You are on page 1of 19

‫عباس الفياض‬

‫بحث في‬

‫"مبادئ القتصاد السياسي" – الجزء الول‬


‫للدكتور محمد دويدار‬

‫ل‪ ،‬فثمة جسسدوى حقيقيسسة مسسن القيسسام بدراسسسة‬


‫انطلقًا من العتقاد بأن لكل علم من العلوم تاريخًا طوي ً‬
‫تاريخ القتصاد السياسي‪ ،‬الذي شهد تطورات عديدة‪ ،‬وفي ظروف معينة مختلفة‪ .‬أثبتسست الحيسساة ان‬
‫دراسة تاريخ الفكر القتصادي وتطوره عبر مراحل زمنية‪ ،‬أمر على قدر كبير من الهميسسة‪ ،‬لننسسا‬
‫ل يمكن ان نفهم او نستوعب هذا التاريخ ما لم نحط بمسار تطوره‪ ،‬عبر محطسسات تاريخيسسة غارقسسة‬
‫في القدم‪ ،‬كي نتعرف على السس التي تناولت تطوره‪ ،‬وكيسسف يمكسسن ان نسسستخلص السسدروس‪ ،‬مسن‬
‫ل‪ .‬وقد أشار جوزيف شومبتبر فسي مسؤلفه‬
‫هذا البحث وما يفيدنا في اغناء هذا الفكر حاضرًا ومستقب ً‬
‫"تاريخ التحليل القتصادي" الى ثمة جدوى حقيقية يستخلصها الباحث مسسن دراسسساته لتاريسسخ الفكسسر‬
‫القتصادي‪ ،‬في توفير قدر من الوضسوح وفسي توسسيع مسدارك السدارس للتاريسخ القتصسادي ولعلسم‬
‫القتصاد‪.‬‬

‫فكرة أولية عن المؤلف والكتاب‬

‫الدكتور محمد دويدار‪ ،‬استاذ القتصاد السياسي في كلية الحقسسوق‪ ،‬جامعسسة السسسكندرية‪ ،‬مصسسر‪ ،‬لسسه‬
‫العديسسد مسسن المؤلفسسات فسسي مجسسال القتصسساد السياسسسي‪ ،‬وتحديسسدًا فسسي منهجيسسة التخطيسسط والتخطيسسط‬
‫الشتراكي في مصر والدول العربية‪ ،‬وفي غيرها من بلدان العسسالم الثسسالث‪ ،‬وفسسي دراسسسة القتصسساد‬
‫المالي والنقدي‪ ،‬والقتصاد العالمي وأزمته وغيرها من المؤلفات القتصادية الهامسة‪ .‬ويسسأتي مسؤلفه‬
‫"مبادئ القتصاد السياسي" – الجزء الول‪ ،‬القتصاد السياسي علسسم اجتمسساعي – تاريسسخ القتصسساد‬
‫السياسسسي الصسسادر عسسام ‪ – 1993‬السسسكندرية‪ ،‬ويضسسم ‪ 338‬صسسفحة‪ ،‬مسسن الحجسسم المتوسسسط عسسدا‬
‫الفهرست‪ ،‬ويتضمن مقدمة وثلث أبواب وفصول‪:‬‬
‫البسساب الول‪ :‬القتصسساد السياسسسي كعلسسم‪ ،‬وفيسسه ثلثسسة فصسسول‪ .‬الفصسسل الول موضسسوع القتصسساد‬
‫السياسي‪ .‬والفصل الثسساني منهسج القتصسساد السياسسسي‪ .‬والفصسل الثسسالث القتصسساد السياسسسي وفسسروع‬
‫العلوم الجتماعية الخرى‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الباب الثاني تاريخ القتصاد السياسي‪ .‬وقد شغل مساحة كسسبيرة مسسن الكتسساب‪ ،‬بحسسدود ‪ 206‬صسسفحة‪،‬‬
‫وفيه ثلثة فصول‪ .‬الفصل الول‪ :‬الفكر القتصادي فسسي المرحلسسة السسسابقة للرأسسسمالية‪ ،‬وفيسسه يعالسسج‬
‫الفكر القتصادي في العصور القديمة والوسطى اوربية والفكر القتصادي العربي‪ .‬والفصل الثاني‬
‫مولد القتصاد السياسي في المرحلسة الرأسسمالية‪ .‬وفسي الفصسل الثسالث يتحسدث عسن علسم القتصساد‬
‫السياسسسي فسسي مرحلسسة الرأسسسمالية ومرحلسسة التحسول السى الشستراكية‪ ،‬واضسسعًا عنسساوين فرعيسسة‪) :‬أ(‬
‫القتصاد السياسي عند كارل ماركس‪ ،‬ص ‪) ،162‬ب( الفكسسر القتصسسادي للمدرسسسة الحديسسة – ص‬
‫‪.185‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬القتصاد السياسي علم طرق النتاج‪ ،‬وفيه ثلثة فصول‪ .‬الفصل الول‪ :‬مفهسسوم فكسسرة‬
‫النتاج‪ .‬والفصل الثاني‪ :‬الخصائص الجوهرية لطريقة النتاج الرأسمالية‪ .‬والفصل الثالث والخيسسر‬
‫يحمل عنوان الخصائص الجوهرية لطريقة النتاج الشتراكي‪ ،‬ص ‪.338 – 313‬‬
‫يلحظ ان د‪ .‬دويدار وهو يبحسسث فسسي البسساب الول وبثلثسسة فصسسول عسسن تاريسسخ مفسسردات القتصسساد‬
‫السياسي وتعريفه‪ ،‬وموضوعه ومنهجيته وعلميته وارتباطه كفرع مسن العلسسوم الجتماعيسة‪ ،‬جسساءت‬
‫بطريقة وأسلوب معّللة علميًا‪ ،‬في سسسياق بحسسث رصسسين لعلسسم القتصسساد وموضسسوعه‪ .‬وفسسي دراسسسته‬
‫للواقع في حركته الدائمة‪ ،‬او كما يقول الفيلسوف اليوناني هيراقليتس "كل شيء يمضي‪ ،‬كل شسسيء‬
‫يتغير"‪.‬‬
‫وفي الباب الثاني‪ :‬تاريخ القتصاد السياسي‪ ،‬عالج المؤلسسف الجسسوانب التاريخيسسة والفكريسسة لعصسسور‬
‫غارقة في القدم‪ .‬فهو درس واقع القتصاد في المجتمع الغريقي والروماني )افلطسسون وارسسسطو(‬
‫وفي الوسيط وفسسي الفكسسر القتصسسادي العربسسي )المقريسسزي وابسسن خلسسدون(‪ .‬ويعسسرض اهسسم الملمسسح‬
‫للمدارس الفكرية‪ ،‬ومسسا قسسدمته مسسن اضسسافات وفسسق طريقسسة عمليسة سسسليمة ومنهجيسسة معرفيسسة واسسسعة‬
‫الطلع‪ .‬كما يلحظ ان عدد من المسائل المطروحة محل بحث دائم مسسن قبسسل الفلسسسفة والمفكريسسن‬
‫والباحثين‪ ،‬ومن قبل الكثير من القتصاديين فيما يتعلق بالقيمة والنقود وتقسيم العمل وفائص القيمسسة‬
‫ومراحل التطور‪ ،‬الى جانب مسسسائل أخسرى حيويسة بحثهسا المؤلسف‪ .‬وفسي البساب الثسسالث‪ :‬القتصساد‬
‫السياسي علم طرق النتاج‪ ،‬فقد خصصه لعرض أهم الفكسسار حسسول مفهسسوم النتسساج‪ ،‬والخصسسائص‬
‫الجوهرية لطريقة النتاد الرأسمالية والشتراكية‪ .‬ومن الهميسسة الشسسارة‪ ،‬هنسسا‪ ،‬السسى القيمسسة الثمينسسة‬
‫لطريقة البحث‪ ،‬التي تساعد في تنمية وتوسيع المعارف الفكرية للدارس والباحث في آن واحد‪.‬‬

‫المنهج العام للكتاب‬

‫التسلسل وتناول المواضيع‪:‬‬


‫في مقمة الكتاب يشير د‪ .‬محمد دويدار الى ضرورة دراسة القتصاد السياسسي كعلسم اجتمساعي‪ ،‬لسه‬
‫علقسة بسسالعلوم الخسسرى‪ ،‬وتسساريخه مرتبسسط بعمليسة تكسوين وتطسسور المعرفسسة وعلسم طسسرق النتسساج‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫والشكال التاريخية للنتاج والتوزيع‪ ،‬وطريقة دراسته تفرضها طبيعة العلم – كشأن كسسل العلسسوم –‬
‫علم تراكمي‪ ،‬يبني نفسه بنفسه‪ ،‬والفكار السستي تتبلسسور فسسي مرحلسسة تمثسسل السسساس للمرحلسسة الثانيسسة‪.‬‬
‫وعلى هذا الساس تبنى نظريات أخرى وهكذا‪ ،‬وأن هذه الفكار تتطلسسب السسستيعاب للموضسسوعات‬
‫المختلفة‪ ،‬وأن فهم الفكرة ل يعني حفظها عن ظهر قلب‪ ،‬والعناية بالبحوث‪ ،‬ول يقتصر البحث عسسن‬
‫القراءة العربية‪ ،‬وانما لمراجعسة المصسادر الجنبيسة‪ ،‬وأن يكسون مسستوى السستيعاب الناقسد للمنهسج‬
‫والفكار‪ ،‬وفي الدراسة‪ ،‬كما يقول المؤلف‪ ،‬ل بد من اسستخدام التحليسل القتصسادي‪ ،‬وفسي اسستخدام‬
‫الدوات الرياضسسية والحصسسائية والديمغرافيسسة )السسسكانية(‪ .‬وعلسسى ضسسوء هسسذه المقدمسسة التوجيهسسة‬
‫والرشادية للدارسين والباحثين يسلسل د‪ .‬دويدار الكتاب‪ ،‬ويضع عناوين في الباب الول‪:‬‬
‫أ ‪ -‬القتصاد السياسي كعلم‪ ،‬وفيه يشير السسى ان كسسل علسسم يتحسسدد بموضسسوعه ‪ object‬وفسسي منهجسسه‬
‫وفي تفاعلهما العضوي‪ ،‬وتحديد معالم هذا المنهج وذلك الموضوع انمسسا يتحقسسق تاريخي سًا مسسن خلل‬
‫عملية ذات بعد زمني‪ ،‬يتكسسون فسسي اثنائهسسا العلسسم كمجموعسسة مسسن النظريسسات‪ ،‬ول يسسستثنى القتصسساد‬
‫السياسي على ذلك‪.‬‬
‫وفي الفصل الول يتناول موضوع القتصاد السياسي باعتباره المعرفة المتعلقة بمجموع الظسسواهر‬
‫المكونة للنشاط القتصادي للنسسسان فسسي المجتمسسع‪ ،‬أي النشسساط الخسساص بأنتسساج وتوزيسسع المنتجسسات‬
‫والخدمات اللزمة لمعيشة أفراد المجتمع‪ .‬هذا النشاط يتبدى في شكل علقة بين النسان والطبيعسسة‬
‫وعلقة النسان بالنسان‪ ،‬وان أهم ما يميز النسسان عسن غيسسره مسن الكائنسات الحّيسة‪ ،‬هسو مواجهسة‬
‫الطبيعة في حين ان الكائنات الخرى جزء من الطبيعة‪.‬‬
‫وفي الفصل الثاني يشير الى منهج القتصسساد السياسسسي‪ ،‬والسسذي يسسراد بمنهسسج البحسسث‪ ،‬كمسسا يقسسول د‪.‬‬
‫دويدار‪ ،‬الطريقة التي يتبعها العقل في دراسته لموضوع ما‪ ،‬للتوصل الى قانون عسسام‪ .‬فالمنهسسج إذن‬
‫هو مجموعة الخطوات التي يتخذها الذهن بهسدف اسستخلص المعرفسة‪ ،‬ويصسحب خسط السسير هسذا‬
‫تنظيسسم فكسسري ‪ Organisation Conceptual‬وعليسسه يتميسسز المنهسسج اساسسسًا بطبيعسسة الفكسسار‬
‫‪ Concepts‬التي تعرض‪ .‬ومن هنا كان ارتبسساط المنهسسج بالموضسسوع ارتباطسًا عضسسويًا‪ ،‬كمسسا يشسسير‬
‫المؤلف ص ‪ .28‬ويتوصل الى حقيقسسة مفادهسسا اسسستخلص المعرفسسة القتصسسادية عسن طسسرق البحسسث‬
‫العلمي‪ ،‬وعن علم القتصاد السياسي كعلم‪ ،‬ليسأل ما هو العلم ص ‪29‬؟‬
‫وفي الفصل الثالث المعنسسون‪ :‬القتصسساد السياسسسي وفسسروع العلسوم الجتماعيسسة الخسسرى‪ ،‬ان الفكسسرة‬
‫الساسية للمؤلف في هذا الجانب ل تهدف الى تعريف العلوم الجتماعية في علقته بعلم القتصاد‪،‬‬
‫وإنما ايضاح العتماد المتبادل بين فروع العلوم الجتماعيسة وعسن طريسق السستركيز علسى الرتبساط‬
‫العضسسوي بيسسن القتصسساد السياسسسي وبعسسض فسسروع العلسسوم الجتماعيسسة‪ ،‬مثسسل علسسم الجتمسساع‬
‫والديموغرافيا‪ ،‬والجغرافيا وعلم الجتماع‪ ،‬دراسة الوقسسائع الجتماعيسسة‪ ،‬والجغرافيسسا دراسسسة العسسالم‬

‫‪3‬‬
‫كوسسسط يعيسسش فيسسه النسسسان‪ .‬ويتضسسح ان الواقسسع القتصسسادي مرتبسسط ارتباط سًا ديالكتيكي سًا بسسالواقع‬
‫ل عضويًا بمثل الحياة الجتماعية في وسطا الجغرافي‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫القتصادي ليكونا ك ً‬
‫وفي الباب الثاني يتناول تاريخ القتصاد السياسي‪ ،‬وفيه ثلثة فصول‪.‬‬
‫)‪ (1‬في الفصل الول يتحدث عن الفكر القتصادي في المرحلة السسسابقة للرأسسسمالية‪ .‬وفسسي المقدمسسة‬
‫ل للفكسسر القتصسسادي‪ ،‬والسسذي يهمسسه هسسو تاريسسخ‬
‫يشير د‪ .‬دويدار الى ان دراسته ل تهدف لتتبع مفص ً‬
‫العلسسم وليسسس تاريسسخ الفكسسر القتصسسادي‪ ،‬السسذي كسسان ميلده مصسساحبًا لطريقسسة النتسساج الرأسسسمالية‪.‬‬
‫ويستدرك المؤلف ليبرر تناولن‪ ،‬مشيرًا‪ ،‬علينا ان نميز في تقديمنا لهذه اللمحة التاريخية بين مرحلة‬
‫سابقة على الرأسمالية‪ ،‬شهدت فكرًا اقتصاديًا والمرحلة السستي يرتبسسط بهسسا علسسم القتصسساد السياسسسي‪.‬‬
‫ويحمل هسسذه اللوحسسة بثلث فصسسول‪ .‬الفصسسل الول "الفكسسر القتصسسادي فسسي المرحلسسة السسسابقة علسسى‬
‫الرأسسسمالية"‪ .‬وفيسسه يتنسساول فكسسر العصسسور القديمسسة والوسسسطى‪ .‬وفسسي اشسسارة منسسه‪ ،‬لسسم يكسسن للفكسسر‬
‫القتصادي وجود مستقل‪ ،‬وانما نجده في احضان الفلسفة الغريقية )افلطون ‪ 347 – 427‬ق م‪،‬‬
‫وأرسطو ‪ 322 – 384‬ق م(‪ ،‬ويتمثل الفكر القتصادي في انطباعات تتعلق بالوقائع التي وجسسدت‬
‫في تلك الزمنة‪ ،‬وهي انطباعات ايديولوجية وفي احضان الفلسفة‪ ،‬وهي جسسزء مسسن الفلسسسفة العامسسة‬
‫للدولة والمجتمع‪ ،‬المنظم في صورة دولة المدينسسة ‪ City State‬ويجسسد أساسسسه فسسي طريقسسة النتسساج‬
‫السائدة في القرنين الرابع والخامس قبل الميلد‪ ،‬وفي النشاط الزراعي في ظروف طبيعية صسسعبة‪،‬‬
‫والتي تتميز بوحدات كبار الملك‪ ،‬ويعتمدون على عمل العبيد والعمسال الجسراء ووحسدات صسسغار‬
‫الملك‪ ،‬ويتم النتاج بفضل عمل أفراد السرة وما تملكه من عبيد مستخدمين في ذلك وسائل انتسساج‬
‫بسسسيطة‪ ،‬ووحسسدات يسسستغلها الفسسراد اسسستخدامًا لعبيسسد الدولسسة فسسي مقابسسل حصسسولها علسسى جسسزء مسسن‬
‫المحصول عينًا‪ .‬وفي النشاط الستخراجي في المنساجم المملوكسة للدولسة‪ ،‬يقسوم عمسل العبيسد السذين‬
‫يملكهم صاحب المتياز او يستأجرهم من مالكهم‪.‬‬
‫في هذا القتصاد انتشرت المبادلة والمبادلة النقدية‪ .‬ويصبح النقد غاية وليس وسيلة‪ ،‬كمسسا كسسان مسسن‬
‫قبل‪ .‬ويستخلص د‪ .‬دويسسدار مسسن ذلسسك السستركيب الطبقسسي للمجتمسسع الغريقسسي يقسسف فسسي أعلسسى الهسسرم‬
‫الجتماعي توجد الطبقة الرستقراطية )كبار الملك مسن الريعييسن(‪ ،‬ويرتبسط بهسم بقيسة المسواطنين‬
‫المكونين لطبقة متوسطة من صغار الملكين والحرفيين لهم حقوق سياسية وحقوق ادارية‪ ،‬ويرتب‬
‫بهم الجانب‪ .‬وفي نهاية الهرم تقف طبقة العبيد‪ .‬والمجتمع الغريقسسي مجتمسسع قسسائم علسسى العبوديسسة‪،‬‬
‫ووجدت المشكلت القتصادية في فكسسر دولسسة المدينسسة ‪ Polis‬ومسسن هنسسا يقسسول المؤلسسف كسسان الفكسسر‬
‫القتصادي بكليته في خدمة السياسية بالمعنى الواسع‪.‬‬
‫)‪ (2‬يتناول المؤلف فترة العصور الوسطى الوربية ويحددها من القرن التاسع حتى القرن الخامس‬
‫عشر الميلدية‪ ،‬حيث ساد التكوين الجتماعي القتطاعي‪ ،‬والتي تتميز طريقة النتاج‪ ،‬التي بسسدأت‬
‫في فرنسا ثم انتشرت في بريطانيا وباقي مجتمعات اوروبا‪ ،‬تتميز بأن العلقات الجتماعية للنتاج‬

‫‪4‬‬
‫تدور أساسًا حول الرض التي تصبح البلورة المامية للملكية العقارية‪ ،‬اقتصاد يغلسسب عليسسه الطسسابع‬
‫الزراعي‪ ،‬يقوم على حق استعمال الرض وشغلها‪ ،‬اما ملكيتها فهو على درجات لهرم من السسسادة‪،‬‬
‫يوجد بعضهم فسسوق بعسسض‪ ،‬مسسن دون ان يكسسون لي منهسسم حقسًا مطلقسًا علسسى ارض‪ .‬كمسسا تميسسز بسسأن‬
‫الساس القتصادي يقابله شبكة من الروابط‪ ،‬جزء من العاملين ل يتمتع بكامل حريتسسه‪ ،‬فهسسم ليسسسوا‬
‫من العبيد‪ ،‬ولكنهم اقنان مرتبطون بسيدهم في مرحلة أولى وبسسالرض السستي يسسستغلونها فسي مرحلسسة‬
‫ثانية‪ .‬والتنظيم السياسي لهذا المجتمع ان الدولة موجودة وجودًا غير متمركز‪ ،‬يقوم على ما يتمه به‬
‫ملك الرض في ذاتية في ممارسة السلطة‪ ،‬والعدالة يحكم بها السيد الكبر على تابعيه من السادة‪،‬‬
‫ويحكم بها الشريف على فلحيه‪ .‬ويرتبط صعود طريقة النتسساج هسسذه بتحسسول كسسبير رغسسم بطئة فسسي‬
‫قوى النتاج‪ .‬وهذا التحول ادى الى زيادة انتاجيسسة العمسسل الزراعسسي‪ .‬وبعسسد ان يقسسدم طريقسسة النتسساج‬
‫القطاعية‪ ،‬يعطي د‪ .‬دويدار صورة للوحدة القتصادية ووصفًا للقطاعيسسة او الضسسيعة‪ ،‬والعلقسسات‬
‫بين أبناء المجتمع من خلل النشاطات القتصادية وكيف تجري عملية الستغلل للقطعة الصسسغيرة‬
‫التي تلزم عائلة الفلح بالعمل طوال أيام السبوع ثلث منها على ارض السيد‪ .‬وفسسي هسسذه المرحلسسة‬
‫يكون وقت عمل المنتج )عائلة الفلح( موزعًا بين عمل لنتسساج لمنتجسسات لزمسسة لعاشسسته وتجديسسد‬
‫قدرته على العمل‪ ،‬وعمل فائض يتبلور في كمية من الناتج يعيش عليها الشسسريف وغيسسره ممسن لهسسم‬
‫حق ملكية الرض او ممن يعيشسون بفضسل هسذا التنظيسم مسن دون ان يسسهموا فسي عمليسة النتساج‪،‬‬
‫كرجال الدين‪ ،‬أي يتبلور في الريسسع العينسسي‪ ،‬وهسسو ممسسا يسسؤدي السسى ظهسسور التميسسز الجتمسساعي بيسسن‬
‫الفلحين‪ ،‬وفي مرحلة ثالثة‪ ،‬كمسسا يشسسير د‪ .‬دويسسدور مرتبطسسة بنمسسو التجسسارة وزيسسادة اسسستخدام سسسادة‬
‫القطاع للسلع الصناعية‪ ،‬وظهور الريع النقدي‪ ،‬المسسر السسذي يعنسسي ان طبيعسسة طريقسسة النتسساج فسسي‬
‫مجموعها تبدأ في التحول‪ ،‬والتحول يتسسم مسسن خلل التنساقض بيسسن الفلحيسسن وسسادة الض‪ ،‬تناقضسًا‬
‫ينعكس صراعًا بينهم حول الناتج الفائض‪.‬‬
‫ويشير المؤلف السسى ان مسسن طبيعسسة طريقسسة النتسساج القطاعيسسة ان يتجسسزء المجتمسسع‪ ،‬وهسسذا التجسسزء‬
‫وانعدام المركزية كانا من الدرجة بحث يستحيل معهسسا علسسى طريقسسة النتسساج هسسذه ان تتقسسدم بسسسرعة‬
‫بفضل قواها الذاتية‪ ،‬ووصول طريقة النتاج هذه الى حدودها في القسسرن الثسسالث عشسسر كانسسا اعلنسًا‬
‫لزمة القطاع التي لم يفق منها‪ ،‬والتي امتدت حتى القسسرن الخسسامس عشسسر وتطسسور طريقسسة اخسسرى‬
‫للنتاج ل ترتكز مباشرة على الرض‪ ،‬وانما علسسى النتسساج الصسسناعي الحضسسري‪ ،‬كانتسساج للمبادلسسة‬
‫النقدية يجد مركزه المدينة‪ .‬ويغلب على الصناعة المنزلية شكل انتاج المبادلة البسيط‪ ،‬وتكاثفت عدة‬
‫عوامل لتجعل من نظام الطوائف الشكل السائد للنشاط التجساري والحرفسي‪ ،‬ويولسد التنساقض‪ ،‬وهسذا‬
‫التناقض‪ ،‬كما يشسسير د‪ .‬محمسسد‪ ،‬بسسأنه احسسد التناقضسسات الساسسسية طسسوال فسسترة النتقسسال مسسن التكسسوين‬
‫الجتماعي القطاعي الى التكوين الجتماعي الرأسمالي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ويتوقف الكتاب كثيرًا عند دور الكنيسة ورجال الدين في المجتمع الوربي فسسي العصسسور الوسسسطى‬
‫ودورها الداري والفكري في القرن العاشر‪ ،‬عندما اصطلحت "نظام الرهبة" وهو نظامًا اقطاعيًا‪،‬‬
‫وقد تحقق للفكر الكنسي بكل تفاصيله‪ ،‬السيطرة على الحياة الفكرية في اوربسا فسي المرحلسسة الولسى‬
‫بسيادة طريقة النتاج القطاعية‪ .‬وفي مرحلة ثانية أصبحت الكنيسة أكبر مالك للرض‪ .‬وفي أزمة‬
‫التكوين الجتماعي القطسساعي ظهسسرت تحسست تسسأثير الفكسسر العلمسسي للعسسرب‪ ،‬افكسسارًا جديسسدة‪ ،‬عسسدتها‬
‫الكنسية خروجًا عليها‪ ،‬كما يشير د‪ .‬دويدار‪ ،‬ص ‪ ،89‬ممسسا دفسسع الكنيسسة السى تجنيسسد كسل امكانياتهسسا‬
‫الفكرية ضد الفكر الجديد لمجتمع المدينسة‪ ،‬هسذا التجنيسد وجسد قمسة بلسورته فسي فكسر المدرسسين فسي‬
‫جامعات اوربا‪ ،‬وعلى الخص في فكر سان توماس الكويني‪ ،‬ويتمثل جسسوهر فكسسر المدرسسسين فسسي‬
‫محاولة التوفيق بين الدين والفلسفة‪ ،‬أي بين اليمان والعقل او بين الوحي ومحاولت تفسسير الكسون‬
‫عن طريق نور العقل البشري‪ ،‬وهي محاولة تكمل في الواقع الصسسورة السستي بسسدأها العصسسر القسسديم‪،‬‬
‫واستمرت في الفكر السلمي طوال القرون من التاسع حتى الحادي عشر‪.‬‬
‫وفي ظل هذا الفكر اللهوتي‪ ،‬يقول د‪ .‬محمد دويدار‪ ،‬ولد بعض الفكر القتصادي‪ ،‬ودار هذا الفكسسر‬
‫حتى القرن الرابع عشر حول فكرتين‪ :‬الولى حول ادانة الفائدة‪ ،‬والثانية‪ ،‬وهي الهم‪ ،‬فكرة "الثمن‬
‫العادل"‪ .‬هذا وقد شهدت الفترة الخيرة من القرن الرابع عشر من فكر المدرسسسين ارهاصسسات فكسسر‬
‫اقتصادي ينشغل بقضايا القيمة والثمان والنقود المعدنية منها‪ ،‬والتبادل وبالتحركات الدولية للذهب‬
‫والفضة وبالفائدة والربح‪ ،‬وهي مشكلت تتعلق بظواهر تنتمي الى طريقة النتاج الرأسمالي الوليد‪.‬‬
‫كما يشغل الكتاب حيزًا للحديث عن الفكر القتصادي العربي في القرن الرابع عشر في الصسسفحات‬
‫‪ ،104 – 93‬مشيرًا الى المجتمع السلمي في شمال افريقيا في القرنيسسن الرابسسع عشسسر والخسسامس‬
‫عشر‪ ،‬واصفًا اياها مجتمعًا يقوم على انتاج المبادلة الصغير الذي يغلب عليه الطابع الزراعسسي‪ ،‬اي‬
‫مجتمعًا يتم فيه النتاج والمبادلة بواسطة صغار المنتجين الذين يملكسسون وسسسائل النتسساج‪ ،‬فيمسسا عسسدا‬
‫الرض‪ .‬ويطرح المؤلف أمثلته عن مصر‪ ،‬ويركز علسسى مثسسالين مسسن الفكسسر العربسسي‪ ،‬الول يتعلسسق‬
‫بالظواهر النقدية عند فكر المقريزي‪ ،‬والثاني يخص ظاهرة القيمة كما يحللها ابن خلدون‪.‬‬
‫وفي الفصل الثاني‪ ،‬تحت عنسوان "مولسد القتصسساد السياسسي فسسي المرحلسة الرأسسمالية"‪ ،‬يتنساول د‪.‬‬
‫دويدار جزء من المرحلة الرأسمالية‪ ،‬الذي يمتد مسسن قيسسام طريقسسة النتسساج الرأسسسمالية السسى النصسسف‬
‫الول من القرن التاسع عشر‪ ،‬ويشير لهسسا فسسي اطسسار مرحلسستين مسسن مراحسسل تطسسور طريقسسة النتسساج‬
‫الرأسمالية‪ ،‬بما يقابلها من فكر اقتصادي‪ ،‬وهي مرحلسسة الرأسسسمالية التجاريسسة‪ ،‬والسستي تمثسسل الوسسسط‬
‫التاريخي للفكر القتصادي للتجاريين ومرحلة الرأسمالية الصناعية التي شهدت مولد علم القتصاد‬
‫السياسي‪ ،‬متحدثًا الى انه نمت بذور طريقة النتاج الرأسمالية من خلل أزمة تفكسسك القطسساع‪ ،‬ليتسسم‬
‫التحول في مرحلة أولى من مراحل التطور الرأسمالي‪ ،‬غطت الفترة من القرن الخامس عشر حتى‬
‫القرن الثامن عشر‪ ،‬وهي مرحلة انتقالية‪ ،‬تسمى بمرحلة الرأسمالية التجاريسسة‪ ،‬نمسسو روابسسط النتسساج‬

‫‪6‬‬
‫الجديدة )الرأسمالية( في الزراعة والصناعة ونمو التمايز الجتماعي في داخل الفلحين )المنتجيسسن‬
‫في الريف( وفي داخل الحرفيين )المنتجين في المدينة(‪ ،‬ونمو طبقة جديدة من المنتجين المباشسسرين‬
‫)أغنياء الفلحين وأرباب الحرف( مرتبطون بالسوق‪ ،‬مسسستخدمين الفقسسر مسسن الفلحيسسن والحرفيسسن‬
‫كعمال اجراء‪ ،‬ويكون المنتج قد يلعب دور التاجر‪ .‬ويجري تركيز ملكيسسة وسسسائل النتسساج بيسسد أقليسسة‬
‫من كبار الملك على حساب صغار الفلحين والحرفيين‪ .‬ويتبلور الستقطاب الجتماعي التدريجي‬
‫وتميز الطبقتين اللتين تسودان المسرح في المجتمع الرأسمالي هما الطبقة الرأسمالية )البرجوازيسة(‬
‫والطبقة العاملة )البروليتاريا(‪ .‬ويكون رأس المال قد قطع شوطًا كبيرًا في سسسيطرته علسسى النتسساج‪،‬‬
‫ص ‪ .106‬ويتحدث الكتاب عن مراحل تطور النتسساج الرأسسسمالية‪ ،‬ويحسسددها بثلث نقسساط هسسي )‪(1‬‬
‫مرحلة رأس المال التجاري )‪ (2‬الكيفية التي تم التحول في المجالت المختلفة للنشاط القتصادي )‬
‫‪ (3‬الفكسسر القتصسسادي كنتسساج للمرحلسسة النتقاليسسة‪ .‬ويتنسساول د‪ .‬دويسسدار العديسسد مسسن الفكسسار والراء‬
‫التاريخية وتاينها‪ ،‬مشيرًا الى الرأسمالية الصناعية ومولد علسسم القتصسساد السياسسي وتطسور النتساج‬
‫الصناعي واعلن الثورة الصناعية في انكلترا في منتصف القسسرن الثسسامن عشسسر‪ ،‬ويصسسبح التحسسول‬
‫الكيفسسي للنشسساط الصسسناعي فسسي القتصسساد القسسومي‪ .‬بالضسسافة السسى الشسسكالت العديسسدة السستي يتبهسسا‬
‫المفكرون فيما يتعلق بالثروة والنقود وفائض النتاج والتباينات بين المدارس الفكرية حول لسسك مسسن‬
‫الصفحات ‪ 107‬حتى ‪.160‬‬
‫وفي الفصل الثالث "تطور علم القتصاد السياسسسي فسسي المرحلسسة الرأسسسمالية ومرحلسسة التحسسول السسى‬
‫الشتراكية"‪ .‬وفيه يحاول المؤلف تتبع الخطوط العامة لتطور القتصسساد السياسسسي فسسي الفسسترة السستي‬
‫ل‪ ،‬القتصساد‬
‫تعطي النصف الثاني من القرن التاسع عشر حتى يومنا هذا‪ ،‬ص ‪ ،161‬ويتم ذلسك‪ ،‬أو ً‬
‫السياسي بعد التقليديين في الفترة التي تغطي النصف الثاني من القرن التاسع عشسسر والسسسنوات مسسن‬
‫القرن العشرين السابقة على الحرب العالمية الولى‪ .‬وثانيًا‪ :‬القتصاد السياسي وتعميق الزمسسة فسسي‬
‫القتصاد الرأسمالي‪ ،‬خاصة في الفترة ما بيسسن الحربيسسن العسسالميتين‪ .‬وثالثسًا القتصسساد السياسسسي فسسي‬
‫وقتنا هذا‪ .‬ويتناول القتصاد السياسي بعد التقليديين‪ ،‬مشيرًا الى انسسه أدى تطسسور القسسوى الجتماعيسسة‬
‫التي تمثل نقيض المجتمسسع الرأسسسمالي ونفيسه‪ ،‬أي الطبقسسة العااملسسة فسسي وجودهسسا السسى جسسانب الطبقسسة‬
‫الرأسمالية‪ ،‬الى تحطيم وحدة البناء النظري الكلسيكي‪ ،‬وأشار في خلل النصف الثاني مسسن القسسرن‬
‫التاسع عشر بتيارين أساسيين مسسن الفكسسر القتصسسادي‪ :‬التيسسار الول‪ ،‬وإن يبسسدأ مسسن التيسسار النظسسري‬
‫للتقليديين يعني بناء نظريًا مختلفًا كيفيًا عن بنائها‪ ،‬هذا التيار يمثل في ذات الوقت استمرارًا وتعسسديًا‬
‫للفكر التقليدي‪ ،‬المر الذي يطور علم القتصاد بعد مولده‪ ،‬ذلك هو تيار القتصسساد السياسسسي الناتسسج‬
‫عن تحليل كارل ماركس‪ .‬اما التيار الثاني فيمثل عودة الى التداول كمركز للهتمسسام تارك سًا العمليسسة‬
‫ل أساسًا بسلوك الوحدات القتصادية بدءًا من الحاجسسات‪،‬‬
‫القتصادية بهيكلها وطريقة ادائها‪ ،‬ومنشغ ً‬
‫وإن كان يبدأ‪ ،‬في بعض الفكار‪ ،‬الستي توجسد علسى هسامش البنساء النظسري للتقليسديين‪ ،‬مسا يلبسث ان‬

‫‪7‬‬
‫ينسلخ عنهم مبتعدًا بذلك عن العلم‪ ،‬ذلك تيار فكر المدرسة الحدية المسماة النيوكلسيكية او الحديثة‪.‬‬
‫في الصفحات ‪ ،267 – 162‬متضمنًا الطلسسب والعسسرض وثمسسن السسسوق‪ ،‬رابطسًا بيسسن الطلسسب علسسى‬
‫السلعة وثمنها ودخل المستهلك بجسسداول ومنحينسسات افتراضسسية‪ ،‬لتوصسسيل الفكسسار باسسستخدام أدوات‬
‫رياضسسية واحصسسائية وبمعسسادلت آنيسسة وتعسسابير بيانيسسة فسسي دراسسسته للتحليسسل القتصسسادي‪ ،‬ومسسا فسسي‬
‫القتصاد السياسي وتعميق الزمسسة فسسي القتصسساد العسسالمي‪ ،‬وفيسسه يتحسسدث المؤلسسف السسى ان الحسسرب‬
‫العالمية الولى شهدت تجربة من تجارب محاولة النتقال نحو الشسستراكية فسسي التحسساد السسسوفيتي‪،‬‬
‫وهي محاولة للنسلخ عن القتصاد الرأسمالي العالمي الى شكل آخر من التنظيم الجتمسساعي‪ ،‬ثسسم‬
‫جاءت الزمة القتصادية الدولية عام ‪ 1929‬بحدة لم يعرفها القتصاد الرأسسسمالي مسسن قبسسل‪ ،‬المسسر‬
‫الذي دفع الدولة في المجتمعات الرأسمالية الى اجراءات تقصد بهسسا معالجسسة الزمسسة‪ ،‬مسسسجلة بسسذلك‬
‫بدء مرحلة من التدخل الكبير من الدولة في الحياة القتصادية‪ ،‬ليعلسسن عسسن ميلد وتطسسور رأسسسمالية‬
‫الدولة الحتكارية‪ .‬وعلى صعيد الفكر تجد النظرية الحدية عاجزة عسن مواجهسة القتصساد القسومي‪.‬‬
‫وبدأ الفكر القتصادي غير الماركسي يهتم من جديسسد بتحليسسل طبيعسسة النظسسام القتصسسادي وميكسسانزم‬
‫ادائه وظهر تياران من الفكر القتصادي‪ :‬التيار الول‪ ،‬يتحدث حول مشسسكلت التخطيسسط والترشسسيد‬
‫عند توزيع الموادر القتصادية‪ ،‬والتيار الخر‪ ،‬يهتسسم بكيفيسسة الداء للقتصسساد العسسالمي‪ ،‬السستي تحسسدد‬
‫مستوى اسستخدام المسوارد القتصسادية الموجسودة فسي المجتمسع‪ .‬ذلسك الفكسر تمثسل فسي نظريسة كنسز‬
‫الخاصة باداء القتصاد القومي فسسي مجمسوعه‪ ،‬وفسسي القتصساد السياسسسي فسي وقتنسسا هسسذا‪ ،‬ص ‪270‬‬
‫يشير د‪ .‬دويدار الى التحول الذي شهده القتصاد العالمي منذ الحسسرب العالميسسة الثانيسسة‪ ،‬ويجسسد ثلث‬
‫عوامل وهي )‪ (1‬زيادة الهمية النسبية للمجتمعات التي تحسساول بنسساء الشسستراكية وزيسسادة معسسدلت‬
‫التطور المحدد‪ (2) ،‬ازدياد حدة حركة التحرر الوطين في المستعمرات وتفكك النظام الستعماري‬
‫في شكله القدين‪ (3) ،‬كف النظام الرأسمالي عن ان يكون النظام القتصسسادي السسدولي ويصسسبح احسسد‬
‫النظمة القتصسسادية الدوليسسة‪ ،‬وإن كسسان مسسا يسسزال القسسوى‪ .‬وعلسسى صسسعيد الفكسسر القتصسسادي يشسسير‬
‫المؤلف الى انه أدى النشغال بمشكلت النمو في القتصاديات الرأسسسمالية المتقدمسسة‪ ،‬والرغبسسة فسسي‬
‫الخروج من التخلف في القتصاديات المتخلفة‪ ،‬ومشاكل التطور المخطط‪ ،‬أدت الى العودة للهتمام‬
‫في مجال التحليل القتصادي‪ .‬وتعود نظرية التطور القتصادي من جديسسد بعسسد فسسترة مسن الخسسسوف‬
‫النيوكلسيكي‪ ،‬مركسز القتصساد السياسسي كعلسم القسوانين الستي تحكسم العلقسات القتصسادية‪ ،‬والسى‬
‫التباين بين طريقة النتاج الرأسمالية وطريقة النتاج الشسستراكية‪ .‬وينهسسي رحلتسسه عسسبر تاريسسخ علسسم‬
‫القتصاد السياسي من حيث تعريفه للقتصاد السياسي او من حيث موضوعه ومنهجه‪ .‬مشيرًا السسى‬
‫ان هذا نتاج مفكرين مختلفين‪ .‬مفكرون عاشوا المراحسسل المختلفسة لتطسسور العلسسم‪ ،‬ونتسساجهم النظسسري‬
‫بمجموعة من النظريات يشير لهسسا الكتسساب‪ ،‬ص ‪ .،273‬وفسسي البسساب الثسسالث يتحسسدث عسسن القتصسساد‬
‫السياسي علم طرق النتاج‪ .‬وفيه ثلث فصول‪ .‬في الول يتحدث عن مفهوم فكرة طريقسسة النتسساج‪،‬‬

‫‪8‬‬
‫وفي الثاني في الخصائص الجوهرية لطريقة النتاج الرأسمالية‪ ،‬وفي الفصسسل الثسسالث‪ ،‬الخصسسائص‬
‫الجوهرية لطريقة النتاج الشتراكية‪.‬‬

‫أهم الراء التي تناولها الكتاب‬

‫تناول الكتاب في الفصل الثاني في الصفحات ‪ ،105‬والتي يليها‪ ،‬مرحلة الرأسمالية السستي يمتسسد قيسسام‬
‫طريقة النتاج الرأسمالية الى النصف الول من القرن التاسع عشر‪ .‬ويميز د‪ .‬دويدار مرحلتين مسسن‬
‫مراحسسل تطسسور طريقسسة النتسساج الرأسسسمالية‪ :‬المرحلسسة الرأسسسمالية التجاريسسة‪ ،‬والسستي تمثسسل الوسسسط‬
‫التسساريخي للفكسر القتصسسادي للتجساريين‪ ،‬ومرحلسسة الرأسسمالية الصسسناعية‪ ،‬السستي شسسهدت مولسسد علسسم‬
‫القتصاد السياسي‪ .‬مشيرًا الى ان رأس المال التجسساري وجسسد فسسي المجتمعسسات السسسابقة للرأسسسمالية‪،‬‬
‫كالمجتمع القطاعي والمجتمع العبودي‪ ،‬وهي غطت الفترة من القسرن الخسامس عشسر حستى القسرن‬
‫الثامن عشر‪ ،‬وفيها يتحدث الكتاب عن مراحل تطسور طريقسة النتسساج الرأسسسمالية‪ ،‬ويحسددها بثلث‬
‫عناوين‪ ،‬هي )‪ (1‬مرحلة رأس المال التجاري‪ (2) ،‬الكيفية التي تم التحول فسسي المجسسالت المختلفسسة‬
‫للنشاط القتصادي‪ (3) ،‬الفكر القتصادي كنتاج للمرحلة النتقالية‪ .‬وبعسسد ان يشسسرح بتكسسثيف حسسول‬
‫المرحلتين السابقتين‪ ،‬يتوقف د‪ .‬دويدار عند الفكر القتصادي‪ ،‬بدءًا من القرن الخامس عشر وتحت‬
‫تأثير التحولت التي أصابت الحياة الجتماعية الوربية وفيه ينتقل مركسسز انشسسغال الفكسسر النسسساني‬
‫من القضايا الدينية الى القضايا الدنيوية‪ ،‬وتبرز بعض الفكار الجتماعيسسة القتصسسادية‪ ،‬منهسسا يعلسسن‬
‫عن القتصاد السياسي الجنيني وانشغاله بالنشاطات القتصادية الذي تحول الى مرحلة جديدة‪ ،‬ممسسا‬
‫عل الفكر القتصادي في هذه المرحلة من نتاج بعض رجال العمال والدارة وأطلق علسسى هسسؤلء‬
‫بالتجسساريين‪ .‬وانحصسسر انشسسغاله بطبيعسسة السسثروة‪ ،‬وأن النقسسود‪ ،‬خاصسسة السسذهب والفضسسة‪ ،‬تعسسبر عسسن‬
‫الجوهر في تكوين الثروة‪ ،‬والتركيز على خلق فائض النتاج‪ ،‬ينظر اليه من وجهة التداول‪ ،‬بفائض‬
‫نقدي )أي الربح(‪ ،‬ويمثل علمة في الميزان التجاري‪ .‬اما التجاريين الواخر‪ ،‬كما يشسسير المؤلسسف‪،‬‬
‫فلم يعد هناك لبس‪ ،‬فثروة بلد ما تتمثل في نتاج الرض والعمسسل او الصسسناعة‪ ،‬امسسا السسذهب والفضسسة‬
‫فليسا إل "مقياس التجارة"‪ .‬كما ويشير وبسالرغم مسن ان هسؤلء المتسأخرين مسن التجساريين يجسدون‬
‫الثروة في المنتجات البحث عنها في مجسسال النتسساج‪ ،‬ل المبادلسسة‪ ،‬ولكنهسسم يسسستخدمون حجسسة أخسسرى‬
‫أصبحت ااتفاقية لتبرير اجراءات يعتبرونها مواتية على أسس مختلفة‪ ،‬تمثل النشغال السسذي اعطسسى‬
‫طابعًا موحدًا في البحث عن تحقيق ميزان تجاري موات للبلد‪ .‬وهدفهم فسسي ذلسسك هسسو ضسسمان سسسوق‬
‫اضافية في الخارج لسلعهم ل في المعادن النفيسة‪ .‬وطالبوا بتدخل الدولة لتنظيم الحياة القتصادية‪.‬‬
‫اما بالنسبة للتجاريين وموقفهم من الثمن وتحديسسده‪ ،‬فيشسسير المؤلسسف السسى ان الصسسعب تسسسجيل فكسسرة‬
‫عامة تمثلهم جيمعًا‪ ،‬ولكننسسا نسسستطيع ان نجسسد بعسسض الفكسسار حيسسث يقسسول ان اتسسساع انتسساج المبادلسسة‬

‫‪9‬‬
‫وسيطرة النشاط الصناعي فرضا على البسساحث حقيقسسة مسسن ان الظسسواهر القتصسسادية‪ ،‬وخاصسسة فسسي‬
‫مجال الناج‪ ،‬تحكمها قوانين موضوعية يمكن ويلزم الكشف عنها‪ ،‬وإذا اضيف الجو الفكري السسذي‬
‫يسوده النشسسغال العسسام بالمنهجيسسة‪ ،‬انتسسج وعيسًا بامكسسانه اسسستخدام علسسم القتصسساد السياسسسي فسسي هسسذه‬
‫المرحلة‪ ،‬مشيرًا الى رواد المدرسة التقليدية )النكليز والفرنسيين( من امثال ويليسسام بسستي وفرانسسسوا‬
‫كينيه وآدم سمث ودافيد ريكاردو وبعسسد النصسسف الثسساني مسسن القسسرن التاسسسع عشسسر يشسساهد القتصسساد‬
‫السياسسسي بعسسد التقليسسديين تيسسارين‪ ،‬تيسسار يمثلسسه كسسارل مسساركس‪ ،‬وتيسسار المدرسسسة الحديسسة المسسسماة‬
‫النيوكلسيكية )او المدرسة الحديثة(‪.‬‬
‫الشكالية الخرى‪ ،‬على ما اعتقد‪ ،‬ان المؤلف طسسرح الفكسسر القتصسسادي العربسسي فسسي القسسرن الرابسسع‬
‫عشر معتمدًا أل يدخل الفكر العربي تحت فكرة العصور الوسطى‪ ،‬وانما يقسسدمه مسسن خلل دراسسسته‬
‫المجتمع المصري‪ ،‬من خلل فكر المقريزي والمجتمع المغربي انطلقًا من فكر عبسد الرحمسن ابسن‬
‫خلدون‪ ،‬وجوانب النشاطين المادي والفكسسري‪ ،‬لنسسه يعتقسسد ان العصسسور الوسسسطى بمسسا تتضسسمنه مسسن‬
‫مستوى حضاري "يتوافق مع نوع التنظيم الجتمساعي"‪ ،‬تمثسل جسزء ل يتجسزء مسن تاريسخ اوربسا‪،‬‬
‫التي كتبت التاريخ‪ ،‬ابتسدأ مسن تاريخهسا هسي‪ ،‬وبعسد ان كتبست تاريخهسا‪ ،‬حساولت ان توسسع تاريخهسا‬
‫ليصبح تاريخ العالم‪ ،‬وهو ما يتعين رفضه‪ ،‬كما يشير د‪ .‬دويدار‪ ،‬لن لكل جزء من أجزاء المجتمع‬
‫النسسساني تاريسسخ‪ .‬والقسسول "العصسسور الوسسسطى" العربيسسة يعنسسي التسسسليم ابسسان المسسستوى الحضسساري‬
‫للمجتمع العربي‪ ،‬بمسا احتسواه مسن مجتمعسات ذات حضسسارة قديمسسة‪ ،‬كالحضسسارة المصسرية والبايليسة‬
‫والفينيقية‪ ،‬كان ل يختلف عن المستوى الحضاري للمجتمع الوربي في العصور الوسطى‪ ،‬وهو ما‬
‫ليس صحيح‪ ،‬ص ‪.93‬‬

‫ما هي روية المؤلف للشكاليات المطروحة؟‬

‫الشكالية الولى‪:‬‬
‫ان تصورات د‪ .‬دويدار عن المدرسة الكلسيكية تكمن من ان تصسسوراتهم وأفكسسارهم حسسول "العلسسم"‬
‫من انه متعلق بظواهر خالدة أبدية‪ ،‬وأن وصف القتصاد السياسي بالقوانين النظرية صفة البديسسة‪،‬‬
‫أي ان هذه القواين صالحة لكل زمان ومكان‪ .‬في حين يرى د‪ .‬دويدار ان تصور التقليديين فسسي هسسذا‬
‫الجانب يقفلون الحركة التاريخية للظواهر القتصادية‪ ،‬يغلقون حركة هذه الظواهر القتصادية مسسن‬
‫خلل التناقضات‪ ،‬التي تعكس الفكر القتصادي اللحق على التقليديين إذ ما يلبث فكرهم المطروح‬
‫ل لدراسات ناقدة وخلفية‪ ،‬وهذا ما يعلن عن تطور علم القتصاد السياسي‪.‬‬
‫ان يصبح مح ً‬
‫الشكالية الثانية‪ :‬يناقش د‪ .‬دويدار مسألة الريع )ويليام بتي‪ ،‬واعتباره الريع الشكل العسسادي للفسسائض‬
‫بصفة عامة‪ ،‬بينما ل يزال الربح غير محدد‪ .‬يظهر على انه في احسن الفروض ومكسسأنه جسسزء مسسن‬

‫‪10‬‬
‫الفائض ينتزعه الرأسمالي من مالك الرض‪ .‬وفسسي رأي بسستي الناتسسج الكلسسي مطروحسًا منسسه الجسسور‬
‫والبذور‪ ،‬الفائض المتحقق من النتاج الزراعي‪ .‬في حين ان رؤيسسة المؤلسسف لمسسسالة الريسسع للرض‬
‫ينحصر في ان يتعين ان توضع وضعًا مختلفًا في اطار النتاج الرأسمالي‪ ،‬حيث يوجسسد السسى جسسانب‬
‫ل الرض استخدامًا لوسائل انتاج‬
‫مالك الرض الرأسمالي‪ ،‬الذي يقوم على النشاط الزراعي مستغ ً‬
‫أخرى يملكها ملكية فردية‪ ،‬وقد يجمع شخص واحد بين صسسفتي الرأسسسمال وصسساحب الرض‪ .‬كمسسا‬
‫يوجد الى جانبهما العمال الجراء وتربطهم بالرأسمالي علقة مباشرة‪ ،‬هنا ينتسسج العمسسال المنتجسسون‬
‫المباشرون الناتج والجزء منه السسذي يمثسسل الفسسائض‪ ،‬ويختسسص رأس المسسال نفسسسه بالفسسائض بطريقسسة‬
‫مباشرة‪ ،‬وتحصل ملكية الرض في النهاية على جزء من الفائض في اطار النتاج الرأسمالي‪ .‬هذا‬
‫ويتعين ان تطرح "مسألة الريسع" مسن وجهسة نظسر هسذا النتساج الرأسسمالي‪ ،‬ويكسون السسؤال السذي‬
‫يطرح نفسه هو التي‪ :‬كيف يتأتى لملكية الرض )مشخصة فيمن يملكونهسسا( ان تحصسسل مسسن رأس‬
‫المال )مشخصًا فيمن يسيطرون على عملية النتاج( علسى جسزء مسن الفسائض‪ ،‬السذي اختسص رأس‬
‫المال نفسه به بطريقة مباشرة‪ ،‬من خلل علقته بالمنتجين المباشرين )وهم العمال الجراء(‪ ،‬الذي‬
‫انتجوا هذا الفائض‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫الشكالية الثالثة‪ :‬في مناقشة الفكر القتصادي للمدرسة الحديسسة‪ ،‬يشسير د‪ .‬دويسسدار السى ان سسسبعينات‬
‫القسسرن التاسسسع عشسسر شسسهدت بلسسورة للفكسسر القتصسسادي الحسسدي‪ ،‬والسستي كسسانت بسسذورها عنسسد بعسسض‬
‫التجاريين‪ ،‬وأن الجيل الول وأهمهم ويليام استانلي جفونس ‪ W S Jevons‬وماري لون فسسالراس‬
‫‪ M L Walrs‬والفرد مارشال ‪ Alfred Marshall‬وغيرهم‪ ،‬وتطور هذا الفكر في وسط تاريخي‬
‫يتطور فيه النظسسام الرأسسسمالي ليكسون النظسسام العسسالمي‪ .‬وفسسي داخسسل هسسذه المجتمعسسات تتبلسسور القسسوى‬
‫الجتماعية‪ ،‬التي تمثسل نقيسض المجتمسع الرأسسمالي‪ ،‬وتطسور تنظيمهسا "نقابيسًا وسياسسيًا" واعتنقسوا‬
‫مبادئ تنادي بالثورة الجتماعية كهدف نهائي‪ ،‬واعتنقوا النظرية الماركسية‪ ،‬وخاصة نظرية العمل‬
‫في القيمة‪ ،‬التي نجدها في تحليل ريكاردو الذي يستخدم االستنباط كطريقة للستخلص المنطقسسي‪.‬‬
‫ومن هنا كانت نقطة البسسدء كمسا المؤلسسف‪ ،‬نقطسة البسسدء اليديولوجيسة‪ ،‬وغيسر العلميسة‪ ،‬السستي اعتقنهسا‬
‫جفونس كبديل عن نظرية ريكاردو‪ ،‬من ان الجور )أي العمسسل د‪ .‬م( هسسي اثسسر لقيمسسة الناتسسج وليسسس‬
‫سببًا لها‪ .‬والتفتيش عن البديل جعلهم يعودون الى دائرة التبادل‪ ،‬على خلف التبسسادل السسذي اهتسسم بسسه‬
‫التجاريون )التبسسادل المرتكسسز علسسى النتسساج‪ ،‬وتبسسادلهم يبسسدًا مسسن حاجسسات الفسسراد القتصسساديين السسي‬
‫يهدفوون الى تحقيق أقصى اشباع للحاجات سواء كان للفرد المستهلك‪ ،‬او اقصى ربسسح نقسسدي )فيمسسا‬
‫يخص الفرد المنظم( الذي يتخذ قرارات النتاج‪ .‬وفسسي اطسسار التبسسادل يصسسبح موضسسوع القتصسسادي‬
‫معلقًا بسلوك افراد من قبيل الرجل القتصادي‪ ،‬سلوكًا مجردًا من اطسره الهيكلسي فيمسا يتعلسق بنسوع‬
‫المجتمع ونوع علقسات النتساج السسائدة فيسه‪ ،‬فل هيكسل ول أدائه فسسي مجموعسة يسسدخلن موضسسوع‬
‫القتصاد كما يعرفه الحديون‪ .‬وعلى هذا النحسو‪ ،‬يسستطرد د‪ .‬دويسدار‪ ،‬تعتسبر العلقسات القتصسادية‬

‫‪11‬‬
‫علقات بين الفراد والشياء المادية‪ ،‬وصبح القتصاد بالتالي "علم‪ ،‬الندرة"‪ ،‬المر الذي يعنسسي ان‬
‫العلقسسات القتصسادية ليسسست علقسات اجتماعيسة‪ ،‬وعلسسى هسذا التصسور للعلقسات القتصسسادية يجسد‬
‫انعكاسسه فسي اعتبسار علسم القتصساد علسى حسد تعسبير بساريتو علمسًا طبيعسًا كالفسسيولوجيا والكيميساء‬
‫وغيرهما‪ .‬وعلى هذا يتوصل د‪ .‬دويدار الى ان الفكر القتصادي للحديين يعاني من عدة اشسسكالت‪،‬‬
‫منها )‪ (1‬اعتبار الفرد كمحرر لعلم القتصاد‪ (2) ،‬وتجاهل ان الذي يعيش الصراع ضد الندرة هسسو‬
‫الممجتمع‪ ،‬ولس الفرد‪ (3) ،‬وهذا يعني بناء هذا التجاهل افراغ العلقات القتصسسادية مسسن محتواهسسا‬
‫الجتماعي‪ ،‬إذ ل يرى هسسذه إل علقسسة بيسسن الفسسرد والشسسيء‪ (4) ،‬تفريسسغ الظسسواهر القتصسسادية مسسن‬
‫محتواها ‪ ،‬اصيح من الطسسبيعي ان تتصسسور كظسسواهر ابديسسة‪ (5) ،‬النشسسغال ينصسسب علسسى المظسساهر‬
‫ل مظهرها الكيفي‪ ،‬وإذا ل توجد فروق كانت الظواهر واحدة في كسسل مراحسسل‬
‫الكمية للظواهر متجا ً‬
‫التطور الجتماعي ظواهر أبدية‪ (6) ،‬يتعلق موضوع القتصسساد بسسسلوك الفسسراد مسسن قبيسسل الرجسسل‬
‫القتصادي‪ (7) ،‬كما وينصب اهتمامهم على سلوك الوحدات القتصادية‪ ،‬بكون تحليهلم ذي طبيعة‬
‫ل ينشغل بسلوك وحدة اقتصادية واحدة‪ .‬فمن المنفعة الى الطلب الذي يتحدد بسلوك‬
‫وحدية‪ ،‬أي تحلي ً‬
‫المستهلك في السسسوق )نظريسسة الطلسسب(‪ ،‬ومسسن الطلسسب السسى العسسرض‪ ،‬السسذي يحسسدد بسسسلوك صسساحب‬
‫المشروع في ظل ظروف السوق بأشكاله المختلفسسة )نظريسسة العسسرض(‪ ،‬ومسسن الثنيسسن تقسسدم نظريسسة‬
‫تحديد أثمان السلع التي تخصص لشباع الحاجات النهائية‪ ،‬والتي تسخدم في النتاج او مسسا يسسسمونه‬
‫عناصسسر النتسساج‪ ...‬السخ‪ ،‬باعتبسسار ان الروابسسط القتصسسادية بيسسن الفسسراد عنسسد مسساركس هسسي روابسسط‬
‫اجتماعية‪ ،‬والتي تنشأ على نحسو ملمسوس فسسي المجتمسع وفكسرة الرجسسل القتصسسادي مرفوضسة‪ ،‬لن‬
‫الظواهر تستمد صفتها القتصادية من انها علقات اجتماعية تنشأ بين أفراد المجتمع‪ ،‬والنقد الثلسسث‬
‫مرتبط بالثاني‪ ،‬وهو ان التقليديين يعتبرون الظواهر القتصادية‪ ،‬ظواهر أبديسسة ل تتغيسسر‪ ،‬وهسسو مسسا‬
‫يؤدي السى ان القسوانين القتصسادية النظريسة صسالحة لكسل زمسان ومكسان‪ .‬ويشسير مساركس السى ان‬
‫موضوع القتصاد السياسي مرتبط بعملية النتاج والتوزيسسع بطبيعتهسسا الديالكتيكيسسة‪ ،‬والظسسواهر لهسسا‬
‫طبيعة ديناميكيسة‪ ،‬ومسن ثسم يكسون للقسوانين الستي تحكمهسا ذات الطبيعسة‪ ،‬فالحركسة مسن طبيعسة هسذه‬
‫الظواهر التي هي اجتماعي‪ ،‬وهناك ظواهر اقتصادية مشسستركة بيسسن اكسسثر مسسن شسسكل مسسن الشسسكال‬
‫الجتماعية للنتا التادولي النقدي‪ ،‬حيث يجري التسسداول فسسي المجتمعسسات السسسابقة علسسى الرأسسسمالي‪،‬‬
‫وظواهرنوعية يتميز بها كل شكل من الشكال الجتماعية للنتاج‪ .‬ويمكن اسسستخلص نسسوعين مسسن‬
‫القوانين القتصادية‪ ،‬قواين عامة مشتركة لكل اشكال النتاج‪ ،‬والقوانين النوعية التي تميز الشكال‬
‫المختلفة من النتاج‪.‬‬
‫ويتفق د‪ .‬دويدار مع شوميتر حول عدم حماس ارسكو للنشاط التجاري الذي كسسان محصسسورًا آنسسذاك‬
‫في الجانب‪ ،‬ويكره المقرضين الذين يتقاضسسون الربسسا‪ .‬وينبغسسي التسسذكر بسسأن ارسسسطو عسساش وكتسسب‬
‫لطبقة مترفة ل تعمل‪ ،‬هي طبقة الرستقراطيين التي تحتقر العمل والتجارة‪ ،‬وتحب الفلحين السسذين‬

‫‪12‬‬
‫يغذونها‪ ،‬وتكره مقرض النقود الذين يستغلونها‪ .‬كما ويتفق د‪ .‬دويدار مع ابسن خلسدون السذي يخسالف‬
‫المدرسيين حول "الثمن العادل" وليس الى تفسير الثمن الجاري في السوق‪.‬‬

‫الرأي في الكتاب‬

‫يشغل مؤلف د‪ .‬دويدار "مبادئ القتصاد السياسي"‪ ،‬كمسا أرى‪ ،‬مكانسسة هامسة فسسي موضسسوع دراسسسة‬
‫القتصاد السياسي‪ ،‬فهو يحتوي علسسى مقدمسسة وأبسسواب وفصسسول وعنسساوين رئيسسسة وأخسسرى فرعيسسة‪،‬‬
‫تسهل للدارس والقارئ والباحث كيفية تناول الموضوع‪ ،‬موضفحًا فيها بعسسض الفكسسار السستي تتعلسسق‬
‫بالنشاط القتصادي والجتماعي‪ ،‬هذا النشاط المرتبط بالحياة اليومية للنسان‪ ،‬وفي الكتاب يحسساول‬
‫المؤلف ان يعرض القتصاد السياسي كعلم يرتبط بسسالعلوم الخسسرى‪ .‬ويكشسسف الجسسذور الجتماعيسسة‬
‫المعرفية للمدارس الفكرية‪ ،‬على اختلف تلوينهسا‪ ،‬وكيسف تطسورن هسذه الفكسار والمسذاهب خلل‬
‫مراحل تاريخية متنوعة بأسلوب منهجي سلس‪ ،‬مدعوم بهسسوامش وحواشسسي ومعلومسسات ايضسًا حّيسسة‬
‫ومن مصادر مختلفة‪ ،‬عربية وغيرها‪ .‬مشيرًا الى ان هذا العلم تكون بفضل جهود اعداد كسسبيرة مسسن‬
‫المفكرين في مجتمعات مختلفة‪ ،‬وفي أزمنة مختلفة‪ ،‬رغم ما يكتنف البعض من اشكالت‪.‬‬
‫ويمكن ان نجمل ملحظاتنا بس‪ (1) :‬يشكل موضوع علم القتصاد السياسي‪ ،‬حيزًا واسعًا فسسي كتسساب‬
‫د‪ .‬ديويدار‪ ،‬فهو من ناحية يعطي تصورًا منهجيًا للراء الفكرية والنظية المتباينسسة‪ ،‬علسسى اختلفهسسا‪،‬‬
‫وفي مراحل تاريخية معينة‪ ،‬حسسول هسسذا العلسسم‪ (2) .‬ومسسن الناحيسسة الثانيسسة‪ ،‬يشسسرح مفهسسوم القتصسساد‬
‫السياسي‪ ،‬كعلم اجتماعي‪ ،‬ومن مدارس فكرية متنوعة‪ ،‬له حضوره ومساهماته العملية فسسي التطسسور‬
‫الجتماعي‪ .‬ويكشف فيه عن النماط الجتماعية المختلفة ومراحل تطورها التاريخي الذي مسسر بهسسا‬
‫المجتمع البشري والنساني‪ ،‬يقدر من انه يحرص على ثبيت مفسساهيم ومقسسولت اقتصسسادية مسسستمرة‬
‫ومتكّررة هي‪ :‬العمل‪ ،‬التبادل‪ ،‬السلعة‪ ،‬القيمة‪ ،‬النقود‪ ،‬السعر‪ ،‬السوق‪ ،‬رأس المال‪ ،‬الجور‪ ،‬الريع‪،‬‬
‫الفائدة‪ ،‬الربح‪ ..‬الخ‪ .‬وما بين هذه تظهر علقات أخرى وفسسي ظسسروف محسسددة مثسسل قسسانون العسسرض‬
‫والطلب‪ ،‬وعلقتها بالسوق واستعداد الناس لتبادل السلع‪ ،‬وتناولها من مختلف المدارس الكلسسسيكية‬
‫ونيوكلسيكية )نظرية ماركس‪ :‬فائض القيمة‪ ،‬والنظرية الحدية‪ ..‬وغيرهما( والكشف عسسن القسسوانين‬
‫والفكار للقتصاد السياسي من خلل المراحسسل التاريخيسسة الستي حركست المجتمسع‪ ،‬والقسوانين الستي‬
‫تحكم مراحل التطور التاريخية‪ .‬عارضًا جميسع الفكسار والسرؤى المختلفسة والناقضسات فيمسا بينهسا‪.‬‬
‫مشيرًا الى موقف المؤلف منها‪ ،‬متفقًا او مخالفًا‪ (3) .‬يعتمد المؤلف على وثائق ومعلومات تاريخيسسة‬
‫وآليات بحث عملية تفرز من التحليل والجهد العلمي في معرفة الحاضر من خلل الوقوف على مسسا‬
‫ل الى المستقبل‪ .‬شارحًا بهوامش عديدة بعسسض أفكسساره فسسي مواضسسيع محسسددة‪،‬‬
‫انتجه الماضي‪ ،‬وصو ً‬
‫يحتويهسسا الكتسساب‪ (4) .‬طريقتسسه فسسي البحسسث تعطسسي مسسساحة معرفيسسة للسسدارس‪ ،‬يتمكسسن مسسن خللهسسا‬

‫‪13‬‬
‫الستيعاب في فهم الفكار والرشادات التي تسسدعو السسى عسسدم التمسسسك بالنصسسية وباسسستخدام المنهسسج‬
‫الناقد‪ ،‬بالضاة الى ما يحتويه الكتاب من تحليلت تعتمد على أدوات رياضسسية واحصسسائية وأخسسرى‬
‫ديمغرافية‪ .‬وهذه على ما نعتقد تمكن الدارس او الباحث على مقاربة الفكسار ومسن المزاوجسة بينهسا‬
‫للوصول الى نتائج ملموسة‪ ،‬تساعده في الختيار الصحيح‪ ،‬لي مسن المناهسج والطسرق فسي البحسث‬
‫والتحليل‪ ،‬يمكن تناوله‪.‬‬
‫اما ملحظاتي الخرى على الكتاب فيمكن تلخيصها بس‪:‬‬
‫التبويب الذي وضعه د‪ .‬ويدار فسسي مسسؤلفه "مبسسادئ القتصسساد السياسسسي" مقسسسم السسى‬ ‫‪.1‬‬
‫ثلث أبواب‪ .‬في الباب الول تحت عنوان "القتصاد السياسي كعلسسم" وبعسسد ان يعالسسج هسسذا‬
‫العلم بثلثة فصول‪ ،‬يثبت من علمية الصفحات عشرة حتى الواحدة والستين‪ .‬وبعسسد مسسسيرة‬
‫طويلة وفي الباب الثسساني بعنسوان "تاريسخ القتصساد السياسسسي" وفيسه تتسسم علميسة القتصسساد‬
‫السياسسسي‪ ،‬وتحديسسد فسسي الفصسسل الثسساني "مولسسد علسسم القتصسساد" أي بمرحلسسة الرأسسسمالية‬
‫الصناعية‪ ،‬التي يشير لها المؤلف‪ ،‬ص ‪ .105‬وملحظتي هنا كان يمكن للمؤلف ان يتناول‬
‫في البداية "تاريخ القتصاد السياسي" ومن ثم القتصاد السياسي كعلسسم"‪ .‬وعلسسى مسسا اعتقسسد‬
‫ل‪ ،‬وثانيسًا‬
‫ان تناول التاريخ القتصسسادي والفكسسر القتصسسادي‪ ،‬فسسي هسسذا تحظسسى بالهميسسة او ً‬
‫اثبات علميسسة هسسذا العلسسم‪ ،‬تجنبسًا لللتبسساس علسسى السسدارس والبسساحث‪ ،‬وايضسًا القسسارئ‪ .‬وهسسذه‬
‫الملحظ ايضًا تصب في نفس الملحظة‪ ،‬ص ‪ ،63‬السستي اشسسار فيهسسا د‪ .‬دويسسدار مسسن ان مسسا‬
‫يهمه هو تاريخ علم القتصاد وليس تاريخ الفكر القتصادي على اطلقه‪.‬‬
‫لم يعط المؤلف مساحة اكسسبر لفكسسرة افلطسسون‪ ،‬باعتبسساره علمسسة هامسسة فسسي السستراث‬ ‫‪.2‬‬
‫الفكري النساني‪ ،‬ومصدر الهام فكري للكثير من اهلباحثين والمفكرين مسسن بعسسده يقسسرون‪،‬‬
‫بالمقارنة لما اعطاه من مساحة لرسطو فسي الفكسر الغريقسي‪ .‬يعسود السسى افلطسسون اصسل‬
‫نشوء الدولة‪ ،‬مؤلفه "الجمهوريسسة‪ ،‬ومجتمسسع المدينسسة الفاضسسلة"‪ ،‬كمسسا ويرجسسع اليسسه التقسسسيم‬
‫الطبقي للمجتمع )طبقة الحكام‪ ،‬طبقة المحاربين‪ ،‬طبقة المنتجين( وكذلك تقسيم العمل داخل‬
‫مجتمع المدينة‪ .‬كما عالج قضية النقود المرتبطة بعملية تقسيم العمل‪ ،‬وظهور المنتجين مسسع‬
‫منتجاتهم في السوق‪ ،‬حيث تجري ملية التبادل باستخدام النقود‪.‬‬
‫ككما لم يتحدث الكتاب عن المجتمع الروماني وتأثيره‪ ،‬واغفال هذا التراث الضسسخم‬ ‫‪.3‬‬
‫في ميسدان القسانون‪ ،‬علسى مسا أعتقسد‪ ،‬يشسكل ثغسرة كسبيرة‪ ،‬وفسراغ كسان يمكسن ان يتجساوزه‬
‫المؤلسسف‪ ،‬حيسسث يشسسير شسسوميبتر "ان القسسانون الرومسساني قسسد أثسسر بشسسكل عميسسق فسسي الفكسسر‬
‫القتصادي في العصور اللحقسسة"‪ ،‬ولعسسل اهمهسسا "فكسسرة القسسانون الطسسبيعي"‪ ،‬السستي احتلسست‬
‫مكانة هامة في الفكر القتصادي منسسذ القسسرن الثسسامن عشسسر حسستى القسسرن العشسسرين‪ ،‬والسسذي‬
‫اعتنقه المفكرين الفيزوقراطييسسن )الطسسبيعيين( والكلسسسيكيين فسسي عصسسور لحقسسة‪ .‬وهسسذا ل‬

‫‪14‬‬
‫يعني التفاق حول هذا القانون‪ ،‬ولكنسه امانسسة فسي عسسرض التاريسسخ‪ .‬كمسسا دعسوا السسى تطسسبيق‬
‫"القانون المدني‪ ،‬وقانون الشعوب‪ ،‬ونظرية العقد‪ ،‬التي تنظم العقد‪ ،‬السستي تنظسسم المعسساملت‬
‫في السوق‪ .‬وفي هذه الفكار ظهرت قدسية الملكية‪ ،‬كما يشير لها الكثير من المؤلفين‪ ،‬التي‬
‫بررت التوزيع غيسسر العسسادل للسسثروات والسسى التبسساين فسسي انعسسدام المسسساواة بيسسن المسسواطنين‪.‬‬
‫صحيح انهم لم يخلفوا تراثًا فكريًا فسسي بحسسث المشسسكلت القتصسسادية‪ ،‬لكنهسسم ايضسًا اهتمسسوا‬
‫بالزراعة واعتبروها أنبل حرفة‪ ،‬كما اعتبروا التجارة والصناعة حرفتين نبيلسستين‪ ،‬وأكسسدوا‬
‫ل علسسى‬
‫مشروعية تحقيق الربح‪ .‬وأعتقسسد ان هسسذا السستراث هسسام ومفيسسد للسسدارس والبسساحث ك ً‬
‫السواء‪.‬‬
‫ورد فسسي ص ‪ :93‬الفكسسر القتصسسادي العربسسي فسسي القسسرن الرابسسع عشسسر‪ ،‬وفيسسه قسسدم‬ ‫‪.4‬‬

‫المؤلف الفكر العربي‪ ،‬متوازنًا بدراسة المجتمع المصري )فكر المقريسسزي( والمجتمسسع فسسي‬
‫المغرب )فكر ابن خلدون(‪ ،‬وفي ملحظسة منسه يشسير فسي الهسامش بسأنه تعمسد ان ل يسدخل‬
‫الفكر العربي تحت فكسسرة "العصسسور الوسسسطى" لن العصسسور الوسسسطى‪ ،‬بمسسا ضسسمنته مسسن‬
‫مستوى حضاري "بتوافق مع نوع من التنظيم الجتماعي"‪ ...‬الى آخره من وجهسسة النظسسر‪،‬‬
‫ل الى القول "بالعصسور الوسسطى العربيسة‪ ،‬لقسي التسسليم‪ ،‬بسأن المسستوى الحضساري‬
‫وصو ً‬
‫للمجتمع العربي )بما احتواه مسسن مجتمعسسات ذات حضسسارات قديمسسة كالحضسسارة المصسسرية‪،‬‬
‫البابلية‪ ،‬الفينيقية(‪ ،‬كان ل يختلف عن المستوى الحضاري للمجتمع الوربي فسسي العصسسور‬
‫الوسطى‪ ،‬وهو ما ليس صحيحًا‪ .‬قد نتفسسق مسسع د‪ .‬دويسدار مسن انسه ل يوجسسد منهسسج او تفكيسسر‬
‫لتسليط الضوء على جانب من حقيقة تاريخية هامة من تاريخنا وفكرنا القتصادي‪ ،‬لوضع‬
‫الفلسفة السلمية والعربية وغيرها )البلدان العربية عاشت فيها شعوب عديدة ومن ديانات‬
‫متنوعة(‪ ،‬وهنالك تساؤلت عديدة‪ ،‬علينا الجابة حولها‪ ،‬ل ان نصفها بالشكل الخاطئ السسي‬
‫وضعه د‪ .‬دويدار‪) ،‬الفكر العربي في القرون الوسطى(‪ .‬وربسسط ذلسسك بالحضسسارات القديمسسة‬
‫)البابلية والمصرية( وغيرها مسن صسسينية وهنديسسة‪ ،‬وهسسذه الحضسسارات أقسسدم مسن الحضسسارة‬
‫اليونانية والرومانية‪ ،‬التي يجري البحث حولها‪ .‬كما ويشار بأن هناك تراث فكري ساد بين‬
‫نهاية القرن التاسع الميلدي ونهاية القسسرن الثسساني عشسسر مسسن سسسمرقند السسى قرطبسسة‪ ،‬وضسسم‬
‫فلسفة كانوا يكتبون غالبًا باللغة العربيسسة‪ ،‬منطلقيسسن مسسن السستراث اليونسساني )فكسسر افلطسسون‬
‫وأرسطو(‪ ،‬وبلغ هذا الفكر المناطق الحديثة بالفتسسح السسسلمي بلوغسًا متسسأخرًا مسسن الزمسسان‪،‬‬
‫وبالضافة الى المقريزي وابن خلدون‪ ،‬هنالك ايضًا الكندي والفارابي وابن رشد وابن سينا‬
‫وابن باجه وابن طفيل وغيرهم‪ .‬ول يقتصر الكلم كونهم ناقلين لهذا التراث‪ ،‬وانما تأثيرهم‬
‫الفكري بلغ الندلس والغرب‪ ،‬وتأثرت بسسه الحركسسات الصسسوفية والسسسماعيلية فسسي الشسسرق‪.‬‬
‫ونكران ما قدمته هذه الفلسفة واختصار جهودها على نقل الفلسفة الغريقية والهيلينية السسى‬

‫‪15‬‬
‫الغرب غير دقيق ومجحف‪ .‬وهنالك دلئل كثيرة على ابداعتهم ل نجد وقتسًا كافيساً للخسسوض‬
‫فيه‪ .‬اما ما يتعلق بنمط الشسسرق القسسديم وليسسس العربسسي‪ ،‬كمسسا ذهسسب اليسسه د‪ .‬دويسسدار‪ ،‬فهنالسسك‬
‫اجتهادات عديدة للمؤرخين والباحثين‪ ،‬قسم منهسسم يقتصسسرون النظسسام العبسسودي علسسى تاريسسخ‬
‫اوربسسا فقسسط واسسستبعاد انطبسساقه علسسى تاريسسخ الشسسرق القسسديم )الدنسسى والقصسسى(‪ .‬وهنسساك‬
‫طروحات أخرى تستبعد بلدانًا شرقية معينة مسسن سسسريان النظسسام العبسسودي‪ ،‬وربمسسا منهسسم د‪.‬‬
‫دويدار‪ .‬إل ان هنالك دراسات أخرى تؤيد عمومية النظام المسسذكور فسسي العصسسور القديمسسة‪،‬‬
‫وتعتبر النظام القطاعي الذي ساد الشرق القديم‪ ،‬هو شكل من أشكال العبودية‪ ،‬مسسع بعسسض‬
‫المميزات الخاصة نتيجة بقايسسا مخلفسسات المجتمعسسات البدائيسسة‪ ،‬ول يمثسسل هسسذه الدراسسات إل‬
‫الرأي الخر السسذي يرجسسح كسسون النظسسام الجتمسساعي للشسسرق القسسديم كسسان نوعسًا مسسن القنانسسة‬
‫القطاعية ‪.Selvage‬‬
‫وردت مفردات ص ‪ ،20‬حول تقسيم العمل البدائي بين الجنسين )عمسسل المسسرأة فسسي‬ ‫‪.5‬‬
‫مكان القامة وعمل الرجل في النشاطات تستلزم البعد عن هذا المكان‪ ،(..‬وفسسي ص ‪ 66‬و‬
‫‪ 67‬النشسساط الصسسناعي‪ ،‬العمسسال الجسسراء‪ ،‬ص ‪ ،75‬وفسسي مكسسان آخسسر ييسسساوي بيسسن نشسساط‬
‫التاجروالمنتج الصغير‪ ،‬مع استخدامه القوى العاملة في أكثر من مكان وليس "قوة العمسسل"‬
‫ورأس المال تستخدم في المجتمعات العبودية والقطاعية‪.‬‬
‫حول تقسيم العمل البدائي بين الجنسين‪ ،‬أميل الى رأي د‪ .‬ابراهيم كبسة‪ ،‬السذي يشسسير‬ ‫•‬
‫فيه "احتلت المرأة دورًا هامًا في المرحلة الولى من النظام العشيري بسبب شروط الحيسساة‬
‫المادية نفسها‪ ،‬إذ كانت الزراعة البدائية والتدجين البدائي )وهما اختصاص المرأة( أهم من‬
‫الصيد من الناحية القتصسسادية‪ ،‬وهسسو التقسسسيم الطسسبيعي" أي تبعسًا للجنسسس )رجسسال ونسسساء(‬
‫والسن‪ ،‬الصيد من اختصاص الرجال كما ذكرنا‪ ،‬وجني النباتات والهتمام بشؤون المنسسزل‬
‫والزراعة من اخصاص النساء‪ ،‬مما أدى الى زيادة انتاجية العمل‪.‬‬
‫فيما يتعلق ببعض المقولت او المفردات علينسسا تتبسسع آثارهسسا التاريخيسسة‪ ،‬كمسسا يقسسول‬ ‫•‬

‫ماركس‪ ،‬وهو في هذا الصدد يشير في "رأس المال" الى انه يتقضسسي تحسسول المنتسسوج السسى‬
‫سلعة قيام ظسسروف تاريخيسة خاصسة‪ ،‬فسسإذا أريسد لمنتسسوج ان يصسسبح سسسلعة يلسزم ان ل ينتسج‬
‫لغرض اشباع حاجسات المنتسج مباشسرة لشسباع حساجته السى وسسائل العيسش‪ .‬ومسن الناحيسة‬
‫الخرى‪ ،‬نرى عندما ننتقل الى البحث عن النقود ان وجودها يتفرض مسسسبقًا تطسسور تبسسادل‬
‫السلع‪ ،‬وتوفر ظروف تاريخية لوجود رأس المال‪ ،‬ينشسسأ تطسسورًا مهمسسا‪ ،‬وليسسس كسسذلك حسسال‬
‫رأس المسسال‪ ،‬إذ ل يكفسسي مجسسرد ظهسسور تسسداول السسسلع والعملسسة النقديسسة لتسسوافر الظسسروف‬
‫التاريخية الضرورية لوجود رأس المال‪ ،‬انسه ل ينشسأ إل حيسسث يجسد مالسك وسسائل النتسساج‬
‫ل حرًا‪ ،‬يعسسرض قسسوة عملسسه للسسبيع‪ ،‬وهسسذا الشسسرط التسساريخي‬
‫ووسائل العيش في السوق عام ً‬

‫‪16‬‬
‫الواحد ينطوي على تطور كامل من التاريخ العالمي‪ ،‬إذ ان بواكير رأس المال تشير بحقبة‬
‫جديدة في عملية الجتماع الجتماعي‪ .‬وهذا‪ ،‬بتقديري‪ ،‬ينعكسسس علسسى رأس المسسال التسساجر‪،‬‬
‫ن( الشراء بغية البيع بسعر أرفسسع‪ ،‬يظهسسر بصسسورة اوضسسح‬
‫حيث يقول ماركس )ن – ب – َ‬
‫في حركة رأس المسسال التجسساري‪ ،‬ومسسن جهسسة أخسسرى تتسسم هسسذه الحركسسة بكاملهسسا فسسي نطسساق‬
‫الرواج‪ ،‬ولكن نظرًا الى انه يستحيل ان نفسر بسسالرواج نفسسسه تحسسول النقسسد السسى رأس مسسال‪،‬‬
‫ل منسسذ ان يجسسري التبسسادل بيسسن أشسسياء‬
‫ونشوء قيمة زائدة‪ ،‬فرأس المال التجاري يبدو مستحي ً‬
‫متعادلة‪ ،‬ول يبدو انه يمكن ان ينتج إل مسسن الربسسح المضسساعف السسذي يجنيسسه التسسارج‪ ،‬السسذي‬
‫يتدخل كوسيط طفيلي بين منتجي البضائع بوصفهم مشسترين وبسائعين‪ ،‬وانمسسا بهسسذا المعنسى‬
‫كمسسا يقسسول بنيسسامين فرانكليسسن "ليسسست الحسسرب إل لصوصسسية‪ ،‬وليسسست التجسسارة إل خسسداعًا‬
‫وغشًا"‪ ،‬وكما يشار ان نشسسوءه جسساؤ نسستيجى اللمسسساواة فسسي تكسسوين السسسعار فسسي ممارسسسة‬
‫التبادل غير المتكافئ المنتزع من المنتجين‪ .‬كمسسا ان التجسسارة عنسسد ارسسسطو ل ترتكسسز علسسى‬
‫طبيعة الشياء وانمسا خسدا متبسادل‪ .‬وعنسد انجلسس "ان الفسرق بيسن القيمسة الواقعيسة والقيمسة‬
‫التبادلية مؤسس على هذا الواقسسع‪ ،‬وهسسو ان قيمسسة شسسيء مسسن الشسسياء تحتلسسف عسسن المعسسادل‬
‫ل"‪.‬‬
‫المزعوم الذي يعطي لقاءه في التجارة‪ ،‬وهذا يعني ان هذا المعادل ليس معاد ً‬
‫كما ان د‪ .‬دويدار يقع في خطأ عندما يسسساوي بيسسن المنتتسسج الصسسغر وعمسسل التسساجر‪،‬‬ ‫•‬
‫الول ل يبنسي انتساجه علسى اسستغلل الخريسن‪ ،‬وهسو ينتمسي السى نمسط النتساج البضساعي‬
‫البسيط‪ ،‬الذي يتمثل في "انتاج الحرفيين والفلحين"‪ .‬والتاجر ل يدخل عملية النتاج وإنمسا‬
‫يدخل كوسيط طفيلي بين منتجين‪ ،‬وبالمواصفات التي أشير لها من قبل‪.‬‬
‫من فكرة طريقة النتاج الى فكرة التكوين الجتماعي‪ ،‬ص ‪ ،294‬يعطي د‪ .‬دويسسدار‬ ‫•‬

‫بعض التصورات حول تكون الكسسل الجتمسساعي‪ ،‬اي التكسسوين الجتمسساعي‪ ،‬يشسسير للتصسسور‬
‫الول‪ ،‬المرجع فيه مؤلف اوسكار لنجه "القتصسساد السياسسسي" ترجمسسة راشسسد السسبراوي –‬
‫دار المعارف – القاهرة – ‪ – 1966‬الباب الثاني‪ ،‬والنسخة المتوفرة لسسديه لمؤلسسف اوسسسكار‬
‫لنجه المذكور هي من تعريب وتقديم الدكتور محمد سلمان حسن – طبعسسة ثالثسسة منقحسسة –‬
‫تموز ‪ – 1978‬الفصل الثاني – وفي ص ‪" 65‬فكرة النظام الجتماعي‪ :‬الساس والتركيب‬
‫الفسسوقي"‪ ،‬وفيسسه يشسسير اوسسسكار لنسسه "يطلسسق السستركيب الفسسوي ‪The Superstructure‬‬
‫لسلوب انتاج معين على ذلك الجزء مسن العلقسسات الجتماعيسة )خسسارج علقسات النتساج(‬
‫والوعي الجتماعي الذي ل غنى عنه لوجود اسلوب الناج نفسه‪ .‬ويسسدعى اسسسلوب النتسساج‬
‫وتركيبه الفوقي كلهما بالكيسسان الجتمساعي ‪ Social Formation‬او النظسام الجتمسساعي‬
‫‪ ،Social System‬كما تدعى علقات النتاج الملئمة لنظسسام اجتمسساعي معيسسن بالسسساس‬
‫القتصادي ‪ ،Economic Base‬ول يشمل التركيب الفوقي جميسسع العلقسسات الجتماعيسسة‬

‫‪17‬‬
‫الواعية‪ ،‬ول مجمسسوع السسوعي الجتمسساعي لمجتمسسع معيسسن‪ ،‬انسسه ينطسسوي علسسى تلسسك العلقسسة‬
‫الجتماعية الواعية فقط‪ ...‬الخ‪ .‬كما ويشير لنجه الى ان هذه المصسسطلحات وغيرهسسا تعسسود‬
‫الى ماركس‪ ،‬وهذا التصور لم أجسسده فسسي مؤلسسف د‪ .‬دويسسدار‪ ،‬حقيقسسة‪ ،‬الشسسكال لربمسسا يعسسود‬
‫للطبعات او الترجمة‪ .‬والنقطة الخرى بهذا الصدد تعود للسبيل او التصسسور الثسسالث‪ ،‬السسذي‬
‫أبداه المؤلف‪ ،‬ص ‪ ،298‬وهو انني لم احصل على مصادر تؤيد او تناقض ما ذهب اليه د‪.‬‬
‫ي نسخة من كتسسابه "القتصسساد المصسسري بيسسن التخلسسف‬
‫دويدار‪ ،‬يضاف الى ذلك ل توجد لد ّ‬
‫والتطسسوير" –اصسسار دار الجامعسسات المصسسرية – السسسكندرية – ‪ ،1980‬ولسسذلك سسسأترك‬
‫الموضوع جانبًا على ان أعود اليه متى توفرت المصادر‪.‬‬
‫على ما يبدو ان مؤلف د‪ .‬دويدار "القتصاد السياسي" – الجسسزء الول‪ ،‬هسسو كتسساب‬ ‫•‬

‫تدريسي للطلبة المصريين‪ ،‬حيسسث يشسسير ص ‪ 42‬فالنتسساج الزراعسسي السسذي تقسسوم بسسه عائلسسة‬
‫الفلح في ريفنا المصري‪ ..‬الخ وفي أكثر من مكان‪ ،‬فهو معني في التجربة المصرية‪.‬‬
‫الكتاب صدر عام ‪ ،1993‬وهنالك متغيرات عاصفة حصلت على السسساحة الدوليسسة‪،‬‬ ‫•‬
‫وخاصة في النظامين الرأسمالي والشتراكي‪ ،‬ودخلت مفاهيم جديدة‪ ،‬وفي ميسسادين عديسسدة‪،‬‬
‫وفي المقدمة منها القتصاد السياسي‪ .‬لم نجد اي ملمح لها في مؤلف د‪ .‬دويدار‪.‬‬
‫الستنساخ للكتاب غير جيد‪ ،‬وهنالك الكثير من العبارات غير مفهومسسة او تصسسعب‬ ‫•‬
‫القراءة‪ ،‬وبعضها مطبوع بحروف كبيرة وأخرى صغيرة يصعب قراءتها‪.‬‬
‫هذه الملحظات السريعة ل تفقد الكتاب أهميته الدراسية والجرأة في الطرح‪ ،‬رغسسم‬ ‫•‬
‫ما يكتنفها من غموض‪.‬‬

‫الخلصة‬

‫اتسم مؤلف د‪ .‬دويدار "مبادئ القتصاد السياسي" بسسالكثير مسسن القسسراءات النقديسسة للمسسدراس الفكريسسة‬
‫التي تناولها في كتسسابه‪ ،‬السسذي احتسسوى علسسى ‪ 343‬صسسفحة‪ .‬وواضسسح مسسن عرضسسنا هسسذا ان د‪ .‬دويسسدار‬
‫يحاول ان يتعارض مع بعض الراء والمفاهيم‪ ،‬مع المردسة التجارية والكلسيكية وخارج صسسفوف‬
‫المدرسة الحديسسة‪ .‬كمسسا علينسا الشسارة السى دوره الكسسبير فسي القتصساد المصسسري مسن خلل مؤلفساته‬
‫الكثيرة‪ ،‬يضاف الى منهجيته العلمية‪ ،‬إل ان اعتقادنا بذلك ل يعني ان د‪ .‬دويدار‪ ،‬وهو يطرح أفكاره‬
‫الجريئة المستمدة من تجربته المصرية‪ ،‬ل تضعه في اشكالت‪ ،‬ول يعني ان نضعه في خانة اليسسسار‬
‫المصري‪ ...‬مثسسل الشسسكال حسسول القسسرون الوسسسطى‪ ،‬وتميزهسسا عربيسًا او مصسسريًا‪ ،‬او مسسا جسسرى فسسي‬
‫الشارة اليه في الكتاب حول فكرة طريقة النتاج الى فكرة التكوين الجتماعي‪ ،‬التي نعتقدها بحاجسسة‬
‫الى عمق أكبر‪ ،‬بالشارة منه‪ ،‬ص ‪ ،302‬ومن هنا كان حرصنا على ابراز المنجيسسة السستي ابتغيناهسسا‪،‬‬
‫‪18‬‬
‫والتي ينضح باستخدامها في تحليل المواقف المحددة‪ ،‬اكثر من ابراز النتائج التي توصلنا اليها‪ ،‬رغم‬
‫حيوية هذه الخيرة‪ .‬أي انسه يطسرح أفكسساره مسن دون ان ينتظسر النتسائج‪ ،‬وهنسسا علسى مسا اعتقسسد منبسع‬
‫الخطر‪ .‬غير ان ورود هذه الفكار وغيرها ل يلغي حقيقة ان د‪ .‬دويدار كان واحدًا من القتصسساديين‬
‫المهميسسن فسسي علسسم القتصسساد‪ ،‬المسسر السسذي يجعلسسه فسسي مقدمسسة القتصسساديين السسذين اغنسسوا القتصسساد‬
‫المصري‪ ،‬الى جانب عدد من القتصاديين المصريين المرمسسوقين منسسذ السسستينات‪ .‬وهسو يمتلسك سسسعة‬
‫أفق ومعارف غنية‪ ،‬سمحت له بمعالجة عدد من المسائل القتصادية‪ ،‬ولسسو بعجالسسة‪ ،‬ولكنهسسا ل تخلسسو‬
‫منم التحليل‪ ،‬ولعل اهمها‪ ،‬القيمة ونظرية العرض والطلب‪ ،‬وطرق النتاج‪ ،‬ولكنسسي لسسم اتوصسسل السسى‬
‫اي من المدارس الفكرية ينتمي المؤلف‪ ،‬بقدر من انسسي وجسسدت ان د‪ .‬دويسسدار يسسسعى لتشسسكيل تكسسوين‬
‫اجتماعي محدد تاريخيًا‪ ،‬للمجتمع المصري‪ .‬وهو القائل في المقدمة "ل بسسد ان يكسسون لنسسا منهسسج ناقسسد‬
‫يدفع بروحنا الى ان تكون نافذة ويحمينا من وثنية الفكر إيًا كان مصدره"‪.‬‬

‫عباس الفياض‬
‫لندن‬

‫‪19‬‬

You might also like