Professional Documents
Culture Documents
فتحقيق التقوى بالورع والستقامة ،وتحقيق السنة بالتحفظ وحسن الخلق ،وتحقيق
العراض عن الخلق بالصبر والتوكل ،وتحقيق الرضا عن ال بالقناعة
والتفويض ،وتحقيق الرجوع إلى ال بالحمد والشكر في السراء واللجأ إليه في
الضراء.
فمن علت همته ارتفعت رتبته ،ومن حفظ حرمة ال حفظ ال حرمته ،ومن حسنت
خدمته وجبت كرامته ،ومن أنفذ عزمته دامت هدايته ،ومن عظمت النعمة في
عينه شكرها ،ومن شكرها استوجب المزيد من المنعم بها حسبما وعده الصادق.
وأصول المعاملت خمسة -:
طلب العلم للقيام بالمر . .1
فطلب العلم آفته صحبه الحداث سنا أو عقل أو دينا ممن ل يرجع لصل ول
قاعدة ،وآفة الصحبة الغترار والفضول ،وآفة ترك الرخص والتأويلت الشفقة
على النفس ،وآفة ضبط الوقات اتساع النظر في العلم لعلة ذي الفضائل ،وآفة
اتهام النفس النس بحسن أحوالها واستقامتها ،وقد قال ال تعالى " وان تعدل كل
عدل ل يؤخذ منها " وقال الكريم ابن الكريم يوسف ابن يعقوب صلوات ال
وسلمه عليهما "وما أبرىء نفسي إن النفس لمارة بالسوء إل ما رحم ربي".
دوام الستغفار مع الصلة على رسول ال صلى ال عليه وسلم بخلوة .4
واجتماع.
وقد قال الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي ال عنه :أوصاني حبيبي فقال :ل تنقل
قدميك إل حيث ترجو ثواب ال ،ول تجلس إل حيث تأمن غالبا من معصية ال،
ول تصطحب إل من تستعين به على طاعة ال ،ول تصطف لنفسك إل من تزداد
به يقينا وقليل ماهم ،أو كلم هذا معناه ،وقال أيضا رضي ال عنه :من دلك على
الدنيا فقد غشك ومن دلك على العمل فقد أتعبك ومن دلك على ال فقد نصحك،
وقال أيضا رضي ال عنه :اجعل التقوى وطنك ثم ل يضرك مرح النفس مالم
ترض بالعيب ،أو تصر على الذنب ،أو تسقط منك خشية ال بالغيب قلت :وهذه
الثلثة هي أصول العلل والبليا و الفات.
وقد رأيت فقراء هذا العصر ابتلوا بخمسة أشياء-:
فابلتوا بخمسة-:
واغتروا بوقائع القوم في ذلك وذكروا أحوالهم ،ولو تحققوا لعلموا أن السباب
رخصة الضعفاء ،والمقام بها بقدر الحاجة من غير زيادة ،فل يسترسل معها إل
بعيٌد من ال ،وان السماع رخصة المغلوب أو راحة الكامل وهي انحطاط في
بساط الحق إذا كان بشرطه من أهله في محله وأدبه ،وان الوسوسة بدعة أصلها
جهل السنة أو خبل في العقل ،وان التوجه لقبال الخلق إدبار عن الحق ،لسيما
قاريء مداهن أو جبار غافل أو صوفي جاهل ،وان صحبة الحداث ظلمة
وعارفي الدنيا والدين ،وقبول ارفاقهم أعظم وأعظم ،وقد قال الشيخ أبو مدين
رضي ال عنه :الحدث من لم يوافقك على طريقتك وان كان ابن تسعين سنة،
قلت :وهو الذي ل يثبث على حال ويقبل كلما يلقى إليه فيولع به ،وأكثر ما تجد
هذا في أبناء الطوائف وطلبة المجالس فاحذرهم بغاية جهدك.
وكل من ادعى مع ال حال ثم ظهرت منه إحدى خمس فهو كذاب أو مسلوب-:
ويستغنى عن ذلك بالنصاف والنصحية وهي معاملة الخوان وان لم يكن له
شيخ مرشد أو وجد ناقصا عن شروطه الخمسة ،اعتمد فيما كمل فيه ،وعومل
بالخوة في الباقي
ينبغي لك مطالعتها كل يوم مرة أو مرتين ،وأل ففي كل جمعة ،حتى تنطبع
معانيها في النفس ،ويقع تصرفك على مقتضاها ،فان فيها غنية عن كثير من
الكتب والوصايا فقد قيل إنما حرموا الوصول من تضييع الصول ،ومن تأمل ما
قلناه عرف ذلك ثم ل يزال يتعهدها قصدا للتذكر بها ،وبال التوفيق.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلم على المرسلين والحمد ل رب
العالمين