Professional Documents
Culture Documents
أنظر - :أحمد أبو الفتوح علي الناقة ،نظرية النقود و السواق المالية )مققدخل حققديث لنظريققة 1
النقود و السواق المالية( ،مكتبة الشعاع ،السكندرية ،ط ،2001 ،1ص ص.350-349 :
-سهير محمود معتوق ،التجاهات الحديثة في التحليل التقدي ،الدار المصرية اللبنانية ،القاهرة،
ط ،1988 ،1ص ص.21-19:
2أنظر - :إسماعيل محمد هاشم ،النقود و البنوك ،المكتب العربي الحديث ،السكندرية ،2005 ،ص:
.126
-ضياء مجيد الموسوي ،القتصاد النقدي ،دار الفكر ،الجزائر ،1993 ،ص ص.84-81 :
1
.
• النظر إلى المستوى العام للسعار كمتغير تابع و هققو كنتيجققة و ليققس سققببا
للتغير في العوامل الخرى ،و هناك علقققة طرديققة بيققن الصققدار النقققدي و
مسققتوى السققعار ،و بهققذا يفسققر الكلسققيك الرتفققاع فققي المسققتوى العققام
للسعار )التضخم(.
مضمون النظرية:
تنهض نظرية كمية النقود على أساس مجموعة من الفتراضات المتعلقققة
بأهمية تغيرات كمية النقود بالنسبة إلى غيرها مققن العوامققل فققي التققأثير علققى
مستوى الئتمان ،فيرى أنصار هذه النظرية في كمية النقود العامققل الفعققال و
المؤثر في تحديد المستوى العام للسعار و التناسب بينهمققا تناسققبا عكسققيا ،و
يتخذ أنصار هذه النظرية معادلة التبادل أداة تحليلية لبيان وجهات نظرهم كمققا
MV = PT يلي:
:Mكمية النقود المتداولة و تشتمل النقود الورقيققة و النقققود المسققاعدة و
الودائع الجارية.
: Vسرعة تداولها )وهي متوسط عدد المرات التي تنتقل فيها وحدة النقد
من يد لخرى(.
: Pالمستوى العام للسعار.
: Tحجم المبادلت.
و بالتالي فالمعادلة تحدد جميع العوامل التي تتفاعل بطريقة مباشرة فققي
تحديد مستوى السعار و قققد ظهققرت معادلققة أخققرى تسققمى بمعادلققة التبققادل
القتصادي لفيشر أيضا ،حيث أدخل النقود المصققرفية فققي التبققادل ،فأصققبحت
المعادلة:
MV + M′ V′ = PT
:Mالنقود القانونية.
: Vسرعة تداولها.
:M′النقود المصرفية.
:V′سرعة تداولها.
و الهدف من الفصل بين Mو M′حتى يتبين أهمية كل واحدة في تحقيققق
مستوى معين من المبادلت و رغم هذا التقديم فققإن الخلصققة ل تتغيققر ،فكققل
تغيير في عنصر من العناصر النقدية له تأثير فقط على السعار ،و بالتالي فإن
النقد محايد.1
إذن السياسة النقدية عند الكلسيك هي سياسة محايدة يتمثل دورها فققي
خلق النقود لتنفيذ المعاملت ،أي أن حجققم المعققاملت هققو الققذي يحققدد كميققة
النقود الواجب توافرها.
2
وقد وجهت لهذه النظرية العديد من النتقادات من بينها :
قصور فروض النظرية في الكثير من النواحي. •
أحمد أبو الفتح علي الناقة ،مرجع سبق ذكره ،ص.357 : 1
أنظر - :إسماعيل محمد هاشم ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.131-129 : 2
النقدية فتأثير تغير النقود فقط يكون على المستوى العام للسعار ،مما يعنققي
عدم فعاليتها في التأثير الدخل و معدلت الفائدة و الجانب الحقيقي للقتصاد.
-محمد حمدي إبراهيم المسلماتي ،التوازن النقدي في اقتصاديات الدول التي تمر بمرحلة النمو: 1
دراسة تطبيقية مقارنة بين القتصاد المصري واقتصاديات بعض الدول ،أطروحة مقدمة لنيققل درجققة
دكتوراه الفلسفة في القتصاد ،قسم القتصاد ،كلية التجارة ،جامعة غيققن شققمس ،القققاهرة،2003 ،
ص ص.24-8 :
-بلعزوز بن علي ،أثر تغيير سعر الفائدة على اقتصققاديات الققدول الناميققة -حالققة الجققزائر – أطروحققة
مقدمة لنيل شهادة دكتوراه دولة في العلوم القتصادية ،كليققة العلققوم القتصققادية و علققوم التسققيير،
جامعة الجزائر) 03/2004 ،غ.م( ،ص ص.38-18 :
4
.
وبالتالي فإن تحقيق التوازن النقدي يكون بتعققادل معققدل الفققائدة النقققدي
مع معدل الفائدة الطبيعي و إذا لم يتعادل نكون إزاء حالة من الختلل النقدي
يتغير تبعا لها حجققم الئتمققان المصققرفي ،و مققا يولققده مققن حركققات تراكميققة و
تدافعية ما تلبث أن تظهر في القتصاد إما صعودا نحو النتعاش أو هبوطا نحققو
الركود ،و تؤدي الحركات التراكمية عبر الزمن إلققى اسققتعادة التققوازن النقققدي
المفقود.1
وحسب ميردال فقإنه فقي حالقة نعقادل معقدل الفقائدة السقوقي ومعقدل
الفائدة الطبيعي فإن هذا يعني تعادل الدخار والستثمار واستقرار السعار.
التوازن النقدي عند فيشر و ألفريد مارشال:
بالنسبة لفيشر فإن معادلة التبادل ،MV = PTباعتبققار القتصققاد دومققا فققي
حالة توازن ،يمكن اعتبار هذه المعادلة في مضمونها معادلة توازن نقدي ،وقد
اهتمت بعرض النقود ،و عليه يسققعى الفكققر الكلسققيكي إلققى تحقيققق التققوازن
النقدي و القتصادي من خلل تثبيت عرض الرصدة النقديققة ،ومققن تققم يتحققدد
معدل الفائدة في الفكر الكلسيكي سوقيا و ذاتيا .وعند هذه المعدلت يتحقق
التوازن المثل للموارد بين النتاج والستهلك.
و لكن من أهم النتقادات لهذه النظرية أن أفضل وسيلة لتحقيق التققوازن
النقدي بمفهوم المعادلة الكمية هو ترك الحرية للبنوك التجارية لتخلققق النقققود
بناء على طلب القطاع الخاص الذي هو الجدر على طلققب النقققود بمققا يوافققق
احتياجاته بالضبط.
و بالنسبة لمعادلة مارشال " معادلة الرصدة النقدية " فهققي تحققدد وضققع
التوازن النقدي بما تعكسه من تساوي جانب الطلب مع جققانب العققرض ،فعنققد
التوازن يجب أن يساوي عرض النقود المحدد خارجيا كمية النقود المطلوبة ،و
الشكل التالي يوضح التوازن النقدي وفقا لنظرية الرصدة النقدية.
الدخل عرض
النقدي النقود
PY طلب
Ms
النقودMD0
MV = PY طلب
PY0
ME0
1
النقودMD
PY1
ME1
1رمزي زكي ،القتصاد السياسي للبطالة :تحليل لخطر مشكلت الرأسمالية المعاصرة ،سلسلة عالم
المعرفة ،العدد ،1997 ،226ص ص.369-368 :
يعد ميردال أول من أدخل مصطلح التوازن النقدي سنة 1939في كتابه التوازن النقدي.
5
.
في كل من مستوى الدخل ومستوى السعار رغم ثبات الكمية المعروضة من
النقققود ،فيكققون علققى السققلطات النقديققة السققتجابة للتغيققرات فققي التفضققيل
النقدي بتغيير عرض النقود للمحافظة على مستوى الدخل النقدي المرغوب.
6
.
يرى أن من الصعب الفصل بين الجانب النقدي و الجانب العيني في •
القتصاد .
يعتبر تحليل كينز تحليل كليا. •
الطلب على النقود )تفضيل السيولة(:
أدخل كينز ثلث دوافع للطلب على النقود ،بغرض المعاملت ،الحتيققاط و
المضاربة حيث يتعلق الطلب بغققرض المعققاملت و الحتيققاط بالققدخل ،وتعتمققد
المضاربة على معدل الفائدة و هو في علقة عكسية.1
عرض النقود:
يعتبر كينز عرض النقود كمتغير مستقل يتحدد خققارج النمققوذج .Ms = M0و
يرى كينز أن عرض النقود في أي وقت من الوقققات ثققابت و يتحققدد بواسققطة
البنك المركزي و يحدده حسب حاجة النشاط القتصادي.2
نظرية سعر الفائدة:
على النقيض من نظرة التقليديين للفائدة كثمن للدخققار ،نظققر كينققز إلققى
الفققائدة كثمققن للنقققود ،أي كثمققن للتنققازل عققن السققيولة )وليققس كمققا يققرى
التقليديون كثمن لتأجيل الستهلك( ،و يترتب على ذلك أن الفائدة شأنها كققأي
ثمن آخر تتحدد بعرض و طلب النقود.3
و يمكن للبنك المركزي التحكم في سعر الفائدة عن طريققق التحكققم فققي
كمية النقود المعروضة ،و بالتققالي التققأثير علققى مسققتوى النشققاط القتصققادي،
فزيادة عرض النقود تؤدي إلى انخفاض سعر الفائدة و هققذا يققؤدي إلققى زيققادة
الستثمار عن طريق المضاعف يؤدي إلى زيققادة السققتهلك و يققزداد الققدخل و
العمالة ،ويحدث العكس إذا عرض النقد.
1
Michelle de Mourgues, La monnaie, Système financier et théorie monétaire, Economica, Paris, 9
Ed, 1993, P : 363-366.
محمد جمدي إبراهيم المسلماتي ،مرجع سبق ذكره ،ص.39 : 2
7
.
الطلب الكلي الفعال ،فيؤدي إلى نقل الدخل التوازني إلى قيمة أعلقى و ذلقك
بسبب المضاعف )والعكس في حالة انخفاض عرض النقود(.
لكن رغم هذا التقدم الذي أحرزه كينز إل أنققه قققد ظهققرت أزمققات جديققدة
أصابت القتصاد المريكي وما كان لها مققن آثققار سققلبية علققى النتققاج و النمققو،
وأصبح معها واضحا قصور الفكار الكينزية ،و ظهرت نتيجة لذلك مجموعة من
القتصاديين حاولوا تطوير التحليققل الكينقزي علقى أيقدي كققل مقن "هيكقس" و
"هانس" ،و خرجوا بنماذج جديدة يطلق عليها "نماذج النمو الكينزي".1
و يمكن تلخيص النظرة الحديثة في الطلب الفعال على أنها النقطة الققتي
يتحقق عندها التوازن النقدي ،حيث أنها النقطة التي يتعادل عندها الدخار مققع
الستثمار ،و هو شرط التوازن النقدي عند كينز ،فيتحقق التوازن النقققدي فققي
نقطة الطلب الفعال لنه ل يوجد عندها أي دافققع لققدى رجققال العمققال لزيققادة
خططهققم السققتثمارية ،و عنققد هققذه النقطققة يتعققادل معققدل الكفايققة الحديققة
للستثمار مع معققدل الفققائدة النقققدي ،و أن التعققادل بيققن الدخققار و السققتثمار
تحدث من خلل التغيرات في الدخل من تأثير مضاعف الستثمار ،و هو عكس
فكققر الكلسققيك فققي أن تعققادل الدخققار و السققتثمار يحققدث بواسققطة معققدل
الفائدة.2
و يرى الكينزيون الجدد صحة فكرة كينز أنه عند استقرار الطلققب الفعققال
عند مستوى أقل مققن التشققغيل الكامققل يتققم زيققادة السققتثمار لزيققادة الطلققب
الكلي ،لكن الختلف في الرؤيققة هنققا أن زيققادة الطلققب الكلققي تتققم مققن خلل
تخفيققض معققدل الفققائدة النقققدي بواسققطة السققلطة النقديققة ،ومققن تققم يققزداد
الستثمار الخاص نتيجة زيادة توقعات الرباح أي أن النظرة الحديثققة تققرى أنققه
ليس الساس هو زيادة الستثمار الحكومي ،كما جرى عليه الجانب التطققبيقي
للفكر الكينزي ،بل الساس هو نقل حالة الستثمار الخاص كما ذكر كينققز مققن
خلل دور السياسة النقدية في السيطرة علققى المتغيققرات القتصققادية و علققى
التضخم.3
و بالتالي يصبح الدور الرئيسي للسياسة النقدية هققو التققأثير علققى الطلققب
الفعال من خلل آلية معدل الفائدة ،و تتوفر فعالية السياسة النقدية من خلل
شكل كل من منحنى تفضيل السيولة و منحنى الكفاية لرأس المققال ،فمرونققة
منحنى تفضيل السيولة بالنسققبة لمعققدل الفققائدة حساسققة للتغيققر فققي عققرض
النقود .فتكون السياسة النقديققة فعالققة فققي حالققة إذا كققان التغيققر فققي معققدل
الفائدة أكبر من التغير في كمية النقد ،و تكققون السياسققة غيققر فعالققة إذا كققان
التغير في معدل الفائدة أقل من التغير في عرض النقد ،أما بالنسققبة لمنحنققى
الكفايققة الحديققة لققرأس المققال فتكققون السياسققة النقديققة فعالققة كلمققا كققانت
حساسية الستثمار بالنسبة إلى سعر الفائدة ذات مرونققة أكققبر ،بمعنققى أن أي
تغير في معدل الفائدة بنسبة معينة يققؤدي إلققى زيقادة فققي السققتثمار ،وتكققون
السياسة النقدية غير فعالة في الحالة العكسية.
سهير محمود معتوق ،مرجع سبق ذكره ،ص.174 : 1
محمد حمدي إبراهيم المسلماتي ،مرجع سبق ذكره ،ص.45 : 2
8
.
و بالتققالي فققإن شققرط التققوازن فققي السققوق النقققدي هققو التعققادل بيققن و
التفضيل النقدي و شرط التوازن في السواق السلعية هو التعادل بين الدخار
و الستثمار ،وعلى ذلك فإن المستوى التوازني للققدخل التقققدي يتحققدد عنققدما
يتوافر شرطان هما:1
التعادل بين التفضيل النقدي و كمية النقود المتداولة. •
التعادل بين الدخار و الستثمار. •
و نظققرا فققإن تصققحيح الختلل فققي السققوق النقققدي يحققدث بسققرعة فققإن
التعادل بين التفضيل النقدي و كمية النقود المتداولة يمثل شرط التوازن فققي
الجل القصير.
و نظرا لن تصحيح الختلل في السواق السلعية يتطلققب وقتققا حققتى يتققم
مضاعف الستثمار مفعوله فإن التعادل بين الدخقار و السقتثمار يمثقل شقرط
التوازن في الجل الطويل.
i1 a
b
i2
IS
Y
Y1 Y2
نفس المرجع ،ص ص.47 : 1
أنظر - :خضير عباس المهر ،التقلبات القتصادية بين السياسة المالية و النقدية )في إطار 2
النظرية الكينزية( ،مكتبة جامعة الرياض ،المملكة العربية السعودية ،1981 ،ص ص.69-41 :
-نعمة الله نجيب و آخرون ،مقدمة في اقتصاديات النقود و المصرفة و السياسات النقدية،
الدار الجامعية ،السكندرية ،2001 ،ص ص.360-347 :
9
.
المنطLM
i
قة
الكلسي
كية
المنطقة
منطقة فخ
المتوسط
السيولة
ة
الكينزية
Y
و بالتالي فإن أثر السياسة النقدية سينعكس حسب وضع المنحنى .LM
i
LM
i2
b
i1 a
بعلقة طردية ،و أي نقطة على يمين LMتققبين عرضققا نقققديا زائدا ،وأي نقطققة
على يساره تبين طلبا زائدا في السوق النقدي.
التوازن الكلي:1
عند تجميع الجزاء السابقة مع بعضققها يمكققن أن نشققكل نموذجققا للتققوازن
العام يسمح بتحديد مدى فاعلية السياسة الماليققة و النقديققة ،و هققو مققا يطلققق
عليه تحليل "هيكس-هانسون" أو النظرية الكينزية الجديدة ،وهي تحاول تحديد
المستوى لق Yو iفي آن واحد عن طريق ربطهما بالستثمار ) (Iو الدخققار )(S
و الطلب النقدي و عرض النقد ،و بعكس ،و بتجميعهما في شكل واحد يتحققدد
Yو iتحديدا أنيا و يتضح من الشكل أن هناك 3احتمالت لهذا التقوازن ،تتحقدد
تبعا لوضع منحنى ).(LM
LM
IS3
i
IS2
IS1
و إذا تحقق التوازن في أي نقطة وكانت هناك حاجة لزيقادة حجققم الققدخل
انكماشية مثل ،فيمكن تحقيق ذلك بصفة عامة بإتبققاع السياسققات
Y لوجود فجوة
القتصادية و المالية و /أو النقدية التوسعية مما يؤثر على كل من منحنققى ISو
،LMوهنا نجد أن فعالية كل سياسة تختلققف مقن منطقققة لخققرى ،و قققد تكققون
إحداهما عديمة الفعالية.
فبالنسبة للسياسة المالية تكون فعالة في المنطقة الكينزية ،و تكون غيققر
فعالة في المنطقة الكلسيكية ،أما بالنسبة للسياسة النقدية ،تكون فعالة فققي
المنطقة الكلسيكية ،و تكون غير فعالة في المنطقة الكينزية.
أنظر - :ضياء مجيد الموسوي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.165-145 : 1
للبلد المتخلفة ،مجلة مصر المعاصرة ،تصدر عن الجمعية المصرية للقتصاد و التشريع و
الحصاء ،العددان ،1987 ،408-407 :ص ص.182-171 :
-جودة عبد الخالق ،كريمة كريم ،محاضرات في النقود و البنوك ،دار النهضة العربية ،القاهرة،
،1992ص ص.257-256 :
عادل أحمد حشيش ،مرجع سبق ذكره ،ص.119 : 2
12
.
جانب الطلب على النقود يتمتع بقققدر مققن الثبققات النسققبي ،و بالتققالي تغيققرات
عرض النقد هي العامل المحدد للنشاط القتصادي.
فإذا قامت السلطات النقدية بزيادة عرض النقود ستزيد السيولة ،و تؤدي
إلى زيادة إقبال الفراد على شراء الصول المالية و غير المالية ،و يؤدي ذلققك
إلى زيادة الطلب الكلي ،مما ينتج عنصر زيادة في النتاج و التشققغيل إذا كققان
القتصاد في حالة أقل من التشغيل الكامل ،أمققا إذا كققان القتصققاد فققي حالققة
التشغيل الكامل ،فإن زيادة عرض النقود سيؤدي إلى رفع السققعار )والعكققس
في حالة خفض كمية النقد(.
إضافة إلى ذلك يعتبر فريدمان أن تحقيق الستقرار النقدي يتطلب زيققادة
عققرض النقققود بنسققبة ثابتققة و مسققتقرة تتفققق مققع النمققو القتصققادي ،فققدور
السلطات النقدية ينحصر في مهمقة رقابققة كميققة النقققد و العمققل علققى نموهققا
بمعدل مستقر متفق مع معدل نمو القتصاد ،و يرى أن الهمية لعرض النقد و
∆ M
للطلققب عليققه كمققا يققرى كينققز .1و بالتققالي فققإن النسققبة التاليققة هققي:
ليققس ∆ PIB
= ∆ ،و بذلك يصبح الصدار النقدي دالة للمتغير الحقيقي.
جانب الطلب: .2
لقققد انتهققى فريققدمان إلققى أن الطلققب علققى النقققود يتوقققف علققى نفققس
العتبققارات الققتي تحكققم ظققاهرة الطلققب علققى السققلع و الخققدمات ،و هققي
العتبارات التالية:2
الثروة :التي تمتلكها الوحدة القتصادية التي تطلققب النقققود .و •
هي تقابل الدخل أو قيد الميزانية في نظرية الطلب العادية.
الثمان و العوائد مققن البققدائل الخققرى للحتفققاظ بققالثروة فققي •
صورة سائلة – تكلفة الفرصة البديلة .-
الذواق :و هققو مققا أطلققق عليققه فريققدمان اصققطلح ترتيققب •
الفضليات.
وانطلقا من البحث التطبيقي الذي قام به فريققق مدرسققة شققيكاڤو علققى
شكل دالة الطلب على النقود بالعتماد على متغير أساسي واحد فققي تفسققير
دالققة الطلققب النقققدي أل و هققو الققدخل أو الققثروة ،وهمققا مرتبطققان معققا عنققد
فريققدمان بفضققل اسققتخدام فكققرة الققدخل الققدائم ،و يأخققذ فريققدمان الققثروة
بمفهومها الواسع ،3فهي تشقمل النققود ،الصقول النقديقة ،السقندات ،الصقول
المالية ،السهم ،أصول طبيعية ،رأس المال العيني ،رأس المال البشري.
و يدعو فريدمان إلى النظر لعلقة الطلب على النقود نظققرة شققاملة مققن
خلل مقارنة:4
عائد النقود الحقيقي و المتمثل فققي قيمتهققا أو نسققبة مبادلتهققا •
بالسلع الخرى ،حيث تتحدد قيمتها عندئذ بمستوى السعار.
1حازم البيلوي ،دليل الرجل العادي إلى تاريخ الفكر القتصادي ،دار الشروق ،القاهرة ،ط ،1995 ،1
ص.18 :
2إسماعيل محمد هاشم ،مرجع سبق ذكره ،ص.189 :
3نفس المرجع ،ص ص.191-189 :
4عادل أحمد حشيش ،مرجع سبق ذكره ،ص.120 :
13
.
أنظر - :ضياء مجيد الموسوي ،مرجع سبق ذكره ،ص.142 : 1
-جودة عبد الخالق ،كريمة كريم ،مرجع سبق ذكره ،ص.259 :
-إسماعيل محمد هاشم ،مرجع سبق ذكره ،ص ص193-192 :
إسماعيل محمد هاشم ،مرجع سبق ذكره ،ص.193 : 2
14
.
لقد بحث فريدمان الثار المختلفة للنقود على الوضاع التوازنية المختلفققة
فإذا كان القتصاد عند مستوى أقل من التشغيل الكامققل و قققررت السققلطات
النقدية زيادة في عرض النقود ،فسيؤدي ذلك إلى زيادة الرصدة النقدية لققدى
الفراد و المشروعات و سينعكس ذلك فققي شققكل زيققادة فققي الطلققب الكلققي
التي ينتج عنها زيادة في النتاج و التشغيل في الجل القصير فقط.
و إذا كان القتصاد عند مسققتوى التشققغيل الكامققل فزيققادة عققرض النقققود
تؤدي إلى رفع المستوى العام للسعار.
و يفسر فريدمان التضخم بأنه نمو الكتلة النقديققة بسققرعة أكققبر مققن نمققو
الناتققج المحلققي الجمققالي و بالتققالي اختلل نقققدي ،وهنققا يققأتني دور السياسققة
النقديققة فققي امتصققاص الفققائض النقققدي و التققأثير علققى الوضققاع التوازنيققة ،و
ميكانيزم انتقال أثر السياسة النقدية يعمل من خلل الميزانية )أثققر الققثروة( و
من خلل تغيرات معدل الفائدة.
دراسة الحالة المصرية في ظل القانون الجديد للبنك المركققزي و الجهققاز المصققرفي و النقققد( رسققالة
مقدمة للحصول على درجة ماجستير فققي القتصققاد ،كليقة العلقوم القتصقادية ،جامعققة الققاهرة )غ م(
،2005ص ص.25-24 :
15
.
للمعروض النقدي بحيث تتلءم مع معدل نمو الناتققج و يتحقققق السققتقرار فققي
مستوى السعار ،أي لتبني سياسة غير تدخيلية من قبل للحد من عققدم التأكققد
بالنسققبة للسياسققة النقديققة و زيققادة مصققداقيتها ،ومققن الجققدير بالققذكر أن
الكلسيكيون الجدد أوضحوا إمكانية أن يكون للسياسة النقدية التوسققعية أثققرا
سلبيا و ذلك إذا كانت أقل توسعا عما كققان متوقعققا ،حيققث سققيؤدي ذلققك إلققى
خفض الناتج وزيادة السعار بصورة كبيرة.
16
.
أثر السياسة النقدية على بعض المتغيرات آلية انتقال الموائمة الذاتية
السياسات المقترح
الكلية السياسة للقتصاد بدون محور الهتمام
إتباعها
السعار التوظف الناتج النقدية تدخل الدولة
سياسة نقدية تعمل
الكلسيك
على خلق النقود يوجد ل يوجد ل يوجد مباشرة توجد استقرار السعار
ية
فقط
قد يوجد في
البطالة)عند مستوى
دالة
أقل من التشغيل
التوظف
سياسة نقدية نشطة يوجد يوجد غير مباشرة ل توجد الكامل( -فترات الكينزية
الكامل أو
الركود -الطلب
القتراب
الكلي الفعال
منها
سياسة نقدية غير يوجد في الجل القصير ل يوجد في الجل مباشرة+غير
توجد التضخم النقدية
نشطة الطويل مباشرة
البطالة –فترات
ضعيفة و بطيئة الكينزية
سياسة نقدية نشطة يوجد يوجد يوجد غير مباشرة الركود-الطلب
جدا الحديثة
الكلي
يوجد أثر على السعار فقط في حالة
عدم فعالية السياسة الكلسيك
السياسة المتوقعة.
المعلنة على النتاج مباشرة توجد التضخم ية
يوجد أثر على الناتج و التوظف و السعار
و التوظف الجديدة
في حالة السياسة غير المتوقعة
الركود – الطلب
غاية في
يوجد أثر لكل من السياسة المتوقعة و غير الكلي -النمو- الكينزية
سياسة نقدية نشطة غير مباشرة الضعف إلى حد
المتوقعة على المتغيرات الثلثة النتاجية-توزيع الجديدة
كبير
الدخل
سياسة نقدية أقل يوجد في الجل القصير. مباشرة+غير توجد الركود-الطلب اقتصاديا
توسعية تتبع نظام يوجد في الجل الطويل. مباشرة الكلي-النمو- ت جانب
معدل ثابت لنمو النتاجية العرض
17
.
المعروض النقدي
المصدر :رانيا عبد المنعم محمد راجح ،دور الدوات الكمية للبنك المركزي في فعالية السياسة النقدية )مع دراسة الحالة المصرية في ظل القانون الجديد
للبنك المركزي و الجهاز المصرفي و النقد( رسالة مقدمة للحصول على درجة ماجستير في القتصاد ،كلية العلوم القتصادية ،جامعة القاهرة )غ م( ،2005
ص.28 :
18
المطلب الرابع :الثار القتصادية للتغيرات في قيمة النقود
إن العبرة في النقود بقوتها الشرائية أو قيمة مبادلتها بغيرها من السلع و
الخدمات ،و يؤثر ارتفاع السعار على كمية ما تشتريه من السلع و الخققدمات،
فيضعف قوتها الشرائية ،وهي في علقة عكسية مع حركة السعار )المسققتوى
العام للسعار(.
و يمكقن قيقاس التغيقر فقي قيمقة النققود عقن طريقق متقابعو التغيقر فقي
مستوى السعار و التي تتأثر بتيار النفاق النقدي أو المدفوعات النقدية ،و تيار
السلع و الخدمات المباعة في السواق.1
الثار القتصادية لتقلبات قيمة النقود:
2
إن تغير قيمة النقود لها آثارا اقتصادية هامة ،يمكن إجمالها فيما يلي :
أثر التغيرات في قيمة النقود على مستوى النتاج :يمكن أن نلحظ ذلك مققن
ناحيتين:
• في حالة انخفاض الئتمان :فإن مخاطر المنظمين تققزداد ،نظققرا لن الثمققن
الذي يباع به النتاج سوف يكون أقل من الئتمان التي كققانت متوقعققة عنققد
التفكير في القيام بالمشروع لول مرة و في هذه الحالة تقل الرباح ،و قد
تنعدم أو يحقق المنظم خسائر
و قد يؤدي انخفاض الئتمان إلى انخفاض النتاج فققتزداد البطالققة و تققؤدي
إلى انخفاض الطلب الكلي.
• في حالة ارتفاع الئتمان :قد تققؤدي إلققى زيققادة النتققاج وانخفققاض البطالققة،
وازدياد هوامش الربح ،و يصبح هناك حافز لدى المنتجين لتوسققيع نشققاطهم
القتصادي فيزيد النتاج و تنخفض البطالة و يتوسع الطلب.
أثر تغير قيمة النقود على التوزيع :إن تغير قيمة النقود يكون نوعا من إعققادة
التوزيع المقصود للدخل ،لنه يؤثر في الطبقات المختلفة ،مقن ذوي الققدخول
المحدودة الذين ستتحسن دخولهم في حالة انخفاض الئتمان و العكس عنققد
ارتفاعها ،أما بالنسبة لذوي الدخول المتغيرة )الربققاح( فققإنهم يكسققبون عنققد
ارتفاع السعار و العكس عند انخفاضها.
عند ارتفاع القوة الشرائية للنقود )انخفاض السعار( فإن هذا يضققر بققالمركز
القتصادي للمدينين و يعققود بققالخير علققى الققدائنين ،و بققالعكس إذا انخفضققت
القوة الشرائية يتدهور المركز القتصادي للدائنين و يتحسن للمدينين.
العوامل المحددة لعرض النقود:3
يعرف عرض النقققد تقليققديا علققى أنققه العملققة فققي التققداول خققارج الجهققاز
المصرفي زائد نقود الودائع ،و السبب الذي يجعل من الودائع )الودائع الجارية
لدى الجهاز المصرفي( جزء من عرض النقود هققي تتلخققص فققي كونهققا سققائلة
،%100و أنققه يمكققن سققحبها بسققهولة و تحويلهققا إلققى نقققد بسققرعة و بققدون
خسارة.
20
السياسة النقدية ،الماهية ،الدور ومدى فاعليتها في تحقيق
أهدافها
-أكرم نعمان الطيب ،أثر التحرر القتصادي على الجهاز المصرفي المصري ،رسالة مقدمة للحصققول
على الماجستير ،قسم القتصاد ،كلية النجارة ،جامعة عين شمس) ،2001 ،غ م( ،ص ص.81-71 :
22
حالة إتباع سياسة ثبات سعر الصرف ،و ذلك فققي ظققل المفهققوم التقليققدي
للقتصاد المفتوح الققذي يفققترض تمققام إحلل رؤوس المققوال و السققتخدام
الكامل لها مع إهمال أثر التوقعات و تثبيت أسعار السلع و الخدمات.
• تحقيق النمو القتصادي :يعتبر من أهم أهداف السياسققات القتصققادية ،و
قد بدأ الهتمام بدور السياسة النقدية في تحقيق النمققو القتصققادي و ذلققك
بعد الحرب العالمية الثانية ،حيث كان الهتمام قبل ذلك على هدف تحقيققق
العمالة الكاملة ،و دور السياسة النقدية هو تحقيق معدل مرتفققع للدخققار و
التققأثير علققى معققدل السققتثمار مققن خلل التوسققع الئتمققاني ،حققتى يمكنهققا
الوصول إلققى مرحلققة النطلق الققتي تضققع اقتصققادياتها علققى طريققق النمققو
الذاتي السريع.
و يمكن استخدام السياسة النقدية فققي رفققع مسققتوى النمققو القتصققادي
عن طريق تخفيض معدلت الفققائدة ممققا يشققجع المسققتثمرين علققى زيققادة
استثماراتهم و بالتالي توظيف عمالة أكثر و زيادة الدخول في النهايققة رفققع
مستوى المعيشة و النمو ،و حتى يكون هناك سير سليم للقتصاد فإن ذلققك
يتوقف على قدرة الدائرة النقدية على الوفاء باحتياجات الدائرة العينية.
• استيعاب الصدمات الناتجة عن التقلبات القتصادية :تتميققز القتصققاديات
في عمومها بتقلبات اقتصادية ذات طابع دوري ،قسمها جقوقلر إلققى أربعققة
مراحل :التوسع ،النكماش ،التطهير ،العودة إلى النطلق ،و تؤثر مثل هذه
التقلبات على اقتصاديات الدول ،خاصة مرحلة النكمققاش الققتي تققؤثر علققى
الداء القتصادي و معدلت التوظيف وهنا يمكن للسياسقة النقديقة أداء دور
مهم فققي تخفيققف الثققار السققلبية لهققذه التقلبققات بانتهققاج سياسققة توسققعية
ائتمانية في أوقات النكماش ،وسياسة ائتمانية تقييدية فققي ذروة الققرواج و
التي عادة ما يصاحبها معدلت نضخم مرتفعة.
الهداف الوسيطة للسياسة النقدية:1
تحاول السلطات النقدية لتحقيق الهداف النهائية من خلل التققأثير علققى
متغيرات وسيطة ،لعدم قدرة هذه السلطات التأثير مباشرة ،مثل علققى الناتققج
المحلي الخام ومكوناته ،و لهذا تحاول التأثير على متغيرات تققؤثر علققى الناتققج
المحلي الخام.
و تعبر الهداف الوسقيطة عقن تلقك المتغيقرات النقديقة القتي يمكقن عقن
طريق مراقبتها و إدارتها الوصول إلى تحقيق بعض أو كل الهداف النهائيققة .و
يشترط في الهداف الوسيطة أن تستجيب لما يلي:
• وجود علقة مستقرة بينها و بين الهدف أو الهداف النهائية.
• إمكانية مراقبتها بما للسلطات النقدية من أدوات.
و تتمثل هذه الهداف في:
المجتمعات النقدية: .1
هي عبارة عن مؤشرات إحصائية لكمية النقود المتداولققة و تعكققس قققدرة
العوان الماليين المقيمين على النفاق ،بمعنى أنها تضققم وسققائل الققدفع لققدى
هؤلء العوان ،و يرتبط عدد هذه المجتمعات بطبيعة القتصققاد و درجققة تطققور
عبد المجيد قدي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.76-64 : 1
23
الصناعات المصرفية و المنتجات المالية ،و تعطي هذه المجتمعققات معلومققات
للسلطات النقدية عن وتيرة نمو مختلف السيولت ،و يهدف المسققح النقققدي
إلى المسققاعدة علققى تحليققل المتغيققرات النقديققة الكليققة الققتي تتققأثر بتققدخلت
السلطات النقدية.
معدلت الفائدة: .2
تسعى السلطة النقدية أحيانا إلى اتخاذ الوصول إلى معدل فائدة حقيقققي
هدفا وسيطا للسياسة النقدية ،إل أن هذا الهققدف يطققرح مشققاكل عديققدة مققن
بينها طبيعة العلقة بين معدلت الفائدة طويلة أو قصيرة المدى و النقود.
و المشكل في اعتماد سعر الفائدة كهدف وسيط للسياسققة النقديققة ،هققو
أن أسعار الفائدة تتضمن عنصر التوقعات التضخمية و هو ما يعقد دللة أسعار
الفائدة الحقيقية ،مما يفقدها أهميتها كمؤشققر ،كمققا أن المتغيققرات فققي سققعر
الفائدة ل يعكس في الواقع نتائج جهود السياسة النقدية وحققدها ،و إنمققا أيضققا
عوامل السوق)الوضعية التي يمر بها القتصاد(.
إن التوجه لستخدام معدل الفائدة كهدف وسيط للسياسة النقدية قد أثار
موجة من النتقادات ،خاصة مققن القتصققاديين النقققديين ،و كققانت حجتهققم فققي
ذلك أن اتجاه المتغير في معدل الفائدة يتماشى مع اتجاه التغيققر فققي الققدورة
التجارية ،وهذا يعني أن معدل الفائدة يميل إلققى الرتفققاع فققي أوقققات الققرواج
القتصادي ،في حين أنه يميل إلى النخفاض في أوقات الكساد ،و بالتالي فإنه
من الصعب على البنك المركزي أن يحدد بدقة الثققار المترتبققة علققى سياسققته
النقدية ،من خلل مراقبة معدلت الفائدة لوحدها.1
سعر الصرف: .3
يستخدم كهدف للسلطة النقدية ذلك أن انخفققاض أسققعار الصققرف يعمققل
على تحسين وضعية ميزان المدفوعات ،كما أن استقرار هققذا المعققدل يشققكل
ضمانا لستقرار وضعية البلد تجاه الخارج ،و لهذا تعمل بعض الدول على ربط
عملتها بعملت قوية قابلة للتحويل ،و الحرص علققى اسققتقرار صققرف عملتهققا
مقابل تلقك العملت ،إل أن التقلبقات القتي تحقدث فقي سقوق الصققرف تكقون
نتيجققة المضققاربة الشققديدة علققى العملت ،ممققا يققؤدي إلققى عققدم القققدرة و
السيطرة و التحكم فققي هققذا الهققدف .و تقدفع تقلبققات أسققعار صققرف العملت
بالسققلطات النقديققة إلققى التققدخل و التققأثير عليققه واسققتعمال مققا لققديها مققن
احتياطات محاولة منها المحافظة على قيمة عملتها تجاه العملت التي ترتبققط
بها ،دون ضمان نجاح ،وهذه تكلفة مقابل اختيار هدف استقرار سعر الصرف.
وهناك 4قنوات لبلغ أهداف السياسة النقدية ،هي:
• قناة سعر الفائدة.
• قناة سعر الصرف.
• قناة أسعار السندات المالية.
• قناة الئتمان.
أما بالنسبة لهققداف السياسققة النقديققة فققي الققدول الناميققة ،فققإنه يعتريهققا
الكثير من الغموض و الضققبابية ،ليققس مققن ناحيققة التحديققد ،ولكققن مققن جققانب
أسامة بشير الدباغ ،و أثيل عبد الجبار الجور مد ،مرجع سبق ذكره ،ص.349 : 1
24
إمكانية التحقيق ،فنجد أن هاته الدول تعلق على السياسة النقدية تحقيق أكثر
من هدف ،كتشجيع النمو القتصادي المصحوب بالعمالة ،و تحقيققق السققتقرار
النقدي بمحاربة التضخم ،و ضققمان قابليققة الصققرف ،و المحافظققة علققى قيمققة
العملة ،و إيجاد سوق مالي و نقدي متطور.1
أنظر - :أكرم نعمان الطيب ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.81-78 : 2
أسامة بشير الدباغ و أثيل عبد الجبار الجورمد ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.335-334 : 3
27
السياسة و المتمثلة بارتفاع معدل الفائدة ،وما لهققا مققن أثققر سققلبي علققى
الستثمار.
المسألة الثانية :تتعلق بالطريقة التي يتصرف بهققا البنققك المركققزي -
في الرصدة النقدية المتراكمققة لققديه نتيجققة بيققع السققندات فققي السققواق
المالية.
المسألة الثالثة :تتعلق بضرورة تكرار عمليات السقوق المفتوحقة و -
ذلك لتحقيق الستمرارية في مفعول السياسة النقدية النكماشية.
المسألة الرابعة :و تتعلق بالثار السلبية المترتبة على التدخل فققي -
آلية السوق الحرة.
و يتوقف نجاح البنك المركزي فققي تحقيققق أهققدافه باسققتخدام هققذه الداة
على ما يلي:1
-مدى تطور سوق السندات الحكومية و أذون الخزانة.
-مدى تطور سوق الوراق المالية و حجمها.
-مدى تنظيم و تطور الجهاز المصرفي.
ب .2.معدل الحتياطي القانوني:
تقوم البنوك التجارية بالحتفققاظ بنسققبة معينققة مققن إجمققالي ودائعهققا فققي
شكل رصققيد سققائل لققدى البنققك المركققزي ،و يطلققق علققى هققذه النسققبة اسققم
الحتياطي القانوني أو الجباري.2
وتعتبر هذه الداة ذات هدف مزدوج فهي من جهة أداة لحمايققة المققودعين
و تمكينهم من ضمان السققحب عنققد الحاجققة لققودائعهم ،و مققن جهققة ثانيققة أداة
للتأثير على قدرة البنوك التجارية في منح الئتمان.
ففققي أوقققات الكسققاد يمكققن للبنققك المركققزي أن يخفققض مققن نسققبة
الحتياطي ،مما يساعد على زيادة التسهيلت الئتمانية و تنشيط المعققاملت و
زيادة الطلب مما يؤدي إلى زيادة التشغيل و الدخل الوطني للمجتمع.
و في حالت التضخم يرفع البنك المركزي نسبة الحتياطي النقققدي للحققد
من قدرة البنوك التجارية على منح الئتمان و تؤدي إلى انخفققاض السققتثمار و
معدلت التوظيف و منه انخفاض الطلب و بالتالي انخفاض السعار.
و يلجأ أحيانا إلققى التمييققز بيققن معققدلت الحتيققاطي القققانوني تبعققا لنققواع
الققودائع ،فتعققرض معققدلت مرتفعققة علققى الققودائع تحققت الطلققب ،و معققدلت
منخفضة على الودائع لجل ،لن الودائع لجل تتميز بالسققتقرار بالمقارنققة مققع
الودائع تحت الطلب.
تستخدم هذه الداة على نطاق واسع لنها سققهلة الدارة نسققبيا بالمقارنققة
بققالدوات الخققرى و تكققون هققذه الداة أكققثر فاعليققة و نجاعققة إذا كققان وعققاء
الحتياطات الجبارية شامل لجميع أنققواع الققودائع ،و كققذا افققتراض عققدم وجققود
تسرب نقدي )اكتناز( و عدم وجود طرق أخرى أمام البنوك التجارية للحصققول
28
على موارد نقدية خارج البنك المركزي ،ومققدى اسققتجابة و مرونققة القطاعققات
النتاجية لتلك التغيرات المطبقة من قبل السلطات النقدية.1
و هناك مسائل مهمة تتعلق بهذه الداة و هي:2
المسألة الولى: •
و تتعلق بمدى قدرة البنك المركققزي علققى إدارة الرصققدة النقديققة لققدى
البنوك التجارية ،فمن الناحية العملية تعطينا الشققواهد مقن تجقارب البلقدان
المتقدمة الكثير من الدلة علققى مققدى ضققعف البنققوك المركزيققة فققي إدارة
السياسة النقدية بالعتماد علققى نسققبة الحتيققاطي النقققدي ،ففققي بريطانيققا
مثل ،تستطيع البنوك التجارية بسهولة أن تتجاوز أزمة السيولة الققتي يثيرهققا
رفع البنك المركزي لنسبة الحتياطي النقدي ،و ذلك عققن طريققق اسققتعادة
الموال التي تقوم بافتراضها لبيوت الخصم و بذلك تسققتطيع بنققاء أرصققدتها
النقدية دون الحاجة إلى تخفيض التسهيلت الئتمانية التي تقدمها.
المسألة الثانية: •
تتعلق بكمية الرصدة التي تحتفظ بها البنوك التجاريققة يوميققا لققدى أمانققة
الصندوق لديها ،فمن المعروف أن نسبة غيققر قليلققة )نحققو ( %10 - 8مققن
الرصدة النقدية لدى البنوك التجارية يتم الحتفاظ بها و يتققم تققداولها يوميققا
بواسققطة أمنققاء الصققندوق .و يتققم السققحب مققن الرصققدة يوميققا ،و بالتققالي
فقياس حجم الرصدة النقدية لققدى هققذه البنققوك يتغيققر بالضققرورة بحسققب
الوقت الذي تقوم فيه بعمليققة القيققاس ،ممققا يجعققل هققذه الرصققدة عرضققة
للتغيير باستمرار ،فمن شققأن ذلققك أن يجعققل منهققا أداة غيققر دقيقققة لتنفيققذ
السياسة النقدية.
المسألة الثالثة: •
و تتعلق بتوقع المصارف التجارية لمجريات التغير في السياسة النقديققة،
فإذا توقعت البنوك التجارية سياسة نقدية متشددة تقوم على أسققاس رفققع
نسبة الحتياطي النقدي ،فإن هذه البنوك تستطيع الحد من هققذه السياسققة
و ذلك باحتفاظها بكميات إضافية و فائضققة مققن الرصققدة النقديققة ،و بققذلك
فرفع نسبة الحتياطي لن يكون لها تأثير يذكر على توازن البنوك التجارية.
إضافة إلى أن هناك العديد من النتقادات ،ومنها:
يتأثر حجققم الئتمققان فققي الواقققع بققالطرق القتصققادية و -
المالية ،و لذا فإن أي تغيير في الحتياطي القانوني ل يؤدي بالضرورة إلى
تغيير حجم الئتمان.
قد تؤثر معدلت الحتياطي القانوني على ربحية البنوك -
التجارية مما يؤدي إلى زيادة تكلفة القراض.
قد يؤثر معدل الحتياطي القانوني على أسققعار الوراق -
المالية ،خاصة السندات العموميقة ،فرفقع هقذا المعقدي يقؤثر علقى ققدرة
البنوك على القراض مما يجعلها تسعى إلققى تعققويض السققيولة مققن خلل
بيعها للمنشآت الموجودة لديها ،مما يعمل على انخفاض أسعارها.
ب .3.معدل إعادة الخصم:
بلعزوز بن علي ،مرجع سبق ذكره ،ص.191 : 1
أسامة بشير الدباغ و اثيل عبد الجبار الجورمد ،مرجع سبق ذكره ،ص.337 : 2
29
و هو عبارة عن سعر الفائدة الذي يتقاضاه البنك المركققزي مقابققل إعققادة
خصمه للوراق التجارية للبنوك التجارية و القراض منه باعتبققاره الملذ الخيققر
و تعتبر إعادة الخصم شكل من أشكال إعققادة التمويققل الققتي يقققوم بهققا البنققك
المركزي لتزويد البنوك التجارية بالسيولة.1
و يعتبر إحدى الدوات التي يستخدمها البنك المركققزي للتققأثير علققى كميققة
الئتمان نقصا و زيققادة فققإذا أراد البنققك المركققزي أن يحققد مقن حجققم الئتمققان
المصرفي لجأ إلى رفع سعر إعادة الخصم ،حيققث يققؤدي هققذا إلققى رفققع سققعر
الفائدة الذي تقترض به البنوك التجارية ،أمققا إذا قققام البنققك المركققزي يخفققض
سعر إعادة الخصم فإنه بذلك يشجع البنوك التجارية بدورها إلققى خفققض سققعر
الخصم مما يشجع الفراد مستهلكين كانوا أو مستثمرين على خصققم أوراقهققم
التجارية و بالتالي يمكنهم من التوسع في عمليات البيع بالجل.
و في حالت التضخم يرفع البنققك معققدل إعققادة الخصققم ليحققد مققن قققدرة
البنققوك علققى التوسققع فققي الئتمققان فققترفع تكلفققة الئتمققان و مققن تققم تكلفققة
التمويل ،فيدفع ذلك المستثمرين إلى المتناع عن القتراض و قد يلجئون إلققى
استثمار أموالهم في السوق المالية ،و هكذا تخرج الموال مققن فققخ السققيولة،
فيتقلص حجم الكتلة النقدية و ينكمش.
و في حالة إتباع سياسة توسعية فإنه يقوم بخفققض معققدل إعققادة الخصققم
حتى يمكن البنوك التجارية بخصم ما لققديها مققن أوراق تجاريققة و التوسققع فققي
منح الئتمان.
و يشكك العديد من القتصاديين في مدى نجاعة و فعالية هققذه الداة فققي
تحقيق الهداف النكماشية أو التوسعية ،خاصة في ظل تنوع مصادر التمويققل،
والتخلي عن نظققام قاعققدة الققذهب و حريققة تققدفق رؤوس المققوال مققن وإلققى
الدول ،ومن تم لم تعد هذه الداة سوى مؤشر أمام البنوك التجارية في اتجاه
السلطات النقدية فيما يتعلق بسياسققة الئتمققان .إضققافة إلققى أن هنققاك بعققض
العتبارات و المشاكل العملية المترتبة على استخدام هققذه الداة للتققأثير فققي
العرض النقدي ،منها:2
المسألة الولى: •
تتعلق بمدى فعالية معدل الخصققم كأحققد أدوات السياسققة النقديققة علققى
المدى الطويل ،فاعتبار معدل الخصم كسعر يتحقدد فقي السقواق ل يمكقن
تغييره بشكل دائم ما لققم يكققن هققذا التغييققر قققد جققاء نتيجققة للتحققولت فققي
ظروف العرض و الطلققب النقققدي ،و لققذا فققإن التغييققر الققذي يجريققه البنققك
المركزي على معدل الخصققم كأسققلوب للتحكققم فققي العققرض النقققدي ،و ل
يمكن أن يكون ذو فعالية على المدى الطويل إل إذا رافققق ذلققك تغيققر فققي
النقد نفسه.
المسألة الثانية: •
تتعلق بتغيير معدل الخصم و بالتالي معدلت الفائدة و ماله من أثر على
التفاق الستثماري على المدى الطويل ،و يمكن توضيح هققذه الفكققرة مققن
MECفي الجل معدل خلل الشكل التالي:
القصير الفائدةعبد المجيد قدي ،مرجع سبق ذكره ،ص.87 : 1
أنظر :أسامة بشير الدباغ ،أثيل عبد الجبار الجورمد ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.342-341 : 2
30
M1 M0
MECفي الجل
الطويل
شكل رقم:
r1
r0
Md
كمية
I0 I1 0 M1 M0
النقود
يوضح الشكل الدور الذي يؤديه الزمن في التأثير علققى السققتثمار ،فعلققى
المققدى القصققير يصققعب تعققديل حجققم النفققاق السققتثماري مهمققا تغيققر معققدل
الفائدة ،و لهذا السبب يمكن تمثيل الكفاءة الحدية لققرأس المققال ) (MECعلققى
المدى القصير على شكل خط ذو ميل عمودي على المحو الفقي دللققة علققى
استقلل هذه الدالة عن معدل الفائدة ،أمقا علقى المقدى الطويقل فقإن عامقل
الزمن يتيح لمنشآت العمال أن تتكيف مع الرتفاع فققي معققدل الفققائدة ،و أن
تعيد النظر في الخطط الخاصة بها ،بما يتناسققب مققع هققذا الرتفققاع ،و بالتققالي
يمكن لمنحنى الكفاءة الحدية لرأس المال على المدى الطويل أن يأخذ وضعا
يظهر مرونة أكبر تجاه التغير في معدل الفائدة.
و خلصة القول ل يتوقققع أن يكققون رفققع معققدل الفققائدة )معققدل الخصققم(
كسياسة نقديققة تهققدف إلققى تقليققص النفققاق الكلققي ،تققأثير كققبير علققى المققدى
القصير.
عادل المهدي ،العلقات الدولية ،جهاز نشر و توزيع الكتاب الجامعي ،جامعة حلوان ،القاهرة، 1
،2003-2002ص.203 :
31
ويعبر الركود القتصادي عن إحققدى مظققاهر التقلبققات القتصققادية ويمكققن
تعريفه بأنه فققترة نمققو سققلبي )انخفققاض النمققو القتصققادي( يعقققب فققترة نمققو
إيجابي طبيعي )ارتفققاع النمققو( 1وتختلققف مظققاهر الركققود القتصققادي بحسققب
درجة التقدم والهيكل القتصادي ويمكن إجمال أهم هذه المظاهر في:
هبوط حاد في الستثمار الحقيقققي و انخفققاض طلققب العمققل وتزايققد •
البطالة الجبارية.
تباطؤ معدلت التضخم كنتيجة لنخفاض الطلب الكلي. •
انخفاض معدل دوران النقود. •
ويعد الركود القتصققادي أحققد المشققاكل الهامققة الققتي تققواجه القتصققاديات
النامية والمتقدمة على حد سواء ،نظرا لما ينجم عنهققا مققن آثققار سققلبية علققى
الجانب الحقيقي للقتصاد و ارتفاع معدلت البطالة .ويوجد أكثر من اتجاه في
الدب القتصادي يرى أن السياسة النقدية أكثر تأثيرا في النشققاط القتصققادي
في فترات الركود عنها في فققترات الققرواج ،و مققن هققذه التجاهققات يمكققن أن
نذكر:2
التجاه الول من النظريات:
يعتمد على فرضية عدم اكتمال سوق الئتمان ،و في ظققل هققذه الفرضققية
فإن عدم تماثل المعلومات بين المقرض و المقترض يؤدي إلى ارتفققاع تكلفققة
الوساطة المالية التي تظهر في علوة التمويل الخارجي و تعتمققد هققذه العلوة
على صافي قيمة أصول المقترض ،و يؤكد بعققض القتصققاديين أن تبعيققة علوة
التمويل الخارجي لصافي قيمة أصول قيمة المنشققآت العاملققة بالقتصققاد ممققا
يؤدي إلى ارتفاع تكلفة التمويل الخققارجي ،و هققو مققا يزيققد مققن أثققر رد الفعققل
لصدمات السياسة النقدية ،نظققرا لنخفققاض التققدفق النقققدي وانخفققاض قيمققة
الضمانات المقدمة من المنشآت المقترضة ،في ظققل اعتمققاد هققذه المنشققآت
على التمويل الخارجي لصافي قيمة أصول المقترض اخلق نوعا مققن التعجيققل
المالي ،ففي فترات الركققود تنخفققض صققافي أصققول قيمققة المنشققآت العاملققة
بالقتصاد مما يؤدي إلى ارتفاع تكلفة التمويل الخارجي ،و هو ما يزيد مققن أثققر
رد الفعل لصدمات السياسة النقدية ،نظرا لنخفاض التدفق النقدي وانخفققاض
قيمققة الضققمانات المقدمققة مققن المنشققآت المقترضققة ،فققي ظققل اعتمققاد هققذه
المنشآت على التمويل الخارجي ،و هو ما يجعل علوة التمويل الخارجي أكققثر
حساسية للمتغيرات في معدلت الفائدة ،و لذا فإن تأثير السياسة النقدية في
النشاط القتصادي قد يكون أكثر في فترات الكود عنه في فترة الرواج.
أما التجاه الثاني من النظريات:
فيقوم بشرح أثر السياسة النقدية في النشاط القتصققادي مققن خلل تحققدب
منحنى العرض الكلي ،ففي فترات الركود ،تكون لدى المنشآت طاقققات إنتاجيققة
عاطلة ،والتضخم عند مستوى منخفض جدا وأقل حساسققية للتغييققر فققي النتققاج،
محمود مناع عبد الرحمان ،الثار القتصادية الكلية للسياسة النقدية في ظل إتباع برامج التكييف 1
وعلقتها بالركود القتصادي مع إشارة خاصة للقتصاد المصري ،رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير
في اقتصاديات التجارة الخارجية ،قسم القتصاد و التجارة الخارجية ،كلية التجارة وإدارة العمال،
جامعة حلوان ،القاهرة) ،غ م( ،2004 ،ص.49 :
نفس المرجع السابق ،ص ص.58-57 : 2
32
وهو ما يعني أن تحرك منحنى الطلب الكلي نتيجة للمتغيرات بالسياسققة النقديققة
سوف يكون له تأثير أكققبر و أقققوى فققي الناتققج وتققأثير أضققعف فققي التضققخم فققي
فترات الركود عنه في فترات الرواج ،وإن اختلفت حدة الركود فإنه يلحظ لجوء
صانعي السياسة ،إلى سياسة نقدية توسعية في فترات الركود في ثماني فترات
ركود بالقتصاد المريكي )منذ عام 1953إلى عام ،(1990ق وقد اتضح خلل هققذه
الفترات نجاح هذه السياسة وحدها -والتي تميزت بالكفاءة والمرونة – في إنهاء
الركود.
أما في حالة مققا إذا كققان القتصققاد يعققاني مققن حالققة كسققاد فعلققى السققلطات
النقدية أن تقوم بزيادة عرض النقود ،مع اتجاه الفراد إلى استخدام هذه الزيادة
عن طريق إنفاق مبققالغ أكققبر علققى السققلع و الخققدمات و علققى الصققول الماليققة،
وبالتالي فستكون هناك زيادة مباشرة في الطلققب الكلققي ينتققج عنهققا زيققادة فققي
النتاج والتشغيل إذا كان يعمل عند مستوى أقل من التشققغيل الكامققل .أمققا فققي
حالة التشغيل الكامل فإن زيادة عرض النقود فستؤدي إلى رفققع السققعار ،وهققذا
حسب التحليل النقدي.
أما بالنسبة لتحليل كينز فإن زيادة عرض النقود تؤدي إلققى تخفيققض سققعر
الفائدة و الققذي يققؤدي بققدوره إلققى زيققادة السققتثمار ،و بالتققالي زيققادة النفققاق
الكلي ،أي أن زيادة عرض النقود تزيد من الطلب الكلي بطريقة غير مباشققرة
و ذلك بتأثيرها على سعر الفائدة .و بالتالي فكل التحليلين يريان الثر اليجابي
لزيادة عرض النقود للتخلص من الكساد.
دور السياسة النقدية في علج التضخم: .2
يقصد بالتضخم الرتفققاع المتواصققل فققي المسققتوى العققام السققعار سققواء
كققانت بسققبب الصققدار النقققدي )عققرض النقققود( أو مققن خلل النفققاق النقققدي
)الطلب الكلي( ،والتضخم عبققارة عققن تكلفققة يتحملهققا القتصققاد الققوطني ،لهققا
العديققد مققن الثققار السققلبية المختلفققة ،علققى قيمققة العملققة و علققى النشققاط
القتصادي و النمو.
و يرى أصققحاب المدرسققة النقديققة أن التضققخم ظققاهرة نقديققة سققببها هققو
الفائض في عرض النقود من الزيادة في النتاج ،و بالتالي فالسياسة الققواجب
إتباعها في هقذه الحالقة هققي تخفيققض عقرض النقققود ليققل الطلققب و تنخفقض
السعار.
أسباب التضخم و نتائجه:
يستخدم عادة تعبير الصققدمات التضققخمية ) (inflationary shocksفققي إشققارة
إلى العوامل المختلفة التي تؤدي إلى الرتفاع المتواصل في المسققتوى العققام
للسعار )في حين يستخدم تعبير الصدمات النكماشية ) (deflationary shocksفي
إشارة إلى العوامل التي تؤدي إلى النخفاض في هذا المستوى(.
و تنشأ هذه الصدمات عادة نتيجة لتغيير العققرض الكلققي أو تغييققر الطلققب
الكلي ،و الجدول التالي يوضح ذلك:
جدول رقم :الثار السلبية للصدمات التضخمية.
النتائج الولية السبب الول
موقف السياسة
النتائج النهائية للصدمات للصدمات للصدمات
النقدية
التضخمية التضخمية
33
الحالة الولى: .1ارتفاع السعار)
صدمات مؤقتة
.1مزيد من ارتفاع في . (P
ومنعزلة ل تعززها
السعار). (P
سياسة نقدية
.2عودة الدخل إلى التوازن.
توسعية.
تكون فجوة .2 صدمات
الحالة الثانية: تضخمية. الطلب
.1استمرار السعار في التضخمية
صدمات مستمرة
ارتفاع. انتقال .3
تعززها سياسة
بناء مستوى الدخل أعلى من .2 منحنى العرض
نقدية توسعية.
المستوى التوازني. الكلي إلى
أعلى.
الحالة الثالثة: صدمات مؤقتة
.1ارتفاع السعار)
.1انخفاض في السعار). (P ومنعزلة غير
.2عودة الدخل إلى التوازن. . (P
معززة.
الحالة الرابعة:
مع .1مزيد من ارتفاع في
صدمات
السعار. ززة
العرض
.2عودة الدخل إلى التوازن.
التضخمية
الحالة الخامسة:
استمرار السعار في .1
.2تكون فجوة
ارتفاع. صدمات متكررة
تضخمية.
بناء مستوى الدخل في .2 ومعززة بسياسات
مستوى أقل من التوازن. نقدية توسعية.
المصدر :أسامة بشير الدباغ و أثيل عبد الجبار الجورمد ،المقدمة في القتصاد الكلي،
دار المناهج ،عمان ،الردن ،2003 ،ص.364 :
تنشأ صدمات الطلب التضخمية عندما تتجاوز الزيادة فققي الطلققب الكلققي
مستوى النتاج )العرض الكلي( عند الستخدام الكامل ،فينتقل منحنى الطلققب
الكلي جهة اليمين نتيجة لعدة عوامل و التي من بينها زيادة الكمية المعروضققة
من النقود بفعل سياسة نقدية توسعية ،و إذا لم تعزز السققلطة النقديققة زيققادة
الطلب الكلي بسياسة نقدية توسعية فققإن القتصققاد سققيميل فققي النهايققة نحققو
التوازن ،و ذلك بعد مضي فترة مؤقتة من الرتفاع في المعدل العام للسققعار،
و عندما يؤدي تعزيز الزيادة في الطلب الكلي من خلل سياسة نقدية توسعية
إلى تحويل التضخم من حالة مؤقتة إلى حالة مستمرة و دائمة.
أما بالنسبة لصدمات العرض التضخمية فإنها تنشققأ نتيجققة لنتقققال منحنققى
العرض الكلي إلى جهة اليسار فيرتفع المستوى التققوازني للسققعار و ينخفققض
المستوى التوازني للنتاج ،و الشكل التالي يوضح ذلك.
شكل رقم :التوازن القتصادي.
المستوى
العرض
العام الطلب الكلي
للسعار الكلي
34
Pe
Ye
الدخل الوطني
الصدمات من ناحية على ما إذا كانت من النوع المنفرد غيققر الحقيقيو تعتمد هذه
المتكرر أو أنها سلسلة متكررة من الصدمات ،و من ناحية أخققرى علققى الققدور
الذي تؤديه السياسة النقدية في تعزيز هذه الصدمات أو أنها تقف وقفا حياديققا
منها ،و يمكن أن نحددهما فيما يلي:1
فالسياسات النقديققة المعققززة لصققدمات العققرض التضققخمية تتسققبب فققي
توالي الرتفاع في السعار بمقدار أكبر بكثير مما كان يمكققن أن ترتفققع بققه لققو
تم العتماد على قوى السوق الحرة و الفجوة النكماشية لتخفيض التكاليف و
السعار .أما بالنسققبة للصققدمات التضققخمية للعققرض و غيققر المعققززة بسياسققة
نقدية توسعية تفرض من ذاتها حدودا للمدى الذي يمكن أن تستمر فيققه ،ذلققك
أن استمرار و توسع الفجوة النكماشية و تزايققد البطالققة سققتعمل علققى تقييققد
الزيادة المتوالية في الجور و السعار وانخفاض مستوى النتاج التققوازني عققن
المستوى الذي كان قائما قبل حدوث هذه الصدمات.
و تجدر الشارة إلى أن استمرار هذا النوع من صدمات العرض التضخمية
لفارة طويلة نسبيا يستدعي الستمرار في زيادة الجور ،و لبد علققى السققلطة
النقدية أن تقوم بتعزيز هذه الحالة من التضخم و ذلك من خلل سياسة نقدية
توسعية ،تمنع لها انحراف القتصاد عن مستوى الستخدام الكامل.
و على الرغم مققن جققانب الحققذر الققذي قققد يققدفع بعققض القتصققاديين إلققى
المطالبققة بعققدم اسققتخدام السياسققة النقديققة كوسققيلة لمعالجققة الصققدمات
التضخمية للعرض ،خشية مما قد يترتب عليها من تضخم حلزوني .كما نجد أن
الرغبة في النكماش و البطالققة تحمققل آخريققن علققى البطالققة باسققتخدام هققذه
السياسة لمواجهة صدمات العرض و ذلك على الرغقم ممقا يقترتب علقى هقذه
السياسة من أعباء.
و يعد استهداف التضخم عققامل جوهريققا لرسققم سياسققة نقديققة ملئمققة ،و
يعتمد استهداف التضخم على قيام البنك المركققزي أو الحكومققة بققالعلن عققن
استهداف تحقيق معدل معين من التضخم في المسققتقبل و يتققم تحديققد هققدف
السياسة النقدية بوضوح تام و تحديد هققدف بوضققوح تققام و تحديققد الداة الققتي
سيتم استخدامها لتحقيققق هققذا الهققدف و منققع معققدلت التضققخم مققن الرتفققاع
لستقرار النشاط القتصادي.
و تتطلب إجراءات استهداف التضخم كنظام نقدي يتطلب إجققراءات ذات
مستوى مرتفع من الكفاءة لتحقيق معدل التضخم المستهدف ،و إن نجاح هذا
السلوب يتوقف على توافر عدة نقاط هي:2
توافر وضع مالي قوي ،و رسوخ استقرار القتصاد الكلي. •
وجود نظام ماليي متطور. •
1
نفس المرجع ،ص ص.377-370 :
محمد مناع عبد الرحمان ،مرجع سبق ذكره ،ص.92 : 2
35
استقللية البنك المركزي في اسققتخدام أدوات السياسققة النقديققة ،و •
تكليفه بتحقيق استقرار السعار.
التفهم الجيد لنوات تأثير أدوات السياسة في التضخم. •
وجود منهجية و أسلوب قوي لستنباط تنبؤات التضخم. •
وجود – و قدرة البنك المركزي على تقققديم – تفسققير و إجابققة علققى •
التساؤلت الموجهة للسياسة النقدية.
37
تخفيض القوة الشرائية والسيولة في الدولة يؤدي إلققى انخفققاض الطلققب
على السلع المحلية والجنبية ومع تخفيض التفاق الكلي نقل الققواردات حيققث
يتوقف ذلك على الميل الحدي للستيراد.
رفع سعر الفائدة على الوراق المالية بجذب رؤوس الموال الجنبية إلققى
الدولة التي تقوم بذلك للستفادة من سققعر الفققائدة المرتفققع و تققدفق رؤوس
الموال الجنبية و يساعد ذلك على تخفيض العجز في ميزان المدفوعات.
اسقققتخدام سقققعر الصقققرف فقققي التقققأثير علقققى ميقققزان .2
المدفوعات:
إن اتجاه السلطات القتصادية إلى خلققق سياسققة نقديققة تسققتطيع تحقيققق
الهداف المتعلقة بالقتصاد الداخلي يتطلب أحد خيارين:1
الول :فرض قيود على أسواق المال و المحافظة علققى سققعر •
صرف ثابت.
الثاني :اختيار نظام سققعر الصققرف المققرن مققع تحريققر أسققواق •
رأس المال.
الجدول التالي يوضح فاعلية السياسة النقدية حسب نظام سعر الصرف:
محمود مناع عبد الرحمان ،مرجع سبق ذكره ،ص.76 : 1
38
-حرية انتقال رؤوس
تتسم السياسة النقدية بالفعالية
الموال.
)وإمكانية امتصاص الصدمات المرن
-ارتفاع قيمة السلع التي
الخارجية(.
يتم التجار فيها دوليا.
-عدم حرية انتقال رؤوس
السياسة النقدية تصبح فعالة من
الموال.
خلل تغيرات أسعار الفائدة و المرن
-ارتفاع قيمة السلع التي ل
سعر الصرف.
يتم التجار فيها دوليا.
المصدر :محمود مناع عبد الرحمان ،الثار القتصادية الكلية للسياسة النقدية في ظل
إتباع برامج التكييف و علقتها بالركود القتصادي مع إشارة خاصة للقتصاد المصري،
رسالة مقدمة لنيل درجة الماجستير في اقتصاديات التجارة الخارجية ،قسم التجارة
جامعة حلوان ،القاهرة) ،غ م(،2004 ، الخارجية ،كلية التجارة و إدارة العمال،
ص.79 :
فيما يتعلق بأهمية السياسة النقدية في ظل سعر الصرف الثابت نجد عققدم
قدرة السلطات النقدية في ظل هذا النظام على بناء سياسققة نقديققة لتحقيققق
السققتقرار القتصققادي علققى المسققتوى الحقيقققي نظققرا لفتقققاد السققلطات
القتصادية القدرة على السيطرة – في ظققل حريققة تققدفقات رؤوس المققوال-
على المتغيرات النقدية وارتفاع درجة حساسية القتصاد للصدمات الخارجية.
ولذات لثر تغير سعر الصرف على ميزان المدفوعات :ففققي حالققة وجققود
عجز في ميزان المدفوعات ،فتلجأ الدولة لتخفيض قيمة عملتهققا الخارجيققة أي
رفع سعر الصرف الجنبي ،و يؤدي هذا الجراء إلى زيقادة الصقادرات و تقليقل
الواردات ،إل أنه لكي تحدث هققذه السياسققة آثارهققا المرجققوة لبققد مققن تققوافر
مجموعة من الشروط:
بالنسبة للصادرات :فيجب أن يكون العرض المحلي لسققلع التصققدير •
مرنا ،و أن يكون الطلب الخارجي على صادرات الدولة مرنا.
بالنسبة للواردات :أن يكون الطلب المحلي على الواردات السققلعية •
مرنا و أن يتمتع عرض الواردات بالمرونة الكافية.
Rأسعار
Y المنطقة )(4
الصرف E
D2 فائض خارجي و D3
تضخم داخلي
المنطقة )(3 المنطقة )(1
R0 عجز خارجي و المنطقة ) (2فائض خارجي و
خارجي و ركود داخلي عجز C
39
تضخم داخلي ركود داخلي
E D4 D1 Y
A0 الستيعاب
المصدر :عادل المهدي ،مرجع سبق ذكره ،ص.208 : المحلي
40
من التكاليف القتصادية التي يتحملها المجتمع و هققو فققي سققبيله إلققى تحقيققق
هذه الهداف.
و تنقسم أدوات السياسة القتصادية بصفة عامة إلى:
سياسققات خاصققة بتغييققر النفققاق ،Expenditure changing policiesو سياسققات
خاصة بما يسمى تحويل النفاق ،Expenditure changing policiesو تتضمن سياسات
تغيير النفاق كل من السياسة المالية و السياسة النقدية.1
حيث تستخدم السياسة كما رأينا عرض النقود للتأثير على أسعار الفققائدة
و الستثمار و من تم الدخل و يؤثر كذلك تغير يعر الفائدة على أوضاع التوازن
الخارجي ،فإن انخفاض أسعار الفائدة يؤدي إلى زيادة تدفقات رؤوس الموال
قصيرة الجل إلى الخارج ،وانخفاض تدفقات رؤوس الموال إلى الداخل.
أما بالنسبة لسياسة تحويل النفاق فإنها تستمر إلى إحققداث تغيققرات فققي
سعر الصرف ممققا يققؤثر علققى السققعار و علققى ميققزان المققدفوعات و الققدخل
الوطني.
وفقا لقاعققدة تينققبرجن Tinbergenفققإنه يمكققن اختيققار العققدد المناسققب مققن
أدوات السياسة القتصادية بحيث يتساوى هذا العقدد مقع الهقداف القتصقادية
المطلققوب تحقيقهققا ،وذلققك للوصققول إلققى أفضققل اسققتخدام ممكققن لدوات
السياسة القتصادية ،فإذا كان لنا هدفين منفصلين فققإنه يمكققن اختيققار أنسققب
أداتين من أدوات السياسة القتصادية لتحقيق هذه الهداف على أفضققل وجققه
ممكن.2
41
الفائدة ،أما من منظور الئتمان فإن انتقال أثر السياسة النقدية يتم مققن خلل
التأثير في المعروض من المققوارد الماليققة )عققرض الئتمققان( ،و ينبنققي منظققور
النقود على قناة سعر الفائدة أو النقود و التي تم وضققعها بواسققطة الكينزييققن
من خلل نموذج ،IS-LMأما منظور الئتمان فيؤكد على دور الوسققاطة الماليققة
أو البنوك في تأثير السياسققة النقديققة علققى النشققاط القتصققادي ،حيققث تققؤدي
البنوك دورا هاما –بوصفها أكققبر مؤسسققات الوسققاطة الماليققة بالقتصققاد -فققي
تحديققد الناتققج المحلققي مققن خلل عققرض المققوارد الماليققة لتمويققل مشققاريع
الستثمار الحقيقي و رأس المال العامل بالقتصاد.1
القنوات التقليدية لمعدلت الفائدة )المنظور النقدي(:
و هي قناة تقليدية لنتقال أثر السياسة النقدية إلى هدف النمققو ،ذلققك أن
السياسة النقدية التقييدية تعمل على ارتفاع أسعار الفائدة السمية مما يعمل
على ارتفاع سعرها الحقيقي ومنه ارتفاع تكلفة رأس المققال ،و هققذا مققا يققؤدي
إلى تقليص الطلب علققى السققتثمار و بالتققالي انخفققاض الطلققب الكلققي و منققه
النمو.2
M ir I ,C Y
تشير المتغيرات إلى:
:Mسياسة نقدية انكماشية.
: irارتفاع معدلت الفائدة و هققو مققا يعنققي ارتفققاع تكلفققة رأس المققال و
بالتالي انخفاض الطلب الكلي.
:Yهبوط الناتج الكلي.
و حسب تحليل فريدمان أن التغيير في العرض النقققدي يققؤثر علققى سققعر
الفائدة من خلل أربعة آثار جزئية هي :أثر السيولة ،أثققر الققدخل ،أثققر مسققتوى
السعار المتوقع و أثر التضخم المتوقع.3
قناة سعر الصرف: •
تستخدم هذه القناة للتأثير على الصققادرات مقن جهقة ،و مقن جهققة أخققرى
تستعمل إلى جانب معدلت الفائدة في استقطاب الستثمار الجنبي.4
نظرية qتوبن ):(James Tobin •
تشرح هذه النظرية كيفية تأثير السياسة النقديققة فققي القتصققاد مققن خلل
تأثيرها في تقييم السهم و تعرف qبأنها القيمققة السققوقية للشققركة مقسققومة
على نفقققة إحلل رأس المققال ،و تققوفر السياسققة النقديققة فققي أسققعار الوراق
المالية من خلل انخفاض عرض النقود يؤدي إلى انخفققاض الفققوائض أو عجققز
الرصدة النقدية لدى القطاع العائلي ،المر الذي يققترتب عليققه اتجققاه وحققدات
القطاع العائلي نحو سوق الوراق المالية لبيع مققا لققديها مققن أوراق ماليققة – أو
عدم شراء أوراق مالية –و هو ما يعني انخفاض الطلب علققى الوراق الماليققة،
واتجاه أسعار هذه الوراق إلى النخفاض ،و يؤدي هققذا النخفققاض فققي أسققعار
أحمد شعبان محمد علي ،انعكاسققات المتغيققرات المعاصققرة علققى القطققاع المصققرفي و دور البنققوك 3
42
السهم Peإلى انخفاض qمما يؤدي إلققى هبققوط النفققاق السققتثماري و الناتققج
المحلي.1
M Pe q I Y
قناة القراض المصرفي: •
حيث عند إتباع سياسة نقدية انكماشية تؤدي إلى انخفاض العرض النقدي
المر الذي يؤدي إلى انخفاض حجم الودائع لدى البنوك ،و منققه ينخفققض حجققم
الئتمان المصرفي الممكن تقققديمه و بالتققالي ينخفققض النفققاق السققتثماري و
الستهلكي فيهبط الطلب الكلي و يؤدي إلى الحد من النمو.
قناة أسعار السندات:2 •
هذه القناة هي تعبير عن وجهات أنصققار المدرسققة النقدويققة فققي تحليلهققم
لثر السياسة النقدية على القتصاد ،حيث يعتبرون تأثير السياسة النقدية على
القتصققاد ينتقققل عققبر قنققاتين :قنققاة تققوبن للسققتثمار و قنققاة أثققر الققثروة علققى
الستهلك ،و قد أشرنا إلى القناة الولى ،أمققا بالنسققبة للقنققاة الثانيققة فتفسققير
النتقال يكون من خلل التأثير على أسعار السهم و الستهلك ،و نظرا لكققون
الثروة المالية )الوراق المالية( مكققون هققام لتلققك المققوارد ،فانخفققاض أسققعار
الوراق المالية ) Peالسهم( يعني انخفاض حجم الموارد الماليقة للمسقتهلكين،
المر الذي يتضمن انخفاض النفاق على الستهلك و انخفاض الطلب الكققي و
الناتج.
M Pe )الثروة( W C Y
قناة الميزانية العمومية: •
تقوم هذه القناة على توضققيح العلقققة بيققن الصققدمات النقديققة و قققرارات
الستثمار التي تتخذها الشركات من خلل تأثير هذه الصققدمات فققي الوضققع أو
الموقف المالي للشركة ،و مؤدي هذه القناة أن علوة التمويل الخارجي الققتي
يتحملهققا المقققترض تعتمققد بشققكل أساسققي علققى وضققعه المققالي – أي وضققع
المنشأة المقترضة -حيث يؤدي انخفاض صققافي قيمققة أصققول الشققركات إلققى
تزايد مخاطر مشكلة تماثل المعلومققات )مخققاطر الختيققار السققيئ ،و مخققاطر
سوء النية( ،مما يؤثر حجم الئتمان الممنوح لتلك الشركات و بالتالي انخفاض
الستثمار و الناتج.3
قناة التدفق النقدي) :و هي قناة أخرى للميزانية العمومية( •
فعند إتباع سياسة نقدية انكماشية أي انخفققاض المعققروض النقققدي يققؤدي
بشكل مباشر إلى انخفاض التدفق النقدي للمنشآت نتيجة انخفققاض السققيولة،
و تؤدي هذه السياسة من خلل ارتفاع أسعار الفائدة إلى ارتفاع الميل للدخار
و بالتققالي انخفققاض النفققاق علققى منتجققات المنشققآت المققر الققذي يققؤدي إلققى
انخفاض السيولة النقدية لديها مما يزيد من فجوة التمويل – و هي الفرق بين
استخدامات المنشآت و مصادرها المالية – و هو ما يؤدي إلى ارتفاع المخاطر
محمود مناع عبد الرحمان ،مرجع سبق ذكره ،ص.25 : 1
أنظر - :عبد المجيد قدي ،مرجع سبق ذكره ،ص.78 : 2
محمود مناع عبد الرحمان ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.32-30 : 1
2
نقل عن :
Robert J.Gordon and James A.Wilcox, Macroeconomies, Addison-Wesley Longman, USA, 1998, PP : 444-
448.
44
أهمية بالنسبة للسياسة النقدية ،حيث أن البنك المركزي هو السلطة التنفيذية
للسياسة النقدية بموجب التشريعات القائمققة ،و هققو يعنققي عققدم اللجققوء إلققى
إجراءات تشريعية ،أي اتخاذ القرارات و تنفيذها يتم دون تباطؤ تشريعي يذكر.
تباطؤ النتقال: .4
و هي الفترة الفاصلة بين اتخاذ قرارات السياسة القتصادية و التغيير في
أدوات السياسة )التنفيذ( تبعا لتلك القرارات ،و تعد فترة تبققاطؤ النتقققال ذات
أهميققة للسياسققة الماليققة نظققرا لحتمققال طققول الفققترة بيققن اتخققاذ القققرارات
المتعلقة بالسياسة النقدية و التحصيل الفعلي لليرادات الحكوميققة أو النفققاق
الحكومي ،بينما تعد ذات أهمية للسياسة النقدية ،حيث يقققوم البنققك المركققزي
باتخققاذ القققرارات و القيققام بتنفيققذها مققن خلل أدوات السياسققة النقديققة مثققل
عمليات السوق المفتوحة أو غيرها دون تباطؤ يذكر.
تباطؤ التأثير: .5
و هققي الفققترة بيققن تنفيققذ قققرارات السياسققة القتصققادية "الداة" و تققأثير
الهدف النهائي ،و ينصب معظم الجققدل الققدائر حقول تبقاطؤ السياسقة النقديقة
على طول و تغير الفترة المطلوبة لتأثير عققرض النقققود فققي الناتققج الحقيقققي،
فيعد تباطؤ التأثير أهم فترات السياسة لدى صانعي السياسققة النقديققة ،و هققي
فترة انتقال أثر التغير في عرض النقود إلى المتغيرات الخرى داخل ميكانيزم
انتقال أثر تلك السياسة وصول للهدف النهائي ،و خاصة الناتج الحقيقي.
مجلة فصلية تصدر عن صندوق النقد الدولي ،واشنطن ،العققدد ،03المجلققد ،30سققبتمبر ،2000ص:
.50
46
وتكون السياسة النقديققة أكققثر كثافققة عنققد تققوافر شققفافية المعلومققات
ووضوح قواعد اللعبة ،عندها تفهم السواق الهداف و ما يتعلق بها فيكققون
التجاه في إطار الهدف المنشود.
لبد من توافر إطار استقللية للسياسة النقديققة حققتى ل يتققم التققأثير •
على مصداقيتها سلبا إذا تم إعادة النظر في الهداف المحددة سلفا.
لبد من التنسيق بين الدوات المختلفة للسياسة النقدية. •
47
اختيققار الوسققائل الملئمققة النقديققة :ذلققك أن هققذه .2
الوسائل ممكن أن تتعدد وفقا للهيكل المالي و الوضع القتصادي للبلد.
تحديققد الهققداف الوسققيطة للسياسققة النقديققة :أمققا .3
1
فيما يخص مراقبة و إدارة الئتمان فإن البنك المركزي تتلخص فيما يلي :
استقرار سعر الصرف. •
استقرار سوق النقود. •
تشجيع النمو القتصادي. •
استقرار المسققتوى العققام للسققعار و التقليققل •
من حدة التقلبات القتصادية.
و يستخدم البنك المركزي لتحقيق ذلك مجموعة من الدوات كمية وكيفية
ومباشرة.
التجاهات الحديثة في الصيرفة المركزية:
لقققد تطققورت الصققيرفة المركزيققة أسققلوبا خاصققة للقواعققد و الممارسققات
العملية التي تسير عليها إلقى مقا يمكقن أن يوصقف بقق "الصقيرفة المركزيقة"،
ولكنها في عالم دائم التغيير مققازالت فققي مرحلقة التطققور و الرتقققاء و تتمثققل
التجاهات الحديثة في الصيرفة المركزية في :2الدارة النقدية غير المباشققرة،
تنميققة الصققيرفة اللكترونيققة و الرقابقة عليهققا ،الفصققل بيققن وظقائف السياسققة
النقدية و لتنفيذها و بين وظائف الرقابة على الجهاز المصرفي ،تطوير العمققل
الداري فققي مجققال إدارة احتياطيققات النقققد الجنققبي ،الشققراف المصققرفي
الحصين و التعاون بين البنوك المركزية.
التجاه نحو الدارة النقدية غير المباشرة: .1
اتجهت البنوك المركزيققة فققي عققدد كققبير مققن الققدول إلققى تعققديل أهققداف
سياستها النقدية ،و تعديل الدوات التي تستخدمها لتنفيذ تلك السياسات.
فمققن سياسققة نقديققة مباشققرة تسققتهدف متغيققرات نقديققة إلققى اسققتخدام
سياسات نقدية غيققر مباشققرة تسققتهدف السققيطرة علققى معققدلت التضققخم ،و
تحولت تلك البنوك من استخدام أسلوب التكتم الشديد على أهداف السياسققة
النقدية إلى العلن الواضققح و الصققريح عققن الهققدف الققذي تسققعى السياسققات
النقدية إلى تحقيقه كا عام ،و تتجه البنوك المركزية إلى التطوير المستمر في
الدوات التي تستخدمها فققي تحقيققق أهققداف السياسققة النقديققة ،و فققي سققبيل
تحقيق الهدف النهائي للسياسة النقدية يستخدم البنك المركزي محققور ارتكققاز
اسمي )أو ما يعققرف بالمرسققاة (Anchorلدارة السياسققة النقديققة فققي الجليققن
القصير و المتوسط.
تحرير السواق المالية وأهمية عمليات السوق المفتوحة في الدارة .2
النقدية غير المباشرة:
تعد عمليات السققوق المفتوحققة هققي النحققور الرئيسققي الققذي يعتمققد عليققه
استخدام أسلوب الرقابة النقدية غير المباشرة ،و ذلققك للتحكققم فققي مسققتوى
السيولة طبقا للهداف التي تحددها السياسة النقدية ،و قققد جققاء هققذا التجققاه
عادل أحمد حشيش ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.254-252 : 1
2
أحمد شعبان محمد علي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.188-160 :
48
نتيجة لتقدم السواق المالية و التي تقوم بدور مهم في توفير فققرص التمويققل
و تجميع المدخرات الستخدام في المجال الستثماري.
و نظرا لضآلة المدخرات في البلدان النامية وافتقارها إلققى أسققواق ماليققة
متطورة و منظمة يلجأ إليها المسققتثمرون ،فققإنه يجققب عليهققا إحققداث تغيققرات
تتعلق بهيكل النظام المالي و السياسة الئتمانية ووسائلها بهدف تعبئة الموارد
الميسرة و إعادة توجيهها نحو معايير الستثمار الحافزة للنمو القتصادي وذلك
بتحرير هذه القتصاديات و تحديث بنيتها المالية و إصلح أنظمتها المصرفية ،و
يكون دور البنك المركزي هو:
توفير التشريع اللزم لتحقيق التحرير المالي. •
السققماح بإنشققاء بنققوك اسققتثمار خاصققة للترويققج و الكتتققاب فققي •
الصادرات الجديدة.
السماح للبنوك بالمشاركة في ملكيققة و إدارة المشققروعات الكققثر •
إنتاجية.
الرقابققة المتشققددة و الفاعلققة علققى النقققد و الئتمققان المصققرفي و •
العمققل علققى تحقيققق السققتقرار النقققدي إضققافة إلققى تطققوير السققواق
المصرفية و أسواق الوراق المالية.
التنمية المصرفية اللكترونية و الرقابة عليها: .3
تتجه المؤسسات المصرفية اليوم إلى توفير خققدماتها المتنوعققة إلكترونيققا
للعملء ،و هذه التطورات في الدوات و الوسائل تطرح تحققديات أمقام الجهقاز
المصققرفي و السققلطات الرقابيققة المتمثلققة فققي البنققك المركققزي فققي الققدول
النامية ،ومنها:
تزايقققد حقققدة المنافسقققة فقققي صقققناعة •
الخدمات اللكترونية من قبل المؤسسات المصرفية و غير المصرفية.
تزايد سرعة تنفيذ العمليات المصرفية. •
نقققص الخققبرات و عققدم وضققوح النققواحي •
القانونية و التشريعية.
و بالتالي لمواجهة هذه التحديات يتحتم على البنك المركزي العمل على:
تنمية الصيرفة اللكترونية. •
سياسة رقابية و قواعد جديققدة للصققيرفة •
اللكترونية.
الفصل بين وظققائف رسققم السياسققة النقديققة وتنفيققذها وبيققن هققدف .4
الرقابة على الجهاز المصرفي:
يوجد اتجاه لدى الدول المتقدمة للفصل بين السلطة المسؤولة عن رسم
السياسة النقدية و تنفيذها ،و تلك المسؤولة عن الشراف و الرقابة على أداء
الجهقاز المصقرفي ،فوظقائف السياسقة النقديقة يعهقد بهقا للبنقك المركقزي ،و
الوظائف المتعلقة بالرقابة على الجهاز المصرفي فإنها يمكن أن تكون ضققمن
مسؤولية البنك المركزي أو يعهد بهققا إلققى سققلطة أخققرى غالبققا مققا تتبققع وزارة
المالية.
الفصل بين الصيرفة المركزية و إدارة الدين العام: .5
49
يدعو صندوق النقد الدولي إلى فصل عملية إدارة الدين العام عن البنققوك
المركزية و أن يعهد بها إلى جهاز مستقل له أهققداف محققددة و مؤشققرات أداء
قابلة للقياس و أن يقوم على إدارته فنيون متخصصققون ،و يققرى الصققندوق أن
وجود جهاز كفء مستقل لدارة الدين العام يساعد على كسب ثقة المقرضين
و حصول الدول المقترضة على تقيين أفضل لمخاطرهقا الئتمانيقة مقن جقانب
مؤسسات التقييم الدولية مما يساعد على تخفيض تكلفة القروض الخارجية و
تحسين شروطها ،و تتمثل مهام الجهاز المصرفي لدارة الدين العام في إدارة
مخاطر محفظة الدين العام و توفير السيولة اللزمة للدولة و تكلفة منخفضققة
و بالجال المناسبة ،و تسهيل لجوء الدولة إلى أسواق المال الدولية للحصققول
على التمويل بالنقد الجنبي.
تطوير العمل الداري في مجال إدارة احتياطيات النقد الجنبي: .6
انتقد صندوق النقد الدولي القتصاديات الناشئة مققن ناحيققة افتقارهققا إلققى
الدارة الجيققدة لحتياطققات النقققد الجنققبي الققتي تراكمققت لققديها مققن تققدفقات
رؤوس المققوال ،و يؤكققد البنققك الققدولي علققى أهميققة تطققوير العمققل الداري
لحتياطات النقد الجنبي و ذلك عن طريق حسن اختيار أشخاص أكفاء و ذوي
خبرة و دراية واسعة بأمور إدارة الحتياطققات مققن النقققد الجنققبي ،و ذلققك بمققا
يكفل استثمار تلك الحتياطيات بعائد مجز مع الحفاظ على أهداف السققيولة و
مواجهة مخاطر تقلب أسعار الصرف و الفائدة.
الشراف المصرفي الحديث: .7
لعققل مققن أهققم مخققاطر العولمققة الماليققة هققو مققا قققد يتعققرض لققه الجهققاز
المصرفي من أزمات ،ويحدث ذلققك فققي الققدول الققتي تقققوم بعمليققة التحريققر
المالي ،و تدل تجارب البلدان التي قققامت بتحريققر أسققواقها الماليققة مثققل دول
أمريكا اللتينيققة و دول شققرق آسققيا علققى أن تحريققر السققواق الماليققة لبققد أن
يقترن برقابة و إشراق فاعل على الجهاز المصرفي من قبل بنوكها المركزيققة
تجنبا لية ممارسات مصرفية غير سليمة.حيث أن البلدان التي تعرضت لنتققائج
سلبية للتحرير المالي كان ينقصها الشراف الحصين عن طريق أجهزة الرقابة
المصرفية ،و يستهدف الشقراف المصقرفي الحصقين تخفيقض مخقاطر انهيقار
النظام المصرفي و تجنب مشكلت الدارة المصرفية و المحافظ الئتمانية مع
اتخاذ التدابير التصحيحية المناسبة.
الجراءات الوقائية: .8
تستهدف الجراءات الوقائية تجنب حدوث الزمات و تفاديهققا عققن طريققق
الحد من بدء المخققاطرة مققن جقانب البنققوك ،بالضققافة إلققى اسققتهداف حمايققة
مصالح المودعين ،و تشمل الجراءات الوقائية على التي:
وضقققع قيقققود علقققى مجقققالت النشقققاط •
المصرفي.
تحديد معايير واضحة للعمل المصرفي و •
الجهات المسؤولة عن الدارة و المراقبة.
50
إلققزام البنققوك بإتبققاع قواعققد الحيطققة •
)الملئمققة الماليققة ،السققيولة ،تكققوين مخفضققات للققديون الققرديئة ،إتاحققة
المعلومات.(..
ضقققرورة تصقققميم إجقققراءات علجيقققة •
للزمات )تأمين الودائع ،تحسين السيولة.(...
التعاون بين البنوك المركزية: .9
لقد أدت التطورات القتصادية العالمية و القليمية المعاصرة إلى الحاجققة
لمزيققد مققن التنسققيق و التعققاون بيققن دول العققالم المختلفققة فققي المجققالت
القتصادية ،ومنها المجال المصرفي ،خاصة مع التطورات التكنولوجية و تطور
وسائل الدفع ،و تطور العلقات المصرفية الدولية ،لذلك فالحاجة إلى التعققاون
و التنسيق بين السققلطات الرقابيققة أصققبحت ضققرورية و خصوصققا فققي الققوقت
المعاصر ،ولقد كان لقيام بنققك التسققويات الدوليققة عققام 1930هققدف تنسققيق
سبل التعاون الدولي بيقن البنقوك المركزيقة المنظمقة إلققى هقذه المؤسسقة و
القيام بوظيفة بنك البنوك المركزية.
و لقد أسفرت الحاجة إلى تدعيم الرقابة و الشققراف علققى البنققوك دوليققة
النشاط بوضع الطار التنظيمي اللزم لعمل تلك البنوك .وذلك من خلل لجنققة
بازل للشراف المصرفي ،و لتدعيم التعاون الدولي كان الهتمام أكققثر تنظيققم
و ترشققيد إدارة البنققوك للمخققاطر )المخققاطر السققتراتيجية ،مخققاطر الئتمققان،
مخاطر السيولة ،مخاطر أسققعار الفققائدة ،مخققاطر أسققعار الصققرف ،المخققاطر
التشققغيلية ،المخققاطر التنظيميققة ،مخققاطر السققعة( كأحققد اهتمامققات المجتمققع
الدولي ،نظرا للمكانة التي يحتلها القطاع المصرفي في داخل القطاع المالي.
1منصور زين ،استقللية البنك المركققزي أثرهققا علققى السياسققة النقديققة ،الملتقققى الققوطني الول حققول
المنظومة المصرفية والتحولت القتصادية واقع وتحققديات يققومي 15-14ديسققمبر ،2004كليققة العلققوم
النسانية والعلوم الجتماعية جامعة حسبة بن بوعلي –الشلف ،ص.424:
2زينب عوض الله وأسامة محمد الفقولي ،أساسقيات القتصقاد النققدي والمصقرفي ،منشقورات الحلقبي
،بيروت،2003 ،ص .284:
51
وبدأ ظهور أهمية استقللية البنوك المركزية بسبب التطورات القتصادية
والمالية التي عرفتها بعض البلدان في عقد السبعينات والثمانينات من القرن
الماضي ،ولعل السبب الرئيسي للمناداة بهذه الستقللية هو عدم فعالية
السياسة النقدية في محاربة التضخم في بعض الدول.
والهدف من منح هذه الستقللية هو زيادة قدرة البنك المركزي على إدارة
السياسة النقدية لتكون أكثر فعالية في تحقيق هدفها الساسي والمتمثل في
المحافظة على استقرار المستوى العام للسعار.1
ويمكن قياس هذه الستقللية بالعتماد على مؤشرين مختلفين
هما:2الستقللية العضوية والستقللية الوظيفية للبنك المركزي.
-الستقللية العضوية :وتتعلق بشروط تعيين المسؤولين في البنك
المركزي وكذا شروط ممارستهم لوظائفهم.
-الستقلل الوظيفي :ويتحدد بالنظر إلى مسؤوليات ومهام وأهداف البنك
المركزي وكذا بالنظر إلى مدى استقلليتها المالية ،فكلما كانت السياسة
النقدية غير واضحة وعديدة أو غير موجودة كلما قلت درجة استقللية البنك
المركزي .
2-2أثر استقللية البنوك المركزية على المؤشرات القتصادية
:بحثت دراسات عديدة هذه العلقة على بعض المؤشرات كالتضخم وعجز
الموازنة والناتج المحلي الجمالي كما يلي: 3
-الستقللية والتضخم :يرى مؤيدو الستقللية أن استقلل البنك المركزي
عن الحكومة بعيدا عن الضغوطات السياسية ،فتؤدي السياسة النقدية إلى
استقرار السعار وتخفيض معدلت التضخم وقد أكدت ذلك العديد من
الدراسات منها :
الدراسة التي أجراها "باد"و"باركن" "bade , parkinواستخدم المؤلفان بيانات
حول 12دولة لبحث العلقة بين درجة الستقللية ومعدلت التضخم في
الفترة ما بعد ، 1994واستخدما مجموعة من المقاييس ،وأثبتت الدراسة أنه
لم تكن هناك علقة واضحة بين درجة الستقللية المالية لبنوك ومعدلت
التضخم ،بينما أثبتت العلقة بين درجة استقللية سياسة البنوك المركزية
)استقللية سياسية (ومعدلت التضخم في علقة وطيدة وعكسية واتضح من
هذه الدراسة أنه في كل من ألمانيا وسويسرا اللتين يتمتع بنكاهما المركزيان
بأعلى درجة من الستقللية كانت معدلت التضخم أصغر المعدلت .
وتوصلت نتائج بعض الدراسات الخرى إلى أن معدلت التضخم تكون
منخفضة أكثر في الدول التي تمتع بنوكها المركزية باستقللية أكبر عن
الحكومة )مع عدم إمكانية تعميم هذه النتائج لوجود دول ل تتمتع بنوكها
المركزية بالستقللية إل أنها سيطرت على معدلت التضخم( .
-الستقللية وعجز الموازنة :أجريت بعض الدراسات لبحث هذه العلقة
وأظهرت أن هناك دور لستقللية للبنوك المركزية في تخفيض عجز الموازنة
العامة .
1حسينة شملول ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .97-94:
2نفس المرجع والصفحة.
3نفس المرجع ،ص ص.118-115 :
52
-الستقللية والناتج المحلي الجمالي :توصلت نتائج دراسة قام بها كل من
" " Dedong et summersحول هذه العلقة في الدول الصناعية خلل الفترة )-55
(1990مع اعتبار سنة 1955سنة الساس إلى أن هناك علقة موجبة بين درجة
استقللية البنوك المركزية ومعدل الناتج المحلي الجمالي وإذا زادت درجة
استقللية البنك المركزي درجة واحدة ارتفع نمو الناتج المحلي الجمالي لكل
عامل بنسبة %0.4سنويا .
وقد تمثلت التجاهات الحديثة للصيرفة المركزية في ما يلي :
1
التجاه نحو الدارة النقدية غير المباشرة :اتجهت البنوك المركزية في عدد
كبير من الدول المتقدمة إلى تعديل أهداف سياساتها النقدية ،وتعديل
الدوات التي تستخدمها لتنفيذ تلك السياسات ،فمن سياسات نقدية مباشرة
تستهدف متغيرات نقدية إلى استخدام سياسات نقدية غير مباشرة تستهدف
كذلك السيطرة على معدلت التضخم ،مع العلن عن أهداف السياسة
النقدية ،واستخدام الدوات غير المباشرة خاصة عمليات السوق المفتوحة،
على البنك المركزي أن يقوم بتطوير وتحرير السواق المالية وذلك بتوفير
التشريعات اللزمة ،والسماح بإنشاء بنوك استثمار خاصة للترويج والكتتاب
في الصدارات الجديدة ،والسماح للبنوك بالمشاركة في ملكية وإدارة
المشروعات وإقامة مؤسسات تمويل مشتركة.
تنمية الصيرفة اللكترونية والرقابة عليها :وذلك بسبب تزايد حدة المنافسة
في صناعة الخدمات المالية اللكترونية وتزايد سرعة تنفيذ العمليات،
ويتطلب ذلك من البنك المركزي تنمية الوعي بأهمية الصيرفة اللكترونية
وتنمية البنية التحتية والبيئة التشريعية الخاصة بها ،مع ضرورة تنمية وسائل
رقابية جديدة.
الفصل بين وظائف رسم السياسة النقدية وتنفيذها ،وبين وظائف الرقابة
على الجهاز المصرفي :حيث يعهد بالوظائف المتعلقة بالسياسة النقدية
للبنك المركزي ،أما الوظائف المتعلقة بالرقابة على الجهاز المصرفي فإنها
يمكن أن تكون من ضمن مسؤولية البنك المركزي كما هو الوضع في
استراليا ونيوزيلندا وفرنسا ،أو يعهد بها إلى سلطة أخرى -غالبا وزارة
المالية -كما هو الوضع في كندا والنمسا وسويسرا وبلجيكا والدانمارك
وألمانيا والمملكة المتحدة ،أما في الوليات المتحدة فيشترك في المهمة
كل من المجلس الحتياطي التحادي ووزارة المالية والهيئة التحادية للتأمين
على الودائع .
الفصل بين هدف الصيرفة المركزية وإدارة الدين العام :وذلك كاستجابة
لدعوة صندوق النقد الدولي في أن وجود جهاز مستقل لدارة الدين العام
يساعد على كسب ثقة المقرضين وتخفيض تكلفة القروض الخارجية
وتحسين شروطها وتوفير السيولة اللزمة للدولة وتسهيل لجوئها إلى
أسواق المال الدولية.
تطوير العمل الداري في مجال إدارة احتياطات النقد الجنبي.
1أحمققد شققعبان محمققد علققي ،انعكاسققات المتغيققرات المعاصققرة علققى القطققاع المصققرفي ودور البنققوك
المركزية -دراسة تحليلية تطبيقية مختارة من البلدان العربية ،الدار الجامعية ،السكندرية ،ط ،2006 ،1
ص ص .188 -160 :
53
الشراف المصرفي الحصيف :Prudentiel supervisionوذلك لمواجهة الزمات،
فل بد من أن يقترن التحرير المالي برقابة وإشراف فاعل على الجهاز
المصرفي ،وذلك بغرض تخفيف مخاطر انهيار النظام المصرفي .
التعاون والتنسيق بين البنوك المركزية :وذلك بسبب التطورات القتصادية
العالمية المعاصرة والمعايير الدولية.
2-3أهمية الدور الشرافي للبنك المركزي في ظل التحرير
المالي:1
تحتل الرقابة على الجهاز المصرفي في البلدان التي قامت بتحرير
أسواقها المالية أهمية كبيرة ،وتدل تجارب البلد التي مارست هذا التحرير
على أن هذا الخير ينبغي أن يقترن برقابة فعالة على الجهاز المصرفي تجنبا
لية ممارسة مصرفية غير سليمة ،وذلك أن البلد التي تعرضت للنتائج
السلبية للتحرير المالي واسع النطاق المتمثلة في الزيادة الحادة في معدلت
الفائدة وإفلس المؤسسات المالية كان ينقصها الشراف المصرفي الفعال،
ومن هنا تزايد التركيز على تحسين وتعزيز الشراف على البنوك في البلدان
النامية حتى في ظل تحرير الجهاز المصرفي ،وأصبح من المسلم به أن مثل
هذا الشراف والذي يطلق عليه الشراف الحذر prudentiel supervisionل
يتعارض مع التحرير المالي ومقتضياته ،فما هو الشراف المصرفي الحذر
وما هي مقوماته ؟
أ -مفهوم الشراف المصرفي الحذر )المتدبر (:يستهدف تخفيض
مخاطر الفشل النظامي والمتمثلة في خشية أن يؤثر بنك معين في ثقة
الفراد في البنوك الخرى وهو ما قد يؤدي إلى إقبال واسع من الفراد على
سحب ودائعهم وقد يترتب عليه انهيار النظام المصرفي ككل ،وتجنب
الختللت الناشئة عن الزمات المالية وذلك عن طريق الكشف عن مشاكل
الدارة المصرفية ومشاكل المحافظ المصرفية قبل أن يحدث العسار وإجبار
المصارف على اتخاذ التدابير التصحيحية الملئمة ،إذا فالشراف المصرفي
الحذر يهدف إلى تحقيق هدفين :
-منع المقرضين من القدام على سلوك ينطوي على الفراط في
المخاطرة .
-إلزام المقرضين بتصحيح الوضع على الفور إذا ما حدثت مشاكل تتعلق
بمحافظ الئتمان ويختلف الشراف من بلد إلى آخر وفقا للعديد من
العوامل ،القانونية والسياسة والنظام القتصادي .
ب -مقومات الشراف المصرفي الحذر :ينبغي أن يستند نظام
الشراف المصرفي الفعال بشكل عام إلى نوعين من الجراءات:إجراءات
وقائية وإجراءات علجية ،تشمل الجراءات الوقائية على تلك التي تستهدف
تجنب وتفادي حدوث الزمات عن طريق الحد من عملية أخذ المخاطرة من
جانب البنوك وحماية مصالح المودعين ،وتشمل على عمليات الرقابة الداخلية
1سهير محمود معتوق ،أهمية الدور الشرافي للبنك المركزي المصرفي في ظل التحرير المالي ،مجلة
مصر المعاصرة ،مجلة ربع سنوية ،تصدرها الجمعية المصرية للقتصاد السياسي والحصاء و التشريع ،
العدد ،458-475 :افريل /ماي ،القاهرة ،2000 ،ص ص.140-135 :
54
والخارجية والتي تتضمن الخضوع للقواعد التنظيمية وتكشف حقيقة الوضع
المالي للبنوك وتحسن الدارة وتمنع الحتيال وتشمل الجراءات الوقائية:
وضع قيود على مجالت النشاط المصرفي. -
تحديد معايير واضحة لدخول الوحدات المصرفية إلى مجال العمل -
المصرفي أو خروجها منه.
تحديد الجهات المسؤولة عن الشراف على البنوك دولية النشاط. -
أما الجراءات العلجية فهي تلك التي صممت أساسا بغرض التخفيف من
نتائج الزمات إذا ما حدثت بالفعل وانقاد البنوك والمودعين وتشمل على
تأمين الودائع والتدخل الحكومي في البنوك المعسرة سواء من خلل
استخدام وظيفة البنك المركزي كمقرض الملذ الخير لتحسين سيولة البنك
المعسر أو باللتجاء إلى عمليات التصفية أو إعادة الرسملة وتتضمن هذه
الجراءات الهياكل المؤسسية والقانونية القائمة.
دور البنوك المركزية ،الدار الجامعية ،السكندرية ،2007 ،ص ص.140-134 :
-رمزي زكي ،الصراع الفكري و الجتماعي حول عجز الموازنة العامققة فققي العققالم الثققالث ،دار
سينا للنشر ،القاهرة ،1992 ،ص.40 :
-رمزي زكي ،الحتياطققات الدوليققة و الزمققة القتصققادية فققي الققدول الناميققة مققع إشققارة خاصققة
للقتصاد المصري ،دار المستقبل العربي ،القاهرة ،1994 ،ص.178 :
55
جزئين قد تضعف أو تختفي فيه قنققوات التقأثير المتبققادل بيقن سققلوكيهما ،كمقا
تتسم هذه الظاهرة بالستمرارية وتزايد الفجققوة بيققن جققزئي القطققاع .وتتمثققل
الطبيعة الثنائية في مجال المبادلت في انتشققار عمليققات المقايضققة والكتفققاء
الذاتي علوة على المعاملت النقدية ،ويؤدي وجود هذه الظاهرة إلى تركز أثر
السياسة النقدية على جانب المعاملت النقدية مما ينتج عنه إضعاف تأثير هذه
السياسة على مستوى النشاط القتصادي.
وتتضح ظاهرة الثنائية التمويلية في ظققروف التخلققف القتصققادي مققن خلل
قيام سوقين منفصلين بالعمليققة التمويليققة للنشققطة القتصققادية ،حيققث يتسققم
السوق الول بتنظيمقه و رسقميته ،و يشقتمل علقى الجهقاز المصقرفي و علقى
مؤسسات مالية أخرى ،و يخضع نشاط هذا السوق لتشريعات و قيود تنظيمية
و مالية ،كما تتسم وحداته بالتخصص و تقسيم العمل.
أما السوق الثاني فهو سوق غير رسققمي و يخضققع فققي سققلوكه للعققادات و
التقاليد ،و يضم مقرضققي المققوال و المرابيققن إلققى جققانب التجققار و الوحققدات
القتصادية المماثلة لهم في الطبيعة ،و ل يخضع هذا السوق لي قيود تنظيمية
أو ماليققة ،وتختفققي فيققه ظققاهرة التخصققص و تقييققم العمققل و تتميققز معققاملته
بالمرونة ،و يعمل هذا السوق على إضعاف التأثير المباشققر للسياسققة النقديققة
على القطاعات القتصادية التي يقوم هذا السوق بتمويل نشاطها ،نظرا لعدم
خضوعه لقيود السياسة التي تطبقها السلطة النقدية.
وكققثيرا مققا تلجققأ الحكومققات إلققى القققتراض مققن البنققك المركققزي والبنققوك
التجارية لتمويل عجز الميزانية نظرا لضعف السوق النقديققة والماليققة ،ويمثققل
هذا السوق خطوة كبيرة لما قد يققترتب عليققه مققن اسققتخدام غيققر رشققيد لهققذا
المصدر ،قد يؤدي إلى زيادة السيولة النقدية ل يقابلها زيادة في النتاج بصققفة
عاليققة أو مسققتقبلية ،تققؤدي إلققى خلققق الضققغوط التضققخمية بعيققدا عققن تققأثير
السياسة النقدية.
وقد اتضحت ظاهرة التخصص فققي إنتققاج المققواد الوليققة فققي القتصققاديات
النامية كنتيجة لنمط التقسيم الدولي للعمل.
عادل أحمد حشيش ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.312-311 : 1
56
ضالة الدخل الوطني وانخفاض متوسط الققدخل •
للفرد الواحد و عدم توظيف عوامل النتاج توظيفققا كققامل وانتشققار البطالققة
في صور شتى أهمها البطالة المقنعة ،و هي ظاهرة متوطنة.
انعدام المرونة في القتصاد المتخلققف ،فالنتققاج •
الزراعي ينقصه المرونة و الدخول متقلبة ،و تجارة الصققادرات تتحكققم فققي
الدخول ،بحيث يحكم القتصاد المتخلف من خارجه.
ضآلة الدخار ،فانخفاض النتاجيققة يمنققع الدخققار •
اللزم للسققتثمار ،و قلققة السققتثمار تعققوق بققدورها زيققادة النتققاج ،و هكققذا
فالدخار ضئيل و توزيعه سيء.
و في هذا القتصاد المتخلف تنحصر السياسة النقدية في مبدئين هما:
تثبيت سعر الصرف الخارجي و تقلب مستوى السققعار الققداخلي ،و تصققبح
مشققكلة السياسققة النقديققة هققي كيفيققة تحقيققق الهققدفين مققن خلل التجققارة
الخارجيققة ،و لققذلك انحصققرت تلققك السياسققة عمل فققي إتبققاع نظققام الصققرف
الخارجي بالذهب ،و تؤدي الرصدة الخارجية في هققذا النظققام وظيفققة موازنققة
ميزان المدفوعات الذي ل يستقر على حال ،و يصققبح القتصققاد المتخلققف فققي
ظل هذه الظروف معرضا للتضخم دائما بفضل عقدم مرونقة النتققاج و خضقوع
القتصاد كله لعتبارات خارجية.
هذا عن الوضع العادي للقتصاد المتخلف ،فإذا مققا حققاول أن يتخلققص مققن
تخلفققه لمشققكلة تنميققة و هققي مشققكلة أوسققع مققن أن تقتصققر علققى السياسققة
النقدية ،فالمشكلة عندئذ مشقكلة إنتقاج ل مشقكلة نققد ،و ليسقت المشقكلت
النقدية و المالية الناشئة إل الوجه المقابل للمشققكلت الناجمققة عققن النتققاج و
الستهلك .و إنما يكفي أن نشير هنا في كلمة إلى سياسققة الئتمققان و الجققور
في ظل خطة التنمية .فمن المتوقع عندئذ أن يقع ضغط تضخمي )وذلققك عققن
طريق الصدار النقدي( و تخفض القرة الشرائية.
-3عوامل ضعف السياسة النقدية في الدول النامية:
عند فحص عناصر السياسة النقدية في الدول النامية ،نجد أن هذه الققدول
تفتقد إلى عناصر نجاح هذه السياسة ،و منها:1
الفتقققار إلققى أسققواق نقديققة منظمققة ،كمققا أنهققا •
تتميز بضيق نطاق السواق المالية –إن وجدت -و هو ما يققؤدي إلققى ضققعف
فعاليققة سياسققة معققدل إعققادة الخصققم و اسققتحالة تطققبيق سياسققة السققوق
المقترحة على نطاق واسع.
نتيجققة لضققعف الققدور الققذي يقققوم بققه البنققك •
المركزي في التأثير على البنوك التجارية ،فإن ذلك يحول دون قيام البنوك
التجارية بأي دور فعال في التأثير على النشاط القتصادي.
تميل البنققوك التجاريققة فققي الققدول الناميققة إلققى •
تقديم الئتمقان المصقرفي لتمويقل قطقاع التجقارة )تمويقل قصقير الجقل(،
مقارنة بالتمويل المقدم للقطققاع النتققاجي )و هققو تمويققل طويققل الجققل( و
الذي يعتبر أحد دعامات التنمية القتصادية.
أنظر - :بلعزوز بن علي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.193-191 : 1
-أحمد شعبان محمد علي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.140-139 :
57
ضعف الوعي النقدي و المصققرفي ،حيققث يتجققه •
الفراد في الدول الناميققة إلققى الحتفققاظ بموجققوداتهم فققي شققكل عملققة و
ليست ودائع أو أوراق مالية ،و هو ما يدل على ضعف الدور الذي تقققوم بققه
الودائع في تسويق المدفوعات ،المر الذي يقلل مققن دور البنققوك التجاريققة
لهذه الدول مقارنو بالدول المتقدمة التي يعتمد فيها الفراد بشكل أساسي
في التعامل على النقود الئتمانية.
عدم وجققود اسققتقرار فققي المنققاخ السياسققي ،و •
تقلب وضع مققوازين مققدفوعاتها ،و تخلققف النظققم الضققريبية ،ممققا ل يشققجع
الستثمار الجنبي ،و بالتالي يحول دون تحقيق أهداف التنمية القتصققادية و
الجتماعية.
و مققن بيققن أهققداف السياسققة النقديققة هققدف •
استقرار السعار ،و إن كان هذا الهققدف يلئم اقتصققاديات الققدول المتقدمققة
فهو ل يلئم اقتصاديات الققدول الناميققة ،حيققث أن هققذه الخيققرة تعتمققد فققي
تمويل التنمية على وسائل التمويل التضخمي )التمويل بالعجز(.
تواجه القتصاديات النامية ضيق نطققاق الصققول •
المالية و أدوات الئتمان التي يتم من خللها تعققبئة المققدخرات و تجميعهققا و
نقلها من المدخرين إلى المسققتثمرين ،و هققذه الوظيفققة مققن المفققترض أن
يقوم بها السوق النقدي و السوق المالي لذلك فهي تعققاني مققن الضققعف و
التخلف ،مما ينعكس على العادة المصرفية.
يتوقف تفضيل السيولة في الدول الناميققة علققى •
العادات الجتماعية بصفة أساسية و يتأثر الطلب علققى السققيولة بققالتغيرات
الموسمية في النشاط القتصادي ،مع اتجاه الفراد للحتفاظ بتراوحهم في
أصول غير منتجة كالراضي و العقارات و الذهب و التحف الثمينة.
بالنسبة لمكونات عققرض النقققود ،فل يلحققظ أن •
نسبة العملة المتداولة إلى عرض النقققود تمثققل نسققبة عاليققة نسققبيا ،وكلمققا
زادت هذه النسبة زادت ضآلة الممارسات الئتمانية.
و بالتالي فإن السياسة النقدية في هذه البلدان أقل فعالية مقارنة بالدول
المتقدمة ،بسبب العلقات المحلية و الخارجية و اختلل هيكل الئتمققان القققائم
في تلك الدول ،كما نجد أن السياسة النقدية عاجزة عن المساهمة كققثيرا فققي
تدعيم و نمو هذه الدول.
أنظر :محمود مناع عبد الرحمان ،مرجع سبق ذكره ،ص ص.98-96 : 1
58
الدراسققات أهميققة و دور الهيكققل المققالي والتشققريعي فققي تققوجيه المتغيققرات
القتصادية.
فقدرة صققانعي السياسققة النقديققة علققى نقققل أثققر الداة المسققتخدمة إلققى
تحقيققق أهققداف السياسققة النقديققة "تخفيققض التضققخم و خفققض فجققوة الناتققج"
تتوقققف علققى عققدد مققن العوامققل يقققع ضققمنها الهيكققل المققالي ،ففققي غالبيققة
القتصاديات تمارس السياسة النقدية تأثيرها في النشاط القتصادي من خلل
توجيه سعر الفائدة قصير الجل ،وتعتمققد آليققة انتقققال أثققر سققعر الفققائدة إلققى
الناتج و مستوى السعار على هيكل النظام البنكي أو السواق المالية عمومققا.
و يرى عدد مقن القتصققاديين أن ميكققانيزم انتقققال أثققر السياسققة النقديقة إلققى
النشققاط القتصققادي مققن خلل البنققوك التجاريققة المملوكققة للحكومققة ل يتسققم
بالكفاءة و الفاعلية ،فانخفاض حجم مققا تملكققه الحكومققة مققن أصققول بققالبنوك
يرتبط بتحسن كل من كفاءة و فاعلية السياسة النقدية و الداء القتصققادي أي
وجود علقة عكسية بين ملكية الحكومة لحقوق ملكيققة البنققوك و كفققاءة تققأثير
السياسققة النقديققة فققي النشققاط القتصققادي ففققي دراسققة لق ق 23مققن الققدول
المتقدمة و دول السقواق الصقاعدة لبحقث العلققة بيقن تقدخل الحكومقة فقي
النظققام المققالي واسققتقرار المتغيققرات القتصققادية ،توصققلت الدراسققة إلققى أن
تخفيض التضخم و فجوة الناتج ربمققا يرتبققط بملكيققة الحكومققة لصققول البنققوك
التجارية .فوجققود النظققام المققالي تحققت تققأثير التجاهققات يققؤدي إلققى انخفققاض
فاعلية تأثير السياسة النقدية في النشققاط القتصققادي و قققدرتها علققى تحقيققق
الستقرار بالقتصاد الكلي .فالملكية الخاصة بالبنوك تجعققل أنشققطة القققراض
أكثر حساسية لحققوافز السققوق ،و تصققبح السياسققة النقديققة أكققثر فاعليققة فققي
النشققاط القتصققادي ،أي أن البنققوك ذات الملكيققة الخاصققة تتققأثر بشققكل كققبير
بتغيرات سعر الفائدة و بالتالي يتققأثر حجققم الئتمققان المتققاح أكققثر ممققا يحققدث
بالبنوك المملوكة للدولة.
و في دراسة أخرى تناولت 16دولة يختلف حجققم و درجققة تطققور الهيكققل
المالي بها ،هدفت الدراسة إلققى التعققرف علققى مققدى اعتمققاد المنشققآت علققى
القروض البنكية في ظل الهياكقل الماليقة ،للوقققوف علققى مقدى تقأثير الهيكققل
المالي )حجم و درجة تركز و ازدهققار النظققام البنكققي( علققى فاعليققة التغيققرات
بأدوات السياسة النقدية في التأثير في النشاط القتصادي.
و توصلت الدراسة إلى أن الدول ذات البنوك الصققغيرة ،و النظققم البنكيققة
القل ازدهارا و التي تفتقر إلى فوائض رأسمالية تظهر مرونة أكققبر للتغيققرات
بالسياسة النقديققة أكققثر ممققا يحققدث بالققدول ذات النظققم البنكيققة المزدهققرة و
أسواق رأس المال المتقدمة ،و هو ما يعنقي تقأثير هيكققل النظقام المققالي فقي
أداة السياسة النقدية المستخدمة و فققي مرونقة المتغيقرات القتصققادية داخقل
قنوات انتقال أثر السياسة النقدية إلى النشاط القتصادي.
Voir : - Stephen G Cecchetti, Financial Structure Macroeconomic Stability and Monetary Policy, NBER
Working Paper N : 8354, (National Bureau of Economic Researen –Cambridge), USA, July2001.
- Stephen G Cecchetti, Legal Structure, Financial Structure and Monetory Transmission Mechanism, NBER
Working Paper N : 7151 (National Bureau of Economic Researen –Cambridge), USA, 1999.
∗
Stephen G Cecchetti, Financial Structure Macroeconomic Stability, opcit.
59
و يتجه عديد من القتصاديين إلى ربط النظام التشريعي بالهيكققل المققالي
و دور السياسة النقدية بالنشاط القتصادي ،ففي هذا الطار توصلت عدد مققن
الدراسات إلى أن المستثمر لن يقوم بشراء أسققهم إل بعققد التأكققد مققن وجققود
نظام تشريعي قوي ،وتحديد الشركات التي يفضل عدم تمويلها أي التي ترتفع
بها احتمالت الخسارة و الفلس ،أمققا بالنسققبة للققدائنين )مشققتري السققندات(
فوجود سلطة تضققمن إعققادة السققداد إليهققم و الثقققة فققي قققوة القققانون يخلققق
أسواق أسهم و سندات تتسم بالتسققاع و العمققق ،و يزيققد مققن أهميققة أسققواق
المال الولية ،كما أن ضعف ضمانات الستثمار يؤدي إلى اتجاه التمويل مبدئيا
من خلل النظام البنكي ،و هو ما يعني أن النظام التشريعي و الهيكل المققالي
عاملن مققؤثران بميكققانيزم انتقققال أثققر و دور السياسققة النقديققة فققي النشققاط
القتصادي.
و يعتبر التضخم في الدول النامية ليس ظاهرة نقدية فحسب ،و إنما يعققد
ظاهرة هيكلية و مؤسساتية ،لها أبعاد اقتصادية واجتماعية و سياسية.
تركز الدخل و العمالة في الدول النامية على النتاج الولي ،مققع ارتباطهققا
الكبير بالتجارة الخارجية ،و هذا من شأنه أن يعققرض تلققك الققدول إلققى تقلبققان
عنيفة ،نتيجة للتقلبات الواسقعة فققي الطلققب العققالمي علققى المقواد الوليقة ،و
بقدر ما ترجع التقلبات القتصادية التي تتعرض لها الدول الناميققة إلققى عوامققل
خارجية فإن السياسة النقدية ل تستطيع أن تسهم في تدعيم أو حمايققة نموهققا
القتصادي و استبعاد ما تولده من موجات التضخم أو النكماش.
يعتمد التداول النقدي في الدول النامية بصفة أساسية على النقود المادية
)خاصة الورقية( أما النقود المصرفية )النقود الكتابية كالودائع لجل( فمققا زال
دورها محددا لتسوية المدفوعات و ذلك بسبب ضعف نمو العادات المصرفية،
و انخفاض الدخول وانتشار عادة الكتناز و ضعف انتشار البنوك و المؤسسات
المالية.
يقوم النظام المصرفي في الدول النامية بصفة أساسية على المؤسسات
التي تتعامل في الئتمان قصير الجل ،و حرمان قطاعات هامققة مققن الئتمققان
المصرفي طويل الجل ،أضف إلى ذلك عدم كفاية الدور الذي تؤديه البنققوك و
المؤسسات المصرفية في جمع و تعبئة المدخرات.
-4شروط نجاح السياسة النقدية:
إن نجاح السياسة النقدية في أي دولة و في ظل أي نظام اقتصادي إنمققا
يتوقف على مجموعة من العوامل و الشروط أهمها:
نظقققام معلومقققاتي فعقققال :وضقققع الميزانيقققة •
)عجققز/فققائض( ،نوعيققة و طبيعققة الختلل ،تحديققد معققدل النمققو القتصققادي
الحقيقي ،نوعية البطالة ،القدرات القتصادية ،ميزان المدفوعات...
تحديققد أهققداف السياسققة النقديققة بدقققة :نظققرا •
لتعارض الكثير من الهداف المسطرة.
هيكل النشاط القتصادي :مكانة القطاع العام و •
الخققاص ،سياسققة الحكومققة اتجققاه المؤسسققات النتاجيققة ،حجققم التجققارة
Rafeal Lapora et al, Legal Determinants of External Finance, Jurnal of Finance, Vol 52, July 1997, PP : 1131-1150.
60
الخارجية في السوق العالمية ،...و بالتالي حرية التجارة الخارجية و مرونة
السعار.
مرونة الجهققاز النتققاجي للتغيققرات الققتي تحققدث •
على المتغيرات القتصادية ل سيما النقدية منها.
نظام سققعر الصققرف :تحقققق السياسققة النقديققة •
فعاليتها في اقتصاد ذو سعر صرف مرن أكثر مقن اقتصققاد ذو سققعر صققرف
ثابت.
درجققة الققوعي الدخققاري والمصققرفي لمختلققف •
العوان القتصادية.
سياسة مناخ الستثمار :منققاخ السققتثمار ،تققدفق •
رؤوس الموال ،التسهيلت الممنوحة للمسقتثمرين المحلييقن و الجقانب ،و
مدى حساسية الستثمار لسعر الفائدة...،
توافر أسواق مالية و نقدية منظمققة و متطققورة، •
و مدى أهمية السوق الموازية.
مدى استقللية البنك المركزي على الحكومة. •
61