You are on page 1of 26

‫متطلبات إصلح التعليم التقني في البلد العربية‬

‫ محمد عبد الوهاب العزاوي‬.‫د‬.‫أ‬


Professor Mohammed Alazzawi
 PhD, MBA, BA
 Director, Professional Certification and Consultation Centre. Bahrain.
 Professor Mohammed is a Professor of Business Administration at Gulf University –
in Bahrain,
 Professor Mohammed works as a Local Tutor of Edinburgh Business School (EBS),
the Graduate School of Business at Heriot-Watt University.2006-2009.
 Professor Mohammed lectures, researches and consults for major organizations on ISO,
Performance Evaluation (BSC) , Strategy development and implementation.
 The practical relevance of his work is underpinned by 20 years in senior management,
including15 years as a dean of three Arab and Iraqi Institutes of Management and
Accounting .
 General Secretary of Arab Federation for Technical Education 1997-1999.
 He gained his PhD at Piraeus University- Business School in 1981.
 He has extensive executive and postgraduate management development experience.
 Professor Mohammed leads the Centre for Professional Certification and Consultation
at Gulf University- Bahrain. The centre provides executive courses; research and
consulting services to assist organizations develop appropriate strategic directions and
put them into action effectively.
 He is also author of a series of books in Production & Operations Management, Total
Quality Management, Quantitative Methods and Managerial Accounting.

‫ مملكة البحرين‬/ ‫الجامعة الخليجية‬/ ‫استاذ ادارة العمال‬


‫ سورية سابقا‬/‫ جامعة المأمون للعلوم والتكنولوجيا‬/ ‫أستاذ إدارة العمال‬
‫ جامعة بغداد سابقا‬/ ‫أستاذ إدارة العمال‬
‫ الردن سابقا‬/‫ جامعة السراء‬/ ‫أستاذ إدارة العمال‬
‫ الجامعة المستنصرية سابقا‬/ ‫رئيس قسم إدارة العمال‬
‫ العراق سابقا‬/ ‫ هيئة التعليم التقني‬/ ‫عميد معهد الدارة‬
‫ جامعة بغداد سابقا‬/ ‫عميد المعهد العالي للدراسات المحاسبية والمالية‬
‫المين العام للتحاد العربي للتعليم التقني سابقا‬
‫المين العام المساعد لتحاد المحاسبين والمراجعين العرب سابقا‬

1
‫مقدمة‪:‬‬
‫يتوقع أن يبلغ حجم السكان في العالم العربي خلل السنوات الخمس القادمة بحدود ‪ 300‬مليون‬
‫ن سمة من هم ‪ %40‬تتراوح أعمار هم ب ين ‪ 25-20‬سنة وهذه ميزة ن سبية للو طن العر بي‪ ،‬وال تي ستعني‬
‫ضرورة التخطييط لتدرييب وتعلييم ‪ 120‬مليون تعليما وتدريسيا ينسيجم والحتياجات التنمويية للبلدان‬
‫العرب ية‪ ،‬بح يث يو جه ‪ %90‬من هذا العدد للتخ صصات التقن ية الهند سية والطب ية وال صيانة والخدمات‬
‫الفنية‪.‬‬
‫لذلك كله توجهت الدول العربية إلى توسيع قاعدة التعليم التقني والمهني‪ ،‬من خلل إدراكها لدور التنمية‬
‫البشرية في تحقيق النهوض العلمي والتكنولوجي وتقليص الفجوة التكنولوجية والعلمية بينها وبين الدول‬
‫المتقدمة‪ .‬وبالتالي فأن التعليم التقني سيكون عماد التنمية خاصة وهناك الميزة النسبية في الوطن العربي‬
‫حيث توفر الموارد البشرية والمادية والمالية‪( .‬التويجري‪ 1422 :‬هي)‪.‬‬
‫ويعزز ذلك ما أكد وزراء التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي في مؤتمرهم السادس الذي‬
‫عقد في الجزائر عام ‪ 1996‬على دعوة الدول العربية إلى منح التعليم التقني والمهني مرتبة متقدمة في‬
‫سلم أولويات السياسات والستراتيجيات التعليمية ‪ ،‬وإدخال التجديدات التربوية عليه‪ ،‬وأهمية مشاركة‬
‫قطاعات العمل والنتاج في عملية تصميم مناهجه وتطويرها (‪.),UNEVOC 31:1998‬‬

‫مشكلة البحث‬
‫الرتقاء بالتعليم التقني وتحسين نوعيته التحدي الكبر لتكوين رأس المال‬ ‫ستبقى مهمة‬
‫البشري الراقي النوعية ‪ ،‬وهو بوابة العبور إلى التقدم ومواجهة التطورات العلمية والتكنولوجية التي‬
‫يشهدها العالم‪.‬والتساؤل الذي سيواجهه المخططون للتعليم التقني هو‪ :‬هل أن أزمة التعليم التقني هي أزمة‬
‫عالمية؟ أم أنها أزمة خاصة بالوطن العربي ؟‬
‫وللجابة على هذا التساؤل فقد تطلب المر مراجعة مسيرة التعليم التقني في الوطن العربي ‪ ،‬تلك‬
‫المراجعة التي أشرت أربعة أمور أساسية أمكن من خللها صياغة مشكلة البحث من خلل التساؤلت‬
‫التالية‪:‬‬
‫أولً‪ :‬لماذا تؤكد النظمة التقنية العالمية الجديدة على إهمال الهوية الثقافية الوطنية والقومية وما‬
‫تشتمل عليه من قيم ومواقف؟‬
‫ثانيا‪ :‬هل أن التعليم التقني هو جزء من النظام القتصادي والجتماعي والثقافي وهل هناك ضرورة‬
‫للتصدي لمشكلته من خلل شبكة متفاعلة تساهم فيها جميع قطاعات المجتمع ؟ أم أنه يمكن التصدي‬
‫لمشكلته دون هذه الشبكة؟‬
‫ثالثا ‪ :‬هل يجب أن تتصف نظم التعليم التقني بالمرونة في مساراتها ومناهجها وتخصصاتها وسنوات‬
‫الدراسة ووسائل التقويم فيها؟‬

‫‪2‬‬
‫رابعا ‪ :‬ما هي الهداف الستراتيجية للمرحلة القادمة ؟ وكيف يمكن تحديد أهداف كبيرة للرتقاء بالتعليم‬
‫التقني في الوطن العربي؟‬
‫إن الجابية على هذه التسياؤلت ستمكن التقنيون أفرادا ومؤسيسات لي ساهموا فيي عمل ية الرتقاء بالتعل يم‬
‫التقنيي‪ ،‬وتحقييق التقدم والزدهار فيي حقول المعرفية التقنيية لتأميين قدرة إضافيية لتطويره والنهوض بيه‬
‫لتحقيق التنمية القتصادية والجتماعية والثقافية ومواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية المتسارعة التي‬
‫يشهدها العالم‪.‬‬
‫هدف البحث ‪:‬‬
‫أن بناء الرؤى والتوجهات المستقبلية بما تتضمنه من مبادئ حاكمة لتنفيذ المشروع القومي في‬
‫الوطن العربي هو بالساس لبناء رأس مال بشري متنام ‪ ،‬وراقي النوعية يركز على مجموعة من‬
‫الهداف يمكن إجمالها بالتي ‪:‬‬
‫الهدف الول ‪ :‬بناء رأس المال البشري التقني راقي النوعية الذي يؤكد على تأسيس العقلية التقنية‬
‫و بناء القدرات البتكارية التقنية و تأمين التعليم الذاتي ‪.‬‬
‫الهدف الثاني ‪ :‬صياغة علقة قوية بين مؤسسات التعليم التقني ومؤسسات المجتمع المحلي بشكل عام‬
‫وحقل العمل بشكل خاص بحيث يصبح التعليم التقني هما للمجتمع كله مؤسسات وأجهزة ومواطنين فضلً‬
‫على الموائمة بين مدخلته ومخرجاته مع حاجة حقل العمل وتقدم المجتمع ‪.‬‬
‫الهدف الثالث ‪:‬وضع ملمح ورؤى المستقبل للتعليم التقني العربي بضوء التحولت التي سيشهدها قطاع‬
‫التعليم التقني في العالم والتجاهات المتوقعة في معاهد ومراكز التعليم التقني والمهني في الدول العربية‪.‬‬
‫الهدف الرابع‪ :‬تحديد النعكاسات المستقبلية على التعليم التقني في الوطن العربي وكيفية التهيؤ لنتائج هذه‬
‫النعكاسات لبناء مجتمع متقدم‪.‬‬
‫ولتحقيق هدف البحث فقد تم تقسيم البحث إلى أربعة مباحث رئيسة‪ ،‬يتناول الول تطور التعليم المهني‬
‫والتقني في البلدان العربية‪،‬فيما يتناول الثاني تحديات التعليم التقني في اللفية الثالثة‪ ،‬ويتصدى المبحث‬
‫الثالث لمتطلبات الرتقاء بالتعلم التقني‪ ،‬وأخيرا يتناول المبحث الرابع وسائل الرتقاء بجودة التعليم التقني‪.‬‬

‫المبحث الول‬
‫تطور التعليم المهني التقني في البلدان العربية‬
‫تتمثل التطورات الرئيسية في التعليم المهني والتقني خلل العقدين الماضيين من القرن الماضي‪،‬‬
‫في التوسع الكمي‪ ،‬الذي اقترن باستمرار التفاوت بين البلدان والمناطق في فرص اللتحاق بالتعليم‪ ،‬وفي‬

‫‪3‬‬
‫تباين البنى المؤسسية والبرامج الدراسية وأشكالها‪ ،‬وفي القيود المالية وبالنقص في الطر التدريسية‬
‫والتدريبية وغيرها‪.‬‬
‫لقد حققت معظم الدول العربية معدلت نمو مناسبة في مختلف المراحل التعليمية منذ انبثاق استراتيجية‬
‫تطوير التربية العربية حيث طبق التعليم اللزامي في المرحلة البتدائية الذي امتد ليشمل المرحلة‬
‫المتوسطة (الذي يطلق عليه التعليم الساسي)‪.‬لقد ساهم سعي البدان العربية لتطوير بنية المجتمع‬
‫المعرفي ‪ ،‬الى اعتماد سياسات لتطوير التعليم بشكل عام والتعليم المهني والتقني بشكل خاص ‪ ،‬حيث‬
‫شهدت مؤسساته عناية خاصة و تطورا وتحسنا ً وترقية لجودته ‪،‬وكان من نتائج ذلك ظهور انماط‬
‫ومستويات جديدة للتعليم الفني التقني هي كالتي‪:‬‬
‫المستوى الول‪ :‬التعليم المهني‪:‬‬
‫وهو التعليم الذي يمتد لسنتين الى ثلث سنوات بعد التعليم الساسي‪ .‬يهدف هذا النمط من التعليم‬
‫الى توفير الموارد البشرية المهنية للعمل في خطوط النتاج والخدمة‪ ،‬ويركز على زيادة المهارات أكثر‬
‫من تأكيده على زيادة المعارف‪.‬وكانت الغلبة في المدارس التي استحدثت في البلدان العربية للمدارس‬
‫المهنية الصناعية للذكور والمدارس التجارية للناث ‪ ،‬تليها التخصصات الزراعية والمهن النسوية ‪.‬‬
‫والتي وصفا لهذا النمط من التعليم في البلدان العربية‪:‬‬
‫‪.1‬سياسة توجيه مخرجات التعليم الساسي‪:‬‬
‫اعتمدت بعض الدول العربية سياسات خاصة بتوجيه الخريجين من المرحلة المتوسطة إلى قنوات‬
‫التعليم المهني وكذلك من مخرجات التعليم الثانوي إلى التعليم التقني وحرصت على تطبيقها بكل‬
‫جدية‪.‬‬
‫‪.2‬نسبة الملتحقين بالتعليم المهني‪:‬‬
‫تبلغ نسبة طلبة التعليم المهني في الوطن العربي إلى إجمالي تلميذ المرحلة الثانية ( العامة ‪+‬‬
‫المهنية) بحدود ‪ %35‬وتتصدر مصر بقية الدول العربية في نسبة اللتحاق بهذا النمط من التعليم‪.‬‬
‫‪.3‬نسبة التحاق الناث‪:‬‬
‫تبلغ نسبة الناث المقيدات بالتعليم الثانوي المهني إلى إجمالي التلميذ المقيدين نحو ‪ %40‬في‬
‫سوريا ومصر والمغرب وما بين ‪%33‬و ‪ %36‬في الردن وتونس والجزائر والكويت ولبنان وبين‬
‫‪%23‬و ‪ %26‬في البحرين والسودان وأقل من ‪ %2‬في السعودية وموريتانيا‪(.‬العزاوي‪)1999،‬‬

‫المستوى الثاني‪ :‬التعليم التقني‪:‬‬


‫بالنظر للحاجة المتزايدة الى عاملين من ذوي المعارف والمهارات الفنية والتقنية ‪ ،‬تم استحداث‬
‫هذا النمط من التعليم الذي تمتد الدراسة فيه من سنة الى ثلث سنوات بعد الشهادة الثانوية أو‬
‫الشهادة المهنية وتنتهي الدراسة بشهادة الدبلوم الفني أو التقني ‪ .‬وشكلت مخرجات هذا النمط من‬

‫‪4‬‬
‫التعليم حلقة الوصل بين الختصاصيين والمهنيين‪ .‬وحققت غالبية الدول العربية تطورا ملموسا في‬
‫عدد المعاهد وحجم الطلبة المقيدين بالتعليم التقني من خلل مجموعة المؤشرات وكما يلي‪:‬‬
‫‪.1‬عدد المعاهد التقنية‪:‬‬
‫يبلغ عدد المعاهد التقنية في الوطن العربي بحدود (‪ )500‬معهدا‪ ،‬وتتصدر سورية جميع الدولة‬
‫العريبة في عدد معاهدها حيث تبلغ (‪)110‬معهدا تليها مصر (‪)86‬و الردن(‪ )60‬وليبيا(‪)43‬‬
‫والمغرب (‪)40‬والعراق(‪)39‬وتونس(‪ )27‬والجزائر (‪ )28‬وأقل من ‪ 10‬في تسع دول أخرى‬
‫‪(.‬التحاد العربي للتعليم التقني‪.)1999،‬‬
‫‪.2‬معدل عدد الطلبة الى السكان ‪:‬‬
‫يبلغ معدل عدد طلبة التعليم التقني نحو طالبين لكل عشرة آلف من السكان في الوطن‬
‫العربي‪.‬ويتفاوت المعدل بين دولة وأخرى إذ يبلغ هذا المعدل (‪ )5‬في الردن و( ‪ )3‬في كل من‬
‫تونس وليبيا و العراق وبحدود طالبين في الجزائر وسورية ومصر وأقل من (‪ )1.4‬في الدول‬
‫الخرى‪.‬‬
‫‪.3‬نسبة الطلبة في التعليم التقني‪:‬‬
‫تطورت نسبة الطلبة المقيدين في التعليم التقني إلى إجمالي الطلبة المقيدين بالتعليم العالي في‬
‫الوطن العربي وتراوحت ما بين(‪ %)35-30‬في تونس والعراق وعُمان وبين (‪ %)26-20‬في‬
‫الردن والجزائر ومصر و(‪ % )17-15‬في المارات وسورية وفلسطين و ‪ %13‬في الجماهيرية‬
‫الليبية و ‪ %10‬في البحرين وأقل من ذلك في الدول الخرى‪.‬وبالرجوع إلى إحصائيات اليونسكو‬
‫لعام ‪ 2003‬فإن النسبة المقابلة في أمريكا ‪ %44‬وفي كندا ‪ %52‬وفي فرنسا ‪(.%25‬تقرير التنمية‬
‫البشرية‪.)2004 ،‬‬
‫‪.4‬نسبة الناث في التعليم التقني ‪:‬‬
‫زادت نسبة الناث المقيدات في التعليم التقني إلى إجمالي الطلبة المقيدين في معظم الدول‬
‫العربية ‪.‬‬
‫‪.5‬تخصصات المعاهد التقنية‪:‬‬
‫تتخصص بعض المعاهد التقنية بعدد محدد في التخصصات المتشابهة (كالهندسية‪ ،‬والتكنولوجية)‬
‫ويكون الخر متعدد التقنيات أو شاملة للتخصصات الهندسية والزراعية والدارية‪...‬إلخ‪ .‬ويلحظ‬
‫أن أكثر من نصف عدد التخصصات في المعاهد التقنية هي تخصصات التكنولوجية (هندسية) في‬
‫غالبية الدول العربية‪ .‬كما أن نسبة الطلبة الملتحقين في التخصصات الصناعية والدارية تحتل‬
‫موقع الصدارة مقارنة ببقية التخصصات‪ .‬أما في التعليم الزراعي فتشكل نسبة الطلبة الملتحقين فيه‬
‫أقل من ‪%5‬من إجمالي المقيدين في التعليم التقني‪.‬‬
‫المستوى الثالث‪ :‬الكليات التقنية‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫أدى التطور العلمي التكنولوجي الذي شهده العالم الى ظهور الحاجة الى تقنيين بمستوى علمي‬
‫وتقني راقي تنتهي بشهادة البكالوريس التقني ‪ B.Tech‬الذي تتوازن المعارف والمهارات التي‬
‫يحصل عليها الطالب في هذا النمط من الدراسة ‪ .‬لذا بدأت الدول العربية خلل العقد الماضي الى‬
‫استحداث جامعات أو كليات تكنولوجية أو تقنية ‪ ،‬بالعتماد على خبراتها أو الخبرات الدولية‪ .‬وقد‬
‫نجحت التجارب التي وضعت لها رؤى واضحة لهذا النمط من التعليم وتعثرت بعض التجارب التي‬
‫ربط فيها هذا النمط بالتعليم الكاديمي‪ .‬ول زالت مخرجات هذا النمط من التعليم محدودة في سوق‬
‫العمل رغم الحاجة المتزايدة اليه‪.‬ول زالت مساهمة القطاع الخاص في استحداث وانشاء مؤسسات‬
‫من هذا النمط من التعليم محدودة‪.‬‬
‫المستوى الرابع‪ :‬الدراسات العليا التقنية‪:‬‬
‫لتحقيق التكامل في البناء العمودي للتعليم التقني ‪ ،‬سعت بعض الدول العربية الى استحداث‬
‫الدراسات العليا في تخصصات دقيقة بالتعاون بين الكليات التقنية وبين الجامعات التكنولوجية‬
‫والمنظمات في عالم العمل وبشكل خاص الحكومي منها بالفادة من الموارد البشرية والتسهيلت‬
‫المادية والتكنولوجية التي تمتلكها ‪،‬ومن هذه التخصصات على سبيل المثال ل الحصر الهندسة‬
‫الفراغية ( القوالب) أو اللحام أو تكنولوجيا صناعة السنان‪ ،‬أو الزراعة النسيجية وغيرها‪.‬ول زال‬
‫هذا النمط من التعليم التقني محدودا من حيث عدد تخصصاته أو عدد الملتحقين فيه‪.‬‬
‫ويشير المخطط رقم(‪ )1‬إلى أن ان هيكل القوى العاملة الذي تسعى الدول العربية لتحقيقه يتطلب(‬
‫‪)40-20‬مهني (عامل ماهر) بمستوى خريج الدراسة المهنية الثانوية و(‪ )4-3‬تقنيين من خريجي‬
‫المعاهد التقنية لكل مختص أو خريج جامعةأو كلية تقنية‪ ،‬ويتباين ذلك من قطاع اقتصادي لخر‪.‬ورغم‬
‫إن هذا الهرم للقوى العاملة كان قد اقر عام ‪ 1960‬في البلدان الوربية وتغير بعد دخول العالم في‬
‫عصر ما بعد الصناعة مع نهاية القرن العشرين ‪ ،‬ال ان الدول العربية ضلت متمسكة به و لم تستطع‬
‫تحقيقه لسباب عديدة ‪ ،‬إذ صادفت أغلبية البلدان العربية صعوبات في هذا المجال‪ ،‬وتكشفت لها أن‬
‫الولوية التي أعطتها للتعليم الكاديمي على حساب التعليم التقني والمهني في إطار سياسة تعليم الشباب‬
‫التي لم تسفر عن نتائج مشجعة ‪ ،‬ذلك أن نقل التكنولوجيا الحديثة واستخدامها واستثمارها للنهوض‬
‫بمستوى العمل والنتاج تحتاج إلى تنمية الموارد البشرية الفنية المدربة والقادرة على استيعاب‬
‫التكنولوجيا وتكييفها مع حاجات التنمية‪،‬كما برزت جليا الزيادة في‬
‫فئة الختصاصيين (الحاصلين على البكالوريوس) على أصحاب المهارات الفنية المتوسطة (خريجي‬
‫المعاهد التقنية) مما اوقع البلدان العربية في مشكلت عدم قدرتها على توفير فرص العمل لخريجي‬
‫الجامعات انعكس على بروز ظاهرة البطالة المقنعة او الهجرة‪.‬‬

‫المخطط رقم)‪(1‬‬
‫هرم القوى العاملة التقليدي‬
‫‪6‬‬
‫النسبة‬ ‫المؤهل الدراسي‬

‫‪1‬‬ ‫شهادة جامعية‬


‫اختصاصيون‬

‫تقنيون‪3-4‬‬
‫دبلوم تقني‬
‫مهنيون‬
‫‪20-40‬‬ ‫ثانوية مهنية‬

‫المبحث الثاني‬
‫تحديات التعليم التقني في أللفية الثالثة‬
‫نتيجة التغيرات المتسارعة في العلم والتكنولوجيا خاصة في الدول المتقدمة بدأ في أواسط القرن‬
‫العشرين ظهور "موجة ثالثة" بشرت بميلد حضارة ما بعد الصناعة ‪،‬أوماسميت حضارة عصر‬
‫المعلومات ‪،‬والتي تشكل اليوم حضارة اللفية الثالثة (‪ .)Toffler ،1981‬وقد أفرزت هذه الموجة جملة‬
‫من القضايا التي يمكن إجمالها بالتي‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫أولً‪ :‬التحديات‪:‬‬
‫‪.1‬تحدي تكنولوجيا المعلومات والتصالت‪ :‬أدى توصل النسان إلى‬
‫اختراعات وخزنها في الحاسوب ونقلها عبر خطوط الهاتف أو اللياف‬
‫البصرية أو القمار الصناعية وغيرها‪ ،‬إلى تغيرات جوهرية في هيكل‬
‫العمل‪ ،‬إذ ظهرت وظائف جديدة (أطباء التلفزيون‪ ،‬ومعلمو‬
‫التلفزيون)‪،‬إذ يؤدي هؤلء عملهم في بيوتهم ويتم التصال بهم من‬
‫خلل الهاتف الخلوي (النقال)‪ ،‬والبريد اللكتروني والفاكسميل‪ .‬لقد‬
‫أدت تقنية المعلومات إلى التحام شديد بين الحواسيب وأجهزة‬
‫التصالت المختلفة‪ .‬ونجم عن ذلك مصارف معلومات هائلة لخدمة‬
‫العلماء والباحثين‪.‬‬
‫وتعد تكنولوجيا التصالت إحدى أعمدة الثورة التقنية حيث تسهم بانتقال المعلومات من بلد لخر‬
‫بسهولة خاصة بعد استخدام اللياف البصرية في منظومات التصالت‪ ،‬وساعدت على انتقال المعلومات‬
‫بسرعة الضوء وبكثافة عالية‪ .‬وتوفر القمار الصناعية‪ ،‬وسائل اتصالت أخرى لزيادة فاعلية نقل‬
‫المعلومات كما ونوعا (جريو‪.)4-1997،2:‬‬
‫‪.2‬التحديات في قطاع التعليم‪:‬‬
‫ستكون مؤسسات التعليم التقني أول المؤسسات التي ستتأثر بنتائج الثورة المعلوماتية‪ ،‬وستتحول إلى‬
‫مؤسسات تعليمية تعتمد الحقيقة التشبيهية ‪ Virtual Reality‬وستكون مهمتها غمس الطالب في واقع ما‬
‫يدرس من خلل اعتماد هندسة البرامج (عايش‪.)1996،24 ،‬‬
‫وفي مدرسة الحقيقة التشبيهية ستستخدم أجهزة الكمبيوتر وكفوف المعلومات ‪ Data Gloves‬ونظارات‬
‫خاصة ‪ Goggles‬وأغطية الكترونية للرأس ‪ ،Mounted Display Head‬بدلً من اللوحة والكتاب‬
‫المنهجي‪ ،‬والدوات الجديدة ستجعل الطالب يحصل على منظر ستريوسكوبي ثلثي البعاد فيتفاعل‬
‫الطالب بحيث ينغمس بالبرنامج ويجد نفسه داخله وكأنه أحد شخوصه‪(.‬عايش‪)24،1996،‬‬
‫‪.3‬التحديات الجتماعية والقتصادية‪:‬‬
‫نتيجة التطورات في تكنولوجيا المعلومات ستظهر ثقافة عالمية جديدة نتيجة قدرة هذه التكنولوجيا على‬
‫ربط الناس‪ ،‬وهذا سيؤدي إلى أن تضعف الثقافات المحلية وتقلل من اهتمامات الناس بالمور المحلية‬
‫والوطنية وتزيد من اهتمام الناس بالمور العالمية‪ ،‬ويقدر أن تختفي ‪ %90‬من اللغات السائدة في القرن‬
‫المقبل وسيادة اللغة النجليزية كلغة عالمية (نوفل‪.)1997،204:‬‬
‫ومن المتوقع أن يزداد النتاج العالمي على نحو سريع نتيجة التكنولوجيا الجديدة التي ستؤدي إلى‬
‫أن يفقد الكثيرين وظائفهم وستزداد البطالة وتصبح الوظائف أكثر تخصصا‪ ،‬ويزداد اعتماد اللت الذكية‬
‫المؤتمتة ‪ ،‬وسيزداد التباين بين من يتقنون استخدام تكنولوجيا المعلومات والتصالت ويملكونها ومن ل‬

‫‪8‬‬
‫يستطيعون ذلك‪ ،‬وسينجز الناس معظم تبادلتهم المالية عن طريق الكومبيوتر ‪،‬إذ ستستخدم النقود‬
‫اللكترونية على نطاق واسع‪.‬‬
‫‪ .4‬تضاءل الدور الحكومي‪:‬‬
‫ومن أبرز تحديات اللفية الثالثة هو تضاءل دور الحكومة في نمو تكنولوجيا المعلومات حيث لن‬
‫يكون التمويل الحكومي ضروريا لن الناس سوف يريدون هذه التكنولوجيات ويدفعون ثمنها‪ .‬وسوف لن‬
‫يكون بمقدور الحكومة السيطرة على تكنولوجيا المعلومات والمجال المعلوماتي إل بشكل محدود‪،‬‬
‫وستزداد الرقابة على سلوك النسان في أماكن كثيرة نتيجة التوسع في شبكة المعلومات والتصالت‪.‬‬
‫إن رياح هذه التحولت وصلت إلى وطننا العربي وبشكل خاص في مجال التكنولوجيا التي بدأ تأثرنا‬
‫وحاجتها لها فدخلت منظومات التصال الهاتفي فضلً على الشتراك بالشبكات العالمية للمعلومات‪،‬‬
‫واستيراد أحدث المصانع المؤتمتة بمكائنها الذكية لمختلف الصناعات والقطاعات الخدمية ‪ .‬ولكن‬
‫المعضلة تكمن في أن مؤسساتنا التعليمية بشكل عام والتقنية بكل خاص لم تتطوربنفس سرعة‬
‫التحولت‪،‬فهل ستتمكن دولنا العربية من ذلك؟هذا هو التساؤل والتحدي الكبير الذي سيواجه مؤسسات‬
‫التعليم التقني العربية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التحولت المتوقعة للتعليم التقني والمهني‪:‬‬
‫سيشهد قطاع التعليم في دول العالم المختلفة بوجه عام ومؤسسات ومراكز التعليم والتدريب‬
‫التعليم التقني والمهني بوجه خاص تحولت كبيرة في اللفية الثالثة يمكن إجمال أهمها بالتي(نوفل‬
‫‪:)1997 ،205-204‬‬
‫‪.1‬تمكن التكنولوجيا الطفال من بدء تعليمهم المنظم بسن مبكرة‪ ،‬وقد يعلم بعض الطفال أنفسهم‬
‫القراءة في سن الثالثة‪.‬‬
‫‪.2‬ازدهار الخبرات التربوية نتيجة استخدام الجهزة ذات الوسائط المتعددة وغيرها‪.‬‬
‫‪.3‬وفرة إنتاج السلع التعليمية على نحو عال وبكلفة معقولة ومنها اللواح الليزرية ‪.‬‬
‫‪.4‬قدرة المدرسين على التعامل مع فصول تضم تلميذ مختلفي القدرات والميول‪.‬‬
‫‪.5‬توفر كم هائل من المعلومات التي يستخدمها الطلبة في دراستهم بحوثهم‪.‬‬
‫‪.6‬ظهور الجامعات العالمية التي يرتبط بها الطلبة عن طريق شبكات الكومبيوتر‪.‬‬
‫‪.7‬استمرار الحاجة إلى المدرسين للشراف على عمليات التعلم وتوجيهها وضمان جديتها‪.‬‬
‫‪.8‬مقاومة المدرسين لتكنولوجيا المعلومات عندما تهدد وظائفهم وامتيازاتهم‪.‬‬
‫إن هذه التجاهات قد تسود كلها أو بعضها في بعض الدول العربية‪ ،‬وسوف تتباين تأثيراتها من بلد‬
‫لخر اعتمادا على مدى تأثره بتكنولوجيا المعلومات والتصالت وبمدى رغبته في اعتمادها في‬
‫مؤسساته التعليمية‪ .‬كما ستتأخر دول أخرى نتيجة لسباب اقتصادية واجتماعية وسياسية عن اعتماد هذه‬
‫التقنيات‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ولكن مهما كانت النيات والتوجهات فإن التعليم التقني سيحتاج إلى رؤية جديدة تجمع بين مقتضيات‬
‫عالمية التعليم وضرورة توافر المزيد من الملئمة فيه بغية الستجابة لطلبات المجتمع‪ ،‬وتركز هذه‬
‫الرؤية على مبادئ الحرية الكاديمية والستقلل المؤسسي مع التشديد في الوقت نفسه على ضرورة‬
‫إمكان المسائلة أمام الجميع(اليونسكو ‪.)20،1995‬‬
‫وفيما يلي أهم التجاهات المتوقعة لمعاهد ومراكز التعليم والتدريب التقني والمهني في البلدان العربية‪(:‬‬
‫العزاوي‪.)10-8 ، 1997:‬‬
‫‪.1‬التوجه نحو استحداث معاهد ومراكز تقنية متقدمة‪ ،‬وقد ذهبت في هذا التجاه كل من ليبيا‬
‫والعراق وسوريا والمارات وتونس وغيرها‪ ،‬تخصص بعضها بنظم هندسة وعلوم‬
‫وتقنيات المعلومات والتقنيات الحديثة المتقدمة‪.‬‬
‫‪.2‬التوجه نحو استحداث المزيد من الكليات التقنية في التخصصات النادرة وذهبت في هذا‬
‫التجاه كل من دولة مصر والمارات وسلطنة عمان والعراق والردن وسوريا‬
‫والسودان‪ .‬وقد يحتاج إنشائها في المستقبل إلى تعاون وثيق بين المؤسسات التعليمية‬
‫ومؤسسات حقل العمل بهدف توحيد الجهود‪.‬‬
‫‪.3‬إن إعداد تقنيين بمستويات عالية التأهيل يحتاج لعادة النظر بمدة الدراسة في المعاهد‬
‫التقنية التي تتراوح بين (‪ 3-2‬سنة) حاليا‪ ،‬حيث أن بعضها يحتاج إلى أكثر من هذه المدة‬
‫لعداد ملكات تقنية مؤهلة تأهيلً عاليا‪ .‬هذا بالضافة لعادة النظر بالمناهج الدراسية‬
‫بشكل جذري وطرائق التدريس وإعداد الكوادر التدريبية وقد سعت بعض الدول العربية‬
‫في هذا المسعى وبذلت جهود حثيثة‪.‬‬
‫‪.4‬السعي لستحداث دراسات نوعية في تخصصات التصالت والحاسبات وبرامجيات‬
‫الحاسبة ‪ ،‬والتصالت البصرية واللكترونية‪ ،‬ويحتاج استحداث هذه التخصصات إلى‬
‫تظافر جهود المؤسسات التعليمية والقطاعات الصناعات والعلمية الخرى عبر برامج‬
‫وطنية‪ ،‬ولزال هذا التجاه في بدايته في البلدان العربية‪.‬‬
‫‪.5‬العمل بفلسفة التعليم للجميع ومدى الحياة والحاجة إلى التأهيل وإعادة التأهيل بسبب انتقال‬
‫العاملين من عمل لخر بشكل مستمر‪ ،‬وهذا يعني أن نشاط التعليم المستمر سيشهد تطورا‬
‫ملحوظا خاصة في المعاهد التقنية لتأمين فرص عمل تواكب آخر التطورات في المجالت‬
‫العلمية‪.‬ويمكن أن تسهم المعاهد التقنية الخاصة بفاعلية في هذا المجال‪.‬‬
‫‪.6‬وسيكون العمل بفلسفة المعهد المنتج القادر على تشغيل ورشة ومختبراته وحقوله لتأمين‬
‫تمويل إضافي لبرامجه وتوفير فرصة للتعاون مع عالم العمل وإتاحة الفرصة أمام‬
‫العاملين فيه مدرسين وطلبة على التدريب‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ثالثا‪ :‬التوجهات والحتياجات النوعية والكمية للتعليم التقني‪:‬‬
‫تسعى الدول العربية إلى سد الفجوة العلمية والتكنولوجية التي تزداد اتساعا لمتلك الدول المتقدمة‬
‫مستلزمات كافية وآليات واضحة و كفوءة مما مكنها من الستمرار والنمو بوتائر عالية ‪ ،‬لذلك فإن‬
‫التوجهات المستقبلية المطلوبة واحتياجات الدول العربية تتركز في التوسع الكمي والتطور النوعي وكما‬
‫يلي‪.)UNEVOC ،1998-29-31( :‬‬
‫‪.1‬اعتماد سياسات واستراتيجيات وطنية وقومية تلبي احتياجات المجتمع العربي‬
‫وتتجاوب مع المستجدات العلمية والتكنولوجية وانعكاساتها على نوع المهن‪.‬‬
‫‪.2‬تحديث النظمة والبرامج والمناهج الخاصة بالتعليم التقني والمهني‪.‬‬
‫‪.3‬التوسع بإدخال نظام الساعات المعتمدة‪.‬‬
‫‪.4‬التوسع في أنماط التعليم غير النظامية الموجهة للمتسربين من الشباب من المراحل‬
‫التعليمية المختلفة‪.‬‬
‫‪.5‬التوجه نحو برامج تعليمية بأشكال ومستويات متنوعة مثل برامج تعليم الكبار والتعليم‬
‫المستمر وغيرها‪.‬‬
‫‪.6‬التكامل والتجسير أفقيا وعموديا بين مراحل التعليم المختلفة بما يكفل تكافؤ الفرص‬
‫للجميع لكمال دراساتهم العالية‪.‬‬
‫‪.7‬تصعيد الستفادة من وسائل التصال الحديثة وشبكات المعلومات‪.‬‬
‫‪.8‬التوسع في إنشاء كليات وأقسام متخصصة لعداد المدرس والمدرب التقني والمهني‪.‬‬
‫إن هذه الحتياجات والتوجهات تتطلب تهيئة متطلبات الرتقاء بالتعليم التقني والمهني في البلدان‬
‫العربية بما ينسجم وإمكانياتها وتطلعاتها بعيدا عن نقل التجارب الجاهزة التي قد تواجه الفشل والخذ‬
‫بالعتبار نقاط القوة والضعف في البيئة الداخلية والفرص والتحديات في البيئة الخارجية‬

‫المبحث الثالث‬
‫‪11‬‬
‫متطلبات الرتقاء بالتعليم التقني‬
‫ظل المستوى التعليمي الكاديمي والتقني والفني للتعليم رغم ما تمتلكه هذه المة من ثروة ورغم‬
‫كل ما انفق ضعيفا‪ ،‬مما انعكس بالتالي على المستوى التقني للموارد البشرية‪ .‬ذلك كله يظهر الحاجة إلى‬
‫التوسع في إنشاء المعاهد والمراكز العلمية والتقنية ‪ ،‬والعمل على زيادة الكفاءة النتاجية للكوادر الفنية ‪،‬‬
‫لن أهم الثروات الكامنة هي البشر‪.‬‬
‫لكن البلدان العربية ستبقى متباينة في إمكاناتها‪ ،‬فما يصلح من مقترحات للدول التي تقدمت صناعيا‬
‫وعلميا ل يصلح لدول تشكل العمالة الجنبية أكبر من (‪ )%70‬من مجموع قوة العمل فيها‪ ،‬وما يصلح‬
‫للسودان الذي يعاني من نقص في الموارد المالية لن يلءم المارات العربية المتحدة التي تعاني من‬
‫نقص في حجم القوى البشرية الوطنية مع حجم هائل من العوائد‪.‬‬
‫لذلك لبد من التأكيد على أن الرتقاء بالتعليم التقني هي عملية بالغة التعقيد‪ ،‬إذا على الرغم مما استثمر‬
‫فيه فإن ل يزال كما وكيفا اقل من مستوى الطموح‪ ،‬إذ ل زال منفصلً عن عالم العمل ‪ ،‬ولزال يعاني‬
‫من مشكلت كبيرة جدا في مجال التمويل‪ ،‬ولزال الدور الحكومي رئيسيا فيه‪ ،‬ولزال بعيدا عن العلوم‬
‫التكنولوجية المتقدمة كالهندسة المتكاملة‪ ،‬وهندسة البوليمرات والهندسة البايوكيماوية والمواد الكهربائية‬
‫وهندسة تصاميم النتاج وهندسة الميكاترونكس‪.‬‬
‫إن أي رؤية لبناء مستقبل التعليم التقني في البلدان العربية يحتاج إلى معالجة جذرية واقعية مرنة تنسجم‬
‫والمكانيات المتاحة والتغيرات الجتماعية والقتصادية والتكنولوجية التي تشهدها بلداننا العربية‪.‬‬
‫و يمكن تصورمجالت بناء الرؤية المستقبلية للتعليم التقني العربية من خلل التي‪:‬‬
‫أولً‪ :‬هيكل الموارد البشرية في عصر ما بعد الصناعة‪:‬‬
‫تغير مكان الموارد البشرية في العالم نتيجة التغيرات المتسارعة في العلم والتقانة‪ .‬فبعد أن كان‬
‫هرم الموارد البشرية مكونا من ثلث مستويات هم الختصاصين والتقنيين المهنيون‪ ،‬أصبح هرم‬
‫الموارد البشرية في عصر مابعد الصناعة كما يعرضه المخطط رقم (‪ )2‬حيث يوضح أثر التحولت‬
‫التكنولوجية على هيكل الموارد البشرية ‪ ،‬حيث التغير نحو الشكل البيضوي الذي يشكل التقنيون فيه‬
‫حوالي(‪ )%60‬من حجم الموارد البشرية أو أكثر في بعض الختصاصات على حساب (المهنيين)‬
‫والختصاصيين التي قلت الحاجة اليهم نسبيا‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫المخطط رقم)‪(2‬‬
‫النموذج البيضوي لهيكل الموارد البشرية المعاصر‬

‫النسبة‬ ‫المؤهل الدراسي‬

‫‪20%‬‬ ‫اختصاصيون‬ ‫شهادة جامعية‬

‫‪. 2‬اعتماد برامج‬


‫تقنيون‬
‫‪60%‬‬ ‫دبلوم تقني‬

‫مهنيون‬
‫ثانوية مهنية‬
‫‪20%‬‬

‫إن هذا التغيير يتطلب التي‪:‬‬


‫‪.1‬استحداث معاهد تقنية ذات نوعية عالية (وبشكل خاص في الصناعات المستقبلية) ومنها‬
‫اختصاصات التصالت والحاسبات والمايكروويف والتصالت البصرية واللكترونية‬
‫والميكاترونكس وغيرها‪.‬‬
‫‪.2‬التعاون بين مؤسسات التعليم التقني ومؤسسات عالم العمل خصوصا في القطاع الخاص‬
‫بهدف توحيد الجهود في بناء مؤسسات نوعية والستغلل المثل للمكانات البشرية‬
‫والمادية‪.‬‬
‫‪.3‬إعادة النظر بمدة الدارسة في المعاهد التقنية وعدم جعلها واحدة لكل الختصاصات فقد‬
‫تكون سنتان في ادارة المخازن والمستودعات وثلث في تطبيقات وتكنولوجيا الحاسوب‬
‫وأربع في التصالت البصرية واللكترونية وفي التقنيات الطبية‪ ،‬لن إعداد ملكات تقنية‬
‫مؤهلة تأهيلً دقيقا يستلزم وقفة دقيقة في هذا المجال بعد إعادة النظر بالمناهج جذريا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التمويل‪:‬‬
‫يغلب على مؤسسات التعليم التقني والمهني في البلدان العربية عائديتها للحكومة‪ ،‬وبالتالي يكون‬
‫معظم النفاق عليها هو إنفاقا حكوميا ‪ ،‬وبسبب المشكلت القتصادية التي تعاني منها غالبية الدول‬
‫العربية من جهة ‪ ،‬ولن التعليم التقني يحتاج إلى مستلزمات كبيرة من الورش والجهزة والمعدات‬
‫التي تمتاز بكلفها العالية من جهة ثانية‪ ،‬لذلك يمكن تصور ما تفتقره هذه المؤسسات من المعدات‬
‫والجهزة والورش الحديثة التقانات المتقدمة‪.‬‬
‫إن رؤية متفحصة للمستقبل يمكن من خللها تقدير المشكلت التي ستواجهها مؤسسات التعليم‬
‫التقني في البلدان المتقدمة والنامية على حد سواء‪ ،‬تتمثل في شدة الطلب الجتماعي والفردي على‬

‫‪13‬‬
‫النتفاع بكل أشكال قطاع التعليم في وقت يزداد فيه الضغط على الموازنات العامة للدولة‪ ،‬مما‬
‫يتطلب من المؤسسات التعليمية وبشكل خاص مؤسسات التعليم التقني على التنافس مع تنظيمات‬
‫المصالح الخرى لجذب اهتمام المصادر العامة للتمويل نحوه‪ .‬وهنا لبد من تأشير ضرورة نقل‬
‫العبء المترتب على التوسع في التعليم التقني من المصادر العامة نحو المصادر الخاصة‬
‫( اليونسكو‪ ،)1995،23 ،‬فضلً عن إيجاد مصادر تمويل بديلة منها(‪.)UNEVOC ،23،1998‬‬
‫‪.1‬إعتماد برامج إنتاجية بالستفادة من الطاقات في الورش والمعامل والحقول وتقديم منتوجات‬
‫صناعية وزراعية وغيرها‪.‬‬
‫‪ .2‬إنشاء مكاتب استشارية تقدم خدماتها إلى مؤسسات القطاعين العام والخاص لقاء أجور‬
‫مناسبة وتقديم خدمات طبية من خلل العيادات الطبية المتنوعة‪.‬‬
‫‪.3‬إبرام عقود مع مؤسسات عالم العمل لجراء أبحاث أو دراسات لحل المشكلت وتطوير‬
‫النتاج‪.‬‬
‫‪.4‬اعتماد مبدأ الدراسة غير النظامية كالدراسة المسائية مقابل أجور‪ ،‬أو تنظيم فصول خاصة‬
‫لبعض مؤسسات عالم العمل في تخصصات محددة لعدد محدد لقاء أجور‪.‬‬
‫‪.5‬توسيع نشاط التعليم المستمر بالتنسيق مع عالم العمل بالستفادة من خبرات الهيئات‬
‫التدريسية والطاقات غير المستغلة في الورش والمعامل‪.‬‬
‫إن كل هذه الموارد وغيرها إضافة إلى التمويل الحكومي ل يمكن أن يلبي كل الحتياجات الستثمارية‬
‫أو الجارية ‪ ،‬مما يتطلب التعاون مع المؤسسات الدولية ومؤسسات الدول المتقدمة للحصول على‬
‫العانات والمساعدات بشتى أشكالها الماليةأو المادية على شكل تجهيز ورش ومعامل وأجهزة ‪ ،‬أو‬
‫بالحصول على فرص تدريبية أو دراسية مجانية أو بالحصول على اشتراك في الكتب والمجلت‬
‫مجانا‪،‬بالضافة إلى التعاون مع المؤسسات الخيرية والدينية والجتماعية للحصول على دعم مالي‬
‫منها‪.‬‬
‫كما أن مؤسسات التعليم التقني مطالبة بضغط النفاق وإيجاد السبل المناسبة التي تحقق هذا المطلب‬
‫دون التقليل من النوعية إذ يمكن تقديم بعض المقترحات في هذا المجال منها (أنطوان رحمة‪1992،،‬‬
‫‪.)39‬‬
‫‪.1‬تغيير أساليب التعليم وإعطاء نصيب أوفر للتعليم الذي يوفر في عدد أعضاء هيئة‬
‫التدريس وفي استخدام المباني ‪ ،‬ويخفف من ساعات إشغال القاعات والمخابر‪.‬‬
‫‪.2‬العمل بفلسفة المعهد التقني المفتوح والتعليم المتناوب بين العمل والدراسة لبعض‬
‫التخصصات‪.‬‬
‫‪.3‬إن مؤسسات التعليم التقني والمهني مطالبة بالضغط على نفقاتها والبحث عن‬
‫مصادر بديلة للمصادر الحكومية ‪ ،‬تشجيع القطاع الخاص على إنشاء معاهد تقنية‬
‫في الختصاصات الحديثة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫حيث أن تكاليف التعليم في ازدياد مستمر و تتوقع تقارير المم المتحدة أن يصل إلى باب مسدود‬
‫تقف بعض الحكومات عاجزة عن تخصيص المزيد من النفقات للتعليم‪ ،‬ويقف معها الطلبة وأوليائهم‬
‫عاجزين عن النفاق على تعليمهم مما يعني التراجع عن ديمقراطية التعليم‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬التنوع والمرونة والجودة‪:‬‬
‫لكي يحقق التعليم التقني والمهني دوره المنشود في تطوير البنى القتصادية والجتماعية العربية ‪ ،‬فإن‬
‫عليه أن يستهدف أعداد أفراد قادرين على التعليم الذاتي المستمر بدلً من مجرد متعلمين ‪ ،‬لذلك فإن‬
‫مؤسسات التعليم التقني والمهني مطالبة أن تحقق أهداف التنوع والمرونة والجودة لكي تكون قادرة‬
‫على الستجابة للتغيرات المتسارعة في العلم التقانة‪.‬‬
‫‪.1‬التنوع‪:‬‬
‫يستهدف التنوع أن تكون برامج مؤسسات التعليم التقني والمهني متجددة وفقا للتغير في عالم العمل ل‬
‫جامدة ساكنة‪ ،‬ويعني التنوع ما يلي‪ (:‬المنظمة العربية للتربية والثقافة لعلوم‪.)1998،61 ،‬‬
‫‪‬الهتمام بالتعليم مدى الحياة وإتاحة الفرصة للتعليم بد ًء من المقرر‬
‫الواحد إلى الشهادة التقنية دون اللتزام بالنمط الجامد الجامعي القائم‬
‫حاليا‪.‬‬
‫‪‬التعليم المستمر بالتعاون مع الدولة وقطاع العمال والمجتمع المحلي‬
‫والهتمام به نتيجة التقادم السريع للمهارات التقنية مع التطورات‬
‫التكنولوجية المتسارعة‪.‬‬
‫‪‬تعميق الوظيفة النتاجية للمعهد التقني‪.‬‬
‫‪‬إنشاء مراكز بحث وتطوير بتخصصات متداخلة وبمشاركة قطاعات‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫‪.2‬المرونة‪:‬‬
‫يقصد بها حرية الخروج ثم العودة إلى مؤسسات التعليم التقني‪ ،‬إذ أن الجمع بين الخبرة العملية‬
‫والدراسة يحقق أفضل النتائج المعرفية للفرد والمجتمع‪.‬‬
‫أما على الصعيد المؤسسي فتعني المرونة أن يخضع هيكل المؤسسات التقنية والبرامج التي تقدمها‬
‫ومحتوياتها للمراجعة المستمرة بما يضمن سرعة الستجابة للتطورات العالمية والمحلية‪.‬‬
‫‪.3‬الجودة‪:‬‬
‫إن مؤسسات التعليم التقني العربية بحاجة إلى هزة شديدة بهدف تحسين الجودة مع عدم إضافة‬
‫مؤسسات جديدة إل بضمان مستوى جودة أرقى من السائد‪ ،‬ولتطوير جودة المؤسسات التعليمية‬
‫ومؤسساتها ومخرجاتها فإن المر يتطلب‪:‬‬
‫‪‬تحسين إمكانيات وتجهيزات التدريس والتدريب‪.‬‬
‫‪‬وضع برامج فعالة لترقية قدرات هيئات التدريس‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪‬إعادة النظر في هياكل المؤسسات التقنية التعليمية بما يؤدي إلى تفادي التكرار‪.‬‬
‫‪‬وضع مستوى جودة مستهدف للمؤسسات الجديدة وتطبيقه بدقة‪.‬‬
‫‪‬تفادي قيام مؤسسات تعليم تقني خاصة ضعيفة لنها تزيد المشكلة تعقيدا‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬العولمة‪:‬‬
‫لقد بتنا إزاء نظام عالمي جديد ترسم خطوطه وترتب أموره بالستناد إلى المكانيات التي‬
‫أطلقتها الثورة التقانية ‪ ،‬تساهم فيه الدول الكبرى والمؤسسات العالمية ‪ .‬وقد انطوى على ذلك تغير في‬
‫الهياكل القتصادية وكذلك الخدمات التعليمية‪.‬‬
‫فالدول المتقدمة وبحجج مختلفة ستدفع المجتمع الدولي إلى تنظيم التعامل فيه على نحو يحافظ على‬
‫قدرتها الحتكارية بدعوى حماية الملكية الذهنية (أو الفكرية) التي باتت تحتل موقعا متقدما على ملكية‬
‫الثروات الطبيعية والمادية التي تغلب على تركيبة الثروات العربية المنظمة العربية للتربية والثقافة‬
‫والعلوم‪.)1988،9 ،‬‬
‫إن كل ذلك يتطلب من مؤسسات التعليم التقني العمل على ما يلي‪:‬‬
‫‪.1‬مواجهة ظاهرة المسخ الثقافي‪ ،‬حيث تقدم الن حزمة ذات أبعاد تقانية ومعرفية ومادية على‬
‫أنها حضارة متكاملة ‪ ،‬ومع السف أخذت بعض الدول العربية تأخذها كلها على أساس أنها‬
‫تمثل التقدم وفي هذا مخاطرة كبيرة‪.‬‬
‫‪.2‬أهمية توجيه التعليم إلى حماية خصوصياته العربية وتطويرها لخدمة التقدم العربي ومعالجة‬
‫الجوانب المادية‪.‬‬
‫‪.3‬إن النسياق وراء العولمة سيؤدي إلى تغييرات جوهرية على النظم القتصادية أبرزها‬
‫تراجع دور الدولة وتقلص اليرادات العامة نتيجة التخلي عن فوائض القطاع العام إلى‬
‫الفراد الذي تحول لهم ملكية المنشآت العامة نتيجة الخصخصة والعفاءات الضريبية وما‬
‫سيتبع ذلك من تقليص النفاق العام‪.‬‬
‫‪.4‬إن التخلي عن النشاطات القتصادية سوف ل يمكن الدولة بالضرورة من التركيز على‬
‫المرافق ذات النفع العام‪ ،‬إذ ستتخلى الدولة عن الستثمار في القطاعات الخدمية بشكل‬
‫أسرع وسيقل النفاق على التعليم وسيعنى أن على الفرد أن يتحمل تكاليف التعليم وبذلك‬
‫ستحرم الفئات الجتماعية الضعيفة وسنخسر فرصة تطوير مؤسسات التعليم التقني وتوفير‬
‫التقنيين‪.‬‬
‫لذلك فإن إصلح النظم التعليمية في ظل المتغيرات العالمية الجديدة يجب أن تستهدف أمرين‬
‫أساسيين(الخطيب‪.)5 ،1998 :‬‬
‫الول‪ :‬ضمان حق الفراد في التعليم مدى الحياة‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬توسيع فرص التعليم بحيث يتم الجمع بين التعليم والعمل‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫إن استمرار مؤسسات التعليم التقني بنفس نظمها ومناهجها التقليدية وتحول عالم العمل إلى أساليب‬
‫ونظم إنتاج متقدمة سيؤدي إلى أن تكون مؤسسات التعليم التقني مصدرا جديدا للبطالة عوضا أن‬
‫تكون علجا لها‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬التقدم العلمي والتكنولوجي‪:‬‬


‫إن المهمة التي تواجه أنظمة التعليم في الوطن العربي شاقة وصعبة ‪ ،‬حيث أن قطاعات عالم العمل‬
‫ستتعامل مع التكنولوجيا الجديدة شاءت أم أبت‪ ،‬لذلك لن تكون مهمة قطاع التعليم والحالة هذه تعميم‬
‫التعليم البتدائي ومحو المية‪ ،‬بل ثورة شمولية في التعليم الجامعي والتقني وفي مراكز البحث‬
‫والتطوير لكي نستطيع أن نتشارك في البتكارات والكتشافات العلمية‪.‬‬
‫إن التقدم التكنولوجي سينعكس على عملية النتاج حيث العتماد على أنظمة النتاج المؤتمتة حاسوبيا‬
‫والتي ستنعكس نتائجها على مستوى المهارات المطلوبة‪ ،‬كما أن التجاه سيكون نحو المشروعات‬
‫الصغيرة والمتناهية الصغر التي تحاول الستفادة من الوسائل المتقدمة تكنولوجيا‪ ،‬وبالتالي فإن عالم‬
‫العمل سيكون بحاجة إلى منظمين يتولون إقامة المشروعات الصغيرة لحسابهم الخاص ومهارات‬
‫المشتغلين في هذه المشروعات الذين سيعملون على وسائل النتاج الحديثة‪ .‬وهذا يعني أن نظام التعليم‬
‫سيواجه ضغوط إضافية جديدة في المستقبل(زيتون‪.)1997،102:‬‬
‫سادسا‪ :‬المناهج‪:‬‬
‫إن مؤسسات التعليم التقني في الوطن العربي مطالبة ونتيجة التقدم التكنولوجي الذي شهده العالم العمل‬
‫إلى إعداد ملكات تمتلك مهارات أساسية قابلة للتحول إلى حقول مهنية متعددة ‪ ،‬والقدرة على استغلل‬
‫تلك المهارات في مجالت جديدة ‪ ،‬والفاعلية الذاتية في القدرة على المبادرة والتصرف في مواقف غير‬
‫معتادة ‪ ،‬وكل ذلك يتطلب ما يلي‪(:‬المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‪.)1988،102،‬‬
‫‪.1‬الهتمام بموضوع الفهم العام للعلوم التطبيقية والرياضيات في الطار التقني والنتاجي بدلً‬
‫من القتصار على تعليم المهارات المحددة التي تتطلبها حرف معينة‪.‬‬
‫‪.2‬تصميم المناهج لتناسب احتياجات عالم العمل من خلل إتاحة الفرصة للطلبة للعمل المنتج‬
‫ضمن المنهاج الدراسي بما يؤدي إلى دمج الخبرة الدراسية بالتطبيقية في حقل العمل‪.‬‬
‫‪.3‬تجسير التعليم المهني بالتعليم التقني‪ ،‬وفتح مراحل التعليم الجامعي التكنولوجي أمام‬
‫مخرجات التعليم التقني‪.‬‬
‫‪.4‬دمج أو تصميم بعض التخصصات والبرامج وفقا للمستجدات في احتياجات سوق العمل‪.‬‬
‫‪.5‬إدخال نظامي الوحدات ‪ Modular‬والساعات المعتمدة ‪ Credit Hour‬المبنيان على الكفاية‬
‫في مناهج التعليم التقني‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪.6‬التوسع في أنماط التعليم غير النظامي الموجهة للشباب المتدربين من خلل تأهيلهم وإعادة‬
‫تأهيلهم لمهن ومهارات تستجد الحاجة إليها‪.‬‬
‫‪.7‬زيادة الستفادة من وسائل التصال الحديثة وشبكات المعلومات لتحديد وتطوير المناهج‬
‫والبرامج التعليمية‪ ،‬وتبنى مشروع إنشاء شبكة عربية ترتبط بالشبكات العالمية‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬التعاون الدولي والعربي‪:‬‬


‫أشرنا إلى أن البلدان العربية وحتى الغنية منها ل يمكن أن تستغني عن التعاون مع المنظمات الدولية‬
‫والستفادة من تسهيلت التي تقدمها منظمات المم المتحدة والوكالت التابعة للمنظمة السلمية‬
‫والعربية للتربية والثقافة والعلوم والمؤسسات المعنية في الدول المتقدمة‪.‬‬
‫فقد أكد مشروع اليونسكو ابتداء من عام ‪1960‬على حاجة الدولة النامية لتطوير برامج ومناهج التعليم‬
‫التقني‪ .‬ولذلك فإن على الدول العربية الستفادة من الخبرات والتجارب الدولية وبالخص تطوير‬
‫المعلمين والمدربين واستخدام تكنولوجيات التعليم والتدريب الحديثة والحصول على المساعدات‬
‫والمالية من وكالت التمويل الدولية‪.‬‬
‫وفضل على منظمة اليونسكو فإن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‪ ،‬والمنظمة السلمية للتربية‬
‫والثقافة والعلوم‪ .‬ومنظمة العمل العربية ومنظمة العمل الدولية وغيرها من المؤسسات ينبغي التصعيد‬
‫من أنشطتها في تطوير مؤسسات التعليم التقني من خلل تنفيذ وتمويل وتقويم بعض البرامج‪.‬‬
‫أما المساعدات الدولية فلكي تكون فاعلة ومؤثرة في تحقيق أهداف التعليم التقني فل بد أن تركز على‬
‫تطوير قدرات القيادات الدارية في مجال التخطيط الستراتيجي وتخطيط المناهج وتوفير التجهيزات‬
‫والمعامل والورش المتقدمة تقنيا‪ ،‬مع البتعاد عن الخبرات الجاهزة والفكار المنقولة التي ل تتلءم‬
‫وواقع مؤسساتنا والمجتمعات المحلية العربية وتنتهي خلل فترة قصيرة‪.‬‬
‫ثامنا‪ :‬العلقة بالنظام القتصادي والجتماعي‪:‬‬
‫قد يساعد الجواب على التساؤل التالي في صياغة العلقة المنشودة بين التعليم التقني والنظامين‬
‫الجتماعي والقتصادي‪.‬‬
‫هل يعد التعليم التقني هما للمجتمع كله‪ ،‬أم هو مسؤولية الحكومة أم مسؤولية المجتمع المحلي أم‬
‫القطاع الخاص؟‬
‫قد يكون الجواب يسيرا وهو أن التعليم التقني هو مسؤولية المجتمع كله (حكومة ‪ ،‬قطاع خاص‬
‫ومجتمع محلي)مجتمعين‪ .‬ولكن كيف والنظام القتصادي العربي كله يتوجه لقتصاد السوق وآلياته‬
‫التي يرى الغالبية أنها تعمل بكفاءة خاصة بعد موافقة (معظم ) الدول العربية النضمام إلى منظمة‬
‫التجارة الدولية‪ ،‬وأطلقت يد القطاع الخاص وبدأت عملية بيع مشروعات القطاع العام للقطاع الخاص‪،‬‬

‫‪18‬‬
‫فهم نطالب ببيع مؤسسات التعليم التقني للقطاع الخاص بحجة العبء العالي الذي يولده ‪ ،‬وهل سيؤدي‬
‫هذا إلى تحقيق تراكم راس المال البشري؟‬
‫إن تحقيق التراكم وبناء القاعدة التقنية البشرية قد يستفاد من وجود نظام تعليمي قوي غير حكومي‬
‫ولكن غير هادف للربح كمنافس للتعليم الحكومي مع الهتمام والتأكيد على النوعية من خلل دعم‬
‫الدولة وإعاناتها‪ .‬وذلك يتطلب تطوير البناء الحالي الجتماعي والقتصادي في البلدان العربية في‬
‫المد البعيد ‪ ،‬وإذا ما أتيح للقطاع الخاص أن ينشأ مؤسسات تعليم تقني تهدف للربح وهي ضرورة‬
‫ملحة ‪ ،‬فإن ضبط الجودة سيكون مهما لكنه قد يكون صعبا في نظام إدارة حكومية غير كفوء مما‬
‫يتطلب تطوير نظام ضبط الجودة‪.‬‬
‫إن البلدان العربية مسؤولة عن بناء رأس المال البشري بكافة أشكاله‪،‬ويزداد هذا الدور أهمية في‬
‫حالة التعليم التقني نظرا لضخامة الستثمارات المالية المطلوبة فيه‪.‬غير أن هذه المسؤولية ل تعني أن‬
‫تكون جميع مؤسسات التعليم التقني حكومية‪ .‬وقد طرحت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ‪،‬‬
‫خلل انعقاد المؤتمر التربوي الول لوزراء التربية والتعليم والمعارف العرب عام ‪ 1998‬نموذج يقوم‬
‫على مجالس إدارة مستقلة رباعية التمثيل(الدولة‪ ،‬قطاع العمال‪ ،‬المجتمع المحلي(المدني)‪،‬‬
‫والكاديميون بما فيهم الطلبة)‪ ،‬وبذلك يمهد الطريق للتعاون مع عالم العمل الحكومي والخاص‪،‬‬
‫ومنظمات المجتمع المحلي لتحقيق أعلى مساهمة في التنمية مع استبعاد حافز الربح‪ ،‬ولكن يجب أن‬
‫تبقى مسؤولية الدولة في المجالت التية‪:‬‬
‫‪.1‬زيادة التمويل الحكومي بشتى أنواعه‪.‬‬
‫‪.2‬رفع كفاءة استغلل موارد المؤسسات التعليمية التقنية‪.‬‬
‫‪.3‬إقامة نظم اعتماد جدية لضمان الجودة‪.‬‬
‫‪.4‬تلفي أخطاء التوسع غير المحسوب‪.‬‬
‫‪.5‬اتسام المؤسسات المستحدثة بالجودة العالية‪.‬‬
‫مع أهمية التركيز على المجالت المعرفية والشكال التنظيمية المطلوبة للتقدم العلمي‪،‬‬
‫والتقني‪ ( ،‬المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‪)59-58 ،1998 ،‬‬

‫‪19‬‬
‫المبحث الرابع‬
‫وسائل الرتقاء بجودة التعليم التقني‬
‫بهدف الرتقاء بجودة التعليم التقني فإن المر يتطلب بناء معاهد التعليم التقني العربية لميزتها التنافسية‪،‬‬
‫سواء كانت عامه ام خاصه ‪ ،‬لتعزيز موقعها التنافسي وجدارتها المميزة كما أنه من الضروري ان تفهم‬
‫معاهد التعليم التقني وما يحمله ذلك من معاني استراتيجية ‪.‬‬
‫ان الجدارة المميزة تك من في عقول العامل ين في المع هد التق ني ول يس في الجهزة والمخ تبرات ‪ ،‬إن ها‬
‫متر سخة في المهارات والمعر فة والقدرات ‪ .‬أن الجدارة الماد ية والمال ية والمعنو ية والثقاف ية والذهن ية‬
‫المتاحة للمعهد التقني‪ ،‬ل تشكل الجدارة المميزة‪ ،‬وانما يطلق هذا المصطلح على قيمة معرفة ومهارات‬
‫العامل ين بالن سبة لتكو ين ثروات المع هد التق ني؟ وإذا ما تح قق ذلك فأن المع هد التق ني يم كن ان تح قق‬
‫التي‪:‬‬
‫‪.1‬يؤدي تحسين الجودة إلى تحسين كفاءة استغلل الموارد وتحسين كفاءة العملية العلمية والتربوية ‪.‬‬
‫‪.2‬يؤدي تحسين كفاءة الموارد والعملية العلمية والتربوية إلى تحسين المركز التنافسي ‪.‬‬
‫‪.3‬يؤدي تحسين الجودة إلى زيادة رضا الطالب والمجتمع وإلى تحسن الجدارة المميزة ‪.‬‬
‫ول كن هل الجودة والجدارة المميزة ه ما خيار معا هد التعل يم التق ني العرب ية الذي لت ستغني ع نه بهدف‬
‫تحسين جودة مخرجاتها من الطلبة والبحوث وغيرها من الخدمات المقدمة لخدمة المجتمع بهدف تعزيز‬
‫ميزتها التنافسية وتحقيق الجدارة المميزة‪ .‬واذا ما سلمنا بذلك فما هو هذا الخيار؟وكيف يتحقق؟ ومهما‬
‫كان الخيار ال ستراتيجي فالم هم هو ان تكون قادرة على توف ير مستلزمات تطبيقه ونجا حه ‪ ،‬ح يث يرى‬
‫بعيض التربويون ان الدول العربيية ليسيت بحاجية الى الحصيول على شهادات لضمان الجودة‪ ،‬بيل هيي‬
‫بأمس الحاجة لتوفير المستلزمات المادية التي تعاني المعاهد التقنية في الدول العربية من نقص حاد فيها‪.‬‬
‫أولً ‪ :‬بناء الجدارة المميزة‪:‬‬
‫ان تحديد الخيار المثل يعتمد بدون شك على واقع التعليم التقني في الدول العربية‪ ،‬فما يصلح في لبنان‬
‫قد ليصلح لليمن ‪ ،‬وما يصلح للمعاهد العريقة ل يصلح بالضرورة للمعاهد الفتية‪ .‬لكننا بالتأكيد بحاجة‬
‫الى بدايية ‪ ،‬وتلك البدايية تحتاج الى ايمان القيادات التقنيية بأهميية الرتقاء بنظيم ضمان الجودة بغيض‬
‫النظر عن عراقة المعهد التقني من عدمه‪ ،‬كما يتطلب اللتزام طويل المد لمشاريع ادارة الجودة الشاملة‬
‫بحيث تكون الجودة احد الهموم الساسية لجميع القيادات وهيئات التدريس والداريون وغيرهم ‪ ،‬فأذا ما‬
‫تحقق ذلك يمكن ان نبدأ بالخطوة التالية وهي بناء نظام الجودة‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫وبغض النظر عن نوع المعهد وطبيعة نظام الجودة المعتمد فيه ‪ ،‬لبد من القول ان معاهد التعليم التقني‬
‫العربية بحاجة لتدقيق توفر الموارد اللزمة لبناء نظام الجودة ‪ ،‬حيث يمثل تدقيق الموارد نقطة انطلق‬
‫مه مة في ف هم القدرة ال ستراتيجية للمع هد التق ني على تب ني ا حد ن ظم ضمان الجودة‪ ،‬ف من خلله يم كن‬
‫تقيييم الموارد‪ ،‬و كميتهيا وطبيعية تلك الموارد والمدى الذي تكون عنده الموارد متميزة ومين الصيعب‬
‫تقليدها‪ .‬و الموارد اللزمة لتحقيق التميز وبناء نظام لضمان الجودة هي كالتي‪:‬‬
‫‪.1‬الموارد المادية‪:‬‬
‫هي جميع الوسائل المتاحة للمنظمة مثل البنية والمكائن والمواد والراضي والنقود‪ ،‬ويمكن الشارة‬
‫الى الموارد الماديية بانهيا الوجود المادي للمنظمية ‪.‬وهناك مين يرى ضرورة ان يتسيع هذا الوجود‬
‫المادي ليضم طبيعة هذه الموارد من حيث العمر والظرف‪ ،‬والموقع لكل مورد‪.‬‬
‫‪.2‬الموارد البشرية‪:‬‬
‫ينصب اهتمام تحليل الموارد البشرية على جملة من القضايا‪ ،‬من ضمنها تقييم عدد وانواع المهارات‬
‫المختل فة في المع هد التق ني‪ ،‬ال ا نه ينب غي عدم تجا هل اهم ية عوا مل اخرى كقابل ية التك يف للموارد‬
‫البشرية‪.‬‬

‫‪.3‬الموارد المالية‪:‬‬
‫تتضمن هذه مصادر واستخدامات الموال مثل الحصول على رأس المال‪ ،‬والدارة المالية‪ ،‬وسيطرة‬
‫المالكين ‪ ،‬وادارة العلقات مع مجهزين الموال سواء في القطاع الخاص او العام‪.‬‬
‫‪.4‬الموارد غير الملموسة‪:‬‬
‫ان الخ طأ الذي يم كن ان يرت كب في تحل يل الموارد هو تجا هل اهم ية الموارد غ ير الملمو سة ف في‬
‫ب عض البلدان يم كن ان يم ثل ا سم المع هد التق ني الموجودات السياسية ل ها ‪ ،‬وال صورة الذهن ية او‬
‫النطباع الذهني لدى المتعاملين معها‪.‬‬
‫لقد أصبح نظام إدارة الجودة الشاملة من أرقى أنظمة الجودة المطبقة في العالم ‪ ،‬إذ تستطيع المعاهد‬
‫التقنية عن طريقه الوصول إلى المستوى العالمي للمعاهد واصبحت ثقافة إدارة الجودة الشاملة هي أكثر‬
‫تكيفا لهذه المواصيفات لنهيا تعتميد على شموليية أهداف الجودة وتأكيدهيا التحسيين المسيتمر وتدرييب‬
‫العاملين ومشاركتهم في اتخاذ القرار ‪.‬‬
‫ان تحقيق تكامل جهود التقويم بشكل صحيح يضمن التطبيق الناجح لدارة الجودة الشاملة التي تسعى‬
‫لها نظم ضمان الجودة والتي تسعى لتطبيقها معاهد التعليم التقني العربية ‪.‬‬
‫لقد سعت معاهد التعليم التقني في الكثير من دول العالم للحصول على شهادة المواصفات العالمية للجودة‬
‫وفقا للمواصفة العالمية التي يمكن أن تحقق لها المنافع التية‪:‬‬
‫‪ .1‬تحسن نوعية الخدمات التعليمية والتدريبية المقدمة ‪.‬‬
‫‪ .2‬زيادة خبرة العاملين من خلل القيام بعمليات التدقيق المستمر ‪.‬‬
‫‪ .3‬تحسين كفاءة النشطة العلمية والخدمية ‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫‪ .4‬التحسين المستمر وبشكل خاص في المجال المعرفي البداعي ‪.‬‬
‫‪ .5‬وضوح سياقات وإجراءات العمل ‪.‬‬
‫‪ .6‬تقليل الكلف‪.‬‬
‫‪ .7‬توفير المعلومات وتسهيل وتحسين عملية اتخاذ القرار ‪.‬‬
‫‪ .8‬تقليل الهدر والتسرب والضياع ‪.‬‬
‫‪ .9‬تحسين التصالت ‪ ،‬واتسامها بالوضوح والواقعية ‪.‬‬
‫‪ .10‬وضوح الدوار وتحديدها لجميع المد راء والعاملين ‪.‬‬
‫‪ .11‬المراقبة المحكمة للعمليات التعليمية والتربوية والخدمية ‪.‬‬
‫‪ .12‬الوعي العالي للمسؤولية من قبل العاملين ‪.‬‬
‫أن تح سين الجودة ل يحدث ببساطة عن طريق إرغام العامل ين على التفكير بالجودة ‪ ،‬فتبنيها شيء‬
‫مهيم ولكنيه لييس شرطا كافيا للنجاح ‪ ،‬أن المطلوب هيو بناء وأدراك الحاجية للتحسيين فيي ظيل الفرص‬
‫المتاحة للتحسين ‪ ،‬وهذا يتطلب تهيئة النظمة المناسبة للوصول للهداف الموضوعة ‪ ،‬كما يتطلب تثمين‬
‫الجهود المميزة في مجال تطوير نوعية المخرجات (خريجين وبحوث ‪ ،‬وأنشطة علمية أخرى ) ‪ ،‬ومعاهد‬
‫التعليم التقني العربية قادرة لشك عن التعبير عن نموذج القدرة العربية في مواجهة التحديات في طريق‬
‫بناء تعليم عالي راقي ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬متطلبات الرتقاء بالجودة‪:‬‬
‫إن الرتقاء بالجودة في معاهد التعليم التقني العربية يتطلب العمل على‪:‬‬
‫‪.1‬توفيير هيكيل أو نظام رسيمي للجودة متمثيل بتطيبيق مواصيفات انظمية ضمان الجودة لخلق‬
‫الستقرار في بيئة العمال الداخلية للمعهد التقني ولتحقيق جودة ثابتة لمخرجاتها‪.‬‬
‫‪ .2‬ا ستخدام موا صفات الجودة العالم ية او اي من شهادات الجودة الكاديم ية او اي شهادة لضمان‬
‫الجودة كإداة للوصول إلى إدارة الجودة الشاملة من خلل توفير بيئة عمل مهيكلة تنسق عمليات‬
‫التحسين وتكاملها ‪.‬‬
‫‪.3‬ايمان القيادات بالجودة واعتمادها كمنهج عمل مع تحملها المسؤوليات كاملة ‪ ،‬ووضعها لسياسة‬
‫واضحة للجودة وآلية عملها وتحديد الصلحيات والمسؤوليات لكافة العاملين في المعهد التقني‬
‫ممن لهم علقة مباشرة بالجودة بدقة متناهية ‪.‬‬
‫‪ .4‬حسن اختيار الكوادرالتدريسية والبحثية والدارية المناسبة ووضعها بالماكن المناسبة ‪ ،‬والقيام‬
‫بالمراجعة الدورية لكل المرافق المعنية عن الجودة وخاصة الحلقات الرئيسية منها‬
‫‪.5‬بناء نظام متكا مل ومحدد لتنف يذ البرا مج والخ طط المتعل قة بالجودة‪ ،‬بح يث يع مم على كا فة ذوي‬
‫العلقة داخل المعهد التقني كل حسب تخصصه مع وضع آلية تنفيذية لمتابعة لهذا النظام‪.‬‬
‫‪.6‬ضرورة وجود انظمة ولوائح وتعليمات لساليب العمل ضمن مخطط عام ومتخصص لكل بنود‬
‫نظام ضبط الجودة وعلى اختلف أنواع النظم ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪.7‬تشك يل إدارة تع نى بالجودة الجامع ية وتوف ير م ستلزماتها البشر ية والماد ية وبناء النظ مة التقن ية‬
‫الم ساعدة ‪ ،‬وتوف ير م ستلزمات مدخلت العمل ية التعليم ية ‪ ،‬ومخرجات ها ‪ ،‬توثيق ها ومتابعت ها ‪،‬‬
‫وتكون الدارة مهيأة لتقبيل أي تغييرات فيهيا وفيق مقتضيات معالجية أيية انحرافات ومسيتجيبة‬
‫لطلبات المستفيدين‪.‬‬
‫‪.8‬وجود ادارة للتوثيق تشمل مفردات تصديق وتأمين الوثائق واجراء أية عمليات ضرورية لتبديل‬
‫أو لتعديل الوثائق أن تطلب المر ذلك ‪.‬‬
‫‪.9‬وجود اقسام للسيطرة على العمليات العلمية والتربوية ‪ ،‬تشمل إضافة لعديد اعمالها التعامل مع‬
‫مراحل العداد الدقيقة ‪.‬‬
‫‪.10‬ايجاد ادارة أو مدققين مكلفين بالتفتيش والفحص مع ايجاد سجلت توثيقية ‪.‬‬
‫‪.11‬تطويير آليية لضبيط المخرجات غيير المطابقية لمواصيفات الجودة خلل اداء المعهيد التقنيي‬
‫لنشطتيه‪،‬وتعدييل وتصيحيح العمليات العلميية والبحثيية‪ ،‬والتعاميل ميع النتائج غيير المطابقية‬
‫للمواصفات‪.‬‬
‫‪.12‬ايجاد آلية للمراقبة الذاتية الداخلية للجودة ‪.‬‬
‫‪.13‬وضع آلية لتدريب العاملين في اقسام الجودة ‪.‬‬
‫‪.14‬الهتمام ببرامج خدمات الخريجين باعتبارها من النظمة التي توفر التغذية الراجعة‪.‬‬
‫‪.15‬تطوير وتطبيق نظم العتماد الكاديمي ‪ Accreditation System‬بحيث ل نسمح بأنشاء‬
‫معاهد ضعيفة المستوى بحجج الحاجة الى مخرجات هذه المعاهد ‪ ،‬وان لتستثنى معاهد التعليم‬
‫التقني الحكومية من ذلك ‪ ،‬وان تعتمد ضوابط العتماد بدون استثناءات‪.‬‬
‫‪.16‬اليمان بالجودة الشاملة فلسفة ‪ ،‬والسعي لتطبيق نظم ضمان الجودة بعد تكييفها بما يلءم واقع‬
‫معاهدنا العربية‪.‬‬
‫‪.17‬التوسع في تمكين العاملين ‪ Empowerment‬ومشاركتهم في وضع الهداف والمساهمة الفاعلة‬
‫في تحقيقها‪ .‬وتطوير تطبيق نظام تقويم الداء بجميع انشطته من خلل مؤشرات كمية ووصفية‬
‫لقياسيه ‪ ،‬وصيولً لعتماد أسيلوب الدارة بالبحيث والتقصيي فضلً عين ضرورة تمتيع القادة‬
‫بالمواصفات والخصائص التي تمكنهم من تطبيق فلسفة إدارة الجودة الشاملة في معاهد التعليم‬
‫التقني العربية ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫يحذر العلماء المستقبليون الدول النامية من إتباع الطريق الذي سارت عليه الدولة المتقدمة أو تبني‬
‫إيديولوجياتها كل هذا بهدف إبقاء هذه الدول متخلفة فقيرة ‪ ،‬إذ أنهم لم يقدموا لها النموذج الملئم‪.‬‬
‫ولكن ما هي التوقعات المستقبلية للتحولت التي سيشهدها العالم؟يمكن القول أنا ستكون في إحدى‬
‫الخيارين التاليين وقد تنطبق على البلدان العربية‪:‬‬
‫يرتكز الول على نظرة سلبية تنطلق من مخاطر النمو السكاني الكبير ‪ ،‬مع استثمار غير اقتصادي‬
‫للثروة وتبديدها أحيانا خاصة النفطية منها‪ ،‬ونتائج ذلك خطيرة على المدى البعيد ‪ ،‬وأن ما سيحيق بها‬
‫غير ممكن معالجته بالتكنوولوجيا المصنعة المستوردة لن البيئة ستشهد كارثة كبيرة‪.‬‬
‫ويؤكد الثاني على نظرة إيجابية تنطلق من توفر مصدرين مهمين هما الموارد الطبيعية (خاصة النفط‬
‫للوطن العربي) والنسان المتعلم وهي موارد كبيرة إذا ما استغلت بشكل جيد‪.‬‬
‫أن مؤسسات التعليم التقني يجب أن تعمل انطلقا من العتبارات التالية‪:‬‬
‫أولً‪ :‬تلفي أخطاء التوسع في التخصصات التي ل يجد خريجوها فرص للعمل بعد تخرجهم ‪ ،‬والتأكيد‬
‫على التوسع في التخصصات التقنية الجديدة ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تشجيع مؤسسات التعليم التقني الخاصة لستحداث التخصصات التقنية الجديدة‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬تأسيس نموذج معرفي عربي يقوم على استحضار إضاءات التراث المعرفي العربي والعتراف‬
‫الذكي في الدوائر الغربية غير العربية‪ ،‬فضلً عن تعظيم الستفادة من المنظمات الدولية والقليمية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬التصميم على تميز مؤسسات التعليم التقني الحكومية والخاصة ‪ ،‬خصوصا المستحدثة منها ‪،‬‬
‫بالنوعية العالية والتنوع والمرونة‪ ،‬من خلل تبني أنظمة عالمية ‪ ،‬والتركيز على المجالت المعرفية‬
‫المطلوبة للتقدم العلمي والتكنولوجي ‪ ،‬وصولً لمؤسسات تقنية رائدة من خلل السعي لقامة مجتمع‬
‫المعرفة في البلدان العربية من خلل إطلق حريات الرأي والتعبير والتنظيم والنشر الكامل للتعليم راقي‬
‫النوعية وتوطين العلم وتعميم البحث والتطوير التقني في جميع النشاطات المجتمعية واللحاق بعصر‬
‫المعلومات والتحول الحثيث نحو نمط إنتاج المعرفة وتوظيفها بكفاءة في البنية الجتماعية والقتصادية‬
‫العربية‪.‬‬
‫ولكن بناء رأس المال البشري راقي النوعية هي المهمة الصعبة والرئيسة لمؤسسات التعليم التقني في‬
‫البلدان العربية في هذه المرحلة ‪ ،‬وذلك يحتاج بالتأكيد إلى زيادة النفاق الستثماري على التعليم التقني‪،‬‬
‫لن خيار الستثمار في البشر هو الهم ‪ ،‬وإعادة النظر بقوانين التعليم التقني والتشريعات النافذة بما‬
‫يتيح لمؤسسات التعليم التقني استثمار مواردها ويمنحها مرونة كافية في هياكلها ونظم عملها ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫المصــــــــــادر‬
‫‪ .1‬أحمد صالح التويجري‪ ،‬الداء والدواء ‪ ،‬مجلة التدريب والتقنية ‪ ،‬العدد ‪ 1421 ،15‬هي ‪.‬‬
‫‪.2‬أنطون رحمة ‪,‬تأملت في المشكلت و العقبات التي تواجه التعليم العالي في المشرق‬
‫العربي ‪ ,‬قراءات حول التعليم العالي ‪ ,‬مكتب اليونسكو القليمي للتربية في الدول العربية(‬
‫يونيدباس ) ‪ ,‬العدد الرابع ‪ ,‬كانون ( ديسمبر ) ‪. 1992‬‬
‫‪.3‬حسن عايش ‪ ,‬الحقيقة التشبيهية ( أو المثلية ) و الجامعات الردنية ‪ ,‬جريدة الرأي‬
‫الردنية ‪.23/12/1996‬‬
‫‪.4‬خير الدين حسيب و آخرون ‪ ,‬مستقبل المة العربية – التحديات و الخيارات ‪ ,‬مركز‬
‫دراسات الوحدة العربية ‪ ,‬الكويت ‪. 1988‬‬
‫‪.5‬داخل حسن جريو ‪ ,‬و د‪.‬هلل البياتي‪,‬التحديات العلمية و التكنولوجية في القرن الحادي و‬
‫العشرين ‪ ,‬جمهورية العراق ‪،‬وزارة التعليم العالي و البحث العلمي ‪. 1997 ,‬‬
‫‪.6‬محمد حسنين هيكل ‪ ,‬أزمة العرب و مستقبلهم ‪ ,‬دار الشروق ‪ ,‬القاهرة ‪. 1995‬‬
‫‪.7‬د‪ .‬محمد بن شحات الخطيب ‪ ,‬تحسين التعليم المهني و الفني ‪ ,‬دراسات مرجعية أصدرتها‬
‫المنظمة العربية للتربية و الثقافة و للعلوم ‪ ,‬مقدمة للمؤتمر الول لوزراء التربية و التعليم‬
‫و المعارف ‪,‬طرابلس ‪ 6-5‬كانون الول ( ديسمبر ) ‪. 1998‬‬
‫‪.8‬محمد عبدالشفيع ‪ ,‬النظام القتصادي العالمي في مرحلة انتقال ‪ ,‬المؤتمر العلمي السنوي‬
‫التاسع عشر للقتصاديين المصريين ‪ ,‬القاهرة ‪ 23-21‬كانون الول ( ديسمبر ) ‪1995‬‬
‫‪.9‬محمد عبدالوهاب العزاوي‪,‬انعكاسات تكنولوجيا عصر ما بعد الصناعة على اتجاهات‬
‫التعليم التقني ‪ ,‬التحاد العربي للتعليم التقني‪ ،‬الندورة الدولية الثالثة‪ ،‬صنعاء‪.1997،‬‬
‫‪(.10‬محمد عبد الوهاب العزاوي‪ ،‬رؤية عربية لصناعة مستقبل التعليم التقني ‪ ،‬المجلة العربية‬
‫للتعليم التقني‪ ،‬المجلة ‪ ،16‬العدد ‪.1999 ،1‬‬
‫‪.11‬د‪ .‬محمد نبيل نوفل‪ ,‬رؤى المستقبل – المجتمع و التعليم في القرن الحادي و العشرين‬
‫المنظور العالمي و المنظور العربي‪ ,‬المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم‪ ,‬المجلة‬
‫العربية للتربية و العدد الول ‪.1996‬‬
‫‪.12‬د ‪ .‬محي زيتون‪ ,‬مستقبل التعليم في الوطن العربي في ظل استراتيجية إعادة الهيكلة‬
‫الرأسمالية ‪ ,‬المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم ‪ ,‬المجلة العربية للتربية ‪ ,‬المجلد‬
‫السابع عشر العدد الول ‪. 1992‬‬
‫‪.13‬المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم ‪ ,‬الوثيقة و الرئيسية المقدمة إلى المؤتمر‬
‫لوزراء التربية و التعليم و المعارف العرب ‪ ,‬رؤية مستقبلية للتعليم في الوطن العربي ‪,‬‬
‫طرابلس ‪ 6-5‬كانون الول ( ديسمبر ) ‪. 1998‬‬

‫‪25‬‬
‫‪.14‬مكتب اليونسكو القليمي للتربية في الدول العربية ( ‪ , ) UNEVOC‬التعليم و التدريب‬
‫التقني و المهني في الدول العربية ‪ ,‬الفاق المستقبلية للقرن الحادي و العشرين ‪ ,‬ورقة‬
‫عمل رئيسية للمؤتمر التحضيري القليمي للدول العربية للمؤتمر العالمي الثاني حول‬
‫التعليم التقني و المهني ( سيئول ‪ ) 1999‬أبو ظبي ‪ 9-1‬تشرين الثاني ( نوفمبر ) ‪1998‬‬
‫‪.‬‬
‫‪.15‬اليونسكو‪ ,‬بحث في سياسات التغيير و النمو في مجال التعليم العالي‪ ,‬باريس ‪.1995‬‬
‫‪.16‬د‪ .‬نادر فرجاني ‪ ،‬مغزى تقرير التنمية النسانية لمشروع النهضة العربية‪ ،‬برنامج المم‬
‫المتحدة النمائي‪. 2003 ،‬‬

‫‪26‬‬

You might also like