You are on page 1of 3

‫مقدمـة البحـث‪:‬‬

‫ارتبطت حياة النسان منذ أن خلق على الرض بالبيئة التي وجد فيها ‪ ،‬كما ارتبط تطوره‬
‫العقلي والحضاري بارتقاء استغلله لتشتى امكانياتها وطاقاتها منذ بداية اكتشافه لما حوله‬
‫وجمعه لحتياجاته وصول ً الى قدرته على استحداث بيئات صغيره من صنعه توفي احتياجاته‪.‬‬
‫ومع تطور الصناعات والتقنيات الحديثة ظهرت الحاجة الى بيئات خاصة تتم فيها بعض‬
‫التطبيقات التي تحتاج أن تتم في عزلة عن الملوثات والجواء الخارجية المحيطة‪ ،‬مما دعى‬
‫المهندسين الى تصميم أنماطا ً جديدة من الفراغات ردا ً على هذه المتطلبات الجديدة بحيث‬
‫يتم التحكم في حركة الهواء ‪ ،‬درجة الحرارة ‪،‬الرطوبة النسبية ‪ ،‬قيم الضغط الجوي وغيرها‪.‬‬
‫وهكذا ظهرت ما يعرف بالغرف فائقة النظافة أو الغرف النظيفة ‪ Cleanrooms‬واحدة من‬
‫الفراغات التقنية الحديثة ‪.‬‬
‫وبالرغم من أن تصميم وتشغيل الغرف النظيفة يعود الى ما يقرب المئة عام في مجال‬
‫السيطرة على أخطار التلوث وانتقال العدوى في المستشفيات ‪ ،‬ال أن الحاجة اليها في‬
‫الصناعة أصبحت احدى متطلبات المجتمعات الحديثة ‪ .‬وقد انتشرت وتنوعت تطبيقات الغرف‬
‫النظيفة في العديد من المجالت مثل صناعة اللكترونيات ‪ ،‬أشباه الموصلت ‪ ،‬العدسات ‪،‬‬
‫الدوية المعقمة ‪ ،‬الجهزة الطبية ‪ ،‬البحاث الذرية والوراثية وفي بعض الصناعات الغذائية‬
‫بهدف التحكم في مستوى تواجد الجزيئات الملوثة التي تسبب العديد من الضرار للصناعة‬
‫بالضافة الى الضرار الصحية على الفراد ‪.‬‬

‫المشكلـة البحثـية‪:‬‬
‫تعتبر الغرف النظيفة أحدى أهم الفراغات المعمارية المتكررة في العديد من المجالت‬
‫والتي لها اعتبارات خاصة في التصميم و التنفيذ والتشغيل ‪ .‬ويعتمد مدى نجاحها على مقدار‬
‫تطبيقها للمواصفات القياسية الخاصة بها والتي ل تتناول النواحي التصميمية بشكل مباشر ‪.‬‬
‫لذا فانه – بعد التأكد من أن هذه النقطة البحثية لم تنل قسطا ً كافيا ً من الدراسة‪ -‬تكمن‬
‫المشكلة البحثية في ما يلي‪:‬‬
‫‪‬عدم وضوح دور المصمم المعماري في العمل على تحقيق متطلبات هذه الغرف كونها‬
‫عملية مركبة ذات قواعد واشتراطات تضم عدة جهات تشترك في تحقيقها‪.‬‬
‫‪‬الحاجة الى التعريف بالعتبارات التصميمية لهذه الفراغات المعمارية المتميزة‪.‬‬

‫محـددات البحـث‪:‬‬
‫محددات دراسية‪ :‬تشمل تناول الغرف النظيفة بوجه عام مع التركيز على الدراسات‬
‫التي تصب مباشرة في التصميم المعماري دون التطرق الى تفاصيل مهام المختصون في‬
‫العمال التخصصية الخرى المكملة لها ‪.‬‬
‫محددات وظيفية‪ :‬تشمل التالي‪:‬‬
‫‪‬تناول الغرف النظيفة ذات الضغط الجوي الموجب التي تهدف في المقام الول‬
‫الى حماية العملية النتاجية من خطر وصول أي ملوثات اليها تؤثر على جودة‬
‫وسلمة المنتج النهائي ‪.‬‬
‫‪‬تناول الغرف النظيفة الصناعية ‪ ،‬المستخدمة في صناعة الدوية المعقمة التي تتم‬
‫في أجواء تامة التعقيم ‪ Aseptic Preparation Products‬مثل منتجات الحقن‬
‫‪ Parenteral Products‬كمحور رئيسي يتم تطبيق مختلف الدراسات عليها خاصة‬
‫الدراسات التطبيقية ‪.‬‬
‫‪‬تناول الغرف النظيفة الصناعية دون التطرق الى نوع وطبيعة الصناعة أو خواص‬
‫المنتج الذي يتم انتاجه داخلها‪.‬‬

‫أهـداف البحـث‪:‬‬
‫يهدف البحث في المقام الول الى دراسة مدى تأثير التحكم في مقدار التلوث على‬
‫التصميم المعماري للغرف النظيفة ‪ ،‬وكيفية توجيه التصميم ذاته الى تحقيق متطلبات هذه‬
‫الغرف بما يشتمل ذلك على ‪:‬‬
‫‪‬التعريف بالفراغات المعمارية المكونة لي منطقة نظيفة صناعية وعلقتها بتصنيف‬
‫الغرف من حيث مستوى النظافة‪.‬‬
‫‪‬التعريف بالحلول التصميمية التي تتكامل مع متطلبات الهواء داخل المنطقة النظيفة ‪.‬‬
‫‪‬تحديد مواصفات السطح الداخلية للغرف بالمنطقة النظيفة وأنسب المواد التي تحقق‬
‫تلك المواصفات ‪.‬‬

‫منهجـية البحـث‪:‬‬
‫يتبع البحث في تسلسله منهجا ً علميا ً يبدأ بالتعريف بالهدف من البحث وحتى الوصول الى‬
‫النتائج والتوصيات ‪ ،‬وذلك من خلل جزئين رئيسيين للبحث هما‪:‬‬
‫ل‪ :‬الدراسة النظرية‪ .‬وتضم البوب الربعة الولى‪ ،‬ويتبع الول والثاني والثالث منهج‬ ‫أو ً‬
‫الستقراء في استنتاج تأثير معطيات التحكم في مقدار التلوث على التصميم المعماري ‪ ،‬أما‬
‫الباب الرابع فيتم من خلله رصد لوسائل الصيانة والحفاظ على الغرف النظبفة‪.‬‬
‫ثانيًا‪ :‬الدراسة التطبيقية‪ .‬وتضم الباب الخامس ‪،‬وتتبع المنهج التحليلي والتحليلي المقارن‬
‫في تحليل العلقة المتبادلة بين الوسائل المتبعة في التحكم في مقدار التلوث وعملية التصميم‬
‫المعماري في عدد من الحالت الدراسية المختارة‪ ،‬ثم مقارنة هذه الحالت للتوصل الى أهداف‬
‫البحث ‪.‬‬

‫محتويـات البحـث‪:‬‬
‫تتكون الرسالة من خمسة أبواب كالتالي‪:‬‬
‫الباب الول‪ :‬الغرف النظيفة – تعريفات ومفاهيم‪.-‬‬
‫يقوم هذا الباب بالتعريف بماهية الغرف النظيفة والغرض منها وتطبيقاتها في مختلف‬
‫المجالت وعرض الخلفية التاريخية لها منذ بدايتها كفكرة بسيطة في المستشفيات وغرف‬
‫العمليات وحتى استخدامها في التطبيقات الصناعية ‪ ،‬كما يتناول الباب التعريف بأهم المراجع‬
‫القياسية التي اهتمت بالغرف النظيفة والتي قامت بتصنيفها طبقا ٍ لمستوى النظافة ‪ ،‬ثم أنواع‬
‫الملوثات التي تدف الغرف النظيفة الى مقاومتها‪.‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬العتبارات التقنية للغرف النظيفة‪.‬‬
‫يتم في هذا الباب عرض مختلف التقنيات المتبعة داخل الغرف النظيفة التي تساهم في‬
‫عملية التحكم في مقدار التلوث والتي يقوم نظام تكييف الهواء بتنسيق أغلب عناصرها مثل‬
‫حركة الهواء‪ ،‬الضغط الجوي ‪ ،‬درجة الحرارة ‪ ،‬الرطوبة النسبية وسرعة الهواء‪ .‬اضافة الى‬
‫الخدمات والعمال التي توصل الى الغرف النظيفة والتي ل يجب أن يؤثر تواجدها على‬
‫مستوى نظافة الهواء‪.‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬تأثير معطيات التحكم في مقدار التلوث على التصميم المعماري‬
‫للغرف النظيفة‪.‬‬
‫يقوم هذا الباب بالتعريف بمجموعة من العتبارات التصميمية للغرف والمناطق النظيفة‬
‫اعتمادا ً على مدى تأثير فكرة التحكم في الملوثات على ذلك ‪ .‬تبدأ هذه العتبارات بدراسة‬
‫أسس اختيار الموقع العام لمبنى يحتوي على غرفا ً نظيفة وتنتهي بمواصفات اختيار عناصر‬
‫الفرش واللوان الداخلية للمسطحات بالغرف النظيفة مرورا بدراسة وضع المنطقة النظيفة‬
‫بالنسبة لكامل الموقع العام للمبنى الحاوي لها ‪ ،‬دراسة الفراغات المعمارية المكونة لي‬
‫منطقة نظيفة صناعية‪ ،‬مدى تأثير طريقة سير عملية النتاج على تصميم الفراغات النظيفة ‪،‬‬
‫حركة كل ً من الفراد والمواد دخول ً وخروجا ً الى أكثر الغرف نظافة ‪.‬‬
‫كما يتناول الباب طرق انشاء حوائط الغرف النظيفة ومواصفات السطح الداخلية من أرضيات‬
‫وأسقف وضعا ً في العتبار تأثير بعض وسائل التحكم على ذلك مثل طريقة التهوية ومخارج‬
‫الهواء ‪.‬‬
‫الباب الرابع‪ :‬الغرف النظيفة – الصيانة والحفاظ‪.-‬‬
‫يتم من خلل هذا الباب عرض مختلف عناصر برنامج الصيانة والحفاظ المقترح بدءا ً بالتأكد‬
‫من تطبيق المواصفات القياسية واتباع التعليمات اللزمة الخاصة بالتعامل مع الغرف النظيفة‬
‫من قبل المستخدمين ‪ ،‬مرورا ً بعرض الطرق والدوات اللزمة لتنظيف وتعقيم هذه الغرف ‪.‬‬
‫كما يتم دراسة أهمية عمليات المراقبة وأهم الختبارات التي تتم كوسيلة من وسائل الحفاظ‬
‫الدائم على مستوى الكفاءة والنغلق التام و مقدار النظافة المطلوبة ‪.‬‬
‫الباب الخامس‪ :‬الدراسة التطبيقية ‪.‬‬
‫يتم من خلل هذا الباب تحليل الوسائل المتبعة في التحكم بمقدار التلوث وتأثيرها على‬
‫التصميم المعماري للغرف بالمنطقة النظيفة في عدة حالت دراسية مختارة تم تعيينها رجوعا ً‬
‫الى المحددات الدراسية السابقة اضافة الى الشتراك في نفس نوع خط النتاج ‪ ،‬ثم يتم‬
‫مقارنة تلك الحالت الدراسية وتقييم مدى مطابقتها للمواصفات القياسية للوصول الى أفضل‬
‫الحلول المعمارية التي تتفق مع مختلف العمال التقنية والخدمات اللزمة للصناعة مما يساهم‬
‫في وضع أسسا ً تصميمية عامة بعد ذلك ‪.‬‬

‫النتائج والتوصيات‪.‬‬
‫توصلت الرسالة الى مجموعة من النتائج العامة لكل من الجزيئات التي شملتها وذلك بعد‬
‫الربط بين عناصر الدراسة النظرية والدراسة التطبيقية ‪ .‬كما تضمنت الرسالة مجموعة من‬
‫التوصيات الموجهة للمصمم المعماري و لمختلف الجهات سواءا ً التعليمية أو المختصة‬
‫بالصناعات التي تتم داخل غرف نظيفة‪.‬‬

You might also like