Professional Documents
Culture Documents
ن{
مِني َ
ؤ ِ ع ال ْ ُ
م ْ ن الذّك َْرى ت َن ْ َ
ف ُ وذَك ّْر َ
فإ ِ ّ } َ
]ص [334
]ص [335
رضي الّله تعالى عنه قال :عليكم بالعلم قبل أن يقبللض وقبضلله أن يللذهب
أصحابه ،وعليكم بالعلم فللإن أحللدكم ل يللدري مللتى يفتقللر إليلله .ثللم تكلللم
الناس في طلب الزيادة قال بعضهم :إذا تعلم من العلللم مقللدار مللا يحتللاج
إليه ينبغي أن يشللتغل بالعمللل بلله ويللترك التعلللم ،وقللال بعللض النللاس :إذا
اشتغل بزيادة العلم فهو أفضل بعد أن ل يدخل النقصان في فرائضه وهللذا
القول أصح .فأما حجللة الطائفللة الولللى فيمللا روى جعفللر بللن برقللان عللن
ميمون بن مهران عن أبي الدرداء قال :ويل للذي ل يعلم مرة وويل للللذي
يعلم ول يعمل به سبع مرات.
وروى عن فضيل بن عياض أنه قال :من عمل بما يعلم شلغله الل ّلله
تعللالى عمللا ل يعلللم .وقللال :لن العمللل لنفسلله وطلللب الزيللادة لغيللره،
م إليلله: ك رقبة نفسه أهل ّ فالشتغال بأمر نفسه بما هو لنفسه أولى لن فكا َ
م
من ْهُ ل ْل فِْرقَةٍ ِن كُ ّ م ْ فَر ِ ول ن َ َ وأما حجة الطائفة الخرى فقول الّله تعالى }فَل َ ْ
م{ اليللة ،وقللال جعُللوا إ ِل َي ْهِل ْ ذا َر َ م إِ َ مهُ ْ ن وَل ُِينذ ُِروا قَلوْ َ دي ِقُهوا ِفي ال ّ ف ّ
ة ل ِي َت َ َ
ف ٌ َ
طائ ِ َ
ن{ وقال في مو َ ن َل ي َعْل َ ُ ذي َ ن َوال ّ ِ مو َ ن ي َعْل َ ُ ذي َوي ال ّ ِ ست َ ِ ل هَ ْ
ل يَ ْ في آية أخرى }قُ ْ
ب{ الية .قال أهللل ن ال ْك َِتا َ مو َ م ت ُعَل ّ ُ ما ك ُن ْت ُ ْ
ن بِ َ كوُنوا َرّبان ِّيي َ ن ُآية أخرى } -وَل َك ِ ْ
التفسير :يعني كونوا فقهاء علماء .وروى ثوبان عن النبي صلللى الل ّلله عليلله
وسلم أنه قال "فضل العلم خيللر مللن العمللل وملك دينكللم الللورع" .وعللن
الحسن البصري رحمه الّله قال :من العمل أن يتعلم الرجل العلللم فيعلملله
الناس .وعن عبد الّله بن عباس رضي الّله تعالى عنهما قال :تللذاكر العلللم
ب إلى الّله من إحيائها .وعن عوف بللن عبللد الل ّلله قللال: ساعة من الليلة أح ّ
جاء رجل إلى أبي ذر الغفاري فقال إنللي أريللد أن أتعلللم العلللم وأخللاف أن
أضيعه ول أعمل به ،فقال :إنك إن تتوسد بالعلم إن خير لك مللن أن توسللد
بالجهل ،ثم ذهب إلللى أبللي الللدرداء فسللأله فقللال أبللو الللدرداء :إن النللاس
ل ،ثللم يبعثون من قبورهم على ما ماتوا عليه :العللالم عالملا ً والجاهللل جللاه ً
ذهب إلى أبي هريرة فسأله عللن ذلللك فقللال للله أبللو هريللرة :كفللى بللتركه
ي بن أبي طالب رضللي الل ّلله تعللالى عنلله أنلله قللال :النللاس ضياعًا .وعن عل ّ
رجلن عالم رباني ومتعلم على سبيل النجاة وسائرهم همج رعاع أتباع كل
ناعق يميلون مع كل ريح ،والعلماء باقون ما بقي الدهر وأعيللانهم مفقللودة
وأمثالهم في القلوب موجودة ،ولن منفعللة العمللل لنفسلله خاصللة ومنفعللة
العلم ترجع إلى نفسه وإلى الناس عامة فصار هذا أفضل لن النللبي صلللى
الّله عليه وسلم قال" :خير الناس من ينفع الناس".
وروى "أن رجل ً سأل رسول الّله صلللى الل ّلله عليلله وسلللم أي العمللال
أفضل؟ فقال العلم ،فسأله ثانيا ً وثالثا ً فأجللابه مثللل جللوابه الول ،فقللال يللا
رسول الل ّلله عليللك السلللم إنللي أسللألك عللن العمللل؟ فقللال عليلله الصلللة
والسلم :هل يقبل الّله العمللال إل بللالعلم" وروى "أن رسللول الل ّلله صلللى
الّله عليه وسلم قال :إن افضلل ملا يتصلدق بله العبللد أن يتعلللم العلللم ثلم
يعلمه غيره" والخبار في هذا كثيرة.
]ص [336
)الباب الثاني في كتابة العلم(
)قال الفقيه( رضي الّله تعالى عنه :كره بعض الناس كتابة العلم وأباح
ذلك عامة أهل العلم ،فأما حجة من كره ذلللك فمللا روى الحسللن البصللري
"أن عمر بن الخطاب رضي الّله تعالى عنه قال :يللا رسللول الل ّلله إن ناس لا ً
من اليهود والنصارى يحدثون بأحاديث أفل نكتب بعضها؟ فنظر إليلله نظللرة
وكللون أنتللم كمللا تهللوكت اليهللودعللرف بهللا الغضللب فللي وجهلله قللال :امته ّ
ً
والنصللارى ،لقللد جئتكللم ببيضللاء نقيللة ولللو كللان موسللى حيلا مللا وسللعه إل
وكللون؟ قللال المتحيللرون .وروى عطللاء بللن اتباعي" فقيل للحسن ما المته ّ
يسار عن أبي سعيد الخدري "أنه استأذن النبي صلى الّله عليه وسلللم فللي
كتابة العلم الحسن فلم يأذن له" وعن ابلن مسللم قلال :كلان ابلن عبلاس
ينهى عن الكتابة ويقول إنما ضل من كان قبلكللم بالكتابللة .وروى ابللن أبللي
داود عن أبيه قال :جاء أصحاب عبد الّله بن مسعود إلى عبد الّله فقالوا إنا
قد كتبنا عنك علما ً أفنعرضه عليك فتبينه لنا؟ قال نعم ،فللأتوه بللذلك فأخللذ
الكتاب فغسله بالماء ثم رده عليهم.
)قال الفقيه( :وذلك أنهم إذا كتبوا الكتاب اعتمدوا على الكتابة وتركوا
الحفظ فيعرض على الكتابة عارض فيفوت علمهم ،ولن الكتاب ممللا يللزاد
فيه وينقص ،ولن الكتاب بمكن أن يزاد فيلله ويغيللر والللذي حفللظ ل يمكللن
التغيير فيه ،ولن الحافظ يتكلم بالعلم والذي أخبر عن الكتاب أخبر بللالظن
من غير حفظ .وأما حجة من قال بأنه يجوز فما روى عن أبي هريرة رضي
الّله تعالى عنه أنه قال :ما ملن أحللد ملن أصلحاب النلبي صللى الّلله عليله
وسلم أكثر حديثا ً مني إل عبد الّله بن عمرو فإنه كان يكتللب ول أكتللب أنللا.
وعن ابن جريج بن معرور أنه قال :قال عبد الّله بن عمر "يا رسول الّله إنا
لنسمع منك الحديث أفنكتبه عنك؟ قال نعللم قلللت فللي الرضللا والسللخط؟
قال نعم ،فإني ل أقول فيهما إل حقًا" وقال معاوية بن قرة :من لللم يكتللب
علما ً فل يعد ّ علمه علمًا .وقال الّله تعالى خللبرا ً عللن موسللى عليلله الصلللة
والسلم حين سألوه عن القرون الولى قال موسى عليه السلللم -علمهللا
عند ربي في كتاب ل يضل ربي ول ينسى .-وعن ربيع بللن أبللي أنيللس عللن
جديه زيد وزيللاد أنهملا قلدما علللى سللليمان بلن عبللد الملللك ليل ً فللم يلزل
ي رضللي الل ّلله تعللالى
يحدثهما ويكتبان حتى أصبحا .وعللن الحسللن بللن عل ل ّ
عنهما أنه قال :ل يعجزن أحدكم أن يكون عنده كتاب من هللذا العلللم ،ولن
فيه بلوى فلو لم يكتب لذهب عنه العلم ولو كتب لرجع إليه فيما ينسللى أو
يشكل عليه مسرورًا .وهذا كما حكى أن أبا يوسف عاب محمدا ً فللي كتابللة
العلم ،فقال محمد :إني خفت ذهلاب العللم لن النسلاء ل يللدن مثلل أبلي
يوسف ولن المة قد توارثت كتابة العلم وقد قال النللبي صلللى الل ّلله عليلله
وسلم "ما رآه
]ص [337
المسلمون حسنا ً فهو عند الّله حسن وما رآه المسلمون شينا ً فهو عند الّله
شين" وقال عليه الصلة والسلم "ل تجتمع أمتي على الضللة" ولنهم لما
توارثوا ذلك صار ذلك سبيل المؤمنين حقا ً بدليل الخبر ،وقال عليلله الصلللة
والسلم "أصحابي كالنجوم الزاهرة بأيهم اقتديتم أهديتم" وعللن نللافع عللن
ابن عمر رضي الّله تعالى عنهلم قلال :قلال رسلول الّلله صللى الّلله عليله
وسلم "اكتبوا هذا العلم من كل غني وفقير ومللن كللل صللغير وكللبير ،ومللن
ترك العلم من أجل أن صاحب العلم فقير أو أصغر منه سنا ً فليتبوأ مقعللده
في النار".
]ص [338
بك كللذا وكللذا ،ولن الصللحابة كللانوا يفتللون فللي الحللوادث ،وهكللذا تللوارث
ن{ م ل ت َعْل َ ُ
مللو َ ن ُ
كنت ُل ْ سأ َُلوا أ َهْ َ
ل الذ ّك ْرِ إ ِ ْ المسلمون ولن الّله تعالى قال }َفا ْ
فلما أمر الّله تبارك وتعالى الجهال بأن يسألوا العلماء فقد أمر العلماء بأن
يخبروهم إذا سألوهم عن ذلك .وحكى أن جماعة اختاروا مللن العقلء ثلثللة
ليذكروا :من أعقل؟ فاجتمع رأيهم أعقل الناس من يقول ما يعلم.
]ص [340
أرسلت فنهاه عن تغيير اللفظ" وأما حجة من قال إنه يجللوز بللالمعنى فلن
النبي صلى الّله عليه وسلللم قللال "أل فليبلللغ الشللاهد الغللائب" فقللد أمرنللا
بالتبليغ عامًا .وروى عن واثلة بن السقع وكان من الصحابة قال :إذا ً حللدثنا
كللم حللديثا ً بللالمعنى فحسللبكم .وقللال ابللن عللوف :كللان إبراهيللم النخعللي
والشعبي والحسن البصري يؤدون الحديث بالمعنى .وقال وكيع :لو لم يكن
بالمعنى واسعا ً لهلك الناس .وقال سفيان الثوري :إني لللو قلللت لكللم إنللي
لن كُ ّ م ْ فَر ِول ن َ َ دقوني ،ولن الّله تعالى قال }فَل َ ْ أحدثكم كما سمعت فل تص ّ
م َ
جعُللوا إ ِلي ْهِل ْ ذا َر َ م إِ َ ن وَل ُِينلذ ُِروا قَلوْ َ
مه ُ ْ م َ فِْرقَةٍ ِ
دي ِ
قهُللوا فِللي الل ّ
ف ّ
ة ل ِي َت َ َ
ف ٌ
طائ ِ َ من ْهُ ْ
ن{ بلفظ العربية ،ولو كلان قلومهم ل يفقهلون بلفلظ العربيلة حذ َُرو َ ل َعَل ّهُ ْ
م يَ ْ
فلبد ّ له من البيان والتفسير ،فثبت أن العبرة للمعنى ل اللفظ.
)الباب السابع في رواية الحديث والجازة(
)قال الفقيه( أبو الليث رضي الّله تعالى عنه :اختلف الناس في رواية
الحديث لو قال مكان حدثنا أخبرنا أو قال مكان أخبرنللا حللدثنا يجللوز أم ل؟
دث فللأردت أن تللروى قال بعض أهل الحديث :إذا قرأت الحديث علللى مح ل ّ
دث قرأ عليك فقل حدثنا عنه ينبغي لك أن تقول أخبرنا فلن ،وإن كان لمح ّ
فلن .وقال أكثر أهل العلم :كلهمللا سللواء وبلله نأخللذ .وقللد روى عللن أبللي
يوسف القاضي رحمه الّله أنه قال :إذا قللرأت الحللديث علللى فقيلله أو قللرأ
عليك فللإن شللئت قلللت حللدثنا ،وإن شللئت قلللت أخبرنللا ،وإن شللئت قلللت
سمعت من فلن :وروى عن أبي مطيع أنه قال :سألت أبا حنيفة فقلت للله
أقول :حدثنا أو أقول أخبرنللا قللال :إن شللئت قلللت حللدثنا وإن شللئت قلللت
أخبرنا .وروى عن شعبة بللن الحجللاج أنلله قللال :إن شللئتم قلتللم حللدثنا وإن
دث أجللزت لللك أن شئتم قلتم أنبأنا وإن شئتم قلتم أخبرنا ،وإن قللال المح ل ّ
تحدث عني فل يجوز لك أن تقول حدثنا ول أخبرنا ،وجاز أن تقللول أجللازني
فلن.
)قال الفقيه( رحمه الّله :سمعت الخليل بن أحمد القاضي رحمه الّله
دث قال :سمعت أبا طاهر أحمللد بللن سللفين الللديامي قللال :إذا قللال المحل ّ
أجزت لك فكأنه قال أجزت لك بأن ل تكذب علي.
)وقال الفقيه( رحمه الّله :ولو كتب إليك المحدث بحديث أو دفع إليك
كتابه وقال حدثني فلن بجميع ما فيلله جللاز لللك أن تقللول ،أخبرنللا فلن ول
يجوز أن تقول حدثنا فلن لن الكتابة خبر والحديث ل يكون إل بالمخاطبللة،
أل ترى لو أن رجل ً حلف أن ل يخبر فلنا ً بكذا ،فكتب إليه بذلك فإنه يحنث،
ولو حلف بأن ل يحدثه فكتب إليه فإنه ل يحنللث مللا لللم يخللاطبه .وروى أن
ضمرة عن عبد الّله بن عمر قال :رأيت عبد الّله بن شهاب يللؤتى بالكتللاب
فيقال له هذا كتابك عرفته؟ فيقول :نعم ،فيرضللون بمللا قللرأه عليهللم ومللا
قرءوه
]ص [341
عليه فينسخون ويخبرون به .وروى عبد العزيللز بلن أبللان عللن شللعبة قللال:
كتب إلى منصور ابن المنعم بحديث فلقيته فسألته عللن ذلللك فقللال أليللس
قد كتبت إليك كتابًا؟ فقلت له إذا كتبللت إلل ّ
ي فقللد حللدثني بلله؟ قللال نعللم،
فذكرت ذلك ليوب السختياني فقال صدق إذا كتب إليك فقد حدثك .وروى
عن محمد بن الحسن رحمه الّله أنه قال :كتابة العلم إليللك وسللماعك منلله
بمنزلة واحدة بجوز الرواية عنه إذا كتب إليك كمللا يجللوز لللو سللمعت عنلله،
ولكن يختلفان في لفظ الرواية.
]ص [342
أنت حمار ناهق وإن عدت إلينا لنؤدبنك .وعن إبراهيم النخعللي رحملله الل ّلله
س ب ِللال ْب ِّر َ ْ
ن الن ّللا َ مُرو َأنه قال :أكره القصللص لثلث آيللات :قللوله تعللالى }أت َلأ ُ
َ ُ ن َأن ُ
نما أِريللد ُ أ ْ ن{ ،وقوله تعالى }وَ َ فعَُلو َ ما ل ت َ ْ
ن َ قوُلو َ م تَ ُ م{ }ل ِ َ سك ُ ْف َ سوْ َ وََتن َ
ه{ وفللي الحللديث "إن الل ّلله تعللالى أوحللى إلللى َ أُ َ
م ع َن ْل ُ ما أن ْهَللاك ُ ْ م إ َِلى َ فك ُ ْخال ِ َ
عيسى عليه الصلة والسلم أن عظ نفسك فإن اتعظللت فعللظ النللاس وإل
فاستحي مني" وأما حجة من قال إنه ل بأس به فقول الل ّلله تعللالى }وَذ َك ّلْر
م مه ُ ْن{ وقال تعالى في آية أخللرى }وَل ُِينلذ ُِروا قَلوْ َ مِني َ مؤ ْ ِ فعُ ال ْ ُ ن الذ ّك َْرى َتن َ فَإ ِ ّ
ن{. حذ َُرو َ م يَ ْ م ل َعَل ّهُ ْ جُعوا إ ِل َي ْهِ ْ ذا َر َ إِ َ
وعن عمر بن الخطاب رضي الّله تعالى عنه قال :يا معشر القصاص ل
تقصوا فقد فقه الناس .ففي هذا الخبر دليل على أن القوم إذا لللم يعلمللوا
فل بأس به .وروى عن عبد الّله بن مسعود رضي الّله تعالى عنه كان يذكر
الناس كل عشية خميس وهو قائم على رجليه يللدعو بللدعوات .وروى عللن
عطاء عن أبي هريرة رضي الّله تعالى عنه أنه قال :من كتللم علللى النللاس
علما ً يعلمه ألجم بلجام من نار يللوم القيامللة .وروى عللن النللبي صلللى الل ّلله
عليه وسلم بمثله .وعن أبي هريرة أنه قللال :لللول آيللة لمللا جلسللت للنللاس
َ
دى{ اليلة. ت َوال ُْهل َ
ن ال ْب َي َّنلا ِ ما أنَزل َْنا ِ
مل ْ ن َ ن ي َك ْت ُ ُ
مو َ ذي َ ن ال ّ ِ وهي قوله تعالى }إ ِ ّ
وروى عن عبد الّله بن عمر رضي الّله تعالى عنهما عللن النللبي صلللى الل ّلله
عليه وسلم أنه قال "بلغوا عني وللو آيلة ،وحللدثوا عللن بنلي إسلرائيل فلإن
فيهم العاجيب ول حرج ،ومن كذب على متعمدا ً فليتبوأ مقعده مللن النللار"
وقال الحسن :لول العلماء لصار الناس كلهم مثل البهائم.
]ص [343
ك{ وإذا أراد أن يخللبر النللاس بشلليء مللن حوْل ِل َ
ن َ مل ْ
ضللوا ِ ب َلن ْ َ
ف ّ قل ْل ِ
ظ ال ْ َ
غ َِلي َ
فضائل الصلة والصيام والصدقة ،فينبغللي أن يعمللل بلله أول ً حللتى ل يكللون
ن َأن ُ َ ْ
م{ وقال إبراهيللم سك ُ ْ
ف َ س ِبال ْب ِّر وََتن َ
سو ْ َ ن الّنا َ مُرو َمن أهل هذه الية }أت َأ ُ
النخعي :إني أكره القصللص لثلث آيللات وقللد ذكرناهللا ،وينبغللي للملذكر أن
يكون عالما ً بتفسير القرآن والخبار وأقاويل الفقهاء .وروى عن عللي ابلن
أبي طالب رضي الّله تعالى عنه أنه رأى رجل ً يقص للناس فقال له أتعرف
الناسخ والمنسوخ؟ فقال ل ،فقال له علي :هلكت وأهلكت .وينبغي للمذكر
إذا حدث الناس أن ل يقبللل بللوجهه الللى واحللد بللل يعمهللم .وقللد روى عللن
حبيب بن أبي ثابت أنه قال :من السنة أن ل يقبل بوجهه على رجللل واحللد
ولكن يعمهم ،ول ينبغي للمذكر أن يكون طماعلا ً لن الطملع يلذل النسلان
ويذهب بهاء الوجه والعلم ،ولو أهدى إليه إنسان من غيللر مسللألة فل بللأس
أن يقبل هديته ،وينبغي أن يكون في مجلسلله الخللوف والرجللاء ،ول يجعللل
كله خوفا ً ول كله رجاء لنلله نهللى عللن ذلللك فللإن كللان المللذكر يحتللاج إلللى
تطويل المجلس فيستحب له أن يجعل في خلل مجلسه كلما ً يستظرفونه
ويتبسمون بذلك فإن ذلك يزيد نشاطا ً وإقبال ً على السماع .وقللد روى عللن
عمر رضي الّله تعللالى عنلله أنلله كللان إذا جلللس رغللب النللاس فللي الخللرة
وزهدهم في الدنيا ،فإذا رآهللم قللد كسلللوا أخللذ فللي ذكللر الغللرس والبنللاء
والحيطان ،فإذا رآهم قد نشطوا أقبل في ذكر الخرة.
]ص [345
اليمللان حللتى يللدع المللراء وهللو محللق" ولن المللراء يللؤدي إلللى العللداوة
والعداوة بين المسلمين حرام قال "عامة أهل العللم ل بلأس بهلا إذا قصللد
ن{ وقال أيضا ً }فََل َ
س ُح َيأ ْم ِبال ِّتي ه ِ َ
جاد ِل ْهُ ْ
بها ظهور الحق لقوله تعالى} :وَ َ
ّ َ َ
ه{ م ِفي َرّبلل ِ
هي َ
ج إ ِب َْرا ِحا ّ
ذي َ هرًا{ وقال }أل ْ
م ت ََر إ ِلى ال ِ َ مَراًء َ
ظا ِ م ِإل ِ مارِ ِفيهِ ْ
تُ َ
ذي ك َ َ
فَر{. ت ال ّ ِ
إلى قوله }فَب ُهِ َ
وروى عن طلحة بن عبيد الّله أنه قللال "تللذاكرنا فللي لحللم صلليد يللأكله
المحرم وقللد ذبحلله حلل والنللبي صلللى الل ّلله عليلله وسلللم نللائم ،فللارتفعت
أصواتنا فاستيقظ من ذلك قال :فماذا تتنللازعون؟ فأخبرنللاه فأمرنللا بللأكله"
ولم ينكر عليهم جدالهم في المسألة ولن في المناظرة ظهللور الحللق مللن
الباطل والنظر في طلب الحق مباح ،والثار التي وردت في النهللي معناهللا
إذا جادل بغير حق وأراد به المباهاة فهو مكروه كما روى عن النللبي صلللى
الّله عليه وسلم أنه قال :من تعلم العلم الثلث فهو في النار :أن يباهى بلله
العلماء أو يمارى به السفهاء أو يصرف به وجوه الخلق إلى نفسه".
]ص [346
وإذا أراد الخروج إلى الغربة فالفضل له أن يخرج بإذن أبويه فإن لللم يأذنللا
له فل بأس بالخروج إذا كانا مستغنيين عللن خللدمته ،ول ينبغللي للمتعلللم أن
يترك شيئا ً من الفلرائض أو يؤخرهلا علن وقتهلا ،ول ينبغلي أن يلؤذي أحلدا ً
لجل التعلم فتذهب بركة العلم ،ول ينبغي للمتعلم أن يكون بخيل ً بعلمه إذا
استعار منه إنسان كتابا ً أو استعان به لتفهيم مسالة أو نحو ذلك ،فل ينبغللي
له أن يبخل به لنه يقصد بتعلمه أول ً منفعة الخلق في المآل ،فل ينبغي للله
أن يمنع منفعته في الحال.
وقال عبد الّله بن المبارك :من بخل بعلمه ابتلى بإحدى ثلث :إما أن
يموت فيذهب علمه ،أو يبتلى بسلطان جائر ،أو ينسى العلم الللذي حفظلله.
وينبغي للمتعلم أن يوقر العلم ول ينبغي له أن يضللع الكتللاب علللى الللتراب
فإذا خرج من الخلء وأراد أن يمس الكتاب يستحب له أن يتوضأ أو يغسللل
يديه ثم يأخذ الكتاب ،وينبغي للمتعلم أن يرضى بالدون من العيش من غير
أن يترك حظ نفسه من الكل والشرب والنلوم ،وينبغلي للمتعللم أن يقللل
معاشرة الناس ومخالطتهم ومباشرة النساء ومخالطتهم ول يشتغل بمللا ل
يعنيه .ويقال في المثل من اشتغل بما ل يعنيه فاته ما يعنيه .وقيل للقمللان
الحكيم بم نلت ما نلللت؟ فقللال بصلدق الحللديث وأداء المانللة وتللرك ملا ل
يعنيني .وينبغللي للمتعلللم أن يتللدارس علللى الللدوام ويتللذاكر المسللائل مللع
أصحابه أو وحده ،فقد روى يزيد الرقاشي عن أنس بللن مالللك رضللي الل ّلله
تعالى عنه قال :كان رسول الّله صلى الّله عليه وسلم يحدثنا بالحللديث ثللم
يدخل بيته فنتذاكر بيننا فكأنما زرع في قلوبنا ،وذكر فللي قللوله تعللالى }ي َللا
ة{ يعني بالدرس بج لد ّ ومواظبللة .ويقللال فللي المثللل: قو ّ ٍ خذ ْ ال ْك َِتا َ
ب بِ ُ حَيى ُ
يَ ْ
عليك بالدرس فإن الدرس هو الغرس ،وقبل لعبللد الل ّلله بللن عبللاس رضللي
الّله تعالى عنهما بم أدركت هذا العلم؟ قللال بلسللان سللؤول وقلللب عقللول
ف بذول .وروى بعض الخبار زيادة :وبللدن فللي الضللراء وفؤاد غير ملول وك ّ
والسراء صبور .وقال الشعبي :من رقّ وجهله رقّ علمله ،وقيلل للبزرجمهر
بم نلت ما نلت؟ قال ببكور كبكور الغللراب وتملللق كتملللق الكلللب وتضللرع
كتضللرع السللنور وحللرص كحللرص الخنزيللر وصللبر كصللبر الحمللار .وينبغللي
للمتعلم إذا وقعت بينه وبين إنسان منازعة أو خصومة أن يسللتعمل الرفللق
والنصاف ليكون فرقا ً بينه وبين الجاهل ،لن النبي صلى الّله عليلله وسلللم
قال "ما دخل الرفق فللي شلليء إل زانلله ومللا دخللل الخللرق فللي شلليء إل
شانه" وينبغلي للمتعللم أن يعظلم أسلتاذه فلإن تعظيمله يظهلر فيله بركلة
العلم ،وإذا استخف به ذهبت عنه بركة العلللم :وينبغللي للمتعلللم أن يللداري
الناس لنه يقال خير الناس مللن يللداري النللاس وش لّر النللاس مللن يمللارى.
ويقال إنما ينتفع المتعلم بكلم العللالم إذا كللان فللي المتعلللم ثلث خصللال:
التواضع في نفسه ،والحللرص علللى التعلللم ،والتعظيللم بالعللالم .فبتواضللعه
ينجع فيه العلم ،ويحرصه يستخرج العلم ،وبتعظيمه يستعطف العلماء.
]ص [347
)الباب الخامس عشر في قبول القضاء وعدم قبوله(
)قال الفقيه( أبو الليث رحمه الّله تعالى :اختلف النلاس فلي قبلول
القضاء :قال بعضهم :ل ينبغي أن يقبل القضاء ،وقال بعضهم :إذا ولى بغير
طلب منه فل بأس بأن يقبل إذا كان يصلح لذلك المر ،وهذا قول أصلحابنا:
أما من كره ذلك فاحتج بما روت عائشة رضي الّله تعالى عنهللا عللن النللبي
صلى الّله عليه وسلم أنه قال "يجاء بقاضي العدل يوم القيامة فيلقي مللن
شدة الحساب ما يود ّ أن لم يكن قضى بين اثنين" وروى أبو هريللرة رضللي
الّله عنه عن النبي صلى الّله عليه وسلم أنه قال "من جعل قاضلليا ً فكأنمللا
ذبللح بغيللر سللكين" وروى شللريك عللن الحسللن البصللري قللال :كللانت بنللو
إسرائيل إذا استقضى الرجل منهم أيس له به من النبوة.
وروى أبو أيوب قال :دعى أبو قلبللة للقضللاء فهللرب حللتى أتللى الشلام
فوافق ذلك عزل قاضيها ،فهرب واختفى حتى أتى اليمامة فلقيته بعد ذلللك
فقال :ما وجدت مثل القضللاء إل كمثللل سللابح فللي البحللر فلللم يحسللن أن
يسبح حتى غرق .وروى عن سفيان الثوري أنلله دعللى إلللى القضللاء فهللرب
إلى البصرة واختفى ،فبعث أميللر المللؤمنين فللي طلبلله فلللم يقللدروا عليلله
فمات وهو متوار ،وروى عللن أبللي حنيفللة رحملله الل ّلله أنلله ابتلللى بالضللرب
والحبس فلم يقبل حتى مات :وأما حجة من قال بأنه ل بأس بلله فمللا روى
عن أنس بن مالك رضي الّله تعالى عنه أن النلبي صللى الّلله عليله وسللم
قال" :من أراد القضاء وسأل عليه الشفعاء وكللل إلللى نفسلله ،ومللن أكللره
عليه نزل عليه ملك يسدده" وعن الحسن أنه قال :كللان يقللال لجللر حكللم
عدل يوما ً واحدا ً أفضل من أجر رجل يصلي فللي بيتلله سللبعين سللنة .وروى
عن النبي صلى الّله عليه وسلم أنه قال لعبد الرحمن بن سمرة "ل تسللأل
المارة فإنك إن أعطيتها عللن مسللألة وكلللت إليهللا وإن أعطيتهللا عللن غيللر
مسالة أعنت عليها" وروى عن أبي موسى الشعري :أن رجلين دخل علللى
رسول الل ّلله صلللى الل ّلله عليلله وسلللم وسللأله فقللال اسللتعملنا علللى بعللض
أعمالك فإن عندنا خيرا ً وأمانة ،فقال النبي صلى الل ّلله عليلله وسلللم "إنللا ل
نستعمل على عملنا من أراده وطلبه".
]ص [349
في الهواء والبهائم والوحوش في الرض وتخللت السباع بين الغنام ،فلمللا
ظهرت منه تلك الزلة سللبت الحلوة ملن نغمتله ،فقلال يلا رب ملا فعللت
نغمتي؟ فأوحى الّله عز وجل إليه أطعتنا فأطعناك وعصلليتنا فأمهلنللاك ولللو
كنت غدوت كما كنت قبلناك قال :فإذا كان يوم القيامة أمر إسرافيل عليه
السلم بالقراءة ،وأمر داود عليه الصللة والسللم بلالقراءة فيقلول يلا رب
نغمتي؟ فيقال ،ترد عليك نغمتللك فللترد عليلله فيرفللع الحللور أصللواتهن مللن
الغرف فترفع أصوات لم يسمع الخلئق مثلها ،فيقللول الل ّلله عللز وجللل هللل
سمعتم نغمات طيبة؟ فيرفع الحجاب فيقول لهم ربهم سلم عليكللم وذلللك
م{.
سل ٌ
ه َ م ي َل ْ َ
قوْن َ ُ م ي َوْ َ
حي ّت ُهُ ْ
قوله تعالى }ت َ ِ
)قال الفقيه( رحمه الّله :التعليم على ثلثللة أوجلله :أحللدها أن يعلللم
للحسبة ول يأخذ عوضًا ،والثاني أن يعلللم بللالجرة ،والثللالث أن يعلللم بغيللر
شرط فإذا أهدي إليه قبل .فأما إذا علم للحسبة فهللو مللأجور فيلله وعمللله
عمل النبياء عليهللم الصلللة والسلللم ،وأمللا إذا علللم بللالجرة فقللد اختلللف
الناس فيه ،قال أصحابنا المتقدمون :ل يجوز له أخذ الجرة لن النبي صلى
الّله عليه وسلم قال "بلغوا عني ولو آيللة" فللأوجب علللى أمتلله التبليللغ كمللا
أوجب الّله تعالى على النبي صلى الّله عليه وسللم التبليلغ ،فكملا للم يجلز
للنبي صلى الّله عليه وسلم أخذ الجرة فكذلك ل يجوز لمته ،وقال جماعة
من العلماء المتأخرين :إنه يجوز ،مثل عصام بن يوسلف ونصللير بلن يحيللى
وأبي نصر ابن سلم وغيرهم ،فالفضللل للمتعلللم أن يشللارط علللى الجللرة
للحفظ وتعليم الهجاء والكتابة فلو شارط تعليم القرآن أرجو أن لبللأس بلله
لن المسلمين قد توارثوا ذلك واحتاجوا إليه ،والللوجه الثللالث :أنلله إن علللم
بغير شرط وأهدي إليه به قبللل الهديللة فللإنه يجللوز فللي قللولهم جميع لا ً لن
النبي صللى الل ّلله عليلله وسلللم كللان معلملا ً وكللان يقبللل الهديللة .وروى أبللو
المتوكل الباجي عن أبي سعيد الخدري رضي الّله تعالى عنلله "أن أصللحاب
رسول الّله صلى الّله عليه وسلم كانوا في غللزوة فمللروا بحللي مللن أحيللاء
العرب فقال هل فيكللم مللن راق فللإن سلليد الحللي قللد لللدغ؟ فرقللاه رجللل
بفاتحة الكتاب فبرئ فأعطى قطيعا ً من الغنم فللأبى أن يأخللذ ،فسللأل عللن
ذلك رسول الّله صلى الّله عليه وسلم فقال بم رقيته؟ قال بفاتحة الكتاب،
قال فما يدريك أنها رقية خذها واضربوا لللي معكللم فيهللا بسللهم" يعنللي إن
أخذه مباح ،وكره بعض الناس النقط والتعشير فللي المصلاحف ،وهللو قلول
أبي حنيفة رحمه الّله تعالى .وحجته ما روى عن عبد الّله بن مسعود رضي
الّله تعالى عنه أنه قال :جردوا القللرآن ول تكتبللوا فيلله شلليئا ً مللع كلم الل ّلله
تعالى ول تعشروه وزينوه بأحسللن الصللوات وأعربللوه فللإنه عربللي ،ولكللن
نقللول النقللط والتعشللير لللو فعللل فل بللأس لن المسلللمين توارثللوا ذلللك
فاحتاجوا إليه وخاصة للعجم لبد ّ من النقط والعلمات لنهم متكلفون روى
أنه قال :القرآن ما حل مصدق وشافع مشفع .والماحل الساعي.
س المصحف إل أن ول يجوز للجنب ول للحائض أن يقرأ القرآن ول يم ّ
يكون
]ص [350
سفي غلف ولو كان محدثا ً فل بأس بأن يقرأ القرآن ،ول ينبغي للله أن يمل ّ
ه إ ِل ّ
سل ُ المصللحف إل فللي غلفلله لقللوله تعللالى فللي محكللم تنزيللله }ل َ ي َ َ
م ّ
ن{ وقال النبي صلى الّله عليه وسلم "ل يمس القرآن إل طللاهر" مط َهُّرو َ
ال ْ ُ
وأما القراء ،فل بأس بها إذا كان على غير وضوء لما روى عن علي بن أبي
طالب رضي الّله تعالى عنه :أن النللبي صلللى الل ّلله عليلله وسلللم كللان يقللرأ
القللرآن بعللدما خللرج مللن الخلء وكللان ل يحجللزه ول يحجبلله شلليء سللوى
الجنازة .والمستحب أن يكون متوضئا ً ول بأس بأن يقللرأ الجنللب والحللائض
أقل من آية واحدة ،ولللو كللانت المللرأة معلمللة فحاضللت فللأرادت أن تعلللم
الصبيان ينبغي لها أن تلقن نصف آية ثم تسكت ثم تعلم نصف آية ول تعلم
آية تامة دفعة واحدة ،ول يجوز للجنب والحائض أن يدخل المسجد ول بأس
للمحللدث بلدخول المسللجد ول بلأس للجنللب والحللائض بالتسللبيح والتهليللل
والدعوات ،وإنما ل يجوز قراءة القرآن خاصة.
]ص [351
والمنافقون ،والتغابن ،والطلق ،والتحريم ،ولم يكن الذين كفروا ،وإذا جللاء
وذتان ،وتزل سللائر السللور بمكللة ،وقللال نصر الّله ،وقل هو الّله أحد ،والمع ّ
بعضهم :ست آيات من سورة النعام ،وبعض آيات من النحللل ،وبعللض مللن
بني إسرائيل ،وبعض آيات من سورة القصص ،وبعض آيات من سورة هللل
أتى على النسان ،وآخر سورة الشعراء ،وسللورة والعاديللات مدنيللة .وقللال
مجاهد :فاتحة الكتاب نزلللت بالمدينللة ،وقللال ابللن عبللاس فللي روايللة أبللي
صالح :نزلت بمكة.
]ص [352
وإعطائه هذه المنزلة والنعمة فيها من وجهيللن :أحللدهما :لكللونه منصوص لا ً
ص على تعيينللي ،أو قللال اقللرأ علللى عليه بعينه ولهذا قال وسماني معناه ن ّ
واحد من أصحابك قال بل سماك فتزايللدت النعمللة .والثللاني قللراءة النللبي
صلى الّله عليه وسلم فإنها منقبللة عظيمللة للله لللم يشللاركه فيهللا أحللد مللن
الناس ،وقيل إنما بكللى خوفلا ً مللن تقصلليره فللي شللكر هللذه النعمللة .وأمللا
تخصيصه بهذه السورة بالقراءة فلنها مع وجازتها جامعللة لصللول وقواعللد
ومهمات ،وكان الحللال يقتضللي الختصللار .وأمللا الحكمللة فللي أمللره تعللالى
ي فهو أن يتعلم :أي ألفاظه وصيغة أدائه ومواضع الوقللوف بالقراءة على أب ّ
دره بخلف ما وصيغ النغم ،فإن نغمات القرآن على أسلوب ألفه الشرع وق ّ
سواه من النغم المستعملة في غيره ،ولكل ضرب من النغم أثر مخصوص
في النفوس .فكانت القراءة عليه ليعلمه ل ليتعلللم منلله ،وقيللل :قللرأ عليلله
ليبين عرض القلرآن عللى حفلاظه البلارعين فيلله المجيلدين لدائه ،وليللبين
التواضع في أخذ النسان القرآن وغيره من العلوم الشرعية من أهلها وإن
كانوا دونه في النسللب والللدين والفضلليلة والمرتبللة والشللهرة وغيللر ذلللك،
ي في ذلك ويحثهم على الخذ عنه وتقديمه في ولينبه الناس على فضيلة أب ّ
ً ً ً ّ
ذلك ،وكان بعد النبي صلى الله عليه وسلم رأسا وإماما مقصودا فللي ذلللك
مشهورًا.
]ص [353
جالس يتبسم.
وروى عكرمة عن ابن عبللاس رضللي الل ّلله تعللالى عنهمللا قللال :إذا قللرأ
أحدكم شيئا ً من القرآن فلم يللدر مللا تفسلليره فليلتمسلله فللي الشللعر فللإن
الشعر ديوان العرب .قيل لبي الدرداء كل النصار يقولون الشللعر غيللرك؟
قال :وأنا أقول أيضا الشعر ،ثم قال عند ذلك:
ويأبى الّله إل ما أرادا يريد المرء أن يعطى مناه
وتقوى الّله أفضل ما استفادا يقول المرء فائدتي ومالي
فقد قام المنادى صاح نادى فل تك يا ابن آدم في غرور
لهذا الموت راحلة وزادا بأن الموت طالبكم فهبوا
وروى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الّله تعالى عنهما
"أن عائشة رضي الّله تعالى عنها لما بلغهلا خلبر أبلي هريلرة قلالت :رحلم
الّله أبا هريرة إنمللا قللال النللبي صلللى الل ّلله عليلله وسلللم لن يمتلللئ جللوف
أحدكم قيحا ً حتى يريه خير له من أن يمتلللئ شللعرًا" يريللد بلله مللن الشللعر
الذي هجت به :يعني رسول الل ّلله صللى الّلله عليلله وسلللم ،وقيللل أيضلا ً إن
معنى النهي في الشعر إذا اشتغل به فيشغله عللن قللراءة القللرآن والللذكر،
وأما إذا لم يشغله ذلك عن ذلك فل بأس به.
]ص [354
بسم الله وبه بدينا -ولو عبدنا غيره شقينا -فحبذا ربا وحب دينا"
وروى البراء عن عازب "أن النبي صلى الّله عليه وسلم قال:
أنا النبي ل كذب**أنا ابن عبد المطلب
وروى السود بن قيس عن جندب رضي الّله تعللالى عنلله "أن النللبي صلللى
الّله عليه وسلم كان يمشي في الطريق فعثر فأصاب إصبعه حجر فدميت
فقال:
هل أنت إل أصبع دميت**وفي سبيل الّله ما ليقت"
)قال الفقيه( رحمه الّله تعالى :هذه الخبار صحيحة ولكنه يحتمل أنه
لم يقصد بهذه الخبار الشعر ،ولكنه كلم خرج موافقا ً للشللعر مللن غيللر أن
يقصد به شعرًا ،ولن هذه البيات التي رويت عنه إنما هي رجللز والرجللز ل
يكون شعرًا ،وإنما هي مثل السجع من الكلم.
]ص [355
)الباب الخامس والعشرون في الرؤيا الصالحة وحسن العبارة(
)قال الفقيه( أبو الليث رحمه الّله تعالى :روى هشام بن عروة عن أبيه
عن عائشة رضي الّله تعالى عنها قالت أول ما بدئ بلله رسللول الل ّلله صلللى
الّله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصللالحة ،فكللان ل يللرى رؤيللا إل جللاءت
مثل فلق الصبح .وروى أبو سعيد الخدري رضي الّله تعالى عنه عن رسول
الّله صلى الّله عليه وسلم أنه قال "إذا رأى أحللدكم رؤيللا يحبهللا فإنمللا هللي
من الّله فليحمد الّله عليها وليحدث بها من أحللب ،وإذا رأى غيللر ذلللك ممللا
يكره فإنما هي من الشيطان فليتسللعذ بللالّله مللن شللرها ول يللذكرها لحللد
فإنها ل تضره" وروى أبو قتادة عن النبي صلى الل ّلله عليلله وسلللم أنلله قللال
"الرؤيا الصالحة مللن الل ّلله تعللالى والحلللم مللن الشلليطان ،فمللن رأى شلليئا ً
يكرهه فلينفث عن شماله ثلثة وليتعوذ بالّله من الشيطان الرجيم فإنهللا ل
تضره" وعن عائشة رضي الّله تعالى عنهللا أنهللا قللالت :رأيللت ثلثللة أقمللار
سقطن في حجرتي فقصصتها على أبي بكر ،فلما توفي رسول الّله صلللى
الّله عليه وسلم ودفن في بيتها قللال لهللا أبللو بكللر هللذا أحللد أقمللارك وهللو
خيرها ،فلما مات أبو بكر رضي الّله تعالى عنلله ودفللن قيللل للله هللو القمللر
الثاني ،فلما مات عمر رضي الّله تعالى عنه ودفن فيه قيل لهللا هللو القمللر
ل فللي النللوم ،وكللان الثالث .وروى عن محمد بن سيرين أنه كان يكره الغ ل ّ
يعجبه القيد وقال :القيد ثبات في الدين ،وروى علن ذللك علن أبلي هريلرة
رضي الّله تعالى عنه .وكان محمد بن سلليرين يقللول :الرؤيللا ثلثللة :حللديث
النفس ،وتخويف الشيطان ،وبشرى من الرحمللن ،فمللن رأى شلليئا ً يكرهلله
ل .وروى سفيان عن عمللرو بللن دينللار عللن فل يقصه على أحد وليقم وليص ّ
عطاء قال "جاءت امرأة إلى النبي صلى الل ّلله عليلله وسلللم وزوجهللا غللائب
فقالت كأني رأيللت جللائزة بيللتي انكسللرت ،فقللال النللبي صلللى الل ّلله عليلله
وسلم :خيرا ً يكون إن شاء الّله تعالى يرد ّ الّله عليلك غائبلك فرجلع زوجهلا،
ثم غاب فرأت مثل ذلك فجاءت إلى النبي صلى الّله عليه وسلم ولم تجده
ووجدت أبا بكر وعمر رضي الّله تعللالى عنهمللا فأخبرتهمللا بللذلك فقللال لهللا
يموت زوجك ،فأتت إلى النبي صلى الّله عليه وسلللم فقللال هللل عرضللتيها
على أحد؟ قالت نعم ،فقال هو كما قيل لك ،فما مضى زمان حتى نعى لها
زوجها" وقال عطاء كان يقال الرؤيا علللى مللا أولللت ،وكللان يقللال ل تقللص
الرؤيا إل على حكيم أو واد ّ أو ذي رأفة ،وقيل ل تقص الرؤيا إل عللى للبيب
أو حبيب ،وقد احتج بعض النللاس بهللذا الحللديث أن الرؤيللا علللى ملا أولللت.
وقال أهل التحقيق :إن حكم الرؤيللا ل يتغيللر بتغييللر جاهللل عبرهللا ،كمللا أن
مسألة من الفقه إذا أجاب بها جاهل ل يكون لللذلك الجللواب حكللم فكللذلك
مسألة الرؤيا ،وإنما كان قد تغير ذلك بتأويل رسول الل ّلله صلللى الل ّلله عليلله
وسلللم لن الل ّلله تعللالى صللدق قللوله لكرامتلله .وروى جللابر "أن رجل ً سللأل
رسول الّله صلى الّله عليه وسلم فقال إني رأيللت كللأن رأسللي قللد سللقط
عني فاتبعته فأخذته ،فقال صلى الّله عليه وسلم بأي عينيك رأيته
]ص [356
حين سقط الرأس عنك ،إذا لعللب الشلليطان بأحللدكم فل يخللبر النللاس بله،
وروى عن رسول الّله صلى الّله عليه وسلم أنه قال "أصدق الرؤيا ما كللان
بالسحار" وروى النبي صلى الّله عليه وسلم أنه قال "الرؤيا الصالحة جللزء
وة" وروى أبو هريللرة رضللي الل ّلله عنلله عللن من ستة وأربعين جزءا ً من النب ّ
النبي صلى الّله عليه وسلم أنه قال "من رآني في المنام فقللد رآنللي حق لا ً
فإن الشيطان ل يتمثل بي" وقال صلى الل ّلله عليلله وسلللم "مللن رآنللي فللي
المنام فسيراني في اليقظة" وروى عن ابن عباس رضي الّله تعالى عنهما
عن النبي صلى الّله عليه وسلم أنه قال "من تحلم بحلم لللم يلره كلللف أن
يعقد بين شعيرتين ولن يفعل" وفي رواية "وليس بعاقد".
]ص [357
من كل شجرة .وفي خبر آخر :فإنها ترعى من كللل شللجرة .وروى سللفيان
ابن عينية عن زياد بن علقة عللن أسللامة بللن شللريك قللال "شللهدت النللبي
صلى الّله عليه وسلم بمكة والعراب يسألونه هل علينا جنللاح أن نتللداوى؟
فقال صلى الّله عليه وسلم :تداووا عبللاد الل ّلله فللإن الل ّلله لللم يخلللق داء إل
وضع له شفاء" وعن الحجاج بن أرطاة أنه سأل عطاء عللن التعويللذ فقللال:
ما سمعنا بكراهيته إل من قبلكم يا معشر أهل العراق ،ولن قللوام العبللادة
بالبدن فكما وجب علينللا أن نتعلللم الحكللام لتصللحيح العبللادة فكللذلك علللم
الطب والتداوي الذي فيه إصلح البللدن فل بللأس بللأن نتعلملله أو نعمللل بلله
لنصحح به إقامة العبادة ،ولن القول في الحكام جائزا ً بأكثر الللرأي إن لللم
يعرف بالنص واليقيلن ،فكلذلك القلول فلي الطلب إذا كلان يعلرف بلالرأي
والتجارب فيجوز استعماله إذ ليس هذا بأجل من علم الحكام.
وأما الخبار التي وردت في النهي فإنها منسوخة أل ترى إلى ما روى
جابر رضي الّله تعالى عنه "أن النبي صلى الّله عليه وسلم نهى عن الرقي
وكان عند آل عمرو بن حزم رقية يرقون بها من العقرب ،فأتوا النبي صلى
الّله عليه وسلم وعرضوا عليه وقالوا إنك نهيت عللن الرقللي فقللال مللا أرى
بها بأسا ً من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعللل" ويحتمللل أن للنهللي عللن
الذي يرى العافية في الللدواء ،وأمللا إذا عللرف أن العافيللة مللن الل ّلله تعللالى
والدواء سبب فل بأس به .وقد جاءت الثار فللي الباحللة أل تللرى أن النللبي
صلى الّله عليه وسلم لما جرح يوم أحد داوى جرحه بعظللم قللد بلللى .وقللد
روى أن رجل ً من النصار رمى في أكحله بمشقص فأمره النبي صلى الّللله
وذتين. عليه وسلم فكوى ،وروى أنه صلى الّله عليه وسلم كان يرقى بللالمع ّ
والثار فيه أكثر من أن تحصى.
)الباب السابع والعشرون في الطعمة التي فيها الدواء(
)قال الفقيه( أبو الليث رحمه الّله تعالى :روى شهر بن حوشب عن
أبي هريرة رضي الّله تعالى عنه عن النبي صلى الّله عليه وسلللم أنلله قللال
ن الل ّلله تعللالى بهللا علللى عبللاده
ن :يعني من الشياء التي م ّ "الكمأة من الم ّ
حيث أعطاهم إياها من غير زرع كالمن ،وماؤها شفاء للعين ،والعجللوة ملن
الجنة وهي شفاء من السم ،وقال الربيع بللن خيثللم :ليللس للنفسللاء عنللدي
دواء إل الرطب ،ول للمريللض إل العسللل .وروى العمللش عللن أبللي صللالح
قال :في حمى الريع ثلث سمن وثلللث عسللل وثلللث لبللن يعجللن ويشللرب.
وعن النبي صلى الّله عليه وسلم أنه قال "الحمى من قيح جهنللم فأبردوهلا
ي بن أبي طالب رضي الّله عنه عن النبي صلللى الل ّلله بالماء" وروى عن عل ّ
عليه وسلم أنه قال "جعلت البركة في العسللل وفيلله شللفاء مللن الوجللاع،
ي بلن أبللي طللالب رضللي الل ّلله تعلالى وقد بارك عليه سبعون نبيًا" وقال عل ّ
عنه :إذا اشللتكى أحللدكم شلليئا ً فليسللأل امرأتلله ثلثللة دراهللم مللن صللداقها
وليشتر بها عسل ً ولبنا ً فليشربه بماء السماء فيجمع الّله بها الهناء والمللراء
والشفاء
]ص [358
والماء المبارك .وروى محمد بن المتكدر عن جابر بن عبد الّله رضللي الّللله
تعالى عنهما أن النبي صلى الّله عليه وسلم قال "عليكم بالثمد فإنه ينبللت
الشعر ويحد ّ البصر" وفي خبر آخر "ويجلو البصر".
]ص [359
ذكرناها من الحبشلية والروميلة كملا ذكرنلا إل أن العلرب كلانت تسلتعملها
ويعرفونها فيما بينهم فلما استعملها العرب صارت بمنزلة العربية .وجللواب
ن{ فللالقرآن عربللي وإن كللان بعللض مِبي ل ٍ
ي ُ
ن ع ََرب ِل ّ
سللا ٍ
آخر قوله تعللالى }ب ِل ِ َ
الحروف من غيره .فإن قيل كيف يكون القرآن حجة عليهللم إذا كللان بلغللة
غيرهم؟ قيل لنهم كانوا يفهمونها فيما بينهم وإن كان بعللض الحللروف مللن
غير لغتهم فيكون حجة عليهم.
]ص [360
تعالى قال بهما جميعًا ،والذي صح عندما والّله أعلم أنه لو كان لكل قللراءة
تفسللير بخلف تفسللير القللراءة الخللرى فقللد قللال بهمللا جميع لا ً فصللارت
ن{ و حت ّللى ي َط ْهُلْر َ
ن َ
قَرب ُللوهُ ّ
القراءتان بمنزلة آيتين مثللل قللوله تعللالى }َول ت َ ْ
ن{ وكذلك كللل مللا كللان نحللو هللذا .وأمللا إذا كللانت القراءتللان حّتى ي َط ْهُْر َ
} َ
صنات بالفتح صنات والمح ِ تفسيرهما واحد مثل الِبيوت والُبيوت ،ومثل المح َ
ود بللهوالكسر فإنما قال بأحدهما وأجاز القراءة بهما لكل قبيلة على ما تع ل ّ
لسانهم ،فإذا قيل إذا صح أنه قال بإحدى القراءتين فبللأي القراءتيللن قللال؟
قيل له إنما قال بلغة قريش لن النللبي صلللى الل ّلله عليلله وسلللم كللان مللن
قريش والقرآن نزل بلغتهم ،أل تلرى إللى ملا روى وكيلع علن سلفيان علن
مجاهد قال :نزل القرآن بلغة قريش.
]ص [361
وأراد أن يستخرج من الية حكما ً أو استدلل ً بشيء مللن الحكللام فل بللأس
به ،ولو أنه قال المراد من الية كذا وكذا من غيللر أن يسللمع فيلله شلليئا ً فل
ل له هذا ،وهذا الذي نهى عنه .ولو أنه سمع شلليئا ً مللن بعللض الئمللة فل يح ّ
بأس بأن يحكي عنه .وروى عن ابن عباس رضي الّله تعالى عنهما أنه كللان
إذا أشكل عليه شيء من التفسير سللأل أصللحاب رسللول الل ّلله صلللى الل ّلله
عليه وسلم والمسلمين من أهل الكتللاب الللذين قللرءوا الكتللب مثللل كعللب
الحبار ووهب بن منبه وغيرهما .وروى عن عكرمة عللن ابللن عبللاس رضللي
الّله تعالى عنهما أنه قللال :عرفللت تفسللير جميللع القللرآن إل أربعللة :الّواه،
والرقيم ،وحنانا ،وغسلين .وروى غير عكرمة عن ابن عباس أنه فسر هللذه
الحرف أيضا ً الرقيللم الكتللاب .قللال الخليللل :الرقللم تعجيللم الكتللاب كتللاب
مرقوم :أي تبين حروفه بعلماتها من النقط .والحنللان :الرحمللة .قللال الل ّلله
ن ل َد ُّنا{ أي رحمة .والغسلين :ما ينغسل من أبدان الكفللار حَنانا ً ِ
م ْ تعالى }وَ َ
في النار.
]ص [362
أكبر مني بليلة ما تقدمتك .وروى عن النبي صلى الّله عليه وسلم أنه قللال
"من لم يوقر كبيرنا ولم يرحم صغيرنا فليس منا".
]ص [363
)الباب الثالث والثلثون في التسليم(
)قال الفقيه( رحمه الّله تعالى :فإذا مررت على قوم فسلم عليهم فإذا
سلمت عليهم فقد وجب عليهم رد ّ السلم ،ثم اختلفوا فللي الفضللل؟ قللال
بعضهم :أجر الرد ّ أفضل لن الرد فريضة والتسليم سنة فأجر الفرض أكللثر
م
حّييت ُل ْ من أجر السنة ،وإنما قيل إن الرد ّ فريضة لن الّله تعالى قللال }وَإ ِ َ
ذا ُ
ها{ فأمر برد السلم والمر من الّله تعالى َ َ
دو َ
من َْها أوْ ُر ّ
ن ِ
س َ
ح َ حي ّةٍ فَ َ
حّيوا ب ِأ ْ ب ِت َ ِ
فرض .وقال بعضهم :أجلر السلللم أكللثر وأفضلل لنله سلابق والسللابق لله
فضل السبق .وروى العمش عن عمرو بن مّرة عن عبد الل ّلله بللن الحللرث
دوا عليلله قال :إذا سلم الرجل على القوم كان له فضل درجللة فللإن لللم يللر ّ
دت عليه الملئكة ولعنتهم .وروى عن النبي صلى الّله عليه وسلم أنه قال ر ّ
"أل أدلكم على أمر إذا أنتم فعلتموه تحاببتم؟ قالوا بلى يا رسول الّله ،قال
أفشوا السلم بينكم ،وقال عطللاء :يسلللم الماشللي علللى القاعللد والصللغير
على الكبير والراكب على الماشللي ،ويسلللم الللذي يأتيللك مللن خلفللك ،وإذا
التقى الرجلن ابتدءا بالسلم .وقال الحسن في قوم يستقبلون قومللا ً يبللدأ
القل بالكثر .وروى زيد بن وهللب أن النللبي صلللى الل ّلله عليلله وسلللم قللال
"يسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والقليل على الكثير".
)قال الفقيه( رحمه الّله :إذا دخل جماعة على قوم فإن تركوا السلم
فكلهم آثمون في ذلك وإن سلم واحد منهم أجزأ عنهم جميعللا ً وإن سلللموا
كلهم فهو أفضل ،وإن تركوا الجواب فكلهم آثمون وإن رد ّ واحد منهم أجللزأ
عنهم وإن أجابوا كلهم فهو أفضل .وقال بعضهم :يجب الرد عليهللم جميع لًا،
وهذا القول أصح .وروى عن أبي يوسف أن الللرد فريضللة وقللد وجللب الللرد
عليهم جميعًا ،وقال بعضلهم :يجلوز إذا رد ّ الواحللد عنهلم جميعلا ً وبله نأخللذ.
وروى العمش عن زيد بن وهب أن النبي صلى الّله عليه وسلللم قللال "إذا
مّر قوم بقوم فسلم عليهم واحد منهم أجزأ عنهم وإذا رد ّ واحد منهم أجللزأ
عنهم" وينبغي للمجيب إذا رد ّ السلم أن يسمع جوابه لنه إذا أجاب بجواب
لم يسمعه المسلم لم يكن ذلك جوابًا ،أل ترى أن المسلم إذا سلم بسلللم
ولم يسمع منه لم يكن ذلك سلما ً فكذلك إذا أجاب بجواب ولم يسمع منلله
فليس بجواب .وروى معاوية بن قرة أن النبي صلى الّله عليلله وسلللم قللال
"إذا سلمتم فأسمعوا وإذا رددتم فأسمعوا وإذا قعدتم فاقعدوا بالمانللة ،ول
يرفعن بعضكم حديث بعض" يعني به النميمة .وينبغي للرجل إذا سلم على
واحد أن يسلم بلفللظ الجماعللة وكللذلك فللي الجللواب لن المسلللم عليلله ل
يكون وحده .وروى العمش عن إبراهيم النخعي أنه قال :إذا سلمت علللى
الواحد فقل السلم عليكم فإن معه الملئكة .وروى أبو مسللعود النصللاري
"أن امرأة جاءت إلى النبي صلى الّله عليه وسلم
]ص [364
فقالت عليك السلم ،فقال النبي صلى الّله عليه وسلم :هذا السلللم علللى
الموتى ولكن قولي السلم عليكم".
)قال الفقيه( رحمه الّله :الفضل أن يقول السلم عليكم ورحمة الّله
تعالى وبركاته ،وكذلك المجيب يقول هكذا فللإن أجللره أكللثر ،ول ينبغللي أن
يزيد على البركات شيئًا .وروى أبو أمامة عن سهل بن حنيللف عللن أبيلله أن
النبي صلى الّله عليه وسلم قال "من قال السلم عليكم كتللب الل ّلله تعللالى
له عشر حسنات ،ومن قال السلم عليكم ورحمة الل ّلله كتللب للله عشللرون
حسنة ،ومن قال السلم عليكم ورحمة الّله تعالى وبركاته كتب للله ثلثللون
حسنة" وروى عن ابن عباس رضي الّله تعالى عنهما أنه قللال :لكللل شلليء
منتهى ومنتهى السلم البركات .وروى أنه سمع رجل ً يقول السلللم عليكللم
ورحمة الّله وبركاته ومغفرته فقال ابن عباس انتهوا حيثما انتهللت الملئكللة
مع أهل البيت الصالحين قولهم -رحمة الّله وبركاته عليكم أهل البيت إنلله
حميد مجيد.
]ص [365
آخر فسلم عليهلم فقلللت لله أتسللم علللى هلؤلء الكفللار؟ قللال نعلم إنهللم
صحبونا وللصحبة حق .وأما من قال إنه ل يسلم عليهم فقد ذهللب إلللى مللا
روى عن سهل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الّله تعالى عنلله
أن النبي صلى الّله عليه وسلم قال "ل تبللدؤوا اليهللود والنصللارى بالسلللم،
ي بن أبي طالب وإذا لقوكم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقها" وقال عل ّ
رضي الّله تعالى عنه :ل تسلموا على اليهود والمجوس .وروى عبد الّله بن
دينار عن عبد الّله بن عمر رضي الّله تعالى عنهم أن النبي صلى الّله عليله
وسلم قال "إن اليهود إذا سلللموا عليكللم فقولللوا وعليكللم ول تزيللدوا علللى
ذلك" وقال أنس :نهينا أن نزيد على وعليكم :يعني أهل الكتاب.
وقال الفقيه رحمه الل ّلله :إذا مللررت بقللوم وفيهللم مسلللمون وكفللار فللأنت
بالخيار إن شئت قلت السلم عليكم وتزيد به المللؤمنين خاصللة وإن شللئت
قلت السلم على من اتبع الهدى .وقال مجاهد :إذا كتبللت إلللى اليهللودي أو
النصراني في الحاجة السلم فاكتب :السلم على من اتبع الهدى.
]ص [366
محمد بن سيرين :كانت الشهرة في تطويل الثياب ثم صارت الشهرة فللي
ي
تجويدها ،واختار بعض الناس القتصار في اللباس واحتج بما روى عن عل ّ
بن أبي طللالب رضللي الل ّلله تعللالى عنلله أنلله خللرج إلللى السللواق مللع قنللبر
فاشترى قميصين غليظين ،فخي ّللر قنللبرا ً فأخللذ قنللبر أحللدهما ولبللس الخللر
ي بللن أبللي طللالب رضللي الل ّلله تعللالى عنلله أنلله أتللى
بنفسه .وروى عن علل ّ
بقميص فأمر بقطع ما فضل عن كميه .وروى عن بعض التللابعين أنلله قللال:
رأيت عمر بن الخطاب رضي الّله تعللالى عنلله يخطللب وعليلله قميللص فيلله
سبع رقاع .وروى عنه أنه قللال :اخشوشللنوا واخلولقللوا وتمعللددوا واجعلللوا
الرأس رأسين :يعني البسوا الخشن والخلق وتشللبهوا بمعللد اجعلللوا مكللان
ي بلن أبلي طلالب رضلي الّلله تعلالى عنله أنله العبد عبدين .وروى عن علل ّ
اشترى قميصا ً وقطع ما وراء الصابع من الكمين ثم قال لخادمه حصة :أي
خطه ،ويستحب البيض من الثياب .وروى عن النبي صلى الّله عليلله وسلللم
أنه قال" :خلق الّله الجنة بيضاء وخير ثيابكم الللبيض تلبسللونه فللي حيللاتكم
وتكفنون به موتاكم" ،وروى عن عبد الّله بن عباس رضي الّله تعالى عنهما
أن النبي صلى الّله عليه وسلم قال" :البسوا من ثيابكم البيض وكفنوا فيها
موتاكم فإنها خير ثيابكم" ،وروى عن ابن عباس رضي الّله تعالى عنهما أنه
قال :كل ما شئت والبس ما شئت من الحلل إذا ما أخطأ بك اثنتان سرف
ومخيلة فإني ما رأيت في موضع إسراف إل رأيت بجنبه حقا ً مضيعًا.
]ص [367
رسول الّله صلى الّله تعالى عليه وسلللم فقلللت يللا رسللول الل ّلله هلللم إلللى
الظل؟ فنزل ،فقمللت إلللى غللرارة لنللا فوجللدت فيهللا خللبزا ً وجردقلا ً وقثللاء
فكسرته ثم قربته إلى رسول الّلله تعلالى صللى الل ّلله تعللالى عليله وسلللم
وعندنا صاحب لنا قد ذهب يرعى ظهرًا ،فرجع وعليلله ثوبللان للله قللد خلقللا،
فنظر إليه رسول الّله صلى الّله تعالى عليه وسلم فقللال لللي أمللاله ثوبللان
غير هذين؟ فقلت :بلللى للله ثوبللان فللي العيبللة ،فقللال :هل كسللوته إياهمللا،
فدعوته فلبسهما ثم ولى فذهب فقال رسول الّله صلللى الل ّلله تعللالى عليلله
وسلم :ماله ضرب الّله عنقلله أليللس هللذا خيللرًا ،فسللمعه الرجللل فقللال يللا
رسول الّله قل في سبيل الّله ،قال في سبيل الّله فقتل الرجل في سللبيل
الّله ،قال الشاعر:
فإن العين قبل الختبار تجمل بالثياب ول تبال
فقال الناس بالك من حمار فلو جعل الثياب على حمار
]ص [368
لبس الحرير في الحرب .وأما حجة من أجاز ذلك فقللد ذهللب إلللى مللا روي
عن عمر رضي الّله تعالى عنه أنه قيللل لله إنلا إذا لقينلا العللدو ورأينللاه قلد
كفدوا على سلحهم بالحرير والديباج فرأينا لذلك هيبة؟ فقللال عمللر رضللي
الّله تعالى عنه وأنتم تكفدون على سلحكم بالحرير والديباج وعن القاسللم
بن محمد قال :كان أصحاب النبي صللى الّلله عليله وسللم ل يلرون بلبلس
الحرير والديباج في الحرب بأسًا.
]ص [369
أنا ل أنزل بيتا ً فيلله كلللب أو تماثيللل ،فإمللا أن تقطعللوا رؤوسللها أو تبسللطوا
بسطًا" وأما من كرهه فقد ذهب إلى ما روي عن سعيد بن مالك أنلله قللال:
ي من أن أتكئ على مرافق من حريللر .وعللن لن اتكئ على جمرة أحب إل ّ
ابن سيرين أنه قال :قلت لعبيدة السلماني أتكره افتراش الللديباج كلبسلله؟
قال نعم.
]ص [370
ففتقها .وعن الحسن أنه كان يكره الصلللة فللي جلللود الثعللالب .وأمللا حجللة
أصحابنا فما روى عن النبي صلى الّله عليه وسلم أنه قال" :إيما إهللاب دبللغ
فقد طهر" ،وروى عوف عن ابن سيرين أنه ذكرت عنده جلود النمور فقال:
ما أعلم أحدا ً ترك هذه الجلود تأثما ً منها .وروى عن مطرف ابن الشخير أنه
قال :دخلت على عمار بن ياسر وعنده خياط يظهر له لحاف ثعللالب .وعللن
إبراهيم النخعي أنه كان له قلنسوة ثعالب .وأما الثار التي جللاء فيهللا النهللي
فيحتمل أن النهي ورد في الذي لم يدبغ ،ويحتمل أن النهي ورد على سللبيل
دة العيللش ،أل الستحباب لترك زينة الدنيا ل للتحريم لنلله كللان بالنللاس ش ل ّ
ترى إلى ما روي عن أبي هريرة رضي الّله تعالى عنلله أنلله قللال :إنمللا كللان
طعامنا مع رسول الّله صلى الّله عليه وسلم السودين :التمللر والمللاء ،ومللا
كنا نرى سمراكم هذه وإنما كان لباسنا هذه النمار :يعني الصللوف ،أل تللرى
دة الناس في العيش أنه روي في الخبر أنه نهى عن أكل الخليطين لجل ش ّ
فكذلك أمر اللبس.
]ص [371
)الباب الخامس والربعون في أكل الفالوذج(
)قال الفقيه( رحمه الّله تعالى :كره بعض الناس أكل الفالوذج واللين
من الطعام وأباحه عامة العلماء .فأما حجة من كرهه فذهب إلللى مللا روي
عن النبي صلى الّله عليه وسلم أنه قال" :إن من السرف أن يأكل الرجللل
كل ما يشتهيه" ،وقال حذيفللة بللن اليمللان :كللم مللن شللهوة سللاعة أورثللت
ل .وروي عن عمر رضي الّله تعالى عنه أنه أتللى بشللراب صاحبها حزنا ً طوي ً
ده وقال :خشيت أن أكون من الذين قال الّله تعللالى من عسل فأخذه ثم ر ّ
َ
م ب ِهَللا{ وأمللا حجللة مللن
مت َعْت ُ ْ
سلت َ ْ حَيات ِك ُ ْ
م الد ّن َْيا َوا ْ م ِفي َ م ط َي َّبات ِك ُ ْ
فيهم }أذ ْهَب ْت ُ ْ
أباحه فإنه ذهب إلى ما روى وكيع عن عمللرو بللن دينللار عللن أبيلله أن عمللر
جه الناس إلى العللراق قللال :إنكللم تلأتون أرضلا ً رضي الّله تعالى عنه لما و ّ
تؤتون فيها بألوان من الطعام والنعم ،فكلما وضع لون فللاذكروا اسللم الل ّلله
عليه ثم كلوه .وروي عن الحسن أنه كان على مائدة ومعه مالك بللن دينللار
فأتوا بفالوذج فامتنع مالك من أكله ،فقال له الحسللن كلل فللإن نعملة الّلله
عليك في الماء البارد أكثر من هذا .وروي عن النبي صلى الّله عليه وسلللم
أنه أكل الرطب ببطيخ :وروي عللن عمللر رضللي الل ّلله تعللالى عنلله أنلله أكللل
البطيللخ بالسللكر .وروي عللن الحسللن البصللري "لعللاب الللبر بلعللاب النحللل
ة الل ّلله
م ِزين َل َ
ح لّر َ
ن َ
مل ْ بخالص السمن ما هابه مسلم" ،قال الّله تعالى }قُ ْ
ل َ
ق{. ن الّرْز ِ
م ْ
ت ِ ج ل ِعَِباد ِهِ َوالط ّي َّبا ِ ال ِّتي أ َ ْ
خَر َ
]ص [372
ويصفي اللون ،ويزيد في ماء الصلب .وقال النبي صلللى الل ّلله تعللالى عليلله
وسلم "البطاطيخ أربعة :حلو وحامض وطيب ومر :أما الحلو ينبللت اللحللم،
والطّيب ينبت الشحم ،والحامض يقتل الديدان ،والمّر يقطع الباسور".
)قال الفقيه( رحمه الّله :يستحب للرجل أن يوسع علللى أهللله فللي
الطعام والشراب فإنه قد روي عن رسول الّله صلى الّله عليلله وسلللم أنلله
قال" :إن الّله تعالى ليحب البيت الخصيب الواسع" ،وقال إبراهيم النخعي:
كانوا يحبون مخاصيب الرجال وفي اللباس تجوروا .وقال عمر رضللي الّللله
ب رجللل كللثيرتعالى عنه :أكثروا خيللر بيللوتكم مللن الطعللام والشللراب ،فللر ّ
المال قليل خير البيت .وقال الحسن :ليس في الطعام إسللراف :يعنللي إذا
وسع على عياله.
]ص [373
ما المروءة فيكم؟ قال أربع خصال .أولها :أن يعتزل الرجل الذنب فللإنه إذا
كان مذنبا ً كان ذليل ً ولم يكن له مروءة .والثانية :أن يصلح ماله ول يفسللده
فإن من أفسد ماله واحتاج إلى مال غيره فل مروءة له ،والثالثة :أن يقللوم
لهله فيما يحتاجون إليه فإن مللن احتللاج أهللله إلللى النللاس فل مللروءة للله،
والرابعة :أن ينظر إلى ما يوافقه من الطعام والشراب فيلزملله ول يتنللاول
مال يوافقه فإن ذلك من كمللال المللروءة ،وروي عللن قيللس بللن ثللابت بللن
ساعدة أنه كان يقدم على قيصر فيكرمه فقال له قيصر :ما أفضل العقل؟
قال معرفة المرء نفسه :قلال ملا أفضلل العللم؟ قلال وقلوف الملرء عنلد
جهله ،قال فما أفضل المروءة؟ قال استبقاء الرجل مللاء وجهلله .قللال فمللا
أفضل المال؟ قال ما قضى منه الحق ،وقال ربيعة الللرأي :المللروءة سللتة:
ثلث في الحضر ،وثلث في السفر ،فأما التي في الحضللر :فتلوة القللرآن،
وعمارة مساجد الّله ،واتخاذ الخوان في الّله .وأما التي في السفر :فبللذل
الزاد ،وقلة الخلف لصحابه ،والمزاح في غيللر معاصللي الل ّلله .وقللال بعللض
الحكماء .أفضل المروءة أن يكون صادقا ً في قوله ،وافيا ً في عهللده ،بللاذل ً
ص شللاربه فأعطللاه درهم لا ًلنفعه .وروي عن الحسن البصري أن حجاما ً ق ل ّ
فسئل عن ذلك فقال :ل تضيقوا فيضلليق عليكللم .وكللان الحسللن إذا سللمع
رجل ً يتكلم بالدانق يقول :لعن الّله الدانق ومن تكلم لدوانق فل مروءة له،
ول دين لمن ل مروءة له .وقال محمد بن الحسن :ثلثة أشياء من الللدناءة:
مشارطة أجللر الحجللام ،والنظللر فللي مللرآة الحجللامين ،واسللتقراض الخللبز
موازنة .ويقال الجلوس في الطرقات وفي حوانيت النللاس للحللديث ليللس
من المروءة .وقيل لبعض الحكماء :ما المروءة؟ قال باب مفتللوح ،وطعللام
مبللذول ،وإزار مشللدود :يعنللي بالقيللام فللي حللوائج النللاس .وقللال الحسللن
البصري :من مروءة الرجل أربعة :صدق لسانه ،واحتمللاله عللثرات إخللوانه،
ف الذى عللن أباعللده وجيرانلله .وروي عللن وبذل المعروف لهل زمانه ،وكل ّ
عمر رضي الّله تعالى عنه أنه قال :أنا أعلللم مللتى تهلللك العللرب فقيللل للله
متى تهلك يا أمير المؤمنين؟ قال إذا ساسهم من ليس له تقى السلم ،ول
كرم الجاهلية .قال الراوي :صدق أمين المؤمنين رضي الّله تعالى عنه فما
دام ساسهم الذين كان لهللم تقللى السلللم مثللل أبللي بكللر وعمللر وعثمللان
ي رضوان الّله عليهم أجمعين لم يهلكوا ،ومن للله كللرم الجاهليللة مثللل وعل ّ
معاوية لم يهلكوا ،فلما ساسهم مثل يزيد لم يكن له تقى السلم ول كللرم
الجاهلية هلكوا .وقال بعض الحكماء :تمام المروءة في شيئين :العفة عمللا
ي لبنه الحسللن رضللي في أيدي الناس ،والتجاوز عما يكون منهم .وقال عل ّ
الّله تعالى عنهما :ما المروءة؟ قللال العفللاف ،وملللك النفللس ،والبللذل فللي
العسر واليسر .قال :فما اللؤم؟ قال :إحللراز أمللر نفسلله ،وبللذل عشلليرته،
وأن يرى ما في يده شرفا ً وما أنفقه تلفًا .ويقال :جماع المروءة في قللوله
ن وَِإيَتاِء ِذي ال ْ ُ ْ
قْرَبى{ الية ،وقال عبللد سا ِ
ح َ مُر ِبال ْعَد ْ ِ
ل َوال ِ ْ ن الّله ي َأ ُ
تعالى }إ ِ ّ
الواحد
]ص [374
ابن زيد :جالسوا أهل الدين فإن لم تقدروا عليهم فجالسللوا أهللل المللروءة
من أهللل الللدنيا فللإنهم ل يرفثللون فللي مجالسللهم :يعنللي ل يتكلمللون بكلم
الفحش .وقال الحنف بن قيللس :ل راحللة لحاسللد ،ول مللروءة لكللاذب ،ول
خلة لبخيل ،ول وفاء لمطول ،ول سؤدد لسيء الخلق ،ول إخاء لملول.
]ص [375
)الباب الخمسون في الداب(
قال عمر بن الخطاب رضي الّله تعالى عنه :تأدبوا ثم تعلموا ،وقال أبو
عبد الّله البلخي :آداب النفس أكثر من آداب العلم ،وآداب العلم أكللبر مللن
العلم .وقال عبد الّلله بلن المبلارك :إذا وصلف للي رجلل لله عللم الّوليلن
والخرين وليس له آداب النفس ل أتأسف عللى فلوت لقلائه ،وإذا سلمعت
برجل له أدب النفس أتمنى لقاءه وأتأسف على فللوت لقللائه .ويقللال مثللل
السلم مثل بلدة لها خمسة من الحصللون :الّول مللن ذهللب ،والثللاني مللن
فضة ،والثالث من حديد ،والرابع من آجر ،والخامس من لبن .فما دام أهل
الحصن يتعاهدون الحصن الذي من اللبن ل يطمع فيهللم العللدو ،وإذا تركللوا
التعاهد حتى خرب الحصن الذي من اللبن طمع العدو فللي الثللاني ثللم فللي
الثالث حتى خربت الحصون كلها ،فكذلك السلم في خمسة من الحصون:
أولها اليقين ،ثم الخلص ،ثم أداء الفللرائض ،ثللم إتمللام السللنن ،ثللم حفللظ
الداب .فما دام العبد يحفظ الداب ويتعاهدها فإن الشيطان ل يطمع فيلله،
وإذا ترك الداب طعم الشلليطان فللي السللنن ،ثللم فللي الفللرائض ،ثللم فللي
الخلص ،ثللم فللي اليقيللن .فينبغللي للنسللان أن يحفللظ الداب فللي جميللع
أموره :من أمر الوضوء والصلة والشرائع كلهللا والللبيع والشللراء والصللحبة
وغير ذلك ،فقد بينا في الباب الذي يليه من الداب ما ل بلد ّ منهلا فلأول ملا
نبدأ به أمور الوضوء والصلة.
]ص [376
القبلة إل أن يكون كنيفا ً جعل نحو القبلة فل بأس بلله ،ول ينبغللي أن يتكلللم
في حال حاجته لن الملئكة يتنحون عنه ويستترون عنه فإذا تكلم في ذلك
الوقت فقد أتعبهم بالعود إليه ليكتبوا قوله ،وينبغي للنسللان أن يتنللزه عللن
البول فإن النللبي صلللى الل ّلله عليلله وسلللم قللال "اسللتنزهوا عللن البللول مللا
استطعتم فإن عامة علذاب القلبر منلله" وينبغلي للنسلان إذا أراد أن يقعلد
لحاجته أن ل يرفع ثوبه ما لم يدن من الرض ويستر ما استطاع لن النللبي
صلى الّله عليه وسلم أمر بهذا فقيل "يا رسول الّله أرأيت أو لم يكن معلله
أحد قال فالّله أحق أن يستحيا منه ولن معك صاحبيك ل يؤذيانك" فينبغللي
أن ل تؤذيهما وإذا خرجت من الخل فأبدأ برجلك اليمنللى وقللل الحمللد الل ّلله
ي مللا ينفعنللي وإذا أردت الوضللوء الذي أخرج عني ما يللؤذيني وأمسللك عل ل ّ
فقل بسم الّله الحمد لله الذي جعل الماء طهورا ً لن النبي صلى الّله عليه
وسلم قال" :من سمى الّله تعالى عند الوضوء فقللد أسللبغ وضللوءه وطهللر
سده ومن لم يسم لله لم يسغ وضوءه ولللم يطهللر جسللده" وإذا اسللتنجى
النسان فإنه يستحب بعد الستنجاء أن يضرب يللده علللى الحللائط أو علللى
الرض ثم يغسله ليزول الذى عنها فإن ذلك من السللنة .وروى عللن النللبي
صلى الّله عليه وسلم أنه قال ل صلة لمن ل وضوء له ول وضوء لمللن لللم
يسم" ويستحب للمتوضئ أن يخلل بيللن أصللابعه ويتعاهللد عرقللوبيه بالمللاء
فقد جاء التشديد بترك ذلك قال عليه الصلة والسلم "ويللل للعقللاب مللن
النار" وروى أبو أيوب النصاري رضي الّله تعالى عنه عن النبي صلللى الل ّلله
عليه وسلم أنه قال" :حبذا المتخللون قيل يا رسول الل ّلله ومللا المتخللللون؟
قال المتخللون من الطعام والمتخللون بالماء في الوضللوء" وإذا فللرغ مللن
الوضوء يستحب له أن يقول :سبحانك الّلهللم وبحمللدك أشللهد أن ل إللله إل
أنت أستغفرك وأتوب إليك وأشلهد أن محملدا ً عبلدك ورسلولك ،فقلد روى
في هذا فضل كثير .وروى عن ابن مسعود عن النبي صلى الّله عليه وسلم
أنه قال" :إذا فرغ أحدكم من الوضوء فليقللل أشللهد أن ل إللله إل الل ّلله وأن
ي ،فللإذا قللال ذلللك فتحللت للله أبللواب ل علل ّ محمدا ً عبده ورسللوله ثللم ليصل ّ
الرحمة ،وينبغي أن يكون في وضوئه مقبل ً عليه ول يتكلم فيلله بشلليء مللن
الفضول لنه يريلد بلذلك زيلادة ربله علز وجلل وإذا دخلل ينبغلي أن يلدخل
بالتعظيم ويبدأ برجله اليمنى ويقول بسم الّله الّلهم افتح لي أبواب رحمتك
واغفر لي ذنوبي وأغلق عني أبواب سخطك ،وينبغي أن يكللون فللي صلللته
َ
م
صلللت ِهِ ْ
م فِللي َ
ن هُل ْ ن ،ال ّل ِ
ذي َ مؤ ْ ِ
من ُللو َ ح ال ْ ُ
خاشعا ً لن الّله تعالى قال }قَلد ْ أفْل َل َ
ن{ ول يلتفت يمينا ً ول شمال ً فإنه في مقام عظيم بين يللدي الملللك شُعو َ
خا ِ
َ
العظيم .وروى عن النبي صلى الّله عليه وسلم "أنه مدح صلة رجللل يقللال
له أبو سلمة بن عبد الرحمن فقال :أل ترون كيف ل يجاوز بصره عن وضع
سجود" وإذا أراد الفتتاح للصلة ينبغي أن يحضر النية ويعلم أي صلة هللي
فإن الصلة ل تجللوز إل بالنيللة .وإذا فللرغ مللن صلللته ينبغللي أن يللدعو الل ّلله
لنفسه ولوالديه ولجميع المللؤمنين والمؤمنللات وينبغللي أن يعظللم المسللجد
َ َ
ن ت ُْرفَ َ
ع ن الّله أ ْ ت أذ ِ َ فإن الّله تعالى قال }ِفي ب ُُيو ٍ
]ص [377
ه{ يعني تعظم .ونهى النللبي صلللى الل ّلله عليلله وسلللم عللن
م ُ وَي ُذ ْك ََر ِفيَها ا ْ
س ُ
البيع والشراء ورفع الصوات فللي المسللاجد ،ويكللره كلم الفضللول واللغللو
والشعر والخصومة فيه ،وإذا أراد الرجل المسجد فينبغي أن يتعاهللد النعللل
والخف عن النجاسة ثم يدخل فيه.
]ص [378
)الباب الثالث والخمسون في آداب الكل(
)قال الفقيه( رحمه الّله :يستحب للنسان غسل اليدين قبل الطعام
وبعده فإن فيه بركة ،روى زادان عللن سلللمان الفارسللي قللال :قللرأت فللي
التوراة الوضوء قبل الطعام بركللة فلذكرت لرسلول الّلله صللى الّلله عليله
وسلم فقال" :الوضوء قبل الطعام وبعد الطعام بركة" ،يعني غسل اليدين.
قال الفقيه :ول تأكل طعاما ً حارا ً أنه روي عن رسول الّله صلى الّللله عليلله
م الطعللام وسلم أنه قال" :أبردوا الطعام فإن الحار غير ذي بركللة ،ول تش ل ّ
فإن ذلك عمل البهائم" ،وروي عن النبي صلى الّله عليلله وسلللم أنلله قللال:
م الطعام كما تشم السباع ،ول تنفخ فللي الطعللام ول الشللراب فللإن "ل تش ّ
ذلك من سللوء الدب" ،وروى عكرمللة عللن ابللن عبللاس رضللي الل ّلله تعللالى
عنهما عن النبي صلى الّله عليلله وسلللم أنلله نهللى أن ينفللخ فللي النللاء وأن
يتنفس فيه ،وإذا بدأت فقل بسم الّله الرحمن الرحيم وليكن طعامللك مللن
حلل لنه يقال :من كان طعامه حرامًا ،فإذا قال :بسم الّله ،قال الشيطان
كل إني كنت معك حين اكتسبته فأنا شريكك فيه فل أفارقك الن ،وإذا كان
مطعامك حلل ً وذكرت بسم الّله فيه يهرب منللك الشلليطان ،فللإذا لللم تس ل ّ
َ شاركك الشيطان فيه ،وذلللك لقللول الل ّلله تعللالى }وَ َ
ل وا ِ
مل َ شللارِك ْهُ ْ
م فِللي ال ْ
لولِد{ وإذا قلت بسم الّله فارفع صوتك حتى تلقن من معك. وا َ
َ
وروي عن النبي صلى الّله عليه وسلم أنه قال" :إذا أكل أحدكم طعاما ً
فليذكر اسم الّله تعالى وليأكل مما يليه وليأكل بيمنه ،وإياكم والذروة فللإن
البركة تنزل من أعله ،ول يأكل أحللدكم ويشللرب بشللماله ،فللإن الشلليطان
يأكل ويشرب بشماله ،فإذا وضع في الناء عشاء أحللدكم فل يقللومن حللتى
يرفع ،واجتمعوا على طعامكم يبارك لكم فيه" ،فهذا كله عللن رسللول الل ّلله
صلى الّله عليه وسلم ،وروت عائشة رضي الّله تعالى عنها عن رسول الّله
صلى الّله عليه وسلم أنه قال" :إذا أكل أحدكم طعاما ً فليقل بسم الّله في
أوله فإن نسي في أوله فليقل بسم الّله في آخره ،ومن قال عند كل لقمة
بسم الّله ل يحاسب يوم القيامة في أكلها" ،وقال عبد الّله ابن مسعود :إذا
دخل الرجل منزله فأكل ولم يسم أكل الشيطان معه ،فإذا ذكر اسللم الل ّلله
منع الشيطان عن بقية طعامه وتقيأ ما أكل واستأنف طعام لا ً جديللدًا .ومللن
السنة أن يأكل بيمينه لما روى أياس بن سلمة عللن أبيلله عللن النللبي صلللى
الّله عليه وسلللم" :أنلله رأى رجل ً مللن أشللجع يأكللل بشللماله فقللال للله كللل
بيمينللك فقللال ل أسللتطيع فقللال للله كللل بيمينللك فقللال ل أسللتطيع قللال ل
استطعت فما وصلت يده الى فيلله" ومللن السللنة أن ل يؤكللل الطعللام ملن
وسطه .وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الّله تعللالى عنهمللا عللن
النبي صلى الّله عليه وسلم أنه قال" :تنزل البركة في وسط الطعام فكلوا
من حافتيه ول تأكلوا من وسطه" ،وروى الحسن عن النبي صلى الّله عليه
وسلم أنه قال" :ل تأكلوا
]ص [379
الطعام من فوقه فلإن البركلة تنلزل ملن فلوقه" فلإن قيلل روي علن ابلن
عباس رضي الّله تعالى عنهما أنه أكل من وسط الطعام وقال آكل البركللة
ول أدعها؟ قيل إنه احتمل أنه فعل ذلك بعد ما أكل من حافتيه .ومن السنة
أن يلعق أصابعه قبل أن يمسحها بالمنديل وتركه من أمللر العجللم الجبللابرة
وكذلك لعق القصعة ،ويقال إن القصعة تسللتغفر لمللن يلعقهللا أي يلحسللها.
روي عن النبي صلى الّله عليه وسلم أنه قللال" :إن الل ّلله وملئكتلله يصلللون
على الذين يلعقون أصابعهم" وروى عطاء عن ابن عباس رضي الّله عنهما
أن النبي صلى الّله عليلله وسلللم قللال" :إذا أكللل أحللدكم فل يمسللحن يللده
بالمنديل حتى يلعق أصابعه" ،وروى جابر بن عبد الّله أن النللبي صلللى الل ّلله
عليه وسلم أمر بلعق الصحفة والقصعة ،وعن عبد الّله بن يزيد قال :رأيللت
ابن عباس رضي الّله تعالى عنهما يلعق أصابعه الثلثة إذا أكل .وروى جابر
عن النبي صلى الّله عليه وسلم أنه قال" :إذا طعم أحدكم فل يمسحن يده
حتى يمصها فإنه ل يدري في أي طعام يبارك له فيه" ،ومن السنة أن يأكل
ما سقط من المائدة لما روى حجللاج السلللمي أن النللبي صلللى الل ّلله عليلله
وسلم قال" :من أكل ما يسقط من المائدة لم يزل في سعة مللن الللرزق،
ووفى الحق عنه وعن ولده وولد ولده" ،وروى جابر عن النللبي صلللى الل ّلله
عليه وسلم أنه قال" :إذا سقطت لقمة أحدكم فليأخذها وليمط عنهلا الذى
وليأكلها ول يتركها للشيطان" ،ومن السنة أن ل يجمع بين الفاكهللة والثفللل
في طبق واحد لما روي عن رسول الّله صلى الّله عليه وسلم أنه نهللى أن
يجمع بين التمر والنوى على طبق واحد .ومن السنة أن يحمللد الل ّلله تعللالى
إذا فرغ من الطعام .وروى أبو بكر الهذلي عن عطاء عن النبي صلللى الل ّلله
عليه وسلم أنه قال" :إذا كان في الطعام أربع خصال فقد كمل شأنه كللله:
إذا كان من حلل ،وإذا أكل ذكر اسم الّله تعالى ،ثم تكثر عليه اليدي :وإذا
فرغ منه يحمد الّله تعالى" ول ينبغي أن يرفع صوته بحمد الّله عز وجللل إل
أن يكون جلساؤه قد فرغوا من الكل لن في رفع الصوت منع لا ً لهللم عللن
الكل .ويستحب أن يبللدأ الطعللام بالملللح ويختللم بلله لن ذلللك مللن السللنة،
ويقال فيه شفاء من سبعين داء .ويسللتحب أن يأكللل ممللا يليلله ،والجتمللاع
على الطعام أفضل من النفراد ،وقد روي عن النبي صلى الّله عليه وسلم
أنه قال" :اجتمعوا على طعلامكم يبلارك الّلله لكلم فيله" وروي علن النلبي
صلى الّله عليه وسلم أنه قال" :شر الناس من أكل وحده ،وضللرب عبللده،
ب الطعللام إلللى الل ّلله تعللالى مللا كللثرت فيلله اليللدي.
ومنع رفده" ويقال أح ّ
ويكره للنسان أن يكثر الكل حتى يمل بطنه .وروي عن النللبي صلللى الل ّلله
عليه وسلم أنه قال" :ما مل ابن آدم وعاء شرا ً من بطنه" وروي عن النبي
صلى الّله عليه وسلم أنه قال" :يحسب ابن آدم أكيلت يقمن صلللبه ،فللإن
كان ولبد ّ فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه" ،وروى أنه قال" :كللل
داء من كثرة الكل وكل دواء من قلته" ويقال في قلة الكللل منللافع كللثيرة
منها :أن يكون الرجل أصح جسمًا ،وأجود حفظًا ،وأزكى فهمًا ،وأقل نومللًا،
ف نفسًا ،وفي كثرة الكل تخمة وتتولد منها المراض المختلفة .ويقللال وأخ ّ
إذا كانت العلة من قلة الكل صحت
]ص [380
بمؤنة قليلة ،وإذا كانت العلة تولدت من كثرة الكل تحتاج إلى مؤنة كللثيرة
يرفعها .وقال بعض الحكماء :ثلثة أصناف من النللاس يبغضللهم النللاس مللن
غير أن يكون لهم منهم أذى :البخيل ،والمتكبر ،والكول.
]ص [381
يدعو له بالبركة .وروي عن عمر رضي الّله تعالى عنه أنه دعي إلى طعللام
فجلس ووضع الطعام فمد ّ يده وقال خذوا بسم الّله ،ثللم قبللض يللده وقللال
إني صائم.
]ص [382
ولما قدم إليه الطعام وفرغ من الكل جعل يلح عليه في الكللل ،ولمللا أراد
الخروج قال أمكث سللاعة ،فقللال للله الحكيللم نقضللت الشللرائط كلهللا وإذا
حضر بعض القوم وأبطأ الخرون فالحاضرون أحق أن يقدموا :ويقللال ثلث
يورثن السلل :رسلول يبطلئ ،وسلراج ل يضليء وطعلام ينتظلر عليله ملن
يجيللء .وينبغللي لصللاحب الضلليافة أن ل يقللدم الطعللام حللتى يقللدم المللاء
ليغسلوا أيلديهم فلإن ذللك ملن الملروءة ،وإذا أراد أن يقلدم الملاء لغسلل
اليدي قبل الطعام كان القياس أن يبدأ بمن هو في آخللر المجلللس ويللؤخر
صاحب الصدر ،لن في ترك ذللك حبسلا ً عللن المللس والتنللاول ،والللبّر فللي
تأخيره ،لنه قيل أّول الغسل أخلق فالصاغر أولى به وآخر الغسللل إطلق
فالكبر أولى به ،ولكن الناس قد استحسنوا البداءة بصاحب الصدر إذا كان
ذلك قبل الطعام ويعدون ذلك من البر ،فللإن فعللل ذلللك فل بللأس بلله ،وإذا
غسلوا أيديهم قبل الطعام كان القياس أن ل يمسح الغاسل يديه بالمنديل،
لنلله غسللل يللديه مللن المللس ول يمللس بعللد الغسللل ،ولكللن النللاس قللد
استحسنوا مسح اليللد بالمنللديل فللإذا فعللل فل بللأس بلله ،وإذا أرادوا غسللل
أيديهم بعد الطعام فقد كللره بعللض النللاس إفللراغ الطسللت فللي كللل مللرة
وذهبوا إلللى مللا روى عللن النللبي صلللى الل ّلله عليلله وسلللم أنلله قللال "املللؤا
الطسوس ول تتشبهوا بالمجوس" وروى في خللبر آخللر "اجمعللوا وضللوءكم
يجمع الّله شملكم" ويقال إفراغ الطست في كللل مللرة مللن فعللل العجللم.
وقال بعضهم :ل بأس به وهو من المروءة ،ولن الدسللومة إذا سللالت فللي
الطست فربما تنضح ثيابه فتفسد عليه .وقد كللان فللي الزمللن الّول غللالب
طعامهم الخبز والتمر أوطعا ً فيه قليل من الدسومة ،وأمللا اليللوم إذا أكلللوا
ي
البأجاة واللوان ويصيب أيديهم من ذلك فل بأس بصبه في كل مللرة ،فللأ ّ
الوجهين قيل فل بأس به .ويكره للرجل أن ينظر إلى لقمللة غيللره لن فللي
ذلك سوء أدب .ول ينبغي للضيف أن يكثر اللتفات إلى الموضع الذي يؤتى
الطعام منه فإن ذلك مكروه عند الناس ،والّله أعلم.
]ص [383
لقمتين أو ثلثا ً من الخبز حتى يسد ّ الخلل .ويكره الخلل بالريحان وبللالس
وبخشب الرمان والمشط .ويستحب أن يكللون الخلل مللن الخلف السللود
أو الصفر ،وإذا كان الرجل ضيفا ً عند إنسان فتخلل بيللن أسللنانه فل ينبغللي
له أن يرى بالخلل أو بالطعام الذي خرج من بيللن أسللنانه لن ذلللك يفسللد
ثيابه ولكنه يمسكه فإذا أتى بالطست لغسل اليد ألقاه فيه ثلم يغسللل يلده
فإن ذلك من المروءة.
]ص [385
ذئاب عليها ثياب .ويستحب للرجل إذا دخل السوق أن يقول ل إللله إل الل ّلله
ي ل يموت بيده وحده ل شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو ح ّ
الخير وهو على كل شيء قدير ،فإنه روى عن رسول الّله صلى الل ّلله عليلله
وسلللم أنلله قللال "مللن قللال ذلللك فللله بكللل عللدد مللن فللي السللوق عشللر
حسنات".
)الباب الستون في البيع والشراء(
)قال الفقيه( رحمه الّله :ل ينبغي أن يشتغل بالتجلارة ملا للم يعللم
أحكام البيع والشراء مللا يجللوز ومللا ل يجللوز .روى عللن عمللر بللن الخطللاب
رضي الّله تعالى عنه أنه قللال :ل يللبيعن فللي أسللواقنا مللن لللم يتفقلله فللي
ي بن أي طالب رضي الّله تعللالى عنلله أنلله قللال :مللن الدين .وروى عن عل ّ
اتجر قبل أن يتفقه في الدين فقد ارتطم في الربا ثللم ارتطللم ثللم ارتطللم.
وروى عن النبي صلى الّله عليه وسلم أنه قال "رحم الّله امرأ سللهل الللبيع
سهل الشراء سهل القضلاء سلهل التقاضلي" وروى عنله صللى الّلله عليله
ل عرشلله وسلم أنه قال "من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الّله تحت ظ ل ّ
يوم ل ظل إل ظله" وروى عن محمد بن السماك أنلله كللان يللدخل السللوق
ويقللول :يللا أهللل السللوق سللوقكم كاسللدة ،وبيللوعكم فاسللدة ،وجيرانكللم
حاسدة ،ومأواكم النار الموقدة :يعني إذا كان التاجر جللاهل ً ول يحللترز عللن
الربا ،وأما إذا كان التاجر قد تعلم الفقه وكان نقيا ً في حال تجارته فهو في
الجهاد لنه روى في الخبر أن كسللب الحلل أفضللل الجهللاد ،وقللال قتللادة:
بلغنا أن التاجر الصدوق تحت ظللل العللرش يللوم القيامللة .وإذا بللاع الرجللل
شيئا ً أو اشترى فندم صاحبه فطلب منه القالة فينبغي أن يقبل عللثرته لن
النبي صلى الّله عليه وسلم قال "من أقال نادما ً بيعته أقال الّله عثرته يوم
القيامة" وعن أبي حنيفة رحمه الل ّلله تعللالى أنلله بللاع مللن رجللل خللزا فنللدم
المشترى فجاء إليه فطلب القالة فأقاله البيع ،ثم قال أبو حنيفللة لخللادمه:
قم وارفللع الثيللاب حللتى تللذهب إلللى المنللزل فمللا كللان حللاجتي إلللى الللبيع
والشراء إل لكي أدخل تحت قوله صلى الّله عليه وسلم "مللن أقللال نادم لا ً
أقال الّله تعالى عثرته يوم القيامة" وقد دخلت الن تحت قوله صلللى الّللله
عليه وسلم "وإذا اشتريت من السوق فقال لك صاحبك قبللل الشللراء ذقلله
وأنت في حل فل تأكل منه" لن إذنه بالكل لجللل الشللراء فربمللا ل يتفللق
بينكما بيع فيكون ذلك الكل شبهة ،ولكن لو وصفه لك فاشتريته فلم تجده
علللى تلللك الصلفقة فللأنت بالخيللار .ويكللره للتللاجر أن يحلللف لجللل ترويللج
السلعة .ويكره أن يصلي على النللبي صلللى الل ّلله عليلله وسلللم فللي عللرض
سلعته وهو أن يقول صلى الّله عليه وسلم ما أجود هللذا .ويسللتحب للتللاجر
أن ل تشغله تجارته عن أداء الفرائض فإذا جاء وقت الصلة ينبغي أن يترك
ن عل ْ
جلاَرة ٌ َول ب َْيلعٌ َ م تِ َل ل ت ُل ِْهيِهل ْ
جلا ٌ
تجارته حتى يكون من أهل هذه الية }رِ َ
َ
مللان َسل َ
ح َ م الل ّلله أ ْجزِي َهُ ل ْ
ة{ إلى قوله }ل ِي َ ْ صلةِ وَِإيَتاِء الّز َ
كا ِ ذ ِك ْرِ الّله وَإ َِقام ِ ال ّ
ه{ ثللم اختلفللوا فيهللم ،فقللال بعضللهم :هللم الللذين ن فَ ْ
ضل ِ ِ م ْ
م ِ
زيد َهُ ْ مُلوا وَي َ ِ
عَ ِ
تركوا التجارة واشتغلوا بالعبادة مثل
]ص [386
أصحاب الصفة ومن كان مثل حالهم ،وقال بعضهم :هم الللذين يتجللرون ول
تشغلهم تجارتهم عن الصلة في ميقاتها ،وروي عللن الحسللن البصللري أنلله
قال :كانوا يتجرون ول تلهيهم تجارة عن ذكر الّله وعن الصلة.
)قال الفقيه( رحمه الّله تعالى :فقد دخل في الية كل الفريقين ،والّله
أعلم.
]ص [387
)الباب الثاني والستون في الخذ من المراء(
)قال الفقيه( رحمه الّله :اختلف الناس في أخذ الجائزة من السلطان.
قال بعضهم :يجوز أخذه مالم يعلم أنه يعطيه من حللرام .وقللال بعضللهم :ل
يجوز .فأما من أجازه فقد ذهب إلى ما روي عن علي بن أبي طالب رضي
الّله تعلالى عنله أنله قلال :إن السللطان يصليب ملن الحلل والحلرام فملا
أعطاك فخذه فإنما يعطيك من الحلل .وروي عن عملر رضللي الّلله تعلالى
عنه عن النبي صلى الّله عليه وسلم أنه قال" :مللن أعطللي شلليئا ً مللن غيللر
مسألة فليأخذه فإنما هو رزق رزقه الّله تعللالى" وروى عللن العمللش عللن
إبراهيم أنه لم ير بأسا ً بالخذ من المراء .وعن حبيب بللن أبللي ثللابت قللال:
رأيت هدايا المختار بن عبيد تأتي إلى ابن عمر وابن عباس فيقبلنها .وعللن
الحسن أنه كان يأخذ هدايا المراء .وعن محمد بن الحسن عن أبللي حنيفللة
عن حماد أن إبراهيم النخعي خللرج إلللى زهيللر بللن عبللد الل ّلله الزدي وكللان
عامل ً على حلوان يطلب جائزته هو وذر الهمداني .قللال محمللد :وبلله نأخللذ
مالم نعرف شيئا ً حراما ً بعينه وهو قول أبللي حنيفللة .وأمللا مللن كرهلله فقللد
ذهب إلى ما روي عن حبيب بن أبي ثابت قال :أرسل أمير من المراء إلى
أبي ذر الغفاري بمال ،فقال أبو ذر :أو كللل المسلللمين أرسللل إليهللم بمثللل
وى(. ة ِلل ّ
ش َ كل إ ِن َّها ل َ َ
ظى ،ن َّزاع َ ً هذا؟ قال ل ،قال رده ،ثم قرأ ) َ
وعن عثمان بن عفان رضي الّله تعالى عنه أنه ملّر بللأبي ذر وهللو نللائم
علللى حللائط المسللجد فقللال لغلملله :خللذ هللذه الللدنانير واقعللد ههنللا حللتى
يستيقظ هذا الرجل وادفعها إليه فإن قبلها منك فللأنت حلّر ،فلمللا اسللتيقظ
أعطاها إياه فأبى أن يقبل ،فقال له الغلم خدها فإن فيه فكاك رقبتي مللن
الرق ،فقال ل آخذها فإن فيلله اسللترقاق رقبللتي .وروي عللن أبللي وائل أنلله
ي من عشرة من عطللاء .وروى عبللد المنعللم قال :درهم من تجارة أحب إل ّ
بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منيه أنه قال :جاء رجل إلى أبللي الللدرداء
فقال يا أبا الدرداء إن فلنا ً شتمني وظلمني ،فقال له أبو الدرداء إن كنللت
صادقا ً فل تمّر بك اليام حتى يعاقبه الّله تعالى ،قللال فمللا مللرت بلله اليللام
حتى دخل على المير فأجازه بعشرة آلف درهم ،فأرسل أبو الللدرداء إلللى
صاحبه فقال صدقت يا أخي فقد عاقبه الل ّلله عقوبللة عظيمللة ،فقللال يللا أبللا
الدرداء أو بعد ذلك عقوبة؟ فقال والّله لللو جلللد علللى ظهللره عشللرة آلف
سوط كان أرجى له من عشرة آلف درهم.
)قال الفقيه( قبول الجائزة عندنا على وجهين :فإن كان المير غالب
أمواله من الرشوة والخذ بغير الحق فل يجوز قبول جائزته إل أن يعلللم أن
الذي بعث إليه أصابه من حلل ،وإن كان الميللر غللالب أمللواله ميراث لا ً مللن
حلل أو تجارة اكتسبه فل بأس بأن يقبل ما لم يعلم أن الذي بعثه إليه مللن
حرام أو شبهة ،وتركه أفضل في الوجهين جميعًا.
]ص [388
)الباب الثالث والستون في النهي عن النظر في بيت غيره(
)قال الفقيه( رحمه الّله :ل يجوز لحد أن ينظر في بيت غيره بغير إذنه
فإن فعل فقد أساء وهو آثم في فعله ،فإن نظر ففقأ صللاحب الللبيت عينلله
فقد اختلف المشايخ فيه؟ قال بعضهم ل شيء عليه ،وقللال الخللرون عليلله
الضمان ،وبه نأخذ .أما من قال إنه ل شيء عليلله فقللد ذهللب إلللى مللا روى
ابن شهاب عن سهل بن سعد الساعدي" :أن رجل ً اطلع فللي بيللت رسللول
الّله صلى الّله عليه وسلم ومع رسول الّله صلى الللله عليلله وسلللم مللدرى
يحك به رأسه ،فلما رآه رسول الّله صلى الّله عليه وسلم فقال لللو علمللت
أنك تنظرني لطعنتك بها في عينيك إنما جعل الذن من أجل النظر" ،وروى
أبو الزناد عن العرج عن أبي هريرة قال :قال رسول الّله صلى الله عليلله
وسلم" :لو أن امرأ اطلع عليك بغير إذن فحذفته بحصاة ففقللأت عينلله لللم
يكن عليك جناح" ،وأما من قال إنلله يجللب عليلله الضللمان فلن الل ّلله تعللالى
م{ الية .وقال دى ع َل َي ْك ُ ْ
ما اع ْت َ َل َ مث ْ ِ دوا ع َل َي ْهِ ب ِ ِ دى ع َل َي ْك ُ ْ
م َفاع ْت َ ُ ن اع ْت َ َ م ْقال}:فَ َ
ه{ ،فالخبر مخللالف للكتللاب م بِ ِ
عوقِب ْت ُ ْ ما ُ ل َ م فََعاقُِبوا ب ِ ِ
مث ْ ِ عاقَب ْت ُ ْن َ تعالى} :وَإ ِ ْ
وإذا كان الخبر مخالفا ً لكتاب الّله تعالى أوله معنى سوى معنللى ظللاهره ل
نيجوز العمل به ،واحتمل أن الخبر منسوخ كان قبل نزول قوله تعالى}:وَإ ِ ْ
م { الية .ويحتمل أن الخبر علللى وجلله الوعيللد ل علللى وجلله الحتللم، عاقَب ْت ُ ْ
َ
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتكلم بالكلم في الظاهر وأراد بلله شلليئا ً
آخر كما جاء في الخبر أن عباس بن مرداس السلمى لما مدحه قال لبلل:
قم واقطع لسانه وإنما أراد بذلك أن يدفع إليه شيئا ً ولم يرد به القطع فللي
الحقيقة فكذلك هذا يحتمل أنه ذكر فقء العيللن وأراد أن يعمللل بلله عمل ً ل
ينظر بعد في بيت غيره ،والّله أعلم بالصواب.
]ص [389
)الباب الخامس والستون في الرفق(
)قال الفقيه( رحمه الّله تعالى :ينبغي للمسلم أن يستعمل الرفق في
كل شيء والتواضع من غير ذل .وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه
قال" :ما دخل الرفق في شلليء إل زانلله ومللا دخللل الخللرق فللي شلليء إل
شانه" وروى مجاهد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال" :للو نظلر النللاس
إلى خلق الرفق لم يروا مخلوقا ً أحسن منه ،ولو نظروا إلللى خلللق الحللرق
لم يروا مخلوقا ً أقبح منه" ،وروى عروة عن عائشة رضي الّله تعللالى عنهللا
"أن رجل ً استأذن على رسول الّله صلى الله عليه وسلللم فقللال ائذنللوا للله
فبئس ابن العشيرة -أو بئس رجللل العشلليرة أو بئس أخللو العشلليرة -فلمللا
دخل ألن له القول ،فقلت له يا رسول الّله قد قلت ما قللت ثلم ألنلت لله
القول فقال إن شلر النللاس منزللة يلوم القيامللة ملن أكرملله النلاس اتقلاء
فحشه" ،وقال أبو الدرداء :إنا لنكشر في وجوه أقوام وإن قلوبنللا لتلعنهللم.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم" :طوبى لمللن تواضللع فللي غيللر منقصللة،
وأنفق مال ً جمعه في غير معصية ،ورحم أهل الذل والمسكنة ،وخالط أهللل
الفقه والحكمة" ،وروى هشام بن عروة علن أبيله علن عائشلة رضلي الّلله
تعالى عنها" :أن رجل ً خاصم إلى النبي صلى الللله عليلله وسلللم فقللال وهللو
يخاصم حسبنا الّله ونعم الوكيل ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن الل ّلله
تعالى يلوم عبده على العجز فابلغ بنفسك عذرها في حجتها ثم قل حسبي
ي ل تكن مرا ً فتلفظ ،ول الّله ونعم الوكيل" ،وقال لقمان الحكيم لبنه :يا بن ّ
َ
مصللاب َهُ ْ
ذا أ َن إِ َذي َ حلوا ً فتبتلع .وقال إبراهيم النخعي فللي قللوله تعللالىَ} :وال ّل ِ
ن{ قال :كانوا يكرهون للمؤمن أن يذل نفسه ،وروي عن صُرو َم ي َن ْت َ ِ ال ْب َغْ ُ
ي هُ ْ
عائشللة رضللي الل ّلله تعللالى عنهللا أن امللرأة سللألتها فقللالت إن لللي جيرانلا ً
يهينونني وجيرانا ً يكرمونني ،فقالت عائشة رضي الل ّلله تعللالى عنهللا :أهينللي
من أهانك وأكرمي من أكرمك.
)قال الفقيه( رحمه الّله تعالى :هذا الذي قالت عائشة رضي الّله عنها
هو العدل والنصاف وأما من أخذ بالعفو وأحسن لمن أساء إليه فهو أفضل
جُره ُ ع َل َللى َ ة مث ْل ُها فَمن ع َ َ َ
ح فَأ ْ صل َ َ
فا وَأ ْ َ ْ سي ّئ َ ٌ ِ َ
سي ّئ َةٍ َ
جَزاُء َ لن الّله تعالى قال}:وَ َ
الّله{ ويقال ثلثة من أخلق أهل الجنللة ل توجللد إل فللي الكريللم :الحسللان
إلى من أساء إليه ،والعفو عمن ظلمه ،والبللذل لمللن حرملله ،وهللو موافللق
َ ْ
ن{ وروي جللاه ِِلي َن ال ْ َ ض ع َل ْ مْر ِبال ْعُْر ِ
ف وَأع ْلرِ ْ فوَ وَأ ُخذ ْ ال ْعَ ْ
لقول الّله تعالىُ } :
عن ابن زيد عن سعيد بن المسيب عن النبي صلللى الللله عليلله وسلللم أنلله
قال" :رأس العقل بعد اليمان بللالّله مللداراة النللاس وأهللل المعللروف فللي
الدنيا هم أهل المعروف في الخرة ولن يهلللك امللرؤ بعللد مشللورة" لقللوله
ر{. َ تعالى}:وَ َ
م ِم ِفي ال ْ شاوِْرهُ ْ
]ص [390
)الباب السادس والستون في فضل العصا(
روى ميمون بن مهران عن ابن عباس رضي الّله تعالى عنهما أنه قال:
إمساك العصا سنة النبياء وعلمة المؤمن .وقللال الحسللن البصللري رحملله
الّله :للعكازة ست خصال :سنة النبياء ،وعلمللة المللؤمن ،وزينلله الصلللحاء،
وسلح على العداء :يعني الكلب والحية وغيرهمللا ،وعللون الضللعفاء ورغللم
المنافقين ،وزيادة في الطاعات .ويقال :إذا كان مع المللؤمن العصللا يهللرب
منه الشيطان ،ويخضع له المنافق والفاجر ،وتكللون قبلتلله إذا صلللى وقللوته
إذا عيي .وفيها منافع كثيرة كما قللال الل ّلله تعللالى فللي قصللة موسللى عليلله
صللايَ أ َت َوَك ّلأ ُ ع َل َي ْهَللا
ي عَ َ سىَ ،قا َ
ل هِ َ مو َ مين ِ َ
ك َيا ُ ما ت ِل ْ َ
ك ب ِي َ ِ الصلة والسلم} :وَ َ
ب أُ ْ
خلَرى{ قيللل :فيهللا ألللف نللوع مللن مللآرِ ُ
ي ِفيَها َ ش ب َِها ع ََلى غ َن َ ِ
مي وَل ِ َ
َ
وَأهُ ّ
المنافع.
]ص [391
)الباب الثامن والستون في علمة الساعة(
)قال الفقيه( رحمه الّله تعالى :روى وكيع عن سفيان عن فرات عن
أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد قال" :اطلع النبي صلى الله عليلله وسلللم
من غرفته ونحن نتذاكر الساعة فقال ل تقللوم السللاعة حللتى تكللون عشللر
آيات قبلها :طلوع الشمس من مغربها ،والللدجال ،والللدخان ،ودابللة الرض،
ويلأجوج ومللأجوج ،وخللروج عيسللى عليلله السلللم ،وثلث خسللوف :خسللف
بالمغرب ،وخسف بالمشرق ،وخسف بجزيرة العرب ،ونار تخرج مللن قعللر
عدن تسوق النللاس إلللى المحشللر تللبيت معهللم إذا بللاتوا وتقبللل معهللم إذا
قالوا" وروي عن عمر رضي الّله تعللالى عنلله عللن النللبي صلللى الللله عليلله
وسلم أنه كان إذا ذكر عنده الدجال قال :إن الّله ل يخفللى عليكللم إن الل ّلله
ليلس بلأعور وإن المسليح الللدجال أعلور العيلن اليميلن كلأن عينله طلافئة
كالعنبة ،وروى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنلله قللال مللا
بعث الّله من نبي إل أنذر قومه بالعور الكذاب إنلله أعللور وإن ربكللم ليلس
بأعور مكتوب بين عينيه كللافر ،وروى حذيفللة عللن النللبي صلللى الللله عليلله
وسلم أنه قال :إن مع الدجال ماء ونارًا ،فماؤه نللار ونللاره مللاء ،وروي عللن
فاطمة بنت قيس :أن النبي صلى الله عليه وسلم آخر ليلللة صلللة العشللاء
ثم خرج فقال :إنما حبسني حديث كان يحدثني به تميم الداري أن ابن عللم
له ركب البحر فوقع في جزيرة من جزائر البحر فإذا هللو بقصللر فيلله رجللل
يجر شعره مسلسل بالغلل فقال له من أنت؟ فقال أنا الدجال أمللا خللرج
الرسول المي بعد؟ قال نعم ،قال أطاعوه أم عصللوه؟ قللال بللل أطللاعوه.
قال ذلك شّر لي خير لهم.
)قال الفقيه( رحمه الّله :قد اختلفت الناس في أمره ،قال بعضهم :إنه
محبوس ،ويخرج في آخر الزمان ،وقال بعضهم :إنه لللم يوللد بعلد وسلليولد
في آخر الزمان ويخرج ويدعو الناس إلى عبلادة نفسله فيتبعله ملن اليهلود
مال يحصى ،ويطوف بالبلدان ويفتن كثيرا ً من الناس ،ثم ينزل عيسللى بللن
مريم عليه السلم فيقتله في باب لد ّ في بيللت المقللدس ،ويظهللر السلللم
في جميع الرض ،والّله أعلم.
]ص [392
الريح فقال صلى الله عليه وسلم من لعن شلليئا ً لللم يكللن أهل ً لهللا رجعللت
اللعنة عليه" وروى أبو المليح عن أبيه" :أن رجل ً من أصللحاب النللبي صلللى
الله عليه وسلم كان رديفه علللى دابتلله فعللثرت بهمللا الدابللة فقللال الرجللل
تعس الشيطان ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم ل تقل تعس إبليس فإنه
عند ذلك يتعاظم حتى يكون ملء البيت ولكللن قللل بسللم الل ّلله فللإنه يصللغر
حتى يكون مثل الذباب" وروى سماك بللن حللرب عللن أبللي لفافللة العللدوى
قال :أخذت بكرا ً ودخلت المدينة وأنا أريد بيعه ،فمّر بللي أبللو بكللر الصللديق
رضي الّله تعالى عنه فقال يلا أعرابلي أتلبيع البكلر؟ فقللت نعلم يلا خليفلة
رسول الّله ،قال بكم تبيعه؟ قلت بمائة وخمسين :قال تبيعه بمائة؟ فقلللت
ل عافاك الّله ،قال ل تقل ل عافاك الّله ولكللن قللل :ل وعافللاك الل ّلله ،فقللد
علمه حد ّ الكلم :يعني ل تقل ل عافاك الّله فإنه يشبه الدعاء بنفي العافية.
وينبغي للعاقل إذا سمع حديثا ً أنكره ولم يكللن سللمعه أن ل يقللول الحللديث
كذب ول يقول أيضا ً هو صدق لنه لو صللدقه فلعللله يكللون كللذبا ً ولللو كللذبه
فلعله يكون صدقًا ،ولكن يقول لم يبلغنللي هللذا الحللديث ول أعرفلله .وروى
يحيى عن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال" :كان أهللل الكتللاب
يقرءون التوراة بالعبرانية ويفسرونها بالعربية لهل السلللم" ،فقللال النللبي
صلى الله عليه وسلم" :ل تصدقوا أهل الكتاب ول تكللذبوهم ،ولكللن قولللوا
آمنا بالّله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبللل" وسللئل بعللض المتقللدمين عللن
رجل قيل له أتؤمن بفلن النبي فسماه باسم لم يعرفه فلو قال نعم فلعله
لم يكن نبيا ً فقد شهد بالنبوة لغير نبي ولو قال ل فلعله نبي فقد حجللد نبي لا ً
من النبياء فيكيف يصنع؟ قال ينبغي أن يقول إن كان نبي لا ً فقللد آمنللت بلله.
وروي عن أبي نصر محمد سلم أنه كان إذا سللئل عللن مسللألة فللي الكلم
أبى أن يجيب فقيل له إذا أشللكلت علينللا مثللل هللذه المسللائل كيللف نقللول
فيها؟ قال قولوا آمنا بالّله وبجميع ما أراد الّله وبجميع ما قللال رسللول الّلله
صلى الله عليه وسلم وبجميع ما أراد رسول الّله صلى الله عليه وسلم.
]ص [393
)قال الفقيه( وبه نأخذ ،فلبأس بأن تبسط الثياب التي عليها تماثيل.
وروي عن عطاء وعكرمة أنهما قال :إنما كره من التماثيل مللا نصللب نصللبا ً
فأما ما وطئته القدام فلبأس به.
]ص [394
كان .وقال محمد بن كعب القرظي :إن الغني إذا كان تقيا ً يضاعف الّله للله
م ب ِللال ِّتي ت ُ َ َ َ
قّرب ُك ُل ْ
م م َول أْولد ُك ُل ْ وال ُك ُ ْ
مل َمللا أ ْ
الجر مرتين ثم قرأ هذه اليللة} :وَ َ
ُ
ملللوا َ َ ُ ً
صاِلحا فَأوْلئ ِ َ م َ عن ْد ََنا ُزل ْ َ
مللا ع َ ِ ف بِ َضعْ ِ جَزاُء ال ّ م َك لهُ ْ ل َ ن وَع َ ِم َ
نآ َ م ْفى ِإل َ ِ
ن{ وعن سعيد بللن المسلليب قللال :ل خيللر فيمللن ل مُنو َتآ ِ ْ
م ِفي الغُُرَفا ِ وَهُ ْ
يجمع المال من حله ليصل به رحمه ،ويخرج منه حقه ،ويصون بلله عرضلله،
وروي عن هشام بن عروة عللن أبيلله عللن عائشللة رضللي الل ّلله تعللالى عنهللا
قالت :قسم ميراث الزبير بن العوام أربعيلن أللف أللف درهلم .وروي علن
عبد الرحمن بن عوف أنله كلان لله ثلث نسلوة فطلللق إحلدى نسلائه فللي
مرضه فصالحوها بعد موته عن ميراثها عن ثلث الثمن علللى ثلثللة وثمللانين
ألفًا ،وروي عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال :كانت غلة طلحللة
بن عبد الّله كل يوم ألفا ً وافيًا.
ن
سا َ لن َ وأما حجة من قال :إن الفقر أفضل فقول الّله تعالى} :إ ِ ّ
ن ا ِ
ست َغَْنى{ فأخبر الّله تعالى أن الغنى يحمله على الطغيللان، َ
ل َي َط َْغى ،أ ْ
ن َرآه ُ ا ْ
م أ ََراذ ِل َُنا{ فللأخبره الّللله
ن هُ ْ ك ِإل ال ّ ِ
ذي َ ك ات ّب َعَ َ
ما ن ََرا َ
وقال في موضع آخر} :وَ َ
تعالى أن الفقراء هم الذين كانوا يتبعون النبياء .وروى أبان عللن أنللس بللن
مالك رضي الّله تعالى عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال" :لكللل
أحد حرفة وحرفتي اثنتان :الفقر ،والجهاد ،فمن أحبهما فقللد أحبنللي ،ومللن
أبغضهما فقد أبغضني" ،وروي عن أبي هريرة رضللي الل ّلله تعللالى عنلله عللن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قللال" :الّلهللم مللن أحبنللي فللارزقه العفللاف
والكفاف ،ومن أبغضني فأكثر ماله وولده" وروى مجاهد عن ابن عمللر أنلله
قال :ما أصاب عبد من الدنيا إل نقص من درجاته عند الّله تعالى وإن كللان
كريما ً على الّله ،وروي عن عيسى بن مريم عليه السلللم أنلله قللال :الفقللر
مشقة في الدنيا مسرة في الخرة ،والغني مسرة فللي الللدنيا مشللقة فللي
الخرة .وروي عن أنس بن مالللك أن النللبي صلللى الللله عليلله وسلللم قللال:
"الّلهم أحيني مسكينا ً وأمتني مسكينا ً واحشرني في زمرة المساكين ،قيللل
ولم ذلك يا رسول الّله؟ "قال لنهللم يلدخلون الجنلة قبلل الغنيلاء بلأربعين
خريفًا ،ولن الغني يتمنى عند موته أن لو كان فقيللرا ً ول يتمنللى الفقيللر أن
لو كان غنيًا" ،ولو لم يكن للفقير فضيلة سوى أن حسابه فللي الخللرة أقللل
وأخف لكانت حجة كافية ،ويقال :أعظم منة الّله على عبيللده يللوم القيامللة
أن يقول :ألم أجمل ذكرك .وقال القائل:
دليلك أن الفقر خير من الغنى**وأن قليل المال خير من المثرى
لقاؤك مخلوقا ً عصى الّله بالغنى**ولم تر مخلوقا ً عصى الّله بالفقر
وقال آخر:
يا عائب الفقر ألم تنزجر***عيب الغنى أكبر لو تعتبر
إنك تعصى لتنال الغني***وليس تعصى الّله كي تفتقر
]ص [395
)قال الفقيه( رحمه الّله :الفقر أفضل من الغنى ولكن ل عيب فللي
الغنى ،أل ترى إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلللم كللانوا أغنيللاء ولللم
يأمرهم بتركه ،ولو كان مذموما ً لنهاهم عن ذلك ولمرهم بترك المال ،فلما
لم يأمرهم بتركه ثبت أنه ل عيب في الغنى ،وإنما العيللب علللى صللاحبه إذا
فعل في غناه بخلف ما أمر الّله تعالى .ويقللال :إنملا الختلف فللي الزمللن
الول أن الغني أفضل من الفقير لن غالب أمللوالهم كللانت ملن حلل فللإذا
أخذوا من حله ووضعوا في حقه قللال بعضللهم هللذا أفضللل .وأمللا فللي هللذا
اليوم لملا صلار غلالب أملوالهم الحلرام والشلبهة فل معنلى لهلذا الختلف
فالفقر أفضل بالتفاق.
]ص [396
ي صبا ً أخرج الل ّلله منلله النسللمة الللتي أخللذ نسمة في صلب رجل فصبها عل ّ
ميثاقها ،إن شئت فاعزل وإن شئت فأولج .وروى أبللو سللعيد الخللدري عللن
رسول الّله صلى الله عليه وسلم :أنلله سللئل عللن العللزل فللذكر نحللو هللذا.
م فَلأ ُْتوا
ث ل َك ُل ْ
حلْر ٌ سللاؤ ُك ُ ْ
م َ وروى عن ابن عمر أنه سلئل علن هللذه اليلة }ن ِ َ
م{ قال :إن شئتم عز ً حرث َك ُ َ
ل .وروى عطاء عللن جللابر قللال :كمللا شئ ْت ُ ْ
م أّنى ِ
ْ َ ْ
ّ
نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم والقللرآن ينللزل ومللا منللع
العزل.
]ص [397
الجيوب ورنة الشيطان ،ولكن هذا رحمة جعلها الّله في قلوب الرحماء ،ثم
قال :القلب يحزن والعين تدمع ول نقول ما يسخط الرب " وروى وهب بن
كسيان عن ابي هريرة رضي الّله تعالى عنلله "أن عمللر رضللي الل ّلله تعللالى
أبصر امرأة تبكي على ميت فنهاها فقال النبي صلى الله عليه وسلم :دعها
يا ابا حفص فإن العين باكيللة والنفللس مصللابة والعهللد حللديث " وروى عللن
النبي صلى الله عليه وسلم "أنه مر ببني عبد الشهل وقت انصللرافه وهللم
يندبون قتلهم بهد يوم أحد فقال صلى الله عليه وسلم كللل للله بللاك ،لكللن
حمزة ل بواكي له ،فلما سمعوا بذلك جئن إلى باب النبي صلللى الللله عليلله
وسلم وهن يبكين على حمزة عم رسول الّله صلى الله عليه وسلللم يبكللي
في البيت حتى سمع نشيجه " يعني بكاؤه بالرفق.
]ص [398
د .وقال بعضللهم :ل خيللر فللي الفللراط والتفريللط كلهمللا غير إفراط ول تع ّ
عندي من التخليط وبالّله التوفيق.
]ص [399
فقال إن مذهبي في الهللدايا تفريقهللا بالغللة مللا بلغللت والمكافللأة بمثلهللا أو
بضعفها بالغة ما بلغت ،وتفريق الهديللة علللى إخللواني لمللا روي عللن النللبي
صلى الله عليه وسلللم أنلله قللال" :إذا أهللدي للرجللل فجلسللاؤه شللركاؤه"،
وإخواني جلسائي فل أنفرد دونهم بل أرى أن أجعل نصيبي لهم فأرى قبول
الهدية لن النبي صلى الله عليه وسلم كللان يقبللل الهديللة ويجيللب الللدعوة
حي ّلةٍ فَ َ
حي ّللوا م ب ِت َ ِ حّييت ُل ْذا ُ فأرى المكافأة بأحسن منها لقللول الل ّلله تعللالى} :وَإ ِ َ
وا ال ْ َ َ َ
م{ .وروي ل ب َي ْن َك ُل ْ
ضل َ ف ْ ها{ ولقوله تعللالى} :وََل َتن َ
سل ْ دو َ
من َْها أوْ ُر ّ
ن ِ
س َ
ح َ
ب ِأ ْ
عن عائشة رضي الّله تعالى عنها" :أن امرأة أهدت إليهللا هديللة فلللم تقبللل
هديتها ،فقال لها رسول الّله صلى الله عليه وسلم هل قبلت هللديتها قللالت
لني علمت أنها أحوج إليها مني ،فقال هل قبلتهللا وكافأتهللا بأحسللن منهللا"،
وروى زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار "أن النبي صلللى الللله عليلله وسلللم
ده فقللال للله النللبي صلللى الللله عليلله وسلللم لللم أرسل إلى عمر بعطاء فر ّ
رددته؟ فقال يا رسول الّله أليس قد أخبرتنا أن ل خيللر لحللد منللا أن يأخللذ
من أحد شيئًا؟ قال إنما ذلك عن مسألة وأما إذا كان من غير مسألة فإنمللا
هو رزق رزقه الل ّلله إيللاه" ،وقللال أبلو هريللرة :إنللي ل أسللأل أحللدا ً شلليئا ً ول
أعطاني أحد شيئا ً بغير مسألة إل قبلللت منلله .وسللئل سللفيان الثللوري عللن
المواساة فقال ذلك طريق نبت فيه العوسج والشوك.
]ص [400
)الباب الحادي والثمانون في قتل العمد(
)قال الفقيه( رحمه الّله :اختلف الناس فيمن قتل مؤمنا ً متعمدًا .قللال
بعضهم :هو في النار أبدًا ،وقال عامة أهل العلم :في مشيئة الّله تعالى إن
شاء غفر له وإن شاء عذبه .فأما من قال إنه في النار أبدا ً فقد ذهللب إلللى
ف ما روي عن سالم بن أبي الجعلد قلال :كنلت عنللد ابللن عبلاس بعللدما كل ّ
بصره فجاءه رجل فقال ما تقول في رجل قتل مؤمنا ً متعمدًا؟ قال جللزاءه
جهنم خالدا ً فيها ،فقال أرأيت إن تاب وآمن وعمل صالحا ً ثم اهتللدى؟ قللال
وأني له الهدى فوالذي نفسي بيده إن هذه الية نزلت فما نسختها آية بعللد
َ
نن الل ّلله َل ي َغْفِلُر أ ْ نببيكم .وأما من قال إن له توبة فلقللول الل ّلله تعللالى} :إ ِ ّ
ن َل ذي َ شاُء{ وقال في آية أخللرىَ} :وال ّل ِ ن يَ َم ْك لِ َ ن ذ َل ِ َدو َ ما ُ فُر َ ك ب ِهِ وَي َغْ ِ شَر َ يُ ْ
ق{ ثللم ح ّم الل ّلله إ ِّل ب ِللال ْ َ ح لّر َس ال ِّتي َ ف َ ن الن ّ ْ قت ُُلو َ
خَر وََل ي َ ْ معَ الّله إ َِلها ً آ َ ن َ عو َ ي َد ْ ُ
ُ
م سي َّئات ِهِ ْ ل الّله َ ك ي ُب َد ّ ُ صاِلحا ً فَأوْل َئ ِ َل َ م َ
ن وَع َ ِ م َب َوآ َ ن َتا َ م ْقال في آخرها} :إ ِّل َ
جلَزاؤ ُهُ ملدا ً فَ َ منلا ً ُ
مت َعَ ّ مؤ ْ ِ ل ُقُتل ْ
ن يَ ْمل ْت{ والجواب عن قوله تعلالى} :وَ َ سَنا ٍ ح َ َ
خاِلدا ً ِفيَها{ ،أنه قد روي عن ابن عباس أن هذه الية نزلت في شأن م َ جهَن ّ ُ َ
مقيس بن جبابة حين قتل رجل ً متعمدا ً وارتلد ولحلق بلأرض مكلة .وجلواب
آخر أن معنى قوله تعالى فجزاءه جهنم إن جازاه ولكن ترجو أن ل يجللازيه
إن شاء الّله تعالى ،وهذا كما روى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه قال":من وعده الّله تعالى على عمل ثوابلا ً فهللو منجللز للله ومللن
أوعده على عمل عقابا ً فهو بالخيار" ولو أن رجل ً قتل نفسه متعمللدا ً فقللال
بعضهم هو في النار أبدًا ،وقال بعضهم هو في مشيئة الّله تعالى .فأما مللن
قال هو في النار أبدا ً فقد ذهب إلى ما روى سفيان الثللوري عللن العمللش
عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الّله تعالى عن النبي صلللى الللله عليلله
وسلم أنه قال" :من قتل نفسه بسم فسمه بيللده يتحسللاه فللي نللار جهنللم
خالدا ً فيها مخلدا ً أبدًا ،ومن قتل نفسله بحديلدة فحديلدته بيلده يجثهلا فلي
بطنه في نار جهنم خالدا ً فيها مخلدا ً أبدا ً مؤبدًا ،ومن تردى بنفسه من جبل
فهو يتردى في نار جهنم خالدا ً مخلطا ً فيها أبدًا" وروي عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال" :من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة" وأما من
ن
مل ْ ن ذ َل ِل َ
ك لِ َ دو َ قال بأنه في مشيئة الّله فلن الّله تعالى قال} :وَي َغْفِ لُر َ
مللا ُ
شاُء{ والخبر إنما ورد للتشديد كما روي عن النبي صلى الله عليلله وسلللم يَ َ
أنه قال" :لعن المؤمن كقتله" ،وروى ابللن مسللعود عللن النللبي صلللى الللله
عليه وسلم أنه قال" :سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر" فكذلك هذا الخبر
على وجه الوعيد وهو في مشيئة الّله تعالى ،والّله سبحانه وتعالى أعلم.
]ص [401
)الباب الثاني والثمانون في القبلة للولد الصغير(
)قال الفقيه( رحمه الّله :ل بأس بالقبلة للولد الصغير وهو مأجور فيها
لن فيها شفقة على ولده ،قال النبي صلى الله عليه وسلم" :من لم يللوقر
كبيرنا ويرحم صغيرنا فليس منا" ،وروى محمد بن السللود عللن أبيلله أسللود
بن خلف "أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ حسنا ً فقبللله ثللم أقبللل علللى
أصحابه فقال :إن الولد منحلللة مجبنللة مجهلللة محزنللة" ،وروى أشللعث بللن
قيس الكندي عن النلبي صللى اللله عليله وسللم أنله قلال" :إنهلم لمبخللة
محزنة مجبنة ،وإنهم لثمرة الفؤاد وقرة العين" وروي عن عمر رضللي الل ّلله
تعالى عنه أنه استعمل رجل ً على بعض العمال فللدخل الرجللل علللى عمللر
فرآه قد أخذ ولدا ً وهو يقبله ،فقللال الرجللل إن لللي أولدا ً مللا قبلللت واحللدا ً
منهم ،فقال عمر رضي الّله تعالى عنه ل رحمة منك على الصغار فرحمتك
على الكبار أقل رد علينا عهدنا فعزللله .ويقللال القبلللة علللى خمسللة أوجلله:
دة ،وقبلة الرحمة ،وقبلة الشفقة ،وقبلة التحيللة ،وقبلللة الشللهوة. قبلة المو ّ
فأما قبلة المودة فهي قبلة الوالدين لولدهما على الخد ،وأما قبلة الرحمللة
فقبلة الولد لوالديه على الرأس ،وأما قبلة الشفقة فقبلة الخت للخ علللى
جبهته ،وأما قبلة التحية فقبلة المؤمنين فيمللا بينهللم علللى اليللد ،وأمللا قبلللة
الشهوة فقبلة الزوج لزوجته على الفم ،وكللره بعللض النللاس قبلللة الرجللال
فيما بينهم على اليد وعلى الوجه .واحتجوا بما روي عللن النللبي صلللى الللله
عليه وسلم" :أنه نهى عن المكاهمة والمكاعمللة" يعنللي القبلللة والمعانقللة،
ورخص فيه بعض الناس .وقد جاء في الثر أن النبي صلى الله عليه وسلم
قام إلى جعفر بن أبي طالب رضي الّله تعالى عنه حين رجللع مللن الحبشللة
فاعتنقه وقبله بين عينيه .وروي عن أصحاب النبي صلى الللله عليلله وسلللم
أنهم كانوا إذا قدموا من سفرهم يعانق بعضهم بعضا ً ويقبل بعضللهم بعض لًا.
وروى البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قلال" :التمسلوا
الولد فإنه ثمرة الفؤاد وقللرة العيللن وإيللاكم والعجللوز العقيللم" ،وروي عللن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال" :أولدنا أكبادنا" ومن هذا قال القائل:
من سره الدهر أن يرى كبده *** يمشي على الرض فليرى ولده
]ص [402
تعالى عنه كان إذا سمع صوت الدف أنكره وسللأل عنلله فللإن قللالوا عرسلا ً
وختانا ً أقره .وروى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضللي الل ّلله تعللالى
عنها أن أبا بكر رضي الّله تعالى عنه دخللل عليهللا وعنللدها جاريتللان تلعبللان
بالدف في يوم عيد وعندها رسللول الل ّلله صلللى الللله عليلله وسلللم فزجرهللا
وقال لها أتفعلين هذا وسول الل ّلله صلللى الللله عليلله وسلللم جللالس؟ فقللال
صلى الله عليه وسلم دعها يا أبا بكللر فللإن لكللل قللوم عيللدا ً وهللذا عيللدنا"،
وروي عن عائشة رضي الّله تعالى عنها "أنها كانت في عرس فلما رجعللت
قال لها رسول الّله صلى الله عليلله وسلللم هللل قلللت شلليئًا؟ قللالت :نعللم،
قلت:
أتيناكم أتيناكم**فحيونا نحييكم
فلول العجوة السوداء*لما كنا بواديكم
فقال صلى الله عليه وسلم" :هل قلت فلول طاعة الرحمن لما كنللا
بللواديكم" ،وروى عكرمللة أن عباس لا ً ختللن بنيلله فللدعا المغنيللن فأعطللاهم
خمسة دراهم.
وأما من قال بأنه يكره فقد ذهب إلى ما روي عن النبي صلى الللله
عليه وسلم أنه قال" :كل لهو للمؤمن باطل إل ثلثة :تأديبه فرسلله ،ورميلله
عن قوسه ،وملعبته مع أهله" ،وروى أبو بريدة عن أبيلله عللن النللبي صلللى
الله عليه وسلم" :أنه لما رجع من غزوة له جاءته امرأة فقالت إني نللذرت
أن أضرب بالدف عندك إذا رجعت من غزوتك سللالمًا؟ فقللال لهللا إن كنللت
فعلت هذا فافعلي وإل فل ،فقالت يا رسول الّله إني فعلللت :يعنللي نللذرت،
قال :فاضربي فضربت ،فدخل أبو بكر رضي الّله تعالى عنلله وهللي تضللرب
فدخل عمر رضي الّله تعالى عنه فطرحللت الللدف وجلسللت مقنعللة ،فقللال
النبي صلى الله عليه وسلم إني لحسب أن الشيطان يفر منللك يللا عمللر"،
فقوله صلى الله عليه وسلم "إن كنت نذرت فاضربي وإل فل" ،ينهللي عللن
الضرب من غير نذر فيه دليل أنه ل يجوز ضربه .والجواب عن الخللبر الللذي
روي عللن النللبي صلللى الللله عليلله وسلللم "أعلنللوا النكللاح واضللربوا عليلله
بالدفوف" ،فإنما هذا كناية عن إظهار للنكاح فلللم يللرد بلله ضللرب الللدفوف
بعينها.
)قال الفقيه( رحمه الّله تعالى :أما الدف الذي يضرب في زماننا هذا
مع الصنجات والجلجلت فينبغي أن يكون مكروها ً بالتفاق وإنمللا الختلف
في الدف الذي كان يضرب في الزمن المتقدم ،والّله أعلم.
]ص [404
صلى الله عليه وسلللم "إيلاكم وخضللراء اللدمن ،قيللل يلا رسللول الّلله وملا
خضللراء الللدمن؟ قللال المللرأة الحسللناء فللي منبللت السللوء" وقللال بعللض
الحكماء :أفضل النساء أن تكون بهية من بعيللد مليحللة عللن قريللب ،غللذيت
ل الحاجة فيها.بالنعمة وأدركتها الحاجة فخلق النعمة معها وذ ّ
]ص [405
)الباب السابع والثمانون في الطب(
)قال الفقيه( رحمه الّله :يستحب للرجل أن يعرف من الطب مقدار
ما يمتنع عما يضر ببدنه :وقال الحكماء :العلللم علمللان علللم الديللان وعلللم
البدان ،فكما أن الرجل لبد ّ له من تعلم العلم مقدار ما يصلح به أمر دينلله
فكذلك لبد له من أن يعرف من الطب مقدار مللا يصلللح بلله بللدنه ويجتنللب
عما يضره فإن من المروءة أن يمتنع عما يضر ببدنه .وقد أجمع الطباء أنه
ليس شيء من الطب أنفع من الحمية ،فقد روي عللن بعللض الصللحابة أنلله
قال لرجل أل أعلمك طب لا ً تتعايللا فيلله الطبللاء ،وعلم لا ً تتعايللا فيلله العلمللاء،
وحكمة تتعايا فيها الحكمللاء؟ قللال بلللى ،قللال أمللا الطللب الللذي تتعايللا فيلله
الطباء فاجلس على المائدة وأنت جائع وقم عنها وأنت تشتهيه وأما العلللم
الذي تتعايا فيه العلماء فإذا سئلت عن شيء ل تعلم فقل الّله أعلللم ،وأمللا
الحكمة التي تتعايا فيه الحكماء فإذا جلست في نللادي قللوم فاسللكت فللإن
أفاضوا في الخير فأفض معهم وإن أفاضوا في الشللر فقهللم عنهللم .وقيللل
لرجل من المتقدمين ممن طال عمره بم طللال عمللرك؟ قللال لنللا كنللا إذا
طبخنا أنضجنا ،وإذا مضغنا دققنا ،ول نمل بطوننا ول نخليها .ويقال أنفللع مللا
يكون للنسان بعد ما تغدى التمدد وبعد ما تعشى الحركة والمشي .ويقللال
في المثللل إذا تغللدى فتمللدى يتبللدى ،وإذا تعشللى فتمشللى يتغشللى .وروى
الزهري عن ابن عباس رضي الّله تعالى عنهما قال خمس يورثن النسيان:
أكل التفاح يعني الحامض منه والبول في الماء الراكد ،والحجامة في نقرة
القفا وإلقاء القملة في التراب ،وشرب سؤر الفأرة الفاسقة ،ويقال قراءة
ألواح القبور ،وأكل الكزبرة ،والمشي بين الجمليلن المقطلورين ،والمشلي
بين المرأتين يورث النسيان.
وروى الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنلله
قال" :عليكلم بالسلواك فلإن فيله عشلر خصلال :مطهلرة للفلم ،ومرضلاة
للرب ،ومفرحللة للملئكللة ،ومجلة للبصللر ،ويللبيض السللنان ،ويشللد اللثللة،
ويذهب الحفر ،ويهضم الطعام ،ويقطع البلغم ،وتحضره الملئكة ،وتضاعف
فيه الصلة ،ويرغم الشياطين" ويقال من انتعل بنعللل أصللفر لللم يللزل فللي
ن{.
ري َ فَراُء َفاقِعٌ ل َوْن َُها ت َ ُ
سّر الّناظ ِ ِ ص ْ
غبطة وسرور لقوله تعالىَ } :
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال" :من تختللم بعقيللق لللم
يزل في بركة وسرور" ،ويقال :من كنس بيتلله بخرقللة فللإنه يللورث الفقللر،
ومن منع خميرته فإنه يورث الفقر ،ومن لم ينظف بيته من بيت العنكبللوت
فإنه يورث الفقر ،ومن لم ينظف السطبل من بيت العنكبللوت فللإنه يهللزل
الدواب .ويقال :النظر إلى الخضرة والماء الجللاري والللوجه الحسللن ووجلله
الوالدين ،وفي الصلة إلى موضع السجود وإلى الترج وإلى الحمام الحمر
يجلي البصر .ويقال للنار في الشتاء خمس خصال:
]ص [406
تدالع البرد ،وتحسن الوجه ،وتمري الطعام ،وتذهب العناء والغللي ،وتللؤنس
عند الوحشة ،وقال علي بن أبي طللالب رضللي الل ّلله تعللالى عنلله :مللن أراد
البقاء ول بقاء فليباكر الغذاء وليؤخر العشاء .وليخفللف الللرداء ،وليقل ّ
ل مللن
غشيان النساء .قيل وما خفة الرداء؟ قال :قلة الدين.
]ص [407
إل نفسه .وقال أيضًا :من جمع في بطنه النبيلذ واللبلن فأصلابه الللبرص فل
يلومن إل نفسه .وقال إذا أكل الرجل طعاملا ً فل يشللربن المللاء إل بعللد مللا
يفرغ من جميع الطعام فإن ذلك أبعد من الضرر :ويقال الكثار من الحوت
يضر بالبصر .ول ينبغي للرجل أن يجمللع فللي البطللن اللبللن مللع شلليء ملن
الحموضات أو مع البقول .ويقال الفلواكه قبلل الطعلام أقلل ضلررا ً وبعلده
أكثر ضررًا ،ول ينبغي للرجل أن يجمع اللبن مع الفواكه ،ول ينبغللي للرجللل
أن يجمع في البطن ماء البئر مع ماء النهر حتى يسللتمرئ المللاء الول ،ول
ينبغي أن يأكل مرة بعد أخرى في كل وقت ،وينبغي أن يكللون لكللله وقللت
معلوم لن الكل إذا كان متفرقا ً ويقع الكل الثاني قبل استمراء الول فإن
ذلك يضعف المعدة .ويقال أربع ل يمدحن إل بعد عواقبها :أحدها الطعللام ل
يمدح ما لم يهضم ،والمقاتل ما لم يرجع ،والزرع ما لم يدرك ،والمللرأة مللا
لم تمت .ويقال الكثار من اللحم عند الهللواجر تهيللج منلله السللقام :ويقللال
أضر الخبز بالبدن ما يكون حارا ً عندما يخبز ،وأقللل ضللررا ً بالبللدن مللا أتللت
عليه ليلة قبل أن يصلير صلللبًا ،وأضللر اللحللم بالبللدن ملا كللان ملن النصلف
السفل ،وأقل ضررا ً ما كان من النصف العلى وإلى الرأس أقرب .ويقال
أكل الجوز الرطب علللى المتلء يللورث التخمللة وأكللل اللللوز مللع الخللبز أو
وحده يبطئ الهضم ،وكذلك خبز الفطير ونحللو ذلللك يبطللئ الهضللم ،وأكللل
الفرصاد والمشمش على الريق ل بأس به وبعد الطعام يللورث السللقم مللا
لم يكن جائعا ً جدًا ،والمشمش إذا كان غير نضيج جدا ً فإنه يضعف المعللدة،
والكثار من التمر يورث فساد اللثة وكذلك الزبيب وسائر الحلويات ،وكثرة
أكل التين تورث القمل ،والكثار من المالح يضر بالبصر ،وإذا سافر الرجللل
ودخل بلدة فليأكل أول ً الخل والبصل لكيل يضره ماؤها ،والكثار من البصل
يهيج البلغم وتدخل في عينيه الظلمة .ويقال الكثار من الحّريف والحللامض
يجلب الهرم ،ول ينبغي للنسان أن يفارق الدسم فإنه أتم للعقللل والحلوة
تزيد في الحلم ،والكثار منها يضللر بالسللنان ،ويقللال العللدس يللرق القلللب
وينشف الدم والكثار منه يضر بالسنان .والقرع يزيد في الدماغ.
وقال علي بن أبي طالب رضي الّله تعالى عنه :من ابتدأ غداءه بالملح
وختم به أذهب الّله عنه سبعين نوعا ً من البلء.
وقال أيضا ً رضي الّله تعالى عنه :من أكل في كل يوم سبع تمللرات
عجوة قتلت كل دودة في جوفه ،ومن أكل كل يوم إحللدى وعشللرين زبيبللة
حمراء لم ير في جسده شيئا ً يكرهه إل مرض الموت ،ويقللال اللحللم ينبللت
اللحم والثريد طعللام العللرب والباجللات يعظمللن البطللن ويرخيللن الليللتين،
ولحم البقر داء ولبنها شفاء ،وسمنها دواء ،والشحم يخرج مثله مللن الللداء.
ي رضي الّله تعالى عنه، والسمك يذيب الجسد ،وهذا كله عن عل ّ
]ص [408
ولم تستشف النساء بشيء أفضل ملن الرطلب .ويقلال الطيلب يزيلد فلي
الدماغ ويستكمل البصللر ،ويكللره الكثللار منلله فللإنه يتولللد منلله اليبوسللة إل
الكافور وماء الورد :ويقال ماء الورد يسرع الشلليب .ويقللال اللبللاس الليللن
يزيد الدم ولبس الخشن ينشفه .ويقال شدة السرور أسرع هلكا ً من شدة
الحزن ،لن السرور طللبيعته الللبرودة والللبرودة أسللرع هلكلا ً مللن الحللرارة
والحزن طبيعته الحرارة لنه يتولد من الكبد.
]ص [409
الوسواس عن القلب ،ويسكن الغضب ،وينفع من بعض القروح في النفس
إذا كانت طبيعته الحرارة .وأما مضرته فإنه يضعف البللدن ويضللعف البصللر
ويولد منه وجع الساقين ووجللع الللرأس ووجللع الظهللر خصوصلا ً مللن كللانت
طبيعته البرودة واليبوسللة والقلل منلله أنفللع للله وأحمللد ،ول ينبغللي للله أن
يتكلم وقت الجماع فللإنه يخللاف علللى الولللد الخللرس إن علقللت فللي ذلللك
الوقت ،وينبغي أن يكونا مستورين في حلال الجملاع فلإنه روي عللن النلبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال" :ل يتجردان كما يتجرد العيللران" ويقللال إذا
لم يكونا مستورين يكون في الولد قلة الحياء .ويقال جماع العجوز يضللعف
البدن ويسرع الهرم وجماع المريضة يخللاف عليلله السللقم والمللرض إل أن
يكون ملن شلبق غلالب .وكلره بعلض الطبلاء العلود إللى الجملاع قبلل أن
يغتسل أو ينام قبل أن يغتسل ولكن عندنا لللو فعللل فل بللأس وترجللى منلله
السلمة .وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم الرخصة فللي هللذا وقللد
كان مشفقا ً على أمته ،ولو كان فيه ضرر ظاهر لم يرخص فيلله .ول ينبغللي
للرجل أن يجامع قائما ً فإن ذلك يضعف البدن.
)الباب التسعون في دخول الحمام(
)قال الفقيه( رحمه الّله :يكره للنسان أن يتنور وهو جنب ،روى خالد
بن معدان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال" :من تنللور قبللل أن يغتسللل
جاءته يوم القيامة كل شعرة فتقول سله يا رب لم ضيعني ولللم يغسلللني"
ويقال دخول الحمام جائعا ً يتولد منه اليبوسة في البدن ،وإن دخل في حال
المتلء يخاف منه داء في البطن والديللدان فللي المعللاء ،ويسللتحب دخللول
الحمام بعدما أكل وهضم .وقال ابن المقفع :من دخل الحمام وهو شللبعان
فأصللابه القولنللج فل يلللومن إل نفسلله ،ومللن أكللل السللمك الطللري ودخللل
الحمام في الساعة فأصابه الفالج والفوسج فل يلللومن إل نفسلله ،وإذا أراد
الرجل أن يدخل الحمام فل يدخل بدفعة واحدة فللي الللبيت الللداخل ولكللن
يمكث في كل بيت سللاعة قليلللة ثللم يللدخل فللي الخللر وكللذا يفعللل وقللت
ب على نفسه ماًء باردا ً أو يشللرب مللاًء بللاردا ً بعللدماالخروج ،ويكره أن يص ّ
يخرج فإنه أضر بالبدن .ويقال دخول الحمام في أيللام الصلليف أنفللع للبللدن
من أيام الشتاء ،ول ينبغي أن يكون الحمام سخنا ً جدا ً في أيام الصيف فإن
ذلك يخاف منه الفة .وإذا خرج من الحمام في أيام الشتاء ينبغي أن يلبس
ثوبه بأسرع ما أمكنلله لكيل يصلليبه بللرد الهللواء فيضللره .وينبغللي أن يغطللي
رأسه إذا خرج كيل يصيبه وجع الرأس ،وإذا أراد أن يتنور ينبغي أن ل يجامع
قبل التنور بيوم وليلة وكللذلك بعللده .ويقللال إكثللار الغتسللال بالمللاء البللارد
يسود البشرة ويهيج المرض .ويقال الغسل في أيام الصيف بالمللاء البللارد،
وفي الشتاء بالماء الساخن أنفللع .وينبغللي أن ل يكلون حلارا ً جللدا ً ول بلاردا ً
جدًا.
]ص [410
)الباب الحادي والتسعون في الحجامة(
)قال الفقيه( رحمه الّله :تستحب الحجامة على الريق لما روي عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قللال" :الحجامللة علللى الريللق أمثللل وفيهللا
شفاء وبركة وتزيد من العقل والحفظ" ،وروي عنه صلى الله عليلله وسلللم
أنه ما شكا إليه أحد وجعا ً في رأسه إل أمره بالحجامة ،ول وجعا ً في رجليه
إل قال احصللبهما ،وإذا أراد الرجللل الحجامللة يسللتحب أن ل يقللرب النسللاء
قبل الحجامة بيوم وليلة وبعدها مثل ذلك ،وكللذلك إذا أراد الفصللد وإذا أراد
أن يحتجم في الغد يستحب له أن يتعشى وقت العصر فإنه أنفع ،وإذا كللان
الرجل به مرة فليذق شيئا ً ثم ليحتجم كيل يغلب على عقللله ،ول ينبغللي للله
أن يدخل الحمام في يومه ذلك .وقللال بعللض الطبللاء :مللن احتجللم وجللامع
ودخل الحمام في يوم واحد عجبت منه إن لم يمت ،وإن احتجم الرجللل أو
افتصد فل ينبغلي لله أن يأكلل عللى أثلره مالحلا ً فلإنه يخلاف منله القلروح
والجرب .ويستحب أن يأكل على أثره الخل ليسكن ما به ثللم يحسللو شلليئا ً
من المرقة ويتناول شيئا ً من الحلوة إن قدر عليها ،ول ينبغي أن يأكل فللي
يومه لبنا ً حليبا ً أو رائبا ً أو نحو ذلك ،ويقلل من شرب الماء في يللومه ذلللك،
وتكره الحجامة يوم السللبت والربعللاء .وروي عللن النللبي صلللى الللله عليلله
وسلم أنه قال" :من احتجم يوم السبت والربعاء فأصلابه وضلح فل يللومن
إل نفسه" والوضح :البرص .وروي فللي بعللض الخبللار المرخصللة فللي ذلللك
لكن الحتراز أفضل إل أن يكون قد غلب عليه الدم ،وخير أيامها يوم الحللد
ويوم الثنين ،واختار بعضهم يوم الثلثاء ،وقال إن في الثلثاء سلطان الدم.
وكره بعضهم الحجامللة فيلله لنلله يخللاف أن يغلللب عليلله سلللطان الللدم فل
ده الحللر وكللذلك ينقطع عنه ،ويستحب أن ل يحتجم في أيام الصيف في ش ّ
في الشتاء في شدة البرد وخير أزمانه الربيع ،وخير أوقاته مللن الشللهر إذا
أخذ في النقصان بعد نصف الشهر قبل أن ينتهللي إلللى آخللره ،ويكللره فللي
أول الشهر وفي آخر الشهر وقت المحللاق .ويقللال الحجامللة بيللن الكتفيللن
نافعة ،وتكره في نقرة القفا لنها تورث النسيان وفي وسط الرأس نافعة.
وروى بكر بن عبد الّله :أن القرع بن حابس دخللل علللى النللبي صلللى الللله
عليه وسلم وهو يحتجم في وسط رأسه فقيل له أتفعل هذا برأسك؟ فقال
يا ابن حللابس إنلله لينفللع مللن وجللع الللرأس والضللراس والنعللاس والجللذام
والبرص والجنون ،ول ينبغي أن يداوم على ذلك فإنه يضر به .والّله سبحانه
وتعالى أعلم.
]ص [411
والملئكة والناس أجمعين :ول يستحب إمساك البول بعدما أخذه فإنه يضر
بالمثانة .وقيل لطبيب إن ابنك قد أخذه البول في موضللع كللذا وكللذا فنللزل
عن دابته في ذلك الموضع ولم يصير إلى منزله ،فقال الطبيب بئسما فعل
حيث نزل عن دابته فهل فعل ذلك قبل نزوله عن دابته ،ول ينبغي أن يطيل
القعود على حللاجته .وروي عللن لقمللان الحكيللم أنلله قللال لمللوله :ل تطللل
القعود في حاجتك فإن ذلك يتولد منه الباسور ،وإذا كان الرجل في الفضاء
فل ينبغي أن يبول في حجللر الرض فللإنه يخللاف أن يصلليبه أذى ملن الجللن
والهوام والفاعي .وروي عن عبد الّله بن شللرحبيل عللن النللبي صلللى الللله
عليه وسلم أنه قال" :ل يبولن أحدكم في الحجر فإنه مساكن الشللياطين"،
ويقال إن سعد بن عبادة بال في حجر مللن الرض فأصللابه آفللة مللن الجللن
فمات ،فقالت الجن في ذلك شعرًا:
قتلنا سيد الخز**رج سعد بن عبادة
رميناه بسهم**فلم تخط فؤاده
]ص [412
)الباب الرابع والتسعون فيما جاء في ذكر الحفظة(
)قال الفقيه( رحمه الّله :اختلف العلماء في أمر الحفظة وهم الكرام
الكللاتبون .قللال بعضللهم :يكتبللون جميللع أفعللال بنللي آدم وأقللوالهم .وقللال
بعضهم :ل يكتبون إل ما فيه أجر أو إثم .وقال بعضهم :يكتبون الجميع فللإذا
حوا م ُصعدوا للسماء حذفوا ما ل أجر فيه ول إثم وهو معنى قوله تعالى} :ي َ ْ
ت{ مللا فيلله أجللر أو إثللم :وروى هشللام بللن حسللان عللن شاُء وَي ُث ْب ِل ُما ي َ َالّله َ
ظمللا ي َل ْفِ ل ُ عكرمة عن ابن عباس رضي الّله تعالى عنهما في قوله تعالىَ } :
د{ قال :يكتب من قلول ابلن آدم الخيلر والشلر ب ع َِتي ٌ ل إ ِّل ل َد َي ْهِ َرِقي ٌ ن قَوْ ٍ م ْ ِ
ول يكتب ما سوى ذلك .قال هشام :نحو قولك يا غلم اسقني ماء واعلللف
الدابة .وقال الحسن البصري يكتب جميع ما يلفظ به ،وقال ابن جريج :هما
ملكان أحدهما عن يمينه والخر عن يساره فالللذي عللن يمينلله يكتللب بغيللر
شهادة صاحبه ،والذي عن يساره ل يكتب إل بشهادة مللن صللاحبه ،إن قعللد
فأحدهما عن يمينه والخر عن يساره ،وإن مشللى فأحللدهما أمللامه والخللر
خلفه ،وإن نام فأحدهما عند رأسه والخر عند رجليلله .وقللال بعضللهم :هللم
أربعة اثنان بالنهار واثنان بالليل .وقال عبد الل ّلله بللن المبللارك :هللم خمسللة
اثنان بالنهار واثنان بالليللل ،والخللامس ل يفللارقه ليل ً ونهللارًا .واختلللف فللي
الكفار هل يكون عليهم حفظة أم ل؟ قال بعضهم :ل يكللون عليهللم حفظللة
ن مللو َ جرِ ُم ْ ف ال ْ ُلن أمرهللم ظللاهر وعملهللم واحللد ،قللال تعللالى} :ي ُْعللَر ُ
م{. ماهُ ْسي َ بِ ِ
)قال الفقيه( رحمه الّله :ل نأخذ بهذا القول بل يكون عليهم حفظة
ل والية نزلت بذكر الحفظة في شأن الكفار أل تللرى قللوله تعللالى} :ك َّل ب َل ْ
ن{ فعَل ُللو َ مللا ت َ ْ ن َ ن .ي َعْل َ ُ
مللو َ ن .ك َِراما ً َ
كات ِِبي َ ظي َ م لَ َ
حافِ ِ ن ع َل َي ْك ُ ْ
ن .وَإ ِ ّ ِ دي
ن ِبال ّ ت ُك َذ ُّبو َ
ي وقال في آية أخرى} :وأ َما من ُأوت ِي كتابه بشمال ِه{ وقال} :وأ َما م ُ
ن أوت ِل َ َ ّ َ ْ َ َِ َ ُ ِ ِ َ ِ َ ّ َ ْ
ه{ فأخبر سبحانه وتعالى أن الكفللار يكللون لهللم كتللاب وأن ه وََراَء ظ َهْرِ ِ ك َِتاب َ ُ
يكون عليهم حفظة .فإن قيل الذي يكون عن يمينه أي شيء يكتللب إذا لللم
تكن حسنة؟ قيل الذي يكتب عن شماله يكتب بإذن صاحبه ويكللون شللاهدا ً
على ذلك وإن لم يكتب ذلك والّله سبحانه وتعالى أعلم.
]ص [413
قتله أل ترى أنهم اتفقوا على أنه يجوز قتل الحية والعقللرب لنهمللا يؤذيللان
الناس وكذلك الجراد .وروي عن جابر عن النللبي صلللى الللله عليلله وسلللم:
"أنه كان إذا دعا على الجراد قال الّلهم أهلك صغاره واقتللل كبللاره وافسللد
بيضه واقطع دابره وخذ بأفواهه عن معايشنا وأرزاقنللا إنللك سللميع الللدعاء،
فقيل يا رسول الّله تدعو على جند من جند الّله تعالى بقطع دابللره؟ فقللال
صلى الله عليه وسلم إن الجراد نثرة حوت من البحللر" ،وروى جللابر قللال:
قتل الجراد على عهد عمر رضي الّله تعالى عنه فاغتم لللذلك فبعللث راكب لا ً
نحو اليمن وراكبا ً نحو الشام وراكبا ً نحللو العللراق ،فأتللاه الراكللب مللن قبللل
اليمن بقبضة من جراد فألقاها بين يديه فلما رآه رضي الّله تعالى عنه قال
الّله أكبر ،ثم قال سمعت رسول الّله صلى الله عليه وسلللم يقللول" :خلللق
الّله تعالى ألف أمة ستمائة في البحر وأربعمائة في البّر .فأول شيء يهلك
من هذه المم الجراد فإذا هلك الجراد تتابعت سائر المم فللي الهلك مثللل
نظام انقطع سلكه" والّله أعلم.
]ص [414
عليهما السلم بنى مسجد بيت المقدس وبالغ في تزيينه .وفللي الخللبر أنلله
أقام في عمارته كذا وكذا ألف رجل سبع سنين ووضع آجرة مللن الكللبريت
الحمر على رأس قبة الصخرة ،وكانت الغزالت يغزلن فللي ضللوئها بالليللل
على اثني عشر مي ً
ل ،وكان على حاله إلى أن خربه بختنصر وغيره.
]ص [415
)الباب التاسع والتسعون في العلم والدب(
)قال الفقيه( رحمه الّله تعالى :ينبغي للرجل أن يتعلم شيئا ً من العلم
والدب وإن كان قليل ً لن القليل منهما كثير ،وإن الرجل إذا علم كلمة مللن
ي بلن أبلي العلم والدب كان له فضلل عللى ملن ل يتعللم شليئا ً وقلال علل ّ
طالب رضي الّله تعالى عنلله :لكللل شلليء قيمللة وقيمللة المللرء مللا يحسللن
ويعلم .وروي عن الشعبي أنه قال :إن رجل سافر من أقصللى الشللام إلللى
أقصى اليملن وتعلللم كلملة ملن العلللم لللم يضلليع سلفره .وروى أيلوب بلن
موسى عن أبيه عن جده عن النبي صلى الللله عليلله وسلللم أنلله قللال" :مللا
نحل والد ولدا ً أفضل من أدب حسن" وروي عن بعض المتقدمين أنلله قللال
ل ،وإن لم لبنه :يا بني تعلم العلم فإن لم يكن لك جمال فإن العلم لك جما ً
ل .وذكر عن سفيان بن عيينة أنلله جللاءه ابللن يكن لك مال كان العلم لك ما ً
أخيه فقال :يا عم جئتك خاطبًا .قال لمن؟ قال لبنتك .قال كفء كريم ،ثللم
قال له اجلس فجلس فقال له ارو عشرة أحللاديث فلللم يسللتطع ،ثللم قللال
اقرأ عشر آيات من كتاب الّله تعالى فلم يستطع ،قال أنشد عشللرة أبيللات
من الشعر فلم يستطع ،فقال ل قراءة ول حديث ول شعر فعلى أي شلليء
أضع بنتي عندك ،ثللم قللال ل أخيللب مجيئك فللأمر للله بعشللرة آلف درهللم.
وقال بعض الحكماء :إن العلم النافع والدب الصالح كسللب ل يغصللبه منللك
غاصب ول يسلبه منك سالب ،وهمللا جمالللك وزينتللك وقللوام دينللك ودنيللاك
وآخرتك فاجتهد في تعلمهما .قال الشاعر:
سأضرب في طول البلد وعرضها**لطلب علما ً أو أموت غريبا ً
فإن تلفت نفسي فلله درها**وإن سلمت كان الرجوع قريبا ً
)وقال آخر(:
ل بها قطر الدموع على قبري سأطلب علما ً أو أموت ببلدة**يق ّ
فإن نلت علما ً عشت في الناس سيدا**وإن مت قال الناس بالغ في العذر
إذا هجع الواشون أسبلت دمعتي**وأنشدت بيتا ً وهو من أعظم الشعر
أل إنما الخسران أن لياليًا***تمر بل نفع وتحسب من عمري
وقال النبي صلى الله عليه وسلم" :من سلك طريقا ً يطلب فيها علما ً
سلك الّله به طريقا ً إلى الجنة" وقال ثلثة يشفعون يللوم القيامللة" :النبيللاء
والعلماء والشهداء" وقال" :إنه ليستغفر للعلماء من في السماء والرض"،
ي من فضل العبادة" وروي عللن جللابر بللن عبللد وقال" :فضل العلم أحب إل ّ
الّله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قللال" :أربعللون حللديثا يسللتظهرها
ً
الرجل خير له من أربعين ألفا ً يتصدق بها وأعطاه الل ّلله بكللل حللديث مدينللة
وله بكل حديث نور يوم القيامة".
)قال الفقيه( :ولو لم يكن لهل العلللم فضلليلة سللوى أن الل ّلله تعللالى قللال:
ويست َ ِ }هَ ْ
ل يَ ْ
]ص [416
ن{ لكان عظيما ً لنه أخبر أن العالم له فضل مو َن َل ي َعْل َ ُ ن َوال ّ ِ
ذي َ مو َن ي َعْل َ ُ ذي َ ال ّ ِ
عْلملًا{ ب زِد ْن ِللي ِ ل َر ّ على الجاهل وأمر بطلب زيادة العلم بقوله تعالى}:وَقُ ْ
و
ن هُ ل َ مل ْحقّ ك َ َ ك ال ْ َن َرب ّ َ م ْ
ك ِ ما ُأنزِ َ
ل إ ِل َي ْ َ ثم قال مدحا ً للعلماء} :أ َفَمن يعل َ َ
م أن ّ ََ ْ َْ ُ
ْ ْ ُ ّ َ
م
ن أوت ُللوا العِلل َ ذي َ م َوالل ِ ُ
من ْكل ْمن ُللوا ِ نآ َ ذي َمى{ وقال تعالى} :ي َْرفَلعْ الل ّلله الل ِ
ّ أع ْ َ
ت{ فأخبر أن للعلماء فضللائل كللثيرة ودرجللات رفيعللة ،وقللال تعللالى: جا ٍ د ََر َ
ماَء ك ُلَها{ فلما علمه السماء رفعه فوق الملئكة وأمرهللم ّ َ ْ ّ
س َ م ال ْ م آد َ َ }وَع َل َ
بالسجود له.
]ص [417
ولغيره فاحتج بما روي عللن أصللحاب النللبي صلللى الللله عليلله وسلللم ومللن
بعدهم أنهم كانوا يتختمون ولم يكللن لهللم إمللارة ،وهللو مللا روى جعفللر بللن
محمد عن أبيه أن الحسن والحسين رضي الّله تعالى عنهمللا كانللا يتختمللان
في يسارهما وكان في خواتمهما ذكر الّله تعالى .روى يعلى بللن عبيللد عللن
ابن سيرين عن رشيد بن كريب قال :رأيت محمد بللن الحنفيللة يتختللم فللي
يساره .وعن يونس بن أبي إسحاق قال :رأيت قيس بللن أبللي حللازم وعبللد
الرحمن بن السود والشعبي وغيرهم يتختمون في يسارهم فهؤلء لم يكن
لهم سلطان ول إمللارة ولن السلللطان يلبلس للزينلة ولحللاجته إلللى الختللم
والسلطان وغيره في حاجة الزينة والختم سواء فلمللا جللاز للسلللطان جللاز
لغيره وبه نأخذ ،والمذهب الترك أفضل لغير القاضي والسلطان.
]ص [419
ن
وجدنا أن الية تنسخ بإجماع المة على تركها كمللا فللي قللوله تعللالى} :وَإ ِ ْ
م{ فلمللا كللان اليللة مللن كتللاب الل ّلله تعللالى تنسللخ شيٌء م َ
جك ُ ْ م َ ْ ِ ْ
ن أْزَوا ِ َفات َك ُ ْ
بإجماع المة فخبر الواحد أولى أن يترك بالجماع .وروي عللن الحسللن أنلله
كان ل يرى بأسا ً أن يبدأ بالمكتوب إليه.
)قال الفقيه( رحمه الّله :والحسن في زماننا أن يبدأ بالمكتوب إليه
قم بنفسه لن البداءة بنفسه تعد ّ منه استخفافا ً بالمكتوب إليه وتكبرا ً عليه
إل أن يكتب إلى عبد من عبيده أو غلم من غلملانه فيبلدأ بنفسله ،وإذا ورد
على إنسان كتاب بالتحية أو نحوها ينبغي أن يرد الجللواب لن الكتللاب مللن
الغائب كالسلم من الحاضر ،فكما أن رد ّ السلم واجب فكذلك رد ّ الجواب
واجب .وروى عن ابن عباس أنه كان يرى رد ّ جواب الكتاب واجبا ً كما يللرى
رد ّ السلم وقللال صلللى الللله عليلله وسلللم "تواصلللوا بالكتللاب ولللو شللطت
الديار".
]ص [420
)الباب الخامس والمائة في الفوائد(
)قال الفقيه( رحمه الّله :روى وكيع عن ثور عن محفوظ عن علقمة
ول إلللى "أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجل ً في الشللمس فقللال تح ل ّ
الظل فإنه مبارك" وعن أبي هريرة قال :حللرف الظللل فجلللس الشلليطان:
يعني بين الظل والشمس ،وعن أبي الزبير ع جللابر عللن النللبي صلللى الللله
عليه وسلللم قللال" :إذا كتبتللم الكتللاب فللتربوه فللإنه أسللرع للحاجللة وأنجللح
للطلب والبركة في التراب" وعن نافع عن ابن عمللر أن النللبي صلللى الللله
عليه وسلم كان إذا أراد أن يذكر الحاجة ربط في يللده خيطلا ً ويقللال لللذلك
الخيط الرتيمة .وعن الحسن قال :أهدى لعلي يوم النيروز هديللة فقللال مللا
هذا؟ قيل له هذا يوم يقال له النيروز ،فقال علي ليت كل يوم نيروز .وعن
أبي نجيح عن مجاهد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكللر رجل ً فسللأل
عنه ،فقال رجللل أنللا أعللرف وجهلله ،فقللال النللبي صلللى الللله عليلله وسلللم
"ليست تلك بمعرفة" يعني ما لم تعرف اسمه ل يكون معرفللة .وروي عللن
النللبي صلللى الللله عليلله وسلللم أنلله قللال" :أغلقللوا البللاب وأوكئوا السللقاء
وأطفئوا السراج فإن الفويسقة تضللرم علللى أهللل الللبيت بينهللم" يعنللي أن
الفأرة تجر الفتيلة .وعن نللافع عللن ابللن عمللر "أن النللبي صلللى الللله عليلله
وسلم كان إذا خرج إلى العبد خرج ماشيًا ،وإذا انقلب انقلب في طرق غير
هذا الطريق وركب ،ويقدم الكل في الفطر ويللؤخره فللي الضللحى" وعللن
عطاء قال :كان النبي صلللى الللله عليلله وسلللم يقللول "اطلبللوا الخيللر عنللد
حسان الوجوه" وعن يحيى بن أبي كثير قال :كللان النللبي صلللى الللله عليلله
وسلم يكتب إلللى عمللاله "أن ل تللبردوا إل إلللى رجلل حسللن الللوجه حسلن
الجسم حسن الصوت" ويروى "حسن السم" وروي عن النبي صلللى الللله
عليه وسلم أنه قال "ما بعث الّله رسول ً إل كان حسن الوجه حسن السللم
حسن الصوت" وعن ابن أبي مليكة عن النبي صلى الللله عليلله وسلللم "إذا
نهيت المسللكين ثلثلا ً فلللم ينتلله فل بللأس بللأن تزجللره وتللثرثره" أي تعيللره
وتضربه .وروى عن عمر رضي الّلله عنلله أنله رأى مصللحفا ً صللغيرا ً فلي يلد
رجل فقال :من كتبه؟ فقلال أنللا ،فضللربه بالللدرة وقلال :عظملوا القللرآن.
وعن إبراهيم النخعي قال :يكره أن يكتب المصحف فللي الشلليء الصللغير،
ت ليلللة فللي المسللجد وليللس معللي شلليء وعن عمللرو بللن عبللادة قللال :بل ّ
فاستيقظت فإذا في ثوبي صرة فيها أربعون درهما ً أو نحوها ،فأتيت عطللاء
فاستفتيته فقللال :إن الللذي صلّرها فللي ثوبللك لللم يصللرها إل وهللو يريللد أن
يجعلها لك ،فللإن كللان لللك بهللا حاجللة فللاقض حاجتللك وإن كنللت غنيلا ً عنهللا
فأعطها محتاجًا ،وعن ابللن سلليرين قللال :كنللا مللع أبللي قتللادة علللى سللطح
ض نجم فأتبعناه أبصارنا فنهانا وقال :ل تتبعوا أبصاركم فإنا كنا قد نهينا
فانق ّ
عن ذلك :وعن وكيع بن ذؤيب قال" :كان النبي صلى الللله عليلله وسلللم إذا
أتى بالزهر وضعه على
]ص [421
ل أحللدكمفيه :وعن الحسن أن النبي صلى الله عليه وسلللم قللال" :إذا س ل ّ
سيفا ً فل يناوله حتى يغمده ،فرأى قوما ً يفعلون هذا فقال ألم أنه عن هذا؟
فمن فعل فعليه لعنة الّله" وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم
نهى عن ذبائح الجن ،وذبائح الجن أن تذبح فللي الللدار الجديللدة بللالطيرة أو
العين تستخرج منها .وروي عن علي رضي الّله تعالى عنه عن النبي صلللى
الله عليه وسلم "أنه نهى أن يقللال مسلليجد أو مصلليحف بالتصللغير" .وروى
الشعبي عن أبي جحيفة عللن علللي رضللي الل ّلله تعللالى عنلله قللال :سللمعت
رسول الّله صلى الله عليه وسلم يقول" :إذا كان يللوم القيامللة نللادى منللاد
من وراء الحجاب يقول غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت رسول الّللله صلللى
الله عليه وسلم حتى تمر إلى الجنة".
]ص [422
صلى الّله عليه وسلم :ما تدرين لو كبر ماذا يكون منه" وأما من قال :إنهم
خدام أهل الجنة فاحتج بما روى رسول الّله صلى الله عليه وسلم أنه قللال
"أتدرون من اللهون من أمتي؟ فقالوا الّله ورسللوله أعلللم ،فقللال أطفللال
المشركين لم يلذنبوا فيعللذبوا ولللم يعمللوا حسللنة فيثلابوا فهللم خللدم أهلل
الجنة" فلما اختلفت فيهم الحبار والثار فالسللكوت عنهللم أفضللل ،فنقللول
الّله ورسوله أعلم بأمرهم .وروى عن أبي حنيفة رحمه الّله أنلله سللئل عللن
أطفال المشركين فقال :ل علم لللي بهللم ،وسللئل محملد بلن الحسلن عللن
أطفال المشركين فقال :أنا أقف عند الطفال إل أني أعلم أن الل ّلله تعللالى
ل يعذب أحدا ً إل بالذنب ،والّله تعالى أعلم.
]ص [423
كانا ً ع َل ِي ًّا{ وأنللزل الل ّلله عليلله ثلثيللن م َ وستين كما قال الّله تعالى }وََرفَعَْناه ُ َ
صحيفة ،ثم بعده نوح النبي عليه الصلة والسلم وكان اسمه شاكرًا ،وإنمللا
سمي نوحا ً لكثرة نوحه وبكائه من خوف الل ّلله تعللالى ،وكللان أول مللن أمللر
بنسخ الحكام وأمر بالشرائع ،وكان من قبله نكاح الخت مباحا ً وحرم ذلللك
على عهده فكذبه قومه فأرسل الّله عليهم الطوفان فغرقت الدنيا كلهللا إل
من كان معه في السفينة ،وكان معه فللي السللفينة أربعللون رجل ً وأربعللون
امللرأة فلمللا خرجللوا مللن السللفينة مللاتوا كلهللم إل أولد نللوح حللان ويللافث
ن{ فتوالللدوا حللتى م ال ْب َللاِقي َ جعَل َْنا ذ ُّري ّت َل ُ
ه هُ ل ْ ونساءهم كما قال الّله تعالى }وَ َ
كثروا فالعرب والفرس والروم كلهم من ولد سام ،والحبش والسند والهند
كلهم من ولد حللام ،ويللأجوج ومللأجوج والصللقالبة والللترك كلهللم مللن ولللد
يافث ،ثم بعده هود عليه الصلة والسلم وهو ابن عبد الّله ،ويقال هود بللن
نارخ بن جواب بن عيوص بعثه الّله تعالى إلى عاد .قال بعضهم :عللاد اسللم
القبيلة ،وقال بعضهم :اسم ملكهم وكانوا يسللمون باسللم ملكهللم ،فكللذبوه
فأرسل الّله عليهم الريح العقيم فأهلكهم الّله كلهللم ،ثللم بعللده صللاليح بللن
عبيد ،ويقال صالح بن كانوا بعثه الّله إلى ثمود وهو اسم بئر بللأرض الحجللر
فتسمى تلك القبيلة باسم ذكر البئر ،فكذبوه وسللألوه أن يخللرج لهللم ناقللة
من صخرة في جبل ففعل ذلك ،فكذبوه وعقروا الناقة ،وكان عللاقر الناقللة
رجل ً أحمر أزرق العينين عيناه مثل عين الخفاش يقال له قدار ابللن سللالف
ها{ فللأهلكهم الل ّللهقا َ ث أَ ْ
شل َ وهو أشقى القوم كما قال الّله تعللالى }إ ِذ ْ ان ْب َعَل َ
بالصاعقة والزلزلة ،ثم بعده إبراهيم الخليللل صلللى الل ّلله عليلله وسلللم وهللو
إبراهيم بن آرز ابن تارخ بن ناخور ،وكان إبراهيم عليه الصلة والسلم أول
من استاك وأّول من استنجى بالماء وأول من قص شللاربه ،وأول مللن رأى
الشيب, ،أول من اختتن ،وأول من اتخذ السراويل ،وأول مللن ثللرد الثريللد،
وأول من اتخذ الضيافة ،وكان لبراهيم عليه الصلللة والسلللم أربعللة بنيللن:
إسمعيل وإسحاق ومدين ومداين ،ويقال ست بنين ،ويقال اثنللا عشللر ابن لًا،
وكان إسمعيل عليه السلم نبيا ً مرسل ً وكان أبا العرب كلهم ،وكان إسحاق
عليه السلم نبيا ً مرسل ً وكان له ابنان يعقوب وعيصو ،ولدا في بطن واحللد
فخرج يعقوب ملن بطلن الم عللى عيصلو فسلمى يعقلوب لخروجله عللى
عقبه ،فأما يعقوب بهو أبو بني إسرائيل ،وكان يقال ليعقوب إسرائيل وهللو
في لغتهم عبد الّله ،وأما عيصللو فهللو أبللو الللروم ،وكللان لللوط النللبي عليلله
الصلة والسلم في زمن إبراهيم وكان ابن عمه ،وكانت سارة أخللت لللوط
وهي أم إسحاق ،ويقال كان لوط ابن أخي إبراهيم ،وهو لوط بن هاران بن
تارخ بن ناحور ،وكان بعد إبراهيم أيوب النبي عليه الصلة والسلم وهو ابن
بنت لوط وهو أيوب بن موسى ،وكان تحته ابنة يعقوب يقللال لهللا ليللا بنللت
يعقوب ويقال رحمة بنت يوسف عليه الصلة والسلم ،ثم بعده شعيب.
]ص [424
عليه الصلة والسلم وهو شعيب بن نويب ،بعثه الل ّلله لهللل مللدين فكللذبوه
فأهلكهم الل ّلله بالصللاعقة والزلزلللة ثللم بعللده موسللى وأخللوه هللرون عليهللا
الصلة والسلم ابنا عمران بعثهما الّله إلللى فرعللون مصللر واسللم فرعللون
الوليد بن مصعب ،ثم بعللدهما يوشللع بللن نللون عليلله السلللم وكللان خليفللة
موسى من بعده ،ثم بعده يونس بن متى عليه السلللم ابتله الل ّلله بللالحوت
فالتقمه الحوت وهو مليم ،وكان في بطنله ثلثللة أيللام ،ويقلال سللبعة أيلام،
ويقال أربعين يومًا ،وبعثهالّله تعلالى إللى أهلل نينلوى ملن قلرى الموصلل،
فكذبوه فأرسل الّله تعلالى عليهلم العلذاب فلآمنوا فصلرف عنهلم العلذاب
بعدما غشيهم ،ثم بعد ذلك داود عليه السلم ،وهو داود بن إبشا وكللان نبي لا ً
مرسل ً وكان ملك بني إسرائيل ،ثم ابنه سللليمان عليلله السلللم ،ثللم زكريللا
عليه السلم وهو زكريا بن ماثان ،ثم ابنه يحيللى عليلله السلللم ،ثللم عيسللى
ابن مريم عليه السلم ،ثم إلياس عليه السلم ،وكان إلياس نبيا ً مرسل ً من
سبط يوشع بن نون ،بعثه الّله تعالى إلى أهللل بعلبللك؛ وكللان اليسللع تلميللذ
إلياس وخليفته من بعده وكللان السللباط مللن أولد يعقللوب؛ وكللان للله اثنللا
عشر ابنا ً فتوالدوا حتى كثروا فصاروا أولدا ً لكل ابللن سللبط والسللبط فللي
بني إسرائيل بمعنى القبيلة في العرب .وعاش يعقوب في أرض مصر سبع
عشرة سنة؛ وكان عمره مائة وسللبعا ً وأربعيللن سللنة .عللاش يوسللف عليلله
السلم بعده ثلثا ً وعشرين سنة؛ ومات وهو ابن مائة وعشرين سنة؛ ويقال
مائة وعشر سنين.
وروي عن كعب الحبار أنه قال :إنا نجد فللي بعللض الكتللب أن عشللرة مللن
النبياء ولدوا مختونين :خلق الل ّلله تعللالى آدم مختونلًا ،وشلليث بللن آدم ولللد
مختونًا ،وإدريس ،ونللوح ،ولللوط ،وإسللماعيل ،ويوسللف ،وزكريللا ،وعيسللى،
ومحمد ،صلوات الّله وسلمه عليهم أجمعين وذكر عن وهللب بللن منبلله أنلله
قللال :كللان بيللن آدم وبيللن الطوفللان ألفلان ومائتللان وأربعللون سللنة :وبيللن
الطوفان ووفاة نللوح ثلثمللائة وخمسللون سللنة ،وبيللن نللوح وإبراهيللم ألفللان
ومائتان وأربعون سنة ،وبين إبراهيم وموسى تسعمائة سنة ،وبيللن موسللى
وداود خمسمائة سنة ،وبين داود وعيسى ألف ومائة سللنة ،وقللال بعضللهم:
هذا ل يصح :يعني ما ذكر من مقدار السنين ،لن الّله تعالى قال} :وَقُُرون لا ً
ك ك َِثيرًا{ فل يعرف مقدار ذلك إل الّله تعلالى ،ثلم انقطعلت الرسلل ن ذ َل ِ َ
ب َي ْ َ
بعد عيسى عليه السلم إلى وقت نبينا محمد صلى الله عليه وسلللم وكللان
ل{ وإنما سمى س ِ
ن الّر ُ بينهما فترة كذلك قال الّله عز وجل} :ع ََلى فَت َْرةٍ ِ
م ْ
فترة لن الدين قد فتر ودرس .قال قتادة :كللان بينهمللا خمسللمائة وسللتون
سنة ،وقال الكلبي :خمسمائة وأربعون سنة ،وقال مقانل :ستمائة ،وهكذا،
قال الضحاك :قال وهللب بللن منبلله :كللان بينهمللا سللتمائة وعشللرون سللنة،
والكتللب الللتي أنللزل الل ّلله علللى أنبيللائه عليهللم الصلللة والسلللم الللتي هللي
معروفللة عنللد النللاس أربعللة :التللوراة علللى موسللى ،والزبللور علللى داود،
والنجيل
]ص [425
على عيسى ،والفرقان على محمد صلى الل ّلله عليهللم أجمعيللن .وروي عللن
وهب بن منبه أنه قال :أنزل الّله تعالى مائة كتاب وأربعللة كتللب :خمسللون
صحيفة نزلت على شيث بن آدم ،وثلثون صحيفة على إدريللس ،وعشللرون
صحيفة على إبراهيم ،والتوراة والزبور والنجيل والفرقان علللى مللا ذكرنللا.
ثم اختلفوا في ذي القرنين ولقمان أكانا نبيين أم ل؟ وأكثر أهل العلم قالوا
إن لقمان كان حكيما ً ولم يكن نبيًا ،وكان ذو القرنين ملكا ً صالحا ً ولم يكللن
نبيًا .وقال عكرمة :كان ذو القرنين نبيا ً وكذا لقمان .وروي عن علي بن أبي
طالب رضي الّله تعالى عنه أنلله سللئل عللن ذي القرنيللن فقللال :كللان رجل ً
صالحًا .وقال بعضهم :إنما سمي ذا القرنين أنه كان ملك الفللرس والللروم.
وقال بعضهم :كان رأسه شبه القرن .وقال بعضللهم :إنلله سللار إلللى قرنللي
الشمس مغربها ومشرقها .وقال بعضهم :إنه عاش قرنين .وقللال بعضللهم:
لنه رأى في المنام حال شبابه أنه دنا مللن الشللمس فأخللذ بقرنيهللا فللأخبر
قومه بذلك فسموه بذي القرنين ،وكان اسمه إسكندر .ويقال خمسللة مللن
النبياء كللان لسللانهم عربيلًا .إسللماعيل ،وهللود ،وصللالح ،وشللعيب ،ومحمللد
صلوات الّله وسلمه عليهم أجمعين .وقد اختلف الناس في الولد الذي أمر
إبراهيم بذبحه .قللال بعضللهم هللو :إسللماعيل ،وقللال بعضللهم :هللو إسللحاق.
وروي عن علي بن أبي طالب وأبي هريرة وعبللد الل ّلله بللن سلللم وعكرمللة
ومقاتل وكعب الحبار ووهب بن منبه أنهم قالوا إسحاق .وقال ابللن عبللاس
وابن عمر ومجاهد ومحمد بن كعب القرظي والكلللبي إنلله كللان إسللماعيل.
ح وهذا القول أشبه بالكتاب والسنة أما الكتاب فحيللث قللال} :وَفَلد َي َْناه ُ ب ِذ ِب ْل ٍ
ق{ الية ،وأما الخبر فمللا حا َ س َ م{ ثم قال بعد قصة الذبح} :وَب َ ّ
شْرَناه ُ ب ِإ ِ ْ ظي ٍ
عَ ِ
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال" :أنا ابن الذبيحين" يعني أباه
عبد الّله وإسماعيل،واتفقت المة على أنه كان مللن ولللد إسللماعيل :وقللال
أهل التوراة :مكتوب في التوراة إنه كان إسحاق فإن صح ذلك في التللوراة
فنحن آمنا به ويقال لم يملك أحد من الملللوك الللدنيا كلهللا إل أربعللة :اثنللان
مسلمان واثنان كافران .فأما المسلمان فسليمان بن داود عليهما السلللم،
وذو القرنين .وأما الكافران فنمرود بن كنعان :وبختنصلر اللذي خلّرب بيلت
المقدس ،وقتل منهم سبعين ألفًا ،وأسر سبعين ألفا ً وذهب بهم إلللى بابللل،
ل .ويقال لم يتكلللم وكان فيهم دانيال ،وكان صغيرا ً وكان نبيا ً ولم يكن مرس ً
أحد من النللاس وهللو طفللل إل أربعللة :أحللدهم عيسللى ابللن مريللم والثللاني
صاحب أصحاب الخدود ،والثالث صللاحب جريللح الراهللب ،والرابللع صللاحب
ن أ َهْل ِهَللا{ مل ْ شلاه ِد ٌ ِشلهِد َ َيوسف عليله السلللم حيللث قلال الّلله تعلالى} :وَ َ
ل .وروي واختلفوا فيه .قال بعضهم :كان الشاهد رجل ً كللبيرا ً ولللم يكللن طف ً
عن كعب الحبار أنه قال :وجدت في كتب النبياء عليهللم الصلللة والسلللم
أن عمر آدم عليه الصلة والسلم كان تسللعمائة وثلثيللن سللنة وعمللر نللوح
أللف سلنة إل خمسلين عاملًا ،وعملر إبراهيللم عليله السللم ملائة وخملس
وتسعون سنة ،وعمر إسماعيل مائة
]ص [426
وسبع وثلثون سنة ،وعمر إسحق مائة وثمانون سللنة ،وعمللر يعقللوب مللائة
وتسع وأربعون سنة وعمر يعقوب مائة وتسع وأربعون سنة،وعمللر يوسللف
مائة وثلث وعشرون سنة ،وعمر داود سبعون سنة ،وعمللر سللليمان مللائة
وثمانون سنة ،وعمر شعيب مائتان وأربع وخمسون سنة ،وعمر صالح مائة
وثمانون سنة ،وعمر هود مائة وخملس وسلتون سلنة ،وعملر عيسلى ثلث
وثلثون سنة ،وعمر نبينا محمد صلى الله عليلله وسلللم ثلث وسللتون سللنة
صلوات الّله وسلمه عليهم أجمعين ،والّله سبحانه وتعالى أعلم.
]ص [427
)الباب العاشر بعد المائة في بدء خلق السموات والرض(
)قال الفقيه( رحمه الّله :روي عن ابن عباس رضي الّله تعالى عنهما
أنه قال :أول شيء خلقه الّله تعالى القلم فأبعد ما شاء لللله فنقللط نقطللة
فسألت ألفا ً فكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة .ثم خلللق السللمكة فكبللس
الرض عليها ،ويقال قبل أن يخلق الّله الرض كان موضع الرض كلهللا مللاء
فاجتمع الزبد في موضع الكعبة فصارت ربوة حمراء كهيئة التل وكان ذلللك
يوم الحد ،ثم ارتفع بخار الماء كهيئة الدخان حتى انتهى إلى موضع السماء
فجعله الّله تعالى درة خضراء وخلق منهللا السللماء فلمللا كللان يللوم الثنيللن
خلق الشمس والقمر والنجللوم ثللم بسللط الرض ملن تحللت الربلوة فللذلك
َ َ
ماءُسل َ م ال ّ ن{ وقال في موضع آخللر} :أ ْ ِ مي ْ
ض ِفي ي َوْ َ خل َقَ اْلْر َ قوله تعالىَ } :
َ ْ َ َ َ َ َ
ض ب َعْد َ ذ َل ِل َ
ك هاَ .والْر َ حا َ ض َج ُ خَر َ
ش لي ْلَها وَأ ْ ها .وَأغ ْط َ وا َ
س ّ مك ََها فَ َ هاَ .رفَعَ َ
س ْ ب ََنا َ
ها{ وخلق يوم الثلثاء دواب البحلر واللبر والطيلر ،وفجلر يلوم الربعلاء حا َدَ َ
النهار وسخر البحار وأنبت الشللجار وقسللم الرزاق وقللدر القللوات فللذلك
َ َ َ
م{ ويقللال كللانت الرض وات َهَللا فِللي أْرب َعَلةِ أي ّللا ٍ قوله عز وجل} :وَقَد َّر ِفيَها أقْ َ
تميد على الماء فخلق فيها الجبال الثوابت وجعلها أوتادا ً للرض فاستقرت،
وخلق يوم الخميس الجنة والنار ،ثم خلق آدم عليلله السلللم يللوم الجمعللة،
ل فِللي جعَ ل َ ذي َ ك ال ّ ِ
وخلق في السماء اثنا عشر برجا ً وهو قوله تعالى} :ت ََباَر َ
ج{ وأسماء البروج :حمل ،ثور، ذا ِ ْ ماِء َ ماِء ب ُُروجًا{ وقالَ} :وال ّ
ت الب ُُرو ِ س َ س َ ال ّ
جوزاء ،سرطان ،أسد ،سنبلة ،ميزان ،عقرب ،قللوس ،جللدي ،دلللو ،حللوت.،
وروي عن ابن عبللاس رضللي الل ّلله تعللالى عنهمللا أنلله قللال :القمللر أربعللون
فرسخا ً في أربعين فرسخًا ،والشمس ستون فرسللخا ً فللي سللتين فرسللخًا،
وكل نجم مثل جبل عظيم في الدنيا .وقال بعضللهم :الشللمس مثللل عللرض
الدنيا ولول ذلك لما أشرقت الدنيا كلها ،وكذلك القمر .وعن ابن عباس أنلله
قال :النجوم معلقة بالسماء كهيئة القناديل .وقال بعضهم :هي مكوكبة في
السماء بمنزلة الكواكب في البواب والصناديق .وروي عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال" :الرعللد اسللم ملللك يزجللر السللحاب ،والصللوت الللذي
يسمع الناس هو صوت الملك" ويقال الصاعقة مخاريق في أيدي الملئكللة
يزجرون السحاب ،ويقال ما بين السماء والرض مسلليرة خمسللمائة عللام،
وما بين المشرق والمغرب مسلليرة خمسللمائة عللام أكثرهللا مفللاوز وجبللال
وبحار ،وقليل منها العمران ،ثم أكثر العمران الكفار وقليللل منهللا السلللم،
وحول الدنيا ظلمة ثم وراء الظلمة جبل قاف وهو محيط بالدنيا ،وهللو مللن
زمرد أخضر وأطراف السماء ملصقة به ،ويقال ما من جبللل فللي الللدنيا إل
وعرق من عروقه متصل بقاف ،فإذا أراد الّله تعالى إهلك قوم أمر الملللك
فيحرك عرقا ً من عروقها فخسف بهم .وروى ابن بربدة عن أبيه أنلله قللال:
سماء الدنيا موج
]ص [428
مكفوف ،والثانية زملردة بيضلاء ،والثالثلة ملن حديلد ،والرابعلة ملن صلفر،
والخامسة من نحاس ،والسادسة مللن فضللة ،والسللابعة إلللى الحجللب مللن
ذهب ،وما بين السماء السابعة والتي قبلها بحار من نللور ،وعللن كعللب أنلله
قال :السابعة من ياقوتة ،وهذا كله قول أهللل التوحيللد سللوى أقاويللل أهللل
النجوم ،والّله أعلم.
]ص [429
مد ّ ال ّ م ت ََرى إ َِلى َرب ّ َ َ
ل{ .وروي ظلل ّ ك ك َي ْ َ
ف َ ظل ممدود فذلك قوله تعالى} :أل َ ْ
عن النبي صلى الله عليله وسللم أنله قلال" :أل أنلبئكم بسلاعة هلي أشلبه
بساعة أهل الجنة أل وهي السللاعة الللتي قبللل طلللوع الشللمس ظلهللا دائم
ورحمتها باسطة وبركتها كثيرة ،وخازن الجنلة يقلال لله رضلوان قلد ألبلس
الرحمة والرأفة" وأما النيران فسبعة بعضها فوق بعض وذلك لقوله تعالى:
م{ فأولهللا جهنللم وهللي أعلللى ب ل ِك ُ ّ }ل َها سبع ُ َ
سو ٌ
ق ُ م ْ
جْزٌء َم ُ من ْهُ ْ
ب ِ
ل َبا ٍ وا ٍ ة أب ْ َ َ َ َْ
البواب وهي التي عليها ممر الخلللق يللوم القيامللة قللال الل ّلله تعللالى} :وَإ ِ ْ
ن
هللا{ والثانيللة لظللى ،والثالثللة الحطمللة ،والرابعللة السللعير، م إ ِّل َوارِد ُ َ من ْ ُ
كلل ْ ِ
والخامسة سقر ،والسادسة الجحيم ،والسابعة الهاوية وهي أسفل النيللران
دت للزنادقة وهم المنافقون ،وخازن النللار يقللال للله وفيها أشد العذاب ،أع ّ
مالك ،ولقد ألبس الغضب والهيبللة ،الّلهللم أنقللذنا منهللا بفضلللك وجللودك يللا
أرحم الراحمين آمين.
)الباب الثاني عشر بعد المائة في نسبة النبي صلى الله عليه
وسلم وأولده وأزواجه(
)قال الفقيه( رحمه الّله :روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر
نسبة نفسه فقال" :محمد بن عبللد الل ّلله بللن المطلللب بللن هاشللم بللن عبللد
مناف بن قصي بن كلب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غللالب بللن فهللر بللن
مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بللن نللزار
بن معد ّ بن عدنان" وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه انتسللب إلللى
عدنان وكان ل يتجاوز نسبه من عدنان .وروي عن كعب الحبار وعن غيللره
أنه ذكر نسبة النبي صلى الللله عليلله وسلللم إلللى آدم وأنكللر ذلللك بعضللهم.
وروي عن عبللد الل ّلله بللن مسللعود رضللي الل ّلله تعللالى عنلله أنلله قللال :كللذب
ك ك َِثيللرًا{ وقللال فللي موضللع النسابون لن الّله تعالى قال} :وَقُُرونا ً ب َي ْ َ
ن ذ َل ِ َ
م إ ِّل الل ّلله{ وأمللا الللذي نسللبوه إلللى آدم م َل ي َعْل َ ُ
مهُل ْ ن ب َعْد ِه ِ ْ
م ْ
ن ِ آخرَ} :وال ّ ِ
ذي َ
فقالوا :عدنان بن أد بن أدد بن اليسع بن الهميسع بن نبت بن سلللمان بللن
محل بن قيدار بن إسماعيل بللن إبراهيللم بللن آزر بللن تللارخ بللن نللاخور بللن
أشرع بن أرغو بن فالغ بن عابر بن فالح بن أرفخشذ بن سام بللن نللوح بللن
لمك بن متوشلخ بن أخنوخ وهو إدريس عليه السلم بللن يللرد بللن مهلئيللل
بن أنوش بن شيث بن آدم صلوات الّله وسلمه عليه وعلللى جميللع النبيللاء
من أولده .وقد توفي أبو رسول الّله صلى الله عليه وسلم وأمه حامل بلله
فكفله جده عبد المطلب ،وتوفي عبد المطلب وهو ابن ثمان سنين ،وكفله
عمه أبو طالب وهو أبو علي رضي الّله تعالى عنلله حللتى كللبر ،واسللم أملله
آمنت بنت وهب ،وتوفيت أمه وهو ابللن سللتة أشللهر ،وظئره الللتي أرضللعته
امرأة من الطائف يقال لها حليمة ،وأوحى الّله إليه وهو ابن أربعيللن سللنة،
وأقام بعد الوحي بمكة ثلث عشرة سنة ،ثم هاجر إلى المدينللة وأقللام بهللا
عشر سنين ،وتوفي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلث وستين سنة ،وقللد
مات عن تسع نسوة ،وجميع ما تزوج من النسلاء أربللع عشللرة ،أول امللرأة
تزوج
]ص [430
بها خديجة بنت خويلد وهي سيدة النساء ،وكانت أسبق الناس إسلللمًا ،ثللم
سودة بنت زمعة ،ثم عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الل ّلله تعللالى عنهللا
تزوج بهؤلء الثلثة بمكة ،وتزوج بالمدينة خفصة بنت عمر رضي الّله تعالى
عنهما ،وأم سلمة بنللت أبللي أميللة وأم حبيبللة بنللت أبللي سللفيان وكللن تلللك
الست من قريش ،وجويريللة مللن بنللي المصللطلق ،وصللفية بنللت حيللي بللن
أخطب ،وزينب جحش ،وكللانت امللرأة زيللد بللن حارثللة ،وكللان يقللال لهللا أم
المساكين لسخائها ،وهي أول امرأة من نسائه ماتت بعد رسول الّله صلى
الله عليه وسلم ،وميمونة بنت الحلارث السللمية ،وهلي خاللة ابلن عبلاس
رضي الّله تعالى عنهما ،وزينب بنت خزيمللة ،وامللرأة مللن بنللي هلل وهللي
التي وهبت نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم ،وامرأة من كندة وهي التي
استعاذت منه فطلقها ،وامرأة من كلللب وكللان للله ثلثللة بنيللن وأربللع بنللات
فأول أولده القاسم وكان صلى الله عليه وسلم يكنى به ،ثللم ابنتلله زينللب،
ثم ابنه عبد الّله واسمه طاهر ،ولد بعد نزول الوحي ولذلك سللمي طللاهرًا،
ثم ابنته أم كلثوم ،ثم ابنته فاطمة ثم ابنته رقية ،فهؤلء كلهلم وللدوا بمكلة
من خديجة رضي الّله تعالى عنها .ثم ولد بالمدينة ابنه إبراهيللم مللن سللرية
يقال لها مارية القبطية .فزوج فاطمة من علي بن أبي طللالب رضللي الل ّلله
تعالى عنهما ،وزوج رقية من عثمان بن عفان رضي الّله تعالى عنه فمللاتت
بعدما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر فلما رجع من بدر زوجه أم
كلثوم رضي تعالى عنها وبهذا سللمي عثمللان ذا النللورين ،وزوج زينللب مللن
أبي العاص بن الربيع .ومات أولده كلهم قبله إل فاطمة فإنها عاشت بعده
ستة أشهر ،وكانت نساؤه كلهن ثيبات إل عائشة فإنهلا كللانت بكلرا ً تزوجهلا
وهي ابنة ست سنين ،فبنى بها وهي ابنة تسع سللنين ،وكللانت عنللده تسللعا ً
واعتمر صلى الله عليه وسلللم أربللع مللرات ،وحللج حجللة واحللدة هللي حجللة
الوداع ،وكان فتح خيبر بعد هجرتلله بسللت سللنين ،وفتللح مكللة بعللد الهجللرة
بثمان سنين .وكانت وفاته يوم الثنين في شهر ربيع الول ،والتاريللخ الللذي
يؤرخ به الكتب إلى يومنا هذا إنما هو تاريخ للهجرة ،وأمر عملر رضلي الّلله
تعالى عنه بأن يجعل التاريخ من وقت الهجللرة بمشللاورته الصللحابة ،وكللان
من موالي رسول الّله صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثللة وكللان لخديجللة
رضي الّله تعالى عنها فوهبته للنبي صلى الله عليلله وسلللم فللأعتقه ومنهللم
أبو رافع كان للعبللاس فللوهبه للنللبي صلللى الللله عليلله وسلللم ،فلمللا أسلللم
العباس بشر أبو رافع النبي صلى الله عليه وسلم بإسلمه فللأعتقه ومنهللم
سفينة مولى رسول الّله صلللى الللله عليلله وسلللم وكللان اسللمه روحللان أو
مهران ،ويقال رباح ،وكان في بعض السللفار فكللل مللن أعطللاه شلليئا ً مللن
متاعه أخذه وحمله ،فمّر به رسول الّله صلى الله عليلله وسلللم وقللد حمللل
أمتعة كثيرة فقال النللبي صلللى الللله عليلله وسلللم" :أنللت سللفينة" فسللمي
بذلك ،ومنهم ثوبان وشيبان وشقران ويسار ،وغيرهللم مللن المللوالى الللذين
أعتقهم النبي صلى الله عليه وسلم.
]ص [431
)الباب الثالث عشر بعد المائة في أسماء الخلفاء بعد النبي
صلى الله عليه وسلم(
)قال الفقيه( رحمه الّله :اختلف الصحابة بعد وفاة النبي صلى الللله
عليه وسلم قالت النصار :منا أمير ومنكللم أميللر .وقللالت المهللاجرون :منللا
المير .وقال بعضهم :الخلفة لعلي رضي الّله تعللالى عنلله ،وقللال بعضللهم:
الخلفة لبي عبيدة بن الجراح ،ثم اتفقت آراؤهم على أبي بكر رضللي الل ّلله
تعالى عنه ،وكانت خلفته سنتين ،واسمه عبد الّله وكان قبل السلللم عبللد
الكعبة لنه كان في الجاهلية ل يخرج من الكعبة فسللماه النللبي صلللى الللله
عليه وسلم عبد الّله وكان يقال له خليفة رسول الّله ،ثم مات فللولي عمللر
بن الخطاب رضي الّله تعالى عنه فقال لهم كنتم تقولون لبي بكللر خليفللة
رسول الّله ،فكيف تقولون لي؟ فقال بعضهم :نقول خليفللة خليفللة رسللول
الّله صلى الله عليه وسلم ،فقال هذا يطلول ويثقلل ،ثلم قلال ألسلتم أنتلم
المؤمنون؟ فقالوا :نعم ،فقال :ألست أنا أميركم .قالوا :نعللم ،قللال :قولللوا
أمير المؤمنين ،فأول من سمي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الّله
تعالى عنه ،وكللانت خلفتلله عشللر سللنين ،فقتللله أبللو لؤلللؤة الملعللون غلم
المغيرة بن شعبة .ولي بعده عثمان رضي الّله تعالى عنلله ،وكللانت خلفتلله
ي رضللي الل ّلله تعللالى اثنتى عشر سنة ،فقتله أهل الفتنة .ثم ولي بعللده علل ّ
عنه ،وكانت خلفته ست سنين ،فقتله عبد الرحمن بن نلجم المرادي ألجم
الّله تعالى فمه بلجام من نار .ثم ولي بعد معاوية بللن أبللي سللفيان وكللانت
وليته عشر سنين ،ثم ولي بعده يزيد بن معاوية وكانت وليته ثلث سللنين،
فلما مات وقعت الفتنة فبايع أهل العراق عبد الّله بن الزبيللر وأهللل الشللام
بايعوا مروان بن الحكم وكانت وليتلله مقللدار تسللعة أشللهر ،ثللم ولللي عبللد
الملك بن مروان فبعث عبد الملك الحجاج بللن يوسللف إلللى عبللد الل ّلله بللن
الزبير وكان بمكة فحاصره وأخذه وصلبه فصارت الولية كلهللا لعبللد الملللك
بن مروان وكانت وليته عشر سنين ،وكانت عامة الفتللوح فللي وليتلله إلللى
فرغانة ،ثم ولي الوليد بن عبد الملك ،ثم سليمان بن عبد الملك ،ثللم العبللد
الصالح عمر بن عبد العزيز بن مروان ،ثم هشام بن عبللد الملللك ،ثللم يزيللد
بن الوليد ،ثم إبراهيم بن الوليد ،ثم مروان بن محمللد ،فهللؤلء كلهللم كللانوا
من بني أمية من وقت معاوية ،وكان مقلامهم بالشللام .ثللم انتقللت الوليلة
إلى ولد العباس فصار مقامهم بالعراق وهللم الللذين بنللوا بغللداد فللولي أبللو
العباس واسمه عبد الّله بن محمد بن علي بن عبد الّله بن عباس ،ثم أخوه
أبو جعفر الدوانيقي يقال له المنصور ،ثلم ابنله محملد بلن عبلد الّلله اللذي
يقال له المهدي ،ثم ابنه موسى بن محمد ،ثم ابنه الخر يقال له هرون بن
محمد الذي يقال له الرشيد بن محمد ،ثللم محمللد بللن هللرون فلللم يسللتقر
عليه المر ،ثم عبد الّله بن هرون الذي يقال له المأمون.
]ص [432
)الباب الرابع عشر بعد المائة فيما يستحب من السماء(
)قال الفقيه( رحمه الّله تعالى :روي عن النبي صلى الله عليه وسلم
أنه قال" :ما بعث الّله رسللول ً إل كللان حسللن الللوجه حسللن السللم حسللن
ي بريدا ً فأبردوا حسللن الللوجه
الصوت ،وكان يكتب إلى الفاق إذا أبردتم إل ّ
حسن السم" وروي عن علي بن أبي طالب رضي الّله تعالى عنه أنه قال:
"كنت أحب الحرب فلما ولد لي الحسن سميته حربلًا ،فللدخل النللبي صلللى
الله عليه وسلم فأخبرته بذلك فقال :بل هو الحسن ،فلما ولد لي الحسللين
سميته حربًا ،فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فلأخبرته بلذلك فقلال :بلل
هو الحسين ،ثم قال صلى الله عليلله وسلللم )سللميتهما باسلم ابنللي هللرون
شبر وشبير( وعن سعيد بن المسيب ،أن جده حزن بللن بشللير دخللل علللى
رسول الّله صلى الله عليه وسلللم فقللال مللا اسللمك؟ فقللال للله حللزن بللن
بشير ،قال بل أنت سهل ،قال ل أغير اسمي عما سمانيه أبواي .قال سعيد
بن المسيب لم تزل تلك الحزونة فينا إلى هذا اليوم ،وروي عن المهلب بن
أبي صفرة عن أبيه "أنه دخل رسول الّله صلى الله عليه وسلم فسأله عن
اسمه ونسبه فقال أنا سارق بن قللاطع بللن ظللالم بلن فلن بللن فلن حللتى
انتهى إلى جلند الملك الذي كان يأخذ كل سفينة غصبًا ،فقال المهلب وكان
على أبي إزار قد صللبغه بللالزعفران ،فقللال رسللول الل ّلله صلللى الللله عليلله
وسلم دع السارق والقاطع فأنت أبو صفرة ،فقال يا رسللول الّلله للم يكللن
ي منك وإنه قد ولدت لي أمس ي منك والن ليس أحد أحب إل ّ أحد أبغض إل ّ
بنت وقد سميتها صفرة حتى تكون كنيتي موافقة لسللمها ،وكللانت العللرب
إذا ولد لحدهم الولد كان يكنللى بلله وامرأتلله أيضلا ً فيقللال للللزوج أبللو فلن
وللزوجة أم فلن كما قيل أبو سلللمة وأم سلللمة وأبللو الللدرداء وامرأتلله أم
الدرداء وأبو ذر وامرأته أم ذر ،وكان الرجل ل يكنللى مللا لللم يولللد للله ولللد.
وروي عن معمر بن خثيم قال لي أبو جعفر بن محمد بن علي ما تكنللى يللا
معمر .قلت ما كنيت ول ولد لي :قال وما يمنعك أن تكنللى؟ فقلللت حللديث
ي رضي الّله تعالى عنه أنه قال من اكتنى ولللم يولللد للله ولللد بلغني عن عل ّ
فهو أبو جعدة قال ليس هذا من حديث علي إنا لنكني أولدنا فللي صللغرهم
مخافة النبز أن يلحق بهم ،وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قللال:
"سموا باسمي ول تكنوا بكنيتي ول تسموا بأهلي" ،ويقال هللذا منسللوخ لن
عليا ً رضي الّله تعالى عنه سمى ابنه محمدا ً وهو ابن الحنيفللة ،وكنللاه بللأبي
القاسم ،وقد استأذن رسول الّله صلى الّله عليه وسلم في ذلك فللأذن للله،
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلللم أنلله قللال" :سللموا أبنللاءكم بأسللماء
ب السماء إلى الّله تعالى عبد الّله وعبد الرحمن". النبياء ،وأح ّ
]ص [433
)قال الفقيه( رحمه الّله :ل أحب للعجم أن يسموا عبد الرحمن أو عبد
الرحيللم لن العجللم ل يعرفللون تفسلليره فيسللمونه بالتصللغير فيصللير ذلللك
مستنكرًا ،فإذا كان كذلك ل ينبغي أن يسمى بمثل ذلك السللم .وروي عللن
النبي صلى الله عليه وسلم "أنه نهى أن يسمى المملوك نافعا ً أو يسارا ً أو
بركة" قال الراوي :لنه ل يحب أن يقال ليس ههنا بركة وليللس ههنللا نللافع
إذا طلبه إنسان .وروي عن عمر بن الخطاب رضي الّله تعالى عنه أنه قال
لرجل ما اسمك؟ قال :حمرة ،قال ابن من؟ قال :ابللن شللهاب ،قللال :ابللن
من؟ قال :ابن حرقة ،قال أين تسكن؟ قال بللالحرة ،قللال للله عمللر :ويلللك
أدرك أهلك فقد أحرقوا فرجع الرجل إلى أهله فوجدهم قد احترقوا جميعًا.
وروى مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد أن رسللول الل ّلله صلللى الللله عليلله
وسلم قال" :من يحلب هذه اللقحة؟ يعني الناقة ،فقال رجل أنللا ،قللال مللا
اسمك قال مرة ،قال اجلس ،ثم قال من يحلب الناقة اللقحة ،فقللام رجللل
آخر فقال أنا قال ما اسمك قال حرب؟ قللال اجلللس :ثللم قللال مللن يحلللب
الناقة اللقحة؟ فقام رجل فقال أنا قال ما اسمك؟ قال يعيش ،قال له أمللا
أنت فاحلب فحلبها".
]ص [434
ابتداءها من أيام المهرجان :فأول الشهور تشرين الول ،ثم تشرين الثاني.
ثم كانون الول .ثم كانون الثاني .ثم شباط .ثم آذار .ثم نيسان .ثم أيار .ثم
حزيران .ثم تموز .ثم آب .ثم أيلول .وأسماؤها بالفارسية ابتدؤها من نيروز
أولها فروردين ،ثم أردبهشت ،ثم خرداد .ثم يبر .ثم مللرددا .ثللم شللهر بللود.
ثم مهر .ثم أبان .ثم خمسة أيللام ل تعللد مللن أيللام السللنة يقللال لهللا اليللام
المسروقة بينهم ثم أدر ثم دي ،ثم بهن .ثم اسفندار مللديور ،فكلمللا مضللى
من شهر من شهور الفارسية عشرة أيام دخل شهر من الشللهور الروميللة،
وكل سنة يتأخر النيروز بيوم واحد من أيام الجمعة ،فإن كللان النيللروز فللي
هذه السنة يوم الخميس يكون في السنة القابلة يوم الجمعة ،وفي السللنة
الثالثة يوم السبت ،وما كان من شهور العربية ينقص أحد عشللر يوم لا ً فللي
كل سنة عشرة أيام وربما تنقللص أحللد عشللرة يوم لا ً فسللتة منهللا ينقصللان
الشهور والربعة هي اليام المسروقة .واليوم والليلة أربع وعشرون ساعة
ل يزاد عليها ول ينقص منها ،وكلما انتقص من الليل ازداد في النهار ،وكلما
انتقلص ملن النهلار ازداد فلي الليلل ،وأطلول ملا يكلون النهلار فلي نصلف
حزيران فيكون النهار خمس عشرة ساعة والليل تسع ساعات وهللو أقصللر
ما يكون في الليل ،ثم يأخذ النهار في النقصللان ويللزاد فللي الليللل حللتى إذا
كان أيام المهرجان اسللتوى الليللل والنهللار فيصللير كللل واحللد منهمللا اثنللتي
عشرة ساعة ،حتى إذا كان بعد سللبعة عشللر يوم لا ً مللن كللانون الول صللار
الليل خمس عشرة ساعة وهو أطول ما يكون والنهار تسع سللاعات وذلللك
أقصر ما يكون ،ثم يأخذ الليل في النصان حتى إذا كان قبل النيروز بسللبعة
عشر يوما ً أو أقل استوى الليل والنهار ،ثم يزداد إلى النصف مللن حزيللران
ز ديُر ال ْعَ ِ
زيل ِ قل ِ قّر ل َهَللا ذ َل ِل َ
ك تَ ْ سلت َ َ
م ْ
ري ل ِ ُ جل ِ
س تَ ْم ُ شل ْفللذلك قللوله تعللالىَ} :وال ّ
ل{ والّله ج الن َّهاَر ِفي الل ّي ْ ِ ل ِفي الن َّهارِ وَُيول ِ ُ ج الل ّي ْ َ
م{ وقوله تعالىُ} :يول ِ ُ ْ
العَِلي ِ
سبحانه وتعالى أعلم.
]ص [435
ملن المنفعللة النظللر فللي العيللن ،والسللمع فللي الذن ،والشللم فللي النللف،
والكلم في اللسان ،وكذلك في الجللوف جعللل لكللل شلليء معللدنا ً فمعللدن
الضحك والسرور الطحال ،وموضع الخوف والهيبة الرئة ،وموضللع الغضللب
الكبد ،ومعدن العلم والفهم القلب ،ومعدن العقل اللدماغ ،وموضلع الحلزن
والفرح الكلية ،ويقال الصدر ،وخلق في الجسد ثلثمائة وستين عرقا ً للشللد
والوصل وخلق فيهللا مللائتين وأربعيللن عظملا ً لمصلللحة البللدن فللذلك قللوله
فس لك ُ َ َ َْ
ن{ وقللال م أفََل ت ُب ْ ِ
ص لُرو َ ْ ن وَفِللي أن ُ ِ ت ل ِل ْ ُ
مللوقِِني َ ض آَيا ٌ
تعالى} :وَِفي الْر ِ
ي رضي الّله تعالى عنه :العقل في القلب ،والرحمة في الكبلد ،والرأفلة عل ّ
في الطحال ،والنفس في الرئة ،وقال :ينتهي طول الغلم بإحدى وعشرين
سنة ،وينتهي عقله لثمان وعشرين سنة ،فل يزيللد بعللد ذلللك فللي عقللله إل
التجاريب .وقال بعض الحكماء :موضع العقل في الللدماغ ،وموضللع الحمللق
في العينين ،وموضع الباطل في الذنين ،وموضع الحياء في الوجه ،وطريق
الروح في النف ،وموضع الحياة فللي الفللم ،وموضللع الهمللوم فللي الصللدر،
وموضع الضحك في الطحال ،وموضع الرحمة والغضب في الكبد ،وموضللع
الحزن والسرور في القلب ،وموضع الكسللب فللي اليللدين ،وموضللع التعللب
والنصب في الرجلين والّله سبحانه وتعالى أعلم.
]ص [436
)قال الفقيه( رحمه الّله :ففي الخبر دليل أنه إذا أمسك الكلب للحاجة
فل بأس بله وإن أمسلكه للغلراء فهلو مكلروه ،وروى إبراهيلم النخعلي أن
النبي صلى الله عليه وسلم رخص لهل بيت الوبر اقتناء الكلب ،وروي عن
وهب بن منبه أنه قال :إن آدم صلى الّله عليه وسلم لما أهبط إلللى الرض
قال إبليس للسباع إن هذا عللدوكم فللأهلكوه فللاجتمعوا وولللوا أمرهللم إلللى
الكلب وقالوا أنت أشجعنا وجعلوه أميرا ً عليهم ،فلمللا رأى آدم ذلللك تحيللر،
فجاءه جبريل عليه السلم وقال له امسللح يللدك علللى رأس الكلللب ففعللل
ذلك ،فلما رأت السباع أن الكلب قد ألفت آدم تفرقوا فاسللتأ منلله الكلللب
فأمنه آدم فبقي معه ومع أولده ،والّله سبحانه وتعالى أعلم.
]ص [437
إلى النار :وأما الذي قيل كان يشتمه فاحتمل أنه لم يشللتم الكللوكب وإنمللا
شتم سهيل ً الذي كان عشارًا ،وكذلك في الزهرة وإنمللا شللتم المللرأة الللتي
كان اسمها الزهرة ولم يشتم الكوكب والّله سبحانه وتعالى أعلم.
]ص [438
)الباب الحادي والعشرون بعد المائة في أن اليمان يزيد أم ل(
)قال الفقيه( رحمه الّله :اختلف الناس في اليمان .قال بعضهم :يزيد
وينقص وقال بعضهم ل يزيد ول ينقص ،وقال بعضهم يزيللد ول ينقللص ،وبلله
ع مانلا ً َ
مل َ دوا ِإي َ دا ُنأخذ .أما حجة من قال يزيللد وينقللص فقللوله تعللالى} :ل ِي َلْز َ
مان لًا{ اليللة. َ
م ِإي َ من ُللوا فََزاد َت ْهُ ل ْنآ َ ذي َما ال ّل ِ
م{وقال في موضع آخر} :فَأ ّ
مان ِهِ ْ
ِإي َ
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال" :أشفع يوم القيامة فيخللرج
من النار من كان في قلبه مثقال حبة من اليمللان ،ثللم أشللفع فيخللرج مللن
النار من كان في قلبه مثقال خردلة من اليمان ،ثم أشفع فيخرج من النار
من كان في قلبه مثقال ذرة من اليمان" ،وأما حجة من قال بأنه يزيللد ول
ينقص فروي عن معاذ بن جبل أنه كان يورث المسلم من الكافر ول يورث
الكافر من المسلم ،وقللال سللمعت النللبي صلللى الللله عليلله وسلللم يقللول:
"السلم يزيد ول ينقص" .وفي رواية أخرى "اليمان يزيد ول ينقللص" وأمللا
حجة من قال بأنه ل يزيد ول ينقص فما روى أبو مطيع عن حماد بن سلللمة
عن أبي المهزم عن أبي هريرة رضي الّله تعالى عنه قال" :جاء وفد ثقيف
إلى رسول الّله صلى الله عليه وسلم فقللالوا يللا رسللول الل ّلله اليمللان هللل
يزيد وينقص .قال عليه الصلة والسلم :اليمان مكمل فللي القلللب زيللادته
ونقصانه كفر" وروي عن عون بن عبد الّله أنه قال :سمعت عمللر بللن عبللد
العزيز يقول على المنبر لو كان المر على ما يقول هؤلء الشكاك الضلللل
إن الذنوب تنقص اليمان لمسى أحدنا وكان ل يدري ما ذهللب مللن إيمللانه
م{ قللال مان ِهِ ْمعَ ِإي َمانا ً َ دوا ِإي َ
دا ُأكثر أم ما بقي منه ،ومعنى قوله تعالى} :ل ِي َْز َ
أهل التفسير :يعني ليزدادوا يقينا ً وقد ذكر اليمان في القرآن على وجللوه،
وإنما تعرف معانيها بقول أهل التفسير .وقال أبو مطيع :إيمان أهل السماء
وأهل الرض واحد ليللس فيهمللا زيللادة ول نقصللان .وروى هشللام عللن أبللي
يوسف أنه قال :أنا مؤمن حقا ً وأنا مؤمن عند الّله ،ول أقول إيماني كإيمان
جبريل وميكائيل عليهما السلم .وقال محملد بلن الحسلن :أكلره أن يقلول
الرجل إيماني كإيمللان جبريللل ،ولكللن ليقللل آمنللت بالللذي آمللن بلله جبريللل
وميكائيل ول يقول إيماني كإيمان أبي بكر ،ولكن يقول آمنت بالذي آمن به
أبو بكر .وقال محمد بن الحسن :كان سفيان الثللوري يقللول أنللا مللؤمن إن
شاء الّله ،ثم رجع وترك الستثناء فقال أنا مؤمن .وقال محمد بن الحسللن:
ي لملت السجون بدل اللصوص ممن يقول إيماني كإيمللان لو كان المر إل ّ
جبريل وأنا أقول آمنت بالذي آمن به جبريل عليه السلم.
]ص [439
)الباب الثاني والعشرون بعد المائة في أن اليمان عمل أم
إقرار(
)قال الفقيه( رحمه الّله :تكلم الناس في اليمان ،قال بعضهم :اليمان
قول وعمل ،وهو قول أحمد بللن حنبللل واسللحق بللن راهللويه ومللن تبعهمللا.
وقال بعضهم :اليمان هو المعرفة بالقلب ،وهو قول جهم بن صفوان ومللن
تابعه .وقال بعضهم :اليمان إقرار باللسان وتصللديق بللالقلب والعمللل مللن
شرائعه ،وهو قول أبي حنيفة وأصحابه ،وبه نأخذ .فأما من قال إن اليمللان
ن قول وعمل فلن الّله تعالى سمى الصلة إيمانلا ً لقللوله تعللالى} :وَ َ
مللا ك َللا َ
م{ يعني صلتكم إلللى بيللت المقللدس ،وأمللا مللن قللال إن مان َك ُ ْضيعَ ِإي َ الّله ل ِي ُ ِ
ما َقاُلوا{ وأن النبي صلى َ
م الّله ب ِ َاليمان قول فلن الّله تعالى قال} :فَأَثاب َهُ ْ
الله عليه وسلم قال" :أمرت أن أقاتل النللاس حللتى يقولللوا ل إللله إل الل ّلله
فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إل بحقها وحسابهم علللى الّللله"،
وأما من قال إن اليمان معرفة بالقلب فلنه لو اعتقد الكفر ولم يتكلم بلله
فإنه يصير كافرا ً فكذلك إذا اعتقد اليمان ولم يتكلم به فللإنه يصللير مؤمن لًا،
وأما من قال إن اليمان إقرار باللسان وتصديق بالقلب فلن جبريللل عليلله
السلم دخل إلى رسول الّله صلى الللله عليلله وسلللم فسللأله عللن اليمللان
فقال النبي صلى الله عليه وسلم" :اليمان أن تؤمن بالّله وملئكتلله وكتبلله
ورسله واليوم الخللر والبعللث بعللد المللوت والقللدر خيللره وشللره مللن الل ّلله
تعالى ،فقال جبريل صدقت ،فكان السائل جبريل والمجبيب محمد صلوات
الّله عليهما بمحضر من الصحابة رضوان الّله عليهم فأراد تعليمهم وإظهللار
ة
م ٍ وا إ َِلى ك َل ِ َ
ب ت ََعال َ ْل ال ْك َِتا ِل َيا أ َهْ َالدين والشريعة ،ولن الّله تعالى قال} :قُ ْ
م{ فثبللت أنلله يصللير مؤمنلا ً بللالقول ثللم القللول ل يصللح إل واٍء ب َي ْن ََنا وَب َي ْن َك ُ ْ
س ََ
نملل ْ س َ ّ
ن الّنا ِ م ْ بالتصديق لن الله تعالى ذكر في قصة المنافقين فقال} :وَ ِ
ن{ فنفللى عنهللم م لؤ ْ ِ
مِني َ م بِ ُ مللا هُل ْ
ر{ ثم قال} :وَ َ مّنا ِبالّله وَِبال ْي َوْم ِ اْل ِ
خ ِ لآ َ قو ُيَ ُ
اليمان لنه لم يكن منهم مع القول التصديق فإذا وجد القول مع التصللديق
صار مؤمنًا .وقال محمد بن الفضل :سمعت يحيى بن عيسى قال :سللمعت
مسلم بن سالم يقول :ما يسرني أن ألقللى الل ّلله تعللالى بعمللل مللن مضللى
وبعمل من بقى وأنللا أقللول اليمللان يزيللد وينقللص أو قللول أو عمللل ،والل ّلله
أعلم.
]ص [440
وكلم الّله غير مخلوق فمن زعم أنه مخلوق فقد زعم أن القرآن مخلللوق.
قال الفقيه رحمه الّله :فالحاصل أنه ل اختلف في هللذه المسللالة لن مللن
قال إنه مخلوق أراد فعل العبد ولفظ لسانه ول نأخذ به .ومن قال إنه غيللر
مخلوق أراد به كلمة الشهادة وبه نأخذ ،والّله أعلم.
]ص [441
)الباب الخامس والعشرون بعد المائة في الكلم في الرؤية(
)قال الفقيه( رحمه الّله تعالى :تكلم الناس في الرؤية .قال بعضهم :ل
يرى الباري سبحانه وتعالى ل في الدنيا ول في الخرة ،وقال بعضللهم يللراه
أهل الجنة في الخرة بغير كيف ول تشبيه كما أنهم يعرفونه في الدنيا بغير
تشبيه وكذلك أهل الجنة يرونه بغير كيف ول تشبيه كما شللاء الل ّلله سللبحانه
وتعالى وبه نأخذ ،وهذا القول أصح وأبعد مللن البدعللة .فأمللا مللن قللال :إنلله
َ
صللاُر{ اليللة ،وقللوله ه اْلب ْ َسبحانه ل يرى فذهب إلى قوله تعللالىَ} :ل ت ُلد ْرِك ُ ُ
ن ت ََراِنلي{ وأملا ملن قلال بالرؤيلة فاحتلج تعالى لموسى عليه السللمَ} :لل ْ
ة{ إلللى ربهللا نللاظرة، ض لَرة ٌ إ ِل َللى َرب ّهَللا ن َللاظ َِر ٌمئ ِذ ٍ َنا ِ
جوه ٌ ي َلوْ َبقوله تعالى} :وُ ُ
َ
ة{ اليللة .قللال ابللن عبللاس: سلَنى وَزِي َللاد َ ٌ ح ْ سلُنوا ال ْ ُ ح َ نأ ْ وقوله تعالى} :ل ِل ّ ِ
ذي َ
م
ن َرب ّهِ ل ْ الزيادة النظر إلى الّله بل كيف ،وقال في آية أخرى} :ك َّل إ ِن ّهُ ل ْ
م عَ ل ْ
ن{ وروى جرير بن عبد الّله البجللي علن النلبي صللى اللله جوُبو َ
ح ُ مئ ِذ ٍ ل َ َ
م ْ ي َوْ َ
عليه وسلم أنه قال" :سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البللدر ل تضللامون
في رؤيته فإن استطعتم أن ل تغلبوا على صلة قبل طلوع الشللمس وقبللل
س وَقَب ْل َ
ل م ِ ل ط ُل ُللوِع ال ّ
شل ْ ملد ِ َرب ّل َ
ك قَب ْل َ ح ْ
ح بِ َ
سلب ّ ْ
غروبهللا فللافعلوا ثللم تل} :وَ َ
غ ُُروب َِها{.
)قال الفقيه( رحمه الّله :سمعت محمد بن الفضل قال :سمعت فارس
ي بلن عاصللم: بن مردويه قال :سمعت محمد بلن الفضللل يقللول :قللال علل ّ
أجمع أهل السنة أن الّله تعالى لم يره أحدا ً من خلقه فللي الللدنيا وأن أهللل
الجنة يرونه في الخر ،والّله أعلم.
]ص [442
رضي الّله تعالى عنهم .وروى أبو اسللحق الهمللداني عللن قصلليع عللن علللي
قال :سمعت رسول الّله صلى الله عليه وسلم قال" :إن الّله تعالى أمرني
أن أتخذ أبا بكر والدا ً وعمر مشيرا ً وعثمان سندا ً وعليللا ظهيللرا ً أربعللة أخللذ
الّله ميثاقهم في أم الكتاب ل يحبهلم إل ملؤمن تقلي ول يبغضللهم إل فلاجر
شقي فهم خلئف نبوتي وعقد ديني ودنياي وعصمة أمري ومعدن حكمللتي
فل تقاطعوا ول تحاسدوا" وروى أبو الزبير عن جابر بن عبد الّله عن النللبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال" :أبو بكر وزيللري والقللائم فللي أمللتي بعللدي
وعمر حبيبي وعثمان مني وعلللي أخللي وصللاحب للوائي" وروى محمللد بلن
جبير عن أبيه جبير بن مطعم "إن امرأة أتت رسول الل ّلله صلللى الللله عليلله
وسلم فأمرها بأمر فقالت أرأيت إن لم أجدك قال إن لم تجديني فائتي أبللا
بكر" وروي عن أبي عصمة نوح بن أبي مريم قال :سألت أبا حنيفللة رحملله
ضل أبا بكر وعمر وأحب الّله فقلت من أهل السنة والجماعة؟ قال" :من ف ّ
عثمان وعليا ،ورأى المسح على الخفين ،ولم يكفر أحدا ً مللن المللة بللذنب،
وآمن بالقدر خيره وشره من الّله عز وجل ،ول ينطق في الل ّلله بشلليء ،ول
يحرم نبيذ التمر" والّله أعلم.
]ص [443
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :سأقضي بينكما بما قضللى الل ّلله بلله بيللن
جبريل وميكائيل ،فأما جبريل فقللال مثللل مقاتلللك يللا عمللر ،وأمللا ميكائيللل
فقال مثل مقالتك يا أبا بكر .قال جبريل :إذا اختلفت أهل السماء واختلللف
أهل الرض فهلم نتحاكم إلى إسرافيل ،فقصا عليلله القصللة فقضللى بينهمللا
أن القدر خيره وشره من الّله تعالى ،ثم قال رسول الّله صلللى الللله عليلله
وسلم فهكذا أفضى بينكما ثم قال :يا أبا بكر لو شاء الّله أن ل يعصللى فللي
أرضه لم يخلق إبليس ،والّله أعلم.
]ص [444
)الباب الثلثون بعد المائة في كراهية الدخول على أهله من
السفر لي ً
ل(
)قال الفقيه( رحمه الّله :إذا رجع الرجل من سفره فإنه يستحب له أن
يدخل على أهله نهللارًا ،ول ينبغللي أن يللأتيهم ليل ً فللي حللال غفلتهللم .وروى
جابر بن عبد الّله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال" :إذا جاء أحدكم
ل" وفي خبر آخر "أن النللبي صلللى الللله عليلله من الغيبة فل يطرقن أهله لي ً
وسلم رجع من غزاة له وقال لصللحابه ل يطرقللن أحللدكم علللى أهللله لي ً
ل،
فطرق اثنان فوجد كل واحد منهما مع امرأته رج ً
ل".
)قال الفقيه( :وهذا النهي نهي استحباب وليس بنهي تحريم فالفضل
أن يعلم أهله حتى يتهيئوا له ،وإن لم يعلم وقد دخل بغير علملله فقللد تللرك
السنة ول يكون حرامًا ،والّله أعلم.
]ص [445
)قال الفقيه( رحمه الّله :قد أجاز العلماء الجرس للدواب إذا كان فيه
منفعة أو مصلحة والخبر إنما ورد فللي الللذي هللو للهللو وأمللا إذا كللانت فيلله
منفعة أو مصلحة فل بأس به.
]ص [446
)قال الفقيه( رحملله الل ّلله :الفللائدة فللي المسللابقة أن القللوم كللانوا
يحتاجون إلللى الغللزو فكللان فللي المسللابقة إظهللار الجلد ورياضللة النفللس
والستعداد لمر القتال ،وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم "أنله سلابق
مع أبي بكر وعمر رضي الّله تعالى عنهما فسللبق رسللول الل ّلله صلللى الللله
عليه وسلم وصلى أبو بكر وثلث عمر" ،ومعنى قوله صلى أبللو بكللر ،يعنللي
كان رأس فرسه عند صلوى فللرس رسللول الل ّلله صلللى الللله عليلله وسلللم،
والصلوان موضع العجز.
]ص [447
أل ترى أن هدية المراء مكروهللة وقللد جللاء رسللول الل ّلله صلللى الللله عليلله
وسلم أنه قال" :هداي المراء غلول" فكذلك النثر عليهم ،وكذلك البقللر إذا
ذبح لجل المير ،فإنه يكره أخذ ذلك اللحم إل لهل السجن.
]ص [448
)الباب السابع والثلثون بعد المائة في تشميت العاطس(
)قال الفقيه( رحمه الّله تعالى :روى أنس بن ماللك قلال" :عطلس
رجلن عند رسول الّله صلى الله عليه وسلم فشمت أحللدهم ولللم يشللمت
الخر ،فقيل يا رسول الّله شمت هذا ولم تشمت هللذا فقللال إن هللذا حمللد
الّله وهذا لم يحمد الّله".
)قال الفقيه(" :يستحب للعاطس أن يخفض صوته بالعطاس ويرفع
صوته بالتحميد ليسمع الناس لن التشللميت إنمللا يجللب عليهللم إذا سللمعوا
بعدما حمد" ،وروي عن ابن عمر أنه سمع رجل ً عطس ،فقال له ابن عمر:
يرحمك الّله إن كنت حمدت الّله .وروي عن عطللاء عللن النللبي صلللى الللله
عليه وسلم أنه قال" :من عطس ثلث عطسات فقللد اسللتقر اليمللان فللي
قلبه" ،وروى مالك عن عبد الّله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم عن أبيلله أن
رسول الّله صلى الله عليه وسلم قال" :إن عطس الرجل فشللمته ،ثللم إن
عطس فشمته ،ثم إن عطس فقل للله :إنللك لمضللنوك" قللال عبللد الل ّلله :ل
أدري النهي بعد الثالثة أو الرابعة .وقال أبو هريللرة :شللمت العللاطس ثلث لا ً
فإن زاد فهللو مزكللوم .وقللال الشللعبي :تشلميت العللاطس ملرة كالسللجدة
يسجدها مرة فإن عاد لم يسجد .وروي عن النبي صلللى الللله عليلله وسلللم
"أنه كان إذا عطس نكس رأسه وخمر وجهه وخفض صوته".
)قال الفقيه( رحمه الّله :إذا عطس الرجل فحمد الّله غيره فهو حسن.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنلله قللال" :مللن سللبق العللاطس
بالحمد لله أمن من الشوص واللوص والعلوص" قال أهل اللغللة :الشللوص
وجع الضرس ،ويقال وجع الظهر ،واللوص وجع الذن ،ويقال وجللع الحنللب.
والعلوص وجع البطن.
]ص [449
إذا غضبت امرأتك وجهلت عليك فاضرب كفك بين كفيهللا وقللل اخللرج أيهللا
الرجس الخبيث من جسد طيب فيخرج فإذن الّله تعالى .وقللال عمللرو بللن
ميمون :ثلثة من العواقر ،وثلثة ل يستجاب لهم ،وثلثللة ل يللدخلون الجنللة.
فأما العواقر فأمير إن أحسنت إليه لم يشكر لك وإن أسأت لم يغفللر لللك،
وجار إن رأى منك حسنة لم يفشها وإن رأى سلليئة لللم يللدفنها ،وزوجللة إن
شاهدتها لم تقر عينك بها وإن غبللت عنهللا لللم تطمئن إليهللا .وأمللا الللذين ل
يستجاب لهم فرجل دعا على ذي رحم محرم منه ،ورجل تداين بللدين إلللى
أجل مسمى ولم يشهد عليه ،ورجل يقول لزوجته الّلهم أرحني منهللا يقللول
الّله تعالى بيدك أمرها فإن شئت فطلقها وإن شئت فأمسكها .وأمللا الللذين
ل يدخلون الجنة فعاق والديه ،ومدمن خمر ،ومنان ،والّله أعلم.
]ص [450
عليه وسلم" :كل معروف صدقة" وقوله صلى الله عليه وسلللم" :ل يللؤوي
الضالة إل الضال" وقوله صلى الله عليه وسلم" :مطل الغني ظلم" وقوله
عليه الصلة والسلم" :السفر قطعة من العذاب" وقللوله صللى الللله عليلله
وسلم" :المؤمنون عند شروطهم" وقوله صلى الله عليلله وسلللم" :النللاس
معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيللارهم فللي السلللم
إذا تفقهوا" وقوله صلى الله عليلله وسلللم" :الظلللم ظلمللات يللوم القيامللة"
وقوله صلى الله عليه وسلم" :جبلت القلوب علللى حللب مللن أحسللن إليهللا
وعلى بغض من أساء إليها" وقوله عليه الصلة والسلم" :ل يشكر الّله من
ل يشكر الناس" وقوله صلى الله عليه وسلم" :عدل الملوك أبقى للملك"،
أي يبقللى ملللك العللادل وإن كللان كللافرا ً ول يبقللى ملللك الجاهللل وإن كللان
مسلمًا.
)قال الفقيه( رحمه الّله تعالى :قال بعض الحكماء :من أبصر عيللب
نفسه اشتغل عن عيب غيللره ،ومللن تعللرى مللن لبللاس التقللوى لللم يسللتتر
بشيء ،ومن رضي برزق الّله لم يحزن على ما فللي يللد غيللره ،ومللن س ل ّ
ل
سيف البغي قطع به ،ومن حفر لخيه بئرا ً وقع فيه ،ومن هتك حجاب غيلره
انكشفت عورته ،ومن نسللي زلللة نفسلله اسللتعظم زلللة غيللره ،ومللن كابللد
المور عطب ومن استغنى بعقل نفسه زل ،ومن تكبر في الناس ذل ،ومن
ل ،وملن فخلر عللى النلاس قصلم ،وملن سلفه عليهلم تعمق في العمل م ّ
شتم ،ومن صاحب الرذال حقر ومن جالس العلماء وقر ،ومن دخل مدخل
السوء اتهم ،ومن تهاون بالدين ارتطللم ،ومللن اغتنللم أمللوال النللاس افتقللر
ومن انتظر العاقبة انتصر ،ومن جهل موقع قدمه ،مشى فللي ندامللة ،ومللن
خشي الّله فاز ،ومن لم يجرب المور خدع ،ومن صارع أهلل الحلق صلرع،
ومن احتمل مال ل يطيقه عجز ،ومن عرف أجله قصر أمله ،ومن اسللتعان
بالجهل ترك طريق العدل ،ول حول ول قوة إل بالّله .ويقال جزيللة المسلللم
كراء بيته ،وفك رقبته وفاء دينه ،وذل رقبته دينه ،وعذابه سوء خلق امرأته.
وقللال بعللض الحكمللاء :لقللاء الخللوان تلقيللح العقللول .وروى أبللو موسللى
الشعري رضي الّله تعالى عنه عن النبي صلى الّله تعالى عليه وسلللم أنلله
قال "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثللل الترجلة ريحهلا طيللب وطعمهلا
طيب ومثل المؤمن الذي ل يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ول ريح
لها ،ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثللل الريحانللة ريحهللا طيللب وطعمهللا
مر ،ومثل الفاجر الذي ل يقللرأ القلرآن مثللل الحنظللة طعمهلا ملر ول ريللح
لها".
)قال الفقيه( إنما أراد بالترجة أترجة أهل الحجاز يكون طعمها طيبا ً
وريحها طيبا ً وهو حلو في الكل وأما الترجة التي فللي بلدنلا فل يكلون لهلا
طعم وإن كان ريحها طيبًا ،والّله سبحانه وتعالى أعلم.
]ص [451
)الباب الربعون بعد المائة في العمارة والبناء(
)قال الفقيه( رحمه الّله :كره بعض الناس أن ينفق ماله في البنللاء
واحتجوا بما روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنلله قللال" :إذا
أراد الّله بعبد شرا ً أهلك ماله في اللبن" وفي خبر آخر عن النبي صلى الله
عليه وسلم "من بنى فوق ما يكفيه جاء يللوم القيامللة حللامله علللى عنقلله"
وروي عن الحسن البصري أن رجل ً قللال للله إنللي بنيللت دارا ً فادخلهللا وادع
بالبركة ،فقللام الحسللن مللع أصللحابه ونظللر فللي الللدار ،فقللال :أخرب ّللت دار
نفسك وعمرت دار غيرك؟ غرك من في الرض ومقتك مللن فللي السللماء،
صورا ً سُهول َِها قُ ُ ن ُ م ْن ِ خ ُ
ذو َ فقال بعضهم :ل بأس به لن الّله تعالى قال} :ت َت ّ ِ
ل ب ُُيوتا ً َفاذ ْك ُُروا آلَء الّله{ فأخبر جللل جلللله أن بنللاء القصللور جَبا َن ال ْ ِحُتو َ وَت َن ْ ِ
ّ ّ
ة الللله الت ِللي م ِزين َل َحلّر َن َمل ْل َ من نعم الله تعالى ،وقال في آية أخللرى} :قُل ْ ّ
ق{ وذكر أن ابن لا ً لمحمللد بللن سلليرين بنللى ن الّرْز ِ
م ْ
ت ِج ل ِعَِباد ِهِ َوالط ّي َّبا ِ
خَر َ أَ ْ
دارا ً فأنفق فيها مال ً كثيرا ً فذكر ذلك لمحمد بن سيرين فقال :ما أرى بأسا ً
بأن يبني الرجل بماله ما ينفعه .وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنلله
قال" :إذا أنعم الّله على عبده نعمة أحب أن يرى عليه أثللر النعمللة" ،وآثللار
النعم البناء الحسن والثياب الحسنة ،أل ترى أنه لللو اشللترى جاريللة جميلللة
بمال عظيم فإنه يجوز وقد يكفيه دون ذلك فكذا البناء.
)قال الفقيه( رحمه الّله تعالى :الفضل أن يصرف ماله في أمر أخرته
فإن أنفق في أمر دنياه في البناء والثياب فهللو غيللر حللرام بعللد أن يجتنللب
ثلثة أشياء :أولها أن ل يكتسب المللال مللن حللرام أو شللبهة ،والثللاني أن ل
يظلم مسلللما ً ول معاهللدًا ،والثللالث أن ل يضلليع فريضللة مللن فللرائض الل ّلله
تعالى ،والّله تعالى أعلم.
]ص [452
الثلث لخوتها من اليهود ،وروي عن ميمون بن مهران أنه قال :من النللاس
من أحبه في الّله وأبغضه لنفسي ،ومن الناس من أبغضه في الّله وأبغضلله
لنفسي ،ومنهم من أحبه في الّله وأحبه لنفسي ،فأما الذي أحبلله فللي الل ّلله
وأحبه لنفسي فهو مؤمن ينفعني ،وأما الذي أبغضه في الّله ولنفسللي فهللو
كافر يؤذيني ،وأما الذي أبغضه في الّله وأحبه لنفسي فكافر ينفعني أبغضه
لكفره وأحبه لمنفعتي.
]ص [454
ق لال :مللن تمسللك بثلثللة أشللياء فهللو العاقللل حق لًا :مللن تمسللك بالصللدق
والخلص فيما بينلله وبيللن الل ّلله تعللالى مللن الطاعللات ،ومللن تمسللك بللالبر
والمللروءة فيمللا بينلله وبيللن الخلللق فللي المعللاملت ،ومللن تمسللك بالصللبر
والقناعة فيما بينه وبين الخلق في النوائب والبليات .وقللال بعللض الحكمللاء
الناس أربعلة أصلناف :جلواد ،وبخيلل ،ومسلرف ،ومقتصلد .فلالجواد اللذي
يجعل نصيب دنياه لخرتلله ،والبخيللل الللذي ل يعطللي واحللدا ً منهمللا نصلليبه،
والمسرف الذي يجعل نصيب آخرتلله لللدنياه ،والمقتصللد الللذي يعطللي كللل
واحد منهما نصيبه .وقال عيسى عليه السلم :يا معشللر الحللواريين ارضللوا
بالدون من الدنيا مع الدين كمللا رضللي أهللل الللدنيا بالللدون مللن الللدين مللع
الدنيا.
]ص [455
خصاء الفرس .وقال بعضهم :خصاء البهائم سوى بني آدم جائز ،وبه نقللول
لن في ذلك منفعة للناس والناس قد احتاجوا إلى ذلللك ،فكمللا يجللوز ذبللح
الحيوانات للحاجة للحمها فكذلك يجللوز الخصللاء إذا كللان فللي ذلللك منفعللة
للناس .وقد روي عللن النللبي صلللى الل ّلله عليلله وسلللم أنلله ضللحى بكبشللين
خصيين فلول أن في ذلك الخصي من المنفعة مللا لللم يكللن فللي غيللره لمللا
اختار رسول الل ّلله صلللى الل ّلله عليلله وسلللم للضللحية الخصللي ،فلمللا اختللار
ل على أن الخصي أطيب لحما ً وأكثر شحمًا ،فعنللد ذلللك ثبللت أن الخصي د ّ
الخصاء جائز في الغنم فكذلك في جميع الحيوانات .وأما الخللبر الللذي قللال
"ل خصاء في السلم" فالمراد به عند أكثر أهل العلم خصاء بني آدم وقال
بعضهم :معناه أن يخصي الرجل نفسه بيده فالنهي يصرف إليه .فللإن قيللل
لم ل يجوز خصاء بني آدم وفيه أيضا ً منفعة؟ قيل ل منفعة فيه لنه ل يجللوز
للخصي أن ينظر إلى النساء كما ل يجوز للفحل ،وهكللذا روي عللن عائشللة
رضي الّله تعالى عنها وعن غيرها أنه ل يجوز نظر الخصي كما ل يجوز نظر
الفحل .وقد كره بعض الناس سمة البهائم لن فيها تعذيبا ً مللن غيللر فللائدة.
وقال بعضهم :ل بأس بها إذا كان فيها منفعة وتكون علمة .وقللد روي عللن
رسول الّله صلى الّله عليه وسلم أنه أشعر بدنة في صلفحة سلنامها فإنملا
أشعرها لجل العلمة ،فكذلك السمة .وقد روي عن النبي صلى الل ّلله عليلله
ي الحيوان على الوجه ،ففيه دليل علللى أنلله فللي غيللر
وسلم أنه نهى عن ك ّ
الوجه جائز.
]ص [456
يحتاج إلى ما يدفع النوم عنه للمشلي فأبيلح ذللك وإن للم يكلن فيله قربلة
وطاعة ،والمصلي إذا سمر ثم صلى فيكون نومه على الصلة وختم سمره
بالطاعة.
]ص [457
وثلثون كلمة .وقال عطاء بن يسللار :هللي سللبعة وسللبعون ألفلا ً وأربعمللائة
وتسع وثلثون كلمة ،وهذا موافق للول .وعن عبد العزيز بن عبد الّله قال:
عدد كلمات القرآن تسعة وسبعون ألفا ً وأربعمائة وست وثلثون كلمة.
)قال الفقيه( قد قالوا هذه القاويل وقد قالوا غير هذا ،والّله أعلم.
]ص [458
ف ،وعدد لم ألف أربعة آلف وسبعمائة وعشرون حرفًا، آلف وسبعون حر ً
وعدد الياء خمسة وعشرون ألفا ً وتسعمائة وتسعة عشر حرفًا.
)قال الفقيه( رحمه الّله :وفي هذا اختلف كثير لن جماعة من القراء
قالوا بهذا التفسير ،والّله أعلم.
)الباب الخمسون بعد المائة في ذكر أثلث القرآن وأرباعه
وأنصافه(
)قال الفقيه( رحمه الّله :روى عن حميد العرج أنه حسللب القللرآن
ك ل َل ْ
ن بالحروف فوجد النصف في سورة الكهف عند قوله تعللالى }قللال إ ِن ّل َ
خب ْللرًا{ ط ب ِلهِ ُ حل ْ ما ل َ ْ
م تُ ِ صب ُِر ع ََلى َ ف تَ ْ صْبرًا{ الذي بعده }وَك َي ْ َ مِعي َ طيعَ َ ست َ ِتَ ْ
ع{ وقللد تللم النصللف طي َ سلت َ ِ وقال غيره :وجدت النصف عند قللوله تعللالى }ت َ ْ
صْبرًا{ في النصف الثاني. مِعي َ الول وصار } َ
وقال بعض المتقدمين :حسبت القرآن بالحروف فوجدت النصللف عنللد
ف{ فللاللم الوسللطى فللي النصللف قوله تعالى في سورة الكهف }وَل ْي َت َل َط ّل ْ
الول والطاء والفاء في النصللف الثللاني .وقللال بعضللهم :عنللد قللوله تعللالى
خْرجًا{ وقال جماعة من القراء :النصف عنللد قللوله تعلالى ك َ ل لَ َ
جعَ ُ ل نَ ْ}فَهَ ْ
كرًا{ وعند العامة النصف عند آخر السورة. شْيئا ً ن ُ ْ
ت َ جئ ْ َقد ْ ِ}ل َ َ
وروى عن بعض المتقدمين أنه قال :الثلث الول ينتهي إلى قوله تعالى
ف لُروا{ ن كَ َ ذي َ ب ال ّ ل ِ صي ُ سي ُ ِ
ه َ سول َ ُ
ن ك َذ َُبوا الّله وََر ُ في سورة التوبة }وَقَعَد َ ال ّ ِ
ذي َ
لهل َجلاد ُِلوا أ َ ْ والثلث الثلاني عنلد قلوله تعلالى فلي سلورة العنكبلوت }وََل ت ُ َ
َ
ن{ والثلث الثالث إلى آخر السللور .وعنللد العامللة س ُح َ يأ ْ ب إ ِّل ِبال ِّتي ه ِ َ ال ْك َِتا ِ
ن{ مللو َ م َل ي َعْل َ ُ م فَهُ ل ْ الثلث الول عند قوله تعالى }وَط َب َلعَ الل ّلله ع َل َللى قُل ُللوب ِهِ ْ
ن{. مو َ قل َُها إ ِّل ال َْعال ِ ُما ي َعْ ِ
والثلث الثاني عند قوله تعالى }وَ َ
وقال بعض المتقدمين :الربع الول ينتهي عند رأس ثلث آيات مللن
سورة العراف والربع الثاني عند آخر موضع فللي النصللف ،والربللع الثللالث
ن{ والربللع حي ٍ م إ َِلى ِ مت ّعَْناهُ ْ مُنوا فَ َ عند قوله تعالى في سورة والصافات }َفآ َ
الرابع إلى آخره ،وعند العامة الربع الول عند آخر سللورة النعللام ،والثللاني
عند آخر سورة الكهف ،والثالث عند آخر الصافات ،والرابع إلى آخره ،الّللله
أعلم.
]ص [459
في الهواء والحيتان في البحار .ويقللال إن الصللبي إذا دخللل الكتللاب وتعلللم
بسم الّله الرحمن الرحيم غفر الّله بذلك لثلثة أنفس الب والم والمعلللم.
قال أبو سعيد الخدري :من علم ابنله أو ابنتله شليئا ً ملن القلرآن فلله بكلل
درهم أعطاه للمعلم وزن جبل أحد ،وإذا خرج الصبي من بيته إلللى الكتللاب
يكثر الخير في بيت والده ،ويقل الشّر فيه ،ويهللرب الشلليطان منلله .وقللال
الحسن البصري :من علم ولده القرآن كساه الّله يللوم القيامللة ثلث حلللل
من حلل الجنة الحلة منها خير من الدنيا وما فيها والناس عراة ،ثم له بكل
حرف من كتاب الّله درجة .وروى أبو عبد الرحمن السلمي عن عثمان بللن
عفان رضي الّله عنه عللن رسللول الل ّلله صلللى الل ّلله عليلله وسلللم أنلله قللال:
"أفضلكم من تعلم القرآن ثم علمه" وقال أبو عبد الرحمللن فهللذا الحللديث
أجلسني هذا المجلس ،وكان يعلم الناس ،وكللان معلللم الحسللن والحسللين
رضي الّله تعالى عنهما ،وروى الضحاك عن ابن عباس عن النبي صلى الّله
عليه وسلم أنه قال في حجة الوداع "الّلهم اغفر للمعلمين وأطل أعمارهم
وبارك لهم في كسبهم ومعاشهم" وعن أنس بن مالك في خبر آخر له أنلله
صلى الّله عليه وسلم قال" :الّلهم أغن العلماء وأفقر المعلمين".
)قال الفقيه( والذي قد بارك لهم في كسبهم :يعني قوت يوم بيوم،
والذي قال أفقرهم :يعني ل تكثر أموالهم ،لنله للو كلثرت أملوالهم للتركوا
التعليم.
)قال الفقيه( إذا أراد المعلم أن ينال الثواب ويكون عمله عمل النبياء
فعليلله أن يحفللظ خمسللة أشللياء :أحللدها أن ل يشللارط علللى الجللرة ول
يستقصي بها ،فكل من أعطاه شيئا ً أخذه ومن لللم يعطلله شلليئا ً تركلله ،وإن
شارط على تعليم الهجاء والكتابة وحفظ الصللبيان جللاز .والثللاني أن يكللون
أبدا ً على الوضوء لنلله يمللس المصللحف فللي كللل وقللت وفللي كللل سللاعة.
والثالث أن يكون ناصحا ً في تعليمه مقبل ً على أمره .والرابع أن يعللدل بيللن
الصبيان إذا تنازعوا وينصف بعضهم من بعض ،.ول يميل إلللى أولد الغنيللاء
دون أولد الفقراء .والخامس أن ل يضرب الصبيان ضربا ً مبرحا ً أي موجعللا ً
ول يجاوز الحد فإنه يحاسب به يوم القيامة .وروي عن حبيب بن أبي ثللابت
قال :المعلمون ولدوا بنجم الملوك يحاسبون كمللا يحاسللب الملللوك .وروي
عن بعض المتقدمين أن ابنه أتاه يبكي فقال ما بالك؟ قال ضربني المعلم.
قال :حدثني عكرمة عن ابن عباس أنه قال :معلموا صبيانكم شراركم عند
الّله أقلكم رحمة لليتيم وغلظة على المساكين .وروى بعللض الصللحابة أنلله
قال :ثلثة ل ينظر الّله إليهم يوم القيامللة :معلللم كتللاب يكلللف اليللتيم مللال
يطيق من الجور ،ورجل يجلس عند السلطان يتكلم بهللواه ،ورجللل يسللأل
ي بلن أبللي طلالب رضللي الّلله الناس وهو مستغن عن السلؤال .وقللال علل ّ
تعالى عنه :ما من رجل يحفظ القرآن إل كان حقه في بيت المال كل سنة
مائتي دينار أو ألفي درهم إن حرمه في الدنيا لم يحرملله فللي الخللرة ،وإن
حفظ نصف القرآن فمائة دينار أو ألف درهم
]ص [460
يؤاخذ به الوالي على بيت المال يوم القيامة ،فإن كان للله حسللنات أخللذت
من حسناته وإن لم تكن له حسنات أخذ من أوزار هذا العبد ،فحمللل علللى
الوالي.
]ص [461
)الباب الثالث والخمسون بعد المائة في التحية(
)قال الفقيه( رحمه الّله :تحية المسلمين فيما بينهم التسليم وهو تحية
أهل الجنة ،فينبغي للمسلم أن يفشي السلم عللى جميلع المسللمين فلإن
ذلك من أخلق المؤمنين .وروي عن النبي صلى الّله عليه وسلللم أنلله قللال
لنس بن مالك" :إذا خرجت من منزلك فل يقعن بصرك على أحد من أهللل
في قبلتك إل سلللمت عليلله تللدخل حلوة اليمللان قلبللك ،وإذا دخلللت بيتللك
فسلللم تكللثر بركتللك وبركللة بيتللك" وذكللر بعللض الصللالحين :أن رجل ً مللن
أصدقائه استقبله وقال له كيف أصبحت؟ فقال له الرجللل :ويحللك مللا هللذا
فهل قلت السلم عليكم فيكون لك عشر حسنات فللأرد عليللك فيكللون لللي
عشللر حسللنات ،وإذا اجتمعللت عشللرون حسللنة يرجللى عنللد ذلللك نللزول
الرحمللة؟ وسللئل بعللض الصللالحين عللن قللول الرجللل لصللاحبه أطللال الل ّلله
بقاءك؟ قال هذه تحية الدهرية وتحية المسلمين :السلم عليكم .وروي عن
ابن عمر رضي الّله تعالى عنهما أنه كان يخرج إلى السوق فقيللل للله مللاذا
تصنع في السوق فأنت ل تبيع ول تشتري؟ قللال إنمللا أخللرج لجللل السلللم
ي إذا أتيت نللادي فكان ل يمر على أحد إل سلم عليه وقال لقمان لبنه يا بن ّ
قوم فارمهم بسهم السلم يعني فسلم عليهم ثم اجلس ول تنطللق مللا لللم
ترهم قد نطقوا فإن أفاضوا في خيلر فادخلل معهلم وإن أفاضلوا فلي غيلر
ذلك فتحول عنهم إلى غيرهم ،والّله الموفق.
]ص [462
فرسي كي ل تضربك ،فقال للله الرجللل احبللس فرسللك حللتى أسللألك عللن
شيء ،فأوقفه فقال إني عاهدت الّله تعالى أن أستشير أول من يستقبلني
وأنلت أول ملن اسلتقبلني فلإني أريللد أن أتللزوج فكيللف أتللزوج؟ فقللال لله
المجنون النساء ثلثة :واحدة لك ،وواحدة عليك ،وواحدة عليك أو لللك ،ثللم
قال احذر الفرس كيل تضربك ومضللى ،فقللال الرجللل إنللي لللم أسللأله عللن
تفسيره فلحقه فقال يا هذا احبس فرسك فحبسه فللدنا منلله وقللال فسللره
لي فإني لم أفهم مقالتك ،فقال أمللا الللتي لللك فهللي المللرأة البكللر فقلبهللا
وحبها لك ول تعرف أحدا ً غيرك ،وأما التي عليك فالمتزوجة ذات ولد تأكللل
مالك وتبكي على الزوج الول ،وأما التي لللك أو عليللك فالمتزوجللة الللتي ل
ولد لها فإن كنت خيرا ً لها من الول فهي لك وإل فعليك ،ثم مضللى فلحقلله
الرجل فقال للله ويحللك تكلمللت بكلم الحكمللاء وعملللك عمللل المجللانين؟
فقال يا هذا إن بني إسرائيل أرادوا أن يجعلوني قاضيا ً فأبيت فللألحوا عل ل ّ
ي
فجعلت نفسي مجنونا ً حتى نجوت منهم .وروي في الخبر أن رجل ً جاء إلى
داود النبي صلى الّله عليه وسلم فقال :إني أريد أن أتللزوج فكيللف أتللزوج؟
فقال اذهب إلى سليمان ابني واسأله وكان سليمان ابن سبع سنين فخللرج
الرجل إلى سليمان فوجده يلعب مع الصبيان وهو راكب على قصبة ،فأتللاه
وقال له إني أريد أن أتزوج فكيف أتزوج؟ قال سليمان عليه السلم عليللك
بالذهب الحمر والفضللة البيضللاء ،واحللذر الفللرس كيل تضللربك فلللم يفهللم
جوابه ،وكان داود عليه السلم أمر الرجللل أن يرجللع إليلله ويخللبره بجللوابه،
فرجع إليه فأخبره بمقالته فقال له داود :أما الللذهب الحمللر فللالبكر ،وأمللا
الفضة البيضاء فالثيب الشابة ،وقوله احذر الفرس كيل تضربك :بعني إيللاك
والعجوز أو ذات الولد .وروى أنس بن مالللك عللن النللبي صلللى الل ّلله عليلله
وسلم أنه كان يأمر بالباءة وينهى عن التبتل نهيلا ً شللديدا ً ويقللول" :تزوجللوا
الولود الودود فإني مكاثر بكم النبياء يوم القيامة" وروى عن عبد الل ّلله بللن
عمرو بن العاص عن النبي صللى الّلله عليله وسللم أنله قلال" :أل إن الّلله
تعالى لعن أربعة وأمنت عليه الملئكة :رجل تحصر ولم يجعله الّله حصورا،
وامرأة تذكرت وإنما جعلها الل ّلله امللرأة ،ورجللل تخنللث والل ّلله تعللالى خلقلله
ذكرًا ،والذي يضل العمى عن الطريق" .
]ص [463
مع غلم لها يقال له ميسرة إلى ناحيللة الشللام فللي سللوق بصللرى فأصللاب
ربحا ً كثيرًا ،وألقى الل ّلله تعللالى محبتلله فللي قلللب ميسللرة ،فلمللا رجعللا مللن
سفرهما ونزل عند ملّر الظهللران قللال للله ميسللرة يللا محمللد تقللدم فبشللر
خديجة بما ربحنا فلعلها تزيدك بكرا ً آخللر ففعللل فزادتلله بكللرا ً آخللر ،ثللم إن
ميسرة أخبر خديجة بأنه قد رأى مللن محمللد صلللى الل ّلله عليلله وسلللم فللي
الطريق من العجائب والعلمات والبركات مال يحصى فللوقعت محبتلله فللي
قلب خديجة فرغبت فيه ،فصنعت طعاما ً ودعت رؤساء قريش وطلبت من
أبيها بأن يزوجها من محمد صلى الل ّلله عليلله وسلللم فللأبى وغضللب فسللقته
الخمر حتى سكر ثم طلبت منه فزوجها إلى النبي صلى الّله عليه وسلللم ،
فلما أفاق الشيخ رأى على ثيللابه أثللر الخلللوق فقللال لهللا مللا هللذا؟ فقللالت
زوجتني من محمد صلى الّله عليه وسلم ،فقللال لهللا قللد خطبللك أشللراف
قومك فأبيت ونكحت رجل ً ليس له مال قالت إنه لفلي حسلب ونسلب ،ول
حاجة لي إلى ماله فبنى بها ،فلما بلغ النبي صلى الّله عليلله وسلللم أربعيللن
سنة رأى شيئا ً في الهواء كأنه ظلة تهوي إليه ففزع من ذلك فسللمع صللوتا ً
منه يقول ل تخف فإني جبريل ،فجللاء النللبي صلللى الل ّلله عليلله وسلللم إلللى
خديجة حزينا ً وقال إني رأيت شيئا ً خفته ،وقال ل تخف فإني جبريل وأخاف
على نفسي الجنون ،فقامت خديجة وأتت إلى ورقللة بللن نوفللل وكللان ابللن
عمها وكان قللد قللرأ الكتللاب وتبصللر فللي العلللوم ،فقللالت يللا ابللن العللم إن
صاحبي قد رأى شيئا ً وخاف منه وقللال أنلا جبريللل ،فقللال ورقلة بلن نوفللل
سبحان الّله القدوس :جبريل ناموس الّله الكبر وسفيره إلى النبياء.
)قال الفقيه( :الناموس هو صاحب خبر الخير ،والجاسوس هو صاحب
خبر الشر ،والسفير رسول يصلح بين الثنين .قال ورقة :فإن كان صللاحبك
ي فرجعت إليلله فللأخبرته بللذلك ،فبينمللا هللو جللالس مللع قد رأى هذا فهو نب ّ
خديجة ذات يوم إذ رأى شخصا ً بين السماء والرض ،فقال يللا خديجللة إنللي
أرى شخصلا ً بيللن السللماء والرض ،فقللالت أدن منللي فللدنا منهللا فكشللفت
رأسها وجعلت رأسه على بطنهللا فقللالت هللل تللراه قللال ل ،أعللرض عنللي،
فقالت له أبشر فإنه ملك لو كان شيطانا ً مللا اسللتحى ،فبينمللا رسللول الل ّلله
صلى الّله عليه وسلم يوما ً من اليام على جبللل حللراء إذ ظهللر للله جبريللل
عليه السلم وبسط له بساطا ً كريمًان ثم مسح قللدمه بللالرض فنبللع المللاء
ْ
سللم ِوعلمه الوضوء ثم صلى به ركعتين وأخبره بالنبوة وقرأ عليه }اْقللَرأ ِبا ْ
م{ فرجع إلى خديجة وأخبرها بذلك فآمنت بلله، ك{ إلى قوله }ما لم ي َعْل َ ُ َرب ّ َ
ي .وقللال بعضللهم :أسلللم وعلمها الوضوء والصلة ثم أسلم أبو بكر ،ثم عل ل ّ
علي ثم أبو بكر ثم بلل ،ثم أسلم رفقاء أبي بكر وعثمان وعبد الرحمن بن
عوف وطلحة والزبير وسعد وغيرهم فلما أسلم عمر رضي الّله تعالى عنلله
تم به أربعون رج ً
ل.
]ص [464
)الباب السادس والخمسون بعد المائة في هجرة النبي صلى
الّله عليه وسلم(
)قال الفقيه( رحمه الّله :وقد كان رسول الّله صلى الّله عليه وسلم
يخرج إلى منى ويعرض على أهل الموسم السلم فمّر على نفر مللن أهللل
المدينة فعرض عليهم السلم ،فأسلم معاذ بن عفراء وأسلم القوم كلهللم،
فقال لهم رسول الّله صلى الّله عليه وسلم :هل لكللم أن تنصللروني حللتى
أبلغ رسالت ربي؟ فقالوا يا رسول الل ّلله كللان بيننللا قتللال فللي العللام الول
ونحن متباغضون ولكن وعللدك الموسللم مللن العللام الثللاني ،فرضللي بللذلك
رسول الّله صلى الّله عليه وسلم فرجعوا إلى المدينللة فللدعوا النللاس فللي
السر فلم تأت سنة حتى أسللم أهلل بيلت كلبير فلي المدينلة ،فلملا حضلر
الموسم خرج من المدينة ناس كثير ونزلوا بمنى فخرج منهم سبعون رجل ً
من النصار وامرأة فنزلوا بقعة من منى عن يمين الحمرة ،فجاءهم رسول
الّله صلى الّله عليه وسلم في رحللالهم ومعلله العبللاس ابللن عبللد المطلللب
فقاموا إليه وحبوه بالسلم وسلم عليهم رسول الّله صلى الّله عليه وسلللم
وقال :إن موسى أخذ من بني إسللرائيل اثنللي عشللر نقيب لا ً وأن آخللذ منكللم
النقباء كما أخذ موسى من قومه ،فبلايعوه وقلالوا يلا رسلول الّلله اشلترط
لربك ولنفسك؟ قال أشترط لربي أن تعبدوه ول تشركوا به شيئا ً وأشللترط
لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم ،قالوا فإن فعلنا فما
لنا؟ قال لكم الجنة .فقالوا ربح البيع ،فصاح إبليس لعنه الّله بمنى فقال يللا
معشر قريش هذا محمد يحالف أهل يللثرب عليكللم ،فجللاءوا يطلبللونه فلللم
يجدوه ،فلما رجع النقباء إلى المدينة بعث معهم مصعب بن عميللر يعلمهللم
القرآن ويفقههم في الدين ،فلما علم أهل مكة أن محمدا ً صلى الل ّلله عليلله
وسلم وجد أنصارا ً ومهلاجرين مكلروا بله وأرادوا قتلله ،فللأمره الل ّلله تعللالى
بالهجرة إلى المدينة فأتى رسول الّله صلى الّله عليه وسلم منزل أبي بكر
فقام إليه أبو بكر رضي الّله عنه فقبل رأسه وقللال مالللك يللا رسللول الل ّلله.
قال إن قريشا ً قد أرادوا قتلي ،فقال أبو بكر رضي الل ّلله تعللالى عنلله دمللي
دون دمك ونفسي دون نفسك ،قال النبي صلى الل ّلله عليله وسلللم ُأذن للي
بالهجرة ،فقال أبو بكر عندي بعيران حبستهما للخروج فخذ أحدهما ،فقللال
ل آخذه إل بثمن فاشتراه منه ،فلما أمسى خرج هو وأبو بكر راجلين فسارا
نحو جبل يقال له ثور وانتهيا إلى الغار وأمر أبو بكر رضي الل ّلله تعللالى عنلله
ي بللن أبللي عبد الّله بن فهيرة بأن يرعى غنمه بثور وتخلف تلللك الليلللة عل ل ّ
طالب رضي الّله تعالى عنه على فراش رسول الّله صلى الّله عليه وسلم،
ي بللن أبللي طللالب فقللالوا للله أيللن فجاءت قريش ودخلوا عليه فوجدوا عل ل ّ
محمد؟ فقال ل أدري فخرجوا على أثره حتى أتوا ثورا ً ورسول الّللله صلللى
الّله عليه وسلم مع أبي بكر رضي الّله تعالى عنه في الغللار فعمللي عليهللم
مكانه فأرسلوا في كل مكان يطلبونه فلم يقدروا عليه فرجعوا ،وكان عبللد
الّله بن أبي بكر يأتيه بأخبار أهل مكة كل ليلة ،وكللان عبللد الل ّلله بللن فهيللرة
يأتي بالغنم ويحلبون ويذبحون
]ص [465
ما أرادوا فمكثا فيه ثلث ليال ،ويقال أكثر من ذلك حتى سلكن الهللرج ملن
أهل مكة ،ثم خرجا من الغار واستأجرا رجل ً يدلهما على الطريق يقللال للله
عبد الّله بن أريقط حتى قدما المدينة يوم الثنيللن لليلللتين مضللتا مللن ربيللع
الول.
]ص [466
طوبى لجيش قائدهم رسول الّله صلى الّله عليلله وسلللم ،ومبللارزهم أسللد
الّله ،وجهادهم طاعة الّله ومددهم ملئكة الّله ،وثوابهم رضوان الّله.
ومن غزواته صلى الّله تعالى عليه وسلم غزوة السويق ،وذلك أن أبا
سفيان خرج مع جماعة من أصحابه بعد بدر إلى المدينة وحلف أن ل يرجللع
حتى يقتل أصحاب رسلول الل ّلله صلللى الّلله عليلله وسللم فجللاء إلللى بعلض
نواحي المدينة سرا ً ونزل في بيت يهوديّ ثللم خللرج وأخللذ فرسللين وحللرق
بيتين وقتل رجلين من الصحابة؛ فخرج رسول الّله صلى الل ّلله عليلله وسلللم
مع جماعة من أصحابه في طلبلله فخشللي أبللو سللفيان أن يللدركه الرسللول
صلى الّله عليه وسلم فألقى ملا معله ملن اللزاد فلي الطريلق وهلرب ملع
أصحابه ،وكان أكثر ما ألقوه من الللزاد السللويق فسللميت غللزوة السللويق،
فرجعوا ولم يكن بينهم قتال.
ومنها غزوة بني قينقاع ،وهي من بعض نواحي المدينللة فحاصللرهم
رسول الّله صلى الّله عليه وسلم فشفع إليه عبد الّله بن أبللي ابللن سلللول
مع جماعة من أهل المدينة فتركهم.
ومنها غزوة أحد ،وذلك أن قريشا ً لما رجعوا من بدر جمعوا جموعا ً
كثيرة في السنة الثانية وخرجوا إلى المدينة وكللان القتللال عنللد جبللل أحللد،
وكانت الهزيمة على الكفار حتى تركوا الرماة أمر رسللول الل ّلله صلللى الل ّلله
عليه وسلم واشتغلوا بالغارة فرجعت الكلرة عليهلم فقتلل ملن المسللمين
يومئذ سبعون وجرح كثير منهم وانهزم الباقون ،ثم صرف الّله تعالى عنهم
م سللون َهُ ْ ح ّ م الل ّلله وَع ْلد َه ُ إ ِذ ْ ت َ ُ ص لد َقَك ُ ْ قد ْ َ الكفار فرجعوا فذلك قوله تعالى }وَل َ َ
َ
م ص لي ْت ُ ْ
م لرِ وَع َ َ م فِللي اْل ْ م وَت ََناَزع ْت ُ ْشل ْت ُ ْ
ذا فَ ِ حّتى إ ِ َ ه{ يعني تقتلونهم بإذنه } َ ب ِإ ِذ ْن ِ ِ
َ
م{ يعنللي رجللع صلَرفَك ُ ْ
م ع َن ْهُل ْ م َ ن{ .إلى قللوله }ث ُل ّ حّبو َ ما ت ُ ِ
م َما أَراك ُ ْ
ن ب َعْد ِ َ م ْ ِ
المر عليكم.
ومن غزواته صلى الّله عليه وسلم غزوة بدر الصغرى ،وذلك أن أبا
سفيان قال حين رجع من أحد إن الموعد بيننا وبينكم بدر الصللغرى ،وكللان
هناك سوق فخرج رسول الّله صلى الّله عليه وسلم مللع سللبعين رجل ً مللن
أصحابه فانتهى إلى ذلك الوضع فلم يخرج أحد من الكفار فرجعوا سللالمين
قل َُبوا ل{ إلللى قللوله }فَللان ْ َ سللو ِ جاُبوا ل ِل ّلهِ َوالّر ُ س لت َ َنا ْ ذي َ فذلك قوله تعالى }ال ّ ِ
سوٌء{ . م ُ سه ُ ْ
س ْ م َ م يَ ْل لَ ْ ن الّله وَفَ ْ
ض ٍ م ْ
مة ٍ ِ ب ِن ِعْ َ
ومنها غزوة بطن الرجيع ،وذلك أنه بعث مرثد بن مرثد مع سبعة نفر
منهم عاصم بن أبي الفلح حتى نزلوا بطن الرجيع ،فخرج إليهم المشركين
فقتلوهم وأسروا خبيبا ً ورجل ً آخر وحملوهما إلى مكة وقتلوهما هنللاك ولللم
ينج منهم إل رجل واحد حسبوا أنه مات وتركوه ونجا.
ومنها أنه بعث محمللد بللن مسلللمة مللع جماعللة مللن أصللحابه فخللرج إليهللم
المشركون فقتلوهم إل محمد بن مسلللمة ظنللوا أنلله مللات فنجللا مللن بيللن
القتلى.
]ص [467
ومنها عزوة بئر معونة ،وذلك أن عامر بللن مالللك كللان فارسلا ً مللن
فرسان العرب وكان يلقب بملعب السنة كتب إلى رسول الّله صلى الل ّلله
عليه وسلم أن ابعث لي رجال ً يعلموننا القرآن ويفقهوننللا فللي الللدين وهللم
في ذمتي وجواري ،فبعث رسول الّله صلى الّله عليه وسلم منذر بن عمرو
الساعدي في أربعة عشر رجل ً من المهاجرين والنصار ،فلمللا سللاروا ليلللة
بلغهم أن عامر بن مالك قد مات فكتبوا إلى رسول الل ّلله صلللى الل ّلله عليلله
وسلم فأمدهم بأربعة نفر ،فساروا كلهم حتى انتهوا إلى بئر معونللة فخللرج
إليهم عامر بن الطفيل مع بعللض قبللائل العللرب منهللم رعللل وذكللوان وبنللو
لحيان وعصية فقتلوهم كلهم عنللد بئر معونللة إل عمللرو بلن أميللة الضلمري
وسعد بن أبي وقاص ورجل ً آخر قد كانوا تخلفللوا عللن القللوم ،فلمللا علمللوا
بقتلهم رجعوا إلى المدينة :فقنت رسول الّله صلى الّله عليه وسلم أربعين
يوما ً يدعو على تلك القبائل .ومنها مقتل كعب بن الشرف بعث له رسللول
الّله صلى الّله عليه وسلم محمد بن مسلمة مع ثلثة نفر فقتلوه.
ومنها غزوة بني النضير ،وكان سببها أن عمرو بن أمية الضمري لمللا
رجع من بئر معونة ودنا إلى المدينة خرج رجلن من بني كلب قد كسللاهما
رسول الّله صلى الّله عليه وسلم فقتلهما ولم يعلم بأنهما مسلللمان ،فجللاء
بنو كلب وطلبوا ديتهما فخرج رسول الّله صلى الّله عليه وسلللم إلللى بنللي
ي رضي الّله تعالى عنهم يسللتعين علللى ديللة النضير مع أبي بكر وعمر وعل ّ
الكلبيين ،وقد كان بينهم عهد أن يعينوا عللى معلاقلهم فهملت بنلو النضلير
بقتل النبي صلى الّله عليلله وسلللم فأتللاه جبريللل فللأخبره فخللرج مللن بيللن
ظهرانيهم وأتى المدينة وجمللع العسللكر وأتللاهم وحاصللرهم وقطللع نخيلهللم
وخرب بنيانهم حتى اصطلحوا على أن يتركهم ليخرجللوا ويللتركوا أمللوالهم،
وحمل كل رجل مقدار ما يحمل على بعير وأجلهم إلى الشام فذلك قللوله
فروا م َ ذي أ َ ْ
م{ .ن د َِيارِه ِ ْ
م ْب ِ ل ال ْك َِتا ِ
ن أهْ ِِ ْ ن كَ َ ُ ج ال ّ ِ
ذي َ خَر َ تعالى }هُوَ ال ّ ِ
ومنها غزوة بني المصطلق ،خرج رسول الّله صلى الّله عليه وسلم مع
العسكر وحمل معه عائشة رضي الّله تعالى عنها ،وتكلم فيهللا أهللل الفللك
ة{ إلللى قللوله صلب َ ٌ
ك عُ ْ جللاُءوا ِباْل ِفْل ِن َذي َ بما قالوا حتى نزل قوله تعللالى }ال ّل ِ
ت{ وهي سبع عشرة آية نزلت في براءة عائشللة رضللي ن ِللط ّي َّبا ِ }َوالط ّي ُّبو َ
الّله تعالى عنها وعن أبيها.
ومنها غزوة ذي قرد ،وذلك أن أناسا ً من العراب قدموا وقد ساقوا
البل من بعض نواحي المدينة فخللرج إليهللم رسللول الّلله صللى الل ّلله عليله
وسلم فاسترد منهم ورجعوا.
ومنها غزوة الحديبية ،خرجوا وقدم أبو قتادة النصاري مع جماعة من
أصحابه إلى العمرة فنزلللوا بعسلفان ثللم نزللوا بالحديبيللة وهلي اسللم للبئر
فسميت تلللك المحلللة باسللم بئرهللا وكللان بينهللم وبيللن المشللركين الرمللي
بالحجارة.
]ص [468
ومنها غزوة الخندق ،وذلك أن أهل مكة جمعوا العراب وأتوا المدينة
مقدار ثمانية عشر ألف رجل وهو الحزاب ،وحاصروا المدينة فأمر رسللول
الّله صلى الّله عليه وسلم بحفر الخندق لكيل يدخلها المشركون فللي حللال
غفلتهم فكانوا هناك خمسة عشر يوما ً أو أكللثر ،فأرسللل الل ّلله عليهللم ريحلا ً
ة الل ّلله َ
من ُللوا اذ ْك ُلُروا ن ِعْ َ
مل َ نآ َ ذي َ باردة فانهزموا فذلك قوله تعالى }َيلا أي ّهَللا ال ّل ِ
ل{ . قَتا َن ال ْ ِمِني َ فى الّله ال ْ ُ
مؤ ْ ِ د{ إلى قوله تعالى }وَك َ َ جُنو ٌ م ُ جاَءت ْك ُ ْم إ ِذ ْ َع َل َي ْك ُ ْ
ومنها غزوة بني قريظة ،كانت بقرب المدينة .كان بينهم وبين النبي
صلى الّله عليه وسلم عهد فنقضوا العهد بقدوم الحللزاب ،فلمللا هللزم الل ّلله
الحزاب أتاهم رسول الّله صلى الل ّلله عليلله وسلللم وحاصللرهم حللتى نزلللوا
علللى حكللم سللعد بللن معللاذ ،فحكللم بللأن تقتللل مقللاتلتهم وهللم أربعمللائة
وخمسون ويقال أكثر وفيهم حيي بن أخطللب بللن أسلليد ،وذلللك فللي قللوله
ل ال ّلذين ظ َللاهَروهُم مل َ تعالى }وَأ َن َْز َ
م{ يعنللي صلليهِ ْ صَيا ِن َ مل ْ ْ
ب ِ ل ال ْك ِت َللا ِ ن أهْل ِ ْ ِ ْ ُ ِ َ
ريقًا{ . ن فَ ِسُرو َ ن وَت َأ ِ قت ُُلو َ ريقا ً ت َ ْب فَ ِ م الّرع ْ َ ف ِفي قُُلوب ِهِ ْ حصونهم }وَقَذ َ َ
ومنها غزوة ذات الرقاع ،وقد صلى في تلك الغزوة صلة الخوف ،وقد
كللان أصللحاب الصللفة حفللاة ،وكللانوا يلفللون الخللرق بأقللدامهم مللن شللدة
الطريق ،فكان يسقط منهم الرقاع والخرق ،فسميت غزوة ذات الرقاع.
ومنها غزوة خيبر ،كانت فللي سللنة سللت مللن الهجللرة حللتى فتحهللا
واستولى عليها.
ومنها غزوة مؤتة بعث النبي عليه الصلة والسلم رجال ً من المهاجرين
والنصار وأمّر عليهم زيد بن حارثة وجعفللرا ً الطيللار وعبللد الل ّلله بللن رواحللة
وغيرهم رضي الّله تعالى عنهم.
ومنها غزوة أنمار خرج رسول الّله صلى الّله عليه وسلم مع أصحابه
ولم يكن بينهم قتال.
ومنها فتح مكة ،خرج رسول الّله صلى الّله عليه وسلم ومعه عشرة
آلف من المهاجرين والنصار ،وذلك بعد ثمان سللنين مللن الهجللرة ففتحهللا
وأظهر بها السلم.
ومنها غزوة بني خزيمة ،بعث رسول الّله صلى الّله عليه وسلم خالد
دعلوا بن الوليد بعدما دخل مكة إلى بني خزيمة فقتلهم وسباهم وقد كانوا ا ّ
السلم فلم يصدقهم ،فأمر رسول الّله صلى الّله عليه وسلم بللرد ملا أخللذ
منهم وضمن دية قتلهم.
ومنها غزوة حنين ،خرج رسول الّله صلى الّله عليه وسلم من مكللة
ومعه اثنا عشر ألف رجل إلى هوازن فأعجبوا بأنفسللهم لكللثرتهم فللابتلهم
الّله بالهزيمللة ،ثللم أعللانهم ونصللرهم حللتى ظفللروا بالمشللركين وهزمللوهم
وغنموا غنائم كثيرة ،وهللو الللذي يسللمى يللوم أوطللاس فللذلك قللوله تعللالى
َ
م{ الية. م ك َث َْرت ُك ُ ْ
جب َت ْك ُ ْ
ن إ ِذ ْ أع ْ َحن َي ْ ٍ
م ُ}وَي َوْ َ
]ص [469
ومنها غزوة الطائف رجع رسول الّله صلى الّله عليه وسلم من غزوة
حنين من أوطاس إلى الطائف وحاصرهم أربعين يوما ً حتى فتحها.
ومنها غزوة دومة الجندل ،بعث عبللد الرحمللن بللن عللوف إليهللا مللع
سبعمائة رجل فاصطلحوا وأسلموا فأقام عندهم وتزوج بها امرأة يقال لهللا
عاطر ابنة أصبغ بن عمرو الكلبي ،وهي أم أبي سلمة بن عبد الرحمن.
ومنها غزوة تبوك نحو الروم ،ظفروا بهم وغنمو غنائم كثيرة.
ومنها أن بعث خالد بن الوليد في ثلثمائة إلى دومة الجندل قبل مقدم
عبد الرحمن ،وغنم منها بغنائم كثيرة.
ومنها غزوات سواها لم نذكرها ،فمن أراد فليقرأ المغازي.
]ص [470
)الباب التاسع والخمسون بعد المائة في الدعوات(
)قال الفقيه( رحمه الّله :يستحب للعابد أن يدعو الّله في كل وقت
ويرفع إليه جميع حوائجه فإن ذللك علملة العبوديلة ،وإن أحلب العبلاد إللى
الّله تعالى من يسأله ،وأبغللض العبللاد إلللى الل ّلله تعللالى مللن اسللتغنى عنلله،
وأحب العباد إلى الناس من استغنى عنهم ولم يسألهم شيئًا ،وأبغض العباد
إلى الناس من يسألهم .وقال الشاعر:
الّله يغضب إن تركت سؤاله *وبني آدم حين يسئل يغضب
وروي عن النبي صلى الّله عليه وسلم أنه قال" :ليس شليء أكلرم
على الّله تعالى من الدعاء" وقال صلى الّله عليه وسلم "الدعاء هو العبادة
َ
سلت َك ْب ُِرو َ
ن ن يَ ْ ن ال ّل ِ
ذي َ ب ل َك ُل ْ
م إِ ّ ج ْ سلت َ ِ
عوِني أ ْ ل َرب ّك ُ ْ
م اد ْ ُ ثم تل قوله تعالى}وََقا َ
ن{". ري َخ ِ
دا ِ عَباد َِتي{أي دعوتي إلى قوله تعالى } َ ن ِ
عَ ْ
وقال أبللو هريللرة رضللي الّلله تعلالى عنله :ل يلزال العبللد بخيللر ملا للم
يستعجل ،قيل وكيف يستعجل؟ قال يقول دعوت فلم يسللتجب لللي .وعللن
النبي صلى الّله عليه وسلم صلى الّله عليه وسلم أنه قللال" :مللا دعللا عبللد
دخر بدعوة إل أعطاه الّله ما سأل أو صرف عنه البلء ما هو أعظم من أو ا ّ
له ما هو خير منه" وروي عن العمش عللن إبراهيللم قللال! إذا رأى أحللدكم
شيئا ً يكره في منامه فلينفث عن يساره ثلث مرات وليقل أعوذ بما عاذت
به ملئكة الّله ورسله من شر رؤياي هذه التي رأيت أن تضرني في دنيللاي
أو في آخرتي ،فإنه ل يضره ذلك بإذن الل ّلله تعللالى .وروى أبللو هريللرة عللن
النبي صلى الّله عليه وسلم أنه قلال" :إذا حللم أحلدكم حلملا ً فليلبزق علن
شماله ثلث مرات ،وليستعذ بالّله من شره فإنه لن يضره" وعن عبد الّللله
بن مسعود رضي الّله تعالى عنه أنه قال :إذا بنيللت بأهلللك فمرهللا فلتصللل
ركعتين ثم خذ برأسها وقل الّلهم بارك لللي فللي أهلللي وبللارك لهلللي فل ّ
ي،
وارزقني منهم وأرزقهم مني ،واجمع بيننا ما جمعت في خير ،وفرق بيننا ما
فرقت في خير .وعن ابن عباس رضي الّله تعالى عنهما أنلله قللال :إذا أتللى
أحدكم أهله فليقل الّلهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني ،فإن
ولد بينهما ولد لم يضره الشيطان بإذن الّله تعالى.
وروى أنس ابن مالك رضي الّله تعالى عنه عن النبي صلى الّله عليه
وسلم أنه قال" :ما أنعم الّله على عبد من نعمللة فللي أهللل أو مللال أو ولللد
وقال ما شاء الّله ل قوة إل بالّله فيرى فيه آفة دون الموت ،ثم قرأ }وَل َوَْل
شاَء الّله َل قُوّة َ إ ِّل ِبالّله{" .وعللن مجاهللد قللال :إذا
ما َ ك قُل ْ َ
ت َ جن ّت َ َ خل ْ َ
ت َ إ ِذ ْ د َ َ
دخلك شيء من الطيرة فقل ما شاء الّله ل قوة إل بالّله ل يأتي بالحسنات
إل الّله ول يدفع السيئات إل الّله ثم أمض أوجهك .
وروي عن ابن عمر رضي الّله تعالى عنهما
]ص [471
أنه قال :من ضل له ضاله فليصل ركعتين ثم ليقل بعدما يفرغ من التشللهد
الّلهم يا هادي الضالين ويا راد الضالة اردد علي ضللالتي بعزتللك وسلللطانك
فإنها من فضلللك وعطللائك .وروي عللن سللفيان الثللوري بإسللناده عللن ابللن
عباس رضي الّله تعالى عنهمللا :إذا عسللرت علللى المللرأة ولدتهللا فليكتللب
بسم الّله الذي ل إله إل هلو الحكيلم الكريلم سلبحان رب العلرش العظيلم
ها{ حا َ الحمد لله رب العالمين }ك َأ َنهم يوم يرونها ل َم يل ْبُثوا إّل ع َشللي ً َ
ضلل َ ة أوْ ُ ِ ّ ِ ْ َ َ ُّ ْ َ ْ َ ََ ََْ
ك إ ِّلل ي ُهْل َ ُ
ن ن ََهارٍ ب ََلغ ٌ فَهَ ْ َ
م ْة ِ ساع َ ً م ي َل ْب َُثوا إ ِّل َن لَ ْدو َ ما ُيوع َ ُ
ن َ م ي ََروْ َ م ي َوْ َ }ك َأن ّهُ ْ
ن{ قال سفيان :يكتب في جام ويغسللل فللي جللام وتسللقى قو َ س ُ فا ِ م ال ْ َ قو ْ ُال ْ َ
ماءه.
وروى أبان عن عثمان عن النبي صلى الّله عليه وسلم أنلله قللال" :مللن
أصبح وقال بسم الّلله اللذي ل يضلر ملع اسلمه شليء فلي الرض ول فلي
السماء وهو السميع العليم ثلث مللرات لللم يصللبه بلء حللتى يمسللي ،فللإن
قالها حين يمسي لم يصبه حتى يصبح" .وعن عثمان بن أبي العللاص قللال:
"أتاني رسول الّله صلى الّله عليلله وسلللم وكللان بللي وجللع كللاد أن يهلكنللي
فقال امسحه بيمينك سبع مرات وقل أعوذ بعزة الّله وقللدرته مللن شللر ملا
أجد" فقلت ذلك فبرئت .وروى أبو هريرة "أن رجل ً من أسلم قال ما نمت
البارحة فقال له النبي صلى الّله عليه وسلم مللن أي شلليء؟ قللال لللدغتني
عقرب :فقال أما إنك لو قلت أعوذ بكلمات الّله التامات كلها مللن شللر مللا
خلق لم يضرك إن شاء الّله تعالى" .
وعن بعض الصحابة رضي الّله عنهم أنله قلال :ملن قلال كلملا عطلس
الحمد لله رب العالمين على كل حال أمن من وجع الضللرس .وعللن النللبي
صلى الّله عليه وسلم أنه قال :من سبق العاطس بالحمد لله رب العالمين
أمن من الشوص واللوص والعلوص" يعني إذا قال غير العاطس الحمد لله
قبل حمد العاطس أمن من وجع السن ووجع الذن ووجع البطن .وقال ابن
مسعود رضي الّله تعالى عنه :من قرأ عشر آيات مللن سللورة البقللرة أربللع
آيات من أولها وآية الكرسي وآيتان بعللدها وثلث آيللات مللن آخللر السللورة،
فإن قرأها في أول النهار ل يدخل الشيطان في ذلك الللبيت حللتى يمسللي،
وإن قرأها أول الليل ل يدخله حتى يصبح ،وإن قرئت على مجنون أفاق.
قال بعض المتقدمين :من تضافرت عليه النعم فليكثر من :الحمد لله،
ومن كثرت همومه فليكثر :السلتغفار ،وملن أللح عليله الفقلر فليكلثر ملن
قول :ل حول ول قوة إل بالّله.
وروى عن جعفر بن محمد رضي الّله تعالى عنهمللا قللال :عجبللت لمللن
م كيللف ل يقللول ل يبتلى بأربع كيف يغفل عن أربع :عجبت لمن يبتلللى بللاله ّ
إللله إل أنللت سللبحانك إنللي كنللت مللن الظللالمين لن الّللله تعللالى يقللول
ن{ وعجبت لمن مؤ ْ ِ
مِني َ جي ال ْ ُ م وَك َذ َل ِ َ
ك ن ُن ْ ِ ن ال ْغَ ّم ْجي َْناه ُ ِ
ه وَن َ ّجب َْنا ل َ ُ }َفا ْ
ست َ َ
]ص [472
يخاف شيئا ً كيف ل يقول حسبي الل ّلله ونعللم الوكيللل لن الّلله تعلالى يقلول
ل ل َل ْ
م ن الل ّلله وَفَ ْ
ضل ٍ مل ْ قل َُبوا ب ِن ِعْ َ
م لة ٍ ِ ل فَللان ْ َ م ال ْوَ ِ
كي ل ُ س لب َُنا الل ّلله وَن ِعْل َ
ح ْ}وَقَللاُلوا َ
سوٌء{ وعجبت لمن خاف النللاس كيللف ل يقللول وأفللوض أمللري م ُ سه ُ ْ
س ْ
م َ يَ ْ
مك َُروا{ وعجبت لمللن ما َت َ سي َّئا ِإلى الّله لن الّله تعالى يقول }فَوََقاه ُ الّله َ
رغب في الجنة كيف ل يقول ما شاء الل ّلله ل قللوة إل بللالّله لن الل ّلله تعللالى
ك{ وبالّله التوفيق ،وهو حسبي َ
جن ّت ِ َ
ن َ خْيرا ً ِ
م ْ ن ي ُؤ ْت ِي َِني َ يقول }فَعَ َ
سى َرّبي أ ْ
في كل ضلليق ،أسللأله الهدايللة للرشللد والتحقيللق ،والصلللة والسلللم علللى
سيدنا محمد خاتم النبيين وإمام المرسلين وآله وصحبه أجمعيللن إلللى يللوم
الدين.