Professional Documents
Culture Documents
1
إضافة إلى أنه يشترط على مدراء المؤسسات العلمية السمعية البصرية أو
المكتوبة إبرام عقد عمل مع الصحفيين سواء لمدة غير محدودة أو محدودة،
بالتوقيت الكامل أو الجزئي وتحديد الجر ومكان العمل والمكافآت وكيفية مراجعة
العقد .كما ينص أيضا على حقوق الصحافيين المتربصين وتمكينهم من نفس الحقوق
التي يتمتع بها الصحافي الدائم ،وتجدر الشارة إلى أن المرسوم يلزم جميع
المؤسسات العلمية بتطبيق كل بنوده ،غير أن هذا التطبيق يطرح بعض الصعوبات،
المر الذي جعل الوزارة تطالب الصحافيين وكل المنتمين للقطاع بما في ذلك
مدراء المؤسسات بالعمل معها على تنفيذ كل محتوى المرسوم.
وجاء هذا المرسوم لوضع حد للفوضى التي تعيشها بعض الصحف لمعالجة جميع
المشاكل العالقة ،إذا علمنا أن بعض الصحف الوطنية ل تتوفر على اتفاقيات جماعية
تحدد طبيعة العلقة المهنية داخل المؤسسة.
ويبين هذا المرسوم أن الجزائر تولي أهمية كبيرة لموضوع تأمين كل شروط ضمان
حرية التعبير ،وهو لبنة تضاف إلى المنظومة القانونية الساري العمل بها .ورغم هذه
المبادرة التي جاءت بها الحكومة لتنظيم مهنة الصحافة ،فإن إمكانية إلغاء المادة
144مكرر من قانون العقوبات التي تنص على سجن الصحافي تبقى محل نقاش
حسبما صرح به وزير التصال وقتها ،مشيرا إلى أن 97بالمائة من القضايا
المطروحة أمام العدالة رفعها مواطنون "أحسوا بأنهم تعرضوا للقذف من طرف
الصحافة" وأن عدد القضايا التي ترفعها الهيئات الرسمية قليلة جدا ،بل أن الكثير
من المؤسسات تتحاشى رفع قضايا القذف أمام العدالة رغم ما تلحقه بعض
الكتابات من أضرار بسمعتها .كما أن هذا المرسوم الخير لم يتطرق إلى إمكانية
الحكومة القدام على فتح المجال السمعي البصري أمام القطاع الخاص.
وإذا أردنا الحديث عن العلم في التشريع الجزائري ،فهنا يمكن تمييز مرحلتين
أساسيتين مر بهما العلم وهما مرحلة الحزب الواحد من الستقلل إلى غاية سنة
1989ومرحلة ما بعد التعددية الحزبية.
في المرحلة الممتدة من 1962إلى 1989كانت تعيش الجزائر في ظل نظام
الحزب الواحد ،حيث كرس دستور 1963مبدأ حرية التعبير بصفة عامة ،حيث نص
في مادته التاسعة عشر على أنه تضمن الجمهورية حرية الصحافة ،ووسائل العلم
الخرى ،وحرية تكوين الجمعيات ،وحرية التعبير والتدخل العمومي وحرية الجتماع .
إل أن هذه الحرية لم تكن مطلقة بل كانت مقيدة من طرف السلطة وهذا ما
نستخلصه من المادة الثانية والعشرين من نفس الدستور التي تنص على أنه ل يجوز
لي كان أن يستغل الحقوق السالفة الذكر في المساس باستقلل المة وسلمة
2
تراب الوطن والوحدة الوطنية ومنشآت الجمهورية ومطامح الشعب والشتراكية
ووحدة جبهة التحرير الوطني .أما فيما يتعلق بالتنظيم القانوني للعلم في ظل
دستور 1976فإنه لم يضف شيئا ،إذ أنه سار في نفس التجاه الذي سار عليه
دستور 1963فقد نصت المادة الخامسة والخمسون منه على أن حرية التعبير
والجتماع مضمونة ،ول يمكن التذرع بها لضرب أسس الثورة الشتراكية.
أما قانون العلم لسنة 1982الصادر في السادس من فيفري فقد استمد معظم
أحكامه من دستور 1976وهو أول قانون للعلم في الجزائر وقد احتوى هذا
العلن على 119مادة موزعة على خمسة أبواب وتسعة فصول تضمنتها المبادئ
العامة ومن المواد التي تضمنها والتي تتعلق بحرية العلم نجد المادة الولى التي
تؤكد أن العلم قطاع من قطاعات السيادة الوطنية.
أما في المرحلة الثانية التي دخلتها الجزائر بدستور 23فيفري 1989الذي فتح
عهدا ً جديدا للجزائر ،حيث كرس مبدأ التعددية السياسية وبالتالي تعددية إعلمية
وضمن حرية الرأي والتعبير ،ثم جاء قانون 3أفريل 1990المعدل لقانون العلم
1982حيث عدل العقوبات ،ويتضمن هذا القانون 106مادة موزعة على تسعة
أبواب ومن أهم المواد الدالة على هذه الحرية التي وردت في قانون العلم لسنة
1990نذكر المادة رقم 2التي تنص أن الحق في العلم يجسده حق المواطن في
الطلع بصفة كاملة وموضوعية على الوقائع والراء التي تهم المجتمع على
الصعيدين الوطني والدولي وحق مشاركته في العلم بممارسة الحريات الساسية
في التفكير والرأي والتعبير طبقا للمواد 39 ، 36 ،35و 40من الدستور.
أما المادة أ لـ 14فتبين أن إصدار نشرية دورية حر شريطة تقديم تصريح مسبق
في ظرف ل يقل عن ثلثين يوما من صدور العدد الول .ويسجل التصريح لدى وكيل
الجمهورية المختص إقليميا بمكان صدور النشرية ،ويقدم تصريحا في ورق مختوم
يوقعه مدير النشرية ويسلم له وصل بذلك في الحين .ويجب أن يشتمل الوصل
على المعلومات المتعلقة بهوية الناشر والطابع ومواصفات النشرية كما تنص على
ذلك المواد اللحقة في القانون .كما تنص المادة 35أنه للصحافيين المحترفين
الحق في الوصول إلى مصادر الخبر ويخول هذا الحق على الخصوص الصحافيين
المحترفين أن يطلعوا على الوثائق.
وبصرف النظر عن التطور الذي شهده التشريع العلمي في الجزائر تجدر الشارة
إلى أن الوثيقة العلمية التي وضعت في ظروف أوجدها دستور 1989جاءت
"متضمنة للعديد من التناقضات" كما ترى بعض الجهات العلمية وذلك إما مع
التشريعات العلمية الحديثة أو مع التوجهات العامة للنظام السياسي خاصة المبادئ
3
التي جاء بها الدستور المعدل في 28نوفمبر . 1996
وعرف قانون العقوبات تعديل بعد بمصادقة نواب المجلس الشعبي الوطني بالغلبية
الساحقة على ضرورة وضع ضوابط وتشديد الخناق على الصحافة المستقلة من
خلل المادة 144مكرر التي تنص على أن الملحقة القضائية لنشرية ،يومية أو
أسبوعية أو غيرها تتم ضد الصحافي وضد مسؤول النشر ،إضافة إلى تعرض
الصحيفة نفسها لعقوبات.
كما يعاقب بالسجن بين ثلثة أشهر وسنة أو بغرامة مالية تتراوح بين خمسة مليين
سنتيم و 25مليون سنتيم أو بهما مًعا في حالة الساءة أو إهانة رئيس جمهورية،
عن طريق الكتابة أو الرسم أو التصريح أو بأي وسيلة تبث الصورة والصوت أو
أخرى إلكترونية أو معلوماتية ،كما يعاقب بالحبس من شهرين إلى سنتين وبغرامة
فا أو ضاب ً
طا أو مالية من ألف دينار إلى 50مليون سنتيم كل من أهان قاضًيا أو موظ ً
دا أو أحد رجال القوة العمومية بالقول أو بالشارة أو التهديد أو إرسال أو تسلم
قائ ً
أي شيء لهم بالكتابة أو بالرسم ،وتباشر النيابة العامة في حالت ارتكاب هذه
الجرائم ضد رئيس الجمهورية أو ضد رموز الدين ،إجراءات المتابعة بصفة تلقائية.
وتبقى هذه المادة الشغل الشاغل للطبقة العلمية بالجزائر التي تطالب بإلغائها
والتخلي عن ما يعرف بجنحة القذف وتجريم الصحفي وإدانته بعقوبة السجن بسبب
كتابته كونها تمس بحرية الرأي والتعبير التي تعد من الشروط الساسية
للديمقراطية ،في الوقت الذي تطالب فيه هذه الطبقة بإعادة المجلس العلى
للعلم المحل ومجلس أخلقيات المهنة الذي يفصل في النزاعات المهنة بعيدا عن
غرف المحاكم.
4