Professional Documents
Culture Documents
1
مقدمة:
يتوقع أن يبلغ حجم السكان في العالم العربي خلل السنوات الخمس القادمة بحدود 300مليون
ن سمة من هم %40تتراوح أعمار هم ب ين 25-20سنة وهذه ميزة ن سبية للو طن العر بي ،وال تي ستعني
ضرورة التخطييط لتدرييب وتعلييم 120مليون تعليما وتدريسيا ينسيجم والحتياجات التنمويية للبلدان
العرب ية ،بح يث يو جه %90من هذا العدد للتخ صصات التقن ية الهند سية والطب ية وال صيانة والخدمات
الفنية.
لذلك كله توجهت الدول العربية إلى توسيع قاعدة التعليم التقني والمهني ،من خلل إدراكها لدور التنمية
البشرية في تحقيق النهوض العلمي والتكنولوجي وتقليص الفجوة التكنولوجية والعلمية بينها وبين الدول
المتقدمة .وبالتالي فأن التعليم التقني سيكون عماد التنمية خاصة وهناك الميزة النسبية في الوطن العربي
حيث توفر الموارد البشرية والمادية والمالية( .التويجري 1422 :هي).
ويعزز ذلك ما أكد وزراء التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي في مؤتمرهم السادس الذي
عقد في الجزائر عام 1996على دعوة الدول العربية إلى منح التعليم التقني والمهني مرتبة متقدمة في
سلم أولويات السياسات والستراتيجيات التعليمية ،وإدخال التجديدات التربوية عليه ،وأهمية مشاركة
قطاعات العمل والنتاج في عملية تصميم مناهجه وتطويرها (.),UNEVOC 31:1998
مشكلة البحث
الرتقاء بالتعليم التقني وتحسين نوعيته التحدي الكبر لتكوين رأس المال ستبقى مهمة
البشري الراقي النوعية ،وهو بوابة العبور إلى التقدم ومواجهة التطورات العلمية والتكنولوجية التي
يشهدها العالم.والتساؤل الذي سيواجهه المخططون للتعليم التقني هو :هل أن أزمة التعليم التقني هي أزمة
عالمية؟ أم أنها أزمة خاصة بالوطن العربي ؟
وللجابة على هذا التساؤل فقد تطلب المر مراجعة مسيرة التعليم التقني في الوطن العربي ،تلك
المراجعة التي أشرت أربعة أمور أساسية أمكن من خللها صياغة مشكلة البحث من خلل التساؤلت
التالية:
أولً :لماذا تؤكد النظمة التقنية العالمية الجديدة على إهمال الهوية الثقافية الوطنية والقومية وما
تشتمل عليه من قيم ومواقف؟
ثانيا :هل أن التعليم التقني هو جزء من النظام القتصادي والجتماعي والثقافي وهل هناك ضرورة
للتصدي لمشكلته من خلل شبكة متفاعلة تساهم فيها جميع قطاعات المجتمع ؟ أم أنه يمكن التصدي
لمشكلته دون هذه الشبكة؟
ثالثا :هل يجب أن تتصف نظم التعليم التقني بالمرونة في مساراتها ومناهجها وتخصصاتها وسنوات
الدراسة ووسائل التقويم فيها؟
2
رابعا :ما هي الهداف الستراتيجية للمرحلة القادمة ؟ وكيف يمكن تحديد أهداف كبيرة للرتقاء بالتعليم
التقني في الوطن العربي؟
إن الجابية على هذه التسياؤلت ستمكن التقنيون أفرادا ومؤسيسات لي ساهموا فيي عمل ية الرتقاء بالتعل يم
التقنيي ،وتحقييق التقدم والزدهار فيي حقول المعرفية التقنيية لتأميين قدرة إضافيية لتطويره والنهوض بيه
لتحقيق التنمية القتصادية والجتماعية والثقافية ومواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية المتسارعة التي
يشهدها العالم.
هدف البحث :
أن بناء الرؤى والتوجهات المستقبلية بما تتضمنه من مبادئ حاكمة لتنفيذ المشروع القومي في
الوطن العربي هو بالساس لبناء رأس مال بشري متنام ،وراقي النوعية يركز على مجموعة من
الهداف يمكن إجمالها بالتي :
الهدف الول :بناء رأس المال البشري التقني راقي النوعية الذي يؤكد على تأسيس العقلية التقنية
و بناء القدرات البتكارية التقنية و تأمين التعليم الذاتي .
الهدف الثاني :صياغة علقة قوية بين مؤسسات التعليم التقني ومؤسسات المجتمع المحلي بشكل عام
وحقل العمل بشكل خاص بحيث يصبح التعليم التقني هما للمجتمع كله مؤسسات وأجهزة ومواطنين فضلً
على الموائمة بين مدخلته ومخرجاته مع حاجة حقل العمل وتقدم المجتمع .
الهدف الثالث :وضع ملمح ورؤى المستقبل للتعليم التقني العربي بضوء التحولت التي سيشهدها قطاع
التعليم التقني في العالم والتجاهات المتوقعة في معاهد ومراكز التعليم التقني والمهني في الدول العربية.
الهدف الرابع :تحديد النعكاسات المستقبلية على التعليم التقني في الوطن العربي وكيفية التهيؤ لنتائج هذه
النعكاسات لبناء مجتمع متقدم.
ولتحقيق هدف البحث فقد تم تقسيم البحث إلى أربعة مباحث رئيسة ،يتناول الول تطور التعليم المهني
والتقني في البلدان العربية،فيما يتناول الثاني تحديات التعليم التقني في اللفية الثالثة ،ويتصدى المبحث
الثالث لمتطلبات الرتقاء بالتعلم التقني ،وأخيرا يتناول المبحث الرابع وسائل الرتقاء بجودة التعليم التقني.
المبحث الول
تطور التعليم المهني التقني في البلدان العربية
تتمثل التطورات الرئيسية في التعليم المهني والتقني خلل العقدين الماضيين من القرن الماضي،
في التوسع الكمي ،الذي اقترن باستمرار التفاوت بين البلدان والمناطق في فرص اللتحاق بالتعليم ،وفي
3
تباين البنى المؤسسية والبرامج الدراسية وأشكالها ،وفي القيود المالية وبالنقص في الطر التدريسية
والتدريبية وغيرها.
لقد حققت معظم الدول العربية معدلت نمو مناسبة في مختلف المراحل التعليمية منذ انبثاق استراتيجية
تطوير التربية العربية حيث طبق التعليم اللزامي في المرحلة البتدائية الذي امتد ليشمل المرحلة
المتوسطة (الذي يطلق عليه التعليم الساسي).لقد ساهم سعي البدان العربية لتطوير بنية المجتمع
المعرفي ،الى اعتماد سياسات لتطوير التعليم بشكل عام والتعليم المهني والتقني بشكل خاص ،حيث
شهدت مؤسساته عناية خاصة و تطورا وتحسنا ً وترقية لجودته ،وكان من نتائج ذلك ظهور انماط
ومستويات جديدة للتعليم الفني التقني هي كالتي:
المستوى الول :التعليم المهني:
وهو التعليم الذي يمتد لسنتين الى ثلث سنوات بعد التعليم الساسي .يهدف هذا النمط من التعليم
الى توفير الموارد البشرية المهنية للعمل في خطوط النتاج والخدمة ،ويركز على زيادة المهارات أكثر
من تأكيده على زيادة المعارف.وكانت الغلبة في المدارس التي استحدثت في البلدان العربية للمدارس
المهنية الصناعية للذكور والمدارس التجارية للناث ،تليها التخصصات الزراعية والمهن النسوية .
والتي وصفا لهذا النمط من التعليم في البلدان العربية:
.1سياسة توجيه مخرجات التعليم الساسي:
اعتمدت بعض الدول العربية سياسات خاصة بتوجيه الخريجين من المرحلة المتوسطة إلى قنوات
التعليم المهني وكذلك من مخرجات التعليم الثانوي إلى التعليم التقني وحرصت على تطبيقها بكل
جدية.
.2نسبة الملتحقين بالتعليم المهني:
تبلغ نسبة طلبة التعليم المهني في الوطن العربي إلى إجمالي تلميذ المرحلة الثانية ( العامة +
المهنية) بحدود %35وتتصدر مصر بقية الدول العربية في نسبة اللتحاق بهذا النمط من التعليم.
.3نسبة التحاق الناث:
تبلغ نسبة الناث المقيدات بالتعليم الثانوي المهني إلى إجمالي التلميذ المقيدين نحو %40في
سوريا ومصر والمغرب وما بين %33و %36في الردن وتونس والجزائر والكويت ولبنان وبين
%23و %26في البحرين والسودان وأقل من %2في السعودية وموريتانيا(.العزاوي)1999،
4
التعليم حلقة الوصل بين الختصاصيين والمهنيين .وحققت غالبية الدول العربية تطورا ملموسا في
عدد المعاهد وحجم الطلبة المقيدين بالتعليم التقني من خلل مجموعة المؤشرات وكما يلي:
.1عدد المعاهد التقنية:
يبلغ عدد المعاهد التقنية في الوطن العربي بحدود ( )500معهدا ،وتتصدر سورية جميع الدولة
العريبة في عدد معاهدها حيث تبلغ ()110معهدا تليها مصر ()86و الردن( )60وليبيا()43
والمغرب ()40والعراق()39وتونس( )27والجزائر ( )28وأقل من 10في تسع دول أخرى
(.التحاد العربي للتعليم التقني.)1999،
.2معدل عدد الطلبة الى السكان :
يبلغ معدل عدد طلبة التعليم التقني نحو طالبين لكل عشرة آلف من السكان في الوطن
العربي.ويتفاوت المعدل بين دولة وأخرى إذ يبلغ هذا المعدل ( )5في الردن و( )3في كل من
تونس وليبيا و العراق وبحدود طالبين في الجزائر وسورية ومصر وأقل من ( )1.4في الدول
الخرى.
.3نسبة الطلبة في التعليم التقني:
تطورت نسبة الطلبة المقيدين في التعليم التقني إلى إجمالي الطلبة المقيدين بالتعليم العالي في
الوطن العربي وتراوحت ما بين( %)35-30في تونس والعراق وعُمان وبين ( %)26-20في
الردن والجزائر ومصر و( % )17-15في المارات وسورية وفلسطين و %13في الجماهيرية
الليبية و %10في البحرين وأقل من ذلك في الدول الخرى.وبالرجوع إلى إحصائيات اليونسكو
لعام 2003فإن النسبة المقابلة في أمريكا %44وفي كندا %52وفي فرنسا (.%25تقرير التنمية
البشرية.)2004 ،
.4نسبة الناث في التعليم التقني :
زادت نسبة الناث المقيدات في التعليم التقني إلى إجمالي الطلبة المقيدين في معظم الدول
العربية .
.5تخصصات المعاهد التقنية:
تتخصص بعض المعاهد التقنية بعدد محدد في التخصصات المتشابهة (كالهندسية ،والتكنولوجية)
ويكون الخر متعدد التقنيات أو شاملة للتخصصات الهندسية والزراعية والدارية...إلخ .ويلحظ
أن أكثر من نصف عدد التخصصات في المعاهد التقنية هي تخصصات التكنولوجية (هندسية) في
غالبية الدول العربية .كما أن نسبة الطلبة الملتحقين في التخصصات الصناعية والدارية تحتل
موقع الصدارة مقارنة ببقية التخصصات .أما في التعليم الزراعي فتشكل نسبة الطلبة الملتحقين فيه
أقل من %5من إجمالي المقيدين في التعليم التقني.
المستوى الثالث :الكليات التقنية:
5
أدى التطور العلمي التكنولوجي الذي شهده العالم الى ظهور الحاجة الى تقنيين بمستوى علمي
وتقني راقي تنتهي بشهادة البكالوريس التقني B.Techالذي تتوازن المعارف والمهارات التي
يحصل عليها الطالب في هذا النمط من الدراسة .لذا بدأت الدول العربية خلل العقد الماضي الى
استحداث جامعات أو كليات تكنولوجية أو تقنية ،بالعتماد على خبراتها أو الخبرات الدولية .وقد
نجحت التجارب التي وضعت لها رؤى واضحة لهذا النمط من التعليم وتعثرت بعض التجارب التي
ربط فيها هذا النمط بالتعليم الكاديمي .ول زالت مخرجات هذا النمط من التعليم محدودة في سوق
العمل رغم الحاجة المتزايدة اليه.ول زالت مساهمة القطاع الخاص في استحداث وانشاء مؤسسات
من هذا النمط من التعليم محدودة.
المستوى الرابع :الدراسات العليا التقنية:
لتحقيق التكامل في البناء العمودي للتعليم التقني ،سعت بعض الدول العربية الى استحداث
الدراسات العليا في تخصصات دقيقة بالتعاون بين الكليات التقنية وبين الجامعات التكنولوجية
والمنظمات في عالم العمل وبشكل خاص الحكومي منها بالفادة من الموارد البشرية والتسهيلت
المادية والتكنولوجية التي تمتلكها ،ومن هذه التخصصات على سبيل المثال ل الحصر الهندسة
الفراغية ( القوالب) أو اللحام أو تكنولوجيا صناعة السنان ،أو الزراعة النسيجية وغيرها.ول زال
هذا النمط من التعليم التقني محدودا من حيث عدد تخصصاته أو عدد الملتحقين فيه.
ويشير المخطط رقم( )1إلى أن ان هيكل القوى العاملة الذي تسعى الدول العربية لتحقيقه يتطلب(
)40-20مهني (عامل ماهر) بمستوى خريج الدراسة المهنية الثانوية و( )4-3تقنيين من خريجي
المعاهد التقنية لكل مختص أو خريج جامعةأو كلية تقنية ،ويتباين ذلك من قطاع اقتصادي لخر.ورغم
إن هذا الهرم للقوى العاملة كان قد اقر عام 1960في البلدان الوربية وتغير بعد دخول العالم في
عصر ما بعد الصناعة مع نهاية القرن العشرين ،ال ان الدول العربية ضلت متمسكة به و لم تستطع
تحقيقه لسباب عديدة ،إذ صادفت أغلبية البلدان العربية صعوبات في هذا المجال ،وتكشفت لها أن
الولوية التي أعطتها للتعليم الكاديمي على حساب التعليم التقني والمهني في إطار سياسة تعليم الشباب
التي لم تسفر عن نتائج مشجعة ،ذلك أن نقل التكنولوجيا الحديثة واستخدامها واستثمارها للنهوض
بمستوى العمل والنتاج تحتاج إلى تنمية الموارد البشرية الفنية المدربة والقادرة على استيعاب
التكنولوجيا وتكييفها مع حاجات التنمية،كما برزت جليا الزيادة في
فئة الختصاصيين (الحاصلين على البكالوريوس) على أصحاب المهارات الفنية المتوسطة (خريجي
المعاهد التقنية) مما اوقع البلدان العربية في مشكلت عدم قدرتها على توفير فرص العمل لخريجي
الجامعات انعكس على بروز ظاهرة البطالة المقنعة او الهجرة.
المخطط رقم)(1
هرم القوى العاملة التقليدي
6
النسبة المؤهل الدراسي
تقنيون3-4
دبلوم تقني
مهنيون
20-40 ثانوية مهنية
المبحث الثاني
تحديات التعليم التقني في أللفية الثالثة
نتيجة التغيرات المتسارعة في العلم والتكنولوجيا خاصة في الدول المتقدمة بدأ في أواسط القرن
العشرين ظهور "موجة ثالثة" بشرت بميلد حضارة ما بعد الصناعة ،أوماسميت حضارة عصر
المعلومات ،والتي تشكل اليوم حضارة اللفية الثالثة ( .)Toffler ،1981وقد أفرزت هذه الموجة جملة
من القضايا التي يمكن إجمالها بالتي:
7
أولً :التحديات:
.1تحدي تكنولوجيا المعلومات والتصالت :أدى توصل النسان إلى
اختراعات وخزنها في الحاسوب ونقلها عبر خطوط الهاتف أو اللياف
البصرية أو القمار الصناعية وغيرها ،إلى تغيرات جوهرية في هيكل
العمل ،إذ ظهرت وظائف جديدة (أطباء التلفزيون ،ومعلمو
التلفزيون)،إذ يؤدي هؤلء عملهم في بيوتهم ويتم التصال بهم من
خلل الهاتف الخلوي (النقال) ،والبريد اللكتروني والفاكسميل .لقد
أدت تقنية المعلومات إلى التحام شديد بين الحواسيب وأجهزة
التصالت المختلفة .ونجم عن ذلك مصارف معلومات هائلة لخدمة
العلماء والباحثين.
وتعد تكنولوجيا التصالت إحدى أعمدة الثورة التقنية حيث تسهم بانتقال المعلومات من بلد لخر
بسهولة خاصة بعد استخدام اللياف البصرية في منظومات التصالت ،وساعدت على انتقال المعلومات
بسرعة الضوء وبكثافة عالية .وتوفر القمار الصناعية ،وسائل اتصالت أخرى لزيادة فاعلية نقل
المعلومات كما ونوعا (جريو.)4-1997،2:
.2التحديات في قطاع التعليم:
ستكون مؤسسات التعليم التقني أول المؤسسات التي ستتأثر بنتائج الثورة المعلوماتية ،وستتحول إلى
مؤسسات تعليمية تعتمد الحقيقة التشبيهية Virtual Realityوستكون مهمتها غمس الطالب في واقع ما
يدرس من خلل اعتماد هندسة البرامج (عايش.)1996،24 ،
وفي مدرسة الحقيقة التشبيهية ستستخدم أجهزة الكمبيوتر وكفوف المعلومات Data Glovesونظارات
خاصة Gogglesوأغطية الكترونية للرأس ،Mounted Display Headبدلً من اللوحة والكتاب
المنهجي ،والدوات الجديدة ستجعل الطالب يحصل على منظر ستريوسكوبي ثلثي البعاد فيتفاعل
الطالب بحيث ينغمس بالبرنامج ويجد نفسه داخله وكأنه أحد شخوصه(.عايش)24،1996،
.3التحديات الجتماعية والقتصادية:
نتيجة التطورات في تكنولوجيا المعلومات ستظهر ثقافة عالمية جديدة نتيجة قدرة هذه التكنولوجيا على
ربط الناس ،وهذا سيؤدي إلى أن تضعف الثقافات المحلية وتقلل من اهتمامات الناس بالمور المحلية
والوطنية وتزيد من اهتمام الناس بالمور العالمية ،ويقدر أن تختفي %90من اللغات السائدة في القرن
المقبل وسيادة اللغة النجليزية كلغة عالمية (نوفل.)1997،204:
ومن المتوقع أن يزداد النتاج العالمي على نحو سريع نتيجة التكنولوجيا الجديدة التي ستؤدي إلى
أن يفقد الكثيرين وظائفهم وستزداد البطالة وتصبح الوظائف أكثر تخصصا ،ويزداد اعتماد اللت الذكية
المؤتمتة ،وسيزداد التباين بين من يتقنون استخدام تكنولوجيا المعلومات والتصالت ويملكونها ومن ل
8
يستطيعون ذلك ،وسينجز الناس معظم تبادلتهم المالية عن طريق الكومبيوتر ،إذ ستستخدم النقود
اللكترونية على نطاق واسع.
.4تضاءل الدور الحكومي:
ومن أبرز تحديات اللفية الثالثة هو تضاءل دور الحكومة في نمو تكنولوجيا المعلومات حيث لن
يكون التمويل الحكومي ضروريا لن الناس سوف يريدون هذه التكنولوجيات ويدفعون ثمنها .وسوف لن
يكون بمقدور الحكومة السيطرة على تكنولوجيا المعلومات والمجال المعلوماتي إل بشكل محدود،
وستزداد الرقابة على سلوك النسان في أماكن كثيرة نتيجة التوسع في شبكة المعلومات والتصالت.
إن رياح هذه التحولت وصلت إلى وطننا العربي وبشكل خاص في مجال التكنولوجيا التي بدأ تأثرنا
وحاجتها لها فدخلت منظومات التصال الهاتفي فضلً على الشتراك بالشبكات العالمية للمعلومات،
واستيراد أحدث المصانع المؤتمتة بمكائنها الذكية لمختلف الصناعات والقطاعات الخدمية .ولكن
المعضلة تكمن في أن مؤسساتنا التعليمية بشكل عام والتقنية بكل خاص لم تتطوربنفس سرعة
التحولت،فهل ستتمكن دولنا العربية من ذلك؟هذا هو التساؤل والتحدي الكبير الذي سيواجه مؤسسات
التعليم التقني العربية.
ثانيا :التحولت المتوقعة للتعليم التقني والمهني:
سيشهد قطاع التعليم في دول العالم المختلفة بوجه عام ومؤسسات ومراكز التعليم والتدريب
التعليم التقني والمهني بوجه خاص تحولت كبيرة في اللفية الثالثة يمكن إجمال أهمها بالتي(نوفل
:)1997 ،205-204
.1تمكن التكنولوجيا الطفال من بدء تعليمهم المنظم بسن مبكرة ،وقد يعلم بعض الطفال أنفسهم
القراءة في سن الثالثة.
.2ازدهار الخبرات التربوية نتيجة استخدام الجهزة ذات الوسائط المتعددة وغيرها.
.3وفرة إنتاج السلع التعليمية على نحو عال وبكلفة معقولة ومنها اللواح الليزرية .
.4قدرة المدرسين على التعامل مع فصول تضم تلميذ مختلفي القدرات والميول.
.5توفر كم هائل من المعلومات التي يستخدمها الطلبة في دراستهم بحوثهم.
.6ظهور الجامعات العالمية التي يرتبط بها الطلبة عن طريق شبكات الكومبيوتر.
.7استمرار الحاجة إلى المدرسين للشراف على عمليات التعلم وتوجيهها وضمان جديتها.
.8مقاومة المدرسين لتكنولوجيا المعلومات عندما تهدد وظائفهم وامتيازاتهم.
إن هذه التجاهات قد تسود كلها أو بعضها في بعض الدول العربية ،وسوف تتباين تأثيراتها من بلد
لخر اعتمادا على مدى تأثره بتكنولوجيا المعلومات والتصالت وبمدى رغبته في اعتمادها في
مؤسساته التعليمية .كما ستتأخر دول أخرى نتيجة لسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية عن اعتماد هذه
التقنيات.
9
ولكن مهما كانت النيات والتوجهات فإن التعليم التقني سيحتاج إلى رؤية جديدة تجمع بين مقتضيات
عالمية التعليم وضرورة توافر المزيد من الملئمة فيه بغية الستجابة لطلبات المجتمع ،وتركز هذه
الرؤية على مبادئ الحرية الكاديمية والستقلل المؤسسي مع التشديد في الوقت نفسه على ضرورة
إمكان المسائلة أمام الجميع(اليونسكو .)20،1995
وفيما يلي أهم التجاهات المتوقعة لمعاهد ومراكز التعليم والتدريب التقني والمهني في البلدان العربية(:
العزاوي.)10-8 ، 1997:
.1التوجه نحو استحداث معاهد ومراكز تقنية متقدمة ،وقد ذهبت في هذا التجاه كل من ليبيا
والعراق وسوريا والمارات وتونس وغيرها ،تخصص بعضها بنظم هندسة وعلوم
وتقنيات المعلومات والتقنيات الحديثة المتقدمة.
.2التوجه نحو استحداث المزيد من الكليات التقنية في التخصصات النادرة وذهبت في هذا
التجاه كل من دولة مصر والمارات وسلطنة عمان والعراق والردن وسوريا
والسودان .وقد يحتاج إنشائها في المستقبل إلى تعاون وثيق بين المؤسسات التعليمية
ومؤسسات حقل العمل بهدف توحيد الجهود.
.3إن إعداد تقنيين بمستويات عالية التأهيل يحتاج لعادة النظر بمدة الدراسة في المعاهد
التقنية التي تتراوح بين ( 3-2سنة) حاليا ،حيث أن بعضها يحتاج إلى أكثر من هذه المدة
لعداد ملكات تقنية مؤهلة تأهيلً عاليا .هذا بالضافة لعادة النظر بالمناهج الدراسية
بشكل جذري وطرائق التدريس وإعداد الكوادر التدريبية وقد سعت بعض الدول العربية
في هذا المسعى وبذلت جهود حثيثة.
.4السعي لستحداث دراسات نوعية في تخصصات التصالت والحاسبات وبرامجيات
الحاسبة ،والتصالت البصرية واللكترونية ،ويحتاج استحداث هذه التخصصات إلى
تظافر جهود المؤسسات التعليمية والقطاعات الصناعات والعلمية الخرى عبر برامج
وطنية ،ولزال هذا التجاه في بدايته في البلدان العربية.
.5العمل بفلسفة التعليم للجميع ومدى الحياة والحاجة إلى التأهيل وإعادة التأهيل بسبب انتقال
العاملين من عمل لخر بشكل مستمر ،وهذا يعني أن نشاط التعليم المستمر سيشهد تطورا
ملحوظا خاصة في المعاهد التقنية لتأمين فرص عمل تواكب آخر التطورات في المجالت
العلمية.ويمكن أن تسهم المعاهد التقنية الخاصة بفاعلية في هذا المجال.
.6وسيكون العمل بفلسفة المعهد المنتج القادر على تشغيل ورشة ومختبراته وحقوله لتأمين
تمويل إضافي لبرامجه وتوفير فرصة للتعاون مع عالم العمل وإتاحة الفرصة أمام
العاملين فيه مدرسين وطلبة على التدريب.
10
ثالثا :التوجهات والحتياجات النوعية والكمية للتعليم التقني:
تسعى الدول العربية إلى سد الفجوة العلمية والتكنولوجية التي تزداد اتساعا لمتلك الدول المتقدمة
مستلزمات كافية وآليات واضحة و كفوءة مما مكنها من الستمرار والنمو بوتائر عالية ،لذلك فإن
التوجهات المستقبلية المطلوبة واحتياجات الدول العربية تتركز في التوسع الكمي والتطور النوعي وكما
يلي.)UNEVOC ،1998-29-31( :
.1اعتماد سياسات واستراتيجيات وطنية وقومية تلبي احتياجات المجتمع العربي
وتتجاوب مع المستجدات العلمية والتكنولوجية وانعكاساتها على نوع المهن.
.2تحديث النظمة والبرامج والمناهج الخاصة بالتعليم التقني والمهني.
.3التوسع بإدخال نظام الساعات المعتمدة.
.4التوسع في أنماط التعليم غير النظامية الموجهة للمتسربين من الشباب من المراحل
التعليمية المختلفة.
.5التوجه نحو برامج تعليمية بأشكال ومستويات متنوعة مثل برامج تعليم الكبار والتعليم
المستمر وغيرها.
.6التكامل والتجسير أفقيا وعموديا بين مراحل التعليم المختلفة بما يكفل تكافؤ الفرص
للجميع لكمال دراساتهم العالية.
.7تصعيد الستفادة من وسائل التصال الحديثة وشبكات المعلومات.
.8التوسع في إنشاء كليات وأقسام متخصصة لعداد المدرس والمدرب التقني والمهني.
إن هذه الحتياجات والتوجهات تتطلب تهيئة متطلبات الرتقاء بالتعليم التقني والمهني في البلدان
العربية بما ينسجم وإمكانياتها وتطلعاتها بعيدا عن نقل التجارب الجاهزة التي قد تواجه الفشل والخذ
بالعتبار نقاط القوة والضعف في البيئة الداخلية والفرص والتحديات في البيئة الخارجية
المبحث الثالث
11
متطلبات الرتقاء بالتعليم التقني
ظل المستوى التعليمي الكاديمي والتقني والفني للتعليم رغم ما تمتلكه هذه المة من ثروة ورغم
كل ما انفق ضعيفا ،مما انعكس بالتالي على المستوى التقني للموارد البشرية .ذلك كله يظهر الحاجة إلى
التوسع في إنشاء المعاهد والمراكز العلمية والتقنية ،والعمل على زيادة الكفاءة النتاجية للكوادر الفنية ،
لن أهم الثروات الكامنة هي البشر.
لكن البلدان العربية ستبقى متباينة في إمكاناتها ،فما يصلح من مقترحات للدول التي تقدمت صناعيا
وعلميا ل يصلح لدول تشكل العمالة الجنبية أكبر من ( )%70من مجموع قوة العمل فيها ،وما يصلح
للسودان الذي يعاني من نقص في الموارد المالية لن يلءم المارات العربية المتحدة التي تعاني من
نقص في حجم القوى البشرية الوطنية مع حجم هائل من العوائد.
لذلك لبد من التأكيد على أن الرتقاء بالتعليم التقني هي عملية بالغة التعقيد ،إذا على الرغم مما استثمر
فيه فإن ل يزال كما وكيفا اقل من مستوى الطموح ،إذ ل زال منفصلً عن عالم العمل ،ولزال يعاني
من مشكلت كبيرة جدا في مجال التمويل ،ولزال الدور الحكومي رئيسيا فيه ،ولزال بعيدا عن العلوم
التكنولوجية المتقدمة كالهندسة المتكاملة ،وهندسة البوليمرات والهندسة البايوكيماوية والمواد الكهربائية
وهندسة تصاميم النتاج وهندسة الميكاترونكس.
إن أي رؤية لبناء مستقبل التعليم التقني في البلدان العربية يحتاج إلى معالجة جذرية واقعية مرنة تنسجم
والمكانيات المتاحة والتغيرات الجتماعية والقتصادية والتكنولوجية التي تشهدها بلداننا العربية.
و يمكن تصورمجالت بناء الرؤية المستقبلية للتعليم التقني العربية من خلل التي:
أولً :هيكل الموارد البشرية في عصر ما بعد الصناعة:
تغير مكان الموارد البشرية في العالم نتيجة التغيرات المتسارعة في العلم والتقانة .فبعد أن كان
هرم الموارد البشرية مكونا من ثلث مستويات هم الختصاصين والتقنيين المهنيون ،أصبح هرم
الموارد البشرية في عصر مابعد الصناعة كما يعرضه المخطط رقم ( )2حيث يوضح أثر التحولت
التكنولوجية على هيكل الموارد البشرية ،حيث التغير نحو الشكل البيضوي الذي يشكل التقنيون فيه
حوالي( )%60من حجم الموارد البشرية أو أكثر في بعض الختصاصات على حساب (المهنيين)
والختصاصيين التي قلت الحاجة اليهم نسبيا.
12
المخطط رقم)(2
النموذج البيضوي لهيكل الموارد البشرية المعاصر
مهنيون
ثانوية مهنية
20%
13
النتفاع بكل أشكال قطاع التعليم في وقت يزداد فيه الضغط على الموازنات العامة للدولة ،مما
يتطلب من المؤسسات التعليمية وبشكل خاص مؤسسات التعليم التقني على التنافس مع تنظيمات
المصالح الخرى لجذب اهتمام المصادر العامة للتمويل نحوه .وهنا لبد من تأشير ضرورة نقل
العبء المترتب على التوسع في التعليم التقني من المصادر العامة نحو المصادر الخاصة
( اليونسكو ،)1995،23 ،فضلً عن إيجاد مصادر تمويل بديلة منها(.)UNEVOC ،23،1998
.1إعتماد برامج إنتاجية بالستفادة من الطاقات في الورش والمعامل والحقول وتقديم منتوجات
صناعية وزراعية وغيرها.
.2إنشاء مكاتب استشارية تقدم خدماتها إلى مؤسسات القطاعين العام والخاص لقاء أجور
مناسبة وتقديم خدمات طبية من خلل العيادات الطبية المتنوعة.
.3إبرام عقود مع مؤسسات عالم العمل لجراء أبحاث أو دراسات لحل المشكلت وتطوير
النتاج.
.4اعتماد مبدأ الدراسة غير النظامية كالدراسة المسائية مقابل أجور ،أو تنظيم فصول خاصة
لبعض مؤسسات عالم العمل في تخصصات محددة لعدد محدد لقاء أجور.
.5توسيع نشاط التعليم المستمر بالتنسيق مع عالم العمل بالستفادة من خبرات الهيئات
التدريسية والطاقات غير المستغلة في الورش والمعامل.
إن كل هذه الموارد وغيرها إضافة إلى التمويل الحكومي ل يمكن أن يلبي كل الحتياجات الستثمارية
أو الجارية ،مما يتطلب التعاون مع المؤسسات الدولية ومؤسسات الدول المتقدمة للحصول على
العانات والمساعدات بشتى أشكالها الماليةأو المادية على شكل تجهيز ورش ومعامل وأجهزة ،أو
بالحصول على فرص تدريبية أو دراسية مجانية أو بالحصول على اشتراك في الكتب والمجلت
مجانا،بالضافة إلى التعاون مع المؤسسات الخيرية والدينية والجتماعية للحصول على دعم مالي
منها.
كما أن مؤسسات التعليم التقني مطالبة بضغط النفاق وإيجاد السبل المناسبة التي تحقق هذا المطلب
دون التقليل من النوعية إذ يمكن تقديم بعض المقترحات في هذا المجال منها (أنطوان رحمة1992،،
.)39
.1تغيير أساليب التعليم وإعطاء نصيب أوفر للتعليم الذي يوفر في عدد أعضاء هيئة
التدريس وفي استخدام المباني ،ويخفف من ساعات إشغال القاعات والمخابر.
.2العمل بفلسفة المعهد التقني المفتوح والتعليم المتناوب بين العمل والدراسة لبعض
التخصصات.
.3إن مؤسسات التعليم التقني والمهني مطالبة بالضغط على نفقاتها والبحث عن
مصادر بديلة للمصادر الحكومية ،تشجيع القطاع الخاص على إنشاء معاهد تقنية
في الختصاصات الحديثة.
14
حيث أن تكاليف التعليم في ازدياد مستمر و تتوقع تقارير المم المتحدة أن يصل إلى باب مسدود
تقف بعض الحكومات عاجزة عن تخصيص المزيد من النفقات للتعليم ،ويقف معها الطلبة وأوليائهم
عاجزين عن النفاق على تعليمهم مما يعني التراجع عن ديمقراطية التعليم.
ثالثا :التنوع والمرونة والجودة:
لكي يحقق التعليم التقني والمهني دوره المنشود في تطوير البنى القتصادية والجتماعية العربية ،فإن
عليه أن يستهدف أعداد أفراد قادرين على التعليم الذاتي المستمر بدلً من مجرد متعلمين ،لذلك فإن
مؤسسات التعليم التقني والمهني مطالبة أن تحقق أهداف التنوع والمرونة والجودة لكي تكون قادرة
على الستجابة للتغيرات المتسارعة في العلم التقانة.
.1التنوع:
يستهدف التنوع أن تكون برامج مؤسسات التعليم التقني والمهني متجددة وفقا للتغير في عالم العمل ل
جامدة ساكنة ،ويعني التنوع ما يلي (:المنظمة العربية للتربية والثقافة لعلوم.)1998،61 ،
الهتمام بالتعليم مدى الحياة وإتاحة الفرصة للتعليم بد ًء من المقرر
الواحد إلى الشهادة التقنية دون اللتزام بالنمط الجامد الجامعي القائم
حاليا.
التعليم المستمر بالتعاون مع الدولة وقطاع العمال والمجتمع المحلي
والهتمام به نتيجة التقادم السريع للمهارات التقنية مع التطورات
التكنولوجية المتسارعة.
تعميق الوظيفة النتاجية للمعهد التقني.
إنشاء مراكز بحث وتطوير بتخصصات متداخلة وبمشاركة قطاعات
المجتمع.
.2المرونة:
يقصد بها حرية الخروج ثم العودة إلى مؤسسات التعليم التقني ،إذ أن الجمع بين الخبرة العملية
والدراسة يحقق أفضل النتائج المعرفية للفرد والمجتمع.
أما على الصعيد المؤسسي فتعني المرونة أن يخضع هيكل المؤسسات التقنية والبرامج التي تقدمها
ومحتوياتها للمراجعة المستمرة بما يضمن سرعة الستجابة للتطورات العالمية والمحلية.
.3الجودة:
إن مؤسسات التعليم التقني العربية بحاجة إلى هزة شديدة بهدف تحسين الجودة مع عدم إضافة
مؤسسات جديدة إل بضمان مستوى جودة أرقى من السائد ،ولتطوير جودة المؤسسات التعليمية
ومؤسساتها ومخرجاتها فإن المر يتطلب:
تحسين إمكانيات وتجهيزات التدريس والتدريب.
وضع برامج فعالة لترقية قدرات هيئات التدريس.
15
إعادة النظر في هياكل المؤسسات التقنية التعليمية بما يؤدي إلى تفادي التكرار.
وضع مستوى جودة مستهدف للمؤسسات الجديدة وتطبيقه بدقة.
تفادي قيام مؤسسات تعليم تقني خاصة ضعيفة لنها تزيد المشكلة تعقيدا.
رابعا :العولمة:
لقد بتنا إزاء نظام عالمي جديد ترسم خطوطه وترتب أموره بالستناد إلى المكانيات التي
أطلقتها الثورة التقانية ،تساهم فيه الدول الكبرى والمؤسسات العالمية .وقد انطوى على ذلك تغير في
الهياكل القتصادية وكذلك الخدمات التعليمية.
فالدول المتقدمة وبحجج مختلفة ستدفع المجتمع الدولي إلى تنظيم التعامل فيه على نحو يحافظ على
قدرتها الحتكارية بدعوى حماية الملكية الذهنية (أو الفكرية) التي باتت تحتل موقعا متقدما على ملكية
الثروات الطبيعية والمادية التي تغلب على تركيبة الثروات العربية المنظمة العربية للتربية والثقافة
والعلوم.)1988،9 ،
إن كل ذلك يتطلب من مؤسسات التعليم التقني العمل على ما يلي:
.1مواجهة ظاهرة المسخ الثقافي ،حيث تقدم الن حزمة ذات أبعاد تقانية ومعرفية ومادية على
أنها حضارة متكاملة ،ومع السف أخذت بعض الدول العربية تأخذها كلها على أساس أنها
تمثل التقدم وفي هذا مخاطرة كبيرة.
.2أهمية توجيه التعليم إلى حماية خصوصياته العربية وتطويرها لخدمة التقدم العربي ومعالجة
الجوانب المادية.
.3إن النسياق وراء العولمة سيؤدي إلى تغييرات جوهرية على النظم القتصادية أبرزها
تراجع دور الدولة وتقلص اليرادات العامة نتيجة التخلي عن فوائض القطاع العام إلى
الفراد الذي تحول لهم ملكية المنشآت العامة نتيجة الخصخصة والعفاءات الضريبية وما
سيتبع ذلك من تقليص النفاق العام.
.4إن التخلي عن النشاطات القتصادية سوف ل يمكن الدولة بالضرورة من التركيز على
المرافق ذات النفع العام ،إذ ستتخلى الدولة عن الستثمار في القطاعات الخدمية بشكل
أسرع وسيقل النفاق على التعليم وسيعنى أن على الفرد أن يتحمل تكاليف التعليم وبذلك
ستحرم الفئات الجتماعية الضعيفة وسنخسر فرصة تطوير مؤسسات التعليم التقني وتوفير
التقنيين.
لذلك فإن إصلح النظم التعليمية في ظل المتغيرات العالمية الجديدة يجب أن تستهدف أمرين
أساسيين(الخطيب.)5 ،1998 :
الول :ضمان حق الفراد في التعليم مدى الحياة.
والثاني :توسيع فرص التعليم بحيث يتم الجمع بين التعليم والعمل.
16
إن استمرار مؤسسات التعليم التقني بنفس نظمها ومناهجها التقليدية وتحول عالم العمل إلى أساليب
ونظم إنتاج متقدمة سيؤدي إلى أن تكون مؤسسات التعليم التقني مصدرا جديدا للبطالة عوضا أن
تكون علجا لها.
17
.6التوسع في أنماط التعليم غير النظامي الموجهة للشباب المتدربين من خلل تأهيلهم وإعادة
تأهيلهم لمهن ومهارات تستجد الحاجة إليها.
.7زيادة الستفادة من وسائل التصال الحديثة وشبكات المعلومات لتحديد وتطوير المناهج
والبرامج التعليمية ،وتبنى مشروع إنشاء شبكة عربية ترتبط بالشبكات العالمية.
18
فهم نطالب ببيع مؤسسات التعليم التقني للقطاع الخاص بحجة العبء العالي الذي يولده ،وهل سيؤدي
هذا إلى تحقيق تراكم راس المال البشري؟
إن تحقيق التراكم وبناء القاعدة التقنية البشرية قد يستفاد من وجود نظام تعليمي قوي غير حكومي
ولكن غير هادف للربح كمنافس للتعليم الحكومي مع الهتمام والتأكيد على النوعية من خلل دعم
الدولة وإعاناتها .وذلك يتطلب تطوير البناء الحالي الجتماعي والقتصادي في البلدان العربية في
المد البعيد ،وإذا ما أتيح للقطاع الخاص أن ينشأ مؤسسات تعليم تقني تهدف للربح وهي ضرورة
ملحة ،فإن ضبط الجودة سيكون مهما لكنه قد يكون صعبا في نظام إدارة حكومية غير كفوء مما
يتطلب تطوير نظام ضبط الجودة.
إن البلدان العربية مسؤولة عن بناء رأس المال البشري بكافة أشكاله،ويزداد هذا الدور أهمية في
حالة التعليم التقني نظرا لضخامة الستثمارات المالية المطلوبة فيه.غير أن هذه المسؤولية ل تعني أن
تكون جميع مؤسسات التعليم التقني حكومية .وقد طرحت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ،
خلل انعقاد المؤتمر التربوي الول لوزراء التربية والتعليم والمعارف العرب عام 1998نموذج يقوم
على مجالس إدارة مستقلة رباعية التمثيل(الدولة ،قطاع العمال ،المجتمع المحلي(المدني)،
والكاديميون بما فيهم الطلبة) ،وبذلك يمهد الطريق للتعاون مع عالم العمل الحكومي والخاص،
ومنظمات المجتمع المحلي لتحقيق أعلى مساهمة في التنمية مع استبعاد حافز الربح ،ولكن يجب أن
تبقى مسؤولية الدولة في المجالت التية:
.1زيادة التمويل الحكومي بشتى أنواعه.
.2رفع كفاءة استغلل موارد المؤسسات التعليمية التقنية.
.3إقامة نظم اعتماد جدية لضمان الجودة.
.4تلفي أخطاء التوسع غير المحسوب.
.5اتسام المؤسسات المستحدثة بالجودة العالية.
مع أهمية التركيز على المجالت المعرفية والشكال التنظيمية المطلوبة للتقدم العلمي،
والتقني ( ،المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم)59-58 ،1998 ،
19
المبحث الرابع
وسائل الرتقاء بجودة التعليم التقني
بهدف الرتقاء بجودة التعليم التقني فإن المر يتطلب بناء معاهد التعليم التقني العربية لميزتها التنافسية،
سواء كانت عامه ام خاصه ،لتعزيز موقعها التنافسي وجدارتها المميزة كما أنه من الضروري ان تفهم
معاهد التعليم التقني وما يحمله ذلك من معاني استراتيجية .
ان الجدارة المميزة تك من في عقول العامل ين في المع هد التق ني ول يس في الجهزة والمخ تبرات ،إن ها
متر سخة في المهارات والمعر فة والقدرات .أن الجدارة الماد ية والمال ية والمعنو ية والثقاف ية والذهن ية
المتاحة للمعهد التقني ،ل تشكل الجدارة المميزة ،وانما يطلق هذا المصطلح على قيمة معرفة ومهارات
العامل ين بالن سبة لتكو ين ثروات المع هد التق ني؟ وإذا ما تح قق ذلك فأن المع هد التق ني يم كن ان تح قق
التي:
.1يؤدي تحسين الجودة إلى تحسين كفاءة استغلل الموارد وتحسين كفاءة العملية العلمية والتربوية .
.2يؤدي تحسين كفاءة الموارد والعملية العلمية والتربوية إلى تحسين المركز التنافسي .
.3يؤدي تحسين الجودة إلى زيادة رضا الطالب والمجتمع وإلى تحسن الجدارة المميزة .
ول كن هل الجودة والجدارة المميزة ه ما خيار معا هد التعل يم التق ني العرب ية الذي لت ستغني ع نه بهدف
تحسين جودة مخرجاتها من الطلبة والبحوث وغيرها من الخدمات المقدمة لخدمة المجتمع بهدف تعزيز
ميزتها التنافسية وتحقيق الجدارة المميزة .واذا ما سلمنا بذلك فما هو هذا الخيار؟وكيف يتحقق؟ ومهما
كان الخيار ال ستراتيجي فالم هم هو ان تكون قادرة على توف ير مستلزمات تطبيقه ونجا حه ،ح يث يرى
بعيض التربويون ان الدول العربيية ليسيت بحاجية الى الحصيول على شهادات لضمان الجودة ،بيل هيي
بأمس الحاجة لتوفير المستلزمات المادية التي تعاني المعاهد التقنية في الدول العربية من نقص حاد فيها.
أولً :بناء الجدارة المميزة:
ان تحديد الخيار المثل يعتمد بدون شك على واقع التعليم التقني في الدول العربية ،فما يصلح في لبنان
قد ليصلح لليمن ،وما يصلح للمعاهد العريقة ل يصلح بالضرورة للمعاهد الفتية .لكننا بالتأكيد بحاجة
الى بدايية ،وتلك البدايية تحتاج الى ايمان القيادات التقنيية بأهميية الرتقاء بنظيم ضمان الجودة بغيض
النظر عن عراقة المعهد التقني من عدمه ،كما يتطلب اللتزام طويل المد لمشاريع ادارة الجودة الشاملة
بحيث تكون الجودة احد الهموم الساسية لجميع القيادات وهيئات التدريس والداريون وغيرهم ،فأذا ما
تحقق ذلك يمكن ان نبدأ بالخطوة التالية وهي بناء نظام الجودة.
20
وبغض النظر عن نوع المعهد وطبيعة نظام الجودة المعتمد فيه ،لبد من القول ان معاهد التعليم التقني
العربية بحاجة لتدقيق توفر الموارد اللزمة لبناء نظام الجودة ،حيث يمثل تدقيق الموارد نقطة انطلق
مه مة في ف هم القدرة ال ستراتيجية للمع هد التق ني على تب ني ا حد ن ظم ضمان الجودة ،ف من خلله يم كن
تقيييم الموارد ،و كميتهيا وطبيعية تلك الموارد والمدى الذي تكون عنده الموارد متميزة ومين الصيعب
تقليدها .و الموارد اللزمة لتحقيق التميز وبناء نظام لضمان الجودة هي كالتي:
.1الموارد المادية:
هي جميع الوسائل المتاحة للمنظمة مثل البنية والمكائن والمواد والراضي والنقود ،ويمكن الشارة
الى الموارد الماديية بانهيا الوجود المادي للمنظمية .وهناك مين يرى ضرورة ان يتسيع هذا الوجود
المادي ليضم طبيعة هذه الموارد من حيث العمر والظرف ،والموقع لكل مورد.
.2الموارد البشرية:
ينصب اهتمام تحليل الموارد البشرية على جملة من القضايا ،من ضمنها تقييم عدد وانواع المهارات
المختل فة في المع هد التق ني ،ال ا نه ينب غي عدم تجا هل اهم ية عوا مل اخرى كقابل ية التك يف للموارد
البشرية.
.3الموارد المالية:
تتضمن هذه مصادر واستخدامات الموال مثل الحصول على رأس المال ،والدارة المالية ،وسيطرة
المالكين ،وادارة العلقات مع مجهزين الموال سواء في القطاع الخاص او العام.
.4الموارد غير الملموسة:
ان الخ طأ الذي يم كن ان يرت كب في تحل يل الموارد هو تجا هل اهم ية الموارد غ ير الملمو سة ف في
ب عض البلدان يم كن ان يم ثل ا سم المع هد التق ني الموجودات السياسية ل ها ،وال صورة الذهن ية او
النطباع الذهني لدى المتعاملين معها.
لقد أصبح نظام إدارة الجودة الشاملة من أرقى أنظمة الجودة المطبقة في العالم ،إذ تستطيع المعاهد
التقنية عن طريقه الوصول إلى المستوى العالمي للمعاهد واصبحت ثقافة إدارة الجودة الشاملة هي أكثر
تكيفا لهذه المواصيفات لنهيا تعتميد على شموليية أهداف الجودة وتأكيدهيا التحسيين المسيتمر وتدرييب
العاملين ومشاركتهم في اتخاذ القرار .
ان تحقيق تكامل جهود التقويم بشكل صحيح يضمن التطبيق الناجح لدارة الجودة الشاملة التي تسعى
لها نظم ضمان الجودة والتي تسعى لتطبيقها معاهد التعليم التقني العربية .
لقد سعت معاهد التعليم التقني في الكثير من دول العالم للحصول على شهادة المواصفات العالمية للجودة
وفقا للمواصفة العالمية التي يمكن أن تحقق لها المنافع التية:
.1تحسن نوعية الخدمات التعليمية والتدريبية المقدمة .
.2زيادة خبرة العاملين من خلل القيام بعمليات التدقيق المستمر .
.3تحسين كفاءة النشطة العلمية والخدمية .
21
.4التحسين المستمر وبشكل خاص في المجال المعرفي البداعي .
.5وضوح سياقات وإجراءات العمل .
.6تقليل الكلف.
.7توفير المعلومات وتسهيل وتحسين عملية اتخاذ القرار .
.8تقليل الهدر والتسرب والضياع .
.9تحسين التصالت ،واتسامها بالوضوح والواقعية .
.10وضوح الدوار وتحديدها لجميع المد راء والعاملين .
.11المراقبة المحكمة للعمليات التعليمية والتربوية والخدمية .
.12الوعي العالي للمسؤولية من قبل العاملين .
أن تح سين الجودة ل يحدث ببساطة عن طريق إرغام العامل ين على التفكير بالجودة ،فتبنيها شيء
مهيم ولكنيه لييس شرطا كافيا للنجاح ،أن المطلوب هيو بناء وأدراك الحاجية للتحسيين فيي ظيل الفرص
المتاحة للتحسين ،وهذا يتطلب تهيئة النظمة المناسبة للوصول للهداف الموضوعة ،كما يتطلب تثمين
الجهود المميزة في مجال تطوير نوعية المخرجات (خريجين وبحوث ،وأنشطة علمية أخرى ) ،ومعاهد
التعليم التقني العربية قادرة لشك عن التعبير عن نموذج القدرة العربية في مواجهة التحديات في طريق
بناء تعليم عالي راقي .
ثانيا :متطلبات الرتقاء بالجودة:
إن الرتقاء بالجودة في معاهد التعليم التقني العربية يتطلب العمل على:
.1توفيير هيكيل أو نظام رسيمي للجودة متمثيل بتطيبيق مواصيفات انظمية ضمان الجودة لخلق
الستقرار في بيئة العمال الداخلية للمعهد التقني ولتحقيق جودة ثابتة لمخرجاتها.
.2ا ستخدام موا صفات الجودة العالم ية او اي من شهادات الجودة الكاديم ية او اي شهادة لضمان
الجودة كإداة للوصول إلى إدارة الجودة الشاملة من خلل توفير بيئة عمل مهيكلة تنسق عمليات
التحسين وتكاملها .
.3ايمان القيادات بالجودة واعتمادها كمنهج عمل مع تحملها المسؤوليات كاملة ،ووضعها لسياسة
واضحة للجودة وآلية عملها وتحديد الصلحيات والمسؤوليات لكافة العاملين في المعهد التقني
ممن لهم علقة مباشرة بالجودة بدقة متناهية .
.4حسن اختيار الكوادرالتدريسية والبحثية والدارية المناسبة ووضعها بالماكن المناسبة ،والقيام
بالمراجعة الدورية لكل المرافق المعنية عن الجودة وخاصة الحلقات الرئيسية منها
.5بناء نظام متكا مل ومحدد لتنف يذ البرا مج والخ طط المتعل قة بالجودة ،بح يث يع مم على كا فة ذوي
العلقة داخل المعهد التقني كل حسب تخصصه مع وضع آلية تنفيذية لمتابعة لهذا النظام.
.6ضرورة وجود انظمة ولوائح وتعليمات لساليب العمل ضمن مخطط عام ومتخصص لكل بنود
نظام ضبط الجودة وعلى اختلف أنواع النظم .
22
.7تشك يل إدارة تع نى بالجودة الجامع ية وتوف ير م ستلزماتها البشر ية والماد ية وبناء النظ مة التقن ية
الم ساعدة ،وتوف ير م ستلزمات مدخلت العمل ية التعليم ية ،ومخرجات ها ،توثيق ها ومتابعت ها ،
وتكون الدارة مهيأة لتقبيل أي تغييرات فيهيا وفيق مقتضيات معالجية أيية انحرافات ومسيتجيبة
لطلبات المستفيدين.
.8وجود ادارة للتوثيق تشمل مفردات تصديق وتأمين الوثائق واجراء أية عمليات ضرورية لتبديل
أو لتعديل الوثائق أن تطلب المر ذلك .
.9وجود اقسام للسيطرة على العمليات العلمية والتربوية ،تشمل إضافة لعديد اعمالها التعامل مع
مراحل العداد الدقيقة .
.10ايجاد ادارة أو مدققين مكلفين بالتفتيش والفحص مع ايجاد سجلت توثيقية .
.11تطويير آليية لضبيط المخرجات غيير المطابقية لمواصيفات الجودة خلل اداء المعهيد التقنيي
لنشطتيه،وتعدييل وتصيحيح العمليات العلميية والبحثيية ،والتعاميل ميع النتائج غيير المطابقية
للمواصفات.
.12ايجاد آلية للمراقبة الذاتية الداخلية للجودة .
.13وضع آلية لتدريب العاملين في اقسام الجودة .
.14الهتمام ببرامج خدمات الخريجين باعتبارها من النظمة التي توفر التغذية الراجعة.
.15تطوير وتطبيق نظم العتماد الكاديمي Accreditation Systemبحيث ل نسمح بأنشاء
معاهد ضعيفة المستوى بحجج الحاجة الى مخرجات هذه المعاهد ،وان لتستثنى معاهد التعليم
التقني الحكومية من ذلك ،وان تعتمد ضوابط العتماد بدون استثناءات.
.16اليمان بالجودة الشاملة فلسفة ،والسعي لتطبيق نظم ضمان الجودة بعد تكييفها بما يلءم واقع
معاهدنا العربية.
.17التوسع في تمكين العاملين Empowermentومشاركتهم في وضع الهداف والمساهمة الفاعلة
في تحقيقها .وتطوير تطبيق نظام تقويم الداء بجميع انشطته من خلل مؤشرات كمية ووصفية
لقياسيه ،وصيولً لعتماد أسيلوب الدارة بالبحيث والتقصيي فضلً عين ضرورة تمتيع القادة
بالمواصفات والخصائص التي تمكنهم من تطبيق فلسفة إدارة الجودة الشاملة في معاهد التعليم
التقني العربية .
23
خاتمة:
يحذر العلماء المستقبليون الدول النامية من إتباع الطريق الذي سارت عليه الدولة المتقدمة أو تبني
إيديولوجياتها كل هذا بهدف إبقاء هذه الدول متخلفة فقيرة ،إذ أنهم لم يقدموا لها النموذج الملئم.
ولكن ما هي التوقعات المستقبلية للتحولت التي سيشهدها العالم؟يمكن القول أنا ستكون في إحدى
الخيارين التاليين وقد تنطبق على البلدان العربية:
يرتكز الول على نظرة سلبية تنطلق من مخاطر النمو السكاني الكبير ،مع استثمار غير اقتصادي
للثروة وتبديدها أحيانا خاصة النفطية منها ،ونتائج ذلك خطيرة على المدى البعيد ،وأن ما سيحيق بها
غير ممكن معالجته بالتكنوولوجيا المصنعة المستوردة لن البيئة ستشهد كارثة كبيرة.
ويؤكد الثاني على نظرة إيجابية تنطلق من توفر مصدرين مهمين هما الموارد الطبيعية (خاصة النفط
للوطن العربي) والنسان المتعلم وهي موارد كبيرة إذا ما استغلت بشكل جيد.
أن مؤسسات التعليم التقني يجب أن تعمل انطلقا من العتبارات التالية:
أولً :تلفي أخطاء التوسع في التخصصات التي ل يجد خريجوها فرص للعمل بعد تخرجهم ،والتأكيد
على التوسع في التخصصات التقنية الجديدة .
ثانيا :تشجيع مؤسسات التعليم التقني الخاصة لستحداث التخصصات التقنية الجديدة.
ثالثا:تأسيس نموذج معرفي عربي يقوم على استحضار إضاءات التراث المعرفي العربي والعتراف
الذكي في الدوائر الغربية غير العربية ،فضلً عن تعظيم الستفادة من المنظمات الدولية والقليمية.
رابعا :التصميم على تميز مؤسسات التعليم التقني الحكومية والخاصة ،خصوصا المستحدثة منها ،
بالنوعية العالية والتنوع والمرونة ،من خلل تبني أنظمة عالمية ،والتركيز على المجالت المعرفية
المطلوبة للتقدم العلمي والتكنولوجي ،وصولً لمؤسسات تقنية رائدة من خلل السعي لقامة مجتمع
المعرفة في البلدان العربية من خلل إطلق حريات الرأي والتعبير والتنظيم والنشر الكامل للتعليم راقي
النوعية وتوطين العلم وتعميم البحث والتطوير التقني في جميع النشاطات المجتمعية واللحاق بعصر
المعلومات والتحول الحثيث نحو نمط إنتاج المعرفة وتوظيفها بكفاءة في البنية الجتماعية والقتصادية
العربية.
ولكن بناء رأس المال البشري راقي النوعية هي المهمة الصعبة والرئيسة لمؤسسات التعليم التقني في
البلدان العربية في هذه المرحلة ،وذلك يحتاج بالتأكيد إلى زيادة النفاق الستثماري على التعليم التقني،
لن خيار الستثمار في البشر هو الهم ،وإعادة النظر بقوانين التعليم التقني والتشريعات النافذة بما
يتيح لمؤسسات التعليم التقني استثمار مواردها ويمنحها مرونة كافية في هياكلها ونظم عملها .
24
المصــــــــــادر
.1أحمد صالح التويجري ،الداء والدواء ،مجلة التدريب والتقنية ،العدد 1421 ،15هي .
.2أنطون رحمة ,تأملت في المشكلت و العقبات التي تواجه التعليم العالي في المشرق
العربي ,قراءات حول التعليم العالي ,مكتب اليونسكو القليمي للتربية في الدول العربية(
يونيدباس ) ,العدد الرابع ,كانون ( ديسمبر ) . 1992
.3حسن عايش ,الحقيقة التشبيهية ( أو المثلية ) و الجامعات الردنية ,جريدة الرأي
الردنية .23/12/1996
.4خير الدين حسيب و آخرون ,مستقبل المة العربية – التحديات و الخيارات ,مركز
دراسات الوحدة العربية ,الكويت . 1988
.5داخل حسن جريو ,و د.هلل البياتي,التحديات العلمية و التكنولوجية في القرن الحادي و
العشرين ,جمهورية العراق ،وزارة التعليم العالي و البحث العلمي . 1997 ,
.6محمد حسنين هيكل ,أزمة العرب و مستقبلهم ,دار الشروق ,القاهرة . 1995
.7د .محمد بن شحات الخطيب ,تحسين التعليم المهني و الفني ,دراسات مرجعية أصدرتها
المنظمة العربية للتربية و الثقافة و للعلوم ,مقدمة للمؤتمر الول لوزراء التربية و التعليم
و المعارف ,طرابلس 6-5كانون الول ( ديسمبر ) . 1998
.8محمد عبدالشفيع ,النظام القتصادي العالمي في مرحلة انتقال ,المؤتمر العلمي السنوي
التاسع عشر للقتصاديين المصريين ,القاهرة 23-21كانون الول ( ديسمبر ) 1995
.9محمد عبدالوهاب العزاوي,انعكاسات تكنولوجيا عصر ما بعد الصناعة على اتجاهات
التعليم التقني ,التحاد العربي للتعليم التقني ،الندورة الدولية الثالثة ،صنعاء.1997،
(.10محمد عبد الوهاب العزاوي ،رؤية عربية لصناعة مستقبل التعليم التقني ،المجلة العربية
للتعليم التقني ،المجلة ،16العدد .1999 ،1
.11د .محمد نبيل نوفل ,رؤى المستقبل – المجتمع و التعليم في القرن الحادي و العشرين
المنظور العالمي و المنظور العربي ,المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم ,المجلة
العربية للتربية و العدد الول .1996
.12د .محي زيتون ,مستقبل التعليم في الوطن العربي في ظل استراتيجية إعادة الهيكلة
الرأسمالية ,المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم ,المجلة العربية للتربية ,المجلد
السابع عشر العدد الول . 1992
.13المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم ,الوثيقة و الرئيسية المقدمة إلى المؤتمر
لوزراء التربية و التعليم و المعارف العرب ,رؤية مستقبلية للتعليم في الوطن العربي ,
طرابلس 6-5كانون الول ( ديسمبر ) . 1998
25
.14مكتب اليونسكو القليمي للتربية في الدول العربية ( , ) UNEVOCالتعليم و التدريب
التقني و المهني في الدول العربية ,الفاق المستقبلية للقرن الحادي و العشرين ,ورقة
عمل رئيسية للمؤتمر التحضيري القليمي للدول العربية للمؤتمر العالمي الثاني حول
التعليم التقني و المهني ( سيئول ) 1999أبو ظبي 9-1تشرين الثاني ( نوفمبر ) 1998
.
.15اليونسكو ,بحث في سياسات التغيير و النمو في مجال التعليم العالي ,باريس .1995
.16د .نادر فرجاني ،مغزى تقرير التنمية النسانية لمشروع النهضة العربية ،برنامج المم
المتحدة النمائي. 2003 ،
26