Professional Documents
Culture Documents
د.محمود جبور
mahmoudjabbour@hotmail.com
ملخص
توفر قواعد المعلومات ،التي انشئت في مركز البحاث والدراسات في المعلوماتية القانونية ،وسيلة
هامة ،لخلق أنظمة مساعدة على اتخاذ القرار ،من قبل اي هيئة من هيئات الدارات المعنية ،في
لبنان ،بالقضايا والمسائل القانونية.
ويعود ذلك الى عاملين :الول ارتكازها في جزء أساسي على تقنيات معالجة المعلومة ،باعتماد
تقنيات معالجة اللغة الطبيعية ،مضافا اليه ،العتماد على رسم سيمائية النص .أما العامل الثاني فهو،
نظام السترجاع الذي يوفر امكانات استخراج معلومات ،يؤمن تقاطعها ،الحصول على جداول
ولوائح ذات معلومات مختلفة ،كما يفسح في المجال أمام تحليل وادارة ،كل ما يمكن تصوره ،من
علقات بين حقول البحث المختلفة ،المحددة بشكل مسبق ،في قواعد المعلومات.
ويمكن للباحث ،أن يستعمل العديد من المعايير ،ليضبط اطار بحثه ،بحيث يتمكن من الوصول ،الى
المعلومات التي يريدها ،دون غيرها.
ويمكن استخدام المعلومات المخزنة ،باستخدام العديد من تقنيات التحليل ،بحيث تستنبط ،برامج
وتطبيقات مساعدة ،ليس فقط على تحسين عملية القرار ،وانما ايضا ،على توقع نتائج قضية ما او
قرار معين .يضاف الى ذلك ،المصداقية التي يؤمنها حجم المعلومات والمتداد الشامل الذي تمثله،
على كامل عملية التشريع ،والتنظيم ،والجتهاد ،للبحاث والدراسات الحصائية ،والجتماعية،
بكافة اشكالها .وغني عن القول ،ما لهذه البحاث والدراسات ،من اهمية بالنسبة الى كل معني باتخاذ
القرار ،لسيما في القطاع العام.
انطلقا من هنا ،تبحث هذه الورقة في ،ما هو مطلوب من قواعد المعلومات القانونية ،كي تتمكن من
لعب الدور الفاعل ،على مستوى تحسين آلية اتخاذ القرار ،في المجال البلدي.
Abstract
The legal databases elaborated by the legal informatics center at the
_Lebanese University_ provide a powerful tool to design and produce
"decision supporting systems" for any administration body. This is due to
two specifics: The first is the information processing techniques which rely
heavily on "natural language processing" as well as on applying "semantic
"mapping techniques". The second is the "information retrieval system
which enables cross reference retrieving operations, and permits to work out
every conceivable correlation between information. The user has the
possibility to use many criterions to locate the needed information, with a
.high level of results relevancy
Relying on the databases contents, different analyzing techniques can be
applied to retrieved data in order to enhance decision making process as well
as to support prediction ability. The huge number of information contained
in the databases makes it reliable for statistics studies as well as for social,
political and juridical ones. All of which, are of crucial interest, for those
who are concerned by the decision making process, particularly in the public
.sector
This paper deals with the needed requirements in legal databases to enhance
.Municipal decision making process
-2الجتهاد
يؤمن الرجوع الى القرارات القضائية ،الصادرة في النزاعات البلدية ،إمكانية التعرف الى كافة
المسائل ،التي واجهت متخذي القرار البلدي ،إضافة الى ،امكانية مراقبة العناصر التي أدت الى اتخاذ
القرار ،في اتجاه معين ،دون الخر .وذلك ،عبر مراجعة جميع العناصر القانونية التي استخدمت،
وكافة العناصر المادية المرتبطة بها .المر الذي يتيح إمكانية توقع نتائج نزاع عالق امام المحاكم،
او تفادي نزاع حول مسألة ما ،فيما لو تبين للمعني باتخاذ القرار ،ان احتمالت إبطال القرار،
تتجاوز احتمالت إقراره.
واذا كان ذلك ل يعني الحصول ،على جواب أكيد بالحل الذي سيعطى لقرار ما ،ال انه يسمح بتوقع
الحتمالت القوى لتوجه المحكمة ،بناء على توفر عناصر ومعايير معينة او غيابها ،بحيث يمكن
الركون الى خيارات واضحة ،تدعم الخيار المتخذ ،لمحاولة ضمان نتيجته.
كما يعني قدرة ،على تحديد واستخلص مكامن الضعف أو القوة ،في قرار ما ،إضافة الى المعايير
الدقيقة لتخاذ القرار ،واختيار المخارج القانونية اللزمة.
في هذا السياق ،كان ل بد أن تضم قاعدة الجتهاد غير المنشور ،القرارات الصادرة ،عن الجهة
المتخصصة للنظر في القضايا البلدية )في لبنان( ،أي مجلس شورى الدولة ،كونه المرجع القضائي
الصالح ،للنظر في الدعاوى المقامة على البلديات ،لكن دون اهمال القرارات الخرى ،الصادرة
عن القضاء العدلي ،في نزاعات تكون البلدية طرفا فيها ،أو تكون النزاعات البلدية سببا لها.
أما فرز هذه القرارات ،فيجب أن يتم ،بناء على معايير موضوعية ،تضمن فائدة المعلومات التي
ستسترجع ،وجدواها ،ومنها:
الحاطة الكاملة والشاملة ،بمجمل المواضيع والمسائل القانونية ،التي طرحت على -
مجلس شورى الدولة ،وعلى القضاء العدلي.
استبعاد القرارات التي ل تحمل معلومة ،ول تاتي بحل لقضية ما ،بحيث تنتفي -
الفادة من الوصول اليها.
استبعاد القرارات التي تتكرر ،بشكل مطابق ،لوحدة موضوعها وحيثياتها، -
وتختلف فقط ،من حيث فرقاء النزاع) :كالقضايا المرفوعة من قبل مجموعة من
الشخاص ،حول نزاع واحد( ودون أن يكون لذلك اي اثر ،على مضمون القرار ،أو على
الحل الذي أعطي للمسألة.
المنهجية
تتولى منهجية التوثيق المعتمدة في معالجة المعلومة ،تأمين التصال السهل ،بين الباحث وخزان
المعلومات ،بما يضمن الوصول الى المعلومات المطلوبة دون غيرها ،ودون ان يضطر الباحث،
الى اللجوء الى استراتيجيات بحث معقدة ،أو الى استعمال لغة مرمزة .وتقوم منهجية التوثيق هذه،
على أسس ،ومبادىء ،وتقنيات منها:
تقنيات معالجة اللغة الطبيعية. -
تحديد الحقول السيمائية للمفاهيم ،وللعبارات القانونية والمادية المستعملة في البحث. -
انشاء شبكة علقات بين النصوص التشريعية ،والتنظيمية ،وبين الجتهاد ،بما -
يضمن مراجعة متزامنة لكل منها ،تؤمن احاطة شاملة ،بالموضوع الذي يجري البحث عنه.
احترام بنية النص القانوني ،المادية والمنطقية ،بحيث يتأمن الوصول اليه ،ليس فقط -
عبر عناصره التعريفية التي تشير الى هويته ،بل ايضا عبر مضمونه ومعناه.
التعبير المين والكامل عن محتوى النص ،فل تسقط أي معلومة اساسية ،و يجري -
ترتيب المفاهيم بمنهجية ،تمنع تحول المعلومات الثانوية او المكملة ،الى عامل ضجة،يرهق
الباحث ،ويعيق سهولة وصوله ،الى المعلومة.
خلق هرمية ،تستند الى التفكير والمنطق الكاديمي والمهني ،تضمن استخراج -
المفاهيم الضمنية ،وتمثيل النص تمثيل واضحا ودقيقا ،سواء لجهة الشكل أو لجهة
المضمون.
العتماد على ادوات لغوية مساعدة ،على مستوى التوثيق والبحث على السواء -
)المسرد والمكنز( ،بما يضمن تماسك التوثيق ،وانضباطه ،وانسجامه ،ويؤمن لقاء لغة
البحث مع لغة التوثيق.
التعامل مع خصائص اللغة القانونية. -
اظهار خصوصية النص ،وعلقاته بالنصوص الخرى. -
تنفيذ المنهجية
ما زال معنى النص ،حتى اليوم ،غامضا بالنسبة للبرامج المعلوماتية ،حيث تقوم هذه الخيرة،
بالتعرف على النص ،من خلل شكله فقط .لذا ،كان ل بد من اللجوء الى العنصر النساني ،في
عملية التوثيق ،متى كان المقصود معالجة المعلومة ،انطلقا من معنى النص .في هذا السياق ،يجري
تنفيذ هذه المنهجية يدويا ،بواسطة عناصر متخصصة في القانون ،ومدربة على أصول التوثيق ،ما
يتيح امكانية استيعاب كامل وصحيح ،لمعنى النص ،تضبط وحدته وانسجامه ،التقنيات المعتمدة في
توجيه الموثقين ،بحيث ل تختلف عمليات التوثيق بين موثق وآخر ،أو لدى الموثق نفسه ،بمرور
الزمن .وتتمثل هذه التقنيات ،بشبكات تحليلية تعتمد في الجتهاد ،وبلوائح تصنيفية محددة بشكل
مسبق في الجريدة الرسمية ،وبهيكلية تبنى انطلقا من النص ذاته ،في التشريع النافذ.
-3السترجاع
يسهل نظام السترجاع المعتمد ،القيام بمقاربات تحليلية ،للمعطيات القانونية ،عبر ما يتيحه من
امكانية استخراج المعلومات ،في جداول ولوائح متعددة البعاد ،تجمع المعلومة الواحدة ،او سلسلة
من المعلومات ،الى عدد من المعطيات أو العناصر.
وتفسح هذه المكانية ،المجال واسعا أمام استخدام المعلومات ،بشكل متقاطع ،يؤمن الجابة على
اسئلة قانونية معقدة ،تمكن من معرفة النصوص التي ترعى وتنظم ،مسألة معينة في التشريع
والتنظيم ،وتلك التي تبرر اتخاذ حل ما في الجتهاد.
وغني عن القول ،ما لهذا المر من أهمية ،على مستوى توفير فرص أكيدة لمتخذي القرار ،كي
يتمكنوا من تحسين آلية اتخاذ قراراتهم ونوعيتها ،حيث انه:
يؤمن الوصول الى المعلومات والمعطيات الدقيقة ،والصحيحة ،والواضحة، -
والمناسبة عند الحاجة اليها.
يسمح بالوصول الى نص واحد دون غيره ،أو الى مجموعة كاملة من -
النصوص.مما يساعد على استخدامات ،تختلف باختلف حاجات الباحث.
يوفر امكانية خلق نماذج تطبيقية ،وأدوات مساعدة على تحليل المعطيات ،وتوقع -
عدد من السيناريوهات والخطط.
يمكن من كشف وتقييم الثغرات ،ونقاط الضعف ،على المستوى التطبيقي ،سواء -
من خلل مقارنة النصوص التشريعية والتنظيمية ،ومتابعة تطورها ،أو من خلل مقارنة
القرارات الصادرة عن المحاكم في موضوع دون غيره.
يتيح الحصول على المعلومات المتقاطعة ،من مصادر مختلفة. -
يعطي إمكانية إدارة المعلومات ،ومعالجتها ،وتخزينها في قاعدة مركزية واحدة. -
ميزات النظام
يستخدم النظام مسردا قانونيا ،متخصصا ،يجمع الواصفات والمصطلحات ،المستعملة خلل عملية
التوثيق ،يضاف اليه مسرد للغة العامة الطبيعية ،للوصول الى النص واسترجاعه ،بحيث يأتي
خروجه عند السترجاع ،مطابقا لما وضعه الباحث من عناصر وخصائص ،لدى عملية البحث.
ويسمح نظام السترجاع ،باستعمال البحث البولياني ،اضافة الى استخدام مستويات في
البحث،حددت خلل عملية التوثيق ،تستند إلى بنية النص وهيكليته الخاصة ،بحيث يتحدد سياق
العبارات ومدلولها ،من خلل الحقل السيميائي ،الذي تم تحديده ،بناء على الشكل الهندسي للنص.
من جهة أخرى ،يعتمد نظام السترجاع ،على واجهة واحدة ،يمكن من خللها التصال بكافة
القواعد ،مع مراعاة الحقول السترجاعية التي تتناسب و متطلبات البحث الخاصة بكل منها ،تبعا
لطبيعة النصوص التي تحويها اول ،وتبعا لبنيتها ولخصائصها اللغوية ثانيا .ولهذا المر ،أثر أكيد
في تسهيل عملية البحث والسترجاع ،لما يعنيه من التزام ،بمنهجية التفكير والمنطق القانونيين،
اللذين يفرضان ما يجب اعتماده في الوصول الى المعلومة في النص التشريعي او التنظيمي ،وما
يجب اعتماده للوصول الى المعلومة في الجتهاد .حيث يبحث عن الولى من خلل البواب التي
تنظمها المجموعات المتخصصة ،بينما يدخل الى الثانية ،من خلل المسألة التي يجري البحث عن
حل لها ،او من خلل المحكمة واختصاصها.
الخاتمة
عرضنا في هذه الورقة ،لما يحول قواعد المعلومات القانونية ،الى مرجع موثوق ،في بناء آلية اتخاذ
القرار البلدي ،وذلك ،بدءا بنوعية المعلومات التي يفترض أن تحتويها هذه القواعد ،مرورا
بمعالجتها ،وصول الى عملية استرجاعها ،لستخدامها بما يتناسب والحاجة اليها .واننا لكيدون،
نتيجة التجارب العديدة ،التي أنجزها ،مركز البحاث والدراسات في المعلوماتية القانونية ،في مجال
انشاء قواعد المعلومات القانونية المتخصصة ،أن هذه القواعد ،سترافق العمل اليومي ،لمتخذ القرار،
ذي النتائج القانونية .فاغراق المسؤول او المواطن في بحر من المعلومات ،دون تامين الداة
الضرورية ،ليصاله اليها في الوقت المناسب ،وبالدقة والمصداقية اللزمتين ،ينتجان ارهاقا،
ومضيعة للوقت والجهد ،اللذين يمكن اسثمارهما في تحليل المعلومات ،وفي دراسة وسائل التنمية
والتطوير.
المراجع
مواطن القوة والضعف في التجربة البلدية اللبنانية – 2004-1998 -عقبات مالية -
وقانونية – جريدة النهار 4أيار)مايو( 2004-ص13.
- J.zeleznikow, D. Hunter, reasoning Paradigms in Leagl
Decision Support Systems, Artificial Intelligence Review9, Kluwer
Academic Publishers, 1995, pp 361-385
- J. Karpf, Inductive modelling in law. Example based expert
systems in administrative law, Proceedings of the Third International
Conference on Artificial Intelligence and Law, ACM press, 1991.
- Schweighofer E. The revolution in Legal Information retrieval
or: The empire Strikes Back. In The Journal of Information, Law and
Technology (JILT), 1999.
- Aziz Barbar. Mining Data Warehouses to Improve Decision-
making Process- Proceedings of the Legal Information Processing in
the 21st century, Sader Publisher, 2002.pp 227-239
- Robert Hertzog. L'informatique et la modernisation des
administrations locales en france. Proceedings of the Legal
Information Processing in the 21st century, Sader Publisher,
2002.pp184-216
- L'informatique dans les collectivites locales, Rev. Coll. Loc.,
1996, No 272, pp 12-20