Professional Documents
Culture Documents
توطئة:
من المور المتعارف عليها في مختلف بقاع العالم المتقدم والنامي على حدٍ سواء،
أن أي عمل أو نشاط بحثي ل يعتبر كامل ً ما لم يتم نشر نتائجه وإيصالها إلى فئات
المستفيدين من تلك النتائج وذلك في الوقت المناسب والمكان المناسب وعبر الوسيلة أو
القناة التصالية المناسبة.
ينطبق ذلك ،ربما بصورة أكثر أهمية ،على الدول النامية ومنها بلدنا باعتبار أن
معظم ما يتم تنفيذه من البرامج والنشطة البحثية ل تندرج ضمن البحوث النظرية أو
الساسية ،ول تتم لمجرد إشباع رغبة الفضول العلمي أو تحقيق التراكم المعرفي بحد
ذاته .بل أن تنفيذها يجري في الغالب العم لسباب عملية تطبيقية ،وبهدف إيجاد حلول
للمشكلت التي تواجه العمل والنتاج ،وتعترض مسارات جهود التنمية بكافة أبعادها
وجوانبها القتصادية الجتماعية.
ومع ذلك ،ورغم تنفيذ الكثير من البرامج والنشطة البحثية والدراسات الحقلية
والمسوحات الميدانية في بلدنا على مدى العقود القليلة الماضية ،من قبل مؤسسات
عديدة في قطاعات مختلفة ،فقد لوحظ أنه ل يتحقق وصول معظم نتائج البحوث إلى
سلسلة طويلة من فئات المستفيدين لسباب عديدة .ومن بين أهم تلك السباب على
سبيل المثال ل الحصر :مشكلة غياب آلية فاعلة لتدفق المعلومات داخل وخارج الجهزة
البحثية والكاديمية ،وكذا مشكلة الفتقار لمقومات ولركائز ومتطلبات التصال العلمي
العلمي والنشر التخصصي النوعي الكفء والفاعل كالطار المؤسسي أو الكوادر
المتخصصة في هذا المجال ،أو الموازنات ،أو التجهيزات والمعدات أو حتى فهم القيادات
العليا وتأمين التشجيع والدعم المعنوي.
فمثل هذه المشكلت وما شابهها ،تعيق عملية انتشار نتائج البحوث العلمية
ووصولها حتى إلى باحثين ومتخصصين وأكاديميين وسواهم من فئات المجتمع الخرى
داخل البلد ناهيك عن خارجه .وحينما تحدث هذه العاقة أو العرقلة لتدفق وتداول النتائج
البحثية والمعلومات العلمية ،فذلك يعني ببساطة وإيجاز غياب الوعي وضعف المعرفة بها،
وكنتيجة بالتالي ،تعذر إمكانية تطبيقها والستفادة منها ،إضافة إلى غير ذلك من السلبيات
والعواقب غير المحمودة.