You are on page 1of 33

‫ال�سنة الرابعة ‪ -‬العدد‬

‫(‪ ) 22‬ل�شهر نوفمرب ‪2009‬‬

‫مجلة إلكترونية ‪ -‬دورية ‪ -‬متخصصة في تنمية الذات‬

‫‪1‬‬ ‫طور حياتك‬


‫محتويات العدد‬

‫‪3‬‬ ‫�أمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام ال ـت ـل ـف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاز‬


‫‪4‬‬ ‫ال ف ـ ــ�شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬
‫‪5‬‬ ‫ال ـن ـجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ال يــ�س ـط ـ ـ ـ ــع وح ـ ــده‬
‫‪6‬‬ ‫هل �أنت �إن�سان متوا�ضع �أم متكرب ؟‬
‫‪7‬‬ ‫ال ـ ـنـ ـمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر الــ�ص ـغ ـي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ‪..‬‬
‫‪8‬‬ ‫ت ـخ ـل ـ ــ�ص م ـ ــن ال ـح ــ�ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار‬ ‫مدير التحرير‬
‫‪10‬‬ ‫كـتــاب كـيـف تـ�صبح جـذاب ـ ـ ـ ـ ًا ‪ ..‬؟‬ ‫إســـالم سليمـــان‬
‫‪12‬‬ ‫م�ساعدتكللآخرين تعالج التوترالنف�سـى‬
‫‪13‬‬ ‫ال تــ�س ـتــ�س ـل ـمــوا ل ـلإخ ـف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاق‬ ‫كـتاب العدد‬
‫ُ‬
‫د ‪ .‬أحـــم��د حـجـاج‬
‫‪14‬‬ ‫اخ ـ ـتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ذكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك‬ ‫د ‪ .‬إسماعيل أبو بـكر‬
‫‪16‬‬ ‫واحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة طـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور ح ـ ـيـ ــات ـ ـ ــك‬ ‫د ‪ .‬محم��ود س��ليم‬
‫م ‪ .‬عبد الدائم الكحيل‬
‫‪17‬‬ ‫�س ـ ـهـ ـ ـ ــول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة الـ ـنـ ـجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاح‬ ‫أ ‪ .‬س��لمى امليـمـنى‬
‫‪18‬‬ ‫الـ ُمـعـ ـ ـ ـ ـ ـلـم عـ ـط ـ ـ ـ ـ ــاء ال ي ـن ــ�ضـ ـ ــب‬ ‫أ ‪ .‬كـريــم الـشاذلـى‬
‫أ ‪ .‬محـمد الشومانـى‬
‫‪19‬‬ ‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو ا‬ ‫أ ‪ .‬محمود احلوسنى‬
‫‪20‬‬ ‫ال ـت ــ�سـ ـ ـ ـ ـ ــامـ ـ ـ ــح الـف ـع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال‬ ‫أ ‪ .‬موس��ـى الـبهـدل‬
‫أ ‪ .‬مـنـى البوسعـيدى‬
‫‪23‬‬ ‫دعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوة لـل ــ�سـ ـ ـعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادة‬ ‫أ ‪ .‬مـ��روة البلتاجـ��ى‬
‫‪24‬‬ ‫الـم ـعــانـ ـ ـ ـ ــاة تخ ـل ـ ـ ـ ــق ال ـعـ ـظـم ـ ـ ــاء‬ ‫أ ‪ .‬هـدى الشامـسى‬
‫أمــــل رضـــــــوان‬
‫‪25‬‬ ‫رانـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدى بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاو�ش‬ ‫عـبد الـعزيـز دلــول‬
‫‪27‬‬ ‫ا�سـ ـت ـمـ ـت ـ ـ ـ ـ ـ ــع ب ـم ــا ت ـم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلــك‬ ‫عبد الرحم��ن بن رتام‬
‫عــم��رو جـ��اب اهلل‬
‫‪28‬‬ ‫�صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورة وت ـ ـعـ ـ ـلـ ـيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق‬ ‫محـم��د س��ـــعــد‬
‫‪29‬‬ ‫‪ 2010‬كـ ـ ـ ـ ــن بــدايــة الـطــريـ ـ ـ ـ ـ ــق‬ ‫نسـيـم عـبد الوهاب‬
‫‪30‬‬ ‫كـ ـ ـ ــل ي ـ ـ ـ ـ ــوم و�أنـ ـ ـ ــت ب ـخ ـيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫اإلخـراج الفنـى‬
‫‪32‬‬ ‫عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذر ًا‬ ‫م ‪ .‬خالــد العويني‬
‫تصميم الشعار‬
‫أحمــــد الـمــــال‬

‫طور حياتك‬ ‫‪2‬‬


‫أمــام الـتـلـفـاز ‪. .‬‬

‫عند م�شاهدتى للتلفاز ‪ ،‬و�أثناء متابعتى لأحد الربامج التحليلية‬ ‫ ‬


‫الإخبارية على �إحدى القنوات الف�ضائية ‪ ،‬و�أثناء عر�ض مقدم الربنامج لر�أيه‬
‫ال�شخ�صى فى حتليل �أحد الأخبار ‪� ،‬إذا به يعر�ض وجهه نظره ويعتربها من‬
‫امل�سلمات والبديهيات ويبنى عليها حتليله للخرب ‪ ،‬وك�أن اجلميع من جمهور‬
‫بقلم ‪ :‬مدير التحرير‬
‫امل�شاهدين ي�ؤمنون وي�أخذون بوجهه النظر هذه ‪ ،‬والذى يعتقد وي�ؤمن هو بها ‪،‬‬
‫إسالم سليمان‬
‫ذلك من دون عر�ض �أو تلميح لوجهه النظر الأخرى التى يتبناها اجلزء الآخر‬
‫من م�شاهديه ممن ال ي�ؤمنون مبا يعتقد هو ‪. ! ..‬‬

‫فى اللحظة �شعرت بغ�ضب �شديد بداخلى ‪ ،‬مما دفعنى �إىل العزم على تغيري‬
‫القناة ‪ ،‬وفى برهة من الزمن توقفت عن ذلك فى حلظة �صدق مع نف�سى‬
‫لأ�س�ألها ‪ ..‬هل �أنا غا�ضب لأن مقدم الربنامج قد �أخط�أ لأنه مل يراعى وجهه‬
‫النظر الأخرى ‪ ..‬؟ �أم �أننى �أجد �صعوبة فى نف�سى حتى �أقبل الر�أى والر�أى‬
‫الآخر ‪ ..‬؟ ‪ ،‬وهل �أعتز مبا لدى من مفاهيم وقناعات و�أمت�سك وال �أقبل �أن �أرى‬
‫�أحد ًا خمالف ًا ىل ‪ ..‬؟ و�إذا حتدثت معه �أرف�ضه و�أرف�ض �آرائه مبجرد معرفتى‬
‫�أنه يخالفنى الر�أى ‪ ..‬؟ ‪.‬‬

‫ثم عدت لأ�س�أل نف�سى وملاذا ال �أقبل الر�أى الآخر و�أحرتمه ‪ ..‬؟ لأنه نابع‬
‫من قناعات ومفاهيم �إن�سان ‪ ..‬ال بد �أن يقدر و ُيحرتم و�أن حترتم �آرائه بغ�ض‬
‫النظر عن مدى �صحتها �أو توافقى معه فيها ‪ ..‬و�أي�ض ًا من حقى عليه �أن يحرتم‬
‫هو الآخر �آرائى التى هى نابعة من مفاهيم وقناعات قوية وال يهم�شها عن‬
‫ق�صد ‪..‬‬

‫‪3‬‬ ‫طور حياتك‬


‫إشراقة‬
‫أمل‬

‫ال فــشــــل‬
‫بقلم ‪ :‬عبد العزيز دلول ـ قطر‬

‫يجب �أن تدرك �أنه لي�س هناك ما ي�سمى ف�ش ًال‪ ،‬يجب �أن تعلم ذلك وت�ستوعبه جيد ًا‪ ،‬وينبغى علينا �أن نتذكر دائم ًا‬ ‫ ‬
‫�أن اهلل ال ي�ضيع �أجر كل من �أح�سن عم ًال‪ ،‬ف�إن حاولت �أن تفعل �شيئ ًا ومل حتقق نتائج تطمح لها ‪ ،‬ومل ت�صل �إليها �أو تخاذلت‬
‫فى االلتزام ب�أدائها ‪ ،‬فاحلل بكل ب�ساطة �أن حتاول مرة �أخرى ‪ ،‬لأنك قد تكون تعلمت من املحاولة الأوىل ‪ ،‬وا�ستفدت منها‬
‫‪ ،‬وعليك �أن تعد نف�سك ب�أال تنغم�س �أبد ًا فى م�شاعر االنك�سار واالكتئاب ‪ ،‬وتعتقد �أنك �إن�سان فا�شل ‪ ،‬وهذا ال يعنى �أنه لي�س‬
‫هناك �صدمات وعقبات قد تواجهنا ‪ ،‬وينبغى �أن نكون واقعيني ب�ش�أن ذلك ‪.‬‬

‫الكل لديه حتديات و م�شكالت واحباطات فى احلياة ‪ ،‬واملختلف بيننا هو كيف نتعامل مع هذه التحديات امل�ؤقتة ‪ ،‬و�آلية حلها ‪،‬‬
‫عندها �سوف مت�ضى �إىل ما تريد حتقيقه ‪ ،‬فعندما تزرع بداخل عقلك بذور ًا مبعتقدات �إ�سالمية ‪ ،‬كالتوكل على اهلل ‪ ،‬والإميان‬
‫بالقدر خريه و�شره ‪ ،‬وتر�سم النجاح كت�صور ذهنى فى عقلك وتركز عليه عو�ضا ً عن التفكري ب�أنك غري ناجح ‪ ،‬وبعدها �ستجد‬
‫نف�سك على �أر�ض الواقع تتعامل مع النجاح بتلقائية ومرونة ‪ ،‬لأن النجاح ‪ ،‬والف�شل ‪ ،‬والقوة ‪ ،‬والفوز ‪ ،‬والهزمية ‪ ،‬والإجناز‬
‫‪ ،‬كل ذلك نتائج لأفكارك ‪ ،‬وت�صوراتك الذهنية ‪ ،‬فالفكر ثروة الإن�سان الغري حمدودة ‪ ،‬والتى حتدد م�صريه من خاللها ‪،‬‬
‫وتو�صله ملا هو عليه الآن ‪ ،‬فالذى تفعله وتك�سبه ‪ ،‬وتبذله وت�أخذ منه ‪ ،‬كل ذلك وفق قرارات �سابقة اتخذتها �أنت فى املا�ضى ‪،‬‬
‫و�صنعتها بفكرة وت�صور ذهنى بعقلك عن طريق فكرك ‪.‬‬

‫�أنت مل تف�شل �أبد ًا‪� ،‬إنك بب�ساطة حتقق نتائج ‪� ،‬سواء كانت ب�سيطة �أو كبرية ف�إن حاولت مث ًال �أن تفقد وزنك الذى ي�ساوى مائة‬
‫وخم�سني رط ًال‪ ،‬وتريد �أن يكون وزنك مائة فقط ‪ ،‬وبد�أت باتخاذ قرارات منا�سبة ‪ ،‬وو�سائل لتحقيق هذا الهدف ‪ ،‬و�سجلت فى‬
‫نادى ريا�ضى لإنقا�ص الوزن ‪ ،‬وبد�أت تتجنب امل�أكوالت فى مطاعم الوجبات ال�سريعة ‪ ،‬وتركز على الغذاء ال�صحى واملفيد ‪،‬‬
‫وبعد �شهرين من عناء الرجيم والريا�ضة ‪� ،‬أ�صبح وزنك مائة وع�شرين رط ًال‪ ،‬فهل خ�سارة ثالثني رط ًال ي�سمى ف�ش ًال ؟ �أم �أنك‬
‫حققت نتيجة ‪ ،‬و�إن كان الهدف املرجو مل يتحقق ‪ ،‬ف�أنت مل تف�شل بالفعل ‪ ،‬فكر فى ذلك ‪.‬‬

‫�إن الفا�شل بر�أيى من ال يفعل �شيئ ًا فى احلقيقة ‪ ،‬والناجح يطبق ‪ ،‬ويخفق ‪ ،‬ويحاول حماوالت كثرية حتى ي�صيب هدفه ‪ ،‬فال‬
‫تعترب �أنك ف�شلت فى حياتك �أبد ًا‪ ،‬فالنجاح هو نتيجة للر�أى ال�صائب ‪ ،‬والر�أى ال�صائب هو نتيجة للخربات ‪ ،‬واخلربة ت�أتى‬
‫من املحاوالت الفا�شلة ‪ ،‬فالف�شل نعمة ولي�ست نقمة فى حياتنا ‪.‬‬

‫إشراقة‬
‫فكرك الآن يحدد م�صريك غدا ً ‪ ،‬فا�ستمر فى املحاولة ‪ ،‬وتعلم من �أخطائك ‪ ،‬و�شبع عقلك بالأفكار‬
‫والت�صورات الإيجابية عن نف�سك ‪ ،‬و�سرتى �أنك حتقق نتائج ممتازة فى حياتك ‪.‬‬
‫طور حياتك‬ ‫‪4‬‬
‫طريقك‬
‫نحو حياة‬
‫أفضل‬

‫النجم ال يسطع‬
‫وحده ‪. .‬‬
‫بقلم ‪ :‬أمل رضوان ـ مصر‬

‫ولكن احذر ‪:‬‬ ‫دعونى �أحكى لكم موقف مع طفل �صينى وقف‬ ‫ ‬
‫‪ 1‬ـ �أن يعلم النا�س عنك �أنك �صاحب م�صلحة فى‬ ‫يت�صبب عرقا ً �أمام كتلة اخل�شب امللقاة فى حديقة‬
‫االقرتاب منهم ‪� ،‬أو فى االبتعاد عنهم ‪.‬‬ ‫البيت ‪ ..‬وهو يحاول زحزحتها من مكانها ليزرع مكانها‬
‫‪ 2‬ـ �أن توظف �إمكانيات الآخرين دون �أن تتعرف عليها ‪.‬‬ ‫حو�ض زهور ‪ ،‬ولكن بالرغم من كل ما بذل من جمهود ‪،‬‬
‫‪ 3‬ـ �أن حتكم على من حولك �أحكاما ً مطلقة وتقربهم‬ ‫ظلت كتلة اخل�شب فى مكانها ‪ ..‬ولكن والده يراقبه من‬
‫منك �أو تبعدهم عك بناءا ً على هذه الأحكام ‪.‬‬ ‫بعيد ‪ ..‬وقد اقرتب منه و�س�أله ‪ ..‬يا بنى هل ا�ستخدمت‬
‫‪ 4‬ـ �أن يفهم من ت�ستعني به من الآخرين �أنك توكل �إليه‬ ‫كل قوتك ؟ �أجاب ال�صبى منده�شا ً ‪� " :‬إننى ا�ستخدمت‬
‫املهام الأقل �أهمية ‪.‬‬‫كل قوتى " ‪ ..‬قال الأب ‪ :‬ال ‪ ..‬مل ت�ستخدم قدوتك كلها‬
‫وعليك �أن تتذكر ‪:‬‬ ‫بعد ف�أنت حتى الآن مل تطلب منـّى �أن �أ�ساعدك ‪..‬‬
‫‪ 1‬ـ �أن معرفة النا�س كنوز ‪ ..‬وفى معرفتهم عونا ً لك‬ ‫�أر�أيتم ‪ ..‬فنحن نتقوى بالنا�س من حولنا ‪ ..‬وال ي�ستطيع‬
‫على �آداء ما تفعل ‪.‬‬ ‫�أى منا �أن يعي�ش مبعزل عن الآخرين ‪ ..‬وعندما‬
‫‪ 2‬ـ �إذا طلب منك الآخرين عونا ً فقدمه لهم طاملا �أنه‬ ‫تدرك �أنك لن يكون لك �ش�أن �إال مبن حولك �ستحاول‬
‫فى �إمكانك ‪� ،‬أو دل عليه �إذا مل يكن فى �إمكانك ‪.‬‬ ‫�إر�ضاءهم ‪ ..‬والبحث عن �سبل �إ�سعادهم ‪ ..‬اقذف فى‬
‫‪ 3‬ـ �أن حتاول ا�ست�شارة الآخرين ‪ ،‬وال ت�ستبد بر�أيك فما‬ ‫قلب كل من حولك حمبتك من خالل معاملتك الطيبة‬
‫خاب من ا�ست�شار وال ندم من ا�ستخار ‪.‬‬ ‫معهم ‪ ..‬وعندها �ستجد ه�ؤالء النا�س من حولك فى‬
‫‪ 4‬ـ �أنك قبل �أن تكلف الآخرين بالقيام مب�سئولية معينه ‪،‬‬ ‫�أحزانك و�أفراحك ‪ ..‬لذا ينبغى �أن ت�ضيف �إىل ر�صيد‬
‫�أظهر لهم الثقة فى قدراتهم ‪ ،‬و�أن �إمكانياتهم ت�ؤهلهم‬ ‫عالقاتك بالآخرين �أ�سهما ً جديدة ‪ ..‬ا�سمح لهم �أن‬
‫للنجاح ‪.‬‬ ‫ي�ستعينوا بك ‪ ..‬حتى ت�ستطيع �أن حت�صل على �أف�ضل ما‬
‫لديهم ‪ ..‬وال حتاول �أن ت�ستهني ب�أى من حولك ‪ ..‬ف�أنت‬
‫بحاجة �إىل دعمهم نف�سيا ً ومعنويا ً ‪ ،‬ومن ال حتتاج �إليه و�أخريا ً ‪� ..‬أعلم �أن النجم ال ي�سطع وحده ‪ ..‬و�أن قيمتك‬
‫تزداد بتوظيف من حولك ‪.‬‬ ‫اليوم �سيكون مق�صدك غدا ً ‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫طور حياتك‬


‫اعرف‬
‫نفسك‬
‫هل أنت إنسان متواضع أم متكبر ؟‬
‫تقدمي ‪ /‬إسالم سليمان ـ مصر‬

‫�إذا كان التوا�ضع والتكرب من املزايا ‪ ،‬ف�إن املبالغة فى كل واحدة من هاتني املزيتني ميكن �أن حتولهما ب�سرعة �إىل عيوب ‪،‬‬
‫فى هذا املجال ‪� ،‬أتعتقد �أنك تعرف نف�سك ؟ الإجابات ال�صريحة ‪ ،‬ال�صادقة ‪ ،‬عن �أ�سئلة هذا االختبار رمبا تعطيك فكرة‬
‫�أكرث و�ضوحا ً ‪:‬‬

‫الأ�سـ ــئلـ ــة‬ ‫ ‬

‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 1‬ـ عندما تلهو ‪� ..‬أمتيل �إىل الرغبة فى توجيه رفاقك ؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 2‬ـ �أتعرتف طوعا ً �أنك خمطىء ؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 3‬ـ �أحتب النظر فى املرايا ؟‬
‫‪ 4‬ـ �أال توافق على اال�شرتاك فى لعبة ما من �ألعاب املجتمع �إال �إذا كنت واثق ًا من �أنك‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫الأقوى فيها ؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 5‬ـ �أتعتقد �أن الطاوو�س طائر متكرب ؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 6‬ـ �أيتفق �أحيانا ً �أن تقاطع متحدثا ً لأنك جتده ثرثارا ً ؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 7‬ـ �أتنزعج عندما يطريك ذووك �أو �أ�صدقا�ؤك فى ح�ضرتك ؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 8‬ـ �أحتب ال�سكنى فى ق�صر ؟ ‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 9‬ـ �أتقدر الهدية حتى لو مل تكن ذات قيمة كبرية ؟‬
‫ال‬ ‫نعم‬ ‫‪ 10‬ـ �أتقدم االعتذار ب�سهولة عندما تخطىء ؟‬
‫اح�سب الآن نقطة واحدة لكل جواب بـ (( نعم )) عن الأ�سئلة ‪ ، 1،3،4،6،8‬ونقطة واحدة لكل جواب بـ (( ال )) عن الأ�سئلة‬
‫‪. 2،5،7،9،10‬‬
‫ـ �إذا جمعت �أكرث من ‪ 7‬نقاط ‪ :‬يبدو �أنك تعري �شخ�صك ال�صغري �أهمية كربى ‪ ،‬ف�أنت حتب �أن يتحدث النا�س عنك ‪ ،‬ويعجبوا‬
‫بك ‪ ،‬وتكره �أن يخالفونك الر�أى ‪ ،‬وفى نظر الآخرين �أنت تبدو كثري الثقة بنف�سك ‪ ،‬ولكن �إذا حاولت �أن تكون ب�سيطا ً ‪ ،‬وطبيعيا‬
‫ً �أكرث مما �أنت ‪� ،‬أال تعتقد �أن ذلك �سيكون �أف�ضل بالن�سبة �إليك و�إىل املحيطني بك ؟ ‪.‬‬
‫النتيجة‬

‫ـ �إذا جمعت �أقل من ‪ 7‬نقاط ‪ :‬ا�ستطعت �أن جتد التوازن ‪� ،‬أنت ل�ست متكربا ً وال مدعيا ً ‪ ،‬ولكنك مع ذلك ل�ست متوا�ضعا ً جدا ً‬
‫وال متحفظا ً جدا ً ‪ ،‬ذلك ب�أنك توىل امل�شاعر والأمور احلقيقية �أهمية تفوق ما توىل املظاهر ‪ ،‬وهذا �شىء ح�سن ! ‪.‬‬

‫ـ �إذا جمعت �أقل من ‪ 4‬نقاط ‪ :‬ال ميكن لأحد �أن يتهمك بالغرور ‪� ،‬أو االدعاء ‪� ،‬أو التكرب مثل الطاوو�س الذى ين�شر ذيله امللون‬
‫ليجذب �إليه �إعجاب امل�شاهدين ‪� ،‬أنت على النقي�ض ‪ ،‬متوا�ضع حقا ً ‪ ،‬ورزين ‪ ،‬وال حتب �أن تلفت �إليك الأنظار عندما تكون‬
‫بني النا�س ‪ ،‬ولكن مع ذلك ‪ ،‬حذار ‪ :‬التوا�ضع ال يعنى اجلنب �أو ال�ضعف ‪ ،‬فلي�س هناك �أى مربر لكى تكون �ساذجا ً جدا ً ‪ ،‬وتدع‬
‫الآخرين يعتدون عليك ! ‪.‬‬

‫طور حياتك‬ ‫‪6‬‬


‫كان يا ما‬
‫كان‬
‫النمر الصغير ‪..‬‬
‫تقدمي ‪ :‬عمرو جاب اهلل ـ م�صر‬

‫تروى الق�صة �أن �أم منر �صغري قـُتلت ‪ ،‬فتبنت معزاة ٌ النمر ال�صغري ‪ ،‬كان النمر ال�صغري ير�ضع احلليب من املعزاة‬ ‫ ‬
‫اللطيفة طوال �شهور ‪ ،‬ويلعب مع العنزات ال�صغرية فى القطيع ‪ ،‬ويبذل ما بو�سعه كى يفعل كما العنزات تفعل ‪.‬‬
‫ولكن ‪ ،‬بعد فرتة من الزمن ‪ ،‬مل ت�سر الأمور جيدا ً‪ ،‬فالنمر ال�صغري مل ي�ستطع �أن ي�صبح معزاة رغم حماولته ‪ ،‬مل يبد كاملعزاة‬
‫‪ ،‬ومل تفح منه رائحة املاعز ‪ ،‬ومل ي�ستطع �أن ي�صدر �أ�صواتا ً مثلها ‪ ،‬بد�أت العنزات الأخرى تخاف منه لأنه كان دوما ً يلعب‬
‫بفظاظة كبرية ويزداد حجمه ‪ ،‬وبد�أ النمر ال�صغري امليتم ينعزل ‪ ،‬وي�شعر ب�أنه مرفو�ض و�أدنى درجة ‪ ،‬وبد�أ يت�ساءل عن ما هو‬
‫اخلط�أ الذى فيه ‪.‬‬

‫فى �أحد الأيام ‪ ،‬كان هناك �صوت حتطم �صاخب ! ثغت العنزات وتبعرثت فى مائة اجتاه ! كان النمر ال�صغري ملت�صقا ً‬
‫بال�صخرة التى كان يجل�س عليها ! فج�أة ‪ ،‬قفز �إىل ف�سحته �أجمل خملوق �سبق �أن ر�آه ! كان لونه برتقاليا ً بتخطيطات �سوداء ‪،‬‬
‫وكانت له عينان تلتهبان كالنار ‪ ..‬كان �ضحما ً ! ‪.‬‬
‫�س�أل املتطفل النمر ال�صغري‪ ( :‬ما الذى تفعله هنا بني العنزات ) ؟ �أجاب النمر ال�صغري ‪� ( :‬أنا معزاة ! ) قال املخلوق ال�ضخم ‪،‬‬
‫بجو من ال�سلطة ‪ ( :‬اتبعنى ! ) تبعه النمر ال�صغري ‪ ،‬مرجتفا ً ‪ ،‬بينما كان احليوان ال�ضخم ي�شق طريقه فى الغابة ‪� ،‬أخريا ًو�صال‬
‫�إىل نهر كبري ‪ ،‬فانحنى القائد كى ي�شرب ‪ ،‬قال احليوان ال�ضخم ‪ ( :‬هيا تناول جرعة من املاء ) ‪ ،‬حني انحنى النمر ال�صغري كى‬
‫ي�شرب من النهر ‪� ،‬شاهد اثنني من احليوانات نف�سها ‪� ،‬أحدهما كان �أ�صغر ‪ ،‬ولكن كليهما كانا برتقاليني وبتخطيطات �سوداء‬
‫‪.‬‬
‫�س�أل النمر ال�صغري ‪ ( :‬من هذا ) ؟ جاء اجلواب ‪ ( :‬هذا �أنت ـ احلقيقى ! ) احتج النمر ال�صغري ‪ :‬كال ! �أنا معزاة ! ) فج�أة‬
‫جل�س احليوان الكبري على وركيه و�أطلق الزئري الأكرث رعبا ً الذى �سبق �أن ُ�سمع ‪ ،‬هز الغابة كلها ‪ ،‬وحني انتهى ‪ ،‬خيم ال�صمت‬
‫مطبق ‪ ،‬دعاه احليوان العمالق ‪ ( :‬والآن افعل هذا �أنت ! ) كان هذا �صعبا ً فى البداية ‪ ،‬فتح النمر ال�صغري فمه بنحو وا�سع كما‬
‫كان يفعل دوما ً حني يتثاءب بعد �أن ميلأ معدته بحليب املاعز ‪ ،‬لكن ال�صوت الذي بدر منه بدا كثغاء ‪ ،‬قال احليوان الكبري ‪:‬‬
‫( هيا ! بو�سعك فعل ذلك ! ) ‪� ..‬أخريا ً‪� ،‬سعر النمر ال�صغري ب�شيء يدمدم فى معدته ‪ ،‬منا بالتدريج �إىل �أن بد�أ يهز ج�سمه كله‬
‫وز�أر فى النهاية حني مل يعد قادرا ً على حب�سه فى الداخل ‪ ،‬فقال النمر الكبري ‪ ( :‬والآن �أنت منر ول�ست معزاة ! ) ‪.‬‬
‫بد�أ النمر ال�صغري يفهم ملاذا كان �ساخطا ً من اللعب مع العنزات ‪ ،‬وفى الأيام الثالثة التالية ‪ ،‬كان كل ما فعله هو ال�سري فى‬
‫�أنحاء الغابة ‪ ،‬وحني كان ي�شك ب�أنه منر ‪ ،‬كان يقعى �إىل اخللف على كفيه ويطلق زئريا ً‪ ،‬مل يكن تقريبا ً قويا ً �أو�صاخبا ً كالزئري‬
‫الذى �سمعه من النمر البنغاىل ‪ ،‬لكنه كان كافيا ً!‬
‫دعنى �أ�س�ألك بع�ض الأ�سئله ال�شخ�صية جدا ً ‪ :‬هل �أنت �ساخط بنحو متزايد من الإبقاء على الو�ضع الرهن ؟ هل ت�شعر �أنه‬
‫ميكنك �أن متلك ما ي�ؤهلك لتكون بطال ً ؟ �إذا كان الأمر كذلك حان الوقت كى تواجه حقيقة �أنك منر ول�ست معزاة ‪ .‬رمبا حان‬
‫الوقت كى تطلق زئريك وحت�صل على موقف فائز متطور ‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫طور حياتك‬
‫تخلص من الحصار‬
‫بقلم ‪� :‬أ ‪ /‬مو�سى بن را�شد البهدل ـ ال�سعودية‬
‫مدرب معتمد وحمرتف فى التنمية الب�شرية‬
‫ال يجهل اجلميع �أن الإن�سان متر عليه حاالت اخلوف والإخفاقات وال�ضعف والف�شل ‪ ،‬ولكن ماهى ردة الفعل ؟ منهم‬ ‫ ‬
‫من ي�ست�أ�صل اخلوف من �أعماقه ‪ ،‬وي�صحح �أخطاءه ‪ ،‬ويحول ف�شله �إىل جتارب و�ضعفه �إىل ثقة بالنف�س ‪ ،‬ويتقدم نحو �أهدافه‬
‫‪ ،‬ومنهم من يعي�ش فى مرتع احل�صار ال�سلبى يذبذبه اخلوف ويعيق تقدمه ‪ ،‬ويبقى �أ�سري �أخط�أه التى وقع فيها خالل م�سريته‬
‫احلياتية ‪ ،‬ويحت�ضن ف�شله ويت�أوه على �أيامه ويبقى على حاله اليائ�سة ‪ ،‬وينت�شر �ضعفه ويتغلغل به حتى ي�صبح ج�سدا ً بال روح ‪،‬‬
‫و�أي�ضا خاوى الثقة والقوة ‪ ،‬وال ي�ستطيع �أن يخرج من هذا احل�صار امل�ؤمل ‪ ،‬ما نريده منك �أن ت�صبح �إيجابيا ً وتن�ضم �إىل قطار‬
‫املجموعة الأوىل وتنطلق دون تردد وخوف نحو حياة بعيدة ال ي�سكن بها �سواء الناجحني ‪ ،‬لي�س للخوف مكان ‪ ،‬وال للأخطاء‬
‫زمان ‪ ،‬وال للف�شل �أوان ‪ ،‬وال لل�ضعف ح�سبان ‪ ،‬فالهروب هو ال�سبب الوحيد فى الف�شل ‪ ،‬لذا ف�إنك تف�شل طاملا مل تتوقف عن‬
‫املحاولة ‪ ،‬و�أن �أكرث الأخطاء التى يرتكبها الإن�سان فى حياته … كانت نتيجة ملواقف كان من الواجب فيها �أن يقول ال …‬
‫فقال نعم !!!‬
‫الورقة وارمها وال تفكر فيها ثانية �أبد ًا ‪.‬‬ ‫ـ خطوات ت�ساعدك للتخل�ص من �أخطائك ‪:‬‬
‫‪ .‬انتبه على ما تفعله فع ًال خط ًا وابذل جهد ًا واعي ًا لفعله ‪ .‬ابتعد عن �أخطاء املا�ضى و�إخفاقاته دون �أن ت�سمح لها ب�أن‬
‫فع ًال �صحيح ًا فى املرة القادمة ‪ ،‬ف�إن مل ت�أخذ الأخطاء فى تلقى بثقلها على كاهلك ‪ ،‬ففن الن�سيان �ضرورة حتمية ‪ ،‬فى‬
‫ح�سبانك ف�سرتتكبها مرة �أخرى بالت�أكيد ‪ ،‬بعد �إذ فكر فى كل ليلة عندما ت�ستلقى على فرا�شك ارم �أعباء اليوم �إىل �سلة‬
‫الأمور التى نفذتها تنفيذ ًا �صحيح ًا ‪ ،‬كن فخور ًا بالإح�سا�س املا�ضى وانظر بثقة �إىل غد جديد ‪.‬‬
‫بالر�ضا جتاهها ‪ ،‬ودرب عقلك على �إعطائك الإجابات ‪ .‬اقر�أ الق�ص�ص التى تتحدث عن الناجحني وعن مغامراتهم‬
‫املفعمة بالنجاح ‪.‬‬ ‫ال�صحيحة ‪.‬‬
‫�شعور ـ خطوات ت�ساعدك على التخل�ص من اخلوف ‪:‬‬ ‫‪� .‬ضع قائمة بالأمور اخلاطئة التى فعلتها وينتابك‬
‫بالذنب حيالها �أو الأمور التى ترغب فى �أن تعيد فعلها فع ًال‬
‫‪ .‬التوكل على اهلل �سبحانه وتعاىل ‪ ،‬واليقني �أن ال �أحد ي�ستحق‬
‫�صحيح ًا �أو تلك التى تتمنى �أو �أنها مل حتدث �أبد ًا ‪ ،‬عند �إذ‬
‫�أن تخاف منه �إال اهلل �سبحانه وتعاىل ‪ ،‬اكت�شف ما يخيفك‬
‫�صحح �أكرث ما ت�ستطيع �أن ت�صحح ‪ ،‬وبعد ذلك مزق تلك‬

‫طور حياتك‬ ‫‪8‬‬


‫غير‬
‫حياتك‬

‫‪ ،‬اال�سرتجاع وهو قولك ‪� :‬إنا هلل و �إنا �إليه راجعون ‪ ،‬ال حول‬ ‫قد يكون مث ًال ‪ :‬الوقوف �أمام اجلمهور ‪.‬‬
‫وال قوة �إال باهلل ‪ ،‬قال تعاىل ‪ (( :‬الذين �إذا �أ�صابتهم‬ ‫‪ .‬ابحث عن �أ�صول خماوفك غري العقالنية و�أ�سبابها ‪ ،‬ثم‬
‫م�صيبة قالوا �إنا هلل و�إنا �إليه راجعون )) ‪.‬‬
‫اكت�شف م�صدرها وعاجلها قد تكون ب�سبب الرتبية والأ�سرة‬
‫‪ .‬تذكر نعم اهلل عليك وما حباك من ال�صحة واملال وغريها‬ ‫�أو الأ�صدقاء فى املدر�سة والعمل �أو فكرة �سلبية را�سخة فى‬
‫من النعم التى ال حت�ص وال تعد ‪.‬‬ ‫عقلك الباطن ‪.‬‬
‫‪ .‬اطرد م�شاعر القلق واحلزن وخيبة الأمل ‪ ،‬وواجه الف�شل‬ ‫‪ .‬افعل كل ما بو�سعك وال تلق اللوم على نف�سك ‪ ،‬و�إمنا ا�ستعد‬
‫بنف�س واثقة من رحمة اهلل وعدله وتوفيقه وحكمته ‪.‬‬ ‫لقهر اخلوف وال�سيطرة عليه ‪.‬‬
‫‪ .‬حلل الف�شل ونتائجه والأ�سباب التى قادت �إليه ‪ ،‬لأن حتليل‬ ‫‪� .‬ضع �شعار ًا لك ‪ " :‬اقتل الوح�ش ال�صغري "‪.‬‬
‫الف�شل و�أ�سبابه ونتائجه تعرف الإن�سان على بع�ض مكامن‬ ‫‪ .‬ا�ستمر ثم ا�ستمر بالتدريب لأن التدريب يقوى الثقة‬
‫القوة وال�ضعف وجتعل الإن�سان �أقدر على املواجهة فى‬ ‫بنف�سك ويقلل من خماوفك وتردداتك ‪.‬‬
‫احلا�ضر وامل�ستقبل ‪.‬‬‫‪ .‬هىء نف�سك عن طريق اخليال ‪ ،‬وحفز ذاتك بالر�سائل‬
‫‪ .‬فكر ب�إيجابية وانظر �إىل الأمور مبنظار الأمل و�ضع نف�سك‬ ‫الإيجابية ‪.‬‬
‫دائما ً مو�ضوع النقد واالتهام ‪ ،‬وال تعلق �أ�سباب ف�شلك على‬ ‫مثال ذلك ‪ :‬قبل �أن تلقى كلمة �أمام جمع من النا�س تخيل‬
‫الآخرين و�أنظر �إىل الأمور الإيجابية فى ف�شلك ‪.‬‬ ‫�أنك تلقى هذه الكلمة بكل متيز و�إتقان ودون خوف وتلعثم‬
‫‪ .‬ال تي�أ�س من املحاولة الدائمة وامل�ستمرة فى اكت�شاف‬ ‫‪ ،‬وع�ش احلدث و ال�صورة وال�صوت وال�شعور وال�سلوك ‪ ،‬ثم‬
‫الطرق والو�سائل التى حتول ف�شلك �إىل انت�صار ‪.‬‬ ‫تخيل �أن اجلمهور ي�صفق لك تقدير ًا واحرتام ًا لتميزك بهذا‬
‫الإلقاء ‪ ،‬ف�إن العقل الباطنى ال يفرق بني احلقيقة واخليال ـ خطوات ت�ساعدك التخل�ص من ال�ضعف ‪:‬‬
‫ً‬
‫فهذا اخليال �سيهيئك ليوم غدا عند الإلقاء و�سوف ي�سرتجع ‪ .‬التوكل على اهلل �سبحانه وتعاىل قال تعاىل ‪ " :‬ومن يتوكل‬
‫على اهلل فهو ح�سبه " ‪.‬‬ ‫العقل الباطنى هذا احلدث ويكون لك حافز ًا قوي ًا ‪.‬‬
‫الر�سائل الإيجابية ‪ :‬قل لنف�سك قبل �أن تلقى �أمام ‪ .‬الثقة اجلاحمة بالنف�س و�أن كل �إن�سان لديه مواطن للقوة‬
‫اجلمهور �أنا �شخ�ص مميز ومبدع ولذلك اختارونى للإلقاء ‪.‬‬
‫هذه الكلمة ‪ ،‬و�س�ألقيها بكل ثقة ‪ ،‬و�سيعجب بى اجلمهور ‪ .‬عدم الرتكيز على مواطن ال�ضعف فقط والتفكري فيها ‪.‬‬
‫ب�إذن اهلل ‪ ،‬هذه الر�سائل ي�سرتجعها �أي�ضا العقل الباطنى ‪ .‬الر�سائل الإيجابية " �أنا �إن�سان �أمتلك املواهب والقدرات‬
‫�أثناء الإلقاء و�ستكون حافز ًا وم�ؤثر ًا �إيجابي ًا ‪ ،‬واحذر من ‪. " ....‬‬
‫اخليال ال�سلبى ‪ ،‬ب�أن تتخيل اخلوف واخلجل والتلعثم ف�سوف ‪ .‬تكرار الأعمال الإيجابية التى تدعم حتفيز الذات ‪.‬‬
‫ينعك�س عليك �أثناء �ألإلقاء ‪ ،‬و�أي�ضا الر�سائل ال�سلبية ‪ ،‬ماذا ‪ .‬خمالطة الأ�صدقاء الإيجابيني وا�ست�شارتهم لتحريك‬
‫�أفعل لقد تورطت يف هذا الإلقاء ‪� ،‬سوف يح�ضر جمهور قواك الكامنة ‪.‬‬
‫كبري وينتقدنى ‪ ،‬هذه الر�سائل �سوف ت�شل قواك وت�ضعف ‪� .‬أن توقن �أن كل �إن�سان ي�ستطيع �أن ينتقل من حالة ال�ضعف‬
‫�إىل حالة القوة ‪.‬‬ ‫ثقتك ‪ ،‬وجتعلك �أكرث خوفا ً وتلعثما ً‪.‬‬
‫‪ .‬ال ت�سرتجع املواقف والأحداث التى تذكرك بال�شعور‬
‫بال�ضعف ‪ ،‬بل ابحث عن املواقف الإيجابية فى حياتك ‪.‬‬ ‫ـ خطوات للتعامل مع الف�شل ‪:‬‬
‫‪ .‬الذى يجب فعله عند ال�شعور بالف�شل �أو اختالط �أحا�سي�سه‬

‫‪9‬‬ ‫طور حياتك‬


‫قرأت‬
‫لك‬

‫كتاب كيف تصبح جذاب ًا ‪ ..‬؟‬

‫ت�أليف ‪ :‬د ‪ /‬حممود �إبراهيم ال�ضبع‬


‫تلخي�ص و�إعداد ‪� :‬أ ‪ .‬مروة بلتاجى ـ م�صر‬

‫ال�شخ�صية اجلذابة مطلب لكل �إن�سان يحيا فى جمتمع ‪ ،‬ويتعامل مع الآخرين ‪ ،‬فاحلاجة �إىل التقدير ـ تقدير الآخرين‬ ‫ ‬
‫واحرتامهم ـ من احلاجات الإن�سانية التى يتطلبها الإن�سان فى حياته ‪ ،‬وقد يرى البع�ض �أن �شخ�صياتهم هى التى جلبوا عليها‬
‫ال ميكن تغيريها �أو امل�سا�س بها �أو حتى التعديل فى ال�سلوكيات التى قد يتبدى للإن�سان �أنه غري موفق فيه ‪ ،‬واحلقيقة التى‬
‫يجب �أن يعرفها ه�ؤالء هى �أن ال�شخ�صية الإن�سانية ت�شبه الطفل ال�صغري �أى �أنه ميكن تنميتها وحت�سينها ‪ ،‬والأمر ب�سيط فى‬
‫غاية الب�ساطة فما عليك �سوى �أن تتعرف على جوانب �شخ�صيتك وتتعرف ماذا عليك �أن تفعل ؟ وكيف تفعله ؟ وما الطرق‬
‫العملية ال�سليمة التى ميكن لها �أن ت�ؤدى �إىل نتائج حم�سوبة ولي�ست ع�شوائية ‪ ..‬؟ ‪.‬‬
‫طور حياتك‬ ‫‪10‬‬
‫قرأت‬
‫لك‬
‫النظافة‬ ‫ال�صحة وعالقتها بال�شخ�صية اجلذابة‬
‫�إن نظافة البدن لي�ست من قواعد اكت�ساب‬ ‫�إن اجلاذبية ال�شخ�صية �إمنا تكمن فى ال�صحة اجليدة‬
‫ال�صحة وح�سب ‪ ،‬بل هى قاعدة من قواعد اكت�ساب‬ ‫‪ ،‬و�إذا كان من الهني �أن ي�صيب املرء بدنه بال�ضر ‪ ،‬فمن‬
‫ال�شخ�صية اجلذابة ‪� ،‬أي�ضا ً �إذا �أح�س�ست �أنك نظيف‬ ‫ح�سن احلظ �أنه من الهني كذلك �أن يحافظ املرء على‬
‫البدن طغى عليك �إح�سا�س بالثقة واالن�شراح ‪ ،‬وازدت‬ ‫�سالمة بدنه و�صحته ‪ ،‬وبرغم ذلك فما �أكرث �أولئك‬
‫حيوية ون�شاط ًا ‪.‬‬ ‫الذين يحيدون عن طريق ال�صحة وين�أون عن قواعدها‬
‫في�ضيعون على �أنف�سهم كثريا ً من متع احلياة ومباهجها الثياب‬
‫‪ ،‬ولعله من الوا�ضح اجللى �أن املرء ال ميكن �أن ي�ست�شعر �إذا مل تكن ثيابك مريحة ف�إنك ال ت�ستطيع �أن ت�شعر‬
‫احليوية واحلما�سة وهو �ضعيف ال�صحة وواهن القوة ‪ .‬بالراحة ‪ ،‬فال بد �أن ترتدى مالب�س مريحة ‪ ،‬ويجب �أن‬
‫تكون �أنيق املظهر لأنها من �أهم الأ�شياء التى جتذب‬ ‫النوم والراحة‬
‫يقال �إن " توما�س �أدي�سون " مل يكن ينام �أكرث �ساعات العني ‪.‬‬
‫اليوم ‪ ،‬وقد يكون هذا حق ًا ولكنك حني تطالع �صورة �صفات جتعل منك �شخ�صية جذابة‬
‫املعمل الذى كان يعمل بع جتد به �أريكة مريحة فى تناوله ‪ 1‬ـ عامل الآخرين كما حتب �أن يعاملوك ‪.‬‬
‫دائم ًا ‪� ،‬إذا �أراد �أن ي�صيب �شيئا ً من الراحة خالل وقت ‪ 2‬ـ ال تنتقد �أحد ًا كى ال تـُنتقد ‪.‬‬
‫عمله ‪ ،‬ومن هنا نرى �أهمية النوم بالن�سبة لكل �إن�سان ‪ 3‬ـ قم بال�سالم على كل من تقابله �سواء كنت تعرفه �أو‬
‫ولكن املهم �أن نحافظ على كمية النوم بالن�سبة لكل ال تعرفه ‪.‬‬
‫�إن�سان ‪ ،‬واملهم �أن نحافظ على كمية النوم التى تلزمنا ‪ 4‬ـ عليك بكلمات الثناء ال�صادقة على كل �شىء جميل‬
‫‪ ،‬والإن�سان البالغ يحتاج �إىل ثمانى �ساعات من النوم تقابله ‪.‬‬
‫يومي ًا ‪ ،‬ولكن �أن�سب قدر لك من النوم هو الذى حتدده ‪ 5‬ـ ابت�سم وار�سم على وجهك االبت�سامة ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ ابتعد بقدر الإمكان عن املجادلة ‪.‬‬ ‫�أنت لنف�سك بناء ًا على حاجاتك ال�شخ�صية ‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ ال تغ�ضب ‪ ،‬و�ألتم�س الأعذار لغريك ‪.‬‬ ‫ال�شم�س والهواء‬
‫دع ال�شم�س ت�سطع عليك ‪ ،‬ف�إنها �صحة وحياة ‪ ،‬وعليك ‪ 8‬ـ �آمن عندما ي�شك الآخرين ‪.‬‬
‫�أن تتدرج فى تعري�ض نف�سك لل�شم�س والهواء النقى ‪ 9 ،‬ـ �أن�صت عندما يتحدث الآخرين ‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ �أعمل عندما يحلم الآخرين ‪.‬‬ ‫فال�شم�س عدو للمر�ض و�صديقة لل�صحة ‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ ابنى عندما يهدم الآخرين ‪.‬‬ ‫الريا�ضة‬
‫�إن الريا�ضة هى الزيت الذى يجعل عجله اجل�سم تدور فى ‪ 12‬ـ امتدح عندما ينتقد الآخرين ‪.‬‬
‫مرونة و�سهولة ‪ ،‬وال نرى طريقا ً الكت�ساب ال�صحة خري ًا ‪ 13‬ـ �سامح عندما ال ي�سامح الآخرين ‪.‬‬
‫من الريا�ضة اليومية ‪ ،‬فتخري ريا�ضتك بحيث تنا�سب ‪ 14‬ـ حب عندما يكره الآخرين ‪.‬‬
‫‪ 15‬ـ �أن�سى عندما يتذكر الآخرين ‪.‬‬ ‫قوتك و�سنك ‪ ،‬فالعقل ال�سليم فى اجل�سم ال�سليم‬

‫و�أخري ًا ال ميكن �أن تكون �شخ�صيتك جذابة �إذا اتبعت كل ما �سبق ‪ ،‬بل عليك �أن تكون تتعلم كل ما هو جديد ومفيد فى‬
‫جمال خ�ص�صك ‪ ،‬وتتطور من نف�سك دائم ًا وتتعلم املهارات التى جتعلك جنم ًا ي�شار �إليه بالبنان ‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫طور حياتك‬


‫حياتك‬
‫أحلى‬

‫مساعدتك لآلخرين تعالج‬


‫التوتر النفسى‬
‫بقلم ‪ :‬م ‪ /‬عبد الدائم الكحيل ـ �سوريا‬

‫ �أكد اخلرباء فى جمال علم النف�س �أن م�ساعدة الآخرين من �ش�أنها �أن تخفف توتر الأع�صاب ‪ ،‬حيث �إن‬
‫االنخراط فى معاونة الآخرين يحفز �إفراز هرمون " الإندورفني " ‪ ،‬وهو هرمون ي�ساعد على ال�شعور بالراحة النف�سية‬
‫والن�شوة ‪.‬‬
‫وي�ؤكد املدير ال�سابق ملعهد " النهو�ض بال�صحة " فى الواليات املتحدة الأمريكية " �آالن ليك�س" �أن معاونة الآخرين ت�ساعد‬
‫على تقليل حدة ال�ضغط الع�صبى ‪ ،‬حيث �إن م�ساعدة الفرد للآخرين تقلل من تفكريه بهمومه وم�شاكله ال�شخ�صية ومن‬
‫ثم ي�شعر بالراحة النف�سية ‪.‬‬
‫و�أ�شار الباحث �إىل �ضرورة توافر ثالثة �شروط �أ�سا�سية عند م�ساعدة املرء للآخرين للتمتع باجلوانب الإيجابية‬
‫للم�ساعدة ‪ ،‬وهى �أن تكون امل�ساعدة منتظمة ‪ ،‬و�أن يتاح ات�صال �شخ�صى بني ال�شخ�ص " امل�ساعد " وطالب امل�ساعدة‬
‫و�أن يكون طالب امل�ساعدة خارج نطاق املعارف �أو العائلة �أو الأ�صدقاء ‪.‬‬
‫وي�ؤكد اخلبري �أن الإن�سان لي�س جمربا ً على م�ساعدة الغرباء ‪ ،‬وهو ح ّر متاما ً فى اتخاذ قرار امل�ساعدة من عدمه و�أن‬
‫تلك احلرية تعد �أمرا ً مهما للح�صول على النتائج النف�سية املرغوبة من م�ساعدة الآخرين ‪ ،‬وعلى العك�س من ذلك يكون‬
‫ال�شخ�ص " جمربا ً " على م�ساعدة الأ�صدقاء والأقارب ‪.‬‬
‫وفى درا�سات علمية �سابقة تبني �أهمية الت�سامح والعفو عن الآخرين وعدم الغ�ضب ‪ ...‬كل ذلك ي�ؤدى �إىل حت�سني كفاءة‬
‫النظام املناعى لدى الإن�سان وبالتاىل وقايته من خمتلف الأمرا�ض ‪ ،‬وميكن القول �إن �أي عمل خري تقوم به ميكن �أن‬
‫ي�ساهم فى حت�سني احلالة النف�سية ورفع م�ستوى النظام املناعى و�إعطاء ج�سمك جرعة مناعية �إ�ضافية �ضد الأمرا�ض‬
‫وبخا�صة التوتر النف�سى ‪.‬‬
‫�إن الإ�سالم عندما اهتم ب�أعمال اخلري �إمنا جاء هذا الت�شريع مل�صلحة الإن�سان واملجتمع وللفوز بثواب الدنيا والآخرة‬
‫‪ ،‬فيقول عليه ال�صالة وال�سالم ‪ } :‬ال ي�ؤمن �أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنف�سه { ( �صحيح الألبانى ‪) 7384‬‬
‫‪ ،‬ويقول �أي�ضا ً ‪ } :‬امل�سلم �أخو امل�سلم ال يظلمه وال ي�سلمه ‪ ،‬ومن كان فى حاجة �أخيه كان اهلل فى حاجته ‪ ،‬ومن فرج‬
‫عن م�سلم كربة فرج اهلل عنه كربة من كربات يوم القيامة ‪ ،‬ومن �سرت م�سلما ً �سرته اهلل يوم القيامة { (�صحيح‬
‫الألبانى ‪ ، ) 7988‬ولذلك جند �آيات كثرية حت�ض امل�ؤمن على التعاون وتقدمي اخلدمات للآخرين جمانا ً ودون مقابل ‪،‬‬
‫وانظروا كيف �أن هذا الباحث وبعد جتارب كثرية تبني له �أن �أف�ضل �أنواع امل�ساعدة عندما ال تطلب �أجرا ً �أو �شكرا ً على‬
‫الط َع َام َع َلى ُح ِّب ِه ِم ْ�س ِكينا ً َو َي ِتيما ً َو�أَ ِ�سريا ً * ِ�إ مَّ َنا ُن ْط ِع ُم ُك ْم‬
‫م�ساعدتك ‪ ،‬ومن هنا ندرك �أهمية قوله تعاىل ‪َ } :‬و ُي ْط ِع ُمونَ َّ‬
‫ِل َو ْج ِه اللهَّ ِ ال ُن ِري ُد ِم ْن ُك ْم َجزَ اء ً َوال ُ�ش ُكورا ً { ( الإن�سان ‪ ، ) 9 -8 :‬كما �أن الإ�سالم مل ي�أمر مب�ساعدة الآخرين فح�سب‬
‫بكف الأذى عنهم وعدم �إيذائهم ‪.‬‬ ‫‪ ،‬بل ّ‬
‫طور حياتك‬ ‫‪12‬‬
‫اخترنا‬
‫لك‬

‫ال تستسلموا‬
‫لإلخفاق‬
‫ا�سم الكتاب ‪� 50 /‬شمعة لإ�ضاءة دروبكم‬
‫ا�سم الكاتب ‪ /‬د ‪ .‬عبد الكرمي بكار‬

‫نحن فى هذا الكون من�ضى فى �إطار �سنن ربانية ثابتة ‪ ،‬و�إذا كان علينا �أن نتعرف عليها ‪ ،‬ف�إن ذلك لي�س من‬ ‫ ‬
‫�أجل التحايل عليها ‪ ،‬و�إمنا من �أجل التكيف معها والعمل فى ظاللها ‪ ،‬ومن تلك ال�سنن �أننا ال ن�ستطيع �أن ن�ضمن نتائج‬
‫حماوالتنا واجتهاداتنا على نحو دائم ‪ ،‬وكلما كان ما ن�سعى �إىل احل�صول عليه كبريا ً كانت ح�ساباتنا �أقل دقة ‪ ،‬وكان‬
‫حجم املخاطرة �أكرب ‪� ،‬شىء جيد �أن تفهموا هذه احلقيقة و�أن تتعاملوا معها كما هى ‪ ،‬و�أنا �أمل�س فى بع�ض تعاليم الإ�سالم‬
‫ما يدعونا �إىل �أن تكون مطالبنا كبرية ‪ ،‬و�أال نر�ضى بالقليل ‪ ،‬و�أن يكون لدينا نوع من املخاطرة املح�سوبة ‪ ،‬لأن الذين ال‬
‫يخاطرون ال يربحون ‪ ،‬و�إذا ربحوا ‪ ،‬ف�إن �أرباحهم تكون قليلة ‪ ،‬ولكن كيف لنا �أن تعامل مع الإخفاق ‪ ،‬لعلى �أخل�ص اجلواب‬
‫فى املفردات التالية ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ انظروا �إىل الإخفاق على �أنه �شىء طبيعى فى احلياة ‪ ،‬ولهذا ف�إن من املهم �أن تكافحوا فى حياتكم وفق القاعدة التالية‬
‫‪ :‬ال مكا�سب كبرية ‪ ،‬وال جناحات عظيمة �إال عرب الكثري من املحاوالت ‪ ،‬وذلك لأن الفر�ص والإمكانات الكامنة ال ت�سفر‬
‫عن وجهها ب�سهولة ‪ ،‬وال لكل �أحد ‪ ،‬وتذكروا �أيها الأعزاء والعزيزات �أنكم حني تخفقون تكونون فى م�سعى �إىل حتقيق �شىء‬
‫قيم ‪ ،‬والذين ال يذوقون طعم الإخفاق هم الك�ساىل والقاعدون واملحرومون من الطموحات الكبرية ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ علينا �أن نعود �أنف�سنا الر�ضا بالق�ضاء والقدر ‪ ،‬فحكم اهلل ـ تعاىل ـ نافذ ‪ ،‬وال معقب عليه ‪ ،‬ونحن ب�شر ق�صريو النظر‬
‫حمدودو الر�ؤية ‪ ،‬فقد نتعلق بال�شىء ‪ ،‬وننظر �إليه على �أنه م�صريى ‪ ،‬ثم يتبني لنا �أنه ي�شكل خطورة كبرية ‪� ،‬أو يتبني �أنه‬
‫�شىء تافه ‪ ،‬وتذكروا قول اهلل ـ عز وجل ـ " وع�سى �أن تكرهوا �شيئا ً وهو خري لكم وع�سى �أن حتبوا �شيئا ً وهو �شر لكم واهلل‬
‫يعلم و�أنتم ال تعلمون " ( البقرة ‪ ، ) 216 :‬علينا �أن ن�أخذ بالأ�سباب ‪ ،‬ونفعل ما ميكن فعله ‪ ،‬ثم نتقبل نتائجه بروح ٍ �صافية‬
‫ونف�س هادئة ورا�ضية ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ من املهم �أن تعرفوا �أننا ال ن�ستطيع فى معظم الأحيان �أن نتحكم بالأحداث ‪ ،‬لأنها �أكرب منا ‪ ،‬ولكننا ن�ستطيع �أن نتحكم‬
‫فى ردود �أفعالنا عليها ‪ ،‬وهذا �شىء ي�ستحق االنتباه ‪ ،‬لأن الذى ي�ؤثر علينا لي�س ما يحدث ‪ ،‬و�إمنا الآثار التى يرتكها فى‬
‫نفو�سنا ‪ ،‬مثل الذى يفقد مبلغا ً كبرية من املال ‪� ،‬أو يفقد عزيزا ً ‪� ،‬أو ير�سب فى امتحان ‪ ،‬ف�إن هذا قد يكون ت�أثريه مدمرا‬
‫ً �إذا �أورثنا الي�أ�س �أو القنوط ‪� .. ،‬إن مياه البحر حتمل ال�سفينة ‪ ،‬وال ت�ؤذيها ‪ ،‬لكنها �إذا ت�سربت �إىل داخلها ‪ ،‬ف�إنها حينئذ‬
‫تغرقها ‪ ،‬وهكذا الأحداث التى حتدث لنا ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ حاولوا بعد كل ف�شل وبعد كل �سقوط �أن تنه�ضوا ب�شكل �أقوى لتثبتوا لأنف�سكم وللنا�س من حولكم �أن الإخفاق ي�شكل‬
‫وقودا ً روحيا ً لتوثب جديد ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ تعلموا من الإخفاق ومن تاريخكم ال�شخ�صى �أعظم الدرو�س ‪ ،‬وتعرفوا على الطرق امل�سدودة كى ت�صلوا فى النهاية �إىل‬
‫الطرق ال�سريعة ‪ ،‬فتم�ضوا فيها واثقني مطمئنني ‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫طور حياتك‬


‫اختبر‬
‫ذكائك‬

‫حل األلغاز له مفعول‬


‫السحر على الدماغ البشرية‬
‫�إعداد ‪ :‬د ‪ .‬حممود �سليم ـ م�صر‬

‫ي�صف العلماء الذاكرة ب�أنها م�ستودع للتجارب واالنطباعات التى يحاول الإن�سان اكت�سابها فى مراحل حياته املختلفة ‪،‬‬ ‫ ‬
‫ويعتربون �أن �أى خلل يف هذا اجلزء احل�سا�س من الدماغ ي�صيب الإن�سان بالزهامير ‪ ،‬وبالتاىل يفقد القدرة على الرتكيز و التعلم‬
‫‪ ،‬وفى حماولة جديدة للتغلب على متاعب الذاكرة ‪� ،‬أكد باحثون ا�سرتاليون �أن الدماغ يتقل�ص ب�سرعة �أكرب �إذا مل يتم حتفيزه‬
‫من خالل حل الألغاز �أو تعلم لغات جديدة ‪ ،‬و�أظهر الت�صوير املقطعى للدماغ �أن النا�س الذين ال يلتزمون بن�شاط عقلى معقد‬
‫طوال حياتهم ‪ ،‬يعانون من تقل�ص فى جزء رئي�سى من دماغهم فى �سن ال�شيخوخة بن�سبة مرتني �أكرث من غريهم ‪ ،‬وي�سلط هذا‬
‫االكت�شاف �ضو ًء �أكرب على الرابط بني منط احلياة والإ�صابة باخلرف ‪ ،‬ويعطى قوة للدليل القائل �إن الريا�ضة العقلية ‪ ،‬مثل حل‬
‫الألغاز وتعلم لغات جديدة ‪ ،‬يجنب املرء من �أمرا�ض ال�شيخوخة ‪ ،‬وقال " مايكل فالنزويال " فى كلية الطب النف�سى يف جامعة‬
‫نيو �ساوث وايلز ‪ " :‬لدينا دليل قوى على �أن النا�س الذين ي�ستخدمون دماغهم �أكرث من غريهم يعانون من تقل�ص الدماغ بن�سبة‬
‫�أقل ‪� ..‬آمل �أن يعترب النا�س هذا الأمر دعوة ال�ستخدام دماغهم ‪ ،‬لأن هذا الأمر ي�ساعدهم فى ت�أخري �أو حتى احلول دون الإ�صابة‬
‫باخلرف " ‪� ،‬إنطالقا ً مما �سبق فانه مت ت�صميم هذا الربنامج ليقدم جمموعة من التدريبات الذهنية واالختبارات التى تهدف‬
‫�إىل �إطالق قدرات الوظائف عدد من الوظائف العقلية وم�ضاعفة مهاراتكم فى املجاالت التالية ‪ :‬الذكاء املتعلق بالعامل املكانى‬
‫( عوامل �إدراك اال�شياء فى املكان ) ‪ ،‬العامل اللغوى ( فهم املعانى ) ‪ ،‬العامل املعجمى ( ا�ستخدام االلفاظ والعبارات ) ‪ ،‬العامل‬

‫طور حياتك‬ ‫‪14‬‬


‫الرقمى ( معاجلة االرقام (‪ ،‬عامل التحليل )اال�ستقراء واال�ستنباط املنطقيني ( ‪ ،‬هذا و�سوف نبد�أ اوىل حمطاتنا فى‬
‫هذا الربنامج باختبارات العمليات احل�سابية ‪ ،‬وقد مت ت�صميم االختبارات التالية لتخترب قدرتك احل�سابية والتخمينية‬
‫وقدرتك على التفكري املنطقي وكذلك تخترب قدرتك على التعامل ب�سرعة وبدقة مع الأرقام ‪..‬‬
‫مترين ( ‪) 1‬‬
‫ثالثة �أوالد قاموا من مكان واحد فى وقت واحد ليدوروا حول نافورة فالأول يلف حولها فى ‪ 8‬دقائق ‪ ،‬والثانى فى ‪10‬دقائق‬
‫‪ ،‬والثالث فى ‪ 12‬دقيقة ‪ ..‬املطلوب ‪ :‬معرفة عدد املرات التى يلفها كل واحد قبل �أن يتقابلوا ثانيا ً فى نف�س املكان الذى‬
‫قاموا منه ؟‬
‫مترين ( ‪) 2‬‬
‫رجل عمره ‪� 96‬سنه ‪ ،‬وعمر ابنه ‪� 16‬سنه ‪ ،‬فبعد كم �سنه ي�صبح عمر الأب ‪� 5‬أمثال عمر ابنه ؟‬
‫مترين ( ‪) 3‬‬
‫قام قطار الأك�سربي�س ال�ساعة ‪ 8‬قا�صدا ً ال�سوي�س ب�سرعة ‪ 40‬كم فى ال�ساعة ‪ ،‬وقام بعده قطار �آخر ال�ساعة ‪ 10‬ب�سرعة‬
‫‪ 60‬كم فى ال�ساعة ‪ ،‬فبعد كم �ساعة يلحق الثانى بالأول ‪.‬‬
‫مترين ( ‪) 4‬‬
‫املطلوب تق�سيم ‪ 4000‬جنيه على ‪� 3‬أ�شخا�ص بحيث ي�أخذ الأول �ضعف الثانى ‪ ،‬والثانى ‪� 3‬أمثال الثالث ‪ ،‬فما ن�صيب كل‬
‫منهم ؟‬
‫مترين ( ‪) 5‬‬
‫كم مرة يطرح الرقم ‪ 332‬من الرقم ‪ 9920‬حتى ي�صبح الباقى ‪ 4940‬؟‬
‫مترين ( ‪) 6‬‬
‫كم مرة ي�ضاعف العدد ‪� 312‬إىل العدد ‪ 4321‬حتى ي�صبح ‪ 49561‬؟‬
‫مترين ( ‪) 7‬‬
‫�سئل �شخ�ص عن عدد اجلنيهات التى معه فقال ‪ " :‬عدد اجلنيهات التى معى لو عدت خم�سة خم�سة �أو �ستة �ستة �أو ثمانية‬
‫ثمانية �أو اثنى ع�شر اثنى ع�شر مل يبق �شىء " فكم النقود التى معه ؟‬
‫مترين ( ‪) 8‬‬
‫رجل مدين لآخر مببلغ ‪ 1500‬فقال لو كان عند ‪ 385‬جنيها ً على ما عندى الآن ل�سددت دينى ويبقى معى ‪ 47‬جنيه ؟‬
‫مترين ( ‪) 9‬‬
‫ق�سم مرياث بني �أربعة �أبناء وثالث بنات وزوجة ‪ ،‬فخ�ص كل بنت ‪ 126‬جنيها ً ‪ ،‬وخ�ص الولد �ضعف ما خ�ص البنت ‪،‬‬
‫وخ�ص الزوجة مابقى وقدر ‪ 168‬جنيها ً ‪ ..‬فما مقدار املرياث كله ؟‬
‫مترين ( ‪) 10‬‬
‫�أب عمره �أربعه �أمثال ابنه ‪ ،‬والفرق بينهما ‪� 39‬سنه فما عمر كل منهما ؟‬

‫الإجابات ‪ ..‬العدد القادم‬


‫ ‬

‫‪15‬‬ ‫طور حياتك‬


‫واحة‬
‫طور‬
‫حياتك‬
‫نفس مترددة وقلم يغش‬
‫بقلم ‪ :‬ن�سيم عبد الوهاب ـ اجلزائر‬

‫ �أكلم نف�سى ‪� ،‬أحدثها ‪� ،‬أحيانا �أتناق�ش معها ‪ ،‬ف�أطرح �أ�سئلة ملاذا ؟ كيف ؟ �أين ؟ لكن يخوننى قلمى فى التعبري عن‬
‫ذلك ‪ ،‬حملته نظرت �إليه ‪ ،‬يا من �أمرت نفذت ‪ ،‬لكن لي�س �أنت من يعرب عنى ‪ ،‬لي�س �سهال ً �أن تلقى بثقل م�شاعرك على قلم‬
‫ه�ش ‪� ،‬أو تخطه بيد ترتع�ش ‪� ،‬إن هذه امل�شاعر التى �أح�سها ونح�سها جميعا ً قليال ً ما نعرب عنها ‪ ،‬لكن �أحيانا ً تخوننا الكلمات‬
‫‪ ،‬فال جند �سبيل خروجها �إىل ذلك الكاتب ( القلم ) ‪ ،‬و �أحيانا �أخرى ن�سلط عليه املق�ص احلاد فال نكتب �إال ما يعجبنا و ما‬
‫ن�ؤثر به على من حولنا ‪ ،‬و نغفل حقيقة النف�س وما فيها من اجلوانب الأخرى املظلمة ‪� ،‬إن م�شاعرنا و �أحا�سي�سنا ذات قيمة فال‬
‫نزيد على �أنف�سنا هم الكذب عليها وتنميق �أفكار تختلجنا ونخفيها ‪ ،‬لوجود ما ي�ؤثر علينا من �آثار �سابقة ‪ ،‬وحوادث وظروف‬
‫كانت حمطات مقلقة لنا ‪ ،‬ميزها ف�شلنا فى فهم �أنف�سنا و كيفية اجللو�س معها و درا�سة امل�شاكل و حلها تدريجيا ً ‪.‬‬
‫يجب علينا �إعطاء الراحة للنف�س فلها حق ‪ ،‬نحاول جتاوز الأزمات ‪ ،‬و لنعلم �أنه �إذا فكرنا فى هم �إال زادنا هما ً‪ ،‬و ال‬ ‫ ‬
‫حزن �إال زادنا حزنا ً‪ ،‬فال نحن حللنا م�شاكلنا وال خرجنا من �أحزاننا وهمومنا ‪ ،‬بالعك�س زدناها هما ً وتعبا ً‪ ،‬هذه الراحة قد‬
‫جتعلنا نتجاوز بع�ضا منها ‪ ،‬حيث نن�شغل ب�أمور �أخرى تكون ايجابية �أكرث �أحيانا ً‪ ،‬و نتقا�سمه مع من نثق فيهم و نعتربهم �أحبة‬
‫لنا حينا �آخر ‪ ،‬فرمبا جند من يزودنا بفكرة �أو يطرح بع�ض االقرتاحات التى جتعلنا نفكر بطرق جيدة و ن�سبح نحو �شاطئ‬
‫احللول ‪ ،‬و الأهم من كل ذلك فالراحة التامة جندها فى �صالتنا ‪ ،‬و دعا�ؤنا هلل عز وجل فهو وحده مفرج الكرب والهموم ‪،‬‬
‫خا�صة �إذا توجهنا �إليه بقلب و�إميان �صادقني و�أخل�صنا الدعاء ‪ ،‬حني ذاك فلنتيقن الإجابة منه فهو القادر على ذلك و�سنجد‬
‫الراحة النف�سية ونت�صادق من جديد مع �أنف�سنا ‪.‬‬

‫هل تتكلم مع نفسك‬


‫باإليجاب‬
‫كلمات من ذهب‬ ‫بقلم ‪ :‬عبد الرحمن بن رتام ـ اجلزائر‬
‫عندما ت�شعر �أنك تقول لنف�سك‬ ‫ ‬
‫ـ �إذا انتظرت احلظ ‪ ،‬فقد ي�أتيك يوما ً ولكن‬
‫�أ�شياء �سلبية ‪ ،‬عليك �أن تنتبه فورا ً وت�أمر‬
‫قد تكون غري موجود ‪.‬‬ ‫عقلك الباطن بالإلغاء ‪� :‬أى �إلغاء هذه‬
‫ـ من عا�ش لهدف كبري ف�إنه يعي�ش كبريا ً ‪.‬‬ ‫الأ�شياء ال�سلبية ‪ ،‬عليك بتغيري ال�سلبيات‬
‫ـ احلكمة �أن متيز بني الذى تعرفه والذى‬ ‫�إىل �إيجابيات ‪ ،‬ف�إذا �سمعت نف�سك تقول‬
‫جتهله ‪.‬‬ ‫‪� " :‬أنا ال �أ�ستطيع عمل ذلك و�أننى لن‬
‫ـ ثالثة تذهب بدون عودة ‪ :‬الكالم و الفر�صة‬ ‫�أجنح " عليك بتبديل هذه الر�سالة �إىل "‬
‫والوقت ‪.‬‬ ‫�أنا �أ�ستطيع عمل ذلك و�س�أجنح و�إذا كان‬
‫النجاح فى عمل ذلك ممكنا ً لأى �شخ�ص‬
‫�آخر فهو ممكن ىل ‪ ،‬وميكننى النجاح " ‪.‬‬
‫طور حياتك‬ ‫‪16‬‬
‫ترجمت‬
‫لك‬

‫سهولة النجاح‬
‫ترجمة ‪ :‬حممد �سعد ـ م�صر‬

‫خطة تكتمل و�أهداف تتحقق هذا هو النجاح ‪ ،‬للنجاح �أدوات فكلما امتلكت العديد منها �أ�صبح النجاح �أكرث‬
‫�سهولة وزادت فر�صتك للنجاح ‪ ،‬تعال معنا لنعرف ما هى هذه الأدوات ‪.‬‬
‫حولك وال ت�ستثنى �أحدا ً و�صادق اجلميع وقدم امل�ساعدة‬ ‫الأداة الأوىل ‪� :‬أهداف ال متناهية ‪.‬‬
‫الهدف ينق�سم لثالثة �أجزاء ( ر�ؤية عامة ‪� ،‬أهداف رئي�سية عندما ت�ستطيع ‪.‬‬
‫‪� ،‬أهداف ب�سيطة تتفرع من الأهداف الرئي�سية ) ‪ ،‬لذا �ضع الأداة الرابعة ‪� :‬ضع اخلطة ‪.‬‬
‫ر�ؤيتك و�أهدافك و�أجعلها وا�ضحة ‪ ،‬و�أكتب قائمة بالأهداف �شخ�صيتك و�أهدافك و�إمكانياتك �ستحدد �أبعاد خطتك ‪،‬‬
‫الب�سيطة ويجب �أن تكون حمددة وقابلة للقيا�س ‪ ،‬وت�أكد من تعرف على ما لديك من مال ووقت وابنى �صورة وا�ضحة ملا‬
‫تريد �أن حتققه ثم �أكتبها ثم فكر فى ما ت�ستطيع �أن حتققة‬ ‫حتقيقها لر�ؤيتك و�أهدافك الرئي�سية ‪.‬‬
‫خذ هذا املثال " لو �أنك بقارب وال تـعـرف وجهتـك �ست�صـبح خالل الـ‪ 90‬يوما ً القادمة هذا مهم ‪ ،‬ثم �أ�ضف للخطة م�صادر‬
‫عـبدا ً للظـروف لأنك لن تعرف ما الذى حتـتاجه �أثناء الرحلة ما حتتاجه ومن �أين ومن من �ستتعلم ‪ ،‬و�أ�ضف ( قائمة باملهام‬
‫( �أهداف ب�سيطة ) بل �أنك لو كنت تعرف وجهتك ولكنك مل ‪ +‬اجلداول الزمنية ) للأهداف الب�سيطة والبدائل فى حالة‬
‫تتعلم كيف �ست�صل هناك فلي�س معك حتى خريطة ( خطة ) الإخفاق ‪ ،‬وت�أكد من تقييمك اليومى ملدة خم�سة دقائق على‬
‫فمن املحتمل بل يف الغالب �ست�صل حيث ال تريد �أن تكون "‪ ،‬الأقل ملا �أجنزته و�أماكن و�أ�سباب التق�صري �إن وجد ‪ ،‬ولتعلم‬
‫والحظوا �أنه ال يوجد �أحد �أيها ال�سادة ي�ستطيع �أن ي�صعد من �أن الدرا�سات قد �أكدت �أن اخلطة املحكمة توفر ثلثى الوقت‬
‫الدرج الأول بال�سلم �إىل الدرج الأخري بقفزة واحدة فلذلك املبذول ‪.‬‬
‫ترتيب الأهداف الب�سيطة من �أهم الأمور لتجنب الإخفاق ‪ .‬الأداة اخلام�سة ‪ :‬ابذل �أق�صى جمهود لديك ‪.‬‬
‫�ألغى كلمتني من قامو�سك ( �سوف ‪� ،‬أى كلمة تعرب عن الك�سل ) ‪،‬‬ ‫الأداة الثانية ‪� :‬شخ�صية ذكية مبدعة ‪.‬‬
‫من املهم �أن تبذل املجهود عند العمل فاحلياة ال�سهلة واملريحة‬ ‫طور نف�سك على امل�ستوى ال�شخ�صى فكلما زادت �إمكانياتك‬
‫ال تـُعلم ‪ ،‬فابد�أ فى �صنع العادات اجليدة التى ت�شجعك على‬ ‫كلما زادت فر�صك ‪ ،‬تعرف على نقاط قوتك و�ضعفك وما‬
‫�إجناز الأعمال ‪ ،‬وت�أكد �أن ت�ستغل كل دقيقه ا�ستغالل جيدا ً ‪،‬‬ ‫متتلكة من مهارات ومواهب ‪ ،‬وثق بنف�سك وثق بقدراتك وثق‬
‫فالوقت الذى مر الآن لن يعود �أبدا ً‪ ،‬لذا قلل من وقت الرتفية‬ ‫�أنك ت�ستطيع فالثقة هى الأهم وبدونها كل �شئ �سينهار ‪ ،‬ت�سلح‬
‫لديك واجعل الرتفية مكاف�أة لك لتحقيق �إحدى �أهدافك ‪.‬‬ ‫باملعرفة وحتدث بانطالق وبقوة ومن املهم �أن تتحلى بالأخالق‬
‫الأداة ال�ساد�سة ‪ :‬تقبل الإخفاق ‪.‬‬ ‫احل�سنة حيث االيجابية وال�شجاعة والكرم و�أ�ضف لنف�سك كل‬
‫ي�سمية البع�ض ف�شل لكنة يعنى عدم حتقيق �إحدى الأهداف‬ ‫�شهر �صفة ايجابية جديدة وا�ستثمر فى نف�سك وال تبخل عليها‬
‫الب�سيطة ومن املهم خالل تقييمك الدورى �إدراكك �أ�سباب‬ ‫بوقت �أو جهد فكلما زادت �صفاتك االيجابية زادت �إمكانياتك‬
‫هذا الإخفاق وو�ضع �أهداف اب�سط كدعامة للإخفاق ال�سابق‬ ‫وبالتاىل فر�ص جناحك و�أ�صبح �أكرث �سهولة ‪.‬‬
‫ثم قم بهذه التغيري وحاول مرة �أخرى ‪.‬‬ ‫الأداة الثالثة ‪ :‬عالقات مت�شعبة وقوية ‪.‬‬
‫كن يقظ وعامل النا�س بلطف �أقم عالقات جيدة مع كل من ‪� ...‬أخريا ً كن �صبورا ً فال �شئ يكتمل بني ليلة و�ضحاها ‪...‬‬

‫‪17‬‬ ‫طور حياتك‬


‫المعلم‬
‫الناجح‬

‫المعـلـم عـطـاء ال ينـضـب ‪...‬‬


‫�أنا معلم ناجح ‪�..‬س�أتبع خطوات بدايتى بتميز من هنا ‪ ..‬نبد�أ‬
‫بقلم املعلمة ‪� /‬أ ‪ .‬هدى ال�شام�سى ـ الإمارات‬

‫من مفردات هذه العبارة ‪ ..‬املعلم �سخاء ‪ ..‬ال يتوقف عن العطاء ال ينتظر الثناء ولكن يعمل من �أجل‬ ‫ ‬
‫تنمية �أبناء الغد هم جيل امل�ستقبل ‪� ،‬أن كل معلم لديه هذه الر�ؤية مميز بكل ما لديه ‪.‬‬
‫فهو ُم�صر فى بذل املزيد من اجلهد بدون كلل و ال ملل ‪ ،‬با�ستطاعة املعلم �أن يح�صل على كل ما يرجوه فى‬
‫احلياة �إذا حدد �أوال ماذا يريد معلما ً ناجحا ً �أو معلما ً مربيا ً �أو معلما ً من �أجل الراتب �أو غري ذلك ‪.‬‬
‫�إن هذا ال�سبب ي�ؤدى �إىل عدة حماور تلهمنا لنقطة البداية وهى مفتاح الطريق ال�سليم نحو التميز و العطاء‬
‫الال حمدود ‪ ،‬احلم حياتك املثالية من كافة اجلوانب واحتفظ بهذا احللم وحققه درجة درجة ‪� ،‬أيا كان ما‬
‫ت�ؤمن به فى �أعماقك ووجدانك ف�إنه يتحول �إىل واقعك ‪ ،‬ف�أنت ال ت�ؤمن مبا تراه بل ترى ما اخرتت بالفعل �أن‬
‫ت�ؤمن به ‪ ،‬وهو الطريق الأ�سهل للو�صول لأنك تربمج نف�سك للو�صول �إىل ما تود الو�صول �إليه ‪.‬‬
‫وكما قيل �سابقا ً ‪ %99‬من التميز هو جهد �شخ�صى ‪� ،‬إذا اجتهد �أيها املعلم للو�صول �إىل القمم ف�ست�صل بكل‬
‫ما لديك من طاقة وجهد مبذول ‪ ،‬وت�أكد �أن كل ما تفعله هو نتيجة لعاداتك �سواء �أكانت مفيدة �أم �ضارة ‪،‬‬
‫وميكنك �أن تنمى عادات النجاح عن طريق ممار�سة وتكرار ال�سلوكيات التى تقود للنجاح مرات ومرات �إىل‬
‫�أن ت�صبح تلقائية ‪ ،‬اجذب ما تود الو�صول �إليه عن طريق التفكري به دائما ً ‪.‬‬
‫ركز على التفا�ؤل وهو وجود اجتاه عقلى �إيجابى �أمر مهم لتحقق النجاح وال�سعادة فى كل نواحى احلياة ‪،‬‬
‫واجتاهك هو تعبري عن قيمك واعتقاداتك وتوقعاتك ‪.‬‬
‫وال تن�سى �أن تكافئ نف�سك و اجعل هذه املكافئة تتنا�سب مع مقدار ما قدمته من عطاء تذكر �أن فى يوم من‬
‫الأيام �سيذكرك طالبك ‪� ،‬سيتذكرون متعه الدرا�سة مع معلم مثلك ‪..‬‬
‫من هنا �أود �أن �أطلعك على �أحد �أ�سرار متيزى كمعلمة وهى خطواتك نحو التميز ولكن ترقبوا فى مقالتى‬
‫القادمة ‪،،،‬‬

‫طور حياتك‬ ‫‪18‬‬


‫قالوا‬

‫من أقوال وليم شكسبير‬


‫ـ الرجال الأخيار يجب �أال ي�صاحبوا �أال �أمثالهم ‪.‬‬
‫ـ ميكننا عمل الكثري باحلق لكن باحلب �أكرث ‪.‬‬
‫ـ هناك ثمة �أوقات هامة يف حياة �سائر الرجال حيث يقرر �أولئك م�ستقبلهم �أما‬
‫بالنجاح �أو بالف�شل ‪ ..‬ولي�س من حقنا �أن نلوم جنومنا �أو مقامنا احلقري‪ ،‬بل يجب �أن‬
‫نلوم �أنف�سنا بالذات ‪.‬‬
‫ـ �إن املر�أة العظيمة ُتلهم الرجل العظيم ‪� ..‬أما املر�أة الذكية فتثري اهتمامه بينما جند‬
‫�أن املر�أة اجلميلة ال حترك فى الرجل �أكرث من جمرد ال�شعور بالإعجاب ‪ ..‬ولكن‬
‫املر�أة العطوف ‪ ..‬املر�أة احلنون ‪ ..‬وحدها التى تفوز بالرجل العظيم فى النهاية ‪.‬‬
‫ـ ميوت اجلبناء مرات عديدة قبل �أن ي�أتى �أجلهم ‪� ،‬أما ال�شجعان فيذوقون املوت مرة واحدة ً‪.‬‬
‫ـ ق�سوة الأيام جتعلنا خائفني من غري �أن ندرى متاما ً ما يخيفنا ‪� ،‬إذ �أن الأ�شياء التى تخيفنا لي�ست �إال جمرد �أوهام ‪.‬‬

‫من أقوال المهاتما غاندى‬

‫ـ �أينما يتواجد احلب تتواجد احلياة ‪.‬‬


‫ـ بالإميان يتخطى الإن�سان �أعتى اجلبال ‪.‬‬
‫ـ ما يكون حقيقة بالن�سبة ل�شخ�ص ما ‪ ..‬يكون خط�أ بالن�سبة لآخر ‪.‬‬
‫ـ قد ال تعرف �أبدا ً نتيجة �أفعالك ‪ ،‬لكن �إذا مل تفعل �شئ فلن يكون هناك �أى نتائج ‪.‬‬
‫ـ ع�ش ك�أنك �ستموت غدا ً ‪ ..‬تعلم ك�أنك �ستعي�ش للأبد ‪.‬‬
‫ـ �إن الن�صر الناجت عن العنف هو م�ساوي للهزمية ‪� ،‬إذ انه �سريع االنق�ضاء ‪.‬‬
‫ـ �إذا مل ت�س�أل ‪ ،‬فلن حت�صل على �إجابة ‪.‬‬

‫‪19‬‬ ‫طور حياتك‬


‫ ‬
‫برمج‬
‫عقلك‬

‫التسامح الفعال‬
‫بقلم ‪ /‬د ‪� .‬أحمد حممد حجاج ـ م�صر‬
‫ممار�س �أول فى الربجمة اللغوية الع�صبية‬

‫كم من املرات بد�أت وجهونا باالحمرار عند الغ�ضب ‪ ..‬وما �أكرث الأوقات التى تعلو �أ�صواتنا عندما يختلف �أحدهم معنا فى الر�أى‬
‫‪ ..‬هل تتذكر تلك الأوقات التى خرجت هذه الكلمات القبيحة من فمك ‪ ..‬ما الذى يحدث لنا فى �أوقات الغ�ضب ؟‪� ..‬إن الإن�سان قد‬
‫كرمه اهلل عز وجل بالعقل الذى هو ال�سمة التى متيزه عن �سائر املخلوقات الأخرى ‪ ..‬وبهذا العقل ت�ستطيع االختيار والتفكري وبعد‬
‫التفكري ت�أتى امل�شاعر والأحا�سي�س التى من املمكن �أن تكون حب �أو كره ‪ ..‬غ�ضب �أو �سعادة وفرح ‪ ..‬فكل �شىء يبد�أ داخل عقلنا بفكرة‬
‫‪ ..‬وهذا ما �أريد الو�صول �إليه لو فكرت بطريق �سلبية �سوف يكون �إح�سا�سك �سلبى والعك�س �صحيح متاما ً‪ ..‬فلماذا دائما ً نفكر فى‬
‫الأفكار ال�سلبية ونتوقع �إح�سا�س �إيجابى ‪ ..‬كثري من النا�س ي�ضع فكرة االنتقام فى عقله ويحاول ال�سيطرة على النا�س بقوته ولكنه فى‬
‫النهاية ال يح�صل على �أى �شىء لأنه يبحث عن �شعور �إيجابى بينما �أفكاره بب�ساطة �سلبية ‪ ..‬ك�أننا نزرع بذور �شوك ( الأفكار ال�سلبية‬
‫) ونتوقع ح�صاد تفاح ( الإح�سا�س الإيجابى ) ‪..‬‬
‫قد توقفنى الآن بكل ب�ساطة وتقول ‪ ..‬لكنك ال تعرف مدى الغ�ضب الذى يتملكنى وقت االختالف مع الآخرين ‪ ..‬دعنى �أ�س�ألك �س�ؤال‬
‫مهم ‪ ..‬ماذا لو ا�ستبدلنا ال�شخ�ص املختلف معك وقت غ�ضبك وو�ضعنا �أ�سد ؟؟؟ هل �ستكمل غ�ضبك ؟؟ �أعتقد �أن �أى �أحد فى العامل‬
‫لن يتمكن من النطق حتى بكلمة ‪ ..‬والفكرة هنا �أننا عندما نغ�ضب ي�صبح �سلوكنا مثل �سلوك املخلوقات الأخرى التى ُكرومنا عنها‬
‫ومن �ضمنها احليوان ‪ ..‬فاحليوانات عامة لها حيز �أو م�سافة دائرية حولها متثل املجال الآمن لها والذى ت�شعر فيه بالأمان �إن مل‬
‫يدخله �أى �أحد يختلف معها ‪ ..‬و�إذا �أقرتب �أى �أحد من هذا احليز �أو دخله يتغري �سلوك احليوان �إىل الغ�ضب وب�سرعة �سوف يكون‬
‫عندنا حم�صلة تتمثل فى اختيارين �إما الهجوم �إذا كان الذى �أمامه �أ�ضعف �أو الهروب �إذا كان الآخر �أقوى ‪� ..‬أعتقد هذا غري بعيد‬
‫على ما يحدث معنا �أثناء الغ�ضب واختالف الآراء ‪� ..‬أعزرنى يف هذا التعبري ولكنه الواقع ‪..‬‬
‫�أعتقد �أنك الآن تريد �أن ت�س�ألنى �س�ؤال فل�سفى ولكنه ب�سيط جدا ً ‪ ..‬ملاذا نغ�ضب وملاذا كل هذا اخلالف ‪ ..‬ما الذى يدفع الب�شر‬
‫للت�صرف بهذا ال�سلوك الذى يقلل من كرامتهم ؟؟ ‪ ..‬الإجابة ب�سيطة فى نقطتني فقط لكنهم هم �أ�صل امل�شاكل كلها ‪..‬‬
‫النقطة الأوىل ‪ :‬الأنــا ( ‪ .. )Ego body‬هى عبارة فكرة بداخلنا تدفعنا دائما ً �أن نكون مرتبطني بالأحداث املادية وجتعلنا‬
‫نبحث عن ال�سعادة خارجنا ولي�س بداخلنا فتجعلنا نتفاعل مع العامل ك�أج�سام مادية مثل �سلوك املخلوقات الأخرى وهذا يجعل‬
‫كرامتنا �أقل مما ُخلقت عليه ‪..‬‬
‫النقطة الثانية ‪ :‬الربجمة على الأنــا ‪ ..‬وتتمثل فى تعلم الغ�ضب واالنتقام من الأب والأم واملجتمع ‪ ..‬والفكرة �أننا كلنا ننزل من بطون‬
‫�أمهاتنا على فطرتنا بدون كره �أو غ�ضب ‪ ..‬وبعدها نتعلم ( برجمة ) هذا ال�سلوك وهو الأنا ( الأنانية ) حتى يكون �سلوكنا العادى‬
‫فى حياتنا هو هذا ال�سلوك ‪..‬‬
‫�إن املعنى ال�سابق معنى تف�سريى فل�سفى بع�ض ال�شىء ولكن دعنا الآن ن�أخذ هذا ال�شىء �إىل �أر�ض الواقع ولن�س�أل �أنف�سنا كيف تظهر‬
‫هذه الأنا فى �سلوك الإن�سان ‪ ..‬ولت�سهيل العملية فلقد �أ�سميتها بذور التعا�سة وهى ‪:‬‬
‫‪ .1‬احلكم على الآخرين ‪ :‬بداية ظهور الأنا علينا هو فى �إ�صدار الأحكام على النا�س ‪ ..‬ويقول علماء النف�س مبجرد ُحكمك على‬
‫النا�س ف�إنك حتكم عليهم من منطق �أن هناك خلل فى �أفكارك فى هذه النقطة التى حتكم عليهم فيها ‪ ،‬وت�أكد �أنك مبجرد حكمك‬
‫على ال�شخ�ص ف�إنك تقارن بينك وبينه �أو بني �شخ�ص �آخر ‪ ،‬ف�إنك بهذا تك�شف نقاط �ضعفك �أمام الآخرين ‪ ..‬فال حتكم وتقارن بني‬

‫طور حياتك‬ ‫‪20‬‬


‫ ‬
‫برمج‬
‫عقلك‬
‫النا�س ‪..‬‬
‫‪ .2‬اللوم ‪ :‬مبجرد لومك للآخرين تكون مثل ال�شخ�ص الأ�سري للآخرين ‪ ..‬فكلما بد�أت بالتفكري فى ه�ؤالء جتد نف�سك غ�ضبان وتفكر‬
‫فى �أفكار �سلبية عليهم ‪ ..‬مع �إن كل هذا ال يحدث �أبدا ً معهم ‪ ،‬وتركيزك يكون عليهم بطاقة �سلبية و�أنت تنتظر منهم التغري للأف�ضل‬
‫وحتى لو تغريوا فلن ت�شعر بهم لأن تركيزك عليهم �سلبى ‪..‬‬
‫‪ .3‬االنتقام ‪ :‬من �أ�صعب الأفعال والتى تظهر �ضعف الإن�سان وتقلل من الكرامة التى كرمه اهلل بها عن �سائر املخلوقات ‪ ..‬فكم مرة‬
‫خرجت الكلمات القبيحة والأفعال التى ال تخرج من ب�شر وقت الغ�ضب ‪..‬‬
‫بعد هذا املعرفة عن عدم الت�سامح من املمكن �أن نكون �سلبيني ون�س�أل �أنف�سنا ونقول ماذا �سوف يحدث �إن مل نت�سامح ‪ ..‬فكم مرة‬
‫غ�ضبنا وكم مرة �ضربنا وكم مرة تكلمنا بكلمات ال تليق ‪ ..‬ولن�س�أل �أنف�سنا مرة �أخرى بعد كل هذا هل تو�صلنا �إىل ما نريد هل حققنا‬
‫بهذا الغ�ضب الهدف املن�شود ؟ ‪ ..‬الإجابة �أعتقد ( ال ) ‪� ..‬إذن فلماذا ن�ضيع طاقتنا فى مكان لن يحل امل�شكلة �أبدا ً وملاذا نحمل‬
‫�أنف�سنا طاقة �سلبية زائدة على عاتقنا ‪ ..‬وهنا �سوف جند �أ�ضرار كثرية جدا ً لعدم الت�سامح جتعلنا مدركني متاما ً مدى خطورة هذا‬
‫الت�صرف ‪:‬‬
‫‪ .1‬تقل الطاقة الروحانية ‪ :‬نكون فى هذا الوقت بعيدين عن اهلل عز وجل ‪ ..‬لأن اهلل عفو ويحب العافيني عن النا�س ‪.‬‬
‫‪ .2‬الأمرا�ض النف�سية اجل�سدية ‪� :‬أثبتت الدرا�سات �أن �أكرث من ‪ %90‬من املر�ضى فى امل�ست�شفيات من لديهم �أمرا�ض ج�سدية ب�سبب‬
‫�أفكار �سلبية ( نف�سية ) { ‪ } psychosomatic disease‬وهذا يدل على �أن �أفكار الغ�ضب ال�سلبية لها ت�أثري كبري على‬
‫�أج�سادنا وهذا ظاهر الآن وبكرثة فى جمتمعاتنا‪..‬‬
‫‪ .3‬خ�سارة التفكري الإيجابى وعدم الو�صول للهدف ‪ :‬هل تتوقع من �إن�سان يفكر فى النا�س بطريقة �سلبية �أن تكون �أفكاره �إيجابية‬
‫عن م�ستقبله وحلمه وهدفه ‪..‬‬
‫‪ .4‬خ�سارة االت�صال العاطفى ‪ :‬كم مرة خ�سرنا �أ�صدقاء و�أ�شخا�ص كانوا حمببني �إىل قلوبنا ب�سبب حلظة غ�ضب‪..‬‬
‫‪ .5‬زيادة حدة التجربة ‪ :‬وهى تعتمد على قانون الرتاكم فكل �شىء نخزنه فى عقولنا يت�سع ويكرب ولن يرتكنا عقلنا على هذا احلد‬
‫ف�إذا مت تخزين غ�ضب و�أفكار �سلبية �سوف تكرب وتزيد حدتها �إىل الو�صول �إىل حد كبري ويحدث هنا االنتقام ‪..‬‬
‫‪ .6‬خ�سارة ال�صفقات واملال ‪ :‬من �أكرث الأ�شياء التى جتعلك تخ�سر ال�صفقات التجارية هى الغ�ضب وعدم فهم ر�أى الآخر ‪..‬‬
‫‪ .7‬خ�سارة الوظيفة ‪ :‬كم من الوظائف خ�سرناها ب�سبب غ�ضبنا على رئي�سنا فى العمل �أو مع �أحد زمالئنا ‪..‬‬
‫ولك �أن حتكم بعد كل هذه الأ�ضرار عن مدى النفع الذى يقدمه لنا الغ�ضب وعدم الت�سامح ‪ ..‬والفكرة �أنك �إذا نظرت فى حياتك‬
‫ف�سوف جتد �أكرث من هذه الأ�ضرار فلماذا ن�ستبد اخلري بال�شر لأنف�سنا مع �أن احلل ب�سيط وهو الت�سامح ‪ ..‬وقد يتبادر �إىل ذهننا‬
‫الآن �س�ؤال مهم وهو ما هو معنى الت�سامح ؟ ال �أ�ستطيع تعريف الت�سامح هنا لأنه �شىء ح�سى يختلف من �شخ�ص لآخر لكنى �سوف‬
‫�أعرف الت�سامح بتعريف عملى عام ويبقى �إدراكك �أنت هو الذى يف�سر هذا الإح�سا�س ‪ ..‬فالت�سامح هو تنظيف كل الآراء ال�سلبية التى‬
‫كونتها عن �أى �شخ�ص فى املا�ضى والنظر ب�شكل جديد �إىل هذا ال�شخ�ص �أنه مثلك متاما ً �إن�سان من املمكن �أن يخط�أ وينحرف عن‬
‫امل�سار ومن املمكن �أن يختلف معك فى الر�أى لأن عقله يختلف عن عقلك متاما ً‪ ..‬ومن هذا التعريف العملى �سوف نتعرف على كيفية‬
‫الت�سامح الفعال وما هى الطريقة الفعالة للت�سامح ‪ ..‬لكى نبد�أ بالتطبيق العملى للت�سامح علينا �أن نعرف ثالث مبادئ �أ�سا�سية فى‬
‫هذه العملية وهى ‪:‬‬
‫‪ .1‬تنظيف املا�ضى وتكوين �إدراك جديد عن ال�شخ�ص ‪ :‬وهذا ما �سوف نفعله فى تدريب الت�سامح الفعال ‪..‬‬
‫‪ .2‬العطاء ‪ :‬من �أهم الأ�شياء فى الت�سامح �أن نفكر فى العطاء ال الأخذ وهذا يجعلنا �أكرث توافق مع هذا املفهوم ويجعلنا قريبني من‬
‫حتقيقه ‪..‬‬
‫‪ .3‬اال�ست�سالم التام لق�ضاء اهلل عز وجل ‪� :‬إن اهلل هو الذى يقدر كل �شىء بعلم وحكمة وت�أكد �أن مهما بلغ علمك وحكمتك فلن‬
‫ت�ستطيع �أن جتعل حياتك الأف�ضل ف�أترك الأمر هلل و�أعلم �أن كل �أمر قدره اهلل لك هو علم ور�سالة يريدك �أن تتعلم منه ‪..‬‬

‫‪21‬‬ ‫طور حياتك‬


‫ ‬
‫عش‬
‫حياتك‬

‫لندع هذا الكالم النظرى الآن فى �أذهاننا ونركز على التطبيق العملى ملبد�أ الت�سامح فى حياتنا وهذا ما �سوف نقوم به فى‬
‫ال�سطور القادمة لنخرج من هذا املو�ضوع مب�ضمون عملى ن�ستفيد به فى واقع حياتنا ‪:‬‬
‫ـ �أوال ً‪ :‬اح�ضر ورقة بي�ضاء كبرية ‪ ..‬اكتب هدفك من الت�سامح فى �أعلى الورقة ‪ ،‬فى و�سط ال�سطر ‪ ..‬مثال ً �أريد �أن �أ�سامح‬
‫فالن ‪ ..‬ثم �أكتب �أ�سفل هذا الهدف على اجلانب الأمين فى الورقة ملاذا تريد �أن ت�سامح ‪ :‬وهذه بع�ض الأ�سباب الب�سيطة‬
‫و�سوف جتد �أكرث عندك ‪:‬‬

‫‪ .1‬الطاقة الروحانية ‪� :‬إن اهلل عفو يحب �أن تعفوا عن عباده ‪.‬‬
‫‪ .2‬الطاقة اجل�سدية ‪� :‬ستجد �صحتك �أكرث حيوية وقوة لأن �أفكارك �إيجابية و�سوف جتد تنا�سق بني العقل واجل�سد �سريع ‪.‬‬
‫‪ .3‬الطاقة العقلية ‪� :‬أفكارك �سريعة ومقدار تخيلك �أكرب وتخطيطك �إيجابى لأنك بب�ساطة تفكر ب�شكل �إيجابى ‪..‬‬
‫‪ .4‬الطاقة العاطفية ‪ :‬هناك مثل م�صرى معروف ( معرفة النا�س كنوز ) و�أكيد �أنك عند الت�سامح �سوف تزيد مع عالقاتك‬
‫مع النا�س و�سوف تك�سب �أ�شياء مل تكن تتوقعها ‪..‬‬
‫‪ .5‬الطاقة املادية ‪ :‬ال�صفقات التجارية لها �سر غريب وهو معاملة النا�س بخلق ح�سن فكم من ال�صفقات جنح ب�سبب كلمة‬
‫جميلة خرجت من فم التاجر ‪..‬‬
‫ـ ثانيا ً ‪� :‬أكتب قائمة على �شمال الورقة من �سوف ت�ساحمهم وهم لن يخرجوا من ه�ؤالء ‪:‬‬
‫( ن�س�أل اهلل �أن ي�ساحمنا ـ الوالدين ـ الأرحام ـ الأ�صدقاء ـ النا�س كلهم ـ املا�ضى ‪� :‬أخطاء كانت لك يف املا�ضى ) ‪.‬‬
‫ـ ثالثا ً ‪ :‬تدريب الت�سامح الفعال ‪ :‬اقر�أ التدريب كامال ً �أكرث من مرة ثم �أفعله ‪..‬‬
‫اترك الورقة والقلم الآن واجل�س فى مكان هادئ جدا ً ‪ ..‬ثم ابد�أ باال�سرتخاء التام والو�صول �إىل مرحلة الألفا ( وهى‬
‫مرحلة من الراحة اجل�سدية ت�صل ذبذبات املخ فيها لال�ستقرار وهى �أح�سن وقت التخاذ قرار ) وللو�صول لهذه املرحلة ‪..‬‬
‫�أرح ج�سدك متاما ً واجل�س �أو ا�ستلقى فى �أى و�ضع ينا�سبك ويجعلك مرتاح متاما ً ‪ ..‬ثم ابد�أ بالتنف�س بحيث يكون الزفري‬
‫�أطول من ال�شهيق مرتني ‪ ..‬وي�ستح�سن �أن يخرج الزفري ببطء مع قول احلمد هلل ‪ ..‬ثم �أغم�ض عينيك وا�سرتخى متاما ً‪..‬‬
‫تذكر ال�شخ�ص الذى تريد �أن ت�ساحمه الآن ‪ ..‬ا�س�أل اهلل عز وجل �أن يعينك على �أن ت�ساحمه ‪ ..‬ثم ابد�أ بالتخيل الإيجابى‬
‫لهذا ال�شخ�ص ‪ ..‬تذكر كل الإيجابيات التى فعلها معك وكم كان ودود فى �أحيان كثرية معك ثم تخيل �أنه قادم �إليك وهو‬
‫يقول لك �أنا �آ�سف �صدقنى مل �أق�صد كانت حلظة غ�ضب وكلنا يغ�ضب ولو كنت �أنت مكانى لفعلت مثل ما فعلت ‪ ..‬ابد�أ الآن‬
‫بقبول اعتذاره و�أقرتب منه وتبادل ال�سالم معه وكل ما �أردت من عالمات احلب والود وتخيل املفاج�أة حينما يخرج لك‬
‫هذا ال�شخ�ص هدية جميلة ويعطيها لك بداية لفتح �صفحة جديدة ‪� ..‬أندمج الآن مع املوقف و�أعطه الألوان التى تريد وكل‬
‫�شيء حتبه وخزنه على �شكل �صورة فى عقلك ‪ ..‬ا�شكر اهلل عز وجل و�أطلب منه �أن ي�ساحمك ‪ ..‬ابد�أ بالتنف�س من جديد كما‬
‫تعودنا الزفري �أطول من ال�شهيق مع قول احلمد هلل ثم افتح عينك ‪� ..‬ضع يدك اليمنى على كتفك الأي�سر ويدك ال ُي�سرى على‬
‫كتفك الأمين وابد�أ بقول احلمد هلل وتخيل نف�سك ت�سامح هذا ال�شخ�ص �أكرث و�أكرث وكلما �ساحمته �أنزل يدك من على كتفك‬
‫حتى ترتاح متاما ً‪ ..‬ماذا ت�شعر الآن ؟ ‪� ..‬إن مل ت�شعر بالتغري كرر التمرين مرة �أخرى والأهم هو �أن تندمج فى حب مع هذا‬
‫الإن�سان ‪ ..‬كرر التمرين كلما �شعرت بال�ضيق من هذا ال�شخ�ص ‪ ..‬حتى تزيل كل امل�شاعر ال�سلبية من عقلك ‪..‬‬
‫فى النهاية هل فعال ً من املمكن بهذا التمرين �أن �أ�سامح هذا ال�شخ�ص ‪ ..‬والفكرة هنا �إن كل �شىء كما قلت عبارة عن فكرة‬
‫تولد لنا �إح�سا�س فبمجرد تغري الفكرة يتغري الإح�سا�س ‪ ..‬ولكنى �سوف �أقول لك كما قال نابيلون هيل ‪ :‬جرب وحاول ‪..‬‬

‫طور حياتك‬ ‫‪22‬‬


‫شعر‬

‫دعوة للسعادة‬
‫بقلم ‪ /‬د ‪� .‬إ�سماعيل �أبو بكر ـ الأردن‬
‫كـتبه فى ‪� 11 :‬سبتمرب ‪2009‬‬

‫وجال�سة بجانبي تناق�شنى الأمور فقالت ‪� :‬أن وراء هذه الكربات والنكبات ُجور ‪.‬‬
‫ويخربنا مبودة ‪:‬‬ ‫حدثنى يا رفيقى �أحاديث ال�سرور‬
‫�أن لي�س فى الدنيا حمن‬ ‫ف�أنا من قدمي العهد ل�ست �أرى فى دنيتى �إنى �أرى فى والدى عزا ً �أبيا ً‬
‫�إن �أح�سنت‬ ‫وفى �أمى �آيات زكيه‬ ‫�سوى الي�أ�س والت�سخط والنفور ‪.‬‬
‫و�أديت الثمن‬ ‫ويف �إخوتى �أزاهريا ً نرج�سية‬
‫عند غفار �شكور ‪.‬‬ ‫وفوق هذا اخلري دُور ‪.‬‬ ‫قلت لها ‪:‬‬
‫تلك يا جميلتي‬
‫ل�ست �أرى كفاحى‬ ‫�إنى �أرى الدنيا فى عني ال�صغري‬ ‫مفاتيح ال�شرور‬
‫وتعبى‬ ‫ي�صنع الأحالم فى الأفق الكبري‬ ‫�إين �أحببت ربا ً ر�أيته‬
‫وجهادى‬ ‫مع حكايا جدة ت�ضحك فى الفطور‬ ‫كيف يخلق الأجنة فى البطون‬
‫�إال كما يرى البانى‬ ‫ويكره �أحاديث املت�شائمني‬ ‫ويخلق جنمات ت�سحر بالعيون‬
‫ج�سرا ً للآتني بعدى‬ ‫�سكان احل�سرة والقبور ‪.‬‬ ‫ويخلق الأ�شجار والأزهار‬
‫ي�ستجدون العبور ‪.‬‬ ‫�أراها حني �أزمع باملرور‬
‫بل قويل يل‬ ‫غافر الزالت‬
‫فكل همهم‬ ‫كيف ال ا�سعد ‪،‬‬ ‫باعث القطرات‬
‫�صنع طريق املجد لهم‬ ‫وفى ف�ؤادى �أنت‬ ‫جاعل الظلمات نور ‪.‬‬
‫كى يبنوا على اجلبال‬ ‫فى بهجتك وفرحتك‬
‫�أعاجيب الق�صور ‪.‬‬ ‫وفى �أحزانك ومر�ضك‬ ‫ربا ً متجليا ً فى الطفل حني يحبو‬
‫وفى �صراعاتنا فى دنيا متور ‪.‬‬ ‫وفى الأم حني حتنو‬
‫وليتك ترى ما فى قلبى من فرحة‬ ‫والأطيار حني ت�شدو‬
‫ومودة فى فوادى ‪ ،‬وحمبة للعا ِمل‬ ‫ل�ست �أرى فى كوننا من احلركات‬ ‫وفى تكوينك‬
‫وما �أخفيه من ال�شعور ‪.‬‬ ‫نواق�ص تقدح القدرات‬ ‫كيف تغدو الطينات حور‬
‫�إمنا �أرى عاملا ً ما�ضيا ً يعزف النغمات‬ ‫ل�ست �أرى ربا ً ظاملا ً‬
‫خال�صة القول يا رفيقتى‬ ‫فى دنيا تدور ‪.‬‬ ‫يتلو تراتيل امل�شقة والثبور ‪،‬‬
‫�أن لي�ست ال�سعادة �شيئا ً جامدا ً‬
‫�سماوي‬
‫ٌ‬ ‫�إمنا ال�سعادة �أم ٌر‬ ‫ال �أرى يف دنيانا الق�شور‬ ‫ولتعلمى‬
‫ينقر فى ال�صدور ‪.‬‬ ‫�إمنا �أرى ربا ً يجيد فى الكون‬ ‫�إن ر�أيت معامل احل�سرات فى دنيانا‬
‫ت�صريف الأمور ‪.‬‬ ‫وذاك ق�ضى فى احلرب بالقتل جوعانا ً‬

‫‪23‬‬ ‫طور حياتك‬


‫يال‬
‫ننجح‬

‫المعاناة تخلق العظماء‬


‫بقلم ‪� :‬أ ‪ .‬حممود احلو�سنى ـ الإمارات‬

‫قد يغ�ضب الكثري من النا�س من ظروفهم ‪ ،‬ويلعن البع�ض الظالم احلالك من حولهم ‪ ،‬وقد ي�ستاء الكثري من‬ ‫ ‬
‫الأحداث والعراقيل التى تواجهه فى كل خطوات حياته فهناك من يي�أ�س وهناك من يحبط والقليل هم من يعرف مدى‬
‫قيم املعاناة ودورها الأ�سا�سى يف بناء الأبطال وكيف ت�ساهم تلك الظروف ال�صعب فى �صقل �شخ�صيات الإن�سان فاملعاناة‬
‫مدر�سة تخرج الأجيال وت�صقل القيادات ‪.‬‬
‫حدثونى عن العظماء الذين حققوا امل�ستحيل و�أ�صبحوا فى القمة بدون �أن يكون للمعاناة دور فى �صقل حياتهم ودون �أن‬
‫تكون احلواجز والعراقيل �سبب فى تربية نفو�سهم ‪ ،‬ومن عا�ش حياة رغيدة وامتلك كل ما يحلم به من ال�صعب �أن ي�صل‬
‫للقمة ويكون عظيما ً لأنه افتقد للدافع الذى يجعله يبذل امل�ستحيل لي�صل �إىل القمة وحتى و�إن و�صل ف�أنه لن يتلذذ بطعمها‬
‫ولن ي�شعر بن�شوتها ‪.‬‬
‫املعاناة واحلاجة تخلق الرغبة �إىل التميز والتقدم �إىل الأمام فقد يقف الإن�سان �أمام الظروف ال�صعبة ويرجع للوراء‬
‫ويخاف من كل �شىء كما يقول املثل " من ل�سعته الأفعى يخ�شى من احلبل " ‪ ،‬وه�ؤالء هم املتخاذلون وهناك �صنف �آخر‬
‫جرب ل�سعة الأفعى ف�أ�صبح ي�ستهني بها وجرب املحن والظروف ال�صعبة ف�أ�صبح يع�شق التحدى ويثبت لنف�سه وللعامل �أن‬
‫�أقوى من تلك الظروف ‪.‬‬
‫قر�أت الكثري من ق�ص�ص النجاح وركزت فى �سري العظماء ‪ ،‬ووجدت �أن وراء كل عظيم م�صائب وحمن تهز اجلبال ولكنها‬
‫كانت �سببا ً فى �صقل �شخ�صياتهم وكانت خطوة نحو �إثبات وجودهم ولو ا�ستعر�ضت معكم ق�ص�صهم وم�صائبهم فلن‬
‫انتهى ويكفينا ق�صة �أحد عظماء الب�شرية و�أولهم كما ذكره " مايكل هارت " فى كتابه اخلالدون املائة �سيد الب�شر " حممد‬
‫�صلى اهلل عليه و�سلم " وجاء ك�أول العظماء فى الكتاب حينما ن�ستعر�ض حياته والأحداث التى مر بها �سنجد م�صائب‬
‫ومعاناة تهز اجلبال ولكنها مل ت�ستطع على هز هذا اجلبل ال�شامخ والنجم الالمع الذى مل ت�ستطع الدنيا ب�أكملها �أن تقف‬
‫فى وجه دعوته الغراء ‪.‬‬

‫طور حياتك‬ ‫‪24‬‬


‫نفسك‬
‫تكون‬
‫زيه‬

‫راندى باوش‬
‫‪Randy pausch‬‬
‫بقلم ‪� :‬أ ‪ .‬كرمي ال�شاذىل ـ م�صر‬

‫ثالثة �أ�شهر قبل دخول القرب ‪! ..‬‬


‫�أق�سى ت�صريح ميكن �أن يواجهك به �شخ�ص ما ‪ ،‬لكن هب �أنه قد قيل لك ‪ ،‬ترى ماذا �أنت فاعل �آنذاك !!؟ ‪.‬‬
‫فكر مليا ً ‪ ..‬ثم عد ىل بذهنك مرة �أخرى لأحكى لك ق�صة رجل قيلت له هذه العبارة ‪ ،‬فقدم بعدها �أجمل و�أروع و�أبلغ‬
‫خطاباته ‪ ،‬و�أثر فى املاليني على �سطح الأر�ض ‪. ! ..‬‬
‫�أما الرجل فهو " راندى باو�ش " �أ�ستاذ علوم احلا�سوب فى جامعة كارنيجي ميلون ‪ ،‬والذى �صنفته حمطة ( ‪ABC‬‬
‫) من �أف�ضل ‪� 3‬شخ�صيات للعامل عام ‪. 2007‬‬
‫وو�ضعته جملة التاميز من �أف�ضل ‪� 100‬شخ�صية م�ؤثرة حول العامل ‪ ،‬هذا الرجل �أخربوه وهو فى ال�سابعة والأربعون من‬
‫عمره �أن �أمامه ثالثة �أ�شهر فقط قبل �أن ميوت ‪ ،‬لت�أخر حالته ‪ ،‬وقد كان يعانى من �سرطان البنكريا�س ‪.‬‬
‫عندها قام راندى بجمع طلبته و�أ�صدقائه وحمبوه ‪ ،‬و�ألقى لهم مبحا�ضرته الأخرية و�سماها " الو�صول احلقيقى‬
‫لأحالم طفولتك " ‪� ،‬أخربهم فيها ب�أنه تاركهم وذاهب ‪ ،‬مل يذرف دموعا ً بل كان �أربطهم جا�شا ً‪ ،‬وكان كل هدفه �أن‬
‫يحفيزهم لإكمال م�شاريعهم وحياتهم بدونه ! ‪.‬‬
‫قال لهم ‪ :‬ما الذى �ستخربه للعامل �إذا علمنا �أن هذه هى حما�ضرتك الأخرية ؟ وما الذى �ستفعله فى هذا العامل لو‬
‫كانت لديك فر�صة �أخرية ؟ وما هى و�صيتك ومرياثك للعامل ؟ ‪.‬‬
‫كان مرحا كما عهدوا عليه ‪ ،‬وعندما قال له �أحدهم حدثنا عن �أهمية اال�ستمتاع باحلياة قال لهم ‪� :‬أ�ستطيع �أن �أقول‬
‫لكم ذلك ‪ ،‬ولكن �س�أكون كال�سمكة التى حتا�ضر عن �أهمية املاء !ال �أعرف كيف ال �أ�ستمتع ‪� ،‬أنا �أموت و�أنا �أ�ستمتع‬
‫و�أمزح ‪ ،‬و�س�أبقى كذلك لآخر يوم فى حياتى ‪ ،‬لأنه ال توجد طريقة �أخرى ‪.‬‬
‫ثم حتدث لهم عن حياته وكرثة االحباطات واملحاوالت الفا�شلة التى مر بها ‪ ،‬وكيف �أنه ُرف�ض فى �أكرث من جامعة‬

‫‪25‬‬ ‫طور حياتك‬


‫نفسك‬
‫تكون‬
‫زيه‬

‫دون �أن يفقد الأمل ‪ ،‬ثم ذكر موقفا �أثر فيه كثريا ً‪ ،‬وذلك �أنه ا�شتكى �إىل والدته �صعوبة �إحدى املواد فى اجلامعة‬
‫‪ ،‬فقالت له ( فى مثل عمرك ‪ ،‬كان والدك يقاتل الأملان فى احلرب العاملية الثانية ) ‪ ،‬وك�أنها �شحنته بطاقة هائلة‬
‫وقال لنف�سه لأحاول بال ي�أ�س ف�أنا فى �أ�سو�أ الأحوال لن �أتلقى ر�صا�صة طائ�شة �أو �أموت من العط�ش �أو التعذيب !‬
‫‪.‬‬
‫�أخربهم راندى ب�أنه لو ي�أخذ الإن�سان ُع�شر الطاقة التى ي�صرفها بالتذمر ويوجهها نحو حل امل�شكلة ‪ ،‬ف�إنه‬
‫�سيتفاجئ باحللول الكثرية التى �سرياها ‪ ،‬ثم ذكر لهم ق�صة امر�أة وقعت فى قرو�ض متزايدة ‪ ،‬و�أ�صيبت بحالة‬
‫من القلق وكى ت�ستطيع التغلب على هذه ال�ضغوط حجزت عند معالج باليوجا ‪ ،‬وقال لهم لو �أن هذه املر�أة �صرفت‬
‫وقتها فى عمل �إ�ضايف بدال ً من اليوجا لدفعت قرو�ضها كاملة ‪� ،‬إننا يجب �أن نحل املر�ض ( القرو�ض ) بدال ً من‬
‫�أن ندور حول �أعرا�ضه ( ال�ضغوط( ‪.‬‬
‫حكى لهم �أنه زار ذات يوم وهو �صبى ديزنى الند ‪ ،‬وبدال ً من تركيز فكره وا�ستمتاعه على الألعاب ‪ ،‬كان يفكر‬
‫كيف �أ�صنع �أ�شياء كهذه ؟ ‪ ،‬وبعد تخرجه من جامعة كارنيجى ميلون �أر�سل �شهادته وطلبه لوالت ديزنى لكن جاءه‬
‫الرد بالرف�ض �أي�ضا ً‪ ،‬هنا مل يتوقف �أي�ضا ً‪ ،‬فاحلواجز م�صنوعة من �أجل هدف كبري ‪ ،‬هكذا قال لنف�سه ‪ ،‬كان‬
‫يرى �صعوبات احلياة كتحديات ‪ ،‬مل يخلقها اهلل لعرقلتنا و�إيقافنا عن حتقيق �أهدافنا ‪ ،‬ال‪ ..‬فهذا قول املتكا�سلني‬
‫‪ ،‬لكنها فى احلقيقة اختبار يتخطاه الكفء اجلدير بالفوز ‪ ،‬وي�سقط فيها من ال ميتلك اجلدية للتحرك والعمل‬
‫والإجناز ‪.‬‬
‫ثم يلقى راندى على تالميذه �أهم درو�سه قائال ً " ماذا تفعل �إذا كانت �أوراق اللعب كلها غري جيدة ؟ ال تن�سحب‬
‫لكن حاول �أن تلعب مبهارة �أكرب " ‪.‬‬
‫العامل ال يعرتف بالقادة ال�ضعاف ‪ ،‬وال بالقادة الذين يعرتفون ب�أ�صغر و�أتفه و�أ�سخف احللول ‪ ،‬فهم ال يجلبون‬
‫خريا ً بل �ضرا ً ‪ ،‬وال تخلدهم ذاكرة التاريخ وال حتى اجلرائد اليومية واملجالت الأ�سبوعية ‪ ،‬العامل والتاريخ ال‬
‫يعرتف �إال مبن يحمل م�شعل النور وي�سري حافيا ً على م�سامري الأمل وجمرات ال�شوك ‪ ،‬حتى ي�أن�س �إجنازا ً عامليا ً‬
‫وعدال ً �أر�ضيا ً ونورا ً �سماويا ً ومددا ً ربانيا ً فريى من خاللهم الآيات ال�صغرى ورمبا الكربى ‪.‬‬
‫ورحل راندى عن دنيانا يوم اجلمعة ‪ 25‬يوليو ‪ 2008‬عن ‪ 47‬عاما ً ‪ ،‬لكنه مل يرحل من وجدان املاليني الذين‬
‫�شاهدوا حما�ضرته عرب الإنرتنت ‪ ،‬وال الذين قر�أوها مرتجمة فى كتابه الذى ُترجم لأكرث من ثالثون لغة ‪ ،‬ترى‬
‫كم منا �سيكون برباطة ج�أ�ش هذا الرجل �إذا �أدرك �أن املوت يزحف نحوه م�سرعا ً كالربق ‪ ،‬كم منا ميتلك �سالما‬
‫ً نف�سيا ً و�صلحا ً مع الذات يدفعه �إىل احت�ضان العامل وتوديعه برحابة �صدر قبل �أن يدير له ظهره مودعا ؟ ‪.‬‬

‫طور حياتك‬ ‫‪26‬‬


‫عش‬
‫حياتك‬

‫استمتع بما تملك‬


‫بقلم ‪� :‬أ ‪ .‬كرمي ال�شاذىل ـ م�صر‬

‫عادة قدمية �ألفتها �صارت منهجا ً �أعتنقته فى احلياة ‪ ..‬وهو �أال �أنظر �إىل �شىء لي�س ىل ‪ ،‬وال ا�شتهى ما‬ ‫ ‬
‫ال ميكننى امتالكه ‪ ،‬دائما ً �أعي�ش فى الثوب الذى يالئمنى ‪ ،‬وال �أ�ستمتع بطفرة قد حتملنى معها عاليا ً لفرتة ‪،‬‬
‫ثم تردنى �إىل �أ�صل طبيعتى ‪.‬‬
‫كنت �أ�ستاء من �صديق ىل ي�أخذ قر�ضا ً لي�شرتى �سيارة ‪ ،‬حممال ً نف�سه و�أ�سرته ما ال يطيق ‪ ،‬ف�أزجره قائال ً ‪:‬‬
‫ع�ش فى م�ستواك ‪ ،‬وا�ستمتع مبا متلك فعال ً‪� ،‬إنك ال تقدر على �شراء �سيارة كهذة فى العادة قبل خم�س �سنوات‬
‫‪ ،‬فلما تعجل بالعي�ش فى م�ستوى مل ي�أت �أوانه ‪ ،‬ثم �أنظر حوىل ف�أجد �أن معظم الب�شر فى زمننا هذا ي�سبقون‬
‫�إمكاناتهم بخطوة ورمبا بخطوات ‪ ..‬القرو�ض ب�أنواعها ‪ ،‬وبطاقات الفيزا ‪ ،‬والأق�ساط طويلة الأجل ‪ ،‬جعلت‬
‫اجلميع مديونون ‪ ،‬وخلق نوعا ً من الرتف الغري منطقى ‪ ،‬حيث ا�شرت الآن و�سدد فيما بعد ‪! ..‬‬
‫ولقد قر�أت يوما ً فى �سرية �أحد احلكماء �أمرا ً ين�ضح بالفطنة وبعد النظر ‪ ،‬وذلك �أن ولده جاءه يوما ً مهلال ً ‪،‬‬
‫وهو يقول ‪ :‬ب�شرى يا �أبى لقد وجدت مترا ً فى ال�سوق الكيلو يباع بدينار واحد ‪ ،‬ف�أحلحت على البائع �أن يحجز‬
‫ىل جوال كامل ‪ ،‬حتى �آتية بالثمن ‪ ،‬فابت�سم احلكيم بهدوء وقال ‪ :‬هاك دينارين ‪ ،‬اذهب فا�شرتى لنا بهما !‪.‬‬
‫ف�أطاع الولد املنده�ش كالم �أبيه دون اعرتا�ض ‪ ،‬حتى �إذا ما مرت فرتة �إذ ناداه �أبيه ثانية وقال له ‪ :‬بكم بلغ‬
‫�سعر التمر اليوم ؟ ف�أجابة الولد ‪ :‬خم�س دنانري يا �أبى للكيلو ‪ ،‬فقال له الأب ‪ :‬اذهب فا�شرتى لنا جوال ‪ ،‬ثم‬
‫�أعطاه النقود ! ‪ ،‬فتعجب الولد و�س�أل �أباه قائال ً ‪ :‬ما �أعجبك يا �أبى ‪� ،‬أت�أبى ال�شراء وقت �أن كان بدينار واحد ‪،‬‬
‫وت�شرتى عندما �أ�صبح ثمنه خم�س دنانري !! ‪ ،‬فقال الأب ‪ :‬يا بنى عندما كان بدينار واحد ‪ ،‬مل يكن معى وقتها‬
‫�سوى دينارين ‪� ،‬أما الآن ف�أنا �أملك الكثري ‪.‬‬
‫�إن من �أعظم اال�سرتاتيجيات التى ينتهجها العقالء ‪ ،‬هى ا�سرتاتيجية « اال�ستغناء « ‪ ،‬ف�إذا ما ا�شتهيت ما ال‬
‫ت�ستطيع امتالكه ‪ ،‬ف�أخرجه من قلبك وتفكريك ‪ ،‬وبهذا فقط تتغلب على �شهوة امتالكه ‪ ،‬و�سحر ت�أثريه عليك‬
‫‪ ،‬بينما تطلعك امل�ستمر ملا ال ت�ستطيع اال�ستحواذ عليه يجعلك قلقا ً دائما ً‪ ،‬وي�أخذ من تركيزك ال�شىء الكثري ‪،‬‬
‫والأ�سو�أ �أال يجعلك مدركا ً جلمال وروعة ما متلكه فعال ً ‪.‬‬
‫�إننا ال ن�ستطيع امتالك كل ما ن�شتهى ‪ ،‬و�ستظل هناك دائما ً �أ�شياء و�أ�شياء نطمع فيها ‪ ،‬ف�إذا ما �أحببنا �أن‬
‫نطمئن الف�ؤاد والروح ‪ ،‬فعلينا �أن ننظر بعني الر�ضا والقبول ملا وهبنا اهلل تعاىل ‪ ،‬و�أنعم علينا به ‪ ،‬وندرك �أن‬
‫هذا الذى منلكه هو مبتغى �أمل بع�ض الب�شر ‪ ،‬وب�أننا فى نعمة من اهلل كبرية ‪ ،‬لكننا ال ندركها ‪� ،‬أو النعلم عنها‬
‫�شيئا ً ! ‪.‬‬

‫‪27‬‬ ‫طور حياتك‬


‫صورة‬
‫وتعليق‬

‫هناك طريقتان ليكون لديك �أعلى مبنى �إما �أن تدمر كل املبانى من حولك‬
‫�أو �أن تبنى �أعلى من غريك اخرت دائما ً �أن تبنى �أعلى من غريك ‪ ..‬يجب على‬
‫الإن�سان �أن يحلم بالنجوم ولكن فى نف�س الوقت يجب �أال ين�سى رجليه على‬
‫الأر�ض ‪ ..‬الفا�شلني يق�سمون �إىل ق�سمني ق�سم يفكر دون تنفيذ وق�سم ينفذ دون‬
‫تفكري ‪ ..‬ال تدع الي�أ�س ي�ستوىل عليك انظر �إىل حيث ت�شرق ال�شم�س كل فجر‬
‫جديد لتتعلم الدر�س الذى �أراد اهلل للنا�س �أن يتعلموه ‪� ..‬أن الغروب ال يحول‬
‫دون ال�شروق مرة �أخرى فى كل �صبح جديد ‪ ..‬و�أن بعد العـُ�سـر ي�أتى اليـُ�سـر ‪..‬‬

‫طور حياتك‬ ‫‪28‬‬


‫نبضات‬
‫قلم‬
‫‪ 2010‬كن بداية الطريق ‪..‬‬
‫بقلم ‪� :‬أ ‪ .‬حممد ال�شومانى ـ ليبيا‬

‫ها هى �سنوات �أخرى تت�ساقط من �شجرة احلياة وها هى �صفحات �أخرى من تاريخ الب�شر تطوى بحلوها‬ ‫ ‬
‫ومرها ‪� ..‬أيام �أخرى تتناثر من �أعمارنا كحبات عقد منفرط فى �صحراءنا الال متناهية �سنني مت�ضى ترتك ب�صماتها‬
‫على اجل�سد والقلب ‪ ..‬ن�ستهلك �أعمارنا ونقرتب من نهايتنا وال ندرى متى �ستتوقف �أنفا�سنا ونفارق �أ�صدقائنا !! ولكن‬
‫‪ ..‬ها نحن مازلنا نراوح فى نف�س املكان ‪ ...‬ن�سري فى متاهات الوجود ‪ ،‬نبلع �آالمنا ونلعق جراح املا�ضى ‪ ،‬جنوب زوايا‬
‫النف�س نبحث عن ذاتنا ال�ضائعة ‪ ..‬نرق�ص على �إيقاع الوجع ونرك�ض على تالل اخلوف ورغم ذلك مازالت �شراييننا‬
‫تنزف بغزارة �شالل متدفق ت�صرخ حناجرنا كدقات طبول جوفاء و�أع�صابنا م�شدودة على قو�س الدنيا الفانية نتم�سك‬
‫بالتوافه ونرتك الأهم ‪ ..‬ال جديد �سوى املزيد من الدوار فى دوامة عقدنا النف�سية و�أفكارنا املهرتئة التى جنرتها دون‬
‫ملل ‪ ..‬دون كلل نت�شبت ب�أظافرنا بالدنيا ‪ ..‬ونن�سى �أنها رحلة ق�صرية قاربت على االنتهاء ونن�سى �أنها ال ت�ساوى عند‬
‫اهلل جناح بعو�ضة ‪ ..‬ك�سراب نلهث وراءها وتخدعنا ‪ ..‬هى وهم تع�شقه قلوبنا املتعبة ‪..‬‬
‫�أيها العام القادم ‪ ..‬الراحل ‪ ..‬كن عطرا ً ينع�ش �أرواحنا ‪..‬‬
‫كن مطرا ً يغ�سل قلوبنا و يطهر نفو�سنا ‪..‬‬
‫كن يدا ً مت�سح دموعنا وتن�سينا �أحزاننا ‪..‬‬
‫كن �شاطئ �أمان ل�سفننا التائهة ‪..‬‬
‫كن ناقو�سا ً بل زلزاال ً يوقظ �ضمائرنا ‪..‬‬
‫كن بركانا ً يهزنا من الأعماق ‪ ...‬ليعيد لنا احلياة ‪..‬‬
‫كن نورا ً ي�ضئ لنا الطريق ‪..‬‬
‫لعلنا ‪ ..‬علنا ‪ ..‬نحقق التوازن مع �أنف�سنا ‪ ..‬ونعيد جمدنا وهويتنا املفقودة ‪..‬‬

‫احلياة رحلة ق�صرية جدا ً حاول �أن ت�ستفيد منها ‪ ،‬و�أترك ب�صمتك قبل �سفرك الأخري !!!‬
‫( اللهم �إنا ن�س�ألك با�سمك الأعظم و وبكل �صفاتك الأزلية توبة ن�صوحا ً قبل الرحيل �إليك ‪� ..‬آميــن ‪) ..‬‬

‫‪29‬‬ ‫طور حياتك‬


‫لكي‬
‫تواصل‬

‫كل يوم وأنت بخير ‪..‬‬


‫بقلم ‪� :‬أ ‪� .‬سلمى حممد امليمنى ـ الكويت‬

‫عيد ميالد �سعيد ‪� ..‬سنة حلوة يا جميل ‪ ..‬كل عام و�أنت بخري ‪� ..‬سنة �سعيدة �إن �شاء اهلل ‪ ..‬هذا‬ ‫ ‬
‫ما اعتدنا على �سماعه مبنا�سبة يوم ميالدنا ‪ ،‬وهكذا يهن�ؤنا �أ�صدقا�ؤنا و�أهلنا وزمال�ؤنا بال�سنة اجلديدة‬
‫من حياتنا ‪ ،‬وبعد انتهاء هذا اليوم نقطع ورقة التقومي وننتظر امليالد القادم لنحتفل به ون�ستجمع الهدايا‬
‫والأمنيات والتهانى من الأ�صحاب والأحباب ‪.‬‬

‫�إننا نحتفل كل عام بقرب نهايتنا ‪ ..‬بدنو حلظات وداع من حولنا ‪ ..‬بنق�صان �سنة من حياتنا ‪ ..‬فيا له من‬
‫احتفال !! فهل ح�سبنا الأيام التي م�ضت ؟ العام الكامل الذى وهبنا �إياه ربنا ؟ وما اجلديد واملفيد الذى‬
‫قدمناه لأنف�سنا �أو لغرينا ؟ كم عدد الأيام التى مرت دون �أن نفعل فيها ما يرثى �صحائفنا ؟ فالآن لن‬
‫ن�ستطيع �إرجاع �أى حلظة مرت فقد ذهبت وانطوت �صفحتها ‪..‬‬

‫فال�سنة اجلديدة فعال ً ت�ستحق االحتفال �إن فكرت �أنك مل تكن ممن تعر�ضوا حلادث �أليم خالل ال�سنة‬
‫فت�سببت لهم �إعاقة ج�سدية �أو غريها ‪� ،‬أو مل تكن مع من فقد بيته و�أهله فى �أحد الزالزل �أو الفي�ضانات‬
‫التى ح�صلت هذا العام ‪ ،‬مل تكن مع من انتهت حياتهم جراء ق�صف وح�شى ‪ ..‬فاحمده على هذه الفر�صة‬
‫العظيمة ‪.‬‬
‫طور حياتك‬ ‫‪30‬‬
‫�إننا قد ال نحا�سب �أنف�سنا على ت�صرفاتنا و�إن ح�صل قد نتحا�سب بني فرتات طويلة ‪� ،‬أما التجارة والعمل فيكون لها‬
‫ح�ساب دقيق بنهاية كل يوم ‪ ،‬قد نرى �أنه من �أهم الركائز التى يقوم عليها ت�أ�سي�س �أى م�شروع �أو �شركة وجود ق�سم‬
‫حما�سبة فذ ‪ ،‬يدر�س الواردات وامل�صروفات ‪ ،‬ويتابع �أدق التفا�صيل املالية حتى يتم التقييم بنهاية كل �شهر بن�سبة‬
‫الأرباح وهل هى جيدة �أم بحاجة ملزيد من اجلهد والعمل ‪ ،‬ولكن �إذا كان هذا الق�سم بهذه الأهمية فى �شركة �أو‬
‫م�ؤ�س�سة وي�ؤتى بنتائج فعلية فهال فكرنا بت�أ�سي�س ق�سم املحا�سبة الذاتية بداخلنا ؟ يزودنا كل يوم مبا فعلناه وما‬
‫يجب فعله ؟ يقيم لنا الأداء هل كان مر�ضيا ً ورفع م�ؤ�شر الأجر واحل�سنات ؟ �أم �أثقل كفة الذنوب وال�سيئات ؟ هل‬
‫اال�ستمرار بذات الأداء �سي�ؤدى �إىل جنى �أرباح والفوز بجنة عر�ضها ال�سماوات والأر�ض ؟ �أم خ�سائر قد جتر بنا‬
‫�إىل الدرك الأ�سفل من النار" والعياذ باهلل " ‪ ..‬قد يقول البع�ض �أنه فات وقت املحا�سبة وقد �أ�ضعنا الكثري من‬
‫العمر ‪ ،‬ولكن مهال ً ‪ ..‬فبما �أنك ما زلت تتنف�س فب�إمكانك �إعادة احل�سابات ‪.‬‬

‫فاحل�ساب احلقيقى للعمر لي�س بال�سنوات التى م�ضت ولكن كيف م�ضت ؟ فكما كتب الطنطاوى قائال ً‪" :‬احلياة‬
‫لي�ست بطول ال�سنني ولكن بعر�ض الأحداث "‪ ،‬قد ن�سمع �أحيانا ً �أن للبع�ض ميالدان ! كيف و�أننا مل نولد فى‬
‫هذه احلياة �إال مرة واحدة !! ولكن فعال ً هذا يحدث مع البع�ض الذين يكت�شفون وجها جديدا ً �آخرا ً للحياة ‪،‬‬
‫في�ستوعبون �أهمية حياتهم ووقتهم ‪ ،‬يدركون بعد ال�ضياع فى دوامة احلياة دون هدف �أنهم خلقوا لأ�سباب عظيمة‬
‫وكلفوا مبهام حمل �أمانة عر�ضت على ال�سماوات والأر�ض واجلبال فلم يقووا على حملها وحملها الإن�سان ( �إنا‬
‫عر�ضنا الأمانة على ال�سموات والأر�ض واجلبال ف�أبني �أن يحملنها و�أ�شفقن منها وحملها الإن�سان ) ‪ ،‬فتجدهم‬
‫يخططون ويعملون ويجتهدون للو�صول �إىل �أعلى املراتب باحلياة ‪ ،‬يفيدون �أنف�سهم وجمتمعم ودينهم ‪ ،‬يخل�صون‬
‫النية ويعزمون فيوفقهم ربهم ويبارك جهودهم ‪.‬‬

‫فاعلم �أنه مع كل �إ�شراقة �شم�س جديدة ومبجرد عبور اخليوط الذهبية لزجاج نافذتك تعلن لك �صارخة بقدوم‬
‫يوم جديد ‪ ..‬حياة جديدة ‪ ..‬فر�ص جديدة ‪� ..‬آمال و�أحالم جديدة ‪� ..‬أمنيات وطموحات جديدة ‪ ..‬فيجب �أن‬
‫ندرك ب�أننا اليوم �سيكون �أمامنا ب�سمات ‪� ..‬أمنيات ‪ ..‬لقاءات ‪ ..‬عقبات ‪ ..‬هفوات‪ ..‬ح�سنات ‪ ..‬وقد تكون �أي�ضا‬
‫�سيئات ‪ ..‬قد يكون اليوم هو بداية جديدة ‪� ..‬أو حياة رتيبة ‪� ..‬أو نهاية �أكيدة ‪.‬‬

‫فاعمل على �أن يكون يومك باقة من زهور الأعمال الفواحة بعطرها فى حياتك وي�ستمر عبريها �إىل ما بعد رحيلك‬
‫‪ ،‬فرب والديك ‪� ،‬ساعد حمتاج ‪ ،‬اذكر ربك ‪ ،‬اقر�أ وتثقف ‪ ،‬اكتب ما يفيدك ‪ ،‬ادع �أ�صحابك لعمل خري ‪ ،‬اخرج زكاة‬
‫علمك و�صحتك و�شبابك ‪ ،‬فعلم غريك ‪� ،‬أتقن مهارة جديدة ‪ ،‬تعلم ريا�ضة ‪ ،‬مار�س هوايتك املف�ضلة ‪� ،‬صل رحمك‬
‫‪ ،‬واحر�ص اليوم على عمل ما ي�سرك �أن تراه فى �صحيفتك غدا ً‪ ،‬واعمل فى يومك ما ينور غدك ‪ ،‬واعلم �أن اليوم‬
‫الواحد لهو " �أعظم " فر�صة لو ا�ستغللتها ‪ ..‬وكل �صباح هنئ نف�سك وقل لها " كل يوم و�أنت بخري" ‪...‬‬

‫‪31‬‬ ‫طور حياتك‬


‫الخلفية‬

‫عــــــذراً ‪. . .‬‬
‫بقلم ‪� /‬أ ‪ .‬منى البو�سعيدى ـ عـمـان‬

‫عذرا ً يا ‪ . . .‬من قابلته بوجه عبو�س‬


‫عذرا ً يا ‪ . . .‬من حادثته بع�صبية‬
‫عذرا ً يا ‪ . . .‬من �أ�سديت له ن�صائح ب�أ�سلوب غري مقبول‬
‫عذرا ً يا ‪ . . .‬من عاملته ب�أ�سلوب جاف‬
‫عذرا ً يا ‪ . . .‬من �س�ألته ب�أ�سلوب وقح‬
‫عذرا ً يا ‪ . . .‬من مل �أ�سلم عليه يوما ً‬
‫عذرا ً يا ‪ . . .‬من مل �أ�صل �إىل ما متناه‬
‫عذرا ً يا ‪ . . .‬من حرقته بكلماتى‬
‫عذرا ً يا ‪ . . .‬من �ساندته فى اخلط�أ‬
‫عذرا ً يا ‪ . . .‬من و�صل �إليه منى خط�أ‬
‫عذرا ً يا ‪� . . .‬صاحبى‬
‫عذرا ً يا ‪� . . .‬أخى‬
‫عذرا ً يا ‪ . . .‬زميلى‬
‫عذرا ً يا ‪ . . .‬عزيزى‬
‫عذرا ً جميعا ً ‪ . . .‬فقد كان و�سيبقى �شيئا ً فى الوجدان ال يعلمه �سوى اخلالق‬
‫فهل من ال�صفح وال�سماح ؟‬
‫فهل من قبول العذر ؟‬
‫فهل من دعاء لهذه النف�س امل�سكينة ؟‬

‫طور حياتك‬ ‫‪32‬‬


‫صور جلامع الصالح (( جامع الرئيس اليمني في (( صنعاء )) مت التقاط هذه الصوره في شهر رمضان لعام ‪ 1430‬هـ بعد صالة الفجر ومت الدخول‬
‫تصوير ‪ :‬م ‪ .‬خالد العويني‬ ‫فبهذه الصوره في احدى املسابقات وقد حصلت على املركز االول بها‬

‫دعـــوة‬
‫إذا كنت ترغب باملشاركة بموضوع‬
‫أو فكرة أو مالحظة أو تعليق ‪...‬‬
‫فقط راسلنا على بريد املجلة ‪:‬‬
‫‪Twrhayatk@hotmail.com‬‬
‫أو عرب التواصل بالهاتف رقم ‪:‬‬
‫‪002 / 0108750575‬‬
‫جميع احلقوق حمفوظة ©جملة طور حياتك ‪ 2006‬ـ ‪2009‬‬
‫‪Copyright © twrhayatk magazine‬‬

‫‪33‬‬ ‫طور حياتك‬

You might also like