You are on page 1of 8

‫نظرة سعودية إلى الستشراق‬

‫السلم والغرب‬

‫مجلة الشرق الوسط الربع سنوية ‪ ،‬خريف ‪2009‬م‬


‫الصفحات ‪75-73‬‬
‫‪Middle East Quarterly, Fall 2009. Pp73-75‬‬
‫‪www.meforum.com‬‬

‫جاءتني رسالة فههي البريههد اللكههتروني يصههدق عليههها‬


‫)ويأتيك بالخبار من لم تزّود( وهههي مههن جوشههيم مههارتيللو‬
‫‪ Joachim Martillo‬رئيس العرقية الشهكنازية ضهد الصههيونية‪،‬‬
‫وهو ليس يهههودي بههل إن أبههاه مههن أصههل ليثههواني تاتههاري‬
‫مسلم‪ ،‬وأمه أيطاليههة مههن صههقلية واختيههاره لرئاسههة هههذه‬
‫المنظمة إنما لنه خبير باليهود وبأوروبا الشرقية‪.‬‬
‫وجاء في رسالته إنه على الرغم من مقدمههة المحههرر‬
‫لكنه يتفق معي في كل ما قلته تقريبا ً عن النفوذ اليهههودي‬
‫الصهيوني في دراسات الشههرق الوسههط وهههو كمهها يقههول‬
‫متخصههص فههي مشههروع داود ‪ David Project‬ومههوقعه هههو‬
‫‪www.davidproject.org‬‬

‫وقد أشار علي بالطلع على مدونته الخاصة بمتابعههة‬


‫النفههوذ الصهههيوني فههي مجههال دراسههات الشههرق الوسههط‬
‫وعنوان المدونة هو‬
‫‪Ethnic Ashkenazim Against Zionist Israel‬‬

‫‪www.eaazi.blogspot.com‬‬ ‫وعنوانها على الشبكة هو‬


‫وأشههار علههي أنههه قههرأ مقالههة فههي موقههع منتههدى الشههرق‬
‫الوسط بعنههوان )وجهههة نظههر سههعودي حههول الستشههراق‬
‫وعنوان المقالة‬
‫‪www.meforum.org/2514/a-saudi-view-of-orientalism‬‬

‫وإليكم المقالة‪:‬‬
‫مازن مطبقههاني أسههتاذ مسههاعد للستشههراق بجامعههة‬
‫الملكسعود بالرياض ورئيس وحدة دراسههة الغههرب بمركههز‬
‫الملك فيصل للبحوث والدراسات السههلمية فههي الريههاض‬
‫دم رسههالته‬‫أيضًا‪ .‬ولد مههن أصههل أردنههي عههام ‪1950‬م ‪ ،‬ق ه ّ‬
‫للدكتواره عام ‪1993‬م لكليههة الههدعوة فههي جامعههة المههام‬
‫محمههد بههن سههعود السههلمية حيههث دّرس فيههها‪ .‬ورسههالة‬
‫الدكتوراه التي كتبها مطبقههاني وكتبههه الخهرى تههدور حههول‬
‫الستشراق ودراسة السلم والعههالم السههلمي مههن قبههل‬
‫الباحثين الغربيين‪ .‬ولقد خصص مطبقاني أكههثر مههن سههبعة‬
‫كتب ومقالت كثيرة لهذا الموضوع‪.‬‬
‫وينطلق مطبقاني في موقفه من كتاب إدوارد سههعيد‬
‫بالنظر إلى كل العلماء الغربيين الذين يكتبون عههن العههالم‬
‫السلمي بوصفهم بالمتحيزين وغير موثوق بهههم‪ ،‬ويضههيف‬
‫مطبقاني إلههى نزعههة سههعيد اليسههارية جرعههة مركههزة مههن‬
‫التشدد الوهابي ضههد أي تفسههير يغيههر التفسههير السههلمي‬
‫المقبول عندهم‪ .‬وبهذا الخصوص فإن مقههالته تمثههل نوع ها ً‬
‫من الكتابههات الشههرق أوسههطية الههتي تشههوه الغههر‪ .‬ونحههن‬
‫ننشرها هنا لننقل ما تحويه تلك الكتابات وأيضا ً لنوشح إلى‬
‫أي مدى تقبل الشرق الوسط ما كتبه إدوارد سعيد ونوجه‬
‫عنايههة القههراء أن النهص يحتههوي العديههد مههن الخطههاء فههي‬
‫الحقائق‪.‬‬
‫وبالتههالي فيؤكههد مطبقههاني أن "الحركههة الصهههوينة‬
‫العالميههة ركههزت اهتمامههها علههى دراسههات المستشههرقين‬
‫وزرعت عددا ً من أتباعها وأساتذتها مههن أجههل تأييههد وجهههة‬
‫النظهههر الصههههيونية مهههن خلل الدراسهههات والمهههؤتمرات‬
‫والمنههاظرات" وينطههل مههن نظريههة المههؤامرة الخههاطئة‪،‬‬
‫وليس هذا فحسب فإنه يهمل الموجة العاتيههة مههن معههاداة‬
‫الصهيونية المسيطرة على دراسههات الشههرق الوسههط‪ .‬أو‬
‫يكتههب أن حاجههة الوليههات المتحههدة المريكيههة للدراسههات‬
‫الستشراقية نمت فقط بعد حرب الخليج الثانية أو احتلل‬
‫العراق للكويت عهام ‪1990‬م والهتي حهدثت بعههد خمسههين‬
‫سنة‪ .‬وهناك مقولت ل أساس لها من الصحة حيث يكتههب‬
‫عههن أولئك الههذين دعههوا إلههى مراقبههة دراسههات الشههرق‬
‫الوسط لغيا ً أي تههأثير عربههي مههن هههذه الدراسههات وهههذا‬
‫خطأ حيث يهمل العدد الكبير من العلماء والباحثين العرب‬
‫في الجامعات الغربية‪ .‬وادعاء الكاتب حو اغتيار إسههماعيل‬
‫الفاروقي خطأ أيضا ً ولكنه ياسههب نظريههة المههؤامرة حههول‬
‫محاربة التأثير العربي‪.‬‬
‫وفيمها يهأتي مقتطفهات مههن ورقهة كتبههها المطبقهاني‬
‫نشرت أصل ً في عام ‪2003‬م وقام بالترجمة مههن العربيههة‬
‫ريمونههد إبراهيههم )قبطههي مصههري يعمههل فههي المنتههدى‬
‫والمجلة( )المحررون(‬
‫دراسات الشرق الوسط المريكية‬
‫إن اهتمام الغرب بالدراسة لمعرفة العالم قديمة جدا ً‬
‫حيث يمثل ذلههك المعاهههد الستشههراقية ومراكههز البحههوث‪،‬‬
‫وبينما تخلى الغرب عن مصطلح "الستشراق" ولكنههه لههم‬
‫يتخههل عههن اهههداف الستشههراق حيههث ظهههرت دراسههات‬
‫الشرق الوسط والدراسات القليمية ودراسات المناطق‪.‬‬
‫وقههد لقيههت هههذه الدراسههات عنايههة الوليههات المتحههدة‬
‫المريكية وبخاصة بعد انسههحاب المبراطوريههة البريطانيههة‬
‫واسههتعداد أمريكهها لتحههل محلههها‪ .‬وهكههذا أقههرت الحكومههة‬
‫المريكيههة عههددا ً مههن القههرارات لههدعم دراسههات الشههرق‬
‫الوسط‪ .‬وهذا ما لفت انتباه اللجنههة الحكوميههة البريطانيههة‬
‫برئاسههة سههير وليههام هههايتر )تههوفى ‪1995‬م( عنههدما زارت‬
‫الوليات المتحدة المريكية لتقويم برامجها التعليمية‪.‬‬
‫واسههتمرت حكومههة الوليههات المتحههدة المركيههة فههي‬
‫العناية بدراسات الشرق الوسط لدرجة أن لجنة الشههؤون‬
‫الخارجيههة فههي عهههد النههائب هنههري جاكسههون زادت عههدد‬
‫السههاتذة المريكييههن والبريطههانيين فههي تقههديم دراسههات‬
‫جامعيههة تتنههاول المنطقههة‪ .‬وهههذه اللجنههة الستشههراقية‬
‫البريطانيههة )أصههبحت فيمهها بعههد أمريكيههة( ضههمت برنههارد‬
‫لهههويس عهههام ‪1974‬م وكهههذلك عقهههد الكهههونجرس عهههدة‬
‫مهههؤتمرات عهههام ‪1985‬م لدراسهههة مههها أطلهههق علههههي‬
‫"الصولية" في العالم السلمي‪.‬‬
‫إدوارد سعيد وحرب الكويت‬
‫لم تزد حاجة أمريكهها لهههذه الدراسههات إل ّ بعههد حههرب‬
‫الخليههج الثانيههة )أو احتلل العههراق للكههويت عههام ‪1990‬م(‬
‫وزادت أمريكهها دعمههها لهههذه الدراسههات مههن حيههث تقههديم‬
‫المنههح والههتي اشههترطت فههي بعضههها العمههل فههي وزارات‬
‫الحكومة المريكههة وبخاصههة السههتخبارات‪ .‬وقههد أثههار هههذا‬
‫ولت‬ ‫اعتراضا ً قويا ً من كثير من الساتذة ‪ ،‬ومع ذلك فقد مه ّ‬
‫الحكومة المركية هذه الدراسات وفقا ً لشروطها‪.‬‬
‫وبالضههافة إلههى الحكومههة المريكيههة فههإن الحركههة‬
‫الصهههيونية اهتمههت بهههذه الدراسههات مههن خلل زرع بعههض‬
‫أتباعههها ‪ Protégés‬وأسههاتذتها حههتى تقههوم هههذه الدراسههات‬
‫والمؤتمرات والمنههاظرات بتأييههد وجهههة النظههر الصهههيونية‬
‫وحههتى تسههتمر إسههرائيل فههي الحصههول علههى دعههم غيههر‬
‫محدود‪ .‬وفي المقابل قام بعض العرب والمسلمين بإنشاء‬
‫كراس للدراسات العربية والسلمية ومع ذلههك فههإنهم لههم‬
‫ينجحوا بالطريقة التي نجح بها الصهاينة بل إن بعض هههذه‬
‫الكاسي كانت نتائجها عكسية‪.‬‬
‫وبعد ذلك ظهر عدد من الساتذة العرب والمسلمون‬
‫في هذه الدراسات وحههاولوا أن يههؤثروا فهيهها مههن الههداخل‬
‫بتقديم القضايا السلمية بطريقة حيادية وأمينههة حههتى يتههم‬
‫القضاء على الطريقة الستشههراقية الههتي شههوهت صههورة‬
‫السلم والمسهلمين‪ .‬وقههد بلغهت هههذه الحالههة إلههى درجههة‬
‫اغتيال بعض الساتذة المسلمين مثههل إسههماعيل فههاروقي‬
‫وغيره‪ .‬ووجهة نظره تصل إلى درجههة أنههه مههن المسههتحيل‬
‫أي مجال معرفي أو دراسي أن يكون محايدا ً في الوليات‬
‫المتحدة المريكية‪.‬‬
‫وحدث شهيء آخهر فهي ههذه الدراسهات وههو ظههور‬
‫إدوارد سعيد وكتابه المشهور "الستشراق ‪ "1978‬وكذلك‬
‫حماسته الواضحة بخصوص القضية الفلسههطينية‪ .‬وحههدثت‬
‫تغيههرات عديههدة فههي هههذه الدراسههات وزيههادة علههى ذلههك‬
‫امتدت هذه التغيرات لتشمل قضههايا أخههرى حههول الشههرق‬
‫الوسط‪.‬‬
‫وعندما سقطت الشيوعية وتفتهت التحهاد السهوفيتي‬
‫أخههذت حكومههات أوروبهها الشههرقية بالسههقوط وأعلههن أن‬
‫الحرب الباردة قد انتهههت‪ ،‬ظهههرت أصههوات فههي الوليههات‬
‫المتحدة المريكية تدعوا إلى اتخاذ السلم عدوا ً بههدل ً مههن‬
‫العدو السابق‪ .‬وقد وثق كثير من قادة هذا الرأي بعدد مههن‬
‫المستشههرقين وعلههى رأسهههم برنههارد لههويس فههي جلسههة‬
‫استماع في الكونجرس بخصوص وضع العرب والمسلمين‬
‫تجاه الحضارة الغربية‪ .‬وقد قام لويس فيما بعد بنشر ذلك‬
‫بعنوان صههحفي مههثير هههو )جههذور الغيههظ السههلمي( وهنهها‬
‫شاركه عدد من الصحفيين وخههبراء الشههرق الوسههط مههن‬
‫أمثال تشارلز كروتهمامر ‪. Charles Krauthammer‬‬
‫دراسات الشرق الوسششط بعششد الحششادي عشششر‬
‫من سبتمبر‬
‫لقههد أحههدثت حههوادث الحههادي عشههر مههن سههبتمبر‬
‫‪2001‬م تغيرات كبيرة في دراسات الشرق الوسط ومههن‬
‫صههت‬ ‫أهمها التهام الملح أن السلم يوّلد الرهاب‪ .‬وقههد ُ‬
‫خ ّ‬
‫المملكة العربية السعودية بنصيب رئيس من هههذا الهجههوم‬
‫نظرا ً لمكانتها البارزة في العالم السلمي‪ .‬وتبنى عدد من‬
‫المتخصصين في الشرق الوسط سياسات " المحههافظين‬
‫دم المتخصصههون‬ ‫الجدد" في الحكومههة المريكيههة‪ .‬وقههد ق ه ّ‬
‫"الغطاء الفكري" للسياسة المريكية في العالم السلمي‬
‫وبخاصة احتلل العراق وأفغانستان والسياسات الخرى‪.‬‬
‫ولم يتوقف المر عند تههوجيه اللههوم للسههم بخصههوص‬
‫الرهاب ‪ ،‬فقد ظهر أولئك الذين طالبوا بمراقبههة دراسههات‬
‫الشههرق الوسههط منكريههن أي تههأثير عربههي فههي هههذه‬
‫الدراسههات الههذي أخههذ علههى عههاتقه الحههديث بصههدق عههن‬
‫الحقوق الفلسطينية بعد عقود من إهمال هذه الحقوق بل‬
‫حتى اضطهادهم والتهههام أن هههذه الدراسههات قههد فشههلت‬
‫في توقع الحداث كما جاء في كتاب مارتن كريمر "بههروج‬
‫عاجية على الرمال"‬
‫ولم يتوقف الهجوم علههى الشههرق والشههرق الوسههط‬
‫بكتاب كريمر ول بكتابههات دانيههال بههايبس المتخصههص فههي‬
‫الشههرق الوسههط ومنشههئ منتههدى الشههرق الوسههط فههي‬
‫‪Campus Watch‬‬ ‫فيلدلفيا بل أسسوا موقعا ً في النههترنت هههو‬
‫مخصههص لمراقبههة دراسههات الشههرق الوسههط مشههجعا ً‬
‫المنشههغلين بهههذه الدراسههات بتقههديم نقههدهم للسههاتذة‬
‫العهاملين فهي ههذا المجهال‪ .‬كمها ظههرت منظمهة يهوديهة‬
‫تسمى نفسههها مشههروع داود للقههادة اليهههود فههي بوسههطن‬
‫لتأييد مشروع بايبس لمراقبههة دراسههات الشههرق الوسههط‬
‫ومتابعتها ودعم وجهة النظر السرائيلية بخصوص الصههراع‬
‫السلمي السرائيلي في فلسطين‪ .‬وواصههل نوفيههل ‪Novell‬‬
‫وإتكين ‪ Atkin‬ودانيال بايبس بنشر مقالههة بعنههان "دراسههات‬
‫الشرق الوسط‪ :‬ما الخطأ الذي وقههع؟" حيههث ناقشهها فههي‬
‫هذه المقالة عددا ً من القضايا بخصوص دراسههات الشههرق‬
‫الوسطوكأنما كانا يقدمان دفاعا ً في محكمة عن عدد مههن‬
‫البههاحثين فههي دراسههات الشههرق الوسههط برئاسههة برنههارد‬
‫لويس وفؤاد عجمي وجوديث تكر وآخريههن مههوجهين نقههدا ً‬
‫حادا ً إلى إدوارد سعيد ويوفان حداد وجويل بنين ‪Joel Beinin‬‬
‫ورشيد خالدي ويوسف مسعد وآخرين‪.‬‬
‫ومن بين أخطر الشهياء الهتي تعرضهت لهها دراسهات‬
‫الشرق الوسط دعوة "المحافظين الجههدد" أو المههدافعين‬
‫عن مصلحة الوليههات المتحههدة المريكيههة – كمهها يطلقههون‬
‫على أنفسهم‪-‬لنشاء مجلس حكههومي يههدعمه الكههونجرس‬
‫والنواب لمراقبة دراسههات الشههرق الوسههط الههتي تحصههل‬
‫على دعم من الحكومة المريكية‪.‬‬
‫ونظههرا ً لههذلك كلههه فقههد أصههبح ملحها ً ومؤكههدا ً فحههص‬
‫دراسهههات الشهههرق الوسهههط فهههي الجامعهههات الوروبيهههة‬
‫والمريكية والتي تعد من أكثر القوى تأثيرا ً في السياسات‬
‫الخارجيههة للمبراطوريههة المريكيههة فههي مواجهههة العههالم‬
‫السلم نظرا ً لعوامل الساسية في هذه الدراسات وكذلك‬
‫لنها مصدر ضغط تتعرض له هذه الدراسات‪.‬‬
‫تعقيب‪ :‬هششذا الملخششص المخششل لبحششث قششدمته‬
‫في خمسة وثلثين صفحة قدمت ملخصا ً لششه فششي‬
‫مؤتمر حول الستشراق بجامعة المنيا‪ .‬اختار منه‬
‫المترجم )ريموند إبراهيم( ما شاء وترك مششا شششاء‬
‫ولو كان منصفا ً لنشره بمراجعه وتوثيقة لو كششان‬
‫يريد الحقيقششة فع ً‬
‫ل‪ .‬وسششأقدم لكششم إن شششاء اللششه‬
‫بعض نقدي لهذه المقالة إن شاء الله‪.‬‬

You might also like