Professional Documents
Culture Documents
http://www.daraleman.org/forum
النصائح الرحمانية
لسيدي العارف بال
مولنا عبد الرحمن الشريف
شيخ الطريقة الخلوتية الجامعة الرحمانية
ملحظة
بسم ال والحمد ل والصلة والسلم على سيدنا محمد بن عبد ال
وعلى آله وصحبه ومن واله ..وبعد ،فإن هذه الرسالة النفيسة
والتحفة الغالية الثمينة قد نشرت في موقع دار اليمان بهذا
الرابط ، http://www.daraleman.org/tarika/Nasaeh.htm :إل إنني أحببت أن
أسارع بنيل شرف تنسيقها بشكل مغاير ونشرها في منتدى موقع
دار اليمان بهيئة ملف منفصل يستطيع تزيله الزوار الكرام
لتخزينه ،آمل بهذه الخدمة الضئيلة لـ "النصائح الرحمانية" أن
أحظى برضا وشفاعة مؤلفها القطب العارف الرباني مولي
الشيخ عبد الرحمن الشريف رضي ال عنه.
وإن في هذه النصائح من بالغ الحكمة وعظيم الفائدة للمقبلين على
ال لكنز وأي كنز .فهي بحق نبراس للسالكين العاملين على
تهذيب نفوسهم وتزكيتها لكي تنال رضا مولها وتكون أهل
للحسان في كل شيء فينتفع بها صاحبها والناس من حوله
بإرشاده ونصحه ورحمته وإشفاقه .ولقد سألت يوما شيخي –
سبط مؤلف هذه النصائح والشيخ الحالي للطريقة الخلوتية الجامعة
الرحمانية مولنا العارف بال الشيخ حسني حسن الشريف وارث
ذلك الرث السلوكي المعرفي العظيم المتمثل بالطريقة الخلوتية
الجامعة – عن كتب الصوفية ،وهل يجوز للمريد السالك أن
يطالعها أم أنه ينبغي له الكتفاء بالعمل وتطبيق السلوك فل
ينشغل بالقراءة في السلوك عن السلوك نفسه ،فأجاب أن قراءة
كتب القوم ربما تعود على المريد بالرتباك وإساءة فهم أحوال
ومقامات القوم لضعف حاله وقلة زاده من المعرفة بالطريق ،ثم
قال لي :إن المريد في هذه الطريقة لتكفيه قراءة "النصائح
الرحمانية" عن كل كتب القوم وإنه إن ثابر في سلوكه واستقام
فإنه سوف يجد في "النصائح" كل يوم وجها من أوجه الحكمة
وسوف يستخرج من النصيحة الواحدة منها كل يوم معنى مختلفا
ق ما قاله الشيخ حفظه ال؛ فلقد
ينفعه في سيره إلى ربه .وح ٌ
طالعت هذه النصائح المرة تلو المرة فوجدتها غنية بالمعاني ،كل
طالة بالحيا والخير ،ينتفع بها المريد في كل
عبارة فيها ديمة ه ّ
أطوار سلوكه ،وفي كل مقامات نفسه .وهي بنظري ل تقل أبدا
عن "الحكم العطائية" في باب التزكية وترويض النفوس .ولعلي
بهذه الخدمة البسيطة أن أعوض شيئا قليل مما فاتني بترك العمل
بها وسوء أدبي بعدم امتثالي لما يدعوني لنجاتي وسعادتي .وأختم
هذه الملحظة بذكر فائدة واحدة يغتنمها القاري لهذه النصائح من
أول فقرة ،أل وهي مثال من أدب القوم وتواضعهم الذي لهم فيه
القدح المعّلى من بين علماء السلم ،وذلك بنسبة القطب العارف
بال المؤلف الضعف وكثرة الذنوب والعيوب والكسل لنفسه؛
وذلك بقصد تعليم المريدين ،وإل فإن من قرأ سيرة الشيخ يعرف
أنه أمام قطب من أقطاب التصوف وأحد أكابر القوم قديما وحديثا
بل شك أو ريب وأن من كان في مثل مقامه وله مثل قيامه فإنه
أبعد ما يكون عن مثل تلك الصفات .فرضي ال عنه وأرضاه
ونفعنا به وأمدنا بأمداده وسلك بنا إلى طريق السعادة به وبوّراثه
الشيوخ الكاملين ..آمين
كتبها الفقير:
يسار إبراهيم الحباشنة عفا ال عنه
الجمعة 21 ،ربيع الثاني1427 ،
19أيار2006 ،
النصائح الرحمانية
يا ابن الروح ،إني نصوح
ل ِم ْ
ن ب َ ،وِبالّرأَفِة ُيَناِدي َه ْ غاِئ ٌ ب َ حُبو ِ ن اْلَم ْ
عْك َ َقْلُب َ
ن
ل ِبالَهَوى َ ،مْفُتو ٌ شُغو ٌت َم ْ ب َ ،وَأْن َ ن آِي ٍ ل ِم ْب َه َْتاِئ ٍ
طُلبُعْقَباُه الَفَنا َ ،وَت ْ
ن ُن َأ ّ ف َمَع َما ُتوِق ُ ِبالُمَنى َ ،وَواِق ٌ
صاِئب، ع ِفي الَم َ ن الُوُقو ِ ك ِم َ ظَ حْف َ ب َ ،و ِ ل الَمَواِه َ نا ِ ِم َ
ب َ ،فاْنَه ْ
ض خاِئ ٌك ِفيِه َ جاِئبَ ،وَأَمُل َ ن الَع َ َهَذا َأْمٌر ِم َ
ك ِم َ
ن ك َما َوَقَع ِمْن َ طاطَ ،وَتَداَر ْ حَ ن َهَذا الْن ِ عْ
ك َ ِلِهّمِت َ
سيُر.ك الَع ِن َل َط َوالَزْم الّتْفسيَر ِلَيهو َ ط َوالْفَرا ِ الّتْفِري ِ
جموحَ يا ابن الروح ،كن على الخير َ
ك ِم َ
ن ن َوالْنسَ ،وِفّر ِفَراَر َ جّن ال ِ طي ِشَيا ِن َك ِم ْحَذَر َخْذ َ ُ
طٍة
سَ جلِلِه َوَب ْ ن َطَوٍة ِم ْس ْن ِب َ
سَتِع ْ ن الّنْفسَ ،وا ْ سِد ِم َال َ
جَمْعك ِفي َأْفَعاِلهِ ،وا ْ ك ًأْفَعاَل َ
سَتْهِل ْ جَماِلهَ ،وا ْن َ ِم ْ
ظِهُرُه َوُيْبِديه،
ك عَّما ُي ْ شُهوَد َ ب َم ْ غّي ْ ك ِفيهَ ،و َ شُهوَد َ ُ
ك ِفي صيُر َل َ ق الِقَدمَ ،وَي ِ ك ِفي ُأْف ِ س َمْعِرَفِت َ
شمو ُ ظَهْر ُ َت ْ
ن َقَدٌم.
ت الَعاِرِفي َ َمَقاَما ِ
يا ابن الروح ،تأسف بقلب مجروح
ب ِلَباِدَياتِ
علمَ ،وَتقّر ْ ك ال ْ ح َل َ
ح الّذْكِر َتُلو ُ
صَبا َ
َأْوِقْد ِم ْ
ك َ ،واْرُف ْ
ض خَلعْ َنْعَلْي َ
خَيامَ ،وا ْك ال ِظَهْر َل َ
ق َت ْشْو ِال ّ
جوب. حُن َم ْب َ ،فل َتُك ْ ك َمْوُهو ٌ ل َل َ
ك :الُك َّكْوَنْي َ
يا ابن الروح ،هذا الشأن الممدوح
ت منشوَر طي َعِ ك ُأ ْ
ك العَناَيةَ ،وَأّن َعَلْي َ
ت َ عُم َأّنَها َداَر ْ
َتْز َ
سيُم ك َن ِعَلْي َ
ب َصلحَ ،وَه ّ ط ال ْ سا ُ
ك ِب َط َل َ
سَالِولَيَة َ ،وُب ِ
شَفة، ك الُمَكا َ ت َل َصَل ْ
ح َ طَفةَ ،و َك الُمل َ ت َل َ
سَماحَ ،وَوقَع ْ ال ّ
ن، ن الَعاِرِفي َت ِم َ ن َ ،وُكِتْب َلْقَدِمي َ
تاَ ت ِبَمَقاَما ِ
حْق َ َوُل ِ
جْع َياصيُر ِاْر َل ،الّناِقُد َب ِ لَم َ
لاَ طي ُل َ ،وُت ِحَي َ
َوُتْكِثُر ال ِ
َفِقيُر.
ت الرشاد
يا ابن الروح والفؤادَ ،بلْغ َ
ح والّنُفوس ،إذا لِزْمَتَها س َ ،مْهُرَها الْروا ُ عرو ٌ المحّبُة َ
ت َل َ
ك ب َوطأطأ ْك الُقلو ُت َل َ
حُروس ،اَنَقاَد ْ يا َم ْ
ح بما غّرْتُه أمانيِه َواشَتهى أن ُيْمَد َ
ن َ الّرؤوسَ ،وأّما َم ْ
شأنِ ليس فيه ،كان أَمُرُه معكوسًا ،وفعُلُه بهذا ال ّ
س عليه الحال ،فَعِم َ
ل ن اْلَتَب َ
سًا َ ،فل تكن َكَم ْ
َمْنُكو َ
ب نفسُه بما ل ل ،فأْتَع َ
بالمعاصي في صورِة اْمِتثا ٍ
ح ِبما فيِه.
ضٌلَناُء َنا ِ
فاِئَدَة فيِه وأنا منهم إذ ا ِ
يا ابن الروح والفؤاد ،أعطيت المراد
ك أفل َتراَها ، ل كوِن َ ك ُمشرًقٌة في لي ِ س معرَفِت َ شم ُ
س وضحاها شم ِ سّر كال ّ ك في سماء ال ّ وَبدر ُوجوِد حقيقِت َ
ظهوِر والُبطونَ ،وأن َ
ت ب بال ّ شَتَبَه عليك الُقر ُ ،إّنَما ا ْ
جْرٌم ك ِ ك أّن َن ،وُرْؤَيُت َ سجو ٌ ن الوهاِم الباطلِة َم ْ في سج ِ
ك العلَم بأّنكَ الَفّذ الكبيُر. صغيٌر َ ،مَنَع َ
خْلق ن َ س ِم ْ
ك الكيد ،بل هم في َلْب ٍ ك َتَدّبْر بِفْكِر َ حَ َوْي َ
سدُك ،وال َ جَهاَلِت َ
ت ِب َك والَمّي ُ ي ِبِهَداَيِت َ
حّ جديٍد فأنت ال َ
ك، ح ِبفطاَنِت َك ،واللو ُ جَباَنِت َف ِب َ
ضِعي ُ ك ،وال ّ عِت َ
جا َ شَ ِب َ
ك
سَعِت َ ك ،والكرسي ِب ِ حْكَمِت َش ِب ِ ك َ ،والعر ُ والِعْلُم ِبِدَراَيِت َ
ك ُك ْ
ن ك ،فبوصل َ صِل َ
ب ِبَو ْ ك ،والُقْر ُ ،والُبْعُد بفصل َ
ض ووسعني قل ُ
ب سَعِني سماٌء ول أر ٌ ن ،ما َو ِ ُمَتَيّق َ
صون ،وفي الرضِ سّر الَم ُ عبدي المؤمن ،هذا ُهَو ال ّ
ن.
صُرو َ سُكْم َأَفل ُتْب ِ ن ،وفي َأْنُف ِ ت للمؤمني َ آيا ٌ
يا ابن الروح والفؤاد ،دع عنك الفساد
ظُنو ِ
ن ت ال ّ ط َوبإساءا ِ سِرَفًا على نفسِه ل َتْقَن ْ يا م ْ
ط َ ،فَلْو أراد ِبكَ الّتْنِكيَد ،لما ألهم َ
ك حّو ْ
ك ل َتَت َ ِبَمْول َ
لْنصاف ،ودع طري َ
ق ناَ ِبِمّنِة الّتوحيد ،وانظر بعي ِ
ض جميعًا بدون ن من في الر ِ ساف ،لو َأ ّ عِت َ
ال ْ
ن
ن كل َم ْ حَمن ،ولو َأ ّ حَمُة الّر ْ ن يا هذا َر ْ ن ،فِلَم ْ صيا ٍ
ع ِْ
ض َأبَراٌر ،فما معنى اسِمِه تعالى الَغّفار، في الْر ِ
ك ُمسيَئًاظّن َ
ن َ سْ
حِ
طَعٌة َ ،أ ْ
سا ِ سَعٌة ،وآلؤُه َ رحَمُتُه وا ِ
جِميعًا.ب َ
ل َيْغِفُر الّذُنو َنا َأو مطيعًا ِ ،إ ّ