You are on page 1of 18

‫بحث حول النظام الرئاسي‬

‫مقـدمة‬
‫خلل ما قدم من بحوث سابقة ‪،‬عرفنا أن المجتمع الدولي قائم على عدة أنظمة تختلف باختلف‬
‫طبيعة كل مجتمع فقاعدة أي دولة تبنى على أساس نظام معين وهذا الخير اختلف في تعريفه‬
‫عدة فقهاء ‪ ،‬فعرفه الستاذ ستراوس قائل ‪ )) :‬إن النظام هو عبارة عن بناء يقوم على عناصر‬
‫مترابطة بحيث أن أي تغيير في إحداها أو في موضوعها يؤدي حتما إلى تغيير الكل (( ومضمون‬
‫هذه الفكرة أن النظام بتعدد صوره تتعدد أفكاره وهياكله كما هو الحال بالنسبة للنظامين‬
‫البرلماني والرئاسي باعتبار انه يوجد نوع آخر من النظمة أل وهو النظام شبه الرئاسي وعادة‬
‫ما يؤخذ دستور الجمهورية الخامسة لسنة ‪ 1958‬كنموذج لهذا النظام‪.‬‬
‫وفي ظل أهمية هذا النظام نصوغ الشكالية التالية‪:‬‬
‫لماذا اعتمدت فرنسا النظام شبه الرئاسي وما هي مرتكزات هذا النظام؟‬
‫لذا وضعنا عدة تساؤلت لتسهيل فهم الموضوع‬
‫ماذا نعني بنظام شبه رئاسي؟ وما هي خصائصه؟‬
‫وما أسباب ولدة دستور ‪1958‬؟ وما هي مؤسسات النظام شبه رئاسي وتقييماته؟‬
‫الفرضيات ‪ :‬وضعنا فرضيات التية ‪:‬‬
‫نظام شبه رئاسي ‪ :‬هو نظام يجمع بين نظام برلماني ونظام رئاسي ) أي ايجابيات النظامين (‬
‫خصائصه ‪:‬وجود رئيس ووزير أول ‪ ،‬مسؤولية الحكومة أمام البرلمان‪.‬‬
‫أسباب ‪ :‬ظهور الثورة في الجزائر سنة ‪ 1954‬وعدم القدرة في مواجهتها ‪ ،‬صعود ديغول لسلطة‬
‫الحكم‪.‬‬
‫مؤسسات ‪ :‬نعلم انه يوجد مؤسسات حكومية تتمثل في السلطات الثلث ومؤسسات غير حكومية‬
‫تتمثل في الجماعات )أي النخب (‪.‬‬
‫ومن خلل جمعنا للمعلومات قسمنا البحث في فصلين مع اعتمادنا منهج دراسة الحالة والمنهج‬
‫الوصفي للمؤسسات الحكم في فرنسا‪.‬‬

‫الفصل الول ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫المبحث الول ‪ :‬مفهوم النظام الشبه الرئاسي‬
‫‪ -1‬ل يوجد من الناحية النظرية نظام شبه رئاسي لهذه التسمية إنما المقصود به نوع من النظام‬
‫البرلماني أدخلت عليه تعديلت قوت جانب السلطة التنفيذية لسيما توسيع صلحيات رئيس‬
‫الجمهورية باختصاصات أوسع مقارنة بما يتمتع به رئيس الدولة في النظام البرلماني التقليدي ‪.‬‬
‫‪ -2‬النظام شبه الرئاسي ‪ ،‬هو الذي يهيمن فيه رئيس الدولة على السلطة التنفيذية تشاركه في‬
‫ممارستها الوزارة وغالبا ما تكون مسؤولة أمام البرلمان لعتماد النظام مبادئ النظام البرلماني‬
‫‪ -3‬النظام شبه الرئاسي يعتبر من النظمة التي تقوم على دستور يشمل قواعد يتميز بها النظام‬
‫البرلماني وقواعد سائدة في المجتمع فهي نظم قرر في دساتيرها انتخاب رئيس الجمهورية عن‬
‫طريق القتراع العام ويتمتع بسلطات خاصة ووجود وزير أول يسير الحكومة التي يستطيع‬
‫البرلمان إسقاطها‬
‫وهو بتلك يجمع بين النظامين الرئاسي و البرلماني والمثل على هذه النظمة النظام الفرنسي‪،‬‬
‫البرتغالي‪ ،‬اليسلندي‪،‬الفنلندي واليرلندي‪ ،‬غير أن هذا النظام يختلف فيما بينهما مع موقع‬
‫الرئيس الفعلي بحسب تمتعه بالغلبية البرلمانية المر الذي يقوي مكانته آو عدم تمتعه بها ‪ ،‬ل‬
‫يملك الرئيس حيزا من المبادرة‪.‬‬
‫كما يعرف النظام شبه الرئاسي بالنظام المختلط أي هو خليط بين تقنيات النظام البرلماني‬
‫وتقنيات النظام الرئاسي وتتجلى مظاهر الخلط كالتالي‬
‫رئيس الجمهورية ينتخب مباشرة من طرف الشعب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يتولى رئيس الجمهورية رئاسة مجلس الوزراء مما يجعله عضوا أساسيا في ممارسة السلطة‬ ‫‪-‬‬
‫التنفيذية ‪ ،‬بل له ميادين خاصة به منها السياسة الخارجية وشؤون المن والجيش‪.‬‬
‫يعين الوزير الول وله حرية كبيرة في ذلك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يعين الوزراء ويقيلهم بناءا على اقتراح رئيس الحكومة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يعين كبار الموظفين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يتمتع بالسلطة التنظيمية وخاصة إصدار القرارات المستقلة بحكم ان المجال التشريعي‬ ‫‪-‬‬
‫محدد‪.‬‬
‫يعين بعض أعضاء المجلس الدستوري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مظاهر النظام البرلماني ‪:‬‬
‫ثنائية السلطة التنفيذية إذ يوجد رئيس الحكومة إلى جانب رئيس الجمهورية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪2‬‬
‫يقوم البرلمان بمراقبة تشمل الحكومة بعدة وسائل والحكومة مسؤولة أمام البرلمان عن‬ ‫‪-‬‬
‫برنامجها ويمكنه سحب الثقة منها‪.‬‬
‫يمكن للسلطة التنفيذية حل البرلمان ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تشارك السلطة التنفيذية ومناقشتها داخل البرلمان‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬موقف وموقع الرئيس الفعلي من البرلمان ‪:‬‬
‫‪ -1‬الرئيس يتمتع بأغلبية برلمانية‬
‫*إذا كان الرئيس يتمتع بالغلبية البرلمانية ‪ ،‬فان دور القلية يكون ضعيفا ‪.‬‬
‫*إذا كانت الغلبية تؤيد الرئيس فإننا نغدو أمام أغلبية برلمانية ورئاسية ‪ ،‬وهناك تكون الغلبية‬
‫مساندة للحكومة والرئيس *الذي يكتسب بذلك قوة كبيرة تتجاوز أحيانا سلطة الرئيس في النظام‬
‫الرئاسي ‪ ،‬ويمكن للرئيس الذي يتمتع بالغلبية أن يعزل الوزير الول مع أن الدستور ل ينص‬
‫بذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬الرئيس ل يتمتع بأغلبية برلمانية‪:‬‬
‫إذا كان الرئيس ل يتمتع بأغلبية برلمانية فان الحكومة هنا ل تملك وسيلة المبادرة مما يؤدي‬
‫على استقرارها ‪ ،‬فضمن هذه النظمة قد نجد حزبا يملك الغلبية رغم تعدد الحزاب مثل ايسلندا‬
‫)الحزب الستقللي( والبعض الخر ل يملكها مثل فنلندا والبرتغال ففي الحالة الولى يستطيع‬
‫الرئيس ترك المبادرة للحكومة أما في الحالة الثانية فان هذه المبادرة تكون للرئيس نتيجة‬
‫النقسامات الحزبية مثل فنلندا الذي نجد رئيسه مجبرا على استعمال كل السلطات المخولة لدفع‬
‫الحزاب إلى تكوين ائتلف يسمح للوزير الول ومساعديه بتسيير شؤون الدولة‪.‬‬
‫ففي ايرلندا وايسلندا يكون الرؤساء من الضعف بحيث يتركون الحكومة تواجه البرلمانات‬
‫وتسيير سياسة الدولة ‪ ،‬فهم يشبهون الرؤساء في النظمة البرلمانية بحيث تقتصر مهمتهم على‬
‫تعيين رئيس وزراء قادر على جمع أغلبية برلمانية مع الحتفاظ لنفسه بدور المحافظ على النظام‬
‫وإذا كان يمارس سلطة معنوية واسعة‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬خصائص النظام شبه رئاسي ‪:‬‬
‫يمكن تلخيص عناصر وخصائص النظام شبه رئاسي في عنصرين‬
‫هيمنة رئيس الدولة بسبب انتخابه ومسؤولية الحكومة أمام البرلمان‪.‬‬
‫ويتميز هذا النظام بثنائية السلطة التنفيذية حيث يكون رئيس الحكومة وحكومته مسؤولة‬
‫سياسيا أمام البرلمان وهذه المسالة حتمية بظل التعددية الحزبية لذا تؤدي هذه الثنائية إلى عدة‬
‫نتائج‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -1‬السلطة السياسية في النظام شبه الرئاسي تحتاج أن تكون قوية وبالتالي تحتاج إلى التعامل مع‬
‫البرلمان والتحكم فيه إلى جانب ذلك فان الرئيس في هذا النظام كثيرا ما يتقاسم الوظيفة‬
‫التشريعية مع البرلمان عن طريق الوامر والمراسيم ‪ ،‬وإصدار المراسيم خارج البرلمان ‪ ،‬وله‬
‫الحق في حل البرلمان لتجاوز أزمات معينة ويتولى سلطات واسعة في الحالت الستثنائية‪.‬‬
‫‪ -2‬التعددية الحزبية تستلزم إشراك القوى الفاعلة المنافسة على السلطة من خلل الحزاب في‬
‫هذه السلطة حسب تأثيرها وأهميتها وأحسن مكان لذلك هو البرلمان ‪ ،‬إذ أن الحكومة مسؤولة‬
‫أمامه وهذا ما يؤدي إلى مناقشته السياسات والبرامج المطبقة في البلد ويكون ذلك حكومة‬
‫مسؤولة أمام البرلمان‪.‬‬
‫‪ -3‬كما تعد المسؤولية الوزارية عنصرا جوهريا في النظام باعتبارها تمثل الجانب البرلماني فيه‬
‫والتي تستدعي ثنائية السلطة التنفيذية ‪.‬‬
‫‪ -4‬أما المسؤولية السياسية لرئيس الجمهورية فهناك مسؤولية أمام الهيئة الناخبة‪.‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫المبحث الول ‪ :‬أسباب ظهور النظام شبه الرئاسي في فرنسا‬
‫من أسباب ظهور النظام شبه الرئاسي في فرنسا سببين هما ‪:‬‬
‫أزمة سياسية ظرفية مرتبطة بالقضية الجزائرية وأزمة بنيوية ناتجة عن عجز المؤسسات‬
‫الدستورية الفرنسية عن مواكبة حركة التطور التقني ‪.‬‬
‫أ‪-‬أزمة الجزائر ‪ :‬لقد أدت أزمة الجزائر وعدم قدرة الحكومات المتعاقبة منذ ‪ 1954‬على إيجاد‬
‫حل لمشكلة الستعمار الفرنسي في الجزائر وخاصة انقلب وتمرد الجنرالت الجيش الفرنسي في‬
‫الجزائر إلى سقوط الجمهورية الرابعة التي شهدت طيلة حياتها أزمات حكومية متعاقبة ‪ ،‬وتصلب‬
‫القيادة العسكرية الفرنسية في الجزائر في تعقيد المور ونشوب أزمة سياسية وزارية حادة تخللها‬
‫محاولة انقلب عسكري في كورسيكا وفي ‪ 15‬ماي ‪ 1958‬قطع الجنرال ديغول الصمت الذي‬
‫فرضه على نفسه منذ انسحابه من الساحة السياسية ونخليه عن رئاسة الوزراء في ‪ 20‬يناير ‪1946‬‬
‫نتيجة معارضته لتقيد سلطات الحكومة ليعلن أنه مستعد لتحمل سلطات الجمهورية ‪ ،‬وفي ‪ 29‬ماي‬
‫كلف رئيس الجمهورية ريني كوتي الجنرال ديغول تأليف حكومة جديدة نالت الثقة بأكثرية‬
‫ً يحدد السس والمبادئ التي تتعهد الحكومة‬
‫ً دستوريا‬
‫وفي ‪3‬من جوان أصدر البرلمان قانونا‬
‫باحترامها في الدستور الجديد ‪ :‬النتخاب ‪ ،‬الفصل بن السلطات ‪ ،‬مسؤولية الحكومة أمام البرلمان ‪.‬‬
‫وفي ‪ 28‬سبتمبر عرض مشروع الدستور على الستفتاء الشعبي فنال أكثرية ساحقة )‪ %80‬من‬
‫الناخبين( وفي ‪ 4‬أكتوبر ‪ 1958‬صدر الدستور ‪،‬وعلى أساسه جرت النتخابات العامة لختيار‬

‫‪4‬‬
‫أعضاء الجمعية العامة الوطنية ومجلس الشيوخ )الذي حل محل مجلس الجمهورية( وفي ‪21‬‬
‫ً للجمهورية وفي ‪ 8‬يناير ‪1959‬‬
‫ديسمبر ‪ 1958‬انتخب الجنرال ديغول بأكثرية ساحقة رئيسا‬
‫ً ‪ ،‬واختيار الوزير الول والوزراء وفي ‪ 15‬منه نالت الحكومة الثقة ‪.‬‬
‫تسلم سلطاته رسميا‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مؤسسات النظام شبه الرئاسي في فرنسا ‪.‬‬


‫تنصع فرنسا سياساتها عادة من المؤسسات الحكومية والمؤسسات غير الحكومية ‪.‬‬
‫ً ‪ :‬المؤسسات الحكومية ‪.‬‬
‫أول‬
‫أ‪ -‬السلطة التنفيذية ‪ :‬هي التي تجمع بين رئيس الجمهورية والحكومة أو هي التي تقوم على‬
‫مبدأ الثنائية المستوحاة من النظام البرلماني بوجود رئيس الجمهورية من جهة والوزارة من جهة‬
‫أخرى مع تقوية دور رئيس الجمهورية الذي خصه دستور ‪ 1958‬بسلطات واسعة مستوحاة من‬
‫ً للنظام البرلماني التقليدي الذي يجعل دور رئيس الدولة مجرد دور‬
‫فلسفة النظام الرئاسي خلفا‬
‫شرفي ‪.‬‬
‫‪ - 1‬رئيس الجمهورية ‪ :‬كان ينتخب رئيس الجمهورية قبل التعديل الدستوري لعام ‪ 1962‬من‬
‫قبل أعضاء البرلمان ومجالس المحافظات والممثلون عن البلديات وأعضاء المجالس ما وراء البحار‬
‫‪ ،‬ومدة وليته سبع سنوات قابلة للتجديد دون تحديد ‪ ،‬إل أنه بموجب التعديل الدستوري الذي تم‬
‫في ‪ 7‬نوفمبر ‪ 1962‬الذي قرر أن يتم انتخاب رئيس الجمهورية عن طريق القتراع العام السري‬
‫المباشر في دورين إذا لم يتحصل على لغلبية المطلقة في الجولة الولى ‪.‬‬
‫‪ -‬اختصاصات رئيس الجمهورية ‪ :‬يتولى رئيس الجمهورية ممارسة أربع أنواع من‬
‫الختصاصات في الظروف العادية هي‪:‬‬
‫* اختصاصات تنفيذية ‪:‬‬
‫‪ -‬تعيين الوزير الول‪ :‬إن رئيس الجمهورية هو الذي يتولى تعيين الوزير الول وله السلطة‬
‫التقديرية في ذلك أخذ الظروف المحيطة بعين العتبار لكونه عامل استقرار‬
‫‪ -‬تعيين الوزراء ‪ :‬يتولى رئيس الجمهورية تعيين الوزراء باقتراح من الوزر الول‪ ،‬غير أن ذلك‬
‫ل يعني أن الرئيس مقيد بالموافقة على القائمة المتضمنة لتشكيل الحكومة بل له أن يعترض على‬
‫أي شخص ‪ ،‬إل أنه بعد الموافقة يكون عزل الوزير باتفاق بين الرئيس والوزير الول أو بطلب من‬
‫هذا الخير ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬تعيين بعض الموظفين الكبار المدنيين والعسكريين ‪ ،‬وله الحق في تفويض هذا الختصاص ‪ ،‬مع‬
‫الشارة إلى أن هناك بعض الوظائف التي يتم تعيين أصحابها في مجلس الوزراء ‪.‬‬
‫‪ -‬أما في مجال الدفاع الوطني فإن الدستور ينص على أنه قائد الجيوش ويرأس المجالس واللجان‬
‫العليا للدفاع الوطني ‪ ،‬وقد نصت المادة ‪ 21‬من الدستور ‪ ":‬تقضي بأن الوزير الول مسؤول‬
‫ً للرئيس في هذا المجال" ‪.‬‬
‫عن الدفاع الوطني مما يجعله مشارك ا‬
‫‪ -‬كما له اختصاصات دولية حيث يتولى تمثيل فرنسا في الجتماعات الهامة مع رؤساء الدول‬
‫العظمى ويبرم المعاهدات والتفاقيات وقبول تعيين السفراء ‪.‬‬
‫* اختصاصات تشريعية ‪:‬‬
‫‪ -‬إصدار القوانين خلل ‪ 15‬يوم من إرسالها للحكومة بعد إقرارها من البرلمان وإمضاء الوامر‬
‫والمراسيم التي يصادق عليها مجلس الوزراء ومراسيم تنظيمية أخرى تتخذ خارج مجلس الوزراء‬
‫‪1‬‬
‫]‪5‬‬
‫ًا‪ ،‬ويمكنه أن يطلب‬
‫‪ -‬حق العتراض الكلي أو الجزئي على القوانين التي يقررها خلل ‪ 15‬يوم‬
‫مداولة ثانية للقانون ككل أو بعض مواده غير أن الدستور لم يخول له رفض القانون بعد‬
‫المداولة الثانية ‪.‬‬
‫‪ -‬حق المخاطبة ‪ :‬يعني حق الرئيس في توجيه رسائل إلى البرلمان حول ما يرتئيه من أمور‬
‫وقضايا يرى من الضروري إطلع البرلمان عليها ‪.‬‬
‫‪ -‬له الحق في حل البرلمان بعد استشارة الوزير الول ورئيس المجلسين ]‪. [7‬‬
‫* اختصاصات قضائية ‪:‬‬
‫ً‪:‬‬
‫يمكن التمييز بين ثلث أنواع من الصلحيات التي يمارسها رئيس الجمهورية منفردا‬
‫‪ -1‬بالنسبة للمجلس الدستوري‪:‬‬
‫يختص المجلس الدستوري بالفصل في صحة النتخابات التشريعية والرئاسية ‪ ،‬وفي النظر في‬
‫دستورية القوانين ‪ ،‬ويتألف المجلس من رؤساء الجمهورية السابقين ومن تسعة أعضاء آخرين ‪،‬‬
‫يعين رئيس الجمهورية ثلث منهم ‪ ،‬كما يعين رئيس المجلس الدستوري ‪ ،‬ويحيل القوانين إليه‪.‬‬
‫‪- 2‬بالنسبة للقضاة ‪:‬‬
‫تعتبر المادة ‪ 64‬من الدستور رئيس الجمهورية الضامن لستقلل القضاء ويعين كل أعضاء‬
‫مجلس القضاء العلى ويضمن استقللهم ‪.‬‬
‫‪ -3‬حق العفو الخاص ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪6‬‬
‫لرئيس الجمهورية حق العفة الخاص ‪ ،‬أما حق العفو العام فهو من اختصاص السلطة التشريعية ‪،‬‬
‫وحق العفو الخاص وبخلف العام ‪ ،‬ل يلغي الجريمة بل ينهي العقوبة فقط أو يخفضها ويمارس‬
‫ً في التقيد‬
‫الرئيس حق العفو الخاص بعد استشارة مجلس القضاء العلى ‪،‬دون أن يكون ملزما‬
‫برأيه ‪ ،‬وموافقة كل من الوزير الول ووزير العدل ‪.‬‬
‫*اختصاصات سياسية ‪:‬‬
‫ً بين المؤسسات‪ ،‬ويملك الرئيس في ذلك من أجل مزاولة هذه‬
‫أي بوصف رئيس الجمهورية حكما‬
‫الصلحيات الدوات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬حق اللجوء إلى الستفتاء ‪:‬‬
‫لرئيس الجمهورية الحق في استفتاء الشعب ‪ ،‬إل أن ممارسة هذا الحق يخضع لبعض القيود من‬
‫ناحية الشكل بحيث ل يمكن لرئيس الجمهورية استفتاء الشعب إل باقتراح من الحكومة أو البرلمان‬
‫ً تقرره عندما‬
‫ً شكليا‬
‫‪ ،‬غير أنه من الناحية العملية يعتبر حق الحكومة في اقتراح الستفتاء حقا‬
‫ً إل إذا تم في أدوار انعقاد‬
‫يطلب منها رئيس الجمهورية ذلك واقتراح ******** ل يعتبر قانونيا‬
‫البرلمان‪.‬‬
‫أما من حيث الموضوع فالمادة ‪ 11‬من الدستور تعطي رئيس الجمهورية الحق في اللجوء إلى‬
‫الستفتاء في حالت ثلث‪:‬‬
‫‪-1‬إعادة تنظيم السلطات العامة ‪.‬‬
‫‪-2‬الموافقة على اتفاق يتعلق بالجامعة الفرنسية )لم تعد موجودة( ‪.‬‬
‫‪-3‬التصديق على معاهدة دولية ذات تأثير على سير المؤسسات ولقد استخدم الجنرال ديغول‬
‫مضمون المادة ‪11‬ليطرح بصورة غير مباشرة في عامي ‪ 1969-1962‬تعديل الدستور عن طريق‬
‫ً بأن موضوع الستفتاء يتعلق بإعادة تنظيم سلطات العامة ) طريقة انتخاب‬
‫الستفتاء الشعبي متذرعا‬
‫رئيس الجمهورية عام ‪ ، 1962‬وإعادة تنظيم مجلس الشيوخ عام ‪.(1969‬‬
‫‪ -‬حل الجمعية الوطنية ‪:‬‬
‫منح الدستور لرئيس الجمهورية حق حل الجمعية الوطنية دون اشتراط موافقة جهة أخرى ‪ ،‬غير‬
‫أنه من ناحية العملية يجب على الرئيس مشاورة الوزير الول ورئيس الجمعية الوطنية ومجلس‬
‫ً لتحويل السلطة إلى وسيلة للحكم باستحواذ لذا‬
‫ً رأيهم ‪ ،‬إل أنه تجنبا‬
‫الشيوخ دون أن يكون ملزما‬
‫ً عن حل الجمعية بتنظيم‬
‫فبموجب المادة ‪ 12‬فقرة ‪ 02‬فإن الرئيس يقوم ما بين ‪ 20‬أو ‪ 40‬يوما‬
‫انتخابات جديدة وتجتمع بقوة القانون في أول خميس يلي انتخابها ‪.‬‬
‫‪ -‬اللجوء إلى المجلس الدستوري ‪:‬‬

‫‪7‬‬
‫بموجب المادتين ‪ 54‬و ‪ 61‬من الدستور يحق لرئيس الجمهورية اللجوء إلى المجلس الدستوري‬
‫لبداء رأيه فيما يتعلق بدستورية أو عدم دستورية المعاهدات والقوانين ‪.‬‬
‫‪ -‬تعديل الدستور‬
‫منح الدستور للرئيس الحق في اقتراح تعديل الدستور بما يقضي على الزمات التي تتخبط فيها‬
‫ً مما يفضي عليه صفة الحكم بينها ‪.‬‬
‫مؤسسات الدولة واحتمال قيامها مستقبل‬

‫‪-‬حق توجيه الخطاب ‪:‬‬


‫إن هذا الحق مقرر للرئيس دون اشتراط إمضائه من قبل الوزير الول ويسمح الخطاب للرئيس‬
‫بمخاطبة المؤسسات دون أن كون محل مناقشة ويعتبر بمثابة التماس لعارة المواضيع التي‬
‫يتناولها الهتمام الذي يليق بها ‪.‬‬
‫* اختصاصات رئيس الجمهورية في الظروف غير العادية ‪:‬‬
‫منحت المادة ‪ 16‬من دستور ‪ 4‬أكتوبر ‪ 1958‬اختصاصات استثنائية في ظل الظروف غير العادية‬
‫ً بآرائهم‬
‫بعد استشارة الوزير الول ورئيسي الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ دوت أن يكون ملزما‬
‫ً للشعب الفرنسي يخاطبه باللجوء إلى السلطات الستثنائية وقيدت ذلك بتوفر‬
‫ثم يوجه خطابا‬
‫‪2‬‬
‫شرطين ]‬
‫‪-‬أن يكون تهديد خطير وفوري لمؤسسات الجمهورية أو استقلل المة او سلمة أراضيها أو تنفيذ‬
‫اللتزامات الدولية ‪ ،‬معرضة لخطر جسيم وداهم‪.‬‬
‫‪ -‬توقف السلطات العامة عن عملها المنتظم أي السير العادي وعلى الرغم من الصلحيات التي يتمتع‬
‫بها رئيس الجمهورية في نطاق المادة ‪ 16‬تبقى خاضعة لقيدين ‪:‬‬
‫الول‪ :‬هو حرمان الرئيس من حق حل الجمعية الوطنية خلل ممارسة صلحياتها المنبثقة من‬
‫تطبيق تلك المادة‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬إلزام رئيس باتخاذ تدابير نابعة من إدارة تأمين الوسائل للسلطات العامة الدستورية لكي‬
‫تتمكن من أداء رسالتها‪.‬‬
‫خلصة القول ‪:‬‬
‫ً إل في‬
‫بالرغم من الصلحيات الواسعة التي يتمتع بها رئيس الدولة فإنه غير مسؤول سياسيا‬
‫‪3‬‬
‫حالة الخيانة العظمى ‪ ،‬والخيانة العظمى [ هي جريمة سياسية وليست قانونية وهي غير محددة‬

‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫‪8‬‬
‫حيث ترك الدستور أمر تقديرها إلى اجتهاد مجلس الشيوخ الذي يعتبر الهيئة العليا المختصة‬
‫‪4‬‬
‫بمحاكمة رئيس الجمهورية ‪ ،‬كما أن المسؤولية السياسية تقع على عاتق الحكومة ]‪13‬‬
‫‪ - 2‬الحكومة ‪:‬‬
‫الحكومة هي المؤسسة التي تدير شؤون الدولة ‪ ،‬وفيها يمارس الوزراء صلحيات إدارية‬
‫باعتبارهم رأس الهرم الداري في الوزارات فإن رسم السياسة العامة من اختصاص مجلس الوزراء‪.‬‬
‫وأعضاء الحكومة الفرنسية ل يمكنهم الجمع بين منصب الوزير والعضوية في البرلمان فالمادة ‪23‬‬
‫ً من نيابته بعد مرور شهر واحد‬
‫من الدستور أوجبت اعتبار النائب الذي يعين في الحكومة مستقبل‬
‫على دخوله في الوزارة وهذا ما نادى به الرئيس ديغول في محاولة تطبيق مبدأ الفصل بين‬
‫السلطات‪.‬‬
‫تشكيل الحكومة ‪:‬‬
‫نميز بين تشكيلتين ‪:‬‬
‫‪- 1‬مجلس الوزراء ‪ :‬هو اجتماع جميع أعضاء الحكومة تحت رئاسة رئيس الدولة ويجوز للوزير‬
‫الول بصورة استثنائية أن يخلف رئيس الجمهورية في رئاسة مجلس الوزراء وبناء على تفويض‬
‫صريح من الرئيس وذلك حسب المادة ‪ 21‬بموجب تفويض خاص ومعين من قبل الرئيس ‪.‬‬
‫‪ -2‬مجلس الحكومة ‪ :‬هو اجتماع الحكومة برئاسة الوزير الول ويختص بالتحضير لعمال‬
‫الحكومة ‪.‬‬
‫اختصاصات الوزير الول‪:‬‬
‫ً للمادة ‪ 21‬من الدستور يتولى تنسيق العمل الحكومي‬
‫للوزير الول في النظام الفرنسي وفقا‬
‫وهو مسؤول عن الدفاع ‪ ،‬ويتولى ضمان تنفيذ القوانين مع مراعاة أحكام المادة ‪ ،18‬كما يمارس‬
‫السلطة التنظيمية ويقوم بالتعيين للوظائف المدنية والعسكرية ويساعد رئيس الجمهورية في‬
‫رئاسة المجلس واللجان المحددة في المادة ‪ 15‬وفي رئاسة أحد اجتماعات بتفويض صريح منه ‪،‬‬
‫كما يستعين الوزير الول بصلحيات للقيام بعمله‪:‬‬
‫ً من الوزراء لمدارسة وضع السياسة الحكومية‬
‫ً قليل‬
‫أ‪-‬اللجان الحكومية ‪ :‬هي التي تضم عددا‬
‫قيد التنفيذوهي على نوعين دائمة ومؤقتة ومنظمة بموجب مراسيم ومنها اللجنة الوزارية الخاصة‬
‫بالتعاون القتصادي الوربي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬ديوان الوزير الول ‪ :‬يضم أقرب مساعديه المباشرين ‪ ،‬وهناك المانة العامة للحكومة التي‬
‫تتولى المهام الدارية دون السياسية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪9‬‬
‫ج ‪ -‬اللجان المختصة ‪ :‬كالمانة العامة للدفاع الوطني والمانة العامة للجنة الوزارية للتعاون‬
‫القتصادي الوربي وغيرها من الجهزة التي هي أجهزة ووسائل في يد الوزير الول تساعده في‬
‫أداء مهامه المختلفة ‪.‬‬
‫اختصاصات الحكومة ‪ :‬هناك اختصاصات عادية واختصاصات استثنائية ‪.‬‬
‫‪- 1‬اختصاصات عادية ‪:‬‬
‫‪-‬المساهمة في اقتراح ومناقشة مشاريع القوانين والبرامج السياسية العامة التي يتقدم بها الوزير‬
‫الول إلى الجمعية الوطنية‪.‬‬
‫‪ -‬كما تستطيع الحكومة أن تقترح على رئيس الجمهورية أن يستعمل إجراء الستفتاء ‪،‬فقط خلل‬
‫انعقاد دورة المجلسين‪.‬‬
‫‪ -‬كما تنص الفقرة ‪ 02‬من المادة ‪ ":21‬تتصرف الحكومة بالدارة وبالقوة العسكرية" ‪ ،‬فالجيش‬
‫يربى على النظام والطاعة ومن الطبيعي أن تتصرف الحكومة به‬
‫‪ -2‬الختصاصات الستثنائية ‪:‬‬
‫يمكن للحكومة اتخاذ صلحيات استثنائية منها ‪:‬‬
‫‪-‬إعلن التعبئة العامة إذا تطلب ذلك الوضع الدولي ولكنها ل تستطيع إعلن الحرب‪.‬‬
‫ً إعلن حالة الحذاري أي الطوارئ كما تستطيع اتخاذ قرار إعلن الحصار‬
‫‪ -‬يمكن للحكومة أيضا‬
‫ً وتستطيع إصدار قرارات تنظيمية بموافقة البرلمان‪.‬‬
‫لمدة ل تتجاوز ‪ 12‬يوما‬
‫ب‪ -‬السلطة التشريعية )البرلمان(‬
‫وهو مكون من مجلسي الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ‪.‬‬
‫والمواطنون البالغون ‪ 18‬من العمر هم الذي ينتخبون النواب ف الجمعية الوطنية ‪ ،‬ومدة وليته‬
‫‪05‬سنوات ويشترط أل يقل عمره عن ‪ 23‬سنة ‪ ،‬ويجري انتخابه بالقتراع الكثري وعلى دورتين‬
‫وعلى أساس الدائرة الفردية ‪ ،‬فإن نال الكثرية المطلقة من الصوات في الدورة الولى أعتبر‬
‫ً ‪ ،‬وإل اضطر إلى خوض معترك الدورة الثانية لنيل الكثرية النسبية من الصوات وقد طرأ‬
‫فائزا‬
‫ً هذه انتخابات العام ‪ 1986‬أما مجلس الشيوخ فيجري‬
‫على عدد النواب تغيير وعددهم ‪ 577‬نائبا‬
‫انتخابه على درجتين ‪ ،‬وهو يمثل المناطق والقاليم في الجمهورية ووليته تسع سنوات ويجدد ثلث‬
‫ً ويشترط أل يقل سن الشيخ عن ‪ 35‬سنة ‪.‬‬
‫أعضاؤه كل ثلث سنوات وعدد أعضائه اليوم ‪ 322‬شيخا‬
‫ويجتمع البرلمان بغرفتيه كل في إطاره في دورتين الخريفية وتبدأ في ‪ 02‬أكتوبر وتستمر‬
‫ً في دورات‬
‫ً ‪ ،‬كما يجتمع وجوبا‬
‫ً والربيعية وتبدأ في ‪ 02‬أفريل وتستغرق ‪ 90‬يوما‬
‫‪ 80‬يوما‬

‫‪10‬‬
‫ًءا على طلب من الوزير الول أو أغلبية نواب الجمعية وفي حالة الطوارئ أو‬
‫استثنائية بنا‬
‫النتخابات الموالية للحل وكذا الستماع لخطاب رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫صلحيات البرلمان ‪ :‬يتمتع البرلمان باختصاصات فعلية واسعة في المجالين التشريعي والمالي‬
‫وفي مجال الرقابة ‪.‬‬
‫‪ -‬الختصاصات التشريعية ‪:‬‬
‫ً للبرلمان واعتداء‬
‫ّد تقييدا‬
‫بالرغم من تحديده لنطاق التشريع الذي يختص به البرلمان والذي ع‬
‫ًءا‬
‫ً الشعب عن طريق الستفتاء والحكومة بنا‬
‫على سيادته إذ فسح المجال بأن يقوم بهذه المهمة أيضا‬
‫على تفويض فإن دستور ‪ 1958‬حدد مجالت واسعة سردتها المادة ‪ 34‬وتتعلق خاصة بالحقوق‬
‫المدنية والسياسية وضماناتها والجنسية ونظام السرة والمواريث وتحديد الجرائم والجنح‬
‫والعقوبات والجراءات وتأسيس النظمة ومجال تحصيل الضرائب وطبيعتها والنقود والقواعد‬
‫المتعلقة بالنتخابات والهيئات المحلية وإنشاء المؤسسات العمومية والضمانات الساسية للموظفين‬
‫المدنين والعسكريين للدولة وقواعد تأميم المؤسسات وتحويل ملكية مؤسسات القطاع العام إلى‬
‫القطاع الخاص ‪ ،‬كما يختص البرلمان الفرنسي بالتشريع بوضع المبادئ التي تحكم الدفاع الوطني‬
‫إجراءات إدارة الهيئات المحلية واختصاصاتها ومصادرها المالية والمبادئ المتعلقة بالتعليم وتنظيم‬
‫الملكية والحقوق واللتزامات المدنية التجارية وحق العمل والنقابة والمن الجتماعي كما يتولى‬
‫البرلمان مناقشة الميزانية والمصادقة عليها وسن القواعد التي تحدد أهداف التدخل القتصادي‬
‫والجتماعي للدولة ‪.‬‬
‫ً خاصة تتعلق بنص دستوري أو‬
‫ولعداد قانون ما يقتضي إتباع إجراءات معينة تكون عادية وأحيانا‬
‫أساسي أو مالي ‪ ،‬يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬الجراءات العادية‪:‬‬
‫أ‪-‬المرحلة الولى ‪ :‬وتتعلق بالمبادرة ‪ ،‬بالرجوع إلى الدستور نجد المادة ‪ 39‬منه تقضي بأن‬
‫المبادرة تكون إما للوزير الول أو أعضاء الحكومة ‪.‬‬
‫ففي الحالة الولى يسمى مشروع قانون يصادق عليه مجلس الوزراء بعد إبداء مجلس الدولة‬
‫رأيه فيه ثم يسجل لدى مكتب إحدى الغرفتين وبالتالي دراسته من احديهما ويحق للحكومة سحبه‬
‫قبل أن يتم المصادقة عليه ‪.‬أما في الحالة الثانية فيسمى اقتراح قانون يوضع لدى مكتب‬
‫المجلس على أن ل يخالف أحكام المادة ‪ 40‬التي تقضي برفض كل اقتراح يؤدي إلى تخفيض‬
‫المصادر المالية العمومية أو إنشائها أو مضاعفة العباء العامة ويحق للنواب سحب مقترحهم قبل‬
‫الموافقة عليه في القراءة الولى ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ً يعرض على الجمعية الوطنية للتصويت‬
‫ب ‪ -‬المرحلة الثانية ‪ :‬تعد اللجنة المختصة تقريرا‬
‫عليه بالقبول أو الرفض ‪ ،‬ويمكن لعضاء الحكومة والنواب تقديم مشاريع واقتراحات لتعديل‬
‫الموضوع قيد الدراسة ‪ ،‬كما منح الدستور إلى الحكومة الحق في طلب رفض القتراحات‬
‫والتعديلت المقترحة من النواب ولرئيس الجمعية أن يقبل العتراض أو يحيله للمجلس‬
‫الدستوري ‪.‬‬
‫ً بتقرير‬
‫ج‪ -‬المرحلة الثالثة ‪ :‬يشرع فيها مناقشة المشروع المقدم من طرف الحكومة مرفوقا‬
‫اللجنة المختصة إذا رغب في ذلك ‪ ،‬وبالتالي تتوقف المناقشات إلى غاية انتهاء اللجنة من عملها‬
‫وإما أن يستمر النقاش مادة مادة مع التعديل إن وجد والتصويت على المواد والتعديلت واحدة‬
‫واحدة ‪ ،‬ثم يتبعه التصويت على المشروع أو القتراح ككل ‪ ،‬دون أن يلجأ إلى إجراءات مختصرة‬
‫كطلب التصويت دون مناقشة على نص من قبل الحكومة أو اللجنة المختصة أو مناقشة محدودة‬
‫تقتصر على تدخل الحكومة أو الرئيس أو المقرر أو مقترحي التعديل أو يطلب بالتصويت المغلق‬
‫على النص وما قدمته الحكومة من مشاريع أو اقتراحات تعديل ‪ ،‬وللشارة فإن المشاريع تعرض‬
‫على الغرفتين للتصويت وفي حالة الخلف تنشأ لجنة مختلطة بين الغرفتين تناط بها إيجاد صيغة‬
‫توفيقية حول الموضوع كما يحق للحكومة طرحه للمداولة ثانية أمام المجلسين ثم أمام الجمعية‬
‫ًا‬
‫الوطنية للبث فيه وفي حالة عدم القيام بأي من الجراءين فإن الموضوع يعاد فتحه بعد ‪ 15‬يوم‬
‫يفتح بين المجلسين إلى أني تم التفاق النهائي بينهما‪.‬‬
‫‪ -2‬الجراءات غير العادية ‪:‬‬
‫تتعلق بمواضيع معينة كالقوانين الساسية والمالية إذ تنظر الجهة التي تتلقى القتراح أو‬
‫ً لعرضها للمناقشة والتصويت ول يتم إصدارها إل‬
‫المشروع المتعلقة بالقوانين الساسية ‪ 15‬يوما‬
‫بعد إعلن المجلس الدستوري انطباق أحكامه مع أحكام الدستور ‪ ،‬وأما بالنسبة للقوانين المالية فإن‬
‫ً وفي‬
‫عدم موافقة الجمعية الوطنية عليها يمنح الحق اللجوء إلى مجلس الشيوخ خلل ‪ 15‬يوما‬
‫ً للمادة ‪ 45‬من الدستور‬
‫ً فإن الحكومة وفقا‬
‫حالة عدم اتخاذ أي موقف من البرلمان خلل ‪ 70‬يوما‬
‫تبدأ في تنفيذ المشروع بموجب أمر ‪.‬‬
‫انعقاد البرلمان باللجوء إلى الشعب أو تفويض الحكومة ‪:‬‬
‫إذا كان البرلمان مختص في مجال التشريع حسب المادة ‪ 34‬من الدستور فإنه يمكن اعتماد‬
‫المادتين ‪11‬و ‪ 38‬بأن يقوم بتلك المهمة الشعب أو تفويض الحكومة ‪.‬‬
‫أ‪ -‬التشريع عن طريق الستفتاء الشعبي ‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫ويتم بناء على طلب من رئيس الجمهورية باقتراح من الحكومة وقت انعقاد البرلمان الذي‬
‫يشعر بمضمونه دون أن يكون له الحق في المناقشة أو التصويت كما يمكن أن يتم بناء على لئحة‬
‫ممضاة من ‪ 01‬إلى ‪ 10‬نواب الغرفتين ‪ ،‬غير مرفوقة بشروط أو تحفظ ثم ترفع من قبل رئيس‬
‫المجلس إلى رئيس الجمهورية لنشرها في الجريدة الرسمية وتقدير المصلحة في طرحها أو عدم‬
‫طرحها للستفتاء ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التشريع بواسطة تفويض الحكومة ‪ :‬ويتم عند طلب الحكومة من البرلمان منحها‬
‫ترخيص بالتشريع عن طريق أوامر لمدة محددة في مواضيع قانونية تتخذ في مجلس الوزراء بعد‬
‫أخذ رأي مجلس الدولة وتصبح نافذة بمجرد صدورها في الجريدة الرسمية على أن يصادق عليها‬
‫ً‪.‬‬
‫ً قبل إنهاء مدة التفويض حتى تصبح قانونا‬
‫البرلمان لحقا‬
‫وبالضافة إلى هذه الصلحيات فالبرلمان يتمتع بسلطات أخرى تتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫*صلحيات دبلوماسية ‪:‬‬
‫‪- 1‬صلحية الجازة للحكومة في التصديق على المعاهدات‪:‬‬
‫وهذه الصلحيات ليست مطلقة ‪ ،‬بل محصورة بالمعاهدات الدولية )المعاهدات التي لها نتائج على‬
‫مالية الدولية ‪ ،‬المعاهدات التجارية ‪...‬إلخ( وصلحية البرلمان خاضعة لرقابة المجلس الدستوري‬
‫كما أن المعاهدات التي تمس كيان وسيادة الدولة تخضع للموافقة الشعبية عن طرق الستفتاء‪.‬‬
‫‪ - 2‬الترخيص للحكومة بإعلن الحرب ‪:‬‬
‫تعطي المادة ‪ 35‬من الدستور البرلمان الحق في ترخيص للحكومة بإعلن الحرب إل أن ظروف‬
‫الحرب الحديثة قد تضطر إل إعلن الحرب قبل الحصول على ترخيص من البرلمان‪.‬‬
‫* صلحيات قضائية ‪:‬‬
‫‪-‬حق العفو العام ‪ :‬وهو يختلف عن حق العفو الخاص الذي يمارسه رئيس الجمهورية كونه‬
‫تدبير عام يشمل فئة من المحكومين وينتج عنه محو أثار الجريمة فيما يتعلق بممارسة‬
‫المسجونين المشمولين بالعفو لحقوقهم الشخصية ‪.‬‬
‫ٍو من‬
‫‪ -‬سلطة البرلمان فيما يتعلق بمحكمة العدل العليا ‪ :‬هي المنتخبة من عدد متسا‬
‫النواب والشيوخ والبرلمان بمجلسيه هو الذي يقرر بالغلبية المطلقة إحالة رئيس الجمهورية‬
‫وأعضاء الحكومة إلى المحاكمة في حالة تآمرهم ضد الدولة ‪.‬‬
‫‪ -‬إعلن حالة الطوارئ ‪ :‬لقد رأينا أن الدستور الفرنسي يوعز للحكومة إعلن حالة الطوارئ‬
‫ً وللبرلمان وحده حق تمديد حالة الطوارئ أكثر من ذلك‪.‬‬
‫لمدة ل تتجاوز اثني عشر )‪ (12‬يوما‬
‫‪ -‬الختصاصات الرقابية ‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫ويمارسها البرلمان بعدة وسائل أهمها ‪:‬‬
‫‪-1‬العرائض المقدمة من طرف المواطنين إلى رئيس الغرفتين أو تلك التي يرسلها النواب إلى‬
‫اللجنة المختصة التي تقوم بترتيبها أو إرسالها إلى لجنة أخرى أو إلى الوزير المختص الذي يلزم‬
‫بالجابة عليها خلل ‪ 03‬أشهر وإل عرض على البرلمان‪.‬‬
‫‪ -2‬السئلة التي يوجهها النواب بقصد الستعلم وتكون إما شفهية أو دون الستغراق في المناقشة‬
‫ً في ‪05‬‬
‫حيث يعرض السائل الموضوع في ‪ 10‬دقائق على الوزير الذي يجيب وللسائل الرد أيضا‬
‫دقائق يتبعه رد الوزير مرة ثانية وعندها يتوقف النقاش ‪ ،‬وهناك أسئلة شفهية متبوعة بنقاش‬
‫يعطى السائل بين ‪10‬و ‪ 20‬دقيقة لطرحها ويرد عليها الوزير ثم يتبع ذلك النواب المسجلين حسب‬
‫القائمة ‪ ،‬ويحق لصاحب السؤال أن يتدخل ثانية لمدة ‪ 05‬دقائق ويمكن للوزير أن يطلب توقيف‬
‫المناقشة في المجلس وتتولى الحكومة بعدها تقديم تصريح يكون محل للمناقشة ‪ ،‬ويخصص لهذا‬
‫النوع من السئلة يوم في السبوع خلل دورات البرلمان وهناك نوع آخر من أسئلة الساعة توجه‬
‫إلى الحكومة تودع لدى رئاسة أحد المجلسين ويقرر اجتماع رؤساء اللجان وتسجيلها ول يعلم بها‬
‫الوزراء إل قبل الجتماع بقليل تمنح الغلبية والمعارضة نصف ساعة يتولى الوزير الول أو من‬
‫يمثله الجابة عنها ‪.‬‬
‫السئلة المكتوبة ‪:‬‬
‫تتعلق بمواضيع شخصية تنشر في الجريدة الرسمية وعلى الوزير المعني أن يجيب وجوابه‬
‫ً في الجريدة الرسمية ‪ ،‬كما يمكنه أن يمتنع إذا تعلق المر بأسرار الدولة كما يمكنه‬
‫ينشر أيضا‬
‫أن يطلب مهلة إضافية لستجماع عناصر الموضوع وفي حالة عدم رد الوزير يطلب رئيس المجلس‬
‫من السائل تحويل سؤاله إلى سؤال شفهي أو يمنح للوزير مهلة شهر إضافية وإل أدرج السؤال‬
‫ثانية في الجريدة الرسمية مع ما يترتب على ذلك من آثار على سمعة الوزير اتجاه الرأي العام‪.‬‬
‫العلن عن طريقة اللجان ‪:‬‬
‫المخولة بجمع المعلومات من أي وجهه والستماع لي شخص لتتمكن من دراسة مختلف‬
‫المواضيع المتعلقة بالتشريع ويلجا أحيانا إلى إنشاء لجان للمراقبة والتحقيق ويملك البرلمان‬
‫وسائل أخرى للمراقبة تتمثل فيما يلي ‪:‬‬
‫الموافقة على النفقات واليرادات والموافقة على بعض المعاهدات والتفاقيات الدولية قبل‬
‫التصديق عليها من طرف رئيس الجمهورية وإعلن الحرب إذا تعلق المر بهجوم فرنسي وليس‬
‫باعتداء على فرنسا وإعلن حالة الطوارئ التي تعلن بناء على قانون كما تشترط مصادقة البرلمان‬
‫في حالة الحصار بعد انتهاء المدة المحددة لها ‪ 12‬يوما بعد اتخاذ القرار داخل مجلس الوزراء‬

‫‪14‬‬
‫وأخيرا مسؤولية الحكومة أمام البرلمان عن طريق رفض منح الثقة بعد طلب الحكومة لها من‬
‫خلل عرض برنامجها او بيان السياسة العامة آو التصويت على نص كما يمكن للبرلمان من خلل‬
‫تقدم عشرة نواب من احد المجلسين بلئحة سحب الثقة أن يطيح بالحكومة‪.‬‬
‫‪ 3‬السلطة القضائية أو الهيئات القضائية والستشارية ‪.‬‬
‫أ ‪ -‬المجلس الدستوري‪:‬‬
‫يختص المجلس الدستوري في النظم على دستورية القوانين وفي الفصل في صحة الطعون‬
‫النتخابية والبرلمانية والرئاسية ولذلك فهو أشبه بالقضاء السياسي ‪.‬‬
‫تأليفه ‪ :‬يتألف المجلس الدستوري من نوعين ‪:‬‬
‫‪-‬أعضاء حكوميون ) رؤساء الجمهورية السابقون (‪.‬‬
‫‪-‬أعضاء معينون لمدة تسع سنوات غير قابلة للتجديد ‪ ،‬يعود لكل من رئيس الجمهورية ورئيسي‬
‫المجلسين بتعيين ثلثة أعضاء على أن يسمي رئيس الجمهورية رئيس المجلس الدستوري‪.‬‬
‫صلحياته ‪:‬‬
‫ً للدستور ‪.‬‬
‫‪-‬الرقابة الدستورية على القوانين ‪ :‬إلغاء كل قانون يعتبر مخالفا‬
‫‪ -‬الرقابة على صحة اقتراحات القوانين ‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة على ممارسة الحكومة السلطة التنظيمية ‪.‬‬
‫‪ -‬الشراف على النتخابات الرئاسية وتأكد من صحتها وإعلن النتائج ‪.‬‬
‫‪ -‬الشراف على الستفتاء والتأكد من قانونيته وإعلن النتيجة والنظر في الطعون ‪.‬‬
‫‪ -‬الرقابة على صحة المعاهدات والتفاقيات الدولية‪.‬‬
‫ب ‪ -‬المجلس القتصادي الجتماعي ‪:‬‬
‫هي هيئة استشارية تمثل مختلف الفئات المهنية وخاصة النقابات ‪.‬‬
‫تأليفه ‪ :‬يتألف من أعضاء منتخبين من المنظمات المهنية ‪ %70‬وآخرين معينين من قبل‬
‫الحكومة ‪ %30‬ويبلغ مجموع العضاء ‪200‬عضو ‪.‬‬
‫صلحياته ‪:‬‬
‫‪-1‬تقديم النصح والرشادات للحكومة والبرلمان في المسائل القتصادية و الجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -2‬تشجيع التعاون بين مختلف الفئات المهينة وتأمين مشاركة هذه الفئات في رسم سياسة‬
‫الحكومة القتصادية والجتماعية‪.‬‬
‫ج‪ -‬محكمة العدل العليا ‪:‬‬
‫هي عبارة عن هيئة قضائية ل تجتمع إل في الحالت الستثنائية ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫تأليفه ‪:‬‬
‫ً جميعهم من النواب والشيوخ وهي مكونة من أعضاء‬
‫ً و ‪ 12‬احتياطيا‬
‫تتألف الحكومة من ‪ 24‬قاضيا‬
‫ينتخبهم بالتساوي مجلسا البرلمان ‪.‬‬
‫صلحياتها‪:‬‬
‫محاكمة رئيس الجمهورية في حال ارتكاب الخيانة العظمى ‪.‬‬ ‫‪-1‬‬
‫محاكمة أعضاء الحكومة عن العمال التي يقومون بها خلل ممارسة وظائفهم ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫محاكمة كل شخص اشترك معهم في التآمر على سلمة الدولة ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ً ‪ :‬المؤسسات غير الحكومية‬
‫ثاني ا‬
‫أ‪ -‬الحزاب السياسية ‪:‬‬
‫ففي فرنسا نظام التعددية الحزبية وهي تختلف على النظامين البرلماني " بريطاني " والرئاسي‬
‫" الوليات المتحدة المريكية" أما في فرنسا فإن نظام تعدد الحزاب والئتلف بين تلك الحزاب‬
‫وتنوعها إلى أحزاب يمينية ويسارية والمتطرفة وكذلك أحزاب الوسط ‪ ،‬وظهور ظاهرة التطرف‬
‫في العديد من الحزاب الفرنسية ‪.‬‬
‫وللحزاب السياسية في فرنسا دور معقد ويخلق مشاكل كثيرة لكثرة عقائدها واتجاهاتها ‪،‬‬
‫المر الذي يصعب التوفيق بينهم في القضايا المختلفة خاصة السياسية منها لذلك نجد أن الكثير‬
‫من الحزاب السياسية الفرنسية تتحاشى أثناء العملية النتخابية التطرق إلى مواضيع مهمة‬
‫كالسياسة الخارجية أو بعض المواضيع الفرعية عن السياسة الداخلية‪.‬‬
‫ب‪ -‬جماعات المصالح الخاصة – الضغط‪:‬‬
‫كانت هذه الجماعات في السابق تركز نشاطها على السياسة الداخلية الفرنسية دون النظر إلى‬
‫السياسة الخارجية ‪ ،‬وما تمارسه الدولة في الحداث الدولية ولكن أهمية الحداث التي مرت بها‬
‫فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية قد فرضت على جماعات الضغط أن تهتم بهذه القضايا بالضافة‬
‫إلى اهتمامات السياسية الخارجية ‪ ،‬فنقابات العمال وجدت مصلحتها في اللتحام مع الحزاب‬
‫السياسية لتحقيق أهدافها من خلل تلك الحزاب بالمقابل فقد وجدت الحزاب تلك النقابات ضالتها‬
‫في مناصرتها وتأييدها في سياستها لتساع حجمها وأهميتها على الساحة الفرنسية ‪.‬‬
‫وكان أول من تعامل معها الحزب الشتراكي والحزب الشيوعي الفرنسي خاصة مواقف تلك‬
‫الجماعات من الحلف الطلسي والتعريفات الجمركية ‪ ،‬ثم جماعا أرباب العمل والمستثمرين‬
‫الزراعيين التي تحاول الضغط على الحكومة لتخاذ إجراءات اقتصادية داخلية وخارجية تنسجم‬
‫ومصالحها ‪ ،‬ول ننسى جماعات الضغط الصهيوني في السياسة الفرنسية ‪ ،‬التي تتميز بقوة تنظيمها‬

‫‪16‬‬
‫وفاعليتها وتماسكها وارتباطها بالتنظيم العالي للحركة الصهيونية ‪ ،‬التي تهدف إلى تحقيق أهدافها‬
‫السياسية في دعم إسرائيل في كافة الميادين السياسية والقتصادية والعسكرية ومن أهم ميزات‬
‫ً أو‬
‫ً أو تربويا‬
‫هذه الجماعات سرعة تغلغلها في المنظمات والحزاب خاصة التي تحمل طابع ثقافيا‬
‫غير ذلك ‪.‬‬
‫ج‪-‬الرأي العام ووسائل العلم ‪:‬‬
‫كل الدلئل والمؤشرات تقول بان الشعب الفرنسي يهتم بشؤونه الداخلية والمكاسب التي تتحقق‬
‫له من خلل السياسة الفرنسية ‪ ،‬نتيجة طغيان المذهب المادي على المجتمع الفرنسي ولهذا نجد أن‬
‫القلة القليلة من الشعب الفرنسي هي الفئة التي تؤثر في اتجاهات الرأي العام وتؤثر على السياسة‬
‫الخارجية كما أن هذه الفئة هي التي تلعب الدور الرئيسي في سياسة فرنسا الخارجية والتي ل‬
‫تخلو من المفكرين والكتاب الذين يتابعون تطورات الحداث الداخلية والخارجية ‪ ،‬ويعبرون عن‬
‫وجهات نظرهم نحوها وهم ل يشكلون إل نسبة ضئيلة بالنسبة للحزاب والكتل والجماعات الخرى‬
‫التي لها دورها وتأثيرها على الرأي العام والسياسة في فرنسا‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬تقييم النظام شبه الرئاسي الفرنسي ‪:‬‬
‫أ‪ -/‬إيجابيته ‪:‬‬
‫‪ -/1‬ثنائية السلطة التنفيذية أي الجمع بين رئيس الجمهورية والوزير الول‪.‬‬
‫‪ -/2‬مسؤولية الحكومة أمام البرلمان أي إعطاء الثقة أو سحبها‪.‬‬
‫‪ -/3‬وجود تعددية حزبية إذ تلعب الحزاب السياسية دورا رئيسيا في النتخابات على مختلف‬
‫مستوياتها ) بلدية‪ ،‬برلمانية‪ ،‬رئاسية (‪.‬‬
‫‪ -/4‬الجمع بين خصائص الديمقراطية التمثيلية '' انتخاب النواب '' ‪ ،‬والديمقراطية المباشرة ''‬
‫انتخاب رئيس الجمهورية ''‪ ،‬والديمقراطية شبه المباشرة '' الستفتاء ''‪.‬‬
‫‪ -/5‬يعتبر النظام الفرنسي نظام ديمقراطي يرتكز على مبدأ السيادة الشعبية التي يعبر عنها‬
‫بواسطة النتخاب‪.‬‬
‫ب‪ -/‬سلبياته ‪:‬‬
‫‪ -/1‬هيمنة رئيس الجمهورية إذ يعتبر في المركز المتفوق والوزارة أقرب إلى سكريتاريا‪.‬‬
‫‪ -/2‬عدم مسؤولية رئيس الجمهورية إل في حالة الخيانة العظمى‪.‬‬
‫‪ -/3‬تصادم مصالح رئيس الجمهورية مع مصالح رئيس مجلس الوزراء الذي يمثل مصالح‬
‫البرلمان ‪.‬‬
‫‪ -/4‬إساءة استخدام قانون الطوارئ وحقه في الستفتاء من قبل الرئيس‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ -/5‬صعوبة الئتلف الحكومي بين الحزاب ‪.‬‬

‫خاتـــــــــمة‬
‫بعد تناولنا هذا البحث والتحدث على أهم ما يخص به هذا النظام أي النظام شبه الرئاسي على أنه‬
‫نظام مختلط وتعتبر فرنسا أهم نموذج واقعي لتطبيق هذا النظام فإن النظام السياسي الفرنسي‬
‫الذي عاش حقبة طويلة في ظل النظام البرلماني التقليدي أدخل تكييفات جديدة في بنية السلطة‬
‫من خلل تقوية صلحيات السلطة التنفيذية مقابل البرلمان ووسع من صلحيات رئيس الجمهورية‬
‫ً عن تحمل المسؤولية السياسية ولذا يمكن القول أن النظام الفرنسي‬
‫مقابل الحكومة مع بقائه بعيدا‬
‫تغلب عليه عناصر النظام الرئاسي من ناحية الموضوعية ويحتفظ بعناصر النظام البرلماني من‬
‫الناحية الشكلية لذا استحق أن يطلق عليه تسمية النظام شبه رئاسي ‪.‬‬
‫وقد تم اعتماد هذا النظام لن ديغول أراد بذلك بناء مجد فرنسا وإعطائها مكانتها في الساحة‬
‫الدولية ‪.‬‬

‫‪18‬‬

You might also like