You are on page 1of 20

‫التفكير المثالي‬

‫الدكتور عامر حسن الشهري‬

‫‪1‬‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫)‪ (1‬مقدمة‬
‫مرت الدول العربية بعد الستعمار في الخمسين‬
‫عام الولى الماضية من القرن العشرين بحركة‬
‫ابداعية وحرية في الفكر الدبي والعلمي وكان‬
‫هناك حرية علمية جيدة وصحوة علمية لدى‬
‫العالم والنساء خاصة في ذلك الوقت ولكن‬
‫ظهرت بعض الكتب السيئة والتي منعتها‬
‫الحكومات العربية أمثال كتاب نجيب‬
‫محفوظ"أولد حارتنا" ‪.‬‬
‫وسبب المنع أن هذا الكاتب وغيره تكلموا في‬
‫الدين بما ل يجوز لذلك منعت كتبهم وانتقدتهم‬
‫الهيئات السلمية والصحف والذاعات ‪ ،‬وكان‬
‫من الفضل لهم أن يوجهوا علمهم وأفكارهم‬
‫وإبداعهم الذي يريدون نشره إن أحسنا النية‬
‫فيهم الى ما يرفع فكر المة وأدبها وتربية‬
‫ناشئتها‪.‬‬

‫وكانت هذه الكتب الممنوعة تحارب دين المة‬


‫وتاريخها وأدبها ولذلك منعت‪ ،‬وهذا يدلنا على‬
‫فضل تعاون السلطات الدينية مع السلطات‬
‫السياسية في الحفاظ على الشعب ومعتقداته‬
‫والدين والخلق‪.‬‬

‫ومعلوم أن هذه الكتب بنيت على المبدأ الذي‬


‫يتبعه العلمانيون وهو فصل الدين عن السياسة‬
‫وفصل الدين عن الحياة حيث يقولون‪" :‬الدين‬
‫لله والوطن للجميع" وهذه كلمة حق أريد بها‬
‫باطل فالدين لله والوطن لله ثم لهله‬
‫المسلمين الذين أمروا باعمار الرض وجميع‬
‫المسلمين يعملون تحت هذه الراية العظيمة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫قال تعالى )انما يعمر مساجد الله من آمن بالله‬
‫واليوم الخر وأقام الصلة وءاتى الزكاة ولم‬
‫يخش ال الله فعسى أولئك أن يكونوا من‬
‫المهتدين( سورة التوبة آية ‪18‬‬
‫وقال تعالى )قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم‬
‫ويستخلفكم في الرض فينظر كيف‬
‫تعملون(سورة العراف آية ‪129‬‬
‫فالله سبحانه وتعالى انما خلف آدم عليه السلم‬
‫وذريته ليستخلفه في الرض فيطبق شرع الله‬
‫سبحانه كما يريده الله سبحانه‪.‬‬
‫في الحقيقة نحن نحتاج إلى أن نوسع فكرنا‬
‫عندما نقرأ في ديننا الحنيف فل نجعل الهواء‬
‫والشياطين تتحكم في أفكارنا بل نحن من يفكر‬
‫ومن يتبع منهج الله سبحانه لتحقيقه والحصول‬
‫على رضاه عنا‪.‬‬

‫)‪ (2‬تقويم الفكر‬


‫انه لفصل في الدين بين العقل والفكر والدين‬
‫لن الله سبحانه هو الذي أعطانا المكانيات‬
‫والفكر وشرع لنا الدين السلمي الحنيف لنتبعه‬
‫ل لنهرب منه وننفر الناس منه بإتباع الخلق‬
‫السيئة وقراءة الكتب الضالة أمثال كتاب نجيب‬
‫محفوظ السابق‪.‬‬

‫إذا أردنا أن ننهض بفكرنا العلمي الخيالي فلبد‬


‫أن ننهض من سباتنا العلمي فعملية التغيير‬
‫ليست سهلة وكذلك فالهزيمة مرة والركود ل‬
‫فائدة منه ‪.‬‬
‫كثيرا ما نصطدم بأسئلة تخالجنا في نفوسنا عن‬
‫الحياة حولنا وعن الضياع والمستقبل وعن‬
‫الفوت وعن التأخر عن العلم وعن النفس وعن‬
‫بناء عالم جديد يخلو من المتناقضات التي أثقلت‬
‫كاهل المة السلمية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫إن علج مثل هذه المور يكمن في أن نساءل‬
‫أنفسنا هل نحن‪:‬‬
‫‪ .1‬مؤمنون بقضاء الله عز وجل‪.‬‬
‫‪ .2‬مطبقون لدين الله وشرعه العظيم‬
‫ومجتنبين لحدوده‪.‬‬
‫‪ .3‬نراقب الله في أنفسنا وفي ذاتنا وفي‬
‫أهلينا وفي عملنا‪.‬‬
‫‪ .4‬نقرأ القرآن يوميا ونفكر في إخراج هذه‬
‫الجابات من التفاسير المتوفرة لنا‬
‫كتفسير القرآن العظيم لبن كثير رحمه‬
‫الله‪.‬‬
‫‪ .5‬لما لنطبق ما نقرأ من سنة رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم ونبحث عن زيادة‬
‫علمنا بهذا العلم الحصين ضد كل فكر‬
‫سيء‪.‬‬
‫‪ .6‬لماذا ل نتبع هدي الصحابة رضي الله‬
‫عنهم عندما نقرأ في قصصهم العظيمة‬
‫وكيف أنهم رضي الله عنهم كانوا قدوة‬
‫للناس وطبقوا الدين كما جاء‪.‬‬
‫‪ .7‬لماذا هذا النهزام أمام الحضارات‬
‫الوافدة ‪ ،‬لماذا نشغل أنفسنا بكتابات‬
‫ومجلت وصحف ل تنفعنا كثيرا ول تبني‬
‫فينا الطموح ‪.‬‬
‫‪ .8‬لما ل نبدأ عملية التشييد والبناء ل‬
‫نفسنا ول ننسى أن نجعل وقتا من حياتنا‬
‫غير أداء الصلوات المفروضة لداء النوافل‬
‫وقراءة حزب من القرآن ودراسة سيرة‬
‫رسولنا الله صلى الله عليه وسلم واقتناء‬
‫الكتب السلمية المفيدة وقرآنها‪.‬‬
‫‪ .9‬لماذا ل نستفيد من المواقع السلمية‬
‫في النترنت التي تعطينا مواضيع مفيدة‬

‫‪4‬‬
‫مثل موقع السلفيون في مصر ‪ ....‬وموقع‬
‫صيد الفوائد‪...‬‬
‫‪ .10‬لماذا لنحاول أن نغير نظرتنا للحياة إلى‬
‫نظرة من منظور عالي القيم فمثل نفسر‬
‫ما حصل من زلزال مدمر)سونامي( في‬
‫جزر اندونيسيا وسيريلنكا والهند عام‬
‫‪1425‬هـ ‪ ،‬لنأخذ العبرة من هذه الية‬
‫العظيمة فقد كان الصحابة رضي الله عنهم‬
‫كما روي عن ابن عباس رصي الله عنه‬
‫أنهم كانوا إذا أحسوا بزلزال أو رجفة‬
‫هرعوا إلى الصلة جماعات وأفرادا‬
‫أو)وحدانا( ‪ ،‬وروي عن عمر رضي الله عنه‬
‫أنه سمع زلزال بالمدينة المنورة فقام في‬
‫الصحابة خطيبا وقال لئن تكررت هذه‬
‫الرجفة أو الصيحة لخرجن من بين‬
‫أظهركم فما أصابتنا إل بمعصية‬
‫عملتموها ‪ ،‬فانظروا إخواني المسلمين‬
‫والمسلمات كيف أن هذا الصحابي الجليل‬
‫رضي الله عنه ثاني الخلفاء الراشدين يحذر‬
‫أمته من العصيان ويستغل هذه الفرصة‬
‫ليوجه انتباههم إلى عظمة الله عز وج ّ‬
‫ل‬
‫وكيف أنه سبحانه مسير الكوان يستطيع‬
‫ل في عله أن يعيد هذه الزلزل مرة‬ ‫ج ّّ‬
‫أخرى فاعتبروا يا أولي اللباب‪.‬‬
‫‪ .11‬لنعتبر كذلك بما يدور حولنا من أمور‬
‫في الساحة السياسية وكيف أن الله‬
‫سبحانه أزال دول بأكملها لما طغت‬
‫وتجبرت وبعدت عن دينها السلمي الحنيف‬
‫‪ ،‬وما بلء هذه المة إل من سفهائها‬
‫كالعلمانيين وغيرهم فمنهجهم يناقض‬
‫ل وإنهم ل يهمهم الدين‬ ‫شريعة الله عز وج ّ‬
‫بقدر ما يهمهم جمع المال من أي طريق‬
‫كان والله ل يهدي القوم الظالمين‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫إن العلمانيين يقوم أصل مذهبهم على أن‬
‫الدين لله أي ل علقة للدين في شئون‬
‫حياتهم والحياة عندهم مادة أي ل مانع من‬
‫جمعها من أي مكان كان سواء كان من حلل‬
‫أو من حرام أو من ربا أو من أكل لموال‬
‫الناس بالباطل فيقولون "الدين لله والحياة‬
‫هي جمع المادة"‬
‫وهؤلء ينطبق عليهم قول الله تعالى في‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م َ‬‫ن ك َِثيرا ً ّ‬ ‫مُنوا ْ إ ِ ّ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫المنافقين )يأي ّ َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫س‬‫ل الّنا ِ‬ ‫وا َ‬‫م َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ن ل َي َأك ُُلو َ‬ ‫هَبا ِ‬ ‫والّر ْ‬ ‫ر َ‬ ‫ال َ ْ‬
‫حَبا ِ‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫ل الل ّ ِ‬
‫ه َ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫عن َ‬ ‫ن َ‬ ‫دو َ‬ ‫ص ّ‬ ‫وي َ ُ‬‫ل َ‬ ‫ِبال َْباطِ ِ‬
‫في‬ ‫ها ِ‬ ‫قون َ َ‬‫ف ُ‬ ‫ول َ ُين ِ‬ ‫ة َ‬ ‫ض َ‬ ‫ف ّ‬ ‫وال ْ ِ‬‫ب َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الذّ َ‬ ‫ي َك ْن ُِزو َ‬
‫َ‬
‫م( سورة التوبة‬ ‫ب أِلي ٍ‬ ‫ذا ٍ‬ ‫ع َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫ه ْ‬
‫شْر ُ‬ ‫فب َ ّ‬ ‫ه َ‬‫ل الل ّ ِ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫َ‬
‫‪34‬‬

‫لماذا ل تضعين أو تضع لنفسك‬ ‫‪.12‬‬


‫جدول يوميا وتحاسبين فيه كم من الوقت‬
‫في هذا الجدول فيه‪:‬‬
‫‪ (1‬اخلص لله في العمل أو المدرسة أو‬
‫الشارع‪.‬‬
‫‪ (2‬إتباع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله‬
‫عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ (3‬عدم معصية الله وفعل ما يخالف شرع‬
‫الله‪.‬‬
‫‪ (4‬كم جزءا حفظت من كتاب الله‪.‬‬
‫‪ (5‬هل تصلين الوتر وصلة الضحى وقيام‬
‫الليل والسنن الرواتب‪.‬‬
‫‪ (6‬هل تحبين الله وتقدمين طاعته على‬
‫شهواتك‪.‬‬
‫‪ (7‬هل تطيعين والديك‪.‬‬
‫ثم انظري نسبة ما ذكر إلى الوقت الذي‬
‫تضيعينه فيما ل فائدة فيه كمشاهدة التلفاز‬
‫لوقات طويلة واستعمال التلفون لوقات‬

‫‪6‬‬
‫طويلة كذلك ولعب برامج الكمبيوتر في‬
‫المور التي ل تفيد صاحبها‪.‬‬
‫ثم اسألي نفسك هذا السؤال ‪:‬ألن يحاسبك‬
‫الله على هذا الوقت الكثير الضائع بالنسبة‬
‫للنقاط السبع المذكورة‪.‬‬
‫ثم بعد ذلك ضعي خطة للرفع من النقاط‬
‫السبع وتخفيض وقت الضياع وبعد أسبوعين‬
‫أعيدي الحساب وانظري ‪:‬‬
‫‪ (1‬كم نسبة الوقت الضائع‪.‬‬
‫‪ (2‬كم الفوائد التي جنيتيها مما ذكر‪.‬‬
‫وهكذا تستطيعين أن تحاسبين نفسك‬
‫وتسيرين في طريق البرار وتتجنبين طريق‬
‫عيم ٍ *‬ ‫في ن َ ِ‬ ‫ن ٱل َب َْراَر ل َ ِ‬ ‫الفجار قال تعالى )إ ِ ّ‬
‫ن‬
‫م ٱلدي ِ‬ ‫و َ‬‫ها ي َ ْ‬ ‫ون َ َ‬‫صل َ ْ‬ ‫حيم ٍ * ي َ ْ‬ ‫ج ِ‬‫في َ‬ ‫جاَر ل َ ِ‬ ‫ف ّ‬‫ن ٱل ْ ُ‬ ‫وإ ِ ّ‬‫َ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫و ُ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫مآ أدَْراك َ‬ ‫و َ‬‫ن* َ‬ ‫غآئ ِِبي َ‬
‫ها ب ِ َ‬ ‫عن ْ َ‬
‫م َ‬ ‫ه َ‬‫ما ُ‬ ‫و َ‬‫* َ‬
‫م لَ‬ ‫َ‬
‫مآ أدَْرا َ‬
‫و َ‬ ‫ن * يَ ْ‬ ‫م َٱلدي ِ‬ ‫و ُ‬‫ما ي َ ْ‬‫ك َ‬ ‫م َ‬ ‫ن * ثُ ّ‬ ‫ٱلدي ِ‬
‫ه(‬‫ذ ل ِل ّ ِ‬‫مئ ِ ٍ‬‫و َ‬ ‫مُر ي َ ْ‬ ‫وٱل ْ‬ ‫شْيئا ً َ‬ ‫س َ‬‫ف ٍ‬ ‫س ل ِن َ ْ‬ ‫ف ٌ‬ ‫ك نَ ْ‬‫مل ِ ُ‬ ‫تَ ْ‬
‫سورة النفطار ‪19‬‬
‫ماهي العوامل المؤثرة التي‬ ‫‪.13‬‬
‫تجعلنا نضيع أوقاتنا‪:‬‬
‫‪ (1‬قلة العلم بالدين والحديث والسنة ‪.‬‬
‫‪ (2‬قلة قراءة القرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪ (3‬عدم اتباع واتخاذ صحبة جيدة تعينك على‬
‫طاعة الله ‪.‬‬
‫‪ (4‬كثرة مشاغل الحياة مع عدم ترتيب‬
‫الوقت ‪.‬‬
‫‪ (5‬قلة المادة والفقر أحيانا ؟‬
‫‪ (6‬المعاناة من مشاكل الحياة كأن تكونين‬
‫أو أحد من أهلك يعاني مرضا معينا مما‬
‫يؤثر على حياتك النفسية ‪.‬‬
‫‪ (7‬المجتمع وتأثيره عليك ككل ‪.‬‬
‫لو نظرنا إلى هذه السباب وعالجناها‬
‫بالحكمة ووضعنا حل لكل منها لستطعنا بإذن‬

‫‪7‬‬
‫الله أن نحقق السعادة في رضا الله التي‬
‫هدفها الساسي رضا الله سبحانه عنا ومحبته‬
‫لنا ‪.‬‬

‫حاولي أن تجلسي مع نفسك وتضيفي لهذه‬


‫السباب أسبابا أخرى في حياتك ودونيها‬
‫وحاولي علجها ‪.‬‬
‫وسنتطرق في هذه السلسلة إلى حل هذه‬
‫النقاط ‪.‬‬

‫‪ .14‬إن محاولة التغيير من ضعف الهمة‬


‫إلى علوها هو أساس العلج لمشاكلنا‬
‫وفتورنا في المور الدينية وحب الله‬
‫عز وجل وهذا هو أكبر فرق بيننا وبين‬
‫الصحابة رضي الله عنهم بعد الفرق‬
‫الذي هو رؤيتهم لرسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم وتصديقه ونصرته ‪.‬‬
‫وتعرفين حديث رسول الله صلى الله عليه‬
‫وسلم الذي يقول فيه‪":‬ولم يروني"‬
‫إذا لنبدأ بتغيير ذواتنا قبل أن نخرج لتغيير‬
‫وضع مجتمعنا ‪.‬‬

‫أين اللفة واليثار والمحبة في الله والبغض في‬


‫الله وعيادة المريض والحسان إلى الجار في‬
‫حياتنا اليومية ‪.‬‬
‫أين الصبر و تحمل الذى من الناس في‬
‫سبيل الله ‪ ،‬أين البتسامة والعطف على‬
‫اليتيم والفقير‪.‬‬
‫انها فعل أمور عظيمة ذكرها الله سبحانه‬
‫ذا ٱل ْب َل َ ِ‬
‫د‬ ‫هـٰ َ‬‫م بِ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫وتعالى في سورة البلد‪) :‬ل َ أ ُ ْ‬
‫ول َدَ * ل َ َ‬ ‫* َ‬
‫د‬
‫ق ْ‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬ ‫د َ‬ ‫وال ِ ٍ‬ ‫و َ‬ ‫د* َ‬ ‫ذا ٱل ْب َل َ ِ‬‫هـٰ َ‬
‫ل بِ َ‬‫ح ّ‬‫ت ِ‬
‫وأن َ‬ ‫َ‬
‫دَر‬ ‫ّ‬
‫ب أن لن ي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫خل َ ْ‬
‫ق ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫د * أي َ ْ‬‫في كب َ ٍ‬ ‫ن ِ‬ ‫سا َ‬ ‫لن َ‬‫قَنا ٱ ِ‬ ‫َ‬

‫‪8‬‬
‫َ‬ ‫ل أَ ْ‬ ‫عل َي َ‬
‫ب‬
‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫مال ً ل َّبدا ً * أي َ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫هل َك ْ ُ‬ ‫قو ُ‬‫حد ٌ * ي َ ُ‬‫هأ َ‬ ‫َ ْ ِ‬
‫سانا ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ول ِ َ‬
‫ن* َ‬ ‫عي ْن َي ْ ِ‬ ‫عل ل ّ ُ‬
‫ه َ‬ ‫ج َ‬‫م نَ ْ‬ ‫حدٌ * أل َ ْ‬ ‫م ي ََرهُ أ َ‬ ‫أن ل ّ ْ‬
‫ن( سورة البلد‬ ‫دي ِ‬ ‫ج َ‬
‫هدَي َْناهُ ٱلن ّ ْ‬ ‫و َ‬ ‫ن* َ‬ ‫فت َي ْ ِ‬‫ش َ‬ ‫و َ‬‫َ‬
‫جعلنا الله وإياكم ممن تنطبق عليهم‬ ‫‪19‬‬
‫هذه الصفات‪.‬‬
‫العقبة هي عقبة أو جبل في جهنم وبّين في‬
‫اليه سبحانه كيف يكون تخطي هذه العقبة‬
‫بسلوك هذه الطريق التي فيها الخير والنجاة‬
‫فقال فك رقبة أي إعتاق عبد أو أمة لوجه‬
‫الله تعالى‪.‬‬
‫وفي الحديث»من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله‬
‫بكل إرب منها إربا ً منه من النار حتى إنه‬
‫ليعتق باليد اليد وبالرجل الرجل وبالفرج‬
‫الفرج«‪.‬‬
‫وفي الحديث الذي رواه أحمد أن رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم قال »من بنى مسجدا ً‬
‫ليذكر الله فيه بنى الله له بيتا ً في الجنة‪،‬‬
‫ومن أعتق نفسا ً مسلمة كانت فديته من‬
‫جهنم‪ ،‬ومن شاب شيبة في السلم كانت له‬
‫نورا ً يوم القيامة«‪.‬‬
‫وقوله تعالى )أو إطعام في يوم ذي مسغبة(‬
‫قال ابن عباس يوم ذي مجاعة والسغب هو‬
‫الجوع أي في يوم الطعام فيه عزيز ويشتهي‬
‫أن يأكله‪) ،‬يتيما( أي أطعم في مثل هذا اليوم‬
‫يتيما )ذا مقربة( أي ذا مقربة منه ‪ ،‬وفي‬
‫الحديث الذي رواه أحمد بسند صحيح عن‬
‫سليمان بن عامر قال سمعت رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم يقول‪» :‬الصدقة على‬
‫المسكين صدقة وعلى ذي الرحم اثنتان‪:‬‬
‫صدقة وصلة« وقد رواه الترمذي والنسائي‬
‫وهذا إسناد صحيح كما ذكر ابن كثير رحمه‬
‫الله‬

‫‪9‬‬
‫)أو مسكينا ذا متربة( أي فقيرا مدقعا لصقا‬
‫بالتراب أي المطروح بالتراب وقيل هو‬
‫الغريب عن وطنه وقيل هو الفقير المدين‬
‫المحتاج‪.‬‬
‫وقال ابن عباس ‪:‬هو ذو العيال وكلها قريبة‬
‫المعنى ‪.‬‬
‫)ثم كان من الذين آمنوا( أي مؤمن بقلبه‬
‫ل وكان من‬ ‫يحتسب ثواب ذلك عند الله عّز وج ّ‬
‫المؤمنين الذين تواصوا بالصبر أي‬
‫المتواضعين بالصبر على أذى الناس وعلى‬
‫الرحمة بهم كما جاء في الحديث عن عبدا لله‬
‫بن عمرو يرويه عن رسول ال صلى ال عليه وسلم‪» :‬من‬
‫لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس‬
‫منا«‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫)‪ (3‬قضايا وشجون‬
‫إن مثلنا في هذا الزمن الذي نعيشه بما فيه‬
‫من ضعف الهمة والنهيار الخلقي والتبرج‬
‫كمثل إنسان ينظر إلى عقد معلق في السماء‬
‫وقد انفرط هذا العقد ويريد أن يصلحه‬
‫فيسأل أسئلة كثيرة بعدد هذا العقد كيف أحل‬
‫مشاكلي وأرجع هذا العقد كما كان على عهد‬
‫الصحابة رضي الله عنهم من خلق واحترام‬
‫لبعضهم حتى أن ثلثة منهم جرحوا في إحدى‬
‫المعارك فجاء أحد الصحابة ليسقيهم فكلما‬
‫أراد أن يشرب أحدهم سمع أنين صاحبه‬
‫بجانبه فآثره على شرب الماء وقال أعط‬
‫فلنا فلما وصل إلى الثالث كان قد مات‬
‫الول والثاني ولحقهم الثالث ‪ ،‬فسبحان الله‬
‫العظيم ما أعظم هذه القصة التي تروي لنا‬
‫واقعا ل ينسى في التاريخ وهذه هي عظمة‬
‫اليمان بالله عز وجل وهؤلء هم الذين قال‬
‫ن‬
‫م َ‬ ‫الله تعالى فيهم في سورة الحزاب } ّ‬
‫عل َي ْ ِ‬
‫ه‬ ‫ه َ‬ ‫دوا ْ الل ّ َ‬‫ه ُ‬
‫عا َ‬‫ما َ‬ ‫قوا ْ َ‬ ‫صد َ ُ‬ ‫ل َ‬‫جا ٌ‬‫ر َ‬‫ن ِ‬
‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬‫ال ْ ُ‬
‫ما‬‫و َ‬‫من َينت َظُِر َ‬ ‫م ّ‬ ‫ه ْ‬‫من ْ ُ‬
‫و ِ‬‫ه َ‬ ‫حب َ ُ‬‫ضى ن َ ْ‬ ‫من َ‬
‫ق َ‬ ‫م ّ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬‫ف ِ‬‫َ‬
‫ل{ ‪23‬‬ ‫دي ً‬ ‫ب َدُّلوا ْ ت َب ْ ِ‬

‫إن القضايا التي نريد علجها كثيرة ولكن‬


‫المهم هو البدء في وضع الخطوات للمام‬
‫والسير إلى ركب الراكبين إلى الله عز وجل‬
‫والمحافظة على الصلة في أول وقتها مع‬
‫من ن ّك َ َ‬
‫ث‬ ‫الجماعة في المسجد ‪ ،‬قال تعالى } َ‬
‫ف َ‬
‫ه{ )الفتح‪(10 :‬‬
‫س ِ‬ ‫عل َ ٰى ن َ ْ‬
‫ف ِ‬ ‫ما َينك ُ ُ‬
‫ث َ‬ ‫َ‬
‫فإ ِن ّ َ‬
‫أكبر قضية لدينا هو الشيطان الرجيم لنه هو‬
‫العدو المبين كما ذكر عنه القرآن الكريم‬
‫حيث أخرج آدم وحواء من الجنة بأن زين لهم‬
‫أكل الشجرة التي نهيا عنها وحلف لهما أنهما‬
‫سيكونان من الخالدين ولما أخرجا من الجنة‬

‫‪11‬‬
‫بعد أن نجح في محاولته توعدهم بأن قال ‪:‬‬
‫في‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬‫ن لَ ُ‬
‫ُ‬
‫وي ْت َِني لَزين َ ّ‬ ‫غ َ‬ ‫مآ أ َ ْ‬ ‫ل َرب ب ِ َ‬ ‫قا َ‬ ‫} َ‬
‫م‬ ‫عَبادَ َ‬ ‫ن * إ ِل ّ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ول ْ‬ ‫َ‬
‫ه ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫عي َ‬ ‫م ِ‬ ‫ج َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫وي َن ّ ُ‬ ‫غ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ٱلْر ِ‬
‫م*‬ ‫قي ٌ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ُ‬ ‫عل َ ّ‬ ‫ط َ‬ ‫صَرا ٌ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن* َ‬ ‫صي َ‬ ‫خل َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ٱل ْ ُ‬
‫ن‬ ‫ن إ ِل ّ َ‬ ‫سل ْ َ‬ ‫ك َ َ‬ ‫س لَ َ‬ ‫عَباِدي ل َي ْ َ‬
‫م ِ‬ ‫طا ٌ‬ ‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫علي ْ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫إِ ّ‬
‫م‬‫ه ْ‬ ‫عد ُ ُ‬ ‫و ِ‬
‫م ْ‬ ‫م لَ َ‬ ‫هن ّ َ‬
‫ج َ‬ ‫ن َ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫ن* َ‬ ‫وي َ‬ ‫ِ‬ ‫غا‬ ‫ن ٱل ْ َ‬ ‫م َ‬‫ك ِ‬ ‫ع َ‬ ‫ٱت ّب َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫جْزءٌ‬‫م ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫ب من ْ ُ‬ ‫كل َبا ٍ‬ ‫ب لِ ُ‬ ‫وا ٍ‬ ‫ة أب ْ َ‬ ‫ع ُ‬‫سب ْ َ‬ ‫ها َ‬ ‫ن * لَ َ‬ ‫عي َ‬ ‫م ِ‬ ‫ج َ‬ ‫أ ْ‬
‫م{سورة الحجر ‪44‬‬ ‫سو ٌ‬ ‫ق ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ّ‬
‫وقال ‪ ) :‬فبما أغويتني لقعدن لهم صراطك‬
‫المستقيم( العراف ‪16‬‬
‫وقال )ولتجد أكثرهم شاكرين( العرف ‪17‬‬

‫فهذه مخططات إبليس واضحة وبينة‬


‫فأنصحكم بأخذ العبرة من هذه القصة‬
‫العظيمة والرجوع إلى الله مالك الملك وهو‬
‫على كل شئ قدير‪.‬‬

‫)‪ (4‬مادورك في الحياة‪:‬‬


‫هل دورك هو السير في ركب الله وعباده‬
‫الطائعين ‪ ،‬هل دورك هو تطبيق الحديث‬
‫الشريف الذي رواه احمد عن العرباض بن‬
‫سارية قال‪» :‬وعظنا رسول الله صلى الله‬
‫عليه وسلم موعظة ذرفت منها العيون‬
‫ووجلت منها القلوب‪ ،‬قلنا‪ :‬يا رسول الله أن‬
‫هذه لموعظة مودع‪ ،‬فماذا تعهد إلينا؟ قال‪:‬‬
‫تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها‪ ،‬ل يزيغ‬
‫عنها بعدي إل ّ هالك‪ ،‬ومن يعش منكم فسيرى‬
‫اختلفا ً كثيرًا‪ ،‬فعليكم بما عرفتم من سنتي‬
‫وسنة الخلفاء الراشدين المهديين‪ ،‬وعليكم‬
‫بالطاعة وإن عبدا ً حبشيا ً عضو عليها‬
‫بالنواجذ‪ ،‬فإنما المؤمن كالجمل النف حيثما‬
‫انقيد انقاد«‪16815 .‬‬

‫‪12‬‬
‫هل دورك هو رعاية زوجك وأطفالك وأسرتك‬
‫سك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ف َ‬ ‫قوا ْ َأن ُ‬ ‫مُنوا ْ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫َ‬
‫‪ ,‬قال تعالى }يأي ّ َ‬
‫ها‬ ‫عل َي ْ َ‬‫جاَرةُ َ‬ ‫ح َ‬ ‫وال ْ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ها الّنا ُ‬ ‫قودُ َ‬ ‫و ُ‬ ‫م َنارا ً َ‬ ‫هِليك ُ ْ‬ ‫وأ َ ْ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ٌ‬ ‫مل َئ ِك َ ٌ‬
‫م‬‫ه ْ‬ ‫مَر ُ‬ ‫مآ أ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل َ‬ ‫صو َ‬ ‫ع ُ‬ ‫دادٌ ل ّ ي َ ْ‬ ‫ش َ‬ ‫غل َظ ِ‬ ‫ة ِ‬ ‫َ‬
‫ن{ التحريم ‪6‬‬ ‫مُرو َ‬ ‫ؤ َ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫عُلو َ‬ ‫ف َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫َ‬
‫هل دورك هو الرجوع والخذ بالسباب في‬
‫اتقاء المعاصي والتوكل على الله سبحانه حق‬
‫توكله وتطبيق الحجاب والبعد عن الشبهات‬
‫وتعليم الناس الخير‪.‬‬
‫و عن بعض السلف‪ :‬أن من صّلى عيد الفطر‬
‫ج‪ ،‬ومن صّلى عيد الضحى فكأنما‬ ‫فكأنما ح ّ‬
‫اعتمر "مغنى المحتاج ‪1/294‬‬
‫وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه‬
‫قال‪":‬من غدا إلى المسجد ل يريد إل أن‬
‫يتعلم خيرا أو يعلمه كان له كأجر حاج تاما‬
‫حجته"رواه الطبراني وصححه اللباني‪.‬‬
‫كل ما ذكر يحتاج منك إلى وقفة صريحة‬
‫وعقل يتفكر وعين ترى وقلب يفقه وسمع‬
‫ينصت‪.‬‬
‫حتى أرفع من معنوياتك فكري فيمن خالفوا‬
‫هذا المنهج العظيم ماذا حصل لهم ‪،‬لقد‬
‫استبدلهم الله بأناس طبقوا هذه الدوار‬
‫وعملوا بها ‪.‬‬
‫كاُنوا ْ‬ ‫َ‬
‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫م ال ّ ِ‬ ‫و َ‬ ‫وَرث َْنا ال ْ َ‬
‫ق ْ‬ ‫وأ ْ‬ ‫قال تعالى } َ‬
‫ها ال ِّتي‬ ‫َ‬ ‫م َ‬ ‫ع ُ‬
‫رب َ َ‬‫غا ِ‬ ‫م َ‬‫و َ‬ ‫ض َ‬ ‫رقَ الْر ِ‬ ‫شا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫فو َ‬ ‫ض َ‬‫ست َ ْ‬ ‫يُ ْ‬
‫عَلى‬ ‫سَنى َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ك ال ْ ُ‬ ‫ة َرب ّ َ‬ ‫م ُ‬ ‫ت ك َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫وت َ ّ‬ ‫ها َ‬ ‫في َ‬ ‫َباَرك َْنا ِ‬
‫ع‬
‫صن َ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫مْرَنا َ‬ ‫ودَ ّ‬ ‫صب َُروا ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫ل بِ َ‬ ‫سَرآِئي َ‬ ‫ب َِني إ ِ ْ‬
‫ن{ العراف‬ ‫شو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫كاُنوا ْ ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫م ُ‬ ‫و ُ‬ ‫ق ْ‬‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫و ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫فْر َ‬ ‫ِ‬
‫‪137‬‬
‫عَلـى‬ ‫َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫قْرآ َ‬ ‫فل َ ي َت َدَب ُّرو َ‬ ‫وقال تعالى }أ َ‬
‫ها{ )مـحمد‪(24 :‬‬ ‫فال ُ َ‬ ‫ق َ‬‫بأ ْ‬ ‫قُلو ٍ‬ ‫ُ‬

‫‪13‬‬
‫ن‬ ‫و َ‬
‫كا َ‬ ‫ول َ ْ‬
‫ن َ‬‫قْرآ َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬‫فل َ ي َت َدَب ُّرو َ‬‫وقال تعالى }أ َ َ‬
‫لفا ً ك َِثيرًا{‬‫خت ِ َ‬
‫ها ْ‬ ‫في ِ‬‫دوا ْ ِ‬
‫ج ُ‬‫و َ‬ ‫ه لَ َ‬
‫ر الل ّ ِ‬ ‫د َ‬
‫غي ْ ِ‬ ‫عن ِ‬
‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫ِ‬
‫النساء ‪82‬‬
‫ولذلك ل تجدين في هذين المصدرين‬
‫العظيمين الكتاب والسنة أي اختلف فكل‬
‫منهما يكمل بعضه بعضا والسنة قامت بشرح‬
‫كثير من ألفاظ القرآن الكريم وأحكامه قال‬
‫تعالى ‪) :‬ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس‬
‫المتنافسون (المطففين ‪26‬‬

‫إن هذه الدوار السابقة تبين كيف تبنين بينك‬


‫وبين الله سبحانه جسرا عظيما ل ينقطع‬
‫وصلة ل تنفصل فسارعي إلى رضا الله‬
‫الواحد القهار والبعد عن غضب الجبار‪.‬‬
‫لو تذكرت أنك ستمرين على الصراط يوم‬
‫القيامة والنار تحتك فهل تستطيعين العبور ؟‬
‫الجواب نعم إن تبت إلى الله وعزمت على‬
‫عدم العودة للمعاصي وندمت من ذنبك‬
‫وتقربت لربك ‪ ،‬إن هذه الصراط يمر بك فوق‬
‫جهنم وكل إنسان لبد له من المرور عليه ول‬
‫يتعداه إل أهل الجنة أما أهل النار فيقعون‬
‫من فوق الصراط في جهنم وتأخذهم ملقيط‬
‫وكلليب عظيمة تقذفهم من على الصراط‬
‫ها‬
‫ردُ َ‬
‫وا ِ‬ ‫منك ُ ْ‬
‫م إ ِل ّ َ‬ ‫وِإن ّ‬‫إلى جهنم قال تعالى } َ‬
‫ضي ًّا{ سورة مريم ‪72‬‬ ‫ق ِ‬ ‫حْتما ً ّ‬
‫م ْ‬ ‫عَلى َرب ّ َ‬
‫ك َ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫كا َ‬

‫بعض أنواع ذكر الله‪:‬‬


‫‪ (1‬الستغفار في اليوم أكثر من مائة مرة ‪.‬‬
‫‪ (2‬قول سبحان الله وبحمده مائة مرة ومن‬
‫قالها غفرت ذنوبه وان كانت مثل زبد‬
‫البحر ‪ ،‬روى مسلم في صحيحه قال‪:‬‬
‫ي‪.‬‬
‫سطِ ّ‬ ‫ن ال ْ َ‬
‫وا ِ‬ ‫ن ب ََيا ٍ‬
‫د بْ ُ‬
‫مي ِ‬ ‫عب ْدُ ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫دثني َ‬
‫ح ّ‬

‫‪14‬‬
‫ن أ َِبي‬ ‫ع ْ‬ ‫ل َ‬ ‫هي ْ ٍ‬ ‫س َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫ه َ‬ ‫د الل ّ ِ‬ ‫عب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫خال ِدُ ب ْ ُ‬ ‫خب ََرَنا َ‬ ‫أَ ْ‬
‫و ل َ ٰى‬ ‫م ْ‬ ‫د َ‬ ‫عب َي ْ ٍ‬ ‫م ‪ :‬أ َُبو ُ‬ ‫سل ِ ٌ‬ ‫م ْ‬ ‫ل ُ‬ ‫قا َ‬ ‫ي َ‬ ‫ج ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫مذ ْ ِ‬ ‫د ال ْ ُ‬ ‫عب َي ْ ٍ‬ ‫ُ‬
‫د‬
‫زي َ‬ ‫ن يَ ِ‬ ‫ع َ‬ ‫د ال ْ َ‬ ‫سل َي ْ َ‬
‫ء بْ ِ‬ ‫طا ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫ك َ‬ ‫مل ِ ِ‬ ‫عب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ن ب ْ َِ‬ ‫ما َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬
‫ل الل ِ‬ ‫ّ‬ ‫سو ِ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫هَري َْرةَ ‪َ ،‬‬ ‫ن أِبي ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫ي َ‬ ‫اللي ْث ِ ّ‬ ‫ّ‬
‫في‬ ‫ه ِ‬ ‫ح الل ّ َ‬ ‫سب ّ َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫صلى الله عليه وسلم ‪َ » :‬‬
‫لثا ً‬ ‫ه ثَ َ‬ ‫مدَ الل ّ َ‬ ‫ح ِ‬ ‫و َ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫وث َل َِثي َ‬ ‫لثا ً َ‬ ‫ة ثَ َ‬ ‫صل َ ٍ‬ ‫ل َ‬ ‫ر كُ ّ‬ ‫دُب ُ ِ‬
‫ة‬
‫ع ٌ‬ ‫س َ‬ ‫ك تِ ْ‬ ‫فت ِل ْ َ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫وث َل َِثي َ‬ ‫لثا ً َ‬ ‫ه ثَ َ‬ ‫وك َب َّر الل ّ َ‬ ‫ن‪َ ،‬‬ ‫وث َل َِثي َ‬ ‫َ‬
‫ه‬ ‫ّ‬
‫ه إ ِل ّ الل ُ‬ ‫ة‪ :‬ل َ إ ِ ٰل َ‬ ‫مائ َ ِ‬ ‫م ال ِ‬ ‫ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ل‪ ،‬ت َ َ‬ ‫قا َ‬ ‫و َ‬ ‫ن‪َ .‬‬ ‫عو َ‬ ‫س ُ‬ ‫وت ِ ْ‬ ‫َ‬
‫و‬‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫مد ُ َ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫ول َ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ه ال ْ ُ‬ ‫ه‪ ،‬ل َ ُ‬ ‫ك لَ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫حدَهُ ل َ َ‬ ‫و ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫وإ ِ ْ‬ ‫خطاَياهُ َ‬ ‫َ‬ ‫ت َ‬ ‫فَر ْ‬ ‫ديٌر غ ِ‬‫ُ‬ ‫ءق ِ‬ ‫َ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫على ك ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ر«‪ 80/5 .‬وروى كذلك‬ ‫ِ‬ ‫ح‬ ‫د ال ْب َ ْ‬ ‫ل َزب َ ِ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫َ‬
‫عل َ ٰى‬ ‫ت َ‬ ‫ل‪ْ َ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫حي َ ٰى‪َ .‬‬
‫قَرأ ُ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫حَيى ب ْ ُ‬ ‫قال حدثنا ي َ ْ‬
‫ن أ َِبي‬ ‫ع ْ‬ ‫ح‪َ ،‬‬ ‫صال ِ ٍ‬ ‫ن أِبي َ‬
‫َ‬
‫ع ْ‬ ‫ي‪َ ،‬‬ ‫م َ‬ ‫س َ‬ ‫ن ُ‬ ‫ع ْ‬ ‫ك َ‬ ‫مال ِ ٍ‬ ‫َ‬
‫ل الّله صلى الله عليه‬ ‫سو َ‬ ‫َ‬
‫ن َر ُ‬ ‫هَري َْرةَ ‪ ،‬أ ّ‬ ‫ُ‬
‫ه‬
‫حد َ ُ‬ ‫و ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ه إ ِل ّ الل ّ ُ‬ ‫ل‪ :‬ل َ إ ِ ٰل َ‬ ‫قا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل‪َ » :‬‬ ‫قا َ‬ ‫وسلم َ‬
‫عل َ ٰى‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫د‪َ ،‬‬ ‫م ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫ول َ ُ‬ ‫ك َ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ه ال ْ ُ‬ ‫ه‪ ،‬ل َ ُ‬ ‫ك لَ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫لَ َ‬
‫ت‬ ‫كان َ ْ‬ ‫ة‪َ .‬‬ ‫مّر ٍ‬ ‫ة َ‬ ‫مائ َ َ‬ ‫م‪ِ ،‬‬ ‫و ٍ‬ ‫في ي َ ْ‬ ‫ديٌر‪ِ ،‬‬ ‫ق ِ‬ ‫ء َ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫كُ ّ‬
‫ة‪.‬‬ ‫سن َ ٍ‬ ‫ح َ‬ ‫ة َ‬ ‫مائ َ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫وك ُت ِب َ ْ‬ ‫ب‪َ .‬‬ ‫قا ٍ‬ ‫ر َ‬ ‫ر ِ‬ ‫ش ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عد ْ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫لَ ُ‬
‫ن‬‫م َ‬ ‫حْرزا ً ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ت لَ ُ‬ ‫كان َ ْ‬ ‫و َ‬ ‫ة‪َ .‬‬ ‫سي ّئ َ ٍ‬ ‫ة َ‬ ‫مائ َ ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫ت َ‬ ‫حي َ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫ت‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ه ٰذل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ال ّ‬
‫م ي َأ ِ‬ ‫ول ْ‬ ‫ي‪َ .‬‬ ‫س َ‬ ‫م ِ‬ ‫حت ّ ٰى ي ُ ْ‬ ‫ك‪َ ،‬‬ ‫م ُ‬ ‫و َ‬ ‫ن‪ ،‬ي َ ْ‬ ‫شي ْطا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬ ‫ل أك ْث ََر ِ‬ ‫م َ‬ ‫ع ِ‬ ‫حد ٌ َ‬ ‫ه إ ِل ّ أ َ‬ ‫جاءَ ب ِ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫م ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫ض َ‬ ‫ف َ‬ ‫حد ٌ أ ْ‬ ‫أ َ‬
‫في‬ ‫ه‪ِ ،‬‬ ‫د ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ح ْ‬ ‫وب ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ل‪ُ :‬‬ ‫قا َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫ك‪َ .‬‬ ‫ٰذل ِ َ‬
‫ت‬ ‫كان َ ْ‬ ‫و َ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫ه‪َ .‬‬ ‫طاَيا ُ‬ ‫خ َ‬ ‫ت َ‬ ‫حطّ ْ‬ ‫ة‪ُ ،‬‬ ‫مّر ٍ‬ ‫ة َ‬ ‫مائ َ َ‬ ‫م‪ِ ،‬‬ ‫و ٍ‬ ‫يَ ْ‬
‫ر«‪15/17.‬‬ ‫ح ِ‬ ‫د ال ْب َ ْ‬ ‫ل َزب َ ِ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ِ‬
‫‪ (3‬اداء الصلة والدعاء وقراءة القرآن‬
‫والسنة‪.‬‬

‫وهذه المور الثلث تقوي صلتك مع الله عز‬


‫وجل مباشرة فيحقق آمالك ويرضى عنك‬
‫ويشرح صدرك ويغفر ذنبك وينصرك على‬
‫َ‬
‫صُروا ْ الل ّ َ‬
‫ه‬ ‫مُنوا ْ ِإن َتن ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ها ال ّ ِ‬ ‫عدوك }يأي ّ َ‬
‫م{ محمد ‪7‬‬ ‫مك ُ ْ‬‫دا َ‬
‫ق َ‬‫ت أَ ْ‬ ‫وي ُث َب ّ ْ‬
‫م َ‬‫صْرك ُ ْ‬
‫َين ُ‬

‫‪15‬‬
‫)‪(5‬ما أسباب التأخر لدى المسلمين‬
‫بعدهم عن دينهم وعن تطبيقه‬ ‫‪.1‬‬
‫الواقعي ‪ :‬وهذا لسباب كثيرة وأعظمها‬
‫‪ (1‬الجهل بعظمة هذا الدين ‪.‬‬
‫‪ (2‬انشغال الناس بالتافه من المور‪.‬‬
‫ضعف الوازع الديني‪.‬‬ ‫‪(3‬‬
‫‪ (4‬ضعف اليقين بالنصر‬
‫ضعف الرؤية بسبب إتباع الموضات‬ ‫‪(5‬‬
‫وغيرها دون حياء ممن قيد اخراج زينة‬
‫المرأة فقط لزوجها ووالديها ومحارمها‪.‬‬

‫‪-2‬صراع مجالت الحياة سياسيا واجتماعيا‬


‫وثقافيا فتجد دولة عربية تحكم بالدين‬
‫وبجوارها دولة أخرى تحارب الدين ‪..‬‬
‫تجد تصارع في أفكار المجتمعات حسب ما‬
‫تحمله هذه المجتمعات من أفكار‬
‫وتصورات ‪.‬‬
‫ويعتبر هذان العنصران من السباب‬
‫الرئيسية في تخلف المة‪.‬‬
‫ضعف الثقافة السلمية لدى الفراد في‬
‫شتى المجالت والقطاعات مما أدى إلى‬
‫إتباع الفكار الهدامة والمذاهب الباطلة‬
‫والعقائد الفاسدة والفطر السقيمة‬
‫والعقول المريضة بأفكار الخرين‪.‬‬

‫)‪ (6‬العلج اليوم‬


‫لقد كانت الحروب الصليبية مبدأها وفكرتها‬
‫اغتصاب أراضى المسلمين المقدسة تحت‬
‫فتوى البابا لديهم والقساوسة وكانت هناك‬
‫مناوشات منذ عام ‪1096‬م وحتى ‪1291‬م‬
‫وخلل هذه المدة شجع الوربيون‬

‫‪16‬‬
‫المسيحيين الفقراء للهجوم على أراضي‬
‫المسلمين لغتصاب خيراتها ولكن‬
‫المسلمون ردوهم خائبين‪.‬‬
‫ترى ما هو حال المسلمين اليوم وماذا‬
‫يفرق عن حالهم في ذلك الوقت؟‬
‫حال المسلمين في نظري أفضل في بعض‬
‫النواحي فقد زادت فرصهم لنشر السلم‬
‫وتمكنوا من معرفة العلم الديني والدنيوي‬
‫ولم يفرقوا بينهما كما فعل الغرب حيث‬
‫اتجه منذ تلك العصور إلى فرض الضرائب‬
‫على مواطنيه وفصل العلم الدنيوي ونفى‬
‫أن يكون هناك علم ديني أو أدبي فكري إل‬
‫جزءا بسيطا من مفكريهم الذين لم يتخلوا‬
‫عن الدب والدين ومعانيه ‪.‬‬
‫أما الكثرية منهم فقد فضلوا العلم‬
‫التجريبي الدنيوي ونفوا غير ذلك قصدا‬
‫منهم للهروب من اليمان بالله والسلم‬
‫العظيم الذي حض الناس على أل ينسوا‬
‫س ٰى ِإني‬ ‫مو َ‬ ‫ل ٰي ُ‬ ‫قا) َ‬ ‫َ‬
‫تعالى‬ ‫آخرتهم قال‬
‫مي‬ ‫وب ِك َل َ ِ‬ ‫سال َِتي َ‬ ‫ر َ‬ ‫س بِ ِ‬ ‫ك َ َ‬ ‫في ْت ُ َ‬ ‫صطَ َ‬
‫على ٱلّنا ِ‬ ‫ٱ ْ‬
‫وك َت َب َْنا‬ ‫ن* َ‬ ‫ري َ‬ ‫شاك ِ ِ‬ ‫ن ٱل ّ‬ ‫نم َ‬ ‫وك ُ ْ‬ ‫ك َ‬ ‫مآ آت َي ْت ُ َ‬ ‫خذ ْ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫َ‬
‫عظَ ً‬ ‫َ‬
‫ة‬ ‫و ِ‬‫م ْ‬ ‫ء ّ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ش‬ ‫كل َ‬ ‫من ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ِ‬ ‫وا‬‫في ٱلل ْ َ‬ ‫ه ِ‬ ‫لَ ُ‬
‫قوة ْ‬ ‫صيل ً ل ُ‬
‫مْر‬ ‫وأ ُ‬ ‫ها ب ِ ُ ّ ٍ َ‬ ‫خذ ْ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ء َ‬ ‫ي ٍ‬ ‫ْ‬ ‫ش‬ ‫كل َ‬ ‫ف ِ‬ ‫وت َ ْ‬ ‫َ‬
‫داَر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫خ ُ‬ ‫ْ‬ ‫م َ‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫ريك ْ‬ ‫و ِ‬ ‫سأ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫سن ِ َ‬ ‫ح َ‬ ‫ذوا ب ِأ ْ‬ ‫ك ي َأ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ق ْ‬
‫ن{ العراف ‪145‬‬ ‫قي َ‬ ‫س ِ‬ ‫فا ِ‬ ‫ٱل ْ َ‬
‫إذا الدين السلمي العظيم ترفع عن مثل‬
‫هذه المور ودافع عنه رجاله المخلصون‬
‫م‬‫فل َ ْ‬ ‫ووعد الله متبعيه بالنصر قال تعالى) َ‬
‫ت إِ ْ‬
‫ذ‬ ‫مي ْ َ‬ ‫ما َر َ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قت َل َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ٱلل ّ َ‬ ‫وَلـٰك ِ ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫قت ُُلو ُ‬ ‫تَ ْ‬
‫ن‬
‫مِني َ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ي ٱل ْ ُ‬ ‫ول ِي ُب ْل ِ َ‬ ‫مىٰ َ‬ ‫ه َر َ‬ ‫ن ٱلل ّ َ‬ ‫وَلـٰك ِ ّ‬ ‫ت َ‬ ‫مي ْ َ‬ ‫َر َ‬
‫م * ٰذل ِك ُ ْ‬
‫م‬ ‫عِلي ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫مي ٌ‬ ‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ٱلل ّ َ‬ ‫سنا ً إ ِ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫ه َبلۤءً َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ِ‬
‫د ٱل ْ َ‬ ‫َ‬
‫ن{ النفال‪-‬‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫كا ِ‬ ‫ن ك َي ْ ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫مو ِ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن ٱلل ّ َ‬ ‫وأ ّ‬ ‫َ‬
‫‪18‬‬

‫‪17‬‬
‫)‪ (7‬الصراع و التربية‬
‫صراع الطفال في أنفسهم صراع مؤلم و‬
‫قاسي ومن المهام المهمة أن نجد حل لهذا‬
‫الصراع العظيم وخاصة في حكمهم على‬
‫الحياة ‪ ،‬فمثل إذا بدأت العطلة الصيفية‬
‫يظهر هذا الصراع بوضوح فيفكرون أين‬
‫يقضون أوقاتهم وهنا تأتي فرصة الوالدين‬
‫في ترتيب أوقات أبنائهم وأين سيقضون‬
‫هذه العطلة ومع من وأين؟ ‪.‬‬

‫مرحلة الطفولة أكبر مرحلة فيها تهديد‬


‫عاطفي مما جعلنا نكتب عنها حيث تحصل‬
‫فيها الشياء الكثر خطورة على الطفال ‪.‬‬

‫إن الباء يعرفون أخطاء أبنائهم لكن ل‬


‫يعلمونهم كيف يعملون الشيء الصحيح‬
‫في وقته الصحيح وكيف يتجنبون الخطاء ‪،‬‬
‫كيف ل يحاورون أبناءهم ول يشرحون لهم‬
‫تفاصيل المور؟ ‪ ،‬فمثل لو حدث للطفل‬
‫صدمة نفسية من موقف معين كأن يكون‬
‫سقوطه من دراجته فيبدأ يخاف من ركوبها‬
‫فلوا شرحوا له بعد سقوطه كيف يجتنب‬
‫ذلك وأن السقوط طبيعي وممكن أن يحدث‬
‫لي إنسان لما حملها هذا الطفل في‬
‫نفسه و أصبح يخاف من قيادة السيارة‬
‫مستقبل‪.‬‬

‫انصح الوالدين بأن يقرأوا عن القصص‬


‫القصيرة وخاصة سيرة الرسول صلى الله‬
‫عليه وسلم وصحبه الكرام رضي الله‬
‫عنهم ‪ ،‬لن هذه القصص الصغيرة‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ -1‬أداة للتدرب على كتابة الرواية وتخيلها‬
‫وتخيل فوائدها وذكرها لبنائنا‪.‬‬
‫‪-2‬الروايات تبصرك بالفكار المستجدة‬
‫وتجنبك أن ترتكب أخطاء في التربية‬
‫لبنائك دون أن تؤثر على وقتك ‪.‬‬

‫كيف تعلم ابنك قراءة الكتب وهذه السير‬


‫العظيمة؟‬
‫هو أن تشتري له كتبا ً فيها قصص صغيرة‬
‫وتجلس معه وتقرأها له بصوت عالي منذ عمر‬
‫الربع سنوات وهذه الطريقة تحببه في القراءة‬
‫والخيال ويبدأ يحب قراءة الكتب و الدراسة و‬
‫تنمو لديه موهبة العلم مع أخذك له لحلقات‬
‫القرآن الكريم التي فيها يتعلم القرآن وإذا عاد‬
‫من الحلقة فاشرحي له بعض السور التي‬
‫حفظها و قصي له بعض القصص التي فيها‬
‫اليات و علميه العبر منها‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫)‪-8‬التفكير البداعي(‬
‫أو هنا أن اقول كلمة بسيطة وهي أن‬
‫كثيرا من الناس يحبطون من الواقع في‬
‫وظائفهم من كثرة أوامر مرؤسيهم التي‬
‫بعها قد يكون ليس له داع واقول بدل من‬
‫التذمر من هذا الواقع فكروا في حل آخر‬
‫وهو البداع في العمل وسلوك حلول أخرى‬
‫وهذا العمل الذي أقوله يريح المبدع ويجعله‬
‫عقله في حالة من السترخاء وهذا يشبه‬
‫تخيل قصص وأفلم الطباق الطائرة التى‬
‫تريح المشاهدين وتذكر قصص الصحابة‬
‫العظيمة كيف أن الواحد منهم يغب عشرة‬
‫من الكفار ويقود أمة من الجيل الخالص‪.‬‬
‫عموما أحب أن أنبه الى أن هذا الموضوع‬
‫كان عنوان محاضرة ألقيتها على مجموعة‬
‫من أخواتنا الممرضات الفاضل في أحد‬
‫الدول العربية حيث شكين لى من بعض‬
‫مدرائهن‪.‬‬
‫نسأل التوفيق والسداد آخر دعوانا أن‬
‫الحمد لله رب العالمين‪.‬‬

‫كتبه الدكتور عامر حسن الشهري‬

‫‪drsarmt@hotmail.com‬‬

‫‪8/5/1428‬هـ‬

‫‪20‬‬

You might also like