You are on page 1of 8

‫نظرية النحو الوظيفي‬

‫من كتاب )المنحى الوظيفي في الفكر اللغوي العربي‪ ..‬الصول والمتداد( للسششتاذ الششدكتور أحمششد المتوكششل‪ ،‬منشششورات‬
‫دار المان الرباط ‪..2006‬‬

‫‪http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=55408‬‬

‫من أهم القضايا التي ل يخلو بحث لساني عربي من إثارتها‪ ،‬أيا كان الطار النظري المعتمد‪،‬‬
‫قضية التعامل مع التراث الذي خّلفصه المفكصرون العصرب القصصدماء نحصصاة وبلغييصن وأصصصوليين‬
‫ومفسرين‪ .‬وقد جعلنا من أهداف مشروع المنحى اللساني الصوظيفي العربصي وضصع منهجيصة‬
‫علميصصة لقصصراءة هصصذا الصصتراث واسصصتثماره )المتوكصصل ‪ (1982‬و)‪ (2006‬ضصصمن آخريصصن(‪ ،‬مصصن‬
‫المقومات التي أقمنا عليها المنهجية التي اقترحناها مقومات مركزية ثلثة هي‪:‬‬
‫أول‪ ،‬تحكيم النظريات اللسانية ذات التوجه الوظيفي؛ حديثة كصصانت أم قديمصصة )ومصصن ضصصمنها‬
‫التراث اللغوي العربي( إلى ميتانظرية عامة أسميناها "النظريصصة الوظيفيصصة المثلصصى" تحكيمصصا‬
‫يكفل التساق وتلفي السقاط؛‬
‫ثانيا‪ ،‬رفع مفهوم "القطيعة المعرفية" عن علقة اللسانيات الحديثصصة بصصالفكر اللغصصوي القصصديم‬
‫واعتبصار المنحصصى الصوظيفي العربصي الحصصديث امتصدادا طبيعيصا للدراسصات البلغيصصة والصصولية‬
‫والنحوية العربية القديمة؛‬
‫ثالثا؛ إقامة الحوار بين الدرس اللسصاني الصصوظيفي الحصصديث والفكصصر اللغصصوي العربصصي القصصديم‬
‫على أساس أنه تاريخ ومرجع يحتكم إليه حين الحجصصاج لصصورود مقاربصصة ظصصواهر لغويصصة عربيصصة‬
‫معينصصة ومصصصدرا يمتصصح منصصه عنصصد الحتيصصاج إلصصى مفصصاهيم أو تحليلت مناسصصبة يمكصصن أن تغنصصي‬
‫المقاربة الوظيفية لقضايا اللغة العربية على الخصوص وقضايا اللغات الطبيعية بوجه عام‪.‬‬
‫مّر تطوير نظرية النحو الوظيفي منذ نشأتها بمراحل اقترحت خللها صياغات مختلفة للجهاز‬
‫الواصف اصطلح على تسميتها "ما قبل النموذج المعيار" )ديك )‪ ((1978‬و"النموذج المعيصصار‬
‫)ديك )‪ ((1997‬و"ما بعد النموذج المعيار"‪ .‬وتندرج فصصي الصصصياغة الثالثصصة أربعصصة نمصصاذج هصصي‪:‬‬
‫سع" )ماكنزي ( و"النمصصوذج المعجمصصي الصصوظيفي" ‪ ،‬و"النحصصو الصصوظيفي‬ ‫"النحو الوظيفي المو ّ‬
‫القصصالبي المتعصصدد الطبقصصات" )المتوكصصل )‪ ((2004‬و"نحصصو الخطصصاب الصصوظيفي" )هنخفلصصد )‬
‫‪.((2004‬‬

‫يمكن للمشتغل بابسصصتمولوجيا الفكصصر اللسصاني وبتاريصصخ هصذا الفكصر واتجاهصاته أن يميصصز بيصصن‬
‫تّيارين أساسيين اثنين‪ :‬تيار "صوري" يقف في مقصصاربته للغصصات الطبيعيصصة عنصصد بنيتهصصا ل يكصصاد‬
‫ديه هذه اللغات مصصن‬ ‫يتعداها وتيار "وظيفي" يحاول وصف بنية اللغات الطبيعية بربطها بما تؤ ّ‬
‫وظائف داخل المجتمعات البشرية‪.‬‬
‫ويمكن أيضا للمشتغل بذلك‪ ،‬إذا ما هو أعمل الفكر في التراث اللغوي البشري‪ ،‬أن يتبين أن‬
‫ل من هذين التيارين أصوله وامتداداته وأن التقابل بين مفهومي "الصصورية" و"الوظيفيصة"‬ ‫لك ّ‬
‫ليس مقصورا على النظريات اللسانية الحديثة وإن كان له فصي هصذه النظريصات مصن الوضصع‬ ‫ً‬
‫درس اللغوي القديم‪.‬‬ ‫المنهجي ومن وضوحه ما ليس له في ال ّ‬
‫تعد ّ اللغة في المقاربة الصورية موضوعا ً مجردا أي مجموعة من الجمل تربط بيصصن مكوناتهصصا‬
‫ً‬
‫دة‬‫علقات صرفية – تركيبية ودللية‪ .‬في هذا المنحى‪ ،‬تقارب اللغة على أساس أنها بنية مجر ّ‬
‫ما يمكن أن ُتستعمل من أجله‪.‬‬ ‫يمكن أن ُتدرس خصائصها في حد ّ ذاتها أي بقطع النظر ع ّ‬
‫خر لتحقيصق التواصصل داخصل المجتمعصات‬ ‫أما حسب المقاربصة الوظيفيصة فصإن اللغصة أداة ُتسص ّ‬
‫البشرية‪ .‬من هذا المنظور‪ ،‬تعد ّ العبارات اللغوية‪ ،‬وسصصائل تسصصتخدم لتأديصصة أغصصراض تواصصصلية‬
‫معينة وُتقارب خصائصها البنيوية على هذا الساس‪.‬‬
‫لتوضيح مفهوم أداتية اللغة هذا‪ ،‬دعنا نأخذ المثالين التاليين‪:‬‬
‫)‪ (1‬أ‪ -‬اعطيت هندا كتابا ً‬
‫ب‪ -‬كتابا ً أعطيت هندا )بنبر "كتابا"(‬
‫ً‬
‫الفرق بين الجملة )‪ 1‬أ( والجملة )‪ 1‬ب( في المقاربة الصورية هو فرق بنيوي صصصرف يكمصصن‬
‫في أن المكون المفعول في الجملة الولى يحتفظ بموقعه الصلي بعد الفعل فصصي حيصصن أنصصه‬
‫يرد في الجملة الثانية محتل للموقع الصدر أي قبل الفعل‪.‬‬
‫ما الفرق بين هاتين الجملتين في أي مقاربة تعتمد مبدأ أداتية اللغة فصصإنه فصصرق فصصي القصصصد‬ ‫أ ّ‬
‫أّول يعكسه الفرق البنيوي‪.‬‬
‫فتأخير المفعول في الجملة الولى يعّلله أن القصد من إنتاج هصصذه الجملصصة إخبصصار المخصصاطب‬
‫بمعلومة "جديدة" غير متوافرة لديه في حيصصن أن تصصصديره فصصي الجملصصة الثانيصصة آيصصل إلصصى أن‬
‫دا على الجملة )‪:(2‬‬ ‫القصد من إنتاجها تصحيح إحدى معلوماته باعتبار هذه الجملة ر ّ‬
‫)‪ (2‬بلغني أنك أعطيت هندا ً قلما ً‬

‫‪ -‬وظيفة اللغة الداة‬


‫خر مستعملو اللغصصة هصصذه الداة لتحقيصصق‬ ‫إذا نحن سلمنا بأن اللغة أداة‪ ،‬فما هي وظيفتها؟ يس ّ‬
‫أغراض متعددة كالتعبير عن الفكر والحاسصصيس والمعتقصصدات والتصصأثير فصصي الغيصصر بإقنصصاعه أو‬
‫ترغيبه أو ترهيبه أو مجّرد أخباره بواقعة ما‪.‬‬
‫إل ّ أن هذه الغراض وإن تعددت واختلفت من حيصصث طبيعتهصا آويصة إلصى وظيفصة واحصدة هصصي‬
‫تحقيق التواصل بين أفراد مجتمع ما‪.‬‬
‫ّ‬
‫من المعلوم أن التواصل يمكن أن يتم عبر قنوات أخرى كالشارة والصصصورة إل أن التواصصصل‬
‫سل فيه باللغة‪.‬‬ ‫وة ودقة إلى التواصل المتو ّ‬ ‫عبر هذه القنوات ل يرقى ق ّ‬
‫ومن المعلوم أيضا ً أن أدوات التواصل غير اللغوية قد تتضافر مع اللغة فصصي أنسصصاق تواصصصلية‬
‫"مركبة" كالشريط السينمائي مث ً‬
‫ل‪.‬‬

‫‪ - 3.1‬اللغة والستعمال‬
‫يرتبط نسق اللغة ارتباطا وثيقا ً بنسق استعمالها‪.‬‬
‫وُيقصد بنسق السصصتعمال مجموعصصة القواعصد والعصصراف الصصتي تحكصصم التعامصصل داخصصل مجتمصع‬
‫معين‪.‬‬
‫نسقا اللغة والستعمال نسقان مختلفان من حيث طبيعتهما لكنهما مترابطان‪.‬‬
‫دد في حالت كثيرة قواعد النسصصق اللغصصوي‬ ‫ويتجلى هذا الترابط في كون نسق الستعمال يح ّ‬
‫مى‬ ‫المعجمية والدللية والصرفية – التركيبية والصوتية وهو ما ُيعني به فرع اللسانيات المسصص ّ‬
‫"اللغويات الجتماعية"‪.‬‬
‫من أبسط المثلة في هذا المضصصمار اختلف خصصصائص العبصصارات اللغويصصة بصصاختلف الوسصصائط‬
‫الجتماعية كجنس المخاطب وسّنه وطبقته المجتمعية والمنطقة الجغرافية التي ينتمي إليها‪.‬‬
‫فالمتكلم ل يستعمل نفس النمط من العبارات في مخاطبة أشصصخاص ذوي أوضصصاع مجتمعيصصة‬
‫مختلفة‪ .‬ولنسق هنا مثال ً للتوضيح‪:‬‬
‫ملصصح‬‫لنفرض أن المتكلم يريد حمل المخاطب على إنجاز واقعة ما ولتكن الواقعصصة منصصاولته ال ِ‬
‫أثناء الكل‪:‬‬
‫ملت عبارة من قبيل )‪:(3‬‬ ‫َ‬
‫)أ( إذا كان المخاطب ذا وضع يساوي وضع المتكلم اسُتع ِ‬
‫ملح من فضلك‪.‬‬ ‫)‪ (3‬ناولني ال ِ‬
‫ُ‬
‫)ب( وإذا كان وضع المخاطب َيعلو وضع المتكلم اسُتعملت العبارة )‪:(4‬‬
‫ملح من فضلك؟‬ ‫)‪ (4‬هل تستطيع أن تناولني ال ِ‬
‫)ج( أما إذا كان وضع المخاطب دون وضع المتكلم فتسصصتعمل إحصصدى العبصصارتين المباشصصرتين‬
‫التاليتين‪:‬‬
‫)‪ (5‬أ‪ -‬ناولني الملح !‬
‫ح!‬ ‫مل َ‬
‫ب ‪ -‬ال ِ‬

‫‪ - 4.1‬سياق الستعمال‬
‫يقتضي التواصل "الناجح" أن تطابق العبارة المنتقصصاة سصصياق اسصصتعمالها‪ .‬وسصصياق السصصتعمال‬
‫سياقان‪ :‬سياق مقالي وسياق مقامي‪.‬‬
‫)أ( ُيقصد بالسياق المقالي مجموعة العبارات المنتجة في موقف تواصصصلي معيصصن باعتبصصار أن‬
‫مل بل بواسطة نص متكامل في غالب الحوال‪ .‬ومصصن أهصصم‬ ‫ج َ‬
‫عملية التواصل ل تتم بواسطة ُ‬
‫مظاهر الترابط بين عبارات النص الواحد ظاهرة "العود الحالي" المعروفة التي تربصصط بيصصن‬
‫ضمير ما ومركب اسمي سابق كما هو الشأن في النص المبسط التالي‪:‬‬

‫)‪ (6‬استعار خالد قلما ً من هند‪ ...‬وبعد ساعات أعاده ُ إليها‪.‬‬


‫ما ما ُيقصد بالسياق المقامي فهو مجموعة المعارف والمدارك التي تتوافر في موقف‬ ‫)ب( أ ّ‬
‫ل من المتكلم والمخاطب‪.‬‬ ‫تواصلي معين لدى ك ّ‬
‫)‪ (1‬المعارف النيصة هصصي المصدركات الحسصية )السصصمعية والبصصرية وغيرهصصا( المتواجصصدة فصي‬
‫موقف التواصل ذاته‪.‬‬
‫من مظاهر ارتباط إنتاج العبارات اللغوية أو تأويلها بهذا الصنف من المدركات إحالة الدوات‬
‫الشارية على ذوات "حاضرة" أثناء التواصل كما هو شأن اسم الشارة في الجملة )‪ (7‬مث ً‬
‫ل‪:‬‬
‫)‪ (7‬ناولني ذلك من فضلك !‬
‫ما يبّرر الكتفاء بالحالة على الذات المقصودة في الجملة )‪ (7‬بواسطة مج صّرد اسصصم إشصصارة‬
‫هو توافر هذه الذات أثناء التخاطب وتعّرف المخاطب عليها‪.‬‬
‫مصصا المعصصارف العامصصة فهصصي مصصا يشصصكل مخصصزون المتخصصاطبين المعرفصصي الصصذهني حيصصن‬ ‫)‪ (2‬إ ّ‬
‫ل من المتكلم والمخاطب عن عصصالم الواقصصع‬ ‫ل ما يعرفه ك ّ‬ ‫التخاطب‪ .‬ويشمل هذا المخزون ك ّ‬
‫م ممكنة أخرى)‪.(2‬‬ ‫وعن عوال َ‬
‫إن المخزون المعرفي الذهني ُيسهم في تحديد سلمة العبارة اللغوية أو عدم سلمتها‪.‬‬
‫فقد تكون العبارة سليمة نحوا ً ودللة لكن لحنة بخرقها لمعرفة من المعارف العامة‪.‬‬
‫مثال ذلك ما يمكصصن أن نلحظصصه فصصي الجملصصة )‪ (8‬غيصصر المقبولصصة وإن كصصان ل يشصصوب تركيبهصصا‬
‫ودللتها شائب‪:‬‬
‫)‪ (8‬صومعة حسان من أجمل أثار مراكش‬
‫ل يمكن أن يقبل المخاطب هذه الجملة على سلمة بنيتها إذا كان يعلم أن "صومعة حسان"‬
‫من آثار الرباط ل مراكش‪.‬‬
‫مثال آخر لرتباط سلمة العبارة اللغوية بالمعارف العامة‪ :‬من خصائص الجمصصل السصصتفهامية‬
‫صصية‬‫الحاملة لسؤال حقيقي أنهصا تسصتدعي جوابصا ً قصد يكصون "نعصم" أو "ل"‪ .‬إل أن هصذه الخا ّ‬
‫ترتفع حيصن تصرد الجملصة السصتفهامية حاملصة لسصؤال عصن شصيء غيصر متصوافر فصي مخصزون‬
‫المخاطب‪ .‬فالجملة )‪ (9‬إذا مصصا خصصوطب بهصصا مصصن يجهصصل أن للسصصكاكي كتابصا ً عنصصوانه "مفتصصاح‬
‫العلوم" ل تحتمل رد ّا ً إيجابي ّا ً كان أم سلبيًا‪:‬‬
‫)‪ (9‬أ‪ -‬هل قرأت كتاب السكاكي كّله؟‬
‫ب‪ * -‬نعم ‪ /‬ل‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك كذلك ظاهرة ازدواج القصد‪ .‬فجملة كالجملة )‪.(10‬‬
‫)‪ (10‬هل تستطيع الوصول إلى النافذة؟‬
‫يمكن أن يثوى وراءها قصدان اثنان‪ :‬الستفهام عن مدى قدرة المخاطب على الوصول إلصصى‬
‫ب المتكلصصم مصصن‬‫النافذة إذا كان المخاطب في حالة ترويض على المشي بعد عطب ما وطل ص ُ‬
‫حجرة‪.‬‬ ‫المخاطب أن يفتح النافذة لتهوية ال ُ‬
‫من الواضح أن ترجيح أحد القصدين ل يمكن أن يتم إل بالنظر إلى سياق التواصل‪.‬‬

‫مل‬‫‪ - 5.1‬اللغة والمستع ِ‬


‫ل‪ ،‬فحواها القضوي‪ ،‬وثانيًا‪ :‬القصد مصصن‬
‫ة عناصر أساسية‪ :‬أو ً‬‫ة العبارة اللغوية ثلث ُ‬‫يشكل حمول َ‬
‫ً‬
‫إنتاجها )إخبار أو استفهام أو أمر أو غير ذلك( وثالثا‪ - :‬وهو ما يهمنا هنا – موقف المتكلم من‬
‫الفحوى القضوي‪.‬‬
‫من مواقف المتكلم إزاء الفحوى القضوي الموقف المعرفي )يقين أو شك أو احتمال(‪:‬‬
‫)‪ (11‬أ‪ -‬إن خالدا ً سيسافر قطعا ً‬
‫ن خالدا ً سيسافر‬
‫ب‪ -‬ل أظه أ ّ‬
‫ج ‪ -‬قد يسافر خالد‪.‬‬
‫والموقف النفعالي )تعجب أو استغراب‪:(...‬‬
‫)‪ (12‬أ‪ -‬ما أروع هندا في خمارها السود !‬
‫ب‪ -‬كيف يهاجم التلميذ أستاذه؟ !‬
‫والموقف المرجعي )إسناد فحوى العبارة إلي مرجصصع خصصارجي قصصصد التملصصص مصصن مسصصؤولية‬
‫تبليغه(‪:‬‬
‫)‪ (13‬أ‪ -‬يبدو أن الحرب ستقوم‬
‫ب‪ -‬بلغني أن خالدا ً سُيوّزر‬
‫ج ‪ -‬أرجفوا أن هندا ً تعشق جارها‪.‬‬
‫تقصصوم العبصصارات الدالصصة علصصى موقصصف المتكلصصم فصصي الجمصصل )‪ 11‬أج( و)‪ 12‬أ‪-‬ب( و)‪ 13‬أ‪-‬ج(‬
‫كعلمات تؤشر لحضور المتكلم في الخطاب الذي ينتجه‪ .‬إذا نحن أضفنا موقف المتكلم إلصصى‬
‫حمولة العبارة اللغوية أصبح من الممكن التمثيل لها بالشكل التالي‪:‬‬
‫)‪] (14‬قصد ]موقف ]فحوى قضوي[[[‪.‬‬
‫مما تجدر الشارة إليه هنا أن حيصصز الموقصصف المؤشصصر لصصه فصصي البنيصصة )‪ (14‬يختلصصف بصصاختلف‬
‫وسيطين‪ :‬وسصصيط نمصصط اللغصصة ووسصصيط نمصصط الخطصصاب كمصصا سصصبق أن بين ّصصا فصصي مكصصان آخصصر‬
‫)المتوكل ‪.(2003‬‬
‫)أ( في تنميطنا للغات ميزنا بين "لغات موجهة تداولي ًّا" و"لغات موجهة دلليًا"‪ .‬مما تنفرد بصصه‬
‫ي إن‬ ‫لغات النمط الّول أن حيز حضور المتكلم في خطابه‪ ،‬أي حيز الموقف‪ ،‬يتسم بغنى جل ّ‬
‫من حيث مساحته أو من حيث الوسائل المسخرة لتحقيقصصه‪ .‬شصصاهد ذلصصك فصصي اللغصصة العربيصصة‬
‫دالة على‬ ‫وع الوسائل الصرفية التركيبية ال ّ‬ ‫التي أدرجناها في النمط الول من اللغات عدد وتن ّ‬
‫الموقف كأدوات وصيغ التوكيد والتعجب مث ً‬
‫ل‪.‬‬
‫ما بالنظر إلى نمصط الخطصصاب‪ ،‬فصإن حّيصز الموقصف يتسصع فصي الخطابصات ذات الطصابع‬ ‫)ب( أ ّ‬
‫الوجداني )كبعض أصناف الخطاب الدبي( في حين أنه يتقلص في الخطابات "الموضصصوعية"‬
‫صرف مثل ً بل يمكن أن يحال إلى الصفر‪.‬‬ ‫)أو "المحايدة"( كالخطاب العلمي ال ّ‬

‫‪ - 6.1‬القدرة اللغوية‬
‫صد عامة بالقدرة اللغوية )في مقابل النجاز( المعرفة التي يختزنها المتكلصصم – السصصامع‬ ‫ما ُيق َ‬
‫ّ‬
‫عن طريق الكتساب والتي تمكنه من إنتاج وتأويل عدد غير متناهٍ من العبارات السليمة‪.‬‬
‫مين اثنيصن‪ :‬لصصزوم التمييصصز بيصصن قصدرة‬ ‫يمكن القول إن التفصاق شصبه حاصصل علصى أمريصصن هصصا ّ‬
‫دة وبين إنجاز هذه القدرة الفعلي أثناء النتاج أو الفهم وأن ما يجب أن يكصصون‬ ‫المتكلم المجر ّ‬
‫موضوعا ً للوصف اللغوي هو القدرة دون النجاز‪.‬‬
‫إلى جانب التفاق حول هذين المبصصدأين‪ ،‬يوجصصد اختلف ملحصصوظ بيصصن التيصصار الصصصوري والتيصصار‬
‫الوظيفي حين يتعلق المر بالمقصود بقدرة المتكلم – السامع وفحواهصصا يمكصصن تلخيصصصه كمصصا‬
‫يلي‪:‬‬
‫صصصرف‪ ،‬فصصي مجموعصصة‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫صة‬ ‫ص‬ ‫اللغوي‬ ‫المعرفة‬ ‫في‬ ‫الصوري‬ ‫التيار‬ ‫منظري‬ ‫لدى‬ ‫القدرة‬ ‫تنحصر‬ ‫)أ(‬
‫القواعد الصرفية – التركيبية والدللية والصوتية‪.‬‬
‫دث عصصن قصصدرتين‪" ،‬قصصدرة نحويصصة"‬ ‫ّ‬ ‫ص‬ ‫يتح‬‫ُ‬ ‫ف‬ ‫صة‬
‫ص‬ ‫عام‬ ‫وقد تضاف إلى هذه المعرفة اللغويصصة معرفصصة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫و"قدرة تداولية" على أساس أن القدرة الثانية مفصولة فصل تاما عن القدرة الولصصى وعلصصى‬
‫أساس أن القدرة الولى وحدها يمكن أن تتخذ موضوعا ً للدرس اللغوي‪.‬‬
‫ما في التيصصار الصصوظيفي فل تمييصصز بيصصن قصصدرة نحويصصة وقصصدرة تداوليصصة وإنمصصا هصصي قصصدرة‬ ‫)ب( أ ّ‬
‫تواصلية واحدة تضم إضافة إلى معرفة النسق اللغوي في حد ّ ذاته معصصارف أخصصرى سصصبق أن‬
‫أشرنا في فقرة سصابقة إلصى طبيعتهصا وهصي المعصارف السصياقية النيصة والمعصارف السصياقية‬
‫العامة‪.‬‬
‫في هذا المنظور‪ ،‬يستحضر المتكلم – السامع أثنصصاء إنتصصاج عبصصارات لغتصصه أو فهمهصصا كصصل هصصذه‬
‫المعارف وإن كان استحضارها يتفاوت باختلف موقف التواصل وملبسصصاته ونمصصط الخطصصاب‬
‫المنتج‪ ،‬وإن كانت المعرفة النحويصصة الصصصرف تقصصوم بالصصدور المركصصزي فصصي حصصالت التخصصاطب‬
‫العادية‪.‬‬

‫‪ - 7.1‬الداتية وبنية اللغة‬


‫لكل المبادئ الستة الصصتي عرضصصنا لهصصا فصصي الفقصصرات السصصابقة أهميتهصصا فصصي تعريصصف المنحصصى‬
‫درس اللغصصوي وفصصرزه عصصن المنحصصى الصصصوري‪ .‬إل ّ أن أهصصم مبصصادئ المنحصصى‬ ‫الصصوظيفي فصصي الص ّ‬
‫الوظيفي على الطلق هو ماله صصصلة بعلقصصة أداتيصصة اللغصصة وبنيتهصصا‪ ،‬بعلقصصة وظيفصصة التواصصصل‬
‫بالنسق اللغوي‪.‬‬
‫‪ -1.7.1‬مشروعية الوظيفة‬
‫ترمي كل النظريات اللغوية على اختلف مشاربها وتوجهاتهصصا‪ ،‬حديثصصة كصصانت أم قديمصصة‪ ،‬إلصصى‬
‫دراسة بنية اللغة مستويات ومكونات وعلئق‪.‬‬
‫إذا كان هذا هو المرمى الساسي فل مشروعية للحديث عن الوظيفة إل إذا كانت تؤثر تأثيرا ً‬
‫دال ً في البنية‪.‬‬
‫حول مشروع الخذ بالوظيفة في الدرس اللغوي‪ ،‬انقسمت الراء بين من ينكرها ومن يقصصول‬
‫بها ويدافع عنها‪.‬‬
‫)أ( أهم ما يدفع به من ينكر مشروعية الخصصذ بالوظيفصصة فصصي الصصدرس اللغصصوي أن بنيصصة اللغصصة‬
‫نسق مجّرد كما سبق أن أشرنا إلى ذلك تحكمه مبصصادئه وقواعصصده الخاصصصة ويتسصصنى بالتصصالي‬
‫لدراسة اللغة أن يصفه في معزل تام عن أي شيء آخر كما يتسنى لعالم الحيصصاء أن يصصصف‬
‫مكونات القلب وبنيته في استقلل عن وظيفة ضح الدم)‪.(3‬‬
‫)ب( أمصا أهصصم مصا يحتصد ّ بصه القصائلون بمشصصروعية الخصصذ بالوظيفصة فهصو أن بنيصة اللغصصة تأخصصذ‬
‫الخصائص التي تخدم إنجاح التواصل وأهدافه ومختلف أنماطه‪.‬‬
‫‪ – 2.7.1‬البنية والتواصل المثل‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫من المعلوم أن عملية التواصل تقتضي ثلثة عناصر أساسية‪ :‬متكلما ومخاطبا وخطابا ينتجصصه‬
‫المتكلم ويؤّوله المخاطب كما ُتوضح ذلك الترسيمة التالية‪:‬‬
‫)‪ (15‬متكلم خطاب مخاطب‬
‫إنتاج تأويل‬

‫تكون عملية التواصل "ناجحة" إذا خل الخطاب من كل مصصا يمكصصن أن يحصصول بيصصن المخصصاطب‬
‫وبين تأويله وهو ما يسعى المتكلم في تحقيقه )في حالت التواصل العادي(‪.‬‬
‫يمكن إرجاع العوائق البنيوية إلى ما ينتج عن ثلث عمليات هي الحذف والضافة والنقل‪.‬‬
‫)ا( من أمثلة العوائق الناتجة عن الحذف الجملة )‪ 16‬ب( في مقابل الجملة )‪ 16‬أ(‪:‬‬
‫)‪ (16‬أ – خالد‪ ،‬قابلته‬
‫ب ‪ -‬؟؟ قابلته‬
‫لي خطاب عادي ركنان أساسيان‪ :‬الخطاب ذاته )جملة أو مجموعة جمصصل( ومصصا يحيصصل علصصى‬
‫"مجصصال الخطصصاب"‪ .‬هصصذان الركنصصان متصصوافران كلهمصصا فصصي الجملصصة )‪ 16‬أ( كمصصا توضصصح ذلصصك‬
‫الترسيمة )‪:(17‬‬
‫)‪] (17‬خالد ]قابلته[[‬
‫مجال خطاب‬
‫ما يهمنا هنا هو أن الركن الول ضروري لنجاح عملية التواصصصل خاصصصة فصصي بصصدايتها حيصصث ل‬
‫قرينة مقالية أو مقامية تؤشر إلى مجال الخاطاب‪.‬‬
‫الجملة )‪ 16‬ب(‪ ،‬إذن‪ ،‬باعتبارها جملة ابتدائية فصي عمليصة التواصصل جملصة غيصصر مقبولصة مصن‬
‫شأن المخاطب أن يردها على المتكلم مطالبا إياه بتحديد مجال خطابه كما يبين ذلك الحوار‬
‫التالي‪:‬‬
‫)‪ (18‬أ‪ -‬من الذي قابلته؟‬
‫ب – خالد‬
‫دد الدمصصاج فصصي نفصصس الجملصصة كمصصا هصصو الشصصأن فصصي‬ ‫ّ‬ ‫تع‬ ‫بالتواصل‬ ‫المخلة‬ ‫الضافات‬ ‫)‪ (2‬ومن‬
‫الجملة )‪ (19‬حيث يتكّرر إدماج عبارات موصولية‪:‬‬
‫)‪ (19‬قابلت الرجل الذي اشترى السيارة البيضاء التي باعهصصا جارنصصا لصصصاحب المقهصصى الصصذي‬
‫مد الخامس‪.‬‬ ‫يوجد بشارع مح ّ‬
‫الجملة )‪ (19‬مثال للصتراكيب الصتي يصصعب علصى المخصاطب تحليلهصا وفهمهصا دون عنصاء فصي‬
‫مقابل الجمل التي من قبيل )‪.(20‬‬
‫)‪ (20‬قابلت الرجل الذي اشترى السيارة البيضاء‪.‬‬
‫مد الخامس‪.‬‬ ‫إنها السيارة التي باعها جارنا لصاحب المقهى الموجود بشارع مح ّ‬
‫)‪ (3‬من غير النادر أن ترد بعض المكونات محتلة لموقع غيصصر موقعهصصا الصصصلي نتيجصصة عمليصصة‬
‫نقل معينة‪ .‬أغلب النقول تكون مبّررة تداوليا كمصصا سصصنرى فصصي مبحصصث لحصصق إل أن منهصصا مصصا‬
‫يتسّبب في "التشويش" على عملية التواصل خاصة شق التأويل منها‪.‬‬
‫سنكتفي بمثالين اثنين للنقول "المشوشة" وهما ما نجده في الزوجين الجمليين التاليين‪.‬‬
‫)‪ (21‬أ – إن خالدا شاعٌر ملهم وهو ما ُيقّر به الك ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫ب – إن خالدا ًُ شاعر – وهو ما يقر به الكل – ملهم‪.‬‬
‫)‪ (22‬أ– بصراحة‪ ،‬لم تعد تروقني تصرفات هند‪.‬‬
‫ب – لم تعتد تروقني تصرفات هند بصراحة‪.‬‬
‫دد‪ .‬أهصصم‬ ‫ّ‬ ‫ص‬ ‫ومح‬ ‫صلة‬‫ص‬ ‫وفض‬ ‫رأس‬ ‫صن‬ ‫ص‬ ‫م‬ ‫ون‬‫ّ‬ ‫ص‬ ‫تتك‬ ‫صالت‬ ‫ص‬ ‫مج‬ ‫تتضام عناصصصر الخطصصاب عامصصة فصصي شصصكل‬
‫المجالت مجال الجملصصة الصصذي يرئسصصه المحمصصول )فعل أو صصصفة أو ظرفصصا( ومجصصال المركصصب‬
‫السمي الذي يرئسه عادة اسم‪.‬‬
‫ما يهمنا هنا هو أن عناصر المجال تنصزع إلى اللتفاف نحو الرأس بحيث ل تقبل إل بعسصصر أن‬
‫يتخللها عنصر أجنبي عن المجال‪ .‬هذا النصزوع يجعل من الجملة )‪ 21‬أ( جملة أكثر "طبيعيصصة"‬
‫من رديفتها )‪ 21‬ب(‪ .‬وتكمن "غرابة" الجملة الخيرة في كونها ناجحة عن نقل عبصصارة "وهصصو‬
‫صفي وفضلته‪ .‬هذا الضرب‬ ‫ما يقر به الكل" من خارج المجال وإقحامها بين رأس المركب ال ّ‬
‫من التراكيب‪ ،‬في مقابل التراكيب التي من قبيل )‪ 21‬أ(‪ ،‬يكون تأويله عادة أعسر‪.‬‬
‫بّينا في مكان آخر )المتوكل ‪ 2005‬ب( أن اللغة العربية تنتمصصي إلصصى نمصصط اللغصصات "شصصفافة‬
‫التركيب" )في مقابل نمط اللغات "كاتمة التركيب"(‪.‬‬
‫خاصية هذا النمط من اللغات أنها تنصزع إلى فصل المجال العلقي عن المجال التمثيلي فصصي‬
‫مستوى البنية الصرفية‪ -‬التركيبية وتقديم المجال الول عن المجال التاني كما في الترسيمة‬
‫التالية‪:‬‬
‫)‪] (23‬مجال علقي ]رأس[ مجال تمثيلي[‪.‬‬
‫تتحقق في المجال العلقي القوة النجازية ومختلف السصصمات الوجهيصصة والمكونصصات الحاملصصة‬
‫لحدى وظيفتين البؤرة والمحور بينما ُيترك مجال مصصا بعصصد الصصرأس ليصصواء المكونصصات الصصتي ل‬
‫سمة علقية لها‪.‬‬
‫دره العبصصارة النجازيصصة‬ ‫فيمصصا يخصصص مثالينصصا )‪ 22‬أ( و)‪ 22‬ب(‪ ،‬يلحصصظ أن المثصصال الول تتص ص ّ‬
‫"بصراحة" في حين أن هذه العبارة نجدها "مزحلقة" إلى مجال ما بعصصد الصصرأس فصصي المثصصال‬
‫الثاني‪ .‬ومن الواضح أن زحلقة العبارة النجازية تجعل من المثال الثاني جملصصة ذات مقبوليصصة‬
‫دنيا إذا قيست بالجملة )‪ 21‬أ( حيث تحتل العبارة النجازية الموقع المعد ّ لها‪.‬‬
‫‪ – 3.7.1‬البنية وأهداف التواصل‬
‫ما إضافة معلومة غير متصصوافرة‬ ‫ّ‬ ‫إ‬ ‫أساسين‪:‬‬ ‫هدفين‬ ‫تحقيق‬ ‫إلى‬ ‫يرمي المتكلم من وراء خطابه‬
‫ّ‬
‫في مخزون المخاطب أو تعويض إحدى معلومصصات المخصصاطب بمعلومصصة يعتقصصد المتكلصصم أنهصصا‬
‫المعلومة الواردة‪.‬‬
‫)أ( يظل المكون الحامل للمعلومصصة المصصراد إضصصافتها إلصصى محصصزون المخصصاطب محتل لمصصوقعه‬
‫"الصلي" داخل الجملة ل يميزه عن باقي المكونات إل ّ نب ُْره كما هو الشأن في الجملصصة )‪24‬‬
‫ب( باعتبارها جوابا ً للجملة )‪ 24‬أ(‪:‬‬
‫ت؟‬ ‫)‪ (24‬أ – من ُزر َ‬
‫ب – زرت هندًا‪.‬‬
‫ما حين يكون الخطاب مقصودا به تقييد معلومة من معلومصصات المخصصاطب أو تصصصحيحا‬ ‫)ب( أ ّ‬
‫ً‬
‫ححة يصصرد مصصصحوبا بإحصصدى أدوات التقييصصد أو‬ ‫فإن المكون الحامل للمعلومة المقّيدة أو المصص ّ‬
‫درا للجملة أو "مفصول"‪ .‬من أمثلة ذلك‪:‬‬ ‫متص ّ‬
‫ت عائشة وهندا ً‬ ‫)‪ (25‬أ ‪ -‬لقد زر َ‬
‫ب ‪ -‬ما زرت إل هندا ً‬
‫ج ‪ -‬إنما زرت هندا ً‬
‫)‪ (26‬أ – بلغني أنك زرت عائشة‬
‫ب – هندا ً زرت )ل عائشة(‬
‫ج – التي زرتها هند‬
‫د ‪ -‬ما عائشة زرت بل هندا‪.‬‬
‫هذه المثلة تبين بوضوح أن خصصصائص البنيصصة الصصصرفية – التركيبيصصة للعبصصارة اللغويصصة مرتبطصصة‬
‫دف‪.‬‬ ‫ارتباط تبعية بوظيفة التواصل خاصة بالغرض التواصلي المسته َ‬
‫‪ – 4.7.1‬البنية وأنماط التواصل‬
‫للخطصصاب أنمصصاط مختلفصصة كمصصا هصصو معلصصوم كالخطصصاب العلمصصي والخطصصاب الفنصصي والخطصصاب‬
‫الحجاجي والخطاب السردي وغير ذلك‪.‬‬
‫دد نمط الخطاب تضصصافر مجموعصصة مصصن الوسصصائط أهمهصصا أربعصصة هصصي‪ :‬موضصصوع الخطصصاب‬ ‫ويح ّ‬
‫ددان‬ ‫ّ‬ ‫ص‬ ‫يح‬ ‫صدفه‬‫ص‬ ‫وه‬ ‫صاب‬ ‫ص‬ ‫الخط‬ ‫صوع‬‫ص‬ ‫موض‬ ‫أن‬ ‫صو‬‫ص‬ ‫ه‬ ‫صا‬
‫ص‬ ‫هن‬ ‫إليه‬ ‫نشير‬ ‫أن‬ ‫نريد‬ ‫ما‬ ‫وأسلوبه‪.‬‬ ‫وبنيته‬ ‫وهدفه‬
‫بنيته وأسلوبه‪ .‬بتعيير آخر‪ ،‬يأخذ الخطاب البنية والسلوب اللذين يناسبان ويخدمان موضوعه‬
‫وهدفه‪ .‬فليس للخطاب الحجصصاجي البنيصة والسصصلوب اللصذين للخطصاب السصردي أو الخطصصاب‬
‫الوجداني‪.‬‬
‫ليس هنا مجال التفصيل في بنية وأسلوب مختلف أنماط الخطاب‪ .‬نكتفي إذن بالتصصذكير بمصصا‬
‫أوردناه في مكان آخر )المتوكل ‪ 2001‬و ‪ (2003‬عن خصائص الجملة النمطية في الخطصاب‬
‫السردي حيث مثلنا لها بالترسيمة )‪:(27‬‬
‫)‪] (27‬خب ]‪]Ø‬فعل ماض )س ‪ (1‬محور )س ن( بؤرة جديد[[[‪.‬‬
‫ما ُيفاد من الترسيمة )‪ (27‬المور التالية‪:‬‬
‫ً‬
‫)‪ (1‬بينما يكون المستوى العلقي غنّيا إنجازا ووجها في فروع الخطاب الدبي الوجدانيصصة مثل‬
‫نجده يتسم بفقر ملحوظ في الخطاب السردي الصرف‪ ،‬الخطاب الذي ينأى فيه السارد عن‬
‫خطابه ويحتفظ بالحياد التام إزاء فحواه)‪.(4‬‬
‫أهم مظاهر هذا "الفقر" العلقي انعصصدام السصصمات الوجهيصصة )الذاتيصصة منهصصا خاصصصة( وانحصصصار‬
‫السصمات النجازيصة فصصي الخصبر‪ .‬فيمصا يخصصص هصذه السصصمات‪ ،‬يجصب أن نشصير إلصصى أن القصصوة‬
‫دا‬
‫صرف قوة إنجازية صرفية بالساس إذ من النادر جصص ّ‬ ‫النجازية المواكبة للخطاب السردي ال ّ‬
‫مى "الستلزام الحواري"‪.‬‬ ‫أن نجد في هذا النمط الخطابي ظاهرة ما ُيس ّ‬
‫مل فعلية محمولها فعل دال على حدث مصصاض تصصام بعكصصس‬ ‫ج َ‬
‫)‪ (2‬مكونات الخطاب السردي ُ‬
‫متها الجهّيصة الغالبصة‬
‫صفية أو اسمية س ّ‬ ‫ل ِ‬‫جم ٌ‬ ‫ً‬
‫ما نجده في الخطاب الوصفي مثل حيث الجمل ُ‬
‫سمة الدوام والثبوت‪.‬‬
‫دة وتكصصون المعلومصصة الجديصصدة معلومصصة يحملهصصا‬ ‫)‪ (3‬فحوى الخطاب السردي يتسم غالبا بالج ّ‬
‫متها‪.‬‬ ‫أحد عناصر الجملة أو الجملة ر ّ‬

‫‪ -8.1‬الداتية وتطور اللغة‬


‫إذا ثبت لدينا أن وظيفة التواصل تتحكم بقسط وافر في بنية اللغصصة تزامني ّصصا فصصإنه ُيصصصبح مصصن‬
‫المنطقي أن نتوقع أنها تسهم أيضا في تطورها‪.‬‬
‫بيّنا في مكان آخر )المتوكل ‪ 2005‬ب( أن بنية اللغات تنصزع إلى الشفافية وأن هذا النصصصزوع‬
‫هو الصل لنه يخدم التواصل ونجاحه‪.‬‬
‫وتكمن الشفافية في الفصل الصرفي – التركيبي بين المجال العلقصصي )التصصداولي( والمجصصال‬
‫دللي( وفقا ً للترسيمة )‪.(14‬‬ ‫التمثيلي )ال ّ‬
‫قد يطرأ على بنية اللغة عبر تطورها ما يفقدها شصصفافية بنيتهصصا أو بعضصا ً مصصن هصصذه الشصصفافية‬
‫فينمحي الفصل بين المستويين العلقي والتمثيلي إل أنها سرعان مصصا تبصصدأ فصصي السصصعي فصصي‬
‫استعادة شفافيتها المفقودة تحاشيا ً للتعتم المخل بالتواصل كما يتضح من الترسيمة التالية‪:‬‬
‫)‪ (28‬شفافية كتامة شفافية‬
‫فصل التداول تداول ودللة فصل التداول‬
‫عن الدللة عن الدللة‬
‫من أمثلة هذا المسلسل التطوري ثلثي المراحل المثال التالي‪:‬‬
‫)أ( مّر بنا أن الجملة الواردة في بداية الخطاب تنبني عامصصة علصصى مكصصونين مكصصون دال علصصى‬
‫مجال الخطاب ومكون يليه يدل على فحصصوى الخطصصاب وفق صا ًُ للترسصصيمة )‪ (17‬المكصصررة هنصصا‬
‫اللتذكير‪:‬‬
‫)‪] (17‬خالد ]قابلُته[[‬
‫مجال خطاب‬
‫)ب( بكثرة الستعمال وتكراره ينصزع المكصصون الخصارجي إلصى النصصدراج داخصل الخطصصاب ذاتصصه‬
‫فينتج عن ذلك تراكيب ما أسماه النحاة العصصرب القصصدماء "الشصصتغال"‪ .‬بهصصذا النصصدراج تنقلصصب‬
‫التراكيب التي من قبيل )‪ 29‬أ( إلى التراكيب التي من قبيل )‪ 29‬ب(‪:‬‬
‫)‪ (29‬أ ‪ -‬هند‪ ،‬أحببتها‬
‫ب ‪ -‬هندا ً أحببتها‪.‬‬
‫دال على مجال الخطاب داخصصل الخطصصاب ذاتصصه تصصصبح اللغصصة فاقصصدة‬ ‫)ج( بامتصاص المكون ال ّ‬
‫ما يخل بعملية التواصل‪ .‬وهذا وضع شاذ ّ ل يمكصصن‬ ‫ّ‬ ‫م‬ ‫ومجاله‬ ‫الخطاب‬ ‫القدرة على التمييز بين‬
‫أن يطول لذلك تعود اللغة إلى إفراز التراكيب الصلية المطابقة للترسيمة )‪.(17‬‬
‫وقد يتزامن التركيبان في حقبة معينة إل أن التركيب الثاني غالبا ً ما يتدّرج نحو النقراض كما‬
‫مى بصتراكيب‬
‫حصل في اللغة العربيصة الفصصحى المعاصصرة حيصث ل نكصاد نعصثر علصى مصا ُيسص ّ‬
‫"الشتغال"‪.‬‬

‫‪ – 9.1‬الداتية والكليات اللغوية‬


‫لكل نمط من اللغات خصائصه التي ينفرد بهصا وتميصزه عصن غيصره مصن النمصاط وتتطلصب أن‬
‫يوضع لكل نمط نحوه الخاص‪ .‬إل ّ أن للسان الطبيعي خصائص عامة تتقاسمها اللغصصات علصصى‬
‫اختلف أنماطها وهو ما يسمى "الكليات اللغوية"‪.‬‬
‫إذا كانت الكليات اللغوية فصصي النظريصصات اللسصصانية ذات المنحصصى الصصصوري كليصصات صصصرفية –‬
‫تركيبية ودللية فإنها تجمع في النظريصصات اللسصصانية الوظيفيصصة بيصصن الوظيفصصة والصصصورة‪ ،‬بيصصن‬
‫بنيات معينة وما تسخر هذه البنيات لتأديته من أغراض تواصلية‪ .‬بتعبير أدق‪ ،‬يمكن القصصول إن‬
‫ما يجمع بين اللغات مجموعصة مصصن الوظصائف تصأتلف اللغصات أو تختلصصف فصصي الصصتراكيب الصتي‬
‫سل بها في تحقيق هذه الوظائف‪.‬‬ ‫ُيتو ّ‬
‫مثال ذلك أن تصحيح المعلومات الذي مصّر بنصا وظيفصة مصن الوظصائف الكليصة تتحقصق حسصب‬
‫صصرفات معينصة أو بواسصطة تراكيصب‬ ‫مصا عصن طريصق الرتبصة أو عصن طريصق ُ‬ ‫أنمصاط اللغصات إ ّ‬
‫ً‬
‫مخصوصة )"الفصل" أو "شبه الفصل" مثل(‪.‬‬

‫‪ – 10.1‬الداتية واكتساب اللغة‬


‫ُيفطر الطفل باعتباره كائنا بشصصرّيا علصصى مجموعصصة مصصن المبصصادئ العامصصة – هصصي مصصا أسصصميناه‬
‫كنه بمعونة محيطه من اكتساب لغة معينة‪ ،‬لغة العشصصيرة اللغويصصة الصصتي‬ ‫الكليات اللغوية – تم ّ‬
‫ينمو فيها‪.‬‬
‫حسب المقاربة الوظيفية‪ ،‬ل يكتسب الطفل قدرة لغوية محضة بل قدرة على التواصصصل مصصع‬
‫محيطه الجتماعي‪ ،‬ل يتعلم أصوات لغته وقواعد صرفها وتركبيها بل يتعلم معها ما تؤديه من‬
‫أغراض تواصلية‪.‬‬
‫بتغبير آخر‪ ،‬يكتسب الطفل في محيط اجتماعي معين نسقين مترابطين ‪ ،‬نسق اللغة ونسق‬
‫استعمالها معًا‪ .‬يستضصصمر الطفصصل أثنصصاء عمليصصة الكتسصصاب قواعصصد لغتصصه ويستضصصمر فصصي ذات‬
‫الوقت ما يحكم استعمالها في مقامات التواصل‪ .‬يختزن متعلم اللغة العربية مثل ً قاعدة نقل‬
‫أحد مكونات الجملة إلى الموقع الصدر ويختزن معها في وقت واحد أنها تجصصرى فصصي موقصصف‬
‫معين‪ ،‬حين يكون المقصود من التواصل تصحيح إحدى معلومات المخاطب‪.‬‬

‫‪---------------‬‬

You might also like