Professional Documents
Culture Documents
النظام الخاص
لهل الختصاص
للغوث الكبير سيد أهل الطريقة
والحقيقة
سيدنا ومولنا أحمد الرفاعي
الكبير
قدس الله سره ورضي الله عنه
578 – 512
هجرية
**********************
أما بعد:
هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذه:
)أ.ب.ت.ث.ج.ح.خ.د.ذ.ر.ز.س.ش.ص.ض.ط.ظ.ع.غ
.ف.ق.ك.ل.م.ن.ه.و.ل.ي(
هي حروف التهجي ،ورابطة نظم الكلم ،وكتاب اللسسه
المنسسزل علسسى آدم عليسسه السسسلم ،والكلم سسسيف اللسسه
ب ،ويفعسسل بسسه الذي يجمع به وُيفّرق ،وُيبّغض به ويحب ّس ْ
العجائبَ ،تصلح به القلوب ،ترتبط بسسه السسسرار ،تليسسن
شسقّ بسسهدة ،ت ُ َ بسسسببه الخسسواطر ،تحصسسل ا ُ
للفسسة والمسسو ّ
س سّيال
العصا ،تنحدر من موجته سيول الفتن ،تنطلق ب َ
غثسساِء المحسسن ،تنشسسط بهمسسة أسسساليبه محسسدره عسسوائث ُ
الهمم ،ترتفسسع بنهضسسته العسسزائم إلسسى حضسسرة القسسرب،
تنحدر بجسساذبته المسسواهب إلسسى حظيسسرة القلسسب ،وراءه
السيف المصلت ،إذ هو مخبأ في طيه ي ُل َْقسسى هسسو أو ً
ل،
ويقوم له السسيف ثانيسًا ،فهسو مسن آلتسه ،مسن مسواده،
يعمل له ليرجع النظم ِإليه.
كلمة يقولها القائل ،وهو كافر زنديق ،فيقف بهسسا فسسي
صف المؤمنين الموقنين!
وكلمة يقولها القائل ،وهو مؤمن وثيق ،فيقف بها في
صف الكافرين الجاحدين!
ببيعتسسك أيهسسا اللسسبيب علسسى اسسسم ربسسك ،بعهسسدك علسسى
طريق نبيك ،تتصدر في محاضسسر القسسدس ،هسسي كلمسسة
قلتهسسا ،ووقفسست عنسسدها ،فسسدخلت فسسي القسسوم السسذين
حقّ ب َِها وَأ َهْل ََها{. َ وى وَ َ
كاُنوا أ َ ة الت ّْق َ ألزمهم} :ك َل ِ َ
م َ
قال جابر رضي الله عنه :قال لنا رسسسول اللسسه صسسلى
الله عليه وآله وسلم يسسوم الحديبيسسة) :أنتسسم خيسسر أهسسل
الرض( وكنا ألفسسا وأربعمسسائة ،ولسسو كنسست أبصسسر اليسسوم
لريتكم مكان الشجرة ،يريد بالشجرة :الشجرةَ السستي
بايعهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسسسلم تحتهسسا،
ن
عسس ِ ي الّلسس ُ
ه َ المعنيسسة بقسسول اللسسه تعسسالى }ل ََقسسد ْ َر ِ
ضسس َ
ة{ فانظر أيهسسا الخ جَر ِ ش َ ت ال ّ
ح َ ن إ ِذ ْ ي َُباي ُِعون َ َ
ك تَ ْ مِني َ ال ْ ُ
مؤْ ِ
اللبيب! كيف صحت الخيرية ،للف وأربعمائة رجسسل إذ
ذاك ،دون أهل الرض شرقها وغربها؟ هل كسسان ذلسسك
إل لنهم تجردوا بأنفسهم وأموالهم لعلء كلمسسة اللسسه
تعالى ،وإعزاز دينه؟ وعلى ذلك بسسايعوا رسسسوله صسسلى
الله تعالى عليه وسلم وعليهم أجمعين.
وهل الدين إل كلمة صادقة وهمة عالية؟ َتسقط همسسة
الرجل الماجد الكريم على كل شريفة ،وتسقط همسسة
ب الشبهة يتطسسرق ب الدنيء على كل ساقطة ،وَر ّ خ ّ
ال ِ
ب بسسه همتسسه إل الشبهة ،والخي ُّر ل يظن إل خيرا ،ول تث ِ ُ
إلسسى المعسسالي ،وعلسسو الهمسسة مسسن اليمسسان ،والسسساقط
ه نفسسسه ،فَت ََرفّ س ُ
ع الوضسسيع يريسسد السسترفع بهمتسسه ،فتغل ِب ُس ُ
بنزعها ،وتتداعى همته ساقطة بطبعها ،ويسسرى لخبسساله
ن ترفع نفسه بنزغها عسسن الهمسسة! ثكلتسسه بمرآة خياله أ ّ
أمه! ما فسّرقَ بيسسن الوقاحسسة والرجاحسسة؟ هسسل تسسستوي
الظلمات والنور؟
لو طرق طارق العزم باب السماء -ولم تكن لسسه آيسسة
علم إلهسي ،تجمسع بسسه قومسسا علسسى اللسسه فتنفعهسم فسي
دينهم ودنياهم -فليسسس بشسسيء ،ومسسن لسسم يغسسر علسسى
مسسه فسسي أ ُُذنسسه فليسسس
المحبوب فل يرضى أن يسلك ذ ّ
بمحب ،ول الصديق إذا لم يغسسر علسسى صسسديقه حسستى ل
مه فليس بصديق! يرضى أن يسلك ذ ّ
والنخوة سلم العبد إلسسى سسسدرة منتهسسى المجسسد وفيهسسا
س كريم ،والسسستقامة وصسسف ل من ثورة الغيرة لله أ ُ
ّ
يشتمل عليه إل ّ رداء كسسل عظيسسم ،والعسسارف المحسسض
يسسسستقل السسسدنيا ،فل يراهسسسا إل دون شسسسراك نعلسسسه،
ويستعظم الشياء لموجدها فل يرى إهمال شسسيء ردا
بذلك الشيء إلى أصله؛
هسسات ،اجمسسع يسا حكيسم بيسسن هسساتين ،وأنست إذا ً الرجسسل
ف بباصرة علمك سيرة نبيك الميسسن وآلسسه العظيمُ ،
ش ْ
الطاهرين ،وأصحابه الهسسداة المرضسسيين ،فتحسسوا البلد،
سسسُبل ،وأفاضسسوا العسسدل وصسسانوا العبسساد ،ومّهسسدوا ال ّ
ظموا المور ،وأحكموا حكمة سياسسسة المسسم ،وهسسم ون ّ
دهم عنهسسا وعسسن
أزهد النسساس بالسسدنيا وأعراضسسها ،وأبعس ُ
أغراضها.
صيمًا{خ ِ ن َ
خائ ِِني َن ل ِل ْ َكن في موعظتك حكيما ً} :وَل َ ت َك ُ ْ
واعمل بعلمك إذا كفاك للعمسسل ،ول تقسسف فسسي العلسسم
م مسسن ُ
عند غاية ،فإن غايته فوق عمسسرك ،أطلبسسوا الِعلس َ
المهسسسد إلسسسى اللحسسسد }أعُسسسوذ ُ بسسسالله أ َ َ
ن
مسسس َ
ن ِ ن أك ُسسسو َْ ِ
ن{. ال ْ َ
جاهِِلي َ
ن} مت ِّقي س َ دى ل ّل ْ ُ ب ِفي سهِ هُ س ً ب ل َ َري ْ َ ك ال ْك َِتا ُ }الم } {1ذ َل ِ َ
مسسا
م ّ صسسلةَ وَ ِ ن ال ّ مسسو َ ب وَي ُِقي ُ ن ِبسسال ْغَي ْ ِ مُنسسو َ ن ي ُؤ ْ ِ ذي َ {2اّلسس ِ
ل إ ِل َي ْس َ
ك ما ُأن سزِ َ ن بِ َ مُنو َ ن ي ُؤْ ِذي َ ن } {3وال ّ ِ فُقو َ م ُين ِ َرَزقَْناهُ ْ
كن } {4أ ُوْل َئ ِ َ م ُيوقِن ُسسو َ خَرةِ هُ س ْ ك وَِبال ِ من قَب ْل ِ َ ل ِ ما ُأنزِ َ وَ َ
ن }{{5 حو َ م ال ْ ُ
مْفل ِ ُ ك هُ ُ م وَأ ُوْل َئ ِ َمن ّرب ّهِ ْ دى ّ ع ََلى هُ ً
ل إلسسى م ْ
ض يديك من كل عارض دون الحق ،ول ت َ ِ وانُف ْ
ل طريسسق وج ،واسلك الطريسسق المسسستقيم ،وك ُس ّ معْ َ
كل ُ
رأيت فيه العويصاء التي تنكرها فدعه ،وانهج الطريق
كم في كل قول وعمل شسسريعة نبي ّسسك الذي تعرفه ،وح ّ
السيد العظيم ِ القدر صلى الله عليه وآلسسه وسسسلم وإذا
قلت فل تقل إل خيرًا ،وإذا فعلسست فل تفعسسل إل حق سًا،
ت فل تصحب إل خي ّسسرًا ،وإذا قمسست وقعسسدت وإذا صحب َ
فل تكن إل نزيها ً نظيفًا.
ول تعبد اللسسه علسى حسسرف! ُأعبسد ْ رّبسك ول تشسسرك بسسه
حجتك قول نبّيك السسذي هسسو أولسسى لسسك شيئا ً ،واجعل َ
م َ
دد يسسد الرجسسا إلسسى بسسارئك، من نفسك ،وإذا ابتليت فام ُ
ه لَواصبر لحكسسم ربسسك ،ول تيسسأس مسسن َرْوحسسه ف}إ ِن ّس ُ
َ
ن{ 87سسسورة م ال ْك َسسافُِرو َ
من ّروِْح الل ّهِ إ ِل ّ ال َْق سوْ ُ
س ِ
ي َي ْأ ُ
يوسف.
وانتظر فرج الله فقد قال رسول الله صلى الله عليه
ُ
ة( وقال عليسسه عَباد َ ٌ
ج الله ِمِتي فََر َ
وآله وسلم )انتظار أ ّ
ل ط َْرفَ ِ
ة ن لله في ك ُ ّ من ربه أفضل الصلة والسلم )إ ّ
ع َين مائ َ َ َ
ة أل ْ ِ
ف فََرٍج َقريب(. ْ ٍ
ن
قال سيد أهل الهمم صلى الله عليه وآله وسسسلم) :إ ِ ّ
ف(. حت َرِ َ ن ال ْ ُ
م ْ م َ ب ال ْ ُ
مؤ ْ ِ ح ّ
الله ي ُ ِ
ل عليسسه سسسيما الزاهسسدين، أكسسرهُ مسسا تسسراه العيسسن :رج س ٌ
وهمتسسه همسسة السسسائلين! مسسن طأطسسأ للنسسوال ،ورضسسي
جزة النسسساء! ل أقسسول بالسؤال فهو أخس طبعا من ع َ َ
دوا مسسا عليكسسم مسسن هذا لنفر القلوب من السسسائلين ،أ ّ
حقوق الرحمسسة بخلسسق اللسسه ،والتصسسدق علسسى الفقسسراء
لسسوجه اللسسه ،هسسذا مسسا وجسسب عليكسسم ،ول ينزغنكسسم
الشيطان فتشمئز منهم نفوسكم :فُتهينوهم ،وتروهم
بعيسسن الحتقسسار! هسسذا إذا ً يكسسون مسسن تسسسويل إبليسسس
ودسائسسسه! ولكسسن أقسسول هسسذا ،لرفسسع همسسم إخسسواني
طلب الحق عن الَبطالة ،قال رسول الله صسسلى اللسسه
ل(. ن الله ي َك َْره ُ ال ْعَب ْد َ ال ْب َ ّ
طا َ عليه وآله وسلم) :إ ِ ّ
سسسح علسسى قسسبره رأيت خالي وسيدي الشيخ منصور ُ -
ل الرحمة -وقد رد ّ هدايا بعسسض الفقسسراء ،فقلسست طا ُهَ ّ
له في ذلك؟.
فقال :فيها شيء مجتمع من السؤال ،ولسسو كسسان عسسن
ج لقِبلته ،يريد أن ذلك الشيء لو لسسم خالص طريق أبل َ
يكن مشوه الوجه بالسسسؤال ،وكسسان مسسن حلل طيسسب،
كنت أقبله ،عمل ً بالسنة المحمدية ،فإنه عليه الصسسلة
والسلم رد ّ الصدقة ،وقَب ِ َ
ل الهدية.
هسسذا طريسسق القسسوم ،بلسسى إن القسسوم يسسؤثرون علسسى
أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) :إن اللسسه
ب معسسالي الخلق، حسس ّ
ب الكسسرم ،وي ُ ِ
م يحسس ّ
تعسسالى كريسس ٌ
هسسد ْ
ويكره سفسافها( .وقال وهو الصادق الميسسن) :ا ِْز َ
ِفي الدنيا يحبك اللسسه ،وازهسسد فيمسسا فسسي أيسسدي النسساس
وة فسسي يحبك الناس( .وليس الزهسسد أن تختسسط لسسك ك س ّ
الجبل ،وتلبس الخشن ،وتأكل الخشن ،وإنمسسا الزهسسد:
أن تنفض يديك من الدنيا ،فل ترفعها إلسسى قلبسسك ولسسو
ل الحسسق ،لن ملكتها بحذافيرها! وإن علمة الزهد قسسو َ
ت عسسن قسسول ب السسدنيا يخسساف علسسى جيفتسسه فيسسسك ُ كلس َ
الحق ،ويوافق أهل الباطل! والزاهد ُ بها ل يخاف على
شيء منها ،فيقسسول الحسسق ،وينصسسر اللسسه الح سقّ بأهسسل
ة على الباطل وتركسسوه علسسى
الحق ،ومتى أغضت الم ُ
خْزي والشتات!حاله ،فقد ناد َْوا على أنفسهم بال ِ
ذا قال رسسسول اللسسه صسسلى اللسسه عليسسه وآلسسه وسسسلم) :إ ِ َ
ظال ِ َ ُ َ
م ،فََقسد ْ ك ظ َسسال ِ ٌ
ل :إ ِن ّس َن ت َُقسسو َمأ ْ ب ال ّ َ مِتي ت ََها ُ تأ ّ رأي ْ َ
م(.من ْهُ ْ ت ُوُد ّعَ ِ
وبرواية أمير المؤمنين علي عليسه السسسلم قسال :قسال
س ن ت َُق سد ّ َ رسول الله صلى الله عليه وآله وسسسلم) :ل َس ْ
ُ
ع( ن ال َْقوِيّ غ َي َْر ُ
مت َعْت َ ْ م َه ِحّق ُ ف َ خذ ُ ِفيَها ِلل ّ
ضِعي ِ ة ل َ ي ُؤْ َ م ٌ أ ّ
وهل يؤخذ إل ّ إذا قال قوم الحق وانتصسسروا لسسه؟ هسسذه
سّنة الله في عباده. ُ
يمكن أن تكون:
أعلم من أخيك بنحوك ،وهو أعلم منك بصبره؛
أعلم منه بفقهك ،وهو أعلم منك بعمله؛
أعلم منه بفلسفتك ،وهو أعلم منك بطريق حكمته؛
أعلم منه بخلفك ،وهو أعلم منك بحقيقته؛
خُلقه؛
أعلم منه بلغتك ،وهو أعلم منك ب ُ
أعلم منه بتفسيرك ،وهو أعلم منك بذوقه؛
أعلم منه بحديثك ،وهو أعلم منك بصدقه؛
أعلم منه ببيانك ،وهو أعلم منك بحاله؛
ك ،وهو أعلم منك بإخلصه. شعْرِ َ
أعلم منه ب ِ
رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة عيد
الفطر وقد مل نوره عوالم الله تعسسالى كّلهسسا ،فقلسست:
الصلة والسلم عليك يا روح العوالم ،يا رسول اللسسه!
فقال صسسلى اللسسه عليسسه وآلسسه وسسسلم :وعليسسك السسسلم
فقلت :يا حبيبي علمني أشسسرف العلسسوم ،فقسسال) :هسسو
الوقسسوف عنسسد الحسسقَ} :وات ُّقسسوا اللسسه وَي ُعَل ّ ُ
مك ُس ُ
م اللسسه{
وحسبك(.
ي
والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يقسسول) :لئن ي َهْ سدِ َ
مر الّنعم(.
ح ْ
ن ُ
م ْ خي ٌْر ل َ َ
ك ِ حدا ً َ
جل ً َوا ِ الله ب َ
ك َر ُ
عْنسسد َ
ن ِ
دي َ
ن ال ّ
السلم روح الحكمة قال الله تعالى} :إ ِ ّ
م{.سل ُ
الله ال ِ ْ
مسسل
وإذا لسسم يفقسسه عقلسسك مسسن السسسلم -بعسسد أن ي ُعْ ِ
الحاطة به -هذه السرار الباهرة ،فات ِّهم عقلك ،فإنه
ما أحاط بسسه ول فهسسم ول فهسسم فقهسسه ،ول وصسسل إلسسى
سّره!ِ
جَعس َ
ل مسا َ
قامت لربي به الحجسة قسال اللسه تعسالى} :وَ َ
ج{ ) 78الحسسج( أخسسذت بسسه حسَر ٍ
ن َ
مس ْ
ن ِ
دي ِ
م ِفي الس ّ ع َل َي ْك ُ ْ
قابليات الطباع حظوظها في دائرة ل تعد ،والحكمة ل
تنحرف عن الصواب قال الله تعالى} :ل ي ُك َّلسس ُ
ف اللسسه
سعََها{ صفت مناهله ،وطابت مشاربه. ن َْفسا ً ِإل وُ ْ
نقل عن موقع
www.rifaieonline.com
بتنسيق دار اليمان