You are on page 1of 8

‫تعريف القانون و خصائص القاعدة القانونية‬

‫‪ -1‬تعريف القانون ‪/‬‬


‫ان كلمة القانون كلمة معربة أي انها ليست كلمة عربية اصل فهي‬
‫كلمة يونانية ‪ KANUN‬و معناها العصى المستقيمة و تستخدم في‬
‫اللغة اليونانية مجازا للتعبير عن معنى القاعدة او القدوة و يقصدون‬
‫بهذه الدللت على الستقامة في القواعد و المبادئ القانونية و ل‬
‫يقصدون بها أي هذه الدللت على انها عصى للضرب او كاداة‬
‫للتاديب كما قد يتبادر الى ذهن البعض ولقد انتقلت هذه الكلمة‬
‫اليونانية الدالة على الستقامة الى عدة لغات للتعبير عن القانون‬
‫ايضا‪.‬‬
‫كما ان القانون لغة معناه الخط المستقيم الذي يعتمد مقياسا‬
‫للنحراف تقاس به النحرافات الخارجة عن هذا القانون و الذي‬
‫يعتبر سلوكهم منحرفا او عوجا أي ليس متقيما كما هو القانون‪.‬‬
‫‪-2‬خصائص القاعدة القانونية ‪/‬‬
‫القانون هو عبارة عن مجموعة قواعد عامة تنظم لوك الفراد في‬
‫المجتمع و هي كغيرها من القواعد تتميز بالعمومية و التجريد و هي‬
‫اخيرا قاعدة ملزمة مزودة بجزاء توقعه سلطة عامة في الدعوة على‬
‫من يخالف حكمها ‪.‬‬
‫ﺃ‪-‬القاعدة القانونية قاعدة اجتماعية ‪/‬‬
‫ان القاعدة القانونية قاعدة اجتماعية تنظم سلوك الشخاص داخل‬
‫المجتمع و تحكم علقاتهم لذا ل يتصور و جود القاعدة القانونية‬
‫دون مجتمع تبين لفراده النظام الواجب التباع فيما ينشا بينهم من‬
‫علقات و روابط و من هنا فان القاعدة القانونية ل يمكن ان تكون‬
‫سوى قاعدة اجتماعية تنعدم الفائدة منها لدى الفرد المنعزل وحده‬
‫في جهة نائية و من هنا كان ارتباط القانون بوجود الجماعة فهو‬
‫يبين ما للشخاص من حقوق و ما عليهم من وا جبات و يوثق‬
‫المصالح المتقابلة لهم و يمنع التضارب بينها وحيث ل يوجد ال‬
‫شخص واحد و هذا فرض نظري فل يتصور وجود حقوق او واجبات‬
‫او مصالح متعارضة يتعين التوفيق بينها و من هنا فان القانون‬
‫مرتبط بالمجتمع الذي يقتضي قدرا من الشخاص ثم قدرا من وحدة‬
‫الهداف و كذلك قدرا من التنظيم يسمح لهم او لبعضهم بالزام‬
‫الخرين بما يامرون به فالقانون يوجد في مجتمع سياسي منظم‬
‫يخضع افراده لسيادة سلطة عامة تملك عليهم حق الجبر و القهر‪.‬‬
‫ب‪-‬القاعدة القانونية قاعدة سلوك‪/‬‬
‫القاعدة القانونية هي دائما قاعدة سلوكية هدفها تنظيم سلوك‬
‫الفراد في المجتمع و من هنا فان القاعدة القانونية ل تهتم ال‬
‫بالسلوك الخارجي للفراد فالقانون ل يهتم بالحاسيس او المشاعر‬
‫الكامنة بالنفس دون ان يكون لها مظهر خارجي يدل عليها فقد‬
‫يضمر شخص الحقد و الكراهية لغيره من الناس و تظل هذه‬
‫المشاعر كامنة بداخله دون ان تتخذ أي شكل خارجي فهنا ل يتدخل‬
‫القانون اما اذا اتخذت هذه المور شكل سلوك خارجي تمثل في‬
‫العتداء على الغير بالضرب او القتل فهنا يتدخل القانون ليعاقب‬
‫صاحب هذا السلوك غير ان ما سبق ل يعني ان القانون ل يهتم‬
‫بالنوايا و البواعث الكامنة بالنفس فقد يدخل هذه العوامل الداخلية‬
‫في العتبار و لكنه ل يهتم بها بصورتها هذه بل يهتم بها في حدود‬
‫صلتها بالسلوك الخارجي للفراد فاذا عزم شخص على قتل شخص‬
‫اخر دون ان يقدم على ترجمة هذا العزم في شكل سلوك خارجي‬
‫فل شان للقانون بذلك اما اذا صحب هذا العزم سلوك خارجي وتم‬
‫القتل فعل فهنا يهتم القانون بنية القاتل و يدخلها في عين العتبار‬
‫فتكون عقوبة القاتل عندئذ اشد من عقوبة القاتل الذي لم ينوي‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ج‪ -‬القاعدة القانونية قاعدة عامة و مجردة ‪/‬‬
‫يقصد بتجريد القاعدة القانونية صياغتها بحث تخلو من الشروط او‬
‫الصفات الخاصة التي قد تادي الى تطبيقها على شخص معين بذاته‬
‫او على واقعة محددة بعينها و مثال ذلك ما نصت عليه المادة ‪ 40‬من‬
‫القانون المدني الجزائري " كل شخص بلغ سن الرشد متمتعا بقواه‬
‫العقلية و لم يحجز علية يكون كامل الهلية لمباشرة حقوقه المدنية‬
‫‪ " .‬فنص هذه المادة يضع قاعدة مجردة تسري على كل من بلغ سن‬
‫الرشد ايا كانت صفته رجل او امراة غنيا او فقيرا‪.‬‬
‫و يقصد بعموم القاعدة القانونية انها تسري على كافة الشخا‬
‫المخاطبين بحكمها و على جميع الوقائع التي تدخل في مضمونها و‬
‫كون القاعدة القانونية عامة ل يعني انها تسري بالضرورة على كافة‬
‫الفراد في المجتمع بل يكفي ان ينصرف حكمها الى طائفة معينة‬
‫من الشخاص مادام خطاب القاعدة القانونية يوجه الى هاؤلء‬
‫بصفاتهم ل بذواتهم ومثال ذلك القواعد القانونية الخاصة‬
‫بالمهندسين او المحامين و القضاة فهذه القواعد توجه الى هاؤلء‬
‫بصفاتهم ل بذواتهم و قد تسري القواعد القانونة على شخص واحد‬
‫و تظل مع دلك قواعد عامة و مجردة كالقواعد التي تنظم مركز‬
‫رئيس الدولة او رئيس الوزراء فهذه القواعد تطبق على كل من‬
‫يتولى تلك المناصب أي تتوافر فيه هذه الصفات‪.‬‬
‫د‪ -‬القواعد القانونية ملزمة ‪/‬‬
‫يقصد بالزام القاعدة القانونية ان هناك جزاء مناط بالسلطة العليا‬
‫في المجتمع توقعه على من يخالف احكامها فعلى الفراد‬
‫المخاطبون بحكمها طاعتها و ال اجبرو على ذلك عن طريق توقيع‬
‫الجزاء على من يخرج على ما يقضي به من سلوك واجب التباع‬
‫فالقانون كما راينا يهدف الى تحقيق المن و الستقرار اللزمين‬
‫لستمرار الحياة في المجتمع غير ان ما سبق ل يعني ان اتباع حكم‬
‫القاعدة القانونية يكون دائما ناتجا عن خوف المخاطبين بها من‬
‫توقيع الجزاء فالوضع الغالب ان العمل باحكام القاعدة القانونية‬
‫يكون بمحض ارادة الفراد و هذا الخضوع اليرادي لما تقضي به‬
‫القاعدة القانونية يرجع الى عدة عوامل منها اقتناع المخاطبين بها‬
‫بضرورة الجزاء لنه يقدم لهم المن و الستقرار اللزمين لستمرار‬
‫الحياة في المجتمع‪.‬‬

‫خصائص القاعدة القانونية‬


‫القاعدة القانونية تعتبر الخلية الساسية التي يتألف‬
‫منها القانون بمعناه العام‪ .‬وهي خطاب موجه إلى‬
‫الشخاص في صيغة عامة له قوة اللزام)‪.(2‬‬
‫المطلب الول‪ :‬القانون مجموعة من القواعد‬
‫الجتماعية‬
‫القانون ظاهرة اجتماعية فل قانون بل مجتمع إذ هو‬
‫تلك المجموعة من القواعد السلوكية التي تنشأ‬
‫لتنظيم سلوك الفراد داخل المجتمع ليفض ما قد‬
‫ينشأ بينهم من تضارب ويحل ما عسى أن يثور بينهم‬
‫من خلفات بحيث أنه إذا لم يوجد مجتمع فل تقوم‬
‫الحاجة إلى القانون‪ ،‬ويستوي أن يكون مصدر هذه‬
‫القواعد هو التشريع أو مصدر قانوني نعترف به‪.‬‬
‫وهذا القانون الموجه إلى الشخاص إما أن يتضمن‬
‫أمرا لهم بالقيام بفعل معين‪ ،‬أو نهيا عن القيام به‪،‬‬
‫أو مجرد إباحة هذا الفعل دون أمر به أو نهي عنه‪.‬‬
‫وفى إطار المجتمع النساني فإن المقصود بالمجتمع‬
‫هنا ليس هو مجرد اجتماع عدد من الشخاص لقضاء‬
‫حاجة ما كالستمتاع بمنظر طبيعي‪ ،‬أو مشاهدة‬
‫عرض معين‪ ،‬ولكن‬
‫المقصود بالمجتمع الذي على قدر معين من‬
‫الستقرار أي المجتمع السياسي المنظم الذي يخضع‬
‫أفراده لسيادة سلطة عامة تملك عليهم حق الجبر‬
‫والقهر حتى ولو لم يتخذ هذا التنظيم السياسي‬
‫شكل الدولة بمعناها الحديث‪ .‬كما أن القانون ل يهتم‬
‫بسلوك النسان إل فيما يتصل بتنظيم العلقات بين‬
‫الفراد داخل المجتمع أي السلوك المتصل بالجماعة‬
‫دون غيره من أنواع السلوك الخرى التي ليست لها‬
‫ذات الصفة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬القاعدة القانونية عامة ومجردة‬
‫وتعني أنه يجب أن تكون موجهة للعامة بصفاتهم ل‬
‫بذاتهم‪ ،‬وإذا كان الغرض منه هو تنظيم الوقائع فإنه‬
‫يجب أن ينظمها ل بعينها ولكن بشروطها وأوصافها‪.‬‬
‫ومعنى ذلك أن القاعدة القانونية يجب أن ل تخص‬
‫شخصا معينا بالذات أو تتعلق بحادثة معينة‪ ،‬بل يجب‬
‫أن تكون قابلة للتطبيق على كل من يمكن أن تتوافر‬
‫فيهم الصفات والشروط التي تنص عليها‪ .‬ول يخل‬
‫بعمومية القاعدة القانونية أن توجد قواعد تخاطب‬
‫فئات معينة من الناس كالتجار أو المحامين أو‬
‫الطباء أو المهندسين أو الصحفيين‪ .‬لن هذه‬
‫القوانين قابلة لن تنطبق على فرد في المجتمع إذا‬
‫توافرت فيه الصفة التي حددتها كشرط لتوجيه‬
‫الخطاب‪ ،‬كما أنها تخاطب أفراد هذه الفئات‬
‫بصفاتهم ل بذاتهم‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬القاعدة القانونية ملزمة‬


‫أي أن القاعدة القانونية يجب أن تتصف بالصبغة‬
‫اللزامية ونقصد بذلك أن يكون للقاعدة القانونية‬
‫مؤيد أو جزاء‪ ،‬بحيث يجبر الشخاص على إتباعها‬
‫ويفرض عليهم احترامها ولو بالقوة عند القتضاء‪.‬‬
‫ويتميز الجزاء القانوني بأنه مادي ملموس ويتمثل‬
‫في كافة الوسائل والجراءات التي تتخذها الدولة‪،‬‬
‫ممثلة في سلطاتها المختلفة لضمان نفاذ المخالفة‬
‫ل‪ ،‬أو عن طريق معالجة الوضع الذي أدت إليه‬ ‫أص ً‬
‫المخالفة أو عن طريق ردع من قام بمخالفة القانون‬
‫وإعادة إصلحه‪ .‬وإلزام القاعدة القانونية هو الخاصية‬
‫التي تميزها عن قواعد الخلق والدين‪ .‬ولهذا نقول‬
‫بأن القواعد القانونية تكون دائما ملزمة للشخاص و‬
‫تبرز خاصية اللزام في الجزاء الذي يوقع على من‬
‫يخالف تلك القاعدة القانونية‪.‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫ددددددد ددد ددددددد ددددددددد دددددد دد ددددددد‬
‫دددددددددد دددددد‬
‫إذا كان القانون يهدف إلى تنظيم سلوك الفراد داخل المجتمع‬
‫فليس هو وحده الذي يهدف إلى ذلك‪ ،‬إذ توجد إلى جواره قواعد‬
‫أخرى تصبو لتحقيق ذات الهدف أهمها قواعد الدين وقواعد‬
‫المجاملت وقواعد الخلق من ناحية أخرى‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬القواعد القانونية وقواعد المجاملت والعادات‬
‫تعتبر قواعد المجاملت والعادات والتقاليد مبادئ سلوك يراعيها‬
‫الناس في علقاتهم اليومية كتبادل التهاني في المناسبات السعيدة‬
‫مع الهل والصدقاء‪ ،‬ومبادلتهم شعور الحزن والتعزية في‬
‫المناسبات المؤلمة والكوارث وتبادل التحية عند اللقاء وغير ذلك من‬
‫العادات المستقرة في ذهن الجماعة‪ .‬إن هذه القواعد تختلف عن‬
‫القواعد القانونية من حيث الغاية والجزاء فالغاية من قواعد القانون‬
‫هي تحقيق المصلحة العامة والحفاظ على كيان المجتمع أما‬
‫المجاملت فهي علقات تبادلية ل ترقى إلى تحقيق الخير العام بل‬
‫تقتصر على تحقيق غايات جانبية يؤدي عدم تحقيقها إلى النتقاص‬
‫من المصلحة العامة واضطراب المجتمع‪ .‬أما من حيث الجزاء فإن‬
‫الخروج عن قواعد المجاملت يؤدي إلى تدخل السلطة العامة لجبار‬
‫الفراد على احترامها كما هو الشأن بالنسبة للقواعد القانونية‪.‬‬

‫دددددد دددددد‪ :‬ددددددد ددددددددد دددددددددد‬


‫قواعد الخلق هي قواعد سلوكية اجتماعية يعتبرها غالبية الناس‬
‫قواعد سلوك ملزمة ينبغي على الفراد احترامها وإل استحقوا‬
‫سخط الناس‪ ،‬فهذه القواعد تهدف إلى فعل الخير والوفاء بالعهود‬
‫وغيرها من المثل العليا في المجتمع‪ ،‬إن هذه القواعد تختلف عن‬
‫القواعد القانونية من حيث الغاية والجزاء‪ ،‬من حيث الغاية القانون‬
‫يهدف إلى تحقيق غاية نفعية هي حفظ النظام داخل المجتمع‪ ،‬أما‬
‫الخلق فهي تهدف إلى تحقيق غاية مثالية لنها تهدف إلى الرتقاء‬
‫بالسلوك النساني إلى المستوى النموذجي الذي ينبغي أن يكون‬
‫عليه هذا السلوك‪ ،‬فالقاعدة‬

‫القانونية تنظم سلوك الفراد في المجتمع مستهدفة حفظ النظام‬


‫والستقرار ومراعية في ذلك ما هو كائن بالفعل‪ ،‬ومتخذة من‬
‫الشخص‬
‫العادي نموذجا لها‪ ،‬أما قواعد الخلق فتهدف إلى السمو بالنسان‬
‫نحو الكمال‪ ،‬لذلك فهي ترسم نموذجا للشخص الكامل على أساس‬
‫ما يجب أن يكون ل على أساس ما هو كائن بالفعل‪ .‬أما من حيث‬
‫الجزاء فالجزاء القانوني جزاء مادي‪ ،‬محسوس توقعه السلطة‬
‫العامة‪ ،‬أما الجزاء الخلقي فجزاء معنوي يتمثل إما في تأنيب‬
‫الضمير فيوقعه بذلك المرء على نفسه‪ ،‬وإما في سخط الجماعة‬
‫واحتقارها للمخالف فتوقعه بذلك الجماعة على من يخرج على‬
‫الناموس الذي وضعته لنفسها‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬القاعدة القانونية وقواعد الدين‬
‫يقصد بالدين مجوعة الحكام والوامر والنواهي التي أقرتها‬
‫الشرائع السماوية والمنزلة على النبياء والرسل قصد تبليغها‬
‫للناس للعمل بها‪ .‬وتختلف القواعد القانونية في الدين من حيث‬
‫الغاية والجزاء فغاية الحكام الدينية هي أن الدين بالضافة إلى‬
‫اهتمامه بتنظيم سلوك الفراد داخل المجتمع فهو ينظم أيضا علقة‬
‫المرء بربه‪ ،‬وعلقة المرء بنفسه‪ ،‬كما أنه يحاسب النسان على‬
‫نواياه المحضة فإن كانت خيرا كتبت لصاحبها خيرًا‪ ،‬وإن كانت شرا‬
‫أحصيت عليه شرا مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم "إنما العمال‬
‫بالنيات‪ ،‬ولكل امرئ ما نوى‪ ،"..‬أما غاية القانون نفعية لن قواعده‬
‫تهدف إلى تنظيم سلوك الفراد لتحقيق المساواة والمن بين أفراد‬
‫المجتمع‪ .‬أما من حيث الجزاء فإذا كانت كل من قواعد الدين وقواعد‬
‫القانون لها جزاء يوقع عند مخالفة أي منهما‪ ،‬إل أن مضمون هذا‬
‫الجزاء يختلف في الولى عن الثانية‪ .‬فالجزاء القانوني جزاء دنيوي ‪-‬‬
‫مادي ‪ -‬حال توقعه السلطة العامة‪ ،‬أما الجزاء الديني فهو جزاء في‬
‫الخرة )وقد يصاحبه جزاء دنيوي( مؤجل يوقعه الله سبحانه وتعالى‬
‫على المخالف‪.‬‬
‫دددددددددددد ددددددددددددد‬
‫مما سبق يتضح لنا أن وجود القانون هو أمر ضروري ل يختلف فيه‬
‫اثنان من أبناء الجنس البشري‪ ،‬إذ أن وجود القانون أمر يتناسب مع‬
‫سلوكيات البشر في إدارة حياتهم‪ .‬بل وجود القانون يتجاوز حدود‬
‫المجتمعات البشرية ليصل إلى عالم الحيوان‪ ،‬فها هي ممالك‬
‫الحيوانات بكافة أنواعها تراها قد جبلت وفطرت على الحياة المقننة‬
‫في حين لم تمتلك تلك الجوهرة الثمينة التي يمكنها من خللها‬
‫السمو والرتقاء أل وهي جوهرة العقل‪ ،‬فكيف بذلك الكائن الذي قد‬
‫ألقيت بين يديه هذه الجوهرة فهو لم يكن مفطورا ً على حب الحياة‬
‫المنظمة المقننة فحسب‪ ،‬بل كان بمقتضى تملكه للعقل قادرا على‬
‫سن القوانين التي تنظم حياته على شكل مجموعة من القواعد‬
‫العامة التي تنظم سلوك النسان في علقته بغيره من بني البشر‪،‬‬
‫يتجل ذلك في احتياج النسان إلى القانون لكونه مدني بالطبع‪ ،‬أي‬
‫ميله إلى الحياة الجتماعية ونفوره من الحياة الفردية يفرض عليه‬
‫إنشاء علقات مع الخرين‪ ،‬ومع تشعب هذه العلقات واصطدام‬
‫مصالح البعض بمصالح البعض الخر‪ ،‬تصبح الحاجة ملحة إلى وسيلة‬
‫يمكن من خللها تنظيم هذه العلقات‪ .‬إذن فالقانون ضروري في‬
‫حياة المجتمع مهما كانت ثقافة ذلك المجتمع و سواء كان بدائيا ً أم‬
‫متوسطا ً أم مثاليا ً في ثقافته و أخلقه‪ ،‬فهو ل غنى له في كل‬
‫الحوال عن القانون‪.‬‬

You might also like