You are on page 1of 23

‫الزواج‬

‫مثنى وثلث ورباع‪:‬‬


‫السباب والضوابط‬

‫الدكتور مازن صلح مطبقاني‬


‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫ً‬
‫الحمدلله حمدا يليسسق بجلل وجهسسه وعظيسسم سسسلطانه وصسسلى اللسسه وسسسلم‬
‫وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ‪ ،‬أما بعد ‪:‬‬
‫فالسلم كله خير ‪ ،‬وكيف ل وهو النعمة التي أتمها الله على عباده بقوله‬
‫تعالى‪ :‬اليسوم أكملسست لكسم دينكسسم وأتممسست عليكسسم نعمستي ورضسسيت لكسسم‬
‫السلم دينا ً‪ . (1) ‬ولمسا كسان السسلم قسد اكتمسل ورضسيه اللسه لعبساده دينسا ً‬
‫فكيف لبشر مهما أوتي من قوة الذكاء والعقسسل أن يقسول برأيسسه فسسي أحكسسام‬
‫هذا الدين ‪.‬‬
‫وتعدد الزوجات من بين تلسسك الحكسام الستي أمسر بعسسض البشسسر أن تكسون‬
‫كلمتهم هي النافذة فيها ‪ ،‬وهي مسألة إن لم تكن أخطر المسائل فإنها مسسن‬
‫أخطرها ‪ .‬وليس الزواج بأكثر من واحدة مسألة جديسسدة فقسسد حسساربته أوروبسسا‬
‫في عصسر "النهضسسة الحديثسسة" حينمسا اتفسسق رجسال السسدين عنسسدهم مسع رجسسال‬
‫القانون المدني الوضعي على إلغاء حق الرجل في الزواج بأكثر مسن واحسدة‬
‫مهما كانت السباب والدوافع ‪.‬‬
‫وحينما خرجت أوروبا من نطاق حدودها الجغرافية لتهيمسسن علسسى معظسسم‬
‫أرجسسساء العسسسالم السسسسلمي مبتسسسدئة بالسسسسيطرة العسسسسكرية والسياسسسسية‬
‫والقتصادية ‪ ،‬حيسسث سسسلبت الشسسعوب السسسلمية قسسدرتها علسسى حكسسم نفسسها‬
‫واستغلل ثرواتها ‪ .‬وتحول الستعمار فيما بعد إلى سيطرة على كل شسسؤون‬
‫الحياة حينما استسلم العسسالم السسسلمي لحالسسة التبعيسسة المطلقسسة ورضسسي أن‬
‫يكسسون فسسي وضسسع ))المغلسسوب المغسسرم دائم سا ً بتقليسسد الغسسالب(( ‪ .‬وهسسذه هسسي‬
‫المرحلة التي تكون فيها المة مغزوة في عقيدتها وفكرها ‪.‬‬
‫وكان مما تأثرنا به أن أصبحنا نستهجن تعدد الزوجسسات كمسسا يسسستهجنونه ‪،‬‬
‫وأن نأكل الربا كما يأكلونه ‪ ،‬وأن نستخف بالزنى والخنا كما يفعلسسون إل مسسن‬
‫رحم الله ‪.‬‬
‫ً‬
‫اعلم أن موضوع تعدد الزوجات ليس جديدا في تناوله مسسن وجهسسة النظسسر‬
‫السلمية ‪ ،‬فثمة عشرات الكتب التي تناولته ‪ ،‬لمنها اختلفت مستوياتها فسسي‬
‫درس هذا الموضوع حتى لجأ بعض الكتسساب إلسسى أسسسلوب السسدفاع والتسسبرير ‪.‬‬
‫وهذا السلوب يضطر أصحابه إلى الوقوف موقف الضسسعف ‪ ،‬والسسسلم ديسسن‬
‫القوة لنه موصول بالله عز وجسسل السسسلم المسسؤمن المهيمسسن العزيسسز الجبسسار‬
‫المتكبر ‪.‬‬
‫وما تناولنا لهذه القضية بأسلوب الجدل العلمي المنطقسسي لنسسه ل يشسسغل‬
‫بالنا إل هي ‪ ،‬ولكسسن لتكسسون مسسدخل ً لنسسا لنأخسسذ السسسلم كل ً ل يتجسسزأ ‪ ،‬ولنضسسع‬
‫مسألة التعدد في إطارها الصحيح من بنسساء السسسلم الكامسسل الشسسامل ‪ ،‬ولن‬
‫أعداء السلم يتناولون جزئيات صغيرة ويكيلون الهجوم للسلم وأهله ‪.‬‬
‫ومنهج هذا البحث في الوصول إلى هدفه يبدأ بتمهيد يشير إلسسى العقيسسدة‬
‫والخلق كأساس للتشسسريع السسسلمي بصسسفة عامسسة ولتشسسريع التعسسدد بصسسفة‬
‫‪ ()1‬سورة المائدة ‪ ،‬آية )‪. (3‬‬
‫خاصة ‪ ،‬وليعلم الناس أن لخيار لهم فيما شرع الله ‪‬وما كسان لمسؤمن ول‬
‫مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا ً أن يكون لهم الخيسسرة مسسن أمرهسسم‪، (2) ‬‬
‫وإلى فصلين أولهما تمهيدي فيه إشارة إلى العقيدة والخلق ثم العلقة بين‬
‫الرجل والمرأة في المجتمع السلمي ونظرة السلم إلى الزواج ‪ .‬والفصل‬
‫الثاني عن الزواج بأكثر من زوجة وفقا ً لهذا البناء المتكامل ‪.‬‬
‫ومن حق القاريء أن أوضح له معنى عنوان هذا البحث ‪ ،‬فقد عدلت عن‬
‫كلمسسة )تعسسدد( لنهسسا مصسسطلح غيسسر إسسسلمي ؛ فهسسذه اللفظسسة مسسأخوذة عسسن‬
‫النكليزية )‪ (Pologymy‬وإنما الزواج في السلم محدد بأربع مثنسسى وثلث وربسساع‬
‫أو واحدة ‪.‬‬
‫أسأل الله عز وجل أن يرينا الحق حقا ً ويرزقنسا اتبسساعه وأن ينيسسر بصسائرنا‬
‫ويجنبنسسا الزلسسل وأن يجعسل أعمالنسسا خالصسة لسوجهه الكريسم ‪ ،‬والحمسسدلله رب‬
‫العالمين ‪.‬‬
‫مازن مطبقاني‬
‫المدينة المنورة‬
‫في ‪18/11/1411‬هس‬

‫‪ ()2‬سورة الحزاب ‪ ،‬آية )‪. (36‬‬


‫الفصل الول‬
‫الزواج مثنى وثلث ورباع‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫إن بناء السرة يستغرق جهودا ً عظيمة ابتداء بالبناء العقسسدي والخلقسسي ‪،‬‬
‫ومن المعروف أن موقف السلم من المرأة يعد رائدا ً متميزا ً مقارنة بالمم‬
‫الخرى قديما ً وحديثا ً ‪ ،‬ومن الواضح أن السرة المسلمة يتربى أفرادها أول ً‬
‫تربية عقدية أخلقية ‪ ،‬ثم ل يكون تأسيسها لسرة جديدة عشوائيا ً بل يخسسض‬
‫لختبارات من قبل أهل الفتسساة ‪ ،‬وكسسذلك عنسسد أهسسل السسزوج حسستى إذا تكسسونت‬
‫السسسرة واكبهسسا السسسلم بالتوجيهسسات والنصسسح وأحاطهسسا بالهسسداف السسسامية‬
‫العظيمة ‪.‬‬
‫لهذا كله لما جاء السلم ووجد أن التعدد موجد ولكن لينتظمه نظسسام ول‬
‫حدود ول قيود ما كان منه إل أن وضع له نظاما ً تشريعيا ً ‪ .‬ونود أن نشير هنسسا‬
‫إلى أن الكتابة عن التعدد لم تكن تحتل مستحة كبيرة فسسي تراثنسسا السسسلمي‬
‫أيام عظمة المسسسلمين وحضسساراتهم ‪ ،‬فمسسا كسسان المسسر يتعسسدى كتسساب النكسساح‬
‫والعدل بين الزوجات دون إطالة زائدة أو حديث حول الصل في الزواج هل‬
‫هو التعدد أو الزوج الواحدة ‪ ،‬وما أجمل ما قاله سيد قطب رحمه الله ‪) :‬أن‬
‫السلم لم ينشئ التعدد بل حدده ‪ ،‬ولم يامر بالتعدد بسسل رخسسص فيسسه وقيسسده‬
‫وأنسسه رخسسص فيسسه لمواجهسسة واقعيسسات الحيسساة البشسسرية ‪ ،‬وضسسرورات الفطسسر‬
‫النسانية … فالحكمة والمصلحة مفترضتان وواقعتنسسا فسسي ك لتشسسريع إلهسسي‬
‫سواء أدركها البشر أم لم يدركوها في فسسترة مسسن فسسترات التاريسسخ النسسساني‬
‫القصير عن طريق الدراك البشري المحدود( )‪.(3‬‬
‫وفي هذا الفصل نتناول الزواج بأكثر من زوجة بالحديث أول ً عسسن التعسسدد‬
‫عند اليهود وعند النصارى وفي الواقع الليم ثم نتنسساول حكمسسة السسزواج بسسأكثر‬
‫من زوجة في السلم ونحاول بعد ذلك التعرف على حكم هذا الزواج ‪ ،‬هسسل‬
‫هسسو للضسسرورة أو للحاجسسة أو هسسل هسسو مبسساح وغيسسر ذلسسك مسسن المصسسطلحات‬
‫الفقهية ‪ ،‬ويكون خاتمة البحث الحديث عن ضوابط الزواج بأكثر من زوجة ‪.‬‬

‫‪ ()3‬سيد قطب ‪ ،‬في ظلل القرآن م ‪ 1‬ص ‪. 583 – 582‬‬


‫‪ : (1‬التعدد عند اليهود ‪:‬‬
‫هل تعدد الزوجات نظام جديد على البشرية ؟! الحقيقة أنه نظسسام قسسديم‬
‫جدا ً لكنه لم يعرف التنظيم والضوابط إل فسي التشسريع السسلمي ؛ فساليهود‬
‫عرفوا تعدد الزوجات وكان لهم أمرا ً طبيعيا ً فقسد كسثر ذكسر زوجسات النبيساء‬
‫من بني إسرائيل كما وردت عبارات فسسي كتسسابهم )المحسسرف( حسسول مسسسائل‬
‫التعدد من مثل "إذا كان لرجل امرأتان إحداهما محبوبسسة والخسسرى مكروهسسة‬
‫فولدتا له بنين المحبوبة والمكروهة الخ")‪.(4‬‬
‫ومن الدواعي للتعدد عند اليهود دعوة كتابهم )المقدس( لهسسم أن يكسسثروا‬
‫من التناسل ليملؤا الرض "خلق الله النسان ذكرا ً وأنثى وخلقهسسم وبسساركهم‬
‫الله وقال لهم أثمروا وأكسسثروا واملسسؤا الرض واخضسسعوها" )‪ ،(5‬وقسسد دعسسا هسسذا‬
‫علماء اليهود أن يسنوا القوانين الداعية للزواج كما جاء فسسي كتسساب الحكسسام‬
‫العبرية ‪:‬‬
‫"النكاح بنية التناسل ودوام حفظ النوع النساني فرض على كل يهودي ‪،‬‬
‫ومن تأخر عن أداء هذا الفرض وعاش عزبا ً بدون زواج كان سببا ً في غضب‬
‫الله على بني إسرائيل" )‪.(6‬‬
‫ولما كسسان دأب اليهسسود والنصسسارى أن يخضسسعوا لحبسسارهم ورهبسسانهم فيمسسا‬
‫يشرعون من دون الله فقد رأى هؤلء الزعماء الدينيين أن يحسسدثوا تغييسسرات‬
‫فسسي شسسرع تعسسدد الزوجسسات ‪ ،‬فقسسد ذكسسر عبدالناصسسر العطسسار بعسسد اسسستقرائه‬
‫لتشريعات اليهود أن "أحبارهم كرهوا تعدد الزوجات فحسساولوا التضسسييق منسسه‬
‫وذلك لتحديد عدد الزوجات بأربع واشتراط وجود مبرر شسسرعي عنسسد السسزواج‬
‫بأخرى واشتراط قدرة الرجل على النفاق على زوجاته واسسستطاعته العسسدل‬
‫بينهن" )‪.(7‬‬
‫‪ (2‬التعدد عند النصارى ‪:‬‬
‫من المعلوم أن عيسى عليسسه السسسلم صسسرح لتبسساعه وفقسا ً لمسسا جسساء فسسي‬
‫النجيل أنه لم يأت بتشسريع جديسسد "ل تظنسسوا أنسي جئت لنقسسص النساموس أو‬
‫النبياء ‪ ،‬ما جئت لنقص بل لكمل" )‪.(8‬‬
‫ومن أبرز النصوص التي زعم النصارى أنها تمنع تعسسدد الزوجسسات مسسا جسساء‬
‫على لسان المسيح عند سؤاله عن الطلق قسسوله ‪" :‬مسسن بسدأ الخليقسسة ذكسسرا ً‬
‫وأنثى خلقهما الله ‪ ،‬من أجل هذا يترك الرجل أبسساه وأمسسه ويلتصسسق )ويلسسزم(‬

‫‪ ()4‬سفر التثنية ‪ 15 : 21‬وما بعدها ‪.‬‬


‫‪ ()5‬التكوين ‪ 27 : 1‬وما بعده ‪.‬‬
‫‪ ()6‬أحمد عبدالوهاب ‪ ،‬تعدد نساء النبياء ومكانة المرأة في اليهودية‬
‫والمسيحية والسلم ‪ ،‬ص ‪. 116‬‬
‫‪ ()7‬عطار ‪ ،‬تعدد الزوجات من النواحي الدينية والجتماعية والقانونية ‪ ،‬ص‬
‫‪. 86‬‬
‫‪ ()8‬متى ‪ 17 : 5‬وما بعدها ‪.‬‬
‫بامرأته ويكون الثنان جسدا ً واحدا ً إذ ليسا بعد اثنين بل جسد واحد ‪ ،‬فالذي‬
‫جمعه الله ليفرقه النسان" )‪.(9‬‬
‫وقد وردت تفسيرات عديدة لهذه العبارة أبرزهسسا أنسسه لمنسسع الطلق منع سا ً‬
‫باتا ً وليس لمنسسع التعسسدد ‪ ،‬ذلسسك أ‪ ،‬التعسسدد كسسان شسسائعا ً عنسسد اليهسسود ولسسم يسسأت‬
‫المسسسيح عليسسه السسسلم إل مكمل ً وليسسس ناقضسسا ً ‪ ،‬وفسسي ذلسسك يقسسول أحمسسد‬
‫عبدالوهاب ‪) :‬إن الحديث عن الرجل والمرأة كجسد واحد ليسسس إذن حسسديثا ً‬
‫عن نظام الزوجة الوحدة لكنه حديث عن استمرارية العلقة بينهما ومن ثسسم‬
‫فهو حديث يتعلق بالطلق وليس بتعدد الزوجات( )‪.(10‬‬
‫لكن هذا الموقف لم يتبناه جميع النصسسارى فقسسد ظهسسر منهسسم رجسسال ديسسن‬
‫يبيحون الزواج مرة ثانية وثالثة ورابعة ‪ ،‬بل ويسسبيحون الجمسسع بيسسن أكسسثر مسسن‬
‫زوجسسة ‪ ،‬ومسسن هسسؤلء فرقسسة الن نابتسسست ‪ ،Ananabaptistes‬والمورمسسون ‪، Mormons‬‬
‫وهؤلء الخيرون ظلوا يمارسون التعدد حتى أوائل القسرن التاسسع عشسر )‪،(11‬‬
‫بل ظهرت دعوات من مفكرين وعلمائهم تدعو إلى إباحسسة التعسسدد الزوجسسات‬
‫وبخاصة بعد أن عانت أوروبا من نقص شديد في عدد الرجال نتيجة للحربين‬
‫العالميتين التي قتل فيهما أكثر من ثمانية وأربعين مليسسون رجسسل )‪ ،(12‬وكسسذلك‬
‫لنتشار الفواحش والزنا وزيادة عدد اللقطاء ومن هؤلء بول بيرو ‪، Boul Bureou‬‬
‫وفردينا ند دريفوس ‪ ، Ferdinand Dryfus‬و بن لندسي ‪ ، Ben Lindsey‬وغيرهم ‪.‬‬
‫‪ (3‬التعدد الثيم في الواقع الليم ‪:‬‬
‫ظن اليهود والنصارى أنهم بإصرارهم على منع التعدد وإجبار الرجل على‬
‫الزواج بزوجة واحدة قد بلغسسوا قمسسة العقسسل والرشسسد فسسي التشسسريع ‪ .‬مسسع أن‬
‫حقيقة دينهم وكتبهم س مهما دخلها من تحريسسف سس ل تمنسسع التعسسدد مطلقسا ً وإل‬
‫كيف ينظرون إلى أنبيائهم الذين تزوجوا العديسسد مسن النسسساء وكسان لبعضسهم‬
‫السراري الكثر ؟ أليس النبي قدوة لمن آمن به ‪ ،‬لكنهم قوم يجهلون ‪.‬‬
‫ظل الطلق محرما ً في ظل الكنيسة زمن سا ً طسسويل ً حسستى حسسدث النفصسسام‬
‫بين الكنيسة والدولة فأباحت التشريعات الوضسسعية الطلق ثسسم تبعتهسسا بعسسض‬
‫الطوائف المسيحية ‪ ،‬أما تعدد النساء فسسإنه مسسازال محرمسا ً وإن نظسسرت إليسسه‬
‫طائفة أو طائفتان على أنه مباح وما زالوا يمارسونه بشكل سري في بعسسض‬
‫الوليات المريكية ‪.‬‬

‫‪ ()9‬انجيل مرقس ‪.‬‬


‫‪ ()10‬عبدالوهاب ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪. 146‬‬
‫‪ ()11‬عطار ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪ 108‬عن محمود سلم زناتي ‪ ،‬النظم‬
‫القانونية الفريقية وتطورها )‪ (1966‬ص ‪ 101‬س ‪. 107‬‬
‫‪ ()12‬قتل في الحرب العالمية الولى ‪ 5‬س ‪ 8‬مليون كما أشار إلى ذلك نور‬
‫الدين حاطوم في الموسوعة التاريخية الحديثة س تاريخ القرن العشرين‬
‫)لبنان ‪ 1385 ،‬س ‪ (1965‬ص ‪ .122‬وفي الحرب العالمية الثانية قتل أكثر‬
‫من ‪ 40‬مليون عن ‪:‬‬
‫‪Encyclopaedia International (U.S.A : 1981) voi . 19 P 493‬‬
‫هل انتهسسى التعسسدد بمجسسرد وجسسود هسسذه التشسسريعات الجاهلسسة ؟ الحسسق أنسسه‬
‫موجود لكنه تعدد إبسساحي فاسسسق فسساجر ‪ ،‬وإليسسك صسسورة مسوجزة عسسن أحسسوال‬
‫المرأة في المجتمعات الغربية وغيرها من المجتمعسسات السستي أخسسذت بقسانون‬
‫منع الزواج بأكثر من زوجة ‪.‬‬
‫قد تبدو الرقام التي سنوردها عن الخيانسسة الزوجيسسة مبالغسا ً فيهسسا ‪ ،‬ولكسسن‬
‫المصدر الذي أورد هذه الحصائية وهي جريدة عربية يومية تصدر في لنسسدن‬
‫وليس بقصد انتقاد الغرب أو إظهار محاسن السلم بسسل لكونهسسا مجسسرد خسسبر‬
‫صحفي ‪ ،‬فقد جاء في هذه الحصسسائية )‪ (29/5/1980‬أن ‪ %75‬مسسن الزواج‬
‫يخونون زوجاتهم في أوروبا ‪ ،‬وأن نسبة أقل من المتزوجسسات يفعلسسن الشسسئ‬
‫ذاته )‪.(13‬‬
‫وينقل المودودي رحمه الله تعالى عن بول بيورد عن انتشسار الزنسى بيسن‬
‫المتزوجين والمتزوجات قوله‪" :‬وإن زنا المحصنين والمحصسسنات ل يعسسد مسسن‬
‫العيب أو اللوم في فرنسا ‪ ،‬فإذا كان أحد من المحصنين متخسسذا ً خليلسسة دون‬
‫زوجته فل يرى لخفاء المر لزوم ويعد المجتمع فعله ذلك شيئا ً عاديا ً طبيعيا ً‬
‫في الرجال" )‪.(14‬‬
‫أمسسا عسسن نتسسائج هسسذه الباحيسسة ومنسسع التعسسدد فمنهسسا ازديسساد الطفسسال غيسسر‬
‫الشرعيين زيادة كبيرة جدا ً ‪ ،‬ففي إحدى الحصائيات أن عدد هؤلء الطفسسال‬
‫يفوق المليون سنويا ً في أمريكا وحدها وقد كان هذا عام ‪1979‬م ‪ ،‬أمسسا الن‬
‫فقد يكون الرقم أكثر من هذا )‪.(15‬‬
‫ولن تكون هذه النتائج السسسيئة قاصسسرة علسسى المجتمعسسات الغربيسسة ‪ ،‬فسسإن‬
‫البلد السلمية التي تسسأثرت بسسالغرب ابتسسداء مسسن إخسسراج المسسرأة وسسسفورها ‪،‬‬
‫واختلطها بالرجال بالضافة إلى دفعها للعمسسل تحسست شسستى المسسبررات ومسسن‬
‫التشريعات المختلفة للحد من الزواج بأكثر مسسن زوجسسة أو تحريمسسه مطلق سا ً ‪،‬‬
‫فل بد أن تكون قد جنت الثمار الخبيثة لذلك كله ‪.‬‬
‫‪ (4‬الزواج مثنى وثلث ورباع ‪:‬‬
‫ل شك أن الذين كتبسسوا عسسن المسسرأة وأفسسردوا فصسسول ً للحسسديث عسسن تعسسدد‬
‫الزوجات قد تناولوا أسباب الزواج بأكثر من واحدة ‪ ،‬ولكن هل يحتسساج المسسر‬
‫حقا ً إلى إجهاد الفكر للبحث عن أسباب التعدد وحكمته؟ هسسل التعسسدد قضسسية‬
‫ينبغي أن تنفرد بالكتابة حولها ؟ يبدو أن احتكسساك العسسالم السسسلمي بسسالغرب‬
‫الوروبي النصراني واليهودي والملحسسد زمنسا ً طسسويل ً وتحسسول المسسسلمون مسن‬
‫وضع المة الغالبة إلى وضع المغلوب )المولع دائما ً بتقليد الغالب( قد فسسرض‬
‫على الكتاب السلميين والكتاب المتغربين أن يتناولوا هذه المسألة كل من‬
‫وجهة النظر التي يعتنقها ‪.‬‬

‫‪ ()13‬محمد علي البار ‪ ،‬عمل المرأة في الميزان ص ‪. 131‬‬


‫‪ ()14‬المودودي ‪ ،‬الحجاب ص ‪ 95‬عن بول بيرول ص ‪ 76‬س ‪ 77‬من كتابه نحو‬
‫انهيار أخلقي ‪ ،‬نشر في لندن سنة ‪.1925‬‬
‫‪ ()15‬محمد علي البار ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.131‬‬
‫فالسلميون يسسرون أن السسسلم وحسسده هسسو السسذي أعطسسى المسسرأة حريتهسسا‬
‫وكرامتها واعترف بها إنسسسانا ً كامسسل النسسسانية ونظسسر إلسسى طبيعتهسسا وطبيعسسة‬
‫الرجل فحدد نظاما ً اجتماعيا ً يكفل مشسساركة الجميسسع مشسساركة فعالسسة‪ ،‬بينمسسا‬
‫يرى المتغربون سس المغلوبسون حقسا ً سس أن السسلم لسسم يعسترف للمسسرأة بكيسسان‬
‫مستقل وأنها في وضع أدنى من الرجل وحرمها من المسسساواة السستي يتطلسسع‬
‫إليها هؤلء ‪.‬‬
‫ومن اللفت للنتباه أن الدراسات الغربية )باللغسسات الوروبيسسة المختلفسسة(‬
‫حول المرأة في العالم السلمي تفوق بوضسسوح حجسسم الكتابسسات السستي كتبهسسا‬
‫السلميون ‪ ،‬كما تفوقها في النتشسسار ‪ ،‬ولعسسل مسسن أبسسرز السسدلئل علسسى هسسذا‬
‫العدد الكبير من المجلت السوعية النسائية وغير النسائية المنتشرة بلغسسات‬
‫المسلمين وهي تحمل الفكر المتغرب بصراحة )‪.(16‬‬
‫وما زالت الكتب الداعية إلى خسسروج المسسرأة وسسسفورها تصسسدر تباعسا ً منسسذ‬
‫كتسساب قاسسسم أميسسن "تحريسسر المسسرأة" وكتسساب الطسساهر الحسسداد "امرأتنسسا فسسي‬
‫المجتمع والشريعة" حيث دعا كلهما إلى خسسروج المسسرأة وسسسفورها وحسسارب‬
‫الزواج بأكثر مسسن زوجسسة ‪ .‬وبيسسن يسسدي كتسساب تسسولت اليونسسسكو نشسسره باللغسسة‬
‫النجليزيسسة أول ً ثسسم مسسولت ترجمتسسه ونشسسره إلسسى اللغسسة العربيسسة بعنسسوان‬
‫"الدراسات الجتماعية عن المسسرأة فسسي العسسالم العربسسي" وفسسي هسسذا الكتسساب‬
‫تكرار لدعوة قاسم أمين ولكن بأسلوب أكثر تطورا ً باستخدام معطيات عسسن‬
‫الجتماع ومصطلحاته ‪.‬‬
‫لهذا يبدوا أن لبد من الستمرار في الكتابسة فسي هسذا الموضسوع وإجسراء‬
‫البحوث والدراسات الجتماعية حول قضايا المة المختلفة وبخاصة موضسسوع‬
‫المرأة ‪ ،‬ولبد من أخذ زمام المبادرة من دعاة التغريب ‪ ،‬ولقد أصبح القارئ‬
‫من كثرة ما يجد من هذه الدراسات التي تزعم لنفسسسها العلميسسة والمنهجيسسة‬
‫أن يقع فريسة لطروحاتها ‪.‬‬
‫أما الحكمة من إباحة السلم لتعدد الزوجات فيمكن أن نجسسدها فسسي معرفسسة‬
‫البناء العقدي والخلقي للسلم ‪ ،‬فهل يرضى أحسسد مسسن المسسسلمين لمسسه أو‬
‫أخته أو ابنته أو عمته أو خالته أن تكون زانية ؟ هل يرضى مسسسلم أن تصسسبح‬
‫مهنسسة الخنسسا والفجورمهنسسة رسسسمية تصسسرح بهسسا الحكومسسات وتفسسرض عليهسسا‬
‫الضرائب؟ هل يرضسسى مسسسلم لبنسسه أن يكسسون مسسن رواد مثسسل هسسذه المسساكن‬
‫القذرة؟ هل ترضى مسلمة أن تعيسسش هسسانئة سسسعيدة وتسسرى حولهسسا نسسساء ل‬
‫يجسسدن فرصسسة لسسدخول أبسسواب الحيسساة الزوجيسسة؟ أل يخسسالف موقسسف المسسرأة‬
‫الرافضة لمشاركة أخرى لهسسا حسسديث الرسسسول صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم ) ل‬
‫يؤمن أحدكم حتى يحب لخيه ما يحب لنفسه()‪(17‬‬

‫‪ ()16‬يذكر الن عن الجزائر بعد انتشار الصحوة السلمية ومشاركة المرأة‬


‫المسلمة في المطالبة بتطبيق الشريعة السلمية أن قام المتغربون س‬
‫المغلوبون حقا ً س بإصدرا عدد من المجلت النسائية لفساد المرأة ليكون‬
‫ذلك مدخل ً لهم ‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫ل شك أن التربية العقدية والخلقية للمسلم تجعله ينفر من الزنا والخنسسا‬
‫والفجور لنه يسسسأل ربسسه دائمسا ً أن يرزقسسه العفسساف والغنسسى‪ ،‬كمسسا أن التربيسسة‬
‫العقدية في السلم ل تركز على الجانب الفردي على حساب الجماعسسة بسسل‬
‫المسلم بطبيعته صاحب نظرة شاملة يهمه دائما ً أمسر السسلم والمسسلمين‪.‬‬
‫بالرغم من هذا الوضوح فسسي تشسسريعات السسسلم العقديسسة والخلقيسسة إل ّ أنسسه‬
‫ظهر من المسلمين وغير المسلمين من أثار الشبهات حسسول إباحسسة التعسسدد ‪،‬‬
‫وفيما يسسأتي بعسسض هسسذه ان تلسسك الحكسسام السستي أمسسر بعسسض البشسسر أن تكسسون‬
‫كلمتهم هي النافذة فيها ‪ ،‬وهي مسألة إن لم تكن أخطر المسائل فإنها مسسن‬
‫أخطرها‪ .‬وليس الزواج بأكثر من واحدة مسسسألة جديسسدة فقسسد حسساربته أوروبسسا‬
‫في عصسر "النهضسسة الحديثسسة" حينمسا اتفسسق رجسال السسدين عنسسدهم مسع رجسسال‬
‫القانون المدني الوضعي على إلغاء حق الرجل في الزواج بأكثر مسن واحسدة‬
‫مهما كانت السباب والدوافع خرجت أوروبا مسسن نطسساق حسسدودها الجغرافيسسة‬
‫لتهيمسسن رجسساء العسسالم السسسلمي مبتسسدئة بالسسسيطرة العسسسكرية والسياسسسية‬
‫والقتصادية ‪ ،‬حيسسث سسسلبت الشسسعوب السسسلمية قسسدرتها علسسى حكسسم نفسسها‬
‫واستغلل ثرواتها ‪ .‬وتحول السستعمار فيمسا بعسد إلسى سسيطرة علسى شسؤون‬
‫الحياة حينما استسلم العسسالم السسسلمي لحالسسة التبعيسسة المطلقسسة ورضسسي أن‬
‫يكسسون فسسي وضسسع ))المغلسسوب المغسسرم دائم سا ً بتقليسسد الغسسالب(( ‪ .‬وهسسذه هسسي‬
‫المرحلة التي تكون فيها المة مغزوة في عقيدتها وفكرها ‪.‬وكان ممسسا تأثرنسسا‬
‫به أن أصبحنا نستهجن تعدد الزوجات كم يسسستهجنونه ‪ ،‬وأن نأكسل الربسسا كمسا‬
‫يأكلونه ‪ ،‬وأن نست‪18‬ف بالزنى والخنا كما يفعلون إل من رحم الله ‪.‬‬
‫اعلم أن موضوع تعدد الزوجات ليس جديدا ً في تناوله مسسن وجهسسة النظسسر‬
‫السلمية ‪ ،‬فثمة عشرات الكتب التي تناولته ‪ ،‬لمنها اختلفت مسسس بالنفسساق‬
‫على العديد من أولده وزوجاته في السسوقت السسذي ازدادت فيسسه مطسسالب كسسل‬
‫فرد وقلت الموارد المالية )‪.(19‬‬
‫‪ (5‬الرد على هذه الشبهات ‪:‬‬
‫إن معرفة السلم صحيحة كفيلة بالرد على هذه الشسسبهات فسسالزعم بسسأن‬
‫التعدد كان في بداية السلم منتشر في العالم حيث كان ينظر إلسسى المسسرأة‬
‫نظرة دونية ‪ .‬فإذا كان السلم قد جاء في القرن السسسادس الميلدي فلمسساذا‬
‫استمر نظام التعدد معمول ً به في جميع أنحاء العالم حسستى القسسرن السسسادس‬
‫عشر ؟ فأي مغالطة هذه ؟ أما المغالطة الثانية فهسسي ربسسط التعسسدد باحتقسسار‬
‫المرأة ‪ ،‬أل يكفيه أن يعرف حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم )النساء‬
‫شسسقائق الرجسسال( )‪ ،(20‬وحسسديث )إن اللسسه يوصسسيكم بأمهسساتكم ثلث سا ً …( )‪ ،(21‬أو‬
‫حديث )من كان عنده ثلث بنات أو ثلث أخوات أو ابنتان أو أختان فأحسسسن‬

‫نفسه ‪ ،‬ص ‪. 132‬‬ ‫‪()18‬‬


‫عطار‪ ،‬تعدد الزوجات ص ‪ 62‬مرجع سابق ‪.‬‬ ‫‪()19‬‬
‫الترمذي ‪ ،‬كتاب الطهارة حديث ‪. 113‬‬ ‫‪()20‬‬
‫ابن ماجة ‪ ،‬أبواب الداب س باب برناردلويس الوالدين حديث ‪. 3705‬‬ ‫‪()21‬‬
‫صحبتهن واتقى الله فيهن فله الجنة( )‪ ،(22‬بالضافة إلى التشريعات السلمية‬
‫كلها التي تساوي بين المرأة والرجسل فسي التكساليف والجسر والثسواب إل مسا‬
‫كان من اختلف في الخلقة والتكوين بين المرأة والرجسسل ل شسسك أن إباحسسة‬
‫الزواج بأكثر من زوجة سيعطي الفرصة للكثير من النساء للنجاة من براثسسن‬
‫العنوسة بل ولعله يعطيهن الفرصة ليصبحن أمهات ويجدن من يسسبرهن حيسسن‬
‫نعلم توجيه رسسسولنا صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم لمسسن سسسأله ‪ :‬أي النسساس أحسسق‬
‫بحسن صحابتي ؟ فقال له ‪) :‬أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك ‪.(23) (..‬‬
‫أما الدعاء بالمحافظة على شعور المرأة من أن تشسساركها زوجسسة أخسسرى‬
‫في زوجها فأمر نرد عليه بأن نسأل هؤلء ‪ :‬هسسل الولسسى أن تشسساركها امسسرأة‬
‫أخرى شريفة عفيفة ذات خلق إسلمي أو ترضى لنفسها أن تسسستقبل زوجسا ً‬
‫يعاشر الساقطات ؟ إن المرأة تقبل راضية أو كارهة أن ينشغل عنها زوجهسسا‬
‫بأعماله الكثيرة وسفره المتواصسسل والتقسسائه مسسع النسسساء سسسواء فسسي محيسسط‬
‫عمله أو خارجه ول ترضى أن يكون لها ضرة ‪ .‬ويبدو لي أن كثيرا ً من النساء‬
‫يفضلن زوجة أخرى على مثل هذا العمل السسذي يسسساوي أكسسثر مسسن عشسسرات‬
‫النساء ! ‪.‬‬
‫وحين يزعمون بوجود الخصومة والشقاق بين أبنسساء الرجسسل مسسن زوجسسات‬
‫مختلفات ‪ ،‬فنذكر هسسؤلء بسسأن السسسلم حريسسص جسسدا ً علسسى تماسسسك المجتمسسع‬
‫السلمي الباعد منهم والقارب ‪ ،‬وفيما ياتي بعض التوجيهات القرآنية السستي‬
‫‪ ،‬وقوله تعالى ‪‬واعتصسسموا بحبسسل‬ ‫تؤكد ذلك ‪‬إنما المؤمنون اخوة‪‬‬
‫)‪(24‬‬

‫الله جميعا ً ولتفرقوا‪ ، ‬ويقول الرسول صلى الله عليه وسسسلم )ليسسؤمن‬
‫)‪(25‬‬

‫أحدكم حتى يحب لخيه ما يحب لنفسه‪ ‬وقوله صلى اللسسه عليسسه وسسسلم‬
‫)‪(26‬‬

‫)المسلم من سلم المسلمون من لسسانه ويسده( )‪ ،(27‬هسذا بيسن مسن تجمعهسم‬


‫كسسذلك أخسسوة النسسسب بانتمسسائهم إلسسى أب واحسسد ‪ .‬إن المغسسالة فسسي تصسسوير‬
‫النزاعات المتوهمة بين أبناء العلت قسسد سسسيقت للتشسسكيك فسسي إباحسسة تعسسدد‬
‫الزوجات ‪ ،‬بل جعلهسسم ذلسسك يركبسسون الصسسعب للعبسسث بالشسسريعة السسسلمية ‪.‬‬
‫فماذا عليهم لو حكموا عقولهم ونظروا في أحوال البلد التي قيسسدت السسزواج‬
‫وقيدت الطلق كيف أصبح حال شبابها ونسائها ‪ ،‬إن الدعاة قد أصبحت فسسي‬
‫هذه البلد مؤسسة ضخمة تدر مئات المليين من الدولرات شهريا ً أو سنويا ً‬
‫‪ ،‬وأصسسبح عسسدد اللقطسساء قريب سا ً مسسن عسسدد البنسساء الشسسرعيين ‪ ،‬بسسل إن البنسساء‬

‫‪ ()22‬الترمذي كتاب البر والصلة حديث ‪. 1916‬‬


‫‪ ()23‬البخاري كتاب الدب )‪(71/2007‬‬
‫‪ ()24‬سورة الحجرات آية )‪.(10‬‬
‫‪ ()25‬سورة آل عمران آية )‪. (103‬‬
‫‪ ()26‬البخاري ‪ ،‬كتاب اليمان )‪ ، (2/13‬الترمذي ‪ ،‬كتاب صفة القيامة‬
‫والرقائق والورع )‪.(38/2515‬‬
‫‪ ()27‬البخاري ‪ ،‬كتاب اليمان )‪. (2/10‬‬
‫الشسسرعيين توشسسك شسسرعيتهم أن تضسسيع لمسسا أصسساب النسسساء والرجسسال مسسن‬
‫النحراف والفساد ‪.‬‬
‫ويمكن أن نضسسيف التسسساؤل حسسول الرامسسل والمطلقسسات ول سسسيما ذوات‬
‫البناء هل يحرمون من الزواج مسسن رجسسل مسستزوج مسسن أجسسل هسسذه النزاعسسات‬
‫والشقاقات المتوهمة أو المتوقعة ؟ أمسسا التاريسسخ فيقسسول عسسن أبنسساء الرجسسال‬
‫الذين تزوجوا زوجتين وأكثر هؤلء هم الذين فتحوا السسدنيا وأناروهسسا بالسسسلم‬
‫فلو كانوا حقا ً في شقاق ونزاع لما خرجسسوا مسسن جزيسسرة العسسرب بسسل هسسم لسسم‬
‫يخرجوا من الجزيرة حينما كانوا يعددون الزوجات بل حدود ول قيسسود وكسسانوا‬
‫ليقيمون للمرأة وزنا ‪.‬‬
‫وللرد على مسألة الحتياجسسات القتصسسادية فنقسسول بسسأن الرض لسسم تضسسق‬
‫يوما ً برزق من عليها واللسسه عسسز وجسسل يقسسول ‪ :‬وفسسي السسسماء رزقكسسم ومسسا‬
‫توعدون‪ (28) ‬ويقول سبحانه ‪‬وما من دابة إل على الله رزقها‪ (29)‬وقسد‬
‫قسمت الكرة الرضية بعد سيطرة الغرب وهيمنته إلى قسمين ؛ مجتمعسسات‬
‫الوفرة والفائض التي تحسسارب التعسسدد ‪ ،‬ومجتمعسسات الجسسوع والفقسسر ‪ ،‬وليسسس‬
‫سبب هذا التقسيم أن الفقراء ل يملكون بل هم يملكسسون ول يعرفسسون كيسسف‬
‫يستغلون ما عندهم فيقعون ضحية لقوة الغسسرب السسذي يأخسسذ مسسا عنسسدهم‪ ،‬أل‬
‫ترى الدول الصناعية تأخذ الخامسسات مسسن السسدول الفقيسسرة لتصسسنيعها فسسإذا مسسا‬
‫صنعتها أعدتها منتجات )أوهموا العالم بأنها ضسسرورية( وبيعسست بأسسسعار تفسوق‬
‫قيمتها الحقيقة عشرات المرات بل بلسسغ مسسن جشسسع هسسذه السسدول أنهسسا تلقسسي‬
‫بفائض إنتاجها في البحر أو تحرقه أو تتلفه بأي وسيلة حسستى ليتسسدنى سسسعره‬
‫في السواق فأي حضارة هذه تموت فيها المليين من أجل ترف المترفين ‪.‬‬
‫ولبد أن نذكر أن المرأة حين تتزوج بصفتها ثانية أو ثالثة فهسسي تسأتي برزقهسسا‬
‫ذلك أن كل مولود يكتب رزقه وأجله وشقي أو سسسعيد قبسسل أن يولسسد ‪ .‬فهسسي‬
‫من مخلوقات الله التي تكفل برزقها كما أن هذه المسسرأة قسسد تكسسون صسساحبة‬
‫فكر وتدبير أو صنعة أو مهن قد تعيسسن الرجسسل فسسي عملسسه فينتقسسل مسسن حالسسة‬
‫الفقر والعوز إلى الغنى ‪.‬‬
‫ويزعمسسون أيض سا ً أن التعسسدد برهسسان علسسى تمكسسن الغريسسزة البهيميسسة مسسن‬
‫الرجل ‪ ،‬فهل يقولون هذا من علم وبينسسة ؟ ‪‬قسسل هسساتوا برهسسانكم إن كنتسسم‬
‫صادقين‪ ،(30) ‬هسل السدين السذي يسأمر بالعفسة وغسض البصسر وحفسظ الفسرج‬
‫ويعاقب على الزنا س متى توفرت شروط العقوبة س بالجلد أو الرجم هل مثسسل‬
‫هذا السسدين يسسسمح بالبهيميسسة ؟ أم أن البهيميسسة تتمثسسل فسسي الختلط والتسسبرج‬
‫والسسسفور ووسسسائل الفسسن الداعيسسة إلسسى الرذيلسسة بمسسا تعرضسسه مسسن مفسساتن‬
‫المرأة ؟ ‪.‬‬

‫‪ ()28‬سورة الذاريات ‪ ،‬آية )‪. (22‬‬


‫‪ ()29‬سورة هود ‪ ،‬آية )‪. (6‬‬
‫‪ ()30‬سورة البقرة ‪ ،‬آية )‪. (111‬‬
‫ولكسسن لنسسرد بأسسسلوب آخسسر فالمسسسلم يتحمسسل أضسسخم مسسسؤولية عرفهسسا‬
‫النسان لن أمته هي المة الوسط وهو المسؤول عن دعوة البشرية جمعسسا‬
‫إلى الدين الحق وإقامة شرع الله فيها فالرسل قبل سيدنا محمد صلى اللسسه‬
‫عليه وسلم كانوا يبعثون إلى أقوامهم خاصة وهم يتحملون مسؤولية الدعوة‬
‫جميعها ‪ ،‬أما أتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقسسد أمسسروا أن يبلغسسوا‬
‫فيشاركوا الرسول في مهمته ‪‬قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة‬
‫أنا ومن اتبعني‪ ،(31) ‬وجاء عن سيدنا محمد صسلى اللسه عليسه وسسلم قسوله‬
‫)نضر الله امرءا ً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما وعاها فرب مبلغ أوعى من‬
‫سامع ورب حامل فقه إلى من هسو أفقسه منسه( )‪ ،(32‬فكيسف لمسن حمسل هسذه‬
‫الدعوة والمسؤولية أن يكون بهيميسا ً ؟ كيسف لمسن حثسه السسلم علسى قيسام‬
‫الليل والغزو في سبيل الله ‪ ،‬ولمن دعاه السلم إلى التقلل من متسسع السسدنيا‬
‫)كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل()‪ (33‬أن يكسسون بهيمينسا ً ؟ كيسسف لمسسن‬
‫يؤمن بالسلم الذي جاء من عند الله عسسز وجسسل القسسائل فسسي كتسسابه ‪‬زيسسن‬
‫للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقنسساطير المقنطسسرة مسسن السسذهب‬
‫والفضة والخيل المسومة والنعام والحسسرث ذلسسك متسساع الحيسساة السسدنيا واللسسه‬
‫عنده حسسن المسآب‪ (34) ‬كيسف لهسذا أن يكسون بهيمينسا ً ؟ المسسلم الحسق ل‬
‫تسيطر عليه الشهوانية والبهيمية إن سيطرت على غيره ‪ ،‬فهذه الصسسفة لسسو‬
‫لم تكن حقا ً مسيطرة على المجتمعسسات الغربيسسة لمسسا امتهنسست المسسرأة هنسساك‬
‫امتهانا ً مزريا ً بها وأصبحت تمتهن البغاء أو تمارسه دون أن تمتهن غيره مسسن‬
‫عشرات المجالت ‪ .‬ثم متى كسسانت المسسرأة محترمسسة إذا أوقفسست فسسي شسسباك‬
‫زجاجي لتتلوى كالثعبان تعرض الزياء ؟ أو تظهر في شسستى الصسسور المسسثيرة‬
‫التي تعرض فيها منتجسسات هسسذه الحضسسارة مسسن الحذيسسة إلسسى الطسسارات إلسسى‬
‫الخطوط الجوية إلى أغلفة المجلت والكتب وغيرها ‪.‬‬
‫وثمة جانب آخر فالسلم حين أباح التعدد راعى أن للمسسرأة غريسسزة مثسسل‬
‫الرجل ‪ ،‬وفي ذلك يقول محمد قطب ‪" :‬ولكن حاجتها الطبيعية كيف تقضيها‬
‫؟ ومالم تكن معصومة فهل أمامها سسسبيل إل الرتمسساء فسسي أحضسسان الرجسسال‬
‫لحظات خاطفة في ليل أو نهار ؟ ثم حاجتها إلسسى الولد … كيسسف تشسسبعها ؟‬
‫والنسل رغبة ل ينجو منهسا أحسد" )‪ ،(35‬ولكنهسا لسدى المسرأة أعمسق بكسثير مسن‬
‫الرجل ‪ ،‬إلى أن يقول ‪" :‬فهل من سبيل إلى قضسساء تلسسك الحاجسسات بالنسسسبة‬
‫للمرأة بصرف النظسسر عسسن حاجسسة المجتمسسع إلسسى أخلق نظيفسسة تحفظسسه مسسن‬
‫‪ ()31‬سورة يوسف ‪ ،‬آية )‪. (108‬‬
‫‪ ()32‬أحمد ج ‪ 1‬ص ‪ ، 131‬وفي شرح السنة للبغوي ج ‪ 10‬ص ‪، 44‬‬
‫والترمذي رقم ‪. 2658‬‬
‫‪ ()33‬الترمذي كتاب الزهد )‪. (37/2333‬‬
‫‪ ()34‬سورة آل عمران ‪ ،‬آية )‪. (14‬‬
‫‪ ()35‬هذه الرغبة في النسل أودعها الله في نفوس البشر وهي ضرورية‬
‫لرعاية النسل والهتما به ويبدو أن التعبير بس)لينجو منها أحد( غير مناسب ‪.‬‬
‫التحلل الذي أصاب دول ً كثيرة فأزالها من قائمة الدول التي كان لها دور في‬
‫التاريخ س هل من سبيل إلى ذلك غير اشتراك أكثر من امرأة في رجل واحسسد‬
‫علنية وبتصريح من الشرع( )‪.(36‬‬
‫إن شرع الله ل يسأل فيه البشسسر أيرضسسونه أ‪ /‬ل ؟ أيحبسسونه أم ل ؟ ولكسسن‬
‫متى كان دعاة ما يسمى بتحرير المسسرأة والنسسساء القاصسسرات النظسسر اللتسسي‬
‫تطغى عليهن غريزة حب التملك أو المتغربون الذين باعوا عقسسولهم للغسسرب‬
‫يسألون عن شرع اللسه ؟ إن الغسرب نفسسه كمسا ذكرنسا يشسكو مسن مشسكلة‬
‫اللقطسساء والبغسسا وبيسسع الطفسسال وقتسسل الطفسسال المتسسسكعين بل مسسأوى ‪ ،‬هسسذا‬
‫الغرب ل يمكن أن ينظر إلى رأيه ‪ ،‬ثم هل درسنا التاريسسخ السسسلمي دراسسسة‬
‫اجتماعية ؟ هل سألنا النساء اللتي شسساركن غيرهسسن فسسي رجسسل يلسستزم بقيسسم‬
‫السلم وأخلق ؟ ل شك أننا لو استقرأنا التاريخ استقراء صسسادقا ولسسو السستزم‬
‫المسلمون بالسلم لما ظهرت مشكلة يطلق عليها تعدد الزوجات ‪.‬‬
‫‪ (6‬زواج الرسول صلى الله عليه وسلم )‪:(37‬‬
‫وإن من أبلغ ما يمكن الرد بسسه علسسى مسسن يسسثير قضسسية تعسسدد الزوجسسات أن‬
‫نعرض موجزا ً حول تعدد زوجات الرسول صلى الله عليسسه وسسسلم فسسإن فيهسسا‬
‫النور والهداية والحكمة والعقل ‪.‬‬
‫عرف الرسسول صسلى اللسه عليسه وسسلم فسي مكسة قبسل البعثسة بالصسدق‬
‫والمانة والعفة واستقامة الخلق فلم يعرف عنه مطلقا ً أن شارك في أي‬
‫الزواج بها كبار أشراف قريش وكسسانت قسسد بلغسست الربعيسسن مسسن العمسسر ‪،‬‬
‫تزوجها محمد صلى الله عليه وسلم وعسساش معهسسا فسسي وئام زوجسسي وتفسساهم‬
‫وود حتى توفاها الله بعد ان بلغ الخمسين من العمر ‪.‬‬
‫وظل يتذكر هذه الزوجة بكل الوفاء والمحبة لنها ىمنت برسسسالته وكسسانت‬
‫قد جعلت مالها في سبيل الدعوة إلى الله ‪ ،‬وأنجبت له الذرية السستي حرمهسسا‬
‫من غيرها من زوجاته ‪ .‬وكان زواج النبي صلى الله عليه وسلم بعسسد خديجسسة‬
‫من امرأة أرملة مسنة هي سودة بنت زمعسة رضسي اللسه عنهسا ‪ ،‬مسات عنهسا‬
‫زوجها وهي في الحبشة التي هاجرت إليها فرارا ً بدينها ‪ ،‬فما كان من النسسبي‬
‫إل أن تزوجها إكراما لها على تضحيتها في سبيل هذا الدين وخوفا ً عليها مسسن‬
‫العودة إلى والدها المشرك ‪ ،‬ولكونها امسسرأة كسسبيرة فسسي السسسن تسسستطيع أن‬
‫ترعى شؤون أبنسسائه مسسن خديجسسة رضسسي اللسسه عنهسسا السستي تسسوفيت منسسذ وقسست‬
‫قصير ‪.‬‬
‫وبعد سودة بنسست زمعسسة السستي شسسرفها الرسسسول صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم‬
‫بزواجه منها ولم تكن تملك مسسؤهلت الزوجسسة مسسن الجمسسال والشسسباب تسسزوج‬
‫الرسول صلى الله عليه وسلم من عائشة بنت أبي بكر الصديق رضسسي اللسسه‬
‫عنها وعن أبيها رفيق دعوته وخليله ‪ .‬إن زواجه صلى اللسسه عليسسه وسسسلم مسسن‬
‫عائشة الشابة الجميلة كان زيادة في القربى مسسن أبسسي بكسسر الصسسديق ‪ ،‬ولن‬

‫‪ ()36‬محمد قطب ‪ ،‬شبهات جول السلم ص ‪. 136‬‬


‫‪ ()37‬رجعت في هذا الجزء أساسا ً إلى كتاب أحمد عبدالوهاب ‪ ،‬تعدد نساء‬
‫النبياء ص ‪ 50‬س ‪. 90‬‬
‫الصديقة رضي الله عنها كانت ذات ذكاء وفهم وفطنة فهي التي ستنقل عن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم كسسثيرا ً مسسن العلسسم لهسسذه المسسة ‪ ،‬ولسسو كسسان‬
‫تزوجها للمتعة لما تزوج بعدها ‪ ،‬ولكن عائشة رضي الله عنها قد جسساء بعسسدها‬
‫نساء ينافسها في الجمسسال والشسسباب ‪ .‬أمسسا زواج الرسسسول صسسلى اللسسه عليسسه‬
‫وسلم الرابع فكان من حفصة بنت عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ‪ ،‬تلسسك‬
‫المرأة التي بدأت تتخطى سن الشباب فقد كسسانت مسسن السسذين هسساجروا إلسسى‬
‫الحبشة وكانت متزوجة وتوفي زوجها بعد أن شهد بدرا ً وأحسسدا ً فتسسأيمت فمسسا‬
‫كان من أبيها إل أن عرض تزويجها على أبي بكر وعثمان رضي الله عنهمسسا ‪،‬‬
‫ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها إكراما ً لها ولبيها ‪.‬‬
‫وتزوج الرسول صلى الله عليه وسسلم بعسد ذلسك زينسب بنست خزيمسة )أم‬
‫المساكين( وكانت متزوجة قبله ولم تمكث طسسويل ً حيسسث عاشسست معسسه عسسدة‬
‫أشهر وتوفاها الله ‪.‬‬
‫وكان زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من أم سلمة هند بنت أمية‬
‫التي هاجرت مع زوجها إلى الحبشة ولما هاجرت مرة أخرى مع زوجها إلسسى‬
‫المدينة استشهد زوجها يوم أحد كسسانت قسسد كسسبرت فسسي السسسن ولهسسا أطفسسال‬
‫ولكن الرسول صلى الله عليه وسسسلم يريسسد أن يعلسسم أمتسسه الرحمسسة والرأفسسة‬
‫فضمها إلى زوجاته ‪.‬‬
‫وتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم زينب بنسست جحسسش بعسسد أن طلقهسسا‬
‫زيد بن حارثة وكان زيد رضي الله عنسسه يسسدعى فسسي النسساس بيسسزد بسسن محمسسد‬
‫ولكن الله عز وجل أراد أن يبطل التبني فل يسسدعي أحسسد نسسسبا ً لحسسد مسسا هسسو‬
‫شرعي وكذلك أن المسولى أو مسن كسان فسي حكسم المتبنسى يحسق للسولي أن‬
‫يتزوج امرأتسسه إذا طلقهسسا ‪ .‬إنسسه درس عظيسسم أراد اللسسه عسسز وجسسل أن يتعلمسسه‬
‫المسسسلمون فاختسسار رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم ليكسسون القسسدوة ‪.‬‬
‫والرسول صلى الله عليه وسلم هو الذي زوج زيسدا ً بزينسب ولسم تكسن زينسب‬
‫بعيدة عنه ل يعرفها حتى إذا أصبحت زوجا ً لغيره أحبها ‪ .‬إن هذا لهو الفسستراء‬
‫حقا ً ‪ ،‬ومن ذلك زعم رؤية الرسول لها وإعاجبه بها بل وحبسسه لهسسا وولهسسه بهسسا‬
‫صلى الله عليه وسلم كيف يستسيغ عاقسسل أن ينسسسب للرسسسول صسسلى اللسسه‬
‫عليه وسلم مثل هذا المر ‪ ،‬وهل مسؤوليات النبوة والقيادة والقسسدوة كسسانت‬
‫تترك الرسول صلى الله عليه وسلم لينظر إلى جمال امرأة وهو الذي تزوج‬
‫الرامل والمسنات لكرامهن وتكريمهن ألم يكن لبشسسريته صسسلى اللسسه عليسسه‬
‫وسلم أن تظهر إل في هذا المر ‪.‬‬
‫ونذكر من زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم جويريسسة بنسست الحسسارث‬
‫التي كان المسلمون في حرب مسسع قومهسا فسسوقعت فسسي السسر وكسانت مسن‬
‫نصيب أحد المسلمين وجاءت إلى الرسول صلى الله عليسسه وسسسلم تسسستعين‬
‫به لفك أسرها فخيرها بين العتسق أو أن يتزوجهسا الرسسول صسلى اللسه عليسه‬
‫وسلم وقبلت بالزواج من الرسسسول صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم ‪ ،‬وهنسسا تسسسابق‬
‫المسلمون لعتق أسراهم فكانت بركة على قومها أي بركة ‪.‬‬
‫وتزوج الرسسسول صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم صسسفية بنسست حيسسي بسسن أخطسسب‬
‫اليهودي بعد مقتل زوجها وكان أقاربها من أعداء رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم وأعداء السلم ولكنها اختارت السلم فتزوجهسسا الرسسسول صسسلى اللسسه‬
‫عليه وسلم رحمة بها ‪.‬‬
‫ومن أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم أم حبيبة بنت أبي سفيان قائد‬
‫معسكر الكفر قبل إسلمه ‪ ،‬وقسسد تزوجهسسا وهسسي فسسي الحبشسسة بعسسد أن ارتسسد‬
‫زوجها عن السلم ‪ ،‬وحرصا ً من النسسبي صسسلى اللسسه عليسسه وسسسلم أن ل تضسسيع‬
‫هذه المرأة المسسسلمة فسسي أرض الغربسسة وكسسل النجاشسسي أن يعقسسد لسسه عليهسسا‬
‫فكانت بذلك محل إكرام من المسلمين ومن النجاشي ‪.‬‬
‫فماذا في هذه التعدد ؟ إن من أجمل ما قرأت قول الشسسيخ محمسسد علسسي‬
‫الصابوين في رد الشبهات حول مسألة تعدد الزوجات حيث يقول ‪:‬‬
‫" مال الذي يفعله الرجل الشهوان الغارق في لذات الجسد إذا بلسسغ فسسي‬
‫المكانة والسلطان ما بلغه محمد بين قومه ؟ لم يكن عسيرا ً عليه أن يجمسسع‬
‫إليه بنات العرب وأفتن جواري الفرس والروم على تخوم الجزيرة العربية ‪،‬‬
‫ولم يكن عسيرا ً عليه أن يوفر لنفسه ولهله مسسن الطعسسام والكسسساء والزينسسة‬
‫مالم يتوفر لسيد من سادات الجزيرة في زمانه ‪ ،‬فهل فعل محمد ذلك بعسسد‬
‫نجاحه؟ هل فعل محمد ذلك في مطلع حياته ؟ كل لم يفعله قط ‪ ،‬بسسل فعسسل‬
‫نقيضه وكاد أن يفقد زوجاته لشكايتهن من شظف العيش في داره" )‪.(38‬‬
‫فهل في مثل هذا التعدد مسسا يشسسين ؟ كل واللسسه بسسل إنسه لفخسسر وأي فخسسر‬
‫للسلم والمسلمين ‪.‬‬
‫‪ (7‬السباب الداعية إلى الزواج مثنى وثلث ورباع ‪:‬‬
‫وإتماما ً للحديث عن هذه القضية نورد فيما يأتي السباب الداعية للسسزواج‬
‫بأكثر من زوجة كما أوردها بعض من سبق إلى درساة هذا الموضوع ‪ ،‬هناك‬
‫أسباب عامة وأخرى خاصة ‪ ،‬ولنبدأ بالسباب العامة ‪.‬‬
‫أول ً ‪ :‬زيادة عدد العوانس والمطلقات )‪:(39‬‬
‫يسسزداد عسسدد العسسوانس فسسي أي مجتمسسع يعسسزف الشسسباب فيسسه عسسن السسزواج‬
‫لسباب عديدة قد يكسسون منهسسا تسسوفر الفسسرص لللتقسساء بالنسسساء خسسارج إطسسار‬
‫الزواج ومسؤولياته ‪ ،‬أو قد تكون مسؤوليات الزواج وتكسساليفه ممسسا تنسسوء بسسه‬
‫ظهور الشباب عندما ليجد المسكن المناسب ‪ ،‬وإن وجده لي جد مسسا يسسدفع‬
‫مهرا ً ‪ ،‬إلى غير ذلك من تكاليف تجعله يعزف عن السزواج ‪ .‬وقسد يسزداد عسدد‬
‫العسسوانس لسسسباب اجتماعيسسة كسسأن ل يقبسسل الب زوجسا ً لبنتسسه إل مسسن طبقسسة‬
‫اجتماعية أو انتماء قبلي معين ‪.‬‬
‫أمسسا زيسسادة الرامسسل والمطلقسسات فيمكسسن أن تحسسدث لسسسباب منهسسا ‪ :‬أن‬
‫مؤسسة الزواج أو السرة لم تعد لها احترامها ومكانتها فيكسسثر الطلق ‪ ،‬أمسسا‬
‫الترمل فهو نتيجة الحداث والحوادث من حسسروب وغيرهسسا ‪ ،‬ويتعجسسب المسسرء‬
‫حين يقرأ في تاريخنا السلمي أن امرأة مات زوجها فتزوجها آخر بسسسرعة ‪،‬‬
‫أ إن طلقها أحدهم تزوجها الخر ‪ .‬هل كانت النساء قلة أو أن المرأة كسسانت‬

‫‪ ()38‬محمد علي الصابوني‪ ،‬شبهات وأباطيل حول تعدد زوجات الرسول‬


‫صلى الله عليه وسلم ‪ 1400 ،‬س ‪1980‬م ص‬
‫‪ ()39‬عطار‪ ،‬تعدد الزوجات ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪. 37‬‬
‫شخصيتها في ذلسسك الزمسسن أكسسثر جاذبيسسة وأوقسسى ممسسا وصسسلنا إليسسه فسسي هسسذا‬
‫الزمن ‪ .‬ل شك أن في هذا المر بعض الصحة ‪ .‬ومن أسسسباب الترمسسل أيض سا ً‬
‫أن النساء يعشن في المتوسط أكثر من الرجل لما يتعسرض لسه الرجسل مسن‬
‫مخاطر في حياته ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬نقص عدد الرجال نقصا ً كبيرا ً نتيجة الحروب ‪:‬‬
‫من المثلة الحديثة على هذا المر ما وقع في أوروبا من حربين عالميتين‬
‫قضت علسسى الملييسسن مسسن الرجسسال ممسسا دعسسا بعسسض المفكريسسن الغربييسسن أن‬
‫ينصحوا بإقرار تعدد الزوجات ‪ ،‬ولكسن أوروبسسا أصسمت سسمعها عسن النصسسيحة‬
‫مضحية بالقيم والخلق ‪.‬‬
‫ددددددد دددددد دددددد ‪: ..‬‬
‫)‪(40‬‬

‫‪ (1‬العقم ‪:‬‬
‫من أبرز أهسداف السسزواج الذريسة ‪ ،‬فلسسو ثبست أن المسرأة ل تجنسسب وعساش‬
‫الرجل معها أعواما ً أينكر العشرة والمودة بينهما فيطلقها ويسستزوج أخسسرى أم‬
‫يبقيهسسا معسسززة مكرمسسة ؟ إن الطفسسال السسذين قسسد تنجبهسسم المسسرأة الخسسرى‬
‫سيصبحون كسسأنهم أطفالهسسا لصسسلتها بوالسسدهم ‪ ،‬والواقسسع يصسسدق ذلسسك كسسثيرا ً ‪،‬‬
‫كذلك سيكون بيت المرأة التي ليسسس عنسسدها أطفسسال مكانسسا لراحتسسه وهسسدوئه‬
‫فتكسبه مرتيسسن ‪ .‬أمسسا إذا كسسان الرجسسل عقيمسا ً فمسسن حسسق المسسرأة أن تطلسسب‬
‫الطلق ‪.‬‬
‫‪ (2‬العجز عن القيام بالواجبات الزوجية لمرض أو سواه‬
‫وهذا إكرام آخر للمرأة فإن قعد بها المسسرض عسسن أداء واجباتهسسا الزوجيسسة‬
‫فمن الوفاء لها إبقاؤها على ذمة الزوج والزواج بامرأة أخرى ‪.‬‬
‫‪ (3‬رغبة الرجل في القتران بامرأة أحبها‬
‫ثمة مناسبات تجعل الرجل يتعرف إلسسى امسسرأة مسسا وبخاصسسة المجتمعسسات‬
‫التي فيها قدر من الختلط أو سمع بمزاياها وقد ل تكون لزوجته مثسسل هسسذه‬
‫المزايا فيرغب فسسي السسزواج منهسسا ‪ .‬فحرصسا ً علسسى عفسسافه والسستزامه الطريسسق‬
‫السليم يتقدم للخرى ‪ .‬فهل يكسسون مسسن النصسساف للولسسى أن يطلقهسسا أو أن‬
‫يحاول الوصول إلى المرأة الخرى خارج نطاق الزواج ‪.‬‬
‫‪ (4‬كره الرجل لزوجته‬
‫)القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء( )‪ ،(41‬فمن كان‬
‫حبيب اليوم لقد تغير نحوه غدا ً وقد تشتد الكراهية وتكثر الخصسسومات فبسسدل ً‬
‫من التفريق بين الزوجيسسن ‪ ،‬وبخاصسسة إذا كسسان عنسسدهما أطفسسال فل بسسأس أن‬
‫يتزوج بأخرى ‪ ،‬المر الذي قد يسسؤدي إلسسى هسسدوء العسسش الزوجسسي بسسل وربمسسا‬
‫عودة الحب من جديد ‪ ،‬وكم من رجل كره زوجته وتسسزوج بسسأخرى فعسساد إلسسى‬
‫الولى أشد حبا ً وتقديرا ً فتكون قد كسسسبت مرتيسسن ‪ ،‬انتهسساء الكراهيسسة بينهمسسا‬
‫وازدياد حبه لها من جهة أخرى ‪.‬‬

‫‪ ()40‬أخذنا هذه السباب من كتاب مصطفى السباعي ‪" ،‬المرأة بين القه‬
‫والقانون" ‪ ،‬وكتاب عبدالناصر عطار "تعدد الزوجات" وغيرهما‪.‬‬
‫‪ ()41‬الترمذي ‪ ،‬كتاب القدر )‪. (33/2140‬‬
‫‪ (5‬كثرة أسفار الزوج وإقامته في بلد آخر قسسد تطسسول فهسسل يتخسسذ زوجسسة‬
‫يعيش معها بطريقة مشروعة أو يترك الرجسسل ليقسسع فسسي الخطسسأ ؟ إن بعسسض‬
‫الرجال ينتقل عمله من بلد إلى آخر فتأبى زوجته النتقال معه وهسسو ل يريسسد‬
‫مفارقتها فهل يتركها وأطفالها بالطلق أو تبقسسى علسسى ذمتسسه يزورهسسا ويسسؤدي‬
‫واجبه نحوها‪.‬‬
‫‪ (6‬الدافع الجنسي‬
‫سبق أن أوردنا الية ‪‬زين للناس حب الشهوات‪ (42) ‬وبعض الرجسسال‬
‫أصحاب طاقة تفوق المعدل بل إن طاقة الرجل حتى في الحسسوال العاديسسة‬
‫تستطيع أن توفي بحق أكثر مسسن زوجسسة والسسدليل علسسى ذلسسك أن المجتمعسسات‬
‫الغربية )أو الشرقية( المنفتحة جدا ً قليل ً ما تجد رجل ً يكتفي بزوجته الوحيدة‬
‫‪ ،‬ويمكن أن نضيف أن العلقة بين الرجل والمرأة ليست دائما ً علسسى نمسسوذج‬
‫قيس وليلى أو روميو وجوليت أي رومانس )غرام( لمرأة واحدة ‪.‬‬
‫‪ (7‬نظرة المرأة إلى الرجل‬
‫قد يكون الرجل من أهل الصلح والسسورع أو صسساحب شخصسسية جذابسسة وذا‬
‫مكانة اجتماعية مرموقة فترى كثير من النساء أنسسه ممسسا يشسسرفهن الرتبسساط‬
‫بمثل هذا الرجل والمثل العلى للمسلمين هو رسول اللسسه صسلى اللسسه عليسسه‬
‫وسلم الذي وهبت بعض النساء أنفسهن له وقد كان معروفا ً عن الحسن بن‬
‫علي رضي الله عنهما أنه خير من تزوج وخير من طلق ‪.‬‬
‫‪ (8‬زوجة واحدة أم تعدد ؟‬
‫يقول مصطفى السباعي س رحمه الله تعالى س ‪) :‬فما مسن شسك أن وحسدة‬
‫الزوجسسة أولسسى وأقسسرب للفطسسرة وأحسسق للسسسرة وأدعسسى لتماسسسكها وتحسساب‬
‫أفرادها ‪ ،‬ومن أجل ذلك كان هسسذا النظسسام الطسسبيعي السسذي ل يفكسسر النسسسان‬
‫المتزوج العاقل في العدول عنه إل عند الضسسرورات وهسسي السستي تسسسبغ عليسسه‬
‫وصف الحسن وتضفي عليه الحسنات( )‪.(43‬‬
‫ويقول محمد قطب ‪" :‬أما تعدد الزوجات فتشسسريع للطسسوارئ وليسسس هسسو‬
‫الصل في السلم" )‪.(44‬‬
‫والحقيقة أ‪ ،‬تشريع التعدد يستجيب للفطرة ويحقق العفة للرجل والمرأة‬
‫على السواء ‪ ،‬لذا بدأ القرآن بالتعدد وجعل الفراد هو الستثناء ‪‬فسسانكحوا‬
‫ما طاب لكم من النساء مثنى وثلث ورباع فإن خفتم أل تعدلوا فواحسسدة‪‬‬
‫)‪ ،(45‬والقول بأن الخوف من عسسدم العسسدل متحقسسق دائم سا ً يتعسسارض مسسع شسسرع‬
‫التعدد مما ليتصور فيه أن الشارع الحكيم قصد إليسسه ومسسن ثسسم فسسالولى هسسو‬
‫القول بأن الخوف من عدم العدل هو السسستثناء وهسسو مسسا نتسسبينه مسسن صسسياغة‬
‫الية الكريمة ‪ ،‬أما الحتجاج بالية الخرى ‪‬ولن تستطيعوا أن تعسسدلوا بيسسن‬
‫سورة آل عمران آية )‪. (14‬‬ ‫‪()42‬‬
‫مصطفى السباعي ‪ ،‬المرأة بين الفقه والقانون ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪. 80‬‬ ‫‪()43‬‬
‫محمد قطب ‪ ،‬شبهات حول السلم ص ‪. 135‬‬ ‫‪()44‬‬
‫سورة النساء ‪ ،‬آية )‪.(3‬‬ ‫‪()45‬‬
‫النساء ولو حرصتم‪ ،(46) ‬فمردود بأن العدل المقصود هنا هو العدل القلبي‬
‫وهو غير مطلوب في القسمة بين النساء لنه غير مقدور عليه ‪ ،‬أمسسا العسسدل‬
‫المقصود فهو العدل الظاهر في القسمة بيسن النسساء وهسو عسدل ممكسن إذا‬
‫تمسك الرجال بمبادئ السلم وأخلقه )‪.(47‬‬
‫الضوابط ‪:‬‬
‫ونأتي هنا للضوابط التي وضعها السلم للزواج مثنى وثلث ورباع ولعسسل‬
‫أبرز هذه الضوابط أن ليتجاوز عدد النسسساء أربعسسة والعسسدل بينهسسن ‪ ،‬ويضسسيف‬
‫بعسض الكتساب مسسألة القسدرة علسى النفساق ‪ ،‬ولكسن الحقيقسة أنسه ل يمكسن‬
‫للنسان أن يضمن ذلك ولو كان عنده زوجة واحدة فقط ‪ ،‬وفسسي الغسسالب أن‬
‫الرجل ل يقدم على الزواج إل وهو يأنس من نفسسسه القسسدرة علسسى النفسساق ‪،‬‬
‫أما اشتراط امتلك الرجل للمال الوفير للزوج فلم يجعله السسسلم شسسرطا ً ‪،‬‬
‫وإل كيف تفسر تزويج الرسول صلى الله عليه وسلم لرجسسل بسسأن قسسال لسسه ‪:‬‬
‫)التمس ولو خاتما ً من حديد( )‪ ،(48‬وزوج الرجل نفسه بما معسسه مسسن القسسرآن‬
‫الكريم أن يحفظ تلك السور زوجته )‪ ،(49‬والزوجة الولسسى أو غيرهسسا هسسي مسسن‬
‫عباد الله الذين تكفل الله لهم برزقهم كما جاء فسي اليسة الكريمسة ‪‬وفسسي‬
‫السماء رزقكم وما توعدون‪ (50) ‬وورد في الحديث الشسريف أيضسا ً أن كسل‬
‫نفس يكتب رزقها وأجلها قبل أن تولد ‪.‬‬
‫أما ضابط العدد فقد وردت الحاديث الشريفة أو السنة الفعلية للرسسسول‬
‫صلى الله عليه وسلم كما يأتي ‪:‬‬
‫‪ (1‬روى البخاري أن غيلن بن سلمة الثقفي أسلم وتحته عشرة نسسسوة ‪،‬‬
‫فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ‪) :‬اختر منهن أربعًا( )‪.(51‬‬
‫ومسألة العدل مسسسألة جوهريسسة فسسي تربيسسة المسسسلم وقسسد جسساءت اليسسات‬
‫القرآنية الكثيرة التي تأمر بالعدل ‪‬إن الله يأمر بالعسسدل والحسسسان وإيتسساء‬
‫ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكسسم تسسذكرون‪‬‬
‫)‪ ،(52‬ومن أروع اليسات الستي تسأمر بالعسدل وإن كسان معناهسا جساء حسول السبيع‬
‫‪‬ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا علسسى النسساس يسسستوفون وإذا كسسالوهم أو‬

‫‪ ()46‬سورة النساء ‪ ،‬آية )‪.(128‬‬


‫‪ ()47‬اشترك فضيلة الدكتور المستشار علي جريشة في صياغة هذه الفكار‬
‫في لقاء شخصي في المدينة المنورة ‪.‬‬
‫‪ ()48‬صحيح مسلم ‪ ،‬كتاب النكاح ‪ ،‬باب التزويج على تعليم القرآن المختصر‬
‫حديث ‪) 82‬م ‪. (4/143‬‬
‫‪ ()49‬الحديث نفسه ‪.‬‬
‫‪ ()50‬سورة الذاريات ‪ ،‬آية )‪.(22‬‬
‫‪ ()51‬الترمذي ‪ ،‬كتاب النكاح )‪.(9/1128‬‬
‫‪ ()52‬سورة النحل ‪ ،‬آية )‪.(90‬‬
‫وزنوهم يخسرون‪ ،(53) ‬وجاءت التوجيهات النبوية الكريمة تأمر بالعدل كما‬
‫في حديث الرسول صلى الله عليه وسسسلم ‪) :‬إذا كسسان عنسسد الرجسسل امرأتسسان‬
‫فلم يعدل بينهمسسا جسساء يسسوم القيامسسة وشسسقه سسساقط( )‪ ،(54‬ومسسن صسسور العسسدل‬
‫"المساواة بين الزوجات في المعاملسسة" وذلسسك فسسي نفقتهسسا الخاصسسة بمأكلهسسا‬
‫وملبسها بحيث ل تزيد واحدة عن أخرى ‪ ،‬وكذلك العدل في المسسسكن حيسسث‬
‫يكون لكل زوجة مسكن مستقل ‪ ،‬ومنذ لك أيضا ً المساواة في المبيت ‪ ،‬أما‬
‫الجانب الذي يصعب العدل فيه فيكفينا حديث رسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه‬
‫وسلم الذي روته عائشسسة وهسسو قسسوله صسلى اللسه عليسسه وسسسلم ‪) :‬اللهسسم هسسذا‬
‫قسمي فيما أملك فل تلمني فيما تملك ول أملك( )‪.(55‬‬
‫وكان قدوتنا صلى الله عليه وسلم يضرب المثل في العدل حتى لما كان‬
‫في مرضه الذي مات فيه كان يسأل أين أنا غدا ً ؟ يريد يوم عائشة فأذن لسسه‬
‫أزواجه أن يكون حيث يشاء فكان في بيت عائشة حتى مات عندها )‪.(56‬‬
‫ومن عدله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أراد سفرا ً أقرع بين نسسسائه‬
‫)‪ (57‬وكيف ل يكون المسلم عادل ً ؟ وإن لم يكون المسلم عادل ً فمن يكسسون ؟‬
‫وفي هذا يقول مصطفى السباعي )رحمه اللسسه تعسسالى(‪) :‬وكسسان مسسن إصسسلح‬
‫السلم في هذا المر أن ربى ضمير الزوج على خوف الله ومراقبته ورغبته‬
‫)‪(58‬‬
‫إن نفذ أوامره وخشيته من عذابه إن خالفها(‬
‫وثمة قيد آخر هو تحريم الجمع بين الختين أو بين المرأة وعمتها أو ابنتها‬
‫والعلة واضحة في ذلك وهي الحفاظ على المجتمسسع السسسلمي مسسن التمسسزق‬
‫بسبب الغيرة التي يمكن أن تحدث بين الضرائر‪.‬‬

‫سورة المطففين ‪ ،‬اليات )‪ 1‬س ‪.(3‬‬ ‫‪()53‬‬


‫الترمذي ‪ ،‬كتاب النكاح حديث رقم )‪.(1141‬‬ ‫‪()54‬‬
‫الترمذي ‪ ،‬كتاب النكاح )‪.(9/1140‬‬ ‫‪()55‬‬
‫البخاري ‪. 6/155‬‬ ‫‪()56‬‬
‫البخاري ‪.6/154‬‬ ‫‪()57‬‬
‫مصطفى السباعي‪ :‬المرأة بين الفقه والقانون‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.102‬‬ ‫‪()58‬‬
‫الخاتمة‬
‫الزواج بأكثر من زوجة واحسسدة حسستى أربسسع رخصسسة أو أمسسر أبسساحه السسسلم‬
‫للرجل الذي تربى عقديا ً وأخلقيا ً على مسسائدة القسسرآن ‪ ،‬يعيسسش بضسسمير حسسي‬
‫يراقب الله عز وجل فيما يفعل أو يسسترك ‪ .‬هسسذا المسسسلم يعتقسسد أن "النسسساء‬
‫شقائق الرجال" وأنهن كيان مستقل يتحملن التكليف ويسسترقين فسسي درجسسات‬
‫التقوى حتى كانت منهن مثليسسن للسسذين آمنسسوا كمسسا جسساء عسسن امسسرأة فرعسسون‬
‫ومريم عليها السلم والمرأة المسلمة تعتقد بقوامة الرجل عليها لنه مكلف‬
‫بالنفاق عليها زوجا ً أو أما ً أو أختا ً ‪ ،‬ومسسن تكسساليف الرجسسل أن أوصسسي بسسإكرام‬
‫المرأة أما ً و زوجة )أمك ثم أمك ثم أمك تسسم أبسسوك(و)خيركسسم خيركسسم لهلسسه‬
‫وأنا خيركم لهلي(وبنتا ً وأختا ً )من كان عنده أختان أو ابنتان …‪(..‬‬
‫من هذه المنطلقات تبنى السرة المسلمة ‪ :‬اختيسسار للمسسرأة ذات السسدين‪،‬‬
‫وللرجل المرضى في دينه وخلقه وبعد ذلك حدد الشرع الكريسسم حقسسوق كسسل‬
‫طرف‪.‬‬
‫وتناول البحسسث بإيجسساز تعسسدد الزوجسسات تجنبنسسا فيسسه الخسسوض فسسي القضسسايا‬
‫الفقهية التي لها أهلها ولكنت أوضسسحنا أن المجتمسسع المسسسلم حيسسن لسسم تكسسن‬
‫قضية الزواج بأكثر من واحدة سوى مسألة فرعية كان مشتغل ً بالدعوة إلسسى‬
‫الله وكان همه إنقاذ البشسرية ممسا وصسلت إليسه مسن انحسراف وفسساد وزيسغ‬
‫وضلل‪ ،‬كانت قضية المسلمين الولى أن يحكم شسسرع اللسه وهنسسا سسساد أبنسساء‬
‫الرجال الذين تزوجوا بأكثر من واحدة ‪ ،‬وساروا على نهج آبائهم ‪.‬‬
‫ويهدف هذا الكتاب إلسى وضسسع مسسألة التعسسدد فسسي وضسسعها الصسسحيح بسأن‬
‫نخرج من دائرة النفوذ التغريبي الذي يسسستهجن السسزواج بسسأكثر مسسن واحسسدة ‪،‬‬
‫وليؤكد على أ‪ ،‬القضية الكبر هي طهارة المجتمع المسسسلم أول ً ثسسم المجتمسسع‬
‫النسسساني ثانيسسا ً مسسن العقسسائد الفاسسسدة والخلق المنحرفسسة وأن مسسسؤولية‬
‫المسلمين فسسي هسسذا الزمسسن أكسسبر وأشسسد إلحاحسا ً لتقسسدم وسسسائل المواصسسلت‬
‫والتصالت فلم يعد ما يحدث في أي بلد بعيد عنا مهما كانت المسافات ‪.‬‬
‫وقد أوضح هذا البحث كيف عانى الغرب ويعاني من منع التعدد ومن غير‬
‫ذلسسك مسن مثسسل التحلسسل مسن المثسسل والقيسسم ‪ ،‬وتجسسدر الشسسارة إلسسى أ‪ ،‬هسسؤلء‬
‫سرعان مسسا ينتقسسدون التعسسدد فسسي السسسلم رغسسم ماتعسسج بسسه مجتمعسساتهم مسسن‬
‫مشكلت ونحن في هذا نلتزم بالمنهج القرآني في دعوة الكفار حيث يوضسسح‬
‫القرآن الكريم عيوب مجتمعاتهم وعيوب نظمهم بسسدل ً مسسن الوقسسوف موقسسف‬
‫الدفاع ‪.‬‬
‫والحقيقة أن تكون المرأة زوجة ثانية أو ثالثة أو رابعة خير بألف مرة من‬
‫أن تكون زوجة وحيدة عند أوروبي أو غيره بنى بها نتيجة قصة غرام فما هسسو‬
‫إل عنصر لوقت وتنطفئ شعلة الحب ثسسم ل تجسسد منسسه المعسسروف والحسسسان‬
‫وأنى له ذلك وهو ل يرجو الله ول اليوم الخر ‪ .‬نرجوا الله أن يبصرنا بطريق‬
‫الحق وأن يردنا إلى السلم ردا ً جميل ً ‪ ،‬ونسأله سبحانه أن يغفسسر زلتنسسا إنسسه‬
‫سميع مجيب ‪.‬‬
‫والحمدلله رب العالمين ‪.‬‬
‫المـراجـع‬
‫‪ (1‬القرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪ (2‬السنة المطهرة ‪.‬‬
‫‪ (3‬ابن كثير ‪ ،‬السيرة النبوية ‪.‬‬
‫‪ (4‬أمين ‪ ،‬قاسم ‪ ،‬تحرير المرأة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬موفم للنشر ‪. 1988‬‬
‫‪ (5‬البار ‪ ،‬محمسسد علسسي ‪ ،‬عمسسل المسسرأة فسسي الميسسزان ‪ ،‬جسسدة ‪ ،‬السسدار‬
‫السعودية للنشر س ‪.1401/1981‬‬
‫‪ (6‬جاويش ‪ ،‬عبدالعزيز ‪ ،‬السلم دين الفطرة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬دار الكتب‬
‫الجزائرية ‪1988‬م‪.‬‬
‫‪ (7‬الجبري ‪ ،‬عبدالمتعال محمد‪ ،‬المرأة في التصــور الســلم ‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬مكتبة وهبي‪ ،‬ط ‪1396/1976 ،2‬‬
‫‪ (8‬الخولي ‪ ،‬البهي ‪ ،‬السلم والمرأة المعاصرة‪ ،‬الكويت‪ ،‬الدار‬
‫القلم‪ ،‬ط ‪) ،3‬بدون تاريخ( ‪.‬‬
‫‪ (9‬الدراسات الجتماعية عن المرأة فــي العــالم العربــي ‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬المؤسسسسة العربيسسة للدراسسسات والنشسسر ‪ ،‬ط ‪،1‬س ‪1984‬م )تسسأليف‬
‫مجموعة من المؤلفين باللغة النجليزية ونشرته اليونسكوومولت ترجمته‬
‫أيضًا(‪.‬‬
‫‪ (10‬الذهبي‪ ،‬محمد بن أحمد بن عثمسسان‪ ،‬السيرة النبويــة‪ ،‬تحقيسسق‬
‫حسام الدين القدسي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪./1401/1981‬‬
‫‪ (11‬ريسسان‪ ،‬أحمسسد علسسي طسسه‪ ،‬تعــدد الزوجــات ومعيــار تحقيــق‬
‫العدالة بينهن في الشريعة السلمية ‪ ،‬القسساهرة ‪ ،‬دار العتصسسام ‪،‬‬
‫)بدون تاريخ( ‪.‬‬
‫‪ (12‬مصطفى‪ ،‬السباعي ‪ ،‬المرأة بين الفقه والقانون‪ ،‬بيسسسروت‪،‬‬
‫المكب السلمي ومؤسسة الرسالة‪ ،‬ط ‪) ،3‬بدون تاريخ( ‪.‬‬
‫‪ (13‬شلبي‪ ،‬أحمد ‪ ،‬مقارنة الديان س اليهودية‪ ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة النهضسسة‬
‫المصرية‪ ،‬ط ‪.1988 ،8‬‬
‫‪ (14‬الشسسرفى‪ ،‬عبدالمجيسسد‪ ،‬الفكــر الســلمي فــي الــرد علــى‬
‫النصارى إلى نهاية القرن الرابسسع ‪ ،‬تسسونس‪ :‬السسدار التونسسسية للنشسسر‪،‬‬
‫والجزائر‪ :‬المؤسسة الوطنية للكتاب‪.1986 ،‬‬
‫‪ (15‬الصسسابوني‪ ،‬محمسسد علسسي‪ ،‬شــبهات وأباطيــل حــول‪ :‬تعــدد‬
‫زوجــات الرســول صــلى اللــه عليــه وســلم ‪) .‬بسسدون ناشسسر( ‪،‬‬
‫‪. 1400/1980‬‬
‫‪ (16‬صسسالح ‪ ،‬سسسعاد إبراهيسسم ‪ ،‬أضواء علــى نظــام الســرة فــي‬
‫السلم ‪ ،‬جدة‪ :‬تهامة )الكتاب الجامعي( ‪. 1403/1982‬‬
‫‪ (17‬صسسبري‪ ،‬مصسسطفى‪ ،‬قولي فـي المـرأة ومقـارنته بـأقوال‬
‫مقلدة الغرب‪ ،‬بيروت‪ :‬دار الرائد العربي‪ ،‬ط ‪.1402/1982 ،2‬‬
‫‪ (18‬عبدالوهاب‪ ،‬أحمد‪ ،‬تعدد نساء النبياء ومكانـة المـرأة فـي‬
‫اليهويـــدة والمســـيحية والســـلم ‪ ،‬القسسسساهرة‪ ،‬مكتبسسسسة وهبسسسسة‬
‫‪.1409/1989‬‬
‫‪ (19‬العسال‪ ،‬أحمد محمد ‪ ،‬السلم وبناء المجتمع‪ ،‬الكسسسويت‪ ،‬دار‬
‫القليم‪ ،‬ط ‪.1402/1982 ،5‬‬
‫‪ (20‬عسسسسيري‪ ،‬جسسسابر بسسسن علسسسي بسسسن عبسسسدالله‪ ،‬تعــدد الزوجــات‬
‫والحتساب فيه‪ ،‬بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير في قسم الدعوة‬
‫والحتسسساب بالمعهسسد العسسالي للسسدعوة السسسلمية بالمدينسسة المنسسورة ‪،‬‬
‫‪.1405/1406‬‬
‫‪ (21‬العطسسار‪ ،‬عبدالناصسسر توفيسسق‪ ،‬تعدد الزوجــات مــن النــواحي‬
‫الدينية والجتماعيـة والقانونيسسة ‪ ،‬بيسسروت‪ :‬مؤسسسسة الرسسسالة‪ ،‬ودار‬
‫الشروق ‪.1396/1976 ،‬‬
‫‪ (22‬العقسساد‪ ،‬عبسساس محمسسود‪ ،‬المــرأة فــي القــرآن‪ ،‬بيسسروت‪ :‬دار‬
‫الكتاب العربي ‪،‬ط ‪.1969 ،3‬‬
‫‪ (23‬غاوجي‪ ،‬وهبي سليمان‪ ،‬المرأة المســلمة‪ ،‬بيسسروت‪ :‬دار القلسسم‬
‫ومؤسسة الرسالة‪ ،‬ط ‪.1402/1982 ،5‬‬
‫‪ (24‬فائز‪ ،‬أحمد ‪ ،‬دستور الســرة فــي ظلل القــرآن‪ ،‬بيسسروت‪:‬‬
‫مؤسسة الرسالة ‪.1400/1980‬‬
‫‪ (25‬قطسسب‪ ،‬سسسيد‪ ،‬فــي ظلل القــرآن ‪ ،‬بيسسروت‪ :‬دار الشسسروق‪،‬‬
‫‪.1393/1973‬‬
‫‪ (26‬قطب‪ ،‬محمد‪ ،‬شبهات حول السلم‪ ،‬بيسسروت‪ :‬دار الشسسروق‪،‬‬
‫ط ‪.1403/1983 ،16‬‬
‫‪ (27‬لطيف‪ ،‬شكري‪ ،‬السلميون والمرأة‪ ،‬تونس‪ ،‬بيرم للنشر ‪،‬ط‬
‫‪. 1988 ،2‬‬
‫‪ (28‬المسسسسودودي‪ ،‬أبسسسسوالعلى‪ ،‬الحجـــاب‪ ،‬بيسسسسروت‪ :‬دار الرسسسسسالة‪،‬‬
‫‪.1401/1981‬‬

You might also like