Professional Documents
Culture Documents
القسم الول من المقدمة في فضل علم التاريخ و تحقيق مذاهبه و اللماع لمككا يعككرض للمككؤرخين مككن المغككالط و ذكككر
شيىء من أسبابها 13.....................................................................................................................
القسم الثاني من المقدمة في فضل علم التاريخ و تحقيق مذاهبه و اللماع لمككا يعككرض للمككؤرخين مككن المغككالط و ذكككر
شيىء من أسبابها 18.....................................................................................................................
القسم الثالث من المقدمة في فضل علم التاريخ و تحقيق مذاهبه و اللماع لما يعككرض للمككؤرخين مككن المغككالط و ذكككر
شيىء من أسبابها28......................................................................................................................
الكتاب الول في طبيعة العمران في الخليقة و ما يعرض فيها من البككدو و الحصككر و التغلككب و الكسككب و
المعاش و الصنائع و العلوم و نحوها و ما لذلك من العلل و السباب44..........................................
الباب الول من الكتاب الول في العمران البشري على الجملة و فيه مقدمات52.................
المقدمة الثانية في قسط العمران من الرض و الشارة إلى بعض ما فيه من الشجار و النهار و القاليم55............
تكملة لهذه المقدمة الثانية في أن الربع الشمالي من الرض أكثر عمرانًا من الربع الجنوبي و ذكر السبب في ذلك60. .
القسم الول من تفصيل الكلم على هذه الجغرافيا64................................................................................
القسم الثاني من تفصيل الكلم على هذه الجغرافيا78................................................................................
القسم الثالث من تفصيل الكلم على هذه الجغرافيا91...............................................................................
المقدمة الثالثة في المعتدل من القاليم و المنحرف و تأثير الهواء في ألوان البشر و الكثير في أحوالهم100..............
المقدمة الرابعة في أثر الهواء في أخلق البشر104.................................................................................
المقدمة الخامسة في اختلف أحوال العمران في الخصب و الجوع و ما ينشأ عن ذلككك مككن الثككار فككي أبككدان البشككر و
أخلقهم106................................................................................................................................
المقدمة السادسة في أصناف المدركين من البشر بالفطرة أو الرياضة و يتقدمه الكلم في الوحي و الرؤيا111..........
و لنذكر الن تفسير حقيقة النبؤة على ما شرحه كثير من المحققين ثم نذكر حقيقة الكهانة ثم الرؤيا ثم شككان العرافيككن و
غير ذلك من مدارك الغيب فنقول115.................................................................................................
أصناف النفوس البشرية 118...........................................................................................................
الوحي 118.................................................................................................................................
الكهانة 120................................................................................................................................
الرؤيا 123.................................................................................................................................
فصل127...................................................................................................................................
فصل127...................................................................................................................................
فصل 137..................................................................................................................................
الباب الثاني في العمران البدوي و المم الوحشية و القبائل و ما يعرض في ذلك مككن الحككوال
و فيه فصول و تمهيدات الفصل الول في أن أجيال البدو و الحضر طبيعية 144................
الفصل الثاني في أن جيل العرب في الخليقة طبيعي 145..........................................................................
الفصل الثالث في أن البدو أقدم من الحضر و سابق عليه و أن البادية أصل العمران و المصار مدد لها 146...........
الفصل الرابع في أن أهل البدو أقرب إلى الخير من أهل الحضر 147...........................................................
الفصل الخامس في أن أهل البدو أقرب إلى الشجاعة من أهل الحضر 150....................................................
الفصل السادس في أن معاناة أهل الحضر للحكام مفسدة للبأس فيهم ذاهبة بالمنعة منهم 151..............................
الفصل السابع في أن سكنى البدو ل تكون إل للقبائل أهل العصبية 153.........................................................
الفصل الثامن في أن العصبية إنما تكون من اللتحام بالنسب أو ما في معناه 154.............................................
الفصل التاسع في أن الصريح من النسب إنما يوحد للمتوحشين في القفر من العرب و من في معناهم 155...............
الفصل العاشر في اختلط النساب كيف يقع 156...................................................................................
الفصل الحادي عشر في أن الرئاسة ل تزال في نصابها المخصوص من أهل المصبية 157................................
الفصل الثاني عشر في أن الرئاسة على أهل المصبية ل تكون في غير نسبهم 158...........................................
الفصل الثالث عشر في أن البيت و الشرف بالصالة و الحقيقة لهل المصبية و يكون لغيرهم بالمجاز و الشبه 160...
الفصل الرابع عشر في أن البيت و الشرف للموالي و أهل الصطناع إنما هو بمواليهم ل بأنسابهم 162..................
الفصل الخامس عشر في أن نهاية الحسب في العقب الواحد أربعة آباء 163...................................................
الفصل السادس عشر في أن المم الوحشية أقدر على التغلب ممن سواها 165................................................
الفصل السابع عشر في أن الغاية التي تجري إليها العصبية هي الملك 166....................................................
الفصل الثامن عشر في أن من عوائق الملك حصول الترف و انغماس القبيل في النعيم 168................................
الفصل التاسع عشر في أن من عوائق الملك المذلة للقبيل و النقياد إلى سواهم 169..........................................
الفصل العشرون ك في أن من علمات الملك التنافس في الخلل الحميدة و بالعكس 171.....................................
الفصل الحادي و العشرون في أنه إذا كانت المة وحشية كان ملكها أوسع 173...............................................
الفصل الثاني و العشرون في أن الملك إذا ذهب عن بعض الشعوب من أمة فل بد من عوده إلى شككعب أخككر منهككا مككا
دامت لهم العصبية 174..................................................................................................................
الفصل الثالث و العشرون في أن المغلوب مولع أبككدًا بالقتككداء بالغككالب فككي شككعاره وزيككه و نحلتككه و سككائر أحككواله و
عوائده 176................................................................................................................................
الفصل الرابع و العشرون في أن المة إذا غلبت و صارت في ملك غيرها أسرع إليها الفناء 177.........................
الفصل الخامس و العشرون في أن العرب ل يتغلبون إل على البسائط 178....................................................
الفصل السادس و العشرون في أن العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب 179..................................
الفصل السابع و العشرون في أن العرب ل يحصل لهم الملك إل بصبغة دينية من نبوة أو ولية أو أثر عظيم من الدين
على الجملة 180..........................................................................................................................
الفصل الثامن و العشرون في أن العرب أبعد المم عن سياسة الملك 181......................................................
الفصل التاسع و العشرون في أن البوادي من القبائل و العصائب مغلوبون لهل المصار 183............................
الباب الثالث من الكتاب الول في الدول العامة و الملك و الخلفة و المراتككب السككلطانية و مككا
يعرض في ذلك كله من الحوال و فيه قواعد و متممات184........................................
الفصل الول في أن الملك و الدولة العامة إنما يحصلن بالقبيل و العصبية 184..............................................
الفصل الثاني في أنه إذا استقرت الدولة و تمهدت فقد تستغني عن العصبية 184..............................................
الفصل الثالث :في أنه قد يحدث لبعض أهل النصاب الملكي دولة تستغني عن العصبية 187................................
الفصل الرابع :في أن الدولة العامة الستيلء العظيمة الملك أصلها الدين إما من نبوة أو دعوة حق 188.................
الفصل الخامس في أن الدعوة الدينية تزيد الدولة في أصلها قوة على قوة العصبية التي كانت لها من عددها 188.......
الفصل السادس في أن الدعوة الدينية من غير عصبية ل تتم 189................................................................
الفصل السابع في أن كل دولة لها حصة من الممالك و الوطان ل تزيد عليها 192...........................................
الفصل الثامن في أن عظم الدولة و اتساع نطاقها و طول أمدها على نسبة القائمين بها في القلة و الكثرة 194...........
الفصل التاسع في أن الوطان الكثرة القبائل و العصائب قل أن تستحكم فيها دولة 196......................................
الفصل العاشر في أن من طبيعة الملك النفراد بالمجد 198.......................................................................
الفصل الحادي عشر في أن من طبيعة الملك الترف 199..........................................................................
الفصل الثاني عشر في أن من طبيعة الملك الدعة و السكون 199................................................................
الفصل الثالث عشر في أنه إذا تحكمت طبيعة الملك من النفراد بالمجد و حصول الترف و الدعككة أقبلككت الدولككة علككى
الهرم 200..................................................................................................................................
الفصل الرابع عشر في أن الدولة لها أعمار طبيعية كما للشخاص 203........................................................
الفصل الخامس عشر في انتقال الدولة من البداوة إلى الحضارة 205............................................................
الفصل السادس عشر في أن الترف يزيد الدولة في أولها قوة إلى قوتها 208...................................................
الفصل السابع عشر في أطوار الدولة و اختلف أحوالها و خلق أهلها باختلف الطوار 209..............................
الفصل الثامن عشر في أن آثار الدولة كلها على نسبة قوتها في أصلها 211....................................................
الفصل التاسع عشر في استظهار صاحب الدولة على قومه و أهل عصبيته بالموالي و المصطنعين 217................
الفصل العشرون في أحوال الموالي و المصطنعين في الدول 219...............................................................
الفصل الحادي و العشرون فيما يعرض في الدول من حجر السلطان و الستبداد عليه 221.................................
الفصل الثاني و العشرون في أن المتغلبين على السلطان ل يشاركونه في اللقب الخاص بالملك 222......................
الفصل الثالث و العشرون في حقيقة الملك و أصنافه 223.........................................................................
الفصل الرابع و العشرون في أن إرهاف الحد مضر بالملك و مفسد له في الكثر 224.......................................
الفصل الخامس و العشرون في معنى الخلفة و المامة 226.....................................................................
الفصل السادس و العشرون فى اختلف المة في حكم هذا المنصب و شروطه 227.........................................
الفصل السابع و العشرون في مذاهب الشيعة في حكم المامة234...............................................................
الفصل الثامن و العثسرون في انقلب الخلفة إلى الملك240.....................................................................
الفصل التاسع و العشرون في معنى البيعة 248.....................................................................................
الفصل الثلثون في ولية العهد 249...................................................................................................
الفصل الحادي و الثلثون في الخطط الدينية الخلفية 260........................................................................
الحسبة و السكة 268.....................................................................................................................
الفصل الثاني و الثلثون في اللقب بأمير المؤمنين و إنه من سمات الخلفة و هو محدث منذ عهد الخلفاء 269..........
الفصل الثالث و الثلثون في شرح اسم البابا و البطرك في الملة النصرانية و اسم الكوهن عند اليهود 274..............
الفصل الرابع و الثلثون في مراتب الملك و السلطان و ألقابها 279.............................................................
ديوان العمال و الجبايات 289.........................................................................................................
ديوان الرسائل و الكتابة 292.........................................................................................................
الفصل الخامس و الثلثون في التفاوت بين مراتب السيف و القلم في الدول 305..............................................
الفصل السادس و الثلثون في شارات الملك و السلطان الخاصة به 306.......................................................
مقدار الدرهم و الدينار الشرعيين 312................................................................................................
الفساطيط و ا لسياج 317................................................................................................................
المقصورة للصلة و الدعاء في الخطبة 319.........................................................................................
الفصل السابع و الثلثون في الحروب و مذاهب المم و ترتيبها 321...........................................................
الفصل الثامن و الثلثون في الجباية و سبب قلتها و كثرتها 331.................................................................
الفصل التاسع و الثلثون في ضرب المكوس أواخر الدولة 333.................................................................
الفصل الربعون في أن التجارة من السلطان مضرة بالرعايا و مفسدة للجباية 334...........................................
الفصل الحادي و الربعون في أن ثروة السلطان و حاشيته إنما تكون في وسط الدولة 336.................................
الفصل الثاني و الربعون في أن نقص العطاء من السلطان نقص في الجباية 340............................................
الفصل الثالث و الربعون في أن الظلم مؤذن بخراب العمران 340.............................................................
الفصل الرابع و الربعون في أن الحجاب كيف يقع في الدول و في أنه يعظم عند الهرم 345...............................
الفصل الخامس و الربعون في انقسام الدولة الواحدة بدولتين 347..............................................................
الفصل السادس و الربعون في أن الهرم إذا نزل بالدولة ل يرتفع 349.........................................................
الفصل السابع و الربعون في كيفية طروق الخلل للدولة 350....................................................................
الفصل الثامن و الربعين فصل في اتسككاع الدولككة أول إلككى نهككايته ثككم تضككايقه طككورا بعككد طككور إلككى فنككاء الدولككة و
اضمحللها 354...........................................................................................................................
الفصل التاسع و الربعون في حدوث الدولة و تجددها كيف يقع 356...........................................................
الفصل الخمسون في أن الدولة المستجدة إنما تستولي على الدولة المستقرة بالمطاولة ل بالمناجزة 357..................
الفصل الحادي و الخمسون في وفور العمران آخر الدولة و ما يقع فيها من كثر الموتان و المجاعات 361...............
الفصل الثاني والخمسون في أن العمران البشري ل بد له من سياسة ينتظم بها أمره 362...................................
القسم الول من الفصل الثالث و الخمسون في أمر الفاطمي و ما يذهب إليه الناس في شأنه و كشف الغطككاء عككن ذلككك
القسم الول 372...........................................................................................................................
القسم الثاني من الفصل الثالث و الخمسون في أمر الفاطمي و ما يذهب إليه الناس في شأنه و كشف الغطككاء عككن ذلككك
القسم الثاني 386..........................................................................................................................
الفصل الرابع و الخمسون في ابتداء الدول و المم و في الكلم على الملحم و الكشف عن مسمى الجفر 395..........
الباب الرابع من الكتاب الول في البلدان و المصار و سائر العمككران و مككا يعككرض فككي ذلكك
من الحوال و فيه سوابق و لواحق 411.................................................................
الفصل الول في أن الدول من المدن و المصار و أنها إنما توجد ثانية عن الملك 411......................................
الفصل الثاني في أن الملك يدعو إلى نزول المصار 412.........................................................................
الفصل الثالث في أن المدن العظيمة و الهياكل المرتفعة إنما يشيدها الملك الكثير 413........................................
الفصل الرابع في أن الهياكل العظيمة جدًا ل تستقل ببنائها الدولة الواحدة 415.................................................
الفصل الخامس فيما تجب مراعاته في أوضاع المدن و ما يحدث إذا غفل عن المراعاة 416...............................
الفصل السادس في المساجد و البيوت العظيمة في العالم 419.....................................................................
الفصل السابع في أن المدن و المصار بإفريقية و المغرب قليلة 429...........................................................
الفصل الثامن في أن المباني و المصانع في الملة السلمية قليلة بالنسبة إلى قدرتها و إلى من كان قبلها من الدول .....
430
الفصل التاسع في أن المباني التي كانت تختطها العرب يسرع إليها الخراب إل في القل 431..............................
الفصل العاشر في مبادي الخراب في المصار 432................................................................................
الفصل الحادي عشر في أن تفاضل المصار و المدن في كثرة الرزق لهلهككا و نفككاق السككواق إنمككا هككو فككي تفاضككل
عمرانها في الكثرة و القلة 432.........................................................................................................
الفصل الثاني عشر في أسعار المدن 436.............................................................................................
الفصل الثالث عشر في قصور أهل البادية عن سكنى المصر الكثير العمران 438............................................
الفصل الرابع عشر في أن القطار في اختلف أحوالها بالرفه و الفقر مثل المصار 439..................................
الفصل الخامس عشر في تأثل ا لعقار و الضياع في المصار و حال فوائدها و مستغلتها 441............................
الفصل السادس عشر في حاجات المتمولين من أهل المصار إلى الجاه و المدافعة 442.....................................
الفصل السابع عشر في أن الحضارة في المصار من قبل ا لدول و أنها ترسخ باتصال الدولة ورسوخها 443..........
الفصل الثامن عشر في أن الحضارة غاية العمران و نهاية لعمره و أنها مؤذنة بفساده 446.................................
الفصل التاسع عشر في أن المصار التي تكون كراسي للملك تخرب بخراب الدولة وانقراضها 450.....................
الفصل العشرون في اختصاص بعض المصار ببعض الصنائع دون بعض 453.............................................
الفصل الحادي و العشرون في و جود العصبية في المصار و تغلب بعضهم على بعض 453.............................
الفصل الثاني و العشرون في لغات أهل المصار 455............................................................................
الباب الخامس من الكتاب الول في المعاش و وجوبه من الكسب و الصنائع و ما يعككرض فككي
ذلك كله من الحوال و فيه مسائل457...................................................................
الفصل الول في حقيقة الرزق و الكسب و شرحهما و أن الكسب هو قيمة العمال ا لبشرية 457.........................
الفصل الثاني في وجوه المعاش و أصنافه و مذاهبه 460..........................................................................
الفصل الثالث في أن الخدمة ليست من الطبيعي 461...............................................................................
الفصل الرابع في ابتغاء الموال من الدفائن و الكنوز ليس بمعاش طبيعي 461................................................
الفصل الخامس في أن الجاه مفيد للمال 467.........................................................................................
الفصل السادس في أن السعادة و الكسب إنما يحصل غالبًا لهل الخضوع و التملق و أن هذا الخلق من أسباب السعادة
468
الفصل السابع في أن القائمين بأمور الدين من القضاء و الفتيا و التدريس و المامة و الخطابة و الذان و نحككو ذلككك ل
تعظم ثروتهم في الغالب 472...........................................................................................................
الفصل الثامن في أن الفلحة من معاش المتضعين و أهل العافية من البدو 473...............................................
الفصل التاسع في معنى التجارة و مذاهبها و أصنافها 474........................................................................
الفصل العاشر في أي أصناف الناس يحترف بالتجارة و أيهم ينبغي له اجتناب حرفها 474.................................
الفصل الحادي عشر في أن خلق التجار نازلة عن خلق الشراف و الملوك 475..............................................
الفصل الثاني عشر في نقل التاجر للسلع 476........................................................................................
الفصل الثالث عشر في الحتكار 477.................................................................................................
الفصل الرابع عشر في أن رخص السعار مضر بالمحترفين بالرخص 478..................................................
الفصل الخامس عشر في أن خلق التجارة نازلة عن خلق الرؤساء و بعيدة من المروءة 479...............................
الفصل السادس عشر في أن الصنائع ل بد لها من العلم 480......................................................................
الفصل السابع عشر في أن الصنائع إنما تكمل بكمال العمران الحضري و كثرته 481.......................................
الفصل الثامن عشر في أن رسوخ الصنائع في المصار إنما هو برسوخ الحضارة و طول أمده 482.....................
الفصل التاسع عشر في أن الصنائع إنما تستجاد و تكثر إذا كثر طالبها 484....................................................
الفصل العشرون في أن المصار إذا قاربت الخراب انتقصت منها الصنائع 485.............................................
الفصل الحادي و العشرون في أن العرب أبعد الناس عن الصنائع 485.........................................................
الفصل الثاني و العشرون فيمن حصلت له ملكة في صناعة فقل أن يجيد بعد في ملكة أخرى 486.........................
الفصل الثالث و العشرون في الشارة إلى أمهات الصنائع 487..................................................................
الفصل الرابع و العشرون في صناعة الفلحة 488.................................................................................
الفصل الخامس و العشرون في صناعة البناء 488.................................................................................
الفصل السادس و العشرون في صناعة النجارة 492...............................................................................
الفصل السابع و العشرون في صناعة الحياكة و الخياطة 494....................................................................
الفصل الثامن و العشرون في صناعة التوليد 495..................................................................................
الفصل التاسع و العشرون في صناعة الطب و أنها محتاج إليها في الحواضر و المصار دون البادية 498..............
الفصل الثلثون في أن الخط و الكتابة من عداد الصنائع النسانية 501.........................................................
الفصل الحادي و الثلثون في صناعة الوراقة 509.................................................................................
الفصل الثاني و الثلثون في صناعة الغناء 511.....................................................................................
ل و خصوصًا الكتابة و الحساب 518........................ الفصل الثالث و الثلثون في أن الصنائع تكسب صاحبها عق ً
الباب السادس من الكتاب الول في العلوم و أصنافها و التعليم و طرقه و سككائر وجككوهه و مككا
يعرض في ذلك كله من الحوال و فيه مقدمة و لواحق 519.........................................
الفصل الول في أن العلم و التعليم طبيعي في العمران البشري 519............................................................
الفصل الثاني في أن التعليم للعلم من جملة الصنائع 520...........................................................................
الفصل الثالث في أن العلوم إنما تكثر حيث يكثر العمران و تعظم الحضارة 525..............................................
الفصل الرابع في أصناف العلوم الواقعة في العمران لهذا العهد 526............................................................
الفصل الخامس في علوم القرآن من التفسير و القراءات 528.....................................................................
الفصل السادس في علوم الحديث 532.................................................................................................
الفصل السابع في علم الفقه و ما يتبعه من الفرائض 538..........................................................................
الفصل الثامن في علم الفرائض 545...................................................................................................
الفصل التاسع في أصول الفقه و ما يتعلق به من الجدل و الخلفيات 547......................................................
الفصل العاشر :في علم الكلم 553....................................................................................................
الفصل الحادي عشر :في أن عالم الحوادث الفعلية إنما يتم بالفكر 564..........................................................
الفصل الثاني عشر في العقل التجريبي و كيفية حدوثه 566.......................................................................
الفصل الثالث عشر :في علوم البشر و علوم الملئكة 568........................................................................
الفصل الرابع عشر في علوم النبياء عليهم الصلة و السلم 569...............................................................
الفصل الخامس عشر في أن النسان جاهل بالذات عالم بالكسب 571...........................................................
الفصل السادس عشر :في كشف الغطاء عن المتشابه من الكتاب و السنة و ما حدث لجل ذلككك مككن طككوائف السككنية و
المبتدعة في العتقادات 572............................................................................................................
الفصل السابع عشر :في علم التصوف 582..........................................................................................
الفصل الثامن عشر :في علم تعبير الرؤيا 596......................................................................................
الفصل التاسع عشر :في العلوم العقلية و أصنافها 600.............................................................................
الفصل العشرون :في العلوم العددية 605.............................................................................................
الفصل الحادي و العشرون :في العلوم الهندسية 609...............................................................................
الفصل الثاني و العشرون :في علم الهيئة 611.......................................................................................
الفصل الثالث و العشرون :في علم المنطق 614.....................................................................................
الفصل الرابع و العشرون :في الطبيعيات 619......................................................................................
الفصل الخامس و العشرون :في علم الطب 620....................................................................................
الفصل السادس و العشرون :في الفلحة 621........................................................................................
الفصل السابع و العشرون :في علم اللهيات 622...................................................................................
الفصل الثامن و العشرون :في علوم السحر و الطلسمات 624....................................................................
القسم الول من الفصل التاسع و العشرون :علم أسرار الحروف 632...........................................................
الفصل التاسع و العشرون :علم أسرار الحروف القسم الثاني 640...............................................................
كيفية العمل في استخراج أجوبة المسائل من زايرجة العالم بحول ال منقول عمن لقيناه من القائمين عليها 645.........
فصل في الطلع على السرار الخفية من جهة الرتباطات الحرفية 656.....................................................
فصل في الستدلل على ما في الضمائر الخفية بالقوانين الحرفية 660.........................................................
الفصل الثلثون :في علم الكيمياء 663................................................................................................
الفصل الحادي و الثلثون :في إبطال الفلسفة و فساد منتحلها 674...............................................................
الفصل الثاني و الثلثون :في ابطال صناعة النجوم و ضعف مداركها و فساد غايتها 681..................................
الفصل الثالث و الثلثون :في انكار ثمرة الكيميا و استحالة وجودها و ما ينشأ من المفاسد عن انتحالها 686.............
الفصل الرابع و الثلثون :في أن كثرة التآليف في العلوم عائقة عن التحصيل 694...........................................
الفصل الخامس و الثلثون :في المقاصد التي ينبغي اعتمادها بالتأليف و إلغاء ما سواها 696..............................
الفصل السادس و الثلثون في أن كثرة الختصارات المؤلفة في العلوم مخلة بالتعليم 700..................................
الفصل السابع و الثلثون :في وجه الصواب في تعليم العلوم و طريق إفادته 701.............................................
الفصل الثامن و الثلثون :في أن العلوم اللهية ل توسع فيها النظار و ل تفرع المسائل 705..............................
الفصل التاسع و الثلثون :في تعليم الولدان و اختلف مذاهب المصار السلمية في طرقه 706.........................
الفصل الربعون :في أن الشدة على المتعلمين مضرة بهم 709...................................................................
الفصل الحادي و الربعون :في أن الرحلة في طلب العلوم و لقاء المشيخة مزيد كمال في التعلم 711.....................
الفصل الثاني و الربعون :في أن العلماء من بين البشر أبعد عن السياسة و مذاهبها 711...................................
الفصل الثالث و الربعون :في أن حملة العلم في السلم أكثرهم العجم 713...................................................
الفصل الرابع و الربعون :في أن العجمة إذا سبقت إلى اللسان قصرت بصاحبها في تحصيل العلكوم عكن أهكل اللسكان
العربي 716................................................................................................................................
الفصل الخامس و الربعون :في علوم اللسان العربي 718........................................................................
علم النحو 719.............................................................................................................................
علم اللغة 721..............................................................................................................................
علم البيان 725.............................................................................................................................
علم الدب 728............................................................................................................................
الفصل السادس و الربعون :في أن اللغة ملكة صناعية 730......................................................................
الفصل السابع و الربعون :في أن لغة العرب لهذا العهد مستقلة مغايرة للغة مصر و حمير 731..........................
الفصل الثامن و الربعون :في أن لغة أهل الحضر والمصار لغة قائمة بنفسها للغة مضر 735...........................
الفصل التاسع و الربعون في تعليم اللسان المضري 736.........................................................................
الفصل الخمسون :في أن ملكة هذا اللسان غير صناعة العربية و مستغنية عنها في التعليم 737............................
الفصل الواحد و الخمسون :في تفسر الذوق في مصطلح أهل البيان و تحقيق معناه و بيككان أنككه ل يحصككل للمسككتعربين
من العجم 739.............................................................................................................................
الفصل الثاني و الخمسون :في أن أهل المصار على الطلق قاصرون في تحصيل هذه الملكككة اللسككانية الككتي تسككتفاد
بالتعليم و من كان منهم أبعد عن اللسان العربي كان حصولها له أصعب و أعسر 742.......................................
الفصل الثالث و الخمسون :في انقسام الكلم إلى فني النظم و النثر 745........................................................
الفصل الرابع و الخمسون :في أنه ل تتفق الجادة في فني المنظوم و المنثور معًا إل للقل 747...........................
الفصل الخامس و الخمسون :في صناعة الشعر و وجه تعلمه748...............................................................
الفصل السادس و الخمسون :في أن صناعة النظم و النثر إنما هي في اللفاظ ل في المعاني 759.........................
الفصل السابع و الخمسون :في أن حصول هذه الملكة بكثرة الحفظ و جودتها بجودة المحفوظ 760........................
الفصل الثامن و الخمسون :في بيان المطبوع من الكلم و المصنوع و كيف جودة المصنوع أو قصوره 763...........
الفصل التاسع و الخمسون :في ترفع أهل المراتب عن انتحال الشعر 767......................................................
الفصل الستون :في أشعار العرب و أهل المصار لهذا العهد768................................................................
الموشحات و الزجال للندلس 784...................................................................................................
الموشحات و الزجال في المشرق 803...............................................................................................
خاتمة 807.................................................................................................................................
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول العبد الفقير إلى الله تعالى الغني بلطفه عبد الرحمممن
بن محمد بن خلدون الحضرمي وفقه الله الحمد لله الذي له
العممزة والجممبروت وبيممده الملممك والملكمموت ولممه السممماء
الحسنى والنعوت العالم فل يغرب عنه ما تظهره النجمموى أو
يخفيممه السممكوت القممادر فل يعجممزه شمميء فممي السممموات
والرض ول يفوت أنشأنا مممن الرض نسممما واسممتعمرنا فيهمما
أجيال وأممما ويسممر لنمما منهمما أرزاقما وقسممما تكنفنمما الرحمام
والممبيوت ويكفلنمما الممرزق والقمموت وتبلينمما اليممام والوقمموت
وتعتورنا الجال التي خط علينمما كتابهمما الموقمموت ولممه البقمماء
والثبوت وهو الحممي الممذي ل يممموت والصمملة والسمملم علممى
سميدنا ومولنمما محمممد النمبي العربمي المكتمموب فمي التمموراة
والنجيممل المنعمموت الممذي تمحممض لفصمماله الكممون قبممل أن
تتعاقب الحاد والسبوت ويتباين زحممل واليهممموت وعلممى آلممه
وأصحابه الذين لهم في صحبته وأتباعه الثر البعيممد والصمميت
والشمل الجميممع فممي مظمماهرته ولعممدوهم الشمممل الشممتيت
صلى الله عليه وعليهممم ممما اتصممل بالسمملم جممده المبخمموت
وانقطع بالكفر حبله المبتوت وسلم كثيرا أممما بعممد فممإن فممن
التاريخ من الفنون التي تتممداوله المممم والجيممال وتشممد إليممه
الركائب والرحممال وتسممموا إلممى معرفتممه السمموقة والغفممال
وتتنافس فيه الملوك والقيمال وتتسماوى فمي فهممه العلمماء
الجهممال إذ هممو فممي ظمماهره ل يزيممد علممى أخبممار عممن اليممام
والممدول والسمموابق مممن القممرون الول تنمممو فيهمما القمموال
وتضرب فيها المثال وتطرف بها النديممة إذا غصممها الحتفممال
وتؤدي لنمما شممأن الخليقممة كيممف تقلبممت بهمما الحمموال واتسممع
للدول فيها النطاق والمجال وعمروا الرض حممتى نممادى بهممم
الرتحال وحان منهم الزوال وفي باطنه نظر وتحقيق وتعليل
للكائنممات ومبادئهمما دقيممق وعلممم بكيفيممات الوقممائع وأسممبابها
عميق فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق وجدير بأن يعد في
علومهمما وخليممق وإن فحممول المممؤرخين فممي السمملم قممد
اسممتوعبوا أخبممار اليممام وجمعوهمما وسممطروها فممي صممفحات
الدفاتر وأودعوها وخلطها المتطفلون بدسائس مممن الباطممل
وهممموا فيهمما وابتممدعوها وزخممارف مممن الروايممات المضممعفة
لفقوهمما ووضممعوها واقتفممى تلممك الثممار الكممثير ممممن بعممدهم
واتبعوهمما وأدوهمما إلينمما كممما سمممعوها ولممم يلحظمموا أسممباب
الوقائع والحوال ولم يراعوها ول رفضوا ترهات الحاديث ول
دفعوها فممالتحقيق قليممل وطممرف التنقيممح فممي الغممالب كليممل
والغلط والموهم نسميب للخبمار وخليمل والتقليمد عريمق فمي
الدميين وسليل والتطفل على الفنون عريض طويل ومرعى
الجهممل بيممن النممام وخيممم وبيممل والحممق ل يقمماوم سمملطانه
والباطل يقذف بشهاب النظر شيطانه والناقل إنما هو يملممي
وينقل والبصمميرة تنقممد الصممحيح إذا تعقممل والعلممم يجلمموا لهمما
صفحات القلوب ويصقل هممذا وقممد دون النمماس فممي الخبممار
وأكثروا وجمعوا تواريخ المممم والممدول فممي العممالم وسممطروا
والذين ذهبوا بفضل الشمهرة والماممة المعتممبرة واسمتفرغوا
دواويممن مممن قبلهممم فممي صممحفهم المتممأخرة هممم قليلممون ل
يكادون يجاوزون عدد النامل ول حركات العوامممل مثممل ابممن
إسممحق والطممبري وابممن الكلممبي ومحمممد بممن عمممر الواقممدي
وسيف بن عمر السدي وغيرهممم مممن المشمماهير المتميزيممن
عن الجماهير وإن كان في كتممب المسممعودي والواقممدي مممن
المطعن والمغمز ما هو معروف عنممد الثبممات ومشممهور بيممن
الحفظممة الثقممات إل أن الكافممة اختصممتهم بقبممول أخبممارهم
واقتفاء سننهم في التصممنيف واتبمماع آثممارهم والناقممد البصممير
قسممطاس نفسممه فممي تزييفهممم فيممما ينقلممون أو اعتبممارهم
فللعمران طبائع في أحواله ترجع إليها الخبار وتحمممل عليهمما
الروايات والثار ثممم إن أكممثر التواريممخ لهممؤلء عامممة المناهممج
والمسممالك لعممموم الممدولتين صممدر السمملم فممي الفمماق
والممالك وتناولها البعيد من الغايممات فممي المآخممذ والمتممارك
ومن هؤلء من استوعب ممما قبممل الملممة مممن الممدول والمممم
والمر العمم كالمسعودي ومن نحا منحاه وجمماء مممن بعممدهم
مممن عممدل عممن الطلق إلممى التقييممد ووقممف فممي العممموم
والحاطة عن الشأو البعيممد فقيممد شمموارد عصممره واسممتوعب
أخبار أفقه وقطره واقتصمر علمى تاريمخ دولتمه ومصمره كمما
فعممل أبممو حيممان مممؤرخ النممدلس والدولممة المويممة بهمما وابممن
الرفيق مؤرخ أفريقية والدولة التي كممانت بممالقيروان ثممم لممم
يأت من بعممد هممؤلء إل مقلممد وبليممد الطبممع والعقممل أو متبلممد
ينسج على ذلك المنمموال ويحتممذي منممه بالمثممال ويممذهل عممما
أحالته اليممام مممن الحمموال واسممتبدلت بممه مممن عمموائد المممم
والجيال فيجلبون الخبار عممن الممدول وحكايممات الوقممائع فممي
العصور الول صورا قد تجردت عن موادها وصفاحا انتضمميت
من أغمادها ومعارف تسممتنكر للجهممل بطارفهمما وتلدهمما إنممما
هي حوادث لممم تعلممم أصممولها وأنممواع لممم تعتممبر أجناسممها ول
تحققت فصولها يكررون فممي موضمموعاتها الخبممار المتداولممة
بأعيانها اتباعا لمن عني من المتقدمين بشأنها ويغفلممون أمممر
الجيال الناشئة في ديوانهمما بممما أعمموز عليهممم مممن ترجمانهمما
فتستعجم صممحفهم عممن بيانهمما ثممم إذا تعرضمموا لممذكر الدولممة
نسقوا أخبارها نسقا محافظين على نقلهمما وهممما أو صممدقا ل
يتعرضون لبدايتها ول يذكرون السبب الممذي رفممع مممن رايتهمما
وأظهر من آيتها ول علة الوقمموف عنممد غايتهمما فيبقممى النمماظر
متطلعا بعد إلى افتقاد أحوال مبادىء الدول ومراتبها مفتشمما
عن أسباب تزاحمها أو تعاقبها باحثا عن المقنع في تباينهمما أو
تناسبها حسبما نذكر ذلك كلممه فممي مقدمممة الكتمماب ثممم جمماء
آخرون بإفراط الختصار وذهبوا إلى الكتفاء بأسماء الملمموك
والقتصار مقطوعة عممن النسمماب والخبممار موضمموعة عليهمما
أعداد أيامهم بحروف الغبار كما فعله ابن رشيق فممي ميممزان
العمل ومن اقتفى هذا الثر من الهمممل وليممس يعتممبر لهممؤلء
مقال ول يعد لهم ثبمموت ول انتقممال لممما أذهبمموا مممن الفمموائد
وأخلوا بالمذاهب المعروفة للمؤرخين والعوائد ولمما طمالعت
كتب القوم وسبرت غور المس واليوم نبهممت عيممن القريحممة
من سنة الغفلممة والنمموم وسمممت التصممنيف مممن نفسممي وأنمما
المفلس أحسن السؤم فأنشات في التاريخ كتابمما رفعممت بممه
عممن أحمموال الناشممئة مممن الجيممال حجابمما وفصمملته فممي
الخباروالعتبار بابا باباوأبممديت فيممه لوليممة الممدول والعمممران
علل وأسبابا وبنيته على أخبار المممم الممذين عمممروا المغممرب
في هذه العصار وملوا أكناف الضواحي منه والمصممار وممما
كان لهم من الدول الطوال أو القصار ومن سمملف لهممم مممن
الملوك والنصار وهما العرب والبربر إذ هممما الجيلن اللممذان
عرف بالمغرب مأواهما وطممال فيممه علممى الحقمماب مثواهممما
حتى ل يكاد يتصور فيه ما عداهما ول يعرف أهله مممن أجيممال
الدميين سواهما فهذبت مناحيه تهذيبا وقربته لفهام العلممماء
والخاصة تقريبمما وسمملكت فممي ترتيبممه وتبممويبه مسمملكا غريبمما
واخترعته من بيممن المنمماحي مممذهبا عجيبمما وطريقممة مبتدعممة
وأسمملوبا وشممرحت فيممه مممن أحمموال العمممران والتمممدن وممما
يعرض في الجتماع النساني من العوارض الذاتية ما يمنعممك
بعلل الكوائن وأسبابها ويعرفك كيممف دخممل أهممل الممدول مممن
أبوابها حتى تنزع من التقليد يدك وتقف على أحوال ما قبلك
من اليام والجيال وما بعدك ورتبته على مقدمة وثلثممة كتممب
المقدمة فمي فضممل علممم التاريمخ وتحقيممق ممذاهبه واللممماع
بمغالط المؤرخين الكتاب الول في العمران وذكر ما يعرض
فيه من العمموارض الذاتيممة مممن الملممك والسمملطان والكسممب
والمعاش والصنائع والعلوم وما لممذلك مممن العلممل والسممباب
الكتاب الثاني في أخبار العرب وأجيممالهم ودولهممم منممذ مبممدأ
الخليقة إلى هذا العهد وفيه من اللماع ببعض مممن عاصممرهم
من المم المشاهير ودولهم مثل النبط والسريانيين والفرس
وبني إسرائيل والقبممط واليونممان والممروم والممترك والفرنجممة
الكتاب الثالث فممي أخبممار الممبربر ومممواليهم مممن زناتممة وذكممر
أوليتهم وأحيالهم وما كان بممديار المغممرب خاصممة مممن الملممك
والدول ثم كانت الرحلة إلى المشرق لجتناء أنممواره وقضمماء
الفرض والسنة في مطافه ومزاره والوقوف على آثاره فممي
دواوينه وأسفاره فزدت ما نقص من أخبار ملوك العجم بتلك
الديار ودول الترك فيما ملكوه مممن القطممار وأتبعممت بهمما ممما
كتبته في تلك السطار وأدرجتها فممي ذكممر المعاصممرين لتلممك
الجيال من أمم النواحي وملوك المصممار والضممواحي سممالكا
سممبيل الختصممار والتلخيممص مفتممديا بممالمرام السممهل مممن
العويص داخل من بمماب السممباب علممى العممموم إلممى الخبممار
على الخصوص فاستوعب أخبار الخليقة اسممتيعابا وذلممل مممن
الحكم النافرة صممعابا وأعطممى لحمموادث الممدول علل وأسممبابا
فأصبح للحكمة صوانا وللتاريخ جرابا ولما كان مشممتمل علممى
أخبار العرب والبربر مممن أهممل المممدر والمموبر واللممماع بمممن
عاصرهم من الدول الكبر وأفصح بالذكرى والعبر فممي مبتممدأ
الحوال ومما بعدها مممن الخممبر سممميته كتمماب العممبر وديمموان
المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم
من ذوي السلطان الكبر ولم أترك شمميئا فممي أوليممة الجيممال
والدول وتعاصر المم الول وأسممباب التصممرف والحممول فممي
القرون الخالية والملل وممما يعممرض فممي العمممران مممن دولممة
وملة ومدينة وحلة وعزة وذلممة وكممثرة وقلممة وعلممم وصممناعة
وكسب وإضاعة وأحوال متقلبة مشاعة وبممدو وحضممر وواقممع
ومنتظر إل واستوعبت جمله وأوضحت براهينممه وعللممه فجمماء
هممذا الكتمماب فممذا بممما ضمممنته مممن العلمموم الغريبممة والحكممم
المحجوبة القريبة وأنممامن بعممدها موقممف بالقصممور بيممن أهممل
العصور معترف بالعجز عممن المضمماء فممي مثممل هممذا القضمماء
راغب من أهل اليد البيضاء والمعارف المتسعة الفضمماء فممي
النظر بعين النتقاد ل بعين الرتضاء والتغمد لما يعثرون عليه
بالصممملح والغضممماء فالبضممماعة بيمممن أهمممل العلمممم مزجممماة
والعتراف من اللوم منجاة والحسممنى مممن الخمموان مرتجمماه
واللمه أسمأل أن يجعمل أعمالنما خالصمة لموجهه الكريمم وهمو
حسممبي ونعممم الوكيممل وبعممد أن اسممتوفيت علجممه وأنممرت
مشكاته للمستبصرين وأذكيت سراجه وأوضحت بين العلمموم
طريقه ومنهاجه وأوسعت في فضاء المعارف نطمماقه وأدرت
سياجه أتحفممت بهممذه النسممخة منممه خزانممة مولنمما السمملطان
المام المجاهد الفاتح الماهد المتحلي منذ خلع التمائم ولوث
العمممائم بحلممى القممانت الزاهممد المتوشممح بزكمماء المنمماقب
والمحامد وكرم الشمائل والشممواهد بأجمممل مممن القلئد فممي
نحور الولئد المتناول بالعزم القوي السمماعد والجممد المممواتي
المسمماعد والمجممد الطممارف والتالممد ذوائب ملكهممم الراسممي
القواعممد الكريممم المعممالي والمصمماعد جممامع أشممتات العلمموم
والفوائد ونمماظم شمممل المعممارف والشمموارد ومظهممر اليممات
الربانية في فضل المممدارك النسممانية بفكممره الثمماقب الناقممد
ورأيممه الصممحيح المعاقممد النيممر المممذاهب والعقممائد نممور اللممه
الواضممح المراشممد ونعمتممه العذبممة الممموارد ولطفممه الكممامن
بالمراصد للشممدائد ورحمتممه الكريمممة المقالممد الممتي وسممعت
صلح الزمان الفاسد واستقامة المائد من الحمموال والعمموائد
وذهبت بالخطوب الوابد وخلعت على الزمان رونق الشممباب
العائد وحجته التي ل يبطلها إنكار الجاحد ول شبهات المعانممد
أمير المؤمنين أبي فارس عبد العزيممز ابممن مولنمما السمملطان
المعظممم الشممهير الشممهيد أبممي سممالم إبراهيممم ابممن مولنمما
السلطان المقدس أمير المؤمنين أبي الحسممن ابممن السممادة
العلم مممن ملمموك بنممي مريممن الممذين جممددوا الممدين ونهجمموا
السبيل للمهتدين ومحوا آثار البغاة المفسدين أفاء الله على
المة ظلله وبلغه في نصر دعوة السملم آمماله وبعثتمه إلمى
خزانئهم الموقفة لطلبممة العلممم بجممامع القروييممن مممن مدينممة
فاس حاضرة ملكهم وكرسممي سمملطانهم حيممث مقممر الهممدى
ورياض المعارف خضلة الندى وفضاء السرار الربانية فسمميح
المممدى والمامممة الفارسممية الكريمممة العزيممزة إن شمماء اللممه
بنظرها الشريف وفضلها الغني عن التعريف تبسممط لممه مممن
العناية مهادا وتفسح له في جانب القبممول آمممادا فتوضممح بهمما
أدلة على رسوخه وأشهادا ففي سوقها تنفق بضممائع الكتمماب
وعلممى حضممرتها تعكممف ركممائب العلمموم والداب ومممن مممدد
بصائرها المنيرة نتائج القممرائح واللبمماب واللممه يوزعنمما شممكر
نعمتها ويوفر لنا حظوظ المواهب مممن رحمتهمما ويعيننمما علممى
حقوق خدمتها ويجعلنا من السابقين في ميدانها المحلين في
حومتها ويضفي على أهل إيالتها وممما أوي مممن السمملم إلممى
حرم عمالتها لبوس حمايتها وحرمتها وهو سممبحانه المسممئول
أن يجعل أعمالنا خالصة في وجهتها بريئة من شوائب الغفلة
وشبهتها وهو حسبنا ونعم الوكيل
الحسبة و السكة
إما الحسبة فهي وظيفة دينيممة مممن بمماب المممر بممالمعروف و
النهممي عممن المنكممر الممذي هممو فممرض علممى القممائم بممأمور
المسلمين يعين لذلك من يراه أهل ً لممه فيتعيممن فرضممه عليممه
ويتخذ العوان على ذلممك و يبحممث عممن المنكممرات و يعممزر و
يؤدب على قدرها و يحمل الناس على المصممالح العامممة فممي
المدينممة مثممل المنممع مممن المضممايقة فممي الطرقممات و منممع
الحمالين و أهل السفن من الكثار في الحمل و الحكم علممى
أهل المباني المتداعية للسقوط بهدمها و إزالة ما يتوقع مممن
ضممررها علممى السممابلة والضممرب علممى أيممدي المعلميممن فممي
المكاتب و غيرها في البلغ في ضربهم للصممبيان المتعلميممن
و ل يتوقمف حكممه علمى تنمازع أو اسمتعداء بمل لمه النظمر و
الحكم فيما يصل إلى علمه من ذلك و يرفع إليممه و ليممس لممه
إمضاء الحكم في الدعاوي مطلقا ً بممل فيمما يتعلممق بمالغش و
التدليس في المعايش و غيرها في المكاييل و الموازين و له
أيضا ً حمل المماطلين على النصاف و أمثال ذلك مممما ليممس
فيه سماع بينة و ل إنفاذ حكم و كأنهمما أحكممام ينممزه القاضممي
عنها لعمومهمما و سممهولة أغراضممها فتممدفع إلممى صمماحب هممذه
الوظيفممة ليقمموم بهمما فوضممعها علممى ذلممك أن تكممون خادمممة
لمنصب القضاء و قد كانت فممي كممثير مممن الممدول السمملمية
مثل العبيديين بمصر و المغرب و المممويين بالنممدلس داخلممة
في عموم ولية القاضي يولي فيها باختياره ثممم لممما انفممردت
وظيفة السلطان عن الخلفة و صممار نظممره عاممما فممي أمممور
السياسة اندرجت في وظائف الملك و أفردت بالولية.
و أما السكة فهي النظر في النقود المتعامل بها بيممن النمماس
و حفظها مما يداخلها من الغممش أو النقممص إن كممان يتعامممل
بها عددا ً أو ما يتعلق بذلك و يوصل إليه من جميع العتبارات
ثم في وضع علمة السلطان على تلممك النقممود بالسممتجادة و
الخلوص برسم تلك العلمة فيها من خاتم حديد أتخذ لذلك و
نقش فيه نقوش خاصة به فيوضع على المدينار بعممد أن يقممدر
ويضرب عليممه بالمطرقممة حممتى ترسممم فيممه تلممك النقمموش و
تكون علمة علمى جممودته بحسممب الغايممة الممتي وقمف عنمدها
السبك والتخليص في متعارف أهل القطر و مممذاهب الدولممة
الحاكمة فإن السبك و التخليص في النقود ل يقف عنممد غايممة
و إنما ترجع غايته إلى الجتهاد فإذا وقف أهممل أفممق أو قطممر
على غاية من التخليص وقفوا عندها و سموها إماما ً و عيممارا ً
يعتبرون به نقودهم وينتقدونها بمماثلته فإن نقممص عممن ذلممك
كان زيفا ً و النظر في ذلك كله لصاحب هذه الوظيفممة و هممي
دينية بهذا العتبار فتندرج تحت الخلفة و قد كانت تندرج في
عموم ولية القاضممي ثممم أفممردت لهممذا العهممد كممما وقممع فممي
الحبشة.
هذا آخر الكلم في الوظائف الخلفية و بقيممت منهمما وظممائف
ة فوظيفممة ذهبت بذهاب ما ينظر فيه و أخرى صارت سلطاني ً
المارة و الوزارة و الحرب و الخراج صارت سمملطانية نتكلممم
عليها في أماكنها بعد وظيفممة الجهمماد وظيفممة الجهمماد بطلممت
ببطلنه إل في قليل من الدول يمارسونه و يدرجون أحكممامه
غالبا ً في السلطانيات وكذا نقابة النسمماب الممتي يتوصممل بهمما
إلى الخلفة أو الحق في بيت المال قد بطلت لدثور الخلفممة
و رسومها و بالجملة قد اندرجت رسمموم الخلفممة و وظائفهمما
في رسوم الملك و السياسة في سائر الممدول لهممذا العهممد و
الله مصرف المور كيف يشاء.
الفساطيط و ا لسياج
اعلمممم أن ممممن شمممارات الملمممك و ترفمممه اتخممماذ الخبيمممة و
الفساطيط و الفازات من ثياب الكتممان و الصمموف و القطممن
فيباهى بها في السفار و تنوع منهمما اللمموان ممما بيممن كممبير و
صغير على نسبة الدولة فممي الممثروة و اليسممار و إنممما يكممون
المر في أول الدولة في بيوتهم التي جرت عادتهم باتخاذهمما
قبل الملك و كان العرب لعهد الخلفاء الولين من بنممي أميممة
إنممما يسممكنون بيمموتهم الممتي كممانت لهممم خيام ما ً مممن المموبر و
الصوف و لم تزل العرب لذلك العهممد بممادين إل القممل منهممم
فكممانت أسممفارهم لغزواتهممم و حروبهممم بظعممونهم و سممائر
حللهم و أحيائهم من الهل و الولد كما هو شأن العرب لهممذا
العهد و كانت عساكرهم لممذلك كممثيرة الحلممل بعيممدة ممما بيممن
المنازل متفرقة الحياء يغيب كل واحد منها عن نظر صمماحبه
من الخرى كشأن العرب و لذلك ما كان عبممد الملممك يحتمماج
إلى ساقة تحشد الناس على أثره و أن يقيموا إذا ظعن.
و نقل أنه استعمل في ذلك الحجاج حيممن أشممار بممه روح بممن
زنبمماغ و قصممتهما فممي إحممراق فسمماطيط روح و خيممامه لول
وليته حين وجدهم مقيمين في يوم رحيل عبممد الملممك قصممة
مشهورة .و من هذه الولية تعرف رتبة الحجمماج بيممن العممرب
فممإنه ل يتممولى إرادتهممم علممى الظعممن إل مممن يممأمن بمموادر
السفهاء من أحيائهم بما له من العصبية الحائلممة دون ذلممك و
لذلك اختصه عبد الملك بهذه الرتبة ثقة بغنائه فيهمما بعصممبيته
و صرامته فلما تفننت الدولة العربية في مذاهب الحضممارة و
البذخ و نزلوا المدن و المصار و انتقلمموا مممن سممكنى الخيممام
إلمى سممكنى القصممور و مممن ظهممر الخممف إلممى ظهممر الحممافر
اتخذوا للسكنى في أسفارهم ثيمماب الكتممان يسممتعملون منهمما
بيوتممما ً مختلفمممة الشممكال مقممدرة المثمممال مممن القمموراء و
المستطيلة و المربعة و يحتفلون فيها بأبلغ مذاهب الحتفممال
و الزينة و يدير المير و القممائد للعسمماكر علممى فسمماطيطه و
فممازاته مممن بينهممم سممياجا ً مممن الكتممان يسمممى فممي المغممرب
بلسان البربر الذي هو لسان أهله أفراك بالكمماف و القمماف و
يختص به السلطان بذلك القطممر ل يكممون لغيممره .و أممما فممي
المشرق فيتخذه كل أمير و إن كان دون السلطان ثم جنحت
الدعة بالنساء و الولممدان إلممى المقممام بقصممورهم و منممازلهم
فخف لذلك ظهرهم و تقاربت السياج بين منممازل العسممكر و
اجتمع الجيش و السلطان في معسكر واحمد يحصمره البصمر
في بسيطة زهوا ً أنيقا ً لختلف ألمموانه و اسممتمر الحممال علممى
ذلك في مذاهب الدول في بذخها و ترفها .و كذا كانت دولممة
الموحدين و زناتة التي أظلتنا كان سممفرهم أول أمرهممم فممي
بيوت سكناهم قبل الملممك مممن الخيممام و القيمماطين حممتى إذا
أخذت الدولة في مذاهب الممترف و سممكنى القصممور و عممادوا
إلى سممكنى الخبيممة و الفسمماطيط بلغمموا مممن ذلممك فمموق ممما
أرادوه و هممو مممن الممترف بمكممان إل أن العسمماكر بممه تصممير
عرضممة للبيممات لجتممماعهم فممي مكممان واحممد تشممملهم فيممه
الصيحة و لخفتهم من الهل و الولد الممذين تكممون السممتماتة
دونهم فيحتاج في ذلك إلى تحفظ آخر و الله القوي العزيز.
علم النحو
اعلممم أن اللغممة فممي المتعممارف هممي عبممارة المتكلممم عممن
مقصوده .و تلك العبارة فعل لساني ناشئ عن القصد بإفادة
الكلم فلبد أن تصير ملكة متقررة في الغصو الفاعممل لهمما و
هو اللسان و هو في كل أمة بحسممب اصممطلحاتهم .و كممانت
الملكة الحاصلة للعرب من ذلك أحسن الملكممات و أوضممحها
إبانة عن المقاصد لدللة غير الكلمممات فيهمما علممى كممثير مممن
المعاني .مثل الحركات التي تعين الفاعل من المفعممول مممن
المجرور أعني المضاف و مثل الحروف التي تفضي بالفعال
أي الحركات إلى الذوات من غير تكلف ألفاظ أخرى .و ليس
يوجد ذلك إل في لغة العرب .و أما غيرها مممن اللغممات فكممل
معنى أو حال لبد له من ألفاظ تخصه بالدللممة و لممذلك نجممد
كلم العجم من مخاطباتهم أطول مما تقدره بكلم العرب .و
هذا هو معنى قوله صمملى اللممه عليممه و سمملم :أوتيممت جوامممع
الكلممم و اختصممر لممي الكلم اختصممارا .فصممار للحممروف فممي
لغتهم .و الحركات و الهيئات أي الوضاع اعتبممار فممي الدللممة
على المقصممود غيممر متكلفيممن فيممه لصممناعة يسممتفيدون ذلمك
منها .إنما هي ملكة في ألسنتهم يأخذها الخر عن الول كممما
تأخذ صبياننا لهذا العهممد لغاتنمما .فلممما جمماء السمملم و فممارقوا
الحجاز لطلب الملك الذي كممان فممي أيممدي المممم و الممدول و
خالطوا المجم تغيرت تلك الملكة بما ألقى إليها السمممع مممن
المخالفات التي للمستعربين .و السمع أبو الملكات اللسانية
ففسدت بما ألقممي إليهمما مممما يغايرهمما لجنوحهمما إليممه باعتيمماد
السمع .و خشممي أهممل العلمموم منهممم أن تفسممد تلممك الملكممة
رأسمما و يطممول العهممد بهمما فينغلممق القممرآن و الحممديث علممى
المفهوم فاستنبطوا من مجاري كلمهم قوانين لتلممك الملكممة
مطردة شبه الكليات و القواعد يقيسممون عليهمما سممائر أنممواع
الكلم و يلحقون الشباه بالشباه مثممل أن الفاعممل مرفمموع و
المفعول منصوب و المبتدأ مرفوع .ثم رأوا تغير الدللة بتغير
حركممات هممذه الكلمممات فاصممطلحوا علممى تسممميته إعرابمما و
تسمية الموجب لذلك التغيممر عممامل و أمثممال ذلممك .و صممارت
كلهمما اصممطلحات خاصممة بهممم فقيممدوها بالكتمماب و جعلوهمما
صناعة لهم مخصوصة .و اصطلحوا على تسميتها بعلم النحو.
و أو ل من كتب فيها أبو السود الدؤلي من بني كنانة و يقال
بإشارة علي رضي الله عنه لنه رأى تغير الملكة فأشار عليه
بحفظها ففزع إلى ضبطها بالقوانين الحاضرة المستقرأة .ثم
كتب فيها الناس مممن بعممده إلممى أن انتهممت إلممى الخليممل بممن
أحمد الفراهيدي أيمام الرشميد و كمان النماس أحموج مما كمان
الناس إليها لذهاب تلك الملكة من العرب .فهذب الصناعة و
كمل أبوابها .و أخذها عنه سيبويه فكمممل تفاريعهمما و اسممتكثر
من أدلتها و شواهدها و وضع فيها كتابه المشهور الممدي صممار
إماما لكل ما كتب فيها من بعده .ثم وضع أبو علي الفارسي
و أبو القاسم الزجاج كتبا مختصممرة للمتعلميممن يحممذون فيهمما
حذو المام في كتمابه .ثمم طمال الكلم فمي همذه الصمناعة و
حممدث الخلف بيممن أهلهمما فممي الكوفممة و البصممرة المصممرين
القديمين للعرب .و كممثرت الدلممة و الحجمماج بينهممم و تبمماينت
الطرق في التعليم و كثر الختلف في إعممراب كممثير مممن آي
القممرآن بمماختلفهم فممي تلممك القواعممد و طممال ذلممك علممى
المتعلميمممن .و جممماء المتمممأخرون بممممذاهبهم فمممي الختصمممار
فاختصروا كثيرا من ذلك الطول مع استيعابهم لجميع ما نقل
كما فعله ابن مالك في كتاب التسهيل و أمثاله أو اقتصممارهم
على المبادئ للمتعلمين ،كما فعله الزمخشري في المفصممل
و ابن الحاجب في المقدمة له .و ربما نظموا ذلك نظما مثل
ابن مالك في الرجوزتين الكممبرى و الصممغرى و ابممن معطممي
في الرجوزة اللفية .و بالجملة فالتآليف في هذا الفممن أكممثر
من أن تحصممى أو يحمماط بهمما و طممرق التعليممم فيهمما مختلفممة
فطريقة المتقدمين مغايرة لطريقة المتممأخرين .و الكوفيممون
و البصممريون و البغممداديون و الندلسمميون مختلفممة طرقهممم
كذلك .و قد كادت هذه الصناعة تؤذن بالذهاب لما رأينمما مممن
النقص في سائر العلوم و الصنائع بتناقص العمممران و وصممل
إلينا بالمغرب لهذه العصور ديمموان مممن مصممر منسمموب إلممى
جمممال الممدين بممن هشممام مممن علمائهمما اسممتوفى فيممه أحكممام
العراب مجملة و مفصلة .و تكلم على الحروف و المفردات
و الجمل و حذف ما في الصناعة من المتكرر في أكثر أبوابه
و سماه بممالمغني فممي العممراب .و أشممار إلممى نكممت إعممراب
القممرآن كلهمما و ضممبطها بممأبواب و فصممول و قواعممد انتظممم
سائرها فوقفنا منع على علم جم يشهد بعلو قدره فممي هممذه
الصناعة و وفور بضاعته منها و كأنه ينحو في طريقته منحمماة
أهل الموصل الذين اقتفمموا أثممر ابممن جنممي و اتبعمموا مصممطلح
تعليمه فأتى من ذلك بشيء عجيب دال علممى قمموة ملكتممه و
اطلعه .و الله يزيد في الخلق ما يشاء.
علم اللغة
هذا العلم هو بيان الموضوعات اللغوية و ذلك أنه لما فسدت
ملكة اللسان العربي في الحركات المسماة عند أهممل النحممو
بالعراب و استنبطت القوانين لحفظها كما قلناه .ثم اسممتمر
ذلك الفساد بملبسة العجم و مخالطتهم حتى تممأدى الفسمماد
إلى موضوعات اللفاظ فاستعمل كثير من كلم العممرب فممي
غيممر موضمموعه عنممدهم ميل مممع هجنممه المسممتعربين فممي
اصممطلحاتهم المخالفممة لصممريح العربيممة فاحتيممج إلممى حفممظ
الموضوعات اللغوية بالكتاب و التدوين خشية الدروس و ممما
ينشا عنه من الجهل بالقرآن و الحديث فشمر كثير من أئمممة
اللسان لذلك و أملوا فيه الدواوين .و كان سابق الحلبممة فممي
ذلك الخليممل بممن أحمممد الفراهيممدي .ألممف فيهمما كتمماب العيممن
فحصر فيه فركبات حروف العجم كلها من الثنممائي و الثلثممي
والرباعي و الخماسي و هو غاية ما ينتهي إليممه الممتركيب فممي
اللسان العربي .و تأتي له حصر ذلك بوجوه عديدة حاضرة و
ذلك أن جملة الكلمات الثنائية تخرج من جميع العممداد علممى
التمموالي مممن واحممد إلممى سممبعة و عشممرين و هممو دون نهايممة
حروف العجم بواحد .لن الحرف الواحد منها يؤخممذ مممع كممل
واحد من السبعة و العشرين فتكون سممبعة و عشممرين كلمممة
ثنائية .ثم يؤخذ الثاني مع الستة و العشرين كذلك .ثم الثالث
و الرابع .ثم يؤخذ السابع و العشرون مع الثممامن و العشممرين
فيكون واحدا فتكون كلها أعدادا على توالي العدد مممن واحممد
إلى سبعة و عشرين فتجمع كما هي بالعمممل المعممروف عنممد
أهممل الحسمماب و هممو أن تجمممع الول مممع الخيممر و تضممرب
المجموع في نصف العدة .ثم تصاعف لجل قلب الثنائي لن
التقديم و التأخير بين الحممروف معتممبر فممي الممتركيب فيكممون
الخارج جملمة الثنائيمات .و تخمرج الثلثيمات ممن صمرب عمدد
الثنائيات فيما يجمع من واحد إلى ستة و عشرين على توالى
العدد لن كل ثنائية يزيد عليهمما حرفمما فتكممون ثلثيممة .فتكممون
الثنائية بمنزلة الحممرف الواحممد مممع كممل واحممد مممن الحممروف
الباقية و هي ستة و عشرون حرفا بعممد الثنائيممة فتجمممع مممن
واحد إلى ستة و عشممرين علممى تمموالي العممدد و يضممرب فيممه
جملة الثنائيات .ثم تضرب الخارج في ستة ،جملممة مقلوبممات
الكلمة الثلثية فيخرج مجموع تراكيبها من حممروف العجممم .و
كذلك في الرباعي و الخماسي .فانحصرت له التراكيب بهممذا
الوجه و رتب أبوابه على حروف العجم بممالترتيب المتعممارف.
و اعتمد فيه ترتيب المخارج فبدأ بحروف الحلق ثم بعده من
خروف الحنك ثم الضراس ثم الشفة و جعممل حممروف العلممة
آخرا و هي الحروف الهوائية .و بدأ من حروف الحلق بممالعين
لنه القصر منها فلذلك سمممي كتممابه بممالعين لن المتقممدمين
كانوا يذهبون في تسمية دواوينهم إلى مثل هذا و هو تسميته
بأول ما يقع فيه من الكلمات و اللفاظ .ثم بين المهمل منها
من المستعمل و كان المهمل في الرباعي و الخماسي أكممثر
لقلة استعمال العرب له لثقله و لحق به الثنائي لقلة دورانممه
و كان السممتعمال فممي الثلثممي أغلممب فكممانت أوضمماعه أكممثر
لدورانه .و ضمن الخليل ذلك كله في كتاب العين و استوعبه
أحسن اسممتيعاب و أوعمماه .و جمماء أبممو بكممر الزبيممدي و كتممب
لهشام المؤيممد بالنممدلس فممي المممائة الرابعممة فاختصممره مممع
المحافظة على الستيعاب و حذف منه المهمل كلممه و كممثيرا
من شواهد المسممتعمل و لخصممه للحفممظ أحسممن تلخيممص .و
ألف الجوهري من المشممارقة كتمماب الصممحاح علممى الممترتيب
المتعارف لحروف العجم فجعل البداءة منها بالهمزة و جمممل
الترجمة بالحروف على الحرف الخير من الكلمممة لضممطرار
الناس في الكثر إلى أواخر الكلم فجعل ذلمك بابما .ثمم يمأتي
بممالحروف أول الكلمممة علممى ترتيممب حممروف العجممم أيصمما و
يترجم عليها بالفصول إلى آخرها .و حصر اللغة اقتداء بحصر
الخليل .ثم ألف فيها من الندلسيين ابن سيده من أهل دانية
في دولة علي بن مجاهد كتاب المحكممم علممى ذلممك المنحممى
من الستيعاب و علممى نحممو ترتيممب كتمماب العيممن .و زاد فيممه
التعممرض لشممتقاتات الكلممم و تصمماريفها فجمماء مممن أحسممن
الدواوين .و لخصه محمد بن أبي الحسين صاحب المستنصر
من ملوك الدولة الحفصية بتونس .و قلب ترتيبه إلى ترتيممب
كتاب الصحاح في اعتبار أواخر الكلممم و بنمماء الممتراجم عليهمما
فكانا توأمي رحم و سليلي أبوة و لكراع من أئمة اللغة كتاب
المنجد ،و لبن دريممد كتمماب الجمهممرة و لبممن النبمماري كتمماب
الزاهممر هممذه أصممول كتممب اللغممة فيممما علمنمماه .و هنمماك
مختصممرات أخممرى مختصممة بصممنف مممن الكلممم و مسممتوعبة
لبعض البواب أو لكلها .إل أن وجه الحصر فيها خفي و و في
الحصر في تلك جلي مممن قبممل الممتراكيب كممما رأيممت .و مممن
الكتممب الموضمموعة أيضمما فممي اللغممة كتمماب الزمخشممري فممي
المجاز سممماه أسمماس البلغممة بيممن فيممه كممل ممما تجمموزت بممه
العرب من اللفاظ و فيما تجمموزت بممه مممن المممدلولت و هممو
كتاب شريف الفادة .ثم لما كانت العرب تضع الشمميء علممى
العموم ثم تستعمل في المور الخاصة ألفاظما أخممرى خاصممة
بها فوق ذلك عندنا ،و بين الوضع و السممتعمال و احتمماج إلممى
فقه في اللغة عزيز المأخذ كما وضممع البيممض بالوضممع العممام
لكل ما فيه بياض ثم اختص ما فيه بياض من الخيل بالشهب
و مممن النسممان بممالزهر و مممن الغنممم بالملممح حممتى صممار
استعمال البيممص فممي هممذه كلهمما لحنمما و خروجمما عممن لسممان
العرب .و اختص بالتأليف في هذا المنحى الثعممالبي و أفممرده
في كتاب له سممماه فقممه اللغممة و هممو مممن أكممد ممما بأخممذ بممه
اللغمموي نفسممه أن يحممرف اسممتعمال العممرب عممن مواضممعه.
فليس معرفة الوضع الول بكاف في الترتيب حتى يشهد لممه
استعمال العرب لذلك .و أكثر ما يحتاج إلى ذلك الديب فممي
فني نظمه و نثره حذرا من أن يكثر لحنممه فممي الموضمموعات
اللغوية في مفرداتها و تراكيبهمما و هممو أشممد مممن اللحممن فممي
العراب و أفحش .و كذلك ألف بعض المتأخرين في اللفاظ
المشتركة و تكفل بحصرها و إن لم تبلغ إلى النهاية في ذلك
فهو مستوعب للكثر .و أما المختصرات الموجممودة فممي هممذا
الفممن المخصوصممة بالمتممداول مممن اللغممة الكممثير السممتعمال
تسممهيل لحفظهمما علممى الطممالب فكممثيرة مثممل اللفمماظ لبممن
السكيت و الفصيح لثعلب و غيرهما .و بعضممها أقممل لغممة مممن
بعض لختلف نظرهم في الهم على الطالب للحفظ .و الله
الخلق العليم ل رب سواه.
فصل :و اعلم أن النقل الذي تثبت به اللغمة ،إنمما همو النقمل
عن العرب أنهم استعملوا هذه اللفاظ لهذه المعاني ،ل تقل
إنهم وصغوها لنه متعذر و بعيد .و لممم يعممرف لحممد منهممم .و
كذلك ل تثبت اللغات بقياس ما لم نعلم اسممتعماله .علممى ممما
عرف استعماله في ماء العنب ،باعتبار السممكار الجممامع .لن
شهادة العتبار في باب القيمماس إنممما يممدركها الشممرع الممدال
على صحة القياس من أصله .و ليس لنمما مثلممه فمي اللغممة إل
بالعقل ،و هو محكمم ،و علممى همذا فمي جمهمور الئممة .و إن
مال إلى القياس فيها القاضي و ابممن سممريح و غيرهممم .لكممن
القممول بنفيممه أرجمح .و ل تتمموهمن أن إثبممات اللغممة فممي بمماب
الحممدود اللفظيممة ،لن الحممد راجممع إلممى المعمماني .ببيممان أن
مدلول اللفظ المجهول الخفي هو مدلول الواضح المشممهور،
و اللغة إثبات أن اللفظ كذا ،لمعنى كذا ،و الفممرق فممي غايممة
الظهور.
علم البيان
هذا العلم حادث في الملة بعد علم العربية و اللغة ،و هو من
العلوم اللسانية لنه متعلق باللفاظ و ما تفيده .و يقصممد بهمما
الدللممة عليممه مممن المعمماني و ذلممك أن المممور الممتي يقصممد
المتكلم بها إفادة السامع من كلمه هي :إما تصممور مفممردات
تسند و مسند إليها و يفضي بعضها إلى بعض .و الدالممة علممى
هذه هي المفردات من السماء و الفعممال و الحممروف و إممما
تمييز المسندات ممن المسمند إليهما و الزمنمة .و يمدل عليهما
بتغير الحركات من العراب و أبنية الكلمات .و هذه كلها هي
صممناعة النحممو .و يبقممى مممن المممور المكتنفممة بالواقعممات
المحتاجة للدللة أحوال المتخاطبين أو الفاعلين و ما يقتضيه
حال الفعممل و هممو محتمماج إلممى الدللممة عليممه لنممه مممن تمممام
الفادة و إذا حصلت للمتكلم فقد بلغ غاية الفادة في كلمممه.
و إذا لممم يشممتمل علممى شمميء منهمما فليممس مممن جنممس كلم
العرب فإن كلمهم واسع و لكل مقام عنممدهم مقممال يختممص
به بعد كمال العراب و البانة .أل ترى أن قولهم زيد جمماءني
مغاير لقولهم جمماءني زيممد مممن قبممل أن المتقممدم منهممما هممو
الهم عند المتكلم فمن قممال :جمماءني زيممد أفمماد أن اهتمممامه
بالمجيء قبل الشخص المسند إليه و مممن قممال :زيممد جمماءني
أفمماد أن اهتمامممة بالشممخص قبممل المجيممء المسممند .و كممذا
التعبير عن أجزاء الجملة بما يناسب المقام مممن موصممول أو
مبهم أو معرفة .و كذا تأكيممد السممناد علممى الجملممة كقممولهم:
زيد قائم و أن زيدا قائم و إن زيممدا لقممائم متغممايرة كلهمما فمي
الدللة و إن استوت من طريق العممراب فممإن الول العمماري
عن التأكيد أنما يفيد الخالي الذهن و الثاني المؤكد بإن يفيممد
المتردد و الثالث يفيد المنكر فهممي مختلفممة .و كممذلك تقممول:
جاءني الرجل ثم تقول مكانه بعينه جمماءني رجممل إذا قصممدت
بذلك التنكير تعظيمه و أنه رجل ل يعممادله أحمد مممن الرجممال.
ثممم الجملممة السممنادية تكممون خبريممة و هممي الممتي لهمما خممارج
تطابقه أول ،و إنشائية و هممي الممتي ل خممارج لهمما .كممالطلب و
أنواعه .ثم قممد يتعيممن تممرك العمماطف بيممن الجملممتين إذا كممان
للثانية محل من العراب :فيشرك بذلك منزلة التابع المفممرد
نعتا و توكيدا و بدل بل عطممف أو يتعيممن العطممف إذا لممم يكممن
للثانيممة محممل مممن العممراب .ثممم يقتضممي المحممل الطنمماب و
اليجاز فيممورد الكلم عليهممما .ثممم قممد يممدل بمماللفظ و ل يممراد
منطوقه و يراد لزمه إن كان مفردا كما تقول :زيممد أسممد فل
تريد حقيقة السد المنطوقة و إنما تريممد شممجاعته اللزمممة و
تسندها إلى زيد و تسمى هذه اسممتعارة .و قممد تريممد بمماللفظ
المركب الدللة على ملزومه كما تقممول :زيممد كممثير الرممماد و
تريد ما لزم ذلك عنممه مممن الجممود و قممرى الضمميف لن كممثرة
الرماد ناشئة عنهما في دالة عليهما .و هذه كلهمما دللممة زائدة
على دللة اللفاظ من المفرد و المركب و إنما هممي هيئات و
أحوال الواقعممات جعلممت للدللممة عليهمما أحمموال و هيئات فممي
اللفاظ كل بحسب ما يقتضمميه مقممامه ،فاشممتمل هممذا العلممم
المسمممى بالبيممان علممى البحممث عممن هممذه الدللممة الممتي هممي
للهيئات و الحوال و المقامممات و جعممل علممى ثلثممة أصممناف:
الصنف الول يبحممث فيممه عممن هممذه الهيممآت و الحمموال الممتي
تطابق باللفظ جميع مقتضيات الحال و يسمى علممم البلغممة،
و الصنف الثاني يبحث فيه عن الدللة على اللزم اللفظممي و
ملزومه و هي الستعارة و الكناية كممما قلنمماه و يسمممى علممم
البيان .و ألحقوا بهما صنفا آخر و هو النظر في تزييممن الكلم
و تحسينه بنوع مممن التنميممق إممما بسممجع يفصممله أو تجنيممس.
يشممابه بيممن ألفمماظه أو ترصمميع يقطممع أو توريممة عممن المعنممى
المقصود بإيهام معنى أخفممى منممة لشممتراك اللفممظ بينهممما و
أمثال ذلك و يسمى عندهم علم البدء .و أطق على الصناف
الثلثة عند المحدثين اسم البيان و هممو اسممم الصممنف الثمماني
لن القدمين أول من تكلموا فيها ثم تلحقممت مسممائل الفممن
واحدة بعد أخرى و كتب فيهمما جعفممر بممن يحيممى و الجمماحظ و
قدامة وأمثالهم إملءات غير وافية فيها .ثم لممم تمزل مسمائل
الفن تكمممل شمميئا فشمميئا إلممى أن محممص السممكاكي زبممدته و
هذب مسائله و رتمب أبموابه علمى نحمو مما ذكرنماه أنفما ممن
الترتيب و ألف كتابه المسمى بالمفتاح في النحو و التصريف
و البيممان فجعممل هممذا الفممن مممن بعممض أجممزائه .و أخممذه
المتأخرون من كتابه و لخصوا منه أمهات قي المتداولة لهممذا
العهد كما فعله السكاكي في كتاب التبيان و ابممن مالممك فممي
كتاب المصباح و جلل الدين القزويني فممي كتمماب اليضمماح و
التلخيص و هو أصممغر حجممما مممن اليضمماح و العنايممة بممه لهممذا
العهد عند أهل المشرق في الشرح و التعليم منممه أكممثر مممن
غيممره .و بالجملممة فالمشممارقة علممى هممذا الفممن أقمموم مممن
المغاربة و سببه و الله أعلم أنه كمالي في العلمموم اللسممانية
و الصنائع الكمالية توجد في وفور العمران .و المشرق أوفممر
عمرانا من المغرب كما ذكرناه .أو نقول لعناية العجمم و همم
معظم أهل المشرق كتفسير الزمخشممري ،و هممو كلممه مبنممي
على هذا الفن و هو أصله .و إنما اختص بأهممل المغممرب مممن
أصنافه علم البدء خاصممة ،و جعلمموه مممن جملممة علمموم الدب
الشعرية ،و فرغوا له ألقابا و عممدوا أبوابمما و نوعمموا أنواعمما .و
زعموا أنهم أحصوها من لسممان العممرب و إنممما حملهممم علممى
ذلك الولوع بتزيين اللفاظ ،و العلممم البممديع سممهل المأخممذ .و
صعبت عليهم مآخذ البلغة و البيان لدقة أنظارهما و غممموض
معانيهما فتجممافوا عنهمما .و مممن ألمف فمي البمدء مممن أهمل
أفريقية ابن رشيق و كتاب العمدة له مشممهور .و جممرى كممثير
من أهل أفريقية و الندلس على منحاه .و اعلم أن ثمرة هذا
الفن إنما هي في فهم العجاز من القممرآن لن إعجممازه فممي
وفاء الدللة منه بجميع مقتضيات الحوال منطوقة و مفهومة
و هي أعلى مراتب الكمال مممع الكلم فيممما يختممص باللفمماظ
في انتقائها و جودة رصفها و تركيبها .و هذا هو العجاز الذي
تقصر الفهام عن إدراكه .و إنما يدرك بغض الشيء منه مممن
كان له ذوق بمخالطة اللسان العربي و حصول ملكته فيدرك
من إعجازه على قدر ذوقه .فلهذا كانت مدارك العرب الذين
سمعوة من مبلغه أعلى مقاما في ذلك لنهم فرسممان الكلم
و جهابذته و الذوق عندهم موجود بأوفر ما يكون و أصممحه .و
أحوج ممما يكممون إلممى هممذا الفممن المفسممرون و أكممثر تفاسممير
المتقدمين غفل عنه حتى ظهر جاز الله الزمخشممري و وضممع
كتابه في التفسير و تتبممع آي القممرآن بأحكممام هممذا الفممن بممما
يبدي البعض مممن إعجممازه فممانفرد بهممذا الفصممل علممى جميممع
التفاسير لول أنه يؤيد عقممائد أهممل البممدع عنممد اقتباسممها مممن
القرآن بوجوه البلغممة .و لجممل هممذا يتحاممماه كممثير مممن أهممل
السنة مع وفور بضاعته من البلغة .فمن أحكم عقائد السممنة
و شارك في هذا الفن بعض المشاركة حتى يقتدر على الممرد
عليه من جنس كلمممه أو يعلممم أنممه بدعممة فيعممرض عنهمما و ل
تضر في معتقده فممإنه يتعيممن عليممه النظممر فممي هممذا الكتمماب
للظفر بشيء من العجاز مع السلمة من البدع و الهممواء .و
الله الهادي من يشاء إلى سواء السبيل.
علم الدب
هذا العلم ل موضع له ينظر فممي إثبممات عوارضممه أو نفيهمما .و
إنما المقصود منة عند أهل اللسان ثمرته ،و هي الجادة فممي
فني المنظوم و المنثممور ،علممى أسمماليب العممرب و منمماحيهم،
فيجمعون لذلك من كلم العرب ما عساه تحصل به الكلمممة.
مممن شممعر عممالي الطبقممة ،و سممجع متسمماو فممي الجممادة ،و
مسائل من اللغة و النحو مبثوثة أثناء ذلك ،متفرقة ،يستقري
منها الناظر في الغالب معظم قوانين العربية ،مع ذكر بعممض
من أيام العرب يفهم به ما يقع في أشممعارهم منهمما .و كممذلك
ذكممر المهممم مممن النسمماب الشممهيرة و الخبممار العامممة .و
المقصود بذلك كله أن ل يخفى على النمماظر فيممه شمميء مممن
كلم العرب و أساليبيهم و مناحي بلغتهم إذا تصممفحه لنممه ل
تحصل الملكة من حفظممه إل بعمد فهمممه فيحتماج إلمى تقممديم
جميع ما يتوقف عليه فهمة .ثم إنهم إذا أرادوا حد هممذا الفممن
قالوا :الدب هو حفظ أشعار العرب وأخبارها و الخذ من كل
علم بطرف يريدون من علمموم اللسممان أو العلمموم الشممرعية
من حيث متونها فقط و هي القممرآن و الحممديث .إذ ل مممدخل
لغيممر ذلممك مممن العلمموم فممي كلم العممرب إل ممما ذهممب إليممه
المتممأخرون عنممد كلفهممم بصممناعة البممديع مممن التوريممة فممي
أشعارهم و ترسمملهم بالصممطلحات العلميممة فاحتماج صماحب
هذا الفن حينئذ إلى معرفة اصطلحات العلمموم ليكممون قائممما
على فهمها .و سمعنا من شميوخنا فممي مجالسممى التعليممم أن
أصول هذا الفن و أركممانه أربعممة دواريممن و هممي أدب الكتمماب
لبن قتيبة و كتمماب الكامممل للمممبرد و كتمماب البيممان و التممبيين
للجاحظ و كتاب النمموادر لبممي علممي القممالي البغممدادي .و ممما
سوى هذه الربعة فتبع لها و فممروع عنهمما .و كتممب المحممدثين
في ذلك كثيرة .و كان الغناء في الصدر الول من أجزاء هممذا
الفن لما هممو تممابع للشممعر إذ الغنمماء إنممما هممو تلحينممه .و كممان
الكتاب و الفضلء من الخواص في الدولة العباسممية يأخممذون
أنفسهم به حرصا على تحصيل أساليب الشعر و فنممونه فلممم
يكن انتحالة قادحا في العدالة و المروءة .و قد ألف القاضممي
أبو الفرج الصبهاني كتابه في الغاني جمع فيه أخبار العممرب
و أشعارهم و أنسابهم و أيامهم و دولتهم .و جعل مبناه علممى
الغنمماء فممي المممائة صمموتا الممتي اختارهمما المغنممون للرشمميد
فاسممتوعب فيممه ذلممك أتممم اسممتيعاب و أوفمماه .و لعمممري إنممه
ديوان العرب و جامع أشتات المحاسن التي سلفت لهم فممي
كل فن من فنون الشعر و التاريخ و الغناء و سائر الحمموال و
ل يعدل به كتاب في ذلك فيما نعلمه و هو الغاية التي يسمممو
إليها الديب و يقف عندها و أنممى لممه بهمما .و نحممن الن نرجممع
بالتحقيق على الجمال فيما تكلمنا عليه من علوم اللسان .و
الله الهادي للصواب.
الفصل السممادس و الربعممون :فممي أن اللغممة ملكممة
صناعية
إعلم أن اللغات كلها ملكات شبيهة بالصناعة إذ هممي ملكممات
في اللسان للعبارة عن المعانى و جودتها و تصورها بحسممب
تمام الملكة أو نقصانها .و ليس ذلك بالنظر إلى المفردات و
إنما هو بالنظر إلى التراكيب .فإذا حصلت الملكة التامة فممي
تركيب اللفاظ المفردة للتعبير بها عن المعاني المقصممودة و
مراعاة التأليف الذي يطبق الكلم علممى مقتضممى الحممال بلممغ
المتكلم حينئد الغاية من إفممادة مقصمموده للسممامع و هممذا هممو
معنممى البلغممة .و الملكممات ل تحصممل إل بتكممرار الفعممال لن
الفعل يقع أول و تعود منه للذات صفة ثم تتكرر فتكون حال.
و معنى الحال أنها صفة غير راسخه ثم يزيد التكممرار فتكممون
ملكممة أي صممفة راسممخة .فممالمتكلم مممن العممرب حيممن كممانت
ملكته اللغة العربية موجودة فيهممم يسمممع كلم أهممل جيلممه و
أساليبهم في مخاطباتهم و كيفية تعبيرهم عن مقاصدهم كما
يسمع الصبي استعمال المفردات في معانيها فيلقنها أول ثممم
يسمع التراكيب بعدها فيلقنهمما كممذلك .ثممم ل يممزال سممماعهم
لذلك يتجممدد فمي كمل لحظمة و مممن كمل متكلمم و اسمتعماله
يتكممرر إلممى أن يضممير ذلممك ملكممة و صممفة راسممخة و يكممون
كأحدهم .هكذا تصيرت اللسن و اللغات من جيل إلى جيل و
تعلمها العجم و الطفال .و هذا هو معنى ما تقوله العامة من
أن اللغة للعرب بالطبع أي بالملكة الولى التي أخممذت عنهممم
و لم يأخذوها عن غيرهم .ثممم إنممه لممما فسممدت هممذه الملكممة
لمضر بمخالطتهم العاجم و سبب فسممادها أن الناشممئ مممن
الجيل صار يسمع في العبممارة عممن المقاصممد كيفيممات أخممرى
غير الكيفيات الممتي كممانت للعممرب فيميممز بهمما عممن مقصمموده
لكثرة المخالطين للعرب من غيرهم و يسمع كيفيات العممرب
أيضا فاختلط عليه المممر و أخممذ مممن هممذه وهممذه فاسممتحدث
ملكة و كانت ناقصة عن الولى .و هذا معنممى فسمماد اللسمان
العربي ،و لهذا كممانت لغممة قريممش أفصممح اللغممات العربيممة و
أصرحها لبعدهم عن بلد العجم مممن جميممع جهمماتهم .ثممم مممن
اكتنفهم من ثقيف و هذيل و خزاعة و بنممي كنانممة وغطفممان و
بني أسد و بني تميم .و أما من بعد عنهم من ربيعة و لخممم و
جذام و غسممان و إيمماد و قضمماعة و عممرب اليمممن المجمماورين
لمم الفرس و الروم و الحبشة فلم تكن لغتهم تامممة الملكممة
بمخالطممة العمماجم .و علممى نسممبة بعممدهم مممن قريممش كممان
الحتجاج بلغاتهم فممي الصممحة و الفسمماد عنممد أهممل الصممناعة
العربية .و الله سبحانة و تعالى أعلم و به التوفيق.