You are on page 1of 5

‫‪/http://www.flickr.

com/photos/29630435@N04/4196547511/in/photostream‬‬

‫الدرس الثاني‬

‫فناء الناس والبعث‬

‫سوف نتحدث ان شاء الله تعالى في هذا الدرس عن فناء الناس والبعث ‪ ,‬واليات في القران‬
‫الكريم كثيرة تقرر فناء الناس ‪ ,‬والحاديث توضح ذلك ‪.‬‬
‫والعلم التجريبي القائم على كشف التموجات الشعاعية ودراسة الكون تؤيد ما جاء في القران‬
‫الكريم ‪ ,‬من ان لبد لهذا العالم من نهاية ‪.‬‬
‫وان كانت اليات القرانيه اعطت لنا صوًرا ومشاهد وكذلك الحاديث النبوية قربت الينا هذا الحدث‬
‫العظيم ‪.‬‬
‫قال تعالى ‪-:‬‬

‫جا ً {الواقعة ‪4‬‬ ‫َ‬


‫ت اْلْر ُ‬
‫ض َر ّ‬ ‫ج ِ‬ ‫}إ ِ َ‬
‫ذا ُر ّ‬

‫التفسير‪-:‬‬

‫جا( حركت حركة شديدة ‪.‬‬


‫جت الرض ر ّ‬
‫)إذا ُر ّ‬

‫منب َث ّا ً {الواقعة ‪6‬‬


‫هَباء ّ‬
‫ت َ‬ ‫ف َ‬
‫كان َ ْ‬ ‫} َ‬

‫ء( غبارا ً )منبثا( منتشرا ً ‪ ،‬وإذا الثانية بدل من الولى‪.‬‬


‫)فكانت هبا ً‬
‫وقرع الكون بالقارعة وما ادراك ما القارعة ‪ ,‬وزلزلة الرض وخروج الكواكب عن مدارها‬

‫قال تعالى ‪- :‬‬


‫ل اْلنسان يومئ ِ ٍ َ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫ف ال ْ َ‬
‫ن‬
‫ذ أي ْ َ‬ ‫ِ َ ُ َ ْ َ‬ ‫مُر {‪} 9‬ي َ ُ‬
‫قو ُ‬ ‫ق َ‬ ‫س َ‬
‫م ُ‬ ‫ع ال ّ‬
‫ش ْ‬ ‫م َ‬
‫ج ِ‬
‫و ُ‬
‫مُر {‪َ } 8‬‬
‫ق َ‬ ‫س َ‬
‫خ َ‬
‫و َ‬ ‫ق ال ْب َ َ‬
‫صُر {‪َ } 7‬‬ ‫ر َ‬ ‫فإ ِ َ‬
‫ذا ب َ ِ‬ ‫} َ‬
‫فّر {القيامة ‪10‬‬ ‫م َ‬‫ال ْ َ‬

‫التفسير ‪-:‬‬

‫)وجمع الشمس والقمر( فطلعا من المغرب أو ذهب ضوؤهما وذلك يوم القيامة‬
‫ان علم هذه الحقائق عند ربي وما علينا ال ان نؤمن بما جاء من عند ربنا ‪.‬‬
‫وليست هذه الحقائق كما نتصورها ‪ ,‬فعقولنا ضعيفة والحوادث ذاتها عظيمة فوق العقول والتصور‬
‫‪.‬‬

‫البعث‬

‫نتحدث الن الى اعادة الخلق يوم القيامة وهو اهون على الله عز وجل من انشائه‬

‫قال تعالى ‪-:‬‬

‫و‬
‫ه َ‬
‫و ُ‬
‫ض َ‬
‫َ‬
‫واْلْر ِ‬
‫ت َ‬
‫وا ِ‬
‫ما َ‬
‫س َ‬
‫في ال ّ‬ ‫ل اْل َ ْ‬
‫عَلى ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫مث َ ُ‬ ‫ول َ ُ‬ ‫عل َي ْ ِ‬
‫ه َ‬ ‫ن َ‬
‫و ُ‬ ‫و أَ ْ‬
‫ه َ‬ ‫ه َ‬
‫و ُ‬
‫عيدُهُ َ‬
‫م يُ ِ‬ ‫ذي ي َب ْدَأ ُ ال ْ َ‬
‫خل ْ َ‬
‫ق ثُ ّ‬ ‫و ال ّ ِ‬
‫ه َ‬
‫و ُ‬‫} َ‬
‫م {الروم ‪27‬‬ ‫كي ُ‬ ‫زيُز ال ْ َ‬
‫ح ِ‬ ‫ع ِ‬‫ال ْ َ‬

‫التفسير ‪-:‬‬

‫)وهو الذي يبدأ الخلق( للناس )ثم يعيده( بعد هلكهم )وهو أهون عليه( من البدء بالنظر إلى ما عند‬
‫المخاطبين من أن إعادة الشيء أسهل من ابتدائه وإل فهما عند الله تعالى سواء في السهولة‬
‫)وله المثل العلى في السماوات والرض( أي الصفة العليا وهي أنه ل إله إل الله )وهو العزيز(‬
‫في ملكه )الحكيم( في خلقه‪.‬‬
‫ان الله وحده هو الذي أنشأ هذا العالم بعد ان لم يكن شيئا ً مذكورا ‪ ,‬كان حيث كان ‪ ,‬ول يزال كما‬
‫كان ‪ ,‬ل تحيط به الذهان ‪ ,‬ول يحده زمان ول مكان ‪ ,‬سبحانه جل في عله ‪.‬‬
‫خسئت الفلسفة وفلسفتها ومتفلسفيها ‪ ,‬ان قالوا ان الكون قديم او ذراته قديمة وقد قالوا‬
‫وعندما تحدث عن خلق السماوات والرض ‪.‬‬

‫قال تعالى ‪- :‬‬

‫دُلو َ‬ ‫َ‬
‫ن{‬ ‫ع ِ‬ ‫فُروا ْ ب َِرب ّ ِ‬
‫هم ي َ ْ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫م ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫والّنوَر ث ُ ّ‬
‫ت َ‬ ‫ل الظّل ُ َ‬
‫ما ِ‬ ‫ع َ‬
‫ج َ‬
‫و َ‬
‫ض َ‬
‫والْر َ‬
‫ت َ‬
‫وا ِ‬
‫ما َ‬
‫س َ‬ ‫خل َ َ‬
‫ق ال ّ‬ ‫ه ال ّ ِ‬
‫ذي َ‬ ‫مدُ ل ِل ّ ِ‬ ‫}ال ْ َ‬
‫ح ْ‬
‫النعام ‪1‬‬
‫التفسير ‪-:‬‬
‫)الحمد( وهو الوصف بالجميل ثابت )لله( وهل المراد العلم بذلك لليمان به أو الثناء به أو هما‬
‫احتمالت أفيدها الثالث قاله الشيخ في سورة الكهف )الذي خلق السماوات والرض( خصهما‬
‫بالذكر لنهما أعظم المخلوقات للناظرين )وجعل( خلق )الظلمات والنور( أي كل ظلمة ونور‬
‫وجمعها دونه لكثرة أسبابها وهذا من دلئل وحدانيته )ثم الذين كفروا( مع قيام هذا الدليل )بربهم‬
‫يعدلون( يسوون غيره في العبادة ‪.‬‬

‫وقال تعالى ‪-:‬‬

‫ضدا ً {الكهف ‪51‬‬


‫ع ُ‬ ‫ضّلي َ‬
‫ن َ‬ ‫ذ ال ْ ُ‬
‫م ِ‬ ‫خ َ‬
‫مت ّ ِ‬
‫ت ُ‬ ‫ما ُ‬
‫كن ُ‬ ‫و َ‬
‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫س ِ‬ ‫ق َأن ُ‬
‫ف ِ‬ ‫خل ْ َ‬
‫وَل َ‬
‫ض َ‬
‫َ‬
‫واْلْر ِ‬
‫ت َ‬
‫وا ِ‬
‫ما َ‬
‫س َ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ق ال ّ‬ ‫م َ‬
‫ه ْ‬
‫هدت ّ ُ‬ ‫ما أ َ ْ‬
‫ش َ‬ ‫} َ‬

‫التفسير ‪-:‬‬

‫)ما أشهدتهم( أي إبليس وذريته )خلق السماوات والرض ول خلق أنفسهم( أي لم أحضر بعضهم‬
‫خلق بعض )وما كنت متخذ المضلين( الشياطين )عضدا( أعوانا في الخلق فكيف تطيعونهم ‪.‬‬
‫وسيفني الله عز وجل هذا الكون في النفخة الولي ‪ ,‬وسيعيده مرة ثانية وان اعادته ايسر من‬
‫خلقه واهون عليه كما بينا واسلفنا اعادة اخرى جديدة ‪.‬‬

‫قال تعالى ‪-:‬‬

‫د ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ر {إبراهيم ‪48‬‬
‫ها ِ‬
‫ق ّ‬ ‫ح ِ‬ ‫ه ال ْ َ‬
‫وا ِ‬ ‫وب ََرُزوا ْ لل ّ ِ‬
‫ت َ‬
‫وا ُ‬
‫ما َ‬
‫س َ‬
‫وال ّ‬
‫ض َ‬ ‫ض َ‬
‫غي َْر الْر ِ‬ ‫م ت ُب َدّ ُ‬
‫ل الْر ُ‬ ‫و َ‬
‫}ي َ ْ‬

‫التفسير ‪-:‬‬

‫ذكر )يوم تبدل الرض غير الرض والسماوات( هو يوم القيامة فيحشر الناس على أرض بيضاء‬
‫نقية كما في حديث الصحيحين وروى مسلم حديث سئل النبي صلى الله عليه وسلم أين الناس‬
‫يومئذ قال على الصراط )وبرزوا( خرجوا من القبور )لله الواحد القهار(‬
‫فالله سبحانه وتعالى جلت قدرته ليس عليه يسير وايسر ول عسير ول اعسر ‪ ,‬وانما امره بين‬
‫الكاف والنون واذا اراد شيئا ً ان يقول له كن فيكون‬
‫َ‬ ‫ذا أ ََرادَ َ‬ ‫َ‬
‫ن {يس ‪82‬ول بد لنا هنا من وقفة ‪ ,‬لماذا يا ترى ؟‬ ‫في َ ُ‬
‫كو ُ‬ ‫ل لَ ُ‬
‫ه كُ ْ‬
‫ن َ‬ ‫قو َ‬ ‫شْيئا ً أ ْ‬
‫ن يَ ُ‬ ‫مُرهُ إ ِ َ‬
‫ما أ ْ‬
‫}إ ِن ّ َ‬
‫لن للقبر نعيم وعذاب ولنه اول منازل الخرة ‪.‬‬

‫وقال تعالى ‪- :‬‬

‫عل َي َْنا إ ِّنا ك ُّنا َ‬


‫عدا ً َ‬ ‫ْ َ‬
‫ن{‬
‫عِلي َ‬
‫فا ِ‬ ‫و ْ‬
‫عيدُهُ َ‬ ‫خل ْ ٍ‬
‫ق نّ ِ‬ ‫و َ‬
‫ل َ‬ ‫ما ب َدَأَنا أ ّ‬ ‫ل ل ِل ْك ُت ُ ِ‬
‫ب كَ َ‬ ‫ج ّ‬
‫س ِ‬ ‫ماء ك َطَ ّ‬
‫ي ال ّ‬ ‫س َ‬ ‫م ن َطْ ِ‬
‫وي ال ّ‬ ‫و َ‬
‫}ي َ ْ‬
‫النبياء ‪104‬‬

‫التفسير ‪-:‬‬

‫)يوم( منصوب باذكر مقدرا قبله )نطوي السماء كطي السجل( اسم ملك )للكتب( صحيفة ابن آدم‬
‫عند موته واللم زائدة أو السجل الصحيفة والكتتتاب بمعنى مكتوب واللم بمعنى على وفي قراءة‬
‫للكتب جمعا )كما بدأنا أول خلق( من عدم )نعيده( بعد إعدامه فالكاف متعلقة بنعيد وضميره عائد‬
‫إلى أول وما مصدرية )وعدا علينا( منصوب بوعدنا مقدرا قبله وهو مؤكد لمضمون ما قبله )إنا كنا‬
‫فاعلين( ما وعدنا ‪.‬‬

‫وقال تعالى ‪-:‬‬

‫م {يس ‪78‬‬
‫مي ٌ‬
‫ي َر ِ‬
‫ه َ‬
‫و ِ‬
‫م َ‬ ‫ع َ‬
‫ظا َ‬ ‫حِيي ال ْ ِ‬
‫ن يُ ْ‬
‫م ْ‬
‫ل َ‬ ‫ه َ‬
‫قا َ‬ ‫خل ْ َ‬
‫ق ُ‬ ‫ي َ‬
‫س َ‬
‫ون َ ِ‬ ‫ب ل ََنا َ‬
‫مث َل ً َ‬ ‫ضَر َ‬
‫و َ‬
‫} َ‬

‫التفسير ‪- :‬‬

‫)وضرب لنا مثل( في ذلك )ونسي خلقه( من المني وهو أغرب من مثله )قال من يحيي العظام‬
‫وهي رميم( أي بالية ولم يقل رميمة بالتاء لنه اسم ل صفة وروي أنه أخذ عظما رميما ففتته‬
‫وقال للنبي صلى الله عليه وسلم أترى بحيي الله هذا بعد ما بلي ورم فقال صلى الله عليه وسلم‬
‫نعم ويدخلك النار‬
‫شأ َ َ َ‬
‫ذي َأن َ‬
‫م {يس ‪79‬‬
‫عِلي ٌ‬ ‫خل ْ ٍ‬
‫ق َ‬ ‫و ب ِك ُ ّ‬
‫ل َ‬ ‫ه َ‬
‫و ُ‬
‫ة َ‬
‫مّر ٍ‬ ‫و َ‬
‫ل َ‬ ‫ها أ ّ‬ ‫ها ال ّ ِ‬
‫حِيي َ‬
‫ل يُ ْ‬ ‫} ُ‬
‫ق ْ‬

‫التفسير ‪-:‬‬

‫)قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق( مخلوق )عليم( مجمل ومفصل قبل خلقه وبعد‬
‫خلقه‪.‬‬
‫وروي انه اخذ عظما رميما ففتته وقال للنبي صلى الله عليه وسلم اترى يحيي الله هذا بعدما بلي‬
‫ورم ‪ ,‬فقال الحبيب صلوات ربي وسلمه عليه ) نعم ويدخلك النار ( او كما قال صلى الله عليه‬
‫وسلم ‪.‬‬
‫يستبعد عباد الماده والعقلنيون بعث هذا الكون بعد فنائه وبعث الموتى بعد ان رمت اجسادهم ‪.‬‬

‫اولم تسمع قول الله تعالى ‪- :‬‬

‫ن {يس ‪77‬‬
‫مِبي ٌ‬
‫م ّ‬
‫صي ٌ‬
‫خ ِ‬
‫و َ‬
‫ه َ‬
‫ذا ُ‬ ‫ة َ‬
‫فإ ِ َ‬ ‫من ن ّطْ َ‬
‫ف ٍ‬ ‫قَناهُ ِ‬ ‫ن أ َّنا َ‬
‫خل َ ْ‬ ‫سا ُ‬ ‫م ي ََر ا ْ ِ‬
‫لن َ‬ ‫ول َ ْ‬
‫َ‬
‫}أ َ‬

‫التفسير ‪- :‬‬

‫)أولم ير النسان أنا( يعلم وهو العاصي ابن وائل )خلقناه من نطفة فإذا( مني إلى أن صيرناه‬
‫شديدا قويا )هو خصيم مبين( شديد الخصومة لنا )وضرب( بينها في نفي البعث ‪.‬‬
‫ما كان ينبغي لمن خلقه الله من الماء المهين ان يخاصم ربه متحديا ً قدرته ‪ ,‬نعم يحييها فهو‬
‫سبحانه وتعالى انشاها اول مرة ‪.‬‬
‫لقد قاسى العبد من الموت وسكراته وخطره على سوء ختم العاقبة ‪ ,‬وكان من دعائه عليه الصلة‬
‫والسلم دائما )) اسالك العفو والعافيه في الدنيا والخرة وحسن الختام (( او كما قال صلى الله‬
‫عليه وسلم ‪.‬‬
‫وهو الن بعد ضجعة في القبر في برزخ ل يعرف ما فيه ال الله رب العالمين ‪ ,‬فهو المرحله الثالثة‬
‫من مراحل النسان وكل مرحلة اشد مما سبقها ‪.‬‬

‫الولى ‪-:‬‬

‫الجنين في بطن امه ‪.‬‬

‫الثانيه ‪-:‬‬

‫حياته وقد حمل المانه وهي التكاليف الشرعية ‪.‬‬

‫الثالثة ‪-:‬‬

‫ضجعة القبر ‪.‬‬

‫ول بد لنا هنا من وقفة ‪ ,‬لماذا يا ترى ؟ لن للقبر نعيم وعذاب ولنه اول منازل الخرة ‪.‬‬
‫هذا سيكون باذن الله وتوفيقه موضوعنا للدرس الثالث من هذه السلسلة ‪.‬‬

‫أقول قولى هذا وأستغفر اللـه لى ولكم‬

‫وصلي اللهم على محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على دربه الى يوم الدين‬

‫** الى اللقاء في الدرس القادم بحوله تعالى **‬


‫أسال الله عز وجل أن يجعل عملنا هذا خالصا ً لوجهه الكريم‬

You might also like