترثيه‪:‬‬
‫ى‬
‫فين من قـن ً‬ ‫بين ص ّ‬
‫ل‬
‫ختلته المنون بعد اختيا ِ‬
‫ل‬‫ونصا ِ‬
‫ص من الحديدِ‬ ‫وقمي ٍ‬ ‫ل‬‫في رداء من الصفيِح صقي ٍ‬
‫مذال‬
‫خطرِ المنون‬ ‫ولـم ت ْ‬
‫ر‬
‫كنت أخباك لعتداء يد الده ِ‬
‫ببالي‬
‫ي وإن تصنعت الدنيا له مّيت على‬ ‫لح ٍ‬ ‫ك ّ‬
‫ل‬‫ل حا ِ‬ ‫ك ّ‬
‫وروى محمد بن خلف بن المزربان هذه البيات لم جندلة التغليبة ترثي‬
‫أخاها‪.‬‬
‫أخبرنا ابن دريد قال‪ :‬أخبرنا أبو الحاتم عن أبي عبيدة‪ ،‬قال‪ :‬كان الحمارس‬
‫التغلبي غيورًا‪ ،‬وكان ل يزوج بناته‪ ،‬فقعد يوما ً بفناء بيته يبري وتدًا‪ ،‬وكان‬
‫ل‪ ،‬فنظرت إحدى بناته إليه فقالت‪:‬‬ ‫رجل أدم طوا ً‬
‫مثل ذراع الشيخ يبري َودا‬ ‫دا‬
‫(‪ )...‬يبد ّ السكـتـين بـ ّ‬
‫دا فقال‪ :‬اسكتي فض الله فاك‪ ،‬فقالت الثانية‪:‬‬ ‫ح أو يك ّ‬ ‫ل بد ّ أن يجر َ‬
‫ممكورة الساقين خثماء‬
‫الَركب‬ ‫ن يدل عَزبا ً علـى عـَز ْ‬
‫ب‬ ‫يا م ْ‬
‫دقدقة البرذون في أخرى‬
‫تباِدر الـزهـَر إذا (‪َ )...‬وقـب‬
‫ب‬‫الجل ْ‬
‫فلم يمس حتى زوجهما‪.‬‬
‫حدثني محمد بن أحمد الكاتب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن أبي خثيمة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أنشدنا مصعب بن عبد الله الزبيري لعمرة بنت الحمارس التغلبية وسمعها‬
‫أبوها وهي تقول‪:‬‬
‫محطوطة المتنين كبداء‬ ‫أنا ابنة الحماس الـشـيخ‬
‫الَركـب‬ ‫ب‬ ‫الز ْ‬
‫أدل من يدب بي على‬
‫ب‬ ‫يدارك الَرهـَز إذا (‪َ )...‬وقـ ْ‬ ‫العـجـب‬
‫ة البرذون في أخرى‬ ‫حمحم َ‬
‫ب‬‫ن تحت جفنـه إذا انـقـلـ ْ‬ ‫كأ ّ‬ ‫ب‬‫الجل ْ‬
‫ب‬‫ت لمحمـوم ٍ َوصـ ْ‬ ‫ة فت ْ‬ ‫مان ً‬‫ر ّ‬
‫قال‪ :‬فزوجها‪.‬‬
‫حدنثي أبو عبد الله الحكيمي قال‪ :‬حدثنا الحارث بن أبي أسامة‪ ،‬قال‪:‬‬

‫‪27‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫حدثني المدائني‪ ،‬قال‪ :‬قالت ليلى بنت الحمارس التغلبي‪ ،‬وأبوها يبري‬
‫أوتادا ً بفناء البيت‪:‬‬
‫على ابنة الحمارس الشيخ‬ ‫ل عََزبا ً عـلـى‬ ‫ن يد ّ‬ ‫م ْ‬‫يا َ‬
‫ب‬
‫الَز ْ‬ ‫ب‬ ‫عـَز ْ‬ ‫َ‬
‫ممكورةُ الساقين خثماء‬
‫ب‬‫تدارك الرهـَز إذا (‪ )...‬وََقـ ْ‬ ‫ب‬
‫الَركـ ْ‬
‫دقدقة البرذون في أخرى‬
‫ب‬‫الجل ْ‬
‫قال‪ :‬فقال‪ :‬أبوها‪ :‬مالك رد الله فاك? قال‪ :‬فقالت‪:‬‬
‫ودا‬
‫مثل ِذراع الشيخ يبري ال َ‬ ‫ِ‬ ‫دا‬
‫ن َبـ ّ‬ ‫كـتـي ِ‬ ‫(‪ )...‬ي َب ُد ّ الس َ‬
‫دا‬
‫ل ب ُد ّ أن يجـرح أو َيكـ ّ‬
‫فقال‪ :‬مالك‪-‬ل بارك الله فيك‪-‬و الله لزوجنك أول من يخطبك‪.‬‬
‫كتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬أخبرنا عمر بن شبة‪ ،‬وحدثني علي بن أبي‬
‫منصور قال‪ :‬أخبرنا محمد بن موسى الزبيري عن دعبل بن علي قال‪:‬‬
‫قالت عمرة بنت الحمارس من أهل الجزيرة‪:‬‬
‫ه‬
‫كل ُ‬‫ت (‪ )...‬هو (‪ُ )...‬‬ ‫أْنع ُ‬
‫ه‬
‫ظل ُ‬ ‫هو ِ‬ ‫حاِفرهُ ورأس ُ‬
‫جله‬ ‫أنعظ حتى طار عنه ُ‬
‫مله‬ ‫مى خيبرٍ ت َ ُ‬ ‫ح ّ‬
‫كأن ُ‬
‫حدثني محمد بن أحمد الكاتب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن أبي خثيمة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫أخبرنا مصعب بن عبد الله الزبيري‪ ،‬قال‪ :‬دخلت عمرة بنت الحمارس على‬
‫عبد العزيز بن مروان وعنده جارية له فقال‪ :‬ما ظنك بهذه يا عمرة?‬
‫قالت‪ :‬ظني بنفسي‪ .‬قال قولي فيها‪ ،‬فقالت‪:‬‬
‫ممكورة أحسبها تشتـهـي‬ ‫ة‬
‫عند َ أبي الصـَبـِغ حـيري ٌ‬
‫دمـلـي‬ ‫ما يشتهي الناس ولم تبتـدع داًء قديما ً أصله عُ ْ‬
‫دوي‬ ‫رىء الداَء بـه والـ َ‬ ‫فيب ِ‬ ‫هـلـه أهـَلـه‬ ‫داء يداوي أ ُ‬
‫فةِ عردِ المنـي‬ ‫محارد الُنط َ‬ ‫لو منيت عرد امرىء ضايط‬
‫وة المؤتسـي‬ ‫س َ‬‫وكان فيهم أ ْ‬ ‫قد كان في عادٍ وأشياعـهـا‬
‫له ثلثون ( حنيكا ً ) َفـتـى‬ ‫قد جمع الماَء إلى أن أتـت‬
‫ب أوتاره مـا تـنـي‬ ‫وعق ٌ‬ ‫م أمـانـّيه‬ ‫َتمَنـعـه الـنـو َ‬
‫مثل الشرى ثار بجلد‬
‫ده النْعظ فـفـي جـلـده‬ ‫رب َ‬
‫الشري‬
‫تبيت كفاه به تصـطـلـي‬ ‫يدفىء كـفـيه إذا قـّرتـا‬
‫غمز الطبيبين لهاة الصبـي‬ ‫أثـارهـا بـطـلـق لـّين‬
‫دروَر المري‬ ‫ت ُ‬ ‫حتى إذا دّر ْ‬ ‫مـهـا سـاعة‬ ‫مها وشـ ّ‬ ‫ض ّ‬ ‫و َ‬
‫رن ّقَ في العين قذاة القـذي‬ ‫انكسرت جفونها مثـل مـا‬
‫يأطرها أطَر ثقاف القنـي‬ ‫رّفع رجليها إلى نحـرهـا‬

‫‪28‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫أخبرنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي قال‪ :‬كان الفرزدق‬
‫يأتي ليلى بنت الحمارس‪ ،‬وكان يأتيها الحوص‪ .‬فاجتمعا عندها ذات يوم‪،‬‬
‫فأقبلت على الحوص‪ ،‬فنفس عليها الفرزدق وقال‪ :‬نصرع‪ ،‬فاصطرعا‪،‬‬
‫فغلبه الحوص‪ ،‬صرعه فضرط من تحته‪ ،‬فقال له الحوص‪ :‬خفض عليك يا‬
‫أبا فراس‪ ،‬فو الله ل يعدونا فقال‪ :‬ويلك فكيف لي بجرير فلقيه جرير‬
‫فقال‪:‬‬
‫غدوت إلى ليلى فلم تحظ‬
‫وخانك دبر مـا يزال يخـون‬
‫عندها‬
‫ص‬
‫ت حريا ً أن تشد ّ حتـارهـا كما شد ّ حرباَء الدل ِ‬
‫قـيون‬ ‫وكن َ‬
‫حدثني أبو عبد الله الحكيمي قال‪ :‬حدثنا الحرث بن أسامة‪ ،‬قال‪ :‬حدثني‬
‫المدائني أن عمرو بنت الحمارس التغلبية قالت للخطل‪:‬‬
‫أبا مالك ماذا ترى رأى‬
‫ن‬
‫دفـا ِ‬ ‫ب (‪ )...‬بالنـ َ‬ ‫نح ّ‬ ‫تبدل َ‬ ‫نسوة‬
‫فقال الخطل‪:‬‬
‫ن‬‫كبيض نعام في أداحي كثبا ِ‬ ‫ل‬‫ن أن (‪ )...‬بفيش ٍ‬ ‫أرى رأيه ّ‬
‫حدثني علي بن هارون‪ ،‬قال‪ :‬قالت عمرة بنت الحمارس العرابية في‬
‫شهر رمضان‪:‬‬
‫حرٍ تحسبه ذبـاحـا‬ ‫كل ِ‬ ‫ك الحراحا‬ ‫ً‬
‫فقدت شهرا تر َ‬
‫ضنا ً ل يعرف الفّتاحا‬ ‫مغ ّ‬
‫وجدت بخط حرمي عن ابن المزربان للشماء بنت الكميت التغلبية ترثي‬
‫أباها‪:‬‬
‫إذا الكلب لم ينبح من الليل‬
‫ي‬
‫ى أبـ ّ‬
‫هل خبـرت أيّ فـتـ ً‬
‫ساريا‬
‫عدوا‪ ،‬ولم يطلق من الكبل‬ ‫ك الموت من لم‬ ‫فهل فدا َ‬
‫عانيا‬ ‫يضر له‬
‫ً‬
‫م مجنيا عليه‬ ‫أبى الضي َ‬ ‫ديهِ حمـائل‬ ‫إذا صّر بر َ‬
‫وجـانـيا‬ ‫فـه‬ ‫سـي ِ‬
‫ت‬‫ت فلما أن تأملـ ُ‬ ‫نظر ُ‬
‫وأرجاءَهُ أيقـنـت أل ّ أبـا لـيا‬
‫قـبـَرهُ‬
‫قال‪ :‬ولم طريف التغلبية في ابن عم لها يقال له فضالة‪:‬‬
‫ن تـجـــودا‬ ‫ول (‪ )...‬أ ْ‬ ‫ي دعا الجـمـودا‬ ‫أل يا مقلت ّ‬
‫ج الحمائم يوم ُبصرى هوىً مستطرفا وهوىً تليدا‬ ‫فقد ها َ‬
‫روى أبو تمام الطائي في "شعراء القبائل" لحبيبة بنت عبد العزى التغلبية‪:‬‬
‫ع‬
‫مها النجي ُ‬ ‫س َ‬‫فكسا منا ِ‬
‫أإلى الفتى ب َّر َتلكأ ناقـتـي‬
‫السوَد ُ‬
‫قلـد ُ‬
‫نم َ‬ ‫هدُيه ّ‬
‫ة َ‬‫ب مك َ‬ ‫بجنو ِ‬ ‫ة‬‫إني ورب الراقصات عشي ً‬
‫أبدا ً ولكني أبين فـأنـشـد‬ ‫ة‬
‫ك الطعام ألي ً‬ ‫أولي على هل ِ‬
‫أولي‪ :‬أحلف‪ ،‬وأبين‪ :‬أّبين‪ ،‬وأنشد‪ :‬أظهر‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫وعاءِ وك ّ‬
‫ل زادٍ يْنفد‬ ‫ض ال ِ‬
‫ف َ‬
‫نَ َ‬ ‫جدي وعلمني أبي‬ ‫صى به َ‬ ‫وَ ّ‬
‫بكر بن وائل‬
‫بن قاسط بن هنب بن أفصى قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي‬
‫ابن بكر بن وائل‬
‫أخبرني أبو عبد الله الحكيمي ومحمد بن عبد الواحد قال‪ :‬أنشدنا أحمد بن‬
‫يحيى ثعلب عن ابن العرابي عن المفضل عمه طرفة‪:‬‬
‫م العداة وآفة الجـزِر‬ ‫س ّ‬ ‫دن قومي الذين هم‬ ‫ل يبع َ‬
‫ن معاِقـد َ الزِر‬‫والطيبي َ‬ ‫ك‬
‫ل معـتـر ٍ‬ ‫النازلين بك ّ‬
‫زجل ً من التأييه والزج ِ‬
‫ر‬ ‫معت لهم‬ ‫م َركبوا س ِ‬ ‫وإذا ه ُ‬
‫ر‬
‫لمناتج المهرات والمه ِ‬ ‫ش يجاء به‬ ‫في غيرِ ما فح ٍ‬
‫قال ابن العرابي‪ :‬النازلين نصب على أنه اتبعه القوم في المعنى لن‬
‫معناه النصب‪ ،‬كأنها قالت‪ :‬ل يبعد الله قومي النازلين‪ .‬وقولها‪" :‬في غير ما‬
‫فحش" يقول‪ :‬يزوجرنها بعفاف من ألسنتهم ل يذكرون الفحش في الزجر‪.‬‬
‫أخبرنا ابن دريد‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أبو الحاتم قال‪ :‬حدثنا يوسف‪ ،‬قال حدثنا جرير‬
‫عن المغيرة‪ ،‬قال‪ :‬ذكر شعر الخرنق بنت هفان عند عبد الرحمن بن أبي‬
‫نعيم‪:‬‬
‫سم العداة وأفة الجزر‬ ‫ل يبعدن قومي الذين هم‬
‫والطيبون معاقد الزر‬ ‫النازلين بكل معـتـرك‬
‫فقال‪ :‬ليس أولئك‪ ،‬أولئك المدفونون في بيت عائشة‪ ،‬يعني النبي صلى‬
‫الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رحمها الله‪ .‬قال ابن دريد‪ :‬وأخبرنا أيضا ً أبو‬
‫الحاتم عن أبي عبيدة على هذه الرواية‪ :‬النازلين والطيبون‪.‬‬
‫وكتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬أخبرنا عمر بن شبة قال‪ :‬قالت‪ :‬خرنق‬
‫بنت هفان ترثي أهلها‪:‬‬
‫م العـداة وآفة الـجـزِر‬ ‫س ّ‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ن قومي الـذين هـ ُ‬ ‫ل يبعد ْ‬
‫والطيبون مـعـاِقـد َ الزِر‬ ‫ك‬ ‫النازلون بكـل مـعـتـر ٍ‬
‫ر‬
‫ق الهج ِ‬ ‫يتواعظوا عن منط ِ‬ ‫دعوا‬ ‫ن يشربوا يَهبوا‪ ،‬وإن ي َ‬ ‫إ ْ‬
‫لغطا ً من التأييه والـزجـ ِ‬
‫ر‬ ‫ت لـهـم‬ ‫م إذا َركبوا سمع َ‬ ‫قو ٌ‬
‫وذوي الغنى منهم بذي‬
‫والخالطين نحيتهم ِبنضارهـم‬
‫الفقرِ‬
‫فإذا هلكت أجّنني قـبـري‬ ‫ت علـيهـم‬ ‫هذا ثنائي ما بقي ُ‬
‫أخبرني محمد بن أبي الزهر‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن يزيد النحوي قال‪ :‬مما‬
‫ينصب على الذم قول النابغة‪:‬‬
‫ت بطل ً عل ّ‬
‫ي‬ ‫لقد نطق ْ‬ ‫ي‬
‫عمري عل ّ‬ ‫لَعمري وما َ‬
‫القارع‬ ‫ن‬
‫بهي ٍ‬
‫ن تجادعُ‬ ‫وجوهَ قرودٍ تبتغي م ْ‬ ‫ف ل أحاِول غيَرها‬ ‫أقارعُ عو ٍ‬
‫وقال عروة بن الورد العبسي‪:‬‬
‫حلي في بني بـدِر‬ ‫هاتا ف ُ‬ ‫ة معيشتنـا‬ ‫ت كاره ً‬ ‫ن ك ُن ْ ِ‬ ‫إ ْ‬
‫والطاعنين وخيلهم تجري‬ ‫الضاربين لدى أعّنتـهـم‬

‫‪30‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫وإنما خفضوهما على النعت‪ ،‬وربما رفعوهما على القطع والبتداء وكذلك‬
‫قول الخرنق بنت هفان القدسية من بني قيس بن ثعلبة‪:‬‬
‫م العداة وآفة الجزِر‬ ‫س ّ‬ ‫ل يبعدن قومي الذين هم‬
‫وكل ما كان من هذا فعلى هذا الوجه‪ ،‬وإن لم ترد مدحا ً ول ذما ً قد استقر‬
‫له فوجهه النعت‪ .‬وقرأ بعض القراء‪ ":‬فتبارك الله أحسن الخالقين"‬
‫وحدثني علي ابن أبي منصور قال‪ :‬أخبرنا محمد بن موسى عن دعبل بن‬
‫علي‪ ،‬قال‪ :‬من شعر الخرنق ربعية ضبعية بدوية تقول‪:‬‬
‫وذكره والبيت الذي بعده‬ ‫م‬
‫دن قومي الذين ه ُ‬ ‫ل يبع َ‬
‫كتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬أخبرنا عمر بن شبة‪ ،‬قال‪ :‬قتلت بنو أسد‬
‫بشر بن عمرو بن مرثد وابنه علقمة بن بشر‪ ،‬فقالت الخرنق بنت هفان‬
‫ترثي زوجها وابنها علقمة‪:‬‬
‫ق‬
‫ي يموت ول صـدي ِ‬ ‫على ح ٍ‬ ‫ر‬
‫ل وأبيك آسى بـعـد بـشـ ٍ‬
‫ت كان لدى‬ ‫شـر إذا ما المو ُ‬
‫ق‬ ‫وبعد َ الخير علقمة بن ِبـ ْ ٍ‬
‫الحلو ِ‬
‫ق‬‫ن الحري ِ‬ ‫م َ‬‫ل الجذوعُ ِ‬ ‫ر كما ما َ‬ ‫ل ِبـشـ ٍ‬ ‫ضبْيعة حو َ‬ ‫وبعد َ بني ُ‬
‫حين‬ ‫ب لل َ‬ ‫بجوف ُقل َ‬ ‫ة الـمـنـايا‬ ‫ت لهم بـواِلـب َ‬ ‫من ْ‬
‫ق‬‫المسـو ِ‬
‫ل‬‫ب من أوصا ِ‬ ‫فكم بقل َ‬
‫ق‬‫جمجـمةٍ فـلـي ِ‬ ‫أخي ِثقةٍ و ُ‬ ‫ق‬
‫خـر ٍ‬ ‫ِ‬
‫سهم‬ ‫حبوا وسقوا بكأ ِ‬ ‫ُ‬ ‫م‬
‫ك إذا لـقـوهـ ْ‬ ‫ندامى للملو ِ‬
‫ق‬‫ِ‬ ‫الرحـي‬
‫قال‪ :‬وقالت تحضض بني عمرو بن مرثد‪:‬‬
‫ن استحلت‬ ‫ص ِ‬‫ن بني الح ْ‬ ‫إ ّ‬
‫بنو أسدٍ حاِرثهـا ثـم والـبـه‬
‫م‬
‫دماءهُ ْ‬
‫وه‬
‫ح ْ‬‫م فالت َ‬ ‫َوجّبوا السنا َ‬ ‫م‬
‫ف الش ّ‬ ‫دعوا الن َ‬ ‫مج َ‬ ‫ه ُ‬
‫وغاربـه‬ ‫ة‬
‫بهلـك ٍ‬
‫عسى أن تلقيه من الدهر‬
‫ة‬
‫ن بـطـعـن ٍ‬ ‫سنا َ‬ ‫واهُ ال ّ‬‫ةب ّ‬ ‫عمْيل ُ‬ ‫ُ‬
‫نائبه‬
‫أخبرني محمد بن أبي الزهر‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن يزيد النحوي قال‪:‬‬
‫قالت أخت طرفة بن العبد ترثيه‪:‬‬
‫سيدا ً‬ ‫ما توفاها استوى َ‬ ‫فل ّ‬ ‫ه سّتا وعشـرين‬ ‫دنا ل ُ‬ ‫عد ْ‬ ‫َ‬
‫خما‬‫ض ْ‬ ‫َ‬ ‫ة‬
‫ج ً‬ ‫حـ ّ‬
‫ً‬
‫ل ل وليدا ول‬ ‫على خير حا ٍ‬ ‫ه‬
‫جْعنا به لمـا رجـونـا إياَبـ ُ‬ ‫فُ ِ‬
‫حما‬ ‫قَ ْ‬
‫الوليد‪ :‬الصغير‪ ،‬والقحم‪ :‬الرجل المتناهي سنًا‪.‬‬
‫كتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬أخبرنا عمر بن شبة‪ ،‬قال‪ :‬كانت أخت‬
‫طرفة بن العبد تحت عبد عمرو بن بشر بن عمرو بن مرثد‪ ،‬ففركته فقالت‬
‫تهجوه وتعيره بأنه ل يثأر بأبيه وتذكر سعايته بطرفة إلى عمرو بن هند‬
‫حتى قتله‪:‬‬

‫‪31‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫ي قدرٍ وما‬ ‫حم ِ‬ ‫ه في َ‬ ‫ح ُ‬
‫لَيطَر َ‬ ‫وروكا ً َوشى بابن‬ ‫م ْ‬
‫م ت ََر َ‬ ‫أل ْ‬
‫يدري‬ ‫مـه‬‫عـ ّ‬
‫هنالك لم تثأْر ببشرٍ ولم‬ ‫ت‬‫س ثأر َ‬
‫حسحا ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫فهل ّ اب َ‬
‫ر‬
‫سـ ِ‬
‫َتـ ْ‬ ‫وخالـدا ً‬
‫حدثني أحمد بن عيسى الحواص‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح‪،‬‬
‫قال‪:‬حدثنا أبو عبد الله محمد بن زياد العرابي عن المفضل بن محمد‬
‫الضبي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني رجل من بكر من وائل ممن أدرك الجاهلية‪ ،‬قال‪:‬‬
‫تزوج الحارث بن عباد بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة امرأه من بني عمه‪،‬‬
‫فأتته بولد أشقر فأكنره‪ ،‬وخرج مغضبًا‪ ،‬فلم يأتها أيامًا‪ .‬ثم دخل عليها‪،‬‬
‫فقامت إليه كما تقوم المرأة إلى بعلها‪ ،‬فصاح بها وانتهرها‪ ،‬ثم أنشأ يقول‪:‬‬
‫خبـرينـي‬ ‫مأ ْ‬ ‫فليني واقتربي هل ّ‬ ‫شطي رأسي ول ت ْ‬ ‫ل تم ُ‬
‫ن‬
‫جـو ِ‬ ‫ي الـ ُ‬
‫ن بن ّ‬ ‫ف ألوا َ‬‫خال َ‬ ‫ه أحمَر كالـهـجـين‬ ‫ما بال ُ‬
‫فغضبت الحرة‪ ،‬واجتذبت يدها من يده ثم قالت‪:‬‬
‫بيض الوجوه كُرما ً أنجـادا‬ ‫إن له من ِقبـلـي أجـدادا‬
‫وكسروا في صدره العوادا‬ ‫م لقـوا شـدادا‬ ‫هم يوْ َ‬ ‫ما ضر ُ‬
‫ن لونـهـم سـوادا‬ ‫أل ّ يكو َ‬
‫قال‪ :‬فوثب إليها وترضاها حتى رضيت‪.‬‬
‫قلت أنا‪ :‬وابن دريد يسند هذا الخبر إلى أبي عبيدة‪ ،‬ويجعل موضع الحارث‬
‫بن عباد‪ ،‬رجل ً من بني عامر بنت صعصعة‪ ،‬وتقدم‪.‬‬
‫كتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬أخبرنا عمر بن شبة‪ ،‬قال‪ :‬قتل زياد بن‬
‫مقاتل بن مسمع مع ابن الشعث فقالت حميدة بنت زياد بن مقاتل‪:‬‬
‫س بني جحـد َِر‬ ‫وابكي رئي َ‬ ‫ن جودي ول تذخـري‬ ‫عي ُ‬‫يا َ‬
‫ر‬
‫سك ِ‬ ‫ن في الع ْ‬ ‫وأسلم من كا َ‬ ‫ق‬
‫ت جنود ُ الـعـرا ِ‬ ‫وما تول ْ‬

‫ر‬
‫جد َيّ بني العْنب ِ‬
‫َوفّر ُ‬ ‫ه‬
‫م ِ‬
‫مى زياد على قوْ ِ‬ ‫حا َ‬
‫تعني عطية بن عمرو‪ .‬قلت أنا‪ :‬قال مؤرج السدوسي وغيره‪ :‬جحدر هذا‬
‫هو‪ :‬ربيعة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة‪ .‬وأخبرنا ابن دريد‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أبو‬
‫عثمان الشنانداني عن التوزي عن أبي عبيدة‪ ،‬قال‪ :‬كان زياد بن مقاتل بن‬
‫مسمع قتل أيام ابن الشعث فقامت بنته تبكيه في المربد فقالت‪:‬‬
‫ر‬
‫جد َيّ بني العنب ِ‬‫َوفّر ُ‬ ‫حامى زياد ٌ على قومه‬
‫فسمع بذلك البلتع العنبري واسمه "المستنير" وقد جاء بحلوبة له وهو‬
‫واقف فقال‪:‬‬
‫ر‬
‫دب ِ‬
‫ت بالم ْ‬ ‫فقد يلحقُ المو ُ‬ ‫ك السلح‬ ‫ض أبا ِ‬
‫ك عَ ّ‬ ‫فإن ي َ ُ‬
‫شهيدِ ول المْعـذ َِر‬ ‫غير ال َ‬ ‫ت الُغـبـاِر‬
‫ح تح َ‬ ‫وقد ت َن ْط َ ُ‬
‫حـد َِر‬‫ج ْ‬
‫ح لواء بني َ‬ ‫وطا َ‬ ‫ة عن قومـه‬ ‫ى عطي ّ ُ‬ ‫حام َ‬
‫كتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬أخبرنا عمر بن شبة‪ ،‬قال‪ :‬كان شيبان بن‬
‫سيار صبرة بن حطان بن سيار بن عمرو الغفاري بخراسان‪ ،‬فجرح فحمي‬
‫الماء‪ ،‬فعطش يوما ً فدب إلى قربة فشرب من مائها فمات‪ ،‬فقالت أخته‬
‫درنا بنت سيار ترثيه وأخاه عبعبة ابني سيار‪:‬‬

‫‪32‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫ن قلت وا‬ ‫وهل جَزعٌ إ ْ‬ ‫وقد زعموا أني جزعت‬
‫بأباهما?‬ ‫عليهمـا‬
‫وأثنيت ما قد أولياني‬ ‫ت خيرا ً‬ ‫وهل جزعٌ إن قل ُ‬
‫كلهـمـا‬ ‫علمتـه‬
‫ف يوما ً سورة‬ ‫إذا خا َ‬ ‫ي من ل‬ ‫هما أخوا في الح ّ‬
‫فدعاهمـا‬ ‫أخا له‬
‫وما ظلما في المجد أهلي‬ ‫ن‬
‫ن المجد َ أحس َ‬ ‫هما يلبسا ِ‬
‫فداهما‬ ‫ة‬
‫لـبـس ٍ‬
‫قال‪ :‬وقالت‪ :‬درنا وهي خلف مالك بن مسمع‪:‬‬
‫أودى على العّرادِ ناُبه‬ ‫م مـن‬ ‫يا قوم كيف يل ُ‬
‫خطاُبـه‬ ‫ت بحيلتهم ِ‬ ‫عي ّ ْ‬ ‫وأخو عشيرته الـتـي‬
‫قلت أنا‪ :‬وأبو العباس ثعلب يروي البيات الربعة لمرأة من بني تيم الله‬
‫بن ثعلبة‪ ،‬وهي تجيء في موضوعها تامة إن شاء الله‪.‬‬
‫كتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬أخبرنا عمر بن شبة‪ ،‬قال‪ :‬قالت امرأة من‬
‫قيس بن ثعلبة‪ ،‬كانت تعزل فتأكل من ثمن غزلها‪ ،‬فمدحت مغزلها‪:‬‬
‫ن عّني القربون تعود ُ‬ ‫إذا ض ّ‬ ‫ك بعد َ اللهِ تجبُر فاقتـي‬ ‫رأيت ُ َ‬
‫ت منك‬ ‫وثوب إذا ما شئ ُ‬ ‫ض ما تزال تفيدني‬ ‫م بي ٌ‬ ‫دراه ُ‬
‫جديد ُ‬
‫فأنت على كسب المغ ّ‬
‫ل‬
‫ل مدحُته‬ ‫مغ ٌ‬ ‫فلو كان لي عبد ُ‬
‫تزيد ُ‬
‫قلت أنا‪ :‬وقد رويت هذه البيات لغير هذه المرأة‪.‬‬
‫لت‬ ‫م ال ّ‬
‫ي َت ْ ُ‬
‫بن ثعلبة بن عكابة‬
‫كتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬أخبرنا عمر بن شبة‪ ،‬وحدثني علي ابن أبي‬
‫منصور‪ ،‬قال‪ :‬أخبرني أحمد بن أبي موسى البربري عن دعبل بن علي‬
‫قال‪ :‬قالت محياة بنت طليق‪ ،‬وقال عمر بن شبة وهي من بني تميم اللت‪.‬‬
‫وقال دعبل‪ :‬هي بدوية ربعية تيمية وهي من شعراء الحجاز‪:‬‬
‫ل صوت ناٍع‬ ‫مج ٍ‬
‫ي ُ‬ ‫على ابن ْ‬
‫هـمـا‬ ‫ب محبورا ً بريد ٌ نعـا ُ‬ ‫فل أ َ‬ ‫مني‬ ‫أص ّ‬
‫قال‪ :‬ولهل الحجاز أيضا سلمى بن حارثة ربعية تيمية أعرابية تقول‪:‬‬ ‫ً‬
‫جديرا ً أن يبيت البطن طّيا‬ ‫أرى علمي لعمر أبيك (‪)...‬‬
‫إذا هبت شـآمـية عـوّيا‬ ‫فنـعـم الـمــرء (‪)...‬‬
‫أخبرني القاسم بن داود الكاتب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبي الدنيا قال‪ :‬حدثنا الحسين‬
‫بن عبد الرحمن‪ ،‬قال‪ :‬قالت المحياة بتت طليق من بني تيم اللت بن‬
‫ثعلبة‪ ،‬وجاء العصبة يقتسمون دارها‪ ،‬فقالت وسمعت أصواتهم‪:‬‬
‫ب‬
‫تالله لو يسمُعني لستجا ْ‬ ‫يا دعوةً ما دعوتي عامرا ً‬
‫ب‬
‫م عني بظفرٍ ونـا ْ‬ ‫لفلهُ ْ‬ ‫م‬‫هـ ُ‬
‫تالله لو يسمعُ دعـوا ُ‬
‫فرجعوا عنها ثم عادوا فقالت‪:‬‬
‫ع‬
‫ن وتابـ ُ‬ ‫حقو َ‬ ‫م موالي‪ ،‬منهم مل َ‬ ‫ت داُر الحبة مـنـهـ ُ‬ ‫دل ْ‬‫لقد ب ّ‬

‫‪33‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫ج منها‬
‫ت دارنا والت ّ‬
‫بك ْ‬ ‫قد َ‬ ‫تف ْ‬ ‫ن دارا ً أعول ْ‬ ‫فلو أ ّ‬
‫المسامعُ‬ ‫أهِْلهـا‬
‫فرجعوا‪ ،‬فمكثوا حينا ً ثم عادوا‪ ،‬فقالت‪:‬‬
‫وبكاؤها شيٌء عجيب‬ ‫الداُر تبكي أهلـهـا‬
‫فزعموا أنهم تركوها‪.‬‬
‫حدثنا علي بن سليمان الخفش‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن يحيى ثعلب قال‪:‬‬
‫قالت عمرة الخثمعية من بني تيم اللت أو من بني تيم الله بن ثعلبة ترثي‬
‫ابنين لها‪ .‬قال الخفش‪ :‬وأنشدنيه الحول‪:‬‬
‫ن قلت وا بأباهما‬ ‫ت عليها وهل جزع أ ْ‬ ‫لقد زعموا أني جزع ُ‬
‫قال الخفش تريد بأبي‪ ،‬فعوضت اللف من الياء‪ ،‬وهو شاذ قليل‪ ،‬وأكثير ما‬
‫يقع في النداء‪.‬‬
‫فما إن لها إل ّ اللـه‬ ‫ب َُنيا عجوزٍ حّرم الدهـُر‬
‫هـمـا‬ ‫سـوا ُ‬ ‫أهـلـهـا‬
‫إذا خاف يوما ً نبوةً‬ ‫ب من ل‬ ‫هما أخوا في الحر ِ‬
‫فـدعـاهـمـا‬ ‫أخا له‬
‫ن ما اسطاعا عليه‬ ‫شحيحا ِ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫سـ َ‬ ‫ن المجد َ أح َ‬ ‫هما يلبسا ِ‬
‫كلهمـا‬ ‫ة‬
‫س ٍ‬ ‫ِلـبـ َ‬
‫ن نفِع الصديق‬ ‫م ْ‬ ‫ولم يْنأ ِ‬ ‫ع‬
‫ب الجمي ُ‬ ‫إذا استْغنيا خ ّ‬
‫ِغناهـمـا‬ ‫إلـيهـمـا‬
‫ش ُرزأ منهما‬ ‫ولم يخ َ‬ ‫إذا افتقرا لم يجثما خشـية‬
‫مولياهـمـا‬ ‫الـردى‬
‫ض من جأشْيهما‬ ‫ف ُ‬ ‫يخ ّ‬ ‫ض المخوف بها‬ ‫إذا نزل الر َ‬
‫منصلهمـا‬ ‫الردى‬
‫وكان سنا ً للمدلجي َ‬
‫ن‬ ‫م‬
‫ن منـا أوقـدا ثـ ّ‬ ‫شهابا ِ‬
‫سـنـاهـمـا‬ ‫أخـمـدا‬
‫ت بعد الوجى‬ ‫عري ْ‬ ‫وأن ُ‬ ‫ت‬ ‫ن عّنس ْ‬ ‫لقد ساءني أ ْ‬
‫فرساهمـا‬ ‫زوجتاهـمـا‬
‫خياُر الواسي أن يميل‬ ‫ولن يلبث العرشان ُيست َ ّ‬
‫ل‬
‫غماهـمـا‬ ‫َ‬ ‫منهـمـا‬
‫ويروي‪ :‬منها عظام الواسي أن يزول ذراههما‪.‬‬
‫الواسي‪ :‬الساسات‪ ،‬وذراهما‪ :‬أعلهما‪.‬‬
‫كتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬أخبرنا عمر بن شبة قال‪ :‬قالت‪ :‬حبيبة بنت‬
‫عتيق من بني تيم اللت بن ثعلبة‪ ،‬تبكي قومها وأفناهم الطاعون‪:‬‬
‫ولكن أوان جمدها واحتفاِلها‬ ‫م لعتللها‬ ‫ن عيني لم ت َن َ ْ‬ ‫أل إ ّ‬
‫وحدثني علي بن أبي المنصور‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا محمد بن موسى بن حماد عن‬
‫دعبل بن علي‪ ،‬قال‪ :‬من أهل الكوفة حبيبة بنت عتيق ربعية تيمية قالت‬
‫ترثي قومها‪:‬‬
‫شيبان بن ثعلبة‬
‫بن عكابة بن صعب ابن علي بن بكر بن وائل‬

‫‪34‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫حدثني محمد بن إبراهيم الكاتب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح‬
‫النحوي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الزباري‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الشرقي بن قطامي‪ ،‬قال‪ :‬قالت‬
‫أخت جساس‪ ،‬وهي امرأة كليب الذقتله جاس‪ ،‬وجاءت لتدخل إلى مأتم‬
‫زوجها كليب‪ .‬وكانت أخته قد أقامت عليه مأتما فمنعها من الدخول وقالت‪:‬‬
‫قتل أخوك أخي‪ .‬فقالت أخت جساس‪.‬‬
‫وحدثني علي بن هارون‪ ،‬قال‪ :‬حدثني عمي يحيى بن علي‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبو‬
‫هفان‪ ،‬قال‪ :‬قالت‪ :‬جليلة بنت مرة بن ذهل بن شيبان امرأة كليب بن‬
‫ربيعة‪:‬‬
‫وم حتى تـسـألـي‬ ‫جلي الل ْ‬ ‫ت فـل ت َعْ َ‬ ‫يا ابنة القوام إن لـمـ ِ‬
‫وم فلومي‬ ‫دها الل ْ‬ ‫عن َ‬ ‫ت تـبـينـت الـتـي‬ ‫فإذا أْنـ ِ‬
‫واعـذلـي‬
‫ت‬
‫ت امرىء ِليم ْ‬ ‫ن تكن أخ ُ‬ ‫إ ْ‬
‫جَزٍع منها عليه فـاْفـَعـلـي‬ ‫َ‬ ‫على‬
‫ويروى‪ :‬ليمت على شفق منها‪.‬‬
‫س على وجـدي‬ ‫سا ٍ‬ ‫لج ّ‬ ‫فِعْ ُ‬
‫ن أجـلـي‬ ‫ف ٍ‬
‫م ْ‬ ‫قاطعٌ ظهري و ُ‬ ‫بـه‬
‫ن لـم‬ ‫غير عَيني أنـفـقـأت عيني اليمنى إذ َ ْ‬
‫ل‬ ‫ن َ ِ ْ‬ ‫لو بعي ٍ‬
‫فـ ِ‬ ‫حـ ِ‬ ‫أ ْ‬
‫واستوى العالي معا ً‬
‫ده‬‫م المـجـد َ كـلـيب وحـ َ‬ ‫أي ْت َ َ‬
‫بالسـفـل‬
‫من لحك ْم ِ الناس في‬
‫وَِقرى الضياف يوم الـبـّزل‬
‫حي َْرتـهـم‬ ‫َ‬
‫ي‬
‫في صدى الرمح وَرِ ّ‬ ‫ولصـلح وإفـسـاد ٍ مـعـا ً‬
‫المنصل‬ ‫ٍ‬
‫حسرتي عما انجلت أو‬ ‫سـاس‬ ‫ل جـ ّ‬ ‫ل عندي فِعْ ُ‬ ‫ج ّ‬ ‫َ‬
‫تنجلـي‬ ‫فـيا‬
‫عـل‬‫ن َ‬ ‫ف بيتي جميعـا ً ِ‬
‫مـ ْ‬ ‫سق َ‬ ‫ب الـدهـُر بـه‬ ‫يا قتيل ً خـّر َ‬
‫ت الذي‬ ‫م البي َ‬ ‫هَد َ َ‬
‫وبدا في هـدم بـيتـي الول‬
‫استـحـدثـُتـه‬
‫صمي به‬ ‫م ْ‬ ‫ة ال ُ‬‫رمي َ‬
‫ل‬ ‫ورماني قتـلـه مـن كـَثـ ٍ‬
‫ب‬
‫صـ ِ‬ ‫المستأ ِ‬
‫ل‬
‫ضـ ِ‬‫صني الدهر بأمرٍ معـ ِ‬ ‫م قـد خ ّ‬ ‫يا نسائي دونـكـن الـيو َ‬
‫ى‬
‫من ورائي ولظ ً‬ ‫ى‬‫ب بـلـظـ ً‬ ‫ل كلـي ٍ‬ ‫صني قَت ْ ُ‬ ‫خ ّ‬
‫مسَتقِبـلـي‬
‫س من يبكي ليومـيه‬ ‫لي ْ َ‬
‫ل‬
‫إنمـا يبـكـي لـيوم ٍ بـجـ ِ‬ ‫كـمـن‬
‫مـْثـكـلـي‬ ‫ل ُ‬ ‫ك الثائرِ قت ْ ٌ‬ ‫د ََر ِ‬ ‫درك الـثـائر شـافـيه وفـي‬ ‫َ‬
‫بدل ً منه دما مـن أكـحـلـي‬ ‫ً‬ ‫ه كان دمي فـاحـتـلـبـوا‬ ‫لْيت ُ‬
‫ل الـلـه أن يرتـاح لـي‬ ‫ولع ّ‬ ‫ة‬
‫ة مـقـتـول ٌ‬ ‫إنـنـي قـاتـل ٌ‬

‫‪35‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫وجدت بخط حرمي بن أبي العلء قال‪ :‬محمد بن خلف بن المزربان‪ :‬بأن‬
‫هذه البيات لفاطمة بنت ربيعة بنت الحارث بن مرة‪ ،‬أخت كليب ومهلهل‬
‫ابني ربيعة التغلبيين‪ ،‬ترثي أخاها كليبًا‪ ،‬وقتله زوجها جساس‪.‬‬
‫أخبرنا إبراهيم بن محمد بن عرفة‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أحمد بن يحيى‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا‬
‫سعدان بن المبارك عن أبي عبيدة‪ ،‬قال‪ :‬لما كان يوم ذي قار نادت بنت‬
‫القرين الشيبانية‪:‬‬
‫ن ُتهَزموا ُيصبغوا فينا‬ ‫إ ْ‬ ‫ن صفا ً بعد َ‬ ‫وَْيها ً بني شيبا َ‬
‫ف‬
‫القل ْ‬ ‫ف‬
‫ص ْ‬
‫حدثني أحمد بن عبد الله‪ ،‬وعبد الله بن يحيى العسكريان قال‪ :‬حدثنا‬
‫العنزي‪ .‬قال‪:‬حدثنا عمر بن عبيدة‪ ،‬قال‪ :‬حدثني مدرك بن عامر الحارثي‪،‬‬
‫قال‪ :‬كانت امرأة من بني شيبان ناكحا ً في بني يشكر‪ ،‬فخلت يومًا‪،‬‬
‫فسمعها زوجها تقول‪:‬‬
‫أصبحت في آل الشقيق‬
‫ب‬‫ب فيه معي ُ‬ ‫ي الذي ل عي َ‬ ‫عل ّ‬ ‫ة‬
‫غريب ً‬
‫دني في‬ ‫ً‬
‫وأن زمانا ر ّ‬
‫ب‬‫جه لحـبـي ُ‬ ‫إلي‪ ،‬وإن لم أْر ُ‬ ‫عشيرتي‬
‫قال‪ :‬فردها إلى قومها‪.‬‬
‫أخبرنا ابن دريد‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أحمد بن عيسى عن ابن أبي خالد عن الهيثم‬
‫بن عدي‪ ،‬قال‪ :‬كان يزيد بن قرة الشيباني شديدا ً منيعًا‪ ،‬وكان يرى رأي‬
‫الخوارج‪ .‬ولم يكن يخشى عمال العراق‪ ،‬فغاظ ذلك الحجاج وأبلغ إليه‪،‬‬
‫فكتب عبد الملك " يخبره بذلك" فكتب إليه‪ :‬أن أحتل له‪ ،‬فإن قدرت عليه‪،‬‬
‫فاضرب عنقه‪ .‬فدعا الحجاج يزيد بن رويم وجرير بن يزيد‪ ،‬فأكرمهما‬
‫وأدناهما‪ ،‬وقال ليزيد‪ :‬لك شرط العراق‪ ،‬ولجرير ديوان الخرج‪ ،‬إن أنتما‬
‫أتيتماني بيزيد بن قرة‪ .‬فركبا جميعا ً إلى يزيد فقال له‪ :‬إن المير قد غضب‬
‫عليك‪،‬وإنا نخاف أن ينال غضبه جميع قومك فاركب إليه قال‪ :‬ل أفعل‪ ،‬إنه‬
‫إن نظر إلي قتلني‪ .‬فقال له‪ :‬ما هو بفاعل‪ -‬إن شاء الله‪ -‬ولبد من أن‬
‫تركب معنا‪ ،‬فلبس ثيابا ً بيضا ً وتهيأ للقتل وركب وخرج نساؤه حتى أتين‬
‫باب الحجاج فلما أدخل عليه‪ ،‬قال له الحجاج‪ :‬أنت يزيد بن قرة? قال‪:‬‬
‫نعم‪ .‬قال‪ :‬قتلني الله إن لم أقتلك‪ .‬قال‪ :‬نشدتك الله أيها المير أن تقتلني‪،‬‬
‫فإني قيم أربع وعشرين امرأة‪ ،‬ليس لهن قيم سواي‪ .‬قال‪ :‬ومن يعلم‬
‫ذلك? قال‪ :‬هن بالباب‪ .‬فأمر بإدخالهن‪ ،‬فكل واحدة تقول‪ :‬اقتلني ودعه‪.‬‬
‫فيقول‪ :‬من أنت? فتقول‪ :‬عمته أو خالته أو بنته أو بنت أخ أو بنت أخت‪،‬‬
‫حتى اجتمعن بين يديه قيامًا‪ ،‬فقالت ابنته‪:‬‬
‫علينا وإما أن ُتقتلـنـا مـعـا ً‬ ‫ة‬
‫من بـنـعـم ٍ‬ ‫ج إما أن ت ُ‬ ‫جا ُ‬ ‫أح ّ‬
‫ج كم تفجع به إن‬ ‫أحجا ُ‬
‫ثماني عشر واثنتين وأربـعـا‬
‫قتلـتـه‬
‫ج لو تسمع بكاَء‬ ‫أحجا ُ‬
‫ل أجمـعـا‬ ‫وعماِته يندبنه اللي َ‬
‫نـسـائه‬
‫ضْعضعا‬ ‫ه علينا‪ ،‬فمهل ً ل تزدنا ت َ َ‬ ‫مـ ُ‬‫م مقـا َ‬ ‫ج من هذا يقو ُ‬ ‫أحجا ُ‬
‫جعـا‬ ‫وللباكيات الصارخات تف ّ‬ ‫ه‬
‫م لـلـ ِ‬‫ه اليو َ‬ ‫ج هَب ْ ُ‬ ‫أحجا ُ‬

‫‪36‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫وحـده‬
‫فرق لها الحجاج وبكى‪ ،‬وكتب في أمره إلى عبد الملك "يصف ما جرى"‬
‫فكتب إليه‪ :‬إن كان حقا ً فاعف عنه‪ ،‬وألحق عياله في العطاء‪ ،‬ففعل‪.‬‬
‫أخبرني محمد بن أبي الزهر‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا محمد بن يزيد النحوي‪ :‬أن جارية‬
‫لهمام بن مرة ذهل بن شيبان قالت له‪:‬‬
‫ل‬
‫ن مع الرجا ِ‬ ‫إلى اللتي يك ّ‬ ‫ن قلـبـي‬ ‫ح ّ‬ ‫م بن مرةَ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫أه ّ‬
‫قال‪ :‬يا فساق أردت صفيحة ماضية‪ ،‬فقالت‪:‬‬
‫ل‬‫رفةِ القذا ِ‬ ‫مش ِ‬ ‫إلى صلعاء ُ‬ ‫ن قلبـي‬ ‫م بن مرةَ ح ّ‬ ‫ما ُ‬ ‫أه ّ‬
‫قال‪ :‬يا فجار! أردت بيضة حصينة ماضية‪ ،‬فقالت‪:‬‬
‫سد ّ بهِ مبالي‬ ‫إلى (‪ )...‬أ ُ‬ ‫ن قلبي‬ ‫ح ّ‬ ‫م بن مرةَ َ‬ ‫ما ُ‬ ‫أه ّ‬
‫قال‪ :‬فقتلها‪.‬‬
‫وحدثني محمد بن أحمد الكاتب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا الحارس بن أبي أسامة‪ ،‬قال‪:‬‬
‫كان رجل من العرب‪ ،‬وكان له ثلث بنات يأبى أن يزوجهن فعنسن في‬
‫بيته‪ ،‬فشكت كل واحدة منهن إلى صاحبتها شوقها إلى الرجال‪ ،‬فقالت‬
‫الكبرى‪ :‬أنا أكفيكن‪ ،‬فكتبت إلى أبيها‪:‬‬
‫ن مع الرجال‬ ‫إلى اللتي يك ّ‬ ‫م بن مرة حن قلـبـي‬ ‫أهما ُ‬
‫فاشترى لها سيفا وبعث به إليها وقال‪ :‬هذا يكون مع الرجال‪ ،‬فقالت لها‬ ‫ً‬
‫الوسطى‪ :‬ما صنعت شيئا ً فضيحتنا‪ ،‬ولكن أنا أخاطبه فكتبت إليه‪:‬‬
‫ل‬ ‫إلى صلعاء مشرفةِ القذا ِ‬ ‫أهمام بن مرة حن قلبـي‬
‫فاشترى لها بيضة وبعث بها إليها‪ .‬فقالت الصغرى‪ :‬قبحكن الله ما صنعتن‬
‫شيئا ً ولكني سأصرح له فكتبت إليه‪:‬‬
‫إلى (‪ )...‬أسد ّ به مبالي‬ ‫ن قلبي‬ ‫أهمام بن مرة ح ّ‬
‫فزوجهن ثلثتهن‪.‬‬
‫أخبرني أبو عبد الله الحكيمي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو أمية الخصيب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫شباب العصفري عن إسماعيل بن إبراهيم قال‪ :‬حدثني عاصم بن الحدثان‬
‫قال‪ :‬حدثني حبيب بن خدرة الهللي قال‪ :‬ما رأيت امرأة أشد كمدا من‬
‫امرأة بني شيبان‪ ،‬قتل أبوها أخوها وزوجها وابنها وعماها وخالها مع‬
‫الضحاك بن قيس الخارجي في أيام مروان بن محمد‪ ،‬فعاشت بعد قتل‬
‫الضحاك بن قيس الخارجي في أيام مروان بن محمد‪ ،‬فعاشت بعد قتل‬
‫الضحاك فما رقأت لها عين‪ ،‬ول رأيتها ضاحكة ول مبتسمة وقالت‪:‬‬
‫ن‬
‫س ما لهـا سـكـ ُ‬ ‫ولنف ٍ‬ ‫ن‬
‫فه الـحـَز ُ‬ ‫بش ّ‬ ‫من لقل ٍ‬
‫خيرهم من معشرٍ ظعنوا‬ ‫ن البرار فارتحلـوا‬ ‫ظع َ‬
‫ن‬
‫دموا حسـ ُ‬ ‫ل ما قد ق ّ‬ ‫ك ّ‬ ‫م‬
‫ضوا نحوبـهـ ُ‬ ‫معشٌر ق ّ‬
‫جُبـنـوا‬‫ينكلوا عنها ول َ‬ ‫صبروا عند السيوف فلـم‬
‫ب البيت ما غِبنوا‬ ‫ل ور ّ‬ ‫م‬‫سـهـ ُ‬ ‫ة باعوا نـفـو َ‬ ‫فتي ٌ‬
‫ن والسَنـن‬ ‫حين مات الدي ُ‬ ‫ابتغوا مرضـاةَ َرِبـهـم‬
‫فـَتـن‬‫بعدما هَد ّْتهم الـ ِ‬ ‫ب القوم ما طلبـوا‬ ‫فأصا َ‬
‫روى أبو تمام الطائي في الحماسة لمرأة من بني شيبان‪:‬‬
‫كذاك الرمح َيكلف بالكريم ِ‬ ‫وقالوا‪ :‬ماجدا ً منكم قتلـنـا‬

‫‪37‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫سيمها خيَر القسـيم ِ‬ ‫نق ِ‬ ‫فكا َ‬ ‫بعين أباغَ قاسمنا المـنـايا‬
‫روى أحمد بن الحارث الخزاز عن المدائني‪ :‬أن مليكة الشيبانية قالت ترثي‬
‫الضحاك بن قيس الخارجي وأصحابه‪:‬‬
‫ل الجـــر‬ ‫تسـتـوجـبـين فـضــائ َ‬ ‫ر‬
‫ك بـالـصـبــ ِ‬ ‫مـلـيك‪ :‬عـلـي ِ‬ ‫قولـي ُ‬
‫ك غير كاذبةٍ يا عدتي‬ ‫قولي فإن ِ‬
‫ر‬
‫ده ِ‬ ‫لنوائب ال ّ‬
‫وتـلـّهـفـا ً وحـرارةَ الـــصـــدِر‬ ‫أوَرثتي كمدا ً يؤرقني‬
‫ر‬
‫مـــ ِ‬‫جـــ ْ‬ ‫وحـرارةً كـحـرارةِ الـ َ‬ ‫ة‬
‫ومـرارة ً فـــي الـــعـــيش دائم ً‬
‫ذكـــر‬ ‫ف والـ ِ‬ ‫بالـخـير والـمـعـرو ِ‬ ‫ن يأمـــرنـــا‬ ‫ب الـذي قـد كـا َ‬ ‫ذهـ َ‬
‫قال‪ :‬وقالت ترثي أخاها‪:‬‬
‫ل من الحدثان?‬ ‫ف إذا حل بها ناز ٌ‬ ‫ك الضعا ِ‬ ‫ن لجارات َ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ن?‬
‫ل منزل الضيفا ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ل إذا َ‬ ‫ب في ظلمةِ اللي ِ‬ ‫ن لضيف ينتا ُ‬ ‫م ْ‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫ك ما سمعت أذنايَ يوما تلوةَ الفرقان‬ ‫ف أبكي علي َ‬ ‫سو َ‬
‫ن?‬ ‫صهَر ويؤتى لحاجةِ اللهفا ِ‬ ‫ن من يحفظ القرابة وال ِ‬ ‫أي َ‬
‫ن‬‫ن بالحسا ِ‬ ‫ويحوط المولى ويصطنع الخيَر ويجزي الحسا َ‬
‫ن‬
‫ح اليدين سبط البنا ِ‬ ‫سم َ‬ ‫ف َ‬ ‫ف الذى ويبتذل المعرو َ‬ ‫ويك ّ‬
‫قال‪ :‬وقالت أيضا ً ترثيه‪:‬‬
‫ت‬
‫ف حتى المما ِ‬ ‫عين جودي بالدموع بواك ٍ‬ ‫يا َ‬
‫ضر الحروب من النساء الشاريات‬ ‫قول لمن ح َ‬
‫ش مثبتات‬ ‫أمسين بعد غضارةٍ ونعيم عي ٍ‬
‫ت‬
‫ت عظامهم رفا ِ‬ ‫ش ناعم صار ْ‬ ‫من بعد عي ٍ‬
‫ن أقوال الُرقاة‬ ‫ت لم تغ ْ‬ ‫ة أقبل ْ‬ ‫وإذا المني ّ ُ‬
‫ضلت‬ ‫مل والمرجى في المور المع ِ‬ ‫كنت المؤ ّ‬
‫ب للترات‬ ‫كنت المؤامَر والمؤازَر والمطال ِ َ‬
‫قال‪ :‬وقالت أيضا ً ترثي عمها‪:‬‬
‫قد كان بالمعروف آمْر?‬ ‫صبرت عن عمي الذي‬ ‫أ َ‬
‫كان المؤامَر والمؤازِْر?‬ ‫صبرت عن عمي الذي‬ ‫أ َ‬
‫ذوو الفضيلة والبصـائْر‬ ‫ه الَنفـر الـشـراةُ‬ ‫إخوان ُ‬
‫شـْر‬ ‫حين يجتمعُ المعـا ِ‬ ‫مـك‬ ‫ت لسان َقو ِ‬ ‫يا عم كن َ‬
‫وبالصائل والهـواجـْر‬ ‫كـيّنـك بـالـغـداة‬ ‫فلب ْ ِ‬
‫ل مـغـاوْر‬ ‫س بط ٍ‬ ‫بفار ٍ‬ ‫ت‬‫ولئن بكيت لـقـد رزئ ُ‬
‫قال‪ :‬ولها أيضا ً ترثيه‪:‬‬
‫ة جـاٍر أم ما لقلبـك ل َيقـّر قـرار?‬ ‫معك يا مـلـيك َ ُ‬ ‫ما بال د ْ‬
‫لي ً‬ ‫ن‬
‫سك ليس يسك ُ‬ ‫أم لنف ِ‬
‫ل‪ ،‬وليس نهارها بنـهـار?‬
‫حْزنـهـا‬
‫جزعا ً على من كان يجمع‬ ‫َ‬
‫عـَثـار‬ ‫ده لـنـوائب و َ‬ ‫ونِعـ ّ‬ ‫شملنا‬
‫غـبـار‬ ‫م بين نـضـائدٍ و ُ‬ ‫يا ع ّ‬ ‫لوْ كنت أملك دفع ذلك لم‬

‫‪38‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫تكـن‬
‫ت جلبابي لِعـظـم‬ ‫ألقي ُ‬
‫خـمـار‬
‫ت سافرة ً بغير ِ‬
‫وبرْز ُ‬ ‫رزيتـي‬
‫سلي‬ ‫ُزرت المقابر كي أ َ‬
‫مـزار‬
‫هيهات ممن زرت بْعد َ‬ ‫عبرتي‬
‫عند الحروب وكل كهل‬ ‫ة‬
‫شرا ِ‬ ‫َفلتبك نسوا ُ‬
‫ن ال ُ‬
‫شاري‬ ‫ة‬
‫بـعـبـر ٍ‬
‫ف‬
‫ضي ٍ‬ ‫ل َ‬‫عند الِعشاِء‪ ،‬وك ّ‬ ‫ب‬‫وليبكه المولى‪ ،‬وطال ُ‬
‫طاري‬ ‫ة‬
‫حـاج ٍ‬
‫عرفوا بحسن عفافَ ٍ‬
‫ة‬ ‫أين الذين إذا ذكرت‬
‫ووقـاِر?‬ ‫فعـالـهـم‬
‫بذلوا له أموالهم بـيسـار?‬ ‫أين الذين إذا أتاهـم سـائ ٌ‬
‫ل‬
‫م الخياُر‬‫قالت عشائرهم‪ :‬ه ُ‬ ‫أين الذين إذا ذكرنا دينـهـم‬
‫قال وقالت أيضًا‪:‬‬
‫بين النضائد والصفـائح‬ ‫ب في الثرى‬ ‫أبكي المغي ّ ُ‬
‫ح‬
‫مع الغوادي والـروائ ْ‬ ‫أبكي وحقّ لي البـكـاء‬
‫وما جرت الـبـوارح‬ ‫س‬
‫فلْبكينك ما غدت شم ٌ‬
‫حين ُتعتقد النـصـائح?‬ ‫جى للنصـيحة‬ ‫من ذا ير ّ‬
‫ومن يكون لكل نازح?‬ ‫جى للـقـريب‬ ‫أم من ير ّ‬
‫ب ونائح?‬ ‫وكل ذي غر ٍ‬ ‫مـل لـلـيتـيم‬ ‫أم من يؤ ّ‬
‫خيرا ً ويحجرِ كل ّ نابح?‬ ‫م صـديقـه‬ ‫أم من يعـ ّ‬
‫قال‪ :‬فقالت ترثي الضحاك‪:‬‬
‫مثل الجمان وهي من‬
‫جـم‬
‫سـ ْ‬ ‫مِعك دائم الـ َ‬ ‫ما بال د ْ‬
‫النظم?‬
‫خـم‬‫لما ُفجعت بسـي ّدٍ ضـ ْ‬ ‫جلت مصيبُتنا وقد عظـمـت‬ ‫َ‬
‫سن السريرة ماجدٍ شـهـم‬ ‫ح َ‬‫َ‬ ‫حلو الشمائل حين تـخـبـره‬
‫قَ َ‬
‫ة صاحب الظلـم ِ‬ ‫طع القراب َ‬ ‫ة والـجـوار إذا‬ ‫صل القراب َ‬‫يَ ِ‬
‫سـم ِ‬
‫س بأرحِلها علـى َر ْ‬ ‫عي ٌ‬ ‫ت‬ ‫خـد َ ْ‬
‫فلبكيّنك كـلـمـا و ِ‬
‫صـم‬ ‫عند تـطـاول الـخـ ْ‬ ‫ملء‬‫ولبكينك عند مجتمع ال ْ‬
‫وجدت بخط حرمي بن أبي العلء عن محمد بن خلف بن المزربان أم‬
‫معدان الشيبانية من بني أسد ترثي ابنها معدان وقتلته بهراء‪:‬‬
‫ة فجورا‬ ‫ي إذ هّبت شآمي ً‬ ‫مْعدان من للح ّ‬
‫عسراء من ِقبل الشمال تكاد تنتزع الكسورا‬
‫غلت السنة الجزورا‬ ‫وتبادر القوم القداح وأ ْ‬
‫كن ابني غدورا‬ ‫غدرت به بهراء ولم ي ُ‬
‫َيشكر‬

‫‪39‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫وجدت بخط الرومي عن ابن المزربان‪ ،‬قال‪ :‬كانت أم عقبة بنت عمرو بن‬
‫البجر اليشكرية عند ابن عمها غسان بن جهضم‪ ،‬فخاف أن تزوج بعده‪،‬‬
‫وأراد أن يعلم ما عندها في ذلك فقال‪:‬‬
‫أخبريني الذي تـريدين‬
‫م عـقـبـه‬‫والذي تصنعين يا أ ّ‬ ‫بـْعـدي‬
‫خلق‬ ‫سن ُ‬ ‫كان مني ح ْ‬ ‫تحفظيني من بْعد موتي لما‬
‫وصحَبـه‬ ‫قـد‬
‫سحق‬ ‫أم تريدين ذا جـمـال ومـلـك وأنا في النيران في ُ‬
‫ٍ غربه‬ ‫ٍ ُ‬
‫فأجابته‪:‬‬
‫ت منه غسان من أمر‬ ‫ف َ‬ ‫خ ْ‬ ‫قد سمعت الذي تقول ومـا‬
‫عقبه‬ ‫قـد‬
‫سن‬‫هُ لما قد أوليت من ح ْ‬ ‫أنا من أحفظ النـسـاء‬
‫صحبه‬ ‫وأرعـا‬
‫سوف أبكيك ما حييت‬
‫ث أقولـهـا وبـنـدبـه‬ ‫ومرا ٍ‬
‫و‬
‫بشـجـ ٍ‬
‫جْيم‬
‫جل بن ل ُ‬ ‫ع ْ‬
‫ِ‬
‫صْعب بن علي ابن بكر بن وائل‬ ‫بن َ‬
‫أخبرنا إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أحمد بن يحيى‬
‫النحوي‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا سعدان بن المبارك عن أبي عبيدة‪ ،‬قال‪ :‬لما كان يوم‬
‫ذي قار‪ ،‬تقدمت عجل وأبلت بلء حسنًا‪ ،‬واضطمت عليهم جنود العجم‪،‬‬
‫فقال الناس‪ :‬هلكت عجل‪ .‬ثم حملت بكر‪ ،‬فوجدت عجل ً ثابتة تقاتل‪،‬‬
‫وامرأة تقول منهم‪:‬‬
‫ن يظفروا يجّردوا فينا الغَُز ْ‬
‫ل‬ ‫إ ْ‬
‫عجل!‬ ‫م بني ِ‬ ‫إيها ً فداٌء لك ُ‬
‫وتقول أيضا ً تحضض الناس‪:‬‬
‫ونفرش الّنمارق‬ ‫إن تهزموا نعانق‬
‫فراقَ غير وامق‬ ‫أو تهَزموا نفارق‬
‫أخبرنا محمد بن الحسن بن دريد‪ ،‬قال‪ :‬أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة‪،‬‬
‫قال‪ :‬كان الحارث بن تولب‪ ،‬أخو النمر بن تولب الشاعر‪ ،‬سبى حسينة بنت‬
‫جابر بنت بجير العجلي يوم العداب وكانت عند ابن عمها تمام بن سواده‬
‫بن بجير ففرعنها يومئذ فأخذت‪ .‬فقدم سوادة بن بجير وزوجها تمام‬
‫وأخوها أبجر بن جابر‪ ،‬على الحارث بن تولب يطلبون إليه أن يردها إلى‬
‫أهلها‪ ،‬فخيرها الحارث المقام معه‪ ،‬أو النصراف إلى قومها‪ ،‬فاختارت‬
‫المقام‪ ،‬فلمها زوجها فأنشأت تقول‪:‬‬
‫ت تركض في عجاج‬ ‫مضي َ‬ ‫و َ‬ ‫م قد أسلمتـنـي‬ ‫ما ُ‬‫ت ّ‬
‫القسطل‬ ‫حـهـم‬ ‫لـرمـا َ‬
‫ت عني في الـرعـيل‬ ‫وفرر َ‬ ‫وتـلـومـنـي أل ّ أكـّر إلـيكــم‬
‫ل‬
‫الوّ ِ‬

‫‪40‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫ثم إن الحارث وهبها لخيها أبجر وقال‪:‬‬
‫سوادةُ ضارعا ً معه النداء‬ ‫وخي ّْرنا حسـينة إذ أتـانـا‬
‫حـياُء‬‫ب ال َ‬ ‫ذه َ‬ ‫ت إلى لجيم ٍ مخيرةً فقد َ‬ ‫وقالت‪ :‬إن رجع ُ‬
‫وروى محمد بن العباس اليزيدي عن محمد بن حبيب عن ابن العرابي‬
‫وعمارة بن عقيل‪ :‬أن يوم العداب‪ ،‬وهو يوم الصعاب‪ ،‬وهو يوم أغارت فيه‬
‫بنو عبد مناة بن اد بن طابخة‪ ،‬على عجل وحنيفة بالراكة من أرض جو‬
‫اليمامة‪ .‬وقتل منهم كريز بن سواده العجلي قتله مالك بن خياط العكلي‬
‫ثم القيشي‪ .‬وسبيت حسينة بنت جابر بنت بجير بن شريط العجلي أخت‬
‫أبجر بن جابر‪ ،‬وكانت تحت تمام سوادة معرسا ً بها‪ ،‬فسباها عمرو بن‬
‫الحارث بن أقيش العكلي‪ ،‬فلبث عنده‪ ،‬ثم أن تماما ً زوجها وأباه سوادة‪،‬‬
‫أتياها ليفاديانها‪ ،‬فاختارت عمرو بن الحارث‪ ،‬وقالت في ذلك حسنية تعير‬
‫تماما ً زوجها‪:‬‬
‫وخرجت تركض في عجاج‬ ‫مام قد أسلمتـنـي‬ ‫ت ّ‬
‫سطل‬ ‫الق ْ‬ ‫لـرمـاحـهـم‬
‫وتلومـنـي أن ل أكـّر عـلـيكـم هيهات ذلك مـنـكـم ل أفـعـل‬
‫يوم اللـقـاء لـمـن أتـاكـم‬ ‫إني وجدتكـم تـكـون‬
‫أول‬ ‫نـسـاؤكـم‬
‫ً‬
‫ثم أن أخاها أبجر بن جابر أتاها بعدها ردت تماما وأباه‪ ،‬فلمها على‬
‫اختيارها على قومها‪ ،‬فرضيت بالرجوع مع أخيها‪ ،‬ففادها بمائة من البل‬
‫وخمسة أفراس‪ .‬وسار معها عمرو بن الحارث حتى زوجها أرض بني تميم‪،‬‬
‫وقال في ذلك عمر بن الحارث العكلي‪:‬‬
‫فـداء‬ ‫ه الـ ِ‬ ‫معَ ُ‬ ‫سوادةُ ضارعا ً َ‬ ‫سـْينة إذ ْ أتـاهـا‬ ‫حـ َ‬ ‫خيرنا ُ‬ ‫و َ‬
‫ت إلى‬ ‫فقالت‪ :‬إن رجع ُ‬
‫ة‪ ،‬فقد ذهب الـحـياُء‬ ‫مخاير ً‬
‫لجـْيم‬
‫معَ الـنـداُء‬ ‫س ِ‬‫فما صبروا ول عطفوا علينـا وندعوهم‪ ،‬فما ُ‬
‫ظمـاُء‬ ‫ل ال ِ‬ ‫س ُ‬ ‫م ال َ‬ ‫مهيرةً فيكم فأمـسـي ومهري فيك ُ‬ ‫ت َ‬‫وكن ُ‬
‫سبي‬ ‫ت صفوتي من َ‬ ‫وكان َ ْ‬
‫عب كالظبـاء‬ ‫سينة من كوا ِ‬ ‫ح َ‬‫ُ‬ ‫ل‬‫ج ٍ‬
‫ع ْ‬
‫وفينا غيرها منهـم نـسـاء‬ ‫وهبناها لبـجـر إذ ْ أتـانـا‬
‫سوْقَ هُن َي ْد َةٍ فـيهـا ِرعـاُء‬ ‫و َ‬ ‫ن ثواُبه مـنـهـا جـيادا ً‬ ‫فكا َ‬
‫وفي ذلك يقول جرير للخطل‪:‬‬
‫م‬
‫س ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫ب وت ْ‬ ‫تحوي النها َ‬ ‫ة بالعداب‬ ‫ت حسين َ ُ‬ ‫ورأ ْ‬
‫النفـال‬ ‫فوارسي‬
‫كتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬أخبرنا عمر بن شبة‪ ،‬قال‪ :‬قالت أم عامر‬
‫بنت معن العجلية تهجو ابني قيس بن ثعلبة‪ .‬ورواها أبو عبيدة لها أيضًا‪:‬‬
‫سراب جرى ميل ً إلى‬ ‫ُقبحا ً لزم وأبيات لهـا حـصـر إذا ال َ‬
‫ل‬ ‫ُ ُ‬ ‫ّ‬
‫مي ِ‬
‫لو كنت فاخرةً أعطيت‬
‫ل‬‫ب لكم أولد َ مجـهـو ِ‬ ‫ول د َِبي َ‬ ‫غيركـم‬

‫‪41‬‬
‫مكتبة مشكاة‬ ‫أشعار النساء‬
‫السلمية‬
‫وليس يعفوَنها من أسوء‬ ‫س ل تحظى‬ ‫جعاسي ُ‬ ‫سود ٌ َ‬
‫ل‬‫قـي ِ‬
‫ال ِ‬ ‫هَدِي ُّتهم‬
‫أخبرني أبو ذر القراطيسي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا ابن أبي الدنيا‪ ،‬قال‪ :‬حدثني محمد‬
‫بن سلم‪ ،‬وكتب إلي أحمد بن عبد العزيز‪ ،‬قال‪ :‬اخبرنا عمر بن شبة قال‪:‬‬
‫قالت امرأة من بني عجل في الطاعون الجارف بالبصرة‪ ،‬وذلك في سنة‬
‫سبعين‪ ،‬أيام مصعب بن الزبير‪ ،‬وقد ذهب أهلها فسمعت عواء الذئب‪:‬‬
‫ة‬
‫سـحـَر ٍ‬‫ب المنادي بـ ُ‬ ‫أل أيها ال ّ‬
‫ذئ ُ‬
‫ت وأنـنـي‬ ‫بدا لي أنـي قـد يئمـ ُ‬
‫ن مضى‬ ‫م ْ‬‫ول ضيَر أني سوف أتبعُ َ‬

‫‪42‬‬

You might also like