Professional Documents
Culture Documents
القتصـــاد الجـــزائري
والعولمة
)الملف الول(
إعداد الدكتور :لخلف عثمان
كيف تكون القتصاد الجزائري الحديث وما هي التحولت البنيوية التي شهدتها
.التشكيلة الجتماعية والقتصادية التي ارتبطت بهذا النمو ؟
لقد كان القطاع الفلحي في الجزائر منظما بشكل متميز من حيث توزيع
:الراضي الفلحية حيث نميز بين أربعة تنظيمات أساسية
أراضي ألبا يلك *
أراضي العرش *
أراضي الملك *
أراضي الحبوس و الوقاف *
لقد عمدت السلة الفرنسية من خلل السياسة التوسعية التي انتهجتها إلى تحطيم
هذه التشكيلة بجعلها تحتك بنمط القتصاد الفرنسي الذي كان من نوع ليبرالي
رأسمالي ،مما نقل القتصاد الجزائري من نمط القتصاد المقفل )الذاتي( إلى
اقتصاد مفتوح دون أن يكون مستعد ماديا إلى هذا النوع من النتقال مما أحدث
تفاوتا وازدواجية )ثنائية( في القتصاد بوجود نمطين هما :القتصاد الحديث
.والقتصاد التقليدي سواء تعلق المر بالقطاع ألفلحي أو الصناعي
فبالنسبة للقطاع الفلحي فقد عمد المعمرون إلى السيطرة على الراضي
الخصبة التي وصلت مساحتها إلى 2700000هكتار تضم أكثر من 22000
مزرعة يستعمل في استغللها التقنيات الحديثة و أهم عوامل النتاج المتاحة
آنذاك مما يفسر أنها كانت تحقق أكثر من %65من النتاج الفلحي الذي كان
يخدم القتصاد الفرنسي بالدرجة الولى ،وذلك عكس القطاع الفلحي التقليدي
الذي كان تابعا للجزائريين الذين فرض عليهم استغلل المناطق الوعرة
والجبلية بالوسائل البدائية والتقليدية بإنتاج كان ل يكفي حتى لتغطية الستهلك
.الذاتي فتقلصت معه مصادر التراكم بالنسبة للجزائريين
أما بالنسبة للقطاع الحرفي فقد ترجع دوره في المجال الصناعي لصالح
الوحدات الصناعية التي ظهرت للوجود في الجزائر خاصة بعد الحرب
العالمية الثانية والتي كانت تابعة في إجمالها للمعمرين أو للمؤسسات الفرنسية
الكبيرة في شكل فروعا لها في الجزائر ،وذلك بفضل التسهيلت التي كانت
تقدمها السلطات الفرنسية آنذاك للمعمرين من أجل الستثمار في الجزائر،
فكان ذلك على حساب القاعدة الصناعية التي كانت تابعة للجزائريين والتي
كانت تتشكل في أغلبها من الحرف والوحدات البسيطة التي تعتمد على
التقنيات والوسائل التقليدية ،فعلى سبيل المثال أنتقل عدد هذه الوحدات من
100000وحدة كانت موجودة في منتصف القرن 19إلى أقل من 35000
وحدة عام ،1951فأمام هذا التحول ظهر للوجود في الجزائر قطاعين
صناعيين أحدهما تقليدي يملكه الجزائريون وأخر حديث ومتطور يعود
للمعمرين الخواص أو لبعض فروع الشركات الفرنسية التي أخذت توسع من
.تدخلها في مجال مختلف فروع الصناعة خاصة الستخراجية منها
أول :السياسة الزراعية :أمام التدهور الكبير الذي عرفه القطاع الزراعي،
عمدت السلطات الفرنسية في إطار مشروع قسنطينة إتباع سياسة زراعية
) إصلح زراعي سريع ( ذات أهمية من الناحية القتصادية ،فإرتكزت على
إستصلح مساحة 250ألف هكتار وتوزيعها على الفلحين الجزائريين غير
المالكين لستغللها .ورغم أنه تم جمع أكثر من 201ألف هكتار سنة 1961
فإن ماتم إستصلحه وتوزيعه لم يتعدى 28ألف هكتار وهو ما يظهر فشل
سياسة الصلح التي تأثرت بالمشاكل الدارية و السياسية فكانت النتائج
.ضئيلة
ثانيا السياسة الصناعية :نظرا للتأخر الذي كان يميز الصناعة الجزائرية
حاولت فرنسا من خلل هذا البرنامج وضع سياسة صناعية من شأنها النهوض
بالصناعات المختلفة التي تخدم بالدرجة الولى القتصاد الفرنسي ،فكان
الهتمام موجه هنا إلى الصناعات التي تختص بتحويل المواد الزراعية
والصناعة الميكانيكية والكهربائية والنسيج بتشجيع إقامة الوحدات الصناعية
الصغيرة والمتوسطة ،وقد إكتمل هذا التجاه ببرمجة المشاريع الكبرى
الموجهة أساسا للتصدير من بينها مشروع الحديد والصلب في عنابة ومصنع
.تمييع الغاز ومركب البتروكمياء المبرمجين بمدينة أرزيو
وعن البرنامج الستثماري الذي كان من المنتظر تنفيده يوضحه لنا الجدول
الثاني التالي