You are on page 1of 12

‫قواعد المعلومات القانونية‬

‫لتحسين آلية اتخاذ القرارفي العمل البلدي‬


‫د‪ .‬منى الشقر جبور‬ ‫د‪ .‬فيليب نبهان‬
‫‪moacja@ul.edu.lb‬‬ ‫‪pnabhan@ul.edu.lb‬‬

‫د‪.‬محمود جبور‬
‫‪mahmoudjabbour@hotmail.com‬‬

‫ملخص‬
‫توفر قواعد المعلومات‪ ،‬التي انشئت في مركز البحاث والدراسات في المعلوماتية القانونية‪ ،‬وسيلة‬
‫هامة‪ ،‬لخلق أنظمة مساعدة على اتخاذ القرار‪ ،‬من قبل اي هيئة من هيئات الدارات المعنية‪ ،‬في‬
‫لبنان‪ ،‬بالقضايا والمسائل القانونية‪.‬‬
‫ويعود ذلك الى عاملين‪ :‬الول ارتكازها في جزء أساسي على تقنيات معالجة المعلومة‪ ،‬باعتماد‬
‫تقنيات معالجة اللغة الطبيعية‪ ،‬مضافا اليه‪ ،‬العتماد على رسم سيمائية النص‪ .‬أما العامل الثاني فهو‪،‬‬
‫نظام السترجاع الذي يوفر امكانات استخراج معلومات‪ ،‬يؤمن تقاطعها‪ ،‬الحصول على جداول‬
‫ولوائح ذات معلومات مختلفة‪ ،‬كما يفسح في المجال أمام تحليل وادارة‪ ،‬كل ما يمكن تصوره‪ ،‬من‬
‫علقات بين حقول البحث المختلفة‪ ،‬المحددة بشكل مسبق‪ ،‬في قواعد المعلومات‪.‬‬
‫ويمكن للباحث‪ ،‬أن يستعمل العديد من المعايير‪ ،‬ليضبط اطار بحثه‪ ،‬بحيث يتمكن من الوصول‪ ،‬الى‬
‫المعلومات التي يريدها‪ ،‬دون غيرها‪.‬‬
‫ويمكن استخدام المعلومات المخزنة‪ ،‬باستخدام العديد من تقنيات التحليل‪ ،‬بحيث تستنبط‪ ،‬برامج‬
‫وتطبيقات مساعدة‪ ،‬ليس فقط على تحسين عملية القرار‪ ،‬وانما ايضا‪ ،‬على توقع نتائج قضية ما او‬
‫قرار معين‪ .‬يضاف الى ذلك‪ ،‬المصداقية التي يؤمنها حجم المعلومات والمتداد الشامل الذي تمثله‪،‬‬
‫على كامل عملية التشريع‪ ،‬والتنظيم‪ ،‬والجتهاد‪ ،‬للبحاث والدراسات الحصائية‪ ،‬والجتماعية‪،‬‬
‫بكافة اشكالها‪ .‬وغني عن القول‪ ،‬ما لهذه البحاث والدراسات‪ ،‬من اهمية بالنسبة الى كل معني باتخاذ‬
‫القرار‪ ،‬لسيما في القطاع العام‪.‬‬
‫انطلقا من هنا‪ ،‬تبحث هذه الورقة في‪ ،‬ما هو مطلوب من قواعد المعلومات القانونية‪ ،‬كي تتمكن من‬
‫لعب الدور الفاعل‪ ،‬على مستوى تحسين آلية اتخاذ القرار‪ ،‬في المجال البلدي‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪The legal databases elaborated by the legal informatics center at the‬‬
‫‪_Lebanese University_ provide a powerful tool to design and produce‬‬
‫‪"decision supporting systems" for any administration body. This is due to‬‬
‫‪two specifics: The first is the information processing techniques which rely‬‬
‫‪heavily on "natural language processing" as well as on applying "semantic‬‬
‫"‪mapping techniques". The second is the "information retrieval system‬‬
‫‪which enables cross reference retrieving operations, and permits to work out‬‬
‫‪every conceivable correlation between information. The user has the‬‬
‫‪possibility to use many criterions to locate the needed information, with a‬‬
‫‪.high level of results relevancy‬‬
‫‪Relying on the databases contents, different analyzing techniques can be‬‬
‫‪applied to retrieved data in order to enhance decision making process as well‬‬
‫‪as to support prediction ability. The huge number of information contained‬‬
‫‪in the databases makes it reliable for statistics studies as well as for social,‬‬
‫‪political and juridical ones. All of which, are of crucial interest, for those‬‬
‫‪who are concerned by the decision making process, particularly in the public‬‬
‫‪.sector‬‬
‫‪This paper deals with the needed requirements in legal databases to enhance‬‬
‫‪.Municipal decision making process‬‬

‫المقدمة‪ :‬قواعد المعلومات في العمل البلدي‬


‫من المتعارف عليه أنه‪ ،‬اضافة الى التغيير الذي يحدثه على مستوى التنظيم والبنية الدارية‪ ،‬يشكل‬
‫استخدام تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬بكافة أوجهها‪ ،‬واحدا من المفاتيح الساسية التي تعزز تحسين نوعية‬
‫الداء‪ ،‬والنتاج‪ ،‬والخدمات في أي ادارة كانت‪ ،‬سواء في القطاع العام او في القطاع الخاص‪،‬‬
‫وسواء أكانت مركزية أم محلية‪.‬‬
‫ويخضع المجال القانوني هو الخر لهذه القاعدة‪ ،‬حيث باتت قواعد المعلومات والتطبيقات المعلوماتية‬
‫المختلفة‪ ،‬لسيما النظمة المساعدة على اتخاذ القرار‪ ،‬حاجة ملحة‪ ،‬لدى المعنيين باتخاذه‪.‬‬
‫انطلقا من هذه المسلمات‪ ،‬سنحاول القاء الضوء‪ ،‬على الفرص التي يتيحها استخدام قواعد المعلومات‬
‫القانونية‪ ،‬أمام الدارة المحلية‪ ،‬ممثلة بالبلديات‪ ،‬في ممارسة دورها بشكل فاعل‪ ،‬وفي تحسين آلية‬
‫اتخاذ قرارتها‪ ،‬لسيما لجهة انسجامها‪ ،‬مع الصول والحكام التشريعية والتنظيمية‪ ،‬التي تطبق‬
‫عليها‪.‬‬
‫اذ تسمح قواعد المعلومات‪ ،‬بنشر المعرفة القانونية وتعميقها‪ ،‬بحيث يصبح من السهل على المعنيين‬
‫باتخاذ القرار‪ ،‬تلفي العثرات والثغرات‪ ،‬التي يمكن ان تؤدي الى ابطاله‪ ،‬او الى افتقاده للمصداقية‬
‫المطلوبة‪ ،‬والتي تحول بالنتيجة‪ ،‬دون تحقيق الهداف المرجوة‪.‬‬
‫ويصبح هذا المر ممكنا‪ ،‬متى توفرت المقومات والمعايير الضرورية‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫بناء قواعد المعلومات واعدادها‪ ،‬بشكل يتناسب والحاجات المختلفة‪ ،‬الني تقف وراء‬ ‫‪-‬‬
‫البحث عن المعلومة‪.‬‬
‫تأمين التصال السهل‪ ،‬بين الباحث وخزان المعلومات‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫توفير نظام استرجاعي‪ ،‬يوفر اسخراج المعلومات‪ ،‬بحسب لوائح وتقاطعات‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫متعددة البعاد‪.‬‬

‫‪ -1‬بناء قواعد المعلومات واعدادها بشكل يتناسب والحاجات البحثية‬


‫ترافق انتشار تقنيات المعلومات ‪ ،‬مع الزدياد الهائل في حجم المعلومات‪ ،‬ومع الوعي لهمية‬
‫امكانات تجميعها وتخزينها‪ ،‬بهدف الفادة منها‪ ،‬عبر استرجاعها وتحليلها‪ ،‬بواسطة عدد من البرامج‬
‫والتطبيقات المختلفة‪ ،‬لخلق قيمة مضافة منها‪.‬‬
‫ول يخرج المجال القانوني عن هذا السياق‪ .‬ففي الوقت الذي يتضخم فيه حجم المعلومات‪ ،‬يزداد‬
‫ايضا‪ ،‬وبالمقابل‪ ،‬عدد قواعد المعلومات الضخمة‪ ،‬التي تخزن الجتهاد كامل‪ ،‬او مئات آلف‬
‫الصفحات الفقهية‪ ،‬والنصوص التشريعية والتنظيمية‪.‬‬
‫كذلك يتوسع‪،‬على خط مواز‪ ،‬اللجوء الى قواعد المعلومات المتخصصة‪ ،‬التي تسمح لصحاب‬
‫اختصاص قانوني معين‪ ،‬بالجمع ما بين النصوص التشريعية‪ ،‬والتنظيمية‪ ،‬والفقهية‪ ،‬والجتهادية‬
‫للخروج بنتيجة‪ ،‬أو بحل لمسالة معينة‪ ،‬أو بتوقع نتيجة ما‪.‬‬
‫كما يجري استخدام قواعد المعلومات القانونية‪ ،‬كاداة مراقبة‪ ،‬ووصف للواقع القانوني‪ ،‬عبر‬
‫المعطيات التشريعية‪ ،‬والتنظيمية‪ ،‬والجتهادية والفقهية‪ .‬حيث يمكن من خلل مقارنة النصوص‬
‫والممارسات‪ ،‬والتعمق في دراسة ظواهر محددة‪ ،‬وخاصة ضمن مجال قانوني معين‪ ،‬تبين‬
‫الثغرات‪ ،‬ومتابعة التطور‪ ،‬الذي يشهده هذا المجال‪.‬‬

‫قواعد معلومات متخصصة لتحسين آلية اتخاذ القرار البلدي‬


‫من المفترض في القواعد التي تهدف الى تحسين آلية اتخاذ القرار‪،‬أن تتجاوب ومتطلبات تتناول‬
‫كمية المحتوى‪ ،‬إضافة إلى نوعيته‪ ،‬في هذا الطار‪ ،‬ل بد من جمع أكبر كمية ممكنة من المعلومات‪،‬‬
‫تبعا لمعايير ترتكز الى المجال والنشاط‪ ،‬الذي سيجري العتماد فيهما على قواعد المعلومات‪ .‬وهذا‬
‫إفساحا في المجال‪ ،‬أمام استخدام هذه المعلومات‪ ،‬بشكل فاعل‪ ،‬في عمليات التحليل والحصاء‬
‫اللزمة‪.‬‬
‫* حجم المعلومات‬
‫لحجم المعلومات‪ ،‬في النظمة التي تستخدم لتحسين نوعية القرارات‪ ،‬الثر الكيد على فاعلية‬
‫النظام‪ ،‬كونها تحدد اتساع الرؤية التي يتيحها‪ ،‬والمصداقية في التعرف على الطار الكامل للقرار‪.‬‬
‫لذا‪ ،‬ل بد من الشارة إلى ارتكاز النظام المعتمد في مركز المعلوماتية القانونية‪ ،‬الى قواعد‬
‫معلومات يبلغ حجمها حدا يجعل منها مرجعا موثوقا‪ ،‬يمكن استخدام محتوياته في العديد من‬
‫التطبيقات المعلوماتية‪ ،‬التي تساعد في اتخاذ القرار التشريعي والتنظيمي والداري على السواء‪،‬‬
‫وذلك على كافة الصعد التي تتناول نشاطاث المجتمع المختلفة‪.‬‬
‫وتتميز هذه المعلومات‪ ،‬بكونها تغطي كامل مساحة التنظيم والتشريع والجتهاد اللبناني‪ ،‬بشكل‬
‫يضمن‪ ،‬ليس فقط تأمين وسائل العمل اليومي‪ ،‬من وصول الى المعلومة الضرورية‪ ،‬باقل جهد‬
‫وكلفة ووقت‪ ،‬بل انه يتجاوز ذلك‪ ،‬إلى إتاحة فرص التحليل والحصاء‪ ،‬لغراض التنمية والتطوير‪.‬‬
‫انسجاما مع هذا الدور‪ ،‬تتوزع المعلومات على ملفات او قواعد‪ ،‬تاريخية وعامة‪ ،‬وأخرى ميومة‬
‫ومتخصصة‪ ،‬هي‪:‬‬
‫ملف الجريدة الرسمية‪ ،‬الذي يضم تاريخ التشريع والتنظيم اللبناني كامل‪ ،‬منذ‬ ‫‪-‬‬
‫النتداب وحتى اليوم‪ .‬ويبلغ عدد النصوص في هذه القاعدة‪. 56000 :‬‬
‫ملف التشريع النافذ‪ ،‬الذي يضم النصوص التشريعية والتنظيمية‪ ،‬المستعملة في‬ ‫‪-‬‬
‫الممارسة اليومية‪ .‬ويبلغ عدد النصوص في هذه القاعدة‪. 6400 :‬‬
‫ملف الجتهاد غير المنشور‪ ،‬الذي يضم الحكام المأخوذة مباشرة من أقلم‬ ‫‪-‬‬
‫المحاكم‪ .‬ويشمل هذا الملف‪ :‬القرارات الصادرة عن المحاكم المدنية‪ ،‬والجزائية‪ ،‬والدارية‪.‬‬
‫ويبلغ عدد النصوص في هذه القاعدة‪. 28000:‬‬
‫ملف الجتهاد المنشور)القاعدة البيبليوغرافية(‪ ،‬ويضم القرارات المنشورة في‬ ‫‪-‬‬
‫المجلت القانونية المتخصصة والعامة‪ ،‬إضافة إلى مقالت وآراء فقهية‪ .‬ويبلغ عدد‬
‫النصوص في هذه القاعدة‪. 46000 :‬‬
‫ملف المحاضر النيابية‪ ،‬وفيه نقاشات المجلس‪ ،‬وآراء النواب في التشريعات‬ ‫‪-‬‬
‫والتنظيمات المختلفة‪ ،‬منذ بدايته حتى اليوم‪ .‬ويشكل هذا الملف‪ ،‬الخلفية الضرورية‪ ،‬لتفسير‬
‫واستيضاح بعض الحكام‪ ،‬والقواعد القانونية‪.‬‬
‫* نوعية المعلومات‬
‫بالعودة الى الطار القانوني‪ ،‬الذي يحيط بالنشاط البلدي عامة‪ ،‬والقرار البلدي خاصة‪ ،‬يكون من‬
‫الضروري‪ ،‬بالنسبة لقاعدة المعلومات المتخصصة في العمل البلدي‪ ،‬أن يلجأ الى تخزين النصوص‬
‫التشريعية والتنظيمية المختلفة‪ ،‬إضافة الى الجتهاد‪ .‬بحيث تتم الحاطة بجميع النصوص‬
‫الضرورية‪ ،‬لدعم اتخاذ القرار‪ ،‬بشكل سليم‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬يتقرر محتوى هذه القواعد‪ ،‬بما يتلءم وحاجات اتخاذ القرار البلدي‪ ،‬لسيما إطاره القانوني‪،‬‬
‫الذي يتالف من قواعد واحكام مختلفة المصادر‪ ،‬تتوزع على النصوص العامة والخاصة‪ ،‬وتنقسم‬
‫بين ما هو صادر عن السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية‪ ،‬إضافة الى ما يصدر عن السلطة‬
‫القضائية‪ ،‬وبعض الراء الفقهية عند الحاجة‪.‬‬

‫النصوص التشريعية والتنظيمية‬ ‫‪-1‬‬


‫ترتكز آلية اتخاذ القرار البلدي‪ ،‬في الجزء الساسي منها‪ ،‬الى النصوص التشريعية والتنظيمية‬
‫السارية المفعول‪ ،‬اذ تلعب البلدية‪ ،‬على الصعيد المحلي‪ ،‬دورا أساسيا في التنمية‪ ،‬بمختلف أشكالها‬
‫ووجوهها‪ .‬وتقوم بترجمة هذا الدور‪ ،‬عبر اتخاذها للقرارات المتعلقة بالشؤون القتصادية‪،‬‬
‫والجتماعية‪ ،‬والتجارية‪ ،‬والدارية‪ ،‬والتربوية والعمارية الخ‪ ...‬لممارسة الصلحيات التي يعطيها‬
‫اياها القانون و ضمن التطاق الذي حدده لها‪.‬‬
‫وتعتبر القرارات البلدية‪ ،‬بحسب القانون‪ ،‬أعمال ذات طابع عام‪ ،‬أو منفعة عامة محلية‪ ،‬يفترض‬
‫لوضعها موضع التنفيذ من قبل السلطة المحلية‪ ،‬استيفاؤها لكافة الشروط القانونية‪ ،‬الشكلية منها‬
‫والموضوعية‪.‬‬
‫كأن تصدر في شكل خطي‪ ،‬وفي جلسة مناقشة قانونية‪ ،‬وبعد مداولة وتبادل وجهات نظر‪ ،‬وبعد دعوة‬
‫خطية روعيت فيها كافة الصول القانونية‪ ،‬من ذكر للسباب والمواضيع المدرجة على جدول‬
‫العمال‪ ،‬الى توفر الكثرية المطلوبة لصدار القرار‪ .‬وعلى أن تكون السلطة التقريرية قد التزمت‬
‫حدود اختصاصها‪ ،‬وصلحياتها‪ ،‬بحسب القوانين المرعية الجراء‪.‬‬
‫وهذا يعني‪ ،‬فيما يعني‪ ،‬بالنسبة لمتخذي القرار البلدي‪ ،‬مجموعة من الحقائق منها‪:‬‬
‫ضرورة الحاطة بالقوانين والنظمة السارية المفعول‪ ،‬المر الذي يفرض‪ ،‬مواكبة‬ ‫‪-‬‬
‫النشر القانوني للنظمة والقوانين‪ ،‬ليس فقط في المجموعات القانونية النافذة‪ ،‬وانما أيضا‬
‫في الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫اللمام بالقوانين الخاصة‪ ،‬التي ترعى مباشرة اتخاذ القرار البلدي‪ ،‬اضافة الى‬ ‫‪-‬‬
‫القوانين والنظمة‪ ،‬التي تتقاطع معها او تكملها‪.‬‬
‫امتلك وسائل وأدوات‪ ،‬تمكن من متابعة تطبيق النصوص‪ ،‬للفادة من‬ ‫‪-‬‬
‫التوضيحات والتحديدات التي يمكن ان تنتج عنه‪ ،‬كما تسمح بالتعرف الى كيفية تفاعل النص‬
‫مع الواقع‪.‬‬
‫وجود رقابة على القرارات البلدية‪ ،‬تبعا للصول القانونية والتنظيمية التي تخضع‬ ‫‪-‬‬
‫لها هذه الخيرة‪ ،‬والتي ل يمكن تجاهلها‪ ،‬دون الوقوع في محاذير كثيرة‪ ،‬ليس أقلها‪ ،‬ابطال‬
‫القرارات البلدية‪ ،‬أو حتى تصويبها‪ ،‬مع ما يعنيه ذلك‪ ،‬وفي الحالتين‪ ،‬من كلفة مادية‪،‬‬
‫واضرار بالمصداقية‪ ،‬واعاقة للعمل‪ ،‬وضرب للثقة بين المواطن والبلدية‪ .‬و تتفاوت‬
‫درجات الرقابة‪ ،‬بتفاوت الصلحيات والختصاصات‪ ،‬كما وبتفاوت أهميتها الدارية‬
‫والتنظيمية والمالية‪.‬‬
‫لكل ما تقدم‪ ،‬تبرز حاجة متخذ القرار البلدي‪ ،‬الى مجموعة القوانين النافذة بكاملها‪ ،‬إضافة الى‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬فالعمال البلدية‪ ،‬أهمها القرارات‪ ،‬معنية ب‪:‬‬
‫الدستور‪ ،‬الذي على اساسه تنشا البلديات والسلطات المحلية‪ ،‬وتعطى صلحياتها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتوضع التشريعات الخاصة بها‪.‬‬
‫قوانين النتخاب‪ ،‬البلدية والنيابية‬ ‫‪-‬‬
‫القوانين البلدية‪ ،‬التي تتولى مباشرة تنظيم المور البلدية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫النصوص التي تتقاطع مع القوانين البلدية‪ ،‬تبعا لمجال العمل البلدي مثل‪ :‬القوانين‬ ‫‪-‬‬
‫التي ترعى العقود المدنية‪ ،‬والتجارية‪ ،‬والجتماعية‪ ،‬قوانين العمل والضمان‪ ،‬قانون التنظيم‬
‫المدني‪.‬‬
‫قوانين المحاسبة العمومية‪ ،‬التي تخضع لها البلديات التي يزيد حجم وارداتها عن‬ ‫‪-‬‬
‫حد معين‪ ،‬والتي تخضع بموجبها أموال البلديات‪ ،‬لما تخضع له أموال الدولة‪ ،‬من أحكام‬
‫أصول‪.‬‬
‫قانون النقد والتسليف‪ ،‬الذي يضع أموال البلديات في نطاق القطاع العام‪ ،‬المر الذي‬ ‫‪-‬‬
‫يفرض أيداعها في المصرف المركزي‪ ،‬ويتم تحريكها‪ ،‬بتوقيع من رئيس البلدية وأمين‬
‫الصندوق‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬يعتبر من الساسيات‪ ،‬احتواء قواعد المعلومات التي ستستخدم‪ ،‬في تحسين آلية اتخاذ القرار‬
‫البلدي‪ ،‬لمجموعة النصوص النافذة‪ ،‬دون استثناء‪ ،‬التنظيمية منها والتشريعية‪.‬‬

‫‪ -2‬الجتهاد‬
‫يؤمن الرجوع الى القرارات القضائية‪ ،‬الصادرة في النزاعات البلدية‪ ،‬إمكانية التعرف الى كافة‬
‫المسائل‪ ،‬التي واجهت متخذي القرار البلدي‪ ،‬إضافة الى‪ ،‬امكانية مراقبة العناصر التي أدت الى اتخاذ‬
‫القرار‪ ،‬في اتجاه معين‪ ،‬دون الخر‪ .‬وذلك‪ ،‬عبر مراجعة جميع العناصر القانونية التي استخدمت‪،‬‬
‫وكافة العناصر المادية المرتبطة بها‪ .‬المر الذي يتيح إمكانية توقع نتائج نزاع عالق امام المحاكم‪،‬‬
‫او تفادي نزاع حول مسألة ما‪ ،‬فيما لو تبين للمعني باتخاذ القرار‪ ،‬ان احتمالت إبطال القرار‪،‬‬
‫تتجاوز احتمالت إقراره‪.‬‬
‫واذا كان ذلك ل يعني الحصول‪ ،‬على جواب أكيد بالحل الذي سيعطى لقرار ما‪ ،‬ال انه يسمح بتوقع‬
‫الحتمالت القوى لتوجه المحكمة‪ ،‬بناء على توفر عناصر ومعايير معينة او غيابها‪ ،‬بحيث يمكن‬
‫الركون الى خيارات واضحة‪ ،‬تدعم الخيار المتخذ‪ ،‬لمحاولة ضمان نتيجته‪.‬‬
‫كما يعني قدرة‪ ،‬على تحديد واستخلص مكامن الضعف أو القوة‪ ،‬في قرار ما‪ ،‬إضافة الى المعايير‬
‫الدقيقة لتخاذ القرار‪ ،‬واختيار المخارج القانونية اللزمة‪.‬‬
‫في هذا السياق‪ ،‬كان ل بد أن تضم قاعدة الجتهاد غير المنشور‪ ،‬القرارات الصادرة‪ ،‬عن الجهة‬
‫المتخصصة للنظر في القضايا البلدية )في لبنان(‪ ،‬أي مجلس شورى الدولة‪ ،‬كونه المرجع القضائي‬
‫الصالح‪ ،‬للنظر في الدعاوى المقامة على البلديات‪ ،‬لكن دون اهمال القرارات الخرى‪ ،‬الصادرة‬
‫عن القضاء العدلي‪ ،‬في نزاعات تكون البلدية طرفا فيها‪ ،‬أو تكون النزاعات البلدية سببا لها‪.‬‬

‫أما فرز هذه القرارات‪ ،‬فيجب أن يتم‪ ،‬بناء على معايير موضوعية‪ ،‬تضمن فائدة المعلومات التي‬
‫ستسترجع‪ ،‬وجدواها‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫الحاطة الكاملة والشاملة‪ ،‬بمجمل المواضيع والمسائل القانونية‪ ،‬التي طرحت على‬ ‫‪-‬‬
‫مجلس شورى الدولة‪ ،‬وعلى القضاء العدلي‪.‬‬
‫استبعاد القرارات التي ل تحمل معلومة‪ ،‬ول تاتي بحل لقضية ما‪ ،‬بحيث تنتفي‬ ‫‪-‬‬
‫الفادة من الوصول اليها‪.‬‬
‫استبعاد القرارات التي تتكرر‪ ،‬بشكل مطابق‪ ،‬لوحدة موضوعها وحيثياتها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتختلف فقط‪ ،‬من حيث فرقاء النزاع‪) :‬كالقضايا المرفوعة من قبل مجموعة من‬
‫الشخاص‪ ،‬حول نزاع واحد( ودون أن يكون لذلك اي اثر‪ ،‬على مضمون القرار‪ ،‬أو على‬
‫الحل الذي أعطي للمسألة‪.‬‬

‫‪ -2‬تأمين التصال السهل بين الباحث وخزان المعلومات‬


‫يؤمن نظام البحث المعتمد‪ ،‬على قواعد المعلومات‪ ،‬في مركز المعلوماتية القانونية‪ ،‬الوصول السهل‬
‫الى المعلومة‪ ،‬وذلك عبر اعتماده على عادات البحث الكلسيكية‪ ،‬لدى الباحثين الحقوقيين‪ ،‬مضافا‬
‫اليها‪ ،‬امكانات البحث اللكتروني وتقنياته من جهة‪ ،‬وعلى منهجية توثيق متميزة‪ ،‬ترتكز بشكل‬
‫أساسي الى تقنيات معالجة اللغة الطبيعية‪ ،‬بحيث تؤمن مصداقية عالية لنتائج السترجاع من جهة‬
‫ثانية‪ ،‬وذلك من خلل‪:‬‬
‫البحث عبر العناصر التعريفية للنص‪ ،‬والتي يمكن اللجوء اليها‪ ،‬في كل مرة يملك‬ ‫‪-‬‬
‫فيها الباحث معلومة عن نوع النص )مرسوم‪ ،‬قرار‪ ،‬قانون‪ ،‬مرسوم تشريعي‪(......،‬أو رقمه‬
‫وتاريخه‪ ،‬ومكان صدوره‪ ،‬والجهة التي صدر عنها‪ ،‬وتاريخ نفاذه‪ ،‬وتاريخ نشره‪ .‬ويعتمد‬
‫استخراج هذه العناصر على هوية النص‪ ،‬كما يرسمها مصدره‪ ،‬وكما تتحدد من خلل‬
‫العملية المادية لنشره‪ ،‬بحيث يمكن الوصول اليه‪ ،‬بين عشرات اللف من النصوص‪.‬‬
‫البحث عبر التصنيفات‪ ،‬وهو البحث الذي يحصل في الطار العام للنص‪،‬لتحديد‬ ‫‪-‬‬
‫سياق المفاهيم التي يتم البحث بواسطتها‪ ،‬كونه يمثل العائلة التي ينتمي اليها‪ ،‬سواء اكانت‬
‫ادارية‪ ،‬او موضوعية‪ ،‬او قانونية‪ .‬وقد تم ترتيب جميع النصوص التشريعية والتنظيمية‪،‬‬
‫تحت هذه التصنيفات الثلث في نفس الوقت‪ ،‬بحيث يشكل هذا التقاطع عنصرا أوليا في‬
‫تحديد هوية النص فيما بعد‪ ،‬أو بحيث يؤلف العامل الجامع‪ ،‬لمجموعة النصوص التي يجري‬
‫البحث عنها‪ .‬أما النصوص الجتهادية والفقهية‪ ،‬فقد جرى ترتيبها وربطها‪ ،‬بمفاهيم قانونية‬
‫ذات مدلول واسع‪ ،‬تؤمن ارتباط المفاهيم‪ ،‬بشكل يسمح بتبين وحدة الموضوع الذي تنظمه‪،‬‬
‫بهدف الوصول الى جميع العناصر المشتركة‪ ،‬بين نص وآخر‪.‬‬
‫البحث بواسطة الواصفات‪ ،‬التي تمثل كل ما يضعه الموثق‪-‬الحقوقي‪ ،‬من عبارات‬ ‫‪-‬‬
‫ومفاهيم‪ ،‬ظاهرة وضمنية‪ ،‬لعادة رسم مضمون النص والتعبير عنه‪ .‬وتشكل هذه‬
‫الواصفات‪ ،‬مضمون المسرد القانوني‪ ،‬ونواة المكنز الخاص بقواعد المعلومات‪.‬‬
‫البحث الحر‪ ،‬الذي يتم باستخدام مسرد لغوي عام‪ ،‬ويؤمن الوصول‪ ،‬الى أي كلمة‬ ‫‪-‬‬
‫غير فارغة في النص‪ ،‬بما يضمن عملية بحث دقيقة‪ ،‬تساعد بشكل كبير على تخصيص‬
‫النص‪ ،‬عندما تستعمل بعد عمليات تحديد الهوية الخاصة بالنص‪ ،‬سواء من حيث الشكل أو‬
‫المضمون‪ ،‬أو بعد عملية تحديد سياقه‪ ،‬والحقل السيميائي الخاص به‪.‬‬

‫المنهجية‬
‫تتولى منهجية التوثيق المعتمدة في معالجة المعلومة‪ ،‬تأمين التصال السهل‪ ،‬بين الباحث وخزان‬
‫المعلومات‪ ،‬بما يضمن الوصول الى المعلومات المطلوبة دون غيرها‪ ،‬ودون ان يضطر الباحث‪،‬‬
‫الى اللجوء الى استراتيجيات بحث معقدة‪ ،‬أو الى استعمال لغة مرمزة‪ .‬وتقوم منهجية التوثيق هذه‪،‬‬
‫على أسس‪ ،‬ومبادىء‪ ،‬وتقنيات منها‪:‬‬
‫تقنيات معالجة اللغة الطبيعية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تحديد الحقول السيمائية للمفاهيم‪ ،‬وللعبارات القانونية والمادية المستعملة في البحث‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫انشاء شبكة علقات بين النصوص التشريعية‪ ،‬والتنظيمية‪ ،‬وبين الجتهاد‪ ،‬بما‬ ‫‪-‬‬
‫يضمن مراجعة متزامنة لكل منها‪ ،‬تؤمن احاطة شاملة‪ ،‬بالموضوع الذي يجري البحث عنه‪.‬‬
‫احترام بنية النص القانوني‪ ،‬المادية والمنطقية‪ ،‬بحيث يتأمن الوصول اليه‪ ،‬ليس فقط‬ ‫‪-‬‬
‫عبر عناصره التعريفية التي تشير الى هويته‪ ،‬بل ايضا عبر مضمونه ومعناه‪.‬‬
‫التعبير المين والكامل عن محتوى النص‪ ،‬فل تسقط أي معلومة اساسية‪ ،‬و يجري‬ ‫‪-‬‬
‫ترتيب المفاهيم بمنهجية‪ ،‬تمنع تحول المعلومات الثانوية او المكملة‪ ،‬الى عامل ضجة‪،‬يرهق‬
‫الباحث‪ ،‬ويعيق سهولة وصوله‪ ،‬الى المعلومة‪.‬‬
‫خلق هرمية‪ ،‬تستند الى التفكير والمنطق الكاديمي والمهني‪ ،‬تضمن استخراج‬ ‫‪-‬‬
‫المفاهيم الضمنية‪ ،‬وتمثيل النص تمثيل واضحا ودقيقا‪ ،‬سواء لجهة الشكل أو لجهة‬
‫المضمون‪.‬‬
‫العتماد على ادوات لغوية مساعدة‪ ،‬على مستوى التوثيق والبحث على السواء‬ ‫‪-‬‬
‫)المسرد والمكنز(‪ ،‬بما يضمن تماسك التوثيق‪ ،‬وانضباطه‪ ،‬وانسجامه‪ ،‬ويؤمن لقاء لغة‬
‫البحث مع لغة التوثيق‪.‬‬
‫التعامل مع خصائص اللغة القانونية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اظهار خصوصية النص‪ ،‬وعلقاته بالنصوص الخرى‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫تنفيذ المنهجية‬
‫ما زال معنى النص‪ ،‬حتى اليوم‪ ،‬غامضا بالنسبة للبرامج المعلوماتية‪ ،‬حيث تقوم هذه الخيرة‪،‬‬
‫بالتعرف على النص‪ ،‬من خلل شكله فقط‪ .‬لذا‪ ،‬كان ل بد من اللجوء الى العنصر النساني‪ ،‬في‬
‫عملية التوثيق‪ ،‬متى كان المقصود معالجة المعلومة‪ ،‬انطلقا من معنى النص‪ .‬في هذا السياق‪ ،‬يجري‬
‫تنفيذ هذه المنهجية يدويا‪ ،‬بواسطة عناصر متخصصة في القانون‪ ،‬ومدربة على أصول التوثيق‪ ،‬ما‬
‫يتيح امكانية استيعاب كامل وصحيح‪ ،‬لمعنى النص‪ ،‬تضبط وحدته وانسجامه‪ ،‬التقنيات المعتمدة في‬
‫توجيه الموثقين‪ ،‬بحيث ل تختلف عمليات التوثيق بين موثق وآخر‪ ،‬أو لدى الموثق نفسه‪ ،‬بمرور‬
‫الزمن‪ .‬وتتمثل هذه التقنيات‪ ،‬بشبكات تحليلية تعتمد في الجتهاد‪ ،‬وبلوائح تصنيفية محددة بشكل‬
‫مسبق في الجريدة الرسمية‪ ،‬وبهيكلية تبنى انطلقا من النص ذاته‪ ،‬في التشريع النافذ‪.‬‬

‫‪ -3‬السترجاع‬
‫يسهل نظام السترجاع المعتمد‪ ،‬القيام بمقاربات تحليلية‪ ،‬للمعطيات القانونية‪ ،‬عبر ما يتيحه من‬
‫امكانية استخراج المعلومات‪ ،‬في جداول ولوائح متعددة البعاد‪ ،‬تجمع المعلومة الواحدة‪ ،‬او سلسلة‬
‫من المعلومات‪ ،‬الى عدد من المعطيات أو العناصر‪.‬‬
‫وتفسح هذه المكانية‪ ،‬المجال واسعا أمام استخدام المعلومات‪ ،‬بشكل متقاطع‪ ،‬يؤمن الجابة على‬
‫اسئلة قانونية معقدة‪ ،‬تمكن من معرفة النصوص التي ترعى وتنظم‪ ،‬مسألة معينة في التشريع‬
‫والتنظيم‪ ،‬وتلك التي تبرر اتخاذ حل ما في الجتهاد‪.‬‬
‫وغني عن القول‪ ،‬ما لهذا المر من أهمية‪ ،‬على مستوى توفير فرص أكيدة لمتخذي القرار‪ ،‬كي‬
‫يتمكنوا من تحسين آلية اتخاذ قراراتهم ونوعيتها‪ ،‬حيث انه‪:‬‬
‫يؤمن الوصول الى المعلومات والمعطيات الدقيقة‪ ،‬والصحيحة‪ ،‬والواضحة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫والمناسبة عند الحاجة اليها‪.‬‬
‫يسمح بالوصول الى نص واحد دون غيره‪ ،‬أو الى مجموعة كاملة من‬ ‫‪-‬‬
‫النصوص‪.‬مما يساعد على استخدامات‪ ،‬تختلف باختلف حاجات الباحث‪.‬‬
‫يوفر امكانية خلق نماذج تطبيقية‪ ،‬وأدوات مساعدة على تحليل المعطيات‪ ،‬وتوقع‬ ‫‪-‬‬
‫عدد من السيناريوهات والخطط‪.‬‬
‫يمكن من كشف وتقييم الثغرات‪ ،‬ونقاط الضعف‪ ،‬على المستوى التطبيقي‪ ،‬سواء‬ ‫‪-‬‬
‫من خلل مقارنة النصوص التشريعية والتنظيمية‪ ،‬ومتابعة تطورها‪ ،‬أو من خلل مقارنة‬
‫القرارات الصادرة عن المحاكم في موضوع دون غيره‪.‬‬
‫يتيح الحصول على المعلومات المتقاطعة‪ ،‬من مصادر مختلفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يعطي إمكانية إدارة المعلومات‪ ،‬ومعالجتها‪ ،‬وتخزينها في قاعدة مركزية واحدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ميزات النظام‬
‫يستخدم النظام مسردا قانونيا‪ ،‬متخصصا‪ ،‬يجمع الواصفات والمصطلحات‪ ،‬المستعملة خلل عملية‬
‫التوثيق‪ ،‬يضاف اليه مسرد للغة العامة الطبيعية‪ ،‬للوصول الى النص واسترجاعه‪ ،‬بحيث يأتي‬
‫خروجه عند السترجاع‪ ،‬مطابقا لما وضعه الباحث من عناصر وخصائص‪ ،‬لدى عملية البحث‪.‬‬
‫ويسمح نظام السترجاع‪ ،‬باستعمال البحث البولياني‪ ،‬اضافة الى استخدام مستويات في‬
‫البحث‪،‬حددت خلل عملية التوثيق‪ ،‬تستند إلى بنية النص وهيكليته الخاصة‪ ،‬بحيث يتحدد سياق‬
‫العبارات ومدلولها‪ ،‬من خلل الحقل السيميائي‪ ،‬الذي تم تحديده‪ ،‬بناء على الشكل الهندسي للنص‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬يعتمد نظام السترجاع‪ ،‬على واجهة واحدة‪ ،‬يمكن من خللها التصال بكافة‬
‫القواعد‪ ،‬مع مراعاة الحقول السترجاعية التي تتناسب و متطلبات البحث الخاصة بكل منها‪ ،‬تبعا‬
‫لطبيعة النصوص التي تحويها اول‪ ،‬وتبعا لبنيتها ولخصائصها اللغوية ثانيا‪ .‬ولهذا المر‪ ،‬أثر أكيد‬
‫في تسهيل عملية البحث والسترجاع‪ ،‬لما يعنيه من التزام‪ ،‬بمنهجية التفكير والمنطق القانونيين‪،‬‬
‫اللذين يفرضان ما يجب اعتماده في الوصول الى المعلومة في النص التشريعي او التنظيمي‪ ،‬وما‬
‫يجب اعتماده للوصول الى المعلومة في الجتهاد‪ .‬حيث يبحث عن الولى من خلل البواب التي‬
‫تنظمها المجموعات المتخصصة‪ ،‬بينما يدخل الى الثانية‪ ،‬من خلل المسألة التي يجري البحث عن‬
‫حل لها‪ ،‬او من خلل المحكمة واختصاصها‪.‬‬

‫السترجاع لتحسين آلية اتخاذ القرار‬


‫يؤمن السترجاع على قواعد المعلومات القانونية‪ ،‬الوصول الى الطار الكامل الذي يضمن رؤية‬
‫شاملة‪ ،‬تساعد على إدراك مسبق لتماسك القرار ومصداقيته‪ ،‬بالرجوع الى النصوص التشريعية‪،‬‬
‫والتنظيمية‪ ،‬والى الجتهاد‪.‬‬

‫‪ -1‬البحث والسترجاع على القواعد التشريعية والتنظيمية‬


‫يتم البحث على القواعد التشريعية والتنظيمية‪ ،‬من خلل قاعدة التشريع النافذ أو من خلل‬
‫الملف التاريخي‪ ،‬تبعا للهدف المرجو منه‪ .‬فاذا كان الهدف‪ ،‬مراجعة نص نافذ ‪ ،‬يلجأ الى الملف‬
‫الول‪ ،‬واذا كان الهدف إجراء دراسة‪ ،‬أو الحاطة بتحول النصوص‪ ،‬يلجأ الى الملف الثاني‪.‬‬

‫* قاعدة التشريع النافذ‬


‫تضم هذه القاعدة التشريع النافذ‪ ،‬الذي يحدد طبيعة مختلفة للحاجة الى هذه النصوص‪ ،‬ما يفرض‬
‫منهجية تتناسب معها‪ .‬لذا تهدف اللية المعتمدة هنا‪ ،‬الى تمكين الباحث من الوصول الى نص‬
‫دون غيره‪ ،‬باعتباره النص النافذ‪ .‬ويمكن البحث هنا‪ ،‬عن المادة القانونية الموجودة في أي نص‬
‫مهما بلغ حجمه‪ ،‬سواء من خلل الكلمات المفاتيح‪ ،‬أو من خلل استعراض الفهرسة الموضوعة‬
‫لبنية النص‪ ،‬او حتى من خلل رقمها‪.‬‬
‫وترتكز المنهجية المتبعة في هذه القاعدة ايضا‪ ،‬الى فرز النصوص ضمن مجموعات كبرى‪ ،‬تم‬
‫ترتيبها انطلقا من التفكير المهني الكلسيكي‪ ،‬الذي يعتمده المحامي او القاضي او الداري‪ ،‬في‬
‫البحث عن نص معين ضمن المجموعات الورقية‪ .‬لذا اعتمدت البواب القانونية‪ ،‬والدارية‪،‬‬
‫والموضوعية‪،‬وأعيد تقسيمها هي الخرى‪ ،‬الى ابواب او مداخل صغرى بناء على النتماء‬
‫والرتباط المشترك‪ ،‬للنصوص التي تحويها‪ ،‬سواء الى موضوع واحد او ادارة واحدة‪.‬‬

‫* قاعدة الجريدة الرسمية‬


‫يسمح السترجاع على هذه القاعدة‪ ،‬بتكوين مادة أساسية للدراسات الحصائية‪ ،‬كونه يساعد على‬
‫فرز النصوص ضمن مجموعات‪ ،‬حسب معايير مختلفة‪ ،‬يمكن ان تتقاطع لتكون معلومات جديدة‪.‬‬
‫ونذكر مثال على ذلك‪:‬‬
‫الدارة المعنية بتطبيق النص‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العائلة القانونية التي ينتمي اليها النص‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫موضوع محدد ينظمه النص‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القرى والبلدات والمدن المعنية بالنصوص‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫فترة زمنية محددة من الى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تاريخ معين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نوع النص‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مثال مبسط على هذا المر‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫استرجاع بواسطة تصنيف بلديات يخرج كامل مجموعة النصوص التي وضعت تحت هذا‬
‫التصنيف‪:‬‬
‫استعمال مصطلح "محافظة جبل لبنان"‪ ،‬يخرج النصوص الخاصة بالبلديات‪ ،‬في محافظة جبل‬
‫لبنان‪.‬‬
‫استعمال مصطلح " أماكن مصنفة" يخرج مجموعة اخرى‪ ،‬خاصة بالمحلت المصنفة‪ ،‬ضمن‬
‫بلديات محافظة جبل لبنان‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ويمكن ان تزاد على ذلك فترة زمنية معينة‪ ،‬فل تخرج سوى النصوص التي وردت‬
‫خللها‪.‬‬

‫‪ -2‬السترجاع على قواعد الجتهاد‪:‬‬


‫تستند آلية السترجاع في هذه القاعدة‪ ،‬إلى بنية النص الجتهادي نفسه‪ ،‬انطلقا من تنظيمه وبنائه‪،‬‬
‫حول المسألة القانونية التي تشكل موضوع النزاع‪ ،‬والتي يتناولها الحل‪ .‬وتشكل الجملة التي تعبر عن‬
‫مفهوم واحد‪ ،‬النواة الساسية للبحث‪ ،‬وذلك‪ ،‬باعتبارها وسيلة ضبط‪ ،‬للتوثيق‪ ،‬ووسيلة تدقيق للبحث‪.‬‬
‫كما يشكل اجتماع المفاهيم‪ ،‬وحدة معبرة عن مسألة قانونية واحدة‪.‬‬
‫وتتيح هذه التركيبة لمحتوى القرارات‪ ،‬عددا من المقارنات‪ ،‬سواء على مستوى المفاهيم القانونية‪ ،‬أو‬
‫على مستوى المفاهيم الواقعية‪ ،‬ما يؤمن إجراء مقاربات إحصائية‪ ،‬يعطى على أساس حجم تواترها‪،‬‬
‫رأي لمتخذ القرار‪ ،‬بالعتماد عليها‪ ،‬أو بإهمالها‪.‬‬
‫ويتم السترجاع‪ ،‬من خلل تحديد أولي‪ ،‬للمسالة القانونية‪ ،‬عبر تحديد المسالة مباشرة‪ ،‬باستعمال‬
‫المفهوم الكامل‪" :‬ابطال قرار بلدي"‪ ،‬او بتحديد محورها‪ ،‬وهو هنا القرار البلدي‪ ،‬ليعمد الباحث‬
‫بعد ذلك‪ ،‬الى تضييق نطاق بحثه‪ ،‬باضافة البطال الى نتائج البحث التي حصل عليها‪.‬‬
‫بعد ذلك‪ ،‬يمكن اللجوء الى تحديد مجال القرار البلدي‪ ،‬كأن يكون "رخصة اشغال"‪ ،‬أو "صرف‬
‫موظف"‪ ,‬او غير ذلك‪ ،‬من المور التي يدور حولها القرار‪ .‬وذلك وصول الى القرارات‪ ،‬التي تقدم‬
‫حل لمسألة ابطال قرار بلدي‪ ،‬في قضية صرف موظف‪ ،‬أو في قضية رخصة اشغال‪.‬‬
‫فاذا ارتاى الباحث‪ ،‬تضييق نطاق بحثه‪ ،‬عمد إلى تحديد مفاهيم اخرى‪ ،‬يمكن ان تكون واقعية او‬
‫قانونية‪ ،‬كان تكون صلحية المجلس البلدي‪ ،‬لمعرفة ما اذا كان البطال‪ ،‬نتيجة لعدم الصلحية‪.‬‬
‫كما يمكنه اللجوء الى تحديد الفترة الزمنية‪ ،‬التي يريد للقرارات ان تكون قد صدرت خللها‪.‬‬
‫ويتيح هذا لمتخذ القرار‪ ،‬مراجعة القرارات الصادرة‪ ،‬لتبين المعايير التي استند إليها الحكم‪ ،‬في‬
‫اعتبار القرار البلدي صحيحا‪ ،‬أو باطل‪ ،‬انطلقا من‪:‬‬
‫النصوص القانونية التي استند اليها القرار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصول التي يفرض اتباعها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التعريف الخاص ببعض المفاهيم‪ ،‬لسيما منها تلك التي تعتبر مفاهيم غير محددة‬ ‫‪-‬‬
‫بشكل دقيق وحصري‪.‬‬
‫العناصر المادية والقانونية‪ ،‬المحيطة بكل قضية على حدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بعد هذه المرحلة‪ ،‬تتم دراسة العناصر والمعايير‪ ،‬التي يمكن العتماد عليها‪ ،‬لضمان صحة القرار‬
‫ومصداقيته‪ ،‬حيث تجري مقاربة كل عنصر او معيار على حدة‪ ،‬لمعرفة مدى توفره أو عدم توفره‪،‬‬
‫للختيار فيما بينها‪ ،‬أو للعتماد على مجموعة منها‪ .‬وتسمح عملية التقييم هذه‪ ،‬بتوقع التوجه الذي‬
‫ستعتمده المحكمة‪ ،‬فيما لو تمت المراجعة القضائية ضد القرار‪ .‬كما تسمح لمتخذ القرار‪ ،‬بتصويب‬
‫العناصر والمعايير التي يستند اليها‪ ،‬بما يضمن عدم التعرض لقراره‪.‬‬

‫الخاتمة‬
‫عرضنا في هذه الورقة‪ ،‬لما يحول قواعد المعلومات القانونية‪ ،‬الى مرجع موثوق‪ ،‬في بناء آلية اتخاذ‬
‫القرار البلدي‪ ،‬وذلك‪ ،‬بدءا بنوعية المعلومات التي يفترض أن تحتويها هذه القواعد‪ ،‬مرورا‬
‫بمعالجتها‪ ،‬وصول الى عملية استرجاعها‪ ،‬لستخدامها بما يتناسب والحاجة اليها‪ .‬واننا لكيدون‪،‬‬
‫نتيجة التجارب العديدة‪ ،‬التي أنجزها‪ ،‬مركز البحاث والدراسات في المعلوماتية القانونية‪ ،‬في مجال‬
‫انشاء قواعد المعلومات القانونية المتخصصة‪ ،‬أن هذه القواعد‪ ،‬سترافق العمل اليومي‪ ،‬لمتخذ القرار‪،‬‬
‫ذي النتائج القانونية‪ .‬فاغراق المسؤول او المواطن في بحر من المعلومات‪ ،‬دون تامين الداة‬
‫الضرورية‪ ،‬ليصاله اليها في الوقت المناسب‪ ،‬وبالدقة والمصداقية اللزمتين‪ ،‬ينتجان ارهاقا‪،‬‬
‫ومضيعة للوقت والجهد‪ ،‬اللذين يمكن اسثمارهما في تحليل المعلومات‪ ،‬وفي دراسة وسائل التنمية‬
‫والتطوير‪.‬‬

‫المراجع‬
‫مواطن القوة والضعف في التجربة البلدية اللبنانية‪ – 2004-1998 -‬عقبات مالية‬ ‫‪-‬‬
‫وقانونية – جريدة النهار ‪ 4‬أيار)مايو(‪ 2004-‬ص‪13.‬‬
- J.zeleznikow, D. Hunter, reasoning Paradigms in Leagl
Decision Support Systems, Artificial Intelligence Review9, Kluwer
Academic Publishers, 1995, pp 361-385
- J. Karpf, Inductive modelling in law. Example based expert
systems in administrative law, Proceedings of the Third International
Conference on Artificial Intelligence and Law, ACM press, 1991.
- Schweighofer E. The revolution in Legal Information retrieval
or: The empire Strikes Back. In The Journal of Information, Law and
Technology (JILT), 1999.
- Aziz Barbar. Mining Data Warehouses to Improve Decision-
making Process- Proceedings of the Legal Information Processing in
the 21st century, Sader Publisher, 2002.pp 227-239
- Robert Hertzog. L'informatique et la modernisation des
administrations locales en france. Proceedings of the Legal
Information Processing in the 21st century, Sader Publisher,
2002.pp184-216
- L'informatique dans les collectivites locales, Rev. Coll. Loc.,
1996, No 272, pp 12-20

- Paliwala A et al, "User Needs in Electronic Law Reporting" ,


1997, Journal of Information at
http://elj.warwick.ac.uk/jilt/leginfo/97_2pal/paliwal.htm

- Medina, "Technology and Law: The opportunity for A Global


Cooperative Effort" proceedings of the first Kuwait Conference on
Legal and Judicial Informatics

- Greenleaf et al, "Representing and using Legal Knowledge in


Integrated decision Support Systems Datalex Workstations", 1995 at
http://www.austlii.edu.au/cgi-bin/disp/pl/au/other/col/1995/1/1/html.

- Bourcier and Clerque, "from a Rule-based Conception of


dynamic Patterns: Analysing the Self-Organization of Legal systems",
1999, 7 Artificial Intelligence and Law 211.

- Robin Widdison, New Perspectives in Legal Information


Retrieval, 10 International Journal pf Law an Information
Technology, 2002, 41-70.

You might also like