Professional Documents
Culture Documents
الكنيسة
لقد أمر الله الشعب منذ القديم بحفظه العياد كعيد الفصح ) خر :12
،24ل ( 4 : 23وعيد الخمسين أو الحصاد ) خر ( 16 : 23وغيرها
من العياد التى كان يحتفل بها شعب اسرائيل ،والسيد المسيح
بنفسه قد مارسها بطقوسها فى زمان تجسده على الرض 0
وان كانت العياد التى فرضت على الشعب قديما ً بطفوسها ظل
لبركات عهد النعمة ،لذلك أوصت الكنيسة بنيها بحفظ العياد
بصلتها وألحانها وطقوسها لنوال بركتها لن الشتراك فى العيد هو
دخول فى شركة العيد ونوال بركته
وفى مقدمة العياد الكنسسية العيساد السسيديه وهسى الخاصسة بالسسيد
المسيح الذى أنعم علينا بالفداء لذلك فالحتفال بهذه العياد السيديه
هو تذكار نوال هبات الله وبركاته التى فاضت على البشرية من خلل
تجسده وصلبه وقيامته تلك السستى ملت الكنيسسسة بغنسسى رحمسسة ونعمسسة
ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ،لسسذلك فسسإن العيسساد السسسيديه لسسم
ترتب لتكون مجرد تذكارا ً روحيا ً أو للتمتع ببعض التأملت الروحية بسسل
لتعيشها فى عمقها فى الروح ونتذوقها مسن خلل ممسارس الطقسس
الكنسى الذى يرتفع بها ويسمو بنفوسنا لكرامة العيد نفسه 0
وقد مارست الكنيسة منذ عهد الرسل الطهار العياد السيدية
وأمرت بنيها أن يحتفلوا بها ورتبت طقوس الحتفال بها 0وأحد
الشعانين هو أحد العياد السيديه السبعة الكبيرة ويوافق الحتفال به
الحد السابع من الصوم الربعينى المقدس فهو الحد الذى يسبق
عيد القيامة ،وفيه تحتفل الكنيسة بتذكار دخول السيد المسيح
الظافر إلى أورشليم قبل المه ،وللمرة الخيرة فى حياته على
الرض ،فيه دخل ملك السلم ) ملك ساليم ( إلى مدينته
) أورشليم ( ،دخل فى هذا اليوم ليملك على خشبة ويتوج بإكليل
شوك ،دخل ليتمم عمله الكهنوتى كرئيس كهنة بتقديم ذاته ذبيحة
ليصنع فداءا أبديا 0
انه عيد جليل لترتفع فيه أصواتنا مع الكنيسة قائلين) :أوصنا فى
العالى 00مبارك التى باسم الرب(
كلمة شعانين عبرانية من " هو شيعه نان " ومعناها يارب خلص ،
ومنها الكلمة اليونانية " أوصنا "
التى استخدمها البشيرون فى الناجيل وهى الكلمة التى كانت تصرخ
بها الجموع فى خروجهم لستقبال موكب المسيح وهو فى الطريق
إلى أورشليم 0ويسمى أيضا ً بأحد السعف وعيد الزيتونة لن الجموع
التى لقته كانت تحمل سعف النخل وغصون الزيتون المزينة فلذلك
تعيد الكنيسة وهى تحمل سعف النخل وع وغصون الزيتون المزينة
وهى تستقبل موكب الملك المسيح 0
ومن طقس هذا اليوم أن تقرأ فصول الناجيل الربعة فى زوايا
الكنيسة الربعة وأرجائها فى رفع بخور باكر وهى بهذا العمل تعلن
انتشار الناجيل فى أرجاء المسكونة ،ومن طقس الصلة فى هذا
العيد أن تسوده نغمة الفرح فتردد اللحان بطريقة الشعانين
المعروفة وهى التى تستخدم فى هذا اليوم وعيد الصليب ،وهى
بذلك تبتهج بهذا العيد كقول زكريا النبى :
"ابتهجى يا ابنة صهيون 000
اهتفى يا ابنة أورشليسسم 000
هوذا ملكك يأتى إليك 000
وهو عادل ومنصور 000
وديع وراكب على حمار وعلى جحش ابن اتان "
) زك ، 9 :9
( 10
تدور جميع قراءات هذا اليوم حول عيد الشعانين ،وتتعلق بمراحل
خدمة هذا اليوم وهى صلوات عيد الشعانين ،ويليها مباشرة بعد
قداس العيد صلة التجنيز والتى تقام بعد توزيع السرار مباشرة
0فمزمور عشية الشعانين ) مز (26 ، 25 : 117وفيه تقول كلماته :
" رتبوا عيدا ً فى الواصلين إلى قرون المذبح " وذلك المزمور يشير
إلى دخول السيد المسيح قرية بيت عنيا والتى أقيم فيها عشاء له ،
كما يشير إلى دخول المسيح أورشليم لتسليم ذاته 0
أما انجيل العشية ) يو ( 11-1 : 12ويقص حادثة زيارة المخلص لبيت
عنيا ونبؤته عن المه وتكفينه ،إذ أن الحداث قد صارت قريبة جدا ً
من هذا اليوم 0
وقى مزمور باكر ) مز ( 23 ، 19 : 67اعلن بركة الله بخلصه
وفدائه " مبارك الرب الله 0مبارك الرب يوما ً فيوما" لن فى هذا
العيد قد اقترب يوم الصلب 0وانجيل باكر زيارة المسيح إلى بيت
زكا وفى قوله اليوم حصل خلص لهذا البيت إذ هو أيضا ً ابن ابراهيم
هو اعلن خلصه المزمع أن يتممه فى دخوله إلى أورشليم ) لو : 19
( 10 – 1ومزمور النجيل ) مز ) ، (2 ، 1 ، 3 : 80مز (2، 1 : 64
تشير النبوات فيها إلى خروج الجموع لستقبال المسيح وتسابيحهم
له فى هذا اليوم المجيد فتذكر " ابتهجوا بالله معيننا هللوا الله
يعقوب " " لك ينبغى التسبيح يا الله فى صهيون "0
وفى الرسائل المقدسة التى تقرأ فى هذا اليوم إشارة إلى هذا
العيد عن أورشليم لتمام الفداء فيبين القديس بولس فى رسالته
) عب ( 28 – 11 : 9أن المسيح وقد جاء رئيس كهنة الخيرات العتيدة
،قد دخل مرة واحدة إلى القداس 00بدم نفسه 00فوجد فداء أبديا ً
0
أما الكاثوليكون فيبدأ القديس بطرس رسالته عن ألم المسيح
المزمع أن يتممها " فإذ قد تألم المسيح لجلنا بالجسد " ) 1بط : 4
0 (11 -1
وفى قراءات البركسيس ) اع ( 31 – 11 : 28اعلن ملكوت لله
للعام ،ففى هذا اليوم يدخل الملك إلى مدينته ليدعوا أبناء مملكته
لذلك يذكر أعمال الرسل أن " جميع الذين كانوا يدخلون إلى بولس
الرسول كان يكرز لهم بملكوت الله "
وفى الناجيل الربعة ) مت ) ، ( 17-1 : 21مر ) ، (11-1 :11لو
) ، ( 48-29 : 19يو (19 – 12 : 12قصة هذا العيد فى تفاصيل
أحداثها الجميلة ،فتكتمل الصورة الرائعة لهذا الحدث المجيد 0
لما أتت الساعة ثبت يسوع وجهه للذهاب إلى أورشليم ) لو ( 51 : 9
عندما قال " ل يمكن أن يهلك نبى خارج أورشليم " ) لو ، ( 33 : 13
ومن الواضح أن يسوع قصد أن يكون وصوله إلى أورشليم متزامنا ً
مع موسم عيد الفصح ،و ل شك انه كان يعلم أن المعارضة المتزايدة
له ستبلغ قمتها فى العاصمة اليهودية ،ويؤكد كل من البشيرين
مرقس ولوقا الخطر الذى توقعه يسوع وتلميذه نتيجة ذهابه إلى
أورشليم ) مر ،32 : 10لو ( 51 : 9
وقد بدأ السبوع الخير بيوم الحد حيث كان دخوله الظافر إلى
أورشليم ) مر ( 11-1 : 11والطريق من أريحا إلى أورشليم يرتفع
400مترا ً بمنحدر طويل أحيانا ً وشديد النحدار أخرى ويبلغ حوالى
27كيلو مترا وعلى هذا الطريق كان حديث يسوع عن السامرى
الصالح ) لو ، ( 30 : 10وقد اقترب إلى أورشليم ،وكان دخوله عن
طريق بيت فاجى ) مت (1 : 21وهى ضاحية تقع على المنحدر
الجنوبى لجبل الزيتون ،وكانت اللوف المحتشدة تردد :
أوصنا لبن داود 000
أوصنا فى العالى 000
مبارك التى باسم الرب 000
بينما هم يتقدمون الموكب الملكى ،فالملك آتيا إلى مملكته ،وريث
داود ) مت (1 : 1وكان وقت الربيع ويذكر المؤرخ اليهودي
يوسيفوس انه تجمعت فى أورشليم فى ذلك الوقت حوالى مليونان
ونصف من اليهود ،وكانت تلك الجماهير من اليهود آتيه من كل حدب
وصوب من الماكن القريبة والبعيدة فى أنحاء القليم تتجهه إلى
أورشليم مدينة الملك داود ،لتقدم ما أمرت به الشريعة ،فقد كان
لزاما ً على كل يهودى أن يحضر إلى أورشليم للحتفال بعيد الفصح ،
أعظم أعياد اليهود ،وفيه تذكار خلصهم ) خر " 00 ( 12وفى
الطريق إلى أورشليم تجمعت اللوف حول موكب الملك التى إلى
المدينة المقدسة ،وفى نفوس متأججة بالحماس كان الذين تقدموا
والذين تبعوا يصرخون قائلين " أوصنا 0مبارك التى باسم الرب 0
مباركة مملكة أبينا داود التية باسم الرب 0أوصنا فى العالى " ) مر
( 10 ، 9 : 11وهى تسبحة داود النبى ) مز ( 27 – 23 : 17عن
المسيا التى إلى ملكته 0وقد تزاحمت الجموع وهى تحف بموكب
المسيح فإنضم إليهم الجليلين التين
إلى العيد وهم يعرفونه جيد فكثيرا ما راوه يسير فى مدنهم وقراهم
يشفى المرض ويعلم ،وتزايد الزحام بصورة كبيرة حتى تحول الميل
الخير من المسيره إلى موكب ضخم ،وفى نهاية الرحلة كانت
الجموع الغفيرة تحيط به وهم يفرشون الثياب وأغصان الشجر أمامه
إذ كان الحجاج قد دخلوا المدينة قبل مجيئه اليها بوقت قليل ،وقد
استقبلوه كمسيا المنتظر ) يو ، 12 : 12زك ( 9 : 9ومع أن السيد
المسيح يعلم ماذا ينتظره فاليهود يريدون أن يقتلوه وقد تزايد حق
الرؤساء الكهنة عليه ومع ذلك لم يدخل أورشليم متخفيا لكنه دخل
فى موكبه ظاهرا للجميع ليظهر انه بإرادته جاء ليواجه صليبه الذى
من أجله جاء إلى العالم 0
ً
حينما اقترب من أورشليم تنبا بخرابها ) لو : 19 ، 19 ، 35 ، 34 : 13
( 41وبكى عليها وهو يرثيها " يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة
النبياء وراجمة المراسلين إليها كم مرة أردت أن أجمع
ً
أولدك ) "00مت " ( 28 ، 27 : 23انك لو علمت أنت أيضا حتى فى
يومك هذا ما هو لسلمك"
) لو " ( 41 : 19ولكن الن قد اخفى عن عينيك فإنه ستأتى أيام
يحيط بك اعداؤك بمترسه ويحدقون بك ويحاصرونك من كل جهة
وبهدمونك وبنيك فيك ول يتركون فيك حجرا ً على حجر لنك لم
تعرفى زمان افتقادك " ) لو ( 44 – 41 : 19فمدينة لم تلتفت إليه
ورؤساءها حنقوا عليه والن تحققت نبوة حزقيال النبى "
فالكاروبيم رفعت أجنحتها والبكرات معها وفارق مجد الرب المدينة
ووقف على جبل الزيتون " ) خر ، ( 33 : 11لذا بكى عليها فى
دخوله " فقد جاء إلى خاصته وخاصته لم تقبله " ) يو ( 11 : 1وكان
دخول السيد إلى أورشليم فى موكب ظافر بين أصوات الهتاف حوله
حتى أنها وصلت إلى المليين المتواجدين بالمدينة للحتفال بعيد
الفصح بل وصلت إلى آذان قيافا وحنان رؤساء الكهنة فى الهيكل
وأن المدينة ارتجت كلها قائلة من هذا " ،فقالت الجموع هذا يسوع
النبى الذى من ناصره الجيل " ) مت ( 10 : 21وبعد أن عبر وادى
قدرون دخل أورشليم فى هذا الموكب واتجه مباشرة إلى الهيكل
) مر (11 : 11وهناك عبر له التلميذ عن دهشتهم للحجارة العظيمة
التى كانت مازالت باقية من بقايا أساس أسوار الهيكل ،ولن
الوقت قد أمسى خرج يسوع إلى بيت عنيا من اثتى عشر ليفض
الليل فيها فلم يكن من السهل ايجاد مكان للمبيت فى أورشليم فى
أيام العيد هذه لذلك كان السيد المسيح له المجد يخرج ليبيت خارج
المدينة فى جبل الزيتون ثم يعود فى الصباح إلى الهيكل يعلم
المسيح ملكنا جاء اليوم ليملك فى مدينته فوق الصليب الذى أعدته
له أمته بل أعد له من السماء لن من أجل السرور الموضوع أمامه
00سر أن يستحقه الب بالحزن 0فالصليب من مشيئته وقبله طوعا
00أطاع حتى الموت 00بإرادته ومسرة الرب بيده تنجح 0واليوم
جاء ليملك فوق تل الجلجثة على خشبة عوض عن العرش الذى يحمله
الكاروبيم ملئكته ويمسك فى يمينه قصبه عوضا عن صولجان المجد
ويقبل اكليل الشوك بدل من التاج الملكى لهامته المقدسة ،هذه
هى ساعة ملكه وهو يراها واضحة فى دخوله إلى أورشليم وهى
الجموع الغفيرة التى تشق أصواتها عنان السماء وهى تهتف مبارك
الملك التى باسم الرب ،هى نفسها بعد أيام قليلة سوف تصرخ
أصلبه 00أصلبه ،وهو لم لم ينزعج لذلك فقد جاء ل ليؤسس مملكة
أرضية طالبا ولء هذه الجموع المتقبلة لكنه جاء ليؤسس مملكته
ً
الروحية فى قلوب الناس وملكه على البشرية فهو لم يرتض يوما أن
يصير ملكا ً أرضيا ورفض ذلك إذ قال لهم مملكتى ليست من ل
تنقرض ) دا (44 : 2جاء ليهدم مملكة الشيطان ويحرر أولده من
عبوديتهم ،جاء ليهدم بيت القوى وينزع سلحه ) لو (22 : 11لذلك
فهو يدخل اليوم ظافرا ليملك فى قلوبنا ويفك قيوم عبوديتها
ويرفع النير عنا ويطلقنا أحرارا ً من الخطية التى استعبدنا لها زمانا
طويل ،لذلك نبتهج اليوم بمجيئه وخلصه ونجرج لننضم إلى موكبه
مع الطفال باسم والتلميذ الطهار ونهتف :
مبارك التى الرب 00أوصنا يا ابن دواد 00أوصنا فى العالى 0
تبتهج قلوبنا اليوم بدخول ملسسك السسسلم فيهسسا فهسسو اليسسوم يسسراه داخل
أورشليم ملك سلم فلم يمتط فرسا مهيئا للحرب والقتسسال بسسل أتانسسا
وديعسسا 0لسسذلك قيسسل " واقطسسع المركبسسة مسسن إفرايسسم والفسسرس مسسن
أورشليم وتقطع قوس الحرب ويتكلم بالسلم للمم " ) زك ( 10 : 9
إذ هو رئيس السلم ،وقد أخبر عنه يعقسسوب إسسسرائيل انسسه " ل يسسزول
قضيب من يهوذا ومشترع من بين رجليه حتى يأتى شسسيلون ومعناهسسا
المسيا وله يكون خضوع شعوب ،رابطا بالكرمة جحشه وبالجفنه ابن
اتانه") تك ( 11 : 49هو ملك ساليم ) أورشليم ( ملك السبر والسسلم
) عب ( 1 : 7لقد كانت مسيرته وسط الجموع " وقد قطسع كسسثيرون
أعصانا مسسن الشسسجر وفرشسسوها فسسى الطريسسق " ) مسسر " 0 ( 8 : 11
وآخرون أخذوا سعف النخل وخرجسسوا للقسسائه " ) يسسو ، ( 12 : 12انسسه
منظر مدهش أن تخرج هذه الجموع وهى تحمل سعف النخل وأغصان
الزيتون كأعلم للسلم وهى تستقبل ملك السلم وهم يعيسسدون إلسسى
الذاكرة احتفال عيد المظال حيث كانوا يحتفلون به فسسى ابتهسساج وقسسد
أمرت الشريعة " يأخذون لنفسكم ثمر اشسسجار بهجسسة وسسسعف النخسسل
وأغصان أشجار 00وتفرحون أمام الرب إلهكم 00تعيدونه عيدا للرب
" ) ل 0 ( 34 ، 33 : 23
لقد انحنى الشعب يفرش الرض بأغصان الشجر أمسسام الغصسسن الجيسسد
الذى تحدث عنه أرميا النبى " فى تلك اليام وفى ذلسسك الزمسسان أنبسست
لدواد غصن البر فيجرى عدل وبرا فى الرض "
) أر 0 ( 15 : 33
لم يدخل المسيح أورشليم ال كملك سلم وتمت فيه النبسسوة " يحمسسل
الجلل ويجلس ويتسلط علسسى كرسسسيه ويكسسون كاهنسسا وتكسسون مشسسورة
السلم بينهما " ) زك ( 13 : 6
اليوم يدخل المسيح حياتنسسا ليمنحنسسا سسسلمه السسذى يفسسوق كسسل عقسسل ،
ففى ميلده رنمت الملئكة أنشسسودة السسسلم ،وفسسى صسسعوده أعطسسى
الكنيسة السلم واليوم نرنم مع الجموع 00
سلم فى السماء ،ومجد فى العالى ) لو 0 ( 39 : 19 : 19
كان المسيح وديعا ومتواضعا وقد قال تعلموا منى هسذا فقسد عساش ل
يملك شيئا ً 0اختار أما فقيسسرة لتكسسون أمسسا لسسه ،ونسسسب إلسسى أب كسسان
يعمل تجارا ً ،وولد فى مذود للحيوانات إذ لم يكن له موضع فى البيت
وعاش وليس له مكان يسند فيه رأسه 0كسسان يسسستعير بيتسسا ليسسستريح
فيه 0أو مكانا ليعظ فيه ،وإذا أراد أن يعبر البحر كان يستعير قاربا ،
وفى عشاء الفصح استعار عليه ،وحتى فى موته لم يكن القبر السسذى
وضع فيه كان يملكه 0
لذلك لم يكن غريبا على تواضعه أن يسسستعير جحشسسا واتانسسا يركبهمسسا ،
ولم يكن هناك وسادة مريحة لتوضسع فسوق ظهسر التسان وانمسا رضسى
ببعض ثياب الصيادين من تلميذه 0
إنها صورة من تواضعه ووداعته ذاك الذى أخلى ذاته من مجسسده وأخسسذ
صورة عبد ووجد فى الهيئة كأنسان ،تواضسسع ليرفعنسسا وتعسسب ليريحنسسا
وأتى إلينا يدعونا أنه محتسساج إلينسسا 0فقسسد قسسال لتلميسسذه رسسسالة إلسسى
صاحب الجحش " وإن قال لكما أحد شيئا فقول الرب محتسساج إليهمسسا
فللوقت يرسلهما "
) مت 0 ( 3 : 21إنه يدعونا فى متواضع ووداعة انه محتاج إلينا ،فقد
قال يوما لمرأة سامرية
إعطنى لشرب كأن ل يملك وهو الذى قال لها أنه يعطى الماء الحسسى
0أن المسيح يرسل التلميذ بذات الرسالة عينها " الرب محتسساج إليسسك
" ،محتاج أن تحمله إلى الخرين ليعرفوه ومحتاج إليك ليستريح فيسسك
0
كانت المرة الخيرة التى دخل فيهسسا السسسيد المسسسيح أورشسسليم وكسسان
اليوم هو العاشر من نيسان وفيه كان الشعب اليهسسودى يهتسسم بشسسراء
خروف الفصح وإبقائه إلى اليوم الرابع عشر مسسن الشسسهر ليذبسسح فسسى
المسسساء بيسسن العشسساءين لن فيسسه تسسذكار خلص الشسسعب مسسن الملك
المهلك وتحررهم من العبودية 0
" فالرب كلم موسى فى مصر قائل 00هكسسذا كلسسم نسسبى إسسسرائيل أن
بشترى كل منهم خروفا حوليا ل عيب فيه ويحفظ عندهم من العاشر
فى الهلك إلى الرابع عشر منه ليذبح عند المساء "
) خر 0 ( 8 – 4 : 23 ، 12
وفى اليوم العاشر من نيسان دخل المسيح حمل اللسسه بسسارادته وسسسط
حملن الذبائح الداخلة إلى أورشليم فيكون تحت الحفسظ أربعسة أيسسام
ليصلب فى يوم الجمعة العظيمة ) اكو ( 7 : 5اليوم الذى يذبح فيسسه
خروف الفصح 0
وهذا ما أخبر به تلميذه حين قال لهم :قد أتت السسساعة ليتمجسسد أبسسن
النسان ،الحق الحق أقول لكم أن لم تقسسع حبسسة الحنطسسة فسسى الرض
وتمت فهى نبقى وحدها ولكن أن ماتت تأتى بثمر كثير 00لجل هذا
أتيت إلى هذه الساعة وأنا أن ارتفعسست ) علسسى الصسسليب ( اجسسذب إلسسى
الجميع قال هذا مشيرا إلى أية ميته كان مزمعا أن يموتها ) يسسو : 12
0 ( 36 – 24
وحين دخل السيد هذا اليوم أورشليم تزايسسد عليسسه حنسسق ليكمسسل تسسدبير
الفداء ويقدم نفسه ذبيحة ،حمل بل عيسسب ليطهسسر ضسسمائرنا وليبطسسل
الخطية بذبيحة نفسه ) عب ، 14 : 9س ( 26وفيه وجسسد أيسسوب النسسبى
أجابه للسؤال الذى كرره مرتين كيف يتبرر النسان ) 00أى ، 22 : 9
(4 : 25
كان صاحب الفكرة فى بناء هيكسسل للسسرب هسسو داود النسسبى ) 2صسسم 1 ،
مل ( 5وقد أعد الموال والمعدات ،ولكنسسن السسذى بنساه هسسو سسسليمان
ابنه ،وقد بناه فوق جبل موريا بأورشسسليم ) 2صسسم ( 24وكسسان هيكل
عظيما وفخما وكسسان ذلسسك قبسسل المسسسيح بحسسوالى ألسسف سسسنة 0وظسسل
الهيكل محتفظا بعظمته مسسا يقسسرب مسسن أربعسسة قسسرون ) 968ق 0م _
587ق 0م ( حتى هدمه البابليون بعد أن هسساجموا أورشسسليم وسسسبوا
أهلها ونهبوا كنوز الهيكل ) 2مل 2 ، 25أخ 0( 36
أما الهيكل الثانى فكان هيكل زربابل الذى بناه فى موقع الول بعسسد
أن سمح كورش الفارسى لليهود أن يذهبوا إلسسى أورشسسليم ويبنسسون ،
فكانوا يرممون القديم ويبنون فسسوق مسسا تهسسدم واسسستمر بنسساؤه بيسسن )
537ق 0م – 515ق 0م ( وكان البنسساء أضسسخم مسسن الول ولكنسسه أقسسل
فخامة ) أسفار عزرا ونحميا وزكريا ( وظل هذا الهيكل قائما حسسوالى
خمسة قرون 0
أما الهيكل الثالث وهو الذى كان أيام السيد المسيح وفى هذا الهيكل
دخل فيه مرارا وعلم ،وفى هسسذا اليسسوم دخلسسه فسسى مسسوكبه الظسسافر 0
وكان الهيكل بالنسبة لليهود هو مركز عقيدتهم وبالنسسسبة لرؤسسسائهم
هو حصنهم المنيع 0
وهذا الهيكل بناه هيرودس وبدأ فى البناء فى السسسنة الثامنسسة لحكمسسه
حيث استأذن رعاياه فى إعادة بناء هيكل زربايل بعد أن تداعى البنسساء
وقام بذلك ألفا كاهنا على مدى ثمانية عشسسر شسسهرا واسسستغرق بنسساؤه
سته وأربعين سنة ) يو ( 20 : 2وتم البناء فى عهد أغر يباس الثانى
عام 64م ،أما اللمسسسات الخيسسرة فقسسد أمتسسدت إلسسى مسسا قبسسل حلسسول
الكارثسسة الخيسسرة عسسام 70م بسسستة شسسهور حيسسن دمسسر جنسسود تيطسسس
الرومانى البناء كله ،لتتم نبوة السيد المسيح عنه " :ل يترك حجر ال
وينقض " ) مت ( 22 : 24
وكسسان الهيكسسل أهسسم مبسسانى المدينسسة المقدسسسة وكسسان حسسسب وصسسف
يوسينيوس المؤرخ اليهودى هو الرواق الخارجى و كان ضعف مساحة
أورقة هيكل زربابل ،وبنى جدارنه هيرودس ،وكسسانت المسسساحة كمسسا
رسمها تشمل الرواق تالخارجى وهو ما يسمى بدار المم ويحيسسط بسسه
صفوف من العمدة الضخمة وكانت المداخل الرئيسية للرواق تظهر
فى الغرب والجنوب ،والوصسسول إلسسى السسرواق مسسن المسسدخل الرئيسسسة
الغرب عسسن طريسسق بوابسسة ) كوبنيسسوس ( ،وتوجسسد فسسى الجنسسوب بوابتسسا
) هولدا ( 0
أما الروقة الداخلية فكان الرواق الكبير منها مفتوحسسا ليهسسود والمسسم
على السواء ،فصار مركزا للحياة الصاخبة والعمال التجاريسسة وكسسانت
الدار الخارجية تزدحم بتجار الماشية والغنام وباعة الحمام ،وجلسسس
الصيارفة فيها يستبدلون العملت الممية بشاقل الهيكل لنه كسسان ل
يجسسوز تقسسدمتها فسسى خزانسسة الهيكسسل ،واسسستغل الصسسدوقيون وهسسم
المشرفون على الهيكل هذا الموقسف ففرضسوا ضسرائب علسى التجسار
وشاركوها فسى الربسساح وقسسد أثسسروا مسسن ذلسسك إثسسراء فاحشسسا ،وتحسسول
المكان إلى سوق صاخب مما أهدر قدسية الهيكل ،وهذا هو ما جعسسل
السيد المسيح ينتهرهم ويسسوبخهم بقسسوله لهسسم " :بيسستى بيسست الصسسلة
يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص " ) مر 0 ( 17 : 11
أمسسا الهيكسسل بمعنسساه الحرفسسى فكسسان يبسسدأ عنسسدما يصسسل الشسسخص إلسسى
سلسسسلة مسسن الجسسدران والبنيسسة والروقسسة السستى تقسوم علسسى شسسرفات
متتابعة فسى النصسف الشسمالى للمبنسى والجسدار العظيسم السذى جعسل
المبنى أشبه بحصن تخترقه تسع بوابسسات بنيسست فوقهسسا بيسسوت ضسسخمة
من طابقين تشبه البراج ،وكانت البوابات أربعا فى الجدار الشمالى
وأربعا فى الجنوب ،ووحسسدة فسسى الجسسدار الشسسرقى ،وكسسانت الخيسسرة
أفخمها جميعا ،وكانت هسسذه البوابسسة الشسسرقية هسسى المخسسل الرئيسسسى
للهيكل وبنيت من نحاس أصفر كسسورنث وسسسميت البوابسسة الكورنثيسسة ،
وغشيت البوابات بالذهب والفضة ،وتدلت فوقها زخارف ضخمة مسسن
الذهب فى شكل عنقود العنب 0وقسسد تطهسسرت السسسيدة العسسذراء عنسسد
أحد هذه البوابات ) لو ، ( 27 : 2وكانت البوابة الكورنثية تؤدى إلى )
دار النساء ( وهسسو مكسسان ذو أعمسدة وسسسمى كسسذلك لنسسه كسان كفتوحسا ً
للنساء كما للرجال ،وكان هو مكان التجمع للعبادة الجماهيرية ) لو 1
، ( 10 :وكسسان يخصسسص للسسسيدات رواق يسسدور حسسول السسدار ،وكسسانت
المزامير ترنم فى ) دار إسرائيل ( ،وعند درجاتها أخذ السيد المسيح
يسأل المعلمين ) مت 0 ( 23 : 21أما مكان القدس فكسسان دخسسوله
وقفا على الكهنة دون غيرهم ،وكان السسسنهدريم يجتمسسع فسسى مكسسان
يسمى البلط وهو غرفة متصلة بالمذبح 0
وكسسان الهيكسسل فسسى شسسكله العسسام كتلسسة متللئة مسسن الرخسسام البيسسض
وواجهته مغطاة بالذهب وعلى بعد ياردات من المذبح الكبير ،ويؤدى
سلم من اثنتى عشر درجة إلى المدخل المغطى الذى يحيط بسسالمبنى
الرئيسسسى للمعبسسد ،وكسسان الهيكسسل عامسسة تحفسسة فسسى فسسن هندسسسته
وارتفاعه الشاهق والصلبة التى كانت تتميز بهسسا جسسدرانه الخارجيسسة ،
والثروة الفنية والزخرفة السستى تحلسست بهسسا المبسسانى والسسسقوف السستى
فوق العمدة وقد أضفى جمال شرفاته وأروقته على الهيكسسل روعسسة
وبهاء
عندما دخل المسيح أورشليم توجه توا ً إلى الهيكسسل ،بيسست أبيسسه ،كمسسا
قالت النبوة " يسأتى السسسيد بغتسسه إلسى هيكلسسه ،السسسيد السسذى تطلبسسونه
وملك العهد الذى تسرون به " ) مل 0 ( 1 : 3
وفى هذا اليوم لسم يفعسسل المسسسيح شسسيئا أكسسثر مسن مشسساهدة الهيكسسل
والقاء نظره عليه ولما نظر حسسوله إلسسى كسسل شسسئ إذ كسسان السسوقت قسسد
أمسى خرج إلى بيت عنيا مع الثنى عشسسر ليصسسرف فيهسسا هسسذه الليلسسة
) مت ، 17 : 21مل ( 11: 11و حينما عاد فى الغد إلى الهيكل قام
وطهر الهيكل بسلطان عظيم كما فعل فى بدء خدمته ) يو – 13 : 2
( 17فقد كان الهيكل فى هذه اليسسام السسسابقة لعيسسد الفصسسح يزدحسسم
بالناس ودخل المسيح من الباب وكسسانت السسساحة الخارجيسسة فسسى هسسذه
السسسابيع سسسوقا لتجسسارة الحيوانسسات والطيسسور السستى كسسانت تشسسترى
لتقديمها كذبائح ،ومكان لصرف العمله الجنبيسسة السستى يجلبهسسا معهسسم
الحجاج من خارج القليم واستبدالها بشاقل الهيكل ) خر ( 13 : 30
0فقد كانت الشريعة تحرم التداول بأى عمله سوى الشاقل فى دفع
الرسوم الدينية والتقدمات 0وقد شجع الكهنة وأعوانهم هذه السوق
وقد عضوا نظرهم عن هسسذه التعسسديات وكسسانوا يسسثرون مسسن ذلسسك ثسسراءا
فاحشا ،وحين دخل السيد إلسسى هيكلسسه قلسسب مسسوائد الصسسيافة وسسساق
الحيوانات إلسسى الخسسارج ومنسسع المسسارة مسسن اسسستخدام سسساحات الهيكسسل
كطريق عبور كما هو مكتوب " غيره بيتك أكلتنى " ) مسسز ( 19 : 69
وكما يقول إشعياء النبى " ل يكون بعد بائع فى بيت رب الجنود "
) أش ( 67 : 56وكان يعلم بسلطان موبخا إياهم وقائل :بيتى بيت
الصلة يدعى لجميع المم وأنتم جعلتموه مغارة لصوص ) مر 17 : 11
(0
يارب يسسا مسسن دخلسست هيكلسسك فسسى هسسذا اليسسوم وطهرتسسه بغيسسره محبتسسك
وجلست تعلم فيه ،ليتك تدخل فى داخلى وتطهسسر القلسسب بسسسلطانك
تقلب فيه طمع المال والعالم وتخرج الشهوات الحيوانيسسة إلسسى خسسارج
وتمنع أن تمر فيه أى أفكار ل ترض صسسلحك ،وأنسست وحسسدك السسذى لسسه
السلطان 0
فأرجوك أن تدخل هيكل قلبى فى هذا اليوم فأفرح بهذا العيد حينمسسا
تملك فيه وتضئ بتعاليمك المحيية جوانية المظلمة فيصير هذا اليسسوم
لى عيدا مقدسا 0
يدخل المسيح فى هذا العيد ملكا ليملك ،ومخلصا ليخلصسسنا ،يريسسد أن
يطهر قلوبنا ويسكن فيها 0
اليوم يسير فى موكبه بين أحبائه البرار القديسين 0فمن هم الذين
فرشوا ثيابهم فى الطريق سوى الذين هم على مثال الشهداء السسذين
بذلوا أجسادهم وحياتهم من أجله 0
زمن هم السسذين زينسسوا الطريسسق أمسسام السسرب بأغصسسان الشسسجر وسسسعف
النخل سوى القديسين الذين أضاءت فضائلهم بمحبته 0
ومن هم الذين أعطسسوه الجحسسش ليجلسسس عليسسه كعسسرش يحمسسل الملسسك
سوى الذين يقدمون كل يوم حياتهم ورغباتهم ليملك عليها 0
ومن هم الذين دخل الرب هيكلهم سوى الذين يقدمون اليوم قلوبهم
طاهرة ليسكن فيها 0لنصسسعد فسسى هسسذا العيسسد مسسع السسرب فسسى مسسوكبه
الظافر وسط الرسسسل والتلميسسذ الطهسسار والطفسسال البسسرار حسساملين
سسسعف النخسسل وأغصسسان الزيتسسون 0نقسسرش قلوبنسسا إلسسى أورشسسليم
السمائية مدينة الملك العظيم حيث مجد الله وهيكله الحسسى السسسمائى
فنشترك مع قديسيه وملئكته وهم أمام العرش يخدمونه نهسسارا ً وليل ً
فى هيكله المقدس والجالس على العرش يحل فوقهم ) رؤ ( 15 : 7
0
ملحوظة هنا توجد صسورة عسن البساب السذهبى الضسسخم المفتسوح علسسى
الشرق فى القدس ،ويرجسسع أن يسسسوع دخسسل بسسالقرب منسسه لمسسا دخسسل
أورشليم 0