You are on page 1of 199

‫كاشفة السجا‬

‫في‬
‫شرح سفينة النجا‬
‫لمحمد نووي بن عمر الجاوي‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬


‫الحمضضد للضضه الضضذي وفضضق مضضن شضضاء مضضن عبضضاده لداء أفضضضل‬
‫الطاعات‪ ،‬واكتساب أكمضضل السضضعادات‪ ،‬وأشضضهد أن ل إلضضه إل اللضضه‬
‫المتصف بجميع الكمالت‪ ،‬وأشهد أن سيدنا محمدا ً عبده ورسضضوله‬
‫أفضل المخلوقات صلى اللضضه عليضضه وسضّلم‪ ،‬وعلضضى آلضضه وأصضضحاب‬
‫النجم النيرات‪ ،‬صلة وسلما ً دائمين ما دامت الرض والسموات‪.‬‬
‫)أما بعد( فيقضضول العبضضد الفقيضضر المضضضطر لرحمضضة ربضضه العليضضم‬
‫الخبير‪ ،‬لكثرة التقصير والمساوي‪ ،‬أبو عبضضدالمعطي محمضضد نضضووي‬
‫بن عمر الجضاوي‪ ،‬الشضافعي مضضذهبا ً البنتنضي إقليمضا ً التنضضاري منشضضأ‬
‫ودارا ً غفر الله ذنوبه‪ ،‬وستر فضضي الضضدارين عيضضوبه )هضضذه( تقييضضدات‬
‫نافعة إن شاء الله تعالى على المختصر الملقب بسفينة النجا في‬
‫أصضضول الضضدين والفقضضه للشضضيخ العضضالم الفاضضضل سضضالمبن سضضمير‬
‫الحضرمي‪ ،‬إقليما ً والبتاوي وفاة نضضور اللضضه ضضضريحه تتمضضم مسضائله‬
‫وتفضضك مشضضكله وتفصضضل مجملضضه وضضضعتها لتكضضون تضضذكرة لنفسضضي‪،‬‬
‫وللقاصرين مثلي من أبناء جنسي‪ ،‬وسميتها‪) :‬كاشفة السضضجا فضضي‬
‫شضضرح سضضفينة النجضضا( وأوضضضحته بضضالتراجم بالفصضضل وغيضضره اقتضضداء‬
‫بكتاب الله تعالى في كونه مترجما ً مفصل ً سورا ً سورا ً ولنه أبعث‬
‫على الدرس والتحصيل منه وأقحمت فيه فصل الصضضيام‪ ،‬إن شضضاء‬
‫الله تعالى ليزيد النفع على العضضوام‪ ،‬بعضضون الملضضك العلم‪ ،‬وجعلتضضه‬
‫كهيئة المتن مع الشرح في المشابكة لتوافق صورة الفرع صضضورة‬
‫الصل فإن شرط المرافقة الموافقة نسأله سبحانه تبارك وتعالى‬
‫أن يعيننا على إكمالها وييسر السباب في افتتاحها واختتامها‪ ،‬ومضضا‬
‫حملني على جمعها إل رجاء دعوة رجل صالح ينتفع منهضضا بمسضضألة‬
‫فيعود نفعها علي فضضي قضضبري لحضضديث‪" :‬إذا مضضات ابضضن آدم انقطضضع‬
‫عمله إل من ثلث‪ :‬صدقة جاريضضة أو علضضم ينتفضضع بضضه أو ولضضد صضضالح‬
‫يدعو له" وأنا وإن كنضت لسضت أهل ً لهضذا الشضأن والحضال قصضدت‬
‫التشبه بالرجال لفوز بصحبتي إياهم لما ورد في الخبر‪ :‬من تشبه‬
‫بقوم فهو منهم‪ ،‬وأردت الغوص في محبتهم لحشر معهم لحضضديث‬
‫البخاري‪" :‬يحشر المرء مع مضضن أحضضب" وينبغضضي لمضضن وقضضف علضضى‬
‫هفوة أن يصلحها بعد التأمل نسأل الله تعالى أن يبدل حالنضضا إلضضى‬
‫أحسن الحوال وأن يجعلنا ممن تسعى إليه النضاس لخضضذ العلضم ل‬
‫لحظوظ الدنيا الفانية وأن يمتعنا بضضالنظر إلضضى وجهضضه الكريضضم فضضي‬
‫الدار الباقية‪.‬‬
‫قال المصنف رحمه الله تعالى‪) :‬بسم اللضه الرحمضن الرحيضم(‬
‫أي بكل اسم من أسماء الذات العلى الموصوف بكمضضال الفعضضال‬
‫أو بإرادة ذلك أؤلف متبركا ً أو مستعينا ً فسره بضضذلك شضيخنا أحمضضد‬
‫الدمياطي في حاشيته علضضى أصضضول الفقضضه‪ .‬ابتضضدأ المصضضنف كتضضابه‬
‫بالبسضضملة اقتضضداء بالكتضضاب العزيضضز فضضي إبضضدائه بهضضا أي فضضي اللضضوح‬
‫المحفوظ أو بعد جمعه وترتيبضضه فضضي المصضضحف‪ ،‬وأمضضا مضضا روي أن‬
‫أول ما كتبه القلم أنا التواب وأنا أتضضوب علضضى مضضن تضضاب فهضضو فضضي‬
‫ساق العرض‪ .‬وامتثال ً وإطاعة لمره صلى اللضضه عليضضه وسضّلم فضضي‬
‫قوله‪" :‬إن أول ما كتبه القلم بسم الله الرحمن الرحيم فإذا كتبتم‬
‫كتابا ً فاكتبوها أوله وهي مفتضضاح كضضل كتضضاب أنضضزل ولمضضا نضضزل علضضى‬
‫جبريل بها أعادها ثلثا ً وقال‪ :‬هي لك ولمتك فمرهم ل يدعوها في‬
‫شيء من أمورهم فإني لم أدعها طرفة عين مذ نزلت على أبيضضك‬
‫آدم عليه السضضلم وكضضذا الملئكضضة"‪ .‬وفضضي روايضضة‪" :‬إذا كتبتضضم كتابضا ً‬
‫فضضاكتبوا فضضي أولضضه بسضضم اللضضه الرحمضضن الرحيضضم وإذا كتبتموهضضا‬
‫فاقرؤوها"‪ .‬وروي عنه صلى الله عليضضه وسضّلم أنضضه قضضال‪" :‬تخلقضضوا‬
‫بأخلق الله" ول شك أن عادته تعالى في ابتداء كل سورة التيضضان‬
‫بالبسملة سوى براءة فنحن مأمورون به وعمل ً بحضضديث أبضضي داود‬
‫وغيره‪" :‬كل أمر ذي بال ل يبدأ فيضضه ببسضضم اللضضه الرحمضضن الرحيضضم‬
‫فهو أبتر أو أقطع أو أجضضذم" والبضضال الشضضرف والعظمضضة أو الحضضال‪،‬‬
‫والشأن الذي يهتم به شرعًا‪ ،‬ومعنى الهتمام بضضه طلبضضه أو إبضضاحته‬
‫بضضأن ل يكضضون محرمضضا ً لضضذاته ول مكروهضضا ً لضضذاته‪ ،‬لكضضن ل تطلضضب‬
‫البسضضملة علضضى محقضضرات المضضور ككنضضس زبضضل ول تطلضضب للضضذكر‬
‫المحض كالتهليل‪ .‬وقال الشيخ عميرة‪ :‬والبال أيض ضًا‪ :‬القلضضب كضضأن‬
‫المر لشرفه وعظمه ملك قلب صضضاحبه لشضضتغاله بضضه وفضضي قضضوله‬
‫فيه للسببية على قيضضاس قضضوله صضضلى اللضضه عليضضه وسضّلم‪" :‬دخلضضت‬
‫امرأة النار فضي هضرة" أي بسضببها حبسضتها وهضي امضرأة مضضن بنضي‬
‫إسرائيل‪ ،‬والبضضتر مقطضضوع الضضذنب‪ ،‬والقطضضع مضضن قطعضضت يضضداه أو‬
‫إحداهما‪ ،‬والجذم بالذال المعجمضة المقطضضوع اليضضد وقيضل الضضذاهب‬
‫النامل‪ .‬وقال البراوي‪ :‬هو علضضة معروفضضة فهضضو مضضن بضضاب التشضضبيه‬
‫البليغ‪ ،‬ومعنى الحديث‪ :‬كل شيء له شرف وعظمة‪ .‬أو كل شضضيء‬
‫يطلب أو يباح أو كل شيء له قلب أي يملضضك قلب ضا ً ل يبضضدأ بسضضبب‬
‫ذلك الشيء ببسم الله الرحمن الرحيم فهضضو كضضالحيوان المقطضضوع‬
‫الذنب أو كمن قطعت يداه أو كمن ذهبت أنامله أو كمن به جضضذام‬
‫في نقصه وعيبه شرعا ً وإن تم حسًا‪.‬‬
‫واختلضضف فضضي البسضضملة هضضل هضضي آيضضة مضضن الفاتحضضة ومضضن كضضل‬
‫سورة؟ فعند مالك أنها ليست آية من الفاتحة ول من كل سضضورة‪،‬‬
‫وعند عبد اللهبن المبارك أنها آية من كل سورة‪ ،‬وعنضضد الشضضافعي‬
‫أنها آية من الفاتحة وتردد في غيرها ولم يختلفوا فيها فضضي النمضضل‬
‫في عدها من القرآن‪ .‬ومن خواصضضها إذا تلهضضا شضضخص عنضضد النضضوم‬
‫إحدى وعشرين مرة أمن تلك الليلة من الشيطان وأمن بيتضضه مضضن‬
‫السرقة وأمن من موت الفجأة وغير ذلك من البليضضا أفضضاده أحمضضد‬
‫الصاوي‪) .‬الحمد( أي الثناء بالكلم على الجميل الختياري مع جهة‬
‫التبجيل والتعظيم سواء كان في مقابلة نعمة أم ل مستحق )للضضه(‬
‫وهضضذا هضضو الحمضضد اللغضضوي الضضذي طلبضضت البضضداءة بضضه‪ ،‬وأمضضا الحمضضد‬
‫الصطلحي فل يطلضضب البضضداءة بضضه وهضضو فعضضل يضضدل علضضى تعظيضضم‬
‫المنعم من حيث كونه منعما ً على الحامد أو غيره سواء كان ذلضضك‬
‫قضضول ً باللسضضان أو اعتقضضادا ً بالجنضضان أو عمل ً بالركضضان الضضتي هضضي‬
‫العضاء )رب( أي مصلح )العالمين( لمضضا افتتضح بالبسضضملة افتتاحضا ً‬
‫حقيقيا ً افتتح بالحمدلة افتتاحا ً إضافيا ً جمعضا ً بيضضن حضضديثي البسضضملة‬
‫والحمدلة واقتداء بالكتاب أيض ضًا‪ .‬وعمل ً بحضضديث ابضضن مضضاجه‪" :‬كضضل‬
‫أمر ذي بال ل يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم" وفضضي روايضضة‪" :‬فهضضو‬
‫أقطع"‪ .‬وفي رواية‪" :‬فهو أبتر" والمعنى على كل مقطوع البركضضة‬
‫وناقصها وقليلها‪ .‬قال النووي رحمه اللضضه تعضضالى‪ :‬يسضضتحب الحمضضد‬
‫في ابتضضداء الكتضضب المصضضنفة وكضضذا فضضي ابتضضداء دروس المدرسضضين‬
‫وقراءة الطالبين بين يدي المعلمين سضضواء قضضرأ حضضديثا ً أو فقه ضا ً أو‬
‫غيرهما‪ ،‬وأحسن العبارات في ذلك الحمد لله رب العالمين‪ .‬وقال‬
‫بعض الشافعية‪ :‬أفضل المحامد أن يقال‪ :‬الحمد لله حمضضدا ً يضضوافي‬
‫نعمه ويكافىء مزيده‪ .‬وقيل‪ :‬أفضل المحامد أن يقال‪ :‬الحمد للضضه‬
‫بجميع محامده كلها ما علمت منها وما لم أعلم‪ ،‬زاد بعضهم؛ عدد‬
‫خلقه‪ .‬كلهم ما علمت منهم وما لم أعلم‪ .‬وفي خبر ابن ماجه عن‬
‫عائشة‪" :‬كان رسول الله صلى الله عليه وسّلم إذا رأى مضضا يحضضب‬
‫قال‪ :‬الحمد لله الضذي بنعمتضه تتضم الصضالحات‪ ،‬وإذا رأى مضضا يكضضره‬
‫قال‪ :‬الحمد لله على كل حال رب إنضضي أعضضوذ بضضك مضضن حضضال أهضضل‬
‫النار )وبه( ل بغيره )نستعين( أي نطلضضب المعونضضة‪ ،‬فتقضضديم الجضضار‬
‫والمجرور لفضضادة الختصضضاص )علضضى أمضضور الضضدنيا والضضدين( يطلضضق‬
‫الضضدين لغضضة علضضى معضضان كضضثيرة منهضضا الطاعضضة والعبضضادة والجضضزاء‬
‫والحساب‪ ،‬وشضضرعا ً علضضى مضضا شضضرعه اللضضه علضضى لسضضان نضضبيه مضضن‬
‫الحكام وسمي دينا ً لننا ندين له أن نعتقد وننقضضاد‪ ،‬ويسضضمى أيض ضا ً‬
‫ملة من حيث إن الملك يمليه أي يلقيه على الرسضضول وهضضو يمليضضه‬
‫علينا‪ ،‬ويسمى أيضا ً شرعا ً وشريعة من حيضضث إن اللضضه شضضرعه لنضضا‬
‫أي بينه لنا على لسان النبي صلى الله عليه وسّلم )وصضضلى اللضضه(‬
‫أي زاده الله عطفا ً وتعظيما ً )وسلم( أي زاده اللضضه تحيضضة عظمضضى‬
‫بلغت الدرجة القصوى‪.‬‬
‫]مسألة[ قال إسماعيل الحامدي‪ :‬فإن قيل إن الرحمضضة للنضضبي‬
‫حاصلة فطلبها تحصيل الحاصل‪ .‬فضضالجواب‪ :‬أن المقصضضود بصضضلتنا‬
‫عليه طلب رحمة لم تكن فإنه ما من وقضضت إل وهنضضاك رحمضضة لضضم‬
‫تحصل له‪ ،‬فل يزال يترقى في الكمالت إلى مضضا ل نهايضضة لضضه فهضضو‬
‫ينتفع بصلتنا عليه على الصحيح‪ ،‬لكن ل ينبغي أن يقصضضد المصضلي‬
‫ذلك بل يقصد التوسل إلى ربه في نيل مقصوده‪ ،‬ول يجوز الدعاء‬
‫للنبي صلى الله عليه وسّلم بغير الوارد كرحمه الله بل المناسضضب‬
‫واللئق في حق النبياء الدعاء بالصلة والسلم وفي حق الصحابة‬
‫والتابعين والولياء والمشايخ بالترضي وفي حق غيرهم يكفضضي أي‬
‫دعاء كان انتهى‪) .‬على سيدنا محمد( هو أفضل أسمائه صلى الله‬
‫عليه وسّلم والمسمي له بذلك جده عبدالمطلب في سابع ولدتضضه‬
‫لموت أبيه قبلها فقيل له‪ :‬لم سضضميته محمضضدا ً وليضضس مضضن أسضضماء‬
‫آبائك ول قومك؟ فقال‪ :‬رجوت أن يحمد في السماء والرض وقد‬
‫حقق الله رجاءه‪ .‬وقيل‪ :‬المسمي له بذلك أمضضه أتاهضضا ملضضك فقضضال‬
‫لها‪ :‬حملت بسيد البشر فسميه محمضضدًا‪ ،‬وإنمضضا أتضضى بالصضضلة فضضي‬
‫أول كتابه على رسول الله صلى الله عليضضه وس ضّلم عمل ً بالحضضديث‬
‫القدسي وهو قوله تعالى‪ :‬عبدي لضضم تشضضكرني إذا لضم تشضضكر مضضن‬
‫أجريت النعمة علضضى يضضديه‪ ،‬ول شضضك أنضضه صضضلى اللضضه عليضضه وسضّلم‬
‫الواسطة العظمى لنا فضضي كضضل نعمضضة بضضل هضضو أصضضل اليجضضاد لكضضل‬
‫مخلوق آدم وغيره‪ ،‬وبقوله صضضلى اللضضه عليضضه وس ضّلم‪" :‬مضضن صضضلى‬
‫علي في كتاب لم تزل الملئكة تصضضلي عليضضه مضضا دام اسضضمي فضضي‬
‫ذلك الكتاب" قال عبدالمعطي السملوي في معنى هضضذا الحضضديث‬
‫أي من كتب الصلة وصلى أو قرأ الصضضلة المرسضضومة فضضي تضضأليف‬
‫حافل أو رسضضالة لضضم تضضزل الملئكضضة تضضدعو بالبركضضة أو تسضضتغفر لضضه‬
‫)خاتم النبيين( بفتح التاء وكسرها والكسر أشهر أي طضضابعهم كمضضا‬
‫في المصباح فل نبي بعده صلى الله عليه وسّلم فهو آخرهضضم فضضي‬
‫الوجود باعتبار جسمه في الخارج‪) .‬وآله( وهم جميضضع أمضضة الجابضضة‬
‫لخبر‪" :‬آل محمد كل تقي" أخرجه الطبراني وهو النسضضب بمقضضام‬
‫الدعاء ولو عاصين لنهم أحوج إلى الدعاء من غيرهضضم‪ ،‬وأمضضا فضضي‬
‫مقام الزكاة فالمراد بالل هم بنو هاشم وبنو المطلب‪.‬‬
‫]تنبيه[ أصل آل أهل قلبت الهاء همزة توصل ً لقلبها ألفا ً ثم‬
‫قلبت الهمزة ألفا ً لسكونها وانفتاح ما قبلها هضضذا مضضذهب سضضيبويه‪،‬‬
‫وقال الكسائي‪ :‬أصله أول على وزن جمل تحركت الواو وانفتح ما‬
‫قبلها قلبت ألفًا‪) .‬وصحبه( وهو من اجتمع مؤمنا ً بالنبي صلى اللضضه‬
‫عليه وسّلم بعد الرسالة ولو قبل المضر بالضدعوة فضي حضال حيضضاته‬
‫اجتماعا ً متعارفضا ً بضضأن يكضضون فضضي الرض ولضضو فضضي ظلمضضة أو كضضان‬
‫أعمى وإن لم يشعر به‪ ،‬أو كان غيضضر مميضضز أو مضضارا ً أحضضدهما علضضى‬
‫الخر ولو نائما ً أو لم يجتمع به‪ ،‬لكن رأى النضضبي أو رآه النضضبي ولضضو‬
‫مع بعد المسافة ولو ساعة واحدة بخلف التابعي مع الصحابي فل‬
‫تثبت التابعية إل بطول الجتماع معه عرفا ً على الصضضح عنضضد أهضضل‬
‫الصضضول والفقهضضاء أيضضضًا‪ ،‬ول يكفضضي مجضضرد اللقضضاء بخلف لقضضاء‬
‫الصحابي مع النبي لن الجتماع به يؤثر من النور القلبي أضضضعاف‬
‫ما يضضؤثره الجتمضضاع الطويضضل بالصضضحابي وغيضضره‪ ،‬لكضضن قضضال أحمضضد‬
‫السحيمي التابعي هو من لقي الصحابي ولضضو قليل ً وإن لضضم يسضضمع‬
‫منه‪ .‬ثم اعلم أن الخلفاء الربعة في الفضل على حسضضب ترتيبهضضم‬
‫في الخلفة عند أهل السنة فأفضلهم أبو بكر واسمه عبد الله ثضضم‬
‫عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم ويضضدل لضضذلك حضضديث ابضضن‬
‫عمر‪ :‬كنا نقول ورسول الله صلى اللضه عليضضه وسضّلم يسضمع‪ :‬خيضر‬
‫هذه المة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي فلضضم ينهنضضا‪.‬‬
‫ويليهضضم فضضي الفضضضلية السضضتة البضضاقون وهضضم‪ :‬طلحضضة والزبيضضر‬
‫وعبدالرحمن وسعد وسعيد وعامر ولم يضضرد نضضص بتفضضاوت بعضضضهم‬
‫على بعض في الفضلية فل نقول به‪ ،‬أما من اجتمع بالنبيضضاء قبلضضه‬
‫صلى الله عليه وسّلم فيقال لهم حواريون‪) .‬أجمعين( توكيضضد للضضه‬
‫وصحبه‪.‬‬
‫]تنضضبيه[ قضضال محمضضد الندلسضضي‪ :‬أمضضا أجمضضع وتضضوابعه فمعضضارف‬
‫بالعلمية الجنسية‪ ،‬وأمضضا النفضضس والعيضضن وكضضل فمعضضارف بإضضضافتها‬
‫لضمير المؤكد‪) .‬ول حول ول قضضوة إل بضضالله العلضضي العظيضضم( أي ل‬
‫تحول عن معصية الله إل بالله ول قوة على طاعضضة اللضضه إل بعضضون‬
‫الله‪ ،‬هكذا ورد تفسيره عنه عليه السلم عن جبريل أفاده شضضيخنا‬
‫يوسف السنبلويني والمعلضي المرتقضع الرتبضة المنضزه عمضا سضواه‬
‫والعظيم ذو العظمة والكبرياء قاله الصاوي‪ ،‬وإنمضضا أتضضى المصضضنف‬
‫بالحوقلة لجل التبري منهما‪ ،‬فهذه علمة الخلص منه رضي الله‬
‫عنه كما قاله بعضضضهم‪ :‬صضضحح عملضضك بضضالخلص وصضضحح إخلصضضك‬
‫بالتبري مضضن الحضضول والقضضوة‪ ،‬وأيضضا ً هضي غضضراس الجنضضة كمضضا فضضي‬
‫حديث المعراج لما رأى رسول الله صلى الله عليه وس ضّلم سضضيدنا‬
‫إبراهيم عليه السضضلم جالسضا ً عنضضد بضضاب الجنضضة علضضى كرسضضي مضضن‬
‫زبرجد أخضر قال لسيدنا رسول الله صلى الله عليضضه وسضّلم‪ :‬مضضر‬
‫أمتك فلتكثر من غراس الجنة فإن أرضها طيبة واسعة فقال‪ :‬وما‬
‫غراس الجنة؟ فقال‪ :‬ل حول ول قوة إل بالله العلي العظيم‪.‬‬
‫وقال القليوبي في شرح المعراج‪ ،‬فضضائدة‪ :‬روي عضضن ابضضن عبضضاس‬
‫رضي الله عنهما أنه قال‪ :‬قال رسول الله صلى الله عليه وسّلم‪:‬‬
‫"من مشى إلى غريمه بحقه يؤديه إليه صضضلت عليضضه دواب الرض‬
‫ونون البحار أي حيتانها وغرس له بكل خطضضوة شضضجرة فضضي الجنضضة‬
‫وغفر له ذنب‪ ،‬وما مني غريم يلوي غريمه أي يماطله ويسوف به‬
‫وهو قادر إل كتب الله عليه في كل وقت إثمًا"‪ .‬ومن خواصضضها مضضا‬
‫في فوائد الشرجي قال ابن أبي الضضدنيا بسضضنده إلضضى النضضبي صضضلى‬
‫الله عليه وسّلم أنه قال‪" :‬من قضضال كضضل يضضوم ل حضضول ول قضضوة إل‬
‫بالله العلي العظيم مائة مرة لم يصبه فقر أبدًا"‪ .‬اهضضض‪ .‬وروي فضضي‬
‫الخبر أيضًا‪" :‬إذا نزل بالنسان مهم وتل ل حضضول ول قضضوة إل بضضالله‬
‫العلي العظيم ثلثمائة مرة فضضرج اللضضه عنضضه أي أقلهضضا‪ ،‬ذلضضك ذكضضره‬
‫شيخنا يوسف في حاشيته على المعراج"‪.‬‬
‫]تنبيه[ قال العلماء رضي الله عنهم‪ :‬اعلضضم أنضضه ل يثضضاب ذاكضضر‬
‫على ذكره إل إذا عرف معنضضاه ولضضو إجمضضال ً بخلف القضضرآن فيثضضاب‬
‫قارئه مطلقًا‪ ،‬نبه على ذلك القليوبي‪.‬‬
‫]فائدة[ قال المقدسي رحمضضه اللضضه تعضضالى‪ :‬اللضضف واللم فضضي‬
‫أسمائه تعالى للكمال ل للعموم ول للعهد‪ ،‬قال سيبويه‪ :‬تكون لم‬
‫التعريضضف للكمضضال تقضضول‪ :‬زيضضد الرجضضل أي الكامضضل فضضي الرجوليضضة‬
‫وكذلك هي من أسمائه تعالى‪ ،‬ذكر هذين القولين أحمد التونسضضي‬
‫في نشر الللي‪ .‬واعلم أن لفظ الجللة أعضضرف المعضضارف باتفضضاق‪.‬‬
‫ويحكى أن سيبويه رؤي في المنام وأخبر بضضأن اللضه تعضضالى أكرمضضه‬
‫بكرامة عظيمة بقوله ان اسمه تعالى أعرف المعارف‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في بيان دعائم السضضلم وأساسضضها وأجزائهضضا )أركضضان‬
‫السضضلم خمسضضة( فل ينبنضضى بغيرهضضا فإضضضافة الركضضان مضضن إضضضافة‬
‫الجزاء إلضضى الكضضل أي الضضدعائم والسضضاس والجضضزاء الضضتي يضضتركب‬
‫السلم منها خمسة فل يكون من غيرها‪ ،‬قال البضضاجوري‪ :‬السضضلم‬
‫لغة مطلق النقيضضاد أي سضضواء كضضان للحكضضام الشضضرعية أو لغيرهضضا‪،‬‬
‫وشرعًا‪ :‬النقياد للحكام الشرعية‪ ،‬وقيل السلم هو العمل انتهى‪.‬‬
‫أولها )شهادة( أي تيقن )أن ل إله( أي ل معبضضود بحضضق موجضضود‬
‫)إل الله( وهو متصف بكل كمال ل نهاية له ول يعلمه إل هو ومنزه‬
‫عن كل نقص ومنفرد بالملضضك والتضضدبير‪ ،‬واحضضد فضضي ذاتضضه وصضضفاته‬
‫وأفعضضاله‪) .‬وأن محمضضدًا(بضضن عبضضد اللهبضضن عبضضدالمطلببن هاشضضمبن‬
‫عبدمناف )رسول الله( واختلف العلماء في بعثة النبي صلى اللضضه‬
‫عليه وسّلم إلى الملئكة على قضضولين‪ ،‬وجضضزم الحليمضضي والضضبيهقي‬
‫أنه لم يكن مبعوثا ً إليهضضم‪ ،‬ورجضضح السضضيوطي والشضضيخ تقضضي الضضدين‬
‫السبكي أنه كان مبعوثا ً إليهم‪ ،‬وزاد السبكي أنه صضضلى اللضضه عليضضه‬
‫وسّلم مرسل إلى جميع النبياء والمضضم السضابقة وأن قضضوله صضلى‬
‫الله عليه وسّلم‪ :‬بعثت إلى الناس كافة شامل لهم مضضن لضضدن آدم‬
‫إلى قيضضام السضضاعة ورجحضضه البضضارزي وزاد أنضضه مرسضضل إلضضى جميضضع‬
‫الحيوانات والجمادات من رمل وحجر ومدر‪ ،‬وزيد علضضى ذلضضك أنضضه‬
‫مرسل إلى نفسه‪ ،‬ذكر ذلك فضضي تزييضضن الرائك‪ ،‬قضضال صضضلى اللضضه‬
‫عليه وسّلم‪ :‬وأرسلت إلى الخلق كافة‪.‬‬
‫]فائدة[ قال الباجوري‪ :‬وقد ذكر بعضهم أن من تمضضام اليمضضان‬
‫أن يعتقد النسان أنه لم يجتمع في أحضضد مضن المحاسضن الظضاهرة‬
‫والباطنة مثل ما اجتمع فيه صلى الله عليه وسّلم‪.‬‬
‫)و( ثانيها )إقام الصلة( وهي أفضل العبادات البدنية الظاهرة‬
‫وبعدها الصوم ثم الحج ثم الزكاة ففرضها أفضل الفرائض ونفلهضضا‬
‫ل‪ .‬وأما العبادات‬ ‫أفضل النوافل ول يعذر أحد في تركها ما دام عاق ً‬
‫البدنيضضة التقلبيضضة كاليمضضان والمعرفضضة والتفكضضر والتوكضضل والصضضبر‬
‫والرجضضاء والرضضضا بالقضضضاء والقضضدر ومحبضضة اللضضه تعضضالى والتوبضضة‬
‫والتطهر من الرذائل كضضالطمع ونحضضوه فهضضي أفضضضل مضضن العبضضادات‬
‫البدنية الظاهرة حتى من الصلة فقد ورد‪ :‬تفكر ساعة أفضل من‬
‫عبادة ستين سنة وأفضل الجميع اليمان‪.‬‬
‫]فائدة[ قال جمهور العلماء‪ :‬إن التفكر على خمسة أوجه‪ :‬إما‬
‫في آيات الله ويلزمه التوجه إليه واليقيضضن بضضه‪ ،‬أو فضضي نعمضضة اللضضه‬
‫ويتولد عنه المحبة‪ ،‬أو في وعضضد اللضه ويتولضضد عنضضه الرغبضضة‪ ،‬أو فضضي‬
‫وعيد الله ويتولد عنه الرهبة‪ ،‬أو في تقصضضير النفضضس عضضن الطاعضضة‬
‫ويتولد عنضضه الحيضضاء بالفتضضح والمضضد وهضضو النقبضضاض والنضضزواء‪ .‬قضضال‬
‫أحمدبن عطاء الله‪ :‬من علمات موت القلب عدم الحزن على ما‬
‫فاتك من الطاعات وترك الندم على ما فعلته من وجضضود الضضزلت‪.‬‬
‫وقال أيضًا‪ :‬الحزن علضضى فقضضدان الطاعضضات فضضي الحضضال مضضع عضضدم‬
‫النهوض أي الرتفاع إليها في المستقبل من علمات الغترار‪.‬‬
‫]فائدة[ قال بعضهم‪ :‬محبة الله على عشضضرة معضضان مضضن جهضضة‬
‫العبد‪ .‬أحدها‪ :‬أن يعتقد أن الله تعالى محمود من كضضل وجضضه وبكضضل‬
‫صفة من صفاته‪ .‬ثانيها‪ :‬أن يعتقضضد أنضضه محسضضن إلضضى عبضضاده منعضضم‬
‫متفضل عليهم‪ .‬ثالثها‪ :‬أن يعتقد أن الحسان منه إلضضى العبضضد أكضضبر‬
‫وأجل من أن يقابل بقول أو عمل منضضه وإن حسضضن وكضضثر‪ .‬رابعهضضا‪:‬‬
‫أن يعتقد قلة قضاياه عليه وقلة تكاليفه‪ .‬خامسضضها‪ :‬أن يكضضون فضضي‬
‫عامة أوقاته خائفا ً وجل ً من إعراضه تعالى عنه وسضلب مضا أكرمضه‬
‫به من معرفة وتوحيد وغيرهما‪ .‬سادسها‪ :‬أن يضضرى أنضضه فضضي جميضضع‬
‫أحواله وآماله مفتقرا ً إليه ل غنى له عنه‪ .‬سابعها‪ :‬أن يضضديم ذكضضره‬
‫بأحسن ما يقدر عليه منه‪ .‬ثامنها‪ :‬أن يحرص على إقامضضة فرائضضضه‬
‫وأن يتقرب إليه بنوافله بقدر طضضاقته‪ .‬تاسضضعها‪ :‬أن يسضضر أي يفضضرح‬
‫بما سمع من غيره من ثناء عليه أو تقرب إليه وجهضضاد فضضي سضضبيله‬
‫سرا ً وعلنية نفسا ً ومال ً وولدًا‪ .‬عاشرها‪ :‬إن سضضمع مضضن أحضضد ذكضضر‬
‫الله أعانه‪.‬‬
‫]تنبيه[ الصلة والزكاة والحياة إذا لم تضف تكتب بالواو علضضى‬
‫الشهر اتباعا ً للمصحف ومن العلمضضاء مضضن يكتبهضضا بضضاللف‪ ،‬أمضضا إذا‬
‫أضيفت فل يجوز كتابتها إل بضضاللف سضضواء أضضضيفت إلضضى ظضضاهر أو‬
‫مضمر كما قاله ابن الملقن‪) .‬و( ثالثها )إيتاء الزكاة( أي إعطاؤهضضا‬
‫لمن وجد من المسضتحقين فضورا ً إذا تمكضن مضن الداء مضع وجضوب‬
‫التعميم وهم ثمانية أنواع‪ .‬الول‪ :‬فقير وحده‪ :‬هو الذي ل مضضال لضضه‬
‫أصضل ً ول كسضضب كضضذلك حلليضضن والمضضراد بالكسضضب هنضضا هضضو طلضضب‬
‫المعيشة أوله مال فقط حلل ل يسد من جوعته مسدا ً من كفايضضة‬
‫العمر الغالب على المعتمضضد عنضضد تضضوزيعه عليضضه إن لضضم يتجضضر فيضضه‬
‫بحيث ل يبلغ النصف كأن يحتاج إلى عشرة دراهم‪ ،‬ولو وزع المال‬
‫الذي عنده على العمر الغالب لخص كل يوم أربعة أو أقضضل بخلف‬
‫من قدر على نصف كافيه فضضإنه مسضضكين‪ ،‬وأمضضا إن اتجضضر فضضالعبرة‬
‫بكل يوم أوله كسب فقط حلل لئق به ل يسد مسدا ً مضضن كفضضايته‬
‫كل يوم كمن يحتاج إلى عشرة ويكتسب كل يوم أربعة فأقل أوله‬
‫كل منهما ول يسد مجموعهما مسدا ً من كفايته‪ .‬والثاني‪ :‬مسضضكين‬
‫وهو من قدر على مال أو كسب أو عليهما معا ً يسد كل منهمضضا أو‬
‫مجموعهما من جضضوعته مسضضدا ً مضضن حيضضث يبلضضغ النصضضف فضضأكثر ول‬
‫يكفيه كمن يحتاج إلى عشرة ول يملك أو ل يكتسب إل خمسضضة أو‬
‫تسعة ول يكفيه إل عشرة‪ ،‬ويمنع فقر الشضضخص ومسضضكنته كفضضايته‬
‫بنفقة الزوج أو القريب الذي يجب النفاق عليه كأب وجضضد ل نحضضو‬
‫عم وكذا اشتغاله بنوافل والكسب يمنعه منها فإنه يكضضون غني ضا ً ول‬
‫يمنع ذلك اشتغاله بعلم شرعي أو علم آلت‪ ،‬والكسب يمنعه لنضضه‬
‫فرض كفاية إذا كان زائدا ً عن علم اللت وإل فهو فرض عين كما‬
‫بيضضن ذلضضك شضضيخنا أحمضضد النحضضراوي‪ ،‬ول يمنضضع ذلضضك أيض ضا ً مسضضكنه‬
‫وخادمه وثياب وكتب له يحتاجها مال له غائب بمرحلتين أو مؤجل‬
‫فيعطى ما يكفيه إلى أن يصل ماله أو يحل الجل لنضضه الن فقيضضر‬
‫أو مسكين‪ .‬والثالث‪ :‬عامل كسضضاع يعمضضل فضضي أخضضذها مضضن أربضضاب‬
‫الموال وكضضاتب يكتضضب مضضا أعطضضاه أربابهضضا وقاسضضم يقسضضمها علضضى‬
‫ل‪.‬‬‫ض ووا ٍ‬ ‫المستحقين وحاشر يجمع الملك أو ذوي السهمان ل قا ٍ‬
‫والرابع‪ :‬المؤلفة أن قسضضم المضضام وهضضم أربعضضة‪ :‬مضضن أسضضلم ولكضضن‬
‫ضعيف يقين وهو اليمان أو قويه ولكن له شرف في قومه يتوقع‬
‫بإعطائه إسلم غيره من الكفار أو من يكفينضضا شضضر مضضن يليضضه مضضن‬
‫الكفار ومن يكفينا شر مانعي الزكضضاة فهضضذان القسضضمان الخيضضران‬
‫إنما يعطيان إذا كان إعطاؤهما أهون علينا من تجهيز جيش نبعثضضه‬
‫لكفضضار أو مضضانعي الزكضضاة أمضضا القسضضمان الولن فل يشضضترط فضضي‬
‫إعطائهما ذلك‪ .‬والخامس‪ :‬الرقاب وهم المكاتبون لن غيرهم من‬
‫الرقضاء ل يملكضون ذلضك إذا كضانوا لغيضر المزكضي ولضو لنحضو كضافر‬
‫وهاشمي ومطلبي فيعطون مضضا يعينهضضم علضضى العتضضق إن لضضم يكضضن‬
‫معهم مضا يفضي بنجضومهم ولضو بغيضر إذن سضيدهم‪ ،‬ويشضضترط كضون‬
‫الكتابة صحيحة بأن تستوفي شضضروطها وأركانهضضا‪ ،‬فأركانهضضا أربعضضة‪:‬‬
‫أحدها رقيق وشرط فيه اختيار وعدم صبا وجنون وأن ل يتعلق بضه‬
‫حضضق لزم كضضالمرهون‪ .‬وثانيهضضا‪ :‬صضضيغة وشضضرط فيهضضا لفضضظ يشضضعر‬
‫بالكتابة إيجابا ً ككاتبتك أو أنت مكاتب على دينارين تأتي بهمضضا فضضي‬
‫شهرين فإن أديتهما إلي فضضأنت حضضر وقبضضول ً كقبلضت ذلضك‪ .‬وثالثهضضا‪:‬‬
‫عوض وشرط فيه كضونه دينضا ً أو منفعضضة مضضؤجل ً بنجميضضن فضضأكثر ول‬
‫يجوز أقل من نجمين ول بد من بيان قضضدر العضضوض وصضضفته وعضضدد‬
‫النجوم وقسط كل نجم ورابعها‪ :‬سضيد وشضرط فيضه كضونه مختضارا ً‬
‫أهل تبرع وولء فل تصح من مكره ومكاتب وإن أذن له سيده‪ ،‬ول‬
‫من صبي ومجنون ومحجور سفه وأوليائهم ل مضضن محجضضور فلضضس‬
‫ول من مرتد لن ملكه موقوف‪ ،‬ويجوز صرف الزكضضاة إليهضضم قبضضل‬
‫حلول النجوم على الصح‪ ،‬ول يجوز صضضرف ذلضضك إلضضى سضضيدهم إل‬
‫بإذن المكاتبين‪ ،‬لكن إن دفع إلى السيد سقط عن المكاتب بقضضدر‬
‫المصروف إلى السضضيد لن مضضن أدى ديضضن غيضضره بغيضضر إذنضضه بضضرئت‬
‫ف تلك الركضضان‬ ‫ذمته‪ ،‬أما المكاتب كتابة فاسدة وهو من لم يستو ٍ‬
‫والشروط فل يعطي شضضيئا ً مضضن الزكضضاة‪ .‬والسضضادس‪ :‬الغضضارم وهضضو‬
‫ثلثة من تداين لنفسه في أمر مباح طاعضضة كضضان أو ل وإن صضضرف‬
‫في معصية أو في غير مباح كخمر وتاب وظن صضضدقه فضضي تضضوبته‪،‬‬
‫أو صرفه في مباح فيعطى مع الحاجضضة بضضأن يحضضل الضضدين ول يقضضدر‬
‫على وفائه أو تداين لصلح ذات الحال بين القوم كأن خاف فتنضضة‬
‫بين قبيلتين تنازعتا بسبب قتيل ولو غير آدمي بل ولو كلبا ً فتحمل‬
‫دينا ً تسكينا ً للفتنة فيعطى ولو غنيًا‪ ،‬أو تضضداين لضضضمان فيعطضضى إن‬
‫أعسر مع الصيل وإن لم يكن متبرعا ً بالضضمان أو أعسضره وحضده‬
‫وكان متبرعا ً بالضمان بخلف ما إذا ضمن بالذن‪ .‬والسابع‪ :‬سضضبيل‬
‫الله وهم الغزاة المتطوعضضون بالجهضضاد أي الضضذين ل رزق لهضضم فضضي‬
‫الفيء فيعطون ولو أغيناء إعانة لهضضم علضضى الغضضزو‪ .‬والثضضامن‪ :‬ابضضن‬
‫السبيل وهو على قسمين‪ :‬مجازي وهو منشىء سفر من بلد مال‬
‫الزكاة وحقيقي وهو مار ببلد الزكاة فضضي سضضفره وذلضضك إن احتضضاج‬
‫بأن لم يكن معه ما يوصله مقصده أو ماله فيعطى من ل مال لضضه‬
‫ل‪ ،‬وكذا من له مال في غيضضر البلضضد المنتقضضل إليضضه بشضضرط أن ل‬ ‫أص ً‬
‫يكضضون سضفره معصضضية‪ ،‬قضال فضضي المصضضباح‪ :‬وقيضضل للمسضافر ابضن‬
‫السبيل لتلبسضضه بضضه أي بالسضضبيل والطريضضق‪ ،‬قضضالوا‪ :‬والمضضراد بضضابن‬
‫السبيل في الية من انقطع عن ماله انتهى‪.‬‬
‫]خاتمة[ وشرط آخذ الزكاة مضضن هضضذه الثمانيضضة حريضضة وإسضضلم‬
‫وأن ل يكون هاشميا ً ول مطلبيا ً لقوله صلى الله عليه وسضّلم‪" :‬إن‬
‫هذه الصدقة أوساخ النضضاس وإنهضا ل تحضل لمحمضد ول لل محمضد"‬
‫ووضع الحسن في فيه تمرة أي من تمر الصضضدقة فنزعهضضا رسضضول‬
‫الله صلى الله عليه وسّلم بلعابه وقضضال‪ :‬كضضخ كضضخ إنضضا آل محمضضد ل‬
‫تحل لنا الصدقات‪ .‬ومعنى أوساخ النضضاس أن بقاءهضضا فضضي المضضوال‬
‫يدنسها كما يدنس الثوب الوسخ‪ .‬وقوله‪ :‬كخ كخ كما قال الصضضبان‬
‫نقل ً عضضن ابضضن قاسضضم هضضو بكسضضر الكضضاف وتشضضديد الخضضاء سضضاكنة‬
‫ومكسضضورة‪ .‬وعضضن القضضاموس جضضواز تخفيضضف الخضضاء وجضضواز تنوينهضضا‬
‫وجواز فتح الكاف وهي اسم صوت وضع لزجر الطفل عن تنضضاول‬
‫شيء‪ ،‬ونقل عن الصطخري القول بجواز صرف الزكاة إلى بنضضي‬
‫هاشضضم وبنضضي المطلضضب عنضضد منعهضضم مضضن خمضضس الخمضضس‪ .‬قضضال‬
‫البيجوري‪ :‬ول بأس بتقليد الصطخري فضضي قضضوله الن لحتيضضاجهم‪،‬‬
‫وكان الشيخ محمد الفضالي رحمه الله يميل إلى ذلك محبة فيهم‬
‫نفعنا الله بهم‪) .‬و( رابعها )صوم رمضان( وفرض في شعبان مضضن‬
‫السنة الثانيضضة مضضن الهجضضرة فصضضام صضضلى اللضضه عليضضه وسضّلم تسضضع‬
‫رمضانات واحدا ً كامل ً وثمانية نواقص‪.‬‬
‫]تنضضبيه[ اعلضضم أن رمضضضان غيضضر منصضضرف للعلميضضة إل إن كضضان‬
‫المراد به كل رمضان من غير تعيين وإذا أريد به ذلك صضضرف لنضضه‬
‫نكرة‪ ،‬وبقاء اللف والنون الزائدتين ل يقتضي منعضضه مضضن الصضضرف‬
‫كما قال الشرقاوي‪ ،‬وقال أبو القاسضضم الحريضضري فضضي كتضضابه بنضضت‬
‫الليلة من بحر الرجز‪:‬‬
‫ومنه ما جاء على فعلنا <> على اختلف فائه أحيانا‬
‫تقول مروان أتى كرمانا <> ورحمة الله على عثمانا‬
‫كرا ً منها صرف‬‫فهذه إن عّرفت لم تنصرف <> وما أتى من ّ‬
‫قال عبد الله الفاكهي‪ :‬أي ومن غير المنصرف العَلضم المزيضضد فضي‬
‫آخره ألف ونضضون الجضضائي علضضى وزن فعلن مثلضضث الفضضاء كمضضروان‬
‫وكرمان وعثمان فهذه إن قصد بها التعريف بالعلمية لضضم تنصضضرف‬
‫لوجود العلضضتين كمضضررت بمضضروان‪ ،‬وإن قصضضد بهضضا التنكيضضر صضضرفت‬
‫لضضزوال العلميضضة تقضضول‪ :‬رب مضضروان لقيتضضه بضضالجر والتنضضوين‪ ،‬قضضال‬
‫عثمان في تحفة الحبيب‪ :‬وإنما سمي هذا الشهر بهذا السضم لنضه‬
‫مأخوذ من الرمض وهو الحراق لرمض الذنوب فيضضه أي إحراقهضضا‪.‬‬
‫قال أحمد المقري في المصباح‪ :‬ورمضان اسم الشهر قيل سمي‬
‫بذلك لن وضعه وافق الرمض وهو شدة الحضضر وجمعضضه رمضضضانات‬
‫وأرمضاء‪) .‬تبصرة( قال أحمد الفشضضني‪ :‬وقضضد قيضضل الصضضوم عمضضوم‬
‫وخصضضوص الخصضضوص؛ فضضالعموم كضضف البطضضن والفضضرج عضضن قصضضد‬
‫الشهوة والخصوص هو كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل‬
‫وسائر الجوارح عن الثام وخصوص الخصوص صرف القلضضب عضضن‬
‫الهمم الدنيضضة وكفضضه عمضضا سضضوى اللضضه بالكليضضة‪) .‬و( خامسضضها )حضضج‬
‫البيت( أي قصده للحج أو العمرة )من اسضتطاع إليضه سضبيل( وهضو‬
‫من الشرائع القديمة بل ما من نبي إل وحضضج خلف ضا ً لمضضن اسضضتثنى‬
‫هودا ً وصالحًا‪ .‬وروي أن آدم حضضج أربعيضضن سضضنة مضضن الهنضضد ماشضضيًا‪،‬‬
‫وعيسى يحتمل أنه حج قبل رفعه إلضضى السضضماء أو أنضضه يحضضج حيضضن‬
‫ينزل الرض‪ ،‬وفي الخبر‪ :‬من قضى نسكه وسلم الناس مضضن يضضده‬
‫ولسانه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر‪ .‬وإنفاق الدرهم الواحضضد‬
‫في ذلك يعدل ألضضف ألضضف فيمضضا سضضواه‪ ،‬رواه الترمضضذي‪ .‬وورد فضضي‬
‫الخبر‪ :‬أن البيت الحرام يحجه كضل عضام سضبعون ألفضا ً مضن البشضر‬
‫فإذا نقصوا عن ذلك أتمهم الله عز وجل مضضن الملئكضضة‪ ،‬وإذا زادوا‬
‫على ذلك يفعل اللضضه مضضا يريضضد‪ ،‬وأن الضضبيت المعمضضور فضضي السضضماء‬
‫الرابعة تحج إليه الملئكة كما تحج البشر إلى البيت الحرام‪.‬‬
‫]نكتة[ حكي عن محمدبن المنكدر أنه حج ثلثا ً وثلثيضضن حجضضة‬
‫فلما كان آخر حجة حجها قال وهو بعرفات‪ :‬اللهم إنضضك تعلضضم أنضضي‬
‫وقفت في موقفي هذا ثلث ضا ً وثلثيضضن وقفضضة فواحضضدة عضضن فرضضضي‬
‫والثانية عن أبي والثالثة عن أمي وأشهدك يا رب أنضضي قضضد وهبضضت‬
‫الثلثين لمن وقف موقفي هذا ولم تتقبل منه فلما دفضضع أي رحضضل‬
‫من عرفات نودي يا ابن المنكضضدر أتتكضضرم علضضى مضضن خلضضق الكضضرم‬
‫والجود وعزتي وجللي قد غفرت لمن يقف في عرفضضات قبضضل أن‬
‫أخلق عرفات بألف عام )توضيح( قوله حضضج بفتضضح الحضضاء وكسضضرها‬
‫وهو مصدر مضاف لمفعوله ومن فاعله وهو اسم موصضضول مبنضضي‬
‫على السكون في محل رفع والتقدير وأن يحج الضضبيت المسضضتطيع‬
‫ومثل ذلك ما في الحديث الضذي رواه الشضيخان وهضو قضوله صضلى‬
‫الله عليه وسضّلم‪ ،‬بنضي السضضلم علضى خمضس إلضى أن قضضال‪ :‬وحضضج‬
‫البيت كما قاله علي الشموني في كتابه الملقب بمنهضضج السضضالك‪.‬‬
‫وأما حج البيت في قوله تعالى‪} :‬ولله على الناس حج البيت مضضن‬
‫استطاع إليه سبيل{ ))‪ (3‬آل عمران‪ (97:‬فل يتعين مضضن للفاعليضضة‬
‫بل يحتمل كونه بدل ً من الناس بدل بعض مضضن كضضل حضضذف رابطضضه‬
‫لفهمه أي من استطاع منهم‪ ،‬وأن يكون مبتدأ خضضبره محضضذوف أي‬
‫فعليه أن يحج‪ ،‬أو شضضرطية جوابهضضا محضضذوف أي فليحضضج كمضضا قضضاله‬
‫محمد الصبان في حاشيته‪ .‬وقضضوله إليضضه عضضائد إلضضى الضضبيت متعلضضق‬
‫باسضضتطاع وسضضبيل ً إمضضا مفعضضول بضضه لسضضتطاع أو تمييضضز علضضى مضضا‬
‫استحسضضنه شضضيخنا عمضضر البقضضاعي وعمضضر الجضضبرتي أي مضضن جهضضة‬
‫السبيل‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في بيان جميع ما وجب به اليمان والضضبراهين الدالضضة‬
‫على حقيقة اليمان )أركضضان اليمضضان سضضتة( فإضضضافة الركضضان مضضن‬
‫إضافة المتعلق بفتح اللم إلى المتعلق بكسرها أي جميع ما وجب‬
‫اليمان به‪ ،‬والبراهين الدالة على حقيقة اليمان ستة لن اليمضضان‬
‫الذي هو التصديق القلبي يتعلق بمعنضضى يتمسضضك بضضذلك‪ ،‬فاليمضضان‬
‫لغة مطلق التصديق سواء كان بما جاء به النبي أو بغيره‪ ،‬وشرعا ً‬
‫التصديق بجميع ما جاء به النبي صلى الله عليه وس ضّلم ممضضا علضضم‬
‫من الدين بالضرورة ل مطلقًا‪ ،‬ومعنى التصديق هو حديث النفضضس‬
‫التابع للجزم سواء كان الجزم عن دليضضل ويسضضمى معرفضضة أو عضضن‬
‫تقليد‪ ،‬ومعنضضى حضضديث النفضضس أن تقضضول تلضضك النفضضس أي القلضضب‪:‬‬
‫رضيت بما جاء به النبي صلى الله عليه وسّلم‪.‬‬
‫]غرة[ مراتب اليمان خمسة‪ .‬أولها‪ :‬إيمان تقليضضد وهضضو الجضضزم‬
‫بقول الغير من غير أن يعرف دليل ً وهو يصح إيمضضانه مضضع العصضضيان‬
‫بتركه النظر أي الستدلل إن كان قادرا ً على الدليل‪ .‬ثانيها‪ :‬إيمان‬
‫علضضم وهضضو معرفضضة العقضضائد بأدلتهضضا وهضضذا مضضن علضضم اليقيضضن وكل‬
‫القسمين صاحبهما محجوب عضضن ذات اللضضه تعضضالى‪ .‬ثالثهضضا‪ :‬إيمضضان‬
‫عيان وهو معرفة الله بمراقبة القلب فل يغيضضب ربضضه عضضن خضضاطره‬
‫طرفة عين بل هيبته دائما ً في قلبه كأنه يراه وهو مقضام المراقبضة‬
‫ويسمى عين اليقين‪ .‬رابعها‪ :‬إيمان حق وهو رؤية الله تعالى بقلبه‬
‫وهو معنى قضضولهم العضضارف يضضرى ربضضه فضضي كضضل شضضيء وهضضو مقضضام‬
‫المشاهدة ويسمى حق اليقين وصضضاحبه محجضضوب عضضن الحضضوادث‪.‬‬
‫وخامسها‪ :‬إيمان حقيقة وهو الفناء بالله والسضضكر بحبضضه فل يشضضهد‬
‫ل‪ ،‬والضضواجب علضضى‬ ‫إل إياه كمن غضضرق فضضي بحضضر ولضضم يضضر لضضه سضضاح ً‬
‫الشخص أحد القسمين الولين‪ ،‬وأمضضا الثلثضضة الخضضر فعلضضوم ربانيضضة‬
‫يخص بها من يشاء من عباده‪ .‬أحدها‪) :‬أن تؤمن بالله( بضضأن تعتقضضد‬
‫على التفصيل أن الله تعالى موجود قديم بضضاق مخضضالف للحضضوادث‬
‫مستغن عن كل شيء واحد قادر مريد عالم سضضميع بصضضير متكلضضم‬
‫وعلى الجمال أن لله كمضضالت ل تتنضضاهى‪ ،‬واعلضضم أن الموجضضودات‬
‫بالنسبة للستغناء عن المحل والمخصص وعدمه أربعضضة‪ :‬الول مضضا‬
‫ل يفتقضضر لهمضضا معضا ً وهضضو ذات اللضضه‪ .‬الثضضاني‪ :‬عكسضضه وهضضو صضضفات‬
‫الحوادث‪ .‬الثالث‪ :‬ما يقوم بمحل دون المخصص وهو صفة الباري‬
‫أي الذي يخلق الخلق ويظهرهم من العضضدم‪ .‬الرابضضع‪ :‬عكسضضه وهضضو‬
‫ذات المخلوقين‪.‬‬
‫]فائدة[ من ترك أربع كلمات كمضضل إيمضضانه أيضضن وكيضضف ومضضتى‬
‫وكم فإن قال لك قائل‪ :‬أين الله؟ فجوابه ليس في مكان ول يمضضر‬
‫عليه زمان‪ .‬وإن قال لك‪ :‬كيف اللضضه؟ فقضضل‪ :‬ليضضس كمثلضضه شضضيء‪.‬‬
‫وإن قال لك‪ :‬متى الله؟ فقل لضضه‪ :‬أول بل ابتضضداء وآخضضر بل انتهضضاء‪.‬‬
‫وإن قال لك قائل‪ :‬كم الله؟ فقل له‪ :‬واحد ل من قلة قل هو اللضضه‬
‫أحد‪) .‬و( ثانيها‪ :‬أن تؤمن )بملئكته( بأن تعتقد أنهم أجسام نورانية‬
‫لطيفضضة ليسضضوا ذكضضورا ً ول إناث ضا ً ول خنضضاثى ل أب لهضضم ول أم لهضضم‬
‫صادقون فيما أخبروا به عن الله تعالى ل يضأكلون ول يشضربون ول‬
‫يتناكحون ول يتوالدون ول ينامون ول تكتب أعمالهم لنهم الكتاب‪،‬‬
‫ول يحاسبون لنهم الحساب‪ ،‬ول تضضوزن أعمضضالهم لنهضضم ل سضضيئات‬
‫لهم ويحشرون مع الجضضن والنضضس يشضضفعون فضضي عصضضاة بنضضي آدم‬
‫ويراهم المؤمنون في الجنة ويدخلون الجنة ويتناولون النعمة فيها‬
‫بما شاء الله‪ ،‬لكن قضضال أحمضضد السضضحيمي‪ :‬وجضضاء عضضن مجاهضضد مضضا‬
‫يقتضي أنهم ل يأكلون فيها ول يشربون ول ينكحون وأنهم يكونون‬
‫كما كانوا في الدنيا وهذا يقتضي أن الحضضور والولضضدان كضضذلك اهضضض‪.‬‬
‫ويموتون بالنفخة الولى إل حملة العرش والرؤساء الربعة فضضإنهم‬
‫يموتون بعدها أما قبلها فل يموت أحد منهم‪ ،‬فيجب اليمان بضضأنهم‬
‫بالغون في الكثرة إلى حد ل يعلمه إل الله تعالى على الجمال إل‬
‫من ورد تعيينه باسضضمه المخصضضوص أو نضضوعه فيجضضب اليمضضان بهضضم‬
‫ل‪ .‬فالول‪ :‬كجبريضضل وميكائيضضل وإسضضرافيل وعزرائيضضل ومنكضضر‬ ‫تفصي ً‬
‫ونكير ورضوان ومالضك ورقيضضب وعتيضضد ورومضضان‪ .‬والثضضاني‪ :‬كحملضة‬
‫العرش والحفظة والكتبة‪ ،‬قال أحمد القليوبي‪ :‬واعلضضم أن جبريضضل‬
‫أفضل الملئكة مطلقا ً حتى من إسرافيل على الصح‪ ،‬قال الجلل‬
‫السيوطي‪ :‬وإنه يحضر موت من يموت على وضوء‪ .‬قال بعضضضهم‪:‬‬
‫وأفضل الملئكة جبريل ثم إسرافيل وقيل عكسه ثم مكيائيضضل ثضضم‬
‫ملك الموت وقال الفخر الضضرازي‪ :‬أفضضضل الملئكضضة مطلق ضا ً حملضضة‬
‫العرش والحافظون به ثم جبريل ثم إسرافيل ثم ميكائيل ثم ملك‬
‫الموت ثم ملئكة الجنة فملئكة النار ثم الموكلضضون بضضأولد آدم ثضضم‬
‫الموكلون بأطراف العالم وقال الغزالضضي‪ :‬أقضضرب العبضضاد إلضضى اللضضه‬
‫تعالى وأعلهم درجة إسضضرافيل ثضضم بقيضضة الملئكضضة ثضضم النبيضضاء ثضضم‬
‫العلماء العاملون ثضضم السضضلطين العضضادلون ثضضم الصضضالحون انتهضضى‪.‬‬
‫وأنت خبير بأنه ل يلزم من القرب التفضيل فالوجه تقديم جبريضضل‬
‫على إسرافيل انتهى قول القليوبي‪) .‬و( ثالثها‪ :‬أن تؤمن ب )كتبه(‬
‫معنى اليمان بالكتب التصديق بأنها كلم الله المنزل علضضى رسضضله‬
‫عليهم الصلة والسلم وكل مضضا تضضضمنته حضضق ونزولهضضا بضضأن كضضانت‬
‫مكتوبة على اللواح كالتوراة أو مسموعة من السضضمع بالمشضضاهدة‬
‫كما في ليلة المعراج أو من وراء حجضضاب كمضضا وقضضع لموسضضى فضضي‬
‫الطور‪ ،‬أو من ملك مشاهد كما روي أن اليهود قالوا لرسول اللضضه‬
‫صلى الله عليه وسّلم أل تكلم الله وتنظر إليضضه إن كنضضت نبي ضا ً كمضضا‬
‫كلمه موسى‪ ،‬ونظر إليه فقال‪ :‬لم ينظر موسى إلضضى اللضضه فنضضزل‪:‬‬
‫}وما كضضان لبشضضر أن يكلمضضه اللضضه إل وحي ضا ً أو مضضن وراء حجضضاب أو‬
‫يرسل رسول ً فيوحي بإذنه مضضا يشضضاء{ ))‪ (42‬الشضضورى‪ (51:‬قضضال‬
‫السحيمي في تفسير ذلك‪ :‬أي ما صح لبشر أن يكلمه اللضضه إل أن‬
‫يوحي إليه وحيا ً أي كلما ً خفي ّا ً يضضدرك بسضضرعة كمضضا سضضمع إبراهيضضم‬
‫في المنام أن الله يأمرك بذبح ولدك‪ ،‬وكما ألهمت أم موسضضى أن‬
‫تقذفه في البحر أو من وراء حجاب أو أن يرسل رسضضول ً أي ملك ضا ً‬
‫جبريل فيكلم الرسول أي المرسل إليه بأمر ربه ما يشاء‪.‬‬
‫]فرع[ قال سليمان الجمضضل وعضضن الحرثبضضن هشضضام أنضضه سضضأل‬
‫النبي صلى الله عليه وسّلم كيف يأتيك الوحي؟ فقال صضضلى اللضضه‬
‫عليه وسّلم‪ :‬أحيانا ً يأتيني فضضي مثضضل صلصضضلة الجضضرس وهضضو أشضضده‬
‫علي فيفصم عني وقد وعيت ما قضضال‪ ،‬وأحيان ضا ً يتمثضضل لضضي الملضضك‬
‫رجل ً فيكلمني فأعي ما يقول‪ .‬والجرس بفتح الجيم والراء وهو ما‬
‫يعلق على عنضضق الحمضار‪ .‬وقضوله‪ :‬فيفصضم عنضي أي ينفصضضل عنضضي‬
‫ويفضضارقني‪ .‬وقضضوله‪ :‬وعيضضت مضضن بضضاب وعضضى أي حفظضضت مضضا قضضال‪،‬‬
‫والمراد بالكتب ما يشمل الصحف وقضضد اشضضتهر أنهضضا مضضائة وأربعضضة‬
‫وقيل إنها مائة وأربعة عشر‪ .‬وقال السحيمي‪ :‬والحق عضضدم حصضضر‬
‫الكتب في عدد معيضن فل يقضال إنهضا مضائة وأربعضة فقضط لنضك إذا‬
‫تتبعت أي فتشت الروايات تجدها تبلغ أربعة وثمانين ومائة فيجضضب‬
‫اعتقاد أن الله أنزل كتبا ً مضضن السضضماء علضضى الجمضضال‪ ،‬لكضضن يجضضب‬
‫معرفة الكتب الربعة تفصيل ً وهي التوراة لسيدنا موسى والزبضضور‬
‫لسيدنا داود والنجيل لسيدنا عيسى والفرقان لخير الخلق سضضيدنا‬
‫محمد صلى الله عليه وسّلم وعليهم أجمعين‪.‬‬
‫]تتميم[ روي من حديث أبي ذر قال‪ :‬قلت يا رسول اللضضه فمضضا‬
‫كانت صحف إبراهيم؟ قضال‪ :‬كضانت كلهضا أمثضال ً منهضا‪ :‬أيهضا الملضك‬
‫المسلط المبتلي المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيا بعضضضها علضضى‬
‫بعض ولكن بعثتك لترد عنضضي دعضضوة المظلضضوم فضضإني ل أردهضضا ولضضو‬
‫كانت من فم كافر‪ .‬ومنها‪ :‬وعلى العاقل أن يكون له ساعة يناجي‬
‫فيها ربه عز وجل وساعة يحاسب فيها نفسه وسضاعة يتفكضضر فيهضضا‬
‫صْنع الله تعالى وساعة يخلو أي يتجرد فيها لحضضاجته مضضن المطعضضم‬
‫والمشرب‪ .‬ومنها‪ :‬وعلى العاقل أن ل يكضضون طامع ضا ً أي مضضؤمل ً إل‬
‫ش ولذة فضضي غيضضر محضضرم‪ .‬قضضوله‬ ‫في ثلث تزود لمعاد ومرمة لمعا ٍ‬
‫مرمة بفتحات وتشديد الميم أي إصلح‪ .‬ومنها‪ :‬وعلضضى العاقضضل أن‬
‫يكون بصيرا ً بزمانه مقبل ً على شانه حافظا ً للسانه ومن عد كلمه‬
‫من عمله قل كلمه إل فيما يعنيه بفتح أوله من باب رمضضى أي مضضا‬
‫تتعلق عنايته به كما قال ابن حجر فضضي فتضضح المضضبين‪ .‬قضضال أبضضو ذر‬
‫أيضًا‪ :‬قلت يا رسول الله فما كانت صضضحف موسضضى؟ قضضال‪ :‬كضضانت‬
‫كلها عبرا ً بكسر العين وفتح الباء جمع عبرة بسكونها مثضضل سضضدر‪،‬‬
‫وسدرة أي مواعظ‪ .‬ومنها‪ :‬عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفضضرح‪،‬‬
‫عجبت لمن أيقضضن بالنضضار كيضضف يضضضحك‪ ،‬عجبضضت لمضضن يضضرى الضضدنيا‬
‫وتقلبها بأهلها كيف يطمئن إليها‪ ،‬عجبت لمن أيقن بالقدر ثم يتعب‬
‫وفضضي نسضضخة‪ :‬كيضضف يغضضضب‪ ،‬عجبضضت لمضضن أيقضضن بالحسضضاب ثضضم ل‬
‫يعمضضل‪ .‬وفضضي التضضوراة‪ :‬يضضا ابضضن آدم ل تخضضف مضضن سضضلطان مضضا دام‬
‫سضضلطاني باقيضا ً وسضضلطاني بضضاق ل ينفضضد أبضضدا ً بفتضضح الفضضاء وبالضضدال‬
‫المهملضضة أي ل يفنضضى ول ينقطضضع‪ :‬يضضا ابضضن آدم خلقتضضك لعبضضادتي فل‬
‫تلعب؛ يا ابن آدم ل تخافن فوات الرزق ما دامت خزائني مملضضوءة‬
‫وخزائني ل تنفد أبدًا‪ .‬يضضا ابضضن آدم خلقضضت السضضموات والرض ولضضم‬
‫أعي بخلقهن أيعيينضضي رغيضضف واحضضد أسضضوقه إليضضك فضضي كضضل حيضضن‪.‬‬
‫وقوله أعي مضارع عي بكسر عين الفعل من بضضاب تعضضب أي ولضضم‬
‫أعجز ويعيى بضم حرف المضارعة من أعيا الربضاعي‪ :‬يضا ابضن آدم‬
‫كما ل أطالبك بعمل غضضد فل تطضضالبني بضضرزق غضضد‪ .‬يضضا ابضضن آدم لضضي‬
‫عليك فريضضضة ولضضك علضضي رزق‪ ،‬فضضإن خضضالفتني فضضي فريضضضتي لضضم‬
‫أخالفك في رزقك على ما كضضان منضضك يضضا ابضضن آدم إن رضضضيت بمضضا‬
‫قسمته لك أرحضضت بضضدنك وقلبضضك وإن لضضم تضضرض بمضضا قسضضمته لضضك‬
‫سلطت عليك الدنيا حتى تركض فيها كركض الضضوحش فضضي البريضضة‬
‫أي الصحراء‪ ،‬وعزتي وجللي ل ينالك منها إل ما قسمته لك وأنت‬
‫عندي مذموم‪) .‬و( رابعها أن تؤمن ب )رسضضله( وهضضم أفضضضل عبضضاد‬
‫الله قال تعالى‪ :‬وكل ّ فضلنا على العالمين{ ))‪ (6‬النعام‪ (86:‬بضضأن‬
‫تعتقد ان الله تعالى أرسل للخلق رسل ً رجضضال ً ل يعلضضم عضضددهم إل‬
‫الله أولهم آدم وخاتمهم وأفضلهم سيدنا محمضضد صضضلى اللضضه عليضضه‬
‫وسّلم وكلهم مضضن نسضضل آدم عليضضه السضضلم‪ ،‬وأنهضضم صضضادقون فضضي‬
‫جميع أقوالهم في دعوى الرسالة وفيمضضا بلغضضوه عضضن اللضضه تعضضالى‪،‬‬
‫وفي الكلم العرفي نحضضو‪ :‬أكلضضت شضضربت‪ ،‬وأنهضضم معصضضومون مضضن‬
‫الوقوع فضضي محضضرم أو مكضضروه‪ ،‬وأنهضضم مبلغضضون مضضا أمضضروا بتبليغضضه‬
‫للخلق وإن لم يكضضن أحكامضًا‪ ،‬وأنهضضم حضضاذقون بحيضضث يكضضون فيهضضم‬
‫قدرة على إلزام الخصضضوم ومحضضاججتهم وإبطضضال دعضضاويهم‪ ،‬فهضضذه‬
‫الصفات الربعة تجب للمرسلين‪ .‬وأما النبيضاء غيضر المرسضلين فل‬
‫يكونون مبلغين وإنمضضا يجضضب عليهضضم أن يبلغضضوا النضضاس أنهضضم أنبيضضاء‬
‫ليحترموا والصحيح فيهم المساك عن حصرهم في عدد لنه ربمضضا‬
‫أدى إلى إثبات النبوة والرسالة لمضن ليضس كضضذلك فضي الواقضضع‪ ،‬أو‬
‫إلى نفي ذلك عمن هو كذلك في الواقع‪ ،‬فيجب التصديق بأن للضضه‬
‫رس ضل ً وأنبيضضاء علضضى الجمضضال‪ .‬قضضال السضضحيمي‪ :‬نعضضم يجضضب علضضى‬
‫المؤمن أن يعلم ويعلضضم صضضبيانه ونسضضاءه وخضضدمه أسضضماء الرسضضل‬
‫المذكورين في القرآن حق يؤمنوا به ويصدقوا بجميعهضضم تفصضضي ً‬
‫ل‪،‬‬
‫وإن ل يظنوا أن الواجب عليهم اليمان بمحمد فقط فضضإن اليمضضان‬
‫بجميع النبياء سواء ذكر اسمهم فضضي القضضرآن أو لضضم يضضذكر واجضضب‬
‫على كل مكلف وهم أي المذكورون في القرآن ستة وعشرون أو‬
‫خمسة وعشرون ونظمتها فقلت‪:‬‬
‫أسماء رسل بقرآن عليك تجب <> كآدم زكريا بعد يونسهم‬
‫نوح وإدريس إبراهيم واليسع <> إسحاق يعقوب إسماعيل‬
‫صالحهم‬
‫أيوب هارون موسى مع شعيبهم <> داود هود عزير ثم يوسفهم‬
‫لوط والياس ذي الكفل أو اتحدا <> يحيى سليمان عيسى مع‬
‫محمدهم‬
‫هذا من بحر البسيط‪ ،‬ومعنى اتحدا أن ذا الكفضضل قيضضل هضضو اليضضاس‬
‫وقيل يوشع وقيل زكريا وقيل حزقيل ابن العجضضوز لن أمضضه كضضانت‬
‫عجوزا ً فسألت الله الولد بعد كبرها فوهب لها حزقيضضل اهضضض‪ .‬قضضول‬
‫السحيمي‪ :‬وقال صضضاحب بضضدء الخلضضق قضضال وهضضب‪ :‬بشضضربن أيضضوب‬
‫يسمى ذا الكفل كان مقيما ً بالشام مدة عمضضره حضضتى مضضات وكضضان‬
‫عمره خمسا ً وسبعين سنة وكان قبل شعيب انتهى‪ .‬وأولضضو العضضزم‬
‫منهم خمسة فيجب أن يعلم ترتيبهضضم فضضي الفضضضلية لنهضضم ليسضضوا‬
‫في مرتبة واحدة‪ ،‬والمراد من العزم هنا الصبر وتحمل المشاق أو‬
‫الجزم كما فسره به ابن عباس في الية‪ ،‬فأفضلهم سضضيدنا محمضضد‬
‫فسضضيدنا إبراهيضضم فسضضيدنا موسضضى فسضضيدنا عيسضضى فسضضيدنا نضضوح‬
‫صلوات الله وسلمه عليهم أجميعضضن‪ ،‬ويليهضضم فضضي الفضضضلية بقيضضة‬
‫الرسل ثم بقية النبياء وهم متفاوتون فيمضضا بينهضضم عنضضد اللضه لكضضن‬
‫يمتنع التعيين علينا على تفاوتهم لن لم يرد فيه تعليم ثضضم رؤسضضاء‬
‫الملئكة كجبريل ونحوه ثم الولياء خصوصا ً سيدنا أبضضا بكضضر وبقيضضة‬
‫الصحابة لحديث‪" :‬إن اللضضه اختضضار أصضضحابي علضضى العضضالمين سضضوى‬
‫النبيين والمرسلين ثم عوام الملئكة ثم عوام البشر"‬
‫]إيضاح[ قضضال الفشضضني‪ :‬وقضضدمت الملئكضضة علضضى الرسضضل فضضي‬
‫الذكر اتباعا ً للترتيب الوجودي فإن الملئكة مقدمة فضضي الخلضضق أو‬
‫للترتيب الواقع في تحقيق معنى الرسالة فإن اللضضه تعضضالى أرسضضل‬
‫الملئكة إلى الرسل‪) .‬و( خامسضضها أن تضضؤمن )بضضاليوم الخضضر( بضضأن‬
‫تصضضدق بوجضضوده وبجميضضع مضضا اشضضتمل عليضضه كالحشضضر والحسضضاب‪،‬‬
‫والجزاء والجنة والنار‪ ،‬سمي بذلك لنه ل ليضضل بعضضده ول نهضضار‪ ،‬ول‬
‫يقال يوم بل تقييد إل لما يعقبه ليل أو لنه آخر الوقات المحدودة‬
‫أي آخر أيام الدنيا فليضضس بعضضده يضضوم آخضضر‪ ،‬أو لتضضأخره عضضن اليضضام‬
‫المنقضية من أيام الدنيا وأوله من النفخة الثانية إلى ما ل يتنضضاهى‬
‫وهو الحق‪ ،‬وقيل إلى استقرار الخلق فضضي الضضدارين الجنضضة والنضضار‪،‬‬
‫فصدره من الدنيا وآخره مضضن الخضضرة وهضضو يضضوم القيامضضة‪ ،‬وسضضمي‬
‫بذلك لقيضام المضوتى فيضه مضضن قبضضورهم والقضضبر مضن الضدنيا وقيضضل‪:‬‬
‫فاصل بين الدنيا والخرة‪ ،‬وقيل‪ :‬أوله من موت الميت فالقبر مضن‬
‫الخرة ولذا يقولون‪ :‬من مات قامت قيامته أي الصغرى‪ ،‬وسضضمي‬
‫قيامه على هضضذا القيضضام الميضضت فيضضه مضضن الضضضطجاع إلضضى القعضضود‬
‫لسؤال الملكين ثم ضم القبر عليه فأشضضبه يضضوم القيامضضة الكضضبرى‪.‬‬
‫وقال الزمخشري‪ :‬أوله من وقت الحشر إلى ما ل يتناهى أو إلضضى‬
‫أن يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ومقداره بالنسضضبة إلضضى‬
‫الكفار خمسضون ألضف سضنة لشضدة أهضواله وهضو أخضف مضن صضلة‬
‫مكتوبة في الضضدنيا بالنسضضبة إلضضى المضضؤمن الصضضالح ويتوسضضط علضضى‬
‫عصضضاة المضضؤمنين‪ ،‬وقيضضل يضضوم القيامضضة فيضضه خمسضضون موطنضا ً كضضل‬
‫موطن ألف سنة نسأل الله تعالى أن يخففضضه علينضضا بمنضضه وفضضضله‬
‫حكاه السحيمي والفشني‪) .‬و( سادسها‪ :‬أن تضضؤمن )بالقضضدر خيضضره‬
‫وشره من الله تعالى( قال الفشني‪ :‬ومعنى اليمان بضضه أن تعتقضضد‬
‫أن اللضضه تعضضالى قضضدر الخيضضر والشضضر قبضضل خلضضق الخلضضق وأن جميضضع‬
‫الكائنات بقضاء الله وقدره وهو مريضضد لهضضا‪ ،‬ويكفضضي اعتقضضاد جضضازم‬
‫بذلك مضضن غيضضر نصضضب برهضضان‪ ،‬وقضضال السضضيد عبضضد اللضضه المرغنضضي‪:‬‬
‫واليمان بالقدر هو التصديق بأن مضضا كضضان ومضضا يكضضون بتقضضدير مضضن‬
‫يقول للشيء كن فيكون خيرا ً أو شرا ً نفعا ً أو ضضضرا ً حلضضوا ً أو مضضرًا‪.‬‬
‫وقال صلى الله عليه وسّلم‪" :‬كل شيء بقضاء وقدر حضضتى العجضضز‬
‫والكيس" وقال صلى الله عليه وسّلم‪" :‬ل يضضؤمن عبضضد بضضالله حضضتى‬
‫يؤمن بالقدر خيره وشره" رواه الترمذي‪ .‬وأما حديث مسضضلم فضضي‬
‫دعاء الفتتاح والشر ليس إليك فمعناه ول شر يتقرب بضضه إليضضك أو‬
‫ل يضاف إلى الله تأدبا ً لن اللئق نسبة الخير لله والشضضر للنفضضس‬
‫تأدبًا‪ ،‬قال الله تعالى‪ :‬ما أصابك من حسنة فمن اللضضه ‪ -‬أي إيجضضادا ً‬
‫وخلقا ً ‪ -‬وما أصابك من سيئة فمن نفسضضك{ ))‪ (4‬النسضضاء‪ (79:‬أي‬
‫كسبا ً ل خلقا ً كما يفسره قضضوله تعضضالى‪ :‬ومضضا أصضضابكم مضضن مصضضيبة‬
‫فبمضضا كسضضبت أيضضديكم{ ))‪ (42‬الشضضورى‪ (30:‬لن القضضرآن يفسضضر‬
‫بعضه من بعض‪ .‬وأما قوله تعالى‪ :‬قضضل كضضل مضضن عنضضد اللضضه{ ))‪(4‬‬
‫النساء‪ (78:‬فرجوع للحقيقة وانظر إلى أدب الخضر عليه السضضلم‬
‫حيضضث قضضال‪ :‬فضضأراد ربضضك أن يبلغضضا أشضضدهما{ ))‪ (18‬الكهضضف‪(82:‬‬
‫وقال‪ :‬فأردت أن أعيبها{ ))‪ (18‬الكهف‪ (79:‬وتأمل قول إبراهيضضم‬
‫الخليل عليه السلم‪ :‬الذي خلقني فهو يهدين والذي هضضو يطعمنضضي‬
‫ويسقين وإذا مرضضضت فهضضو يشضضفين{ ))‪ (26‬الشضضعراء‪ (62:‬حيضضث‬
‫نسب الهداية والطعام والشفاء لله والمضضرض لنفسضضه‪ ،‬فلضضم يقضضل‬
‫أمرضني تأدبا ً منه عليه السلم وإل فالكل من أفعال اللضضه تعضضالى‪.‬‬
‫قال الله تعالى‪ :‬والله خلقكم وما تعملون{ ))‪ (37‬الصضضافات‪(96:‬‬
‫أي من خيضضر وشضضر اختيضضاري واضضضطراري‪ ،‬وليضضس للعبضضد إل مجضضرد‬
‫الميل حالة الختيار ولذلك طولب بالتوبة والقلع والندم واستحق‬
‫التعزير والحدود والثواب والعقضضاب وهضضذا هضو الكسضب وهضضو تعلضضق‬
‫القدرة الحادثة وقيل هو الرادة الحادثة‪.‬‬
‫]فضضرع[ اختلفضضوا فضضي معنضضى القضضضاء والقضضدر‪ ،‬فالقضضضاء عنضضد‬
‫الشاعرة إرادة الله الشياء في الزل على ما هي عليه فضضي غيضضر‬
‫الزل‪ ،‬والقدر عندهم إيجاد الله الشياء على قدر مخصضضوص علضضى‬
‫وفق الرادة فضضإرادة اللضضه المتعلقضضة أزل ً بأنضضك تصضضير عالمضا ً قضضضاء‬
‫وإيجاد العلم فيك بعد وجودك علضضى وفضضق الرادة قضضدر‪ ،‬وأمضضا عنضضد‬
‫الماتريدية فالقضاء إيجاد الله الشياء مع زيادة التقان على وفضضق‬
‫علمه تعالى أي تحديد الله أزل ً كل مخلوق بحده الذي يوجد عليضضه‬
‫من حسن وقبح ونفضضع وضضضر إلضضى غيضضر ذلضضك أي علمضضه تعضضالى أزل ً‬
‫صضفات المخلوقضات وقيضل‪ :‬القضضاء علضم اللضه الزلضي مضع تعلقضه‬
‫بالمعلوم‪ ،‬والقدر إيجاد الله الشياء على وفضضق العلضضم‪ ،‬فعلضضم اللضضه‬
‫المتعلق أزل ً بأن الشخص يصير عالمًا‪ .‬بعد وجوده قضضضاء‪ ،‬وإيجضضاد‬
‫العلم فيه‪ ،‬بعد وجوده قدر‪ ،‬هضضذا وقضضول الشضضاعرة هضضو المشضضهور‪،‬‬
‫وعلى كل فالقضاء قديم والقضضدر حضضادث‪ ،‬بخلف قضضول الماتريديضضة‬
‫وقيل كل منهما بمعنى إرادته تعالى‪.‬‬
‫]تفصيل[ قال سليمان الجمل كما قاله الفيومي في المصباح‪:‬‬
‫والقدر بالفتح ل غيضضر مضضا يقضضدره اللضضه تعضضالى مضضن القضضضاء والقضضدر‬
‫بسكون الدال وفتحها هو المقدار والمثل يقضضال هضضذا قضضدر هضضذا أي‬
‫يماثله‪ ،‬وأما القدر في قوله تعالى‪ :‬إنا أنزلناه في ليلضضة القضضدر{ ))‬
‫‪ (97‬القدر‪ (1:‬فالمعنى ليلة التقدير سميت بضذلك لن اللضه تعضالى‬
‫يقدر فيها ما يشاء من أمره إلى مثلها من السنة القابلة مضضن أمضضر‬
‫الموت والجل والرزق وغيضر ذلضك ويسضلمه إلضى مضدبرات المضور‬
‫وهم أربعة من الملئكضضة‪ :‬إسضضرافيل وميكائيضضل وعزرائيضضل وجبريضضل‬
‫عليهضضم السضضلم‪ .‬وقضضال مجاهضضد ليلضضة الحكضضم وقيضضل ليلضضة الشضضرف‬
‫والعظم‪ ،‬وقيل ليلة الضيق لضيق القضاء بازدحضضام الملئكضضة فيهضضا‪.‬‬
‫وعن ابن عباس أن الله يقضي القضضضية فضضي ليلضضة نصضضف شضضعبان‬
‫ويسلمها إلى أربابها ليلة القدر‪ ،‬هذا وليس المراد أن تقدير الله ل‬
‫يحدث إل في تلك الليلة لنه تعالى قدر المقضضادير فضضي الزل قبضضل‬
‫خلق السموات والرض بل المراد إظهار تلك المقادير للملئكة‪.‬‬
‫]تنبيه[ إنما أتى المصضضنف أول ً بضضذكر أركضضان السضضلم واليمضضان‬
‫لنضضه عظيضضم الموقضضع وقضضد اشضضتمل علضضى جميضضع وظضضائف العبضضادات‬
‫الظاهرة‪ ،‬والباطنة‪ ،‬قال الجفضضري‪ :‬ويقبضضح بالعاقضضل أن يسضضأل عضضن‬
‫أركان السلم واليمان فل يرد جوابا ً وهو يزعم أنه مسلم ومؤمن‬
‫انتهى‪ ،‬وهو مأخوذ من حديث سيدنا جبريل عليه السلم كمضضا فضضي‬
‫الربعين للنووي‪ ،‬قال رحمه الله تعالى عن عمر رضي الله تعضضالى‬
‫عنه قال‪ :‬بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسّلم‬
‫ذات يضضوم إذ طلضضع علينضضا رجضضل شضضديد بيضضاض الثيضضاب شضضديد سضضواد‬
‫الشعر ل يرى عليه أثر السفر ول يعرفه منا أحد حتى جلضضس إلضضى‬
‫النبي صلى الله عليه وسّلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيضضه‬
‫على فخذيه وقال‪ :‬يا محمد أخبرني عن السلم فقال رسول الله‬
‫صلى الله عليه وس ضّلم‪ :‬السضضلم أن تشضضهد أن ل إلضضه إل اللضضه وأن‬
‫محمدا ً رسول الله وتقيم الصضضلة وتضضؤتي الزكضضاة وتصضضوم رمضضضان‬
‫وتحج البيت إن اسضتطعت إليضه سضبيل قضال‪ :‬صضدقت‪ ،‬فتعجبنضا لضه‬
‫يسأله ويصدقه‪ ،‬قال‪ :‬فأخبرني عن اليمضضان قضضال‪ :‬أن تضضؤمن بضضالله‬
‫وملئكته وكتبه ورسله واليوم الخضضر وتضضؤمن بالقضضدر خيضره وشضضره‬
‫قال‪ :‬صدقت‪ ،‬قال‪ :‬فأخبرني عن الحسان قال‪ :‬أن تعبد الله كأنك‬
‫تراه فإن لم تكن تراه‪ ،‬فضضإنه يضضراك‪ ،‬قضضال‪ :‬فضضأخبرني عضضن السضضاعة‬
‫قال‪ :‬ما المسؤول عنها بضضأعلم مضضن السضضائل‪ ،‬قضضال‪ :‬فضضأخبرني عضضن‬
‫أماراتها قال‪ :‬أن تلد المضضة ربتهضضا وأن تضضرى الحفضضاة العضضراة العالضضة‬
‫رعاء الشاة يتطاولون في البنيان ثم انطلق فلبث مليا ً ثم قال‪ :‬يضضا‬
‫عمر أتدري من السضضائل؟ قلضضت‪ :‬اللضضه ورسضضوله أعلضضم قضضال‪ :‬فضضإنه‬
‫جبريل أتاكم يعلمكضضم دينكضضم" رواه مسضضلم‪ .‬قضضوله‪" :‬ووضضضع كفيضضه‬
‫جل كفيه على فخضضذيه صضضلى اللضضه عليضضه‬ ‫على فخذيه" أي وضع الر ُ‬
‫وسّلم وفعل ذلك للسضضتئناس باعتبضضار مضضا بينهمضضا مضضن النضضس فضضي‬
‫الصل حين يأتيه بالوحي وقد جاء مصرحا ً بهذا في رواية النسائي‬
‫من حديث أبي هريرة وأبي ذر حيث قال‪ :‬وضع يديه علضضى ركبضضتي‬
‫النبي صلى الله عليه وسّلم‪ .‬قوله‪ :‬فأخبرني عن الحسضضان‪ ،‬يعنضضي‬
‫به الخلص ويجوز أن يعني به إجادة العمل وهضضذا التفسضضير أخضضص‬
‫من الول‪ .‬قوله‪ :‬أن تعبد الله كأنك تراه فإن لضضم تكضضن تضضراه فضضإنه‬
‫يراك‪ ،‬هذا من جوامع كلمه صلى الله عليه وسّلم لنه شمل مقام‬
‫المشضضاهدة ومقضضام المراقبضضة‪ .‬بيضضان ذلضضك وإيضضضاحه أن للعبضضد فضضي‬
‫عبادته ثلثة مقامات‪ :‬الول أن يفعلهضضا علضضى الضضوجه الضضذي يسضضقط‬
‫معه طلب الشرع بأن تكون مستوفية الشروط والركان‪ .‬الثضضاني‪:‬‬
‫أن يفعلها كذلك وقد استغرق في بحر المكاشفة حضضتى كضضأنه يضضرى‬
‫الله تعالى وهذا مقامه صلى الله عليه وسّلم كما قال صضضلى اللضضه‬
‫عليه وسّلم‪" :‬وجعلت قرة عيني فضضي الصضضلة" الثضضالث‪ :‬أن يفعلهضضا‬
‫كضضذلك وقضضد غلضضب عليضضه أن اللضضه تعضضالى يشضضاهده وهضضذا هضضو مقضضام‬
‫المراقبة‪ .‬فقوله‪ :‬فإن لم تكن تضضراه‪ ،‬نضضزول عضضن مقضضام المكاشضضفة‬
‫إلى مقام المراقبة أي إن لم تعبده وأنت من أهل الرؤيضة فاعبضضده‬
‫وأنت بحيث تعتقد أنه يراك فكل من المقامات الثلثضضة إحسضضان إل‬
‫أن الحسان الذي هو شرط في صحة العبضضادة إنمضضا هضضو الول لن‬
‫الحسان الذي هو في الخيريضضن مضضن صضضفة الخضضواص ويتعضضذر مضضن‬
‫كثير‪ .‬قوله‪ :‬فأخبرني عن الساعة‪ ،‬أي عن وقت القيامة‪ .‬قوله‪ :‬ما‬
‫المسؤول عنها‪ ،‬أي عن وقتها‪ .‬قوله‪ :‬بأعلم مضن السضائل‪ ،‬أي أنضت‬
‫ل تعلمها وأنا ل أعلمها فالمراد التساوي في نفي العلضضم بوقتهضضا ل‬
‫التساوي في العلم بوقتها‪.‬‬
‫قوله‪ :‬عن أماراتها‪ ،‬بفتضضح الهمضضزة أي علماتهضضا كمضضا قضضال فضضي‬
‫المصباح المارة العلمة وزنا ً ومعنى‪ ،‬وأما المضضارة بكسضضر الهمضضزة‬
‫فهي الولية والمامة والمراد علماتها السابقة عليها ومقضضدماتها ل‬
‫المقارنة المضايقة لها كطلوع الشمس من مغربها وخروج الدابضضة‬
‫فلذا قال‪ :‬أن تلد المة ربتها وفي رواية ربها‪ .‬واختلف فضضي معناهضضا‬
‫على أقوال أصحها أنه إخبضضار عضضن كضضثرة السضضراري وأولدهضضن وأن‬
‫ولدها من سيدها بمنزلة سيدها لن مال النسان صائر إلى ولضضده‪،‬‬
‫وقد يتصرف فيه في الحال تصرف المالكين إما بضضالذن أو بقربتضضه‬
‫الحال أو عرف الستعمال‪ ،‬وعبر بعضهم بأن يستولي المسضضلمون‬
‫على بلد الكفار فتكضضثر السضضراري فيكضضون ولضضد المضضة مضضن سضضيدها‬
‫بمنزلة سيدها لشرفه بأبيه‪ .‬ثانيها‪ :‬أن معناها أن الماء تلد الملوك‬
‫فتكون أمه من جملضضة رعيتضضه إذ هضضو سضضيدها‪ .‬ثالثهضضا‪ :‬أن معنضضاه أن‬
‫تفسد أحضضوال النضضاس فيكضضثر بيضضع أمهضضات الولد فضضي آخضضر الزمضضان‬
‫فيكثر تردادها في أيدي المشضضترين حضضتى يشضضتريها ابنهضضا مضضن غيضضر‬
‫علم أنها أمه ومن ذلك يكثر العقوق في الولد فيعامل الولد أمضضه‬
‫بما يعامل السيد أمته من الهانة والسب‪ .‬قوله‪ :‬وأن ترى الحفاة‪،‬‬
‫بضم الحاء المهملة جمع حاف هو مضضن ل نعضضل فضضي رجلضضه‪ .‬قضضوله‪:‬‬
‫العراة‪ ،‬جمع عار وهو من ل شيء على جسده‪ .‬قوله‪ :‬العالة‪ ،‬بفتح‬
‫اللم المخففة جمع عائل والعالة هي في تقضضدير فعلضضة مثضضل كضضافر‬
‫وكفرة معناه الفقراء‪ .‬قوله‪ :‬رعاء الشاة‪ ،‬بكسر الراء والمد جمضضع‬
‫راع وأما بالضم فل بد من التاء المربوطة مثل قاض وقضضضاة كمضضا‬
‫في المصباح وأصل الرعي الحفضضظ والشضضاء بضضالهمزة الغنضضم جمضضع‬
‫شاة وهو من الجموع التي يفرق بينها وبين واحدها بالهاء‪ ،‬وتجمضضع‬
‫أيضا ً على شياه بالهاء وخصهم بالذكر لنهم أهل البادية‪.‬‬
‫قوله‪ :‬يتطاولون في البنيان‪ ،‬أي يتباهون في ارتفاعه والقصضضد‬
‫من الحديث الخبار عن تبضضديل الحضضال وتغيضضره بضضأن يسضضتولي أهضضل‬
‫البادية والفاقة الذين هذه صفاتهم على أهل الحاضضضرة ويتملكضضون‬
‫بالقهر والغلبة فتكثر أموالهم وتتسع في الحطضضام أي فضضي الفانيضضة‬
‫وهي المتاع الكثير الهمة فتصرف هممهم إلضضى تشضضييد البنيضضان أي‬
‫تطويله ورفعه بالجص‪ ،‬والهمة بالكسر أول العزم وقد يطلق على‬
‫العضزم القضضوي كمضا فضضي المصضضباح‪ .‬قضوله‪ :‬ثضضم انطلضضق‪ ،‬أي الرجضضل‬
‫السائل عما ذكر‪ .‬وقوله‪ :‬فلبث أي النبي صضضلى اللضضه عليضضه وس ضّلم‬
‫أي استمر ساكتا ً عن الكلم فضضي هضضذه القضضضية‪ ،‬وجضضاء فضضي روايضضة‬
‫فلبثت بتاء مضمومة فيكون عمضضر هضضو المخضضبر بضضذلك عضضن نفسضضه‪.‬‬
‫قوله‪ :‬ملي ًّا‪ ،‬بتشديد الياء أي زمانا ً كثيرا ً وكان ذلك الزمان ثلثا ً كما‬
‫جاء في رواية أبي داود والترمذي وغيرهما‪ .‬قوله‪ :‬ثم قال‪ :‬يا عمر‬
‫أتدري من السائل؟ قلت اللضضه ورسضضوله أعلضضم قضضال‪ :‬فضضإنه جبريضضل‬
‫أتاكم يعلمكم دينكم‪ ،‬أي قواعد دينكم ففيه أن الدين اسم للثلثضضة‬
‫السلم واليمان والحسان وفهم منه أنضضه يسضضتحب للمعلضضم تنضضبيه‬
‫تلمذته وللرئيس تنبيه أتباعه على قواعد العلضضم وغضضرائب الوقضضائع‬
‫طلبا ً لنفعهم وفائدتهم قاله الفشني‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في بيان مفتضضاح الجنضضة‪ .‬وهضضي كلمضضة التوحيضضد وكلمضضة‬
‫الخلص وكلمة النجاة‪ ،‬وقد ذكرت في القرآن في سضضبعة وثلثيضضن‬
‫موضعًا‪ .‬قال المصنف رحمه الله تعالى‪) :‬ومعنى ل إلضضه إل اللضضه ل‬
‫معبود بحق( كائن )في الوجود إل الله( أي ل يسضتحق أن يضذل لضه‬
‫كل شيء إل الله قوله‪ :‬إل الله بالرفع بدل من محل ل مع اسضضمها‬
‫لن محلها رفع بالبتداء عند سيبويه أو بدل من الضضضمير المسضضتتر‬
‫في خبر ل المحذوف والتقضضدير ل إلضضه موجضضود أو ممكضضن بالمكضضان‬
‫العام إل الله أو بالنصب على الستثناء‪ ،‬ول يصضضح جعلضضه بضضدل ً مضضن‬
‫محل اسم ل لن ل ل يعمل في المعارف كذا قال شيخنا يوسضضف‪،‬‬
‫قال السنوسي واليوسي‪ :‬والمنفي في ل إله إل الله المعبود بحق‬
‫في اعتقاد عابد نحو‪ :‬الصنام والشمس والقمر وذلك أن المعبضضود‬
‫بباطل له وجود في نفسه في الخارج ووجضضود فضضي ذهضضن المضضؤمن‬
‫بوصف كونه باطل ً ووجود في ذهن الكافر بوصف كضضونه حقضا ً فهضضو‬
‫من حيث وجوده فضضي الخضضارج فضضي نفسضضه ل ينفضضى لن الضضذوات ل‬
‫تنفى‪ ،‬وكذا من حيث وجوده في ذهن المؤمن بوصف كونه بضضاطل ً‬
‫إذ كونه معبودا ً بباطل أمر محقق ل يصح نفيه وإل كان كاذبا ً وإنما‬
‫ينفى من حيث وجوده في ذهن الكافر بوصف كونه معبضضودا ً بحضضق‬
‫فلم ينف في ل إله إل الله إل المعبضضود بحضضق غيضضر اللضضه فالسضضتثناء‬
‫متصل وليس المنفي أيضا ً المعبود بباطضضل فضضي ذهضضن الكضضافر لنضضه‬
‫الله تعالى والقصد بهضضذه الجملضضة الضضرد علضضى مضضن يعتقضضد الشضضركة‬
‫)وفضائلها( ل تحصى منها قوله صلى الله عليه وسّلم‪" :‬مضضن قضضال‬
‫ل إله إل الله ثلث مضضرات فضي يضومه كضانت لضه كفضضارة لكضضل ذنضب‬
‫أصابه في ذلك اليوم" وعن كعب الحبضضار رضضضي اللضضه عنضضه أوحضضى‬
‫الله تعالى إلى موسى في التوراة لضضول مضضن يقضضول ل إلضضه إل اللضضه‬
‫لسلطت جهنم على أهل الضضدنيا‪ .‬قضضال السضضحيمي‪ :‬أفضضضل الشضضياء‬
‫اليمضضان وهضضو قلضضبي‪ ،‬وأفضضضل الكلم كلم اللضضه وأفضضضله القضضرآن‪،‬‬
‫وأفضل الكلم بعده ل إله إل اللضضه فهضضي أفضضضل مضضن الحمضضد علضضى‬
‫الصحيح لنها تنفي الكفر‪ .‬وقال بعضضضهم‪ :‬إن كلمضضة ل إلضضه إل اللضضه‬
‫اثنضا عشضر حرفضا ً فل جضرم أي فل بضد أنضه وجضب بهضا اثنتضا عشضرة‬
‫فريضة سنة ظاهرة وسنة باطنة؛ أما الظاهرة فالطهارة والصضضلة‬
‫والزكاة والصوم والحج والجهاد‪ ،‬وأما الباطنة فالتوكضضل والتفضضويض‬
‫والصبر والرضا والزهضضد والتوبضضة‪ .‬قضضوله‪ :‬والجهضضاد‪ ،‬أي القتضضال فضضي‬
‫سبيل الله لقامة الدين وهذا هو الجهاد الصغر‪ ،‬وأما الجهاد الكبر‬
‫فهو مجاهدة النفس وقوله التوكل‪ ،‬هو ثقة القلضب بالوكيضل الحضق‬
‫تعضضالى بحيضضث يسضضكن عضضن الضضضطراب عنضضد تعضضذر السضضباب ثقضضة‬
‫بمسبب السباب‪ .‬وعن أويس القرنضضي أنضضه قضضال‪ :‬لضضو عبضضدت اللضضه‬
‫عبادة أهل السموات والرض ل يقبل الله منضضك حضضتى تكضضون آمن ضا ً‬
‫بما تكفل الله من أمر رزقك وتضضرى جسضضدك فارغضا ً لعبضضادته‪ .‬قضضال‬
‫تعالى‪ :‬فتوكلوا إن كنتم مؤمنين{ ))‪ (5‬المضضائدة‪ (23:‬وقضضال صضضلى‬
‫الله عليه وسّلم‪ :‬لو تضضوكلتم علضضى اللضضه حضضق تضضوكله لرزقكضضم كمضضا‬
‫يرزق الطير تغدو خماصا ً أي تذهب بكرة وهي جياع وتروح بطانضضا ً‬
‫أي وترجع عشية وهي ممتلئة الجواف‪ ،‬فذكر أنها تغدو وتروح في‬
‫طلضضب الضضرزق‪ ،‬والمعنضضى‪ :‬لضضو اعتمضضدتم علضضى اللضضه فضضي ذهضضابكم‬
‫ومجيئكم وتصرفكم وعلمتم أن الخير بيده لم تنصرفوا إل غانمين‬
‫سالمين ولغناكم التوكل علضضى اللضضه عضضن الدخضضار كضضالطير لكنكضضم‬
‫اعتمدتم على قضضوتكم وكسضضبكم وهضضذا ينضضافي التوكضضل‪ .‬وروي عضضن‬
‫بعض العلماء أن أشد الخلق تضضوكل الطيضضر وطمع ضا ً النمضضل‪ ،‬وليضضس‬
‫المراد بالتوكل ترك الكسب بالكلية‪.‬‬
‫وسئل المام أحمد رضي الله عنه عن رجل جلس فضضي بيتضضه أو‬
‫في المسجد وقال‪ :‬ل أعمل شيئا ً حتى يضضأتيني رزقضضي فقضضال‪ :‬هضضذا‬
‫رجل جهل العلم فقد قال صلى اللضضه عليضضه وسضّلم‪ :‬ان اللضه جعضضل‬
‫رزقي تحت ظل رمحي أي الرمح سبب لتحصيل الضضرزق‪ ،‬ومضضراده‬
‫أن معظم الرزق كان من الغنائم وإل فقد كضضان يأكضضل مضضن جهضضات‬
‫أخرى غير الرمح ذكره السحيمي‪ .‬قوله التفويض‪ ،‬هو التسليم لله‬
‫في جميع أموره وهو أعلى من التوكل‪ ،‬قضال الغزالضي‪ :‬وهضضو إرادة‬
‫أن يحفظ الله عليك مصالحك فيما ل تأمن فيه مضن الخطضر وضضد‬
‫التفويض الطمع‪ .‬قوله‪ :‬الصبر‪ ،‬وهو حبس النفضضس علضضى المشضضاق‬
‫وعن الجزع‪.‬‬
‫قال العلقمي‪ :‬الصبر حبس النفس على كريه تتحمله وعن لذيذ‬
‫تفارقه‪ .‬قوله الرضا‪ ،‬هضو غنضى القلضب بمضا قسضم‪ ،‬وقضال العلمضاء‪:‬‬
‫الرضا ترك السخط والسخط ذكر غير قضاء الله تعالى بأنه أولضضى‬
‫به وأصلح فيما ل يتيقن إصلحه وفساده‪ .‬روي أنه تعالى قال‪ :‬من‬
‫لم يرض بقضائي ولم يصبر على بلئي ولضضم يشضضكر علضضى نعمضضائي‬
‫فليتخذ ربا ً سوائي‪ .‬قوله‪ :‬الزهضضد‪ ،‬هضضو أن ل يكضضون بمضضا فضضي أيضضدي‬
‫النضضاس أوثضضق منضضه بمضضا عنضضد اللضضه وليضضس الزهضضد هضضو تضضرك الحلل‬
‫وإضاعة المال‪ .‬وفي الحديث‪" :‬من سضضره أن يكضضون أكضضرم النضضاس‬
‫فليتق الله عز وجل ومن سضضره أن يكضضون أقضضوى النضضاس فليتوكضضل‬
‫على الله ومن سره أن يكون أغنى الناس فليكن بما في يضضد اللضضه‬
‫أوثق منه بما في يده" فقوله من سضضره بهضضاء الضضضمير معنضضاه مضضن‬
‫أحب كما قاله السيد أحمد دحلن‪ .‬وفي مختصضضر منهضضاج العابضضدين‬
‫روي‪ :‬ركعتان من رجل عالم زاهد قلبه خير وأحب إلى الله تعالى‬
‫من عبادة المتعبدين إلى آخر الدهر أبدا ً وسرمدًا‪ .‬قضضوله‪ :‬والتوبضضة‪،‬‬
‫ولها ثلثة أركان‪ :‬الول القلع عن الذنب فل يصضضح توبضضة المكضضاس‬
‫مثل ً إل إذا أقلع عن المكس‪ .‬والثاني‪ :‬الندم على فعلها لوجه اللضضه‬
‫تعالى فل تصح توبة من لم يندم أو ندم لغير وجه الله تعالى كضضأن‬
‫ندم لجل مصيبة حصلت له‪ .‬والثالث‪ :‬العزم على أن ل يعضضود إلضضى‬
‫مثلها أبدا ً فل يصح توبة من لم يعزم على عدم العود وهذا إن لضضم‬
‫تتعلق المعصية بالدمي فإن تعلقت به فلهضضا شضضرط رابضضع وهضضو رد‬
‫الظلمة إلى صاحبها أو تحصيل البراءة منه تفصيل ً ل إجما ً‬
‫ل‪.‬‬
‫]فائدة[ قال الغزالي‪ :‬وجملة المضضر أنضضك إذا بضضرأت قلبضضك مضضن‬
‫الذنوب كلها بأن توطنه على أن ل تعود إلى ذنب أبدا ً وتندم علضضى‬
‫ما مضى وتقضي الفوائت بمضضا تقضضدر عليضضه وترضضضي الخصضضوم بمضضا‬
‫أمكنك بأداء واستحلل وترجع إلى الله تعالى في مضضا تخشضضى فضضي‬
‫إظهاره هيجان فتنة بالتضرع إلى الله ليرضيه عنك تذهب فتغسل‬
‫ثيابك وتصلي أربع ركعات وتضع جبهتك بالرض فضضي موضضضع خضضال‬
‫ثم تجعل التراب على رأسك وتمرغ وجهك في التراب بضضدمع جضضار‬
‫وقلب حزين وصوت عال‪ ،‬وتذكر ذنوبضضك واحضضدا ً واحضضدا ً مضضا أمكنضضك‬
‫وتلوم نفسك عليها وتقول‪ :‬أما تستحين يا نفضضس؟ أمضضا آن لضضك أن‬
‫تتوبي؟ ألك طاقة بعذاب الله سبحانه؟ ألك حاجة؟ وتذكر من هذا‬
‫كثيرا ً وتبكي ثم ترفضضع يضضديك إلضضى الضرب الرحيضضم سضبحانه وتقضضول‪:‬‬
‫إلهي عبدك البق رجع إلى بابك عبدك العاصضي رجضضع إلضضى الصضلح‬
‫عبدك المذنب أتاك بالعذر فاعف عني بجودك وتقبل مني بفضلك‬
‫وانظضضر إلضضي برحمتضضك اللهضضم اغفضضر لضضي مضضا سضضلف مضضن الضضذنوب‬
‫واعصمني فيما بقي من الجضضل فضضإن الخيضضر كلضضه بيضضدك وأنضضت بنضضا‬
‫رؤوف رحيم‪ .‬ثم تدعو دعاء الشدة وهو‪ :‬يا مجلي عظائم المضضور‪،‬‬
‫يا منتهى همة المهمومين‪ ،‬يا من إذا أراد أمرا ً فإنما يقول لضضه كضضن‬
‫فيكون أحاطت بنا ذنوبنا وأنت المضضدخور لهضضا مضضدخورا ً لكضضل شضضدة‬
‫كنت أدخرك لهذه الساعة فتب علي إنك أنت التواب الرحيم‪ ،‬ثضضم‬
‫تكثر من البكاء والتذلل وتقول‪ :‬يا من ل يشغله سضضمع عضضن سضضمع‪،‬‬
‫ول تشتبه عليه الصضضوات يضضا مضضن ل تغلطضضه المسضضائل‪ ،‬ول تختلضضف‬
‫عليه اللغات يضضا مضضن ل يضضبرمه إلحضضاح الملحيضضن‪ ،‬أذقنضضا بضضرد عفضضوك‬
‫وحلوة مغفرتك إنك على كل شيء قدير‪ ،‬ثم تصضضلي علضضى النضضبي‬
‫محمد صضضلى اللضضه عليضضه وسضّلم وتسضضتغفر ربضضك لجميضضع المضضؤمنين‬
‫وترجع إلى طاعة اللضه جضل جللضه فتكضون قضد تبضت توبضة نصضوحا ً‬
‫وصرت طاهرا ً من الذنوب ولك من الجر والرحمضضة مضضا ل يحصضضى‬
‫والله الموفق‪.‬‬
‫]فرع[ حكي أن ابن أبضضي رأى النضضبي صضضلى اللضضه عليضضه وس ضّلم‬
‫فقال له‪ :‬ادع بهذا الدعاء وقدمه في أول دعضضائك ثضضم تضضدعو بعضضده‬
‫بما شئت يستجاب لك به‪ ،‬ومن دعا به قوي إيمانه وهو هذا‪ :‬اللهم‬
‫ل مانع لما أعطيت ول معطي لمضضا منعضضت ول راد لمضضا قضضضيت ول‬
‫ينفع ذا الجد منك الجد‪ ،‬اللهم ل مضل لمن هديت ول هضضادي لمضضن‬
‫أضللت ول مشقي لمن أسعدت ول مسعد لمن أشقيت‪ ،‬ول معضضز‬
‫لمضضن أذللضضت ول مضضذل لمضضن أعضضززت‪ ،‬ول رافضضع لمضضن خفضضضت ول‬
‫ف لنا بما ضمنت لنضضا‬ ‫خافض لمن رفعت‪ ،‬اللهم اهدنا لما أمرتنا وو ّ‬
‫من خيري الدنيا والخرة‪ ،‬وق ضوّ يقيننضضا فيمضضا رجيتنضضا وانصضضرنا علضضى‬
‫أعدائنا في الظاهر والباطن‪ ،‬وأسألك اللهم بما سضضألك بضضه خليلضضك‬
‫إبراهيم عليضه السضلم مضن النضور واليقيضن‪ ،‬ومضا سضألك بضه سضيدنا‬
‫ومولنا محمد صلى اللضه عليضضه وسضّلم مضضن النصضضر والتوفيضضق إنضك‬
‫حميد مجيد‪.‬‬
‫]فائدة[ وفي الحديث‪ :‬ما أصاب عبدا ً هم أو غم أو حزن فقال‪:‬‬
‫اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيضضدك مضضاض فضضي‬
‫ي قضضضاؤك أسضضألك بكضضل اسضضم هضضو لضضك سضضميت بضضه‬ ‫حكمك نافد فض ّ‬
‫نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا ً من خلقضضك أو اسضضتأثرت‬
‫به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور‬
‫بصري وجلء حزنضضي وذهضضاب همضضي وغمضضي‪ ،‬إل أذهضضب اللضضه حزنضضه‬
‫وهمه وغمه وأبدله مكانه فرجا ً أي وسعا ً وخلصًا‪ .‬قوله‪ :‬اسضضتأثرت‬
‫به‪ ،‬أي انفردت بالسم من غير مشارك لك فيه‪ .‬قوله‪ :‬ربيع قلبي‪،‬‬
‫أي مطر قلبي‪ .‬قوله‪ :‬جلء حزني‪ ،‬بفتضضح الجيضضم وبالمضضد أي كشضضف‬
‫حزني‪ .‬قوله‪ :‬همي‪ ،‬الهم أول المشقة أو ما يصيب الشضضخص مضضن‬
‫مكروه الدنيا والخرة والغم والحيرة والشكال أو الكرب وهضضو مضضا‬
‫شق عليه حتى مل صدره غيظضًا‪ ،‬وقيضضل الهضضم مضضا تعلضضق بالماضضضي‬
‫والغم ما تعلق بالمستقبل وقال الشضضرقاوي‪ :‬الهضضم مضضا يتعلضضق بمضضا‬
‫يكون في المستقبل‪ ،‬والحزن ما يتعلق بما كان في الماضي اهض‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في بيان بلضضوغ المراهضضق والمعصضضر )علمضضات البلضضوغ‬
‫ثلث( في حق النثى واثنان في حق الضضذكر أحضضدها )تمضضام خمضضس‬
‫عشرة سنة( قمرية تحديدية باتفاق )في الذكر والنثى( وابتضضداؤها‬
‫من انفصال جميع البدن‪) .‬و( ثانيهضضا )الحتلم( أي المنضضاء وإن لضضم‬
‫يخرج المني من الذكر كأن أحسب بخروجه فأمسكه وسواء خرج‬
‫من طريقه المعتاد أو غيره مع النسداد الصلي وسواء كضضان فضضي‬
‫نوم أو يقظة بجماع أو غيضضره‪) .‬فضضي الضضذكر والنضضثى لتسضضع سضضنين(‬
‫قمرية تحديدية عند البيجوري والشربيني والذي اعتمده ابن حجضضر‬
‫وشيخ السلم أنهضضا تقريبيضضة‪ ،‬ونقضضل عبضضدالكريم عضضن الرملضضي أنهضضا‬
‫تقريبية في النثى وتحديديضضة فضضي الضضذكر‪) .‬و( ثالثهضضا )الحيضضض فضضي‬
‫النثى لتسع سنين( تقريبية بأن كان نقصها أقضضل مضضن سضضتة عشضضر‬
‫يوما ً ولو بلحظة وأما حبلها فليضضس بلوغضا ً بضضل علمضضة علضضى بلوغهضضا‬
‫بالمناء قبله‪ ،‬وأما الخنثى فحكمه أنه إن أمنى مضضن ذكضضره وحضضاض‬
‫من فرجه حكم ببلوغه فإن وجد أحدهما أو كلهما من أحد فرجيه‬
‫فل يحكضضم ببلضضوغه‪ ،‬وإنمضضا ذكضضر المصضضنف أول مسضضألة فضضي الفقضضه‬
‫علمات البلوغ لن مناط التكليف على البالغ دون الصبي والصبية‬
‫لكن يجب على سبيل فرض الكفاية على أصلهما الضضذكور والنضضاث‬
‫أن يأمرهمضضا بالصضضلة ومضضا تتوقضضف عليضضه كوضضضوء ونحضضوه بعضضد‬
‫استكمالهما سبع سنين إذا ميزا‪ ،‬وحد التمييز هو أن يصضضيرا بحيضضث‬
‫يأكلن وحدهما ويشربان وحضدهما ويسضتنجيان وحضضدهما‪ ،‬فل يجضب‬
‫المر إذا ميزا قبل السضضبع بضضل يسضضن‪ ،‬وأن يأمرهمضضا أيض ضا ً بشضضرائع‬
‫الدين الظاهرة نحو الصوم إذا أطاقا‪ ،‬ول بد مضع صضيغة المضر مضضن‬
‫التهديد كأن يقول لهما‪ :‬صليا وإل ضربتكما‪ ،‬وأن يعلمهما أن النبي‬
‫صلى الله عليه وسّلم ولد بمكة وأرسل فيهضضا ومضضات فضضي المدينضضة‬
‫ودفن فيها‪ ،‬ويجب أيضا ً أن يضضضربهما علضضى تضضرك ذلضضك ضضضربا ً غيضضر‬
‫مبرح في أثنضضاء العاشضضرة بعضضد كمضضال التسضضع لحتمضضال البلضضوغ فيضضه‬
‫وللمعلم أيضا ً المر ل الضرب إل بضضإذن الضضولي‪ ،‬ومثلضضه الضضزوج فضضي‬
‫زوجته فله المر ل الضرب إل بإذن الولي‪ ،‬والسواك كالصلة فضضي‬
‫المر والضضضرب وحكمضضة ذلضضك التمريضضن علضضى العبضضادة ليعتادهضضا فل‬
‫يتركها إن شاء الله تعالى‪.‬‬
‫)واعلم( أنه يجضضب علضضى البضضاء والمهضضات علضضى سضضبيل فضضرض‬
‫الكفاية تعليم أولدهم الطهضضارة والصضضلة‪ ،‬وسضضائر الشضرائع ومؤنضة‬
‫تعليمهم في أموالهم إن كان لهم مال‪ ،‬فضضإن لضضم يكضضن ففضضي مضضال‬
‫آبائهم فإن لم يكن ففي مال أمهضضاتهم‪ ،‬فضضإن لضضم يكضضن ففضضي بيضضت‬
‫المال‪ ،‬فإن لم يكن فعلى أغنياء المسلمين‪.‬‬
‫]فائدة[ إذا قيل لك‪ :‬لم وجب على الصضضبي غرامضضة المتلفضضات‪،‬‬
‫وقد قال العلماء برفع القلم عنه؟ قلت‪ :‬القلم ثلثة‪ :‬قلم الثضضواب‬
‫وقلم العقاب وقلضضم المتلفضضات‪ ،‬فقلضضم الثضضواب مكتضضوب لضضه‪ ،‬وقلضضم‬
‫العقاب مرفوع عنه‪ ،‬وقلم المتلفضضات مكتضضوب عليضضه ومنهضضا الديضضة‪،‬‬
‫وكذلك المجنضضون والنضضائم إل أن قلضضم الثضضواب والعقضضاب مرفوعضضان‬
‫عنهمضضا‪ .‬وأمضضا القصضضاص والحضضد فل يجبضضان عليهضضم لعضضدم الضضتزامهم‬
‫للحكام قال صلى الله عليه وس ضّلم‪" :‬رفضضع القلضضم عضضن ثلثضضة عضضن‬
‫النائم حتى يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم وعن المجنضضون حضضتى‬
‫يعقل" أخرجه أبو داود والترمضضذي‪ ،‬فضضالمراد بضضالقلم قلضضم التكليضضف‬
‫دون قلم الضمان لنه من خطاب الوضع فيجب ضضضمان المتلفضضات‬
‫والدية عليهم من مالهم بخلف القصاص والحد‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في بيان الستنجاء بضضالحجر وهضضو المسضضمى بضضالمطهر‬
‫المخفف وأما الماء فهو المطهر المزيل‪ ،‬ويجضضب السضضتنجاء علضضى‬
‫الفور عند خشية تنجيس غير محله أو إرادة نحو الصضضلة مضضن كضضل‬
‫خضضارج مضضن الفضضرج نجضضس يلضضوث المحضضل يغسضضل بالمضضاء أو يمسضضح‬
‫بالحجر‪) .‬شروط أجزاء الحجر( لمن يقتصر عليضضه )ثمانيضضة( أحضضدها‬
‫)أن يكون بثلثة أحجار( أو ثلثة أطراف الحجر ولو حصضضل النقضضاء‬
‫بدونها لقوله صلى الله عليه وسّلم‪" :‬وليستنج بثلثضضة أحجضضار" فلضضو‬
‫لم يحصل إل بأكثر من الثلثة وجبت الزيادة عليهضضا‪ ،‬ويسضضن اليتضضار‬
‫إن حصل النقاء بشفع والفضل في الكيفيضضة أن يبضضدأ بضضالول مضضن‬
‫مقدم الصفحة اليمنى ويديره قليل ً قليل ً إلضضى أن يصضل إلضى الضضذي‬
‫بدأ منه ثم الثاني من مقدم الصفحة اليسرى كذلك ثم يمر الثالث‬
‫على الصفحتين والمسربة جميعضا ً قضضال فضضي المصضضباح‪ :‬والمسضضربة‬
‫بفتح الراء ل غير مجرى الغائط ومخرجه سضضميت بضضذلك لنسضضراب‬
‫الخضضارج منهضضا فهضضي اسضضم للموضضضع‪) .‬و( ثانيهضضا )أن ينقضضى المحضضل(‬
‫بحيث ل يبقى إل أثر ل يزيله إل الماء أو صغار الخضضزف‪) .‬و( ثالثهضضا‬
‫ذ‪ .‬وقوله يجف بكسر‬ ‫)أن ل يجف النجس( لن الحجر ل يزيله حينئ ٍ‬
‫الجيم من باب ضرب وفي لغة لبني أسضضد بفتحهضضا مضضن بضضاب تعضضب‬
‫فإن جف كله أو بعضه تعين الماء ما لم يخرج بعده خارج آخر ولو‬
‫من غير جنسه ويصل إلى ما وصل إليه الول وإل كفى السضضتنجاء‬
‫بالحجر‪) .‬و( رابعها‪) :‬ل ينتقضضل( أي عضضن المحضضل الضضذي أصضضابه عنضضد‬
‫الخروج واستقر فيضضه فضضإن كضضان المنتقضضل متصضل ً تعيضضن المضضاء فضضي‬
‫الجميع أو منفصل ً تعين في المنتقضضل فقضضط‪ ،‬ويشضضترط أيض ضا ً أن ل‬
‫يتقطع فإن تقطضضع بضضأن خضضرج قطعضا ً فضضي محضضال تعيضضن المضضاء فضضي‬
‫المتقطع‪ .‬وأجزأ الجامضد فضي غيضره‪) .‬و( خامسضها‪) :‬ل يطضرأ عليضه‬
‫آخر( أي نجس مطلقا ً أو طاهر رطب غيضضر العضضرق‪ ،‬أمضضا هضضو وكضضذا‬
‫الطاهر الجاف كحصاة فل يضر فإن طرأ عليه نجضضس سضضواء كضضان‬
‫رطبا ً أو جافا ً أو طاهر رطب ولو من رشاش الخضضارج تعيضضن المضضاء‬
‫لن مورد النص الخارج والجني ليس في معناه‪) .‬و( سادسها‪) :‬ل‬
‫يجاوز( الخارج )صفحته( أي جانب دبره في الغائط وهي ما ينضم‬
‫مضضن اللييضضن عنضضد القيضضام )وحشضضفته( أي رأس ذكضضره فضضي البضضول‬
‫وتسمى أيضا ً عند العوام بالبلجة بفتحات‪ ،‬وإن انتشر الخارج حول‬
‫المخرج فضضوق عضضادة النسضضان مضضن غيضضر انتقضضال وتقطضضع ومجضضاوزة‬
‫ومثلهضضا قضضدرها مضضن مقطوعهضضا أو فاقضضدها خلقضضة فل تجزىضضء فضضي‬
‫حشفة الخنثى ول في فرجه للشك فيه‪ ،‬ويشترط في الثيب أن ل‬
‫يصل بولها مدخل الذكر وهو تحت مخرج البول وفضضي البكضضر أن ل‬
‫يجاوز ما يظهر‪ .‬عند قعودها وإل تعين المضضاء كمضضا يتعيضضن فضضي حضضق‬
‫القلف إن وصل بضضوله للجلضضدة‪) .‬و( سضابعها‪) :‬ل يصضضيبه مضضاء( غيضضر‬
‫مطهر له وإن كضضان طهضضورا ً أو مضضائع آخضضر بعضضد السضضتجمار أو قبلضضه‬
‫لتنجسهما ويؤخذ من ذلك أنه لو استنجى بحجضضر مبلضضول لضضم يصضضح‬
‫استنجاؤه لنه ببللضضه يتنجضضس بنجاسضضة المحضضل ثضضم ينجسضه فيتعيضضن‬
‫الماء‪) .‬و( ثامنها‪) :‬أن تكون الحجار طاهرة( فل يجزىء الستنجاء‬
‫بحجر متنجس‪ ،‬واعلم أن كل ما هو مقيس على الحجضضر الحقيقضضي‬
‫وهو مضضا إذا وجضضدت القيضضود الربعضضة فيسضضمى حجضضرا ً شضضرعيا ً يجضضوز‬
‫الستنجاء به‪ ،‬الول‪ :‬أن يكضضون طضضاهرا ً فخضضرج بضضه النجضضس كضضالبعر‬
‫والمتنجضضس كضضالحجر المتنجضضس‪ .‬والثضضاني‪ :‬أن يكضضون جامضضدا ً فلضضو‬
‫استنجى برطب من حجر أو غيره كماء الضضورد والخضضل لضضم يجضضزئه‪.‬‬
‫والثضضالث‪ :‬أن يكضضون قالعضضا ً للنجاسضضة منشضضفا ً فل يجزىضضء الزجضضاج‬
‫والقصب الملس ول التراب المتناثر بخلف التراب الصضضلب‪ ،‬قضضال‬
‫في المصباح‪ :‬والقصضضب بفتحضضتين كضضل نبضضات يكضضون سضضاقه أنضضابيب‬
‫وكعوبا ً انتهى‪ .‬فالمراد بالملس هو الضضذي فقضضد كعبضضه‪ .‬والرابضضع‪ :‬أن‬
‫يكون غير محضضترم خضضرج بضضه المحضضترم كمطعضضوم الدمييضضن كضضالخبز‬
‫ومطعوم الجن كالعظم وكالجزء منه كيده ويد غيره وكذنب البعير‬
‫المنفصل‪ ،‬وأما الجلد فالظهر أنه إن كان مضضدبوغا ً جضضاز السضضتنجاء‬
‫به وإل فل كما قاله الحصني‬
‫)تتمة( وإذا استنجى بالماء سن تقديم قبله على دبره وعسكه‬
‫في الحجر‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في الوضوء وهو المسمى بالمطهر الرافع والمعتمضضد‬
‫أنضضه معقضضول المعنضضى لن الصضضلة مناجضضاة الضضرب تعضضالى فطلضضب‬
‫التنظيف لجلها‪ ،‬وإنما اختص الرأس بالمسح لستره غالبا ً فضاكتفى‬
‫فيضضه بضضأدنى طهضضارة‪ ،‬وخصضضت العضضضاء الربعضضة بضضذلك لنهضضا محضضل‬
‫اكتساب الخطايا أو لن آدم مشضضى إلضضى الشضضجرة برجليضضه وتنضضاول‬
‫منها بيديه وأكل منها بفمه ومس رأسه ورقها‪ .‬وموجبه الحدث مع‬
‫القيام إلى الصلة ونحوها‪ ،‬وقيل القيام فقط‪ ،‬وقيل الحدث فقضضط‬
‫بمعنضضى أنضضه إذا فعلضضه وقضضع واجبضا ً سضضواء أدخضضل فضضي الصضضلة أم ل‪.‬‬
‫والقيام إلى الصلة شرط في فوريته وانقطاع الحدث شرط فضضي‬
‫صحته‪.‬‬
‫)فروض الوضوء( ولو كان الوضضضوء منضضدوبا ً أي أركضضانه )سضضتة(‬
‫وعبر المصنف بالفرض هنا وفي الصضلة بالركضان لنضه لمضضا امتنضع‬
‫تفريضضق أفعضضال الصضضلة كضضانت كحقيقضضة واحضضدة مركبضضة مضضن أجضضزاء‬
‫فناسب عد أجزائها أركانا ً بخلف الوضوء لن كل فعل منه كغسل‬
‫الوجه مستقل بنفسه ويجوز تفريق أفعاله فل تركيب فيه‪) .‬الول‪:‬‬
‫النية( لقوله صلى الله عليه وسّلم‪" :‬إنمضضا العمضضال بالنيضضات وإنمضضا‬
‫لكل امرىضء مضا نضوى" قضال الفشضني‪ :‬أي إنمضا تحسضب التكضاليف‬
‫الشرعية البدنية أقوالها وأفعالها الصادرة من المضضؤمنين إذا كضضانت‬
‫بنية وإنما لكل امرىء جزاء ما نواه إن خيرا ً فخير وإن شرا ً فشضضر‬
‫انتهى‪ .‬وتكون النية عند غسل أول جزء من الوجه سواء كان ذلك‬
‫الول من أعلضى الضوجه أو وسضطه أو أسضفله‪ ،‬وإنمضا وجضب قرنهضا‬
‫بذلك ليعتد بالمغسول ل ليعتد بها‪ ،‬فلو غسل جزء منه قبلها وجب‬
‫إعضضادته بعضضدها‪ .‬وكيفيتهضضا كمضضا قضضال الحصضضني إن كضضان المتوضضضىء‬
‫سليما ً ل علة به أن ينضضوي أحضضد ثلثضضة أمضضور‪ :‬أحضضدها أن ينضضوي رفضضع‬
‫الحدث أو الطهضضارة عضضن الحضضدث أو الطهضضارة للصضضلة‪ .‬الثضضاني‪ :‬أن‬
‫ينوي استباحة الصلة أو غيرها ممضضا ل يبضضاح إل بالطهضضارة‪ .‬الثضضالث‪:‬‬
‫أن ينضضوي فضضرض الوضضضوء أو أداء الوضضضوء أو الوضضضوء‪ ،‬وإن كضضان‬
‫الناوي صبيا ً أو مجددًا‪ ،‬أما صاحب الضرورة كسلس البول ونحضضوه‬
‫فل تكفيه نية رفضضع الحضضدث أو الطهضضارة عنضضه لن وضضضوءه مبيضضح ل‬
‫رافع‪ ،‬وأما المجدد فيمتنع عليضضه نيضضة الرفضضع والسضضتباحة والطهضضارة‬
‫عن الحدث‪ ،‬وكذا الطهارة للصلة كما قضضاله الشضضوبري‪ ،‬ول بضضد أن‬
‫يستحضر ذات الوضضضوء المركبضضة مضضن الركضضان ويقصضضد فعضضل ذلضضك‬
‫المستحضر كما في الصلة‪ ،‬نعم لو نوى رفع الحدث كفى وإن لم‬
‫يستحضر ما ذكر لتضمن رفع الحدث لذلك‪.‬‬
‫]تنبيه[ النية بتشديد الياء من نوى بمعنى قصضضد والصضضل نويضضة‬
‫قلبضضت الضضواو يضضاء وأدغمضضت فضضي اليضضاء وتخفيفهضضا لغضضة كمضضا حكاهضضا‬
‫الزهري من ونى يني إذا أبطأ لنه يحتاج في تصضضحيحها إلضضى نضضوع‬
‫إبطاء أي عدم مبادرة‪).‬الثاني‪ :‬غسل الوجه( وهضضو مضضا بيضضن منضضابت‬
‫شعر رأسه وتحضضت منتهضضى لحيتضضه ومضضا بيضضن أذنيضضه‪ ،‬فمنضضه شضضعوره‬
‫كالحاجبين والهداب والشضضاربين والعضضذارين فيجضضب غسضضل ظضضاهر‬
‫هذه الشعور وباطنها مع البشرة التي تحتها وإن كثفضضت لنهضضا مضضن‬
‫الوجه ل باطن الكثيف الخارج عنه‪ .‬وأمضضا اللحيضضة والعارضضضان فضضإن‬
‫خفا وجب غسل ظاهرهما وباطنهما مع البشرة التي تحتهمضضا‪ ،‬وإن‬
‫كثفضضا وجضضب غسضضل ظاهرهمضضا دون باطنهمضضا للمشضضقة إل إذا كانضضا‬
‫لمرأة وخنثى فيجب إيصال المضضاء لباطنهمضضا مضضع بشضضرتهما لنضضدرة‬
‫ذلك مع كونه يندب للمرأة إزالتهما‪ ،‬قال السيد المرغنضضي‪ :‬ويجضضب‬
‫غسل جضضزء مضضن ملقضضي الضضوجه مضضن سضضائر الجضضوانب إذ مضضا ل يتضضم‬
‫الضضواجب إل بضضه فهضضو واجضضب‪ ،‬وكضضذا يزيضضد أدنضضى زيضضادة فضضي اليضضدين‬
‫والرجلين انتهى ليتحقق غسل جميعهما‪.‬‬
‫]فرع[ قال عثمضضان فضضي تحفضضة الحضضبيب‪ :‬حلضضق اللحيضضة مكضضروه‬
‫وليس حراما ً وأخذ ما على الحلقوم قيل مكضضروه وقيضضل مبضضاح‪ ،‬ول‬
‫بأس بإبقاء السيالين وهما طرفا الشارب وأخضضذ الشضضارب بضضالحلق‬
‫أو القص مكروه فالسنة أن يحلق منضضه شضضيئا ً حضضتى تظهضضر الشضضفة‬
‫وأن يقص منه شيئا ً ويبقي منه شيئًا‪) .‬الثضضالث‪ :‬غسضضل اليضضدين مضضع‬
‫المرفقيضضن( أو قضضدرهما عنضضد فقضضدهما والمعضضبرة بضضالمرفقين عنضضد‬
‫وجودهما ولو في غير محلهما المعتاد حضضتى لضضو التصضضقا بضضالمنكبين‬
‫اعتبرا‪ ،‬والمرفقان تثنية مرفق بكسر الميم وفتح الفاء أفصح مضضن‬
‫العكس وهو مجموع العظام الثلث عظمتي العضد وإبضضرة الضضذراع‬
‫الداخلة بينهما وهو الذي يظهر عند طي اليد كالبرة ويجب غسضضل‬
‫ما عليهما من شعر وغيره‪ ،‬فإن أبيضضن بعضضض محضضل الفضضرض وجضضب‬
‫غسل ما بقي أو من مرفقضضه وجضضب غسضضل رأس عظضضم عضضضده أو‬
‫من فوقه سن غسل بضضاقي عضضضده محافظضضة علضضى التحجيضضل ولئل‬
‫يخلو العضو من طهارة‪) .‬الرابضضع‪ :‬مسضضح شضضيء مضضن الضضرأس( ولضضو‬
‫بعض شعرة أو قدرها من البشرة‪ ،‬وشرط الشعر الممسوح أن ل‬
‫يخرج عن حد الرأس من جهة نزوله من أي جضضانب كضضان لضضو مضضده‬
‫بأن كان متجعضضدًا‪ ،‬ولضضو غسضضل رأسضضه بضضدل المسضضح أو ألقضضى عليضضه‬
‫قطرة ولم تسل أو وضع يده الضتي عليهضا المضاء علضى رأسضه ولضم‬
‫يمرها أجزأه‪) .‬الخامس‪ :‬غسل الرجلين مع الكعبين( وإن لم يكونا‬
‫فضضي محلهمضضا المعتضضاد‪ ،‬واتفضضق العلمضضاء علضضى أن المضضراد بضضالكعبين‬
‫العظمان البارزان بين الساق والقدم في كل رجل كعبان‪ ،‬وشذت‬
‫الرافضة قبحهم الله تعالى فقالت في كل رجل كعب وهو العظضضم‬
‫الذي في ظهر القدم فإن لم يكن لرجل كعبان اعتبر قدرهما مضضن‬
‫معتدل الخلقة من غالب أمثاله بالنسضضبة‪ ،‬ولضضو قطضضع بعضضض قضضدميه‬
‫وجب غسل الباقي فإن قطع مضضن فضضوق الكعضضب فل فضضرض عليضضه‪،‬‬
‫ويسن غسل الباقي ويجضضب غسضضل مضضا عليهمضضا مضضن شضضعر وغيضضره‪.‬‬
‫)السادس‪ :‬الترتيب( في أفعاله والستة المذكورة أربعة منها بنص‬
‫الكتاب وواحد بالسنة وهو النية وواحد بهمضضا وهضضو الضضترتيب‪ ،‬ووجضضه‬
‫دللة الكتاب عليه هو كونه تعضضالى ذكضضر ممسضضوحا ً بيضضن مغسضضولت‬
‫في قضضوله‪ :‬فاغسضضلوا وجضضوهكم وأيضضديكم إلضضى المرافضضق وامسضضحوا‬
‫برؤوسكم وأرجلكضضم إلضضى الكعضضبين{ ))‪ (5‬المضضائدة‪ (6:‬وهضضو منضضزل‬
‫بلغة العرب‪ ،‬والعرب ل ترتكب تفريق المتجانس إل لفضضائدة وهضضي‬
‫هنا وجوب الترتيب ل ندبه بقرينة قوله صلى الله عليه وسّلم فضضي‬
‫حجة الوداع لما قالوا‪ :‬أنبدأ بالصضفا أم بضالمروة؟ "ابضدؤوا بمضا بضدأ‬
‫الله به" فالعبرة بعموم اللفظ وهو ما من قوله بما بدأ الله به أي‬
‫ابدؤوا بكضضل شضضيء بضضدأ اللضضه بضضه مضضن أنضضواع العبضضادات ل بخصضضوص‬
‫السبب الذي هو السعي بين الصفا والمروة‪ .‬وأمضضا سضضنن الوضضضوء‬
‫فكثيرة منها التسمية والسواك وغسل اليدين قبل إدخالهما النضضاء‬
‫والمضمضة والستنشاق ومسح جميع الرأس ومسح جميع الذنين‬
‫والتيامن والموالة والدلك والتثليث وأن يقضضول بعضضده‪ :‬أشضضهد أن ل‬
‫إله الله وحده ل شريك له وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في بيان أحكام النية وهي سبعة لكن ذكر منها ثلثضضة‬
‫فقال‪) :‬النية( أي حقيقتها شرعًا‪) .‬قصد الشيء مقترنا ً بفعله( فإن‬
‫تراخى الفعل عن ذلك القصد سمي ذلك القصد عزما ً ل نية‪ .‬وأما‬
‫لغة فهي مطلق القصد سواء قارن الفعضضل أو ل‪) .‬ومحلهضضا القلضضب‬
‫والتلفظ بها سضضنة( ليعضضاون اللسضضان القلضضب‪ ،‬وسضضمي القلضضب قلب ضا ً‬
‫لتقلبه فضضي المضضور كلهضضا أو لنضضه وضضع فضضي الجسضضد مقلوبضا ً كقمضضع‬
‫السكر وهو لحم صنوبري الشكل أي شكله علضضى شضضكل الصضضنوبر‬
‫قاعدته في وسط الصدر ورأسه إلى الجانب اليسر )ووقتها( فضضي‬
‫الوضوء )عند غسضضل أول جضضزء مضضن الضضوجه( هكضضذا عبضضارة بعضضضهم‬
‫بتقديم لفظ غسل على لفظ أول وهضضو مرضضضى الشضضرقاوي نظضضرا ً‬
‫إلى أن الواجب مقارنتهضضا للفعضضل‪ ،‬وعبضضارة بعضضضهم بضضالعكس وهضضو‬
‫مرضى البيجوري نظرا ً إلى أن المعتبر قرنها بضضأول الغسضضل‪ ،‬قضضال‬
‫البيجوري‪ :‬ومما يعتبر قرن النية به مضضا يجضضب غسضضله مضضن شضضعوره‬
‫ولو الشعر المسترسل ل ما يندب غسله كباطن لحيضة كثيفضة ولضضو‬
‫قص الشعر الذي نوى معه لم تجب النيضضة عنضضد الشضضعر البضضاقي أو‬
‫غيره من باقي أجزاء الوجه ول يكتفي بقرن النية بما قبضضل الضضوجه‬
‫من غسل الكفين والمضمضة أو الستنشاق إن لضضم ينغسضضل معهضضا‬
‫جزء من الضوجه كحمضرة الشضفتين وإل كفتضه مطلقضا ً وفضاته ثضواب‬
‫السنة مطلقا ً انتهى‪ .‬ووقتها في غيره أول العبادات إل في الصوم‬
‫فإنها متقدمة عليه لعسر مراقبة الفجر‪ ،‬والصضضحيح أنضضه عضضزم قضضام‬
‫مقام النية‪ .‬وأما حكمها فهو الوجوب غالبًا‪ ،‬ومن غيضضر الغضضالب قضضد‬
‫تندب كمضضا فضضي غسضضل الميضضت وكيفيتهضضا تختلضضف بضضاختلف المنضضوي‬
‫كالصلة والصوم وهكذا‪ .‬وشرطها إسلم النضضاوي وتمييضضزه وعلمضضه‬
‫بالمنوي وعدم إتيانه بما ينافيها بأن يستصحبها فضضي القلضضب حكم ضا ً‬
‫وأن ل تكضضون معلقضضة فضضإن قضضال‪ :‬إن شضضاء اللضضه تعضضالى فضضإن قصضضد‬
‫التعليق أو أطلق لم تصح أو التبرك صضضحت والمقصضضود بهضضا تمييضضز‬
‫العبضضادة عضضن العضضادة كتمييضضز الجلضضوس للعتكضضاف عضضن جلوسضضه‬
‫للستراحة أو تمييضضز رتبتهضضا كتمييضضز الغسضضل الضضواجب مضضن الغسضضل‬
‫المندوب‪ .‬وقد نظم تلك الحكام السبعة بعضهم قيل هو ابن حجر‬
‫العسقلني وقيل التتائي من بحر الرجز في قوله‪:‬‬
‫سبع شرائط أتت في نية <> تكفي لمن حوى لها بل وسن‬
‫حقيقة حكم محل وزمن <> كيفية شرط ومقصود حسن‬
‫قوله‪ :‬شرائط بالصرف للضضضرورة‪ .‬وقضضوله‪ :‬وسضضن بفتحضضتين معنضضاه‬
‫نعاس وهو تتميم للبيت‪ ،‬وكذا قوله حسضضن وفيضضه إشضضارة إلضضى أنضضه‬
‫يحسن أن يقصد الخلص في العبادة‪.‬‬
‫]تنبيه[ في الترتيب قضال‪) :‬والضترتيب أن ل يقضدم عضضوا ً علضى‬
‫عضو( بضم العين أشضهر مضن كسضضرها وهضو كضل عظضضم وافضر مضضن‬
‫الجسضضد أي حقيقضضة الضضترتيب وضضضع كضضل شضضيء فضضي مرتبتضضه قضضال‬
‫الحصني‪ :‬وفرضيته مستفادة من الية إذا قلنضضا الضضواو للضضترتيب وإل‬
‫فمن فعله‪ ،‬وقوله صلى الله عليضضه وسضّلم إذ لضضم ينقضضل عنضضه عليضضه‬
‫الصلة والسلم أنه توضضضأ إل مرتبضًا‪ ،‬ولنضضه عليضضه الصضضلة والسضضلم‬
‫قال بعد أن توضأ مرتبًا‪" :‬هذا وضوء ل يقبل الله الصلة إل بضضه أي‬
‫بمثله" رواه البخاري‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في الماء الذي ل يدفع النجاسة والذي يضضدفعها قضضال‪:‬‬
‫)الماء( في قانون الشرع قسضضمان )قليضضل وكضضثير‪ ،‬القليضضل مضا دون‬
‫القلتين( بأن نقص منهما أكثر من رطلين )والكضضثير قلتضضان فضضأكثر(‬
‫من محض الماء يقينا ً ولضضو مسضضتعمل ً وقضضدرهما بضضالوزن خمسضضمائة‬
‫رطضضل بالبغضضدادي الضضتي هضضي أربعضضة وسضضتون ألضضف درهضضم ومائتضضان‬
‫وخمسة وثمانون درهما ً وخمسة أسباع درهم إذ كل رطل بغدادي‬
‫مضضائة وثمانيضضة وعشضضرون درهم ضا ً وأربعضضة أسضضباع درهضضم‪ ،‬وبضضالمكي‬
‫ل واثنا عشر رطل ً وثلثة عشر درهما ً وخمسة أسضضباع‬ ‫أربعمائة رط ٍ‬
‫درهم‪ ،‬على أن الرطل مضضائة وسضضتة وخمسضضون درهمضًا‪ ،‬أفضضاد ذلضضك‬
‫العلمضضة محمضضد صضضالح الرئيضضس‪ ،‬وبالطضضائفي ثلثمضضائة وسضضبعة‬
‫وعشضضرون رطل ً وثلثضضا رطضضل إذ كضضل رطضضل طضضائفي مضضائة وسضضتة‬
‫وتسعون درهما ً نبه على ذلك عبد الله المرغنضضي فضضي مفتضضاح فلح‬
‫المبتدي‪ ،‬وبالمصري أربعمضائة رطضضل وسضضتة وأربعضضون رطل ً وثلثضضة‬
‫أسضضباع رطضضل‪ ،‬وبالدمشضضقي مضضائة وسضضبعة أرطضضال وسضضبع رطضضل‬
‫وقدرهما بالمساحة في المربضضع ذراع وربضضع طضضول ً وعرضضا ً وعمقضا ً‬
‫بذراع الدمي وهو شبران تقريبًا‪ ،‬وفي المدور ذراعان عمقا ً بذراع‬
‫الحديد وذراع عرضا ً بذراع الدمي فكضضان ذلضضك بضضذراع اليضضد ذراع ضا ً‬
‫عرضا ً وذراعين ونصفا ً عمقا ً لن ذراع الحديد بضضذراع الدمضضي ذراع‬
‫وربع وفي المثلث وهو ماله ثلثة أبعاد متساوية ذراع ونصف طول ً‬
‫وعرضا ً وذراعان عمقا ً بذراع الدمضضي‪ ،‬فضضالعرض هضضو مضضا كضضان بيضضن‬
‫الركنين والطول هو الركنضضان الخضضران‪) .‬القليضضل( حكمضضه )يتنجضضس‬
‫بوقوع النجاسة( المنجسة يقينا ً )فيه وإن لم يتغير( لمفهضضوم قضضوله‬
‫صلى الله عليه وسّلم‪" :‬إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل خبثضضًا" وفضضي‬
‫رواية نجسا ً إذ مفهومه أن ما دونها يحمل الخبث‪ ،‬وخرج بالنجاسة‬
‫المنجسة النجس المعفو عنضضه كميتضضة ل دم لهضضا سضضائل‪ ،‬ونجضضس ل‬
‫يدركه طرف معتدل حيث لم يحصل بفعله ولو من مغلظ‪ ،‬كما إذا‬
‫عف الذباب على نجس رطب ثم وقع في ماء قليل أو مضضائع فضضإنه‬
‫ل ينجس مع أنه علق في رجله نجاسة ل يدركها الطرف وما على‬
‫منفذ حيوان طاهر غيضضر آدمضضي وروث سضضمك لضضم يغيضضر المضضاء ولضضم‬
‫يضعه فيه عبثا ً وما يماسه العسضضل مضضن الكضضوارة الضضتي تجعضضل مضضن‬
‫روث نحو البقر وجرة البعير وألحق به فم ما يجتر من ولضضد البقضضر‬
‫والضأن إذا التقم أخلف أمه‪ ،‬وفم صبي تنجس ثم غضضاب واحتمضضل‬
‫طهارته كفم الهرة فإنه ل ينجس الماء القليضل وذرق الطيضور فضي‬
‫الماء وإن لم يكن من طيوره وبعر فأرة عم البتلء به‪ ،‬وبعر شضضاة‬
‫وقع في اللبن حال الحلب وما يبقى في نحضو الكضرش ممضا يشضق‬
‫تنقيته‪ ،‬والقليل من دخان النجاسة ولو من مغلظ وهضضو المتصضضاعد‬
‫منها بواسطة نار‪ ،‬واليسير من الشعر المنفصل مضضن غيضضر مضضأكول‬
‫غير مغلظ‪ ،‬والكثير منه من مركوب والقصاص والدم الباقي على‬
‫اللحم والعظم الذي لم يختلط بشيء كما لضضو ذبحضت شضاة وقطضضع‬
‫لحمها وبقي عليه أثر الدم بخلف ما لو اختلضضط بغيضضره كمضضا يفعضضل‬
‫في البقر التي تذبح في المحل المعد لذبحها الن من صب المضضاء‬
‫عليها لزالة الدم عنها فإن الباقي من الدم على اللحم بعضضد صضضب‬
‫الماء ل يعفى عنه وإن قل لختلطه بأجنبي فليتنبه لضضه‪ ،‬والضضضابط‬
‫في جميضضع ذلضضك أن العفضضو منضضوط بمضضا يشضضق الحضضتراز عنضضه غالبضًا‪،‬‬
‫والمعتمد أنه ل يعفى عضضن دم الضضبراغيث والقمضضل ونحضضوه بالنسضضبة‬
‫للمائع والماء القليل وإن قل الدم دون الماء الكثير ولو قتل قمل ً‬
‫أو براغيث بين أصابعه‪ ،‬فإن كان الدم الحاصل كثيرا ً لم يعف عنضضه‬
‫أو قليل ً عفي عنه على الصح‪ ،‬هذا وخرج بدخان النجاسضضة بخارهضضا‬
‫وهو المتصاعد منها ل بواسطة نار فهو طاهر‪ ،‬ومنه الريح الخضضارج‬
‫من الكنف أو من الدبر فهو طاهر‪ ،‬فلو مل منه قربة وحملها على‬
‫ظهره وصلى بها صحت صلته‪) .‬والماء الكثير ل يتنجس( بملقاته‬
‫النجاسة )إل إذا تغيضضر طعمضضه( وحضضده )أو لضضونه( وحضضده )أو ريحضضه(‬
‫وحده أي عقب ملقضضاته النجاسضضة فلضضو تغيضضر بعضضد مضضدة لضضم يحكضضم‬
‫بنجاسته ما لم يعلم بقول أهل الخضضبرة نسضضبة تغيضضره إليهضضا وخضضرج‬
‫بالملقاة ما لو تغير بريح النجاسة الضضتي علضضى الشضضط لقربهضضا منضضه‬
‫فإنه ل ينجس لعدم التصال بل لمجرد استرواح‪ ،‬والمراد بالمتغير‬
‫كل المضضاء‪ ،‬أمضضا إذا غيضضرت النجاسضضة بعضضضه دون بضضاقيه وكضضان هضضذا‬
‫الباقي قلتين فإنه ل ينجس بل النجس هو المتغير فقط ول يجضضب‬
‫التباعد فيضضه عضضن النجاسضضة بقضضدر قلضضتين بضضل يجضضوز الغضضتراف مضضن‬
‫جانبها‪ ،‬ول فرق في التغير بضضالنجس بيضضن الكضضثير واليسضضير ول بيضضن‬
‫كونه بالمخالط أو المجاور ول بين المستغنى عنه وغيره‪ ،‬ول بيضضن‬
‫الميتة التي ل يسيل دمهضا وغيرهضا لغلضضظ أمضر النجاسضة ولضضو كضان‬
‫التغير تقديريا ً بأن وقع في الماء نجس يوافقه في صضضفاته كضالبول‬
‫المنقطع الرائحة واللون والطعم فيقدر مخالفا ً أشد الطعم طعضضم‬
‫الخل واللون لون الحبر والريح ريح المسك‪ ،‬فلو كان الواقضضع قضضدر‬
‫رطل من البول المذكور فنقول‪ :‬لضو كضان الواقضع قضدر رطضل مضن‬
‫الخل هل يغيضضر طعضضم المضضاء أو ل؟ فضضإن قضضال أهضضل الخضضبرة يغيضضره‬
‫حكمنا بنجاسته‪ ،‬وإن قضضالوا ل يغيضضره نقضضول‪ :‬لضضو كضضان الواقضضع قضضدر‬
‫رطل من الحبر هل يغير لون الماء أم ل؟ فإن قالوا يغيره حكمنضضا‬
‫بنجاسته وإن قالوا ل يغيره نقول‪ :‬لو كان الواقضضع قضضدر رطضضل مضضن‬
‫المسك هل يغير ريحضه أو ل؟ فضإن قضالوا يغيضضره حكمنضضا بنجاسضته‪،‬‬
‫وإن قالوا ل يغيره حكمنا بطهارته‪ ،‬هذا إذا كان الواقع فقدت فيضضه‬
‫الوصاف الثلثة‪ ،‬فإن فقد بعضها حال وقضوعه ولضم يغيضر فيفضرض‬
‫المفقود فقط لن الموجود إذا لضضم يغيضضر فل معنضضى لفرضضضه‪ ،‬وأمضضا‬
‫المتغير كثيرا ً يقينا ً بشيء مخالط بأن لم يمكن فصله أو لم يتميضضز‬
‫في رأي العين طاهر مستغنى عنه بضضأن سضضهل صضونه عنضضه وليضضس‬
‫ترابا ً وملح ماء طرحا فيه تغيرا ً يمنع إطلق اسم المضضاء عليضضه فهضضو‬
‫ل‪،‬‬‫غير مطهر ولو كان الماء قلتين ما لم يكن الخليط ماء مسضضتعم ً‬
‫ولو كان التغير تقديريا ً بأن اختلضط بالمضضاء مضا يضوافقه فضضي صضفاته‬
‫كماء الورد المنقطع الرائحة والطعم واللون فيقدر مخالفا ً وسطا ً‬
‫بيضضن أعلضضى الصضضفات وأدناهضضا الطعضضم طعضضم الرمضضان واللضضون لضضون‬
‫العصير والريح ريح اللذن بفتح الذال المعجمة وهو اللبضضان الضضذكر‬
‫كما هو المشهور‪ ،‬وقيل هي رطوبة تعلو شعر المعضضز وقشضضرها أي‬
‫أنا نعرض عليه مغيضضر اللضضون مثل ً فضضإن حكضضم أهضضل الخضضبرة بتغيضضره‬
‫سلبنا الطهورية وإل عرضنا مغير الطعم ثم مغير الريح كذلك‪ ،‬فل‬
‫يعرض عليه الثاني إل إذا لم يحكم بالتغيير بالول ول الثالث إل إذا‬
‫لم يحكم بالتغير بالثاني‪ ،‬وخرج مما ذكر التغير اليسير والشك في‬
‫كثرة التغير والتغير بالمجاور وهو ما يتميضضز فضضي رأي العيضضن أو مضضا‬
‫يمكن فصله كدهن وعود ولو مطيبين أو بغير مستغنى عنه سضضواء‬
‫كضان خلقيضا ً فضي الرض كطيضن وإن منضع السضم أو مصضنوعا ً فيهضا‬
‫كذلك بحيث يشبه الخلقي كالفساقي المعمولة بضضالجير وكضضالقرب‬
‫المدبوغة بالقطران ولو مخالطا ً ولو كثيرا ً لنه وضع لصلحها فإن‬
‫الماء في هذه الصور كلها مطهر والقطران بفتح القاف مع كسضضر‬
‫الطاء وسكونها وبكسرها مع سكون الطاء دهضن شضجر يطلضى بضه‬
‫البل للجرب ويسرج به‪ ،‬بخلف ما لو وضع لصلح الماء فإنه غير‬
‫مطهر لستغناء الماء عنه‪ ،‬ومما ل يستغني الماء عنه غير الممرية‬
‫والمقرية ما يقع مضضن الوسضضاخ المنفصضضلة مضضن أرجضضل النضضاس مضضن‬
‫غسضضلها فضضي الفسضضاقي والمنفصضضلة مضضن بضضدن المنغمضضس فإنهضضا ل‬
‫تسلب الطهوريضضة نبضضه علضضى ذلضضك السضضويفي‪ ،‬وخضضرج أيض ضا ً التغيضضر‬
‫بتراب وملح ماء طرحا فيه ولو كان التغير بهما كثيرا ً وبمكثه لنضضه‬
‫لم يخالطه شيء فإن الماء في هذا مطهر‪ ،‬وكذا لو تغير بانضمام‬
‫ماء مستعمل إليه فبلغ به قلتين فيصير مطهرا ً وإن أثر في المضضاء‬
‫بفرضضضه مخالف ضا ً وسضضطًا‪ .‬واعلضضم أن التقضضدير المضضذكور منضضدوب ل‬
‫واجب‪ ،‬فلو هجم شخص واستعمل الماء أجزأ ذلضضك إذ غايضضة المضضر‬
‫أنه شاك في التغير المضر والصل عدمه‪.‬‬
‫)اعلم( أن الماء الجاري كالراكضد فيمضا مضر‪ ،‬لكضن العضبرة فضي‬
‫الجاري بالجرية نفسها ل مجموع المضضاء‪ ،‬فضضإن الجريضضات متفاصضضلة‬
‫حكما ً وإن اتصلت في الحس لن كل جرية طالبة لما قبلها هاربضضة‬
‫عما بعدها‪ ،‬فإن كانت الجرية وهي الدفعة التي بين حضضافتي النهضضر‬
‫في العرض دون القلتين تنجس بملقاة النجاسة سواء تغيضضر أم ل‬
‫ويكون محل تلك الجرية من النهر نجس ضا ً ويطهضضر بالجريضضة بعضضدها‪،‬‬
‫ويكون في حكم غسالة النجاسة حتى لو كانت مغلظة فل بد مضضن‬
‫سبع جريات عليها ومن الترتيب أيضا ً في غير الرض الترابية‪ ،‬هذا‬
‫في نجاسضضة تجضضري فضضي المضضاء‪ ،‬فضضإن كضضانت جامضضدة واقفضضة فضضذلك‬
‫المحل نجس وكل جرية تمر بها نجسة إلى أن يجتمضضع قلتضضان منضضه‬
‫في موضع كفسقية مثل ً فحينئذٍ هو طهور إذا لم يتغير بهضضا‪ .‬ويلغضضز‬
‫به فيقال لنا ماء ألف قلة غير متغير وهو نجس أي لنه ما دام لضضم‬
‫يجتمع فهو نجس وإن طال محضضل جضضري المضضاء‪ ،‬والفضضرض أن كضضل‬
‫جرية أقل من قلتين‪ ،‬وأما الذي لم يمضضر عليهضضا وهضضو الضضذي فوقهضضا‬
‫فهو باق على طهوريته‪.‬‬
‫]مسألة[ لنا جماعضضة يلزمهضضم تحصضضيل بضضولهم لطهرهضضم وذلضضك‬
‫فيما لو كان عندهم ماء قلتان فأكثر ول يكفيهم لطهرهم ولو كمل‬
‫ببول وقضدر مخالفضا ً أشضد‪ .‬لضم يغيضره فيلزمهضم خلطضه واسضتعمال‬
‫جميعه وإنما احتيج للتقضضدير مضضع عضضدم تغيضضره حسضا ً لمكضضان تغيضضره‬
‫تقديرا ً وهو مضر أيضًا‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في موجبات الغسل )موجبات الغسل( على الرجضضال‬
‫والنساء )ستة( ثلثة تشضضترك فيهضضا الرجضضال والنسضضاء وهضضي دخضضول‬
‫الحشفة فضضي الفضضرج وخضضروج المنضضي والمضضوت‪ ،‬وثلثضضة تختضضص بهضضا‬
‫النساء وهي الحيض والنفاس والولدة‪ .‬ثم اعلم أن لفضضظ الغسضضل‬
‫إن أضيف إلى السبب كغسل الجمعضضة وغسضضل العيضضدين فالفصضضح‬
‫في الغين الضم‪ ،‬وكذا غسل البدن وإن أضيف إلى الثضضوب ونحضضوه‬
‫كغسل الثوب فالفصح الفتح‪ .‬أحدها‪) :‬إيلج الحشضضفة( أي دخولهضضا‬
‫كلها وإن طالت ول اعتبار بغيرها مع وجودها أو قدرها من فاقضضدها‬
‫ولو بل قصد ولو حالة النضضوم )فضضي الفضضرج( أي فضضي أي فضضرج كضضان‬
‫سواء كان قبل امرأة أو بهيمضضة أو دبرهمضضا أو دبضضر رجضضل صضضغير أو‬
‫كبير حي أو ميت أو دبر نفسه أو ذكر آخضضر‪ ،‬ويجضضب أيض ضا ً الغسضضل‬
‫على المرأة بأي ذكر دخل في فرجها حضضتى ذكضضر البهيمضضة والميضضت‬
‫والصبي‪ ،‬وعلى الذكر المولج في دبضضره أو ذكضضره‪ ،‬وليجضضب إعضضادة‬
‫غسضضل الميضضت المولضضج فيضضه والمسضضتدخل ذكضضره ويصضضير الصضضبي‬
‫والمجنضضون المولضضج فيهمضضا جنضضبين بل خلف‪ ،‬وكضضذا المولجضضان فضضإن‬
‫اغتسل الصبي وهضضو مميضضز صضضح غسضضله ول يجضضب إعضضادته إذا بلضضغ‪،‬‬
‫وعلى الولي أن يأمر الصبي المميز بالغسل في الحال كما يضضأمره‬
‫بالوضضضوء‪ ،‬ثضضم ل فضضرق فضضي ذلضضك بيضضن أن ينضضزل منضضه شضضيء أم ل‪.‬‬
‫والصل في ذلك حديث عائشة رضضضي اللضضه عنهضضا أن رسضضول اللضضه‬
‫صلى الله عليه وسّلم قال‪" :‬إذا التقضضى الختانضضان أو مضضس الختضضان‬
‫الختان وجب الغسل" فعلته أنا ورسول الله فاغتسضلنا ول بضد فضي‬
‫وجوب الغسل مضضن دخضضول الحشضضفة إلضضى مضضا ل يجضضب غسضضله فضضي‬
‫الستنجاء‪ ،‬فإن لم تصل إلى ذلك بأن وصلت إلى ما يجضضب غسضضله‬
‫فيه فقط لم يجب‪ ،‬ولو دخضضل شضضخص فضضرج امضضرأة وجضضب عليهمضضا‬
‫الغسل لنه صدق عليه دخول حشفة فرجا ً ول اعتبار بكضضونه دخضضل‬
‫تبعضًا‪ ،‬ول يجضضب علضضى الزانضضي الغسضضل مضضن الجنابضضة فضضورا ً لنقضضضاء‬
‫المعصية بالفراغ من الزنى وفارق من عصى بالنجاسة بأن تضمخ‬
‫بها لبقاء العصيان بها مضضا بقيضضت فضضوجب إزالتهضضا فضضورًا‪) .‬و( ثانيهضضا‪:‬‬
‫)خروج المني( أي من الشخص نفسه الخارج منضضه أول مضضرة فضضي‬
‫اليقظة أو في النوم من طريقه المعتاد مطلق ضا ً أو مضضن غيضضره وإذا‬
‫كان مستحكما ً بكسر الكاف أي إن خرج لغير علة لكن بشرط أن‬
‫يكون من صلب الرجضضل وتضضرائب المضضرأة إذا كضضان المعتضضاد منسضضدا ً‬
‫انسدادا ً عارضا ً بخلف النسداد الصلي فضضإنه يجضضب معضضه الغسضضل‬
‫بالخارج مطلقضا ً سضضواء أخضضرج مضضن الصضضلب أم ل مضضا عضضدا المنافضضذ‬
‫الصلية‪ ،‬ول بد من خروجه أي بروزه وانفصاله من قصبة الذكر أو‬
‫نزولضضه بمحضضل يجضضب غسضضله فضضي السضضتنجاء فضضي فضضرج الضضثيب أو‬
‫مجاوزته البكارة فضضي البكضضر‪ ،‬فلضضو قطضضع الضضذكر وفيضضه المنضضي قبضضل‬
‫بروزه وجب الغسل وإن لم يبرز مضضن الجضضزء المنفصضضل شضضيء ول‬
‫من المتصل لن بروز المني في الجزء المقطوع في حكم بضضروزه‬
‫وحده لنفصاله عن البدن وإن كان مستترا ً في ذلضضك الجضضزء‪ ،‬ولضضو‬
‫أحس بنزول منيه فأمسك ذكره فلم يخضضرج منضضه شضيء فل غسضضل‬
‫عليه لكن يحكم بالبلوغ بنزوله إلى القصة وإن لم يخرج منها حتى‬
‫لو كان في صلة أتمها وأجزأته عن فرضه هضضذا فضضي الواضضضح‪ ،‬أمضضا‬
‫الخنثى فل يجب عليضه الغسضل إل إذا خضرج مضن فرجيضه معضا ً فضإن‬
‫خرج من أحضضدهما لضضم يجضضب لحتمضضال زيضضادته مضضع انفتضضاح المعتضضاد‪،‬‬
‫والحيض في حقه كالمني وإن أمنى من أحدهما وحاض من الخضر‬
‫وجب عليه الغسل وخرج بمني نفسه مني غيضضره‪ ،‬كضضأن خضضرج مضضن‬
‫المرأة مني الرجل فيفصل في ذلك إن وطئت فضضي دبرهضضا وخضضرج‬
‫منه المني بعد غسلها لم يجب عليه إعادتهضضا أو فضضي قبلهضضا وخضضرج‬
‫منه بعد ما ذكر‪ ،‬فإن قضت شهوتها حال الوطء بضضأن كضضانت بالغضضة‬
‫مختضضارة مسضضتيقظة وجضضب عليهضضا إعضضادة الغسضضل لن الظضضاهر أنضضه‬
‫منيهما معا ً لختلطهما‪ ،‬وأقيضضم الظضضن هنضضا مقضضام اليقيضضن كمضضا فضضي‬
‫النوم‪ ،‬وإن لم تقض شهوتها بأن لم يكن لها شهوة أصضل ً كصضغيرة‬
‫أو لها شهوة ولم تقضها كنائمضة ومكرهضضة لضضم يجضب عليهضا إعضادته‬
‫وليس من ذلك المجنونة لمكان أن تقضي شهوتها ولضضو اسضضتدخل‬
‫منيه بعد غسله ثم خرج منه لم يجب عليه الغسضضل بخروجضضه ثضضاني‬
‫مرة‪ .‬واعلم أن خروج المني مضضوجب للغسضضل سضضواء كضضان بضضدخول‬
‫حشفة أم ل‪ ،‬ودخول الحشفة موجب لضضه سضضواء حصضضل منضضي أم ل‬
‫فبينهما عموم وخصوص من وجضضه‪ ،‬ول يجضضب الغسضضل بضضالحتلم إل‬
‫إن أنزل‪ .‬ثم اعلم أن للمنضضي ثلث خضضواص يتميضضز بهضضا عضضن المضضذي‬
‫والودي أحدها له رائحة كرائحة العجين أو الطلع ما دام رطبا ً فإذا‬
‫جف أشبهت رائحته رائحة البيض الثاني‪ :‬التدفق أي التضضدافع قضضال‬
‫الله تعالى‪ :‬خلق ‪ -‬أي النسان‪ -‬من ماء دافق{ ))‪ (86‬الطارق‪(6:‬‬
‫أي مدفوق أي مصبوب فضي الرحضم‪ .‬الثضالث‪ :‬التلضذذ بخروجضه‪ ،‬ول‬
‫يشترط اجتماع الخواص بل يكفي واحدة في كونه منيضا ً بل خلف‪،‬‬
‫والمرأة كالرجل في ذلك علضضى الراجضضح فضضي الروضضضة‪ .‬وقضضال فضضي‬
‫شرح مسلم‪ :‬ل يشترط التدفق في حقها وتبضضع فيضضه ابضضن الصضضلح‪.‬‬
‫)و( ثالثها‪) :‬الحيض( وهو دم طبيعة يخرج من أقصى رحم المضضرأة‬
‫في أوقضضات مخصوصضضة والرحضضم جلضضدة داخضضل الفضضرج ضضضيقة الفضضم‬
‫واسعة الجوف كالجرة وفيها لجهة باب الفرج يضضدخل فيهضضا المنضضي‬
‫ثم تنكمش أي ينسد فمها فل تقبل منيا ً آخر بعد ذلك‪ ،‬ولهذا جرت‬
‫عادة الله أن ل يخلق ولدا ً من ماء رجلين وحرج بذلك الستحاضة‬
‫وهي دم علة يخرج من عرق فمه في أدنضضى الرحضضم سضضواء أخضضرج‬
‫عقب حيض أم ل سواء قبل البلوغ أم بعضضده علضضى الصضضح مضضن أن‬
‫دم الصضضغيرة وكضضذا اليسضضة يقضضال لضضه استحاضضضة‪ ،‬وقيضضل ل تطلضضق‬
‫الستحاضة إل على دم خرج عقب حيض‪ .‬عن عائشة رضضضي اللضضه‬
‫عنها أن النبي صلى اللضضه عليضضه وسضّلم قضضال‪" :‬إذا أقبلضضت الحيضضضة‬
‫فدعي الصلة فإذا ذهب قدرها فاغسلي عنك الضضدم وصضضلي" رواه‬
‫الشيخان‪ .‬وفي رواية البخاري‪" :‬ثم اغتسلي وصضضلي"‪) .‬و( رابعهضضا‪:‬‬
‫)النفاس( وهو الدم الخارج عقب فراغ رحضضم المضضرأة مضضن الحمضضل‬
‫ولو علقضة أو مضضغة وقبضل مضضي أقضل الطهضر خضرج بضذلك الضدم‬
‫الخارج مع الولد أو حالة الطلق فهو دم فساد إن لم يتصل بحيض‬
‫قبله وإل فهو حيض بناء على أن الحامل قضضد تحيضضض وهضضو الصضضح‪،‬‬
‫فلو لم تر الدم إل بعد مضي خمسضضة عشضضر يوم ضا ً مضضن الضضولدة فل‬
‫نفاس لها‪ ،‬فإن رأته قبل ذلك وبعد الولدة بأن تأخر خروجضضه عنهضضا‬
‫فابتضضداؤه مضضن رؤيضضة الضضدم ومضضن النقضضاء منضضه ل نفضضاس فيضضه لكنضضه‬
‫محسوب من الستين فيجب قضضضاء الصضضلة الضضتي فضضاتت فيضضه‪) .‬و(‬
‫خامسها‪) .‬الولدة( أي ولضو لحضد التضوأمين فيجضب الغسضل بضولدة‬
‫أحدهما ويصح قبل ولدة الخر ثم إذا ولضضدته وجضضب الغسضضل أيضضًا‪،‬‬
‫ومثل الولدة إلقاء العلقة والمضغة فل بد من إخبار القوابضضل بضضأن‬
‫كّل ً منهما أصل آدمي ويكفي واحدة منهضضن فيجضضب الغسضضل بالولضضد‬
‫الجاف وإن لم ينتقض الوضوء‪ ،‬ويجوز لزوجها وطؤها قبل الغسل‬
‫لن الولدة جنابة وهي ل تمنع الضضوطء‪ ،‬أمضضا المصضضحوبة بالبلضضل فل‬
‫يجوز وطؤها بعضضدها حضضتى تغتسضضل ويبطضضل صضضومها بالولضضد الجضضاف‬
‫سواء كضان لهضا نفضاس أو ل‪ ،‬لن ذات الضولدة مبطلضة لضه وإن لضم‬
‫يوجد معها نفاس‪ ،‬بخلف ما لضضو ألقضضت بعضضض الولضضد فضضإنه ينتقضضض‬
‫الوضضضوء ول يجضضب الغسضضل‪ ،‬وكضضذا لضضو خضضرج بعضضضه ثضضم رجضضع )و(‬
‫سادسها‪) :‬الموت( لمسلم غير شهيد‪ ،‬أما الكافر فل يجضضب غسضضله‬
‫بل يجضضوز‪ ،‬وأمضضا الشضضهيد فل يجضضب غسضضله بضضل يحضضرم لقضضوله عليضضه‬
‫الصلة والسلم فيهم ل تغسلوهم فإن كل جرح يفوح مسضضكا ً يضضوم‬
‫القيامة فدخل في قوله الموت السقط النازل بل حياة بعضضد تمضضام‬
‫أشهره ولضم تظهضضر فيضضه أماراتهضا‪ ،‬والمضوت مضوجب للغسضل علضى‬
‫الحيضضاء ل علضضى الميضضت‪ ،‬فضضالموجب للغسضضل إمضضا أن يكضضون قائم ضا ً‬
‫بالفاعل أو بغيره لما روي عن ابضضن عبضضاس رضضضي اللضضه عنهمضضا أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسّلم‪ ،‬قال في المحرم الذي وقصضضته‬
‫ناقته‪" :‬اغسضضلوه بمضضاء وسضضدر" رواه الشضضيخان وظضضاهره الوجضضوب‬
‫والوقص كسر العنق‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في الغسل )فروض الغسضضل( أي أركضضانه واجب ضا ً كضضان‬
‫الغسضضل أو منضضدوبا ً )اثنضضان( الول )النيضضة( كضضأن ينضضوي الجنضضب رفضضع‬
‫الجنابة والحائض والنفساء رفضضع الحيضضض أو النفضضاس أو ينضضوي كضضل‬
‫أداء الغسضضل أو فرضضضه أو واجبضضه أو الغسضضل الضضواجب أو الغسضضل‬
‫للصلة أو رفع الحضدث فقضط أو الطهضارة عنضه أو لضه أو لجلضه‪ ،‬أو‬
‫الطهارة الواجبضضة أو للصضضلة ل الغسضضل ول الطهضضارة فقضضط‪ ،‬إذ قضضد‬
‫تكون عضضادة أو نضضوت الحضضائض أو النفسضضاء حضضل الضضوطء مضضن حيضضث‬
‫توقفه على الغسل وإن كان حراما ً كالزنى لن له جهضتين وإن لضم‬
‫تكن مسلمة ول الواطىء مسلمًا‪ ،‬قال الحصني‪ :‬ولو نضضوى الجنضضب‬
‫استباحة ما يتوقف على الغسل كالصلة والطواف وقراءة القرآن‬
‫أجزأه‪ ،‬وإن نوى ما يستحب له كغسل الجمعضضة ونحضضوه لضضم يجضضزئه‬
‫لنضه لضم ينضو أمضرا ً واجبضًا‪ ،‬ولضو نضوى الغسضل للفضروض أو فريضضة‬
‫الغسل أجزأه قطعا ً قاله في الروضة انتهى‪ .‬ول بد أن تكون النيضضة‬
‫مقترنة بضضأول مغسضضول سضضواء كضضان مضضن أسضضفل البضضدن أو أعله أو‬
‫وسطه لن بدن الجنب كله كعضو واحد‪ ،‬فلو نوى بعد غسل جضضزء‬
‫منه وجبت إعادته لعدم العتداد به قبل النية‪ ،‬فوجوب قرنها بأوله‬
‫إنما هو للعتداد به ل لصحة النية لنها قد صضضحت ولضضو لضضم يقرنهضضا‬
‫بأوله‪) .‬و( الثاني‪) :‬تعميم البدن( أي ظاهره )بالمضضاء( ومنضضه النضضف‬
‫والنملة المتخذان من نحو ذهب فيجب غسله بدل ً عما تحتضضه لنضضه‬
‫بالقطع صار من الظاهر والظفر يسمى بشرة هنا بخلفه في باب‬
‫الناقض‪ ،‬ول يجب غسل الشعر النابت فضضي العيضضن أو النضضف وإنمضضا‬
‫وجب غسله من النجاسضضة لغلظهضضا‪ ،‬ويجضضب إيصضضال المضضاء إلضضى مضضا‬
‫تحت الغرلة لنه ظاهر حكما ً وإن لم يظهضضر حس ضا ً لنهضضا مسضضتحقة‬
‫الزالة‪ ،‬ومن ثم لو أزالها شخص فل ضمان عليضضه‪ ،‬ولضضو لضضم يمكضضن‬
‫غسضضل مضضا تحتهضضا إل بإزالتهضضا وجبضضت فضضإن تعضضذرت صضضلى كفاقضضد‬
‫الطهورين وهذا في الحي‪ ،‬وأما الميت فحيث لم يمكن غسضضل مضضا‬
‫تحتها ل تزال لن ذلك يعد ازدراء به ويدفن بل صلة على المعتمد‬
‫عنضضد الرملضضي‪ ،‬وقضضال ابضضن حجضضر‪ :‬ييمضضم عمضضا تحتهضضا ويصضضلي عليضضه‬
‫للضرورة‪ ،‬قال البيجوري‪ :‬ول بأس بتقليده في هذه المسألة سترا ً‬
‫على الميت‪ ،‬ويجب إيصال الماء إلى باطن الشعر ولو كثيفضا ً لكضضن‬
‫يتسامح بباطن العقد التي لضضم يصضضل المضضاء إليهضضا إذا تعقضضد الشضضعر‬
‫نفسه سواء كان قليل ً أو كثيرا ً فإن تعقضضد بفعضضل فاعضضل عفضضي عضضن‬
‫القليل عرفا ً ويعفى عن محضل طبضوع عسضر زوالضه أو حصضلت لضه‬
‫مثلة أي عقوبة بإزالة ما عليه من الشعر‪ ،‬ول يحتاج المضضتيمم عضضن‬
‫محلضضه ويجضضب نقضضض الضضضفائر إن لضضم يصضضل المضضاء إلضضى باطنهضضا إل‬
‫بالنقض‪.‬‬
‫)تتمة( وسننه سبعة عشر‪ :‬التسمية وغسل الذى سضضواء كضضان‬
‫طضضاهرا ً كمنضضي ومخضضاط أو نجس ضا ً كضضودي ومضضذي وذلضضك إذا كضضانت‬
‫النجاسة غير مغلظة وكانت حكميضضة أو عينيضضة لكضضن تضضزول بغسضضلة‬
‫واحدة‪ ،‬أما العينية التي ل تزول بذلك فإزالتها قبل الغسضضل شضضرط‬
‫فل يصح مع بقائهضضا لحيلولتهضضا بيضضن العضضضو والمضضاء‪ ،‬وأمضضا المغلظضضة‬
‫فغسلها بغير تتريب أو معه قبضضل اسضضتيفاء السضضبع ل يرفضضع الحضضدث‬
‫والوضوء والتثليث والتخليل للشعر والصضضابع بالمضضاء قبضضل إفاضضضته‬
‫والبداءة بالشق اليمن وبأعلى بدنه والدلك وتضضوجه للقبلضضة وكضضونه‬
‫بمحل ل يناله رشاش والستر في الخلوة وجعل الناء الواسع عضضن‬
‫يمينه والضيق عن يسضضاره وتضضرك السضضتعانة إل لعضضذر والشضضهادتان‬
‫آخره والمضمضة والستنشاق وهما سنتان مستقلتان غيضضر اللضضتين‬
‫في وضوئه وواجبتان عند أبي حنيفة‪ ،‬وكون ماء الغسضضل صضضاعا ً إن‬
‫كفاه وتعهد الصماخين وغضون الجلد‪.‬‬
‫)تذتيب( ومكروهات الغسضضل والوضضضوء أربعضضة‪ :‬السضضراف فضضي‬
‫الماء وهو أخذ الماء زيادة عمضضا يكفضضي العضضضو وإن لضضم يضضزد علضضى‬
‫الثلث ولو بشط نهر‪ ،‬والزيادة على الثلث إذا كانت متيقنة وكضضان‬
‫الماء مملوكا ً له أو مباحضا ً فضضإن كضضان موقوفضا ً حضضرم ول يكضضره فضضي‬
‫الوضوء غسل الضضرأس وإن كضضان الصضضل مسضضحه لنضضه الكضضثير فضضي‬
‫أفعال الوضوء إذ تحصل به النظافة والنقص عنهضضا ولضضو احتمضضال ً إل‬
‫لحاجة كبرد وفعل ذلك للجنب في مضضاء راكضضد‪ ،‬ولضضو كضضثيرا ً بل عضضذر‬
‫بأن يتوضأ أو يغتسل وهو واقف فيه إذا كان في غير المسجد وإل‬
‫حرم من حيث المكث فيه‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في شروط الطهارة )شروط الوضوء( وكضضذا الغسضضل‬
‫)عشرة( الول‪) :‬السلم( فل يصح من كافر لنه عبادة بدنية بغيضضر‬
‫ضرورة وليس هو من أهلها‪) .‬و( الثاني‪) :‬التمييز( فل يصح وضضضوء‬
‫غير المميز كطفل ومجنون لمضضا ذكضضر‪) .‬و( الثضضالث‪) :‬النقضضاء( بفتضضح‬
‫النون بالمد وماضيه نقي بكسر القاف ومضارعه ينقى بفتحهضضا أي‬
‫النظافة‪) .‬عن الحيض والنفاس و( الرابع‪ :‬النقاء )عما يمنع وصول‬
‫الماء إلى البشرة( كدهن جامضد وشضمع وعيضن حضبر وحنضاء بخلف‬
‫أثرهما وشوكة لو أزيلت لم يلتئم محلها ودم وغبار علضضى عضضضو ل‬
‫عرق متجمد عليه ووسخ تحت الظفار ورمض فضضي العيضضن وليضضس‬
‫منه طبوع عسر زواله فيعفى عنه‪ ،‬وكذا قشرة الدمل بعد خضضروج‬
‫ما فيها وإن سهلت إزالتهضضا بضضل أولضضى مضضن العضضرق لنضضه جضضزء مضضن‬
‫البدن‪) .‬و( الخضضامس‪) :‬أن ل يكضضون علضضى العضضضو مضضا يغيضضر المضضاء(‬
‫كزعفران وصندل‪) .‬و( السادس‪) :‬العلم بفرضضضيته( أي يكضضون كضضل‬
‫من الوضوء والغسل فرضا ً وهو ما يثاب على فعله ويعضضاقب علضضى‬
‫تركه لن الجاهل بفرضيته غير متمكن من الجزم بالنيضضة فل تصضضح‬
‫ممن جهل فرضيته‪) .‬و( السابع‪) :‬أن ل يعتقد فرضا ً مضضن فروضضضه(‬
‫أي فروض كل منهما )سنة( سواء اعتقد أن أفعاله كلها فروض أو‬
‫اعتقد أن فيه فرضا ً وسنة وإن لم يميز أحضضدهما عضضن الخضضر وهضضذا‬
‫في حق العامي‪ ،‬أما العالم وهو من اشتغل بالفقه زمنا ً فل بد فيه‬
‫من تمييز فرائضه من سننه‪) .‬و( الثامن‪) :‬الماء الطهور( في ظضضن‬
‫كل من المتوضىء والمغتسل واعتقاده وإن لم يكضضن طهضضورا ً عنضضد‬
‫غيره كما لو اشتبه الطهور بالمتنجس من إناءين وقع في أحضضدهما‬
‫ل بعينه نجاسة فظن كل شخص طهارة إنائه فتوضأ فطهضضارة كضضل‬
‫منهما صحيحة فل يصح الوضوء والغسل بمستعمل ومتغيضضر تغيضضرا ً‬
‫كثيرًا‪) .‬و( التاسضع‪) :‬دخضضول الضضوقت( أي فضضي طهضضارة دائم الحضضدث‬
‫كمستحاضة فلو تطهر قبل دخوله لم تصضضح لنهضضا طهضضارة ضضضرورة‬
‫ول ضرورة قبل الوقت‪) .‬و( العاشر‪) :‬المضضوالة( أي بيضضن العضضضاء‬
‫والموالة بين أجزاء الوضضضوء الواحضضد )لضضدائم الحضضدث(وهضضذا القيضضد‬
‫راجع لهاتين المسألتين كما علمت‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في بيان الحداث )نواقض الوضوء أربعضضة أشضضياء( أي‬
‫أحد هذه الشياء‪) .‬الول‪ :‬الخارج مضن أحضد السضبيلين مضضن قبضضل أو‬
‫دبر( هضضذا بيضضان للسضضبيلين أو مضضن أي ثقضضب كضضان إذا كضضان أحضضدهما‬
‫منسدا ً انسدادا ً خلقيا ً وكان الخارج من الثقبة مناسبا ً للمنسد كضضأن‬
‫انسد القبل فخرج منها بول أو الدبر فخرج منهضضا غضضائط‪ ،‬وكضضذا إذا‬
‫كان غير مناسب لواحد منهما كالدم‪ ،‬وأما إن كان مناسبا ً للمنفتح‬
‫فقط فل نقض‪ ،‬وأما إن كان أحدهما منسدا ً انسدادا ً عارضا ً فل بد‬
‫أن تكون الثقبة قريبة من المعدة‪ ،‬فإن كان في رجله أو نحوها لم‬
‫ينقض الخارج منها )ريح( هذا بدل من قوله الخارج أي سواء خرج‬
‫ذلك الريح من القبل أو الدبر‪ .‬وسئل أبو هريضضرة رضضضي اللضضه عنضضه‬
‫عضضن الحضضدث فقضضال‪ :‬فسضضاء أو ضضضراط رواه البخضضاري‪ ،‬قضضال فضضي‬
‫المصباح‪ :‬الفساء ريح يخرج بغيضضر صضضوت يسضضمع‪ .‬وقضضال الصضضاوي‪:‬‬
‫فإن كان الريح الخارج من الضدبر بل صضضوت شضضديد سضمي فسضضوة‪،‬‬
‫وإن كان خفيفا ً سضضمي فسضضية بالتصضضغير‪ ،‬وإن كضضان بصضضوت سضضمي‬
‫ضراطا ً اهض‪) .‬أو غيره( أي سواء كان الخارج عينضا ً أو ريحضا ً طضضاهرا ً‬
‫أو نجس ضا ً جاف ضا ً أو رطب ضا ً معتضضادا ً كبضضول أو نضضادرا ً كضضدم انفصضضل أول‬
‫كدودة أخرجت رأسضضها وإن رجعضضت‪ ،‬وإذا ألقضضت المضضرأة جضضزء ولضضد‬
‫فإنه ينتقض الوضوء‪ ،‬أمضا لضو ألقضت ولضدا ً تامضا ً بل بلضل فل ينتقضض‬
‫الوضوء وإن وجب الغسضضل‪) .‬إل المنضضي( أي المضضوجب للغسضضل فل‬
‫نقض به كأن أمني بمجضضرد نظضضره وهضضو التأمضضل برؤيضضة العيضضن لنضضه‬
‫أوجب أعظم المرين وهو الغسل بخصوص كضضونه منيضا ً فل يضضوجب‬
‫أدونهما وهو الوضوء بعموم كونه خارجًا‪) .‬الثاني‪ :‬زوال العقل( أي‬
‫التمييز الناشىء عنه )بنوم( أي في غير النبياء عليهم السلم وهو‬
‫ريح لطيفة تأتي من قبل الدماغ فتغطي العين وتصل إلضضى القلضضب‬
‫فإن لم تصل إليه كان نعاس ضا ً واسضضترخاء أعصضضاب الضضدماغ بسضضبب‬
‫البخرة الصاعدة من المعدة‪ ،‬ودليل النقض بالنوم قوله صلى الله‬
‫عليه وسضّلم‪" :‬العينضضان وكضضاء السضه فضضإذا نضضامت العينضان اسضتطلق‬
‫الوكاء فمن نضضام فليتوضضضأ" رواه أبضضو داود وابضضن مضضاجه‪) .‬أو غيضضره(‬
‫كجنون وهو زوال الدراك من القلب مع بقاء القوة والحركضضة فضضي‬
‫العضاء‪ ،‬أو صرع وهو داء يشبه الجنون وصاحبه غالبا ً يسيح علضضى‬
‫وجهه في الرض‪ ،‬أو خبل وهو ذهاب العقل وفساده من الجنضضون‪،‬‬
‫أوعته وهو نقص العقل من غير جنون أو ذهضضابه حيضضاء أو خوفضًا‪ ،‬أو‬
‫سكر وهو فساد في العقل مع اضطراب واختلط نطضضق أو مضضرض‬
‫وهي حالة خارجة عن الطبضضع ضضضارة بالفعضضل‪ ،‬أو إغمضضاء وهضضو زوال‬
‫الدارك من القلب مع انقطاع القوة والحركة في العضاء‪ ،‬وقيضضل‬
‫هو امتلء بطون الدماغ من بلغم بارد غليظ وقيل هو سضضهو يلحضضق‬
‫النسان مع فتور العضاء لعلة‪ ،‬والغماء جائز على النبياء عليهضضم‬
‫الصلة والسلم‪ ،‬ول نقض بإغمائهم لنه مرض مضضن غلبضضة الوجضضاع‬
‫للحواس الظاهرة فقط دون القلب لنضه إذا حفظضت قلضوبهم مضن‬
‫النوم الذي هو أخف من الغماء كما ورد في حديث‪" :‬تنضضام أعيننضضا‬
‫ول تنام قلوبنا" فمن الغماء أولضضى لشضضدة منافضضاته للتعلضضق بضضالرب‬
‫سبحانه وتعالى وليس كالغماء الذي يحصضضل لحضضاد النضضاس ومثلضضه‬
‫الغشي في حقهم وأمضضا فضضي حقنضضا فهضضو تعطيضضل القضضوى المحركضضة‬
‫والرادة الحساسة لضعف القلب بسبب وجع شديد أو برد أو جوع‬
‫مفضضرط فينقضضض أيض ضا ً وممضضا ينقضضض اسضضتغراق الوليضضاء بالضضذكر أو‬
‫بالتفكر‪) .‬إل نوم قاعد ممكن مقعضضده مضضن الرض( أي مضضن مقضضره‬
‫وهو متعلق بممكن أي ولو احتمال ً حتى لو تيقن النوم وشضضك هضضل‬
‫كان متمكنا ً أو ل لم ينتقض وضوءه ولضضو زالضضت إحضضدى أليضضتي نضضائم‬
‫متمكن عن مقره قبل انتباهه يقينا ً انتقض وضوءه أو بعده أو معه‬
‫أوشك في تقدمه فل نقض‪) .‬الثالث‪ :‬التقاء بشرتي رجضضل وامضضرأة‬
‫كبيرين أجنبيين من غير حائل( وينتقض وضوء كل منهما مضضن لضضذة‬
‫أو ل عمدا ً أو سهوا ً أو كرها ً بعضو سليم أو أشل ولو كضضان الرجضضل‬
‫هرما ً أو ممسضضوحا ً ولضضو كضضان أحضضدهما ميتضا ً لكضضن ل ينتقضضض وضضضوء‬
‫الميت أو كان أحدهما من الجن‪ ،‬ولو كان على غير صورة الدمضضي‬
‫ككلب حيث تحققت الذكورة أو النوثة بخلف ما لو تولضضد شضضخص‬
‫بين آدمي وحيوان آخر غير جني فل نقض بلمسه ولو على صضضورة‬
‫الدمي‪.‬‬
‫وحاصله أن اللمس ناقض بشروط خمسضة‪ ،‬أحضضدها‪ :‬أن يكضضون‬
‫بين مختلفي ذكورة وأنوثة‪.‬ثانيها‪ :‬أن يكضضون بالبشضضرة دون الشضضعر‬
‫والسن والظفضضر فل نقضضض بشضضيء منهضضا بخلف العظضضم إذا كشضضط‬
‫فإنه ينقض ولو اتخذت المرأة أو الرجل أصبعا ً من ذهضضب أو فضضضة‬
‫لم ينقض لمسها ولو سلخ جلد الرجل أو المرأة وحشي لم ينقض‬
‫لمسه لنه ل يسمى آدميًا‪ ،‬وكذا لو سلخ ذكر الرجضضل وحشضضي إذ ل‬
‫يسمى ذكرًا‪ .‬ثالثهضا‪ :‬أن يكضون بضضدون حضائل فلضضو كضان بحضائل ولضو‬
‫رقيقا ً فل نقضضض ومضضن الحضضائل مضضا لضضو كضضثر الوسضضخ المتجمضضد علضضى‬
‫البشرة من غبار بخلف ما لو كان من العرق فضضإن لمسضضه ينقضضض‬
‫لنه صار كالجزء من البدن‪ .‬رابعها‪ :‬أن يبلغ كضضل منهمضضا حضضد الكضضبر‬
‫يقينا ً وهو في حق الرجل مضضن بلضضغ حضضدا ً تشضضتهيه فيضضه عرف ضا ً ذوات‬
‫الطباع السليمة من النساء كالسضضيدة نفيسضضة بنضضت الحسضضنبن زيضضد‬
‫ابن سيدنا الحسن سبط رسول الله صلى اللضضه عليضضه وس ضّلم ابضضن‬
‫سيدنا علي كرم الله وجهه ورضي الله عنه وذلك بأن يميضضل قلضضب‬
‫تلك النساء إليه‪ ،‬وفي المرأة من بلغضضت حضضدا ً يشضضتهيها فيضضه عرف ضا ً‬
‫ذوو الطباع السليمة من الرجال كالمام الشافعي رضي الله عنضضه‬
‫وذلك بأن ينتشر منهم الذكر فلضضو بلضضغ أحضضدهما حضضدا ً يشضضتهي ولضضم‬
‫يبلغضضه الخضضر فل نقضضض‪ .‬خامسضضها‪ :‬عضضدم المحرميضضة ولضضو احتمضضال ً‬
‫والمحرم من حرم نكاحها ويكون تحريمها على التأبيد بسبب مباح‬
‫ل لحترامها ول لعارض يزول فاحترس بقضضولهم علضضى التأبيضضد عضضن‬
‫أخت الزوجة وعمتها وخالتها فإن تحريمهن من جهة الجمع فقضضط‪،‬‬
‫وبقولهم بسبب مباح عن بنت الموطضضوأة يشضضبهه وأمهضضا لن وطضضء‬
‫الشبهة ل يوصف بإباحة ول تحريم‪ ،‬وعن الملعنضضة لتحريضضم سضضبب‬
‫حرمتها وهو الزنى‪ ،‬وبقولهم ل لحترامها عن زوجات النضضبي صضضلى‬
‫الله عليه وسّلم فضضإن تحريمهضضن لحضضترامهن فضضإنهن يحرمضضن علضضى‬
‫المم وعلى النبياء أيضا ً لنهم من أمته صلى الله عليه وسّلم ولو‬
‫لم يدخل بهن بخلف إمائه صلى الله عليه وسّلم فل يحرمن على‬
‫غيره إل إن كن موطوآت له صلى الله عليه وسّلم‪ ،‬وأمضضا زوجضضات‬
‫بقية النبياء فيحرمن على المم خاصة ل على النبياء وبقولهم ول‬
‫لعارض يزول عن الموطوءة في نحو حيضض والمجوسضضية والوثنيضة‬
‫والمرتدة لن تحريمهن لعارض يزول فيمكن أن تحل له مضضن ذكضضر‬
‫في وقت‪.‬‬
‫)تتمة( اعلم أن وطء الشبهة الذي ل يوصف بإباحة ول تحريم‬
‫هو شبهة الفاعل كأن يظن امرأة أجنبية زوجتضضه فيطؤهضضا وكضضوطء‬
‫المكره بفتح الراء‪ ،‬وأما الوطء بشبهة المحل كوطء أمضضة ولضضده أو‬
‫شضضريك المضضة المشضضتركة أو سضضيد مكضضاتبته أو بشضضبهة الطريضضق أي‬
‫المذهب وهضضو أن يعقضضد عليهضضا أي المضضرأة بجهضضة قالهضضا عضضالم يعتضضد‬
‫بخلفه كالحنفي ونحوه فإنه ل يوصف بحرمة‪ ،‬وسضضمي وطضضء أمضضة‬
‫الولد بشبهة المحل لن مال الولد كله محل لعفضاف أصضله ومنضضه‬
‫الجارية‪ ،‬فإعفاف الولضد هضو أن يهيىضضء للصضل مسضضتمتعا ً بالحليلضة‬
‫ويمونها‪ ،‬ومثال شبهة الطريق كالنكاح بل شضضهود عنضضد العقضضد عنضضد‬
‫مالك ويجب الشهاد عنده قبل الدخول وبل ولي عنضضد أبضضي حنيفضضة‬
‫وبل ولي وشهود كما هو مذهب داود الظاهري كأن زوجته نفسضضها‬
‫فل حد على الواطىء في ذلك وإن لم يقصد تقليضضدهم وإن اعتقضضد‬
‫التحريم‪ ،‬وقد نظم بعضهم الشبهات الثلثة في قوله‪:‬‬
‫اللذ أباح البعض حله فل <> حد به وللطريق استعمل‬
‫وشبهة لفاعل كأن أتى <> لحرمة يظن حل ً مثبتا‬
‫مَين <> هذا الخير بالمحل فاعلمن‬ ‫ذات اشتراك ألحقن وس ّ‬
‫)الرابع‪ :‬مس قبل الدمي( ولو سهوا ً ولو مبانا ً حيث سضضمي فرجضضا ً‬
‫ولو أشل ولو صغيرا ً أو ميتا ً من نفسضه أو غيضضره وهضضو فضي الرجضل‬
‫جميضضع نفضضس القضضضيب أو محضضل قطعضضه ل مضضا تنبضضت عليضضه العانضضة‬
‫والبيضتان وما بين القبل والدبر‪ ،‬وفي المضضرأة شضضفراها الملتقيضضان‬
‫وهما حرفا الفرج المحيطان به كإحاطة الشفتين بالفم أو الخضضاتم‬
‫بالصبع ل ما فوقهمضضا ممضضا ينبضضت عليضضه الشضضعر وخضضرج بالشضضفرين‬
‫الملتقيين ما بعدهما‪ ،‬فلو وضعت أصبعها داخل فرجها لضضم ينتقضضض‬
‫وضوءها وإن نقض خروجه ومن ذلك البظر بفتح الباء وهضضو لحمضضة‬
‫بأعلى الفرج والقلفة حضضال اتصضضالهما فضضإن قطعضضا فل نقضضض بهمضضا‪،‬‬
‫والتقييد بالدمي يخرج البهيمة‪ ،‬وأما الجني فهو كالدمي بناء على‬
‫حضضل مناكحتنضضا لهضضم )أو حلقضضة دبضضره( وهضضو المنفضضذ المتلقضضى كفضضم‬
‫الكيس ل ما فضضوقه ومضضا تحتضضه )ببطضضن الراحضضة أو بطضضون الصضضابع(‬
‫وهي ما يستتر عند وضع إحدى الراحتين على الخرى مضضع تحامضضل‬
‫يسير في غير البهامين‪ ،‬أما هما فيضع باطن إحداهما على بضضاطن‬
‫الخرى فينتقضض وضضوء المضاس دون الممسضوس بخلف اللمضس‬
‫فإنه ينتقضضض وضضضوء كضضل مضضن اللمضضس والملمضضوس‪ .‬والحاصضضل أن‬
‫المضس يفضارق اللمضس فضي ثمضان صضور‪ :‬أحضدها‪ :‬أن النقضض فضي‬
‫المس خاص بصاحب الكف فقط‪ .‬ثانيها‪ :‬أنه ل يشترط في المس‬
‫اختلف النضضوع ذكضضورة وأنوثضضة‪ .‬ثالثهضضا‪ :‬أن المضضس قضضد يكضضون فضضي‬
‫الشخص الواحد فيحصل بمس فرج نفسه‪ .‬رابعها‪ :‬أن ل يكضضون إل‬
‫بباطن الكف‪ .‬خامسها‪ :‬أنه يكون في المحرم وغيره سادسضضها‪ :‬أن‬
‫مس الفرج المبان ينقض وإن لمس العضو المبضضان مضضن المضضرأة ل‬
‫ينقض‪ .‬سابعها‪ :‬اختصاص المس بالفرج‪ .‬ثامنها‪ :‬ل يشضضترط الكضضبر‬
‫في المس دون اللمس‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في بيان ما يحرم بالحدث الصغر والمتوسط والكبر‬
‫)من انتقض وضوءه حرم عليه أربعة أشياء( أحدها‪) :‬الصلة( ولضضو‬
‫نفل ً وصلة جنازة لخبر الصحيحين‪" :‬ل يقبل الله صضضلة أحضضدكم إذا‬
‫أحدث حتى يتوضأ" أي ل يقبل الله صلة أحدكم حيضضن حضضدثه إلضضى‬
‫أن يتوضأ فيقبل صلته إل على فاقضضد الطهضضورين فيصضضلي الفضضرض‬
‫دون النفل لحرمة الضضوقت ويقضضضي إذا قضضدر علضضى أحضضدهما‪ ،‬وفضضي‬
‫معنى الصلة خطبة الجمعضة وسضضجدة التلوة والشضضكر‪) .‬و( ثانيهضضا‪:‬‬
‫)الطواف( فرضا ً أو نفل ً كطواف القضضدوم لخضضبر الحضضاكم‪ :‬الطضضواف‬
‫بمنزلة الصلة إل أن الله أحل فيه النطق فمن نطق فل ينطضضق إل‬
‫بخير‪) .‬و( ثالثها‪) :‬مس المصحف( وهو كضضل مضضا كتضضب عليضضه قضضرآن‬
‫لدراسضضة ولضضو عمضضودا ً أو لوح ضا ً أو جلضضدا ً أو قرطاس ضا ً وخضضرج بضضذلك‬
‫التميمة وهي ما يكتب فيها شيء من القرآن للتبرك وتعلضضق علضضى‬
‫الرأس مثل ً فل يحرم مسها ول حملها ما لم تسضضم مصضضحفا ً عرفضًا‪،‬‬
‫فإذا كتب القرآن كله ل يقال له تميمة ولضضو صضضغر وإن قصضضد ذلضضك‬
‫فل عضضبرة لقصضضده‪ ،‬قضال ابضضن حجضضر‪ :‬والعضبرة فضي قصضضد الدراسضة‬
‫والتبرك بحضضال الكتابضضة دون مضضا بعضضدها وبالكضضاتب لنفسضضه أو غيضضره‬
‫تبرعا ً أي بل أجرة ول أمر وإل فضضآمره أو مسضضتأجره‪ .‬قضضال النضضووي‬
‫في التبيان‪ :‬وسواء مس نفس المصحف المكتوب أو الحواشي أو‬
‫الجلد‪ ،‬ويحرم مضضس الخريطضضة والغلف والصضضندوق إذا كضضان فيهضضن‬
‫المصحف هذا هو المذهب المختار‪ ،‬وقيل ل تحرم هذه الثلثة وهو‬
‫ضعيف‪ ،‬ولو كتب القرآن‪ ،‬في لوح فحكمه حكم المصضضحف سضضواء‬
‫قل المكتوب أو كثر حتى لو كان بعض آيضضة كتضضب للدراسضضة حضضرم‪.‬‬
‫وقال أيضًا‪ :‬وفي المصحف ثلثة لغات ضم الميم وفتحها وكسرها‬
‫فالضضضم والكسضضر مشضضهوران والفتضضح ذكرهضضا أبضضو حفضضص النحضضاس‬
‫وغيضضره‪ .‬قضضال الشبراملسضضي‪ :‬وظضضاهر أن مسضضه مضضع الحضضدث ليضضس‬
‫كبيرة بخلف الصلة ونحوها كالطواف وسضضجدتي التلوة والشضضكر‬
‫فإنها كبيرة‪) .‬و( رابعها‪) :‬حمله( إل في متاع فيحل حمله معه تبعا ً‬
‫له إذا لم يكن مقصودا ً بالحمل وحده بأن لم يقصد شضضيئا ً أو قصضضد‬
‫المتاع وحده‪ ،‬وكذا إذا قصده مع المتاع علضضى المعتمضضد بخلف مضضا‬
‫إذا قصده وحده أو قصد واحضضدا ً ل بعينضضه فضضإنه يحضضرم‪ ،‬ول يشضضترط‬
‫كون المتاع ظرفا ً له‪ ،‬ومحل جواز الحمل فيما ذكر حيضضث لضضم يعضضد‬
‫ماسا ً له بأن غرز فيه شيئًا‪ ،‬وحمله إذ مسه حرام ولضضو بحضضائل ولضضو‬
‫بل قصد‪ ،‬قال النووي في التبيان‪ :‬أجمع المسضضلمون علضضى وجضضوب‬
‫صيانة المصحف واحترامه‪ .‬قال أصحابنا وغيرهم‪ :‬ولو ألقاه مسلم‬
‫في القاذورة والعياذ بالله تعالى صار الملقى كافرا ً قالوا‪ :‬ويحضضرم‬
‫توسضضده بضضل توسضضد آحضضاد كتضضب العلضضم حضضرام‪ ،‬ويسضضتحب أن يقضضوم‬
‫للمصضضحف إذا قضضدم بضضه عليضضه لن القيضضام مسضضتحب للفضضضلء مضضن‬
‫العلماء والخيار فالمصحف أولى‪.‬‬
‫)ويحرم على الجنب( أي المحدث حدثا ً أوسضضط )سضضتة أشضضياء(‬
‫أحدها‪) :‬الصلة( للحديث ل يقبل الله صلة بغير طهضضور ول صضضدقة‬
‫من غلول والغلول بضم الغين المعجمة الحرام قضضال النضضووي‪ :‬أمضضا‬
‫إذا لم يجد الجنب ماء ول ترابا ً فضضإنه يصضضلي لحرمضضة الضضوقت علضضى‬
‫حسب حاله‪ ،‬ويحرم عليه القراءة خارج الصضضلة‪ ،‬ويحضضرم عليضضه أن‬
‫يقرأ في الصلة مضضا زاد علضى فاتحضضة الكتضاب‪ ،‬وهضضل يحضضرم قضضراءة‬
‫الفاتحة؟ فيه وجهان الصحيح المختار أنه ل يحضضرم بضضل يجضضب فضضإن‬
‫الصلة ل تصح إل بها‪ ،‬وكما جضضازت الصضضلة للضضضرورة مضضع الجنابضضة‬
‫تجوز القراءة‪ .‬والثاني ل يجضضوز بضضل يضضأتي بالذكضضار الضضتي يضضأتي بهضضا‬
‫العاجز الضضذي ل يحفضضظ شضضيئا ً مضضن القضضرآن لن هضضذا عضضاجز شضضرعًا‪،‬‬
‫فصار كالعاجز حس ضا ً والصضضواب الول اهضضض‪) .‬و( ثانيهضضا‪) :‬الطضضواف(‬
‫لخبر الحضضاكم‪" :‬الطضضواف بضضالبيت صضضلة" أي كالصضضلة فضضي السضضتر‬
‫والطهضضارة‪) .‬و( ثالثهضضا‪) :‬مضضس المصضضحف( قضضال النضضووي‪ :‬إذا كتضضب‬
‫الجنب أو المحدث مصحفا ً إن كضضان يحمضضل الورقضضة ويمسضضها حضضال‬
‫الكتابة فهو حرام‪ ،‬وإن لم يحملهضضا ولضضم يمسضضها ففيضضه ثلثضضة أوجضضه‬
‫الصحيح جوازه والثضضاني تحريمضضه والثضضالث يجضضوز للمحضضدث ويحضضرم‬
‫على الجنب‪) .‬و( رابعها‪) .‬حمله( لنه أعظم من المس فهو حضضرام‬
‫بالقياس الولوي‪ ،‬قال النووي‪ :‬سواء حمله بغلفه أو بغيره انتهى‪.‬‬
‫ويجوز حمل حامل المصحف ول يجري فيه تفصيل المتضضاع لنضضه ل‬
‫يعد حامل ً للمصحف ولو قصده فل عبرة بقصده ولو حمل مصحفا ً‬
‫مع كتاب في جلد واحد فحكمضضه حكضضم المصضضحف مضضع المتضضاع فضضي‬
‫التفصيل المار بالنسضضبة للحمضضل‪ ،‬أمضضا المضضس فيحضضرم مضضس الجلضضد‬
‫المسامت للمصحف دون ما عداه‪ ،‬وإنما حرم مس جلد المصحف‬
‫مع أنه حائل والمس من ورائه ل يؤثر كما في عدم نقض الوضوء‬
‫بالمس من وراء حضضائل لن حرمضضة المضضس هنضضا تعظيضضم للمصضضحف‬
‫فحرم من وراء حائل مبالغة فيه والنقض في الوضوء بالمس لمضضا‬
‫فيه من إثارة الشهوة المفقود ذلك مع الحائل‪ .‬ول يجب منع صبي‬
‫مميز ولو جنبا ً من حمضضل مصضضحفه ومسضضه لحاجضضة تعلمضضه ومشضضقة‬
‫استمراره متطهرا ً فمحل ذلك إن كان للدراسة قال الشبراملسي‬
‫بخلف تمكينه من الصلة والطواف أو نحوهما مع الحضدث انتهضى‪.‬‬
‫ويحرم تمكين غير المميز من نحو مصحف ولو بعض آية لمضضا فيضضه‬
‫من الهانة‪.‬‬
‫]فائدة[ قال النووي فضضي التبيضضان‪ :‬ل يمنضضع الكضضافر عضضن سضضماع‬
‫القرآن لقوله عز وجل‪ :‬وإن أحد من المشركين استجارك فضضأجره‬
‫حتى يسمع كلم الله{ ))‪ (9‬التوبة‪ (6 :‬ويمنع من مس المصضحف‪،‬‬
‫وهل يجوز تعليمه القرآن؟ قال أصحابنا‪ :‬إن كان ل يرجى إسضضلمه‬
‫لم يجز تعليمه وإن رجي إسلمه ففيه وجهان أصحهما يجوز رجضضاء‬
‫لسلمه والثاني ل يجوز كما ل يجوز بيع المصحف منه وإن رجضضى‪،‬‬
‫وأما إذا رأيناه يتعلم فهل يمنضضع فيضضه وجهضضان انتهضضى‪) .‬و( خامسضضها‪.‬‬
‫)اللبث( بضم اللم وفتحهضضا مصضضدر لبضضث مضضن بضضاب سضضمع أي لبضضث‬
‫مسلم بالغ غير نبي )في المسجد( وهو ما وقف للصلة ولضضو كضضان‬
‫اللبث بقدر الطمأنينة ل عبوره وهو الدخول من باب والخروج من‬
‫آخر‪ ،‬بخلف ما إذا لم يكن له إل بضضاب واحضضد فيمتنضضع الضضدخول أمضضا‬
‫التردد فإنه حضضرام كضضالمكث قضضال تعضضالى‪ :‬ل تقربضضوا الصضضلة وأنتضضم‬
‫سكارى حتى تعلموا مضضا تقولضضون ول جنب ضا ً إل عضضابري سضضبيل حضضتى‬
‫تغتسضضلوا{ ))‪ (4‬النسضضاء‪ (43 :‬أي ل تقربضضوا موضضضع الصضضلة حضضال‬
‫كونكم سضضكارى ول فضضي حضضال كضضونكم جنبضًا‪ ،‬نعضضم يجضضوز لبثضضه فيضضه‬
‫لضرورة كأن نام فيه فاحتلم وتعضضذر خروجضضه لخضضوف مضضن عسضضس‬
‫ونحوه‪ ،‬لكن يلزمه التيمم إن وجد غير تراب المسضضجد‪ ،‬أمضضا ترابضضه‬
‫وهو الداخل في وقفيته كأن كان المسجد ترابيا ً فيحرم التيمم بضضه‬
‫ويصح‪ ،‬والعسس هو الحاكم الذي يطوف بالليل‪ ،‬ولو جامع زوجته‬
‫فيه وهما مضضاران لضضم يحضضرم‪ ،‬أمضضا لضضو مكثضضا فيضضه لعضضذر فضضإنه يمتنضضع‬
‫ذ‪ ،‬ومن المسجد سضضطحه ورحبتضضه وروشضضنه وجضضداره‬ ‫مجامعتها حينئ ٍ‬
‫وسرداب تحت أرضه وخضضرج بالمسضضجد مصضضلى العيضضد والمضضدارس‬
‫وهي المواضع التي يدرس فيها الشيخ مضضع الطلبضضة والربضضاط وهضضو‬
‫البيت الذي يبنضضى للفقضضراء وللطلبضضة أو هضضو معبضضد الصضضوفية أو هضضو‬
‫الثغور أي المواضع التي يخضضاف منهضضا هجضضوم العضضدو‪ ،‬وأمضضا الصضضبي‬
‫فيجوز لوليه تمكينه من المكث كالقراءة‪ ،‬وأمضضا النضضبي صضضلى اللضضه‬
‫عليه وسّلم فيحل مكثه بالمسجد جنبضا ً وهضضو مضضن خصائصضضه صضضلى‬
‫الله عليه وسّلم لن احتياجه للمسجد أكثر لنشر السنة فجضضوز لضضه‬
‫ذلك لكنه لم يقع منه ولن ذاتضضه أعظضضم مضضن ذات المسضضجد‪ ،‬وأمضضا‬
‫الكافر فل يمنع من المكث في المسجد جنبا ً لنه ل يعتقضضد حرمتضضه‬
‫وإن حرم عليه لنه مخاطب بفروع الشريعة‪ ،‬ول يجضضوز لضضه دخضضول‬
‫المسجد ولضضو غيضضر جنضضب إل بضضإذن مسضلم بضضالغ مضضع الحاجضة ومنهضضا‬
‫جلوس القاضي أو المفتي فيه أو عمضضارته‪) .‬و( سادسضضها‪) :‬قضضراءة‬
‫القرآن( وشرط في حرمتهضضا سضضبعة شضضروط‪ :‬الول كضضون القضضراءة‬
‫باللفظ ومثله إشارة الخضضرس المفهمضضة لن إشضضارته معتضضد بهضضا إل‬
‫في ثلثة أبواب الصضضلة فل تبطضضل بهضضا‪ ،‬والحنضضث فضضإذا حلضضف وهضضو‬
‫ناطق أن ل يتكلم ثم خرس وأشضضار بضضالكلم لضضم يحنضضث والشضضهادة‬
‫فإذا أشار بها ل تقبل‪ ،‬وإشارة الناطق غير معتد بهضضا إل فضضي ثلثضضة‬
‫أبواب‪ :‬أمان الكافر والفتاء كأن قيل له أتتوضأ بهذا الماء؟ فأشار‬
‫أن نعضضم أو ل‪ ،‬وروايضضة الحضضديث كضضأن قيضضل لضضه‪ :‬نضضروي عنضضك هضضذا‬
‫الحديث؟ فأشار أن نعم أو ل وخرج باللفظ ما إذا أجضضرى القضضراءة‬
‫على قلبه‪ .‬الثاني‪ :‬كون القارىء مسمعا ً بهضضا نفسضضه وخضضرج مضضا إذا‬
‫تلفظ ولم يسمع نفسه حيث اعتدل سمعه ول مانع‪ .‬الثالث‪ :‬كضضونه‬
‫مسلما ً فخرج الكافر فل يمنع من القراءة لعضضدم اعتقضضاده الحرمضضة‬
‫وإن عوقب عليها‪ .‬الرابع‪ :‬كونه مكلف ضا ً فخضضرج الصضضبي والمجنضضون‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬كون ما أتى به قرآنضا ً حيضث قضال قضراءة القضرآن فخضرج‬
‫التوراة والنجيل ومنسوخ التلوة ولو بقي حكمه كآية الرجم وهضضم‬
‫الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة نكال ً عن الله والله عزيز‬
‫حكيم‪ .‬والسادس‪ :‬القصضضد للقضضراءة وحضضدها أو مضضع الضضذكر والقصضضد‬
‫لواحد ل بعينه‪ ،‬فإن قرأ آية للحتجاج بها حرم وإن قصضضد الضضذكر أو‬
‫أطلق كأن جرى القرآن على لسانه من غير قصد لواحد منهما فل‬
‫يحرم فإنه ل يسمى قرآنا ً عند الصارف إل بالقصد‪ ،‬وأما عند عضضدم‬
‫الصارف فيسمى قرآنا ً ولضضو بل قصضضد‪ .‬السضضابع‪ :‬أن تكضضون القضضراءة‬
‫نفل ً بخلف مضضا إذا كضضانت واجبضضة سضضواء داخضضل الصضضلة كفاقضضد‬
‫الطهورين فل فرق بين أن يقصد القراءة وأن يطلضضق مثل ً فتكضضون‬
‫قرآن ضا ً عنضضد الطلق لوجضضوب الصضضلة عليضضه فل يعتضضبر المضضانع وهضضو‬
‫الجنابة أو خارجها كأن نذر أن يقرأ سورة يس مثل ً في وقضضت كضضذا‬
‫فكان في ذلك الوقت جنبا ً فاقضضدا ً الطهضضورين فضضإنه يقرؤهضضا وجوبضا ً‬
‫للضرورة لكن بقصد القرآن ل مطلقا ً ول حرمة عليه فليضضس ذلضضك‬
‫كالفاتحة من كل وجه‪.‬‬
‫)ويحضضرم بضضالحيض( ومثلضضه النفضضاس )عشضضرة أشضضياء( أحضضدها‪:‬‬
‫)الصضضلة( أي مضضن العامضضدة العالمضضة ول تصضضح مطلقضا ً أي ولضضو مضضع‬
‫الجهل أو النسيان ول يلزمها قضاؤها فلو قضتها كره وتنعقضضد نفل ً‬
‫مطلقا ً ل ثواب فيضضه علضضى المعتمضضد وفضضارقت الصضضوم حيضضث يجضضب‬
‫قضاؤه لن الصلة تتكرر كثيرا ً فيشق قضضضاؤها‪ ،‬ول كضضذلك الصضضوم‬
‫فل يشق قضاؤه ولذلك قالت عائشة رضي اللضضه عنهضضا‪ :‬كنضضا نضضؤمر‬
‫بقضاء الصوم ول نؤمر بقضاء الصلة‪) .‬و( ثانيها‪) :‬الطواف( سواء‬
‫كان فضضي ضضمن نسضضك أم ل لنضه ل يكضضون إل فضضي المسضضجد‪ .‬فضضإن‬
‫قلت‪ :‬إذا كان دخول المسجد حراما ً فالطواف أولضضى فمضضا الحاجضضة‬
‫إلى ذكره؟ قلت‪ :‬لئل يتوهم أنه لما جاز لها الوقوف مع أنه أقضضوى‬
‫أركضضان الحضضج فلن يجضضوز لهضضا الطضضواف أولضضى‪) .‬و( ثالثهضضا‪) :‬مضضس‬
‫المصحف( حتى حواشيه وما بيضضن سضضطوره والضضورق البيضضاض بينضضه‬
‫وبين جلده في أوله وآخره المتصل به‪ ،‬ويحرم المس ولضضو بحضضائل‬
‫ولو كان ثخينا ً حيث يعد ما ساله عرفا ً لنه يخل بالتعظيم والمضضراد‬
‫مسضضه بضضأي جضضزء ل ببضضاطن الكضضف فقضضط‪ ،‬قضضال النضضووي‪ :‬إذا مضضس‬
‫المحدث أو الجنب أو الحضضائض أو حمضضل كتابضا ً مضضن كتضضب الفقضضه أو‬
‫غيره من العلوم وفيه آية من القضضرآن أو ثوب ضا ً مطضضرزا ً بضضالقرآن أو‬
‫دراهم أو دنضضانير منقوشضضة بضضه أو مضضس الجضضدار أو الحلضضو أو الخضضبز‬
‫المنقوش فيه فالمذهب الصحيح جواز هذا كله لنه ليس بمصحف‬
‫وفيه وجه أنه حرام‪ .‬وقال أقضى القضضضاة أبضضو الحسضضن المضضاوردي‬
‫في كتابه الحاوي‪ :‬يجوز مس الثياب المطضضرزة بضضالقرآن ول يجضضوز‬
‫لبسها بل خلف لن المقصود بلبسها التبرك بالقرآن‪ ،‬وهضضذا الضضذي‬
‫قاله ضعيف لم يوافقه أحد عليه فيما رأيتضضه بضضل جضضزم الشضضيخ أبضضو‬
‫محمد الجويني وغيره بجواز لبسها وهذا هو الصواب واللضضه أعلضضم‪.‬‬
‫وأما كتب التفسير والفقه فإن كان القضضرآن فيهضضا أكضضثر مضضن غيضضره‬
‫حرم مسها وحملها وإن كان غيره أكثر كما هو الغالب ففيضضه ثلثضضة‬
‫أوجه أصحها ل يحرم والثاني يحرم والثالث إذا كان القضضرآن بخضضط‬
‫متميز بلفظ أي باجتماع أو حمرة ونحوها حرم وإن لضضم يتميضضز لضضم‬
‫يحضضرم‪ ،‬قضضال صضاحب التتمضة مضن أصضحابنا‪ :‬إذا قلنضا ل يحضضرم فهضضو‬
‫مكروه‪ .‬وأما كتب حديث رسول الله صلى الله عليضضه وس ضّلم فضضإن‬
‫لم يكن فيها آيات من القرآن فل يحرم مسضضها والولضضى أن تمضضس‬
‫على طهارة وإن كان فيها آيات فل يحرم على المذهب بل يكضضره‪،‬‬
‫وفيضضه وجضضه أنضضه يحضضرم وهضضو الضضوجه الضضذي فضضي كتضضب الفقضضه‪ ،‬وأمضضا‬
‫المنسوخ تلوته كالشيخ والشيخة إذا زنيضضا فارجموهمضضا ومضضا أشضضبه‬
‫ذلضضك فل يحضضرم مسضضه ول حملضضه قضضال أصضضحابنا‪ :‬وكضضذلك التضضوراة‬
‫والنجيل انتهى كلم النووي‪) .‬و( رابعهضضا‪) :‬حملضضه( ولضضو وضضضع يضضده‬
‫على قرآن وتفسير فهو كالحمل في التفصيل بيضضن كضضون التفسضضير‬
‫الذي تحضضت يضضده أكضضثر أو ل‪ ،‬قضضال النضضووي‪ :‬إذا تصضضفح المحضضدث أو‬
‫الجنضضب أو الحضضائض أوراق المصضضحف بعضضود وشضضبهه ففضضي جضضوازه‬
‫وجهان لصحابنا أظهرهما جوازه‪ ،‬وبه قطع العراقيون من أصحابنا‬
‫س ول حامل‪ .‬والثاني وهو اختيار الرافعي تحريمه لنضضه‬ ‫لنه غير ما َ‬
‫يعد حامل ً للورقة والورقة كضضالجميع فأمضضا إذا لضضف كمضضه علضضى يضضده‬
‫وقلب الورقة فحرام بل خلف‪ ،‬وغلط بعض أصضضحابنا فحكضضى فيضضه‬
‫وجهين والصواب القطع بضضالتحريم لن القلضضب يقضضع باليضضد ل بضضالكم‬
‫انتهى‪ .‬قال الشرقاوي‪ :‬فمحل جضضواز قلضضب الورقضضة بضضالعود إذا لضضم‬
‫يلزم عليه حمل لها بأن يتحامل عليها بالعود فتنفصل عن صاحبتها‬
‫أو تكون قائمة فيخفضها به وليضضس المضضراد أنضضه يضضدخل العضضود بيضضن‬
‫الضضورق ويفصضضل بعضضضه مضضن بعضضض لن ذلضضك حمضضل‪) .‬و( خامسضضها‬
‫)اللبث( أي القامة )في المسجد( ومثله التردد لقضضوله صضضلى اللضضه‬
‫عليه وسّلم‪" :‬ل أحضل المسضجد لحضائض ول لجنضب" رواه أبضو داود‬
‫عن عائشة رضي الله عنها‪ .‬ودخل في المسجد هواؤه وما اتصضضل‬
‫به من نحو روشن وغصن شجرة أصلها خارج ل عكسه ورحبتضضه ل‬
‫حريمه‪ ،‬فرحبة المسجد هي الساحة المنبسطة والحريم ما حضضوله‬
‫من المرفق بكسر الميم وفتح الفاء ل غير أي كالمطبخ ونحوه‪.‬‬
‫]فائدة[ ل بأس بضضالنوم فضضي المسضضجد لغيضضر الجنضضب ولضضو لغيضضر‬
‫أعزب وهو من لم يكن عنده أهضضل فقضضد ثبضضت أن أصضضحاب الصضضفة‬
‫وهم زهاد من الصحابة فقراء غرباء كانوا ينضضامون فيضضه فضضي زمنضضه‬
‫صضضلى اللضضه عليضضه وس ضّلم‪ ،‬نعضضم يحضضرم النضضوم فيضضه إذا ضضضيق علضضى‬
‫المصلين ويجب حينئذٍ تنبيهه‪ ،‬ويندب تنبيه من نام في نحو الصضضف‬
‫الول أو أمام المصلين‪ ،‬ول ينبغي التصدق في المسجد ويلزم من‬
‫رآه النكار عليه ومنعه إن قدر‪ ،‬ويكره السؤال فيضضه بضضل يحضضرم إن‬
‫شوش على المصلين أو مشى أمام الصفوف أو تخطضضى رقضضابهم‪،‬‬
‫وأما إعطاء السائل فيه فيندب ويحرم الرقص فيه ولو لغير شضضابة‬
‫ويحرم النط فيه ولو بالضضذكر لمضضا فيضضه مضضن تقطيضضع حصضضره وإيضضذاء‬
‫غيره‪ .‬والنط‪ :‬الوثب وهو نقل الرجل من محل إلى محل آخر مرة‬
‫بعد أخرى‪ ،‬والحصر بضم الحاء والصضضاد جمضضع حصضضير وهضضو الباريضضة‬
‫الخشنة‪) .‬و( سادسها‪) :‬قراءة القرآن( قضضال النضضووي فضضي التبيضضان‪:‬‬
‫سواء كان آية أو أقل منها ويجوز للجنب والحائض إجضضراء القضضرآن‬
‫على قلبهما من غير تلفظ به ويجضضوز لهمضضا النظضضر فضضي المصضضحف‬
‫وإمضضراره علضضى القلضضب‪ ،‬وأجمضضع المسضضلمون علضضى جضضواز التهليضضل‬
‫والتسبيح والتحميد والتكبير والصلة على رسول اللضضه صضضلى اللضضه‬
‫عليه وسّلم وغير ذلك من الذكار للجنب والحائض‪ ،‬قال أصضضحابنا‪:‬‬
‫وكذا إذا قال لنسان‪ :‬خذ الكتاب بقوة وقصد به غيضضر القضضرآن فهضضو‬
‫جائز وكذا ما أشبهه‪ ،‬قالوا‪ :‬ويجوز لهما أن يقول عند المصيبة‪ :‬إنضضا‬
‫للضضه وإنضضا إليضضه راجعضضون إذا لضضم يقصضضد القضضرآن‪ ،‬وقضضال أصضضحابنا‬
‫الخراسانيون‪ :‬ويجوز أن يقضضول عنضضد ركضضوب الدابضضة سضضبحان الضضذي‬
‫سضضخر لنضضا هضضذا ومضضا كنضضا لضضه مقرنيضضن{ ))‪( 43‬الزخضضرف‪ (13:‬أي‬
‫مطيقين وعنضد الضدعاء‪ :‬ربنضا آتنضا فضي الضدنيا حسضنة وفضي الخضرة‬
‫حسضضنة وقنضضا عضضذاب النضضار{ ))‪ (2‬البقضضرة‪ (201:‬إذا لضضم يقصضضد بضضه‬
‫القرآن‪ .‬قال إمام الحرمين‪ :‬وإن قال الجنضضب‪ :‬بسضضم اللضضه والحمضضد‬
‫لله فإن قصد القرآن عصى وإن قصد الذكر أو لم يقصد شيئا ً لضضم‬
‫يأثم‪ ،‬ويجوز لهما قراءة ما نسخت تلوته كالشيخ والشيخة إذا زنيا‬
‫فارجموهما ألبتة نكال ً من الله‪ .‬انتهى قول النووي رضي الله عنه‪.‬‬
‫)و( سابعها‪) :‬الصوم( فمتى نوت الصوم حرم عليهضضا‪ ،‬وأمضضا إذا لضضم‬
‫تنو ومنعت نفسها الطعام والشراب فل يحرم عليها لنه ل يسمى‬
‫ل‪ ،‬ووجضضوب القضضضاء إنمضضا هضضو‬‫صوما ً والوجه أنه لم يجب عليها أص ً‬
‫بأمر جديد وقيل وجب عليها ثم سقط‪) .‬و( ثامنهضضا‪) :‬الطلق( وهضضو‬
‫من الكبائر إل في سبع صور‪ :‬فل يحرم طلقها فيها الول إذا قال‪:‬‬
‫أنت طالق في آخر جزء من حيضك أو مع آخضضره أو عنضضده‪ ،‬ومثضضل‬
‫ذلضضك مضضا لضضو تضضم لفضضظ الطلق فضضي آخضضر الحيضضض لسضضتعقاب ذلضضك‬
‫الطلق الشروع في العدة‪ .‬الثضضاني‪ :‬أن تكضضون المطلقضضة فضضي ذلضضك‬
‫غير مدخول بهضضا لعضضدم العضضدة بخلف المتضضوفى عنهضضا زوجهضضا قبضضل‬
‫الدخول فتجب عليها العدة‪ .‬الثالث‪ :‬أن تكون حامل ً منه لستعقاب‬
‫ذلك الطلق الشروع في العدة‪ .‬الرابضضع‪ :‬أن يكضضون الطلق يعضضوض‬
‫منهضضا إذا كضضانت حضضائل ً لن إعطاءهضضا المضضال يشضضعر بالحاجضضة إلضضى‬
‫الطلق‪ ،‬وخرج بالعوض منها مضضا لضضو طلقهضضا بسضضؤالها بل عضضوض أو‬
‫بعوض من غيرها فيحضضرم‪ .‬والخضضامس‪ :‬أن يكضضون الطلق فضضي إيلء‬
‫بمطالبتهضضا الطلق فضضي حضضال الحيضضض بعضضد مطالبتهضضا بضضالوطء مضضن‬
‫الزوج في حال الطهر فيمتنع منه لن حاجتها شديدة إلى الطلق‪.‬‬
‫السادس‪ :‬ما إذا طلقها الحكم في شقاق وقضضع بينهضضا وبيضضن زوجهضضا‬
‫لحاجتها الشديدة إليه‪ .‬السابع‪ :‬ما لو قال السيد لمتضضه‪ .‬إن طلقضضك‬
‫الزوج اليوم فأنت حرة فعلضضم الضضزوج ذلضضك التعليضضق وعضضدم رجضضوع‬
‫السيد فطلقها أو سألته ذلك فل يحرم طلقها للخلص مضضن الضضرق‬
‫إذ دوامه أضر بها من تطويل العدة وقضضد ل يسضضمح بضضه السضضيد بعضضد‬
‫ذلك أو يموت فيدوم أسرها‪ ،‬والحكمة في تحريم الطلق بالحيض‬
‫تضررها بطول مدة التربص لن بقية الحيض ل تحسب من العضضدة‬
‫قال اللضضه تعضضالى‪ :‬إذا طلقتضضم النسضضاء فطلقضضوهن لعضضدتهن{ ))‪(65‬‬
‫الطلق‪ (1:‬أي إذا أردتم طلق الزواج الموطضضوآت اللتضضي يعتضضددن‬
‫بالقراء فطلقوهن في أول الوقت الذي يشضرعن فيضه فضي العضدة‬
‫بضضأن يكضضون الطلق فضضي طهضضر لضضم تجضضامع فيضضه‪ ،‬والمضضراد بضضوقت‬
‫شروعهن ما يشمل وقت تلبسهن بها‪ ،‬فلو طلقت في عضضدة طلق‬
‫رجعي فل حرمة لتلبسها بالعدة‪) .‬و( تاسعها‪) :‬المضضرور( أي مجضضرد‬
‫العبور )في المسجد( لغلظ حدثها وبهذا فارقت الجنضضب حيضضث لضضم‬
‫يحرم في حقه مجرد العبور )إن خافت تلضضويثه( بالثضضاء المثلثضضة أي‬
‫تلطيخه بالدم صيانة للمسجد فإن أمنته كان لهضا العبضضور لكضضن مضضع‬
‫الكراهة عند انتفاء حاجة عبورها بخلف الجنضضب فضضإن العبضضور فضضي‬
‫حقه بل حاجة خلف الولى‪ ،‬فضضإن كضضان لهضضا غضضرض صضضحيح كقضضرب‬
‫طريضضق فل كراهضضة ول خلف الولضضى‪ ،‬وخضضرج بالمسضضجد المدرسضضة‬
‫والربط‪ ،‬بضم الراء والباء جمع رباط ككتضضب جمضضع كتضضاب ومصضضلى‬
‫العيد وملك الغير فل يحرم عبورها إل عند تحقق التلضضويث أو ظنضضه‬
‫ل عنضضد تضضوهمه‪ ،‬والفضضرق أن حرمضضة المسضضجد ذاتيضضة وحرمضضة هضضذه‬
‫عرضضضية‪ .‬وكالحضضائض فيمضضا ذكضضر مضضن لضضه حضضدث دائم كمستحاضضضة‬
‫وسلس بول أو مذي ومضضن بضضه جراحضضة نضضضاحة بالضضدم‪ ،‬فضضإذا خيضضف‬
‫التلويث بشيء مضن ذلضك حضرم العبضور وإل كضره إل لحاجضة‪ ،‬وكضذا‬
‫سائر النجاسات الملوثضة ولضو فضضي نعضضل أو ثضضوب فل يجضضوز إدخضضال‬
‫النجاسة على نحو النعل إل بشرطين أن يأمن التلويث وأن يكضضون‬
‫لحاجضضة كخضضوف الضضضياع )و( عاشضضرها‪) :‬السضضتمتاع( أي المباشضضرة‬
‫سواء كان بشهوة أم ل )بمضضا بيضضن السضضرة والركبضضة( بضضوطء سضضواء‬
‫كانت بحائل أم ل وبغيره حيث ل حائل‪ ،‬ول بد أن تكون المباشضضرة‬
‫بما ينقض مسه الوضوء ليخرج السن والشعر فل تحرم المباشرة‬
‫به‪ ،‬والحاصل أن بدن المرأة حال الحيض بالنسبة إلضضى السضضتمتاع‬
‫والمباشرة على قسمين‪ :‬أحدهما ما بين السضضرة والركبضضة فيحضضرم‬
‫على الرجل المباشرة فيه مطلقا ً سواء كانت بوطء أو بلمضضس إذا‬
‫كانت تحت الثياب بخلف الستمتاع بغيرهما كنظر بشهوة فضضإنه ل‬
‫يحرم‪ ،‬وأما المباشرة فوقهما إن كانت بضضوطء فيحضضرم أيض ضا ً وأمضضا‬
‫بغيره فل وثانيهما ما عدا ما بين السرة والركبة فل يحضضرم مطلقضا ً‬
‫ويحرم على المرأة وهي حائض أن تباشر الرجل بمضضا بيضضن سضضرتها‬
‫وركبتها في أي جزء من بدنه ولو غير ما بين سرته وركبته لن مضضا‬
‫منع من مسضضه يمنعهضضا أن تمسضضه بضضه‪ ،‬وممضضا يحضضرم علضضى الحضضائض‬
‫الطهارة للحدث بقصد التعبد مع علمها بالحرمة لتلعبها فإن كضضان‬
‫المقصود النظافة كأغسال الحج لم يمتنع ول يحرم علضى الحضضائض‬
‫والنفساء حضور المحتضر علضضى المعتمضضد خلف ضا ً لمضضا فضضي العبضضاب‬
‫والروض‪ ،‬وعلله بتضرره بامتناع ملئكة الرحمة من الحضور عنده‬
‫بسببهما‪ ،‬كذا ذكره السويفي نقل ً عن الرملي‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في بيان العجز عن استعمال الماء )أسضضباب الضضتيمم(‬
‫أي جوازه )ثلثة( أحدها‪) :‬فقد الماء( في السضضفر أو فضضي الحضضضر‪.‬‬
‫وللمسافر أربعة أحوال‪ :‬الحالة الولى‪ :‬أن يتيقن عدم الماء حضضوله‬
‫بأن يكون في بعض رمضال البضوادي فيضتيمم ول يحتضاج إلضى طلضب‬
‫الماء لنه والحالة هذه عبث‪.‬الحالة الثانيضضة‪ :‬أن يجضضوز وجضضود المضضاء‬
‫حوله تجضضويزا ً قريبضا ً أو بعيضضدا ً فهضضذا يجضضب عليضضه الطلضضب بل خلف‪،‬‬
‫ويشترط كونه بعد دخضول الضوقت لن الضتيمم طهضارة ضضرورة ول‬
‫ضرورة مع إمكان الطهارة بالمضضاء قبضضل دخضضول الضضوقت ول يكفيضضه‬
‫الطلب من لم يأذن له بل خلف‪ ،‬وكيفية الطلب أن يفتضضش رحلضضه‬
‫أي مسكنه لحتمال أن يكون في رحله ماء وهو ل يشعر فضضإن لضضم‬
‫يجد نظر يمينا ً وشمال ً وأمامضا ً وخلفضًا‪ ،‬إن اسضضتوى موضضضعه وخضضص‬
‫موضضضع الخضضضرة واجتمضضاع الطيضضر بمزيضضد احتيضضاط‪ ،‬وإن لضضم يسضضتو‬
‫الموضع ففيه تفصضضيل إن خضضاف علضضى نفسضضه أو مضضاله وإن قضضل أو‬
‫اختصاصه كجلد ميتة أو انقطاعه عن رفقة أو خروج وقت لو تردد‬
‫لم يجب التردد لن هذا الخوف يبيضضح لضضه الضضتيمم عنضضد تيقضضن المضضاء‬
‫فعند التوهم أولى‪ ،‬وإن لم يخف وجب عليه التردد إلى حد يلحقضضه‬
‫غوث الرفاق مع ما هم عليه من التشاغل بشغلهم والتفاوض فضضي‬
‫أقوالهم‪ ،‬ويختلف ذلك باستواء الرض واختلفهضضا صضضعودا ً وهبوطضًا‪،‬‬
‫فإن كان معه رفقة وجضضب سضضؤالهم إلضضى أن يسضضتوعبهم أو يضضضيق‬
‫الوقت فل يبقى إل ما يسع الصلة على الراجح وقيضضل يسضضتوعبهم‬
‫ولو خرج الوقت‪ ،‬ول يجب أن يطلب مضضن كضضل واحضضد مضضن الرفقضضة‬
‫بعينه بل يكفي أن ينضضادي فيهضضم مضضن معضضه مضضاء يجضضود بضضه أو بثمنضضه‬
‫ويجب أن يجمع بينهما ولو بعث النازلون ثقضضة يطلضضب لهضضم كفضضاهم‬
‫كلهم‪ .‬الحالة الثالثة‪ :‬أن يتيقن وجود المضضاء حضضواليه وهضضذا لضضه ثلث‬
‫مراتب‪ .‬المرتبة الولى‪ :‬أن يكون الماء على مسضضافة ينتشضضر إليهضضا‬
‫النازلون للحطب والحشيش والرعي فيجضضب السضضعي إلضضى المضضاء‪،‬‬
‫ول يجوز التيمم إل إن خاف على ما مر غير اختصضضاص ومضضا يجضضب‬
‫بذله في تحصيل المضضاء ثمنضا ً وأجضضرة‪ ،‬قضضال محمضضدبن يحيضضى‪ :‬لعلضضه‬
‫يقضضرب مضضن نصضضف فرسضضخ وهضضذه المسضضافة فضضوق المسضضافة عنضضد‬
‫التوهم‪ .‬المرتبة الثانية‪ :‬أن يكون بعيدا ً بحيث لو سضضعى إليضضه خضضرج‬
‫الوقت فهذا يتيمم على المذهب لنه فاقد للماء فضضي الحضضال‪ ،‬ولضضو‬
‫وجب انتظار الماء مع خروج الوقت لما ساغ الضضتيمم أص ضل ً بخلف‬
‫ما لو كان الماء معه وخاف فوت الوقت لو توضأ فإنه ل يجوز لضضه‬
‫التيمم على المذهب لنه ليس فاقضضدا ً للمضضاء فضضي الحضضال‪ .‬المرتبضضة‬
‫الثالثة‪ :‬أن يكون الماء بين المرتبتين بضضأن تزيضضد مسضضافته علضضى مضضا‬
‫ينتشر إليه النازلون وتقصر عضضن خضضروج الضضوقت وفضضي ذلضضك خلف‬
‫منتشر‪ ،‬والمذهب جواز التيمم لنه فاقضضد للمضضاء فضضي الحضضال وفضضي‬
‫السعي زيادة مشقة‪ .‬الحالة الرابعة‪ :‬أن يكون الماء حاضضضرا ً لكضضن‬
‫تقع عليه زحمة المسافرين بأن يكون في بئرٍ ول يمكضضن الوصضضول‬
‫إليه إل بآلة وليس هناك إل آلضضة واحضضدة أو لن موقضضف السضضتقاء ل‬
‫يسع إل واحدا ً وفي ذلك خلف‪ ،‬والراجح أنه يتيمم للعجز الحسضضي‬
‫ول إعادة عليه على المذهب‪ ،‬ومن أسضضباب الباحضضة أيضضا ً إذا كضضان‬
‫بقربه ماء ويخاف لو سعى إليه على نفسه من سبع أو عضضدو عنضضد‬
‫الماء أو يخاف على مضضاله الضضذي معضضه أو المخلضضف فضضي رحلضضه مضضن‬
‫غاصب أو سارق أو كان في سفينة لو استقى لستلقى في البحر‬
‫فله التيمم في ذلك كله‪ ،‬ولو خاف النقطاع عضضن الرفقضضة إن كضضان‬
‫عليه ضرر لو قصد الماء فله التيمم قطعا ً وإن لم يكن عليه ضضضرر‬
‫فخلف والراجح أن له أن يتيمم للوحشة‪.‬‬
‫)و( السضضبب الثضضاني‪) :‬المضضرض( وهضضو ثلثضضة أقسضضام‪ ،‬الول‪ :‬أن‬
‫يخاف معه بالوضوء فضضوت الضضروح أو فضضوت عضضضو أو فضضوت منفعضضة‬
‫العضو‪ .‬ويلحق بذلك ما إذا كان به مرض مخوف إل أنه يخاف من‬
‫استعمال الماء أن يصير مرضا ً مخوفا ً فيباح له التيمم‪ .‬الثضضاني‪ :‬أن‬
‫يخاف زيادة العلة وهي كثرة اللضضم وإن لضضم تضضزد المضضدة أو يخضضاف‬
‫طول مدة الضبرء وإن لضم يضزد اللضم أو يخضاف شضدة الضضنى وهضو‬
‫المرض الملزم المقرب إلى الموت أو يخاف حصول شضضين قبيضضح‬
‫كالسواد علضى عضضو ظضاهر كضالوجه وغيضره ممضا يبضدو غالبضا ً عنضد‬
‫المهنة وهي بفتح الميم وكسرها مع كسر الهاء وسكونها ومعناهضضا‬
‫الخدمضضة‪ ،‬وفضضي جميضضع هضضذه الصضضور خلف منتشضضر والراجضضح جضضواز‬
‫التيمم‪ ،‬وعلة الشضضين الفضضاحش أنضضه يشضضوه الخلقضضة ويضضدوم ضضضرره‬
‫فأشبه تلف العضو‪ .‬الثالث‪ :‬أن يخاف شينا ً يسيرا ً كأثر الجضضدري أو‬
‫سوادا ً قليل ً أو يخاف شينا ً قبيح ضا ً علضضى غيضضر العضضضاء الظضضاهرة أو‬
‫يكون به مرض ل يخضضاف مضضن اسضضتعمال المضضاء معضضه محضضذورا ً فضضي‬
‫العاقبة وإن تألم في الحال لجراحة أو برد أو حر فل يجوز الضضتيمم‬
‫لشيء من هذا بل خلف‪.‬‬
‫]فرع[ للمريض أن يعتمد في ذلك قضضول الطضضبيب العضضدل فضضي‬
‫الرواية ويعمل بمعرفة نفسه حيث كضضان عالم ضا ً بضضالطب ول يعمضضل‬
‫بتجربضضة نفسضضه علضضى المعتمضضد لختلف المضضزاج بضضاختلف الزمنضضة‬
‫ومحل ذلك في الحضر‪ ،‬أما لو كضان ببريضضة ل يجضضد بهضضا طبيبضا ً فضضإنه‬
‫يجوز له التيمم حيث ظن حصول ما ذكر ولكن تجب عليه العضضادة‬
‫وظنه ذلك مع فقد الطبيب مجوز للتيمم ل مسقط للصلة‪.‬‬
‫)و( السضضبب الثضضالث‪) :‬الحتيضضاج إليضضه( أي إلضضى المضضاء )لعطضضش‬
‫حيوان محترم( وهو ما يحرم قتله قاله النووي فضضي اليضضضاح‪ ،‬ولضضو‬
‫وجده وهو محتاج إليه لعطشه أو عطش رفيقه أو دابته أو حيضضوان‬
‫محترم تيمم ولم يتوضأ سواء في ذلك العطش في يومه أو فيمضضا‬
‫بعده قبل وصوله إلى ماء آخر‪ ،‬قال أصحابنا‪ :‬ويحرم عليه الوضوء‬
‫في هذا الحال لن حرمة النفس آكضضد ول بضضدل للشضضرب وللوضضضوء‬
‫بضضدل وهضضو الضضتيمم والغسضضل عضضن الجنابضضة وعضضن الحيضضض وغيرهمضضا‬
‫كالوضضضوء فيمضضا ذكرنضضاه وسضضواء كضضان المحتضضاج للعطضضش رفيقضضه‬
‫المخالط له أو واحدا ً مضضن القافلضضة وهضضو المسضضافر‪ ،‬والركضضب بفتضضح‬
‫الراء وسكون الكاف جمع راكب كصحب جمع صضضاحب ولضضو امتنضضع‬
‫صاحب الماء من بذله وهو غير محتاج إليه لعطش وهناك مضضضطر‬
‫إليه للعطش حال ً وإن احتضضاجه المالضضك مضضآل ً كضضان للمضضضطر أخضضذه‬
‫قهرا ً أي وعليه قيمته وله أن يقاتله عليضه فضإن قتضل أحضدهما كضان‬
‫صاحب الماء مهدر الضدم ل قصضضاص فيضه ولديضة ول كفضارة لكضونه‬
‫ظالما ً يمنعه منه‪ ،‬وكان المضضضطر مضضضمونا ً بالقصضضاص أو الديضضة أو‬
‫الكفارة لكونه مقتضضول ً بغيضضر حضضق‪ ،‬ولضضو احتضضاج صضضاحب المضضاء إليضضه‬
‫لعطش نفسه كان المالك مقدما ً على غيره‪ ،‬ولضضو احتضضاج الجنضضبي‬
‫للوضوء وكان المالك مستغنيا ً عنضضه لضضم يلزمضضه بضضذله لطهضضارته‪ ،‬ول‬
‫يجوز للجنبي أخذه قهرا ً لنه يمكنه التيمم‪.‬‬
‫)واعلم( أنه مهما احتضضاج إليضضه لعطضضش نفسضضه حضضال ً أو مضضآل ً أو‬
‫رقيقه أو حيوان محترم وإن لم يكن معه ولو في ثاني الحال قبل‬
‫وصولهم إلى ماء آخضضر فلضه الضضتيمم وجوبضا ً ويصضضلي ول يعيضد لفقضضد‬
‫الماء شرعا ً ولو لم يجد الماء أو وجده يباع بثمن مثله وهضضو واجضضد‬
‫ل‪ ،‬عمضضا يحتضضاج إليضضه فضضي سضضفره ذاهبضا ً وراجعضا ً لزمضضه‬
‫الثمضضن فاضض ً‬
‫شراؤه‪ ،‬وإن كان يباع بأكثر من ثمن المثل لم يلزمضضه شضضراؤه لن‬
‫للماء بدل ً سضضواء قلضضت الزيضضادة أم كضضثرت‪ ،‬لكضضن يسضضتحب شضضراؤه‬
‫وثمن المثل هو قيمته في ذلك الموضضضع فضضي تلضضك الحالضضة‪ .‬انتهضضى‬
‫قول النووي ملخصًا‪ .‬ومثل احتياجه للماء احتياجه لثمنه في مؤنضضة‬
‫ممونه من نفسه وعياله‪ .‬قال الحصني‪ :‬ولو مضضات رجضضل ولضضه مضضاء‬
‫ورفقته عطاش شربوه ويمموه ووجضضب عليهضضم ثمنضضه وجعلضضه فضضي‬
‫ميراثضضه وثمنضضه قيمتضضه فضضي موضضضع التلف فضضي وقتضضه اهضضض‪ .‬قضضال‬
‫البيجوري‪ :‬والعطش المبيح للتيمم يعتبر فيه قول الطضضبيب العضضدل‬
‫وله أن يعمل فيه بمعرفته اهض تكميل‪) .‬غيضضر المحضضترم( وهضضو مضضا ل‬
‫يحرم قتله )ستة( من الشياء أحدها‪) :‬تارك الصضضلة( أي بعضضد أمضضر‬
‫المام والستتابة ندبا ً وقيل وجوبًا‪ ،‬وعلى ندب الستتابة ل يضضضمن‬
‫من قتله قبل التوبة لكنه يأثم‪.‬‬
‫)و( ثانيها‪) :‬الزاني المحصن( بفتح الصاد على غير قياس وشرائط‬
‫الحصان أربع‪ :‬البلوغ والعقضضل والحريضضة ووجضضود الضضوطء فضضي نكضضاح‬
‫صحيح‪ ،‬قال الشضضافعي‪ :‬إذا أصضضاب الحضضر البضضالغ امرأتضضه أو أصضضيبت‬
‫الحرة البالغة بنكاح فهو إحصان في السلم والشرك‪.‬‬
‫]فرع[ قال الشرقاوي‪ :‬والمعتمد أن غير المحترم من الدمضضي‬
‫فيه تفصيل إن كان قادرا ً على التوبة كتضضارك الصضضلة والمرتضضد لضضم‬
‫يجز له شرب ماء وإن احتاجه في إنقاذ روحه من العطش لتعينضضه‬
‫للطهر مع قدرته على الخروج من المعصية‪ ،‬وإن لضضم يقضضدر عليهضضا‬
‫كالزاني المحصن جضضاز لضضه الضضتيمم وشضضرب المضضاء للعطضضش قضضرره‬
‫شضيخنا الخفضي‪) .‬و( ثالثهضا‪) :‬المرتضد( وهضو مضن قطضع ممضن يصضح‬
‫طلقه السلم‪ .‬قال المدابغي فائدة‪ :‬من دعاء ابن مسعود رضضضي‬
‫الله عنه‪ :‬اللهم إني أسألك إيمانا ً ل يرتد ونعيما ً ل ينفد وقرة عيضضن‬
‫ل تنقطع ومرافقة نبيك صلى اللضضه عليضضه وسضّلم فضضي أعلضضى جنضضان‬
‫الخلد اهض‪) .‬و( رابعها‪) :‬الكافر الحربي( وهو الضضذي ل صضضلح لضضه مضضع‬
‫المسلمين قاله الفيومي‪ ،‬وخرج بالحربي ثلثة أقسام‪ :‬الذمي وهو‬
‫من عقد الجزية مع المام أو نائبه ودخل تحت أحكام السلم فإنه‬
‫محترم وسمي ذميا ً لذلك نسبته إلى الذمة أي الجزية‪ .‬والمعاهضضد‪:‬‬
‫وهو من عقد المصالحة مع المام أو نائبه من أهضضل الحضضرب علضضى‬
‫ترك القتال فضضي أربعضضة أشضضهر أو فضضي عشضضر سضضنين بعضضوض منهضضم‬
‫موصل إلينا أو بغيره لقوله صلى الله عليه وس ضّلم‪" :‬أل مضضن ظلضضم‬
‫معاهدا ً أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا ً بغير طيب‬
‫نفضضس فأنضضا حجيجضضه أي خصضضمه يضضوم القيامضضة" رواه أبضضو داود‪.‬‬
‫والمؤمن‪ :‬وهو من عقد المضضان مضضع بعضضض المسضضلمين فضضي أربعضضة‬
‫أشضضهر فقضضط لقضضوله تعضضالى‪ :‬وإن أحضضد مضضن المشضضركين اسضضتجارك‬
‫فضضأجره{ ))‪ (9‬التوبضضة‪ (6:‬أي إذا اسضضتأمنك أحضضد منهضضم مضضن القتضضل‬
‫فأمنه‪ .‬ولقوله صلى اللضضه عليضضه وس ضّلم‪" :‬ذمضضة المسضضلمين واحضضدة‬
‫يسعى بها أدناهم فمن أخفضضر مسضضلما ً فعليضضه لعنضضة اللضضه والملئكضضة‬
‫والناس أجمعين" رواه الشضضيخان وصضضححاه‪ .‬أي عقضضود المسضضلمين‬
‫كعقضضد شضضخص واحضضد منهضضم يقضضوم بهضضذا العقضضد أدنضضاهم أي كالعبيضضد‬
‫والنساء فمن نقض عهد مسلم فعليه لعنة مضضن ذكضضر‪ .‬قضال شضيخنا‬
‫أحمد النحراوي‪ :‬والمراد بالمعاهد فضي الحضضديث مضضا يشضضمل هضضؤلء‬
‫الثلثة‪.‬‬
‫]فضضائدة[ قضضال محمضضد الشضضربيني فضضي كتضابه التفسضضير الملقضضب‬
‫بالسراج المنير‪ :‬والكفر لغة ستر النعمة وأصله الكفر بالفتح وهضضو‬
‫الستر وفي الشضضرع إنكضار مضا علضم بالضضضرورة مجيضضء رسضضول بضه‬
‫وينقسم إلى أربعة أقسضضام‪ :‬كفضضر إنكضضار وكفضضر جحضضود وكفضضر عنضضاد‬
‫وكفر نفاق‪ ،‬فكفر النكار هو أن ل يعرف الله أصل ً ول يعترف بضضه‪،‬‬
‫وكفر الجحود هو أن يعرف الله بقلبه ول يقر بلسانه ككفر إبليس‬
‫واليهود قال الله تعالى‪ :‬فلما جاءهم مضضا عرفضضوا كفضضروا بضضه{ ))‪(2‬‬
‫البقرة‪ (89:‬وكفر العناد هو أن يعرف الله بقلبضضه ويعضضترف بلسضضانه‬
‫ول يدين به ككفر أبي طالب حيث يقول‪:‬‬
‫ولقد علمت بأن دين محمد <> من خير أديان البرية دينا‬
‫لول الملمة أو حذار مسبة <> لوجدتني سمحا ً بذاك مبينا‬
‫وأما كفر النفاق فهو أن يقر باللسان ول يعتقد بالقلب اهضضض‪ .‬وقضضال‬
‫الباجوري‪ :‬والكفر قيل هو عدم اليمان عمضضا مضضن شضضأنه أن يكضضون‬
‫متصفا ً به‪ ،‬وقيل هو العناد بإنكار الشيء مما علم مجيء الرسول‬
‫به ضرروة‪ ،‬فالتقابل بينه وبين اليمان على الول وهو الحضضق مضضن‬
‫تقابل العدم والملكة‪ ،‬وعلى الثاني مضضن تقابضضل الضضضدين‪ ،‬والملكضضة‬
‫هي صفة راسخة في النفس سميت بذلك لنها ملكت محلها‪.‬‬
‫]فضضرع[ قضضال الضضبراوي؛ والضضذي نقلضضه سضضيدي عبضضد الوهضضاب‬
‫الشعراني عن السبكي أن عمه صلى الله عليه وسّلم أبضضا طضضالب‬
‫بعد أن توفي أحياه الله تعالى وآمن بالنبي صلى الله عليه وسّلم‪.‬‬
‫قال شيخنا العلمة السضضحيمي‪ :‬وهضضذا هضضو اللئق بحبضضه صضضلى اللضضه‬
‫عليه وسّلم وهو الذي اعتقده وألقى الله به‪ ،‬وأما إحياء الله تعالى‬
‫أبويه صلى الله عليه وسّلم فللدخول في أمته فقط وإن كانا مضضن‬
‫النضضاجين انتهضضى لنهمضضا مضضن أهضضل السضضلم‪) .‬و( خامسضضها‪) :‬الكلضضب‬
‫العقور( أي الجارح‪ ،‬والكلب ثلثة أقسام‪ :‬عقور وهذا ل خلف في‬
‫عدم احترامه وندب قتله وما فيه نفع من اصطياد أو حراسة وهذا‬
‫ل خلف في احترامه وحرمة قتله ومضضا ل نفضضع فيضضه ول ضضضرر وهضضو‬
‫كلب السوق المسمى بالجعاصي‪ ،‬ومعتمد الرملي فيه أنه محترم‬
‫فيحرم قتله‪ ،‬وعنضضد شضضيخ السضضلم يجضضوز قتلضضه‪ ،‬فضضإن كضضان الكلضضب‬
‫عقورا ً ولكن فيه نفع سن قتله تغليبا ً لجانب الضرر‪) .‬و( سادسضضها‪:‬‬
‫)الخنزير( وهو حيوان خبيث ويقال إنه حرام على لسان كل نضضبي‪،‬‬
‫ويسن قتله سواء كان عقورا ً أم ل على المعتمد وقيل يجضضب قتضضل‬
‫العقور‪.‬‬
‫]فرع[ يسن قتل المؤذيات أي التي تؤذي بطبعهضضا كالفواسضضق‬
‫الخمس وهي التي كثر خبثها وإيذاؤها‪ :‬الغراب الذي ل يؤكل وهضضو‬
‫الذي بعثه نبي الله نضضوح عليضضه السضضلم مضضن السضضفينة ليضضأتيه بخضضبر‬
‫الرض فضترك أمضره وأقبضل علضى جيفضة‪ ،‬والحضدأة والعقضرب ولهضا‬
‫ثمانية أرجل وعيناها في ظهرها ولضضذا يقضضال إنهضضا عيمضضاء لكونهضضا ل‬
‫تبصر مضضا أمامهضضا تلضضدغ وتضؤلم إيلمضا ً شضديدًا‪ ،‬والفضضأرة وهضضي الضتي‬
‫عمدت إلضضى حبضضال سضضفينة سضضيدنا نضضوح فقطعتهضضا وأخضضذت الفتيلضضة‬
‫لتحرق الضضبيت أيضضا ً فضضأمر النضضبي صضضلى اللضضه عليضضه وسضّلم بقتلهضضا‪،‬‬
‫والكلضضب العقضضور وقضضضية كلم النضضووي والرافعضضي أن اقتنضضاء هضضذه‬
‫الفواسضضق الخمضضس حضضرام‪ ،‬وكضضذلك العنكبضضوت فهضضي مضضن ذوات‬
‫السموم كمضضا قضضال الطبضضاء وإن كضضان نسضضجها طضضاهرًا‪ ،‬وكضضثير مضضن‬
‫العوام يمتنع من قتلها لنهضا عششضت فضي فضم الغضار علضضى النضبي‬
‫صلى الله عليه وسضّلم ويلضضزم علضضى هضضذا أن ل يذبضضح الحمضضام لنضضه‬
‫عشضضش أيضضا ً علضضى فضضم الغضضار‪ ،‬وفضضي كلم بعضضضهم أن العنكبضضوت‬
‫ضربان ذو سم وغيره‪ ،‬وكالسد النمر بكسر النون وإسكان الميضضم‬
‫وهو سبع أخبضضث وأجضضرأ مضضن السضضد يختلضضف لضضون جسضضده والضضذئب‬
‫والدب بضم الدال المهملة وهو حيوان خضضبيث‪ ،‬والنسضضر وهضضو مضضن‬
‫الطير الجارح والعقاب وهو أنثى الجوارح والوزغ وروى مسلم أن‬
‫من قتل الوزغ فضضي أول ضضضربة كتضضب اللضضه لضضه مضضائة حسضضنة وفضضي‬
‫الثانية دون ذلك وفي الثالثة دون ذلك وفيه حض على قتلضضه قيضضل‪:‬‬
‫لنها كانت تنفخ النار على سيدنا إبراهيضضم عليضضه الصضضلة والسضضلم‪،‬‬
‫والبعوض والقراد مثل غراب وهو مضضا يتعلضضق بضضالبعير ونحضضوه وهضضو‬
‫كالقمل للنسان‪ ،‬والقرد وهضضو حيضضوان خضضبيث والصضضرد وزان عمضضر‬
‫نوع من الغربان قال أحمد السجاعي‪ :‬وهو طضضائر فضضوق العصضضفور‬
‫أبقع نصفه أبيضض ونصضفه أسضود ضضخم الضرأس والمنقضار أصضابعه‬
‫عظيمة ل يقدر عليه أحد وله صفير مختلف يصفر لكل طائر يريضضد‬
‫أن يصيده بلغته ويدعوه إلى التقرب منه فضضإذا اجتمعضضوا إليضضه شضضد‬
‫على بعضهم ومنقاره شديد فإذا نقر واحدا ً بده من ساعته وأكلضضه‪،‬‬
‫والضضبرغوث والبضضق والزنبضضور بضضضم الضضزاي‪ ،‬ويحضضرم قتضضل النمضضل‬
‫السليماني وهو الكبير لنتفاء أذاه‪ ،‬والنحل والخطاف بضضضم الخضضاء‬
‫وتشديد الطاء ويسمى الن عصفور الجنة لنه زهد مضضا فضضي أيضضدي‬
‫الناس من القوات واكتفى بتقضضوته بضضالبعوض‪ ،‬والضضضفدع والهدهضضد‬
‫والوطواط وهو الخفاش وهو طائر ل يكاد يبصر بالنهار‪ ،‬وكالقمضضل‬
‫والصئبان وهو بيضه أمضضا غيضضر السضضليماني وهضضو الصضضغير المسضضمى‬
‫بالذر فيجوز قتله بغير الحراق لكونه مؤذيا ً وكذابه إن تعين طريقا ً‬
‫لدفعه‪ ،‬أما ما ينفع ويضر كصقر وهو مضضن الجضضوارح يسضضمى القطضضا‬
‫بضم القاف وفتحها وباز فل يسن قتله ول يكره بل هو مباح‪ ،‬ومضضا‬
‫ل يظهر فيه نفع ول ضر كخنضضافس وجعلن جمضضع جعضضل وزن عمضضر‬
‫والحرباء وهي أكبر من القطا تستقبل الشمس وتدور معها كيفما‬
‫دارت وتتلون ألوانًا‪ ،‬ودود وذباب يكره قتله لنه ليس من إحسضضان‬
‫القتلة‪ ،‬أما السضضرطان وهضضو حيضضوان البحضضر ويسضضمى عقضضرب المضضاء‬
‫والرخمة وهو طائر يأكضضل العضضذرة وهضضو مضضن الخبضضائث فضضإنه يحضضرم‬
‫قتلهما على المعتمضضد‪ ،‬ويجضضوز رمضضي القمضضل حيضا ً إن لضضم يكضضن فضضي‬
‫مسجد‪ ،‬ذكر ذلك كله الشيخ الشرقاوي فضضي حاشضضيته علضضى تحفضضة‬
‫الطلب في باب جزاء الصيد‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في شروط صحة التيمم )شروط التيمم( أي ما ل بد‬
‫منه فيضضه )عشضضرة( الولضضى‪) :‬أن يكضضون بضضتراب( أي خضضالص بجميضضع‬
‫أنواعه حتى ما يداوي به وهو الطين الرمنضضي والمحضضرق منضضه ولضضو‬
‫أسود ما لم يصر رمادا ً والبطحاء وهو ما في مسيل الماء والسبخ‬
‫بفتح الباء أي الملح الذي ل ينبت ما لم يعله أي يغلبه ملح فجميضضع‬
‫ما يصدق عليه اسم التراب كاف من أي محل أخذ ولو مضضن ظهضضر‬
‫كلب إذا لضم يعلضم تنجضضس الضضتراب المضأخوذ منضه‪) .‬و( الثضاني‪) :‬أن‬
‫يكضضون الضضتراب طضضاهرًا( لقضضوله تعضضالى‪ :‬فضضتيمموا صضضعيدا ً طيبضًا{ ))‬
‫ل(‬‫‪(4‬النساء‪ (43:‬أي ترابا ً طاهرًا‪) .‬و( الثالث‪) :‬أن ل يكون مستعم ً‬
‫أي في رفع الحدث ومثله المستعمل في إزالة النجاسة المغلظضضة‬
‫فإن كان في السابعة كان طاهرا ً فقضضط أو فيمضضا قبلهضضا فمتنجضضس‪،‬‬
‫ول يصير مطهرا ً بغسله والمستعمل منه في رفع الحدث مضضا بقضضي‬
‫بعضو ممسوح بعد مسحه أو تناثر منضضه حالضضة الضضتيمم بعضضد مسضضحه‬
‫العضو‪ ،‬أما ما تناثر ولم يمس العضو بضضل لقضضى مضضا لصضضق العضضضو‬
‫فليس بمستعمل كالباقي بالرض‪ ،‬وكذا لو ألقت الريح على وجهه‬
‫ترابا ً فأخذه بخرقة ثم أعاده على وجهضضه فضضإنه يكفضضي‪ ،‬وعلضضم مضضن‬
‫ذلك أنه لو تيمم واحد أو جماعة مرات كثيرة من تراب يسير فضضي‬
‫نحو خرقة جاز حيث لضضم يتنضضاثر إليضضه شضضيء ممضضا ذكضضر‪ ،‬كمضضا يجضضوز‬
‫الوضوء متكررا ً من إناء واحد‪ ،‬ولو رفضضع إحضضدى يضضديه عضضن الخضضرى‬
‫قبل استيعابها ثم أراد أن يعيدها للسضضتيعاب جضضاز فضضي الصضضح لن‬
‫المستعمل هو البضضاقي بالممسضضوحة‪ ،‬أمضضا البضضاقي بالماسضضحة ففضضي‬
‫حكم التراب الذي يضضرب عليضه اليضد مرتيضن فل يكضون مسضتعمل ً‬
‫بالنسبة للممسوحة‪ ،‬أي فلو أغفل فيها لمعة كان لضضه أن يمسضضحها‬
‫بما في الماسحة أما بالنسبة لغير الممسوحة كعضضضو مضضتيمم آخضضر‬
‫أو العضو الماسح فل يجوز مسحه بمضضا فضضي الكضضف لرتفضضاع حضضدث‬
‫ذلك الكضضف بضضه فهضضو مسضضتعمل‪) .‬و( الرابضضع‪) :‬أن ل يخضضالطه دقيضضق‬
‫ونحوه( كزعفران ونورة مضضن المخالطضضات وإن قضضل ذلضضك الخليضضط‬
‫لمنعه وصول التراب إلى العضو لكثافته‪ ،‬قال الحصني‪ :‬والكثير ما‬
‫يرى والقليل ما ل يظهر انتهى‪ .‬ولو اختلط التراب بمضضاء مسضضتعمل‬
‫وجف جضضاز لضضه الضضتيمم بضضه‪) .‬و( الخضضامس‪) :‬أن يقصضضده( أي يقصضضد‬
‫التراب لجل التحويضضل إلضضى العضضضو الممسضضوح فيضضتيمم ولضضو بفعضضل‬
‫غيضضره بضضإذنه أو يمضضرغ وجهضضه أو يضضديه فضضي الرض لقضضوله تعضضالى‪:‬‬
‫فتيمموا صعيدا ً طيبضًا{ ))‪(4‬النسضضاء‪ (43:‬أي اقصضضدوه‪ ،‬فلضضو انتفضضى‬
‫النقل كأن سفته ريح على عضو من أعضضضاء الضضتيمم فضضردده عليضضه‬
‫ونوى لم يكف‪ ،‬وإن قصد بوقوفه في مهضضب الريضضح الضضتيمم لنتفضضاء‬
‫القصد من جهته بانتفاء النقل المحقق للقصد‪ ،‬وأمضضا قصضضد العضضضو‬
‫فل يشترط على المعتمد‪ ،‬فلو أخذ ترابا ً ليمسضضح بضضه وجهضضه فتضضذكر‬
‫أنه مسحه صح أن يمسح بضضه يضضديه وبضضالعكس‪) .‬و( السضضادس‪) :‬أن‬
‫يمسح وجهه ويديه بضربتين( أي ول بد من الضضضربتين شضضرعا ً وإن‬
‫أمكن التيمم عقل ً بضضربة بخرقضة أو نحوهضا بضأن يضضرب بالخرقضة‬
‫على تراب ويضعها على وجهه ويديه معا ً ويرتب فضضي المسضضح بضضأن‬
‫يمسح وجهه بطرفها ثم يديه بطرفها الخر فل يكفي ذلضضك شضضرعا ً‬
‫لنه نقلة واحدة‪ ،‬فل بد من نقلة ثانية يمسضضح بهضضا ولضو قطعضة مضضن‬
‫يده‪ ،‬والمراد بالضرب النقل‪ ،‬فلو أخذ التراب من الهضضواء كفضضى‪ ،‬ل‬
‫يقال إن النقل من الركان فكيف يجعله من الشروط؟ لنا نقول‪:‬‬
‫إن الركن ذاته والشرط إنما هضضو تعضضدده ل ذاتضضه‪) .‬و( السضضابع‪) :‬أن‬
‫ل( أي فيشضضترط علضضى المضضتيمم‬ ‫يزيضضل( أي المضضتيمم )النجاسضضة أو ً‬
‫تقديم إزالة النجاسة غير المعفضضو عنهضضا ولضضو عضضن بضضدنه وعضضن غيضضر‬
‫أعضاء التيمم من فرج أو غيضضره ل عضضن ثضضوبه ومكضضانه بخلفضضه فضضي‬
‫الوضضضوء لن الوضضضوء لرفضضع الحضضدث وهضضو يحصضضل مضضع عضضدم ذلضضك‬
‫والتيمم لباحة الصلة التابع لها غيرهضضا ول إباحضضة مضضع ذلضضك فأشضضبه‬
‫التيمم معها التيمم قبل الوقت‪ ،‬قال الشضضرقاوي‪ :‬فلضضو تيمضضم قبضضل‬
‫إزالة النجاسة لم يصح تيممه على المعتمضضد فضضي المضضذهب وجضضرى‬
‫عليه الرملضضي وقيضضل يصضضح وجضضرى عليضضه ابضضن حجضضر‪ ،‬وينبنضضي علضضى‬
‫الخلف ما لو كان الميت أقلف وتحت قلفته نجاسة فعند الرملضضي‬
‫يدفن بل صلة عليه لنه لم يتقدم إزالة النجاسة‪ ،‬وعند ابضضن حجضضر‬
‫يصلى عليه إذ ل يشترط عنده ذلضضك‪) .‬و( الثضضامن‪) :‬أن يجتهضضد فضضي‬
‫القبلة قبله( أي قبل التيمم‪ .‬قال ابن حجر في المنهج القويم‪ :‬فلو‬
‫تيمم قبل الجتهاد فيها لم يصح على الوجه‪ ،‬قال الشرقاوي‪ :‬هضضذا‬
‫ضعيف فيصح الضضتيمم بعضضد دخضضول الضضوقت ولضضو قبضضل الجتهضضاد فضضي‬
‫القبلة ولهذا تصح صضضلة مضضن صضضلى أربضضع ركعضات لربضضع جهضضات بل‬
‫إعادة‪).‬و( التاسع‪) :‬أن يكون التيمم بعد دخضضول الضضوقت( أي الضضذي‬
‫يصح فعل الصلة فيه لن التيمم طهارة ضرورة ول ضضضرورة قبضضل‬
‫دخوله والوقت شامل لوقت الجواز ووقت العذر وأوقات الرواتب‬
‫وسائر المؤقتضضات كصضضلة العيضضد والكسضضوف‪ ،‬ويضضدخل وقضضت صضضلة‬
‫الستسضضقاء باجتمضضاع أكضضثر النضضاس لهضضا إن أراد فعلهضضا جماعضضة وإل‬
‫فبضضإرادة فعلهضضا والكسضضوف بمجضضرد التغيضضر وإن أراد فعلهضا جماعضضة‬
‫والفرق بينهما أن الكسوف يفوت بالنجلء ول كذلك الستسقاء ل‬
‫يفوت بالسضضقيا وتحيضضة المسضضجد بضضدخوله والجنضضازة بتمضضام الغسضضل‬
‫الواجب وهي الغسلة الولى والتيمم للميت وإن لم يكفن‪.‬‬
‫وبهذا يلغز فيقال شخص ل يصح تيممه حتى يتيمم غيره وهضضو‬
‫الميت والنفل المطلق في كضضل وقضضت أراده إل وقضضت الكراهضضة إذا‬
‫أراد أن يصلي فيه‪ ،‬أما إذا تيمم ليصلي خارجه أو أطلق فإنه يصح‬
‫ويدخل وقت التيمم للخطبة بالزوال كالجمعة فلو تيمضضم قبلضضه لضضم‬
‫يصح‪ ،‬ويجوز التيمم للجمعضضة قبضضل الخطبضضة لضضدخول وقتهضضا وتقضضدم‬
‫الخطبة إنما هو شرط لصحة فعلها‪ ،‬ويجوز تيمم الخطيب أو غيره‬
‫قبل تمام العدد الذي تنعقد به الجمعة‪ ،‬ويشضضترط العلضضم أو الظضضن‬
‫بدخول الوقت ولو بالجتهاد‪ ،‬فلضضو تيمضضم شضضاكا ً فيضضه لضضم يصضضح وإن‬
‫صادفه‪) .‬و( العاشر‪) :‬أن يتيمم( أي المعذور وجوبضا ً )لكضل فضرض(‬
‫أي عيني فل يجمع بضضتيمم واحضضد وإن كضضان المضضتيمم صضضبيا ً فرضضضين‬
‫كصلتين أو طوافين لنه طهضضارة ضضضرورة فيقضضدر بقضضدرها‪ ،‬ويمتنضضع‬
‫الجمع مع الجمعضضة وخطبتهضضا بضضتيمم واحضضد لن الخطبضضة وإن كضضانت‬
‫فضضرض كفايضضة فقضضد ألحقضضت بفضضرائض العيضضان‪ ،‬وإنمضضا جمضضع بيضضن‬
‫الخطبتين بتيمم واحضضد مضضع أنهمضضا فرضضضان لنهمضضا لتلزمهمضضا صضضارا‬
‫كالشيء الواحد فاكتفي لهما بتيمم واحد‪ ،‬بل الظاهر امتناع إفراد‬
‫كل واحد منهما بتيمم لعدم وروده ويجمع به فرضا ً ومضضا شضضاء مضضن‬
‫النوافل لنها تكثر فيؤدي إيجاب التيمم لكل صلة منها إلى الضضترك‬
‫أو إلى ضيق عظيم‪ ،‬فخفف في أمرها كما خفف بترك القيام فيها‬
‫مع القدرة وبترك القبلة في السفر‪ ،‬ومثل النوافل تمكيضن المضرأة‬
‫حليلها وصلة الجنازة وتعينها بانفراد المكلف عارض فضضإذا تيممضضت‬
‫للفرض فإنها تجمع بينه وبين التمكين‪ ،‬وكذا صلة الجنازة‪ ،‬أما لضضو‬
‫تيممت للتمكين فل يباح لها إل مضضا فضضي مرتبتضضه كمضضس المصضضحف‬
‫والمكث في المسجد والعتكاف وقراءة القرآن ولو فرض ضا ً عيني ضا ً‬
‫كتعلم الفاتحة‪ ،‬وكذا سجدة التلوة والشكر‪ ،‬ول يباح لها فرض ول‬
‫نفل أو تيممت لصلة الجنازة أبيح لهضضا مضضا فضضي مرتبتضضه مضضن صضضلة‬
‫النافلة وما دونه مما تقدم ول يبضضاح لهضضا الفضضرض فضضالمراتب ثلث‪،‬‬
‫ومس المصحف وما بعده في مرتبة واحضضدة حضضتى لضضو تيمضضم لكضضل‬
‫واحد منها جاز لضضه فعضضل البقيضضة‪ ،‬وللمضضرأة إذا تيممضضت للتمكيضضن أن‬
‫تمكن من الوطء مرارًا‪ ،‬ولو كان تيممهضا لفقضد مضاء ثضم رأتضه فضي‬
‫أثناء الجماع بطل تيممها وحرم عليها تمكينه ووجضضب عليضضه النضضزع‪،‬‬
‫بخلف مضضا إذا رآه هضضو وهضضو يجامعهضضا فل يجضضب عليضضه النضضزع لعضضدم‬
‫بطلن تيممها برؤيته هو‪ ،‬إذ لو تيمضضم شضضخص لفقضضد المضضاء ثضضم رآه‬
‫غيره لم يبطل تيمم الول قاله الشرقاوي والله أعلم‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬فضضي أركضضان الضضتيمم وهضضو المسضضمى بضضالمطهر المبيضضح‬
‫)فروض التيمم( أي أركضضانه )خمسضضة( قضضال الشضضرقاوي‪ :‬والمعتمضضد‬
‫أنها سبعة بعد التراب والقصد ركنين وإنما لم يعد الماء ركن ضا ً فضضي‬
‫الوضوء والغسل لعدم اختصاصه بهما بخلف التراب فإنه مختضضص‬
‫بالتيمم‪ ،‬ول يكتفى بالنقل عن القصد وإن اسضضتلزمه‪ ،‬والقصضضد هضضو‬
‫قصد التراب لينقله فهو غير النية التي هي نية السضضتباحة‪) .‬الول‪:‬‬
‫نقل التراب( أي تحويل المتيمم له ولضضو مضضن وجضضه إلضضى وجضضه بضضأن‬
‫سفته الريح عليه ثم نفله منه ورده إليه أو من وجضضه إلضضى يضضد بضضأن‬
‫حدث عليه تراب بعد مسحه من تراب التيمم فنقلضضه منضضه إليهضضا أو‬
‫من يد إلى وجه أو من وجه إلضضى يضضد بضضأن حضضدث عليضضه تضضراب بعضضد‬
‫مسحه من تراب التيمم فنقله منه إليها أو من يد إلى وجه أو مضضن‬
‫يد إلى يد إما من اليمنى إلى اليسرى أو بالعكس فالصور خمس‪،‬‬
‫ومثل المتيمم مأذونه‪ ،‬ولو كان المأذون كضافرا ً أو صضبيا ً ل يميضز أو‬
‫أنثى حيث ل مماسة ناقضضضة أو مجنونضا ً أو دابضضة كقضضرد فل بضضد مضضن‬
‫الذن في جميع ذلك ليخرج الفضضضولي وهضضو شضضغل مضضن ل يقصضضده‬
‫فإنه ل يكفي نقله‪ ،‬ولو أحدث أحدهما بعد النقل وقبل المسح لضضم‬
‫يضر‪ ،‬أما الذن فلنه غير ناقل‪ ،‬وأمضضا المضضأذون فلنضضه غيضضر مضضتيمم‪.‬‬
‫)الثاني‪ :‬النية( كأن ينوي استباحة الصلة‪ ،‬فل فرق بين أن يتعرض‬
‫للحدث بأن يقول‪ :‬نويت استباحة الصضضلة مضضن الحضضدث الصضضغر أو‬
‫الكبر أم ل أو مس المصحف أو سضضجدة التلوة ل رفضضع حضضدث لن‬
‫الضضتيمم ل يرفعضضه ول الطهضضارة عنضضه ول فضضرض الضضتيمم لن الضضتيمم‬
‫طهارة ضرورة ل يصلح أن يكون مقصودًا‪ ،‬فإن أراد صضضلة فضضرض‬
‫فل بد من نية استباحة فرض الصلة‪ ،‬ويجب قرن النية بالنقل لنه‬
‫أول الركان‪ ،‬ومحل النية أول الواجبات وبمسح شيء من الضضوجه‪،‬‬
‫ول يضر عزوبها أي غيبتها بينهما فلو حدث بينهما فإن كان الناقضضل‬
‫هو بطلت النية أو مأذونه فل‪) .‬الثالث‪ :‬مسح الضضوجه( حضضتى ظضضاهر‬
‫مسترسضضل لحيتضضه والمقبضضل مضضن أنفضضه علضضى شضضفته لقضضوله تعضضالى‪:‬‬
‫فامسحوا بوجوهكم وأيديكم{ ))‪ (4‬النسضضاء‪ (43:‬ول يجضضب إيصضضال‬
‫التراب إلى منابت الشعر الضضذي يجضضب إيصضضال المضضاء إليهضضا بضضل ول‬
‫يندب ولو خفيفا ً لما فيه من المشقة‪) .‬الرابع‪ :‬مسضضح اليضضدين إلضضى‬
‫المرفقين( قال السيد يوسف الزبيدي في إرشضضاد النضضام‪ :‬وكيفيضضة‬
‫الضضتيمم المندوبضضة كمضضا فضضي الروضضضة أن يضضضع بطضضون أصضضابع يضضده‬
‫اليسرى غير البهام على ظهور أصابع اليمين غير البهام بحيضضث ل‬
‫تخرج أطراف أناملها عن مسبحة اليسرى ويمرها على ظهر كضضف‬
‫اليمنى‪ ،‬فإذا بلضضغ كوعهضضا ضضضم أطضضراف أصضضابعه علضضى حضضرف ذراع‬
‫اليمنى وأمرها إلى المرفق ثم أدار بطضضن كفضضه إلضضى بطضضن الضضذراع‬
‫وأمرها عليه رافعا ً إبهامه فإذا بلغ كوعها أمر بضضاطن إبهضضام يسضضراه‬
‫على ظاهر إبهام يمناه ثم يفعل باليسرى كذلك ثم يمسضضح إحضضدى‬
‫الراحتين بالخرى‪) .‬الخامس‪ :‬الترتيب بين المسضضحتين( ولضضو عضضن‬
‫حدث أكبر وإنما لم يجب في الغسل لنضضه لمضضا كضضان الضضواجب فيضضه‬
‫التعميم جعل البدن فيه كالعضو الواحد‪ ،‬أما بين النقلين فل يجضضب‬
‫إذ المسح أصضل والنقضل وسضيلة‪ ،‬فلضو ضضرب بيضديه علضى الضتراب‬
‫ومسح بإحداهما وجهه وبالخرى يده الخضضرى جضضاز ثضضم ينقضضل مضضرة‬
‫ثانية ليده الثانية‪.‬‬
‫]تتمة[ وسننه التسمية أوله ولو جنبا ً وحائضا ً كما في الوضضضوء‬
‫ويأتي بهضضا بقصضضد الضضذكر أو يطلضضق ونفضضض اليضضدين أو نفخهمضضا بعضضد‬
‫الضرب وقبل المسح من الغبار إن كثر‪ ،‬أمضا نفضضهما بعضد الضتيمم‬
‫فمكروه إذ يسن إبقاؤه حتى يخضضرج مضضن الصضضلة لنضضه أثضضر عبضضادة‪،‬‬
‫والتيامن بضضأن يمسضضح يضضده اليمنضضى قبضضل اليسضضرى والتضضوجه للقبلضضة‬
‫وابتداء مسح الوجه من أعله واليدين من الصابع‪ ،‬لكن إذا يمسضضه‬
‫غيره فيبدأ بالمرفق والغضرة والتحجيضل وتفريضق أصضابعه فضي كضل‬
‫ضربة ونزع الخاتم في الضربة الول وتخليل الصابع إن فرق في‬
‫الضربتين أو في الثانية فقط وإل أي بأن لم يفضضرق أص ضل ً أو فضضرق‬
‫في الولى التي للوجه وجب التخليل في الثانيضضة لنهضضا المقصضضودة‬
‫لليدين بخلف الولى فإنها مقصودة للوجه فما وصل لليدين منهضضا‬
‫ل يعتد به فاحتيج إلى التخليل ليحصل ترتيب المسحتين والمضضوالة‬
‫بين مسح الوجه واليدين‪) .‬تذييل( ومكروهه تكرير التراب وتكريضضر‬
‫المسح لكل عضو‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬فضضي بيضضان مضضا يبطضضل الضضتيمم‪) .‬مبطلت الضضتيمم( بعضضد‬
‫صحته )ثلثة( أحدها‪) :‬مضضا أبطضضل الوضضضوء( فمضضا اسضضم موصضضول أو‬
‫نكرة موصوفة أي الذي أبطضل الوضضوء أو شضيء أبطضل الوضضوء‪.‬‬
‫)و( ثانيها‪) :‬الردة( ولو حكما ً كمضضا لضضو حكضضى صضضبي الكفضضر فيبطضضل‬
‫تيممه لنه طهارة ضعيفة لنه لستباحة الصلة وهي منتفية معهضضا‪،‬‬
‫بخلف الوضوء والغسل بالنسضبة للسضليم فل يبطضل بهضا ولضضو فضي‬
‫أثنائهما‪ ،‬ولو توضأ أو اغتسل ثم ارتد فضضي أثنضضائه ثضضم عضضاد للسضضلم‬
‫كمله لكن يجدد النية لما بقي‪ ،‬أما وضوء صاحب الضرورة وغسله‬
‫فكالتيمم فيبطل بالردة علضضى المعتمضد‪) .‬و( ثالثهضا‪) :‬تضوهم المضضاء(‬
‫وإن زال سريعا ً لوجوب طلبه )إن تيمم لفقضضده( كضضأن رأى سضضرابا ً‬
‫وهو ما يرى وسط النهار كأنه ماء أو جماعة جوز أن معهم ماء بل‬
‫حائل في ذلك التوهم يحول عن استعماله من سضضبع أو عطضضش أو‬
‫نحوهما فإن كان ثم حائل وعلمه قبضضل التضضوهم أو معضضه لضضم يبطضضل‬
‫تيممه‪ ،‬ومحل كون توهم المضضاء مبطل ً للضضتيمم إذا تضضوهمه فضضي حضضد‬
‫الغوث فما دونه مع سعة الوقت بأن يبقى معه زمن لو سعى فيه‬
‫إلى ذلضضك لمكنضضه التطهضضر بضضه والصضضلة فيضضه‪ ،‬والمضضراد بضضالتوهم مضضا‬
‫يشمل الشك ومحضضل البطلن برؤيضضة السضضراب إن لضضم يضضتيقن عنضضد‬
‫ابتدائها أنه سراب‪ ،‬ومثله ما لو رأى غمامضضة مطبقضضة بخلف تضضوهم‬
‫السترة لعدم وجوب طلبها‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في بيان الستحالة والمطهر المحيضضل )الضضذي يطهضضر(‬
‫هو من بضضاب قتضضل وقضضرب أي ينفضضي ويضضبرأ )مضضن النجاسضضات ثلث(‬
‫أحدها‪) :‬الخمر( بغير تاء وهي كل مسكر ولضضو مضضن نبيضضذ التمضضر أي‬
‫مضضن المضضتروك منهضضا حضضتى يشضضتد أو القصضضب أو العسضضل أو غيرهضضا‬
‫محترمة كانت الخمر وهي التي عصرت بقصد الخليضضة أو ل بقصضضد‬
‫شضضيء أو الضضتي عصضضرها الكضضافر أم ل وهضضي الضضتي عصضضرت بقصضضد‬
‫الخمرية وكان العاصر مسلما ً ويجضضب إراقتهضضا حينئذٍ قبضضل التخلضضل‪.‬‬
‫)إذا تخللت بنفسها( أي من غير مصضضاحبة عيضضن فهضضي طضضاهرة لن‬
‫علة النجاسة السكار وقد زال‪ ،‬ولن العصير غالبا ً ل يتخلل إل بعد‬
‫التخمر‪ ،‬فلو لم نقل بالطهارة لتعضضذر اتخضضاذ خضضل مضضن الخمضضر وهضضو‬
‫حلل إجماعا ً ويطهر دنهضا معهضا وإن غلضت بنفسضضها حضتى ارتفعضت‬
‫وتنجس بها ما تلوث فوقها بغير غليانها مضضن دنهضضا‪ ،‬أمضضا إذا تخللضضت‬
‫بمصاحبة عين وإن لم تؤثر في التخليل كحصاة فل تطهر لتنجسها‬
‫بعد تخللها بالعين التي تنجست بها قبل التخلضضل‪) .‬و( ثانيهضضا‪) :‬جلضضد‬
‫الميتة إذا دبغ( أي اندبغ ولو بوقوعه بنفسه أو بإلقائه علضضى الضضدابغ‬
‫أو إلقاء الدابغ عليه بنحو ريح‪ ،‬ومقصضضود الضضدبغ نضضزع فضضضوله وهضضي‬
‫رطوبته التي يفسده بقاؤها ويطيبه نزعها بحيث لو نقع في المضضاء‬
‫لم يعد إليه النتن والفساد‪ ،‬وذلك إنما يحصل بحريف أي مضضا يلضضدغ‬
‫اللسان بحرافته عند ذوقه ولو كان نجسا ً كذرق طير أو عاريا ً عن‬
‫الماء لن الدبغ إحالة ل إزالة‪ ،‬فيظهر ذلك الجلضد المضدبوغ ظضاهرا ً‬
‫وهو ما ظهر من وجهيه‪ ،‬وباطنا ً وهو ما لو شق لظهر‪ ،‬ويبقى بعضضد‬
‫جسضضه بالضضدابغ النجضضس أو‬ ‫اندباغه متنجسا ً فيجب غسضضله بالمضضاء لتن ّ‬
‫المتنجس فل يصلى عليه ول فيه قبل غسله‪ ،‬ويجوز بيعه قبلضضه مضضا‬
‫لم يمنع من ذلك مانع بأن كان فيه نجس يسضضد الفضضرج كشضضعر لضضم‬
‫يلق الدابغ ول يحضضل أكلضه سضواء كضان مضن مضأكول اللحضم أم مضن‬
‫غيره‪ ،‬أما جلد المذكى بعد دبغه فيجوز أكلضضه مضضا لضضم يضضضر‪ .‬قضضوله‪:‬‬
‫جلد الميتة‪ ،‬خرج به الشعر والصوف والوبر واللحضضم لعضضدم تأثرهضضا‬
‫بالندباغ‪ ،‬وأما الجلد فيتأثر بالدبغ إذ ينتقل مضضن طبضضع اللحضضوم إلضضى‬
‫طبع الثياب والميتة ما زالت حياتها بغير ذكاة شرعية فيضضدخل فضضي‬
‫الميتة ما ل يؤكل إذا ذبح‪ ،‬وكذا ما يؤكل إذا اختل فيضضه شضضرط مضضن‬
‫شضضروط التذكيضضة كذبيحضضة المجوسضضي والمحضضرم بالحضضج أو العمضضرة‬
‫للصيد الوحشي لن مذبوح المحرم ميتة ولو للضطرار أو الصيال‬
‫هكذا قال الرحماني‪ ،‬وقضضرر الحفنضضي أنضضه يكضضون ميتضضة فضضي صضضورة‬
‫الضطرار فقط دون الصيال وكمضضا ذبضضح بضضالعظم ونحضضوه‪ ،‬ويضضدخل‬
‫فيها أيضا ً الموت حكما ً كجلد الحيوان الذي سلخ منضضه حضضال حيضضاته‬
‫فإنه يطهر بالدبغ ويخرج بما ذكر ما كان طاهرا ً بعد المضضوت كجلضضد‬
‫الدمي وما كان نجسا ً في حال الحياة كجلضضد الكلضضب والخنزيضضر فل‬
‫يفيده الدبغ شيئًا‪.‬‬
‫]تنبيه[ الحيوان إن كان مأكول ً ل يجضضوز ذبحضضه إل للكضضل فقضضط‬
‫فيحرم لخذ جلده أو لحمه للصيد به وغير المأكول ل يجضضوز ذبحضضه‬
‫مطلقا ً ولو لجل جلضضده إل إذا نضص علضضى جضضواز قتلضضه أو نضضدبه‪) .‬و(‬
‫ثالثها‪) :‬ما صار حيوانًا( كدود تولد من عيضضن النجاسضضة ولضضو مغلظضضة‬
‫لنه ل يخلق من نفس المغلظة بل يتولد فيها كدود الخضضل فضضإنه ل‬
‫يخلق من نفس الخل بل يتولد فيه‪.‬‬
‫]فرع[ قال الشرقاوي‪ :‬ومن السضضتحالت انقلب الضضدم لبن ضا ً أو‬
‫منيا ً أو علقة أو مضغة وانقلب البيضضضة فرخ ضا ً ودم الظبيضضة مسضضكا ً‬
‫وطهر الماء القليل بالمكاثرة فإنه استحالة على الصح‪.‬‬
‫ثم اعلم أن العيان إما حيوان قال أحمد فضضي المصضضباح‪ :‬وهضضو‬
‫كل ذي روح ناطقا ً كان أو غير نضضاطق مضضأخوذ مضضن الحيضضاة يسضضتوي‬
‫فيه الواحد والجمع لنه مصدر في الصل‪ ،‬وإما جماد وهو ما ليس‬
‫حيوانا ً ول أصل حيوان ول جزء حيوان ول منفصل ً عن حيوان‪ ،‬وإما‬
‫فضلت فالحيوان كله طاهر إل نحضضو الكلضضب‪ ،‬والجمضضاد كلضضه طضضاهر‬
‫لنه خلق لمنافع العباد ولو من بعض الوجوه كالحجر فإنه وإن لضضم‬
‫يؤكل ينتفع به في الناء مثل ً قال تعالى‪ :‬هضضو الضضذي خلضضق لكضضم مضضا‬
‫في الرض جميعًا{ ))‪ (2‬البقرة‪ (29:‬والفضلت ثلثضضة أقسضضام‪ :‬مضضا‬
‫استحال في باطن الحيوان إلى فسضضاد فهضضو نجضضس كالضضدم‪ ،‬ومضضا ل‬
‫يستحيل فطاهر كالعرق من حيوان طاهر‪ ،‬وما يستحيل إلى صلح‬
‫فطاهر أيضا ً كاللبن‪ .‬واعلم أن المنفصضضل مضضن الحيضضوان كميتتضضه إل‬
‫شعر مأكول وصوفه ووبره وريشه فطاهر وإن شك فضضي نجاسضضته‬
‫كالملقى على الكيمان مثل ً وهو موضع القمامة‪.‬‬
‫جسة‪ .‬تطلق النجاسة على العين‬ ‫)فصل(‪ :‬في بيان العيان الن ِ‬
‫مجضضازًا‪ ،‬وأمضضا حقيقتهضضا فهضضو الوصضضف القضضائم لمحضضل أي البضضدن أو‬
‫المكضضان أو الثضضوب‪) .‬النجاسضضات ثلث( بالقسضضام المترتبضضة علضضى‬
‫حكمها وغسلها أحدها‪) :‬مغلظة( أي مشدد في حكمها‪) .‬و( ثانيهضضا‪:‬‬
‫)مخففضضة( فضضي ذلضضك أيضضًا‪) .‬و( ثالثهضضا‪) :‬متوسضضطة( بيضضن المغلظضضة‬
‫والمخففة في ذلضضك أيضضا ً )المغلظضضة نجاسضضة الكلضضب( ولضضو معلمضا ً‬
‫)والخنزير( لنه أقبح حال ً من الكلب إذ ل يحضضل اقتنضضاؤه بحضضال مضضع‬
‫إمكان النتفاع بضضه بنحضضو الحمضضل عليضضه فخرجضضت الحشضضرات وهضضي‬
‫صغار دواب الرض فإنها وإن لم يحل اقتناؤها بحال لكن ل يمكضضن‬
‫النتفاع بها‪) .‬وفرع أحدهما( أي مع الخر تبعا ً لهما أو مع غيره من‬
‫حيوان طاهر تغليبضا ً للنجضضس لن الفضضرع يتبضضع أخضضس الصضضلين فضضي‬
‫النجاسة وتحريم الذبيحة والمناكحة والكل وعدم صضضحة الضضضحية‬
‫والعقيقة‪ ،‬وقضضد ذكضضر الجلل السضضيوطي أحكضضام الفضضرع فضضي جميضضع‬
‫أبضضواب الفقضضه نظمضا ً مضضن بحضضر الخفيضضف وهضضو فضضاعلتن مسضضتفعلن‬
‫فاعلتن مرتين فقال‪:‬‬
‫ب أباه <> ولم في الرق والحريه‬ ‫يتبع الفرع في انتسا ٍ‬
‫والزكاة الخف والدين العلى <> والذي اشتد في جزاء وديه‬
‫وأخس الصلين رجسا ً وذبحا ً <> ونكاحا ً والكل والضحيه‬
‫فالولد من الشريف شريف وإن كانت أمه غير شضريفة ل عكسضه‪.‬‬
‫ومن الرقيقة رقيق وإن كان أبوه حرا ً ومضضن الحضضرة حضضر وإن كضضان‬
‫أبوه رقيقا ً غالبًا‪ ،‬وخرج بالغالب ما لو أوصى مالك أمة بما تحملضضه‬
‫كل سنة أو مطلقا ً فأعتقهضضا وارثضضه بعضضد مضضوت الموصضضي ولضضو قبضضل‬
‫قبول الموصى له الوصية فولدها مملوك للموصى له وإن تزوجها‬
‫حر ويلغز بها حينئذ ٍ وبولدها فيقال لنا حرة ل تنكح إل بشرط نكاح‬
‫المة ولنا رقيق بين حرين وما لو ظن الواطىء المة أنهضضا زوجتضضه‬
‫الحرة كأن كان متزوجا ً بحرة وأمة فعلقضضت منضضه فولضضدها حضضر وإن‬
‫كان الواطىء والموطوأة رقيقين ويقال في هذا حّر بين رقيقيضضن‪،‬‬
‫وما لو غر بحرية أمة فانعقد الولد منها‪ ،‬قبل علمه بأنها أمة أو مع‬
‫علمه بذلك فالولد منها حر لظنه حريتها حيضضن نضضزول المنضضي إليهضضا‬
‫حرا ً كان أو عبدًا‪ ،‬وما لو ظن أنها أمته أو أمضضة ولضضده فالولضضد منهضضا‬
‫حر‪ ،‬ويجب فضضي المتولضضد بيضضن إبضضل وبقضضر مثل ً أخضضف الزكضضاتين‪ ،‬فل‬
‫يزكى حتى يبلغ نصاب البقر وهو ثلثون ففيها تبيع‪ ،‬والمتولضضد بيضضن‬
‫ذمي ومسلمة أو عكسه مسلم والمتولد بيضضن صضضيد بضضري وحشضضي‬
‫مأكول وغيره يجب فيه الفدية على المحرم‪ ،‬والمتولد بيضضن كتضضابي‬
‫ومجوسية أو عكسه فيضضه ديضضة كتضضابي‪ ،‬والمتولضضد بيضضن كلضضب وشضضاة‬
‫نجس‪ ،‬وكذا المتولد بين سمك وغيضضره مضضن مضضأكول فتكضضون ميتتضضه‬
‫نجسة‪ ،‬والمتولد بين من تحضضل ذبيحتضضه ومنضضاكحته ككتضضابي ومضضن ل‬
‫تحل كمجوسي ل تحضضل ذبيحتضضه ومنضضاكحته‪ ،‬والمتولضضد بيضضن مضضأكول‬
‫وغيره ل يحل أكله‪ ،‬والمتولد بين ما يضحي به وما ل يضحي به لم‬
‫تجز التضحية به‪ ،‬وكذا العقيقة فلو تولد آدمي بين مغلظ ذكرا ً كان‬
‫أو أنثى وآدمي كذلك وكان على صورة الدمضضي ولضضو فضضي النصضضف‬
‫العلى فقط دون السفل فهو محكوم بطهارته في العبادات أخذا ً‬
‫بإطلقهم طهارة الدمضضي وتجضضري عليضضه الحكضضام لنضضه بضضالغ عاقضضل‬
‫والعقضضل منضضاط التكليضضف فيصضضل ويضضؤمهم لنضضه ل يلزمضضه الضضردة أي‬
‫ويدخل المساجد ويخالط الناس ول ينجسضضهم بمسضضه مضضع رطوبضضة‪،‬‬
‫ول ينجس به الماء القليل ول المائع ويفطم عن الوليات كوليضضات‬
‫نكاح وقضاء كالقن بل أولى على المعتمد في جميع ذلك‪ ،‬ول تحل‬
‫مناكحته ول ذبيحته ول توارث بينه وبين آدمي على المعتمد‪ ،‬وقال‬
‫بعضهم‪ :‬يرث من أمه وأولده دون أبيضضه ول قضضود علضضى قضضاتله فلضضه‬
‫حكم النجس في النكحة لن في أحد أصله مضضا ل يحضضل رجل ً كضضان‬
‫أو امرأة ولو لمن هو مثله وإن استويا فضي الضدين‪ ،‬وكضذا التسضري‬
‫على المعتمد لن شرط حل التسري حل المناكحة‪ ،‬وجوز له ابضضن‬
‫حجر التسري حيضضث خضضاف العنضضت وحكضضم بضضأنه نجضضس معفضضو عنضضه‬
‫ومعتمد الرملي ما تقدم‪ ،‬أما لو كان على صورة الكلب مع العقل‬
‫والنطق فهو نجس علضضى المعتمضضد ولضضه حكضضم المغلضضظ فضضي سضضائر‬
‫أحكامه‪ ،‬وكذا ولد الولد لنه فرع بالواسطة‪ ،‬قال ابن قاسم‪ :‬إنه ل‬
‫يكلف حينئذٍ وإن تكلم وميز وبلغ عدة بلوغ الدمي‪ ،‬وكضضذا لضضو كضضان‬
‫علضضى صضضورة الدمضضي وتولضضد بيضضن مغلظيضضن لن الصضضورة ل تفيضضده‬
‫الطهارة حينئذٍ لضضضعفها فنجضضس اتفاقضًا‪ ،‬قضضال القليضضوبي‪ :‬وإذا كضضان‬
‫ينطق ويفهم فالقياس التكليف لن مناطه العقل‪ ،‬وأما ميتته فهي‬
‫نجسة نظرا ً لصليه‪ ،‬ولو تولد بين مغلظ وحيضوان آخضضر غيضضر آدمضضي‬
‫فهو نجس معفو عنه باتفاق‪ ،‬وأما المتولد بين آدمييضن فهضو طضضاهر‬
‫اتفاقا ً ولو كان على صورة الكلب‪ ،‬فإذا كان ينطضضق ويعقضضل فقضضال‬
‫بعضهم يكلف لن مناط التكليضضف العقضضل وهضضو موجضضود فيضضه‪ ،‬وكضضذا‬
‫المتولد بين شاتين وهو على صورة الدمي إذا كان ينطضق ويعقضل‬
‫ويجوز ذبحه وأكله وإن صار خطيبا ً وإماما ً ولضضذا قيضضل لنضضا‪ :‬خطيضضب‬
‫يذبح ويؤكل‪.‬‬
‫]مسألة[ لو ارتضع جدي وهو الضضذكر مضضن أولد المعضضز كلبضضة أو‬
‫خنزيرة فثبت لحمه على لبنهضضا أي تربضضى وسضضمن منضضه لضضم ينجضضس‬
‫على الصح‪.‬‬
‫]فضضائدة[ نقضضل بعضضضهم أن كضضل الكلب نجسضضة إل كلضضب أهضضل‬
‫الكهف فإنه طاهر ويدخل الجنة‪ ،‬ثم توقف في معنى طهارته هضضل‬
‫أوجضضده اللضضه تعضضالى طضضاهرا ً أو سضضلبه أوصضضاف النجاسضضة؟ فقضضال‬
‫الباجوري‪ :‬والظاهر الثاني‪.‬‬
‫)والمخففضضة بضضول الصضضبي( دون الصضضبية والخنضضثى )الضضذي لضضم‬
‫يطعم( بفتح أوله وثالثه أي لم يأكل ولم يشرب‪) .‬غيضضر اللبضضن( أي‬
‫للتغذي ول فرق بين اللبن الطاهر والنجضضس ولضضو مضضن مغلضضظ وإن‬
‫وجب تسبيع فمه منه‪ ،‬قال الشضضرقاوي‪ :‬مضضن اللبضضن الجبضضن والزبضضد‬
‫بضم الزاي وهو ما يستخرج بالمخض أي الخالص مضضن لبضضن البقضضر‬
‫والغنم والقشطة سواء كان قشضضطة أمضضه أم ل‪ ،‬ودخضضل فيضضه أيضضا ً‬
‫الخاثر بالمثلثة أي الحامض وهضضو مضضا فيضضه ملوحضضة والمخيضضض وهضضو‬
‫الذي أخرج زبده بوضع المضضاء فيضضه وتحريكضضه ولضضو بالنفحضضة بكسضضر‬
‫الهمزة وفتح الفاء وتشديد الحاء وهي كرش الحمضضل والجضضدي مضضا‬
‫دام يرضع وهي شيء يسضضتخرج مضضن بطنضضه أصضضفر‪ ،‬والقضضط بفتضضح‬
‫الهمزة وكسرها وهو الذي يتخذ مضضن اللبضضن المخيضضض يطبضضخ حضضتى‬
‫يعصر ماؤه وخرج باللبن السمن ولضضو مضضن لبضضن أمضضه‪ .‬أمضضا تحنيكضضه‬
‫بنحو تمرٍ وتناوله نحو السفوف بفتح السضين وهضو الضدواء للصضلح‬
‫كإخراج الريح من جوفه فل يضر‪) .‬ولضضم يبلضضغ الحضضولين( تقريبضا ً فل‬
‫يضر زيادة نحو يومين هكذا قال الشرقاوي‪ .‬وقال الشضضيخ عثمضضان‬
‫في تحفة الحبيب‪ :‬والمعتمد الضضضرر لن الحضضولين تحديديضضة هلليضضة‬
‫كما ذكره الشضضيخ علضضي الشبراملسضضي ونقضضل مثلضضه عضضن القليضضوبي‬
‫وقوله‪ :‬بول الصبي الخ‪ ،‬البول قيد أول والصبي أي الذكر المحقق‬
‫قيد ثان‪ .‬وقوله‪ :‬الذي لم يطعم غير اللبن قيضضد ثضضالث‪ .‬وقضضوله‪ :‬لضضم‬
‫يبلغ الحولين قيد رابع انتهى‪.‬‬
‫)والمتوسطة سائر( أي بضضاقي )النجاسضضات( قضضال أبضضو القاسضضم‬
‫الحريري فضضي درة الغضضواص‪ :‬ومضضن أوهضضامهم الفاضضضحة وأغلطهضضم‬
‫الواضحة أنهم يقولون قدم سائر الحضضاج واسضضتوفى سضضائر الخضضراج‬
‫فيستعملون سضضائر بمعنضضى الجميضضع وهضضو فضضي كلم العضضرب بمعنضضى‬
‫الباقي‪ ،‬ومنه قيل لما يبقى في الناء سضضؤر‪ ،‬والضضدليل علضضى صضضحة‬
‫ذلك أنه عليه السلم قال لغيلن حين أسلم وعنضضده عشضضر نسضضوة‪:‬‬
‫اختر أربعا ً منهن وفارق سائرهن أي مضضن بقضضي بعضضد الربضضع اللتضضي‬
‫ق قضضل أو كضضثر‬‫تختارهن‪ ،‬والصحيح أن سضضائر يسضضتعمل فضضي كضضل بضضا ٍ‬
‫لجماع أهل اللغة على أن معنى الحديث إذا شضضربتم فاسضضئروا أي‬
‫ابقوا في الناء بقية ماء‪ ،‬ل أن المراد به أن يشرب القضضل ويبقضضي‬
‫الكضضثر‪ ،‬وإنمضضا نضضدب للتضضأديب بضضذلك لن الكثضضار مضضن المطعضضم‬
‫والمشرب منبأة أي دالة على النهضضم وملمضضة عنضضد العضضرب انتهضضى‪.‬‬
‫والنهم بفتحتين إفراط الشهوة في الطعام‪.‬‬
‫ثم اعلم أن النجاسة لغة ما يستقذر ولو طاهرا ً كبصاق ومنضضي‬
‫ومخاط‪ ،‬ويحرم أكل ذلك بعد أن يخرج من معدته إل لنحضضو صضضلح‬
‫وشرعا ً بالحد مستقذر يمنع صضضحة الصضضلة حيضضث ل مرخضضص أي ل‬
‫مجوز‪ ،‬فإن كان هنضضاك مرخضص كمضا فضضي فاقضد الطهضورين وعليضضه‬
‫نجاسة فإنه يصلي لحرمة الوقت وعليضه العضضادة وبالعضضد عشضرون‬
‫الول‪ :‬بول ولو من طفل ومنه الحصاة التي تخرج عقبه إن تيقضضن‬
‫انعقادهضضا منضضه فهضضي نجسضضة وإل فهضضي متنجسضضة والثضضاني‪ :‬المضضذي‬
‫بالمعجمة وهو ماء أصفر ثخين يخرج غالبا ً عند ثضضوران الشضضهوة بل‬
‫لذة ولو بل شهوة قوية أو بعد فتورها فل يكضضون إل مضضن البضضالغين‪،‬‬
‫وأكثر ما يكون في النساء عند ملعبتهن وهيجان شهوتهن‪ ،‬وربمضضا‬
‫يخرج من الشخص ول يحس بضضه‪ .‬الثضضالث‪ :‬ودي بمهملضضة وهضضو مضضاء‬
‫أبيض كدر ثخين يخرج إما عقب البول أو عنضضد حمضضل شضضيء ثقيضضل‬
‫وهذا ل يختص بالبالغين‪ .‬الرابع‪ :‬روث مضضن غضضائط وغيضضره ولضضو مضضن‬
‫سمك وجراد ويجوز قلي السمك حيا ً وكذا ابتلعه إذا كان صضضغيرا ً‬
‫ويعفى عمضا فضي بضاطنه ويسضن ذبضح بقضرة كضبيرة يطضول بقاؤهضا‪.‬‬
‫الخامس‪ :‬كلب ولو معلما ً للصيد أو الحراسة أو نحوهما‪.‬‬
‫)حكمة( في الكلب عشر خصال محمودة ينبغضضي للضضؤمن أن ل‬
‫يخلو منها‪ :‬أولها‪ :‬ل يزال جائعا ً وهذه صفات الصالحين‪ .‬الثانيضضة‪ :‬ل‬
‫ينام من الليل إل قليل ً وهذه مضضن صضضفات المتهجضضدين‪ .‬الثالثضضة‪ :‬لضضو‬
‫طرد في اليوم ألف مرة ما برح عن باب سيده وهذه من علمات‬
‫الصادقين‪ .‬الرابعة‪ :‬إذا مات لم يخلف ميراث ضا ً وهضضذه مضضن علمضضات‬
‫الزاهدين‪ .‬الخامسة‪ :‬أن يقنع من الرض بأدنى موضضضع وهضضذه مضضن‬
‫علمات الراضين‪ .‬السادسضضة‪ :‬أن ينظضضر إلضضى كضضل مضضن يضضرى حضضتى‬
‫يطرح له لقمة وهذه من أخلق المساكين‪ .‬السابعة‪ :‬أنه لضضو طضضرد‬
‫وحضضضثي عليضضه الضضتراب فل يغضضضضب ول يحقضضد وهضضضذه مضضن أخلق‬
‫العاشقين‪ .‬الثامنة‪ :‬إذا غلب على موضعه يتركه ويذهب إلى غيضضره‬
‫وهذه من أفعال الحامدين‪ .‬التاسعة‪ :‬إذا أجضضدي لضضه أي أعطضضي لضضه‬
‫لقمة أكلها وبات عليها وهذه من علمات القانعين‪ .‬العاشضضرة‪ :‬أنضضه‬
‫إذا سافر من بلد إلى غيرها لم يتزود وهذه من علمات المتوكلين‬
‫انتهى‪ .‬السادس‪ :‬خنزير قال الله تعالى‪ :‬إنما حضضرم عليكضضم الميتضضة‬
‫والدم أي المسفوح ولحم الخنزير{ ))‪ (16‬النحضضل‪ (115:‬أي أكلضضه‬
‫وخص اللحم بالذكر لنه معظم المقصود وغيره تبضضع لضضه‪ .‬السضضابع‪:‬‬
‫فرع كل منهما مع غيره تبعا ً لهما أو تغليبضا ً للنجاسضة إن لضم توجضضد‬
‫الصورة أما إذا وجدت فإنهضضا تغلضضب كمضضا مضضر‪ .‬الثضضامن‪ :‬منيهضضا تبع ضا ً‬
‫لصله وهو البدن بخلف مني غير هؤلء الثلثضضة لضضذلك سضضواء كضضان‬
‫مأكول اللحم أو ل‪ .‬التاسع‪ :‬ماء قرح تغير طعمه أو ريحضضه أو لضضونه‬
‫لنه دم مستحيل فإن لم يتغير فطاهر كضضالعرق خلفضا ً للرافعضضي أو‬
‫اختلط بأجنبي لن محضضل العفضضو عضضن مضضاء القضضروح وكضضذا المتنفضضط‬
‫والصديد ونحوها ما لم تختلط بضضذلك ولضضو مضضن نفسضضه كضضدمع عينضضه‬
‫وريقه‪ .‬العاشر‪ :‬صديد وهو ماء رقيق يخضالطه دم‪ .‬الحضادي عشضر‪:‬‬
‫القيح لنه دم مستحيل‪ .‬الثاني عشر‪ :‬مرة بكسضر الميضم وهضي مضضا‬
‫فضضي المضضرارة أي الجلضضدة وأمضضا نفسضضها فمتنجسضضة تطهضضر بالغسضضل‬
‫فيجوز أكلها إن كانت مضضن حيضضوان مضضأكول كضضالكرش بفتضضح الكضضاف‬
‫وكسر الراء والكبد والطحال بكسضضر الطضضاء‪ ،‬ومضضن جملضضة مضضا فضضي‬
‫المرارة الخرزة التي توجد في مرارة البقر وتستعمل في الدويضضة‬
‫فهي نجسة لتجمدها من النجاسة فأشبهت الماء النجس إذا انعقد‬
‫ملحًا‪ ،‬ومثلها فضضي النجاسضضة سضضم الحيضضة والعقضضرب وسضضائر الهضضوام‬
‫وتبطل الصلة بلسعة الحية لن سمها يظهر على محل اللسضضعة ل‬
‫العقرب على الوجضضه لن إبرتهضضا تغضضوص فضضي بضضاطن اللحضضم وتمضضج‬
‫السم فيه وهو ل يجب غسله‪ ،‬وأما النفحة فإن كانت مضضن حيضضوان‬
‫لم يتناول غير اللبن فطاهرة وإل فمتنجسة‪ .‬الثالث عشر‪ :‬مسضضكر‬
‫مائع من خمر وغيره وخرج بالمضضائع الحشيشضضة والبنضضج بفتضضح البضضاء‬
‫وهو نبت له حب يخبط العقل ويورث الخبال فإنهما مع تحريمهمضضا‬
‫طاهران‪ ،‬وكذلك الفيون والزعفران والعنبر وجوزة الطيضب وهضي‬
‫كبيرة تؤكل والذي يباع عند نحو العطار إنما هو ُنواها ل هي فكثير‬
‫ذلضضك حضضرام لضضضرره بالعقضضل‪ ،‬ويجضضوز تعضضاطي القليضضل منضضه عرف ضا ً‬
‫وضضضبطه بعضضضهم بمضضا ل يضضؤثر‪ ،‬وينبغضضي كتضضم ذلضضك عضضن العضضوام‪،‬‬
‫واستفتى شضيخنا يوسضف الجضاوي للمفضتي محمضد صضالح فضي بيضع‬
‫الفيون وشرائه وأكله وشرب دخانه هل هو حلل أم حرام؟ وهضضل‬
‫يجوز أكله وشرب دخانه لضرورة كوجع البطن وما أشضضبه ذلضضك أو‬
‫ل؟ وهل هو نجس أو طاهر؟ فبين المفتي حكم ذلك بقوله‪ :‬يحرم‬
‫استعمال الفيون إذا كان المستعمل منه قدرا ً يخدر العقضضل إل إذا‬
‫كان اضطر إلضضى اسضضتعماله بضضأن لضضم يجضضد غيضضره حلل ً وبيعضضه لمضضن‬
‫يستعمله على وجه محرم حرام وشراؤه لستعمال محضضرم حضضرام‬
‫وهو في نفسه طاهر‪ .‬الرابع عشر‪ :‬ما يخرج من معدة يقينا ً كقيء‬
‫ولو بل تغير‪ ،‬نعم إن كان الخارج حبا ً متصلبا ً بحيضضث لضضو زرع لنبضضت‬
‫فمتنجس فإن كان بحيث لضضو زرع لضضم ينبضضت فنجضضس العيضضن‪ ،‬وأمضضا‬
‫البيض إذا ابتلعه حيوان وخرج منه فإن كان بحيث لو حضن لفضضرخ‬
‫فطاهر وإل فنجس‪ ،‬أما الخارج من الصدر أو الحلق وهي النخامضضة‬
‫ويقال النخاعة والنازل من الدماغ وهو البلغم فطاهران كالمخضضاط‬
‫والبصاق بالصاد والزاي والسين كغراب وهو ماء الفم بعد خروجه‬
‫منه وأما ما دام فيه فهو ريق‪ ،‬ومثله في الطهضضارة العنضضبر والزبضضاد‬
‫والعرق‪ ،‬وكذا المسك إن انفصل من الظبية حال الحياة ولو ظنضضا ً‬
‫أو بعد الذكاة‪ .‬وسئل المفتي محمد صالح في ماء يخضضرج مضضن فضضم‬
‫النائم هل هو نجضضس أو ل؟ وإذا كضضان نجسضا ً فكيضضف الحضضتراز عنضضه‬
‫لمن ابتلي به؟ فأجاب بقوله‪ :‬حيث لم يتحقق أنه من المعدة فهضضو‬
‫طاهر‪ ،‬وإن تحقق أنه منها فهو نجس‪ ،‬ومضضن ابتلضضي بضضه عفضضي عنضضه‬
‫في حقه‪ .‬الخامس عشر‪ :‬لبن ما ل يؤكل غير الدمي كلبضن التضان‬
‫وهي بفتح الهمزة اسم لنثى الحمير مستحيل في الباطن كالضضدم‪،‬‬
‫أما لبن ما يؤكل ولبن الدمي فطاهران‪ .‬السادس عشر‪ :‬ميتة غير‬
‫آدمي وسمك وجراد والمراد بالسمك كل ما ل يعيش في البر من‬
‫م سضضمكًا‪ ،‬قضضال العمريطضضي فضضي نظضضم‬ ‫حيضضوان البحضضر وإن لضضم يس ض ّ‬
‫التحرير من بحر الرجز‪:‬‬
‫ل <> وإن طفا أو مات أو فيه قتل‬ ‫وكل ما في البحر من حي يح ْ‬
‫فإن يعش في البر أيضا ً فامنِع <> كالسرطان مطلقا ً والضفدع‬
‫قوله‪ :‬وإن طفا بالفاء أي مات في الماء ثم عل فضضوق وجهضضه ولضضم‬
‫يرسب‪ .‬السابع عشر‪ :‬دم إل كبدا ً وطحضال ً فطضاهران مضا لضم يضدقا‬
‫ويصيرا دما ً وإل فنجسضضان‪ ،‬وإل منيضا ً ولبنضا ً خرجضضا علضضى لضضون الضضدم‬
‫وبيضة لم تفسد بأن لم تصلح للتخلق فطاهرة أيضًا‪ ،‬أمضضا إذا صضضار‬
‫البيض مذرا ً وهو الضضذي اختلضضط بياضضضه بصضضفاره فطضضاهر بل خلف‪.‬‬
‫قال عثمان السويفي‪ :‬قوله دم بتخفيف الميم وبتشديدها ولو فضضي‬
‫سمك قال في العباب‪ :‬كل سمك ملح ولضضم يخضضرج مضضا فضضي جضضوفه‬
‫فهو نجس انتهى‪ .‬قال الشرقاوي‪ :‬قوله دم أي وإن سال من كبضضد‬
‫وطحال ومنه الباقي علضضى اللحضضم والعظضضام لكضضن إذا طبضضح اللحضضم‬
‫بماء وصار الماء متغير اللون بواسطة الضضدم البضضاقي عليضضه فضضإنه ل‬
‫يضر‪ ،‬ول فرق في ذلك بين أن يكضضون المضضاء واردا ً أو مضضورودا ً هضضذا‬
‫إذا لم يغسل قبل وضعه في القدر كلحم الضأن‪ ،‬فإن غسضضل قبضضل‬
‫ذلك كلحم الجاموس وصار الماء متغيرا ً بما ذكر فإنه يكون مضرا ً‬
‫لن شرط إزالة النجاسة ولو معفوا ً عنهضضا زوال الوصضضاف‪ ،‬فل بضضد‬
‫من غسله قبل الوضضضع حضضتى تصضضفو الغسضضالة أفضضاده خضضضر‪ ،‬وقضضرر‬
‫شيخنا عطية أنه يعفى عن الدم الذي علضضى اللحضضم إذا لضم يختلضضط‬
‫بماء وإل فل يعفى عنه كما يقع في مجاز غير الضأن‪ ،‬أمضضا الضضضأن‬
‫فل يختلط لحمه بماء‪ ،‬وهذا التفصيل في غير مضضاء الطبضضخ أمضضا هضضو‬
‫كأن خرج من اللحم مضضاء وغيضضر المضضاء فل يضضضر سضضواء كضضان المضضاء‬
‫واردا ً أو مورودًا‪ ،‬فالتفصيل في الضدم الضضذي علضضى اللحضم إنمضضا هضضو‬
‫قبل وضعه في القدر‪ ،‬والذي سمعته من شيخنا الحفنضضي مضضا قضضاله‬
‫خضر اهض‪.‬‬
‫)تتمة( لو اختلط ماء الحلق بالدم لم يعف عنضضه بالنسضضبة لمضضاء‬
‫التنظيف بعد إزالة الشعر‪ ،‬أمضضا المضضاء الول الضضذي يبضضل بضه الشضضعر‬
‫ليحلق فيعفى عنه لمشقة حلق الشعر بضضدون بلضضه‪ .‬الثضضامن عشضضر‪:‬‬
‫جرة بكسر الجيضضم وهضضي مضضا يخرجضضه البعيضضر أو غيضضره للجضضترار أي‬
‫الكل ثانيًا‪ ،‬وأما ما يخرجه من جانب فمه عند الهيجضضان المسضضمى‬
‫بالقلة فليس بنجس لنه من اللسان‪ .‬التاسع عشر‪ :‬مضضاء المتنفضضط‬
‫أي البقابيق الذي له ريح وإل فطاهر خلف ضا ً للرافعضضي‪ .‬العشضضرون‪:‬‬
‫دخان النجاسة وهو المنفصل منها بواسطة نار وكضضذا بخارهضضا وهضضو‬
‫اللهب الصافي من الدخان‪ ،‬ول فرق في ذلك بين أن ينفصل مضضن‬
‫نجس العين كالجلة بالتثليث البعرة أو كالحطب المتنجس بضضالبول‬
‫مث ً‬
‫ل‪.‬‬
‫ثم اعلم أن رطوبة الفرج علضضى ثلثضضة أقسضضام‪ :‬طضضاهرة قطعضا ً‬
‫وهي الناشئة مما يظهضضر مضضن المضضرأة عنضضد قعودهضضا علضضى قضضدميها‪،‬‬
‫وطاهرة على الصح وهي مضضا يصضضل إليهضضا ذكضضر المجضضامع‪ ،‬ونجسضة‬
‫وهي ما وراء ذلك‪ ،‬لكن هذه القسام في فرج الدمية ل في فضضرج‬
‫البهيمة لن البهيمة ليس لها إل منفذ واحضضد للبضضول والجمضضاع قضضاله‬
‫السويفي‪.‬‬
‫]فرع[ المشيمة الخارجة مع الولد طاهرة‪ ،‬قال الشبراملسي‪:‬‬
‫والظاهر أنها ل يجب فيها شيء‪.‬‬
‫]فائدة[ الفضلت من النضضبي صضضلى اللضضه عليضضه وسضّلم طضضاهرة‬
‫وكذا سائر النبياء تشريفا ً لمقامهم‪ ،‬ومع ذلك يجوز الستنجاء بهضضا‬
‫إذا وجدت فيهضضا شضضروط الحجضضر علضضى المعتمضضد بخلف البضضول‪ ،‬ول‬
‫يجوز أكلها إل إذا كانت للتبرك‪ ،‬ويجوز وطؤهضضا بالرجضضل‪ ،‬ول فضضرق‬
‫بين أن يكون زمن النبوة أو بعده‪ .‬وقد وقضضع لضضواعظ ذكضضر صضضفات‬
‫النبي صلى الله عليه وسّلم فمن جملة ما قاله لمضضن يعظهضضم‪ :‬إن‬
‫بوله صلى الله عليه وسّلم خير من صلتكم انتهى‪ .‬قال المدابغي‪:‬‬
‫وهو صحيح وصواب‪ .‬ويوجه بأمور منها أن هذا الواعظ يحتمل أنضضه‬
‫من أرباب الكشف‪ .‬وقد أطلعه الله تعالى على رياٍء في صضضلتهم‪،‬‬
‫أو يقال إن بوله صلى اللضضه عليضضه وسضّلم يستشضضفى بضضه فهضضو نضضافع‬
‫وصلتهم غير محققة القبول‪.‬‬
‫)فصضضل(‪ :‬فضضي بيضضان إزالضضة النجاسضضة قضضال عثمضضان السضضويفي‪:‬‬
‫والمراد بالنجاسة الوصف الملقي للمحضضل سضضواء كضضانت النجاسضضة‬
‫عينية أو حكمية )المغلظة( أي ما تنجس من الطاهرات بلعابهضضا أو‬
‫بولها أو عرقها أو بملقاة أجزاء بدنها مع توسط رطوبضضة مضضن أحضضد‬
‫الجانبين )تطهر بسبع غسلت( تعبدا ً وإل فيكفضضي مضضن حيضضث زوال‬
‫النجاسة مرة واحدة حيث زالت الوصاف )بعد إزالة عينهضضا( وهضضذا‬
‫موافق لما قاله ابن حجر في المنهج القويم والسيد المرغني فضضي‬
‫مفتاح فلح المبتدي‪ ،‬حيث قال‪ :‬وإنما يعتبر السبع بعد زوال العين‬
‫فمزيلها وإن تعدد واحدة ويكتفى بالسبع وإن تعدد الولوغ أو كضضان‬
‫معه نجاسة أخرى‪ .‬انتهى والضذي اعتمضده العلمضاء هضو مضا صضححه‬
‫النووي وقالوا‪ :‬ولو لم يزل عين النجاسضضة إل بسضضت غسضضلت مثل ً‬
‫حسبت واحضضدة‪ ،‬وصضضحح الرافعضضي فضضي الشضضرح الصضضغير المسضضمى‬
‫بالعزيز على الضضوجيز للغزالضضي أنهضضا حسضضبت سضضت غسضضلت وقضضواه‬
‫السنوي في مهمات المحتاج‪ ،‬قال الباجوري‪ :‬وأما الوصف فلو لم‬
‫يزل إل بست حسبت ستًا‪) .‬إحداهن( أي إحدى السبع ولو الخيرة‬
‫)بتراب( أي ممزوجة بتراب طاهر لكن الولى أولى‪ ،‬والحاصل أن‬
‫المزج له ثلث كيفيات‪ .‬الولى‪ :‬أن يمزج المضضاء والضضتراب مع ضا ً ثضضم‬
‫يوضعا على موضع النجاسة وهذه أفضل كيفيضضات المضضزج بضضل منضضع‬
‫السنوي غير هذه الكيفية‪ ،‬وفي هضضذه الحالضضة لضضو كضضانت الوصضضاف‬
‫موجودة من غير جرم وصب عليها المضضاء الممضضزوج بضضالتراب فضضإن‬
‫زالت بتلك الغسضضلة حسضضبت وإل فل‪ ،‬فضضالمراد بضضالعين فضضي قضضولهم‬
‫مزيل العين واحدة وإن تعضضدد مضضا يشضضمل الوصضضاف وإن لضضم يكضضن‬
‫جرم‪ .‬الثانية‪ :‬أن يوضع الضضتراب علضضى موضضضع النجاسضضة ثضضم يوضضضع‬
‫الماء عليه ويمزجا قبل الغسل وفي هذه الحالة شرط زوال جرم‬
‫النجاسة ووصفها من طعم ولون وريح قبل الوضع‪ .‬الثالثة‪ :‬عكس‬
‫الثانية بأن يوضع الماء أول ً ثم الضضتراب ويمزجضضا قبضضل الغسضضل كمضضا‬
‫مر‪ ،‬وفي هذه الحالة ل يشترط زوال أوصاف النجاسة ول جرمهضضا‬
‫أول ً لن الماء أقوى بل هو المزيل وإنما الضضتراب شضضرط‪ ،‬ول يضضضر‬
‫في هاتين الحالتين بقاء رطوبة المحل وإن كان نجس ضا ً إذ الطهضضور‬
‫الوارد على المحضضل بضضاق علضضى طهضضوريته لن الضضوارد لضضه قضضوة‪ ،‬ول‬
‫يكفي ذر التراب على المحضضل مضضن غيضضر أن يتبعضضه بمضضاء ول مزجضضه‬
‫بغيضضر مضضاء ول مضضزج غيضضر تضضراب طهضضور كأشضضنان وتضضراب نجضضس أو‬
‫مستعمل في تيمم أو غسلت نحضو كلضب والشضنان بضضم الهمضزة‬
‫وكسرها وفتحها هو نوع من الحشيش‪ ،‬والواجب من التراب قضضدر‬
‫ما يكدر الماء ويصضضل بواسضضطته إلضضى جميضضع المحضضل ويقضضوم مقضضام‬
‫التضضتريب كضضدورة المضضاء كمضضاء النيضضل أيضضام زيضضادته وكمضضاء السضضيل‬
‫المتترب‪ ،‬ولو غمس المتنجس بما ذكر في ماء كثير راكد وحركضضه‬
‫سبعا ً وتربه طهضضر ويحسضضب الضضذهاب مضضرة والعضضود أخضضرى وإن لضضم‬
‫يحركه فواحدة أوفي جار وجرى عليه سبع جريات حسبت سضضبعه‪،‬‬
‫أما مكثه في ماء كثير راكد فيحسب مرة وإن مكث زمان ضا ً طضضويل ً‬
‫والرض الترابية أي التي فيها تراب خلقي أو مضضن هبضضوب الريضضح ل‬
‫تحتاج إلى تتريب إذ ل معنى لتضضتريب الضضتراب‪ ،‬ول فضضرق فضضي ذلضضك‬
‫بين التراب المستعمل وغيره كالمتنجس‪ ،‬وخرج بالترابية الحجرية‬
‫والرملية التي ل غبار فيها فل بد من تتريبها‪ ،‬ولو انتقل شيء مضضن‬
‫الرض الترابية المتنجسضضة نجاسضضة مغلظضضة إلضضى غيرهضضا فضضإن أريضضد‬
‫تطهيضضر المنتقضضل مضضن الطيضضن لضضم يجضضب تضضتريبه‪ ،‬وإن أريضضد تطهيضضر‬
‫المنتقل إليه وجضضب تضضتريبه‪ ،‬ولضضو تطضضاير مضضن غسضضلت غيضضر الرض‬
‫الترابية شيء إلى نحو ثوب غسل المتطاير إليه بعد ما بقضضي مضضن‬
‫الغسلت‪ ،‬فإن كان من الولضضى وجضضب غسضضله سضضتا ً أو مضضن الثانيضضة‬
‫غسل خمسا ً وهكذا مع التتريب إن لم يكضضن تضضرب وإل فل تضضتريب‪،‬‬
‫وخرج بمضضا بقضضي مضضن الغسضضلت المتطضضاير مضضن السضضابعة فل يجضضب‬
‫غسله‪ ،‬فلو جمع ماء الغسلت السبع في نحضضو طشضضت ثضضم تطضضاير‬
‫منها شيء على نحو ثوب وجب غسضضله سضضتا ً لن فيضضه مضضاء الولضضى‬
‫وهو يقتضي ست غسلت‪ ،‬ووجب تتريبه إن كان التراب فضضي غيضضر‬
‫الولى هذا إذا كضضان المضضاء المجمضضوع لضضم يبلضضغ قلضضتين بل تغيضضر وإل‬
‫فطهور‪.‬‬
‫]فائدة[ وقع السؤال عما لو بال كلب علضضى عظضضم ميتضضة‪ ،‬غيضضر‬
‫مغلظة فغسل سبعا ً إحداهن بتراب فهل يطهر من حيث النجاسضضة‬
‫المغلظة حتى لو أصضاب ثوبضا ً رطبضا ً مثل ً بعضد ذلضك لضم يحتضج إلضى‬
‫تسضضبيع؟ والجضضواب ل يطهضضر فل بضضد مضضن تسضضبيع ذلضضك الثضضوب نقلضضه‬
‫المدابغي عن الجهوري وابن قاسم‪.‬‬
‫)والمخففة( أي ما تنجس ببضضول الصضضبي الضضذي لضضم يأكضضل ولضضم‬
‫يشرب سوى اللبن‪ .‬ولم يبلغ الحولين‪) .‬تطهضضر بضضرش المضضاء عليهضضا‬
‫مع الغلبة وإزالة عينها( أي فكيفضضي فيهضضا الضضرش‪ .‬والغسضضل أفضضضل‬
‫خروجا ً من الخلف‪ ،‬ومحل ذلك إن لم يختلط برطوبة في المحضضل‬
‫مثل ً وإل وجضضب الغسضضل لن تلضضك الرطوبضضة صضضارت نجسضضة وهضضي‬
‫ل‪ ،‬ول بد في الرش من إصابة الماء جميع موضضضع البضضول‬ ‫ليست بو ً‬
‫وأن يعم ويغلب الماء على البول‪ ،‬ول يشترط فضضي ذلضضك السضضيلن‬
‫قطعا ً والسضضيلن والتقضضاطر هضضو الفضضارق بيضضن الغسضضل والضضرش‪ ،‬فل‬
‫يكفي الرش الذي ل يعمه ول يغلبه كما يقع من كثير مضضن العضضوام‪،‬‬
‫ول بد مضضع الضضرش مضضن زوال أوصضضافها كبقيضضة النجاسضضة بعضضد إزالضضة‬
‫عينها‪ ،‬ول بد من عصر محضضل البضضول أو جفضضافه حضضتى ل يبقضضى فيضضه‬
‫رطوبة تنفصل بخلف الرطوبة التي ل تنفصل‪ ،‬هذا وخرج الغضضائط‬
‫والقيء وبول النثى وأكله أو شضضربه غيضضر اللبضضن للتغضضذي ورضضضاعه‬
‫بعد حولين فل يكفي رشه بل ل بد من غسله وهضو تعميضضم المحضضل‬
‫مع السيلن‪ ،‬ولو أصابه بول صبي وشك هل هضضو قبضضل الحضضولين أو‬
‫بعدهما وجب الغسل لن الرش رخصة فل يصضضار إليهضضا إل بيقيضضن‪،‬‬
‫وى المامضضان أبضضو حنيفضضة ومالضضك بيضضن الصضضبي الضضذكر المحقضضق‬‫وس ّ‬
‫وغيره من وجوب الغسل من بولهما وإن لم يأكل الطعضضام وذهضضب‬
‫لطهارة بول الصبي أحمدبن حنبل وإسضضحاق وأبضضو ثضضور مضضن أئمتنضضا‬
‫وحكضضي عضضن مالضضك‪ ،‬وأمضضا حكايضضة بعضضض المالكيضضة قضضول ً للشضضافعي‬
‫بطهارة بول الصبي فباطلة وغلط أو افتراء‪.‬‬
‫)والمتوسطة تنقسم على قسمين‪ :‬عينية( وهي الضضتي تشضضاهد‬
‫بالعين )وحكمية( أي وهي التي حكمنا على المحضضل بنجاسضضته مضضن‬
‫غير أن ترى عين النجاسة )العينية( ضابطها هي )الضضتي لهضضا لضضون(‬
‫من البيضضاض والسضضواد والحمضضرة وغيضضر ذلضضك )وريضضح( وهضضي بمعنضضى‬
‫الرائحة عرض يدرك بحاسة الشم )وطعضضم( بفتضضح الطضضاء وهضضو مضضا‬
‫يؤديه الذوق من الكيفية كالحلوة وضدها )فل بد مضضن إزالضضة لونهضضا‬
‫وريحها وطعمها( إل ما عسر زواله من لون أو ريح فل تجب إزالته‬
‫بل يطهر محله حقيقة بخلف ما لو اجتمعنا فضضي محضضل واحضضد مضضن‬
‫نجاسة واحدة لقوة دللتهما على بقاء عين النجاسضضة‪ ،‬وبخلف مضضا‬
‫لو بقي الطعم لذلك أيضضا ً ولسضضهولة إزالتضضه غالبضًا‪ ،‬فضضالواجب فضضي‬
‫إزالة النجاسة الحضضت والقضرص ثلث مضرات‪ .‬وفضي المصضضباح قضال‬
‫الزهري‪ :‬الحت أن تحك بطرف حجر أو عضضود والقضضرص أن تضضدلك‬
‫بأطراف الصابع دلكا ً شديدا ً وتصب عليه الماء حضضتى تضضزول عينضضه‬
‫وأثره انتهى‪ .‬فإذا بقضضي بعضضد ذلضضك اللضضون أو الريضضح حكضضم بالتعسضضر‬
‫وطهارة المحل ول تجب السضضتعانة بالصضضابون والشضضنان وإن بقيضضا‬
‫معا ً أو الطعم وحده تعينت الستعانة بما ذكر إلى التعذر وضضضابطه‬
‫أن ل يزول إل بالقطع‪ ،‬فإذا تعذر زوال ما ذكضضر حكضضم بضضالعفو فضضإذا‬
‫قدر على الزالة بعد ذلك وجبت ول تجب إعادة مضضا صضضله بضضه أول ً‬
‫وإل فل معنى للعفو‪ ،‬ويعتبر لوجوب نحو الصابون أن يفضضضل ثمنضضه‬
‫عما يفضل عنه ثمن الماء في الضضتيمم فضضإن لضم يقضضدر عليضضه صضضلى‬
‫عاريًا‪ ،‬وإن لم يقضضدر علضضى الحضضت ونحضضوه لزمضضه أن يسضضتأجر عليضضه‬
‫بأجرة مثله إذا وجدها‪ ،‬فاضضلة عضضن ذلضضك أيضضا ً ذكضضره الشضضرقاوي‪،‬‬
‫قال الحصني في شرح الغاية‪ :‬ثم شرط الطهارة أن يسكب الماء‬
‫القل من قلتين فقضضط علضضى المحضضل النجضضس‪ ،‬فلضضو غمضضس الثضضوب‬
‫ونحوه فضضي طشضضت فيضضه مضضاء دون القلضضتين فالصضضحيح الضضذي قضضاله‬
‫جمهور الصحاب أنه ل يطهر لنه بوصوله إلى الماء تنجس لقلته‪،‬‬
‫ويكفضضي أن يكضضون المضضاء غضضامرا ً للنجاسضضة علضضى الصضضحيح‪ ،‬وقيضضل‬
‫يشترط أن يكون سبعة أضضعاف البضول‪ ،‬ول يشضترط فضي حصضول‬
‫الطهارة عصر الثوب على الراجح‬
‫)والحكمية( ضابطها هي )التي ل لون ول ريح ول طعم( كبول‬
‫جف ولم تدرك له صفة )يكفيك جري الماء عليها( أي سيلنه على‬
‫المتنجس بها ولو مرة واحدة من غير فعل كالمطر‪ ،‬قال الحصني‬
‫في شرح الغاية‪ :‬اعلم أنه ل يشترط فضضي غسضضل النجاسضضة القصضضد‬
‫كما لو صب الماء على ثوب ولم يقصد فإنه يطهر‪ ،‬وكذا لو أصابه‬
‫مطر أو سيل وادعى بعضهم الجماع على ذلضضك لكضضن ابضضن سضضريج‬
‫والقفال من أصحابنا اشترطا النية فضضي غسضضل النجاسضضة كالحضضدث‬
‫انتهى‪.‬‬
‫]تتمة[ ولو تنجس مضضائع تعضضذر تطهيضضره لنضضه صضضلى اللضضه عليضضه‬
‫وسّلم سئل عن الفأرة تموت في السمن فقضضال‪ :‬إن كضضان جامضضدا ً‬
‫فألقوها وما حولها‪ ،‬وإن كان مائعا ً فل تقربوه أي لنضضه نجاسضضة‪ ،‬ول‬
‫يحضضل النتفضضاع بضضذلك المضضائع كسضضائر النجاسضضات الرطبضضة إل فضضي‬
‫استصباح أو لعمضضل صضضابون ونحضضوه أو طلضضي دواب وسضضفن بضضدهن‬
‫متنجس أو نجس من غير نحو كلب فيجوز مع الكراهضضة‪ ،‬ويسضضتثنى‬
‫المساجد فل يجوز الستصضضباح فيهضضا بضضالنجس سضضواء انفصضضل منضضه‬
‫دخان مؤثر في نحو حيطضضانه ولضضو قليل ً أم ل‪ ،‬أمضضا العسضضل فيمكضضن‬
‫تطهيره بإسقائه للنحل لنضضه يسضضتحيل قبضضل إخراجضضه ثضضم إن طضضال‬
‫الزمضضن بعضضد شضضربه وقبضضل مجضضه فهضضو لمالضضك النحضضل وإل فلمالضضك‬
‫العسضضل‪ ،‬ويجضضوز سضقي الضضدواب المضضاء المتنجضضس وتخميضضر الطيضضن‬
‫ونحوه به‪ ،‬ومثل الماء المتنجس الطعام المتنجس فيجوز إطعضضامه‬
‫للدواب‪ ،‬وإذا تنجست الرض ببول إو خمر مثل ً وتشربت مضضا فيهضضا‬
‫كفاه صب ماء يعمها ولو مرة‪ ،‬وإن كانت الرض صضضلبة ولضضم يقلضضع‬
‫ترابها أولم تتشربه كأن كضضانت نحضضو بلط فل بضضد مضضن تجفيفهضضا ثضضم‬
‫صب الماء عليها ولو مضضرة قضضال فضضي المصضضباح‪ :‬البلط كضضل شضضيء‬
‫فرشت به الرض مضضن حجضضر وغيضضره انتهضضى‪ .‬فضضإذا كضضانت النجاسضضة‬
‫جامدة نظر‪ ،‬فإن كانت غير رطبة ولم تنجس الرض رفعضضت عنهضضا‬
‫فقضضط أو رطبضضة رفعضت ثضضم صضب علضضى الرض مضضاء يعمهضا‪ ،‬ومثضل‬
‫الرض في ذلك غيرها كسكين سقيت وهضضي محمضضاة نجسضا ً ولحضضم‬
‫طبخ بنجس وحب نقع في الماء النجس حضضتى انتفضضخ فيكفضضي فضضي‬
‫تطهير ذلك كله صب مضضاء يعمضضه ولضضو مضضرة واحضضدة ول يحتضضاج إلضضى‬
‫سقي السكين مع الحماء ماء طهورا ً ول لغلي اللحم وعصضضره ول‬
‫لنقع الحب في ماء طهور‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في بيان قدر الحيض وما يذكر معه وأما حكمضضه فقضضد‬
‫تقدم )أقل الحيض( زمنا ً )يوم وليلة( أي قدرهما متصل ً وهضضو أربضضع‬
‫وعشرون سضاعة فلكيضة وكضضل سضاعة خمضس عشضضرة درجضة وكضضل‬
‫درجة أربع دقائق فإن نقص الدم عن هذا المقضضدار فليضضس بحيضضض‬
‫بل هو دم فساد )وغالبه ست أو سبع( من اليضضام بلياليهضضا وإن لضضم‬
‫تتصل الدماء لكن بلغ مجموعها قدر يضضوم وليلضضة‪) .‬وأكضضثره خمسضضة‬
‫عشضضر يومضا ً بلياليهضضا( أي مضضع لياليهضضا سضضواء تقضضدمت أو تضضأخرت أو‬
‫تلفقت‪ ،‬وإن لم تتصل الدماء‪ ،‬بأن ينزل عليهضضا فضضي كضضل يضضوم قضضدر‬
‫سضضاعة مثل ً لكضضن لمضضا تلفقضضت أوقضضات الضضدماء فبلغضضت يوم ضا ً وليلضضة‬
‫فيحكم عليه بأنه حيضضض فضضإن زادت الضضدماء علضضى الخمسضضة عشضضر‬
‫فذلك الزائد دم استحاضة‪ ،‬وتسضضمى المضضرأة الضضتي زاد دمهضضا علضضى‬
‫الخمسة عشر مستحاضة‪ ،‬ويجوز وطء المستحاضة غير المتحيرة‬
‫ولو مع نزول الدم ويجضضوز التضضضمخ للحاجضضة‪ .‬واعلضضم أن كضضل ذلضضك‬
‫بالتفتيش والفحص من المضضام الشضضافعي رضضضي اللضضه عنضضه لنسضضاء‬
‫العرب )أقل الطهر بين الحيضتين خمسة عشر يومضضًا( أي بلياليهضضا‬
‫متصلة‪ ،‬وخرج بقوله‪ :‬بين الحيضتين الطهر بين حيض ونفاس فإنه‬
‫يجوز أن يكون أقل من ذلك تقدم الحيضضض علضضى النفضاس أو تضأخر‬
‫عنه‪ ،‬وصورة تقدم الحيض كأن حاضت الحامضضل عادتهضضا بنضضاء علضضى‬
‫القول الصح أن الحامل قد تحيض ثم طهرت يوم ضا ً أو يضضومين ثضضم‬
‫ولدت ونزل بعده النفاس‪ ،‬وصورة التأخر كأن نفست المرأة أكثر‬
‫النفضضاس سضضتين يومضا ً ثضضم طهضضرت يومضا ً أو يضضومين ثضضم نضضزل عليهضضا‬
‫الحيض وقد ينعدم الطهر بينهما بالكلية فيتصضضل النفضضاس بضضالحيض‬
‫كأن ولدت متصل ً بآخر الحيض بل تخلل نقاء‪ ،‬فمرادهم بالقضضل مضضا‬
‫يشضضمل العضضدم‪ ،‬وقضضد يكضضون بيضضن نفاسضضين كضضأن وطئهضضا فضضي زمضضن‬
‫النفاس فعلقت بناء على أنه ل يمنضضع العلضضوق ثضم يسضضتمر النفضاس‬
‫مدة يمكن أن يكون الحمل فيها علقة ثضضم ينقطضضع يوم ضا ً أو يضضومين‬
‫مثل ً فتلقضضى تلضضك العلقضضة فينضضزل عليهضضا النفضضاس )وغضضالبه أربعضضة‬
‫وعشرون يومًا( أي إن كان الحيض ستا ً )أو ثلثة وعشضضرون يوم ضًا(‬
‫أي إن كان سبعا ً أي غالب الطهر بقية الشهر بعضضد غضضالب الحيضضض‬
‫لن الشهر العددي ل يخلو غالبا ً عن حيض وطهر )ول حضد لكضثره(‬
‫أي الطهر بالجماع ولذا قال ابن قاسم الغزي فضضي شضضرح الغايضضة‪:‬‬
‫فقد تمكث المرأة دهرها أي أبضضدها بل حيضضض أي كسضضيدتنا فاطمضة‬
‫عليها السلم‪ ،‬وحكمته عضضدم فضضوات زمضضن عليهضضا بل عبضضادة ولضضذلك‬
‫سضضميت الزهضضراء‪ ،‬وقيضضل إنهضضا ولضضدت وقضضت الغضضروب ونضضزل عليهضضا‬
‫النفاس مجة ثم طهرت وصلت‪.‬‬
‫]فضضرع[ قضضال محمضضد الصضضبان فضضي كتضضابه المسضضمى بإسضضعاف‬
‫الراغبين‪ :‬فاطمضة تزوجهضا علضي وهضو ابضن إحضدى وعشضرين سضنة‬
‫وخمسة أشهر وهي بنت خمس عشرة سنة وخمسة أشهر عقضضب‬
‫رجوعهم من بدر‪ ،‬وعليه تكون ولدتها قبل النبوة بنحو سنة وقيضضل‬
‫غير ذلك‪ ،‬وتوفيت بعد أبيها لستة أشهر على الصحيح ليلة الثلثضضاء‬
‫لثلث خلون مضضن رمضضضان سضضنة إحضضدى عشضضرة ودفنهضضا علضضي لي ً‬
‫ل‪،‬‬
‫وفاطمة كما قال ابن دريضضد مشضضتقة مضضن الفطضضم وهضضو القطضضع أي‬
‫المنع‪ ،‬سميت بذلك لن الله تعالى فطمها عن النار كما وردت بضضه‬
‫الحاديث‪ ،‬فهي فاطمة بمعنى مفطومة انتهضضى‪ .‬قضضال الشضضرقاوي‪:‬‬
‫ولم يعش من أولد النبي صلى الله عليه وس ضّلم بعضضده إل فاطمضضة‬
‫فإنها عاشت بعده ستة أشهر انتهى‪.‬‬
‫واعلم أن سن اليأس من الحيض اثنتان وسضضتون سضضنة قمريضضة‬
‫تقريبية على الصحيح وهو المعتمضضد وقيضضل سضضتون وقيضضل خمسضضون‬
‫وهذا باعتبار الغالب‪ ،‬فل ينافي ما صرحوا به من أنه ل آخضضر لسضضن‬
‫الحيض فهو ممكن ما دامت حية )أقل النفاس مجة( أي دفعة من‬
‫الدم‪ ،‬وفي عبارة لحظة أي بقدر ما تلحظه العين أي إن مضضا وجضضد‬
‫منه عقب الولدة يكون نفاسا ً ولو قليل ً ول يوجضضد أقضضل مضضن مجضضة‪.‬‬
‫)وغضضالبه أربعضضون يومضضا ً وأكضضثره سضضتون يومضضًا( وذلضضك باسضضتقراء‬
‫الشافعي رضي الله عنه وعبوره سنتين كعبور الحيض أكثره‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في بيان ما ل ملمة من الشرع علضضى تضضأخير الصضضلة‬
‫عن وقتها بسببه )أعضضذار الصضضلة اثنضضان( العضضذار جمضضع عضضذر بضضضم‬
‫الضضذال للتبضضاع وسضضكونها أي الشضضياء الضضتي ترفضضع ذنضضوب الصضضلة‬
‫بتأخيرها عن وقتها اثنان‪ :‬الول )النوم( أي إذا لم يتع ضد ّ بضضه أي لضضم‬
‫يتجاوز الحد به فلو تيقظ من نومه وقد بقي من وقت الفريضة ما‬
‫ل يسع إل الوضوء أو بعضه فل يجب قضاؤها فورًا‪ ،‬ولضضو بقضضي مضضن‬
‫الوقت ما يسضع الوضضوء ودون ركعضة ولضه صضلة فائتضة قضدم تلضك‬
‫الفائتة على الحاضرة لن صاحبة الوقت صارت فائتضضة أيضضا ً أخضضذا ً‬
‫مما قالوه من أنه لو نضضوى الداء حينئذٍ وقصضضد الداء الحقيقضضي لضضم‬
‫تنعقد صلته‪ ،‬ولو شك بعد خروجه هل فعلهضضا أو ل لزمضضه قضضضاؤها‬
‫لن الصل عدم فعلها كما لو شك في النية ولو بعضضد خروجضضه مضضن‬
‫الصلة‪ ،‬بخلف ما لو شك بعد خروجه هل الصضضلة عليضضه أو ل بضضأن‬
‫بلغ أو أفاق أول النهار وشك هل حصل ذلك قبل طلضضوع الشضضمس‬
‫فيجب عليه الصبح أو بعده فل تجب فإنه ل يلزمه شضضيء ويقضضضي‬
‫الشخص ما فاته من مؤقت وجوبا ً فضضي الفضضرض ونضضدبا ً فضضي النفضضل‬
‫مضضتى تضضذكره وقضضدر علضضى فعلضضه تعجيل ً لضضبراءة الذمضضة ولخضضبر‬
‫الصحيحين‪" :‬من نام عن صلة أو نسيها فليصلها إذا ذكرهضضا" رواه‬
‫الشيخان‪ ،‬فإن لم يتذكره أو تذكره ولم يقدر على فعله لضضم يقضضض‬
‫ويقضيه متى تذكره ولو في وقت الكراهة‪ ،‬نعضضم إن تضضذكره وقضضت‬
‫الخطبة امتنع عليه فيضضؤخره لمضضا بعضضد الصضضلة‪ ،‬وإن كضانت الجمعضضة‬
‫تقضى ظهرا ً ل جمعة‪ ،‬والمبادرة إلى قضاء النفل سضنة وكضذا إلضى‬
‫الفرض إن فات بعذر وإل وجبت إل إن خاف فضضوت حاضضضرة فيبضضدأ‬
‫بها وجوبًا‪ ،‬فل يجوز أن يصرف زمنا ً في غيضضر قضضضائها كضضالتطوع إل‬
‫فيما يضطر إليه كنوم أو مؤنة من تلزمه مؤنته‪.‬‬
‫ثم اعلم أنه إذا نام قبل دخول الوقت ففضضاتته الصضضلة فل إثضضم‬
‫عليه وإن علم أنه يستغرق الضضوقت ولضضو جمعضضة علضضى الصضضحيح ول‬
‫يلزمه القضاء فورا ً لقوله صلى الله عليه وسّلم‪" :‬ليس في النضضوم‬
‫تفريط إنما التفريط على من لم يصل الصضضلة حضضتى يضضدخل وقضضت‬
‫الخرى" رواه مسلم قال السويفي في للسببية أي ليضضس بسضضبب‬
‫النوم تفريط أي إن نام قبل دخول الوقت‪ ،‬وأما إن نام بعد دخوله‬
‫فإن علم أنه يستغرق الوقت حرم عليضضه النضضوم ويضضأثم إثميضضن‪ :‬ثضضم‬
‫الذي حصل بسبب النوم فل يرتفع إل بالستغفار‪ ،‬وإن غلضضب علضضى‬
‫ظنه الستيقاظ قبل خروج الوقت فخرج ولم يصضضل فل إثضضم عليضضه‬
‫وإن خرج الوقت لكنه يكضضره لضضه ذلضضك إل إن غلبضضه النضضوم بحيضضث ل‬
‫يستطيع دفعه‪ ،‬وإن لم يغلضضب علضضى ظنضضه السضضتيقاظ أثضضم‪ ،‬ويجضضب‬
‫إيقاظ من نام بعد الوجوب‪ ،‬ويسن إيقاظ من نام قبضل الضوقت إن‬
‫لم يخش ضررا ً لينال الصلة في الوقت‪.‬‬
‫]تنبيه[ كثرة النوم مما يورث الفقضضر للغنضضي وزيضضادته لمضضن هضضو‬
‫فقير‪ .‬وفي الحديث‪" :‬ل يرد القضاء إل الدعاء ول يزيد فضضي العمضضر‬
‫إل البر" وإن الرجل ليحرم الضضرزق بضضذنب أذنبضضه خصوصضا ً الكضضذب‪،‬‬
‫وكثرة النوم توجب الفقر وكذلك النوم عريانا ً إذا لم يستتر بشيء‬
‫والكل جنبا ً والتهاون بإسقاط المائدة وحرق قشر البصضضل وقشضضر‬
‫الثوم وكنس البيت ليل ً وتضضرك القمامضضة بضضضم القضضاف أي الكناسضضة‬
‫فضضي الضضبيت‪ ،‬والمشضضي أمضضام المشضضايخ ونضضداء الوالضضدين باسضضمهما‬
‫وغسل اليدين بالطين والتهاون بالصلة وخياطة الثوب وهضضو علضضى‬
‫بدنه‪ ،‬وإسراع الخروج من المسجد والتبكير بالذهاب إلى السواق‬
‫والبطء في الرجوع منها‪ ،‬وترك غسل الواني وشراء كسر الخضضبز‬
‫مضضن الفقضضراء السضؤال وإطفضضاء السضضراج بضضالنفس والكتابضضة بضضالقلم‬
‫المعقضضود والمتشضضاط بمشضضط مكسضضور وتضضرك الضضدعاء للوالضضدين‬
‫والتعمم قاعدا ً والتسرول قائم ضًا‪ ،‬والبخضضل وهضضو منضضع السضضائل ممضضا‬
‫يفضل عنده والتقتير وهو التضضضييق فضضي النفقضضة‪ ،‬والسضضراف وهضضو‬
‫مجاوزة التوسط ذكره السضضويفي وقضضال صضلى اللضه عليضضه وسضّلم‪:‬‬
‫"خيضضر المضضور أوسضضطها" وقضضال صضضلى اللضضه عليضضه وسضّلم‪" :‬الخلضضق‬
‫السيىء يفسد العلم كما يفسد الخل العسل"‪.‬‬
‫]فائدة[ قال سليمان الجمل‪ :‬قد روى أنسبن مالك رضي الله‬
‫عنه عن النبي صلى الله عليه وسّلم أنه قضضال‪" :‬مضضن أراد أن ينضضام‬
‫على فراشه فنام على يمينه ثم قرأ قل هضضو اللضضه أحضضد مضضائة مضضرة‬
‫فإذا كان يوم القيامة يقول الرب عز وجل‪ :‬يا عبدي ادخل بيمينضضك‬
‫الجنة" قال‪ :‬هذا حديث غريب من حديث ثضضابت عضضن أنضضس‪ .‬وروى‬
‫نوفل الشجعي أن رجل ً قال للنبي صلى الله عليه وسّلم‪ :‬أوصني‬
‫فقال‪" :‬اقرأ عند منامك قل يا أيها الكافرون{ ))‪ (109‬الكافرون‪:‬‬
‫‪ (1‬فإنه براءة من الشرك" أخرجه أبو بكر النباري وغيضضره‪ .‬وقضضال‬
‫ابن عباس‪ :‬ليس في القرآن أشد غيظا ً لبليس منهضضا لنهضضا توحيضضد‬
‫وبراءة من الشرك انتهى‪ .‬قال النضضووي فضضي التبيضضان‪ :‬يسضضتحب أن‬
‫يقرأ عند النوم آية الكرسي وقل هو اللضضه أحضضد والمعضضوذتين وآخضضر‬
‫سورة البقرة فهذه مما يهتم له ويتأكد العتناء بضضه فقضضد ثبضضت فيضضه‬
‫أحاديث صحيحة‪ ،‬ويستحب أن يقرأ إذا استيقظ من النوم كل ليلة‬
‫آخر آل عمران من قوله تعالى‪ :‬إن في خلق السضضموات والرض{‬
‫))‪(3‬آل عمران‪ (190:‬إلضضى آخرهضضا فقضضد ثبضضت فضضي الصضضحيحين أن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسّلم كان يقرأ خواتيم آل عمضضران إذا‬
‫استيقظ‪.‬‬
‫وقال صاحب إتمام الدرة الملتقطة‪ :‬وقد كان النبي صلى الله‬
‫عليه وسّلم يقرأ سورة الخلص مع المعوذتين وينفث علضضى يضضديه‬
‫ويمسح بهما على جسده عند النضضوم إذا كضضان وجع ضا ً متألم ضا ً ويضضأمر‬
‫بذلك‪ ،‬قال بعض العلماء‪ :‬من واظب علضضى قراءتهضضا نضضال كضضل خيضضر‬
‫وأمن من كل شر في الدنيا والخرة‪ ،‬ومن قرأها وهضضو جضضائع شضضبع‬
‫أو عطشضضان روي‪) .‬و( الثضضاني‪) :‬النسضضيان( أي إذا لضضم ينشضضأ عضضن‬
‫تقصير كلعب الشطرنج بكسر أولضه وهضو المختضار وفتحضه معجمضا ً‬
‫ومهمل ً وهو حرام لنه إن شرط فيه مال مضضن الجضضانبين فقمضضار أو‬
‫ط لعقضضد‬‫من أحدهما فمسابقة على غير آلة القتضضال ففاعلهضضا متعضضا ٍ‬
‫فاسد قاله شيخ السلم في شرح المنهج‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في بيان شروط صحة الصلة‪ .‬وأمضضا شضضروط وجضضوب‬
‫الصلة فلم يذكرها المصنف لوضوحها أو لعدم اختصاصها بالصلة‬
‫وسضضأذكرها إن شضضاء اللضضه تعضضالى تتميمضا ً للفضضائدة‪ .‬قضضال المصضضنف‪:‬‬
‫)شروط الصلة( وهي ما تتوقف عليها صحة الصلة ولسيت منهضضا‬
‫)ثمانية( الول‪) :‬طهارة الحدثين( أي عند قدرته فلو صضضلى بضضدونها‬
‫ولو ناسيا ً لم تصح صلته وفي صورة النسضيان يثضاب علضى قصضده‬
‫دون فعله إل القراءة ونحوهضضا بمضضا ل يتوقضضف علضضى وضضضوء فيثضضاب‬
‫على فعله أيضًا‪ ،‬نعضم إن كضان جنبضا ً لضم يثضضب علضضى القضراءة علضضى‬
‫القرب‪ ،‬أما فاقد الطهضضورين فل تشضضترط الطهضضارة فضضي حقضضه مضضع‬
‫وجوب العادة عليه‪) .‬و( الثاني )الطهارة عن النجاسة( أي التي ل‬
‫يعفى عنها )في الثوب( أي الملبوس من كل محمول لضضه وإن لضضم‬
‫يتحرك بحركته وملق لذلك )والبدن( أي الشضضامل لضضداخل أنفضضه أو‬
‫فمه أو عينه )والمكان( أي ما يلقضي شضضيئا ً مضضن بضضدنه أو ملبوسضه‪.‬‬
‫واعلم أن النجاسة على أربعضضة أقسضضام‪ :‬قسضضم ل يعفضضى عنضضه فضضي‬
‫الثوب والماء وهو معروف‪ .‬وقسضضم يعفضضى عنضضه فيهمضضا وهضضو مضضا ل‬
‫يدركه الطرف المعتدل‪ .‬وقسم يعفى عنه فضضي الثضضوب دون المضضاء‬
‫وهو قليل الدم لسهولة صون الماء عنه ولن كضضثرة غسضضل الثضضوب‬
‫تبليه ومن هذا القسم أثر الستنجاء فيعفى عنه في البدن والثوب‬
‫حتى لو سال منه عرق وأصاب الثوب من المحل المحاذي للفضضرج‬
‫عفى عنه دون الماء‪ .‬وقسم يعفى عنه في الماء دون الثوب وهضضو‬
‫الميتة التي ل دم لها سائل كالقمضضل حضضتى لضضو حملهضضا فضضي الصضضلة‬
‫بطلت ومن هذا القسم منفضضذ الطيضضر فضضإنه إذا كضضان عليضضه نجاسضضة‬
‫ووقع في الماء لم ينجسضضه عكضضس منفضضذ الدمضضي ولضضو حملضضه فضضي‬
‫الصلة لم تصح‪.‬‬
‫]خاتمة[ قال الشهاب الرملي في شرح منظومة ابن العمضضاد‪:‬‬
‫وتعرف القلة والكثرة بالعادة فما يقع التلطخ به ويعسضضر الحضضتراز‬
‫عنضضه فقليضضل‪ ،‬ومضضا زاد فكضضثير لن أصضضل العفضضو إنمضضا أثبتنضضاه لتعضضذر‬
‫الحتراز‪ ،‬فلينظر أيضا ً في الفرق بين القليل والكضضثير إليضضه‪ ،‬وقيضضل‬
‫الكثير ما بلغ حدا ً يظهر للناظر من غير تأمل وإمعضضان‪ ،‬وقيضضل‪ :‬إنضضه‬
‫ما زاد على الدينار‪ ،‬وقيل إنه الكف فصضضاعدًا‪ ،‬وقيضضل مضضا زاد علضضى‬
‫الكف‪ ،‬وقيل إنه الدرهم البغلي فصاعدًا‪ ،‬وقيل ما زاد عليه‪ ،‬وقيضضل‬
‫ما زاد على الظفر اهض‪ .‬والبغلي قيل‪ :‬هو نسبة إلى ملك‪ ،‬والدرهم‬
‫البغلي هو ثمانية دوانق بخلف الدرهم الطبري فإنه أربعة دوانق‪،‬‬
‫والدرهم الغالي فإنه ستة دوانق‪) .‬و( الثالث‪) :‬ستر العورة( بجرم‬
‫طاهر يمنع رؤية لون البشرة بأن ل يعرف بياضها من نحو سوادها‬
‫في مجلس التخاطب لقادر عليه ولو بإعضضارة أو إجضضارة وإن صضضلى‬
‫في خلوة ولو في ظلمة والواجب سترها من أعلى وجوانب‪ ،‬فلضضو‬
‫كانت بحيث ترى له أو لغيره في ركوع أو سجود مضضن طضضوقه مثل ً‬
‫لسعته بطلت وإن لم تر بالفعل‪ ،‬وكذا لو كان ذيلضضه قصضضيرا ً بحيضضث‬
‫لو ركضضع يرتفضضع عضضن بعضضضها فتبطضضل إذا لضضم يتضضداركه بالسضضتر قبضضل‬
‫ركوعه ل من أسفل‪ ،‬فلو كان يصلي في علو وتحته من يراها مضضن‬
‫ذيله لم يضر‪ .‬قال الشبراملسي في حاشيته على النهاية للرملي‪:‬‬
‫ويسن أن يلبس أحسن ثيابه ويحافظ مع ذلك على ما يتجمضضل بضضه‬
‫عادة ولو أكثر من اثنين ويتسضضرول‪ .‬روي عضضن مضضالكبن عتاهيضضة أن‬
‫النبي صلى الله عليه وس ضّلم قضضال‪" :‬إن الرض تسضضتغفر للمصضضلي‬
‫بالسراويل وأولى الستر القميص مع السضضراويل ثضضم القميضضص مضضع‬
‫الزار ثم الرداء"‪) .‬و( الرابع )استقبال القبلة( أي لعينها يقين ضا ً فضضي‬
‫القرب وظنا ً في البعضضد ل لجهتهضضا علضضى الصضضحيح وذلضضك بالصضضدر ل‬
‫بالوجه في حق القائم أو القاعضضد وقضضت القيضضام والقعضضود‪ ،‬أمضضا فضضي‬
‫الركوع والسجود فمعظضضم البضضدن‪ ،‬أمضضا المضضضطجع فيجضضب بضضالوجه‬
‫ومقدم البدن والمستلقي فكذلك مع أخمصيه‪ ،‬ويجب رفضضع رأسضضه‬
‫قليل ً إن أمكن وهذا عند الكلبي هو المراد بالنحر في قوله تعالى‪:‬‬
‫فصل لربك وانحر{ ))‪ (108‬الكوثر‪ (2:‬قال فضضي معنضضى وانحضضر أي‬
‫استقبل القبلة بنحرك أي بصدرك‪ .‬والصل في اشتراط ذلك قبضضل‬
‫ل وجهضضك شضضطر المسضضجد الحضضرام{ ))‪(2‬‬ ‫الجماع قوله تعالى‪ :‬فو ّ‬
‫البقرة‪ (144:‬أي فاستقبل بذاتك في الصلة قصضضده وجهتضضه‪ ،‬قضضال‬
‫الشرقاوي‪ :‬والمراد بالجهة عند اللغويين العين وإطلقها على غير‬
‫العين مجاز كما قاله الزيضضادي‪ ،‬والمضضراد بالمسضضجد الحضضرام الكعبضضة‬
‫بخلفه في غير هضضذا الموضضع مضضن القضضرآن فضضإنه مضضتى اطلضضق فيضضه‬
‫فالمراد به جميع الحرم اهض‪ .‬قال في المصباح‪ :‬قضضوله تعضضالى‪ :‬فثضضم‬
‫وجه الله{ ))‪ (2‬البقرة‪ (115:‬أي جهته التي أمركم بها‪ .‬وعن ابضضن‬
‫عمر أنها نزلت في الصلة على الراحلة‪ .‬وعضضن عطضضاء نزلضضت فضضي‬
‫اشتباه القبلة اهض‪ .‬ويجوز ترك استقبال القبلة في حضضالتين‪ :‬الولضضى‬
‫في شدة الخوف فإذا التحم القتال ولم يتمكنضضوا مضضن تركضضه بحضضال‬
‫لقلتهم وكثرة العدو أو اشتد الخوف ولم يلتحم القتال ولم يضضأمنوا‬
‫أن يركب العضضدو أكتضضافهم لولضضوا وتفرقضضوا صضضلوا بحسضضب المكضضان‬
‫وليس لهم التضضأخير عضضن الضضوقت‪ .‬الحالضضة الثانيضضة مضضن النافلضضة فضضي‬
‫السفر المبضضاح فل يشضضترط طضضوله وأقلضضه أن يسضضافر إلضضى محضضل ل‬
‫يسمع فيه نداء الجمعة فيجوز للمسافر التنفل راكبا ً وماشضضيا ً إلضضى‬
‫جهة مقصده في السفر الطويل والقصير‪ ،‬ثم إن راكب الدابة ولو‬
‫في نحو هودج ل يجب عليه وضع جبهته في ركوعه وسجوده على‬
‫سرجها أو معرفتها بل يومىء بهمضضا ويكضضون سضضجوده أخفضضض مضضن‬
‫ركوعه‪ ،‬هذا إذا لم يمكنه إتمامهما والسضضتقبال فضضي جميضضع صضضلته‬
‫وإل وجب ذلك لتيسره عليضضه‪ ،‬وإن سضضهل عليضضه غيرهمضضا مضضن بقيضضة‬
‫الركان فل يلزمه شيء في جميع ذلك إل السضضتقبال فضضي تحرمضضه‬
‫فقط إن سهل وإل فل يلزمه شضضيء‪ ،‬وأمضضا الماشضضي فيمشضضي فضضي‬
‫أربعة أشياء‪ :‬القيام والعتدال والتشهد والسلم‪ .‬ويستقبل القبلضضة‬
‫في أربعة‪ :‬الحرام والركوع والسجود والجلضضوس بيضضن السضضجدتين‪،‬‬
‫ول يكفيه اليماء بالركوع والسجود‪.‬‬
‫ثم اعلم أن مراتب القبلة أربعة‪ :‬الولى العلم بها بنحضضو رؤيضضة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬خبر ثقة عن علم كقضضوله‪ :‬أنضضا شضضاهدت القبلضة هكضضذا وفضضي‬
‫معناه نحو بيت البرة المعروف‪ .‬الثالثة‪ :‬الجتهاد قال النضضووي فضضي‬
‫اليضضضاح‪ :‬ول يصضضح الجتهضضاد إل بأدلضضة القبلضضة وهضضي كضضثيرة أقواهضضا‬
‫القطب وأضعفها الريضح اهضض‪ .‬الرابعضة‪ :‬تقليضد المجتهضد وهضو قبضول‬
‫قوله‪ ،‬ويعتمد إخبار صاحب البيت إن علم أنه يخبره عن علم كضضأن‬
‫يقول له‪ :‬من أين جاء لك أن القبلة هكذا؟ فيقضضول‪ :‬حررتهضضا علضضى‬
‫ل‪ ،‬أما إذا أخبره عن اجتهاد فل يجضضوز‬ ‫القطب أو شاهدت الكعبة مث ً‬
‫تقليده بل ل بد من اجتهاده‪ ،‬وكذا لو قال‪ :‬القبلة هكضضذا ولضضم يعلضضم‬
‫حضضاله هضضل هضضو عضضالم أو مجتهضضد؟ فل بضضد مضضن اجتهضضاد السضضائل‪) .‬و(‬
‫الخامس‪) :‬دخول الوقت( أي معرفة دخوله يقينا ً أو ظنضا ً بالجتهضاد‬
‫فمن صلى بدونها بأن هجم وصلى لم تصح صلته وإن وقعت فضضي‬
‫الوقت لعدم الشضضرط بخلف مضضا لضضو صضضلى بالجتهضضاد ثضضم تضضبين أن‬
‫صلته كضضانت قبضضل الضضوقت فضضإنه إن كضضان عليضضه فائتضضة مضضن جنسضضها‬
‫وقعت عنها وإل وقعت له نفل ً مطلقًا‪ ،‬فلو كان يصلي الصضضبح كضضل‬
‫يوم بالجتهاد‪ ،‬مدة ثم تبين أنه كان صله فضضي كضضل يضضوم فضضي تلضضك‬
‫المدة قبل الوقت لم يجب عليه إل قضاء صبح اليوم الخير فقضضط‬
‫لن صبح كل يوم يقع عن الذي قبله‪ ،‬وصبح اليوم الول وقضضع نفل ً‬
‫مطلقًا‪ ،‬وصح أداًء بنية قضاء وعكسه حيث كان جاهل ً بالحال‪ ،‬فلو‬
‫ظن خروج وقتها لغيم ونحوه فنواهضضا قضضضاًء فتضضبين بقضضاؤه أو ظضضن‬
‫بقاءه فنواها أداًء فتضضبين خروجضضه صضضح لسضضتعمال أحضضدهما بمعنضضى‬
‫الخر لغة‪ ،‬فإن كان عالما ً عامدا ً لم يصضضح لتلعبضضه‪ ،‬نعضضم إن قصضضد‬
‫بذلك المعنى اللغوي لم يضر‪.‬‬
‫ثم اعلم أن مراتب معرفة دخول الوقت ثلثة‪ ،‬الولضضى‪ :‬العلضضم‬
‫بنفسه أو بأخبضضار الثقضضة عضضن معاينضضة أو برؤيضضة المضضزاول الصضضحيحة‬
‫والمناكب الصحيحة والساعات المجريضضة وبيضضت البضضرة لعضضارف بضضه‬
‫وفي معناه أذان المؤذن العارف في الصحو‪ .‬الثانية‪ :‬الجتهاد بورد‬
‫من قرآن أو درس أو مطالعة علم أو نحضضو ذلضضك كخياطضضة وصضضوت‬
‫ديك أو نحوه كحمار مجرب‪ ،‬ومعنى الجتهاد بضضذلك أن يتأمضضل فيضضه‬
‫كأن يتأمل في الخياطة هضضل أسضضرع فيهضضا أو ل؟ وفضضي أذان الضضديك‬
‫ك‬ ‫هل هو قبل عادته أو ل؟ وهكذا‪ ،‬ول يجوز أن يصلي مستندا ً لضضدي ٍ‬
‫من غير اجتهاد فيه‪ .‬الثالثة‪ :‬تقليد ثقة عارف عضضن اجتهضضاد فل يقلضضد‬
‫إذا قدر على الجتهاد هذا في حق البصير‪ ،‬وأما العمى فله تقليضضد‬
‫المجتهد ولو مع القدرة علضضى الجتهضضاد لن شضضأنه العجضضز عنضضه‪).‬و(‬
‫السادس‪) .‬العلم بفرضضضيتها( أي بكضضون الصضضلة المفروضضة فرضضا ً‬
‫وهذا ل بد منه في حق العامي وغيره قال الشرقاوي‪ :‬هذا شضضرط‬
‫لكل عبادة فكان الولى إسقاطه )و( السابع‪) :‬أن ل يعتقد فرض ضًا(‬
‫أي معينا ً )من فروضها سنة( هذا فضضي حضضق العضضامي وهضضو مضضن لضضم‬
‫يحصل طرفا ً من الفقه يهتدي به إلى بضضاقيه‪) .‬و( الثضضامن )اجتنضضاب‬
‫المبطلت( كتطويل ركن قصير عمدا ً ونحوه مما ستقف عليضضه إن‬
‫شضضاء اللضضه تعضضالى فضضي كلم المصضضنف‪ ،‬وإنمضضا لضضم يضضذكر المصضضنف‬
‫السلم والتمييز لنهما معلومان من طهضضارة الحضضدثين إذ شضضرطها‬
‫النيضضة وشضضرط النيضضة السضضلم والتمييضضز ويعلضضم التمييضضز أيض ضا ً مضضن‬
‫اشتراط معرفة الوقت‪.‬‬
‫]تنبيه[ )الحداث اثنان( الول بإدخال الجنابة في الكبر )أصغر‬
‫و( الثاني )أكبر فالصضضغر مضضا أوجضضب الوضضضوء( قضضال الجفضضري فضضي‬
‫البريقية‪ :‬هي نواقضه‪) .‬والكبر ما أوجضضب الغسضضل( وهضضي الجنابضضة‬
‫والحيض والنفاس والولدة هذا على طريقة بعضهم وبعضهم جعل‬
‫الحداث ثلثضضة أقسضضام‪ :‬أكضضبر وأوسضضط وأصضضغر‪ ،‬فلكضضون مضضا يحضضرم‬
‫بالحيض أكثر من غيره يسمى حدثا ً أكبر‪ ،‬ولكن ما يحضضرم بالجنابضضة‬
‫أقل مما يحرم بالحيض وأكثر مضضا يحضضرم بالحضضدث الصضضغر يسضضمى‬
‫حدثا ً أوسط‪ ،‬ولكون ما يحرم بناقض الوضوء أقل من ذلك يسمى‬
‫حدثا ً أصغر فأصغريته وأكبريته وتوسطه باعتبار قلة مضضا يحضضرم بضضه‬
‫وعدم قلته‪.‬‬
‫)تنبيه آخر( قال‪) :‬العورات أربع( وهضضي لغضضة النقضضص والشضضيء‬
‫المتقبح وسمي المقدار الذي سيذكره المصنف بها لقبح ظهضضوره‪،‬‬
‫وتطلق شرعا ً على ما يجب سضضتره فضضي الصضضلة وعلضضى مضضا يحضضرم‬
‫النظر إليه )عورة الرجل( أي الذكر المحقق ولو كافرا ً أو عبضضدا ً أو‬
‫صبيا ً ولو غير مميز )مطلقًا( سواء في الصلة أو خارجهضضا مضضا بيضضن‬
‫السرة والركبة‪ ،‬لكن بالنسبة لنظضضر محضضارمه وممضضاثله‪ ،‬أمضضا نفضضس‬
‫السرة والركبة فليسا بعورة لكن يجب ستر بعضهما من بضضاب مضضا‬
‫ل يتم الواجب إل به فهو واجب‪ ،‬أما عورته بالنسبة لنظر الجنبيضضة‬
‫إليه فجميع بدنه حتى الضضوجه والكفيضضن ولضضو عنضضد أمضضن الفتنضضة ولضضو‬
‫رقيقا ً فيحرم عليها أن تنظر إلى شيء من ذلك‪ ،‬وبالنسبة للخلضضوة‬
‫السوأتان فقط على المعتمد فتحصل أن له ثلث عورات‪.‬‬
‫]فرع[ اعلم أن نظر المرأة إلى زوجها جضضائز فضضي جميضضع بضضدنه‬
‫كعكسه‪ ،‬نعم إن منعها من النظر إلى عضضورته امتنضضع عليهضضا النظضضر‬
‫إليها بخلف العكس فإنه جائز قطعا ً لنه يملك التمتع بها ول تملك‬
‫التمتع به‪ ،‬لكن نظره إلى فرجها قبل ً أو دبرا ً مكروه إذا كضضان بغيضضر‬
‫حاجة وإلضضى بضضاطنه أشضضد كراهضضة‪) .‬والمضضة( بضضالجر معطضضوف علضضى‬
‫الرجل أي وعورتها ولو خنثى ولو مبعضة ومدبرة ومكاتبة وأم ولد‬
‫)في الصلة( أي وكذا عند الرجال المحارم وفي الخلوة وكذا عنضضد‬
‫النساء )ما بين السرة والركبة( أي فعورتها في جميع ذلك ما بيضضن‬
‫ذلك‪ ،‬وأما عورتها عند الرجال الجانب فجميضع بضدنها كضالحرة كمضا‬
‫سضضيذكره المصضنف‪ .‬فتلخضص أن لهضضا عضورتين وقيضضل إنهضا كضالحرة‬
‫بالنسبة لغيضضر الجضضانب إل رأسضضها فتكضضون عورتهضضا مضضا عضضدا الضضوجه‬
‫والكفين والرأس‪ ،‬وقيل ما ل يبدو عند المهنة‪ ،‬وقيل الركبضضة منهضضا‬
‫دون السرة‪ ،‬وقيل عكسه‪ ،‬وقيل السوأتان فقضضط وبضضه قضضال مالضضك‬
‫وجماعة‪.‬‬
‫)وعورة الحرة( أي كاملة الحرية ومثلها الخنضضثى )فضضي الصضضلة‬
‫جميضضع بضضدنها مضضا سضضوى الضضوجه والكفيضضن( أي ظهضضرا ً أو بطن ضا ً إلضضى‬
‫الكضضوعين فل يجضضب سضضترهما ودخضضل فيمضضا سضضواهما الشضضعر‪ ،‬وكضضذا‬
‫باطن القدم فيجب ستره ولو بضضالرض حضضال القيضضام فيكفضضي ذلضضك‬
‫قياسا ً على ما لو انكشضضف بعضضض وركضضه فضضي تشضضهده مثل ً فس ضْتره‬
‫بإلصاقه بالرض‪ ،‬فإن ظهر من باطن القدم شضضيء عنضضد سضضجودها‬
‫أو ظهر عقبها عند ركوعها أو سجودها بطلت صلتها‪ ،‬وأمضضا الضضوجه‬
‫والكفان فليسا بعورة وإنما لم يكونا عورة لن الحاجة تضضدعو إلضضى‬
‫إبرازهما‪) .‬وعورة الحرة والمة عند الجانب( أي بالنسبة لنظرهم‬
‫إليهما )جميع البدن( حضضتى الضضوجه والكفيضضن ولضضو عنضضد أمضضن الفتنضضة‬
‫فيحرم عليهم أن ينظروا إلى شيء مضضن بضضدنهما ولضضو قلمضضة ظفضضر‬
‫منفصلة منهما‪) .‬وعنضضد محارمهمضضا( أي بالنسضضبة للرجضضال المحضضارم‬
‫)والنساء( أي مطلقا ً غير الكافرات في الحضضرة خاصضضة‪ ،‬وكضضذا فضضي‬
‫الخلوة )ما بين السرة والركبة( أما بالنسبة للنساء الكافرات فضضي‬
‫الحرة فما عدا ما يبدو عند المهنة أي الخدمضضة والشضضتغال بقضضضاء‬
‫حوائجها‪ ،‬فتلخص أن للحرة أربع عورات‪ ،‬وأما المة فقد تقضضدم أن‬
‫لها عورتين‪.‬‬
‫]تنبيه[ منع الرافعي النظر إلى فرج الصغيرة‪ ،‬وقطع القاضضضي‬
‫حسين بجواز النظر إلى فرج الصضضغيرة الضضتي ل تشضضتهي والصضضغير‬
‫أيضًا‪ .‬وقطع المروزي بالجواز في الصغير خاصة وإباحة ذلك تبقى‬
‫إلى بلوغ سضضن التمييضضز ومصضضيره بحيضضث يمكنضضه سضضتر عضضورته عضضن‬
‫الناس‪.‬‬
‫]فرع[ تجب الصلة على مضضن اتصضضف بهضضذه الصضضفات السضضت‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬إسلم ولو فيما مضى كمرتد فل يجب على الكافر الصلي‬
‫القضاء إذا أسلم بل ل ينعقضضد‪ ،‬وأمضضا المرتضضد فيجضضب عليضضه القضضضاء‬
‫حضضتى زمضضن الجنضضون دون زمضضن الحيضضض والنفضضاس‪ .‬وثانيهضضا‪ :‬بلضضوغ‬
‫بالسن أو بالحتلم أو بالحيض فل يجب القضاء علضضى الصضضبي بعضضد‬
‫البلوغ لكن يندب له إذا بلغ قضى ما فاته زمن التمييز إلى البلضضوغ‬
‫دون ما قبلضضه فضضإنه يحضضرم ول ينعقضضد خلف ضا ً لجهلضضة الصضضوفية قضضاله‬
‫عبضضدالكريم‪ .‬وثالثهضضا‪ :‬عقضضل فل قضضضاء علضضى المجنضضون إذا أفضاق إل‬
‫ذ‪ ،‬وأما إذا‬‫المرتد ول المغمى عليه إل إذا تعدى فيجب عليهما حينئ ٍ‬
‫لم يتعد ّ فليس بواجب بل يستحب على المعتمد‪ .‬ورابعهضضا‪ :‬سضضلمة‬
‫إحدى حواس السمع والبصر فل تجب الصلة على من خلق أصضضم‬
‫أعمى ولو ناطقا ً فل يجب عليه القضضضاء إن زال مضضانعه‪ .‬خامسضضها‪:‬‬
‫بلوغ الدعوة فل تجب الصلة على من لم تبلغضضه الضضدعوة لكضضن لضضو‬
‫أسضضلم مضضن لضضم تبلغضضه وجضضب عليضضه القضضضاء قضضاله الشبراملسضضي‪.‬‬
‫والسضادس‪ :‬نقضاء مضضن الحيضضض والنفضاس فل يجضضب علضى الحضائض‬
‫والنفساء قضاؤها ولو في ردة بل ول يندب‪ ،‬قضضال محمضضد البقضضري‪:‬‬
‫فلو أرادتا القضاء فإنه يصح مضع الكراهضة اهضض‪ .‬وإذا زالضت الموانضع‬
‫المذكورة منهم وقد بقي من وقت الصضضلة مضضا يسضضع قضضدر تكضضبيرة‬
‫تحرم لزمتهم تلك الصلة‪ ،‬وكذلك الصضضلة الضضتي قبلهضضا إن صضضلحت‬
‫لجمعها معها‪.‬‬
‫]فرع آخر[‪ :‬وتكره الصلة على من اتصضف بأحضد هضذه المضور‬
‫العشضرين‪ .‬أحضدها‪ :‬حضاقب بالموحضدة أي بالغضائط‪ .‬وثانيهضا‪ :‬حضاقن‬
‫بالنون أي بالبول‪ .‬وثالثها‪ :‬حاقم بضضالميم أي بضضالبول والغضضائط مع ضًا‪.‬‬
‫ورابعهضضا‪ :‬صضضافن بضضالنون أي قضضائم علضضى رجضضل‪ .‬وخامسضضها‪ :‬صضضافد‬
‫بالدال أي قارن بين قدميه معا ً كأنهما في قيد‪ .‬وسادسضضها‪ :‬حضضازق‬
‫بالزاي والقاف أي بضيق الخف‪ ،‬قال الشضضرقاوي‪ :‬فسضضره بعضضضهم‬
‫بالمدافع للريح‪ ،‬وأمضضا الضضذي يضضضيق الخضضف فيقضضال لضضه حضضافز وكض ّ‬
‫ل‬
‫صحيح اهض‪ .‬وسابعها‪ :‬جضضائع إذا حضضضر الطعضضام والشضضراب أو قضضرب‬
‫حضورهما‪ .‬وثامنها‪ :‬عطشضضان‪ .‬وتاسضضعها‪ :‬حضضافز بالفضضاء والضضزاي أي‬
‫بالريح‪ .‬وعاشرها‪ :‬من حضره طعام تتوق نفسه إليه وإن لم يكضضن‬
‫جائعا ً وكالحضور قرب حضوره وكالتوقان للطعام التوقان للجماع‬
‫مع حضور حليلته‪ .‬وحادي عشرها‪ :‬من غلبه النوم‪ .‬وثاني عشرها‪:‬‬
‫من في المقبرة غير المنبوشة وكذا المنبوشة إن فرشضضت وإل فل‬
‫تصضضح الصضضلة فيهضضا‪ .‬وثضضالث عشضضرها‪ :‬مضضن فضضي مزبلضضة وهضضو بفتضضح‬
‫الموحدة وضمها موضع الزبل‪ .‬ورابع عشضضرها‪ :‬مضضن فضضي المجضضزرة‬
‫وهي موضع ذبح الحيوان‪ .‬وخامس عشرها‪ :‬من فضضي الحمضضام غيضضر‬
‫الجديضد ولضو فضي مسضلخه أي فضي مكضان سضلخ الثيضاب‪ .‬وسضادس‬
‫عشرها‪ :‬من في عطن البل ولو طاهرا ً وهو الموضع الضضذي تنحضضى‬
‫إليه البل الشاربة ليشرب غيرها فإذا اجتمعضضت سضضيقت منضضه إلضضى‬
‫المرعى‪ .‬وسابع عشرها‪ :‬من في قارعة الطريضضق أي أعله وذلضضك‬
‫إذا كان في البنيضضان دون البريضضة‪ .‬وثضضامن عشضضرها‪ :‬مضضن فضضي ظهضضر‬
‫الكعبة‪ .‬وتاسع عشرها‪ :‬مضضن فضضي الكنيسضضة والبيعضضة وسضضائر مضضأوى‬
‫الشياطين كمواضع الخمر والمكس قال شضيخنا أحمضضد النحضراوي‪:‬‬
‫الكنيسة باعتبار الزمضضن السضضابق هضضي معبضضد اليهضضود والبيعضضة معبضضد‬
‫النصضضارى‪ ،‬وأمضضا باعتبضضار هضضذا الزمضضن فبعكضضس هضضذا اهضضض‪ .‬قضضال‬
‫الشرقاوي‪ :‬ومحل الكراهة في المذكورات حيث لضضم يخضضف فضضوت‬
‫المكتوبة وإل فل كراهة‪ .‬وعشروها‪ :‬منفرد والجماعة قائمة سضضواء‬
‫كان منفردا ً عن الجماعة والصف بأن أحرم بصلته فرادى أو عضضن‬
‫الصف فقط بأن أحرم بها جماعة وانفضضرد عضضن الصضضف الضضذي مضضن‬
‫جنسه فانفراده مكروه مفوت لفضيلة الجماعة كما ذكره الرملضضي‬
‫ل لفضيلة الصف فقط كما زعمه بعضضضهم‪ .‬وأمضضا المكروهضضات فضضي‬
‫الصلة فستأتي إن شاء الله تعالى وهي إحدى وعشرون‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في بيان أركان الصلة )أركان الصضضلة سضضبعة عشضضر(‬
‫وهضضذه طريقضضة مضضن جعضضل الطمأنينضضات فضضي محالهضضا الربضضع أركانضا ً‬
‫مستقلة كما في الروضة‪ ،‬وعدها بعضهم ثمانية عشضضر بزيضضادة نيضضة‬
‫الخروج من الصلة كأبي شجاع والصحيح أنها سنة‪ ،‬وعدها بعضهم‬
‫كذلك أيضا ً لكن ل بما ذكر بل بزيضضادة المضوالة كمضضا فضي السضضتين‪،‬‬
‫والمعتمد أنها شضرط للركضن‪ ،‬وعضدها بعضضهم أربعضة عشضر بجعضل‬
‫الطمأنينات في محالها الربع ركنا ً واحدا ً لتحضاد جنسضها‪ ،‬وبعضضهم‬
‫خمسة عشر بزيادة قرن النية بالتكبير كما في التحرير والمعتمضضد‬
‫أنها هيئة للنية‪ ،‬ومنهم من جعلها تسعة عشر بجعل الخشوع ركنضضا ً‬
‫كضضالغزالي‪ ،‬ومنهضضم مضضن جعلهضضا عشضضرين بزيضضادة ذات المصضضلى‪،‬‬
‫والصواب أنه ل يعد من الركضان فضي الصضلة لن لهضا صضورة فضضي‬
‫ل وفضضارقت نحضضو‬ ‫الخارج يمكن تعقلها وتصضضورها بضضدون تعقضضل مصض َ‬
‫الصوم حيث عدوا الصائم ركنا ً بعدم وجود صورة محسوسضضة فضضي‬
‫الخارج فيه‪ ،‬وعد بعضهم فقضضد الصضضارف مضضن الركضضان‪ ،‬وعلضضى عضضد‬
‫هذه الزوائد أركانا ً تكون جملتها ثلثة وعشرين‪ ،‬والمعتمد مضضا فضضي‬
‫المنهاج وغيره من جعلها ثلثة عشضضر بجعضضل الطمأنينضضة هيئة تابعضضة‬
‫للركضضن‪ :‬ثمانيضضة أفعضضال ً وهضضي‪ :‬النيضضة والقيضضام والركضضوع والعتضضدال‬
‫والسجود والجلوس بيضضن السضضجدتين والجلضضوس الخيضضر والضضترتيب‪.‬‬
‫ل‪ :‬تكبيرة التحضضرم والفاتحضضة والتشضضهد والصضضلة علضضى‬ ‫وخمسة أقوا ً‬
‫النبي صلى الله عليه وسّلم والسضضلم‪ .‬قضضال محمضضد البقضضري‪ :‬وقضضد‬
‫شبهت الصلة بالنسان فالشرط كحياته والركن كرأسه والبعاض‬
‫كأعضضضائه والهيئات كشضضعوره الضضتي يضضتزين بهضضا‪) .‬الول‪ :‬النيضضة( أي‬
‫بالقلب فل يجب النطق بها باللسضضان لكضضن يسضضن ليعضضاون اللسضضان‬
‫القلب ول عبرة بنطضضق اللسضضان بخلف مضضا فضضي القلضب كضأن نضوى‬
‫الظهر بقلبه وسبق لسانه إلى غيضضره‪ ،‬ويجضضب قضضرن النيضضة بتكضضبيرة‬
‫التحرم لنها أول واجبات الصلة‪ .‬واعلضضم أن لهضضم مقارنضضة حقيقيضضة‬
‫واستحضارا ً حقيقيا ً ومقارنة عرفية واستحضضضارا ً عرفي ضا ً إجمضضاليين‪،‬‬
‫والمقارنضضة الحقيقيضضة بعضضد الستحضضضار الحقيقضضي والعرفيضضة بعضضد‬
‫العرفي‪ ،‬فالستحضار الحقيقي أن يستحضر في ذهنه ذات الصلة‬
‫أي أركانها الثلثة عشر التي من جملتها النية ومضضا يجضضب التعضضرض‬
‫له فيها تفصيل ً بأن يقصد كل ركن بضضذاته علضضى الخصضضوص وتكضضون‬
‫هيئتهضضا أمضضامه كضضالعروس‪ ،‬والمقارنضضة الحقيقيضضة أن يقضضرن هضضذا‬
‫المستحضر بضضأول جضضزء مضضن أجضضزاء التكضضبيرة ويسضضتديم ذلضضك إلضضى‬
‫آخرها‪ ،‬والستحضار العرفي أن يستحضر هيئة الصلة إجمضضال ً بضضأن‬
‫يقصد فعلها ويعينها من ظهر أو عصر وينوي الفرضضضية‪ ،‬والمقارنضضة‬
‫العرفية أن يقضضرن هضضذا المستحضضضر إجمضضال ً بضضأي جضضزء مضضن أجضضزاء‬
‫التكبيرة‪ ،‬واختضضار النضضووي فضضي المجمضضوع وغيضضره مضضا اختضضاره إمضضام‬
‫الحرمين والغزالي أنها تكفي المقارنة العرفيضضة أي الجماليضضة بعضضد‬
‫الستحضار العرفي بضضأن ل يقصضضد الركضضوع بضضذاته والقضضراءة بضضذاتها‬
‫وهكذا لن المقارنة الحقيقية تعجضضز عنهضضا القضضدرة البشضضرية غالب ضًا‪.‬‬
‫)الثاني‪ :‬تكبيرة الحرام( هضضذا مضضن إضضضافة السضضبب للمسضضبب لنضضه‬
‫يحرم بها ما كان حلل ً قبلها كأكل وكلم فيقول‪ :‬الله أكبر ول تضر‬
‫زيضضادة ل تمنضضع اسضضم التكضضبير ولكنهضضا خلف الولضضى ك اللضضه الكضضبر‬
‫بزيادة اللم والله الجليل الكبر‪ ،‬وكذا كل صفة من صضضفاته تعضضالى‬
‫إذا لم يطل بها الفصل كقوله‪ :‬اللضضه عضضز وجضضل أكضضبر لبقضضاء النظضضم‬
‫والمعنى بخلف ما تخلل غير صفاته كالضمير فإنه يضر نحضضو اللضضه‬
‫هو أكبر‪ ،‬وكذا النداء نحو الله يا رحمن أو يضا رحيضضم أكضضبر واللضضه يضضا‬
‫أكبر‪) .‬الثالث‪ :‬القيام علضضى القضضادر فضضي الفضضرض( هضضو نصضضب فقضضار‬
‫ظهره أي عظضامه الضتي هضي مفاصضله وإن أطضرق رأسضه بضل هضو‬
‫مندوب ولو قدر على ذلك بمعين بأجرة مثضضل قضضادر عليهضضا فاضضضلة‬
‫عما يعتبر في زكاة الفطر‪ ،‬هذا إذا كان يحتاجه عند ابتداء النهوض‬
‫لكل ركعة‪ ،‬فإن احتاجه في جميع صلته لضضم يجضضب أو بعكضضازة وإن‬
‫احتاجها في جميع صلته‪ ،‬والعكازة بضضضم العيضضن عصضضا أقصضضر مضضن‬
‫الرمح ولها زج أي حديد من أسفلها‪ ،‬وهذا الفضضرق بيضضن الصضضورتين‬
‫هو المعتمد‪ ،‬فالمعين يجضضب ابتضضداء ل دوامضا ً بخلف العكضضازة فإنهضضا‬
‫تجب دواما ً أيضا ً ولو بإعارة أو بإجارة قدر عليهضضا كمضضا فضضي شضضراء‬
‫ماء الوضوء ل بهبة لها أو لثمنهضضا فل يلزمضضه القبضضول‪ .‬والصضضل فضضي‬
‫وجوب القيام قوله صلى الله عليه وسّلم لعمرانبن حصين وكانت‬
‫به بواسير‪" :‬صل قائما ً فإن لم تسضضتطع فقاعضضدا ً فضضإن لضضم تسضضتطع‬
‫فعلضضى جنضضب" روى هضضذه الحضضوال الثلثضضة البخضضاري‪ .‬زاد النسضضائي‬
‫الحالة الرابعة وهضضي‪" :‬فضضإن لضضم تسضضتطع فمسضضتلقيا ً ل يكلضضف اللضضه‬
‫نفسا ً إل وسعها" قضضال فضضي المصضضباح‪ :‬والباسضضور قيضضل ورم تضضدفعه‬
‫الطبيعة إلى كل موضع مضضن البضضدن يقبضضل الرطوبضضة مضضن المقعضضدة‬
‫والنثيين والشفار وغيضضر ذلضضك‪ ،‬فضضإن كضضان فضضي المقعضضدة لضضم يكضضن‬
‫حدوثه دون انتفاخ العروق اهض‪ .‬واعلم أن سيدنا عمر إن كضضان مضضن‬
‫أكابر أعيان أصحاب رسول الله صضضلى اللضضه عليضضه وسضّلم قيضضل إن‬
‫الملئكة كانت تسلم عليه جهضضارا ً فلمضضا شضضفي مضضن مرضضضه بضضدعوة‬
‫النبي صلى الله عليه وسّلم احتجبضضت عنضضه الملئكضضة فشضضكا للنضضبي‬
‫صلى الله عليه وسّلم احتجاب الملئكة عنضه فقضال لضه‪ :‬احتجضابهم‬
‫عنك بسبب شفائك فقال له‪ :‬ادع الله بعود المرض فلمضضا عضضاد لضضه‬
‫مرضه عادت له الملئكة فيستجاب الدعاء عند ذكر اسمه كرامضضة‬
‫له‪.‬‬
‫]فرع[ لو طرأ العجز في أثناء الصضضلة أتضضى بمقضضدوره كمضضا لضضو‬
‫طرأت القدرة في أثنائها فإنه يأتي بمقدوره أيضًا‪ ،‬وتجب القضضراءة‬
‫في هوى العاجز لنضضه أكمضضل ممضضا بعضضده بخلف نهضضوض القضضادر فل‬
‫تجزئه القراءة فيه لقدرته عليها فيما هو أكمل منه‪ ،‬فلضضو قضضرأ فيضضه‬
‫شيئا ً أعضضاده‪ ،‬ولضضو قضضدر علضضى القيضضام بعضضد القضضراءة وجضضب قيضضام بل‬
‫طمأنينة ليركع منه‪ ،‬وإنما لضضم تجضضب الطمأنينضضة لنضضه غيضضر مقصضضود‬
‫بنفسه‪ ،‬وإن قدر عليه في الركوع قبل الطمأنينة انتصب إلضضى حضضد‬
‫الركوع ليطمئن‪ ،‬فإن انتصب ثم ركع عامدا ً عالما ً بطلت صلته أو‬
‫بعد الطمأنينة فقد تم ركوعه‪ ،‬ولو قضضدر عليضضه فضضي العتضضدال قبضضل‬
‫الطمأنينة قام واطمأن‪ ،‬وكذا بعدها إن أراد قنوتا ً فضضي محلضضه وهضضو‬
‫اعتدال الركعة الخيرة من الصضضبح وإل فيجضضوز القيضضام‪ ،‬فضضإن قنضضت‬
‫قاعدا ً عامدا ً عالما ً بطلت صلته لنضضه أحضضدث جلوسضا ً للقنضضوت مضضع‬
‫القدرة على القيام هذا إذا طال جلوسه وإل فل يضر‪ .‬قضضوله علضضى‬
‫القادر‪ ،‬خرج به العاجز سواء كان العجز حسيا ً كالمقعد أو شضضرعيا ً‬
‫كاحتياجه في مداواته من وجع العين إلى الستلقاء فل يجب عليضه‬
‫القيام‪ ،‬ول بد في ذلك مضضن إخبضضار طضضبيب عضضدل أنضضه يفيضضد ويكفضضي‬
‫معرفة نفسه إن كان طبيبًا‪ ،‬ومثل ذلك ما لو خاف راكضضب سضضفينة‬
‫دوران رأسه أو غرقا ً فيصلي قاعدا ً ول يعيضضد‪ ،‬بخلف مضضا إذا صضضلى‬
‫قاعدا ً لزحمة فيها فإنه يعيد لندرة ذلك‪ ،‬والضضضابط كضضل مضضا يضضذهب‬
‫خشضضوعه أو كمضضاله أو يحصضضل بضضه مشضضقة ل تحتمضضل عضضادة وهضضي‬
‫المرادة بالشديدة كان مجوز الترك القيام في الفرض أي العينضضي‬
‫أو الكفائي فيشمل المنذورة والمعادة وصلة الصبي وإن لم تجب‬
‫فيهضضا نيتضضه بخلف المعضضادة‪ ،‬وخضضرج بضضالفرض النفضضل فللقضضادر علضضى‬
‫القيام فعله قاعدا ً أو مضطجعًا‪ ،‬لكن إذا صلى مضطجعا ً وجضضب أن‬
‫يأتي بركوعه وسجوده تامين بأن يقعد لهما ول يومىء بهما لعضضدم‬
‫وروده‪ ،‬وأما إذا تنفل مستلقيا ً مع إمكان الضطجاع لضضم يصضضح وإن‬
‫أتضضم الركضضوع والسضضجود لعضضدم وروده‪ .‬ثضضم اعلضضم أن القيضضام أفضضضل‬
‫الركان ثم السجود ثم الركوع ثم العتدال فالتطويضضل فضضي القيضضام‬
‫أفضل ثم في السجود ثم في الركوع ثضضم فضضي العتضضدال‪) .‬الرابضضع‪:‬‬
‫قراءة الفاتحة( أي حفظا ً أو تلقينا ً أو نظرا ً فضضي المصضضحف أو نحضضو‬
‫ذلك ولو بواسطة سراج لمن فضضي ظلمضضة‪ ،‬وتجضضب فضضي كضضل ركعضضة‬
‫سواء الصلة السرية أو الجهرية وسواء المام والمأموم والمنفرد‬
‫لخبر الصضضحيحين‪" :‬ل صضضلة لمضضن لضضم يقضضرأ بفاتحضضة الكتضضاب" قضضال‬
‫البغوي في المصابيح وعن أبي هريرة عن النبي صضضلى اللضضه عليضضه‬
‫وسّلم قال‪" :‬من صلى صلة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهضضي خضضداج‬
‫ثلثًا" أي غير تمام‪ ،‬فقيل لبي هريرة إنها تكون وراء المام فقال‪:‬‬
‫اقرأ بها في نفسك فضضإني سضضمعت رسضضول اللضضه صضضلى اللضضه عليضضه‬
‫وسّلم يقول‪" :‬قال الله تعالى‪ :‬قسمت الصضضلة بينضضي وبيضضن عبضضدي‬
‫نصفين ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد‪ :‬الحمضضد للضضه رب العضضالمين‬
‫قال الله‪ :‬حمدني عبدي‪ ،‬وإذا قال‪ :‬الرحمن الرحيم قال الله‪ :‬أثني‬
‫علي عبدي‪ ،‬وإذا قال مالك يوم الضضدين قضضال‪ :‬مجضضدني عبضضدي‪ ،‬وإذا‬
‫قال‪ :‬إياك نعبد وإياك نستعين قال‪ :‬هذا بيني وبين عبضضدي ولعبضضدي‬
‫ما سأل‪ ،‬وإذا قال‪ :‬اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمضضت‬
‫عليهم غير المغضوب عليهم ول الضالين قال‪ :‬هذا لعبدي ولعبضضدي‬
‫ما سأل" أخرجه الشيخان‪ .‬ثم إن عجز المصلي عنها لزمه قضضراءة‬
‫قدرها من بقية القرآن ولو مفرقا ً على المعتمد‪ ،‬ثم إن عجضضز عضضن‬
‫ذلك لزمه قراءة قدرها من ذكر أو دعاء ويجب كونه سضضبعة أنضضواع‬
‫مثالها في الذكر سبحان الله والحمد لله ول إله الله والله أكبر ول‬
‫حول ول قوة إل بالله العلي العظيم‪ ،‬فهذه خمسة أنواع وما شضضاء‬
‫الله كان نوع وما لم يشأ الله لم يكن نوع فالجملضضة سضضبعة أنضضواع‪،‬‬
‫لكن قال السويفي‪ :‬وهذه ستة أنواع فيضم إليها البسملة إن كضضان‬
‫يحفظها وإل ضم إليها نوعا ً آخر انتهى‪.‬‬
‫ثم يكضضرر ذلضضك‪ .‬أو يزيضضد عليضضه حضضتى يبلضضغ قضضدر الفاتحضضة والضضدعاء‬
‫كالذكر ويعتبر تعلقه بالخرة إن عرف ذلك وإل أتى بضضدعاء دنيضضوي‬
‫ويجب أن يكون بالعربيضضة فضضإن عجضضز عنهضضا ترجضضم بضضأي لغضضة شضضاء‪،‬‬
‫فيجب تقديم ترجمة المتعلق بالخرة علضضى عربيضضة غيضضره فضضإن لضضم‬
‫يعرف غير المتعلق بالدنيا أتى به وأجضزأ‪ ،‬ومضن المتعلضق بضالخرة‪:‬‬
‫اللهم اغفر لي وارحمنضي وسضامحني وارض عنضي‪ .‬ومضن المتعلضضق‬
‫بالدنيا‪ :‬اللهم ارزقني زوجة حسضضناء أو وظيفضضة‪ .‬ثضضم إن عجضضز عضضن‬
‫ذلك وقف بقدر الفاتحة وجوبا ً ول يترجم عن الفاتحة ول عن بقيضضة‬
‫القرآن إذا كان بدل ً عنها بخلف التكضضبير عنضضد العجضضز عضضن العربيضضة‬
‫فيترجم عنه‪ ،‬ول يجب عليه تحريك لسضضانه بخلف الخضضرس الضضذي‬
‫طضضرأ خرسضضه )الخضضامس‪ :‬الركضضوع( وأقلضضه للقضضائم أن ينحنضضي قضضدر‬
‫وصول راحتي معتدل الخلقة ركبتيه يقينًا‪ ،‬والمضضراد بالراحضضة بطضضن‬
‫الكف خاصة ول يكتفى بوصول الصابع وأكمله أربعة أشياء‪ :‬الول‬
‫تسوية ظهره وعنقه ورأسه بحيث تصير كلوح واحد من نحضضاس ل‬
‫اعوجاج فيه‪ .‬الثاني‪ :‬نصب ركبتيه‪ .‬الثالث‪ :‬قبضهما بكفيه‪ .‬الرابضضع‪:‬‬
‫تفريق أصابعه للقبلة تفريقا ً وسطًا‪ ،‬أمضضا القاعضضد فضضأقله فضضي حقضضه‬
‫محاذاة جبهته أمام ركبته وأكمله محاذاتها محل سجوده مضضن غيضضر‬
‫مماسة وإل كان سجودا ً ل ركوعًا‪.‬‬
‫)واعلم( أنه يجضضب فضضي الركضضوع أن ل يقصضضد بضضه غيضضره فقضضط‪،‬‬
‫ويسن أن يقول فيه‪ :‬سبحان ربضضي العظيضضم وبحمضضده‪ .‬وأقلضضه مضضرة‬
‫والقتصار عليها خلف الولى‪ ،‬ويأتي المام بالثلث وإن لضضم يضضرض‬
‫المأمومون‪ ،‬فإذا زاد عليها بغير رضاهم كره وإل كمل منها خمس‬
‫إلى إحدى عشرة ويزيد المنفضضرد وإمضضام قضضوم محصضضورين راضضضين‬
‫بالتطويل‪ :‬اللهم لك ركعضت وبضك آمنضت ولضك أسضلمت خشضضع لضك‬
‫سمعي وبصري ومخي وعظمضضي وعصضضبي وشضضعري وبشضضري ومضضا‬
‫استقلت به قدمي لله رب العالمين‪ .‬فالتيان بالثلث في التسضضبيح‬
‫مع هذا الدعاء أولى من الزيادة عليها مع عضضدمه‪ .‬وفضضي المصضضابيح‬
‫قال أنس‪ :‬كان رسول الله صلى الله عليه وس ضّلم يكضضثر أن يقضضول‬
‫في ركوعه وسجوده‪ :‬سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي‪.‬‬
‫وعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسّلم كان يقضضول فضضي‬
‫ركوعه وسجوده‪ :‬سبوح قدوس رب الملئكة والروح‪.‬‬
‫)السادس‪ :‬الطمأنينة فيه( أي في الركوع ول تقوم زيضضادة الهضضوى‬
‫مقام الطمأنينة‪ ،‬وأقلها أن تسضضتقر أعضضضاؤه راكعضا ً بحيضضث ينفصضضل‬
‫رفعه عضضن هضضوِيه‪) .‬السضضابع‪ :‬العتضضدال( ولضضو فضضي النفضضل وهضضو عضضود‬
‫المصلي إلى ما ركع منه مضضن قيضضام أو قعضضود‪ ،‬ويجضضب أن ل يقصضضد‬
‫بالعتدال غيره‪ ،‬وأما الرفع مضن الركضوع فهضو مقدمضة لضه كضالهوي‬
‫للركوع والسجود‪ ،‬وقيل الركن مجمضوع الرفضع والعتضدال‪ ،‬ويسضن‬
‫أن يقول في الرفع‪ :‬سمع الله لمن حمده‪ ،‬وفي اعتداله‪ :‬ربنا لضضك‬
‫الحمد ملء السموات وملضضء الرض وملضضء مضضا شضضئت مضضن شضضيء‬
‫بعد‪ ،‬وزاد في التحقيق‪ :‬حمدا ً كثيرا ً مباركا ً فيه بعد ربنا لضضك الحمضضد‬
‫ويزيد من مر ما لم يرد القنوت أهل الثناء والمجضضد أحضضق مضضا قضضال‬
‫العبد وكلنا لك عبيد ل مانع لما أعطيت ول معطي لمضضا منعضضت ول‬
‫ينفع ذا الجد منك الجد‪) .‬الثامن‪ :‬الطمأنينة فيه( أي في العتضضدال‪،‬‬
‫ولو سجد ثم شك هل تم اعتداله أو ل اعتدل ثم اطمأن وجوبا ً ثضضم‬
‫سجد‪) .‬التاسضضع‪ :‬السضضجود مرتيضضن( أي فضضي كضضل ركعضضة‪ ،‬ويسضضن أن‬
‫يقول فيه‪ :‬سبحان ربي العلى وبحمده فقد ورد عن عتبةبن عامر‬
‫أنه قال‪ :‬لما نزلت فسبح باسم ربك العظيم قال صلى اللضضه عليضضه‬
‫وسّلم‪ :‬اجعلوها في ركوعكم‪ ،‬ولما نزلت سبح اسضضم ربضضك العلضضى‬
‫قال‪ :‬اجعلوها في سضضجودكم‪ ،‬ويحصضضل أصضضل السضضنة بمضضرة وأدنضضى‬
‫الكمال ثلث ثم خمس ثم سبع ثم تسع ثم إحدى عشرة ول يزيضضد‬
‫أحضضد علضضى ذلضضك سضضوى المنفضضرد وإمضضام قضضوم محصضضورين راضضضين‬
‫بالتطويل والمأموم ويزيد من ذكر‪ :‬اللهم لك سجدت وبضضك آمنضضت‬
‫ولضضك أسضضلمت سضضجد وجهضضي للضضذي خلقضضه وصضضوره وشضضق سضضمعه‬
‫وبصره تبضضارك اللضضه أحسضضن الخضضالقين‪ .‬وزاد فضضي الروضضضة‪ :‬بحضضوله‬
‫وقوته قبل تبارك‪ ،‬ويسن إكثار الدعاء في السجود لحديث مسلم‪:‬‬
‫أقضضرب مضضا يكضضون العبضضد مضضن ربضضه أي رحمتضضه وعفضضوه وهضضو سضضاجد‬
‫ن أي فحقيضضق أن يسضضتجاب‬ ‫مض ٌ‬‫فأكثروا الدعاء أي في سضضجودكم َفق ِ‬
‫لكم‪ ،‬قال البغوي في المصابيح عن الشضضيخين‪ :‬وقضضال أبضضو هريضضرة‪:‬‬
‫كان رسول الله صلى الله عليه وسّلم يقول فضضي سضضجوده‪ :‬اللهضضم‬
‫اغفر لي ذنبي كله دقه وجله أوله وآخره وعلنيته وسضضره‪ .‬وقضضالت‬
‫عائشضضة‪ :‬فقضضدت رسضضول اللضضه صضضلى اللضضه عليضضه وس ضّلم ليلضضة مضضن‬
‫الفضضراش فالتمسضضته فضضوقعت يضضدي علضضى بطضضن قضضدميه وهضضو فضضي‬
‫المسجد وهما منصوبتان وهو يقول‪ :‬اللهم إني أعضضوذ برضضضاك مضضن‬
‫سخطك وبمعافاتك من عقوبتضضك وأعضضوذ بضضك منضضك ل أحصضضي ثنضضاء‬
‫عليك أنت كما أثنيت على نفسك‪ .‬ويسن فتح عينيه حالة السجود‪.‬‬
‫)العاشر‪ :‬الطمأنينة فيه( أي السجود وهذه إحدى شروط السجود‬
‫السبعة التي ستأتي في كلم المصنف رضي اللضضه عنضضه‪) .‬الحضضادي‬
‫عشر‪ :‬الجلوس بين السجدتين( أي في كضضل ركعضضة ولضضو فضضي نفضضل‬
‫سواء أصلى قاعدا ً أو مضطجعا ً فل يكفي ما دون الجلضضوس وأقلضضه‬
‫أن يستوي جالسًا‪ ،‬وهذا هو المضضراد بضضالنحر عنضضد عطضضاء فضضي قضضوله‬
‫تعالى‪ :‬وانحر{ ))‪ (108‬الكوثر‪ (2:‬قال‪ :‬أمره الله سبحانه وتعضضالى‬
‫أن يسضضضتوي بيضضضن السضضجدتين جالسضضضا ً حضضتى يبضضضدو نحضضره‪ .‬قضضال‬
‫الشبراملسضضي‪ :‬وقضضد جضضزم ابضضن المقضضري بعضضدم وجضضوب العتضضدال‬
‫والجلوس بين السضضجدتين فضضي النفضضل اهض ض وأكملضضه أن يقضضول‪ :‬رب‬
‫اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعنضضي وارزقنضضي واهضضدني وعضضافني‬
‫واعف عني‪ .‬قوله‪ :‬رب اغفر لي أي استر ما وقع من ذنضضوبي ومضضا‬
‫سيقع منها‪ .‬وقوله‪ :‬وارحمني أي رحمة واسضعة‪ .‬وقضوله‪ :‬واجضبرني‬
‫أي أغنني واعطني مال ً كثيرا ً وهو من باب قتل‪ .‬وقضضوله‪ :‬وارفعنضضي‬
‫أي في الدنيا والخرة‪ .‬وقضوله‪ :‬وارزقنضي أي رزقضا ً واسضعًا‪ ،‬ومحضل‬
‫جواز الدعاء بذلك إن قصد الرزق من الحلل أو أطلضضق وإل حضضرم‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬واهدني أي لصالح العمضضال‪ .‬وقضضوله‪ :‬وعضضافني أي سضضلمني‬
‫من بليا الدنيا والخرة‪ .‬وقوله‪ :‬واعف عني أي امح ذنوبي‪ ،‬ويضضأتي‬
‫في الضمائر المذكورة بلفظ الفراد ولضضو إمام ضا ً لن التفرقضضة بينضضه‬
‫وبين غيضره خاصضة بضالقنوت‪ ،‬قضضال السضضويفي فضضي تحفضة الحضضبيب‪:‬‬
‫ويسن للمنفرد وإمام محصورين رضوا بالتطويل أن يزيضضدوا علضضى‬
‫ذلك‪ :‬رب هب لي قلبا ً تقيا ً من الشرك بريا ً ل كافرا ً ول شقيا ً اهضضض‪.‬‬
‫ولو طول الجلوس بين السجدتين عن الدعاء الوارد فيه بقدر أقل‬
‫التشهد بطلت الصلة كما لضضو طضضول العتضضدال زيضضادة عضضن الضضدعاء‬
‫الوارد فيه بقدر الفاتحة إل في محل طلب فيه التطويل كاعتضضدال‬
‫الركعة الخيرة من سضضائر الصضضلوات لطلضضب تطضضويله فضضي الجملضضة‬
‫بالقنوت وكصلة التسبيح‪ ،‬قال السويفي‪ :‬قوله في الجملة أي في‬
‫غيضضر هضضذه الصضضورة قضضاله الرحمضضاني اهضضض‪ .‬وإنمضضا بطلضضت الصضضلة‬
‫بتطويلهما لنهما ركنان قصيران فل يطولن ولو نام قاعدا ً متمكنا ً‬
‫في الصلة لم يضر إن قصر‪ ،‬وكذا إن طال في ركضن طويضل فضإن‬
‫طضضال فضضي ركضضن قصضضير بطلضضت صضضلته لن مقضضدمات النضضوم تقضضع‬
‫بالختيار فنزل منزلة العامضضد‪) .‬الثضضاني عشضضر‪ :‬الطمأنينضضة فيضضه( أي‬
‫الجلوس بين السجدتين‪.‬‬
‫]فائدة[ اعلم أن العداد المركبة كلها مبنيضضة صضضدرها وعجزهضضا‬
‫وتبنى على الفتضضح نحضضو أحضضد عشضضر بفتضضح الجزأيضضن إل اثنضضي عشضضر‬
‫واثنتي عشرة فيعرب صدرهما كالمثنى‪ ،‬وأما عجزهما فيبنى على‬
‫الفتح‪ ،‬قال عبد الله الفاكهي في شرح ملحة العراب‪ :‬وإل ثمضضاني‬
‫عشرة فلك فتح الياء وإسكانها ويقل حذفها مع بقضضاء كسضضر النضضون‬
‫وفتحها اهض‪ .‬ويعرف الجزء الول من جميع العداد المركبة بأل إذا‬
‫أريد تعريفه خصوصا ً إذا كان مبتدأ كما في هذا المتن كما قال أبو‬
‫القاسم الحريري في شرح ملحة العراب أيضًا‪ :‬وتفتضضح اليضضاء مضضن‬
‫ثماني عشر وقد سكنها بعضهم‪ ،‬وإذا عرفت هذا النوع مضضن العضضدد‬
‫أدخلت اللف واللم على الول فقلت‪ :‬رأيت الحد عشر رجل ً اهض‪.‬‬
‫وإنما بنى الصدر لنه كجزء الكلمضضة علضضى مضضا قضضاله الرضضضي وبنضضى‬
‫العجز لتضمنه معنى حضرف العطضضف وهضضو الضواو قضضاله الشضموني‪.‬‬
‫)الثالث عشر‪ :‬التشهد الخير( وهو الذي يعقبه سلم وإن لم يكضضن‬
‫للصلة تشهد أول كالصبح والجمعة أو التعبير بضضالخير جضضرى علضضى‬
‫الغالب من أن أكضضثر الصضضلة لضضه تشضضهدان‪ .‬اعلضم أن التشضضهد أربضع‬
‫جمل‪ :‬الولى التحيات لله‪ ،‬الثانية سلم عليضضك أيهضضا النضضبي ورحمضضة‬
‫الله وبركاته‪ ،‬الثالثضضة‪ :‬السضضلم علينضضا وعلضضى عبضضاد اللضضه الصضضالحين‪،‬‬
‫الرابعة‪ :‬أشهد أن ل إلضضه إل اللضضه وأشضضهد أن محمضضدا ً رسضضول اللضضه‪.‬‬
‫وشضضروطه تسضضعة‪ ،‬الول‪ :‬إسضضماع النفضضس بضضه كالفاتحضضة‪ .‬الثضضاني‪:‬‬
‫قراءته قاعدا ً إل لعذر‪ .‬الثالث‪ :‬أن يكون بالعربية للقادر عليها‪ ،‬ولو‬
‫بالتعلم‪ ،‬الرابع‪ :‬عدم الصارف كالفاتحة‪ .‬الخامس‪ :‬الموالة بضضأن ل‬
‫يفصل بين كلماته بغيرها ولضضو ذكضضرا ً أو قرآنضا ً نعضضم يغتفضضر وحضضده ل‬
‫شريك له بعد إل الله لنها وردت في رواية‪ ،‬وكذا زيادة يا في أيها‬
‫النبي وزيادة ميم في السلم عليك‪ .‬السضضادس‪ :‬مراعضضاة الحضضروف‬
‫ول يجضضوز إبضضدال لفضضظ أقضضل مضضن التشضضهد ولضضو بمرادفضضه كضضالنبي‬
‫بالرسول وعكسه وأشهد بأعلم ومحمد بأحمد وغير ذلك‪.‬‬
‫السضضابع‪ :‬مراعضضاة الكلمضضات‪ .‬الثضضامن‪ :‬مراعضضاة التشضضديدات فيجضضب‬
‫التشديد أو الهمزة في قوله أيها النبي وصل ً ووقفا ً فلو تركهما لضضم‬
‫تصح قراءته ولو أظهر النون المدغمة فضضي اللم فضضي أن ل إلضضه إل‬
‫الله بطل تشهده لضضتركه شضضدة منضضه نعضضم يعضضذر فضضي ذلضضك الجاهضضل‬
‫لخفائه عليه قاله الشرقاوي‪ ،‬وكضضذا نقلضضه السضضويفي عضضن الرملضضي‪،‬‬
‫ويضر إسقاط شدة‪ :‬محمدا ً رسول الله لكضضن قضضال الشضضيخ محمضضد‬
‫الفضالي‪ :‬يغتفر فضي هضذه للعضوام دون الولضى‪ ،‬وقضال السضويفي‪:‬‬
‫المعتمد في هضذه عضدم البطلن كمضا فضي الشبراملسضي علضى أن‬
‫البزي خيضضر بيضضن الدغضضام والظهضضار فضضي النضضون والتنضضوين مضضع اللم‬
‫والضضراء ولنضضه لمضضا أظهضضر التنضضوين فضضي الصضضيغة الخضضرى وهضضي‪ :‬أن‬
‫محمدا ً عبضضده ورسضضوله لضم يضضضر إظهضضاره هنضضا‪ ،‬وأمضضا تضضرك الشضضدة‬
‫والظهار معا ً سواء الوقف أو غيضضره فيضضضر خلفضا ً للقليضضوبي حيضضث‬
‫جوز إسقاطهما معا ً في الوقف‪ .‬التاسع‪ :‬الترتيب إن حصل بعضضدمه‬
‫تغيير المعنى نحو‪ :‬التحيات عليك السلم‪ ،‬وأما إذا لضضم يلضضزم علضضى‬
‫عدم الضضترتيب تغييضضر معنضضاه كضضأن قضضال‪ :‬السضضلم عليضضك أيهضضا النضضبي‬
‫ورحمة الله وبركاته التحيات للضضه السضضلم علينضضا وعلضضى عبضضاد اللضضه‬
‫الصالحين فل يشضضترط الضضترتيب‪) .‬الرابضضع عشضضر‪ :‬القعضضود فيضضه( أي‬
‫الجلوس للتشهد الخير‪ ،‬وكذا للصلة على النبي صضضلى اللضضه عليضضه‬
‫وسّلم وللتسليمة الولى ففي ههنا بمعنى اللم أي لجضضل التشضضهد‬
‫وذلك على طريقة قضضوله تعضضالى حكايضضة عضضن قضضول زليخضضا‪ :‬فضضذلكن‬
‫الذي لمتنني فيه{ ))‪ (12‬يوسف‪ (32:‬أي لجل حبي يوسف عليضضه‬
‫السلم‪ ،‬ومثله في الحديث أن امرأة دخلضت النضضار فضضي هضضرة قضضاله‬
‫ابن هشام في المغني‪ .‬قال في المصضضباح‪ :‬الجلضضوس هضضو النتقضضال‬
‫من سفل أو علو والقعود هو النتقال من علو إلى أسضضفل‪ ،‬فعلضضى‬
‫الول يقال لمن هو نائم أو ساجد‪ :‬اجلس‪ ،‬وعلى الثضضاني لمضضن هضضو‬
‫نائم‪ :‬اقعد‪) .‬الخامس عشر‪ :‬الصلة علضى النضبي صضلى اللضه عليضه‬
‫وسّلم فيه( أي في القعضضود بعضضد التشضضهد‪ ،‬قضضال الشضضرقاوي‪ :‬وأقضضل‬
‫ل على محمد وآله ويكفي صضضلى‬ ‫الصلة على النبي وآله‪ :‬اللهم ص ّ‬
‫الله على محمد أو على رسضضوله أو النضضبي دون أحمضضد والمضاحي أو‬
‫عليه لن الصلة يطلب فيها مزيد الحتياط فلم يغتفر فيها ما فيضضه‬
‫نضضوع إبهضضام‪ ،‬بخلف الخطبضضة فإنهضضا أوسضضع منهضضا وأكملهضضا الصضضلة‬
‫البراهيميضضة وهضضي أفضضضل الصضضيغ فيضضبر بهضضا مضضن حلضضف أنضضه يصضضلي‬
‫بأفضلها اهض‪ .‬قضضال ابضضن حجضضر فضضي المنهضضج القضضويم‪ :‬وتتعيضضن صضضيغة‬
‫الدعاء هنضا ل فضي الخطبضة لنهضا أوسضع بابضا ً إذ يجضوز فيهضا الفعضل‬
‫الفاحش والكثير بخلف الصلة‪ ،‬وشروط الصلة كشروط التشضضهد‬
‫فلو أبدل لفظ الصلة بالسلم أو بالرحمة لضضم يكضضف اهضضض‪ .‬والمضضراد‬
‫بصيغة الضضدعاء هضضي صضضيغة المضضر والماضضضي وخضضرج بهضضا المضضضارع‬
‫للمتكلم واسم الفاعل كقوله‪ :‬أصلي وأنا مصل فإنه ل يكفي‪ ،‬قال‬
‫البقري وغيره من الفضلء‪ :‬والكمل أن يضضأتي بلفضضظ السضضيادة لن‬
‫فيه سلوك الدب‪ .‬قال عبد العزيز في فتح المعين‪ :‬والسلم تقدم‬
‫في تشهد آخر فليس هنا إفراد الصضضلة عنضضه انتهضضى‪ .‬أي فل يحكضضم‬
‫بضضأن الصضضلة هنضضا مكروهضضة‪ ،‬أو خلف الولضضى بسضضبب إفرادهضضا عضضن‬
‫السلم لن السلم قد تقدم‪ ،‬وأيضا ً إن محل ذلك في غيضضر الضضوارد‬
‫قال الشرقاوي‪ :‬ول يشترط الموالة بينها وبين التشهد لنها ركضضن‬
‫مستقل فل يضر تخلل ذكر بينهما‪) .‬السضضادس عشضضر‪ :‬السضضلم( أي‬
‫السلم الول وشروطه عشرة‪ :‬الول‪ :‬التيان بأل فل يكفي سضضلم‬
‫عليكم لعدم وروده‪ .‬الثاني‪ :‬كاف الخطاب فل يكفي السلم عليضضه‬
‫أو عليهما أو عليهضضم أو عليهضضا أو عليهضضن‪ .‬الثضضالث‪ :‬ميضضم الجمضضع فل‬
‫يكفي السلم عليكما أو عليك‪ .‬الرابع‪ :‬أن يأتي به بالعربية إن قدر‬
‫ل‪.‬‬‫عليهضضضا وإل ترجضضضم وأن يتلفضضضظ فل يكفضضضي المضضضان عليكضضضم مث ً‬
‫الخامس‪ :‬أن يسمع به نفسه حيث ل مانع من السمع فلضضو همضضس‬
‫به حيث لم يسمع به نفسه لضضم يعتضضد بضضه فتجضضب إعضضادته وإن نضضوى‬
‫الخروج من الصلة بذلك بطلت لنضضه نضضوى الخضضروج قبضضل السضضلم‪.‬‬
‫السادس‪ :‬أن يوالي بين كلمتيه فلو لضضم يضضوال بضضأن سضضكت سضضكوتا ً‬
‫طويل ً أو قصيرا ً قصد به القطع ضر‪ ،‬وكضضذا لضضو فصضضل بيضضن كلمضضتيه‬
‫بكلم أجنبي كما في الفاتحة‪ .‬السابع‪ :‬أن يأتي بضضه مضضن جلضضوس أو‬
‫ل‪ .‬الثامن‪ :‬أن يكضضون مسضضتقبل‬ ‫بدله فل يصح التيان به من قيام مث ً‬
‫القبلة بصدره فلو تحول به عن القبلة قبضضل إكمضضاله بطلضضت بخلف‬
‫اللتفات بالوجه فإنه ل يضر بضضل يسضضن أن يلتفضضت بضضه فضضي الولضضى‬
‫يمينا ً حتى يرى من خلفه خده اليمن وفي الثانية يسارا ً حتى يرى‬
‫من خلفه خده اليسر‪ .‬التاسضع‪ :‬أن ل يقصضد بضه غيضره فيقصضد بضه‬
‫التحلل فقط أو مع الخبر أو يطلق فلو قصضضد بضضه الخضضبر لضضم يصضضح‪.‬‬
‫العاشر‪ :‬أن ل يزيد فيه على الوارد زيادة تغير المعنضضى كضضأن قضضال‪:‬‬
‫السلم وعليكم بالواو بين المبتضضدأ والخضضبر وأن ل ينقضضص عنضضه بمضضا‬
‫يغير المعنى كأن يقول‪ :‬السام عليكم نعم لو قال السلم التضضام أو‬
‫الحسن عليكم لم يضر‪ ،‬وكضضذا لضضو قضضال‪ :‬السضضلم بكسضضر السضضين أو‬
‫فتحها مع سكون اللم أو بفتح السضضين مضضع اللم وقصضضد بضضه معنضضى‬
‫السلم فإنه يكفي‪ ،‬فإن قصد به غير معناه وهضضو الصضضلح أو أطلضضق‬
‫بطلت صلته إن خاطب وتعمد‪ ،‬ولو جمضضع بيضضن اللم والتنضضوين لضضم‬
‫يضر‪ ،‬وكضضذا لضضو قضضال‪ :‬والسضضلم عليكضضم بضضالواو فضضي المبتضضدأ بخلف‬
‫التكبير ويجزىء عليكضضم السضضلم مضضع الكراهضضة فل يشضضترط ترتيضضب‬
‫كلمتيه لتأدية معنى ما قبله‪) .‬السابع عشر‪ :‬الضضترتيب( أي للركضضان‬
‫المذكورة وجعل كل شيء في مرتبته فهو مضضن الفعضضال أو وقضضوع‬
‫كل شيء في مرتبته فهو صورة الصلة وصورة الشيء جزء منه‪،‬‬
‫ودليل وجوب الترتيب والضضذي قبلضضه التبضضاع مضضع خضضبر‪" :‬صضضلوا كمضضا‬
‫رأيتمضضوني أصضضلي" ويتصضضور الضضترتيب بيضضن النيضضة والتكضضبير والقيضضام‬
‫والقضضراءة والجلضضوس والتشضضهد والصضضلة لكضضن باعتبضضار البتضضداء ل‬
‫باعتبار النتهاء لنه ل بد من استحضار النية قبضل التكضبير‪ ،‬وتقضديم‬
‫القيام على القراءة‪ ،‬وتقديم الجلوس على التشضضهد والصضضلة كمضضا‬
‫استظهره شيخنا محمد حسب الله‪ ،‬وكذا في تحفة الحضضبيب‪ ،‬وأمضضا‬
‫بالنسضضبة إلضضى هضضذه الركضضان مضضع محالهضضا فليسضضت مرتبضضات فهضضي‬
‫مستثنيات من وجوب الضضترتيب‪ ،‬فلضضو تضضرك الضضترتيب عمضضدا ً بتقضضديم‬
‫ركن فعلي على فعلي كأن سجد قبل ركوعه أو علضضى قضضولي كضضأن‬
‫ركع قبل قراءته أو بتقديم قولي وهو سلم علضضى فعلضضي أو قضضولي‬
‫كأن سلم قبل سجوده أو تشهده بطلت صلته‪ ،‬أما لو قضضدم قوليضا ً‬
‫غير سلم عليهما كتشهد على سضضجود وكصضضلة علضضى النضضبي صضضلى‬
‫الله عليه وسّلم على تشهد فل يضضضر لكضضن ل يعتضضد بمضضا قضضدمه بضضل‬
‫يعيده في محله أو ترك ذلضضك سضضهوا ً فمضضا بعضضده المضضتروك إلضضى أن‬
‫يتذكر لغوٌ لوقوعه في غير محله‪ ،‬فإن تذكره قبل بلضضوغ مثلضضه مضضن‬
‫ركعة أخرى فعلضه فضورا ً وجوبضا ً فضإن أخضضر بطلضت صضلته‪ ،‬وإن لضم‬
‫يتذكر حتى بلغ مثله تمت به ركعته لوقوعه عضضن مضضتروكه وتضضدارك‬
‫الباقي‪ ،‬ويسجد للسهو في جميع صور ترك الترتيب سضضهوًا‪ ،‬ومنهضضا‬
‫ما لو سلم في غير محله كذلك فيسجد له‪ ،‬أما لو ترك السضضلم أو‬
‫تذكره قبل طول الفصل وأتى به فل سضضجود‪ ،‬وكضضذا بعضضد طضضوله إذ‬
‫غايته أنه سكوت طويل وتعمده غير مبطل فليسجد لسهوه أفاده‬
‫الشرقاوي‪.‬‬
‫]خاتمة[ ويجضضب أن ل يقصضضد بضضالركن غيضضره فقضضط‪ ،‬فلضضو هضضوى‬
‫لتلوة فجعله ركوعا ً لم يكف لنه صرفه إلضضى غيضضر الضضواجب فعليضضه‬
‫أن ينتصب ليركع‪ ،‬وكذا لو رفع من الركوع فزعا ً فل يكفضضي فعليضضه‬
‫أن يعود إلى الركوع ثم يرفع‪.‬‬
‫)فصضضل(‪ :‬فيمضضا يعتضضبر فضضي النيضضة قضضال المصضضنف )النيضضة ثلث‬
‫درجات( بتجريد العد من التاء وجوب ضا ً لن المعضضدود مفضضرده مضضؤنث‬
‫مع كونه مذكورا ً بخلف ما لم يذكر فإنه ل يجب تجريده بل يجضضوز‬
‫التيان بهما في العدد لكن الولى عدم التيان بها في هذه الحالضضة‬
‫كما قاله الباجوري‪.‬‬
‫]فرع[ اعلم أنك إذا أضفت العدد إلى المعدود فإن كان واحدا ً‬
‫لمعدود مذكرا ً أثبت الهاء في آخر العضضدد‪ ،‬وإن كضضان مؤنث ضا ً حضضذفت‬
‫الهاء منه كما قاله الحريري في شرح ملحضضة العضضراب عنضضد قضضوله‬
‫رضي الله عنه وأرضاه‪:‬‬
‫فأثبت الهاء مع المذكر <> واحذف مع المؤنث المشتهر‬
‫تقول لي خمسة أثواب جدد <> وازمم له تسعا ً من النوق وقد‬
‫ثضضم قضضال الفضضاكهي فضضي شضضرحه عليهضضا المسضضمى بكشضضف النقضضاب‪:‬‬
‫واستفيد من تمضضثيله أن العضضبرة فضضي التضضذكير والتضضأنيث بضضالمفرد ل‬
‫بالجمع وهو كذلك ولضضذلك يقضضال ثلثضضة اصضضطبلت وثلثضضة حمامضضات‬
‫بالتاء فيهما ول يقال ثلث بتركها خلفا ً للكسائي والبغضضداديين اهضضض‪.‬‬
‫وقال ابن مالك في الخلصة‪:‬‬
‫ثلثة بالتاء قل للعشره <> في عد ما آحاده مذكره‬
‫في الضد جرد والمميز اجرر <> جمعا ً بلفظ قلة في الكثر‬
‫قوله‪ :‬ثلثة بالنصب مفعول مقدم بقضل لتضضمين قضل معنضى اذكضر‬
‫لن القول ل ينصب المفرد إل إذا كان مؤديا ً معنضضى الجملضضة بالتضضاء‬
‫متعلضضق بقضضل وكضضذا للعشضضرة واللم بمعنضضى إلضضى والغايضضة داخلضضة أو‬
‫بالرفع مبتدأ وبالتاء نعتضضه أي مصضضحوبة بالتضضاء وقضضل خضضبره والعضضائد‬
‫محذوف تقضضديره قلضضة‪ ،‬ثضضم إن مميضضز الثلثضضة وأخواتهضضا ل يكضضون إل‬
‫مجرورا ً لكن بشروط أربعة‪ :‬الول‪ :‬ل يكون المميز موصضضوفا ً نحضضو‬
‫أثضضواب خمسضضة‪ .‬والثضضاني‪ :‬أن ل يكضضون صضضفة نحضضو خمسضضة أثضضواب‬
‫فالحسن في هذا أن يكون عطف بيضضان لجمضضوده وإنمضضا لضضم يجضضب‬
‫كونه عطف بيان لمكان تأويل أثواب بمشتق كضأن يقضول مسضماة‬
‫بضضأثواب‪ .‬الثضضالث‪ :‬أن ل يكضضون العضضدد مضضضافا ً إلضضى مسضضتحقه نحضضو‬
‫خمسة زيد‪ .‬والرابع‪ :‬أن ل يراد بها حقائقها نحو ثلثة نصضضف سضضتة‪،‬‬
‫ثم إن كان المميز اسم جنس أو اسضضم جمضضع جضضر بمضضن نحضضو فخضضذ‬
‫أربعة من الطير ومررت بثلثة من الرهط‪ ،‬وقد يجر بإضافة العدد‬
‫نحو‪ :‬وكان في المدينضضة تسضضعة رهضضط وإن كضضان غيرهمضضا فبإضضضافة‬
‫العدد إليه‪ ،‬وحقه حينئذٍ أن يكضضون جمعضضا مكسضضرا ً مضضن أبنيضضة القلضضة‬
‫الضضتي هضضي أفعلضضة وأفعضضل وأفعضضال وفعلضضة‪ ،‬وأمضضا جمعضضا التصضضحيح‬
‫فحكمهما حكم جمع القلة إل في هذا الموضع فل يميز بهما العدد‪،‬‬
‫وقد يضاف للمفرد وذلك إن كضضان مضضائة نحضضو ثلثمضضائة وسضضبعمائة‪،‬‬
‫ويضضضاف لجمضضع التصضضحيح فضضي ثلث مسضضائل‪ :‬إحضضداها‪ :‬أن يهمضضل‬
‫تكسير الكلمة نحو خمس صضلوات‪ .‬والثانيضضة‪ :‬أن يجضضاور مضضا أهمضضل‬
‫تكسضضيره نحضضو سضضبع سضضنبلت فضضي التنزيضضل لضضم يقضضل سضضبع سضضنابل‬
‫لمجاورته لسبع بقرات‪ .‬والثانية‪ :‬أن يقل استعمال غيره نحو ثلث‬
‫ساعات فيختار في هاتين الخيرتين التصحيح ويتعيضضن فضضي الولضضى‬
‫إهمال غيضضره‪ .‬ويضضضاف لبنضضاء الكضضثرة فضضي مسضضألتين‪ :‬إحضضداهما‪ :‬أن‬
‫يهمل بناء القلة نحو ثلث جوار وأربعة رجضضال‪ .‬والثانيضضة‪ :‬أن يكضضون‬
‫له بناء قلة ولكنه شاذ قياسا ً بأن خالف القواعد أو سماعا ً بأن ندر‬
‫استعماله في لسان العرب فينزل لذلك منزلضضة المعضضدوم‪ ،‬فضضالول‬
‫نحو ثلثة قروء فإن جمع قرء بالفتح على أقرؤ شاذ‪ ،‬والثضاني نحضو‬
‫ثلثة شسوع فإن أشساعا ً قليل الستعمال‪ .‬قوله شسوع بمعجمة‬
‫فمهملة جمع شسع بكسر أوله وسكون ثانيه أحد سيور النعل‪.‬‬
‫ثم بين المصنف مراتب النية الثلثة بقوله‪) :‬إن كضضانت الصضضلة‬
‫فرض ضًا( أي ولضضو فضضرض كفايضضة كصضضلة الجنضضازة أو قضضضاء كالفائتضضة‬
‫ومعادة نظرا ً لصلها أو نذرًا‪) .‬وجب( فيه ثلثة أشياء أحدها‪) :‬قصد‬
‫الفعل( أي نية فعضضل الصضضلة الضضتي استحضضضرها لتتميضضز عضضن سضضائر‬
‫الفعال ول تجب الضافة إلى الله تعضضالى لن العبضضادة ل تكضضون إل‬
‫له سبحانه وتعالى لكن تستحب ليتحقق معنى الخلص‪ ،‬ويستحب‬
‫نية استقبال القبلة وعدد الركعات ولو أخطأ في العضضدد كضضأن نضضوى‬
‫الظهر ثلثا ً أو خمسا ً لم تنعقد صلته‪) .‬و( ثانيها‪) :‬التعيين( أي مضضن‬
‫ظهر أو غيرها لتتميز عن سائر الصضضلة )و( ثالثهضضا‪) :‬الفرضضضية( أي‬
‫ملحظة الفرضية وقصضضدها فيلحضضظ ويقصضضد كضضون الصضضلة فرض ضا ً‬
‫لتتميز عن النفل فل تجب الفرضية فضضي صضضلة الصضضبي لن صضضلته‬
‫تقضضع نفل ً اتفاق ضا ً بخلف المعضضادة ففيهضضا خلف‪ ،‬وإنمضضا وجبضضت نيضضة‬
‫الفرضية علضضى الصضضبي فضضي صضضلة الجنضضازة لن صضضلته لمضضا كضضانت‬
‫لسقاط الفرض عن المكلفين اعتبر فيها ذلك‪ ،‬ول بد في المعادة‬
‫والمنذورة من نية الفرضية ولكن تقوم نية النذرية فضضي المنضضذورة‬
‫مقضضام ذلضضك‪) .‬وإن كضضانت نافلضضة مؤقتضضة كراتبضضة أو ذات سضضبب(‬
‫كاستسقاء )وجب( فيها شيئان أحدهما‪) :‬قصد الفعل( أي نية فعل‬
‫الصلة )و( ثانيهما )التعيين( فيعين قبلية وبعدية في صضضلة الظهضضر‬
‫والمغضضرب والعشضضاء لن لكضضل قبليضضة وبعديضضة بخلف سضضنة الصضضبح‬
‫والعصضر وفطضر أو أضضحى فضي العيضد فل يكفضي سضنة عيضد فقضط‬
‫وشمسا ً وقمرا ً في الكسوف ول يشضضترط نيضضة النفليضضة لن النفليضضة‬
‫ملزمة للنفل بل تسن بخلف الفرضضضية فإنهضضا غيضضر ملزمضضة لنحضضو‬
‫الظهر فإنها قد تكون فرضا ً وقضضد ل تكضضون كضضذلك كمضضا فضضي صضضلة‬
‫الصبي )وإن كانت نافلة مطلقضة( وهضضي الضتي لضم تقيضضد بضضوقت ول‬
‫سبب )وجب قصد الفعل فقط( أي فحسب ويحلضضق بهضضا ذو سضضبب‬
‫يغني عنه غيره كتحية وسضضنة وضضضوء واسضضتخارة وإحضضرام وطضضواف‬
‫ودخول منزل وخروج منه وغير ذلك‪ ،‬ول حاجة إلى التعيين لحملضه‬
‫على المطلق فتكون مستثناة مما له سبب‪.‬‬
‫واعلم أنه يمتنع جمع صلتين بنية ولضو نفل ً مقصضضودًا‪ ،‬أمضضا غيضضر‬
‫المقصود كتحية واستخارة وإحرام وطواف وسنة وضوء أو غسضضل‬
‫فيجوز جمعها مع نفل أو فرض غيرها بل تحصل ويثاب عليهضضا وإن‬
‫لم ينوها قاله الشرقاوي‪.‬‬
‫]تنبيه[ قوله فقط الفاء جوابية لشرط محذوف عنضضد الجمهضضور‬
‫أو زائدة لزمة عند ابن هشام أو عاطفضضة عنضضد ابضضن سضضيد واختضضاره‬
‫ابن كمضضال والضضدماميني‪ .‬وقضضوله‪ :‬قضضط‪ ،‬اسضضم بمعنضضى حسضضب وهضضو‬
‫الكتفاء بالشيء ومن هنا يقال رأيته مرة قضضط أي فحسضب‪ ،‬هكضضذا‬
‫في المصباح وهو مبني علضضى السضضكون مرفضضوع محل ً مبتضضدأ خضضبره‬
‫محذوف أي فحسضضبها قصضضد الفعضضل أو خضضبر ومبتضضدؤه محضضذوف أي‬
‫فقصده الفعل حسبها أو اسم مضضن أسضضماء الفعضضال بمعنضضى يكفضضي‬
‫مبني على السكون وتحته ضمير هو راجع إلى قصد الفعل‪ ،‬وفضضي‬
‫كلم سعدالدين التفتازاني مجيء قضضط بمعنضضى انتضضه فيكضضون اسضضم‬
‫فعل أمر مبينا ً على السكون وتحته ضمير أنت وتبعه عصام الدين‬
‫ولم يرتضه نور الدين في شرح المسالك‪ ،‬قال الروداني‪ :‬والغالب‬
‫إذا كان بمعنى حسب البناء على السكون وقد يبنى علضضى الكسضضر‬
‫وقد يعرف انتهى‪ .‬وأما قط التي هي ظضضرف زمضضان لسضضتغراق مضضا‬
‫مضى فتختص بالنفي يقال ما فعلت ذلك قط فضالمعنى مضا فعلتضه‬
‫فيما انقطع من عمري أي في الزمان الماضي والعامضضة تقضضول‪ :‬ل‬
‫أفعلضه قضط وهضضو لحضضن أو غلضضط لن الماضضضي منقطضضع عضضن الحضضال‬
‫والستقبال وبنيضضت لتضضضمنها معنضضى مضضذ وإلضضى إذ المعنضضى‪ :‬مضضذ أن‬
‫خلقت إلى الن وهذه بفتح القاف وتشضضديد الطضضاء مضضضمومة فضضي‬
‫أفصح اللغات وقد تتبع قافه طاءه في الضم وقد تخفف طاؤه مع‬
‫ضمها أو إسضضكانها هكضضذا بينضضه ابضضن هشضضام فضضي المعنضضى‪ ،‬ثضضم مثضضل‬
‫المصضضنف الشضضياء الضضتي تجضضب فضضي النيضضة بقضضوله‪) :‬الفعضضل( قضضوله‬
‫)أصلي( ولو قال‪ :‬نضضويت أصضضلي الظهضضر اللضضه أكضضبر نضضويت‪ ،‬بطلضضت‬
‫صلته لن قضضوله نضضويت بعضضد التكضضبيرة كلم أجنضضبي وقضضد طضضرأ بعضضد‬
‫انعقاد الصلة فأبطلها‪) .‬والتعيين( قوله )ظهرا ً أو عصضضرًا( أي مثل ً‬
‫)والفرضية( قوله )فرضًا(‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في شروط التحريضضم )شضضروط تكضضبيرة الحضضرام سضضتة‬
‫عشر( شرطا ً بل سبعة عشر إن اختل واحد منها لم تنعقد الصلة‬
‫الول‪) .‬أن تقضضع حالضضة القيضضام فضضي الفضضرض( أي بعضضد النتصضضاب‬
‫والوصول إلى محضل تجزىضء فيضه القضراءة‪) .‬و( الثضاني )أن تكضون‬
‫بالعربية( أي للقادر عليها‪) .‬و( الثضضالث‪) :‬أن تكضضون بلفضضظ الجللضضة(‬
‫أي فل يصح الرحمن أكبر لعضضدم لفضضظ الجللضضة‪) .‬و( الرابضضع‪ :‬كونهضضا‬
‫)بلفظ أكبر( فل يكفي الله كضضبير لفضضوات التعظيضضم‪) .‬و( الخضضامس‪:‬‬
‫)الترتيب بين اللفظين( فل يكفي أكبر الله لن ذلك يخضضل بضضالتكبير‬
‫بخلف نظيره في السلم فل يضر فيه تقديم الخضضبر علضضى المبتضضدأ‬
‫لنه ل يخل بالسلم فإن أتى بلفظ أكبر ثانيا ً كأن قضضال‪ :‬أكضضبر اللضضه‬
‫أكبر فإن قصد بلفظ الجللة البتضضداء صضضح وإل فل‪) .‬و( السضضادس‪:‬‬
‫)أن ل يمد همزة الجللة( فإن مدها فل تنعقضضد صضضلته لنضضه ينقلضضب‬
‫من لفظ الخضضبر النشضضائي إلضضى السضضتفهام أي السضضتخبار‪ ،‬ويجضضوز‬
‫إسقاطها إذا وصلها بما قبلها نحو‪ :‬إماما ً أو مأموما ً الله أكبر لكنضضه‬
‫خلف الولى بخلف همزة أكبر إذا وصلها ل يجوز إسضضقاطها لنهضضا‬
‫همزة قطع‪) .‬و( السابع‪) .‬عدم مد باء أكبر( فلضضو قضضال‪ :‬اللضضه أكبضضار‬
‫لم تنعقضضد صضضلته سضضواء فتضضح الهمضضزة أو كسضضرها‪ ،‬لن أكبضضار بفتضضح‬
‫الهمزة جمع كبر بفتحتين مثل سضضبب وأسضضباب وهضضو اسضضم للطبضضل‬
‫الكبير له وجه واحد‪ ،‬ويجمضضع أيضضا ً علضضى كبضضار مثضضل جبضضل وجبضضال‪،‬‬
‫مضضد ذلضضك كَفضضر‬‫وإكبار بكسر الهمزة اسم من أسماء الحيض ولو تع ّ‬
‫والعياذ بالله تعالى‪) .‬و( الثامن‪) :‬أن ل يشدد الباء( فلضضو شضضدد بضضأن‬
‫قضضال‪ :‬اللضضه أكضضبر لضضم تنعقضضد صضضلته‪) .‬و( التاسضضع‪) :‬أن ل يزيضضد واوا ً‬
‫ساكنة أو متحركة بين الكلمتين( فلو زادها كأن يقول‪ :‬اللهو أكضضبر‬
‫بسكون الواو و‪ :‬اللهو أكبر بحركتها لم تنعقد صلته‪) .‬و( العاشضر‪:‬‬
‫)أن ل يزيد واوا ً قبل الجللة( فإن زادها بأن يقول‪ :‬واللضه أكضضبر فل‬
‫تنعقد صلته لعدم تقدم ما يعطف عليه بخلف السلم )و( الحادي‬
‫عشر‪) :‬أن ل يقف بين كلمتي التكبير وقفة طويلة ول قصيرة( ول‬
‫يضر الفصل بينهمضضا بضضأداة التعريضضف ول بوصضضف لضضم يطضضل ك اللضضه‬
‫الكبر أو الله الجليل أكبر أو الله الرحمن الرحيم أكضضبر بخلف مضضا‬
‫لو طال الوصف بأن كان ثلثا ً فأكثر ك الله الجليل العظيم الحليم‬
‫أكبر‪ ،‬أو اللضضه الضضذي ل إلضضه إل هضضو الملضضك القضضدوس أكضضبر‪ ،‬وبخلف‬
‫الوصف كالضمير في قوله‪ :‬الله هو أكبر‪ ،‬أو النداء في قوله‪ :‬اللضضه‬
‫يا رحمن أكبر‪ ،‬والمضضراد بالصضضفة الصضضفة المعنويضضة ل صضضفة نحويضضة‬
‫فتشمل نحو عز وجل فإنهما صفتان في المعنضضى دون اللفضضظ لن‬
‫عز وجل من قولنا الله عز وجل أكبر حال فيصح ذلضضك‪ ،‬بخلف مضضا‬
‫لو قال‪ :‬الله جليل أكبر بتنكير جليل فإنه ل يصح لنضضه حينئذٍ ليضضس‬
‫صفة‪ ،‬وأما لو قال‪ :‬جليل الله أكضضبر فل يضضضر لنضضه لضضم يضضدخل فضضي‬
‫الصلة‪) .‬و( الثاني عشر )أن يسمع نفسه جميع حروفها( إذا كضضان‬
‫صحيح السمع ول مضضانع مضضن لغضضط وغيضضره وإل فيرفضضع صضضوته قضضدر‬
‫الرفع الذي يسمع بضضه لضضو لضضم يكضضن أصضضم‪ ،‬ويجضضب علضضى مضضن طضضرأ‬
‫خرسضضه تحريضضك لسضانه وشضضفتيه ولهضضاته بضضالتكبير وغيضضره كالتشضضهد‬
‫والسلم وسائر الذكار‪ ،‬أما من خرسه أصلي فل يجب عليه ذلضضك‪.‬‬
‫)و( الثالث عشر‪) :‬دخول الوقت في المؤقت( سواء كان فرضا ً أو‬
‫نفل ً وكذا ذو السبب‪) .‬و( الرابع عشر‪) :‬إيقاعهضضا حضضال السضضتقبال(‬
‫حيث شرطناه‪) .‬و( الخامس عشر‪) :‬أن ل يخل( أي يفسد )بحرف‬
‫من حروفها( ويغتفر في حق العامي إبدال همزة أكضضبر واوا ً أفضضاده‬
‫الشرقاوي وكذا البضضاجوري ولضضو لضضم يجضضزم الضضراء مضضن أكضضبر أفضضاده‬
‫الباجوري‪) .‬و( السادس عشر‪) :‬تأخير تكبيرة المأموم عن تكضضبيرة‬
‫المام( فلو قارنه في جزء منها لم تصح القدوة ول تنعقضضد صضضلته‪،‬‬
‫ويشترط لها أيضا ً فقد الصضضارف فضضإذا كضضبر المسضضبوق الضضذي أدرك‬
‫المام في الركوع واحدة وأوقضضع جميعهضضا فضضي محضضل تجزىضضء فيضضه‬
‫القراءة وقصد بها التحضضرم وحضضده انعقضضدت صضضلته‪ ،‬وإن قصضضد بهضضا‬
‫التحرم والنتقال أو النتقال وحضضده أو أحضضدهما مبهمضا ً أو أطلضضق أو‬
‫شك هل قصد التحرم وحده أو ل؟ لم تنعقد‪ ،‬وإذا قصد بها المبّلضضغ‬
‫العلم فقط وأطلق ضر‪ ،‬أو الحرام والعلم لم يضر‪.‬‬
‫]فضضرع[ قضضال البضضاجوري‪ :‬ويسضضن أن ل يقصضضر التكضضبير بحيضضث ل‬
‫يفهضضم ول يمططضضه بضضأن يبضضالغ فضضي مضضده بضضل يتوسضضط‪ .‬وقضضال‬
‫الشبراملسي‪ :‬ويستحب أن يمد التكبير ويشترط أن ل يمضضد فضضوق‬
‫سبع ألفات وإل بطلت إن علم وتعمضضد وتقضضدر كضضل ألضضف بحركضضتين‬
‫وهو على التقريب‪ ،‬ويعتبر ذلضضك بتحريضضك الصضضابع متواليضضة مقارنضضة‬
‫للنطق بالمد‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في واجبات أم القرآن )شروط الفاتحة عشضضرة( بضضل‬
‫أكثر‪ ،‬الول‪) :‬الترتيب( بأن يأتي بهضضا علضضى نظمهضضا المعضضروف‪) .‬و(‬
‫الثاني‪) :‬الموالة( بأن ل يأتي بفاصل فإن تخلضضل ذكضضر أجنضضبي غيضضر‬
‫متعلق بالصلة ولو قليل ً كحمد عاطس وإن سن خارجهضضا وكإجابضضة‬
‫المؤذن قطع الموالة فيعيد القراءة ول تبطل صضضلته‪ ،‬ومثضضل ذلضضك‬
‫الصلة على النبي صلى الله عليه وسّلم وقول ل إله إل الله والله‬
‫أكبر ول حول ول قوة إل بالله العلي العظيم فيعيد القراءة لقطضضع‬
‫الموالة بذلك‪ ،‬نعم إن وقع ما وقضضع نسضضيانا ً لضضم يقطعهضضا بضضل يبنضضي‬
‫على ما قرأه‪ ،‬ومما يقطع المضضوالة تسضضبيحه لمسضضتأذن عليضضه‪) .‬و(‬
‫الثضضالث )مراعضضاة حروفهضضا( وهضضي مضضائة وثمانيضضة وثلثضضون بالبتضضداء‬
‫بألفات الوصل‪ ،‬وأما إذا عد الشدات حروفا ً مع عضضد ألفضضي صضضراط‬
‫في الموضعين وألفضضي الضضضالين وضضضم ذلضضك مضضع المضضائة والثمانيضضة‬
‫والثلثين صارت الجملة مائة وستة وخمسضضين بإثبضضات ألضضف مالضضك‬
‫وخمسة وخمسين بحذفها ولو أسقط حرفا ً منها لم تصح صلته‪.‬‬
‫]فائدة[ قيل‪ :‬عدد حروف الفاتحة غير المكرر اثنان وعشرون‬
‫حرفا ً بعدد السنين التي أنزل فيها القرآن وهو سر بديع‪ ،‬وكذا عدد‬
‫حضضروف سضضورة النضضاس وأول القضضرآن يضضاء البسضضملة وآخضضره سضضين‬
‫والناس كأنه قال‪ :‬يس ما فرطنا فضضي الكتضضاب مضضن شضضيء‪ ،‬أي مضضا‬
‫تركنا في اللوح المحفوظ شيئا ً لم نكتبه‪.‬‬
‫]تنبيه[ أجمع القراء على إسقاط ألف مالك في سورة النضضاس‬
‫بخلفه في الفاتحضضة‪) .‬و( الرابضضع‪) :‬مراعضضاة تشضضديداتها( قضضال شضضيخ‬
‫السلم في فتح الوهاب‪ :‬لنها هيئات للحروف المشددة فوجوبهضضا‬
‫شضضامل لهيئاتهضضا‪) .‬و( الخضضامس‪) :‬أن ل يسضضكت سضضكتة طويلضضة( أي‬
‫مطلقا ً بل عذر فإن وجد عذر كجهل أو سهو أو نسيان أو إعياء لم‬
‫يضر‪) .‬و( السادس أن )ل( يسكت سكتة )قصضضيرة يقصضضد بهضضا( أي‬
‫بالقصيرة )قطع القراءة( بخلف ما لضضو قصضضد قطضضع القضضراءة ولضضم‬
‫يسكت فل تبطل قراءته وفارق ذلك نيضضة قطضضع الصضضلة بضضأن النيضضة‬
‫ركن فيها تجب إدامتها حكمًا‪ ،‬ول تمكن الدامضضة الحكميضضة مضضع نيضضة‬
‫القطع‪ ،‬وقراءة الفاتحة ل تفتقر إلى نية خاصة فل تؤثر نية القطع‬
‫)و( السابع‪) :‬قراءة كل آياتها ومنها البسضضملة( أي عمل ً ل اعتقضضادا ً‬
‫لنه صلى الله عليه وسّلم عدها آية منها رواه ابن خزيمة والحاكم‬
‫وصححاه‪ ،‬ويكفي في ثبوتها عمل ً أي حكما ً الظضضن كمضضا قضضال شضضيخ‬
‫السلم في فتح الوهاب وعدد آيات الفاتحة سبع وأما عدد كلماتها‬
‫فتسع وعشرون كلمضة‪) .‬والثضامن‪ :‬عضدم اللحضن المخضل بضالمعنى(‬
‫قال الشرقاوي‪ :‬واللحن عند الفقهاء يشمل تغيير العراب وإبدال‬
‫حرف بضضآخر‪ ،‬وأمضضا عنضضد اللغضضويين والنحضضويين فهضضو تغييضضر العضضراب‬
‫والخطأ فيه‪ ،‬والمراد بقوله المخل بالمعنى أن ينقل معنى الكلمضضة‬
‫إلى معنى آخر كضم تاء أنعمت وكسضرها أو يصضيرها ل معنضى لهضا‬
‫أصل ً كالزين بالزاي‪ ،‬وكذا إشباع الشدة من لم الذين بحيث يتولد‬
‫منها ألف لنه يغير المعنى‪ ،‬بخلف ما ليس كذلك كرفع هاء الحمد‬
‫لله‪ ،‬وكفتح دال نعبضضد وكسضضر بائهضضا ونونهضضا‪ ،‬وكضضضم صضضاد الصضضراط‬
‫وهمضضزة اهضضدنا وكنصضضب دال الحمضضد أو جرهضضا لبقضضاء المعنضضى فضضي‬
‫الجميع‪ ،‬وأما لو فتح همزة اهدنا فقد غير المعنى فضضإنه حينئذٍ صضضار‬
‫معنى اهدنا الصراط المسضضتقيم ابعضضث إلينضضا إكرامضا ً هديضضة وعطيضضة‬
‫وهو الطريق المعتدل أي غير المعوج‪ ،‬وأما معناه بغير الفتضح فهضو‬
‫ارشدنا إلى الدين الحق وثبتنا عليه وهو دين السلم‪) .‬و( التاسضضع‪:‬‬
‫)أن تكضضون( أي القضضراءة )حالضضة القيضضام فضضي الفضضرض( أي يشضضترط‬
‫إيقاعها بكل حروفها في القيضام أو بضضدله‪) .‬و( العاشضضر‪) :‬أن يسضضمع‬
‫نفسه القراءة( أي إسماعه نفسه جميضضع حروفهضضا إن كضضان صضضحيح‬
‫السمع ول لغضضط‪) .‬و( الحضضادي عشضضر‪) :‬أن ل يتخللهضضا ذكضضر أجنضضبي(‬
‫بخلف ما إذا تعلق ذكضضر بمصضضلحة الصضضلة كتضضأمينه لقضضراءة إمضضامه‬
‫وفتحه عليضه ولضو فضي غيضضر الفاتحضة‪ ،‬ول يفتضضح عليضه إل إذا توقضف‬
‫وسضضكت فمضضا دام يضضردد اليضضة ل يفتضضح عليضضه فضضإن فتضضح انقطعضضت‬
‫ذ‪،‬‬
‫القراءة‪ ،‬نعم إن ضاق الوقت فتح عليه ول تنقطضضع القضضراءة حينئ ٍ‬
‫ول بد أن يكون الفتح بقصد القراءة ولو مع الفتح فإن قصد الفتح‬
‫وحده أو أطلق أو قصد واحدا ً ل بعينه بطلت صلته فخرج بقضضراءة‬
‫إمامه قضضراءة غيضضره ولضضو مأموم ضا ً آخضضر فتنقطضضع بالتضضأمين لقراءتضضه‬
‫والفتح عليه‪ ،‬وكالتأمين سضضجود التلوة مضضع المضضام‪ ،‬وإن سضضجد مضضع‬
‫غيره عامدا ً عالما ً بطلت صلته‪ ،‬ويشترط أيضا ً كونهضضا بالعربيضضة ول‬
‫يترجم عنها ولو كان عاجزًا‪ ،‬ومثلها بدلها إن كان قرآنضضا ً بخلف مضضا‬
‫لضضو كضضان ذكضضرا ً أو دعضضاء فيضضترجم عنضضه عنضضد العجضضز عضضن العربيضضة‪،‬‬
‫ويشترط أيضا ً عدم القراءة بالشاذ المغير للمعنضضى أيض ضا ً وهضضو مضضا‬
‫وراء القراءة السبعية‪ ،‬ويشترط أيضا ً عدم الصارف فلو قصضضد بهضضا‬
‫الثناء لم يجزه لوجود الصارف ول بد أن يقصد القراءة أو يطلق‪.‬‬
‫)فصضضل(‪ :‬فضضي بيضضان عضضدد الشضضدات فضضي الفاتحضضة ومحالهضضا‬
‫)تشديدات الفاتحة أربع عشرة( فتشضضديد )بسضضم اللضضه فضضوق اللم(‬
‫واحد وتشديد )الرحمن فضضوق الضضراء( ثضضان وتشضضديد )الرحيضضم فضضوق‬
‫الراء( ثالث وتشديد )الحمد للضضه فضضوق لم الجللضضة( رابضضع وتشضضديد‬
‫)رب العالمين فوق الباء( خامس وتشضضديد )الرحمضضن فضضوق الضضراء(‬
‫سادس وتشديد )الرحيم فضوق الضراء( سضابع وتشضديد )مالضك يضوم‬
‫الدين فوق الضضدال( ثضامن وتشضضديد )إيضضاك نعبضضد فضضوق اليضضاء( تاسضضع‬
‫وتشديد )وإياك نستعين فوق الياء( عاشر فلو خفف الياء من إياك‬
‫لم تصح قراءته فوجب عليه إعادتها‪ ،‬وكذا صضضلته إن تعمضضد وعلضضم‬
‫وإن قصضضد المعنضضى كفضضر لن إيضضاك ضضضوء الشضضمس‪ ،‬أمضضا لضضو شضضدد‬
‫المخفف أساء وأجزأه وتشضضديد )اهضضدنا الصضضراط المسضضتقيم فضضوق‬
‫الصاد( حادي عشر وتشديد )صراط الذين فوق اللم( ثاني عشضضر‬
‫وتشديد )أنعمت عليهم غير المغضضضوب عليهضضم ول الضضضالين فضضوق‬
‫الضاد واللم( ثالث عشر ورابع عشر‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في بيان مواضع رفع اليدين )يسن رفضضع اليضضدين فضضي‬
‫أربعة مواضع( وهضضو مضضن سضضنن الهيئات وحكمضضة رفضضع اليضضدين فضضي‬
‫الصلة كما قال الشافعي رحمه الله تعالى تعظيمضضه تعضضالى حيضضث‬
‫جمضضع بيضضن اعتقضضاد القلضضب ونطضضق اللسضضان المضضترجم عنضضه وعمضضل‬
‫الركان‪ ،‬وقيل الشارة إلى طرح ما سواه تعالى والقبضضال بكليتضضه‬
‫على صلته‪ ،‬وقيل‪ :‬الشارة إلى رفع الحجاب بين العبد وبيضضن ربضضه‬
‫وقيل غير ذلك‪ .‬أحدها‪) :‬عند تكبيرة الحرام( فيبتدىء الرفضضع فيهضضا‬
‫مع ابتداء التكبير وينهيه مع انتهائه‪ .‬وقال المحلي‪ :‬ويكّبر مضضع حضضط‬
‫يديه‪ .‬وقال الباجوري‪ :‬فابتداؤهما كذلك فمضضا يقضضع الن مضضن الرفضضع‬
‫قبل التكبير خلف السنة وإن فعله كضضثير مضضن أهضضل العلضضم انتهضضى‪.‬‬
‫والسنة تحصل بأي رفع كان وأكمله أن يرفع كفيه مقابضضل منكضضبيه‬
‫ول تبطل الصلة به وإن ضم إليه فعل ً ثالث ضا ً مضضع التضضوالي لن ذلضضك‬
‫مطلوب أفاده الشرقاوي‪) .‬و( ثانيها‪) :‬عند الركوع( أي عند الهوي‬
‫للركوع فيبتدىء الرفع فيه مع ابتداء التكبير عند ابتضضداء الهضضوي ول‬
‫يديمه إلى انتهائه لنه إذا حاذى كفاه منكبيه انحنى وأرسضضل يضضديه‪،‬‬
‫وأما التكبير فيديمه إلى أن يصضل حضضد الراكضضع لئل يخلضو جضضزء مضضن‬
‫صلته عن ذكضضر فابتضضداؤهما مع ضا ً دون انتهائهمضضا‪) .‬و( ثالثهضضا‪) :‬عنضضد‬
‫العتدال( أي الرفع من الركوع للعتدال ويبتدىء الرفع مع ابتضضداء‬
‫رفع رأسه فإذا استوى قائما ً أرسلهما إرسال ً خفيفا ً تحضضت صضضدره‪.‬‬
‫)و( رابعها‪) :‬عند القيام من التشهد الول( للتبضضاع رواه الشضضيخان‪،‬‬
‫ولو صلى من قعود استحب له الرفع عنضضد التكضضبير عقضضب التشضضهد‬
‫الول فالتعبير بالقيام للغالب‪ ،‬ول يسن رفع اليدين في غيضضر هضضذه‬
‫المواضع الربعة كالقيام من جلسة الستراحة ومن السجود‪ ،‬وأما‬
‫قول الشرقاوي‪ :‬وبقي القيام من جلسة الستراحة فيسضضن الرفضضع‬
‫عنده كما نص عليه الشافعي وهو المعتمد فهو ضعيف هكذا قضضال‬
‫شيخنا محمد حسب الله‪ ،‬ثم قال‪ :‬والمعتمد ل يسضضن انتهضضى‪ .‬فضضإن‬
‫ترك الرفع فيما أمر به أو فعله فيما لم يؤمر به كره‪.‬‬
‫]فضائدة[ قضال سضليمان الجمضل‪ :‬وعضن علضي كضرم اللضه وجهضه‬
‫ورضي الله عنه إن معنى النحر في قوله تعالى‪ :‬وانحضضر{ ))‪(108‬‬
‫الكوثر‪ (2:‬أن يرفع يديه في التكبير إلى نحره‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬فضضي واجبضضات السضضجود وهضضو لغضضة التطضضامن والميضضل‪.‬‬
‫)شروط السجود سبعة( بل أكثر‪ ،‬أحدها‪) :‬أن يسضضجد علضضى سضضبعة‬
‫أعضاء( لما روي عن ابن عباس أنه قال‪ :‬قال رسضضول اللضضه صضضلى‬
‫الله عليه وسّلم‪" :‬أمرت أن أسجد على سبعة أعظم مضضن الجبهضضة‬
‫واليدين والركبتين وأطراف القدمين وأن ل أكف الثياب والشضضعر"‬
‫رواه الشضضيخان‪) .‬و( ثانيهضضا‪) :‬أن تكضون جبهتضه مكشضضوفة( إل لعضذر‬
‫كوجود شعر نابت فيها وعصضضابة لوجضضع حيضضث شضضق نزعهضضا مشضضقة‬
‫شديدة ول يعيدان وضعها على طهر ولضضم يكضضن تحتهضضا نجضضس غيضضر‬
‫معفضضو عنضضه وإل أعضضاد وثقبضضة فتحضضت فيهضضا فضضي النسضضداد الخلقضضي‬
‫فيراعى الستر لنه آكد ولو يبست جلدة فيها حضضتى صضضار ل يحضضس‬
‫بما يصيبها صح السجود عليها ول يكلف إزالتها وإن لم يحصضضل لضضه‬
‫من ذلك مشقة‪) .‬و( ثالثها‪) :‬التحامل برأسه( أي في الجبهة فقضضط‬
‫دون بقية العضاء وهو أن يصيب ثقل رأسه موضضضع سضضجوده‪) .‬و(‬
‫رابعها‪) :‬عدم الهوي لغيره( أي أن ل يقصد بالسضجود غيضره وحضده‬
‫والهوي بضم الهاء وفتحها معناه السقوط مضضن أعلضضى إلضضى أسضضفل‬
‫وأما بالضم فقط فمعناه الرتفاع كذا في المصباح‪) .‬و( خامسضضها‪:‬‬
‫)أن ل يسجد على شيء( أي متصل به )يتحضضرك بحركتضضه( أي فضضي‬
‫قيامه ولو بالقوة إن صلى قاعد أو سجد على متصل به ل يتحضضرك‬
‫بحركته في القعود‪ ،‬وكان بحيث لو صلى من قيام لتحرك بحركتضضه‬
‫فيضر ذلك‪ ،‬ومن المتصل جزؤه فل يصح السجود على نحضضو يضضده‪،‬‬
‫أما المنفصل ولو حكما ً كعود أو منديل بيده فيصضح السضجود عليضه‬
‫لنه ل يعد متصل ً في العرف‪ ،‬وكضذا طضرف عمضامته الطويضل جضدا ً‬
‫بحيث ل يتحرك بحركتضضه لنضضه فضضي حكضضم المنفصضضل )و( سادسضضها‪:‬‬
‫)ارتفاع أسافله( وهو عجيزته وما حولها )على أعاليه( وهي رأسضضه‬
‫ومنكباه إل إذا كان في سفينة ولم يتمكن منه لنحو ميلها فيصضضلي‬
‫على حاله ويعيد لنه عذر نادر‪ ،‬بخلف ما لو كان به علضضة ل يمكضضن‬
‫معها السجود فإنه ل إعادة عليه‪ ،‬وكذا الحبلى إذا شق عليها ذلضضك‬
‫فتصلي ول تعيد‪ ،‬وكذا مضضا لضضو طضضال أنفضه وصضضار يمنعضضه مضضن وضضضع‬
‫الجبهضضة علضضى الرض مث ً‬
‫ل‪) .‬و( سضضابعها‪) :‬الطمأنينضضة فيضضه( أي فضضي‬
‫السجود ويشترط أيضا ً أن يضع العضاء السبعة فضضي وقضضت واحضضد‬
‫فلو وضع بعضها ثم رفعه ووضع الخر لم يكف‪.‬‬
‫دها طضضول ً‬‫)خاتمة‪ .‬أعضاء السجود سبعة( الول‪) :‬الجبهة( وح ض ّ‬
‫ما بين الصدغين وعرضا ً ما بيضضن منضضابت شضضعر الضضرأس والحضضاجبين‬
‫وخرج بالجبهة الجبين وهو جضضانب الجبهضضة مضضن الجهضضتين فل يكفضضي‬
‫وضعه وحده لكن يسن وضع الجبهة‪) .‬و( الثاني والثضضالث‪) :‬بطضضون‬
‫الكفين( والكف ما ينقض مسضضه الوضضضوء فيكفضضي وضضضع جضضزء مضضن‬
‫الصضضابع أو مضضن الراحضضة دون مضضا عضضداهما‪) .‬و( الرابضضع والخضضامس‪:‬‬
‫)الركبتان( وهي بضم الراء وسكون الكاف مفصل ما بين أطراف‬
‫الفخذ وأعالي الساق والجمع ركب بضم الراء وفتضضح الكضضاف مثضضل‬
‫غرفة وغرف‪) .‬و( السادس‪) :‬بطون أصابع الرجلين( ويكفي وضضضع‬
‫جزء من كل واحد من هذه العضاء السبعة ولو مضضن أصضضبع فقضضط‬
‫ولو من يد أو رجل نعم القتصار على وضع البعضضض مضضن العضضضاء‬
‫السبعة مكروه ولو قطع الكف أو بطون الصضضابع لضضم يجضضب وضضضع‬
‫طرف الباقي بضضل يسضضن ولضضو خلضضق بل كضضف أو بل أصضضابع قضضدر لضضه‬
‫قدرها ووجب عليه وضعه‪ ،‬ويسن كشف الكفيضضن فضضي حضضق الضضذكر‬
‫وغيره وبطون الرجلين في حق الذكر والمة وأما غيرهمضضا فيجضضب‬
‫سترها‪ ،‬ويكره كشف الركبتين للذكر والمة‪ ،‬ويسضن الضترتيب فضي‬
‫الوضع بأن يضع الركبتين أول ً ثم الكفين ثضضم الجبهضضة والنضضف مع ضًا‪،‬‬
‫فوضع النف معها سنة متأكدة ول يكفي وضعه وحده لن المعتضضبر‬
‫هو الجبهة‪ ،‬ويسن كونه مكشوفا ً فلضضو خضضالف الضضترتيب المضضذكور أو‬
‫اقتصضضر علضضى الجبهضضة كضضره مراعضضاة للقضضول بوجضضوب وضضضع النضضف‪،‬‬
‫وخالف المام مالك فقال‪ :‬يضع يديه ثم ركبتيه‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في عدد الشدات في التشهد ومواضضضعها )تشضضديدات‬
‫التشهد إحدى وعشرون( شدة )خمس في أكمله( وهو ما ل يسن‬
‫بتركه في الجلوس الول السجود )وست عشرة فضضي أقلضضه( وهضضو‬
‫اللفظ الواجب في الجلوس الخر وما يسضضن السضضجود بضضتركه فضضي‬
‫الجلوس الول فالتشديد في )التحيضضات( اثنضضان وهمضضا )علضضى التضضاء‬
‫والياء( وتشديد )المباركضضات الصضلوات( واحضضد وهضضو )علضضى الصضضاد(‬
‫والتشديد في )الطيبات( اثنان وهما )على الطاء واليضضاء( وتشضضديد‬
‫)لله( واحد وهو )على لم الجللة( وتشضضديد )السضضلم( واحضضد وهضضو‬
‫)على السين( وتشضضديدات )عليضضك أيهضضا النضضبي( ثلثضضة وهضضي )علضضى‬
‫الياء( في أيها )والنون والياء( اللذين فضضي النضضبي وذلضضك إذا قرىضضء‬
‫بالياء‪ ،‬أما إذا قرىء بالهمزة فل تشديد عليه‪.‬‬
‫]فائدة[ النبي بتشديد الياء مضضن النبضضوة وهضضو المكضضان المرتفضضع‬
‫سضضمي النضضبي بضضه لنضضه مرفضضوع الرتبضضة أو رافضضع رتبضضة مضضن تبعضضه أو‬
‫بالهمزة من النبأ بتحريك الباء وهو الخبر لنه مخضضبر أو مخضضبر عضضن‬
‫الله تعالى فهو على كليهما فعيل بمعنى فاعل أو مفعول هضضذا هضضو‬
‫المشهور‪ ،‬لكن الذي يسضضتفاد مضضن المصضضباح أن النبضضأ مهمضضوز وهضضو‬
‫الخبر والبدال والدغام لغة مشهورة وقرىضضء بهمضضا فضضي السضضبعة‪،‬‬
‫ولكن صحح الصبان أن يكون المهمضضوز مضضن النبضضء بسضضكون البضضاء‬
‫وهو الرتفاع يقضال‪ :‬نبضأ بضالهمزة أي ارتفضضع‪ ،‬ثضم رجضح ذلضك بكضضون‬
‫الساكن مصدرا ً بخلف المتحرك وأن يكضضون المشضضدد مخفف ضا ً مضضن‬
‫المهموز فيكون من النبأ بفتح الباء أو سكونها‪ ،‬وعلى كضضون النضضبي‬
‫مضضن النبضضوة يكضضون واوي اللم وأصضضله نضضبيو اجتمعضضت الضضواو واليضضاء‬
‫وسبقت إحداهما بالسكون فقلبضضت الضضواو يضضاء وأدغمضضت اليضضاء فضضي‬
‫الياء‪ .‬وتشديد )ورحمة الله( واحد وهو )على لم الجللة( وتشضضديد‬
‫)وبركاته السلم( واحد وهو )على السين( وتشضضديد )علينضضا وعلضضى‬
‫عباد الله( واحد وهو )على لم الجللة( وتشديد )الصالحين( واحضضد‬
‫وهو )على الصاد( والتشديد في )أشهد أن ل إله( واحد وهو )على‬
‫لم ألف( والتشديد في )إل الله( اثنان وهمضا )علضى لم ألضف ولم‬
‫الجللة( وتشديد )وأشهد أن( واحد وهو )على النضضون( وتشضضديدات‬
‫)محمدا ً رسول الله( ثلثضضة وهضضن )علضضى ميضضم محمضضد وعلضضى الضضراء‬
‫وعلى لم الجللة(‪ .‬قوله التحيات‪ ،‬قال عثمان في تحفضضة الحضضبيب‪:‬‬
‫هو بفتح التاء وكسر الحاء المهملة جمع تحية وهي ما يحيا به مضضن‬
‫سلم وغيره‪ ،‬وقيضضل الملضضك‪ ،‬وقيضضل العظمضضة‪ ،‬وقيضضل السضضلمة مضضن‬
‫الفات‪ ،‬والقصد بضضذلك الثنضضاء علضضى اللضضه تعضضالى بضضأنه أهضضل لجميضضع‬
‫التحيات من الخلق‪ ،‬وإنما جمعت لن كل واحد مضضن الملضضوك كضضان‬
‫له تحية معروفة‪ ،‬وقد ورد فضضي الخضضبر أن النضضبي صضضلى اللضضه عليضضه‬
‫وسّلم ليلة السراء لما جاوز سدرة المنتهضضى غشضضيته سضضحابة مضضن‬
‫نور فيها من اللوان ما شاء اللضضه فوقضضف جبريضضل ولضضم يسضضر معضضه‬
‫فقال له النبي‪ :‬ل تتركني أسير منفردا ً فقال جبريل‪ :‬وما منا إل له‬
‫مقام معلوم‪ ،‬فقال‪ :‬سر معي ولو خطوة فسار معه خطضضوة فكضضاد‬
‫أن يحترق من النور والجلل والهيبة وصغر وذاب حضضتى صضضار قضضدر‬
‫العصفور‪ ،‬فأشار إلى النبي بأن يسلم علضضى ربضضه إذا وصضضل مكضضان‬
‫الخطاب فلما وصل النبي إليه قال‪ :‬التحيات المباركات الصضضلوات‬
‫الطيبات لله‪ ،‬فقال الله تعالى‪ :‬السضضلم عليضضك أيهضضا النضضبي ورحمضضة‬
‫الله وبركاته‪ ،‬فأحب النبي أن يكون لعباده الصضضالحين نصضضيب مضضن‬
‫هذا المقام فقال‪ :‬السلم علينا وعلى عباد الله الصضضالحين‪ ،‬فقضضال‬
‫جميع أهل السموات والرض‪ :‬أشهد أن ل إلضضه إل اللضضه وأشضضهد أن‬
‫محمدا ً رسول الله‪ ،‬وإنما لم يحصل للنبي مثل ما حصضضل لجبريضضل‬
‫من المشقة وعدم الطاقة لن النبي مراد مطلضضوب فأعطضضاه اللضضه‬
‫قضضوة واسضضتعدادا ً لتحمضضل هضضذا المقضضام بخلف غيضضره انتهضضى‪ .‬قضضوله‪:‬‬
‫المباركات‪ ،‬الصلوات الطيبات هي على حذف حرف العطضضف فضضي‬
‫الثلثة أي والمباركات أي الناميات وهضضو الخيضضر اللهضضي والصضضلوات‬
‫أي الصلوات الخمس أو أعضضم والطيبضضات أي العمضضال الصضضالحات‪.‬‬
‫قوله‪ :‬السلم‪ ،‬هو من أسضضمائه تعضضالى فضضالمعنى اسضضم اللضضه عليضضك‬
‫وعلينا الحاضضضرين‪ ،‬والصضضالح هضضو المسضضلم أو القضضائم بحقضضوق اللضضه‬
‫وحقوق العباد‪ ،‬قال الفشني في شرح الربعين في الحديث الثاني‬
‫والعشرين‪ :‬وذكر أن التحيات اسم طيضضر فضضي الجنضضة علضضى شضضجرة‬
‫يقال لها الطيبات بجنب نهر يقال له الصلوات فإذا قال المصضضلي‪:‬‬
‫التحيات‪ ،‬نزل ذلك الطير عضضن تلضضك الشضضجرة وانغمضضس فضضي ذلضضك‬
‫النهر فكل قطرة وقعت منه خلق الله تعالى منهضضا ملك ضا ً يسضضتغفر‬
‫للمصلي إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في شدات الصلة على النبي صلى الله عليه وسضضّلم‬
‫)تشديدات أقل الصلة على النبي( صلى الله عليه وسضضّلم )أربضضع(‬
‫فالتشديد في )اللهضضم( اثنضضان وهمضضا )علضضى اللم والميضضم( وتشضضديد‬
‫)صل( واحد وهو )على اللم( وتشضضديد )علضضى محمضضد( واحضضد وهضضو‬
‫)على الميم( ومعناه يا الله أنزل الرحمة المقرونة بالتعظيم علضضى‬
‫سيدنا محمد صلى الله عليه وس ضّلم‪ .‬قضضال الشضضمس الرملضضي فضضي‬
‫شرح المنهاج‪ :‬الفضل التيان بلفظ السيادة لن فيها التيضضان بمضضا‬
‫أمرنا وزيادة الخبار بالواقع الذي هو أدب فهضضو أفضضضل مضضن تركضه‪.‬‬
‫وقال السحيمي أيضًا‪ :‬ول يقال امتثال المر أفضل مضضن الدب لنضا‬
‫نقول‪ :‬في الدب امتثال المر وزيادة‪ ،‬والظاهر أن الفضضضل ذكضضره‬
‫في غير نبينا أيضا ً انتهى‪ .‬وأكمل الصلة على النبي وأفضلها سواء‬
‫في الصلة وخارجها كما نص على ذلك الرملي‪ :‬اللهم صضضل علضضى‬
‫سضضيدنا محمضضد وعلضضى آل سضضيدنا محمضضد كمضضا صضضليت علضضى سضضيدنا‬
‫إبراهيم وعلى آل سيدنا إبراهيم وبارك على سضضيدنا محمضضد وعلضضى‬
‫آل سيدنا محمد كما باركت على سيدنا إبراهيضضم وعلضضى آل سضضيدنا‬
‫إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد‪.‬‬
‫]تتمة[ يسن الدعاء بعد التشهد الخير بما شاء وأفضله التعوذ‬
‫من العذاب والفتن لخبر سليم‪" :‬إذا تشهد أحدكم فليسضضتعذ بضضالله‬
‫من أربع فيقول‪ :‬اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومضضن عضضذاب‬
‫النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسضضيح الضضدجال" قضضال‬
‫الشبراملسي‪ :‬ويكره ترك ذلك وهو آكد ما أوجبضضه بعضضض العلمضضاء‪.‬‬
‫قال عميرة‪ :‬قال الوزاعضي فضي القضوت وهضو شضرح المنهضاج هضذا‬
‫متأكد فقد صح المر به وأوجبه قوم‪ ،‬وأمضضر طضضاوس ابنضضه بالعضضادة‬
‫لتركه‪ ،‬وينبغي أن يختضضم بضضه دعضضاءه بقضضوله عليضضه الصضضلة والسضضلم‬
‫واجعلهضضضن أي التعضضضوذات الربضضضع آخضضضر مضضضا تقضضضول‪ ،‬انتهضضضى قضضضول‬
‫الشبراملسي رضي الله تعالى عنه‪.‬‬
‫)فصضضل(‪ :‬فضضي السضضلم وهضضو المسضضمى بالتحليضضل أيضضضا ً قضضال‬
‫المصضضضنف‪) :‬أقضضضل السضضضلم( للتحليضضضل )السضضضلم عليكضضضم( قضضضال‬
‫الشبراملسي‪ :‬ولو سكن الميم )تشديد السلم( واحد وهضضو )علضضى‬
‫السضضين( قضضال صضضلى اللضضه عليضضه وسضّلم‪) :‬مفتضضاح الصضضلة الوضضضوء‬
‫وتحريمهضضا التكضضبير وتحليلهضضا التسضضليم( رواه أبضضو داود والترمضضذي‬
‫وأكملضضه‪ :‬السضضلم عليكضضم ورحمضضة اللضضه ول تسضضن وبركضضاته وتسضضن‬
‫سن للمأموم‬ ‫تسليمة ثانية للتباع‪ ،‬ولو اقتصر المام على تسليمةٍ ُ‬
‫تسليمتان لنه خرج عن المتابعة بالولى بخلف التشضضهد الول لضضو‬
‫تركه المام لزم المأموم تركه لوجوب المتابعة قبل السضضلم‪ ،‬ولضضو‬
‫سلم الثانية معتقدا ً أنه سلم الولى لم يكفه ويسلم الولى وجوب ضا ً‬
‫ويعيد الثانية ندبا ً ويسجد للسضضهو‪ ،‬ويسضضن عنضضد إتيضضانه بضضالمرتين أن‬
‫يفصل بينهما بسكتة‪ ،‬وقضضد تحضضرم الثانيضضة بضضأن عضضرض بعضضد الولضضى‬
‫مناف للصلة كحدث وخروج وقت جمعة بخلف وقت غيرهضضا مضضن‬
‫الصلوات لنها وإن لم تكضضن جضضزءا ً مضضن الصضضلة فهضضي مضضن توابعهضضا‬
‫وملحقاتها‪ ،‬ويسن أن يسرع بالسلم وليمده وأن يسضضلم المضضأموم‬
‫بعد فراغ المام من تسضضليمتيه ولضضو قضضارنه جضضاز كبقيضضة الركضضان إل‬
‫تكبيرة الحرام‪ ،‬لكن المقارنة فضضي ذلضك مكروهضة مفوتضة لفضضيلة‬
‫الجماعة فيما قارن فيه فقط أما المقارنة في تكضضبيرة الحضضرام أو‬
‫في بعضها فحرام مبطلة للصلة‪.‬‬
‫]فرع[ ويسضضن أن يجلضضس بعضضد الصضضلة ليضضأتي بالضضذكر والضضدعاء‬
‫الواردين بعد الصلة لن ترك ذلضضك جفضضوة أي إعضضراض بيضضن العبضضد‬
‫وربه‪ ،‬ولن الدعاء مستجاب بعد الصضضلة‪ ،‬وكضضان صضضلى اللضضه عليضضه‬
‫وسّلم إذا سلم من الصلة قال‪" :‬ل إله إل الله وحده ل شريك لضضه‬
‫له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير‪ ،‬اللهضضم ل مضضانع لمضضا‬
‫أعطيت ول معطي لما منعضت ول ينفضع ذا الجضد منضك الجضد" رواه‬
‫الشيخان‪ .‬وقال صلى الله عليه وسّلم‪" :‬مضضن سضضبح اللضضه دبضضر كضضل‬
‫صلة ثلثا ً وثلثين وحمد الله ثلثا ً وثلثين وكبر الله ثلثا ً وثلثين ثم‬
‫قال تمام المائة ل إله إل الله وحده إلضضى قضضوله قضضدير‪ ،‬غفضضرت لضضه‬
‫خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" وكان صلى الله عليه وسّلم إذا‬
‫انصرف من صلته استغفر ثلثا ً وقال‪" :‬اللهم أنضضت السضضلم ومنضضك‬
‫السضلم تبضضاركت يضا ذا الجلل والكضضرام" رواهمضضا مسضلم‪" :‬وسضئل‬
‫النضضبي صضضلى اللضضه عليضضه وسضّلم أي الضضدعاء أسضضمع أي أقضضرب إلضضى‬
‫الجابة؟ قال‪ :‬جوف الليل ودبر الصلوات المكتوبات"‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في أوقات الصلوات المكتوبة _أوقات الصلة خمس‬
‫أول وقت الظهر زوال الشمس( أي عقب وقت زوالها فيما يظهر‬
‫لنا ل في الواقع فوقت الضضزوال خضضارج عضضن وقضضت الظهضضر )وآخضضره‬
‫مصير ظل الشيء مثله غير ظل الستواء( أي غير الظل الموجود‬
‫عنضضده‪ .‬روى الضضدارقطني عضضن أبضضي محضضذورة حضضديث‪ :‬أول الضضوقت‬
‫رضضوان اللضه وأوسضطه رحمضة اللضه وآخضره عفضو اللضه ولهضا سضتة‬
‫أوقات‪ :‬الول وقت فضيلة إن فعل الصضلة فيضضه يثضاب عليضضه ثوابضا ً‬
‫أكمل من ثواب فعلهضضا فيمضضا بعضضده وهضضو مضضن أول الضضوقت إلضضى أن‬
‫يصير ظل الشضضيء مثضضل ربعضضه تقريبضا ً بضضأن يشضضتغل أولضضه بأسضضباب‬
‫الصلة كأذان وستر عورة‪ ،‬ول يضر شغل خفيضضف كأكضضل لقضضم بضضأن‬
‫يشبع الشبع الشرعي وهو امتلء ثلث المعاء أي المصارين وكلهضضا‬
‫ثمانية عشر شبرا ً فيجعل ستة منها للطعام وستة للشراب وسضضتة‬
‫للنفس دون الشبع العرفي وهو بحيث ل يشتهي الطعام‪ .‬والثضضاني‬
‫وقت اختيار أي وقت يختار إتيان الصلة فيه بالنسبة لما بعده وهو‬
‫يتم بعد فراغ وقت الفضيلة إلى أن يصير ظل الشيء مثل نصضضفه‬
‫تقريبًا‪ .‬والثالث وقت جواز بل كراهة أي وقت يجوز إيقضضاع الصضضلة‬
‫فيه بل كراهة وهو يستمر بعد فراغ وقضضت الفضضيلة إلضى أن يبقضضى‬
‫مضضن الضضوقت مضضا يسضضعها وليضضس لهضضا وقضضت جضضواز بكراهضضة‪ ،‬قضضال‬
‫الشضضرقاوي‪ :‬والمعتمضضد أن الفضضضيلة والختيضضار والجضضواز بل كراهضضة‬
‫تشترك في أول الوقت‪ ،‬فإذا مضى وقت الشتغال بمضضا مضضر خضضرج‬
‫وقت الفضيلة واستمر وقت الختيضضار إلضضى أن يمضضضي قضضدر نصضضف‬
‫الوقت تقريبا ً فيخرج ويستمر وقت الجواز فتشترك الثلثة مبضضدأ ل‬
‫ة فضضي جميضضع الصضضلوات إل فضضي المغضضرب فإنهضضا مشضضتركة مبضضدأ‬ ‫غاي ً‬
‫وغاية‪ ،‬والرابع وقت حرمة أي وقت يحرم التضضأخير إليضضه وهضضو آخضضر‬
‫الوقت بحيث يبقى من الوقت ما ل يسع الصضضلة وإن وقعضضت أداء‬
‫بأن أدرك ركعة في الوقت فهو أداء مضضع الثضضم‪ .‬والخضضامس‪ :‬وقضضت‬
‫ضرورة وهو آخر الوقت إذا زالضضت الموانضضع‪ ،‬والبضضاقي مضضن الضضوقت‬
‫قضضدر التكضضبيرة فضضأكثر فتجضضب هضضي ومضضا قبلهضضا إن جمعضضت معهضضا‪.‬‬
‫والسادس‪ :‬وقت عذر أي وقت سببه العذر وهو وقت العصر لمضضن‬
‫يجمع جمع تأخير‪ ،‬وزاد بعضهم وقت الدراك أي التبعة ومعناها مضضا‬
‫تلزم ويطالب بالظلم وهو الوقت الذي طرأت الموانع بعده بحيث‬
‫يكون مضى مضضن الضضوقت مضضا يسضضع الصضضلة وطهرهضضا فتجضضب عليضضه‬
‫ذ‪.‬‬
‫حينئ ٍ‬
‫)وأول وقت العصر إذا صضضار ظضضل كضضل شضضيء مثلضضه وزاد قليل ً‬
‫وآخره غروب الشمس( ولها سضضبعة أوقضضات‪ ،‬الول‪ :‬وقضضت فضضضيلة‬
‫وهو من أول الوقت إلى نصف مثله تقريبا ً بعد المثل الماضي في‬
‫وقت الظهر‪ .‬والثاني‪ :‬وقضضت الختيضضار فيسضضتمر إلضضى مصضضير الظضضل‬
‫مثليه غير ظل الستواء إن كان عنده ظل‪ .‬والثالث‪ :‬وقت الجضضواز‬
‫بل كراهة فيستمر إلى اصضضفرار الشضضمس‪ .‬والرابضضع‪ :‬وقضضت الجضضواز‬
‫بكراهة فيستمر إلى قريب غروب الشمس بحيث يبقضضى مضضا يسضضع‬
‫الصلة‪ .‬والخامس‪ :‬وقت الحرمة وهو تأخيرهضضا إلضضى أن يبقضضى مضضن‬
‫الوقت ما ل يسعها‪ .‬والسادس‪ :‬وقت الضضرورة وهضو آخضر الضوقت‬
‫بحيث تزول الموانع والباقي منضضه قضضدر التكضضبيرة فضضأكثر‪ .‬والسضضابع‪:‬‬
‫وقت العذر وهو وقت الظهر لمن يجمع جمع تقديم‪ ،‬وزاد بعضضضهم‬
‫وقت الدراك كما تقدم‪.‬‬
‫)وأول وقت المغرب غروب الشمس وآخضضره غضضروب الشضضفق‬
‫الحمر( ولها سبعة أوقات‪ :‬وقت فضيلة ووقت اختيار ووقت جواز‬
‫بل كراهة وهو بمقدار الشتغال بصلتها وما يطلضضب معهضضا فالثلثضضة‬
‫هنا تدخل معا ً وتخرج معا ً وبعدها إلى مغيب الشفق جواز بكراهضضة‬
‫مراعاة للقول الجديد القائل بأن وقتها يخرج بمقدار الشتغال بهضضا‬
‫وما يطلب لها‪ ،‬ووقت حرمضضة وهضضو تأخيرهضضا إلضضى وقضضت ل يسضضعها‪،‬‬
‫ووقت ضرورة‪ ،‬ووقت عذر وهضضو وقضضت العشضضاء لمضضن يجمضضع جمضضع‬
‫تأخير‪u.‬‬
‫)وأول وقضضت العشضضاء غضضروب الشضضفق الحمضضر وآخضضره طلضضوع‬
‫الفجر الصادق( وهو المنتشر ضوؤه معترضا ً بالفق وهو بضضضمتين‬
‫نواحي السماء من جهة المشضضرق‪ ،‬وخضضرج بالصضضادق الكضضاذب وهضضو‬
‫يطلع مستطيل ً جهة السماء كذنب السرحان وهو الذئب ثم تعقبضضه‬
‫ظلمة غالبا ً ثم يطلضضع الفجضضر الصضضادق مسضضتطيل ً أي منتشضضرا ً ولهضضا‬
‫سبعة أوقات‪ :‬وقت فضيلة وهو بمقدار ما يسع الصلة وما يتعلضضق‬
‫بها‪ ،‬ووقضضت اختيضار إلضضى تمضام ثلضث الليضل الول‪ ،‬ووقضت جضضواز بل‬
‫كراهة إلى الفجر الكاذب‪ ،‬ووقت جواز بكراهة وهو ما بعضضد الفجضضر‬
‫الول حتى يبقى من الضضوقت مضضا يسضضعها‪ ،‬ثضضم وقضضت حرمضضة إذا لضضم‬
‫يسضضعها‪ ،‬ووقضضت ضضضرورة وهضضو وقضضت زوال الموانضضع والبضضاقي قضضدر‬
‫التكبيرة فأكثر‪ ،‬ووقت عذر وهو وقضضت المغضضرب لمضضن يجمضضع جمضضع‬
‫تقديم‪.‬‬
‫)وأول وقضضت الصضضبح طلضضوع الفجضضر الصضضادق وآخضضره طلضضوع‬
‫الشمس( ولها ستة أوقضضات‪ :‬وقضضت فضضضيلة وهضضو بمقضضدار مضضا يسضضع‬
‫الصلة وما يتعلق بها‪ ،‬ووقت اختيار إلى الضاءة‪ ،‬ووقضضت جضضواز بل‬
‫كراهة إلى ظهور الحمرة التي قبل طلوع الشمس‪ ،‬ووقضضت جضضواز‬
‫بكراهة عند الحمرة إلى طلضضوع الشضضمس‪ ،‬ووقضضت حرمضضة‪ ،‬ووقضضت‬
‫ضرورة‪ ،‬وليضضس لهضضا وقضضت عضضذر لنهضضا ل تجمضضع تقضضديما ً ول تضضأخيرا ً‬
‫فتحصل بما ذكرناه أن لكل صلة سبعة أوقات إل الظهر والصبح‪.‬‬
‫]تنبيه[‪) :‬الشفاق ثلثة أحمر وأصفر وأبيضض‪ :‬الحمضر مغضرب(‬
‫أي وجود الشفق الحمر هضضو اسضضتمرار وقضضت المغضضرب‪) .‬والصضضفر‬
‫والبيضضض عشضضاء( أي وجودهمضضا هضضو دخضضول وقضضت العشضضاء‪ ،‬قضضال‬
‫الباجوري‪ :‬ويلزم من عدم غيبوبة الشفق الحمضضر عضضدم غيبوبتهمضضا‬
‫بل هما غير موجودين‪) .‬ويندب تأخير صلة العشاء إلضضى أن يغيضضب‬
‫الشفق الصفر والبيض( خروجا ً من خلف من أوجبضضه‪ .‬واعلضضم أن‬
‫المضضواقيت مختلفضضة بضضاختلف البلضضدان ارتفاعضضا ً فقضضد يكضضون زوال‬
‫الشمس لبلد طلوع ببلد آخر وعصضضرا ً بضضآخر ومغربضا ً بضضآخر وعشضضاء‬
‫بآخر‪ ،‬ذكره في تحفة الحبيب عن المدابغي على التحرير‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في الصلة المحرمة من حيث الوقت والفعل )تحرم‬
‫الصلة التي ليس لها سبب متقدم ول مقارن( في غير حرم مكة‪،‬‬
‫)في خمسة أوقات( ول تنعقد حينئذٍ ول يكفضضر بهضضا وذلضضك بضضأن لضضم‬
‫يكن لها سبب أصل ً وهي النفل المطلق أولها سبب متأخر كصضضلة‬
‫الحرام والستخارة أي طلب خير أمري الدنيا والخرة‪ ،‬وكالصضضلة‬
‫عند إرادة السفر وعند الخروج مضن المنضزل وعنضد القتضل‪ ،‬وصضلة‬
‫التوبة‪ .‬وخرج بذلك ماله سبب متقدم كفائتضضة فضضإن سضضببها الضضوقت‬
‫الماضي سواء كضانت الفائتضة نفل ً أو فرضضا ً لنضه صضلى اللضه عليضه‬
‫وسّلم صلى بعد العصر أربعا ً وقال هما اللتان بعضضد الظهضضر‪ ،‬ومثضضل‬
‫الفائتضضة صضضلة المنضضذورة والمعضضادة وكصضضلة جنضضازة وسضضجدة تلوة‬
‫وشكر أو مقارن كصلة الستسقاء والكسوف فضضإن سضضببهما وهضضو‬
‫القحط وتغير الكواكب مقارن دوامًا‪ ،‬فيجب عند التحضرم بضالحرام‬
‫أن يكون الكسوف مستمرا ً فإن زال لضضم يصضضح الحضضرام‪ ،‬فضضالمراد‬
‫بالمقارنة وقوع الحرام حال وجود السضضبب ولضضو فضضي أثنضضائه‪ ،‬فضضإن‬
‫أريد بها توافق السضضبب والحضرام فضضي الزمضن ابتضضداء كضانت صضلة‬
‫الكسوف مما سببه متقدم إذ ل يجوز الحرام بهضضا إل بعضضد ابتضضدائه‪،‬‬
‫ولذا مثل بعضهم بهضضا لمضضا سضضببه متقضضدم‪ ،‬أمضضا الصضضلة بحضضرم مكضضة‬
‫المسجد أو غيره فل تكره مطلقا ً لخضضبر الترمضضذي وغيضضره‪ :‬يضضا بنضضي‬
‫عبد مناف ل تمنعوا أحدا ً طاف بهذا البيت وصلى أية سضضاعة شضضاء‬
‫من ليل أو نهار‪ ،‬نعم هضضي خلف الولضضى خروجضا ً مضضن خلف مالضضك‬
‫وأبي حنيفة رضي الله عنهما وخرج بحرم مكة حرم المدينضضة فهضضو‬
‫كغيره‪ .‬أحضضدها‪) :‬عنضضد طلضضوع الشضمس( أي ابتضداء طلوعهضا )حضتى‬
‫ترتفع قدر رمح( فإذا ارتفعت كرمح صحت الصلة مطلق ضا ً وطضضول‬
‫الرمح سبعة أذرع بذراع الدمي تقريبا ً في رأي العين ومضضن قضضدره‬
‫بأربعة أذرع أراد ذراع العمل أي الحديد‪) .‬و( ثانيها‪) :‬عند السضضتواء‬
‫في غير يوم الجمعة حتى تزول( اعلم أن وقضضت السضضتواء لطيضضف‬
‫جدا ً ول يكاد يشعر به حتى تزول الشمس إل أن التحرم قد يمكن‬
‫ذ‪ ،‬أما في يوم الجمعضضة فضضي وقضضت‬ ‫إيقاعه فيه فل تصح الصلة حينئ ٍ‬
‫الستواء ولو لغير حاضرها فتصح‪ ،‬أما في غير هذا الضضوقت فحكضضم‬
‫هذا اليوم حكم غيره من بقية اليام‪) .‬و( ثالثهضضا‪) :‬عنضضد الصضضفرار(‬
‫أي اصفرار الشمس )حضتى تغضرب( للنهضي عضن الصضلة فضي تلضك‬
‫الوقات قال الحسن البغوي في المصابيح‪ :‬وقضضال عتبضضةبن عضضامر‪:‬‬
‫"ثلث ساعات كان رسول الله صضضلى اللضضه عليضضه وسضّلم ينهانضضا أن‬
‫نصلي فيهن وأن نقبر فيهن موتانا حين تطلع الشمس بازغة حتى‬
‫ترتفضضع وحيضضن يقضضوم قضضائم الظهيضضرة حضضتى تميضضل الشضضمس وحيضضن‬
‫تضيفت الشمس للغروب حتى تغرب" رواه مسلم‪ .‬فمعنى بازغضضة‬
‫أي طالعضضة‪ ،‬والظهيضضرة أي الهضضاجرة وذلضضك حيضضن تضضزول الشضضمس‬
‫والقائم بسببها هو البعير يكون باركا ً فيقوم من شضضدة حضضر الرض‪،‬‬
‫فمعنى حين يقوم قائم الظهيضضرة أي حيضضن يقضضوم البعيضضر وتضضضيفت‬
‫بالفاء أي قربت كما في المصباح المنير‪) .‬و( رابعهضضا‪) :‬بعضضد صضضلة‬
‫الصبح( أي لمن صلها أداء مغنية عن القضاء فلو كضضانت قضضضاء أو‬
‫لم تغن عن القضاء كأن كان متيمما ً بمحل يغلب فيه وجضضود المضضاء‬
‫لم تحرم الصضضلة بضل صضضحت النافلضة المطلقضة بعضده حينئذٍ )حضضتى‬
‫تطلع الشمس( أي وترتفع لن الحرمة من جهة الفعل استمر إلى‬
‫الرتفاع لكن قبل الطلوع تكون وحدها وبعضضده تكضضون مضضع الحرمضضة‬
‫من جهة الزمان‪) .‬و( خامسها‪) :‬بعد صلة العصر( أي لمضضن صضضلها‬
‫أداء مغنية عن القضضضاء بخلف مضضا إذا قضضضاها فضضي هضضذا الضضوقت أو‬
‫صلها بتيمم لفقد الماء بموضع يغلب وجضضوده فيضضه فتصضضح النافلضضة‬
‫المطلقة بعدها حينئذٍ كمضضا مضضر فضضي الصضضبح أي فتحضضرم الصضضلة ول‬
‫تنقعد بعد صلة العصر ولو كانت مجموعة جمضضع تقضضديم بضضأن قضضدم‬
‫العصر وجمعها مع الظهر تقديما ً وحينئذ ٍ يقال لنا شخص يكضضره لضضه‬
‫التنفل بعد الزوال وقبل مصير ظل الشيء مثله )حتى تغرب( أي‬
‫وتستمر الحرمة حتى تغرب الشضضمس‪ ،‬ودخضضل بهضضذه الغايضضة وقضضت‬
‫الصفرار لن الحرمة المتعلقة بالفعل تسضضتمر إلضضى الغضضروب‪ ،‬وإن‬
‫كانت تجتمع بعد الصضضفرار مضضع الحرمضضة المتعلقضضة بالزمضضان وذلضضك‬
‫للنهي عن الصلة في هذين الوقتين‪ ،‬قال رسول اللضضه صضضلى اللضضه‬
‫عليه وسّلم‪" :‬ل تصلوا بعد صلة الصبح حضضتى ترتفضضع الشضضمس ول‬
‫بعد صلة العصر حتى تغيب الشمس" والحاصل أن هذه الوقضضات‬
‫الخمسة يتعلق النهي عن الصلة بالزمان فضضي الثلثضضة‪ :‬الول منهضضا‬
‫وهي عنضضد طلضضوع الشضضمس وعنضضد السضضتواء وعنضضد الصضضفرار وقضضد‬
‫يتعلق في الول والثالث بالفعل أيضًا‪ ،‬ويجتمع النهيان فيمن فَعضضل‬
‫الفرض وقد دخل عليه وقت النهي كما لو صضضلى الصضضبح وطلعضضت‬
‫الشمس أو العصر واصفرت الشمس فتحضضرم لضضه الصضضلة النافلضضة‬
‫حينئذٍ من جهة الفعل ومن جهة الزمن‪ ،‬وأمضضا فضضي الخيريضضن وهمضضا‬
‫بعد صلتي صبح وعصر فيتعلق النهي عضضن الصضضلة فيهمضضا بالفعضضل‬
‫فقط‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في بيضضان السضضكتات فضضي الصضضلة وهضضي مضضن الهيئات‬
‫)سكتات الصلة( أي السكتات المستحبة فيها )ستة( وكلها لطيفة‬
‫بقدر سبحان الله إل التي بين آمين والسورة فهي في حق المضضام‬
‫فضضي الجهريضضة بقضضدر مضضا يقضضرأ المضضأموم الفاتحضضة باعتبضضار الوسضضط‬
‫المعتضضدل‪ ،‬ويسضضن للمضضام أن يشضضتغل فيهضضا بقضضراءة أو دعضضاء سضضرا ً‬
‫والقراءة أولى‪ ،‬فمعنى السكوت فيها عضضدم الجهضضر وإل فل يطلضضب‬
‫السكوت حقيقة في الصلة‪ ،‬قال ابن حجر‪ :‬ومحل سكوت المضضام‬
‫إذا لم يعلم أن المأموم قرأها‪ .‬أحدها‪) :‬بين تكبيرة الحرام ودعضضاء‬
‫الفتتاح( وهي كثيرة فمنها‪ :‬وجهت وجهضي للضذي فطضر السضموات‬
‫والرض حنيفا ً مسلما ً وما أنا مضضن المشضركين إن صضضلتي ونسضكي‬
‫ومحياي ومماتي لله رب العالمين ل شريك له وبذلك أمضضرت وأنضضا‬
‫من المسلمين‪ .‬ومنها‪ :‬الحمد للضضه حمضضدا ً كضضثيرا ً طيبضا ً مباركضا ً فيضضه‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬سبحان الله والحمد لله ول إله إل الله واللضضه أكضضبر‪ .‬ومنهضضا‪:‬‬
‫ل‪ .‬ومنها‪:‬‬ ‫الله أكبر كبيرا ً والحمد لله كثيرا ً وسبحان الله بكرة وأصي ً‬
‫اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب‪،‬‬
‫اللهم نقني من الخطايا كما ينقى الثوب البيض من الدنس‪ ،‬اللهم‬
‫اغسلني بالماء والثلج والبرد‪ ،‬وبأيها افتتح حصل أصل السنة لكضضن‬
‫الول أي وجهت الضضخ أفضضضلها‪ ،‬ويسضضتحب الجمضضع بيضضن جميضضع ذلضضك‬
‫للمنفرد ولمام قوم محصورين راضين بالتطويل خلف ضا ً للذرعضضي‪.‬‬
‫ويزيد من ذكر‪ :‬اللهضضم أنضضت الملضضك ل إلضضه إل أنضضت أنضضت ربضضي وأنضضا‬
‫عبدك ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا ً فإنه‬
‫ل يغفر الضضذنوب إل أنضضت‪ ،‬واهضضدني لحسضضن الخلق فضضإنه ل يهضضدي‬
‫لحسنها إل أنت‪ ،‬واصضضرف عنضضي سضضيئها فضضإنه ل يصضضرف سضضيئها إل‬
‫أنت‪ ،‬لبيك وسعديك والخير كله في يديك والشر ليس إليك أنا بك‬
‫وإليك تباركت ربي وتعاليت فلك الحمد على ما قضيت أسضضتغفرك‬
‫وأتوب إليك‪) .‬قوله‪ :‬والشر ليس إليك( أي ل يتقرب به إليك وقيل‬
‫ل يفرد بالضافة إليك وإنما يصعد الكلم الطيضضب والعمضضل الصضضالح‪،‬‬
‫وقيل ليس شرا ً بالنسبة إليك فإنك خلقته لحكمة بالغضضة وإنمضضا هضضو‬
‫شر بالنسبة لخلقك نقله السويفي عن المغنضضي الخطيضضب‪ .‬واعلضضم‬
‫أن دعاء الفتتاح ل يسن إل بشضضروط خمسضضة‪ :‬أن يكضضون فضضي غيضضر‬
‫صلة الجنازة ولو على القبر‪ ،‬وأن ل يخاف فوت وقت الداء وهضضو‬
‫ما يسع ركعة‪ ،‬وأن ل يخاف المأموم فضضوت بعضضض الفاتحضضة‪ ،‬وأن ل‬
‫يدرك المام في غير القيام فلو أدركه في العتدال لم يفتتح نعضضم‬
‫إن أدركه في التشهد وسلم المضضام أو قضضام قبضضل أن يجلضضس معضضه‬
‫سن له أن يفتتح‪ ،‬وأن ل يشرع في التعوذ أو القضضراءة ولضضو سضضهوا ً‬
‫ولم يعد إليه‪) .‬و( ثانيها‪) :‬بين دعاء الفتتاح والتعوذ( وأفضل صيغة‬
‫أن يقول‪ :‬أعوذ بضضالله مضضن الشضضيطان الرجيضضم‪ ،‬وقيضضل‪ :‬أعضضوذ بضضالله‬
‫السميع العليم من الشيطان الرجيم وهو مستحب في كضضل ركعضضة‬
‫لقضراءة أو بضدلها لكضن الولضى آكضد‪ ،‬وفضي كضل قيضام مضن قيامضات‬
‫الكسوف ويفوت بالشروع في القضضراءة ولضضو سضضهوا ً بخلف مضضا لضضو‬
‫سضضبق لسضضانه فل يفضضوت‪ ،‬وشضضروطه شضضروط دعضضاء الفتتضضاح لكضضن‬
‫يفارقه في أنه يسضن فضي صضضلة الجنضازة وفيمضا لضو اقتضدى بإمضضام‬
‫جالس وجلس معه فيأتي به بعد قيامه لن القراءة لم يشرع فيها‬
‫ومحله بعد الفتتاح وتكبيرة صلة العيد‪) .‬و( ثالثهضضا‪) :‬بيضضن الفاتحضضة‬
‫والتعوذ( )و( رابعها‪) :‬بين آخر الفاتحة( وهو الضالين )وآمين( قضضال‬
‫النووي في التبيان‪ :‬يستحب لكل قارىء في الصلة أو في غيرهضضا‬
‫إذا فرغ من الفاتحة أن يقول آمين‪ ،‬وفضضي آميضضن أربضضع لغضضات قضضال‬
‫العلمضضاء أفصضضحها آميضضن بالمضضد وتخفيضضف الميضضم‪ ،‬والثانيضضة بالقصضضر‬
‫وهاتان مشهورتان‪ ،‬والثالثة آمين بالمالة مع المد حكضضاه الواحضضدي‬
‫عضضن حمضضزة والكسضضائي‪ ،‬والرابضضع تشضضديد الميضضم مضضع المضضد حكضضاه‬
‫الواحدي عن الحسن والحسضضينبن الفضضضل قضضال‪ :‬ويحقضضق ذلضضك مضضا‬
‫روي عن جعفر الصادق رضي الله تعالى عنه قال معناه‪ :‬قاصدين‬
‫نحوك وأنت أكرم من أن تخيب قاصدا ً هضضذا كلم الواحضضدي‪ .‬وهضضذه‬
‫الرابعة غريبة جدا ً وقد عدها أكثر العلماء مضضن لحضضن العضضوام‪ ،‬قضضال‬
‫جماعة من أصحابنا‪ :‬من قالها في الصلة بطلت صلته اهضضض‪ .‬قضضوله‬
‫بين آخر الفاتحة وآمين يسن أن يقول بينهما رب اغفر لضضي للخضضبر‬
‫الحسن أنه صلى الله عليه وسّلم قال عقضضب الضضضالين‪ :‬رب اغفضضر‬
‫لي آمين‪) .‬و( خامسها‪) :‬بين آمين والسورة( وتسن في غير صلة‬
‫الجنازة وغير صلة فاقد الطهورين إن كضضان جنب ضًا‪ ،‬ويحصضضل أصضضل‬
‫السنة بقراءة البسضضملة ل بقصضضد أنهضضا الضضتي أول الفاتحضضة‪ ،‬ويكفضضي‬
‫الحروف أوائل السور نحو ألم وص وق ون علضضى أنهضضا مبتضضدآت أو‬
‫أخبار ولحظ ذلك إذ هو آية حذف بعضها‪ ،‬قال النضضووي‪ :‬السضضنة أن‬
‫يقرأ في صلة الصبح يوم الجمعة في الركعة الولى آلضضم تنزيضضل{‬
‫))‪ (32‬السجدة‪ (1:‬بكمالها‪ ،‬وفي الثانية هل أتى على النسان{ ))‬
‫‪ (76‬النسضضان‪ (1:‬بكمالهضضا ول يفعضضل مضضا يفعلضضه كضضثير مضضن أئمضضة‬
‫المساجد من القتصار على آية من كل واحدة منهما مضضع تمطيضضط‬
‫القراءة بل ينبغي أن يقرأهما بكمالهما‪ ،‬ويضضدرج أو يسضضرع قراءتضضه‬
‫ل‪ ،‬والسنة أن يقرأ في صلة الجمعة في الركعة الولى سورة‬ ‫ترتي ً‬
‫الجمعة بكمالها وفي الثانية سورة المنضضافقون بكمالهضضا‪ ،‬وإن شضضاء‬
‫في الولى سبح اسم ربك{ ))‪ (87‬العلضى‪ (1 :‬وفي الثانيضضة‪ :‬هضضل‬
‫أتضضاك حضضديث الغاشضضية{ ))‪ (88‬الغاشضضية‪ (1:‬وكلهمضضا صضضحيح عضضن‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسّلم‪ ،‬ويجتنب القتصار علضضى البعضضض‬
‫وليفعل ماقدمناه‪ ،‬والسنة في صلة العيد سورة ق{ ))‪ (50‬ق‪(1:‬‬
‫وفي الثانية اقتربت الساعة{ ))‪ (54‬القمر‪ (1:‬بكمالهضضا‪ ،‬وإن شضضاء‬
‫قضضرأ سضضبح اسضضم ربضضك{ ))‪ (88‬الغاشضضية‪ (1:‬وهضضل أتضضاك{ ))‪(88‬‬
‫الغاشية‪ (1:‬وكلهما صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وس ضّلم‬
‫وليجتنب القتصار على البعض‪ ،‬ويقرأ في ركعتي سنة الصبح بعضضد‬
‫الفاتحة في الولى قل يضضا أيهضضا الكضضافرون{ ))‪ (109‬الكضضافرون‪(1:‬‬
‫وفي الثانية‪ :‬قل هو الله أحد{ ))‪ (112‬الخلص‪ (1:‬وإن شاء قضضرأ‬
‫في الولى قولوا آمنضضا بضضالله ومضضا أنضضزل إلينضضا{ ))‪ (2‬البقضضرة‪(136:‬‬
‫الية وفي الثانية‪ :‬قل يا أهل الكتاب تعالوا إلضضى كلمضضة سضضواء بيننضضا‬
‫وبينكضضم{ ))‪ (3‬آل عمضضران‪ (64:‬اليضضة وكلهمضضا صضضحيح عضضن فعضضل‬
‫رسول الله صلى الله عليه وسّلم‪ ،‬ويقرأ في سنة المغرب قل يضضا‬
‫أيها الكافرون{ ))‪ (109‬الكافرون‪ (1:‬وقل هو الله أحضضد{ ))‪(112‬‬
‫الخلص‪ (1:‬ويقضضرأ بهمضضا أيضضضا ً فضضي ركعضضتي الطضضواف وركعضضتي‬
‫الستخارة‪ ،‬ويقرأ من أوتر بثلث ركعات في الركعة الولضضى سضضبح‬
‫اسم ربك العلضضى{ ))‪ (87‬العلضضضى‪ (1:‬وفضضي الثانيضضة‪ :‬قضضل يضضا أيهضضا‬
‫الكافرون{ ))‪ (109‬الكافرون‪ (1:‬وفي الثالثة‪ :‬قل هو اللضضه أحضضد{‬
‫))‪ (112‬الخلص‪ (1:‬والمعضضضوذتين انتهضضضى‪) .‬و( سادسضضضها‪) :‬بيضضضن‬
‫السورة والركوع( قال النووي في التبيان‪ :‬قضضال أصضضحابنا يسضضتحب‬
‫للمام فضضي الصضضلة الجهريضضة أن يسضضكت أربضضع سضضكتات فضضي حضضال‬
‫القيام؛ إحداها بعضضد تكضضبيرة الحضضرام ليقضضرأ دعضضاء التضضوجه وليحضضرم‬
‫المأموم والثانية عقب الفاتحة سكتة لطيفة جدا ً بين آخر الفاتحضضة‬
‫وآمين ليعلم أن آمين ليس من الفاتحضضة لئل يتضضوهم أن آميضضن مضضن‬
‫الفاتحة‪ ،‬والثالثضضة بعضضد آميضضن سضضكتة طويلضضة يحيضضث يقضضرأ المضضأموم‬
‫الفاتحة‪ ،‬والرابعة بعضضد الفضضراغ مضضن السضضورة يفصضضل بيضضن القضضراءة‬
‫وتكبيرة الهوي إلى الركوع‪.‬‬
‫]فائدة[ قال أبضضو القاسضضم الحريضضري فضضي درة الغضضواص‪ :‬ومضضن‬
‫أغلطهم الواضحة أنهم يقولون‪ :‬المال بين زيد وبين عمرو بتكرير‬
‫لفظة بين فيهمون فيه أي يغلطون فيضضه‪ ،‬والصضضواب أن يقضضال بيضضن‬
‫زيد وعمرو كما قال الله تعالى من بين فرث ودم‪ ،‬والعلة فيضضه أن‬
‫لفظة بين تقتضي الشتراك فل تضضدخل إل علضضى مثنضضى أو مجمضضوع‬
‫كقولك‪ :‬المال بينهما والدار بين الخوة‪ ،‬فأما قوله تعالى مذبضضذبين‬
‫بين ذلك فإن لفظة ذلك تؤدي عن شيئين وتنضضوب منضضاب لفظضضتين‬
‫وإن كانت مفردة‪ ،‬أل ترى أنك تقول ظننت ذلك فتقيم لفظة ذلك‬
‫مقام مفعولي ظننت‪ ،‬وكان تقدير الكلم فضضي اليضضة مذبضضذبين بيضضن‬
‫ذينك الفريقين وقد كشف الله سبحانه وتعالى هذا التأويل بقضضوله‪:‬‬
‫ل إلى هؤلء ول إلى هؤلء‪ ،‬ونظيره لفظة أحد في قوله تعضضالى‪ :‬ل‬
‫نفرق بين أحد من رسله{ ))‪ (2‬البقرة‪ (285:‬وذلك أن لفظة أحد‬
‫تستغرق الجنس الواقع على المثنى والجمع وليست بمعنى واحضضد‬
‫بدليل قوله تعالى‪ :‬يا نساء النبي لستن كأحد مضضن النسضضاء{ ))‪(33‬‬
‫الحزاب‪.(32:‬‬
‫)فصل(‪ :‬فيما يتعلضضق بالطمأنينضضة )الركضضان( أي أركضضان الصضضلة‬
‫السبعة عشر )التي تلزم( بفتضح الضزاي أي تجضب )فيهضا الطمأنينضة‬
‫أربعة‪ :‬الركوع والعتضضدال( وهمضضا مضضن خصضضائص هضضذه المضضة‪ ،‬وكضضذا‬
‫التأمين خلف المام على ما قاله الشويري‪ ،‬وأما قضضوله تعضضالى‪ :‬يضضا‬
‫مريضضم اقنضضتي لربضضك واسضضجدي واركعضضي مضضع الراكعيضضن{ ))‪ (3‬آل‬
‫عمران‪ (43:‬فالمراد بالركوع الخشضضوع وبالسضضجود الصضضلة كقضضوله‬
‫تعالى‪ :‬وأدبار السضضجود{ ))‪ (50‬ق‪ (40:‬وبضضالقنوت إدامضضة الطاعضضة‬
‫لله كقوله تعالى‪ :‬أم من هو قانت آنضضاء الليضضل سضضاجدا ً وقائم ضًا{ ))‬
‫‪ (39‬الزمضضر‪) (9:‬والسضضجود والجلضضوس بيضضن السضضجدتين( ثضضم بي ّضضن‬
‫المصضضنف صضضورة الطمأنينضضة فقضضال‪) :‬الطمأنينضضة هضضي سضضكون بعضضد‬
‫حركة( أي سكون العضاء بعد حركتها من هوي ونهوض ولو قضضال‬
‫هي سكون بين حركتين لكضضان أوضضضح‪) .‬بحيضضث يسضضتقر كضضل عضضضو‬
‫محله بقدر سبحان الله( أي بقدر التلفظ بذلك‪.‬‬
‫]فائدة[ الطمأنينة اسم مصدر اطمأن ومصدره اطمئنان قضضال‬
‫بعضهم‪ :‬والصل فضضي اطمضضأن اللضضف مثضضل إحمضضار وإسضضواد لكنهضضم‬
‫همزوه فرارا ً من الساكنين على غير قياس‪ ،‬وقيل الصضضل همزتضضه‬
‫متقدمة على الميم لكنها أخرت علضضى غيضضر قيضضاس بضضدليل قضضولهم‪:‬‬
‫طأمن الرجل ظهره بالهمز علضضى فاعضضل‪ ،‬ويجضضوز تسضضهيل الهمضضزة‬
‫فيقال طضضامن الرجضضل ومعنضضاه حنضضاه وخفضضضه انتهضضى بحروفضضه مضضن‬
‫المصباح‪ .‬قضضال ابضن مالضضك فضي القصضيدة اللميضضة المسضضماة بأبنيضضة‬
‫الفعال من بحر البسيط‪:‬‬
‫وبالفعليلة افعلل قد جعلوا <> مستغنيا ً ل لزوما ً فاعرف المثل‬
‫قال الشارح محمد بحرق في فتح القفال‪ :‬أي وقد يجيضضء مصضضدر‬
‫المبدوء بالهمزة وهو افعلل كاقشعر واطمضضأن علضضى فعليلضضة بضضضم‬
‫الفضضاء وتشضضديد اللم الولضضى كالقشضضعريرة والطمأنينضضة والقيضضاس‬
‫القشعرار والطمئنان بكسر ثالثه ومد ما قبل آخره‪ ،‬وأشار بقوله‬
‫مستغنيا ً ل لزوما ً إلضضى أن ذلضضك إنمضضا هضضو علضضى سضضبيل النيابضضة عضضن‬
‫المصضضادر القياسضضية ل علضضى سضضبيل اللضضزوم أي الطضضراد‪ .‬وقضضوله‪:‬‬
‫فاعرف المثل بضم الميم والثاء المثلثة أي اعضضرف المقيضضس منهضضا‬
‫المطرد من النائب عنها السماعي‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في بيان مقتضى سجود السهو وما يتعلق به )أسباب‬
‫سجود السهو( في الصلة فرض ضا ً أو نفل ً )أربعضضة( فالسضضباب جمضضع‬
‫ة مضضا يتوصضضل بضضه إلضضى غيضضره‪ ،‬وشضضرعا ً مضضا يلضضزم مضضن‬
‫سبب وهو لغ ً‬
‫وجوده الوجود لذاته ومن عدمه العضضدم لضضذاته أيضضًا‪ ،‬والسضضهو لغضضة‬
‫نسيان الشيء والغفلة عنه‪ ،‬وشرعا ً نسيان شضضيء مخصضضوص مضضن‬
‫الصضضلة كأبعاضضضها غالبضا ً ومضضن غيضضر الغضضالب قضضد يكضضون لغيضضر ذلضضك‬
‫كتطويل الركن القصير وتكرير الركن سهوًا‪ ،‬والمراد بالسضضهو هنضضا‬
‫مطلق الخلل الواقع في الصلة سواء كان عمدا ً أو سهوًا‪) .‬الول‪:‬‬
‫ترك بعضضض( أي واحضضد يقينضا ً ولضضو عمضضدا ً )مضضن أبعضضاض الصضضلة( أي‬
‫أبعاضها السبعة التي بيانها في كلم المصضضنف )أو بعضضض البعضضض(‬
‫أي أو ترك بعض من البعضضض الواحضضد كضضترك الكلمضضة مضضن القنضضوت‬
‫الذي ثبت عن النبي صلى اللضضه عليضضه وس ضّلم‪ ،‬وكضضذا إبضضدال حضضرف‬
‫بآخر‪ ،‬أما ترك الفاء من‪ :‬فإنك تقضي‪ ،‬أو الواو من‪ :‬وإنضضه ل يضضذل‪،‬‬
‫فل سضضجود لتركهضضا للخلف فضضي ذلضضك‪ ،‬وأمضضا مضضا قضضاله الشضضرقاوي‬
‫وعثمان في تحفة الحبيب من أنه يسن السضضجود لضضترك ذلضضك فهضضو‬
‫ضعيف‪ ،‬هكذا قال شيخنا أحمد الخطيب كما قضضال ابضضن حجضضر فضضي‬
‫المنهج القويم وزيادة الفاء والواو في القنوت أخذت مضضن ورودهضضا‬
‫في قنوت الوتر‪) .‬الثاني‪ :‬فعل ما يبطل عمده ول يبطل سهوه إذا‬
‫فعلضه ناسضيًا( سضواء حصضل معضه زيضادة بتضدارك ركضن أم ل وذلضك‬
‫كتطويل ركن قصير وهو اعتدال لم يطلب تطضضويله وجلضضوس بيضضن‬
‫السجدتين كذلك‪ ،‬وكقليل كلم وأكضضل وزيضضادة ركعضضة ومثلضضه سضضلم‬
‫ناسيا ً في غير محله‪) .‬الثالث‪ :‬نقل ركن( أو غيره )قولي( أو بعضه‬
‫ولو عمدا ً غير مبطل نقلضضه )إلضضى غيضضر محلضضه( كقضضراءة الفاتحضضة أو‬
‫سورة الخلص أو بعضها في القعود بنيتها‪ ،‬نعم يستثنى مضضن ذلضضك‬
‫التسبيحات فل يسجد لنقلها على المعتمضد وإن قصضدها لن جميضع‬
‫الصلة قابل لها إذ لم ينضضه عضضن التسضضبيح فضضي شضضيء منهضضا‪ ،‬بخلف‬
‫القراءة فإنها منهي عنهضضا فضضي غيضضر محلهضضا‪ ،‬وخضضرج بمضضا ذكضضر نقضضل‬
‫الفعلي والسلم وتكبيرة الحرام عمدا ً بأن كبر ثانيا ً قاصدا ً التحرم‬
‫فإنه مبطل‪ ،‬لن من افتتح صضضلة ثضضم افتتضضح أخضضرى بطلضضت الولضضى‬
‫وفارق نقل الفعلي نقل القضضولي بضضأنه ل يغيضضر هيئة الصضضلة بخلف‬
‫نقل الفعلي‪) .‬الرابع‪ :‬إيقاع ركن فعلي مع احتمال الزيادة( أي مضضع‬
‫التردد في زيادته بأن شك في ركعة من الرباعية هل صليت ثلثضضا ً‬
‫وهذه التي أريد التيان بها رابعة أم أربعة وهي خامسة فبنى على‬
‫اليقين وانتصب للتيان بركعة‪ ،‬ثضضم بعضضد انتصضضابه تضضذكر فضضي أثنائهضضا‬
‫وقبل السلم أنها رابعضضة فيسضضن السضضجود لن مضضا فعلضضه منهضضا عنضضد‬
‫النتصاب لها وقبل التضضذكر محتمضضل للزيضضادة أي احتمضضال أن يكضضون‬
‫من الخامسة وأن يكون من الرابعة بخلف ما لضضو تضضذكر فضضي تلضضك‬
‫الركعة المشكوك بها قبل النتصاب لغيرها أنهضضا رابعضضة فل سضضجود‬
‫عليه‪ ،‬وكذا لو تذكر أنها ثالثة فأتى بركعة فل سجود عليه أيضا ً لن‬
‫ما فعله منها مع التردد ل يحتمل زيادة لنه ل بد منهضضا سضضواء كضضان‬
‫في الثالثة أو الرابعة‪.‬‬
‫)فروع( لو شك بعد سلمه في ترك فضضرض غيضضر نيضضة وتكضضبيرة‬
‫الحرام لم تؤثر لن الظاهر وقوع الصلة عن تمضضام وسضضهوه حضضال‬
‫قدوته كأن سها عن التشهد الول يحمله المام كما يحمضضل الجهضضر‬
‫والسورة وغيرهما أي فل سضضجود عليضضه‪ ،‬فلضضو ظضضن سضضلمه فسضضلم‬
‫فبان خلف ما ظنه تابعه فضضي السضضلم ول سضضجود لن سضضهوه فضضي‬
‫حال قدوته‪ ،‬ولو ذكر في حال تشهده ترك ركن غير نية أو تكضضبيرة‬
‫أتى بعد سلم إمامه بركعة كأن ترك سجدة مضضن غيضضر الخيضضرة ول‬
‫يسجد لن سهوه في حال قدوته بخلف سهوه قبل القضضدوة‪ ،‬كمضضا‬
‫لو سها وهو منفرد ثم اقتدى به فل يتحمله لعدم اقتضضدائه بضضه حضضال‬
‫سهوه وكذلك سهوه بعدها‪ ،‬كما لو سضضها بعضضد سضضلم المضضام سضضواء‬
‫كان مسبوقا ً أو موافقا ً لنتهاء القدوة‪ ،‬فلو سلم المسضضبوق بسضضلم‬
‫المام فتذكر حال ً بنى على صلته إن قصر الفصل وسضضجد للسضضهو‬
‫لن سهوه بعد انقضاء القدوة‪ ،‬وكذا لو سلم معضضه لختلل القضضدوة‬
‫بالشروع في السلم ويلحق المأموم سهو إمامه وكذا عمضضده كمضضا‬
‫يحمل المام سهوه سواء سها قبضضل اقتضضدائه بضضه أم حضضال اقتضضدائه‪،‬‬
‫فإن سجد إمامه تضضابعه وجوبضا ً وإن لضضم يعضضرف أنضضه سضضها حضضتى لضضو‬
‫اقتصر على سجدة واحدة سجد المأموم أخرى‪ ،‬فإن ترك متضضابعته‬
‫عمدا ً بطلت صلته ثم يعيد السجود مسبوق آخر صلته لنه محضضل‬
‫سجود السهو‪ ،‬وإن لم يسجد المضضام وسضضلم المضضأموم آخضضر صضضلته‬
‫جبرا ً لخلل صلته بسهو إمامه‪ .‬قال عبدالكريم‪ :‬أما لو قضضام إمضضامه‬
‫لخامسة ساهيا ً فإنه يمتنع على المأموم متابعته ولو كان مسضضبوقا ً‬
‫وهو مخير بين مفارقته ليسلم وحده وانتظاره ليسلم معه ومحضضل‬
‫وجوب متابعته في السجود ما لم يتيقن المأموم غلضضط إمضضامه وإل‬
‫فل يتبعه كأن سجد لترك الجهر أو السورة انتهى‪.‬‬
‫وسجود السهو وإن كثر السهو سضضجدتان بنيضضة سضضجود السضضهو مضضن‬
‫غير تلفظ بها فلو سضجد بل نيضة أو تلفضظ بهضا بطلضت صضلته‪ ،‬نعضم‬
‫المأموم ل يحتاج إلى نية لتبعيته للمام ومحله قبيل السلم سضضواء‬
‫في ذلك الحكم السهو بزيادة أم بنقص أم بهما‪ .‬قال عبضضد العزيضضز‬
‫في فتح المعين‪ :‬وهما والجلوس بينهما كسجود الصلة والجلضضوس‬
‫بين سضضجدتيها فضضي واجباتهضضا ومنضضدوباتها كالضضذكر فيهضضا‪ .‬وقضضال عبضضد‬
‫الكريضضم فضضي حاشضضيته علضضى السضضتين‪ :‬وقيضضل يقضضول فضضي سضضجوده‪:‬‬
‫سبحان من ل ينام ول يسهو وهو لئق بالحال واللئق بتعمد الترك‬
‫حينئذٍ الستغفار‪ .‬وقال الشبراملسي‪ :‬إن الوجه اسضضتحباب‪ :‬سضضجد‬
‫وجهي للضضذي خلقضه وصضضوره وشضق سضمعه وبصضره بحضضوله وقضوته‬
‫ل عرفضا ً فضضات‬ ‫انتهى‪ .‬فإن سلم عمدا ً مطلقا ً أو سضضهوا ً وطضضال فصض ٌ‬
‫السجود وإل سجد‪ ،‬وإذا أراد من سلم ساهيا ً السجود صضضار عضضائدا ً‬
‫إلى الصلة فيجب أن يعيد السلم‪ ،‬وإذا أحدث بطلت صضضلته‪ ،‬وإذا‬
‫خرج وقت الظهر فيه فاتت الجمعة‪ ،‬وإذا تذكر ترك ركضضن أو شضضك‬
‫فيه لزمه تضضداركه قبضضل سضضجوده فضضإن سضضجد قبلضضه بطلضضت صضضلته‪.‬‬
‫وبذلك يلغز فيقال لنا‪ :‬شخص أتى بسنة فلزمضضه فضضرض‪ ،‬أو يقضضال‪:‬‬
‫شخص عاد إلى سنة لزمه فرض‪ ،‬أو يقال لنا‪ :‬سنة أوجبت فرضًا‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في بيان عدد البعاض مضضن الصضضلة )أبعضضاض الصضضلة(‬
‫بالجمال )سبعة( أما بالتفصيل فهي عشرون؛ ففي القنضضوت منهضضا‬
‫أربعة عشر وهضضي‪ :‬القنضضوت وقيضضامه والصضضلة علضضى النضضبي وقيضضامه‬
‫والسلم عليه وقيامه والصلة علضضى الل وقيضضامه والسضضلم عليهضضم‬
‫وقيامه والصضضلة علضضى الصضضحب وقيضضامه والسضضلم عليهضضم وقيضضامه‪.‬‬
‫وفي التشهد ستة وهي‪ :‬التشهد الول وقعوده والصلة على النبي‬
‫فيه وقعوده والصلة على الل في التشهد الخير وقعوده‪ .‬ثم بين‬
‫المصنف السبعة بقوله‪) :‬التشهد الول( والمراد به اللفظ الواجب‬
‫في التشهد الخير وهو أربع جمل كما مر بيانه فل سجود لترك ما‬
‫هو سنة فيه‪) .‬و( الثاني‪) :‬قعوده( لنه مقصود له فكان مثلضضه‪) .‬و(‬
‫الثالث‪) :‬الصلة على النبي صلى اللضضه عليضضه وسضّلم فيضضه( أي بعضضد‬
‫التشهد الول‪.‬‬
‫]فائدة[ لو ترك المام التشهد الول ل يجوز للمأموم التخلضضف‬
‫لضضه ول لبعضضضه ول الجلضضوس مضضن غيضضر تشضضهد وإن جلضضس المضضام‬
‫للستراحة‪ ،‬بخلف ما إذا ترك إمامه القنوت فإنه يجوز له التخلف‬
‫للتيان به ما لم يعلم أنه يسبق بركنين بضضل ينضضدب لضضه التخلضضف إن‬
‫علم أنه يدركه في السجدة الولى‪.‬‬
‫]فائدة[ لضو كضان المضام يطيضل التشضهد الول لثقضل لسضانه أو‬
‫غيره وأّتمه المأموم استحب لضضه الضضدعاء إلضضى أن يقضضوم إمضضامه ول‬
‫يأتي بالصلة على الل وما بعضضدها وهضضذا إذا كضضان موافق ضًا‪ ،‬أمضضا إذا‬
‫كان مسبوقا ً كأن أدرك ركعتين من الرباعية فإنه يتشهد مع المام‬
‫تشهده الخير ومنه الصلة على الل‪ ،‬نبضضه علضضى هضضاتين الفضضائدتين‬
‫عبدالكريم محشضضي السضضتين‪) .‬و( الرابضضع‪) :‬الصضضلة علضضى الل فضضي‬
‫التشهد الخير( أي بعده‪) .‬و( الخامس‪) :‬القنوت( في الصبح ووتضضر‬
‫النصف الخير من رمضان بخلف قنوت النازلضضة لن قنوتهضضا سضضنة‬
‫في الصلة ل سنة منها أي بعضضضها‪ ،‬والقنضضوت هضضو ذكضضر مخصضضوص‬
‫مشتمل على دعاء وثناء ويحصل بكضضل لفضضظ اشضضتمل عليهمضضا بضضأي‬
‫صيغة شاء كقوله‪ :‬اللهم اغفر لي يا غفور‪ ،‬فالدعاء يحصضضل بضضاغفر‬
‫والثناء بغفور‪ ،‬وكذلك ارحمني يا رحيم وقوله‪ :‬الطف بي يا لطيف‬
‫وهكذا‪ ،‬ومثضل الضذكر المخصضوص آيضة تتضضمن ذلضك كضآخر سضورة‬
‫البقرة بشرط أن يقصد بها القنوت‪ ،‬وكقوله تعالى‪ :‬ربنا اغفضضر لنضضا‬
‫ولخواننا الذين سضبقونا باليمضان ول تجعضل فضي قلوبنضا غل ّ للضذين‬
‫آمنضضوا ربنضضا إنضضك رؤوف رحيضضم{ ))‪(59‬الحشضضر‪ (10:‬والفضضضل هضضو‬
‫القنضضوت الضضوارد علضضى النضضبي صضضلى اللضضه عليضضه وس ضّلم الضضذي رواه‬
‫الحاكم عن أبي هريرة وهو‪ :‬اللهم اهضضدني فيمضضن هضضديت أي دلنضضي‬
‫معهم وعافني فيمن عافيت أي سضلمني مضن بليضا الضدنيا والخضرة‬
‫معهم وتولني فيمن تضضوليت أي كضضن ناصضضرا ً لضضي وحافظ ضا ً لضضي مضضن‬
‫الذنوب معهم وبارك لي فيما أعطيت أي أنزل البركة وهي الخيضضر‬
‫اللهي فيما أعطيته لي وقني شر ما قضيت أي احفظني وامنعني‬
‫فساد ما يترتب ويتسبب على القضاء من السخط وعضضدم الرضضضاء‬
‫بالقضاء والقدر‪ ،‬وهذا آخر الدعاء وما بعده الثناء وهو‪ :‬إنك تقضي‬
‫أي تحكم ول يقضى عليك بحذف الفاء في فإنك وإنه ل يضضذل مضضن‬
‫واليت بحذف الواو في وإنه بكسر الهمزة فيضضه أيض ضا ً وبفتضضح اليضضاء‬
‫وكسر الذال في يذل أي ل تحصل إهانة لمن أكرمت‪ ،‬وفي روايضضة‬
‫بضضضم اليضضاء وفتضضح الضضذال أي ل يضضذله أحضضد تبضضاركت أي تزايضضد بضضرك‬
‫وخيرك وتعاليت أي ارتفعت وتنزهضضت عمضضا يقضضول الجاحضضدون هضضذا‬
‫آخر القنوت للتباع‪ .‬وأما قوله‪ :‬فلضضك الحمضضد علضضى مضضا قضضضيت أي‬
‫قضضدرت وحكمضضت لنضضه ل يصضضدر عنضضك إل الجميضضل أسضضتغفرك مضضن‬
‫الذنوب وأتوب إليضضك أي منهضضا فهضضو زيضضادة عضضن جماعضضة‪ ،‬قضضال ابضضن‬
‫حجر‪ :‬ول بأس بزيادة ذلك ول يسضضجد لضضتركه‪ .‬وروى الضضبيهقي عضضن‬
‫ابن عباس لفظ ربنا بعد تباركت قال الرافعضضي‪ :‬وزاد العلمضضاء فيضضه‬
‫قبل تباركت‪ :‬ول يعز مضضن عضضاديت بفتضضح اليضضاء وكسضضر العيضضن أي ل‬
‫يحصل له عزة أي قوة ويجوز ضم اليضضاء وفتضضح العيضضن أي ل يعضضزه‬
‫أحده من حاشية الشيخ عبدالكريم على الستين بزيادة ويضضأتي بضضه‬
‫إمام بلفظ الجمع فيقول‪ :‬اهضضدنا وهكضضذا‪ ،‬وأمضضا لفضضظ ربنضضا فيختضضص‬
‫بالجمع ولو كان منفردا ً اتباعا ً للوارد ثم يصلي ويسلم علضضى النضضبي‬
‫وآله وصحبه آخره ول يسنان أوله لعدم ورودهما وهما وصلى الله‬
‫على سيدنا محمد النبي المي وعلضضى آلضضه وصضضحبه وسضضلم بصضضيغة‬
‫الماضي فيهما أو المضر فيهمضضا والماضضي أولضضى لفضادته المبالغضة‪،‬‬
‫فكأن الصلة والسلم وقعا فأخبر عنهما‪ ،‬وهذا قنوت النبي ومثلضضه‬
‫قنوت عمر أو ابنه ونسضضبته إليضضه لنضضه رواه عنضضه صضضلى اللضضه عليضضه‬
‫وسّلم أو قاله من عنده‪ ،‬ويستحب الجمع بينهما في حضضق المنفضضرد‬
‫وإمام قوم محصورين راضين بالتطويل ليسوا أجراء ول أرقضضاء ول‬
‫متزوجات وهو‪ :‬اللهم إنا نستعينك ونسضضتغفرك ونسضضتهديك ونضضؤمن‬
‫بك ونتوكل عليضضك ونثنضضي عليضضك‪ ،‬الخيضضر كلضضه نشضضكرك ول نكفضضرك‬
‫ونخلع ونترك من يفجرك بضم الجيم أي يعصيك‪ ،‬اللهم إياك نعبضضد‬
‫ولك نصلي ونسجد وإليك نسضضعى ونحفضضد بكسضضر الفضضاء أي نسضضرع‬
‫إلى الطاعة نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الجضضد بكسضضر‬
‫الجيم أي الحق بالكفار ملحق بكسر الحضضاء أي لحضضق بهضضم ويجضضوز‬
‫فتحها لن الله ألحقه بهم فإن جمع بينهما فالفضل تقضضديم قنضضوت‬
‫النبي صلى الله عليه وسّلم وإن اقتصر فليقتصر عليه‪.‬‬
‫ويستحب القنوت في كل صلة فضضي اعتضضدال الركعضضة الخيضضرة‬
‫منهضضا لنازلضضة‪ ،‬ول يسضضن السضضجود لضضتركه لنضضه ليضضس مضضن البعضضاض‬
‫والنازلة كقحضط وطضاعون وعضدو‪ ،‬ولضم يصضرح العلمضاء عضن لفضظ‬
‫قنوت النازلة وهو مشعر بأنه كقنوت الصبح لكن الذي يظهر كمضضا‬
‫قال ابن حجر إنه يدعو في كل نازلة بما يناسبها وهو حسضضن قضضاله‬
‫الباجوري‪ ،‬ويسن رفع يديه مكشوفتين في القنوت ولضضو فضضي حضضال‬
‫الثناء كسائر الدعية للتباع حذو منكبيه‪ ،‬ويسن لكل داع رفع بطن‬
‫يديه إلى السماء إذا دعا بتحصيل شيء وظهرهمضضا إذا دعضضا برفعضضه‬
‫أو عدم حصوله‪ ،‬ومن ذلك قوله‪ :‬وقنا شر ما قضيت‪ .‬قضال الشضيخ‬
‫عبضضدالكريم‪ :‬وينضضدب أن ل يمسضضح بهمضضا وجهضضه فضضي الصضضلة وسضضن‬
‫خارجها ويسن أن يجهر به إمضام فضي السضرية والجهريضة بقضدر مضا‬
‫يسمع المأمومون وإن كان مثل جهره بالقراءة ويسر به المنفضضرد‬
‫في غير النازلة أما فيها فيجهر به مطلق ضا ً ويضضؤمن المضضأموم جهضضرا ً‬
‫على الدعاء إن سمع قنوت إمامه‪ ،‬وألحق المحب الطبري الصلة‬
‫على النبي صلى الله عليه وسّلم بالدعاء فيؤم فيها وهضضو المعتمضضد‬
‫كما قاله المحلي‪ ،‬وقيل إنها من قبيضضل الثنضضاء فيشضضارك فيهضضا لكضضن‬
‫قال الباجوري‪ :‬الولى الجمع وهو أن يؤمن ويشضضارك فيهضضا ويقضضول‬
‫المأموم الثناء سرا ً وهو إنك تقضي الضضخ أو يسضضتمع لمضضامه والول‬
‫أولى‪ ،‬ول يتعين ما ذكر بل مثله أن يقول أشهد كمضضا فضضي مختصضضر‬
‫الحياء أو أصدق أو بررت أو بلى وإنا على ذلك من الشاهدين وما‬
‫أشبهه ذلك‪ ،‬أما المأموم الذي لم يسمع قنضضوت إمضضامه لصضضممه أو‬
‫بعده عنه أو عدم جهره به أو سمع صضضوتا ً ل يفهمضضه فيقنضضت سضضرًا‪.‬‬
‫)و( السادس‪) :‬قيامه( أي القنوت‪) .‬و( السضضابع‪) :‬الصضضلة والسضضلم‬
‫علضضى النضضبي صضضلى اللضضه عليضضه وسضّلم وآلضضه وصضضحبه فيضضه( أي بعضضد‬
‫القنوت ففي بمعنى بعد كما تقدم نظيره‪ .‬واعلم أن البعاض اسم‬
‫للركان فإطلقها على السنن الضضتي تجضضبر بالسضضجود علضضى طريضضق‬
‫ل وإن كضضان جضضبر الولضضى‬ ‫التشضضبيه بالركضضان بجضضامع الجضضبر فضضي ك ض َ‬
‫بالسجود والثانية بالتدارك‪ ،‬واستعير اسضضم المشضضبه وهضضو البعضضاض‬
‫للمشضضبه بضضه وهضضو الركضضان وهضضذا باعتبضضار الصضضل ثضضم صضضار حقيقضضة‬
‫عرفية‪.‬‬
‫)تذييل( وهيئات الصلة كثيرة ول يجضضبر تركهضضا بسضضجود السضضهو‬
‫منهضضا وضضضع يضضد يمنضضى علضضى شضضمال فلضضه ثلث كيفيضضات‪ ،‬فالكيفيضضة‬
‫الفضلى هي أن يقبض كاع يسار ورسغها وساعدها بكفضضه اليمنضضى‬
‫بعد فراغ الرفع من التحرم‪ ،‬ومنها وضع الكفين محضضاذيين لصضضدره‬
‫فقط ل إنه يرسلهما ثم يرفعهما‪ ،‬ول فضضرق فضضي ذلضضك بيضضن القضضائم‬
‫والقاعضضد والمضضضطجع فالكضضاع طضضرف الزنضضد الضضذي يلضضي البهضضام‪،‬‬
‫والرسغ مفصل ما بيضن الكضف والسضاعد‪ ،‬والزنضد مضا انحسضر عنضه‬
‫اللحم من الذراع قاله في المصباح وقضال فضضي القضاموس‪ :‬والزنضضد‬
‫موصل طرف الذراع في الكضضف وهمضضا زنضضدان‪ ،‬والسضضاعد مضضا بيضضن‬
‫المرفق والكضضف‪ ،‬والكيفيضضة الثانيضضة أن يبسضضط أصضضابع اليمنضضى فضضي‬
‫عرض المفصل‪ ،‬والثالثة أن ينشر أصابعه جهضضة السضضاعد‪ .‬والقصضضد‬
‫مضضن ذلضضك تسضضكين اليضضدين فضضإن أرسضضلهما ولضضم يعبضضث لضضم يكضضره‪،‬‬
‫والحكمة في ذلك كونه ذليل ً بين يضضدي عزيضضز‪ ،‬ومنهضضا جعلهضضا تحضضت‬
‫صدره وفوق سرته مائل ً إلى جهضضة يسضضاره‪ ،‬والحكمضضة فيضضه إرشضضاد‬
‫المصلي إلى حفظ قلبه عن الخواطر لن وضع اليد كذلك يحضضاذيه‬
‫لن القلب الصنوبري وهو أشرف العضضضاء الضضذي هضضو محضضل النيضضة‬
‫والخلص والخشوع قاعدته في وسط الصدر ورأسه إلى الجضضانب‬
‫اليسر‪ ،‬والعادة أن من احتفظ بشيء أمسكه بيده وهذا عنضضد ابضضن‬
‫عباس هو المراد بالنحر في قوله تعالى‪ :‬وانحر{ ))‪ (108‬الكضضوثر‪:‬‬
‫‪ (2‬قال‪ :‬النحر وهو وضع اليميضن علضى الشضمال فضي الصضلة عنضد‬
‫النحر‪ ،‬ومنها جلوس استراحة ومحله بعد سجدة ثانيضضة يقضضوم عنهضضا‬
‫للتباع ل بعد سجدة تلوة‪ .‬قال الشضضرقاوي‪ :‬ويكضضره تطضضويله فضضوق‬
‫الجلوس بين السجدتين ول تبطل به الصلة علضضى المعتمضضد ويضضأتي‬
‫به المأموم ندبا ً وإن تركه المام ول يضر تخلفه لن الشضضأن يسضضير‬
‫وبه فارق ما لضضو تخلضضف للتشضضهد الول‪ ،‬فلضضو كضضان بطيضضء النهضضضة‬
‫والمام سريعها أو سريع القراءة بحيضضث يفضضوته بعضضض الفاتحضضة لضضو‬
‫تأخر له جاز تخلفه‪ ،‬ومنها اعتماد على الرض ببطن كفيه وأصابعه‬
‫مبسوطة علضضى الرض عنضضد قيضضامه مضضن جلوسضضه أو سضضجوده وهضضو‬
‫كهيئة العاجز بالزاي أو كالعضضاجن بضضالنون فضضي شضضدة العتمضضاد عنضضد‬
‫وضع يديه ل في كيفية ضم أصابعهما‪ ،‬ومنها وضع كفيه في جميضضع‬
‫جلسات الصلة علضضى فخضضذيه بحيضضث تكضضون أطضضراف أصضضابعه عنضضد‬
‫ركبتيه‪ ،‬ومنه‪ :‬نشر أصابع يده اليسرى مضمومة محاذيضا ً برؤوسضضها‬
‫طرف الركبة وقبض أصابع يده اليمنى بعد وضعها منشورة ل معه‬
‫ول قبله في تشهديه إل المسبحة فيرسضلها‪ ،‬والفضضل وضضع رأس‬
‫البهام عند أسفلها على طرف الراحة ويشير بها مع إمالتهضضا قليل ً‬
‫عند قوله إل الله بل تحريك وينوي بالشارة الخلص بالتوحيد بضضأن‬
‫يقصضد مضن ابتضدائه بهمضزة إل اللضه أن المعبضود واحضد ليجمضع فضي‬
‫توحيده بين اعتقاده وقوله وفعله‪ ،‬ويضضديم رفعهضضا إلضضى القيضضام فضضي‬
‫التشهد الول أو السلم في التشهد الخر‪ ،‬فإن قطعت يمنضضاه لضضم‬
‫يشر باليسرى بل يكره‪ ،‬ومنها إدامضضة نظضضره إلضضى موضضضع سضضجوده‬
‫في جميع صلته بأن يبتدىء النظر إليه من ابتداء التحضضرم ويضضديمه‬
‫إلى آخر صلته فتركها خلف الولى ولو كان أعمى أو في ظلمضضة‪،‬‬
‫ولو كان يصلي في الكعبة أو خلف نبي أو خلف جنازة خلفا ً لمضضن‬
‫قال في هذه الصور‪ :‬ينظر إلضضى الكعبضضة وللنضضبي وللجنضضازة إل فضضي‬
‫حال رفع المسبحة فينظر إليها‪ ،‬وإل في حالة صلة شضضدة الخضضوف‬
‫والعضضدو أمضضامه فينظضضر إلضضى جهتضضه‪ ،‬وإل فيمضضا إذا كضضان فضضي محضضل‬
‫سجوده صورة تلهي فل ينظر إلى محل سجوده بل يندب تغميض‬
‫عينيه وقد يجب صرفا ً عن نحضضو عضضورة أو أمضضرد وهضو مضضن ل شضضعر‬
‫بضضوجهه‪ ،‬وينبغضضي أن يقضضدم النظضضر علضضى ابتضضداء التحضضرم ليتضضأتى لضضه‬
‫تحقيق النظر من ابتداء التحرم ويطرق رأسه قلي ً‬
‫ل‪.‬‬
‫]خاتمة[ والمكروهضضات فضضي الصضضلة اثنضضان وعشضضرون‪ :‬أحضضدها‪:‬‬
‫جعضضل يضضديه فضضي كميضضه فضضي خمسضضة أشضضياء عنضضد تحرمضضه وركضضوعه‬
‫وسجوده وقيامه من تشهده وجلوسه له‪ .‬وثانيهضضا‪ :‬التفضضات بضضوجهه‬
‫بل حاجة أما إذا كان لهضضا كحفضضظ متضضاع فل يكضضره‪ .‬وثالثهضضا‪ :‬إشضضارة‬
‫بنحو عين أو حاجب أو شفة بل حاجة ولو من أخرس ول تبطل بها‬
‫الصلة ما لضضم تكضضن علضضى وجضضه اللعضضب وإل بطلضضت‪ ،‬أمضضا إذا كضضانت‬
‫للحاجة كرد سلم ونحوه فل يكضضره‪ .‬ورابعهضضا‪ :‬جهضضر بمحضضل إسضضرار‬
‫وعكسه حيضضث ل عضضذر‪ ،‬فضضإن حصضضل عضضذر كضضأن كضضثر اللغضضط عنضضده‬
‫فاحتاج للجهر ليأتي بالقراءة علضضى وجههضضا فل كراهضضة‪ .‬وخامسضضها‪:‬‬
‫اختصار بأن يجعل يده أو يديه على خاصضضرته مضضا لضضم يكضضن لحاجضضة‬
‫كعلة بجنبه وإل فل كراهة لخبر أبي هريرة‪" :‬أن رسول الله صضضلى‬
‫الله عليه وسّلم نهى أن يصلي الرجضضل متخصضضرًا" رواه الشضضيخان‪.‬‬
‫والمضضرأة كالرجضضل ومثلهضضا الخنضضثى‪ ،‬ويكضضره ذلضضك الختصضضار خضضارج‬
‫الصلة أيضا ً لنه فعل الكفضضار بالنسضضبة للصضضلة‪ ،‬وفعضضل المتكضضبرين‬
‫خارجها‪ ،‬وفعل المخنثين والنساء للعجضضب‪ ،‬وأن إبليضضس لمضضا أهبضضط‬
‫من الجنة فعل كذلك‪ ،‬وتفسير الختصار بذلك هو المشضضهور‪ ،‬وقضضد‬
‫يفسر باختصار سجدة لنه منهي عنه أيضًا‪ .‬قال الزهضضري‪ :‬يحتمضضل‬
‫وجهين‪ :‬أحدهما أن يختصر الية‪ .‬التي فيها السضضجود فيسضضجد لهضضا‪.‬‬
‫والثاني أن يقرأ السضضورة فضضإذا انتهضضى إلضضى السضضجدة جاوزهضضا ولضضم‬
‫يسجد لهضضا‪ .‬وسادسضضها‪ :‬إسضضراع فضضي الصضضلة أي عضضدم التضضأني فضضي‬
‫أفعالها وأقوالها‪ ،‬وكذا إسضضراع لحضضضورها لنضضه يسضضن المشضضي إلضضى‬
‫ن وسضضكينة وإسضضراع لدراك التحضضرم أو غيضضره مضضع‬ ‫المسجد على تأ َ‬
‫المام‪ ،‬نعم إن توقف إدراك الجماعة عليه يسن أو إدراك الجمعة‬
‫وجب‪ .‬وسابعها‪ :‬تغميض جفنه إن خاف ضررا ً وإل فل كراهة سواء‬
‫العمى والبصير لن الجفن يسجد معه وقد يجب إذا كضضان العضضراة‬
‫صفوفًا‪ ،‬وقد يسن كأن صلى إلى حائط مزوق أي منقضضش ومزيضضن‬
‫يشوش الفكضضر أي يخلطضضه‪ .‬وثامنهضضا‪ :‬إلصضضاق عضضضديه بجنضضبيه فضضي‬
‫ركضضوعه وسضضجوده‪ .‬وتاسضضعها‪ :‬إلصضضاق بطنضضه بفخضضذيه فضضي الركضضوع‬
‫والسضضجود‪ .‬وعاشضضرها‪ :‬إقعضضاء الكلضضب وهضضو إلصضضاق ألييضضه بضضالرض‬
‫ونصب ساقيه ووضع يديه على الرض وهضضذا أحضضد نضضوعي القعضضاء‪،‬‬
‫والنضضوع الخضضر هضضو أن يضضضع أطضضراف أصضضابع رجليضضه وركبضضتيه علضضى‬
‫الرض وألييه على عقبيه وهذا سنة في كل جلضضوس يعقبضضه حركضضة‬
‫لما صح فعله عن النبي صلى اللضضه عليضضه وس ضّلم‪ ،‬لكضضن الفضضتراش‬
‫أفضل منه لنه الكثر الشهر‪ :‬وحادي عشضضرها‪ :‬نقضضرة الغضضراب أي‬
‫ضضضرب الرض بجبتضضه عنضضد السضضجود مضضع الطمأنينضضة وإل لضضم يكضضف‪.‬‬
‫وثاني عشرها‪ :‬افتراش السبع في سجوده بأن يضع ذراعيضضه علضضى‬
‫الرض كمضضا يفعضضل السضضبع‪ .‬وثضضالث عشضضرها‪ :‬المبالغضضة فضضي خفضضض‬
‫الرأس في الركوع‪ .‬ورابع عشرها‪ :‬إطالة التشضضهد الول فضضي غيضضر‬
‫المأموم بحيث زاده ولو بالصضضلة علضضى الل أو الضضدعاء أمضضا إذا لضضم‬
‫يزده فل كراهة‪ .‬وخامس عشرها‪ :‬الضطباع ولو لغير الرجل وهضضو‬
‫أن يجعل وسط ردائه تحت منكبه اليمضضن وطرفيضضه علضضى اليسضضر‪.‬‬
‫وسادس عشرها‪ :‬تشبيك الصابع وهو إدخال بعضها في بعض‪ ،‬أما‬
‫خارج الصضضلة فضضإن كضضان فضضي المسضضجد منتظضضرا ً للصضضلة ولضضو غيضضر‬
‫مستقبل القبلة فهو مكروه أيضا ً وإل فل‪ .‬قال شيخنا محمد حسب‬
‫الله‪ :‬إن التشبيك يورث النعاس‪ .‬وسضابع عشضرها‪ :‬تفرقضع الصضابع‬
‫والتفرقع هو مصدر تفرقع على وزن تدحرج‪ ،‬قال فضضي القضضاموس‪:‬‬
‫فرقضضع الصضضابع أي نفضضضها وضضضرب بهضضا لتصضضوت‪ .‬وثضضامن عشضضرها‪:‬‬
‫السبال وهو إرخاء الزار على الرض‪ .‬وتاسع عشرها‪ :‬بصق أماما ً‬
‫ويمينا ً ل يسارا ً لخبر الشيخين‪" :‬إذا كان أحدكم فضضي الصضضلة فضضإنه‬
‫يناجي ربه عز وجل فل يبزقن بين يديه ول عضضن يمينضضه ولكضضن عضضن‬
‫يساره" وهذا في غير المسجد أما فيضضه فيحضضرم إن اتصضضل بشضضيء‬
‫من أجزائه بل يبصق فضضي طضضرف ثضضوبه مضضن جضضانبه اليسضضر ويلضضف‬
‫بعضه ببعض‪ .‬وعشروها‪ :‬كف ثوب أو شضضعر للرجضضل أي منعضضه مضضن‬
‫السجود معه دون المضضرأة والخنضضثى بضضل قضضد يجضضب كضضف شضضعرهما‪.‬‬
‫ولذلك قال القليوبي‪ :‬نعم يجب كف شضضعر امضضرأة وخنضضثى تضضوقفت‬
‫صحة الصلة عليه‪ ،‬ول يكره بقاؤه مكفوفًا‪ ،‬ول فضضرق بيضضن الصضضلة‬
‫على الجنضضازة وغيرهضضا ول بيضضن القضضائم والقاعضضد لخضضبر‪" :‬أمضضرت أن‬
‫أسجد على سبعة أعضام ول أكف ثوبا ً ول شعرًا" رواه الشضضيخان‪.‬‬
‫وفي رواية‪" :‬أمرت أن ل أكفت الشعر أو الثياب" وأكفضضت بكسضضر‬
‫الفاء وبالتاء من باب ضرب أي أجمع ومن ذلك أن يصلي وشضضعره‬
‫معقضضوص أو مضضردود تحضضت عمضضامته أو ثضضوبه أو وكمضضه مشضضمر أي‬
‫مرفوع‪ ،‬ويسن لمن رآه كذلك ولضضو مصضضليا ً آخضضر أن يحلضضه حيضضث ل‬
‫فتنة‪ ،‬نعم لو بادر شخص وحل كمه المشمر وكان فيه مال وتلضضف‬
‫كان ضامنا ً له ومنه شد الوسط فيكره إل لحاجة بضضأن كضضانت تضضرى‬
‫عورته بدون الحزام‪ ،‬أما العذبة وهي طرف عمامته فيكره غرزها‬
‫في عمامته بل يسن إرخاؤها‪ ،‬ويكره أيضا ً خارج الصلة لكنضضه فضضي‬
‫الصلة أشد كراهة لنه صلى الله عليه وسّلم قال‪" :‬إن الله يكضضره‬
‫العمامة الصماء" وحادي عشريها‪ :‬وضع يضضده علضضى فمضضه بل حاجضضة‬
‫فإن كان لها كما إذا تثاءب فل كراهة بل يستحب له ذلضضك‪ ،‬ويسضضن‬
‫أن يكون الموضوع اليد اليسرى والولى ظهرها كمضضا أفضضتى بضضذلك‬
‫شيخنا عبد الغني‪ .‬وثاني عشريها‪ :‬تلثم الرجضضل وهضضو تغطيضضة الفضضم‬
‫وتنقب لغيره وهو تغطية ما زاد على الفم من الضضوجه للنهضضي عضضن‬
‫الول وقيس به الثاني قاله ابن حجر في المنهج القويم‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في مفسضضدات الصضضلة )تبطضضل الصضضلة بضضأربع عشضضرة‬
‫خصلة( بل بأكثر من ذلك‪ ،‬والخصضضلة بكسضضر الخضضاء النضضوع والفضضرق‬
‫بين المفسضضد والمبطضضل أن المفسضضد مضضا يطضضرأ بعضضد النعقضضاد وهضضو‬
‫المراد هنا‪ ،‬والمبطل ما يمنعه قاله الشضضرقاوي أحضضدها‪) :‬بالحضضدث(‬
‫ولو بل قصد أو أكره عليه كضأن عصضضر بطنضه فخضضرج ول فضضرق فضضي‬
‫البطلن بين المتطهر وغيره كفاقد الطهورين للخبر الصحيح‪" :‬إذا‬
‫فسا أحدكم فضي صضلته فلينصضرف وليتوضضأ وليعضد صضلته" وهضذا‬
‫الكلم في السليم‪ ،‬أما السضضلس فل يبطضضل صضضلته إل حضضدثه الغيضضر‬
‫الدائم بخلف الدائم فإنه ل يبطلها‪ ،‬ويسن لمن أحدث فضضي صضضلته‬
‫أن يأخذ بأنفه ثم ينصرف موهما ً أنه رعف سضضترا ً علضضى نفسضضه لئل‬
‫يخوض الناس فيه فيأثموا‪ ،‬وكذا إذا أحدث وهضضو منتظضضر للصضضلة ل‬
‫سضضيما إذا قربضضت إقامتهضضا أو أقيمضضت بالفعضضل )و( ثانيهضضا )بوقضضوع‬
‫النجاسة( التي ل يعفضضى عنهضضا وسضضواء وقعضضت علضضى ثضضوبه وإن لضضم‬
‫يتحرك بحركته كطرف عمامته الطويل أو بضضدنه أو داخضضل أنفضضه أو‬
‫فمه أو عينه أو أذنه وإنما جعضضل داخضضل ذلضضك كظضضاهره هنضضا بخلف‬
‫ل( أي‬‫غسل الجنابة ونحوها لغلضضظ أمضضر النجاسضضة )إن لضضم تلضضق حضضا ً‬
‫قبل مضي أقل الطمأنينة )من غيضضر حمضضل( كمضضا لضضو وضضضع أصضضبعه‬
‫على حجر تحته نجاسة ونحاها به من غير حمل له أو على موضضضع‬
‫طاهر من نعله ونحاه من غير حمضضل لهضضا فضضإن ذلضضك ل يضضضر‪ ،‬فضضإن‬
‫ترتب على إزالتها حمل كأن نحاهضضا بنحضضو عضضود أو جضضر الثضضوب ولضضو‬
‫قبض موضعا ً طاهرا ً منه ضضضر ثضضم النجاسضضة إن كضضانت يابسضضة فلضضه‬
‫نفضها ولو في المسجد وإن اتسضضع الضضوقت ثضضم يجضضب إزالتهضضا بعضضد‬
‫الصلة فورًا‪ ،‬وإن كانت رطبة ويلزم على إلقائها تنجضضس المسضضجد‬
‫بها ففيه تفصيل‪ ،‬فإن اتسع الوقت راعاه فل يلقيها فيه بضل يقطضع‬
‫الصضضلة ويرميهضضا خضضارجه ثضضم يسضضتأنف الصضضلة وإل راعاهضضا وأتمهضضا‬
‫وألقاها فيه ووجبت إزالتها بعضضد الصضضلة فضضورًا‪ ،‬هضضذا إن قضضدر علضضى‬
‫الزالة في الفور وإل بأن لم يجد ماء ليطهر المسضضجد بضضه فيقطضضع‬
‫الصلة ويرميها خارجه كما أفاده شيخنا محمد حسب الله‪ ،‬وخضضرج‬
‫بالمسجد الرباط والمدرسة وملك الغير والدمي المحضضترم وقضضبره‬
‫وملك نفسه وإن لزم إفساد شيء منه فيراعي فضضي ذلضضك الصضضلة‬
‫مطلقًا‪ ،‬وأما المصحف ونحوه جوف الكعبة فينبغي مراعاتهما ولضضو‬
‫ضاق الوقت ولو كانت النجاسة جافة لعظم حرمتهما‪ ،‬ولو اقتصضضد‬
‫مثل ً فخضضرج دمضضه ولضضم يلضضوث بشضضرته أو لوثهضضا قليل ً لضضم يضضضر‪) .‬و(‬
‫ثالثها‪) :‬انكشاف العورة( أي كلها أو بعضها مما يجب ستره لجضضل‬
‫ل( وإن صلى في الخلوة فإن كشضضفها ريضضح‬ ‫الصلة )إن لم تستر حا ً‬
‫فل تبطل صلته إن سترها حال ً أي قبل مضي أقل الطمأنينة‪ ،‬نعم‬
‫لو تكرر كشف الريح وتوالى بحيث يحتاج في الستر إلضضى حركضضات‬
‫كثيرة متوالية بطلت صلته بذلك لنه نادر‪ ،‬كما لو دفع المار بفعل‬
‫كثير وخرج بالريح غيره ولو بهيمة كقرد أو آدمي سواء كان مميزا ً‬
‫أم مأذونا ً له أم ل فيضر كشفه وإن سترها حضضال ً وكضضذا لضضو كشضضفها‬
‫سهوا ً إن لم يسترها حضضال ً وإل لضضم يضضضر‪ ،‬وإذا صضضلت أمضضة ورأسضضها‬
‫مكشوف وعتقت في الصلة فإن لم تستر فضضورا ً بل أفعضضال كضضثيرة‬
‫بطلضضت صضضلتها وإل فل بطلن‪ .‬ويلغضضز بمسضضألة المضضة فيقضضال لنضضا‪:‬‬
‫شضضخص بطلضضت صضضلته بكلم غيضضره وذلضضك فيمضضا إذا كضضانت أم ولضضد‬
‫ومات سيدها ببلد أخرى ولم تعلم بموته إل بعد مدة وهضضي تصضضلي‬
‫ل‪) .‬و( رابعهضضا ب )النطضضق بحرفيضضن( متضضواليين‬ ‫مكشوفة الرأس مث ً‬
‫وإن لم يفهما كعضضن ومضضن أو كانضضا مضضن آيضضة نسضضخت تلوتهضضا‪ ،‬ومضضن‬
‫متعلقات القرآن المحذوفة وإن قصد أنهضضا متعلضضق اللفضضظ أو كضضان‬
‫لمصلحة الصضضلة كقضضوله لمضضامه‪ :‬قضضم‪ ،‬أو كضضان فضضي تنحنضضح ونحضضوه‬
‫كضحك وبكاء ولو من خوف الخرة وأنيضضن ولضضو مضضن شضضدة مضضرض‬
‫ونفخ بأنف أو فم وسعال وعطاس فالبطلن فيها من جهة الكلم‪،‬‬
‫ولو غلبه الضحك لم تبطل صلته إل إن كثر فيغتفر اليسير للغلبضضة‬
‫وخرج بالضحك التبسضم فل تبطضل بضه الصضلة نعضضم يجضوز التنحنضح‬
‫للصائم لخراج نخامة تبطل صومه‪ ،‬وللمفطر أيضا ً لخراج نخامضضة‬
‫تبطل صلته إذا لم يمكنه إخراجها إل به‪ ،‬ولضضو تنحنضضح إمضضامه فبضضان‬
‫منه حرفان لم يجب مفارقته لن الظاهر تحضضرزه عضضن المبطضضل إل‬
‫إن دلت قرينة حاله على عدم عذره فتجضضب مفضضارقته‪ ،‬ولضضو ابتلضضي‬
‫شخص بنحو سعال دائم بحيث لم يخل زمن لضضوقت يسضضع الصضضلة‬
‫بل سعال مبطل فالذي يظهر العفو عنه ول قضاء عليه لضضو شضضفي‬
‫)أو حرف مفهم( كضضق وع وف وش فهضضذا كلضضه مفهضضم لن ق فعضضل‬
‫ق نفسك مضضن الهلك أي‬ ‫أمر من الوقاية بكسر الواو وفتحها يقال ِ‬
‫صضضنها وتباعضضد عنضضه وع مضضن الضضوعي يقضضال ع الحضضديث أي احفظضضه‬
‫وتدبره‪ ،‬وف من الوفاء يقال ف الوعد‪ ،‬وش من الوشضضي كالوعضضد‬
‫يقال ش كتاب الفقه أي اكتبه‪ ،‬أو يقال ش في كلمضضك أي اكضضذب‬
‫فيه‪ ،‬أو يقال ش بهذا المر عند السلطان أي اسع به‪ ،‬ومثضضل ذلضضك‬
‫حرف ممدود إن لم يفهم إذ المدة ألف أو واو أو ياء فالمدود فضضي‬
‫الحقيقة حرفان‪ .‬ثم قيضضد المصضضنف ذلضضك بقضضوله‪) :‬عمضضدًا( أي حضضال‬
‫كون الناطق عامدًا‪ ،‬ولو كضضان مكرهضا ً مضضع العلضضم بضضالتحريم وتضضذكر‬
‫كونه في الصلة أما مع عدم العمد بضضأن سضضبق إليضضه لسضضانه أو مضضع‬
‫عدم العلم بالتحريم أو مع النسيان إنه فضضي الصضضلة فضضإن كضضان مضضا‬
‫أتى به كلما ً قليل ً عرفا ً وضبط بست كلمات عرفية فأقل لم يضر‬
‫إن كان في صورة عدم العلم بضضالتحريم قريضضب عهضضد بالسضضلم أي‬
‫قريب علم به أو نشضضأ بعيضضدا ً عضضن العلمضضاء فيكضضون جضضاهل ً معضضذورًا‪،‬‬
‫بخلف مضضن لضضم يكضضن كضضذلك لتقصضضيره بضضترك التعلضضم فيكضضون غيضضر‬
‫معذور‪ ،‬وإن كان كثيرا ً عرفا ً وضبط بأكثر من ست كلمات عرفيضضة‬
‫ضر لنه يقطع نظضضم الصضضلة‪ ،‬ولن سضضبق اللسضضان والنسضضيان فضضي‬
‫الكثير نادر‪ ،‬والمراد بالعلماء هنا العالمون بهضذا الحكضم المجهضول‪،‬‬
‫والمراد بالبعيد أن يكون بحيث لو سعى للتعلضضم لشضضق عليضضه ذلضضك‬
‫مشقة شديدة كخوف أو عضضدم زاد وضضضياع مضضن تلزمضضه نفقتهضضم أو‬
‫نحو ذلك ولضضو دون مسضضافة القصضضر وإل لزمضضه السضضفر إليضضه لتعلضضم‬
‫المسائل الظاهرة دون الخفية‪ ،‬ويعذر في إجابضضة نبينضضا بضضالقول فل‬
‫تبطضضل الصضضلة بهضضا‪ ،‬ومثلضضه الفعضضل فل تبطضضل بإجضضابته بالفعضضل وإن‬
‫استدبر القبلة‪ ،‬وإذا انتهى غرض النبي صلى الله عليه وس ضّلم أتضضم‬
‫الصلة فيما وصل إليه وليس له أن يعضضود إلضضى مكضضانه الول حيضضث‬
‫لزم على ذلك أفعال متوالية ما لم يأمره النضضبي صضضلى اللضضه عليضضه‬
‫وس ضّلم بضضالعود فيضضه‪ ،‬وينبغضضي أن تكضضون إجضضابته بقضضدر الحاجضضة وإل‬
‫بطلت‪ ،‬أما غيره من بقية النبياء كعيسضضى عليضضه الصضضلة والسضضلم‬
‫فتجب إجابته وتبطل بها الصضضلة‪ ،‬ومثضضل النبيضضاء الملئكضضة‪ ،‬وتحضضرم‬
‫إجابة الوالدين في الفرض وتجوز في النفل وهضضي أفضضضل منضضه إن‬
‫شق عليهما عضضدمها‪ ،‬وتبطضضل الصضضلة بهضضا مطلقضًا‪ ،‬وخضضرج بضضالنطق‬
‫المبطل الذكر والدعاء فل تبطل بهما الصلة إل أن يخضضاطب بهمضضا‬
‫غير الله ورسوله كقضوله لعضضاطس أو لميضت‪ :‬يرحمضضك اللضه بخلف‬
‫يرحمه الله فل تبطل لنتفاء الخطاب‪ ،‬أما إذا خاطب اللضضه أو نبيضضا ً‬
‫كقوله‪ :‬السلم عليك يا رسول الله فل تبطل لكن بشرط تضضضمنها‬
‫ثناء عليه كما ذكر‪ ،‬بخلف نحضضو صضضدقت يضضا رسضضول اللضضه وبشضضرط‬
‫عدم التعليق‪ ،‬ويسن لمن عطس أن يحمد الله ويسمع نفسضضه‪ ،‬ول‬
‫تبطل الصلة بسكوت طويل ولو بل عذر‪.‬‬
‫وسضضن لرجضضل تسضضبيح ولغيضضره تصضضفيق بضضضرب بطضضن كضضف أو‬
‫ظهرها على ظهر كضضف أخضضرى‪ ،‬أو بضضضرب ظهضضر كضضف علضضى بطضضن‬
‫أخرى ل بضرب بطن على بطن إذا أصابهما شضضيء فضضي صضضلتهما‪،‬‬
‫سواء كان ذلك الشيء مندوبا ً كتنبه إمامهما عند سضضهوه أو مباح ضا ً‬
‫كإذنهمضضا لمسضضتأذن‪ ،‬أو واجب ضا ً كإنضضذار أعمضضى أو غافضضل مميضضز مضضن‬
‫وقوعه في محذور‪ ،‬ويعتبر في التسبيح أن يقصد به الضضذكر وحضضده‬
‫أو مع العلم فإن أطلق أو قصد العلم فقضضط بطلضضت صضضلته‪ ،‬ول‬
‫يضر في التصفيق قصد العلم فإن لم يحصضضل النضضذار إل بضضالكلم‬
‫أو بالفعضضل المبطضضل وجضضب وتبطضضل الصضضلة بضضه‪) .‬و( خامسضضها‪:‬‬
‫)بالمفطر( أي للصائم )عمدًا( لتلعبه‪ ،‬والمفطر بفتح الفاء وكسر‬
‫الطاء مع تشديده معناه المفسد على الصائم صضضومه كضضأن أدخضضل‬
‫عودا ً أو نحوه وإن قل في فمه أو أذنضضه أو دبضضره إن وصضضل لجضضوفه‬
‫ولو بل حركة فمه لن الحركة وحدها فعل يبطل كثيره‪.‬‬
‫والحاصضضل أن كضضل مضضا أبطضضل الصضضوم أبطضضل الصضضلة إل الكضضل‬
‫الكثير سضضهوا ً فيبطلهضضا دونضضه‪ ،‬والفضضرق أن لهضضا هيئة مضضدكرة فكضضان‬
‫التقصضضير فيهضضا أشضضد بخلفضضه وأنهضضا ذات أفعضضال منظومضضة‪ ،‬والفعضضل‬
‫الكضضثير يقطضضع نظمهضضا بخلفضضه فضضإنه كضضف عضضن نحضضو الطعضضام‪) .‬و(‬
‫سادسها ب )الكل الكثير ناسيًا( أي للصلة أو جضاهل ً معضذورا ً بضضأن‬
‫قرب علمه بالسلم أو نشأ بعيدا ً عضضن العلمضضاء أو مكره ضًا‪ ،‬أمضضا إذا‬
‫أكل قليل ً ناسضضيا ً للصضضلة أو جضضاهل ً تحريضضم ذلضضك فل تبطضضل صضضلته‪،‬‬
‫بخلف المكره فتبطل صلته لندرة الكراه فيها‪ .‬وقوله الكل قال‬
‫في المصباح‪ :‬والكل بضمتين وإسكان الثاني للتخفيضضف المضضأكول‪.‬‬
‫)و( سضضابعها ب ) ثلث حركضضات متواليضضات( أي يقين ضا ً ولضضو بأعضضضاء‬
‫متعددة كأن حرك رأسه ويديه وذهاب الرجل وعودها بعضضد مرتيضضن‬
‫مطلقا ً سواء حصل اتصال أم ل‪ ،‬بخلف ذهاب اليضضد وعودهضا علضى‬
‫التصال فإنه يعد مرة واحدة‪ ،‬وكذا رفعها ثم وضعها ولو فضضي غيضضر‬
‫موضعها‪ ،‬وأما رفع الرجل فضضإنه يعضضد مضضرة ووضضضعها ولضضو فضضي غيضضر‬
‫موضضضعها مضضرة‪ ،‬والفضضرق بيضضن اليضضدين والرجضضل أن الرجضضل عادتهضضا‬
‫السكوت بخلف اليد‪) .‬ولو سهوًا( أي سضضواء كضضان عمضضدا ً أو سضضهوا ً‬
‫لتلعبه مع أنه ل مشضضقة فضضي الحضضتراز عنضضه‪ ،‬أمضضا الحركضضة القليلضضة‬
‫كحركتين فل تبطل الصلة بها سضضواء كضضان عمضضدا ً أو سضضهوا ً مضضا لضضم‬
‫يقصد بها اللعب‪ ،‬فإن قصد بها ذلضضك كضضأن أقضضام أصضضبعه الوسضضطى‬
‫في صلته لشخص لعبا ً معه بطلضضت صضضلته‪ ،‬ومنضضه مضضا يقضضع لهضضل‬
‫الرعونة من مضضد رجلضضه ليضضضعها علضضى ذيضضل صضضاحبه بقصضضد اللعضضب‬
‫ليمنعه من القيام من السضضجود فتبطضضل صضضلته بمجضضرد مضضد رجلضضه‪،‬‬
‫وكثير الفعل كثلث حركات إذا كان لشدة جرب بأن ل يقضضدر معضضه‬
‫على عدم الحك‪ ،‬أو كان خفيفا ً كتحريك أصابعه في سبحة أو حضضل‬
‫أو عقضضد مضضع قضضرار كفضضه ل يبطضضل الصضضلة إذا كضضان بل قصضضد لعضضب‪،‬‬
‫وكتحريك أصابعه تحريك أجفانه أو أذنه أو ذكره أو أخضضرج لسضضانه‪،‬‬
‫ولو نوى ثلثة أفعال ولء وفعل واحدا ً منها ضر لنه قصد المبطضضل‬
‫وشرع فيه كما لو شرع في ثلثضضة أفعضضال ولء مضضن غيضضر نيضضة‪ ،‬ولضضو‬
‫حمل شخص مصليا ً ومشى به ثلث خطوات متواليضضات لضضم تبطضضل‬
‫صلة المحمول لن الخطوات ل تنسب له‪ ،‬لكن إن فعل شيئا ً من‬
‫ذ‪.‬‬
‫أركانها حال حمله لم يحسب له حيث لم يمكنه إتمامه حينئ ٍ‬
‫]تنبيه[ قوله حركات هضضو بفتضضح عيضضن الجمضضع وهضضو الضضراء ليضضس‬
‫غيرها لن القاعدة أن ما جمع بضضاللف والتضضاء سضضواء كضضان مختتم ضا ً‬
‫بالتاء كجفنة وسدرة وغرفة أو مجردا ً عنها كدعد وهند وجمل تتبع‬
‫عينه فاءه فضضي الحركضضة مطلقضا ً لكضضن بشضضروط سضضتة‪ ،‬الول‪ :‬أن ل‬
‫يكضضون معتل ً ول مضضضعفا ً وأن يكضضون ثلثي ضا ً واسضضما ً وسضضاكن العيضضن‬
‫ومؤنثا ً فتقول في جمعهضضا جفنضضات بفتضضح الجيضضم والفضضاء كسضضجدات‬
‫وسدرات بكسر السين والدال وغرفات بضم الغين والراء وعدات‬
‫بفتح الضضدال والعيضضن وهنضضدات بكسضضر الهضضاء والنضضون وجملت بضضضم‬
‫الجيضضم والميضضم‪ ،‬ويجضضوز فضضي عيضضن الجمضضع بعضضد الضضضمة والكسضضرة‬
‫التسكين والفتح كغفرات وهندات‪ ،‬ول يجوز ذلك بعضضد الفتحضضة بضضل‬
‫يجب التباع كركعات فإنه يجب فتح الكاف لتباعه فاء الجمع وهو‬
‫الراء‪ ،‬قال ابن مالك في الخلصة‪:‬‬
‫والسالم العين الثلثي اسما ً أنل <> اتباع عين فاءه بما شكل‬
‫إن ساكن العين مؤنثا ً بدا <> مختتما ً بالتاء أو مجردا‬
‫وسكن التالي غير الفتح أو <> خففه بالفتح فكل قد رووا‬
‫قوله‪ :‬والسالم مفعول أول بأنل والعين مضاف إليه والثلثي نعت‬
‫للسالم عند الصبان وبدل منه عند الشيخ خالد‪ ،‬واسضضما حضضال مضضن‬
‫الثلثي واتباع مفعول ثان لنل وهو مصدر مضضضاف لمفعضضوله الول‬
‫وفاءه مفعوله الثاني‪ ،‬وشكل بالبناء للمفعول بمعنى حضضرك والبضضاء‬
‫في بما بمعنى في‪ ،‬والمعنى‪ :‬أعط السضضم الثلثضضي السضضالم العيضضن‬
‫اتباعك عينه لفائه في الحركة الضضتي شضضكلت بهضضا الفضضاء‪ .‬قضضوله‪ :‬إن‬
‫حرف شرط وساكن العين مؤنثا ً حالن من فعل بضضدا العضضائد علضضى‬
‫اسم ومختتما ً حال ثالثة‪ .‬وقوله‪ :‬وسكن فعل أمر والتالي مفعضضوله‬
‫غير الفتح بالنصب على المفعولية أو الجر على الضضضافة‪ .‬وقضضوله‪:‬‬
‫فكل مفعوله مقدم برووا‪.‬‬
‫]تنضضبيه[ قضضوله‪ :‬متواليضضات إنمضضا جمعهضضا المصضضنف لكونهضضا صضضفة‬
‫لحركات وهي جمع أيضا ً ليطابق الصفة الموصضضوف وهضضو الفصضضح‬
‫لن حركات جمع قلة بناء على مذهب سيبويه أن جمعي السضضلمة‬
‫للقلة‪ ،‬والفصح في جمع القلة من جموع ما ل يعقضضل‪ ،‬وفضضي جمضضع‬
‫العاقضضل مطلق ضا ً المطابقضضة نحضضو‪ :‬الجضضذاع انكسضضرت ومنكسضضرات‬
‫والهندات والهنود انطلقن ومنطلقات‪ ،‬والفصح فضضي جمضضع الكضضثرة‬
‫ممضضا ل يعقضضل الفضضراد نحضضو الجضضذوع انكسضضرت ومنكسضضرة‪ ،‬قضضال‬
‫السقاطي‪:‬‬
‫في جمع قلة لما ل يعقل <> تطابق الوصف لديهم أمثل‬
‫ومطلق الجمع لذي عقل كذا <> وغيره في كثرة بعكس ذا‬
‫والمضضراد بقضضوله أمثضضل أي أفضضضل وأتبضضع للقاعضضدة‪ ،‬والمضضراد بقضضوله‬
‫بعكضضس ذا هضضو عضضدم التطضضابق وهضضو الفضضراد‪ ،‬والمضضراد بالوصضضف‬
‫المعنوي فدخل الخبر والضمير في غيره عائد على ذي عقل وفي‬
‫كثرة أي جمع كثرة انتهى‪) .‬و( ثامنها‪) :‬الوثبة الفاحشة( أي بالنطة‬
‫التي تجاوز الحد‪ ،‬وكذا تحريك كل البدن أو أكثره ولو من غير نقل‬
‫قدميه‪ ،‬قوله الوثبة بفتضضح الضضواو لنضضه للمضضرة وإنمضضا بطلضضت الصضضلة‬
‫بذلك لنه يقطضضع نظمهضضا كالفعضضل الكضضثير قضضاله السضضويفي نقل ً عضضن‬
‫الشضضوبري‪ .‬قضضوله‪ :‬الفاحشضضة ل حاجضضة إليضضه لن الوثبضضة ل تكضضون إل‬
‫فاحشة إل أن يقال‪ :‬إن الفاحشة كالصفة الكاشضضفة للشضضارة إلضضى‬
‫أن كضل مضا فحضش كتحريضك جميضع بضدنه حكمضه حكضم الوثبضة‪) .‬و(‬
‫تاسعها ب )الضربة المفرطة( بسكون الفاء اسم فاعل من أفرط‬
‫أي مجاوزة الحد‪ ،‬قوله الضربة بفتح الضاد للمرة‪) .‬و( عاشرها ب‬
‫)زيادة ركن فعلي عمدًا( وإن لم يطمئن لتلعبه‪ ،‬نعم القعود وهضضو‬
‫قدر الطمأنينة ل ما زاد عليضضه كضضأن جلضضس بعضضد قيضضام ثضضم سضضجد ل‬
‫يفسد الصلة لنه معهود في الصلة في جلسضة السضتراحة‪ ،‬وكضضذا‬
‫لو جلس عن سجود تلوة للستراحة قبل قيضضامه‪ ،‬ومثضضل الجلضضوس‬
‫النحناء إلى حد الراكع من قعود ليتورك في أثنضضاء التشضضهد الخيضضر‬
‫أو ليفضضترش فضضي الول أفضضاده الشضضرقاوي‪ .‬قضضوله‪ :‬فعلضضى قيضضد أول‬
‫وقوله عمدا ً قيد ثان‪ ،‬ويزاد على ذلك قيد ثضضالث وهضضو أن ل يكضضون‬
‫خفيفا ً عهد في الصلة‪ ،‬وقيد رابع وهو أن يكضضون عالم ضا ً بضضالتحريم‪،‬‬
‫وقيد خامس وسادس وهما كون الزيادة لغير المتابعة ولغير عضضذر‬
‫فخرج بكونه لغير المتابعة ما إذا كان لها كضضأن ركضضع أو سضضجد قبضضل‬
‫إمامه ثم عاد إليه أو رفع من ركوعه فاقتدى بمن لم يركع ثم ركع‬
‫معه لم تبطل صلته بذلك لتأكد المتابعة‪ ،‬وخرج بكضضونه لغيضضر عضضذر‬
‫ما لو رفع من سجوده إلى حد الراكضضع فزعضا ً مضضن شضضيء‪ ،‬ومضضا لضضو‬
‫هوى من قيامه إلى ذلك الحد لقتل نحو حية فإنه ل يضر‪ ،‬ول يضر‬
‫دفعها بفعل كثير لو صالت عليه وتوقف دفعها على ذلضضك ومضضا لضضو‬
‫قتل نحو قملة وإن أصابه قليل من دمها حيث لم يحمضل أو يمضس‬
‫جلدها وهي ميتة قاله الشرقاوي‪ ،‬وقال أحمدبن عماد الضضدين فضضي‬
‫منظومته من بحر البسيط‪:‬‬
‫ودم قمل كذا البرغوث منه عفوا <> عن القليل ولم يسمح‬
‫بجلدته‬
‫فإنها نجست بالموت ما عذروا <> من حملها ناسكا ً صلى‬
‫بصحبته‬
‫قوله‪ :‬الضضبرغوث بضضضم البضضاء وقضضوله‪ :‬عفضضوا أي أصضضحاب المضضذهب‪،‬‬
‫وقوله‪ :‬عن القليل أي مطلقا ً ولو أصابه بفعلضضه لنضضه ممضضا تعضضم بضضه‬
‫البلضضوى ويشضضق الحضضتراز عنضضه‪ ،‬وقضضوله‪ :‬ناسضضكا ً أي عابضضدا ً مفعضضول‬
‫عذروا‪ ،‬وقوله بصضحبته أي بمصضاحبة الجلضد حضال صضلته فل تصضح‬
‫لنها نجاسة غير معفو عنها لعدم المشقة في التحرز عنهضضا‪ ،‬هكضضذا‬
‫قال شهاب الدين الرملي في الشرح عليهضضا‪) .‬و( حضضادي عشضضرها‪:‬‬
‫)التقضضدم( أي السضضبق )علضضى إمضضامه بركنيضضن فعلييضضن( سضضواء كانضضا‬
‫طويلين أم ل‪ ،‬وكان التقدم على التعاقب بأن ركضضع المضضأموم فلمضضا‬
‫أراد إمامه أن يركع رفع‪ ،‬ولما أراد المام أن يرفع سضضجد فبمجضضرد‬
‫سضضجوده تبطضضل صضضلته هكضضذا فضضي المنهضضج القضضويم‪ ،‬قضضال النضضووي‬
‫والرافعي‪ :‬فيجوز أن يقدر مثله في التخلف‪ ،‬ويجوز أن يخص ذلك‬
‫بالتقدم لن المخالفة فيه فحش اهض‪ .‬أما تقدمه بأقل منهما فليس‬
‫مبطل ً وإن حرم ولو ببعض ركن كأن ركع قبل المضضام ولضضم يعتضضدل‬
‫قاله الشرقاوي‪ ،‬لكن قال ابن حجضضر فضضي المنهضضج القضضويم‪ :‬التقضضدم‬
‫ببعض ركن كهضذا المثضال مكضروه‪ ،‬وأمضا التقضدم بركضن فعلضضي تضام‬
‫فحرام كأن ركع والمام قائم‪.‬‬
‫)والتخلف بهما( أي بركنيضضن فعلييضضن تضضامين ولضضو غيضضر طضضويلين‬
‫كأن ركع المام واعتدل وهوى للسجود وإن كان إلى القيام أقرب‬
‫والمأموم قائم‪ ،‬أو سجد المام السجدة الثانية وقضضام وقضضرأ وهضضوى‬
‫للركوع والمأموم جالس بين السجدتين هكذا في المنهج القضضويم‪.‬‬
‫)بغير عذر( أي في ذلك التقدم والتخلف فالعضضذر فضضي التقضضدم هضضو‬
‫النسيان أو الجهل فقط‪ ،‬فإن تقدم على إمامه بهما ناسيا ً أو جاهل ً‬
‫لم تبطل صلته لكن ل يعتد بتلك الركعة ما لم يعد بعضضد التضضذكر أو‬
‫التعلم فيأتي بعد سلم إمامه بركعضضة والعضضذر فضضي التخلضضف إحضضدى‬
‫عشضضرة صضضورة الول أن يكضضون بطيضضء القضضراءة لعجضضز خلقضضي ل‬
‫لوسوسضضة ثقيلضضة والمضضام معتضضدلها والبطضضء الخلقضضي وهضضو الضضذي ل‬
‫يمكنه تركه‪ ،‬أما الوسوسة الثقيلة فليست بعذر‪ ،‬فلو تخلضضف لتلضضك‬
‫الوسوسة فإن أتم الفاتحضضة قبضضل أن يهضضوي المضضام للسضضجود أدرك‬
‫الركعة وإل لزمه المفارقة وإل بطلت صلته‪ ،‬وتلك الوسوسة هضضي‬
‫الضضتي مضضضى فيهضضا زمضضن يسضضع القيضضام أو معظمضضه‪ ،‬وهضضذا مضضا نقلضضه‬
‫الشرقاوي عن الحلبي‪ ،‬لكضضن نقضضل الشضضيخ عثمضضان السضضويفي عضضن‬
‫القليضضوبي أنهضضا بقضضدر مضضا يسضضمع ركنضا ً قصضضيرًا‪ ،‬ثضضم نقضضل السضضويفي‬
‫والشرقاوي عن الحلبي أنها بحيث يكون زمنها يسع ركنين فعليين‬
‫ولو طويل ً وقصيرا ً من الوسط المعتضضدل لكضضن ضضضعفه الشضضرقاوي‪،‬‬
‫وأما الوسوسة التي مضى فيها زمن ل يسضضع ذلضضك فهضضي وسوسضضة‬
‫خفيفة‪ .‬الثانية‪ :‬أن يكون عالما ً أو شضضاكا ً قبضضل ركضضوعه وبعضضد ركضضوع‬
‫إمامه أنه ترك الفاتحة‪ .‬الثالثة‪ :‬أنه نسي الفاتحة حتى ركضضع إمضضامه‬
‫وتذكر قبل أن يركع‪ .‬الرابعضة‪ :‬أنضضه موافضضق واشضضتغل بسضضنة كضضدعاء‬
‫افتتاح وتعوذ وكذا إذا سكت‪ .‬الخامسضضة‪ :‬أنضضه انتظضضر سضضكتة إمضضامه‬
‫المسنونة بعد الفاتحة لقراءته السورة فركع عقب الفاتحة أو قضضرأ‬
‫ما ل يمكن المأموم معه الفاتحة‪ .‬السادسة‪ :‬أنه نضضام فضضي التشضضهد‬
‫الول متمكنضا ً فمضضا انتبضضه مضضن نضضومه إل وإمضضامه راكضضع أو فضضي آخضضر‬
‫القيام‪ .‬السابعة أنه اشضضتبه عليضضه تكضضبير المضضام بضضأن سضضمع تكضضبيرة‬
‫المام للقيام بعضضد الركعضضة الثانيضضة فظنهضضا تكضضبيرة التشضضهد فجلضضس‬
‫وتشهد فإذا هي تكبيرة قيام‪ ،‬ثم قام فرأى المام راكعا ً الثامنة أنه‬
‫كمل التشهد الول بعد قيام المام عنه عمدا ً أو سهوا ً سواء كمضضل‬
‫المام ذلك التشهد أو أتى ببعضه التاسعة أنه نسضضي كضضونه مقتضضديا ً‬
‫ل‪ ،‬أو نسضضي أنضضه فضضي الصضضلة فلضضم يقضضم مضضن‬ ‫وهو فضضي السضضجود مث ً‬
‫سجدته إل والمام راكع‪ ،‬أو قارب أن يركع‪ .‬العاشرة أنه شك هضضل‬
‫هو مسبوق أو موافق فالموافق هو من أدرك زمن ضا ً يسضضع الفاتحضضة‬
‫بالنسبة للوسط المعتدل بعد تحرمه وقبل ركوع المام‪ ،‬ول عضضبرة‬
‫بقراءة نفسه ول بقضضراءة إمضضامه سضواء حضضضر تحضضرم المضضام أم ل‪،‬‬
‫والمسبوق هو من لم يدرك ذلضضك وإن أحضضرم عقضضب تحضضرم المضضام‬
‫الحادي عشر أنه طول السجدة الخيرة فما رفع منهضضا إل والمضضام‬
‫راكع أو قرب إلى الركوع‪ ،‬وإذا وجد واحد من هضضذه المضضور وجضضب‬
‫التخلف لتمام قراءته ثم يسضضعى خلضضف إمضضامه علضضى نظضضم صضضلته‬
‫ويغتفر له تخلفه بالركان الثلثة الطويلة وهي الركوع والسجودان‬
‫فل يحسب منها العتدال ول الجلوس بين السجدتين لنهما ركنان‬
‫قصيران‪ ،‬فإن فضضرغ مضضن الفاتحضضة قبضضل أن يتلبضضس المضضام بضضالركن‬
‫الرابع وهو التشهد الخير والقيام أو ما هو على صورة الركن وهو‬
‫قعود التشهد الول ركع وأدرك الركعة ومشى على ترتيضضب صضضلة‬
‫نفسه‪ ،‬وإن أدرك المام بالركن الرابع بأن وصل إمضضام إلضضى محضضل‬
‫تجزىء فيضضه القضضراءة للقيضضام أو بضضأن جلضضس للتشضضهد قبضضل أن يتضضم‬
‫المأموم فاتحته فالمأموم مخير إن شاء تابع إمضضامه فيمضضا هضضو فيضضه‬
‫من القيام أو القعود ويأتي بركعضضة بعضضد سضضلم إمضضامه كالمسضضبوق‪،‬‬
‫وإن شضضاء فضضارقه بالنيضضة ومضضضى علضضى ترتيضضب صضضلة نفسضضه لكضضن‬
‫المتابعة أفضل‪ ،‬وإن شرع المام في الخامس وهضضو الركضضوع قبضضل‬
‫أن يتم المأموم قراءته ولم ينو المفارقة بطلت صضضلته‪) .‬و( ثضضاني‬
‫عشضضرها ب )نيضضة قطضضع الصضضلة( كضضأن ينضضوي فضضي الركعضضة الولضضى‬
‫الخروج منها في الثانية فيضر ذلك كما لضضو نضضوى أن يكفضضر غضضدا ً إل‬
‫لعذر كسهو وخرج بنيضضة القطضضع نيضضة فعضضل المبطضضل فل تبطضضل بهضضا‬
‫صلته حتى يشرع فيه لنه قبل الشروع جازم والمحرم عليه إنمضضا‬
‫هو فعل المنافي بخلف نيضضة الخضضروج فضضإنه غيضضر جضضازم معهضضا‪) .‬و(‬
‫ثالث عشرها ب )تعليق قطعها بشيء( وإن لم يحصل ولو محضضال ً‬
‫عاديا ً كعدم قطع السكين ل علقيا ً لن التعليق به ل ينضضافي الجضضزم‬
‫بخلف الول وسضضواء كضضان التعليضضق بقلبضضه أو بضضاللفظ‪) .‬و( رابضضع‬
‫عشرها )التردد فضضي قطعهضضا( ومثلضضه الضضتردد فضضي السضضتمرار فيهضضا‬
‫فتبطل حال ً لمنافاته الجزم المشضضروط دوامضضه كاليمضضان‪ ،‬والمضضراد‬
‫بالتردد أن يطضضرأ شضضك منضضاقض للجضضزم ول عضضبرة بمضضا يجضضري فضضي‬
‫الفكر فإن ذلك مما يتبلى به الموسوس بل قضضد يقضضع فضضي اليمضضان‬
‫بالله تعالى‪.‬‬
‫]فرع[ بقي من مفسدات الصلة أشياء منهضضا فعضضل ركضضن مضضن‬
‫أركانها مع الشك في النية أي في أصل التيان بها أو بكمالهضضا وإن‬
‫لم يطل شكه ولو كان مع الجهل‪ ،‬ومثضضل الشضضك فيهضضا الشضضك فضضي‬
‫الشروط كالطهارة‪ ،‬وما لو شك في المنوي كما لو شك هل نضضوى‬
‫ظهرا ً أو عصرًا‪ ،‬ومثل ذلك في تكبيرة الحرام‪ ،‬ومنها طضضول زمضضن‬
‫مع الشك في النية وإن لضضم يفعضضل ركنضا ً وضضضابط طضضوله أن يكضضون‬
‫بقدر مضضا يسضضع ركنضا ً ولضضو قصضضيرا ً كالطمأنينضضة وهضضي بقضضدر التلفضضظ‬
‫بسبحان الله‪ ،‬أما إذا لم يطل بأن مضضضى زمضضن ل يسضضع ذلضضك كضضأن‬
‫خطر له خاطر وزال سريعا ً بأن تضضذكر قبضضل طضضول الزمضضن وإتيضضانه‬
‫بركن فإن صلته ل تبطل‪ ،‬ومنها صرف نية وهو أربضضع صضضور‪ :‬الول‬
‫صرف نية فرض إلى فرض آخر‪ .‬والثاني‪ :‬صضضرف نيضضة فضضرض إلضضى‬
‫نفل‪ .‬والثالث‪ :‬صرف نية نفل إلى فرض‪ .‬والرابع‪ :‬صرف نية نفضضل‬
‫إلى نفل آخضضر‪ .‬نعضضم إن كضضان منفضضردا ً وأدرك جماعضضة سضضن صضضرف‬
‫فرضه إلى نفل مطلق دون نفل معين ليدرك فضيلتها أمضا لمعيضن‬
‫كركعتي الضحى فل يصح القلب إليه لفتقضضاره إلضضى التعييضضن حضضال‬
‫النية محل سنية صرف ذلضضك إذا وجضضدت سضضتة شضضروط‪ ،‬الول‪ :‬أن‬
‫يكون في ثلثية أو رباعية‪ .‬الثاني‪ :‬أن ل يقوم لثالثة فإن كضضان فضضي‬
‫ثنائية أو قام لثالثة أي شرع فيها لم يسن القلب بل يجوز فيسضضلم‬
‫في الركعة الولى ليدرك الجماعة لن النفضل المطلضق يجضضوز فيضضه‬
‫القتصار على ركعة‪ .‬الثالث‪ :‬أن يتسع الوقت بضضأن يتحقضضق تمامهضضا‬
‫فيه لو استأنفها فإن علم وقوع بعضضضها خضضارجه أو شضضك فضضي ذلضضك‬
‫حرم القلب‪ .‬الرابضضع‪ :‬أن ل يكضضون المضضام ممضضن يكضضره القتضضداء بضضه‬
‫لبدعة أو غيرها كمخالفة في المذهب‪ ،‬فإن كان بضضدعيا ً كفسضضقه أو‬
‫مخالفضا ً فضضي المضضذهب كحنفضضي فل يسضضن القلضضب بضضل يكضضره وكضضان‬
‫النفراد أفضل من القتداء بذلك عند شيخ السلم كالروياني كمضضا‬
‫قال أبو إسحاق أيضا ً إن الصلة منفردا ً أفضضضل مضضن الصضضلة خلضضف‬
‫الحنفضضي‪ .‬الخضضامس‪ :‬أن ل يرجضضو جماعضضة غيرهضضا وإل جضضاز القلضضب‪.‬‬
‫السضضادس‪ :‬أن تكضضون الجماعضضة مطلوبضضة فلضضو كضضان يصضضلي فائتضضة‬
‫والجماعة القائمة حاضرة أو فائتة ليست من جنس الضضتي يصضضليها‬
‫حرم القلب‪ ،‬وكضضذا لضضو وجضضب قضضضاء الفائتضضة فضضورا ً أو مضضن جنسضضها‬
‫كظهر خلف ظهر جاز ولم ينضضدب‪ ،‬فضضإن خشضضي فضضي الفائتضضة فضضوت‬
‫الحاضرة وجب القلب‪ ،‬وكذا إذا كانت الجماعة في جمعضضة‪ .‬ومنهضضا‬
‫ردة ولو صورية كالواقعة من الصبي وهي قطع استمرار السضضلم‬
‫ودوامه بقول كأن يقول‪ :‬الله ثالث ثلثة أو بفعل كأن يسجد لصنم‬
‫أو بعزم كأن يعزم على الكفر أو باعتقاد كأن فكر في الصلة في‬
‫هذا العالم بفتح اللم فاعتقضضد قضضدمه ومضضا أشضضبه ذلضضك فيكفضضر فضضي‬
‫الحال قطعا ً وتبطل صلته‪ ،‬وكضضذا لضضو اعتقضضد عضضدم وجضضوب الصضضلة‬
‫لختلل النية ومضضا أشضضبه ذلضضك كمضضا قضضال الحصضضني‪ .‬ومنهضضا‪ :‬تقضضديم‬
‫الركن الفعلي عمدا ً على غيره كأن سجد قبل ركوعه أو ركع قبل‬
‫قراءته الفاتحة فإنها تبطل لنه يخضضل بصضضورة الصضضلة‪ ،‬أمضضا تقضضديم‬
‫القولي غير السلم عمضدا ً علضى غيضضره كضأن كضرر الفاتحضة أو قضدم‬
‫الصلة على النبي على التشهد أو كرره أو تشهد قبل السجود فل‬
‫تبطل صلته لكن ل يعتضضد بمضضا قضضدمه بضضل يجضضب عليضضه إعضضادته فضضي‬
‫محله‪ .‬ومنها ترك ركن ولو قوليضا ً عمضضدا ً بخلف تركضضه سضضهوا ً لعضضذر‬
‫فيتداركه إن لم يفعل مثله من ركعة أخرى وإل قام مقامه ولغا ما‬
‫بينهما وأتى بركعة‪ .‬ومنها‪ :‬اقتداء بمن ل يقتدى به لكفضضر أو حضضدث‬
‫أو غيرهما بأن اقتدى به بعد تحرم صحيح منه‪ .‬ومنها‪ :‬تطويل ركن‬
‫قصير عمدا ً بأن يزيد في العتدال على الضضدعاء الضضوارد فيضضه بقضضدر‬
‫الفاتحة وفي الجلوس بين السجدتين على الدعاء الوارد فيه بقدر‬
‫التشهد فإن نقص عن ذلك ولو كلمة لم يضر ول يعتبر مع التشهد‬
‫الصلة على النبي صضضلى اللضضه عليضضه وسضّلم‪ ،‬نعضضم ل يضضضر تطويضضل‬
‫العتدال في الركعة الخيرة من سائر الصلوات لنضضه معهضضود فضضي‬
‫الصلة في الجملة أي في بعض الصور كما في صضضلة النازلضة‪ ،‬ول‬
‫تطويل الجلوس بين السجدتين في صلة التسبيح خاصضضة‪ .‬ومنهضضا‪:‬‬
‫وجوده في الصلة ثوبا ً بعيدا ً منه بأن احتاج في المضضضي إليضضه إلضضى‬
‫أفعال كثيرة أو طالت مدة الكشف‪ ،‬أما لو كان قريب ضا ً بضضأن اسضضتتر‬
‫به حال ً بل أفعضضال كضضثيرة دامضضت صضضلته علضضى الصضضحة وإل بطلضضت‪.‬‬
‫ومنها ظهور بعض ما يستر بضضالخف مضضن الرجضضل أو الخضضرق بكسضضر‬
‫الخاء وفتح الراء جمع خرقة بسكون الراء‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬خروج وقت مسح الخف لبطلن بعض طهارته وهو طهضضارة‬
‫رجليه حتى لو غسلهما في الخضضف قبضضل فضضراغ المضضدة لضضم يضضؤثر إذ‬
‫مسح الخف يرفع الحدث فل تأثير للغسل قبل فراغ المدة‪.‬‬
‫ومنها‪ :‬ترك توجه للقبلة حيضضث يشضضترط بضضأن كضضان فضضي غيضضر شضضدة‬
‫خوف ونفل السفر لنتفاء الشرط‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في بيان الصلة الضضتي تلضضزم فيهضضا نيضضة الجماعضضة قضضال‬
‫)الذي يلزم فيه نية المامة( أي على المام مع الحرام )أربع( من‬
‫الصلوات وهي كل صلة ل تصح فرادى أحدها‪) :‬الجمعة( فلو ترك‬
‫نية المامة مع الحرام لم تصح نيتضضه سضضواء كضضان مضضن الربعيضضن أو‬
‫زائدا ً عليهم وإن لم يكن من أهضل وجوبهضا‪ ،‬نعضم إن لضم يكضن مضن‬
‫أهل الوجوب ونوى غير الجمعة لضضم تجضضب عليضضه نيضضة المامضضة‪) .‬و(‬
‫ثانيها‪) :‬المعادة( وهي المكتوبة المؤداة أو النافلة التي تسن فيهضضا‬
‫الجماعة اللتان تفعلن في وقت الداء ثانيا ً جماعة لرجضضاء الثضضواب‬
‫ومن صلى صلة صحيحة ولو في جماعة ثم أدرك في الوقت مضضن‬
‫يصليها ولو منفردا ً سن له إعادتها معه ويحرم قطعها لن لها حكم‬
‫الفرض إل في جواز تركها قبضضل الشضضروع وفضضي جضضواز جمعهضضا مضضع‬
‫الصلية بتيمم واحد وذلك للمر بتلضضك العضضادة فضضي خضضبر أبضضي داود‬
‫وغيره وصححه الترمذي وهضضو قضضوله صضضلى اللضضه عليضضه وسضّلم‪" :‬ذا‬
‫صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعة فصلياها معهضضم فإنهضضا‬
‫لكما نافلة" قال صلى اللضه عليضه وسضّلم ذلضك بعضد صضضلته الصضبح‬
‫لرجلين لم يصليا معضه وقضضال صضلينا فضضي رحالنضضا أي بيوتنضضا‪ .‬وقضوله‬
‫صلى الله عليه وسّلم‪ :‬مسجد جماعة ليس بقيد بضضل هضضو للغلضضب‪.‬‬
‫وقوله‪ :‬صليتما يصدق بالنفراد والجماعة سواء استوت الجماعتان‬
‫أم زادت إحداهما بفضضضيلة ككضضون المضضام أعلضضم أو أورع أو الجمضضع‬
‫أكثر أو المكان أشرف‪.‬‬
‫)ثضضم اعلضضم( أن شضضروط العضضادة اثنضضا عشضضر‪ ،‬الول‪ :‬أن تكضضون‬
‫الولى مكتوبة مؤداة أو نافلضضة تسضضن فيهضضا الجماعضضة مضضا عضضدا وتضضر‬
‫رمضان ولو منذورة كعيد نذره‪ ،‬أما الضضوتر فل يعضضاد علضضى المعتمضضد‬
‫لحديث‪" :‬ل وتران في ليلضة" والثضاني‪ :‬أن تكضون صضحيحة وإن لضم‬
‫تغن عن القضاء كصلة المتيمم لضضبرد أو بمحضضل يغلضضب فيضضه وجضضود‬
‫الماء‪ ،‬نعم يستثنى من ذلك صلة فاقد الطهورين فإنها وإن كضانت‬
‫صحيحة لكنها ل تعاد لنها ل يتنفل بها فإن لم تكن صحيحة وجبضضت‬
‫إعادتها‪ .‬والثالث‪ :‬إعادتها مرة واحدة فقضضط علضضى المعتمضضد‪ ،‬وقضضال‬
‫المزني‪ :‬تعضضاد خمسضا ً وعشضرين مضرة وكضضان يفعلهضا كضضذلك‪ .‬وقضال‬
‫الشيخ أبضضو الحسضضن البكضضري‪ :‬تعضضاد مضضن غيضضر حصضضر مضضا لضضم يخضضرج‬
‫الوقت‪ .‬والرابضضع‪ :‬نيضضة الفرضضضية والمضضراد أنضضه ينضضوي إعضضادة الصضضلة‬
‫المفروضة حتى ل تكون نفل ً مبتدأ ل إعادتها فرضًا‪ ،‬أو أنه ينوي ما‬
‫هو فرض على المكلف ل الفرض عليضضه‪ ،‬فلضضو نضضوى الفضضرض عليضضه‬
‫حقيقة بطلت صلته‪ .‬والخامس‪ :‬أن تقع كلها جماعة من أولها إلى‬
‫آخرها فالجماعة فيها كالطهارة لكضضن يكفضضي القتضضداء بضضالراكع لن‬
‫ذلك أول صضضلته فالشضضرط موجضضود‪ ،‬فل يكفضضي وقضضوع بعضضضها فضضي‬
‫جماعة حتى لو أخرج نفسه فيها من القضضدوة بنيضضة المفارقضضة‪ ،‬وإن‬
‫اقتدى بآخر فورا ً أو سبقه المام ببعض الركعات لم تصضضح‪ ،‬وفهضضم‬
‫من ذلك أنه لو وافق المام أولها لكضضن تضضأخر سضضلمه عضضن سضضلمه‬
‫بحيث عد منقطعا ً عنه بطلت صضضلته وأنضضه لضضو كضضان المعيضضد إمام ضا ً‬
‫فتباطأ المضأموم عضن إحرامضه بطلضضت صضلة المضام‪ ،‬وأنضه لضو رأى‬
‫جماعة وشك هل هم في الركعضضة الولضضى أو فيمضضا بعضضدها امتنعضضت‬
‫العادة معهم‪ ،‬نعم لو لحق المضضام سضهو فسضلم ولضم يسضضجد كضان‬
‫للمعيد أن يسجد إن لم يتأخر كثيرا ً بحيث يعد منقطع ضا ً عنضضه‪ ،‬ولضضو‬
‫شك المعيد في ترك ركن لم تبطل صلته بمجضضرد ذلضضك بضضل حضضتى‬
‫يسلم المام لحتمال أن يتذكر قبل سضضلمه عضضدم تضضرك شضضيء فل‬
‫يحتاج للنفراد بركعة بعضضد سضضلم المضضام‪ ،‬أمضضا إذا علضضم تضضرك ركضضن‬
‫ل‪ .‬والسضضادس‪ :‬أن تقضضع‬ ‫وعدم ترك المام لمثله فتبطضضل صضضلته حضضا ً‬
‫في الوقت ولو ركعة فيه على المعتمد‪ .‬والسابع‪ :‬أن ينضوي المضضام‬
‫المامة كالجمعة‪ .‬والثامن‪ :‬أن تعاد مع مضضن يضضرى جضضواز العضضادة أو‬
‫ندبها فخرج ما لو كان المضضام المعيضضد شضضافعيا ً والمضضأموم حنفيضا ً أو‬
‫مالكيضضا ً لنضضه يضضرى بطلن الصضضلة فل قضضدوة‪ ،‬بخلف مضضا لضضو كضضان‬
‫المقتدي شافعيا ً خلق من ذكضضر فهضضي صضضحيحة‪ .‬والتاسضضع‪ :‬حصضضول‬
‫ثواب الجماعة حالة الحرام بها فلو انفرد عن الصضضف مضضع إمكضضان‬
‫الضضدخول فيضضه لضضم تصضضح إعضضادته لكراهضضة ذلضضك المفوتضضة لفضضضيلة‬
‫الجماعة‪ ،‬وكذا ل تصح إعضضادة العضضراة إذا لضضم يكونضضوا عمي ضا ً أو فضضي‬
‫ذ‪ .‬والعاشضضر‪ :‬القيضضام فيهضضا‪.‬‬ ‫ظلمة لعدم حصول ثواب الجماعة حينئ ٍ‬
‫والحادي عشر‪ :‬أن ل تكون إعادتها للخروج من الخلف فضضإن كضضان‬
‫إعادتها لذلك كأن يصلي وقد مسضضح بعضضض رأسضضه فضضي الوضضضوء أو‬
‫صلى في الحمام أو مع سيلن دم من بدنه فإن الولى باطلة عند‬
‫مالك والثانية عند أحمد والثالثة عند أبضضي حنيفضضة رضضضي اللضضه عضضن‬
‫الجميع سنت إعادتها في هذه الحوال ولو منفردا ً لن هذه ليست‬
‫هي العضضادة المضضرادة فل يشضضترط لهضضا جماعضضة‪ .‬والثضضاني عشضضر‪:‬أن‬
‫تكون في غير صلة شدة الخضضوف فإنهضضا ل تعضضاد علضضى الوجضضه لن‬
‫المبطل احتمل فيها للحاجة فل تكرر‪ ،‬ونظضضم العلمضضة عبضضدالوهاب‬
‫الطنطاوي المصري سبعة مضضن هضضذه الشضضروط مضضن بحضضر الكامضضل‬
‫فقال‪:‬‬
‫شرط المعادة أن تكون جماعة <> في وقتها والشخص أهل‬
‫ل‬
‫تنّف ِ‬
‫مع صحة الولى وقصد فريضة <> ينوي بها صفة المعاد الول‬
‫فضل الجماعة سادس أو غيره <> قيل ونفل مثل فرض واجعل‬
‫كالعيد ل نحو الكسوف فل تعد <> وجنازة لو كررت لم تمهل‬
‫ومع المعادة أن تعد بعدية <> تقبل ول وتر إن صح فعول‬
‫ومتى رأيت الخلف بين أئمة <> في صحة الولى أعدها تجمل‬
‫لو كنت فردا ً بعد وقت أدائها <> فاتبع فقيها ً في صلتك تعدل‬
‫والشخص أهل تنقل أي والشرط الثالث أن يكون المعيد مستحقا ً‬
‫للزيضضادة بتلضضك العضضادة‪ ،‬بخلف فاقضضد الطهضضورين فضضإنه ل يتنفضضل‬
‫بالعادة على صلته‪ ،‬وكذا مضضن بضضان فسضضاد صضضلته الولضضى فل تقضضع‬
‫الثانية عنها بل تجب إعادتها على الصحيح وقيل ل تجضضب لتضضبين أن‬
‫الفرض حينئذ ٍ هو الثانية‪ .‬قوله‪ :‬أو غيره قيل ونفل مثضضل فضضرض أي‬
‫وغير ما تقدم من السنة المذكورة أن تكون الصلة الولى فرضضضا ً‬
‫مؤدى أو نفل ً تسن فيه الجماعة غيضضر الكسضضوف فضضالمراد بضضه بيضضان‬
‫الشرط السابع وليس المراد به بيان الخلف في القوال كمضضا قضضد‬
‫يتوهم‪ .‬قوله‪ :‬وجنضضازة لضضو كضضررت لضم تمهضضل أي إن صضضلة الجنضضازة‬
‫يسن تكريرها لكن ل تؤخر بالنتظار‪ ،‬أما إعادتهضضا فل تسضضن لنضضه ل‬
‫يتنفل بها ومع ذلك تقع نفل ً هكذا في شرح المنهج عن المجمضضوع‪،‬‬
‫قال الشوبري‪ :‬ويجوز تكريرها ثانيا ً وثالثا ً وأكثر من ذلضضك تقضضع نفل ً‬
‫ول ثواب فيها‪ ،‬والقاعدة عند الفقهاء أن كضضل شضضيء منهضضي عنضضه ل‬
‫ينعقد بخلف هذه الصورة فإنها مستثناة انتهى‪.‬‬
‫قوله‪ :‬ول وتر إن صح أي أن الوتر في رمضان ل يصح إعضضادته‬
‫وإن كانت الجماعة فيضضه مسضضنونة لحضضديث‪" :‬ول وتضضران فضضي ليلضضة"‬
‫قوله‪ :‬فعول أي فاعتمد على هذا القول‪ .‬قضضوله‪ :‬تجمضضل فعضضل أمضضر‬
‫معطوف على أعد بحذف حرف العطضف أي تزيضن وتحسضن بهضذه‬
‫العادة لنضضه تسضضن العضضادة للخضضروج مضضن خلف الئمضضة ولضضو كنضضت‬
‫منفضضردًا‪ .‬قضضوله‪ :‬تعضضدل أي ترشضضد وتصضضب الصضضواب‪) .‬و( ثالثهضضا‪:‬‬
‫)المنذورة جماعة( فإن لم ينو المامة مضضع الحضضرام فيهضضا انعقضضدت‬
‫صلته فرادى مضضع الثضضم‪) .‬و( رابعهضضا‪) :‬المتقدمضضة فضضي المطضضر( أي‬
‫المجموعة بالمطر جمع تقضضديم‪ ،‬ومثضضل المطضضر الثلضضج والضضبرد فضضإن‬
‫ترك نية المامة فيها مع الحرام لم تنعقضضد صضضلته قطع ضا ً وتختضضص‬
‫رخصة اجمع بمن يصلي جماعة بمكضضان بعيضضد يتضضأذى بضضالمطر فضضي‬
‫طريقه بخلف من يصلي فرادى فل يجمع‪ ،‬ومن يمشضضي فضضي كضضن‬
‫فل يجمع أيضا ً لنتفاء التأذي أو من بابه عند المسجد‪ ،‬نعضم للمضام‬
‫الراتب أن يجمع تبعا ً للمأمومين وإن لم يتأذ بالمطر وليضضس مثلضضه‬
‫المجاورون في المسجد‪ ،‬ول يشترط وجود المطر في مجيئه مضضن‬
‫بيته إلى المسجد بل يكفي ما لو اتفق وجوده وهو بالمسجد‪.‬‬
‫والحاصل أن الشضضروط سضضبعة‪ ،‬أحضضدها‪ :‬أن يوجضضد المطضضر عنضضد‬
‫التحرم بالصلتين وعند تحلله من الصلة الولضضى وبينهمضضا‪ .‬وثانيهضضا‪:‬‬
‫أن يصلي جماعة ول بد أن ل يتباطأ المأمومون عن المام بإحرام‬
‫فإن تباطؤوا ولكن أدركوا بعد إحرامهضضم معضضه زمن ضا ً يسضضع الفاتحضضة‬
‫قبل ركوعه صحت صلتهم وإل فل كالمام لعدم الجماعة‪ .‬وثالثها‪:‬‬
‫أن تكون الصلة بمصلى بعيد عرفًا‪ .‬ورابعها‪ :‬أن يتأذى بالمطر في‬
‫طريقه‪ .‬وخامسها‪ :‬الترتيب‪ .‬وسادسها‪ :‬الولء‪ .‬وسابعها‪ :‬نية الجمع‬
‫ففي صحيح البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنضضه‬
‫صلى الله عليه وسّلم صلى بالمدينة سضضبعا ً جميع ضا ً وثماني ضا ً جميع ضا ً‬
‫والعصر والمغرب والعشاء‪ .‬وفي رواية لمسلم‪ :‬من غير خوف ول‬
‫سفر‪ ،‬قال المام مالك ووافقه الشافعي‪ :‬أرى ذلك بعضضذر المطضضر‪،‬‬
‫ول يجوز الجمع لضضه تضضأخيرا ً لن المطضضر قضضد ينقطضضع قبضضل أن يجمضضع‬
‫فيؤدي إلى إخراج الصلة عن وقتها من غير عذر‪.‬‬
‫)ثم اعلم( أن نية القتداء أو الئتمضضام أو المضضأموم أو الجماعضضة‬
‫واجبة على المأموم إن أراد المتابعة مطلقا ً ولو فضضي أثنضضاء صضضلته‬
‫من غير تلك الربع‪ ،‬أما فيها فتجضب هضذه النيضة عليضه مضع الحضرام‬
‫كالمام‪ ،‬فلو تابع في فعلي ولو واحضضدا ً أو سضضلم بعضضد انتظضضار كضضثير‬
‫عرفا للمتابعة ولم ينو هذه النية أو شضضك فيهضضا بطلضضت صضضلته لنضضه‬
‫ربطها على صلة غيره بل رابط بينهما مضضتيقن بخلف مضضا لضضو تضضابع‬
‫في قولي غير سلم أو تابع في فعلي اتفاقا ً من غير انتظار أو بعد‬
‫انتظار يسير أو كثير ل للمتابعة‪ ،‬لكن لو نوى المأموم الئتمام في‬
‫أثناء صلته صح مع الكراهة ول يحصل في فضضيلة الجماعضة حضتى‬
‫فيما أدركه مع المام على المعتمد لنه صير نفسضضه تابع ضا ً بعضضد أن‬
‫كان مستقل ً فضضالولى القتصضضار علضضى ركعضضتين ويسضضلم ثضضم يقتضضدي‬
‫خلف ذلك المام‪ ،‬وكما أن إدخال نفسه مع المام في أثناء صلته‬
‫مكروه كذلك قطعها بغيضضر عضضذر‪ ،‬بخلف مضضا إذا كضضان بضضه كتطويضضل‬
‫المام فل يكره ول يفوت ثوابه لن المفارقة لعذر ل تفوت فضيلة‬
‫الجماعة‪ ،‬ويجوز النتقال لجماعة أخرى إل في الجمعضضة لمضضا يلضضزم‬
‫من إنشاء جمعة بعد أخرى‪ ،‬ولو علم الجيضضر أن المسضضتأجر يمنعضضه‬
‫من الجماعة وكان شعار الجماعة يتوقف على حضوره حرم عليضه‬
‫إيجار نفسه بعد دخول الوقت‪ ،‬وكذا إن علم أنه يمنعه من الجمعة‬
‫فيحرم عليه إيجار نفسه بعد الفجر هضضذا إن لضضم يضضضطر لضضذلك وإل‬
‫جاز‪ ،‬وأن نية المامة أو الجماعة مندوبة للمام في غير ذلك لينال‬
‫فضل الجماعة من حين وجودهضضا لنضضه ل يحصضضل إل بهضضا‪ ،‬ول يكضضره‬
‫وجود هذه النية عليه فضضي أثنضضاء صضضلته لنضضه ل يصضضير تابع ضا ً بخلف‬
‫المأموم ول تنعطف نيته على ما قبلها‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في الشروط المعتبرة في القدوة )شضضروط القضضدوة(‬
‫بكسر القاف وضمها )أحد عشضضر( أحضضدها‪) :‬أن ل يعلضضم( أي وأن ل‬
‫يظضضن ظنضا ً غالبضا ً )بطلن صضضلة إمضضامه بحضضدث أو غيضضره( فل يصضضح‬
‫اقتداؤه بمضضن يظضضن بطلن صضضلته كشضضافعي اقتضضدى بحنفضضي مضضس‬
‫فرجه دون مضضا إذا قصضضد نظضضرا ً لظضضن المضضأموم نقضضض المضضس دون‬
‫المام‪ ،‬وكمجتهدين اختلفا فضضي إنضضاءين مضضن المضضاء أحضضدهما طضضاهر‬
‫والخر متنجس فتوضضأ كضل مضضن إنضضائه أو اغتسضل أو طهضضر إنضاء أو‬
‫غسل ثوبا ً به فل يجوز اقتداء أحدهما بالخر لن كل يظضضن نجاسضضة‬
‫إناء صاحبه‪ ،‬فإذا زاد الناء الطاهر على الواحد بأن كضضان ثلثضضة مضضع‬
‫م‬
‫المتنجس وكثر المجتهد وتطهر كل بما ظنه الطاهر بالجتهضضاد وأ ّ‬
‫في صلة صح اقتداء بعضهم ببعض ووجب إعادة مضضا صضضله خلضضف‬
‫من يتعين البطلن في صلته وهو ثاني إمامين‪ ،‬قال ابن حجر في‬
‫فتح الجواد‪ :‬ووجه تعييضضن الثضضاني للبطلن أن أحضضد النضضاءين نجضضس‬
‫فإذا اقتدى بالول صح لحتمال طهره حتى في ظن المأموم فلما‬
‫اقتدى بالثاني أيضا ً تعين البطلن فيه لنه مع صحة اقتدائه بضضالول‬
‫صار الثاني غير محتمل الطهر في ظنضضه انتهضضى‪ .‬ويضضأتي ذلضضك فضضي‬
‫أكثر من اثنين فلو كانوا خمسة والواني كذلك ومنها واحضضد نجضضس‬
‫وأم في كل صلته ولم يظن شيئا ً من أحوال غيره أو ظن طهضضارة‬
‫غير الخير أعاد كل منهم ما صله مأموما ً في الخير‪ ،‬قال عثمضضان‬
‫السويفي في تحفة الحبيب‪ :‬فإذا ابتدؤوا بالصبح أعادوا العشاء إل‬
‫إمامها فيعيضضد المغضضرب فيحضضرم عليهضضم فضضي الئتمضضام فضضي العشضضاء‬
‫ويحرم عليه الئتمام في المغضضرب اهضضض‪ .‬ومثضضل اختلف المجتهضضدين‬
‫في الناءين ما إذا سمع واحد من اثنين صوتا ً ينقض الوضضضوء ولضضم‬
‫يعلم أن خروجه من أحدهما بعينه وتناكراه فلما اقتدى بهما وجب‬
‫إعادة ما صله خلضضف الثضضاني منهمضضا‪ ،‬ولضضو علضضم أو ظضضن أن المضضام‬
‫الحنفي مثل ً ترك البسملة بأن لم يسكت بعد الحضضرام بقضضدرها فل‬
‫يصضضح اقتضضداؤه بضضه‪).‬و( ثانيهضضا‪) :‬أن ل يعتقضضد( أي المضضأموم )وجضضوب‬
‫قضائها( أي وجضضوب إعضضادة الصضضلة )عليضضه( أي علضضى المضضام‪ ،‬قضضال‬
‫السويفي‪ :‬المراد بالعتقاد هنا الظن ظنا ً غالبا ً وليس المراد به ما‬
‫اصطلح عليه الصوليون وهو الجضضزم المطضضابق للواقضضع انتهضضى‪ .‬أي‬
‫فل يصح اقتداؤه بمن تلزمه العادة كمضضتيمم لضضبرد أو مقيضضم تيمضضم‬
‫في محل يغلب فيه وجود الماء أو فاقد الطهورين لعضضدم العتضضداد‬
‫بصلته‪ ،‬وصح القتداء بغيره كمستحاضضضة غيضضر متحيضضرة ومضضتيمم ل‬
‫تلزمه إعادة وماسح خف ومضطجع ومسضضتلق ولضضو مومي ضا ً وصضضبي‬
‫ولو عبدا ً وسلس ومستجمر‪ ،‬أما المتحيرة فل يصح اقتضضداء غيرهضضا‬
‫ولو متحيرة بها بناء على وجضضوب العضضادة عليهضضا‪) .‬و( ثالثهضضا )أن ل‬
‫يكون مأمومًا( أي ما دام مقتديا ً بغيره فل يصح اقتداؤه بمقتد لنه‬
‫تابع لغيره يلحقه سهوه‪ ،‬ومن شأن المام الستقلل وحمل سضضهو‬
‫غيره فل يجتمع القتداء والستقلل‪ ،‬ومثل المأموم المشكوك في‬
‫مأموميته كأن وجد رجليضضن يصضضليان وتضضردد أيهمضضا المضضام فل يصضضح‬
‫اقتداؤه بواحد منهما من غير اجتهاد‪ ،‬أما إذا اجتهد فضضأداه اجتهضضاده‬
‫إلى أن أحدهما فقيه أو متيمم دون الخر صح اقتداؤه به ووجبضضت‬
‫العادة إن تبين كونه مأموما ً وإل فل‪) .‬و( رابعهضضا‪) :‬ل أمي ضًا( أي أن‬
‫يكون إمام القارىء أميا ً فل يصح اقتداؤه به أمكنه التعلم أو ل بأن‬
‫مضى عليه زمن وقد بذل فيه وسعه للتعلم فلضضم يفتضضح اللضه عليضه‬
‫بشيء علم القارىء حاله أم ل‪ ،‬لن المام بجهره تحمضضل القضضراءة‬
‫عن المأموم المسبوق فإذا لضم يحسضنها لضم يصضلح للتحمضل‪ ،‬قضال‬
‫الشيخ سليمان البجيرمي‪ :‬فضضإن أسضضر فضضي جهريضضة تضضابعه المضضأموم‬
‫ووجب عليه البحث عن حاله بعد السلم‪ ،‬فإن تبين أنه غير قارىء‬
‫أعاد وإن تضضبين أنضضه قضضارىء ولضضو بقضضوله نسضضيت الجهضضر أو أسضضررت‬
‫لكونه جائزا ً وصدقه المأموم لم يعد‪ ،‬وإن لم يتضضبين حضضاله لضضم يعضضد‬
‫أيضا ً انتهى‪ .‬وكذا ل يصضضح اقتضضداء مضضن يحسضضن سضضبع آيضضات بمضضن ل‬
‫يحسن إل الذكر لختلفهما‪ ،‬وأما اقتداء المي بأمي مماثل له فضضي‬
‫الحرف المعجوز عنه وفي محله فيصح لمماثلتهما وأن يتفقضضا فضضي‬
‫الحرف المأتي به كأن عجز عن راء صراط وأبضضدلها أحضضدهما غين ضا ً‬
‫والخر لمًا‪ ،‬وأما لضضو عجضضز أحضضدهما عضضن راء غيضضر والخضضر عضضن راء‬
‫صراط أو أحدهما عن الراء والخر عن السين مثل ً فل يصح اقتداء‬
‫أحدهما بالخر‪).‬و( خامسها‪) :‬أن ل يتقدم( أي المقتدي )عليضضه( أي‬
‫المام )في الموقف( أي فضي المكضان الضذي وقضف عليضه أي أن ل‬
‫يتقدم المقتدي بجميع ما اعتمد عليه على جضضزء ممضضا اعتمضضد عليضضه‬
‫المام يقينًا‪ ،‬فلو اعتمد على عقبيه وقدم أحدهما لم يضر كمضضا لضضو‬
‫اعتمد على المضؤخرة دون المقدمضضة‪ ،‬والعضضبرة فضي القضضائم بعقضبيه‬
‫وهما مؤخر قدميه وإن تقدمت أصابعه مضضا لضضم يعتمضد عليهضضا وفضضي‬
‫القاعد بألييه وفي المضضضطجع بجنبضضه وفضضي المسضضتلقي برأسضضه إن‬
‫اعتمد عليه وإل فما اعتمد عليه من الظهر غيره‪ ،‬وفي المقطوعة‬
‫رجلضضه بمضضا اعتمضضد عليضضه كخشضضبتين اعتمضضد بهمضضا وفضضي المصضضلوب‬
‫بضضالكتف وفضضي المعلضضق بحبضضل بمنكبضضه هضضذا إذا كضضان المصضضلوب أو‬
‫المعلق هو المأموم فقضضط دون المضضام‪ ،‬أمضضا إذا كانضضا مصضضلوبين أو‬
‫معلقين أو المام فقط فل يصح القتضضداء بضضه لنضضه تلزمضضه العضضادة‪،‬‬
‫فإن تقدم عليه في ذلك بطلت صلته إل في صلة شدة الخضضوف‪،‬‬
‫ولو شك هل هو مقدم أم ل كضضأن كضضان فضضي ظلمضضة صضضحت صضضلته‬
‫مطلقا ً سواء جاء من قدام المام أو مضضن خلفضضه لن الصضضل عضضدم‬
‫المفسد خلفا ً لمن فصل فقال‪ :‬إن كان قد جاء من خلفه فصضضلته‬
‫صحيحة وإل فباطلة لن الصل تقدمه‪ ،‬ول يضر في صحة القتداء‬
‫مساواته لمامه لكنها مكروهة مفوتة لفضيلة الجماعة فينضضدب أن‬
‫يتأخر عنه قدر ثلثة أذرع فأقل استعمال ً للدب وللتبضضاع‪ ،‬فضضإن زاد‬
‫على ثلثة أذرع فاتته فضضيلة الجماعضة وأن يقضف ذكضضر لضم يحضضر‬
‫غيره عن يمينه وأن يتأخر عنه قليل ً إظهارا ً لرتبة المام على رتبضة‬
‫المأموم‪ ،‬فإن جاء ذكر آخر وقف عن يساره إن أمكضضن وإل أحضضرم‬
‫خلفه‪ ،‬ثضضم بعضضد إحرامضضه يتقضضدم المضضام أو يتضضأخر إن فضضي المسضضألة‬
‫الولى أو يتأخر من هو على اليمين في الثانية في حالضضة القيضضام ل‬
‫في غيره وهو أفضل‪ ،‬فلو وقف ذلك الذكر عن يسضضار المضضام أخضضذ‬
‫المام برأسه وأقامه عن يمينه‪ ،‬ومثل ذلك مضضا لضضو فعضضل أحضضد مضضن‬
‫المقتدين خلف السنة استحب للمام إرشاده إليها بيده أو غيرهضضا‬
‫إن وثق منه بالمتثال والمأموم مثله في الرشاد المذكور ويكضضون‬
‫هضضذا مسضضتثنى مضضن كراهضضة الفعضضل القليضضل‪ ،‬ول فضضرق بيضضن الجاهضضل‬
‫وغيره‪ ،‬ولو حضر ذكران ابتداء معا ً أو مرتبين اصطفا خلفه‪ ،‬وكضضذا‬
‫إذا حضرت المرأة أو النسوة‪ ،‬ولو جاء ذكر وامرأة قام الذكر عضضن‬
‫يمينه والمرأة خلف الذكر أو ذكران وامرأة اصطفا خلفه والمضضرأة‬
‫خلفهما أو ذكر وامضضرأة وخنضضثى وقضضف الضضذكر عضضن يمينضضه والخنضضثى‬
‫خلفهما والمرأة خلضضف الخنضضثى‪ ،‬ويسضضن أن يقضضف فيمضضا‪ ،‬إذا كضضثرت‬
‫أصناف المأمومين خلف المام الرجال صفا ً ثم الصبيان صفا ً ثانيا ً‬
‫بعد كمال صف الرجال‪ ،‬هضضذا إذا لضضم يسضضبق الصضضبيان إلضضى الصضضف‬
‫الول‪ ،‬فإن سبقوا إليه فهم أحق به من الرجال لنهم من الجنضضس‬
‫بخلف الخناثى والنساء‪ ،‬ثم بعضضد الصضضبيان النسضضاء وإن لضضم يكمضضل‬
‫صفهم وأن تقف ندبا ً إما منهضضن وسضضطهن‪ ،‬فلضضو أمهضضن غيضضر امضضرأة‬
‫قضضدم عليهضضن‪ ،‬وكضضالمرأة عضضار أم عضضراة بصضضراء فضضي ضضضوء فيقضضف‬
‫أمامهم ويقفضضون صضضفا ً واحضضدا ً إن أمكضضن لئل ينظضضر بعضضضهم عضضورة‬
‫بعض‪ ،‬فإن كانوا عميا ً أو في الظلمة تقدم المضضام عليهضضم‪ ،‬ويكضضره‬
‫للمأموم وقوفه منفردا ً عضضن الصضضف الضضذي مضضن جنسضضه بضضل يضضدخل‬
‫الصف إن وجضد سضعة بل خلضل بضأن يكضون بحيضث لضو دخضل بينهضم‬
‫لوسعهم وإل أحرم‪ ،‬ثم بعد إحرامضضه جضضر فضضي القيضضام شخص ضا ً مضضن‬
‫الصف ليصطف معه‪ ،‬وسن للمجرور معاونته بموافقته فيقف معه‬
‫صفا ً لينال فضل المعاونة على الضضبر والتقضضوى‪ ،‬ويحضضرم الجضضر قبضضل‬
‫الحرام لنه يصير المجرور منفردًا‪) .‬و( سادسها‪) :‬أن يعلم( أي أو‬
‫يظن )انتقالت إمامه( ليتمكن مضضن متضضابعته كرؤيتضضه لضضه أو لبعضضض‬
‫الصف أو سماع صوته أو صوت مبلغ سواء كضضان يصضضلي أو ل ولضضو‬
‫صبيا ً أو فاسقا ً وقع في قلبه صدقه على المعتمد‪ .‬وقال ابن حجر‪:‬‬
‫ويشترط كون المبلغ عدل رواية لن غيره ل يجوز العتمضضاد عليضضه‬
‫انتهى‪ .‬ومثل ذلك هداية غيره له فلو لم يعلضضم بضضه حضضال ً نظضضر فضضإن‬
‫أتى المام بركنين فعليين قبل العلم به بضضأن ركضضع واعتضضدل وهضضوى‬
‫إلى السجود بطلت صلة المأموم وإل لم تبطل‪.‬‬
‫]فائدة[ قال السنوي‪ :‬رجل يجوز كونه إمام ضا ً ل مأموم ضا ً وهضضو‬
‫العمى الصم يصح أن يكون إماما ً لستقلله بأفعاله ل مأموم ضا ً إذ‬
‫ل طريق إلى العلم بانتقالت المام إل أن يكون بجنبه ثقة يعرفضضه‬
‫بها بأن يمسه‪) .‬و( سابعها‪) :‬أن يجتمعا في مسضضجد( فيشضضترط أن‬
‫يمكضضن السضضتطراق عضضادة إلضضى المضضام ولضضو بضضازورار وانعطضضاف أي‬
‫انحراف عن القبلة واستدبار لها فل يضر ذلضضك فضضي المسضضجد وإن‬
‫بعدت المسافة وحالت أبنية نافذة إليه ولضضو ردت أبوابهضضا وأغلقضضت‬
‫بأن لم تسمر في البتداء ولو سضضمرت فضضي الثنضضاء فل يضضضر علضضى‬
‫المعتمد‪ ،‬ومثل ذلك زوال سلم الدكة لمن يصلي عليهضضا لنضضه كلضضه‬
‫مبني للصلة‪ ،‬فالمجتمعون فيه مجتمعون لقامة الجماعة مضضؤدون‬
‫لشعارها‪ ،‬فإن حالت أبنيضضة غيضضر نافضضذة ضضضر وإن لضضم يمنضضع الرؤيضضة‬
‫فيضر الشباك‪ ،‬وكذلك تسضضمير البضضواب فضضي البتضضداء وزوال سضضلم‬
‫الدكة كذلك لنه ل يعد الجامع لهما حينئذٍ مسضضجدا ً واحضضدًا‪ ،‬والدكضضة‬
‫بفتح الدال على وزن قصضضعة هضضي المكضضان المرتفضضع يجلضضس عليضضه‬
‫والمساجد المتلصقة المتنافذة بأن كضضان يفتضضح بعضضضها إلضضى بعضضض‬
‫كالمسجد الواحد وإن انفرد كضضل منهمضضا بإمضضام وجماعضضة‪ ،‬ول يضضضر‬
‫كون أحدهما أعلى من الخر كأن كان أحدهما في سطح المسجد‬
‫أو منارته والخر في سردابه أو بئر فيضضه لنضضه كلضضه مبنضضي للصضضلة‪،‬‬
‫نعم يكره ارتفاعه على إمامه وعكسه حيث أمكن وقوفهمضضا علضضى‬
‫مستو إل لحاجة كتبليغ فل يكره‪ ،‬والسرداب المكان الضيق يضضدخل‬
‫فيه‪) .‬أو( يجتمعا )في ثلثمائة ذراع( بذراع الدمضضي )تقريب ضًا( أخضضذا ً‬
‫من عرف الناس فإنهم يعدونهما في ذلك مجتمعين فل تضر زيادة‬
‫ثلثة أذرع‪ ،‬وهذه المسألة في غير المسجد وهي أربع صور‪ :‬لنهما‬
‫إما أن يكونا في فضضضاء‪ ،‬وإمضضا أن يكونضضا فضضي بنضضاء‪ ،‬وإمضضا أن يكضضون‬
‫المام في فضاء والمأموم في بنضضاء وإمضضا بضضالعكس‪ ،‬فاعتبضضار تلضضك‬
‫المسافة هو بين المام والمأموم أو بيضضن كضضل صضضفين أو بيضضن كضضل‬
‫شخصين ممضضن ائتضضم بالمضضام خلفضضه أو بجضضانبه‪ ،‬ولضضو كضضان أحضضدهما‬
‫بمسجد والخر خارجه فتعتبر المسافة بينهما من طرف المسضضجد‬
‫الذي يلي من بخارجه لنه محل الصلة ل مضضن آخضضر صضضف ول مضضن‬
‫موقف المام‪ ،‬ويشترط هنا أن يمكن الوصول إلى المام من غير‬
‫ازورار وانعطاف بخلفه فيما تقدم في مسألة المسجد‪ ،‬ويضر هنا‬
‫الباب المردود في البتضضداء بخلفضضه فضضي الثنضضاء فضضإنه ل يضضضر لنضضه‬
‫يغتفر في الدوام ما ل يغتفر في البتضضداء‪ ،‬ويضضضر هنضضا أيضضا ً البضضاب‬
‫المغلوق ابتداء ودواما ً على المعتمضضد‪ ،‬أمضضا البضضاب المفتضضوح فيجضضوز‬
‫اقتداء الواقف بحذاء المام والصف المتصضل بضه وكضذا مضن خلفضه‬
‫وإن حيل بينه وبين المام ويكون ذلك الواقف فضضي حضضذائه رابطضضة‬
‫بينه وبين المام وهو في حقهضضم كالمضضام فل يجضضوز تقضضدمهم عليضضه‬
‫كمضضا يجضضوز تقضضدمهم علضضى المضضام‪ ،‬بخلف اقتضضداء مضضن عضضدل عضضن‬
‫محاذاته فل يجوز للحائل بينه وبين المام إل إذا وقف واحضضد حضضذاء‬
‫منفذ في ذلك الحائل‪ ،‬ول يضر في جميضضع مضضا ذكضضر تخلضضل الشضضارع‬
‫ولو كثر طروقه‪ ،‬والنهر الكبير وإن أحوج إلى سباحة والنار والبحر‬
‫ل‪.‬‬‫بين سفينتين لن هذه ل تعد للحيلولة فل يسمى واحد منها حضضائ ً‬
‫)و( ثامنها‪) :‬أن ينوي القدوة( كأن يقول مقتديا ً )أو الجماعة( كضضأن‬
‫يقول جماعة وإن صلحت نيتها للمام أيضا ً أو الئتمام كضضأن يقضضول‬
‫مؤتما ً أو المأمومية كأن يقضضول مأموم ضًا‪) .‬و( تاسضضعها‪) :‬أن يتوافضضق‬
‫نظم صلتهما( أي نهجها الواضح في الفعال الظاهرة وإن اختلفضضا‬
‫عضضددا ً فل يصضضح القتضضداء مضضع اختلفضضه كمكتوبضضة خلضضف كسضضوف‬
‫وبالعكس لتعذر المتابعضضة‪ ،‬ول يضضضر اختلف نيضضة المضضام والمضضأموم‬
‫لعدم فحضضش المخالفضضة فيهمضضا فيصضضح اقتضضداء المفضضترض بالمتنفضضل‬
‫والمؤدي بالقاضي وفي طويلة بقصيرة كظهضضر بصضضبح وبضضالعكوس‬
‫لكنه مكروه ومع ذلك تحصل فضيلة الجماعة‪.‬‬
‫قال السويفي‪ :‬والكراهضضة ل تنفضضي الفضضضيلة والثضضواب لختلف‬
‫الجهة بل الحرمة ل تنفضضي الفضضضيلة كالصضضلة فضضي أرض مغصضضوبة‪،‬‬
‫فإن المام يصلي الصبح أو المغضضرب‪ ،‬والمضضأموم يصضضلي الظهضضر أو‬
‫نحوه فيتم المأموم صلته بعد سلم إمامه‪ ،‬والفضل متضضابعته فضضي‬
‫قنوت الصبح وتشهد آخر في المغرب وإن لزم على ذلضضك تطويضضل‬
‫العتدال بالقنوت وجلسة الستراحة بالتشهد لنضضه لجضضل المتابعضضة‬
‫فاغتفر له فراقه بالنية إذا اشتغل المام بهما مراعاة لنظم صلته‬
‫والمفارقة هنا لعذر فل يفوت بها فضيلة الجماعة وإن كان المضضام‬
‫يصلي الظهر أو نحوه والمأموم يصلى الصبح أو المغرب‪ ،‬فإذا تضضم‬
‫ما توافقا فيه فارقه بالنية جوازا ً في الصبح ووجوبضا ً فضضي المغضضرب‬
‫والفضضضل انتظضضاره فضضي صضضبح ليسضضلم معضضه‪ ،‬وإنمضضا لضضم تجضضب نيضضة‬
‫المفارقة لجواز المد في الصلة‪ ،‬ومحل أفضلية النتظضضار إن كضضان‬
‫المام تشهد في الجلوس الول وإل بأن قام بل تشهد فارقه حتما ً‬
‫لنه يحدث جلوس تشهد لضضم يفعلضضه المضضام‪ ،‬وكضضذا إذا جلضضس ولضضم‬
‫يتشضضهد لن جلوسضضه مضضن غيضضر تشضضهد كل جلضضوس فحينئذٍ يجضضب‬
‫مفارقته‪ ،‬ومحل النتظار في الصبح إن لضضم يخضضش خضضروج الضضوقت‬
‫قبل تحلل إمامه وإل فالولى عدمه‪ ،‬وإذا انتظره أطال الدعاء ندبا ً‬
‫بعد تشهده ول يكرر التشهد‪ ،‬فلو لم يحفظ إل دعاء قصضضيرا ً كضضرره‬
‫لن الصلة ل سكوت فيهضضا‪ ،‬وإنمضضا لضضم يكضضرر التشضضهد خروجضا ً مضضن‬
‫خلف من أبطل الصلة بتكرير الركن القولي‪ ،‬وأما فضضي المغضضرب‬
‫فليس له انتظاره لنه يحدث جلوسضا ً لضضم يفعلضضه المضضام وإن فعضضل‬
‫جلوس الستراحة فإنه صدق عليه أنه لضضم يفعضضل جلضضوس التشضضهد‬
‫الول لن جلسة الستراحة هنا غير مطلوبضضة‪ ،‬ويجضضوز لضضه انتظضضاره‬
‫فضضي السضضجود الثضضاني انتهضضى‪ .‬قضضول السضضويفي ملخص ضا ً فل فحضضش‬
‫بتطويله لنه إنما طول ما كان فيضضه المضضام كمضضا لضضو جلضضس المضضام‬
‫للتشهد الول وأتى ببعضه ثم ترك بضضاقيه فيجضضوز للمضضأموم إكمضضاله‬
‫لنه حينئذ ٍ كالقنوت فإنه إتيانه جائز للمأموم وإن تركضضه إمضضامه قضضد‬
‫أتى بالعتدال وإنما هو طول ما كضضان فيضضه المضضام كمضضا أفضضاده ابضضن‬
‫حجر في فتح الجواد‪) .‬و( عاشرها‪) :‬أن ل يخالفه في سنة فاحشة‬
‫المخالفة( أي قبحت فيها كسجدة تلوة فيجب الموافقة فيها فعل ً‬
‫وتركا ً كسجود سهو فتجب فيضضه الموافقضضة فعل ً ل ترك ضًا‪ ،‬بضضل يسضضن‬
‫للمضضأموم فعلضضه إذا تركضضه إمضضامه‪ ،‬وكالتشضضهد الول فتجضضب فيضضه‬
‫الموافقة تركا ً ل فعل ً بل يجوز للمأموم إذا فعله المضضام أن يضضتركه‬
‫ويقوم عامدًا‪ ،‬ولكن يسن له العود إن كان قيامه عمدا ً ما لم يقضضم‬
‫المام‪ ،‬فإن كان سهوا ً وجب العود عليه لمتابعته إمامه‪ ،‬ومثل هذا‬
‫ما إذا ظن المسبوق سلم المام فقام ثم تبين أنه لم يسلم لزمه‬
‫العود ولو بعد سلم المام وليس له أن ينضضوي المفارقضضة‪ ،‬والفضضرق‬
‫بين العامد والناسي أن العامد مفضضوت علضضى نفسضضه تلضضك الفضضضيلة‬
‫بتعمده وأن الناسي قيامه غير معتد به فهضضو كالعضضدم‪ ،‬ففضضرق بيضضن‬
‫هضضذا وبيضضن مضضا لضضو ركضضع قبضضل إمضضامه ناسضضيا ً فضضإنه يخيضضر بيضضن العضضود‬
‫والنتظار لفحش المخالفة في قيضضامه ناسضضيا ً دون ركضضوعه‪ ،‬بخلف‬
‫ما لو ركع قبل المام عامدا ً فإنه يسن له العود‪ ،‬وأمضضا القنضضوت فل‬
‫تجب الموافقة فيه ل فعل ً ول تركًا‪ ،‬فإذا فعله المام جاز للمضضأموم‬
‫أن يتركه يسجد عامضضدا ً وإذا تركضضه المضضام سضن للمضضأموم فعلضه إذا‬
‫أدركه في السجود الول وجاز مع الكراهة إن أدركه في الجلضضوس‬
‫بين السجدتين‪ ،‬فإن كان ل يضضدركه إل بعضضد هضضوي المضضام للسضضجدة‬
‫الثانية وجب تركه إن لم ينو المفارقة‪ ،‬فإن أتضضى بضضه عامضضدا ً عالمضا ً‬
‫بطلت صلته بمجرد التخلف لنه قصد المبطل وشرع فيه قبل أن‬
‫يهوي المام‪ ،‬وإذا تركه فل سجود عليه لتحمل المام عنه‪ ،‬وإن لم‬
‫يطلب القنوت منه وله فضضواقه بالنيضضة ليقنضضت تحصضضيل ً للسضضنة وهضضو‬
‫فراق بعذر فل يكره‪ ،‬لكن عدم المفارقة أفضل‪ ،‬ومثل هذا مضضا لضضو‬
‫اقتدى بمن يصلي سنة الصبح فل يسضضجد لضضتركه لنضضه ل خلضضل فضضي‬
‫صلته حتى في اعتقاد المأموم لن المام يحمله عنضضه‪ ،‬بخلف مضضا‬
‫لو ترك القنوت تبعا ً لمامه الحنفي فيسجد ندبا ً للسضضهو‪ ،‬وكضضذا لضضو‬
‫تركه إمامه المذكور وأتى هو به لن سضضهو المضضام يلحضضق المضضأموم‬
‫لن في صلة المام خلل ً نظرا ً لعتقاد المأموم‪ ،‬وأما السضضنة الضضتي‬
‫ل تفحش المخالفة فيها كجلسة الستراحة فل يضر التيان بها بضضل‬
‫يندب للمأموم أن يأتي بها وإن تركها المضام‪ ،‬وإذا فعلهضا المضام ل‬
‫يلضضزم المضضأموم مضضوافقته فضضي الضضدوام‪ ،‬وأمضضا فضضي البتضضداء فيجضضب‬
‫موافقته بأن اقتدى بالمام وهو جالس للستراحة فيلزم مضضوافقته‬
‫فيه‪ ،‬بخلف ما إذا اقتدى به في غير جلوس السضضتراحة كضضالنهوض‬
‫فل يلزمه موافقته فيه لعدم فحش المخالفة‪) .‬و( حضضادي عشضضرها‪:‬‬
‫)أن يتابعه( بأن يتأخر تحرمه عن جميع تحرم إمامه وأن ل يسضضبقه‬
‫بركنين فعليين عامدا ً عالما ً وأن ل يتأخر عنضضه بهمضضا بل عضضذر‪ ،‬فضضإن‬
‫قارنه في التحرم ولو شكا ً ضر‪.‬‬
‫]فائدة[ قال المدابغي‪ :‬اعلم أن المقارنة على خمسة أقسام‪:‬‬
‫حرام مبطلة أي مانعضضة مضضن النعقضضاد وهضضي المقارنضضة فضضي تكضضبيرة‬
‫الحرام‪ .‬ومندوبة وهضضي المقارنضضة فضضي التضضأمين‪ .‬ومكروهضضة مفوتضضة‬
‫لفضيلة الجماعة مع العمد وهضضي المقارنضضة فضضي الفعضضال والسضضلم‬
‫ومباحة وهي المقارنة فيما عضضدا ذلضضك‪ .‬وواجبضضة فيمضضا لضضو لضضم يقضضرأ‬
‫الفاتحة مع المام لم يدركها‪.‬‬
‫]فرع[ ولو نوى القدوة منفرد في أثناء صلته جاز مع الكراهة‬
‫وتبعه وجوبا ً فيما هو فيه ولضضو فضضي ركضضن قصضضير كالعتضضدال للمضضام‬
‫وهو في ركن طويل كالقيام أو كان أحدهما قائم ضا ً والخضضر قاعضضدًا‪،‬‬
‫نعم لو اقتدى من في التشهد الخير بمن في القيام مثل ً لضضم يجضضز‬
‫له متابعته بل ينتظره وجوبا ً ليسلم معضضه وهضضو أفضضضل فلضضه فراقضضه‬
‫وهو فراق بعذر‪ ،‬ول نظر إلى أنه أحدث جلوسا ً لضضم يحضضدثه المضضام‬
‫لن المحذور إحداثه بعد نية القتداء ل دوامضضه كمضضا هنضضا‪ ،‬أو اقتضضدى‬
‫من في السجدة الخيرة بعد الطمأنينة بمن فضضي القيضضام أيضضا ً لضضم‬
‫يجضضز لضضه رفضضع رأسضضه مضضن السضضجود بضضل ينتظضضره فيضضه إن لضضم ينضضو‬
‫المفارقة‪ ،‬فإن كان قبل الطمأنينة قام إليه‪ ،‬وكل ما فعله المأموم‬
‫مع المام مما فعله قبله غير محسوب له كضضأن ركضضع معضضه بعضضد أن‬
‫ركع قبل القتداء به وإن فعل الثاني للمتابعة‪.‬‬
‫ثم اعلم أن ما يلزم المأموم المتابعة فيه بائتمامه مما أدركضضه‬
‫مع إمامه وإن لم يحسب له تسعة أشياء‪ :‬أحدها العتدال ولو كان‬
‫المام في قنوت‪ .‬وثانيهضضا وثالثهضضا‪ :‬السضضجودان‪ .‬ورابعهضضا‪ :‬الجلضضوس‬
‫بينهمضضا‪ .‬وخامسضضها‪ :‬الجلضضوس للسضضتراحة‪ .‬وسادسضضها وسضضابعها‪:‬‬
‫الجلضضوس للتشضضهدين‪ .‬وثامنهضضا‪ :‬سضضجود السضضهو‪ .‬وتاسضضعها‪ :‬سضضجود‬
‫التلوة أي إذا اقتضضدى بضضه فيضضه لزمضضه متضضابعته‪ .‬ويجضضب أيض ضا ً علضضى‬
‫القاصضضر التمضضام إذا اقتضضدى بمتضضم ولضضو لحظضضة‪ ،‬ول يلضضزم المضضأموم‬
‫المتابعة في ألفاظ التشهدين والقنوت لن الضضواجب المتابعضضة فضضي‬
‫الفعال ل القوال‪ ،‬لكن يسن له التبعية فيها حتى لو كان مسبوقًا‪،‬‬
‫فالسنة أن يأتي بجميضضع ألفضضاظ التشضضهد مضضن الضضواجب والمسضضنون‪،‬‬
‫وكذا يسن التبعية أيضا ً في التسبيحات والتكضضبيرات‪ ،‬نعضضم إذا كضضان‬
‫المام في أحد التشهدين أو في السجود مثل ً ونوى المضضأموم فضضي‬
‫هذه الحالة وكبر للحرام فل يحتاج إذا انتقل إلى إمامه فيمضضا ذكضضر‬
‫أن يكبر بل ينتقل ساكتا ً لن ذلك ليضضس للمتابعضضة ول ممضضا يحسضضب‬
‫للمأموم‪ ،‬بخلف ما بعد ما أدركه فيه فيكبر للنتقال إليضضه وإن لضضم‬
‫يحسب له للمتابعة للمام فيه‪ ،‬وبخلف الركوع فإنه إن أدركه فيه‬
‫يكبر للنتقال إليه وإن لم يتابعه حال النتقضضال لنضضه محسضضوب لضضه‪.‬‬
‫واعلم أن الذي يسقط عن المأموم بائتمامه سبعة أشضضياء‪ :‬أحضضدها‬
‫القيام‪ .‬وثانيها‪ :‬القراءة إذا أدركه في الركوع‪ .‬وثالثها‪ :‬السورة في‬
‫الصضضلة الضضتي جهضضر المضضام فيهضضا ولضضو سضضرية فضضالعبرة بضضالمعول ل‬
‫بالمشروع وذلك إذا سمعها من المام‪ ،‬فإن لم يسمعها لصضضمم أو‬
‫بعد أو سماع صوت لم يفهمه أو إسرار ولو في جهرية لم يسضضقط‬
‫عنضضه‪ .‬ورابعهضضا‪ :‬الجهضضر فضضي الصضضلة الجهريضضة فل يجهضضر لنضضه ربمضضا‬
‫يشوش على المام أو غيره‪ .‬وخامسضضها وسادسضضها‪ :‬التشضضهد الول‬
‫والجلوس له إذا تركهما المام عمدا ً أو سضضهوا ً فيتركهمضضا المضضأموم‬
‫تبعا ً له وجوبا ً لنهما مما تفحش فيه المخالفة‪ ،‬ويفارقضضان القنضضوت‬
‫بأن المضضام والمضضأموم فيضضه اشضضتركا فضضي العتضضدال فلضضم ينفضضرد بضضه‬
‫المأموم وأما فيهما فهو منفرد بالجلوس والقول ولو جلس المام‬
‫للسضضتراحة لن جلسضضة السضضتراحة هنضضا غيضضر مطلوبضضة‪ .‬وسضضابعها‪:‬‬
‫القنوت إذا سمعه إذ السنة فيه أن يؤمن فضضي الضضدعاء ويسضضكت أو‬
‫يوافق في الثناء أو يقول أشضضهد أو صضضدقت وبضضررت ول تبطضضل بضضه‬
‫الصلة على المعتمضضد ويغتفضر الخطضاب هنضا لنضه مطلضضوب لوجضضود‬
‫الرابطة بخلفه في إجابضضة المصضضلي للمضضؤذن فضضإنه ل يغتفضضر لعضضدم‬
‫طلبه وعدم الرابطة‪ ،‬ومن الدعاء الصضضلة علضى النضبي صضلى اللضه‬
‫عليه وسّلم وإن كانت بلفظ الخبر كصلى الله على سضضيدنا محمضضد‬
‫لن المراد الدعاء فيؤمن فيها‪ ،‬وكذا من أوله إلى لفظ قضيت وما‬
‫بين ذلك كله ثناء فيوافق فيه أو يسكت أو يقول ما مر‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في بيان الصور الممكنة في القدوة )صضضور القضضدوة(‬
‫الممكنة من حيث هي )تسع تصح في خمس( أحدها‪) :‬قدوة رجل‬
‫برجل و( ثانيها‪) :‬قدوة امرأة برجل و( ثالثها‪) :‬قدوة خنضضثى برجضضل‬
‫و( رابعها‪) :‬قدوة امرأة بخنثى و( خامسضضها‪) :‬قضضدوة امضضرأة بضضامرأة‬
‫وتبطل في أربع( الول )قدوة رجل بامرأة( فل يصضضح اقتضضداؤه بهضضا‬
‫لن شرط القتداء أن ل يكون المام أنقص من المضضأموم بالنوثضضة‬
‫ل" )و( الثضضاني‪:‬‬‫ن امضضرأة رج ً‬‫أو الخنوثضضة لخضضبر ابضضن مضضاجه "ل تضضؤم ّ‬
‫)قدوة رجل بخنثى( فل يصح اقتداؤه به لنقص المام عن المأموم‬
‫)و( الثالث‪) :‬قدوة خنثى بامرأة( فل يصح اقتداؤه بهضضا لضضذلك ولن‬
‫المرأة ل تصح إمامتها إل لمثلها يقينا ً لقوله صلى الله عليه وسّلم‪:‬‬
‫"لن يفلح قوم وّلوا أمرهم امرأة" )و( الرابع‪) :‬قدوة خنثى بخنثى(‬
‫فل يصح اقتضداؤه بمثلضه لجضواز كضون المضأموم رجل ً والمضام أنضضثى‬
‫ويصح مع الكراهة اقتضضداء رجضضل بخنضضثى اتضضضحت ذكضضورته واقتضضداء‬
‫خنضضثى اتضضضحت أنضضوثته بضضأنثى‪ ،‬قضضال ابضضن حجضضر فضضي فتضضح الجضضواد‪:‬‬
‫فالخنثى المقتضضدي بضضالمرأة يحتمضضل ذكضضورته والمقتضضدي بضه الرجضضل‬
‫يحتمل أنوثته‪ ،‬وفي الخنثى بالخنثى يحتمضضل أنوثضضة المضضام وذكضضورة‬
‫المأموم‪ ،‬أما اقتداء المرأة بالكل واقتداء الخنثى والرجل بالرجضضل‬
‫فصحيح إذ ل محذور اهض‪.‬‬
‫]فائدة[ قال أبو بكربن عبدالرحمن السبتي‪ :‬الخنثى هضو الضذي‬
‫له ذكر الرجضضال وفضضرج النسضضاء فل يخلضضو مضضن كضضونه رجل ً أو امضضرأة‬
‫فيعرف حاله بأشياء‪ :‬أحدها البول فإن كان يبضضول مضضن الضضذكر فهضضو‬
‫رجل‪ ،‬وإن كان يبول من الفرج فهو أنضضثى‪ ،‬وإن كضضان يبضضول منهمضضا‬
‫جميعا ً على الضدوام فقضال المضام ابضن الصضباغ والمحضاملي‪ :‬يعتضبر‬
‫السابق منهما‪ ،‬فإن لم يكن فيعتبر ما تأخر انقطاعه‪ ،‬فضضإن اسضضتويا‬
‫فهل يعتبر بالكثر قدرًا؟ فيه قولن الصح‪ :‬ل يعتضضبر الثضضاني المنضضي‬
‫والحيض والحبضضل‪ ،‬فضضإن أمنضضى مضضن الضضذكر فرجضضل‪ ،‬وإن أمنضضى مضضن‬
‫الفرج أو حاض فامرأة‪ ،‬وإن أمنى مضضن الضضذكر وحضضاض مضضن الفضضرج‬
‫فمشكل‪ ،‬أما لو حبل وولد فهو امرأة يقينا ً وهي دللة مقدمة على‬
‫سائر الدلئل لنها يقين‪ ،‬ولو بال من الذكر وحاض من الفرج فهل‬
‫يعتبر بالمبال أو يتعارضضضان ويسضضقطان ويبقضضى الشضضكال؟ وجهضضان‬
‫أظهرهما الثاني أنه مشكل الثالث الرجوع إلضضى قضضوله بعضضد البلضضوغ‬
‫ويسأل عما يميل طبعه إليه إن لم يعرف حضاله‪ ،‬فضإن قيضل‪ :‬أميضل‬
‫إلى النساء فهو رجل‪ ،‬وإن قضضال‪ :‬أميضضل إلضضى الرجضضال فهضضو امضضرأة‪،‬‬
‫فمتى أخبر بذلك حكم به ول يقبل رجوعه عنضضه بعضضده إل إذا أخضضبر‬
‫أنه رجل ثم ولد ولدا ً فحينئذٍ يتيقن أنه امرأة فينقض ما مضى من‬
‫الحكم بذكورته‪ ،‬أما نبات اللحيضضة ونهضضود الثضضدي وعضضدد الضضضلع فل‬
‫اعتبار بها على الصح اهض‪ .‬وقال محمد سبط المضضارديني‪ :‬والخنضضثى‬
‫المشكل قسمان‪ :‬قسم له آلة الرجضضال أي مضضن الضضذكر والبيضضضتين‬
‫وآلة النساء جميعًا‪ ،‬وقسم له ثقبة يخرج منهضضا البضول ل تشضضبه آلضة‬
‫من اللتين وهذا الثاني مشكل ل يتضح ما دام صبيا ً فإذا بلغ أمكن‬
‫اتضاحه‪ ،‬والول قد يتضح وإن كان صبيا ً وقد ل يتضح اهض‪.‬‬
‫]فرع[ قضضال النضضووي‪ :‬ويكضضون فضضي البقضضر فقضضد جضضاءني جماعضضة‬
‫قالوا‪ :‬إن عندهم بقرة ليس لها فرج أنثى ول ذكر الثور وإنمضضا لهضضا‬
‫عند ضرعها ثقب يخرج منه البول‪ ،‬وسضألوني عضن جضواز التضضحية‬
‫بها فقلت تجزىء لنها إما ذكر أو أنثى وكلهما يجزىء لنضضه ليضضس‬
‫فيه ما ينقص اللحم وأفتيتهم بذلك‪.‬‬
‫)فصضضل(‪ :‬فضضي شضضروط جضضواز جمضضع التقضضديم )شضضروط جمضضع‬
‫التقضضديم( سضضفرا ً ومطضضرا ً )أربعضضة( أحضضدها‪) :‬البضضداءة بضضالولى( لن‬
‫الوقت لها والثانية تبع فلو صلى العصر قبل الظهر أو العشاء قبل‬
‫المغرب لم يصح لن التابع ل يتقدم على متبوعه وله عادة الولى‬
‫بعد الثانية إن أراد الجمضضع‪) .‬و( ثانيهضضا‪) :‬نيضضة الجمضضع فيهضضا( أي فضضي‬
‫الصلة الولضضى قبضضل التحلضضل منهضضا ليتميضضز التقضضديم المشضضروع عضضن‬
‫التقضضديم سضضهوا ً أو عبث ضا ً كضضأن يقضضول‪ :‬نضضويت أصضضلي فضضرض الظهضضر‬
‫مجموعا ً بالعصر‪.‬‬
‫)و( ثالثها‪) :‬الموالة بينهما( أي بين الصضضلتين قضضال السضضيد يوسضضف‬
‫الزبيدي في إرشاد النام‪ :‬بأن ل يفصل بينهما طضضويل ً وذلضضك بقضضدر‬
‫ركعتين بأقل مجزىء‪ ،‬فضضإن اختضضل شضضرط مضضن هضضذه الثلثضضة صضضلى‬
‫الثانية في وقتها‪ ،‬وهذه الشروط الثلثضضة سضضنن فضضي جمضضع التضضأخير‬
‫انتهضضى‪) .‬و( رابعهضضا‪) :‬دوام العضضذر( أي بقضضاء السضضفر إلضضى الحضضرام‬
‫بالثانية فلو أقام في أثنائها لم يضر فل يشترط دوامه إلى تمامها‪،‬‬
‫فلو أقام قبل عقد الثانية فل جمع وإن سافر عقب القامة لضضزوال‬
‫السبب وهو السفر فيتعين تأخير الصلة إلى وقتها‪ ،‬وإنما يشضضترط‬
‫بقاء السفر ليقارن العذر الجمع وإن لم يقارن عقد الولى كما لضو‬
‫شرع فضضي الظهضضر مثل ً بالبلضد وهضو فضضي سضضفينة فسضارت السضضفينة‬
‫فنوى الجمع في أثناء الصضضلة الولضضى فيصضضح‪ ،‬وكضضذا يشضضترط بقضضاء‬
‫وقت الولى إلى عقد الثانية وإن خرج في أثنائها‪ ،‬ويشضضترط أيضضا ً‬
‫صحة الولى يقينا ً أو ظنا ً فيجمضضع فاقضضد الطهضضورين والمضضتيمم ولضضو‬
‫بمحل يغلب فيه وجود الماء على المعتمد وكذا المستاحضة‪ ،‬وأمضضا‬
‫المتحيضضرة فل تجمضضع تقضضديما ً لنتفضضاء صضضحة الولضضى يقين ضا ً أو ظن ضا ً‬
‫لحتمال وقوعها في الحيض‪ ،‬وأما الجمع للمطضضر فيشضضترط وجضضود‬
‫المطر في أول الصلتين وبينهما وعند التحلل من الولى ول يضضضر‬
‫انقطاعه في أثناء الولى أو الثانية أو بعدهما‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في شروط جواز جمع التأخير )شروط جمضضع التضضأخير‬
‫اثنان( أحدهما‪) :‬نية التأخير وقد بقي من وقت( الصلة )الولى ما‬
‫يسعها( أي تامة إن أراد إتمامهضضا ومقصضضورة إن أراد قصضضرها كضضأن‬
‫يقول إذا أراد تأخير الظهر إلى العصضضر‪ :‬نضضويت تضضأخير الظهضضر إلضضى‬
‫العصر لجمع بينهما‪ ،‬وإذا أراد تأخير المغرب إلى العشضضاء فيقضضول‪:‬‬
‫نويت تأخير المغرب إلى العشاء‪) .‬و( ثانيهمضضا‪) :‬دوام العضضذر( وهضضو‬
‫السفر )إلى تمام( الصلة )الثانية( فلضضو أقضضام قبضضل تمامهضضا وقعضضت‬
‫الولى قضاء سواء قدمها على الثانيضضة أو أخرهضضا عنهضضا لنهضضا تابعضضة‬
‫للثانية في الداء للعذر وقد زال قبل تمامها‪.‬‬
‫]تنبيه[ اعلم أن تضضرك الجمضضع أفضضضل للخضضروج مضضن خلف أبضضي‬
‫حنيفضضة حيضضث منعضضه ولن فيضضه إخلء أحضضد الوقضضتين عضضن وظيفتضضه‬
‫ويستثنى منه الحاج بعرفة ومزدلفة ومن إذا جمع صلى جماعة أو‬
‫خل عن حدثه الدائم أو كشف عضضورته فضضالجمع أفضضضل‪ ،‬وكضضذا مضضن‬
‫وجد من نفسه كراهته وشك في جوازه أو كضضان ممضضن يقتضضدى بضضه‬
‫ونحو ذلك‪ ،‬وأما من خاف فوت الوقوف أو فوت استنقاذ أسير لو‬
‫ترك الجمع فيجب عليه ذلك الجمع حينئذ ٍ كما قاله الزيادي‪.‬‬
‫]فضضرع[ قضضال الشضضرقاوي‪ :‬ويمتنضضع الجمضضع بمضضرض ووحضضل وهضضو‬
‫الطين الرقيق وظلمة على المعتمد‪ .‬وقال الزيادي‪ :‬واختير جوازه‬
‫بالمرض تقديما ً وتأخيرا ً ويراعى الرفق به‪ ،‬وضبط جمع متأخرون‬
‫المرض هنا بأنه ما يشق معه فعل كل فضضرض فضضي وقتضضه كمشضضقة‬
‫المطر بحيث يبل ثيابه‪ ،‬وقضضال آخضضرون‪ :‬ل بضضد مضضن مشضضقة ظضضاهرة‬
‫زيادة على ذلك بحيث تبيح الجلوس في الفريضة وهو الوجه‪.‬‬
‫]خاتمة[ ذكر في فتح المعين نقل ً عن تحفضضة المحتضضاج أن مضضن‬
‫أدى عبادة مختلفا ً فضضي صضضحتها مضضن غيضضر تقليضضد للقضضائل بهضضا لزمضضه‬
‫إعادتها لن إقدامه عليها عبث‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في شروط القصر )شروط القصضضر سضضبعة( بضضل أحضضد‬
‫عشر أحدها‪) :‬أن يكون سفره مرحلتين( أي يقينا ً ولضضو قطضضع هضضذه‬
‫المسافة في لحظة لكونه من أهل الخطوة سواء قطعهضا فضي بضر‬
‫أو بحر وهما بسير الثقال أي الحيوانات المثقلة بالحمال مسضضيرة‬
‫يومين معتدلين أو ليلتين كذلك أو يوم وليلة ولو غير معتدلين مضضع‬
‫اعتبار الحط أي النزول والترحال أي السير والكل والشرب وغير‬
‫ذلضضك علضضى العضضادة الغالبضضة‪ ،‬وقضضدرها علضضى الشبراملسضضي بضضاثنتين‬
‫وعشرين ساعة ونصف‪) .‬و( ثانيها‪) :‬أن يكون( أي سفره )مباحضضًا(‬
‫أي في ظنه وإن لم يكن مباحا ً في الواقع كما يقع لبعضضض المضضراء‬
‫أنه يرسل مكتوبا ً فيه قتل إنسان ظلما ً أو نهب بلدة ولم يعلم من‬
‫معه المكتوب بذلك فيقصر لن سفره مبضضاح فضضي ظنضضه‪ ،‬وكضضذا لضضو‬
‫خرج لجهة معينضضة تبعضا ً لشضضخص ول يعلضضم سضضبب سضضفره‪ ،‬والمضضراد‬
‫بالمباح ما قابل الحضضرام فيشضضمل الضضواجب كسضضفر حضضج والمنضضدوب‬
‫كزيارة قبره صلى الله عليه وسّلم والمكروه كسفر التجضضارة فضضي‬
‫أكفان الموتى أو منفردًا‪ ،‬وكذا مع واحد فقضضط لكضضن الكراهضضة فضضي‬
‫هذا أخف من الكراهة للمنفضضرد‪ ،‬نعضضم إن كضضان أنسضضه بضضالله تعضضالى‬
‫بحيث صار أنسه مع الوحدة كأنس غيره مع الرفقة لم يكضضره فضضي‬
‫حقه ما ذكر‪ ،‬وكذا لو دعت حاجة إلى البعد والنفراد عضضن الرفقضضة‬
‫إلضضى حضضد ل يلحقضضه غضضوثهم‪ ،‬والمبضضاح المسضضتوي الطرفيضضن كسضضفر‬
‫التجارة في غير ذلك فل قصر للعاصي بسفره ولو صورة كمضضا لضضو‬
‫هضضرب الصضضبي مضضن وليضضه فل يقصضضر لن سضضفره مضضن جنضضس سضضفر‬
‫المعصية للمنع منه شرعًا‪ ،‬ومن سفر المعصية أن يتعب نفسضضه أو‬
‫دابته بالركض بل غرض شرعي‪ ،‬وكضضذا السضضفر لمجضضرد رؤيضضة البلد‬
‫لنها ليست بغرض صحيح‪.‬‬
‫ثضضم اعلضضم أن المسضضافر العاصضضي ثلثضضة أقسضضام‪ ،‬الول‪ :‬عضضاص‬
‫بالسفر وإن قصد به المعصية وغيرها كأن قصد به قطضضع الطريضضق‬
‫وزيارة أهلضه‪ ،‬فهضضذا إن تضضاب فضضأول سضفره محضل تضوبته فضضإن كضان‬
‫الباقي طويل ً في الرخصة التي يشترط فيها طول السفر كالقصر‬
‫والجمع أو قصيرا ً في الرخصضضة الضضتي ل يشضضترط فيهضضا ذلضضك كأكضضل‬
‫الميتة ترخص‪ ،‬وإن كان الباقي قصيرا ً في الرخصة الضضتي يشضضترط‬
‫فيها طول السفر لم يضضترخص‪ .‬والثضضاني‪ :‬عضضاص فضضي السضضفر كمضضن‬
‫زنى أو شرب خمرا ً وهو قاصد الحج مثل ً فل يمتنع عليه الضضترخص‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬عاص بالسضضفر فضضي السضضفر كضضأن أنشضضأه طاعضضة ثضضم قلبضضه‬
‫معصية فإن تاب ترخص مطلقا ً وإن كان الباقي قصيرًا‪ ،‬ولضضو كضضان‬
‫المسافر كافرا ً ثم أسلم في أثناء الطريق ترخص وإن كان الباقي‬
‫دون مسضضافة القصضضر لن سضضفره ليضضس بسضضبب معصضضية وإن كضضان‬
‫عاصيا ً بالكفر‪) .‬و( ثالثها‪) :‬العلم بجواز القصر( فل قصر لجاهل به‬
‫مضضن أصضضله أو فضضي الصضضلة الضضتي نواهضضا لمضضر خضضاص عضضرض لضضه‪،‬‬
‫وكالجاهل المذكور من ظن الرباعية ركعضضتين فنواهضضا فضضي السضضفر‬
‫كذلك فل تنعقد صضضلته فضضي الصضضورتين بل خلف فضضي الولضضى وإن‬
‫قرب إسلمه لتلعبه‪ ،‬ومثلها الثانية لتفريطه إذ ل يعذر أحد بجهضضل‬
‫مثل ذلك ويعلم من عدم انعقادها أنه يعيدها مقصورة وهضو كضذلك‬
‫على المعتمد‪).‬و( رابعها‪) :‬نية القصر( منها ما لو نوى الظهضضر مثل ً‬
‫ركعتين سواء نوى ترخصا ً أو أطلق‪ ،‬أما لو نوى ركعضضتين مضضع عضضدم‬
‫الترخص فإن صلته تبطل لتلعبه‪ .‬ومنها ما لضضو قضضال‪ :‬أؤدي صضضلة‬
‫السفر فلو نضضوى التمضضام أو أطلضضق أتضضم لنضضه المنضضوي فضضي الولضضى‬
‫والصل في الثانية‪ .‬ومنها أن يقول‪ :‬نويت أصلي الظهر مقصورة‪،‬‬
‫قال الزيادي‪ :‬ولو نوى القصر خلف مسافر متم صح لنه من أهضضل‬
‫القصر في الجملة حيث جهل حاله أي وتلغو نية القصر فإن علمه‬
‫متما ً لم تصح صلته لتلعبه كما أفضضتى بضضه شضضيخنا الرملضضي انتهضضى‪.‬‬
‫وإنمضضا تشضضترط نيضضة القصضضر لنضضه خلف الصضضل بخلف التمضضام فل‬
‫يحتاج إلى نية لنه الصل وتكون نية القصر )عند الحرام( أي معه‬
‫كأصل النيضة فلضو نضواه بعضد الحضرام لضم ينفعضه‪).‬و( خامسضها‪) :‬أن‬
‫تكون الصلة رباعية( وهي الظهر والعصر والعشاء وهي المكتوبة‬
‫أصالة وإن وقعت نفل ً فدخلت صلة الصبي والمعادة فله قصضضرها‬
‫جوازا ً إن قصضضر أصضلها وهضضو الولضضى فضضإن أتمهضضا أتمهضضا وجوبضًا‪) .‬و(‬
‫سادسضها‪) :‬دوام السضفر( أي يقينضا ً )إلضى تمامهضضا( أي الصضلة فلضو‬
‫انتهى سفره فيها كأن بلغت سضضفينة هضضو فيهضضا دار إقضضامته أو شضضك‬
‫في انتهائه أتم لزوال سبب الرخصة في الولى وللشضضك فيضضه فضضي‬
‫الثانية‪) .‬و( سابعها‪) :‬أن ل يقتدي بمتم( مقيم أو مسافر )في جزء‬
‫من صلته( أي وإن قل كضضأن أدركضضه آخضضر الصضضلة ولضضو أحضضدث هضضو‬
‫عقب اقتدائه به‪ ،‬فلو ائتضضم بضضه ولضضو لحظضضة أو فضضي جمعضضة أو صضضبح‬
‫لزمه التمام لما روي عن ابن عباس لما سئل‪ :‬مضضا بضضال المسضضافر‬
‫يصلي ركعتين إذا انفرد وأربعا ً إذا ائتم بمقيم؟ فقضضال فضضي جضضوابه‪:‬‬
‫تلك السنة أي الطريقة الشرعية ولو اقتضضدى بمسضضافر وشضضك فضضي‬
‫نية القصر فنوى هو القصر جاز له القصضضر إن بضضان المضضام قاصضضرا ً‬
‫لن الظاهر من حال المسافر القصر فإن بان أنه متم أو لم يتبين‬
‫حاله لزمه التمام ولو علق نية القصر على نية المضضام كضضأن قضضال‪:‬‬
‫إن قصر قصرت وإل أتممت جاز لضضه القصضضر إن قصضضر المضضام لن‬
‫هذا تصريح بالواقع‪ ،‬ولزمه التمام إن أتم المضضام أو لضضم يظهضضر مضضا‬
‫نواه المام فيلزمه التمام احتياطًا‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬فضضي شضضروط صضضحة فعضضل الجمعضضة )شضضروط الجمعضضة‬
‫سضضتة( أحضضدها‪) :‬أن تكضضون كلهضضا فضضي وقضضت الظهضضر( وإذا أدرك‬
‫المسبوق ركعة مع المام وعلم أنه إن استمر معه حتى يسلم لضضم‬
‫يدرك الركعة الثانية في الوقت وإن فارقه أدركها وجب عليضضه نيضضة‬
‫المفارقة لتقع الجمعة كلها في الوقت‪ ،‬فإن خرج الضضوقت يقين ضا ً أو‬
‫ظنا ً بخبر عدل أو فاسق وقع في القلب صدقه قبل سلمه وجضضب‬
‫عليه الظهر بناء ل استئنافا ً كغيره من الربعين‪ ،‬وإن كانت جمعتضضه‬
‫تابعضضة لجمعضضة صضضحيحة فحينئذٍ يسضضر بضضالقراءة ول يحتضضاج إلضضى نيضضة‬
‫التمام‪ ،‬نعم يسن ذلك وإتمامهضضا ظهضضرا ً بنضضاء متحتضضم لنهمضضا صضضلتا‬
‫وقت واحد فوجب بناء أطولهما على أقصرهما كصلة الحضر مضضع‬
‫السفر ول يجوز الستئناف لنه يؤدي إلى إخراج بعض الصلة عن‬
‫الوقت مع القدرة علضضى إيقاعهضضا فيضضه أي ول بضضد أن يكضضون الضضوقت‬
‫باقيا ً حتى يسلم الربعون فيه‪ ،‬فلو سلم المضضام ومضضن معضضه خضضارج‬
‫الوقت فاتت الجمعة ولزمهضم الظهضر بنضاء ل اسضتئنافًا‪ ،‬ولضو سضلم‬
‫المضضام التسضضليمة الولضضى وتسضضعة وثلثضضون فيضضه وسضضلمها البضضاقون‬
‫خارجه صحت جمعة المام ومن معه من التسعة والثلثين بخلف‬
‫المسلمين خارجه فل تصح جمعتهم‪ ،‬وكذا لو نقص المسلمون فيه‬
‫عن أربعين كأن سلم المضضام فيضضه وسضضلم مضضن معضضه وهضضم التسضضعة‬
‫والثلثون خارجه أو سلم بعضهم معه ول يبلغون أربعيضضن فل تصضضح‬
‫جمعتهم حتى المام‪ ،‬وإنما صحت الجمعضضة للمضضام وحضضده فيمضضا إذا‬
‫كضضانوا محضضدثين دونضضه لن المحضضدث تصضضح صضضلته فيمضضا إذا فقضضد‬
‫الطهورين بخلف الجمعة خارج الوقت‪) .‬و( ثانيهضضا‪) :‬أن تقضضام فضضي‬
‫خطة البلد( ولو بفضاء بأن كان بمحل ل تقصر فيه الصلة وإن لم‬
‫يتصل بأبنية البلد بخلف غير المعدود منها وهو ما ينشأ منه سضضفر‬
‫القصر‪ ،‬وسواء كان البلد من خشب أو قصب أو غيرهمضضا‪ ،‬وسضضواء‬
‫أقيمت الجمعة في المساجد أو غيرهضضا بخلف الصضضحراء فل تصضضح‬
‫فيها استقلل ً ول تبعضا ً سضضواء هضضي وخطبتهضضا ومضضن يسضضمعها‪ ،‬ومنهضضا‬
‫مسجد انفصل عن البلد بحيث يقصر المسضضافر قبضضل مجضضاوزته فل‬
‫تصضضح الجمعضضة فيضضه لنهضضم حينئذٍ مسضضافرون ول تنعقضضد الجمعضضة‬
‫بالمسافر ولو اتصلت الصفوف وطالت حتى خرجضضت عضضن القريضضة‬
‫صحت جمعة الخارجين تبعا ً إن كانوا في محل ل تقصر الصضضلة إل‬
‫بعد مجاوزته‪ ،‬وإل فل تصح لهم الجمعضضة وإن زادوا علضضى الربعيضضن‬
‫ولو كانت الخيام بصحراء واتصل بها مسجد فإن عدت الخيام معه‬
‫بلدا ً واحدا ً ولم تقصر الصلة قبله صحت الجمعة بضضه وإل فل‪ ،‬ولضضو‬
‫لزم أهل الخيام موضعا ً من الصحراء لم تصضضح الجمعضضة فضضي تلضضك‬
‫الخيام ويجب عليهضضم إن سضمعوا النضداء مضضن محلهضضا وإل فل لنهضضم‬
‫على هيئة المستوفزين وليس لهم أبنية المستوطنين‪.‬‬
‫]فرع[ قال الشيخ محمد الرئيس في فتواه‪ :‬إن كضضانت القضضرى‬
‫متباعدة وجب على كل قرية جمعة إن جمعت الشضضروط‪ ،‬وضضضابط‬
‫البعد عدم اتحضضاد المرافضضق كملعضضب الصضضبيان والنضضادي وهضضو محضضل‬
‫القوم ومتحدثهم ومطرح الرمضضاد والسضضتعارة مضضن بعضضضهم بعضضًا‪،‬‬
‫فإن اختلفت فقرى أي فهي قرى كثيرة وإن اتحدت فالمتجه فيما‬
‫ذكر قرية واحدة والتي لم تجمع الشروط مع عدم التحاد فيه مضضع‬
‫غيرها كخارج البلدة‪ ،‬فإن سمعت النداء وجب عليهضضا الحضضضور وإل‬
‫فل انتهى‪.‬‬
‫قوله في خطة البلضضد بكسضضر الخضضاء أي علمضضات أبنيضضة البلضضد ومثضضل‬
‫البناء السرب وهو بفتحتين بيت في الرض والكهف أي الغار فضضي‬
‫الجبل فيلزم أهلهما الجمعة وإن خلتا عن البنية‪ ،‬ويشترط اجتماع‬
‫البنية عرفا ً وأن ل يزيد ما بين المنزلين على ثلثمائة ذراع داخلها‬
‫أو خارجها في محل ل تقصر فيه الصلة إل بعد مجاوزته ما تقضضدم‬
‫في المسافر نقله الشرقاوي عن الرحماني‪.‬‬
‫)واعلم( أن إقامة الجمعة ل تتوقف علضضى إذن المضضام أو نضضائبه‬
‫على المعتمد خلفا ً لبضي حنيفضة‪ ،‬وعضضن الشضافعي والصضحاب أنضه‬
‫يندب استئذانه فيها خشية الفتنة وخروجا ً من الخلف‪ ،‬أما تعضضددها‬
‫فل بضضد فيضضه مضضن الذن لنضضه محضضل اجتهضضاد‪) .‬و( ثالثهضضا( )أن تصضضلي‬
‫جماعة( قال الزيادي في الركعة الولى بتمامها بضضأن يسضضتمر معضضه‬
‫إلى السجود الثاني فلو صضضلى المضضام بضضالربعين ركعضضة ثضضم أحضضدث‬
‫فأتم كل منهم وحضضده أو لضضم يحضضدث وفضضارقوه فضضي الثانيضضة وأتمضضوا‬
‫منفرديضضن أجزأتهضضم الجمضضة‪ ،‬نعضضم يشضضترط بقضضاء العضضدد إلضضى سضضلم‬
‫الجميع‪ ،‬ومتى أحدث واحد منهم لضضم تصضضح جمعضضة البضضاقين انتهضضى‪.‬‬
‫وإن كان هو الخر إن ذهب الولون إلى أماكنهم ويلزمهم إعادتهضضا‬
‫جمعة إن أمكن وإل فظهضضرا ً اهضضض‪ .‬وبهضضذا يلغضضز فيقضضال‪ :‬لنضضا شضضخص‬
‫أحدث في المسجد فبطلت صلة آخضضر فضضي بيتضضه‪) .‬و( رابعهضضا‪) :‬أن‬
‫يكونوا أربعين( قال الزيادي‪ :‬أي ولو من الجضضن كمضا فضي الجضضواهر‬
‫ولو كانوا أربعيضضن فقضضط وفيهضضم أمضضي قصضضر فضضي التعلضضم لضضم تصضضح‬
‫جمعتهم لبطلن صلتهم فيقضون‪ ،‬فإن لم يقصضضر والمضضام قضضارىء‬
‫صحت جمعتهم كما لو كانوا كلهم أميين فضضي درجضضة واحضضدة‪ ،‬قضضال‬
‫ل أن تصضضح صضضلته لنفسضضه كمضضا فضضي شضضرح‬ ‫البضضاجوري‪ :‬فشضضرط كض َ‬
‫الرملضضي وإن لضضم يصضضح كضضونه إمامضا ً للقضضوم‪ ،‬وأفضضتى محمضضد صضضالح‬
‫الرئيضضس بضضأنه ل تنعقضضد الجمعضضة حيضضث كضضان فيهضضم أمضضي ويسضضقط‬
‫الوجوب عن الباقين فيصلون ظهضرًا‪ ،‬وقضضال فضي فتضضاويه أيضضًا‪ .‬إذا‬
‫دخلوا في الصلة مضضع ظضضن الميضضة فضضي بعضضضهم فل تصضضح صضضلتهم‬
‫فالعادة واجبة عليهم إل إن قلدوا القائل بجوازها بدون الربعيضضن‪،‬‬
‫وأما إن دخلوا في الصلة مضضع ظضضن اسضضتجماع الشضضروط فل تجضضوز‬
‫العادة لعدم المضضوجب للعضضادة انتهضضى‪ .‬والمضضي هضضو مضضن ل يضضؤدي‬
‫الواجب في القراءة بإبدال حرف بآخر أو نقل معنضضى الكلمضضة ولضضو‬
‫كان عالما ً جدًا‪ ،‬والمقصر هو من لم يبذل وسضضعه للتعلضضم الضضواجب‬
‫أداؤه فيها ممن يؤديه‪ ،‬قال شيخنا يوسضضف السضضنبلويني‪ :‬اعلضضم أن‬
‫مذهب إمامنا الشافعي رضي الله عنه عدم صضضحة الجمعضضة بضضدون‬
‫أربعين مستجمعين للشروط وأهل القرى الذين لضضم يبلغضضوا العضضدد‬
‫المذكور إن سمعوا النداء من مكان عال عادة بحيث يعلمضضون أنضضه‬
‫نداء الجمعضضة وإن لضضم يميضضز بيضضن الكلمضضات فضضي سضضكون الصضضوات‬
‫والرياح مع معتدل سضضمع طضضرف بلضضدة أو قريضضة أخضضرى تقضضام فيهضضا‬
‫الجمعضضة بشضضرطها لزمهضضم إتيانهضضا وصضضلتها معهضضم وإل فل تلزمهضضم‬
‫الجمعة‪.‬‬
‫]فرع[ يجوز تقليد القائل بجوازها بدون الربعين كضضأبي حنيفضضة‬
‫فإنه جوزها بالربعة أحدهم المام ومالضضك فضضإنه جوزهضضا بثلثيضضن أو‬
‫بعشرين‪ ،‬ول يكفي تقليد بعضهم بل ل بضضد مضضن تقليضضدهم وعلمهضضم‬
‫بشروط ما يقلدون فيه عند من يقلدون ويسن لهم فعضضل الظهضضر‪،‬‬
‫قال العلمة الكردي في فتاويه‪ :‬وهو الحوط خروج ضا ً مضضن الخلف‬
‫قاله المفتي محمد الحبشي‪) .‬أحرارا ً ذكضضورا ً بضضالغين مسضضتوطنين(‬
‫أي بمحل الجمعضضة بحيضضث ل يسضضافرون شضضتاء ول صضضيفا ً إل لحاجضضة‬
‫كزيارة وتجارة‪ ،‬فلو استوطن في بلدين بأن كان له مسكنان بهما‬
‫فالعبرة بما فيه أهله وماله‪ ،‬وإن كان في أحدهما أهل والخر مال‬
‫فضضالعبرة بمضضا فيضضه أهضضل وإل فضضالعبرة بمضضا إقضضامته فيضضه أكضضثر‪ ،‬فضضإن‬
‫استوت انعقدت به في كل منهما‪ ،‬قال الزيادي نقل ً عن المصنف‪:‬‬
‫أما الصبي المميز والعبد والمسضضافر فتصضضح منهضضم ول تلزمهضضم ول‬
‫تنعقد بهم‪ ،‬وأما المقيم غير المستوطن كمن نضضوى القامضضة أربعضضة‬
‫أيام صحاح فتلزمه قطعا ً ول تنعقد به وتصح منضضه‪ ،‬وكضضذا المسضضافر‬
‫لمعصية لنه ليس من أهل الرخص‪ ،‬ومن سمع نداء الجمعضضة وهضضو‬
‫ليس بمحلها‪ ،‬وأما المرتد فتلزمه ول تنعقد به ول تصح منضضه‪ ،‬وأمضضا‬
‫الكافر الصلي والمجنون والمغمى عليه فل تلزمهم ول تنعقد بهم‬
‫ول تصح منهم‪ ،‬ومن اجتمعت فيه صفات الكمال عكس هذا ومضضن‬
‫ل تلزمه وتنعقد به وتصح منه وهو من له عضضذر مضضن أعضضذارها غيضضر‬
‫السفر‪ ،‬وعضضرف بهضضذا أن النضضاس فضضي الجمعضضة سضضتة أقسضضام‪ ،‬قضضال‬
‫الشرقاوي نقل ً عن القليوبي‪ :‬قوله ستة أقسضضام أي لن الوصضضاف‬
‫ثلثة‪ :‬اللزوم والصحة والنعقاد فتوجد كلها في مستوفي الشروط‬
‫وتنتفضضي كلهضضا عضضن نحضضو المجنضضون‪ ،‬ويوجضضد الولن فضضي المقيضضم‬
‫المسضضتوطن والخيضضران فضضي المعضضذور والول فقضضط فضضي المرتضضد‬
‫والثاني فقط في نحو المسافر‪) .‬و( خامسضضها‪) :‬أن ل تسضضبقها ول‬
‫تقارنها( في آخر إحرام المام وهو الراء من أكبر )جمعضضة( أخضضرى‬
‫)في تلك البلد( أي في محل الجمعة إل إن عسضضر اجتمضضاع النضضاس‬
‫بمكان ولو غير مسجد كشارع وهو مضضا يسضضلكه النضضاس وذلضضك أمضضا‬
‫لكضضثرتهم أو لقتضضال بينهضضم أو لبعضضد أطضضراف البلضضد بضضأن يكضضون مضضن‬
‫بطرفها ل يبلغهم الصوت بشروطه‪ ،‬قال الشرقاوي‪ :‬والعبرة بمن‬
‫يغلب فعله لهضضا فضضي ذلضضك المكضضان علضضى المعتمضضد وإن لضضم يحضضضر‬
‫بالفعل وإن لم تلزمه كالمرأة والعبد وإن لم تصح منه كالمجنون‪،‬‬
‫قضضال الزيضضادي‪ :‬والمعتمضضد أن العضضبرة بمضضن يحضضضر وإن لضضم تلزمضضه‬
‫الجمعة‪.‬‬
‫واعلم أنه إذا تعددت الجمعة لحاجة بأن عسر الجتماع بمكان‬
‫جاز له العدد بقدرها وصحت صلة الجميع على الصح سضضواء وقضضع‬
‫إحرام الئمة معا ً أو مرتبًا‪ ،‬وسن الظهر مراعضضاة للخلف‪ ،‬وأمضضا إذا‬
‫تعددت لغير الحاجة المذكورة فله خمس حضضالت‪ .‬الحالضضة الولضضى‪:‬‬
‫أن يقعا معا ً فيبطلن فيجب أن يجتمعوا في محل واحضضد ويعيضضدوها‬
‫جمعة عند اتساع الوقت ول تصح الظهر بعدها‪ .‬الحالة الثانيضضة‪ :‬أن‬
‫يقعا مرتبا ً فالسابقة هي الصضضحيحة واللحقضضة باطلضضة فيجضضب علضضى‬
‫أهلها صلة الظهر‪.‬‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬أن يشك في السبق والمعية فيجضضب عليهضضم أن‬
‫يجتمعوا في محل ويعيدوها جمعة عند اتساع الوقت وتسن الظهر‬
‫بعدها‪ .‬الحالة الرابعة‪ :‬أن يعلم السبق ولم تعلم عين السابقة كأن‬
‫سمع مريضان أو مسافران تكبيرتين متلحقتين فأخبرا بضضذلك مضضع‬
‫جهل المتقدمة منهما فيجب عليهم الظهر لنه ل سبيل إلى إعضضادة‬
‫الجمعة مع تيقن وقوع جمعة صحيحة في نفضضس المضضر‪ ،‬لكضضن لمضضا‬
‫كضانت الطائفضة الضتي صضضحت جمعتهضا غيضر معلومضة وجضب عليهضضم‬
‫الظهر وخرج بالمريضين أو المسافرين غيرهما فل تصضضح شضضهادته‬
‫لفسقه بترك الجمعضة‪ .‬الحالضة الخامسضة‪ :‬أن يعلضم السضبق وتعلضم‬
‫عين السابقة لكن نسيت وهي كالحالة الرابعة أي فيجب استئناف‬
‫الظهضضر فقضضط للتبضضاس الصضضحيحة بالفاسضضدة‪) .‬و( سادسضضها‪) :‬أن‬
‫يتقضضدمها خطبتضضان( للتبضضاع بخلف العيضضد فضضإن خطبضضتيه مؤخرتضضان‬
‫للتباع ولن خطبة الجمعة شضضرط لصضضحتها والشضضرط مقضضدم علضضى‬
‫مشروطه‪ ،‬ويسن في الخطبتين كونهما على منضضبر فضضإن لضضم يكضضن‬
‫فعلى مرتفع‪ ،‬ويسن للخطيب أن يسلم علضضى مضضن عنضضد المنضضبر أو‬
‫المرتفع وأن يصعد بتؤدة ورفق نقله الزيادي عن محمد الجضضويني‪،‬‬
‫وأن يقبل عليهم إذا صعد المنبر أو نحوه وانتهى إلى الدرجة الضضتي‬
‫تسضضمى بالمسضضتراح‪ ،‬وأن يسضضلم عليهضضم ثضضم يجلضضس فيضضؤذن واحضضد‬
‫للتباع في الجميع‪ .‬قال ابن حجر في تحفضضة المحتضضاج‪ :‬وأمضضا الذان‬
‫الذي قبلضه علضضى المنضضارة فأحضضدثه عثمضضان رضضضي اللضضه عنضضه وقيضضل‬
‫معاوية لما كثر الناس‪ ،‬ومن ثم كان القتصار علضضى التبضضاع أفضضضل‬
‫إل لحاجة كأن توقف حضورهم على ما بالمنارة‪.‬‬
‫]تنبيه[ كلمهم هذا وغيره صريح في أن اتخاذ مضضرق للخطيضضب‬
‫يقرأ الية والخضبر المشضهورين بدعضة وهضو كضذلك لنضه حضدث بعضد‬
‫الصدر الول‪ ،‬قيل‪ :‬وهي حسنة لحث الية على ما يندب لكل أحضضد‬
‫من إكثار الصلة والسلم على رسول الله صلى الله عليضضه وسضّلم‬
‫ل سيما في هضضذا اليضضوم‪ ،‬ولحضضث الخضضبر علضضى تأكضضد نضضدب النصضضات‬
‫المفوت تركه لفضل الجماعة بل والموقع في الثضضم عنضضد كضضثيرين‬
‫من العلماء اهض‪ .‬ويسضضن للخطيضضب أن يشضضغل يسضضاره بنحضضو سضضيف‬
‫ويمناه بحرف المنبر لتباع السلف والخلف‪ ،‬فإن لم يجد شيئا ً من‬
‫ذلك جعل اليمنى على اليسرى أو أرسلهما والغرض أن يخشع ول‬
‫يعبث بهما ويقيم المؤذن بعد الفراغ من الخطبة ويبضضادر الخطيضضب‬
‫بالنزول ليبلغ المحراب مع فراغه من القامة‪ ،‬ويكره اللتفات في‬
‫الخطبضضة الثانيضضة والشضضارة بيضضده أو غيرهضضا ودق درج المنضضبر فضضي‬
‫صعوده بنحو سيف أو رجله والدعاء إذا انتهى إلى المستراح قبضضل‬
‫جلوسه عليضضه والوقضضوف فضضي كضضل مضضرة وقفضضة خفيفضضة يضضدعو فيهضضا‬
‫ومبالغة السراع في الثانية وخفض الصوت بها قاله ابن حجر في‬
‫المنهج القويم‪.‬‬
‫]خاتمة[ أفتى السيد محمد صضالح بضأنه يكضضره أن يخطضضب فضضي‬
‫الجمعة غير المام‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في أركان الخطبضضتين )أركضان الخطبضضتين خمسضة( أي‬
‫إجمال ً وإل فهي ثمانية تفصيل ً لتكضضرر الثلثضضة الول فيهمضضا‪ .‬أحضضدها‪:‬‬
‫)حمد الله فيهما( ويشترط كونه بلفضضظ اللضضه ولفضضظ حمضضد فتتعيضضن‬
‫مادة الحمد بأي صيغة كانت كالحمد لله أو أحمد الله أو أنضضا حامضضد‬
‫لله أو لله الحمد‪ ،‬فل يكفي غيضضر مضضادة الحمضضد كالشضضكر‪ ،‬وليكفضضي‬
‫الحمد للرحمن والخالق‪ ،‬والفرق أن للفظ الجللضضة بالنسضضبة لبقيضضة‬
‫أسماء الله تعالى وصفاته مزية تامة فإن له الختصضضاص التضضام بضضه‬
‫تعالى‪ ،‬ويفهم منه عنضضد ذكضضره سضضائر صضضفات الكمضضال بخلف بقيضضة‬
‫أسمائه تعالى وصفاته‪) .‬و( ثانيها‪) :‬الصلة على النضضبي صضضلى اللضضه‬
‫عليه وسّلم فيهما( وتتعين الصلة من مادتها كالصلة علضضى محمضضد‬
‫أو أصلي أو نصلي أو أنا مصل‪ ،‬ول يتعيضضن لفضضظ محمضضد بضضل يكفضضي‬
‫أحمد أو النبي الماحي أو الحاشر أو نحو ذلضك‪ ،‬ول يكفضي الضضمير‬
‫وإن تقدم له مرجع )و( ثالثها‪) :‬الوصية( أي المر )بالتقوى فيهما(‬
‫قال الزيضضادي‪ :‬والتقضضوى هضضي امتثضضال أوامضضر اللضضه واجتنضضاب نضضواهيه‬
‫انتهى‪ .‬ويكفي أحدهما عند ابن حجر‪ ،‬وأما عند الرملي فل بضضد مضضن‬
‫الحث على الطاعة‪ ،‬ول يكفي مجرد التحذير مضضن الضضدنيا وغرورهضضا‬
‫اتفاقا ً لن ذلك معلضضوم حضضتى عنضد الكفضار‪ ،‬ول تتعيضن الوصضية مضضن‬
‫مادتها بل يكفي ما يقوم مقامها نحو‪ :‬أطيعوا الله‪ ،‬وإنما لم يتعيضضن‬
‫لفظها لن الغرض منها الوعظ والحث على الطاعضضة وهضضو حاصضضل‬
‫بغير لفظهضا‪) .‬و( رابعهضا‪) :‬قضراءة آيضة مضن القضرآن فضي إحضداهما(‬
‫للتباع أي آية مفهمة فل يكفي ثم نظضضر وإن كضضانت آيضضة كمضضا قضضاله‬
‫الحصني‪ ،‬قال الزيادي‪ :‬كانت دالة على وعضضد أو وعيضضد أو حكضضم أو‬
‫قصضضة‪ ،‬ول يبعضضد الكتفضضاء بشضضطر آيضضة طويلضضة لنضضه أولضضى مضضن آيضضة‬
‫قصيرة‪ ،‬ول تجزىء آية حمد أو وعظ عنه كمضضا فضضي قضضوله‪ :‬الحمضضد‬
‫لله الذي خلق السموات والرض وجعضضل الظلمضضات والنضضور{ ))‪(6‬‬
‫النعام‪ (1:‬إذ الشيء الواحد ل يؤدي به فرضان بل عنه فقط‪ ،‬ولو‬
‫أتى بآيات تشتمل علضضى الركضضان كلهضضا مضضا عضضدا الصضضلة لعضضدم آيضضة‬
‫تشتمل عليها لم تجزىء لنها ل تسمى خطبة انتهضضى‪ .‬ويسضضن بعضضد‬
‫فراغ قراءة آية مفهمة أن يقرأ سورة ق كل جمعة بين ذلضضك فضضي‬
‫فتح المعين‪ .‬وعبارة الباجوري‪ :‬ويسن أن يقرأ سورة ق كل جمعة‬
‫لخبر مسلم‪" :‬كان النبي صلى الله عليه وسّلم يقرأ سورة ق فضضي‬
‫كل جمعة على المنضضبر" ويكفضضي فضضي أصضضل السضضنة قضضراءة بعضضضها‬
‫انتهت‪ .‬قوله في إحداهما الولى أن تكون الية في الخطبة الولى‬
‫لتكون في مقابلة الدعاء للمؤمنين والمؤمنات في الثانية فيحصل‬
‫التعادل بينهما فإنه حينئذ ٍ يكون في كل منهما أربعة أركان ولو لضضم‬
‫يحسن شيئا ً من القرآن ولم يوجد من يحسنه غيره أتى ببدل الية‬
‫من ذكر أو دعاء فإن عجز وقضضف بقضضدرها‪) .‬و( خامسضضها‪) :‬الضضدعاء(‬
‫أي بأخروي )للمؤمنين والمؤمنات فضضي الخيضضرة( أي فضضي الخطبضضة‬
‫الثانية عموما ً أو خصوصا ً بل الولى التعميضضم‪ ،‬ول بضضأس بتخصيصضضه‬
‫بالسامعين كقوله‪ :‬رحمكم الله‪ ،‬ويكفي‪ :‬اللهم أجرنا من النضضار إن‬
‫قصضضد تخصضضيص الحاضضضرين‪ .‬قضضال الشضضرقاوي‪ :‬قضضوله والمؤمنضضات‬
‫التيان به سنة وليس من الركان فلو اقتصر عليه لم يكف بخلف‬
‫ما لو اقتصر على المؤمنين انتهضضى‪ .‬ول يجضضوز اللهضضم اغفضضر لجميضضع‬
‫المسضضلمين جميضضع ذنضضوبهم لوجضضوب اعتقضضاد دخضضول طائفضضة مضضن‬
‫المؤمنين النار ولضضو واحضضدا ً ومضضا ذكضضر ينضضافيه‪ ،‬بخلف اغفضضر لجميضضع‬
‫المسلمين ذنوبهم أو اغفر للمسلمين جميع ذنضضوبهم بحضضذف لفضضظ‬
‫جميع في أحد الطرفيضضن كمضضا قضضاله الشبراملسضضي‪ m.‬وأمضضا الضضدعاء‬
‫للسلطان بخصوصه فل بأس به إذا لم يكن فيه مبالغة في وصضضفه‬
‫وخروج عن الحد كالعادل المعطي كل ذي حق حقه الذي ل يظلم‬
‫فهذا مكروه إن لم يخش من تركه ضررا ً أو فتنضضة وإل وجضضب كمضضا‬
‫في قيام بعض الناس لبعض‪ ،‬ول يشترط فضضي خضضوف الفتنضضة غلبضضة‬
‫الظن بل يكفي أصله‪ ،‬وأما الدعاء لئمة المسلمين وولة أمضضورهم‬
‫عموما ً بالصضضلح والهدايضضة فسضضنة‪ .‬قضضال عثمضضان السضضويفي‪ :‬ويكضضره‬
‫للخطيب رفع يديه حالة الخطبة‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في شضضروط الخطبضضتين للجمعضضة )شضضروط الخطبضضتين‬
‫عشرة( بل أكثر‪ .‬أحدها‪) :‬الطهارة عن الحضضدثين الصضضغر والكضضبر(‬
‫فلو أحدث في أثناء الخطبضضة اسضضتأنفها وجوب ضا ً وإن سضضبقه الحضضدث‬
‫وقصر الفصل‪ ،‬بخلف مضضا لضضو اسضضتخلف هضضو أو القضضوم واحضضدا ً مضضن‬
‫الحاضرين فإنه يبني على ما فعله الول من الخطبة نعضضم ل يجضضوز‬
‫البناء في الغماء مطلقا ً فإذا أغمضضي علضضى الخطيضضب قبضضل أن يتضضم‬
‫الخطبتين لم يجز البناء منضضه ول مضضن الخليفضضة لضضزوال الهليضضة فيضضه‬
‫دون الول أو أحدث بين الخطبتين والصلة وتطهر عضضن قضضرب لضضم‬
‫يضضضر‪) .‬و( ثانيهضضا‪) :‬الطهضضارة عضضن النجاسضضة فضضي الثضضوب والبضضدن‬
‫والمكان( وكذا ما يتصل بهضضا ومنضضه سضضيف أو عكضضازة فضضي أسضضفلها‬
‫نجاسة أو موضوع عليها فل يجوز قبض ذلك ول قبض حرف منضضبر‬
‫عليه نجاسة في محل آخر‪ ،‬ومن ذلك أن يكون فيه عظم عاج من‬
‫عظم الفيل فإن قبض بيضضده علضضى محضضل النجاسضضة بطلضضت خطبتضضه‬
‫مطلقا ً وإن قبض على محل طاهر منه فإن كان ينجر بجره بطلت‬
‫أيضا ً وإل فل‪.‬‬
‫]فائدة[ قال محمضضدبن يعقضضوب فضضي القضضاموس‪ :‬والعضضاج عظضضم‬
‫الفيل ومن خواصه أنه إن بخر به الزرع أو الشضضجر لضم يقربضضه دود‬
‫وشاربته كل يوم درهمان بماء وعسل إن جومعت بعد سبعة أيضضام‬
‫حبلت انتهى‪ .‬وقال أحمد الفيضضومي فضضي المصضضباح المنيضضر‪ :‬والعضضاج‬
‫أنياب الفيلة‪ ،‬قال الليث‪ :‬ول يسمى غير الناب عاجًا‪ ،‬والعاج ظهضضر‬
‫السلحفاة البحرية وعليه يحمل أنه كان لفاطمة رضضضي اللضضه عنهضضا‬
‫سوار من عاج ول يجوز حمله على أنيضاب الفيلضة لن أنيابهضا ميتضة‬
‫بخلف السلحفاة والحديث حجة لمن يقضضول بالطهضضارة انتهضضى‪) .‬و(‬
‫ثالثها‪) :‬ستر العورة( أي في حق الخطيب ل في حق سضضامعيه فل‬
‫يشترط سترهم وكذا طهرهم ول كونهم بمحل الصلة ول فهمهضضم‬
‫لما سمعوه كما نقله الزيادي عن ابن حجر‪ ،‬ول يشترط أيض ضا ً نيضضة‬
‫الخطبة‪ ،‬قال الباجوري‪ :‬وإنما اشترط ذلك في حضضق الخطيضضب لن‬
‫الخطبتين بمنزلة ركعتين كمضضا قيضضل وهضضو متلبضضس بفعلهمضضا بخلف‬
‫السامعين‪ ،‬والظاهر صحة خطبة العاجز عن السضضترة دون العضضاجز‬
‫عن طهر الحدث والخبث‪) .‬و( رابعها‪) :‬القيضضام علضضى القضضادر( قضضال‬
‫الرافعي‪ :‬وقد عدوا القيام هنضضا شضضرطا ً وفضضي الصضضلة ركن ضًا‪ .‬وقضضال‬
‫إمام الحرمين‪ :‬ل حجر في عده ركنا ً في موضع وشرطا ً في آخضضر‪،‬‬
‫وفرق بعضهم بأن المقصود بقيام الصضلة وقعودهضا الخدمضة فعضدا‬
‫ركنين فيها‪ ،‬والمقصود مضضن الخطبضضة الضضوعظ ل القيضضام فيضضه فكضضان‬
‫بالشرط أشبه‪ ،‬ذكره الزيادي‪) .‬و( خامسها‪) :‬الجلوس بينهما فوق‬
‫طمأنينة الصلة( والمراد بالفوقية هنا الرتقاء والوصول بأن يصضضل‬
‫الجلوس بين الخطبتين إلضضى قضضدر الطمأنينضضة فضضي الصضضلة‪ ،‬وليضضس‬
‫المراد بذلك الزيادة عليه بأن يزيد عليه في طوله لنه ل يشضضترط‬
‫الزيادة على ذلك‪ ،‬بل الذي يشضضترط فيضضه أصضضل الطمأنينضضة فقضضط‪،‬‬
‫قال الشضضرقاوي‪ :‬وأقضضل الجلضضوس أن يكضضون بقضضدر الطمأنينضضة فضضي‬
‫الصلة كما في الجلوس بيضضن السضضجدتين‪ ،‬ويسضضن أن يكضضون بقضضدر‬
‫سورة الخلص وأن يقرأها فيه فلو تضضرك الجلضضوس بينهمضضا حسضضبتا‬
‫واحدة فيجلس ويأتي بخطبة أخرى‪ ،‬ومن خطب قاعدا ً لعذر فصل‬
‫بينهما وجوبا ً بسكتة فوق سكتة التنفضضس والعضضي بكسضضر العيضضن أي‬
‫التعب أي زائدة عليها‪ ،‬قال السويفي‪ :‬ومثله من خطب قائما ً ولم‬
‫يقدر على الجلوس أو خطب مضطجعا ً فيفصل كل منهما بسكتة‪،‬‬
‫والولى للعاجز الستنابة فلضضو تضضرك الجلضضوس لضضم تصضضح خطبتضضه إذ‬
‫الشضضروط يضضضر الخلل بهضضا ولضضو مضضع السضضهو اهضضض‪) .‬و( سادسضضها‪:‬‬
‫)الموالة بينهما( أي بين الخطبتين‪) .‬و( سضضابعها‪) .‬المضضوالة بينهمضضا‬
‫وبين الصلة( أي وبين أركان كل منهما بأن ل يطول فصضضل عرف ضا ً‬
‫في هذه المواضع الثلثة وضبط طوله بقدر ركعتين بأخف ممكن‪،‬‬
‫فإن نقص عن ذلك لم يضر ول يضر تخلضضل الضضوعظ بيضضن أركانهمضضا‬
‫وإن طال‪ ،‬وكذا قراءة وإن طالت حيث تضمنت وعظا ً خلفا ً لمضضن‬
‫أطلق القطع بها فإنه غفلة عن كونه صلى الله عليضضه وس ضّلم كضضان‬
‫يقرأ في خطبته ق أفاده الباجوري‪ .‬قال السويفي‪ :‬فلو علم تضضرك‬
‫ركن ولم يدر هل هو من الولى أو الثانيضضة هضضل يجضضب إعادتهمضضا أم‬
‫إعادة الثانية فقط؟ فيه نظر والقرب أن يجلس ثم يأتي بالخطبة‬
‫الثانية لحتمال أن يكون المتروك من الولى فيكون جلوسها لغوا ً‬
‫فتكمل بالثانيضضة ويجعضضل مجموعهمضضا خطبضضة أولضضى فيجلضضس بعضضدها‬
‫ويأتي بالثانية‪ ،‬وبتقدير كون المتروك من الثانية فضضالجلوس بعضضدها‬
‫ل يضر لن غايته أنه جلوس بعد الخطبة وهو ل يضضضر مضضا يضضأتي بضضه‬
‫بعد تكرير لما أتى من الخطبة الثانية واستبدال لما تركه منها‪ ،‬أما‬
‫لو شك في ترك الركن بعد الفراغ من الخطبضضة لضضم يضضؤثر كالشضضك‬
‫فضضي تضضرك ركضضن بعضضد الفضضراغ مضضن الصضضلة‪) .‬و( ثامنهضضا )أن تكضضون‬
‫بالعربيضضة( أي أن تكضضون أركضضان الخطبضضتين بكلم العضضرب وإن كضضان‬
‫القوم عجما ً ل يفهمونها لنهم يعرفون أنه يعظهم فضضي الجملضضة أي‬
‫في غير هذه الصورة‪ ،‬فالمدار علضضى معرفتهضضم بقرينضضة أنضضه واعضضظ‬
‫وإن لم يعرفوا أما يعظهم به‪ ،‬ويجب أن يتعلم واحد منهم العربية‪،‬‬
‫فإن لم يتعلم أحد منهم أثموا كلهم ول تصح خطبتهم قبضضل التعلضضم‬
‫فيصلون ظهرا ً هذا كله مع إمكان التعلم‪ ،‬قال الشرقاوي‪ :‬فإن لم‬
‫يمكن خطب واحد منهم بأي لغة شاء بشرط أن يفهم الحاضضضرون‬
‫تلك اللغة علضى المعتمضد بخلف العربيضة ل يشضترط فهمهضم إياهضا‬
‫لنها أصل وغيرها بدل وقال السويفي‪ :‬فإن لضضم يمكضضن أي التعلضضم‬
‫خطب واحد منهم بلسانه وإن لم يفهمه الحاضضضرون بضضأن اختلفضضت‬
‫لغاتهم‪ ،‬وظاهره وإن أحسن ما أحسنه القوم فل يتعين أن يخطب‬
‫به‪ ،‬فضضإن لضضم يحسضضن أحضضد منهضضم الترجمضضة فل جمعضضة لهضضم لنتفضضاء‬
‫شضضرطها‪ .‬وقضضال أيضضا ً نقل ً عضضن البرمضضاوي‪ :‬ومحضضل اشضضتراط كضضونه‬
‫أركان الخطبة بالعربية إن كان في القوم عربي وإل كفى كونهمضضا‬
‫بالعجمية إل في الية فهي كالفاتحة أي فل بضضد فيهضضا مضضن العربيضضة‪.‬‬
‫)و( تاسعها‪) :‬أن يسمعهما أربعين( أي أن يسضضمع الخطيضضب أركضضان‬
‫الخطبتين للربعين الذين تنعقد بهم الجمعة ومنهم المام أي يجب‬
‫السضضماع مضضن الخطيضضب بالفعضضل بضضأن يرفضضع صضضوته حضضتى يسضضمعه‬
‫الجالسون‪ ،‬أما السماع من الجالسين فيجضضب بضضالقوة بضضأن يكونضضوا‬
‫بحيث لو أصغوا لسمعوا فل يضر نحو لغط بخلف الصضضمم والبعضضد‬
‫والنوم الثقيل ولو لبعضهم ل مجرد النعاس فل يضر‪ ،‬نعضضم ل يضضضر‬
‫صضضمم المضضام لنضضه يعضضرف مضضا يقضضول وإن لضضم يسضضمع كمضضا قضضاله‬
‫الشضضرقاوي‪ ،‬وقضضال الزيضضادي‪ :‬ويعتضضبر علضضى الصضضح عنضضد النضضووي‬
‫والرافعضضي وغيرهمضضا إسضضماعهم لهضضا بالفعضضل ل بضضالقوة‪ ،‬فل تجضضب‬
‫الجمعة على أربعين بعضهم صضضم ول تصضضح مضضع وجضضود لغضضط يمنضضع‬
‫سماع ركن على المعتمضد فيهضا انتهضى‪ .‬ونقضل عضن الجهضوري أنضه‬
‫يشترط سماع الركان في آن واحد لن المقصضضود ظهضضور الشضضعار‬
‫ول يوجد إل بأربعين في آن واحد وبذلك أفتى شيخ السضضلم‪ ،‬فلضضو‬
‫سضضمع الركضضان عشضضرون مثل ً وذهبضضوا فجضضاء عشضضرون فأعضضاد لهضضم‬
‫الركضضان ثضضم حضضضر مضضن سضضمع أول ً فل يكفضضي‪ ،‬وسضضن لمضضن سضضمع‬
‫الخطبة سضضكوت مضضع إصضضغاء‪ ،‬قضضال الرحمضضاني‪ :‬ويكضضره الكلم مضضن‬
‫المستمعين حال الخطبة خلفا ً للئمة الثلثة حيث قالوا إنه يحرم‪،‬‬
‫وحملنا اليضضة علضضى النضضدب وهضضو قضضوله تعضضالى‪ :‬وإذا قرىضضء القضضرآن‬
‫فاسضضتمعوا لضضه وأنصضضتوا{ ))‪ (7‬العضضراف‪ (204:‬فإنهضضا نزلضضت فضضي‬
‫الخطبة وسميت قرآنا ً لشتمالها عليه‪ ،‬نعضضم إن دعضضت لضضه ضضضرورة‬
‫وجب أو سن كالتعليم الواجب والنهضضي عضضن محضضرم وليكضضره قبضضل‬
‫الخطبة وبعدها وبينهما ولو لغير حاجة ويجب رد السلم وإن كضضره‬
‫ابتداؤه‪) .‬و( عاشرها‪) :‬أن تكضضون كلهضضا فضضي وقضضت الظهضضر( للتبضضاع‬
‫رواه البخاري‪ .‬وبقي من شروط الخطبتين خمسة وهضضي الضضذكورة‬
‫ووقوعهما في خطه أبنية وفعلهما قبل الصلة والسماع من تسعة‬
‫وثلثين وتمييز فرضهما من سنتهما كما في الصضضلة‪ ،‬وأمضضا ترتيضضب‬
‫أركانهما فليس بشرط بل سنة فقط‪.‬‬
‫]فائدة[ ورد في الخبر‪ :‬أن من قرأ عقب سلمه مضضن الجمعضضة‬
‫قبل أن يثني رجله الفاتحة والخلص والمعوذتين سبعا ً سبعا ً غفضضر‬
‫له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأعطي مضضن الجضضر بعضضدد مضضن آمضضن‬
‫بالله ورسوله‪ .‬وفي رواية لبضضن السضضني بإسضضقاط الفاتحضضة وزيضضادة‬
‫وأن ذلك بعد من السوء إلى الجمعة الخرى‪ ،‬وفضضي روايضضة بزيضضادة‬
‫وقبل أن يتكلم حفظ له دينه ودنياه وأهله وولده‪ ،‬وذكر ذلضضك ابضضن‬
‫حجر‪ .‬ونقل عن الزيادي أن كيفية ذلك أن يبدأ بالفاتحة ثم قل هو‬
‫الله أحد ثم قل أعوذ برب الفلق ثم قل أعوذ برب النضضاس‪ ،‬ونقضضل‬
‫القليوبي عن شيخه أن ما ورد فيه أمر مخصوص يفوت بمخضضالفته‬
‫فيفوت يثني رجله ولو بجعل يمينضضه للقضضوم‪ .‬وقضضوله قبضضل أن يثنضضي‬
‫رجله أي قبضضل أن يصضضرف رجلضضه عضضن حضضالته الضضتي هضضو عليهضضا فضضي‬
‫التشهد‪ .‬وقوله ما تقدم مضضن ذنبضضه ومضضا تضضأخر أي مضضن الصضضغائر إذا‬
‫اجتمعت الكبائر نقله المناوي عن أبي السعد القشيري ثم يقول‪:‬‬
‫يا غني يا حميد يا مبدىء يا معيد يا رحيضضم يضضا ودود اغننضضي بحللضضك‬
‫عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضضضلك عمضضن سضضواك‪ ،‬أربضضع‬
‫مرات‪ .‬وروي أن من واظب عليه أغناه اللضضه ورزقضضه مضضن حيضضث ل‬
‫يحتسب‪ .‬ونقل الشرقاوي عن شضضيخنا الشضضيخ الحفنضضي أن الضضدعاء‬
‫المذكور وارد في حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسّلم‪.‬‬
‫]فائدة[ عن القطب عبدالوهاب الشضضعراني نفعنضضا اللضضه بضضه إن‬
‫من واظب على قراءة هذين البيتين في كل يوم جمعة توفاه الله‬
‫تعالى على السلم من غير شك وهما‪:‬‬
‫إلهي لست للفردوس أهل ً <> ول أقوى على نار الجحيم‬
‫فهب لي توبة واغفر ذنوبي <> فإنك غافر الذنب العظيم‬
‫ونقل عن بعضهم أنهما يقرآن خمس مرات بعد صلة الجمعة‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬فيما يتعلق بالميت )الذي يلزم( بفتح الزاي أي يجضضب‬
‫على الكفاية على من علم بموته أو ظنضضه أو لضضم يعلضضم بضضذلك ولضضم‬
‫يظنه لكن قصر لكونه بقربه وينسب فضضي عضضدم البحضضث عنضضه إلضضى‬
‫تقصضضير مضضن أقضضاربه وغيرهضضم )للميضضت( المسضضلم ولضضو غريق ضا ً غيضضر‬
‫المحرم بنسك والشضضهيد فضضي محضضل محاربضضة الكفضضار ولضضو صضضبيا ً أو‬
‫فاسقا ً أو محدثا ً حدثا ً أكبر وغير السقط فضضي بعضضض أحضضواله )أربضضع‬
‫خصال( أي كاملة وهي بكسر الخاء جمع خصلة بفتحها مثضضل خلل‬
‫وخلة وزنا ً ومعنى وبقي خامس وهضضو الحمضضل إلضضى موضضضع الضضدفن‪.‬‬
‫أحدها )غسله( أي أو بدله وهو التيمم كما لضضو أحضضرق بالنضضار وكضضان‬
‫بحيث لو غسل تهرى‪ ،‬وكما لو لم يوجضضد إل أجنضضبي فضضي المضضرأة أو‬
‫أجنبية في الرجل فييمم الميت فيهما بحائل‪ ،‬نعم الصغير الذي لم‬
‫يبلغ حد الشهوة يغسله الرجال والنساء ومثله الخنثى الكضضبير‪) .‬و(‬
‫ثانيها‪) :‬تكفينه( أي بعد غسله أو بضضدله‪) .‬و( ثالثهضضا‪) :‬الصضضلة عليضضه(‬
‫أي بعد الغسل وجوبا ً لنضضه المنقضضول عضضن النضضبي صضضلى اللضضه عليضضه‬
‫وسّلم فلو تعذر كأن وقع فضضي حفضضرة وتعضضذر إخراجضضه وطهضضره لضضم‬
‫يصل عليه وبعد التكفين ندبا ً بل تكضضره الصضضلة عليضضه قبضضل تكفينضضه‬
‫لنه يشعر بالزدراء بالميت‪) .‬و( رابعها‪) :‬دفنضضه( أي فضضي قضضبر‪ ،‬أمضضا‬
‫الكافر فل يجب غسضضله بضضل هضضو جضضائز مطلقضا ً سضضواء كضضان ذميضا ً أو‬
‫غيره‪ ،‬ول تجوز الصلة عليه فإنها حضضرام مطلقضا ً وإن كضان ذميضا ً أو‬
‫مرتدًا‪ ،‬ويجب تكفين الذمي والمضضؤمن والمعاهضضد ودفنهضضم وتكفيضضن‬
‫هؤلء الثلثة في بيت المال فإن لم يكن فعلينا حيضضث ل مضضال لهضضم‬
‫ولم يكن لهم من تلزمه نفقتهم وفاء بذمة وعهد وأمضضان مضضن ذكضضر‬
‫كما يجب إطعامهم وكسوتهم‪ ،‬والفرق بين المعاهضضد والمضضؤمن أن‬
‫المعاهد هو الذي عقد مع المام أو نضضائبه خاصضضة بالمصضضالحة علضضى‬
‫ترك القتال مضضدة معلومضضة أربعضضة أشضضهر فأقضضل عنضضد قوتنضضا وعشضضر‬
‫سضضنين عنضضد ضضضعفنا‪ ،‬ويسضضمى أيضضضا ً موادعضضا ً ومهادنضضا ً ومسضضالما ً‬
‫والمؤمن كذلك إل أنه ل يجوز عقد أكثر من أربعة أشهر وأنضضه قضضد‬
‫يعقده الحاد أيضًا‪ ،‬ول يجب تكفين الحربي والمرتد والزنديق وهو‬
‫الذي ل يتمسك بشريعة ويقول بضضدوام الضضدهر‪ ،‬وقيضضل هضضو الضضذي ل‬
‫يؤمن بالخرة ول بوحدانية الخالق ول يجب دفنهم بل يجوز إغضضراء‬
‫الكلب عليهم لكن الولى مواراتهم لئل يتأذى الناس برائحتهم بل‬
‫تجب إذا تحقق الذى منهم‪ ،‬وأما المحرم الذكر فل يلبس مخيطضضا ً‬
‫ول يسضضتر رأسضضه والمضضرأة والخنضضثى ل يسضضتر وجههمضضا ول كفاهمضضا‬
‫بقفازين‪ ،‬ويحرم أيضا ً أن يقرب لهضضم طيضضب ككضضافور وحنضضوط فضضي‬
‫أبدانهم وأكفانهم وماء غسضضلهم إبقضضاء لثضضر الحضضرام لن النسضضك ل‬
‫يبطل بالموت‪ ،‬وأما الشهيد فيحضضرم غسضضله والصضضلة عليضضه ويسضضن‬
‫دفنه في ثيابه فقط ولضو مضن حريضر بعضد نزعهضا منضه عقضب مضوته‬
‫وعودها إليه عند التكفين‪ ،‬وما الدفن فواجب كالتكفين سضضواء فضضي‬
‫ذلك ثيابه الملطخة بالدم وغيرها لكن الملطخة أولى سواء أقتلضضه‬
‫كافر أم أصابه سلح مسلم خطأ أو عاد إليه سلح نفسه أو سقط‬
‫عن دابته أو وطئته الدواب أو أصابه سهم ل يعرف هضضل رمضضى بضضه‬
‫مسلم أو كافر‪ ،‬وسواء وجد به أثر أم ل مات فضضي الحضضال أم بقضضي‬
‫زمنا ً ومات بضذلك السضضبب قبضل انقضضضاء الحضرب أم معضه أم بعضضده‬
‫وليس فيه إل حركة مذبوح‪ ،‬بخلف ما لضضو مضضات بعضضده وفيضضه حيضضاة‬
‫مستقرة فليس بشهيد‪ .‬وأما السقط وهو الضضذي سضضقط مضضن بطضضن‬
‫أمه قبل تمام أشضضهره وهضضي سضضنة ولحظتضضان ففيضضه تفصضضيل‪ ،‬فضضإن‬
‫ظهرت فيه أمارة الحياة كاختلج أو اضطراب أو تنفضضس أو تحضضرك‬
‫أو بكاء ولو قبل انفصاله وجب فيه ما في الكبير من صلة وغيرها‬
‫وإل فإن ظهر خلقه بأن تخطط سواء بلغ أربعة أشهر أم ل وجضضب‬
‫تجهيزه بل صلة وإل فل شيء فيه بل تحرم الصضضلة عليضضه ويجضضوز‬
‫رميه ولو للكلب لكن يسضضن سضضفره بخرقضضة ودفنضضه‪ ،‬فالحاصضضل أن‬
‫السقط له ثلثة أحضضوال‪ ،‬قضضال الشضضيخ محمضضد الحفنضضي رضضضي اللضضه‬
‫تعالى عنه‪:‬‬
‫والسقط كالكبير في الوفاة <> إن ظهرت أمارة الحياة‬
‫أو خفيت وخلقه قد ظهرا <> فامنع صلة وسواها اعتبرا‬
‫أو اختفى أيضا ً ففيه لم يجب <> شيء وستر ثم دفن قد ندب‬
‫وأما الولد النضضازل بعضضد تمضضام أشضضهره فحكمضضه كضضالكبير مضضن صضضلة‬
‫وغيرها وإن نزل ميتا ً ولم يعلم له سبق حياة وإن لم يظهضضر خلقضضه‬
‫ول يسمى هذا سقطًا‪.‬‬
‫]فرع[ اعلم أن المؤن كأجرة التغسضضيل وثمضضن المضضاء والكفضضن‬
‫وأجرة الحفر والحمل فضي تركضضة الميضت يبضدأ بضه منهضا‪ ،‬لكضن بعضد‬
‫البتداء بحق تعلق بنفس تلك التركضضة كالزكضضاة الضضتي وجبضضت فيهضضا‪،‬‬
‫والمرهضضون والجضضاني والمتعلضضق برقبتضضه مضضال والمضضبيع إذا مضضات‬
‫المشتري مفلسًا‪ ،‬وأما الزوجة وخادمها سواء كان مملوكضضا ً لهضضا أو‬
‫مستأجرا ً بالنفقة فتجهيزها على زوج غني فضي الفطضرة وهضو مضن‬
‫يملك زيادة على كفاية يومه وليلته ما يصرفه في التجهيز ولو بما‬
‫يرثه منها عليه نفقتهما بخلف المستأجر بالجرة‪ ،‬وبخلف الفقيضضر‬
‫في الفطرة ومن ل تلزمه نفقتهما لنشوز أو صغر‪ ،‬وخضضرج بضضالزوج‬
‫ابنه فل يلزمه تجهيز زوجة أبيه وإن لزمضضه نفقتهضضا فضضي الحيضضاة‪ ،‬ول‬
‫يجب للزوجة إل ثوب واحد‪ ،‬ول يجب الثاني والثضضالث مضضن تركتهضضا‪،‬‬
‫نعم إن لم يقدر الزوج إل على بعض ثوب وجب باقيه مضضن تركتهضضا‬
‫ووجب ثان وثالث أيضا ً لفتتاح باب الخذ من التركة‪.‬‬
‫مض لئل يقبضضح منظضضره وشضضد لحيضضاه‬ ‫]فرع[ فإذا مات شخص غ ّ‬
‫بعصابة عريضة تربط فضضوق رأسضضه لئل يبقضضى فمضضه منفتحضا ً ولينضضت‬
‫مفاصله فيرد ساعده إلى عضده وساقه إلضضى فخضضذه وفخضضذه إلضضى‬
‫أصابعه ثم تمد وتليضضن أصضضابعه تسضضهيل ً لغسضضله وتكفينضضه فضضإن فضضي‬
‫البدن بعد مفارقة الروح بقية حرارة‪ ،‬فضضإذا لينضضت المفاصضضل حينئذٍ‬
‫لنت وإل فل يمكن تليينها بعد‪ ،‬ونزعت ثيابه التي مضضات فيهضضا لنضضه‬
‫يسرع إليه الفساد‪ ،‬ثم ستر كله إن لم يكضضن محرمضا ً بنسضضك بثضضوب‬
‫خفيف ويجعل طرفاه تحت رأسه ورجليه لئل ينكشف وثقل بطنضضه‬
‫بغير مصحف كمرآة ونحوها من أنواع الحديد لئل ينتفخ وقدر ذلضضك‬
‫بنحو عشرين درهمضا ً ورفضضع عضضن الرض علضضى سضضرير أو نحضضوه لئل‬
‫يتغير بنداوتها ووجه إلضضى القبلضضة كمحتضضضر وهضضو باضضضطجاع لجنضضب‬
‫أيمن فإن تعسر فلجنب أيسر فإن تعسر وجه باستلقاء بأن يلقضضى‬
‫ل‪ ،‬ويسضضن‬ ‫على قفاه ووجهه وأخمصاه للقبلة بضضأن يرفضضع رأسضضه قلي ً‬
‫أن يتولى ذلك كله أرفق محارمه به فالرجل من الرجضضل والمضضرأة‬
‫من المرأة بأسهل ما يمكنه‪ ،‬فإن توله الرجل من المرأة المحرم‬
‫أو بالعكس جاز‪.‬‬
‫]فائدة[ قال حسن العدوي نقل ً عن الشيخ الميضضر‪ :‬فضضإن تضضرك‬
‫تغميض العينين عقب الموت جذب شخص عضضضديه وآخضضر إبهضضامي‬
‫رجليه معا ً فإنه يغلق بصره مجرب انتهى‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في بيان غسله )أقل الغسل تعميم بضضدنه بالمضضاء( أي‬
‫مرة لنها الفرض في الحي والميت أولضضى بهضضا‪ ،‬فل يشضضترط تقضضدم‬
‫إزالة نجس عنه‪ ،‬ومحل الكتفاء بها حيث حصل النقضضاء وإل وجضضب‬
‫النقاء‪ ،‬ويسن اليتار إن لم يحصل النقاء بضضوتر‪ ،‬ول بضضد مضضن كضضون‬
‫غسله بفعلنا ولضضو كضضان كضضافرا ً أو غيضضر مكلضضف فل يكفضضي غضضرق ول‬
‫غسل الملئكة‪ ،‬ويكفي فعل الجن ولو غسضضل نفسضضه كرامضضة كفضضى‬
‫كما وقع لسيدي أحمضضد البضضدوي أمضضدنا اللضضه بمضضدده‪ ،‬ومثلضضه مضضا لضضو‬
‫غسله ميت آخر كرامة فإنه يكفي‪ ،‬ول يكره لنحو جنب غسله‪ ،‬ول‬
‫يجب نية الغسل لن القصد به النظافة وهضضي ل تتوقضضف علضضى نيضضة‬
‫لكن تسن خروجا ً من الخلف فيقول الغاسل‪ :‬نضضويت الغسضضل أداء‬
‫عن هذا الميت أو استباحة الصلة عليه بخلف نيضضة الوضضضوء فإنهضضا‬
‫واجبة‪ .‬ولذلك يلغز ويقال لناشيء واجب ونيته سضضنة وشضضيء سضنة‬
‫ونيته واجبة‪ ،‬فغسل الميت واجب ونيته سنة ووضوؤه سضضنة ونيتضضه‬
‫واجبة‪ ،‬ومن تعذر غسله لفقد ماء أو غيره كما لو احضضترق وككضضونه‬
‫مسموما ً مثل ً وكان بحيث لو غسل لتهرى يمضضم‪ ،‬والولضضى بالرجضضل‬
‫في غسله الرجل‪ ،‬والولى بالمرأة في غسلها المرأة‪ ،‬ولضضه غسضضل‬
‫حليلته من زوجة غير رجعية وأمة ما لم تكن مزوجضضة أو معتضضدة أو‬
‫مستبرأة‪ ،‬ولزوجة غير رجعية غسل زوجها ولو نكحضضت غيضضره بضضأن‬
‫تضع حملها عقب موته ثم تتزوج فلها أن تغسله وتستعين بزوجهضضا‬
‫لبقاء حق الزوجية بل مس منها له ول منه لهضضا لئل ينتقضضض وضضضوء‬
‫الماس فيهما‪ ،‬والولى بالرجضضل فضضي غسضضله الولضضى بالصضضلة عليضضه‬
‫درجة وهم رجال العصبة من النسب ثم الولء ثم المام ثضضم نضضائبه‬
‫ثم ذوو الرحام‪ ،‬فإن اتحدوا في الدرجضضة قضضدم هنضضا بالفقهيضضة فضضي‬
‫الغسل بخلفه في الصلة على الميت‪ ،‬فيقدم بالسضضنية والقربيضضة‬
‫فالفقه في باب الغسل أولى هنا من السن والقضضرب عكضضس مضضا‬
‫في الصلة‪ ،‬والولضضى بضضالمرأة فضضي غسضضلها قريباتهضضا وأولهضضن ذات‬
‫محرمية وبعد القريبات ذات ولء فأجنبيضضة فضضزوج فرجضضال محضضارم‪،‬‬
‫فإن تنضضازع مسضضتويان أقضضرع بينهمضضا‪ ،‬والصضضغير الضضذي لضضم يبلضضغ حضضد‬
‫الشهوة يغسله الرجال والنسضضاء ومثلضضه الخنضضثى الكضضبير عنضضد فقضضد‬
‫المحرم‪ ،‬ويجب إيصال الماء إلى مضضا يظهضضر مضضن فضضرج الضثيب عنضد‬
‫جلوسها على قدميها لقضاء حاجتها وما تحت قلفة القلف ويحرم‬
‫ختنه وإن عصى بتأخيره أو تعذر غسل مضضا تحضضت قلفتضضه بضضأن كضضان‬
‫فيها نجاسة تتعذر إزالتها فيدفن بل صلة عليضضه كفاقضضد الطهضضورين‬
‫على ما قاله الرملي‪ ،‬ول يجوز أن ييمضضم لن شضضرط الضضتيمم إزالضضة‬
‫النجاسة‪ ،‬وقال ابن حجر‪ :‬ييمم للضرورة‪ .‬قال البضضاجوري‪ :‬وينبغضضي‬
‫تقليده لن في دفنه بل صلة عدم احترام للميت كما قاله الشضضيخ‬
‫محمد الفضالي‪ ،‬ويكره في غير المحرم بنسك أخذ ظفره وشعره‬
‫لن أجزاء الميت محترمضضة‪ ،‬نعضضم لضضو تعضضذر غسضضله إل بحلضضق شضضعر‬
‫رأسه لتلبده بسضضبب صضضبغ أو نحضضوه كضضأن كضضان بضضه فضضروح وجمضضدها‬
‫بحيث ل يصل الماء إلى أصوله إل بضضإزالته وجبضضت‪ ،‬وكضضذا لضضو تعضضذر‬
‫غسل ما تحت ظفضضره إل بقلمضضه ول فضضرق فضضي هضضذا بيضضن المحضضرم‬
‫وغيره وفديته على من فعل به ذلك ويردان إليه فضضي الكفضضن نضضدبا ً‬
‫وفي القبر وجوبا ً فيجب دفنهما معه‪.‬‬
‫)وأكمله أن يغسل( أي الغاسل )سوأتيه( أي دبر الميت وقبله‬
‫بخرقة ملفوفة علضضى يسضضاره )وأن يزيضضل القضضذر( أي الوسضضخ )مضضن‬
‫أنفضضه وأن يوضضضئه( قبضضل الغسضضل كضضالحي ثلثضضا ً ثلثضضا ً بمضمضضضة‬
‫واستنشاق ويميل رأسه فيهما لئل يصل الماء بضضاطنه )وأن يضضدلك(‬
‫بضم عين الفعل من باب قتل )بدنه بالسدر( أي ونحضضوه كصضضابون‬
‫وأشنان ونحوهما قال في المصباح‪ :‬وإذا أطلق السدر في الغسل‬
‫فالمراد به الورق المطحضضون‪ ،‬قضضال الحجضضة فضضي التفسضضير‪ :‬السضضدر‬
‫نوعان‪ :‬أحدهما ينبضضت فضضي الريضضاف وهضضي البلد الضضتي لهضضا أشضضجار‬
‫وزروع فينتفع بورقه في الغسل وثمرته طيبضضة‪ ،‬والخضضر ينبضضت فضضي‬
‫الصحراء ول ينتفع بضضورقه فضضي الغسضضل وثمرتضضه عفصضضة اهضضض‪) .‬وأن‬
‫يصضضيب المضضاء عليضضه ثلثضًا( والسضضنة أن تكضضون الولضضى بنحضضو سضضدر‪،‬‬
‫والثانية مزيلة‪ ،‬والثالثة بماء قراح أي خالص فيها قليل من كضضافور‬
‫بحيث ل يغير الماء لن رائحته تطرد الهضضوام ويكضضره تركضضه‪ ،‬وخضضرج‬
‫بقليله كثيره فقد يغير الماء تغييرا ً كثيرا ً إل أن يكون صلبا ً فل يضر‬
‫مطلقا ً ولو غير الماء لنضضه مجضضاور‪ ،‬فهضضذه الغسضضلت الثلث غسضضلة‬
‫واحدة لن العبرة إنما هي بالتي بالماء القراح‪ ،‬ويسن ثانية وثالثضضة‬
‫كضضذلك فضضالمجموع تسضضع قائمضضة مضضن ضضضرب ثلث فضضي ثلث لن‬
‫الغسلت الثلث مشغلة على ثلث لكن العبرة بالثلث التي بالماء‬
‫القراح‪ .‬والحاصل أن أدنضضى الكمضضال ثلث وأكملضضه تسضضع وأوسضضطه‬
‫خمس أو سبع‪ ،‬وحاصله أن أكمله أن يغسل بماء مالضضح لن المضضاء‬
‫العضذب يسضضرع إليضه البلضى بضارد لنضه يشضضد البضضدن ل لحاجضة كضضبرد‬
‫بالغاسل ووسخ فيسخن قليل ً في خلوة ل يدخلها إل الغاسل ومضضن‬
‫يعينه وولي الميت وهو أقرب الورثضضة‪ ،‬والولضضى أن يكضضون الغسضضل‬
‫تحت سقف لنه أستر وأن يكون في قميص بال أي خلق بفتحتين‬
‫وسخيف أي رقيق لقلة غزلضضه لنضضه أسضضتر لضضه وأليضضق علضضى مرتفضضع‬
‫كلضضوح لئل يصضضيبه الرشضضاش‪ ،‬وأن يجلسضضه الغاسضضل علضضى المرتفضضع‬
‫برفق مائل ً قليل ً إلى ورائه ويضضضع يمينضضه علضضى كتفضضه وإبهضضامه فضضي‬
‫نقرة قفاه لئل تميل رأسه ويسند ظهره بركبته اليمنى ويمضضر يضضده‬
‫اليسرى على بطنه بتحامل يسير مع التكرار ليخضضرج مضضا فيضضه مضضن‬
‫الفضلة‪ ،‬ثم يضجعه على قفاه ويغسل بخرقة ملفوفة على يساره‬
‫سوأتيه ثم يلقيها ويلف خرقة أخضضرى علضضى يضضده بعضضد غسضضلها بمضضاء‬
‫ونحو أسنان وينظف أسنانه ومنخريه وهي على وزن مسجد خرق‬
‫النف ثم يوضئه كالحي بنية ثم يغسضضل رأسضضه فلحيتضضه بنحضضو سضضدر‬
‫ويسضضرح شضضعرهما إن تلبضضد بمشضضط واسضضع السضضنان برفضضق ويضضرد‬
‫المنتتف من شعرهما إليه ندبا ً في الكفن أو القبر‪ ،‬وأما دفنضه ولضو‬
‫في غير القبر فضضواجب كالسضضاقط مضضن الحضضي إذا مضضات عقبضضه‪ ،‬ثضضم‬
‫يغسل شقه اليمن ثم اليسر ثم يحرفه إلى شقه اليسر فيغسضضل‬
‫شقه اليمن مما يلي قفاه‪ ،‬ثم يحرفه إلضضى شضضقه اليمضضن فيغسضضل‬
‫اليسر كذلك مستعينا ً في ذلك كله بنحو سدر‪.‬‬
‫ثم يزيله بماء من فرقه بفتح الفضضاء وسضضكون الضضراء أي وسضضط‬
‫رأسه إلى قدمه ثم يعمه كذلك بماء قراح لكضضن فيضضه قليضضل كضضافور‬
‫فهذه الغسلت غسلة واحدة‪ ،‬ويندب أن ل ينظر الغاسل من غيضضر‬
‫عورته إل قدر الحاجة أما عضورته فيحضرم النظضر إليهضا‪ ،‬وينضدب أن‬
‫يغطى وجه الميت بخرقة مضضن أول وضضضعه علضضى المغتسضضل وأن ل‬
‫يمس شيئا ً من غير عورته إل بخرقة‪ ،‬ولو خرج بعد الغسل نجضضس‬
‫وجبت إزالته قاله القليوبي لصحة الصلة عليه‪ ،‬ول يجوز تيمم من‬
‫على بدنه نجاسة تعذرت إزالتها ول تجوز الصلة عليه‪.‬‬
‫]تنبيه[ قوله‪ :‬يصب المضضاء إن كضضان مضضن بضضاب قتضضل فهضضو متعضضد‬
‫وهوالمراد هنا ومعناه يريق وإن كان من بضضاب ضضضرب فهضضو قاصضضر‬
‫ومعناه يسكب‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في الكفن )أقل الكفن ثوب يعمضضه( أي يسضضتر جميضضع‬
‫بدن الميت غير رأس المحرم ووجضضه المحرمضضة‪ ،‬قضضال الشضضرقاوي‪:‬‬
‫والمعتمد وجوب ثلث لفائف ذكرا ً كان أو أنثى إذا كفن مضضن مضضاله‬
‫ولضضم يضضوص بإسضضقاط الضضزائد علضضى الواحضضد ولضضم يمنضضع منضضه غريضضم‬
‫يسضضتغرق دينضضه للتركضضة وإن كضان فضضي الورثضة محجضضور عليضضه علضضى‬
‫المعتمد وإل اقتصضضر علضضى الثلث لن الضضزائد عليهضضا سضضنة‪ ،‬فضضالزار‬
‫واللفافتان ليست واجبة ول مندوبة اهض‪ .‬قال البضاجوري‪ :‬وإن كفضن‬
‫من غير ماله بأن كفن من مال من عليه نفقته أو من بيت المضضال‬
‫أو من الموقضضوف علضضى تجهيضضز المضضوتى أو مضضن أغنيضضاء المسضضلمين‬
‫فالواجب ثوب واحضضد يسضضتر جميضضع البضضدن إل رأس المحضضرم ووجضضه‬
‫المحرمة على المعتمد‪.‬‬
‫والحاصل أن الكفن بالنسبة لحضضق اللضضه تعضضالى فقضضط ثضضوب يسضضتر‬
‫العورة‪ ،‬وبالنسبة لحق الميت منسضضوبا ً بحضضق اللضضه مضضا يسضضتر بقيضضة‬
‫البدن‪ ،‬وبالنسبة لحق الميت فقط ثوب ثان وثالث‪ .‬قال القليوبي‪:‬‬
‫ويسن في الكفن البيض والملبوس أولى من الجديد ويجوز غيره‬
‫مما يجوز لبسه حيا ً ولو من شعر أو وبر أو طيضن‪ ،‬ويحضرم الحريضر‬
‫للرجضضل إن وجضضد غيضضره ومثلضضه المزعفضضر‪ ،‬ويكضضره المعصضضفر أي‬
‫المصبوغ بالعصفر ولو في بعضه وغيره البيضضض ولضضو للمضضرأة اهضضض‪.‬‬
‫قال الشوبري‪ :‬ولو لم يوجد إل الحرير ينبغي القتصار على واحد‪،‬‬
‫ومحل حرمته في المزعفر إذا كان كله أو أكضضثره مزعفضضرا ً وإل فل‬
‫حرمة‪ ،‬وكره مغالة في الكفن أي مع حضور الوارث البالغ العاقل‬
‫الرشضضيد وإل حرمضضت اهضض قضضوله الشضضوبري‪) .‬وأكملضضه للرجضضل( ولضضو‬
‫صغيرا ً )ثلث لفائف( يعم كل منها البدن‪ ،‬قال الشضضوبري‪ :‬أي هضضذا‬
‫من حيث القتصار عليها فل ينافي كونهضضا واجبضضة فضضي نفسضضها لنضضه‬
‫متى كفن الميت من ماله ولم يوص بإسقاط الثاني والثضضالث ولضضم‬
‫يكن عليه دين يستغرق وجب له ثلثة أثواب كل واحد منهضضا يسضضتر‬
‫جميع البدن غيضضر رأس المحضضرم ووجضضه المحرمضضة‪ ،‬قضضال القليضضوبي‪:‬‬
‫ويبسط أول ً أطولها وأحسنها وأوسضضعها ثضضم فوقهضضا الضضتي تليهضضا ثضضم‬
‫التي تليها ثم يثني طرف العليا اليسر وفوقه اليمن وهكذا البقية‬
‫كما يفعل الحي في قبائه ويجعل فوق كل منها حنوط اهض‪ .‬ويجضضوز‬
‫رابع وخضضامس وهضو قميضص وعمامضضة إن لضم يكضضن محرمضا ً ورضضي‬
‫بالزيادة وارث أهل للتبرع وذلك بل كراهة ما لم يكضضن فضضي الورثضضة‬
‫محجور عليه أو غائب وإل حرمضضت الزيضضادة لكضضن الولضضى القتصضضار‬
‫علضضى الثلثضضة‪) .‬وللمضضرأة قميضضص( أي سضضاتر لجميضضع البضضدن قضضاله‬
‫الشرقاوي‪) :‬وخمار( قال في المصباح‪ :‬وهو ثوب تغطي به المرأة‬
‫رأسها والجمع خمر مثل كتاب وكتب )وإزار( وهضضو مضضا يشضضد علضضى‬
‫الوسط ويؤتزر بضضه فيمضضا بيضضن السضضرة والركبضضة )ولفافتضضان( رعايضضة‬
‫لزيادة الستر وكما فعل بضضابنته صضضلى اللضضه عليضضه وسضّلم أم كلثضضوم‬
‫رواه أبو داود‪ ،‬قال الشرقاوي‪ :‬أي السنة في تكفين المرأة ذلضضك‪،‬‬
‫وأما الواجب في حقها فقد تقدم أنه ثلث لفائف‪ ،‬فالسنة في حق‬
‫الرجل القتصار على الثلث لفائف وهضضي فضضي ذاتهضضا واجبضضة‪ ،‬وأمضضا‬
‫المرأة فالسنة في حقها غير الثلث لفضضائف وهضضي قميضضص وخمضضار‬
‫وإزار فقد وافقضضت الرجضضل فضضي الضضواجب وخضضالفته فضضي المنضضدوب‪،‬‬
‫والزيادة على الخمسة مكروهة كراهة تنزيه فضضي الرجضضل والمضضرأة‬
‫للسرف اهض‪ .‬قضضال الزيضضادي‪ :‬نعضضم ينضضدب شضضد سضضادس علضضى صضضدر‬
‫المرأة فوق الكفان لتجمعها عن انتشارها باضضطراب ثضدييها عنضد‬
‫الحمل‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في الصلة عليه )أركان صضضلة الجنضضازة سضضبعة( قضضال‬
‫في المصباح‪ :‬الجنازة هضي بالفتضضح والكسضضر والفتضضح أفصضضح‪ .‬وقضضال‬
‫الصمعي وابن العرابي بالكسر الميضضت نفسضضه وبالفتضضح السضضرير‪.‬‬
‫وروى أبو عمر الزاهد عن ثعلبة عكس هذا فقال بالكسر السضضرير‬
‫وبالفتح الميت نفسه وهضضي مضضن جنضضزت الشضضيء أجنضضزه مضضن بضضاب‬
‫ضرب سترته اهض‪ .‬وإنما يقال سضضرير إذا لضضم يكضضن عليضضه ميضضت وإن‬
‫كان عليه ميت يقال له نعضضش‪ ،‬والسضضرير ينضضادي كضضل يضضوم بلسضضان‬
‫حاله ويقول‪:‬‬
‫انظر إلي بعقلك <> أنا المهيأ لنقلك‬
‫أنا سرير المنايا <> كم سار مثلي بمثلك‬
‫)الول‪ :‬النية( ويجضضب فيهضضا القصضضد والتعييضضن لصضضلة الجنضضازة ونيضضة‬
‫الفرضية وإن لم يتعرض للكفاية وغيرها‪ ،‬ول يشترط تعيين الميت‬
‫الحاضر باسمه ونحضضوه ول معرفتضضه بضضل يكفضضي تمييضضزه نضضوع تمييضضز‬
‫فيقول‪ :‬نويت الصلة علضضى هضضذا الميضضت أو علضضى مضضن صضضلى عليضضه‬
‫المام أو على من حضر مضضن أمضضوات المسضضلمين فرضضا ً أو فضضرض‬
‫كفاية‪ ،‬فإن عينه كزيد أو رجل ولم يشضضر إليضضه وأخطضضأ فضضي تعيينضضه‬
‫كأن بان عمرا ً أو امرأة لم تصح صلته‪ ،‬فإن أشار إليه كضضأن قضضال‪:‬‬
‫نويت الصلة على زيد هذا فبان عمرا ً صحت صلته تغليبا ً للشارة‬
‫ويلغو تعيينه‪ ،‬وخرج بالحاضر ما لو صضضلى علضضى غضضائب‪ ،‬فضضإن نضضوى‬
‫على العموم كأن قال‪ :‬نويت الصلة على من تصضضح الصضضلة عليضضه‬
‫من أموات المسلمين لم يشضضترط التعييضضن‪ ،‬وكضضذا لضضو أراد الصضضلة‬
‫على من صلى عليضضه المضضام أو علضضى مضضن غسضضل وكفضضن فضضي هضضذا‬
‫اليوم‪ ،‬وإن أراد غائبا ً بخصوصه فل بد من تعيينه‪ ،‬والمراد بالغضضائب‬
‫الغائب عن البلد ولو خارج السور قريبا ً منضضه‪ ،‬قضضال شضضيخ السضضلم‬
‫في فتح الوهاب‪ :‬وتصح علضضى غضضائب عضضن البلضضد ولضضو دون مسضضافة‬
‫القصر وفي غير جهة القبلة والمصلى مسضضتقبلها لنضضه صضضلى اللضضه‬
‫عليه وسّلم أخبرهم بموت النجاشي في اليوم الذي مات فيضضه ثضضم‬
‫خرج بهم إلى المصلى فصلى عليه وكضضبر أربعضا ً وذلضضك فضضي رجضضب‬
‫سنة تسع‪ ،‬أما الحاضر بالبلد فل يصلي عليه إل من حضضضر‪ ،‬وتصضضح‬
‫الصلة على القبر أيضا ً إذا كان قبر غير نبي ويسقط الفرض عضضن‬
‫الحاضرين إذا علموا بصلة غيرهم‪) .‬الثاني‪ :‬أربع تكبيرات( أي لنه‬
‫الذي استقر عليه فعله صلى اللضضه عليضضه وسضّلم فضضي صضضلته علضضى‬
‫النجاشي وإل فكان قبلها يكبر على الميت خمس أو ست أو سضضبع‬
‫أو ثمان أي منها تكبيرة الحرام فالكل ركن واحد‪ ،‬فلو نقص عنهضضا‬
‫ابتداء بأن أحرم بها بنية النقض لم تنعقد أو انتهاء بطلت‪ ،‬ولضضو زاد‬
‫على الربع ولو عمدا ً لم تبطضضل لنهضضا ذكضضر وهضضي ل تبطضضل بضضه وإن‬
‫اعتقد أن الزائد أركان نعم إن وإلى الرفع فيه بطلت‪ ،‬وكذا لو زاد‬
‫عليها متعمدا ً معتقدا ً البطلن به‪ ،‬أما لو زاد إمامه عليهضضا فل تسضضن‬
‫له متابعته في الزائد لعدم سنه للمام بل يسلم أو ينتظره ليسلم‬
‫معه وهو أفضل لتأكيد المتابعة فلو تضضابعه فيضضه لضضم تبطضضل‪ ،‬ويجضضب‬
‫قرن النية بالتكبيرة الولضضى الضضتي هضضي تكضضبيرة الحضضرام‪ ،‬ول يجضضب‬
‫على المام نية المامة فإن نواها حصل له الثواب وإل فل‪ ،‬ول بضضد‬
‫من نية القتداء إن كان مقتديًا‪ ،‬ولو نوى إمام ميتا ً حاضرا ً أو غائبضا ً‬
‫ونوى المأموم ميتا ً آخر كذلك جاز لن اختلف نيتهما ل يضر‪ ،‬ولضضو‬
‫تخلف المأموم عن إمامه بتكبيرة بل بتكبيرتين‪ ،‬قال شيخ السلم‬
‫في فتح الوهاب‪ :‬فلو كبر إمامه أخرى قبل قراءته للفاتحضضة سضضواء‬
‫شرع فيها أم ل تابعه في تكبيره وسضضقطت القضضراءة عنضضه وتضضدارك‬
‫البضضاقي مضضن تكضضبير وذكضضر بعضضد سضضلم إمضضامه كمضضا فضضي غيرهضضا مضضن‬
‫الصلوات‪ ،‬ويسن رفع يديه في تكبيراتها حضضذو منكضضبيه ويضضضع يضضديه‬
‫بعد كل تكبيرة تحت صدره كغيرها من الصلوات‪) .‬الثالث‪ :‬القيضضام‬
‫على القادر( أي ولو صبيا ً وامرأة مع رجال وإن وقعت لهما نافلضضة‬
‫رعاية لصورة الفرض‪ ،‬فإن عجز عن القيضضام قعضضد‪،‬فضضإن عجضضز عنضضه‬
‫اضطجع‪ ،‬فإن عجز عنه استلقى‪ ،‬فإن عجز عن ذلك أومأ كما فضضي‬
‫غيرها‪) .‬الرابع‪ :‬قراءة الفاتحة( أو بدلها عند العجز عنهضا فل تتعيضن‬
‫بعد الولى ولذلك لم يقيضضدها المصضضنف ويجضضوز إخلء الولضضى عنهضضا‬
‫ويضمها للصلة على النبي صلى اللضضه عليضضه وسضّلم بعضضد الثانيضضة أو‬
‫للدعاء للميت بعد الثالثة أو يأتي بها بعد الرابعة لكن الفضل بعضضد‬
‫الولضضى‪ ،‬أمضضا لضضو شضضرع فضضي الفاتحضضة عقبهضضا فل يجضضوز لضضه قطعهضضا‬
‫وتأخيرها لما بعدها‪ ،‬وكذا ل يجوز أن يقرأ بعضها في ركن وبعضضضها‬
‫في ركن آخر لن هذه الخصلة لم تثبت ويقرؤهضضا سضضرا ً وإن صضضلى‬
‫ل‪ ،‬لنهضا وردت كضضذلك‪ ،‬ويسضضن التعضوذ قبلهضا والتضضأمين بعضدها ول‬ ‫لي ً‬
‫يسضضن دعضضاء الفتتضضاح ول السضضورة لن صضضلة الجنضضازة مبنيضضة علضضى‬
‫التخفيف وإن صلى على قبر أو غائب علضضى المعتمضضد‪) .‬الخضضامس‪:‬‬
‫الصلة على النبي صلى الله عليه وسّلم بعد الثانية( أي وجوبا ً فل‬
‫تجزىء بعد غيرها للتباع‪ ،‬قضضال فضضي شضضرح المنهضضج لفعضضل السضضلف‬
‫والخلضضف‪ :‬وتسضضن الصضضلة علضضى الل فيهضضا والضضدعاء للمضضؤمنين‬
‫والمؤمنات عقبها والحمد قبل الصلة على النبي صلى اللضضه عليضضه‬
‫وسّلم اهضض‪ .‬قضال الشضرقاوي‪ :‬والفضضل أن يقضول الحمضد للضه رب‬
‫العالمين وخرج بالصلة علضى الل السضلم عليهضم فل يسضن علضى‬
‫المعتمد انتهى وأقل الصلة اللهم صل على سيدنا محمد‪ ،‬وأكملها‬
‫ما بعد التشهد الخير وهو اللهم صل على سيدنا محمد وعلضضى آل‬
‫سيدنا محمضضد كمضا صضليت علضى سضضيدنا إبراهيضم وعلضى آل سضيدنا‬
‫إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد‪) .‬السادس‪ :‬الضضدعاء للميضضت‬
‫بعضضد الثالثضضة( أي وجوب ضا ً فل تجزىضضء بعضضد غيرهضضا ول بضضد أن يكضضون‬
‫بأخروي كاللهم الطف به أو لطضضف اللضضه بضضه لن ذلضضك ينفعضضه بفضضك‬
‫روحه في الخرة‪ ،‬بخلف نحو‪ :‬اللهم احفظ تركتضضه فضضإنه ل يكفضضي‪،‬‬
‫ومن المسنون‪ :‬اللهم اغفر لحينا وميتنا وشاهدنا وغائبنضضا وصضضغيرنا‬
‫وكبيرنا وذكرنا وأنثانا‪ ،‬اللهم من أحييتضضه منضضا فضضأحيه علضضى السضضلم‬
‫ومن توفيته منا فتوفه على اليمان‪ ،‬اللهم ل تحرمنا أجره ول تفتنا‬
‫بعده‪ ،‬ثم يقول‪ :‬اللهم إن هذا عبدك وابن عبدك إلضضى آخضضر الضضدعاء‬
‫المشهور‪ ،‬لكن محل التيان بضضه فضضي البضضالغ ولضضو مجنونضا ً بلضضغ ودام‬
‫جنونه إلى موته‪ ،‬أما الصغير فيقول فيضضه مضضع الضضدعاء الول‪ :‬اللهضضم‬
‫اجعله فرطا ً لبويه وسلفا ً وذخرا ً وعظة واعتبارا ً وشفيعا ً وثقل بضضه‬
‫موازينهمضضا وأفضضرغ الصضضبر علضضى قلوبهمضضا ول تفتنهمضضا بعضضده ول‬
‫تحرمهما أجره لن ذلك مناسب للحضضال‪ ،‬وإنمضضا كفضضى هضضذا الضضدعاء‬
‫للطفل مع قولهم إنه ل بد في الدعاء للميت أن يخص بضضه لثبضضوت‬
‫النص في هذا بخصوصه وهو قوله صلى الله عليه وسّلم والسقط‬
‫يصلي عليه ويضضدعى لوالضضديه بالعافيضضة والرحمضضة قضضاله الشضضرقاوي‪،‬‬
‫ومثله قول الباجوري‪ ،‬ويكفضضي فضضي الطفضضل الضضدعاء لوالضضديه نحضضو‪:‬‬
‫اللهم اجعله لوالديه فرطا ً إلى آخره وثبوت ذلك بقوله صلى اللضضه‬
‫عليضضه وسضضّلم‪ :‬والسضضقط يصضضلى عليضضه ويضضدعى لوالضضديه بالعافيضضة‬
‫والرحمة‪ ،‬لكن قال عبدالعزيز في فتح المعين نقل ً عن شيخه ابضضن‬
‫حجر حيث قال‪ :‬ليس قوله اللهم اجعله فرطا ً إلى آخره مغنيا ً عن‬
‫الدعاء للطفل بخصوصه لنه دعاء باللزم وهو ل يكفي لنه إذا لم‬
‫يكف الدعاء بالعموم الشامل لكل فرد فأولى هذا انتهى قوله لنه‬
‫دعاء بضضاللزم أي لن اللهضضم اجعلضضه إلضضى آخضضره دعضضاء ناشضضىء عضضن‬
‫الدعاء المتعلق بالطفل‪ ،‬وإذا كان كذلك فل بد مضضن ملزومضضه وهضضو‬
‫الدعاء له بخصوصه‪ ،‬ومحل ذلك في الوالضضدين الحييضضن المسضضلمين‬
‫فإن كانا ميتين أو كافرين أو كان أحدهما كذلك لم يدع بضضذلك بضضل‬
‫يأتي بما يقتضيه الحال لن العظة بمعنى تذكير العضضواقب وهضضذا ل‬
‫يظهضضر بعضضد المضضوت‪ ،‬ومعنضضى الفضضرط بفتحضضتين السضضابق المهيىضضء‬
‫لمصالحهما في الخرة‪ ،‬ومعنى السلف السضضابق سضضواء كضضان مهيضضأ‬
‫للمصالح أم ل‪ ،‬ومعنى الذخر بالضم المعد والمهيأ لضضوقت الحاجضضة‬
‫إليه‪ ،‬فشبه به الصغير لكونه مدخرا ً أمامهمضضا لضضوقت حاجتهمضضا لضضه‪،‬‬
‫ومعنى العتبار أي ليكونا يعتبران بموته وفقده حتى يحملهما ذلك‬
‫على العمل الصالح‪ ،‬ومعنى أفرغ الصبر أي أنزله وصبه‪ ،‬ومعنى ل‬
‫تفتنهما ل تمتحنهما فيقول إذا كانا ميتين‪ :‬اللهم اغفر لضضه ولوالضضديه‬
‫ل‪ ،‬أو‪:‬‬‫وارض عنه وعنهما رضا تجضضل بضضه عليهضضم جميضضع رضضضوانك مث ً‬
‫اللهم ارحمه وارحم والديه رحمة تنير لهم المضجع فضضي قبضضورهم‪،‬‬
‫ويقول فيمن كانا كافرين والصغير في يد مسلم بأن يسبيه‪ :‬اللهم‬
‫اغفر له ولسابيه ومربيه‪ ،‬وفيمضضن كضضان أحضضد أبضضويه مسضضلمًا‪ .‬اللهضضم‬
‫اجعله فرطا ً لصله المسلم‪ ،‬وفي ولد الزنى‪ :‬اللهم اجعلضضه فرطضضا ً‬
‫لمه‪ ،‬ولو تردد في بلوغ المراهق فالحوط أن يضضدعو بهضضذا الضضدعاء‬
‫ويخصضضه بالضضدعاء بعضضد الثالثضضة ويكفضضي أن يضضدعو لضضه بالرحمضضة مثل ً‬
‫والسقط إذا صلى عليه فيدعي لوالديه بالعافية والرحمة ولو دعضضا‬
‫له بخصوصه كفى عمل ً بعموم الحديث وهضضو خضضبر أبضضي داود وابضضن‬
‫حبان‪" :‬إذا صليتم على الميضضت فأخلصضضوا لضضه الضضدعاء" أي محضضضوا‬
‫وخصصوا‪.‬‬
‫]فرع[ نقل عن شرح البهجة الكبير أنه قال‪ :‬وفي مسلم عضضن‬
‫عوفبن مالك قال‪" :‬صلى النبي صلى الله عليه وسّلم على جنازة‬
‫فقال‪ :‬اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع‬
‫مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه مضضن الخطايضضا كمضضا ينقضضى‬
‫الثوب البيض من الدنس وأبضضدله دارا ً خيضضرا ً مضضن داره وأهل ً خيضضرا ً‬
‫من أهله وزوجا ً خيرا ً من زوجه وأدخلضه الجنضة وأعضذه مضن عضذاب‬
‫القبر وفتنته ومن عذاب النار" وهذا أصح دعضضاء الجنضضازة كمضضا فضضي‬
‫الروضة عن الحفاظ انتهى‪.‬‬
‫]خاتمة[ قال القليوبي‪ :‬ويقضول بعضضد الرابعضضة‪ :‬اللهضم ل تحرمنضضا‬
‫أجره أي أجر الصلة عليه ول تضلنا بعده واغفر لنا وله وهذا ليس‬
‫فرضا ً انتهى‪ .‬أي لنه ل يجب بعد الرابعة شضضيء فلضضو سضضلم عقبهضضا‬
‫جاز‪ ،‬ويسن تطويلها بقدر الثلثة قبلها‪ ،‬ونقل عن بعضهم أنه يقضضرأ‬
‫فيها ثلث آيات من سورة غافر وهو قوله تعضضالى‪ :‬الضضذين يحملضضون‬
‫العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون بضضه ويسضضتغفرون‬
‫للذين آمنوا‪ ،‬ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما ً فاغفر للذين تابوا‬
‫واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وأدخلهم جنات عدن التي‬
‫وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيضضز‬
‫الحكيم وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذٍ فقد رحمته وذلضضك‬
‫هو الفوز العظيم{ ))‪ (40‬غافر‪ (9 - 7:‬قال البضضابلي‪ :‬نعضضم وردت‬
‫هذه في بعض الحاديث‪) .‬السضضابع‪ :‬السضضلم( أي كسضضائر الصضضلوات‬
‫في كيفيته وتعدده وفي عدم استحباب زيادة‪ :‬وبركاته‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في الضضدفن ومضضا يضضذكر معضضه )أقضضل الضضدفن( أي القضضبر‬
‫)حفرة تكتم( من بضاب قتضل )رائحتضه( أي الميضت )وتحرسضه( مضن‬
‫باب قتل أي تحفظه )من السباع( جمضضع سضضبع مثضضل رجضضل ورجضضال‬
‫وهو يقع على كل ما له ناب يعدو بضضه ويفضضترس أي والضضواجب مضضن‬
‫القبر ما يمنضضع ظهضضور رائحضضة الميضضت فتضضؤذي الحيضضاء ويمنضضع نبضضش‬
‫السبع له فيأكله‪ ،‬وخرج بضضالحفرة مضضا لضضو وضضضع الميضضت علضضى وجضضه‬
‫الرض أو بني على الرض حيث لم يتعضضذر الحفضضر وإل كفضضى‪ ،‬فلضضو‬
‫مات في سفينة انتظروا وصولها إلى الساحل ليدفن فضضي الضضبر إن‬
‫قرب‪ ،‬وإل فالمشهور كما نص عليه المام الشافعي أن يشضضد بيضضن‬
‫لوحين لئل ينتفخ ويلقى في البحر ليصل إلضضى السضضاحل‪ ،‬وإن كضضان‬
‫أهله كفارا ً فقد يجده مسلم فيضضدفنه إلضضى القبلضضة فضضإن ألقضضوه فيضضه‬
‫بدون لوحين وثقلوه بنحو حجر لم يأثموا‪ ،‬ويسضضن أن يسضضتر القضضبر‬
‫عند الضضدفن بثضضوب ونحضضوه لنضضه ربمضضا ينكشضضف مضضن الميضضت شضضيء‬
‫فيظهر ما يطلب إخفاؤه رجل ً كان الميت أو امرأة وهو فيهضضا آكضضد‪،‬‬
‫والسنة الدفن في غير الليل ووقت كراهة الصلة وجاز بل كراهضضة‬
‫دفنضضه ليل ً مطلق ضا ً أي سضضواء قصضضده وطلبضضه أم ل‪ ،‬ووقضضت كراهضضة‬
‫الصلة إذا لم يقصد وإل فل يجوز‪ .‬قال سليمان البجيرمي‪ :‬قضضوله‪:‬‬
‫فل يجوز المعتمد الكراهة تنزيها ً وهذا في غير حرم مكضة أمضا فيضه‬
‫فل حرمضضة ول كراهضضة قياسضضا ً علضضى الصضضلة فيضضه‪) .‬وأكملضضه قامضضة‬
‫وبسضطة( بضأن يقضوم رجضل معتضدل باسضطا ً يضديه مرتفعضتين‪ .‬قضال‬
‫البجيرمي‪ :‬قوله باسطا ً يديه أي غير قابض لصابعهما وذلك مقدار‬
‫أربعة أذرع ونصف بذراع اليد‪ ،‬ويسن أن يوضع الميضضت فضضي القضضبر‬
‫على يمينه كما في الضطجاع عند النوم‪ ،‬فلو وضضضع علضضى يسضضاره‬
‫كره ولم ينبش كما قضاله المحلضي )ويوضضع خضده( أي اليمضن بعضد‬
‫إزالة الكفن قضاله البجيرمضي )علضى الضتراب( أي يسضن أن يفضضي‬
‫بخده إلى الرض أو إلى نحو اللبنة لنه أبلغ في إظهار الذل‪ ،‬قضضال‬
‫البجيرمضضي ويكضضره أن يجعضضل لضضه فضضراش ومخضضدة بكسضضر الميضضم‬
‫وصندوق لم يحتج إليه لن في ذلك إضضضاعة المضضال‪ ،‬أمضضا إذا احتيضضج‬
‫إلى صندوق لنداوة الرض أو نحوهضضا كرخاوتهضضا فل يكضضره ول تنفضضذ‬
‫ذ‪ ،‬ويسضضن أن ل يسضضند وجضه الميضت ورجله إلضى‬ ‫وصيته بضضه إل حينئ ٍ‬
‫جانب القبر وظهره بنحو لبنة بكسر الباء وهو ما يعمل من الطين‬
‫وجمعه لبن بحذف التاء أو حجر لئل ينكب على وجهضضه أو يسضضتلقي‬
‫علضضى ظهضضره‪ ،‬ولضضو كضضان بضضأرض اللحضضد أو الشضضق نجاسضضة فقضضال‬
‫الشضضوبري والضضوجه أي القضضوي الظضضاهر يجضضوز وضضضع الميضضت عليهضضا‬
‫مطلقا ً ثم قال‪ :‬ويظهر صحة الصلة عليه في هذه الحالة‪ ،‬واختضضار‬
‫الباجوري التفصيل فقال‪ :‬إن كضضانت النجاسضضة مضضن صضضديد المضضوتى‬
‫كما في المقبرة المنبوشة فيجوز وضعه عليها أو من غيضضره كبضضول‬
‫أو غائط فل يجوز‪) .‬ويجب تضضوجيهه إلضضى القبلضضة( تنضضزيل ً لضضه منزلضضة‬
‫المصضضلي‪ ،‬ويؤخضضذ مضضن ذلضضك عضضدم وجضضوب السضضتقبال فضضي الكضضافر‬
‫فيجوز استقباله واستدباره‪ ،‬نعم الكضضافرة الضضتي فضضي بطنهضضا جنيضضن‬
‫ج حيضضاته يجضضب اسضضتدبارها للقبلضضة‬ ‫مسلم نفخت فيه الروح ولم تضضر ُ‬
‫ليكون الجنيضضن مسضضتقبل القبلضضة لن وجضضه الجنيضضن إلضضى ظهضضر أمضضه‬
‫وتضضدفن هضضذه المضضرأة بيضضن مقضضابر المسضضلمين والكفضضار لئل يضضدفن‬
‫المسلم في مقابر الكفار وعكسه‪ ،‬فإن لضضم تنفضضخ فيضضه الضضروح لضضم‬
‫ذ‪ ،‬نعم استقباله‬ ‫يجب الستدبار في أمه لنه ل يجب استقباله حينئ ٍ‬
‫أولى فإن رجيت حياته لم يجز دفنه معهضضا بضضل يجضضب شضضق جوفهضضا‬
‫وإخراجه منه ولو مسلمة‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬فيما يوجب نبش الميت )ينبضضش الميضضت( أي يكشضضف‬
‫القبر الذي فيه الميت )لربع خصضضال( بضضل لكضضثر مضضن ذلضضك أحضضدها‬
‫)للغسل( أي أو للتيمم فيجب نبشه تداركا ً للطهر الواجب )إذا لضضم‬
‫يتغير( أي ما لم ينتن بخلف ما لو دفن بل كفضضن أو فضضي حريضضر فل‬
‫ينبش‪) .‬و( ثانيها‪) :‬لتضضوجيهه إلضضى القبلضضة( أي فيجضضب نبشضضه إذا لضضم‬
‫يتغيضضر أيض ضا ً ليتضضوجه إلضضى القبلضضة قضضال الشضضوبري فضضرع‪ :‬إذا دفضضن‬
‫مستلقيا ً ووجهه للقبلة بأن كانت رجله إليها ونبضضش مضضا لضضم يتغيضضر‬
‫وهو المعتمد خلفا ً لما في متن الروض وشرحه انتهى‪) .‬و( ثالثها‪:‬‬
‫)للمال إذا دفن معه( أي أو وقضع فيضه مضال خضاتم أو غيضره فيجضب‬
‫نبشه وإن تغير لخذه سواء أطلبه مالكه أم ل‪ ،‬ومثله مضضا لضضو دفضضن‬
‫في مغصوب من أرض أو ثوب ووجد ما يدفن أو يكفن فيه الميت‬
‫فيجب نبشه وإن تغير ليرد كل لصاحبه ما لم يضضرض ببقضضائه أي إذا‬
‫طلب مالكه وإل فل‪ ،‬ولو بلع مال ً لنفسه ومات لضضم ينبضضش أو مضضال‬
‫غيره وطلبه مالكه نبش وشق جوفه وأخرجه منه ورد لصضضاحبه إل‬
‫إذا ضمنه الورثة فل يشق حينئذٍ على المعتمد‪ ،‬والفرق بين مسألة‬
‫البتلع والوقوع أن البتلع في شقه هتك حرمة الميضضت ول كضضذلك‬
‫الوقوع‪) .‬و( رابعها‪) :‬للمرأة إذا دفن جنينها معهضضا وأمكنضضت حيضضاته(‬
‫بأن يكون له ستة أشهر فأكثر فيجب النبش تضضداركا ً للضضواجب لنضضه‬
‫يجب شق جوفها قبل الدفن‪ ،‬فإن لضضم تضضرج حيضضاته بقضضول القوابضضل‬
‫حرم الشق لكن تخرج من القبر ويؤخر الدفن حتى يمضضوت‪ ،‬ومضضن‬
‫الغلط أن يقال يوضع نحو حجر على بطنها ليمضضوت فضضإن فيضضه قتل ً‬
‫للجنين‪ ،‬وينبش أيضا ً إن لحضضق الرض بعضضد الضضدفن سضضيل أو نضضداوة‬
‫لينقل‪ ،‬وينبش أيضا ً إذا احتيج لمشاهدته للتعليضضق علضضى صضضفة فيضضه‬
‫بضضأن قضضال‪ :‬إن ولضضدت ذكضضرا ً أنضضت طضضالق طلقضضة أو أنضضثى فطلقضضتين‬
‫فولدت ميتا ً ودفن ولم يعلم أو لكون القائف وهضضو مضضن يتبضضع الثضضر‬
‫يلحقه بأحد المتنازعين فيه‪ ،‬وينبش أيضا ً الكافر إذا دفن بالحرم‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬فضضي أنضضواع السضضتعانات وأحكامهضضا )السضضتعانات أربضضع‬
‫خصال( بضل أكضثر فالسضضين والتضضاء فضي قضوله السضضتعانات زائدتضضان‬
‫للتأكيضضد أي العانضضات أو للصضضيرورة أي صضضيرورتها إعانضضات وليسضضتا‬
‫للطلب لنه يندب تركها مطلقا ً سواء طلبها أم ل‪ ،‬حضضتى لضضو أعضضانه‬
‫غيره في صب الماء عليه عند الوضضضوء مثل ً وهضضو سضضاكت متمكضضن‬
‫من منعه ومن فعلضضه بنفسضضه كضضان خلف الولضضى وهضضو مضضن العضضون‬
‫بمعنى الظهير على المر أحدها )مباحة و( ثانيها )خلف الولى و(‬
‫ثالثها )مكروهة و( رابعها )واجبة فالمباحة هضضي تقريضضب المضضاء( أي‬
‫إحضاره فل بأس بها ول يقال إنها خلف الولى لثبوتهضضا عنضضه عليضضه‬
‫السلم في مواطن كثيرة )وخلف الولضضى هضضي صضضب المضضاء علضضى‬
‫نحضضو المتوضضضىء( ولضضو مضضن غيضضر أهضضل العبضضادة وبل طلضضب‪ ،‬قضضال‬
‫القليوبي‪ :‬لن العانة ترفه أي تنعضضم وتزيضضن ل يليضضق بالمتعبضضد هضضذا‬
‫في حقنا ل في حقه صلى الله عليه وسضّلم لنضضه كضضان يفعضضل ذلضضك‬
‫لبيان الجواز‪ ،‬ولذا لو قصضضد بهضضا الشضضخص تعلضضم المعيضضن لضضم تكضضن‬
‫خلف الولى )والمكروهة هي لمن يغسل أعضضضاءه( أي ولضضو كضضان‬
‫ت شعر وجهه والحرمة من وجه آخر‬ ‫ن ب َط ُؤَ نبا ُ‬
‫المعين أمرد وهو م ْ‬
‫)والواجبة هي للمريض عند العجز( أي فيجب العانة على العضضاجز‬
‫ولو بأجرة مثل إن فضلت عما يعتضضبر فضضي زكضضاة الفطضضر والصضضلي‬
‫بالتيمم وأعاد‪ ،‬ومثلضضه مضضن لضضم يقضضدر علضضى القيضضام فضضي الصضضلة إل‬
‫بمعين وبقي مضضن العانضضة شضضيئان سضضنة وهضضي إعانضضة المنفضضرد عضضن‬
‫ل‪ ،‬وحرام وهي العانة علضضى فعضضل‬ ‫الصف بموافقته في موضعه مث ً‬
‫الحرام‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬فيما تجب الزكاة فيه‪ .‬الموال التي تجب فيها الزكاة‬
‫ستة أنواع‪ :‬أحدها )النعم( بفتضضح العيضضن وقضضد تسضضكن اسضضم جمضضع ل‬
‫واحضضد لضضه مضضن لفظضضه يضضذكر ويضضؤنث وهضضي إبضضل وبقضضر العضضراب‬
‫والجواميس وغنم تجب الزكاة فيهضضا بشضضروط أربعضضة‪ :‬الول كونهضضا‬
‫نعما ً فل زكاة في غيرها من الحيوانات كخيل ورقيق ومتولضضد بيضضن‬
‫زكوي وغيره‪ .‬والثاني كونها نصابًا‪ .‬وأوله في إبل خمس ففي كضضل‬
‫خمس إلى عشرين شاة ولو ذكرا ً ويجزىء عنها بعير الزكاة وفضضي‬
‫خمس وعشرين بنت مخاض لها سنة فإن عدم بنت مخضضاض حضضال‬
‫الخراج‪ ،‬وإن وجدها حال الوجوب أو تغيبضضت فضضابن لبضضون أو حضضق‪،‬‬
‫وفي ست وثلثين بنت لبون لها سنتان‪ ،‬وفي ست وأربعيضضن حقضضة‬
‫لها ثلث وفي إحدى وستين جذعة لها أربع والجذعضضة آخضضر أسضضنان‬
‫الزكاة وهو نهاية الحسن درا ً ونسل ً وقوة‪ ،‬وفي ست وسبعين بنتضضا‬
‫لبون‪ ،‬وفي إحدى وتسعين حقتضضان‪ ،‬وفضضي مضضائة وإحضضدى وعشضضرين‬
‫ثلث بنات لبون‪ ،‬وبتسع ثضضم كضضل عشضضر يتغيضضر الضضواجب ففضضي كضضل‬
‫أربعين بنت لبون وفي كل خمسين حقة‪ .‬وأولهضضا فضضي بقضضر ثلثضضون‬
‫ففي كل ثلثين تبيع له سنة‪ ،‬وفي كل أربعيضضن مسضضنة لهضضا سضضنتان‪.‬‬
‫وأولها في غنم أربعون ففيهضضا شضاة وفضضي مضضائة وإحضضدى وعشضضرين‬
‫شاتان‪ ،‬وفي مائتين وواحدة ثلث‪ ،‬وفي أربعمائة أربع‪ ،‬ثم في كضل‬
‫مائة شاة والشاة جذعة ضأن لها سنة أو ثنية معز لها سنتان مضضن‬
‫غنم البلد أو مثلها‪ .‬والثالث‪ :‬مضى الحول فضضي ملكضضه ولكضضن لنتضضاج‬
‫نصضضاب ملكضضه بسضضبب ملضضك النصضضاب حضضول النصضضاب وإن مضضاتت‬
‫المهات‪ .‬والرابع‪ :‬أسامة مالك لها كل الحول لكن لو علفها قضضدرا ً‬
‫تعيش بدونه بل ضرر بين ولم يقصد به قطضضع سضضوم لضضم يضضضر‪ ،‬ول‬
‫زكضضاة فضضي عوامضضل فضضي حضضرث أو نحضضوه لقتنائهضضا للسضضتعمال بضضأن‬
‫يستعملها القدر الذي لو علفها فيه سقطت الزكاة ل للنماء كثياب‬
‫البضضدن ومتضضاع الضضدار‪) .‬و( النضضوع الثضضاني‪) :‬النقضضدان( وهمضضا الضضذهب‬
‫والفضة ولو غير مضروبين ول زكاة في ذهب حضضتى يبلضضغ عشضضرين‬
‫دينارا ً بوزن مكة تحديدا ً يقينا ً والضضدينار وهضضو اثنتضضان وسضضبعون حبضضة‬
‫شعير معتدلة ل قشر عليها وقطع من طرفيهضا مضا دق وطضال‪ ،‬ول‬
‫في فضضة حضضتى تبلضضغ مضائتي درهضضم وهضي ثمانيضة وعشضضرون ريضضال ً‬
‫ونصف تقريبا ً هذا إن كان في كل ريال درهمان من النحاس‪ ،‬فإن‬
‫كان فيه درهضضم فقضضط كضضانت خمسضضة وعشضضرين ريضضال ً ففضضي هضضذين‬
‫النصابين ربع عشرهما ففي عشضضرين دينضضارا ً نصضضف دينضضار‪ ،‬وتجضضب‬
‫الزكاة في حلي محرم كحلي ذهب أو فضة للرجل‪ ،‬ومنه الدراهم‬
‫والدنانير المنقوشة المجعولة فضضي القلدة الضضتي تعلضضق علضضى عنضضق‬
‫النساء والذهب المخيط على القماش فهضضو حضضرام وتجضضب زكاتهضضا‪،‬‬
‫وكذا ما يغلق على رؤوس الصبيان‪ ،‬نعم عصائب الضضذهب والفضضضة‬
‫ل تحرم فل زكضضاة فيهضضا لنهضضا للزينضضة‪ ،‬وأمضضا المعضضراة مضضن الضضدراهم‬
‫والدنانير بحيث تبطل بها المعاملة فإنها مباحة‪ ،‬وإيجاب الزكاة مع‬
‫الباحة ممتنع ومما ل يحرم أيضا ً سوار بكسر السضضين وهضضو شضضيء‬
‫يعمل في اليد‪ ،‬وخلخال بفتح الخاء وهو شضضيء يعمضضل فضضي الرجضضل‬
‫قاله شيخنا أحمد النحضضراوي للبضضس امضضرأة وصضضبي أو لعارتهمضضا أو‬
‫إجارتهما لمن له استعمالهما أو ل بقصد شيء‪ .‬ومما يحضضرم أيض ضا ً‬
‫ولو على امرأة أصضضبع مضضن ذهضضب أو فضضضة فاليضضد بطريضضق الولضضى‪،‬‬
‫وتجب الزكاة أيضا ً في حلي مكروه كضبة صغيرة للزينة حليا ً كان‬
‫أو غيره ل حلي مباح علمه ولم ينو كنزه كالحلي مضضن ذلضضك للبضضس‬
‫المرأة فل زكاة فيه إل إن أسرفت كخلخال وزنه مائتا مثقال مثل ً‬
‫فل يحل لها وتجب زكضضاته‪ ،‬ويحضضل للرجضضل الخضضاتم مضضن الفضضضة بضضل‬
‫لبسه سنة فخرج بالعلم ما لو ورث حليضا ً مباحضا ً ولضم يعلمضه حضضتى‬
‫مضى عام فتجب زكاته لنه لم ينو إمساكه لستعمال مباح وخرج‬
‫بعدم نية الكنز ما لو نوى كنضضزه فتجضضب زكضضاته أيض ضًا‪ ،‬ولضضو انكسضضر‬
‫الحلي لم تجب زكاته إن قصد إصلحه وأمكن بل صوغ بأن أمكضضن‬
‫بالحام لبقاء صورته وقصد إصضضلحه‪ ،‬فضضإن لضضم يقصضضد إصضضلحه بضضل‬
‫قصد جعله سبيكة أو دراهم أو كنضضزه أو لضضم يقصضضد شضضيئا ً أو أحضضوج‬
‫انكساره إلى صوغ وجبت زكاته وينعقد حوله مضضن حيضضن انكسضضاره‬
‫لنه غير مستعمل ول معد للستعمال‪ ،‬قضضال الزيضضادي‪ :‬ولضضو وجبضضت‬
‫زكاة في حلي فاختلفت قيمته وزنته كسوار قيمته ثلثمضضائة وزنتضضه‬
‫مائتان اعتبرت القيمة على الصح فيخيضضر بيضضن إخضضراج ربضضع عشضضر‬
‫الحلي مشاعا ً يسلمه للفقراء وبين إخراج خمسة دراهضضم مصضضوغة‬
‫قيمتها سضضبعة ونصضضف‪ ،‬ول يجضضوز أن يكسضضره ويخضضرج منضضه خمسضضة‬
‫دراهم لن فيه ضررا ً عليه وعلى المستحقين‪ ،‬هذا محلضضه إذا كضضان‬
‫الحلي مباحا ً بأن كان مكسورا ً ولم ينو إصلحه‪ ،‬أما لو كان محرما ً‬
‫لعينه كالواني فل أثر لزيادة القيمضضة أي فضضالعبرة بضضوزنه ل بقيمتضضه‬
‫فيخرج خمسة دراهم إما من غيره أو منه أو يكسره أو يضضدفع ربضضع‬
‫عشره مشاعا ً اهض‪) .‬و( النوع الثالث‪) :‬المعشرات( وهضضي النضضوابت‬
‫الشاملة للشجر والزرع ول زكاة في شيء إل فضضي رطضضب وعنضضب‬
‫وما صلح للقتيات من الحبوب كقمضضح وشضضعير وأرز وعضضدس وذرة‬
‫وحمص وباقلء وهو الفول ودخن وهو نوع من الذرة إل أنه أصضضغر‬
‫حبا ً منهضضا وجلبضضان بضضضم الجيضضم ويقضضال لضضه الهرطمضضان بضضضم الهضضاء‬
‫والطاء وماش وهو نضوع منضه وإن كضان مضا يصضلح للقتيضات يؤكضل‬
‫نادرا ً كثمرة البلوط المسماة بثمرة الفؤاد وهي تشبه البلضضح‪ ،‬قضضال‬
‫في المصباح‪ :‬والبلوط مثل تنور ثمر شجر وقضضد يؤكضضل وربمضضا دبضضغ‬
‫بقشره انتهى‪ .‬وكالسلت وهو ضرب مضضن شضضعير ليضضس فيضضه قشضضر‬
‫قاله الجوهري‪ .‬وقال ابن فارس‪ :‬ضرب منه رقيضضق القشضضر صضضغار‬
‫الحب‪ .‬وقال الزهضضري‪ :‬حضضب بيضضن الحنطضضة والشضضعير ول قشضضر لضضه‬
‫وكالعلس بفتحتين نوع من الحنطة تكون في القشرة منضضه حبتضضان‬
‫وقد يكون واحدة أو ثلث‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬هو حبة سوداء تؤكل في‬
‫الجدب‪ ،‬وقيل هو مثل البر إل أنه عسر النقاء‪ ،‬وقيل هضضو العضضدس‬
‫فتجب الزكاة في جميع ذلك إذا وجدت شروطها بخلف مضا يؤكضل‬
‫تنعما ً كالسكر والتين والمشمش والتفاح والبن‪ ،‬وما يؤكضضل تضضداويا ً‬
‫كالمصطكي والفلفل بضم الفاء وهو من البزار قاله في المصباح‬
‫وواجبها العشر إن سقيت بل مؤنة كثيرة وإل فنصفه‪ ،‬وتجب زكضضاة‬
‫النابت بمعنى أنه ينعقد سبب وجوبها ببضضدو صضضلح الثمضضر واشضضتداد‬
‫الحب على المالك ل على المستحق ول في مال الزكضضاة لن حضضق‬
‫المستحق إنما هو في الخضضالص الجضضاف‪ .‬وشضضرط وجوبهضضا أن تبلضضغ‬
‫خمسة أوسق تحديدا ً وهي ألف وستمائة رطل بغدادية إذ الوسضضق‬
‫ستون صاعا ً فمجموع الخمسة ثلثمائة صاع والصاع أربعضضة أمضضداد‬
‫فيكون النصاب ألف مد ومائتي مد‪ ،‬وتمام الملضضك وإن لضضم يباشضضر‬
‫المالك ول نائبه زراعته كأن وقع الحب بنفسه من يضضد مضضالكه عنضضد‬
‫حمل الغلة مثل ً أو بإلقضضاء نحضضو طيضضر كضضأن وقعضضت العصضضافير علضضى‬
‫السنابل فتناثر الحب ونبت فتجب الزكاة في ذلضضك إن بلضضغ نصضضابًا‪،‬‬
‫وخرج بذلك الملك ما نبت من حب حمله السيل مضضن دار الحضضرب‬
‫إلى أرضنا غير المملوكة لحد فل زكاة فيه لنه فيء والمالك غيضضر‬
‫معين‪ ،‬أما لو كانت مملوكة فيملكضه مضن نبضت بأرضضه‪ ،‬ولضو حمضل‬
‫الهواء أو الماء حبا ً مملوكا ً فنبت بضضأرض فضضإن أعضضرض عنضضه مضضالكه‬
‫فهو لصاحب الرض وعليه زكاته أو لم يعرض عنه فهو لضضه وعليضضه‬
‫زكاته وأجرة مثل الرض لصاحبها‪ ،‬ويضم نوع من النابت إلى نضضوع‬
‫آخر كعنب مصضضري وشضضامي بخلف اختلف الجنضضس كضضبر بشضضعير‪،‬‬
‫ويخرج الزكاة عند اختلف النوع من كل النواع بقسطه إن تيسر‪،‬‬
‫فإن عسر لكثرة النواع وقلضضة مقضضدار كضضل منهضضا أخضضرج الوسضضط ل‬
‫أعلها ول أدناها وزرعا العام وهو اثنا عشر شهرا ً تضمان إن وقضضع‬
‫حصادهما في عام واحد بأن يكون بين حصضضاد الول والثضضاني أقضضل‬
‫من اثني عشر شهرا ً عربية‪ ،‬وإن وقع زرعهما في عامين بأن كان‬
‫بين زرع الول وزرع الثاني اثنضضا عشضضر شضضهرا ً وبيضضن حصضضاد الثضضاني‬
‫والول أقل من ذلك‪ ،‬والمراد بوقوع حصادهما فضضي عضضام أن يبلغضضا‬
‫أوان الحصاد وإن لم يقضضع بالفعضضل‪ ،‬ومثضضل الزرعيضضن الثمضضران وقضضع‬
‫الطلعان في عام وأن يتحد قطعهما في عام واحد‪ ،‬فالعبرة فضضي‬
‫الحبوب بالحصاد بالقوة وفي الثمار بالطلع‪ ،‬نعضضم لضضو أثمضضر نخضضل‬
‫في عام مرتين فل يضم بل هو كثمرة عامين إلحاقا ً للنادر بضضالعم‬
‫الغلب وكالنخل كل ما شأنه أن ل يثمر في العام إل مرة واحدة‪.‬‬
‫]فرع[ قال أحمد السحيمي‪ :‬وأفضضضل أنضضواع الكسضضب الزراعضضة‬
‫ثم الصناعة ثم التجارة وكان كل نبي له حرفة وكسضضب فكضضان آدم‬
‫زراع ضا ً وأول صضضنعة عملضضت علضضى وجضضه الرض الحضضرث وأول مضضن‬
‫حرث آدم ثم أدركه التعب في آخر النهار فقال لحواء‪ :‬ازرعي مضضا‬
‫قد بقي فصار زرعها شعيرا ً فتعجب من ذلك فضضأوحى اللضضه تعضضالى‬
‫إليه لما أطاعت العدو والمشير وهو الشضضيطان بضضدلت لهضضا القمضضح‬
‫بالشعير‪ ،‬وقيل لما أهبط آدم فضضي الهنضضد اشضضتد بضضه الجضضوع فجضضاءه‬
‫جبريل بثورين أحمرين وثلث حبضضات مضضن الحنطضضة وقضضال لضضه‪ :‬لضضك‬
‫حبتان ولحواء حبة واحدة فصار للذكر مثل حظ النضضثيين كضضل حبضضة‬
‫وزنها مائة ألف درهم وثمانمائة درهم فزرع وحصد وطحضضن وخضضبز‬
‫في أربع ساعات‪ .‬وكان إدريس خياطا ً وكان نوح نجارا ً أي صضضناعا ً‬
‫وكذا زكريا‪ ،‬وكان إبراهيضضم بضضزازا ً أي يضضبيع أنضضواع الملبضضوس‪ ،‬وكضضان‬
‫موسى كاتبا ً يكتب التضضوراة بيضضده وكضضان أجيضضر شضضعيب‪ ،‬وكضضان داود‬
‫حدادًا‪ ،‬وكان سليمان يضفر الخوص وهو ورق النخضضل‪ ،‬وكضضان نبينضضا‬
‫يبيع ويشتري بنقد ونسيئة ويحمل ما اشتراه إلى بيته فيقول بائعه‬
‫له أعطني أحمله فيقول‪ :‬صاحب الشيء أولى بحمله لكن الشراء‬
‫بعد البعثة أغلب وبعد الهجرة لم يحفظ البيع‪ ،‬وأما الشضضراء فكضضثير‬
‫وآجر أي بأن أجر صلى الله عليه وسّلم ملكه على الغير واستأجر‬
‫أي بأن استأجر على شخص ليخيط ثوبه صضضلى اللضضه عليضضه وس ضّلم‬
‫ل‪ ،‬والسضضتئجار أغلضضب وأجضضر نفسضضه قبضضل النبضضوة لرعضضي الغنضضم‬ ‫مث ً‬
‫ولخديجة للتجار‪ ،‬وشارك ووكل وتوكل والتوكيل أكضضثر وأهضضدى لضضه‬
‫وقبل وعوض ووهب له وقبل واستعار انتهى‪.‬‬
‫]فائدة[ نقل الشرقاوي عضضن الجهضضوري أن الحبضضة مضضن القمضضح‬
‫حين نزلت من الجنة كانت قضضدر بيضضضة النعامضضة وأليضضن مضضن الزبضضد‬
‫بضم الزاي وسكون الياء وهو ما يستخرج بوضع المضضاء والتحريضضك‬
‫من لبن البقر والغنم وأطيب رائحة من المسك‪ ،‬ثضضم صضضغرت فضضي‬
‫زمان فرعون فصارت الحبة قدر بيضة الدجاجة‪ ،‬ثم صضضغرت حيضضن‬
‫قتل يحيىبن زكريا فصارت قدر بيضة الحمامة‪ ،‬ثم صغرت فصارت‬
‫قدر البندقة‪ ،‬ثم قدر الحمصة‪ ،‬ثم صارت إلضى مضا هضي عليضه الن‪،‬‬
‫فنسأل الله تعالى أن ل تصغر عنه اهض‪ .‬قضضال القليضضوبي فضضي شضضرح‬
‫المعراج فائدة‪ ،‬نادرة‪ :‬كان وزن حبة الحنطة في الجنة مائتي ألف‬
‫درهم وثمانمائة درهم اهض‪) .‬و( النوع الرابع‪) :‬أموال التجارة( وهي‬
‫تقليب المال بالمعاوضة لغرض الربح بنية تجارة عند كل تصضضرف‪.‬‬
‫والحاصل أن شرط وجوب زكاتها ستة‪ .‬أحدها‪ :‬كون المال مملوكا ً‬
‫بمعاوضة كشراء سواء كان بعرض أم نقد أم دين حال أم مؤجل‪،‬‬
‫وكما لو صالح عليه عن دم أو أجر به نفسه سواء كانت المعاوضة‬
‫غير محضة وهي التي ل تفسد بفساد مقابلهضضا كالنكضضاح والخلضضع أو‬
‫محضة وهي التي تفسد بذلك كالبيع والشراء والهبة بثواب‪ ،‬وخرج‬
‫بذلك ما ملك بغير معاوضة كإرث فإذا ترك لورثته عضضروض تجضضارة‬
‫لم تجب عليهم زكاتها وهبة بل ثواب واختطاب‪ .‬ثانيهضضا‪ :‬وجضضود نيضضة‬
‫التجارة حال المعاوضة قد يقصد به التجارة وقد يقصضضد بضضه غيرهضضا‬
‫فل بد من نية مميزة وإن لم يجددها فضضي كضضل تصضضرف بعضضد فضضراغ‬
‫الشراء مثل ً بضضرأس المضضال‪ .‬ثالثهضضا‪ :‬أن ل يقصضضد بالمضضال القنيضضة أي‬
‫المساك للنتفاع فإن قصدها به انقطع الحول فيحتاج إلى تجديضضد‬
‫نية مقرونة بتصرف‪ ،‬وكذا إن قصدها ببعضه وإن لم يعينضضه ويرجضضع‬
‫في تعيينه إليه‪ .‬ورابعها‪ :‬مضى حول من وقت الملك نعم إن ملكه‬
‫بعين نقد نصاب أو دونه وفي ملكضضه بضضاقيه كضضأن اشضضترى بعشضضرين‬
‫مثقال ً أو بعين عشرة وفي ملكضضه عشضضرة أخضضرى بنضضي علضضى حضضول‬
‫النقضضد‪ ،‬بخلف مضضا لضضو اشضضتراه بنصضضاب فضضي الذمضضة ثضضم نقضضده فضضي‬
‫المجلس فإنه ينقطع حول النقد ويبتدىء حول التجضضارة مضضن حيضضن‬
‫الشراء‪ ،‬والفرق بين المسألتين أن النقد لم يتعين صرفه للشضضراء‬
‫في الثانية بخلف الولى‪ .‬خامسها‪ :‬أن ل يرد جميضضع مضضال التجضضارة‬
‫في أثناء الحول إلى نقد من جنس ما يقوم بضضه وهضضو دون نصضضاب‪،‬‬
‫فإن رد إلى ذلك ثم اشضضترى بضضه سضضلعة بكسضضر السضضين أي بضضضاعة‬
‫للتجضضارة ابتضضدأ حولهضضا مضضن حيضضن شضضرائها لتحقضضق نقضضص النصضضاب‬
‫بالتنصيص بخلفه قبله فإنه مظنون‪ ،‬أما لو رد ّ بعض المال إلى ما‬
‫ذكر أو بضضاعه بعضضرض أو بنقضضد ل يقضضوم بضضه آخضضر الحضضول كضضأن بضضاعه‬
‫بدراهم والحال يقتضي التقويم بدنانير أو بنقد يقوم به وهو نصاب‬
‫فحوله باق في جميع ذلك‪ .‬سادسضضها‪ :‬أن تبلضضغ قيمتضضه آخضضر الحضضول‬
‫نصابا ً أو دونه ومعه ما يكمل به كما لو كان معه مائة درهم فابتاع‬
‫أي فاشضضترى بخمسضضين منهضضا عرضضضا ً للتجضضارة وبقضضي فضضي ملكضضه‬
‫خمسون وبلغت قيمة العرض آخر الحضضول مضضائة وخمسضضين فيضضضم‬
‫لما عنده وتجب زكاة الجميع‪.‬‬
‫)واجبها( أي أموال التجارة )ربع عشر قيمة عضضروض التجضضارة(‬
‫فإن ملكت بنقد ولو دون نصاب قومت به ول بد في التقضضويم مضضن‬
‫عدلين فلو لضضم يبلضضغ نصضضابا ً لضضم تجضضب الزكضضاة وإن بلضضغ بغيضضره وإن‬
‫ملكت بغيره كعرض ونكاح وخلع فبغالب نقضضد البلضضد صضضورة ذلضضك‪:‬‬
‫شخص زوج أمته أو خالع زوجته بعرض نوى به التجضضارة‪ ،‬وكضضذا لضضو‬
‫تزوجت الحرة بعضضرض نضضوت بضضه ذلضضك‪ ،‬ومثضضل ذلضضك مضضا لضضو ملكضضت‬
‫عروض التجارة بصلح عن دم كأن جنى عليه شخص فوجب علضضى‬
‫ذلضضك الشضضخص قصضضاص فصضضالح المجنضضي عليضضه وعفضضا بالديضضة بنيضضة‬
‫التجضضارة كضضأن قضضال‪ :‬عفضضوت عنضضك بالديضضة فكضضانت الديضضة بضضدل ً عضضن‬
‫القصاص‪ ،‬فإن لم يكن بالبلد نقضضد فبغضالب نقضضد أقضرب البلد إليضه‪،‬‬
‫فإن غلب نقدان على التساوي تخير بينهمضضا إن بلغضضت نصضضابا ً بكضضل‬
‫منهما‪ ،‬وإن بلغت نصابا ً بأحدهما دون الخضضر قضضومت لتحقضضق تمضضام‬
‫النصاب به‪ ،‬وإن ملكت بنقد وغيضضره قضضوم مضضا قابضضل النقضضد بضضه ومضضا‬
‫قابل غيره بغالب نقد البلضضد‪ ،‬ويعضضرف مضضا قابضضل غيضضر نقضضد بتقضضويمه‬
‫ومعرفة نسبته للنقد حال المعاوضضضة‪ ،‬فضضإن اختلضضف الغضضالب وقضضت‬
‫الشراء وآخر الحول اعتبر الثاني لنه المعتبر فضضي زكضضاة التجضضارة‪،‬‬
‫وقولهم العبرة بما اشترى به وإن أبطله السلطان أو كان الغضضالب‬
‫غيره محله فيمضضا اشضضترى بالنقضضد ل بعضضرض كمضضا هنضضا‪ ،‬ويضضضم ربضضح‬
‫حاصل في أثناء الحول لصل في الحول إن لم ينض بما يقوم بضضه‬
‫بأن لم ينض أصل ً أو نض بغيضضر مضضا يقضضوم بضضه‪ ،‬فلضضو اشضضترى عرضضضا‬
‫قيمته مائتا درهم فصارت قيمته آخر الحول ثلثمائة زكاها‪ ،‬أما إذا‬
‫نض بما يقوم به فل يضم إلى الصل بل يزكى الصضضل عنضضد حضضوله‬
‫والريح عند حوله فيفرد كل بحول‪ ،‬ومعنى نض صضضار ناضضا ً دراهضضم‬
‫ودنانير‪ ،‬وتجب زكاة فطر رقيق تجارة مع زكاتها لختلف سضضببهما‬
‫وهما البدن والمال‪ ،‬فالول مسبب زكضضاة الفطضضر والثضضاني مسضضبب‬
‫زكاة التجارة‪ ،‬فلو كان مال التجضارة ممضضا تجضضب الزكضاة فضي عينضه‬
‫كسائمة وثمر فل تجتمع الزكاتان فيه بل خلف بل إن كمل نصاب‬
‫إحدى الزكاتين دون نصاب الخرى كأربعين شاة قصد بها التجضضارة‬
‫لكن لم تبلغ قيمتها نصابا ً آخر الحول‪ ،‬وكتسع وثلثين فأقضضل بلغضت‬
‫قيمتها نصابا ً آخر الحول وجبت زكضضاة مضضا كمضضل نصضضابه‪ ،‬وإن كمضضل‬
‫نصابه كل منهما كأربعين شاة قصد بها التجارة وبلغت قيمتها آخر‬
‫الحول نصابا ً قدمت في الوجوب زكاة العيضضن علضضى زكضضاة التجضضارة‬
‫لقوتها للتفاق عليها‪ ،‬بخلف زكاة التجارة ففيها قول قضضديم بعضضدم‬
‫الوجوب فيها ولهذا ل يكفر جاحدها‪ ،‬فصورة السضضائمة أن يشضضتري‬
‫مثل ً أربعين شاة من أول المحرم وينضضوي فيهضضا التجضضارة ثضضم تقضضوم‬
‫آخر الحول فتبلغ قيمتها نصضضاب تجضضارة فقضضد اجتمضضع فيهضضا زكاتضضان‪:‬‬
‫زكاة عين وزكاة تجارة‪ ،‬وصورة الثمر أن يشتري نخيل ً أو عنبا ً من‬
‫أول المحرم وينوي فيه وفيما يخرج منه التجضضارة ثضضم يحضضول عليضضه‬
‫الحول‪ ،‬وقيمته مع ما يخرج منه تبلغ نصضضاب تجضضارة وكملضضت زكضضاة‬
‫العين فيما يخرج منها أيضًا‪ ،‬نعم تجب زكاة التجارة أيضا ً في نحضضو‬
‫صوفها وألبانها مع إخراج زكاة العيضضن عضضن السضضائمة‪ ،‬وكضضذا تجضضب‬
‫زكاة التجارة عن الشضضجر ونحضضوه كضضالرض مضضن الليضضف والكرنضضاف‬
‫وغيرهما كالجذع والتين إن بلغت قيمتها وحضضدها نصضضابا ً عنضضد تمضضام‬
‫الحول مع إخراج زكاة العين عن الثمرة إذ ليس فيهضضا زكضضاة عيضضن‬
‫فل تسقط عنها زكاة التجارة‪ ،‬أما ما فيه زكاة العيضضن وهضضو الثمضضرة‬
‫والحب إن بلغا نصابا ً فل يدخلن في التقويم في هذا الحول‪ ،‬فضضإن‬
‫لم يبلغاه دخل فيه فيقومان مع المذكورات وتجب في ذلضضك زكضضاة‬
‫التجارة‪ .‬قال في المصباح‪ :‬الكرناف بالكسر أصضل السضعف الضذي‬
‫يبقى بعد قطعضضه فضضي جضضذع النخلضضة‪ ،‬والسضضعف أغصضضان النخضضل مضضا‬
‫دامت بالخوص فإن زال الخوص عنها قيل جريد والجضضذع بالكسضضر‬
‫ساق النخلة‪ ،‬والتبن ساق الزرع بعد دياسته انتهضضى‪ .‬وصضضورة ذلضضك‬
‫أنه اشترى الرض والنخل بقصد التجارة فيهما وفيما يخرج منهمضضا‬
‫أو الزرع بقصد التجارة في حبه وتبنه مثل ً فتجب زكاة العيضضن فضضي‬
‫الثمر والحب إن بلغ نصابا ً وزكاة التجارة فيهما وفيما عداهما إذ ل‬
‫زكاة في عينه‪ ،‬وإذا قطع الثمر والحضضب أخرجضت زكضاة عينهمضا ول‬
‫تجب بعد ذلك إن بقيا في ملكه لنها ل تتعدد ثضضم يبتضضدىء حولهمضضا‬
‫للتجارة بعد القطع‪ ،‬وأما الجذع والرض والتبن فل ينقطع حولهمضضا‬
‫بما ذكر بل يكمل على ما مضى منه‪ ،‬ثم عند تمضضام حضضول التجضضارة‬
‫للثمر والحب يضمان للجضضذع والرض والتبضضن فضضي التقضضويم ل فضضي‬
‫الحول لختلفهما في ابتدائه‪ ،‬ولو تقدم حول زكضضاة التجضضارة علضضى‬
‫حول زكاة العين بأن اشترى بمضضال التجضضارة بعضضد سضضتة أشضضهر مضضن‬
‫حولها نصاب سضضائمة أو اشضضترى بضضه معلوفضضة للتجضضارة ثضضم أسضضامها‬
‫وجبت زكاتها عند تمام حولهضضا ثضضم يفتتضضح مضضن تمضضامه حضضول ً لزكضضاة‬
‫العين أبدا ً أي فتجب في بقية العوام‪.‬‬
‫صورة ذلك‪ :‬أن يشتري عشرين مقطعضا ً قماش ضا ً للتجضضارة مضضن‬
‫أول المحرم وتمكث عنده ستة أشهر ثضضم يبيعهضضا ويشضضتري بثمنهضضا‬
‫ناضا ً سائمة وبعد مضي ستة أشضضهر أخضضرى قضضومت فبلغضضت قيمتضضا‬
‫نصابا ً فقد اجتمع فيها زكاتان وسبق حول التجارة فيزكيها في هذا‬
‫الحول زكاة تجارة وفي كضضل حضضول بعضضده زكضضاة عيضضن فل يسضضتأنف‬
‫الحول بالمبادلة المذكورة بل يستمر‪ ،‬قال شيخ السلم في شرح‬
‫المنهج‪ :‬وزكاة مال قضضراض علضضى مضضالكه وإن ظهضضر فيضضه ربضضح لنضضه‬
‫ملكه إذ العضضالم إنمضضا يملضضك حصضضته بالقسضضمة ل بضضالظهور‪ ،‬كمضضا أن‬
‫العامل في الجعالة إنما يستحق الجعضضل بفراغضضه مضضن العمضضل فضضإن‬
‫أخرجها من غيره فذاك أو منه حسضضبت مضضن الربضضح كضضالمؤن الضضتي‬
‫تلزم المال مضضن أجضضرة الضضدلل والكيضضال وغيرهمضضا والجعضضل بالضضضم‬
‫الجر‪) .‬و( النوع الخامس‪) :‬الركاز( وهو بكسر الراء دفين جاهليضضة‬
‫وهم من قبل السلم أي بعثته صلى الله عليه وسّلم فيشضضمل مضضا‬
‫لو كان الدافن من قوم موسى وعيسى أو غيرهما كيوسف‪ ،‬فضضإن‬
‫لم يكن مدفونا ً بل كان ظاهرا ً فإن علم أنه ظهر بنحو سضضيل فهضضو‬
‫ركاز أيضا ً لنه دفين بحسب ما كان وإل فهو لقطة‪ ،‬وكذا إن شضضك‬
‫فإن وجده من هو مضضن أهضضل الزكضضاة بمضضوات أو ملضضك أحيضضاه زكضضاة‬
‫الركاز‪ ،‬ومثل الموات القبور الجاهلية والقلع بكسضضر القضضاف جمضضع‬
‫قلعة بفتحها كرقبة ورقاب وهو حصن ممتنضع فضضي جبضضل بعيضد عضضن‬
‫البلد وإن وجده بمسضضجد أو شضضارع أو وجضضده دفيضضن إسضضلمي كضضأن‬
‫يكون عليه شيء من القرآن أو اسم ملك من ملوك السلم‪ ،‬فإن‬
‫علم مالكه وجب رده عليه لنه مال مسلم ومال المسلم ل يملك‬
‫بالستيلء عليه وإن لم يعلم مالكه فلقطة يعرفه الواجد سنة‪ ،‬ثضضم‬
‫له أن يتملكه بأن لم يظهر مالكه‪ ،‬وكذا إن لم يعلم هل هو جاهلي‬
‫أو إسلمي بأن كان مما يضرب مثلضضه فضضي الجاهليضضة والسضضلم‪ ،‬أو‬
‫مما ل أثر عليه كالتبر والحلي‪ ،‬فإن علم أن مضضالكه بلغتضضه الضضدعوة‬
‫وعاند فهو فيء‪ ،‬قال الزيادي‪ :‬وإن وجد في ملضضك حربضضي فضضي دار‬
‫الحرب فلضضه حكضضم الفيضضء‪ ،‬وإن دخضضل دارهضضم بأمضضانهم فيضضرد علضضى‬
‫مالكه وجوبا ً وإن أخذ قهرا ً فهو غنيمة انتهى‪ .‬والواجب فيه إن بلغ‬
‫نصابا ً الخمس في حال يصرف لهل الزكاة‪) .‬و( النضضوع السضضادس‪:‬‬
‫)المعدن( وهو مكان خلق الله تعالى فيه ذهب ضا ً أو فضضضة مضضوات أو‬
‫ملك له‪ ،‬فيجب على من اسضضتخرج ذلضك ربضضع عشضره حضضال ً إن بلضغ‬
‫نصابا ً فيضم بعض المخرج إلضضى بعضض إن اتحضضد معضضدن عرفضا ً بضضأن‬
‫يكون في مكان واحد وإن كانت حفضضرة متعضضددة وتتضضابع عمضضل‪ ،‬ول‬
‫يضر قطع العمل لعذر كإصلح آلة ومرض وإن طال الزمان عرفا ً‬
‫فإن اختلف المعدن أو قطع العمل بل عذر فل يضم أول لثان فضضي‬
‫إكمال النصاب وإن قصر الزمن ويضم ثانيا ً لما ملكضضه مضضن جنسضضه‬
‫أو من عرض تجضضارة يقضضوم بضضه ولضضو مضضن غيضضر المعضضدن كضضإرث فضضي‬
‫إكماله‪ ،‬فإن كمل به النصاب زكى الثاني ل إن كان ما ملكه غائبضضا ً‬
‫فل يلزمه زكاته حتى يعلم سلمته ليتحقق اللضضزوم‪ ،‬فلضضو اسضضتخرج‬
‫من المعدن تسعة عشر مثقال ً بالول ومثقال ً بالثاني فل زكاة فضضي‬
‫التسعة عشر‪ ،‬وتجب في المثقال كما تجب فيه فيما لو كان مالكا ً‬
‫لتسعة عشر من غير المعدن‪.‬‬
‫]فرع[ تجب زكاة الفطر بإدراك وقت تمام الغروب مضضن آخضضر‬
‫يوم من رمضان مع إدراك جزء قبله من رمضان أيضا ً كمضضن مضضات‬
‫بعد الغروب أو معه دون من ولد بعده أو معه على كل حضضر وعبضضد‬
‫صضضغير وكضضبير ذكضضر وغيضضره إل خمسضضة‪ .‬الول‪ :‬مضضن ل يفضضضل عضضن‬
‫مسكن وخادم يحتاجهما وملبس يليق بضضه وعضضن قضضوت مضضن تلزمضضه‬
‫نفقته ولو حيوانا ً ليلة العيد ويضضومه مضضا يخرجضضه فضضي زكضضاة الفطضضر‪،‬‬
‫والمضضراد بحاجضضة الخضضادم أن يحتضضاجه لخضضدمته لمضضرض أو كضضبر أو‬
‫ضخامة مانعة من خدمة نفسه ومنصب يضضأبى أن يخضضدم نفسضضه أو‬
‫لخدمة ممونه ل لعلمه في أرضه وماشيته‪ ،‬والمنصب وزن مسجد‬
‫أي علو ورفعة وكالقوت دست ثوب أو بدله الذي يليق به لضضتردده‬
‫في حوائجه‪ ،‬وكذا ما اعتيد من نحو سمك وكعضك وهضضو مضضن الخضضبز‬
‫اليابس ونقل بضم النون وهو مجموع الثمرات وغير ذلضضك‪ ،‬وخضضرج‬
‫بذلك الدين ولضضو لدمضضي فل يشضضترط فضضضلها عنضضه علضضى المعتمضضد‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬امرأة غنية لها زوج معسضر وهضي فضي طضاعته فل تلزمهضا‬
‫فطرتهضضا لكضضن يسضضن لهضضا أن تخرجهضضا عضضن نفسضضها‪ ،‬وكضضذا كضضل مضضن‬
‫سقطت فطرته لتحمل الغير له يسن له أن يخرج عضضن نفسضضه إن‬
‫لم يخرجها المتحمل ومن المعسضضر الرقيضضق فل تجضضب عليضضه زكضضاة‬
‫زوجته ولو حضضرة‪ ،‬وخضضرج بفطرتهضضا فطضضرة غيرهضضا كأمتهضضا وأولدهضضا‬
‫ووالديها فتلزمها‪ ،‬ولو كان الزوج حنفيا ً يرى وجوب فطرتهضضا علضضى‬
‫نفسها وهي شافعية ترى الوجضضوب علضضى الضضزوج فل وجضضوب علضضى‬
‫واحد منهما لعدم اعتقاد كل أنها عليه بخلف عكسضضه فإنهضضا تجضضب‬
‫على الزوج لن كّل ً منهما حينئذٍ يضضرى الوجضضوب علضضى نفسضضه علضضى‬
‫الزوج بطريق التحمل وهضضي بطريضضق السضضتقلل‪ ،‬أمضضا إذا لضضم تكضضن‬
‫المرأة فضضي طضضاعته بضضأن كضضانت ناشضضزة فإنهضضا عليهضضا حينئذٍ ومثلهضضا‬
‫صغيرة ل تطيق الوطء فل تجب فطرتها على زوجهضضا‪ ،‬وأمضضا المضضة‬
‫المزوجة التي زوجها معسر فإن فطرتها تلزمها ويسضضتحملها عنهضضا‬
‫سيدها‪ ،‬بخلف ما إذا كان موسرا ً فيجضضب عليضضه فطرتهضضا ولضضو زوج‬
‫أمته بعبده لزمه فطرتهما قطعًا‪ .‬والثالث‪ :‬مكضضاتب كتابضضة صضضحيحة‬
‫فل تجب عليضضه ول علضضى سضضيده لسضضتقلله بخلف المكضضاتب كتابضضة‬
‫فاسدة حيث تجب فطرته على سيده وإن لم تجضضب عليضضه نفقتضضه‪.‬‬
‫والرابع‪ :‬العبد في بيضضت المضضال‪ .‬والخضضامس‪ :‬العبضضد الموقضضوف ولضضو‬
‫على معين كمدرسة ورباط ورجضضل والفضضن المملضضوك للمسضضجد فل‬
‫تلزم فطرة هؤلء الثلثة على أنفسهم وعلى غيرهم لضعف ملضضك‬
‫المكاتب وسيده منه كالجنبي وليس للخيرين مالضضك معيضضن يلضضزم‬
‫بها‪.‬‬
‫وواجب الفطرة لكل واحد صاع من غالب قضضوت بلضضد المضضؤدى‬
‫عنه وإن كان المؤدي بغيرها من جنس واحد فل يبعض الصاع عن‬
‫واحد‪ ،‬فإن أعطى المزكي أعلى من غالب قوت البلد جاز لنه زاد‬
‫خيرًا‪ ،‬ول يجزىء أقضضل مضضن صضضاع إل لمضضن بعضضضه مكضضاتب ولرقيضضق‬
‫مشترك بين موسر ومعسر ولمن لم يجضضد إل بعضض صضاع بشضضرط‬
‫أن يكون ذلك البعض متمول ً فيجزىء كّل ً منهم أقل من صاع بقدر‬
‫ما فيه مما يقتضي لزوم الزكاة‪ ،‬ومضضن لزمضه فطضضرة نفسضه لزمضه‬
‫فطرة من تلزمه نفقته بملك أو قرابضضة أو نكضضاح إل أن يكضضون مضضن‬
‫تلزمه نفقته كافرا ً أو يكون زوجة أبيه أو مستولدة أبيه حيث لضضزم‬
‫الولد نفقتهما فل تلزمه فطرتهما وإن لزمتضضه نفقتهمضضا لن الصضضل‬
‫في الفطرة والنفقة الب وهو معسر‪ ،‬والفطضضرة ل تلضضزم المعسضضر‬
‫بخلف النفقة فيتحملها الولد‪ ،‬ولن عدم الفطرة ل يمكن الزوجضضة‬
‫من الفسخ بخلف عدم النفقضضة‪ ،‬أمضضا مضضن ل تلزمضضه فطضضرة نفسضضه‬
‫كالكافر فل تلزمه فطرة من تلزمه نفقته‪ ،‬نعم يلزم الكافر فطرة‬
‫رقيقه وقريبه وزوجته المسلمين بناء على أنها تجضضب ابتضضداء علضضى‬
‫المؤدي عنه ثم يتحملها عنه المؤدي‪ ،‬ول بد من نيضضة الكضضافر وهضضي‬
‫للتمييز ل للتقرب‪.‬‬
‫]تتمة[ ويجضضب عليضضه عنضضد يسضضاره ببعضضض الصضضيعان دون بعضض‬
‫تقديم نفسه فزوجته فخادمها بالنفقة إن كان دون الخادم بالجرة‬
‫فولده الصغير فأبيه فأمه فولضضده الكضضبير المحتضضاج فرقيقضضه‪ ،‬وإنمضضا‬
‫قضضدم الب علضضى الم هضضو عكضضس مضضا فضضي النفقضضات لن النفقضضات‬
‫للحاجة والم أحوج والفطرة للشرف والب أشرف لنه منسضضوب‬
‫إليه ويشرف بشضرفه‪ ،‬فضضإن اسضضتوى جماعضضة فضي درجضة كزوجضضات‬
‫وبنين تخير فيخرج عمن شاء منهم‪.‬‬
‫]تنبيهات[ وأوقات وجوب الزكضضاة أربعضضة‪ .‬الول‪ :‬وقضضت إخضضراج‬
‫المقصود وتصفيته من الركاز والمعدن وأما وقت وجوب إخراجهضضا‬
‫فعقب ذلك‪ .‬والثاني‪ :‬بدو الصلح واشتداد الحضضب كّل ً أو بعضضا ً فضضي‬
‫المستنبت وأما وقت وجوب إخراجها فهضضو بعضضد الجفضضاف والتنقيضضة‬
‫وغير ذلك‪ .‬والثالث‪ :‬الحول في الناض والنعضضم والتجضضارة‪ .‬والرابضضع‪:‬‬
‫أول ليلة العيد في زكاة الفطر‪ .‬قضضال البضضاجوري‪ :‬ويجضضوز إخراجهضضا‬
‫فضضي أول رمضضضان‪ ،‬ويسضضن أن تخضضرج قبضضل صضضلة العيضضد للتبضضاع إن‬
‫فعلت الصلة أول النهار‪ ،‬فضضإن أخضضرت اسضضتحب الداء أول النهضضار‪،‬‬
‫ويكره تأخيرها إلى آخر يوم العيضضد‪ ،‬ويحضضرم تأخيرهضضا عنضضه بل عضضذر‬
‫كغيبة ماله أو المستحقين ل كانتظار نحو قريب كجضضار وصضضالح فل‬
‫يجوز تأخيرها عنه لذلك‪ ،‬بخلف زكاة المال فإنه يجوز تأخيرها لضضه‬
‫إن لم يشتد ضرر الحاضرين اهض‪ .‬قضضال فضضي المنهضضج وشضضرحه‪ :‬أداء‬
‫زكضضاة المضضال يجضضب فضضورا ً إذا تمكضضن مضضن الداء كسضضائر الواجبضضات‬
‫ويحصل التمكن بحضور مال غائب سائر أو قاَر عسر الوصول لضضه‬
‫أو مضضال مغصضضوب أو مجحضضود أو ديضضن مؤجضضل أو حضضال تعضضذر أخضضذه‬
‫وبحضور آخذ للزكاة من إمام أو ساع أو مستحق‪ ،‬وبجفاف الثمضضر‬
‫وتنقية الحب وتبر ومعدن وخلضضو مالضضك مضضن مهضضم دينضضي أو دنيضضوي‬
‫كصلة وأكل وبقدرة على غائب قار بأن سهل الوصول له أو على‬
‫استيفاء دين حال‪ ،‬وبضضزوال حجضضر فلضضس إذا كضانت الزكضاة متعلقضة‬
‫بالذمة‪ ،‬وأما إذا كضضانت متعلقضضة بضضالعين فيخرجهضضا حضضال ً ول يتوقضضف‬
‫على زوال الحجر‪ ،‬ويجب أداؤه فورا ً أيضا ً إذا تقررت أجرة قبضت‬
‫لصداق‪ ،‬فل يشترط تقرره بتشطير أو مضضوت أو وطضضء‪ ،‬فضضإن أخضضر‬
‫أداءها بعد التمكن وتلف المال كله أو بعضه ضمن بضضأن يضضؤدي مضضا‬
‫كان يؤديه قبل التلف لتقصيره بحبس الحضضق عضضن مسضضتحقه‪ ،‬وإن‬
‫تلف قبل التمكن فل ضمان لنتفضضاء تقصضضيره بخلف مضضا لضضو أتلفضضه‬
‫فإنه يضمن لتقصيره بإتلفه‪.‬‬
‫قال إسماعيل بن المقري في روض الطضضالب وشضضيخ السضضلم‬
‫في شرحه المسمى بأسنى المطالب فرع‪ :‬وإن تلفت الثمرة قبل‬
‫التمكن من الداء من غير تقصير بآفة سضضماوية أو غيرهضضا كسضضرقة‬
‫قبل جفافها أو بعده لم يضمن كما لو تلفت الماشية قبل التمكضضن‬
‫من الداء فإذا بقي منها دون النصاب أخرج حصته أي قسضضمه لن‬
‫التمكن شرط للضمان ل للواجب وخرج بغير تقصير مضضا لضضو قصضضر‬
‫كأن وضعه في غير حرز فيضمن اهض‪ .‬وتجب نية في الزكضضاة كهضضذا‬
‫زكاة أو فرض صدقة أو صدقة مالي المفروضة‪ ،‬ول يكفضضي فضضرض‬
‫مالي لنه قد يكون كفارة ونذرًا‪ ،‬ول صدقة مالي لنها تكون نافلة‪،‬‬
‫ول يجب تعيين مال مزكى عند الخراج فإن عينه لم يقع المخضضرج‬
‫عن غيره وتلزم الولي النيضضة عضضن محجضضورة‪ .‬قضضال ابضضن حجضضر فضضي‬
‫شرح المنهاج‪ :‬ولو عزل مقدار الزكاة ونضضوى عنضضد العجضضز جضضاز ول‬
‫يضر تقديمها على التفرقة كالصضضوم لعسضضر القضضتران بإعطضضاء كضضل‬
‫مستحق ولن القصد من الزكاة سد حاجة مستحقها‪ ،‬ولو نوى بعد‬
‫العزل وقبل التفرقة أجزأه أيضًا‪ ،‬وإن لم تقارن النيضضة أخضضذها كمضضا‬
‫في المجموع‪ ،‬وفيه عن العبادي أنه لو دفع مال ً إلى وكيله ليفرقضه‬
‫تطوعا ً ثم نوى به الفرض ثم فرقه الوكيضضل عضضن الفضضرض إن كضضان‬
‫القابض مستحقها‪ ،‬أما تقديمها على العضضزل أو إعطضضاء الوكيضضل فل‬
‫يجزىء كأداء الزكاة بعد الحول مضضن غيضضر نيضضة اهضضض‪ .‬ويجضضوز تعجيضضل‬
‫الزكاة في المال الحولي بعضضد ملضضك النصضضاب وقبضضل تمضضام الحضضول‬
‫لسنة فقط ل لكثر منها‪ ،‬وشرط وقوع المعجل زكاة بقاء المالضضك‬
‫بصفة الوجوب وبقاء القابض بصفة الستحقاق إلى تمضضام الحضضول‪،‬‬
‫فإن تغير كل منهما أو أحدهما قبل تمامه بضضردة أو بمضضوت أو تغيضضر‬
‫المالك بفقر أو زوال ملك عن ماله المعجل عنه أو تغيضضر القضضابض‬
‫بغنى بغيضضر الزكضضاة المعجلضضة أو إقضضرار بضضرق وهضضو مجهضضول النسضب‬
‫اسضضترده المالضضك مضضن القضضابض إن بيضضن أن زكضضاة معجضضل وأعلمضضه‬
‫القابض‪ ،‬فإن لم يبين ذلك ولم يعلمه القابض لم يسترده لتفريطه‬
‫بترك العلم عند الدفع فيقع تطوعًا‪.‬‬
‫]خاتمضضة[ وشضضروط وجضضوب الزكضضاة أربعضضة‪ .‬أحضضدها‪ :‬حريضضة ولضضو‬
‫للبعض بأن ملك الموال ببعضضضه الحضضر فل زكضضاة علضضى رقيضضق ولضضو‬
‫مكاتبًا‪ .‬وثانيها‪ :‬إسلم فل زكاة على كافر أصلي بمعنى أنه ل يلزم‬
‫بأدائهضضا ول قضضضائها كالصضضلة والصضضوم‪ ،‬وأمضضا وجضضوب إخضضراج زكضضاة‬
‫المرتد التي وجبت عليه حضضال ردتضضه فموقضضوف كملكضضه فضضإن مضضات‬
‫مرتدا ً بان أن ل زكاة عليه لتبين أن ل مال له بل جميعضضه فيضضء أو‬
‫أسلم زكى للماضي في الردة مضضا لضضم يكضضن زكضضاة فضضي ردتضضه فضضإنه‬
‫يجضضزئه كمضضا لضضو أطعضضم عضضن الكفضضارة فيهضضا وتكضضون نيتضضه للتمييضضز ل‬
‫للعبضضادة‪ ،‬وأمضضا وجضضوب السضضتقرار فليضضس بموقضضوف لن شضضرطه‬
‫السلم ولو فيمضضا مضضضى‪ ،‬أمضضا الضضتي وجضضب قبضضل الضضردة فهضضي مضضن‬
‫الديون فتخرج من ماله حال ردته قهرا ً عنه سواء أسلم بعد ذلضضك‬
‫أم مات مرتدًا‪ .‬وثالثها‪ :‬تعين مالك فل زكاة فضضي مضضال بيضضت المضضال‬
‫ول مضضال جنيضضن موقضضوف لجلضضه لعضضدم تعيضضن المالضضك‪ ،‬ومثلضضه ريضضع‬
‫الموقوف على جهة عامة دون الموقوف على جهة خاصضضة فتجضضب‬
‫في ريعه ل في عينضضه‪ ،‬ومضضن الجهضة العامضضة الموقضضوف علضضى إمضضام‬
‫المسجد أو مؤذنه لنه لم يرد به شخص معين وإنما أريضضد بضضه كضضل‬
‫من اتصف بهذا الوصف‪ .‬ورابعها‪ :‬حول إل في سضضتة أمضضور‪ ،‬الول‪:‬‬
‫في نابت‪ .‬والثاني‪ :‬في معدن‪ .‬والثضضالث‪ :‬فضضي ركضضاز‪ .‬والرابضضع‪ :‬فضضي‬
‫زكاة الفطر‪ ،‬فإذا ولضد لضه ولضد قبضل الغضضروب أخضرج الزكضاة عنضه‪.‬‬
‫والخامس‪ :‬النتاج فإنه يزكى بحول أصله‪ .‬والسادس‪ :‬في ريح فإنه‬
‫يزكى بحول أصله أيضضا ً سضضواء حصضضل بزيضضادة فضضي نفضضس العضضرض‬
‫كسمن حيوان وولد وثمرة أو بارتفاع السضضواق‪ ،‬ولضضو بضضاع العضضرض‬
‫بدون قيمته زكى القيمضضة أو بضضأكثر منهضضا‪ ،‬ففضضي زكضضاة الضضزائد منهضضا‬
‫وجهان أرجحهما الوجوب‪ ،‬ومحل زكاة الربضضح بحضضول أصضضله إن لضضم‬
‫ينض من جنس ما يقوم به‪ ،‬كأن اشترى متاعا ً بمائتي درهم وحال‬
‫عليه الحول وقيمته ثلثمائة درهم ولم يبعضضه بضضل أمسضضكه عنضضده أو‬
‫نض من غير الجنس في أثناء الحضضول كضضأن اشضضترى متاعضا ً بمضضائتي‬
‫درهم وباعه بدنانير فيزكضضي المضضائة بحضضول المضضائتين وإل بضضأن صضضار‬
‫الكل ناضا ً من الجنس في أثناء الحول وأمسكه إلى آخضضر الحضضول‪،‬‬
‫أو اشترى به عرضا ً قبل تمامه زكى الزائد بحوله ل بحضضول أصضضله‪،‬‬
‫ويعتبر أيضا ً في وجضضوب الزكضضاة نصضضاب وتمكضضن مضضن أدائهضضا ولكضضن‬
‫النصضضاب سضضبب لوجوبهضضا ل شضضرط لضضه والتمكضضن شضضرط لضضضمانها‬
‫لستقرارها ل لوجوبها فلو لم يوجد النصاب لم تجضضب الزكضضاة مضضن‬
‫أصلها بخلف التمكن فإنه شرط للضمان ل لصضضل الوجضضوب‪ ،‬فلضضو‬
‫لم يوجد لم يضمن للصناف حقهم‪ .‬وعليه يلغضضز فيقضضال لنضضا‪ :‬مضضال‬
‫وجبت زكضضاته ولضضم تخضضرج ول إثضضم فضضالوجوب متوقضضف علضضى وجضضود‬
‫السضضبب وهضضو ملضضك النصضضاب ل علضضى الشضضرط وهضضو التمكضضن مضضن‬
‫إخراجهضضا‪ ،‬ول يعتضضبر فضضي وجضضوب الزكضضاة بلضضوغ ول عقضضل ول رشضضد‬
‫فتجب في مال صبي ومجنون وسفيه‪ ،‬والمخضضاطب بضضالخراج عنضضه‬
‫وليه إن كان يرى أي يعتقد ذلضضك كشضضافعي وإن لضضم يكضضن المضضولى‬
‫عليه يراه إذ العبرة بعقيدة الولي‪ ،‬فإذا لضضم يخرجهضضا وتلضضف المضضال‬
‫قبل كمال المولى عليه سقطت عنه إذ ل يخضضاطب بضضالخراج قبضضل‬
‫كماله وضمن الولي إن قصر‪ ،‬نعم إن كان تأخيره خوفا ً من تغريم‬
‫الحاكم الحنفي له إذا بلغ المولى عليه وقلد أبضضا حنيفضضة كضضان ذلضضك‬
‫عذرا ً فالولى له حينئذٍ أن يجمع ما وجب عليه مضضن الزكضضوات إلضضى‬
‫الكمال فإن لضم يكضضن تضضأخيره لخضضوف ذلضك مثل ً حضرم عليضضه واللضه‬
‫أعلم‪.‬‬
‫وهضضذا آخضضر مضضا يسضضره اللضضه تبضضارك وتعضضالى علضضى خدمضضة هضضذه‬
‫المقدمة المرضية عند أهل الشرقية‪ ،‬لكن لمضضا كضضان الصضضوم ركنضا ً‬
‫من أركان السضضلم وقضضد تركضضه المصضضنف أردت أن اثبتضضه أي أكتبضضه‬
‫بأذيال الخدمة ضاما ً له إلى هذه المقدمة تبركا ً بهضضا وتركضضت الحضضج‬
‫وإن كضضان كضضذلك اتكضضال ً علضضى المطضضولت ولن لضضه كتب ضا ً مسضضتقلة‬
‫معلومة بالنسك ولشدة الحتياج إلى الصوم لنه أكثر وقوعضضا ً مضضن‬
‫الحج لكثرة أفراد من يجب عليه الصوم‪ ،‬وهذا أوان الشضضروع فضضي‬
‫المقصود بعون الملك المعبود وبالله التوفيق لحسن طريق‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬فيما يجب به الصيام )يجب صوم رمضان بأحد أمضضور‬
‫خمسة‪ :‬أحضضدها بكمضضال شضضعبان ثلثيضضن يومضًا( أي مضضن الرؤيضضة فضضي‬
‫شعبان مثل ً قالت عائشة رضي الله عنها‪ :‬كان رسول اللضضه صضضلى‬
‫الله عليه وسّلم يتحفظ في شعبان ما ل يتحفضضظ فضضي غيضضره‪ ،‬هضضذا‬
‫دليضضل علضضى أن إكمضضال شضضعبان ثلثيضضن يومضضا ً مضضن الرؤيضضة ل مضضن‬
‫الحساب‪) .‬وثانيها‪ :‬برؤية الهلل( أي هلل رمضان )فضضي حضضق مضضن‬
‫رآه وإن كان فاسضقًا( ول بضد مضن رؤيتضه ليل ً ول أثضضر لرؤيتضضه نهضضارا ً‬
‫لقوله صلى الله عليه وسّلم‪) :‬صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن‬
‫غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلثين يومًا( أي ليصضضم كضضل منكضضم‬
‫وليفطر كل منكم‪ .‬قضضوله لرؤيتضضه فيضضه اسضضتخدام لن الضضضمير فضضي‬
‫الول عضضائد علضضى هلل رمضضضان والثضضاني علضضى هلل شضضوال‪ ،‬قضضال‬
‫المدابغي‪ :‬واللم بمعنى بعد أي بعد رؤيته كما قاله ابن هشام في‬
‫المغني‪ .‬قوله‪ :‬وأفطروا بقطع الهمزة أي ادخلوا في وقت الفطر‬
‫فالهمزة للصيرورة كما في المصباح‪ .‬قوله‪ :‬فإن غضضم بضضضم الغيضضن‬
‫أي استتر بالغمام والضمير عائد على هلل رمضان‪ ،‬ومثله إذا غضم‬
‫هلل شوال فيكمل رمضان ثلثين قاله السويفي‪ ،‬والمارة الدالضضة‬
‫علضضى دخضضول رمضضضان كإيقضضاد القناديضضل المعلقضضة بالمنضضاير وضضضرب‬
‫المدافع ونحو ذلك مما جرت به العادة في حكم الرؤية‪) .‬وثالثهضضا‪:‬‬
‫بثبوته( أي رؤية الهلل )في حضضق مضضن لضضم يضضره بعضضدل شضضهادة( أي‬
‫واحضضضد وإن كضضضان الضضضرائي حديضضضد البصضضضر نقلضضضه السضضضويفي عضضضن‬
‫الشبراملسي ول بد من حكم الحاكم به فل يكفضضي مجضضرد شضضهادة‬
‫العدل‪ ،‬وخرج بالعدل الفاسق‪ ،‬وخرج بعدل الشهادة عدل الروايضضة‬
‫كعبد وامرأة‪ ،‬وتكفي العدالضضة الظضضاهرة وهضضي المضضرادة بالمسضضتور‪،‬‬
‫وإذا صمنا برؤية عدل ثلثين يوما ً أفطرنضضا وإن لضضم نضضر الهلل ولضضم‬
‫يكن غيم ول يرد لزوم الفطار بواحد لثبوت ذلك ضمنا ً إذ الشضضيء‬
‫يثبت ضمنا ً بما ل يثبت به أص ً‬
‫ل‪.‬‬
‫واعلضضم أنضضه يثبضضت رمضضضان بشضضهادة العضضدل وإن دل الحسضضاب‬
‫القطعي على عدم إمكان رؤيته كما نقله ابن قاسم عضضن الرملضضي‬
‫وهو المعتمد خلفا ً لما نقله القليوبي فضضإنه ضضضعيف فليحفضضظ قضضال‬
‫ذلك كله المدابغي‪ .‬قال المرغني‪ :‬ودليل الكتفاء في ثبوته بالعدل‬
‫الواحد ما صح عن ابن عمر رضي الله عنهما‪ :‬أخبرت رسول اللضضه‬
‫صلى الله عليه وسّلم أني رأيت الهلل فصام وأمر الناس بصيامه‬
‫اهض‪ .‬قوله‪ :‬أخبرت رسول اللضضه صضضلى اللضضه عليضضه وسضّلم أي بلفضضظ‬
‫الشهادة ويكفي في الشهادة أشهد أني رأيت الهلل وإن لم يقل‪:‬‬
‫وإن غدا ً من رمضان والمعنى في ثبوته بالواحد الحتياط للصضضوم‪،‬‬
‫ومثله سضضائر العبضضادات كضضالوقوف بالنسضضبة لهلل ذي الحجضضة وهضضي‬
‫شهادة حسبة بكسر الحاء أي ل مرجو بها ثضضواب الضضدنيا فل تحتضضاج‬
‫إلضضى سضضبق دعضضوى‪ .‬قضضال المضضدابغي‪ :‬ولضضو رجضضع عضضن شضضهادته بعضضد‬
‫شروعهم فضضي الصضضوم أو بعضضد حكضضم الحضضاكم ولضضو قبضضل شضضروعهم‬
‫لزمهم الصوم‪ .‬ويفطرون بإتمام العدة وإن لم يضضروا هلل شضضوال‪.‬‬
‫)ورابعها‪ :‬بإخبار عدل رواية موثوق به( قال الزيادي ومثله موثضضوق‬
‫بزوجته وجاريته وصديقه )سواء وقع في القلب صدقه أم ل( قضضال‬
‫الشضضرقاوي خلفضا ً لمضضا ذكضضره فضضي شضضرح المنهضضج وإن تبعضضه بعضضض‬
‫الحواشي )أو غير موثوق به( كفاسق )إن وقع في القلب صضضدقه(‬
‫ولذا قال المدابغي عند قول الخطيب‪ :‬ويجضب الصضوم أيضضا ً علضى‬
‫من أخبره موثوق به بالرؤية إن اعتقد صدقه وإن لضم يضذكره عنضد‬
‫القاضي‪ .‬قوله موثوق به ليس بقيد بل المدار على اعتقاد الصدق‬
‫ولضضو كضضان المخضضبر كضضافرا ً أو فاسضضقا ً أو رقيق ضا ً أو صضضغيرا ً ثضضم قضضال‬
‫السويفي عند قول الخطيب ذلك أيضا ً قوله إن اعتقد صدقه ليس‬
‫بقيد فالمدار على أحد أمرين‪ :‬كون المخضضبر موثوقضا ً بضضه أو اعتقضضاد‬
‫صدقه اهض‪ .‬قال الشرقاوي‪ :‬ولو رآه فاسضضق جهضضل الحضضاكم فسضضقه‬
‫جاز له القدام على الشضهادة بضل وجضب أن توقضف ثبضوت الصضوم‬
‫عليها‪) .‬وخامسها‪ :‬بظن دخول رمضان بالجتهاد فيمن اشتبه عليه‬
‫ذلك( بان كان أسيرا ً أو محبوسا ً أو غيرهمضضا قضضاله المضضدابغي‪ ،‬قضضال‬
‫الباجوري‪ :‬فلو اشتبه عليه رمضان بغيره لنحو حبضضس اجتهضضد فضضإن‬
‫ظن دخوله بالجتهضضاد صضضام فضضإن وقضضع فضضأداء وإل فضضإن كضضان بعضضده‬
‫فقضاء وإن كان قبله وقع له نفل ً وصامه في وقتضضه إن أدركضضه وإل‬
‫فقضاء اهض‪ .‬فتلخص أن سبب وجوب الصيام خمسضضة‪ :‬اثنضضان علضضى‬
‫سبيل العموم أي عموم الناس وهما استكمال شعبان ثلثين يومًا‪،‬‬
‫وثبوت رؤية الهلل ليلة الثلثين من شعبان عند حاكم وثلثة علضضى‬
‫سبيل الخصوص أي خصوص الناس وهو الباقي من الخمسة‪.‬‬
‫]تنبيه[ ل يجب الصوم ول يجوز بقول المنجم وهضضو مضضن يعتقضضد‬
‫أن أول الشهر طلضضوع النجضضم الفلنضضي لكضضن يجضضب عليضضه أن يعمضضل‬
‫بحسابه‪ ،‬وكذلك من صدقه كالصلة فضضإنه إذا اعتقضضد دخضضول وقضضت‬
‫الصلة فإنه يعمل بذلك‪ ،‬ومثل المنجم الحاسب وهو من يعتمد أي‬
‫يتكل ويتمسك بمنازل القمر في تقدير سيره‪ ،‬ول عبرة بقول مضضن‬
‫قال‪ :‬أخبرني النبي صلى الله عليضه وسضّلم فضضي النضوم بضضأن الليلضة‬
‫أول رمضان لفقد ضضضبط الضضرائي ل للشضضك فضضي تحقضضق الرؤيضضة إن‬
‫تحقق الرؤية‪.‬‬
‫[فضضرع[ وإذا رؤي الهلل بمحضضل لضضزم حكمضضه محل ً قريبضضا ً منضضه‬
‫ويحصضضل القضضرب باتحضضاد المطلضضع بضضأن يكضضون غضضروب الشضضمس‬
‫والكواكب وطلوعها في البلدين في وقضت واحضد هضذا عنضد علمضاء‬
‫الفلك‪ ،‬والذي عليه الفقهاء أن ل تكون مسضضافة مضضا بيضضن المحليضضن‬
‫أربعة وعشرين فرسخا ً من أي جهة كانت‪ .‬واعلم أنه متى حصلت‬
‫الرؤية في البلد الشرقي لزم رؤيته في البلد الغربي دون عكسه‪،‬‬
‫ولو سافر من صام إلى محل بعيد من محل رؤيته وافق أهله فضضي‬
‫الصوم آخرًا‪ ،‬فلو عيد قبل سفره ثم أدركهم بعده صائمين أمسك‬
‫معهم وإن تم العدد ثلثين لنه صار منهم أو سافر من البعيد إلضضى‬
‫محل الرؤية عيد معهم وقضى يوما ً إن صام ثمانية وعشرين‪ ،‬وإن‬
‫صام تسعة وعشرين فل قضاء وهذا الحكم ل يختص بالصضضوم بضضل‬
‫يجري في غيره أيضا ً حتى لو صلى المغرب بمحل وسافر إلى بلد‬
‫فوجدها لم تغرب وجبت العادة‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في شروط صحة الصوم )شروط صحته( أي الصضضوم‬
‫سواء كان فرضا ً أو نفل ً )أربعضضة أشضضياء( أحضضدها‪) :‬إسضضلم( أي فضضي‬
‫الحال فل يصح من كافر أصضضلي ول مرتضضد‪) .‬و( ثانيهضضا‪) :‬عقضضل( أي‬
‫تمييز فيخرج به المجنون ونحوه والصبي إذ ل تمييز عنضضده وليضضس‬
‫المراد به العقل الطبيعي لنه ل يخضضرج بضضه حينئذٍ الصضضبي‪ .‬وثالثهضضا‪:‬‬
‫)نقاء من نحو حيض( كنفاس وولدة ولو لعلقة أو مضضضغة وإن لضضم‬
‫ترد ما ويحرم على الحائض والنفسضضاء المسضضاك بنيضضة الصضضوم وإل‬
‫فل يجب تعاطي مفطر وكذا نحو العيد اكتفاء بعضضدم النيضضة‪ .‬واعلضضم‬
‫أن هذه الشروط الثلثة يعتبر وجودها في جميع النهضضار‪ ،‬فلضضو ارتضضد‬
‫أو زال تمييزه بجنضضون أو وجضضد نحضضو الحيضضض فضضي جضضزء منضضه بطضضل‬
‫صومه‪) .‬و( رابعها‪) :‬علم( أو ظن )بكون الوقت قضضابل ً للصضضوم( فل‬
‫يصح صوم من لم يعلم ذلك بأن ظضضن دخضضوله أو اسضضتوى المضضران‬
‫عنده والوقت الذي ل يقبضضل الصضضوم هضضو العيضضدان وأيضضام التشضضريق‬
‫وهي ثلثة بعد عيد الضحى‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في شروط وجوب الصوم )شروط وجوبه( أي صضضوم‬
‫رمضضضان )خمسضضة أشضضياء( أحضضدها‪) :‬إسضضلم( أي ولضضو فيمضضا مضضضى‬
‫فيشمل المرتد لنه مخاطب بالداء كالمسلم لسضضبق إسضضلمه‪) .‬و(‬
‫ثانيهضضا‪) :‬تكليضضف( أي بلضضوغ وعقضضل فل يجضضب الصضضوم علضضى صضضبي‬
‫ومجنون ومغمى عليه وسكران‪ ،‬أما القضاء فيجب على السكران‬
‫سكرا ً مستغرقا ً والمغمى عليه مطلقا ً أي سواء تعدى بالغمضضاء أو‬
‫ل لكن على الفور عند التعدي وعلى التراخي عنضضد عضضدمه‪ ،‬بخلف‬
‫الصلة ل يجب عليضضه قضضضاؤها إل إذا كضضان متعضضديا ً بإغمضضائه ويجضضب‬
‫على المجنون عند التعدي‪) .‬و( ثالثها‪) :‬إطاقضضة( أي قضضدرة للصضضوم‬
‫فل يجب على من ل يطيقه لكبر أو مرض يبيح التيمم‪) .‬و( رابعها‪:‬‬
‫)صحة( فل يجب على مريض قال في شرح المنهضضج‪ :‬ويبضضاح تركضضه‬
‫بنية الترخص لمرض يضر معه الصوم ضررا ً يبيح التيمم وإن طضضرأ‬
‫على الصوم ثم المرض إن كان مطبقا ً فله ترك النية أو متقطعضضًا‪،‬‬
‫فإن كان يوجد وقت الشروع فله تركها وإل فإن عاد واحتضضاج إلضضى‬
‫الفطار أفطر‪ ،‬ثم قال الزيادي وأفتى الذرعي أخضضذا ً مضضن هنضضا إنضضه‬
‫يلزم الحصادين أي ونحوهم تضضبييت النيضضة كضضل ليلضضة ثضضم مضضن لحقضضه‬
‫منهم مشضضقة شضضديدة أفطضضر وإل فل )و( خامسضضها‪) :‬إقامضضة( فيبضضاح‬
‫ترك الصوم لسفر طويضضل بنيضضة الضضترخص فضضإن تضضضرر بضه فضضالفطر‬
‫أفضل وإل فالصوم أفضضضل‪ ،‬قضضال الزيضضادي‪ :‬وذلضضك بضضأن يفضضارق مضضا‬
‫شرط مجاوزته في صلة المسافر قبل الفجر يقينًا‪ ،‬فلو نضضوى ليل ً‬
‫ثم سافر وشك أسافر قبل الفجر أو بعده لم يفطر‪ ،‬ويستثنى من‬
‫ذلضضك مضضديم السضضفر فل يبضضاح لضضه الفطضضر لنضضه يضضؤدي إلضضى إسضضقاط‬
‫الوجضضوب بالكليضضة‪ ،‬وإنمضضا يظهضضر جضضواز الفطضضر فيمضضن يرجضضو إقامضضة‬
‫يقضي فيها قاله السبكي واعتمده شيخنا الرملي اهض‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في أركان الصوم )أركانه( أي الصضوم فرضضا ً كضان أو‬
‫ل‪) .‬ثلثة أشياء( قضضال الزيضضادي‪ :‬هضضذا هضضو المشضضهور وجعلهضا فضضي‬ ‫نف ً‬
‫النوار أربعة والرابع قابلية الضضوقت للصضضوم اهضضض‪ .‬أحضضدها‪) :‬نيضضة ليل ً‬
‫لكل يوم في الفرض( ومحلها القلضب ول بضد أن يستحضضر حقيقضة‬
‫الصوم التي هي المساك عن المفطر جميع النهضضار مضضع مضضا يجضضب‬
‫فيه من كونه عن رمضان مثل ً ثم يقصد إيقاع هذا المستحضر‪ ،‬ول‬
‫تكفي النية باللسان دون القلب‪ ،‬كما ل يشترط التلفظ بها قطعضضا ً‬
‫لكنه يندب ليعاون اللسان القلب‪ ،‬ويعلم من كون محلهضضا مضضا ذكضضر‬
‫أنضضه لضضو نضضوى الصضضوم بقلبضضه فضضي أثنضضاء الصضضلة صضضحت نيتضضه‪ ،‬قضضال‬
‫الزيادي‪ :‬فلو نوى ليلة أول رمضان صضضوم جميعضضه لضضم يكضضف لغيضضر‬
‫اليوم الول‪ ،‬لكن ينبغي له ذلك ليحصل له صوم اليوم الذي نسي‬
‫النية فيه عند مالك‪ ،‬كما يسن له أن ينوي أول اليوم الضضذي نسضضيها‬
‫فيه ليحصل له صومه عند أبي حنيفضضة‪ ،‬وواضضضح أن محلضضه إن قلضضد‬
‫وإل كان متلبسا ً بعبادة فاسدة في اعتقاده وهو حضضرام‪ ،‬ولضضو شضضك‬
‫هل وقعضت نيتضضه قبضضل الفجضضر أو بعضضده لضضم يصضضح لن الصضضل عضضدم‬
‫وقوعها ليل ً إذ الصل في كل حادث تقديره بأقرب زمن بخلف ما‬
‫لو نوى وشك هل طلع الفجضضر أو ل فضضإنه يصضضح للضضتردد فضضي النيضضة‪.‬‬
‫قوله في الفرض خرج به النفل فيكفي فيه نية بالنهار قبل الزوال‬
‫بشضضرط انتفضضاء المنضضافي قبضضل النيضضة كأكضضل وجمضضاع وكفضضر وحيضضض‬
‫ونفاس وجنون وإل فل يصح الصوم‪ ،‬قال في شضضرح المنهضضج‪ :‬فقضضد‬
‫دخل النبي صلى الله عليه وسّلم على عائشة ذات يوم فقال‪ :‬هل‬
‫عندكم شيء؟ فقالت‪ :‬ل قال‪ :‬فإني إذا ً أصوم‪ .‬قالت‪ :‬ودخل علي‬
‫يوما ً آخر فقال‪ :‬أعندكم شيء؟ قلت نعم قال‪ :‬إذا ً أفطر وإن كنت‬
‫فرضضضت الصضضوم‪ .‬رواه الضضدارقطني والضضبيهقي‪ ،‬وخضضرج بالمنضضافي‬
‫للصوم ما ل ينافيه‪ ،‬قال الرملضضي‪ :‬ولضضو أصضضبح ولضضم ينضضو صضضوما ً ثضضم‬
‫تمضمض ولم يبالغ فسبق ماء المضمضة إلى جوفه ثم نوى صوم‬
‫تطوع صح‪ ،‬وكضضذا كضضل مضضا ل يبطضضل الصضضوم كضضالكراه علضضى الكضضل‬
‫والشرب قال النووي‪ :‬وهذه مسألة نفيسة وقد طلبتها سنين حتى‬
‫وجدتها فلله الحمد‪ ،‬ومثل ذلك ما إذا بضضالغ لزالضضة نجاسضضة فمضضه أو‬
‫أنفه فسبقه الماء فإنه ل يضضضر‪ ،‬وقضضوله فضضي الفضضرض ولضضو نضضذرا ً أو‬
‫قضضضاء أو كفضضارة أو كضضان النضضاوي صضضبيا ً أو أمضضر بضضه المضضام فضضي‬
‫الستسقاء وليس لنضضا صضضوم نفضضل يشضضترط فيضضه التضضبييت إل صضضوم‬
‫الصبي‪ .‬فيلغز به ويقال لنا صوم نفضضل يشضضترط فيضضه تضضبييت النيضضة‪.‬‬
‫قوله ليل ً أي بين الغروب وطلوع الفجر ودليل وجوب إيقضضاع النيضضة‬
‫ليل ً بمعنى وجوب التبييت‪ .‬قوله صلى الله عليه وس ضّلم‪" :‬مضضن لضضم‬
‫يبيت الصيام قبل الفجر فل صيام له" رواه الدارقطني أي من لم‬
‫يبيت نية الصيام قبل الفجر فل صيام له صضضحيح‪ ،‬والمضضراد بتبييتهضضا‬
‫إيقاعها في جزء من أجزاء الليل من الغروب إلضضى الفجضضر‪ .‬وقضضوله‬
‫صلى الله عليه وسّلم‪" :‬من لم يجمع الصيام قبل الفجر فل صيام‬
‫له" قوله لم يجمع بضم الياء وسكون الجيم أو بفتح اليضضاء والميضضم‬
‫معناه من لم يعزم على الصيام فينويه‪ ،‬وأقضضل النيضضة فضضي رمضضضان‬
‫نويت الصوم غدا ً من رمضان فل بد من التيان بقوله من رمضان‬
‫لن التعيين شرط فضضي نيضضة صضضوم الفضضرض ول يحصضضل إل بضضذلك ل‬
‫بمجرد ذلك الغد فإن جمع بينهما كان أمكضضن فالغضضد مثضضال للتضضبييت‬
‫ول يجب التعرض له ول يحصل به تعيين ورمضضضان مثضضال للتعييضضن‪،‬‬
‫ول يشضضترط التعضضرض للفرضضضية ول الداء ول الضضضافة إلضضى اللضضه‬
‫تعالى‪ ،‬ول تعيين السنة فإن عينها وأخطأ فإن كان عامدا ً عالما ً لم‬
‫يصح لتلعبه وإن كان ناسيا ً أو جاهل ً صح‪ .‬وأكملها أن يقول‪ :‬نويت‬
‫صوم غد عن أداء فرض رمضان هذه السنة بإضافة رمضضضان إلضضى‬
‫اسم الشارة لتكون الضافة معينضضة لكضضونه رمضضضان هضضذه السضضنة‪،‬‬
‫ويسن أن يقول بعد ذلك إيمانا ً واحتسضضابا ً للضضه تعضضالى‪ ،‬ولضضو تسضضحر‬
‫ليصوم أو شرب لدفع العطش عنضضه نهضضارا ً أو امتنضضع مضضن الكضضل أو‬
‫الشرب أو الجماع خوف طلوع الفجر كضضان نيضضة إن خطضضر الصضضوم‬
‫بباله بصفاته الشرعية لتضمن كل منهضضا قصضضد الصضضوم‪) .‬و( ثانيهضضا‪:‬‬
‫)ترك مفطر( من وصول عيضضن لمنفضضذ مفتضضوح مضضن جضضوف كتنضضاول‬
‫طعام وإن قل كسمسمة ونقطة ماء وإدخال الشيء في الفضضم أو‬
‫في مخرج غيره كإدخال عضضود فضضي أذن أو جراحضضة ومضضن اسضضتقاءة‬
‫لقوله صلى الله عليضضه وسضّلم‪" :‬مضضن ذرعضضه القيضضء أي غلبضضه وهضضو‬
‫صائم فليس عليه قضضضاء ومضضن اسضضتقاء فليقضضض" رواه ابضضن حبضضان‬
‫وغيره‪ .‬ومن إدخال كل الحشفة أو قضضدرها مضضن فاقضضدها فل يفطضضر‬
‫بإدخال بعضها بالنسبة للضضواطىء‪ ،‬وأمضضا الموطضضوء فيفطضضر بإدخضضال‬
‫البعض لنه قد وصلت عين جوفه فهو من هذه الجهة ل مضضن جهضضة‬
‫الوطء ومن إنزال المني بلمس بشرة بشضضهوة كضضالوطء بل إنضضزال‬
‫بل أولى لن النزال هو المقصود بضضالوطء‪ ،‬ول يفطضضر بضضإنزال فضضي‬
‫نوم أو بنظر أو فكر أو لمس بل شهوة أو ضم امضضرأة إلضضى نفسضضه‬
‫بحائل )ذاكرًا( للصوم )مختارا ً غير جاهل معضضذور( ويفطضضر الصضضائم‬
‫بشيء مضضن ذلضضك إذا تعمضضد واختضضار وعلضضم بتحريمضضه أو جاهضضل غيضضر‬
‫معذور ول يفطر بذلك مع نسيان أو إكراه أو كان جضضاهل ً بضضالتحريم‬
‫معذورا ً بأن قرب عهده بالسلم أو نشضضأ بعيضضدا ً عضضن العلمضضاء ومضضع‬
‫غلبة القيء فالستقاءة مفطرة وإن علم أنه لم يرجع شضضيء إلضضى‬
‫جوفه بها فيه مفطرة لعينها ل لعود شيء من القيء‪.‬‬
‫)فروع( وينبغي الحتراز حالة الستنجاء لنه متى أدخل طرف‬
‫أصبعه دبره أفطر ولو أدنى شيء من رأس النملة‪ ،‬وكذا لو فعضضل‬
‫به غيره ذلك بإذنه‪ ،‬ومثله ما لو أدخلت النثى أصبعها فرجها حالضضة‬
‫ذلك أفطرت إذ ل يجب عليها إل غسل ما ظهر‪ ،‬ولو طعضضن نفسضضه‬
‫أو طعنه غيره بإذنه فوصل السكين جوفه أو أدخل فضضي إحليلضضه أو‬
‫أذنه عضضودا ً فوصضضل إلضضى البضضاطن أفطضضر‪ ،‬والحليضضل بكسضضر الهمضضزة‬
‫مخرج اللبن من الثدي ومخضضرج البضضول أيض ضًا‪ ،‬هضضذا إن لضضم يتوقضضف‬
‫خروج نحو الخضضارج علضضى إدخضضال أصضضبعه فضضي دبضضره وإل أدخلضضه ول‬
‫فطر‪ ،‬قال الجهوري على الخطيب‪ :‬ومثل الصبع غائط خرج منضضه‬
‫ولم ينفصل ثم ضم دبضضره فضضدخل منضضه شضضيء إلضضى داخلضضه فيفطضضر‬
‫حيث تحقق دخول شيء منه بعد بروزه لنه خرج مضضن معضضدته مضضع‬
‫عدم حاجته إلى الضم وبه يفضضارق مقعضضدة المبسضضور‪ ،‬أفضضتى بضضذلك‬
‫شيخ شيخنا العلمة منصور الطبلوي‪ ،‬ولو كان برأسه مأمومة أي‬
‫شجة فوضع عليها دواء فوصل خريطة الدماغ أفطر وإن لم يصل‬
‫باطن الخريطة‪ ،‬ومثل ذلك المعاء أي المصارين فلضضو وضضضع علضضى‬
‫جائفة ببطنه دواء فوصل جوفه أفطر وإن لم يصل باطن المعضاء‪،‬‬
‫قضضال شضضيخنا أحمضضد النحضضراوي‪ :‬والجائفضضة هضضي الجضضرح المتصضضل‬
‫بالباطن‪.‬‬
‫اعلم أن من العين الدخان الحادث الن المسمى بضضالتتن لعضضن‬
‫الله من أحضضدثه فضضإنه مضضن البضضدع القبيحضضة فيفطضضر بضضه‪ ،‬وقضضد أفضضتى‬
‫الزيادي أول ً بأنه ل يفطر لنه أذن لم يكن يعرف حقيقته فلما رأى‬
‫أثره بالبوصة التي يشرب بها رجع وأفتى بأنه يفطر‪ ،‬ولضضو خرجضضت‬
‫مقعدة المبسور ثم عادت لم يفطر‪ ،‬وكذا إن أعادها علضضى الصضضح‬
‫لضطراره إليه‪ ،‬ولو أصبح وفي فمه خيط متصضضل بجضضوفه تعضضارض‬
‫عليه الصوم والصلة لبطلنه بابتلعه لنه أكل عمضضدا ً وبنزعضضه لنضضه‬
‫استقاءة وبطلنها ببقائه لتصاله بنجاسة الباطن‪ ،‬قضضال الزركشضضي‪:‬‬
‫وجب عليه نزعه أو ابتلعه محافظة على الصلة لن حكمها أغلظ‬
‫من حكم الصوم لقتل تاركها دونه‪ ،‬ولهضضذا ل تضضترك بالعضضذر بخلفضضه‬
‫به‪ ،‬هذا إذا لم يتأت له قطع الخيط من حد الظاهر من الفم‪ ،‬فضضإن‬
‫تأتى وجب القطع وابتلع ما فضضي حضضد البضضاطن وأخضضرج مضضا فضضي حضضد‬
‫الظاهر‪ ،‬وإذا راعضضى مصضضلحة الصضضلة فينبغضضي أن يبتلضضع الخيضضط ول‬
‫يخرجه لئل يؤدي إلى تنجيضضس فمضضه‪ ،‬قضضال الزيضضادي‪ :‬والبضضاطن مضضن‬
‫الحلق مخرج الهمزة والهاء دون الخاء المعجمة وكذا المهملة عند‬
‫النووي انتهضضى ولضضو أدخضضل دبضضره أو أذنضضه عضضودا ً وأصضضبح صضضائما ً ثضضم‬
‫أخرجه بعد الفجر لم يفطضضر لنضضه يشضضبه السضضتقاءة بخلف الخيضضط‬
‫كمضضا مضضر‪ ،‬ولضضو شضضرب الخمضضر ليل ً وأصضضبح صضضائما ً لضضم تجضضب عليضضه‬
‫الستقاءة على المعتمد‪ ،‬وليس من الستقاءة قطضضع النخامضضة عضضن‬
‫الباطن إلى الظاهر فل يضر على الصح مطلقا ً سضضواء قلعهضضا مضضن‬
‫دماغه أم من باطنه بتكرر الحاجة إليه فيرخص فيه‪ ،‬أما لو نزلضضت‬
‫من دماغه بنفهسا واستقرت في حد الظاهر أو كان بقلبضضه سضضعال‬
‫فيرمي ذلك فل بأس بضضه جزمضا ً أو بقضضي فضضي محلضضه‪ ،‬فكضضذلك فضضإن‬
‫ابتلعهضضا بعضضد خروجهضضا واسضضتقرارها فضضي ذلضضك الحضضد أفطضضر جزم ضًا‪،‬‬
‫فالمطلوب منه حينئذٍ أن يقطعهضضا مضضن مجراهضضا ويمجهضضا إن أمكضضن‬
‫حتى ل يصل منها شيء إلى الباطن‪ ،‬ومن الستقاءة إخراج ذبابضضة‬
‫وصلت إلضضى مخضضرج الحضضاء المهملضضة فيفطضضر بضضذلك مطلقضا ً ويجضضوز‬
‫إخراجها مع القضاء إن ضره بقاؤها‪.‬‬
‫ثم اعلم أن الستمناء بيده أو بيد زوجتضضه أو جضضاريته يفطضضر بضضه‬
‫ولو بحائل حيث كان عامدا ً عالما ً مختارًا‪ ،‬ومحضضل الفطضضار بلمضضس‬
‫البشرة إذا كان الملموس ينقض لمسه الوضضضوء ولضضو فرج ضا ً مبان ضا ً‬
‫حيث بقي اسمه‪ ،‬أما ما ل ينقض لمسه ذلضضك كمحرمضضه فل يفطضضر‬
‫بلمسه وإن أنزل حيث فعل ذلك للشفقة والكرامة‪ ،‬بخلف مضضا إذا‬
‫فعل ذلك بشهوة‪ ،‬ومثل ذلك العضو المبان فل يفطر بلمسضضه ولضضو‬
‫بشهوة سواء كان بحائل أم ل‪ ،‬وممضضا ل ينقضضض لمسضضه الوضضضوء إل‬
‫مرد الجميل فل يبطل صوم من أنزل بلمسه وإن كان بشهوة وبل‬
‫حائل لنه ليس محل ً للشهوة بخلف المحرم فإنها محضضل لهضضا فضضي‬
‫الجملة‪.‬‬
‫ثم اعلم أن الواطىء إن علت عليه المضضرأة ولضضم يحصضضل منضضه‬
‫حركة ولم ينزل لم يفطر‪ ،‬أما إذا أنزل فإنه يفسد صومه كالنزال‬
‫بالمباشرة فيمضضا دون الفضضرج‪ ،‬ويبطضضل بضضه صضضوم كضضل مضضن الفاعضضل‬
‫والمفعول به وإن لم يحصل دخضضول لجميضضع الحشضضفة لنضضه يصضضدق‬
‫عليه وصول عين إلى الجوف‪ ،‬ول كفارة على الرجل لعدم الفعضضل‬
‫بل على المرأة فقط وتفطر المرأة بإدخالها ذكرا ً مبانضضا ً وعكسضضه‪،‬‬
‫ول شيء على صاحب الفرج المبان مضضن ذكضضر أو أنضضثى خلفضا ً لمضضا‬
‫توهمه الغبياء من الطلب‪) .‬و( ثالثها‪) :‬صائم( قال السويفي‪ :‬عضضد‬
‫الصائم هنا ركنا ً لعدم وجود صورة للصضضوم فضضي الخضضارج كمضضا فضضي‬
‫نحو البيع بخلف نحو الصلة اهضضض‪ .‬أي لن لهضضا صضضورة فضضي الخضضارج‬
‫يمكن تعقلها وتصورها بدون تعقل مصل‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في بيان ما يجب به الكفارة وما يذكر معهضضا )ويجضضب‬
‫مع القضاء للصضضوم الكفضضارة العظمضضى والتعضضذير علضضى مضضن أفسضضد‬
‫صومه في رمضان يوما ً كامل ً بجماع تام آثم به للصوم( أي لجلضضه‬
‫فقط‪ ،‬فل كفارة على من أفسضضده بغيضضر جمضضاع كأكضضل أو اسضضتمناء‪،‬‬
‫ومثل ذلك ما لو أفسده بجمضضاع مضضع غيضضره فل كفضضارة عليضضه سضضواء‬
‫تقدم ذلك الغير على الجمضضاع أو قضضارنه فتسضضقط الكفضضارة تقضضديما ً‬
‫للمانع على المقتضى‪ ،‬ول كفارة أيضا ً على من أفسده بجماع في‬
‫غير رمضان كنذر وقضاء‪ ،‬ول على مسافر سفر قصر يبيح الفطضضر‬
‫أفطر بالزنى لن إثمه ليس للصوم وحده بل له مع الزنضضى إن لضضم‬
‫ينو بفطره الترخص أي ارتكاب الرخص‪ ،‬إذ الفطر ل يباح إل بتلضضك‬
‫النية‪ ،‬فإن نوى ذلك كان إثمه للزنى وحضضده ل للصضضوم لن الفطضضر‬
‫جائز ول كفارة على كل الحالين‪ ،‬بخلف من أصبح مقيما ً ثم سافر‬
‫ووطىء فتلزمه الكفارة‪ .‬قوله تام‪ ،‬وقضضد ذكضضره الغزالضضي للحضضتراز‬
‫عن المرأة فإنه ل يلزمها الكفارة لنها تفطر بمجرد دخضضول بعضضض‬
‫الحشفة قاله الحصني‪ .‬قال السويفي‪ :‬قوله آثم بالمد بصيغة اسم‬
‫الفاعل انتهى‪.‬‬
‫والحاصضضل أن شضضروط وجضضوب الكفضضارة أحضضد عشضضر‪ .‬الول‪:‬‬
‫الواطىء فخرج به الموطوء فل تجب عليه‪ .‬الثضضاني‪ :‬وطضضء مفسضضد‬
‫فل تجب إل إذا كضضان الضضوطء مفسضضدا ً بضضأن يكضضون مضضن عامضضد ذاكضضر‬
‫للصوم مختضضار عضضالم بتحريمضضه وإن جهضضل وجضضوب الكفضضارة أو مضضن‬
‫جاهل غير معذور‪ .‬الثالث‪ :‬إفساد صوم خرج به الصلة والعتكاف‬
‫فل تجب الكفارة بإفسادهما‪ .‬الرابع‪ :‬أن يفسد صضضوم نفسضضه خضضرج‬
‫به ما لو أفسد صوم غيره ولو في رمضان كأن وطىء مسضضافر أو‬
‫نحوه امرأتضضه ففسضضد صضضومها‪ .‬الخضضامس‪ :‬فضضي رمضضضان وإن انفضضرد‬
‫بالرؤية أو أخبره من يثق به أو من اعتقد صدقه‪ .‬السادس‪ :‬بجماع‬
‫ولو لواطضا ً أو إتيضضان بهيمضضة أو ميضضت وإن لضم ينضضزل قضضاله الزيضضادي‪.‬‬
‫السابع‪ :‬أن يكون آثما ً بجماعه فخرج به ما لو كان صبيًا‪ ،‬وكضضذا لضضو‬
‫كان مسافرا ً أو مريض ضا ً وجضضامع بنيضضة الضضترخص فضضإنه ل إثضضم عليضضه‪.‬‬
‫الثامن‪ :‬أن يكون إثمه لجل الصوم فقط‪ .‬التاسع‪ :‬أن يفسد صضضوم‬
‫يوم ويعبر عنه باستمراره أهل ً للصضضوم بقيضضة اليضضوم فخضضرج مضضا لضضو‬
‫وطىء بل عذر ثم جن أو مات في اليوم لنضضه بضضان أنضضه لضضم يفسضضد‬
‫صوم يوم‪ .‬العاشر‪ :‬عدم الشبهة فخرج مضضا لضضو ظضضن وقضت الضضوطء‬
‫بقاء الليل أو دخوله أو شك في أحدهما فبان نهارا ً أو أكضضل ناسضضيا ً‬
‫وظن أنه أفطر به ثم وطىء عامدًا‪ .‬الحضضادي عشضضر‪ :‬كضضون الضضوطء‬
‫يقينا ً في رمضضان خضرج بضه مضا لضو اشضتبه الحضال وصضام بتحضر أي‬
‫باجتهاد ووطىء ولم يتبين الحال فل كفارة عليه‪ .‬والكفارة إعتضضاق‬
‫رقبة مؤمنة بل عوض سليمة عن عيب يخل بالعمل ليقوم بكفايته‬
‫فإن عجز عن الرقبة وجب صوم شهرين متتابعين وينقطع التتضضابع‬
‫بالفطار ولو بعذر إل نحضو حيضض فضإن عجضز عضن صضومهما وجضب‬
‫إطعضضام سضضتين مسضضكينا ً لكضضل منهضضم مضضد مضضن غضضالب قضضوت البلضضد‬
‫المجزىء في الفطرة‪.‬‬
‫)ويجب مع القضاء المساك للصوم فضضي سضضتة مواضضضع‪ :‬الول‬
‫في رمضان ل في غيره( كنذر وقضاء وكفارة )على متعد بفطره(‬
‫لتعديه بإفساده‪ ،‬قال الشرقاوي‪ :‬ولو شرب خمضضرا ً بالليضضل وأصضضبح‬
‫صائما ً فرضا ً فقد تعارض عليه واجبان المسضضاك والتقيضضؤ فيراعضضي‬
‫حرمضضة الصضضوم فيمضضا يظهضضر للتفضضاق علضضى وجضضوب المسضضاك فيضضه‪،‬‬
‫والختلف في وجوب التقيؤ على الصائم‪ ،‬أما النفل فل يبعد عضضدم‬
‫وجوب التقيؤ وإن جضضاز محافظضضة علضضى حرمضضة العبضضادة‪) .‬والثضضاني‪:‬‬
‫على تارك النية ليل ً في الفرض( لتقصيره حقيقة إن عمضضد الضضترك‬
‫أو حكما ً إن لم يتعمده كأن كضضان ناسضضيا ً أو جضضاهل ً لن ذلضضك يشضضعر‬
‫بترك الهتمام بضضأمر العبضضادة فهضضو ضضضرب تقصضضير أي فيجضضب عليضضه‬
‫المساك‪ ،‬ويجب عليه بعد ذلك القضضضاء فضضورا ً إن تعمضضد تركهضضا وإل‬
‫فل‪ ،‬وله تقليد أبي حنيفة فينوي نهارا ً )والثضالث‪ :‬علضى مضضن تسضضحر‬
‫ظانا بقاء الليل فبان خلفه( لتقصيره حقيقة إن كان بغيضضر اجتهضضاد‬
‫وإل فحكمًا‪) .‬والرابع‪ :‬على من أفطضضر ظانضا ً الغضضروب فبضضان خلفضضه‬
‫أيضًا( كما يقع الن كثيرا ً بسبب جهل الميقاتيضضة قضضاله الشضضرقاوي‪.‬‬
‫)والخامس‪ :‬على من بان له يوم ثلثي شضضعبان أنضضه مضضن رمضضضان(‬
‫لنه كان يلزم الصوم ولو على حقيقة الحال‪ ،‬ثم إن ثبت قبل نحو‬
‫أكلهم ندب لهم نية الصوم بخلف المسافر إذا قضضدم بعضضد الفطضضار‬
‫لنضضه يبضضاح لضضه الكضضل مضضع العلضضم بضضأنه مضضن رمضضضان قضضاله الرملضضي‬
‫)والسضضضادس‪ :‬علضضضى مضضضن سضضضبقه مضضضاء المبالغضضضة مضضضن مضمضضضضة‬
‫واستنشاق( لتقصيره بها بخلف صبي بلغ مفطرا ً أو مجنون أفضضاق‬
‫وكافر أسضضلم ومسضضافر مريضضض زال عضضذرهما بعضضد الفطضضر ل يجضضب‬
‫عليهم المساك بل يسن إذ ل تقصير منهم ول يجب علضضى الصضضبي‬
‫القضاء‪ ،‬أما لو بلغ صائما ً فيجب إتمامه بل قضضضاء أيضضا ً لصضضيرورته‬
‫من أهل الوجوب في أثناء العبادة‪ ،‬فأشبه ما لضضو دخضضل فضضي صضضوم‬
‫تطوع ثم نذر إتمامه‪ ،‬ولو جامع بعضضد بلضضوغه لزمتضه الكفضارة‪ ،‬وكضذا‬
‫المسافر والمريض إذا زال عذرهما صائمين فيجب التمام عليهما‬
‫كالصبي ولصحة صومهما ثم الممسك ليس فضضي صضضوم وإن أثيضضب‬
‫عليه‪ ،‬فلو ارتكب محظورا ً كالجماع فل شيء عليه سوى الثضضم أي‬
‫ل كفضضارة‪ ،‬ولضضو ارتكضضب مكروهضضا ً كسضضواك بعضضد الضضزوال ومبالغضضة‬
‫مضمضمة كره في حقه ذلك كالصائم‪ ،‬وأما فاقد الطهضضورين فهضضو‬
‫في صلة شرعية‪ ،‬والفرق أن المفقضضود هنضضا ركضضن وهنضضاك شضضرط‪،‬‬
‫وإنما أثيب الممسضضك مضضع أنضضه ليضضس فضضي صضضوم لنضضه قضضام بضضواجب‬
‫خوطب به فثوابه من تلك الجهة ل من جهة الصوم‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬فيما يفسضضد بضضه الصضضوم )يبطضضل الصضضوم بضضردة( وهضضي‬
‫رجوع عن السلم إلى كفر )وحيض ونفاس أو ولدة وجنون ولضضو(‬
‫كان ذلك )لحظة وبإغماء وسكر تعدى به إن عمضضا( أي كضضل منهمضضا‬
‫)جميضضع النهضضار( قضضال المضضدابغي‪ :‬فالحاصضضل أن الضضردة والجنضضون‬
‫والحيض والنفاس والولدة متى طرأ واحضضد منهضضا فضضي أثنضضاء اليضضوم‬
‫ولو لحظة يمنضع الصضحة وأن النضوم ل يضضر فل يمنضع الصضحة ولضو‬
‫استغرق اليوم‪ ،‬وأن الغماء والسكران استغرقا اليوم منعا الصحة‬
‫وإل فل فتأمل‪.‬‬
‫واعلضضم أن المغمضضى عليضضه إذا أفضضاق قضضضى الصضضوم مطلقضا ً أي‬
‫سواء تعدى بإغمائه أم ل‪ ،‬بخلف الصلة فل يجب عليه قضاؤها إل‬
‫إذا كان متعديا ً بإغمضضائه‪ ،‬ومثلضضه فضضي هضضذا التفصضضيل السضضكران اهضض‬
‫طوخي‪ .‬أي يجب على السكران قضاء الصضضوم إن تعضضدى بسضضكره‬
‫وإل فل انتهى‪ .‬فعلم من هذا أن تقييد السكر‪ .‬بالتعدي فضضي المتضضن‬
‫تبعا ً لمتن الرشاد هو قيد لوجوب القضاء فقط دون قيد البطضضال‪،‬‬
‫وعبارة الرملي مع متضضن المنهضضاج والظهضضر أن الغمضضاء ل يضضضر إذا‬
‫أفاق لحظة من نهار أي لحظة كانت اكتفاء بالنية مع الفاقضضة فضضي‬
‫جضضزء لنضضه السضضتيلء أي الغلبضضة علضضى العقضضل فضضوق النضضوم ودون‬
‫الجنضضون‪ ،‬فلضضو قلنضضا إن المسضضتغرق مسضضه ل يضضضر كضضالنوم للحقنضضا‬
‫القوى بالضعف‪ ،‬ولو قلنا أن اللحظة منه تضضضر كضضالجنون للحقنضضا‬
‫الضعف بالقوى‪ ،‬فتوسطنا وقلنا إن الفاقة في لحظة كافية اهضضض‪.‬‬
‫وفهم من قوله أي لحظة كانت أنه يكتفي بإفاقة المغمى عليضضه أو‬
‫السكران مع طلوع الفجر أو الغروب لنضضه يصضضدق علضضى ذلضضك أنضضه‬
‫لحظضضة مضضن نهضضار كمضضا قضضاله الشضضرقاوي‪ .‬ثضضم اعلضضم أن الحضضائض‬
‫والنفساء إذا زال عذرهما يسضضتحب لهمضضا المسضضاك كغيرهمضضا مضضن‬
‫المريض ونحوه كما قاله الزيادي‪.‬‬
‫)فصل(‪ :‬في أقسام الفطار فضضي رمضضضان وأحكضضامه )الفطضضار‬
‫في رمضان( أي بسببه باعتبار الحكم )أربعة أنواع واجب كما فضضي‬
‫الحائض والنفساء( ولو من علقة أو مضغة أو بل بلل )وجضضائز كمضضا‬
‫في المسضضافر( سضضفر قصضضر )والمريضضض( اعلضضم أن للمريضضض ثلثضضة‬
‫أحوال‪ :‬فإن توهم ضررا ً يبيح له التيمم كضضره لضضه الصضضوم وجضضاز لضضه‬
‫الفطر‪ ،‬فإن تحقق الضرر المذكور ولو لغلبة ظن وانتهى به العذر‬
‫إلى الهلك وذهاب منفعة عضو حضضرم عليضضه الصضضوم ووجضضب عليضضه‬
‫الفطر‪ ،‬فضضإذا اسضضتمر صضضائما ً حضضتى مضضات مضضات عاصضضيًا‪ ،‬فضضإن كضضان‬
‫المضضرض خفيفضا ً كصضضداع ووجضضع أذن وسضضن لضضم يجضضز الفطضضر إل أن‬
‫يخاف الزيادة بالصوم‪.‬‬
‫]فائدة[ يباح الفطر فضضي رمضضضان لسضضتة‪ :‬للمسضضافر والمريضضض‬
‫والشيخ الهرم أي الكبير الضعيف والحامل ولو من زنضضى أو شضضبهة‬
‫ولو بغير آدمضضي حيضضث كضضان معصضضوما ً والعطشضضان أي حيضضث لحقضضه‬
‫مشقة شديدة ل تحتمضضل عضضادة عنضضد الزيضضادي أو تبيضضح الضضتيمم عنضضد‬
‫الرملي ومثله الجائع‪ ،‬وللمرضضضعة ولضضو مسضضتأجرة أو متبرعضضة ولضضو‬
‫لغير آدمي‪ ،‬ونظمها بعضهم من بحر الوافر فقال‪:‬‬
‫إذا ما صمت في رمضان صمه <> سوى ست وفيهن القضاء‬
‫فسين ثم ميم ثم شين <> وحاء ثم عين ثم راء‬
‫فالسضضين للمسضضافر والميضضم للمريضضض والشضضين للشضضيخ الهضضرم‬
‫والحاء للحامل والعيضضن للعطشضضان والضضراء للمرضضضعة‪) .‬ول ول( أي‬
‫ليس بواجب ول جضضائز ول محضضرم ول مكضضروه )كمضضا فضضي المجنضضون‬
‫ومحرم كمن أخر قضاء رمضان مع تمكنه( بأن كان مقيما ً صحيحا ً‬
‫)حتى ضاق الوقت عنه‪ .‬وأقسام الفطار( باعتبار ما يلضضزم )أربعضضة‬
‫أيضا ً ما يلزم فيه القضاء والفدية وهو اثنان الول الفطار لخضضوف‬
‫على غيره( كالفطار لنقاذ حيوان محترم آدمي أو غيضضره مشضضرف‬
‫على هلك يغرق وغيره‪ ،‬وإفطار حامل ومرضع خوف ضا ً علضضى الولضضد‬
‫وحده وإن كان ولضضد غيضضر المرضضضع ولضضو غيضضر آدمضضي أو متبرعضضة فل‬
‫تتعدد الفدية وإن تعدد الحمل والرضضضيع فضضإن أفطضضر لخضضوف علضضى‬
‫نفسه أو مع غيره فل فدية كالمريض‪) .‬والثاني الفطار مضضع تضضأخير‬
‫قضاء( شيء من رمضضان )مضضع إمكضضانه حضضتى يضأتي رمضضضان آخضر(‬
‫لخبر‪" :‬من أدرك رمضان فأفطر لمرض ثم صح ولم يقضضضه حضضتى‬
‫أدركه رمضان آخر صام الذي أدركه ثم يقضي ما عليه ثضضم يطعضضم‬
‫عن كل يوم مسكينًا" رواه الدارقطني والبيهقي‪ ،‬فخضضرج بالمكضضان‬
‫من استمر به السفر أو المرض حتى أتضضى رمضضضان آخضضر أو أخضضره‬
‫لنسيان أو جهل بحرمة التأخير‪ ،‬وإن كضان مخالطضا ً للعلمضاء لخفضاء‬
‫ذلك ل بالفدية فل يعذر لجهله بها نظيضضر مضضن علضضم حرمضضة التنحنضضح‬
‫وجهل البطلن به‪.‬‬
‫واعلم أن الفدية تتكرر بتكرر السنين وتسضضتقر فضضي ذمضضة مضضن‬
‫لزمته‪ ،‬قال في شرح المنهج‪ :‬فلو أخر القضاء المضضذكور أي قضضضاء‬
‫رمضان مع تمكنه حتى دخل رمضان آخر فمات أخرج مضضن تركتضضه‬
‫لكل يوم مدان مد للفوات ومد للتأخير إن لم يصم عنه وإل وجب‬
‫مد واحد للتأخير‪) .‬وثانيها‪ :‬ما يلزم فيه القضضضاء( تضضداركا ً لمضضا فضضات‬
‫)دون الفدية( لنه لم يرد نص بوجوبها على مضضن دخضضل تحضضت هضضذا‬
‫القسم )وهو يكثر كمغمى عليه( وناس للنية ومتعضضد بفطضضره بغيضضر‬
‫جماع )وثالثها‪ :‬ما يلزم فيه الفدية دون القضاء وهو شيخ كبير( لم‬
‫يستطع الصوم في جميع الزمان فإن قدر عليه في بعضضها وجضب‬
‫عليه التأخير إلى الزمن الذي يقدر عليه‪ ،‬ومثلضضه مريضضض ل يرجضضى‬
‫برؤه‪) .‬ورابعها‪ :‬ل ول( أي ل يجب شيء من القضاء والفدية )وهو‬
‫المجنون الذي لم يتعد بجنونه( لعدم تكليفه ومثله الصبي والكافر‬
‫الصلي‪.‬‬
‫ثم اعلم أن القضاء في جميع ما ذكر على الضضتراخي إل فيمضضن‬
‫أثم بالفطر والمرتد وتضضارك النيضضة ليل ً عمضضدا ً علضضى المعتمضضد أفضضاده‬
‫القليوبي‪ ،‬وكذا إذا ضاق الوقت قبل رمضان الثاني بأن لم يبق إل‬
‫ما يسع القضاء فيجب القضاء حينئذٍ فورًا‪.‬‬
‫)فصل( في بيان ما ل يفطر مما يصضضل إلضضى الجضضوف )الضضذي ل‬
‫يفطر بما يصل إلى الجوف( من العيان من منفذ مفتضضوح )سضضبعة‬
‫أفضضراد( الول والثضضاني والثضضالث )مضضا يصضضل إلضضى الجضضوف بنسضضيان(‬
‫للصوم )أو جهل أو إكراه( ومن الكراه اليجار بالصب في حلقضضه‪،‬‬
‫قال صلى الله عليه وسّلم‪" :‬من نسي وهو صائم فأكضضل أو شضضرب‬
‫فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه" رواه الشضضيخان وصضضححاه‪.‬‬
‫)و( الرابع‪) :‬بجريان ريق ممضضا بيضضن أسضضنانه( وقضضد عجضضز عضضن مجضضه‬
‫لعذره بخلف مضضا إذا قضضدر علضضى مجضضه لتقصضضيره وذلضضك كطعضضام أو‬
‫نخامة أو قهوة‪ ،‬فإذا شرب قهوة قبيل الفجر وبقي أثرها لما بعده‬
‫فإن بلع ريقه المتغير بها عمدا ً مع قدرته على مجه أفطر وإل فل‪،‬‬
‫والنخامة بالضم ما يخرجه النسضضان مضضن حلقضضه مضضن مخضضرج الخضضاء‬
‫المعجمضضة‪ ،‬وزاد المطضضرزي‪ :‬وهضضو مضضا يخرجضضه مضضن الخيشضضوم‪) .‬و(‬
‫الخامس‪) :‬ما وصل إلى الجضضوف وكضضان غبضضار طريضضق( سضضواء كضضان‬
‫طاهرا ً أو نجسا ً ولو من مغلظ فل يفطر بضضذلك‪ ،‬وأمضضا غسضضله فضضإن‬
‫تعمد فتح فمه وجضضب وإل فل‪) .‬و( السضضادس والسضضابع‪) :‬مضضا وصضضل‬
‫إليه وكان غربلة دقيق أو ذبابضا ً طضضائرا ً أو نحضضوه( كبعضضوض لمشضضقة‬
‫الحتراز عن ذلك فإن أضرت الذبابة جوفه أخرجها وأفطر ووجب‬
‫عليه القضاء نبه على ذلك ابن حجر ولو تعمد فتح الفم ولو لجضضل‬
‫الوصول ثم حصل الوصول بعد ذلضضك بغيضضر فعلضضه لضضم يفطضضر علضضى‬
‫الصحيح‪ ،‬أما لو صار بعد فتح فمه يتلقف به الغبار من الهواء فضضإنه‬
‫يضر قاله الشرقاوي‪ ،‬والغربلة مصدر غربل وهي إدارة الحب في‬
‫الغربال بكسر الغين أو الدقيق فضضي المنخضضل ليخضضرج خبثضضه ويبقضضى‬
‫طيبه‪) .‬والله( سبحانه تبارك وتعالى )اعلم( أي مضضن كضضل ذي علضضم‬
‫)بالصواب( أي بما يوافق الحق في الواقع من القول والفعل‪.‬‬
‫)نسأل الله الكريم( أي المعطي من غير سؤال أو الضضذي عضضم‬
‫عطاؤه للطائع والعاصي لكونه المعطي ل لغرض ول لعوض قضضاله‬
‫أحمد الضاوي )بجاه( أي بمنزلة )نبيه الوسيم( أي الحسضن خلقضه‪،‬‬
‫وكان لونه صلى الله عليه وسّلم في الدنيا أبيضضض مشضضربا ً بحرمضضة‬
‫وفي الخرة أصفر فل توجضضد محاسضضن فضضي أحضضد سضضواه كمحاسضضنه‬
‫صلى الله عليه وسّلم في الظاهر والبضضاطن ل فضضي الضضدنيا ول فضضي‬
‫الخرة )أن يخرجني من الدنيا مسلمًا( أي منقادا ً لوامره سضضبحانه‬
‫وتعالى )ووالدي وأحبائي ومن إلي انتمى( أي انتسضضب )وأن يغفضضر‬
‫لضضي ولهضضم مقحمضضات( أي ذنوب ضا ً كبضضائر فالمقحمضضات بضضضم الميضضم‬
‫وسكون القاف وكسر الحاء المهملة معناه المهلكضضات والملقيضضات‬
‫وسميت الكبائر بذلك لنها تهلك صاحبها وتلقيه في النضضار )ولممضًا(‬
‫أي ضضضمائر )وصضضلى اللضضه علضضى سضضيدنا محمضضدبن عبضضد اللهبضضن‬
‫عبدالمطلببن هاشم( واسمه عمرو وسضضمي هاشضضما ً لنضضه أول مضضن‬
‫هشم الثريد أي كسره لهل الحرم فالثريضضد هضضو اللحضضم )ابضضن عبضضد‬
‫مناف( وهذا غير عبد مناف الذي في نسبه صلى الله عليه وس ضّلم‬
‫مضضن جهضضة أمضضه )رسضضول اللضضه إلضضى كافضضة الخلضضق( أي مضضن الجضضن‬
‫والملئكة والنس من لدن آدم إلى قيام الساعة حتى إلضضى نفسضضه‬
‫الشريف صلى الله عليضه وسضّلم )رسضضول الملحضضم( جمضضع ملحمضضة‬
‫وهي الحرب والقتال قاله السملوي‪) .‬حبيب الله( فقد قضضال فضضي‬
‫الحديث‪" :‬وأنا حبيب الله ول فخر" والمعنى ول فخضضر أعظضضم مضضن‬
‫هذا أو ل أقول ذلك فخرا ً بل تحدثا ً بالنعمة )الفاتح( للنبيضضاء ولكضضل‬
‫خير أو لبواب الخير فإنه السبب فضضي نضضزول الرحمضضات للعبضضاد‪ ،‬أو‬
‫الفاتح للشفاعة فإنه المخصوص بالشفاعة العظمى يوم القيامضضة‪،‬‬
‫أو لن روحه الشريفة سبقت الرواح في الخلضضق وخلقضضت الرواح‬
‫قبل الجساد بألفي عام قاله شيخنا يوسف السنبلويني )الخضضاتم(‬
‫للنبياء فل نبي تبتدأ أي تظهر نبوته بعده فهو آخرهم فضضي الوجضضود‬
‫باعتبار جسمه في الخارج فل تنسخ شريعته إشارة لعظمته حيضضث‬
‫ل يحتضضاج بعضضده لغيضضره )وآلضضه وصضضحبه أجمعيضضن والحمضضد للضضه رب‬
‫العالمين( ختم بذلك كتابه لقوله صلى الله عليه وسّلم‪" :‬ما جلس‬
‫قوم مجلسا ً لم يذكروا الله تعالى فيه ولضضم يصضضلوا علضضى نضضبيهم إل‬
‫كضضان عليهضضم تضضرة فضضإن شضضاء عضضذبهم وإن شضضاء غفضضر لهضضم" رواه‬
‫الترمذي وابن ماجه‪ .‬والترة كوزن عضضدة النقضضص‪ ،‬وفضضي روايضضة‪ :‬إل‬
‫كان عليهم حسرة يوم القيامة وإن دخلوا الجنة‪.‬‬
‫وهذا آخر ما أبرزته عناية القدرة ل بحول مني ول قدرة‪.‬‬
‫قال السيد عبد الله المرغني‪ :‬واعلضضم يضضا أخضضي إذا رأيضضت أن ل‬
‫يكتب النسان كتابا ً في يومه إل قال فضضي غضضده لضضو كضضان غيضضر هضضذا‬
‫لكان أحسن‪ ،‬ولو زيد هذا لكضضان يستحسضضن‪ ،‬ولضضو قضضدم هضضذا لكضضان‬
‫أجمل‪ ،‬ولو ترك هذا لكان أفضل‪ ،‬وهذا مضضن أعظضضم العضضبر‪ ،‬ودليضضل‬
‫استيلء النقص على جملة البشضضر‪ ،‬ول يكضضون إل مضضا قضضضاه وأراده‬
‫من أمره بين كاف ونون انتهى‪ .‬وكن يا أخي للعيوب ساترًا‪ ،‬والله‬
‫أسأل أن يكون للذنوب غافرًا‪ ،‬والمطلوب من الخوان الصفح عن‬
‫الزلل‪ ،‬والعفو عن العلل‪ ،‬والستر لدى الخلل‪ ،‬فإن النقضضص ذاتضضي‪،‬‬
‫والتقصير صفاتي‪ ،‬والبخس سضماتي‪ ،‬والمرجضضو ممضضن اطلضع عليهضضا‬
‫في هذا الكتاب أن ينظر إليها نظر احتقار‪ .‬ويرخي علضضى مضضا فيهضضا‬
‫أذيال الستار‪ ،‬فالستر مضضن طبيعضضة الكضضرام‪ ،‬وإظهضضار العيضضوب مضضن‬
‫عادة اللئام‪ .‬فمن علضضي بالسضضتغفار وهضضو التمضضام وأنضضا عيضضن الملم‬
‫والملم ل يلم‪ ،‬والله أسأل وبنبّيه أتوسل أن أحضضل محضضل القبضضول‪،‬‬
‫إنه خير مأمول وأكرم مسضضؤول‪ .‬هضضذا وأختضضم بمضضا روي عضضن علضضي‬
‫رضي الله عنضضه أنضضه قضضال‪ :‬مضضن أحضضب أن يكتضضال بالمكيضضال الوفضضى‬
‫فليقل آخر مجلسه أو حيضضن يقضضوم‪ :‬سضضبحان ربضضك رب العضضزة عمضضا‬
‫يصفون وسلم على المرسلين والحمد لله رب العالمين‪.‬‬

You might also like