Professional Documents
Culture Documents
-ص -10
قال المام الخميني دام ظله وروحي فداه:
بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين قوله :حقيقة الوجود الخ ،اعلم أنه
ليس أخذ حقيقة الوجود بشرط ل أول بشرط شيء أوغيرهما من العتبارات
الواردة عليها كما هوظاهر عبارة المصنف فان العتبار والخذ والّلحاظ وغيرها
من أمثالها
][14
من لواحق المهّيات والطبائع ول تمشي في حقيقة الوجود بل ما هوالمصطلح
عند أهل الله ليس إل ّ نتيجة مشاهداتهم والتجلّيات الواردة على قلوبهم وبعبارة
ما نقشة تجليات الحق على السماء والعيان أخرى هذه الصطلحات أ ّ
والكوان أوتجلياته على قلوب أهل الله وأصحاب القلوب ومشاهداتهم إياه
ما أن يتجلى بالتجلي الغيبي الحدي المستهلك فيه كل ن الوجود إ ّفيقال أ ّ
السماء والصفات وهذا التجلي يكون بالسم المستأثر والحرف الثالث
لئية ففي هذا المقام له اسموالسبعين من السم العظم فهومقام بشرط ال ّ
إل ّ إّنه مستأثر في علم غيبه وهذا التجلي هوالتجّلي الغيبي الحدي بالوجهة
ما الذات من حيث هي فل يتجلى في مرآةٍ من الغيبّية للفيض القدس وإ ّ
المرائي ول يشاهدها سالك من أهل الله
][15
ول مشاهد من أصحاب القلوب والولياء فهي غيب ل بمعنى الغيب الحدي بل
ل اسم لها ول رسم ول إشارة إليها ول طمع لحد فيها " عنقا شكاركس نشود
ما أن يتجلى بأحدية جمع جميع حقائق السماء والصفات دام بازكير " وأ ّ
ب النسان الكامل والتجلي العلمي بطريق الكثرة فهومقام اسم الله العظم ر ّ
السمائية الجامعة لجميع الكثرات السمائية هومقام الواحدية وقس على ذلك
جميع ما ذكر في هذا المقام.
" لكن كون الرحمن تحت حيطة اسم الله يقضي بتغاير المرتبتين "
" ولول وجه المغايرة بينهما ما كان تابعا ً للسم "
" الله في بسم الله الرحمن الرحيم ،فافهم_ ".ص _11
ن اسم الرحمن الرحيم من السماء قوله في بسم الله الرحمن الرحيم ،اعلم أ ّ
الجامعة المحيطة فإن الرحمن مقام جمع بسط الوجود وظهوره من مكامن
][16
غيب الهوية إلى الشهادة المطلقة فكلما يظهر في العلم والعين فهومن
تجليات الرحمة الرحمانية والرحيم مقام أحدية جمع قبض الوجود وإرجاعه إلى
الغيب فكلما يدخل في البطون ويصل إلى باب الله فهومن الرحمة الرحيمية
واسم الله العظم مقام أحدية جمع البسط والقبض فله مقام أحدية جمع
الجمع ولهذا جعل تابعين له في بسم الله الرحمن الرحيم .هذا إذا جعل تابعين
ما إذا جعل تابعين للسم فالول مقام البسط العيني والثاني مقام القبض له وأ ّ
العيني وبعبارة أخرى مقام بسط المشّية التي هي السم وقبضها وللسم مقام
ن اسم الرحمن لم يكن رب العقل الول ول الرحيم أحدّية جمعهما وبهذا ظهر أ ّ
ب النفس الكلية كما ذكر الشارح .فتدبر. ر ّ
" وأما في الوجود فليس إل الذات الحدية فقط كما أنهما "
][17
" في الخارج شيء واحد وهوالنوع لذلك .قال أمير المؤمنين "
" عليه السلم :كمال الخلص نفي الصفات عنه "
-ص
-11
قوله :نفي الصفات عنه ،فالوقوع في حجاب السماء والصفات شرك أسمائي
مل كماوصفاتي .كما أن الوقوع في حجاب العيان والكوان شرك أعظم والك ّ
أنهم خارجون عن الحجب الظلمانّية الكونية والعيانية خارجون عن الحجب
النورّية السمائية".قبله عشقي كي آمدوبس"
الفصل الثاني في أسمائه وصفاته تعالى
" لن الوجود يعرض العدم والمعدوم أيضا ً من وجه "
" وليست إل تجليات ذاته تعالى بحسب مراتبه التي تجمعها "
" مرتبة اللوهية المنعوتة بلسان الشرع بالعماء " _ص _12
قوله :المنعوتة بلسان الشرع بالعماء ،اعلم أنه اختلف آراء أهل
][18
المعرفة في حقيقة العماء الواردة في الحديث النبوي ،سئل أين كان رّبنا قبل
أن يخلق الخلق قال في عماء .فقال بعضهم أنه مقام الواحدية فإن العماء غيم
رقيق بين السماء والرض ومقام الواحدية برزخ بين سماء الحدية وأراضي
الخلقية .وقال بعضهم هوالفيض المنبسط الذي هوبرزخ البرازخ الفاصل بين
سماء الواحدية وأراضي التعينات الخلقية وهذا الحتمال أنسب بحسب بعض
ممنا الخلق، العتبارات .ويمكن أن يكون إشارة إلى مقام الفيض القدس أن ع ّ
حتى يشمل تعينات السمائية .ويمكن أن يكون إشارة إلى السم العظم حيث
يكون برزخا ً بين أحدية الغيب والعيان الثابتة في الحضرة العلمية .وهنا احتمال
آخر وهوأن يكون إشارة إلى الذات والمقصود من كونه في عماء أي في
حجاب السماء الذاتية أوإشارة إلى أحدية الذات حيث يكون في
][19
حجاب الفيض القدس أوهوحيث يكون في حجاب السماء في الحضرة
الواحدية أوهي حيث تكون في حجاب العيان أوالفيض المقدس باعتبار
احتجابه بالتعينات الخلقية.
ن ذاته تعالى اقتضت بحسب مراتب اللوهية والربوبية " "ل ّ
" صفات متعددة متقابلة كاللطف والقهر والرحمة "
" والغضب والرضا والسخط وغيرها وتجمعها النعوت الجمالية "
ل ما يتعلق باللطف هوالجمال وما يتعلق " " والجللية إذ ك ّ
" بالقهر هوالجلل ولكل جمال أيضا ً جلل" .
-ص -12
ل .فكل اسم بالوجهة الغيبية له قوله :ولكل جمال ،بل السماء كلها في الك ّ
أحدية الجمع بل كل السماء هوالسم العظم كما أشار إليه باقر العلوم عليه
السلم في قوله :اللهم إني أسئلك من أسماءك
][20
بأكبرها وكل اسماءك كبيرة .وإليه الشارة في قول الصادق عليه السلم ما
رأيت شيئا ً إل ّ ورأيت الله فيه فالجمال ظهور الجمال والجلل باطن فيه
وبالعكس فالنار صورة الغضب اللهي وباطنها الرحمة لنها خلقت لجل تخليص
العباد عن لوازم أعمالهم .تدّبر.
" وقد يقال السم للصفة إذ الذات مشتركة بين "
" السماء كلها والتكثر فيها بسبب تكثر الصفات "
" وذلك التكثر باعتبار مراتبها الغيبية التي هي "
" مفاتيح الغيب" .
-ص -12
قوله :وذلك التكثر ،الفرق بين ذاك التكثر المعقول والذي ذكره بعد بقوله من
وجه هوأن الول يحصل بحسب شهود أرباب المشاهدة وأصحاب المعرفة
والثاني يحصل بحسب تجليات ذاته لذاته
][21
في الحضرة الواحدية العلمية.
" وينقسم بنوع من القسمة أيضا ً إلى أسماء الذات و"
" أسماء الصفات وأسماء الفعال وإن كان كلها أسماء "
" الذات لكن باعتبار ظهور الذات فيها يسمى أسماء الذات "
" وبظهور الصفات فيها الخ "
-ص -13
قوله :لكن باعتبار ظهور الذات فيها ،هذا الميزان الذي ذكره في تميز أسماء
الذات وغيرها ليس في الذوق العرفاني بشيء بل ما يقتضى السلوك الحلى
والمشرب العلى هوأن السالك بقدم العرفان إذا فنى عن فعله وحصل له
المحوالجمالي الفعلي تجلى الحقّ بحسب تناسب قلبه عليه فكلما تجلى الحق
في هذا المقام لقلب السالك فهومن أسماء الفعال فإذا أخبر عن مشاهداته
يكون أخبارا ً بالسماء الفعلية وإذا خرق
][22
الحجاب الفعلي ومحا عن الفعال بتجلي الحق على قلبه بالسماء الصفاتية
فكلما شهد في هذا المقام فهومن تلك الحضرة حتى إذا فنى عن تلك الحضرة
وتجلى الحق له بالسماء الذاتية فعند ذلك يكون مشاهداته من الحضرة
السمائية الذاتية وفي كل من المقامات يكون أهل السلوك مختلفا ً بحسب قوة
السلوك وضعفه وجامعّية المقام وغرها وهيهنا مقام بسط وتفصيل خارج عن
عهدة هذه العجالة.
الفصل الثالث
" في العيان الثابتة والتنبيه على بعض المظاهر السمائية " _ص _17
قوله في العيان ،اعلم أن العيان الثابتة هي تعين التجليات السمائية في
الحضرة الواحدية فالتجلي في تلك الحضرة بالفيض القدس والمتجلي
هوالذات المقدسة باعتبار التعّين الغيبي الحدي من
][23
السماء المستأثرة في الهوية الغيبية العمائية بحسب بعض العتبارات
والمتجلي له هوالسماء المحيطة أول ً والمحاطة ثانيا ً في الحضرة الواحدية
والعيان تعينات التجلي أوالسماء باعتبارين فالتجلي للسماء بالذات وللعيان
بالتبع كما أن التجليات العينّية بحسب الفيض المقدس كذلك طابق النعل
بالّنعل إل ّ أن المتجّلى هاهنا هوالذات بحسب المقام اللوهية والتجلي هوالفيض
المقدس والمتجّلى له هوالوجودات الخاصة والمهّيات التي هي العيان
الخارجية تعّين التجّليات أوالمتجّلى له باعتبارين والتجّلي للهوّيات الوجودية
بالذات وللمهّيات بالّتبع ولك أن تقول إن كنت من أصحاب السر أن التجّليات
بالفيض المقدس تجّليات أسمائية وصفاتّية بل كّلها تجلّيات ذاتية ما من دابة إل ّ
ن مرائي التجّليات
ن رّبي على صراط مستقيم ولك أن تقول إ ّ
هوآخذ بناصيتها إ ّ
هي العيان
][24
ما السماء الثابتة في العلم والعين كما هو طريقة العرفاء الشامخين .وأ ّ
والصفات في العلم والعين فمذكة الهويات في التجلي بالفيض القدس
والمقدس فصدر المر من حضرة الذات بالفيض المقدس والقدس وأطاع
العيان فوجدت إنما إمرة إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.
"وتلك الصور فائضة عن الذات اللهية بالفيض القدس"
"والتجلي الول بواسطة الحب الذاتي وطلب مفاتيح الغيب"
"التي ل يعلمها إل ّ هو ظهورها وكمالها_ " ...ص _17
قوله وطلب مفاتح الغيب ،فمفاتح الغيب هي السماء في الحضرة الواحدية
وطلب المفاتح
من الهوية الغيبية بالحب الذاتي الغيبي الذي هو تعين الوجهة الغيبية للفيض
القدس وما به الطلب هو الفيض القدس فتجلي الذات بتعين السم الول
والحد بالفيض القدس لطلب مفاتح
][25
الغيب الذي هومقام الكنزية المختفية وعنده مفاتح الغيب ل يعلمها إل ّ هو
ويمكن أن يكون المفاتح هوالحضرة الحدية التي لها أحدية الجمع للسماء
الذاتّية بحسب مقام الكثرة السمائية والغيب هومقام السماء في الحضرة
الواحدية.
تنبيه
))فالجعل إّنما يتعلق بها بالنسبة إلى الخارج وليس جعلها إل ّ إيجادها في الخارج
((_ص _19
ن الوجود هوالحق بل ليس الجعل على طريقة أهل الله متعلقا بالوجود فا ّ
الجعل متعلق بالمهّية ول فرق بينهما في الحضرة العلمّية وغيرها ول يختص
ن التجّلي باسم الله أول ً وسائر السماء بالّتبع في الحضرة العلمية
بالخارج فا ّ
بستتبع تعّين المهّيات وظهورها في الحضرة العلمّية والتجّلي بمقام اللوهية في
الخارج يستتبع ظهورها في العين وبهذا الظهور الستتباعي.
][26
ما التجّليات الوجودية السمائية في العلم
يقال الجعل في بعض العتبارات وأ ّ
عليها المجعول والجعل العلى مشرب المحجوبين. والعين فل يطلق
)) تنبيه آخر ((
وإن كان يصل الفيض إلى كل ماله من الوجه الخاص " .الذي له مع الحق بل
واسطة "
قوله من الوجه الخاص ،وهو الوجهة الغيبية الحدية التي للشياء وقد يعبر عنها
بالسّر الوجودي وهذا ارتباط خاص بين الحضرة الحدية وبين الشياء بسّرها
الوجودي ما من دابة إل ّ هوآخذ ٌ بناصيتها ول يعلم أحد كيفية هذا الرتباط الغيبي
نالحدي بل هو الرابطة بين السماء المستأثرة مع المظاهر المستأثرة فإ ّ
السماء المستأثرة عندنا لها المظاهر المستأثرة ول يكون اسم بل مظهر أصل ً
بل مظهره مستأثر
][27
في علم غيبه فالعالم له حظ من الواحدّية وله حظ من الحدية وحظ الواحدية
مل والحظ الحدي سّر مستأثر عند الله ولكل وجهة هو موليها. معروف للك ّ
)) هداية للناظرين (( _ص _20
قوله هداية للناظرين ،أقول ل يخفى ما في هذا الفصل من القصور والفتور
على مذهب الّناظرين والعارفين من جعل العيان وجودات خاصة علمية وغير
ذلك خصوصا ً جعل الوجودات زائدا ً على الكون الذهني والخارجي فتدّبر.
"تتميم"العيان من حيث تعيناتها العدمية "
__21 "امتيازها من الوجود المطلق راجعة إلى العدم "
ف
قوله :تتميم ،أقول هذا التتميم مخالف لذوق أصحاب المعرفة ومنا ٍ
][28
ن مرادهم العيان
لكلماتهم بل هو معنى مبتذل مخالف للتوحيد فهل ترى أ ّ
مت رائحة الوجود أزل ً وأبدا ً وأ ّ
ن العالم غيب ما ظهر قط والله الثابتة ما ش ّ
ظاهر ما غاب قط ما ذكره هذا الفاضل أو لكلم أمير المؤمنين عليه السلم مع
كمال لطافته هذا التوجيه الركيك بل مقصودهم كسر الصنام ومحو الوهام
وترك الغير ورفض الشرك مطلقا.
الفصل الرابع
"في الجوهر والعرض على طريقة أهل الله" _ص _21
قوله في الجوهر والعرض الخ ،والجوهر هو الوجود المنبسط والظهور القّيومي
من الحضرة اللهية وهو ظل الفيض القدس الحدى أو السم العظم بالوجهة
الغيبية الحدية والعراض تعينات الفيض القّيومي من العقل إلى الهيولى ظ ّ
ل
الّتعّينات السمائية في الحضرة الواحدّية
][29
والجواهر دائما ً مكتنفات بالّتعّينات العرضّية وهي محجوبة بها ومختفية تحت
أستارها كما أن الفيض القدس الحدي محجوب بالسماء اللهية وتحت
أستارها والسم هو الجوهر المكتنف بالغراض في العين والفيض الحدي
ّ
ل من تجلياته المكتنف بالّتعّينات السمائية وما يقال أن السم هو الذات مع تج ّ
فليس عندي بمقبول إن أرادوا بها الذات من حيث هي وهيهنا تفصيل وتطويل
ليس المقام مقام ذكره.
ن الممكنات""تنبيه بلسان أهل الّنظر اعلم أ ّ
"منحصرة في الجواهر والعراض" _ص _23
قوله تنبيه بلسان أهل النظر ،ل يخفى ان ما ذكره في هذا التنبيه مخالف لما
ذهب إليه أهل النظر في باب الجواهر الجنسية والنوعية وكذلك في العراض
العامة والخاصة فان اختلف الجواهر الجنسية
][30
بالجواهر الفصلية عند أهل الّنظر ل بالعراض الكلية كما قال بالجملة كل ما
ذكره مخالف للتحقيق عند أهل الّنظر كما هو واضح.
خاتمة في الّتعّين _ص _25
ن الّتعّين من ن الذات من حيث هي ل تعّين لها أصل فإ ّ قوله في التعّين ،اعلم أ ّ
ذاتية في الحضرة أثار التجليات السمائية فأّول التعّينات هو التعّين بالسماء ال ّ
الحدّية الغيبية وبهذا يمتاز الحضرة الحدّية عن الحضرات الخر ثم بهذا التعّين
ي السمائي فوقع التجّليات السمائية في الحضرة العلمية صارت مبدأ للتجل ّ
فتعّين كل اسم بمقامه الخاص به والتعين قد يكون وجوديا كالتعين بالسماء
الجمالية وقد يكون عدمي ّا ً كالتعين بالسماء الجللية وقد يكون مركبا ً بل كل
ن تحت كل جمال جلل التعينات لها شائبة التركيب فإ ّ
][31
وبالعكس وأيضا ً قد يكون التعين فرديا ً كالتعين بالسماء البسيطة وقد يكون
جمعي ّا ً والجمعي قد يكون محيطا ً وقد ل يكون وما يكون له أحدّية جمع التعينات
هوالسم العظم والنسان الكامل.
الفصل الخامس
"في بيان العوالم الكلية والحضرات الخمس اللهية" _ص _26
قوله والحضرات الخمس ،يقال لها الحضرة باعتبار حضورها في المظاهر
ن العوالم محاضر الّربوبّية ومظاهرها ولذا ل يطلق وحضور المظاهر لديها ،فإ ّ
ذات من حيث هي الحضرة لعدم ظهورها وحضورها في محضر من على ال ّ
ما المقام الغيب الحدي فله السم المحاضر وفي مظهر من المظاهر وأ ّ
والمظهر والظهور حسب السماء الذاتية والّرابطة الغيبية الحدية بينها وبين
الموجودات بالسر الوجودي الغيبي وسيأتي
][32
بيان الحضرات على مشربنا العرفاني.
"وأّول الحضرات الكلية حضرة الغيب المطلق
وعالمها"
"عالم العيان الثابتة في الحضرة العلمية" _ص
_27
شارح من ترتيب العوالم لم يكن قوله :وعالمها عالم العيان ،ما ذكره ال ّ
ذوق العرفاني بل أّول الحضرات حضرة الغيب المطلق أي حضرة مطابقا لل ّ
سر الوجودي الذي له الّرابطة الخاصة أحدية السماء الذاتية وعالمها هو ال ّ
الغيبية مع الحضرة الحدية ول يعلم أحد كيفية هذه الرابطة المكنونة في علم
سر الوجودي العلمي السمائي والعيني سر الوجودي أعم من ال ّ غيبه ،وهذا ال ّ
الوجودي وثانيها حضرة الشهادة المطلقة وعالمها عالم العيان في الحضرة
العلمية والعينية وثالثها حضرة الغيب المضاف القرب إلى الغيب المطلق وهي
الوجهة الغيبية السمائية وعالمها
][33
الوجهة الغيبية العيانية ورابعها حضرة الغيب المضاف القرب إلى الشهادة
ظاهرة السمائية وعالمها الوجهة الظاهرة العيانّية وخامسها وهي الوجهة ال ّ
أحدية جمع السماء الغيبية والشهادّية وعالمها الكون الجامع وها هنا بيان آخر
لترتيب الحضرات والعوالم ل مجال لذكره.
تنبيه "فالعقل الول والّنفس الكلّية الّلتان"
"هما صورتا أم الكتاب وهي الحضرة العلمية كتابان إلهّيان" _ص _27
م الكتاب كلها هي الحضرة السم الله قوله :صورتا أم الكتاب ،اعلم أن أ ّ
ما صورة هذا الكتاب الجامع بالتجلي الّتام الجمعي في الحضرة الواحدية وأ ّ
اللهي فهو مقام اللوهية بمقامي الجمع أي الحضرة الّرحمانية والّرحيمّية وكل
من الّرحمانية والّرحيمّية كتاب جامع
][34
م الكتاب باعتبار والثاني الكتاب المبين وأما كتاب المحو والثبات إلهي والّول أ ّ
فهو
مقام الفيض المطلق المنبسط بالوجهة الخلقّية وإن شئت قلت الوجهة اليلى
دل والوجهة اليلى الخلقي هو كتاب المحو م الكتاب ل يتغّير ول يتب ّ قي أ ّالح ّ
والثبات وكيفية المحو والثبات على المشرب العرفاني هي إيجاد جميع
الموجودات باسمه الرحمن والباسط وإعدامها باسمه المالك والقّهار ففي كل
ن يكون العدام واليجاد على سبيل الستمرار. آ ٍ
عارفان هردمي دوعيد كنند "عنكبوتان مكس قديد كنند
وبهذا يظهر سر الحدوث الزماني في مراتب الوجود عند أهل المعرفة فتدّبر.
"وما ذكر من الكتب إنما هي أصول الكتب اللهية وإما"
"فروعها فكل ما في الوجود من العقل والنفس والقوى"
"الروحانية والجسمية وغيرها" _ص _27
][35
ب جامعة فيهاقوله فكل ما في الوجود الخ ،عند الّتحقيق العرفاني كلها كت ٌ
ن السماء باعتبار كّلها جامعة لجميع السماء مسطور كل الحكام اللهية كما أ ّ
وهو جهة استهلكها في أحدية جمع الجمع كما أشير إليه في الدعاء :اللهم أني
أسألك من أسمائك بأكبرها وكل أسمائك كبيرة فباعتبارها ظهور الكثرة
للسماء أعظم وغير اعظم والكتب بعضها جامعة وبعضها غير جامعة وباعتبار
اضمحللها في الجمع الحدي كلها أعظم وجامع.
سادس الفصل ال ّ
"فيما يتعّلق بالعالم المثالي ...وكما أن الّنوم ينقسم بأضغاث"
"أحلم وغيرها كذلك ما يرى في اليقظة ينقسم إلى أمور حقيقّية"
ضة واقعة في نفس المر وإلى أمور خيالية صرفة" "مح ّ
][36
"ل حقيقة لها شيطانية" _ص _31
قوله كذلك ما يرى في اليقظة ،اعلم أن الميزان في مشاهدة الصور الغيبية
طبيعة والرجوع إلى عالمها الغيبي فيشاهد أوّل ً مثالها هوانسلخ النفس عن ال ّ
المقّيد وبعده المثال المطلق إلى الحضرة العيان بالتفصيل الذي يشير إليه
المصّنف والنسلخ قد يكون في النوم عند استراحة الّنفس عن الّتدبيرات
البدنّية فبقدر صفاء الّنفس يّتصل بالعوالم الغيبية فيشاهد الحقائق الغيبية فعند
ذلك يتمّثل تلك الحقيقة في مثالها حسب عادات النفس ومأنوساتها فيحتاج إلى
ملن الك ُ ّ
الّتعبير فكذلك ما وقع عند اليقظة لهل السلوك من المشاهدات إل ّ أ ّ
مثل النبياء عليهم السلم يمّثلون الحقائق في مثالهم حسب اختيارهم ومن
طبيعة فتنّزل الملئكة المثال ينزلونها إلى الملك لخلص المسجونين في عالم ال ّ
][37
وة روحانيتهم وكمالها فروحانية النبي هي في عالمهم المثالي والملكي حسب ق ّ
المنزلة للملئكة الّروحانية في المثال وفي الملك ول ينافي ذلك ما حدث لهم
من الضطراب وشبه الغماء عند نزول الوحي فان ضعف أجسامهم الشريفة
وة مقام الروحانية والجنبة اللهية مل ظهور الرواح المجردة فيها غير ق ّ
عن تح ّ
الولوّية.
سابع
الفصل ال ّ
"في مراتب الكشف وأنواعها إجمال.ً..قال النبي ص"
"رأيت أني أشرب الّلبن حّتى خرج الّري من أظفاري فأعطيت"
"فضلي عمر" _ص _33
قوله :قال النبي ص ،لعل هذا الحديث مضمونه شاهد ٌ على صدقه فإن رسول
الله صلى الله عليه وآله حيث يكون حقيقة السم العظم
][38
والمرآة التم ل يمكن أن يفضل منه ما هو من سنخ العلم.
الفصل الّتاسع
"في بيان خلفة الحقيقة المحمدية "ص"وإنها قطب"
ن لكل اسم من السماء اللهية" "القطاب لما تقرر أ ّ
ن تلك الحقيقة" "صورة في العلم مسماة بالمهّية و...فاعلم أ ّ
ب صور العالم كّلها بالّرب الظاهر فيها الذي" "هي التي تر ّ
ظاهرة في تلك المظاهر" _ص _38 ب الرباب لّنها هي ال ّ "هور ّ
ن لكل موجود جهة ربوبية هي ظهور قوله :هي التي ترب صور العالم ،اعلم أ ّ
الحضرة الّربوبّية فيه وكل تأثير وفاعلّية وإيجاد في العالم فهو من الّرب الظاهر
بن المرائي مختلفة في ظهور الّربوبّية فر ّ فيه فل مؤّثر في الوجود إل الله إل ّ أ ّ
مرآة ظهر فيها الّربوبّية المقّيدة المحدودة على حسب مرتبتها
][39
م الحمدّية التي لها الّربوّية من المحيطّية والمحاطية حتى تنتهي إلى المرآة الت ّ
المطلقة والخلفة الكلّية اللهية ازل ً وأبدا ً فجميع دائرة الخلفة والولية من
مظاهر خلفته الكبرى وهوالّول والخر والظاهر والباطن وجميع الدعوات
دعوات إليها وهي مرجع الكل ومصدره ومبدء الكل ومنتهاه والله من ورائهم
محيط.
][43
صت بثناء اللهمدي واخت ّ المعراج الذي هو مقام القرب الحمدي الحدي المح ّ
سلم أّنه قال رسول الله صلى تعالى نفسه بها كما ورد عن جبرائيل عليه ال ّ
ن رّبك يصلي فعلى هذا يكون كل العبادات والخيرات باعتبار إظهار عليه وآله أ ّ
المحامد حمدا ً بل كل الملكات الفاضلة باعتبار إظهار محامد الله حمدا ً وقس
على ذلك الحالي من الحمد ل كما ذكره ال ّ
شارح
"وإما حمده ذاته في مقامه الجمعي اللهي قول فهوما نطق "
"به في كتبه وصحفه من تعريفاته نفسه بالصفات الكمالية"
قوله:وإما حمده ذاته في مقامه الجمعي ،أقول ليس ما ذكر حمده في مقامه
الجمعي اللهي
ن سمع وبصر العباد سمعه وبصره في بل هو حمده في مرآته الّتفصيلّية كما أ ّ
ن القرآن له المقام الجمعي في ليلة القدر الجمعي المرآة الّتفصيلّية إل ّ أ ّ
الحمدي وسائر الكتب اللهية لها المقام الّتفريقي
][44
ما حمده ذاته في مقامه الجمعي اللهي بحسب القول في الّليالي الّتفريقية وأ ّ
والفعل بل والحال فواحد ذاتا ً مختلف بحسب تكثير السماء والصفات فالتجلي
ي باعتبار شق أسماع الممكنات والعيان السمائي بالفيض المقدس قول ّ
ي باعتبار استهلكه في حضرة وفعلي باعتبار إظهار كماله وجماله وجلله وحال ّ
ي باعتبار شقّ أسماع السماء والصفات والذات والتجلي بالفيض القدس قول ّ
ي
سر الحدي من السماء الذاتية وحال ّ ي باعتبار إظهار ما في ال ّ السماء وفعل ّ
ّ ّ
وهو معلوم فهو تعالى حامد بلسان الذات ومحموده الذات وحامد بلسان
السماء ومحموده الذات والسماء وحامد بلسان العيان ومحموده هما مع
العيان وكّلها في الحضرة الجمعية والّتفصيلية بل كلها حامد ومحمود حتى أ ّ
ن
الذات حامد السماء والعيان كما ل يخفى على أولي البصار والقلوب.
][45
ص ال ّ
شيثي الف ّ
"فص حكمة نفثّية في كلمة شيثّية"
][73
سائلون على ثلثة أصناف :سائل على سبيل سائلون صنفان ،ال ّ قوله :وال ّ
ما كان الستعجال وسائل على سبيل الحتمال وسائل على سبيل المتثال ول ّ
الّثالث لم يكن منظوره المسئول قال صنفان.
ما ذاتّية أوأسمائّية" ن العطيات إ ّ م نرجع إلى العطيات فنقول أ ّ "ث ّ
ل ً
ذاتّية فل تكون أبدا إل ّ عن تج ّ ما المنح والهبات والعطايا ال ّ "فأ ّ
إلهي_"...ص _104
دسة بما هي هي ل يتجّلى لمرآت من ذات المق ّ ن ال ّما ذاتّية الخ ،اعلم أ ّ قوله :إ ّ
المرائي ول يظهر في عالم من العوالم إل ّ من وراء حجب السماء بل سائر
الفواعل غير ذات الباري
ذاتّية لمذات دواما ً محجوبة بحجاب السماء والصفات فالمنح ال ّ أيضا ً كذلك فال ّ
ذات بما هي هي بل منها بتعّين السماء الطلقّية كاسم الله العظم تكن من ال ّ
والسم الّرحمن بمقامه الجمعي والمنح السمائي ما كانت منها بتعّين السماء
الخر كالرحمن باعتباره الخر والواسع وغيرها.
][74
ن نسبته أيضا ً إلى خاتم الولية نسبته غيره من" "...إ ّ
"النبياء ول تفاضل لّنه صاحب هذه المرتبة في"
ظاهر_ "...ص _111 "الباطن والخاتم مظهرها في ال ّ
ن ختم الولية قوله :ول تفاضل ،أي ل تفاضل لخاتم الولية على ختم الّرسالة فإ ّ
ظاهر فهو أخذ من مظهر وشاهد جمال الحق في ذاك من مظاهره في ال ّ
ن الحق شاهد جماله في مرآة النسان الكامل كما قال في المظهر كما أ ّ
القدسّيات خلقت الخلق لكي أعرف أي يعرف ذاتي لذاتي في مرآة الّتفصيل
كما كان معروفا ً في حضرة الجمع أوّل ً وإز ً
ل.
ظاهرة في المراتب" ذات ال ّ"ومن يفهم ويطلع على أحدّية ال ّ
َ
ن لكل" ن كل موجود له سيادة في مرتبته كما أ ّ "المتكّثرة على أ ّ
"اسم سلطنة على ما يتعّلق به ل يعسر عليه قبول مثل هذا الكلم"
_ص _112
][75
ذات الظاهرة في مراتب الّتعّينات المكتسية كسوة الكائنات بمقام ّ ن ال ّفإ ّ
دمة عليها في المظاهر الخرى والسماء أحدّية جمعها في المظهر التم مق ّ
دم المظهر التم على السم الّرحمن المحاطة لرب المظهر التم وبالجملة تق ّ
دم الله عليه بمقام أحدّية الجمع المحيطة على سائر السماء لمكان اّتحاد تق ّ
دم على نفسها. ذات بمقام جمعها مق ّ ظاهر والمظهر فال ّ ال ّ
ن الّرحمن مع أّنه اسم جامع للسماء وله الحيطة" "أل ترى أ ّ
شافعين" مة يشفع عند المنتقم الذي هو من سدنته بعد شفاعة ال ّ "الّتا ّ
"كّلهم وذلك الّتأخر ل يوجب نقصه وسر ذلك أ ّ
ن"
"الّرحمن جامع للسماء اللهّية ومن جملتها المنتقم_ "...ص
_112
ل الّرحمن الذي يشفع عند المنتقم لم ن الّرحمن الخ ،ولع ّ قوله :وسر ذلك أ ّ
شاملة له أيضا ً بل من الّرحمة الخالصة المح ّ
ضة يكن من السماء المحيطة ال ّ
][76
التي ل تكون في باطنها نقمة أصل ً فحكومة أرحم الّراحمين حكومة غير مشوبة
ن الخلود في الّنار ل سخط وإن كانت صورة الّرحمة هي الّنار فإ ّ بالنتقام وال ّ
ينافي التذاذ أهلها بها بناًء على مذهب من يرى عدم الخلود في أليم العذاب
شيخ ومن تبعه وإن كان الخلود في الّنار من الضرورّيات. كال ّ
"وهذا العطاء اللهي على يدي الّرحمن غير العطاء الّرحماني"
ضة لتضمنه الّنقمة في المال"... "الذي ذكرانه رحمة مح ّ
_ص _114
وغير عطاء الّرحمن بمقامه الجمعي الطلقي فإّنه بذاك المقام من السماء
ذاتّية ل السمائّية كما سبق في حاشية ذاتّية التي كانت عطاياها من العطايا ال ّ ال ّ
مّنا.
ن النسان الكامل وإن كان من حيث حقيقته عالمًا" "واعلم أ ّ
"بجميع المعارف والعلوم اللهّية لكن ل يظهر له ذلك"
"إل ّ بعد الظهور في الوجود العيني والّتعلق بالمزاج العنصري"
][77
_ص _121
ن ل ظهر ول وجه. ن ذاك القائل أيضا ً قائل بأ ّ ل وجه لهذا الّنظر فإ ّ
][81
ما كانت وجها ً من جميع صورة ل ّ
ن ال ّمقابل الظهر للصورة المرئية بل هو قائل بأ ّ
ظهور حيثّية يمكن أن يقال أّنها مستقبل إلى الجهات أي ليس لها سوى ال ّ
قها بل هي مستقبل كل الجهات وقد ور في ح ّ ن استدبارها غير متص ّ القبلة فإ ّ
سابقة أّنها ظهور المرئي فليس لها حكم بحيالها فهي عرفت في الحاشية ال ّ
ن المرئي كذلك مث ً
ل. مستقبل القبلة كما أ ّ
ل_ "...ص _122 "كما قال تعالى ألم تر إلى رّبك كيف مد ّ الظ ّ ّ
ظل على الفيض القدس باعتبار ظهوره في حضرات السماء قد يقال ال ّ
والصفات مع حفظ كونه ظهور الحق وظله أي حفظ الوحدة في عين الكثرة
ظل إشارة إلى دس وفي قوله مد ّ ال ّ ده هو الفيض المنبسط المق ّ وعلى هذا م ّ
ن وقوع ظاهر هو المظهر الممتد وإشارة إلى أ ّ ظاهر والمظهر وكون ال ّ اّتحاد ال ّ
ن الكثرة وإن الكثرة فيه أكثر مما وقعت في الحضرة الفيض القدس فإ ّ
][82
كانت أصلها منه لكّنها في تلك الحضرة كثرة علمّية وفي ذاك كثرة عينّية وقد
ده
دس باعتبار استهلكه في الحضرة الحدّية وم ّ ظل على الفيض المق ّ يقال ال ّ
ظلهو بسطه على الحقائق الممكنة وظهوره في المرائي المتعّينة وبالجملة ال ّ
ظل مع ده ظهور الوحدة في ملبس الكثرات وال ّ مقام الكثرة في الوحدة وم ّ
ده مّتحد ٌ واختلفهما اعتباري فعلى الصطلح الّول كان الّرب من السماء م ّ
ذاتّية وعلى الّثاني من السماء ال ّ
صفتّية. ال ّ
ن هذه الحضرات هي خزائن مفاتيح غيبه"....
"وإ ّ
_ص _123
ن الخزائن المذكورة والحضرات الموصوفة هي الحقائق المستحّبة ل يخفى أ ّ
ن حضرة المتناع هي في الحضرة الحدّية ل المفروضات العقلّية حّتى أ ّ
قة التي ل يمكن ظهورها في مرآة من المرائي لقصور المرائي الحقيقة الح ّ
ذات ونقصانها فهي باطنة لم تظهر إل ّ بأسمائها وصفاتها وهي حضرة ال ّ
][83
والغيب الهوّية الحدّية غير المتجلية في مرآة من المرائي وليست حضرة
المتناع هي المفروضات العقلّية والوهمّية فإّنها ليست من قبيل الحقائق
والمخزونات إل ّ تبعا ً فعلى هذا كانت حضرة المكان هي العيان الّثابتة الممكنة
ظهور ولو في العقول والوهام كاجتماع الّنقيضين وشريك الباري وحضرة ال ّ
ذات الحدّية الغيبّية الغير الممكنة للظهور فاعرف واغتنم. المتناع هي ال ّ
"وصّرح بعض القائلين بهذا المعنى بأن يكون بظهور"
_ص _124 صبح من أّيام يوم القيامة".... "آدم آخر بطلوع ال ّ
ن اليوم هو طلوع شمس البروج عن حجاب قوله :من أّيام يوم القيامة ،اعلم أ ّ
دة والّليل هو احتجابها به فعلى هذا .كان لكل فرد من أفراد عالم الملك والما ّ
صعودّيةسلسلة النزولّية وال ّ الّنوع النساني في ال ّ
][84
سلسلة الّنزولّية سلوك إلى ال ّ يوم وليلة وليلته سابقة على يومه فإّنها هي ال ّ
دونه وظهور اليوم حقيقة بطلوع صبح يوم القيامة أي طلوع صبح قيامة الولي
صبحه سواء كان ذاك الفرد من أهل الكامل وطلوع صبح سائر الفراد بطلوع ُ
شقاوة فصبحه ظلماني فاليوم ل يختص سعادة فصبحه نوراني أو من أهل ال ّ ال ّ
شقاوة أيضا َ يشهدون حقائقهم المقّيدة بعد رفع ن أهل ال ّ سعادة فإ ّ بأهل ال ّ
حجاب المادة غاية المر يشهدون في صور مناسبة لملكاتهم كالقردة والخنازير
ن أّول طلوع يوم القيامة لكل دورة وكورة أّول ليلة عالم المادة مإ ّوغيرهما ث ّ
لهل دورة أخرى في حجاب الملك إلى غير الّنهاية وفي أحاديث أهل بيت
العصمة سلم الله عليهم ما يشير إلى ذلك كثير جدًا.
م ظهور لوامع النوار في القلوب وازدياد الّنورّية "ث ّ
إلى أن"
صورة "ينكشف لهم الحق مّرة أخرى في ال ّ
مدّية ويحصل" المح ّ
][85
"المجازات في العمال إن خيرا ً فخير وإن شرا ً فشر
م ينتهي"
ث ّ
_ص "إلى ظلمة الليل هكذا إلى غير الّنهاية"....
_124
م ينتهي عطف على قوله بظهور آدم آخر ومراده من آدم آخر آدم لعل قوله ث ّ
م
آخر في عالم الملك أي بطلوع صبح يوم القيامة يظهر آدم آخر في الملك ث ّ
دورة بظهور تلك الحيوانات ينتهي إلى ظلمة الليل أي الحتجاب الّتام في آخر ال ّ
سلسلة الّنزولّية بعد عروج آدم الن في صور الناسي أو بظهور آدم آخر في ال ّ
سلسلة إلى ختمها م ينتهي ذلك النسان من بدو ال ّ صعودّية ث ّ
سلسلة ال ّ في ال ّ
ّ
الذي هوعالم المادة التي هي كمال الظلمة.
ي
ص النوح ّ الف ّ
"فص حكمة سبوحّية في كلمة نوحّية" _ص _127
حد حفظ مقامي الّتشبيه والّتنزيه وكان ما كان الواجب على العارف المو ّ ل ّ
صان
الف ّ
][86
سبوحّية بالحكمتين لحفظ التنزيه والّتقديس. في مقام الّتشبيه أردف الحكمة ال ّ
ن التنزيه عند أهل الحقائق في الجناب اللهي عين "اعلم أ ّ
التحديد"
ما صاحب سوء أدب_ "...ص ما جاهل وإ ّ "والتقييد والمنزه إ ّ
_127
ن التنزيه عن الّنقائص المكانية قال شيخنا العارف أدام الله ظّله النصاف أ ّ
ليس تحديدا فإنها إعدام والتنزيه عنها يرجع إلى كمال الوجود ومرجعه الطلق
ل التحديد قلت ما ذكره دام ظّله حق لو كان الّنقائص المكانية عدما ً مطلقا ً
ن المنزه يرى النقائص التي غير موجود ولو بالعرض ولكن المر ليس كذلك فإ ّ
هي حدود الوجود وهي موجودة ولو بالعرض والتنزيه عنها يرجع إلى التحديد.
شرائع المؤمن إذا نزه" قول الشيخ في المتن...":فالقائل بال ّ
"ووقف عند التنزيه ولم ير غير ذلك فقد أساء الدب
و"
"أكذب الحق والرسل صلوات الله عليهم وهو ل يشعر
و"
][87
"يتخيل أنه في الحاصل وهو في الفائت وهو كمن آمن ببعض"
"وكفر ببعض ول سّيما قد علم أن السنة الشرائع اللهية إذا"
_ص "نطقت في الحق بما نطقت به إنما جاءت به في العموم"....
_128
قوله :ول سيما الخ ،هومتعلق بقوله فقد أساء الدب وأكذب الحق
والرسل)ص( والضمير في قوله جاءت به راجع إلى التشبيه المفهوم من
ن الوقوف عند التنزيه إساءة الدب وتكذيب فحوى الكلم وحاصل المراد أ ّ
ن ألسّنة الشرائع نطقت بالتشبيه بلسان العموم في الحق والرسل ل سيما أ ّ
بعض الموارد وبلسان الخاصة في موارد أخر أو في الكلم الذي لم يفهم منه
العامة ما فهمه الخاصة في أي لسان ولغة كان وقوله فإن للحق في كل خلق
ن الحق ظهورا ً تعليل لصل المقصود من مقام التشبيه أي التشبيه ثابت فإ ّ
ظاهٌر في كل شيء بحسبه وقوله فهو الظاهر في مفهوم أي في كل
][88
سابق أي فهو تعالى مع ظهوره حقيقة أتى بلفظ المفهوم للمشاكلة مع كلمه ال ّ
ن المشاهدة الحضورّية وإن كانت ل فهم فإ ّ في كل الحقائق محجوب عن ك ّ
واقعة ولكن الحاطة بجميع المظاهر غير ممكن إل ّ للكمل والقطاب.
"فحد ّ اللوهية له بالحقيقة ل بالمجاز كما هو حد ّ
النسان"
"إذا كان حي ًّا" _ص _132
ن حد اللوهية للنسان إذا كان حّيا فإنه بعدما ذكر أن نسبته إلى العالم أي كما أ ّ
ن حقيقة الحد ّ عبارة عن جهة الباطن نسبة الروح المدبر إلى الجسم وذكر أ ّ
ن حد ّ اللوهية للحق وللنسان كليهما فحد ّ النسان هو التي هي الّروح استنتج أ ّ
ما ما جهة الباطن التي هي الروح وهو بعينه جهة اللوهية التي هي حد ّ الحقّ وأ ّ
ذكره الشارح فهو بعيد وإن كان منه غير بعيد.
][89
ن هذا الكلم يناقض قوله فحد ّ الحقّ محال لن" "ول يتوهم أ ّ
"الحد هنا للمرتبة باعتبار الحق والعالم ل للحق من حيث ذاته"..
_ص _132
صا ً بالتحديد الذاتي بل يجري في ما ذكره من استحالة التحديد ليس مخت ّ
التحديد بحسب المظهر تفصيل ً أيضا ً كما صّرح به قبل ذلك ومع ذلك ل يناقض
هذا كلمه السابق فإن التحديد باللوهية التي هي حد ّ النسان إجمال ً ممكن ل
تفصي ً
ل.
ل مرتبة وحقيقة "ثم بوجدان نفسه وروحه ساريا ً في عين ك ّ
كل"
" موجود ل حال ً وعلما ً وشهودا ً فقط كسريان الحق فيها فيدرك"
"تسبيح الموجودات بذلك الّنور ويسمعه كما قال عبد الله"
_ص "بن مسعود)رض( ولقد كّنا نسمع تسبيح الطعام".....
_132
قوله :ساريا ً الخ ،وذلك في قرب الفرائض الذي صار العبد متمكنا ً في الفناء
الذاتي والصفتي والفعلي فيخلع بخلعة البقاء بعد الفناء فييتحقق بالوجود
][90
ل ونفسه الحقاني بعد رفض الوجود الخلقي بكليته فصار جسمه جسم الك ّ
ل كما في الزيارة الجامعة أجسادكم في الجساد ل وروحه روح الك ّنفس الك ّ
وأرواحكم في الرواح وأنفسكم في النفوس
ففي ذاك المقام يصير العبد سمع الحق وبصره ويده كما في حق مولى
الموالي سلم الله عليه أذن الله الواعية عين الله الناظرة ويدا الله إلى غير
ما في قرب النوافل فصار الحق سمع العبد ذلك فيسمع الحق به ويبصر وأ ّ
وبصره وذلك عند الفناء الصفاتي كما في الحديث القدسي المعروف.
"ولما كان السمع والبصر راجعين إلى الحق في مقام
الجمع قال"
"وافرد ولم يقل ووحد تنبيها ً على أن فردانيته ل يكون إل ّ
في"
ن الفردية يشتمل عليها ضرورة لكونه" "عين الكثرة ل ّ
_ص _135 "عددا ً والوحدانّية تقابلها"....
][91
ل يخفى أن الوحدانية لم تكن مقابلها تقابل العزلى بل هي في عين كونها
ة عنها ومعها معّية قيومّية كما نقل عن زبور آل محمد صلى الله عليه خارج ً
حد لم يكن لما ذكره وآله لك يا إلهي وحدانية العدد فالتعبير بافرد دون و ّ
الشارح كما هو الظاهر بل يمكن أن يكون الوجه في التعبير بافرد بصيغة أفعال
حد بصيغة تفعيل أن نظره إلى الوحدة الصرفة الحاصلة للذات دون فرد وو ّ
المقدسة في مقام غيبه ل التوحيد الذي هو عبارة عن إرجاع الكثرات الى
الوحدة وإفناء التعينات في بحر الوجود المطلق والتوحيد والتفريد يفيد أن
المعنى الثاني بخلف الفراد تدبر تجد
_ص "فلوأن نوحا جمع لقومه بين الدعوتين لجابوه"..
_135
قال شيخنا العارف الكامل الشاه آبادي مد ظله العالي فلو أن نوحا ً جمع بين
الدعوتين لما أجابوه أصل ً فإن قومه كانوا واقعين في الكثرة والتشبيه
][92
بطريق التقييد ل التشبيه الطلقي الذي هو حق التشبيه فإنهم كانوا يعبدون
الصنام وهو تقييد في التشبيه فلو أن نوحا ً تفوه بالتشبيه أو اطلقه بأن يقول
ن التقييد باطل والطلق حق لما توجهوا إلى التنزيه والوحدة أصل ً فكان عليه أ ّ
أن يدعو إلى التنزيه فيعالج قومه معالجة الضد كما فعل فهو عليه السلم وإن
كان صاحب التشبيه والتنزيه جمعا ً ل تفرقه إل ّ أنه ما دعا إل ّ إلى التنزيه
لمناسبة حال المدعوين .نعم كان نبينا)ص( صاحب مقام التشبيه والتنزيه وكان
جمعهما مقاما له بخلف سائر النبياء عليهم السلم فإنهم لم يكونوا صاحب
دعوة إلى المقام بل كانا فيهم بطريق الحال أقول الدعوة إلى التنزيه هي ال ّ
التشبيه وبالعكس فإن التنزيه محجوب في التشبيه والتشبيه مستور في التنزيه
نعم كان من دأب النبياء عليهم السلم التصريح بالتنزيه وجعل التشبيه في
الحجاب لصحاب السر وأرباب القلوب وبحسب حالت قومهم وغلبة
][93
جهات الكثرة والوحدة عليهم كان الدعوة مختلفة في التصريح والرمز ولهذا
ن أرباب من أخذ موسى عليه السلم بلحية أخيه ما فهم القوم إل ّ التنزيه مع أ ّ
المعرفة فهموا منه التشبيه وعلى هذا يمكن أن يكون قوله :ثم إني دعوتهم
جهارا ً ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا ً إشارة إلى أن الجهر والسرار
دعوة فيكون دعوته جهرا ً وصراحة إلى التنزيه المطلق وسّرا ً وفي من كيفية ال ّ
ن الدعوة السرارية إلى م لدللة أ ّ
الحجاب إلى التشبيه المطلق والعطف بث ّ
التشبيه منضمة في الدعوة الجهرية إلى التنزيه ولعل قوله دعوت قومي ليل ً
ونهارا ً حكاية عن الدعوة الجهرّية والسرارّية وتقديم الّليل على النهار لعله
للشارة إلى عدم احتجاب نفسه عليه السلم عن الكثرة في عين الوحدة وعن
الوحدة في عين الكثرة.
"الشيخ في المتن":فإنه أي النبي صلى الله عليه وآله
"وسلم شّبه ونّزه في آية واحدة بل في نصف آية"
][94
"وقال الشارح القيصري :الية هي :ليس كمثله شيء"
"وهو السميع البصير ونصفها ليس كمثله شيء والنصف
الخر"
"وهو السميع البصير فإن في كل من النصفين
تشبيها"
_ص _137 "وتنزيها كما مّر بيانه"...
قوله :كما مر بيانه ،ما مّر من البيان منه كون التشبيه والتنزيه باعتبارين في
كل من الفقرتين وليس المقصود ذلك فإنه ليس جمعا ً بينهما ومراده الجمع كما
ل يخفى فلعل المراد من الجمع بينهما هنا في قوله ليس كمثله شيء أن عدم
المثلّية يلزم الحاطة التامة بنحو ظهور الواحد في مراتب الكثرات والظهور
الكذائي هو التشبيه فالية الشريفة جامعة بينهما وفي قوله هو السميع البصير
ن السمع الثابت للممكنات والبصر الحاصل لهم إذا كانا له تعالى بعين أظهر فإ ّ
ثبوتهما لهم كان هو الظاهر المحيط في مراتب الكثرات ومرائي الممكنات فإذا
كان هو
][95
المحيط الظاهر فيهم لم يكن كأحدهم فنّزه وشبه في نصف آية باعتبار واحد
ويمكن أن يكون نصف آية هو مجموع الفقرتين فإن الظاهر أنهما متممين للية
فراجع.
قال الشيخ في المتن" :وبهذا كان الحق ملك الملك كما"
"قال الترمذي "وقال الشارح" أي بسبب أن الحق أثبت"
مل وجعل نفسه وكي ً
ل" "ملك الستخلف للعباد الك ّ
"منهم وللموكل أن يتصرف في الوكيل بحسب العزل"
"والثبات كما يتصرف في الملك صار الحق ملك ملكه"
_ص _140
قوله :وجعل نفسه وكيل ً منهم ،جعل نفسه تعالى وكيل ً ليس باعتبار إثبات ملك
ن حقيقة ملك الستخلف إثبات الملك للمستخلف عنه وسلبه الستخلف فإ ّ
عن الخليفة وحقيقة الخلفة هي الفقر المحض
][96
المشار إليه بقوله)ص( الفقر فخري فليس الوكالة باعتبار ملك الستخلف بل
باعتبار ملك الستقلل الذي كان نظر قوم نوح عليه السلم به.
"قال الشيخ في اصطلحاته أن مقام التلوين أعلى من
مقام"
"التمكين ويريد به التلوين في السماء بعد الوصول"....
_ص _147
بل مراد الشيخ من التلوين الذي أعلى المقامات هوالتلوين الحاصل للسالك
ن في ذاك المقام أيضا ً تلوين ل بعد الرجوع إلى مملكته وبقائه بعد فنائه فإ ّ
ن هذا التلوين مع كونه أعلى يشبه تلوينات قبل الوصول وبعده وعند التفتيش أ ّ
مراتب التلوين أعلى مراتب التمكين أيضًا.
"ول تذرهم على وجه الرض ليتخّلصوا من العالم الظلمانية"
"الحاجبة للنوار القدسّية والوحدة الحقيقّية أو الرض"
مهات الحضرات".... "المعهودة فإنها أيضا ً حضرة من أ ّ
_ص _147
][97
قوله :أوالرض المعهودة ،أو أرض نفسه التي هي أرض طبيعته والخروج منها
إلى ملكوت نفسه إل ّ إنه بالخروج عن ملكوت نفسه قد يصير خارجا ً عن أرض
عالم الملك وقد يصير خارجا ً عن بعض أرضه حسب مدارج الّنفس ومقاماتها
وة السلوك ونقصانه. وق ّ
مدي بقوله لو دليتم بحبل لهبط على "أي وجاء القلب المح ّ
الله"
"فأخبر الله في باطن الرض كما أّنه في باطن السماء"...
_ص _148
قوله :في باطن السماء ،بل المقصود والمناسب للمقام المحمدي هو الخبار
ن الله في باطن العوالم وظاهرها فهو تعالى ظاهٌر في عين كونه باطنا ً عن أ ّ
ن في عين كونه ظاهرا ً كما قال تعالى شأنه :هو الول والخر والظاهر وباط ٌ
ً
والباطن وعن مولنا صاحب المر روحي له الفداء في توقيعاته يا باطنا في
ظهوره وظاهرا ً في بطونه ومكنونه.
][98
قال الشارح عند قول الشيخ "لختلف الوجوه" :أي"
"يخرج كل واحد منكم من الرض تارة أخرى على صورة
تقتضيها"
"هيئته الغالبة على نفسه حال انتقاله إلى
باطن"
"الرض لختلف الوجوه والهيئات"...
_ص _148
ن اختلف قال شيخنا العارف الكامل الشاه أبادي أدام الله ظله الظليل إ ّ
الوجوه يكون بالنسبة إلى شخص واحد ل أشخاص متعددة كما ذكره الشارح
أي لختلف الوجوه الذي للشخص النساني خرج من الملكوت إلى الملك ومن
الملك إلى الملكوت الذي هو البرزخ ومنه إلى القيامة.
قهم :أوليائي تحت قبابي ل يعرفهم "هم الذين جاء في ح ّ
غيري"
ليس المراد بالولياء الذين تحت قبابه ما ذكره الشارح فإنهم كالملئكة
المهيمية المشار إليهم بقوله تعالى :ن والقلم وما يسطرون
][99
ليسوا في الحجب الظلمانية ول يعرفون نفوسهم فإن من عرف نفسه وأثبت
لها النية والنانية لم يكن ولي الله ولم يكن تحت قبته تعالى بل ولي نفسه
وتحت قبتها فالمقصود بالظالمين هم الذين فنوا لكنهم لم يفنوا على فنائهم
لشهود أنفسهم فدعا لهم أن يفنوا عن فنائهم حتى ل يروا الوجه الحق
حمدّيين الذين ورد في حقهم كل شيء هالك إل ّ وجهه فشاهدوا هلك كل كالم ّ
شيء حتى نفوسهم إل ّ وجه الحق الباقي وهي هنا تحقيق آخر ليس مجال
تحريره.
الفص الدريسي
"فص حكمة قدوسية في كلمة إدريسية" _ص
_152
قوله :فلك البروج ،اعلم أن القدماء من أصحاب الهيئة اعتبروا نفس البروج
في الفلك العلى الذي سمي فلك الطلس لخّلوه عن الكواكب واعتبروا صورة
ما كانالبروج في الفلك الثامن أي فلك البروج المصطلح ول ّ
][100
][101
هذا غير إنسانية ذاك فاستناد الفعل إلى الطبيعة صحيح دون الستناد إلى سائر
ن السجود الحاصل من العقل الول هو السجود من الفراد الّلهم إل ّ أن يقال أ ّ
كل الملئكة الّنازلة لحدية جمعه وكونه صورة إجمال العالم بنحو اللف
مل. والبساطة تأ ّ
"أما أسماء الذات كالسم الله والرب والقّيوم فإنها أيضا ً "
"من وجه نسب وإن كانت من آخر غيرها "
_ص 157
_
م من ويمكن أن يكون المراد بالنسب التي هي أمور عدمّية المفاهيم العقلية أع ّ
السماء الفعلية والسماء الصفتّية والسماء الذاتّية حتى بالعتبار الذي لم
يكن مربوطا بالخلق ول مانع عن التعبير عنها بالنسبة فإنها في العقل منسوبات
ذات مطلقا ً وعلى ما إلى الذات وإّنما قلنا ذلك إن المقصود نفي الكثرة عن ال ّ
ذكره الشارح ل ينفي الكثرة عن السماء الذاتية بالعتبار الذي
][102
ل السماء الذاتية جهة ن اللتزام بأن في ك ّ لم يكن منسوبا إلى الخلق على أ ّ
ن
ارتباط محل نظر وبحث وإن قال شيخنا العارف الكامل روحي له الفداء أ ّ
ذات مع الخصوصية التي تصير منشأ السم في اصطلح القوم عبارة عن ال ّ
ي والرب بمعنى الثابت أيضا ً منشآن للثر فإن ذوات ن الح ّ الثر في العين حتى أ ّ
ي كما أن الثابتات والجواهر مستندة إلى الثابت وليس الحياة تحت اسم الح ّ
تحقيق هذا العارف الكامل دام ظله مخالفا ً لتقسيم الشيخ الكبير محي الدين
ن السماء السماء إلى الذاتّية وغيرها على ما سبق في مقدمات الكتاب فإ ّ
ذاتية باصطلحه هو السماء التي غلب عليها جهة الذات وهذا ل ينافي وجود ال ّ
ن بعض ن التحقيق عند نظري القاصر أ ّ جهة الّربط إلى الخلق فيها ً هذا ولك ّ
ً
السماء يكون بنفسه منشأ للثر وبعضها يكون منشأ للثار بالّتبعية والتطفل
ل السماء باعتبار للسم آخر وإن كان ك ّ
][103
آخر تبعا للسم الله المحيط الحاكم على السماء كّلها وهو اعتبار استهلك كل
ن العارف ل بد ّ وأن ينظر إلى الكثرة السماء في السم الجامع العظم ولك ّ
وفي هذا العتبار وقد ل يكون السم منشأ ً والّتفصيل أيضا ً والمنظور هذا النظر
ب بمعنى الثابت والحياة الموجودة في العالم ليست للثر بذاته كالحياة والّر ّ
مستندة إلى ذاك السم بل مستندة إلى اسم يكون الحياة لزمة له أو تابعه
ما ما أفاد من السم ما كان منشأ ً للثار فلم نتحققه وإن كان الصطلح إّياه وأ ّ
ه دام ظله أعرف باصطلحاتهم وكيف كان فاّلنسب العقلية هي على ذلك فإن ّ
مفاهيم السماء والصفات في النشأة العقلية وهي أمور عدمية في العين.
"فالحق عين ما ظهر في حال بطونه وعين ما بطن في حال ظهوره
__158 "
في التوقيع المبارك عن مولنا وسيدنا صاحب المر عجل الله فرجه
][104
وأرواحنا له الفداء في الدعية الرجبية يا باطنا ً في ظهوره وظاهرا ً في بطونه
صور المرآتية ومكنونه صدق ولي الله روحي فداه .قال شيخنا دام ظله :وال ّ
ن المرآة ظاهرة بهذه الصورة وهي باطنة أيضا ً مثال ذاك الظهور والبطون فإ ّ
بهذه الصور فإنها عين المرآة الظاهرة وهي محتجبة بها فإّنه ل يمكن رؤية
المرآة بنفسه لحتجابها بها وكذا الحال في الصور الذهنية.
ن الله خلق آدم على صورته" "وهو كما قال عليه السلم إ ّ
_ص _159
وما ذكر في تحقيق العدد أحد المقربات لقوله خلق الله آدم على صورته فإن
الوحدة باعتبار أحدّية جمع الكثرة صار مثال ً للحق حتى قال مولنا السجاد عليه
السلم لك :يا إلهي وحدانّية العدد والنسان أيضا ً بوحدته كل التعينات الخلقية
والمرية وله أحدية جمع الكثرة فهو تعالى شأنه على صورته وصورة النسان
مثاله تعالى وهي هنا تحقيقات أخر ليس مقام ذكرها.
][105
"فاختلط المر وظهرت العداد بالواحد في المراتب
_ص _159 المعلومة"
قد ورد في زبور آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم :لك يا إلهي وحدانية
العدد وفي بعض كلماتهم ورد في وصفه تعالى واحد ٌ ل بالعدد فأثبت وحدانية
العدد باعتبار أحدية جمع الكثرات وانطواء الكثرات واستهلكها فيه وظهوره في
الكثرات ونفي الوحدة العددّية أي الواحد المقابل للثنين فإّنه لم يكن ساريا ً
ساري غيب في حجاب التعينات وظاهر بها وهذا في مراتب العداد بل الواحد ال ّ
أيضا ً مثال آخر للحقّ فإنه تعالى بمرتبة غيبه محجوب عن البصار وهو اللطيف
ن التعينات السمائية والفعالية حجابه وظهوره الخبير وبعين ما غاب ظهر فإ ّ
فهو تعالى محجوب بسبعين ألف حجاب من نور وظلمة وظاهر بها كما أن
ن اللبشرط المطلق ل ظهور له إل ّ الواحد محجوب في العداد وظاهر بها فإ ّ
في تعين المتعينات وهذا من أسرار الكلي الطبيعي الذي هو أيضا ً مثال للحق
له السماء الحسنى والمثال العليا.
][106
_ص "قال يا أبت افعل ما تؤمر"
_162
ظاهرولما كان الولد سر أبيه الظاهر في صورة الولد فهو بالحقيقة أبوه ال ّ
وكان نسبة الب إلى الولد كنسبة الحقيقة إلى العالم وكنسبة الواحد إلى
العداد تمثل الحقيقة الظاهرة في الكوان المنزهة عنها كمال ً ونقصانا ً تارةً
بالواحد والعداد وتارة ً بالوالد والولد فقال يا أبت افعل الخ.
"فما رأى يذبح سوى نفسه وذبحه صورة إفنائه من
_ص _162 أنانيته"
قال شيخنا الستاد العارف أدام الله ظله العالي أن ما رأى إبراهيم عليه
السلم في النوم هو حقيقة العبودية إل ّ أن الخيال لكثرة اشتغاله بالمور
الحسية تمثل حقيقة العبودية بصورة ذبح الولد الذي أعّز الشياء عنده .أقول
حصول العبودية ل يمكن إل ّ بالخروج عن النانية وإفناء النية فهي هنا أمران
إفناء النية والخروج عن النانية وحصول العبودية وما رآه عليه السلم
][107
ن ذبح الولد الذي هو نفسه وظهوره صورة هو حقيقة الخروج عن النانية ل ّ
إفناء النانية ل صورة العبودية ويمكن أن يكون المرئي حقيقة العبودية وبعد
ذلك الرؤية انتقلت نفسه إلى سببها الذي هو إفناء النية والخروج عن النانية
فتمثل له صورة المسبب.
ّ
ما هو مجلى له أو مى الله خاصة م ّ "وأما غير مس ّ
صورة فيه"
_ص "فإن كان مجّلى له فيقع التفاضل".....
_166
ويمكن أن يكون المراد من المجّلى والصورة السم إل ّ أن المجّلى يلحظ في
نظر الّتكثير فيقع التفاضل والصورة بنظر التوحيد فيستهلك في أحدية الجمع
فل يقع التفاضل كما ورد في الدعاء اللهم إني أسألك من أسمائك بأكبرها وكل
ل في أحدية أسمائك كبيرة فأوقع التفاضل فيها أول ً ونفي ثانيا ً عنه استهلك الك ّ
صلنا القول
سالك وقد ف ّ داعي ال ّ
الجمع بنظر ال ّ
][108
في ذاك المقام في شرحنا لدعاء السحار الذي شرحناه في سالف الزمان.
ما مجالي ومظاهر أو أسماء مى الله إ ّن غير مس ّ "والحاصل أ ّ
فان"
"كان من المجالي فل بد أن يقع بينهما التفاضل في مراتب
العلو_ "...ص _166
اعلم هداك الله إلى أسمائه وصفاته وجعلك وإّيانا من الخائضين في آياته أنه
حدة لجميع السماء كما أن الُعلو الذاتي ثابت لمسمى الله أي الذات المتو ّ
صفات بأحدية الجمع فكذلك هو ثابت للعين الثابتة للنسان الكامل أي وال ّ
الحقيقة المحمدية فإنها أيضا ً أحدية جميع العيان حاكمة عليها ومستجمعة إّياها
ظل حكمه حكم ذي حكومة الله على سائر السماء واستجماعه إّياها فإن ال ّ
ل فإن فيه وكذلك هو ثابت للمشّية المطلقة اسمه العظم في مقام الفعل الظ ّ
طابق النعل بالنعل وليس هي هنا مقام شرح ذلك وقد استفيد تحقيقه من
بعض رسائلنا في حقيقة الخلفة والولية.
][109
الفص البراهيمي
_ص _167 "فص حكمة مهيمية في كلمة إبراهيمية"
الهيمان هو الدهشة المفرطة من شهود جلل الجمال والحيرة فيه كما يحصل
ة أو من تجلى السماء الجللية القهرية ونتيجته إندكاك عند ورود المعشوق بغت ً
جبل إنية السالك وجعل المجذوب صعقا ً فبعض السالكين لفرط دهشتهم
ومحبتهم أو لسوء استعدادهم أو لنقصان مزاجهم ل يمكنهم الرجوع إلى
مملكتهم فيبقون مجذوبين مهيمين ل يعرفون غير الله ول يعرفهم غير الله
لصدور البهلولية عنهم في بعض الحيان قال تعالى أوليائي تحت قبابي ل
يعرفهم غيري .ويشمل بعضهم العناية اللهية بإعطاء الستعداد بالفيض القدس
ل عقلهم ويرجعهم إلى مملكتهم غانمين في تلك التجارة حيث صار عقل الك ّ
ل كما ورد أرواحكم ل وجسمهم جسم الك ّ وروحهم روح الك ّ
][110
ل من قاطني عالم الرواح والشباح وفي الرواح وأنفسكم في النفوس فالك ّ
مرّبون بتربيتهم مدّبرون بتدبيرهم يتصّرفون فيه كما شاء ول يحصل ذلك إل ّ
ن ينتجه قرب النوافل هو التخلق بأخلق الله والفناء بقرب الفرائض كما أ ّ
الصفاتي كما أشار إليه في الحديث القدسي بقوله كنت سمعه وبصره ،وفي
قرب الفرائض يصير العبد أذن الله الواعية وعين الله الناظرة فالله تعالى
ينظر به ويسمع به ويبطش به
"وقال صلى الله عليه وآله وسلم بعد حمد الله والثناء عليه "
"أنه قد كان لي فيكم أخوة وأصدقاء وأني أبرأ إلى الله أن "
"أتخذ أحدا منكم خليل ولو كنت متخذا ً خليل ً "
ص__168 لتخذت أبا بكر خليل"..
ن من كان في مراتب السير واصل ً إلى فناء الّرب. ل يخفى على العارف أ ّ
][111
فانيا ً في ذاته وصفاته يكون خّلته خّلة الله تعالى فخليل الله ل يأبى عن خلته
ما كان مولنا ن محّبة المحبوب نفى جميع الحّبة فل ّ بخلف من كان دون ذلك فإ ّ
ج عن منظور كلمه ول ينافي خلته خّلة الله أمير المؤمنين محبة الله فهو خار ٌ
ما غيره فهو خارج عن تلك المرتبة. وأ ّ
ل ما يظهر ن تخّلله عليه السلم آثر تخّلله تعالى إذ ك ّ "قوله :ل ّ
للعبد من الحوال والكمالت إّنما هو من تجلية باسمه الول والباطن وإيجاده
في القلوب فيكون التخّلل من هذه الطرف في مقابلة التخّلل من ذلك
الطرف_169_ "..
ل يخفى أن تخلله عليه السلم وإن كان أثرا ً لتجلياته الذاتية في الحضرة
][112
السماء بل لتجليه بالفيض القدس الذي هو مقام العمى إل ّ إن ذاك التخلل
المذكور في الكتاب الذي هو نتيجة قرب الفرائض غير ذاك التجلي ،فإن قرب
الفرائض ل يحصل إل ّ بعد قرب النوافل فالقرب النوافلي استهلك السماء
والصفات فيصير الحق سمعه ويده والقرب الفرائضي الستهلك الكلي الذاتي
والصفاتي المستتبع لبقاء العبد في بعض الحيان فيصير العبد سمع الحق
ن حصول الولية الكلّية وظهور البرزخية الكبرى ل يحصل إل ّ بعد وبصره فإ ّ
صعودي لنبينا صلى الله عليه وآله ول يحصل قرب الفرائض وهو غاية المعراج ال ّ
لغيره من النبياء والولياء إل ّ بالتبعية ل الصالة وبهذا التحقيق يظهر في كلم
الشارح وأمثال ذلك من غير بعيد تدبر.
ن صفات "وقوله :هي للقصة والشأن أي القصة أ ّ
المحدثات"
_ص _170 "حق للحق كقوله :قل هو الله أحد"
][113
ليس الضمير في قوله تعالى قل هو الله أحد للشأن فإنه إشارة إلى الهوية
الغيبية المستهلكة عندها النعوت المضمحّلة لديها السماء الصفات والله إلى
ذات الحدية هي أحدية جمع كثرات السماء والصفات وفيه إشارة إلى أن ال ّ
الذات المستجمعة بل هي الذات الظاهرة في كل السماء والصفات والعيان.
"...فإن كان الحق هو الظاهر فالخلق مستور فيه فيكون
الخلق"
"جميع أسماء الحق سمعه وبصره وجميع نسبه وإدراكاته
وإن"
"كان الخلق هو الظاهر فالحق مستور باطن فيه"....
_ص _171
نقوله :فإن كان الحق الخ ،قال شيخنا العارف الكامل أدام الله ظله أ ّ
مستورية العبد في الحق وظهور الحق ل يحصل إل ّ عند فناء العبد واضمحلل
إنيته واندكاكه بحيث ل يبقى منه أثر ول خبر وهذا هو نتيجة قرب النوافل فقوله
][114
يكون الخلق جميع أسماء الحق أي ل يبقى أثر للخلق بل الحكم للحقّ وحده
وبهذا أشار الحديث القدسي كنت سمعه وبصرة أي ل سمع ول بصر ول حكم
ول أثر ومستورّية الحق في الخلق وظهور العبد ل يحصل إل ّ بعد إرجاع العبد
إلى مملكته وهو البقاء بعد الفناء وهذا هو نتيجة قرب الفرائض فقوله فالحق
سمع الخلق وبصره الخ أي السمع للعبد الباقي بعد الفناء فإن العبد إذا رجع
قاني ّا ً فإن المفنى فيه بما أنه مفنى فيه هو الفاني
إلى مملكته يصير وجوده ح ّ
ما أن الفاني بما أّنه فان هو المفنى فيه ففي هذا المقام العبد هو الظاهر ك ّ
وهو السميع وهو البصير والله أسمائه وصفاته هذا كلمه أديم أيامه وزيد
إكرامه ولم أر أحدا ً من الشارح شرح كلم الشيخ كذلك وعندي في بعض ما
أفاد دام ظّله نظر فإن في قرب النوافل ل يصير العبد فانيا ً حتى عن ذاته بل
ما حصول الفناء التام فهو الذي صفاتي وأ ّ
هو مقام الفناء ال ّ
][115
ً
يكون عند قرب الفرائض وعند ذلك قد يصير العبد المستهلك النية مجذوبا غاية
الجذبة ل يمكن إرجاعه إلى مملكته فيصير في رتبة الملئكة المهيمة منخرطا ً
في سلكهم وقد يكون لئقا ً للرجاع فتشمله العناية اللهية فيرجعه إلى مملكته
ل وعقله عقل الكل وجسمه جسم غانما ً في تجارته فتصير نفسه نفس الك ّ
كل إلى غير ذلك. ال ّ
"واعلم أن الله اسم الذات من حيث هي هي مع قطع"
"النظر عن السماء والصفات باعتبار رواسم الذات"
"مع جميع السماء والصفات باعتبار آخر" _ص _172
قوله :من حيث هي ،وبهذا العتبار كان الله مأخوذا ً لغة عن وَِله بمعنى تحّير
صفات في كبرياء جلله لتحّير العقول عن دركه أو لتحّير الكثرات والّنعوت وال ّ
كما ورد في زبور آل محمد صلى الله عليه وآله ضّلت فيك
][116
الصفات وتفسخت دونك النعوت ولم يكن بهذا العتبار مأخوذا ً من إله أي عبد
ن الحقّ بمقامه الغيبي غير معبود فإّنه غير مشهود ول معروف والمعبود لبد ّ فإ ّ
صفات وأن يكون مشهودا ً أو معروفا ً والعبادة دائما ً تقع في حجاب السماء وال ّ
حتى عبادة النسان الكامل إل ّ أنه عابد اسم الله العظم وغيره يعبدون سائر
السماء حسب درجاتهم ومقاماتهم من المشاهدات والمعارف وقد يطلق الله
دس الظاهر في النشأة العين فهو أيضا ً من إله بمعنى عبد فإن بفيضه المق ّ
العبادة في أوائل السلوك كما كانت محجوبة بالعيان والمظاهر وإن كانت
بالحقيقة للظاهرة لتحادهما.
"...هذا الكشف هو كشف مقام الفرق بعد الجمع ويسمى جمع
_ص _174 الجمع"
ما كونه مقام جمع كون ذاك الكشف كشف مقام الفرق بعد الجمع مسلم وأ ّ
ن الجمعالجمع وتسميته به فغير معلوم بل معلوم العدم عند التفتيش فإ ّ
][117
بين الجمع والفرق ل يحصل إل ّ مع عدم احتجاب الجمع عن الفرق وبالعكس
وهذا ل يحصل إل ّ في الكشف الّثالث الذي يأتي ذكره من بعد وهو الكشف
الّتام المحمدي صلى الله عليه وآله الذي له البرزخية الكبرى وقد وصل إلى
قاب قوسين أو أدنى.
قوله :الذي كنى عنه نبينا صلى الله عليه وآله بالعماء_،ص _174قد اختلفت
الراء في مقام العماء فمنهم من ذهب إلى ما ذكره الشارح ومنهم من قال
دية بمناسبة كونه غيما ً رقيقا ً بين الرض والسماء وهو يناسب بأنه مقام الواح ّ
مقام الواحدية فإّنها واسطة بين سماء الحدية وأرض العيان الخلقية وقد
صلنا القول في بعض رسائلنا وحققنا أنه مقام فيضه القدس وليس هنا مقام ف ّ
بسطه.
"فإن قلت فما فائدة قوله فلو شاء لهداكم أجمعين قلنا"
"لو حرف امتناع لمتناع فما شاء إل ّ ما هو المر عليه"
"ولكن عين الممكن قابل للشيء ونقيضه في حكم دليل العقل"
][118
"وأي الحكمين المعقولين وقع ذلك هو الذي عليه الممكن في حال
ثبوته" _ص _176
قوله :ولكن عين الممكن قابل الخ ،قال شيخنا العارف أدام الله ظله :في
شرح المراد أن هي هنا ثلث مراتب مرتبة ذات المهّيات من حيث هي ومرتبة
ما فيعرض الوجود والعدم عليها ومرتبة نفس المر على ما هي عليه أ ّ
المرتبة الولى فيحكم العقل بأّنها ليست إل ّ هي فل يحكم بشيء آخر عليها وأ ّ
ما
في المرتبة الثانية فيحكم حكما ً بتي ّا ً بأنها متساو الطرفين بالنسبة إلى الوجود
والعدم فهاتان المرتبتان دركهما حظ العقل وليس محجوبا ً عنهما فلهذا يحكم
ما في المرتبة الثالثة وهي مرتبة نفس المر التي هي عبارة عن قطعي ّا ً عليها وأ ّ
نشأة العلم الّربوبي فليس من شأنه دركها وهو محجوب عنها فل يحكم عليها
دد في حالها هل هي مقتضية للظهور أم ل أم هل هي مقتضية للسعادة فهو مر ّ
أو الشقاوة أم ل والمثال الذي أورد الشارح في الصفحة
][119
التية من العمى راجع إلى ذاك المقام وبالجملة العقل يحكم بقابلية الممكن
للشيء ونقيضه فيما هو شأنه ول يحكم بشيء فيما هو محجوب عنه وهو مرتبة
طلع على نفس المر فيحكم على آحاد ما السالك المكاشف الم ّ علم الّربوبي وأ ّ
شقاوة وغير ذلك انتهى سعادة وال ّ
المهّيات بما هي عليها من الوجود والعدم وال ّ
ما أفاد.
مه والشقي شقي سعيد سعيد في بطن أ ّ أقول :ولعل بطن الم الذي ورد أن ال ّ
في بطن أمه هو مرتبة نفس المر الذي عبارة عن الحضرة العلمية فإن
السعادات والشقاوات وكلّية التقديرات من ذاك العالم الشامخ الربوبي الذي
ظليل ولما كان جميع التقديرات في ذلك العالم ورد هذا العالم وما فيه ظّله ال ّ
ن البداء من علم ل يعلمه النبياء والمرسلون هو مخزون في بعض الخبار أ ّ
ن
عنده كما في الكافي الشريف بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلم قال :أ ّ
لله علمين علم مكنون مخزون ل يعلمه إل ّ هو من ذلك يكون البداء وعلم
][120
ي الله والمراد من كون علمه ملئكته ورسله وأنبيائه فنحن نعلمه صدق ول ّ
البداء من ذلك أّنه نشأ من ذلك العالم الشامخ ول ينافي ظهوره في بعض
ن الموجودات كّلها من الحضرة العلمّية وهيهنا تفصيل ل يسع الّنفوس النازلة فإ ّ
المقام ذكره.
"ول يشاء هداية الجميع أبدا فإن شئون الحق كما تقتضي"
"الهداية كذلك تقتضي الضللة بل نصف شئونه يترتب"
"على الضللة كما يترتب النصف الخر على الهداية_ "..ص _177
ن سبق الرحمة على الغضب يقتضي أن قوله :بل نصف شئونه الخ ،ل يخفى أ ّ
ضللة فلذا قال الشيخ في يكون شأن الهداية غالبا ً وحاكما ً على شأن ال ّ
الفتوحات ببسم الله الرحمن الرحيم ظهر الوجود وقال أيضا ً أن أرحم
الّراحمين يشفع عند المنتقم ويصير المر على مقتضاه هذا بالنظر إلى التكثير
وإل ّ فبالنظر
][121
كل فهو أول من حيث هو آخر وآخر من إلى التوحيد ففي كل السماء ينطوي ال ّ
صلنا ذلك في حيث هو أول وفي كل جمال جلل وفي كل جلل جمال كما ف ّ
بعض رسائلنا وشرحنا لبعض الدعية.
_ص _177 "ولذلك قسم الدار الخرة بالجّنة والّنار"
ة صورة تقسيم الدار الخرة إلى الجنة والنار وإن كان صحيحا ً إل ّ أ ّ
ن الّنار حقيق ً
الّرحمة اللهية لهل التوحيد فإّنها توجب وصولهم إلى الكمالت المترّقية بإلقاء
شفاعة بل عند الشيخ وأتباعه الغرائب والهيئات المظلمة وتصّيرهم قابلين لل ّ
ذب كما صّرح به في هذا الكتاب. ن العذاب عنده من الع ْ فار أيضا ً فإ ّ
للك ّ
_ص _178 "وما مّنا إل ّ له مقام معلوم"
ن المقام هناك هذا من الشيخ ل ينافي عدم المقام للنسان الكامل فإ ّ
][122
ظلوم الجهول وهيهنا ليس بذلك بمعنى الحد وهو منفي عنه ولهذا قيل له ال ّ
المعنى بل بمعنى المنزلة والشأن وإن كان شأنه الّتجاوز عن قاطبة الحدودات
المكانية واندكاكه في بحر وجوب الوجود.
"وهذا الجحد والقرار بعينه كما قال الشاعر":
فتشابها وتشاكل المر" "رقّ الزجاج وراقت الخمر
_ص _181 وكأّنما قدح ول خمر" "فكأّنما خمر ول قدح
ل يخفى أنه ليس ما قاله الشاعر من مقام الجحد والقرار بل من مقام الجمع
بينهما بنحو الحدية بحيث ل يكون الخلق حجابا ً عن الحقّ ول الحقّ عن الخلق
ن الجحد من الحتجاب ولذا قال رقّ ة في ذاك المقام جحد أصل ً فإ ّفليس حقيق ً
ماالزجاجات الّتعينّية الرقيقة وراقت خمر الحقيقة وهذا بحسب مقام السالك وأ ّ
بالنظر إلى المر في نفسه فالحتجاب مرفوع من
][123
ن قوله فكأّنما خمر ول قدح وكأّنما قدح ول خمر يد ّ
ل رأس هذا إل ّ أن يقال أ ّ
على ذلك فإّنه أنكر وأقّر في حالين ولكن يمكن أن يكون ذلك أيضا ً أخبارا ً عن
الحال الجمعي الغير المحتجب عن الخلق والحق فتدبر تجد.
الفص السحاقي
"فص حكمة حقية في كلمة إسحاقية"
ن الفداء عن إسماعيل" ن ظاهر القرآن يدل على أ ّ "واعلم أ ّ
"وهو الذي رآه إبراهيم)ع( إّنه يذبحه وإليه ذهب أكثر المفسرين"
"وذهب بعضهم إلى أنه إسحاق والشيخ معذور فيما ذهب إليه"
_ص "لنه به مأموٌر كما قال في أول الكتاب"...
_184
ن الشيخ كشفه في عالم قال شيخنا العارف الكامل دام ظله العالي أ ّ
المكاشفة رأى في العين الثابتة السحاقّية اقتضاء هذا المعنى الذي
][124
ظهر في إسماعيل عليه السلم في عالم الملك من العبودّية الّتامة والفناء
ما ظهر عليه من العين الثابتة وهذه المكاشفة صحيحة إل ّ أن التام فأخبر ع ّ
وة العين الثابتة السماعيلية أو لمانع آخر هذا ظهور في عالم الملك لق ّ عدم ال ّ
ن الظاهر من كلم الشيخ وقوعه بالّنسبة إلى إسحاق وقد استشكلت عليه بأ ّ
في عالم الملك فصدق ذلك وقال دام ظله :يمكن أن يكون كشفه صحيحا ً إل ّ
ما كان مشوبا ً تمّثل له المعنى المجّرد عن اللباس في عالم خياله ن خياله ل ّ
أ ّ
سلم فإن المكاشفات تقع مجّردة عن الصورة ولكن بصورة إسحاق عليه ال ّ
الخيال يمّثلها بأي صورة شاء بمجرد مناسبة والغالب دخالة المأنوسات
والمعتقدات في ذلك التمثل هذا ما أفاد دام ظله.
"فالتيان بالفداء الذي هو صفة_حقيقية خ ل_"
_ص "فداء النفس وفاء بالعهد الزلي"
_185
][125
في الحضرة العلمية بحسب العيان الّثابتة وفي الحضرة المشّية المطلقة
الكلّية ثانيا ً وفي الّتعين الولى العقلي ثالثا ً ثم التعين الثانوي إلى التعينات
الملكوتية من العليا والسفلى أي النفوس الكلّية اللهية وحضرة المثال المطلق
ذر وهذا العهد أي القرار بالتوحيد الحقيقي ومقام الولية الكبرى أي عالم ال ّ
صا ً بالولياء والُعرفاء بل يتساوى فيه السعيد المطلقة اللزمة له لم يكن مخت ّ
شقي لعدم الحتجاب في تلك العوالم أصل ً بل الحتجاب يحصل بورود هذا وال ّ
العالم الدنيوي فإذا وفى بالعهد السابق بحصول الفناء الّتام يحصل له الرباح
بالبقاء بالله تعالى وال ّ فلة الخسران والحتجاب بالظلمات التي بعضها فوق
مادة إل ّ الذين آمنوا
ن النسان لفي خسر احتجابات عالم ال ّ ض والعصر إ ّ بع ٍ
بمقام الولية المطلقة الكلية والّتوحيد الحقيقي.
][126
مل والفراد من النسان " "..من الك ّ
_ص _187
مل هم القطاب والفراد هم أتباعهم قال عبد قوله :من النسان بيان لقوله الك ّ
الرزاق الكاشي في اصطلحاته القطب هوالواحد الذي هو موضع نظر الله
سلم والفراد تعالى من العالم في كل زمان وهو على قلب اسرافيل عليه ال ّ
هم الّرجال الخارجون عن نظر القطب
مل أكثر ما يشاهدون المور " "لن النبياء والك ّ
"في العالم المثالي المطلق "..ص__188
ما كان الشارح من أصحاب القياس قاس إبراهيم عليه السلم بنفسه في أّنه ل ّ
عليه السلم قاس رؤياه هذه بسائر ما رأى في عالم المثال المطلق مع أّنه
سلم ذلك على حال كثير من النبياء رأى في المثال المقيد أو قاس عليه ال ّ
ل الوحي في المنام وليس عليهم السلم من كونهم مح ّ
][127
حّبه المفرط بمقام الّربوبية وعشقه هم الشارح بل يمكن أن يكون ُ المر كما تو ّ
وخّلته حجب عن أن يعّبر رؤياه فإن العشق المفرط يوجب أن يفدى ما هو
أحب عنده في طريق محبوبه فالستغراق في جمال المحبوب يمنعه عن أن
ن حكم الشريعة ل تقتلوا النفس التي حّرم يعّبر فالحقيقة غلبت على الشريعة أ ّ
الله إل ّ بالحق هذا ما أفاد شيخنا العارف دام ظله العالي
ن المرئي ل ينبغي أن يعبر فقصد ذبح ابنه _ "..ص "ولنه توهم أ ّ
_189
نليس المر كما ذكره الشارح بل مراد المصّنف من قوله من وهم إبراهيم إ ّ
إطلق الفداء على الكبش كان بحسب وهم إبراهيم عليه السلم فإّنه توهم أنه
مأموٌر بذبح ابنه مع أّنه كان مأمورا ً بذبح الكبش فذبح الكبش لم يكن فداء بل
ن ما رأى إبراهيم عليه السلم هو حقيقة الفناء الّتام والضمحلل التحقيق أ ّ
الكّلي في الحضرة الحدية وذبح البن أو الكبش هو رقيقة
][128
شريعة والحقيقة يقتضي ذبح الكبش ولكن هذه الحقيقة إل ّ أن الجمع بين ال ّ
دة محبة إبراهيم وعشقه احتجبه عن الجمع بينهما فإذا فأراد ذبح البن ش ّ
فالفداء يكون على وهمه فافهم
"أل ترى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتى في المنام "
"بقدح لبن قال فشربته حتى خرج الّري من أظافيري ثم"
"أعطيت فضلي عمر قيل ما أولته يا رسول الله قال العلم "
نقوله :أل ترى رسول الله)ص( ،الخ ،اعلم هداك الله إلى الطريق المستقيم أ ّ
ما كان متحققا ً بتمام دائرة الوجود ومستجمعا ً رسول الله صلى الله عليه وآله ل ّ
للكمالت التي في جميع عوالم الغيب ص_ _191والشهود وله البرزخية
الكلّية وهو المشّية المطلقة والفيض المقدس الطلقي لم يكن كمال ول وجود
خارجا ً عن حيطة كماله ووجوده فهو كل الوجود الظّلي وكّله الوجود وليس
وجود ول كمال وجود خارجا ً عن وجوده وكمال وجوده حتى يكون فضل ً وزيادة
][129
والفيوضات الوجودية والكمالية التي تصل إلى ما سواه من حضرته يكون
بطريق التجّلي والّتشأن ل بطريق الفضل والّزيادة نعم ما كان فضل ً عن
الوجود هو التعين والعدم وعن الكمالت ما كان من سنخ مقابلتها
"فإن لم يردها الدليل العقلي بأن كان التجّلي في "
"الصورة النورية كصورة الشمس أو غيرها من "
"صور النوار كالنور البيض والخضر وغير "
"ذلك أبقيناها على ما رأيناها كما ترى الحق "
"في الخرة سواء أي كما يتجلى الحق لنا في الخرة "
" فإن ذلك التجلي أيضا ً يكون على صور استعدادات_ "..ص _192
ده التجلي بالصورة النورية المقّيدة كالصورة الشمسية أو القمرية أيضا ً م ّ
ما ير ّ
العقل النظري فل بد ّ من إرجاعها إلى الحق المشروع كما فعل شيخ
][130
ن عليه الليل رأى ما ج ّ
النبياء في رؤياه الّزهرة والقمر والشمس في قوله) :فل ّ
كوكبًا( إلى آخر الية فالتجلي أول ً وقع بالصورة الكوكبية المقّيدة في المظهر
م بالصورة الشمسية التي م بالصورة القمرية التي مظهرها العقل ث ّ النفسي ث ّ
مظهرها الّروح ثم خرج عن حد التقييد ووقع في مقام الطلق بمقامه القدسي
ذي فطر سماوات الرواح فقال أخبارا ً عن حاله ومقامه :إّني وجهت وجهي لل ّ
الشمسية والعقول القمرية وأراضي الشباح الكوكبية حنيفا ً مسلما ً وما أنا من
المشركين.
ضعيفة عاجزة عن إدراك الّتجليات " "ولما كانت العقول ال ّ
"اللهية في كل موطن ومقام والنفوس البّية طاغية "
صور الكمالية إليه " غير مطيعة لشعائر الله أوجب إسناد ال ّ
"ورد ما يوجب النقصان عنه مع أّنه هو المتجّلي في "
"كل شيء والمتخلي عن كل شيء "..ص__193
][131
صل بين الصور الناقصة ما كانت العقول الخ ،اعتذار عن الشيخ حيث ف ّ قوله :ول ّ
وغيرها مع إّنه من أصحاب القلوب وأرباب الّنواظر الصحيحة خصوصا ً مع كونه
ن ذلك وقع منه قائل ً عن لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأ ّ
بمناسبة حال المحجوبين والجمهور من الّناس ل بالنسبة إلى حال نفسه
ومقامه.
مى خيال ً والصحيحيس ّ "وتقبل في مجلى العقول وفي الذي
_ص _194 النواظر"
أي وتقبل أرباب العقول الحق إذا تجلى بالتنزيه في المجلى العقلي وأرباب
س إذا تجلى بالتشبيه في المجلى الخيالي وأرباب القلوب الذين الخيال والح ّ
دد
صحيح الّنواظر كل التجليين أي التنزيه والتشبيه فالمنّزه مقّيد مح ّ هم ال ّ
دد وكلهما خلف الّتوحيد الحقيقي وأحدية جمع التشبيه والمشّبه مقّيد مح ّ
دين وقد ورد من طريق أهل البيت والتنزيه إخراج عن ح ّ
][132
دين حد ّ التشبيه وحد ّ التعطيل.
وأصحاب الوحي المر بإخراجه تعالى عن الح ّ
"وهذا وسع أبي يزيد في عالم الجسام"...
_ص _194
أي هذا مقام أبي يزيد بحسب مقام قلبه المقيد المتوجه إلى عالم الجسام
ما
ن الخ .وأ ّما وسعه بحسب مقام قلبه الطلقي فهو الذي قال بل أقول لو أ ّ وأ ّ
قوله مع العين الموجدة له لو كان المراد مقام الفيض المقدس الطلقي
فيشكل المر حيث أن ل مقام فوق ذلك حتى يكون وعائه والجواب أن مقام
المشّية المطلقة مقام التدّلي وفوقه أو أدنى الذي هوالضمحلل في الحدية
ما ل يتناهى وجوده ما والبقاء بالواحدية ولو كان المراد منها الّتعين الول وم ّ
عداه من العقول فالمر واضح ل سترة عليه.
خلق فكيف المر يا "من وسع الحق فما ضاق عن
_ص _195 سامع"
ل من تجلياته وظهور من أي من وسع الحق بقلبه وسع الخلق الذي تج ّ
][133
ذاته تبارك وتعالى فإن ذاته أكبر من ظهوره وأشرف وهذا سّر قوله لو أن
مال يتناهى وجوده والجسام بقدر انتهاء وجوده مع العين الموجدة له "الخ".
فإن العين الموجده كما أشرنا عبارة عن الفيض المقدس الطلقي ومع ذلك
ي المطلق أوسع منه لستهلكه في أحدية الجمع كما قال تعالى :ل قلب الول ّ
يسعني أرضي ول سمائي بل يسعني قلب عبدي المؤمن.
ن الغفلة ما تعم قط ل في العموم ول في قول الشيخ في المتن" :ل ّ
الخصوص "
قال الشارح "أي ل في عموم الخلئق ول في خصوصهم " _ص _197
قوله" :أي ل في عموم الخلئق "الخ" هذا غير صحيح فإن هذا الحضور الذي
لقاطبه الخلئق ل يستصح لبقاء ما خلق كما ل يستصح لصل الخلق واليجاد
ما أن يكون المراد بالعموم
واستبقاء الموجود يرتضعان بلبن واحد فل بد ّ أ ّ
عموم الحضرات وبالخصوص حضرة ما وهذا يحتاج إلى التكلف في
][134
ما أن يكون المراد عموم أهل السلوك والخّلص منهم فتدبر جيدا . العبارة وأ ّ
"...أي في تعب وضيق لنه يطالب بالشياء حينئذ ٍ فيعجز عن التيان
بها "
قوله :فيعجز عن التيان بها وعجز الولياء عن التيان بمطلوب الجّهال ل لنقص
صلحفي قدرتهم بل لن القدرة محدودة بالعلم فإن الولياء يعلمون أن ال ّ
بحسب النظام الكّلي وجود كذا أو عدم وجود كذا فإذا سأله الجاهل خلف ما
صلح الكّلي يعجز عن التيان به مع أن الظهور بالربوبية من أعظم المور هو ال ّ
على الولياء وأثقلها ولذا ل يأتون بالمعاجيز إل ّ في مقام يجب إظهار ربوبية الله
تعالى ومع ذلك يتذللون إليه ويصلون ويظهرون العجز والنكسار ويعتذرون عند
ربهم من ظهورهم بشأنه تعالى مع أنهم شأنه وظهوره وما كان لهم أن يأتون
نبآية إل بإذنه وقيومّيته ولذا قال شيخنا العارف الكامل دام ظله العالي أ ّ
سك والتوكل بالولياء الجزء التم ّ
][135
ي المطلق. دنيوية أولى من الول ّ ً
في الحاجات وخصوصا الحاجات ال ّ
ص السماعيلي الف ّ
ص حكمةٍ عليةٍ في كلمةٍ إسماعيلية " "ف ّ
صة قوله إحدى بالذات كما قوله :وأما الحدية اللهية "الخ" ،هذه الجملة من خا ّ
صة كل بالسماء والمراد أن قوله وكل موجود فماله من الله "الخ" ،من خا ّ
ذاتية الحدية الجمعية في الحضرة الواحدية السارية في كل السماء بالحدية ال ّ
ذاتّية ل الحدّية الغيبّية التي ل اسم لها ول رسم والمظاهر مع حفظ الوحدانية ال ّ
ظهور بالوحدانية المستهلكة عندها التعينات والمضمحل لديها الوجودات ول ال ّ
ن المقام مقام ما ذكرنا ل ما ذكره كما ل يخفى على أهله كما توهم الشارح ل ّ
ولعّله انتقل إلى ما ذكرنا ولهذا قال والهوّية اللهية من حيث هي هي "الخ "
_ص _200 "فاحديته مجموع كله بالقوة "...
][136
وة ما هو المتفاهم بحسب الظاهر قوله :كله بالقوة ،ل تتوهمن من لفظة بالق ّ
ذات الحدية بل بمعنى الوحدة الجمعّية البسيطة التي ن ذلك ل قدم له في ال ّ فإ ّ
ل السماء وينشعب منها كل السماء والصفات وجميع المظاهر بوحدتها ك ّ
والتعينات.
شقي لنه يعرف أن سعيد من ال ّ "وإنما يتميز ال ّ
المر كذلك "
"فسعادته بعلمه ومعرفته ومن لم يعرف ذلك
وأضاف "
"الفعال إلى القوابل بُعد عن الراحة العظمى
والمثوبة "
"الحسنى فشقى فشقاوته بجهله وعدم عرفانه "
شقاوة مطلقا ً بالعلمسعادة وال ّ ن مناط ال ّ قال شيخنا الستاذ دام ظله العالي أ ّ
ن الول بعرفان العبد ن مناط كونه مرضي ّا ً أيضا ً كذلك إل ّ أ ّ والمعرفة كما أ ّ
ن للسعادتين مرتبتين مرتبة تابعة لكونه مرضيا ً والثاني بعرفان الرب ول يخفى أ ّ
وهو حاصل مع جهل العبد أيضا ً وسعادة أخرى تابعة للمعرفة واسناد
][137
الفعال والثار والكمالت والوجود إلى الحق وسلبه عن غيره.
ن الربوبية في قوله _ص _201ذلك قوله :أن للربوبية سّرا ً وهو أنت واعلم أ ّ
صفات التي منها الربوبية السمائية هي الربوبية الذاتية المكتنفة بالسماء وال ّ
ن
وسّرها مرتبة ذات العبد وعينه الخارجّية المكتنفة بالسماء والصفات فكما أ ّ
الحقّ غيب ذاته ظاهر بصفاته وأسمائه ومظاهرها كذلك العبد غيب بذاته ظاهر
بأسمائه وصفاته وليس معنى قوله ما ذكره الشارح كما ل يخفى على أهله.
ن كل واحد من الموجودات ما يأخذ من " "...أي ول ّ
"الرب المطلق إل ّ ما يناسبه ويقبله ول يأخذ من"
"جميع أنواع الربوبيات _"...ص _203
ن الخذ من مقام اللهية قوله :ول يأخذ من جميع "الخ" ،أ ّ
][138
ممكن واقع بمقامه الجمعي بل أول ما ظهر في الوجود هوالسم الجامع لجميع
أنواع الربوبيات بمظهره الجامع الذي هو النسان الكامل وأما الخذ من
الحضرة الحدية فل يمكن لحد حتى السماء اللهّية
"عنقا شكاركس نشودام بازكير كانجا نميشه بادبدست است دام را
"
" قول الشيخ في المتن" :فإنك إن نظرته به هو الناظر نفسه "
"فما زال ناظرا ً نفسه بنفسه وإن نظرته بك فزالت الحدية بك "
-ص _203
ن النظر والمشاهدة ل يمكن إل ّ بصير قوله :فزالت الحدية بك "الخ " وذلك ل ّ
ودة الّناظر مستغرقا ً في عين المنظور مّتحدا ً معه وظهور المنظور وتجّليه في
مرآة الناظر وكلهما ُيزيلن الحدية وتحت ذلك أسرار
مة مثل فما في الوجود ضد ّ فإن الوجود حقيقة " "...فما ث ّ
_ص _207 "واحدة والشيء ل يضاد نفسه "...
][139
مة مثل "الخ" ،قوله :فإن الوجود حقيقة واحدة تعليل لنفي المثلّية قوله :فما ث ّ
ما ما ذكره الشارح أول ً بقوله إذا كان ما في الوجود متميزا فل ضدّية وأ ّ
وال ّ
يستقيم فإن إثبات التميز كما ينفي المثلّية من جميع الوجوه يثبت الضدّية فل
ضد ّّية مثلية من بعض الوجوه ل من جميع ن ال ّضدية به وأيضا ً أ ّيمكن نفي ال ّ
ن يكون الظرف قيدا ًالوجوه فل ينافي نفي المثلّية من جميع الوجوه عل أ ّ
دية كما ل يخفى ض ّ
للمنفي ل للّنفي مع ال ّ
"...لعلمه بتميز مقامه عن مقام ربه فإن الخشية هي
"التواضع والتذّلل لعظمة الرب ول يظهر بمقام ليكون "
"عين رّبه فيدعى أّنه هو كما ظهر به أرباب ال ّ
شطح قال
تعالى"
"معاتبا ً للمسيح وتنبيها ً للعباد أأنت قلت للّناس "
"اتخذوني وأمي إلهين من دون الله _ "...ص _208
][140
شطح بالربوبية وإظهارهم اّياها قوله :كما ظهر به أرباب الشطح ،ظهور أهل ال ّ
لنفسهم ليس إل ّ لنقصان السلوك وبقاء النانية والنّية فإن السالك إذا أراد
ما رأى أهل السر من الولياء قد يظهرون سلطة ل ّبالسلوك إظهار القدرة وال ّ
ذلك فاشتغل به لذلك رّبما يظهر نفسه وشيطانه له ويتجّلى بالربوبية فإّنه عبد
دعاوي الباطلةفسه ل عبد رّبه .قال شيخنا دام ظله العالي إن أكثر أهل ال ّ ن ْ
كانوا من أصحاب الرياضات الباطلة .أقول وميزان تمّيز الرياضة الباطلة عن
غيرها هو ذلك الذي ذكرنا فعليك بخلوص النّية وصدق السريرة مع رّبك فإن
من أخلص لله أربعين صباحا ً جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه.
" "كه أي صوفي شراب انكه شود صاف كه اندرخم بما ندار
بعيني ""
قول الشيخ في المتن" :دلنا على ذلك جهل أعيان في الوجود
"
][141
"بما أتى به عالم "قال الشارح ":أي دّلنا على ذلك"
العلم بالتميز بين المقامين جهل بعض أعيان الموجودات"
بما أتى به عين العالم بالله من التمييز بين مقام
الربوبية"
"والعبودية تارة والظهور بالربوبية أخرى مع مراعات"
من ل أدب له" "الدب وهذا كما يقال تعلمت الدب م ّ
_ص _208
قوله :دّلنا على ذلك ،قال شيخنا العارف الكامل أدام الله ظله يمكن أن يكون
ّ
ذلك إشارة إلى قوله لمن خشي ربه والجاهل ليس الجاهل المطلق بل أهل
ن جهل أهل الشطح على ما أتى شطح والعالم هو المحقق وحاصل المعنى أ ّ ال ّ
ّ
به المحقق من حفظ المقامات دلنا على مقام الخشية.
ن الكل خلق بل حقّ في مقام الفرق المطلق" "...وإ ّ
_ص _209
وفي هذا المقام يكون إجراء الحدود ويتحقق بغض النبياء بالنسبة إلى
][142
الكفار والمنافقين وإل ّ ففي مقام الجمع المطلق أو الجمع مع الفرق ل يمكن
ذلك كما هو المعروف من قضية موسى عليه السلم وأمره بإحضار أخس
الخلئق.
الفص اليعقوبي
ص حكمة روحّية في كلمة يعقوبية" "ف ّ
صص هذه الحكمة بكلمته لختصاصه من بين قوله :في كلمة يعقوبية ،إّنما خ ّ
أولد إبراهيم عليه السلم في ظهور الدين وإظهاره وبسطه كما قال الله
ن إل ّدين فل تموت ّ ن الله اصطفى لكم ال ّيإ ّ
صى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بن ّ وو ّ
ضت عيناه من وأنتم مسلمون ولّنه عليه السلم بعد ما ابتلي بفراق يوسفه وابي ّ
الحزن تداركه الرحمة اللهية بإلقاء السكينة في قلبه وأراد أن يبسطها في بنيه
فقال يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ول تيأسوا من روح الله إّنه ل
ييأس من روح الله إل ّ القوم الكافرون
][143
م
شامة كما ش ّ سه ولذا وجد ريح يوسف بالقوة ال ّ ن روحانّيته سرت بظاهر ح ّ ول ّ
النبي صلى الله عليه وآله وسلم ريح أويس القرني من جانب يمن.
"...فإنه كان يجد في مقام روحه بقاء يوسف وأخيه"
"وجداني ّا ً إجمالي ّا ً كما قال إني لجد ريح يوسف ول يجده"
"عيانا ً تفصيلي ّا ً لذلك ابيضت عيناه من الحزن"
_ص _214
قد عرفت أن وجدانه لريح يوسف كان عيانا ً بعدما تداركه الرحمة اللهية بإلقاء
سكينة في قلبه وذلك بعد ارتياضه وابيضاض عينه من الحزن وهو كظيم كما ال ّ
أخبر الله تعالى عنه.
قوله :والناموس هو الشرع_ص ،_215أقول الناموس هو الذي يكون النسان
ما كان مقصد النبياء صلوات الله عليهم بسط بصدد حفظه واختفائه ول ّ
معروفّية الحق ومعبودّيته في العالم وهو ل يحصل إل ّ بحفظ أمور صارت
الّنواميس
][144
اللهية خمسة الّول ناموس الحياة فإّنه بها يحصل المعرفة والعبودية والثاني
ناموس العقل إذ لوله لما عرف الله وما عبد والثالث ناموس المال إذ به
ح التوالد والتناسل
معاش الّناس ومعادهم والرابع ناموس العرض إذ بحفظه يص ّ
ويبسط المعروفية والمعبودية والخامس ناموس الشريعة وهو ناموس
المعبودية والمعروفية.
قال الشيخ في المتن" :وهي النواميس الحكمية التي لم
يجيء"
"الرسول المعلوم بها في العامة من عند الله بالطريقة"
_ص _216 "الخاصة المعلومة في العرف"....
قوله :بالطريقة الخاصة ،الظاهر كونه متعّلقا بقوله لم يجيء الرسول أي لم
يجيء الرسول بها بال ّ
طريق المعهود عند العامة من إظهار النبوة أول ً وإظهار
م إتيان الحكام.
المعجزة لثباتها ث ّ
][145
][178
"لم ينقطع ما دام الدنيا باقية "
مة "الخ" أقول لما كان مدار الرسالة على الحتياجات قوله :ولكون الولية عا ّ
الملكية من السياسات والمعاملت والعبادات وهي من المور الكونية منقطعة
بانقطاعه فل محالة تنقطع هي أيضا ً بل بالّتشريع الّتام المتكفل لجميع
ن حقيقتها تحصلالحتياجات كتشريع نبينا صلى الله عليه وآله بخلف الولية فإ ّ
بالقرب أو نفس القرب الّتام وهو غير منقطع كما ل يخفى.
"وهذا الحديث قصم ظهور أولياء الله فإنه يتضمن "
"انقطاع ذوق العبودية الكاملة التامة " _ص _307
قوله :وهذا الحديث قصم "الخ" ،اعلم أن الولياء الكاملين مع كون مقام
ن الولية الّتامة إفناء رسوم العبودية
م وأكمل من مقام عبوديتهم فإ ّ وليتهم أت ّ
فهي الربوبية التي هي كنه العبودية إل ّ أن الظهور
][179
ل وعل كان من أصعب المور عليهم صات الحقّ ج ّ بالربوبية التي هي من مخت ّ
ن مقام العبد الكامل هو التذلل بين يدي سّيده وإظهار المعجزات في بعض فإ ّ
الحيان في الحقيقة إظهار ربوبية الحقّ في المظهر الكامل.
مة والّتشريع الموروث في شخص "ول يجتمع هذه النّبوة العا ّ
واحد " _ص _308
مة التي هي النباء قوله :ول تجتمع هذه النّبوة "الخ" ،أي ل تجتمع النّبوة العا ّ
ص معي الخا ّ عن الحقائق والمعارف بمرتبتها الكاملة المنطبقة على الول ّ
ي الخالص يأخذ ن الول ّالتشريع الموروث الذي هو الجتهاد في شخص واحد فإ ّ
الحكام عن معدن أخذ النبي منه وينكشف الحكام عنده بواسطة التبعية
والنبي ينكشف لديه بالصالة.
" الفص العيسوي "
"فص حكمةٍ نبويةٍ في كلمةٍ عيسويةٍ "
"كما أن نبينا ص نبي أزل ً بالنبوة التشريعية
"
][180
_ص _312 "وغيره من النبياء ل يكون إل ّ عند البعثة "
ن عينه الثابته جامعة لجميع أعيان الموجودات ي أزل ً فإ ّ
قوله :كما أن نبينا نب ّ
منهم المشرعين عليهم السلم فأعيانهم مظاهر عينه صلى الله عليه وسلم في
دس الحضرة العلمّية وأعيانهم الخارجّية مظاهر هويته التي هي الفيض المق ّ
ل الشرائع مظاهر شريعته فهو خليفة الله أزل ً وأبدا ً كما والّنفس الّرحماني وك ّ
أنه نبي ورسول كذلك ولقد أفردنا بحمد الله رسالة في تحقيق سريان الخلفة
والنبوة وتفردنا فيها بتحقيقات أنيقة فضل ً من الله تعالى ولي الهداية.
"واعلم أن الرواح المهيمة التي منها العقل
الول "
ف واحد " _ص مل كّلها ص ّ "وأرواح الفراد والك ّ
_315
ن الملئكة المهيمين ليس العقل الول من الرواح المهيمة فإ ّ
][181
مستغرقون في بحار أنوار جمال المحبوب ل يفترون عنه طرفة عين ول
ن الله خلق خلقا ً بل ل ينظرون إلى أنفسهم وكمالت أنفسهم ولبد ّ يعلمون أ ّ
من صيرورة العقل واسطة للفاضة أن ل يكون بهذه المثابة كما هو المقرر في
محله.
ما قال لهما إّنما أنا رسول ربك جئت لهب
"فل ّ
لك غلما "
"زكّيا انبسطت عن ذلك القلب وانشرح صدرها "
_ص _317
قوله :انبسطت عن ذلك "الخ" ،وإّنما قبلت مريم عليها السلم قوله بمجرد
ما لما ذكره الشارح أو الحصول الروح المعنوي الطهار وانبسطت من قوله أ ّ
لها منه أو لكليهما.
"لما كان وجود عيسى "ع " بالنفخ الجبرئيلي بل
واسطة أب "
ً
"بشري وروحه فائضا من الحضرة اللهّية بل
واسطة "
"روح من الرواح أو اسم من السماء حصل في
الوجود "
][182
" الخارجي مّتصفا ً بالصفة اللهّية وهو إحياء
الموتى " _ص _320
ص من السماء بل بتوسط السم قوله :أو اسم من السماء ،أي اسم خا ّ
نالجامع وإل ّ فالفيض من الحضرة اللهّية بل توسط اسم مطلقا ً غير مفاض فإ ّ
ذات من حيث هي بل من حيث مقامها الحدي غير مربوط بالخلق ولم ال ّ
يكن منشئا ً للثار والفيوضات وقد أشبعنا التحقيق في ذلك في رسالتنا
الموسومة بمصباح الهداية.
"واذن الله لعبده في التيان بخوارق العادات
قسمان "
ي حادث " _ص _321 " ذاتي قديم وعرض ّ
ي قديم "الخ" ،قال شيخنا الستاذ الذاتي القديم كإذن الله للعين قوله :ذات ّ
ة في حضرته والعرض الّثابتة الحمدية لحاطته بجميع العيان مند ّ
كة فيه فاني ً
غير ذلك أقول ليس المراد
][183
ما كانت بالفيض المقدس في النشأة العلمية كما ذلك بل المراد أن القابليات ل ّ
قال الشيخ والقابل من فيضه القدس كان الذن في تلك النشأة أذنا ً ذاتي ّا ً
ما الوجود المفاض بالفيض المقدس على قديما ً تبعا ً للّتجلي الذاتي القديم وأ ّ
العيان في الّنشأة العينية فعارض حادث فالذن عارض حادث تابع والفرق بين
ما ذكرنا وبين ما أفاد شيخنا دام ظله واضح كما ل يخفى.
"وذلك لن ما هو ثابت في علم الله أن يكون فهو
بمنزلة "
"ما كان وتحقق وفيه سر آخر يظهر لمن عرف أحوال الكمل ودرجاتهم
"_ص _322
ما بلغ مدارج الكمالت المعنوية ن عيسى عليه السلم ل ّ قوله :وفيه سّر آخر ،فإ ّ
حتى اتصل قوسه بقوس ولية رسول الله صلى الله عليه وآله يكون تشريع
ح أن رسول الله "ص" الذي هو ظهور الولية ورقيقتها تشريعه عليه السلم فص ّ
سلم الجزية وأيضا ً لما كان يقال شرع عيسى عليه ال ّ
][184
ل ال ّ
شرائع لرسول الله "ص" مقام جمعي أحاطي أحدي تكون شريعته ك ّ
فيكون تشريعه تشريع عيسى "ع" فلذا يكون اليمان به إيمانا ً بكل النبياء روحا ً
وهذا أحد الحتمالت في الية الشريفة المرة باليمان بالنبياء وجعله من
ن اليمان بالنبياء ليس مجّرد العلم بوجودهم والتصديق أركان اليمان فإ ّ
مل شريعتهم كما ل يخفى بكونهم صاحب الشريعة بل الظاهر منه تح ّ
"...فل يعلم مهّية كلمة كن لن كلمه عين ذاته "
"ومهية الذات غير معلومة لبشر _ "...ص _326
قوله :لن كلمه عين ذاته "الخ" ،قال شيخنا العارف الكامل الشاه آبادي دام
ذي هو عين وهو ذات بل الكلم ال ّ ظله العالي ليس هذا الكلم القولي عين ال ّ
دس وتعالى ما في غيب أحديته تق ّ كلم نفسي عبارة عن إعرابه تعالى ع ّ
ن كن الذي وقع في قوله تعالى هو ذاتي على الحضرة الواحدية كما أ ّ بالتجلي ال ّ
][185
صفحة أيضا ً ذي هو الفيض المنبسط فقول الشارح في صدر ال ّ كن الوجود ال ّ
مردود.
ن الكلمات ما ذوق العارف فيقتضي غير ذلك فإ ّ أقول هذا مسلك الحكيم وأ ّ
ن الكلم القولي المري ظاهر المتكلم كما أ ّ القولّية أيضا ً تجّلي الذات باسمه ال ّ
ن اليجاد له تعالى على مسلكه كما مّر له والطاعة الوجودّية لنفس العيان ل أ ّ
دس وبالجملة بين كلماتهم وأن كان وجه جمع كما جمع بينها صدر المألهين ق ّ
الله نفسه وذكرنا سر الختلف بينها في بعض الرسائل إل ّ أن مسلكهم أدق
سليقةوأحلى ولكن بشرطه سلمة الفطرة وعدم اعوجاج ال ّ
"فكن حقا ً وكن خلقا ً تكن بالله رحمانا ً * وغذ
خلقه منه تكن "
فأعطيناه ما يبدوبه فينا "روحا ً وريحانا ً *
وأعطانا " _ص _329
قوله :وأعطانا ،ليس المراد ما أفاده الشارح بل المراد هو البقاء بعد الفناء أي
ل الفناء في المقامات الّثلثة فإذا فأعطيناه ما أعطانا أول ً فح ّ
][186
ً
قا وخلقا فقوله فكن حقا وكن خلقا اشارة ً ً أعطيناه أرجعنا إلى مملكتنا فصرنا ح ّ
سلوك والوصول إلى هذا المقام وفي المصراعين الذين بعده أشار إلى كيفية ال ّ
قا ً وخلقا ً بحيث ل تحجبك الحقّية فتصير رحمتك فيكون حاصل المعنى كن ح ّ
قاني وطريق الوصول إلى هذا المقام الشامخ أن رحمة بالله وبالوجود الح ّ
نجعل بالمجاهدات الحقّ غذاء الخلق متخل ّل ً فيه تخّلل الغذاء في المتغذي فإ ّ
ن
ن الخلق مقام الظهور فارجع الظهور الحق باطن والخلق ظهور الحق أي ترى أ ّ
إلى البطون فأعطه ما أعطاك فتصير صاحب القلب الجمعي الحدي
" فالكل في عين الّنفس كالضوء في ذات الغلس الغلس ظلمة آخر
الليل " _ص _336
ن الّنور غير مشهود ً
قوله :فالكل ،والشارح الجامي جعل الّتشبيه مركبا أي كما أ ّ
إل ّ في الظلمة واختلطه بها كذلك الّنفس ل يشاهد إل ّ
][187
ً
ما ذكره الشارح وإن كان له وجه أيضا باعتبار بالتعينات وهذا أقرب بالعتبار م ّ
ن الّنفس الرحماني في حجاب التعينات فهو محجوب دائما ً بالسماء والصفات أ ّ
التي هي أعيان الموجودات.
قال الشيخ في المتن " لنه جعل الشهود له قال
الشارح "
أي لن عيسى "ع " جعل الشهود للحق بقوله كنت انت الرقيب
عليهم "_ص _343
قوله :لنه جعل الشهود له ،أي لن عيسى عليه السلم جعل الشهود لنفسه
بقوله "وكنت عليهم شهيدا" وجعله للحقّ بقوله "كنت أنت الرقيب عليهم" هذا
مناسب للتفريع بقوله فأراد أن يفصل "الخ" ل ما ذكره الشارح من عود
الضمير إلى الحق تدبر.
"وأيضا ً التقديم يفيد الحصر فهو في حق الحق صادق إذ
معناه "
"أنت الرقيب عليهم لغيرك وفي حق نفسه لم يصدق "
][188
"لّنه ليس هو الشهيد عليهم فقط " _ص _343
قه ن تقديم ما ح ّ قوله :وأيضا ً التقديم يفيد الحصر "الخ" ،هذا منه غريب فإ ّ
قه التأخير نعم يستفاد الحصر من ضمير الفصل التأخير يفيد الحصر والمتعلق ح ّ
ومن قوله "كنت عليهم شهيدا "أي لعلى غيرهم كما ل يخفى.
" الفص السليماني "
"فص حكمةٍ رحمانيةٍ في كلمة سليمانية "
" المراد بالحكمة الرحمانية بيان أسرار الرحمتين
الصفاتيتين "
"الناشئتين الذاتيتين المشار إليهما بقوله "
"تعالى أنه من سليمان وأّنه بسم الله الرحمن
الرحيم " _ص _348
قوله :المشار إليهما بقوله تعالى "الخ" قال شيخنا العارف الكامل الشاه آبادي
مد ّ ظّله أن الرحمن الرحيم في قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم
][189
ذاتيتين فإنهما مندرجتان صفتان للسم ل لله تعالى وهما ليستا من الرحمتين ال ّ
في اسم الجللة فحاصل مفاد التسمية أّنه بالمشّية الّرحمانية والرحيمية من
ن
الله تعالى ظهر الحمد أي عالم الحمد الذي هو العالم العقلي الجبروتي فإ ّ
حقيقتها محامد إلهية وبمشيته الربوبية ظهر العالمون أي العالم الملك الذي
يكون في صراط التربية والترقي وغاية الترقي هو الوصول إلى المشية
ما المشّية المالكّيةالّرحمانية والّرحيمية ولذا أعادهما الله تعالى في الفاتحة وأ ّ
ن الرحمانيةفهي في مقابلة المشّية الرحمانّية فإنها لقبض الوجود كما أ ّ
سورة ليس هنا محل ذكره. لبسطه وتفسير باقي ال ّ
"وأصل هذا الوجوب قوله كتب على نفسه الرحمة أي أوجبها على
نفسه" _ص _349
قوله :وأصل هذا الخ ،أي اليجاب من ذاته تعالى ل بتأثير من العبد فإنه كتب
على نفسه الرحمة من دون سبق تأثير من العبد.
][190
"....بل هو حيوان بالفعل وإن كان باقي صفاته"
"بالقوة وظهر في الخرة كونه حيوانا ً لكل الّناس"
_ص _356
قوله :وإن كان باقي صفاته بالقوة الخ ،سريان الحقيقة الوجودية والهوية
صفات الكمالّية في الشياء يقتضي أن يكون جميع اللهية المستجمعة لجميع ال ّ
ل موجود الشياء مستجمعا ً لجميعها بالفعل وإن كان المحجوب ل يذكرها بل ك ّ
مل اسم أعظم ولذا ورد عن مولنا أمير المؤمنين والصادق عليهما عند الك ّ
السلم" :ما رأيت شيئا ً إل ّ ورأيت الله قبله ومعه" والله هو السم الجامع لجميع
السماء والصفات وفي هذا المقام ل تفاضل بين الموجودات ولقد حققنا ذلك
في شرحنا لبعض الدعية.
قول الشيخ في المتن" :وما عملت ذلك إل ّ لتعلم أصحابها
أن"
][191
"لها اّتصال ً إلى أمور ل يعلمون طريقها" قال
الشارح" :أي إلى أسرار ومعان من عالم الجبروت
_ص _358 والملكوت"
ليس المراد من تلك المور أسرار الملكوت والجبروت كما ل يخفى بل المراد
ما أفاد الشيخ نفسه بقوله وهذا من التدبير اللهي الخ.
ما كان إعدام وإيجاد من حيث ل يشعر أحد "وإن ّ
بذلك"
"إل من عرفه أي إعدامه في سبا وأوجده عند
_ص _358 سليمان)ع("
ً ً
قوله :وإنما كان إعدام وإيجاد الخ ،ليس هذا العدام إعداما مطلقا حتى يكون
اليجاد من قبيل إعادة المعدوم بل العدام هو الدخال تحت السماء الباطنة
المناسبة واليجاد هو الظهار من السماء الظاهرة المناسبة وليس هذا البطون
ل من أنمل التي هي أفعال الله أج ّ والظهور بطريق النتقال فإن أفعال الك ّ
يكون للّزمان والحركة
][192
ي المكان كما أّنه يمكن سلطنة عليها ويمكن أن يكون أمثال هذه الفاعيل بط ّ
ي الكامل الذي عنده من أن يكون ببسط الّزمان فإن العوالم كّلها خاضعة للول ّ
ن عند آصف حرفا ً واحدا ً من السم السم العظم شيء وقد ورد عن موالينا أ ّ
العظم فتكّلم به فانخرقت له الرض فيما بينه وبين سبا فتناول عرش بلقيس
ل من طرفة عين وإّنه أي حتى صّيره إلى سليمان ثم انبسطت الرض في أق ّ
السم العظم ثلثة وسبعون حرفا ً وعندهم عليهم السلم منه اثنان وسبعون
حرفا ً وحرف عند الله استأثر به في علم الغيب قد بسطنا الكلم والّتحقيق في
بعض الرسائل في أطراف الحديث الشريف.
"فإن مسألة حصول عرش بلقيس من أشكل"
"المسائل إل ّ عند من عرف ما ذكرناه" _ص
_360
قوله :ولكونها من أشكل المسائل اشتبه على الشيخ وزعم أّنه
][193
بطريق اليجاد والعدام فحسب أي ل يمكن حصول أمثالها إل ّ بهذا الطريق
ي الذي له من السم العظم نصيب فهذا مقدار معرفة هذا فقيد قدرة الول ّ
ما الكشف المحمدي)ص( الكاشف عنه أهل بيته صلى الله العارف وكشفه وأ ّ
حةعليه وعليهم أجمعين فهو يقتضي أن ل يقيد القدرة اللهية ويحكم بص ّ
ن الّنورطرف وأقل منه أل ترى أ ّ النتقال من مسافات بعيدة قبل ارتداد ال ّ
سي مع كونه من عالم الملك والقوى الملكّية ل يقاس بالقوى الّروحانية الح ّ
ً ً
يقطع في ثانية واحدة من المسافة قريبا من ستين ألف فرسخا على ما عّينه
طبيعي وقواه. أهل الهيئة الجديدة فاجعل هذا مقياسا ل يقاس بالعالم ال ّ
"قوله تعالى ووهبنا لداود وإسماعيل والهبة عطاء"
"الواهب بطريق النعام ل بطريق الجزاء الوفاق"
_ص _360
][194
قوله :الجزاء الوفاق ،أي الجزاء الذي يكون بحسب العمال وهو جّنة العمال
صفات ن الستحقاق هو جّنة ال ّ لقوله تعالى ووجدوا ما عملوا حاضرا ً كما أ ّ
والخلق التي يحصل بحصول الملكات الحسنة والهيئات الّنورية وأشير إليه في
الكتاب اللهي بقوله ما تشتهيه النفس وتلذ ّ العين.
"أما رتبة سليمان فبالصابة في الحكم كما أصاب فيه وأما
رتبة"
"داود فبالجتهاد وإن وقع خلف ما في علم الله
تعالى" _ص _361
ما رتبة داود فبالجتهاد ،ليس علم النبياء بالحكام من قبيل الجتهاد قوله :وأ ّ
فإنهم عليهم السلم يستكشفون الحقائق من الطلع على ما في علم الحق
أوالّلوح المحفوظ حسب مراتبهم وليس النسخ من قبيل كشف خطأ النبي
مة ما حكم به سابق كان بالنسبة إلى ال ّ سابق بل الحكم في زمن النبي ال ّ ال ّ
ذلك النبي والّنسخ عبارة عن استكشاف
][195
سابق ل رفع الحكم المطلق إل ّ أن كشف الشيخ يقتضي أن يكون حد ّ الحكم ال ّ
فار
داود بل النبياء المرسلون مخطئين في أحكامهم وقوم نوح وسائر الك ّ
كفرعون عرفاء شامخين.
"لما رأى في الّنوم أنه أتى إليه بقدح لبن فشربه وأعطى فضله
عمر" _ص _365
قد عرفت سابقا تعبير ذلك.
الفص الداودي
"فص حكمة وجودية في كلمة داودية"
"واتصال ما قبله من الحروف به واّتصاله بما قبله في غير هذا"
"السم ل يوجب كونه من حروف التصال مطلقا" _ص _368
ن التصال بما قبله هو التصال قوله :واّتصال ما قبله من الحروف الخ ،فإ ّ
ل داّبة مّتصلة بها وما من داّبةبالحقيقة الغيبية التي ك ّ
][196
إل ّ هوآخذ بناصيتها أو التصال بالحق بمقامه السمائي وهو كمال العبد ويوجب
ماما بعده من الحروف لم يّتصل بما قبله وأ ّ ما بعده ولول النقطاع ع ّ النقطاع ع ّ
ق
المقام المحمديّ فهو مقام البرزخية الكبرى والجامعة للوحدة والكثرة والح ّ
والخلق وهو الول والخر والظاهر والباطن واسمه المحمدي ملكي ولهذا يكون
حروف التصال فيه أكثر واسمه الحمدي ملكوتي ولهذا احتف بحروف
النفصال وفي كون حرف التصال آخر اسمه المحمدي سر بل أسرار.
مته من" ن في أ ّ"وما نص بخلفته منه على أحد ول عينه لعلمه أ ّ
_ص "يأخذ الخلفة عن ربه فيكون خليفة عن الله"
_372
ص بخلفته منه ،الخلفة المعنوية التي هي عبارة عن المكاشفة قوله :وما ن ّ
المعنوية للحقائق بالطلع على عالم السماء أو العيان
][197
ما الخلفة الظاهرة التي هي من شئون النباء والرسالة ل يجب النص عليها وأ ّ
التي هي تحت السماء الكونية فهي واجب إظهارها ولهذا نص رسول الله صلى
ظاهرة كالّنبوة تكون تحت ظاهرة والخلفة ال ّ الله عليه وآله على الخلفاء ال ّ
السماء الكونية فكما يكون النبوة من المناصب اللهية التي من آثارها الولوية
في على على النفس والموال فكذا الخلفة الظاهرة والمنصب اللهي أمر خ ّ
الخلق لبد ّ من إظهاره بالتنصيص ولعمر الحبيب يكون التنصيص على الخلفة
من أعظم الفرائض على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإن تضييع هذا
ل أساس النبوة يضمحل آثار مة ويخت ّالمر الخطير الذي بتضييعه يتشتت أمر ال ّ
الشريعة من أقبح القبائح التي ل يرضى أحد أن ينسبها إلى أوسط الناس فضل ً
ظم نعوذ بالله من شرور أنفسنا تدبر. عن نبي مكّرم ورسول مع ّ
][198
"فيعرفون فضل المتقدم هناك لن الرسول قابل للزيادة"
_ص _372
قوله :قابل للّزيادة ،أي أن مكاشفة الرسول يمكن أن يكون زايدة على
ن خليفة الرسول يكون على قلبه فل يمكن مكاشفة خليفته دون العكس فإ ّ
ما ما ذكره الشارح في توجيه عدم الزيادة في الخليفة فليس في الزيادة عنه وأ ّ
محله كما ل يخفى تدبر.
"....فمن حكم الصل الذي به يخيل وجود الهين"
_ص _374
ظاهر لما كان منصوبا ً من قبل الله تعالى ومجريا ً لحكام الله فإن الخليفة ال ّ
وبالخرة له شأن الّرسالة ل يمكن أن يكون الثنين إل ّ أن يكون الناصب اثنين
ظاهرة وما ذكره الشارح حق راجع إلى ما كما المر كذلك في الحكومات ال ّ
ذكرنا.
"فالمشّية سلطانها عظيم ولهذا جعلها أبوطالب عرش
الذات"
ً
ذاتية التي يعبر عنها غالبا بالرادة تكون عرش إن كان المراد بها هي المشّية ال ّ
الذات الحدي الجمعي ومستواه وإن كان المراد بها المشّية
][199
ذات اللهي وبالول المصطلحة أي الفيض المقدس الطلقي تكون عرش ال ّ
يظهر الوجود العلمي في الّنشأة الكونية وحضرة العيان.
الفص اليونسي
"فص حكمة نفسية في كلمة يونسية"
ن الله تجّلى مثل هذا المر وإن شئت" "فإن شئت قلت أ ّ
"قلت أن العالم في الّنظر إليه وفيه مثل الحق في
التجلي" _ص _385
قوله :وإن شئت قلت ،أي إن نظرت إلى ظهور الوحدة في الكثرات تحكم بأن
نالحقّ تجّلى مثل ذلك وإن نظرت إلى ظهور الكثرات في الوحدة تحكم بأ ّ
العالم تجّلى مثل الحق بصور مختلفة.
"أي يتنوع التجلي في عيون الّناظرين بحسب أمزجتهم"
][200
"الروحانية واستعداداتهم فتظهر بصورها لكن يتنوع"
"الستعدادات والمزجة أيضا ً على حسب التجلي"
_ص _385
وع التجليات قد يكون بحسب اختلف الستعدادات كذلك قد يكون ن تن ّأي كما أ ّ
وع التجليات ويمكن أن يكون الول بحسب اختلف الستعدادات حسب تن ّ
دس والثاني بحسب الفيض القدس كما قال الشيخ والقابل من الفيض المق ّ
فيضه القدس.
"قد مّر في الفص الشيثي من أن لله تجليين تجلي غيب
وتجلي"
"شهادة فبالتجلي الغيبي يهب للقلب الستعداد فيتسع"
_ص _385 "فيتجلى على حسب ذلك الستعداد"
قوله :فيتسع الخ ،كما في شيخ النبياء إبراهيم صلوات الله عليه فإن اختلف
جهت التجليات جعل قلبه ممتسعا ً قابل ً للّتجّلي باسمه الطلقي فقال إّني و ّ
وجهي للذي فطر السماوات والرض.
][201
الفص اليوبي
"فص حكمة غيبية في كلمة أيوبية"
قوله :ولو أنهم أقاموا التوراة والنجيل الخ_ص ،_389أي ولو أنهم اتّبعوا
الشريعة التي هي إقامة التوراة والنجيل وغيرهما من الكتب المنزلة وأقاموها
لحصل لهم الطريقة التي هي علم الرجل وهو الطعام من التحت وعلم
الحقيقة التي هي الطعام من الفوق وهذا يدل على أن الطريقة والحقيقة ل
ن
ن الظاهر طريق الباطن بل يفهم منه أ ّ يحصلن إل ّ من طريق الشريعة فإ ّ
ن الباطن لم يحصل له مع العمال ظاهر غير منفك عن الباطن فمن رأى أ ّ ال ّ
الظاهرة واتباع التكاليف اللهية فليعلم أّنه لم يقم على الظاهر على ما هو
عليه ومن أراد أن يصل إلى الباطن من غير طريق الظاهر كبعض عوالم
الصوفية فهو على غير بّينة من رّبه.
][202
ب النقص من الزايد والزيادة في "ولهذا كان الط ّ ّ
الّناقص"
"والمقصود طلب العتدال ول سبيل إليه إل ّ أن يقاربه"
_ص _390
ص بالمزاج وغير محقق قوله :إل ّ أنه يقاربه الخ ،هذا أي القرب بالعتدال مخت ّ
صرف والرادة المعّينة لحد ن أمر التكوين ليس إل ّ بالنحراف ال ّ في التكوين فإ ّ
ن الترجيح بالولوية محال ل سبيل له. الطراف فإ ّ
"وأما بالنسبة إلى أعيان تلك الصفات الحاصلة في"
"الجناب اللهي والحضرة السمائية فليس كذلك لّنه
مقام"
"الجمع ول غلبة لحدهما على الخر وإن كان يسبق"
__391 "بعضها بعضا ً كسبق الرحمة الغضب"
قوله :لّنه مقام الجمع ول غلبة إل لحدهما الخ ،ليس مقام الواحدية التي هي
حضرة السماء مقام الجمع المطلق حتى ل يتصور الغلبة بل هي مقام
][203
الكثرة السمائية فللسماء في تلك الحضرة محيطّية ومحاطّية وحاكمّية
ومحكومّية وغالبّية ومغلوبّية نعم ل تكون تلك الكثرات في مقام الحدية
ما في مقام الذات ذاتية وأ ّالمطلقة وإن كان في ذاك المقام اعتبار السماء ال ّ
من حيث هي فليس اسم وصفة ول كثرة أص ً
ل.
"فكل مشهود قريب من العين ولو كان بعيدا ً بالمسافة فإ ّ
ن
البصر"
"متصل به من حيث شهوده ولول ذلك التصال لم
_ص _393 يشهده"
ن البصر مّتصل الخ يمكن تطبيق هذا على مسلك شيخ الشراق في قوله :فإ ّ
ن الّنفس باسمه البصير يحيط على المبصر على مذاقه وقوله أو باب البصار فإ ّ
يتصل المشهود بالبصر على مسلك صدر المتألهين قدس سره في باب البصار
ن المشهود مّتصل بالبصر على مذاقه اّتصال المعلول بعلته والمظهر بظاهره فإ ّ
تأمل.
"وقد علمت أن القرب والبعد أمران إضافيان فهما نسبتان"
][204
"ل وجود لهما في العين مع ثبوت أحكامهما في القريب
والبعيد" _ص _394
ه ً ً
قوله :أمران إضافّيان ،أي يمكن أن يكون شيء قريبا من وجه بعيدا من وج ٍ
آخر أو قريبا ً من شخص بعيدا ً عن شخص آخر أو قريبا ً في نظر بعيدا في نظ ٍ
ر
ر.آخ ٍ
قال الشيخ في المتن..." :فيصبح الفتقار الذي هو
حقيقتك"
قال الشارح" :إنما جعل الفتقار الذي هو صفة العبد
عين"
"حقيقته لكونه لزما ً ذاتي ّا ً له وبه يتميز العبد عن ربه"
ن الحقيقة هي قوله :لكونه لزما ً ذاتي ًّا ،ليس الفتقار لزم الحقيقة بل عينها فإ ّ
م إل ّ إن جعل الحقيقة هي المهّية فيكون الوجود الذي عين الّربط والفتقار الّله ّ
ن المهيات مناط الستغناء ل الفتقار هذا على الفتقار لزما ً لها ل عينها فإ ّ
ما ذوق العرفان فيقتضي أن يكون المفتقر ذات مسلك الحكيم المتأله وأ ّ
][205
المهية فإّنها المجعول وليس في الوجود جعل أبدا ً نعم له الظهور والبطون
والولوّية والخرّية وليس هذا بجعل تدبر تعرف وتحت ذاك سّر ل يجوز إظهاره.
تعليقات على مصباح النس
لسماحة آية الله العظمى المام الخميني مد ّ ظله العالي
][210
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة:
ذات من حيث هي ولسان قوله فالحمد باللسنة الخمسة ،التي هي لسان ال ّ
واحدية الجمعية ولسان السماء اللهّية ولسان العيان الحدية الغيبية ولسان ال ّ
ن العيان كونّية قابلة والباقي فاعلة إلهّية فهذا الحمد على الثابتة ومعلوم أ ّ
المولود منهما اّلذي هو الرقيقة وهو مقام المشّية الكلّية فتلك اللسن الخمسة
ن نفس إيجاد حمده وحمدها أنفسها تحمد المولود جزاًء عن إظهاره إّياها مع أ ّ
ن المولود أيضا ً بجميع تعّيناته يحمد الحضرات جزاًء ليجادها إياه مع أ ّ
ن كما أ ّ
ً
ن الحضرات يحمد بعضها بعضا باعتبار الحقيقة نفس الوجود حمد لها كما أ ّ
][211
ق والّرقيقة والوحدة والكثرة والوحدة المحضة والكثرة المحضة فالك ّ
لح ّ
ل خلق والخلق حامد ومحمود فالحقّ حقّ والخلق فالحقّ حامد ومحمود والك ّ
خلق فالحق محمود والخلق حامد وبالعكس والحقّ خلق والخلق حقّ كذلك
فقوله فالحمد إلى قوله على ما بينهما من الرقائق ناظر إلى المرتبة الولى
التي ذكرنا أي حمد الحضرات للمولود وقوله مع أّنه إلى قوله ول ريب اشارة
إلى المرتبة الخيرة أي حمد الحضرات بعضها بعضا ً بالعتبارات ومنه إلى قوله
أو طائفة إلى المرتبة المتوسطة أي حمد المولود اّياها.
" بل وقد ترّقى فوق القربين إلى نقطةٍ جامعة بين قرآنية "
"المحاذاة بمعناه وبين فرقانّية المضاهاة لسّيده وموله "
_ص _2
قوله :بل وقد ترقى "الخ " ،فالمرتبة الجامعة بين القربين أن يحصل له مقام
الوحدة والكثرة وفوقهما أن ل يشغله شأن ل الوحدة
][212
صارت حجاب الكثرة ول الكثرة حجاب الوحدة.
"...قال الشيخ في شرحه الّرحم اسم لحقيقة الطبيعة
وهي"
"حقيقة جامعة بين الكيفيات الربع بمعنى أّنها عين
كل"
ل واحدة من ك ّ
ل وجه عينها بل من بعض "واحدة وليس ك ّ
الوجوه"
"ووصلها بمعرفة مكانتها وتفخيم قدرها إذ لول المزاج"
صل من أركانها لم يظهر تعين الّروح "المتح ّ
_ص _4 النساني"....
قوله :ووصلها ،بل وصلها عبارة عن إيصالها بمقامها الصلي أي بالعالم العقلي
وهو ل يحصل إل ّ بحفظها للرتياض وبعبارة أخرى بالحفظ المقدمي الذي يخرج
مة متأخري الحكماء فليست من ما مذ ّ
منها الحقيقة وأخرجت منها الثقال وأ ّ
ّ
ن الطبيعة إذا صارت مستقلة منظورة إليها في نفسها حجاب جملة ازدرائها فإ ّ
عن الحقيقة فيمكن أن يكون نظرهم
][213
ّ
الخلص عن تلك الطبيعة ل الطبيعة التي صارت مرتاضته سايرة إلى الحقيقة.
ظاهر وعلم الباطن" ما علم الديان فقسمان علم ال ّ "أ ّ
"وكل منهما مع تشعبهما من القرآن والحديث كان
علومهما"
"نهران ينصّبان في حوض كوثر يتفرق منه جداول
علوم"
"الكسب من جانب وعلوم الوهب التي عّبر عن مظاهرها
في"
"الجّنة بالنهار الربعة من جانب آخر"
_ص _5
قوله :حوض كوثر ،وهو مقام الكثرة في الوحدة والوحدة في الكثرة وعلم
الّتوحيد الّتفصيلي والوحدة الغير المحتجبة بالكثرة والكثرة الغير المحتجبة
ظاهر والباطن. بالوحدة فهو الجامع بين ال ّ
"كما أخبر صلى الله عليه وآله أن للقرآن ظهرا ً وبطنًا"
"وحد ّا ً ومطلعا ً وفي روايةٍ ولبطنه بطنا ً إلى سبعة"
][214
_ص _5 "أبطن وفي رواية إلى سبعين بطنًا"
إذا كان القرآن جميع صفحة الوجود يمكن أن يكون المراد بالمطلع هو الكلم
الذاتي والتجّلي العرابي في الحضرة الواحدية المشرف على التعينات الغيبية
شهادّية اللئقين للفيض والحد ّ هو الكلم الظلي الفيضي الفاصل بين وال ّ
شهادية المعّبر عنه بالعماء والبطن هو الحضرة الواحدية والمظاهر الغيبية وال ّ
العالم الغيبي إلى منتهى المثل الّنورية العرشّية والظهر هو عالم الشهادة وهذا
سبعة هو المراتب ن المراد بالبطون ال ّ ما ذكروه كما ل يخفى كما أ ّ جمع م ّ
السبعة الكل ّّية من مقام الحدية الغيبية وحضرة الواحدّية ومقام المشّية
والفيض المنبسط وعالم العقل وعالم النفوس الكلّية وعالم المثال المطلق
طبيعة وإن كان المراد بالقرآن هو النسان الكامل الذي هو الكون وعالم ال ّ
الجامع والكتاب المبين
][215
كان الظهر والبطن والحد ّ والمطلع باعتبار مراتبه الربعة والبطون السبعة ّ
باعتبار لطائفه السبعة بل عند أهل المشرب العلى الذوقي كل فرد من أفراد
ظهرالوجود حتى الموجودات الخسيسة عند أهل الظهر قرآن جامع له ال ّ
سبعة بالنسبة إلى ما ال ّ
سبعين وأ ّسبعة بل ال ّوالبطن والحد ّ والمطلع والمراتب ال ّ
دفتين من الكتاب المنزل فباعتبار كون اللفاظ موضوعة للمعاني ما في ال ّ
مة وكون الكتاب اللهي الّنازل من مقام الحدية إلى عالم الّلفظ والصوت العا ّ
سلوك من ك ّ
ل ليقا ً لهداية كل طائفة من الطوائف ففيهم كل طائفة من أهل ال ّ
ظاهر من قوله :زّين للناس حب آية ما ل يفهم من الخر مثل ً يفهم أهل ال ّ
ما أهل القلوب وأصحاب السلوك الّروحي الشهوات الخ معناه الظاهر وأ ّ
ن
ن هيئات عالم الّنفس من الّرتبة الدنياوية كما أ ّ فيفهمون منه مرتبة عالية فإ ّ
النوار القلبية والواردات القلبية من الّزينة الدنياوّية عند أهل الروح والمعارف
الغيبّية
][216
سّر والخفى والخفى فالية والّتلوينات الروحية كذلك بالّنسبة إلى أهل ال ّ
طف. شريفة لها سبعة أبطن بالنسبة إلى سبع طوائف فتل ّ ال ّ
ن تفرع الفقه عن قوله :تفّرع الفقه عن الصول_ص ،_6لخفاء عند أهله إ ّ
صغرى وإل ّ يلزم دخول بعض الصول ليس من قبيل تفرع الكبرى على ال ّ
القواعد الفقهية مثل قاعدة مال يضمن بصحيحه ل يضمن بفاسده وغيرها في
الصول والميزان في المسألة الصولية محقق في محله المناسب لها.
"ثم أيدهم بالمعجزات والنصرة التي يتضمنها أحكام"
"نفوسهم الماضية وسيوفهم الباترة"
_ص _8
هذه النصرة هي الفتح المطلق المشار إليه بقوله تعالى إذا جاء نصر الله
والفتح والفتوحات ثلثة فتح قريب وفتح مبين وفتح مطلق وهذا الخير وإن كان
مختصا ً بصاحب الولية المطلقة إل ّ أن غيره من الرسل أيضا ً
][217
سابقان فل يختص به صلى الله عليه ما الفتحان ال ّ ظ بالتبع ل بالصالة وأ ّله ح ّ
وآله وسلم.
"فامتثلوا وأعربوا عن بعض ما شاهدوا لكن بلسان
التشويق"
"واليماء الجامع بين الكتم والفشاء وفاء لحقوق
_ص _8 الحكمة"
فإن النبياء عليهم السلم صاحب السرار وليس من شأنهم إفشائها لدى
الغيار ولذا تريهم في إظهار المعارف كان لسانهم غير لسان الحكماء
والمحققون أيضا ً تابع لهم في ذلك.
ذات قسمان أحدهما ما تعين حكمه م أسماء ال ّ "ث ّ
وأثره"
"في العالم فيعرف من خلف حجاب الثر كما قلنا
وذلك"
"للعارفين البرار أو كشفا وشهودا وهو وصف
مل" الك ّ
"وثانيهما ما لم يتعين له أثر وهو المشار إليه
بقوله"
"أواستأثرت به في علم الغيب عندك" _ص
_14
قوله :ما لم يتعين له أثر الخ ،قال شيخنا العارف الكامل دام ظله أن السم
][218
ن الذات بما هي متعّينة منشأ للظهور ذات الحدية المطلقة فإ ّ المستأثر هو ال ّ
دون الذات المطلقة أي بل تعين وإطلق السم عليه بنحو من المسامحة
ظاهر من كلم الشيخ وتقسيمه السماء الذاتية إلى ما تعين حكمه وما لم وال ّ
ن السم يتعين أنه من السماء الذاتية التي ل مظهر لها في العين .وعندي أ ّ
ن للحدية ال ّ
ذاتية ن أثره أيضا ً مستأثر فإ ّالمستأثر أيضا ً له أثر في العين إل ّ أ ّ
صة مع كل شيء هو سّره الوجودي ل يعرفها أحد إل ّ الله كما قال وجهة خا ّ
ل وجهة هو موليها فالوجهة الغيبية لها تعالى ما من داّبة إل ّ هو آخذ بناصيتها ولك ّ
أثر مستأثر غيبي تدبر تعرف.
"وذلك لن الشئون اللهية أكثر من أن يكون"
"له نهاية والتي تشم رائحة الوجود متناهية
وأي"
"متناه يفرز من غير المتناهي فالباقي أكثر"
_ص _14
][219
قوله :وذلك لن الشئون اللهية ،أقول ما ذكره الشارح غير مطابق للمتن فإن
ن الشئون الغير ظاهرة التي بصدد الظهور إلى ما ل يتناهى أبدا ً الظاهر منه أ ّ
ن السم المستأثر غير قابل ن ظاهر كلم الشيخ أ ّ هي السماء المستأثرة مع أ ّ
للظهور ل لعدم تناهي الشئون بل لكونه من المكنون الغيبي حتى لو فرض
تناهي الشئون اللهية لم يظهر حكم السم المستأثر.
ما عّبرنا عن أسماء الذات بالمهات لما يتفرع "وإن ّ
منها"
"أسماء الصفات وهي التي يشعر بنوع تكثر محسوس أو
معقول"
"كالوحدة من حيث أّنها نعت الواحد ونسب ارتباطها
بالذات"
م أسماء الفعال المشعرة بنوع الفعل على اختلف "ث ّ
صوره"
"كالخلق والبسط والقبض واللطف والقهر وغيرها
ونسب"
"ارتباطها ومسائله ما يتضح بأسماء الذات بما يليها
من"
][220
"أسماء الصفات والفعال_ "....ص _14
ن المبادي عبارة صفات الخ ،ظاهر كلم الشيخ أ ّ قوله :وبما يليها من أسماء ال ّ
ما يتضح بها عن أمهات السماء أي السماء الذاتية والمسائل ما عداها م ّ
صفات والفعال من المسائل ل المبادي كما هو أيضا ً ظاهر كلمه فالسماء وال ّ
في المقام الّرابع من الفصل الثاني للتمهيد الجملي فراجع.
"ونسب البين من حقائق متعلقاتها ومراتبها ومواطنها"
"وتفاصيل آثارها تعلقا وتخّلقا ً وتح ّ
ققا"
_ص _14
ققا ً
سالكين المهذبين وتح ّ ل موجود وتخّلقا ً بالنسبة إلى ال ّ تعّلقا ً بالنسبة إلى ك ّ
بالنسبة إلى الكاملين المتحققين.
"ومن اللقاءات الملكية ما هوصحيح من حيث أنه"
"ملكي لكن يتمزج بحديث نفس سابق أو تأويل قد انغمر
ل به"المح ّ
][221
"قبل الورود أو قياس مستنبط من ذوق آخر احتج به"
_ص "السالك في هذا اللقاء الملكي"
_15
بل قد يشاهد السالك المرتاض نفسه وعينه الثابتة في مرآة المشاهد لصفاء
مة الّرفضة بصورة الخنزير بخياله عين المشاهد كرؤية بعض المرتاضين من العا ّ
وهذا ليس مشاهدة الّرفضة كذا بل لصفاء مرآة الّرافضي رأى المرتاض نفسه
التي هي على صورة الخنزير فيها فتوهم أّنه رأى الّرافضي وما رأى إل ّ نفسه.
"والجميع يفتح بعضه بعضا ً بالفتح اللي والقدم الصلي"
_ص _16
قوله" :اللي ،وهو كل اسم إلهي مضاف إلى ملك جسماني أو روحاني كما في
الصطلحات.
"والدب ينتج مراعاة الحدود الشرعية وهو ينتج"
"القرب المنتج للوصال المنتج للنس مع الله تعالى المنتج
للدلل"
سجية والّتحاشي عن وحشة الحشمة" "والنبساط وهو إرسال ال ّ
_ص _18
][222
طبيعة على حالها من غير حصول الهيمان قوله :إرسال السجية ،أي ترك ال ّ
ن في ملقات دو المر عند ملقات المحبوب فإ ّ والوحشة الحاصلة في ب ْ
المعشوق وحشة وهيمانا ً ابتداًء يرفع عند النس.
"بل استهلك بالنسبة إلى بعض الشخاص استهلك الصورة في
_ص _19 الممسوحين"
قوله :في الممسوحين بالحاء المهملة أي الصورة التي محى آثارها ويحتمل أن
دلت عن صورتها الصلية. يكون بالمعجمة أي المسوخة التي تب ّ
شماس عن النفس بقطع "وثالثة الرياضة وهي إزالة ال ّ
مألوفاتها"
"ومخالفة مراداتها وأعظم أركانها دوام الملزمة على ذكر ل إله إل ّ
_ص _20 الله"
ن هذا ما ً في جميع حالته من غير أن يكون مقامه مقام هذا الذكر فإ ّ أي ذكرا ً عا ّ
ذكر في هذا المقام ل يحصل له إل ّ في قسم الّنهايات والحاصل أ ّ
ن هذا ال ّ
المقام ليس ذكرا ً للذاكر بل وسيلة إلى إزالة الحجاب.
][223
"...ثم وجد أن السر أثر اللم والقهر من ذلك القلق"
"بحيث يكاد يفنيه ذلك عن تعينه ثم الهيمان الذي"
_ص "هو تحقيق الغيبة من أثر الوجدان"
_23
قوله :تحقيق الغيبة من أثر الوجدان ،أي الفناء عن أثر اللم والقهر الحاصل
في حال الوجدان والفرق بين الوجدان والهيمان كالفرق بين الفناء والفناء عن
الفناء.
سرمى بعضهم هذا التقوى قسم الولية فيلحظ ال ّ "فس ّ
بتلك"
"القوة عينه بجميع كمالته وتلحظ نهايته النسبية
والحقيقية" _ص _23
وة نور الولية عينه الّثابتة بجميع كمالته سر بق ّ قوله :فيلحظ السر ،أي يلحظ ال ّ
ويلحظ نهايته النسبية التي هي الوجود الضافي والفيض المقدس الطلقي
أوالحقيقة التي هي في الحضرة العلمية والواحدية أي يلحظ عينه الثابتة في
ذاتيالحضرة العلمية من حيث ترتيبها الوجودي الترتيبي ال ّ
][224
دهر الذي هو روح الترتب الّزماني التي هي روح الترتب الواقعي في عالم ال ّ
مادي والمتدادي وهو وقته الذي يحصل والتغير والّتصرم الكوني في العالم ال ّ
التجلي له فيه.
"...والمحل المعنوي الذي يحصل اللحظ فيه وهو باطن
الزمان المسمى"
"بالوقت وهو الحال المتوسط بين الماضي والمستقبل وله
الدوام _ "...ص _23
ضمير في قوله وله قوله :وهو الحال المتوسط ،أي الزمان الحال المتوسط وال ّ
سرة للزمان دوام يمكن أن يرجع إلى الحال ويكون هذه الجملة معترضة مف ّ ال ّ
ل لروحه وضمير هو راجع إلى روحه الذي هو الوقت ويمكن أن يكون المراد
بالحال روح الزمان على أن يرجع الضمير إلى الوقت وعلى هذا في إطلق
سابقة في الحضرة العلمية واللحقة فيها الماضي والمستقبل على الحقائق ال ّ
مسامحته من باب اّتصاف مظهرها الذي هو الزمان بهما.
"وحينئذ يصفو حاله عن أكدار الغيار فكان"
][225
_ص صفاء من مقاماته" "اللحظ والوقت وال ّ
_23
قوله :وحينئذ يصفو ،أي في هذا الوقت الذي يستغرق في نهاية الطوار يصفو
ويخلص عن الغيار.
"واعلم أن الشاهد في هذا القسم سر وجودي"
"ظاهري والمشهود سر وجودي باطني"
_ص _24
ما وصل قوله :سر وجودي ظاهري الخ ،وهو عين العبد والمشهود هو الحق ول ّ
ظاهرة يصير سيره بإسراء العبد إلى مقام المحبوبية بحصول جمعية السماء ال ّ
ن المحبوب مجذوب فيقع المكاشفة بين الحق والعبد الحقّ فيسير بقدمه فإ ّ
برؤية كل منهما جميع الحكام والثار في الخر ويصير كل مرآة الخر إل ّ أ ّ
ن هذا
السير والسراء يكون في بادئ المر من وراء حجاب العقائد والتعلقات وغلبة
بعض السماء فيكون المشهود أسماء
][226
دي كما أخبر الله تعالى عن مقّيدة إلهّية في مرآة خلقي أو حقي مجّرد أو ما ّ
ن عليه الليل رأى كوكبا .الخ المراتب ما ج ّ خليله إبراهيم عليه السلم بقوله فل ّ
ّ
م يخلصه عن المظاهر ويسيره في الظاهر إل ّ أّنه مع والّتدرجات والكمالت ث ّ
ل منهما الخر بل م يسيره حتى يعاين ك ّ تميز بين الحقّ والعبد فيقع المشاهدة ث ّ
وصف وتمّيز إل ّ كون الحقّ ظاهرا ً بهوية العبد وباطنا ً إلى آخر المراتب
والمقامات.
"...وثالثها بالفناء عن شهود هذا الفناء وذلك عند"
"ظهور كل من السمين الظاهر والباطن بكمالتهما إلى
عين"
"التعين الثاني والبرزخية الثانية فيحكم البرزخية عليها"...
_ص _25
قوله :عين الّتعين الثاني ،وهو مقام الواحدّية كما أن التعين الول مقام الحدية
وإذا تولد القطب في هذا المقام من حكومة البرزخية عليها
][227
يحصل مقام البقاء وأشار بقوله فيطلع من مشرق هذا القلب الخ إلى مقام
التحقيق.
"...فلم يبق عليه اسم ول رسم إشارة تؤذن
بحقيقة"
ى من حكم أحدّية كلّيات" "تميز وإضافة إل ّ أثر خف ّ
"الصول من السماء فيتمكن السائر حينئذ من
التلبس بأي لباس "
" شاء وفي أيّ مظهر أراد " _ص _25
ذاتية التي هي مفاتيح الغيب فإنها ل قوله :من السماء ،أي من السماء ال ّ
تتجلى له في هذا المقام بل هي مختفية بمقام الخاتمية صاحب مقام أوأدنى
"وهذا هو مقام الّتلبيس وهو أعلى مراتب التمكين
الذي "
م يتحقق بحقيقة الوجود "
"هو الّتمكين في الّتلوين ث ّ
"الجمعي الذي به يجد المقصود في كل شيء "...
_ص _25
والفرق بين هذا المقام أي مقام الوجود ومقام الّتلبيس بالجمع
][228
والتفصيل فإن التلبيس من مقام التفضيل والوجود من مقام الجمع
"والتحقيق أن كون الحق تعالى مختارا ً من حيث
"
"ذاته الغنّية عن العالمين ل ينافي الوجوب من حيث
"
" صفاته من حكمته وإرادته كمال الجلء
والستجلء " _ص _26
ن كون الحق تعالى مختارًا ،أقول :هذا خلف التحقيق جد ّا ً قوله :والتحقيق أ ّ
دس الله أسرارهم دقه إستاد مشايخنا العارف الجليل الميرزا هاشم ق ّ وأن ص ّ
ذات من ن المراد من الحقّ من حيث ذاته الغنية ان كان مرتبة ال ّ ما أوّل ً فل ّ
أ ّ
قق عند ذاتية كما هو مح ّحيث هي فهي ل تتصف بصفةٍ أصل ً حتى السماء ال ّ
أصحاب المدارج وإن كان المراد مرتبة الحدية فهي وإن اتصفت بالسماء
ن الوجوب إن الذاتية كما هو معلوم عند أرباب المعارج مع أ ّ
][229
ً
كان منافيا للختيار فإثباته للحق من حيث مرتبة الواحدية بل مرتبة الظهور
ن هذا تعطيل وإيجاب باطل مختلطا ً مع أّنه والفيض المقدس باطل فاسد مع أ ّ
قوله صلى الله عليه وآله كان الله ولم يكن معه شيء ل يتوقف على هذا
ن الشياء غير كائن مع الحقّ حتى في مرتبة الظهور وإن كان الحقّ مع كل فإ ّ
كده بل الختيار الغيرن هذا الوجوب ل ينافي الختيار بل يؤ ّ شيء والحقّ أ ّ
الواجب ليس اختيارا ً عند التحقيق وليس ها هنا محل البسط والتفضيل.
ن المستحيل داخل في دائرة هذا الثبوت " "...والحق أ ّ
"فضل ً عن المعدومات الممكنة دون الوجود في نفسه فليس "
ن الممكنات المعدومة ثابتة في أنفسها " "هذا ما يقوله المعتزلة بأ ّ
ً
"من غير الوجود فإّنه باطل قطعا إذ ل واسطة بين الوجود والعدم
" _ص _27
ن القول بثبوت فوله :إذ ل واسطة بين الوجود والعدم هذا التعليل عليل فأ ّ
][230
المهيات غير القول بالواسطة بين الوجود والعدم التي يعبرون عنها بالحال
ن ما ليس موجودا ً يكون ليسا ً والجواب عن قولهم هو ما ذكره الحكماء من أ ّ
صرفا ً إلى غير ذلك
قق أّنه ما من موجود من "أقول :المشهود المح ّ
الموجودات "
"إل ّ وارتباطه بالحقّ من جهتين جهة السلسلة الترتيب
التي "
"أّولها العقل الول وجهة طرف وجوبه الذي يلي الحق
وأنه "
"من ذلك الوجه يصدق عليه أّنه واجب وإن كان
وجوبه بغيره "
ومراد المحققين من هذا الوجوب مخالف من وجه لمراد
غيرهم " _ص _28
فإن مراد الحكماء من الوجوب الغيري هو الوجوب بعلله وأسبابه والمحقق ل
ن الوجوب الغيري صفة يرى الكثرة في هذا الّنظر وأيضا ً الحكيم يقول بأ ّ
ل عنده وجود سوى قق ل يستق ّ للممكن على وجه الستقلل والعارف المح ّ
الوجود القّيوم المطلق.
ل ما يطلقنك ّ"أقول الغرض من هذه النكتة الخيرة أ ّ
عليه "
][231
سر
"المؤثر في هذه الصول فالمراد به والمؤثر الحقيقي هو ال ّ
_ص _28 اللهي "
قوله :هذه الصول أي الصول الممّهدة في هذا الكتاب.
ن
"قلت ذكر الشيخ في تفسير الفاتحة قاعدة هي أ ّ
ك ّ
ل"
"صفة من صفات الحق إنما يضاف إليه على الوجه
التم"
"الكمل وكلمه صفة من صفاته فله الحاطة"
"كما قال تعالى ما فّرطنا في الكتاب من شيء"....
_ص _29
قوله :ذكر الشيخ في الفاتحة الخ ،ليس الكلم من حيث ظهوره الملكي
صوت صفة للحقّ من حيث هويته وخصوصا ً الذي هو من مقولة الّلفظ وال ّ
ن قوله تعالى ما فّرطنا في الكتاب من الحاطية حتى يتفرع عليه ما ذكر كما أ ّ
ّ
ذاتي الذي هو التجلي بإظهار ما شيء ل يدل على مقصوده بوجه نعم الكلم ال ّ
في الغيب على ذاته المقدسة صفة من صفاته في
][232
ّ ّ
الحضرة الجمعّية الكمالّية والكلم الظهوري الوجودي الذي هو التجلي بالفيض
المقدس لظهار ما في الغيب على الحقائق التفصيلية صفة من صفاته الفعلية
ولهما الحاطة والشمول ولهذا الكلم اللفظي أيضا ً إحاطة بمعنى آخر وهو وجه
سر الوجودي الذي يعرفه المحققون وهو غير الوضاع الّلفظية نعم لو كان ال ّ
اللفاظ موضوعة لرواح المعاني أو أرواح المعاني مرادة للحقّ من كلمه لكان
قا ً كما المر كذلك.تلك الحاطة ح ّ
صادر الول هو العقل الول فلوحدته الذاتية" ن ال ّ
"إ ّ
"صح صادرا ً ولشتماله على تعقل موجده وتعقل وجوبه
بالغير"
"وإمكان في نفسه توسط العقل آخر ونفس وجسم على
_ص _30 الترتيب"....
المراد من المكان هو المكان الذي من أوصاف الوجود ل الذي من أوصاف
ن الول يعتبر معه الغير دون الثاني تأمل. المهية فإ ّ
][233
"...فبهذا سقطت العتراضات بأسرها وثبت أنه كّلما
تكثر"
"المعلول تكثر العّلة اتحد المعلول اتحد العلة بعكس
_ص _30 النقيض"
قوله :فكلما اتحد المعلول اتحد العلة ،هذه القضية تكون عكس النقيض للقضية
ن عكس النقيض لقوله كّلما تكثر المعلول تكثر العلة هو أّنه سابقة باعتبار أ ّال ّ
كّلما ل يتكّثر العّلة ل يتكّثر المعلول وهو في قوة قولنا كّلما اّتحد العّلة اتحد
ما اتحد المعلول اتحد العلة تأمل. المعلول وعكس نقيضه كل ّ
"ثم اعلم الصل مسلم عندنا لكن في
تعريفهم"
صادر الول عن الحقّ تعالى هو "أن الواحد ال ّ
العقل"
"الول منع ذكره الشيخ في الرسالة
_ص _30 المفصحة"....
قوله :ثم اعلم الخ ،قد حققنا في رسالتنا الموسومة بمشكوة الهداية إلى
صدور ووجه الجمع بين قول العرفاء حقيقة الخلفة والولية كيفّية ال ّ
][234
ن سلوك المحقق الشامخين والحكماء المحققين بما ل مزيد عليه ونبهنا على أ ّ
القونوي على خلف التحقيق الحقيق فليراجع.
ن أّول متعّين من الحضرة العمائية عالم المثال ثم "من أ ّ
عالم"
م القلم العلى فذلك والله أعلم باعتبار تقدمه في "التهيم ث ّ
_ص _30_31 الجمعية"....
قوله :فذلك والله أعلم الخ ،أقول يمكن أن يكون مراده من الحضرة العمائية
مقام الواحدية كما هو أحد الحتمالت منها وعلى هذا يكون عالم المثال مقام
م فإّنه برزخ البرازخ وهو مقام النسان الكامل المشّية والفيض المنبسط العا ّ
الحائز بين الخصلتين والجامع بين المقامين تدبر.
"ومنها أن يبني تفاوت امتزاج أحكام جهتي هذا"
"الوجوب الذي يقوله المحقق وجهة المكان وغلبة أحد"
"الطرفين على مراتبهما وذلك بحسب تفاوت استعدادات"
][235
_ص "المهّيات الغير المجعولة الترتيب".....
_31
قوله :على مراتبهما ،متعلق بقوله يبنى أي تفوت امتزاج جهة يلي الحقّ وجهة
يلي الخلقي مبني على مرتبة المهّية فكّلما قرب من المبدأ الفّياض يكون
الجهة الولى أقوى وبالعكس العكس.
"وإنما قلنا من حيث هو سبب لنه ل من تلك الحيثية"
"الكلية يتعين بالمظاهر وقلنا ل يتعين بظهور لّنه"
"قد يتعين بذاته أو في بعض مراتب البطون مع كليته"
_ص "كالعقول والنفوس الكلية"
_34
ظلقوله :وإنما قلنا من حيث هو سبب الخ ،اعلم أن الفيض المنبسط وال ّ
طان الجبروت له اعتبار كان الملك والملكوت وق ّ النوري الممتد على هياكل س ّ
أن اعتبار الوحدة والبساطة وهو اعتبار اضمحلل الكثرات
][236
صور والتعينات في حضرته وبهذا العتبار ليس له ظهور ول في ذاته وفناء ال ّ
تعّين في مظهر من المظاهر وهذا مقام الباطنّية والولّية الفعلّية نعم هو متعّين
بذاته عند اعتبارها والّنظر إليها استقلل ً وبالمعنى السمى وإن كان هذا الّنظر
نظرا ً باطل ً شيطاني ّا ً والّنظر المحقق الذي كان لبينا آدم عليه السلم غير ذلك
سلم كان أي كان نظره إليه وإلى كل السماء نظرا ً آلي ّا ً اسمي ّا ً فإّنه عليه ال ّ
متعّلما ً بالتعليم اللهي كما شهد الله بقوله تعالى وعلم آدم السماء كلها هذا
ظهور في المظاهر أحد العتبارين والخر اعتبار الكثرة والّتركيب وهو اعتبار ال ّ
من التعينات الجبروتية والملكوتّية الكلّية والملكّية الناسوتّية الجزئية وبهذا
العتبار ليس له تعّين خاص بل يتعّين بكل التعينات بل نسبته إلى كل التعينات
على حد سواء وهو الذي في السماء إله وفي الرض
][237
إله ولو دليتم بحبل الرض السفلى لهبطتم على الله وبهذا العتبار ورد معراج
ن معراج نبينا )ص( كان بالعروج يونس عليه السلم كان في بطن الحوت كما أ ّ
إلى فوق اللهوت ونظر المحقق الماتن إلى العتبار الثاني أي اعتبار الكثرة ول
قح وفيه مواقع للّنظر ليس لنا ن الكلم الشارح في هذا المقام غير من ّ يخفى أ ّ
مجال الّتعرض له ولما فيه وقد أشبعنا الكلم في ذلك المقام في بعض
رسائلنا.
"ل يقال المنفي في الصل المذكور أن يتعين
السبب"
"من حيث اشتراكه ل أن يقتضي التعين"....
_ص _34
ظاهر في مظهر من ن الكلم في تعين ال ّ قوله :المنفي في الصل الخ ،حاصله أ ّ
شركة وعدمها فليس التأييد بشيء المظاهر ل في اقتضائه التعين أو اعتبار ال ّ
والجواب ظاهر.
"...لنا نقول إذا تعين التجلي من تلك الحيثية
كان"
ل صورة للشيء "التعين صورته من حيث اشتراكه وك ّ
فهو"
][238
"أثره ومقتضاه في قاعدة التحقيق وتأنيسه قولهم
الكلي"
"العقلي غير موجود في الخارج لنه عبارة عن مجموع
الحقيقة"....
ن الحقيقة العقلية لها مقام لم قوله :الكلي العقلي الخ ،وجه كونه تأنيسا ً أ ّ
يتعين بأحد التعينات الخارجية ول يخفى ما في مقايسته ولو مّثل بالكّلي
ن الكلي الطبيعي مع كونه ظاهرا ً في المظاهر ل يتعين طبيعي لكان أنسب فإ ّ ال ّ
بظهور من ظهوراته ول يتميز لناظر في منظور.
"الرابع ما قال الشيخ في النفحات كل هيئة واجتماع
من"
"وجه أول ومظهر وما يتصل ويتعين به من مطلق
الذات"
ن المظهر حكمه حكم المرآة
"هو آخر وظاهر ل ّ
إذا"
"امتلت بما ينطبع فيها ل ترى وإّنما يرى
المنطبع" _ص _37
قوله :من وجه أّول ،وهو وجه كونه مرآة به يظهر مطلق
][239
الذات ويكون المرئي بهذا العتبار آخرا ً وظاهرا ً وإن كان من وجه آخر آخرا ً
ذات بهذا العتبار أول. وهو اعتبار كونه ناشيا ً من الذات وال ّ
"...فبجهة ما به الممايزة كالذاتية والحالية يكون الذات"
"ظاهرا ً والحال مظهرا ً وبجهة ما به التحاد أي من جهة أن
حال"
ّ
"الشيء وصفته من حيث هو عينه يكون الظاهر والمظهر
واحدًا_ "....ص _37
ن ما ذكره الشارح في بيان كلم الشيخ قوله :فبهجة ما به الممايزة ،ل يخفى أ ّ
حة لن الصل غير تام بل ظاهر كلم الشيخ أيضا ً كذلك وإن كان له وجه ص ّ
ما إذاالمذكور عدم جواز كون شيء واحد ٍ من جهة واحدة ظاهرا ً ومظهرا ً وأ ّ
ظاهر من كلم ح الستثناء وال ّ
تعددت الحيثيات فليس مشمول ً للصل حتى يص ّ
الشيخ والمصّرح في كلم الشارح كون الحق ظاهرا ً ومظهرا ً من جهتين جهتي
الوحدة والكثرة وهذا غير منفي بالصل
][240
نعم يكون للحقيقة الوجودية ظاهرية وباطنية وأولية وآخرّية غير ما ذكراها
يعرفها الّراسخون مع صفاء الفطرة وسلمة الذوق فإن حقيقة الوجود مع كونها
نورا ً بذاته في ذاته ومظهر الشياء غيب محض ومجهول مطلق.
"...ولما اقتضى أصلهم هذا أن يكون صفات الحق
تعالى"
"عندهم أيضا ً ممتازة عنه بالمتياز النسبي ومتحدة
مع"
"ذاته في الوجود كان موافقا لطور التحقيق"....
قوله :ولما اقتضى أصلهم هذا ،أي مقتضى عدم جواز كون الشيء قابل ً وفاعل ً
ما كونها صفات تحقيقا ً للذات والصفة وأ ّ هو المتياز النسبي بين ال ّ
ذات وال ّ
متحدة مع ذاته تعالى في الوجود فليس مقتضى هذا الصل بل هو مقتضى أدّلة
ن الجمع بين القاعدتين يقتضي المتياز النسبي والتحاد الّتوحيد والحاصل أ ّ
الوجودي.
"فهذا أعني كون صفاته عين ذاته وجودا وغيرها نسبة"
][241
"فرع أصلهم هذا إذ لو كانت موجودة لساوته لو قدمت"
"ولزم تعطيلها وقيام الحوادث بذاته لو حدثت"
_ص _38
قوله :ولزم تعطيلها ،أي تعطيل الذات اللهية لو كانت الصفات زائدة عليها
وهي خالية عنها في مرتبتها واجدة إّياها أو نائبة عنها لعدم الحتياج إليها تأمل.
ن الكشف ظهور" ما في ذوق الكشف فل ّ "....أ ّ
"المستور في قلب العالم من وجوهه
_ص _39 السالفة"....
أي الوجوه الخمسة التي للقلب إلى الحضرات الخمسة فبكل وجهة ينطوي فيه
ما في تلك الحضرة ينكشف لديه إذا ارتفع الحجاب بينه وبين تلك الحضرة
فيقرأ ما في نفسه بحسب تلك الوجهة فل ينظر له شيء من خارج ذاته ومباين
حقيقته.
ما حد حقيقي أو اسمى وهو تفصيل مجمل المحدود مع أنه "...وأ ّ
عينه في الحقيقة"
][242
ققه سابقا ً وبرهن عليه ما الحقيقي فل يمكن لما ح ّ قوله :وهو ،أي السمى وأ ّ
الشيخ.
ن الشيء ل يؤثر في الشيء إل ّ "الفصل السابع في أ ّ
بنسبة"
ن تأثير الشيء "بينه وبينه إذ هي التي تقتضي لزوم الثر تأييده أ ّ
في"
"الشيء تحصيل مقتضاه فيه فأعمال الكلم بحسب
مقتضاها_ "....ص _39
ن أعمال الكلم كأوضاعها تكون بالوضاع قوله :فأعمال الكلم الخ ،بناًء على أ ّ
اللهية التابعة للتجليات السمائية في الحضرة الواحدية كما المر كذلك في ك ّ
ل
ما في دائرة الظهور.
"ثم قال فل أثر للعيان الثابتة من كونها مرايا في التجلي
الوجودي"
"اللهي إل ّ من حيث التعدد الكامن في غيب ذلك
_ص _40 التجلي"....
قوله :فل أثر للعيان الخ ،أي تأثير العيان في التجلي الوجودي الذي هو الفيض
ن ذلك الفيض المنبسط هو التعين والّتعدد الكامن في غيبه فإ ّ
][243
الوجودي مظهر أحدية السماء أي مظهر نسبة الغيب إلى السماء المعبر عنها
بالفيض القدس وعن مظهرها الذي هو نسبة أحدية الجمع إلى العيان بالفيض
المقدس فهو باعتبار تلك المظهرية كامنة فيه الحقائق لكن ل يظهر الّتعدد إل ّ
ن الفيض القدس كامنة فيه الحقائق السمائية بوجهٍ أبسط بالتعينات كما أ ّ
تفصيلها الحقائق السمائية فالفيض القدس والمقدس مقام جمع السماء
ن السماء والعيان مقام بسطهما وبما ذكرنا ظهر كيفية تأثير والعيان كما أ ّ
الحقائق في الّتجلي الوجودي أي بالتعين والّتشخص وتأثيره فيها أي بالظهور.
"ثم قال في النفحات أن الثار للشياء في أنفسها وفي الوجود
الكاشف"
"وليس في الوجود إل ّ الظهار ول أثر له بدون مرتبة ما أو قابل
ما_ "...ص _40
قوله :ول أثر الخ ،أي ل أثر للوجود مطلقا إل ّ بتعين من التعينات وحقيقة من
الحقائق كما المر كذلك في الفيض القدس بل
][244
ط حتى في ذوات الموجودات الذات من حيث هي غيب مطلقا ً ما ظهرت ق ّ
ذات مع تعين من الّتعينات.الكونية المؤثر هو ال ّ
"...إذ هو من تلك الحيثية غنى عن العالمين بل من
حيث"
"نسب أسمائه ومن حيث يعلم نفسه وما في نفسه من عين علمه
بذاته"
"فإن تأثيره بالقدرة المتعلقة بما عّينته الرادة الذاتية"....
_ص _41
ن العلم تابع للمعلوم والرادة تابعة ن تأثيره بالقدرة الخ ،حاصلة أ ّقوله :فإ ّ
قق الشيخ للعلم والقدرة تابعة للرادة والتأثير واليجاد تابع للقدرة كما ح ّ
العرابي في مواضع من فصوص الحكم.
صورة النوعية "ل يقال الدليل يعاد في اختصاصه بتلك ال ّ
فإن"
"كان باقتضاء السبب على طريق المسابقة العلية
تسلسل_ "...ص _41
قوله :الدليل يعاد في اختصاصه الخ ،حاصلة أّننا ننقل الكلم في اختصاص
][245
صور الّنوعية فإن كان بالفاعل المفارق فكذا إلى آخر الدليل وإن الجسام بال ّ
ّ
م جّرا تسلسل هذا كله فيما إذا كان على طريق ً صة أخرى هل ّ كان بصورة مخت ّ
دة لفاضة الصورة النوعية فلم ل سابقة مع ّ ما إذا كان الجتماعات ال ّ العّلية وأ ّ
سابقة من غير وساطة الصورة يجوز أن يفاض الثار بواسطة العدادات ال ّ
النوعية.
ن الجوهرية كالعرضية نسبة على قاعدة الّتحقيق "على أ ّ
والفرق"
"بينهما بالتابعية والمتبوعّية فلم ل يجوز أن يتقوم نسبة
متبوعة"
"بحقائق مثل ً بنسب تابعة لحقيقة أخرى كالحركة السريعة
والبطيئة_ "...ص _41
قوله :على أن الجوهرّية كالعرضّية الخ ،كون الجوهرّية والعرضّية نسبة ل
ن العقلّية والجسمّية أيضا ً نسبة ول يجوز يقتضي جواز تقوم أحدهما بالخر كما أ ّ
تقوم أحدهما بالخر فإن مظاهر السماء تابعة لها فالسماء المتبوعة تقتضي
الجوهرية والّتابعة تقتضي العرضية والمراتب محفوظة ولن تجد لسنة الله
][246
ما على مسلك الحكيم سريعة والبطيئة في غير محله أ ّ تبديل ً والّنقض بالحركة ال ّ
ق
وم بهما بل الح ّ ن الحركة ل يتق ّ ما على مذهب أصحاب الّتحقيق فل ّ فظاهر وأ ّ
ومان بالتابعة بل التقويم تقوم الحركة بالتجليات المتبوعة من وجه وهما متق ّ
والّتقوم بين السماء المتجلّية والمظاهر دون المظاهر بعضها مع بعض إل ّ بوجه
آخر غير ما يفهمه الجمهور ويحتاج إلى مشرب أحلى وتحقيق في السماء
المحيطة والمحاطة وليس هنا محل تحقيقه.
المتن" :ومنه أنه ل يؤثر مؤثر حتى يتأثر وأقل"
"ذلك استحضاره أو علمه في نفسه ما يريد إيقاعه
بالمؤثر"
"فيه أو حضوره معهما أي مع الثر والمؤثر فيه"....
_ص _42
قوله :بالمؤثر فيه ،متعلق بإيقاعه وقوله :أو حضوره عطف على قوله
استحضاره والمراد من حضوره الّتفاقي بالمعنى الذي قررنا في الهامش
المتعلق بذلك.
][247
ما أن يكون عالما ً في نفسه بالثر
"إن المؤثر إ ّ
وبجميع"
ما من نفسه
"المصالح والحكم كالحق تعالى أو بعضها فأ ّ
كاهل"
ما بحضوره
"الكشف من الوجه الخاص أو من غيره فإ ّ
الّتفاقي"
"حالة القصد إلى التأثير أو باستحضاره بعد القصد"
"وتجديد حضوره وهذه الّتأثرات الربعة"....
_ص _42
قوله :إما بحضوره الّتفاقي الخ ،مراده من الحضور الّتفاقي هو العلم البتدائي
النفعالي الذي ينال النفس من الخارج ومن الستحضار هو استحضار المعلوم
من خزانة خياله أو عقله وهذا غير العلم الكشفي بل هو العلم الكسبي
المخزون أي العلم الّناشي من الملكة البسيطة الفّعالة.
المتن "ومراتب التأثير أربعة رتبة في نفس"
"المؤثر والثانية في الذهن والثالثة في الحس"
][248
"والرابعة الجامعة المشتملة على الثلثة المذكورة
فوقها"
قوله :الجامعة المشتملة على الثلثة ،قال شيخنا العارف دام ظله العالي وهي
كما في تنزل الحقائق الغيبية من العالم العقلي إلى مرتبة الخيال ومنه إلى
مرتبة الحس كما في نزول جبرئيل عليه السلم على قلب رسول الله صلى
سهالله عليه وآله وتمّثله في عالم الخيال بحيث مل الخافقين وتنّزله في ح ّ
الشريف بصورة دحية الكلبي مثل وكقلب أحدي جمعي ل يشغله الوحدة عن
ن الجمع بين العقلالكثرة والكثرة عن الوحدة وهو أيضا جامع بين الثلثة ثم أ ّ
والخيال والحس والخيال أيضا ً ممكن فيصير القسام ستة.
"فإن من صار بذل اللف له ملكة صادرة بل تأمل ل يكون"
"ببذل فلس لمستحق مستكمل ً بوجه ول شك أن نسبة حاله
إلى"
"وجود الحق نسبة أقل شيء إلى غير متناه فابن استكماله
به" _ص _43
][249
ن نسبة تمام مراتب الوجود إلى ل يختص هذا البيان بالمصالح الشرعية فإ ّ
الحق تعالى ليست إل ّ نسبة أقل شيء إلى غير المتناهي بل ل نسبة بينه تعالى
ققنا في بعض رسائلنا وليس ما ذكره الشاعرة إل ّ شأنه وبين الشياء كما ح ّ
لقصور نظرهم وإلحادهم بأسماء الله وكفرهم به تعالى شأنه.
"قلت إنما لم يذكره هيهنا لما قال الشيخ فيه أنه ليس
تصورا"
"علمي ّا ً بل إدراك روحاني جملي من خلف حجاب الطبع
والعلئق"
"فل يدخل في مراتب العلم إل ّ باعتبار القوة القريبة من
الفعل" _ص _43
قوله :بل إدراك روحاني ،أقول وهو السر الوجودي الحدي الجامع للحقائق
لكنه محجوب بالعلئق الجسمانية والحجب الطبيعية وليس هذا هو العقل
الهيولني باصطلح الحكيم كما احتمله شيخنا العارف دام ظّله وأن يوهمه
قوله :إل ّ باعتبار القوة القريبة من الفعل.
][250
"ورابعتها الجامع للكل أي الّتصور المركب"
"من هذه القسام التي هي أشعة أنوار العلم في
مراتب"
"القوى بأحدية الجمع كذا في تفسير الفاتحة"
_ص _44
قوله :بأحدية الجمع ،ليس المراد بها المرتبة الكاملة الغيبية للنفس كما هي
إحدى اطلقاتها بل المرتبة المحيطة المبسوطة على جميع المراتب بحيث ل
يشغلها شأن عن شأن وهذا البسط يؤكد الجمعية الحدية.
ذر هذا الدراك قبل الدروج والعروج" "وإنما تع ّ
"مع حصول المجاورة المذكورة للقرب المفرط
وحجاب"
"الوحدة إذ الغيب اللهي ل يتعدد فيه شيء فل يضبط
_ص _44 النفس"
ذر الخ ،ل يحصل الدراك المتيازي السمائي إل ّ بالتجليات قوله :وإّنما تع ّ
السمائية ل في الحضرة الواحدّية ول في الحضرة الكونّية
][251
وعند اضمحلل السماء والصفات في أحدية الجمع ل حكم إل ّ للسماء الذاتية
فالمتياز والدراك والمدرك والمدرك كّلها حكم السماء في الظهور بالواحدية
والسماء الذاتية عند التجلي بالحدية الجمعية وعند صعق السماوات والرض
ن فل حكم أصل ً ل للسماء ول للعيان وهذا غير الصعق الحاصل ومن فيه ّ
بالنفخ عند احتجاب القلوب.
قال المام أدام الله تعالى بركات أيامه وجعلنا ممن
يستفيد من دقائق إشاراته وظرائف كلمه:
إلى هيهنا قرأت الكتاب عند شيخنا العارف الكامل الشاه أبادي روحي فداه
وقد اّتفق انتقاله إلى طهران فصرت محروما ً من فيضه دام ظله.
ما تفسير الكمالين فما قال الشيخ في التفسير أن "أ ّ
كمال"
"الجلء هو كمال ظهور الحق بالنسان الكامل وكمال"
][252
"الستجلء عبارة عن جمع الحق بين شهود نفسه
بنفسه"
"في نفسه وفيما امتياز عنه فيسمى بسبب المتياز
غيرا"...
قوله :وكمال الستجلء ،ليس مطلق جمع الحق جل اسمه بين شهود نفسه
بنفسه في نفسه وفيما امتاز عنه كمال الستجلء ول مشاهدة الغير نفسه
ن كمال الستجلء عبارة عن مشاهدة الحق بنفسه مطلقا مربوطا ً به بل الحق إ ّ
نفسه باسمه الجامع في المرآة التم أي النسان الكامل فظهور الحق في
المرآة التم كمال الجلء وشهود نفسه في تلك المرآة كمال الستجلء هذا عند
ل وعل في كل ما عند الضمحلل فكمال الجلء ظهوره ج ّ اعتبار المراتب وأ ّ
ما المتيازات التي ذكرها الشيخ فهي مرآة وكمال الستجلء شهود نفسه فيها وأ ّ
حكم الكمالين ل أّنها داخلة فيهما كما يظهر من عبارته وعندنا في هذا المشهد
تحقيق
][253
مة منه من شرحنا الدعاء السحار من شهر رمضان المبارك. رشيق يظهر ش ّ
"...وشاهد بالنظر المذكور كمال ً آخر مستجّنا في
غيب"
"هويته غير الكمال الول فإذا رقيقة مّتصلة بين"
"الكمالين اتصال تعشق تام وهو كمال الجلء والستجلء"
_ص _48
ن في غيب قوله :وهو كمال الجلء الخ ،أي ظهور نفسه بذاك الكمال المستج ّ
هويته وشهود نفسه في ذلك الكمال كمال الجلء والستجلء ومعلوم أن
ن كمال الجلء هو كمال الكمالين المذكورين هيهنا غير ما ذكر قبيل هذا بقوله أ ّ
ن هذا في الحضرة العلمية وفي العيان ظهور الحقّ بالنسان الكامل الخ فإ ّ
الثابتة في غيب هويته بمقتضى استجماعه بأحدية ذاته لجميع الكمالت وذلك
في الحضرة العينية والعيان الموجودة.
"...فمر ذلك التجلي في عوده على جميع
التعينات"
][254
"العلمية فمخضها بتلك الحركة القدسية الشوقية"
"فانتشت بتلك المخضة البواعث العشقّية من جميع
الحقائق" _ص _48
قوله :فانتشت بتلك المخضة ،أي البواعث العشقّية من الحقائق والعيان
ن الظهور التابع الثابتة تابعة للباعث الحبي ال ّ
ذاتي في الحضرة الغيبية كما أ ّ
لتلك البواعث تابع لظهوره تعالى شأنه فتكون العيان محبوبا ً بالعرض ومقضي ّا ً
بالعرض وظاهرا ً بالعرض وذاته تعالى جده محبوب ومراده وظاهر بالذات.
ل" "قال الشيخ في النصوص أن للحق كمال ً ذاتي ّا ً وكما ً
"أسمائي ّا ً يتوقف ظهوره على إيجاد العالم والكمالن
معا"
"من حيث تعين الحق في تعقل الحاكم بهما أسمائيان إذا
الحكم"
ً
ن له كمال ً ذاتي ّا يستدعي تعقل ذات الحق "عليه بأ ّ
بعناه_ "...ص _49
ن مقام حتى أن كلمة هو المشار به إلى غيب الهوية من السماء الذاتية فإ ّ
ذات ل إشارة إليه أصل ً فل اسم ول رسم ول إشارة فكّلما تعقل عاقل أو ال ّ
أشار إليه مشير فهو تعين من تعيناته واسم من أسمائه ومظهر من مظاهره
فهو هو وهو غيره.
"بل قد يظهر بها في بعض المراتب وصف
الكملية"
"ومن جملتها معرفة أن هذا شأنه"
_ص _49
ما على وجه استهلك قوله :الكملّية ،أي في مقام الظهور على بعض الوجوه وأ ّ
الكل كما هو شأن كل موجود ومظهر بالّنسبة إلى الظاهر فليست الكملية
ظهورية أيضا ً بل على وجه أحدية جمعه للكل وأخذ كل النواصي بمقام أحديته ال ّ
ل موجود ليس التفوه بالكملية الظهورّية في محله. وربطه الخاص مع ك ّ
"توضيحه أن صاحب كمال الحيطة واستيعاب
الوجوه"
][256
"للوجود لو لم بوصف مظهر من مظاهره كان"
"قادحا ً في سعة إحاطته وكان الوصف له كمال ً غير"
ن الموصوفّية به لكونه من فضائل الكمال"
"أ ّ
"المستوعب غير الموصوفّية ل بذلك الوجه"
_ص _49
ّ
ن نسبة الكمال إلى الظاهر ذاتّية حقيقّية ونسبة التعين والّنقص إليه عرضية فإ ّ
ل منه وإليه _ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من مجازّية وإن كان الك ّ
سيئة فمن نفسك_ وإن كان الكل من عند الله.
"الول إن كل متعين من حيث دللته على من
تعين"
"بتعينه عينه وإن كان من حيث مفهوم تعينه
غيره" _ص _50
ن المتعين عينه ذاتا ً وكمال ً قوله :مفهوم تعينه ،أي حقيقة التعين والمقصود أ ّ
وغيره تعّينا ً ونقصانا ً وهذا الحكم جار في
][257
السماء وصورها التي هي العيان وفي المظاهر الكونّية عند المحقق.
ذات له "الثالث أن كل اسم من حيث دللته على ال ّ
جميع"
"السماء ومن حيث دللته على المعنى الذي ينفرد به يتميز
عن غيره" _ص _50
ذات فيه فالذات ذات ،أي من حيث ظهور ال ّ قوله :من حيث دللته على ال ّ
ل اسم فكل اسم فيه جميع السماء حقيقة بحقيقة أحدّية جمعه ظاهر في ك ّ
ظهور والبطون فالسم الرحمن ظاهر فيه الرحمة وإن كان الّتمّيز باعتبار ال ّ
فت بالمكاره والّنار حفت باطن فيه الغضب والقّهار بالعكس فالجّنة ح ّ
بالشهوات فكل شيء آية الله اسمه الجامع لدى أولى البصائر ما رأيت شيئا إل ّ
ورأيت الله قبله ومعه أي باسمه الجامع كما عن الصادق عليه السلم.
صةمديين خا ّ "ومنه يعلم ذوق كل شيء في كل شيء وهو للمح ّ
كما مّر" _ص _50
مة وسط وهذا سر الختمّية فإن لهم البرزخية الكبرى وهم أ ّ
][258
أي تمام دائرة الوجود وختم سير النور في الغيب والشهود.
ن
"وعلى هذا بني الشيخ الكبير في الفصوص أ ّ
المصطفين"
"الذين أورثوا كتاب الجمع والوجود ثلثة"....
_ص _50
ص الّنوحي حيث قال ول تزد الظالمين لنفسهم قوله :في الفصوص ،في الف ّ
سابق المصطفين الذين أورثوا الكتاب فهم أّول الثلثة فقدمه على المقتصد وال ّ
إل ّ ضلل ً إل ّ حيرة انتهى أشار إلى قوله تعالى ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا
من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات وفسر
القيصري الظالم بالفاني في الذات والمقتصد بالفاني في الصفات والسابق
بالخيرات بالفاني بالفعال.
ن مظهر السم" "الوجه الثالث أن من عرفها عرف أ ّ
"الجامع كالنسان الكامل من القطب وغيره يجوز أن"
][259
"يظهر فيه الكمالت اللهية لكن غير القسم الول من"
"القسام الثلثة المذكورة في تفسير الفاتحة أعني غير ما
يختص"
"بجانب الحق تعالى كوجوب الوجود والزلّية والحاطة"...
_ص _51
قوله :غير القسم الول إلى قوله :غير ما يختص بجانب الحقّ تعالى ،أقول
موعندنا أن وجوب الوجود وما بعده كلها ثابتة للنسان الكامل والمظهر الت ّ
والفرق بينها وبين ما ثبت لله تعالى في مقام أحدية الذات هو الفرق بين
ظاهر والمظهر وبين الغيب والشهادة وبين الجمع والفرق فجميع السماء ال ّ
م والسم المستأثر في اللهية ذاتّية كانت أو غيرها ظاهرة في المظهر الت ّ
ما السماء الذاتية حتى الحقيقة ليس من السماء فل ظهور له ول مظهر وأ ّ
صرفة والغيب الحدي فلها ظهور بمعنى آخر بل لها ظهور في ك ّ
ل الهوية ال ّ
موجود بمعنى غيبي أحدي
][260
سري ل يعرفه إل ّ الله أل ترى قوله تعالى ما من دابة إل ّ هو آخذ بناصيتها إ ّ
ن
ربي على صراط مستقيم فهذا هو الوجه الخاص بل واسطة اسم من السماء
أو مظهر من المظاهر.
"تأنيسه قولهم الحقيقة ليست من حيث هي واحدة"
"ول كثيرة ول شيئا ً من المتقابلت"
_ص _51
ن قياس ظهور الحقيقة اللهية في قوله :تأنيسه قولهم الحقيقة الخ ،ول يخفى أ ّ
طبيعي مع الفراد مع الفارق إل ّ بعض العتبارات المظاهر الخلقّية على ال ّ
البعيدة كما هو ال ّ
ظاهر عند أولي البصائر.
م إلى الكامل" ن ذلك القاصر إذا ض ّ "بل التحقيق أ ّ
"الخر اقتضى وصفا ً فوق الكمال ل نقصانا ً ومذمة"
_ص _51
م شيء إلى نض ّن ذلك الخ ،هذا التحقيق ليس بشيء فإ ّ قوله :بل التحقيق أ ّ
شيء ل يفيد شيئية أخرى مقتضية لمر من المور كما هو المحقق في
][261
ن الحقيقة الل ّ بشرطية ال ّ
طبيعّية مع أّنها في حد ن التأنيس حاصل بأ ّ محله ولك ّ
ذاتها ليست بناقصةٍ ول كاملة مّتصفة بهما وتظهر مع كل منهما فالحقيقة
دسة اللهّية مع ظهورها وتجّليها في كل المرائي الوجودّية في عالم الغيب المق ّ
دسة عن كل التعينات منّزهة عن كل القصورات مع كل شيء ل والشهود مق ّ
بالمداخلة وغير كل شيء ل بالمزايلة.
ن موجودّيته بالوجود"ما الثالث وهو الموجود فل ّ "وأ ّ
ما صفة الموجود كما هو الّنظر "الذي هو غيره لّنه أ ّ
القاصر"
"لهل الظاهر أو الموجود صفة الوجود كما هو"
"ذوق التحقيق وكل ما موجوديته بالغير ل يكون واجب الوجود"
_ص _52
ن الوجود قائم بذاته ومفهوم الموجودّية المصدرّية قوله :صفة الوجود ،ل ّ
منتزعة منه وإل ّ بحسب حاقّ الواقع ومتن كبد
][262
العيان فالموجود والوجود شيء واحد ل اختلف بينهما أصل.
"...ونسبة الضرب إلى الضارب يسمى ضاربّية
والى"
"المضروب يسمى مضروبّية وكل منهما يسمى حاصل"
"المصدر ل مصدرا فالموجودية منتسبة بالوجود بالمعنى
الول"
ضرب وهي الحاصلة "وحاصلة منه كالمضروبية بال ّ
للمخلوقات_ "...ص _53
لقوله :وهي الحاصلة للمخلوقات ،هذا شبيه مذهب ذوق المتأهلين أو عينه ولع ّ
دواني أخذ مذهبه منهم أي من أهل الذوق والعرفان أو طابق ذوقه المحقق ال ّ
ذوقهم.
"...بل إذا نسب إلى جميع الوجودات الخارجّية يلزم
عدم"
"الوجود له في ذاته وحصوله بمخلوقه تأثير المعدوم في
الوجودات" _ص _53
ما إذا فرض أّنه لزمه فل يلزم هذا ن الوجود الزائد مخلوقه وأ ّ إذا فرض أ ّ
المحذور بل محذور آخر.
][263
"فإن قلت كل منهما واجب بمعنى آخر فالمهّية"
"واجبة لذاتها أي لنفسها والوجود واجب لذاته"
"وهي المهّية لقتضائها إياه" _ص
_53
ذات لّنه مقتضى ذات ما هو واجب الوجود بال ّ قوله :لذاته ،أي لذات الوجود وإن ّ
ذاتي بل بالغير كما هو معلوم. ن هذا ليس الوجوب ال ّ المهّية والجواب أ ّ
ن الوجود المطلق موجود لصدق" "البرهان الّرابع أ ّ
ما بصحة حمل الشيء على نفسه وإن" "قولنا الوجود موجود أ ّ
"كان غير مفيد أو بالذات لن المهّيات غير مجعولة أو بالضرورة"
"لمتناع سلب الشيء عن نفسه من حيث أخذه ذهنًا"
"أو خارجا ً أو مطلقًا" _ص _54
ن هذاقوله :البرهان الّرابع أن الوجود المطلق الخ ،ل يخفى أ ّ
][264
ل على ما هو بصدده من إثبات كون الحق وجودا ً مطلقا ً والغلط البرهان ل يد ّ
ش من اشتباه المفهوم بالمصداق والحمل الولى بالشائع وكيف كان فما فيه نا ٍ
ل دليل على قق الطوسي من كون مهّيته تعالى عين وجوده أد ّ نقل عن المح ّ
ن سلب المهّية عنه تعالى سلب كافة التعينات والّتقيدات وإثبات المطلوب فإ ّ
إحاطته على قاطبة الوجودات والموجودات ووجدانه لجميع الكمالت ومطلق
الوجود وهو الذي في السماء إله وفي الرض إله ولو دليتم بحبل الرض
السفلى لهبطتم _لهبط خ ل_ على الله.
ن الوجود المطلق لو لم يكن موجودا ً "البرهان الخامس أ ّ
كان"
"معدوما ً وإل ّ كذب أجلى البديهّيات فارتفع الّثقة عن
العمليات_ "...ص _55
سقوط والشتباه فيه ناش قوله :البرهان الخامس الخ ،هذا البرهان في غاية ال ّ
من أخذ مطلق الوجود مكان الوجود المطلق والمقصود
][265
إثبات الثاني للحقّ ل الّول فإّنه ليس محل البحث هيهنا فتدبر.
ن ارتفاع الحقيقة الكلية التي هي ذات "إ ّ
الفراد"
مها عين ارتفاع الفراد التي من جملتها وجود
"ومقو ّ
الواجب" _ص _55
ن ارتفاع الحقيقة الكلّية ،ليس نسبة مفهوم الوجود إلى ما صدق عليه قوله :إ ّ
ما حقيقة الوجود نسبة الحقيقة الكلّية إلى أفرادها والمهّية على مصادقيها وأ ّ
التي هي عين الحق فهي ليست بمهّية كلّية صادقة على الفراد وهذا أمر
قق في محله فمن أراد الطلع عليه شارح وأترابه وقد ح ّ مشتبه على ال ّ
فليراجع كتب صدر المتأهلين قدس الله نفسه الزكية.
ن المطلق ل تحقق له إل ّ في" "الشبهة الولى أ ّ
ذهن والواجب من يجب وجوده في الخارج" "ال ّ
_ص _56
سقوط قوله :الشبهة الولى الخ ،هذه الشبهة وجوابها في غاية ال ّ
][266
ذهني بالحقيقة الخارجّية شبهة فلنها ناشية من اشتباه المفهوم ال ّ ما ال ّ
أ ّ
صريح الخارجي ذي نحن بصدد إثباته للحق تعالى هو عين الوجود ال ّ فالطلق ال ّ
الذي ل تعين له ول ماهّية بل هو نور محض وحقيقة خالصة ل سبيل للبطلن
ما الطلق المفهومي إليه ول طريق للبوار الذي هو التعّين أو اللزم له إليه وأ ّ
وه به وبهذا يظهر سقوط ل وليس أحد يتف ّ فهو خارج عن حقيقة الحق عند الك ّ
الجواب أيضا ً فإن الحق في الجواب ما عرفت وهول يبتني على وجود الطبيعي
قة اللهية الطلقية مع مفهوم الوجود المطلق نسبة وليس نسبة الحقيقة الح ّ
المهّية مع أفرادها كما هو أظهر من أن يخفى على أولى النهى.
"أن الحقّ وجود الكلي الطبيعي في الخارج لوجود أحد قسميه وهو
المخلوط" _ص _56
قوله :لوجود أحد قسميه وهو المخلوط ،إثبات وجود الطبيعي بوجود المخلوط
نظاهر الفساد وإن أصّر عليه بعض المحققين من أهل النظر في كتبه فإ ّ
تقسيم
][267
المهّية إلى القسام الثلثة من العتبارات العقلّية التي ل وجود لها على
التحقيق فالمخلوط ل وجود له البّتة وإن كان الطبيعي له وجود والطريق
الصحيح لثباته هو من طريق حمل الطبيعي على الفراد الخارجية والحمل
ما وجودا ً فهو المدعي وللمقام تفصيل ما مفهوما ً فليس وأ ّيقتضي التحاد أ ّ
وتحقيق ليس مجال ذكره والله العالم.
ذات ن الحق أن ال ّ "وجملة الكلم فيه أ ّ
المطلق"
ما أن يتوقف على تحقق صفاتها وأحوالها
"إ ّ
المشخصة"
"بدون عكسه أو بالعكس كذلك"....
_ص _56
قوله :وجملة الكلم ،لول هذه الجملة التي زعم أّنها تحقيق لكان صدر كلمه
موافقا ً للتحقيق ولكّنه على زعمي أخذ صدر كلمه من غيره كالقونوي وأترابه
طلع على حقيقته وبالجملة ففي قوله والثاني ولم ي ّ
][268
ن الكلّية التي سلبها متحاشيا ً يقتضي أن يتعّين المهّية قبلها الخ نظر واضح فإ ّ
إن كانت المفهومّية فالحق سلبها وإن كانت بمعنى سعة الوجود وإحاطته كما
ن في كلم هذا في تعبير كثير من أهل المعرفة فل يكون تاليا ً لما ذكر والحقّ أ ّ
الشارح القاضي في كثير من المواضع اغلط غريبة ومن لم يجعل الله له نورا ً
فماله من نور.
"وهذه النسبة هي السارية فيما بين الهيولي والصورة
والجوهر"
"والعرض في الشخص فإّنها سّر سريان وجود الحق في
المظاهر_ "....ص _57
قوله :فإّنها سر سريان وجود الحق الخ ،هذا وأمثاله من لوازم المهّية والنقص
متها منه ومن أثر ظهوره في ن الكمالت بر ّ وليس من أسرار سريان الحق فإ ّ
ما النواقص فمن نفس المهّيات فهو تعالى نور السماوات والرض الخلق وأ ّ
ما الظلمات اللزمة للتعينات فمن الكلمة الخبيثة وأ ّ
][269
وإن قلنا بأن الكل من عند الله فهو بنحو العرضّية واللزمية كما هو ظاهر.
"الشبهة الثالثة لو كان الوجود المطلق واجبًا"
"لكان كل وجود واجبا ً حتى وجود القاذورات"
"والخنازير والحّيات تعالى الله عما ل يليق به"
_ص _57
قوله :الشبهة الثالثة الخ ،هذه الشبهة كأمثالها أيضا ً واهية ساقطة ناشية من
عدم الفرق بين الوجود المطلق أي الغير المتعين المجّرد عن كاّفة المهّيات
والتعّلقات وبين مطلق الوجود المحكوم في كل وجود بحكمه ول يحتاج إلى
شارح التي هي منظور فيها في نفسها وإن شئت بلسان أهل تحقيقات ال ّ
ش من التعّينات ً
ن الوجود مطلقا كمال وجمال والّنقص نا ٍ المعرفة فقل أ ّ
والمهّيات ل أصل الوجود وهذا أيضا ً غير مربوط بما نحن بصدده من إثبات
الوجود المطلق للباري جل
][270
ن ظهوره في مجالي النوار كمال ونور وهو نور السماوات ذكره بل راجع إلى أ ّ
والرض.
ن الوجود ليس بموجود كما" شبهة الرابعة أ ّ "ال ّ
سواد ليس بأسود" ن الكتابة ليست بكاتب وال ّ "أ ّ
"حتى قيل مبدأ المحمول من أفراد نقيضه"....
_ص _57
ن
شبهة غير مرتبطة بما نحن بصدده من أ ّ شبهة الّرابعة الخ ،هذه ال ّقوله :ال ّ
الحقّ وجود مطلق بل راجعة إلى أصل تحقق الوجود ففي الحقيقة هذه
المرحلة قبل المرحلة التي الن الكلم فيها تدبر.
ن الوجود المطلق ينقسم إلى الواجب "الشبهة الخامسة أ ّ
والممكن"
"والقديم والحادث والمنقسم إلى شيء وغيره ل يكون عينه
فضل ً عن"
"أن يكون المنقسم إلى الممكن واجبا ً وإلى الحادث
قديمًا" _ص _58
هذه الشبهة أيضا ً من باب اشتباه الوجود المطلق مع مطلق الوجود
][271
ب ليس إل ّ ومطلق الوجود مفهوم عام بديهي للحقائق فالوجود المطلق واج ٌ
الوجودّية وصادق عليها صدقا ً عرضي ًّا.
سابعة أّنه مقول على الموجدات" "الشبهة ال ّ
"بالتشكيك فإّنه في العلة أقوى وأقدم وأولى منه
في"
"المعلول ويمتنع أن يكون الواجب مقول ً على غيره
بالتشكيك_ "...ص _59
قوله :الشبهة السابعة ،هذه الشبهة أيضا ً غير مرتبط بما نحن بصدده كما ل
ن الوجود في يخفى إل ّ أّنه لزمه كأمثاله بل هي شبهة في مقابل من يقول أ ّ
صن الّتشكيك الخا ّ كل موجود عين في الخارج والجواب عنها كما في محّله أ ّ
الذي يكون ما به الشتراك فيه عين ما به المتياز ل يقتضي الّزيادة بأن يكون
للحقيقة عرض عريض فلها مراتب كاملة وناقصة والكمال عين الحقيقة
والّنقص خارج عنها والهوّيات بسيطة فراجع إلى مكانه كالسفار وغيره.
][272
"الشبهة الثامنة اشتراك الوجود معنوي ّا ً
بين"
"الواجب والممكنات قد ثبت بالبرهان"....
_ص _59
ن الشتراك المعنوي الذي هو روح وحدة الوجود ل ينافي أن والجواب عنها أ ّ
يكون للوجود مراتب بل كون الحقيقة ذات المراتب يؤكد الوحدة الحقيقّية ول
ن هذه الشبهة أيضا ً غير مربوطة بما نحن فيه. يخفى أ ّ
ن دليلهم في إثبات زيادة "الشبهة التاسعة أ ّ
الوجود"
ك في وجودها "على المهّية باّنا نعقلها ونش ّ
فالمعقول غير"
"غير المعقول جار في وجود الوجود فثبت بذلك أّنه
ليس عينه"
م
"الشبهة العاشرة أن مفهوم الوجود وهو الكون العا ّ
معلوم لكل"
"أحد حتى قيل ببداهته وحقيقة الواجب معلومة فل يكون
هو أّياها"
هاتان الشبهتان كبعض الشبهات السابقة غير راجعة إلى ما نحن فيه
][273
ن الوجود إذا كان عين المهّية في الواجب فلزمه أن يكون ابتداء بل باعتبار أ ّ
وجودا ً مطلقا ً فنفي العينّية يلزم نفي الطلق.
م أحد من م أفاد أّنه متى ش ّ"...والتحقيق الت ّ
معرفتها"
"رائحة فذلك بعد فناء رسمه وانمحاء حكمه
وتعّينه"
"واسمه واستهلكه تحت سطوات أنوار
الحق_ "...ص _59
م الخ ،وهذا هو المشاهدة الحضورّية الحاصلة للولياء قوله :والتحقيق الت ّ
ل من كل عرفان مل بعد الرياضات المعنوية وهي أعلى وأج ّ والعرفاء الك ّ
ن الكتناه بقدم الفكر وهو غير معقول في الوجود وفيما يجوز هو واكتناه فإ ّ
أيضا ً علم ناقص حاصل من الفكر الذي هو ترتيب أمور لتحصيل آخر فهو في
شهودي الحقيقة مثار الكثرة والغيرّية والغير ل يعرف الغير بخلف العلم ال ّ
والمعرفة الحضورّية فإّنه مثار الوحدة
][274
والهوهوّية ونفي الغيرّية حتى رسوم التعينات الماهوّية.
كويدم إنا إليه بس عدم كردم جون أرغنون
راجعون
"فل يعزب عن علمه مثقال ذّرة في الرض ول في
السماء"
"فعلمه بالكلي كلي وبالجزئي جزئي وبكل شيء على ما هو
عليه"
"حتى بنفسه وعلمه بنفسه عين علمه بجميع
المعلومات" _ص _60
قوله :وبالجزئي جزئي ،بل علمه بالكّلي والجزئي والمحيط والمحاط والعقل
دم فهو تعالى ت واحد بل اختلف وحيثّية ول تق ّ والهيولي كلي محيط على نع ٍ
يعلم الجزئّيات على نعت الحاطة والكلية والتقييد والجزئية من ناحية المعلوم
ذاتي وهو واضح ول في العلم ل العالم وليس علمه تابعا ً للمعلوم إل ّ في العلم ال ّ
دم على ظهوري الفعلي وذلك لن الفيض الشراقي والوجود المنبسط مق ّ ال ّ
المهّيات والتعينات كما هو مبرهن في محّله ومعلوم عند أهله.
][275
ل شيء " "الفصل السادس ولّنه لطلقه وسع ك ّ
ح سّر القدر " "رحمة وعلما ً فل يمكن وقوع ما يخالفه وص ّ
ح تبعّية الرادة لعلمه كما تبعته القدرة باظهار" "وص ّ
" ما عّينته الرادة وبمقارعتهما يظهر الكلم_ "...ص _61
ظهوري في قوله :وبمقارعتهما يظهر الكلم "الخ" ،وهذا هو الكلم الفعلي ال ّ
ذاتي النفسي فهو إظهار ما في مقام الفيض والتجّلي الفعلي وأ ّ
ما الكلم ال ّ
ذاتيب ال ّ
ذاتي العلمي والح ّ غيب ذاته السمائّية ومقام الواحدّية الّتابع للتجّلي ال ّ
شهودي هو تعالى متكّلم ذوق ال ّ ذاتية بل على التحقيق العرفاني وال ّ والرادة ال ّ
في مقام الحدية وتكّلمه الفيض القدس والتجّلي العلى الرفع والمخاطب به
صفات ثانيا ً ومتكلم في السماء الذاتية أوّل ً وحضرة الواحدّية والسماء وال ّ
مقام الواحدية وتكلمه
][276
ظاهرة والمخاطب به العيان الثابتة عين التجّلي بمقام اسم الله بوجهته ال ّ
النسان الكامل أوّل ً والبقّية تبعا ً له وقد بسطنا الكلم بما ل مزيد عليه في
الّرسالة الموسومة بمصباح الهداية إلى حقيقة الّرسالة والولية.
دة له غيردة ول م ّ "والبداع والختراع لما ل ما ّ
ن"أ ّ
" والبداع يناسب القدرة والختراع يناسب
الحكمة "
دة والحداث لما له
دة بل م ّ
" ثم الّتكوين لما له ما ّ
هما هذا "
"عند أهل النظر وفي طور التحقيق التكوين
شامل للكل " _ص _61
وهم
ن إيجاده تعالى منّزه عن كل ما يت ّ ن البداع شامل للك ّ
ل فإ ّ بل التحقيق أ ّ
دة وغير ذلك من سمة المخلوقين وهذه المور من ناحية دة والم ّ
من الما ّ
دس عن كل تكوين وتدريج فالعالم المخلوق ل الخالق فإيجاده بالفيض المق ّ
ضه وقضيضه مبدع وإن أطلق على بعضه الخلق مثل ً فباعتبار الجنبة بق ّ
الخلفية فتدبر.
][277
" المرتبة الثالثة اعتبارها من حيث الحكام ال ّ
لحقة "
"التي هي على نوعين نوع من الحكام يتعقل في
الوحدة وظهوره "
"موقوف على شرط أو شروط مع اشتمال الوحدة عليها
بالقوة _ "...ص _62
قوله :وظهوره موقوف على شرط "الخ " ،كسريان حقيقة الوجود التي هي
قة الحقيقّية فإّنه من أحكام حقيقة الوحدة لكنه يحتاج إلى المجالي الوحدة الح ّ
والمرائي أي بحسب الظهور بنعت الكثرة.
ن الفعل الوحداني " "وثمة صنف أعلى وذوقهم أ ّ
"اللهي المطلق عن الوصف في الصل تعينه بالتأثير "
"والتأثر التكّيفي إّنما يكون بحسب المراتب التي
يحصل منها "
"جملة من أحكام الوجوب والمكان في قابل لهما "
_ص _62
ن الصنف الّول نسب الّنفع والضّرقوله :صنف أعلى وذوقهم ،فإ ّ
][278
ضر إلى جهةدات وهذا الصنف نسب الّنفع إلى جهة الوجوب وال ّإلى المع ّ
المكان ولسان هذا قوله تعالى ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من
سيئة فمن نفسك والصنف الثالث هم الذين نسبوا الك ّ
ل إلى الله ولسانهم قل
ل من عند الله وقوله تعالى وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وإن كان في ك ّ
هذا المقام مقامات ومراتب ليس المقام محل بسطه.
ما النسبّية
"وأ ّ ...
وهي وحدة الّنسب والحكام "
"ولكن بنسبتها إلى ال ّ
ذات ل باعتبار
مفهوماتها _ "...ص _63
ما حقائقها فواحدة
صفات وأ ّ
فإّنها كثيرة في مقام الواحدية وحضرة السماء وال ّ
قة حقيقّية منّزهة عن الكثرات وأحكامها.
وحدة ح ّ
"...فالحدية سقوط كاّفة العتبارات والواحدية "
ذات _"...ص _63 "تعلقها _ تعقلها خ ل _ في ظهور ال ّ
][279
صفات ذات من حيث هي فل يعتبر فيها الحدّية ول الواحدّية ول سائر ال ّ ما ال ّ
وأ ّ
ن فيها الحقيقة إسقاط كاّفة التعينات والعتبارات راجعة إليها ل إلى الحدّية فإ ّ
اعتبار السماء الذاتية بنحو كما مر في صدر الكتاب.
دد فاقله " "واضبط ما ذكروا فى إثبات الوحدة أّنه لو تع ّ
ما أن يقدر أحدهما على خلف مراد الخر "اثنان فإ ّ
ونقيضه "
" أم ل الثاني عجز عن الغير في محل المكان وينافيه
اللوهية "
"بخلفه عن الجمع بين النقيضين فإّنه عجز لنبو"
ل في نفسه وعدم المكان "_ص _64 المح ّ
ذاتّية وهذا في الحقيقة ليس عجزا ً بل الجمع بين النقيضين من الممتنعات ال ّ
الغير القابلة للوجود ول ينافي عموم القدرة وسريان الفيض كما ل يخفى.
][280
"كل ما يشهده من الكوان بعقل أو خيال أو
س"ح ّ
"غير ما يدركه من الحقائق المجّردة في
حضرة "
" غيبها بالكشف أما ألوان أو أضواء أو
سطوح_ "....ص _65_64
ذوقية ما المشاهدة الحضورّية والمكاشفة ال ّ قوله :في حضرة غيبها بالكشف ،أ ّ
ذوقفليست من الكتناه في شيء فإن الكتناه بقدم الفكر وهي ببراق ال ّ
والعشق ،والفكر ترتيب أمور معلومة لتحصيل أمر مجهول فما ل جنس له ول
ب والعلم هو الحجاب الكبر فصل ول حد ّ له فل برهان عليه فالفكر حجا ٌ
والمشاهدة حضور وتدل وتعلق وربط ورفض قاطبة الّتعينات كما أفصح عنه
ي العصر روحي م دنا فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى وقول ول ّ قوله تعالى ث ّ
له الفداء على ما نقل عنه في بعض الدعية أنر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك
حتى تخرق أبصارنا القلوب حجب
][281
النور فتصل إلى معدن العظمة وتصير أرواحنا معلقة بعز قدسك فالمعرفة
ي عنه وهذا أحد وجوه الجمع مرغوب فيها ومأمور بها والفكر مرغوب عنه ومنه ّ
بين الخبار المرة بالمعرفة والّناهية عن الفكر في ذات الله فافهم واغتنم.
ن الحق المتجلي آلة" "....حيث يظهر لدى الفتح أ ّ
"لدراك العبد المتجلي له فبي يسمع وبي يبصر" _
_66
ن العبد إذا صار فانيا ً في الحق يصير الح ّ
ق ن الحقّ المتجّلي آلة الخ ،فإ ّ قوله :أ ّ
سمعه وبصره ويده ليس للعبد سمع ول بصر وهذا هو قرب النوافل الحاصل
ي
سالك المجذوب المشار إليه في الحديث القدسي بقوله :وإّنه ليتقّرب إل ّ لل ّ
بالّنافلة حتى أحّبه.
وإذا صار العبد باقيا ً ببقاء الله عند شمول توفيق الله يصير العبد سمع
][282
ن مقامه عند الّرجوع إلى الحقّ وبصره والله تعالى يسمع به ويبصر به فإ ّ
ظاهرة وهذا هو قرب الفرائض الحاصل للمجذوب مملكته مقام مشّية الله ال ّ
سالك المشار إليه في قوله عليه السلم رضا الله رضانا أهل البيت وقوله ال ّ
عليه السلم أنا يد الله وعين الله وغير ذلك من الّتعبيرات وأشار المولوي
المثنوي إلى المقام الّول بقوله" :أز عبادت مي توان الله شد" وإلى المقام
الثاني بقوله" :ني توان موسى كليم الله شد"
ل حال يكون ذلك الدراك والشهود والتجّلي" "...فعلى ك ّ
"من حيث تعّينه ومشّيته وعلمه القدس بذاته تعالى"
"من حيث واحدّيتها ل من حيث إطلقها وأحديتها"
_ص _66
حكم الكثرة باقيا ً والفناء ن في كل المقامين يكون ُ قوله :من حيث واحدّيتها ،فإ ّ
ما التجّلي من حيث ما ً وليس فناء عن الفناء وأ ّ ليس تا ّ
][283
صحو الطلق والحدية فيفنى كل التعينات ول يبقى إشارة واسم إل ّ عند ال ّ
صحو بقوله :لي مع الحاصل بعد المحو وهذا هو مقام أو أدنى المشار إليه بعد ال ّ
مل في بعض الله حالة أو وقت الخ وهذا التجّلي بالطلق والحدّية يحصل للك ّ
ل الحالت وللّناس كّلهم عند القيامة الكبرى. سلوك وللختم في ك ّ الحالت ال ّ
ن الّنور ل يدرك ويدرك" "...لما تقرر في الفكوك أ ّ
"به والظلمة عكسة تدرك ول يدرك بها والضياء"
"الحاصل من اختلطهما يدرك ويدرك به" __66
قوله :لما تقرر في الفكوك ،عبارة الفكوك هكذا :وإذ قد نّبهتك على شأن الّنور
ن
ظلمة ل تدرك ول يدرك بها وأ ّ ن ال ّالحقيقي وإّنه يدرك به وهو ل يدرك فاعلم أ ّ
ضياء يدرك ويدرك به انتهى ومعلوم ال ّ
][284
ن ما ذكره شارح أو فهم من عبارته ونقل بالمعنى مع أ ّ إّنه غيرها ما نقله ال ّ
ن الظلمة عدم محض وهو غير مدرك أصل ً نعم وقع نظير شارح غير صحيح فإ ّ ال ّ
شارح قال شارح في عبارة الشيخ الكبير في تفسيره على ما حكاه ال ّ ما ذكره ال ّ
ما ما امتاز به الحقّ عن الخلق فله مرتبة الغيب والّنور في ذيل كلم منه إ ّ
ما للحضرة الكيائّية فالظلمة المحض ومن شأنه أن يدرك به ول يدرك ثم قال وأ ّ
المنبّهة على مرتبة المكان والعدم المعقول ومن شأنها أن تدرك ول يدرك بها
ما البرزخ المنعوت بالضياء المسمى بالعماء فمن شأنه أن يدرك م قال وأ ّ ث ّ
ن المقصود من عبارة وُيدرك به انتهى كلمه ويمكن الفرق بين العبارتين بأ ّ
ظلمة ومن عبارة الشيخ هو ظلمة المكان ل محضها كما الفكوك هو محض ال ّ
هو صريح عبارته فل تغفل.
][285
ن وجود الواجب متعين في العقل" "السؤال الثاني أ ّ
ن حقيقته مجهولة والمعلوم "واتفق جميع العقلء أ ّ
غير"
"المجهول وكونه معلوما ً من وجه ومجهول ً من وجه
يقتضي"
قل جهتين مختلفتين فيه وهو واحد من جميع "تع ّ
الوجوه"
"وذلك أن المجهول حقيقته والمعلوم نسبته المسمى
بالكون"
ور والثاني تصديق ول يلزم" "والموجودّية والول تص ّ
"من معلومية حصول الوجود معلومية كنه الوجود"
ور كنه الطراف" _ص ن الّتصديق ل يقتضي تص ّ "ل ّ
_68
ن المجهول الخ ،وأيضا ً الكتناه والعلم بالحقيقة غير شهود الحقيقة قوله :وذلك أ ّ
ن الّنور مشهود كل أحد وغير معلوم لهم كذلك حقيقة والحضور عنده كما أ ّ
ل أحد بحيث الوجود مشهود كل أحد والحاضر عند ك ّ
][286
ل إدراك وشهوده وعلم ومع ذلك غير مكتنه ول ل يشهد شيء إل ّ به فهو مبدأ ك ّ
معلوم لحد وبهذا يندفع كثير من الشكالت.
ما ممكن أو واجب" "...الول أن الوجود العام إ ّ
"الثاني محال الستحالة صدور الواجب وتعدده
وعلى"
"الول إن اشتمل على مهّية غير الوجود وكان"
"الشتراك بين المهّيات بمجموع الوجود والمهّية
كان"
"المشترك بينها ممكنا ً بمهّيته ووجوده وليس كذلك"
_ص _70
ن الشياء متعددة ممتازة ليست بواحدة أي ممكنا ً واحدا ً ومهّية وليس كذلك فإ ّ
ومشتركة في كل الجهات.
"...وإن لم يشترك المهّية بل الوجود فقط كان الصادر"
"الول من الممكنات هو القلم العلى وإن لم يشتمل"
][287
ً
"على مهّية غير الوجود كان واجبا لما مّر من الوجوه"
_ص _70
نقوله :وإن لم يشتمل على مهّية الخ ،والجواب عنه وعن سائر الشبهات أ ّ
الوجود المفاض ليس له مهّية بل هو وجود محض متعّلق بالواجب تعالى وربط
ن
محض وتعلق صرف ومعنى حرفي وبهذا يفرق بينه وبين الواجب تعالى فإ ّ
وم به ذاتا ً صرف الواجب قّيوم بذاته مستقل في هويته والوجود العام المتق ّ
الحتياج ومحض الفاقة.
م من الحقائق اللهّية والمراتب" "قلت الوجود العا ّ
"الكلية السمائية فهو بذاته ذات الواجب كما سيجيء"
قوله :الوجود العام من الحقائق اللهية الخ ،والحق الحقيق بالّتصديق عند
ن الوجود العام ل يمكن أن يشار إليه وأن ذوق العلى أ ّ المشرب الحلى وال ّ
يحكم عليه بحكم ل عين الحقّ ول غيره ل مفيض ول مفاض
][288
ل هو من السماء اللهية ول العيان الكونّية بل كّلما يشار إليه أّنه هو هو غيره
لّنه صرف الّربط محض الّتعلق وكلما كان كذلك فهو معنى حرفي ل يمكن أن
يحكم عليه بشيء أصل ً ولهذا يقتضي ذوق التأّله أن تكون المهّيات مجعولة
ما الوجود فنسبة المجعولية إليه باطلة ومع أنه مشهود ك ّ
ل ومغاضة وظاهرة وأ ّ
أحد ول مشهود إل ّ هو ل يمكن أن يحكم عليه بأّنه مشهود أو موجود أو ظاهرا
صفات وبهذا جمعنا بين القول بأصالة الوجود أو غير ذلك من السماء وال ّ
ن المهّية مجعولة شامخين القائلين بأ ّ ومجعولّية الماهية وبين قول العرفاء ال ّ
وبين قول بعض أرباب المعرفة وبعض أرباب التحقيق القائلين بأن الوجود
مجعول والمهّيات اعتبارّية فافهم واغتنم.
"...ل لنه يجاب كما أجاب في المواقف بأن المجعول
هو"
ن
"الهوّية ول ينافيه عدم مجعولّية الماهّية ل ّ
الهوّية"
][289
ما يتحقق" "ليست إل ّ المهّيات _إلى قوله_لّنا نقول إن ّ
"الجعل باقتران الوجود بتلك المهّيات"...
_ص _72
ن الهوّية يقال لعل مراد صاحب المواقف من جعل الهوّية هو جعل الوجود فإ ّ
شارح إّنما ما قول ال ّ شارح وأ ّ على الوجود المتعّين وحينئذ ٍ ل يرد عليه ما ذكره ال ّ
يتحقق الجعل باقتران الوجود بتلك المهّيات فهو بظاهره سخيف بل هو عبارة
دقيق فالجعل متعلق ما عند المشرب العرفاني ال ّ عن جعل الّتصاف المردود وأ ّ
بالمهّيات ول يرد عليه ما ذكره من الوجود كما أشرنا إليه سابقا وجمعنا بينه
وبين جعل الوجود.
"...فالتجلي الول حضرة أحدية الجمع والوجود وتعينه"
"الول والقابل الول ومقام أو أدنى كناية عنه والتجلي"
من تميز الحقائق والمراتب التي كانت" "الثاني المتض ّ
][290
ظاهر على" "مستهلكة الحكم في حضرة الّتعين المل ال ّ
"مثال الّنفس المنبث الذي هو صورة التجلي الول وظّله"
"الجامع لجملة العتبارات والتعينات يسمى برتبة"
"اللوهية وحضرة قاب قوسين وتعينه تعّينا ً ثانيًا"
_ص "وقابل ً ثانيا ً جامعا ً بين طرف الجمال والوحدة"
_75
ومقام قاب قوسين عبارة عن التعين الثاني والقابل الثاني لهذا التجلي الثاني
ن مقام الّتدلي عبارة عن القابل للفيض الجامع لجميع العتبارات كما أ ّ
المنبسط الظهوري والوجود البسيط الّنوري.
ن هذا التعين الّثاني النفسي من جهة أّنه أصل" مإ ّ "ث ّ
"ظهور التعينات_إلى قوله_وباعتبار البرزخية الحاصلة"
"بين الوحدة والكثرة لشتمالها على هذه الحقائق الكلّية"
][291
"الصلية من حيث صلحّية إضافتها إلى الحق أصالة"
"وإلى الكون تبعية وإنشاء أنواعها وجزئياتها"
_ص صلة يسمى بالحضرة العمائية" "منها مف ّ
_75
قوله :بالحضرة العمائّية ،ونحن بحمد الله قد حققنا الحضرة العمائية وبسطنا
القول فيها في رسالة مصباح الهداية بما ل مزيد عليه وقد حققنا فيها أن
حقيقتها عبارة عن الفيض القدس والتجلي الغيبي الحدي الّول وهو باطن
السم الله العظم من حيث وجهته الغيبية وظاهره حضرة السم الله من حيث
أحدّية جمع السماء اللهّية.
ً ً
"وظني أن التعين الّثاني لكونه برزخا جامعا بين "
"الحدية والواحدّية بل مشتمل ً في طرف الوحدة على "
"قوة نسبة الحدية مع سراية الواحدية وفي طرف "
][292
"الكثرة على نسبة الواحدية مع سراية الحدية
من "
"وجهين كما سبق بيان الكل صح اعتبار العمائية
التي هي "
"عبارة عن البرزخية الجامعة للحقائق اللهّية
والممكنة " _ص _76
ن للحقيقة العمائية والّنفس قوله :وظني أن الّتعين الثاني "الخ" ،والتحقيق أ ّ
الّرحماني حقيقة ورقيقة وباطنا ً وظاهرا ً وعينا ً وشهادة كما المر كذلك في
جميع الحقائق اللهّية والسماء الربوبية فالحقيقة والباطن والغيب منهما عبارة
عن الفيض القدس والتجلي الول ولكّنه باعتبار البرزخية والحدية والجمعّية
ذاتية يقال له نفس يقال له العماء وباعتبار الظهور في الكثرات السمائية ال ّ
شهادة منهما عبارة عن الّتجلي الظهوري الفعلي الرحمن والّرقيقة وال ّ
ظاهر وال ّ
والفيض المقدس والوجود المنبسط إل ّ أنه باعتبار البرزخية يقال له العماء
وباعتبار البسط والظهور في مراتب.
][293
التعينات يقال له الّنفس الرحماني فافهم وكن من الشاكرين ول تكن من
الغافلين
ما السم الله فقيل اسم لمرتبة اللوهية
"وأ ّ
والظاهر "
"أّنه اسم الوجود والتجّلي باعتبار تلك المرتبة
الجامعة " _ص _77
ن السم الله اسم الحدية الجمعية ما السم الله "الخ" ،بل التحقيق أ ّقوله :وأ ّ
السمائية باعتبار وجهة الظهور في عالم السماء والصفات وصورته العين
ن مقام اللوهية مقام ظهور السم الله في العيان الثابتة للنسان الكامل كما أ ّ
ن مرتبة تدلي اللوهّية الكونّية والمظاهر الخلقّية باعتبار أحدّية الجمع كما أ ّ
ن باطن ومرتبة جمع جمعه هو الفيض المقدس الذي هو باطن اللوهّية كما أ ّ
السم الله ومقام غيبه هو الفيض المقدس فمقام اللوهية باطنها وظاهرها
مظهر السم الله بباطنه وظاهره لمحرره السيد روح الله بن السيد مصطفى
الخميني حّرر في قصبة خمين .
][294
متن":فللوجود المطلق اعتباران "
"أحدهما من كونه وجودا ً فحسب وهو
الحق _ "......ص _78
قوله :وهو الحق أيضا ً للّتفهيم وإل ّ فبمجرد الشارة إليه يتنزل من مرتبة الوجود
من حيث هو إلى المرتبة التالية الحدية الغيبّية فضل ً عن توصيفه بأّنه الحق
صر.
فإّنه من السماء الذاتّية فتب ّ
متن "...وأّنه من هذا الوجه كما سبقت الشارة
"
" إليه ل كثرة فيه ول تركيب ول صفة ول
نعت ول "
"اسم ول رسم ول نسبة ول حكم بل وجود
بحت " _ص _78
دسة عن كل حكم وإشارة بعدم الحكم والحكم على تلك الحقيقة المق ّ
كالحكم على المعدوم المطلق بإّنه ل خبر عنه
ن ذلك "
المتن ":وقولنا هو وجود للتفهيم ل أ ّ
][295
"اسم حقيقي له بل اسم عين صفته وصفته عين
ذاته "_ص _79
قوله :بل اسمه عين صفته "الخ" ،كل ما ذكره بعد ذلك ليس شأن المرتبة
دسة عن كل تلك الحكام بل راجعة إلى المرتبة الحدية الجمعية الطلقية المق ّ
والواحدّية الجامعة التي فيها اعتبار السماء والصفات والتميزات والكثرات وإن
ذات ومتحدة معها وأّنها لبساطتها الحقيقية عين كان ك ّ
ل ذلك راجعة إلى ال ّ
الكثرات وكل الشياء وليست بشيء منها.
"قال في الفتوحات ومجموع عدم احتياجه
إلى الغير في "
"الوجود والبقاء واحتياج الغير إليه فيهما هو
معنى اللوهية " __81
اللوهية الفعلّية الظهورّية التي هي مظهر السم الله هي قيوميته تعالى لكل
شيء مطلقا ً ولزمها عدم احتياجه إلى الغير مطلقا ً واحتياج الغير إليه كذلك ل
هم من ظاهر عبارة الشيخ ن حقيقة اللوهية عبارة عن مجموع المرين كما يتو ّ أ ّ
الكبير.
][296
"...فكل شيء فإنه ذلك السر الذي هو
سبب "
"وجوده والمقيم له غير متناه ول متقيد
باسم أو"
"وصف أو مرتبة أو غير ذلك _ "......ص
_83
ن الله تعالى يعلم الجزئيات
قوله :غير متنا ول متقّيد وهذا سر قول المحققين أ ّ
دلوه تبديل.
بالعلم الكلي الشامل الغير المقّيد وما عرفه الّناس حق معرفته وب ّ
"فتلك الحكام والحوال المختصة بكل عين
عين هي "
"المانعة له من معرفة حقيقته بدون اللوازم
فمتى غلب حكم "
"الحقيقة من حقيقتها أحكام لوازمها عرفت
نفسها _ "...ص _83
قوله :فمتى غلب حكم الحقيقة "الخ " وعندي أّنه إذا غلب حكم الحقيقة
واندكت جبال النيات عند ظهور نور اللوهية وتجّلي الكمال الربوبي
][297
وانقهر حكم التعينات ولوازم المكانات عند قهر كبريائه تعالى وبروز أحديته
دكة متعلقة بعز قدسه مضمحلة تحت نور رّبه وذلك عند شهد السالك نفسها من ّ
ً
القيامة الكبرى وهذه التعبيرات أيضا من ضيق المجال وهذا سّر قوله صلى الله
عليه وآله ما حكى اللهم أرني الشياء كما هي وقوله من عرف نفسه عرف
ربه فافهم.
"...وإن توقف بوجه الشرطّية على مظهر قابل
"
" واستعداد له فذلك لتحصيل خصوصية توجه
الجواد "
" المطلق ل لتوقف مطلق الفيض عليه وأن ل
يرد عليه "
"تكوين الغير واللم لم يكن المبدء للكائنات إل ّ
ذلك الغير _ "...ص _86
أي تكوين الغير ل يكون واردا ً عليه تعالى بمعنى أّنه ل يصير موردا ً للتكوين وإل ّ
يكون ذلك الغير مبدء التكوين وذلك واضح.
][298
"...ويكون مستغنيا ً بحقيقته عن كل شيء وأن "
"افتقر في تعينه السمى إلى حقائق الشياء أو
ظهوراتها لكن "
"بالشرطّية ل بالعلّية كما يفتقر إليه كل شيء في
وجوده "
قوله :وإن افتقر في تعينه السمى أقول هذا التعبير وقع في عبارة الشيخ
الكبير في فصوصه أيضا ً وهو تعبير بشيع مع أّنه خلف التحقيق فإّنه تعالى في
ظهوره السمائي بل الفعالي ل يفتقر إلى شيء بل الحقائق في ظهوراتها
دم في التحقيق على التعّين والفيض المنبسط تحتاج إليه تعالى فإن الطلق مق ّ
دم بالوجود على تعيناته بل التعينات موجودة بالعرض والظهور له ومنه وفيهمق ّ
والتجّلي العيني وإن كان في المرائي ولكّنه مقدم عليها وهذا من السرار التي
ل يمكن افشاء حقيقتها والتصريح بها فالعالم خيال في خيال ووهم في وهم
ليس في الدار غيره ديار تأمل تعرف.
][299
ما لغاية قربه ودنوه كما "
ما ذلك الجهل فإ ّ
"...أ ّ
"ل يدرك البصر الهواء ونفس الحدقة والعقل
الستحالت "
ما لفرط عّزته وعلوه كما ل
" المزاجية الجزئية وأ ّ
يدرك "
" البصر وسط قرص الشمس في غاية نورها بل
يتخيل "
"فيه سوادا ً وظلمة مع أّنه منبع النوار _ "......ص
_86
قوله :فإما لغاية قربه "الخ" الترديد بل وجه بل الحقّ تعالى مع أّنه في غاية
القرب حتى يكون أقرب إلى كل شيء منه في غاية العلو والعّزة أين التراب
والرباب فهو تعالى دان في علوه وعال في دنوه فل يدركه العقول والبصار
مع أنه مشهود كل شاهد ومطلوب كل طالب.
ن كمال ك ّ
ل وعاء بامتلئه واكملّيته " "وكما أ ّ
"بما يفيض منه بعد المتلء كذلك الفيض اليجادي
" _ص _87
][300
قوله أكمليته عطف على اسم أن أي الكمال بالمتلء والكملية بالفاضة
"الثامنة ما يرى ويدرك فهو حقّ ظاهر بحسب "
"شأن من شئونه القاضية بتنوعه وتعدده ظاهرا "
_ص _90 " مع كمال أحدّيته في نفسه "
ن الوجود مع كمال أحدّيته تجّلي بشؤونه ال ّ
ذاتّية فظهرت قوله :الثامنة حاصلها أ ّ
التعينات الوجودّية فالتعيّنات مظاهر الشئون اللهية وهي مظاهر الحدّية
الجمعّية فالظاهر حق بتعينات شئونه.
"......وبتجليه الوجودي ظهرت الخفيات وتنّزلت من "
" الغيب إلى الشهادة البركات من حيث أسمائه
الباسط "
"والمبدى وبارتفاع حكم تدليه تخفى وتنعدم "
"الموجودات باسميه القابض والمعيد " _ص
_93
][301
ن الله ل يتجلى في وهذا سّر قول أصحاب المعرفة أن ل تكرار في التجلي وإ ّ
ظاهرة كالرحمن والمبدأ صورة مرتين فهو تعالى دائما ً في التجلي بأسمائه ال ّ
وبأسمائه الباطنة كالمالك والقاهر والمعيد والحقائق دائما ً في الظهور والبطون
فكل يوم هو في شأن من الجمال والظهور والجلل والبطون.
"...فالمنزه عنهما قابل لهما وقبوله لهما بذاته"
"بمعنى أّنه ل بأمر زائد وإن كان حصول أحدهما وهو حكم"
"الطلق بأحديته والخر وهو حكم التقييد بواحدّيته" _ص
_93
قوله :وإن كان حصول أحدهما الخ ،بل الطلق والتقييد والولوية والخرية
والظاهرية والباطنية والغائبية والحاضرّية كّلها بحيثية واحدة بحسب مقام
الجمعية اللهية والبرزخية الكلية
][302
ذاتية التي ليسما مقام الحدية فليس فيه إل ّ اعتبار السماء ال ّ الذاتية وأ ّ
الطلق المضاد ّ للتقييد والباطن المقابل للظاهر منها.
ل مناسبة ثابتة بين طالب ومطلوب رقيقة بينهما هي مجرى "...ولك ّ
حكمها_ "...ص _95
وهذا أيضا ً من الجذبة اللهية في الحضرة السمائية للعين الثابتة للسالك
الموجبة للجذبة الملكية ما أصاب من حسنة فمن الله.
"متن":ومظهر قدرته وآلة حكمته في أفعاله بسّنته"
"ومحل ظهور سر القبض والبسط والبداء والخفاء"
"والغيب والشهادة والكشف والحجاب الصوري النسبي السببي"
"خ ل الذي به يفعل تعالى ما ذكر ل مطلقا هو العرش المجيد"
_ص _96
ما
قوله :وآلة حكمته في أفعاله ،هذا العرش هو العرش في مقام الظهور وأ ّ
ذات ومستوى السلطنة الذاتية هو السم الجامع الحدي عرش مستوى ال ّ
][303
صفات هو العين ن عرش ال ّ وبه يظهر مقام الواحدية والكثرات السمائية كما أ ّ
الثابتة الحدية الحمدية الجمعّية وبه يظهر العيان الثابتة وصور السماء اللهية
والمقام ل يسع بيان كيفية البسط والقبض والبداء والخفاء والكشف والحجاب
في كل واحد من المقامات على ما عندي بفضله الدائم.
ن أصل تأثير الشيء بحسب اقتضائه بناء على" "ل ّ
"أن وجود أحد المتضايفين من حيث هو مضاف ويقتضي"
"وجود الخر كالله للمألوه والرب للمربوب" _ص
_125
ن وجود أحد الخ ،هذا بناء فاسد ومبنى باطل فإن التأثير قوله :بناء على أ ّ
والتأثر بين الحق والخلق والعّلة والمعلول ليس من باب التضايف بل هو إضافة
إشراقّية ونور منبسط وفيض محيط يتقدم
][304
الضافة على المضاف والفيض على المستفيض تقدما بالحقيقة نعم التضايف
بين المفاهيم ككون العّلة مبدأ للتأثير وكون المعلول متأثرا إلى غير ذلك وأ ّ
ما
التناسب بين الظاهر والمظهر فهو أمر غير ما فهمه الجمهور وما أدركه العقول
بل إدراكه كإدراك الظاهر والمظهر ذوقي شهودي برهاني عند أهله وفي محله.
صرف عن القيد والطلق" "...وهو الطلق ال ّ
"والحصر في أمر ثبوتي أو سلبي وهو المكّنى عنه
بالكنز"
"المخفى لكونه أبطن البطون ومشتمل ً على نفائس"
"جواهر السماء التي منها ما يستأثر في مكنون"
__126 "الغيب فل يعلمها إل ّ هو"
قوله :وهو المكّنى عنه بالكنز المخفي ،الكنز المخفي هو مقام
][305
الواحدية والسماء والصفات ومقام جمع الكنوز والكثرات والعلم الذاتي
صرف عن جميع القيود ما مقام الطلق ال ّ بالسماء والصفات ومقام الجمعية وأ ّ
ً
والحصر في أمر ثبوتي أو سلبي فهو غير ذلك بل غير مقام الحدية أيضا بل هو
كينونة مطلقة عن الختفاء والكنزية وغير ذلك من النعوت الجللّية الراجعة إلى
صف بالبطون ول ول أبطن البطون الخفاء والجمالّية الراجعة إلى الكنزية ول يت ّ
ول يشار إليه بأنه مشتمل على نفائس جواهر السماء ل السماء الذاتية في
مقام الحدية ول السماء الصفتية في مقام الواحدية والسم المستأثر راجع
إلى غيب الهوية وأعلى مقام الحدية.
"...أو اعتبر أمر ثالث وهو ظهور الحق من حيث غيبه ثانيا"
م جّرا" "إلى ما قام منه مجلي لجميع تعيناته وثالثا ً ورابعا ً وهل ّ
_ص _127
إذا اعتبر التجليات الظهورية والبطونية والبسيطة والقبضية
][306
ل يوم في شأن فما هو مجلى لجميع تعيناته الظاهرة في كل آن فإّنه تعالى ك ّ
يختفي تحت نور كبريائه ويقبض بتجلياته السماء الباطنة ثم يصير ثانيا ً مجلي
ظاهري ثم الباطني ثم الظاهري وهكذا. للتجلي ال ّ
دعاء من المور الغيبية" "...وأكثر ما يجره ال ّ
ل" ما يكون من هذا القبيل فإن ماعداها ليس إ ّ "إن ّ
"المكتوب الثابت المقسوم في الحضرة العلمية"
_ص _129
دعاء يكون من المور التي لم دعاء ،أي أكثر ما يجره ال ّ قوله :وأكثر ما يجره ال ّ
يتعين في الحضرة الغيبّية الزلية ل المرتبة الّثانية فإنها هي المكتوبة الّثابتة
المقسومة وهذا هو الدعاء على سبيل الحتمال الذي هو أحد القسام الثلثة
ن له على ما ذكر الشيخ في الفصوص ثلثة أقسام أحدها الدعاء على للدعاء فإ ّ
سبيل الستعجال وهذا
][307
دعاء العامة والثاني الدعاء على سبيل الحتمال وهو دعاء الحكماء القائلين بأن
صله الشيخ دعاء شرطا ً في تحقيق بعض المور كما ف ّ من الممكن أن يكون ال ّ
الرئيس وأمثاله في كتبهم وهذا مطابق لما ذكره الشيخ الفرغاني والثالث
الدعاء على سبيل المتثال وهو دعاء العرفان والولياء الذين يشهدون جفاف
القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة وقد ورد عن أهل البيت الوحي أن الدعاء
عبادة في جواب القائل بأنك تقول جف القلم فما معنى الدعاء.
"ثم قال وهذا التجلي الول ما يتضمن الكمال الذي"
"حقيقته حصول ما ينبغي على ما ينبغي وهو قسمان"
"كمال ذاتي هنا يكون في مبدأ الرتبة الثانية حياة"
ذات نفسه من" "يلزمه الغنى الذاتي وهو شهود ال ّ
][308
"حيث وحدته شئونها نزول ً وعروجا ً دنيا ً وآخرة"
صل في مجمل دفعة واحدة كشهود المكاشف في" "شهود مف ّ
"النواة نخل ً وثمارا ً ل يحصى ثم كمال أسمائي هو ظهور"
"الذات لنفسها من حيث تفصيل اعتبارها_ "....ص _129
قوله :كمال ذاتي إلى حياة ،أي الكمال الذاتي باطن الحياة التي تكون مبدأ
الرتبة الثانية فإذا تنزل الكمال الذاتي إلى الرتبة الثانية يتعين أول ً بالحياة
وبعدها بسائر الصفات والسماء.
"...والجامع بينهما ثانيا هي الحقيقة النسانية التي هي"
"باعتبار غلبة حكم الوحدة تسمى بالحقيقة المحمدية
وباعتبار"
"غلبة حكم الّتفصيل والكثرة هي الحضرة العمائية"...
_ص _131
قوله :باعتبار غلبة حكم الوحدة ،وعندي أن الحقيقة المحمدّية صورة السم
][309
ما العماء
الله الجامع لحدية جمع السماء كما أّنها جامعة لحدية جمع العيان وأ ّ
فهي الوجهة الغيبية القدسية للسم الله المنزهة عن كل كثرة وتفصيل.
"ثم اعلم أن لكل من هذه السماء الصلية جهتين"
ل منهما على الباقي مع تحقيق أثر خفي "أحديهما اشتمال ك ّ
من"
"التمايز فاشتماله من أثر الجمعّية البرزخية النسانية
وجمعيتها"
"الحقيقية بين حكم التجلي ووحدته الحقيقية وكثرته النسبية"
"وبين حكم التعين وكثرته الحقيقية ووحدته النسبية"...
_ص _132_131
بل الجمعية البرزخية النسانية وجمعها بين الوحدة والكثرة من أثر الجمعية
البرزخية الكبرى التي هي ثابتة أول ً للسم الله الجامع العظم بحسب احد
اعتباريه وثانيا لصورته التي هي العين الثابتة الجامعة لجميع العيان بنحو
ما اشتماله كل من البرزخية الحقيقية أي عدم غلبة حكم عين على الخرى وأ ّ
السماء الصلية على
][310
الباقي فهو من جهة أخرى هي وحدتها مع الذات واستغراقها في بحر الوجود
فإن اعتبر فنائها واضمحللها مع عدم الحكم والثر لم يبق للتمايز عين ول أثر
مل تعرف وكن من الشاكرين لنعمه تعالى. وإل ّ يبقى أثر خفى له تأ ّ
"...كما ورد في الخبر أن لله ثلثمأة خلق من
تخلق"
ي منها" "بواحد منها دخل الجّنة فقال أبوبكر هل ف ّ
"شيء يا رسول الله قال صلى الله عليه وآله كّلها فيك"
_ص _132
قوله :قال صلى الله عليه وآله كّلها فيك بحكم اضمحلل الكثرات واندكاكها في
الحضرة الحدية وفنائها فيها لدى شهود القيامة الكبرى وبهذا العتبار يكون كل
الصفات في كل موجود ولهذا ورد أّنه تعالى أوحى إلى موسى)ع( أن جيء
بموجود أخس منك فاخذ برجل ميتة كلب ثم تنبه على خطائه فتركه
][311
فأوحى الله تعالى إليه أن لو جئت بها لسقطت من مقامك فافهم ول تغفل.
لمحرره السيد روح الله حررته في قصبة خمين
في السادس والعشرين من الجمادي
الثانية 1355
]]هـ_ق[[
لقد تم الفراغ_والحمد لله_من استنساخ هذا الكتاب القيم في الثامن
من شهر رمضان المبارك سنة 1406هجرية قمرية
على هاجرها آلف التحية والثناء
بخط أقل الطلب
محمد حسن رحيميان