You are on page 1of 9

‫ف‬

‫ف نقرأهُ وكي َ‬
‫ن كي َ‬ ‫حواُر الديا ِ‬
‫ِ‬
‫سُره‬ ‫نُ َ‬
‫ف ّ‬
‫بسم الله الرحمن الرحيم‬
‫الحمد لله وحده‪ ،‬والصلة والسلم على من ل نبي‬
‫بعده‪ ،‬وبعد‪.‬‬
‫منسسذ زمسسن ليسسس بالبعيسسد يتبنسسى النظسسام السسسعودي‬
‫مؤتمرات " حوار الديان " ابتداء بمؤتمر مكسسة المكرمسسة ‪..‬‬
‫ومرورا ً بمؤتمر مدريسسد ‪ ..‬وانتهسساءً بسسالمؤتمر الخيسسر السسذي‬
‫انعقد في الجمعية العامسسة للمسسم المتحسسدة ‪ ..‬والسسذي ضسسم‬
‫كبار ومسؤولي دول العسسالم ‪ ..‬ول أظنسسه آخسسر المسسؤتمرات‬
‫قد حسسول " حسسوار الديسسان " ‪ ..‬إذ أن القسسوم‬ ‫السستي سسسُتع َ‬
‫عازمون على الستمرار فيما قد بسسدأوا بسسه ‪ ..‬وتفعيسسل مسسا‬
‫قد توصلوا إليه ‪ ..‬ول ندري إلى أين سينتهون!‬
‫وقد اختلفت قراءة الناس لهذا الحدث ما بيسسن مسسادح‬
‫وطسسساعن ‪ ..‬والمسسسادحون هسسسم الكسسسثر والعلسسسى صسسسوتا ً‬
‫وظهورا ً ‪ ..‬فالتبس على الناس كثير مسسن معسساني ومعسسالم‬
‫الحق مما يجب أن ُيعَرف ‪ ..‬وأن يسسستبين ‪ ..‬ممسسا حسسدا بسسي‬
‫للكتابة حول هذا الموضسسوع؛ موضسسوع " حسسوار الديسسان " ‪..‬‬
‫كيف نقرأه ‪ ..‬وكيف ينبغي أن نفهمه ونفسره ‪ ..‬وما هي‬
‫غايسساته ومراميسسه ‪ ..‬ومسسا هسسي آثسساره علسسى حيسساة وواقسسع‬
‫الناس ‪ ..‬وما هو الموقف الشرعي منه ‪ ..‬راجيا ً مسسن اللسسه‬
‫تعالى السداد والتوفيق‪.‬‬
‫خص قراءتي للموضوع‪ ،‬في النقاط التالية‪:‬‬ ‫أل َ ّ‬
‫أول ً‪ :‬النظمة العربية ‪ ..‬والنظام السسسعودي منهسسم ‪..‬‬
‫د وهسسسي فسسسي حسسسرب معلنسسسة مسسسع السسسسلم‬ ‫منسسسذ عقسسسو ٍ‬
‫والمسلمين ‪ ..‬يرفضسسون السسسلم كسسدين ودولسسة وسياسسسة‬
‫وحكم ‪ ..‬كما يرفضسسون الحسسوار مسسع شسسعوبهم ‪ ..‬والصسسغاء‬
‫إليهم ‪ ..‬ويجّرمون الحوار والمتحاورين ‪ ..‬ومسسن ُيطسسالبهم‬
‫بسسالحوار فغيسساهب السسسجون مصسسيره ‪ ..‬وسسسجونهم المليئة‬
‫بالدعاة إلى الله تعالى تحكسسي هسسذه الحقيقسسة الصسسارخة ‪..‬‬
‫ومن كسسان كسسذلك ل يصسسح لسسه أن يتكلسسم باسسسم السسسلم أو‬
‫ينوب عن المسلمين ‪ ..‬فضل ً عن أن ُيحاور الخرين باسم‬
‫السسسلم والمسسسلمين ‪ ..‬ففاقسسد الشسسيء ل ُيعطيسسه ‪ ..‬ولسسو‬

‫‪1‬‬
‫كانوا صادقين في الحوار ‪ ..‬وأنهم يؤمنسسون بسسالحوار ‪ ..‬أو‬
‫يحترمون الحوار ‪ ..‬لتحاوروا أول ً مع شعوبهم ‪ ..‬وتصالحوا‬
‫معهم!‬
‫ثانيا ‪ :‬مسسن المقومسسات الساسسسية لجسسراء أي حسسوار ‪..‬‬‫ً‬
‫ونجاح أي حوار ‪ ..‬أن يتصف جميع أطراف الحوار بالحرية‬
‫الكاملة التي تمكنهم مسسن طسسرح مسسا يريسسدون ‪ ..‬وقسسول مسسا‬
‫يريسسدون ‪ ..‬وهسسذا مسسا تفقسسده النظمسسة العربيسسة ويفقسسده‬
‫حكامهسسا ‪ ..‬والطسسراف المحسساورة السستي تمثلهسسا ‪ ..‬والسستي‬
‫تشسسسعر بالتبعيسسسة والعمالسسسة لمريكسسسا وغيرهسسسا مسسسن دول‬
‫الستكبار والظلم العالميين!‬
‫فكيف للعبد المملوك الذي يكون قراره لغيره ‪ ..‬وبيد‬
‫غيره ‪ ..‬وليرضسسي غيسسره ‪ ..‬والسسذي يخسساف علسسى نفسسسه أن‬
‫سم له مسسن قبسسل سسسيده ‪ ..‬أن ُيحسساور‬‫قب لو خالف ما ُر ِ‬ ‫ُيعا َ‬
‫ده؟!‬ ‫حرا ً ‪ ..‬أو ُيحاور سي َ‬
‫ثالثا ً‪ :‬إن كثيرا ً من أطسسراف الحسسوار ‪ ..‬وبخاصسسة منهسسا‬
‫الطسسراف السستي شسسهدت المسسؤتمر السسدولي الخيسسر فسسي‬
‫الجمعية العامة للمسسم المتحسسدة ‪ ..‬ملطخسسة أيسساديهم بسسدماء‬
‫عشرات س بل مئات سس اللف مسسن البريسساء ‪ ..‬مسسن الشسسيوخ‬
‫ضع ‪ ..‬وآلتهم العسكرية الضخمة لم‬ ‫والنساء والطفال الر ّ‬
‫تتوقف عن قتل النفس البريئة المعصسسومة ‪ ..‬حسستى فسسي‬
‫ساعة انعقاد مؤتمرهم الدولي عن حوار الديسسان ‪ ..‬كسسانوا‬
‫ُيمارسون القتل ‪ ..‬والهدم لبيوت المنين مسسن المسسسلمين‬
‫المستضعفين ‪ ..‬وكانوا ُيمارسون حصار شعب بكامله كما‬
‫في مدينة غّزة البطلة الصامدة ‪ ..‬ومسن كسان كسذلك كيسف‬
‫يحلو له أن ُيفاوض وُيحاور باسم الديان؟!‬
‫كيسسف للقتلسسة المجرميسسن السسذين ُيمارسسسون القتسسل‬
‫والجسسرام علسسى مسسدار السسساعة وعلسسى أوسسسع نطسساق‪،‬‬
‫وُيمارسسسون أسسسوأ أنسسواع الرهسساب بحسسق مئات اللف مسسن‬
‫البرياء ‪ ..‬وهم مسسا إن تهسسدأ لهسسم حسسرب ‪ ..‬إل ويخططسسون‬
‫ب أخرى ‪ ..‬تلبية لنداء الحقاد والطماع في نفوسهم‬ ‫لحر ٍ‬
‫‪ ..‬كيف لهؤلء أن يتكلموا عن الحوار بين الديان ‪ ..‬وعسسن‬
‫السلم ‪ ..‬وهم في كل يوم ٍ يذبحون بأيديهم السسسلم ألسسف‬
‫مرة ومرة؟!‬

‫‪2‬‬
‫يسسذبحون أمسسة السسسلم والسسسلم مسسن الوريسسد إلسسى‬
‫الوريد ‪ ..‬ومن أقصساها إلسى أقصسساها ‪ ..‬ثسم يتكلمسون عسن‬
‫الحوار ‪ ..‬وعن السلم ‪ ..‬ولو كان عند القوم ذرة من حياء‬
‫‪ ..‬لما تجرأوا على الحسسديث عسسن حسسوار الديسسان ‪ ..‬ول عسسن‬
‫السلم ‪ ..‬ولكن غاب منهم الحياء ‪ ..‬وصدق فيهم الحسسديث‬
‫ح فاصَنع ما شئت "!‬ ‫النبوي‪ ":‬إذا لم تست ِ‬
‫رابعا ً‪ :‬يريد النظام السعودي ‪ ..‬ومن سار فسسي فلكسسه‬
‫وعلسسى طريقتسسه مسسن النظمسسة العربيسسة ‪ ..‬مسسن وراء هسسذه‬
‫المؤتمرات الداعيسسة للحسسوار والتقسسارب بيسسن الديسسان ‪ ..‬أن‬
‫يسجلوا لنفسهم موقفسا ً فسسي المجتمسسع السسدولي سس خوفسا ً‬
‫على كراسيهم وعروشسسهم سس يفيسسد أنهسسم ضسسد الرهسساب ‪..‬‬
‫وأنهم برآء من الرهاب المنبعث من بعض أفراد شعوبهم‬
‫‪ ..‬ومجتمعاتهم س والذي هو أثر من آثار حكمهم وظلمهم س‬
‫فسسسلكوا مسسن أجسسل ذلسسك مسسسلكا ً صسسعبا ً ‪ ..‬حملهسسم علسسى‬
‫التضحية بثوابت الدين السلمي والبراء منهسسا ‪ ..‬فجّرمسسوا‬
‫مى‬ ‫سسسنوا الباطسسل ‪ ..‬عسسن طريسسق مسسا ُيسس ّ‬ ‫ق‪ ،‬وح ّ‬ ‫وأثموا الح ّ‬
‫بحوار الديان ‪ ..‬وهو في حقيقته حوار البراء من الديان!‬
‫خامسا ً‪ :‬الحوار من لوازمه وجود شيء ُيختل َسسف عليسسه‬
‫فيتم حوله الحوار؛ لُيعَرف فيه جانب الحق من الباطسسل ‪..‬‬
‫ومؤتمرات حوار الديان س كما هو معَلن عنها وُيسراد لهسا سس‬
‫ل توجسسد قضسسية للنقسساش والحسسوار ‪ ..‬وهسسي قائمسسة علسسى‬
‫المداهنسسة والكسسذب والمجاملسسة والنفسساق ‪ ..‬والتنسسازل مسسن‬
‫الطرف الذي يمثسسل زورا ً الحسسديث عسسن السسسلم ‪ ..‬وعلسسى‬
‫ن ‪‬القلسسم‪ .9:‬وأن ّسسى لحسسوارات‬ ‫هُنو َ‬ ‫في ُسدْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ه ُ‬‫و ت ُسدْ ِ‬‫دوا ل َ ْ‬ ‫و ّ‬‫مبدأ ‪َ ‬‬
‫تقسسوم علسسى هسسذا السسساس أن ُتثمسسر ‪ ..‬أو تسسؤتي أكلهسسا‬
‫دق مسسن وصسسف هسسذه الحسسوارات بأنهسسا‬ ‫المرجوة ‪ ..‬وقسسد صس َ‬
‫حوار الطرشان ‪ ..‬وليس حوار الديان!‬
‫الله تعالى أمرنا بأن نحاور أهل الكتاب ‪ ..‬وأن نتوجه‬
‫في حوارنا معهم إلى المشسسكلة السسساس والعظسسم بيننسسا‬
‫ل‬ ‫هس َ‬ ‫ل ي َسسا أ َ ْ‬‫قس ْ‬ ‫وبينهم ‪ ..‬وأن نخسساطبهم الخطسساب التسسالي‪ُ :‬‬
‫َ‬
‫ه‬ ‫عب ُدَ إ ِل ّ الل ّ َ‬ ‫م أل ّ ن َ ْ‬ ‫وب َي ْن َك ُ ْ‬‫واء ب َي ْن ََنا َ‬ ‫س َ‬‫ة َ‬ ‫م ٍ‬ ‫وا ْ إ َِلى ك َل َ َ‬ ‫عال َ ْ‬ ‫ب تَ َ‬ ‫ال ْك َِتا ِ‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫دو ِ‬ ‫مسسن ُ‬ ‫عض سا ً أْرَباب سا ً ّ‬ ‫ض سَنا ب َ ْ‬‫ع ُ‬ ‫خذَ ب َ ْ‬ ‫ول َ ي َت ّ ِ‬ ‫شْيئا ً َ‬‫ه َ‬ ‫ك بِ ِ‬ ‫ر َ‬ ‫ش ِ‬‫ول َ ن ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ن ‪‬آل عمسسران‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫قولوا ا ْ‬ ‫ُ‬ ‫ف ُ‬
‫وا َ‬‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫مو َ‬ ‫سسسل ِ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫دوا ب ِأّنا ُ‬ ‫ه ُ‬‫ش َ‬ ‫ول ْ‬ ‫فِإن ت َ َ‬ ‫الل ِ‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫ر أعل ِس َ‬ ‫‪ .64‬فهل حصل شسسيء مسسن ذلسسك ‪ ..‬فسسي أي مسسؤتم ٍ‬

‫‪3‬‬
‫حول حسسوار الديسسان ‪ ..‬علم سا ً أن الجميسسع يتخسسذون بعضسسهم‬
‫بعضا ً أربابا ً من دون الله ‪ ..‬ويشرعون الشرائع التي تعّبسسد‬
‫العبيد للعبيد ‪..‬؟!‬
‫لم يحصل شيء من ذلسسك ‪ ..‬بسسل دعسسا الملسسك الجاهسسل‬
‫م إلى الجتماع على الخلق والمثسسل العليسسا المتفسسق‬ ‫القو َ‬
‫عليها بين الجميع ‪ ..‬وترك المختلف عليه إلى يوم القيامة‬
‫‪ ..‬ليفصل الرب‪ ‬فيما اختلفنا فيه!‬
‫إذا كنا سنترك ما اختلفنسسا فيسسه إلسسى يسسوم القيامسسة ‪..‬‬
‫فلمسسساذا الحسسسوار إذا ً ‪ ..‬ولمسسساذا ُتعقسسسد هسسسذه المسسسؤتمرات‬
‫فق عليها المليين من الدولرات؟!‬ ‫والمحافل ‪ ..‬وُين َ‬
‫ف الجواب عنه في النقطة التالية‪:‬‬ ‫هذا ما سُيعَر ُ‬
‫سادسسسا ً‪ :‬الهسسدف الكسسبر مسسن وراء هسسذه المسسؤتمرات‬
‫والحوارات ‪ ..‬تغييسسب وإلغسساء ثقافسسة وعقيسسدة الجهسساد فسسي‬
‫سبيل الله‪ ،‬وعقيدة الولء والبراء عند المسلمين ‪ ..‬وهسسذا‬
‫مطلب هام ‪ ..‬ومكسب كبير جدا ً لو تحقسسق للعسسدو ‪ ..‬فهسسم‬
‫أشسسد مسسا ينقمسسون مسسن السسسلم والمسسسلمين ‪ ..‬عقيسسدة‬
‫التوحيد ‪ ..‬وعقيدة الجهاد في سبيل الله ‪ ..‬وعقيدة الولء‬
‫ر يسسؤدي إلسسى تعطيسسل أو إلغسساء هسسذه‬ ‫والسسبراء ‪ ..‬وأيمسسا حسسوا ٍ‬
‫العقسسائد والسسسس ‪ ..‬فهسسم ل يسسترددون مسسن إجسسرائه ‪..‬‬
‫والسسسسعي إليسسسه ‪ ..‬وأن ُيضسسسحوا فسسسي سسسسبيله بالغسسسالي‬
‫والنفيس ‪ ..‬للمكاسب الضخمة السستي تتحقسسق لهسسم عنسسدما‬
‫ُتغيب هذه العقائد عن شعور وحيسساة المسسسلمين ‪ ..‬والسستي‬
‫من دونها تنسلخ المة من دينها ‪ ..‬وتفقد مناعتها وقوتها‬
‫ومقومات وجودها ‪ ..‬ويكون مثلها مثل بيت مليء بالذهب‬
‫والجواهر الثمينسسة ‪ ..‬أبسسوابه مشسسرعة ومسسن دون أقفسسال ‪..‬‬
‫في وسط من اللصوص والمجرمين وقطاع الطرق!‬
‫وجاهل الجزيرة العربية " عبد الله بسسن عبسسد العزيسسز "‬
‫أراد للمة س من وراء دعواته المشبوهة إلى حوار الديان س‬
‫أن تكون ذلك البيت المليء بالجواهر الثمينة ‪ ..‬لكسسن مسسن‬
‫دون حصانة ول مناعة‬
‫‪ ..‬ول حراسة ‪ ..‬وأبوابه مشَرعة من غير أقفال للطامعين‬
‫‪ ..‬واللصوص ‪ ..‬من الغزاة المستعمرين!‬
‫حسسوار يحقسسق هسسذه النتيجسسة ‪ ..‬ل شسسك أن جميسسع أمسسم‬
‫الكفر التي تتربص بأمة السلم الكيد والشسسر ‪ ..‬سسسترحب‬

‫‪4‬‬
‫وج له ‪ ..‬وتسعى إليه ‪ ..‬كما حصسسل فسسي المسسؤتمر‬ ‫به ‪ ..‬وتر ّ‬
‫الدولي الخير الذي دعا إليسسه جاهسسل الجزيسسرة ‪ ..‬السسذي إذا‬
‫ع منها!‬ ‫تكلم عشر كلمات ‪ ..‬أخطأ في تس ٍ‬
‫شسسرعن بسساطلهم‬ ‫العدو يرحب بهكذا حسسوار ‪ ..‬عنسسدما ي ُ َ‬
‫وعدوانهم وسطوهم على الحقسسوق والحرمسسات ‪ ..‬ويجعسسل‬
‫باطلهم وعدوانهم حقا ً مشروعا ً ‪ ..‬مسسن جملسسة المسسسلمات‬
‫التي ل تقبل النقاش أو العتراض!‬
‫سابعا ً‪ :‬نقول لجاهل الجزيرة ولمن يطبسسل لمبسسادراته‬
‫التحاورية ‪ ..‬ها أنتم ألغيتم وغيبتم القتال في سبيل اللسسه‬
‫وباسم اللسسه ‪ ..‬فهسسل الطسسراف الخسسرى غيبسست وألغسست أو‬
‫أوقفت القتال في سبيل الطاغوت ‪ ..‬وباسم الطاغوت!‬
‫الناس تموت بساللف سس فسي سساحات القتسسال سس فسي‬
‫سسسبيل الطسساغوت ‪ ..‬ولمسسآرب وأطمسساع الطسساغوت ‪ ..‬فمسسا‬
‫آذاكسسم ذلسسك ‪ ..‬بسسل ترحبسسون بسسه وتحسسسنونه ‪ ..‬وُتكسسافئون‬
‫عليه ‪ ..‬بينما القتال في سبيل الله ‪ ..‬هو الذي يريعكسسم ‪..‬‬
‫ويشينكم ‪ ..‬ويؤذيكم ‪ ..‬وُتجّرمون أصسسحابه ‪ ..‬لسسذا تريسسدون‬
‫أن تتخلصوا منه!‬
‫الطسساغوت يسسستحق أن ُيقت َسسل وُيقات َسسل فسسي سسسبيله ‪..‬‬
‫بينمسسا اللسسه تعسسالى ل تجسسوز طسساعته ‪ ..‬ول القتسسال فسسي‬
‫سبيله ‪ ..‬فهو ل يسسستحق ذلسسك كمسسا يسسستحقه الطسساغوت ‪..‬‬
‫كما يزعمون!‬
‫ل‬‫سِبي ِ‬ ‫في َ‬ ‫ن ِ‬ ‫قات ُِلو َ‬ ‫مُنوا ْ ي ُ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫صدق الله العظيم‪  :‬ال ّ ِ‬
‫ت ‪‬النسسساء‪:‬‬ ‫غو ِ‬ ‫ل الطّسسا ُ‬ ‫سِبي ِ‬ ‫في َ‬ ‫ن ِ‬ ‫قات ُِلو َ‬ ‫فُروا ْ ي ُ َ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬‫وال ّ ِ‬
‫ه َ‬‫الل ّ ِ‬
‫ذكسسر‬ ‫حسسدَهُ ‪ ‬أي إذا ُ‬ ‫و ْ‬ ‫ه َ‬ ‫كسسَر الّلسس ُ‬ ‫ذا ذُ ِ‬ ‫وإ ِ َ‬‫‪ .76‬وقسسال تعسسالى‪َ  :‬‬
‫ن َل‬ ‫َ‬
‫ذي َ‬‫ب ال ّس ِ‬ ‫قل ُسسو ُ‬
‫ت ُ‬ ‫مأّز ْ‬ ‫شس َ‬ ‫القتال في سسسبيل اللسسه وحسسده ‪ ‬ا ْ‬
‫ذا ذُك ِسَر‬‫وإ ِ َ‬
‫ة ‪ ‬ونفروا واستنكروا واستهجنوا ‪َ ‬‬ ‫خَر ِ‬ ‫ن ِباْل ِ‬ ‫مُنو َ‬‫ؤ ِ‬‫يُ ْ‬
‫ه ‪‬؛ أي ذكر الطسساغوت‪ ،‬والقتسسال فسسي سسسبيل‬ ‫دون ِ ِ‬ ‫من ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬‫ال ّ ِ‬
‫ن ‪‬الزمر‪ .45:‬ويفرحون!‬ ‫شُرو َ‬ ‫ست َب ْ ِ‬‫م يَ ْ‬ ‫ه ْ‬
‫ذا ُ‬ ‫الطاغوت ‪ ‬إ ِ َ‬
‫أراد جاهل الجزيرة العربيسسة سس مسسن وراء دعسسواته إلسسى‬
‫حوار الديان س إلغسساء وتعطيسسل الجهسساد فسسي سسسبيل اللسسه ‪..‬‬
‫لتبقى المة فسسي ُثباتهسسا وتخسسديرها وغفلتهسسا عسسن القيسسام‬
‫بواجباتها ‪ ..‬ولتبقسسى كتلسسك القصسسعة السستي تتكسسالب عليهسسا‬
‫الكلة من كل حدب وصوب ‪ ..‬بينمسسا أمسسم الكفسسر مجتمعسسة‬
‫هي في قتال مستمر لمة السلم ‪ ..‬آلتهم العسكرية لسسم‬

‫‪5‬‬
‫تتوقف ساعة عن سفك الدم الحسسرام ‪ ..‬وعسسن العسسدوان ‪..‬‬
‫والجرام!‬
‫هل ّ طالبهم جاهل الجزيرة ‪ ..‬بسسأن يوقفسسوا عسسدوانهم‬
‫وإجرامهم ‪ ..‬وقتلهم لبنسساء المسسسلمين المسسستمر ‪ ..‬قبسسل‬
‫طسل العمسل‬ ‫أن ُيطسالب المسة بسأن تلغسي ‪ ..‬وُتغّيسب ‪ ..‬وتع ّ‬
‫بعقيدة الجهاد في سسسبيل اللسسه ‪ ..‬السسذي بسسه يتحقسسق للمسسة‬
‫النصر والعزة ‪ ..‬والتمكين ‪ ..‬والمكانة العالية بين المم!‬
‫ثامناً‪ :‬من النواميس الثابتسسة السستي فطسسر اللسسه الرض‬
‫ومن عليها ‪ ..‬ناموس وقانون وجود الخير والشر ‪ ..‬وجسسود‬
‫الحسسق والباطسسل ‪ ..‬ولكسسل منهمسسا فريقسسه وأهلسسه وأتبسساعه‬
‫ودعاته ‪ ..‬الذي ل يرضى عسن أتبسساع الفريسق الخسسر ‪ ..‬كمسسا‬
‫مسسا‬ ‫فب ِ َ‬ ‫ل َ‬ ‫قسسا َ‬ ‫قال تعالى عسسن الشسسيطان وجنسسده وأتبسساعه‪َ  :‬‬
‫م ‪‬العسسراف‪.16:‬‬ ‫قي َ‬ ‫س ست َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ك ال ْ ُ‬ ‫ص سَراطَ َ‬ ‫م ِ‬ ‫هس ْ‬ ‫ن لَ ُ‬ ‫عدَ ّ‬ ‫ق ُ‬ ‫وي ْت َِني ل َ ْ‬ ‫غ َ‬ ‫أَ ْ‬
‫فسسي‬ ‫م ِ‬ ‫هس ْ‬ ‫ن لَ ُ‬
‫ُ‬
‫وي ْت َِني لَزي ّن َس ّ‬ ‫غس َ‬ ‫مسسا أ َ ْ‬ ‫ب بِ َ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫قسسا َ‬ ‫وقال تعالى‪َ  :‬‬
‫َ‬ ‫ول ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫صسسي َ‬ ‫خل َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫هس ُ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ك ِ‬ ‫عب َسسادَ َ‬ ‫ن ‪ .‬إ ِل ّ ِ‬ ‫عيس َ‬ ‫م ِ‬‫ج َ‬ ‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫وي َن ّ ُ‬ ‫غ ِ‬ ‫ض َ‬ ‫الْر ِ‬
‫َ‬
‫فسُروا‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّس ِ‬ ‫ك ب ِسأ ّ‬ ‫‪‬الحجسسر‪ .40-39:‬وقسسال تعسسالى‪  :‬ذَل ِس َ‬
‫ل َ‬
‫م‬ ‫هس ْ‬ ‫مسسن ّرب ّ ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫حس ّ‬ ‫عسسوا ال ْ َ‬ ‫من ُسسوا ات ّب َ ُ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّس ِ‬ ‫وأ ّ‬ ‫عوا ال َْباطِس َ َ‬ ‫ات ّب َ ُ‬
‫َ‬
‫م ‪‬محمسسد‪ .3:‬وهمسسا س س أي‬ ‫ه ْ‬ ‫مث َسسال َ ُ‬ ‫سأ ْ‬ ‫ه ِللن ّسسا ِ‬ ‫ب الل ّس ُ‬ ‫ر ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫ك يَ ْ‬ ‫ك َذَل ِ َ‬
‫فريقا الحق والباطل س من أجل سلمة الرض ومن عليهسسا‬
‫فسسي تسسدافع وصسسراع أزلسسي ودائم ‪ ..‬وإلسسى أن يسسرث اللسسه‬
‫الرض ومسسن عليهسسا ‪ ..‬ل يسسستطيع الملسسك الجاهسسل ‪ ..‬ول‬
‫غيره من الطغاة أن ُيعطلوه أو يلغوه س س إل إذا اسسستطاعوا‬
‫أن يلغوا أحد الفريقين من الوجود وأّنى! سسس وإل لفسسسدت‬
‫الرض ‪ ..‬وغرقسست السسسفينة ‪ ..‬وهلسسك الجميسسع‪ ،‬كمسسا قسسال‬
‫ت‬ ‫م ْ‬ ‫هسدّ َ‬ ‫ض لّ ُ‬ ‫عس ٍ‬ ‫هم ب ِب َ ْ‬ ‫ضس ُ‬ ‫ع َ‬ ‫س بَ ْ‬ ‫ه الن ّسسا َ‬ ‫ع الل ّس ِ‬ ‫فس ُ‬ ‫وَل دَ ْ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫تعالى‪َ  :‬‬
‫ه ك َِثيسسرا ً‬ ‫م الل ّ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ها ا ْ‬ ‫في َ‬ ‫جدُ ي ُذْك َُر ِ‬ ‫سا ِ‬ ‫م َ‬ ‫و َ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ٌ‬ ‫صل َ َ‬ ‫و َ‬ ‫ع َ‬ ‫وب ِي َ ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫م ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫ص َ‬ ‫َ‬
‫زي سٌز ‪‬الحسسج‪.40:‬‬ ‫ع ِ‬ ‫ي َ‬ ‫و ّ‬ ‫قس ِ‬ ‫هل َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ن الل س َ‬ ‫صُرهُ إ ِ ّ‬ ‫من َين ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫ن الل ُ‬ ‫صَر ّ‬ ‫ولَين ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ض‬ ‫ّ‬ ‫ول َ د َ ْ‬ ‫َ‬ ‫وقسسال تعسسالى‪َ  :‬‬
‫عس ٍ‬ ‫م ب ِب َ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ضس ُ‬ ‫ع َ‬ ‫س بَ ْ‬ ‫ه الن ّسسا َ‬ ‫ع اللس ِ‬ ‫فس ُ‬ ‫ولس ْ‬
‫َ‬
‫ن ‪‬البقرة‪:‬‬ ‫مي َ‬ ‫عال َ ِ‬ ‫عَلى ال ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ض ٍ‬ ‫ف ْ‬ ‫ذو َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ول َك ِ ّ‬ ‫ض َ‬ ‫ت الْر ُ‬ ‫سدَ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫لّ َ‬
‫ل‬ ‫طسس ِ‬ ‫عل َسسى ال َْبا ِ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ف ب ِسسال ْ َ‬ ‫ذ ُ‬ ‫قسس ِ‬ ‫ل نَ ْ‬ ‫‪ .251‬وقسسال تعسسالى‪  :‬ب َ س ْ‬
‫ن ‪‬النبيسساء‪:‬‬ ‫فو َ‬ ‫صس ُ‬ ‫مسسا ت َ ِ‬ ‫م ّ‬ ‫ل ِ‬ ‫وي ْ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ول َك ُ ُ‬ ‫ق َ‬ ‫ه ٌ‬ ‫و َزا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ذا ُ‬ ‫فإ ِ َ‬‫ه َ‬ ‫غ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫في َدْ َ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ل إِ ّ‬ ‫ق ال َْباطِس ُ‬ ‫هس َ‬ ‫وَز َ‬ ‫ق َ‬ ‫حس ّ‬ ‫جسساء ال ْ َ‬ ‫ل َ‬ ‫قس ْ‬ ‫و ُ‬ ‫‪ .18‬وقسسال تعسسالى‪َ  :‬‬
‫ك‬ ‫هوق سا ً ‪‬السسسراء‪ .81:‬وقسسال تعسسالى‪  :‬ك َسذَل ِ َ‬ ‫ن َز ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ل َ‬ ‫ال َْباطِ َ‬

‫‪6‬‬
‫وَلن‬ ‫ل ‪‬الرعد‪ .17:‬وقال تعالى‪َ  :‬‬ ‫وال َْباطِ َ‬ ‫ق َ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ر ُ‬ ‫ض ِ‬ ‫يَ ْ‬
‫ن‬ ‫ل إِ ّ‬‫قسس ْ‬‫م ُ‬ ‫هسس ْ‬ ‫ّ‬
‫ملت َ ُ‬ ‫ع ِ‬‫حّتى ت َت ّب ِ َ‬ ‫صاَرى َ‬ ‫ول َ الن ّ َ‬ ‫هودُ َ‬ ‫ْ‬
‫ك الي َ ُ‬ ‫عن َ‬ ‫ضى َ‬ ‫ت َْر َ‬
‫َ‬
‫ك‬ ‫جسساء َ‬‫ذي َ‬ ‫عدَ ال ّ ِ‬ ‫هم ب َ ْ‬ ‫واء ُ‬ ‫ه َ‬ ‫تأ ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ن ات ّب َ ْ‬ ‫ولئ ِ ِ‬
‫دى َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫و ال ْ ُ‬ ‫ه َ‬‫ه ُ‬ ‫دى الل ّ ِ‬ ‫ه َ‬‫ُ‬
‫ر ‪‬البقسسرة‪.120:‬‬ ‫صسسي ٍ‬‫ول َ ن َ ِ‬ ‫ي َ‬ ‫ول ِ ّ‬
‫من َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ك ِ‬ ‫ما ل َ َ‬ ‫عل ْم ِ َ‬ ‫ن ال ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ِ‬
‫عسسن‬ ‫م َ‬ ‫دوك ُس ْ‬ ‫ى ي َُر ّ‬ ‫حت ّس َ‬ ‫م َ‬ ‫قسسات ُِلون َك ُ ْ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫ول َ ي ََزاُلو َ‬ ‫وقال تعالى‪َ  :‬‬
‫عوا ْ ‪‬البقرة‪ .217:‬وغيرها كثير من اليات‬ ‫طا ُ‬ ‫ست َ َ‬ ‫نا ْ‬ ‫م إِ ِ‬ ‫ِدين ِك ُ ْ‬
‫القرآنية الدالة على هذا المعنى‪.‬‬
‫وفي الحديث‪ ،‬فقد صح عن النبي‪ ‬أنسسه قسسال‪ ":‬مثسسل‬
‫القائم على حدود الله والواقع فيها‪ ،‬كمثل قوم ٍ استهموا‬
‫س س أي اقسسترعوا س س علسسى سسسفينة‪ ،‬فأصسساب بعضسسهم أعلهسسا‬
‫وبعضهم أسفلها‪ ،‬فكان الذي في أسفلها إذا استقوا مسسن‬
‫خَرقنسسا فسسي‬ ‫من فسسوقهم فقسسالوا‪ :‬لسسو أنسسا َ‬ ‫الماء مروا على َ‬
‫من فوقنا‪ ،‬فإن تركسسوهم ومسسا أرادوا‬ ‫نصيبنا خرقا ً ولم نؤِذ َ‬
‫هلكوا جميعًا‪ ،‬وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعسسا ً "‬
‫البخاري‪.‬‬
‫لذا نقول‪ :‬فإن الحوار ُيشسَرع لثنسسي الشسّر عسسن شسسره‬
‫وعدوانه ‪ ..‬ولنصاف الحق من الباطسسل ‪ ..‬والمظلسسوم مسسن‬
‫الظالم ‪ ..‬فإن تعّثر ذلك عن طريق الحوار والكلمة ‪ ..‬فإن‬
‫الخيارات الخرى بما فيها خيار استخدام القوة الرادعة ‪..‬‬
‫موجودة ‪ ..‬وهي مشروعة بالنقل والعقل ‪ ..‬ل ُيبطلهسسا إل‬
‫جاهل متخاذل ‪ ..‬أو حاقد متحامل على الحق وأهله‪.‬‬
‫قال الملسسك الجاهسسل فسسي مقابلسسة صسسحفية سسسابقة س س‬
‫تناولتها بعض وسائل العلم س وتحت عنوان‪ ":‬ولي العهد‬
‫السعودي‪ :‬نعمل لرساء الديمقراطيسسة الحقيقيسسة‪ ،‬ونأمسسل‬
‫في تحقيقها خلل أقل من ‪ 20‬عاما ً‪ :‬ينبغي علينا محاربة‬
‫الرهاب بالرهاب ‪"..‬ا‪ -‬هس‪ .‬وهسسذا يعنسسي أن الرجسسل يسسؤمن‬
‫بالرهاب ‪ ..‬ويمارس جانبا ً من جوانب ومعاني الرهسساب ‪..‬‬
‫ويحارب الرهاب بالرهاب!‬
‫وفي كلمته الخيرة القصيرة س التي ل تتعسسدى بضسسعة‬
‫أسطر س والسستي ألقاهسا فسسي جمعيسسة المسم المتحسسدة أمسسام‬
‫العسسالم أجمسسع‪ ،‬حسسول حسسوار الديسسان‪ ،‬قسسال‪ ":‬إن الرهسساب‬
‫والجرام عدوا الله وكل دين وحضارة ‪"..‬ا‪ -‬هس‪.‬‬
‫م وجّرم نفسه؛ لنه من‬ ‫وهذا معناه أن الرجل قد شت َ‬
‫قسسوله أعله فالرجسسل يسسؤمن بالرهسساب ‪ ..‬ويمسسارس جانب سا ً‬

‫‪7‬‬
‫م وج سّرم دينسسه كسسذلك ‪..‬‬ ‫ونوع سا ً مسسن الرهسساب ‪ ..‬وقسسد شسست َ‬
‫ة‬
‫و ٍ‬‫ق ّ‬ ‫من ُ‬ ‫عُتم ّ‬ ‫ست َطَ ْ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫هم ّ‬ ‫دوا ْ ل َ ُ‬ ‫ع ّ‬‫وأ َ ِ‬‫وتحديدا ً قوله تعالى‪َ  :‬‬
‫م ‪‬النفسسال‪:‬‬ ‫وك ُ ْ‬ ‫عسدُ ّ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬‫و الل ّس ِ‬ ‫عدْ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ن بِ ِ‬ ‫هُبو َ‬ ‫ل ت ُْر ِ‬‫خي ْ ِ‬ ‫ط ال ْ َ‬ ‫من ّرَبا ِ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬
‫‪ .60‬وهو يدري أو ل يدري ‪!..‬‬
‫كان ينبغي على الملسسك الجاهسسل أن يعسسرض كلمتسسه س س‬
‫دى بضسسعة أسسسطر سسس علسسى لجنسسة هيئة كبسسار‬ ‫السستي ل تتعسس ّ‬
‫العلماء ‪ ..‬ليدققوها وينقحوهسسا لسسه قبسسل أن يلقيهسسا علسسى‬
‫مسامع الناس ‪ ..‬لكن عما يبدو بدل ً مسسن أن يفعسسل ذلسسك ‪..‬‬
‫فقسسد أرسسسل كلمتسسه إلسسى تركسسي الحمسسد ‪ ..‬وغيسسره مسسن‬
‫مستشاريه العلمانيين اللسسبراليين ‪ ..‬ليسسدققوها وينقحوهسسا‬
‫له!!‬
‫هسسل ‪..‬‬ ‫وفسسي الختسسام نسسود أن نقسسول لهسسذا الملسسك الجا ِ‬
‫ولغيره من الطغاة الثمين‪ :‬مهمسسا إئتمرتسسم ‪ ..‬وتسسآمرتم ‪..‬‬
‫وتحاورتم ‪ ..‬ومكرتم ‪ ..‬فدين اللسسه تعسسالى محفسسوظ ‪ ..‬قسسد‬
‫تكفل الله بحفظه ‪ ..‬ل ُيضيره كيدكم ‪ ..‬ول مسسؤتمراتكم ‪..‬‬
‫ول حواراتكم ‪ ..‬في شيء!‬
‫كم هم الذين من قبلكسم السسذين تسآمروا ‪ ..‬ومكسسروا ‪..‬‬
‫وتحسساوروا فيمسسا بينهسسم ‪ ..‬للنيسسل مسسن عظمسسة وصسسفاء‬
‫السسسلم ‪ ..‬فخسساب فسسألهم وظنهسسم ‪ ..‬وانقلبسسوا خاسسسئين‬
‫خاسرين ‪ ..‬فهم إلى حطسسب نسسار جهنسسم وبئس المصسسير ‪..‬‬
‫يلعنهم التاريخ إذا مسسا مسسر علسسى ذكرهسسم ‪ ..‬بينمسسا السسسلم‬
‫بقي شامخا ً عاليا ً ‪ ..‬ثابتا ً عظيما ً ‪ ..‬ل يحس بأثر مسسؤامرات‬
‫المتآمرين ‪ ..‬والمتحاورين ‪ ..‬فضل ً عن أن يتأثر بها!‬
‫وفسسروا عليكسسم نفقسسات تلسسك المسسؤتمرات ‪ ..‬ففقسسراء‬
‫شعوبكم أولى بهسسا ‪ ..‬كسسم هسسم السسذين أنفقسسوا قبلكسسم مسسن‬
‫المسسوال والسسثروات الطائلسسة السستي ل يمكسسن إحصسساؤها ول‬
‫عدها للنيل من صفاء وعظمة السلم ‪ ..‬وليصدوا النسساس‬
‫عن سبيل الله ‪ ..‬صراط الله المسسستقيم ‪ ..‬ثسسم انقلسسب مسسا‬
‫أنفقوه حسرة عليهم وندامة‪ ،‬ولت حين مندم‪ ،‬كمسسا قسسال‬
‫دوا ْ َ‬ ‫َ‬
‫عسن‬ ‫صس ّ‬‫م ل ِي َ ُ‬ ‫ه ْ‬‫وال َ ُ‬ ‫مس َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫قسو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫فُروا ْ ُين ِ‬ ‫ن كَ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫تعالى‪  :‬إ ِ ّ‬
‫م‬‫س سَرةً ث ُ س ّ‬ ‫ح ْ‬ ‫م َ‬ ‫هس ْ‬ ‫ن َ َ‬ ‫م ت َك ُسسو ُ‬ ‫ها ث ُ س ّ‬ ‫ف ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ س ِ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫قون َ َ‬ ‫س سُين ِ‬ ‫ف َ‬ ‫س سِبي ِ‬ ‫َ‬
‫ن ‪‬النفال‪.36:‬‬ ‫حشُرو َ‬ ‫َ‬ ‫م يُ ْ‬ ‫هن ّ َ‬ ‫ج َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ن كفُروا إ ِلى َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫وال ِ‬ ‫ن َ‬ ‫َ‬
‫غلُبو َ‬ ‫يُ ْ‬
‫والسر في هذا كله معلوم للقاصي والسسداني ‪ ..‬وهسسو‬
‫أن السلم هو دين اللسسه ‪ ..‬وديسسن اللسسه ل ُيحسساَرب ‪ ..‬ومسسن‬

‫‪8‬‬
‫أراد أن ُيحارب دين الله ‪ ..‬يعني أنه قد أعلن الحرب علسسى‬
‫الله ‪ ..‬والله تعالى ل ُيحاَرب ‪ ..‬فهو القاهر فوق عبسساده ‪..‬‬
‫والغالب على أمره ‪ ..‬يفعل ما يشاء ‪ ..‬ل ُيسأل عما يفعل‬
‫وهم ُيسألون ‪ ..‬أفل تعقلون؟!‬
‫اعلموا أن الله تعالى قد تكفسسل بحفسسظ دينسسه ‪ ..‬ومسسن‬
‫ن‬‫حسس ُ‬ ‫ضيعة ول خوف عليه ‪  ..‬إ ِّنا ن َ ْ‬ ‫فل الله بحفظه فل َ‬ ‫تك ّ‬
‫ن ‪‬الحجر‪.9:‬‬ ‫ظو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫ه لَ َ‬
‫وإ ِّنا ل َ ُ‬
‫ن َّزل َْنا الذّك َْر َ‬
‫ن ‪.. ‬؟! إنسسه اللسسه ‪ ..‬إنسسه اللسسه‬ ‫حس ُ‬ ‫أتدرون ما معنى ‪ ‬إ ِّنا ن َ ْ‬
‫تعالى ‪ ..‬فمع من ُتحاولون أيها الطغاة؟!!‬
‫اللهم لك الحمد حمدا ً كثيرا ً طيبا ً مباركسا ً فيسسه ‪ ..‬عسسدد‬
‫مداد كلماِتك ‪..‬‬ ‫شك ‪ ..‬و ِ‬‫ة عر ِ‬
‫زن َ َ‬
‫سك ‪ ..‬و ِ‬ ‫خلقك ‪ ..‬ورضى نف ِ‬
‫ن ن َّزل ْن َسسا‬
‫حس ُ‬ ‫كما أنزلت علينا في كتابك‪ ،‬قولك الحق‪  :‬إ ِّنا ن َ ْ‬
‫ن ‪‬الحجر‪ .9:‬والسستي لولهسسا لضسسعنا ‪..‬‬ ‫ظو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫وإ ِّنا ل َ ُ‬
‫الذّك َْر َ‬
‫ن بعيسد ‪ ..‬فلسك الحمسد يسا ربنسا حستى‬ ‫وضاع ديننسا منسذ زمس ٍ‬
‫ض‬
‫ترضى ‪ ..‬وبعد أن ترضسسى ‪ ..‬وإلسسى أن نلقسساك وأنسست را ٍ‬
‫عنا برحمتك وعفوك ‪ ..‬وأنت أرحم الراحمين‪.‬‬
‫وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد‪ ،‬وعلى آله‬
‫وصحبه وسلم‪.‬‬
‫وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين‪.‬‬

‫عبد المنعم مصطفى حليمة‬


‫" أبو بصير الطرطوسي "‬
‫‪ 21/11/1429‬هس‪ 19/11/2008 .‬م‪.‬‬
‫‪www.abubaseer.bizland.com‬‬

‫‪9‬‬

You might also like