Professional Documents
Culture Documents
)حبيب ال الخوئي(
ج4
عععع ععع ععععععع عع ععع عععع ععع ععععع ع
ع عععععع
ل الرحمن الرحيم
بسم ا ّ
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
و هى الثامنة و العشرون من المختار فتي بتاب الخطتب و رواهتا فتي البحتار متن كتتاب
مطالب السؤول لمحّمد بن طلحة ،و من إرشاد الّديلمي بتغيير تطلع عليه .
طلع ، ن الخره قتتد أقبلتتت و أشتترفت بتتا ّ ن الّدنيا قد أدبرت و آذنت بوداع ،و إ ّ
أّما بعد فإ ّ
سبقة الجّنة ،و الغايتتة الّنتتار ،أفل تتتائب متتنسباق ،و ال ّ
ن اليوم المضمار و غدا ال ّأل و إ ّ
خطيئته قبل منّيته ؟ أل عامل لنفسه قبل يوم بؤستته ؟ أل و إّنكتتم فتتي أّيتتام أمتتل متتن ورائه
أجل ،فمن عمل في أّيام أمله قبل حضور أجله فقد نفعه عمله و لتتم يضتّره أجلتته ،و متتن
صرق ّ
][3
في أّيام أمله قبل حضور أجله فقد خسر عمله و ضّره أجله ،أل فاعملوا في الّرغبتتة كمتتا
تعملون في الّرهبة ،أل و إّني لم أر كالجّنة نتتام طالبهتتا ،و ل كالّنتتار نتتام هاربهتتا ،أل و
ضتتلل إلتتىق يضّره الباطل ،و متتن ل يستتتقيم بتته الهتتدى يجتّر بتته ال ّ أّنه من ل ينفعه الح ّ
ن أختتوف متتا أختتاف عليكتتم ظعن و دّللتم علتتى التتزاد ،و إ ّ
الّردى ،أل و إّنكم قد أمرتم بال ّ
اّتباع الهوى و طول المل ،فتزّودوا في الّدنيا من الّدنيا ما تجهزون » تحرزون خ « بتته
أنفسكم غدا .
ي » قد « أقول :لو كان كلم يأخذ بالعناق إلى الّرهد في الّدنيا و يضطّر إلى قال الرض ّ
عمل الخرة ،لكان هذا الكلم ،و كفى به قاطعا لعليق المال ،و قادحا زناد التعاظ و
ن اليتتوم المضتتمار و غتتدا السّتتباق و
ستتلم :أل و إ ّ
الزدجار ،و من أعجبه قتتوله عليتته ال ّ
ن فيه مع فخامة الّلفظ و عظم قدر المعنى و صادق التمثيل سبقة الجّنة و الغاية الّنار ،فا ّ
ال ّ
سلم :
و واقع الّتشبيه ،سّرا عجيبا و معنى لطيفا ،و هو قوله عليه ال ّ
سبقة الجّنة و الغاية الّنار ،فخالف بين الّلفظين لختلف المعنيين ،و لم يقل :
و ال ّ
ن الستباق إّنما يكون إلى أمر محبوب و غرض مطلوب ،و هذه صفة الجّنة ،و ليتتس لّ
سبقة الّنار ،
ل منها فلم يجز أن يقول :و ال ّ
هذا المعنى موجودا في الّنار نعوذ با ّ
ن الغاية قد ينتهى إليها من ل يسّره النتهاء و من يسّره ذلك ،
بل قال :و الغاية النار ،ل ّ
][4
ععععع
لت و) آذنت ( بالمّد أى أعلمت متتن الذان بمعنتتى العلم قتتال ستتبحانه » :و أذان متتن ا ّ
رسوله « و ) أشرف ( عليه اطلع من فوق و ) الطلع ( هو العلم يقال طلع على المتتر
ستتمنطلوعتتا علمتته كتتاطلعه علتتى افتعتتل و ض تّمر الخيتتل تضتتميرا علفهتتا القتتوت بعتتد ال ّ
ستياق و كأضمرها و ) المضتمار ( الموضتع يضتمر فيته الخيتل ،و غايتة الفترس فتي ال ّ
ستتباق كمتتا ذكتتره
سبقة ( بالضّم الخطتتر يوضتتع بيتتن أهتتل ال ّسباق ( هو المسابقة و ) ال ّ ) ال ّ
سكون و الّتحريك متتن بتتاب السّيد » ره « و ) البؤس ( الشّدة و ) ظعن ( ظعنا و ظعنا بال ّ
نفتتع ستتار و ارتحتتل و ) تجهتّزت ( المتتر كتتذا تهّيتتأت لتته و جهتتاز المّيتتت و العتتروس و
المسافر بالكسر و الفتح ما يحتاجون إليه .
ععععععع
ن و اليتتوم
سباق وردا بالّرفع و الّنصب أّما رفع المضمار فعلى كونه ختتبر ا ّ
المضمار و ال ّ
اسمها ،و أّما نصبه فعلى كونه اسما و اليوم خبرا .
و أورد بأّنه يلزم الخبار عن الّزمتتان بالّزمتتان ،إذا المضتتمار زمتتان و اليتتوم كتتذلك فلتتو
اخبر عنه باليوم فكان ذلك اخبارا بوقوع الّزمان في الّزمان ،فيكون الّزمان محتاجتتا إلتتى
زمان آخر و هو محال .
و اجيب بمنع استلزام الخبار بالزمان عن الّزمان كون الّزمان محتاجا إلى زمان آخر إذ
رّبما يخبر عن بعض أجتتزاء الّزمتتان بالّزمتتان لفتتادة الجزئّيتتة ل بمعنتتى حصتتوله فيتته و
المضمار لّما كان عبارة عن الّزمان الذي يضتتمر فيتته الخيتتل ،و هتتو زمتتان مخصتتوص
ح الخبار عنه باليوم .
لتقّيده بوصف مخصوص ص ّ
ن ضتتمير شتتأن
ستتباق فاّمتتا علتتى كتتونه مبتتتدء متتؤخرا و غتتدا ختتبره و استتم ا ّ
و أّما رفع ال ّ
ن و يحتاج حينئذ إلى تقدير المضاف أى غدا وقت مستتر ،أو علي جعله خبر ا ّ
][5
عععععع
ن هذه الخطبة من فقرات خطبة طويلتتة خطتتب بهتتا ن المستفاد من شرح البحرانى أ ّ اعلم أ ّ
يوم الفطر و سيجيء أّولها فتتي الكتتتاب ،و هتتي الخطبتتة الّرابعتتة و الربعتتون المصتّدرة
صدوق ل برواية ال ّ
ل غير مقنوط من رحمته ،و نذكر تمامها هناك إنشاء ا ّ بقوله :الحمد ّ
فانتظر .
ي عليها مع كونها بعدها ،لما سبق من اعتذاره في خطبة الكتتتاب متتن و إّنما قّدمها الّرض ّ
أّنه ل يراعى الّتتالي و الّنسق و اّنما يراعى الّنكت و اللمع ،و كيف كان فمدار متتا ذكتتره
هنا على الّتزهيد في الّدنيا و الّترغيب في الخرة فأشتار أّول إلتى عتدم جتتواز الّركتتون و
العتماد على الّدنيا بقوله :
ضتتى أحوالهتتان التّدنيا قتتد أدبتترت و آذنتتت بتتوداع ( و أشتتار بادبارهتتا إلتتى تق ّ
) أّما بعد فا ّ
سلم في صلة و ال ّل أحد أحد شيئا فشيئا كما قال عليه ال ّ الحاضرة و شهواتها الموجودة لك ّ
الّديوان المنسوب إليه :
][6
شارح البحراني :و لّما كانت الختترة عبتتارة عتتن التّدار الجامعتتة للحتتوال التتتي
و قال ال ّ
يكون النسان عليها بعد الموت من سعادة و شقاوة و لّذة و ألم ،
ضي العمر مقّربا للوصول إلى تلك الّدار و الحصول فيما يشتمل عليه متتن خيتتر و كان تق ّ
أو شّر ،حسن إطلق لفظ القبال عليها مجازا ثّم نّزلها لشرفها على الّدنيا في حال إقبالها
منزلة عال عند سافل فأسند إليها لفظ الشراف ،و لجل إحصاء العمتتال الّدنيويتتة فيهتتا
منزلة عالم مطلع فاطلق عليها لفظ الطلع .
أقول :و الى هذا المعنى اشير في الحديث القدسي :يتتابن آدم المتتوت يكشتتف أستترارك و
القيامة يتلو أخبارك ،و الكتاب يهتك استارك الحديث .
ثّم نّبه على وجوب التهّيأ بذكر ما يسير إليه و هو الجّنة و ما يصار إليه و هو الّنار بقتتوله
سباق ( أراد بتتاليوم م تّدة العمتتر الباقيتتة و أطلتتق استتمن اليوم المضمار و غدا ال ّ ) :أل و إ ّ
ستبقة
ن النسان في تلك المّدة يستعّد بالّتقوى و العمتل الصتالح لل ّ المضمار عليها باعتبار أ ّ
ن الفرس يستعّد بالّتضمير إلى سبق مثله . ل و الّتقّرب إلى حضرته كما أ ّ إلى لقاء ا ّ
ن من كان أكثر استعدادا و أقطع لعليق الّدنيا عن قلبه لم يكتتن لتته بعتتد المتتوت
بيان ذلك أ ّ
ل.
ل و مانع عن إدراك رضوان ا ّ عايق عن الوصول إلى ا ّ
ستابقين
و من اشرب قلبه حب التّدنيا و افتتنتت بهتا ل يمكتن لته الوصتول التى درجتات ال ّ
ل استتتعدادا متتن هتتؤلء و أشتّد علقتتة
الّولين و النيل الى مراتب المقّربين ،و من كان أق ّ
سالفة :
سلم في بعض كلماته ال ّ صرين كما قال عليه ال ّ
للدنيا ،كان من الّتالين المق ّ
ستتبقة الجّنتتة يستتتبق
صر فتتي الّنتتار هتتوى و ال ّ
ساع سريع نجى و طالب بطىء رجى و مق ّ
سريع و الغاية الّنار يصير اليها الّتالى الوضيع .
ساع ال ّ
اليها ال ّ
][7
ثّم أمر بالّتوبة قبل الموت و إدراك الفوت بقوله ) :أفل تائب من خطيئته قبتتل منّيتتته ( إذ
بالّتوبة يتخلى الّنفس عن الرذايل و تستعّد للّتحلية بالفضايل ،فل تنتظروا بالّتوبة غدا فا ّ
ن
ل فيها يغدو و يروح . دون غديو ما و ليلة قضاء ا ّ
لت
سوء بجهالة ثّم يتوبون من قريب فتاولئك يتتوب ا ّ ل لّلذين يعملون ال ّ
و إّنما الّتوبة على ا ّ
ستتيآت حّتتتى إذا حضتتر ل عليما حكيمتتا ،و ليستتت الّتوبتتة لّلتتذين يعملتتون ال ّ
عليهم و كان ا ّ
أحدهم الموت قال إّنى تبت الن و ل اّلذين يموتتتون و هتتم كّفتتار اولئك اعتتتدنا لهتتم عتتذابا
اليما .
) أل عامل لنفسه قبل يوم بؤسه ( عمل ينجيه من البأس و العذاب و يفضيه إلى الّراحة و
حسن الّثواب ،و هو التيان بالطاعات و النتهاء عن المنهّيات .
) أل و إنكم في أّيام أمل من ورائه أجل فمن عمل ( لنفستته ) فتتي اّيتتام أملتته قبتتل حضتتور
ل به ،و يكتتون حتتاله بعتتدأجله فقد نفعه عمله ( الذي اكتسبه ) و لم يضّره أجله ( الذي ح ّ
موته حال الغايب الذي قدم على وطنه و أهله ) و من قصتتر فتتي أيتتام أملتته قبتتل حضتتور
أجله ( و فرط في طاعة ربه و الّتزود لخرته ) فقد خسر عمله ( التتذي عملتته ) و ض تّره
أجله ( الذي حّله و يكون حاله بعد موته حال البق الذي قدم به على موله .
يخشى على من يخلفه الفقر و يأمنه على نفسه ،فيفنتى عمتتره فتتي منفعتة غيتره ،و آختر
ل ت شتتيئا
عمل في الّدنيا لما بعدها ،فجائه له من الّدنيا بغير عمله فأصتتبح ملكتتا ل يستتال ا ّ
فيمنعه .
) أل فاعملوا في الّرغبة كما تعملون في الّرهبة ( و هو تنتتبيه علتتى وجتتوب الّتستتوية فتتي
ل عتن نّيتة
العمل بين حال المن و الختوف و حالتتة الّرختاء و الشتّدة ،و ل يكتون ذلتك إ ّ
لت و العتتراض عتتن صادقة و عبوّدية خالصة و فيه إشعار بالّتوبة على الغفلة عن ذكر ا ّ
عبادته في حال اللذات الحاضرة و الخيرات الواصله و اللجأ إليه و الفزع
][8
منه عند الحوادث الهايلة و المصايب النازلة .
و فيه شميمة التعجب من جمع الموقن بالجّنة و بين عمله بما في الجّنة من تمتتام الّنعمتة و
بين تقصيره عن طلبها بما يؤّدى إليها متن صتالح العمتال و كريتم الفعتال و متن جمتع
الموقن بالّنار بين علمه بما فيها من تمتتام الّنقمتتة و بيتتن الغفلتتة عتتن الهتترب منهتتا إلتتى متتا
يخلص عنها .
ق( ق كاسب للمنفعة و الباطل جالب للمضتّرة ) و إّنته متن لتم ينفعته الحت ّ ن الح ّ
) أل ( و إ ّ
لعراضه عنه و عدم سلوكه سبيله ) يضتّره الباطتتل ( التتذي وقتتع فيتته و يستنصتتر بتته ل
ضتتلل ( و ظلمتتة محالة ) و من ل يستقم به الهدى ( و نتتور العلتتم و العرفتتان ) يجّربتته ال ّ
الجهل ) الى الّردى ( و الخذلن .
لت
ستعى التى رضتوان ا ّ لت و ال ّ
سلوك إلتتى ا ّ) أل و إنكم قد امرتم بالظعن ( و الّرحيل و ال ّ
ستلوك و المهّييء للوصتول التى حظيترة ستير و ال ّ) و دللتم على التّزاد ( المقتّوى علتى ال ّ
سداد و ذخيرة المعاد كما قال سبحانه و تعالى » : القدس ،و هو الّتقوى الذي هو مفتاح ال ّ
ن أخوف ما أخاف عليكم ( من امور الّدنيا اثنتتتان ن خير الّزاد التقوى « ) و إ ّ و تزّودوا فا ّ
شتتاغل عتتن ،احداهما ) اّتباع الهوى ( القائد إلتتى التّردي ) و ( الثانيتتة ) طتتول المتتل ( ال ّ
الخرة ) فتزّودوا في الّدنيا من الّدنيا ( بالعلم و العمل .
][9
و أما العمل فلّنه عبارة عن حركات و سكنات مستلزمة لهيئآت مخصوصتتة و هتتي إّنمتتا
ل ذلك من الّدنيا في الّدنيا ،و كيف كان فهما زادان
تحصل بواسطة هذا البدن أيضا ،و ك ّ
ل سبحانه فليتزّود منهما ) ما تحرزون به أنفسكم غتتدا ( و تحفظونهتتا متتن
موصلن إلى ا ّ
عذاب الّنار و من غضب الجبار .
ععععع
فأقول :قال في الرشاد :من كلم أمير المؤمنين متتا اشتتتهر بيتتن العلمتتاء و حفظتته ذووا
ن الختترة قتتد أقبلتتت و
ن الّدنيا قد ادبرت و آذنت بتتوداع ،و إ ّ
الفهم و الحكماء :أما بعد فا ّ
سبقة الجنة و الغاية النتتار ألسباق ،و ال ّ
ن المضمار اليوم و غدا ال ّ أشرفت باطلع أل و إ ّ
لت عملتته لتتم يضتّره املتته ،و
و إنكم في أّيام مهل من ورائه أجل يحّثه عجل فمن أخلص ّ
من أبطأ به عمله في أيام مهله قبل حضور أجله فقد خسر عمله و ضّره أمله .
ل و اجمعوا معها رهبتتة ، أل فاعملوا في الّرغبة و الّرهبة فان نزلت بكم رغبة فاشكروا ّ
لت قتتد تتتأذن للمحستتنين
نا ّ
لت و اجمعتتوا معهتتا رغبتتة ،فتتا ّ
و إن نزلت بكم رهبة فاذكرو ا ّ
بالحسنى و لمن شكر بالّزيادة و ل كسب خير من كسبه ليوم تتّدخر فيتته التذخاير و يجمتتع
سرائر .
فيه الكباير و تبلى فيه ال ّ
و إّنى لم أركالجّنة نام طالبها و ل مثل الّنتتار نتتام هاربهتتا ،أل و إّنتته متتن ل ينفعتته اليقيتتن
شك ،و من ل ينفعه حاضر لّبه و رأيه فغائله عنه أعجتتز ،أل و إنكتتم قتتد أمرتتتم لضّره ال ّ
ن أخوف ما أخاف عليكم اثنان :اتباع الهوى و طول المل ظعن و دللتم على الّزاد و إ ّ بال ّ
ق و طول المل ينسى الخرة . ،لن اتباع الهوى يضّد عن الح ّ
] [ 10
ن اليتتوم عمتتل و ل
فكونوا ان استطعتم من أبناء الخرة و ل تكونوا متتن أبنتتاء التّدنيا ،فتتا ّ
حساب و غدا حساب و ل عمل
ععععع ع ععععع
في ذكر طايفة من الحاديث المنّبهة عن نتتوم الغفلتتة و المزّهتتدة عتتن التّدنيا المّرغبتتة فتتي
الخرة .
ل مرقتتده باستتناده عتتن محّمتتد بتتن مستتلم بتتن
مثل ما رواه محّمد بن يعقوب الكليني عطر ا ّ
ل عّز و ج ت ّ
ل ى العمال أفضل عند ا ّ سلم أ ّي بن الحسين عليهما ال ّل قال :سئل عل ّ
عبيد ا ّ
ل أفضل من بغض التّدنيا ،فتتا ّ
ن ل تعالى و معرفة رسول ا ّ قال :ما من عمل بعد معرفة ا ّ
ل به الكبر معصية ابليس ل عّز و ج ّ لذلك شعبا كثيرة و للمعاصى شعب فأّول ما عصى ا ّ
ل حين أبى و استكبر و كان من الكافرين . لعنه ا ّ
لت لهمتتا » :كل متتن حيتتث شتتئتما و ل ثّم الحرص و هى معصية آدم و حّواء حين قتتال ا ّ
تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين « فأختتذا متتا ل حاجتتة بهمتتا إليتته فتتدخل ذلتتك علتتى
ذّريتهما إلى يوم القيامة فلذلك ان أكثر ما يطلب ابن آدم ما ل حاجة به إليه .
ب النساء و حتتبّ ثّم الحسد و هي معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله فتشّعب من ذلك ح ّ
ب العلتّو و حت ّ
ب ب الكلم و حت ّب الّراحة و حت ّ ب الّرياسة و ح ّالدنيا » الدينار خ ل « و ح ّ
ب التّدنيا فقتالت النبيتاء و العلمتتاء بعتتد
ن فتتي حت ّ
الثروة فصرن سبع خصال فاجتمعن كّله ّ
ل خطيئة و الّدنيا دنيا آن :ب الّدنيا رأس ك ّ
معرفة ذلك :ح ّ
] [ 11
سلم قال :مّر عيسى بتتن مريتتم علتتى ل عليه ال ّو باسناده عن مهاجر السدي عن أبيعبد ا ّ
ل بستتخطة و لتتو متتاتوا
قرية قد مات أهلها و طيرها و دواّبها ،فقال :أما اّنهم لم يموتوا إ ّ
متفرقين لتدافنوا .
فقال عيسى بالليتتل علتتى شتترف متتن الرض فقتتال :يتتا أهتتل هتتذه القريتتة ،فأجتتابه منهتتم
ل و كلمته فقال :و يحكم ما كانت أعمالكم ؟ قال : مجيب :لبيك يا روح ا ّ
قال :الطاعة لهل المعاصى ،قال :كيف كان عاقبة أمركم ؟ قال :بتنا ليلة في عافيتتة و
أصبحنا في الهاوية .
جين :قال :جبال متتن جمتتر توقتتد علينتتا جين ،قال :و ما س ّقال :و ما الهاوية ؟ قال :س ّ
إلى يوم القيامة ،قال ،فما قلتم و ما قيل لكتم ؟ قتال :قلنتا :رّدنتا إلتى التّدنيا فنزهتد فيهتا
لت و كلمتته قيل :لنا كذبتم قال :ويحك كيف لم يكّلمني غيرك من بينهم ؟ قال :يتا روح ا ّ
اّنهم ملجمون بلجام من نار بأيدى ملئكة غلظ شداد ،و إّنى كنت فيهم و لم أكن منهتتم ،
فلما نزل العذاب عّمنى معهم ،فأنا معّلق بشعرة على شفير جهّنم ل أدرى اكبكب فيهتتا أم
أنجو منها .
] [ 12
ستتلم :إنّ ي بن الحسين عليه ال ّ سلم قال :قال عل ّ و عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه ال ّ
ل واحتتدة منهمتتا بنتتون ،
ن الختترة قتتد ارتحلتتت مقبلتتة ،و لكت ّ الّدنيا قد ارتحلت متتدبرة و إ ّ
فكونوا من أبناء الخرة و ل تكونوا من أبناء الّدنيا .
أّما الليل فصاّفون أقدامهم تجري دموعهم على خدودهم يجتتأرون إلتتى رّبهتتم يستتعون فتتي
فكاك رقابهم و أّما الّنهار فحكماء علماء بررة أتقياء ،كأّنهم القداح قد بريهم الختتوف متتن
العبادة ينظر إليهم الّناظر فيقول :مرضى و ما بالقوم متتن متترض أم خولطتتوا فقتتد ختتالط
القوم أمر عظيم من ذكر الّنار و ما فيها .
و من عيون أخبار الّرضا عن أبيه عن سعد عن ابن هاشم عن ابن المغيرة قال :
سلم يقول
سمعت الّرضا عليه ال ّ
ععععععع
] [ 13
پس از حمد خدا و درود بر خاتم انبيا پتتس بتحقيتتق كتته دنيتتا رو گردانيتتده و اعلم كتترده
بوداع و فراق ،و بدرستيكه آخرت رو آورده و مشتترف شتتده استتت بظهتتور و اطلع ،
آگاه باشيد كه امروز كه زمان مدت عمر است وقت كداختن بدنست و رياضات نفستتانيه
بأعمال صالحه ،و فردا كتته روز قيتتامت استتت پيشتتى جستتتن استتت و ترقتتى نمتتودن در
درجات عاليه ،و پيش برد اهل آن سرا بهشت جاويدانست ،
پس آيا هيچ توبه كننده نيست از گناهان خود پيتش از رستيدن مترگ ؟ و آيتا هيتچ عمتل
كننده نيست پيش از روز سختى و شدت ؟ آگاه باشيد بدرستيكه شما هستتتيد در روزكتتار
اميدوارى كه از عقب اوست مرك و گرفتارى ،پس هر كه عمل كند در روزهاي اميتتد
خود پيش از حضور اجل او پس بتحقيق كه زيان نبخشد او را عمل او و ضرر نرستتاند
او را اجل او .
آگاه باشيد پس عمل نمائيد در زمان فراغت و رغبت همچنتتانكه عمتتل ميكنيتتد در زمتتان
خوف و خشيت ،بدانيد و آگاه باشيد بدرستيكه من نديدم نعمتى همچو بهشت كه بخوابتتد
طالب او ،و نه نقمتى مانند آتش سوزنده كه بخوابد گريزنده او ،بدانيتد بتحقيتق كستيكه
سود نرساند او را حق و راستى زيان رستتاند او را باطتتل و ناراستتتى ،و هتتر كتته بتتراه
راست نيارد او را هدايت بكشد او را گمراهى بچاه هلكت .
آگاه باشيد بدرستيكه شما امر كرده شدهايد برفتن جانب خداونتتد احتتديت و دللتتت كتترده
شدهايد بر ذخيره و توشه اين طريقت ،و بدرستيكه ترستناكترين چيزيكته مىترستم بتتر
شما متابعت خواهشات نفسانيه است ،و درازى اميد بزخارف دنيويه ،توشه بتتر داريتتد
در دنيا از دنيا آن مقدارى كه با آن چيزيكه بتوانيتتد نگتته بداريتتد بتتا آن نفستتهاى ختتود را
فردا .
] [ 14
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
ضحاك بتتن و هى التاسعة و العشرون من المختار فى باب الخطب خطب بها في غارة ال ّ
قيس على ما تعرفها تفصيل و قد رواها في شرح المعتتتزلي متتن ثقتتة الستتلم محّمتتد بتتن
شيخ و ارشاد المفيتتد ،و الشتتيخ يعقوب الكليني و العلمة المجلسي في البحار من امالى ال ّ
السعيد أبو المنصور احمد بن علي الطبرسي في كتتتاب الحتجتتاج بتتاختلف كتتثير تطلتتع
سيد فتتي الكتتتاب و هتتو قتتوله أّيهتتا الّنتتاس المجتمعتتة
عليه بعد الفراغ من شرح ما اورده ال ّ
صلب ،و فعلكم يطمتتع فيكتتم العتتداء ، صم ال ّ
أبدانهم المختلفة أهوائهم ،كلمكم يوهي ال ّ
تقولون في المجالس كيت و كيت ،فإذا جاء الجهاد قلتم حيدي حياد ،ما عّزت دعوة متتن
دعاكم و ل استراح قلب من قاساكم ،أعاليل بأضاليل ،و سألتموني الّتطويل ،
و ل أطمع في نصركم ،و ل أوعد العدّو بكم ،ما بالكم ما دوائكم ما طّبكم ،القوم رجتتال
ق. أمثالكم ،أقول بغير علم ،و غفلة » و عّفة خ « من غير ورع ،و طمعا في غير ح ّ
] [ 15
ععععع
ق و اوهتتاه شتّقه و ) الصتّم ( وضعف و وهتتى الحجتتر و الستتقاء كتتوقي انشت ّ) الوهي ( ال ّ
صلب ( من أوصاف الحجر و الصخرة الصماء التي ليس فيها صدع و ل خرق ) و ) ال ّ
شتارح المعتتزلي كلمتة يقولهتا كيت و كيت ( كنايتة عتن القتول و ) حيتدي حيتاد ( قتال ال ّ
الهارب الفاّر و هي نظير قولهم :فيحى فياح اي اّتسعى ،و أصتتلها متتن حتتاد الشتتيء أي
شارح البحراني حياد اسم للمغارة و المعنى اعدلى عنا أيتهتتا الحتترب ،و انحرف و قال ال ّ
حى مّرتين بلفظين مختلفين . يحتمل أن يكون من اسماء الفعال كنزال فيكون قد امر بالتن ّ
ي فعال المبنى على أربعة أضرب :الول استتم فعتتل كنتتزال أقول :قال نجم الئمة الّرض ّ
صفة المؤنثتتة و لتم يجىء فتي المتتذكر و الثانى المصدر نحو ل مساس أي لمس الثالث ال ّ
جميعها يستعمل من دون الموصوف و هتي بعتد ذلتتك علتتى ضتتربين :إمتا لزمتتة للّنتتداء
سماعا نحو يالكاع اي لكعاء و يا فساق و يا خبتتاث اي يتتا فاستتقة و يتتا خبيثتتة و أمتتا غيتتر
لزمة للّنداء و هي على ضربين .
أحدهما ما صار بالغلبة علما جنسّيا كاسامة و جعتل متن هتذا القستم حلق و جبتاذ للمنيتة
صتتت بجنتتس المنايتتا وكانت في الصل صفة لكل ما تحلق عامة و تجبذأى تجذب ثّم اخت ّ
فشاش و صمام و حياد للداهية لّنها تفش اي تخرج ريح الكبر و تحيداي تميل سّميت بها
تفول و تصم اي تشتّده يقال فشاش فشيه من استه الى فيه اي اخرجى ريح الكبر منه متتن
استه مع فيه و يقال حيدي حياد أي ارجعى يا راجعة و يقال صّمى صتتمام اي اشتتتّدي يتتا
شّدة و أبقى على شّدتك و فياح للغارة يقولون فيحى فياح اي اّتسعى شديدة اي زيدي في ال ّ
يا مّتسعة على تأويل صّمى صمام .
قال فهذه و امثالها أعلم للجنس بدليل وصفها بالمعرفة نحو حنتتاذ الطالعتتة و لتتو لتتم يكتتن
معارف لم يجز حذف حرف الّنداء معها في نحو فشاش فشيه و حيدي حياد .
لزمة للّنداء ما بقى على وصفّيتها نحتتو قطتتاط اي قاطتتة ،و ضرب الّثاني من غير ال ّ
و ال ّ
شخصتتية و جميتتع ألفاظهتتا
لزام اي لزمة ،و بداد اي متبّددة متفّرقتتة و الرابتتع العلم ال ّ
مّؤنثة و إن كان المسّمى بها مذكرا ايضا نحو لصاف منزل من منازل بني
] [ 16
تميم و خصاف فحل و حضتتار كتتوكب و ظفتتار مدينتتة و قطتتام استتم امتترأة إلتتى آختتر متتا
ذكره .
ن حياد علم ل ذكر هذا القدر و قد تحصل منه أ ّ خصناه بطوله لعدم اقتضاء المجال إ ّو قد ل ّ
شارح البحراني متتن جعلهتتا علمتتا للغتتارة او
جنس للداهية فعلى ما ذكره بطل ما تّوهمه ال ّ
اسم فعل كنزال .
و ) عز ( فلن بالّزاء المعجمة المشّددة قوى بعتتد ذلتتة و ) قاستتاه ( كابتتده و ) اعاليتتل ( و
) اضاليل ( قال البحراني :جمع أعلل و أضلل و هما جمع عّلة اسم لما يتعلتتل بتته متتن
ضتتلل و ) المطتتول ( كصتتبور كتتثير المطتتال ،و هتتو مرض و غيره و ضلة اسم متتن ال ّ
تطويل الوعد و تسويفه و ) الضّيم ( الظلم ،و في بعض الّنسخ بدل تمنعون تمّتعون على
الّتفعتتل بحتتذف إحتتدى الّتتتائين أى تنتفعتتون و ) الخيتتب ( أش تّد خيبتتة و هتتي الحرمتتان و
سهم المكسور الفوق و هو موضع التتوتر منتته و ) الّناصتتل ( التتذي ل نصتتل ) الفوق ( ال ّ
فيه و ) غفلة ( في بعض الّنسخ عّفة بدله .
ععععععع
كلمة كيت ل تستعمل إل مكررة بواو العطف ،و هي مبنّية لوقوعها موقع الجملتتة الغيتتر
المستحقة للعراب .
قيل :يجوز خلّو الجمل عن العراب و البنتاء لنهمتا متتن صتفات المفتردات و ل يجتتوز
خلّو المفرد عنهما فلما وقع المفرد ما ل إعتتراب لتته فتتي الصتتل و ل بنتتاء و لتتم يجتتز أن
يخلو أيضا عنهما مثله بقى على الصل الذى ينبغي أن تكون الكلمات عليتته و هتتو البنتتاء
إذ بعض المبنّيات و هو الخالى عن التركيب يكفيه عريه عن سبب العتتراب فعريتته عتتن
سبب العراب سبب البناء كما قيل عدم العّلة عّلة العدم .
] [ 17
ن العراب المحلى في الجملة عارض فلم يعتدبه و كيف كتتان فبنائهتتا علتتى الفتتتح قيل :إ ّ
أكثر لثقل الياء كما في أيتن و كيتف و لكونهتا فتي الغلتتب كنايتتة عتن الجملتة المنصتتوبة
المحل ،و يجوز بنائها على الضّم و الكسر أيضا تشبيها بحيث و جيتتر و حيتتاد و امثالهتتا
مبنّية على الكسر .
ن الكلمتتة المبنّيتتة
ى :و أّما العلم الجنسية فكان حّقهتتا العتتراب ل ّقال نجم الئمة الّرض ّ
إذا سمى بها غيتتر ذلتتك اللفتتظ وجتتب إعرابهتتا كمتتا يستّمى بتتاين شتتخص لكّنهتتا بنيتتت ل ّ
ن
العلم الجنسّية أعلم لفظية ،فمعنى الوصف بتتاق فتتي جميعهتتا إذ هتتي أوصتتاف غالبتتة
انتهى .
و في اسناد عزت إلى الّدعوة توسع ،و أعاليل خبر مبتدء محذوف ،و بأضتتاليل متعلقتتة
بأعاليل نفسها أى إذا دعوتكم إلى القتال تعللتم و هي أعاليل بالضاليل التي ل جدوى لهتتا
.
و دفاع إّما منصوب بحذف الجار تشبيها لدفاعهم بتتدفاع ذى التّدين ،أو مرفتتوع استتتعارة
لدفاعهم ،و المغرور مبتدء و من خبره ،و هو أولى من جعله خبرا مق تّدما و متتن مبتتتدء
لكونه أبلغ في إثبات الغرور لمن اغتّربهم من حيث إفادته الحصر دون العكتتس ،و قتتول
و غفلة و طمعا منصوبات بالفعال المقّدرة
عععععع
صتتة الحكميتتن و
ضتتحاك بتتن قيتتس بعتتد ق ّ
سبب في هذه الخطبة هتتو غتتارة ال ّن ال ّ
قد أشرنا أ ّ
عزمه على المسير الى الشام و ذلك على ما روى في شرح المعتزلي و غيره متتن كتتتاب
الغارات لبراهيم بن محّمد الّثقفى باختصار مّنا هو :
ن علّيا بعد واقعتتة الحكميتتن تحمتتل إليتته مقبلهتتا لتته ذلتتك فختترج متتن
ن معاوية لما بلغه أ ّ
أّ
ن علّيا قدساء إليكم فاجتمع إليه الّنتتاس شام فصاح فيها أ ّدمشق معسكرا و بعث إلى كور ال ّ
ل كورة و أرادوا المسير إلى صّفين . من ك ّ
] [ 18
ي و أصتحابه و هتل يقبتتل فلم يزل معاوية معسكرا في مكتانه منتظتترا لمتتا يكتون متن علت ّ
ن علّيتتا قتتد قتتتل اولئك الختتوارج و أّنتته أراد بعتتد
بالّناس أم ل ،فما برح حّتى جاء الخبر أ ّ
قتلهم أن يقبل بالّناس و أّنهم استنظروه و دافعوه فسّر بذلك هو و من قبله من الّناس .
ضحاك بن قيس الفهري و قال له :سر حّتى تمر بناحيتتة الكوفتتة فعند ذلك دعى معاوية ال ّ
ي فتأغر عليته و إن و ترتفع عنها ما استطعت ،فمن وجدته من العتراب فتي طاعتة علت ّ
وجدت له مسلحة أو خيل فاغر عليها و إذا أصبحت في بلدة فامس في اخرى و ل تقيم ت ّ
ن
لخيل بلغك أّنها قد سرحت إليك لتلقاها فتقاتلها .
ضحاك فنهتتب المتتوال و قتتتل متتن فسّرحه فيما بين ثلثة آلف إلى أربعة آلف ،فأقبل ال ّ
لقى من العراب حّتى مّر بالّثعلبية فأغار على الحاج فأخذ أمتعتهم ،ثّم أقبل فلقى عمتترو
ل ت فقتلتته
ل بن مسعود صاحب رسول ا ّ بن عميس بن مسعود الّذهلي و هو ابن أخى عبد ا ّ
سلم إلى ي عليه ال ّ
في طريق الحاج عند القطقطانة و قتل معه ناسا من أصحابه فخرج عل ّ
الّناس و هو يقول على المنبر :
يا أهل الكوفة اخرجوا إلى العبد الصالح عمرو بن عميس و إلتتى جيتتوش لكتتم قتتد اصتتيب
منهم طرف آخر اخرجوا فقاتلوا عدّوكم و امنعوا حريمكم إن كنتم فاعلين .
ل ثمانيتتة
ن لى بكت ّل لوددت إ ّ فرّدوا عليه رّدا ضعيفا و رأى منهم عجزا و فشل فقال :و ا ّ
ل ما أكتتره لقتتاء رّبتتى
منكم رجل منهم و يحكم اخرجوا معي ثّم فّروا عني ما بدا لكم فو ا ّ
على نيتي و بصيرتي و في ذلك لي روح عظيتم و فترج متن مناجتاتكم و لّمتا رأى تثاقتل
أصحابه و تقاعدهم عنه خطبهم بهذه الخطبة فقال :
) أّيها الّناس المجتمعة أبدانهم المختلفتتة أهتتوائهم ( و المتفّرقتتة آرائهتتم ) كلمكتتم يتتوهي (
صلبة التي هي كالحجارة أو أشّد قسوة ، صلب ( أى الضعيف القلوب ال ّ صم ال ّ
الجبال ) ال ّ
ن ورائه بأسا و نجدة ) و فعلكم يطمع فيكم العداء ( أراد بتته تختتاذلهم سامعون أ ّ
ن ال ّ
و يظ ّ
عن الجدال و تقاعدهم عن
] [ 19
القتال ) تقولون في المجالس ( إذا حنيتم و أنفسكم ) كيتتت و كيتتت ( اى ستتنغلب عتتدّونا و
ل لهم مّنا و نحو ذلك ) و إذا جاء الجهاد ( و شاهدتم النجاد ) قلتمنقتل خصومنا و ل مح ّ
حيدى حياد ( و كنتم كالحمرة المستنفرة فّرت من قسورة .
) ما عّزت دعوة من دعتتاكم و ل استتتراح قلتتب متتن قاستتاكم ( يعنتتى متتن دعتتاكم لتتم يعتتز
بدعوته من ذلته ،و من قاساكم لم يسترح قلبه من تعبه و إذا دعوتكم إلى الجهاد و القتتتال
تعللتم بامور و هتتي ) أعاليتتل ( باطلتتة ) بأضتتاليل ( ل جتدوى لهتتا و ل طتتائل تحتهتتا ) و
ل ذلك ّذبتتا عنكتتم و دفاعتتا عتتن أنفستتكم ) كتتدفاع ذي سألتموني ( الّتأخير ) و التطويل ( ك ّ
الّدين المطول ( عن نفسه المماطل لدينه اللزم له ) ل يمنع الضيم الّذليل ( الحقير ) و ل
ى دار ) بعتتدى دار ( أو عتتن ا ّ ل بالجتتّد ( و الجتهتتاد و الّتشتتمير فتتي ) ا ّ
قا ّ
يتتدرك الحتت ّ
داركتتم ( التتتي أنتتتم عليهتتا و هتتو العتتراق أو دار الستتلم التتتي ل نستتبة لغيرهتتا إليهتتا
ى امام بعدى تقتتاتلون ( ) تمنعون ( عدّوكم إذا أخرجوكم عن دياركم و مساكنكم ) و مع أ ّ
خصومكم إذ تركتم القتال و نئيتم عنه بجانبكم .
ل ) من غرر تموه ( حيث اغتّربكم مع كثرة ما يشاهد منكم متتن ل(إ ّليس ) المغرور و ا ّ
خلف المواعيد و الّتثاقل عن الجهاد و ما يصدر عنكم من أفعال الرذول الوغتتاد ) و متتن
فاز بكم فقد فاز بالسهم الخيب ( إخبار عن سوء حال من كانوا حزبه و من يقاتتتل بهتتم و
سهم الخيب التي ل غنتتم لهتتا فتتي المستتير
الّتعبير عن البتلء بهم بالفوز على التهكم و ال ّ
كالثلثة المسّماة بالوغاد أو التي فيها غرم كالتي لم تخرج حّتى استوفيت أجزاء الجزور
فحصل لصاحبها غرم و خيبة .
سهام الخايبتتة
و قد شّبه نفسه و خصومه باللعبين بالميسر و شّبه فوزه بهم بالفوز بأحد ال ّ
سهم بصفة الخيب و اطلق الفوز هنا مجتتاز شبه استعار لهم لفظ ال ّ
فلجل ملحظة هذا ال ّ
سيئة جزاء ضّدين على الخر مثل تسمية ال ّ من باب اطلق أحد ال ّ
] [ 20
ستتهام و
) و من رمى بكم فقد رمى بأفوق ناصل ( شتّبه إرستتالهم فتتي الحتترب بتتالّرمى بال ّ
صصتتهم سهم من الفتوق و استتعار لفتتظ الّرمتى لمقتتاتلته بهتتم ثتم خ ّ
استعارلهم أوصاف ال ّ
سهم في عدم النتفاع بهتتم سهم التي يبطل معها فايدته لمشابهتهم ذلك ال ّبأرده الوصاف لل ّ
في الحرب و عدم الظفر معهم بالمقصود .
ل ل اصّدق قولكم ( لكثرة ما شاهدت منكم متتن العتتدات الباطلتتة و القتتوال ) اصبحت و ا ّ
الكاذبة ) و ل أطمع في نصركم ( مع تثاقلكم عن الجهاد و تقاعدكم عن القتال غير مّرة )
و ل او عدبكم العدّو ( اذ الوعيد بهم مع طول تخّلفهتتم و شتتعور العتتدّو بتتذلك مّمتتا يتتوجب
جرئة العدّو و تسّلطه و جسارته .
شاعر :
قال ال ّ
ثّم عّيرهم على امور مستقبحة شرعا منفور عنها عادة .
احدها ما أشار إليه بقوله ) :أقول بغير علم ( أراد به قولهم إّنا نفعل بالخصوم كذا و كتتذا
مع أّنه لم يكن في قلوبهم إرادة الحرب أو دعتتويهم اليمتتان و الطاعتتة متتع عتتدم الطاعتتة
فكأّنهم ل يذعنون بما يقولون ،و على الّرواية الخرى و هي أقتول بغيتر عمتل كمتا هتو
الظهر فيكون إشارة إلى ما يعدونه به من الّنهوض إلى الحرب مع عدم وفائهم بالوعد و
عدم قيامهم بما قالوا تذكيرا لهم بمتا فتي ذلتك متن المقتت الشتديد و الختزى الكيتد ،قتال
ل أن
سبحانه » :لم تقولون ما ل تفعلون كبر مقتا عند ا ّ
] [ 21
تقولوا ما ل تفعلون « الّثاني ما أشار إليه بقوله ) و غفلة من غير ورع ( أراد بتته غفلتهتتم
عّما يصلحهم من غير ورع يحجزهم عن المحارم و ينّبههم عن نوم الغفلة .
ععععع
ن هتتذه الخطبتتة مروّيتتة بطتترق متع تّددة ،و المستتتفاد متتن روايتتة
قتتد اشتترنا ستتابقا إلتتى ا ّ
ستتابعة و العشتترين ملتقطتتة متتن خطبتتة الحتجاج و البحار من الرشاد اّنها من الخطبة ال ّ
سلم و ل بأس بذكر تلك الّرواية زيادة للبصيرة . طويلة له عليه ال ّ
فأقول :قال في الحتجاج و الرشاد على ما رواه من الخير في البحار :و متتن كلم لتته
سلم يجرى مجرى الحتجاج مشتمل على الّتوبيخ لصحابه على تثاقلهم عن قتال عليه ال ّ
معاوية و التنفيذ متضّمنا للوم و الوعيد .
أّيها الّناس اّنتى استتنفرتكم لجهتاد هتؤلء القتوم فلتم تنفتروا ،و أستمعتكم فلتم تجيبتوا ،و
نصحت لكم فلم تقبلوا شهودا بالغيب ،أتلو عليكم الحكمة فتعرضون عنها ،
] [ 22
و أعظكم بالموعظة البالغة فتفرقون عنها ،كأنكم حمر مستنفرة فّرت من قسورة ،
ى آخر قولي حتى اراكم متفّرقين أيادي سبا ، و أحثكم على جهاد أهل الجور ،فما اتى عل ّ
ترجعون إلتتى مجالستتكم ،تتتتربعون حلقتتا ،تضتتربون المثتتال ،و تنشتتدون الشتتعار ،و
سسون الخبار . تج ّ
حّتى إذا تفّرقتم تسئلون عن الشعار جهلة من غير علم ،و غفلتتة متتن غيتتر ورع و تتّبعتتا
من غير خوف ،و نسيتم الحرب و الستعداد لها ،فأصبحت قلوبكم فارغة متتن ذكرهتتا ،
ل العجب و كيف ل اعجب من اجتمتتاع قتتوم شغلتموها بالعاليل و الضاليل ،فالعجب ك ّ
على باطلهم و تخاذلكم عن حّقكم .
يا اهل الكوفة انتم كاّم مجالد حملت فاملصت 1فمات قّيمها ،و طال اّيمها ،
ثّم ليتوارثنكم من بني امّية عّدة ما لخر بأرءف بكم متتن الّول متتا خل رجل واحتتدا ، 3
ل على هذه المة ل محالة كاين ،يقتلون أخياركم ،و يستعبدون أراذلكم ،و بلء قضاه ا ّ
يستخرجون كنوزكم و ذختتايركم متتن جتوف حجتالكم نقمتة بمتتا ضتّيعتم متن امتوركم ،و
صلح انفسكم و دينكم .
يا اهل الكوفة اخبركم بما يكون قبل ان يكون لتكونوا منه على حذر ،
-----------
) ( 2تتتت تت تتتت ت تت تت تتت تت تتتت تتت ت
تت ت تتتت ت تت تتت ت ت تت تتتت ت تتتت تت تت
تتتت ت ت تتت تتت تتتتت تت تتت تتت ت تت ت
تت تت ت ت تت ت تتتت ت تتت تتتتت تتتتت ت تت
ت تتتتت ت ت تت ت تتتت ت ت تتت تت تت تتت ت ت ت
تتتتتتت تتت تتتت تتتتتت تتتتت تتتت .
-----------
) ( 3تتت تت تتت تتتتتت .
] [ 23
اليكم جهلكم ل ينفعكم عندها علمكتتم ،فقبحتتا لكتتم يتتا أشتتباح الّرجتتال و ل رجتتال و حلتتوم
شاهدة أبدانهم ،الغائبتتة عنهتتم عقتتولهم ،
ل أّيها ال ّ
الطفال و عقول رّبات الحجال ،أما و ا ّ
ل نصتتر متتن دعتتاكم ،و ل استتتراح قلتتب متتن قاستتاكم ،و ل المختلفة أهوائهم ،ما أعّز ا ّ
صتتلب ،و فعلكتتم يطمتتع فيكتتم عتتدّوكمقتّرت عيتتن متتن أراكتتم ،كلمكتتم يتتوهن الصتّم ال ّ
المرتاب .
ل ت متتن
ى إمام بعدي تقتتاتلون ،المغتترور و ا ّ
ى دار بعد داركم تمنعون ،و مع أ ّ ياويحكم أ ّ
ستتهم الخيتتب ،أصتتبحت ل أطمتتع فتتي نصتترتكم و ل غرر تموه ،و متتن فتتازبكم فتتاز بال ّ
ل بيني و بينكم ،و أعقبني رّبكم من هو خير لتتي منكتتم ،و أعقبكتتم اصّدق قولكم ،فّرق ا ّ
من هو شّر لكم مّني .
ل و هم يطيعونه ،
شام يعصى ا ّ
ل و أنتم تعصونه ،و إمام أهل ال ّ
إمامكم يطيع ا ّ
ن معاوية صارفنى بكم صرف الّدينار بال تّدرهم فأختتذ مّنتتي عشتترة منكتتم و ل لوددت إ ّ
وا ّ
ل لوددت اّنى لم أعرفكتتم و لتتم تعرفتتونى ،فتتاّنه معرفتتة جتّرت
أعطانى واحدا منهم ،و ا ّ
ى أمرى بالخذلن و العصتتيان ،حتتتى لقتتد
ندما ،لقد وريتم 2صدرى غيظا و أفسدتم عل ّ
ن علّيا رجل شجاع لكن ل علم له بالحرب .
قالت قريش إ ّ
ل دّرهم هل كان فيهم أطول لها مراسا مّنى ،و أشّد لها مقاساة ،لقتتد نهضتتت فيهتتا و متتا ّ
ستين و لكن ل أمر بلغت العشرين ثّم ها أنا ذا قد ذرفت على ال ّ
-----------
) ( 1تت تتت تتت تتت تتتتت تتت تتتتت تتت تت
تتت ت تتت ت ت تت ت ت تتت تت ت ت ت ت ت ت تت تتت
تتت تت ت ت تت تت تتتت ت ت تت تتت ت تت تت ت
تتتتت تتتتت تتتت ت تتتتت تتت ت ت تت تت ت ت
تت تتت تت ت تتت تت تتتت ت تت ت تت تت تتتت ت
ت تتتتت تت ت ت تتتت ت تتت ت ت تتتت تتت ت ت ت
تتتتتتت ت تت تتت تتت تتتت تتت تتتتت تتتت
.
-----------
) ( 2تتت تتتت ت ت تتت تتت ت تتت ت تتت ت ت
تتتتت تتتتت تتتتتتتت تتتت .
] [ 24
ن المنيتتة لترصتتدنى
ن ربى أخرجنى من بين أظهركم إلى رضوانه ،فا ّ ل لوددت أ ّأما و ا ّ
1فما يمنع أشقاها أن يخضبها ،و ترك يده على رأسه و لحيته ،
يا اهل الكوفة دعوتكم إلى جهاد هؤلء القوم ليل و نهتتارا و ستّرا و إعلنتتا و قلتتت لكتتم :
ل ذّلوا ،
اغزوهم قبل أن يغزوكم فاّنه ما غزى قوم في عقر دارهم إ ّ
فتواكلتم و تخاذلتم و ثقل عليكتتم قتتولى ،و استصتتعب عليكتتم أمتترى و اّتختتذتموه ورائكتتم
ظهّريا ،حّتى شّنت عليكم الغارات ،و ظهرت فيكم الفواحش و المنكرات ،
ل عن الجبابرة العتاة
تمسيكم 2و تصبحكم كما فعل بأهل المثلت من قبلكم حيث أخير ا ّ
الطغاة و المستضعفين الغواة في قوله تعالى » :يذبحون أبنائكم و يستحيون نسائكم و في
ل بكتتم التتذى
ذلكم بلء من رّبكتتم عظيتتم « أمتتا و التتذى فلتتق الحّبتتة و بتترء الّنستتمة لقتتد حت ّ
توعدون ،عاتبتكم يا أهل الكوفتة بمتواعظ القتترآن فلتتم انتفتع بكتم و أعطيتكتم بالتّدرة فلتم
تستقيموالى ،
ن التتذى يصتتلحكم هتتو سوط الذى يقام به الحدود فلم ترعووا ،و لقد علمتتت أ ّ
و عاقبتكم بال ّ
سيف ،و ما كنت متحّريا صلحكم بفساد نفسى ،و لكن سيسّلط عليكتتم ستتلطان صتتعب ال ّ
ستتوية
ل يوّقر كبيركم ،و ل يرحم صتتغيركم ،و ل يكتترم عتتالمكم ،و ل يقستتم الفيىء بال ّ
ن سبلكم
بينكم ،و ليضربنكم و ليذّلنكم و ليجهزنكم في المغازي و يقطع ّ
-----------
) ( 1تتتت تتتت ت تتتتتت تتتتتت تتتت .
-----------
) ( 2تتتتتت ت تت تتتت تت ت تتت تتت تتتت تتت
تتتت ت تتت ت تت ت تتت تتتت ت تتتتت تتت تت
ت تتتتت تت ت ت تتتت تت تت تت تتتت تت تت ت
تتتتتتتت تتت تتت تت ت تتت ت ت تتت تت تت تت
تت تتتتتت تتت تت تتت تت ت تتت تت تت تتت تت
ت تتتتت تتتت ت تت ت تت ت تت ت تت تتت تتتتت
تتتتتت تتت ت ت تتت تتتت ت تت تت تتت تتتت ت
تتتتت تتت ت تت تت تتت تتت تتتتت ت ت ت
تتتت تتتتت تتت ت ت ت تت تتتت ت تتت تتتت
تتتت .
] [ 25
ل متتا
ل متتن ظلتتم و لقت ّ
لت إ ّ
و ليحجبّنكم 1على بابه حّتى يأكل قوّيكم ضعيفكم ثّم ل يبعتتد ا ّ
ل الّنصح لكم . ىإ ّأدبر شيء فأقبل و اّنى لظنكم على فترة و ما عل ّ
يا أهل الكوفة منيت منكم بثلث و اثنتين صّم و ذو أسماع ،و بكم و ذو ألستتن و عمتتى و
ذو أبصار ل إخوان صدق عند الّلقاء و ل إخوان ثقة عند البلء .
الّلهّم قد مللتهم و مّلونى ،و سئمتهم و سئموني ،الّلهّم ل ترض عنهم أميرا ،
و إّنى لعلم بكم أنكم ل تزيدوننى غيتتر تخستتير كّلمتتا أمرتكتتم بجهتتاد عتتدّوكم اّثتتاقلتم إلتتى
الرض ،و سألتموني الّتأخير دفاع ذي الّدين المطول ،إن قلت لكم في القيظ :ستتيروا ،
ل ذلتتك فتترارا قلتم :الحّر شديد ،و إن قلت لكم في البرد :سيروا ،قلتم :القتّر شتتديد ،كت ّ
ستيف أعجتز و عتن الحترب ،إذا كنتتم متن الحتّر و التبرد تعجتزون فتأنتم متن حترارة ال ّ
ل و إنا إليه راجعون .
أعجز ،فانا ّ
ن ابن غامد قد نزل بالنبار على اهلهتتا ليل صريح 2يخبر في أ ّ يا أهل الكوفة قد أتانى ال ّ
في أربعة آلف ،فأغار عليهم كما يغار علتتى التّروم و الختتزر 3فقتتتل بهتتا عتتاملى ابتتن
ل لهم جنتتات النعيتتمحسان و قتل معه رجال صالحين ذوى فضل و عبادة و نجدة ،بّوء ا ّ
و أّنه أباحها .
-----------
) ( 1تتت تتتت تتتتتت ت تتت تتت تتتت تتتت .
-----------
) ( 2تتتتتت تت تتتت تتتتت تتتتتت تتتتتتت
ت ت ت تتتت ت ت تتت تتتت ت ت ت ت ت تتت ت تتت ت
تتتتت ت تت ت تتتت تت تتتتتت ت تت ت ت ت
تتتتتتت تت تتتتتتتت تت تت تتت ت تتتتتت ت
تتتت .
-----------
) ( 3تت ت تتت ت ت تت تتت تتتتتت ت ت تت تتت
تتتتت تتتتت تت تتتتت .
-----------
) ( 4تتتتتت ت ت تتتت تت ت ت تت ت تتتت تت تت ت
تتتتتتتت تتتت .
] [ 26
و الخرى المعاهتتدة فيهتكتتون ستتترها ،و يأختتذون القنتتاع متتن رأستتها ،و الختترص متتن
اذنها ،و الوضاح 1من يديها و رجليها و عضديها ،و الخلخال و الميزر عن سوقها ،
ل العجب من تظافر هؤلء القوم علتتى بتتاطلهم و فشتتلكم عتتن حقكتتم قتتد صتترتم
و اعجبا ك ّ
ل ت و ترضتتون فتتترتب غرضا يرمى و ل ترمون ،و تغتتزون و ل تغتتزون ،و يعصتتى ا ّ
أيديكم ،يا أشباه البل غاب عنها رعاتها ،كّلما اجتمعت من جانب تفّرقت من جانب .
ععععععع
از جمله خطب آن حضرتست كه توبيخ مىفرمايد در آن اصحاب ختود را بستتوء افعتال
و اعمال از جهت تسامح ايشان در جدال و قتال باين نحو كه مىفرمايد .
اى مردمانى كه مجتمع است بدنهاى ايشان و مختلفست خواهشتتات ايشتتان قولهتتاى شتتما
ضعيف مينمايد سنكهاى سخت را ،و فعلهاى شما بطمع مىانتتدازد در شتتما دشتتمنان را
مىگوئيد در مجلسها چنين و چنان پس چون مىآيد وقت محاربه و مجتادله مىگوئيتد :
حيدى حياد يعنى برگرد اى داهيه 2عزيز نشد دعوت آن كستتى كتته دعتتوت نمتتود شتتما
را ،و راحت نگرديد قلب آن كسى كه كشيد رنج شما را ،زمانى كه دعوت كنم شما را
بجهتتاد عتتذر ميآوريتتد و آن عتتذرهاى شتتما عذرهائيستتت بتتا گمراهيهتتا ،و متتدافعه شتتما
محاربه را از خودتان مثل مدافعه كردن صاحب دين بستيار ممتاطله كننتده استت غريتم
خود را .
منع نمىنمايد مرد ذليل ظلم را از خود و ادراك نميشود حق مگر بجهد
-----------
) ( 1تتت تت تتتتت تتت ت ت ت تتتت ت ت تتت تت ت
تتتتتتت تتتتتت تتتت .
-----------
) ( 2ت تتتت تت تتت :
] [ 27
و كوشش ،از كدام خانه بعد از خانه خودتان كه دار اسلمست مانع ميشويد ،و با كدام
امام بعد از من مقاتله مىكنيد ،فريب داده شده بخدا سوگند آنكس استتت كتته شتتما فريتتب
داديد او را و كسى كه فايز شود بشما فايز ميشود بسهمى كه نوميدتر باشتتد از ستتهمهاى
قمار و كسى كه تير اندازد با شما بدشمنان پس بتحقيق كه تير انداخته به تير شكسته بى
پيكان .
قسم بخداوند كه گرديدم بمرتبه كه باور ندارم گفتتتار شتتما را ،و طمتتع نتتدارم در يتتارى
دادن شما ،و نمىترسانم دشمن را با شما ،چيست حتتال شتتما چيستتت دواى شتتما علج
ناخوشى شما ،گروهى كه طرف مقابل شمايند مردانند مانند شما ،
آيا مىگوئيد گفتار بى اعتقاد ،و غفلت مىورزيتتد بتتدون ورع ،و طمتتع تفضتتيل داريتتد
بدون استحقاق .
و هو الثلثون من المختار في باب الخطب لو أمرت به لكنت قاتل ،أو نهيت عنه لكنتتت
ن من نصره ل يستطيع أن يقول خذله من أنتتا خيتتر منتته ،و متتن ختتذله ل
ناصرا ،غير أ ّ
يستطيع أن يقول نصره من هو خير مني ،و أنا جامع لكم أمره ،
ععععع
] [ 28
ععععععع
ل الستثنائية ،
ن من نصره اه كلمة غير هنا للستثناء فيفيد مفاد إ ّ
قوله :غير أ ّ
ل ،و تقريره على متتا ذكتتره نجتتم الئمتتةلكن ل بطريق الصالة بل بطريق الحمل على إ ّ
صفة المفيدة لمغايرة مجرورها لموصتتوفها إّمتتا بال تّذات نحتتو ن أصل غير ال ّ الّرضى هو أ ّ
صتتفات نحتتو قولتتك :دخلتتت بتتوجه غيتتر التتوجه التتذي
مررت برجل غير زيد ،و إّمتتا بال ّ
ن الوجه الذي تبين فيه أثر الغضب كاّنه غير الوجه الذي ل يكون فيه ذلك خرجت به ،فا ّ
بالّذات .
و ماهية المستثنى كما ذكر في حّده هو المغتاير لمتا قبتتل أداة الستتتثناء نفيتا و اثباتتتا فلمتا
اجتمع ما بعد غير و ما بعد أداة الستتتثناء فتتي معنتتي المغتتاير لمتتا قبلهمتتا حملتتت أم أدواة
ل فتتي الستتتثناء فتتي بعتتض صتتفة و حملتتت غيتتر علتتى إ ّ
ل علتتى غيتتر فتتي ال ّ
الستثنا أى إ ّ
المواضع .
و ل يعتبر مغايرته له نفيا و إثباتا كما كانت في أصلها و صار متتا بعتتد غيتتر مغتتايرا لمتتا
ل و ل يعتبر مغايرته له ذاتا أو صفة كما كانت في الصتتل إ ّ
ل قبلها نفيا و إثباتا كما بعد إ ّ
ن غير اسم و الّتصرف في السماء أكتتثر منتته ل أكثر من العكس ،ل ّ ن حمل غير على إ ّ أّ
ل لتع تّذر الضتتافة ل أّنه ل يدخل على الجملة كإ ّ
لإ ّ
في الحروف ،فوقع في جميع مواقع إ ّ
إليها هنا .
] [ 29
و إعرابه في كلم المام هو النصب لكونه استتتثناء منقطعتتا ،و يجتتوز بنتتائه علتتى الفتتتح
لعدم الخلف بين علماء الدبّية في جواز بنائه على الفتح إذا اضيف إلى ان ،
ن القاتل و ان كان موضوعا فتتي قوله ) :لو أمرت به ( اى بقتل عثمان ) لكنت قاتل ( ل ّ
ل أّنه يطلق في العرف علتتى الع تّم متتن الستتبب و المباشتتر فيستتتلزم
اللغة للمباشر للقتل إ ّ
المر به له عرفا ) أو نهيت عنه لكنت ناصرا ( لستتلزام الّنهتتى عنتته الّنصترة لته و هتتو
ظاهر .
سلم في قتله بالمر و النهى .إذ باستثناء و هاتان القضّيتان منتجتان لعدم مداخلته عليه ال ّ
نقيض تا لييهما يثبتتت نقيتتض المقتتدمين ،و المقصتتود بهتتذا الكلم إظهتتار التتتبّري متتن دم
عثمان ورّد ما نسبه إليه معاوية و أتباعه من كونه دخيل فيه ،حيث إّنهم لم يستتتندوا فتتي
ل بما شهروه بين الّناس من أّنه أمر بقتل عثمان هذا . الخروج عليه و المحاربة معه إ ّ
-----------
) ( 1تت تت تتتت تت ت تت ت تتت ت ت ت تتتتتت
تتتتتتتت ت تتتتتت تتتتت تتتتتتت .
] [ 30
لعلمه بما يترتب عليه من المفاسد ،و يؤّيده ما سنحكيه من البحار و متتا روى عنتته عليتته
ل قتله و أنا معه .
سلم ا ّ
ال ّ
ن عدم نهيه عنه أعّم من عدم كونه منكرا عنده ،لحتمال أّنتته تتترك الّنهتتى لعلمتته و ثانيا ا ّ
بأّنه ل يترتب على ذلك ثمرة ،و وجوب إنكار المنكر إّنمتتا هتتو إذا علتتم المنكتتر أو غلتتب
ن أنكاره ل يؤّثر و نهيه ل يثمر على ظّنه تأثير إنكاره ،و أما إذا علم أو غلب على ظّنه أ ّ
فيقبح حينئذ الّنهى و النكار ،لنه إن كان الغرض تعريف الفاعل قبح فعله ،
فذلك حاصل من دون النكار و إن كان الغرض أن ل يقع المنكر فذلك غير حاصل .
و يؤّيد ذلك ما في البحار من أّنه جمع الّناس و وعظهم ثّم قتتال :لتقتتم قتلتتة عثمتتان ،فقتتام
سلم علتتى عتتدم تمكّنتته متتن ل قليل و كان ذلك الفعل استشهادا منه عليه ال ّالّناس بأسرهم إ ّ
ل على ذلك بعض كلماته التية أيضا 1 .و ثالثا ل نسلم أّنتته لتتم ينتته عنتته فقتتد دفعهم و يد ّ
روى في البحار من المالي باسناده عن مجاهد عن ابن اعباس عنه قال :إن شاء الّنتتاس
ل ما قتلت عثمان و ل أمرت بقتلتته و لقتتد نهيتتتم قمت لهم خلف مقام إبراهيم فحلفت لهم با ّ
فعصونى .
قلت :يمكن الجمع بأن يكون المراد به استثناء عيتتن المقتتدم فينتتتج عيتتن الّتتتالى أى لكنتتى
سلم مجمل ن كلمه عليه ال ّ صل مّما ذكرنا أ ّ نهيت عنه فكنت ناصرا و كيف كان ،فقد تح ّ
متشابه المتتراد كإجمتتال ستتاير متتا روى عنتته فتتي المقتتام و الستّر فتتي الجمتتال هتتو ابهتتام
المقصود على السامعين .
-----------
) ( 1ت ت ت ت ت ت تتت ت ت تتتت تت تتت تتت ت ت ت
تتتت ت ت تت ت ت ت تتت ت تتتتتتت ت ت ت تت ت ت
ت تت ت ت تتت تتتت ت ت ت تتتت تتت ت تت ت تت تت
تت ت تتت تت تت تت ) ت ( ت ت تتتت تت تت ت تت ت
تتتت تت تتتتتت ت تتت تتت تت تت تت ت تتت تت
تتتتتت تت تت ت ت ت ت تتتتت تتتتتتت ت ت تت
تتتتتت تت .
] [ 31
له و يتبّرء من أعتتدائه ،و الختترى ن عثمان قتل مظلوما و يتو ّفرقتين احداهما اعتقدوا أ ّ
ن عثمان قتتتل لحتتداث أوجبتتت و هم جمهور أهل الحرب و أهل العناء و البأس اعتقدوا أ ّ
ن علّيا موافق لتته
ل من هاتين الفرقتين تزعّم أ ّ عليه القتل ،و منهم من يصّرح بتكفيره و ك ّ
سلم يعلم أّنه متى وافق إحدى الطائفتين باينته الخرى و أستتلمته على رأيه و كان عليه ال ّ
ل واحدة من الطائفتين . و توّلت عنه و خذلته فكان يستعمل في كلمه ما يوافق ك ّ
ي إمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتام لنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا
و قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتالوا علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ
و قلنتتتتتتتتتتتتتتتتتتا رضتتتتتتتتتتتتتتتتتتينا ابتتتتتتتتتتتتتتتتتتن هنتتتتتتتتتتتتتتتتتتد رضتتتتتتتتتتتتتتتتتتينا
] [ 32
قال المجلسي :و لم يأمر بقتله صريحا لعلمه بما يترّتب عليه من المفاسد أو تقّية و لم ينه
القاتلين أيضا لّنهم كانوا محّقين ،و كان يتكّلم في الحتجاج على الخصوم علتتى وجتته ل
جة ،
ضلل ايضا عليه ح ّ يخالف الواقع و ل يكون للجّهال و أهل ال ّ
ل باب ،
ل على و فور علمه في ك ّ
صه من فصل الخطاب و مّما يد ّ
و كان هذا مّما يخ ّ
ن متتن نصتتره
و يمكن استشمام ذلك من ترجيحه الخاذلين على الناصرين بقوله ) :غير أ ّ
ل يستطيع أن يقول خذله من أنا خير منه ،و من خذله ل يستطيع ان يقول نصره من هو
خير مّنى ( .
أقول :كتون ناصترى الّرجتل منحصترا فتي متروان الفاستق و نظترائه و ختاذليه وجتوه
ى على العارف الريب ما فيه من الشارة التتى صحابة من المهاجر و النصار غير خف ّ ال ّ
حاله و رتبته ،و إلى كون المنصور مثل الّناصر و العاقل يكفيتته الشتتارة ) و أنتتا جتتامع
لكم أمره ( اى مبّين له بلفظ و جيز .
سلم :يتكّلم بجوامع الكلم أي كان كلمتته قليتتل اللفتتاظ كتتثير قال الفيومى :و كان عليه ال ّ
المعاني ) إستأثر فأستتاء الثتترة ( اي استتتبّد برأيتته فتتي الخلفتتة و إحتتداث متتا أحتتدث فتتي
الستبداد و الستقلل حيث اّدى إلى فساد نظتتم الخلفتتة حّتتتى انجتّر المتتر إلتتى قتلتته ) و
جزعتم ( من افعاله ) فأستتاتم الجتتزع ( حيتتث قتلتمتتوه و قتتد كتتان ينبغتتي عليكتتم التثّبتتت و
إصلح المر بينكم و بينه بدون القتل و بخلعه من الخلفة و إقامة غيره مقامه .
و قيل :أراد أنكم أسأتم الجزع عليه بعد القتل و قد كان ينبغي منكم ذلك الجزع قبل القتتتل
ل حكم واقع ( اي ثابت محّقق في علمه تعتالى يحكتم بته فتي الخترة أو الولتى ،أو )و ّ
ن مجموعه لم يتحّقق بعد و إن تحّقق بعضتته سيقع أو يتحّقق خارجا في الخرة أو الّدنيا ل ّ
ن المراد خصوص الحكم الخروي ) في المستأثر و الجازع ( و الظهر ا ّ
] [ 33
ن له سبحانه حكما واقعا فيهما يحكم به يوم القيامة بمقتضى عتتدله فيعتاقب المتتذنب
يعنى أ ّ
و يثيب المصيب .
ععععع
في الشارة إلى كيفّية قتل عثمان إجمال على ما رواه في شرح المعتزلي متتن الواقتتدي و
الطبري و هو أّنه أحدث أحداثا مشهورة نقمها الّناس عليه من تأمير بنتتي امّيتتة و ل ستّيما
سفه و قّلة الّدين ،و إخراج مال الفيء إليهم و ما جرى في أمتتر عّمتتار ساق و أرباب ال ّ الف ّ
ل بن مسعود و غير ذلك من المور التتتي جتترت فتتي أواختتر خلفتتته ، و أبى ذر و عبد ا ّ
فلما دخلت ستتنة خمتتس و ثلثيتتن كتتاتب أعتتداء عثمتتان و بنتتي امّيتتة فتتي البلد و حتّرض
بعضهم بعضا على خلعه من الخلفة و عزل عّما له من المصار فخرج ناس من مصتتر
و كانوا في ألفين ،و خرج ناس من أهل الكوفة في ألفين ،و خرج ناس من أهل البصرة
ج ،فلما كانوا من المدينة على ثلث تقّدم أهتتل البصتترة فنزلتتواو أظهروا اّنهم يريدون الح ّ
ذا خشب و كان هواهم في طلحة ،و تقّدم أهل الكوفة فنزلوا العوص و كان هتتواهم فتتي
ي ،و دختتل نتتاس منهتتم الّزبير ،و جاء أهل مصر فنزلوا ذا المروة و كان هواهم في عل ت ّ
المدينة يخبرون ما في قلوب الّناس لعثمان فلقوا جماعة من المهاجرين و النصار و لقوا
ج و نستعفي من عما لنا .ي و قالوا :إّنما نريد الح ّ
أزواج الّنب ّ
ثم لقى جماعة من المصّريين علّيا و هو متقّلد ستتيفه عنتتد أحجتتار الّزيتتت فستّلموا عليتته و
ن جيش ذي المتروة و صالحون أ ّعرضوا عليه أمرهم فصاح و طردهم و قال :لقد علم ال ّ
ل عليه و آلتته و ستّلم فانصترفوا ذي خشب و العوص ملعونون على لسان محّمد صّلى ا ّ
عنه ،و أتى البصرّيون طلحة فقال لهم مثل ذلك ،و أتى الكوفّيون الّزبير فقتتال لهتتم مثتتل
ذلك فتفّرقوا و خرجوا من المدينة إلى أصحابهم .
] [ 34
ل أّنهم لتتم يمنعتتوا الّنتتاس متتن كلمتته و لقتتائه ،فجتتائهم جماعتتة متتن
فحصروه في منزله إ ّ
رؤساء المهاجرين و سألوهم ما شأنهم ؟ فقالوا :ل حاجة لنافي هذا الّرجل ليعتزلنا لنوّلى
غيره لم يزيد و هم على ذلك .
ل فو الّ
لا ّ و خرج عثمان يوم الجمعة فصّلى بالّناس و قام على المنبر فقال :يا هؤلء ا ّ
لت عليتته و آلتته فتتامحوا
ن أهل المدينة يعلمون أّنكم ملعونتتون علتتى لستتان محمّتتد صتّلى ا ّ
إّ
صواب ،فقام محّمد بن مسلمة النصاري فقال :نعم أنا أعلم ذلك فاقعده حكيتتم
الخطاء بال ّ
بن جبلة البصري ،و قام زيد بن ثابت فأقعده قنيرة بن وهب المصري .
و ثار القوم فحصبوا الّناس حّتى أخرجوهم من المسجد و حصبوا عثمان حّتى صرع عن
ي و طلحة و الّزبير فدخلوا على عثمان يعودونه المنبر مغشّيا عليه فادخل داره و أقبل عل ّ
ي أهلكتنتتا و من صرعته و عند عثمان نفر من بني امّية منهم مروان بن الحكم فقتتالوا لعلت ّ
ل إن بلغت هذا المر التتذى تريتتده ليمتترن عليتتك التّدنيا فقتتامصنعت هذا الذى صنعت و ا ّ
مغضبا و خرج جماعة الذين معه إلى منازلهم .
و في رواية الطبرى فما نزل القوم ذا خشب يريدون قتل عثمان إن لم ينزع عّما يكرهون
ن قرابتي قريبة و قتتد جتتاء
ي فدخل و قال :يابن عّم إ ّو علم عثمان ذلك جاء إلى منزل عل ّ
ب أنما ترى من القتوم و هتم مصتبحى و لتك عنتد الّنتاس قتدروهم يستمعون منتك و أحت ّ
ى.ى و هنا لمري و جرئة عل ّ ن في دخولهم عل ّ
تركب إليهم و ترّدهم عّنى فا ّ
ى شيء أرّدهم ؟ قال :على أن أصير إلى ما أمرت به و رأيتتت سلم :على أ ّ فقال عليه ال ّ
ل ذلك تخرج و تقتول و تعتد ثتّم ترجتتع و
ي إّنى قد كّلمتك مّرة بعد اخرى فك ّ
فيّ ،فقال عل ّ
ل بن سعد فانك أطعتهم و عصيتنى . هذا من فعل مروان و معاوية و ابن عامر و عبد ا ّ
] [ 35
ي عليتته
رجل من المهاجر و النصار فأتوا المصتترّيين فكّلمتتوهم فكتتان التتذي يكّلمهتتم علت ّ
سلم و محّمد بن مسلمة فسمعوا منهما و رجعوا بأصحابهم يطلبون مصر . ال ّ
ي حّتى دخل على عثمان فأشار عليه أن يتكّلم بكلم يسمعه الّناس منه ليستتكنوا و رجع عل ّ
حصتتت عليتتك و ل امتتن أّنتته يجيء
ن البلد قتتد تم ّ
إلى ما يعدهم به من الّنزوع ،و قال :إ ّ
ركب من جهة اخرى فتقول لي يا على اركب إليهم فان لم أفعل رأيتنى قد قطعت رحمتتك
و استخففت بحّقك .
فخرج عثمان فخطب الخطبة التي ينزع فيها و أعطى الّناس من نفسه الّتوبة و قال لهتتم :
ل و أتوب إليه فمثلى نزع و تاب فاذا نزلت فليأتني أشتترافكم أنا أّول من اتعظ و استغفر ا ّ
لت لن رّدنتتيل واحد ظلمته لكشفها و حاجته لقضتتيها فتتو ا ّ فليرون رأيهم ،و ليذكر ك ّ
لت
لت متتذهب إل إليتته و ا ّ
ل العبيتتد ،و متتا عتتن ا ّ
نذّ
ن سّنة العبيد ،و ل ذل ّ
الحق عبد السن ّ
ن مروان و ذريه و ل أحتجب عنكم . لعطينكم الّرضا و ل يحن ّ
فلما نزل وجد مروان و سعدا و نفرا متتن بنتتي امّيتتة فتتي منزلتته قعتتودا لتتم يكونتتوا شتتهدوا
خطبته و لكنها بلغهم .
فلما جلس قال مروان :يا أمير المؤمنين ءأتكلم ؟ فقالت نائلة :امرأة عثمان :
لت قتتاتلوه و موتمتتوا أطفتتاله إّنتته قتتد قتتال مقالتتة ل ينبغتتي أن ينتتزع
لبل تسكت ،فأنتم و ا ّ
ضأ ،
ل لقد مات أبوك و ما يحسن أن يتو ّ عنها ،فقال لها مروان :و ما أنت و ذلك ؟ و ا ّ
] [ 36
إلى نفسك ،فهذا يذكر مظلمة و هذا يطلب مال و هذا سأل نزع عامل من عّما لك و هتتذا
ما جنيت على خلفتك .
و لو استمسكت و صبرت كان خيترا لتك ،قتال :فتاخرج أنتت إلتى الّنتاس فكّلمهتم فتاّنى
أستحى أن أكّلمهم و رّدهم فخرج مروان إلى الّناس و قد ركب بعضهم بعضا ،
فقال :ما شأنكم قد اجتمعتم كاّنكم جئتم لنهب ،شاهت الوجوه أتريتتدون ان تنزعتتوا ملكنتتا
ل ان رمتمونا لنمّرن عليكم ما حل و لنحلن بكتم متا ل يستركم من أيدينا ،أعزبوا عّنا و ا ّ
لت غيتتر مغلتتوبين علتتى متتا فتتي
و ل تحمدوا فيه رايكم ،ارجعتتوا إلتتى منتتازلكم ،فاّنتتا و ا ّ
أيدينا .
فرجع الّناس خايبين يشتمون عثمان و مروان و أتى بعضهم علّيا فتتأخبره الختتبر ،فأقبتتل
ي علتتى عبتتد الّرحمتتن بتتن الستتود بتتن عبتتد يغتتوث الّزهتترى ،فقتال أحضتترت خطبتتة
عل ّ
عثمان ؟ قال :نعم قال أفحضرت مقالة مروان للّناس قال :نعم .
فانك متى أطعت مروان قتلك ،و ليس لمروان عنتتد الّنتتاس قتتدر و ل هيبتتة و ل محّبتتة و
ستتلم ،فأرستتل
ي عليتته ال ّ
إّنما تركك الّناس لمكانه ،و إّنما رجع عنك أهل مصر لقول عل ّ
ي فلم يأته و قال :ن له عند الّناس قدما و أّنه ل يعص فأرسل إلى عل ّ إليه فاستصلحه ،فا ّ
] [ 37
صلت عن ابن عقدة الحتافظ عتن جعفتتر و في البحار من المالى عن أحمد بن محّمد بن ال ّ
ل بن محّمد بن عبد ا ّ
ل ل عن عبد ا ّ
ى عن عمه القاسم بن جعفر بن عبد ا ّ ل العلو ّ
بن عبد ا ّ
سلم قال حدثنى عبد الّرحمتتن بتتن
ل بن أبي بكر عن ابي جعفر عليه ال ّعن ابيه عن عبد ا ّ
أبي عمرة النصارى :
قال لّما نزل المصرّيون بعثمان بتتن عّفتتان فتتي مّرتهتتم الّثانيتتة ،دعتتى متتروان بتتن الحكتتم
ستتلم ،
ي بن أبيطالب عليتته ال ّن القوم ليس هم لحد أطوع منهم لعل ّ فاستشاره ،فقال له :ا ّ
و هو أطوع الّناس في الّناس ،فابعثه إليهم فليعطهم الرضا و ليأخذ لتتك عليهتتم الطاعتتة و
يحّذرهم الفتنة .
فقال :نعم فأخذ عليه عهدا غليظا و مشى إلى القوم فلما دنى منهم قالوا وراءك قال :
-----------
) ( 1تتت ت ت تتتت تت ت تت ت ت تتتتتت ت تتتت ت
تت تتت تتتتتت ت تت تتتتتت ت ت ت ت تتتتتت ت
تت تت تت تتتتت ت تتت تت ت تت ت تتت ت تتتت
تتتتتت تتتتتت ت تت تتتت تتت ت ت تت تت ت تت
تت تتتتت تتتت تتتتت تتتتت ت ت ت تت ت تت تت
تتتت ت تت ت تت تتت تتت ت ت تتت تتت ت ت تت
تتتتتتت تتتتتت ت تت تتتت ت ت تتتت ت ت تت ت
تت تت تتتت ت تتتتتتت ت ت تتتت ت ت تتت تتت
تتتتت تتت تتتت تتتتت تتت ت ت تتتت ت تت ت ت
تتت ت تتتت ت تتت تتتتتت تتتتتتت تتتتت تت
تتتتتتتت ت ت تت تتتت ت ت تتت ت ت تتتتت تتت
تتتتتت تتت تتتتت تتت تتتتتتت تت ت تتتت ت
تتت تتت تتتتت تتتت تتت تتتتت تتت .
] [ 38
نعم فأقبل معه أشرافهم و وجوههم حّتى دخلوا على عثمان فعاتبوه فأجابهم إلى متتا أحّبتتوا
ى عنك متتا فتتي الكتتتاب قتتال اكتبتتوا أنتتى شتتئتم
فقالوا اكتب لنا على هذا كتابا و ليضمن عل ّ
فكتبوا بينهم :
لت عثمتان أميتر المتؤمنين لمتتن نقتتم عليته متن ل الّرحمن الّرحيم هذا ما كتب عبتد ا ّ بسم ا ّ
ن المحتتروم
ل ت و س تّنة نتتبّيه ،و أ ّ
ي أن أعمتتل بكتتتاب ا ّن لكتتم عل ت ّ
المتتؤمنين و المستتلمين إ ّ
ن المبعوث ل يجمر ، ي يرّد ،و أ ّ
ن المنف ّ
ن الخائف يؤمن ،و أ ّ يعطى ،و أ ّ
ي بن أبيطالب ضامن للمؤمنين و المسلمين ن الفيء ل يكون دولة بين الغنياء ،و عل ّوأّ
لت و
على عثمان الوفاء لهم على ما في الكتاب شهد الّزبير بن العوام و طلحة بتتن عبيتتد ا ّ
ل بن عمر و أبو أيوب بن زيد ،و كتب في ذى القعدة ستتنة خمتتس سعد ابن مالك و عبد ا ّ
و عشرين .
فأخذوا الكتاب ثّم انصرفوا فلما نزلوا ايلة ،إذا هم براكب فأخذوه فقالوا من أنتتت ؟ قتتال :
ل يكتتون قتتد كتتتب
ل بن سعد قال بعضهم لبعض :لو فّتشناه لئ ّ أنا رسول عثمان إلى عبد ا ّ
فينا ،ففّتشوه فلم يجدوا معه شيئا .
فقال كنانة بن بشر النجيبى :انظروا إلى أدواته فان للّنتتاس حيل ،فتتاذا قتتارورة مختومتتة
ل بن ستتعد إذا جتاءك كتتابي هتتذا فتاقطع أيتتدى الثلثتتة متتع
بموم فاذا فيها كتاب إلى عبد ا ّ
أرجلهم فلما قرؤوا الكتاب رجعوا حّتى أتوا علّيا ،فأتاه فدخل عليه ،فقال استعتبك القتتوم
ي مغضبا و أقبل فاعتبتهم ثّم كتبت هذا كتابك نعرفه الخط الخط و الخاتم الخاتم فخرج عل ّ
الّناس عليه فخرج سعد من المدينة فلقاه رجل فقال :يا أبا إسحاق أين تريد ؟
قال :إنى فررت بدينى من مّكة إلى المدينة و أنا اليوم أهرب بديني من المدينة إلى مّكة .
] [ 39
ن الّناس ل بّد لهم منك و اّنهم ليأتونك و لو كنت بصتتنعاء ،و أختتاف أن يقتتتل
و اعتزل فا ّ
هذا الّرجل و أنت حاضره .
فقام إليه المغيرة بن الخنس و ضرب بكتابه وجهه و خرج إليهم عثمتتان ليكّلمهتتم فصتتعد
ل لم يبلل و نادت اّيها الّناس هذا قميص رسول ا ّالمنبر و رفعت عايشة قميص رسول ا ّ
و قد غّيرت سّنته ،فنهض الّناس و كسر اللغظ و حصبوا عثمان حتى نتزل متتن المنتتبر ،
و دخل بيته .
ستتفه و البغتتى و
ن أهتتل ال ّ
ل بن عامر :أّما بعتتد فتتا ّ
فكتب نسخة واحدة إلى معاوية و عبد ا ّ
العدوان من أهل العراق و مصر و المدينة أحاطوا بدارى و لن يرضيهم مّني دون خلعى
ل قبل أن اتابعهم على شيء من ذلك فأعينوني . أو قتلي ،و أنا ملقى ا ّ
ن شر ذمتتةن امير المؤمنين عثمان ذكر أ ّ فلما بلغ كتابه ابن عامر قام و قال :أّيها الّناس إ ّ
ى أن ابعتتث
ق فلم يجيبتتوا فكتتتب إلت ّ
من أهل مصر و العراق نزلوا بساحته فدعاهم إلى الح ّ
لت أن يتتدفع عنتته ظلتتم الظتتالم و عتتدوان
لا ّ صلح ،لعت ّ إليه منكم ذوي الّدين و الّرأى و ال ّ
المعتدي فلم يجيبوه إلى الخروج .
ن عثمان قد منع الماء فأمر بالّروايا فعكمت و جاء الّناس إلى عليّ عليتته يإّثم اّنه قيل لعل ّ
ي اجتماع الّناس دخل علتتى سلم فصاح بهم صيحة انفرجوا فدخلت الّروايا فلما رأى عل ّ ال ّ
ن الّرجل مقتول فتتامنعوه فقتتال :أم و
ل و هو متكى على و سائد ،فقال :إ ّ طلحة بن عبد ا ّ
ق من أنفسها .
ل دون أن تعطى بنو أمّية الح ّ ا ّ
ل بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي قتتال : و في شرح المعتزلي عن الطبري عن عبد ا ّ
دخلت على عثمان فأخذ بيدى فأسمعني كلم من على بابه من الّناس فمنهم من يقول :متتا
تنتظرون به ،و منهم من يقول :ل تعجلوا به فعساه ينزع و يراجع
] [ 40
فبينا نحن إذ مّر طلحتتة فقتتام إليتته ابتتن عتتديس البلتتوى فناجتتاه ثتّم رجتتع ابتتن عتتديس فقتتال
لصحابه :لتتركوا احدا يدخل إلى عثمان و ل يخرج من عنده ،قال لي عثمان هتتذا متتا
امره به طلحة .
لت لرجتتو ان يكتتون منهتتا ي،وا ّ الّلهّم اكفني طلحة فاّنه حمتتل هتتؤلء القتتوم و اكّبهتتم علت ّ
صفرا و ان يسفك دمه قال فأردت ان اخرج فمنعتتوني حّتتتى امرهتتم محّمتتد بتتن ابتتي بكتتر
فتركوني اخرج .
قال الطبري :فلما طال المر و علم المصرّيون انهم قد اجرموا إليه جرما كجرم القتل و
أّنه ل فرق بين قتله و بين ما اتوا إليه و خافوا على نفوسهم من تركه حّيا رامتتوا التتدخول
عليه من باب داره ،فاغلقت الباب ،و قام رجل من اسلم يقال له :نيار بن عياض و كان
صحابة فنادى عثمان و أمره أن يخلع نفسه ، من ال ّ
فصاح المصرّيون و غيرهم عند ذلتتك :ادفعتتوا إلينتتا قاتتتل ابتتن عيتتاض لنقتلتته بتته ،فقتتال
عثمان :لم اكن لدفع إليكم رجل نصرني و انتم تريدون قتلي فثتتاروا إلتتى البتتاب فتتاغلق
دونهم فجاؤا بنار فأحرقوه و أحرقوا السقيفة التي عليه .
و خرج مروان بسيفه يحاله الّناس فضربه رجل من بني ليتتث علتتى رقبتتته فتأثبته و قطتتع
احد عيباوته فعاش مروان بعد ذلك اوقص ،و قتل المغيرة بن الخنس و هو يحامى عتتن
سيف .
عثمان بال ّ
و اقتحم القوم الدار و دخل كثير منهم الّدور المجاورة لها و تستّوروا متتن دار عمتترو بتتن
حزم اليها حّتى ملؤوها و غلب الّناس على عثمان و ندبوا رجل لقتله ،
ل ما كشفت عن امترئة فتي فدخل إليه البيت فقال له :اخلعها و ندعك ،فقال :و يحك و ا ّ
جاهلية و ل اسلم و ل تغنيت و ل تمنيت و ل وضعت يميني علتتى عتتورتى منتتذ بتتايعت
سعادة و يهين اهل الشقاوة . ل حتى يكرم اهل ال ّل و لست بخالع قميصا كسانيه ا ّ رسول ا ّ
] [ 41
ل استغفر لك
و لن تصنع فرجع عنه ،فادخلوا إليه رجل من قريش فقال له :ان رسول ا ّ
يوم كذا فلن يقارف دما حراما فرجع .
فدخل عليه محّمد بتتن أبتتي بكتتر و فتتي روايتتة الواقتتدي اّنتته أّول متتن دختتل عليتته فقتتال لتته
ل منك ،قا ّل أّنى أخذت ح ّ ل تغضب هل لى إليك جرم إ ّ عثمان :و يحك أعلى ا ّ
و قيل :بل طعن جنبه بمشقص كان في يده فثار سودان بن حمران ،و ابو حرب الغانقى
و قنبرة بن وهتب السكستكى فضتربه الغتانقى بعمتود كتان فتي يتده و ضترب المصتحف
سيفبرجله و كان في حجره فنزل بين يديه و سال عليه الّدم ،و جاء سودان ليضربه بال ّ
سيف بيدها و هى تصرخ فنفح أصتتابعها فأطنهتتا فتتولتفاكّبت عليه امرأته نائلة و ألقت ال ّ
فغمرت بعضهم إوراكها و قال إّنها لكبيرة العجز و ضرب سودان عثمان فقتله .
و قيل :بل قتله كنانة بن بشير الّنجيتتبى ،و قيتتل :بتتل قنتتبرة بتتن وهتتب ،و دختتل غلمتتان
عثمان و مواليه فضرب أحدهم عنق سودان فقتله ،فوثب قنبرة بن وهب على ذلك الغلم
فقتله ،فوثب غلم آخر على قنبرة فقتله ،و نهب دار عثمان و اخذ متا علتى نستائه و متا
كان في بيت المال .
و كان فيه غزارتان دراهم و وثب عمرو بن الحمق على صدر عثمان و به رمق فطعنتته
ت منها فلما كان في صتتدرى ل و أما س ّ
تسع طعنات و قال :أما ثلث منها فانى طعنتهن ّ
عليه و أرادوا قطع رأسه فوقع عليه زوجتاه فضجن و ضربن الوجوه فقال ابتتن عتتديس :
اتركوه .
صابى فوثب عليه فكسر ضلعين متتن أضتتلعه و قتتال لتته ستتجنت أبتتي
و اقبل عمير بن ال ّ
سجن .حّتى مات في ال ّ
] [ 42
و كان قتله يوم الثامن عشر من ذى الحجتتة ستتنة خمتتس و ثلثيتتن ،و كتتان عمتتره ستّتا و
ي علتتى متتا متّر فتتي شتترح
ش كوكب 1بعد ثلثتتة اّيتتام بتتاذن علت ّ
ثمانين سنة و دفن في ح ّ
شقشّقية .
الخطبة ال ّ
ععععععع
از جمله كلم بلغت نظام آن امتتام عاليمقامستتت در معنتتى قتتتل عثمتتان و اظهتتار تتتبرى
خود از مداخله آن ميفرمايد .
اگر امر ميكردم بقتل او هر آينه قاتل او ميشدم ،و اگر نهى ميكردم از قتل او هتتر آينتته
ل اينكه كسى كتته نصتترة نمتتود او را نميتوانتتد كتته گويتتد ختتار نمتتود او را
ناصر ميشدم إ ّ
كسى كه من بهترم از او ،و كسى كه خار نمود او را نمىتواند كه گويد يتارى نمتود او
را كسيكه او بهتر است از من ،و من بيان كننتتدهام بتته لفتتظ مختصتتر كتتار او را ،ستتر
خود نمود او امور عظيمه را بى مشاورت ديگران ،پس بد نمود آن استقلل برأى را ،
و بيصبرى كرديد پس بد كرديد شما در بى صبرى ،و مر خداونتتد راستتت حكتتم عتتدلى
كه واقع ميشود در روز قيامت در حق مستقل برأى و در حق بى صبرى كننتتده ،يعنتتى
جزاى عملي كه شد از خطا يا صواب بصاحب عمل خواهد رسيد .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
قاله لبن عباس لما انفذه الى الزبير يستفيئه الى طاعته قبل حرب الجمتتل و هتتو الحتتد و
الثلثون من المختار في باب الخطب ل تلقين طلحة فإّنتتك إن تلقتته تجتتده كتتالّثور عاقصتتا
صعب ،و يقول هو الّذلول ،و لكن ألق الّزبير ،فإّنه ألين عريكة ،قرنه يركب ال ّ
-----------
) ( 1تتت تتتتت تتت تتتتتتتت تتت .
] [ 43
فقل له يقول لك ابن خالك عرفتني بالحجاز ،و أنكرتني بالعراق ،
سلم أّول من سمعت منه هذه الّلفظة أعنى فما عدا مّما بدا .
أقول :و هو عليه ال ّ
ععععع
) يستفيئه ( أى يسترجعه من فتتاء يفيء إذا رجتتع و ) تلقتته ( فتتي بعتتض الّنستتخ بالفتتاء أى
تجده ) عقص ( الّثور قرنه بالفتح متعّد و عقص بالكسر لزم و العقص من الّتيتتوس متتا
التوى قرناه على اذنيه من خلفه و المعقاص الشاة المعّوجة القتترن ) و الصتتعب ( نقيتتض
الذلول و هى المنقادة من الّدواب ،و الجمع ذلل كرسول و رستتل و ) العريكتتة ( الطبيعتة
يقال فلن لّين العريكة إذا كان سلسا و ) عداه ( عن المر عدوا و عدوانا صرفه و شتتغله
،
ععععععع
عاقصا إّما مفعول ثان لتجتتده أو حتتال عتتن الثتتور ،كلمتتة متتا للستتتفهام ،و مفعتتول عتتدا
محذوف أى ما عداك على حّد قوله سبحانه » :و اسئل من أرسلنا قبلك متتن رستتلنا « أى
أرسلناه ،و كلمة من فى قوله مّما بدا بمعنى عن على حّد قوله سبحانه » :فويتتل للقاستتية
شارح البحراني :إّنها لتبيين الجنس ، ل « و قال ال ّقلوبهم من ذكر ا ّ
عععععع
ن طلحة ( نهى لبن عباس عن لقاء طلحة من أجل يأسه عنه لمكان الغرور قوله ) ل تلقي ّ
و الكبر الذي كان فيه على ما أشار اليه بقوله ) فاّنك إن تلقتته تجتتده كتتالثور عاقصتتا ( أى
عاطفا ) قرنه ( على اذنه .
شارح البحراني :شبهه بالّثور في عقص قرنه و كّنتتى بلفتتظ القتترن عتتن شتتجاعته ، قال ال ّ
شتتجاعة يلزمهتتا الغلبتتة
ن القرن آلة القّوة للّثور ،و منع ما يراد به عن نفسه ،و كذلك ال ّلّ
و القّوة و منع الجانب ،و كّنى بلفظ العقص لما يتبع تعاطيه
] [ 44
بالقّوة و الشجاعة من منع الجانب و عدم النقياد تحتتت طاعتتة الغيتتر اللزم عتتن الكتتبر و
العجب الذى قد يعرض للشجاع .
ن الّثتتور عنتتد ارادة الخصتتام يعقتتص قرنيتته أى يرختتى رأستته و يعطتتف قرنيتته
و ذلتتك ل ّ
ليصوبهما إلى جهة خصمه و يقارن ذلك منه نفخ صادر عن توهم غلبته لمقاومه و اّنه ل
قدر له عنده .
سلم أّنه عنتتد لقتاء ابتتن عبتتاس لتته يكتون مانعتا جتانبه
شبه ههنا علم منه عليه ال ّو كذلك ال ّ
صتتادر عتتن عجبتته بنفستته و غتترورهمتهّيئا للقتتتال مقتتابل للخشتتونة و عتتدم النقيتتاد لتته ال ّ
لشجاعته فلذلك حسن التشبيه .
صعب و يقول هو الّذلول ( يعني أّنه يستهين بالمستصعب من المتور و قوله ) :يركب ال ّ
ثّم إّنه لّما نهاه عتتن لقتتاء طلحتتة أمتتره بلقتتاء الّزبيتتر بقتتوله ) :و لكتتن ألتتق الّزبيتتر ( معّلل
بقوله ) :فاّنه ألين عريكة ( أى احسن طبيعة و أسهل جانبا ) فقل له يقول لك ابن خالك (
.
الّتعبير بابن الخال للستمالة و الملطفة و الذكار بالنسب و الّرحم على حّد قتتوله » :يتتا
ن هتتارون لمتتا ن القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني فل تشمت بتتى العتتداء « فتتا ّ بن أّم إ ّ
رأى غضب موسى خاطبه بقوله يا بن أّم ،لكونه أدعى إلى عطفه عليه متتن أن يقتتول يتتا
ي و نحو ذلك .
موسى أو يا أيها الّنب ّ
و كذلك لقوله :يقول لك ابن خالك في القلب موقع ليس لقوله يقول لك أمير المتتؤمنين ،و
ن صفّية أّم الّزبير كانت اختتتا لبتتي طتتالب بنتتت
سلم ابن خال الّزبير فل ّ
أما كونه عليه ال ّ
عبد المطلب .
و قوله ) :عرفتنى بالحجاز و أنكرتنى بالعراق ( يعنى أّنك بايعتني بالمدينة و كنتتت أشتدّ
ستتقيفة ،و أنكرتنتتي بالبصتترة حيتتث نكثتتت بيعتتتى و
شتتورى و ال ّ
الّناس حمايتتة لتتى يتتوم ال ّ
ي شتتيء صتترفك عّمتتا ظهتتر منتتك أول و متتابارزتني بالمحاربة ) فما عدا مّما بدا ( أى أ ّ
الذي صّدك عن طاعتى بعد اظهارك لها .
مالذى جاوز بك عن بيعتى مّمتا بتتدالك بعتتدها متن المتتور التتي ظهتر لتتك و الظهتتر متتا
ذكرناه هذا .
صادق جعفر بن محّمد عن أبيه عن جّده عليهتتم الستتلم و روى في شرح المعتزلي عن ال ّ
ل عنه عن ذلك فقال :اّنى أتيت الّزبير فقلت له :
قال :سألت ابن عباس رضى ا ّ
فقال :قال له انى اريد ما تريد كأّنه يقول الملك لم يزدنتتى علتتى ذلتتك فرجعتتت إلتتى علتيّ
فأخبرته و روى عن محّمد بن إسحاق الكلبي عن ابن عباس قال قلتتت الكلمتتة للّزبيتتر فلتتم
يزدني على أن قال :قل له أنا مع الخوف الشديد لنطمع ،و سئل ابتتن عبتتاس عّمتتا يعنتتي
بقوله هذا ،فقال :أنا على الخوف لنطمع أن نلى من المر ما وليتم .
ععععععع
ل بن عباس را بسوى از جمله كلم بلغت نظام آنحضرتست در حينى كه فرستاد عبد ا ّ
زبير پيش از واقع شتتدن جنتتك در روز جمتتل تتتا بتتاز گردانتتد او را بستتوى طتتاعت او ،
فرمود ابن عباس را كه :
البته ملقات مكن با طلحة پس بدرستي كه اگر تو ملقات كنتتى بتتا او يتتا بتتى او را مثتتل
گاو عاصي در حالتيكه پيچيده باشد شاخ خود را بر گرداگرد گوش خود ،
سوار ميشود بر دابه سركش و بى آرام و با وجود اين ميگويد كه رام است ،
و ملقات كن با زبير پس بتحقيق كه او نرمتر است از روى طبيعت ،پس بگوى او را
كه ميگويد تو را پسر خال تو شناختى تو مرا در حجاز و بيعت كتتردى و انكتتار كتتردى
مرا در عراق و تمّرد از طاعت نمودى پتتس چتته چيتتز منتتع نمتتود و بگردانيتتد تتتو را از
ل و حستتن آنچه ظاهر شد از اطاعت من .تّم الجزء الّول من شرح نهج البلغة بحمد ا ّ
ل سبحانه التوفيق لشرح ما يتلو ذلك من خطبه المختتتارة و متتن كلمتته توفيقه ،و نسأل ا ّ
المختار في باب الخطب الجارى مجرى الخطبة ،و كان الفراغ من ذلك ليلة عيد الغتتدير
من أعياد
] [ 46
لت
ل أّول و آخرا و ظاهرا و باطنتتا ستتنة 1 1300بستتم ا ّ ألف و ثلثمأة سنة ،و الحمد ّ
ل الذى أرانا آيات قدرته و جبروته في النفس و الفاق ،و هتتدانا الرحمن الرحيم الحمد ّ
سبع الطباق ،و دّلنتتا علتتى مشتتاهدة
إلى مشاهد سلطنته و عظموته بما رقم في صفحات ال ّ
ستموات و الرض ،و مطالعتة استترار جللتته فتي الحجتتب و انوار جماله فتتي ملكتوت ال ّ
ل علتتى صتتمد التتذي د ّسرادقات ذات الطول و العرض ،فأشهد أّنه الواحد الحد الفرد ال ّ ال ّ
وحدانيته بوجتتوب وجتتوده ،و علتتى قتتدرته و حكمتتته ببتتدايع خلقتته وجتتوده ،و أشتتهد أ ّ
ن
محّمدا عبده و رسوله المنتجتتب ،و صتتفّيه و أمينتته المنتختتب ،أرستتله ليضتتاح النهتتج و
جتتة ،و أقتتام
جتتة و أتتّم الح ّ
ابلغ المنهج ،و شرع التّدين و اتمتتام الحجتتج ،فأوضتتح المح ّ
أعلم الهتدآء و أنتار منتار الضتتيآء ،و جعتتل قتوآئم الستلم قويمتتة بعتد اعوجتاجه ،و
دعآئم اليمان متينة بعد انفراجه :
-----------
) ( 1تتت تتت تتتتت تتتتت تتتتت تت تتت تت ت
تتتتتت ت تت ت تت تتت تتتت تتت تتت ت تتت ت
تتتتت تتت تت تت تتتتتت تتتتتت ت تت تت تت )
تت ( ت ت تتت تت تتت تتت ت تت تتت تتتتتت ت
تتتت تت تتتت تتتتتتتت ت ت تتت تتتتتت تتت
تتت تت تتتت تتتتتتت تت تتتتت .
-----------
) ( 1تت ت تتت ت تت تتت ت ت تتت تتت ت تتتتتت
تتتتتت ت .
] [ 47
ق بعتتتتتتتتتتتتتتتتتد اعوجاجهتتتتتتتتتتتتتتتتتا
اقمتتتتتتتتتتتتتتتتتت ستتتتتتتتتتتتتتتتتبيل الحتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ
و دانت قديما وجهها قد تهّدما
ل ت عليتته و آلتته التتذينهم مرابيتتع النعتتم ،و مصتتابيح الظلتتم ل تفتتتح الخيتترات ا ّ
ل صتتلى ا ّ
بمفاتحهم ،
ل سّيما من أخذ بضبعيه في الغدير و قد شهد هذا المشهد الجّم الغفير فأقامه للّناس علما و
اماما ،و للّدين قيما و قواما ،و نادى بصوت جهورى يقرع الستتماع ،و يملء القلتتوب
ي موله ،فسّلم قوم ففازوا ،
صماخ ،من كنت موله فعل ّ
و ال ّ
و توّلى آخرون و غاظوا فخاضوا ،ثّم فتح أبواب العلم ،و أورثه جوامع الكلم ،
ل عليه و آلتته و علمه تبليغ الّرسالت ،و تأويل اليات ،و تمام الكلمات ،فاجتهد سلم ا ّ
في تاسيس قواعد الكلم ،و تشييد ضوابط الحكم ،و هدانا إلى نهج البلغتتة ببتتديع بيتتانه ،
و سلك بنا منهاج البراعة بعذب لسانه ،و أرشدنا إلى شرايع الّدين بأنواره ،
صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتحايف كّلهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا
مستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّمى مجل فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي ال ّ
فستتتتتتتتتتتتتتتتتل أهلهتتتتتتتتتتتتتتتتتا و استتتتتتتتتتتتتتتتتمع تلوة متتتتتتتتتتتتتتتتتن يتلتتتتتتتتتتتتتتتتتو
و بعد فهذا هو المجّلد الّثاني من مجّلتتدات منهتتاج البراعتتة إملء راجتتى عفتتو رّبتته الغنتتى
ل له و لوالتتديه ،و احستتن إليهمتتا و
ل بن محمد بن هاشم العلوى الموسوى غفر ا ّ حبيب ا ّ
ى الحسان ،و الغفور المنان ،فأقول و به الّتكلن : إليه ،فاّنه تعالى ول ّ
قال السيد » ره « :
] [ 48
أّيها الّناس إّنا قد أصبحنا في دهر عنود ،و زمن شديد ) كنود خ ( ،
و منهم المصلت بسيفه ،و المعلن بشّره ،و المجلب بخيله و رجله ،
قد أشرط نفسه و أوبق دينه ،لحطام ينتهزه ،أو مقنب يقوده ،أو منبر يفرعتته ،و لتتبئس
ل عوضا . المتجر أن ترى الّدنيا لنفسك ثمنا ،و مّما لك عند ا ّ
و منهتتم متتن يطلتتب ال تّدنيا بعمتتل الختترة و ل يطلتتب الختترة بعمتتل ال تّدنيا ،قتتد طتتامن
بشخصه ،و قارب من خطوه ،و شّمر من ثوبه ،
] [ 49
صرته الحال على حاله و منهم من أقعده عن طلب الملك ضئولة نفسه ،و انقطاع سببه فق ّ
،فتحّلى باسم القناعة ،و تزّيتتن بلبتتاس أهتتل الّزهتتادة ،و ليتتس متتن ذلتتك فتتي متتراح و ل
مغدى .
ض أبصارهم ذكر المرجع ،و أراق دموعهم ختتوف المحشتتر ،فهتتم بيتتن
و بقى رجال غ ّ
شريد ناّد ،و خائف مقموع ،و ساكت مكعوم ،
وداع مخلتتص ،و ثكلن موجتتع ،قتتد أخملتهتتم الّتقّيتتة ،و شتتملتهم الّذّلتتة ،فهتتم فتتي بحتتر
أجاج ،أفواهم ضامزة ،و قلوبهم قرحة ،قد و عظوا حّتى مّلوا ،و قهروا حّتى ذّلوا ،و
قتلوا حّتى قّلوا ،فلتكن الّدنيا في أعينكم أصتتغر متتن حثالتتة القتترظ ،و قراضتتة الجلتتم ،و
اّتعظوا بمن كان قبلكم قبل أن يّتعظ بكم من بعدكم ،و ارفضوها ذميمة ،
سيد ) ره ( أقول هذه الخطبة رّبما نسبها فإّنها قد رفضت من كان أشعف بها منكم .قال ال ّ
سلم الذى ل شك فيه ،و من ل علم لها إلى معاوية و هي من كلم أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل علتتى ذلتتك التّدليل الخّريتتت و نقتتده
أين الّذهب من الّرغام و العذب من الجاج ،و قتتد د ّ
الّناقتد البصتير :عمترو بتن بحتر الجتاحظ ،فتاّنه ذكتر هتذه الخطبتة فتي كتتاب البيتان و
ستتلم أشتتبه وي عليتته ال ّ
الّتبيين ،و ذكر من نسبها إلى معاويتتة ،ثتّم قتتال :هتتي بكلم علت ّ
بمذهبه في تصنيف الّناس و في الخبار عّما هم عليه من القهر و الذلل و متتن التقيتتة و
الخوف أليق ،قال :و متى وجدنا معاوية في حال متتن الحتتوال ستتلك فتتي كلمتته مستتلك
الّزهاد و مذاهب العّباد .
] [ 50
ععععع
) عنود ( على وزن صبور من عند القصد عنودا من باب قعد مال ،و في بعتتض النستتخ
ن النسان لّربتته لكنتتود بدل الشديد ) الكنود ( و هو ككفور لفظا و معنى قال سبحانه » :ا ّ
ل عليه و آله في تفستتيره :الكنتتود التتذى يأكتتل وحتتده و يمنتتع رفتتده و ي صّلى ا ّ
« قال الّنب ّ
يضرب عبده ) و العتّو ( مصدر من عتا الّرجل يعتو من بتتاب قعتتد إذا استتتكبر و تجتتاوز
لوستتيف ك ّ ل ( ال ّ
عن الحّد ) و القارعة ( الّداهيتتة و ) مهانتة ( الّنفتس بالفتتح ذّلهتا و ) كت ّ
ضا و نضيضا ستتال قليل كللة لم يقطع و ) نضيض و فره ( اى قّلة ماله من نضّ الماء ن ّ
قليل و خرج رشحا .
و ) المصلت ( من أصلت سيفه إذا جّرده عن غمده و ) المجلب ( استتم فاعتتل متتن أجلتتب
عليهم اى أعال عليهم و ) الّرجل ( جمع راجل كالركب و راكب قال سبحانه :
» و اجلتتب عليهتتم بخيلتتك و رجلتتك « و ) اشتترط ( نفستته أع تّدها للفستتاد فتتي الرض و
) حطتتام ( التتدنيا متاعهتتا و أصتتله متتا تكستتر متتن اليبتتس و ) النتهتتاز ( بتتالزاء المعجمتته
الغتنام و ) المقنب ( بالكسر ما بين الثلثين و الربعين من الخيل و ) يفرعه ( يعلتتوه و
صره و رفعه و ) زخرف ( نفسه زّينها ) طامن ( ظهره حناه و خفضه و ) شمر ( ثوبه ق ّ
ضاد حقارتها و ) المتتراح ( بضتّم الميتتم حيتتث تتتاوى الماشتتية و ) ضئولة ( الّنفس بفتح ال ّ
بالليل و المناخ و المأوى مثله .
و في بعض النسخ بفتح الميم و هو الموضع الذي يروح منه القوم أو يرجعتون اليتته يقتتال
ما ترك فلن متتن ابيته مغتدى و ل مراحتا و مغتتداة و ل مراحتتة و ) الشتتريد ( متن شتترد
البعير اذا نفر و ) الناد ( المنفرد و ) المقموع ( المغلوب و ) كعم ( البعير متتن بتتاب منتتع
ض ،و منتته الكعتام ،و هتو متتا يجعتل فتتي فتم
فهو مكعوم و كعيم شّد فاه لئل يأكتل أو يقت ّ
البعير عند الهياج .
سلم يدبغ به و ) الجلم و ) الضامزة ( بالزاء المعجمة الساكنة و ) القرظ ( محّركة ورق ال ّ
ص يجّزبه أو بارا لبل ،و قراضته ما يقع من قرضه و قطعتته و ) ( بالتحريك أيضا المق ّ
الّرغام ( تراب لين او رمل مختلط بتراب و ) الخريتتت ( بالكستتر و تشتتديد ال تّراء ال تّدليل
الحاذق و ) صّنف ( الّناس تصنيفا جعلهم صنفا صنفا .
] [ 51
ععععععع
نسبة العنود و الكنود إلى الّدهر من باب الّتوسع ،و اضافة الّنضيض إلى الموفر من باب
صفة إلى الموصوف ،و الباء في بسيفه و بشره و بخيله زايدة ،اضافة ال ّ
و لبئس المتجر بئس فعل ذّم و المتجر فاعله ،و ان ترى الّدنيا مؤل بالمصدر مخصوص
ل الّرفع على كونه مبتداء و بئس فاعله خبر اله أو على أنه خبر حتذف بالذّم و هو في مح ّ
مبتداؤه ،و قوله بعمل الدنيا الباء لللتتة ،و متتن فتتي قتتوله متتن شخصتته للّزيتتادة كتتالثلث
ن الفعال الربعة متعّدية بنفسها . بعدها ،ل ّ
عععععع
ن الّزمان لما كان من السباب المعّدة لحصول ما يحصل في عالم الكتتون و الفستتاد اعلم أ ّ
ح بذلك توصيف بعض الزمنة بتالخير فيقتال :زمتان خيتر و شرور و الخيرات ص ّ من ال ّ
زمان عتدل لكتثرة متا يكتتون فيتته بشتهادة الستتتقراء متتن الخيتر و انتظتام حتال الخلتق و
سنن النبوية ،و توصيف بعضها بالشّر فيقال زمتتان شرعية و ال ّمواظبتهم على القوانين ال ّ
جائر و زمان صعب شديد لكثرة ما يقع فيتته متتن الشتترور و المفاستتد و عتتدم انتظتتام أمتتر
ستلم ) :أّيهتاالخلق فيه من حيث المعاش أو المعاد ،إذا عرفت ذلك فأقول :قوله عليه ال ّ
ستتلم بتتالجور و الّناس انا قد أصبحنا فتتي دهتتر عنتتود و زمتتن شتتديد ( ذّم لزمتتانه عليتته ال ّ
ضلل و دولة الجّهتتال و اضتتمحلل الحتتق و شدة و الكفران من حيث غلبة ال ّ العدوان و ال ّ
لت عليته و آلته و ستّلم إلتتى لت صتّلى ا ّ استيلء الباطل و رجوع أغلب الّناس بعد رستتول ا ّ
أعقابهم القهقرى و ارتدادهم عن المام الحق و اقتدائهم بالمام الباطل ،
شتترور و
سلم من اقامة المعروف و إزاحة المنكر و من ذلتتك نشتتأ ال ّ
و عدم تمكنه عليه ال ّ
المفاسد التي عدوها و هي امور .
الول اّنه ) يعّد فيه المحسن مسيئا ( و ذلك لغلبة الساءة من حيث كتتثرة المستتيئين و قّلتتة
الحسان لقّلة المحسنين ،فيعّد المسيء إحسان المحسن إستتاءة كمتتا أّنتته يعتّد إستتاءة نفستته
سنة في نظره بدعة و البدعة سّنة ،أو أّنه يحمتتل احستتان المحستتن علتتى إحسانا ،لكون ال ّ
سمعة ،و انفاقه
السائة كحمله عبادته على الّرياء و ال ّ
] [ 52
ن متتن
على الخوف او الّرغبة في المجازاة و نحو ذلك من المور الناشتتئة متتن ستتوء الظت ّ
أجل تنزيله حال الغير منزلة نفسه .
) و ( الثانى اّنه ) يزداد الظالم فيه عتوا ( و ذلك لقيتتام المقتضتتى لظلمتته و عتتدم رادع لتته
عن ذلك فيزداد فيه شيئا فشيئا و حينا فحينا .
سوء ،فلو كانت فتتي زمتتان العتتدل ن المقتضى لظلم الظالم هو نفسه المارة بال ّ بيان ذلك أ ّ
تكون مقهورة تحت حكم الحاكم العتتادل غيتتر متمّكنتتة متتن القيتتام و القتتدام علتتى الظلتتم و
ق الّتمكن ،
سلم في زمانه من قمع الباطل ح ّ الجور ،و لما لم يتمّكن عليه ال ّ
ل جرم ازداد الظالم فيه على ظلمه و بلغ الغايتتة فتتي استتتكباره و عتتّوه باقتضتتاء دواعتتي
نفسه .
و الثالث اّنه ) ل ننتفع بما علمنا ( و التيان بصيغة المتكّلم من قبيل اّياك أعنى و استمعي
يا جارة ،و المقصود به توبيخ العالمين لتقصيرهم عن القيتتام بوظتتايف العلتتم إذ النتفتتاع
ن العلتتم و العمتتل كتتالّروح و الجستتد يتصتتاحبان و
بالعلم إّنمتتا يكتتون إذا وافقتته العمتتل ،ل ّ
ل عمتتل يتهيتتؤبهل مرتبتتة متتن العلتتم يقتضتتي عمل معينتتا بحستتبه و كت ّ
يتكاملن معتتا و كت ّ
لضرب من العلم .
ستلم
لت عليته ال ّ
و إلى ذلك أشار في رواية الكافي عن اسماعيل بن جابر عتن أبتي عبتد ا ّ
قال :العلم مقرون إلى العمل فمن علم عمل ،و من عمل علم ،و العلم يهتف بالعمل فان
ل ارتحل عنه :
أجابه و ا ّ
فان المراد بهتفه للعمل هو اقتضاؤه العمل و استدعاؤه له و من ارتحاله عدم النتفتتاع بتته
أو زواله بالمّرة .
ي بتتن الحستتين عليتته
ي بن هاشم بن البريد عن أبيه قال :جاء رجل إلتتى عل ت ّ
و فيه عن عل ّ
سلم ي بن الحسين عليه ال ّ سلم فسأله عن مسائل فأجاب ثم عاد ليسأل عن مثلها فقال عل ّ ال ّ
:
صرين في
) و ( الرابع اّنه ) ل نسأل عّما جهلنا ( و هو توبيخ للجاهلين المق ّ
] [ 53
طلب العلم و سؤال العلماء لعدم معرفتهم فضل العلتم و عتدم رغبتهتم فتي العمتل و لتذلك
ستتلم لحمتتران بتتن أعيتتن فتتي شتتيء ستتأله إّنمتتا هلتتك الّنتتاس لّنهتتم ل
قال الصادق عليه ال ّ
يسألون رواه في الكافي .
ي بن إبراهيم عن محّمد بن عيسى عن يونس عّمن ذكره عن أبي عبتتد و فيه أيضا عن عل ّ
ف لرجتتل ل يفتترغ
لت عليتته و آلتته و ستّلم :ا ّ
ل صتّلى ا ّ
سلم قال :قال رسول ا ّ
ل عليه ال ّ
ا ّ
ل جمعة لمر دينه فيتعاهده و يسأل عن دينه . نفسه في ك ّ
ي ابتتن
ي بن محّمد بن سعد رفعه عن أبتتى حمتتزة عتتن علت ّ و عن الحسين بن محّمد عن عل ّ
سلم قال :لو يعلم الّناس ما في طلب العلم لطلبوه و لتتو بستتفك المهتتج و الحسين عليهما ال ّ
ف بحتت ّ
ق ى الجاهل المستخ ّ ن أمقت عبيدى إل ّ ل تعالى أوحى إلى دانيال ا ّ نا ّخوض الّلجج إ ّ
ى الطتتالب للثتتواب الجزيتتل
ى الّتقت ّ
ب عبيتتدي إلت ّ ن أحت ّ
أهل العلم الّتارك للقتتتداء بهتتم ،و ا ّ
لزم للعلماء الّتابع للحكماء القايل عن الحكماء . ال ّ
ستم أهتل الّزمتان إلتى أقستام خمستة ،و وجتهسلم بعد شكايته متن زمتانه ق ّ ثّم إّنه عليه ال ّ
ن الّناس إّما مريدون للخرة و هم الذين أفردهم بالّذكر في مقابل القسام الربعة القسمة أ ّ
ض أبصارهم ) الخ ( و إّما مريدون للدنيا و هؤلء إّما و أشار إليهم بقوله و بقى رجال غ ّ
سلطنة و الستيلء ،و إّما عاجزون عنها ،و هؤلء إّمتتا غيتتر محتتتالين قادرون عليها بال ّ
للّدنيا ،أو محتالون لها ،و المحتالون إّمتتا مقصتتودهم متتن الحتيتتال هتتو خصتتوص ملتتك
الّدنيا و مالها ،أو العّم من ذلك فهذه أقسام خمسة أربعتة منهتم أهتل التّدنيا و واحتد أهتل
الخرة .
و أشار إلى الّولين بقوله ) فالّنتتاس علتتى أربعتتة أصتتناف ( الول ) منهتتم ( العتتاجز عتتن
ل مهانتتة
الّدنيا غير المحتال لها و هو ) من ل يمنعه ( من العلّو و ) الفستتاد فتتي الرض إ ّ
نفسه ( و حقارتها ) و كللة حّد ( سيف ) ه ( و وقوعه عن القطع و عدم الحقيقة
] [ 54
للمنظور إليه ) و نضيض و فره ( اى قّلة ماله ،و هذه كّلها إشتتارة إلتتى عتتدم تمكتتن هتتذا
الّرجل من الوصول إلى مطلوبه و عدم قدرته على تحصيل مقصتتوده لنقطتتاع الستتباب
دونه مضافا إلى ضعف نفسه .
ستتلطنة و الستتتيلء و هتتو ) المصتتلت بستتيفه ( ) و ( الّثاني ) منهم ( القادر على الّدنيا بال ّ
شاهر له ) و المعلن بشره و المجلتب بخيلته و رجلته ( و هتو كنايتتة عتن جمعتته أستتباب ال ّ
الظلم و الغلبة و الستعلء ) قد اشرط نفسه ( و اهلها للفساد فتتي الرض ) و اوبتتق دينتته
لحطام ينتهزه ( و يغتنمتته ،و تشتتبيه متتال التّدنيا بالحطتتام لكتتونه قليتتل الّنفتتع بالّنستتبة إلتتى
ن اليبس من الّنبات قليل المنفعة بالقياس العمال الصالحة الباقي نفعها في الخرة ،كما أ ّ
إلى ما تبقى خضرته ) او مقنب ( اى خيل ) يقوده او منبر يفرعه ( و يعلوه .
و هذه الوصاف المذكورة لهذا القسم مطابق المصداق مع خلفاء بني امّية و بني العبتتاس
ل و أشار إلى خسران هؤلء في أفعالهم بقوله ) :و ليئس المتجتتر أن تتترى التّدنيا لعنهم ا ّ
ل عوضا ( كما قال تعالى :لنفسك ثمنا و مّما لك عند ا ّ
ستتمعة و الّريتتاء و ) و ( الّثالث ) منهم ( العاجز عن الوصول إلتتى ال تّدنيا المحتتتال لهتتا بال ّ
ي و الهيئة و هتو ) متن يطلتتب التّدنيا بعمتتل الخترة ( لكتون هّمته فيهتتا ) و ل يرائي بالّز ّ
يطلب الخرة بعمتل التّدنيا ( لعتتدم رغبتتته إليهتتا أصتل ،و المتتراد بعمتتل التّدنيا متا يفعلتته
المكلف فيها أو ما يصير بانضمام القربة و الّتوصل إلى الطاعتتة طاعتتة ) قتتد طتتامن متتن
شخصه ( اظهارا للّتواضع ) و قارب من خطوه ( اظهتتارا للوقتتار ) و ش تّمر متتن ثتتوبه (
اظهارا للطهارة و التنتتزه متتن الّنجاستتة ) و زختترف متتن نفستته ( اي زّينهتتا للّنتتاس بزينتتة
صلحاء و التقياء .ال ّ
] [ 55
و مقصوده من ذلك كّله أن يفتتن به الّناس و يرغب إليتته قلتتوبهم و يعظتتم قتتدره عنتتدهم و
يروه أهل ) للمانة ( و يسكنوا إليه في أماناتهم و يثقوا به في اموراتهم ،
لت و تحّمتتد
شتتين عنتتد ا ّ
ل و تزّين لهم بال ّفويل لهذا الّرجل تحّبب إلى العباد بالّتبغض إلى ا ّ
لت ( التتذي حمتتى بتته أهتتل الّتقتتوى أن يتتردوا متتواردل ) و اّتخذ ستتتر ا ّ
إليهم بالتذّمم عند ا ّ
الهلكة ) ذريعة إلى المعصية ( و وسيلة إلى ما اتيه من الّدنيا الفانية .
ل السلم و الشتتيب
قال في البحار :قال الكيدرى :في كتاب المضاف و المنسوب ستر ا ّ
و الكعبة و ضماير صدور الناس يعنى جعل ظاهر السلم و متتا يجّنتته صتتدره بحيتتث ل
ل.يطلع عليه مخلوق وسيلة و طريقا إلى معصية ا ّ
) و ( الّرابع ) منهم ( العاجز المحتال الذي رغبته في الملك و المال و هو ) متتن أقعتتده (
في بيته ) عن طلب الملك ضئولة نفسه ( و حقارتها ) و انقطاع سببه ( من عدم البضاعة
و نحوها من السباب المحصلة لمطلوبه ) ،ف ( لجل ذلك ) قصرته الحال على حاله (
اى وقفت به حال القدر على حاله التي لم يبلغ معها ما أراد و قصرته عليها ،
) ف ( لذلك عدل إلى الحيلة الجاذبة لرغبات الخلتق إليته ) قتحّلتى باستم القناعتة و تزّيتن
بلباس أهل الّزهادة ( و قام بالطاعات و واظب على العبادات ) و ( الحال اّنه ) ليتتس متتن
ذلك ( اى من القناعة و الزهد ) في مراح و ل مغدى ( .
يوي ل حقيقت ّي و صتتور ّ يعنتتى إّنتته ليتتس منهمتتا فتتي شتتيء و إّنمتتا اّتصتتافه بهمتتا ظتتاهر ّ
ي ،و يحتمل أن يكون الشارة بذلك إلى أهل الّزهادة و يكون المعنى أّنه ليتتس يتتومه واقع ّ
صوم و غيره ،و ل ليله كليلهم في العبادات هذا . كيومهم في ال ّ
و لما فرغ من أصناف أهل الّدنيا الربعة و أوصافها أشار إلى أهتتل الختترة المقابتتل لهتتم
بقوله ) :و بقى رجال ( و مّيزهم بأوصاف مخصوصة بهم متمّيزين بهتتا عتتن غيرهتتم و
لت أو عتن اللتفتات هى اّنه ) قد غض أبصارهم ذكر المرجع ( عن النظتر إلتى محتارم ا ّ
ل.إلى مطلق ما سوى ا ّ
] [ 56
س تابعاله ل محالة ن المسير و المنقلب إليه سبحانه ،يكون الح ّ و ملحظة جلله عارفا بأ ّ
س ،فل يكتتون لتته حينئذ التفتتات إلتى الغيتر و تتتوجه متن
لكونه رئيس العضتتاء و الحتتوا ّ
ن بيتتن الجّنتتة و
طريقه إلى أمر آخر ) و أراق دموعهم خوف المحشر ( و هول المطلع فا ّ
ل كما رواه فتتي عتّدة التّداعي و فيتته أيضتتا
ل البكاؤون من خشية ا ّ الّنار عقبة ل يجوزها إ ّ
ضتتت عتتن
ل ثلث عيتتون :عيتتن غ ّ
ل عين باكية يوم القيامتتة إ ّ
سلم ك ّ
عن الصادق عليه ال ّ
ل.
ل ،و عين بكت في جوف الليل من خشية ا ّ ل ،و عين سهرت في طاعة ا ّ محارم ا ّ
ل عبدا نصب في قلبتته نائحتتة متتن با ّ ل عليه و آله و سّلم إذا أح ّل صّلى ا ّو عن رسول ا ّ
لت تعتتالى ل قلب حزين و أّنه ل يدخل الّنتتار متتن بكتتى متتن خشتتية ا ّ بكّل يح ّنا ّ الحزن فا ّ
لت و دختتان جهّنتتم فتتي ضتترع ،و أّنتته ل يجتمتتع غبتتار فتتي ستتبيل ا ّ
حّتى يعود الّلبن إلى ال ّ
ضتتحك و إ ّ
ن ل عبدا جعل قلبه مزارا » مزمارا « متتن ال ّ منخري مؤمن أبدا و إذا أبغض ا ّ
ب الفرحين . ل ل يح ّ
ضحك يميت القلب و ا ّ ال ّ
و كيف كان ) فهم بين شريد ناّد ( أى نافر عن الخلق و منفرد عنهم و متّوحش منهتتم إّمتتا
لكثرة أذى الظالمين في الوطان ،لنكاره المنكر أو لقّلة صبره على مشتتاهدة المنكتترات
لت) و خائف مقموع و ساكت مكعوم ( كان الّتقية سّدت فاه من الكلم ) وداع مخلتتص ( ّ
في دعائه ) و ثكلن موجع ( إّما لمصابه في الّدين أو من كثرة أذى الظالمين .
-----------
) ( 1تتتت تتتتتت تت تتتت .
] [ 57
ضرورة و يرى أعمالهم و ل يؤثر نهيه فيهم فهو كالّثكلن الموجع ) قتد أخملتهتم بينهم بال ّ
الّتقيه ( من الظالمين ) و شملتهم الّذلة ( بسبب الّتقية منهم ) فهم في بحر اجاج ( .
ن حالهم في الّدنيا كحال العطشان في البحر الجاج يريد عدم انتفاعهم بهتتا و عتتدميعنى أ ّ
استمتاعهم فيها كما ل يستغنى ذو العطاش بالماء المالح ) أفواههم ضامزة ( اى ستتاكتة و
ساكنة من الكلم ) و قلوبهم قرحة ( من خشية الّرب تعتتالى أو لكتتثرة مشتتاهدة المنكتترات
مع عدم التمكن من دفعها و رفعها ) قد وعظوا حّتى مّلوا ( من الوعظ لعدم التفات الخلق
اليهم و عدم تأثير موعظتهم فيهم .
) و قهروا حّتى ذّلوا ( بين الّناس ) و قتلوا حّتى قّلوا ( نستتبة القتتتل إلتتى الجميتتع متتع بقتتاء
ل ،و هو شايع يقال :بنو فلن قتلوا فلنتتا ،و البعض من باب اسناد حكم البعض إلى الك ّ
إّنما قتله بعضهم و إذا كان حال كرام الّناس الّزاهدين فتي التّدنيا ذلتك ) فلتكتتن ( لكتتم بهتم
أسوة حسنة و لتكن ) الّدنيا ( الّدنية ) في أعينكم اصتتغر ( و احقتتر ) متتن حثالتتة القتترظ و
سامعين باستصغار الّدنيا و استحقارها إلتتى ح تّد ل يكتتون فتتي قراضة الجلم ( و هو أمر لل ّ
نظرهم أحقر منها ،و الغرض من ذلك تركهم لها و اعراضهم عنها .
ل عليه و آله مّر على سخلة منبوذة على ظهر الطريق فقال صتتّلى ي صّلى ا ّن النب ّ
قيل :أ ّ
لت متتن هتتذه علتتى
لت التّدنيا أهتتون علتتى ا ّ
ل عليه و آله اترون هذه هينة على أهلهتتا فتتو ا ّ ا ّ
أهلها ،ثّم قال :
الّدنيا دار من ل دار له ،و مال من ل مال له ،و لها يجمع متتن ل عقتتل لتته ،و شتتهواتها
يطلب من ل فهم له ،و عليها يعادى من ل علم له ،و عليها يحسد من ل فقه لتته ،و لهتتا
يسعى من ل يقين له .
سالفة
) و اّتعظوا بمن كان قبلكم قبل أن يّتعظ بكم من بعدكم ( و هو أمر بالّتعاظ بالمم ال ّ
ستتابقين
ن ال ّ
و تنبيه على أّنهتتم مفتتارقون للتّدنيا ل محالتتة و كتاينون عتتبرة لغيرهتتم ،كمتتا أ ّ
عليهم صاروا عتبرة لهتم ) و ارفضتوها ذميمتة ( أى فتارقوا عنهتا و اتركوهتا حالكونهتا
مذمومة عند العقل و أولى البصيرة .
و ذلك لزوال نعيمها و فناء سرورها و نفاد صحبتها و انقطاع لّذتها ) فاّنها (
] [ 58
ععععععع
از جمله خطب آن حضرتست كه شكايت ميكند در آن از اهل زمان خود و ميفرمايد :
اى مردمان بدرستيكه ما صباح كردهايم در روزگار بسيار ستيزه كننده و ستمكار و در
زمان بسيار ناسپاس در نعمت آفريدكار كه شمرده ميشود در او نيكو كتتار بتتد كتتردار و
زياده مىكند در آن ستمكار سركشى و افتخار را و منتفع نميشويم بتته آنچتته دانستتتهايم ،
و سؤال نميكنيم از آنچه ندانستهايم و نميترسيم از بلهاى خطرناك كتته كوبنتتده دلهاستتت
تا اينكه نازل شود آن بلها بما .
پس مردمان دنيا چهار صنفند :يكى از ايشان كسى است كه بتتاز نميتدارد او را از فتنته
و فساد مگر رذالت و خارى نفس او و كند بودن تيزى شمشير او و كمى متال و ثتتروت
او .
دّومى از ايشان كسيست كه كشنده است شمشير خود را و آشكار كننتتده استتت شتّر ختتود
را و كشتتنده استتت ستتواره و پيتتاده ختتود را ،يعنتتى استتباب ستتلطنت و ظلتتم در حتتق او
مهياست بتحقيق اينمرد مهيا نموده از بتتراى شتترارت نفتتس ختتود را و تبتتاه ستتاخته ديتتن
خود را از براى متاع دنيا كه غنيمت ميشمارد آنرا يا از براى سوارانى كه
] [ 59
بكشد ايشانرا يا از براى منبرى كه بال ميرود بر او و هر آينه بد تجارتيستتت آن كتته بتته
بينى دنيا را از براى نفس خودت ثمن و بها و از آنچه مرتو راستتت در نتتزد ختتدايتعالى
از نعم آن سرا عوض و سزا .
و سّيمى از ايشان كسى است كه طلب كند دنيا را بعمل آخرت و طلب نمى كنتتد آختترت
را بعمل دنيا ،بتحقيق كه اين شخص پست كرد تن ختتود را بجهتتت اظهتتار تواضتتع ،و
نزديك نهاد كام خود را بجهت اظهار وقار و برچيد دامن جتتامه ختتود را بجهتتت اظهتتار
احتيتاط از نجاستت ،و زينتت داد نفتس ختود را بتراى امتانت و ديتانت ،و فترا گرفتته
طريقه خدا را وسيله رفتن بسوى معصيت .
و چهارمى از ايشان كسى است كه نشانده او را از طلب ملك و مال حقتتارت نفتتس او و
بريده شدن علج او ،پس كوتاه ساخته او را حال تنكى او بر حالتى كه اراده نمتتوده از
رفعت و مرتبت پس آراسته است ختتود را باستتم قنتتاعت و پيراستتته بلبتتاس اهتتل زهتتد و
طاعت ،و حال آنكه نيست از اهل قناعت و زهد نه در محتتل شتب و نتته در محتل روز
يعنى در هيچ وقتتت در ستتلك زاهتتدان حقيقتتى نيستتت بلكتته زهتتد و قنتاعت او صتتورى و
ظاهريست .
و باقيماند مردمانى كه اهل آخرت هستند كه پوشانيد چشمهاى ايشتتانرا از محتتارم يتتا از
ل ياد كردن بازگشت او نزد خداوند ستتبحانه و ريختتت اشتتگهاى ايشتتان مطلق ما سوى ا ّ
را ترس روز محشر پس آنهتتا ميتتان رميتتده هستتتند و مطتترود شتتده و ترستتنده و مقهتتور
گرديتده و ختاموش شتونده و ممنتوع از كلم و دعتتا كننتده بتا اخلص و فريتاد كننتتده و
رنجور شده .
بتحقيق كه افكنده است ايشان را بگوشه خمول تقيه و پرهيزكتارى و شتامل شتتده ايشتان
را ذلت و خارى ،دهنهاى ايشان خاموش است از سخن ،و قلبهاى ايشان مجروحستتت
از خشية خداوند ذو المنن ،بتحقيق كه موعظه فرمودند تا اينكه ملول شتتدند ،و مقهتتور
گشتند تا اينكه ذليل گرديدند ،و كشته شدند تا اينكه اندك ماندند .
] [ 60
چون حال روزگار غدار در حق اين طايفه عاليمقدار بتتر ايتتن منوالستت ،پتتس بايتتد كته
باشد دنياى فانى در نظر شما خارتر از دردى بتترك ستتلم كتته بتتآن دبتتاغى مىكننتتد و از
ريزهاى پشم بزكه از مقراض مىافتد ،و نصيحت بپذيريد با كسانى كه بودنتتد پيتتش از
شما پيش از آنكه پند گيرند با شما آنكسانيكه مىآيند بعد از شما و بگذاريد و ترك نمائيد
متاع دنيا را در حالتى كه مذموم است و معيوب نزد اهل دانتتش و بينتتش ،پتتس بتحقيتتق
كه ترك كرده است دنيا كسى را كه حريصتر بود و مايلتر بآن از شما .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
عند خروجه لقتال اهل البصرة و هى الثالثة و الثلثون من المختار في باب الخطب قتتال
سلم بذي قار و هو يخصف نعله فقال لتتي : ابن عباس دخلت على أمير المؤمنين عليه ال ّ
سلم :
ما قيمة هذا النعل ؟ فقلت :ل قيمة لها :فقال عليه ال ّ
ل سبحانه بعث محّمدا و ليس أحد متتن العتترب يقتترء كتابتتا و ل يتّدعي نبتّوة ،فستتاق نا ّ
إّ
الّناس حّتى بّواهم محّلتهم ،و بّلغهم منجاتهم ،
ل ت إن كنتتت لفتتي ستتاقتها حّتتتى تتتوّلت
فاستتتقامت قنتتاتهم ،و اطمتتأّنت صتتفاتهم ،أمتتا و ا ّ
ن ) و لبقتتّرن خ ( ن مسيري هذا لمثلها ،و لنقب ّ بحذافيرها ما عجزت ،و ل جبنت ،و إ ّ
ل لقتتد قتتاتلتهم
ق من خاصرته ) جنبه خ ل ( ،ما لي و لقريش و ا ّ الباطل حّتى يخرج الح ّ
كافرين ،و لقاتلّنهم
] [ 61
مفتونين ،و إّني لصاحبهم بالمس كما أنا صاحبهم اليوم .
ععععع
) ذو قار ( موضع قرب البصرة ،و هتتو المكتتان التتذي كتتان فيتته الحتترب بيتتن العتترب و
الفرس و نصرت العرب على الفرس و فيه عين يشبه لون مائه القير و ) خصف النعل (
خرزها و هي مؤنثة سماعّية و ) بواه ( المكان أسكنه فيه و ) المنجاة ( موضتتع الّنجتتاة و
صتتفاة ( بفتتتح الصتتاد
) القناة ( الّرمح و هو إذا كانت معوجا ل يتتترّتب عليتته الثتتر و ) ال ّ
ساقة ( جمع ستتائق كالحاكتتة و الحتتائك ثتّم استتتعملت ضخم ل ينبت و ) ال ّ صلبة ال ّالحجر ال ّ
شتتارحسائق إّنما يكون في آخر الّركب أو الجيش ) تتتوّلت ( و فتتي نستتخة ال ّ للخير لن ال ّ
المعتزلى ولت بالواو و كليهما بمعنى واحد أى أدبرت هاربتتا و ) الحتتذافير ( جمتتع الحتتذ
شريف و الجمع الكتتثير يقتتال أختذه بحتتذافيره بأستره أو فار بكسر الحاء و هو الجانب و ال ّ
بجوانبه أو بأعاليه و ) ضعف و جبن ( بضّم العين من باب كرم و ) الّنقب ( الّثقب و في
شق . ن من البقر و هو ال ّن لبقر ّ
سخ بدل لنقب ّ بعض الن ّ
ععععععع
جملة و ليس احد ،اه حالّية و ان كنت لفى ساقتها ان بالكسر مخّففتة متتن الّثقيلتة و استتمها
محذوف ،و اللم في قوله لفى ساقتها عوض عن المحذوف على حّد قوله سبحانه :
] [ 62
لم علتى متا فتيل لّما ليوّفيّنهم « و جملة ما عجزت حاليتة ،و لمثلهتا بكستر ال ّ » و إن ك ّ
أكثر النسخ أو بفتحها على أّنها للّتوكيد على ما فتتي بعضتتها ،و متتالي و لقريتتش استتتفهام
على سبيل إنكار معاندتهم له و جحودهم لفضله ،و كافرين و مفتتتونين منصتتوبتان علتتى
الحال
عععععع
قو ن غرضه من حرب أهل الجمل كان إقامتتة الح ت ّ ن هذه الخطبة مسوقة لظهار ا ّ اعلم أ ّ
ن حربه معهم جارى مجرى حربه مع الكفار و أهل الجاهليتة فتي زمتن إزاحة الباطل و أ ّ
ل عليه و آله و سّلم ،و لذلك أشار أول إلى بعثة الّرسول ثّم رّتتتب عليهتتاالّرسول صّلى ا ّ
ل عليه و آله و ستّلم ) و ليتتس أحتتد
ل سبحانه بعث محّمدا ( صّلى ا ّ نا ّ
مقصوده فقال ) :إ ّ
من العرب ( في زمان بعثه ) يقرء كتابا و ل يّدعى نبّوة ( .
ن أكثرهم لم يكن لهم يومئذ دين و ل كتتتاب كمتتا يحتمل أن يكون المراد بالعرب أقّلهم ،فا ّ
سادس عشر من فصتتول الخطبتتة الولتتى عنتتد شترح قتوله عليتته مّر تفصيل في الفصل ال ّ
سلم :و أهل الرض يومئذ ملل متفّرقة اه . ال ّ
ن الكتاب الذى كان بأيدى و اّما على إرادة العموم كما هو ظاهر العبارة فيمكن الجواب با ّ
اليهود و الّنصارى حين بعثتته لتتم يكتتن بتتالّتوراة و النجيتتل المنتتزل متتن الستتماء ،لمكتتان
الّتحريف و الّتغيير الذي وقع فيهما كما يشهد به قوله تعالى :
بو
ن اْلِكتتتا ِ
ب و ما ُه تَو ِم ت َ ن اْلِكتا ِ
سبُوُه ِم َ
حَب ِلَت ْ
سَنَتُهْم ِباْلِكتا ِ
ن َأْل ِ
ن ِمْنُهْم َ 1لَفريقًا َيْلُو َ
»وإّ
ب َو ُهْم َيْعَلُمونَ « . ل اْلَكِذ َ
ى ا ِّ
عل َ
ن َ ل و ِيُقوُلو َ عْنِد ا ِّ
ن ِل و ما ُهَو ِم ْ عْنِد ا ّ
ن ِ
ن ُهَو ِم َّيُقُولو َ
قال أبو على الطبرسي في مجمع البيان قيل :نزلت في جماعة من أخبار اليهود
-----------
) ( 1تت تت تت ت تتتت تت ت ت ت تت ت تت ت ت تتت ت
تت تتت تتتتتت تتت تتتت تتتتتت .
] [ 63
ل،
ي و غيره و أضافوه إلى كتاب ا ّ
ل من بعث الّنب ّ
كتبوا بأيديهم ما ليس في كتاب ا ّ
ل بعضه
و قيل :نزلت في اليهود و الّنصارى حّرفوا الّتوراة و النجيل و ضربوا كتاب ا ّ
ببعض و الحقوا به ما ليس منه و أسقطوا منه الّدين الحنيف .
ي كانوا أهل جاهليتتة غتتافلين ن الّناس يوم بعث النب ّ
قال ابن عباس و كيف كان فالمقصود أ ّ
لت و ستتلمه عليتته و آلتته ) الّنتتاس حتتتى بتّواهم
عن الكتاب و الستّنة ) فستتاق ( صتتلوات ا ّ
محّلتهم ( يعنى أّنتته ضتترب الّنتتاس بستتيفه حتتتى أستتكنهم منزلتهتتم و مرتبتهتتم التتتي خلقتتوا
لجلها ) و بلغهم منجاتهم ( التي ل خوف على من كان بها و ل سلمة للمنحرف عنها .
و المراد بهما هو السلم و الّدين و بتتذلك يحصتل الّنجتاة متتن الّنتتار و يتقتتى متن غضتب
الجبار و يسكن دار القرار ،و ذلك هو المراد من خلقة النسان و به يحصل مّزيته علتتى
ساير أنواع الحيوان ) فاستقامت به قناتهم ( التتتي كتتانت معّوجتتة ) و اطمتتأّنت صتتفاتهم (
التي كانت متزلزلة مضطربة .
شارح البحراني :و المراد بالقناة القّوة و الغلبة و الّدولتتة التتتي حصتتلت لهتتم مجتتازا قال ال ّ
ن الّرمتتح ستتبب للق تّوة و الش تّدة ،و معنتتى إستتناد
من باب اطلق السبب على المسبب ،فا ّ
الستقامة إليهتتا انتظتتام قهرهتتم و دولتهتتم ،و لفتتظ الصتتفات استتتعارة لحتتالهم التتتي كتتانوا
عليها .
و وجه المشابهة أّنهم كانوا قبل السلم فتتي متتواطنهم و علتتى أحتتوالهم متتتزلزلين ل يقتّر
بعضهم بعضا في موطن و ل على حال بل كانوا أبدا في الّنهب و الغارة و الجلء ،
فكانوا كالواقف علتتى حجتتر أملتتس متتتزلزل مضتتطرب فاطمتتأّنت أحتتوالهم و ستتكنوا فتتي
ل ان كنت لفتتي ستاقتها ( شتّبه أمتتر الجاهليتتة إّمتتا بعجاجتتة ثتتائرة 1أو
مواطنهم ) أما و ا ّ
بكتيبة مقبلة للحرب .
فقال إّنى طردتها فوّلت بيتتن يتتدى و لتتم أزل فتتي ستاقتها أنتتا أطردهتتا و هتتي تنفتتر أمتتامى
) حّتى توّلت ( هاربة ) بحذافيرها ( و لم يبق منها شيء ) ما عجزت ( من سوقها
-----------
) ( 1تتتتت تت تتتتتتت .
] [ 64
ن مسيرى هتتذا لمثلهتتا ( أى لمثتتل تلتتك الحتتال التتتي كنتتت) و ل جبنت ( من طردها ) و أ ّ
ل عليه و آله من سوق كتتتائبهم و طردهتتا متتن غيتتر عليها معهم في زمن الّرسول صّلى ا ّ
ضعف و لجبن .
ق من خاصترته ( شتّبه الباطتل بحيتوان ابتلتع جتوهرا ) و لبقّرن الباطل حّتى يخرج الح ّ
ق بطنتته فتتي استتتخلص متتا ابتلتتع ،و أراد بتتذلك تميتتز
ثمنيا أعّز منه قيمة فاحتيج إلى شت ّ
ق من الباطل و تشخيص الصلح من الفساد ) مالي و لقريتتش ( يجحتتدون فضتتيلتي و الح ّ
ل لقد قاتلتهم كتتافرين ( بتتالكفر و الجحتتود ) و
يستحّلون محاربتي و ينقضون بيعتي ) و ا ّ
ق و يفيؤوا إليه .
لقاتلّنهم مفتونين ( بالفتنان و البغى ليرجعوا من الباطل إلى الح ّ
روى في الوسائل عن الحسن بن محّمد الطوسي في مجالسه عن أبيتته عتتن المفيتتد معنعنتتا
ل عليتته و آلتته قتتال لتته :يتتا
ي صّلى ا ّ
ن الّنب ّ
عن محّمد بن عمر بن على عن أبيه عن جّده أ ّ
ل قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي كما كتب عليهم الجهتتاد متتع نا ّيإّ
عل ّ
المشركين معي ،
ل و ما الفتنة التي كتب علينا فيها الجهاد ؟ قال :فتنة قتتوم يشتتهدون أن
فقلت :يا رسول ا ّ
ل ،و هم مخالفون لسّنتي و طاعنون في ديني ، ل ،و أّنى رسول ا ّ لا ّ
ل إله إ ّ
ل ؟ فقتتال
ل و أّنك رسول ا ّ
لا ّ
ل و هم يشهدون أن ل اله إ ّ
فقلت فعلى م نقاتلهم يا رسول ا ّ
على إحداثهم في دينهم و فراقهم لمرى و استحللهم دمآء عترتي هذا .
ضلل و الكفر و الثتتم و رّد بأن المفتون من أصابه الفتنة و هي تطلق على المتحان و ال ّ
و الفضيحة و العذاب و غير ذلك ،و المراد بالمفتون ما يقابتتل الكتتافر الصتتلي التتذي لتتم
ستتلم كتتافر لقتتوله
ن من حاربه عليه ال ّ يدخل في السلم أصل و لم يظهره إذ ل شك في أ ّ
ل عليه و آله و سلم حربك حربى و غير ذلك من الخبار و الدّلة . صّلى ا ّ
] [ 65
كساير الكّفار من المشركين و منكري الّرسالة و ساير ما ثبت ضرورة من ديتتن الستتلم
ل لحكموا بجواز سبى ذراريهم و تمّلك نسآئهم و أموالهم الغيتتر المنقولتتة
و ليس كذلك و إ ّ
كساير الكفار من أهل الحرب مع أّنهم قد اجمعوا على عدم جواز شيء من ذلك .
كيف و لو كان بناؤهم على ذلك لم يفصلوا في البغاة بين ذوى الفتنة كأصتتحاب الجمتتل و
معاوية ،و بين غيرهتتم كتتالخوارج حيتتث قتالوا :فتي الّوليتتن باجهتاز جريحهتتم و اتبتتاع
مدبرهم و قتل أسيرهم ،و في الخرين بوجوب الكتفاء بتفريقهم متتن غيتتر أن يّتبتتع لهتتم
مدبر أو يقتل لهم أسير أو يجهز على جريح ،و لم يختلفوا أيضا في قستتمة أمتتوالهم التتتي
حواها العسكر ،بل حكموا في كل ذلك بحكم الكافر الحربي .
و مّما ذكرنا ظهر ما في كلم المورد أيضا مضتافا إلتى متا فيته متن أّنته لتو كتان المتراد
سلم هو المرتّد عن ديتن الستتلم علتتى متا فهمتته المتورد لتتزم بالمفتون في كلمه عليه ال ّ
الحكم بعدم قبتتول توبتة أكتثر البغتاة لتو تتتابوا و بقستتمة أمتوالهم و باعتتتداد زوجتهتتم عتّدة
ن اكثر أهل البغى قد ولدوا على الفطرة مع أّنه لم يحكم أحد بذلك . الوفاة ،ل ّ
و تحقيق الكلم في المقام على ما يستفاد من كلم بعض علمائنتتا البتترار و أخبتتار أئمتنتتا
ل عليهم ما تعاقب الّليل و الّنهار هو :
الطهار سلم ا ّ
ل بن سليمان قال :قلت لبي عبد الّ و يشهد بذلك ما رواه في الوسايل باسناده عن عبد ا ّ
سلم قتل أهل البصرة و ترك أموالهم فقال ن علّيا عليه ال ّ
ن الّناس يروون أ ّ سلم :إ ّعليه ال ّ
ن علّيتتا إّنمتتا مت ّ
ن ل متتا فيهتا فقتتال إ ّ
ن دار الستتلم ل يحت ّ ل ما فيهتتا و ا ّ
ن دار الشّرك يح ّ :إّ
ي عليهل عليه و آله و سّلم على أهل مّكة و إّنما ترك عل ّ ل صّلى ا ّ ن رسول ا ّ عليهم كما م ّ
سلم لّنه كان ال ّ
] [ 66
ن دولة الباطل ستظهر عليهم ،فأراد أن يقتدى به فتتي شتتيعته يعلم اّنه سيكون له شيعة و ا ّ
ستتلم أهتتل
ي عليته ال ّو قد رأيتم آثار ذلك هو ذايسار في الّناس بسيرة علتتي و لتتو قتتتل علت ّ
ن علتى شتيعته متن ن عليهتم ليمت ّالبصرة جميعا و اّتخذ أموالهم لكان ذلك له حلل لكّنه مت ّ
بعده .
ن لكل قتوم نكاحتا و لتو ل أنتا نختاف عليكتم أن يقتتل رجتل منكتم شرك فا ّ
ل تسّبوا أهل ال ّ
برجل منهم و رجل منكم خير من ألف رجل منهم لمرنتتاكم بالقتتتل لهتتم و لكتتن ذلتتك إلتتى
المام .
ي فتتي
سلم يقتتول :لستتيرة عل ت ّ
ل عليه ال ّ
و عن أبي بكر الحضرمي قال :سمعت أبا عبد ا ّ
ن للقوم دولة فلو ستباهم شمس إّنه علم أ ّأهل البصرة كانت خيرا لشيعته مّما طلعت عليه ال ّ
ن علّيا سار فيهم بالم ّ
ن لسبيت شيعته ،قلت :فأخبرني عن القائم يسير بسيرته ؟ قال :ل إ ّ
سيرة لّنه ل دولة لهم .ن القائم يسير فيهم بخلف تلك ال ّ
لما علم من دولتهم و إ ّ
ى سيرة يستتيرسلم عن القائم إذا قام بأ ّو عن محّمد بن مسلم قال :سألت أبا جعفر عليه ال ّ
ل عليه و آله حّتى يظهر السلم ، ل صّلى ا ّفي الّناس ؟ فقال :بسيرة ما سار به رسول ا ّ
ل عليه و آله ؟ قال :أبطل ما كان في الجاهلّية و ل صّلى ا ّ
قلت و ما كانت سيرة رسول ا ّ
استقبل الّناس بالعدل ،
و كذلك القائم إذا قام يبطل ما كان في الهدنة مّما كان في أيدي الّناس و يستقبل بهم العتتدل
.
إلى غير ذلك من الّنصوص الداّلة على جريان حكم المسلمين على البغاة
] [ 67
ستتير و الّتواريتتخ
من حيث البغي في زمن الهدنة فضل عّما هو المعلوم متتن تتّبتتع كتتتب ال ّ
سلم معهم و عدم التجّنب من أسآرهم و غير ذلتتك متتن أحكتتام من مخالطة الئمة عليهم ال ّ
المستتلمين و إن وجتتب قتتتالهم إذا نتتدب عليتته المتتام عمومتتا او خصوصتتا أو نتتدب عليتته
ل تعالىسلم لكن ذلك أعّم من الكفر و يأتي تمام الكلم إنشاء ا ّ المنصوب من قبله عليه ال ّ
في شرح الكلم المأة و الخامسة و الخمسين .
نعم الخوارج منهم قد اّتخذوا بعد ذلك دينا و اعتقدوا اعتقتادات صتاروا بهتا كّفتارا ل متن
ستتلم ) :إّنتتى لصتتاحبهم بتتالمس كمتتا أنتتا
حيث كتتونهم بغتتاة فتتافهم جّيتتدا و قتتوله عليتته ال ّ
صاحبهم اليوم ( إشارة إلى عدم تغّير حالته عن التي بها قاتلهم كافرين ،و فيه تهديد لهتتم
و تذكير لشّدة بأسه و سطوته و شجاعته هذا .
صبوح ما صلب متن الّلبتن بالغتداة صابح ( و ال ّ أقول ) :المحض ( اللبن الخالص ،و ) ال ّ
شرة ( الّتمرة التي اخرج منهتتا نواتهتتا و ) البجتتر ( و ما أصبح عندهم من شراب و ) المق ّ
ضم المر العظيتتم و العجتتب و لعّلتته هنتتا كنايتتة عتتن الكتتثرة أو الحستتن أو اللطافتتة ،و بال ّ
يحتمل أن يكون مكان المفعول المطلق يقال بجر كفرح فهو بجر امتل بطنتته متتن اللبتتن و
ضم جمع الجرد و هو الفتترس التتذى ح في شربه و ) الجرد ( بال ّ لم يرّو ،و تبجر الّنبيذ أل ّ
سمر ( جمع السمر و هو الّرمح دقت شعرته و قصرت و هو مدح و ) ال ّ
ععععع
ل رواية هذه الخطبة في الكتاب بطريق آخر و هي الخطبتتة المتتأة و الّثالثتتة ،يأتي إنشاء ا ّ
شرح ثّمة فانتظر .
و نوردها بطريق ثالث في ال ّ
] [ 68
ععععع
ي عتنشارح المعتزلي عن أبي مخنف عن الكلبي عن أبي صالح عن زيد بتن علت ّ روى ال ّ
ل متتن
سلم ذاقار قلت :يا أمير المؤمنين متتا أق ت ّي عليه ال ّ ابن عباس قال :لما نزلنا مع عل ّ
ل ليأتيني منهم سّتة ألتتف و خمستتمأة و ستّتون ن ؟ فقال :و ا ّ يأتيك من أهل الكوفة فيما أظ ّ
ك شديد في قوله و ل من ذلك ش ّ رجل ل يزيدون و ل ينقصون قال ابن عّباس فدخلنى و ا ّ
ل إن قدموا لعّدنهم . قلت في نفسي و ا ّ
ي إلتتى
قال أبو مخنف فحّدث ابن اسحاق عن عّمه عبد الّرحمن بن يسار قال :نفر إلى عل ّ
ي عليتته
ذى قار من الكوفة في البّر و البحر سّتة ألف و خمسمأة و سّتون رجل و أقام عل ت ّ
سلم بذى قار خمسة عشر يوما حّتى سمع صهيل الخيتتل و شتتجيج البغتتال حتتوله قتتال : ال ّ
ل أتممتهتم متن لت لعتّدنهم فتان كتانوا كمتا قتال و إ ّ
فلما سار منقلة قتال ابتن عبتاس ،و ا ّ
ل ما وجدتهم يزيتتدون رجل ن الّناس قد كانوا سمعوا قوله ،قال :فعرضهم فو ا ّ غيرهم فا ّ
ل و رسوله ثّم سرنا . ل أكبر صدق ا ّو ل ينقصون رجل فقلت :ا ّ
ععععععع
از جمله خطب آن حضرتست كه فرموده هنگام رفتن او بمحاربه أهل بصره گفتتت عبتتد
ل بن عباس كه داخل شدم بر امير المؤمنين در منزل ذى قتار و آنحضتترت مىدوختتت ا ّ
نعلين خود را پس گفت بمن كه اى ابن عباس چيست قيمت اين نعل ؟ من عترض كتتردم
كه قيمت ندارد و بچيزى نميأرزد ،فرمود بخدا سوگند كه ايتتن نعتتل محبتتوبتر استتت بتته
سوى من از امارة من در ميان شما مگر اينكه اقامه نمايم حقتتى را يتتا بتتر طتترف ستتازم
باطلى را پس آن حضرت بيرون تشريف آورد پتتس خطبتته خوانتتد از بتتراى متتردم پتتس
فرمود :
] [ 69
منزل ايشان و رسانيد ايشتتان را در محتتل رستتكارى ايشتان ،پتتس راستتت شتد نيزهتتاى
ايشان و آرام گرفت سنك هموار ايشان .
مقصود انتظام دولت ايشانست و آستتودگى بلد ايشتتان بختتدا ستتوگند بدرستتتيكه بتتودم در
ميان مردمانى كه رانندگان عساكر خصم بودند تا اينكه پشتت برگردانتد لشتكر خصتم و
رو بر فرار نهادند تماما در حالتيكه عاجز نشدم و ترسناك نگشتم ،
و بدرستيكه اين سير و حركت من بقتال اهل بصره هر آينه مثل آن حتتالت ستتابقه استتت
كه بودم بر آن از دليرى و شجاعت .
پس هر آينه مىشكافم باطل را تا اينكه بيرون آيد حق از شتتكم او چيستتت متترا و قريتتش
را كه بيعت مرا شكستند و فضيلت مترا انكتار كردنتد بختدا ستوگند كته مقتاتله كتردم بتا
ايشان در حالتيكه كافر بودند ،و مقاتله ميكنم با ايشان در حتتالتى كتته مفتتتون هستتتند ،و
بدرستيكه من مصتتاحب ايشتتان بتتودم ديتتروز ،همچنتتان كتته مصتتاحب ايشتتانم امتتروز و
تفاوت در حالت من نبوده
ع ع ع ععع ع ع ع ععع ع ععع ععع ع ع عع ععععع
ععععع ععع ععع ععععع
و هى الرابعة و الثلثون من المختار في باب الخطتتب خطتتب بهتتا بعتتد فراغتته متتن قتتتال
ف لكم لقد سئمت عتابكم ،أرضتتيتم بتتالحيوة لأ ّ
الخوارج على ما تعرفه تفصيل إن شاء ا ّ
ل من العّز خلفا ،إذا دعوتكم إلى جهاد عدّوكم دارت الّدنيا من الخرة عوضا ،و بالّذ ّ
] [ 70
أعينكم كأّنكم من المتوت فتي غمترة ،و متن التّذهول فتي ستكرة ،يرتتج عليكتم حتواري
ن قلوبكم مألوسة فأنتم ل تعقلون ،
فتعمهون ،فكأ ّ
ما أنتم لي بثقة سجيس الّليالي و ما أنتم بركن يمال بكم ،و ل زوافر عّز يفتقر إليكم ،متتا
ل سعر ل رعاتها فكّلما جمعت من جانب انتشرت من آخر ،لبئس لعمر ا ّ ل كابل ض ّ
أنتم إ ّ
نار الحرب أنتم تكادون و ل تكيدون ،و تنتقص أطرافكم فل تمتعضون ،ل ينام عنكم و
ل المتخاذلون .
أنتم في غفلة ساهون ،غلب و ا ّ
و تأديبكم كيما تعلموا ،و أّما حّقي عليكم فالوفآء بالبيعة و الّنصيحة
] [ 71
شتتيء
جر ،و لغاتهتتا أربعتتون و ) ستتئم ( ال ّ ضم و الّتشديد و الّتنتتوين كلمتتة تضت ّف ( بال ّ
)ا ّ
شدة ،و غمرات الموت ستتكراته التتتي يغمتتر ل و ) الغمرة ( ال ّيسام كفرح ساما و سامة م ّ
ضتتم ،و ستتكرة المتتوت شتّدته و صتتحو و الستتم بال ّ سكر ( بالفتتتح ضتّد ال ّفيها العقل و ) ال ّ
غشيته و ) رتج ( كفرح استغلق عليه الكلم كارتتتج عليتته بالبنتتاء للمفعتتول ) و الحتتوار (
بالكسر المحاورة و المخاطبة .
ضلل و ترّدد فتتي المنازعتتة و ) اللتتس ( بستتكون و ) عمه ( الّرجل كعلم إذا تحّير في ال ّ
لم الجنون و اختلط العقل و ) سجيس الّليالى ( كلمة يقال للبد تقتتول ل أفعلتته ستتجيس ال ّ
الليالي أى أبدا و مثلها سجيس الوجس و ستتجيس عجيتتس و ) الّزوافتتر ( جمتتع زافتترة و
زافرة الّرجل أنصتاره و عشتيرته و ) البتتل ( استتم جمتع و ) ستعر نتتار الحترب ( جمتع
ستتاعر و استتعار الّنتتار و ستتعرها ايقادهتتا و ) المتعتتاض ( الغضتتب و ) حمتتس ( كفتترح
اشتد .
صوت و الجلبة و اطلق على الحرب لما فيها من الصوات و الجلبتتة و أصل ) الوغا ( ال ّ
و ) عرق اللحم ( كنصر اكله و لم يبق منه على العظم شتتيئا و ) هشتتم ( العظتتم كضتترب
كسره و ) فريت ( الشيء قطعته و ) الجوانح ( الضلع التي تحت التتترائب و هتتي ممتتا
ضلوع مما يلي الظهر .صدر كال ّيلي ال ّ
و ) ما ضمت عليه ( هو القلب و ) المشرفّية ( بفتتتح الميتتم و التّراء ستتيوف منستتوبة إلتتى
مشارف اليمن و ) فراش الهام ( بالفتح العظام الّرقيقة التي تلي القحف و ) طاح ( يطيتتح
اى سقط .
ععععععع
عوضتا و خلفتا نصتبهما علتى الّتميتز ،و جملتة يرتتج عليكتم حالّيتة ،و ستجيس الليتالى
منصوب على الظرفية و زوافتتر فتتي اكتتثر الّنستتخ بتتالجّر عطفتتا علتتى المجتترور ،و فتتي
لم جتتواب لت ال ّ
بعضها بالّنصب عطفا على الظرف أعنى بركتتن ،و قتتوله لتتبئس لعمتتر ا ّ
ل سبحانه ،و أيم القسم و التكرير للّتاكيد ،و العمر بالفتح العمر و هو قسم ببقآء ا ّ
] [ 72
ل قسمى .
مخّفف أيمن و هو جمع يمين أي أيم ا ّ
و قوله :ان لو حمس الوغا أن بفتح الهمزة مخففة من الثقيلة اسمها ضمير شأن ،
و جملة لوحمس آه خبرها ،و هى مع اسمها و خبرها قايمة مقام مفعتتولى أظتتن و لعظيتتم
لأّ
ن لإ ّ
لم للّتأكيتتد ،و الجملت بيتتن الستتم و الختتبر منصتتوب المح ت ّ
عجزه خبر إن و ال ّ
انتصاب الولى على الوصفّية و الثلث الخيرة على الحالّية من مفعول يمّكن .
و قوله :فاّما أنا مبتدء ،و ضرب بالمشرفية خبره من باب زيد عدل و قوله :
لم مقّدرة قبلها ،و مثله كيل نجهلواكي إّما تعليلّية و ان مضمرة بعدها ،أو مصدرّية و ال ّ
في الحتمالين قوله سبحانه » :كيل يكون دولة « و قوله :كيما تعلمتتواكي تعليلّيتتة و متتا
إّما مصدرّية أو كافة و مثله في الحتمالين قوله :
عععععع
سلم ،خطب بهذه الخطبتة بعتد فراغته متن أمتر الختوارج ن أمير المؤمنين عليه ال ّ
اعلم أ ّ
ل قتتد أحستتن نصتتركم
نا ّل و أثنى عليه و قال :أّما بعد فا ّ
روى أّنه قام بالّنهروان فحمد ا ّ
شام ،فقاموا إليه و قالوا له : جهوا من فوركم هذا إلى عّدوكم من أهل ال ّ فتو ّ
يا أمير المؤمنين قد نفدت نبالنا و كّلت سيوفنا ارجع بنا الى مصرنا لنصلح عدتنا ،
ل أمير المؤمنين يزيد في عددنا مثل من هلك مّنا لنستعين به فأجابهم .
و لع ّ
ن البرد شديد فقال :إّنهم يجدون البرد كما تجدون فتلّكأوا و أبتتوا ،
فتلّكأوا عليه و قالوا :إ ّ
ف لكم انها سّنة جرت ثّم تلى قوله تعالى : فقال :أ ّ
جتتوا
خُر ُ
ن َي ْ
جتتوا ِمْنهتتا َفتتإ ْ
خُر ُ
حّتى َي ْ
خَلها َ
ن َنْد ُ
جّبارين َو ِإّنا َل ْ
ن فيها َقْومًا َ
» قاُلوا يا ُموسى إ ّ
ن«. خلُو َ
ِمْنها َفإّنا دا ِ
] [ 73
» قالوا يا موسى إّنا لن ندخلها أبدا ما دامتتوا فيهتتا فتتاذهب أنتتت و رّبتتك فقتتاتل إّنتتا هيهنتتا
قاعدون خ ل « فقام ناس منهم و اعتذروا بكثرة الجراح فى الّناس و طلبوا أن يرجع بهتتم
إلى الكوفة أّياما ثتّم يختترج ،فرجتتع بهتتم غيتتر راض و أنزلهتتم الّنخيلتتة و أمتتر الّنتتاس أن
يلزموا معسكرهم و يقلوا زيارة أهلهم و أبنائهم حّتى يسيربهم الى عدّوهم .
فلم يقبلوا و دخلوا الكوفة حّتى لم يبق معه من الّناس الرجال من وجوههم قليتتل ،و بقتتى
المعسكر خاليا فل من دخل الكوفة رجع إليه ،و ل من أقام معه صبر ،
لت و درك الوستتيلة عنتتده قتتوم أّيها الّناس استتتعّدوا لقتتتال عتتدّو فتتي جهتتادهم القربتتة إلتتى ا ّ
ق ل ينصرونه متتورغين 1بتتالجور و الظلتتم ل يعتتدلون بتته و جفتتاة عتتن حيارى عن الح ّ
ضللة ،ف أعّدوا الكتاب نكب عن الدين يعمهون في الطغيان و يتمكعون 2في غمرة ال ّ
ل و كيل فلتتم لت و كفتتى بتتا ّ
لهم ما استطعتم من قّوة و من رباط الخيتتل ،و توّكلتتوا علتتى ا ّ
ف لكم لقد سئمت ( و مللت ) من عتتتابكم ( بمتتال ينفروا فتركهم أّياما ثّم خطبهم فقال ) :ا ّ
ارتضيه من أفعالكم و أقوالكم و كثرة تثاقلكم عن قتال خصومكم ) ارضيتم بالحيتتاة ال تّدنيا
من الخرة عوضا ( حيث تركتم الجهاد حّبتتا للبقتاء و رغبتتة إلتتى الحيتتاة ،و رغبتتتم عّمتتا
يترّتب عليه من الّثمرات الخروية من الّدرجات الّرفيعة و الّرحمة و المغفرة .
مضافة إلى ما فيه من فضله على العمال و فضل عامله علتتى العّمتتال ،إذبتته يتتدفع عتتن
ل متتن المتتؤمنين أنفستتهم و أمتتوالهم الّدين ،و يستقام شرع سّيد المرسلين ،و به اشترى ا ّ
ن قعودكم عن الجهاد مستلزم ل من العّز خلفا ( حيث إ ّ
بالجّنة مفلحا منجحا ) و بالذ ّ
-----------
) ( 1تتتت تتتتتت تتتتت .
-----------
) ( 2تت ت تتت ت ت ت تت تت ت تت تت تتتت تت تت
تت ت تتتت تتتتت .
تتتت تتت تتتت تت تتتت تتت
] [ 74
لطمع العدّو فيكم و قصد بلدكم و الستيلء عليكم و استتتباحة دمتتائكم و أمتتوالكم و ستتبى
ذراريكم ،و قد مضى في شرح الخطبتتة الستتابعة و العشتترين متتا يتتوجب زيتتادة توضتتيح
المقام .
سلم بعد توبيخهم و تبكيتهم على سوء أفعالهم أشار إلى حتتالتهم التتتى كتتانوا
ثّم اّنه عليه ال ّ
عليها حين دعوتهم إلى الجهاد بقوله ) :اذا دعوتكم الى جهاد عدّوكم ( تحيرتم و ترّددتتتم
بين الّنهوض الى العدّو و القعود عنه جبنا و خوفا ف ) دارت أعينكم ( من شّدة الخوف )
كأنكم من الموت في غمرة و ( شخصت أبصاركم كأنكم ) متتن ال تّذهول ( و الغفلتتة ) فتتي
سكرة ( كما قال سبحانه :
ن اْلَم تْوت « وعَلْيِه ِم ت َ
عُيُنُهْم َكاّلذي َيْغشى َ
ك تدُوُر َأ ْ
ن إَلْي َ
طرُو َ
ف َرَأْيَتُهْم َيْن ُ
خْو ُ
» َفإذا جآَء اْل َ
هو الذى قرب من حال الموت و غشيته أسبابه فيذهل و يذهب عقله و يشخص بصره فل
يطرف ،و كذلك هؤلء تشخص أبصارهم و تحار أعينهم من شّدة الخوف ) يرتج عليكم
شتتخوص إلتتى حوارى ( و يغلق عليكم خطابى ) فتعمهون ( في الضلل و ترّددون فتتي ال ّ
القتال ) فكان قلوبكم مألوسة ( و افئدتكم مجنونة ) فأنتم ل تعقلون ( ما أقول و ل تفقهتتون
صلح المر ) ما انتم لى بثقة ( أثق بكم و أعتمد عليكم و أتقّوى بكم على اعدائي .
) سجيس الليالى ( لكثرة ما شاهدت فيكم من كذب الوعد و خلف العهد ) و ما أنتتم بركتن
يمال بكم ( و يستند اليكم ) و ل زوافر عّز ( يعتصم بكم و ) يفتقتتر اليكتتم ( لمتتا فيكتتم متتن
ل و الفشل و العجز و الرذالة ) ما انتم ال ك ( عجاجة ) ابتل ( او قطيعتتة غنتم ) ضت ّ
ل الّذ ّ
رعاتها فكّلما جمعت من جانب انتشرت من ( جانب ) آخر ( و ذلك من أجل ما فيكم متتن
اختلف الهواء و تسّتت الراء المانع من اجتمتتاعكم علتتى متتا فيتته نظتتم أمتتر المعتتاش و
لت ستتعرنار الحتترب أنتتتم ( متتع متتا فيكتتم متتن الفشتتل و
صلح حال المعاد ) لبئس لعمتتر ا ّ
الخوف مضافا إلى سوء الرأى و ضعف الّتدبير و بذلك
] [ 75
) و تنتقص اطرافكم ( و نواحى بلدكم باغارة العدّو عليها و قتتتل خيتتار أهلهتتا و إحتتداث
الخراب فيها ) فل ( تغضبون و ل ) تمتعضون ل ينام عنكم ( العيون ) و انتتتم فتتي غفلتتة
لت
ل المتخاذلون ( المتثاقلون و أنتم منهم فستغلبون و تقهتترون ) و ايتتم ا ّ
ساهون غلب و ا ّ
ن بكم أن لو حمس الوغا و ( اشتّد الهيجا ) استحر الموت ( و استتتعر القتتتل ) قتتدإّنى لظ ّ
انفرجتم عن ابن ابى طالب انفراج الّراس ( و تفّرقتم عنه تفّرقا ل رجوع بعده أبدا .
و انفراج الراس مثل أّول من تكّلم به على ما قيل أكثم بن صيفي في وصية له :
ى ل تنفرجوا عند الشدايد انفراج الّراس فاّنكم بعد ذلك ل تجتمعتتون علتتى عتّز و فتتي
يا بن ّ
معناه أقوال :
الرابع ما عن القطب الّراوندي و هو أّنه أراد به انفرجتم عني رأسا أى قطعا ،
ن المعنى انفراج رأس متتن ادنتتى رأستته إلتتى غيتتره ثتّم حتترف
الخامس ما عنه أيضا من أ ّ
ن اليتتد و الّرجتتل
شارح أيضا بأنه ل خصوصية في الّراس في ذلك فا ّ راسه عنه ،ورّده ال ّ
إذا ادنيتهما من شخص ثّم حرفتهما عنه فقد تفّرج ما بين ذلك العضو و بينه ،
] [ 76
ى تقتتدير
ن العّزاء ل يبالون بمفارقة أحد ،و علتتى أ ّ ن الّراس الّرجل العزيز ،ل ّ الّثامن أ ّ
ن امتترء يمّكتتن عتتدّوه متتن نفستته ( حتتاللت ا ّ
سلم ) و ا ّفالمقصود شّدة تفّرقهم عنه عليه ال ّ
سره ) و يفرى جلتتده ( و يقطعتته أى شم عظمه ( و يك ّ كونه ) يعرق لحمه ( و يأكله ) و يه ّ
يسّلط عدوه عليه بالّنهب و السر و الستيصال ) لعظيم عجزه ( و ) ضعيف متتا ( يعنتتى
قلبه الذي ) ضتّمت عليته جوانتح صتدره ( ثتّم ختاطبهم بخطتاب مجمتل متن غيتر تعييتن
للمخاطب تقريعا و تنفيرا لهم عّما يلزمهم من الحوال الّردية بتمكينهم العدّو متتن أنفستتهم
ستتلط لتته عليتته كتتن
فقال ) :أنت فكن ذاك ان شئت ( أى أنت أّيها الممّكن متتن نفستته و الم ّ
ضعف . ذاك المرء الموصوف بالعجز و الجبن و ال ّ
ن المخاطب بذلك هو الشعث و ل بتتاس بتتأن و يأتي في رواية المالى و كتاب الغارات أ ّ
ل من أمكن العد و تنفيرا و توبيخا و تبكيتا ) فاّما يكون الخطاب له و المقصود عمومه لك ّ
ل ( ل اتحّمل ذلك الّتخاذل و ل احتمل أن امّكن عدّوي متتن نفستتي و استّلطه علت ّ
ى أنا فو ا ّ
ستتيوف ) المشتترفّية ( التتذى
يفعل ما يشاء و يريد و ) دون ان اعطى ذلتتك ضتترب ب ( ال ّ
ل بعد ذلك ( الجهتتاد و سواعد و القدام و يفعل ا ّ ) تطير منه فراش الهام و تطيح ( به ) ال ّ
المناجزة ) ما يشاء ( متتن جعتتل الغلبتتة لتتى أو للعتتدّو علتتى متتا يقتضتتيه الحكمتتة البالغتتة و
المصلحة الكاملة .
ستتر و العلنيتتة و حثكتتم علتتى محاستتن الخلق و مكتتارم الّول ) الّنصتتيحة لكتتم ( فتتي ال ّ
الداب و ترغيبكم على ما فيه حسن الثتتواب فتتي المعتتاش و المتتآب ) و ( الثتتاني ) تتتوفير
فيئكم عليكم ( و تفريقه فيكم بالقسط و العدل من دون حيف فيه و ميل ) و (
-----------
) ( 1تتت تتتتتت :
] [ 77
الّثالث ) تعليمكم ( ما فيه صلح حتتالكم فتتي المعتتاش و المعتتاد ) كيل تجهلتتوا و ( الرابتتع
شرعية ) كيما تعلموا ( و تعملوا .
) تأديبكم ( بالداب ال ّ
) و أما حقى ( الذى ) عليكتتم ف ( أربعتتة أيضتتا الّول ) الوفتتاء بالبيعتتة ( التتذى هتتو أهتمّ
المور و به حصول الّنظام الكّلي ) و ( الثاني ) النصيحة ( لى ) في المشهد و المغيتتب (
ب عنى في الغيبة و الحضور ) و ( الّثالث ) الجابة ( لدعائي ) حين أدعوكم ( متتن و الذ ّ
غير تثاقل فيه و توان و فتور ) و ( الّرابع ) الطاعة ( لمرى ) حين امركم ( و النتهتتاء
عن نهيى حين انهيكم .
ن منفعة هذه المور ايضا عايدة اليهم في الحقيقتتة إّمتتا فتتي التّدنيا و إّمتتا فتتيىأّو غير خف ّ
الخرة إذ قيامهم بها يوجب انتظام الحال و حسن المآل ،و مخالفتهم فيها يتتوجب ختتذلن
الّدنيا و حرمان الخرة و اختلل الحال مع شّدة الّنكال .
ععععع
فقال الشتر :يا أمير المؤمنين إنا قاتلنا أهل البصرة و أهل الكوفة و رأى الّناس واحدة ،
ل العدد و أنت تأخذهم بالعتتدل و تعمتتل فيهتتم
و قد اختلفوا بعد و تعادوا و ضعفت النّية و ق ّ
شتتريف عنتتدك فضتتل منزلتتة علتتى شتتريف ،فليتتس لل ّ ق و تنصتتف الوضتتيع متتن ال ّ
بتتالح ّ
جت طائفة مّمن معك إذ عموا به و اغتّموا من العدل إذ صاروا فيه . الوضيع ،فض ّ
ل متتن
شرف فتاقت أنفس الّناس إلتتى ال تّدنيا و ق ت ّ
و رأوا صنايع معاوية عند أهل الغناء و ال ّ
ق و يشترى الباطل و يؤثر الّدنيا ،ليس للّدنيا بصاحب و أكثرهم يحتوى الح ّ
فان تبذل المال يا امير المؤمنين يميل إليك أعناق الّرجال و تصفو نصيحتهم لك ،
] [ 78
ل لك يا امير المؤمنين و كبت أعدائك و فتترق جمعهتتم و اوهتتن و يستخلص وّدهم صنع ا ّ
ستتلم أّمتتا متتا ذكتترت متتن
ي عليتته ال ّ
كيدهم و شتت امورهم اّنه بما يعملون خبير فقتتال علت ّ
ل يقول :
نا ّ
عملنا و سيرتنا بالعدل فا ّ
و أّما ما ذكرت من بذل الموال و اصتطناع الّرجتال فتاّنه ل يستعنا أن نتؤتي امترءا متن
ق:ل سبحانه و قوله الح ّ
الفىء اكثر من حّقه و قد قال ا ّ
لت محّمتتدا
ن « و قتتد بعتتث ا ّ
صابري َل َمَع ال ّ
ل َو ا ُّ
ن ا ِّ
ت ِفَئًة َكثيَرًة بِإْذ ِ
غَلَب ْ
ن ِفَئٍة َقليَلٍة َ
» َكْم ِم ْ
ل ت أن يولينتتا
ل عليه و آله و سّلم فكّثره بعد القّلة ،و أعّز فئته بعد الّذلة و إن يرد ا ّ صّلى ا ّ
ل رضا ل عّز و ج ّ هذا المر يذلل لنا صعبه و يسهل لناحزنه و أنا قايل من رأيك ما كان ّ
ل.
و أنت من امن الّناس عندى و انصحهم لي و أوثقهم في نفسي إن شاء ا ّ
ي بتتن إبراهيتتم
أقول :و يؤيد ذلك ما رواه الكليني في كتاب الّروضة من الكتتافي عتتن عل ت ّ
ستلم قتال ا ّ
ن ل عليته ال ّ
عن محّمد بن عيسى عن يونس عن بعض أصحابه عن أبي عبد ا ّ
مولى لمير المؤمنين سأله مال فقال يخرج عطائى فاقاسمك هو » عطائى خ ل « فقال :
ستتلم يختتبره بمتتا
ل اكتفى و خرج إلى معاوية فوصله ،فكتب إلى امير المؤمنين عليتته ال ّ
ل عليه :
أصاب من المال ،فكتب إليه أمير المؤمنين صلوات ا ّ
ن ما في يدك من المال قد كان له أهل قبلك و هو صائر إلتتى أهتتل بعتتدك و إّنمتتاأّما بعد فا ّ
لك منه ما مّهدت لنفسك فاثر نفسك على صلح ولدك ،فاّنما أنت جامع لحد رجلين إّمتتا
ل فسعد بما شقيت ،و إّما رجل عمل رجل عمل فيه بطاعة ا ّ
] [ 79
ل فشقى بما جمعت له ،و ليس من هذين أحد بأهل أن تؤثره على نفستتك و
فيه بمعصية ا ّ
ل.ل ،وثق لمن بقى برزق ا ّ
ل تبرد 1له على ظهرك ،فارج لمن مضى برحمة ا ّ
و في الّروضة أيضا عن عّدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عتتن يعقتتوب بتتن يزيتتد عتتن
لت و أثنتتى
ستتلم فحمتتد ا ّ
ى رفعه قال :خطب أمير المتتؤمنين عليتته ال ّ
محّمد بن جعفر العقب ّ
عليه ثّم قال :
ل بن جعفر بن ابي طتتالب لعل تيّ و في شرح المعتزلي عن هارون بن سعد قال قال عبد ا ّ
ل أن أبيتتع
ل ت متتالي نفقتتة إ ّ
سلم يا أمير المؤمنين لو أمرت لي بمعونة أو نفقة فتتو ا ّ عليه ال ّ
ل أن تأمر عّمك يسرق فيعطيك . ل ما أجد لك شيئا إ ّ
سلم :ل و ا ّ
داّبتي ،فقال عليه ال ّ
ضل هؤلء الشتتراف متتن العتترب و قريتتش علتتى يا أمير المؤمنين اعط هذه الموال و ف ّ
الموالى و العجم ،و استمل من تخاف خلفه من الّناس و فراره ،و إّنما قالوا له ذلك لمتتا
كان معاوية يصنع في المال .
-----------
) ( 2تتتتتت ت تتتت تت تتتتتت ت تتتتت تت ت
تتت .
] [ 80
ثّم سكت طويل و اجما ،ثّم قال :المر أسرع من ذلك قالها ثلثا .
ععععع
فأقول في البحار من كتاب الغارات باسناده عن جندب ،و من مجالس المفيد عن الكتتاتب
عن الّزعفراني عن الثقفي عن محّمد بتتن إستتماعيل عتتن زيتتد بتتن المعتّدل عتتن يحيتتى بتتن
ل الزدي قال سمعت صالح عن الحرث بن حصيرة عن أبي صادق عن جندب بن عبد ا ّ
سلم يقول لصتتحابه و قتتد استتتنفرهم أيامتتا إلتتى ي بن أبي طالب عليه ال ّأمير المؤمنين عل ّ
الجهاد فلم ينفروا :
أّيها الّناس اّنى قد استنفرتكم فلم تنفروا ،و نصحت لكم فلم تقبلوا ،فأنتم شهود كأغيتتاب ،
و صّم ذووا أسماع ،أتلو عليكم الحكمة ،و أعظكتتم بالموعظتتة الحستتنة ،و أحثكتتم علتتى
جهاد عّدوكم الباغين ،فما اتى على آخر منطقى حّتى أراكم متفّرقين أيادي سبا ،فاذا أنتتا
كففت عنكم عدتم إلى مجالسكم حلقا 1عزين
-----------
) ( 1تتتت ت تت ت تتت ت ت تتت تت تتتتت ت ت ت
تتت تت ت تتت تت ت تت ت ت تتت تت ت تتتت ت ت تت
تت ت تت ت ت ت تتت ت ت تتت تتت ت تتتت ت ت
تتتتتت .
] [ 81
تضربون المثال و تتاشدون الشعار ،و تسألون الخبار ،قد نسيتم الستعداد للحتترب ،
ل ما غتتزى
و شغلتم قلوبكم بالباطيل ترّبت أيديكم ،اغزوا القوم من قبل أن يغزوكم فو ا ّ
ل ذلوا .
قوم قط في عقر ديارهم إ ّ
ل ما اريكم تفعلتتون حّتتتى يفعلتتون ،و لتتوددت أّنتتى لقيتهتتم علتتى نّيتتتي و بصتتيرتي
و ايم ا ّ
ل 1راعيها ،فكّلما ض تّمت متتن جتتانب ل كابل جمة ض ّ فاسترحت من مقاساتكم فما أنتم إ ّ
ل لكأني بكم لو حمس الوغا و احم 2الباس قد انفرجتم عن انتشرت من جانب آخر ،و ا ّ
ي بن ابيطالب انفراج الّراس و انفراج المرأة عن قبلها . عل ّ
ن فعل ابن عّفان لمخزاة على من ل دين له و سلم له :يا عرف الّنار و يلك إ ّ
فقال عليه ال ّ
ن امتترءا يمّكتتن عتتدّوه
لت ا ّ
ق في يدي و ا ّ
جة معه فكيف و أنا على بّينة من ربى ،الح ّ لحّ
من نفسه يخذع 3لحمه و يهشم عظمه و يفري جلتتده و يستتفك دمتته لضتتعيف متتا ضتّمت
عليه جوانح صدره أنت فكن كذلك إن أحببت فأما أنا فدون أن أعطى ذلك ضرب بالمشر
ل بعد ما يشاء . ف و المعاصم و يفعل ا ّ في يطير منه فراش الهام و تطيح منه الك ّ
-----------
) ( 1تتت تتتتتت تت تتت تتتتت تت تت تتت تتت
تتت تتت تتتتتت تتتتت تتتتت تتت تتتت تت ت
ت ت تتت تتتت تت ت تت تتت تتت ت ت تت تت
تتتتتتت ت تتتت .
-----------
) ( 2تت تتتتت ت تتت تتت ت تتتت تتتت تت تتتت
ت تتت تتتتتت تت تتت ت تت ت تتت تتتتتت تت ت
تت ت تتت تت ت تتت ت ت ت تت تتت تت تتت ت ت تت
تت تت تت تتت تت تتت تتت ت تتت ت ت تتت تت تت
تتت تت تت تتتتت ت تت ت ت ت تتت تت تت تتت
تتتتتتتت تتتت تتتتت تت تتت تتتت تت تتت ت
تتتتتتتت تتتت ت تتتت .
-----------
) ( 3ت تت تتتت ت ت ت ت تت ت تتتت تتت ت تتت ت
تتتت ت تتتت تت تتتتت ت تتتتت .
] [ 82
لت قتتد
نا ّ
ن أمير المؤمنين قد أسمع من كانت له اذن واعيتتة و قلتتب حفيتتظ ،إ ّ أّيها الناس إ ّ
ق قبولهتتا ،إّنتته نتتزل بيتتن أظهركتتم ابتتن عتّم نتتبّيكم و ستّيد
اكرمكم بكرامتتة لتتم تقبلوهتتا حت ّ
المسلمين من بعده يفقهكم في التّدين و يتدعوكم إلتى جهتاد المحلستين 1 .فكتاّنكم صتّم ل
يسمعون أو على قلوبكم غلف مطبوع عليها فانتم ل تعقلون ،
ل اليس انما عهدكم بالجور و العدوان أمتتس قتتد شتتمل البلء و شتتاع أفل نستحيون عباد ا ّ
في البلد قد دحق محروم و ملطوم وجهتته و موطتتاء بطنتته و يلقتتى بتتالعراء تستتفى عليتته
ضتتح إل الثتتواب الهامتتدة وشتتمس و ال ّ العاصير ل يكنه من الحّر و القتّر و صتتهر 2ال ّ
شعر البالية .
بيوت ال ّ
سلم فصدع بالحق و نشتتر العتتدل و عمتتل بمتتا فتتي ل بأمير المؤمنين عليه ال ّ
حّتى جائكم ا ّ
ل عليكم و ل توّلتتوا متتدبرين ،و ل تكونتتوا كالتتذين قتتالوا الكتاب ،يا قوم فاشكروا نعمة ا ّ
ستتيوف ،و استتتعّدوا لجهتتاد عتتدّوكم ،فتتاذا دعيتتتم
ستتمعنا و هتتم ل يستتمعون ،اشتتحذوا ال ّ
فأجيبوا ،و إذا امرتم فاسمعوا و أطيعوا ،و ما قلتم فليكن ما اضمرتم عليه تكونتتوا بتتذلك
صادقين .
من ال ّ
ععععععع
از جمله خطب آنحضرتست در طلب خروج مردمان بمحاربه اهل شام كه ميفرمايد :
اف و پريشانى باد مر شما را بتحقيق كه من ملول شدم از عتاب كردن شما آيتتا راضتتى
شديد بزندگانى دنيا از حيثيت عوض شدن در آخرت ،و بذلت از حيثيت بتتدل بتتودن از
عزت ،هر وقت كه شما را دعوت ميكنم بجنك دشمنان خودتان چشمهاى شما مىگردد
بمنزله اينكه شما از شّدت مرك در گرداب سخت افتادهايد
-----------
) ( 1تتتتت تتتت تتتتتت ت تتتتتت ت تتتت ت ت
تتتتتت ت ت .
-----------
) ( 2ت تتتت تتت تت تتت ت ت تتتت ت تتت تت تتت
ت ت ت تتت تت تتتتت ت تتت تت ت تت تتت تتتتت
تت تت ت ت ت ت ت تت ت تتت ت تتتتت ت تتت تت ت
تتتتت ت تتتتتت تتتتت ت تتتت تتتتت تت تتت
تتت ت ت تتتتت ت تتت تتت تتتت تت تتتتتت ت ت
تتتتت .
] [ 83
و در غفلت و مدهوشى فرو رفتهايد ،در حالتيكه بسته مىشود بر شما خطاب كردن بتتا
من .
پس متحير و سرگردان ميمانيد در سخن گفتن و گويا قلبهاى شما مجنونست و ديتتوانگى
عارض او شده پس شما عقل نداريد و نميفهميد و نيستيد شما از براى من معتمد و محل
وثوق ابدا ،و نيستيد شما ركنى كه ميل شده باشد بشما در دفع اعتتداء ،و نيستتتيد يتتارى
دهندگان عزت كه احتياج پيدا شود بشما ،نيستيد مگر بمنزله شتتترانى كتته گمشتتده باشتتد
راعيان ايشان پس هر گاه جمع كرده شوند آن شترها از طرفى پراكنده ميشتتوند بطتترف
ديگر .
قسم ببقاى خدا كه بزبانهاى آتش حزبيتتد شتما ،مكتتر ميكننتتد بشتما دشتتمنان و شتما مكتتر
نميكنيد بايشان ،و نقصان ميپذيرد اطراف بلد شما بجهت قتل و غتتارت أعتتداء و شتتما
غضب و خشم نمىگيريد از بى غيرتى و بىحميتى ،ختتواب كتترده نمتتى شتتود از شتتما
يعنتتى دشتتمنها جهتتت كشتتتن شتتما چشتتم بتتالى هتتم نميگذارنتتد و شتتما در ختتواب غفلتتت
حيرانيد ،و مغلوب شدند بخدا سوگند فرو گذارندگان حرب با دشمنان .
و سوگند بحق خدا بدرستيكه گمان مىبرم بشما آنكه سخت شود كار جنگ و گرم گتتردد
معركه مرك جدا ميشويد از پسر أبيطالب جدا شدن سر از بدن ،قسم بذات خدا بدرستى
مردى كه متمكن سازد دشمن خود را از نفس خود در حتالتيكه بختورد آندشتمن گوشتت
او را .و بشكند استخوان او را ،و پاره پاره كند پوست او را ،هر آينه بزرگست عجز
آنمرد و سست است آنچيزيكه فراهم آورده شده است بر آنچيز جوانب سينه او .
يعنى ضعيف القلب و جبانست پس تو باش مثل اين عتتاجز كاهتتل اگتتر ختتواهى متصتتف
باشى باين صفات ،پس أما من بحق خدا كه متحمل اين نميشوم و نزد اين حال كه بدهم
بدشمن تمكين و تسلط را ،پس زد نيست بشمشير مشرفى كه به پتترد از و كاستته ستتر و
تباه شود از او ساعدها و قدمها ،و ميكند خداوند بعد از اين حال
] [ 84
اى مردمان بدرستيكه مرا بر شما حقى است و شما راست بر من حقتتى ،پتتس أمتتا حتتق
شما بر من پس نصيحت كردن من است بر شما در نهان و آشكار و تمام كردن غنيمتتت
شماست بر شما و تعليم دادنست بر شما تا اينكه جاهل نشويد و ادب دادنست بر شتتما تتتا
اينكه عالم شويد و عمل نمائيد ،و أما حق من بر شما پس وفا كردن شماست بر بيعت ،
و اخذ نصيحت است در حضور و غيبت و جواب دادنست در زمانى كه خوانم شتتما را
ل اعلم بالصواب .و فرمان بردارى نمودنست در زمانى كه فرمايم شما را و ا ّ
لت عليتته
ن محّمدا عبده و رسوله صتّلى ا ّ
ل ليس معه إله غيره ،و أ ّ
لا ّ
و أشهد أن ل إله إ ّ
و آله .
و تعّقب الّندامة ،و قتتد كنتتت أمرتكتتم فتتي هتتذه الحكومتتة أمتتري ،و نخلتتت لكتتم مختتزون
ي إباء
رأيى ،لو كان يطاع لقصير أمر ،فأبيتم عل ّ
] [ 85
المخالفين الجفاة ،و المنابذين العصاة ،حّتى ارتاب الّناصح بنصحه ،
ععععع
) الخطب ( المر العظيم و ) الفادح ( الّثقيل من فدحه الّدين إذا أثقله و ) المج تّرب ( قتتال
لأّ
ن الجوهري :الذي قد جّربتته المتور و أحكمتته ،فتان كسترت التّراء جعلتته فتاعل إ ّ
العرب تكّلمتت بته بالفتتح و ) نختل ( الشتيء إذا صتّفاه ،و منته نختل التدقيق بالمنختل و
) الجفاة ( جمع الجافي و هو الذى خشن طبعه و ) النبذ ( طرحك الشيء أمامك و ورائك
أو عام و منه قوله سبحانه :
ن ُأوُتتتوا اْلِكتتتابَ
ن اّلتتذي َ
ق ِمت َ
ق ِلمتتا َمَعُهتْم َنَبتَذ َفريت ٌ
صّد ٌ
ل ُم َ
عْنِد ا ّ
ن ِ
ل ِم ْ
سو ُ
» و َلّما جاَئُهْم َر ُ
ستتفلىظُهوِرِهْم « و ) الّزند ( العود الذى يقدح به الّنار و هو العلتتى و ال ّ ل َورآَء ُ با ّ ِكتا َ
الّزندة بالهاء و الجمع زناد مثل سهم و سهام و ) هوازن ( قبيلة و ) منعرج ( الوادى اسم
فاعل حيث يميل يمنة و يسرة من انعرج الشيء انعطف و ) اللوى ( كالى متتا التتتوى متتن
الّرمل .
ععععععع
لو كان يطاع لقصير أمر كلمة لو إما للّتمّنى على ما ذهب إليه بعضهم في قوله :ستتبحانه
:
ن َلنا َكّرًة « و ل تحتتتاج حينئذ إلتتى الجتتواب أو حتترف شتترط و الجتتواب محتتذوف
» َلْو َأ ّ
بقرينة المقام ،و القصير
] [ 86
و الّتقدير إّنى أمرتكم أمرى في هتتذه الحكومتتة و نصتتحت لكتتم فلتتو أطعتمتتوني لفعلتتتم متتا
أمرتكم به و محضت لكم الّنصيحة فيه فافهم جّيدا ،و قوله :أخو هوازن الضافة لدنتتى
شتتاعر إلتتى تلتتك القبيلتتة ،و هتتذه الضتتافة شتتايعة فتتي كلم
المناسبة من حيتتث انتستتاب ال ّ
العرب قال سبحانه :
عععععع
ن عمرو بن العاص و أبا موسى الشعرى لما التقيا بدومة الجندل و قد اعلم أّنه قد روى إ ّ
حكما في أمر الّناس كان أمير المؤمنين يومئذ قد دخل الكوفة ينتظر متتا يحكمتتان بتته فلمتتا
سلم ذلك اغتّم له غّما شديدا و وجتتم منتته و تّمت خدعة عمرو لبي موسى و بلغه عليه ال ّ
قام فخطب الّناس فقال :
ل و إن أتى الدهر بالخطاب الفادح ( الّثقيل ) و الحدث ( العظيم ) الجليل ( نسبة ) الحمد ّ
شر إليه على ما تقّدم بيانه فتتي شتترح
التيان بالخطب و الحدث إلى الّدهر من قبيل نسبة ال ّ
الخطبة الحادية و الثلثين ،و في التيان بان الوصلية إشارة إلى أّنتته ستتبحانه ل يختتتص
ل حال من الّنعمة و البلء و الشدة و حمده بحال دون حال بل ل بّد ان يحمده العبد على ك ّ
سرآء و الضرآء .
الرضاء و ال ّ
لت ليتتس معته إلتته غيتتره ( تأكيتتد لمعنتى كلمتتة الّتوحيتد و تقريتر
لا ّ
) و أشتتهد أن ل إلتته إ ّ
ن معصتتيةل عليه و آله و سّلم أما بعتتد فتتا ّ ن محّمدا عبده و رسوله صّلى ا ّ لمقتضاها ) و أ ّ
شفيق ( الذي يبعثه شفقته علتتى الّنصتتح الّناصح ( الذي يصّدق فكره و يمحض رأيه و ) ال ّ
و على
] [ 87
التتّروي فتتي المتر و ايقتاع التترأى فيتته متن جتّد و اجتهتاد و ) العتالم ( التذي يعلتم وجته
المصلحة في المور و يكون فيها على بصيرة و ) المجّرب ( الذي حصلت لتته الّتجتتارب
فكان رأيه و قوله أغلب الصابة للواقع ) تورث الحسرة و تعقب الّندامة ( .
إذا المشير الموصوف بالصفات الربع المذكورة يكون رأيه أغلتتب المطابقتتة متتع الواقتتع
فاطاعة المستشير لتته موجبتتة لظفتتره علتتى المقصتتود و وصتتوله إلتتى مطلتتوبه و مختتالفته
سلم المّتصف بتتالعلم مفّوتة للغرض معّقبة للحسرة خصوصا إذا كان المشير مثله عليه ال ّ
ضتتللةاللدنى المطابق رأيه للواقع دائما يكون معصية معّقبة للّندامة ألبّتة و موقعتتة فتتي ال ّ
ل محالة .
سلم كلمته بالشتارة إلتى خطتائهم فتي أمتر الحكومتة الّناشتي متن
و لذلك أردف عليه ال ّ
مخالفتهم له و إبائهم عن امتثال أمره فقال ) :و قد كنت أمرتكم في هذه الحكومة امرى (
صواب ) و نخلت لكتتم مختتزون رأيتتي ( المصتتاب ) لتتو كتتان يطتتاع لقصتتير أمتتر ( لمتتا
ال ّ
حصلت الحسرة و الّندامة و قصير هذا هو قصتتير بتتن ستتعد متتولى جزيمتتة البتترش متتن
ملوك العرب .
ن جزيمة قتل أبا الّزباء ملكة الجزيرة ،فبعث إليه عن حين ليتتتزّوج بهتتا خدعتتة و روى ا ّ
سألته القدوم عليها فأجابها إلى ذلك و خرج فى ألف فارس و خلف بتتاقي جنتتوده متتع ابتتن
اخته عمرو بن عدي ،و أشار قصير الى جزيمة أن ل يتتتوجه إليهتتا فلتتم يقبتتل رأيتته فلمتتا
قرب جزيمة من الجزيرة استقبله جنود الزباء بالعدة و لم يرمنهم إكراما له فأشار قصتتير
ساء الغتتدر فلتتم يقبتتل فلمتتا دختتل عليهتتاإليه بالّرجوع عنها و قال إّنها امرءة و من شان الن ّ
غدرت به و قتلته فعند ذلك قتال قصتتير :ل يطتاع لقصتير أمتتر فيضتترب بتته المثتل لكت ّ
ل
ناصح عصي و هو مصيب في رأيه .
ى اباء المخالفين الجفاة و المنابذين العصاة حّتى ارتاب الناصح بنصحه ( هتتذا ) فأبيتم عل ّ
سلم مّتصف بالعلم اللتتدّني فل يمكتتن شتتكه
محمول على المبالغة لما ذكرنا من أّنه عليه ال ّ
ق
سلم في الخطبة الرابعة ما شككت فتتي الح ت ّ فيما رآه صوابا ،و يشهد بذلك قوله عليه ال ّ
سلم في الخطبة العاشرة :و إنّ معي لبصيرتي متتا لّبستتت علتتى مذرايته ،و قوله عليه ال ّ
نفسي
] [ 88
ن الزند بقدحه ( مثل يضرب لمن يبخل بفوايده متتن أجتتل عتتدم وجتتدانه ) و ( قوله ) :ض ّ
صتتادرة منتتهالقابل لها و الهل لستفادتها ،و الزند كناية عن القلب و القدح عن الراء ال ّ
ستتلمصدور الّنار من الّزناد ،و هو أيضا جار على المبالغة ،و المقصود به أّنه عليتته ال ّ
لشّدة ما لقى منهم من الباء و الخلف و العصيان لم يقدح له رأى صالح ) فكنت و إّياكم
( أى كان حالى معكم في نصحي و مخالفتكم على مع حلول الّندامة بكم ) كما قال ( وريد
بن الصمة ) اخو هوازن ( في جملة أبيات له :
أمرتهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم امتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترى بمنعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترج اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوى
فلم يستبينوا الّنصح الضحى الغد
و قبله
و بعده
ل بن صمة من بني جشم بن معاوية بن بكتتر ن أخاه عبد ا ّ و قصة وريد في هذه القصيدة أ ّ
ابن هوازن غزا بني بكر بن هوازن فغنم منهم و استاق إبلهم فلما كان بمنعرج اللوى قال
ل ل أبرح حّتى أنحر النقيعة و هي ما ينحر من الّنهب قبل القسمة و اجيل الستتهام :لوا ّ
ن القوم في طلبك فأبي عليه و نحر النقيعة و بات ،فلمتتا ،فقال له أخوه وريد :ل تفعل فا ّ
ل بن الصمة فاستغاث باخيه وريد أصبح هجم القوم عليهم و طعن عبد ا ّ
] [ 89
ستتيد
صفين أّنه بعد روايته هذه الخطبة مثتتل متتا رواه ال ّ
و عن نصر بن مزاحم في كتاب ال ّ
ن هذين الّرجلين الذين اختر تموهما قد نبذا حكم الكتاب ،و أحييامتتا زاد في آخرها :أل إ ّ
جة و ل بّينتتة و ل ستتنة ماضتتية و اختلفتتا فيمتتا
ل منهما هواه و حكم بغير ح ّأمات و اّتبع ك ّ
ل ،فاستعّدوا للجهاد و تأّهبوا للمسير واصتتبحوا فتتي معستتكر كتتم حكما فكليهما لم يرشد ا ّ
يوم كذا .
سير و التواريخ و نقله فتتي
و ينبغي أن نذكر في المقام كيفّية الّتحكيم ،و قد رواه أرباب ال ّ
لوشرح المعتزلي عن نصر بن مزاحم و إبراهيم بن و يزيل و غيرهما متتع إطنتتاب ممت ّ
شرح مع تلخيص مّنا فأقول : نحن نرويه على ما في ال ّ
شام عن القراع إلى الخداع و كان ذلك برأى عمرو بن العاص ،و هذه الحالفعدل أهل ال ّ
وقعت عقيب ليلة الهرير التي يضرب بها المثل .
ستتلم بالّنتتاس
ي عليتته ال ّ
حّدثنى أبو ضرار قال :حّدثني عّمار بن ربيعتتة قتتال :غلتتس عل ت ّ
صلة الغداة يوم الّثلثاء عاشر شهر ربيع الول سنة سبع و ثلثيتتن ،و قيتتل عاشتتر شتتهر
شام بعسكر العراق و الّناس على راياتهم ،و زحف إليهتتم أهتتل صفر ثّم زحف إلى أهل ال ّ
شتتام أشتّد نكايتتة و أعظتتم وقعتتا
شام و قد كانت الحرب أكلت الفريقين و لكّنها في أهتتل ال ّال ّ
فقدملوا الحرب و كرهوا القتال و تضعضعت أركانهم .
] [ 90
لت
ل الذى جعل فينا ابن عّم نبّيه أقدمهم هجرة و أّولهم اسلما ستتيف متتن ستتيوف ا ّ الحمد ّ
ل على أعدائه فانظروا إذا حمى الوطيس 1و ثار القتام و تكسر المرءان و جالت صّبه ا ّ
ل غمغمة أو همهمتتة فتتاّتبعونى و كونتتوا فتتي اثتترى ،ثتّم حمتتل
الخيل بالبطال فل اسمع إ ّ
على أهل الشام فكسر فيهم رمحه ثّم رجع فاذا هو الشتر .
ي ابتترز التيّ
صتتفين يتتا أبتتا الحستتن يتتا علت ّ
قال :و خرج رجل من أهل الشام فنادى بيتتن ال ّ
صتتفين ،فقتتال انّ لتتك يتا
سلم حتى اختلف أعنتاق دابتيهمتتا بيتتن ال ّ ي عليه ال ّ
فخرج إليه عل ّ
علي تقدما في السلم و الهجرة هل لك في أمر اعرضه عليك يكون فيه حقن هذه الدماء
سلم :و ما هو ؟ ي عليه ال ّ و تأخر هذه الحروب حتى ترى رايك ؟ قال عل ّ
قال :ترجع إلى عراقك فنخّلي بينك و بين العراق و نرجع نحن إلى شامنا فتخّلي بيننتتا و
ن هذه لنصيحة و شتتفقة و أهّمنتى سلم قد عرفت ما عرضت إ ّ ي عليه ال ّ
شام فقال عل ّ
بين ال ّ
ل علتتى ل القتال أو الكفر بما أنزل ا ّ
هذا المر و أسهرني و ضربت أنفه و عينه فلم أجد إ ّ
ل تعالى ذكره لم يرض من أوليائه أن يعصى في الرض نا ّ
ل عليه و آله إ ّ
محّمد صّلى ا ّ
و هم سكوت مذعنون ل يأمرون بمعروف و ل ينهون عن منكر ،فوجتتدت القتتتال أهتتون
ي من معالجة الغلل في جهّنم . عل ّ
قال فرجع الّرجل و هو يستتترجع و زحتتف الّنتتاس بعضتتهم إلتتى بعتتض فتتارتموا بالّنبتتل و
الحجارة حّتى فنا ،ثّم تطاعنوا بالّرماح حّتى تكسرت و اندقت ،
ل وقتتع
ستتامعون إ ّ
ستتيوف و عمتتد الحديتتد فلتتم يستتمع ال ّ
ثّم مشى القوم بعضهم إلى بعض بال ّ
صتتواعق و متتن جبتال الحديد بعضه على بعض لهو أشد هول في صتدور الّرجتال متتن ال ّ
شتتمس بتتالّنقع و ثتار القتتتام و القستتطل 2و ضتّلت تهامة يدك بعضتته بعضتتا و انكستتف ال ّ
اللوية و الّرايات
-----------
) ( 1تت تتتت ت تت تتتت تتت ت تتت تتت ت ت
تتتتتت ت تتت تتت تت تتتت تت تت تت تتت تت ت
تتتتتت تتتتتت ت تتتتتت تتتت تت تتتت تت ت
تتتتتت ت تت تتت تتتتت تت تت ت تتتت تت ت
تتتتتت تتتت تت تتتت تتت
-----------
) ( 2تتتتت ت تتتتتت تتتتتت
] [ 91
ل قبيلة أو كتيبة من القراء بالقلمو أخذ الشتر يسير فيما بين الميمنة و الميسرة فيأمر ك ّ
سيوف و عمد الحديد من صلة الغداة من اليوم المذكور إلتتى على التي يليها ،فاجتلدوا بال ّ
ل صلة ،فلم يزل الشتر يفعل ذلك حّتى أصبح و المعركة خلتتف نصف الليل لم يصّلو ا ّ
ظهره و افترقوا على سبعين ألف قتيل في ذلك اليوم و تلك الليلة .
و هي ليلة الهرير المشهورة ،و كان الشتر في ميمنة الّناس و ابن عّباس في الميستترة و
ي في القلب و الّناس يقتتلون ،ثتّم استتمّر القتتال متن نصتف الليتل الثتاني إلتى ارتفتاع
عل ّ
شتتام :ازحفتتوا قيتتد 1
ضحى و الشتر يقتتول لصتتحابه و هتتو يزحتتف بهتتم نحتتو أهتتل ال ّ
ال ّ
رمحي هذا و يلقي رمحه فاذا فعلوا ذلك قال ارجفوا قاب هذا القوس فاذا فعلوا ذلك سألهم
ل ان ترضتعوا ل أكثر الّناس من القدام فلّمتا رأى ذلتك قتال :اعيتذكم بتا ّ مثل ذلك حّتى م ّ
الغنم ساير اليوم ،ثّم دعا بفرسه و ركز رايته و كانت مع حّيان بن هوذة الّنخعتي و ستار
ل و يقاتل مع الشتر حّتى يظهتتر أو يلحتتق بين الكتائب و هو يقول :أل من يشرى نفسه ّ
ل فل يزال الّرجل من الّناس يخرج إليه فيقاتل معه قال نصر :و حتّدثنى عمتترو قتال : با ّ
حّدثني أبو ضرار قال حّدثني عّمار بن ربيعة قال :مّربي الشتر فأقبلت معه حّتى رجتتع
إلى المكان الذي كان به ،فقام في أصتتحابه فقتتال :شتّد و افتتداء لكتتم عّمتتي و ختتالي شتّدة
ل و تغزون بها الدين إذا أنا حملت فاحملوا ،ثّم نزل و ضرب وجه داّبته و ترضون بها ا ّ
قال لصاحب رايته :تقّدم فتقّدم بها ثّم شّد علتتى القتتوم و شتّد معتته أصتتحابه فضتترب أهتتل
الشام حّتى انتهى بهم إلى معسكرهم فقاتلوا عند العسكر قتال شديدا و قتل صاحب رايتهم
سلم لما راى الظفر قد جاء من قبله يمّده بالّرجال . ي عليه ال ّو أخذ عل ّ
سلم خطيبتتا
ي عليه ال ّ
و روى نصر عن رجاله قال :لّما بلغ القوم إلى ما بلغوا إليه قام عل ّ
ل و أثنى عليه و قال :
فحمد ا ّ
-----------
) ( 1تتتتت ت تتتتت تتتتتتت تتت
] [ 92
ل آختتر نفتتس و إنّ أّيها الّناس قد بلغ بكم المتتر و بعتتدّوكم متتا قتتد رأيتتتم و لتتم يبتتق منهتتم إ ّ
المور إذا أقبلت اعتبر آخرها بأّولها ،و قد صبر لكتتم القتتوم علتتى غيتتر ديتتن حّتتتى بلغنتتا
لت قتتال فبلتتغ ذلتتك معاويتتة ،فتدعا منهم ما بلغنا ،و أنا غاد عليهم بالغتتداة احتتاكمهم إلتتى ا ّ
ي علينتتا بالفضتتل فمتتا عمرو بن العاص و قال :يا عمتترو إّنمتتاهى الليلتتة حّتتتى يغتتد و علت ّ
ن رجالك ل يقومون لرجاله و لست مثله هو يقاتلك على امر و أنتتت تقتتاتله ترى ؟ قال :إ ّ
على غيره ،أنت تريد البقاء و هتو يريتد الفنتاء و أهتل العتراق يختافون منتك إن ظفترت
شام ل يخافون علّيا إن ظفر بهم و لكن ألق إلى القوم أمرا إن قبلوه اختلفتتوا بهم ،و أهل ال ّ
ل حكما فيما بينك و بينهم ،فاّنك بالغ به حاجتك في و إن رّدوه اختلفوا ادعهم إلى كتاب ا ّ
القوم و إّنى لم أزل اّدخر هذا المر لوقت حاجتتتك إليتته ،فعتترف معاويتتة ذلتتك و قتتال لتته
لتصدقت قال نصر :و حّدثنا عمرو بن شمر عن جتابر بتتن نميتتر النصتاري قتال :و ا ّ
لكأّني أسمع علّيا يوم الهرير و ذلك بعد ما طحنت رحى مدحتتج فيمتتا بينهتتا و بيتتن عتتك و
شتتمس و قتتام لخم و جذام و الشعريين بأمر عظيم تشيب منه النواصتتى حّتتتى استتتقامت ال ّ
سلم يقول لصحابه :حّتى متى نخّلى بين هذين الحّيين قد فنيتتا ي عليه ال ّ
قائم الظهر و عل ّ
ل عّز و جل ل ثّم استقبل القبلة و رفع يديه إلى ا ّ و أنتم وقوف تنظرون أما تخافون مقت ا ّ
لت يتتا التته محّمتتد اللهتّم إليتتك
ل يا رحمن يا رحيم يا واحد يا أحد يا صمد يا ا ّ و نادى :يا ا ّ
نقلت القدام و أفضت القلوب و رفعت اليتتدى و متّدت العنتتاق و شخصتتت البصتتار و
طلبت الحوائج ،اللهّم إّنا نشكو إليك غيبة نبّينا و كثرة عدّونا و تشّتت أهوائنا ،رّبنا افتتتح
ل ،ثتّم نتادى ل إلته إلّ بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الفاتحين ،سيروا على بركة ا ّ
لتق نبّيا ما سمعنا رئيس قوم منذ خلتتق ا ّ ل أكبر قال :فل و الذي بعث محّمدا بالح ّ
لوا ّا ّ
ستتلم إّنتته قتتتل فيمتتا
سماوات و الرض أصاب بيده في يوم واحد مثل ما أصاب عليتته ال ّ ال ّ
ذكره العادون زيادة على خمسمأة من أعلم العرب يخرج بسيفه منحنيا فيقول معذرة إلى
] [ 93
لت
ل و إليكم من هذا لقد هممت أن افلقه 1و لكتتن يحجزنتي عنته إّنتي ستمعت رستتول ا ّ ا ّ
ي و أنتتا قاتتتل بتته دونتته 2 .قتتال فكّنتتا نأختتذهل عل ّ
ل ذو الفقار و ل فتى إ ّ يقول :ل سيف إ ّ
ل ما ليت بأشّد نكايتتة منتته صف فل و ا ّ فنقّومه ثّم يتناوله من أيدينا فينقحم به في عرض ال ّ
سلم في ليلة هتتذا اليتتوم و في عدوه و لنعم ما قال في كشف الغمة في وصف حاله عليه ال ّ
ل زلتتزل قتتدمه ، ل أراق دمه ،و ل بطل إ ّ سلم شجاعا إ ّ هي ليلة الهرير :فما لقى عليه ال ّ
ل قصتتر عمتتره و أطتتال نتتدمه ،و ل جمتتع نفتتاق إ ّ
ل ل أعدمه ،و ل قاستتطا إ ّ و ل مريدا إ ّ
ل هتتدمه ،و كتان كّلمتتا قتتتل فارستتا أعلتتى بتتالتكبير فاحصتتيت فّرقتته ،و ل بنتتاء ضتتلل إ ّ
تكبيراته ليلة الهرير فكانت خمسمأة و ثلثا و عشرين تكبيرة بخمسمأة و ثلثة و عشرين
سعير .
قتيل من أصحاب ال ّ
ن قتله عرفوا و قيل إّنه فتق نيفق 3درعه لثقل ما كان يسيل من الّدم على ذراعه و قيل إ ّ
ط ،و كانت ن ضرباته كانت على و تيرة واحدة إن ضرب طول قّد أو عرضا ق ّ بالّنهار فا ّ
كأنها مكّواة بالّنار قال نصر :فحّدثنا عمرو بن شتتمر عتتن جتتابر قتتال :ستتمعت تميتتم بتتن
جزيم يقول :
-----------
) ( 1تتتتت تتتت
-----------
) ( 2تت تتتت
-----------
) ( 3تتت ت تتت تت ت تت تت تتتتت ت ت تتتت ت
تتتت ت تت تت تت تتت ت ت تتت ت تتت تت تت ت
تتتتتت تتتتت تتتتت .
-----------
) ( 4تتتتتت تتتتتتت
-----------
تت ( 5تتتتتت ت تتت ت تتت تت تتتتت )
تتتتتتتتت تتتتتتت ت تتتتتتت
] [ 94
سلم ،و قام أبو شريح حيتتال الميمنتتة ،و ورقتتا ي عليه ال ّ
ثّم قال الطفيل بن أدهم حيال عل ّ
لت فتي النستاء و البنتات و البنتاء لا ّبن المعتمر حيال الميسرة ثّم نادوايا معشر العرب ا ّ
لت بيننتتا و
ل في دينكتتم هتتذا كتتتاب ا ّ
لا ّمن الّروم و التراك و أهل الفارس غدا إذا فنيتم ا ّ
بينكم .
سلم :اللهّم إّنك تعلم أنهم ما الكتاب يريدون ،فاحكم بيننتتا و بينهتتم إّنتتك
ي عليه ال ّفقال عل ّ
ل لنتتا
ق المبين فطائفة قالت القتال و طائفتتة قتتالت المحاكمتتة إلتتى الكتتتاب و ل يحت ّأنت الح ّ
الحرب ،و قد وعينا إلى حكم الكتاب فعند ذلك بطلت الحرب و وضعت أو زارها .
سلم قال :لمتتاقال نصر :و حّدثنا عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر الباقر عليه ال ّ
لت ل نتتبرح اليتتوم العرصتتة حّتتتى نمتتوت أو كان اليوم العظم قال أصحاب معاويتتة :و ا ّ
سلم :مثل ذلك فباكروا القتتال غتدوة فتي يفتح لنا ،و قال أصحاب أمير المؤمنين عليه ال ّ
يوم من إّيام الشتتعرى طويتتل شتتديد الحتّر ،فتتتراموا حّتتتى فنيتتت الّنبتتال و تطتتاعنوا حّتتتى
تقصفصت الّرماح .
سيوف حّتتتى تكسترت جفونهتتا ،و ثّم نزل القوم عن خيولهم و مشى بعضهم إلى بعض بال ّ
ستتامعون إ ّ
ل قام الفرسان في الركب ،ثّم اضطربوا بالسّيوف و عمد الحديد ،فلم يستتمع ال ّ
شمس و ثار القتام و تغمغم القوم و صليل 1الحديد في الهام و تكادم 2الفواه و كسفت ال ّ
ل تكبيرا و نتتادتلا ّن ّصلت اللوية و الّرايات و مّرت مواقيت أربع صلة ما يسجد فيه ّ
ل في الحربات من النساء و البنات ، لا ّالمشيخة 3في تلك الغمرات :يا معشر العرب ا ّ
سلم و هو يحّدثنا بهذا الحديث .
قال جابر فبكى أبو جعفر عليه ال ّ
قال نصر و أقبل الشتر على فرس كميت محذوف و قد وضع مغفره على قربوس
-----------
تت .
) ( 1تت تتتتتتت تتت تتتتت تت
-----------
) ( 2تتت تت تتت ت ت تتتت تتت ت تت ت تت تت
تتتتتت
-----------
) ( 3تتتتتتت تتت تتتتت
] [ 95
شمس متتن
سرج و هو يقول :اصبروا يا معشر المؤمنين فقد حمى الوطيس و رجعت ال ّال ّ
الكسوف و اشتّد القتال و اخذت السباع بعضها بعضا .
فقال رجل في تلك الحال :اى رجل هذا لو كانت له نّية ،فقال له صاحبه :
ن رجل كمتتا تتترى قتتد ستتبح فتتي التّدم و متتاى نية أعظم من هذه ثكتك اّمتتك و هبلتتتك ا ّ
وا ّ
اضجرته الحرب و قد غلت هام الكماة من الحتترب و بلغتتت القلتتوب الحنتتاجر و هتتو كمتتا
ترى جزع يقول هذه المقالة اللهّم ل تبقنا بعد هذا .
لت ليلتتة
شعبي عن صعصعة اّنه بتتدر متن الشتعث بتن قيتتس لعنتته ا ّ قال نصر :و روى ال ّ
الهرير قول نقله الناقلون إلى معاوية فاغتنمه و بنا عليه تدبيره .
و ذلك اّنه خطب أصحابه متتن كنتتده تلتتك الليلتتة و قتتال فتتي خطبتتته :قتتد رأيتتتم يتتا معشتتر
ل ت لقتتد بلغتتتالمسلمين ما قد كان في يومكم هذا الماضي و ما قد فني فيه من العرب فو ا ّ
ل ان ابلغ فما رأيت مثل هذا اليوم قط ،ال فليبلغ الشاهد الغايب إّنتتا ان ن ما شاء ا ّ
من الس ّ
ل ما أقول هذه المقالتتة جزعتتا نحن تواقفنا غدا اّنه لفنت العرب وضّيعت الحرمات أما و ا ّ
ن أخاف على الّنساء و ال تّذراري غتتدا إذا فنينتتا و نحتتو ذلتتك عن الحرب و لكني رجل مس ّ
ب الكعبة فدّبر تلك الليلتتة متتا مّما يخذلهم عن القتال فلّما بلغ ذلك معاوية قال :أصاب و ر ّ
دّبر من رفع المصاحف على الّرماح ،فأقبلوا بالمصاحف و رفعوها فتتي رؤوس الّرمتتاح
و قد قلدوها الخيل و مصحف دمشق العظم يحمله عشرة رجال علتتى رؤوس الّرمتتاح و
ى بن حاتم فقال :يا أمير المؤمنين إّنه لتتم ل بيننا و بينكم قال :فجاء عد ّ هم ينادون كتاب ا ّ
ل مقروح و لكّنا أمثل بقّيتتة منهتتم و قتتد ل و قد اصيب منهم مثلها ،و ك ّ يصب مّنا عصبة إ ّ
ب فناجزهم و قام الشتر فقتتال يتتا أميتتر المتتؤمنين ل ما نح ّ جزع القوم و ليس بعد الجزع إ ّ
ق،و ل الحت ّلت و ل طلبنتتا إ ّلا ّل ما أجبناك و ل نصرناك على الباطل و ل أجبنا إ ّ إّنا و ا ّ
لو دعانا غيرك إلى ما دعوتنا إليه
] [ 96
فقام الشعث بن قيس مغضبا و قال :يا أمير المؤمنين انالك اليوم على ما كّنا عليه أمتتس
شتتامو ليس آخر أمرنا كأّوله و ما من القوم أحد أحنى على أهل العراق و ل أوتر لهل ال ّ
ب الّنتتاس البقتتاء و
ق بتته منهتتم و قتتد أحت ّل عّز و جل فاّنك أح ّ مّنى فأجب القوم إلى كتاب ا ّ
ل جتتانب ستتلم هتتذا أمتتر ننظتتر فيتته فنتتادى الّنتتاس متتن كت ّي عليتته ال ّكرهوا القتال فقال علت ّ
لت و لكتن ق متن أجتاب إلتى كتتاب ا ّ سلم أّيها الّناس إّني أحت ّ ي عليه ال ّ الموادعة ،فقال عل ّ
معاوية و عمرو بن العاص و ابن أبي معيط و ابن أبي سرج و ابن مسلة ليسوا بأصحاب
دين و ل قرآن إني أعرف بهم منكم صحبتهم صغارا و رجال فكتانوا شتّر صتتغار و شتّر
ق يراد بها باطل إنهم ما رفعوهتتا إنهتتم يعرفونهتتا و ل يعملتتون رجال و يحكم إنها كلمة ح ّ
ولكنها الخديعة و الوهن و المكيدة أعيروني سواعدكم و جماجمكم ستتاعة واحتدة فقتتد بلتغ
ل ان يقطع دابر الذين ظلموا فجتتائه متتن أصتتحابه زهتتاء عشتترين ق مقطعه و لم يبق إ ّ الح ّ
ألفا مقنعين في الحديد شاكي ستتيوفهم علتتى عتتواتقهم و قتتد استتودت جبتتاههم متتن الستتجود
يتقّدمهم مسعر بن فدكى و زيد بن حصين و عصابة من القراء الذين صاروا خوارج متتن
ل اذ دعيت إليه و إ ّ
ل ي أجب القوم إلى كتاب ا ّ بعد فنادوه باسمه ل بامرة المؤمنين :يا عل ّ
ل لنفعلّنها إن لم تجبه فقال لهم و يحكم أنا أّول من دعا إلتتى قتلناك كما قتلنا ابن عفان فو ا ّ
ل لي و ل يسعني في ديني أن ادعتى إلتى كتتاب ل و أّول من أجاب إليه و ليس يح ّ كتاب ا ّ
ل فيما أمرهتتم و نقضتتوا ل فل أقبله إّني إنما أقاتلهم ليدينوا بحكم القرآن فانهم قدعصوا ا ّ ا ّ
عهده و نبذوا كتابه ،و لكني قد
-----------
) ( 1ت تتت تتتت تتتتت تتتت تتتتتت ت تت تتت
تت ت تتت تت ت تت ت تت ت ت ت ت تتتتت تت ت تت ت
تتتتتت تتتتتتت ت
] [ 97
قالوا :فابعث إلى الشتر ليأيتينك و قد كان الشتر صبيحة ليلتتة الهريتتر قتتد اشترف علتى
عسكر معاوية ليدخله .
قال نصر :فحدثني فضيل بن خديج قال سأل مصعب إبراهيم بن الشتر عن الحال كيف
ي حين بعث إلى الشتر ليتتأتيه و قتتد كتتان الشتتتر أشتترف علتتى كانت ،فقال كنت عند عل ّ
سلم يزيد بن هاني أن ائتني به ، ي عليه ال ّ
عسكر معاوية ليدخله فأرسل إليه عل ّ
ل أن انتهتتى حّتتتى ارتفتتع الّرهتتج 1و علتتتسلم فأخبره فما هو إ ّ فرجع يزيد إليه عليه ال ّ
الصوات من قبل الشتر و ظهرت دليل الفتح و الّنصر لهل العتتراق و دلئل الختتذلن
ل بالقتتتال قتتال :
ل ما نراك أمرتتته إ ّ
سلم و ا ّ
ي عليه ال ّشام فقال القوم لعل ّو الدبار لهل ال ّ
ل كّلمته على رؤوستتكم علنيتتة و أنتتتم تستتمعون ؟ أرايتموني شاورت رسولي إليه أليس إ ّ
ل اعتزلناك . لوا ّ قالوا :فابعث إليه فليأتك و إ ّ
ب أنك ظفرت ههنا و أن أمير المؤمنين بمكانه الذي هتتو يفتترج عنتته و فقال له يزيد :أتح ّ
ب ذلك ،قال :فاّنهم قد قالوا له و حلفتتوا
ل ل أح ّ
للوا ّ يسلم إلى عّدوه ،فقال :سبحان ا ّ
ن الى الشتر فليأتيّنك أو لنقتلّنك بأسيافنا كما قتلنا عثمان ،
عليه :لترسل ّ
-----------
تت تتتتتت
) ( 1تتتتت ت تتت
] [ 98
لت
لت تركتوا متا أمتر ا ّ
أّنكم لهم قاهرون رفعوا المصاحف يدعونكم التى متا فيهتا و قتدو ا ّ
فيها ،و تركوا سّنة من انزلت اليه فل تجيبوهم أمهلوني فواقا ،فاّني قد احسست بالفتح ،
قالوا :ل نمهلك ،قال :فامهلوني عدوة الفرس فاّني قد طمعت الّنصر ،قالوا :
صف علي الصتتف نصتترع القتتوم فتصتتايحوا أن و قال الشتر :يا أمير المؤمنين أحمل ال ّ
أمير المؤمنين قتتد قبتتل الحكومتتة و رضتتي بحكتتم القتترآن ،فقتتال الشتتتر :إن كتتان أميتتر
المؤمنين ،قد قبل و رضي فقتتد رضتتيت بمتتا يرضتتى بتته أميتتر المتتؤمنين ،فأقبتتل الّنتتاس
سلم ساكت ل يفيتتض يقولون قد قبل أمير المؤمنين قد رضي أمير المؤمنين و هو عليه ال ّ
بكلمة مطرق إلى الرض ثّم قام فسكت الّناس كّلهم .
-----------
) ( 1تتتتتت ت تتتتت ت تتتتتت تتت تتت .
-----------
) ( 2تتتتتت ت تتتتتت تتتتتت تتتتتت ت .
] [ 99
سلم .
ل قال ما يراه و يهواه إّما من الحرب أو من ال ّ
ثّم تكّلم رؤوس القبايل فك ّ
شام لما أبطأعنهم علم حال أهل العراق هل أجابوا إلتتى الموادعتتة ن أهل ال ّ
قال نصر :ثّم إ ّ
أم ل جزعوا فقالوا :يا معاوية ما نرى أهل العراق أجابوا إلى متتا دعونتتاهم إليتته فأعتتدها
خدعة فانك قد غمرت بدعائك القوم و أطمعتهم فيك .
ل بن عمرو بن العتاص فتأمره أن يكّلتم أهتل العتراق و يستتتعلم لته متا فدعا معاوية عبد ا ّ
لت بتتن عمتترو بتتن صفين نادى يا أهل العراق أنتتا عبتتد ا ّ عندهم ،فأقبل حّتى إذا كان بين ال ّ
لت أعتتذرنا و العاص إّنه قد كان بيننا و بينكم أمور للّدين و الّدنيا ،فان يكن للتّدين فقتتد و ا ّ
ل ت أستترفنا و أستترفتم ،و قتتد دعونتتاكم إلتتى أمتتر لتتو أعتتذرتم ،و إن يكتتن لل تّدنيا فقتتد و ا ّ
لت فتاغتنموا هتتذه الفرجتة دعوتمونا إليه لجبناكم ،فان يجمعنا و إّياكم الرضا فذاك متتن ا ّ
ن بقتتاء المهلتتك بعتتد الهالتتك قليتتلعسى أن يعيش فيها المحترق و ينستتى فيهتتا القتيتتل ،فتتا ّ
شام إّنه قد كانت بيننا و بينكتتم امتتور فأجابه سعد بن قيس الهمداني فقال :أّما بعد يا أهل ال ّ
حاسبنا فيها على الّدين و سّميتموها عذرا و إسرافا و قد دعوتمونا اليوم علتتى متتا قتلنتتاكم
عليه أمس و لم يكن ليرجع أهل العراق إلى عراقهم و أهل الشام إلى شتتامهم بتتأمر أجمتتل
ستتلم فقتتالوا لتته أجتتب القتتومي عليه ال ّ ل سبحانه فقام الّناس الى عل ّ من أن يحكم بما أنزل ا ّ
إلى المحاكمة .
ل و قتتد رضتتوا ي فقال يا أمير المؤمنين ما أرى الّناس إ ّ قال نصر :فجاء الشعث إلى عل ّ
و سّرهم أن يجيبوا القوم إلى ما دعوهم اليه متتن حكتتم القتترآن ،فتتان شتتئت اتيتتت معاويتتة
فسألته ما يريد و نظرت ما الذى يسأل .
ى شيء رفعتم هذه المصاحف قال سلم :آتيه ان شئت فأتاه فسأله يا معاوية ل ّقال عليه ال ّ
ل به فيها فابعثوا رجل منكتتم ترضتتون بتته و نبعتتث مّنتتا :لنرجع نحن و انتم الى ما أمر ا ّ
ل و ل يعد و انه ثّم نتبع ما اتفقا عليه .
رجل و نأخذ عليهما أن يعمل بما في كتاب ا ّ
سلم
ي عليه ال ّ
ي فأخبره ،فبعث عل ّ
ق و انصرف الى عل ّ
فقال الشعث :هذا هو الح ّ
] [ 100
شام :إّنا قد رضتتينا و اخترنتتا عمتترو بتتن العتتاص ،و قتتال الشتتعث و القتتراء
فقال أهل ال ّ
الذين صاروا خوارج بعد ذلك :و قد رضينا نحن و اخترنا أبا موسى الشعرى فقال لهتتم
سلم فاّني ل أرضى بأبي موسى و ل أرى ان اوليه فقال الشعث و زيد ابتتن ي عليه ال ّ
عل ّ
ل به فاّنه قد كان حتّذرنا
حصين و مسعر بن فدكى في عصابة من القراء :إّنا ل نرضى إ ّ
ما وقعنا فيه .
سلم :فاّنه ليس لى برضا و قد فارقني و خذل الّناس عّني و هرب مّني ي عليه ال ّ
فقال عل ّ
ل مانبا لتتى اكنتتت أنتتت
حّتى امنته بعد أشهر و لكن هذا ابن عباس اوليه ذلك ،قالوا :و ا ّ
ل رجل و هو منك و من معاوية على حّد سواء ليتس إلتى واحتد أو ابن عباس و ل نريد إ ّ
سلم :فاني أجعل الشتر ،فقال :
ي عليه ال ّ
منكما أدنى من الخر قال عل ّ
ستيف حّتتتى
سلم و ما حكمه ؟ قال :حكمه أن يضترب بعضتتنا بعضتتا بال ّي عليه ال ّ
قال عل ّ
يكون ما أردت و ما أراد .
ستتلم
ي عليتته ال ّقال نصر :و حّدثنا عمرو بن شمر عن جابر عن أبيجعفر محّمتتد بتتن علت ّ
ن معاوية لم يكن ليضتتع لهتتذا المتتر قال لما أراد الّناس علّيا أن يضع الحكمين قال لهم :إ ّ
ل مثلته
أحدا هو أوثق برأيه و نظره متن عمترو بتن العتاص ،و إّنته ل يصتلح للقرشتي إ ّ
ل ت و ل يحت ّ
ل ل حّلهتتا عبتتد ا ّ
ن عمرا ل يعقد عقتتدة إ ّ ل بن عباس فارموه به فا ّ فعليكم بعبد ا ّ
ل أبرمه . ل نقضه و ل ينقض أمرا إ ّ ل عقده و ل يبرم أمرا ا ّعقدة ا ّ
ساعة ،و لكتتن اجعتتل رجل متتنل ل يحكم فينا مضريان حّتى تقوم ال ّ فقال الشعث ل و ا ّ
سلم إّني أخاف أن يخدع يمّنيكتتم
ي عليه ال ّ
أهل اليمن إذا جعلوا رجل من مضر ،فقال عل ّ
ل لن يحكما ل في شيء إذا كان له في أمر هوى ،فقال الشعث و ا ّ ن عمرا ليس من ا ّ
فا ّ
ب إلينا من أن يكون ببعض ما نكره و أحدهما من أهل اليمن أح ّ
] [ 101
ستتلم
ستتلم و جتتاء الشتتتر علّيتتا عليتته ال ّ
ي عليتته ال ّ
فجاء أبو موسى حّتى دخل عستتكر علت ّ
لت التتذى ل إلتته غيتتره لئن ملت فقال :يا أمير المؤمنين ألّزنى 1بعمرو بن العاص فو ا ّ
عينى منه لقتلّنه .
و جاء الحنف بن قيس علّيا فقال يا أمير المؤمنين إّنتتك قتتد رميتتت بحجتتر الرض و متتن
ل و رسوله انف السلم و إّنتي قتد عجمتت 2بهتذا الّرجتل يعنتتى أبتتا موستى و حارب ا ّ
شفرة 4قريب القعر و أّنه ل يصلح لهؤلء القوم إل رجل حلبت اشطره 3فوجدته كليل ال ّ
يدنو منهم حّتى يكون في أكّفهم و يتباعد منهم حّتى يكون بمنزلة الّنجم منهم فان شتتئت أن
تجعلني حكما فاجعلني به و إن شئت أن تجعلني ثانيا أو ثالثا فتان عمترا ل يعقتد عقتدا إلّ
سلم ذلك على الّنتتاسي عليه ال ّ
ل عقدت لك أشّد منها فعرض عل ّ ل عقدة إ ّ
حللتها ،و ل يح ّ
ل أبا موسى .
فأبوه و قالوا :ل يكون إ ّ
قال نصر :فبعث أيمن بن حزيم السدى و كان معتزل لمعاوية بهذه البيات و كان هواه
أن يكون المر لهل العراق .
-----------
) ( 1تتتت تتتت تتتتت تتتتتت ت تتتتتت تت ت .
-----------
) ( 2تتتتت تتتت تت تت تتتت ت ت ت تتتت ت ت ت ت
تتت ت تت تت تتت ت تتت تت تتت تت تت تتتت ت
تتتت تت تت تتت ت تتتتت .
-----------
) ( 3تتتت تتت تتت تت ت ت ت تت ت تتتتت ت تت تت
تت ت تتتت تت تتت ت تتت تت تتت تت ت تتتت ت ت
تت تت ت ت تت تت تتتت تتت ت تتت ت تتتتت
تتتتتت ت تتت .
-----------
) ( 4تتتتتت تتتتتت .
] [ 102
شام بعمرو و أهتتل العتتراق بتتأبي موستتى أختتذوا فتتي ستتطر قال نصر :فلما رضى أهل ال ّ
ي أمير المتتؤمنين و معاويتتة ابتتن كتاب الموادعة و كان صورته :هذا ما تقاضى عليه عل ّ
أبي سفيان فقال معاوية بئس الّرجتل أنتا إن أقتررت أّنته أميتر المتؤمنين ثتّم قتاتلته و قتال
عمرو :بل نكتب اسمه واسم أبيه إّنما هو أميركم فأّما أميرنا فل فلمتتا اعيتتد عليتته الكتتتاب
أمر بمحوه .
ل ترجتع إليتك
فقال الحنف :ل تمح اسم أمير المؤمنين عنك فتاّني أتختّوف إن محوتهتا أ ّ
أبدا فلما تمحها .
ل صتتّلى ن هذا اليوم كيوم الحديبّية حين كتب الكتاب عن رسول ا ّ سلم إ ّ
ي عليه ال ّ
فقال عل ّ
لت عليتته و آلتته و ستتهيل بتتنلت صتّلى ا ّ ل عليه و آله هذا ما تصالح عليه محّمد رستتول ا ّ ا ّ
ل لم أخالفك و لتتم أقاتلتتك إّنتتى إذن لظتتالم لتتك إن عمرو ،فقال سهيل لو أعلم أنك رسول ا ّ
لت
ل الحرام و أنت رسوله ،و لكن اكتب :متتن محّمتتد بتتن عبتتد ا ّ منعتك أن تطوف بيت ا ّ
لت و لتتن يمحتتو عّنتتىلت و أنتتا محّمتتد بتتن عبتتد ا ّ
ل يا علي إّنى لرستتول ا ّفقال لي رسول ا ّ
الّرسالة كتابي لهم من محّمد
-----------
) ( 1تتت تت تت ت تت ت تت تتت ت ت تتتت تت ت
تتتتت ت تتتتتت ت .
] [ 103
ن لك مثلها 1ستعطيها مضطهدا . 2
ل فاكتبها و امح ما أراد محوه أما أ ّ
ابن عبد ا ّ
ستتلم فطلتتب ي عليتته ال ّن عمرو بن العاص أعاد بالكتاب إلتتى علت ّ قال نصر :و قد روى إ ّ
صة صتتلح الحديبيتتة ص عليه و على من حضر ق ّ منه أن يمحو اسمه من إمرة المؤمنين فق ّ
ن ذلك الكتاب انا كتبته بيننا و بين المشركين و اليتتوم اكتبتته التتى أبنتتائهم كمتتا كتتان
قال :إ ّ
ل كتبه إلى آبائهم شبها و مثل . رسول ا ّ
سلم :
ي عليه ال ّ
ل أتشّبهنا بالكّفار و نحن مسلمون ،فقال عل ّ
فقال عمرو :سبحان ا ّ
يابن النابغة و متى لم تكن للكافرين ولّيا و للمسلمين عدّوا ،فقام عمرو و قال :
ل ت إّنتتي
سلم أما و ا ّ
ي عليه ال ّل ل يجمع بيني و بينك بعد هذا اليوم مجلس ،فقال :عل ّ
وا ّ
ل عليك و على أصحابك ،و جائت عصابة قتتد وضتتعت ستتيوفها علتتى لرجو أن يظهر ا ّ
عواتقها فقالوا يا أمير المؤمنين مرنابم شئت فقال لهم سهل بن حنيف أّيها الّناس اتهموا 3
ل يوم الحديبّية و لو نرى قتال لقاتلنا .
رأيكم فلقد شهدنا صلح رسول ا ّ
صتتلح عنتتد ستتعيد بتتن أبتتيشيباني قال قرئت كتتتاب ال ّ قال نصر :و قد روى أبو إسحاق ال ّ
بردة في صحيفة صفراء عليها خاتمان خاتم من أسفلها و خاتم من أعلها علي خاتم عل ّ
ي
ل ت ،و قيتتل لعل تيّ عليتته
ل و على خاتم معاوية محّمد رستتول ا ّ سلم محّمد رسول ا ّ عليه ال ّ
شتتام أتقتّر أّنهتتم مؤمنتتون
سلم حين أراد أن يكتب الكتتتاب بينتته و بيتتن معاويتتة و أهتتل ال ّ ال ّ
مسلمون ؟
سلم :ما اقّر لمعاوية و ل لصحابه انهم مؤمنون مسلمون و لكن يكتب ي عليه ال ّ
فقال عل ّ
معاوية ما شاء و يقرء بمتتا شتاء لنفستته و لصتتحابه و يستّمى نفستته بمتتا شتتاء و أصتتحابه
ي بتتن
ي بن أبيطالب و معاوية بن أبتتي ستتفيان قاضتتى علت ّفكتبوا :هذا ما تقاضى عليه عل ّ
ابيطالب على اهل العراق و من كان معه من شيعته من المؤمنين و المسلمين ،
ن كتاب ا ّ
ل ل إياه و ا ّ
ل تعالى و كتابه و ل يجمع بيننا إ ّ
اّننا ننزل عند حكم ا ّ
-----------
) ( 1تت تتت تتت تتتتتت .
-----------
) ( 2تتتت تتتتت تتتت تتتتتتت ت .
-----------
) ( 3تت ت تت تتت ت تتتت ت تتت ت تت تت تتت
تتتتت تتت .
] [ 104
سبحانه بيننا من فاتحته إلى خاتمته نحيي ما احيى القرآن ،و نميت ما أمتتات القتترآن فتتان
سنة العادلة غير المفرقتتة ول ابتغاه ،و إن لم تجداه أخذا بال ّ
وجد الحكمان ذلك في كتاب ا ّ
ل بن قيس و عمرو بن العاص . الحكمان عبد ا ّ
جله ،
جل الحكم ع ّ
ب الحكمان أن يع ّ
و أجل الموادعة سنة كاملة فان أح ّ
سلمي عليه ال ّ
أقول :و ذكر تلك الّرواية و ساقها إلى أن قال :و شهد فيه من أصحاب عل ّ
عشرة و من أصحاب معاوية عشرة و تاريتتخ كتتتابته لليلتتة بقيتتت متتن صتتفر ستتنة تستتع و
ثلثين .
قال نصر :و حّدثنا عمرو بن سعيد قال :حّدثنى أبو حباب عن عّمارة بن ربيعة الحرمي
صحيفة دعا لها الشتر ليشهد الشهود عليه فقال :ل صتتبحتني يمينتتى وقال :لما كتبت ال ّ
صلح أو الموادعتتة ،أو لستتت
صحيفة اسم ال ّ
شمال إن كتب لى في هذه ال ّ
ل نفعتنى بعدها ال ّ
على بّينة من أمري و يقين من ضلل عدّوي أو لستم قدرأيتم الظفر إن لم تجمعوا على
] [ 105
ل ما رأيت ظفرا و ل خورا هلّم فاشهد علتتى نفستتك و اقتتررالخور 1فقال له رجل :و ا ّ
ن لى لرغبة عنتتكلإّ صحيفة فاّنه لرغبة لك عن الّناس فقال :بلى و ا ّبما كتب في هذه ال ّ
ل بسيفي هذا دماء رجال ما أنتتت عنتتدي في الّدنيا للّدنيا و في الخرة للخرة و لقد سفك ا ّ
بخير منهم و ل أحزم دما .
قال نصر :و كان الّرجل هو الشعث فكأّنما قصع علتتى أنفتته الحمتتم ثتّم قتتال الشتتتر :و
لكني قد رضيت بما يرضى به أمير المؤمنين و دخلت فيما دخل فيه و خرجت مما خرج
صواب . ل في الهدى و ال ّ
منه فاّنه ل يدخل إ ّ
قال نصر :فحّدثنا عمر بن سعد عن أبي حباب الكلبي عن اسماعيل بن شفيع عن ستتفيان
شتهود و تراضتتى الّنتاس خترج الشتتعث و
بن مسلمة قال :فلما تّم الكتاب و شهدت فيه ال ّ
معه ناس بنسخة الكتاب يقرؤها على الّناس و يعرضها عليهم .
فمّر به على صفوف من أهل الشام و هم على راياتهم فأسمعهم إّياه فرضوا به ثّم م تّر بتته
على صفوف من أهتتل العتتراق و هتتم علتتى رايتتاتهم فأستتمعهم إّيتتاه فرضتتوا بتته حّتتتى متّر
سلم منهم أربعة ألف فلما مّر بهتتم الشتتعث يقتترء عليهتتم برايات غنرة و كان معه عليه ال ّ
شتتام بستتيوفهما حّتتتى قتل علتتى بتتابل ثّم حمل علتتى أهتتل ال ّ ل ّقال فتيان منهم :ل حكم إ ّ
رواق معاوية .
-----------
) ( 1تتتتت تتتتتتتت تتتتت ت .
] [ 106
شتتام عليهتتم
ل فمتتر بأهتتل العتتراق و أهتتل ال ّ
ل ّ
من الّناس سواهم فقالوا ل نرضى ل حكم إ ّ
حتى يقتلهم .فقال هل هي غير راية او رايتين و نبذ من الّناس قال :ل قال :فدعهم .
ل نتتداء الّنتتاس متتن
سلم اّنهم قليلون ليعباء بهم فما راعتته إ ّي عليه ال ّ
قال نصر :فظن عل ّ
لت
ل يا على ل لك ل نرضى بأن يحكم الّرجال في ديتتن ا ّ ل ،الحكم ّ ل جهة ل حكم إل ا ّكّ
ل قد أمضى حكمه في معاوية و أصحابه أن يقتلوا و يدخلوا تحت حكمنتتا عليهتتم ،و نا ّ
إّ
لت و
قد كنا زللنا و أخطانا حين رضينا بالحكمين و قد بان لنتتا زللنتتا و خطاؤنتتا فرجعنتتا ا ّ
ل برئنا منك . ل كما تبنا و إ ّ
تبنا فارجع أنت يا علي كما رجعنا و تب إلى ا ّ
ل ت تعتتالى قتتد
سلم :و يحكم أبعد الرضا و الميثاق و العهد نرجع أليس ا ّ
ي عليه ال ّ
فقال عل ّ
قال :
قال نصتتر :و حتّدثني عمتترو بتتن نميتتر عتتن أبتتي التتوارك قتتال :لمتتا تتتداعى الّنتتاس إلتتى
ي إّنما فعلت ما فعلتتت لمتتا بتتدء فيكتتم
صلح و الّتحكيم قال عل ّ المصاحف و كتبت صحيفة ال ّ
من الخور و الفشل عن الحرب ،فجائت اليه همدان كاّنهتتا ركتتن حصتتين فيهتتم ستتعيد بتتن
قيس و ابنه عبد الّرحمن غلم له ذوابة ،فقال سعيد :ها اناذ او قومي ل نرّد أمتترك فقتتل
صحيفة لزلتهم عن عسكرهم أو تنفرد ما شئت نعمله ،فقال :أّما لو كان هذا قبل سطر ال ّ
سالفتى 1و لكن انصرفوا راشدين .
-----------
) ( 1ت تت تت ت تتتتت ت ت ت تتتتتت ت ت ت ت تتت
تتتتتتت ت تت ت تتتتتت ت تت تتت تت ت تتتتت
تت تتتت تتتتت ت تتتتتت ت تت ت ت تتتتتت ت ت
تتتتتت ت تت ت تتتتتتتت ت ت ت تتت تت تتتت ت
تت تتتتت تتت تتتتت تتت تتتتتت ت تتت تتتت
ت تت تت تت تت ت تتت ت ت تت تت ت تتت ت ت
تتتتتت ت تتت تت .
] [ 107
صتتلح :انّ هتتولءشعبي أن علّيا قال يوم صّفين حين اقّر الّنتتاس بال ّ قال نصر :و روى ال ّ
ل لكلمتتة ستتواء حّتتتى يرمتتوا بالمناستتر 1
ق و ل ليجيبتتوا إ ّ
القوم لم يكونوا لينيبوا إلتتى الحت ّ
تتبعهتتا العستتاكر و حّتتتى يرجمتتوا بالكتتتائب تقفوهتتا الجليتتب ، 2و حّتتتى يجتّر ببلدهتتم
الحميس 3يتلوه الحميس ،و حّتى يدعق 4الخيول في نواحى أرضهم و باحناء مشاربهم
ج و حتى تتلّقاهم قوم صتتدق صتتبر ل لفّن عليهم الغارات من ك ّ
و مسارحهم ،و حّتى يش ّ
ل ت و حرصتتا
ل جّدا في طاعة ا ّ
لإ ّ
يزيدهم هلك من هلك من قتلهم و موتاهم في سبيل ا ّ
ل.
على لقاء ا ّ
و لقد كان الّرجل مّنا و الخر من عدّونا يتصاولن تصاول الفحلين ،
و يتخالسان أنفسهما أّيهما يسقى صاحبه كأس المنون فمّرة لنتا متن عتّدونا و متّرة لعتدّونا
ل صدقا صبرا أنزل بعدّونا الكبت و أنزل علينتتا النصتتر و لعمتتري لتتو كنتتا مّنا فلما رآنا ا ّ
في مثل الذى اتيتم ما قام الّدين و لعّز السلم .
ستتلم لمتتا
ي عليه ال ّ و روى نصر :عن عمرو بن شمر عن فضيل بن جديح قال :قيل لعل ّ
ل قتتتال القتتوم ،فقتتال
صتتحيفة و ل يتترى ا ّ
ن الشتر لم يرض بما فتتي ال ّ صحيفة :ا ّكتبت ال ّ
ن الشتر ليرضى اذا رضيت و قد رضيت و رضتتيتم و ل يصتتلح سلم بلى ا ّ ي عليه ال ّ
عل ّ
ل أو يتعّدى ما في كتتتابه ،و ل أن يعصى ا ّالّرجوع بعد الّرضا و ل الّتبديل بعد القرار إ ّ
أّما الذى ذكرتم من تركه أمرى و ما أنا عليه فليس من أولئك و ل أعرفتته علتتى ذلتتك ،و
ليت
-----------
) ( 1تتتتت ت ت ت تتت ت ت ت تتتت ت تت ت ت تتت
تتتتت تتتتتت ت .
-----------
) ( 2تتتتتت ت ت تتتتتت ت تت تت تتتت ت تت تت
تتت ت تتتت ت تت تت تتت تت تتتت ت ت تتتتت ت
تتتت ت .
-----------
) ( 3تتتتت ت تتتت تت تتتتتت ت ت تتتت تت
تتتتتتت تتتتت تت تتتتتت تت ت تت ت :تتتت ت
تت تت ت تتتتتت ت ت تتتتت ت تتتتتت
تتتتتتت ت تتت تت .
-----------
) ( 4تتتتت تتتتتت ت .
] [ 108
فيكم مثله اثنان ،بل ليت فيكم مثله واحد يرى فتتي عتتدّوي مثتتل رأيتته إذن لخّفتتت متتؤنتكم
ي و رجوت أن يستقيم لي بعض اودكم . عل ّ
شعبي عن زياد بن الّنصر ن الّناس أقبلوا على قتلهم فدفنوهم ،و روى ال ّ
قال نصر :ثّم ا ّ
ل بن العباس يصّلي بهم و معهتتم ن علّيا بعث أربعمأة عليهم شريح بن هاني و معه عبد ا ّ اّ
أبو موسى الشعري و بعث معاوية عمرو بن العتاص فتي أربعمتأة ،ثتّم إّنهتم خلتوا بيتن
ل بن عمر بن الخطاب ، ل بن قيس في عبد ا ّ
الحكمين فكان رأى عبد ا ّ
ن بك يقينا والّرجتتاء
و قد كان منك تثبيطة أيام الكوفة و الجمل فان تشفعها بمثلها يكن الظ ّ
منك يأسا فقال أبو موسى :ما ينبغي لقوم اّتهمتتوني إن يرستتلوني ل دفتتع عنهتتم بتتاطل أو
أجرى إليهم حّقا .
و روى المداينى في كتاب صّفين قال :لما اجتمع أهل العراق علتى طلتب أبتى موستى و
لت بتتن عبتتاس و عنتتده وجتتوه
سلم أتاه عبتتد ا ّ
ي عليه ال ّ
احضروه للّتحكيم على كره من عل ّ
ن الّناس لم يجتمعوا عليك و يرضتتوابك لفضتتل الّناس و الشراف فقال له :يا أبا موسى إ ّ
ل تشارك فيه و ما أكثر أشباهك من المهاجرين و النصار المتقّدمين قبلك ،
-----------
) ( 1تتتتتت تتتتتتتت تتتت تت تتتتت تتت تت
تتت تتتت تت تتت تتتت ت تت تتت تت تتت ت
تتتتت ت تتت تتتت ت تت تتتتت تتت .
] [ 109
ن أباه رأس الحزاب يدعي الخلفتة متن ن معاوية طليق السلم و أ ّ و اعلم يا أبا موسى أ ّ
ن عمر و عثمان استعمله فلقد صدق استتتعمله عمتتر غير مشورة و ل بيعة فان زعم لك أ ّ
و هو الوالي عليه بمنزلة الطبيب يحميه ما يشتهي و يوجره ما يكره ،ثّم استعمله عثمتتان
برأى عمر و ما أكثر ما استعمل مّمن لم يّدع الخلفة .
ن علّيا بايعه
ل شيء يسّرك خبيئا يسوءك و مهما نسيت فل تنس ا ّ ن لعمر و مع ك ّ و اعلم أ ّ
ل العاصتتين القوم الذين بايعوا أبا بكر و عمر و عثمان ،و أّنها بيعة هدى و أّنه لم يقاتل إ ّ
و الّناكثين .
شاعر صديقا لبي موسى فكتب اليه يحّذره متتن عمتترو بتتن
قال نصر :و كان الّنجاشي ال ّ
العاص :
ل سبحانه .
فكتب اليه ابو موسى إنى لرجو أن تنجلى هذا المر و أنا فيه على رضا ا ّ
ن شريح بن هاني جهّز أبا موسى جهتازا حستنا و عظتتم أمتتره فتتي الّنتاس قال نصر :ثّم إ ّ
شني في ذلك يخاطب شريحا : ليشرف في قومه فقال العور ال ّ
زففتتتتتتتتتتتتتتتتتت ابتتتتتتتتتتتتتتتتتن قيتتتتتتتتتتتتتتتتتس زفتتتتتتتتتتتتتتتتتاف العتتتتتتتتتتتتتتتتتروس
شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتريح التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى دومتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة الجنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدل
ي بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذي اربتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة
و متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا الشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعر ّ
و ل صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاحب الخطتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة الفيصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل
] [ 110
قال نصر :و كان آخر من وّدع أبا موسى الحنف بن قيس أخذ بيده ،ثّم قال لتته :بتتا أبتتا
موسى اعرف خطب هذا المر و اعلم أّنه له ما بعده و اّنك إن أضعت العراق فل عراق
ستتلم فاّنهتتا و ل فاّنها تجمع لك دنياك و آخرتك و إذا لقيت غدا عمرا فل تبتتدءه بال ّ ،اّتق ا ّ
ل أّنه ليس من أهلها ،و ل تعطه يدك فاّنهتا أمانتة و اّيتاك أن يقعتدك علتى إن كانت سّنة إ ّ
ل وحده ،و حتتذر أن يكّلمتتك فتتي بيتتت فيتته مختتدع صدر الفراش فاّنها خدعة ،و ل تلقه إ ّ
شهود .
تخباء لك فيه الّرجال و ال ّ
صتتلتان العبتتدي و
قال نصر :و شاع و فشا أمر الحنف و أبي موسى في الّناس فبعتتث ال ّ
هو بالكوفة الى دومة الجندل بهذه البيات :
-----------
تتت .
) ( 1تت تتتتت
-----------
) ( 2تتتتت تتتتتت ت تتتتت تتتتت تتتتتت .
] [ 111
صلتان شحذهم ذلك على أبي موسى و استبطائه القوم و فّلما سمع الّناس ذلك أعنى قول ال ّ
ظنوا به الظنتتون و مكتث التّرجلن بدومتة الجنتدل ل يقتتولن شتتيئا ،و قتد كتان الخبتتار
ن الحرب قد أبطات على معاوية ،فبعث إلى رجال من قريش كانوا ان يعينوه في حربه إ ّ
وضعت أوزارها ،و التقى هذان الّرجلن في دومة الجندل فاقد مواعّلى فأتاه جمع منهتتم
طاب و المغيرة بن شعبه فقال له يا مغيرة ما ل بن عمر بن الخ ّل بن الزبير و عبد ا ّ عبد ا ّ
ترى ؟ قتتال :يتتا معاويتتة لتتو و ستتعنى أن أنصتترك لنصتترتك و لكتتن علتتى ان آتيتتك بتتأمر
الرجلين فرحل حّتى أتى دومة الجندل ،فدخل على أبي موستى ،فقتال يتا أبتا موستى متا
تقول فيمن اعتزل هذا المر و كره هذه الّدماه ؟ قال ،اولئك خير الّنتتاس خّفتتت ظهتتورهم
من دمائهم و خصمت بطونهم من أموالهم .
ل ما تقول فيمن اعتزل هذا المتتر و كتتره ال تّدماء ؟ قتتال : ثّم أتى عمرا فقال :يا أبا عبد ا ّ
شرار الناس لم يعرفوا حّقا و لم ينكروا باطل ،فرجع مغيتترة إلتتى معاويتتة فقتتال لتته :قتتد
لت بتتن عمتتر ،و أّمتتا ل بن قيس فخالع صاحبه و هتتواه فتتي عبتتد ا ّ ذقت الّرجلين أما عبد ا ّ
ن الناس أّنه يرومهتا لنفسته و أّنته ل يترى أّنتك عمرو فهو صاحبك الذى تعرف ،و قد ظ ّ
ق بهذا المر منه .أح ّ
قال نصر :و في حديث عمرو بن شمر قال أقبل أبو موسى إلى عمرو فقتتال :يتتا عمتترو
ل بن عمتتر هل لك في أمر هو للّمة صلح و لصلحاء الّناس رضا نوّلي هذا المر عبد ا ّ
لت
بن الخطاب الذي لم يدخل في شيء من هذه الفتنة و ل هذه الفرقة قتتال :و كتتان عبتتد ا ّ
ل بن الّزبير قريبا يسمعان هذا الكلم .
بن عمرو بن العاص و عبد ا ّ
فقال عمرو :فأين أنت يا أبا موسى من معاوية ،فابي عليه أبو موسى فقال عمرو :
ن عثمان قتل مظلوما ؟ قال :بلى أشهد ،ثّم قال :فمتتا يمنعتتك متتن معاويتتة و ألست تعلم أ ّ
ي دم عثمان و قد قال تعالى :هو ول ّ
] [ 112
ط مثلها
سلطان فقال له :إن هو ولى المر أكرمك كرامة لم يكرمك أحد ق ّ
ثّم عرض له بال ّ
.
ن هتتذا المتتر ليتتس ل يا عمرو أّما ما ذكرت من شرف معاويتتة فتتا ّ فقال أبو موسى :اّتق ا ّ
شرف إّنما هو لهل الّدين و الفضل مع أنى لو كنتتت أعطيتتته أفضتتل قريتتش شتترفا على ال ّ
ي عثمان فاني لم أكتن أوليته إّيتاه لنستبه متن ى بن أبيطالب ،و أّما قولك إّنه ول ّ أعطيته عل ّ
لت لتتو
ستتلطان فتتو ا ّ
عثمان ،وادع المهاجرين الّولين ،و أّما تعريضتتك لتتى بتتالمرة و ال ّ
ل و لكنك إن شئت أحيينا ستتنة عمتتر خرج لي من سلطانه ما وليته و ل كنت أرتشي في ا ّ
بن الخطاب .
ن أبا موسى قال غير مّرة :
قال نصر :و حّدثني عمر بن سعد عن أبي حباب ا ّ
ن اسم عمر بن الخطاب ،فقال عمرو بن العاص :إن كنت إنمتتا ل إن استطعت ل حيي ّ وا ّ
لت ،و أنتتت تعتترف فضتتله و صتتلحه ، تبايع ابن عمر لدينه فما يمنعتتك متتن ابنتتي عبتتد ا ّ
ن ابنك لرجل صدق و لكنك قد غمستتته فتتي هتتذه الفتنتتة قتال نصتتر :و روى عتتن فقال :إ ّ
ن علّيتا أو
النضر بن صالح قال :كنت من شريح بن هاني في غتزوة سجستتان فحتّدثني أ ّ
صاه بكلمات إلى عمرو بن العاص و قال له قل لعمرو :
ل ت متتن
ن أبعد الخلق من ا ّب إليه و إن نقصه و إ ّق أح ّ
ن أفضل الخلق من كان العمل بالح ّ إّ
ق فلتتم
ل يا عمرو إنك لتعلم اين موضتتع الحت ّ ب إليه و إن زاده ،و ا ّ
كان العمل بالباطل أح ّ
ل و لوليائه عدّوا ؟ فكأن ما قد اوتيت قتتد زال تتجاهل ؟ أبأن اوتيت طمعا يسيرا صرت ّ
ن يومتتك التتذى أنتتت
عنك ،فل تكن للخائنين خصيما ،و للظالمين ظهيرا ،اما اني اعلم ا ّ
فيه نادم هو يوم وفاتك و سوف تتمّنى أنك لم تظهر لى عداوة و لم
] [ 113
ل رشوة .
تاخذ على حكم ا ّ
ي أو قال شريح :فأبلغته ذلك يوم لقيته فمغر وجهه قال :و متتتى كنتتت قتتابل مشتتورة عل ت ّ
منيبا إلى رأيه أو معتمدا بأمره ،فقلت و ما يمنعك يابن النابغة أن تقبل من مولك و س تّيد
المسلمين بعد نبّيهم مشورته ،لقد كان من هو خيرمنتتك أبتتو بكتتر و عمتتر يستشتتير انتته و
ى أبوبك ترغب عن كلمتتي بأبيتتك ن مثلي ل يكّلم مثلك ،فقلت :بأ ّ
يعملن برأيه ؟ فقال إ ّ
الوشيظ 1أو بامك الّنابغة ،فقام من مكانه وقمت .
ن عمرا و أبا موسى لما التقيتتا بدومتتة الجنتتدل أختتذ قال نصر :و روى أبو حباب الكلبي ا ّ
ل قبلي و انتتت أكتتبر منتتي عمرو يقّدم أبا موسى في الكلم و يقول :إّنك صحبت رسول ا ّ
سّنا فتكّلم أنت ثّم أتكّلم أنا فجعل ذلك سّنة و عادة بينهمتتا ،و إّنمتتا كتتان مكتترا و خديعتتة و
سلم ثّم يرى رأيه .ي عليه ال ّاغترارا له أن يقّدمه فيبدء بخلع عل ّ
و قال ابن و يزيل في كتاب صّفين أعطتتاه عمتترو صتتدر المجلتتس و كتتان يتكّلتتم قبلتته ،و
صلة و في الطعام ل يأكل حّتى يأكل و إذا خاطبه فاّنما يختتاطبه بأجت ّ
ل أعطاه الّتقّدم في ال ّ
ن أّنه ل يغشيه . ن إليه وظ ّ
ل حّتى اطمأ ّ
السماء و يقول له :يا صاحب رسول ا ّ
قال نصر فّلما انمخضت الزبدة بينهما قال له عمرو :أختبرنى متا رأيتك يتا أبتا موستى ؟
قال :أرى أن أخلع هذين الّرجلين و نجعتتل المتتر شتتورى بيتتن المستتلمين يختتتارون متتن
ل ما رأيت ،فأقبل إلى الّناس و هم مجتمعون فتكّلتتم أبتتوشاؤوا ،فقال عمرو :الّرأى و ا ّ
ل و أثنى عليه ثّم قال :رأيي و رأى عمتترو قتتد اّتفتتق علتتى أمتتر نرجتتو أن
موسى فحمد ا ّ
ل به شأن هذه المة فقال عمرو صدق . يصلح ا ّ
ثّم قال له :تقّدم يا أبا موسى فتكّلم ،فقام ليتكّلم فدعاه ابن عباس فقتتال ويحتتك إّنتتى لظنتته
خدعك إن كنتما قد اّتفقتما على رأى فقّدمه قبلك ليتكّلم ثّم تكّلم أنت بعده فتتاّنه رجتتل غتّدار
و ل آمن أن يكون أعطاك الّرضا فيما بينك و بينه فاذا قمت به في الّناس خالفك ،و كتتان
أبو موسى رجل مغّفل ،فقال :ايها عنك إّنا
-----------
) ( 1تتتت تت ت تتتت تتتتت تت ت تتت تتت ت
تتتتتتت ت تتتت تت تتتتت تتت تتتتت تتت تت
ت تت تتتتت تت تتتتت تتتتتتت ت ت .
] [ 114
ل و أثنى عليه ثّم قال :أيها الّناس إّنا قتد نظرنتا فتي أمتر
قد اّتفقنا فتقّدم أبو موسى فحمد ا ّ
هذه المة فلم نر شيئا هو أصلح لمرها و ل ألم لشعثها متتن أن ل يبتتتز 1امورهتتا و قتتد
ي و معاويتة و ان يستتقبل هتذا المتر فيكتون اجتمع رأيي و رأى صاحبي علتى خلتع علت ّ
شورى بين المسلمين يوّلون امورهم من أحّبوا ،و إّني قد خلعت علّيا و معاوية فاستقبلوا
حى .
أموركم و وّلوا من رأيتموه لهذا المر أهل ثّم تن ّ
فقال له عمرو :إّنما مثلك كمثل الحمتتار يحمتتل أستتفارا ،و حمتتل شتتريح بتتن هتتانى علتتى
ستتوط ،و قتتام الّنتتاس
ستتوط و حمتتل ابتتن عمتترو علتتى شتتريح فقنعتته بال ّ
عمرو ،فقنعتته بال ّ
فحجزوا بينهما ،فكان شريح يقتتول بعتتد ذلتتك متتا نتتدمت علتتى شتتىء نتتدامتي أن ل أكتتون
ي أبتا
سوط لكن أتى الّدهر بما أتى به و التمتس أصتحاب علت ّ ضربت عمرا بالسّيف بدل ال ّ
موسى فركب ناقته و لحق بمّكة ،و كان ابن عباس يقول :
ل أبا موسى لقد حذرته و هديته إلى الّرأى فما عقل ،و كان أبو موستتى يقتتول :لقتتد قّبح ا ّ
حّذرني ابن عّباس غدرة الفاسق و لكني اطمتتأننت إليتته و ظننتتت أّنتته ل يتتؤثر شتتيئا علتتى
نصيحة المة .
قال نصر :و رجع عمرو إلى منزله من دومة الجندل فكتب إلى معاوية بهذه البيات :
-----------
) ( 1تت تتتتت ت تتت تتتتت تتتتت ت تتت ت .
] [ 115
ى بصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلد الّزنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاد
و متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا الشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعر ّ
و ل خامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّدار فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي الشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعرينا
و إّنا اليوم لعلي ما كنا عليه أمس ،و قام كردوس بن هاني مغضبا فقال :
ال ليتتتتتتتتتتتتتتت متتتتتتتتتتتتتتن يرضتتتتتتتتتتتتتتى متتتتتتتتتتتتتتن الّنتتتتتتتتتتتتتتاس كّلهتتتتتتتتتتتتتتم
جتتتتتتتتتتتتتتة البحتتتتتتتتتتتتتترلتتتتتتتتتتتتتت فتتتتتتتتتتتتتتي ل ّ
بعمتتتتتتتتتتتتتترو و عبتتتتتتتتتتتتتتد ا ّ
ي إمامنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا
و بالصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلع الهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتادي علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ
رضتتتتتتتتتتتتتينا بتتتتتتتتتتتتتذاك الشتتتتتتتتتتتتتيخ فتتتتتتتتتتتتتي العستتتتتتتتتتتتتر و اليستتتتتتتتتتتتتر
ن أمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتره
فمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال ل قلنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا بلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى إ ّ
لفضتتتتتتتتتتتتتتتل متتتتتتتتتتتتتتتا نعطتتتتتتتتتتتتتتتاه فتتتتتتتتتتتتتتتي ليلتتتتتتتتتتتتتتتة القتتتتتتتتتتتتتتتدر
-----------
) ( 1تتت تتت تتتت تتت ت .
-----------
تت ت
تت تت تتتتت
تتت ت تتت
تت ت تتتتت ت ت ت) ( 2تت
تتت تتت .
تتتتت
] [ 116
سلم بعد الحكومة إذا صتّلى الغتتداة و المغتترب و فتترغ متتن ي عليه ال ّ
قال نصر :فكان عل ّ
الصلة قال :اللهّم العن معاوية و عمرا و أبا موسى و حبيب بن مستتلمة و عبتتد الّرحمتتن
ضحاك بن قيس و الوليد بن عقبه . بن خالد و ال ّ
ن«
جِرمي َ
ظهيرًا ِلْلُم ْ
ن َ
ن َأُكو َ
ي َفَل ْ
عَل ّ
ت َ
ب ِبما َأْنَعْم َ
» َر ّ
ععععععع
از جمله خطب آنحضرتست بعد از حكم قرار دادن مردم أبتتو موستتى اشتتعرى و عمتترو
عاص عليهما اللعنة و العذاب را و اختيتتار كتتردن عمتترو عتتاص ملعتتون امتتارة معتتاويه
بدبنياد را ،و خيانت كتتردن ابتتو موستتى بتدنهاد در حتق آن امتتام انتس و جتان و ستترور
عالميان كه ميفرمايد :
حمد بى قياس خداوند را سزاست و اگر چه آورد روزگار غدار بكار بتتزرگ و ثقيتتل و
حادثه عظيم و جليل ،و شهادت ميدهم بر اينكه هيچ مستحق معبودية نيست مگر مبعود
بحق و خداوند مطلق در حالتى كه نيست با او خدائى كتته بتتوده باشتتد بتتا او ،و شتتهادت
لت و ستلمه عليته بنتده بتر گزيتده و فرستتاده لت صتلوات ا ّ
ميدهم باينكه محّمد بن عبتد ا ّ
پسنديده اوست ،پس از ستايش الهى و درود حضرت رسالت پناهي .
پس مخالفت كردن و عصيان نمودن نصيحت كننده مهربان و داناى تجربتته كتتار بتتاعث
ميشود بحسرت و از پى در مىآورد افسوس و ندامترا ،و بتحقيق كه بتودم امتر نمتودم
شما را در باب اين حكومة حكمين به امر خود و ختتالص نمتتودم از بتتراى شتتما در ايتتن
باب راى صواب خود را كه در گنجينه ضمير بتتور اگتتر ميبتتود كتته اطتتاعت ميشتتد متتر
قصير بن سعد را امرى پشيمان نميشديد و بورطه حسرت نمىافتاديد ،پس إبا و امتناع
نموديد بر من مثل امتناع اختلف كنندگان جفا كار و عهد شكنندگان نا فرمان بتتردار تتتا
اينكه بشك افتاد پند دهنده به پند خود و بخل ورزيد آتش زنه به
] [ 117
فأنا لكم نذير أن تصبحوا صرعى بأثناء هذا الّنهر ،و بأهضتتام هتتذا الغتتايط ،علتتى غيتتر
بّينة من رّبكم ،و ل سلطان مبين معكم ،قد طّوحت بكم الّدار ،و احتبلكم المقدار ،و قتتد
ي اباء المخالفين المنابتتذين ،حّتتتي صتّرفت رأيتتي كنت نهيتكم عن هذه الحكومة فأبيتم عل ّ
إلى هواّكم ،
و أنتم معاشر أخّفاء الهام ،سفهاء الحلم لم آت ل أبا لكم بجرا و ل أردت بكم ضّرا .
ععععع
] [ 118
ن بين واسط و بغداد ،و في المصتتباح بلتتدة يقتترب متتن ثلث قرى أعل و أوسط و أسفله ّ
بغداد أربعة فراسخ و ) صتترعى ( جمتتع صتتريع و ) ثنتتى ( التتوادى بكستتر الّثتتاء المثّلثتتة
منعطفه و الجمع أثناء و في بعض الّنسخ بأكناف هتتذا الّنهتتر و هتتو جمتتع كنتتف كستتبب و
أسباب بمعنى الجانب و ) الهضام ( جمع هضم بفتح الهتتاء و قتتد يكستتر بطتتن التتوادى و
ن من الرض و ) الغايط ( ما سفل من الرض . المطمئ ّ
و ) طاح ( يطوح و يطيح هلك و سقط ،و طوحه فتطوح توهيه فرمى هو بنفسه ههنتتا و
صيد أوقعه في الحبالة و ) المقدار
ههنا ،و طوحته الطوايح قذفته القواذف و ) احتبل ( ال ّ
( هو القدر و الفضاء و ) الهامة ( الّرأس و الجمع الهام .
و ) البجر ( بضّم الباء و سكون الجيم المعجمة الّداهية و الشّر ،و في بعض الّنسخ هجرا
ساقط من القول ،و في نسخة ثالثة نكرا و هو المر المنكتتر و فتتي رابعتتة عتّرا و
و هو ال ّ
العر و المعّرة إل ثم و العّر أيضا داء يأخذ البل في مشافرها و يستعار للداهية .
ععععععع
سع ،و جملة و أنتم معاشرآه حالّية و نسبة طوحت إلى الّدار و احتبل إلى المقدار من التو ّ
العامل صرفت ،و بجرا مفعول لم آت و جملة ل ابا لكم معترضة بينهما و هتتي تستتتعمل
في المدح كثيرا و في الذّم أيضا و في مقام الّتعجب و الظاهر هنا الّذم أو التعجب .
عععععع
] [ 119
بكم الّدار ( و رمت بكم المرامي و هلكتكم ) و احتبلكم المقدار ( أى أوقعكم القدر النتتازل
صيد ل يستطيع الخروج منها ) و قد كنت نهيتكتتم عتتن هتتذه الحكومتتة ( بكم في حبالته كال ّ
ي إباء المختتالفين ( الجفتتاة
التي ندمتم عليها و ما كنت راضيا بها و راغبا إليها ) فأبيتم عل ّ
) و المنابذين ( العصاة ) حتى صرفت رايى إلى هواكم ( و أقدمت على التحكيم برضاكم
من دون أن يكون لي رضا في ذلك و ) أنتم معاشر اخفاء الهام ( لعدم ثباتكم في الّراى و
) سفهاء الحلم ( لعدم كما لكم في العقل انكم أمس كنتم معتقدين وجوب التحكيم و اليتتوم
تزعمونه كفرا و تجعلونه ضرارا و ) لم آت ل أبتتا لكتتم بجتترا و ل اردت بكتتم ض تّرا ( و
ضرر و نزلت بكم تلتتك الداهيتتة بستتوء تتتدبيركم و قّلتتة عقلكتتم و ا ّ
ن إّنما ورد عليكم ذلك ال ّ
إرادتى من التحكيم و غرضي منه بعد اكراهكم إّيتتاى عليتته لتتم يكتتن إل الخيتتر و المنفعتتة
فانعكست القضية و انجّرت إلى المضّرة .
عع
ععععع ع ع عع ع ع ع ععع ع ع ععع عع عععع ع ع ع
عع عععع ع ععع ععععع ععععععع ع ععععع ععع
عع عععع عععععع ع عععععع
فأقول :
في البحار من كتاب كشف الغمة قتال :ذكتتر المتتام أبتتو داوود ستتليمان بتتن الشتتعث فتتي
ل صتتّلىن رسول ا ّ سنن يرفعه إلى أبي سعيد الخدرى و أنس بن مالك أ ّ مسنده المسّمي بال ّ
ل عليه و آله قال :سيكون في اّمتتتى اختلف و فرقتتة ،قتتوم يحستتنون القيتتل و يستتيؤون ا ّ
سهم من الّرمية ،الفعل يقرؤون القرآن ل يجاوز تراقيهم ،يمرقون من الّدين كما يمرق ال ّ
ل و ليستتوا منتته فتتي شتتيء متتن
هم شّر الخلق طوبى لمن قتلهم و قتلوه يدعون إلى كتاب ا ّ
ل منهم .
قاتلهم كان أولى با ّ
جاج في صحيحه و وافقه أبو داوود و ستتندهما عتتن زيتتد بتتن وهتتب أّنتته و نقل مسلم بن ح ّ
ي أّيها الّناس إّنتتي ستتمعت رستتول سلم قال عل ّ
ي عليه ال ّ
كان في الجيش الذين كانوا مع عل ّ
ل عليه و آله يقول :يخرج قوم متن اّمتتي يقترؤون القترآن ليتس قرائتكتم إلتى ل صّلى ا ّ
ا ّ
قرائتهتتم بشتتيء و ل صتتلتكم إلتتى صتتلتهم بشتتيء و ل صتتيامكم إلتتى صتتيامهم بشتتيء
يقرؤون القرآن يحسبون أّنه لهم و هو عليهم ل يجاوز قرائتهم تراقيهم يمرقون من ال تّدين
كما يمرق
] [ 120
السهم من الّرمية 1لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نتتبّيهم لنكلتتوا
ن فيهم رجل له عضد ليس له ذراع على عضده مثل حلمة الثدى عن العمل ،و آية ذلك أ ّ
شتام و تتتتركون هتؤلء يخلفتتونكم فتتي عليه شعرات البيض فتذهبون إلى معاوية و أهتتل ال ّ
ل إّني لرجو أن يكون هولء القوم فاّنهم قد سفكوا ال تّدم الحتترام و ذراريكم و أموالكم و ا ّ
أغاروا على سرح الّناس فتسيروا .
لت صتّلى
ل بن أبي أوفي قال :قتال رستول ا ّ
و من كتاب المالى للشيخ باسناده عن عبد ا ّ
ل عليه و آله :الخوارج كلب أهل الّنار .
ا ّ
و من كتاب المناقب لبن شهر آشوب من تفستير القشتتيرى و ابانتة العكتتبرى عتن ستتفيان
عن العمش عن سلمة عن كهيل عن أبي الطفيل أّنه سأل ابن الكوا أمير المتتؤمنين عليتته
سلم عن قوله تعالى :
ال ّ
ل سعيهم في الحيوة الّدنيا و هم يحسبون أّنهم يحسنون صنعا « في قتتتال علتتي » اّلذين ض ّ
بن أبيطالب » أولئك كفروا بآيات رّبهم و لقآئه فحبطت أعمالهم فل نقيتتم لهتتم يتتوم القيمتتة
وزنا ذلك جزآؤهم جهّنم « بما كفروا بوليتتة علتتي » و اّتختتذوا آيتتات القترآن و رستتلي «
ل عليه و آله و سّلم » هزوا « استهزؤوا بقتتوله :أل متن كنتت متتوله يعني محّمد صّلى ا ّ
ى موله ،و انزل في اصحابه : فعل ّ
صالحات « الية .
ن اّلذين آمنوا و عملوا ال ّ
»إّ
-----------
) ( 1تت ت تتت ت تتتت تتتت تت ت ت تت تتت ت تتت
تتتتت تت تتتتتت .تت تت تتتتت ت تتتت تتت ت
تتتتتتت تتت تتتت تتتتت تتتتت تتتتت ت ت ت
ت تت تت تت ت .ت تتتتت ت تتت تت تت تت تتتت ت
تتتتتت ت تتتت تتتت تتتت ت تتت تت ت ت تتت ت
تتتتت » تتتتت «
] [ 121
لت قتتاتلي
و في شرح المعتزلي قد تظاهرت الخبتتار حّتتتى بلغتتت حتتد الّتتتواتر بمتتا وعتتد ا ّ
الخوارج من الّثواب على لسان نبّيه .
ل عليه و آله بينا هو يقستتم قستتما جتتائه ل صّلى ا ّن رسول ا ّصحاح المتفق عليها أ ّ
و في ال ّ
رجل يدعا ذا الحو يضرة فقال :أعدل يا محّمد فقال :قد عدلت فقال لتته ثانيتتة :اعتتدل يتتا
محّمد فاّنك لم تعدل فقال :ويلك و من يعدل إذا لم أكن أعدل .
ل ائذن لي أضرب عنقه فقال :دعتته فتتاّنه يختترج فقام عمر بن الخطاب فقال :يا رسول ا ّ
سهم من الّرمية ينظتتر أحتتدكم إلتتى من ضئضى 1هذا قوم يمرقون من الّدين كما يمرق ال ّ
نضيه فل يجد شيئا فينظر إلى نضيه 2ثتّم ينظتتر إلتتى القتتذذ فكتتذلك ستتبق الفتترث و التّدم
يخرجون على خير فرقة من الّناس يحتقتر صتلتكم فتي جنتتب صتلتهم و صتتومكم عنتد
ل ت عليتته و آلتته
صومهم يقرؤون القرآن ل يجاوز تراقيهم آيتهم رجل أسود أو قال صّلى ا ّ
اوعج مخدج إليه احدى يديه كاّنها ثدى امرأة أو بضعة تدردر . 3
ل عليه و آله و سّلم قال لبي بكر و قتتد غتتاب ل صّلى ا ّ ن رسول ا ّ صحاح أ ّو في بعض ال ّ
الّرجل عن عينه :قم فاقتله ،فقام ثّم عاد و قتال :وجتتدته يصتّلي فقتال لعمتتر :مثتتل ذلتتك
سلم :مثتل ذلتك فعتاد و قتال :لتم أجتده فقتال ي عليه ال ّ
فعاد و قال وجدته يصّلي فقال لعل ّ
ل :لو قتل هذا
رسول ا ّ
-----------
) ( 1تتتتتت تتتتت تتتت تتتت تتت تت تت ت تت
تتت ت تتت تتتتت تتت تت ت تتت تت تتت تتت تت
تتت تتتت تت تتتت ت تت تتتت تتتتت .
-----------
) ( 2تتتت ت ت ت تتت تت تت ت تت تتت ت تتت ت تت
تتتت ت تتت تتتتت تت تتتتت ت تتتتتت تتتتت
تتتتتت تتتتتتت تتت تتتت تتت ت تت ت ت ت ت ت
تتت تت ت ت تت ت تتتت ت ت تتتت ت ت تت ت ت تت
تتتت تتتتت تتتتت ت تتتتت تتتتت تتت تت تت
ت تتت ت ت تتتتتت ت ت تت ت تتت ت تتت تتتتت
تتتتت تتتتتتت تتت تتت .
-----------
) ( 3ت تتتت تت تتت تت تتتت ت ت تتت ت تتتت ت
تتتتتت تتتت تتتت تتتتتتت تتتتتت تتتتت .
] [ 122
لكان أّول فتنة و آخرها أما أّنه سيخرج من ضئضي هذا الحديث .
و في مسند أحمد بن حنبل عن مسروق قال :قالت عايشة إّنك من ولدى و من أحّبهم إلىّ
ي بن أبيطتالب علتى نهتر يقتال لعله تتأمر و فهل عندك علم من المخدج ؟ فقلت قتله عل ّ
لسفله نهروان بين لخاقين و طرفاء ،قالت ابغني علتتى ذلتتك بينتتة فتتأقمت رجتتال شتتهدوا
ل ت ص تّلى
عندها بذلك ،قال :فقلت لها سألتك بصاحب القبر ما الذى سمعت من رستتول ا ّ
ل عليه و آله فيهم ؟ قالت نعم :سمعته يقول إّنهم شّر الخلق و الخليقة يقتلهم خير الخلتتق ا ّ
ل وسيلة .
و الخليقة أقربهم عند ا ّ
فأقول :
قال في شرح المعتزلي روى ابن و يزيل في كتاب صّفين عتتن عبتّد الرحمتتن بتتن زيتتاد ،
ي متتن صتتفين إلتتى الكوفتتةعن خالد بن حميد ،عن عمر مولى غفرة ،قال :لما رجع عل ّ
أقام الخوارج حّتي جموا ثّم خرجوا إلى صحراء بالكوفة يسّمى حروراء ،
ل.
ن علّيا و معاوية أشركا في حكم ا ّ
ل و لو كره المشركون أل إ ّ
ل ّ
فتنادوا ل حكم إ ّ
ل بن العباس فنظر في أمرهم و كّلمهم ثتّم رجتتع إلتتى سلم إليهم عبد ا ّ ي عليه ال ّفأرسل عل ّ
لت متتا أدرى متتا هتتم فقتتال :
سلم فقال لتته متتا رأيتتت ؟ فقتتال ابتتن عبتتاس :و ا ّي عليه ال ّعل ّ
ستتجودن بيتتن أعينهتتم لثتتر ال ّ
لت متتا ستتيماهم ستتيماء منتتافقين ا ّ
أرأيتهم منتتافقين فقتتال :و ا ّ
يتأّولون القرآن فقال دعوهم ما لم يسفكوا دما أو يغصبوا مال .
و أرسل اليهم ما هذا الذى أحدثتم و ما تريدون ؟ قالوا نريد أن نخرج نحتن و أنتت و متن
ل من أمر الحكمين ثّم نسير إلى معاوية فنقتتاتله كان معنا بصفين ثلث ليال و نتوب إلى ا ّ
ل قلتم حين بعثنتتا الحكميتتن و أختتذنا
سلم فه ّ
ي عليه ال ّ
ل بيننا و بينه ،فقال عل ّ
حّتى يحكم ا ّ
منهم العهد و أعطينا هموه ال قلتم هذا حينئذ قالوا :كنتا قتد طتالت الحترب علينتا و اشتتّد
ل الكراع 1الباس و كثر الجراح و ك ّ
-----------
) ( 1تتتتتت تت تتتتتت تتتتتتت ت .
] [ 123
سلح .
و ال ّ
فقال لهم أفحين اشتّد البتأس عليكتم عاهتدتم فلمتا وجتدتم الجمتام 1قلتتم ننقتض العهتد إنّ
ل عليه و آله كان يفى للمشركين أفتأمرونني بنقضه ،فمكثوا مكانهم ل ل صّلى ا ّ
رسول ا ّ
ستتلمي عليه ال ّ
ي و ل يزال الخر منهم يخرج من عند عل ّ يزال الواحد منهم يرجع إلى عل ّ
.
لت و ل ّ سلم بالمسجد و الناس حوله فصاح ل حكتتم إ ّ ي عليه ال ّفدخل الواحد منهم على عل ّ
ل و لتتو كتتره المتلفتتتون فرفتتع علت ّ
ي ل ّ
لو كره المشركون فتلفت 2الناس فقال :ل حكم إ ّ
ن أبتاستلم إ ّ ل و لو كره أبو حستن فقتال عليته ال ّ ل ّسلم رأسه إليه فقال :ل حكم إ ّ عليه ال ّ
لملتتت يتتا ل انتظر فيكتتم ،فقتتال الّنتتاس ه ّ
ل ،ثّم قال حكم ا ّ
حسن ل يكره أن يكون الحكم ّ
أمير المؤمنين على هولء الّناس فأفنيتهم ؟ فقال :إنهم ل يفنون إّنهم لفى أصلب الّرجال
و أرحام الّنساء إلى يوم القيامة .
و روى أنس بن عياض المدني ،عن جعفر بن محّمد ،عن أبيه ،عن جّده عليهم الستتلم
ن علّيا كان يوما يؤّم الّناس و هو يجهر بالقرائة فجهر ابن الكوا من خلفه :
أّ
ن ِمتنَ
ك و َلَتُكتوَن ّ
عَمُلت َ
ن َطت ّ
حِب َ
ت َلَي ْ
شتَرْك َ
ن َأ ْ
ك َلِئ ْ
ن َقْبِلت َ
ن ِمت ْ
ى اّلتذي َ
ك و ِإلت َ
ي ِإَلْيت َ
حت َ
» َو َلَقْد ُأو ِ
ستلم فلمتا أنهاهتا ابتن ي عليته ال ّ ن « فلما جهر ابن الكوا من خلفه بهتا ستكت علت ّ سري َ اْلخا ِ
سلم في القرائة أعاد ابن ي عليه ال ّ
سلم فأتّم قرائته ،فلما شرع عل ّ ي عليه ال ّ
الكوا أعاد عل ّ
سلم فلم يتتزال كتتذلك يستتكت هتتذا و يقتترء هتتذا
ي عليه ال ّ
الكوا الجهر بتلك الية فسكت عل ّ
سلم :ي عليه ال ّمرارا حّتى قرء عل ّ
ن«
ن ل ُيوِقُنو َ
ك اّلذي َ
خَفّن َ
سَت ِ
ق و ل َي ْ
حّ
ل َ
عَد ا ِّ
ن َو ْ
صِبْر ِإ ّ
» َف ْ
-----------
) ( 1ت ت تتت تت تت ت ت تت ت ت ت ت تت تت ت تتت ت
تتتت تت تتتت .
-----------
) ( 2تتتت تتتتت تتتت ت ت تتت ت ت تتت ت ت تت ت
تتتتتتتت ت تتتتتت ت .
] [ 124
سلم لما دخل الكوفة دخل معتته كتتثير متتن ن علّيا عليه ال ّ
و ذكر الطبرى صاحب الّتاريخ أ ّ
الخوارج و تخّلف منهم بالنخيلة و غيرها خلق كتتثير لتتم يتتدخلوها ،فتتدخل حرقتتوص بتتن
ستتلم ي عليه ال ّ
زهير السعدى و زرعة البرج الطائي و هما من رؤوس الخوارج على عل ّ
ستلم فقال له حرقوص :تب من خطيئتك و اخرج بنا إلى معاوية نجاهتده ،فقتال عليته ال ّ
إّني كنت نهيت عن الحكومة فأبيتم ثّم الن تجعلونها ذنبا أما أّنها ليست بمعصتتية و لكّنهتتا
عجز من الّرأى و ضعف في الّتدبير و قد نهيتكم عنه .
لت و
ل لئن لم تتب من تحكيمك الّرجال لقتلنتتك اطلتتب بتتذلك وجتته ا ّ فقال زرعة :أما و ا ّ
سلم :بوسا لتتك متتا أشتتقاك كتتأني بتتك قتتتيل يستتفي عليتتك ي عليه ال ّ
رضوانه ،فقال له عل ّ
ستتلم يخطتتب ي عليتته ال ّ
الّريتتاح ،قتتال زرعتتة :وددت أّنتته كتتان ذلتتك قتتال :و ختترج علت ّ
ل و صاح به رجل : ل ّفصاحوا به من جوانب المسجد ل حكم إ ّ
ن متن
ن عملتك و لتكتون ّ » و لقد أوحتي إليتك و إلتى اّلتذين متن قبلتك لئن أشتركت ليحبطت ّ
ق و ل يستتتخّفّنك اّلتتذين للت حت ّ
ن وعد ا ّ
سلم » :فاصبر إ ّ
ي عليه ال ّ
الخاسرين « فقال عل ّ
يوقّنون « .
قال أبو العباس المبّرد :و يقال أّول من حكم عروة بن اّويتتة ،و اوّيتتة جتّدة لتته جاهليتتة و
هو عروة جدير أحد بني ربيعة ،و قال قوم أّول من حكم رجل من بني محارب يقتتال لتته
ل بن وهب الّراسبي و أّنه امتنع عليهم و اومأ
سعيد و لم يختلفوا في اجتماعهم على عبد ا ّ
ل به ،فكان امام القوم و كان يوصف برأى .
إلى غيره فلم يقنعوا إ ّ
ل من الخوارج فسيف عروة بتتن اّويتتة ،و ذاك أّنتته أقبتتل علتتى الشتتعث
فاّما اّول سيف س ّ
ل عّز و جتتل ،ث تّم
فقال :ما هذه الدنية يا أشعث و ما هذا الّتحكيم أشرط أوثق من شرط ا ّ
ل فضرب به عجز بغلته . سيف و الشعث مو ّ شهر عليه ال ّ
] [ 125
قال أبو العباس :و عروة هذا من الّنفر الذين نجوا من حرب الّنهروان فلم يزل باقيتا متّدة
من اّيام معاوية ثّم أتى به زياد و معه مولى له فسأله عن أبتتي بكتتر و عمتتر فقتتال خيتترا ،
فقال له :فما تقول في أمير المؤمنين عثمان و في أبتي تتراب » قتال ظ « فتتولى عثمتان
سلم مثل ذلتتك إلتتى ي عليه ال ّ
ت سنين من خلفته ثّم شهد عليه بالكفر و فعل في أمر عل ّ س ّ
أن حكم ثّم شهد عليه بالكفر ثّم سأله عن معاوية فسبه سّبا قبيحا ثتّم ستتأله عتتن نفستته فقتتال
أّولك لزينة و آخرك لدعوة و أنت بعد عاص لرّبك فأمر به فضربت عنقه .
ثّم دعا موله فقال :صف لى اموره قال :اطنب أم اختصر ،قال :بتتل اختصتتر ،قتتال :
ما أتيته بطعام بنهار قط و ل فرشت له فراشا بليل قط .
ن علّيا لما ناظرهم بعد مناظرة ابن عباس إيتتاهم قال المبّرد :و سبب تسميتهم الحروري ا ّ
ن هتتذه
ن هتتؤلء القتتوم لمتتا رفعتتوا المصتتاحف قلتتت لكتتم إ ّ
كان فيما قال لهم :أل تعلمون أ ّ
مكيدة و وهن و لو أّنهم قصدوا إلى حكم المصاحف لتوني و ستألوني الّتحكيتتم أفتعلمتتون
ن أحدا أكره على التحكيم مّني قالوا صدقت . أّ
ن حكمهما نافذ متتا قال فهل تعلمون أّنكم استكر هتموني على ذلك حّتى أجبتكم فاشرطت أ ّ
لت لن حكتتم ا ّل فمتى خالفتتاه فأنتتا و أنتتتم متتن ذلتتك بتتراء .و أنتتتم تعلمتتون أ ّحكما بحكم ا ّ
يعدوني ،قالوا :اللهّم نعم ،قال :و كان معهم في ذلك الوقت ابن الكوا و هذا من قبل أن
ل بن خباب و إّنما ذبحوه في الفرقة الثانية بكسكر فقالوا له :حكمت في دين يذبحوا عبد ا ّ
ن بأّنا كّنا كفرنا و لكن الن تائبون فاقّر بمثل ما اقررنتتا بتته و تتتب ل برأينا و نحن مقرو ّا ّ
ننهض معك إلى الشام .
] [ 126
ن عمرا لما أبى عليك أن تقول في كتابك هذا ما كتبتته ل ِمْنُكْم فقالوا له :فا ّ
عْد ٍ
حُكُم ِبه َذوا َ
َي ْ
ي بتتن أبتتي طتتالب فقتتد
ي أمير المؤمنين محوت اسمك من الخلفة و كتبتتت علت ّ ل عل ّعبد ا ّ
ل حين أبى عليتته ستتهل بتتن عمتترو أن سلم :لى اسوة برسول ا ّ خلعت نفسك فقال عليه ال ّ
لت
ل و سهيل بن عمرو ،و قال لو أقررت بأنك رسول ا ّ يكتب هذا ما كتبه محّمد رسول ا ّ
ل فقال لي :يتا علتي امتح رستول ما خالفتك و لكني اقّدمك لفضلك فاكتب محّمد بن عبد ا ّ
ل ل تشجعنى نفسي علي محتتو استتمك متتن الّنبتتوة قتتال :فقفنتتى عليتته ل فقلت يا رسول ا ّ ا ّ
ى و قتال :إنتك ستستام ) أى ستم إلت ّ
لت ،ثتّم تب ّ
فمحاه بيده ،ثّم قال اكتتب محّمتد بتن عبتد ا ّ
تعامل ( مثلها فتعطى .
سلم منهم الفان من الحر وراء ،و قد كانوا تجمعوا بها فقال لهتتم علتتى
فرجع معه عليه ال ّ
ما نسّميكم ؟ ثّم قال :أنتم الحروّرية لجتماعكم بحروراء .
ن علّيا في أّول خروج القوم عليه دعا صعصعة بن صتتوحان العبتتدي و قتتد قال المبّرد :إ ّ
ل بن العباس فقتتال لصعصتتعة :بتتأ ّ
ى جهه إليهم و زياد بن نضر الحارثي مع عبد ا ّ كان و ّ
القوم رأيتم أشّد إطاعة ،فقال :بيزيتتد بتتن قيتتس الرحتتبى ،فركتتب إلتتى حتتروراء فجعتتل
يتخّللهم حّتى صار إلى مضرب يزيد بن قيس فصّلى فيه ركعتتتين ث تّم ختترج فاتكتتاء علتتى
قوسه و اقبل على الّناس .
فقال هذا مقام من فلج فيه فلج إلى يوم القيامة ثّم كّلمهم و ناشتتدهم ،فقتتالوا إّنتتا أذنبنتتا ذنبتتا
سلم : ي عليه ال ّل كما تننا نعدلك ،فقال عل ّ عظيمأ بالّتحكيم و قد تبنافتب إلى ا ّ
ل ذنب فرجعوا معه و هم سّتة ألف فلما استتتقّروا بالكوفتتة أشتتاعوا أنّ ل من ك ّأنا استغفر ا ّ
علّيا رجع عن الّتحكيتتم و رآه ضتتلل ،و قتتالوا :إّنمتتا ينتظتتر أن يستتمن الكتتراع و يجىء
شام .
المال ثّم ينهض بنا إلى ال ّ
] [ 127
ل مما فعلت كما تبنا ننهض معك إلى حتترب الشتتام ،فقتتال
و ذلك اّنهم قالوا له :تب إلى ا ّ
لهم كلمة مجملة مرسلة يقولها النبياء و المرسلون و المعصومون ،و هي قوله :
ل متن كتل ذنتتب فرضتتوا بهتتا و عتدوها اجابتتة لهتم إلتى ستؤالهم ،وصتفت لهتم
استغفر ا ّ
نياتهم ،
و استخلصت بها ضمايرهم من غير أن يتضّمن تلك الكلمة اعترافا بكفر أو ذنب .
فلم يتركه الشعث و جاء إليه مستفسرا و كاشفا عن الحال و هاتكا ستر التورية و الكناية
صدور ،و يعيد و مخرجا لها من مشكلة الجمال إلى تفسيرها بما يفسد الّتدبير و يوعر ال ّ
الفتنة ،فخطب بما صدع به عتتن صتتورة متتا عنتتده مجتتاهرة فتتانتقض متتا دّبتتره و عتتادت
الخوارج إلى شبهها الولى و راجعتتوا الّتحكيتتم و هكتتذا الّول التتتي يظهتتر فيهتتا أمتتارات
الّزوال و النقضاء يتاح لها مثال الشعث اولى الفساد في الرض .
ل بن خباب في عنقه مصحف على حمار و معه امتترأة و هتتي حامتتل قال :و لقاهم عبد ا ّ
ن هذا الذى في عنقك ليأمرنا بقتلك فقال لهم :ما أحياه القرآن فأحيوه
فقالوا له :إ ّ
] [ 128
و ما اماته فأميتوه ،فوثب رجتتل منهتم علتى رطبتة ستتقطت متتن نخلتة فوضتتعها فتتي فيته
فصاحوا به ،فلفظها توّرعا و عرض لرجل منهم خنزيتتر فضتتربه و قتلتته ،فقتتالوا :هتتذا
فساد في الرض و أنكروا قتل الخنزير .
لت
ل ت صتّلى ا ّ ثّم قالوا لبن خباب :حّدثنا عن أبيك ،فقال سمعت أبى يقول :قال رسول ا ّ
عليه و آله و سّلم :ستكون بعدي فتنة يموت فيها قلب الّرجل كما يموت بدنه يمسي مؤمنا
ل المقتول و ل تكن القاتتل ،قتالوا :فمتا تقتول فتي أبتتي بكتر و و يصبح كافرا فكن عند ا ّ
سنين الستت ّ
ت ى قبل الّتحكيم و في عثمان في ال ّ عمر ؟ فأثنى خيرا ،قالوا .فما تقول في عل ّ
ن علّيتتا
ي بعد الّتحكيتتم و الحكومتتة ؟ قتتال :إ ّ
الخيرة ؟ فأثنى خيرا قالوا :فما تقول في عل ّ
ل و أشد توقيا على دينه و أنفذ بصيرة ،فقالوا :إّنك لستتت تّتبتتع الهتتدى انمتتا تّتبتتع
أعلم با ّ
الّرجال على أسمائهم ثّم قّربوه إلى شاطىء النهر فأضجعوه فذبحوه .
قال المبّرد :و ساوموا رجل نصراّنيا بنخلة له فقال هي لكم ،فقالوا :ما كنتتا لنأختتذها إ ّ
ل
ل بثمن .
ل بن خباب و ل تقبلون خبا نخلة إ ّ بثمن ،فقال :و اعجباه أتقتلون مثل عبد ا ّ
سلم لما انتهى إليهم قال لهم :اقيتتدونا بتتدمن علّيا عليه ال ّ
و روى قيس بن سعد بن عبادة أ ّ
سلم :احملوا عليهم . ل بن خباب ،فقالوا :كّلنا قتله فقال عليه ال ّ
عبد ا ّ
ضبي أيضا عن حبة العرني :قال لما انتهينا إليهم رمونا ،
و روى مسلم ال ّ
] [ 129
ي :يا أمير المؤمنين قدرمونا ،فقتتال :كفتتوا ثتّم رمونتتا فقتتال :كفتتوا ،ثتّم الثالثتتة
فقلنا لعل ّ
فقال :الن طاب القتال احملوا عليهم .
و روى المحّدث العلمة المجلسي في البحار من كتاب الخرايتتج قتتال :روى عتتن جنتتدب
سلم إليهم و خرجنا معتته بن زهير الزدي ،قال :لما فارقت الخوارج علّيا خرج عليه ال ّ
ي الّنحتل فتي قترائة القترآن و فيهتم أصتحاب ي كتدو ّ
فانتهينتا إلتى عستكرهم فتاذا لهتم دو ّ
ك و نزلتتت عتتن فرستتي و ركتتزت البرانس و ذوو الّثفنات 1 .فلما رأيت ذلك دخلنتتي شت ّ
رمحي و وضعت ترسي و نثرت عليه درعي و قمت أصّلى و أنا أقول في دعائي :الّلهّم
ق ،و إن كتتان لتتك
إن كان قتال هؤلء القوم رضا لك فأرنى من ذلك ما أعرف به أّنه الح ّ
ل و قتتام يصتّلي إذ جتتائه رجتتل ي فنزل عن بغلة رسول ا ّ سخطا فاصرف عّنى إذ أقبل عل ّ
فقال :قطعوا الّنهر ،ثّم جاء آخر يشّد دابته فقال :قطعوه و ذهبوا ،فقال أميتتر المتتؤمنين
ل و رسوله . ن دون الّنطفة عهد من ا ّ ما قطعوه و ل يقطعونه و ليقتل ّ
شاب .
ل ذلك ال ّ
ثّم أعاد فما أجابه إ ّ
قال خذه أما أّنك مقتول فمشى به حّتى إذا دنى متتن القتتوم حيتتث يستتمعهم نتتاداهم إذ رمتتوا
ستلم دونكتم القتوم فحملنتا ي عليته ال ّ
وجهه بالّنبل ،فأقبل علينا و وجهه كالقنفذ ،فقال علت ّ
شك عّني و قتلت بكّفي ثمانية .عليهم ،قال جندب ذهب ال ّ
-----------
) ( 1تتتتتت تتتتتت تت تتتتتت تتتتت ت .
] [ 130
سلم الكوفة جتتاء إليتته زرعتتة ي عليه ال ّ و من كتاب المناقب لبن شهر آشوب لما دخل عل ّ
لت فقتتال
بن البرج الطائي ،و حرقوص بن زهيتتر الّتميمتتي ذو الثديتتة ،فقتتال ل حكتتم إل ّ
ق يراد بها باطل ،قال حرقتتوص :فتتتب متتن خطيئتتتك و ارجتتع سلم كلمة ح ّي عليه ال ّ
عل ّ
ستتلم قتتد
ي عليتته ال ّ
عن قصتك و اخرج بنا إلى عدّونا نقاتلهم حّتتتى نلقتتى رّبنتتا ،فقتتال علت ّ
أردتكم على ذلك فعصيتموني ،و قد كتبنتتا بيننتتا و بيتتن القتتوم كتابتتا و شتتروطا و أعطينتتا
ل تعالى : عليها عهودا و مواثيق ،و قد قال ا ّ
ل ِإذا عاَهْدُتْم فقال حرقوص :ذلك ذنتتب ينبغتتي أن نتتتوب عنتته فقتتال علتيّ
و أْوُفوا ِبَعْهِد ا ِّ
سلم ما هو بذنب و لكّنه عجز من الّرأى و ضعف في القعل ،و قد تقّدمت فنهيتكم عليه ال ّ
عنه ،فقال ابن الكواء :
سلم :
ي عليه ال ّ
ح عندنا أّنك لست بامام ،و لو كنت إماما لما رجعت ،فقال عل ّ
الن ص ّ
ل و ل طاعة المخلوق في معصية الخالق ،و ل ّففارقوا أمير المؤمنين و قالوا :ل حكم إ ّ
ن أمير القتتتالكانوا إثنا عشر ألفا من أهل الكوفة و البصرة و غيرهما ،و نادى مناديهم أ ّ
لت
ل بن الكّوا ،و المر شورى بعد الفتح ،و البيعة ّ صلة عبد ا ّ
شيث بن ربعي و أمير ال ّ
لت بتتن
على المر بالمعروف و الّنهى عتتن المنكتتر ،و استعرضتتوا الّنتتاس و قتلتتوا عبتتد ا ّ
سلم على النهروان . خباب و كان عامله عليه ال ّ
سلم :يابن عّباس امض إلى هؤلء القوم فانظر ما هم عليه و فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ
لماذا اجتمعوا ،فلما وصل إليهم قالوا :ويلك يا بن عباس أكفرت بّربك كما كفر صاحبك
ي بن أبي طالب .و خرج خطيبهم عتاب بن العور الّثعلبي . عل ّ
قال :فامور الشرع ارتحلت معه أم بقى بعده ؟ قال :بل بقيت ،قال :فهل قتتام أحتتد بعتتده
صحابة ،قال :أفعمروها او خربوها ؟ بعمارة ما بناه ؟ قال :نعم الّذرية و ال ّ
] [ 131
قال :بل عمروها ؟ قال :فالن هي معمورة أم خراب ؟ قال :بل خراب ،قتتال :خربهتتا
ذريته أم اّمته ؟ قال :بل أّمته ،قال :أنت من الذّرية أو من المة ؟ قال :من المة ،قال
:أنت من الّمة و خربت دار السلم فكيف ترجو الجّنة ،و جرى بينهم كلم كثير .
فحضر أمير المؤمنين في مأة رجل ،فلما قتتابلهم ختترج إليتته ابتتن الكتتوا فتتي متتأة رجتتل ،
ل فقلت لكم
ل هل تعلمون حيث رفعوا المصاحف فقلتم نجيبهم إلى كتاب ا ّ فقال :انشدكم ا ّ
ل الكتاب اشترطت على الحكمين إّنى أعلم بالقوم منكم و ذكر مقالة إلى أن قال فّلما أبيتم إ ّ
أن يحييا ما أحيا القرآن و أن يميتا ما أمات القرآن فتان حكمتا بحكتم القترآن فليتس لنتا أن
نخالف حكمه ،و إن أبيا فنحن منه براء .
فقالوا له :اخبرنا أترى عدلتحكيم الّرجال في الّدماء ؟ فقال :إنتتا لستتنا الّرجتتال حكمنتتا و
إنما حكمنا القرآن ،و القرآن إّنما هو خط مستور بين دفتين ل ينطق إّنما يتكّلم به الّرجال
.
قالوا :فأخبرنا عن الجل لم جعلته فيما بينك و بينهم ؟ قال ليعلم الجاهل و يثبتتت العتتالم ،
ل يصتلح فتتي هتذه المتّدة هتذه المتتة ،و جتترت بينهتم مخاطبتتات فجعتتل بعضتهم لا ّو لع ّ
سلم راية أمان مع أبتتي اّيتتوب النصتتاري فنتتاداهم يرجع ،فأعطى أمير المؤمنين عليه ال ّ
أبو أيوب :من جار إلى هذه الّراية أو خرج من بين الجماعة فهو آمن ،
فرجع منهم ثمانية الف ،فأمرهم أمير المؤمنين أن يتمّيزوا منهم ،و أقتتام البتتاقون علتتى
الخلف و قصدوا إلى نهروان ،فخطب أمير المؤمنين و استتفّزهم 1فلتتم يجيبتوه فتمّثتل
بقوله :
-----------
تت ت تتتتت تت تتتت ت تتتتت ت .
) ( 1تت تتتتت
] [ 132
شقي متتن شتتقيت بتته رغبتتته ،و خيتتر الّنتتاس خيرهتتم سعيد من سعدت به رغبته ،و ال ّ و ال ّ
سَب ْ
ت س ِبما َك َ
ل َنْف ٍ
ل و بين أحد قرابة » و ُك ّلنفسه ،و شّر الّناس شّرهم لنفسه ،ليس بين ا ّ
ل قتاله و تنادوا أن دعوا سلم فاستعطفهم فأبوا إ َّرهيَنٌة « فلما أتاهم أمير المؤمنين عليه ال ّ
سلم و أصحابه ،و بادروا الجّنتة و صتاحوا :التّرواح التّرواح إلتى ي عليه ال ّ
مخاطبة عل ّ
الجّنة و أمير المؤمنين يؤبى أصحابه و نهاهم أن يتقّدم إليهم أحتتد ،فكتتان أّول متتن ختترج
أخنس من العزيز الطائي و جعل يقول :
ل لّربنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا
ينتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتادون ل لحكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم إ ّ
حنانيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاغفر حوبنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا و المستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتائيا
لتتتتتتتتتتتت حكمتتتتتتتتتتتته
هتتتتتتتتتتتتم فتتتتتتتتتتتتارقوا متتتتتتتتتتتتن جتتتتتتتتتتتتاز فتتتتتتتتتتتتي ا ّ
ل على الرحمن أصبح ثاويا فك ّ
و خرج أمير المؤمنين و الوضاح بتتن الوضتتاح متتن جتانب ،و ابتن عمتته حرقتوص متتن
جانب فقتل الوضاح و ضرب ضتتربة علتتى رأس الحرقتتوص فقطعتته و وقتتع رأس ستتيفه
علتتى الفتترس فشتترد و رجلتته فتتي الّركتتاب حّتتتى أوقعتته فتتي دولب ختتراب فصتتارت
الحروّرية :
ف«
ص ٍ
ح في َيْوٍم عا ِ
ت ِبِه الّري ُ
شَتّد ْ
» َكَرماٍد ا ْ
-----------
) ( 1تتتتتتت ت ت .
-----------
) ( 2تتتتتتت تتتتتتتت .
] [ 133
ي روبة بن وبر البجلي ،و رفاعة بن وابل الرجي و فكان 1المقتولون من أصحاب عل ّ
الفياض بن خليل الزدي ،و كيسوم بن ستتلمة الجهنتتي و حتتبيب بتتن عاصتتم الزدي إلتتى
تمام تسعة و انفلت من الخوارج تسعة و كتتان ذلتتك لتستتع خلتتون متتن صتتفر ستتنة ثمتتان و
ثلثين 2 .و من كتاب كشف الغّمة قتتال :قتتال ابتتن طلحتتة لّمتتا عتتاد أميتتر المتتؤمنين متتن
صفين إلى الكوفة بعد إقامة الحكمين أقام ينتظر انقضتتاء الم تّدة التتتي بينتته و بيتتن معاويتتة
صتتة أصتتحابه فتتي أربعتتة آلف ليرجع إلى المقاتلة و المحاربة إذا انخزلت طائفتتة متتن خا ّ
سلم ،فارس و هم العباد و النساك ،فخرجوا من الكوفة و خالفوا علّيا عليه ال ّ
ل ،و انحتازنيف عتتن ثمانيتتة آلف مّمتتن ل و ل طاعة لمن عصى ا ّ لا ّ و قالوا :ل حكم إ ّ
يرى رأيهم فصاروا اثنا عشر ألفا ،و ساروا لتتى أن نزلتتوا الحتتروراء ،و أّمتتروا عليهتتم
ل ابن الكوا .
عبد ا ّ
سلم بنفسه لنسمع كلمه عسى أن يزول ما بأنفسنا إذا سمعناه ،
ي عليه ال ّ
ليخرج الينا عل ّ
فرجع ابن عّباس فأخبره فركب في جماعة ومضتتى إليهتتم فركتتب ابتتن الكتّوا فتتي جماعتتة
منهم ،فوافقه .
ي من أصحابك
ن الكلم كثير فابرز إل ّ
سلم :يابن الكوّا إ ّ
ي عليه ال ّ
فقال له عل ّ
-----------
) ( 1ت ت ت تت تتت تت ت ت تت تت تت ت تت تتتتت ت
تتتتتتت تت ت ت تت تتت تتت ت تتت تتتتت
تتتت ت ت ت ت ت ت تتتتت ت ت ت تت ت ت تتت ت
تتت تتتت ت تت ت تتت ت ت ت تت تت تتتتت تت ت
تتتتتت تت تتت ت تتتتتت ت تتت تت تت ت ت تتت
تتتتتت ت تتتت تت تتتت تتتتتتتت ت تتتت تت
تت ت تتتت تت ت ت ت ت ت تتت ت تتتت تت ت تتتت ت
تتتت ت تتتتت تتتتتت ت تتت تتتتت ت ت ت تت ت
تتتتتت تت تتتتتت تتت .
-----------
) ( 2تتتت تت تتتت تتتتتت ت تتتتتت تتت تت ت
ت تتت تتت تت ت ت تتتتت ت تت ت ت تت ت ت ت ت تت
تتتتت ت تتت تتتت تت ت تتت تتتت تتتت ت ت
تتتت تتت تت تت ت تتتتت ت ت تتت ت تتتت تتتت
تت تتتتتت تتت .تتتت تتت تت ت تتت
] [ 134
لكلمك فقال :و أنا آمن من سيفك ،فقال :نعم فخرج إليه في عشرة من أصحابه فقال له
:عن الحرب مع معاوية و ذكر له رفع المصاحف على الّرماح و أمر الحكمين ،
أو لم يكن ؟
قال ابن الكّوا :صدقت كان هذا كّله فلم ل ترجع الن إلى حرب القوم ؟
فقال :حّتى ينقضي المّدة التي بيننا و بينهم ،قال ابن الكّوا :و أنت مجمع على ذلك ،
ي عليتته
قال :نعم ل يسعني غيره ،فعاد ابن الكوا و العشرة الذين معه إلتتى أصتتحاب عل ت ّ
ل ت و أّمتتروا
ل ّسلم راجعين عن دين الخوارج و تفّرق الباقون و هم يقولون ،ل حكم إ ّ ال ّ
ل بن واهب الّراسبي و حرقوص بن زهير البجلتتي المعتتروف بتتذي الّثديتتة و عليهم عبد ا ّ
عسكروا بالّنهروان .
ي حّتى بقي على فرسخين منهم و كاتبهم و راسلهم فلم يرتدعوا فتتاركب إليهتتم و خرج عل ّ
ابن عّباس و قال :سلهم ما التذي نقمتوه و أنتا ردفتتك فل تخفتف منهتم ،فلمتتا جتائهم ابتن
ستتلم قتتالوا :نقمنتتا أشتتياء لتتو كتتان
عّباس قال :ما الذي نقمتم من أمير المتتؤمنين عليتته ال ّ
سلم ورائه يسمع ذلك ،فقال :يا أميتتر المتتؤمنين قتتد ي عليه ال ّ
حاضرا لكفرناه بها ،و عل ّ
ق بالجواب . سمعت كلمهم و أنت أح ّ
ي.
ي بن أبي طالب فتكّلموا بما نقمتم عل ّ
فتقّدم و قال :أّيها الّناس أنا عل ّ
] [ 135
و قالوا :نقمنا عليك يوم صّفين كونتك محتوت استمك متن امترة المتؤمنين فتاذن لتم تكتن
أميرنا فل نطعيك و لست أميرا لنا .
لت حيتتن صتالح ستهيل بتتن عمتترو و قتتد تقتّدمت 1 .قال :يا هؤلء إّنما اقتديت برستتول ا ّ
ل فتتان كنتتت أفضتتل متتن معاويتتة
قالوا :فاّنا نقمنا عليك أّنك قلت للحكمين :انظرا كتاب ا ّ
فاثبتانى في الخلفة فاذا كنت شاّكا في نفسك فنحن فيك أشّد و أعظم شّكا .
فقال :إّنما أردت بذلك الّنصفة فاّنى لو قلت :احكما لي دون معاوية لم يرض و لم يقبل ،
لت عليكتتم لتتم
ي لنصارى نجران لما قدموا عليه تعالوا نبتهل ثّم اجعتتل لعنتتة ا ّ
و لو قال الّنب ّ
ل فقال :
يرضوا ،و لكن انصفهم من نفسه كما أمره ا ّ
-----------
) ( 1تت تت ت تت تتتت ت تتت ت ت تت تت ت ت ت ت تت
تتتتتتتت تتت .
] [ 136
سلم :
ل و الّدار الخرة ،فقال عليه ال ّ
ل وجه ا ّ
إّ
ن َأّنُهتمْ
س تُبو َ
حَحيتتوِة ال تّدْنيا َوُه تْم َي ْ
سْعُيُهْم فتتي اْل َ
ل َضّن َ ل َأّلذي َ
عما ً
ن َأ ْسري َ
خَلْ
ل ُنَنّبُئُكْم ِبا َْ
» َه ْ
صْنعًا « ثّم التحم القتال بين الفريقين ،و استعّر الحتترب بلظاهتتا و استتفرت عتتن ن ُ سُنو َ حِ ُي ْ
زرقة صبحها و حمترة ضتحاها ،فتجتادلوا و تجالتدوا بالستنة رماحهتا و حتداد ظباهتا 1
فحمل فارس من الخوارج يقال لتته الخنتتس الطتتائي و كتتان شتتهد صتّفين متتع علتيّ عليتته
ي بضربة فقتله . سلم فبدره عل ّ صفوف يطلبه عليه ال ّ ق ال ّ
سلم فحمل و ش ّ ال ّ
ل ل نبرح متتن هتتذه المعركتتة ل بن وهب الّراسبي فصاح يابن أبي طالب و ا ّ و تقّدم عبد ا ّ
ي و أبرز إليك و ذر الناس جانبا ،فلما حّتى تأتي على أنفسنا أو ناتى على نفسك فابرز إل ّ
ل حياؤه أمتتا أّنتته ليعلتتم
ل من رجل ما أق ّ سم و قال :قاتله ا ّسلم كلمه تب ّ ي عليه ال ّسمع عل ّ
سيف و خدين 2الّرمح و لكّنه قد يئس من الحياة ،و أّنه ليطمع طمعتتا كاذبتتا أنه لحليف ال ّ
سلم فضربه و قتله و ألحقه بأصحابه القتلى . ي عليه ال ّي ،فحمله عل ّ
ثّم حمل على عل ّ
ل ساعة حّتى قتلوا بأجمعهم و كانوا أربعة آلف ،فما أفلت منهتتم إلّ و اختلطوا فلم تكن إ ّ
تسعة أنفتتس :رجلن هربتتا إلتتى خراستتان إلتتى أرض سجستتتان و بهتتا نستتلهما و رجلن
صارا إلتتى بلد عّمتتان و فيهتتا نستتلهما و رجلن صتتارا إلتتى اليمتتن فبهتتا نستتلهما ،و هتتم
الباضية ،و رجلن
-----------
) ( 1تتت تتتت تتتت تتت تت تتت تتتتتت ت .
-----------
) ( 2تتتتتت تتتتتت تتت .
] [ 137
صارا إلى بلد الجزيرة إلى موضع يعرف بالسن 1و البوازيخ و إلى شتتاطي الفتترات و
ل موزون .صار آخر إلى ت ّ
ي تستعة بعتدد متن ستلم متن ى غنايم كتثيرة ،و قتتل متن أصتحاب علت ّ و غنم أصحاب عل ّ
سلم فاّنه قال نقتلهم و ل يقتل مّنا عشرةي عليه ال ّالخوارج ،و هي من جملة كرامات عل ّ
سلم التمسوا المخدج 2فالتمستتوه فلتتمي عليه ال ّو ل يسلم منهم عشرة ،فلما قتلوا قال عل ّ
خروهم سلم بنفسه حّتى أتى ناساقد قتل بعضهم على بعض فقال أ ّ ي عليه ال ّ
يجدوه فقام عل ّ
ل و بلغ رسوله .
سلم و قال صدق ا ّ ي عليه ال ّ
فوجدوه مّما يلي الرض فكّبر عل ّ
قال أبو الوضيئى فكاّنى أنظر إليه حبشى عليه قريطق إحدى يديه مثل ثدى المتترأة عليهتتا
شعرات مثل شعر ذنب اليربوع ،و هذا أبو الوضيئى هو عباد بتن نستيب القيستى تتابعي
يروي عنه هذا القول أبو داود .
و في كتاب المناقب لبن شهر آشوب عن أبتتي نعيتتم الصتتفهاني عتتن ستتفيان الثتتوري إنّ
ل متتا هتتو
أمير المؤمنين أمر أن يفتش على المخدج بين القتلى فلم يجدوه فقال رجل :و ا ّ
سلم ما كذبت و ل كذبت .ي عليه ال ّ
فيهم فقال عل ّ
فأتاه بالبغلة فركبها و جال في القتلى ثّم قال :اطلبوه ههنا ،قال :فاستتخرجوه متتن تحتت
القتلي في نهر و طين .
و عن تاريخ القمي أّنه رجل أسود عليه شعرات عليه قريطتتق 3مختتدج اليتتد أحتتد ثتتدييه
كثدى المرئة عليه شعيرات مثل ما يكون على ذنب اليربوع .
-----------
) ( 1تتت ت تت ت تتتتتتت ت ت تتت ت ت تتتتت ت
تتت تتت تتتت ت تتتتتت تتت تتتت تتتتت ت .
-----------
) ( 2تتت تتتت تتتت تتتتتت ت .
-----------
) ( 3تت تتتت تتتتت تتت تتتتتت ت تتتت تتت ت
تتت ت تت تت تت ت ت ت تتتت ت تتت ت ت ت ت تت ت
تتتت ت تتتتت تتتتت ت ت تتت تت ت ت تتتت تتت
تتتتتت ت ت تتت ت تت ت ت تتت تتت تتتت ت تتت
تتتت تتتت تتتت تتتت تتتتت تت تتتتت تتت ت
تتتتت .
] [ 138
ي من يعرف هذا ؟ فلم يعرفه أحد قال رجل أنتتا رأيتتت و عن أبي داود بن بطة اّنه قال عل ّ
هذا بالحيرة فقلت :إلى أين تريد ؟ فقال إلى هذه و أشار إلى الكوفة و ما لى بهتتذا معرفتتة
ن.ن و في رواية هو من الج ّسلم :صدق هو من الجا ّ ي عليه ال ّ
فقال عل ّ
و في رواية أحمد قال أبو الوضى :ل يأتيّنكم أحد يخبركم من أبوه ،قال :
فجعل الّناس يقول :هذا ملك هذا ملك و يقول علي :ابن من .
و في مسند الموصلي في حديث :من قال من الّناس أّنه رآه قبل مصرعه فهو كاذب .
و في شرح المعتزلي عن ابن ويزيل عن العمش عن زيد بن وهتتب قتتال :لّمتتا شتتجرهم
سلم بالّرماح قال :اطلبوا اذا الّثدية فطلبوه طلبا شديدا حّتى وجدوه في وهدةي عليه ال ّ
عل ّ
من الرض تحت ناس من القتلى ،فاتى به و إذا رجل على يتتديه مثتتل ستتبلت السّتتنور ،
سلم و كّبر الّناس معه سرورا بذلك .
ي عليه ال ّفكّبر عل ّ
و عن ابن ويزيل أيضا عن مسلم الضبي عن حبة العرنتتي قتتال :كتتان رجل أستتود منتتتن
الّريح له يد كثدي المراة إذا متّدت كتتانت بطتتول اليتتد الختترى ،و إذا تركتتت اجتمعتتت و
تقّلصت و صارت كثدى المرأة عليه شعرات مثل شوارب الهّرة ،فلما وجدوه قطعوا يده
ل و بلغ رسوله ،و لم يزل يقتتول ذلتتك
ي يقول صدق ا ّو نصبوها على رمح ،ثّم جعل عل ّ
شمس أو كادت .هو و أصحابه بعد العصر الى أن غربت ال ّ
ي عليتته
و عن العوام بن الحوشب ،عن أبيه ،عن جتّده يزيتتد بتتن رويتتم ،قتتال :قتتال علت ّ
سلم يقتل اليوم أربعتة آلف متن الختوارج أحتدهم ذو الّثديتة ،فلمتا طحتن القتوم و رام ال ّ
استخراج ذى الّثدية فأتعبه ،أمرنى أن أقطع له أربعة آلف قصبة ،فركتتب بغلتتة رستتول
ل قتيل منهم قصبة ،فلم يزل كذلك و أنتتا بيتتن يتتديه و هتتو راكتتب ل و قال اطرح على ك ّا ّ
خلفي و الّناس يّتبعونه حّتى بقيت في يدي واحدة فنظرت و إذا وجهه أربد ،و إذا
] [ 139
ل ما كذبت و ل كذبت فاذا حزير 1ماء عند موضع دالبة ،فقال :
هو يقول :و ا ّ
فّتش هذا ،ففتشته فاذا قتيل قد صار في الماء و اذا رجله في يدي فجذ بتها ،و قلتتت هتتذه
رجل انسان فنزل عن البغلة مسرعا فجذب الرجل الخرى و جررنتتاه حّتتتى صتتار علتتى
ي بأعلى صوته ثّم سجد فكّبر الّناس كّلهم هذا .
الّتراب ،فاذا هو المخدج فكبّر عل ّ
ععععععع
از جمله خطب شريفة آن سرور أولياء عليه و آله آلف الّتحية و الّثناستتت در ترستتانيدن
أهل نهروان كه ميفرمايد :
پس من ترساننده شما هستم از اينكه صباح نمائيد جان داده و افتاده در اثناى ايتتن جتتوى
و در زمينهاى هموار اين كودال در حالتيكه هيچ حجتتة شتترعّيه نبتتوده باشتتد شتتما را از
جانب پروردگار خود در خروج و نه برهان عقلى باشد با شتتما در ارتكتتاب ايتتن امتتر ،
بتحقيق كه متحير و سرگشته ساخت يا اينكه بورطه هلكت انداخت شما را دنياى فتتانى
و در حباله و دام واقع نمود شما را قضا و قدر ربانى و بتحقيق كه بودم نهى كردم شتتما
را از اين حكومت حكمين پتتس ابتتا و امتنتتاع كرديتتد بتتر متتن مثتتل ابتتا كتتردن مخالفتتان و
شكنندگان پيمان تا اينكه صرف نمودم راى ختود را بميتل و ختواهش شتما و حتال آنكته
شما جماعتى هستيد سبك مغز و شوريده عقل نياوردم من بشتتما حتتادثه و داهيتته را پتتدر
ق شتتما شتتر و ضتترر را بلكتته جتتزاى ستتوء تتتدبير مبتتاد شتتما را ،و اراده نكتتردم در حت ّ
خودتان است كه مىبريد .
-----------
) ( 1تتتتتت تتت تتتتت ت تتتتت ت .
] [ 140
و هو السابع و الثلثون من المختار فى باب الخطب فقمت بالمر حين فشلوا ،و تطّلعت
لت حيتتن وقفتتوا ،و كنتتت أخفضتتهم
حين تقّبعوا ،و نطقت حين تعتعوا ،و مضيت بنور ا ّ
صوتا ،
و أعلهم فوتا ،فطرت بعنانها ،و استبددت برهانها ،كالجبل ل تحّركتته القواصتتف ،و
ي مغمز ،الّذليل عنتتدي عزيتتز ي مهمز ،و ل لقائل ف ّ
ل تزيله العواصف ،لم يكن لحد ف ّ
لت
ق منته ،رضتينا عتن ا ّ ي عنتدي ضتعيف حّتتى آختذ الحت ّ ق لته ،و القتو ّ
حّتى آختذ الحت ّ
ل أمره ، قضاءه ،و سّلمنا ّ
ععععع
) فشل ( كفرح فهو فشل ضعف و كسل و تراخى و جبن و ) الّتطلع ( هو الشتتراف متتن
عال و تطلعه أشرف عليه و علم به و ) الّتقبع ( الّتقبض يقال قبع القنفذ
] [ 141
أدخل رأسه في جلده ،و قبع الّرجل في قميصه دخل و تخّلف عن أصحابه و ) الّتعتعتتة (
ستبقة يقتال فتاته فلن ى و ) الفوت ( ال ّ
في الكلم الّترّدد و الضطراب فيه من حصر أوع ّ
بذراع سبقه بها و منه يقال افتات فلن افتياتتتا اذا ستتبق بفعتتل شتتيء و ) استتتبّد ( برأيتته و
ل به و انفرد .
شيء استق ّ
استبّد بال ّ
و ) الّرهان ( إما جمع الّرهن كالّرهون و الّرهن و هو ما يوضع عندك لينتتوب منتتاب متتا
يؤخذ منك ،او مصدر كالمراهنة يقال راهنت فلنا على كذارهانا و تراهن القتتوم اختترج
سابق بالجميع اذا غلب ،و الثانى هو الظهر و عليه فالمراد به ما
كلّ واحد رهنا ليفوز ال ّ
يرهن و يستبق عليه .
و ) القواصف ( جمع القاصف يقتتال قصتتفت الّريتتح العتتود قصتتفا فانقصتتف مثتتل كستترته
فانكسر و زنا و معنا و ) العواصف ( جمع العاصف يقال عصفت الّريح عصتتفا اشتتتّدت
فهتي عاصتف و عاصتفة ،و الولتى يجمتع علتى العواصتف و الّثانيتة علتى العاصتفات
صّرح به الفيومى في المصباح و ) المهمز ( و ) المغمز ( المطعن اسم مكان متتن الهمتتز
و الغمز يقال همزه همزا اعتابه في غيبته و غمزه غمزا اشتتار إليتته بعيتتن أو حتتاجب ،و
ليس فيه مغمزة و ل غميزة أى عيب .
ععععععع
صوتا و فوتا منصوبان على الّتميز ،و الباء فتتي بعنانهتتا للستتتعانة و فتتي قتتوله برهانهتتا
صلة ،و يحتمل كونها بمعنى في فل بّد حينئذ من ابقاء الّرهتتان علتتى معنتتاه المصتتدري لل ّ
فيكون المعنتتى انفتتردت متتن القتتران فتتي مقتتام المراهنتتة و الّرهتتان ،و جملتتة ل تحّركتته
ل على الحالّية ،و قوله :حّتي اخذ بنصب القواصف كالجملت التي بعدها منصوبة المح ّ
المضارع بنفس حّتى كما يقوله الكوفّيون ،أو بأن مضتتمرة نظتترا إلتتى أن حّتتتى خافضتتة
للسماء و ما تعمل في السماء ل تعمل في الفعال ،و كذا العكس .
عععععع
] [ 142
ل عليه و آله و سّلم الى آخر وقته ،فجعل السّيد ) ره ( ما التقطه سردا
ل صّلى ا ّرسول ا ّ
سامع كاّنه يقصد به مقصدا و احدا .فصار عند ال ّ
شارح المعتزلي :الشارة بذلك الفصل إلى قيامه بالمر بالمعروف و الّنهى عتتنو قال ال ّ
المنكر أّيام أحداث عثمان و كون المهاجرين كّلهم لم ينكروا و لم يواجهوا عثمان بما كان
ستتلم بتتالّنهى عتتن المنكتر حيتن
يواجهه به و ينهاه عنه ،فمعنى قمت بالمر قيامه عليه ال ّ
فشل أصحاب محّمد انتهى .
لت
ل حين وقفوا ( حايرين بايرين جاهلين مفتتتونين ،و المتتراد بنتتور ا ّ ) و مضيت بنور ا ّ
هو علم المامة المتلّقى من منبع الّنبوة و الرسالة و إليه الشارة بآية النور علتتى متتا رواه
في البحار من جامع الخبار باسناده عن فضيل بن يسار قال :
ض « قتتال عليتته
لْر ِ
ت َو ا َْ
ستتموا ِ
لت ُنتتوُر ال ّ
ستتلم َ » :أ ُّ
صتتادق عليتته ال ّ
ل ال ّ
قلت لبي عبد ا ّ
سلم
ال ّ
] [ 143
ي « قلت » يوقد من شجرة مباركة زيتونة ل شرقّية و ل غربّية « قال كاّنه » كوكب دّر ّ
ي و ل نصتتراني قلتتت » يكتتاد زيتهتتا
ي بتتن أبيطتتالب ل يهتتود ّ
قال ذاك أمير المتتؤمنين علت ّ
يضيء و لو لم تمسسه نار « قال يكاد العلم يخرج من فم آل محّمد من قبتتل أن ينطتتق بتته
قلت » نور على نور « قال المام على أثر المام .
ن خفض الصوت دليل الّدعة و الستكانة و الّتواضع و رفع ) و كنت أخفضهم صوتا ( ل ّ
صوت علمة الجلفة و الّتكبر و التجّبر و قد كان مشركو العرب يتفاخرون بالصوات ال ّ
ل بما حكاه من وصّية لقمان لبنه بقوله :
الرافعة فوّبخهم ا ّ
حميِر « .
ت اْل َ
صْو ُ
صوات َل َ
ل ْ
ن َأْنَكَر ا ْ
ك ِإ ّ
صْوِت َ
ن َ
ض ِم ْ
ض ْ
غ ُ
ك َو ا ْ
شِي َ
صْد في َم ْ
» َو اْق ُ
صتتوت فتتي الحتتروب دليتتل العتتزم و الّثبتتات و
ن السكوت و خفض ال ّ هذا كّله مضافا إلى أ ّ
سلم في بعض كلماته السابقة : ضعف و الجبن كما قال عليه ال ّ
القوة و رفعه علمة ال ّ
و قد أرعدوا و أبرقوا و مع هذين المرين الفشل و لسنانرعد حّتى نوقع ،و ل نسيل
] [ 144
و لما كان الخفض علمة القّوة و عدم المبالت حسن إردافه بقتتوله ) و أعلهتتم فوتتتا ( إذ
ستتعادة
ن من كان أشّد ثباتا و قّوة كان أشّد تقّدما و ستتبقة إلتتى مراتتتب الكمتتال و ال ّ كأّلش ّ
ستتبق فتتي مضتتمار البراعتتة ) فطتترت بعنانهتتا و استتتبددت برهانهتتا ( حتتائزا قصتتب ال ّ
ضميران راجعان إلتتى الفضتتايل الّنفستتانية و الكمتتالت المعنّويتتة و ان لتتم يجرلهتتا ذكتتر ال ّ
ى في الكتاب .
لفظ ّ
ستبق العقلتى لمتا يشتتركان فيته متن شارح البحراني :استعار ههنا لفتظ الطيتران لل ّ قال ال ّ
سرعة و استعار لفظي العنان و الّرهان اّلتذين همتا متن متعّلقتات الخيتل للفضتتيلة معنى ال ّ
التي استكملها نفستته تشتتبيها لهتتا متتع فضتتايل نفوستتهم بخيتتل الجلبتتة و وجتته المشتتابهة أن
لت و ستتعادات الختترة صحابة لما كانوا يقتنون الفضايل و يستبقون بهتتا إلتتى رضتتوان ا ّ ال ّ
كانت فضايلهم الّتي عليها يستبقون كخيل الّرهان ،و لما كانت فضيلته أكمتتل فضتتايلهم و
ق غباره فحسن منه أن يستعير لستتبقه بهتتا أتّمها كانت بالّنسبة إلى فضايلهم كالفرس ل يش ّ
لفظ الطيران و يجرى عليها لفظ العنان و الّرهان
سلم يقول كنت لما وليت المر ) كالجبل ( العظيم فتتي الّثبتتات و حين انتهائها إليه عليه ال ّ
ق و الوقوف على القانون العدل فكمتتا ) ل تحّركتته ( الّريتتاح ) القواصتتف ( عتتن على الح ّ
مكانه ) و ل تزيله ( الّزعازع ) العواصف ( عن مقامه فكذلك أنا ل يحّركني عتتن ستتواء
صراط المستقيم مراعاة هوى الّناس و متابعة طباعهم المايلتتة إلتتى خلف سبيل و عن ال ّ ال ّ
سنة الّنبوّية و الوامر اللهّية .
ما يقتضيه ال ّ
] [ 145
ق لتته ( مّمتتن ظلتتم
وقعت منهم و جراير صدرت عنهم ) الّذليل عندي عزيز حّتى آخذ الح ّ
ق منه ( و أنتصفه للمظلوم .ي عندي ضعيف حّتى آخذ الح ّفي حّقه ) و القو ّ
ع ععععع عععععع
ل سبحانه و تعالى ،لّما تفّرس فتتي طائفتتة متتن مشتمل على الّرضا بالقضا و تسليم المر ّ
قومه أّنهم يّتهمونه بالكذب فيما يخبرهم به من الغيوبتتات و الملحتتم الواقعتتة فتتي القتترون
ستتادس و الخمستتين ،و يتتأتي فتتي تلتتك المستقبلة كما يأتي شطر منها فتتي شتترح كلمتته ال ّ
لت قضتائه و شك و الّتهمة فعنتد ذلتتك قتال ) :رضتينا عتن ا ّ ن بعضهم واجهه بال ّالخبار أ ّ
سّلمنا له أمره ( و ذلك لّنه لّما كان القضتتاء اللهتتي قتتد جتتري علتتى قتتوم بالّتكتتذيب لتته و
ل فيما جرى عليه قلم الّتهمة فيما يقول لجرم كان أولى بلزوم باب الّرضا و الّتسليم إلى ا ّ
ى البطالي و قال : القضاء ،ثّم ابطل أوهامهم على سبيل الستفهام النكار ّ
ل عليه و
ل صّلى ا ّ
ن في حّقه ) أكذب على رسول ا ّ
ل من أساء الظ ّ) أترانى ( الخطاب لك ّ
ل لنا أّول من صّدقه فل أكون أّول من كذب عليه (
آله ( و كيف لي بذلك ) فو ا ّ
ععععع عععععع
ععععع
] [ 146
قيل :ليس المر كذلك بل هذا تصريح بمذهب أصحابنا من البغدادّيين لّنهم يزعمون أّنه
لت و رستتوله متتن الصتتلح للمكّلفيتتن متتن ق بالمامة و أّنه لو ل ما يعلمه ا ّالفضل و الح ّ
لت عليتته و آلتته و ستّلم
ل صّلى ا ّ تقديم المفضول عليه لكان من تقّدم عليه هالكا ،فرسول ا ّ
ن فتتي تقتتديم غيتتره ون المامة حقه و أّنه أولى بها من الّنتتاس أجمعيتتن و أعلمتته أ ّ
أعلمه أ ّ
خر عنها مصلحة للّدين راجعة إلى المكّلفين ،و أّنه يجب عليتته أن يمستتك
صبره على التأ ّ
ل ت عليتته و
ل صّلى ا ّ
عن طلبها و يغضي عنها لمن هو دون مرتبته ،فامتثل أمر رسول ا ّ
ق.
آله و لم يحرجه تقّدم من تقّدم عليه من كونه الفضل و الولى و الح ّ
ثّم قال :و قد صّرح شيخنا أبو القاسم البلخي بهذا و صّرح به تلمذته و قالوا :
ل سبحانه و نقول ههنا مضافا إلى ما سبق هناك :أن تقّدم غيره عليه إّما أن يكون بفعل ا ّ
ق بهتتا منتته
و فعل رسوله ،و إّما أن ل يكون بفعلهما بل تقّدم الغير بنفسه لعتقاده أّنه أحت ّ
صتتحابة و المكّلفيتتن إّمتتا بهتتوى أنفستتهم أو رعايتتة
ستتلم ،أو ق تّدمه متتن ستتاير ال ّعليتته ال ّ
المصلحة العاّمة .
ص من ا ّ
ل أّما الّول ففيه أول أّنهم ل يقولون به ،لّتفاقهم على عدم الّن ّ
] [ 147
و من رسول له في باب المامة و ثانيا أّنه لو كان ذلك بفعلهما لم يكتن لتشتّكيه متن القتوم
لت متتا زلتتت مظلومتتا متتدفوعا
وجه و لما نسبهم إلى الّتظليم و لما كان يقول مّدة عمره و ا ّ
ل رسوله و لكان الواجب أن يعذرهم فتتي ذلتتك و ثالثتتا ى منذ قبض ا ّعن حّقي مستأثرا عل ّ
ص القرآن قال سبحانه :
ن تقديم المفضول على الفاضل و الفضل قبيح عقل و بن ّ أّ
قو بل إّنما كان غرضه بذلك حصتتول نظتتام التّدين و انتظتتام أمتتر المكّلفيتتن و إقامتتة الحت ّ
لت
سلم به في قوله في الخطبة الّثالثتتة و الّثلثيتتن ،و ا ّ إزاحة الباطل ،كما صّرح عليه ال ّ
ل أن اقيتم حّقتا أو أدفتع بتاطل ،فتاذا كتان حصتول هتذا ى من أمارتكم هتذه إ ّ
ب إل ّ
لهى أح ّ
الّنظام و النتظام و صلح المكّلفين بتقّدم الغيتتر ل بتّد و أن يكتتون مشتتعوفا بتته و راضتتيا
شقشتتقّية ،و شكوى كما م تّر فتتي الخطبتتة ال ّ بذلك أشّد الّرضا ل شاكيا و مظهرا للتظّلم و ال ّ
سادسة و العشرين فنظرت فاذا ليس لي معين اه . في قوله في الخطبة ال ّ
ق بها
ن تقّدم الغير عليه إّنما كان لزعم الغير أّنه أح ّ
و أّما الّثاني و هو أ ّ
] [ 148
ن المر إذا دار بين متابعة راى الفضل و متابعتتة رأى المفضتتول
سلم ففيه أ ّ
منه عليه ال ّ
لزم ترجيح الّول على الّثاني دون العكس و هو واضح . كان ال ّ
ستتوء ون الّتقّدم كان بتقديم المكّلفين بمقتضا هتتوى أنفستتهم المتتارة بال ّ
و أّما الّثالث و هو أ ّ
ك فيتته و
صتتواب متتن دون شت ّ ق و ال ّ
ستتخايم فهتتو الحت ّ
لما كان في صدورهم من الحسد و ال ّ
ارتياب .
لت
و لنعم ما قال أبو زيد الّنحوي الخليل بن أحمد حين سئل عنه ما بال أصحاب رستتول ا ّ
سلم كأّنه ابن علة 1؟ قال تقّدمهم إسلما و بّذهم شرفا
ي عليه ال ّ
كأّنهم بنو أّم واحدة و عل ّ
وفاقهم علما و رجهم حلما و كثرهم هدى فحسدوه و الّناس إلى أمثالهم و أشكالهم أميل .
سلم كيف تحّبك قريش و قد قتلتتت فتتي يتتوم بتتدر و احتتد متتن ي عليه ال ّ
و قال ابن عمر لعل ّ
ستلمساداتهم سبعين سيدا تشرب انوفهم الماء قبل شفاههم ؟ فقال أميتر المتؤمنين عليته ال ّ
ما تركت بدر لنا مذيقا 2و ل لنا من خلفنا طريقا .
سلم و ابن عباس أيضا لم أبغضت قريش علّيا ؟ قتتال :لّنتتهو سئل زين العابدين عليه ال ّ
أورد أّولهم الّنار و آخرهم العار .
و قال أبو زيد الّنحوي :سألت الخليل بن أحمد العروضي لم هجر الّناس علّيا و قرباه من
ل عليتته و آلتته قربتتاه و موضتتعه متتن المستتلمين موضتتعه و عنتتاؤه فتتي
ل صّلى ا ّ
رسول ا ّ
ل منهتتل ،و الّنتتاس
ل نوره أنوارهم و غلبهم على صفو ك ّ
السلم عناؤه ،فقال :بهر و ا ّ
إلى أشكالهم أميل أما سمعت الّول حيث يقول :
-----------
ت تتت تتت ) ( 1تتتتت تتتتتت تت تتت تت
تتتتتت تتتتتت ت تتتتت . تت
-----------
تتت تتتتتتت تتتتتت .
) ( 2تتت
] [ 149
ن الّتقديم إّما أّنتته كتتان بفعتتل جميتتع المكّلفيتتن أو بفعتتل البعتتض و الول
و أّما الّرابع ففيه أ ّ
صتتحابة عتتن البيعتتة و شقشقية من تخّلف وجوه ال ّ ممنوع لما قد عرفت في شرح الخطبة ال ّ
شارح بأّنه لو ل عمر لم يثبت لبي بكر أمر و ل قامت له قائمة عرفت هناك أيضا قول ال ّ
ستتلم متتا لتتم
و الثانى ل حجّية فيه ،هذا مضافا إلى أّنه كيف يمكن أن يخفى عليه عليتته ال ّ
يخف على غيره من وجوه المصلحة الّتي ل حظوها في الّتقديم على زعمك ،إذ قد ذكرنا
أّنه لو علم المصلحة في ذلك لسكت و لم يتظّلم .
ن هذا يجري مجرى امرأة لها اخوة كبار و صغار فتوّلى أمرهتتا الصتتغار فتتي فان قيل :ا ّ
التزويج فاّنه ل بّد أن يستوحش الكبار و يتشّكوا من ذلك .
ق فوجب القول بتفسيق المنازعين و الّدليل ن الشرطية الولى مسّلمة و المقّدم فيها ح ّ فيه أ ّ
سلم لها واضح لمن له أدنى تتّبع في الخبتار ،و يكفتتى فتتي ذلتك قتتوله على طلبه عليه ال ّ
شارح المعتزلي فتتي شتترح كلمتته لمتتا قّلتتد محّمتتد بتتن أبتتي بكتتر في الخطبة التي رواها ال ّ
سادسة و العشرين و هو قتتوله عليتته المصر ،و قد مضت روايتها مّنا في شرح الخطبة ال ّ
ل جاهدناك ،فبايعت مستكرها و صبرت محتسبا ، سلم :ثّم قالوا هلّم فبايع و إ ّ ال ّ
فقال قائلهم :يابن أبي طالب انك على هذا المتتر لحريتتص ،فقلتتت أنتتتم أحتترص مّنتتي و
ل و رسوله أولى به ،ام أنتم أبعد أّينا أحرص أنا الذي طلبت تراثي و حّقي الذي جعلني ا ّ
ل ل يهدي القتتوم الظتتالمين إلتتىتضربون وجهي دونه و تحولون بيني و بينه ،فبهتوا و ا ّ
آخر ما مّر .
] [ 150
سلم :
ن قوله عليه ال ّشارح أيضا في شرح الخطبة المذكورة من أ ّ و يشهد بذلك ما رواه ال ّ
ل أهل بيتي فضننت بهم عن المتتوت فتقتتول متتا زال يقتتوله و
فنظرت فاذا ليس لي معين إ ّ
ل و قال لو وجدت أربعين ذوى عزم . لقد قاله عقيب وفات رسول ا ّ
ل عليه ما رواه أيضا في شرح الخطبتة المتتذكورة حيتث قتال :و متن كتتاب معاويتتة و يد ّ
المشهور ،و عهدك أمتس تحمتل قعيتدة .بيتتك ليل علتى حمتار و يتداك فتي يتدي ابنيتك
ستتوابق إ ّ
ل صديق ،فلم تدع أحدا متتن أهتتل بتتدر و ال ّ
الحسن و الحسين يوم بويع أبو بكر ال ّ
دعوتهم إلى نفستتك و مشتتيت إليهتتم بامرئتتتك و أوليتتت إليهتتم بابنيتتك و استنصتترتهم علتتى
ل أربعة أو خمسة ،إلى غير ذلك مّما مضى و يأتي ل ،فلم يجبك منهم إ ّصاحب رسول ا ّ
شمس في رابعتتة في تضاعيف الكتاب ،و بالجملة فمطالبته لها واضح لولى البصار كال ّ
الّنهار .
و يعجبني أن اورد هنا حكاية مناسبة للمقام ،و هو ما نقله شتتيخنا البهتتائى فتتي الكشتتكول
لت يشتتكو
شتتام إلتتى المتتام الناصتتر لتتدين ا ّ
ي بن صلح الّدين يوسف ملك ال ّ قال :كتب عل ّ
أخويه أبا بكر و عثمان لما خالفا وصية أبيهم له :
ل عقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد بيعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته
إذ خالفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاه و ح ّ
ص فيه جلى و ابينهما و الّن ّ
ى حستتتتتتتتتتتتتتتتتتابهم
ن غتتتتتتتتتتتتتتتتتتدا علتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ
فاصتتتتتتتتتتتتتتتتتتبر فتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ّ
و ابشر فناصرك المام الّناصر
شرطية الّثانية فممنوعة إذ المساك عنها ل دللة فيه على عدالة من غضى لهتتا ، و أّما ال ّ
ل الّرضا و طيب الّنفس و أّما إذا كان هنتتاك
ل عليها إذا لم يكن للمساك وجه إ ّ
نعم إّنما يد ّ
احتمال أن يكون وجهه هو الخوف و الّتقية فل .
] [ 151
صتته
و قال المرتضى » ره « و ليس لحد أن يقول :كيف يجتوز علتى شتجاعته و متا خ ّ
ل به من القّوة الخارجة للعادة أن يختتاف منهتتم و ل يقتتدم علتتى قتتتالهم لتتو ل أّنهتتم كتتانوا
ا ّ
ن شجاعته و إن كانت على ما ذكرت و أفضل فل يبلتتغ أن يغلتتب جميتتع محّقين ؟ و ذلك إ ّ
شجاعة بشر يقوي و يضعف و يخاف و يتتأمن و الخلق و يحارب ساير الّناس و هو مع ال ّ
الّتقية جايزة على البشر الذين يضعفون عن دفع المكروه عنهم هذا .
ق متتع
ق و الحت ّ
ي مع الح ت ّ
ل عليه و آله و سّلم عل ّ
و أّما الحديث الذي رواه من قوله صّلى ا ّ
ي فمن الحاديث المعروفة المعتبرة المستفيضة بل ل يبعد دعوى تتتواتره ،و قتتد رواه عل ّ
سيد المحّدث البحراني في كتاب غاية المرام بخمسة عشتتر طريقتتا متتن طتترق العامتتة و ال ّ
صة .
أحد عشر طريقا من طرق الخا ّ
ففي بعض الطرق العامّية عن شتتهر بتتن حوشتتب قتتال :كنتتت عنتتد أّم ستتلمة ) رض ( إذا
سلم ،فقالت أّم سلمة
ي عليه ال ّ
استاذن رجل فقالت من أنت ؟ فقال :أنا أبو ثابت مولى عل ّ
:
حبت به ثّم قالت :يتتا أبتتا ثتتابت أيتتن طارقلبتتك حيتتن مرحبابك يا أبا ثابت ادخل .فدخل فر ّ
سلم قالت :وّفقت و الذي نفسي بيده لقتتد ي عليه ال ّطارت القلوب مطايرها ؟ قال :تبع عل ّ
قو ق و القرآن ،و الح ّ
ى مع الح ّ ل عليه و آله و سّلم يقول :عل ّ ل صّلى ا ّ
سمعت رسول ا ّ
ى الحوض . ي و لن يغترقا حتى يردا عل ّ القرآن مع عل ّ
ي متع
لت عليته و آلته يقتول علت ّ
ل صّلى ا ّ
و في بعضها عن عايشة قالت :سمعت رسول ا ّ
ى الحوض . ي لن يفترقا حّتى يردا عل ّ
ق مع عل ّ
ق و الح ّ
الح ّ
و في رواية موفق بن أحمد باسناده عن سليمان العمتتش ،عتتن إبراهيتتم ،عتتن علقمتتة و
لت عليتته و آلتته يقتتولالسود قال :سمعنا أبا أيّوب النصاري قال :سمعت النّبي صتّلى ا ّ
ق و الحق معك ،يا عّمتتار إذا لعمار ابن ياسر ،يا عّمار تقتلك الفئة الباغية و أنت مع الح ّ
ي ودع الّناس ،إّنه لتتن يتتدّلك علتتى رأيت علّيا سلك واديا و سلك واديا غيره فاسلك مع عل ّ
ردى و لن يخرجك عن الهدى ،يا عّمار إّنه من تقّلد سيفا أعان به علّيتتا علتى عتدّوه قّلتده
ي قّلده يوم ل يوم القيامة و شاحا 1من دّر ،و من تقّلد سيفا أعان به عدّو عل ّا ّ
-----------
) ( 1تتتت تت تتتت ت تتت تت ت ت تتت ت ت ت تتت
تتتتتتت تتتتت تتتتتت تتت تت تت تتتت تت ت
تت
تتتت ت ت ت تتت ت تتت ت تتت ت ت تتتتتت تت ت
تتتتتت تتت تتتتتت ت ت تت تتتت تتت ت ت ت تت
تتت تتتت تتتت تتتتتتت تتت .
] [ 152
أقول :ل خفاء في دللة هذا الخبر على عصمته و إمامته ،و بطلن خلفة الثلثتتة غيتتر
خفّية من وجوه عديدة :
ى نتصّ ن قوله :لعّمار إذا رأيت علّيا سلك واديا و سلك واديا غيره فاسلك مع علت ّ الّثالث أ ّ
صريح في وجوب القتداء به و عدم جواز القتداء بغيره و ل سّيما بملحظة تعليله بتتأّنه
ل علتتى أّنتته إن ستتلك ستتبيل الغيتتر
لن يدّلك على ردى و لن يخرجك عن الهدى ،فتتاّنه يتتد ّ
ن عّمتتار لزم علّيتتا و أنكتتر علتتى الّول و يكون خارجا من الهدى إلى التّردى ،و لتتذلك إ ّ
سلم بكره و اجبار تخّلف عن البيعه حّتى أكرهوه على البيعة فبايع بعد بيعة موله عليه ال ّ
هذا .
ن علّيتتا كتتان
ل علتتى أ ّ
ح الخبر د ّ
ن بعض الّناصبين 1قال :إن ص ّو من العجب العجاب أ ّ
ق أينما دار و هذا شيء ل يرتاب فيه حّتى يحتاج إلى دليل ،
مع الح ّ
-----------
) ( 1ت ت ت ت تتت تت ت تتت ت تت ت ت ت تتتتت تت ت
تتت .
] [ 153
ن كونه مع الخلفتتاء و حة الخبر مّما ل مجال للكلم فيها و ثانيا أ ّ نصّ جه عليه اول أ ّ
و يتو ّ
ل بمعنتى كتونه معهتم فتي ستكون المدينتة و بمعنتى الّتابعتة الجبارّيتة و تابعهم ممنتوع إ ّ
ل فما وقع بينهم من المخالفات و التنازع و المشاجرات قتتد بلتتغ المماشاة في الظاهر ،و إ ّ
في الظهور إلى حّد ل مجال للخفاء و في الشناعة إلى مرتبة ل تشتتتبه علتتى الراء كمتتا
ل تعالى ،و أّمتتا نصتتحه لهتتم فمستّلم لكتتن لمتتور التّدين و
مضى و سيجىء أيضا إنشاء ا ّ
انتظام شرع سّيد المرسلين ،ل لجل ترويج خلفتهم و نظم أسباب شوكتهم و جللتهم .
ن الّتفرقة بين الخلفاء و بين البغتتاة بكتتون الخريتتن علتتى الباطتتل دون الّوليتتن ل و ثالثا أ ّ
ستتلم غايتتة المتتر أّنتته وجتتد هنتتاك
ل من الفرقتين كان مريتتدا لقتلتته عليتته ال ّ
وجه له ،إذ ك ّ
ف عتتن القتتتال وأعوانا فقاتلهم ذويهم عن نفسه و لم يجد ههنا ناصرا فبايعهم اجبارا و ك ت ّ
حقن دمه ،فلو أّنه وجد أعوانا له يومئذ لشهر عليهم سيفه و جاهتتدهم و يشتتهرون ستتيفهم
ف عنهتتم و تتتابع آرائهتتم لتتم يكونتتوا
عليه و يقاتلونه ،كما أّنه لو يجد أعوانا مع البغاة و ك ّ
سلم .مقاتلين له و لم يجادلوا معه عليه ال ّ
عععععع
ل ت ص تّلى
سلم عن جهاد من تقّدم عليه هو عهد رسول ا ّ ن سبب تقاعده عليه ال ّ قد عرفت أ ّ
ف عنهم ،حيث لم يجد أعوانا و فيه مصالح اخر قد أشير إليها في ل عليه و آله إليه بالك ّ ا ّ
أخبار الئمة الطهار ،و ل بأس بالشارة إلى تلك الخبار و الخبار التي اشير فيها إلى
ل عليه و آله إليه حّتى يّتضح المتتر و يظهتتر لتتك بطلن متتا زعمتته
ي صّلى ا ّ معاهدة النب ّ
ن سكوته و عدم نهوضه إليهم دليل على رضاه بتقّدمهم و على كونهم محّقيتتن العامة من إ ّ
ل الّتوفيق :
فأقول و با ّ
] [ 154
رجوعه من نهروان فجرى الكلم حّتى قيل له لم ل حاربت أبا بكر و عمتتر كمتتا حتاربت
ى حّقي ،فقام إليتته
الطلحة و الّزبير و معاوية ؟ فقال إّني كنت لم أزل مظلوما مستأثرا عل ّ
أشعث بن قيس فقال :يا أمير المؤمنين لم لم تضرب بسيفك و لم تطلب بحّقك ؟
لت
نا ّ
ن ُدو ِ
ن ِمت ْ
عو َ
عَتِزُلُكتْم َو متتا َتتْد ُ
سلم حيث قال َ :و َأ ْل عليه ال ّ
و ثالثهم إبراهيم خليل ا ّ
ي أعذر . ل فالوص ّ فان قال قائل إّنه قال هذا لغير خوف فقد كفر ،و إ ّ
خْفُتُكْم فان قال قائل إّنه قال هذا
ت ِمْنُكْم َلما ِ
سلم حيث قال َ :فَفَرْر ُو رابعهم موسى عليه ال ّ
ي أعذر . ل فالوص ّ
لغير خوف فقد كفر ،و إ ّ
ض تَعُفوني و كتتادُوا
سَت ْ
ن اْلَق تْوَم ا ْ
سلم حيث قال َ :يا ْبن أّم ِإ ّ
و خامسهم أخوه هارون عليه ال ّ
َيْقُتلُوَني
] [ 155
ي أعذر .
فان قال قائل إّنه قال هذا لغير خوف فقد كفر ،و إل فالوص ّ
ل عليه و آله خير البشتتر حيتتث ذهتتب إلتتى الغتتار و نتّومني و سادسهم أخي محّمد صّلى ا ّ
ل فالوصتيّ أعتتذر على فراشه ،فان قال قائل إّنه ذهب إلى الغار لغير خوف فقد كفتتر و إ ّ
ن القتول قولتك و نحتتن فقتام إليته الّنتاس بتأجمعهم فقتالوا :يتتا أميتر المتؤمنين قتتد علمنتا أ ّ
ل.المذنبون الّتائبون و قد عذرك ا ّ
صامت في ولية أبي بكر فقلت :يا و فيه أيضا عن أحمد بن همام قال :أتيت عبادة بن ال ّ
عبادة أكان الّناس على تفضيل أبي بكر قبل ان يستتخلف ؟ فقتتال :يتا أبتتا ثعلبتة إذا ستتكتنا
ق بالخلفتتة متتن أبتتي بكتتر ي بن أبي طالب أحت ّ ل لعل ّ
عنكم فاسكتوا عّنا و ل تبحثونا ،فو ا ّ
ق بالنّبوة من أبي جهل . ل أح ّ
كما كان رسول ا ّ
صتتبرل عليه و آله حّتتتى ستتالت دمتتوعه ،ثتّم قتتال :يتتا علتتي ال ّ ل صّلى ا ّ
ثّم بكى رسول ا ّ
ن لتتك متتن الجتتر ي العظيم ،فا ّ ل العل ّ
ل با ّ
صبر حّتى ينزل المر ،و ل حول و ل قّوة إ ّ ال ّ
ستتيف فالقتتتل القتتتل حّتتتىستتيف ال ّل يوم ما ل يحصيه كاتباك ،فاذا أمكنتتك المتتر فال ّفي ك ّ
ق و من ناواك على الباطل ،و كذلك ل و أمر رسوله ،فاّنك على الح ّ يفيؤوا إلى أمر ا ّ
-----------
) ( 1تتت تتتتت تتتتتت تتتت ت .
-----------
) ( 2تتتت تت تتتت تت ت ت تتت تتتتتت ت تتت ت
تتت تتتتت ت تتت .
] [ 156
لت
ي عن أحمد بن علي قتتال :حتّدثنا الحستتين بتتن عبتتد ا ّ
ي بن إبراهيم القم ّ
و في تفسير عل ّ
ل بن الحسين ، سعدي ،قال :حّدثنا الحسن بن موسى الخشاب ،عن عبد ا ّ ال ّ
ستتلم :ألتتم
ل عليه ال ّ
عن بعض أصحابه عن فلن 1الكرخي قال :قال رجل لبي عبد ا ّ
ستتلم بلتتى ،قتتال فمتتا
ل عليتته ال ّ
ل ؟ قال له أبو عبد ا ّ
ي قّويا في بدنه قويا في أمر ا ّ
يكن عل ّ
منعه أن يدفع أو يمتنع ؟ قال :قد سألت فافهم الجواب ،منع علّيا من ذلتتك آيتتة متتن كتتتاب
ل ،قال :
ا ّ
ي ليقتل البتتاء
ل و دايع مؤمنون في أصلب قوم كافرين و منافقين ،فلم يكن عل ّ إّنه كان ّ
حّتى يخرج الودايع ،فلّما خرج ظهر على من ظهر و قتله ،و كذلك قائمنا أهل البيت لتتم
ل ،فاذا خرجت يظهر على من يظهر فيقتله .
يظهر حّتى يخرج ودايع ا ّ
أقول :هذا هو الّتأويل ،و تنزيله أّنه لو تمّيز هتتؤلء اّلتتذين كتتانوا بمكتتة متتن المتتؤمنين و
سيف و القتل بأيديكم . المؤمنات و زالوا من الكّفار لعّذبنا الذين كفروا ،بال ّ
ل ،قال :
و في البحار من أمالى المفيد » ره « باسناده عن جندب بن عبد ا ّ
فوجدته مطرقا كئيبا ،فقلت له :ما أصابك جعلت فداك من قومك ؟ فقال :صبر جميتتل ،
ل اّنك لصبور ،قتتال :فأصتتنع متتاذا ؟ قلتتت :تقتتوم فتتي الّنتتأس و ل،وا ّ فقلت :سبحان ا ّ
ستتابقة و تستتألهم
ل عليتته و آلتته و بالفضتتل و ال ّ
ي صّلى ا ّتدعوهم و تخبرهم أّنك أولى بالنب ّ
الّنصر على هؤلء المتظاهرين عليك ،فان أجابك عشرة من مائة شتتددت بالعشتترة علتتى
المأة ،فان دانوا لك كان ذلتتك متتا أحببتتت ،و إن أبتتوا قتتاتلتهم ،فتتان ظهتترت عليهتتم فهتتو
لت
ل الذي أتاه نبّيه و كنت أولتى بته منهتم ،و إن قتلتت فتي طلبته قتلتت إنشتاء ا ّ
سلطان ا ّ
شهيدا
-----------
) ( 1ت ت ت تتتت تت ت تتتتت تت ت ت تتتتتت ت
تتتتتت ت تتت .
] [ 157
ل.
ق بميراث رسول ا ّ
ل ،لّنك أح ّ
و كنت بالعذر عند ا ّ
سلم أتراه يا جندب كان يبايعني عشرة من مائة :فقلت أرجتتو فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل مأة اثنان ،و ساخبرك متتن أيتتن ذلتتك إّنمتتا ينظتتر ذلك ،فقال :لكّني ل أرجو و ل من ك ّ
ن آل محّمد يرون لهتتم فضتتل علتى ستاير قريتتش و ن قريشا يقول :إ ّ الّناس إلى قريش و إ ّ
سلطانإّنهم أولياء هذا المردون غيرهم من قريش ،و إّنهم إن ولوه لم يخرج منهم هذا ال ّ
ستتلطان
ل ل تدفع إلينا هذا ال ّ إلى احد أبدا ،و متى كان في غيرهم تداولوه بينهم ،و ل و ا ّ
قريش أبدا طائعين .
فقلت له :أفل أرجع فاخبر الّناس بمقالتك هذه و أدعوهم إلى نصرك ؟ فقال :
يا جندب ليس ذا زمان ذاك ،قال جندب :فرجعت بعد ذلك إلى العراق فكنت كّلما ذكرت
ي بن أبيطالب شيئا زبرونتى و نهرونتتي حّتتتى رفتتع ذلتك متتن من فضل أمير المؤمنين عل ّ
ي فخّلى سبيلى .
ى فحبسني حّتى كّلم ف ّ
قولي إلى الوليد بن عقبة فبعث إل ّ
ي العددي ،
و من العيون و علل الشرايع عن الطالقانى عن الحسن بن عل ّ
لت
سلم فقلت له :يابن رستتول ا ّ ل الّرمانى قال :سألت الّرضا عليه ال ّعن الهثيم بن عبد ا ّ
لت
سلم لم لم يجاهد أعدائه خمسة و عشتترين ستتنة بعتتد رستتول ا ّ ي عليه ال ّ
أخبرني عن عل ّ
لت فتتي تركته ل عليه و آله ثّم جاهد في أّيام وليته ؟ فقتال :لّنته اقتتتدى برستتول ا ّصّلى ا ّ
جهاد المشركين بمّكة بعد الّنبوة ثلث عشرة سنة و بالمدينة تستتعة عشتتر شتتهرا ،و ذلتتك
سلم ترك مجاهدة أعدائه لقّلة أعتتوانه عليهتتم ،فلمتتا لتتم ي عليه ال ّ
لقّلة أعوانه ،و كذلك عل ّ
ل مع تركه الجهاد ثلث عشرة ستتنة و تستتعة عشتتر شتتهرا فكتتذلك لتتم تبطل نبّوة رسول ا ّ
ي مع ترك الجهاد خمسة و عشرين سنة إذا كانت العّلتتة المانعتتة لهمتتا عتتن تبطل إمامة عل ّ
الجهاد واحدة .
ل و عبتتد
ي ،عن جابر بن عبد ا ّشيخ باسناده عن سليم بن قيس الهلل ّ و من كتاب الغيبة لل ّ
لت عليته و آلته و ستّلم فتي وصتيته لميتر
لت صتّلى ا ّ
ل بن العّبتاس قتال ،قتال رستول ا ّ
ا ّ
ن قريشتتا ستتتظاهر عليتتك و يجتمتتع كّلهتتم علتتى ظلمتتك و
ياّ
سلم :يا عل ّالمؤمنين عليه ال ّ
ف يدك و احقتتن دمتتك ،فتتا ّ
ن قهرك ،فان وجدت أعوانا فجاهدهم ،و إن لم تجدأ عوانا فك ّ
ل قاتلك .
الشهادة من ورائك لعن ا ّ
و من كتاب سليم بن قيس الهللي قال :كّنا جلوسا حول أمير المؤمنين عل ّ
ي
] [ 158
سلم و حوله جماعة من أصحابه ،فقال له قائل :يا أمير المتتؤمنين ابن أبي طالب عليه ال ّ
لو استنفرت الّناس ؟ فقام و خطب و قال :اما إنى قد استتتنفرتكم فلتتم تنفتتروا ،و دعتتوتكم
فلم تسمعوا ،فأنتم شتتهود كغّيتتاب ،و أحيتتاء كتتأموات ،و صتّم ذو و أستتماع ،أتلتتوعليكم
شافية الكافية و أحثكم على جهاد أهل الجور فمتتا أتتتى علتتى الحكمة و أعظكم بالموعظة ال ّ
آخر كلمي حّتى أراكم متفّرقين حلقا شّتى ،تناشدون الشعار ،
تّبت أيديكم لقد دعوتكم إلى الحرب و الستعداد لها ،و اصبحت قلوبكم فارغة من ذكرها
،شغلتموها بالباطيل و الضاليل اغزوهم 1قبل أن يغزوكم ،
لت علتى بصتيرتى و يقينتي و استترحت متن مقاستاتكم و ثّم وددت أّني قد رأيتهم فلقيتت ا ّ
ل راعيها ،فكّلمتتا ضتّمت متتن جتتانب انتشتترت متتنل كابل جّمة ض ّ ممارستكم ،فما أنتم إ ّ
ل فيما أرى أن لو حمس الوغتتا ،و احمتتر المتتوت قتتد انفرجتتتم عتتن جانب ،كأنى بكم و ا ّ
ي بن أبيطالب انفراج الّرأس و انفراج المرأة عن قبلها ل تمنع منها . عل ّ
سلم أو كما فعتتل ابتتن ل فعلت كما فعل ابن عّفان ؟ فقال عليه ال ّقال الشعث بن قيس :فه ّ
ن اّلتتتي فعتتل بتتن
لت إ ّ
ل من شّر ما تقول يا بن قيتتس ،و ا ّعّفان رأيتموني فعلت أنا عائذ با ّ
عفان لمخزاة لمن ل دين له و ل وثيقة معه ،فكيف أفعل ذلك و أنا على بّينتتة متتن رّبتتى ،
ن امرء أمكن عدّوه من نفسه يجّز لحمتته و يفتترى لإّ
ق معي ،و ا ّو الحجة في يدي و الح ّ
شم عظمه و يسفك دمته و هتو يقتتدر علتتى أن يمنعتته لعظيتتم و زره ضتعيف متا جلده و يه ّ
ضّمت عليه جوانح صدره ،فكن أنت ذاك يابن قيس .
ل دون أن أعطي بيده ضرب بالمشرفي تطيتتر لتته فتتراش الهتتام و تطيتتح منتته فأّما أنا فو ا ّ
ن المؤمن يموت ل ما يشاء ،ويلك يابن قيس ا ّ
ف و المعاصم ،و يفعل ا ّالك ّ
-----------
) ( 1تت ت تتت تتت تتتتتت ت تتت .
] [ 159
ل ميتة غير أّنه ل يقتل نفسه فمن قدر على حقن دمه ثّم خّلى عّمن يقتله فهو قاتل نفسه .
كّ
ن هذه الّمة تفترق على ثلث و ستتبعين فرقتتة ،واحتتدة فتتي الجّنتتة و اثنتتتان و يابن قيس إ ّ
سامرة الذين يقولون لقتال و كذبوا سبعون في الّنار ،و لشّرها و أبغضها و أبعدها منه ال ّ
ل بقتال الباغين في كتابه و سّنة نبّيه و كذلك المارقة .
قد أمر ا ّ
ل و غضب من قوله :فما منعك يتابن أبيطتالب حيتن بويتع أبتو بكتر فقال ابن قيس لعنه ا ّ
ي بن كعب و أخوبني امّية بعدهم ،أن تقاتل و تضرب بسيفك أخو بني تيم و أخو بني عد ّ
ل إّنتتي
ل قلت فيها قبل أن تنزل عن المنبر و ا ّ
و أنت لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق إ ّ
لت ،فمتا يمنعتك أن تضترب لولى الّناس بالّناس ،و ما زلت مظلوما منذ قبض رستول ا ّ
بسيفك دون مظلمتك .
قال :يابن قيس اسمع الجواب ،لم يمنعني من ذلك الجبن و ل كراهة للقتتاء رّبتتي و أن ل
ل خير لى من الّدنيا و البقاء فيها ،و لكتتن منعنتتي متتن ذلتتك أمتتر
ن ما عند ا ّ
أكون أعلم ،إ ّ
ل عليتته و آلتته بمتتا
ل صّلى ا ّ
ى أخبرنى رسول ا ّ ل عليه و آله و عهده إل ّل صّلى ا ّرسول ا ّ
الّمة صانعة بعده ،فلم أك بما صنعوا حين عاينته بأعلم به و ل أشّد استيقانا مّني به قبتتل
ذلك .
ل ت فمتتا تعهتتد
ل أشّد يقينا مّني بما عاينت و شهدت ،فقلت يا رسول ا ّبل أنا بقول رسول ا ّ
ل عليه و آله :إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم و جاهدهم و إن إلىّ إذا كان ذلك ؟ قال صّلى ا ّ
لت و ستّنتي ف يدك و احقن دمك حّتتى تجتد علتى إقامتة التّدين و كتتاب ا ّ لم تجد أعوانا فك ّ
أعوانا .
ن الّمة ستخذلني و تبايع غيري و أخبرني أّني منه بمنزلة هارون من موسى و أخبرني أ ّ
ن الّمة بعده سيصيرون بمنزلة هارون و من تبعه ،و العجل و من تبعتته إذ قتتال لتته
،وأّ
موسى :
ت َأْمري ،
صْي َ
ل َتّتِبَعني َأَفَع َ
ضّلوا َأ ّ
ك إْذ َرَأْيَتُهْم َ
ن ما َمَنَع َ
يا هرُو ُ
] [ 160
ل َو َل تْم
سرائي َ
ن َبني ِإ ْ
ت َبْي َ
ل َفّرق َ
ن َتُقو َ
ت َأ ْ
خشي ُ
حَيتي َو ل ِبَرأسي ِإّني َ
خْذ ِبِل ْ
ن َأّم ل َتْأ ُ
قالَ َياْب َ
ب َقْولي . َتْرُق ْ
ن موستتى أمتتر هتتارون حيتتن استتتخلفه عليهتتم إن ض تّلوا فوجتتد أعوانتتا أن و إّنمتتا يعنتتى أ ّ
ف يده و يحقن دمه و ل يفّرق بينهتتم و إّنتتي خشتتيت أن يجاهدهم و إن لم يجد أعوانا أن يك ّ
ل عليه و آلتته و ستّلم لتتم فّرقتتت بيتتن الّمتتة و لتتم ترقتتب
ل صّلى ا ّيقول ذلك أخي رسول ا ّ
ف يتتديك و تحقتتن دمتتك و دم أهلتتك و قولي و قد عهدت إليك أّنك إن لم تجد أعوانتتا أن تكت ّ
شيعتك .
ل نغسله ،ثمّ ل مال الّناس إلى أبي بكر فبايعوه و أّنا مشغول برسول ا ّ فلّما قبض رسول ا ّ
صلة حّتى أجمعه في كتاب ففعلت ، ل لل ّ
شغلت بالقرآن فآليت يمينا بالقرآن أن ل أرتدي إ ّ
ستتابقة
ثّم حملت فاطمة و أخذت بيد الحسن و الحسين فلم أدع أحدا من أهل بتتدر و أهتتل ال ّ
ل و حّقي و دعوتهم إلى نصتترتي فلتتم يستتتجب ل ما نشدتهم ا ّ
من المهاجرين و النصار إ ّ
ل أربعة رهط :الّزبير ،و سلمان ، من جميع الّناس إ ّ
و أبوذر ،و المقداد و لم يكن معى أحد من أهل بيتي أصول به و ل اقوى به .
أّما حمرة فقتل يوم احد ،و أّما جعفر فقتل يوم موتتتة و بقيتتت بيتتن جلفيتتن ختتائفين ذليليتتن
حقيرين :العباس و عقيل و كانا قريبي عهد بكفر ،فأكرهوني و قهروني فقلت كمتتا قتتال
ن القوم استضعفونى و كادوا يقتلونني فلي بهارون أستتوة حستنة هارون لخيه :يا بن أّم إ ّ
جة قّوية .لحّ ولي بعهد رسول ا ّ
قال الشعث :كذلك صنع عثمان استغاث بالّناس و دعتاهم إلتى نصترته فلتم يجتد اعوانتا
ن القتوم حيتن قهرونتي و سلم .ويلك يابن قيس إ ّف يده حّتى قتل مظلوما ،قال عليه ال ّ
فك ّ
استضعفوني و كادوا يقتلونني فلو قالوا نقتلك الّبتة لمتنعت من قتلهم إيتتاى و لتتو لتتم أجتتد
غير نفسي وحدي ،و لكن قالوا إن بايعت كففنا عنك و أكرمناك و قّربناك
] [ 161
ق لهتتم
ضلناك ،و إن لم تفعل قتلناك ،فلما لم أجد أحدا بايعتهم و بيعتي لهتتم لمتتا ل ح ت ّ
وف ّ
فيه ل يوجب لهم حّقا و ل يلزمني رضا .
ويلك يابن قيس كيف رأيتني صنعت حين قتل عثمتتان و وجتتدت أعوانتتا هتتل رأيتتت مّنتتي
فشل أوجبنا أو تقصيرا في وقعتتى يتوم البصترة و هتي حتول جملهتم الملعتون متن بيعتة
الملعون و متتن قتتتل حتتوله الملعتتون و متتن ركبتته الملعتتون و متتن بقتتى بعتتده ل تائبتتا و ل
ي دمتترت إليهتتم
مستغفرا ،فاّنهم قتلوا أنصاري و نكثوا بيعتي و مّثلوا بعاملي و بغتتوا علت ّ
ل من عشرة آلف و هتتم نيتتف علتتى عشتترين و في اثنى عشر ألفا ،و في رواية أخرى أق ّ
ل عليهم و قتلهم بأيدينا و شتتفى مائة ألف ،و في رواية زيادة على خمسين ألفا فنصرني ا ّ
صدور قوم مؤمنين .
] [ 162
و كيف رأيتنا يتتوم النهتتروان إذ لقيتتت المتتارقين و هتتم مستبصتترون و متتّدينون قتتد ضتلّ
لت فتتي صتتعيد واحتتد
سعيهم في الحياة الّدنيا و هم يحسبون أّنهم يحسنون صنعا ،فقتلهتتم ا ّ
إلى الّنار ،و لم يبق منهم عشرة و لم يقتلوا من المؤمنين عشرة .
ويلك يا بن قيس هل رأيت لى لواء رّد وراية ردت إياى تعّيتتر يتتابن قيتتس و أنتتا صتتاحب
شدايد بين يديه ل أف تّر و ل ألتتوذ و ل في جميع مواطنه و مشاهده و المتقّدم إلى ال ّ رسول ا ّ
ي إذا لبتتس
ي و ل للوصت ّ ل و ل أمنح اليهود و يتتراى ) أرى ظ ( اّنتته ل ينبغتتي للنتتب ّل أعت ّ
ل له . لمته و قصد لعدّوه أن يرجع أو ينشى حّتى يقتل أو يفتح ا ّ
يا بن قيس هل سمعت لى بفرار قط أو بنوة » كذا « ،يابن قيس أما و الذي فلتتق الحّبتتة و
برء الّنسمة لو وجدت يوم بويع أبو بكر الذي عّيرتني بدخولى في بيعته رجل كّلهم علتتى
مثل بصيرة الربعة الذين وجدت ،لما كففت يدي و لنا هضت القوم و لكن لم أجد خامسا
.
قال الشعث :و من الربعة يا أمير المؤمنين ؟ قال :سلمان ،و أبوذر ،
و المقداد ،و الّزبير بن صفّية قبل نكثه بيعتي فاّنه بايعني مّرتين أّما بيعته الولى اّلتتتي و
في بها فاّنه لما بويع أبو بكر أتتاني أربعتون رجل متن المهتاجرين و النصتار فبتايعوني
ستتلح فمتتا وافتتى منهتتم أحتتد و لفأمرتهم أن يصبحوا عند بابى محّلقين رؤوسهم عليهم ال ّ
صبحنى منهم غير أربعة :سلمان ،و أبوذر ،و المقداد ،و الّزبير ،و أّما بيعته الخرى
فاّنه أتاني هو و صاحبه طلحة بعد قتل عثمان فبايعاني طائعين غير مكرهين ،ث تّم رجعتتا
ل إلى الّنار ،و أما الثلثة :عن دينهما مرتّدين ناكثين مكابرين معاندين حاسدين فقتلهما ا ّ
ل يرحمهم سلمان :و أبوذر ،و المقداد ،فثبتوا على دين محّمد و مّلة ابراهيم حّتى لقوا ا ّ
ل.ا ّ
ن أولئك الربعيتن التذين بتايعوني و فتوالى و اصتبحوا علتى بتابي لت لتو أ ّ
يابن قيس فو ا ّ
ل عتتز و جتتل و لتتو محّلقين قبل أن تجب لعتيق في عنقى بيعة ،لناهضته و حاكمته إلى ا ّ
ن ابتن عتتوف جعلهتتا لت ،فتا ّ
وجدت قبل بيعة عثمان أعوانتتا لناهضتتتهم و حتاكمتهم إلتتى ا ّ
لعثمان و اشترط عليه فيما بينه و بينه أن يرّدها عليه عند متتوته ،فأّمتتا بعتتد بيعتتتى إّيتتاهم
فليس إلى مجاهدتهم سبيل .
] [ 163
ل لن كان المر كما تقول :لقتتد هلكتتت المتتة غيتترك و غيتتر شتتيعتك فقال الشعث :و ا ّ
لت معتي يتابن قيتس كمتا أقتول ،و متا هلتك متن الّمتة إ ّ
ل قوا ّن الحت ّ
سلم إ ّ
فقال عليه ال ّ
ستك بالّتوحيتتد و القتترار الّناصبين 1و المكاثرين و الجاهدين و المعاندين ،فأّمتا متتن تم ّ
بمحّمد و السلم و لم يخرج من المّلة و لم يظاهر علينا الظلمة و لم ينصب لنا العتتداوة و
ن ذلتك ك في الخلفة و لم يعرف أهلها و لم يعرف وليتة و لتم ينصتب لنتا عتتداوة ،فتتا ّ شّ
ل و يتخّوف عليه ذنوبه . مسلم مستضعف يرجى له رحمة ا ّ
قال أبان عن سليم :فما شهدت يوما قط على رؤوس العامة أقّر لعيننا من ذلك اليوم لمتتا
ق و شتترح فيتته المتتر و القتتى فيتته الّتقّيتتة و
كشف للناس من الغطاء و أظهر فيه متتن الحت ّ
الكتمان ،و كثرت الشيعة بعد ذلك المجلس مذ ذلك اليوم و تكلمتتوا و قتتد كتتانوا اقتتل اهتتل
شتتيعة
ل ت و رستتوله ،و صتتار ال ّ
عسكره و صار الّناس يقاتلون معه على علم بمكانه من ا ّ
ل الّناس و أعظمهم .
بعد ذلك المجلس أج ّ
و في رواية اخرى جل الناس و عظمهم ،و ذلك بعد وقعة الّنهروان و هو يأمر بالّتهية و
ل غيلة و فنكا ،
المسير إلى معاوية ،ثّم لم يلبث ان قتل قتله ابن ملجم لعنه ا ّ
-----------
) ( 1تتتت ت ت تتتت تت ت تتت تتت تت ت تت تتت ت
تتت تتت تتت تتتتت تتت ت تتتت تتتتت ت ت
تتتتتتتت ت تتتتتتتتت تتتتتت ت تتت .
] [ 164
المعنى ،لنها قاطعة للعذر كافيتتة فتتي توضتيح متا اوردنتتاه و تثتتبيت متتا قصتدناه متن انّ
ل عليه و آله إليه مضافا إلتتى ستتاير ي صّلى ا ّ
قعوده عن جهاد المتخّلفين كان بعهد من الّنب ّ
المصالح التي فيه ،فل يمكن مع ذلك كّله دعوى كون ترك الجهاد دليل على حقّية خلفة
سلم بذلك ،و في هتتذا المعنتتى روايتتات عاميتتة لعّلنتتا الثلثة ،و كاشفا عن رضاه عليه ال ّ
نشير اليها في شرح بعض الخطب التية في المقام المناسب إن ساعدنا التوفيق و المجال
ل تعالى .
إنشاء ا ّ
ععععععع
از جمله كلم هدايت فرجام آن امام عاليمقام است كه جارى مجراى خطبه استتت ،و آن
جمع شده است از كلم طويلى كه آنحضرت بعد از وقعه نهروان ادا فرمودهاند و مدار
آنچه كه سيد اينجا ذكر نموده است بچهار فصل است .
ععع ععع
مشتمل است بذكر مناقب جميله و فضايل جليله ختتود كتته مىفرمايتتد :پتتس بتتر خواستتتم
بأمر خدا و امر حضرت خاتم النبيا عليه آلف التحيتتة و الثنتتآء در زمتتانى كتته ضتتعيف
شدند و ترسيدند مردمان ،و مطلع شدم بر حقايق اشياء و احكتتام ختتدا هنگتتامى كتته ستتر
فرو بردند مردمان و عاجز گرديدند ،و گويا شدم در احكام مشكله و مسائل معضله در
وقتى كه درمانتتده بودنتتد ،و گذشتتتم بنتتور خداونتتد در حينتتى كتته ايستتتاده و ستتر گتتردان
شدند ،و بودم من پستتر ايشان از حيتتث آواز و بلنتتدتر ايشتتان از حيتتث ستتبقت بمراتتتب
كمالت و درجات سعادات ،پس پرواز نمودم بدوال لجام فضيلت و بتنهائى قيام نمتتودم
ببردن كر و منقبت .
ععع عععع
مشتملست به بيان حال بهجت منوال خود در زمان نشستن در مسند خلفتتت و استتتقرار
در سرير وليت كه مىفرمايد :بودم من در آن هنگام مثل كوه با شتتكوه كتته نجنبانتتد او
را بادهاى شكننده ،و زايل نگرداند او را بادهاى تند و زنده ،در حالتى كتته نبتتود هيتتچ
احدى را در شان من جاى عيب و عار و نه هيچ گوينده را در
] [ 165
حق من جاى طعن بكردار و گفتار ،ذليل و خوار در نزد من عزيز است و با مقدار تتتا
اينكه بازيافت بكنم حق او را از جابر و ستمكار ،و صاحب قتتوة و اقتتتدار در نتتزد متتن
ضعيف است و بيمقدار تا اينكه اخذ بكنم از او حق ستم كشيدگانرا در روزگار .
ععع ععع
مشتملست برضاى بقضاى خدا و دفع تتوهم كتذب و افتترا در حتق آنسترور اوصتيا كته
مىفرمايد :راضى شديم از خدا حكم او را و گردن نهتتاديم متتر خداونتتد را امتتر او را ،
آيا گمان ميبريد مرا كه دروغ بگويم بر پيغمبر خدا پس قسم بخداونتتد هتتر آينتته متتن اول
كسى هستم كه تصديق نمودم او را پس نباشم اول كسى كه تكذيب نمايد او را .
ععع ععععع
] [ 166
ضتتلل ،و
ل فدعائهم فيهتتا ال ّ
فضيآؤهم فيها اليقين ،و دليلهم سمت الهدى ،و أّما أعداء ا ّ
دليلهم العمى ،فما ينجو من الموت من خافه ،و ل يعطى البقاء من أحّبه .
ععععع
نو
سير علتتى الطريتتق بتتالظ ّ
سمت ( بالفتح فالسكون الطريق و هيئة أهل الخير ،و ال ّ ) ال ّ
سكينة و الوقار .
حسن الّنحو و قصد الشيء و ال ّ
ععععععع
البقاء إّمتتا بتتالّرفع كمتتا فتتي اكتتثر الّنستتخ ،و هتتو الظهتتر 1علتتى قتترائة يعطتتى بصتتيغة
المجهول أو منصوب كما في بعضها على كون يعطي مبنّيا علتى الفاعتل فيكتون مفعتول
ثانيا قّدم على الّول .
عععععع
عععععع ععععع
-----------
) ( 1تتتت تت تتتتتت تتتتت تتت تت تتتت تت ت
تت ت ت ت تتت تتتت ت تت ت تت تتتت تت ت تتتت
تتتتتتتت ت تتتتت ت ت ت ت ت تت تتتت ت تت تت
تتتتت ت تتت تت ت ت تتتتت تتت ت تتتتت تت ت
تتت .
] [ 167
شتتبهة هتتو
ن ال ّ
ق ( اعلتتم أ ّ
شبهة شبهة لّنهتتا تشتتبه الح ت ّ
فأشار إليه بقوله ) :و اّنما سّميت ال ّ
اللتباس مأخوذة من التشابه و هو كون أحد الشيئين مشتتابها للختتر بحيتتث يعجتتز التتذهن
ل تعالى :
عن الّتمييز بينهما قال ا ّ
سلم :أمر بّين رشده فيتبع ،و أمر بّين غّيه فيجتنب ،و أمتتر مشتتكل صادق عليه ال ّقال ال ّ
ل ما غمض و إن لم يكن غموضه من هذه الجهتتة ل و رسوله ،ثّم يقال لك ّ يرّد علمه إلى ا ّ
ق بّيتتن
ن المور على ثلثة :ح ّ ن في قوله إشارة إلى أ ّ إّنه مشكل إذا عرفت ذلك فأقول :إ ّ
ق ،و اللزم فيهتتارشده ،و باطل بّين غّيه ،و شبهة بين ذلك سّميت بها لنهتتا تشتتبه الحت ّ
الّرجوع إلى الّراسخين في العلم الّذين تثبتوا و تمكنتتوا فيتته ،و لهتتم حستتن التتتدبر وجتتودة
س لكتون نفوستهم مشترقة بنتور اليقيتن مستضتيئة الّذهن لتجّرد عقولهم عن غواشتى الحت ّ
شتتبهة و يرتفتتع
صراط المستقيم ،فبهم يكشف النقاب عتتن وجتته ال ّ بنور النبّوة في سلوك ال ّ
سلم . صواب كما قال عليه ال ّ الحجاب و يهتدى إلى صوب ال ّ
] [ 168
ضتتلل ( و
ق ) فدعاؤهم فيها ال ّ
ل ( الذين في قلوبهم زيغ و عدول عن الح ّ
) و أّما أعداء ا ّ
الغوى ) و دليلهم العمى ( فيهدون المهتدين بهم إلى طريق الّردى و يخرجونهم عن قصد
الهدى و هم الئمة الهادون إلى الّنار الموقفون لتابعيهم كأنفسهم فتتي غضتتب الجّبتتار كمتتا
قال تعالى :
ب ِلتَم
ل َر ّ
عمتى قتا َ شتُرُه َيتْوَم اْلِقيمتِة َأ ْ
حُضتْنكًا و َن ْشًة َ ن َلُه َمعي َ
ن ِذْكري َفإ ّ عْض َ
عَر َ ن َأ ْ
و َم ْ
ك اْلَيْوَم ُتْنسى .
ك آياُتنا َفَنسيَتها و َكذِل َ ك َأَتْت َ
ل َكذِل َ
ت َبصيرًا قا َ عمى و َقْد ُكْن ُ
حشَْرَتني َأ ْ َ
ل:
ل عّز و ج ّ
سلم في قول ا ّ
ل عليه ال ّ
روي في الكافي عن أبي بصير عن أبي عبد ا ّ
عمى قال يعنى أعمى البصر في الخرة أعمى القلب في ال تّدنيا عتتن شُرُه َيْوَم اْلِقيَمِة َأ ْ
حُو َن ْ
ولية أمير المؤمنين قال و هو سيحشر يوم القيامة يقول :
ك آياُتنا
ك َأَتْت َ
ل َكذِل َ
ت َبصيرًا قا َ
عمى و َقْد ُكْن ُ
شْرَتني َأ ْ
حَب ِلَم َ
َر ّ
] [ 169
ن مقصوده بذلك الشارة إلى وجوب الّرجوع في الوقايع المشتتتبهة و قد ظهر مّما ذكرنا أ ّ
ل سبحانه و تعالى ،
ق اّلذينهم أولياء ا ّ
و المور الملتبسة إلى أئمة الح ّ
لّنهم من حيث كمال نفوسهم القدسّية بنور اليقيتتن قتتادرون علتتى رفتتع الشتتكوكات و دفتتع
ن دليلهم سمت الهدى يهدون الّراجعين إليهم إلى طريق الّنجاة . شبهات ،و من حيث أ ّ
ال ّ
ل عّز و عل فل يمكن الّرجوع فيها إليهم لّنهم من حيث و أما أئمة الجور اّلذينهم أعداء ا ّ
اّتصتتافهم بالجهتتل و العمتتى عتتاجزون عتتن رفتتع الّنقتتاب و كشتتف الحجتتاب فتتي المتتور
ق يدعون الراجعين إليهمالمشتبهة و الوقايع المشكلة ،و من حيث إنهم معزولون عن الح ّ
ضلل .و التابعين لهم الى طريق ال ّ
و قد قال لكميل بن زياد :الّناس ثلثة :عالم رّباني ،و متعّلم على طريق النجاة ،
و يحتمل أن يكون غرضه بذلك الكلم الشارة إلتى خصتوص أمتر الخلفتة التذي اشتتبه
على الناس و صاروا منه في شبهة فمنهم من رآه أهللها و اقتدى فسعد و نجتتى و صتتار
لت لنتتوره
سلم و يهتتدي ا ّ
ي و اهدى ،فتنّور قلبه بنوره عليه ال ّ
من أصحاب الصراط السو ّ
ل و هلك و خاب و غتتوى و من يشاء من عباده ،و منهم من قّدم غيره عليه و ائتّم به فض ّ
يحشر يوم القيمة أعمى 1 .
-----------
) ( 1تتت تت تتتت تت ت ت تت ت ت تتت تتت تتتت ت
تتتتت تتتت تت تتت تتتت ت ت تتت ت ت ت تتتتت
تت تتت ت ت ت تتت ت » ت « ت ت ت تت تتت ت ت ت ت ت ت
تت تتتتتت ت ت تت تتت تتت تتت تتت تت ت ت ت
تتتتت ت تت تتت تتت تتت تت ت ت تتت تتت » ت « ت
تت
تتتتت تت تتتت تتتتت ت تتتتت تت تتتت تتت
ت ت ت ت ت ت تت ت تتت تت تت ت ت تت ت تت ت ت تت ت
تتتتت تت تتتتت ت تتت .
] [ 170
ل:
و إلى الفريقين أشير في قوله عّز و ج ّ
ق و الوليتتة
ي بن ابراهيتتم فتتي تفستتيره :جتتاهل عتتن الحت ّ
حَيْيناُه قال عل ّ
ن َمْيتًا َفَأ ْ
ن كا َ
َأَو َم ْ
فهديناه اليها .
س ِبختتاِرجٍ
ت َلْي َ
ظُلما ِن َمَثُلُه في ال ّ
جَعْلنا َلُه ُنورًا َيْمشي ِبه في الّناس قال الّنور الولية َكَم ْ
و َ
ن و روى ن متا كتاُنوا َيْعَملتُو َ
ن ِلْلكتِافري َ
ك ُزّيت َ
ِمْنها يعني في وليتتة غيتر الئّمتة ) ع ( َكتذِل َ
العياشي عن بريد العجلي قال :قال :
جَعْلنا َلُه ُنورًا َيْمشي ِبه في الّنتتاس قتتال الميتتت اّلتتذي ل يعتترف
حَيْيناُه و َ
ن َمْيتًا َفَأ ْ
ن كا َ
َأَو َم ْ
هذا الشأن قال أتدري ما يعني ميتا قال قلت :جعلت فداك ل ،قال الميت التتذي ل يعتترف
شيئا فأحييناه بهذا المر و جعلنا له نورا يمشى به في الناس قال إماما فأتّم به قال :
ن الّنوِر
جوَنُهْم ِم َ
خِر ُ
ت ُي ْ
طاغو ِ
ن َكَفُروا َأْوِلياُئُهُم ال ّ
َو اّلِذي َ
] [ 171
ى نور يكتتون للكتتافر فيختترج منتته إّنمتتا عنتتى بهتتذا أّنهتتم كتتانوا علتتى نتتورت فأ ّ
ظُلما ِإلىَ ال ّ
ل خرجوا بوليتهم إّياهم من نور الستتلم إلتتى ل امام جاير ليس من ا ّ السلم فلّما توّلوا ك ّ
ل لهم الّنار مع الكّفار و قال : ظلمات الكفر فأوجب ا ّ
ستتلم عتتن سوِله َو الّنوِر اّلذي َأْنَزْلنا قال أبو خالد سألت أبتتا جعفتتر عليتته ال ّ
ل و َر ُ
َفآِمُنوا ِبا ّ
لت نتور ل الئمة إلى يوم القيامتة هتم و ا ّ سلم :يا أبا خالد الّنور و ا ّ هذه الية فقال عليه ال ّ
ل يا أبا خالد لنتتور المتتام سموات و الرض و ا ّ ل في ال ّل نور ا ّ ل الذي انزل ،و هم و ا ّ ا ّ
لت ينتّورون قلتتوب شتتمس المضتتيئة بالّنهتتار ،و هتتم و ا ّ فتتي قلتتوب المتتؤمنين أنتتور متتن ال ّ
ل يا أبا خالتتد ل يحّبنتا عبتد و ل نورهم عّمن يشاء فتظلم قلوبهم ،و ا ّ المؤمنين و يحجب ا ّ
ل قلب عبد حّتى يستتلم و يكتتون ستتلما لنتتا ،فتتاذا ل قلبه ،و ل يطهر ا ّ لنا حّتى يطهر ا ّ يتو ّ
ل من شديد الحساب و آمنه من فزع يوم القيامة الكبر . كان سلما لنا سّلمه ا ّ
ستتلم
ت قال أمير المؤمنين و الئّمة عليهم ال ّ
حَكما ٌ
ت ُم ْ
ب ِمْنُه آيا ٌ
ك اْلِكتا َ
عَلْي َ
ل َ
ُهَو اّلذي َأْنَز َ
ت قال فلن و فلن خَر َمَتشاِبها ٌو ُأ َ
] [ 172
ن الّتأويتتل التتذي ذكرتتته فتتي شتترح كلمتته ي على الّناقد البصير المجّد الختتبير أ ّ
و غير خف ّ
شراح ،و إّنما حتتاموا حتتول القيتتل و القتتال و أختتذوا سلم مّما لم يسبقني أحد من ال ّعليه ال ّ
بشرح ظاهر المقال و قد هداني إلى هذا التحقيق نور التوفيق ،و قد اهتديت إليتته بميتتامن
التمسك بولية أئّمة الهدى و العتصام بعراهم الوثقى ،رّبنا ل تزغ قلوبنا بعتتد اذ هتتديتنا
وهب لنا من لدنك رحمة اّنك انت الوّهاب .
ع ععععع عععععع
و قال ايضا
] [ 173
ل حالتتتتتتتتتتتتتتتة
و يحييتتتتتتتتتتتتتتتك متتتتتتتتتتتتتتتا يفنيتتتتتتتتتتتتتتتك فتتتتتتتتتتتتتتتي كتتتتتتتتتتتتتتت ّ
و يحتتتتتتتتتتتتتتدوك حتتتتتتتتتتتتتتاد متتتتتتتتتتتتتتا يريتتتتتتتتتتتتتتد بتتتتتتتتتتتتتتك الهتتتتتتتتتتتتتتزءا
و قال ايضا
ععععععع
از جمله خطب آن حضرت است كه مشتمل است بدو فصتتل يكتتي در بيتتان وجتته تستتميه
شبهه ميفرمايد كه :بدرستى نام نهاده شد شبهه بشبهه بجهة آنكتته آن شتتباهت دارد بحتتق
پس أما دوستان خدا پس روشنى ايشان در آن شبهه نور يقين است ،و راه نمائى ايشتتان
قصد راه راست است ،و أما دشمنان خدا پس خواندن ايشان در امتتور مشتتتبه گمراهتتى
است و ضللت ،و دليل ايشان كورى است و عدم بصيرت فصل دوم در تتتذكير متتوت
ميفرمايد :پس نجات نيافت از مرگ كسيكه ترستتيد از او ،و عطتتا نشتتد بقتتا بتتر كستتيكه
دوست داشت آنرا ،بلكه مآل هر دو أجل است پس هتر كته راه ختدا گزيتد بته بهشتت و
نعيم رسيد ،و هر كه راه دشمنان خدا اختيار نمود گرفتار عقوبت و جهنم گرديد .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
و هى التاسعة و الثلثون من المختار في باب الخطب خطب بهتتا فتتي غتتزاة الّنعمتتان بتتن
ل قال :
بشير بعين الّتمر على ما تعرفها إن شاء ا ّ
] [ 174
منيت بمن ل يطيع إذا أمرت ،و ل يجيب إذا دعوت ،ل أبا لكتتم متتا تنتظتترون بنصتتركم
رّبكم ،أما دين يجمعكم ،و ل حمّية تحمشكم أقوم فيكم مستصتترخا ،و أنتتاديكم متغّوثتتا ،
فل تسمعون لي قول ،و ل تطيعون لي أمرا ،حّتى تكشف المور عن عواقب المسآئة ،
فما يدرك بكم ثار ،و ل يبلغ بكم مرام ،دعوتكم إلى نصرة إختتوانكم فجرجرتتتم جرجتترة
الجمل السّر ،و تثاقلتم تثاقل الّنضو الدبر ،
ي منكم جنيد متذائب ضعيف ،كأّنما يساقون إلى الموت و هم ينظرون .
ثّم خرج إل ّ
سلم :متذائب أى مضطرب من قولهم تتتذائبت الّريتتح سيد ) ره ( أقول قوله عليه ال ّ
قال ال ّ
اى اضطرب هبوبها ،و منه سمى الّذئب ذئبا لضطراب مشيته .
ععععع
) منيت ( على البناء للمفعول اى ابتليت و ) حمشه ( جمعه كحمشه و أغضبه كأحمشه و
صتتراخ و هتتو
حمتتش القتتوم ستتاقهم بغضتتب و ) المستصتترخ ( المستنصتتر متتأخوذ متتن ال ّ
صياح باستغاثة و ) المتغوث ( القائل و اغوثاه و ) تكشف ( بصيغة المضارع من بتتاب ال ّ
ضرب أي تظهر و في بعض الّنسخ تنكشف و في بعضتتها تكشتتف بصتتيغة الماضتتى متتن
باب الّتفعل يقال تكشف المر و انكشف أى ظهر .
و ) الّثار ( الّدم و الطلب بتته و قاتتتل حميمتتك قتتاله فتتي القتتاموس و ) الجرجتترة ( صتتوت
يرّدده البل في حنجرته و أكثر ما يكون ذلك عند العياء و الّتعب و ) السرر (
] [ 175
ععععععع
ما تنتظرون استفهام على سبيل النكار الّتوبيخي ،و أما دين يجمعكم استفهام على ستتبيل
الّتقريتتر أو للّتوبيتتخ ،و مستصتترخا و متغوثتتا منصتتوبان علتتى الحتتال متتن فاعتتل أقتتوم و
أنادي ،و قوله :حّتى تكشف المور الغاية داخل في حكم المغّيى ،و على ما فتتي بعتتض
الّنسخ من تكشف بصيغة الماضى فحّتى ابتدائية على حّد قوله سبحانه :
سيئة الحسنة حّتى عفوا ،و إضافة العواقب إلى المسائة بيانّية ،
ثّم بدلنا مكان ال ّ
عععععع
ن هذه الخطبة خطب بها في غزاة النعمان بن بشير النصاري على عين الّتمر ،و اعلم أ ّ
هو عين ماء قرب الكوفة ،و كيفية تلك الغزوة علتتى متتا ذكتتره فتتي شتترح المعتتتزلي متتن
ي متتن عنتتد معاويتتة بعتتد أبتتي
ن الّنعمان قدم هو و أبو هريرة على عل ّ كتاب الغارات هي أ ّ
ل الحتترب أن مسلم الخولني يسألنه أن يدفع قتلة عثمان إلتتى معاويتتة ليقتتدهم بعثمتتان لعت ّ
يطفأ و يصطلح الّناس .
ستتلم و هتتم
ي عليتته ال ّ
و إّنما أراد معاوية أن يرجع مثل الّنعمان و أبي هريرة من عند علت ّ
ن عليا ل يدفع قتلة عثمان اليه ،ي ليمون و قد علم معاوية أ ّ
لمعاوية عاذرون و لعل ّ
] [ 176
سلم لهمتتا دعتتا الكلم فتتي هتتذا حتّدثني عنتتك ؟ يتتا نعمتتان أنتتت أهتتدى قومتتك فقال عليه ال ّ
سبيل ؟ يعنى النصار قال :ل قتتال :فكتتل قومتتك تبعنتتى إل شتتذاذ منهتتم ثلثتتة أو أربعتتة
ل إّنما جئت لكون معك و ألزمك و قتتد شذاذ ؟ فقال الّنعمان :أصلحك ا ّ أفتكون أنت من ال ّ
كان معاوية سألني أن أؤّدى هذا الكلم و رجوت أن يكون لي موقف اجتمتتع فيتته معتتك و
ل بينكما صلحا ،فاذا كان غير ذلك رأيك فأنا ملزم و كاين معك فأما طمعت أن يجري ا ّ
ستتلم فتتأخبر أبتتو هريتترة معاويتتة
ي عليتته ال ّ
شام و أقام الّنعمان عند عل ّ
أبو هريرة فلحق بال ّ
بالخبر فأمره أن يعلم الناس ففعل .
ي حّتى إذا مّر بعين التمتتر أختتذه مالتتك بتتن كعتتب و أقام الّنعمان بعده ثّم خرج فاّرا من عل ّ
ي عليها فأراد حبسه و قال لته :متا مّربتك ههنتا ؟ قتال إّنمتا أنتا الرحبى و كان عامل عل ّ
رسول بّلغت رسالة صاحبي ثّم انصرفت فحبسه ،و قال كما أنت حتتتى اكتتتب إلتتى عل ت ّ
ي
ي فيتته فأرستتل الّنعمتتان إلتتى قرطتتة بتتن كعتتب فيك فناشده و عظم عليه أن يكتتتب إلتتى علت ّ
ستتلم فجتتائه مستترعا فقتتال ي عليتته ال ّ
النصاري و هو كاتب عين الّتمر يجبى خراجها لعل ّ
لت و ل تتكّلتم فتي ل ،فقال يا قرطتة اّتتق ا ّ ل سبيل ابن عّمي يرحمك ا ّ لمالك بن كعب :خ ّ
سلم إلى ساكهم لم يهرب من أمير المؤمنين عليه ال ّ هذا فاّنه لو كان من عّباد النصار و ن ّ
أمير المنافقين فلم يزل به يقسم عليه حّتى خل سبيله و قال له يتا هتذا لتك المتان اليتوم و
ن عنقك .ل لن أدركتك بعدها لضرب ّ الليلة و غدا و ا ّ
فخرج مسرعا ل يلوى على شيء و ذهبت به راحلته فلم يدر اين يتئكع من الرض ثلثة
إيام ل يعلم أين هو ثّم قدم الى معاوية فخبره بما لقى و لتتم يتتزل معتته مصتتاحبا لتته يجاهتتد
ضتتحاك بتتن قيتتس أرض العتتراق ،ثتّم انصتترف إلتتى علّيا و يتبع قتلة عثمان حّتى غتتزا ال ّ
معاوية فقال معاوية :أما من رجل أبعث معه بجريدة خيل حتى يغير على شاطي الفرات
ن لي في قتالهم نّيتتة و هتتوى ،
ل يرغب بها أهل العراق فقال له الّنعمان :فابعثنى فا ّ نا ّ
فا ّ
ل فانتدب و ندب و كان الّنعمان عثمانّيا ،قال فانتدب على اسم ا ّ
] [ 177
ل على مستتلحة و
معه ألفي رجل و أوصاه أن يتجّنب المدن و الجماعات ،و أن ل يغير إ ّ
جل الّرجوع .
ن يع ّ
أّ
فأقبل الّنعمان حّتى دنى من عين الّتمر و بها مالك بن كعب الرحبى اّلذي جرى لتته معتته
ل متتأة
ما ذكرناه و مع مالك ألف رجل و قد أذن لهم فقد رجعوا إلى الكوفة فلم يبتتق معتته إ ّ
أو نحوها .
ل و أثنى عليه ثّم قال :اخرجوا سلم فصعد المنبر فحمد ا ّ ي عليه ال ّ
فوصل الكتاب إلى عل ّ
ن الّنعمان بن بشير قد نزل به فتتي جمتتع متتن أهتتل
ل إلى مالك بن كعب أخيكم ،فا ّ هداكم ا ّ
ل يقطع بكم من الكافرين طرفا ثّم نزل . لا ّشام ليس بالكثير فانهضوا إلى إخوانكم لع ّ ال ّ
سلم إلى وجوههم و كبرائهم فأمر أن ينهضوا و يحّثوا الّنتتاس فلم يخرجوا فأرسل عليه ال ّ
على المسير فلم يصنعوا شيئا و اجتمع منهم نفر يستتير نحتتو ثلثمتتأة فتتارس أو دونهتتا فقتتام
سلم .عليه ال ّ
فقال :أل إّنى ) منيت بمن ل يطيع ( نى ) إذا أمرت و ل يجيب ( دعوتي ) اذا دعتتوت (
و هو اظهار لعذر نفسه على أصتتحابه لينستتب الّتقصتتير اليهتتم دونتته و يقتتع عليهتتم لئمتتة
غيرهم ) ل ابالكم ما تنتظرون بنصركم رّبكم ( و هو توبيخ لهم على الّتثاقتل و التقاعتد و
ل ) أما دين يجمعكم و ل حميتتة تحمشتتكم ( و هتتو النتظار و استنهاض بهم على نصرة ا ّ
إّما تقرير لهم بما بعد النفى ليقّروا بتذلك و يعتترفوا بكتونهم صتاحب ديتن و حميتة فيلتزم
جه عليهم الّلوم و المذّمة ،و إّما توبيتتخ بعتتدم اّتصتتافهم بتتدين جتتامع و
عليهم الحجة و يتو ّ
حمية مغضبة .
عْبَدُه
ف َ
ل ِبكا ٍ
سا ّ
َأَلْي َ
] [ 178
ن صتاحب و على الّتقديرين فالمقصود به حّثهم و ترغيبهم على الجهاد تهيجتا و إلهابتا بتأ ّ
الّدين و الحمّية ل يتحّمل أن ينزل على إختتوانه المتتؤمنين داهيتتة فل تنصتترهم متتع قتتدرته
ب عنهم و تمّكنه من حماية دمارهم و معاونتهم .
على الّذ ّ
) أقوم فيكم مستصرخا ،و أناديكم متغّوثا ،فل تسمعون لى قول ،و ل تطيعون لى امرا
ن عدم طاعتهم له مستمّر إلتتى أن تظهتتر حّتى تكشف المور عن عواقب المسائة ( أراد أ ّ
ستتوء و ترجتتع مآلهتتا إلتتى الّندامتتة و
صادرة عنهتتم عتتن عتتواقب ال ّ
المور 1أى المور ال ّ
صتادرة عتتن ملمة الّنفس الّلوامة ،أو المراد انه ظهتتر 2المتتور الفظيعتتة اى المتور ال ّ
عدّوهم بالّنسبة اليهم كالقتل و الغارة و انتقاص الطراف .
) فما يدرك بكم ثار و ل يبلغ بكم مرام ( تهييج لهم على التألف فتتي الّنصتترة إذ متتن شتتأن
العرب ثوران طباعهم بمثل هذه القوال ) دعوتكم إلى نصر إخوانكم فجرجرتم جرجتترة
جرهم شارح البحراني استعار لفظ الجرجرة لكثرة تمّللهم و قّوة تض ت ّ الجمل السّر ( قال ال ّ
من ثقل ما يدعوهم إليه ،و لّما كانت جرجرة الجمل السّر أشّد من جرجرة غيرها لحظ
جر بها ،و كذلك التشتتبيه فتتي قتتوله ) و تثتتاقلتم تثاقتتل الّنضتتو
شبه ما نسبه إليهم من التض ّ
الدبر ( .
ى منكم جنيد متذائب ( مضطرب ) ضعيف ( اشارة إلى حقارة شأنهم و قوله ) ثّم خرج إل ّ
و قّلة عددهم و قد ذكرنا أنهم كانوا نحوا من ثلثمأة أو دونها و قوله ) كأّنمتتا يستتاقون إلتتى
الموت و هم ينظرون ( اشارة إلى شّدة خوفهم و جبنهتتم و اضتتطرابهم فيمتا يستتاقون إليته
مثل اضطراب من يساق إلى الموت و خوفه منه هذا .
و قال صاحب الغارات :إّنه بعد ما خطب هذه الخطبة نزل من المنبر فدخل منزله ،فقام
ل الخذلن ما على هذا بايعنا أمير المؤمنين ،
ي بن حاتم فقال :هذا و ا ّ
عد ّ
ى ألف رجل ل يعصوني فان شئت أن ن معي من ط ّ ثّم دخل إليه فقال :يا أمير المؤمنين ا ّ
أسيربهم سرت ،قال :ما كنتتت لعتترض قبيلتتة واحتتدة متتن قبايتتل العتترب للّنتتاس و لكتتن
اخرج
-----------
) ( 1ت تت تتتتت ت تت ت ت تت تتت ت تت تتت
تتتتتتت تت تتت تتت ت تتت .
-----------
) ( 2تتت تتتتت ت تتت ت تت ت ت تت تتت ت تت تتت
تتتتتت تت تتت تتتتتت ت تتتت تتتتت تت تتت
تتتت تتت ت ت ت تت تتتتتت تت تت ت ت ت ت ت تت ت
تتتتت ت تتت .
] [ 179
ل رجتتل منهتتم
ستتلم لكت ّي عليتته ال ّ
إلى النخيلة و عسكربهم ،فخرج و عسكر و فتترض علت ّ
ي و ورد عليتته الختتبر بهزيمتتة ستتبعمأة فتتاجتمع إليتته ألتتف فتتارس عتتداطيا أصتتحاب عتتد ّ
النعمان .
ل بن جوزة الزدي قال :كنت مع مالك بن كعب حين نتتزل بنتتا الّنعمتتان و و روى عبد ا ّ
ل مأة ،فقال لنا :قاتلوهم في القربة و اجعلوا الجدر في ظهوركم هو في ألفين و ما نحن إ ّ
ل ينصتتر العشتترة علتتى المتتأة و المتتأة علتتى
نا ّ
و ل تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ،و اعلموا أ ّ
اللف و القليل على الكثير .
ن اقرب من ههنا إلينا من شيعة أمير المؤمنين قرطة بن كعب و مخنف ابن ستتليم ثّم قال ا ّ
فاركض إليهما فاعلمهما حالنا و قل لهمتتا فلينصتترانا فمتتررت بقرطتتة فاستصتترخته فقتتال
إّنما أنا صاحب خراج و ليس عندي من اغيثه به ،فمضيت إلى مخنف فسرح معتتي عبتتد
الّرحمن بن مخنف في خمسين رجل .
و قاتل مالك و أصحابه الّنعمان و أصحابه إلى العصر فأتيناه و قتتد كستتر هتتو و أصتتحابه
ل ان رآنتا أهتل الشتام جفون سيوفهم و استقبلوا الموت ،فلو أبطانا منهم هلكوا ،فما هو إ ّ
و قد أقبلنا عليهم أخذوا ينكصون عنهم و يرتفعون و رائنا مالك و أصحابه فش تّدوا عليهتتم
ن لنتتا
ن القتتوم أ ّ
حّتى دفعوهم عن القرية ،فاستعرضناهم فصرعنا منهتتم رجتال ثلثتتة فظت ّ
مددا و حال الليل بيننا و بينهم فانصرفوا إلى أرضهم .
سلم أّما بعد :فاّنه نزل بنا الّنعمان بن بشتتير فتتي جمتتع متتن ي عليه ال ّ
و كتب مالك إلى عل ّ
شام كالظاهر علينا و كان أعظتم أصتحابي متفّرقيتن و كنتا لّلتذي كتان منهتم آمنيتن أهل ال ّ
فخرجنا رجال مصلتين فقاتلناهم حّتى المستتاء و استصتترخنا مخنتتف بتتن ستتليم فبعتتث لنتتا
رجال من شيعة أمير المؤمنين و ولده ،فنعتتم الفتتتى و نعتتم النصتتار كتتانوا فحملنتتا علتتى
لت ر ّ
ب ل علينا نصره و هزم عدّوه و أعّز جنده و الحمتتد ّ عدّونا و شددنا عليهم ،فأنزل ا ّ
ل و بركاته .
سلم على أمير المؤمنين و رحمة ا ّ العالمين و ال ّ
ععععععع
از جمله خطب آن حضرتست در وقتيكه نعمان بن بشير بتتأمر معاويتتة بتتد ضتتمير بتتا دو
هزار سوار بجهت تخويف أهل عراق از شام حركت نموده چون بعيتتن التمتتر رستتيد بتتا
مالك بن كعب ارحبى كه عامل أمير المؤمنين بود جنك نموده مالك
] [ 180
آن حضرت را از ما وقع اخبار نموده آن حضرت هر چند ترغيب فرمود أصحاب خود
را بنصرت مالك و كارزار دشتمنان ايشتان تكاهتل ورزيدنتد پتس حضترت اينخطبته را
خواند كه :
مبتل شدم بكسيكه اطاعت نميكند مرا در قتال أهل ضلل هرگاه أمر نمايم او را به آن ،
و اجابت نمينمايد قول مرا در جدال هر گاه دعوت ميكنم او را به آن ،پدر مباد شتتما را
چه انتظار ميكشيد بيارى دادن پروردگار خود آيا نيست شما را دينى كه جمع نمايد شما
را از اين تفّرق و اختلف آراء ،و نيست غيرتى كه بخشم آورد شما را أز اين حركتتت
و كردار أعداء ،ايستادهام در ميان شما فرياد كننده بجهت دفع أشرار ،و ميخوانم شتتما
را بفرياد رسى در قتل دشمنان جفا كار .
پس گوش نمىدهيد به گفتار من ،و اطاعت نميكنيد بأمر و فرمان متتن تتتا اينكتته اظهتتار
ميكند اين كارهاى ناشايسته شما از عاقبتهتتاى بتتدى ،يتتا اينكتته ظتتاهر مىشتتود كارهتتاى
دشوار از عاقبتهاى بد ،پس ادراك نميشود با عانت شما كينه جوئى و خون ختتواهى از
اعداء ،و رسيده نميشود بيارى و حمايت شما مقصودي از مقصودها .
دعوت كتتردم شتتما را بيتتارى بتترادران خودتتتان پتتس آواز گردانيديتتد در حنجتتره بجهتتت
دلتنگى از دعوت من چون آواز گردانيدن شترى كه درد ناف داشته باشد و ناله كنتتد از
آن ،و گرانى نموديد در كار زار چون گرانى شتر لغر ريتتش پشتتت در رفتتتار ،پتتس
بيرون آمد بسوى شما از جانب شما لشگركى مضطرب و ناتوان گويا كه رانده ميشوند
با جبر و اكراه بسوى مرك در حالتيكه نظر ميكند بشدايد مرك و أهاويل آن .
عععع عع ععععععع
ع عع عععع عع عععع ععع
] [ 181
ل و لكن هؤلء يقولون :ل إمرة و إّنتته ل بتّد للّنتتاس متتن أميتتر بتّر أول ّنعم إّنه ل حكم إ ّ
ل فيها الجل ،و يجمتتع فاجر ،يعمل في إمرته المؤمن ،و يستمتع فيها الكافر ،و يبّلغ ا ّ
به الفيء ،و يقاتل به العدّو ،
ععععع
) نعم ( بفتحتين حرف جواب لتصديق المخبر إذا وقعت بعد الخبر و ) المتترة ( بالكستتر
الولية اسم مصدر من امر علينا مثلثة اذا ولى و ) البّر ( بفتح الباء كالباّر الكتتثير التتبّر و
الجمع أبرار و ) الفىء ( الغنيمة و لفظ ) الّتحكيم ( في قول الّرضى ) ره ( من المصادر
لت و ل إلتته إ ّ
ل ل مثل التسبيح و التهليتتل متتن قتتول ستتبحان ا ّ ل ّالموّلدة من قولهم ل حكم إ ّ
ل.
ا ّ
ععععععع
لكن مخفّفة من الثقيلة و هي حرف ابتداء غيتتر عاملتتة لتتدخولها علتتى الجملتتتين و معناهتتا
سر بأن ينسب لما بعدها حكما مخالفا لما قبلهتتا ،و لتتذلك ل ب تّد أن يتق تّدمها
الستدراك و ف ّ
كلم مناقض لما بعدها ،نحو ما هذا ساكنا و لكن متحّرك ،أو ضّد له نحو ما هذا أبيتتض
و لكن أسود ،قيل أو خلف نحو متا زيتد قائمتا و لكتن شتارب ،و قيتل ل يجتوز ذلتك و
سلم دليل على الجواز .
كلمه عليه ال ّ
] [ 182
عْنتَد
ن ِ
علتتى َمت ْ
ن ل ُتْنِفُقتتوا َ
حّتى َيُرّدوكْم و قتتوله ُ :هتُم اّلتتذين َيُقوُلتتو َ
ن ُيقاِتلُوَنُكْم َ
و ل َيزاُلو َ
ضوا .
حّتى َيْنف ّ ل َلا ّ سو ِ
َر ُ
عععععع
قد مضى في شرح الخطبة السادسة و الّثلثين كيفّيتتة قتتتال الختتوارج ،و متّر هنتتاك أّنهتتم
سلم لّما دخل الكوفتتة جتتآء اليتته زرعتتة ل شعارا لهم و أّنه عليه ال ّ
ل ّ
اّتخذوا قول ل حكم إ ّ
ل و مّر أيضا بن البرج الطائي و حرقوص بن زهير الّتميمي ذو الّثدية فقال :ل حكم إل ّ
ل و صاح به رجل : ل ّ
أّنه خرج يخطب الّناس فصاحوا به من جوانب المسجد ل حكم إ ّ
ن ِم تنَ
ك و َلَتُكتتوَن ّ
عَمُل ت َ
ن َ طت ّحِب َ
ت َلَي ْ
ش تَرْك َ
ن َأ ْ
ك َلِئ ْ
ن َقْبِل ت َ
ن ِم ت ْ
ى اّلتتذي َ
ك و ِإل ت َ
ي ِإَلْي ت َ
حت َ
و َلَق تْد أو ِ
نو ن ل ُيوِقُنتتو َ ك اّلتتذي َ
خّفّن َ
ستَت ِ
ق و ل َي ْ حت ّ
ل َ عَد ا ّ ن َو ْ صِبْر ِإ ّسلم َ :فا ْ ن فقال عليه ال ّ سري َاْلخا ِ
ق يراد بها الباطتتل ( أّمتتا اّنهتتا سلم إّنها ) كلمة ح ّ ل قال عليه ال ّ ل ّ لما سمع قولهم ل حكم إ ّ
ق فلكونها مطابقة لنفس المتتر إذ هتتو ستتبحانه أحكتتم الحتتاكمين لراّد لحكمتته و ل كلمة ح ّ
دافع لقضائه كما قال تعالى :
ن.
صلي َ
خيُر اْلفا ِ
ق و ُهَو َ
حّص اْل َ
ل َيُق ّ
حْكُم ِإل ِّ
ن اْل ُ
ِإ ِ
يعنى أّنه إذا أراد شيئا ل بّد من وقوعه و يحتمل أن يكون الحكم لحقّيتها نظرا إلى كون
] [ 183
جميع الحكام مستندا إليه سبحانه بملحظة أّنه سبحانه جاعلها و شارعها كما قال :
ل ل يستلزم كون جميتع الحكتام منصوصتا بته ن كون الحكام ّ و وجه بطلن ذلك أّول أ ّ
ب حكم مستنبط من السنة و من ساير الدّلة الشرعية ، في القرآن إذر ّ
ل هو نفى المارة للملزمة التتتي بينهمتتا كمتتا أشتتار ن مقتضى نفيهم الحكم لغير ا ّ
و ثالثا أ ّ
ن الّتالى باطل فالمقّدم مثله بيان الملزمتتة
لأّإليه بقوله ) و لكن هؤلء يقولون ل امرة ( إ ّ
ن المير ل بّد أن يكون حاكما و ناظرا إلى وجوه المصلحة فاذا لم يجر له حكم و لم ينفذ أّ
له امر و لم يمض له رأى فل يكون له امارة البتة ) و ( أّمتتا بطلن الّتتتالى فلّنتته ) ل ب تّد
ن النوع
للّناس من أمير بّر أو فاجر ( و ذلك ل ّ
] [ 184
و العّلة المانعة عند الستقراء مرجعها إلى أحد أمور أربعة إّما عقل زاجر أو دين حتتاجز
ن العقل و الّدين رّبما كانا
سلطان القاهر أبلغها نفعا ل ّأو عجز مانع أو سلطان رادع ،و ال ّ
سلطان أقوى ردعا و أعّم نفعا و إن كتتان جتتائرا و مغلوبين بدواعي الهوى فيكون رهبة ال ّ
سلطان أكثر مّما نزع القرآن ، ن ما نزع ال ّ
لهذا اشتهر أ ّ
و كفاك شاهدا ما يشاهد من استيلء الفتن و البتلء بالمحن بمجّرد هلك من يقوم بامارة
سداد ،و لم يخل من
صلح و ال ّ
الحوزة و رعاية البيضة و إن لم يكن على ما ينبغي من ال ّ
شائبة شّر و فساد و لهذا ل ينتظم أمر أدنى اجتماع كرفقة طريق بدون رئيتتس يصتتدرون
عن رأيه و مقتضى أمره و نهيه .
بل رّبما يجرى مثل هذا فيما بين الحيوانات العجم كالّنحل لها يعسوب يقوم مقتتام الرئيتتس
ينتظم أمرها ما دام فيها ،فاذا هلك انتشر الفراد انتشار الجراد و شاع فيما بينهتتا الهلك
و الفساد .
و هذا معنى قوله و ل بّد للّناس من أمير بّر أو فاجر و قوله ) يعمل في امرتتته المتتؤمن (
ن الّنظر فيتته إلتتى أمتتارة
سلم أ ّ روي في شرح المعتزلي عن بعض شارحي كلمه عليه ال ّ
ن أمتتارة
ن المقصتتود بتتذلك أ ّ الفاجر و هكذا اللفاظ التتتى بعتتد ذلتتك كّلهتتا راجعتتة إليهتتا و أ ّ
الفاجر ليست بمانعة للمؤمن من العمل لّنه يمكنه أن يصّلي و يصوم و يتصّدق
] [ 185
و إن كان المير فاجرا في نفسه 1و بقوله ) و يستمتع فيها الكافر ( أّنه يتمّتع بمّدته كمتتا
قال سبحانه للكافرين :
ى الّنار .
ن َمصيَرُكْم ِإل َ
ُقلْ َتَمّتُعوا َفإ ّ
ضمير في امرته راجع إلى الميتتر ،و لّمتتا كتتان لفتتظ الميتتر
شارح البحراني :ال ّ
و قال ال ّ
محتمل للبّر و الفاجر كان المراد بالمرة التي يعمل فيها المؤمن امتترة الميتتر متتن حيتتث
هو بّر و بالتي يستمتع فيها الكافر امرته من حيث هو فاجر قال :
لت و نتواهيه إذ ذلتك وقتت و المراد بعمل المؤمن في امرة البّر عمله على وفتق أو امتر ا ّ
تمكنه منه و المراد باستمتاع الكافر في إمرة الفاجر انهمتتاكه فتتي اللتتذات الحاضتترة التتتي
ل و نواهيه و ذلك وقت تمّكنه من مخالفة الّدين . يخالف فيها أوامر ا ّ
أقول و يؤّيد هذا الوجه الّرواية الخرى التية ،و يمكن أن يكتتون المعنتتى أّنتته ل بتّد متتن
انتظام امور المعاش من أمير بّر أو فاجر ليعمل المؤمن بما يستوجب به جّنات النعيم ،و
ل فيها الجل ( أى في أمارة المير بّرا كان جة عليه ) و يبلغ ا ّ يتمّتع فيها الكافر ليكون ح ّ
أو فاجرا و فايدة هذه الكلمة تذكير العصاة ببلوغ الجل و تخويفهم به ) و يجمتتع بتته ( أى
ستتبل وبالمير مطلقا ) الفيء و يقاتتتل ب ( وجتتود ) ه العتتدّو و تتتأمن ب ( ستتطوت ( ه ال ّ
ي ( و هذه المور كّلها ممكنتتة الحصتتول ضعيف من القو ّ ق ) لل ّ
يؤخذ ب ( عد ل ) ه ( الح ّ
في أمارة الفاجر كحصولها في أمارة البّر .
و قوله ) حّتى يستريح بّر و يستراح من فاجر ( يعنى أنّ هذه المور ل تزال
-----------
) ( 1تتت تتت تتتت تتتت ت تتت .
] [ 186
تحصل بوجود المير بّرا كان أو فاجرا إلى أن يستريح البّر من المراء أو مطلق الّنتتاس
و يستريح الّناس من المير الفاجر أو مطلق الفتتاجر بتتالموت أو العتتزل ،و فيهمتتا راحتتة
ن الخرة خير من الولى و ل يجري المور غالبا على مراده و ل يستلّذ كالفتتاجر للبّر ل ّ
شهوات ،و راحة للناس من الفاجر لخلصهم متتن جتتوره و إن انتظتتم بتته بالنهماك في ال ّ
ل في المعاش .نظام الك ّ
ن غاية صتتدور هتتذه المتتور أن يستتتريح و على كون حّتى مرادفة كي الّتعليلية فالمعنى أ ّ
البّر من الّناس في دولة البّر من المراء ،و يستريح الناس مطلقا من بغى الفجتتار و متتن
الشرور و المكاره في دولة الميتتر مطلقتتا ،و ل ينتتافي ذلتتك اصتتابة المكتتروه متتن فتتاجر
احيانا هذا .
لت
سلم ) لما سمع تحكيمهم قتتال حكتتم ا ّ سيد ره ) و فى رواية اخرى اّنه ( عليه ال ّ
و قال ال ّ
انتظر فيكم ( اى جريان القضاء بقتلهم و حلول وقت القتتتل و قتتد متّرت هتذه الّروايتتة فتي
شرح الخطبة الخامسة و الثلثين عن ابن و يزيل في كتاب صّفين و ل حاجة إلى العادة
.
ي ( و يقوم بمقتضا تقواه ) و أمتتا المتترة الفتتاجرةو قال ) أما المرة البّرة فيعمل فيها الّتق ّ
ى ( بمقتضى شقاوته ) إلى أن تنقطع مّدته ( اي م تّدة دولتتته أو حيتتاته ) و شق ّ
فيتمّتع فيها ال ّ
تدركه منيته (
ععععع
ستتلم بتتانّص صريح منه عليتته ال ّ ن هذا الكلم ن ّ شارح المعتزلي في شرح المقام :إ ّ قال ال ّ
ن مشايخنا البصرّيين يقولون طريتتق المامة واجبة ،فأّما طريق وجوب المامة ماهي فا ّ
ل على وجوبهتتا ،و قتتال البغتتدادّيون و أبتتو عثمتتان شرع و ليس في العقل ما يد ّ
وجوبها ال ّ
ل على وجوب الّرياسة و هو قول ن العقل يد ّ
الجاحظ من البصرّيين و شيخنا أبو الحسين إ ّ
ن الوجه الذي يوجب أصحابنا الّرياسة غير الوجه الّذي توجب المامّية منتته لأّ
المامّية إ ّ
الّرياسة .
] [ 187
ل من حيث كتتان مصالح دنيوّية و دفع مضار دنيوّية ،و المامّية يوجبون الّرياسة على ا ّ
في الّرياسة لطفا به و بعدا للمكّلفين عن مواقعة القبايح العقلّية ،و الظاهر متتن كلم أميتتر
المؤمنين يطابق ما يقوله أصحابنا أل تراه كيف عّلل قوله :ل بّد للّناس من أمير فقال في
ضعيف متتن القتتوي ،
سبل و يؤخذ ال ّ
تعليله يجمع بها الفيء و يقاتل بها العدّو و يؤمن به ال ّ
و هذه كّلها مصالح الّدنيا انتهى .
و المارة غير المامة ،لمكان حصولها من البّر و الفاجر كما هو صريح كلمه بل من
الكافر أيضا ،بخلف المامة فاّنها نيابة عن الّرسول و الغرض العمدة فيها هو مصتتلحة
ي أيضتتا كتتان ذلتتك ،فل ن المقصود متتن بعتتث الّنتتب ّق المكّلفين كما أ ّ
الّدين و الّلطف في ح ّ
ن المصتتالح لأّيمكن حصولها من الفاجر و إن كان يترّتب عليها مصلحة دنيوّيتتة أيضتتا إ ّ
الّدنيوية زايدة في جنب المصالح الخروّية ل صلحّية فيها للعّلية للمامتتة و إّنمتتا يصتتلح
عّلة لوجوب المارة و يكتفى فيها بذي شوكة له الّرياسة العامة إماما كان أو غيتتر إمتتام ،
جار بني امّية حيثمتتا ذكرنتتا ستتابقا ،و لجتتل ن انتظام المر يحصل بذلك كما في عهد ف ّ فا ّ
سلم إلى وجوب المارة عّلتتل الوجتتوب بتتامور راجعتتة إلتتى المصتتالح كون نظره عليه ال ّ
الّدنيوّية ،و لو كان نظره إلى المامة لعللها بامور راجعة إلى مصالح الّدين و الّدنيا .
ععععععع
أز جمله كلم آن عاليمقام است در شأن خوارج نهروان وقتى كه شتتنيد گفتتتار ايشتتان را
ل مىگفتند يعنى هيچ حكم نيست مگر خداوند را
كه ل حكم إل ّ
] [ 188
كه اين سخن سخن حقى است كه اراده شده به آن أمر باطل بلى بدرستى كه هيچ حكمى
نيست مگر خداى را و لكن اين جماعت مقصودشتتان از ايتتن ستتخن ايتتن استتت كتته هيتتچ
امارت نيست در ميان مردمان و حال آنكتته ايتتن حتترف بتتى وجتته استتت از جهتتت اينكتته
ناچار است مردم را از اميرى نيكوكار يابد كار تا اينكه عمل كند در زمان امارت أمير
نيكوكار مؤمن پرهيزكار به أو امر و نواهي پروردگار ،و لذت بر دارد در زمان أمير
فاجر منافق و كافر ،و تا برساند ختتداى تعتتالى در امتتارت آن اميتتر مردمتتانرا بمنتهتتاى
زمان و جمع شود به وجود آن أمير غنيمت ،و قتال كرده شود بواسطه او با دشتتمنان ،
و آسوده شود بسبب او راههاى بيابان ،و گرفته شود به عدالت او حق ضتتعيف بيچتتاره
أز صاحب قوة با شوكت تا آسوده و راحت شود نيكوكار و راحتى يافته شتتود از شتترير
روزكار .
لت
سيد مرحوم گفته در روايت ديگر وارد شده كه آنحضرت زمانى كه شنيد ل حكم إل ّ
كفتن خارجيانرا فرمود :كه حكم خداوند را انتظار مىكشم در حق شما كه حلول وقتتت
قتل ايشان بود و فرمود آنحضرت كه أما أمارت نيكو پس عمل مىكند در آن پرهيزكار
و أما أمارت بد پس تمتع يابد در آن تبه كار تا آنكه منقطتتع شتتود و بنهتتايت برستتد متتدت
ل أعلم بسّر كلمتهعمر او در زمان ،و در يابد و اداراك نمايد او را مرك ناگهان ،و ا ّ
سلم .
عليه ال ّ
] [ 189
صدق ،و ل أعلم جّنة أوقى منه ،و ل يغدر من علتتم كيتتف المرجتتع ،و ن الوفاء توأم ال ّ
إّ
لقد أصبحنا في زمان قد اّتخذ أكثر أهله الغدر كيسا ،و نسبهم أهل الجهل فيتته إلتى حستتن
لت و
ل قد يرى الحّول القّلب وجه الحيلتتة و دونتته متتانع متتن أمتتر ا ّ
الحيلة ،ما لهم قاتلهم ا ّ
نهيه ،فيدعها رأى عين بعد القدرة عليها ،و ينتهز فرصتها من ل حريجة له في الّدين .
ععععع
) التوأم ( معروف يقال هذا توأم هذا و هذه توأم هتتذه و همتتا توأمتتان و ) الجّنتتة ( بالضتتم
الترس و ) المرجع ( اسم مكان أو مصدر و الموجود في اكتتثر الّنستتخ بفتتتح الجيتتم و فتتي
صتتحيح ،قتتال الفيروزآبتتادى :رجتتع يرجتتع رجوعتتا و بعضها بالكسر ،و الظاهر أّنتته ال ّ
ن المصتتادر متتن فعتتل يفعتتل إّنمتتا تكتتون بالفتتتح و
مرجعتتا كمنتتزل و مرجعتتة شتتاّذان ،ل ّ
) الكيس ( وزان فلس مصدر من كاس كيستتا و هتتو الفطنتتة و العقتتل و ) الحتّول القّلتتب (
البصير بتقليب المور و تحويلها و ) ال تّراى ( مصتتدر كالّرؤيتتة و ) النتهتتاز ( المبتتادرة
يقال انتهز الفرصة اغتنمها و بادر إليها و ) الحريجة ( الّتحتترج ،و الّتتتأثّم ،اى التح تّرز
من الحرج و الثم ،قال الفيومي تحّرج النسان تحّرجا هذا مّما ورد لفظه مخالفتتا لمعنتتاه
و المراد فعل فعل جانب به الحرج كما يقال ،تحّنث إذا فعل ما يختترج بتته عتتن الحنتتث ،
قال ابن العرابي :للعرب أفعال تخالف معانيها ألفاظهتتا يقتتال تح تّرج و تحّنتتث و تتتأثّم و
جد إذا ترك الهجود .
ته ّ
ععععععع
ل رفتع علتى ي علتى الفتتح و هتو فتي محت ّ قتوله :كيتف المرجتع كيتف استم استتفهام مبنت ّ
الخبّرية ،و المرجع مبتداء مؤخر و الجملة في موضتتع نصتتب بعلتتم و هتتي معّلقتتة عنهتتا
ي ،و جملةن الستفهام ل يعمل فيه ما قبله ،و ما لهم استفهام انكار ّ
العامل ل ّ
] [ 190
ل لها من العراب ،و جملة و دونه مانع حالية ،و انتصاب رأى ل دعائية ل مح ّ قاتلهم ا ّ
عين على حذف المضاف لدى بعد رايتته أو متتع رايتته بعيتتن و يحتمتتل أن يكتتون حتتال أى
ل لهتتا متتن
يتركهتتا حالكونهتتا مرئيتتة بعيتتن ،و جملتتة و ينتهتتز فرصتتتها استتتينافية ل محت ّ
العراب ،و من الموصولة فاعل ينتهز .
عععععع
ن الغدر و الكذب من جنود الجهل على متتا صدق من جنود العقل كما أ ّ
ن الوفاء و ال ّ
اعلم ا ّ
سلم ،ل عليه ال ّ
ورد في رواية الكافي باسناده عن ابن مهران عن أبي عبد ا ّ
ن عتّد هتتذه الوصتتاف متتن جنتتود و تقابل الّولين مع الخرين تقابتتل العتتدم و الملكتتة ،ل ّ
العقل و الجهل باعتبار مباديها الّراسخة و ملكاتها الّثابته في الّنفس دون آثارها التتتي هتتى
من العمال و الفعال ،و على هذا فالوفاء ملكة نفسانية تنشأ من لزوم العهد كمتتا ينبغتتي
صتتدق ملكتتة تحصتتل متتن و البقاء عليه ،و الغدر عدم الوفاء عمن من شأنه الوفتتاء ،و ال ّ
صدق .صدق لمن من شأنه ال ّ لزوم مطابقة القوال للواقع ،و الكذب عدم ال ّ
] [ 191
الوعد ،مضافا إلى ما فيه من الثمرات و المنافع الخر ،و سنشير إلى منافعه الخرويتتة
بعد الفراغ من شرح الخطبتتة ،و أمتتا الثمتترات الّدنيوّيتتة قمنهتتا اعتمتتاد النتتاس علتتى قتتول
ي و ثقتهم به و ركونهم إليه و استحقاق المدح و الّثناء عند الخالق و الخلئق ،و متتن الوف ّ
هنا قيل الوفاء مليح و الغدر قبيح .
سمؤل يضرب به المثل في الوفتتاء يقتتال أو فتتي متتن قال المطرزي في شرح المقامات :ال ّ
ن امتترء القيتتس بتتن الحجتتر لمتتا أراد الختتروج استتتودع الستتمؤل السمؤل ،و متتن وفتتائه أ ّ
دروعا فلما مات امرء القيس غزاه ملك من ملوك الشام فتحرز منه السمؤل ،فأخذ ابنا له
كان مع ظئر خارجا من الحصن ،ثّم صاح بالسمؤل فأشرف عليه ثّم قتتال هتتذا ابنتتك فتتي
ي ال تّدروع و ق بميراثه ،فان دفعت إل ت ّ ن امرء القيس ابن عّمي و أنا اح ّ يدي و قد علمت أ ّ
ل أشتتار إليتته
جله فجمع أهل بيته و نساءه فشتتاورهم فكت ّ جلني ،فأ ّ
ل ذبحت ابنك ،فقال :أ ّإّ
ن الغتتدر طتتوق ل أن يدفع الّدروع ،فقال :ما كنت لحّقر أمانة فاصتتنع متتا انتتت صتتانع إ ّ
يبلى و ل بني هذا اخوة فذبح الملك ابنه و هو ينظر إليه ،
ن الّنعمان بن المنذر قد جعل له يتومين ،يتتوم بتؤس متتن صتادفه فيتته قتلته و و في الثر إ ّ
ي قد خرج ليطلتتب أرداه ،و يوم نعيم من لقى فيه أحسن إليه و أغناه ،و كان رجل من ط ّ
لت
ي أّنه مقتتتول ،فقتتال :حيتتا ا ّ
الّرزق لولده ،فصادفه الّنعمان في يوم بؤسه فعلم الطائ ّ
ن لي صبية صغارا و لم يتفاوت الحتتال فتتي قتلتتي بيتتن أّول الّنهتتار و آختتره ،فتتان الملك إ ّ
ي ثتّم أعتتود
رأى الملك أن اوصل إليهم هتتذا القتتوت و أوصتتى بهتتم أهتتل المتترّوة متتن الحت ّ
ل أن يضمنك رجل معنا فان لتتم ترجتتع قتلنتتاه ،و كتتان للملك ،فقال النعمان :ل إذن لك إ ّ
ي مستترعا و ي نديم النعمان معه ،فقال :أّيها الملك أنا أضمنه فمضى الطائ ّ شريك بن عد ّ
ى ستتبيل حّتتتىصار النعمان يقول لشريك جاء وقتك فتأّهب للقتل ،فقال :ليس للملتتك عل ت ّ
يأتي المساء .
فلما قرب المساء قال النعمان :تأّهب للقتل ،فقال شريك ،هذا شخص قد لح
] [ 192
مقبل و أرجو أن يكون الطائي ،فلما قرب إذا هو الطائي قد اشتّد في عدوه مسرعا حّتتتى
وصل ،فقال :خشيت أن ينقضى الّنهار قبل وصولى فعدوت ،ثّم قتتال :أّيهتتا الملتتك متتر
بأمرك ،فأطرق الّنعمان ثّم رفع رأسه فقال :ما رأيت أعجب منكتتم ،أمتتا أنتتت يتتا طتتائي
فما تركت لحد في الوفاء مقاما يفتخر به ،و أما أنت يا شريك فما تركت لكريتتم ستتماحة
يذكر بها في الكرماء ،فل أكون أنا ألم الثلثة أل و إّني قد رفعت يوم بؤسى عن الّنتتاس
و نقضت عادتي كرما لوفاء الطائي و كرم شتتريك ،فقتتال لتته النعمتتان :متتا حملتتك علتتى
الوفاء و فيه اتلف نفسك ،فقال :من ل وفاء له ل دين له فأحسن إليه النعمتتان و وصتتله
بما أغناه .
سلم بعد الترغيب في الوفاء و بيتتان حستتنه رّهتتب عتتن الغتتدر بقتتوله ) و ل
ثّم إّنه عليه ال ّ
يغدر من علم كيف المرجع ( يعنى من كان له علم بحالة الغادر في الخرة و بما يستتتح ّ
ق
به بغدره من الجحيم و العذاب الليم ،ل يصدر منه غدر و ل يكون له رغبة إليه .
روى في البحار من الكافي مسندا عن الصبغ بن نباتة ،قال :قال أميتتر المتتؤمنين عليتته
سلم ذات يوم و هو يخطب على المنتبر بالكوفتة :يتا أّيهتتا النتاس لتتو ل كراهيتة الغتدر ال ّ
ن الغتدر ول فجتترة كفترة أل و إ ّل غتتدرة فجترة ،و لكت ّ لكنت متتن أدهتتى الّنتاس ال أن لكت ّ
الفجور و الخيانة في الّنار هذا .
و لّما بّين حسن الوفاء و قبح الغدر أشار إلى ما عليه أكثر أهتتل زمتتانه متتن رغبتهتتم إلتتى
الغدر و عّدهم ذلك حسنا و غفلتهم عن قبحه فقال :و ) لقد أصبحنا في زمتتان اّتختتذ أكتتثر
أهله الغدر ( و الخديعة ) كيسا ( و فطانة ) و نسبهم أهل الجهل فيه إلتتى ( صتتحة الّتتتدبير
و ) حسن الحيلة ( .
ن الغدر كثيرا ما يستلزم الّذكاء و التفطن لوجه الحيلتتة و ايقاعهتتا بالمغتتد و ربتته
و ذلك ل ّ
ن الكيس أيضا عبارة عتن الفطانتة وجتتودة التّذهن فتتي استتخراج وجتتوه المصتتالح ، كما أ ّ
لأّ
ن فالغادر و الكيس يشتركان في التصاف بالفطنة إ ّ
] [ 193
الّول يستعمل فطنته في استخراج وجوه الحيلة لجلب منفعة دنيوّية و إن خالفت القتتوانين
شرعّية ،و الكّيس يستعمل تفطنه في استنباط وجوه المصالح الكلية على وجه ل يخالف ال ّ
شريعة ،فلدّقة الفرق استعمل الغادرون غدرهم في موضع الكيس و نستتبهم أهتتل قواعد ال ّ
حة التترأى و حستتن الحيلتتة ،كمتا كتتانوا يقولتتون فتتي عمترو بتن
الجهالة و الغفلة إلتى صت ّ
ن حيلة الغادر تخرجه إلى رذيلة الفجور و أّنه ل
العاص و المغيرة بن شعبة و لم يعلموا أ ّ
حسن في حيلة جّرت الى رذيلة .
ععععع
قد عرفت حسن الوفاء و أّنه مّما يترتب عليه المدح و الّثتتواب ،و قبتتح الغتتدر و أّنتته مّمتتا
لت ستتبحانه أو يترتب عليه الّلوم و العقاب ،فيكتتون الّول واجبتتا ستتواء كتتان فتتي عهتتود ا ّ
عهود الخلق ،و الخر حراما ،و قد اشير إلى ذلك المعنى في غير موضع من القترآن و
ن الستقصاء غير ممكن . وردت بذلك أخبار كثيرة و ل بأس بالشارة إلى بعضها فا ّ
] [ 194
ل سبحانه على عباده باليمان اى بالعهود قال ابن عباس :و المراد بها العهود التي أخذ ا ّ
ل و ح تّرم ول لهم أو حّرم عليهم ،و في رواية اخرى قال :ما هو أح ّ به و طاعته فيما أح ّ
ما فرض و ما حّد في القرآن كّله ،أى فل تتعّدوا و ل تنكثوا ،و قيل المراد العقتتود التتتي
يتعاقدها الّناس بينهم .
قال في مجمع البيان :إذا وعد بشيء و في به و لم يخلف ،قتتال ابتتن عّبتتاس :إّنتته واعتتد
رجل أن ينتظره في مكان و نسي الّرجل فانتظره سنة حّتى أتتتاه الّرجتتل ،و عتتن الكتتافي
سلم ما في معناه و السماعيل ابتتن خرقيتتل عن الصادق ،و العيون عن الّرضا عليهما ال ّ
سلم . ل عليه ال ّ
و قيل اسماعيل بن إبراهيم ،و الّول رواه أصحابنا عن أبي عبد ا ّ
أقتتول :و لعّلتته أراد بهتتذه الّروايتتة متتا رواه المحتّدث العلمتتة المجلستتي فتتي البحتتار عتتن
ل عليتته
ل صّلى ا ّسلم قال :قال رسول ا ّ صادق عن آبائه عليهم ال ّ صدوق باسناده عن ال ّ ال ّ
صدقة صدقة الّلسان تحقن به الّدماء و تدفع بته الكريهتة و تجتّر المنفعتة ن أفضل ال ّ و آله إ ّ
الى أخيك المسلم .
ن عابد بني اسرائيل الذي كان أعبدهم كان يسعى في حوائج الّناس عند الملتتك ، ثّم قال :إ ّ
و إّنه لقى اسماعيل بن خرقيل فقال ل تبرح حّتى أرجتتع اليتتك يتتا استتماعيل ،فستتهل عنتته
عند الملك فبقى عند الملك ،فبقى اسماعيل إلى الحول هناك فأنبت ا ّ
ل
] [ 195
لسماعيل عشبا فكان يأكل منه و اجرى له عينا و أظّله بغمام فخرج الملك بعد ذلتتك إلتتى
الّتنزه و معه العابد فرأى اسماعيل :فقال له :إّنك لههنا يا اسماعيل :فقال له :
قال :و كان جّبار مع الملك فقال :أّيها الملك كذب هذا العبد قتتد متتررت بهتتذه البّريتتة فلتتم
ل صالح ما أعطتتاك قتتال فتنتتاثرت أستتنان أراه ههنا ،فقال اسماعيل إن كنت كاذبا فنزع ا ّ
لت أن يتترّد علت ّ
ى صالح فتتاطلب أن يتتدعو ا ّ
الجّبار ،فقال جّبار إّنى كذبت على هذا العبد ال ّ
أسنانى فاني شيخ كبير ،فطلب إليه الملك فقال :إّنى أفعتتل قتتال :الستتاعة ،قتتال :ل ،و
لت
ل بالستتحار ،قتال ا ّ ن أفضل ما دعوتم ا ّ سحر ،ثّم دعى ثّم قال :يا فضل إ ّخره إلى ال ّ
أّ
تعالى و بالسحار هم يستغفرون .
ل في كتابه فقال من المؤمنين رجال صدقوا ،الية إّنكم و سلم لقد ذّكركم ا ّ
و عنه عليه ال ّ
ل عليه ميثاقكم من وليتنا و انكم لم تبدلوا بنا غيرنا .
فيتم بما أخذ ا ّ
و أّما الخبار فمضافا إلى ما ذكرنا ما رواه في الوسايل متتن الكتتافي باستتناده عتتن شتتعيب
لت عليتته و آلتته متتن
لت صتّلى ا ّ
سلم قال قال رسول ا ّل عليه ال ّ
العقرقوفي ،عن أبي عبد ا ّ
كان يؤمن
] [ 196
سلم و ترغيبه و ترهيبه و في كتاب تحف العقول قال :و من حكم أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل علتتى وجتتل و متتن صتتولته ن المكر و الخديعة في النار فكونوا من ا ّ و وعظه أما بعد فا ّ
ل ل يرضى لعباده بعتتد اعتتذاره و انتتدازه استتتطرادا و استتتدراجا لهتتم متتن نا ّ
على حذر إ ّ
ن أّنه قتتد أحستتن
ل سعى العبد حّتى ينسى الوفاء بالعهد و يظ ّ حيث ل يعلمون ،و لهذا يض ّ
صنعا .
ن و رجاء و غفلتة عّمتا جتائه متن النبتاء يعقتد علتى نفسته العقتد و و ل يزال كذلك في ظ ّ
لت علتتى عهتتد ) عمتتد خ ( يهتتوى متتع الغتتافلين ،و
يهلكها بكل الجهد و هو في مهلة من ا ّ
لت المتتؤمنين ،و يستحستتن تمتتويه المتتترفين »يغتتدو متتع المتتذنبين و يجتتادل فتتي طاعتتة ا ّ
المسرفين خ « ،
لت
شبهة ،و تطاولوا على غيرهم بالفريتتة ،و حستتبوا أّنهتتا ّ
فهؤلء قوم شرحت قلوبهم بال ّ
قربة .
و ذلك لّنهم عملوا بالهواء ،و غّيروا كلم الحكماء ،و حّرفوه بجهل و عمى و طلبوا به
سمعة و الّرياء ،بل سبيل قاصدة ،و ل أعلم جارية ،و ل منتتار معلتتوم إلتتى أمتتدهم و ال ّ
لت لهتتم عتتن ثتتواب سياستتتهم ،و استتتخرجهم متتنالى منهل هم واردوه حّتتتى إذا كشتتف ا ّ
جلبيب غفلتهم ،استقبلوا مدبرا و استدبروا مقبل ،فلم ينتفعوا بما أدركوا متتن امنّيتهتتم ،
و ل بما نالوا من طلبتهم ،و ل ما قضوا من وطرهم ،و صار ذلك عليهم و بالفصاروا
يهربون مّما كانوا يطلبون .
ل الذي ل ينفع غيره فلينتفع بتقيتتة » بنفستته و إّنى احّذركم هذه المنزلة ،و آمركم بتقوى ا ّ
ن البصتتير متتن ستتمع و تفّكتتر و نظتتر
ن ضتتميره ،فتتا ّ
خ ل « إن كان صادقا علتتى متتا يحت ّ
صرعة في الهوى ، فأبصر ،و انتفع بالعبر ،و سلك جددا واضحا يتجّنب فيه ال ّ
] [ 197
ق أو تحريتتف
ستتف فتتي ح ت ّ
و يتنّكب طريق العمى ،و ل يعين على فساد نفسه الغوات بتع ّ
ل ،الحديث .
ل با ّ
في نطق أو تغيير في صدق ،و ل قّوة إ ّ
ل أخذ من شيعتنا الميثاق كما أخذ على بني آدم ألست بربكم فمتتن نا ّ
و في حديث الئمة إ ّ
ل له بالجّنة .
و في لنا و في ا ّ
ل ستتبحانه و متتواثيقه ن متعّلق الوفاء أعّم من عهود ا ّ و قد ظهر لك مّما ذكرناه و رويناه أ ّ
الّتي أختتذها متتن العبتتاد ،و متتن عهتتود الّنتتاس و شتتروط بعضتتهم متتع بعتتض و متتواثيقهم
شرعية ،و الولى عامة لصول العقايد من الّتوحيد و الّنبوة و الولية الموافقة للقوانين ال ّ
سنة النبياء و الّرسل و الكتب المنزلة ، حيث أخذ ميثاق الّناس عليها في عالم الّذّر ،و بال ّ
و الفروع العقايد من العبادات البدنية و الواجبات العمليتتة ،و الثانيتتة شتتاملة للعقتتود التتتي
صلح و الجارة و نحوها ،و للعهود و العدات المجّردة عن يتعاقدونها بينهم من البيع و ال ّ
العقد .
و ثمرة الوفاء بالولى الترّقى الى مدارج الكمال و اليقين و الطيتتران فتتي حظيتترة القتتدس
مع الولياء المقّربين ،و ثمرة الوفاء بالفروع البدنّية النجتتاة متتن الجحيتتم و الخلص متتن
العذاب الليم ،و نتيجة الوفاء بالعقود المعقودة استتتكمال الّنظتتام و حصتتول النتظتتام ،و
بالعهود المجّردة اقتاء الفضايل و اجتناب الّرذايل .
يعني أّنه إذا كان بينهما عهتد و مشتارطة فغتدر أحتدهما و ختالف شترطه فيجتوز للختر
نقض العهد أيضا ،و ل يجب له الوفاء بل يكون وفائه في حّقه غدرا قبيحا ،
-----------
تتت تتتتتت ت) ( 1تتت تت تتتتت ت ت تتت ت تت ت
تتت ت ت .
تتتتت تتتت تت تتتت تتتت
] [ 198
حترامِجِد اْل َ
ست ِ
عْنتَد اْلَم ْ
ن عاَهتْدُتْم ِل اّلتذي َ
سوِله ِإ ّ
عْنَد َر ُ
لو ِ
عْنَد ا ِّ
عْهٌد ِ
ن َ
شِركي َ ن ِلْلُم ْ
ف َيُكو ُ
َكْي َ
لتت و
سَتقيُموا َلُهْم فيكون الوفاء مع مخالفة الطرف الخر مخالفا لمر ا ّ سَتقاُموا َلُكْم َفا ْ
َفَما ا ْ
لت و
لحكمه الذي كان يجب عليه امتثاله و اللتزام به ،فيكون ذلك الوفاء غدرا في حكم ا ّ
ق الثنتتاء الجميتتل و ل فيستح ّ ل و وفاء بحكم ا ّ يتّرتب عليه أثره ،و الغدر له امتثال لمر ا ّ
الجر الجزيل ،و يحتمل أن يكتون المتراد أّنته يتتّرتب علتى المتوفى إثتم الغتادر و علتى
الغادر أجر الموفي ،
ل العالم .
وا ّ
ععععععع
از جمله خطب آن حضرتست در مدح وفا و ذّم غدر ميفرمايد :
بدرستى كه وفا نمودن بعهد همزاد راستى و درستى استتت ،و نميتتدانم هيتتچ ستتپرى كتته
نگاه دارندهتر باشد از اين خصلت ،و غتتدر نمىكنتتد كستتى كتته دانتتد كتته چگتتونه استتت
بازگشت بخدا ،و بتحقيق كه صباح كردهايم در زمانى كه أخذ نمودهانتد بيشتترين أهتل
آن زمان بى وفائى را كياست و زيركى ،و نستبت داده أهتل جهتتالت جمتاعت غتتدار را
در آن روزگتار بته نيكتوئى حيلتت و فراستت ،چيستت اينجمتاعت را ختدا دور گردانتد
ايشتتان را از رحمتتت ختتود در هتتر دو جهتتان بدرستتتى كتته مىبينتتد متتردى كتته صتتاحب
بصيرتست در تحويل امور و تقليب آنها و در استنباط وجوه مصتتالح ظتتاهر حيلتته را و
حال آنكه نزد آن حيله مانعى است از امر خدا و نهى او ،پس ترك مى كنتتد آن حيلتته را
در حتتال ديتتدن آن بچشتتم بعتتد از قتتدرت او بتتر آن بجهتتت ختتوف از عقتتاب خداونتتد ،و
غنيمت ميشمارد مجال آن را كسى كه صاحب پرهيز از گناه نيست در دين .
] [ 199
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
ن أخوف ما أخاف عليكم إثنتان :اّتباع الهتوى ،و طتول المتل ،فأّمتا اّتبتاع أّيها الّناس إ ّ
ن التّدنيا قتتد وّلتتت
ق ،و أّمتتا طتتول المتتل فينستتى الختترة ،أل و إ ّ
الهوي فيصّد عتتن الحت ّ
ن الخرة قد أقبلت ل صبابة كصبابة الناء إصطّبها صاّبها ،أل و إ ّ حّذاء ،فلم يبق منها إ ّ
ل منهما بنون ،فكونوا من أبناء الخرة ،و ل تكونوا من أبناء الّدنيا ، ،و لك ّ
ععععع
سريعة و من الناس من يتتروى ج تّذاء بتتالجيم و قال السّيد ) ره ( قوله ) :حّذاء ( الحّذاء ال ّ
صاد المهملة بقية الماء في صبابة ( بضّم ال ّ
الذال اى انقطع خيرها و دّرها انتهى 1و ) ال ّ
ب و هو الراقة . ص ّالناء و ) الصطباب ( افتعال من ال ّ
ععععععع
-----------
تتت تتتت تت ت تت تتت تتتتتت ت ت ت ت ) (1ت ت
تتتتتتت تتتت تتت تتت تتت تتتتت ت تتت تتت
تتتت تتتت ت تت تتت تت تتت تت ت تتت ت تتتتت
تت ت ت تت ت تت تتت ت ت تتتت ت تتتت ت ت تت
تتتتتت .
] [ 200
عععععع
ن مقصوده بهذه الخطبة الّنهى عن اّتباع الهوى و المنع من طول المل في التتّدنيا ،
اعلم أ ّ
فاّنهما من أعظم الموبقات و أشّد المهلكات كما قال سبحانه :
ف َمقتتاَم َرّبتِه و
ن ختتا َي اْلَمْأوى ،و َأّمتتا َمت ْ
جحيَم ِه َن اْل َ
حيوَة الّدْنيا َفِإ ّ طغى و آَثَر اْل َ
ن ََفَأّما َم ْ
لت وي اْلَمتْأوى يعنتتى متتن تجتتاوز الحتّد التتذي حتّده ا ّ جّنتَة ِهت َ ن اْل َ
ن اْلَهوى َفِإ ّ عِ
س َ
َنَهى الّنْف َ
ن الّنار منزلها و مأواها ضل الّدنيا على الخرة و اختارها عليها :فا ّ ارتكب المعاصي و ف ّ
،و أّما من خاف مقام مسألة رّبه فيما يجب عليه فعله أو تركه ،و نهى نفسه عن الحتترام
ن الجّنة مقّره و مثواه و لكونهما من أعظم المهلكات كان ختتوفه الذي تهويه و تشتهيه ،فا ّ
ن أخوف ما أخاف ( ه ) عليكم سلم ) أيها الّناس إ ّ منهما أشّد كما أشار إليهما بقوله عليه ال ّ
ستتوءاثنتان ( اى خصلتان إحداهما ) اّتباع الهوى ( و المراد به هو ميل الّنفس المارة بال ّ
شريعة .الى مقتضى طباعها من الّلذات الّدنيوية إلى حّد الخروج عن قصد ال ّ
] [ 201
و العيان التي تحصل منها هذه الخمسة سبعة جمعها قوله سبحانه :
ضتتِة و
ب َو اْلِف ّ
ن الّذَه ِ
طَرِة ِم َ
ن الّنساِء و اْلَبنين و اْلَقناطيِر اْلُمَقْن َت ِم َ
شَهوا ِ ب ال ّ
ح ّن ِللّناس ُ ُزّي َ
ن اْلَمتتآبِ ) و (ست ُ
حْعْنَدُه ُ
ل ِ حيوِة الّدْنيا و ا ّ ع اْل َ
ك َمتا ُ
ث ذِل َ
حْر ِ
لْنعاِم و اْل َ
سّوَمِة و ا َْ
ل اْلُم َ
خْي ِ
اْل َ
الخصتتلة الثانيتتة ) طتتول المتتل ( و المتتراد بالمتتل تعّلتتق الّنفتتس بحصتتول محبتتوب فتتي
ن المل كثيرا ما يستعمل فيما يستتتبعد حصتتوله المستقبل ،و يرادفه الطمع و الّرجاء إل أ ّ
و الطمع فيما قرب حصوله و الّرجاء بين المل و الطمع و طول المل عبارة عتتن توقتتع
امور دنيوية يستدعى حصولها مهلة في الجل و فسحة من الزمان المستقبل .
سلم بعد تحذيره عن اتباع الهوى و طول المل أشار إلى ما يتّرتب عليهمتتا ثّم إّنه عليه ال ّ
ق(و من المفاسد الّدينية و المضار الخروّية فقال ) :أّمتتا اّتبتتاع الهتتوى فيصتّد عتتن الحت ّ
ن اّتباع الهوى يتتوجب صتترف الّنظتتر إلتتى الشتتهوات الّدنيويتتة و قصتتر الهّمتتة فتتي ذلك ل ّ
ن حّبتتك للشتتيء ق و هتتو واضتتح ،ل ّ اللتتذات الفانيتتة و هتتو مستتتلزم للعتتراض عتتن الح ت ّ
صارفك عّما وراه و شاغلك عّما عداه .
خر ذلك
و إن خطر بخاطره الموت و الّتوبة و القبال على العمال الخروّية أ ّ
] [ 202
من يوم إلى يوم ،و من شهر إلى شهر و من عام إلى عام و قال إلتتى أن اكتهتتل و يتتزول
ن الشباب ،فاذا اكتهل قال إلى أن أصير شيخا ،فاذا شاخ قال إلى أن ات تّم هتتذه ال تّدار و سّ
سفر و هكذا يسّوف التوبة كّلما فرغ متن شتغل ازّوج ولدي فلنا و إلى أن أعود من هذا ال ّ
عرض له شغل آخر بتتل اشتتغال حّتتتى يختطفتته المتتوت و هتتو غافتتل عنتته غيتتر مستتتعّدله
مستغرق القلب في امور الّدنيا ،فتطتول فتتي الخترة حستترته و تكتتثر نتتدامته و ذلتتك هتتو
الخسران المبين .
ق و طتتول المتتل منستتيا للختترة ثّم إّنه بعد الشارة إلى كون اّتباع الهوى صاّدا عتتن الحت ّ
أردف ذلك بالتنبيه على سرعة زوال الّدنيا و فنائهتتا كتتى يتنّبتته الغافتتل عتتن نتتوم الغفلتتة و
ن التّدنيا قتتد وّلتتت
يعرف عدم قابليتها لن يطال المل فيهتتا أو يّتبتتع الهتتوى فقتتال ) أل و إ ّ
ل شخص ) فلم يبتتق منهتتا ( بالّنستتبة إليتته ) إ ّ
ل حّذاء ( أى أدبرت سريعة لكونها مفارقة لك ّ
صبابة كصبابة النآء اصطّبها صاّبها ( اطلق الصبابة استعارة لبقّيتها القليلة ،
ن الخرة قتتد أقبلتتت ( إشتتارة
و القّلة هى الجامع بين المستعار منه و المستعار له ) أل و إ ّ
إلى سرعة لحوق الخرة ،إذا إدبار العمر مستلزم لقبال الموت الذي هو آخر أيام التتّدنيا
و أّول أّيام الخرة .
ن المؤكدة و حرف الّتنبيه و قد الّتحقيقية ،من أجل تنزيل العالم منزلة الجاهل و التيان با ّ
فكان المخاطبين لغفلتهم عن اقبالها حيث لم يتّزودوا لها و لم يّتخذوا لهتتا ذخيتترة جتتاهلون
ل منهمابنون ( شتّبه ال تّدنيا و الختترة بتتالب أو الّم و أهلهتتا سلم ) و لك ّ له و قوله عليه ال ّ
بالبناء و الولد إشارة إلى فرط ميل أهل الّدنيا إلى دنيتاهم و أهتل الختترة إلتى آخرتهتم
فهم من فرط المحبتتة إليهمتتا بمنزلتتة البتتن إلتتى أبتتويه ،و همتتا متتن حيتتث تهّيتتة الستتباب
صارفين نظرهما إلى تربية الولد . لهلهما بمنزلة البوين ال ّ
] [ 203
و لهم فيها ما تشتهى أنفسهم و لهم ما يّدعون نزل من غفور رحيم .
ن نفوسهم لما كانت مستتتغرقة فتتي محّبتهتتا و ناستتية لطتترف الختترة و و أما أبناء الّدنيا فا ّ
معرضة عنها ،ل جرم كانت يوم القيامة مغمتتورة فتتي محّبتتة الباطتتل ،مغلولتتة بسلستتل
الهيئات البدنية و الملكات الّردّية ،فهي لتعّلقها بمحبة الّدنيا حيث ل يتمّكتتن متتن محبوبهتتا
ل معتته ،ثتّم حيتتل بينتته و
ل هتتو و ل انتتس إ ّ
ل بوالده و ل ألف له إ ّ
بمنزلة ولد ل تعّلق له إ ّ
بينه مع شّدة تعّلقه به و شوقه إليه ،و اخذ إلى ضيق السجان و بتتدل بتتالعّز الهتتوان فهتتو
في أشّد وله و هّم و أعظم حسرة و غّم .
و أّما أبناء الخرة ففي حضانة أبيهم و نعيمه قد زال عنهم بتتؤس الغربتتة و شتتقاء اليتتتم و
سوء الحضن فمن الواجب إذا تعرف احوال الوالدين و اتباع اثرهمتتا و ادومهمتتا شتتفقة و
ل الخرة و ليكن ذو العقل من أبناء الخرة و ليكن برا بوالده أعظمهما بركة ،و ما هى ا ّ
ن اليتتوم عمتتل و ل حستتاب ( أراد بتتاليوم متّدة متوصل إليه بأقوى السباب و أمتنها ) و ا ّ
ن التكليف إّنمتتا هتتو فتتي هتتذا اليتتوم و العمتتل بتته و
ن هذا اليوم يوم عمل ،ل ّالحياة يعنى أ ّ
المتثال له إّنما يكون فيه ) و غدا حستتاب و ل عمتتل ( أراد بالغتتد متتا بعتتد المتتوت و هتتو
لزم للعاقل أن يبادر إلى وقت الحساب و ل عمل فيه لنقطاع زمان التكليف فعلى هذا فال ّ
العمل الذي به يكون من أبناء الخرة فتتي وقتتت امكتتانه قبتتل مجيء الغتتد التتذي هتتو وقتتت
ى التوفيق .
ل ول ّ
الحساب دون العمل ،و ا ّ
ععععع
ن طول المل من أعظم الموبقات حسبما مّرت إليه الشارة ،و كفى في ذلتتك قتتولهاعلم أ ّ
سبحانه :
ستْوفَ
ل َف َ
لَم ت ُ
ن َ ،فَذْرُهْم َيْأُكُلوا و َيَتَمّتُعتتوا و ُيْلِهِه تُم ا َْ
سِلمي َ
ن َكَفُروا َلْو كاُنوا ُم ْ
ُرَبما َيَوّد اّلذي َ
ن ايثار الّتنّعم و الّتلّذذ الذي هو من شئونات اّتباع الهوى و ما ن فنّبه سبحانه على أ ّ َيْعَلُمو َ
] [ 204
و أّما الخبار في ذّمه و الّتحذير منه و بيان متا يتتّرتب عليته متن المفاستد فهتو فتوق حتّد
الحصاء .
فمن ذلك ما ورد في الحديث القدسي :يا موسى ل تطول في الّدنيا أملك فيقسو لذلك قلبك
و قاسي القلب مّنى بعيد .
سلم :
ى عليه ال ّ
و في الّديوان المنسوب إلى عل ّ
] [ 205
ن مضار طول المل و مفاسده غير خفّية على من تنّور قلبه بنور العرفتتان ، و بالجملة فا ّ
سلم إليه بقتتوله :و أّمتتا طتتول المتتل
ل نسيان الخرة الذى أشار عليه ال ّ و لو لم يكن فيه إ ّ
فينسى الخرة لكفى ،فكيف بمفاستتد متجتتاوزة عتتن حتّد الحصتتاء ،و قاصتترة عتتن طت ّ
ى
ل من طول المل في الّدنيا و من طتتول الحستتاب فتتي مسافتها قدم الستقصاء ،عصمنا ا ّ
ل شيء قدير و بالجابة حقيق و جدير . الخرة بمحمد و آله أعلم الهدى إّنه على ك ّ
ععععع
ن هذه الخطبة مروّية في البحار و غيره مسندة بعدة طرق و اختلف يسير أحببتتتاعلم أ ّ
الشارة إليها .
فأقول :في البحار من مجالس المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيتته عتتن الصتتفار عتتن ابتتن
معروف عن ابن مهزيار عن عاصم عن فضيل الّرسال عن يحيتتى بتتن عقيتتل قتتال :قتتال
سلم :إّنما أخاف عليكم اثنتين اّتباع الهوى و طول المل فأّمتتا اّتبتتاع الهتتوىي عليه ال ّ
عل ّ
ق ،و أّما طول المل فينسى الختترة ،ارتحلتتت الختترة مقبلتتة و ارتحلتتت فيصّد عن الح ّ
ل بنون فكونوا من بني الخرة و ل تكونوا من بني الّدنيا ،اليوم عمتتل الّدنيا مدبرة ،و لك ّ
و ل حساب و غدا حساب و ل عمل .
و في بعض مؤّلفات أصحابنا من المجالس و المالى عن المفيد عن الجعتتابي عتتن محّمتتد
بن الوليد عن عنبر بن محّمد عن شعبة عن مسلمة عتتن أبتتي الطفيتتل قتتال :ستتمعت أميتتر
ن أخوف ما أخاف عليكم طول المل و اّتباع الهوى ،فأّمتتا سلم يقول :إ ّ المؤمنين عليه ال ّ
ن الّدنيا قد تتتوّلت
ق ،أل و إ ّ
طول المل فينسى الخرة ،و أّما اّتباع الهوى فيصّد عن الح ّ
ل واحدة منهما بنون ،فكونوا من أبناء الخرة ن الخرة قد أقبلت مقبلة ،و لك ّ مدبرة ،و ا ّ
ن اليوم عمل و ل حساب و ل تكونوا من أبناء الّدنيا فا ّ
] [ 206
ن علّيا قدم من البصتترة فتتي غتترة شتتهرو في شرح المعتزلي من كتاب نصر بن مزاحم أ ّ
ت و ثلثين إلى الكوفة و أقام بها سبعة عشر شهرا يجرى الكتب بينتته و رجب من سنة س ّ
بين معاوية و عمرو بن العاص حّتى صار إلى الشام .
قال نصر و قد روى من طريق أبي الكنود و غيره أّنتته قتتدم الكوفتتة بعتتد وقعتتة الجمتتل ل
ت و ثلثين ،فتتدخل الكوفتتة و معتته أشتتراف ثنتى عشرة ليلة خلت من شهر رجب سنة س ّ
الّناس من أهل البصرة و غيرهم فاستقبل أهل الكوفة و فيه قّرائهتتم و أشتترافهم فتتدعوا لتته
ستلم :و لكّنتتىبالبركة و قالوا يا أمير المؤمنين أيتن تنتزل أتنتتزل القصتتر ؟ قتال عليته ال ّ
أنزل الرهبة ،فنزلها و أقبل حّتى دخل المسجد العظتتم فصتّلى فيتته ركعتتتين ،ثتّم صتتعد
ل و أثنى عليه و صّلى على رسوله ثّم قال : المنبر فحمد ا ّ
لت ، ق فأجبتم و بدأتم بالمنكر فغّيرتم ،أل إنّ فضتتلكم فيمتتا بينكتتم و بيتتن ا ّ دعوتكم إلى الح ّ
فأّما الحكام و القسم فأنتم أستتوة غيركتتم مّمتتن أجتتابكم ،و دختتل فيمتتا دخلتتتم فيتته ،أل إ ّ
ن
ق ،و أّمتتاأخوف ما عليكم اّتباع الهوى و طول المتتل أّمتتا اّتبتتاع الهتتوى فيصتّد عتتن الحت ّ
ن الختترة قتتد ترحلتتت ن التّدنيا قتتد رحلتتت متتدبرة ،و إ ّ
طول المل فينستتى الختترة ،أل إ ّ
ل واحدة منهما بنون ،فكونوا من أبنتتاء الختترة ،اليتتوم عمتتل و ل حستتاب و مقبلة ،و لك ّ
غدا حساب و ل عمل .
ل تعتتالى
و يأتى روايتها بسند آخر في شرح الخطبة المأتين و الّرابعة و العشرين إنشاء ا ّ
باختلف و زيادة كثيرة .
ععععععع
از جمله خطب آن حضرتست در تنفير مردمان از اتباع هوى و طول أمل باين وجه كه
ميفرمايد :
] [ 207
ق و أمتتاامور دنيويه ،پس أما متتتابعت هتتواى نفتتس پتتس بتتاز ميتتدارد بنتتده را از راه حت ّ
درازى اميد پس فراموش مىگرداند آخرت را آكاه باشيد كتته دنيتتاى فتتانى رو گردانيتتده
است در حالتى كه شتابان است يا در حالتى كه مقطتتوع المنفعتتة استتت ،آگتتاه باشتتيد كتته
آخرت رو آورده است و متتر هتتر يكتتى را از دنيتتا و آختترت پسرانستتت ،پتتس باشتتيد از
فرزندان آن جهان تا داخلشويد در بهشت جاويدان ،و نباشيد از فرزندان ايتتن جهتتان تتتا
معذب شويد بعذاب نيران ،پس بدرستى كه هر فرزند ملحق ميشود به پدر خود فتترداى
قيامت ،و بدرستى امروز كه روز زندگانيست روز عملست و حساب نيستتت ،و فتتردا
روز حسابست و عمل نيست ،پس لزم است كه امتتروز كتته روز عملستتت فرصتتت را
غنيمت شتتمرده و در عمتتل كوشتتيد تتا فتتردا كتته روز حسابستتت فتارغ البتتال از كتتوثر و
سلسبيل آب نوشيد ،و از سندس و استبرق لباس پوشيد ،
ل العالم .
وا ّ
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
و هو الثالث و الربعون من المختتار فتي بتاب الخطتب و قتد أشتار عليته » إليته خ ل «
ل البجلي :
شام بعد ارساله إلى معاوية لجرير بن عبد ا ّ
أصحابه بالستعداد لحرب أهل ال ّ
شام ،
شام و جرير عندهم إغلق لل ّ
ن استعدادي لحرب أهل ال ّ
إّ
] [ 208
ل عليه و آله ) بما أنزل على محّمد خ ل القتال أو الكفر بما جآء محّمد صّلى ا ّ
فلم أر فيه إ ّ
ل ( إّنه قد كان على الّمة وال أحدث أحداثا و أوجد الّناس مقال فقالوا ثّم نقموا فغّيروا
ععععع
ععععععع
لم ،
لم في قول الرضى لجرير زايدة للتقوية و في بعض الّنسخ بدون ال ّ
ال ّ
ضمير كأّنه راجع في الحقيقة إلى المسؤول عنه بستتوال ي :و هذا ال ّ قال نجم الئمة الّرض ّ
مقّدر ،تقول هو المير مقبل كأنه سمع ضوضاة و جلبة فاستبهم المر فسأل ما الشتتأن و
شتتأن هتتذا ،فلمتتا كتتان المعتتود إليتته التتذي تضتتمنه
صة ؟ فقلت هو الميتتر مقبتتل ،أى ال ّ
الق ّ
ضمير الذى يتعقبه بل فصل ، سؤال غير ظاهر قبل اكتفى في الّتفسير بخبر هذا ال ّ ال ّ
] [ 209
لمجّرد الّتفسير ،بل هى كساير أخبار المبتدءات ،لكن سّميت تفسيرا لما قررته ،
عععععع
-----------
) ( 1تت ت تتت ت ت ت تتتتت تت ت ت ت تتتت تتت ت
تتتتتتت تتت .
] [ 210
قال بعض المحّققين : 1الّتوءدة صفة نفسانية متتن فتتروع ملكتتة الّتوستتط و العتتتدال فتتي
ن الّتسّرع الذي هو ضّدها و هو الشتياط من فروع القّوة الغضبّية يعني هيئة الوقار كما أ ّ
الفراط فيها .
سكون و الحلم الذين و توضيحه ما قاله بعض 2شّراح الكافي حيث قال :التوءدة تابعة لل ّ
سكون فلّنتتهن حصولها يتوّقف عليهما أّما على ال ّ من أنواع العتدال في القّوة الغضبّية فا ّ
عبارة عن نقل الّنفس و عدم خّفتها في الخصومات ،و أّما على الحلتتم فلّنتته عبتتارة عتتن
الطمأنينة الحاصلة للّنفس باعتبار ثقلها و عدم خّفتها بحيث ل يحّركها الغضب بستترعة و
صفتان أمكن لها الّتأّني و التثّبت و عدم العجلتتة فتتي
سهولة ،و إذا حصلت للّنفس هاتان ال ّ
شتم إلى غير ذلك من أنواع المؤاخذة . ضرب و ال ّالبطش و ال ّ
و كيف كان فلّمتا أجتابهم بكتون صتلح المتر فتي النتاة عّقبته بتالمر بملزمتهتا بقتوله
ن الّرفق و المداراة الذين هما معنتتى الرواد ل زمتتان للتثّبتتت و النتتاة ،و ) فأرودوا ( فا ّ
صواب في الناة مطلقا استدرك ذلك بقوله ) و ل اكره لّما كان ظاهر كلمه مفيدا لكون ال ّ
شتتارح المعتتتزلي :و ل تنتتاقض بينتته و بيتتن نهيتته لهتتم ستتابقا عتتن
لكتتم العتتداد ( قتتال ال ّ
الستعداد ،لّنه كره منهم إظهار الستعداد و الجهر بتته و لتتم يكتتره العتتداد فتتي الستّر و
سلم نّبه بذلك على أّنه على وجه الكتمان و الخفاء ،و قال الشارح البحراني :إّنه عليه ال ّ
ينبغي لهم أن يكونوا على يقظة من هذا المر حّتى يكونوا حال إشارته إليهم قريتتبين متتن
الستعداد .
ن قوله ) و لقد ضربت أنف هذا المر و عينتته و قّلبتتت ظهتتره و و قال البحراني أيضا :إ ّ
بطنه ( استعارة على سبيل الكناية فاّنه استعار لفظ العين و النف و الظهر و البطن اللتي
شتتام لتته ،و كّنتتى
حقايق في الحيوان ،لحاله مع معاوية في أمر الخلفتتة و خلف أهتتل ال ّ
بالعين و النف عن المهّم من هذا المر و خالصه ،فانّ العين و النف
-----------
) ( 1تتت تتتت تت تتت تتتت تتتتتت ت تتت .
-----------
) ( 2تتت ت تتت تتتتتت تتتتت ت ت ت تت تت تت
تتتتتت ت تتت .
] [ 211
و كّنى بلفظ الظهر و البطن لظاهر هذا المر و باطنه و وجوه الّرأى فيتته و لفتتظ التقليتتب
لتصفح تلك الوجوه و عرضها على العقل واحدا واحدا .
ل القتال أو صل له بعد الّتروي و التفّكر و الّتقليب بقوله ) :فلم أر فيه إ ّثّم أشار إلى ما تح ّ
ن الكفتتر فتتي حّقتته عليتته
ل عليه و آله ( و من المعلوم أ ّ الكفر بما جاء ( به ) محّمد صّلى ا ّ
لت و متتنسلم محال فتعّين القتال ،و وجه انحصار المر فيهما أّنه كتتان متتأمورا متتن ا ّ ال ّ
رسوله بقتال الّناكثين و القاسطين و المتتارقين ،فكتتان أمتتره دائرا بيتتن المقاتلتتة و الجهتتاد
امتثال للمر و الّترك و المنابذة كفرا و عصيانا ،و رّبمتتا يستّمى تتترك بعتتض الواجبتتات
بالكفر حسبما مّر تفصيل في شرح آخر فقرات الخطبة الولتتى أعنتتى قتتوله :و متتن كفتتر
ل علتتى كتتونه متتأمورا بقتتتال هتتؤلء متتا رواه فتتي ي عن العالمين ،فتذّكر و يد ّ ل غن ّ
نا ّ
فا ّ
شيخ باسناده عن مجاهد عن ابن عّباس قال لّما نزلت : البحار من أمالي ال ّ
ن العمالقتتة
ل عليتته و آلتته :لجاهتتد ّ
ي صّلى ا ّ
ن قال النب ّ
ي جاِهِد اْلُكّفار َو اْلُمناِفقي َ
يا َأّيَها الّنب ّ
يعني الكّفار و المنافقين ،فأتاه جبرئيل قال :
ل محّمدا بخمسة أسياف ثلثة منها شاهرة ،و سيف منها مكفتتوف ،و ستتيف قال :بعث ا ّ
سيف المكفوف فسيف على أهل البغى و التأويل ،سله إلى غيرنا ثّم قال :و أّما ال ّ
ل تعالى :
قال ا ّ
] [ 212
لت لتو
ي ثلثتا ،و هتذه الّرابعتة ،و ا ّفقال :عّمار بن ياسر :قتاتلت بهتذه الّرايتة متع الّنتب ّ
ق و أّنهتتم علتتى الباطتتل و متتن
سعفات من هجر لعلمنا أّنا على الحت ّ زحفوا حّتى بلغوا بنا ال ّ
ستتلم :
ي عليتته ال ّ
العيون باسناد الّتميمي عن الّرضا عن آبائه عليهم السلم ،قال :قال عل ّ
ل بتتن
أمرت بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين و من رجال الّنجاشي مسندا عن عبد ا ّ
ل بن أبي رافع ،عن أبيه ، عبيد ا ّ
ل و هو نائم أو يوحى إليه و إذا حّية في جتتانب التتبيت عن أبي رافع قال :دخلت رسول ا ّ
فكرهت أن أقتلها فاوقظه ،فاضطجعت بينه و بين الحّية حّتى ان كتتان منهتتا ستتوء يكتتون
لي دونه ،فاستيقظ و هو يتلو هذه الية :
] [ 213
قلت :و ما الهجر الّثلث ؟ قال :هاجرت مع جعفر بن أبيطالب إلى أرض الحبشة ،
ي بتتن
ل عليه و آله إلى المدينة ،و هتتذه الهجتترة متتع علت ّل صّلى ا ّ
و هاجرت مع رسول ا ّ
سلم فرجع أبو رافتتع إلتتى ي عليه ال ّي حّتى استشهد عل ّأبيطالب إلى الكوفة فلم يزل مع عل ّ
ي بنصتتفين و أعطتتاه سم لتته الحستتن دار علت ّالمدينة مع الحسن ل دار له بها و ل أرض فق ّ
ل بن رافع متتن معاويتتة بمتتأة ألتتف و ستتبعين ألفتتا و
سنخ أرض اقطعه إّياها فباعها عبيد ا ّ
صة و العاّمة كثيرة ،و فيما ذكرناه كفاية .الخبار في هذا المعنى من طريق الخا ّ
سلم بعد الشارة إلى مصير مآل أمتتره متتع معاويتتة إلتتى القتتتال ،نّبتته علتتى ثّم إّنه عليه ال ّ
بطلن ما نسبه إليه معاوية و جعله عذرا لمخالفته و سببا لعصيانه له ،و هو الطلتتب بتتدم
عثمان و تهمته له بذلك فقال ) :اّنه كان على المة وال ( و هو عثمان بن عفان ) أحدث
( في الّدين ) احتتداثا ( و أبتتدع بتتدعا ) و أوجتتد الّنتتاس مقتتال ( أى أبتتدى لهتتم طريقتتا إليتته
باحداثه ) فقالوا ( في حّقه و أكثروا القول في أحتتداثه ) ث تّم نقمتتوا فغّيتتروا ( أى أنكتتروا و
عتبوا و طعنوا عليه فغّيروه و أزالوه و ينبغى تذييل المقام بامرين :
ععععع
شارح المعتزلي قد ذكر في شرح هذا الكلم حال أمير المؤمنين منذ قدم الكوفتتة ن ال ّ
اعلم أ ّ
خصتتا مّمتتا رواه
بعد وقعة الجمل إلى أن سار إلى صّفين ،و قتتد أردت أن اذكتتر طرفتتا مل ّ
مّما له ارتباط بالمقام و فيتته توضتيح للمتترام باستتقاط الّزوايتد المستتغني عنهتتا حتذرا متتن
ل فأقول :
الطناب المم ّ
ن علّيا حين قدم من البصتترة إلتتى الكوفتتة صفين لنصر بن مزاحم أ ّ شرح من كتاب ال ّ في ال ّ
لت البجلتتي و كتتانبعد انقضاء أمر الجمل كاتب إلى العّمتتال فكتتتب إلتتى جريتتر بتتن عبتتد ا ّ
عامل لعثمان على ثغر همدان كتابا مع زجر بن قيس ،فلّما قرء جرير الكتاب قام فقال :
أّيها الّناس هذا كتاب أمير المؤمنين و هو المأمون على الّدين و الّدنيا و قد كان متتن أمتتره
ل عليه ،و قد بايعه الّناس الّولتتون متتن المهتتاجرين و النصتتار و و أمر عدّوه ما يحمد ا ّ
الّتابعين باحسان ،و لو جعل هذا المر شورى بين المسلمين
] [ 214
ن علّيا حتتاملكم علتتىن البقاء في الجماعة و الفناء في الفرقة ،و إ ّ كان أحّقهم بها ،أل و إ ّ
ق ما استقمتم ،فان ملتم أقام ميلكتتم ،فقتتال الّنتتاس :ستتمعا و طاعتتة رضتتينا رضتتينا ،الح ّ
ي جواب كتابه بالطاعتتة قتتال نصتتر :و أقبتتل جريتتر ستتايرا متتن ثغتتر نكتب جرير إلى عل ّ
ي الكوفة ،همدان حّتى ورد على عل ّ
ي أن يبعتتث إلتتىفبايعه و دخل فيما دخل فيه الّناس في طاعته و لزوم أمره ،فلّما أراد عل ّ
معاوية رسول قال له جرير :ابعثني يا أمير المؤمنين إليه فأدعوه على أن يسّلم لك المر
شتتام إلتتى طاعتتتك
ق على أن يكون أميرا متتن امتترائك و أدعتتو أهتتل ال ّ و يجامعك على الح ّ
ستتلم الشتتتر :فجّلهم قومي و أهل بلدي ،و قد رجوت أن ل يعصوني ،فقال له عليه ال ّ
سلم :ن هواه هواهم و نيته نّيتهم ،فقال له عليه ال ّ ل إّني لظ ّ
ل تبعثه و ل تصّدقه فو ا ّ
ن حتولي متن ي و قال له حين أراد أن يبعثته إ ّ دعه حّتى ننظر ما يرجع به إلينا ،فبعثه عل ّ
لت
ل من أهل الّرأى و الّدين من قد رأيت و قتتد اخترتتتك لقتتول رستتول ا ّ أصحاب رسول ا ّ
ن فيك من خير ذى يمن ائت معاوية بكتابي فان دخل فيما دخل فيتته ل عليه و آله إ ّ
صّلى ا ّ
ن العاّمتتة ل ترضتتى بتته
ل فانبذ إليه و اعلمه أّني ل أرضتتى بتته أميتترا ،و إ ّ المسلمون و إ ّ
خليفة .
لت ،و أثنتتى عليتته و شام و نزل بمعاوية ،فلّما دخل عليه حمد ا ّ فانطلق جرير حّتى أنى ال ّ
قال :أّما بعد يا معاوية فاّنه قد اجتمع لبن عّمك أهل الحرميتتن و أهتتل المصتترين و أهتتل
الحجاز و أهل اليمن و أهل العروض ،و العروض عمان ،و أهل البحرين و اليمامة فلم
ل هذه الحصون التي أنت فيها لو ستتال عليهتتا ستتيل متتن أوديتتته غرقهتتا و قتتد أتيتتتك يبق إ ّ
ى و يتتأتي أدعوك إلى ما يرشدك و يهديك إلى مبايعة هذا الّرجتتل ،و دفتتع إليته كتتاب علت ّ
لت فلّمتتا قتترء
ستتلم فتتي الكتتتاب إنشتاء ا ّ
ذكر هذا الكتاب في باب المختار من كتبه عليتته ال ّ
ن أمر عثمتتان قتتد أعيتتى متتن ل و أثنى عليه ثّم قال ،أّيها الّناس إ ّ
الكتاب قام جرير فحمد ا ّ
ن الّناس بايعوا علّيا غيتر واتتر و ل موتتور ،و كتان شهده فما ظنكم بمن غاب عنه ،و إ ّ
ن هتتذا التّدين ل يحتمتل طلحة و زبير مّمن بتايعه ثتّم نكثتا بيعتتته علتتى غيتتر حتدث أل و إ ّ
سيف ،و قد كانت بالبصرة ن العرب ل يحتمل ال ّ الفتن ،أل و ا ّ
] [ 215
أمس ملحمة إن يشفع البلء بمثلها فل بقاء للّناس ،و قد بايعت العاّمة علّيتتا و لتتو ملكنتتا و
ل امورنا لم نختر لها غيره و من خالف هذا استتتعتب فادختتل يتتا معاويتتة فيمتتا دختتل فيتتها ّ
الّناس .
ل ديتتن و كتتان لك تلّ
ن هذا قول لو جاز لم يقم ّ فان قلت استعملنى عثمان ثّم لم يعزلنى ،فا ّ
ق الّول و جعتتل المتتور موطتتاة و ل جعل للخر من الولة ح ّ امرء ما في يديه ،و لكن ا ّ
شتتام ،
حقوقا ينسخ بعضتتها بعضتتا ،فقتتال معاويتتة انظتتر و ننظتتر و استتتطلع رأى أهتتل ال ّ
صلة جامعة فلّما اجتمع الّنتتاس صتتعد المنتتبر و فمضت أّيام و أمر معاوية مناديا ينادي ال ّ
قال بعد كلم طويل :أّيها الّناس قد علمتم أّني خليفة أمير المتؤمنين عمتر بتن الخطتاب و
أمير المؤمنين عثمان بن عّفان عليكم ،
ل تعالى
ي عثمان و قد قتل مظلوما و ا ّ
ط ،و اّني ول ّ
و إّني لم اقم رجل منكم على خزاية ق ّ
يقول :
صتتورًا و أنتتا
ن َمْن ُ
ل إّنتُه كتتا َ
ف فتتي اْلَقْتت ِ
ستِر ْ
سْلطانًا َفل ُي ْ
جَعْلنا ِلَوِلّيه ُ
ظلُومًا َفَقْد َ
ل َم ْن ُقِت َ
َو َم ْ
شتتام بتتأجمعهم فأجتتابوا إلتتى ب أن تعلموني ذات أنفسكم فتتي قتتتل عثمتتان ،فقتتام أهتتل ال ّ اح ّ
لت علتتى أن يبتتذلوا بيتتن يتتديه أمتتوالهم و الطلب بدم عثمان ،و بايعوه على ذلك و أوثقوا ا ّ
ل أرواحهم قال نصر :فلّما أمستتى معاويتتة اغت تّم بمتتا أنفسهم حّتى يدركوا بثاره أو يفنى ا ّ
هو فيه و جّنه الّليل و عنده أهل بيته و استحّثه جرير بالبيعة ،فقال يا جرير :إّنها ليستتت
بخلسة و إّنه أمر له ما بعتتده فتتابلغ ) فتتابلع خ ل ( ريقتتى و دعتتا ثقتتاته فأشتتار عليتته أختتوه
بعمرو بن العاص ،و قال إّنه من قد عرفت ،و قد اعتزل أمتتر عثمتتان فتتي حيتتاته و هتتو
ل أن يثمن له دينه و قد ذكرنا في شرح الفصتتل الّثتتالث متتن فصتتول لمرك أشّد اعتزال إ ّ
سادسة و العشرين رواية استدعائه عمرو بن العاص و ما شتترط لتته متتن وليتتة الخطبة ال ّ
ستتلم و ي عليتته ال ّ
سمط و دسس الّرجال عليه يغّرونتته بعلت ّ مصر و استقدامه شرجيل بن ال ّ
يشهدون عنده أّنه قتل عثمان حّتى
] [ 216
ملئوا قلبه و صدره حقدا بمال حاجة إلى اعادته قال نصر :فخرج شرجيل فتتأتى حصتتين
بن نمير فقال :ابعتتث فليأتنتتا فبعتتث إليتته حصتتين ان زرنتتا فعنتتدنا شتترجيل فاجتمعتتا عنتتد
حصين ،فتكّلم شرجيل فقال :يا جرير أتيتنا بأمر ملّفف لتلقينا في لهوات الستتد و أردت
لت ستتائلك عّمتتا قلتتت يتتوم
شام بالعراق و أطريت علّيتتا و هتتو قاتتتل عثمتتان و ا ّأن تخلط ال ّ
القيامة فأقبل عليه جرير و قال يا شرجيل أما قولك :إّني جئت بأمر ملّفتتف فكيتتف يكتتون
أمرا ملّففا و قد اجتمع عليه المهاجرون و النصار و قوتل على رّده طلحة و الّزبير ،
شام بأهتتل
و أّما قولك إّنى ألقيتك في لهوات السد ففي لهواتها القيت نفسك ،و أّما خلط ال ّ
ن علّيا قتل عثمانق خير من فرقتهما على باطل ،و أّما قولك :إ ّ العراق فخلطهما على ح ّ
ل الّرجم بالغيب من مكان بعيد ،
ل ما في يديك من ذلك ا ّ
فو ا ّ
و لكّنك ملت الى الّدنيا و شيء كان في نفسك على زمن سعد بن أبي وقاص فبلغ معاويتتة
قول الّرجلين فبعث الى جرير و زجره و كتب جرير الى شرجيل أبياتا يعظه فيهتتا فتتذعر
ل ل اعجتتل فتتي هتتذا المتتر لشتتيء و شرجيل و فكر و قال هذا نصيحة لي في ديني ل و ّ
ظمتتون كاد يحول عن نصر معاوية فلفف معاوية له الّرجال يدخلون اليه و يخرجون و يع ّ
عنده قتل عثمان ،حّتى أعادوا رأيه و شحذوا عزمتته ،ثتّم حّثتته معاويتتة علتتى السّتتير فتتي
ن علّيا قتل عثمان و أّنه يجب على المسلمين أن يطلبوا بتتدمه ، شام و الّنداء فيها ا ّ
مداين ال ّ
ل نساكا من أهل حمص ،فاّنهم قالوا فسار شرجيل فبدء بأهل حمص فأجابه الّناس كّلهم إ ّ
شتام
له :بيوتنا قبورنا و مساجدنا و أنت أعلم بما ترى و جعل شرجيل يستنهض متداين ال ّ
ل قبلوا ما أتاهم به .
حّتى استفرغها ل يأتي على قوم إ ّ
شام و مصر جبايتتة فتتاذا حضتترته الوفتتات لتتم هاته ،قال :اكتب الى صاحبك يجعل لي ال ّ
يجعل لحد بعده فتتي عنقتتي بيعتتة و أستّلم لتته هتتذا المتتر ،و أكتتتب إليتته بالخلفتتة ،فقتتال
جرير :
] [ 217
ب و أراد أن فاّنما أراد معاوية أن ل يكون لي في عنقه بيعة و أن يختار من أمتتره متتا أحت ّ
ي أن ن المغيرة بن شتتعبة قتتد كتتان أشتتار عل ت ّ شام ،و أ ّ
يورثيك و يبطيك حّتى يذوق أهل ال ّ
لت ليرانتي أّتختذ شام و أّنا بالمدينة فتأبيت ذلتك عليته ،و لتم يكتن ا ّ استعمل معاوية على ال ّ
سلم ،و فشا كتاب معاوية في الّناس ل فاقبل و ال ّالمضّلين عضدا ،فان بايعك الّرجل و إ ّ
و في حديث صالح بن صدقة قال :أبطأ جرير عند معاوية حّتى اّتهمه الّناس و قال علتت ّ
ي
ل مخدوعا أو عاصتيا ،و أبطتأعلى علت ّ
ي سلم :قد وقت لجرير وقتا ل يقيم بعده إ ّ عليه ال ّ
ي إلتتى جريتتر :أّمتتاحّتى آيس منه و في حديث محّمد و صالح بن صدقة قال :و كتب عل ّ
بعد فاذا أتاك كتابي فاحمتتل معاويتتة علتتى الفصتتل ثتّم خّيتتره و ختتذه بتتالجواب بيتتن حتترب
ستتلم فختتذه بتتبيعته ومخزية أو سلم محظية ،فان اختار الحرب فانبذ إليتته ،و إن اختتتار ال ّ
ستتيد فتتي بتتاب المختتتار متتن كتبتته قتال :فلّمتا انتهتتىسلم و يأتي ذكر هذا الكتاب متتن ال ّ ال ّ
الكتاب إلى جرير أتى معاوية فاقرئه الكتاب و قال له :يا معاوية اّنه ل يطبتتع علتتى قلتتب
ل مطبوعا عليتته أراك قتتد وقفتتت ن قلبك إ ّل بتوبة ،و ل أظ ّ ل بذنب ،و ل يشرح صدر إ ّ إّ
ق و الباطل كأّنك تنتظر شيئا في يد غيتترك فقتتال معاويتتة ألقتتاك بالفصتتل فتتي أّول بين الح ّ
شام و ذاقهم قال :يتتا جريتتر الحتتق بصتتاحبك و
ل ،فلّما بايع معاوية أهل ال ّ
مجلس انشاء ا ّ
كتب اليه بالحرب و كتب في أسفل الكتاب شعر كعب بن جعيل
سلم
اّني قد عزلتك ففّوض المر إلى جرير و ال ّ
] [ 218
ي فأقم أنتت بالشتام ، و قال لجرير :صن نفسك عن خداعه فان سّلم إليك المر و توجه إل ّ
و إن تعّلل بشيء فارجع ،فلما عرض جريتر الكتتاب علتى معاويتة تعّلتل بمشتاورة أهتل
سلم ي عليه ال ّالشام و غير ذلك ،فرجع جرير و كتب معاوية في اثره في ظهر كتاب عل ّ
ي كثر قول الّناس فتتي لك حتى تعزلني و السلم قال نصر لّما رجع جرير إلى عل ّ :من و ّ
ل ياي فقال الشتر :أما و ا ّ الّتهمة لجرير في أمر معاوية فاجتمع جرير و الشتر عند عل ّ
أمير المؤمنين ان لو كنت ارسلتني إلى معاوية لكنت خيرا لتتك متتن هتتذا التتذي أرختتا متتن
ل س تّده ،ل فتحه ،و ل بابا يخاف أمتتره إ ّ خناقه و أقام عنده حّتى لم يدع بابا يرجو فتحه إ ّ
ل لكنت أتيتهم لقتلوك و خّوفه بعمر و ذوى الكلع و حوشتتب ،و قتتال : فقال جرير :و ا ّ
ل لو أتيتهم لتتم يعينتتي جوابهتتا و لتتم
إّنهم يزعمون إّنك من قتلة عثمان ،فقال الشتر :و ا ّ
ي محملها و لحملت معاوية على خطة اعجله فيها عن فكتتره ،قتتال :فتتأتهم إذن ، يثقل عل ّ
شعبي قال :اجتمع جرير و قال :الن و قد افسدتهم و وقع بيننا الشّر قال نصر و روى ال ّ
ي فقال الشتر :الشتر عند عل ّ
ل ل ترجع ،قال :فلّما سمع جرير ل لو كنت مكاني بعثت اذن و ا ّ قال جرير :وددت و ا ّ
سلم فلحق بقرقيساء ،و لحق به اناس متتن قستتر متتن
مثل ذلك من قوله فارق علّيا عليه ال ّ
قومه فلم يشهد صفين من قسر غير تسعة عشر رجل ،و لكن شهدها من أحمس ستتبعمأة
سلم إلى دار جرير فهتتدمه و هتتدم دور قتتوم مّمتتن ختترج معتته
ي عليه ال ّ
رجل و خرج عل ّ
حيث فارق علّيا .
] [ 219
ععععع
أّنه وّلى امور المسلمين من ل يصلح لذلك و ل يؤتمن عليته ،و متن ظهتر منته الفستق و
الفساد ،و من ل علم له مراعاتا لحرمتتة القرابتتة وعتتد و ل عتتن مراعتتاة حرمتتة التّدين و
الّنظر للمسلمين حّتى ظهر ذلك منه و تكّرر ،و قد كان عمر حّذره من ذلك حيث وصتتفه
بأّنه كلف بأقاربه و قال له :إذا وليت هتتذا المتتر فل تستّلط بنتتي أبتتي معيتتط علتتى رقتتاب
الّناس ،فوقع منه ما حّذره إّياه و عوتب في ذلتتك فلتتم ينفتتع العتتتب و ذلتتك نحتتو استتتعماله
الوليد بن عقبة و تقليده إّياه حّتى ظهر منه شرب الخمر و استعماله سعيد بن العاص حّتى
لت بتتن أبتتي ستترج ،و ظهرت منه المور التي عندها أخرجه أهل الكوفة و تتتوليته عبتتد ا ّ
ل بن عامر بن كريز حّتى روى عنه في أمر ابن أبي سرج أّنه لّمتتا تظّلتتم منتته أهتتل عبد ا ّ
مصر و صرفه عنهم بمحّمد بن أبي بكر كاتبه بأن يستمّر علتى وليتته فتأبطن خلف متا
أظهر فعل من غرضه خلف الّدين ،و يقال إّنه كاتبه بقتل محّمتتد بتتن أبتتي بكتتر و غيتتره
مّمن يرّد عليه ،و ظفر بذلك الكتاب و لذلك عظم التظلم من بعتتد و كتتثر الجمتتع ،و كتتان
سبب الحصار و القتل حّتى كان من أمر مروان و تسّلطه عليه و على امور ما قتل بسببه
عععععع
ل إلى المدينة و قد امتنتتع أبتتو بكتتر متتن رّده ، أّنه رّد الحكم بن أبي العاص طريد رسول ا ّ
فصار بتتذلك مخالفتتا للستّنة و لستتيرة متتن تقتّدمه و قتتد شتترط عليتته فتتي عقتتد البيعتتة اّتبتتاع
سيرتهما .
عععععع
أّنه كان يؤثر أهل بيته بالموال العظيمة من بيت مال المسلمين ،و قد مّر ما يوضحه في
ل خضم البل نبت الّربيع ،فتذّكر .
شرح كلمه في الخطبة الشقشقّية يخضمون مال ا ّ
] [ 220
عععععع
عععععع
ن المال
ل في الّدين ل ّ
صدقة المقاتلة و غيرها ،و ذلك مّما ل يح ّ
أّنه اعطى من بيت مال ال ّ
ل له جهة مخصوصة ل يجوز العدول به عن تلك الجهة الذي جعل ا ّ
عععععع
ل بن مستتعود حتتتى كستتر بعتتض أضتتلعه ،و قتتد رووا فتتي فضتتله فتتي أنه ضرب عبد ا ّ
ستتيرةل متتن روى ال ّ
شافي :قد روى ك ّ ي ال ّ
صحاحهم أخبارا كثيرة قال المرتضى في محك ّ
يو ن ابن مسعود كان يقول :ليتني و عثمان برمل عالج يحثو علتت ّ على اختلف طرقهم أ ّ
ل يوم جمعة بالكوفة جاهرا أحثو عليه حّتى يموت العجز مّني و منه ،و كان يقول في ك ّ
ل ،و أحسن الهدى هدى محّمد ،و شّر المور محتتدثاتها ، ن أصدق القول كتاب ا ّ معلنا إ ّ
ل ضللة في الّنار ،و إّنما كان يقتتول ذلتتك ل بدعة ضللة ،و ك ّ ل محدث بدعة ،و ك ّ وكّ
معّرضا بعثمان حّتى غضب الوليد بن عقبة من استمرار تعريضه و نهاه عن خطبته هذه
فأبى أن ينتهى فكتب إلى عثمان فيه فكتب عثمان يستقدمه عليه و روى الواقتتدى و غيتتره
ن ابن مسعود لّما استقدم المدينة دخلها ليلتتة جمعتتة فلّمتا علتتم عثمتان بتدخوله قتال :أّيهتاأّ
الّناس إّنه قد طرقكم الليلة دويبة من تمش ) من تمّر على طعامه نقى و تسلخ خ ل ( على
ل يوم بدر طعامه يقي و يصلح ،فقال ابن مسعود لست كذلك ،و لكّنني صاحب رسول ا ّ
،و صاحبه يوم أحد ،و صاحبه يوم بيعة
] [ 221
الّرضوان ،و صاحبه يوم الخندق ،و صتتاحبه يتوم حنيتتن ،قتال :و صتاحت عايشتتة يتا
ل ت بتتن زمعتتة
ل ؟ فقال عثمان :اسكتي ،ثّم قال لعبد ا ّ
عثمان أتقول هذا لصاحب رسول ا ّ
بن السود أخرجه اخراجا عنيفا ،فاحتمله حّتى جاء به باب المسجد فضتترب بتته الرض
فكسر ضلعا من أضلعه فقال :قتلني ابن زمعة الكافر بأمر عثمان
عععععع
أّنه جمع الّناس على قرائة زيد بن ثابت خاصة و أحرق المصاحف و أبطل ما ل شك أّنه
لت
منزل من القرآن و أّنه مأخوذ من الّرسول ،و لو كان ذلك حستتنا لستتبق إليتته رستتول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم و قد مّر توضيح ذلك في الّتنبيه الّثاني من تنبيهات الفصل من صّلى ا ّ
ن جمتتع الّنتاس علتى قترائة فصول الخطبة الولى و الطعن في ذلك من وجهين احتدهما أ ّ
زيد إبطال للقرآن المنّزل و عدول عن الّراجح إلى المرجوح فتتي اختيتتار زيتتد متتن جملتتة
ل عليه و آله و سّلم نتتزل القتترآنل صّلى ا ّ
قّراء القرآن ،بل هو رّد صريح لقول رسول ا ّ
ن إحتراق على سبعة أحرف كّلها كاف شاف على متا ورد فتي صتحاح أخبتارهم الثتانى أ ّ
ب العالمين
لر ّصحيحة استخفاف بالّدين محاّدة ّ
المصاحف ال ّ
عععععع
ضرب حّتى حدث به فتق ،و لهذا صتتار أحتتد متتن ظتتاهر أّنه أقدم على عّمار بن ياسر بال ّ
المتظلمين من أهل المصار على قتله و كان يقول قتلنا كافرا قال المرتضتتى فتتي محك ت ّ
ي
شافي :ضرب عّمار مّما لم يختلف فيه الّرواة و إن اختلفوا في سببه ،فروى عّباس بتتن ال ّ
يو هشام الكلبي عن أبي مخنف في اسناده أّنه كان في بيت المال بالمدينتتة ستتفط فيتته حل ت ّ
جوهر فأخذ منه عثمان ما حلى به بعتتض أهلتته و اظهتتر الّنتتاس الطعتتن عليتته فتتي ذلتتك و
ن حاجتنا من هذا الفيء و إن ل كلم شديد حّتى غضب فخطب و قال :لنأخذ ّ كّلموه فيه بك ّ
ي اذا تمنع من ذلك و يحتال بينتتك و بينتته ،فقتال عّمتار : رغمت أنوف أقوام ،فقال له عل ّ
ى يابن ياستتر و ستتمّية تجتتترى ؟ ن أنفى أّول راغم من ذلك ،فقال عثمان أعل ّ لاّاشهد و ا ّ
خذوه ،فأخذ و دخل عثمان فدعا به فضربه حّتى غشى عليه ،ثّم اخرج فحمل حّتى اتتتى
به منزل اّم سلمة فلم يص ّ
ل
] [ 222
فقال هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي و كان عّمار حليفا لبني مخزوم :
سلم فاّتقيته ،و أّما نحن فتاجرأت علينتا و ضتتربت أخانتتا حّتتى ي عليه ال ّ
يا عثمان أّما عل ّ
ن به رجل من بني امّية عظيم الشأن ،ل لئن مات لقتل ّ أشفيت به على الّتلف أما و ا ّ
فقال عثمان :و إّنك ههنا يابن القستترّية قتتال :فاّنهمتتا قستترّيتان و كتتانت اّم هشتتام وجتتدته
قسريتين من بحيلة فشتمه عثمان و أمر به فاخرج ،و اتى به اّم سلمة فاذا هى قد غضبت
لولعّمار و بلغ عايشة ما صنع بعّمار فغضبت أيضا و أخرجت شعرا من شعر رسول ا ّ
نعل من نعاله و ثوبا من ثيابه و قالت أسرع ما تركتم سّنة نتتبّيكم و هتتذا شتتعره و ثتتوبه و
ن عثمان مّر بقبر جديتتد فستتأل عنتته فقيتتل سبب في ذلك أ ّن ال ّ
نعله لم تبل و روى آخرون أ ّ
صلة عليتته و ل بن مسعود ،فغضب على عّمار لكتمانه إّياه موته إذ كان المتوّلى لل ّ عبد ا ّ
ن المقتتداد والقيام بشأنه فعندها و طىء عثمان عّمارا حّتى أصابه الفتق و روى آخرون أ ّ
لت كتبتتوا كتابتتا عتّددوا فيتته أحتتداث
طلحة و الّزبير و عّمار او عّدة من أصحاب رستتول ا ّ
عثمان و خّوفوه رّبه و أعلموا أّنهم مواثبوه ان لم يقلع فأخذ عّمار الكتاب فأتتتاه بتته فقتترئه
ى تقدم من بينهم ،فقال إّنتي أنصتحهم لتك ،قتال :كتذبت يتابن منه صدرا ،ثّم قال له أعل ّ
ل ابن سمّية و ابن ياسر ،سمّية ،فقال :أنا و ا ّ
فأمر عثمان غلمانا له فمّدوا بيديه و رجليه ثّم ضتتربه عثمتتان برجليتته و هتتى فتتي الخّفيتتن
على مذاكيره فأصابه الفتق و كان ضعيفا كبيرا فغشي عليه و قال المحتّدث المجلستي :و
ن عّمتتارا كتتان متتن المجتتاهرينسبب الحامل لعثمان على ما صنع بعّمار هو أ ّ ن ال ّ
عندي أ ّ
ن من غلبه علتتى الخلفتتة غاصتتب لهتتا فحملتتته عتتداوته لميتتر سلم و أ ّي عليه ال ّ ب عل ّ
بح ّ
المؤمنين و حّبه للّرياسة على إهانته و ضتتربه حّتتتى حتتدث بتته الفتتتق و كستتر ضتتلعا متتن
أضلعه
] [ 223
عععععع
ما صنع بأبي ذر من الهانة و الضرب و الستخفاف مع علّو شأنه و تقّدمه فتتي الستتلم
حّتى سّيره إلى الربذة و نفاه و يأتي تفصيل ذلك في الكتاب حيثما بلغ الكلم محّله
عععععع
ل بن عمر بن الخطاب ،فانه قتل الهرمزان بعد استتلمه تعطيله الحّد الواجب على عبيد ا ّ
بتهمة أّنه اغرى أبا لؤلوأة إلى قتل أبيه عمر ،فلم يقده عثمان به و قد كان أمير المتتؤمنين
شام .
يطلبه ،و روى أّنه لّما ولى الخلفة أراد قتله فهرب منه إلى معاوية بال ّ
عععععع ععع
ي و هو أّنه لو لم يقدم عثمان علتتى إحتتداث يتتوجب خلعتته و التتبرائة منتته و هو اجمالي قال ّ
صتتحابة أن ينكتتروا علتتى متتن قصتتده متتن البلد متظّلمتتا ،و قتتد علمنتتا أ ّ
ن لتتوجب علتتى ال ّ
بالمدينة كان كبار الصحابة من المهاجرين و النصار و لم ينكروا على القوم بل أستتلموه
و لم يدفعوا عنه ،بل أعانوا قاتليه و لم يمنعوا من قتلتته و حصتتره و منتتع المتتاء عنتته ،و
صحابة للمطاعن فيه و برائتهم منه ،و لو لم يكن فتتي هذا من أقوى الّدليل على تصديق ال ّ
ل قتله و أنا معتته مريتتدا بتتذلك رضتتائهما ل ما روى عن أمير المؤمنين من قوله :ا ّ أمره إ ّ
به لكفى هذا كّله مضافا إلى أّنهم تركوه بعد قتله ثلثة أّيام على المزابتتل لتتم يتتدفنوه و هتتو
صراط ل الدليل على رضاهم بقتله و يناسب المقام حكاية ظريفة روى في كتاب ال ّ من أد ّ
ن ابن الجوزي قال يومتتا علتتى منتتبره ستتلوني قبتتل أن تفقتتدوني فستتألته المستقيم و غيره إ ّ
ن علّيا سار في ليلتتة إلتتى ستتلمان فجّهتتزه و رجتتع ،فقتتال :روي ذلتتك ، امرأة عّما روى أ ّ
ى حاضتتر ،قتتال :نعتتم ،قتتالت :فقتتدقالت :فعثمان ثّم ثلثة أّيام منبوذا في المزابل و عل ّ
لزم الخطاء لحدهما ،فقال :
عععععع ععع
سيرة ،فقد
صلة بمنى مع كونه مسافرا و هو مخالف للسّنة و لل ّ
إتمامه ال ّ
] [ 224
روى في البحار من كتاب جامع الصتتول عتتن عبتتد الّرحمتتن بتتن يزيتتد قتتال :صتّلى بنتتا
لت
ل بن مسعود ،فقتتال :ص تّليت متتع رستتول ا ّ عثمان بمنى أربع ركعات فقيل ذلك لعبد ا ّ
بمنى ركعتين و مع أبى بكر ركعتين و مع عمر ركعتين
عععععع ععع
ل بن حذافتتة و تتتزّوج ن َبْعِده َأَبدًا اّنه لّما توّفى أبو سلمة و عبد ا ّ
جُه ِم ْ
حوا َأْزوا َ
ن َتْنِك ُ
و ل َأ ْ
ل عليه و آله و سّلم امرئتهما اّم سلمة و حفصة قال طلحة و عثمتتان :أينكتتح ي صّلى ا ّ النب ّ
ل لتتو قتتد متتات لقتتد اجلنتتا علتتى نستتائه
محّمد نسائنا إذا متنا و ل ننكح نسائه إذا مات ،و ا ّ
ل تعالى : سهام ،و كان طلحة يريد عايشة و عثمان يريد اّم سلمة فأنزل ا ّ بال ّ
عْن تدَ
ن ِ
ن ذِلُكْم كتتا َ
ن َبْعِده َأَبدًا ِإ ّ
جُه ِم ْ
حوا َأْزوا َ ن َتْنِك ُ
ل و ل َأ ْ لا ّ سو َ
ن ُتْؤُذوا َر ُ ن َلُكْم َأ ْ
و ما كا َ
ن ُيتْؤُذو َ
ن ن اّلتتذي َ
عليمًا و أنتتزل ِإ ّ ن ِبه َل كا َنا ّ خُفوُه َفإ ّشْيئًا َأْو ُت ْ
ن ُتْبُدوا َ
عظيمًا و أنزل ِإ ْ ل َ
ا ّ
عذابًا ُمهينًا
عّدَلُهْم َ
خَرِة َو َأ َلِل في الّدْنيا َو ا ْ سوَلُه َلَعَنُهُم ا ّل و َر ُ
ا ّ
عععععع ععع
سدى في تفسير
ق عن ال ّ
ل ،روى العلمة أيضا في كشف الح ّ
عدم اذعانه بقضاء رسول ا ّ
قوله تعالى :
ك و متا ُأولِئ َ
ك ن َبْعتِد ذِلت َ
ق ِمْنُهتْم ِمت ْ
طْعنتا ُثتّم َيَتتَوّلى َفريت ٌ
لوأ َ ل و الّرستتو ِ ن آَمّنا ِبا ّ
و َيُقوُلو َ
حُكَم
سوِلِه ِلَي ْ
ل و َر ُ
عوا ِإَلى ا ّ
ن ،و إذا ُد ُ ِبالُْمْؤِمني َ
] [ 225
ن،
عني َ
ق َيْأُتوا ِإَلْيِه ُمْذ ِ
حّن َلُهُم اْل َ
ن َيُك ْ
ن و ِإ ْ
ضو َ
ق ِمْنُهْم ُمْعِر ُ
َبْيَنُهْم ِإذا َفري ٌ
ك ُهتمُ
ل ُأولِئ َ
ستتوُلُه َبت ْ
عَلْيِهتْم و َر ُ
لت َفا ّ
ن َيحيت َ
ن َأ ْ
ض أِم اْرتتتاُبوا َأْم َيختتاُفو َ
َأفي ُقلتتوِبِهْم َمتَر ٌ
لتسدى :نزلت هذه في عثمان بن عّفان ،قال :لّما فتتتح رستتول ا ّ ن اليات قال ال ّ ظالُمو َ ال ّ
ل فاسأله أرض كذا و كذا ، ي :ائت رسول ا ّ بني الّنضير فغنم أموالهم فقال عثمان لعل ّ
فان أعطاكها فأنا شريكك و آتيه أنا فأسأله إّياها ،فان أعطانيها فأنت شريكى فيهتتا فستتأله
ي اشركنى فأبى عثمان ،فقال بيني و بينك رسول ا ّ
ل عثمان أّول فأعطاه إّياها فقال له عل ّ
ي؟ل عليه و آله فقيل لته لتم لتم تنطلتق معته إلتى النتب ّي صّلى ا ّ
فأبى أن يخاصمه إلى النب ّ
فقال :
لت
ي متا انتزل ا ّ
ن فلّما بلغ النتب ّ
ظالُمو َ
ك ُهُم ال ّ
ل ْأولِئ َ
سوِله إلى قوله َب ْ
ل و َر ُىا ّعوا ِإل َ
و ِإذا ُد ُ
ي بالح ّ
ق ي فأقّر لعل ّ
فيه أتى الّنب ّ
عععععع ععع
ن في المصحف لحنا ،فقتتد حكتتى فتتي البحتار متتن كشتف الحتق 1عتن تفستير اّنه زعم أ ّ
ن فتي المصتحف لحنتا ن هذان لساحران « قال قال عثمان :إ ّ الّثعلبي في قوله تعالى » :إ ّ
فقيل له أل تغّيره ؟ فقال :دعتتوه فل يحّلتتل حرامتتا و ل يحتّرم حلل قتتال فتتي البحتتار :و
رواه الّرازي أيضا في تفسيره
عععععع ععع
-----------
) ( 1ت ت ت تت تت ت ت تتتت تت تتت تتتت ت ت تتت
تتتتتت تت تتتتتت تتت ت تتت .
] [ 226
الخطبتين :و كان أّول من أحدثها بعد الخطبة عثمان لّما أحدث احداثها كان إذا فترغ متن
صلة صلة قام الّناس ليرجعوا فلّما رأى ذلك قّدم الخطبتين و احتبس الّناس لل ّ
ال ّ
عععععع ععع
عععععع ععع
أّنه لم يتمّكن من التيان بالخطبة ،فقد روى في البحار من روضة الحباب أّنتته لمّتتا كتتان
ى فعجتتز عتتن أداء الخطبتتة فتركهتتا ،و أّول جمعة من خلفته صتتعد المنتتبر فعرضتته العت ّ
ي نطقتتا ،و ل بعد عسر يستترا و بعتتدع ّ ل الّرحمن الّرحيم أّيها الّناس سيجعل ا ّ قال :بسم ا ّ
ل لتتي و لكتتم فنتتزل إّنكم إلى إمام فّعال أحوج منكم إلى امام قّوال ،أقول قولي و أستغفر ا ّ
ل و عجتتز عتتن الكلم ،و فتتي روايتتة أّنتته قتتال أّول كت ّ
ل قال و في رواية أّنه قال :الحمد ّ
ن أبا بكر و عمر كانا يعتتدان لهتتذا المقتتام مقتتال و أنتتتم إلتتى امتتام عتتادل مركب صعب و أ ّ
لت
لت إنشتتاء ا ّ أحوج منكم إلى امام قائل ،و إن أعش فآتكم الخطبة علتتى وجههتتا و يعلتتم ا ّ
ن عثمتتان لّمتتا ن الخطبة كانت خطبتتة الجمعتتة الواجبتتة و أ ّ ظاهر من الّرواية أ ّ ن ال ّ
تعالى فا ّ
صلة و إلّ لرووه ي ترك الخطبة و لم يأمر أحدا بالقيام بها و إقامة ال ّ حصر و عرضه الع ّ
فالمر في ذلك ليس مقصورا على العجز و القصور ،بل فيه ارتكتتاب المحظتتور فيكتتون
أوضح في الطعن .
عععععع ععع
ن امرأة دخلت علتتىق من صحيح مسلم أ ّ جهله بالحكام ،فقد روى العلمة في كشف الح ّ
زوجها فولدت لسّتة أشهر فذكر ذلك لعثمان بن عّفان فأمر بها أن ترجم فدخل عليه علتت ّ
ي
ل عّز و جل يقول :
نا ّ
سلم فقال :إ ّ
عليه ال ّ
ن فلتتم يصتتل رستتولهم إليتته إ ّ
ل شْهرًا و قال أيضا و ِفصاُلُه في عتتاَمْي ِ
ن َ
حْمُلُه و ِفصاُلُه َثلُثو َ
َ
ل:ل و قد قال ا ّ
بعد الفراغ من رجمها ،فقتل المرأة المسلمة ،عمدا لجهله بحكم ا ّ
] [ 227
ععععع ععععععع
ن مروّيتتاته فتتي كتتتب الجمهتتور متتع حتترص قّلة اعتنائه بالشريعة ،و قد قال في البحتتار أ ّ
خرين عنهتتم علتتى إظهتتار فضتتله لتتم يتتزد علتتى متتأة و ستّتة و أتباعه من بني امّية و المتتتأ ّ
أربعين ،و قد رووا عن أبي هريرة خمسة آلف و ثلثمأة و أربعتتة و ستتبعين حتتديثا ،و
ل نحوا مّمتتا ذكتتر أو لقّلتتة العتنتتاءصحبة إ ّ ذلك إّما لغلبة الغباوة حيث لم يأخذ في طول ال ّ
شتتارح ن ال ّ
برواية كلم الّرسول و كلهما يمنعان من استيهال الخلفة و المامة و اعلتتم أ ّ
شتترح و متتا المعتزلي بعد ما أورد المطاعن العشتترة الول متتع الطعتتن الحاديعشتتر فتتي ال ّ
شتتافي علتتى أجاب به قاضى القضاة عن تلك المطاعن في المغني و ما أورده السّيد فتتي ال ّ
ن عثمتتان أحتتدث أحتتداثا ى و هو اّنتتا ل ننكتتر أ ّتلك الجوبة أجاب عنها جميعا بوجه إجمال ّ
أنكرها كثير من المسلمين ،و لكّنا نّدعى مع ذلك أّنها لم تبلغ درجتتة الفستتق و ل احبطتتت
ثوابه و أّنها من الصغاير التي وقعت مكّفرة ،
و ذلك لّنا قد علمنا أّنه مغفور له و أّنه من أهل الجّنة لثلثة أوجه :
جَرِة
شَت ال ّ
ح َ
ك َت ْ
ن ِإْذ ُيباِيُعوَن َ
ن اْلُمْؤِمني َ
عِل َ
ىا ّ
ضََلَقْد َر ِ
] [ 228
شجرة لنا نقول :صدقتم إّنه لتتم يشتتهدها و لكّنتته كتتانل يقال :إّنه لم يشهد البيعة تحت ال ّ
ن قريشتا ل أرسله إلى أهل مّكة و لجله كتانت بيعتة الّرضتتوان حيتتث ارجتف بتأ ّ رسول ا ّ
ل عليه و آله :و إن كانوا قتلوه لضر مّنهتتا عليهتتم ل صّلى ا ّ
قتلت عثمان ،فقال رسول ا ّ
شجرة و بايع الّناس على الموت ثّم قال :إن كان عثمان حّيا فأنا بايع نارا ثّم جلس تحت ال ّ
عنه فصفح بشماله على يمينه و قال :شمالي خيتتر متتن يميتتن عثمتتان ،روى ذلتتك جميتتع
سيرة مّتفقا عليه و ثالثها اّنه من جملة العشرة الذين تظاهرت الخبتتار بتتأّنهم أرباب أهل ال ّ
ل ت قتتد رضتتى نا ّ
من أهل الجّنة و إذا كانت هذه الوجوه الثلثة داّلة على أّنه مغفور له و أ ّ
ن الفاستتق عنتتدنا يختترج متتن اليمتتان و عنه و أّنه من أهل الجّنة بطل أن يكون فاسقا ،ل ّ
ط ثوابه و يحكم له بالّنار و ل يغفر له و ل يرضى عنه و ل يرى الجّنة و ل يدخلها ، ينح ّ
ل ما وقع منه فهو من باب الصغاير نكّ صحيحة الّثابتة أن يحكم بأ ّ
فاقتضت هذه الوجوه ال ّ
المكّفرة توفيقا بين هذه الوجوه و بين روايات الحداث المذكورة انتهتتى و يتتورد عليتته ا ّ
ن
ستتك بتتهح التم ّ
ل ما تفّرد المخالفون بروايتتته و ل يصت ّالمستند في جميع تلك الوجوه ليس إ ّ
في مقام الحتجاج كما مّر مرارا ،و الصل في أكثرها ما رواه البخاري عن عثمان عبد
ل بن عمر : ل قال :قال رجل من أهل مصر لعبد ا ّ ا ّ
تعلم أّنه تغيب عن بدر و لم يشهد ؟ قال :نعم قال :تعلم أّنه تغيب عن بيعة الّرضوان فلتتم
ل أكبر ،قال ابن عمر :تعال ابّين لك ،أّما فراره يتتوم أحتتد يشهدها ؟ قال :نعم ،قال :ا ّ
لت
ل عفا عنه و غفر له ،و أّما تغّيبه عن بدر فاّنه كتتانت تحتتته بنتتت رستتول ا ّ نا ّفاشهد أ ّ
ل عليتته و آلتته و ستّلم :إ ّ
ن ل صّلى ا ّ ل عليه و آله :و كانت مريضة فقال رسول ا ّ صّلى ا ّ
لك أجر رجل ممن شهد بدرا و سهمه ،و أما تغّيبه عن بيعة الّرضوان فلو كان أحد أع تّز
ل عليتته و آلتته عثمتتان و كتتانت ل صّلى ا ّ ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه فبعث رسول ا ّ
لت بيتتده اليمنتتى هتتذه يتتد عثمتتان
بيعة الّرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة فقال رسول ا ّ
فضرب بها على يده فقال هذه لعثمان ،ثّم قال ابن عمر اذهب بها الن معك و ابتتن عمتتر
جاج و ل عبرة هو الذي قعد عن نصرة أمير المؤمنين و بايع رجل الح ّ
] [ 229
شتترة أيضتتا
بقوله و ل روايته مع قطع الّنظر عن ساير رواة الخبر ،و حديث العشرة المب ّ
مّما تفّردوا بروايته ،و قد روى أصحابنا تكذيب أمير المؤمنين لهذه الّرواية .
و هو ما رواه الطبرسي في الحتجاج عن سليم بتن قيتس الهللتي قتال :لّمتا التقتى أميتر
ى ،فخرج الّزبيتتر و ل اخرج إل ّ
المؤمنين أهل البصرة يوم الجمل نادى الّزبير يا أبا عبد ا ّ
ل إّنكما لتعلمان و اولوا العلم من آل محّمد و عايشة بنت أبتتي بكتتر معه طلحة ،قال :و ا ّ
ل أصحاب الجمل ملعونون على لسان محّمد و قد خاب من افترى ، نكّأّ
و عبد الّرحمن بن عوف ،و سعد بن أبي وقاص ،و أبو عبيدة بن الجّراح ،و ستتعيد بتتن
سلم عددت تسعة فمن العاشر ؟ قال له :أنتتت قتتال ي عليه ال ّ
عمرو ابن نفيل ،فقال له عل ّ
سلم :أّما أنت فقد أقررت أّني من أهل الجّنة ،و أّما ما اّدعيتتت لنفستتك و ي عليه ال ّ له عل ّ
لت ؟
أصحابك فأنا به من الجاحدين الكافرين ،قتتال الّزبيتتر :أفتتتراه كتتذب علتتى رستتول ا ّ
ن بعض ما سّميته لإّسلم :و ا ّ ي عليه ال ّ
ل اليقين ،فقال عل ّقال :ما أراه كذب و لكّنه و ا ّ
ب صتتخرة إذا أراد ب في أسفل درك من جهّنم ،على ذلك الجت ّ لفى تابوت في شعب في ج ّ
ل بتتي ول أظفرك ا ّ لوإ ّ صخرة ،سمعت ذلك من رسول ا ّ ل أن يسعر جهّنم رفع تلك ال ّ ا ّ
جل أرواحكم إلى الّنار ل عليك و على أصحابك و ع ّ ل أظفرني ا ّسفك دمي على يديك و إ ّ
ي فتتي .فرجتتع الّزبيتتر إلتتى أصتتحابه و هتتو يبكتتي و يؤّيتتد ضتتعفه أيضتتا أّنتته ليتتس بمتترو ّ
ل عن رجلين عّدا انفسهما ، صحاحهم إ ّ
و هما سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ،و عبد الرحمن بن عوف و الّتهمة فتتي روايتهمتتا
لتزكيتهما أنفسهما واضحة
] [ 230
شتتافي متتن أّنتته تعتتالى ل يجتتوز ان يعلتتم مكلفتتاو يؤّكده أيضا ما ذكره السّيد ) ره ( فتتي ال ّ
ن ذلتتكن عاقبته الجنة ل ّ يجوز أن يقع منه القبيح و الحسن و ليس بمعصوم من الّذنوب بأ ّ
ن أكثر العشرة لم يكونوا معصومين من الّذنوب و قد أوقع يغريه بالقبيح و ل خلف في أ ّ
بعضهم بالتفاق كباير و ان اّدعى المخالفون أّنهم تابوا منهتتا قتتال و متتا يتتبّين بطلن هتتذا
ج بتته لتته فتتي مواقتتع وقتتع فيتته الحتيتتاج إلتتى
ج به لنفسه و ل احتت ّ ن أبا بكر لم يحت ّ
الخبر أ ّ
الحتجاج ،كالسقيفة و غيرها ،و كذلك عمر و عثمان لّما حوصر و طولب بخلتتع نفستته
ج بأشياء يجرى مجرى الفضايل و المناقب ،و ذكتتر القطتتع و هّموا بقتله ،و قد رأينا احت ّ
له بالجنة أولى و أحرى بأن يعتمد عليه في الحتجتتاج و فتتي عتتدول الجماعتتة عتتن ذكتتره
دللة واضحة على بطلنه
ععععع
لت عليته و آلته و لت صتّلى ا ّ عن عثمان بن القاسم ،عن زيد بن أرقم قتال :قتال رستتول ا ّ
ي بتن لت و إمتامكم علت ّ ن ولّيكتم ا ّسّلم :أل أدلكم علتى متا إن تستالمتم عليته لتم تهلكتوا ،إ ّ
شارح :فان قلت :هتتذا أبيطالب فناصحوه و صّدقوه ،فان جبرئيل أخبرنى بذلك ثّم قال ال ّ
ص صريح في المامة فما تصنع المعتزلة قلت :يجوز أن يريد أّنه إمامهم فتتي الفتتتاوى ن ّ
شرعية ل في الخلفة ،و أيضا فاّنا قد شرحنا من قول شيوخنا البغدادّيين متتا و الحكام ال ّ
ي ان رغب فيها و نازع عليهتتا ،و إن أقّرهتتا فتتي غيتتره و ن المامة كانت لعل ّ محصوله أ ّ
حة خلفته ،و أميتتر المتتؤمنين لتتم ينتتازع الئّمتتة سكت عنها تولينا ذلك الغير ،و قلنا بص ّ
سيف و ل استنجد بالّناس عليهم ،فدلّ ذلك علتتى اقتتراره لهتتم علتتى متتا الثلثة و ل جّرد ال ّ
صلح ،و لو حاربهم و جّرد كانوا فيه ،فلذلك توليناهم و قلنا فيهم بالطهارة و الخير و ال ّ
سيف عليهتتم و استصتترخ العتترب علتتى حربهتتم ،قلنتتا فيهتتم متتا قلنتتاه فيمتتن عتتامله هتتذه ال ّ
صتتا صتتريحا المعاملة من الّتفسيق و الّتضليل انتهى أقول :بعد العتراف بكون الّرواية ن ّ
في المامة كما هى كذلك
] [ 231
في الواقع أيضا كيف يجوز تأويله ،إذ التأويل إّنما يأتي في المتشتتابهات و المحتملت ل
ل متتن كونهتتا ظتتاهرة فتتي المامتتة في الّنصوصات ،و على فرض التنزيتتل أقتتول :ل أقت ّ
المطلقة و ل دليل و ل داعي إلى رفع اليد عن الظهور و حملها على المامة في الفتتتاوى
ن المتبادرو الحكام مع تنافي المعطوف عليه أعني قوله :ولّيكم ،لذلك الحمل أيضا ،ل ّ
شقشقّية ،مضافا إلتتى عتتدم منه هو الولى بالّتصرف حسبما ذكرناه في مقّدمات الخطبة ال ّ
تعارف استعمال لفظ المامة في مقام الفتوى و القضا كمتتا ل يخفتتى و أّمتتا متتا ذكتتره متتن
صل ما حكيناه عنه فتتي مقتّدمات الخطبتتة الشقشتتقية و فتتي قول شيوخه البغدادّيين فهو مح ّ
شرح الكلم السابع و الثلثين في أّول التنبيهين ،
ستتلم طلتتب الخلفتتة و و نّبهنا هناك على فساده بما ل مزيد عليه و دللنا على أنتته عليتته ال ّ
رغب فيها و استنجد في الناس و استصرخ العرب علتتى الحتترب و حمتتل امرأتتته و ابنتتاه
ل استنجد بهم و استنصر منهم ،فلم يجبته معه ،فلم يدع أحدا من المهاجرين و النصار إ ّ
ف و ستتكت تقّيتتة و حقنتتا لتتدمه ،فليتتس فتتي عتتدمل ثلثة أو أربعة و لما لم يجد أعوانا ك ّ
إّ
تجريد السيف و النزاع دليل على التقرير و الّرضاء كما علمت تفصيل فتذّكر
ععععععع
از جمله كلم بلغت نظام آن امام عتتالى مقتتام استتت در وقتتتي كتته اشتتاره كردنتتد بتتر او
أصحاب او بمهيا شدن از براى حرب اهل شتتام بعتتد از فرستتتادن آنحضتترت جريتتر بتتن
ل بجلى را بسوى معاويه ملعون ميفرمايد : عبد ا ّ
بدرستى كه مهيا شدن من از براى محاربه اهل شام و حال آنكه جرير نزد ايشتتان استتت
اكراه كردن است يا در بستن شامرا و باز گردانيدنست اهل آن را از قبول طتتاعت اگتتر
اراده طتتاعت داشتتته باشتتند ،و لكتتن متتن تعييتتن كتتردهام از بتتراى جريتتر وقتتتى را كتته
نمىايستد بعد از آن وقت مگر فريفته شده يا عصيان ورزيده ،و فكر صايب با تتتأني و
آهستگى است ،پس بنرمى كار كنيد ،و مكروه نميشتتمارم از بتتراى شتتما مهيتتا ستتاختن
اسباب حربرا بجهه حتتزم و احتيتتاط و بتحقيتتق كتته زدم بينتتى اينكتتار را و چشتتم او را و
گردانيدم پشت و شكم او را ،پس نديدم از براى خود در آن كار مگر
] [ 232
محاربه نمودن يا كافر شدن بآنچيزى كه پيغمبر خدا آنرا آورده است ،بدرستى كتته بتتود
بر اّمة حضرت رسالت حاكمى كه پديد آورد كارهاى بيموقع و نا مناسب را ،
ل گفتگو را ،پس گفتند در حق او آنچه گفتنى بود و موجود ساخت از براى مردمان مح ّ
،بعد از آن انكار كردند و عتاب نمودند ،پس تغيير دادند و بقتل آوردند او را .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
و هو الرابتتع و الربعتتون متتن المختتتار فتتي بتتاب الخطتتب لّمتتا هتترب مصتتقلة بتتن هتتبيرة
شيباني إلى معاوية و كان قد ابتاع سبى بني ناجية من عامل أمير المتتؤمنين و أعتقهتتم ، ال ّ
ستتادة ،و فتّرلت مصتتقلة فعتتل فعتتل ال ّ
شام قّبتتح ا ّ
فلّما طالبه بالمال خاص به و هرب إلى ال ّ
فرار العبيد ،فما أنطق مادحه حّتى أسكته ،و ل صتّدق واصتتفه حّتتتى نكبتته ،و لتتو أقتتام
لخذنا ميسوره ،و انتظرنا بماله وفوره .
ععععع
) مصقلة ( بفتح الميم و هو مصقلة بن هبيرة بن شبل بن ثيرى بن امرء القيس بن ربيعتتة
بن مالك بن ثعلبة بن شيبان ،و ) بنو ناجية ( قوم نسبوا انفستتهم إلتتى ستتامة بتتن لتتوى بتتن
غالب بن فهر بن مالك بن الّنضر بن كنانة ،فدفعتهم قريش عن هذا النسب و نسبتهم إلى
ن سامة خترج إلتتى ناحيتتة البحريتتن مغاضتتبا اّمهم ناجية و هى امرأة سامة بن لوى قالوا إ ّ
ى ثتّم عطفتتت لخيه كعب بن لوي فطاطات ناقته رأسها لتأخذ العشب فعلق بمشتتفرها أفعت ّ
ي على القبت » كذا « حّتى نهش ستتاق ستتامة فقتلتته ،و ب الفع ّ
على قبتها فحكمته به ،فد ّ
كانت معه امرئته ناجية فلّما مات تزّوجتتت رجل فتتي البحريتتن فولتتدت منتته الحتتارث ،و
مات أبوه و هو صغير فلّما ترعرع طمعت اّمه أن تلحقه بقريش فتتأخبرته أّنتته ابتتن ستتامة
بن لوي فرحل من البحرين إلى
] [ 233
مّكة و معه أّمه ،فاخبر كعب بن لوى أّنه ابن أخيه سامة ،فعرف كعب أّمتته ناجيتتة فظتنّ
أّنه صادق في دعواه فقبله ،و مكث عنده مّدة حّتى قدم ركب من البحرين فرأوا الحتتارث
فسّلموا عليه و حادثوه فسألهم كعب بن لوي اين يعرفونه ،فقالوا هذا ابن رجل متتن بلتتدنا
يعرف بفلن ،و شرحوا له خبره فنفاه كعب عتتن مكتتة و نفتتي أّمتته فرجعتتا إلتتى البحريتتن
فكانا هناك ،و تزّوج الحارث و أعقب هتتذا العقتتب و ) ختتاس بتته ( يخيتتس و يختتوس أى
غدربه ،و خاس فلن بالعهد أى أخلف و ) التنكيب ( الّتوبيتتخ و الّتقريتتع و ) الميستتور (
ضّد المعسور و ) الوفور ( مصدر وفر المال اى كثر و تّم و يجىء متعتّديا و فتتي بعتتض
الّنسخ موفوره و هو الّتاّم
ععععععع
سادة استتينافّية
ل لها من العراب ،و جملة فعل فعل ال ّ ل مصقلة دعائية ل مح ّ
جملة قّبح ا ّ
بيانّية واقعة موقع الجواب عن سؤال عّلة الّدعاء بالتقبيح
عععععع
سلم ) لّما هرب مصقلة بتتن هتتبيرة الشتتيباني ( منتته ) إلتتى ن هذا الكلم قاله عليه ال ّ
اعلم أ ّ
معاوية و كان ( سبب هربه اّنه ) قد ابتاع سبى بني ناجية من ( معقل بن قيس الرياحى )
عامل أمير المؤمنين و اعتقهم فلّما طالبه ( أمير المؤمنين ) بالمال خاس به ( و غدر ) و
ل مصتتقلة ( و نحتتاه سلم فقال ) قّبح ا ّ شام ( نحو معاوية فبلغ ذلك إليه عليه ال ّ هرب إلى ال ّ
سادة ( حيث اشترى القوم و اعتقهم ) و فّر فرار العبيد ( على متتا عن الخير ) فعل فعل ال ّ
هو شيمتهم و عادتهم ) فما أنطق مادحه حّتى أسكته ( يعنى أّنه جمع بين عاتبين متنتتافيين
انطاقه لمادحه بفداء السرى مع اسكاته بهر به قبل تمام انطتتاقه ،و هتتو وصتتف لستترعة
إلحاقه رذيلته بفضيلته حّتى كأّنه قصد الجمتتع بينهمتتا ) و ل صتّدق واصتتفه حّتتتى نكبتته (
يعنى أّنه لم يصدق الواصف له بحسن فعله حّتى وبخه بسوء عمله ،ثّم أشار إلتتى جتتواب
ما يتوّهم اعتذاره به و هو خوف التضييق عليه فتي بقّيتة المتال فقتال ) و لتو أقتام ( و لتم
يهرب ) لخذنا ( منه ) ميسوره و انتظرنا بماله ( تمامه ) و وفوره ( هذا
] [ 234
و أما قصة بنى ناجية و سبب هرب مصقلة فعلى ما ذكره في البحتتار و شتترح المعتتتزلي
ن الخريتتت ابتتن راشتتدمن كتاب الغارات لبراهيم بن محّمد الّثقفتتي بتلخيتتص مّنتتا هتتو :أ ّ
شتتيطان و صتتار سلم صّفين ثتّم استتتهواه ال ّ ي عليه ال ّ الّناجي أحد بني ناجية قد شهد مع عل ّ
من الخوارج بسبب الّتحكيم ،فخرج هو و أصحابه إلى المداين و قتلوا في طريقهم مسلما
فوجه أمير المؤمنين إليهم زياد بن حفصة في مأة و ثلثين رجل ،
فلحقوهم بالمداين و اقتتلوا هنالتتك و استشتتهد متتن اصتتحاب زيتتاد رجلن و اصتتيب منهتتم
حتتى الختتوارج خمسة نفر و حال الّليل بين الفريقين فبتتات أصتتحاب زيتتاد فتتي جتتانب و تن ّ
فمكثوا ساعة من الّليل ثّم مضوا فذهبوا و لّمتتا أصتتبح أصتتحاب زيتتاد وجتتدوا أّنهتتم ذهبتتوا
فمضى أصحاب زياد إلى البصرة و بلغهم أّنهم أتوا الهواز فنزلتتوا فتتي جتتانب منهتتا ،و
تلحق بهم ناس من أصحابهم نحو متتأتين ،فأقتتاموا معهتتم و كتتتب زيتتاد بتتذلك إلتتى أميتتر
المؤمنين يختبره الختبر ،و يتأتي ذكتر ذلتك الكتتاب و تفصتيل قتتال الفريقيتن فتي شترح
ل قال إبراهيم فلّما أتاه الكتاب قرأه على الّناس ،فقام إليتته المختار المأة و الثمانين إنشاء ا ّ
ل يتتا أميتتر المتتؤمنين إّنمتتا كتتان ينبغتتي أن يكتتونمعقل بن قيس الّرياحى فقال :أصلحك ا ّ
ل رجل متن هتؤلء التذين بعثتهتم فتي طلبهتم عشترة متن المستلمين فتاذا لحقتوهم مكان ك ّ
سلم له :تجّهتتز يتتا معقتتل إليهتتم و نتتدب استاصلوا شافتهم و قطعوا دابرهم ،فقال عليه ال ّ
لت بتتن العبتاس و كتان معه ألفين من أهل الكوفة فيهم يزيد بن المعقتتل و كتتتب إلتتى عبتتد ا ّ
صتتلح فتي ألفتتي عامل البصرة أّما بعد فابعث رجل من قبلتتك صتتليبا شتجاعا معروفتا بال ّ
رجل من أهل البصرة فليتبتتع معقتتل بتتن قيتتس فتتاذا ختترج متتن أرض البصتترة فهتتو أميتتر
أصحابه حّتى يلقى معقل ،فإذا لقاه فمعقل أمير الفريقين فليسمع منه و ليطعه و ل يخالفه
،و مر زياد بن حفصة فليقبتل إلينتتا فنعتم المترء زيتاد و نعتتم القبيتتل قتتبيلته و كتتتب عليته
سلم إلى زياد أّما بعد فقد بلغنى كتابك و فهمت ما ذكرت بتته الّنتتاجي و أصتتحابه التتذين ال ّ
شتيطان أعمتالهم فهتم حيتارى عمتون يحستبون أنهتم ل علتى قلتوبهم و زّيتن لهتم ال ّ طبع ا ّ
يحسنون
] [ 235
صنعا ،و وصفت ما بلغ بك و بهم المر فأّما أنت و أصحابك فلّله سعيكم و عليه جزائكم
ل للمؤمن خير له من الّدنيا التي يقتل الجاهلون أنفستتهم عليهتتا فمتتا عنتتدكمو أيسر ثواب ا ّ
ن اّلذين صبروا أجرهم بأحستتن متتا كتتانوا يعملتتون ،و أّمتتا ل باق و لنجزي ّ
ينفد و ما عند ا ّ
قو ضتتللة و رّدهتتم الحت ّ
عدّوكم الذين لقيتم فحسبهم خروجهم من الهدى و ارتكابهم في ال ّ
جماحهم في الّتيه ،فذرهم و ما يفترون ،و دعهم فتتي طغيتتانهم يعمهتتون ،فاستتمع بهتتم و
أبصر فكاّنك بهم عن قليل بين أسير و قتيل ،فاقبل الينا أنت و أصحابك متتاجورين ،فقتتد
أطعتم و سمعتم و أحسنتم البلء و السلم .
قال :و نزل الّناجي جانبا من الهواز و اجتمع إليه علوج كثير من أهلها مّمن أراد كستتر
الخراج و من الّلصوص و طايفة اخرى من العراب يرى رأيه .
ل بن قعين قال :كنت أنا و أخى كعب بن قعين فتتي ذلتتك قال إبراهيم :و روى عن عبد ا ّ
ستتلم الجيش مع معقل بن قيس ،فلما أراد الخروج أتى أمير المؤمنين يوّدعه فقال عليه ال ّ
ل للمتتؤمنين ل تبتتغ علتتى ل ما استطعت فاّنه ) فانها خ ( وصّية ا ّ :يا معقل بن قيس اّتق ا ّ
ب المتكّبرين ،فقال معقتتل : ل ل يح ّ
نا ّ
أهل القبلة و ل تظلم على أهل الّذمة و ل تتكّبر فا ّ
سلم :خير مستعان ،ثّم قام فخرج و خرجنا معتته حّتتتى نتتزل ل المستعان ،فقال عليه ال ّ
ا ّ
الهواز ،و بعث ابن عباس خالد بن معدان مع جيش البصرة فدخل علتتى صتتاحبنا فس تّلم
عليه بالمرة و اجتمعا جميعا في عسكر واحد .
ل بتتن قعيتتن ثتّم خرجنتا إلتتى الّنتتاجي و أصتتحابه فأختتذوا نحتو جبتتال رامهرمتز
قال عبد ا ّ
يريدون قلعة حصينة ،و جائنا أهل البلد فأخبرونا بذلك فخرجنا في آثارهم فلحقناهم و قد
دنوا من الجبل فصفقنا لهم ،ثّم أقبلنا نحوهم فجعل معقل على ميمنته يزيتتد بتتن معقتتل ،و
على ميسرته منجاب بن راشد ،و وقف الّناجى بمن معه من العرب فكانوا ميمنة و جعل
أهل البلد و العلوج و من أراد كسر الخراج و جماعة من الكراد ميسرة .
ضوا البصار
ل ل تبدؤوا القوم و غ ّ
و سارفينا معقل يحّرضنا و يقول :يا عباد ا ّ
] [ 236
و أقّلوا الكلم و وطنوا أنفسكم على الطعن و الضرب و ابشروا في قتالهم بالجر العظيتتم
إّنما تقاتلون مارقة مرقت و علوجا منعوا الخراج و لصوصا و أكرادا فما تنتظتترون فتتاذا
حملت فشّد و اشّدة رجل واحد .
صف لكّلهم يقول :هذه المقالة حّتى إذا مّر بالّناس كّلهتتم أقبتتل فوقتتف وستتط قال فمّر في ال ّ
صف في القلب و نظرنا إليه ما يصتتنع فحتّرك رايتتته تحريكتتتين ثتّم حمتتل فتتي الثالثتتة و ال ّ
ل ما صتتبروا لنتتا ستتاعة حّتتتى وّلتتوا و انهزمتتوا ،و قتلنتتا ستتبعين
حملنا معه جميعا ،فو ا ّ
عربيا من بني ناجية ،و من بعض من اّتبعه من العرب ،و نحتتو ثلثمتتأة متتن العلتتوج ،و
الكراد ،و خرج الّناجي منهزما حّتى لحق بسيف من أستتياف البحتتر و بهتتا جماعتتة متتن
سلم و يزّين لهتتم فراقتته ي عليه ال ّ
قومه كثير فما زال يسير فيهم و يدعوهم إلى خلف عل ّ
ن الهدى في حربه و مخالفته حّتى اّتبعه منهم ناس كثير . و يخبرهم أ ّ
و أقام معقل بن قيس بأرض الهواز و كتب إلى أمير المؤمنين بالفتح و كان في الكتاب :
ل الذى ل إلته
ي أمير المؤمنين من معقل بن قيس سلم عليك فانى أحمد إليك ا ّ ل عل ّلعبد ا ّ
ل هو أّما بعد ،فاّنا لقينا المارقين و قد استظهروا علينا بالمشركين فقتلنا منهم ناسا كثيرا
إّ
و لم نعد فيهم سيرتك ،لم نقتل منهم مدبرا و ل أسيرا و لم ندفف منهم على جريح ،و قد
ب العالمين .
لر ّ
ل و المسلمين و الحمد ّ
نصرك ا ّ
لت ول على تأييده أوليائه و خذله أعدائه ،جتتزاك ا ّ سلم إليه أّما بعد فالحمد ّ
فكتب عليه ال ّ
المسلمين خيرا فقد أحسنتم البلء و قضيتم ما عليكم فاسأل عن أخي بنى ناجية فتان بلغتتك
أّنه استقّر في بلد من البلدان فسر إليه حّتى تقتله أو تنفيه ،فاّنه لم يزل للمستتلمين عتتدّوا و
للفاسقين ولّيا .
] [ 237
قال فسأل معقتل عتن مستيره و المكتان التذي انتهتى إليته فنّبىء بمكتانه بستيف 1البحتر
سلم و أفسد من قبلتته متتن عبتتد القيتتس و
ي عليه ال ّ
بفارس و أّنه قد رّد قومه عن طاعة عل ّ
من و الهم من ساير العرب ،و كان قومه قد منعوا الصتتدقة عتتام صتتفين و منعوهتتا فتتي
ذلك العام أيضا .
فسار إليهم معقل في ذلك الجيش من أهتتل الكوفتتة و البصتترة فأختتذوا علتتى أرض فتتارس
حّتي انتهوا إلى أسياف البحتتر فلمتتا ستتمع الّنتتاجى بمستتيره أقبتتل علتتى متتن كتتان معتته متتن
أصحابه مّمن يرى رأى الخوارج فأسّر إليهم أنى أرى رأيكم و أن عليا ما كان ينبغتتى لتته
ل ،و قال للخرين من أصحابه مسّرا إليهم : أن يحكم الّرجال في دين ا ّ
ن علّيا قد حكم حكما و رضى به فخالف حكمها الذي ارتضاه لنفسته و هتذا التّرأى التذي إّ
خرج عليه من الكوفة ،و قال لمن يراى رأى عثمتتان و أصتتحابه :إّنتتا علتتى رأيكتتم و إ ّ
ن
صدقة :شّدوا أيديكم على صتتدقاتكم ثتّم صتتلوا بهتتاعثمان قتل مظلوما ،و قال لمن منع ال ّ
ل طائفة بضرب من القول . أرحامكم و عودوا إن شئتم على فقرائكم فأرضى ك ّ
-----------
) ( 1تتت تت تتتتت ت ت تتت تتتت ت ت تتتت ت
تتتتت ت تتت .
-----------
) ( 2ت تتتتت ت تتتتتتت ت تتتتتتت تت تتتت ت
تتتتتت تتتت تتت تتت تتتت ت تتتت تتتتت تت
تت تتتت ت تتتتت تتتتتتت تتتت تتتتت ت تتت
.
] [ 238
ل تعالى ق و بما أمر ا ّ ل و سّنة نبّيه و أن أعمل فيكم بالح ّ أّما بعد فاّنى أدعوكم إلى كتاب ا ّ
ف يده و اعتزل هذا المتتارق الهالتتك المحتتارب به في كتابه فمن رجع منكم إلى رحله و ك ّ
ل و رسوله و المسلمين و سعى في الرض فسادا فله المتتان علتتى متتاله و الذي حارب ا ّ
ل عليتته و جعلنتتاه بيننتتا و
دمه ،و من تابعه على حربنا و الخروج من طاعتنتتا استتتعّنا بتتا ّ
سلم .
ل ولّيا و ال ّ
بينه و كفى با ّ
ل الخريتتت و قال فأخرج معقل راية أمان فنصبها و قال :من أتاها من الناس فهتتو آمتتن إ ّ
ل من كتتان معتته متتن غيتتر قتتومه وأصحابه الذين نابذوا أّول مّرة ،فتفّرق عن الخريت ك ّ
عبا معقل أصحابه ثّم زحف بهم نحوه ،و قد حضر مع الخريتتت جميتتع قتتومه مستتلمهم و
صدقة يسرة . صدقة منهم فجعل مسلمينهم يمنة و مانع ال ّنصرانيهم و مانع ال ّ
و سار معقل يحّرض أصحابه فيما بين الميمنة و الميسرة و يقول :أّيها الّناس ما تتتدرون
ل ستتاقكم إلتتى قتتوم منعتتوا الصّتتدقة و
نا ّ
ما سيق اليكم في هذا الموقف من الجر العظيم إ ّ
ارتّدوا من السلم و نكثوا البيعة ظلما و عدوانا ،اّنى شهيد لمن قتل منكم بالجّنة ،و من
ل يقّر عينه بالفتح و الغنيمة ،ففعل ذلك حّتى مّر بالّناس أجمعين ثّم وقتف فتي نا ّعاش بأ ّ
القلب برايته فحملت الميمنة عليهم ثّم الميسرة و ثبتوا لهم و قاتلوا قتال شتتديدا ،ث تّم حمتتل
هو و أصحابه عليهم فصبروا لهم ساعة .
ن النعمان بن صهبان أبصرت بالخريت فحمل عليه و ضربه فصرعه عن فرستته ث تمّ ثّم إ ّ
نزل إليه و قد جرحه فاختلفا بينهما ضربتين فقتله الّنعمان و قتل معه في المعركة سبعون
و مأة و ذهب الباقون في الرض يمينا و شمال ،و بعث معقل الخيل
] [ 239
إلى رحالهم فسبى من أدرك فيها رجال و نساء و صبيانا ،ثّم نظر فيهم فمن كتتان مستتلما
خله و أخذ بيعته و خل سبيل عياله ،و من كان ارتّد عن السلم عرض عليته الّرجتوع
ل شيخا منهتتم نصتترانيا أبتتى
إلى السلم أو القتل فأسلموا فخّلى سبيلهم و سبيل عيالتهم إ ّ
فقتله .
صدقة فأخذ من المسلمين عقتتالين سنين من ال ّو جمع الّناس فقالوا رّدوا ما عليكم في هذه ال ّ
1و عمد إلى الّنصارى و عيالتهم فاحتملهم معه ،و أقبل المستلمون التتذين كتتانوا معهتم
يشّيعونهم ،فأمر معقل برّدهم فلما ذهبتتوا لينصتترفوا تصتتايحوا و دعتتا الّرجتتال و النستتاء
بعضهم إلى بعض ،قال :فلقد رحمتهم رحمة ما رحمتها أحدا قبلهم و ل بعدهم .
سلم أّما بعد فانى اخبر أمير المتتؤمنين عتتن جنتتده و كتب معقل إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ
و عن عدّوه إّنا رفعنا إلى عدّونا بأسياف البحتتر فوجتدنا بهتا قبايتتل ذات جتّد و عتتدد و قتتد
جمعوا لنا فدعوناهم إلى الجماعة و الطاعة و إلتتى حكتتم الكتتتاب و الستّنة و قرءنتتا عليهتتم
كتاب أمير المؤمنين و رفعنا لهم راية أمان ،فمالت الينا طائفة منهم و ثبتت طائفة اخرى
ل وجوهم و نصرنا عليهم ، ،فقبلنا أمر التي أقبلت ،و صمدنا إلى التي أدبرت فضرب ا ّ
صتتدقةفأّما من كان مسلما فانا منّنا عليه و أختتذنا بيعتته لميتر المتتؤمنين و أختذنا منهتتم ال ّ
ل قتلنا فرجعوا التي كانت عليهم ،و أّما من ارتّد فعرضنا عليهم الّرجوع إلى السلم و إ ّ
إلى السلم غير رجل واحد فقتلناه و أّما الّنصارى فانا سبيناهم و أقبلنا لهم ليكونوا نكتتال
لمن بعدهم من أهل الّذمة كيل يمنعتتوا الجزيتتة و ل يجتتتروا علتتى قتتال أهتتل القبلتتة و هتتم
سلم .ل يا أمير المؤمنين و أوجب لك جنات الّنعيم و ال ّ صغار و الّذلة أهل ،رحمك ا ّ
لل ّ
ي علتتى قال :ثّم أقبل بالسارى حّتى مّر على مصقلة بن هبيرة الشيباني و هو عامتتل عل ت ّ
صتبيان و تصتايح الّرجتال يتا أبتا أردشير خّوة و هم خمسمأة إنسان فبكى إليه النستاء و ال ّ
الفضل يا حامل الثقيل يا مأوى الضعيف و فكاك العصاة ،امنن علينا فاشترنا
-----------
) ( 1تت تتتت تتتتت تتت تت تتت تتتت تتتت تت
تتتتت تتتت تتت تت تتتتت .
] [ 240
ل يجزى المتصّدقين ،فبلتتغ قتتولهنا ّ
ن عليهم إ ّ
ل لتصّدق ّو اعتقنا ،فقال مصقلة :اقسم با ّ
ى لضتتربت عنقتته ،و إن ل لو اعلمه قالها توجعا لهم و وجدا و إزراء عل ّ معقل فقال :و ا ّ
كان في ذلك فناء بنى تميم و بكر بن وايل .
ن مصقلة بعث زهل بن الحتتارث إلتتى معقتتل فقتتال :بعنتتى نصتتارى بنتتى نتتاجيه فقتتال ثّم إ ّ
أبيعكم بألف ألف درهم ،فأبى عليه فلم يزل يراضيه حّتى باعه إّياهم بخمسمأة ألف درهم
جتل بالمتال إلتى أميتر المتؤمنين فقتال مصتقلة :أنتا بتاعث الن ،و دفعهم إليه و قال :ع ّ
بصدر منه ،ثّم أبعث بصدر آخر و كذلك حّتى ل يبقى منه شيء .
سلم فأخبره بمتتا كتتان متتن المتتر فقتتال أحستتنت وو أقبل معقل إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ
سلم أن يبعث مصقلة بالمال فأبطأ بته ،و بلتغ علّيتا ي عليه ال ّ
أصبت و وفقت و انتظر عل ّ
أن مصقلة خّلى السارى و لم يسألهم أن يعينوه في فكتتاك أنفستتهم بشتتيء فقتتال :متتا أرى
سلم ل سترونه عن قريب مبلدحا 1ثّم كتب عليه ال ّ ل قد حمل حمالة و ل أراكم إ ّ مصقلة إ ّ
ش المام ش على أهل المصر غ ّ ن أعظم الخيانة خيانة المة ،و أعظم الغ ّ إليه أّما بعد ،فا ّ
ى حين ياتيك رسولى و إ ّ
ل ق المسلمين خمسمأة ألف درهم ،فابعث بها إل ّ ،و عندك من ح ّ
ى حين تنظر في كتابى فاني قد تقّدمت إلى رسولى أن ل يدعك ساعة واحدة تقيتتم فاقبل إل ّ
سلم .
ل أن تبعث بالمال و ال ّبعد قدومه عليك إ ّ
فلما قرء كتابه أتاه بالكوفة فأقّره أياما لم يذكر له شيئا ،ثّم سأله المتتال فتتأّدى ،إليتته متتأتى
ألف درهم و عجز عن الباقي ففّر و لحق بمعاوية فلما بلغ ذلك علّيا قال :
سيد و فّر فرار العبد ،و خان خيانة الفاجر فلتتو عجتتز متتا زدنتتا
ل فعل فعل ال ّ
ماله ترحه ا ّ
على حسبه ،فان وجدنا له شيئا أخذناه ،و إن لم نجد له مال تركناه .
ي عليته
سلم إلى داره فهدمها و كان أخوه نعيتم بتن هتبيرة شتيعة لعلت ّ
ي عليه ال ّ
ثّم سار عل ّ
سلم مناصحا فكتب إليه مصقلة من الشام مع رجل من الّنصارى تغلب يقال لتته حلتتوان ال ّ
أّما بعد
-----------
) ( 1تت تت ت تت تتتت ت تت ت تتتتت ت تت ت ت ت ت
تتتت تتتتت ت ت .
] [ 241
فاّني كّلمت معاوية فيك فوعدك الكرامة ،و منتتاك المتتارة فأقبتتل ستتاعة تلقتتى رستتولي و
سلم . ال ّ
سلم فأخذ كتتتابه فقتترأه ث تّم قتّدمه ي عليه ال ّ
فأخذه مالك بن كعب الرحبي فسرح به إلى عل ّ
فقطع يده فمات ،و كتب نعيم إلتتى مصتتقلة شتتعرا يتضتّمن امتنتتاعه و تعييتتره ،فلمتتا بلتتغ
ل قليل حّتتتى بلغهتتم هلك ن الّنصتتراني قتتد هلتتك و لتتم يلبتتث التغلتتبّيون إ ّ
الكتاب إليه علم أ ّ
صاحبهم ،فأتوا مصقلة فقالوا :أنت أهلكت صتتاحبنا فاّمتتا أن تجيئنتتا بتته ،و إّمتتا أن تتتديه
فقال :أّما أن أجيء به فلست أستطيع ذلك ،و أّمتتا أن أديتته فنعتتم فتتوديه قتتال إبراهيتتم :و
ستتلمي عليتته ال ّحّدثنى ابن أبي سيف عن عبد الّرحمن بن جندب عن أبيتته قتتال :قيتتل لعلت ّ
ق،حين هرب مصقلة :اردد الذين سبوا و لم يستوف ثمنهم في الّر ّ
ععععععع
از جمله كلم آن حضرت است در حينى كه بگريخت مصقلة بن هتتبيرة شتتيباني بستتوى
معاويه ملعون ،و جهة فرار او اين بود كه خريده بود اسيران بني ناحيه را از معقل بن
سلم و آزاد كرده بود ايشانرا ،پس زمتتانى كتته
قيس رياحي عامل أمير المؤمنين عليه ال ّ
سلم ثمن آنها را غدر كرد مصقله بتتآن و گريختتت بطتترف شتتام مطالبه كرد إمام عليه ال ّ
پس چون آن خبر بحضرت رسيد فرمود :
دور گرداند خدا مصقله را از رحمت خود ،كرد كار خواجگان را كتته خريتتدن بنتتدگان
بود و آزاد كردن ايشان ،و گريخت همچو گريختتتن غلمتتان پتتس گويتتا نگردانيتتد متتدح
گوينده خود را تا اينكه ساكت ساخت او را بغدر و فرار ،و تصديق نكرد وصف كننتتده
ختتود را تتتا اينكتته توبيتتخ نمتتود او را بجهتتة ستتوء كتتردار ،و اگتتر اقتتامت ميكتترد و
نمىگريخت هر آينه دريافت ميكرديتتم از او آنچته مقتتدور او بتود ،و انتظتتار ميكشتتيديم
بمال او افزونى او را ،يعنى ميگذاشتيم مال او زياده شود و از عهده قرض و دين خود
بر آيد
] [ 242
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
ععععع
ضتتاد و
جلَء و ) الخضرة ( بفتتتح الختتاء المعجمتتة و كستتر ال ّ
عَلْيِهُم اْل َ
ل َ
با ّ
ن َكَت َ
َو َلْو ل َأ ْ
الخضر ككتف الغصن و الّزرع و البقلة الخضراء و ) الكفاف ( من التترزق كستتحاب متتا
اغنى عن الّناس و ) البلغ ( كسحاب أيضا الكفاية .
ععععععع
غير مقنوط نصب على الحال ،و ل مخلّو عطف على مقنوط و نحوه قوله ستتبحانه َفَم ت ِ
ن
غ َو ل عاٍد
غْيَر با ٍ
طّر َ
ضُا ْ
] [ 243
و رّبما يجيء المعطوف بالّنصتتب عطفتتا علتتى موضتتع غيتتر ،و جملتتة التتذي ل يتتبرح و
خر و التتواو عاطفتتةصفته و لهلها إّما متعلق بمقّدر و هو خبر مقّدم و الجلء مبتداء متتؤ ّ
ل الّرفع علتى كونهتا صتفة لتدار كتالمعطوف للجملة على الجملة فتكون المعطوفة في مح ّ
عليها أو لهلها عطف على لها و الجلء مرفوع علتى النيابتة عتن الفاعتل كمتا أنّ الفنتاء
مرفوع كذلك ،و الباء في قوله بأحستتن للمصتتاحبة و الملبستتة ،و فتتي قتتوله بحضتترتكم
للظرفّية و من الّزاد بيان لما
عععععع
ن هذه الخطبة ملتقطة من خطبة طويلة له عليتته ن المستفاد من شرح البحراني هو أ ّ اعلم أ ّ
ن بين قوله :و نعمة ،و قوله :و الّدنيا ،فصل طويتتل ،و
سلم خطبها يوم الفطر ،و أ ّ ال ّ
ن الخطبة الثامنة و العشرين أيضا من فصول تلك الخطبة الطويلة إذا المستفاد منه أيضا أ ّ
ن ما أتى به السّيد ) ره ( هنا منتظم من فصلين عرفت ذلك ظهر لك أ ّ
عع ع ععععع ع
ععععع ععععع ععععع ععع ععع ععع
ععععع
ل غير مقنوط من رحمته ( أصل الّرحمتتة رّقتتة القلتتب و انعطتتاف أى و هو قوله ) الحمد ّ
ضل و الحسان ،
نيل روحاني يقتضي الّتف ّ
ضل و الحسان ،لنّ الّرقتتة ل سبحانه كان المراد بها غايتها أعنى التف ّ و إذا اسندت إلى ا ّ
ضتتل إّمتتا متتن
من الكيفّيات المزاجّية المستحيلة في حّقه سبحانه ،فيكون اطلقها على الّتف ّ
ضل و إّمتتاسبب و إرادة المسّبب لكون الّرقة سببا للّتف ّ باب المجاز المرسل من قبيل ذكر ال ّ
من باب التمثيل بأن شّبه حاله تعالى بالقياس إلى المرحومين في إيصال الخير إليهم بحال
ق لهتتم فأصتتابهم بمعروفتته و انعتتامه ،فاستتتعير الكلم الملتتك إذا عطتتف علتتى رعّيتتته ور ّ
حل في شيء من مفرداته و كيف كان ففي الموضوع للهيئة الثانية للولى من غير أن يتم ّ
لت ستتبحانه لعمومهتتا و ستتعتها سلم تنبيه على عدم جواز اليأس من رحمة ا ّ كلمه عليه ال ّ
ل شتيء و قتتال النتب ّ
ي للخليق في الّدنيا و الخرة كما قال سبحانه :و رحمتتتي وستتعت كت ّ
ل مأة رحمة أنزل منها واحدة إلى الرض ل عّز و ج ّ ن ّ
ل عليه و آله و سّلم إ ّصّلى ا ّ
] [ 244
ل قابض هذه إلى تلك فيكملها مأة يرحم بهتا عبتتاده يتتوم القيامتة ) و ل مخلتوّ نا ّ
و روى إ ّ
ن سبوغ نعمته دائم لثار قدرته التي استلزمت طبايعها الحاجة إليه فتتوجب من نعمته ( ل ّ
ل ممكن مفتقر إلى كرمه وجوده ) و ل مأيوس من مغفرتتته ( و ذلتتك لها فيض جوده إذ ك ّ
ن عفوه تعالى غتتالب علتتى عقتتابه ،و رحمتتته ستتابقة علتتى غضتتبه ،و مغفرتتته قتتاهرةلّ
لعقوبته كما قال سبحانه :
ل مخلوق فتتي نعمتتك ل شيء رحمة و علما ،و أنت اّلذي جعلت لك ّ » أنت اّلذي و سعت ك ّ
ستتهما ،و أنتتت اّلتتذي عفتتوه أعلتتى متتن عقتتابه « ) و ل مستتتنكف عتتن عبتتادته ( إذ هتتو
ق للعبادة دون ما عداه ،لّنه جامع الكمتتال المطلتتق ليتتس فيتته جهتتة نقصتتان إليهتتا
المستح ّ
يشار ،فيكون سببا للستنكاف و الستكبار فالمقصود بقوله :و ل مستنكف عن عبادته ،
ن يستتتنكف عنهتتا ،لّنهتتا ل استتتنكاف عنهتتا و ل استتتكبار ، للّ ن عبتتادته ليستتت مح ّ
أّ
ن المستكبرين و المستنكفين من الجّنة و الّناس متتن الكتتافرين و المنتتافقين فتتوق
ضرورة أ ّ
ص سبحانه عدم الستكبار بأهل الّتقّرب و المكانة كما قال : حّد الحصاء ،و لذلك خ ّ
سَتْكِبُرو َ
ن عْنَدُه ل َي ْ
ن ِ
ض و َم ْ
لْر ِ
سموات َو ا َْ
ن في ال ّ
و َلُه َم ْ
] [ 245
قلت :ل إذ عدم القنوط متتن رحمتتته ل يستتلزم دوام الّرحمتتة فل يغنتى ذكتره عنته و هتو
ل أّنه يمكتتن أن يكتتون
ظاهر ،و أّما عدم الخلّو من الّنعمة و إن كان ملزما لعدم فقدانها إ ّ
ن الظتاهر فتي الفقتترات المراد بالّول الخصوص يعنى عدم خلتّو نفستته متن نعمتتته كمتتا أ ّ
الثلث الباقية أيضا ذلك ،و بالّثاني مشمول نعمته لجميع الخليق و عدم فقدانها فتتي حت ّ
ق
أحد و أّما البرهان على دوام رحمته و كمال نعمته فهو على متا ذكتره الفختر التّرازي أ ّ
ن
الشياء على أربعة أقسام :التذى يكتون نافعتا و ضترورّيا معتا و التذى يكتون نافعتا و ل
يكون ضرورّيا و الذى يكون ضرورّيا و ل يكون نافعا و الذى ل يكون نافعتتا و ل يكتتون
ضرورّيا أّما القسم الّول و هو الذي يكون نافعا و ضرورّيا معا ،فاّما أن يكون
] [ 246
كذلك في الّدنيا فقط و هو مثل الّنفس ،فاّنه لو انقطع منك لحظة واحتتدة لحصتتل المتتوت ،
ل تعالى فاّنها إن زالتتت عتتن القلتتب لحظتتة و إّما أن يكون كذلك في الخرة و هو معرفة ا ّ
واحدة حصل الموت للقلب و استوجب العذاب البد و أّما القسم الّثاني و هتتو التتذي يكتتون
نافعا و ل يكون ضرورّيا فهو كالمال في الّدنيا و كساير العلوم و المعارف في الختترة و
ضار التي ل بّد منها في أّما القسم الّثالث و هو الذي يكون ضرورّيا و ل يكون نافعا فكالم ّ
الّدنيا ،كالمراض و الموت و الفقتتر و الهتترم و ل نظيتتر لهتتذا القستتم فتتي الختترة ،فتتا ّ
ن
ضار و أّما القسم الّرابتتع و هتتو التتذي ل يكتتون ضرورّيات الخرة ل يلزمها شيء من الم ّ
ضرورّيا و ل نافعا فهو كالفقر في الّدنيا و العذاب في الخرة إذا عرفت ذلك فنقتتول :قتتد
ي، ن الّنفس في الّدنيا نافع و ضرور ّ ذكرنا أ ّ
لت تعتتالى أمتتر ل بتّد منتتهفلو انقطع عن النسان لحظة لمات في الحال ،و كذلك معرفة ا ّ
ن الموت الّول أسهل من في الخرة فلو زالت عن القلب لحظة لمات القلب ل محالة ،لك ّ
ل ساعة واحدة ،و أّما الموت الّثاني فاّنه يبقتتى ألمتته
الّثاني لّنه لم يتألم في الموت الّول إ ّ
أبد الباد .
ن التنّفس له أثر ان :أحدهما إدخال الّنسيم الطيتتب علتتى القلتتب و ابقتتاء اعتتتداله و
و كما أ ّ
سلمته ،و الثاني إخراج الهواء الفاسد الحاّر المحترق عن القلب ،كذلك الفكر له أثر ان
جة و البرهان إلى القلب و ابقاء اعتدال اليمان و المعرفة عليه :أحدهما ايصال نسيم الح ّ
ل بان يعتترف شبهات عن القلب ،و ما ذاك إ ّ ،و الّثاني إخراج الهواء الفاسد المتولد من ال ّ
ن هذه المحسوسات متناهية في المقدار منتهية بتتالخرة إلتتى الفنتتاء بعتتد وجودهتتا ،فمتتن أّ
وقف على هذه الحوال بقى آمنا من الفات و اصتتل إلتتى الخيتترات و المستّرات و كمتال
ل ما وجدته و وصلت إليتته فهتتو قطتترة متتن هذين المرين ينكشف بعقلك بأن تعرف أن ك ّ
ل رحمانا ل و ذّرة من أنوار إحسانه فعند هذا ينفتح على قلبك معرفة كون ا ّ بحار رحمة ا ّ
رحيما .
] [ 247
فاذا أردت أن تعرف هذا المعنى على التفصيل فاعلم أنك جوهر مركب متتن نفتتس و بتتدن
ك أّنها كانت جاهلة في مبدء الفطر كما قال تعالى :
و روح و جسد ،أّما نفسك فل ش ّ
لْفِئَدةَ
لْبصتتاَر وَ ا َْستْمَع و ا َْ
ل َلُكُم ال ّ
جَع َ
شْيئًا و َ
ن َ
ن ُأّمهاِتُكْم ل َتْعَلُمو َ
طو ِ
ن ُب ُ
جُكْم ِم ْ
خَر َلا ْ َو ا ّ
ساستتة و المحّركتتة و المدركتتة و العاقلتتة و ن ثّم تاّمل فتتي مراتتتب القتتوى الح ّ شُكُرو َ
َلَعّلُكْم َت ْ
ن العاقل أختتذ تأّمل في مراتب المعقولت و في جهاتها و اعلم أّنه ل نهاية لها البّتة و لو أ ّ
في اكتساب العلم بالمعقولت و سرى فيها سيران البرق الخاطف و الّريتتح العاصتتف ،و
سير أبد البدين و دهر الداهرين لكان الحاصل لتته متتن المعتتارف و العلتتوم بقى في ذلك ال ّ
قدرا متناهيا ،و لكانت المعلومات التي ما عرفها و لم يصل إليها أصتتل غيتتر متناهيتتة و
ل ت تعتتالى ن الذي قاله ا ّ المتناهي في جنب غير المتناهى قليل في كثير فعند هذا يظهر له أ ّ
في قوله :
ق و صدق .
لح ّ
ل َقلي ً
و ما أوتيُتْم ِإ ّ
و أّما بدنك فاّنه جوهر مركب من الخلط الربعة ،فتأّمل كيفّيتتة تركيبهتتا و تشتتريحها و
شتتريفة ،و
ل واحد من العضاء و الجزاء متتن المنتتافع العاليتتة و الثتتار ال ّ تأّمل ما في ك ّ
حينئذ يظهر لك صدق قوله سبحانه و تعالى :
ععععع عععععع
متضّمن للّتنفير عن الّدنيا و الّتنبيه على بعض عيوباتها و هو قوله ) و الّدنيا دار منى لها
الفناء و ( قّدر ) لهلها منها الجلء ( كما قال سبحانه :
] [ 248
عذابٌ خَرِة َ
لِ حطامًا و في ا ْ ن ُصَفّرا ثّم َيُكو ُ
ج َفَتريُه ُم ْ
ب اْلُكّفار َنباُتُه ُثّم َيهي ُ
ج َ
عَث َأ ْ
غْي ٍ
ل َ َكَمَث ِ
ل عليه و آله في رواية أبي هريرة :ل تكونتتوا مّمتتن ختتدعته ل صّلى ا ّ شديٌد قال رسول ا ّ َ
العاجلة و غّرته المنّية ،فاستهوته الخدعة ،فركتتن إلتتى دار الستتوء ستتريعة التّزوال ،و
ل كاناختة راكتب أو صتر شيكة النتقال إّنه لم يبق من دنياكم هتذه فتي جنتب متا مضتى إ ّ
ل و متتا أصتتبحتم فيتته متتن التّدنيا لتتم جالب فعلى ما تعرجون و ماذا تنتظرون ،فكأنكم و ا ّ
يكن ،و ما يصيرون إليه من الخرة لم يزل ،فخذوا اهبة ل زوال لنقلة ،و أعّدوا التتّزاد
ل امرء على ما قّدم قادم ،و على ما خلف نتتادم و لمتتا نّبتته نكّ لقرب الّراحلة ،و اعلموا أ ّ
سلم على فناء الّدنيا و تعجيل زوالها أردف ذلتتك بقتتوله ) فتتارتحلوا عنهتتا ( يعنتتى عليه ال ّ
تهيئوا للرتحال و استعّدوا للموت قبل نزول الفوت ) بأحسن ما بحضرتكم من الّزاد ( و
صالحة ) و ل تسألوا فيها فوق الكفاف و ل تطلبوا منها أكثر متتن هو الّتقوى و العمال ال ّ
ل عليته و آلته فتتي روايتة انتتس بتتن مالتك :يتا معشتتر ل صّلى ا ّ البلغ ( كما قال رسول ا ّ
ستفر ن الّرحيتل قريتب ،و تتزّودوا فتانّ ال ّ ن المتر جتّد ،و تتأّهبوا فتا ّ المسلمين شّمروا فا ّ
ن بيتتن ل المخّففون ،أيّها الّناس إ ّ ن ورائكم عقبة كؤدا ل يقطعها إ ّ بعيد ،و خّففوا أثقالكم فا ّ
ساعة امورا شدادا ،و هو العظاما ،و زمانا صعبا يتمّلك فيه الظلمة ،و يتص تّدر يدي ال ّ
فيه الفسقة ،و يضام فيتته المتترون بتتالمعروف ،و يضتتطهد فيتته الّنتتاهون عتتن المنكتتر ،
صالح و أكرهوا عليه ضوا عليه بالّنواجذ ،و الجأوا إلى العمل ال ّ فأعّدوا لذلك اليمان و ع ّ
] [ 249
ععععع
لت عليتته و آلتتهلت صتّلى ا ّ سلم قال :قال رسول ا ّ ل عليه ال ّ سكوني عن أبي عبد ا ّ و عن ال ّ
ستتلم قتتال :ل ت عليتته ال ّسكوني عن أبي عبتتد ا ّ طوبى لمن أسلم و كان عيشه كفافا و عن ال ّ
ل عليه و آلتته و ستّلم اللهتّم ارزق محّمتتدا و آل محّمتتد و متتن أحت ّ
ب ل صّلى ا ّ قال رسول ا ّ
محّمدا و آل محّمد العفتاف و الكفتاف ،و ارزق متن أبغتض محّمتدا و آل محّمتد المتال و
لت
ل عليهما قتتال :متّر رستتول ا ّ ي بن الحسين صلوات ا ّ الولد و عن الّنوفلي رفعه إلى عل ّ
ي و أّمتتا متتا فتتي آنيتهتتا
براعى إبل فبعث يستسقيه فقال :أّما ما في ضروعها فصبوح الح ّ
ل عليه و آله اللهّم أكتتثر متتاله و ولتتده ،ثتّم متّر براعتتي ل صّلى ا ّ فغبوقهم ،فقال رسول ا ّ
لتغنم فبعث إليه يستسقيه فحلب له ما في ضروعها و أكفا ما في إنائه في إنتتاء رستتول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم و بعث إليه بشاة و قال :هذا ما عندنا و إن أحببتتت أن نزيتتدك صّلى ا ّ
ل عليه و آله اللهّم ارزقه الكفاف ،فقتتال لتته بعتتض ل صّلى ا ّ زدناك ،قال :فقال رسول ا ّ
ل دعوت للذي رّدك بتتدعاء عاّمتنتتا نحّبتته ،و دعتتوت للتتذي أستتعفك أصحابه :يا رسول ا ّ
ل و كفتتى خيتتر ن متتا قت ّ
ل عليه و آله إ ّ
ل صّلى ا ّبحاجتك بدعاء كّلنا نكرهه ،فقال رسول ا ّ
لت
ي عن أبتتي عبتتد ا ّ مّما أكثر و ألهى اللهّم ارزق محّمدا و آل محّمد الكفاف و عن البختر ّ
ل يقول :يحزن عبتتدي المتتؤمن ان قتتترت عليتته و ذلتتك ل عّز و ج ّ نا ّ سلم قال :إ ّ عليه ال ّ
سعت عليه و ذلك أبغض له مّني . أقرب له مّني ،و يفرح عبدي المؤمن إن و ّ
] [ 250
ععععع
] [ 251
الحمد في الّدنيا و الخرة و هو الحكيم الخبير ،يعلم ما يلج في الرض و ما يختترج منهتا
ل هتتو إليتته
ل ل إلتته إ ّسماء و ما يعرج فيها و هو الّرحيم الغفور ،كذلك ا ّ و ما ينزل من ال ّ
لت بالّنتتاس
نا ّ ل بتتاذنه إ ّستتماء أن تقتتع علتتى الرض إ ّ ل الذي يمسك ال ّ المصير ،و الحمد ّ
ي الكبير ،و الحمتتد لرؤف رحيم اللهّم ارحمنا برحمتك ،و اعممنا بمغفرتك إّنك أنت العل ّ
ل الذي ل مقنتتوط متتن رحمتتته ،و ل مخلتّو متتن نعمتتته ،و ل متتؤيس متتن روحتته ،و ل ّ
ستتبع ،و استتتقّرت الرض المهتتاد ،و ستتماوات ال ّمستنكف عن عبتتادته ،بكلمتتته قتتامت ال ّ
ستتحاب ،و ستتماء ال ّثبتت الجبال الّرواسي ،و جرت الّريتتاح اللواقتتع ،و ستتار فتتي جتّو ال ّ
ل لتته المتعتّززون ،و يتضتتأل لتته قامت على حدودها البحار ،و هتتو إلتته لهتتا و قتتاهر يتتذ ّ
المتكّبرون ،
نحمده كما حمد نفسه و كما هو أهله ،و نستتتعينه و نستتتغفره و نستتتهديه ،و نشتتهد أن ل
ن البحتتار و متتا تتتوارى منتته ل وحده ل شريك له يعلم ما تخفى الّنفتتوس و متتا يجت ّ لا ّإله إ ّ
ظلمة ،و ل يغيب عنه غائبة ،و ما يسقط من ورقة متتن شتتجرة ،و ل حّبتتة فتتي ظلمتتات
ل في كتاب مبين ،و يعلتتم متتا ل هو ،و ل رطب و ل يابس إ ّ ل يعلمها ،ل إله إ ّ الرض إ ّ
ل بالهدى و ى منقلب ينقلبون و نستهدى ا ّ ى مجرى يجرون ،و إلى أ ّ يعمل العاملون ،و أ ّ
ن محّمدا عبده و نتتبّيه و رستتوله إلتتى خلقتته ،و أمينتته علتتى وحيتته ،و أّنتته قتتد بلتتغنشهد أ ّ
ل الحائدين عنه العادلين به ، رسالت رّبه و جاهد في ا ّ
ل الذي ل تبرح منه نعمة ل عليه و آله اوصيكم بتقوى ا ّ ل حّتى أتاه اليقين صّلى ا ّو عبد ا ّ
،و ل تفقد منه رحمتتة ،و ل يستتتغنى العبتتاد عنتته ،و ل يجتتزى انعمتته العمتتال ،التتذي
رغب في الّتقتتوى ،و زهتد فتتي التّدنيا و حتذر المعاصتتي و تعتّزز بالبقتتاء ،و ذّلتتل خلقته
بتتالموت و الفنتتاء ،و المتتوت غايتتة المخلتتوقين ،و ستتبيل العتتالمين ،و معقتتود بنواصتتي
ل ل تّذة ،و يزيتتل
الباقين ،ل يعجزه إباق الهاربين ،و عند حلوله ياس أهل الهوى يهدم ك ت ّ
لت لهتتا الفنتتاء ،و لهلهتتا منهتتا الجلء ،
ل بهجة و التّدنيا دار كتتتب ا ّ
ل نعمة ،و يقطع ك ّ كّ
فأكثرهم ينوى بقائها و يعظم بنائها :و هى حلوة خضرة قتتد عجلتتت للطتتالب ،و التبستتت
بقلب الّناظر و يضنيء ذو الثروة
] [ 252
ل بأحسن ما بحضرتكم و ضعيف ،و يحتويها الخائف الوجل ،فارتحلوا منها يرحمكم ا ّ ال ّ
ل تطلبوا منها أكثر من القليل و ل تسألوا منها فوق الكفاف ،و ارضوا منها باليسير و ل
تمّدن أعينكم منها إلى ما مّتع المترفون و استهينوا بها و ل توطنوهتتا و أض تّروا بأنفستتكم
ن الّدنيا قتد
ن في ذلك غفلة و اغترارا أل إ ّ فيها ،و إّياكم و التنّعم و التلّهى و الفاكهات ،فا ّ
ن الخرة قد رحلت فأقبلت و أشتترفت تنّكرت و ادبرت و أصولت و آذنت بوداع ،أل و إ ّ
سباق غدا ،ن المضمار اليوم و ال ّو آذنت باطلع ،أل و إ ّ
سبقة الجّنة و الغاية الّنار ،أفل تتتائب متتن خطيئتتته قبتتل يتتوم منيتتته ،أل عامتتل ن ال ّ
أل و إ ّ
ن هتذال و إّياكم مّمتن يختافه فيرجتو ثتوابه أل و إ ّ لنفسه قبل يوم بؤسه ،و فقره ،جعلنا ا ّ
لت يتتذكركم و ادعتتوه يستتتجب ل لكم عيدا ،و جعلكم له أهل ،فتتاذكروا ا ّ اليوم يوم جعله ا ّ
ل امرء منكم عتتن لكم و أّدوا فطرتكم فاّنها سّنة نبّيكم و فريضة واجبة من رّبكم فليؤّدها ك ّ
نفسه و عن عياله كّلهم ذكرهم و انثاهم و صغيرهم و كتتبيرهم و حّرهتتم و مملتتوكهم عتتن
ل ت فيمتتا
ل إنسان منهم صاعا من بّر أو صاعا من تمر أو صاعا متتن شتتعير و أطيعتتوا ا ّ كّ
ج التبيت و صتتوم شتتهر صتلة و إيتتاء الّزكتتاة و حت ّ
فرض عليكم و أمركتتم بتته متن إقتام ال ّ
رمضان و المر بالمعروف ،و الّنهى عن المنكر ،و الحسان إلتى نستائكم و متا ملكتت
ل فيما نهيكم عنتته متتن قتتذف المحصتتنة ،و إتيتتان الفاحشتتة ،و شتترب أيمانكم و أطيعوا ا ّ
الخمتر و بختس المكيتال ،و نقتص الميتزان ،و شتتهادة التّزور ،و الفتترار عتن الّزحتف
ل و إّياكم بالّتقوى ،و جعل الخرة خيرا لنا و لكم من الولى ، عصمنا ا ّ
شتتيطان ل العظيم من ال ّ ل العزيز أعوذ با ّن أحسن الحديث و أبلغ موعظة المّتقين كتاب ا ّ إّ
صمد لم يلد و لم يولد و لتتم يكتتن لتته
ل ال ّ
ل أحد ا ّ
ل الّرحمن الّرحيم ،قل هو ا ّ
الّرجيم بسم ا ّ
كفوا أحد .
ععععععع
از جمله خطبههاى آنحضرت است :حمد و ثنا مر خداى را استت در حتالتى كته نوميتد
كرده نشده است از رحمة او ،و خالى كرده نشده است از نعمة او ،و نوميد
] [ 253
كرده نشده است از مغفرة او ،و كبر ورزيده نشده است از عبادت او ،چنان خداونتتدى
كه زايل نميشود از او هيچ رحمتى ،و نا ياب نميشود از او هيچ نعمتي ،
و دنيا سرائيست تقدير كرده شده است از براى او فنا ،و از براى اهل او بيتترون رفتتتن
از آن با رنج و عنا ،و آن دنيا شيرينست در مذاق و سبز و خّرمست در نظر أهل آفاق
و بتحقيق كه شتابانيده شده است از براى جوينده او ،و مشتبه شده استتت در قلتتب نظتتر
كننده او ،پتتس رحلتتت نمائيتتد و كتتوچ كنيتتد از او بتته نيكتتوترين چيتتزى كتته در حضتتور
شماست از توشه كه عبارتست از تقوى و أعمال صالحه ،و ستتؤال نكنيتتد در او بتتالتر
از قدر كفاف در معيشت ،و طلتب ننمائيتد از او زيتاده از حتّد كفايتة كته اينستت شتعار
صاحبان بصيرت ،و سالكان طريق حقيقت
و هو السادس و الربعون من المختار في باب الخطب الّلهتّم إّنتتي أعتتوذ بتتك متتن وعثتتاء
صتتاحب فتتيسفر ،و كأبة المنقلب ،و سوء المنظر فتتي الهتتل و المتتال ،ألّلهتّم أنتتت ال ّ
ال ّ
ن المستتتخلف ل يكتتون ستتفر ،و أنتتت الخليفتتة فتتي الهتتل ،و ل يجمعهمتتا غيتترك ،ل ّ
ال ّ
مستصحبا ،
ي و ابتتداء هتذاو المستصحب ل يكون مستخلفا .و في نسخة ابن أبي الحديد قتال الّرضت ّ
ستتلم
ل عليه و آله و قد قفتتاه أميتتر المتتؤمنين عليتته ال ّ
ل صّلى ا ّ
ي عن رسول ا ّ
الكلم مرو ّ
بأبلغ كلم و بأحسن تمام من قوله :و ل يجمعهما غيرك إلى آخر الفصل
] [ 254
ععععع
ععععععع
ل متتع
لفظة الّلهّم منادى محذوف الّنداء و ل يجوز حذف حرف الّنتتداء متتن لفتتظ الجللتتة إ ّ
ى أو باستتمصل إلتتى نتتدائه بتتأ ّق ما فيه اللم أن يتو ّنح ّ الحاق الميم المشّددة به ،و ذلك ل ّ
شريفة لكثرة نتتدائها لتتم يحتتذف الحتترف إ ّ
ل الشارة ،فلّما حذفت الوصلة في هذه اللفظة ال ّ
ختترت الميتتمل يكون إجحافا ،فان أردت الحذف ألحقت الميتتم المشتّددة ،و إّنمتتا ا ّ نادرا لئ ّ
ن الميم ليستتت عوضتتا بتتل متتأخوذة متتن فعتتل و تبّركا باسمه سبحانه ،و قال الكوفّيون :إ ّ
سعة و رّد بأنه لو كان كذلك ل آمّنا بخير فيخّيرون الجمع بينها و بين ياء في ال ّ الصل يا ا ّ
ن الميتتم ليستتت متتأخوذة منتته إذ لتتو كتتان
لما حسن اللهّم آمّنا بخير و في حسنه دليل على أ ّ
كذلك لكان تكرارا
عععععع
سلم بعد وضع رجله فتتي الّركتتاب حيتتن ن هذا الّدعاء دعا به أمير المؤمنين عليه ال ّ اعلم أ ّ
شام لحرب معاوية و أتباعه ،قال نصر بتتن مزاحتتم لّمتتا وضتتع جه من الّنخيلة إلى ال ّ ما تو ّ
ل ،فلّما جلس على ظهرها قال : سلم رجله في ركاب داّبته قال :بسم ا ّ ي عليه ال ّعل ّ
خر لنا هذا و ما كّنا له مقرنين و إّنا إلى رّبنا لمنقلبون ) اللهّم إّني أعوذبتتك
سبحان الذي س ّ
سفر ( و مشّقته ) و كأبة المنقلب ( أى الحزن بعتتد الّرجتتوع إلتتى التتوطن ،و من وعثاء ال ّ
في رواية نصر بعده و الحيرة بعد اليقين ) و سوء المنظر في الهل و المال ( المتتوروث
للكأبة و الملل .
] [ 255
) و أنت الخليفة في الهل و ( من وظيفة الخليفة على الشيء حسن القيام و الوليتتة علتتى
ضتترر ) ل يجمعهمتتا ( أى الصّتتحابة و ضرورّيات ذلك الشيء و حفظه مّما يتتوجب لتته ال ّ
ن المستتخلف ل يكتون ق الجستام ) ل ّ الخلفة في آن واحد ) غيرك ( لمتناع ذلك في حت ّ
لت ستتبحانه فلتنزّهتته عتتن الجهتتة و مستصحبا و المستصحب ل يكتتون مستتتخلفا ( و أّمتتا ا ّ
الجسمّية يجوز كونه خليفة و صاحبا معا في آن واحد كما قال سبحانه و ُه تَو َمَعُك تْم َأْيَنمتتا
ستُهْم و ل ل ُهتَو ساِد ُستٍة ِإ ّ
خْم َ
ل ُهتَو راِبُعُهتْم َو ل َ
جوى َثلَثتٍة إ ّ
ن َن ْ
ن ِم ُْكْنُتْم و قال :ما َيُكو ُ
ل ُهَو َمَعُهْم َأْيَنما كاُنوا و قتتد مضتتى تحقيتتق الكلم فتتي ذلتتك فتتي ك و ل َأْكَثَر إ ّن ذِل َ
َأْدنى ِم ْ
ل شتتيء ل سادس من فصول الخطبة الولى عند شرح قتتوله :متتع كت ّ الفصل الخامس و ال ّ
بمقارنة فتذّكر
ععععع ع ععععع
ن الّدعاء من معظم أبواب العبادات و أعظم ما يستعصم به متتن الفتتات و أمتتتن متتا اعلم أ ّ
شرع أمتا العقتتل يتوسل به إلى استنزال الخيرات ،و وجوبه و فضله معلوم من العقل و ال ّ
ضتتررضرر عن الّنفس متتع القتتدرة عليتته و التمّكتتن منتته واجتتب و حصتتول ال ّ ن دفع ال ّ فل ّ
ك عّما يشّوش نفسه و يشتتغل عقلتته و ل انسان ل ينف ّ
ي الوقوع في دار الّدنيا ،إذ ك ّ
ضرور ّ
يتضّرر به إّما من داخل كحصول عارض يغشي مزاجتته ،أو متتن ختتارج كأذّيتتة ظتتالم و
ل فالعقل يجوز وقوعه فيها ،و كيتتف ل و هتتو فتتي دار الحتتوادث نحوها و لو خل من الك ّ
ي إّما بالفعتتل أو بتتالقّوة ،فضتتررها
التي ل تستقّر على حال ،و فجايعها ل ينفك عنها آدم ّ
إّما واقع حاصل أو ممكن الوقوع و متوّقع الحصول ،
سلم حيث قال :ما من أحتتد ابتلتتي و ان عظمتتتو قد نّبه على ذلك أمير المؤمنين عليه ال ّ
ق بالّدعاء من المعافى اّلذي ل يأمن من البلء
بلواه بأح ّ
] [ 256
ل أحد إلى الّدعاء معافا و مبتل ،و فايتتدته رفتتع البلء فقد ظهر من هذا الحديث احتياج ك ّ
سوء الّنتتازل أو جلتتب نفتتع مقصتتود أو تقريتتر خيتتر موجتتود فتتان قلتتت : الحاصل و دفع ال ّ
ل سبحانه ،أو معلوما عدم وقتتوعه ،فعلتتى المطلوب بالّدعاء إّما أن يكون معلوم الوقوع ّ
الّول يكون واجبا و على الثاني ممتنعا ،و على الّتقديرين فل يكتتون لل تّدعاء فايتتدة ،ل ّ
ن
ف القلتتم بمتتا هتتو كتتائن ،فالتّدعاء ل يزيتتد و ل
القدار سابقة ،و القضية واقعة و قتتد جت ّ
ينقص فيها شيئا قلنا :هذه شبهة رّبما سبقت إلى الذهان القاصرة و فسادها ظتتاهر ،ل ّ
ن
كلّ كاين فاسد موقوف في كونه و فستتاده علتتى شتترايط توجتتد و أستتباب تعتّد لحتتدهما ل
ل التّدعاء متن شترايط متا يطلتب بته و همتا ،و ان كانتا يمكن يتدونها ،و علتى ذلتك فلعت ّ
ل أّنتته هتتو التتذي ربتتط أحتتدهما
ل سبحانه و هتتو تعتتالى عّلتهمتتا الولتتى إ ّمعلومي الوقوع ّ
بالخر ،
حة المرض شرب الّدواء و ما لم فجعل سبب وجود ذلك الشيء الّدعاء كما جعل سبب ص ّ
ن المطلوب بالّدعاء إن كان منح ،و بذلك ايضا ظهر فساد ما قيل إ ّ يشرب الّدواء لم يص ّ
مصالح العباد فالجواد المطلق ل يبخل به ،و إن لم يكتن متن مصتالحهم لتتم يجتز طلبته ،
وجه ظهور الفساد أّنه ل يمتنع أن يكون وقوع متا ستأله مصتلحة بعتد التّدعاء و ل يكتون
مصلحة قبل الّدعاء و أما النقل فمن الكتاب قوله سبحانه :
ن اّلتتذي َ
ن ب َلُكتْم ِإ ّ
ج ْ
ستَت ِ
عتتوني َأ ْ
ل َرّبُكتْم ُاْد ُ
ُقلْ ما َيْعَبُؤ ِبُكْم َرّبي َلْو ل ُدعاُئُكْم و قتتوله :و قتتا َ
ن. خري َ
جَهّنَم دا ِ
ن َ
خلُو َ
سَيْد ُ
عباَدتي َ
ن ِ عْ ن َ سَتْكِبُرو َ
َي ْ
قال أحمد بن فهد الحّلي فتتي كتتتاب عتّدة التّداعي :هتتذه اليتتة قتتد دّلتتت علتتى امتتور الّول
تعريفه تعالى لعباده بالسؤال بقوله :
ل متتن
الخامس دّلت هذه الية على أّنه لمكان له إذ لو كان له مكان لم يكتتن قريبتتا متتن كت ّ
يناجيه .
سابع قوله تعالى سادس أمره تعالى لهم بالّدعاء في قوله :فليستجيبوا لى أى فليدعوني ال ّ ال ّ
:و ليؤمنوا بي أى و ليتحّققوا أّني قادر على إعطائهم ما سألوه ،فأمرهم باعتقادهم قدرته
على إجابتهم و فيه فايدتان :إعلمهم باثبات صفة القدرة له و بسط رجائهم في وصتتولهم
إلى مقترحاتهم و بلوغ مراداتهتتم و نيتتل ستتؤالتهم فتتانّ النستتان إذا علتتم قتتدرة معتتامله و
معاوضه على دفع عوضه كان ذلك داعيا له إلى معاملته و مرغباله في معاوضته ،كمتتا
ن علمه بعجزه عنه على الضّد من ذلك ،و لهذا تراهم يجتنبتتون معاملتتة المفلتتس الّثتتامن أّ
شتترهم تبشيره تعالى لهم بالّرشاد الذي هو طريق الهدايتتة المتتؤّدي إلتتى المطلتتوب فكتتأّنه ب ّ
لت رضتتى لتتم ستتلم :متتن تمّنتتى شتتيئا و هتتو ّ
صادق عليه ال ّ
باجابة الّدعاء ،و مثله قول ال ّ
ن حاجتتك بالبتتاب فتان قلتتت :نحتتن يخرج من الّدنيا حّتى يعطاه ،و قال :إذا دعتتوت فظت ّ
ل فل يجيبهم فما معنى قوله : نرى كثيرا من الّناس يدعون ا ّ
اجيب دعوة الّداع إذا دعان ؟ و بعبتتارة اختترى إّنتته ستتبحانه وعتتد إجابتتة التّدعاء و خلتتف
الوعد عليه تعالى محال لّنه كذب قبيح في حّقه عّز و ج ّ
ل
] [ 258
ل على ما يتتوجبه الحكمتتة قلت :قد أجاب الطبرسي في مجمع البيان بأّنه ليس أحد يدعو ا ّ
ن الّداعي إذا دعاه يجب أن يسأل ما فيه صلح له في دينه و ل يكون لتته ل ،فا ّ
ل أجابه ا ّ
إّ
خر الجابتة إن كتانت مفسدة فيه فاّنه ستبحانه يجيتب إذا اقتضتت المصتلحة إجتابته أو يتؤ ّ
ن ما يقتضيه الحكمة ل بّد أن يفعله فمتتا معنتتى المصلحة في التأخير ،ثّم قال :و إذا قيل إ ّ
ن التّدعاء عبتتادة فتتي نفستتها لمتتا فيتته متتن إظهتتار الخضتتوع و
الّدعاء و اجابته ؟ أجاب بتتأ ّ
النقياد ،و أيضا ل يمتنع أن يكون وقوع ما سأله إّنما صار مصلحة بعتتد ال تّدعاء أقتتول :
ق ل ريتتب فيتته و بتته صتّرح فتتي عتّدة ل اه ،فهتتو حت ّ
أّما ما ذكره من أّنه ليس أحد يدعو ا ّ
ل سبحانه و تعالى علتتى متتا يتتوجبه الحكمتتة مّمتتا فيتته الّداعي حيث قال :ليس أحد يدعو ا ّ
ل أجابه و على الّداعي أن يشتترط ذلتتك بلستتانه او يكتتون منوّيتتا فتتي قلبتته ،فتتا ّ
ل صلحه إ ّ
خر له إن اقتضت المصلحة التتتأخير قتتال يجيبه البّتة إن اقتضت المصلحة إجابتها ،أو يؤ ّ
ل تعالى :
ا ّ
ل َيْعَلُم و
شّر َلُكْم َو ا ّ
شْيئًا و ُهَو َ
حّبوا َ
ن ُت ِ
عسى َأ ْ
خيٌر َلُكْم و َ
شْيئًا و ُهَو َ
ن َتْكَرُهوا َ
عسى َأ ْو َ
ل سبحانه و تعالى من وفور كرمه و جزيل نعمتته ل يجيبتته ،و ذلتتك نا ّ
ن فا ّ
َأْنُتْم ل َتْعَلُمو َ
إّما لسابق رحمته
] [ 259
به فاّنه هو الذي سبقت رحمته غضبه و إّنمتتا أنشتأه رحمتتة بته و تعريضتا ل ثتابته و هتتو
ن المقصتتود للعبتتد متتن دعتتائه هتتو إصتتلح ي عن خلقته و معاقبته أو لعلمه سبحانه بأ ّ الغن ّ
شتترط المتتذكور حاله فكان ما طلبه ظاهرا غير مقصود له مطلقا ،بل بشتترط نفعتته لتته فال ّ
حاصل في نّيته و إن لم يذكره بلسانه بل و إن لم يخطر بقلبه حالة الّدعاء و إيضتتاح ذلتتك
على سبيل المثل أّنه إذ قال كريم أنا ل أرّد سائل و ل أخّيب آمل ،ثّم اتتتى ستتفيه و طلتتب
ي جاهل و طلب منتته أفعّيتتا سائل لم يكن عالما بذلك ،أو أتى صب ّ منه ما يعلم أّنه يقتله و ال ّ
لحسن نقشه و نعومته ،فالحكمة و الجود يقتضيان منعهمتتا ل عطائهمتتا ،و لتتو أعطاهمتتا
ن هذا الوعد من الحكيم ل بّد أن يكون مشروطا بالمصلحة و تتتوّهم لذّمه العقلء ،فظهر أ ّ
ل تعالى به ل محالة متتن دون حاجتتة إلتتى التّدعاء ،متتدفوع ن ما فيه صلح العباد يأتي ا ّ أّ
بما أشار إليه الطبرسي من إمكان كون المصتلحة فتتي العطتاء متتع التّدعاء و متع عتتدمه
صلح في المنع و على هذا فالمطالب ثلثة الول ما يكون المصلحة في إعطتتائه يكون ال ّ
ي الثتاني متا يكتون المصتلحة فتي المنتع كتذلك الثتالث أن يكتون ضرور ّ مطلقا كالّرزق ال ّ
المصلحة في العطاء مع الّدعاء و في العدم مع العدم و إّنما يظهر أثر ال تّدعاء فتتي الّثتتالث
هذا .
ل أّنه ل ربط له ن الّدعاء عبادة في نفسها فصحيح إ ّ و أّما ما ذكره أخيرا في الجواب من أ ّ
ن مجّرد اشتمال الّدعاء على المصلحة ل يستلزم الجابتتة بتتل بالسؤال هذا ،و النصاف أ ّ
ل بّد من اقترانه مضتتافا إلتتى ذلتتك بشتترايطها المقتّررة المستتتفادة متتن الخبتتار متتع كتتونه
صادرا عن وجه الخلص و تمام النقطاع و الفراغ و الّتخليتتة الّتاّمتتة للقلتتب و لنعتتم متتا
ل سبحانه فل يستجيب لنتتا قتتال :لّنكتتم قال إبراهيم بن أدهم حيث قيل له :ما بالنا ندعو ا ّ
ل فلم تطيعوه ،و عرفتم الّرسول فلم تّتبعوا سّنته ،
عرفتم ا ّ
] [ 260
و عرفتم الموت فلم تستعّدوا له ،و دفنتم الموات فلم تعتتتبروا بهتتم ،و تركتتتم عيتتوبكم و
ن التّدعاء كستاير العبتتادات لهتتا شتتروط لحصتتولها و اشتغلتم بعيتتوب الّنتتاس و الحاصتتل أ ّ
شتترايط و لتتم ترتفتتع الموانتتع لتتم يتتترّتب عليهتتا آثارهتتا موانع عن قبولها فلّما لتتم يتحّقتتق ال ّ
صلة إذ ورد فيها من صّلى دختتل الجّنتتة أو زيتتد فتتي رزقتته ، الّدنيوّية و الخروّية مثل ال ّ
فاذا صّلى بغير وضوء أو فعل ما يبطلها و يحبطهتتا لتتم يتتترّتب عليهتتا آثارهتتا الّدنيوّيتتة و
سقمونيا مسهل فاذا شرب النسان معه متتا يبطتتل تتتأثيره الخروّية ،و إذا قال الطبيب :ال ّ
كالفيون فهو ل ينافي قول الطبيب و ل ينافي حكمتته فتتي ذلتتك فكتتذا التّدعاء استتتجابتها و
ل لشتتىء منهتتا لتتم تتتترّتب عليهتتا قبولها و ترتيب الثر عليها مشروطة بشرايط ،فتتاذا أخت ّ
الستجابة ،و قد وردت أخبار كثير في شرايط الّدعاء و منافاته ،و رّبما يشير إليه قتتوله
شارح البحراني :سبب اجابة التّدعاء هتو تتوافى تعالى :اوفوا بعهدي أوف بعهدكم قال ال ّ
السباب ،و هو أن يتوافي دعاء رجل مثل فيمتتا يتتدعو فيتته و ستتاير أستتباب وجتتود ذلتتك
شيء معا عن الباري تعالى لحكمة الهّية على ما قدر و قضى ،ثّم الّدعاء واجب و توّقع ال ّ
ن انبعاثنا للّدعاء سببه من هناك ،و يصير دعانا سببا للجابة و موافاة الجابة واجب ،فا ّ
الّدعاء الحدوث المر المدعّو لجله و قد يكون أحدهما بواسطة الخر ،و إذا لم يستتتجب
سبب في عدم الجابتتة أ ّ
ن ن الغاية التي يدعو لجلها نافعة فال ّ الّدعاء لداع و إن كان يرى أ ّ
خر إجابتتة ل بل بحسب مراده فلتتذلك تتتتأ ّ الغاية الّنافعة رّبما ل تكون نافعة بحسب نظام الك ّ
الّدعاء أو ل يستجاب له ،و بالجملة قد يكون عدم الجابة لفوات شترط متن شتروط ذلتك
ن الّنفس الّزكّية عند الّدعاء قد يفيض عليها متتن الّول ق تّوة المطلوب حال الّدعاء و اعلم أ ّ
تصيربها مؤّثرة في العناصر فتطاوعها متصّرفة على ارادتها فيكون ذلك إجابة للتّدعاء ،
ن العناصر موضوعة لفعل الّنفس فيها و اعتبار ذلك في أبداننا فاّنا رّبما تخيلنا شيئا فا ّ
] [ 261
فتتغّير أبداننا بحسب ما تقتضيه أحوال نفوسنا و تخييلتها و قد يمكن أن تؤثر الّنفتتس فتتي
ل لتلك الّنفس إذا غير بدنها كما تؤّثر في بدنها ،و قد تؤّثر في نفس غيرها و قد يسجيب ا ّ
ل. دعت فيما تدعو فيه إذا كانت الغاية التي تطلبها بالّدعاء نافعة بحسب نظام الك ّ
و من السنة أخبار فوق حّد الحصاء و لتقصر على بعض ما رواه في عتّدة التّداعي فعتتن
ي العبتادة أفضتل ؟ فقتال عليتهستتلم :أ ّ
حّنان بتن ستتدير قتال :قلتتت لبتتي جعفتر عليتته ال ّ
سلم :
ال ّ
لت مّمتتن
ل من أن يسأل و يطلتتب متتا عنتتده ،و متتا أحتتد أبغتتض إلتتى ا ّ
ب إلى ا ّ
ما شيء أح ّ
سلم قتتال :إ ّ
ن يستكبر عن عبادته و ل يسأله ما عنده و عن زرارة عن أبي جعفر عليه ال ّ
ل يقول :
ل عّز و ج ّ
ا ّ
] [ 262
لد
ن البلء قصتتير و عتتن أبتتي و ّ قصره ؟ قلنا :ل ،قال :إذا الهم أحدكم الّدعاء فاعلموا أ ّ
ل ت ال تّدعاء
سلم :ما من بلء ينزل على عبد متتؤمن فيلهمتته ا ّ قال :قال أبو الحسن عليه ال ّ
ل كان كشف ذلك البلء وشيكا ، 1و ما متتن بلء ينتتزل علتتى عبتتد متؤمن فيمستك عتتن إّ
لت عتّز و ل كان البلء طويل ،فاذا نزل البلء فعليكم بالتّدعاء و الّتضتّرع إلتتى ا ّ الّدعاء إ ّ
ل.
جّ
ل في حتتوائجكم ،و الجتتأوا إليتته ل عّز و ج ّ ل عليه و آله أفزعوا إلى ا ّ ي صّلى ا ّو عن الّنب ّ
خ 2العبادة ،و ما من مؤمن يدعو ن الّدعاء م ّفي ملّماتكم ،و تضّرعوا إليه و ادعوه ،فا ّ
جل له في الخرة ،و إّما أن يكّفر عنتته جل له في الّدنيا أو يؤ ّ ل استجاب له فاّما أن يع ّ لإ ّ
ا ّ
ل عليه و آله أعجز الّناس من عجز من ذنوبه بقدر ما دعا ما لم يدع بما ثم و عنه صّلى ا ّ
ل ت عليتته و آلتته أل أدلكتتم علتتىعن الّدعاء ،و أبخل الّناس من بخل بالّدعا و عنه ص تّلى ا ّ
أبخل الّناس و أكسل الّناس و أسرق الّناس و أجفا الّناس و أعجز الّناس ؟ قتتالوا :بلتتى يتتا
ل ،قال ،أّما أبخل الّناس فرجل يمّر بمسلم و لم يسّلم عليه ،و أّما أكستتل الّنتتاس رسول ا ّ
ل بشفة و ل بلسان ،و أّمتتا أستترق الّنتتاس فالتتذي يستترق متتن فعبد صحيح فارغ ل يذكر ا ّ
ف الّثوب الخلتق فيضترب بهتا وجهته ،و أّمتا أجفتى الّنتاس ف كما يل ّ صلته ،فصلته تل ّ
ي ،و أّما أعجز الّناس فمن عجز عن التّدعاء و عنتته فرجل ذكرت بين يديه فلم يصّلى عل ّ
ل للعبد في ال تّدعاء فتتتح لتتهل عليه و آله و سّلم أفضل العبادات الّدعاء و إذا أذن ا ّ صّلى ا ّ
باب الّرحمة ،إّنه لن يهلك مع الّدعاء أحد و عن معاوية بن عّمتار قتال :قلتت لبتي عبتد
صلة في ساعة واحدة فتل هذا القرآن فكانت تلوتتته سلم في الّرجلين افتتحا ال ّ ل عليه ال ّ ا ّ
أكثر من دعائه ،و دعا هذا فكان دعاؤه أكثر من تلوته ،ثتّم انصتترفا فتتي ستتاعة واحتتدة
نك ّ
ل ل حسن ،قلت :إّني قتتد علمتتت أ ّ ل فيه فضل و ك ّ سلم :ك ّ أّيهما أفضل ؟ قال عليه ال ّ
ل فيه فضل ،لكن أّيهما نك ّحسن و أ ّ
-----------
) ( 1تت تتتتت .
-----------
) ( 2تت تتتتتت .
] [ 263
ل:
ل عّز و ج ّ
سلم الّدعاء أفضل أما سمعت قول ا ّ
أفضل ؟ فقال عليه ال ّ
خرينَ جَهّنَم دا ِ
ن َ
خلُو َ
سَيْد ُ
عباَدتي َ
عنْ ِ
ن َ
سَتْكِبُرو َ
ن َي ْ
ن اّلذي َ
ب َلُكْم ِإ ّج ْ
سَت ِ
عوني َأ ْ
ل َرّبُكْم ُأْد ُو قا َ
ل العبادة ،أليست هي أشّد ل أفضل أليست هي العبادة هي و ا ّ ل العبادة هي و ا ّ هى 1و ا ّ
لت
ن و عن يعقوب بن شعيب قال :سمعت أبا عبد ا ّ ل أشّده ّ ن هي و ا ّ ل أشّد ه ّهن هي و ا ّ
ل أوحى إلى آدم إّني سأجمع لك الكلم في أربع كلمات ،قال :يا نا ّ سلم يقول :إ ّ عليه ال ّ
ن ؟ قال :واحدة لي ،واحدة لك ،واحدة فيمتتا بينتتي و بينتتك ،واحتتدة بينتتك و ربّ و ما ه ّ
لت تعتتالى :أّمتتا التتي لتتي فتعبتدني و ل ب ،فقتال ا ّ ن لتتي يتتا ر ّ بين الّناس ،فقال آدم :بّينه ّ
تشرك بي شيئا ،و أّما التى لك فاجزيك بعملك أحوج ما تكون إليتته ،و أّمتتا التتتي بينتتي و
ي الجابة و أّما التي بينك و بين الّناس فترضى للّناس ما ترضتتى بينك فعليك الّدعاء و عل ّ
صفار في حتديث مرفتوع قتال :قتال رستول لنفسك و من كتاب الّدعاء لمحّمد بن حسن ال ّ
لت عليته و آلته و ستّلم :يتدخل الجّنتتة رجلن كانتا يعملن عمل واحتدا فيترى ل صّلى ا ّ
ا ّ
ل تبتتارك و ب بما أعطيته و كان عملنا واحدا ،فيقول ا ّ أحدهما صاحبه فوقه فيقول :يا ر ّ
ل و اجزلوا فاّنه ل يتعاظمه شيء و منه أيضتتا تعالى سألني و لم تسألني ثّم قال :اسألوا ا ّ
ل أو ليقضتتينّ عليكتتم نا ّل عليه و آله و سّلم ليسأل ّ ي صّلى ا ّبرواية مرفوعة قال :قال النب ّ
ل عبادا يعملون فيعطيهم و آخرين يسألونه صتتادقين فيعطيهتتم ثتّم يجمعهتتم فتتي الجّنتتة ن ّ
إّ
فيقول الذين عملوا رّبنا عملنا فأعطيتنا فبمتتا اعطيتتت هتتؤلء ،فيقتتول :عبتتادي اعطيتكتتم
اجوركم و لم ألتكم من أعمالكم شيئا و ستألني هتؤلء فتأعطيتهم و هتتو فضتلي اوتيته متن
ل و ل تقل إ ّ
ن سلم قال لميسر بن عبد العزيز :يا ميسرادع ا ّ صادق عليه ال ّ أشاء و عن ال ّ
ن عبدا سّد فتتاه و لتتم يستتأل ل بمسألة ،و لو أ ّ
ل منزلة ل تنال إ ّ ن عند ا ّالمر قد فرغ منه إ ّ
لم
-----------
) ( 1تت تت تتتت ت تتت تتتت تتتتت تت تتت تت
تتت ت تتتت تتت تت ت تتت تتت ت ت ت تتتت ت
تتتتت تتتتت ت تتتتت تت تتتتتتت تتتت ت تت
تتت تتتت تت تتتت تت تت تتت تت تتت
تت تتتت .
تتتت ت تتتتتتتتتتت تت تتت
] [ 264
ل يوشك أن يفتح لصاحبه و فتي هتذه يعط شيئا فاسأل تعط ،يا ميسر اّنه ليس يقرع باب إ ّ
الّرواية دللة على ما قّدمناه سابقا من أّنه ل امتناع في كون الّدعاء محتتدثا للمصتتلحة فتتي
المطلوب بعد أن لم يكن فيه مصلحة و ل بعتتد فتتي كتتونه متتن أستتباب وجتتود المطلتتوب و
ى الّتوفيق
ل ول ّ
شرايط حصوله حسبما مّر تفصيل و ا ّ
ععععععع
از جمله كلم آن حضرت است هنگام عزم بر تشريف بردن شام و آن اينست :
كه بار خدايا بدرستيكه من پناه ميتتبرم بتتتواز مشتتقت ستتفر و از غتتم و انتتدوه بازگشتتت ،
يعنى از پريشاني كه بعد از مراجعت وطن حاصل ميشتتود ،و از بتتدى نظتتر در أهتتل و
مال ،بار خدايا توتي همراه در سفر ،و توئي جانشين در محافظت أهل در حضتتر ،و
جمع نميكند مصاحبت و خلفت غير تو ،از جهت اينكه كسيكه خليفه ساخته شتتده باشتتد
نميباشد همراه داشته شده و كسيكه همراه داشته شده باشد نميشود خليفه ساخته شده ،
يعنى محالست كه جانشين همراه در سفر باشد بجهت اينكه ممكن نيست جستتم واحتتد در
آن واحد در دو مكان بوده باشد ،أما خداوند ذو العزة كه منزهستتت از جهتتت و جستتمية
پس در حق او جايز است خلفت و مصاحبت معا .
و هو السابع و الربعون من المختار فى باب الخطب كأّني بك يا كوفة تمتّدين متّدا لديتتم
العكاظي ،و تعركين بالّنوازل ،
ععععع
] [ 265
كتتانت العتترب يجتمتتع بهتتا فتتي كتتل ستتنة و يقيمتتون شتتهرا و يتبتتايعون و يتعتتاكظون أى
يتفاخرون و يتناشدون الشعار قال أبو ذويب :
فلما جاء السلم هدمه و أكثر ما كان يباع بها الديتتم فنستتب إليهتتا و ) العتترك ( التتدلك و
شر و عركت القوم في الحرب إذا ما رستهم حّتى اتعبتهتتم ك و عركه أى حمل عليه ال ّ الح ّ
شدايد و ) الّزلزل ( البليا .و ) الّنوازل ( المصائب و ال ّ
ععععععع
ي :و الولتتى أن و الصل كاّنى ابصرك فزيدت البتتاء بعتتد حتتذف الفعتتل ،و قتتال الّرضت ّ
تبقى كان على معنى الّتشبيه و ل تحكم بزيادة شتتيء و تقتتول الّتقتتدير كتتأّني ابصتتربك أى
اشاهدك من قوله تعالى فبصرت به عن جنتب ،و الجملتة بعتد المجترور بالبتاء حتال أى
كاّني ابصربك يا كوفة حالكونك ممدودة مّد الديم ،و قوله تركبين على البنتتاء للمجهتتول
سابقة .
سبّية كال ّ
سابقين أى تجعلين مركوبة لها أو بها على أن تكون الباء لل ّ كالفعلين ال ّ
عععععع
سلم من جملة ما أخبر به عن المغيبات بّين فيه حال الكوفتتة ن هذا الكلم له عليه ال ّ
اعلم أ ّ
و حال أهلها و تجاذب أيدى الظالمين ،و تس تّلطهم عليهتتم بتتالظلم و العتتدوان و فتتي قتتوله
ن المخبر به ل محالة واقع و وقوعه شاهد بعين اليقين ) ) كأّني بك يا كوفة ( إشارة إلى أ ّ
ن الديتتمشبه شّدة ما يقع بأهله من الظلم و البلء كمتتا أ ّ تمّدين مّد الديم العكاظى ( وجه ال ّ
العكاظى مستحكم الّدباغ شديد المّد ) تعركيتتن بتتالّنوازل و تركتبين بتالّزلزل ( أراد بهمتتا
شدايد و المصايب التي نزلت بأهل الكوفة و الظلتتم و البليتتا التتتي حّلتتت بهتتا و أوجبتتت ال ّ
سير و التواريخ .أضطراب أهلها ،و هي كثيرة معروفة مذكورة في كتب ال ّ
] [ 266
لت بشتاغل فيهتا زيتاد و قال أبو الحسن الكيدري في شرحه :فمن الجبابرة الذين ابتلهم ا ّ
ل عليه فختترج الحتتاجب و قتتال انصتترفوا قد جمع الّناس في المسجد ليلعن عليا صلوات ا ّ
ل بن زيتتاد و قتتد
ن المير مشغول عنكم و قد أصابه الفالج في هذه الساعة و ابنه عبيد ا ّ فا ّ
أصابه الجذام و الحجاج بن يوسف و قد توّلدت الحّيات في بطنتته حّتتتى متتات و عمتتر بتتن
هبيرة و ابنه يوسف و قد أصابهما البرص و خالد القسرى و قد حبس فطولت حّتى متتات
جوعا .
شارح البحراني حيث قال :و أّما الجبابرة التي أرادوا بها ستتوء و طعنتتواو العجب من ال ّ
ب عليهم ربك سوط عذاب و أختتذهم بتتذنوبهم و متا كتتان لهتتم فيها فأكثروا فيها الفساد فص ّ
ل من واق ،فجماعة و ذكر التي تقّدم ذكرها من الكيتتدرى و أضتتاف إليهتتا المختتتار من ا ّ
بن أبى عبيدة الّثقفي .
ن عد المختار فتتي ذلتتك العتتداد ظلتتم فتتي حّقتته و ستتوء أدب بالّنستتبة إليتته إذ
و أنت خبير بأ ّ
ل أّنها مع ضعف سندها معارضتتة بأخبتتار المتتدح ،و الخبار في ذّمه و إن كانت كثيرة إ ّ
قد ذكرهما الكشي في رجاله فغاية المر مع عدم الّترجيح لخبار المدح هتتو التوقتتف ،و
على فرض الترجيج لخبار الّذم فهي لم تبلغ حّدا يوجب الجرئة على عّده في عداد أمثال
ل. زياد و حجاج و مصعب و نحوهم ،و على جعله من الجبابرة الموصوفة لعنهم ا ّ
ن الرجحتان فتي كيف ؟ و ابن طاووس بعد القدح في روايات الّذم قال :إذا عرفت هذا فتا ّ
جانب الشكر و المدح ،و لو لم يكتتن تهمتتة فكيتتف و مثلتته موضتتع أن يّتهتتم فيتته التترواة و
ش فيما يقول عنه المحتّدثون لعيتتوب تحتتتاج إلتتى نظتتر و يكفتتى فتتي فضتتله متتا رواه يستغ ّ
ستتلم يتتوم الّنحتتر و هتتول بن شريك قال :دخلنا على أبي جعفر عليتته ال ّ شي عن عبد ا ّ الك ّ
لق فقعدت بين يديه إذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة فتناول يده مّتك و قد أرسل إلى الح ّ
ليقّبلها فمنعه ،ثّم قال :من أنت ؟ قال :أنا
] [ 267
أبو محّمد الحكم بن المختار بن أبي عبيدة الثقفي ،و كان متباعدا متتن أبتتي جعفتتر فمّديتتده
ن الّناس قد أكتتثروالإّ إليه حّتى كاد أن يقعده في حجره بعد منعه يده ،ثّم قال :أصلحك ا ّ
ى شيء يقولون ؟ قال :يقولون ك تّذاب و ل ل قولك ،قال :أ ّ
في أبي و قالوا :و القول و ا ّ
ن مهر اّمي كان مّما بعتتث لأّل أخبرني أبي و ا ّل قبلته ،فقال :سبحان ا ّ
تأمرني بشيء إ ّ
ل،
به المختار أو لم يبن دورنا ،و قتل قاتلنا ،و طلب بدمائنا ؟ رحم ا ّ
ي يمهدها الفراش و يثنى لهتتا الوستتائد و ل أّنه كان ليقيم عند فاطمة بنت عل ّ و أخبرني و ا ّ
ل طلبتته قتتتلل أباك ما ترك لنتتا حّقتتا عنتتد أحتتد إ ّ ل أباك رحم ا ّ منها أصاب الحديث رحم ا ّ
ل إشتتعارا ل ابتله ا ّن في قوله :ما أراد بك جّبار سوء إ ّ قتلتنا و طلب بدمائنا هذا و اعلم أ ّ
سلم في ذلك شيء كثير مثل قول بمدح الكوفة و فضلها و قد جاء عن أهل البيت عليهم ال ّ
سلم إّنه يحشر من ظهرها يتتوم سلم نعمت المدرة ،و قوله عليه ال ّ أمير المؤمنين عليه ال ّ
ستتلم متتدينتنا و محّلتنتتا والقيامة سبعون ألفا وجوههم في صورة القمتتر ،و قتتوله عليتته ال ّ
سلم الّلهّم ارم من رماها و عاد من عاداها ،و قتتوله صادق عليه ال ّ مقّر شيعتنا ،و قول ال ّ
صتتدوق سلم تربة تحّبنا و نحّبها و فتتي البحتتار متتن معتتانى الخبتتار و الخصتتال لل ّ عليه ال ّ
لت عليته و ل صّلى ا ّ باسناده عن موسى بن بكير عن أبي الحسن الّول قال :قال رسول ا ّ
ل:ل اختار من البلدان أربعة فقال عّز و ج ّ نا ّآله إ ّ
قال المجلسي :لعّله إّنما كنى عن المدينة بالّتين لو فتتوره و جتتودته فيهتتا ،أو لكونهتتا متتن
ن الّتيتتن متتن أفاضتتل الّثمتتار ،و كّنتتى عتتن الكوفتتة بطتتور ستتينين ل ّ
ن أشارف البلتتد كمتا أ ّ
ل مناجاة الكليتتم ،
ن الطور مح ّ ل مناجاة سّيد الوصياء كما أ ّ ظهرها و هو الّنجف كان مح ّ
طع فوقع جزء منها ن الجبل الذي سأل موسى عليه الّرؤية تق ّ أو ل ّ
] [ 268
طتتع فصتتار
ن ابن نوح لّما اعتصتتم بهتتذا الجبتتل تق ّهناك كما ورد في بعض الخبار ،أو أ ّ
بعضها في طور سينا ،أو أّنه طور سينا حقيقة .
شيخ في الّتهذيب باستتناده عتتن الثمتتالي عتتن سرون و اللغوّيون كما روى ال ّ و غلط فيه المف ّ
سلم قال :كان في وصّية أمير المؤمنين أن أخرجوني إلى الظهتتر فتتاذا أبي جعفر عليه ال ّ
تصتّوبت أقتتدامكم و استتتقبلتكم ريتتح فتتادفنوني و هتتو أّول طتتور ستتينا ففعلتتوا ذلتتك و متتن
ستتلم لت عليتته ال ّل بتتن الوليتتد قتتال :دخلنتتا علتتى أبيعبتتد ا ّ
شيخ باسناده عن عبد ا ّمجالس ال ّ
فسّلمنا عليه و جلسنا بين يديه فسألنا من أنتم ؟ قلنا :من أهل الكوفة فقتتال :أمتتا إّنتته ليتتس
ل هداكم نا ّ صة إ ّ
من بلد من البلدان أكثر محّبا لنا من أهل الكوفة ،ثّم هذه العصابة 1خا ّ
لمر جهله الّناس ،احببتمونا و أبغضنا الّناس ،و صّدقتمونا و كذبنا الّناس ،و اّتبعتمونتتا
ل محياكم محيانا و مماتكم مماتنا و خالفنا الّناس ،فجعل ا ّ
ععععععع
از جمله كلم آنحضرتست در ذكر حال كوفه و خراب شدن آن از دست ظلمه ميفرمايد
:گويا مىبينم تو را اى كوفه در حالتى كه كشيده ميشوى همچو كشيدن چرم عكتتاظى ،
ماليده شتتوى بستتبب فتترود آمتتدن مصتتيبتها و حادثهتتا ،و ستتوار كتترده شتتوى بجنبشتتها و
زلزلها ،اينهمه اشاره است به انواع بل و محنت و جفا و مصتتيبت كتته واقتتع شتتد بأهتتل
كوفه از ظلم ظلمه و ستم فجره ،و بدرستي كه مىبينم آنكه اراده نكنتتد بتتتو هيتتچ گتتردن
كش ستمكار بدى و مضّرت را مگر اينكه گرفتار ستتازد او را خداونتتد قّهتتار ببلئى كتته
ل أعلم بمعتتاني مشغول كننده اوست ،و بيندازد او را بدست قاتلي كه كشنده او است و ا ّ
كلمه
عععع عع ع عععع عع عع ع
ع عع عععع عع عععع ععع
ععععع
و هي الثامنة و الربعون من المختار في باب الخطتتب و هتتي مروّيتتة فتتي كتتتاب صتتفين
ل
لنصر بن مزاحم باختلف و زيادة تطّلع عليه انشاء ا ّ
-----------
) ( 1تت ت ت تتت ت تت تت ت ت ت تتت تتتت تتت ت
تتتتتت تتتتت تتتتتت تتت تتتتت تت ت تتت ت
) تتتت (
] [ 269
ل غير مفقودل كّلما لح نجم و خفق و الحمد ّل كّلما وقب ليل و غسق ،و الحمد ّ الحمد ّ
النعام ،و ل مكافا الفضال ،أّما بعد ،فقد بعثت مقّدمتي و أمرتهم بلزوم هذا الملطاط ،
حّتى يأتيهم أمري ،
ععععع
) الوقوب ( الّدخول و ) غسق ( الليل أظلم ،و منه الغاسق قال سبحانه :
ب قال الطبرسي :الغاسق في اللغتتة الهتتاجم بضتترره و هتتو ههنتتا ق ِإذا َوَق َ
سٍشّر غا ِ
ن َ
و ِم ْ
سباع من آجامها و الهوام من مكانهتتا فيتته ،يقتتال :غستتقت القرحتتة إذا الليل لّنه يخرج ال ّ
جرى صديدها و منه الغساق صديد أهل الّنار لسيلنه بالعذاب و غسقت عينه سال دمعها
و ) خفتتق ( الّنجتتم يخفتتق خفوقتتا غتتاب و ) المكافتتا ( بصتتيغة المفعتتول متتن كافتتاه مكتتافئة
كمعاملة و كفاء جازاه و ) مقدمة ( الجيتتش بالكستتر و قتتد يفتتتح أّولتته متتا يتقتّدم منتته علتتى
العسكر و ) الملطاط ( حافة الوادي و ساحل البحر ،و المراد هنتتا شتتاطىء الفتترات كمتتا
شرذمة ( بالكسر القليتتل متتن ل أو كثر و ) ال ّ صافي ق ّ
ضم الماء ال ّ
قال السّيد و ) الّنطفة ( بال ّ
الّناس و ) موطنين ( إّما من باب الفعتال أو الّتفعيتل يقتال :أوطنته و وطنته و استتوطنه
اّتخذه وطنا و ) الكنتتف ( بالّتحريتك الجتانب و الّناحيتتة و ) نهتتض ( كمنتع قتام و أنهضته
غيره أقامه و ) المداد (
] [ 270
ععععععع
غير منصوب على الحالية ،و قوله :و ل مكافتتا الفضتتال ،و ل زايتتدة عنتتد البصتتريين
للّتوكيد و عند الكوفّيين هي بمعنى غير كمتتا قتتالوا جئت بل شتتيء فتتادخلوا عليهتتا حتترف
ن ل دخلتتت للمعنتتى فتخطاهتتا الجّر فيكون لها حكم غير ،و أجاب البصرّيون عن هذا بتتأ ّ
جهتتا إليهتتم و مثلهتتا
العامل ،و الجار في قوله :إلى شرذمة ،و متعّلتتق بمحتتذوف أى متو ّ
إلى في قوله :إلى عدّوكم
عععععع
تقييد الحمد بالقيود المذكورة قصدا للّدوام و الّثبات مع ما في ذلك من الشتتارة إلتتى كمتتال
ستتكون والقدرة و العظمة و الّتنبيه بما في وقوب الليتتل متتن الّنعتتم الجميلتتة متتن الّنتتوم و ال ّ
سبات ،و الّتذكير بما فتتي طلتتوع الكتتواكب و غروبهتتا متتن المنتتافع الجليلتتة متتن معرفتتة ال ّ
ساعات و الهتداء بها فتتي الفيتتافى و الفلتتوات إلتتى غيتتر شهور و ال ّسنين و ال ّالحساب و ال ّ
ل غير مفقتتود النعتتام ( و قتتد متّر هذه مّما يترّتب عليها من الفوايد و الثمرات ) و الحمد ّ
ستلم و ل تحقيق ذلك في شرح الخطبة الّرابعة و الربعين فتي بيتان معنتى قتوله عليته ال ّ
تفقد له نعمة ) و ل مكافا الفضتتال ( إذ إحستتانه ستتبحانه ل يمكتتن أن يقابتتل بتتالجزاء ،إذ
القدرة على شكره و ثنائه الذي هو جزاء احسانه نعمة ثانيتتة متتن نعمتته و قتتد متّر تفصتتيل
ستتلم :و ل يتتؤّدي حقّتته ذلتتك فتتي شتترح الخطبتتة الولتتى فتتي بيتتان معنتتى قتتوله عليتته ال ّ
المجتهدون ) أّما بعد فقد بعثت مقّدمتى ( أراد مقّدمة جيشه التي بعثها مع زياد بن الّنصتتر
و شريح بن هاني نحو صّفين ،و قد كانوا إثنا عشر ألف فارس
] [ 271
) و أمرتهم بلزوم هذا الملطاط ( و الوقوف في شاطيء الفرات ) حّتى يتتأتيهم أمتترى ( و
يبلغهم حكمي ) و قد رأيت ( المصلحة في ) ان اقطع هذه الّنطفة ( أراد ماء الفتترات كمتتا
جها ) إلى شرذمة منكم موطنين أكناف دجلة ( أراد بهم أهتتل المتتداين ) فانهضتتهم مّر متو ّ
معكم إلى عدّوكم و أجعلهم من أمتتداد القتّوة لكتتم ( و فتتي روايتتة نصتتر بتتن مزاحتتم التيتتة
سلم حّتى انتهى إلى مدينتتة بهتتر ل و قال نصر :فسار عليه ال ّ فانهضهم معكم إلى أعداء ا ّ
سير ،و إذا رجل من أصحابه يقال له جرير بن سهم بن طريف من بني ربيعة ينظر إلى
آثار كسرى و يتمّثل بقول السود بن يعفر
ل ديتتتتتتتتتتتتتتتتتارهم
جتتتتتتتتتتتتتتتتترت الّريتتتتتتتتتتتتتتتتتاح علتتتتتتتتتتتتتتتتتى محتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ
فكأّنما كانوا على ميعاد
كون كَتتذِل َ
ع و َمقاٍم َكريٍم ،و ِنْعَمٍة كاُنوا فيها فِاكهي َ ن ،و ُزُرو ٍ عُيو ٍ
تو ُ جّنا ٍ
ن َ َكْم َتَرُكوا ِم ْ
ن انّ هتتؤلء ظري َلْرضُ و ما كاُنوا ُمْن َ سماُء و ا َْ عَلْيِهُم ال ّ
ت َ
ن َ ،فما َبَك ْ
خري َ
َأْوْرَرْثناها َقْومًا آ َ
كانوا وارثين فأصبحوا مورثين ،و لم يشكروا الّنعمتتة فستتلبوا دنيتتاهم بالمعصتتية إّيتتاكم و
ل بكم الّنقم انزلوا بهذه الّنجوة ،قال نصر فأمر الحرث العور فصاح في كفر الّنعم ل تح ّ
أهل المداين من كان من المقاتلة فليواف أميتتر المتتؤمنين صتتلة العصتتر فوافتتوه فتتي تلتتك
ل و أثنى عليه ثّم قال :
ساعة فحمد ا ّال ّ
جبت من تخّلفهم عن دعوتكم ،و انقطاعكم من أهل مصركم في هتتذه المستتاكن فاّنى قد تع ّ
الظالم أهلها الهالك أكثر ساكنها ،ل معروف تأمرون به ،و ل منكر تنهون عنتته قتتالوا :
ي بتتن
يا أمير المؤمنين إّنا كّنا ننتظر أمرك مرنا بمتتا أحببتتت ،فستتار و خّلتتف عليهتتم عتتد ّ
حاتم فأقام عليهم ثلثا ،ثّم خرج في ثمانمأة رجل منهم و خّلف ابنه زيدا بعتتده فلحقتته فتتي
أربعمأة رجل ،و هؤلء هم الذين جعلهم من أمداد القّوة لجيشه ،هذا .
] [ 272
لت
ل و ابن أمتتة ا ّ
أّما أنت فأمير المؤمنين و سّيد الوصّيين و إمام المّتقين ،و أّما أنا فعبد ا ّ
كسرى أنو شيروان .
فقال له أمير المؤمنين :كيف حالك ،فقال :يا أمير المؤمنين إّني كنت ملكا عتتادل شتتفيقا
على الّرعايا رحيما ل يرضى بظلم ،و لكن كنت على ديتتن المجتتوس ،و قتتد ولتتد محّمتتد
في زمان ملكي فسقط من شرفات قصرى ثلثة و عشرون ليلة ولد ،فهممت أن امتتن بتته
ستتموات و من كثرة ما سمعت من الّزيادة من أنواع شرفه و فضله و مرتبته و عّزه في ال ّ
الرض و من شرف أهل بيته ،و لكني تغافلت عن ذلك و تشاغلت منه في الملك ،
فيالها من نعمة و منزلة ذهبت مّني حيث لم أومن به ،فأنا محروم من الجّنة بعدم ايمتتاني
ل من عذاب الّنار ببركة عدلي و انصافي بيتتن الّرعّيتتة به و لكّني مع هذا الكفر خّلصني ا ّ
ى فواحسرتا لتتو آمنتتت لكنتتت معتتك يتتا ستّيد أهتتل بيتتت
و أنا في الّنار ،و الّنار محّرمة عل ّ
محّمد و يا أمير اّمته قال :فبكى الّناس و انصرف القوم الذين كانوا من أهتتل ستتاباط إلتتى
أهليهم و أخبروهم بما كان و ما جرى ،فاضطربوا و اختلفوا في معنى أمير المتتؤمنين ،
فقال
] [ 273
لتت ،و
ي رسول ا ّ ل و ولّيه و وص ّسلم عبد ا ّن أمير المؤمنين عليه ال ّالمخلصون منهم :إ ّ
ل ت بتتن ستتبا و
ب ،و هو مثل عبتتد ا ّ
ي ،و قال بعضهم :بل هو الّر ّ قال بعضهم بل هو الّنب ّ
أصحابه ،و قالوا لو ل أّنه الّرب كيف يحيي الموتى .
سلم ،و ضاق صدره و أحضرهم و قال :يا قوم قال ،فسمع بذلك أمير المؤمنين عليه ال ّ
ي بامامته و وليته و وصّية رسوله ،
ل أنعم عل ّل عبد ا ّ
شيطان إن أنا إ ّ
غلب عليكم ال ّ
ععععع
روى نصر بن مزاحم في كتاب صّفين بسنده عن عبد الّرحمن بن عبيد بن أبتتي الكنتتود ،
شخوص من الّنخيلة قام فتتي الّنتتاس لخمتتس مضتتين متتنسلم ال ّ
ي عليه ال ّ
قال :لّما أراد عل ّ
شوال يوم الربعاء فقال :
ل ،و نحتتن علتتى لا ّل غير مفقود الّنعم ،و ل مكافا الفضال ،و أشهد أن ل إله إ ّ الحمد ّ
ل عليه و آله أّمتتا بعتتد ذلكتتم ن محّمدا عبده و رسوله صّلى ا ّ
شاهدين ،و أشهد أ ّذلكم من ال ّ
فاّني قد بعثت مقّدماتي و أمرتهم بلزوم هذا الملطاط ،حّتى يتتأتيهم أمتري ،فقتد أردت أن
لت
اقطع هذه الّنطفة إلى شرذمة منكم موطنون بأكناف دجلة ،فانهضكم معكم إلى أعداء ا ّ
ل ،و قد أمرت على المصر عقبة بن عمرو النصتتارى ،و لتتم التتوكم و نفستتي ، إنشاء ا ّ
فاّياكم و التخّلف و الّتربص ،فاّني قتتد خّلفتتت مالتتك بتتن حتتبيب اليربتتوعى و أمرتتته أن ل
ل.ل الحقه بكم عاجل إنشاء ا ّيترك متخّلفا إ ّ
ععععععع
از جمله خطب آن حضرت است هنگام رفتن شام فرموده :ستتپاس بتتى قيتتاس خداونتتدى
را سزاست هر وقتى كه داخل شد شب و رو بتاريكى نهاد ،و ثناء بى انتها
] [ 274
واجب الوجودى را رواست هر وقتى كه طلوع نمود ستاره و در غروب افتاد ،
و ستايش بى حد معبود بحّقى راست در حالتى كه نايتتاب شتتده نيستتت إحستتان او و جتتزا
داده و برابتتر كتترده نيستتت انعتتام او پتتس از حمتتد الهتتى و شتتكر نامتنتتاهي پتتس بتحقيتتق
فرستادم پيشرو لشكر خود را بجانب صفين ،و أمر كردم ايشان را بلزم شدن و مكتتث
نمودن در اين جانب فرات تا اينكه بيايد بايشان فرمان من ،و بتحقيتتق كتته مصتتلحت را
جه شتتوم بطتترف در اين ديدم كه قطتتع كنتتم آب فتترات را يعنتتى بگتتذرم از فتترات و متتتو ّ
گروهى اندك از شما در حالتيكه وطن گرفتهاند آنگروه در كنار شط ،پس بر پتتاى كنتتم
ايشانرا با شما و متوجه شوند بسوى عدوى شما ،و بگردانم ايشتتانرا از متتددهاى قتتوت
شما در وقت پيدا شدن امارة محاربه
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
و امتنع على عين البصير ،فل عين من لم يره تنكره ،و ل قلب من أثبته يبصره ،سبق
في العلّو فل شيء أعل منه ،و قرب في الّدنّو فل شيء أقرب منه ،فل استتتعلئه باعتتده
عن شيء من خلقه ،و ل قربه ساواهم في المكان به ،لم يطلع العقول على تحديد صتتفته
،و لم يحجبها عن واجب معرفته ،فهو اّلذي تشهد له أعلم الوجتتود ،علتتى إقتترار قلتتب
ل عّما يقول المشّبهون به و الجاحدون له علّوا كبيرا .
ذي الجحود ،تعالى ا ّ
] [ 275
ععععع
ل بتته
) بطنته ( أبطنه علمته و أخبرته و ) العلم ( جمع العلم بالّتحريك و هتتو متتا يستتتد ّ
على الشيء كالعلمة و ) لم يطلع ( من بتتاب الفعتتال يقتتال اطلعتتت زيتتدا علتتى كتتذا مثتتل
أعلمته و زنا و معنا و ) الجحود ( النكار يقتتال جحتتد حّقتته أى أنكتتره قتتال الفيتتومي و ل
ل على علم من الجاحد به .
يكون إ ّ
ععععععع
فاعل امتنع محذوف بقرينة المقام أى امتنع رؤيته ،و كلمة ل في قوله فلعين و ل قلتتب
بمعنى ليس ،و في قوله فل شيء لنفى الجنس و به متعّلق بقوله ساواهم ،
صتتفة إلتتى الموصتتوف ،و علتتى اقتترار
و اضافة الواجب إلى معرفته متتن بتتاب إضتتافة ال ّ
متعّلق بتشهد .
عععععع
شريفة مشتملة علتتى مبتتاحث جليلتتة متتن الحكمتتة اللهّيتتة و مطتتالبن هذه الخطبة ال ّ
اعلم أ ّ
نفيسة من صفات الّربوبية .
ثول اْلَغْيت َ
ستتاعِة و ُيَنتّز ُعْلُم ال ّ
عْنَدُه ِ
ل ِ
نا ّ
حدًا و قوله ِ :إ ّ غْيِبه َأ َ
على َ
ظِهُر َ
ب َفل ُي ْعاِلُم اْلَغْي ِ
ض َتُمتتو ُ
ت ي َأْر ٍ س ِب تَأ ّ
غدًا و ما َتْدري َنْف ت ٌ
ب َس ُ س ماذا َتْك ِ
لْرحاِم و ما َتْدري َنْف ٌ َيْعَلُم ما في ا َْ
خبيٌرعليٌم َ
ل َ نا ّ ِإ ّ
] [ 276
ط ِم تنْ س تُق ُ
حِر و ما َت ْل ُهَو و َيْعَلُم ما في اْلَبّر َو اْلَب ْ
ب ل َيْعَلُمها ِإ ّ
ح اْلَعْي ِ
عْنَدُه َمفاِت ُ
و قوله :و ِ
ي كتتتابٍ ُمتتبي ٍ
ن ل فت ِ
سإ ّ ب و ل يتتاِب ٍ ط ٍ
ض و ل َر ْ لْر ِ ت ا َْ
ظُلما ِ حّبٍة في ُ ل َيْعَلُمها و ل َ َوَرَقٍة ِإ ّ
ى على الخلق ،و أظهر منهتتا دللتتة قتتوله س الخف ّن المراد بالغيب هو الغايب عن الحوا ّ فا ّ
سبحانه :
) و ( الثانى أّنه تعالى ) دّلت عليتته أعلم الظهتتور ( و المتتراد بتتأعلم الظهتتور اليتتات و
الثار الدالة على نور وجوده الظاهر في نفسه المظهر لغيره ،و اليها الشتتارة فتتي قتتوله
سبحانه :
حتِر جتتري فتتي اْلَب ْ ك اّلتي َت ْ ل و الّنهار و اْلُفْل ِ ف الّلْي ِ
خِتل ِ ض َو ا ْلْر ِ ت و ا َْ سموا ِ ق ال ّ
خْل ِ
ن في َ ِإ ّ
ث فيهتتا ض َبْعتَد َمْوِتهتتا و َبت ّ
لْر َ حيا ِبِه ا َْن ماٍء َفَأ ْ سماِء ِم ْ
ن ال ّل ِم َلا ّ ِبما َيْنَفُع الّناس و ما َأْنَز َ
ليتتاتٍ ِلقَتْوٍم
ض َلْر ِ ستتماِء َو ا َْ ن ال ّخِر َبْيت َست ّ ب اْلُم َستتحا ِح َو ال ّف الّريتتا ِ صري ِ ل داّبٍة و َت ْ
ن ُك ِّم ْ
ن الستدلل بتلك الدّلتتة و اليتتات هتتو طريتتق المّلّييتتن و ستتاير فتترق ن و ل يخفى أ ّ َيْعِقلُو َ
سكون ،و هما حادثان و ما ن الجسام ل يخلو عن الحركة و ال ّ المتكّلمين فاّنهم قالوا :إ ّ
] [ 277
ل حادث مفتقر إلتتى محتتدثل يخلو عن الحوادث فهو حادث ،فالجسام كّلها حادثة ،و ك ّ
ل اسمه دفعا للّدور و الّتسلسل .
فمحدثها غير جسم و ل جسماني و هو الباري ج ّ
ن المتحتّرك ل يتتوجب
و قريب منها طريقة الطبيعيين و هو الستتدلل بالحركتتة قتالوا :إ ّ
حركة بل يحتاج إلى محّرك غيره ،و المحّرك ل محالة ينتهى إلى محتّرك غيتتر متحتّرك
أصل دفعا للّدور و الّتسلسل ،و هو لعتتدم تغّيتتره و برائتتته عتتن القتتوة و الحتتدوث واجتتب
الوجود .
ستتابقتين و هتتو الستتتدلل بالفعتتل علتتى الفاعتتل و إليتته و هنا طريقتتة اختترى أحكتتم متتن ال ّ
ستتلم ل ت عليتته ال ّ
ى في الكافي فاّنه بعد ما سأل أبا عبتتد ا ّ الشارة في حديث الزنديق المرو ّ
سلم فكان من سؤاله أن قال :فمتتا ال تّدليل عليتته أى عن دليل الّتوحيد و أجاب عنه عليه ال ّ
ن صتتانعا سلم :وجود الفاعيل دّلت علتتى أ ّ ل عليه ال ّعلى وجوده تعالى ؟ فقال أبو عبد ا ّ
ن له بانيا و إن كنت لتتم تتتر صنعها ،أل ترى أّنك إذا نظرت إلى بناء مشّيد مبني علمت أ ّ
الباني و لم تشاهده ،قال :فما هو :قال :شيء بخلف الشياء .
ن كتتون الشتتيء ن هذه الطريقة أحكم لّنه يرجع إلى البرهان الّلّمي و ذلك ل ّ و إّنما قلنا :إ ّ
على صفة قد يكون معلول لما ذاته عّلة له ،أل ترى أنّ البنامن حيث إّنتته بنتتاء ل يعتترف
شتتيءل بالبناء ،و الكاتب من حيث هو كاتب يدخل في حّد الكتابة و ما يدخل فتتي ح تّد ال ّ إّ
يكون سبباله و برهانا عليه لمّيا ،فذاته تعالى و إن لم يكن من حيث ذاتتته برهتتان عليته إذ
ل جنس له و ل فصل له ،و متا ليتتس لتته جنتس و ل فصتتل ل حتّد لتته و متا ل حتّد لتته ل
ل أّنه من حيث صفاته و كونه مصدرا لفعتتاله مّمتتا يقتتام عليتته البرهتتان ، برهان عليه ،إ ّ
ن لتته صتتانعا ثبتتت ي يقتضي أن له صتتانعا بانيتتا ،و إذا ثبتتت أ ّ كقولنا :العالم مصنوع مبن ّ
ك عتتن ثبتتوته فتتي شيء على صفة في الواقع ل ينف ت ّ وجوده في نفسه ضرورة ،إذ ثبوت ال ّ
نفسه كما هو ظاهر ،و كيف كان فهذه الطرق هي المشار إليها بقوله سبحانه :
حّ
ق ن َلُهْم َأّنُه اْل َ
حّتى َيَتَبّي َ
سِهْم َ
ق و في َأْنُف ِ
لفا ِ
سُنريِهْم آياِتنا في ا ْ
َ
] [ 278
سل فيها إلى معرفتته ستتبحانه إّنمتتا هتتو باعتبتار امتتر آختتر
ن الّتو ّ
و هي كلها مشتركة في أ ّ
غيره ،كالمكان للمهّية و الحدوث للخلق و الحركة للجسم .
-----------
) ( 1تتت تتتتتت ت تتت .
] [ 279
ل تعالى :
و إلى هذين المنهجين اشير في الكتاب اللهي حيث قال ا ّ
ق هذا منهج قوم و قال َ :أَو َلمْ حّ
ن َلُهْم َأّنُه اْل َ
حّتى َيَتَبّي َ
سِهْم َ
ق و في َأْنُف ِ
لفا ِسُنريِهْم آياِتنا في ا ْ َ
صتتديقون التتذين يستشتتهدون شهيٍد هذا منهج قوم آخروهم ال ّ يٍء َ ش ْ
ل َ
على ُك ّ ك ِإّنُه َ
ف ِبَرّب َ
َيْك ِ
ل تعالى :
من ذاته على حقيقة ذاته و من حقيقة ذاته على احدّية ذاته كما قال ا ّ
ل ُهَو و من أحدّية ذاته على ساير صفاته ،و من معرفة صتتفاته علتتى
ل َأّنُه ل ِإلَه ِإ ّ
شِهَد ا ّ
َ
كيفية أفعاله الوايل و الّثواني واحدا بعد واحد على ترتيتتب الشتترف و الشتترف إلتتى أن
ن هذا المنهج أحكم و أوثق و أشتترف وينتهى إلى الجسمانيات و المتحركات ،و ل شك أ ّ
أعل انتهى كلمه .
شرع كما يأتي فليفهم جّيدا فاّنه غير خال عن ايهام القول بوحدة الوجود الفاسد عند أهل ال ّ
ل تعالى ،و قد قّرر هذا المتترام فتتي أّول
تفصيل في شرح الكلم المأتين و الّثامن إنشاء ا ّ
سفر اللهى من كتابه السفار بتقرير أوضح و أبسط ،و ل حاجة بنا إلتتى ذكتتره و فيمتتا ال ّ
أوردناه هنا كفاية للمستر شد و هداية للمهتدى .
و هو ما رواه في الكافي باسناده عن أحمد بن إسحاق قال :كتبت إلى أبى الحستتن الثتتالث
سلم أسأله عن الرؤية و ما اختلف فيه الّناس قال :فكتب ل يجوزعليه ال ّ
] [ 280
الّرؤية ما لم يكن بين الّرائي و المرئي هواء ينفذه البصر فاذا انقطع الهواء من التترائي و
صح الرؤية و كان فتتي ذلتتك الشتتتباه ،لنّ التّرائي متتتى ستتاوى المتترئي فتتيالمرئي لم ي ّ
ن الستتباب ل بتّدالسبب الموجب بينهما في الرؤية وجب الشتباه و كتتان ذلتتك الّتشتتبيه ل ّ
من اّتصالها بالمسّببات .
و كان في ذلك الّتشبيه أى كون الّرائى و المرئى في طرفي الهراء الواقتتع بينهمتتا يستتتلزم
ح كتتون الهتتواء بينهمتتا فيكتتون
الحكم بمشابهة المرئي بالّرائي من الوقتتوع فتتي جهتتة ليصت ّ
شيء فتتي طتترف مخصتتوص متتن طرفتتي الهتتواء و ن كون ال ّ
متحّيزا ذا صورة وضعية فا ّ
ي للحكتتم بكتتونه فتتي جهتتة و متحّيتتزا و ذا
توسط الهواء بينه و بين شتتيء آختتر ستتبب عقلت ّ
وضع ،
ن السباب ل بّد من اّتصتالها بالمستّببات فقتد تحّقتق و استتبان متنو هو المراد بقوله :ل ّ
ذلك امتناع رؤيته سبحانه مطلقا في الّدنيا و الخرة .
و ظهر بطلن ما ذهبت إليه الشاعرة من امكتان رؤيتته منّزهتا عتن المقابتل و الجهتة و
لت جتتايزة فتتي العقتتل
المكان كما قال عمر الّنسفى و هو من عظماء الشاعرة :و رؤيتتة ا ّ
واجبة بالّنقل فيرى ل في مكان و ل على جهة من مقابلة أو اتصال شعاع أو ثبوت مسافة
ل تعالى .بين الّرائى و بين ا ّ
و قوله :فيرى ل في مكان لته نتتاظر إلتتى منتتع اشتتراط الهتواء بيتتن الترائي و المتترئي و
ل بتته البتاقون للرؤيتة ،و توضتتيح هتتذا المنتتع متا ذكتتره
اشتراط الجهة و المكان كما استد ّ
ي كلمه من كتابه المسّمى بالقتصاد في العتقاد ،فاّنه بعد الغزالي في محك ّ
] [ 281
ن كتونه تعتالى فتي جهتة يتتوجب ن أحتد الصتتلين متن هتتذا القيتاس مستّلم و هتو أ ّ قتال :إ ّ
لزم علتتى اعتقتتاد الّرؤيتتة ممنتتوع ، ن الصتتل الّول و هتتو اّدعتتاء هتتذا ال ّالمحتتال ،و لكت ّ
فنقول :لم قلتم اّنه إن كان مرئيا فهو في جهة من الّرائي أعلمتم ذلك ضرورة أم بنظتتر و
ل سبيل إلى دعوى الضرورة ،و أّما النظر فل بّد من بيانه و منتهتتاه أّنهتتم لتتم يتتروا إلتتى
ل و كان بجهة من الّرائي مخصوصة ،و لو جاز هذا الستدلل لجاز للخصم الن شيئا إ ّ
ن الباري تعالى جسم لّنه فاعل فاّنا لتتم نتتر إلتتى الن فتتاعل » للمجسم خ ل « أن يقول :إ ّ
ن ما شوهد و علم ينبغى أن يوافقه ما لتم يشتاهد ل جسميا ،و حاصله يرجع إلى الحكم بأ ّ إّ
و لم يعلم أقول :و هذا معنى قول التفتازاني في شرح العقايد الّنسفية فتتي هتتذا المقتتام متتن
ي على الفطن العارف فساد ما زعموه شاهد فاسد هذا ،و غير خف ّ ن قياس الغايب على ال ّأّ
،إذ دعوى كون المرئى بهذا العين مطلقا يجب أن يكون فتي جهتة ليستتت مبنّيتتة علتتى أ ّ
ن
ل فتتي جهتة حّتتى يكتون متن بتتاب قيتاس الغتتايب علتتىالمرئيات في هذا العالم ل يكتتون إ ّ
شاهد ،بل النظر و البرهان يؤّديان إليه .ال ّ
ل الباصتترة ،و
ل لمتتا لتته نستتبة وضتتعية إلتتى محت ّ
ن البصتتر ل يتترى إ ّ
فلجل هذا نحكم بتأ ّ
ل ما وقع منها في جهة أو أكثر فهذا هو البرهان . سامعة ل تنفعل و ل تسمع إ ّ ال ّ
سلم بعد ما نّبه على امتناع رؤيته سبحانه أردف ذلك بجملتين .
ثّم إّنه عليه ال ّ
إحداهما قوله ) :فل عين من لم يره تنكره ( مشيرا بذلك إلى رّد ما ربما يسبق إلى الوهم
ن العين إذا امتنع عليها رؤيته فل بّد من إنكارها
في بادى الّرأى من أ ّ
-----------
) ( 1تتتتت تتتتتتتت تت تتت تتتتتت تتت .
] [ 282
ن عتتدم الّرؤيتتة ل يستتتلزم النكتتار ،إذ آيتتات القتتدرة وصل دفتتع ذلتتك الّتتتوّهم أ ّ
له ،و مح ّ
ق علتتى وجتتوده و برهتتان علمات المقدرة و آثار العظمة من الفتاق و النفتتس شتاهد حت ّ
صدق على ذاته ،فكيتتف يمكتتن متتع هتتذه اليتتات الظتتاهرة و التتبراهين الستتاطعة النكتتار
ح إدراكتته فأّمتتا أن
ظ العين أن يتتدرك بهتتا متتا صت ّ
نح ّ بمجّرد عدم البصار ،مضافا إلى أ ّ
ينفى بها ما ل يدرك من جهتها فل ،و يأتى تحقيق الكلم في ذلك بمتتا ل مزيتتد عليتته فتتي
ل تعالى .شرح الخطبة الّرابعة و السّتين إنشاء ا ّ
ستتلم ) :و ل قلتتب متتن أثبتتته يبصتتره ( مريتتدا بتتذلك تاكيتتد امتنتتاع و الثانية قوله عليتته ال ّ
ن معنتتى البصتتار هتتو الحاطة به و بيان عجز العقول عن الوصول إلى كنه حقيقته ،فتتا ّ
ن المثبتتت ل يمكتتن لتته أن يعرفتته بقلبتته معرفتتة الدراك على وجه الكتنتتاه ،فالمقصتتود أ ّ
ضرورّية و أن يحيط به إحاطة تاّمة .
و لّمتتا كتتان البصتتار حقيقتتة فتتي الّرؤيتتة بتتالعين المستتتلزمة للحاطتتة بتتالعلم و العرفتتان
ضروري فاطلق لفظ يبصر و اريد به ذلك مجتتازا متتن بتتاب اطلق استتم الملتتزوم علتتى ال ّ
لزم . ال ّ
ن اثباته تعالى بالقلب اّلذي هو عبتتارة اختترى عتتن اليمتتان بتته مّمتتا يضتتعف و بيان ذلك أ ّ
يشتّد و ينقص و يكمتتل و يكتتون فتتي مبتتدء اكتستتابه ضتتعيفا ناقصتتا ،ثتّم يتتتدرج بمزاولتتة
الفكار و العمال و يشتّد شيئا فشيئا و يستكمل قليل قليل كما يقتع للفحتتم بمجتاورة الّنتتار
خنه حّتى يحمّر ،ثّم يتنّور ثتّم يضتتيء و يحتترق ،و خنا قليل ،ثّم يشتّد تس ّ
خن أّول تس ّيتس ّ
يفعل كما يفعله الّنار من الّتسخين و الضائة و الحراق ،فهكتتذا يشتتتّد نتتور العلتتم و ق تّوة
اليمان حّتى يصير العلم عينا ،و اليمان عيانا ،و المعرفة تنقلب مشاهدة و لهذا قيل إ ّ
ن
المعرفة بذر المشاهدة .
ن المعرفتتة إذا
ن العلتتم إذا صتتار عينتتا لتتم يصتترعينا محسوستتا ،و أ ّ
و لكن يجب أن يعلم أ ّ
س و المحسوس نوع مضتتاد للعقتتل انقلب مشاهدة لم ينقلب مشاهدة بصّرية حسية لن الح ّ
و المعقتتول ل يمكتتن لشتتيء متتن أفتتراد أحتتد الّنتتوعين المضتتاّدين أن ينتهتتى فتتي مراتتتب
استكمالته و اشتداداته إلى شيء من أفراد الّنوع الخر فالبصار إذا اشتّد ل يصير
] [ 283
تخيل مثل ،و ل الّتخيل إذا اشتّد يصير تعّقل ،و ل بالعكس .
سلم فى جواب الّرجل الخارجي الذي قال و هو ما رواه في الكافي عن أبى جعفر عليه ال ّ
ستلم :بتل لتم تتره العيتون
لت ،قتال :رأيتته ؟ قتال عليته ال ّ
ي شيء تعبتد ؟ قتال :ا ّ
له :أ ّ
بمشاهدة البصار و لكن رأته القلوب بحقايق اليمان .
لت عليتته
ل بن سنان عن أبتتي عبتتد ا ّ
قلت :نعم و هو ما رواه في الكافي باسناده عن عبد ا ّ
سلم في قوله تعالى :
ال ّ
] [ 284
ى َفَعَلْيها ليس بعني عمى العيون إّنما عنى إحاطة التتوهم كمتتا يقتتال فلن بصتتير عِم َ
ن َ
و َم ْ
ل أعظم بالشعر ،و فلن بصير بالفقه ،و فلن بصير بالّدراهم ،و فلن بصير بالّثياب ا ّ
سائل لّمتتا تتتوّهم كتتون المتتراد باليتتة نفتتي الّرؤيتتة المعتتتادة بهتتذا ن ال ّ
من أن يرى بالعين فا ّ
ن المراد بها ليس ذلك ،لّنه أمر مستتتغنى عنتته ،و سلم على أ ّ سي نّبه عليه ال ّالبصر الح ّ
ل من أن يحتمل في حّقه ذلك حّتى يصير اليتة محمولتة عليته ،بتل المتراد ذاته تعالى أج ّ
ن البصار ليست ههنا بمعنتتى العيتتون بتتل بمعنتتى العقتتول و نفى إحاطة الوهم به عنه و أ ّ
الوهام على ما وردت في اليات و اشتهر اطلقها عليها بين أهل الّلسان و مثله ما رواه
أيضا عن محّمد بن يحيى ،عن أحمد بن محّمد ،عن أبي هاشم الجعفرى عن أبي الحسن
ل هل يوصف ،فقال :أما تقرء القتترآن قلتتت :بلتتى سلم قال :سألته عن ا ّ الّرضا عليه ال ّ
قال :أما تقرء قوله تعالى :
] [ 285
سلم عنه بأوهام القلوب هكذا ينبغى أن يفهم هتتذا المقتتام و أن يحاط به و هما عّبر عليه ال ّ
ن المراد بقوله شارح البحراني من أ ّ سلم ،و أّما ما ذكره ال ّ يحمل عليه كلم المام عليه ال ّ
ن من أثبته مع كونه مثبتا له بقلبه ل يبصره فبعيتتد لفظتتا و :و ل قلب من أثبته يبصره ،أ ّ
معنى فافهم جّيدا ) و ( الرابع أّنه سبحانه ) سبق في العلّو ( و تقتّدم علتتى متتن عتتداه ) فل
ستتماء بالّنستتبة إلتتى الرض ،و سي كعلّو ال ّ شيء أعل منه ( و المراد بالعلّو العقلي ل الح ّ
ل الّتخييلي كما للملك بالّنسبة إلى الّرعية إذ الّول مقصور في المحسوسات و المتحّيزات
سو ،و الّثتتاني متغّيتتر بحستتب الشتتخاص و الوقتتات ،و هتتو ستتبحانه من تّزه عتتن الح ت ّ
المكان ،و مقّدس عن الكمال الخيالي القابل للّزيتتادة و الّنقصتتان ،فلتته الفوقّيتتة المطلقتتة و
ن أعلى مراتب الكمال هو مرتبة العلّية و لّما كان الّول تعتتالى مبتتدء العلّو العقلي و ذلك ا ّ
ي و عّلته التي ل يتصّور فيها الّنقصان بوجه ل جتترم كتتان مرتبتتته سي و عقل ّ كلّ شيء ح ّ
أعلى المراتب العقلّية مطلقا ،و له الفوق المطلق في الوجتود العتاري عتن الضتافة إلتى
شيء دون شيء ،و عن إمكان أن يكون فوقه ما هو أعلى منه أو في مرتبته ما يساويه ،
فهو المتفّرد بالفوقية المطلقتتة و العلتّو المطلتتق ل يلحقتته فيهمتتا غيتتره و يحتمتتل أن يكتتون
صتتفات الحستتنة و المراد بالعلّو العلّو بالقدرة و القهر و الغلبة أو بالكمتتال و الّتصتتاف بال ّ
جه إلتتى فتتوق متتا عليتته ل متتتو ّ
ل بالّنستتبة إليتته فكت ّ
ل شيء و نقص الك ّ تمامّيته بالّنسبة إلى ك ّ
ل شيء و ل يقال شيء فوقه و مرجع ذلك كّلتته إلتتى كمتتال رتبتتة جه إليه ،فهو فوق ك ّ متو ّ
وجوده و شّدة نوره ) و ( الخامس أّنه جّلت عظمته ) قرب في الّدنّو ( إلى من سواه ) فل
ستتبق فتتي العلتّو مستتتلزما للبعتتد عتتن الغيتتر حستتن شيء أقرب منه ( إليهم ،و لّمتتا كتتان ال ّ
ن علّوه على خلقه كتتان علتّوا عقلّيتتا ،فكتتذلك المقابلة بينه و بين القرب في الّدنّو ،و كما أ ّ
ي و هو القرب بالعلم و الحاطة أو القرب بالّرحمة و الفاضتتة ،فهتتو قربه إليه قرب عقل ّ
الذي ل يعزب عن علمه شيء و أقرب إلى الّناس من حبل الوريتتد و لّمتتا كتتان قربتته إلتتى
الشياء و إلى الخلق بهذا المعنى ل يكون له منافاة لبعده
] [ 286
عنهم اللزم من علّوة ،فهو سبحانه في كمال علّوه عليهم و بعده عنهم من حيث التّذات و
صفات منهم قريب ،و في كمال قربه منهم و دنّوه إليهم من حيث العلم و الحاطة عنهم ال ّ
ن الّنور كّلما كان أشّد و أقوى كان مع علّوه و بعده أقرب و أدنتتى و اعتتتبر ذلتتك
بعيد ،ل ّ
سراج و المشتتعل و هتتو عنتتدك فتتي وجتتهسماء الّرابعة و بنور ال ّ
شمس و هي في ال ّ بنور ال ّ
ن أعلتتى الموجتتودات شتترفا و نتتورا يجتتب أن الرض فانظر أّيهما أقرب منك حّتى تعلم أ ّ
ستتيا و ل فتتوقّيته فوقّيتتة مكانّيتتة
ن علّوه سبحانه لم يكن عل تّوا ح ّ يكون أقربها منك و حيث إ ّ
) فل ( يكون ) استعلؤه باعده عن شيء متتن خلقته ( بعتدا مكانّيتتا و إن كتتان بعيتدا منهتم
ن قربتتهي و متباعدا عن عقولهم بسبب ارتفتتاعه ال تّذاتي ) و ( حيتتث إ ّ بمقتضى علّوه العقل ّ
متتن الخلتتق لتتم يكتتن قربتتا حس تّيا و ل دن تّوه دن تّوا مكانّيتتا ف ) ل ( يكتتون ) قربتته ( منهتتم
) ساواهم في المكان به ( و المقصود بهاتين الجملتين رّد توّهم اولتتى الوهتتام الّناقصتتة و
سي المستلزم للّتباعد ،و لم يعرفوا متتن ل الح ّ
الذهان القاصرة الذين لم يفهموا من العلّو إ ّ
ل ،و قد عرفت هنا و فتتي شتترح ل المكاني المستلزم لمساواة المتقاربين في المح ّ القرب إ ّ
سادس من الخطبة الولى في بيان معنى قوله :و متتن قتتال علم فقتتد الفصل الخامس و ال ّ
ل شيء ل بمقارنة بطلن هذا التوهم بما ل مزيتد عليته و أقتول اعل منه ،و قوله :مع ك ّ
الن تأكيدا لما سبق و توضيحا لما هنا إّنه روى في الكتتافي فتتي بتتاب الحركتتة و النتقتتال
سلم قال : باسناده عن يعقوب بن جعفر الجعفرى عن أبي إبراهيم عليه ال ّ
ل ت ل ينتتزل و ل يحتتتاجنا ّ
سماء الّدنيا ،فقال إ ّ
ل ينزل إلى ال ّ نا ّذكر عنده قوم يزعمون أ ّ
إلى أن ينزل إّنما منظره في القرب و البعد سواء ،لم يبعد منه قريب و لم يبعد منتته بعيتتد
ل هو العزيز الحكيم الحديث و لم يحتج إلى شيء بل يحتاج إليه ،و هو ذو الطول ل إله إ ّ
ل سبحانه مكانا أعلى المكنة و هتتو العتترش و أّنتته ن ّ أقول :لّما كان زعم بعض العاّمة أ ّ
سماء الّدنيا ليقرب متتن أهتتل الرض و ينتتاديهم بمتتا ينزل في الثلث الخير من الّليل إلى ال ّ
أراد ،رّد زعمهم بأّنه تعالى ل ينزل و ل حاجة له إلى أن ينزل ،
ن المتحّرك من مكان إلى مكان إّنما يتحّرك لحاجته إلى الحركة ،حيث
و ذلك ل ّ
] [ 287
ن نسبة جميع المكنة إليه ليست نسبة واحدة بل إذا حضر له مكان أو مكاني غتتاب عنتته إّ
مكان أو مكاني آخر ،و إذا قرب من شتتيء بعتتد متتن شتتيء آختتر ،فيحتتتاج فتتي حصتتول
ل تعالى لما لم يكن مكانيتتا كتتانت نستتبته إلتتى جميتتع
مطلوبه الغائب إلى الحركة إليه ،و ا ّ
المكنة و المكانيات نسبة واحدة ،و ليس شيء أقرب اليه من شتتيء آختتر و ل أبعتتد و ل
هو أقرب إلى شيء من شيء آخر و ل أبعد ،و نظره في القرب و البعد أى فيما يتصّور
س و أوهام الخلق ستتواء ل تفتتاوت فيتته أصتتل و فيه القرب و البعد بالنظر إلى عالم الحوا ّ
لتت
سلم عن قول ا ّ ل عليه ال ّ
جاج ،قال :سألت أبا عبد ا ّ فيه أيضا عن عبد الّرحمن بن الح ّ
تعالى :
] [ 288
و احاطته إّنما هو بالشراف و الطلع و إحاطة العلم و القدرة فمثال احاطته بكلّ شتتيء
كمثال علم أحد مّنا بأشياء كثيرة متباينة الوضع من جهة العلتتم بأستتبابها و مباديهتتا ،لكتتن
ل شتتيء و علمنتتا نتتاقص و علمه عين ذاته و علمنتتا زايتتد علتتى ذاتنتتا ،و علمتته تتتاّم و لكت ّ
ببعض الشياء و كما ل يلزم من علمنا بتلك الشياء حصول شيء واحد بالعدد في أماكن
متباينة الوضع ،فكذلك ل يلزم فيه بل ذاته أشّد إحاطتة و أوستتع علمتتا و هتو معنتى قتوله
ن عتتدم عتتزوب شتتيء متتن الشتتياء عنتته باعتبتتار الحاطتتة سلم ل بالذات يعنتتي أ ّ عليه ال ّ
ن الماكن محتتدودة تحويهتتا العلمّية ل باعتبار حصول ذاته في مكان قريب من مكانه ،ل ّ
شتتمال لمتتا ن القتتدام و الخلتتف و اليميتتن و ال ّ حدود أربعة ،عّدها أربعة متتع كونهتتا ستّتة ل ّ
ل باعتبار عّد الجميتتع عتّدين و عتّد الفتتوق و التحتتت حتّدين فصتتارت كانت غير متحّيزة إ ّ
أربعة ،و المعنى أنه لو كان عدم بعد شيء عنه باعتبار كون ذاتته فتر مكتان قريتب منته
ظتتالمون ل عّمتتا يقتتول ال ّ
لزم احتواء المكان عليه كالمتمّكن و كونه محاطا بالمكان تعالى ا ّ
سلم و ل قربه ستتاواهم فتتي المكتتان علّوا كبيرا ،و بذلك التحقيق ظهر معنى قوله عليه ال ّ
به و السادس أنتته تعتتالى شتأنه ) لتتم يطلتتع العقتتول علتتى تحديتد صتفته ( إذ ليتس لصتتفاته
ن الحتّد الكمالية التي هي عين ذاته حّد يحّد به حّتى يمكن للعقول الطلع عليه بيان ذلك أ ّ
يراد به أحد معنييتتن أحتتدهما القتتول الشتتارح لمهّيتتة الشتتيء المؤلتتف متتن المعتتاني الّذاتيتتة
صة إّما بحسب الحقيقة أو بحسب السم الثاني النهاية و الطرف ،و كلهمتتا منفّيتتان المخت ّ
ن ذاته غير مؤلف متتن معتتانى و امتتور ذاتيتتة و ل عنه سبحانه أّما الحّد بالمعنى الّول فل ّ
تركيب فيها أصل بشيء من أنحاء التركيب ،بل هو بستتيط التتذات متتن جميتتع الجهتتات و
ح اطلعصفاته عين ذاته و وجودها وجود ذاته ،فليتتس لصتتفاته حتّد بتته تحتّد حتتتى يصت ّ
لتناهي إّنما يوصف بهما أّول ن التناهي و ال ّ
العقول عليه و أّما الحّد بالمعنى الثاني فل ّ
] [ 289
و بالّذات المقادير و العداد و إذا وصف بها شيء آخر كان إّما باعتبار تعّلقه بالكّميات و
ل من ذلتتك ل سبحانه أج ّ إّما باعتبار ترّتبها أو ترّتب ما يوصف بها على ذلك الشيء ،و ا ّ
ل للحوادث مضافا إلى أّنه لتتو كتتان لتته حتّد معّيتتن و نهايتتة معّينتتة لتتزم ل لزم كونه مح ّ وإ ّ
صتتا ،احتياحه إلى عّلة محّددة قاهرة ،إذ طبيعة الوجود بما هو وجود ل يقتضتتي حتّدا خا ّ
و يلزم من ذلك أى من وجود العلتة المتباينتة القتاهرة أن يكتون لختالق الشتياء كّلهتا متن
خالق محّدد فتوقه ،و هتو محتال ) و ( الستابع أّنته ستبحانه ) لتم يحجبهتا ( أى لتم يجعتل
ل نفتتس قستتطا متتن معرفتتته هتتو العقول محجوبة ) عن واجب معرفته ( بتتل قتتد وهتتب لكت ّ
الواجب لها بحسب استعدادها لقبوله و لو ل ذلك لكان تكليفهم بالصول و الفتتروع تكليفتتا
لت علتى خلقتته أن يعرفتتوا و للخلتتق ستلم :ليتتس ّ صادق عليه ال ّبما ل يطاق و لذلك قال ال ّ
ل على الخلق إذا عرفهم أن يقبلوا و في رواية الكافي عن إبراهيتتم ل أن يعّرفهم و ّ على ا ّ
ل كّله عجيب إلّ أّنه قد ن أمر ا ّ سلم يقول :إ ّ ل عليه ال ّ عمر اليماني قال :سمعت أبا عبد ا ّ
ن معرفة ذاته و صفاته الحقيقّيتتة كمتتا هتتي فتتوق ج عليكم بما عرفكم من نفسه ،يعني أ ّ احت ّ
ل العقول و الذهان و تبهر اللبتتاب عتتن كنتته جللتته و غتتور عتّزه و ل أحد ،تك ّ
إدراك ك ّ
جتتةل أو أكتتثر ،فلتته الح ّ
ل أحد نصيب عن لوامع إشراقات نوره ق ّ ل أّنه مع ذلك لك ّكماله إ ّ
ل أحد بما عرفه من آيات وجوده و دليل صتتنعه وجتتوده فوقتتع الّتكليتتف بمقتضتتى على ك ّ
المعرفة و العمل بموجب العلم ) فهتتو التتذي تشتتهد لتته أعلم الوجتتود ( و آيتتات الصّتتنع و
ن الجاحتتد و إن كتتان ل أحتتد حّتتتى ) قلتتب ذي الجحتتود ( ل ّ القدرة ) على اقتترار ( قلتتب كت ّ
ل أّنه لو تتتدّبر فتتي آثتتار القتتدرة و الجلل و اعلم العظمتتة و يجحده متابعة لرايه و هواه إ ّ
الكمال لرتدع عن رأيه و هواه ،و رجع عن جحده و إنكتتاره ،و أذعتتن بوجتتود اللتته ،
شهادة ،و تمامّية هذه العلم في الهداية و فل يعبد معبودا سواه ،لكفاية تلك الثار في ال ّ
الّدللة كما قال سبحانه :
س َو اْلَقَمَر
شْم َ
خَر ال ّ
سّضو َ
لْر َ
ت َو ا َْ
سموا ِ
ق ال ّ
خَل َ
ن َ
سَئْلَتُهْم َم ْ
ن َ
و َلِئ ْ
] [ 290
ض َبْعتدَ
لْر َحيتا ِبته ا َْ
ستماِء متاًء َفَأ ْ
ن ال ّ
ل ِمت َن َنتّز َسَئْلَتُهْم َم ْ
ن َن َ ،و َلِئ ْ
ل َفَأّنى ُيْؤَفُكو َ
نا ّ َلَيُقوُل ّ
ن و في الكتتافي باستتناده عتتن أبتتي ستتعيد ل َأْكَثُرُهْم ل َيْعِقلُو َ ل َب ْحْمُد ِّ
ل اْل َ
ل ُق ِ
نا َّمْوِتها َلَيُقوُل ّ
خر ،و ب المست ّسلم قال :كفى لولتى اللبتاب بخلتق التّر ّ الّزهري عن أبي جعفر عليه ال ّ
ب البتتاهر و برهتتان التتر ّ
ب ب الظتتاهر ،و نتتور التتر ّ ب القتتاهر ،و جلل التتر ّ ملتتك التتر ّ
صادق ،و ما أنطق به ألسن العباد ،و ما ارسل به الّرستتل ،و متتا انتتزل علتتى العبتتاد ، ال ّ
سلم ثمانية امتتور ك تلّ ل قال بعض شّراح الحديث :ذكر عليه ال ّ ب عّز و ج ّ دليل على الّر ّ
خر لته و ثانيهتتا ملكته ب أحتتدها خلقتته المست ّ
منها كاف لذوي العقول دليل على وجتود التّر ّ
ل مالك و مملوك و ثالثها جلله الظاهر من عظتتائم الخلقتتة و بتتدايع الفطتترة القاهر على ك ّ
ل ذي نور و حتت ّ
س كالجرام العالية و الّنفوس و غيرها و رابعها نوره الغالب على نور ك ّ
سموات و صادق و هو وجود آياته الكاينة في ال ّ س و شعور و خامسها برهانه ال ّ كلّ ذي ح ّ
الرض و سادسها ما أنطق به ألسن العباد من العلوم و المعارف و غيرهما و سابعها متتا
سياستات و الحتدود و ثامنهتا متا أنتزل علتى شترايع و الحكتام و ال ّ أرسل به الّرسل من ال ّ
ل عّما يقول المشتّبهون بتته و سماوّية ف ) تعالى ا ّ صحايف اللهّية و الكتاب ال ّ العباد من ال ّ
الجاحتتدون لتته علتتّوا كتتبيرا ( و المتتراد بالمشتتّبهين المشتتّبهون للخلتتق بالختتالق ،و هتتم
ل شركاء و قتتالوا :إّنتته ثتتالث ثلثتتة ،و نحتتو ذلتتك و بالجاحتتدين المشركون الذين جعلوا ّ
صتتانع ،و ليتتس المتتراد بالمشتّبهين المشتّبهة المعروفتتة أعنتتي التتذين شتّبهوه المنكتترون لل ّ
سبحانه بخلقه كالمثبتين له تعالى أوصافا زايدة على الّذات ،و المجّوزين في حّقه الّرؤيتتة
و المكان و نحوهما و المثبتين له العضاء و الجوارح إلى غير هذه مّما هو متتن صتتفات
سلم ل المشّبهون لتته الممكن و بالجملة المراد المشّبهون به كما هو صريح كلمه عليه ال ّ
ن المشّبهين بتته أولتته مق تّرون بتته ستتبحانهشارح البحراني و اعلم أ ّ بخلقه على ما توّهمه ال ّ
صريحا و جاهدون له لزوما
] [ 291
إذ المعنى الذي يتصّورونه إلها و يجعلونه له شركاء أو يج تّوزون فتتي حّقتته و يثبتتتون لتته
صفات الممكن ليس هو نفس الله ،و الجاحدين منكرون له صريحا معترفون بتته لزومتتا
و اضطرارا على ما حّققناه آنفا في شرح قوله :فهو اّلذي يشهد له أعلم الوجتتوداه و كل
الفريقين جاحدان له في الحقيقة و إن كانا يفترقان في العتراف باللسان
ععععععع
از جمله خطبهاى شريفه آنحضرت است :حمتتد و ثنتتا متتر ختتداى را سزاستتت كتته عتتالم
است بباطن امور پنهانى ،و خبير است بجميع أشياء نهانى ،و دللتت كترده بتر وجتتود
او علمات ظاهره قدرت و آيات باهره عظمت ،و ممتنع و محال شده ديدن او بر چشم
بينا پس نه چشم كسى كه او را نديده انكار ذات او بتواند بنمايد ،و نه قلب كسيكه اثبات
وجتتود او را كتترده احتتاطه و ادراك تتتام وجتتود او را دارد ،پيشتتى گرفتتته در بلنتتدى
بمخلوقتتات پتتس هيتتچ چيتتز عتتالى مرتبتته بلنتتدتر از او نيستتت ،و قريبستتت در نزديكتتى
بمخلوقات پس هيچ چيز نزديكتر از او نيست پتتس نتته بلنتتدى او دور ميگردانتتد او را از
چيزى از مخلوقات ،و نه نزديكى او مساوى نموده ايشانرا با او در مكان و جهتتات ،و
مطلع نگردانيده عقلهتتا را بتتر تعريتتف صتتفات ختتود ،و ممنتتوع نگردانيتتده عقلهتتا را از
واجب شناخت خود ،پس او آن كسى است كه گواهى ميدهد از بتتراى او نشتتانها وجتتود
بر اقرار كتتردن دل صتتاحب انكتتار و جحتتود ،پتتس بلنتتد استتت حتتق ستتبحانه و تعتتالى و
منّزهست از آنچه ميگويند تشبيه كنندگان خليق بتتاو و انكتتار كننتتدگان وجتتود او بلنتتدى
بزرگ يعنى او برتر است از أقوال باطله مشركين و عقايد فاسده منكرين
لت
و هى الخمسون من المختار فى بتتاب الخطتتب و رواهتتا ثقتتة الستتلم الكلينتتي عطتتر ا ّ
مضجعه في أصول الكافي و في كتاب
] [ 292
ععععع
ل و الهمزة أخيرا بمعنتتى الّول و بمعنتتى البتتتداء أيضتتا ) البدء ( بفتح الباء و سكون الدا ّ
لت الخلتتق أى أنشتتأهم و ) الفتتتن (
يقال بدءت بالشيء بدء أى أنشأته إنشاء ،و منتته بتتدء ا ّ
جمع الفتنة و هو الختبار و المتحان تقول :فتنت الّذهب إذا أدخلته الّنار لتنظر جودته ،
ضتتلل و الحتتراق و ِإّنما َأْمواُلُكْم َو َأْولُدُكْم ِفْتَنٌة ثّم اكثر استعمالها في الثم و الكفتتر و ال ّ
شيء كذا حكى عن الّنهاية و ) البدعة ( اسم من ابتدع المتتر اى صرف عن ال ّ الزالة و ال ّ
ابتدئه ثّم غلب على ما هو زيادة في الّدين أو نقصان منه و ) الّتوّلى ( التباع و منه قتتوله
سبحانه :
ن َيَتَوّلُه ِمْنُكْم َفِإّنُه ِمْنُهْم أى من يّتبعهم و ) المزاج ( ككتاب ما يمزج به قال سبحانه :
َو َم ْ
شاعر :
جها كاُفورًا و قال ال ّ
ن ِمزا ُ
عْينًا كا َ
َ
] [ 293
ن ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتبيئة متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن بيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ر ّ
س كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ّ
يكون مزاجها عسل و ماء
ضغث ( قبضة حشيش مختلط رطبها بيابستتها و الرتياد ( الطلب و المرتاد الطالب و ) ال ّ
ف من قضبان أو حشيش أو شماريخ و في التنزيل : و يقال ملء الك ّ
حَن ْ
ث ب ِبه َو ل َت ْ
ضِر ْ
ضْغثًا َفا ْ
ك ِ
خْذ ِبَيِد َ
َو ُ
ععععععع
عععععع
ن مقصوده بهذه الخطبة هو توبيخ الخلتتق علتتى متابعتتة الهتتواء المبتدعتتة و الراء اعلم أ ّ
صتتراط المستتتقيم المتتؤّدي إلتتى المضّلة ،و على مخالفة الكتاب القويم ،و العتتدول عتتن ال ّ
ستتلم ) :إّنمتتا بتتدء وقتتوع الفتتتن ( و
وقتتوع الفتتتن و فستتاد نظتتم العتتالم كمتتا قتتال عليتته ال ّ
ضللت ) أهواء ( مضّلة ) تتبع و أحكام ( باطلة ) تبتدع ( اّلتي ) يخالف فيها ( أى في ال ّ
سنة مخالفة لهما لما ل ( إذ الحكام المبتدعة خارجة من الكتاب و ال ّ تلك الحكام ) كتاب ا ّ
ن البدعة عبارة عن إدخال ما ليس متتن التّدين فتتي التّدين فهتتى ل محالتتة قد عرفت سابقا أ ّ
سنة .شريعة المستفادة من الكتاب و ال ّ مخالفة لصول ال ّ
ل؟
حد ا ّ
سلم :بما أو ّ
ن يونس بن عبد الّرحمن لّما قال لبي الحسن عليه ال ّ و من ذلك 1أ ّ
ل،
ن مبتدعا من نظر برأيه هلك ،و من ترك أهل بيت نبّيه ضتت ّ قال له :يا يونس ل تكون ّ
ل و قول نبّيه كفر .و من ترك كتاب ا ّ
لت و عتتدول عتتن ن في العمل بالّرأى و متابعة الهتتوى مخالفتتة لكتتتاب ا ّن المستفاد منه أ ّ
فا ّ
لت ( أى يّتختتذ طايفتتة متتن
ل ) و يتوّلى فيها رجتتال رجتتال علتتى غيتتر ديتتن ا ّسنة رسول ا ّ
المايلين إلى تلك الهواء الّزايفة و الراء الباطلة طايفة أخرى من أمثالهم أولياء
-----------
) ( 1تتتتتت ت ت ت تتت تتت ت ت ت تت تتت تت ت
تتتتت ت تتتتتتتت ت تتت .
] [ 294
ضالة .
و نواصر لهم ،فيّتبعونهم و يحّبونهم تربية لهوائهم الفاسدة و تقوية لبدعهم ال ّ
ق لتتم يختتف علتتى المرتتتادين ( وجتته ن الباطل خلص متتن متتزاج الحت ّإحداهما قوله ) فلو أ ّ
ق بظلنها بأدنى سعى و شبهة إذ كانت كّلها باطلة أدرك طالب الح ّ ن مقّدمات ال ّالملزمة أ ّ
لم يخف عليه فسادها ،مثال ذلك قول قتتوم متتن الباطنّيتتة :البتتارى تعتتالى ل موجتتود و ل
ل ما ل يكون موجودا و ل معدوما يصح أن يكتتون حّيتتا قتادرا فالبتتارى تعتتالى معدوم و ك ّ
ح أن يكون قادرا فهاتان المقّدمتان جميعا باطلتتان و لتذلك صتار هتذا القتول مرغوبتا يص ّ
عنه عند العقلء .
ستلم ) و لكتن يؤختذ متن هتذا ضتغث و متن هتذا ضتغث و هذا هتو معنتى قتوله عليته ال ّ
ضغثان ) فهنا لك يستولى الشيطان على أوليائه ( و يغلب على اتبتتاعه و فيمزجان ( أى ال ّ
أحّبائه و يجد مجال للضلل و الغواء ،و يزّين لهتتم اتبتتاع الراء و الهتتواء ،فتتاولئك
سيجدون قبايح أعمالهم و عقايدهم و هم عليهتتا واردون و أولئك أصتتحاب الّنتتار هتتم فيهتتا
ستتالكون لستتبيله بنتتور البصتتيرة ف ل بعيتتن الحقيقتتة و ال ّ
خالتتدون ) و ( أّمتتا العتتارفون بتتا ّ
ل الحسنى ( و ) ينجو ( ن من ذلك و يتخّلصون من المهالك و هم ) اّلذين سبقت لهم من ا ّ
العناية
] [ 295
الزلّية و قادتهم التوفيقات الّربانيتتة و هتتؤلء عتتن الّنتتار مبعتتدون و أولئك فتتي الجّنتتة هتتم
خالدون .
ن ما ذكرته في شرح المقام إّنما هو جريا على ما هو المستفاد متتن ظتتاهر كلمتته و اعلم أ ّ
سلم المستوق علتى نحتو العمتتوم و الطلق ،و التتذي ظهتتر لتي منته بعتتد النظتتر عليه ال ّ
ن غرضتته بتتذلك الّدقيق خصوصتتا بملحظتتة الّزيتتادات التيتتة فتتي روايتتة الّروضتتة هتتو أ ّ
الطعن على المتخّلفيتتن الغاصتتبين للخلفتتة و التتتابعين لهتتم و علتتى متتن حتتذا حتتذوهم متتن
شتتريعة ،و الناكثين و القاسطين و المارقين و أضتترابهم ،فتتاّنهم أختتذوا بظتتاهر أحكتتام ال ّ
سوا فيها بدعاتهم الباطلة الّناشتتئه متتن متابعتتة أهتتوائهم المضتّلة ،فخلطتتوا عمل صتتالحا دّ
بآخر سّيئا و صار ذلك سببا لفتتان الّناس بهم و اتباع أفعتتالهم و أقتتوالهم و اشتتتباه المتتر
عليهم .
ل إذا اقتتترن
ظ له في الوجتتود و ل يقتتع فتي تتّوهم ذوي العقتول إ ّ صرف لح ّ ن الباطل ال ّ
لّ
صتتدق فلمتتا
ل إذا امتتتزج بال ّ
ق ،و ل الكذب المحتتض مّمتتا يصتتدق بتته ذو عقتتل إ ّ بشبه الح ّ
حصل المتزاج و الختلط و اشتبك الظلمتتة بتتالّنور التبتتس المتتر علتتى الّنتتاس فأضتّلهم
الشيطان و زّين لهم أعمالهم فصّدوا عن سبيل الّدين و انحرفوا عن المام المبين ،فارتتتّد
ل المخلصين ،ف إّنه ليس له سلطان على التتذين آمنتتوا و علتتى ل أولياء ا ّ
كّلهم أجمعون إ ّ
رّبهم يتوكلون ،إّنما سلطانه على اّلذين بتوّلونه و اّلذينهم به مشركون .
ععععع
ن هذه الخطبة مروّية مسندة في الكافي فينبغى لنا أن نتتورد متتا هنتتاك قد أشرنا سابقا إلى أ ّ
شرح ثّم نعقبه بتفسير بعض كلماته الغريبة و توضيح متتا جريا على ما هو دأبنا في هذا ال ّ
شريفة فأقول :
فيه من الّنكات اللطيفة ال ّ
] [ 296
في باب البدع و الرأى و المقاييس من كتاب العقل و الجهل منتته عتتن الحستتين بتتن محّمتتد
شتتا ،و عتّدة متتن أصتتحابنا عتتن
ي الو ّالشعرى ،عن معّلى بن محّمد ،عن الحسن بن عل ّ
أحمد بن محّمد عن ابن فضال جميعا ،عن عاصم بن حميد ،عن محّمد بتتن مستتلم ،عتتن
سلم الّناس فقال :سلم قال :خطب أمير المؤمنين عليه ال ّ أبي جعفر عليه ال ّ
أّيها الناس إّنما بدء وقوع الفتن أهواء تّتبع و أحكام تبتدع يختتالف فيهتتا كتتتاب يتتتوّلى فيهتتا
ن الباطل خلص لم يختتف علتتى ذى حجتتى ،و لتتو أ ّ
ن رجل » رجال خ ل « رجال ،فلو أ ّ
ق خلص لم يكن اختلف ،و لكن يؤخذ من هتتذا ضتتغث و متتن هتتذا ضتتغث فيمزجتتان الح ّ
ل الحسنىفيجيئآن معافهنا لك استحوذ الشيطان على أوليائه و نجى اّلذين سبقت لهم من ا ّ
.
ن أخوف ما أخاف عليكم خّلتان :اّتباع الهوى و طول المل أّما اّتبتاع الهتتوى فيصتدّ أل إ ّ
حلتتت متتدبرة ،و إ ّ
ن ق ،و أّمتتا طتتول المتتل فينستتى الختترة ،أل إنّ التّدنيا قتتد تر ّعن الح ّ
ل واحدة بنتون فكونتوا متن أبنتاء الخترة و ل تكونتوا متن حلت مقبلة ،و لك ّ الخرة قد تر ّ
ن غدا حساب و ل عمل . ن اليوم عمل و ل حساب و إ ّ أبناء الّدنيا ،فا ّ
ل عليه و آله يقول :كيتتف أنتتتم إذا لبستتتكم فتنتتة يربتتو فيهتتا
ل صّلى ا ّ إّنى سمعت رسول ا ّ
صغير و يهرم فيها الكبير ،يجرى الّناس عليها و يّتخذونها سّنة ،فاذا غّير منهتتا شتتيء ال ّ
قيل قد غّيرت السّنة و قد أتى الّناس منكرا ثّم تشتّد البلّية و نسى الّذرّية و تدّقهم الفتنة كما
ل، ق الّرحا بثفالها و يتفّقهون لغير ا ّ
ق الّنار الحطب و كما تد ّ
تد ّ
] [ 297
مغّيرين لسّنته ،و لو حملت الناس على تركها و حّولتها إلتتى مواضتتعها و إلتتى متتا كتتانت
ل لتفّرق عّني جندي حّتى أبقى وحدى أو قليل من شتيعتي اّلتذين عرفتوا في عهد رسول ا ّ
ل عليتته و آلتته ول صّلى ا ّ
ل عّز ذكره و سّنة رسول ا ّ ي و فرض امامتي من كتاب ا ّ فضل ّ
سّلم .
ل،
أرايتم لو أمرت بمقام ابراهيم فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول ا ّ
ل ت كمتتا كتتان ،و أمضتتيت قطتتايع ورددت فدك إلى ورثة فاطمة ،ورددت صاع رسول ا ّ
ل عليه و آله لقتتوام لتتم تمتتض لهتتم و لتتم تنفتتض ،ورددت دار ل صّلى ا ّ أقطعها رسول ا ّ
سلم إلى ورثته و هدمتها من المسجد ،ورددت قضايا من الجور قضى بها جعفر عليه ال ّ
ن الحكتتم فتتي
ن و استقبلت به ّ ن إلى أزواجه ّ ق فرددته ّ
،و نزعت نساء تحت رجال بغير ح ّ
ستتم متتن أرض خيتتبر ،و الفروج و الحكام و ستتبيت ذراري بنتتي تغلتتب ،و رددت متتا ق ّ
ستتوّية و لتتم أجعلهتتا دولتتة
ل يعطتتى بال ّمحوت دواوين العطايا و أعطيت كما كان رسول ا ّ
بين الغنياء ،و ألقيت المساحة ،و سّويت بين المناكتتح ،و أنفتتذت خمتتس الّرستتول كمتتا
ل على ما كان عليه ،و سددت ما ل و فرضه ،ورددت مسجد رسول ا ّ ل عّز و ج ّ أنزل ا ّ
فتح فيه من البواب ،
و فتحت ما سّد منه ،و حّرمتتت المستتح علتتى الخّفيتتن ،و حتتددت علتتى الّنبيتتذ ،و أمتترت
باحلل المتعتين ،و أمرت بالتكبير علي الجنايز خمس تكبيرات ،و ألزمت الّناس الجهر
لت فتتي مستتجده مّمتتن كتتانل الّرحمن الّرحيم ،و أخرجت متتن ادختتل متتع رستتول ا ّ ببسم ا ّ
لت
لت صتّلى ا ّ ل مّمن كتتان رستتول ا ّل أخرجه ،و أدخلت من اخرج بعد رسول ا ّ رسول ا ّ
ستتنة ،عليه و آله و سّلم أدخله ،و حملت الّناس على حكم القرآن ،و على الطلق على ال ّ
صتتلة إلتتى صدقات على أصنافها و حدودها ،و رددت الوضوء و الغستتل و ال ّ و أخذت ال ّ
مواقيتها و شرايعها و مواضعها ،و رددت أهل نجران إلتتى مواضتتعهم ،و رددت ستتبايا
ل و سّنة نبيه إذا لتفّرقوا عّنى .
فارس و ساير المم إلى كتاب ا ّ
ل في فريضة و عّلمتهم
ل لقد أمرت الّناس أن ل يجتمعوا في شهر رمضان إ ّ
وا ّ
] [ 298
ن اجتماعهم في الّنوافل بدعتتة فنتتادى بعتتض أهتتل عستتكري مّمتتن يقاتتتل معتتي :يتتا أهتتل
أّ
صلة في شهر رمضان تطّوعا . السلم غّيرت سّنة عمر ينهانا عن ال ّ
و لقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري ما لقيت هتتذه المتتة متتن الفرقتتة و طاعتتة
ل ع تّز و
ضللة و الّدعاة إلى الّنار ،و أعطيت من ذلك سهم ذي القربى الذي قال ا ّ أئمة ال ّ
ل و ما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان .
ل :إن كنتم آمنتم با ّ
جّ
ل بنفسه و برسوله فقال تعالى :فلّله و للّرستتول ل عنى بذي القربى الذي قّربنا ا ّ فنحن و ا ّ
صتتة كيل يكتتون دولتتة بيتتن ستتبيل ،فينتتا خا ّ
و لذي القربى و اليتامى و المستتاكين و ابتتن ال ّ
لت فتتي ظلتتم آل
الغنياء منكم و ما آتيكم الّرسول فخذوه و ما نهيكم عنه فتتانتهوا و اّتقتتوا ا ّ
ل به .ل شديد العقاب لمن ظلمهم رحمة منه لنا و غنا أغنانا ا ّ نا ّ
محّمد إ ّ
لت رستتوله و أكرمنتتا أهتتل صدقة نصتتيبا أكتترم ا ّ
صى به نبّيه و لم يجعل لنا في سهم ال ّوو ّ
لت
لت و جحتتدوا كتتتاب ا ّ لت و كتّذبوا رستتول ا ّالبيت أن يطعمنا من أوساخ الناس فكتّذبوا ا ّ
ي من اّمته متتا لقيتتته بعتتد
ل لنا ،ما لقى أهل بيت نب ّ الّناطق بحّقنا و منعونا فرضا فرضه ا ّ
ل العّلي العظيم .
ل با ّ
ل المستعان على من ظلمنا و ل حول و ل قّوة إ ّ نبّينا و ا ّ
عععع
ي للمفعول مأخوذ من الّتجليتتل يقتتال جللتتت ضم الياء بصيغة المضارع المبن ّ » يجللن « ب ّ
شيء إذا غطيته » ألبستكم « كذا في اكثر الّنسخ و في بعضها البستم علي بناء المجهول ال ّ
من باب الفعال و هو الظهر و في بعض الّنستخ لبستتم » و الثفتال « بالفتتاء مثتل كتتتاب
جلد أو نحوه يوضع تحت رحى اليد يقع عليه الّدقيق قال الفيتتروز آبتتادي بثفالهتتا أى علتتى
ل إذا طحنتت ،و فتي أكتثر الّنستخ ثقالهتا ثفالهتا أى حالكونهتا طاحنتة لّنهتم ل يقفلونهتا إ ّ
ل المراد مع ثقالها أى إذا كتتانت معهتتا متتا يثقلهتتا متتن بالقاف و لعّله تصحيف ،و عليه فلع ّ
الحبوب فيكون أيضا كناية عن كونها طاحنة .
قال المجلسي ) ره ( » :لو أمرت بمقام إبراهيم « اشارة إلى ما فعله عمر من
] [ 299
قال المطرزي :بنو تغلب قوم من مشركى العرب طالبهم عمر بالجزية فتتأبوا فصتتولحوا
صدقة متضاعفة فقبلوا و رضوا اه ،و لعدم كونهم من أهتتل الذمتتة يح ت ّ
ل على أن يعطوا ال ّ
سبى ذراريهم » و محوت دواوين العطايا « أى التي بنيت على الّتفضتتيل بيتتن المستتلمين
صة و العاّمة متتن بتتدع عمتترفي زمن عمر و عثمان » و ألقيت « إشارة إلى ما عّده الخا ّ
أّنه قال ينبغتتي أن نجعتتل مكتتان هتتذا العشتتر و نصتتف العشتتر دراهتتم نأختتذها متتن أربتتاب
الملك ،فبعث الى البلدان من مسح على أهلها فتتألزمهم الختتراج ،فأختتذ متتن العتتراق و
ل جريب درهما واحدا و قفيزا من أصتتناف مايليها ما كان أخذه منهم ملوك الفرس على ك ّ
الحبوب ،
و أخذ من مصر و نواحيها دينارا و ازدّبا عن مساحة جريب كما كتان يأختذ منهتتم ملتوك
السكندرية ،و الزدب لهل مصر أربعة و سّتون مّنا ،و كان أّول بلد مسحه عمتتر بلتتد
الكوفة .
لت
لت صتّلى ا ّ
شريف و الوضيع كما فعله رستتول ا ّ » و سّويت بين المناكح « بأن يزّوج ال ّ
عليه و آله و زّوج بنت عمه مقدادا و عمر نهى عن تزويتتج المتتوالى و العجتتم » ورددت
ل « اه إشارة إلى ما وقع فيه من التغيير في زمن عثمان حيث و سّمعوه و مسجد رسول ا ّ
أدخلوا فيه بعض التّدور التتتي كتتانت جتواره غصتبا و عتدوانا » و أمترت بتالّتكبير علتى
الجنايز خمس تكبيرات « أى ل أربعا كما ابتدعته العاّمة و نسبوه إلى عمتتر » و ألزمتتت
ل ظتتاهرا علتتى وجتتوب الجهتتر بالبستتملة مطلقتتا و إنالّناس الجهر « قال في البحار :يتتد ّ
امكن حمله على تأّكد الستحباب .
» و أخرجت من ادخل « يحتمل أن يكون المراد إخراج جسدى الملعونين الذين دفنتا فتي
ل عليه و آله لم يأذن لهما لخوخة في مسجده
ي صّلى ا ّ
ن الّنب ّ
بيته بغير اذنه مع أ ّ
] [ 300
ي أو رفتتع الجتتدار متتن بيتتن قبريهمتتا ،و يحتمتتل أن و ادخال جسد فاطمة و دفنها عند النب ّ
لت عليتته و آلتته فتتي حيتتاته لت صتّلى ا ّ
يكون المراد إدخال من كان ملزما لمسجد رسول ا ّ
لت عليتته و آلتته متتن كعمار و أبي ذر و أضرابهما و إخراج من أخرجتته الّرستتول صتّلى ا ّ
لت عليتته ول صّلى ا ّ المطرودين كحكم ابن أبي العاص و ابنه مروان ،و قد كان رسول ا ّ
آله أخرجهما فأدخلهما عثمان » ورددت أهل نجران إلى مواضعهم « قال المجلستتي :لتتم
أظفر إلى الن بكيفية إخراجهم و ستتببه و بمتتن أخرجهتتم » ورددت ستتبايا فتتارس « لعت ّ
ل
المراد السترداد مّمن اصطفاهم أو أخذ زايدا من حّقه » مالقيت « كلم مستأنف للّتعجب
ل« ل الّتاخير من الّرواة » إن كنتم آمنتم با ّ سابق و لع ّ
» و اعطيت « رجوع إلى الكلم ال ّ
لت خمستته و ن ّ من تتّمة آية الخمس حيث قال تعالى :و اعلموا أّنمتتا غنمتتتم متتن شتتيء فتتا ّ
سبيل إن كنتم آمنتم ،الية . للّرسول و لذى القربى و اليتامى و المساكين و ابن ال ّ
ععععععع
از جملتته كلم فصتتاحت نظتتام آن امتتام استتت كتته ميفرمايتتد :جتتز ايتتن نيستتت كتته ابتتتداء
واقعشدن فتنها هواها و خواهشات نفسانيست كه پيروى كرده ميشود و حكم
] [ 301
هاى شيطانيست كه اختراع كرده ميشود ،مخالفت كتترده ميشتتود در آن اهتتواء و احكتتام
كتاب خدا ،و متابعت مينمايد در آن احكام مردانى مردانى را در حالتيكه ميباشند ايشان
بر غير دين خدا ،پس اگر باطل خالص ميبود از آميزش حق مخفى نمىمانتد بتر طلتب
كنندگان ،و اگر حق خالص ميبود از التباس بباطتتل بريتده ميشتد از او زبانهتاى ستتتيزه
نمايندگان ،و ليكن فرا گرفته مىشود از حق دسته و از باطل دسته پس اينجا يعنى نزد
امتزاج حق بباطل مستولى ميشود شيطان بر اولياء خود ،
و نجات مىيابد از خطر اين شتتبهه آن كستتانيكه پيشتتى گرفتتته استتت از بتتراى ايشتتان از
جانب خدا حالتى نيكو كه عبارتست از عنايت ازلي و توفيق لم يزلي .
] [ 302
ن معاوية قاد لّمة من الغواة ،و عمس عليهتتم الختتبر ،حّتتتى جعتتل نحتتورهم أغتتراضوإّ
المنّية .
ععععع
) استطعموكم القتال ( اى طلبوه منكم يقال فلن يستطعمني الحديث اى يستتتدعيه مّنتتي و
سكون و الثبات كالستقرار ،
يطلبه ) فأقّروا على مذّلة ( من القرار و هو ال ّ
ضم و الّتخفيف جماعة قليلة و ) أو من القرار و العتراف و الول أظهر و ) الّلمة ( بال ّ
عمس عليهم الخبر ( بفتح العين المهملة و تخفيف الميم و تشديدها أبهمتته عليهتتم و جعلتته
مظلما ،و الّتشديد لفادة الكثرة و منه ليل عماس أى مظلم و ) الغراض ( جمع غرض
و هو الهدف .
ععععععع
ل بنزع الخافض على حّد قتتوله تعتتالى :و ضمير الخطاب في استطعموكم منصوب المح ّ
ف الصابع ،و الفاء اختار موسى قومه ،أو مجروره على حّد قوله :أشارت كليب بالك ّ
في قوله فأقّروا فصيحة ،و قوله ترووا من الماء مجزوم لوقوعه في جتتواب المتر علتى
حّدايتني اكرمك ،و مقهورين و قاهرين منصوبان على الحال .
عععععع
سلم من أبلغ الكلم و ألطفه في الّتحريتتص علتتى الحتترب و ن هذا الكلم له عليه ال ّ
اعلم أ ّ
الجذب إلى القتال و قد خطب به لما غلب أصحاب معاوية على شريعة الفرات بص تّفين و
منعوا أصحابه من الماء و حالوا بينهم و بينه فقال لهم ) اّنهم قد استطعموكم القتتتال حيتتث
منعوكم الماء ( يعنى أّنهم من جهة مما نعتهم من المتتاء طلبتتوا منكتتم أن تطعمتتوهم القتتتال
فكأنهم لما حازوا الماء أشبهوا في ذلك متتن طلتتب الطعتتام لتته ،و لمتتا استتتلزم ذلتتك المنتتع
طلبهم للقتال تعّين تشبيه ذلك بالطعام و هو من لطايف الستعارة .
ف عن الحرب و الذعان بالعجز و الستقرار على الّذلة المستلزم لتتتأخير المنزلتتة إّما الك ّ
شتتجاعة ،و إّمتتا الستتتعداد للقتتتال و ترويتتة
شرف و ال ّو انحطاط الّدرجة عن رتبة أهل ال ّ
سيوف من الّدماء المستلزم للّتروية من الماء . ال ّ
ن القتترار بتالعجز و و في هذا الكلم من الحسن و الّلطتتف متا ل يخفتى إذ متن المعلتتوم أ ّ
الثبات على الّذلة مكروه بالطبع ،و الّترّوي من الماء للعطاش محبتتوب بتتالطبع و العاقتتل
صل إليه و لو بترويتتة ستتيفه جحه عليه و يتو ّل يختار للمكروه على المحبوب قطعا بل ير ّ
من الّدماء فيكون القتال محبوبا عنده أيضا مع كونه مكروها بالطبع من أجل ايصاله إلتتى
المطلوب .
ن الحياة في حالة المقهورية و مع الّذلة و سقوط المنزلة أش تّد مقاستتاة متتن متتوت و ذلك ل ّ
ن المتتوت فتتي
البدن عند العاقل بكثير ،بل موتات متعاقبة عند ذي اللتتب البصتتير ،كمتتا أ ّ
حالة القاهرّية و مع العّزة موجب للتّذكر البتتاقي الجميتل فتتي التّدنيا و للجتر الجزيتل فتتي
العقبى ،فهو في الحقيقة حياة ل تنقطع و ل تفنى كما قال تعالى :
] [ 304
سلمى على مقّدمة معاوية و اسمه سفيان بتتن عمتترو و كتتانقال نصر :كان أبو العور ال ّ
ي و عليه الشتر الّنخعي مناوشة ليست ما بعظيمة ،فلما انصرف أبتتو قد ناوش مقدمة عل ّ
العور عن الحرب راجعا سبق إلى الماء فغلب عليه فتي الموضتتع المعتروف بقنصتترين
إلى جانب صّفين قد نزلوا منزل اختاروه مستويا بساطا واسعا و أختتذوا الشتتريعة ،فهتتى
في أيديهم .
و ساق الشتر يتبعه فوجده غالبا على الماء و كان في أربعة آلف متتن مستبصتترى أهتتل
ضه والعراق فصدموا أبا العور و أزالوه عن الماء ،فأقبل معاوية في جميع الفيلق 1بق ّ
شتتام علتتى المتتاء و
ي و غلب معاويتتة و أهتتل ال ّ قضيضه ،فلما رآهم الشتر انحاز الى عل ّ
ستتلم فتتي جمتتوعه ،فطلتتب موضتتعا ي عليتته ال ّ
حالوا بين أهل العتتراق و بينتته و أقبتتل علت ّ
لعسكره و أمر الّناس أن يضعوا أثقالهم و هم أكثر من ماة ألف فتارس فلمتتا نزلتتوا تستترع
سهامسلم على خيولهم إلى معاوية يطعنون و يرمون بال ّ ي عليه ال ّفوارس من فوارس عل ّ
شام القتال فاقتتلوا هّويا 2 .قتتال نصتتر :فحتّدثني و معاوية بعد لم ينزل ،فناوشهم أهل ال ّ
عمر بن سعد ،عن سعد بن طريف عن الصبغ بن نباتة قال فكتب
-----------
) ( 1تتتتتت تتتتت ت تتتت تتتت تت تتت تتت ت
تتتت تت تتتت تت تتتت تتتت ت تت ت ت تتت ت
تتتت تتتتتتت ت تتتتتت ت تتتتت .
-----------
) ( 2تت تتتت تت تتتتتت ت تتت .
] [ 305
ل و إّياك .
سلم عافانا ا ّ
ي عليه ال ّ
معاوية إلى عل ّ
و كتب بعده شعرا يحثه فيه بأن يروع بجيشه من الّتسّرع و العجلة عند الحرب ،
شام مصافهم ،ثّم قال :
سلم أن يوزع الّناس عن القتال حّتى أخذ أهل ال ّ
ي عليه ال ّ
فأمر عل ّ
ن هذا موقف متتن نطتتف 2فيتته نطتتف يتتوم القيامتتة و متتن فلتتح فيتته فلتتح يتتوم
أّيها الّناس إ ّ
القيامة .
ل متتن الفريقيتن إلتتى معستتكره و ذهتتب شتباب متتن الّنتتاس إلتتى المتتاء قال فتراجع الّناس ك ّ
ل ت بتتن
شام و قد أجمعوا أن يمنعوا الماء و روى نصر عتتن عبتتد ا ّ ليستسقوا فمنعهم أهل ال ّ
عوف قال :فتسرعنا إلتتى أميتتر المتتؤمنين فأخبرنتتاه بتتذلك فتتدعا صعصتتعة بتتن صتتوحان
فقال :ائت معاوية فقل إّنا صرنا إليك مصيرنا هذا و أنا أكره قتالكم قبل العتتذار إليكتتم و
أنك قدمت خيلك فقاتلتنا قبتتل أن نقاتلتتك و بتتدئتنا بتتالحرب و نحتتن متتن رأينتتا الكتفّ حّتتتى
ج عليك ،و هذه اخرى قد فعلتموها قد حلتتتم بيتتن الّنتتاس و بيتتن المتتاء فخت ّ
ل ندعوك و نحت ّ
ب إليك بينهم و بينه حّتى ننظر فيما بيننا و بينكم و فيما قدمنا له و قدمتم له ،و إن كان أح ّ
شارب فعلنتتا فلّمتتا مضتتى أن ندع ما جئنا له و ندع الّناس يقتتلون حّتى يكون الغالب هو ال ّ
صعصعة برسالته إلى معاوية قال معاوية لصحابه :ما ترون ؟ فقتتال الوليتتد بتتن عقبتتة :
أمنعهم الماء كما منعوه ابن عفان ،حصروه اربعين يوما يمنعونه برد الماء و لين الطعام
ل ،و قال عمرو بن العاص :خلّ بين القوم و بين ،اقتلهم عطشاقتلهم ا ّ
-----------
) ( 1تتتتت تتتت تتتتتت ت تتتتتتت .
-----------
) ( 2تت تت تتتت تتت تتتت تت تتتت تت تتتت تت
تتت ت ت تت تت تت ت تتتت تتتتت ت تتت ت تتت
تتت ت ت تت ت تتت ت تتت ت تت تت ت ت تتت تت تتت
ت تتت تتت تت ت ت ت تت تتت تت تت تت ت تتت ت تت
تت ت تتت تتتتتت .
تتت تتت
] [ 306
الماء فانهم لن يعطشوا و أنت رّيان ،و لكن لغير الماء ،فانظر فيما بينك و بينهتتم فأعتتاد
الوليد مقالته .
ل بن سعيد بن أبي سرح و كان أخا عثمان من الرضتتاعة امنعهتتم المتتاء إلتتى و قال عبد ا ّ
لت
الليل فاّنهم إن لم يقدروا عليه رجعوا و كان رجوعهم هزيمتهم ،امنعهم الماء منعهتتم ا ّ
يوم القيامة فقال صعصعة اّنما يمنع الماء يوم القيامة الفجرة الكفرة شربة الخمتتر ضتتربك
و ضرب هذا الفاسق يعنى الوليد فتواثبوا إليه يشتمونه و يتهّددونه ،فقال معاويتتة :كفّتتوا
ن صعصعة لّما رجع إلينا حّدثنا بمتتا ل بن عوف :إ ّ عن الّرجل فاّنما هو رسول قال عبد ا ّ
قال معاوية و ما كان منه و ما رّده عليه ،قلنا :و ما الذي رّده عليك ؟ فقتتال :لّمتتا أردت
لت متتا راعنتتا إ ّ
ل ي قتتال ستتيأتيكم رأئي ،قتتال :فتتو ا ّ النصراف من عنده قلت ما تتترّد علت ّ
لت
صفوف و الخيل فأرسل إلى أبى العورا منعهتتم المتتاء فازدلفنتتا و ا ّ تسوية الّرجال و ال ّ
ستتيوف ،فقتتال :ذلتتك بيننتتا و بينهتتم حّتتتى إليهم فارتمينا و اطعنا بالّرماح و اضتتطربنا بال ّ
ستتلم أن ختتذوا متتن المتتاء ي عليه ال ّ ل ل نسقيهم فأرسل عل ّ صار الماء بأيدينا فقلنا :ل و ا ّ
لت قتتد نصتتركم عليهتتم نا ّحاجتكم و ارجعوا إلى معسكركم و خّلوا بينهتتم و بيتتن المتتاء فتتا ّ
ن علّيتتا لتتم
ل بينهم و بين الماء فا ّ ببغيهم و ظلمهم و قال نصر :قال عمرو بن العاص :خ ّ
يكن ليظمأ و أنت رّيان و في يده أعنتتة الخيتتل و هتتو ينظتتر إلتتى الفتترات حّتتتى يشتترب أو
شجاع المطرق ،و قد سمعته أنا و أنت مرارا و هتتو يقتتول لتتو أ ّ
ن يموت و أنت تعلم أّنه ال ّ
معى أربعين رجل يوم فتش البيت يعني بيت فاطمتتة و يقتتول لتتو استمستتكت متتن أربعيتتن
رجل يعني من أمر الّول .
شام هتتذاشام على الفرات فرجعوا بالغلبة و قال معاوية :يا أهل ال ّ قال :و لّما غلب أهل ال ّ
ل و ل أبا سفيان إن شربوا منتته أبتتدا حّتتتى يقتلتتوا بتتأجمعهم و
ل أّول الظفر ل سقاني ا ّوا ّ
شام همداني ناسك يتتتأّله و يكتتثر العبتتادة تباشر أهل الشام فقام إلى معاوية رجل من أهل ال ّ
يقال
] [ 307
له المعرى بن الفيل ،و كان صتديقا لعمترو بتن العتاص مواجتا لته ،فقتال :يتا معاويتة
ل لو ستتبقوكم إليتته لستتقوكم منتته
ل سبقتم القوم إلى الفرات تمنعونهم الماء أما و ا ّسبحان ا ّ
أليتتس أعظتتم متتا تنتتالون متتن القتتوم أن تمنعتتوهم الفتترات فينزلتتون علتتى فرضتتةاخرى
ضتتعيف و متتن ل ن فيهم العبد و المة و الجير و ال ّ فيجازونكم بما صنعتم ،أما تعلمون أ ّ
ل أّول الجهل ) الجور ( فأغلظ له معاوية و قال لعمرو :اكفنى صديقك ذنب له ،هذا و ا ّ
فأتاه عمرو فأغلظ له فقال الهمدانى في ذلك شعرا
ستتلم و مكتتث أصتتحاب علتيّ ي عليه ال ّقال ثّم سار الهمداني في سواد الليل حّتى لحق بعل ّ
سلم بما فيه أهتتل العتتراق متتن العطتتش و فتتي روايتتة يوما و ليلة بغير ماء و اغتّم عليه ال ّ
سهل بن حنيف المروية في المجّلد الّتاسع من البحار أّنه لّمتتا أختتذ معاويتتة متتورد الفتترات
سلم لمالك الشتر أن يقول لمن على جانب الفرات :يقول لكم أمر أمير المؤمنين عليه ال ّ
ستتلم ي :اعدلوا عن الماء ،فلما قال ذلك :عدلوا عنه فورد قوم أمير المؤمنين عليه ال ّ عل ّ
ن عمترو بتن الماء فأخذوا منه ،فبلغ ذلك معاوية فأحضرهم و قال لهم في ذلتك فقتالوا :إ ّ
ن معاوية يأمركم أن تفرجوا عن الماء العاص جاء و قال :إ ّ
-----------
) ( 1تتتتت ت تتتت ت تتت ت ت ت تتتت ت تتتت تت
تتتت .
] [ 308
فقال معاوية لعمرو :إنك لتأتى أمرا ثّم تقول ما فعلته فلّما كان من غدو كل معاوية حجتتل
بن عتاب الّنخعي في خمسة آلف فأنفذ أمير المؤمنين مالكا فنادى مثل الّول فمال حجتتل
ي و أخذوا منه ،فبلغ ذلك معاوية فأحضر حجل و قال لتته شريعة فورد أصحاب عل ّ عن ال ّ
حي عنه ،فقال ليزيد فتتي ذلتتك ن ابنك يزيد أتاني فقال :إّنك أمرت بالّتن ّ في ذلك ،فقال :إ ّ
فأنكر ،فقال معاوية :فاذا كان غدا فل تقبل من أحد و لو أتيتتتك حّتتتى تأختتذ ختتاتمي فلّمتتا
سلم لمالك مثتتل ذلتتك فتترأى حجتتل معاويتتة و كان اليوم الثالث أمر أمير المؤمنين عليه ال ّ
أخذ منه خاتمه و انصرف عن الماء و بلغ معاوية فدعا و قتتال لتته فتتي ذلتتك فتتأراه ختتاتمه
ي ،رجعنتتا إلتتى روايتتة ن هذا متتن دواهتتي عل ت ّ فضرب معاوية يده على يده فقال :نعم و ا ّ
نصر بن مزاحم قال :فاتى الشعث علّيا فقال يا أمير المؤمنين أيمنعنا القوم متتاء الفتترات
لت ل نرجتتع حّتتتى نتترّده أو ل عّنتتا و عتتن القتتوم فتتو ا ّ سيوف في أيدينا ؟ خت ّ و أنت فينا و ال ّ
ستتلم فقتتال علتيّ :ذلتتك ي عليتته ال ّ نموت و مّر الشتر يعلو بخيله و يقف حيث يتتأمره علت ّ
إليكم فرجع الشعث فنادى في الناس من يريد الماء أو الموت فميعتتاده موضتتع كتتذا فتتاّني
ناهض فأتاه إثنى عشر ألفا من كندة و أفناء قحطان واضعي ستيوفهم علتى عتواتقهم فشتّد
شام و جعل يلقي رمحه و يقول لصحابه عليه سلحه و نهض بهم حّتى كاد يخالط أهل ال ّ
ي تقّدموا إليهم قاب رمحي هذا فلم يزل ذلك دأبه حّتى خلط القوم و حستتر :بأبى أنتم و أم ّ
عن رأسه و نادى أنا الشعث بن قيتس خّلتوا عتن المتاء فنتادى أبتو العتور أمتا حّتتى ل
لت أظّنهتتا دنتتت مّنتتا و منكتتم ،و كتتان ستتيوف فل ،فقتتال الشتتعث قتتد و ا ّ يأخذنا و إّياكم ال ّ
ي فبعث إليتته الشتتعث أقحتتم الخيتتل ،فأقحمهتتا حّتتتى الشتر قد تعالى بخيله حيث أمره عل ّ
سيوف فوّلوا مدبرين . شام ال ّوضعت بسنابكها في الفرات و أخذت أهل ال ّ
قال نصر :و حّدثنا عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر و زيد بن الحسن قال :
] [ 309
-----------
) ( 1ت ت ت تتت ت تتت تت تت ت تت تت تتتتت ت
تتتتت تتت تتتتتت ت تتتت تتت تت ت تت تت ت ت
تتتتت ت تت تتت ت تتتت ت تتتت تتتتت تت ت تت
تتتتت تتتتتت ت تتتت ت تتت .
] [ 310
قال و قال عمرو بن العاص لمعاوية لّمتتا ملتتك أهتتل العتتراق المتتاء :متتا ظّنتتك يتتا معاويتتة
بالقوم إن منعوك اليوم الماء كما منعتهم أمس أتراك تضاربهم عليه كما ضاربوك عليه ؟
سورة ،فقال له معاوية :دع عنك ما مضى فما ظّنك بعل ّ
ي ما أغنى عنك أن تكشف لهم ال ّ
بن أبيطالب ؟
لت وفقال :ل ،خّلوا بينهتم و بينته ل أفعتل متا فعلته الجتاهلون ستنعرض عليهتم كتتاب ا ّ
لت متتا
لت قتتال :فتتو ا ّ
سيف ما يغني إنشتتاء ا ّ
ل ففى حّد ال ّندعوهم إلى الهدى فان أجابوا و إ ّ
شام و روايا أهل الشام يزدحمون على المتتاء أمسى الّناس حّتى رأوا سقاتهم و سقاة أهل ال ّ
ما يؤذي إنسان إنسانا
ععععععع
از جمله كلم آن امام انامست كه فرموده در حينى كه غالب شتتدند أصتتحاب معتتاويه بتتر
شتتريعه فتترات در صتّفين و منتتع نمودنتتد اصتتحاب آن حضتترت را از آب :بتحقيتتق كتته
اصحاب معاوية طلب مىكنند از شما آنكه طعام بدهيد بر ايشان قتالرا پتتس قتترار بدهيتتد
يا اقرار نمائيد بر خوارى و مذلت و بر باز پتتس انتتداختن منزلتتت و مرتبتتت يتتا ستتيراب
سازيد شمشيرهاى خود را از خونهاى آنجماعت يتتاغي تتتا ستتيراب شتتويد از آب صتتاف
جارى پس مرك در زندگانى شما است در حالتى كه مقهور و مغلوب هستيد و زندگانى
در مرك شما است ،در حالتى كه غالب و قاهر باشيد ،بدانيد و آگاه شويد كه معاويه بد
بنياد كشيده دست بحرب جماعت اندك را از صاحبان ضللت و عناد و پوشتتانيده استتت
بر ايشان خبر را تا آنكه گردانيده است گلوهاى ايشان را نشانيهاى سهام موت از طعتتن
و ضرب و ساير أسباب فوت .
] [ 311
صدوق مرسلة في كتاب من و هى ملتقطة من خطبة طويلة خطب بها يوم الّنحر رواها ال ّ
ستتيد فتتي الكتتتاب فتتي ضتتمن
ل يحضره الفقيه على ما ستتتطلع عليتته و شتترح متتا أورده ال ّ
فصلين :
ععععع ععععع
ن الّدنيا قد تصّرمت و آذنت بانقضاء و تنّكر معروفها و أدبترت حتّذاء فهتي تحفتز
أل و إ ّ
بالفنآء سكّانها ،و تحدو بالموت جيرانها ،
ل ستتملة كستتملة و قد أمّر منها ما كان خلوا ،و كدر منها ما كان صفوا ،فلتتم يبتتق منهتتا إ ّ
ل الّرحيل صديان لم ينقع ،فأزمعوا عباد ا ّ الداوة ،أو جرعة كجرعة المقلة لو تمّززها ال ّ
عن هذه الّدار المقدور على أهلها الّزوال ،و ل يغلبّنكم فيهتتا المتتل ،و ل يطتتولنّ عليكتتم
ل لو حننتم حنين التتوّله العجتتال ،و دعتتوتم بهتتديل الحمتتام ،و جتتأرتم جتتؤار
المد ،فو ا ّ
ل من الموال و الولد ،إلتماس القربة إليه في ارتفتتاع متبّتلي الّرهبان ،و خرجتم إلى ا ّ
درجة عنده ،أو غفران سّيئة أحصتها كتبه ،
و حفظها رسله ،لكان قليل فيما أرجو لكم من ثوابه ،و أخاف عليكم من عقتتابه ،و تتتالّ
لو اناثت قلوبكم إنمياثا ،و سالت عيونكم من رغبة إليه أو رهبة منه دما ،ثّم عّمرتتتم فتتي
الّدنيا ما لّدنيا باقية ،ما جزت
] [ 312
أعمالكم ،و لو لم تبقوا شيئا من جهدكم أنعمه عليكم العظام ،و هداه إّياكم لليمان .
ععععع
و ) السملة ( بالفتحات البقّية من الماء يبقتتى فتتي النتتاء و ) الداوة ( بالكستتر المطهتترة و
) المقلة ( بفتح الميم و سكون القاف حصاة للقسم يقسم بها الماء عنتتد قلتتته فتتي المفتتاوز و
صتتص ل واحتتد منهتم و ) الّتمتّزز ( تم ّ
سفر تلقى في الماء ليعترف قتدر متتا يستقى كت ّ في ال ّ
صديان ( كعطشان لفظا و معنى و ) نقع ( ينقع أى سكن عطشتته شراب قليل قليل و ) ال ّ ال ّ
و ) ازمعت ( المر أى أجمعت و عزمت على فعله و ) المقدور ( المقّدر الذى ل بّد منتته
و ) المد ( بالّتحريك الغايتتة و ) الحنيتتن ( مصتتدر بمعنتتى الشتتوق واصتتله ترجيتتع الّناقتتة
صوتها أثر ولدها .
و ) الوله ( جمع واله من الوله و هو ذهاب العقل و فقد الّتميز و ) العجال ( جمع عجتتول
و هى الّناقة التي تفقد أولدها و ) هديل الحمام ( نوحهتا و ) جتار ( يجتار متتن بتتاب منتتع
لت
ضم رفتتع صتتوته و تضتّرع و استتتغاث و ) الّتبتتتل ( النقطتتاع إلتتى ا ّ جارا و جؤارا بال ّ
ضتتم و الفتتتح الطاقتتة و ) النعتتم (
باخلص الّنية و ) انماث ( القلتتب ذاب و ) الجهتتد ( بال ّ
كأفلس جمع الّنعمة .
ععععععع
حّذاء منصوب على الحال ،و الّرحيل منصوب على المفعولّية ،و قوله التماس منصوب
على المفعول له ،و لكان قليل جواب لوحننتم ،و ما في قولها ما التّدنيا باقيتة ظرفّيتة أى
مدة بقائه ،و جملة و لو لم تبقوا اه معترضة بين الفعل و هو جتتزت و مفعتتوله التتذى هتتو
أنعمه و العظام صفة النعم ،و هداه بالّنصب المحّلي عطف على أنعمه .
] [ 313
عععععع
ععععع ععععع
متضّمن للّتنفير عن الّدنيا و الّتحذير منها و الّنهى عن عقد القلب عليها و المتتر بالّرحيتتل
ن الّدنيا قد تصّرمت ( اى انقطعت ) و آذنت بانقضاء ( عنها ،و إليه أشار بقوله ) أل و إ ّ
قد مضى في شرح الخطبة الّثامنتة و العشترين و الخطبتتة الّثانيتة و الربعيتن متا يوضتتح
ستلم ،فتان رجعتتت إلتى متا ذكرنتتاه هنتاك تعتترف أ ّ
ن معنى هذه الفقرة من كلمه عليه ال ّ
سلم من تصّرم الّدنيا و انقطاعها هو تقضى أحوالها الحاضرة شيئا فشيئا و مراده عليه ال ّ
ن المراد من إعلمها بالنقضاء هو العلم بلسان الحال على ما مّر تفصيل . أّ
) و تنّكر معروفها و أدبرت حذاء ( و هى اشارة إلى تغّيرها و تبّدلها و سرعة انقضتتائها
ن ما كان منها معروفا لك يصير في زمان يسير مجهول عنتتدك و ادنتتى و ادبارها حّتى أ ّ
ما هو شاهد على ذلك هو حالة شبابك الذي كنت انتتس إليتته متبهجتتابه كيتتف طتترء عليهتتا
المشيب في زمان قليل :
) فهى تحفز بالفناء سّكانها ( اى تعجلهم و تسوقهم أو تطعنهم برماح الفناء و تتتدفعهم متتن
خلفهم حّتتتى تتتوقعهم فتتي حفرتهتتم ) و تحتتدو بتتالموت جيرانهتتا ( حّتتتي توصتتلهم إلتتى دار
ستتنون
سلف الماضين و الهلين و القربين كيف توالت عليهم ال ّ غربتهم ،أفل ترى إلى ال ّ
و طحنتهم المنون و فقتتدتهم العيتتون ،أو ل تتترى إلتتى الملتتوك و الفراعنتتة و الكاستترة و
سياسنة كيف انتقلوا عن القصور و ربات الخدور إلى ضيق القبور . ال ّ
جبتتتتتتتتتتتتتتتتتتة
أيتتتتتتتتتتتتتتتتتتن الوجتتتتتتتتتتتتتتتتتتوه الّتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي كتتتتتتتتتتتتتتتتتتانت مح ّ
من دونها تضرب الستار و الكلل
] [ 314
) و قد أمّر منها ما كان حلتتوا و كتتدر منهتتا متتا كتتان صتتفوا ( و ذلتتك مشتتاهد بالوجتتدان و
مرئي بالعيان ،إذ المور التي تقع لذيذة فيها و يجدها النسان فتتي بعتتض الحيتتان حلتتوة
صتتافية عتتن الكتتدورات خاليتتة عتتن متترارة الّتنغيتتص هتتي فتتي معتترض الّتغيتتر و الّتبتّدل
ل و يصدق عليه أّنه قد عرضت له متتن بالمرارة و الكدر ،فما من أحد تخاطبه بما ذكر إ ّ
تلك اللذات ما استعقب صفوتها كدرا و حلوتهتا مترارة إّمتا متن شتباب تبتّدل بمشتيب أو
حة بمرض . ل أو ص ّغنى بفقر أو عّز بذ ّ
صتتديان ( و
ل سملة كسملة الداوة أو جرعة كجرعة المقلة لو تمّززهتتا ال ّ ) فلم يبق منها إ ّ
شارح البحراني :هذا
صصها العطشان لم يرو و ) لم ينقع ( قال ال ّ تم ّ
-----------
) ( 1تتتتت تت تتتتت ت ت ت تت تتتتت تتتتت تت
تتت تتتت تتتتتتتت ) ت ( تتت .
] [ 315
ن بقتتاء متتاله علتتى حستتب ل شخص شخص من الّنتتاس ،فتتا ّ تقليل و تحقير لما بقي منها لك ّ
ستتملة لبقيتهتتا و
ل شخص فيها يسير و وقتتته قصتتير ،و استتتعار لفتتظ ال ّ بقائه فيها و بقاء ك ّ
شبه ما أشار إليه بقوله : شبهها بقّية الماء في الداوة و بجرعة المقلة ،و وجه ال ّ
ن العطشتتان الواجتتد لبقّيتتة المتتاء فتتي الداوة أوصتتديان لتتم ينقتتع ،أى كمتتا أ ّ
لو تمّززهتتا ال ّ
صصها لم ينقع عطشه ،كتتذلك طتتالب التّدنيا المتعطتتش إليهتتا الواجتتد لبقّيتتة الجرعة لو تم ّ
عمره و لليسير من الستمتاع فيه بلّذات الّدنيا ل يشفى ذلك غليله و ل يسكن عطشه .
ثّم أّنه بعد الّتنبيه على تحقير الّدنيا و الّتنفير عنها أمر بالّرحيل عنها بقوله ) فازمعوا عباد
ل الّرحيل عن هذه الّدار المقدور على أهلها الزوال ( يعنى إذا كانت ال تّدنيا بهتتذه المثابتتة
ا ّ
من الّدنائة و الحقارة معقبة صفوها للكدورة متغّيرة حلوتها إلى المرارة فل ب تّد لكتتم متتن
ل و الرغبة إلتتى العزم على الّرحيل عنها بقطع العليق الّدنيوية عن القلب و القبال إلى ا ّ
ق أهلها من الّزوال و كتب لسكانها من الّرحيل و النتقتتال ، ل مع ما قّدر في ح ّرضوان ا ّ
أفل تنظر إلى المم الماضية و القرون الفانية و إلى من عاشرتهم متتن صتتنوف الّنتتاس و
شّيعتهم إلى الرماس كيف اخترمتهم أيدى المنتتون متن قتترون بعتتد قترون ،أ و ل تعتتتبر
مّمن مضى من أسلفك و من وارته الرض من الّفك ،و من فجعت بتته متتن اخوانتتك و
نقلت إلى دار البل من أقرانك .
) و ( بعد متتا اعتتتبرت بمتتا رأيتتته متتن الهليتتن و الختتوان ،و اّدكتترت بمتتا شتتاهدته متتن
ن عليكم ( فيهتتا ) المتتد ( أى ل المثال و القران فالبتة ) ل يغلبنكم فيها المل و ل يطول ّ
تتّوهم طول مدة البقاء فيها مع ما شاهدت من قصر مّدتها و قرب زوالها .
ع ععععع عععععع
ل و عقابه فأشار إلى تعظيمها بتحقير السباب و يلتفت إليه و يرجي و يخشى من ثواب ا ّ
صل بها العباد ،و يعتمدون عليها في الفوز إلى الّثواب و الهتترب متتن
و الوسايل التي يتو ّ
العقاب .
ل أن يخلص بكلّيته في التقّرب إليه ليصل إلتتى متتا فينبغي لطالب الّزيادة في المنزلة عند ا ّ
لت
هو أعظم مّما يتّوهم أّنه يصل إليه من المنزلة عنده ،و ينبغى للهارب متتن ذنبتته إلتتى ا ّ
ن المتتر فتتي أن يخلص من هول ما هو أعظم مما يتوهم انه يدفعه عن نفسه بوسيلته ،فتتا ّ
ل لعباده الصالحين من الثواب العظيتتم و متتا أعتّده لعتتدائه الظتتالمين متتن معرفة ما أعّد ا ّ
ل مّما يتصّوره عقول البشر ما دامت في عالم الغربة ،و إن كان عقولهم العقاب الليم أج ّ
في ذلك الدراك متفاوتة ،و لّما كانت نفسه القدستّية أشتترف نفتتوس الخلتتق لجتترم نستتب
الّثواب المرجّو لهم و العقاب المخوف عليهم إلى رجائه و خوفهو ذلك لقتّوة اطلعتته متتن
ذلك على ما لم يطلعوا عليه .
-----------
تت
تت تتتت ت
) ( 1ت تتتت تتت تت ت تت تتتتت تت ت
تتت .
-----------
) ( 2تتت تتت تتتت ت تتتت ت تتت .
] [ 317
ع ععععع عععععع
لت و متتا عستتاهل ما أتيتم به من العمال التتتي بتتذلتم جهتتدكم فيهتتا فتتي طاعتتة ا ّ
نكّ
يعنى أ ّ
يمكنكم أن تأتوا به منها فهو قاصر عن مجازاة نعمه العظام و ل سّيما نعمة الهدايتتة التتتي
ل بتوفيتتق منتتهن القيام بوظايف العبودّية ليتتس إ ّ هى أشرف اللء و أفضل الّنعماء ،مع أ ّ
سبحانه و تأييد منه ،و ذلك من جملة نعمه أيضا فكيف يجازى نعمته و نعم ما قيل :
ععععععع
از جمله خطب لطيفه و شريفه آنحضرتستتت در بيتتان تحقيتتر دنيتتاى فتتانى و ترغيتتب بتته
عقباى جاودانى ميفرمايد :
آگاه باشيد كه بدرستتى دنيتا روى آورده بانقطتتاع و فنتا و اعلم كترده استتت بتته زوال و
انقضاء و مجهول شده است معروف آن بجهت اينكه باندك فرصتى و كمتر مدتى تغييتر
و تبديل مىيابد لذايذ آن بر ضّد آن ،و پشتتت كتترده و ادبتتاد نمتتوده در حتتالتيكه ستترعت
كننده و شتابنده است ،پس آن ميراند بنيزه فنا ستتاكنان ختتود را و ميرانتتد بستتوى متترگ
همسايگان خود را ،و به تحقيق كه تلخ گشت از دنيا آنچه بتتود شتتيرين و بتتا كتتدورت و
ناصاف شد از آن آنچه بود صاف و گزين ،پتتس بتتاقى نمانتتده استتت از دنيتتا مگتتر بقيتته
مانند بقيه آب در مطهره يا مقدار يك آشتتاميدن مثتتل مقتتدار يتتك آشتتاميدن كتته بمقلتته اختتذ
نمايند در وقت قحط آبي كه اگر بمكد آن بقيه و جرعه را صتتاحب عطتتش فرونتته نشتتاند
تشنگى او را پس عزم نمائيد اى بندكان خدا بر كوچ
] [ 318
نمودن از اين سراى پر جفا كه مقّدر شده است در حق اهل او زوال و فنتتا ،و بايتتد كتته
غالب نشود شما را در اين دنيا آرزوى نفس و هوا و بايد كه توهم ننمائيتتد در ايتتن ستترا
در ازى مدت و طول بقا را .
پس قسم به خداوند كه اگر ناله كنيد شما مثل ناله كردن شتران حيران و سر گتتردان كتته
گم نماينده باشند بچه كان خود شانرا ،و بخوانيد خدا را بنوحه حزين مثل نوحه نمتتودن
كبوتران ،و تضرع نمائيد بخداوند مانند تضرع نمودن زاهدان نصتتارى و بيتترون آييتتد
از أموال و اولد بجهة خدا در بلند شدن درجتته نتتزد او ستتبحانه و تعتتالى ،يتتا آمرزيتتدن
گناهيكه شمرده باشد آن گناه را نامه اعمال و ضبط نموده باشد او را فرشتكان حضرت
ذو الجلل هر آينه باشد اين جمله اندك در آنچه اميد ميدارم براى شما از ثتتواب دادن او
و در آنچه مىترسم از براى شما از عقاب كردن او .
و سوگند به خدا كه اگر گداخته شود قلبهاى شما گداختنى از ترس الهى ،
و روان شود چشمهاى شما بجهت رغبت ثواب او و از جهت ترس از عتتذاب او بختتون
هاى دمادم پس از آن عمر نمائيد در دنيتتا متاداميكه دنيتا باقيستت جتتزا و مكافتات نباشتتد
عملهاى شما كه در اين مدت به عمل آوردهايد و اگر چه باقى نگذاريد چيتتزى از ستتعى
و طاقت خود بنعمتهتتاى عظيمتته او ستتبحانه ،كتته بشتتما انعتتام فرمتتوده ،و بتته هتتدايت و
راهنمائى او بسوى ايمان كه در حق شما مرعى داشته :
يعنى اگر تا انقراض دنيا مشغول عمل صالح شويد و دقيقه فتور ننمائيد برابرى اين نعم
ق شما التفات فرموده است نخواهد بود .
عظيمه كه در ح ّ
ععععع عععععع
منها في ذكر يوم النحر فتي صتفة الضتحية و متن تمتام الضتحية استشتراف اذنهتا ،و
سلمة عينها ،فإذا سلمت الذن و العين سلمت الضحية و تّمتتت ،و لتتو كتتانت عضتتباء
القرن تجّر رجلها إلى المنسك .
] [ 319
ععععع
ضم الهمزة و كسرها اتباعا للحاء و الياء المخّففة و الجمع أضاحى و يقال ) الضحية ( ب ّ
شاة التي تضحى بهتتا أى تذبتتح بهتا ضحية أيضا و الجمع ضحايا كعطية و عطايا و هي ال ّ
ضحاة ،و منها سّمى يوم الضحى للعاشر من ذي الحجة و ) الستشتتراف ( الرتفتتاع و
النتصتاب يقتال اذن شترفاء اى منتصتتبة و ) العضتباء ( المكستتور القتترن و قيتل القتترن
ل النسك و هو العبادة و المراد به هنا المذبتتح و يجتتوز فيتته فتتتح
الّداخل و ) المنسك ( مح ّ
سين و كسرها .
ال ّ
ععععععع
عععععع
ن الضحية مستحبة مؤكدة إجماعا بل يمكتتن دعتتوى ضتترورة مشتتروعيتها و قتتول اعلم أ ّ
ل على شّدة الستحباب مضافا إلى الجماع أخبار كثيرة . السكافي بوجوبها شاّذ و يد ّ
ل عليتته
ل صّلى ا ّ
ل عليه و آله و سّلم فقالت يا رسول ا ّ
ي صّلى ا ّ
و جائت أّم سلمة إلى الّنب ّ
حي ؟ فقتال :و آله و سّلم يحضر الضحى و ليس عندي ثمن الضتتحية فأستتتقرض فأضت ّ
ي و يغفر لصاحب الضحية عند أّول قطرة يقطر من حي فاّنه دين مقض ّ استقرضي و ض ّ
دمها .
ل متتنلت عتّز و جت ّ إّنه يغفر لصاحبها عند أّول قطرة تقطر من دمها في الرض و ليعلم ا ّ
ل لحومها ،و ل دمائها و لكن يناله الّتقتتوى ث تّمل :لن ينال ا ّ
ل عّز و ج ّيّتقيه بالغيب قال ا ّ
ل قربان هابيل ورّد قربان قابيل .قال :انظر كيف قبل ا ّ
لت
ب إلتتى ا ّ
ل عليه و آله و سّلم قال :ما من عمل يوم الّنحر أحت ّ
ي صّلى ا ّ
و روي عن النب ّ
ل منعّز و ج ّ
] [ 320
عععع
ععععع
ن الضحية مستحبة عندنا و هل سلمة العين و الذن شرط الجزاء أو شرط قد عرفت أ ّ
ن قوله :إذا سلمت الذن و العين ستتلمت الضتتحية
الكمال ظاهر كلمه يعطى الّول ،ل ّ
يدل بمفهومه على أّنه إذا لم تسلم الذن و العين لم تسلم الضحية ،و معنى عدم سلمتها
عدم كفايتها في التيان بالمستحب .
صدوق في معانى الخبار الخرقاء أن يكتتون فتتي الذن نقتتب مستتتدير و الشتترقاء و عن ال ّ
المشقوقة الذن باثنين حّتى ينفذ إلى الطرف و المقابلة أن يقطع في مقتتدم اذنهتتا شتتيء ثتّم
يترك ذلك معلقا لثنين كأنه زنمة و يقال لمثل ذلك من البتل المزنتم و المتدابرة ان يفعتل
شاة .
ذلك بمؤخر اذن ال ّ
] [ 321
و لكن الظهر هو أّنهما شرطا الكمال فيكون المراد بالمر و الّنهى في رواية شريح هتتو
الستحباب و الكراهة دون الوجوب و الحرمة ،و علتتى الكراهتتة أيضتتا يحمتتل قتتوله :ل
حى بالعرجاء اه في الّرواية الّثانية .
يض ّ
ضتتحيةستتلم عتتن ال ّ
ل عليتته ال ّ
ل على ما ذكرناه ما رواه الحلبي قال :سألت أبا عبد ا ّ
و يد ّ
تكون الذن مشقوقة ،فقال :إن كان شّقها و سما فل باس و إن كان شّقا فل يصلح ،فتتان
لفظة ل يصلح ظاهرة في نفى الكمال أو المراد بالضتتحية فتتي الّروايتتتين هتتي الضتتحية
الواجبة المسماة بالهدى دون المستحبة ،و على ذلك فيبقى المتتر و النهتتى و الّنفتتي علتتى
صحة .
شروط المذكورة شرطا لل ّظاهرها فيكون ال ّ
ن بنتاءل حمل الّروايتين على الوجه الخير أولى نظترا إلتى فهتم الصتتحاب حيتث إ ّ و لع ّ
ل بعد صرف الضحية فيهمتتا إلتتى استدللهم في الشروط الواجبة للهدى عليهما و ل يتّم إ ّ
ن ستتلمة العيتتن و الذن فتتي الضتتحية شتترط الهدى ،و كيف كان فقد ظهر مّما ذكرنتتا أ ّ
ص به غير واحتتد متتن ي بن جعفر التي قد مّرت ،و قد ن ّ الكمال كما هو صريح رواية عل ّ
ستتلم فتتي الخطبتتة :و متتن تمتتام
الصحاب أيضا ،و عليه فل بتّد أن يتتراد بقتتوله عليتته ال ّ
الضحية انه كمالها فافهم جّيدا
عععععع
ن كسر القرن الخارج مع سلمة الداخل و هو البيض الذي في وسط الخارج ل بأس به أّ
في الهدي و الضحية جميعا ،و أّما كسر الّداخل فان كان في الهدى فل يجزي قطعا ،و
سلم على ما رواه السّيد ) ره ( يعطي الجزاء ،
أما في الضحية فظاهر كلمه عليه ال ّ
صدوق التية فالعدم ،قال المحّدث الحّر في الوسائل بعتتد نقلتته روايتتة
و أّما على رواية ال ّ
صدوق :و هو محمول على الستحباب . ال ّ
عععععع
صدوق فهى
ن المستفاد من كلمه هنا أيضا إجزاء العرجاء و على ما رواه ال ّ
أّ
] [ 322
ستتلم أى أميتتر صتتدوق هتتذه الخطبتتة فتتي الفقيتته مرستتلة قتتال :و خطتتب عليتته ال ّ روى ال ّ
ل أكبر ا ّ
ل لوا ّ لا ّ ل أكبر ل إله إ ّ ل أكبر ا ّ
سلم في عيد الضحى فقال ا ّ المؤمنين عليه ال ّ
لت
شكر على متتا » فيمتتا « أولنتتا و الحمتتد ّ ل أكبر على ما هدانا و له ال ّل الحمد ا ّ أكبر و ّ
سلم يبدء بتتالّتكبير إذا ص تّلى الظهتتر متتن على ما رزقنا من بهيمة النعام ،و كان عليه ال ّ
يوم الّنحر و كان يقطع الّتكبير آخر أيام التشريق عند الغتتداة ،و كتتان يكّبتتر فتتي دبتتر كت ّ
ل
ل الحمد ،فاذا انتهتتى ل أكبر و ّ ل أكبر ا ّلوا ّ ل أكبر ل إله إل ا ّ
ل أكبر ا ّصلة فيقول :ا ّ
صلة صعد المنتتبر إلى المصّلى تقّدم فصّلى بالّناس بغير أذان و ل إقامة ،فاذا فرغ من ال ّ
ثّم بدء فقال :
ل أكبر زنة عرشه رضا نفسه و عدد قطر سمائه و بحاره لته الستتماء ل أكبر ا ّ
ل أكبر ا ّ
ا ّ
لت أكتتبر كتتبيرا متكتتبرا و إلهتتا
ل حّتى يرضى و هو العزيتتز الغفتتور ،ا ّ
الحسنى و الحمد ّ
ضاّلون .ل ال ّ
مّتعززا و رحيما متحّننا يعفو بعد القدرة و ل يقنط من رحمته إ ّ
لت نحمتتده و
لت حّنانتتا قتتديرا و الحمتتد ّ
لت كتتثيرا و ستتبحانه ا ّ
لا ّ
ل أكبر كتتبيرا و ل إلتته إ ّ
ا ّ
ن محّمدا عبده و رسوله ، ل هو و أ ّ نستعينه و نستغفره و نستهديه و نشهد أن ل إله إ ّ
ل و كثرة ذكر الموت و الّزهد في الّدنيا التي لتتم يتمّتتتع بهتتا متتن
ل بتقوى ا ّ
أوصيكم عباد ا ّ
كان فيها قبلكم ،و لن تبقى لحد من بعدكم ،و سبيلكم فيها سبيل الماضين أل ترون أّنهتتا
قد تصّرمت و آذنت بانقضاء و تنّكر معروفها و أدبتترت حتّذاء فهتتى تختتبر » تحفتتز خ «
بالفناء و ساكنها يحدي بالموت ،فقد أمّر منها ما كان حلوا و كدر منها ما كان
] [ 323
ل ستتملة كستتملة الدواة و جرعتتة كجرعتتة النتتاء و لتتو يتمّززهتتاصتتفوا فلتتم يبتتق منهتتا إ ّ
صديان لم تنقع غلبة بها . ال ّ
ل بالّرحيل من هذه الّدار المقدور على أهلها الّزوال ،الممنتتوع أهلهتتا متتن
فازمعوا عباد ا ّ
ل مذعنتتة بتتالمنون ،فل ى يطمع بالبقتتآء و ل نفتتس إ ّ
الحياة المذللة أنفسهم بالموت ،فل ح ّ
ل أّيام الحياة
يغلبّنكم المل ،و ل يطل عليكم المد ،و ل تغتّروا فيها بالمال ،و تعّبدوا ّ
.
ل لو حننتم حنين الواله العجلن ،و دعوتم بمثل دعاء النام ،و جأرتم جؤار متبّتلي فو ا ّ
ل من الموال و الولد التماس القربة إليتته فتتي ارتفتتاع درجتتةالّرهبان ،و خرجتم إلى ا ّ
عنده ،أو غفران سّيئة أحصتها كتبه و حفظتها رسله ،لكان قليل فيما أرجولكم من ثوابه
و أتخّوف عليكم من أليم عقابه .
ل لو انماثت قلوبكم انمياثا ،و سالت عيونكم من رغبتتة إليتته أو رهبتتة منتته دمتتا ،ثتمّ و با ّ
عّمرتم في الّدنيا ما كانت الّدنيا باقية ما جتتزت أعمتتالكم و لتتو لتتم تبقتتوا شتتيئا متتن جهتتدكم
لنعمه العظام عليكم ،و هداه إّياكم إلى اليمان ما كنتم لتستحّقوا أبد الّدهر متتا ال تّدهر قتتائم
بأعمالكم جّنته و ل رحمته و لكن برحمته ترحمون ،و بهداه تهتدون ،
لت
ن هذا يوم حرمته عظيمة و بركته مأمولة ،و المغفرة فيه مرجّوة ،فأكثروا ذكتتر ا ّ وإّ
حى منكم بجذع من المعز فتتاّنهو استغفروه و توبوا إليه إّنه هو الّتواب الّرحيم ،و من ض ّ
ضأن يجتتزي ،و متتن تمتتام الضتتحية استشتتراف عينهتتا و
ل يجزى عنه ،و الجذع من ال ّ
اذنها ،
و إذا سلمت العين و الذن تّمت الضحية ،و انكانت عضباء القرن أو تجّر برجلهتتا إلتتى
المنسك فل تجزي .
ل على ما رزقكتتم متتن بهيمتتة النعتتام و و إذا ضحيتم فكلوا و أطعموا و اهدوا و احمدوا ا ّ
شهادة ،صلة ،و آتوا الزكاة ،و أحسنوا العبادة ،و أقيموا ال ّ
أقيموا ال ّ
] [ 324
الظالم ،و انصروا المظلوم ،و خذوا على يد المريب و احسنوا إلتى النستاء و متا ملكتت
ق ،و ل تغرّنكم الحيتتاة
أيمانكم ،و اصدقوا الحديث ،و أّدوا المانة و كونوا قّوامين بالح ّ
ل الغرور
الّدنيا و ل يغرّنكم با ّ
ععععععع
بعض ديگتتر از ايتتن خطبتته در يتتاد كتتردن عيتتد قربتتان در صتتفت گوستتفند قربتتانى بيتتان
ميفرمايد :كه از تمامى گوسفند قربانيست درازى گوش او و سلمتى چشتم او پتس هتر
گاه سلمت باشد گوش و چشم بستتلمت باشتتد آن قربتتانى و بمرتبتته تمتاميت ميرستتد ،و
أگر چه باشد گوسفند شاخ شكسته و بكشد پاى خود را بسبب لنگى بسوى رفتن بموضتتع
صواب ،ل أعلم بال ّ
عبادت كه عبارتست از قربانگاه ،و ا ّ
ل قتتتالهم أو
و قد قّلبت هذا المر بطنه و ظهره ،حّتى منعني الّنوم فما وجتتدتني يستتعني إ ّ
ل عليه و آله و سّلم ،فكانت معالجة القتتتال أهتتون عل ت ّ
ي الجحود بما جاء به محّمد صّلى ا ّ
ي من موتات الخرة . من معالجة العقاب ،و موتات الّدنيا أهون عل ّ
ععععع
] [ 325
شرب و في بعض الّنسخ يوم ورودها و هو حضورها لشرب الماء و ) المثتتاني ( جمتتع ال ّ
مثنتتاة بالفتتتح و الكستتر و هتتى الحمتتال متتن صتتوف أو شتتعر يثنتتى و يعقتتل بهتتا البعيتتر و
) قاتلي ( على صيغة الجمع مضافة إلى ياء المتكلم ،و ) وجدتنى ( على صيغة المتكلم .
ععععععع
عععععع
شارح البحراني :هذا الكلم إشارة إلى صفة أصحابه بصّفين لّمتتا طتتال منعهتتم متتن قال ال ّ
ل على أّنه لبيان حالة البيعة ل ستتّيما شواهد تد ّن كثيرا من ال ّ شام و في البحار أ ّ
قتال أهل ال ّ
ستتلم فتتي ذكتترما كان في نسخة ابن أبي الحديد فانه ذكر العنوان :و من كلم له عليتته ال ّ
ك البتتل الهيتتم يتتوم وردهتتا ( كنايتتة عتتن شتّدة
ى تتتدا ّ
البيعة و كيف كان فقوله ) فتداّكوا عل ّ
ى و تزاحموا مثل تزاحم البل العطاش حين شرب الماء ازدحامهم يعني أّنهم اجتمعوا عل ّ
ك بعضها بعضا ) قد أرسلها راعيها و خلعت مثانيها ( اى اطلقها راعيها و خلع عقالها تد ّ
ى ( لفرط ما شاهدت منهم من الّزحام و ) حّتى ظننت اّنهم قاتلي أو بعضهم قاتل بعض لد ّ
ك ) و قتتد قلبتتت هتتذا المتتر بطنتته و ظهتتره ( و شّدة ما رأيت منهم متتن الجتمتتاع و التتتدا ّ
شام و أترّدد بين القتتدام عليتته و تركتته ،او المتترادصرت أتفّكر في أمر القتال مع أهل ال ّ
أمر الخلفة حسبما استتتظهره المحتّدث المجلستتى ) حّتتتى منعنتتى ( ذلتتك متتن ) الّنتتوم ( و
ل قتتتالهم ( اى قتتتال معاويتتة و أصتتحابه علتتى متتا ذكتتره الكتترى ) فمتتا وجتتدتنى يستتعني إ ّ
البحراني أو قتال الّناكثين على ما ذكره المجلسي » قد « ) او الجحود بما جاء بتته محّمتتد
ل عليه و آله و سّلم ( و قد مّر وجه انحصار أمره في القتال و الجحود فتتي شتترح صّلى ا ّ
ل و متتن رستتوله صل و قد ذكرنا هناك أّنه كان سامورا من ا ّ كلمه الّثالث و الربعين مف ّ
بقتال الّناكثين و القاسطين
] [ 326
ل و حكتتم رستتوله و بيتتن و المارقين ،فكان أمره دائرا بين الجهاد و القتال امتثال لحكم ا ّ
الترك و المنابذة المستلزمين للجحود و المخالفة و العقتتاب فتتي الختترة ) فكتتانت معالجتتة
ي من معالجة العقتتاب ( إذ ستتعادة التّدنيا و شتتقاوتها و نعمتهتتا و نقمتهتتا لالقتال أهون عل ّ
نسبة لها إلى ستتعادة الختترة و شتتقوتها ،لّنهتتا فانيتتة ل تبقتتى و تلتتك دائمتتة ل تتتزول ) و
ى من موتات الخرة ( و المراد بموتات الّدنيا شدايدها و أهوالها و موتات الّدنيا أهون عل ّ
شتتدايد
متاعبها بقرينة موتات الخرة ،و يحتمل أن يراد بالولى أنواع الموت و بالّثانية ال ّ
التي هى أشّد من الموت
ععععععع
از جمله كلم بلغت نظام آن حضرت استتت كتته اشتتاره استتت بحتتال اصتتحاب ختتود در
صفين در حينى كه ايشان را منع ميفرمود از قتال أهل شام بجهة اينكه حتترص و شتتوق
ايشان بجهاد بيشتر گردد بملحظه اينكه طبيعت انسان مجبولستتت بتتآنكه هتتر چنتتد او را
از امرى منع نمايند شوق او در طلب او زياد خواهد شد چنانكه گفتهاند :
ب شيء إلى النسان مامنعا ،و يا اشاره است بحتال بيعتتت كنتتدگان متترا و را بعتتد از أح ّ
قتل عثمان كه ازدحام داشتند در بيعت او ميفرمايد :
پس كوفتند يكديگر را بر سر بيعت من چتتون كتتوفتن شتتتران تشتتنه يكتتديگر را در روز
وارد شدن ايشان بر آب در حالتى كه واگذاشته باشتتد ايشتتانرا چراننتتده ايشتتان و بركنتتده
شده باشد ريسمانهاى زانو بند ايشان تا اينكه گمان كردم كه ايشان كشنده مننتتد يتتا بعتتض
ايشان كشنده بعض ديگرند نزد من و بتحقيق كه برگرداندم پشت و شكم اينكار را حّتتتى
اينكه بازداشت تفّكر در آن مرا از خواب ،پس نيتتافتم ختتود را كتته وستتعت داشتتته باشتتد
بمن امرى مگر كار زار نمودن با أهل شام يتتا بتتا طلحتته و زبيتتر و اتبتتاع ايشتتان ،و يتتا
ل و عل ، ق جت ّانكار نمودن بآنچه كه آمده است با او حضرت خاتم النبيتتا از جتتانب ح ت ّ
پس شد علج جنك نمودن و كوشش نمودن در آن آسانتر نزد من از علج كردن عقاب
و عتتذاب ،و مرگهتتاى دنيتتا آستتانتر در نتتزد متتن از مرگهتتاى آختترت و ستتختيهاى روز
قيامت
] [ 327
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
و هو الرابع و الخمسون من المختار فى باب الخطب و قد استبطأ اصحابه اذنتته لهتتم فتتي
لت متتا أبتتالي أدخلتتت إلتتى المتتوت أول ذلك كراهية الموت فو ا ّ القتال بصفين أّما قولكم أك ّ
ل و أنتتا
ل ما دفعت الحتترب يومتتا إ ّ شام فو ا ّ
ي ،و أّما قولكم شكّا في أهل ال ّ
خرج الموت إل ّ
ى متتن أن أقتلهتتاب إل ت ّ
أطمع أن تلحق بي طايفة فتهتدي بي و تعشو إلى ضؤئي و ذلك أح ت ّ
على ضللها و أن كانت تبوء بآثامها .
ععععع
) عشى ( إلى نار و إليها يعشو عشوا رآها ليل من بعيد ببصر ضعيف فقصدها ،
شاعر :
ل قاصد عاش ،قال ال ّ
و يقال لك ّ
ععععععع
كلّ ذلك في بعض الّنسخ بالّنصب فيكون مفعول لفعل محذوف ،و كراهّية منصوب على
ل مرفتتوع ل ذلك لجل كراهّيتتة المتتوت ،و فتتي أكتتثر الّنستتخ كت ّ المفعول لجله اى تفعل ك ّ
ل هذا مفعول او تفعله كراهية للموت ،و جوز فتتي فيكون مبتدء محذوف الخبر تقديره أك ّ
ل بالّرفع على أّنه خبر منته و شتّكا منصتتوب علتتى أّنتته الكراهية الّرفع أيضا على قرائة ك ّ
ك ،او منصتتوب علتتى شت ّمفعول له أيضا و عامله محتتذوف أى إّنتتي استتامح فتتي القتتتال لل ّ
ك شّكا
المصدرّية أى أش ّ
] [ 328
عععععع
شتتام فتتي
اعلم أّنتته قتتد روى أّنتته لّمتتا ملتتك أميتتر المتتؤمنين المتتاء بصتّفين و ستتمح بأهتتل ال ّ
المشاركة و المساهمة رجاء أن يعطفوا إليه استتتمالة لقلتتوبهم و إظهتتار اللمعدلتتة و حستتن
سيرة فيهم ،مكث أّياما ل يرسل إلى معاوية أحدا و ل يأتيه من عنده أحد ،قال لتته أهتتل ال ّ
شتتام
العراق :يا أميتتر المتتؤمنين خّلفنتتا نستتائنا و ذرارينتتا بالكوفتتة و جئنتتا إلتتى أطتتراف ال ّ
ن الّناس قد قالوا ،قال لهم :ما قالوا ؟لنّتخذها وطنا ائذن لنا في القتال فا ّ
ن متتن الّنتتاس متتن ن الّناس يظّنون أّنك تكره الحرب كراهية للمتتوت و أ ّ فقال منهم قائل :إ ّ
سلم بذلك و رّد زعم الفرقتتة الولتتى شام فأجابهم عليه ال ّ
ك من قتال أهل ال ّ ن أّنك في ش ّيظ ّ
لت متتا أبتتالى أدخلتتت إلتتى المتتوت أو ختترج بقوله ) أّما قولكم أكل ذلك كراهّية الموت فو ا ّ
ل بمعزل عن تقّيته الموت خصوصا متتن بلتتغ الغايتتة ن العارف با ّ الموت إلى ( ضرورة أ ّ
في الكمالت الّنفسانية و الخصال القدسّية و رّد زعم الفرقتتة الّثانيتتة بقتتوله ) و أّمتتا قتتولكم
ل ما دفعت الحرب يوما إل و أنا أطمع أن تلحق بي طائفة ( منهتتم شام فو ا ّشّكا في أهل ال ّ
) فتهتدي بى و تعشو إلى ضوئى ( و تستضيئوا بي و فيه تعريض بضتتعف بصتتائر أهتتل
شام فهم في الهتداء بهداه كمن يعشتتو ببصتتر ضتتعيف إلتتى الّنتتار فتتي الليتتل و لمّتتا كتتان ال ّ
المقصود بالذات للنبياء و الولياء هتتو اهتتتداء الخلتتق بهتتم و الكتستتاب متتن كمتتالتهم و
الستضائة بأنوارهم ،و كان تحصيل ذلك المقصود بالّلطف و الّرفتتق أولتتى متتن القتتتل و
القتال ،ل جرم حسن انتظاره بالحرب و مدافعتها يوما فيومتتا طمعتتا لن يلحتتق بتته منهتتم
من يجذب العناية اللهّية بذهنه و يجّره نور الّتوفيق الزلي إلى مدارج الكمال و اليقين و
ى متتن أن أقتلهتتاب إلت ّق المبين و لجل ذلك رّتب عليه قوله ) و ذلك أحت ّ سلوك طريق الح ّ
ضاّلة ) تبوء ( إلى رّبها ) بآثامها ( على ضللها و ان كانت ( الطائفة ال ّ
] [ 329
ععععععع
از جمله كلم آن عاليمقام است در حالتى كتته ديتر شتتمردند اصتتحاب او رخصتتت و اذن
دادن او ايشان را در جنگ صفين كه فرمود :
اّما گفتار شما كه آيا اينهمه تعّلل و تأخير و منع از قتال بجهة مكروه داشتتتن مرگستتت و
فنا پس قسم بخداوند كه هيچ باك ندارم كه داخل شوم بسوى مرگ يا ختتارج شتتود متترك
بسوى من ،و أّما گفتار شما كه اين تاخير و مسامحه بجهة شك من استتت در قتتتال أهتتل
ق خدا كه دفع نكردم حربرا يك روز مگر بملحظه طمعى كه دارم در اينكه شام پس بح ّ
لحق شود بمن طايفه پس هدايت يابند بجهة اقتداء بمن و بنگرند بچشتتم ضتتعيف بستتوى
روشنى راه من ،و اين محبتتوبتر استتت نتتزد متتن از آنكتته بكشتتم آن گتتروه را بگمراهتتى
ايشان و اگر چه باشند كه باز ميگردند بگناهان خود در آن جهان .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
و هتتو الختتامس و الخمستتون متتن المختتتار فتتي بتتاب الخطتتب و قتتد قتتاله فتتي قصّتتة ابتتن
الحضرمي بعد إصابة محّمد بن أبي بكر بمصر حسبما تطلع عليه ل في يوم صّفين على
لت عليتته و آلتته نقتتتل آبائنتتا و
لت صتّلى ا ّ
شارح البحرانى و لقد كّنا مع رسول ا ّ ما زعمه ال ّ
ل إيمانتتا و تستتليما ،و مضتّيا علتتى الّلقتتم ،و
أبنائنا و إخواننا و أعمامنا متتا يريتتدنا ذلتتك إ ّ
صبرا على مضض اللم ،و جّدا في جهاد العدّو ،و لقتتد كتتان الّرجتتل مّنتتا و الختتر متتن
عدّونا يتصاولن تصاول الفحلين ،يتخالسان أنفسهما أّيهما يسقي
] [ 330
ععععع
) لقم ( الطريق بالّتحريتتك الجتتاّدة الواضتتحة و ) المضتتض ( بفتتتح الّول و الثتتاني أيضتتا
ل واحتد متن ن يحمتل كت ّصولة ( الحملة و التصتاول متأخوذ منته و هتو أ ّ وجع اللم و ) ال ّ
القرنين علتتى صتتاحبه و ) التختالس ( الّتستتالب و ) الكبتتت ( الذلل و ) جتتران ( البعيتتر
مقّدم عنقه من مذبحه إلى منحره و ) تبّوأت ( المنزل نزلته
ععععععع
ل الّنصتب علتى الخبرّيتة ،و أّيهمتا يستقى بتالّرفع مرفتوع علتى جملة يتصاولن في محت ّ
ى هذه استفهامّية ل يجوز كونها موصولة لفساد المعنى البتداء ،و جملة يسقى خبره و ا ّ
ن الموجود في الّنسخ رفعها ،و لو كانت موصتتولة ل بتّد متتن انتصتتابها قتال مضافا إلى أ ّ
ى لكتتونه معربتتا تقتتول فتتي الستتتفهام
ي :يتبّين الستفهام من غيره في أ ّ
نجم الئمة الّرض ّ
ى ،و إذا كان موصول قلت علمت أّيهم قتتام بنصتتبه و ليتتس معنتتى علمت أيهم قام برفع أ ّ
ن قائل ن علمت المقّدم على أّيهم مفيد أ ّ الستفهام هنا هو استفهام المتكّلم للزوم الّتناقض ل ّ
ن العلم واقع على مضمون الجملة فلو هذا الكلم عارف بنسبة القيام إلى القائم المعّين ،ل ّ
ن اّيهتتم قتتام
ل على أّنه ل يعتترف انتستتاب القيتتام إليتته ،ل ّ ى لستفهام المتكّلم لكان دا ّ
كان أ ّ
شتتاك بتتاّنه زيتتد أو
استفهام عن مشكوك فيه هتتو انتستتاب القيتتام إلتتى معيتتن رّبمتتا يعرفتته ال ّ
غيره ،فيكون المشكوك فيه اذن الّنسبة و قد كان المعلوم هتتو تلتتك الّنستتبة و هتتو تنتتاقض
فنقول اذن أداة الستفهام لمجّرد الستفهام
] [ 331
ن نستتبة القيتتامل لستفهام المتكّلم و المعنى عرفت المشكوك فيه الذي يستفهم عنه و هو أ ّ
ن جميع أدوات الستفهام ترد علتتى التتوجه المتذكور ى شخص هي ثّم قال :ثّم اعلم أ ّ إلى أ ّ
ك ل ترجيتتح فيتته لحتتد الجتتانبينل فعتتل شت ّأى لمجّرد الستفهام ل لستفهام المتكّلم بعد ك ّ
على الخر لتبيين المشكوك فيه نحو شككت أزيد في الّدار أم عمرو ،و نسيت أو ترّددت
ل فعتتلل فعل يفيد العلم كعلمتتت و تتتبّينت و دريتتت و بعتتد ك ت ّ أقوم أم أقعد ،كما ترد بعد ك ّ
يطلب به العلم كفكرت و امتحنت و بلوت و ستتألت و استتتفهمت و جميتتع أفعتتال الحتتواس
الخمس كلمست و أبصرت و نظرت و استمعت و شممت و ذقت ،تقتتول :تفكتترت أزيتتد
ل على التفّكر كقوله تعالى : يأتينى أم عمرو ،و قد يضمر الّدا ّ
ب.
سُه في اْلُترا ِ
على ُهونٍ َأْم َيُد ّ
سُكُه َ
شَر ِبه َأُيْم ِ
سوِء ما ُب ّ
ن ُ
ن اْلَقْوِم ِم ْ
َيَتوارى ِم َ
عععععع
ن مقصتتوده بهتتذا الكلم توبيتتخ أصتتحابه علتتى الّتثاقتتل عتتن الجهتتاد و الّتقصتتير فتتياعلم أ ّ
الحرب ،فمّهد قبل التيان بمقصوده مقّدمة تهييجا لهم و الهابا بالشارة إلى حتتاله و حتتال
شدايد و تحّمل المشاق فتتي الحتتروب فتتي زمتتن الّرستتول صحابة في الّثبات على ال ّساير ال ّ
ل عليه و آله .
صّلى ا ّ
] [ 332
) و مضّيا على الّلقم ( و الجاّدة الوسطى ) و صبرا على مضض اللتتم ( و متترارة البلء
) و جتّدا فتتي جهتتاد العتتدّو ( و الخصتتماء ) و لقتتد كتتان الّرجتتل مّنتتا و الختتر متتن عتتدّونا
يتصاولن تصتتاول الفحليتتن يتخالستتان أنفستتهما ( مفكريتتن ) أّيهمتتا يستتقى صتتاحبه كتتأس
المنون ( و جرع الموت ) فمّرة ( كانت الّدوالتة ) لنتتا متن عتتدّونا و متّرة ( اختترى كتانت
صتتبر و الثبتتات ل صدقنا ( و علم استتتعدادنا و قابلّيتنتتا بمشتتاهدة ال ّ
) لعدّونا مّنا فلّما رأى ا ّ
الذي كان مّنا ) أنزل بعدّونا الكبت ( و الخذلن ) و أنزل علينا الّنصر ( و الّتأييد .
ي حتّرض المتؤمنين علتى القتتال إن يكتن منكتم عشترون كما قتال ستبحانه :يتا أّيهتا النتب ّ
صابرون يغلبوا مأتين و إن يكن منكم مأة يغلبوا ألفا من الذين كفروا باّنهم قوم ل يفقهتتون
ن فيكم ضعفا فان يكن منكم مأة صتتابرة يغلبتتوا متتأتين ،و ان ل عنكم و علم أ ّ الن خّفف ا ّ
صتتابرين ) حّتتتى ( انتظتتم أمتتر التّدين و
لت متتع ال ّلت و ا ّ
يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بتتاذن ا ّ
) استقّر السلم ملقيا جرانه ( تشبيه الستتلم بتالبعير استتعارة بالكنايتة و اثبتتات الجتتران
تخييل و ذكر اللقاء ترشيح و كذلك قوله ) و متبّوء أوطانه ( استعار لفظ التب تّوء و نستتبه
ن و استتتقّر إلى الوطان تشبيها له بمن كان من الّناس خائفا متزلزل غير مستقّر ثّم اطمتتأ ّ
في وطنه ،و استعار لفظ الوطان لقلوب المؤمنين و كّنتى يتبتّوء أوطتانه عتتن استتتقراره
فيها ثّم إّنه بعد ما مّهد المقّدمة التي أشرنا اليها رجتتع إلتى متا هتتو مقصتوده الصتتلي متن
سوق الكلم ،و هو تنبيه الصحاب على الّتقصير و التفريط فقتتال ) :و لعمتترى لتتو كّنتتا
نأتى ( مثل ) ما أتيتم ( يعنى لو قصرنا في بدو السلم كتقصيركم اليتتوم ) متتا قتتام للتّدين
عمود و ل اخضّر لليمان عود ( الّول تشبيه للّدين بالبيت ذي العمود الذي قوائمه عليتته
شتتجرة ذات الفتتروع و الغصتتان التتتي و لوله ل نهدم و خرب و الثاني تشبيه لليمان بال ّ
ل لتحتلبّنهادمتتا ( قتتال البحرانتتي استتتعار لفتتظ حلتتب التّدم
بهجتها و نضارتها بها ) و أيم ا ّ
لثمرة تقصيرهم و تخاذلهم عّما يتتدعوهم إليتته متتن الجهتتاد ،و لحتتظ فتتي تلتتك الستتتعارة
تشبيههم لتقصيرهم في أفعالهم
] [ 333
ضمير المؤنث يرجتتع فتتي بالّناقة التي اصيب ضرعها ناقة من تفريط صاحبها فيها ،و ال ّ
ن ثمتترة الّتفريتتط
ضمير في قتتوله ) :و لتتبعّنهتتا نتتدما ( فتتا ّ
المعنى إلى أفعالهم ،و كذلك ال ّ
الّندامة
ععععع
صلح و أّنتتهن هذا الكلم صدر منه يوم صّفين حين أقّر الّناس بال ّ
شارح البحراني أ ّ زعم ال ّ
هو الذي قّدمنا ذكره في شرح الخطبة الخامسة و الثلثين برواية نصتتر ابتتن مزاحتتم عنتتد
ن الظهر بملحظة الختلف بين ما هنا و متتا ستتبق أّنتته ليتتس شرح كيفّية الّتحكيم ،و لك ّ
بذلك ،و المستفاد من رواية الواقدي التية أّنه قال في قضّية ابن الحضرمي .
خصا فتتي البحتتار متتن كتتتاب الغتتارات لبراهيتتم ابتتنو أصل تلك القضّية على ما رواه مل ّ
ل ت بتتن عتتامرن معاوية لّما أصاب محّمد بن أبي بكر بمصر بعث عبد ا ّ محّمد الثقفي هو أ ّ
الحضرمي إلى أهل البصرة ليدعوهم إلى نفسه و إلى الطلتتب بتتدم عثمتتان ،فلمتتا أتتتاهم و
قرء عليهم كتاب معاوية اختلفوا ،فبعضهم رّدوا و أكثرهم قبلوا و أطاعوا ،
تناهوا أّيها الّناس و ليرد عكم السلم و وقاره عن التباغي و الّتهاوي ،و لتجتمع كلمتكتتم
ل الذي ل يقبل من أحد غيره ،و كلمة الخلص التي هي قتتوام التّدين ، ،و الزموا دين ا ّ
ل على الكافرين ،و اذكروا إذ كنتم قليل مشركين متباغضتتين متفّرقيتتن ،فتتألف جة ا ّوحّ
بينكتتم بالستتلم ،فكّثرتتتم و اجتمعتتتم و تحتتاببتم ،فل تتفّرقتتوا بعتتد إذ اجتمعتتتم ،و ل
تباغضوا بعد إذ تحاببتم ،و إذا رأيتم الّناس و بينهم الّنتتايرة و قتتد تتتداعوا إلتتى العشتتائر و
لت و كتتتابه و ستّنة نتتبيه
القبائل فاقصدوا لهامهم و وجوههم بسيوفكم حتتتى يفرغتتوا إلتتى ا ّ
ل عليه و آله ،فأّما تلك الحمية فانها من خطوات الشيطان فانتهوا عنها ل أبا لكم صّلى ا ّ
] [ 334
أليس من العجب أن ينصرنى الزد و يخذلني مضر ،و أعجب من ذلك تقاعد بنتتي تميتتم
الكوفة بي و خلف بني تميم البصرة و أن أستنجد بطائفة منهم ما يشخص إلى أحتتد منهتتا
ل فالمنابذة و الحرب ،فكتتأني اختتاطب صتّما بكمتتا ل فيدعوهم إلى الّرشاد فان أجابت و إ ّ
ل ذلك حّبتتا عتتن الّنتتاس و حّبتتا للحيتتاة ،لقتتد كّنتتا متتع
يفقهون حوراء و ل يجيبون نداء ،ك ّ
ل نقتل آبائنا إلى آخر ما مّر في المتن قال :فقام إليه أعين بن صبيعة المجاشتتعي رسول ا ّ
ل أكفيك يا أمير المؤمنين هذا الخطب و أتكّفل لك بقتل ابتتن الحضتترمي فقال :أنا إنشاء ا ّ
و إخراجه عن البصرة ،فأمره بالّتهيؤ للشخوص فشخص حّتتتى قتتدم البصتترة قتتال :قتتال
حتتب بته و الّثقفي في كتاب الغارات :فلّما قتتدمها دختتل علتى زيتاد و هتو بتتالزد مقيتم فر ّ
ي فيه : ي و أّنه ليكّلمه إذ جائه كتاب من عل ّ أجلسه إلى جانبه فأخبره بما قال له عل ّ
ي إلى زياد بن عبيد ،ستلم عليتك أّمتا بعتد فتاّني قتد بعثتتل أمير المؤمنين عل ّ
من عبد ا ّ
أعين بن صبيعة ليفّرق قومه عن ابن الحضرمي فارقب ما يكون منه فان فعل و بلتتغ متتن
ب ،و إن ترامتتت المتتور ن به و كان في ذلك تفريق تلك الوباش فهو متتا نح ت ّذلك ما يظ ّ
شقاق و العصيان فانبذ من أطاعك إلى من عصاك فجاهدهم ، بالقوم إلى ال ّ
سفهاء
يا قوم على ماذا تقتلون أنفسكم و تهريقون دمائكم على الباطل مع ال ّ
] [ 335
ق نقبتتلل ما جئتكم حّتى عّبيت إليكم الجنود ،فان تنيبتتوا إلتتى الح ت ّ و الشرار ،و إّنى و ا ّ
ل استيصالكم و بواركم فقتتالوا بتتل نستتمع و نطيتتع ف عنكم ،و إن أبيتم فهو و ا ّ منكم و نك ّ
ل ،فنهض بهم علتتى جماعتتة ابتتن الحضتترمي فخرجتتوا فقال :انهضوا اليوم على بركة ا ّ
لت و يقتول :يتا قتوم ل تنكثتوا بيعتكتم و ل إليه فصافوه و وافقهتم عاّمتة يتومه يناشتدهم ا ّ
لت بكتمتخالفوا إمامكم و ل تجعلوا على أنفسكم سبيل ،فقد رأيتتم و جّربتتم كيتتف صتتنع ا ّ
عند نكثكم بيعتكم و خلفكم ،فكّفوا عنه و هتم فتى ذلتك يشتتمونه فانصترف عنهتم و هتو
ن النتتاس أنهتتم ختتوارج فضتتربوه منهم منتصف فلّما آوى إلى رحله تبعتته عشتترة نفتتر يظت ّ
ن التتذي كتتان يكتتون فختترج يشتتتّدعريانا فلحقتتوه فتتي ناّبأسيافهم و هو على فراشه ل يظت ّ
سلم ما وقع ،و كتب أني أرى أن تبعث إليهتتم ي عليه ال ّ
الطريق فقتلوه فكتب زياد إلى عل ّ
جاريتتة بتتن قدامتتة فتتانه نافتتذ البصتتيرة ،و مطتتاع فتتي العشتتيرة ،شتتديد علتتى عتتدّو أميتتر
سلم ،يابن قدامة تمنتتع الزد عتتاملي و المؤمنين فلما قرء الكتاب دعا جارية فقال عليه ال ّ
ل بالكرامة ،و عرفهتتا الهتتدى و تتتدعو بيت مالي و تشاّقني مضروتنا بذني و بنا ابتدأها ا ّ
ل ستتبحانه حّتتتى علتتت كلمتتته ل و رسوله و أرادوا إطفاء نور ا ّ الى المعشر الذين حاّدوا ا ّ
عليهم و أهلك الكافرين .
فروى إبراهيم باسناده عن كعب بن قعين قال :خرجت مع جارية من الكوفة في خمستتين
ي غيتتري و كنتتت شتتديد الّتشتّيع فقلتتت لجاريتتة إن
رجل من بني تميم و ما كان فيهتتم يمتتان ّ
ن الطيتتر
ل لوددت أ ّ شئت كنت معك و إن شئت ملت إلى قومي ،فقال ،بل سر معي فو ا ّ
حتتب بتته و
و البهايم تنصرني عليهم فضل عن النس ،فلما دخلنا البصتترة بتتدء بزيتتاد فر ّ
لت متتن
أجلسه إلى جانبه و ناجاه ساعة و سائله ،ثّم خرج فقام فتتي الزد فقتتال :جزاكتتم ا ّ
ي خير الجزاء ،ثّم قرء عليهم و على غيرهم كتاب أمير المؤمنين فاذا فيه : حّ
ل أمير المؤمنين إلى من قرء عليه كتابي هذا من ساكني البصرة متتن المتتؤمنين من عبد ا ّ
ل حليم ذواناة ل يعجل بالعقوبة قبل البّينة ،
نا ّ
و المسلمين ،سلم عليكم أّما بعد فا ّ
] [ 336
و ل يأخذ المتتذنب عنتتد أّول و هلتتة ،و لكّنتته يقبتتل الّتوبتتة ،و يستتتديم النتتاة ،و يرضتتى
جة و أبلغ في المعذرة . بالنابة ليكون أعظم للح ّ
و قد كان من شقاق جّلكم أّيها الّناس ما استحققتم أن تعاقبوا عليه ،فعفوت عن مجرمكم ،
سيف عن مدبركم ،و قبلت من مقبلكم ،و أخذت بيعتكم ، و رفعت ال ّ
فان تفوا ببيعتي و تقبلوا نصيحتي و تستقيموا على طاعتي ،أعمل فيكم بالكتتتاب و قصتتد
لت عليتته و آلتته
ن واليا بعد محّمد صتّلى ا ّ
ل ما أعلم أ ّ
ق ،و اقم فيكم سبيل الّرشد ،فو ا ّ
الح ّ
أعلم بذلك مّنتتي و ل أعلتتم ،أقتتول قتتولي هتتذا صتتادقا غيتتر ذاّم لمتتن مضتتى و ل منتقصتتا
لعمالهم و إن خطت بكم الهواء المردية و سفه الّرأى الجائر إلتتى منتتا بتتذتي و تريتتدون
خلفي فها أناذا قربت جيادى و رحلت ركابي .
ل لئن ألجأتموني إلى المسير إليكم لوقعن بكم وقعة ل يكون يوم الجمل عنتتدها إلّ و أيم ا ّ
ل أن ل تجعلوا على أنفستتكم ستتبيل ،و قتتد قتتدمت هتتذان إنشاء ا ّ كلعقة لعق ،و إّني لظا ّ
الكتاب حجة عليكم ،و ليس أكتب إليكم من بعتتده كتابتتا إن أنتتتم استغششتتتم نصتتيحتي ،و
سلم .ل و ال ّ
شاخص نحوكم إنشاء ا ّ نابذتم رسولي حّتى أكون ،أنا ال ّ
فلما قرء الكتاب على الّناس قام صبرة بن شقان فقال :سمعنا و أطعنا و نحن لمن حارب
أمير المؤمنين حرب ،و لمن سالم سلم ،إن كفيت يا جاريتتة قومتتك بقومتتك فتتذاك ،و إن
أحببت أن ننصرك نصرناك ،و قام وجتتوه الّنتتاس فتكّلمتتوا مثتتل ذلتتك فلتتم يتتأذن لحتتد أن
يصير معه و مضى نحو بني تميم و كّلمهم فلم يجيبوه ،و خرج منهم أوبتتاش فنتتا و شتتوه
بعد أن شتموه ،فأرسل إلى زياد و الزد يستصرخهم و يأمرهم أن يسيروا إليه .
فسارت الزد بزياد ،و خرج إليهتتم ابتتن الحضتترمي فتاقتتلوا ستاعة و اقتتتل شتتريك ابتتن
ي و صديقا لجارية ،فما لبث بنو تميتتم أن هزمتتوهم و أعور الحارثي و كان من شيعة عل ّ
سعدي ،فحصروا ابتتن الحضتترمي فيهتتا ،و أحتتاط جاريتتة و اضطروهم إلى دار سبيل ال ّ
ى بالّنار ،فقالت الزد :لسنا من الحريق زياد بالّدار ،و قال جارية عل ّ
] [ 337
في شيء و هم قومك و أنت أعلم ،فحرق جارية الّدار عليهم ،فهلك ابن الحضتترمي فتتي
سبعين رجل أحدهم عبّد الرحمن بن عثمان القرشي ،و سارت الزد بزياد حّتتتى أوطئوا
قصر المارة ،و معه بيت المال و قالت له :هل بقى علينا من جوارك شيء ؟
فلما وصل الكتاب قرأه على الّناس فسّر بذلك و سّر أصحابه و أثنى علتى جاريتة و علتى
الزد ،و ذّم البصرة فقال إّنها أّول القرى خرابا إّما غرقا و إما حرقا حّتى يبقى مسجدها
كجوءجوء سفينة .
ععععععع
از جمله كلم آنحضرتست در بيان حال اصحاب سيد ابتترار و تحريتتص اصتتحاب ختتود
را بتتر اينكته متتابعت نماينتتد بتتر ايشتان در افعتال و كتتردار و ثتتابت قتدم باشتتند در روز
مصاف و كارزار كه ميفرمايد :
ل و سلمه عليه و آلتته در حتتالتى كتته و هر آينه بتحقيق بوديم ما با رسول خدا صلوات ا ّ
ميكشتتتيم پتتدران ختتود را و پستتران ختتود را و برادرهتتا و عموهتتاى ختتود را ،زيتتاده
نمىساخت ما را آن كشتن مگر ايمان و تسليم و گذشتن بتتر راه راستتت مستتتقيم و صتتبر
نمودن بر سوزش الم و محن و جد و جهد كردن در محاربه دشمن ،و هر آينتته بتتود در
زمان پيغمبر كه مردى از ما و مردى ديگر از دشمن متتا حملتته مىآوردنتتد بتتر يكتتديگر
مثل حمله آوردن دو نر با قّوه تمامتر كه مىربودند نفس يكديگر در
] [ 338
حالتيكه فكر مينمودند كه كدام يك از ايشان مىنوشاند به همراه خود كاسه مرك را .
پس يك بار نوبت گردش دولت ما را بود از دشمن ما ،و بار ديگر دشمن ما را بود از
ما ،پس چونكه ديد حق سبحانه و تعالى صدق و راستى ما را نازل فرمود بر دشمن ما
ذلت و خوارى را ،و نازل فرمود بر ما نصرت و يارى را ،تا اينكه قرار گرفت ديتتن
اسلم در حالتيكه افكنده بود پيش گتتردن را بتتر زميتتن مثتتل شتتتر آرام گيرنتتده ،و جتتاى
گيرنده بود در مكانهاى خود كه عبارتست از قلوب مؤمنان گرونده .
و سوگند به زندگانى خودم كه اگر ميبوديم ما در آن زمان كه مىآمديم با مثل آنچتته كتته
شما آمديد به آن يعنى تقصير ميكرديتتم در حتترب چنتتانچه شتتما تقصتتير ميكنيتتد بتتر پتتاى
نميشد از براى دين هيچ ستونى ،و سبز نميشد از براى ايمان هيتتچ شتتاخ و دعتتوي ،و
بحق خدا سوگند هتتر آينتته ميدوشتتيد از آن حتتالت تقصتتير ختتون را بعتتوض شتتير ،و در
ل أعلم بحقايق كلماته . مىآوريد پشيمانى را عقب آنحالت تفريط و تقصير ،و ا ّ
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
و هو السادس و الخمسون من المختار فى باب الخطب أما إّنه سيظهر عليكم بعدي رجل
رحب البلعوم ،مندحق البطن ،
يأكل ما يجد ،و يطلب ما ل يجتد ،فتاقتلوه ،و لتن تقتلتوه ،أل و إّنتته ستيأمركم بستّبي و
ب فسّبوني ،فإّنه لي زكاة و لكتتم نجتتاة ،و أّمتتا التتبراءة فل تتتتبّرؤا
س ّ
البراءة مّني ،فأّما ال ّ
مّني ،فإّني ولدت على الفطرة ،
] [ 339
ععععع
ععععععع
ي كاّنهمتا مركبتان متن همتزة أما بالفتح و الّتخفيف حرف استفتاح بمنزلتة أل قتال الّرضت ّ
شتتارحالنكار و حرف الّنفى ،و نفى الّنفى اثبات ركبا لفادة الثبات و الّتحقيق و قول ال ّ
شرطية يلزمهتتا ن أّما ال ّ
البحراني يحتمل أن يكون المشّددة و الّتقدير أما بعد إّنه كذا ،فيه أ ّ
شاعر :
ضروره قال ال ّ ل في مقام ال ّ شرط و ل يجوز حذفها إ ّ الفاء بعدها اللزمة لل ّ
عععععع
سلم اخبار ببعض ما يبتلى به أهل الكوفتتة بعتتده و أمتتر لهتتم ن هذا الكلم له عليه ال ّ
اعلم أ ّ
بما يجب عليهم أن يعملوه حين البتلء بتلك البلّية فخاطبهم بقوله ) أما اّنه سيظهر عليكم
بعدى رجل ( أكول ) رحب البلعوم مند حق البطن ( و هو لفرط حرصتته بالكتتل ) يأكتتل
ما يجد و يطلب ما ل يجد ( و حيتتث أدركتمتتوه ) فتتاقتلوه ( لعتتدوله عتتن طريتتق الستتداد و
كونه من أهل الّزندقة و اللحاد ) و لن تقتلوه أل و إّنه سيأمركم بسّبي (
] [ 340
لشّدة ما فيه من الكفر و الّنفاق ) و بالبرائة مّني ( لغلبة متتا عليتته متتن البغضتتاء و الشتتقاق
ب فسّبوني فاّنه لي زكاة ( إذ ذكر المؤمن بسوء هو زكاة له و سّبه ما ليتتس فيته س ّ) فأما ال ّ
ستبّ يرتفتعهو زيادة في جتاهه و شترفه كمتا ورد فتي الحتديث ) و لكتم نجتاة ( إذ متع ال ّ
التهمة عنكم و ل يؤخذ بأعناقكم ) و أما البراءة فل تتبّرءوا مّنتتي ( و ذلتتك ) فتتاّني ولتتدت
على الفطرة ( أى على فطرة السلم التي فطتتر الّنتاس عليهتا ) و ستبقت ( الّنتاس ) إلتتى
اليمان و الهجرة ( .
ععععع
ل و تعليم من رستتول سلم إخبار بما يكون قبل كونه باعلم من ا ّ ن هذا الكلم له عليه ال ّ
أّ
سلم كثيرا فوق حّد الحصتاء فتي الوقتايع الملحمتة ول ،و نحو هذا قد وقع منه عليه ال ّ ا ّ
الخطوب المعظمة حسبما يأتي في شرح الخطبة الّثانية و التسعين و غيرها أيضا ،
مثل ما عن كتاب الغارات لبراهيم بن هلل الثقفتتي عتتن زكريتتا بتتن يحيتتى العطتتار عتتن
ستتلم :ستتلونيي عليتته ال ّسلم ،قال قال لّما قال علت ّفضيل ،عن محّمد بن علي عليهما ال ّ
ل أنبتتأتكم بناعقهتتا و
ل متتأة و تهتتدى متأة إ ّ
ل ل تسألوني عتن فئة تضت ّ قبل أن تفقدوني فو ا ّ
سائقها ،قام إليه رجل فقال :أخبرني بما في رأسى و لحيتتتي متتن طاقتتة شتتعر ،فقتتال لتته
ل طاقة شعر من رأسك ملكا يلعنك ، ن على ك ّ
ل لقد حّدثني خليلي ا ّ
سلم :و ا ّ
ي عليه ال ّ
عل ّ
ن علّيتتا خطتتب ذاتو روى الحسن بن محبوب ،عن ثابت الّثمالي ،عن سويد بن غفلتتة أ ّ
يوم فقام رجل من تحت منبره فقال :يا أمير المؤمنين إّنتتى متتررت بتتواد القتترى فوجتتدت
سلم :ما مات و ل يمتتوت حّتتتى يقتتود خالد بن عرفطة قد مات ،فاستغفر له فقال عليه ال ّ
جيش ضللة صاحب لوائه حبيب بن حّماد ،فقام رجل آخر من تحت المنبر فقال :
] [ 341
و روى عثمان بن سعيد ،عن يحيى الّتميمى عن العمش ،عن إستتماعيل بتتن رجتتا قتتال
قام أعشي باهله و هو غلم يومئذ حدث إلى عّلي و هو يخطب و يذكر الملحم ،
فقال :يا أمير المؤمنين ما أشبه هذا الحديث بحديث الخرافة ،فقتتال :إن كنتتت آثمتتا فيمتتا
ل بغلم ثقيف ثّم ستكت ،فقتال رجتال :و متن غلم ثقيتف يتا أميتر قلت يا غلم فرماك ا ّ
ل انتهكهتتا يضتترب عنتتق هتتذا ل حرمة إ ّ
المؤمنين ؟ قال :غلم يملك بلدتكم هذه ل يترك ّ
الغلم بسيفه .
فقالوا :كم يملك يا أمير المؤمنين ؟ قال :عشتترين إن بلغهتتا ،قتتالوا فيقتتتل قتل أم يمتتوت
موتا ،قال :بل يموت حتف أنفه بداء البطن يثقب مريره لكثرة ما يخرج ،
لت لقتتد رأيتت بعينتي أعشتى باهلتة و قتتد احضتر فتي جملتتة قال اسماعيل بن رجتا :فتتو ا ّ
السرى الذين اسروا من جيش عبد الّرحمن بن محّمتتد بتتن الشتتعث بيتتن يتتدي الحجتتاج ،
فقرعه و ذبحه و استنشده شعره الذي يحرض فيه عبد الّرحمن على الحرب ،ثّم ضتترب
عنقه في ذلك المجلس .
و روى إبراهيم بن ميمون الزدي عن حّبة العرنى قال :كان جويرية بن مستهر العبتدي
ي يحّبه ،و كان له شّدة اختصاص ي بن أبى طالب صديقا ،و كان عل ّ
صالحا ،و كان لعل ّ
ي يوما و هو مضطجع و عنده قتتوم متتن أصتتحابه ،فنتتاداه جويريتتةبه حّتى دخل على عل ّ
ن على رأسك ضربة تخضب منها لحيتك ، أّيها الّنائم استيقظ فلتضر ب ّ
ل ما مضت الّيام على ذلك حّتى أخذ زياد جويرية ،فقطع يده و رجله و صتتلبه إلتتى
فو ا ّ
جانب جذع ابن مكعبر ،و كان جذعا طويل فصلبه على جذع
] [ 342
ي بتتن
و عن كتاب الغارات عن أحمد بن الحسن الميثمي قال :كان ميثم الّتمار متتولى عل ت ّ
ي منها و أعتقه ،و قال له متتا استتمك ؟ أبى طالب عبدا ل مرئة من بني أسد ،فاشتراه عل ّ
ن اسمك الذي س تّماك بتته ل عليه و آله :أخبرني أ ّ
ل صّلى ا ّ
ن رسول ا ّفقال :سالم فقال :إ ّ
ل و صدق رسوله و صدقت يا أميتتر المتتؤمنين فهتتو أبوك في العجم ميثم ،فقال :صدق ا ّ
ل اسمي قال :فارجع إلى اسمك و دع سالما فنحن نكّنيك به فكّناه أبا سالم . وا ّ
يا ميثم إّنك تؤخذ بعدي و تصلب ،فاذا كان اليوم الّثاني ابتدر منخراك و فمتتك دمتتا حّتتتى
يخضب لحيتك ،فاذا كان اليتتوم الّثتتالث طعنتتت بحربتتة يقضتتى عليتتك ،فتتانتظر ذلتتك ،و
الموضع الذي تصلب فيه نخلة على باب دار عمرو بن حريث ،إّنك لعاشتتر عشتترة أنتتت
أقصرهم خشبة و أقربهم من المطهرة يعنى الرض ،و لريّنك الّنخلة التي تصلب علتتى
جذعها ،ثّم أراه إّياها بعد ذلك بيومين .
ت ،فلتتم
و كان ميثم يأتيها فيصّلي عندها و يقول :بوركت من نخلة ،لك خلقت ،ولي نب ت ّ
سلم حّتى قطعت ،فكتتان يرصتد جتذعها و يتعاهتتده وي عليه ال ّ
يزل يتعاهدها بعد قتل عل ّ
يترّدد إليه و يبصره ،و كان يلقى عمرو بتتن حريتتث فيقتتول لتته :إّنتتى مجتتاورك فأحستتن
جواري ،فل يعلم ما يريد فيقول له :أتريد أن تشترى دار ابن مسعود أم دار ابن حكيم ؟
ل ت يوصتتيل لربما ستتمعت رستتول ا ّ لوا ّو أنت ميثم ؟ قال :أنا ميثم ،فقالت :سبحان ا ّ
ستتلم فقتتالت :هتتو فتتي حتتايط
ي عليه ال ّ
بك علّيا في جوف الليل فسألها عن الحسين بن عل ّ
له ،
] [ 343
لت و ل
ب العتالمين إنشتاء ا ّ
قال :أخبريه أّني قد أحببت السلم عليه و نحن ملتقون عند ر ّ
اقدر اليوم على لقائه و أريد الّرجوع .
فدعت بطيب فطيب لحيته فقال لها :أما أنها ستخضب بدم فقالت :من أنباك هذا ؟ قتتال :
أنبأني سيدي فبكتت أّم ستلمة و قتالت لته :إّنته ليتس بستّيدك وحتدك و هتو ستّيدي و ستّيد
المسلمين ثّم و ّدعته .
ل بن زياد ،و قيل له :هذا كان من آثتتر الّنتتاس عنتتد فقدم الكوفة فاخذوا دخل على عبيد ا ّ
ل:أبي تراب ،قال :و يحكم هذا العجمى ؟ قالوا :نعم ،فقال له عبيد ا ّ
أين ربك ؟ قال :بالمرصاد ،قال :قد بلغنى اختصاص أبتتي تتتراب لتتك ،قتتال :قتتد كتتان
بعض ذلك فما تريد ؟ قال :و اّنه ليقال إّنه قد أخبرك بما سيلقاك ،قال نعم :أخبرني .
قال :ما الذي أخبرك أّنى صانع بك ؟ قتتال :أختتبرني أنتتك تصتتلبني عاشتتر عشتترة و أنتتا
أقصرهم خشبة و أقربهم من المطهرة ،قال :لخالفّنه ،قال :ويحك كيف تختتالفه ؟ إّنمتتا
ل ت ،فكيتتف ل عن جبرئيل ،و أخبر جبرئيل عن ا ّ ل ،و أخبر رسول ا ّ أخبر عن رسول ا ّ
ل لقد عرفت الموضع الذي أصلب فيه أين هو متتن الكوفتتة ،و إّنتتى تخالف هؤلء أما و ا ّ
ل الجم في السلم بلجام كما يلجم الخيل ، لّول خلق ا ّ
فحبسه و حبس معه المختار بن أبي عبيدة الثقفي ،فقال ميثم للمختار و هما في حبس ابن
زياد :إّنك تفلت و تخرج ثايرا بدم الحسين فتقتل هذا الجبار الذي نحن في حبسه و تطتتاء
ل بتتن زيتتاد بالمختتتار ليقتلتته طلتتع البريتتد
بقدمك هذا على جبهته و خديه ،فلما دعا عبيد ا ّ
ن اختتته كتتانتل بن زيتتاد يتتأمره بتخليتتة ستتبيله و ذاك أ ّبكتاب يزيد بن معاوية إلى عبيد ا ّ
ل بن عمر بن الخطاب ،فسألت بعلها أن يشفع فيتته إلتتى يزيتتد فشتتفع فأمضتتى تحت عبد ا ّ
شفاعته و كتب بتخلية سبيل المختار على البريد فوافى البريد و قد اخرج ليضتترب عنقتته
فاطلق .
] [ 344
النخلة لها خلقت ولي غّذيت ،فلما رفع على الخشبة اجتمع الّناس حوله على بتاب عمتترو
ابن حريث ،فقال عمرو :و لقد كان يقول لي إّنى مجاورك فكان يأمر جاريته كلّ عش تّية
شه و تجمر بالمجمر تحته .أن تكنس تحت خشبته و تر ّ
فجعل ميثم يحّدث بفضايل بني هاشم و مختازي بنتى أمّيتة و هتو مصتتلوب علتى الخشتبة
ل ت ألجتتم
فقيل لبن زياد :قد فضحكم هذا العبد ،فقال :ألجموه ،فالجم ،فكان أّول خلق ا ّ
في السلم ،فلما كان اليوم الثاني فاضت منخراه و فمه دما ،فلما كان اليوم الثالث طعن
سلم العراق بعشرة أيام . بحربة فمات ،و كان قتله قبل قدوم الحسين عليه ال ّ
و روى صاحب الغارات عن زياد بتتن الّنصتتر الحتتارثى قتتال كنتتت عنتتد زيتتاد و قتتد اتتتى
سلم فقال له زيتتاد :متتا قتتال لتتكي عليه ال ّ
ص أصحاب عل ّ برشيد الهجرى و كان من خوا ّ
لت
خليلك إّنا فاعلون بك ؟ قال :تقطعون يدي و رجلي و تصتلبونني فقتال زيتاد :أمتا و ا ّ
ن حديثه خّلوا سبيله ،فلما أراد أن يخرج قال :رّدوه ل نجد شيئا أصلح مّما قال لك لكّذب ّ
صاحبك ،إّنك ل تزال تبغي لنا سوء إن بقيت ،اقطعوا يديه و رجليه ،
فقطعوا يديه و رجليه و هو يتكّلم ،فقال :اصلبوه خنقا في عنقه ،فقال رشيد :قد بقي لي
عندكم شيء ما أراكم فعلتموه ،فقال زياد :اقطعوا لسانه ،فلما أخرجوا لسانه ليقطع قال
لت تصتتديق ختتبر أميتتر المتتؤمنين
:خّلوا عّني أتكّلم كلمة ،فنفستتوا عنتته ،فقتتال :هتتذا و ا ّ
أخبرني بقطع لساني ،فقطعوا لسانه و صلبوه .
ل ت الخطيتتب
و في البحار من كتاب كشف الغمة ،من كتاب لطف الّتدبير لمحمد بن عبد ا ّ
ن معاوية بن أبي سفيان قال لجلسائه بعد الحكومة :كيف لنا أن نعلم ما تتتؤل قال :حكي أ ّ
إليه العاقبة في أمرنا ،قال جلساؤه :ما نعلم لذلك وجها ،قال :
فدعا ثلثة رجال من ثقاته و قال لهم امضوا حّتى تصيروا جميعا من الكوفة على مرحلة
،ثّم تواطئوا على أن تنعوني بالكوفة و ليكن حديثكم واحد في ذكر العّلة و اليوم و الوقت
و موضع القبر و من توّلى الصلة عليه و غير ذلك حتى ل تختلفوا
] [ 345
في شيء ثّم ليدخل أحدكم فليخبر بوفاتي ،ثّم ليدخل الثاني فيخبر بمثله ،ثّم ليدخل الّثالث
ي.
فليخبر بمثل خبر صاحبه و انظروا ما يقول عل ّ
فخرجوا كما أمرهم معاوية ثّم دخل أحدهم و هتتو راكتتب مغتّذ 1شتتاحب فقتال لتته الّنتتاس
شام قالوا له :ما الخبر ؟ قال :
بالكوفة :من أين جئت ؟ قال :من ال ّ
شام يخبر بموت معاوية فلم سلم فقالوا رجل راكب من ال ّمات معاوية ،فأتوا علّيا عليه ال ّ
سلم بذلك ،ثّم دخل آخر من الغد و هو مغّذ فقال له الّناس :ما الخبر ؟ ي عليه ال ّ
يحفل عل ّ
ستلم فقتالوا :رجتل فقال :مات معاوية و خبر بمثل ما خبر صاحبه ،فأتوا علّيتتا عليته ال ّ
راكب يخبر بموت معاوية بمثل ما أختتبر صتتاحبه و لتتم يختلتتف كلمهمتتا ،فأمستتك علت ّ
ي
سلم ثّم دخل الخر في اليوم الّثالث فقال الّناس :ما وراك ؟ قال :متتات معاويتتة ، عليه ال ّ
فسألوه عّما شاهد فلم يخالف قول صاحبيه ،فتأتوا علّيتتا فقتالوا :يتتا أميتتر المتتؤمنين صت ّ
ح
الخبر هذا راكب ثالث قد خبر بمثل ما خبر صاحباه .
سلم متجاوزة عن حّد الحصاء ،و لو أردنتتا أن نجمتتع منهتتا و النباء الغيبية منه عليه ال ّ
ما يسعها الطاقة و تناولها يد الّتتّبتتع لصتتار كتابتتا كتتبير الحجتتم ،و يتتأتي بعتتض منهتتا فتتي
شترح ،و منهتا إخبتاره بغترق البصترة و متن فتي ضتمنها و بقتاء مستجدها تضتاعيف ال ّ
جة بحر على ما مّر إليه الشارة في كلمه الحاديعشر . كجؤجؤ سفينة في ل ّ
عععععع
هو زياد بن ابيه ،و قيل :الحجاج بن يوستف ،و قيتل المغيتترة بتن شتعبة ،و الكتتثرون
سلم به من الّنهتتم و
ن المراد به معاوية بن ابي سفيان ،لّتصافه بما وصفه عليه ال ّ
على أ ّ
كثرة
-----------
) ( 1تتتت تتت ت ت تتت تت تتتت تتت ت تتت تتت
تت تت تتت تتتت تتت تتتتت » تتتت «
تتتتتت
-----------
) ( 2تتت تت تتتتتتتت ت تتتتتتت » تتتت «
] [ 346
صتتلة و
الكل ،و كان بطينا يقعد بطنه إذا جلس على فخذيه ،و كتتان جتتوادا بالمتتال و ال ّ
بخيل على الكل و الطعام .
يقال :إّنه مازح أعرابيا على طعامه و قد قدم بيتتن يتتديه ختتروف ،فتتأمعن العرابتتي فتتي
أكله فقال له ما ذنبه اليك انطحك أبوه ،فقال العرابى ) للعرابى ( :و متتا حنتتوك عليتته
ل متتا شتتبعت و لكتتنأرضعتك أّمه ،و قد روى أّنه كان يأكل فيكبر ثّم يقول :ارفعوا فو ا ّ
مللت و تعبت .
سلم بالّرجل الموصوف معاوية قوله :أمتتا أّنتته ن مراده عليه ال ّ ل على ما ذكرنا من أ ّ و يد ّ
ستتب ن غيره مّمن ذكرنتتا و إن كتتان يتتامر بتتالبرائة و ال ّ سيأمركم بسّبي و البراءة مّني ،فا ّ
شتتام و ن هذا الملعون ابن الملعون قد أخذ ذلك شعارا لتته ،و قتتد أمتتر الّنتتاس بال ّ لأّ
أيضا إ ّ
العراق بسّبه و البرائة منه ،و خطب بذلك على منابر السلم حّتى صتتار ذلتتك ستتنة فتتي
سابع و التسعين إلى أن قام عمر بتتن أيام بني أمّية على ما يأتي تفصيله في شرح الكلم ال ّ
عبد العزيز ،فأزاله .
ن قوما من بني امية قالوا لمعاوية يا أمير المؤمنين إنك قد بلغت متتا أملتتتروى الجاحظ أ ّ
ل حّتى يربو عليهتتا الصتتغير و يهتترم عليهتتا
فلو كففت عن لعن هذا الّرجل ،فقال :ل و ا ّ
الكبير و ل يذكر له ذاكر فضل .
سبب في منع عمر بن عبد العزيز عن ذلك فهو على ما روى عنه أّنه قتال :كنتت و أّما ال ّ
غلما أقرء القرآن علتتى بعتتض ولتتد عتبتتة بتتن مستتعود ،فمتّر بتتي يومتتا و أنتتا ألعتتب متتع
صتتبيان و جئت إليتته صبيان و نحن نلعتتن عليتتا ،فكتتره ذلتتك و دختتل المستتجد فتتتركت ال ّ ال ّ
صلة شبه المعرض عّنى حّتى لدرس عليه وردى ،فلّما رآنى قام و صّلى و أطال في ال ّ
أحسست منه بذلك فلّما انفتل من صلته كلح في وجهى ،فقلت له :ما
] [ 347
ى أنت اللعن علّيا منذ اليوم ،قلت :نعم ،قال :فمتى علمتتت شيخ ،فقال لي :يا بن ّبال ال ّ
ي متتن أهتتل ل سخط على أهل بدر بعد أن رضي عنهم ؟ فقلت :يا ابه و هل كان عل ت ّ نا ّأّ
لت انتتك ل ل لتته ،فقلتتت :ل أعتتود ،فقتتال :ا ّ بدر ؟ فقال :ويحك و هتتل كتتان بتتدر كّلهتتا إ ّ
تعود ،قلت :نعم ،فلم العنه بعدها ثّم كنت احضر تحت منبر المدينة و أبتتي يخطتتب يتتوم
الجمعة و هو حينئذ أمير المدينة فكنت أسمع يمّر في خطبه حّتى تهدر شقاشقه حّتى يتتأتي
ل عالم بتته ،فكنتتت أعجتتب ي فيجمجم و يعرض له من الفهاهة و الحصر ما ا ّ إلى لعن عل ّ
من ذلك فقلت له يوما :أنت أفصح الّناس و أخطبهتتم فمتتا بتتالى أراك أفصتتح خطيتتب يتتوم
ن متتن تتترى تحتتت يإّ حفلك و إذا مررت بلعن هذا الّرجل صرت ألكن عيّيا فقتتال :يتتا بنت ّ
شام و غيرهم لو علموا من فضل هذا الّرجتتل متتا يعلمتته أبتتوك لتتم يتبعنتتا منبرنا من أهل ال ّ
منهم أحد ،فوقرت كلمته في صدرى مع ما كان قال لي معلمي ايتام صتغرى ،فتأعطيت
ى بالخلفتتة أستتقطت ل علت ّ نا ّ ل عهدا لئن كان لي في هذا المر نصيب لغّيرن ،فلما م ّ ا ّ
ذلك و جعلت مكانه :
ن آَمُنتوا َرّبنتا
ل ِلّلذي َ
غّل في ُقلُوِبنا ِ
جعَ ْ
ن َو ل َت ْ
ليما ِ
سَبُقونا ِبا ِْ
ن َ
خواِنَنا اّلذي َ
لْ
غِفْر َلنا َو ِ
َرّبَنا ا ْ
ل عليه : سيد الّرضى رحمة ا ّ ف َرحيٌم و في هذا المعنى قال ال ّ ك َرُؤ ٌ ِإّن َ
] [ 348
ب و القتتتتتتتتتتتتتتتتتذف ستتتتتتتتتتتتتتتتت ّ
أنتتتتتتتتتتتتتتتتتت نّزهتنتتتتتتتتتتتتتتتتتا عتتتتتتتتتتتتتتتتتن ال ّ
فلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو أمكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن الجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزاء جزيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك
عععععع
خص في الّول و نهتتى عتتن الثتتاني ب و التبّرى حيث ر ّ س ّلقائل أن يقول :ما الفرق بين ال ّ
ن هتتذه اللفظتتة متتا وردت فتتي
شتتارح المعتتتزلى :ل ّ
ب أفحش من التبّرى قتتال ال ّ س ّ
ن ال ّ
مع أ ّ
ل عن المشركين أل ترى إلى قوله : القرآن العزيز إ ّ
-----------
) ( 1تتت تتتتت تتتت تتتت تت تتت تتت تت تتت
تتتتتت تتتتت
-----------
) ( 2تتت تتتتت تتتتت تتتت ت تتت تتتت ت ت
-----------
) ( 3تتت تتت تت تتت ت تتت
-----------
) ( 4تت تتتت تتت تتتتت تتتتتت تت تتتتتتتت
ت ت تتت تت تتت تت تت تت ت تت ت تتتتت ت تتت ت
تت تتت تتتتت تت تت تتت تتت تت تتت تت ت
تت تتت ت ت تتت ت تتتتت تتت تتتتتت ت تت ت
تتتتت تتتتتت تت تتتتتت تت ت تتتت تتتت تت
ت تتتتتت ت ت تت ت تت ت تتت ت ت ت تتتت تت ت
تت تت تت تت تتتتتت ت ت تت تت ت ت ت تت ت ت ت تتت
تتتتتت تت تتتتتت تتت تتت تت تتت تتتتتت ت
تتتت تتت تتت تت تتتت ت تتت تت تتت ت تتت تت
تتتت تتتتتت ت تتتتتت ت تت ت تت تتت ت تتت ت
تت ت ت ت تتتت تت تت تت ت ت تت ت تتت ت ت ت تت ت
تت تت ت تت تتتت تت تت ت ت ت تت تت ت تت تت ت
تتتتت تت ت تت ت تت ت ت تت تتتتت ت ت ت تت تت ت
تتت تتت ت تتت ت تتت تت تتت ت تت تت تت ت تتت
ت تت تتت ت تت ت تتت تتت ت تت تتتت ت ت تت ت
تتتتت ت تتت
] [ 349
ن.
شِركي َ
ن اْلُم ْ
ن عاَهُدُتْم ِم َ
ى اّلذي َ
سوِله ِإل َ
ل َو َر ُ
نا ّ
َبرآَئٌة ِم َ
ن مسيلمة الكّذاب أخذ رجلين من المسلمين فقتتال لحتتدهما : قال في زهر الّربيع :روى أ ّ
ي ؟ قال :
ل عليه و آله قال :فما تقول ف ّ
ل صّلى ا ّ
ما تقول في محّمد ؟ قال :رسول ا ّ
] [ 350
ق فهنيئا له
ل ،و أّما الّثاني فقد صدع بالح ّ
فقال :أّما الّول فقد أخذ برخصة ا ّ
ععععععع
از جمله كلم بلغت انجام آنحضرت است كه فرمتتود بأصتتحاب ختتود :آگتتاه باشتتيد كتته
زود باشد غالب شود بر شما بعد از من مردى گشاده گلوى بتتر آمتتده شتتكم كتته ميختتورد
آنچه را كه يابد و ميجويد آنچه را كه نيابد ،منظور معاوية بن ابي سفيان عليه اللعنتتة و
النيرانست پس بكشيد آنرا و حال آنكه هرگز نخواهيد كشت ،بدانيتتد بدرستتتى زود باشتتد
كه امر نمايد شما را آن مرد بناسزا گفتن بمن و به تبّرى كردن از من ،پتتس امتتا ناستتزا
گفتن پس ناسزا گوئيد مرا از جهة اينكه آن ناسزا گفتن شما باعث پاكيزگى متتن استتت و
سبب نجاة و خلصى شماست و اما برائت و بيزارى پس تبّرى نكند از جهتتة اينكتته متتن
مولود شدهام بر فطرة اسلم و پيشى گرفتهام بر هجرت و ايمان و معلوم است كسى كه
مّتصف باين صفت باشد تبرى از او جايز و سزا نيست ،بلكه بتتاعث عتتذاب ابديستتت و
سبب عقاب دائمى
و هو السابع و الخمسون من المختار فى باب الخطب أصابكم حاصتتب ،و ل بقتتي منكتتم
لت عليته و آلته أشتهد علتى نفستي لت صتّلى ا ّل و جهادي مع رسول ا ّ آبر ،أبعد إيماني با ّ
بالكفر ،لقد ضللت إذا و ما أنا متتن المهتتتدين ،فتتأوبوا شتّر متتآب ،و ارجعتتوا علتتى أثتتر
ظتتالمونل شامل ،و ستتيفا قاطعتتا ،و أثتترة يّتختتذها ال ّ
العقاب ،أما إّنكم ستلقون بعدي ذ ّ
فيكم سّنة .
] [ 351
ععععع
) الحاصب ( الريح الشديدة التي تثير الحصباء ،و هي صغار الحصى قال أبو نواس :
سيد قوله ) و ل بقى منكم آبر ( يروى بالراء متتن قتتولهم ابتتر للتتذي يتتأبر النختتل اى
قال ال ّ
ح الوجتتوهيصلحه ،و يروى آثر و هو الذى ياثر الحديث أى يحكيه و يرويه ،و هو أص ت ّ
عندى كاّنه قال :ل بقى منكم مخبر ،و يروى آبزبالزاء المعجمة و هو التتواثب و الهالتتك
يقال له أيضا آبز انتهى .
و قيل :يجوز أن يكون المتراد بتالبر النمتام و ) آب ( يتؤب رجتع و ) العقتاب ( جمتع
خر القتتدم و أثرهتتا و علمتهتتا و ) الثتترة ( بالفتحتتات استتم متتن
عقتتب بالكستتر و هتتو متتؤ ّ
الستيثار و هو الستبداد بالشيء و الّتفّرد به أو من آثر ايثارا إذا اعطى
ععععععع
و كلمة بعد ظرف لغو متعّلق بقتتوله اشتتهد ،و الفتتاء فتتي قتتوله فتتاوبوا فصتتيحة ،و جملتتة
ل الّنصب على الوصفّية يّتخذها الظالمون في مح ّ
عععععع
ن الخوارج لّما اعتزلوا منه ى في عّدة من شروح الكتاب و فى البحار هو أ ّ ن المرو ّاعلم أ ّ
ل يا علتى ل لتك ،و قتالوا :بتان لنتا خطائنتا ل الحكم ّ لا ّل ناحية ل حكم إ ّو تنادوا من ك ّ
فرجعنا و تبنا فارجع إليه أنت و تب ،و قال بعضهم :اشهد على نفسك بالكفر ثّم تب منه
سادستتة و الّثلثيتتن و ،حّتى نطيعك ،على ما مّر تفصتتيل ذلتتك كّلتته فتتي شتترح الخطبتتة ال ّ
الكلم الربعين أيضا أجابهم بهذا الكلم فقال ) أصابكم حاصب ( و هو كناية عن العذاب
سماء ) و ل بقى منكم آبتتر ( و هتتو دعتتاء عليهتتم بانقطتتاع و قيل أى أصابكم حجارة من ال ّ
نسلهم كما قال نوح :
-----------
) ( 1تتتتتت تتتت تتت تتتتت ت تتت
] [ 352
ك َو ل َيِل تُدوا ِإلّ
عباَد َ
ضّلوا ِ
ن َتَذْرُهْم ُي ِ
ك ِإ ْ
ن َدّيارا ِ ،إّن َ
ن اْلكاِفري َ
ض ِم َ
لْر ِ ى ا َْ
عل َ
َربّ ل َتَذْر َ
جرًا َكّفارا ثّم نّبه على إنكار مقالتهم و طلبهتتم شتتهادته علتتى نفستته بتتالكفر بقتتوله ) أبعتتد فا ِ
ل عليه و آله و سّلم أشهد على نفسى بالكفر ( ل صّلى ا ّ ل و جهادي مع رسول ا ّ ايماني با ّ
شهادة على الّنفس بالكفر مع وجتتود و الخطاء ) لقد ضللت اذا و ما أنا من المهتدين ( إذ ال ّ
اليمان الّراسخ ضلل عن الهدى و عدول عن الّرشاد ل محالة قتتال المتتبّرد و متتن شتتعر
سلم الذي ل اختلف فيه أّنه قال ،و كان يرووه اّنهم لّما ستتألوه أن أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل و الّتفّقه في شام فقال :أ بعد صحبة رسول ا ّ يقّر بالكفر و يتوب حّتى يسيروا معه إلى ال ّ
سلم : ل أرجع كافرا ،ثّم قال عليه ال ّ دين ا ّ
ى فاشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتهد
لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ
يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاهد ا ّ
ي أحمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد
إّنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى ديتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن الّنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتب ّ
و قوله ) فأوبوا شّر مآب و ارجعتتوا إلتتى أثتتر العقتتاب ( قيتتل هتتو أمتتر لهتتم بتتالّرجوع و
ق من حيث خرجوا منه قهرا كان القاهر يضرب في وجوههم برّدهم على الياب إلى الح ّ
ل و انعكاس الحال قتتال العقاب و الّرجوع هكذا شّر النواع ،و قيل هو دعاء عليهم بالّذ ّ
ي ) ره ( :و يحتمل أن يكون المر على الّتهديد كقوله تعالى : لمة المجلس ّالع ّ
] [ 353
ععععععع
از جمله كلم آنحضرتست كه تكلم كرده به آن با خوارج در وقتى كه ايشان گفتنتتد متتا و
تو بجهت تحكيم خطا نموديم و كافر شديم و ما از كفر خود توبه نمتتوديم بايستتت تتتو هتتم
شهادت بدهى بر نفس خود با كفر و توبه كنى از آن پس تعّرض فرمود بايشتتان و گفتتت
كه :
برسد بشما عذاب و باقى نماند از شما مصلح كتتار ستتاز ،آيتتا بعتتد از ايمتتان آوردن متتن
بحضرت پروردگار و مجاهده نمودن من با رسول مختار شتتهادت بتتدهم بتتر نفتتس ختتود
بكافر شدن و از دين برگشتن ،هر آينه گمراه باشم اين هنگام كه شهادت بتتر كفتتر ختتود
دهم ،و نباشم از هدايت يافتكان پس برگرديد از بدترين جاى بازگشتتت بستتوى حتتق ،و
رجوع نمائيد بحق بر اثر پاشنهاى خود ،آگاه بشويد كه شما زود باشد كه ملقات نمائيد
بعد از من بخوارى فراوان و بشمشير بران و باشياء نفيسه كه فتترا گيرنتتد آنتترا ظالمتتان
در شما سنة جاريه يعنى بعد از من ظالمين خوب ترين مالهاى شما را از شما ميگيرنتتد
و بجهت خودشان اختيار مينمايند ،و اين سنت ميشود در ميان شما .
و هو الثامن و الخمسون من المختار في بتتاب الخطتتب و قيتتل لتته اّنهتتم قتتد عتتبروا جستتر
النهروان :
سيد يعنى بالنطفة ماء الّنهر و هى أفصح كناية عن الماء و إن كان كثيرا
قال ال ّ
] [ 354
جّما و قد أشرنا إلى ذلك فيما تقدم عند مضي ما اشبهه .
ععععع
سيد ظرفية بمعنى حين ،و جملتتة قيتتل لتته عطتتف علتتى عتتزم و قتتوله
كلمة لما في كلم ال ّ
ل الّنصب مقول لقال .
مصارعهم دون النطفة في مح ّ
عععععع
ل ل يفلت منهم عشرة و ل يهلك منكم عشرة (ن قوله ) مصارعهم دون النطفة و ا ّ
اعلم أ ّ
اخبار عّما يكون قبل كونه و هو من معجزاته المتواترة .
و روى أّنه لما قتل الخوارج وجدوا المفلت منهم تسعة تفّرقوا في البلد ،
فانهزم اثنان منهم الى عّمان ،و اثنان إلى كرمان ،و اثنان الى سجستتتان ،و اثنتتان التتى
ل موزون ،فظهرت بدعهم في البلد و صاروا فرقا كثيرة علتتى الجزيرة ،و واحد الى ت ّ
ما ستطلع عليه في شرح كلمه التى ،و وجدوا المقتول من أصحابه ثمانيتتة و يمكتتن أن
يكون خفى على القوم مكتتان واحتتد متتن المقتتتولين أو يكتتون الّتعتتبير بعتتدم إهلك العشتترة
للمشاكلة و المناسبة بين القرينتين .
ععععع
لمتتة
و مضى أيضا في شرح كلمه الخامس و الثلثين سند تلك الّروايتتة و نقلهتتا متتن الع ّ
المجلسى من كتاب الخرايج عن جندب بن زهير .
و أقول هنا مضافا إلى ما سبق :أّنه روى عن المدايني في كتاب الخوارج أنه لما خرج
] [ 355
ي إلى أهل النهروان أقبل رجل من أصحابه مّمن كان على مقدمته يركض حّتى انتهى عل ّ
ن القوم عبروا النهر ي فقال :البشرى يا أمير المؤمنين ،قال :ما بشراك ؟ قال :إ ّ إلى عل ّ
ل أنت رأيتهم قتتد عّبتتروا ،قتتال :ل اكتافهم ،فقال ا ّ لما أبلغهم وصولك فابشر فقد منحك ا ّ
لت متتا عتتبروا و لتتن يعتتبروا و أ ّ
ن نعم فأحلفه ثلث مّرات في كّلها يقول نعتتم ،فقتتال :و ا ّ
مصارعهم لدون النطفة و الذي فلق الحّبتتة و بتترء النستمة لتن يبلغتوا ال ثلتث و ل قصتتر
ل ،و قد خاب من افترى . بوران حتى يقتلهم ا ّ
ععععع ع ععععع
شارح المعتزلي :هذا الخبر من الخبار التي تكاد تكون متواترة ،
قال ال ّ
لشتهاره و نقل الّناس له كافة ،و هتتو متتن معجزاتتته و إخبتاره المفصتتلة عتتن الغيتتوب و
الخبار على قسمين :
أحدهما الخبار المجملة و ل إعجاز فيها نحو أن يقول الّرجل لصحابه :
إّنكم ستنصترون علتى هتذه الفئة التتي تلقونهتا غتدا فتان نصتر جعتل ذلتك لته حجتة عنتد
ل نصتتره و نحتتو
اصحابه و سماها معجزة و إن لم ينصر قال لهم تغّيرت نّياتكم فمنعكم ا ّ
ذلك من القول .
و القسم الّثاني الخبار المفصلة عن الغيوب مثل هذا الخبر فاّنه ل يحتمل الّتلبيس
] [ 356
لتقييده بالعدد المعين في أصحابه و في الخوارج و وقوع المر بعد الحتترب بمتتوجبه متتن
لت
ل و عرفتته رستتول ا ّ ي عرفه من جهة رسول ا ّغير زيادة و ل نقصان ،و ذلك أمر إله ّ
ل سبحانه ،و القّوة البشرية تقصر عن إدراك مثل هذا ،و لقد كان له متتن هتتذا
من جهة ا ّ
الباب ما لم يكن لغيره .
و بمقتضى ما شاهد الّناس من معجزاته و أحواله المنافية لقوى البشرّية غلفيتته متتن غل
ل في بدنه كما قالت الّنصارى في عيسى ، ن الجوهر اللهي ح ّحّتى نسب إلى أ ّ
ب غال و مبغتتض قتتال ،ل عليه و آله بذلك ،فقال يهلك فيك مح ّ
ي صّلى ا ّو قد أخبره النب ّ
و قال له تارة :و الذي نفسى بيده لو ل أّني اشفق أن يقول طوايف من اّمتي فيك ما قالت
ل أخذوا التراب منالّنصارى في ابن مريم لقلت اليوم فيك مقال ل تمّر بملء من الّناس إ ّ
تحت قدميك للبركة .
ل بن سبا قام إليه و هو يخطتتب فقتتال شارح :و اّول من جهر بالغلّو في أّيامه عبد ا ّ
قال ال ّ
لت فتتأمر بأختتذه و أختتذ قتتوم
له أنت أنت و جعل يكّررها ،فقال له ويلك من أنا فقال أنت ا ّ
كانوا على رأيه .
ي عثر على قوم خرجوا من محّبته باستحواذ الشيطان عليهتتم قال ابو العباس و قد كان عل ّ
إلى أن كفروا برّبهم و جحد و اما جاء به نبّيهم و اّتخذوه رّبا و إلها و قالوا :
عدهم فأقاموا على قولهم فحفر لهم حفتترا دختتن عليهتتمأنت خالقنا و رازقنا فاستتابهم و تو ّ
طمعا في رجوعهم فأبوا فحّرقهم بالّنار .
] [ 357
شارح :و روى أصحابنا في كتاب المقالت أّنه لما حّرقهم صاحوا إليتته الن ظهتتر قال ال ّ
ل ربّ الّنتتار
ن ابن عمك الذي أرسلته قال ل يعّذب بالنار إ ّ
لنا ظهورا بّينا أنك أنت الله ل ّ
.
ي بتن محّمتد و روى أبو العباس عتن محّمتد بتن ستليمان بتن حتبيب المصيصتى عتن علت ّ
الّنوفلي عن أبيه و مشيخته ،أن علّيا مّر بهم و هم يأكلون في شهر رمضتتان نهتتارا فقتتال
أسفر أم مرضى ؟ قالوا :و ل واحدة ،قال :أفمن أهل الكتاب أنتم ؟ قالوا :ل قال :
فما بال الكل في شهر رمضان نهتتارا ؟ قتتالوا :أنتتت أنتتت لتتم يزيتتدوه علتتى ذلتتك ،ففهتتم
ستتلم :ويلكتتم سلم عن فرسه فألصق خّده بالّتراب ثتّم قتتال عليتته ال ّ مرادهم و نزل عليه ال ّ
ل و ارجعتتوا إلتتى الستتلم فتتأبوا فتتدعاهم متترارا فأقتتاموا ل فاّتقوا ا ّ
إّنما أنا عبد من عبيد ا ّ
ى بالفعلة و الّنار و الحطتتب ث تّم أمتتر على أمرهم فنهض عنهم ،ثّم قال شّدوهم وثاقا و عل ّ
بحفر بئرين فحفرتا فجعل أحدهما سربا و الخرة مكشوفة و ألقى الحطتتب فتتي المكشتتوفة
و فتح بينهما فتحا و ألقى الّنار فتي الحطتب فتدخن عليهتم و جعتل يهتتف بهتم و يناشتدهم
شاعر : ارجعوا إلى السلم فأبوا فأمر بالحطب و الّنار و القى عليهم فاحترقوا فقال ال ّ
لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترم بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى المنيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة حيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتث شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتائت
اذا لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم تتتتتتتتتتتتتتتتتتتترم بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي الحفرتيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن
ل لو جئتمونا بدماغه فتتي ستتبعين صتترة لعلمنتتا سلم :و ا ّي عليه ال ّ
و قال لّما بلغه قتل عل ّ
أّنه لم يمت و ل يموت حّتى يسوق العرب بعصتتاه ،فلمتتا بلتغ ابتتن عبتتاس ذلتتك قتال :لتو
سمنا ميراثه .
علمنا لما تزّوجنا نساءه و ل ق ّ
] [ 358
القول و تفاقم أمرهم و شاع بين الّنتتاس قتتولهم و صتتار لهتتم دعتتوة يتتدعون إليهتتا و شتتبهة
يرجعون اليها و هي ما ظهر و شاع بين الّناس متتن اخبتتاره بالمغيبتتات حتتال بعتتد حتتال ،
فقالوا :
ل تعالى أو من حّلت ذات الله في جسده ،و لعمرى أّنتته ل ل ّن ذلك ل يمكن أن يكون إ ّ إّ
ل تعالى إّياه عليه ،و لكن ل يلزم من إقداره إّياه عليه أن يكون
ل باقدار ا ّ
يقدر على ذلك إ ّ
هو الله أو تكون ذات الله حاّلة فيه هذا .
و حيث انجّر الكلم إلى هذا المقام فل بأس بأن نحّقق الكلم في معنتتى الغلتّو و الّتفتتويض
و نشير إلى بعض اليات و الخبار الواردة فيهما ،و نذكر وجوه التفتتويض و متتا ينبغتتي
أن يدان به و يعتقد عليه .
] [ 359
ل بك ،اللهّم إّني أعوذ بتتكالّلهّم إّني بريء اليك من الحول و القّوة ،و ل حول و ل قّوة إ ّ
ق ،اللهّم إّني أبرء إليك من الذين قالوا فينتتا
و أبرء إليك من الذين اّدعوا لنا ما ليس لنا بح ّ
ق و منك التّرزق و إّيتتاك نعبتد و إّيتاك نستتعين ،اللهتّم
ما لم نقله في أنفسنا ،اللهّم لك الح ّ
أنت خالقنا و خالق آبائنا الّولين و آبائنا الخرين ،
اللهّم إّنا عبيدك و ابناء عبيدك ،ل نملك لنفسنا نفعا و ل ضّرا ،و ل موتا ،
ن إلينتتاو ل حياة ،و ل نشورا ،اللهّم من زعم أّننا أرباب فنحن منه براء ،و متتن زعتتم أ ّ
الخلق و علينا الّرزق ،فنحن منه براء كبراءة عيسى بن مريم من الّنصارى ،اللهّم إّنا لم
ندعهم إلى ما يزعمون ،فل تؤآخذنا بما يقولون ،و اغفرنا متتا يتتدعون ،و ل تتتدع علتتى
ل فاجرا كفارا و روى عن الرض منهم دّيارا ،إّنك إن تذرهم يضّلوا عبادك و ل يلدوا إ ّ
لت بتن ستبا يقتول ن رجل متن ولتد عبتد ا ّ ستلم إ ّ صتادق عليته ال ّ زرارة أّنته قتال :قلتت لل ّ
لت
ل خلتق محّمتتدا و علّيتتا صتلوات ا ّ نا ّبالّتفويض ،فقال :و ما الّتفويض ؟ قلت :يقول إ ّ
لت إذا عليهما ففّوض المتتر إليهمتتا فخلقتتا و رزقتتا و أماتتتا و أحييتتا ،فقتتال :كتتذب عتتدّو ا ّ
خْلِقتتِه
خَلُقوا َك َ
شَركاَء َ
ل ُجَعلُوا ِّ
انصرفت إليه فاتل عليه هذه الية التي في سورة الّرعد َأْم َ
حُد اْلَقّهار .
شيٍء َو ُهَو اْلوا ِ ل َ
قكّ ل خاِل ُ
لا ّعَلْيِهْم ُق ِ
ق َ
خْل ُ
َفَتشاَبَه اْل َ
ل كّفار حكم فيهم أمير المؤمنين بالقتل و الّتحريق بالّنار و و خرجوا عن القصد و هم ضا ّ
قضت الئمة عليهم السلم عليهم بالكفار و الخروج عتتن الستتلم ،و المفّوضتتة صتتنف
متن الغلة و قتولهم التذي فتارقوا بته متن ستواهم متن الغلة اعتترافهم بحتدوث الئمتة و
ل تفّرد نا ّخلقهم ،و نفى القدم عنهم و إضافة الخلق و الّرزق مع ذلك إليهم ،و دعواهم أ ّ
صة و أّنه فّوض إليهم خلق العالم بما فيتته و جميتتع الفعتتال انتهتتى كلمتته رفتتع بخلقهم خا ّ
ي و الئمتتة ن الغلتّو فتتي النتب ّ
مقامه و قال المحّدث العلمتة المجلستى طتاب ثتتراه :اعلتم أ ّ
لت تعتتالى فتتي سلم إّنما يكتتون بتتالقول بتتالوهّيتهم ،أو بكتتونهم شتتركاء ّ صلة و ال ّعليهم ال ّ
ل فيهتتم ،أو اتحتتد بهتتم ،أو أّنهتتم ل تعتتالى ،حت ّ
نا ّالمعبودّية أو في الخلق و الّرزق ،أو أ ّ
ل تعالى ،أو بالقول في الئمة أنهم كانوا أنبياء أو يعلمون الغيب بغير وحى أو إلهام من ا ّ
ن معرفتهم تغنى عن جميع الطاعات القول بتناسخ أرواح بعضهم إلى بعض ،أو القول بأ ّ
ل منها الحتتاد و كفتتر و ختتروج عتتن التّدين و ل تكليف معها بترك المعاصي ،و القول بك ّ
ستتلم ن الئّمتة عليهتتم ال ّ كما دّلت عليه الدّلتتة العقليتتة و اليتات و الخبتتار و قتد عرفتتت أ ّ
تتتبّرؤوا منهتتم و حكمتتوا بكفرهتتم و أمتتروا بقتلهتتم و إن قتترع ستتمعك شتتيء متتن الخبتتار
الموهمة لشيء من ذلك فهى إّما مأّولة أو هي من مفتريتتات الغلة ،و لكتتن أفتترط بعتتض
سلم و عجزهم عتتن المتكلمين و المحّدثين في الغلّو لقصورهم عن معرفة الئمة عليهم ال ّ
إدراك غرائب أحوالهم و عجائب شتتئوناتهم فقتتدحوا فتتي كتتثير متتن التّروات الثقتتاة لنقلهتتم
ستهو عنهتم أو القتول بتأّنهم بعض غرائب المعجزات حّتى قال بعضتهم متن الغلتّو نفتى ال ّ
يعلمون ما كان و ما يكون و غير ذلك
] [ 361
مع أّنه قد ورد في أخبار كثيرة :ل تقولوا فينا ربا و قولوا ما شئتم و لن تبلغوا و ورد أنّ
لتت
ي مرسل أو عبد مؤمن امتحن ا ّ ل ملك مقّرب أو نب ّ
أمرنا صعب مستصعب ل يحتمله إ ّ
قلبه لليمان ،و ورد لو علم أبوذر ما في قلب سلمان لقتله و غير ذلك فل بّد من المتتتدّين
ل إذا ثبتتتأن ل يباد ربرّد ما ورد عنهتتم متتن فضتتايلهم و معجزاتهتتم و معتتالي أمتتورهم إ ّ
خلفه بضرورة الدين أو بقواطع البراهين أو باليتتات المحكمتتة أو بالخبتتار المتتتواترة ،
انتهى كلمه رفع مقامه و هو كاف في تحقيق المقام و توضيح المرام و متتا ذكتتره ) ره (
صراط المستقيم الذي ينبغتتى ستتلوكه و المتتذهب هي الجاّدة الوسطى و الّنمط الوسط و ال ّ
صتتر فيتته
لزم لتته لحتتق و المق ّ ق الواجب أخذه و لزومتته ،فتتالّراغب عنتته متتارق و ال ّ
الح ّ
زاهق و أما التفويض فالوارد في الخبار الكثيرة المنع من القول بتته ،و قتتد أكتتثروا فيهتتا
من ذّم المفّوضة و تكذيبهم و الّتبّرى منهم و من ذلك ذهب جمع من الصحاب إلى نفيه و
ن القول بثبتتوته ن القول بالمنع مطلقا تفريط ،كما أ ّ المنع من القول به ،و لكن النصاف أ ّ
مطلقا إفراط إذ الخبار في طرفى المنع و الّثبوت بالغتتة حتّد الستفاضتتة لتتو لتتم تبلتتغ حتّد
التواتر ،فالعمل باحدى الطائفتين و طرح الطايفة الخرى بالمّرة و إسقاطها عتتن درجتتة
ل منهما في الجملة ، العتبار غير ممكن ،فاللزم الخذ بك ّ
و مقتضاه القول بالتفصيل في المسألة و يظهر ذلك برسم وجتتوه الّتفتتويض فتتأقول و بتتالّ
ن التفويض عبارة عن تسليم المر إلى الخلق و رّده إليتته ،و هتتو علتتى وجهيتتن الّتوفيق إ ّ
أحدهما تفويض أمور الخلق إلى أنفسهم ،و هو الذي قال به القدرية و يقال لها المفّوضتتة
ل أوجد العبتاد و أقتدرهم علتى أفعتالهم و فتّوض إليهتمنا ّصل ما ذهبوا إليه أ ّ
أيضا و مح ّ
الختيار فهم مستقّلون بايجادها على وفق مشّيتهم و ارادتهم و طبتتق قتتدرتهم متتن دون أن
يكون له سبحانه تأثير فيها بوجه من الوجتتوه ،و بتتازاء هتتؤلء الجماعتتة جماعتتة أختترى
ل فيفعل ما يشاء و يحكم ما يريد ل عّلة لفعله و ل لا ّ
ذهبت إلى أن ل مؤّثر في الوجود إ ّ
راّد لقضائه و هذان الفريقان واقعان في طرفي الّتضاّد ،أحدهما يسّمى بالقدرّية و الخر
] [ 362
ن بالقول بالّتفويض يظهر فايده الّتكليف بالمر و الّنهى بالجبرّية ،و زعم الفرقة الولى أ ّ
ل ت ستتبحانه عتتنو الوعد و الوعيد ،و به يحصل استحقاق الثواب و العقاب ،و به ينّزه ا ّ
شرور و القبايح التي هي أنواع الكفتتر و المعاصتتي ،و زعتتم الفرقتتة الختترى أ ّ
ن ايجاد ال ّ
لت
ن فيه تعظيمتتا لقتدرة ا ّ بالقول بالجبر يحصل سلطنة مالك الملوك في ملكوته و ملكه و أ ّ
تعالى و تقديسا له عن شوائب الّنقصان و الفتقار في الّتاثير إلى شيء آخر و أنتتت ختتبير
شرك ،و الثاني مستلزم للكفر ،و قد ورد في الخبتتار الكتتثيرة ن القول الّول مستلزم لل ّبأ ّ
المنع منهما و الّرد عليهما صريحا بقولهم :ل جبر و ل تفويض بل أمر بين المرين ،و
تحقيق المر بين المرين و توضيح الّرد على الفريقين لعلنا نشير إليها في مقتتام مناستتب
ل.
إنشاء ا ّ
ل ت عليهتتم ورّدهتتا
ي و الئمة الطتتاهرين ستتلم ا ّ
الوجه الثاني تفويض أمور الخلق إلى الّنب ّ
إلى اختيارهم و هو يتصّور على أنحاء بعضها صحيح و بعضها باطل
ععععع
الّتفتتويض فتتي الخلتتق و اليجتتاد و الّتربيتتة و التّرزق و الماتتتة و الحيتتاء و غيرهتتا متتن
الفعال ،و قد أثبته بهذا المعنى بعض الّناقصتتين متتن الغلة فتان كتتان مرادهتتم منتته أّنهتتم
يفعلون جميع ذلك بارادتهم و قدرتهم و هم الفتتاعلون لهتتا حقيقتتة كمتتا هتتو ظتتاهر كلمتتاتهم
على ما حكى عنهم غير واحد ،فهو كفر صريح دّلت على امتناعه الدلة العقلّية و النقلية
ل عليتته
صتتدوق و المفيتتد الستتابقين و يتتد ّ
،و قد مضى الشارة إلى بعضتتها فتتي كلمتتي ال ّ
لت يفعتتل
سلم أّنه قتتال :متتن زعتتم أن ا ّ صريحا 1ما رواه في العيون عن الّرضا عليه ال ّ
ل فّوض أمر الخلق و التّرزق إلتتى نا ّ
أفعالنا ثّم يعّذبنا عليها فقد قال بالجبر ،و من زعم أ ّ
حججه فقد قال بالّتفويض ،و القائل بالجبر كافر و القائل بالتفويض مشتترك و فيتته أيضتتا
سلم عن باسناده عن أبي هاشم الجعفرى قال :سألت أبا الحسن الّرضا عليه ال ّ
-----------
) ( 1ت تتتتتت ت ت تتت تت تت تت ت تت تت تت
تتتتت ت تتتتت تتتتتتت ت تتتت تت تت تتتتت
تت تتت تتتتتتت ت تتتتت تتتتتت ت تتتتت تت
تت تتتتت تتت ت تتت ت تت ت تتتتتت تت تتت ت
تتت تت تتتتت تت ت ت تتتت تت تت ت تتتتت ت
تتتتتت تتتتتتت ت تتت
] [ 363
الغلة و المفّوضة فقال :الغلة كّفار و المفّوضة مشركون متتن جالستتهم أو ختتالطهم أو و
اكلهم أو شاربهم أو واصلهم أو زّوجهم أو تزّوج إليهم أو امنهم أو ائتمنهم علتتى أمانتتة أو
لتل و ولية رستتول ا ّ ل عّز و ج ّ صدق حديثهم أو أعانهم بشطر كلمة ،خرج من ولية ا ّ
ل بن شتتريك شي باسناده عن عبد ا ّ و وليتنا أهل البيت و في البحار من كتاب الّرجال للك ّ
ي عند امرأة لته متن غنتتزة و هتي اّم عمترو إذ أتتاه قنتتبر فقتال :إ ّ
ن عن أبيه قال :بينا عل ّ
عشرة نفر بالباب يزعمون أّنك رّبهتم فقتتال :ادخلهتتم قتال :فتتدخلوا عليته فقتال لهتم :متتا
تقولون فقالوا إّنك رّبنا و أنت اّلذي خلقتنا و أنت الذي رزقتنا ،فقال لهتتم :ويلكتتم رّبتتي و
ل ،ويلكم توبوا أو ارجعوا فقالوا :ل نرجع عن مقالتنتتا أنتتت رّبنتتا ترزقنتتا و أنتتت رّبكم ا ّ
خلقتنا فقال :يا قنبر ائتني بالفعلة فخرج قنبر فأتاه بعشرة رجال مع الّزبل 1و المتترود ،
فأمر أن يحفروا لهم في الرض فلّما حفروا خّدا 2أمر بالحطب و الّنار فطرح فيه حّتتتى
سلم بعضهم ثتّم قتتذف ي عليه ال ّصار نارا تتوّقد قال لهم :توبوا قالوا :ل نرجع فقذف عل ّ
سلم :بقّيتهم في الّنار قال عليه ال ّ
لت
نا ّ
عْنُه َفاْنَتُهوا فاّما الخلق و التّرزق فل ثتّم قتال :إ ّ
خُذُوُه َو ما َنهيُكْم َ
ل َف ُ
سو ُ
ما آتيُكُم الّر ُ
ل:ل شيء و هو يقول عّز و ج ّ ل خالق ك ّ عّز و ج ّ
-----------
) ( 1تتتتت تتت ت تت ت تتت ت ت تتتت ت تت تتت ت
تتت تتتت تت تتتتتتت تت
-----------
) ( 2تت تتتتتت تتتتتتتتت تت تتتتت ت
-----------
) ( 3ت تت تتت تتتتتتتت تتت تتت تتتتت تتتت :
) تتت (
] [ 364
ل فتّوض إلتى الئمتة أن يخلقتوا و يرزقتوال عتّز و جت ّنا ّشيعة في أ ّاختلف جماعة من ال ّ
ل ت ع تّز و
ن الجسام ل يقدر على خلقها غير ا ّل،لّ فقال قوم :هذا محال ل يجوز على ا ّ
ل أقدر الئمة على ذلك و فّوض إليهم ، ل عّز ج ّل ،و قال آخرون بل ا ّ
جّ
فخلقوا ورزقوا ،و تنازعوا في ذلك نزاعا شديدا فقتتال قتتائل :متتا بتتالكم ل ترجعتتون إلتتى
ق فيتته فتتاّنه الطريتتق إلتتى
أبيجعفر محّمد بن عثمان فتستتألونه عتتن ذلتتك ليوضتتح لكتتم الحت ّ
سلم فرضيت الجماعة بأبي جعفر و سّلمت و أجابت إلى قوله ، صاحب المر عليه ال ّ
ل تعتتالى هتتو اّلتتذى
نا ّ
فكتبوا المسألة فأنفذوها إليه ،فخرج إليهم من جهته توقيع نسخته إ ّ
ل في جسم ،ليتتس كمثلتته شتتيء و سم الرزاق ،لّنه ليس بجسم و ل حا ّ خلق الجسام و ق ّ
لت فيخلتتق و يستتألونه فيتترزق ايجابتتا
ستتميع البصتتير ،فأّمتتا الئمتتة فتتاّنهم يستتألون ا ّ
هتتو ال ّ
لمسألتهم و إعظاما لحقهم إلى غير هذه من الخبار الواردة في رّد هذه المقالتتة الفاستتدة و
طعتتن القتتائلين بتته ،فل يستتتريب عاقتتل فتتي الحكتتم بكفرهتتم إن كتتان مرادهتتم الّتفتتويض
بالستقلل .
ق القمر و إحياء الموتى و قلب ل يفعل الشياء مقارنا لرادتهم كش ّنا ّو إن كان مرادهم أ ّ
ل ت ستتبحانهالعصاحّية و غير ذلك من المعجزات ،بمعنى أن يكون الفاعل لها حقيقة هو ا ّ
ل أن ذلتتك لمتتا كتتان
و يكون هو الخالق و الّرازق و المحيى و المميت و الضاّر و النافع إ ّ
مقارنا لرادتهم و مقترنا لمشّيتهم فاطلق ذلك عليهم مجازا .
و بعبارة أخرى لما كان وقوع هذه الفعتتال بستتبب ارادتهتتم فصتتاروا بمنزلتتة الفاعتتل لهتتا
ل خلقهتتم و أكملهتتم حقيقة ،فهذا المعنى مما ل إباء للعقل عنه لنه ل يأبى عن أن يكون ا ّ
و ألهمهم ما يصلح لنظام العالم ثّم خلق كّلشيء بقدرته مقارنا
] [ 365
ن الخبار الكثيرة تمنع من القول به فيما عتتدا المعجتتزات ن المحّدث المجلسي قال :إ ّ لاّإّ
ن القول به قول بما ل يعلم ،إذ لم يرد ذلك في الخبار المعتبرة ظاهرا بل صريحا ،مع أ ّ
ل فتتي
فيما نعلم ،و ما ورد من الخبار الّداّلة على ذلك كخطبة البيان و أمثالها فلم يوجد إ ّ
كتب الغلة و أشباههم مع أنه يمكن أن يكون المراد كونهم عّلة غائية لجميتتع الممكنتتات ،
و ايجاد جميتتع المكونتتات و انتته تعتتالى جعلهتتم مطتتاعين فتتي الرضتتين و الستتماوات ،و
ل شيء حتى الجمادات ، ل تعالى ك ّ
يطيعهم باذن ا ّ
ل.
ن يشاء ا ّ
لأّ
ل مشيتهم و لكّنهم ل يشاؤون إ ّ
و انهم إذا شاؤوا امرا ل يرد ا ّ
ن كتتثيرا
الّتفويض في أمر الّدين في الجملة و إّنما قّيدنا به و خالفنا ظاهر أكتتثر العبتتاير ل ّ
من المور الّدينّية مّما نطق به الكتاب العزيز ،و بعضها ثبت بالحاديث القدسّية ،فل بّد
أن يكون الّتفويض فيما عداها ،و به يظهر ما في إطلقات الكثر ،
ل متا
فالمقصود بذلك أّنه سبحانه لّما أكمل نبّيه بحيتث لتم يكتتن يختتار متن المتتور شتتيئا إ ّ
ل بتتاب فتّوض لت فتتي كت ّصواب ،و لم يكن يخطر بباله ما يخالف مشّية ا ّ ق و ال ّ
يوافق الح ّ
صتتوم وصتتلة و ال ّ صتتلة و تعييتتن الّنوافتتل فتتي ال ّ
إليه تعيين بعض المور كالزيادة فتتي ال ّ
ل مسكر و نحو ذلك مّما سيأتي في ضتتمن الخبتتار و الّتفتتويض طعمة بالجد ،و تحريم ك ّ
ق ثابت بالخبار المستفيضة و قتد ذهتب إليته جمتع متن الصتحاب و هتو بذلك المعنى ح ّ
ظاهر من أكثر المحّدثين بل صريح بعضهم كالكليني حيث عقتتد فتتي الكتتافي بابتتا فيتته و ال ّ
صدوق في جملة من كتبه ،فقد ذكر الخبار الدالة على ذلك من غير تعّرض لرّدها ،و ال ّ
صّرح به في عقايده حسبما عرفت سابقا ،و المحّدث
] [ 366
ل على ذلك رواية ياسر الخادم اّلتي أسلفناها المجلسي في جملة من كتبه و غيرهم فمّما يد ّ
ستتلم يقتتوللت عليتته ال ّ و ما رواه في الكافي عن فضيل بن يسار قتتال :ستتمعت أبتتا عبتتد ا ّ
ل أّدب نبّيه فأحستتن أدبتته ،فلّمتتا أكمتتل لتتهل عّز و ج ّ نا ّ
لبعض أصحاب قيس الماصر :إ ّ
الدب قال :
عظيٍم ثم فّوض إليه أمر الّدين و الّمة ليسوس عباده فقال :
ق َ
خُل ٍ
ك َلَعلى ُ
و ِإّن َ
ل عليه و آله الّنوافل أربعا و ثلثين ركعة مثلي الفريضة فأجاز ل صّلى ا ّ
ن رسول ا ّ
ثّم س ّ
ل له ذلك ،و الفريضة و النافلة احدى و خمسون ركعة ،منها ركعتان بعد العتمة جالسا ا ّ
لت
ن رستتول ا ّ سنة صتتوم شتتهر رمضتتان و ست ّل في ال ّ
تعّد بركعة مكان الوتر ،و فرض ا ّ
ل الخمتترل له ذلك و حّرم ا ّ
صوم شعبان و ثلثة أّيام في كل شهر مثلي الفريضة فأجاز ا ّ
ل ت أشتتياء
ل ذلك و عاف رسول ا ّ ل شراب فأجاز ا ّ ل المسكر من ك ّ
بعينها و حّرم رسول ا ّ
ختتص فيهتتا و كرهها لم ينه عنها نهى حرام إنما نهتتى عنهتتا نهتتى إعافتتة و كراهتتة ،ثتّم ر ّ
فصار الختتذ برخصتتته واجبتتا علتتى العبتتاد كوجتتوب متتا يأختتذون بنهيتته و عزايمتته و لتتم
ل فيما نهيهم عنه نهتتى حتترام ،و ل فيمتتا أمتتر بتته أمتتر فتترض لزم خص لهم رسول ا ّ ير ّ
فكثير المسكر من الشربة نهيهم عنه نهى حرام
] [ 367
ل بل ألزمهم ذلتتك ل تقصير الركعتين اللتين ضّمهما إلى ما فرض ا ّ خص رسول ا ّ و لم ير ّ
خص متتا ل للمسافر ،و ليس لحد أن ير ّ خص لحد في شيء من ذلك إ ّ إلزاما واجبا لم ير ّ
لت عتّز و لت أمتتر ا ّ
ل عليه و آله و سّلم فوافق أمر رستتول ا ّ ل صّلى ا ّخصه رسول ا ّ لم ير ّ
لت تبتتارك و ل ،و وجب علتتى العبتتاد التستتليم لتته كالتستتليم ّ ل عّز و ج ّجلّ ،و نهيه نهى ا ّ
سلم قال ل بن سليمان العامرى عن أبي جعفر عليه ال ّ تعالى و في الكافي أيضا عن عبد ا ّ
لت عليتته و آلتته نتتزل بالصتتلة عشتتر ركعتتات ركعتتتين لت صتّلى ا ّ :لمتتا عتترج برستتول ا ّ
ل ت لتته
ل ت فأجتتاز ا ّ
ل سبع ركعات شكرا ّ ركعتين ،فلما ولد الحسن و الحسين زاد رسول ا ّ
ذلك و ترك الفجر لم يزد فيها لضيق وقتها ،
ستتفر
لت تعتتالى بالتقصتتير فتتي ال ّ
لّنه يحضرها ملئكة الّليل و ملئكة الّنهار ،فلّما أمتتره ا ّ
ت ركعات و ترك المغرب لم ينقص منها شيئا و في البحتتار متتن كتتتاب وضع عن اّمته س ّ
سلم هذه الية الختصاص باسناده عن جابر بن يزيد ،قال تلوت على أبي جعفر عليه ال ّ
ل:من قول ا ّ
] [ 368
فسأله عن تلك الية بعينها فأخبره بخلف ما أخبره ،قال ابن أشتتيم فتتدخلنى متتن ذلتتك متتا
شتتام ل ستتكاكين ،و قلتتت .تركتتت أبتتا قتتتادة بال ّ
ل حّتى كنت كاد قلتتبي أن يشتترح بال ّ شاء ا ّ
يخطي في الحرف الواحد الواو و شبهها و جئت إلى من يخطي هذا الخطاء كّله فبينتتا أنتتا
كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك اليتتة بعينهتتا فتتأخبره بخلف متتا أختتبرني و اّلتتذي
ى أبتتون ذلك تعّمدا منه ،فحّدثت نفسي بشيء فالتفت إل ت ّ سأله بعدى فتجّلى عّني و علمت أ ّ
سلم فقال يابن اشيم ل تفعل كذا و كذا فحّدثني عن المر التتذي حتتدثت بتته ل عليه ال ّ
عبد ا ّ
ل فّوض إلى سليمان بن داوود فقال : نا ّ
نفسى ثّم قال :يابن اشيم إ ّ
عْنُه َفاْنَتهُوا فما فّوض إلتتى نتتبّيه فقتتد فّوضتته إلينتتا ،وخذُوُه َو ما َنهيُكْم َل َف ُ
سو ُ
ما آتيُكُم الّر ُ
رواه في الكافي نحوها إلى غير ذلك مّما ورد في هذا الباب هذا و المستفاد من الّروايتتتين
ل عليتته و آلتته و س تّلم ،وي صّلى ا ّ الخيرتين هو ثبوت الّتفويض إلى الئمة كما ثبت للّنب ّ
ن الظتتاهر صدوق في عبارته التي نقلناها سابقا ،و لكنه مشكل جّدا ،و ذلك ل ّ ص ال ّهو ن ّ
من تفويض أمر الّدين إليهم حسبما ذكرناه سابقا هو تسليم أمره إليهم و جعله موكول إلتتى
اختيارهم ،بمعنى أن يكون لهم الخيار في تحريم شيء أو تحليله و الحكتم بطهتارة شتيء
شتترعية و الوضتتعّية و هتتو منتتاف للحتتاديث أو نجاستتته إلتتى غيتتر ذلتتك متتن الحكتتام ال ّ
ل علّيتتا و الئمتتة ن جميع الحكام مّما علمه رسول ا ّ المستفيضة بل المتواترة الّدالة على أ ّ
شتترعّية و المستتائل الّدينّيتتةمن ولده ،و أّنه ما بقي شيء يحتاج إليه الّمتتة متتن الحكتتام ال ّ
ل عليه و آله و تنافيه للّتفويض ظاهر ،إذ المستفاد من ل بّينه صّلى ا ّ حّتى أرش الخدش إ ّ
ل عليه و آله عندهم ،فلتتم ل و أودعه صّلى ا ّ هذه الخبار أّنه لم يبق من أمر الّدين شيء إ ّ
ى حّتى يفّوض المر فيه إليهم أو يحكموا به من تلقاء أنفسهم ،بتتل الظتتاهر يبق حكم واقع ّ
ل ما حكموا به فهو نور مقتبس من نكّ أّ
] [ 369
ن في القتترآن ن المستفاد من كثير من الخبار و اليات أ ّ و منه ينقدح إشكال آخر ،و هو أ ّ
ن جميتع الحكتتام مّمتا ل فتي كتتتاب متبين ،و أ ّ ل شيء و أّنه ل رطب و ل يابس إ ّ تبيان ك ّ
ي أيضتتاب العتتالمين ،و ذلتتك ينتتافي التفتتويض إلتتى الّنتتب ّ نزل به الّروح المين من عنتتد ر ّ
بالتقريب الذي ذكرناه آنفا ،و قد قال سبحانه » :و ما ينطق عن الهوى إن هتتو إلّ وحتتى
ل نذير مبين « و من المعلتتوم أّنتته كتتثيرا متتا ى و ما أنا إ ّ
ل ما يوحى ال ّيوحى ،و إن اّتبع إ ّ
كان ينتظر الوحى و ل يجيب من تلقاء نفسه ،فلو كان المر مفّوضا إليه لمتا احتتاج إلتى
ذلك و يمكن الجواب عتتن الشتتكال الّول بحمتتل الحكتتام المفّوضتتة إليهتتم علتتى الحكتتام
ن المستتتفاد متتن لأّ الظاهرّية كالواردة في مقام الّتقية و رّبما يشعر بتته الّروايتتة الخيتترة إ ّ
ذيلها كالّرواية المتقّدمة عليها هو كون الّتفويض إلى الئمة على حّد الّتفتتويض إلتتى الّنتتب ّ
ي
ل فّوض إلى الئمة ، ن ما فّوض إلى رسول ا ّل عليه و آله و سّلم و أ ّصّلى ا ّ
] [ 370
ل عليه و آلهن تفويض أمور الّدين إليه صّلى ا ّ ن المستفاد من الخبار أ ّ الّتفويض إليه ،ل ّ
ل سبحانه ،و المراد بتأديبه هو اجتبائه بالهداية إلتى جميتع متا فيته إّنما وقع بعد أن أّدبه ا ّ
صتتلح العبتتاد فتتي أمتتر المعتتاش و المعتتاد ،و اكرامتته بالعصتتمة المانعتتة متتن الخطتتاء و
الّزلل ،و اكمال عقله و إقداره على معرفة جهات الفعال من المصالح و المفاسد الواقعة
ل أكمل عقل نبّيه و عّلمه جميتتع المصتتالح و نا ّ
صل المراد بتلك الخبار أ ّ فيها فيكون مح ّ
المفاسد الواقعّية ،فحسن علمه و كماله ،ثّم فّوض إليه أمر دينه أى أذن لتته فتتي مراجعتتة
عقله في معرفة الحكام ،فعرف في شيء جهة حسن ملزم فحكتتم فتي نفستته بوجتوبه ،و
لت
في شيء آخر جهة قبح ملزم فحكم في نفسه بحرمته ،و هكذا ثتّم لحقتته الجتتازة متتن ا ّ
سبحانه ،فحاله عند الّتحقيق كحال المجتهد إذا رجع الدّلة فحكتتم بحكتتم ثتّم عتترض علتتى
ل لّما أكمل نتبّيه بالعقتل و العلتم
نا ّالمعصوم فأقّره عليه و أجاز له ذلك و بعبارة أخرى أ ّ
ي لّمتا عترف الجهتات الواقعّيتة للفعتال ،فعّيتن فتي نفسته و العصتمة و الهدايتة ،و الّنتب ّ
ل فعل حكما من الحكتتام علتتى حستتب ملحظتتة الجهتتات و مراعتتات اقتضتتاء شريف لك ّال ّ
المقتضيات الواقعّية فلحقه الجازة منه سبحانه بما عّينه في نفسه ،ثّم كلف الّناس به بعتتد
لت ستتبحانه ،ثتّم فتتي الكتتتاب المشتتتمللحوق الجازة فيكون و حيا و يندرج فتتي أحكتتام ا ّ
عليها و على غيرها ،
ل على تقريره
ل بعد الجازة و نزول وحى يد ّ
و كيف كان فل ينطق بما اختاره في نفسه إ ّ
عليه .
ن المراد بقولهم كّلما حكم به العقتتل حكتتم و من هنا ذهب بعض أصحابنا الصولّيين إلى أ ّ
ستتنة و المقبحتتة العتتارف بالمصتتالح و ل العتتالم بالجهتتات المح ّ
شتترع :هتتو العقتتل الكت ّ
به ال ّ
ي كتانن النتب ّالمفاسد الواقعّية ،و يوضح ما حّققناه متا ورد فتي أمتتر تحويتتل القبلتة متن أ ّ
متعّبدا باستقبال بيت المقّدس ،فلما عيرت بتته اليهتتود و قتتالوا لتته :إنتتك تتتابع لقبلتنتتا كتتره
ل سبحانه : ب التحويل إلى الكعبة فأنزل ا ّ استقبال قبلتهم و أح ّ
] [ 371
حراِم .
جِد اْل َ
سِطَر اْلَم ْ
ش ْ
ك َ
جَه َ
َو ْ
ل عليه و آله قد اختار في نفسه الّتحويل ،و مع ذلك لم يكّلف الّنتتاس بتته
ي صّلى ا ّ
ن النب ّ
فا ّ
من هوى نفسه و إنما كّلفهم بعد نزول الوحى ،فوّلى وجهه شطره فوّلوا وجوههم إليه ،
فافهم و اغتنم
عععععع
تفويض أمر الخلق إليهم من سياستهم و تأديبهم و تكميلهم و تعليمهتتم و وجتتوب إطتتاعتهم
فيما أحّبوا و كرهوا ،و فيما علموا جهة المصلحة فيه و ما لم يعلمتتوا ،و بعبتتارة اختترى
ل ما يأمرون به و ينهتتون أّنه تعالى فّوض زمام الخلق إليهم و أوجب عليهم طاعتهم في ك ّ
عنتته ،ستتواء علمتتوا جهتتة المصتتلحة أم لتتم يعلمتتوا ،و انمتتا التتواجب عليهتتم الذعتتان و
النقياد .
ل.
عا ّ
ل َفَقْد َأطا َ
سو َ
طع الّر ُ
ن ُي ِ
و َم ْ
و من الخبار ما رواه في الكافي باسناده عن أبي اسحاق النحوي قال :دخلتتت علتتى أبتتي
ل أّدب نبّيه على محّبتهفقال :
نا ّ
سلم فسمعته يقول :إ ّ
ل عليه ال ّ
عبد ا ّ
عْن تهُ
خُذوُه َو ما َنهيُك تْم َ
ل َف ُ
سو ُعظيٍم ثّم فّوض إليه ،فقال َ :و ما آتيُكُم الّر ُ ق َ خُل ٍ
ك َلَعلى ُ
َو ِإّن َ
يو ل ف تّوض إلتتى عل ت ّ ىا ّ ن نب ّ
ل ثّم قال و إ ّ عا ّ ل َفَقْد َأطا َ
سو َ
طِع الّر ُ
ن ُي ِ
َفاْنَتُهوا و قال َ :و َم ْ
لت لنحّبكتتم ) لحستتبكم خ ل ( أن تقولتتوا اذا قلنتتا ،و أن
ائتمنه فستتلمتم و جهتتد النتتاس فتتو ا ّ
تصمتوا اذا صمتنا و نحن فيما بينكم و بين
-----------
) ( 1تت تتت تت تتت ت تتتت تت تتتتتتت ت تتت
] [ 372
ل لحد خيرا في خلف أمرنا و في الكافي و البحتتار متتن بصتتاير التّدرجات ل ما جعل ا ّ
ا ّ
لت
نا ّ
ستتلم يقتتول :إ ّ
لت عليهمتتا ال ّ
باسنادهما عن زرارة قال سمعت أبا جعفر و أبتتا عبتتد ا ّ
فّوض الى نبّيه أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم ثّم تلى هذه الية :
ل ت عليتته و
ل ص تّلى ا ّ
سلم قال :وضع رسول ا ّ و عن زرارة أيضا عن أبي جعفر عليه ال ّ
ل مسكر فقال له رجتتل : آله و سّلم دية العين و دية النفس و دية النف ،و حّرم النبيذ و ك ّ
ل من غير أن يكون جاء فيه شيء ؟ قال :نعم ليعلم من يطع الّرسول فوضع هذا رسول ا ّ
ممن يعصيه
عععععع
تفويض القول بما هو أصلح لهم أو للخلق بستتبب اختلف العقتتول و الفهتتام و الزمنتتة و
الحالت أو غير ذلك من العتبارات و بعبارة أوضح أّنه سبحانه فّوض إليهم بيان العلوم
و الحكتام بمتتا أراد و أراد المصتلحة فيهتا بستتبب اختلف عقتتول الّنتتاس و بستتبب التقّيتتة
فيفتون بعض الّناس بالواقع متتن الحكتتام و بعضتتهم بالتقّيتتة ،و يتتبّينون تفستتير اليتتات و
ل سائل و لهم أن يبّينوا و لهم أن يسكتوا بحسب ما يريهتتم تأويلها بحسب ما يحتمل عقل ك ّ
سالفة .
ل من مصالح الوقت و يشهد بذلك رواية ابن أشيم ال ّ ا ّ
سلم قال :قلت له :حّقا علينتتا أن ي باسناده عن الوشا عن الّرضا عليه ال ّ و ما رواه الكلين ّ
نسألكم قال :نعم ،قلت :حّقا عليكم أن تجيبونتتا ،قتتال :ل ذاك إلينتتا إن شتتئنا فعلنتتا و ان
ل:شئنا لم نفعل أما تسمع قول ا ّ
ب.
حسا ٍ
ك ِبَغيِر ِ
س ْ
ن َأْو َأْم ِ
عطآُؤنا َفاْمُن ْ
هذا َ
سلم قال سألته عتتن مستتألة فأجتتابني و باسناده عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليه ال ّ
ثّم جائه رجل آخر فسأله عنها فأجابه بخلف ما أجابني ث تّم جتتاء آختتر فأجتتابه بخلف متتا
أجابني و أجاب صاحبي فلّما خرج الّرجلن قلت له :يابن رسول ا ّ
ل
] [ 373
ل واحد منهمتا بغيتر متا أجبتت رجلن من أهل العراق من شيعتكم قد ما يسألن فأجبت ك ّ
ن هذا خير لنا و لكم و أبقى لنتا و لكتم و لتو اجتمعتتم علتى به صاحبه ،فقال :يا زرارة إ ّ
ل لبقائنا و لبقائكم و عتتن الخصتتال بستتنده عتتن
أمر واحد لما صدقكم الّناس علينا ولكان أق ّ
ن القتترآن
ن الحاديث تختلف عنكم قال :فقال :إ ّ سلم :ا ّ
صادق عليه ال ّ
حماد قال :قلت لل ّ
نزل على سبعة أحرف و أدنى ما للمام أن يفتى على سبعة وجوه ثّم قال :
ب.
حسا ٍ
ك ِبَغيِر ِ
س ْ
ن َأْو َأْم ِ
عطآُؤنا َفاْمُن ْ
هذا َ
عععععع
الّتفويض في قطع الخصومات و مقام القضاء ،فلهم أن يحكموا بظاهر الشريعة و لهم أن
ل عليه متتا رواه
ل واقعة و يد ّ
ق في ك ّخ الح ّ
ل من الواقع و م ّ يحكموا بعلمهم و بما يلهمهم ا ّ
ل إلى أحد من خلقتتهل ما فّوض ا ّسلم ل و ا ّ ل عليه ال ّ
محّمد بن سنان قال :قال أبو عبد ا ّ
سلم فقال : ل إلى الرسول و إلى الئمة عليه و عليهم ال ّ إّ
لت و هتي جاريتتة فتي الوصتتياء فتتانّ كا ّن الّنتاس بمتا َأريت َ
حُكَم َبي َ
ب ِلَت ْ
ك اْلِكتا َ
ِإّنا َأْنَزْلنا ِإَلْي َ
ل علتتى الّتفتتويض بتتالمعنى
ن المراد بالرائة هو اللهام و ما يلقى في القلتتب فتتتد ّ الظاهر أ ّ
ل في شرح كلمه المأة و التاسع عشر المذكور ،و يأتي تحقيق ذلك إنشاء ا ّ
] [ 374
عععععع
ل القدام
ق الّتأمل في هذا المقام فاّنه من مزا ّ
و عليك بالّتأّمل ح ّ
ععععععع
و هو التاسع و الخمسون من المختار في باب الخطب فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم
بأجمعهم :
] [ 375
لبين .
نجم منهم قرن قطع حّتى يكون آخرهم لصوصا س ّ
ععععع
) القرار ( و القرارة بالفتح ما قّر فيه شيء و سكن و المراد هنا الرحام و ) نجم ( ينجتتم
من باب نصر ظهر و طلع و ) القرن ( الّردق من الحيوان و موضعه متتن رأس النستتان
أو الجانب العلى منه و القرن من القتتوم ستّيدهم و رئيستتهم و ) اللصتتوص ( جمتتع لتتص
سلب ( الختلس مثّلثة و ) ال ّ
ععععععع
ستتابق فتتانّ هذا الكلم أيضا من جملة اخبتتاره الغيبّيتتة حستتبما عرفتتت فتتي شتترح كلمتته ال ّ
لت إّنهتتم
لوا ّ أصتتحابه لّمتتا توّهمتتوا هلك القتتوم جميعتتا و استيصتتالهم ردعهتتم بقتتوله ) ك ّ
ن قوما مّمن يرى رايهتتم نطف ( مستقّرة ) في أصلب الّرجال و قرارات الّنساء ( يعنى أ ّ
و يقول بمثل مقالتهم الن موجتتودون بعضتتهم فتتي أصتلب البتتاء و بعضتهم فتتي أرحتام
المهات و سيظهرون و يّتبعون لهم و يكون لهتتم رؤستتا ذو و أتبتتاع و ) كّلمتتا نجتتم منهتتم
قرن قطع ( أراد به استيصال رؤسائهم و استعار لهم لفتتظ القتترن مرشتتحا بتتذكر الّنجتتم و
القطع لكونهما من مليمات المستعار منه ،ثّم أشار إلى ما يصير إليه حالهم من الّدنائة و
ن طائفتتة لبين ( أى قطاعا للطريق روى أ ّ البتذال بقوله ) حّتى يكون آخرهم لصوصا س ّ
ستتلم و قتتد عرفتتت من الخوارج لم يحضروا القتال و لم يظفر بهم أمير المؤمنين عليتته ال ّ
ن المفلتين من القتل كانوا تسعة نفر ،فتفرقوا في البلد و شاعت سابق أ ّ
في شرح الكلم ال ّ
ت و قيل سبع بدعهم فيها و صاروا نحوا من عشرين فرقة و كبارها س ّ
عععععع ععععععع
] [ 376
جنب صلتهم ،و صوم أحدكم في جنب صومهم ،و لكن ل يجاوز ايمانهم تراقيهم ،
سيرةقالوا :من نصب من قريش و غيرهم و عدل فيما بين الّناس فهو امام ،و إن غّير ال ّ
و جار وجب أن يعزل أو يقتتتل و لتتم يوجبتتوا نصتتب المتتام ،و جتّوزوا أن ل يكتتون فتتي
صحابة و مرتكب الكبيرة العالم إمام و كّفروا عثمان و أكثر ال ّ
ععععععع عععععععع
أصحاب أبي بيهس هيصم بن جابر و كان بالحجاز و قتل في زمن الوليد قالوا :
ل و بما جاء به الّرسول فمن وقع فيما ل يعتترف أحلل هتتو اليمان هو القرار و العلم با ّ
ق ،و قيتتل ل يكفتتر حّتتتى يرجتتع
أم حرام فهو كافر ،لوجوب الفحص عليه حّتى يعلم الح ّ
ل ما في قوله : أمره إلى المام فيحّده و كّلما ليس فيه حّد فمغفور ،و قيل ل حرام إ ّ
ععععععع عععععععع
أصحاب نافع بن الزرق و كانوا أكبر الفرق غلبوا على الهواز و بعتتض بلد فتتارس و
ل بن زبير ،و هم في ثلثين ألتتف فتتارس فأنفتتذ إليهتتم المهلتتب و لتتم كرمان في أّيام عبد ا ّ
جتاج و يزل في حربهتم هتو و أولده تستتع عشترة إلتتى أن فترغ متتن أمرهتتم فتتي أّيتام الح ّ
ل في شأنه : ي بالّتحكيم ،و هو اّلذي أنزل ا ّ
مذهبهم أّنهم قالوا :كفر عل ّ
ل.
تا ّ
سُه اْبِتغاَء َمْرضا ِ
شري َنْف َ
ن َي ْ
ن الّناس َم ْ
َو ِم َ
] [ 377
ل و الملئكة و الّنتتاس أجمعيتتن ،و قتالوا :أيضتتا بكفتتر عليه و عليهم ألف ألف لعنة من ا ّ
ل بن العّباس و ساير المسلمين معهتتم و قضتتوا عثمان و طلحة و الّزبير و عايشة و عبد ا ّ
بتخليدهم في الّنار ،و كفروا الذين قعدوا عن القتال و إن كانوا موافقين لهم في الّدين ،و
قالوا بتحريم الّتقّية في القتتول و العمتتل و بجتتواز قتتتل أولد المختتالفين و نستتآئهم و أّنتته ل
رجم على الّزاني المحصن إذ هو غير متتذكور فتتي القتترآن ،و المتترئة إذا قتتذفت أحتتدا ل
ن المذكور في القرآن هو صيغة الذين و هي للمذّكر ،و جّوزوا أن يكتتون النتتب ّ
ي تحّد ،ل ّ
ن مرتكب الكبيرة كافر . كافرا و إن كان بعد النبّوة ،و قالوا :إ ّ
ععععععع ععععععع
نسبتهم إلى نجدة بن عامر الّنخعي و كان معه أميران يقال :لحدهما عطية و للخر أبتتو
ل منهما جمتتع عظيتتم ،و قتل فتتي زمتتن
فديك ،ففارقاه بشبهة ثّم قتله أبو فديك و صار لك ّ
عبد الملك ،و هم افترقوا من حيث المذهب إلى فرق عديدة منها .
لت
ن نجتتدة وجتتد لعنتته ا ّ العاذّرية و هم الذين عذروا الّناس في الجهالت بالفروع و ذلتتك أ ّ
ن قبتتل القستتمة و أكلتتوا متتنبجيش إلى أهل القطيتتف فقتلتتوهم و أستتروا نستائهم و نكحتتوه ّ
الغنيمة قبلها أيضا فلّما رجعو إلى نجدة و أخبروه بما فعلتتوا قتتال :لتتم يستتعكم متتا فعلتتتم ،
فقالوا :لم نعلم أّنه ل يسعنا فعذروهم بجهالتهم و قال الّنجدات كّلهم :
ل حاجة للّناس إلى المام بل الواجب عليهم رعاية الّنصفة فيما بينهم و يجوز لهتتم نصتتبه
إذا توّقفت عليه المور و خالفوا الزارقة في غير الّتكفير .
و منها الصغرية أصحاب زياد بن الصغر يخالفون الزارقتتة فتتي تكفيتتر متتن قعتتد عتتن
القتال إذ كانوا موافقين لهم في الّدين و في إسقاط الّرجم فاّنهم لم يسقطوه
-----------
) ( 1تتتتت تتتتتت تت تتتتتت تتتتتتت تتتت
تت تتتت تتت تتتت تتت
] [ 378
و جّوزوا الّتقية في القول دون العمل ،و قالوا المعصية الموجبة للحّد ل يس تّمى صتتاحبها
صتتوم
صتتلة و ال ّ
ل بها فيقال سارق مثل و ل يقال كافر و ما ل حّد فيه لعظمته كتتترك ال ّ إّ
يقال لصاحبه كافر .
ععععععع عععععععع
ل ت محّمتتد بتتن
ل بن أباض كان في أّيام مروان بن محّمد فوجد إليه عبد ا ّ نسبتهم إلى عبد ا ّ
ن مخالفينا من أهل القبلتتة كفتتار غيتتر مشتتركين عطية فقاتله و قتله ،و هؤلء ذهبوا إلى أ ّ
يجوز مناكحتهم و غنيمة أموالهم حلل عند الحرب دون غيره ،و دارهم دار السلم إ ّ
ل
ن العمتتال داخلتتة فتتيمعسكر سلطانهم ،و مرتكب الكبيرة مّوحد غير مؤمن بناء علتتى أ ّ
ل تعالى و مرتكب الكبيرة كافر كفر نعمة ل كفتتر مّلتتة ،و اليمان ،و فعل العبد مخلوق ّ
صحابة و تحت هذه الفرقة أيضتتا توقفوا في الّنفاق أهو شرك أم ل و كّفروا علّيا و أكثر ال ّ
فرق عديدة .
ن بيتن
منهم الحفصّية نسبتهم إلتتى أبتتى حفتص بتن أبتي المقتدام و زادوا علتى الباضتية أ ّ
ل تعتتالى و
ل تعالى فاّنها خصلة متوسطة بينهما ،فمن عرف ا ّ شرك معرفة ا ّ اليمان و ال ّ
كفر بما سواه من رسول أو جّنة أو نار أو بارتكاب كبيرة فكافر ل مشرك .
و منهم اليزيدية و هم أصحاب يزيد بن أنيسة زادوا على الباضتتية بقتتولهم :إّنتته ستتيبعث
ي من العجم بكتاب يكتب في السماء و ينزل جملة واحدة و يترك شريعة محّمد إلى مّلة نب ّ
ل ذنتتب شتترك صابية المذكورة في القرآن ،و قتتالوا أصتتحاب الحتتدود مشتتركون ،و كت ّ
ال ّ
صغيرة كانت أو كبيرة .
و منهم الحارثية و هم أصحاب أبي الحتتارث الباضتتى ،ختالفوا الباضتية فتي القتتدر أى
كون أفعال العباد مخلوقة منه تعالى ،و فى كون الستطاعة قبل الفعل .
ععععععع عععععععع
لت كتان
ن العبد إذا أتى بما امر به و لتم يقصتد ا ّ
أصحاب عبد الكريم بن عجرد ،زعموا أ ّ
ذلك طاعة ،و قالوا أيضا بوجوب التبّرى عن الطفل حّتى يّدعي السلم بعتتد البلتتوغ ،و
يجب دعاؤه إلى السلم إذا بلغ ،و هذه الفرقة افترقوا
] [ 379
منهم الميمونية نسبتهم إلى ميمون بن عمران قالوا :باستتناد الفعتتال إلتتى قتتدر العبتتاد ،و
شّر و ل يريد المعاصتتي كمتتا هتتو ل يريد الخير دون ال ّ يكون الستطاعة قبل الفعل و أن ا ّ
مذهب المعتزلة ،قالوا :و أطفال الكّفار في الجّنة ،و يتتروي منهتتم تجتتويز نكتتاح البنتتات
للبنين و البنين للبنات ،و جّوزوا أيضا نكتتاح بنتتات البنيتتن و بنتتات البنتتات و بنتتات أولد
صتتة متتن
الختتوة و الختتوات ،و نقتتل عنهتتم إنكتتار ستتورة يوستتف فتتانهم زعمتتوا أّنهتتا ق ّ
صة العشق قرآنا و منهم الحمزية نسبتهم إلى حمتتزة بتتن القصص ،و ل يجوز أن تكون ق ّ
ل أّنهم قالوا أطفال الكّفار في الّنار .
أدرك وافقوا الميمونّية إ ّ
ل في القدر .
شعيبّية نسبتهم إلى شعيب بن محّمد و هم كالميمونّية في بدعتهم إ ّ
و منهم ال ّ
شعيبّية و يحكى عنهم أّنهم يتوّقفونو منهم الحازمّية نسبتهم إلى حازم بن عاصم وافقوا ال ّ
ي و ل يصّرحون بالبرائة منه كما يصّرحون بالبرائة من غيره . في أمر عل ّ
و منهم الخلفية أصحاب خلف الخارجي و هم خوارج كرمان أضافوا القدر خيره و شتتّره
ن أطفال المشركين في النار بل عمل و شرك .
ل و حكموا بأ ّ
إلى ا ّ
و منهم الطرافية و هم على مذهب حمزة و رئيسهم رجل من سجستان يقتتال لتته :غتتالب
ل أنهم قالوا بمعذورية أهل الطراف فيما لتتم يعرفتتوه متتن الشتتريعة إذا أتتتوا بمتتا يعتترف إّ
سنة في أصولهم . لزومه من جهة العقل ،و وافقوا أهل ال ّ
صلتية نسبتهم إلى عثمان بن أبى الصلت ،و هم كالعجاردة لكن قتتالوا متتن أستتلم و منهم ال ّ
و استجار بنا تولّينا و تبرأنا من أطفاله حّتى يبلغوا فيدعوا إلى
] [ 380
ععععععع عععععععع
و ربما عدت هذه من فرق العجتتاردة فيكتتون الفتترق الكبتتار ستّتا ،و بعضتتهم جعلهتتا ستّتا
باسقاط المحكمتتة ،و كيتتف كتتان فهتتم أصتتحاب ثعلبتتة بتتن عتتامر ،قتتالوا بوليتتة الطفتتال
ق بعد البلوغ ،و نقل عنهتم أنهتتم يتترون صغارا كانوا أو كبارا حتى يظهر منهم إنكار الح ّ
أخذ الزكاة من العبيد إذا استغنوا و إعطائها لهم إذا افتقروا ،و تفّرقوا إلى أربع فرق .
الولى الخنسية أصحاب الخنس بن قيس ،و امتازوا عن الثعالبة بأن توقفوا فيمتتن هتتو
في دار التقية من أهل القبله فلم يحكموا عليه بايمان و ل كفر ،و نقل عنهم تجتتويز نكتتاح
ن.
المسلمات من مشركي قومه ّ
الثانية المعبدية نسبتهم إلى معبد بن عبد الّرحمن ،خالفوا الخنسية في تزويتتج المستتلمات
من المشركين و خالفوا الثعالبة في زكاة العبيد أى أخذها منهم و دفعها إليهم .
الثالثة الشيبانية نسبتهم إلى شيبان بن ستتلمة قتتالوا بتتالجبر و نفتتى القتتدرة الحادثتتة الّرابعتتة
المكرمية نسبتهم إلى مكرم العجلى قالوا تارك الصلة كافر ل لترك الصتتلة بتتل لجهلهتتم
ن من علم أنتته مطلتتع علتتى ستّره و علنتته و مجتتازيه علتتى طتتاعته و معصتتيته ل ل ،فا ّ
با ّ
ن مرتكبها كافر بجهله با ّ
ل ل كبيرة فا ّ
يتصّور منه القدام على ترك الصلة ،و كذا ك ّ
ععععععع
و فرموده آن حضرت وقتى كه قتل نمود خوارج را و عرض كردند به آن حضرت كتته
جميع طايفه خوارج هلك و تمام شدند :نيست و همچنين بخدا قسم به درستى كه ايشان
نطفهها هستند در پشتهاى متتردان و در رحمهتتاى زنتتان هتتر گتتاه ظتتاهر شتتود از ايشتتان
شاخى بريده شود تا اينكه مىباشد آخر ايشتان دزدان رباينتدگان يعنتى متآل كارشتان بته
جائى رسد كه در آخر از رذالة و دنائة نفس قطاع الطريق
] [ 381
و راهزن ميشوند
و هو الستون من المختار فى باب الخطب ل تقتلوا الخوارج بعدي فليس من طلب الحتت ّ
ق
فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه .
ععععع
ععععععع
و توضيحه يظهر مّما حّققه نجم الئمة الّرضتتي حيتتث قتال :و الفتتاء التتتي لغيتتر العطتتف
ص بالجمتتل و
ستتببّية و يختت ّ أيضا ل نخلو من معنى الّترتيتتب ،و هتتى التتتي تستّمى فتتاء ال ّ
شرط ،نحو إن لقيته فأكرمه ،و من جائك فتتأعطه ،و تدخل ما هو جزاء مع تقّدم كلمة ال ّ
ستتببية بمعنتتى لم
بدونها ،نحو زيد فاضل فاكرمه إلى أن قال :و كتتثيرا متتا يكتتون فتتاء ال ّ
السببّية ،و ذلك إذا كان ما بعده سببا لما قبله كقوله تعالى :
ك َرجيٌم .
ج ِمْنها َفِإّن َ
خُر ْ
ُأ ْ
] [ 382
عاطفة جملة على جملة ،نحو يقوم زيد فيغضب عمرو ،لكن ل يلزمها العطف نحو إن
لقيته فاكرمه ،انتهى كلمه رفع مقامه .
عععععع
سلم نهى عن قتل الخوارج بعده مشيرا إلى عّلتتة الّنهتتى بقتتوله ) ل تقتلتتوا اعلم أّنه عليه ال ّ
ق فأخطتتاه كمتتن طلتتب الباطتتل فتتأدركه ( و الخوارج بعدى ( فتتاّنه ) ليتتس متتن طلتتب الحت ّ
ن استحقاق القتل إّنما هو بطلب الباطل و الوقوع فيه عن علتتم و عمتتد ل صل الّتعليل أ ّمح ّ
مجرد الوقوع في الباطل و لو متن حيتث ل يشتعر ،و الختوارج لّمتا لتم يكتن مقصتودهم
ق فخطئوا فيه و وقعوا في الباطل من حيث ل يشتتعرون ل جتترم نهتتى لدرك الح ّ بالّذات إ ّ
ق لتتم
عن قتله ،و أّما معاوية و أصحابه فلما كان مطلوبهم بالّذات هو الباطل و محق الحت ّ
سلم عن قتلهم بل أمر به فيما سبق من كلمه بقتوله :أمتا أّنته ستيظر عليكتم يمنع عليه ال ّ
من بعدى رجل رحب البلعوم إلى قوله :فاقتلوه و لن تقتلوه آه .
ق و وقوعهم فتتي الباطتتل كتتان بتتالعرض ، ن الخوارج كان مقصودهم بالّذات هو الح ّ أّما أ ّ
سادستتة و الثلثيتتن و أّنهتتم كتتانوا أهتتل عبتتادة و
فلما عرفت من حالهم في شرح الخطبتتة ال ّ
ل عليه و آله و سّلم قال في حقهم :يخرج قوم من امّتي ل صّلى ا ّ ن رسول ا ّزهادة حّتى أ ّ
يقرؤون القرآن ليس قرائتكم إلى قرائتهم بشيء ،و ل صلتكم إلتتى صتتلتهم بشتتيء و ل
ق حّتتتى
ل أّنهتتم بتتالغوا فتتي الّتحتّرى و شتّدة الطلتتب للحت ّصومكم إلتتى صتتومهم بشتتيء ،إ ّ
تجاوزوا عن فضيلة العدل فيه إلى رذيلتة الفتراط ،و زعمتوا أّنهتم كفتروا بتالتحكيم ،و
زعموا كفر أمير المؤمنين بذلك أيضا فوقعوا في الباطل و مرقوا من الّدين .
ن مقصود معاوية كان بالّذات هو الباطل و هكذا أصتتحابه فلمتتا عرفتتت فتتي شتترح و أما أ ّ
الخطبة الخامسة و العشرين و غيرها و ستعرف بعد ذلتتك أيضتتا أّنتته كتتان أهتتل زندقتتة و
ستتلم
ل عليه و آله و محاربا لمير المتتؤمنين عليتته ال ّ ل صّلى ا ّ
الحادوذا تعّرض لرسول ا ّ
و ساّبا له و لعنتتا فتتي الجمعتتة و العيتتاد ،و كتتانت أحتتواله كّلهتتا مؤديتتة بانستتلخه عتتن
لعنيتتن متتن الملئكتتة و النتتس و ل ت و لعنتتة ال ّ
العدالة و اصراره على الباطل عليه لعنة ا ّ
سماوات و الرضين . ل ال ّ
ن أجمعين م ّالج ّ
] [ 383
فان قلت :إذا كتتان عّلتتة المنتتع متتن قتتتل الختتوارج بعتتده هتتو عتتدم كتتونهم بالتّذات طتتالبين
للباطل ،فهذه العّلة بعينها كانت موجودة في زمانه فلم قاتلهم و قتلهم ؟
شارح البحراني بأّنه نهتى عتن قتلهتم علتى تقتدير لتزوم كتل منهتم نفسته و
قلت :أجاب ال ّ
اشتغالهم بها و استتارهم في بيوتهم ،و هو إّنما قتلهم من حيث إّنهم أفسدوا في الرض و
ل بن خباب ،صالحين كعبد ا ّ
سفكوا الّدم الحرام و قتلوا جماعة من ال ّ
و شقوا بطن امرءته و دعوا الّناس إلى بدعتهم ،و مع ذلك كان يقول لصحابه :
ل تبدؤهم بالقتال حّتى يبدؤكم ،و لم يشرع في قتلهم حّتى بدؤوا بقتل جماعة من أصحابه
.
ق في ذلك و إّنما نهى عن قال :و يحتمل أن يقال :إّنه إّنما قتلهم لّنه إمام عادل رأى الح ّ
قتلهم بعده لّنه علم أّنه ل يلي هتتذا المتتر بعتتده متتن لتته بحكتتم الشتتريعة أن يقتتتل و يتتتوّلى
الحدود .
شارح المعتزلي حيث قتتال :لع تلّ أقول :و الّتحقيق في الجواب ما ذكره في البحار تبعا لل ّ
المراد ل تقتلوا الخوارج بعدى ما دام ملك معاوية و أضرابه كما يظهتتر متتن الّتعليتتل ،و
ق عن شبهة سلم و يبرء منه في الجمع و العياد و لم يكن إنكاره للح ّ قد كان يسّبه عليه ال ّ
كالخوارج ،و لم يظهر منهم من الفسوق ما ظهر منه و لم يكن مجتهدا في العبادة و حفظ
شرع مثلهم ،فكان أولى بالجهاد ،إنتهى . قوانين ال ّ
ل على ذلك ما رواه أبو العباس المبّرد قال :و خرج من الخوارج علتتى معاويتتة بعتتد و يد ّ
ي حوثرة السدى و حابس الطائي خرجا في جمعهما فصارا إلى موضع أصحاب قتل عل ّ
يو الّنخيلة و معاوية يومئذ بالكوفة و قد دخلها في عام الجماعة ،و وفتتد الحستتن بتتن علت ّ
خرج يزيد المدينة فوجه إليتته معاويتتة و قتتد تجتتاوز فتتي طريقتته يستتأله أن يكتتون المتتتولي
ل لقد كففت عنك لحقتتن دمتتاء المستتلمين 1و لمحاربة الخوارج فكان جواب الحسن :و ا ّ
ل أولى بالقتل منهم
ذاك يسعنى ،أفا قاتل عنك قوما أنت و ا ّ
-----------
) ( 1تتتت تت ت تت ت ت تت ت تتتتتت ت ت تتت تتت
تت ت ت تت تت ت ت تت ت تت ت تت ت تتتتتت ت تت ت
تت تتتتتت ت تتت .تتت تتتتت ت تتت
] [ 384
و فرموده است آن حضرك در شأن خوارج كه :نكشيد خارجيتتان را بعتتد از متتن ،پتتس
نيست كسى كه طلب كند حق را پس خطا كند در آن مثل كستتى كتته طلتتب كنتتد باطتتل را
لت عنتته گفتتته كتته اراده فرمتتوده حضتترت بطتتالب باطتتل
پس دريابد آنرا ،ستتيد رضتتى ا ّ
معاويه عليه الهاويه و أصحاب او را .
ععععع
ععععععع
عععععع
ن الشعث لقاه
ل مرارا و أ ّ
سلم خوف من غيلة ابن ملجم لعنه ا ّ
روى أّنه عليه ال ّ
] [ 385
سلم :كتتان يخطتتب متّرة و يتتذكر أصتتحابه و ابتتن ملجتتم تلقتتاء المنتتبر
و روى أّنه عليه ال ّ
سلم أتوابه ملّببا فأشرف عليهم ل لريحّنهم منك ،فلما انصرف عليه ال ّ فسمعه يقول :و ا ّ
،
ن علتىّ و قال ما تريدون ،فخبروه بما سمعوا عنه ،فقال فما قتلنتى بعتد خّلتوا عنته ) و إ ّ
لت ستتبحانه بحفتتظ أستتباب حيتتاته فتتي المتتدة
ل جّنة حصينة ( استتتعار الجّنتتة لعنايتتة ا ّ
من ا ّ
ن الجّنتة كمتا أّنهتا حافظتة للنستان عتن آلم الممكنة له في القضتاء اللهتي ،و الجتامع أ ّ
سهام و نحوها ،فكذلك بقاء أسباب الحياة و ثبات ماّدتها حافظان لتته عتتن ستتهام المتتوت ال ّ
فحسن استعارتها لها و ذكر الحصينة ترشيح للستعارة ) فاذا جاء يومي ( الذي قّدر فيتته
موتى ) انفرجت ( تلك الجّنة ) عّنتتي و أستتلمتني ( للمتتوت و كّنتتى بانفراجهتتا عتتن انعتتدام
بعض أسباب الحياة في حّقه ،و هو ترشيح آخر للستعارة المتتذكورة ) فحينئذ ل يطيتتش
سهم ( كما قال في الّديوان المنسوب إليه . ال ّ
ن للنسان أجل موقوتا و أمتتدا ممتتدودا إذا أدركتته يبطتتلأقول :و في هذا الكلم إشعار بأ ّ
حياته ،و إلى ذلك ذهب جماعة ،و استدّلوا عليه بقوله سبحانه :
ل:
جًل ِكتابًا ُمَؤ ّ
نا ّ
ل ِبِإْذ ِ
ت ِإ ّ
ن َتُمو َ
س َأ ْ
ن ِلَنْف ٍ
َو ما كا َ
ن.
سَتْقِدُمو َ
عًة َو ل َي ْ
ن سا َ
خُرو َ
سَتْأ ِ
جُلُهْم ل َي ْ
ل َفإذا جاَء َأ َ
جٌل ُأّمٍة َأ َ
و قال أيضا َ :و ِلُك ّ
] [ 386
و ذهب آخرون إلى قبوله الّزيادة و الّنقصان مستدّلين بقوله » :و ما يعّمتتر متتن معّمتتر و
ن صلة الّرحتتم تتتوجب ل في كتاب « و بالخبار الكثيرة الّداّلة على أ ّل ينقص من عمره إ ّ
الّزيادة في العمر و القطيعة توجب الّنقصان ،و كذلك البّر و العقوق هذا .
و الّتحقيق في المقام هو الّتفصيل بما يجمع به بين الدّلتين ،و توضيحه يحتاج إلى تمهيد
ن الجتتل علتتى قستتمين
ن المستتتفاد متتن بعتتض اليتتات و الخبتتار هتتو أ ّ
مقّدمتتة ،و هتتو أ ّ
محتوم ،و موقوف ،قال سبحانه في سورة نوح :
جتت َ
ل ن َأ َ
سّمى ِإ ّ
ل ُم َ
جٍخُرُكْم ِإلى َأ َ
ن ُذُنوِبُكْم َو ُيَؤ ّ
ن َيْغِفْر َلُكْم ِم ْ
ل َو اّتُقوُه َو َأطيُعو ِ
عُبُدوا ا ّ
نا ْ
َأ ِ
خُر .ل ِإذا جاَء ل ُيَؤ ّا ّ
لت لهتتم بشتترط اليمتتان و سرون :الجل المسّمى هو المد القصتتى التتذي قتّدر ا ّ قال المف ّ
ن وصتف الجتل الطاعة و راء ما قّدره لهم على تقدير بقآئهم على الكفر و العصيان ،فتا ّ
ن لهم أجل آخر ل يجتتاوزونه إن لتتم بالمسّمى و تعليق تأخيرهم إليه باليمان صريح في أ ّ
خر « أى ما قّدر لكم على تقدير ل إذا جاء ل يؤ ّ
ن أجل ا ّ
يؤمنوا ،و هو المراد بقوله » :إ ّ
خر ، بقائكم على الكفتتر إذا جتاء و أنتتم علتى متا أنتتتم عليتته متتن الكفتر و العصتتيان ل يتتؤ ّ
فبادروا إلى اليمان و الطاعة قبل مجيئه حّتى ل يتحّقق شرطه الذي هو البقاء على الكفر
خروا إليه . ،فل يجيء و يتحّقق شرط الّتاخير إلى الجل المسّمى فتأ ّ
ل عّز و
سلم قال سألته عن قول ا ّ
و في الكافي باسناده عن حمران عن أبي جعفر عليه ال ّ
جلّ :
] [ 387
عْنَدُه .
سّمى ِ
ل ُم َ
جٌل َو َأ َ
جًَقضى َأ َ
الجل المقتضى هو المحتوم الذي قضاه و حتمه ،و المسّمى هو الذي فيه البداء ،
ن من الجل قسما قابل للّتغيير و قسما ليس قابل له ،و إذا عرفت هذه المقّدمة ظهر لك أ ّ
لزم حمل الدّلة الولة الّدالة على عدم الّتغير في الجتتال بالتقتّدم و الّتتتأخّر علتتى
عليه فال ّ
الجل المحتوم ،و حمل الدلة الّثانية على الجل الموقوف القابل للتغّير بحصول شروط
الّزيادة و أسبابها و عدمه ،و على ذلك فان كتان متراد القتائلين بثبتوت الّتغيتر و القتائلين
بعدمه هو ما ذكرناه فل مشاحة بيننا و بينهم و يصير نزاع أحدهما مع الخر أيضا علتتى
ذلك لفظّيا ،و إن أرادوا ثبوت الّتغير في مطلق الجال و عدمه كذلك فالمنع على القولين
واضح .
ن وجود الّتغير في الجل الموقوف حسبما ذكرنا ل يوجب الّتغّيتتر فتتي ثّم ل يذهب عليك أ ّ
علمه سبحانه حسبما يزعمه القائلون بالقول الّول ،و ذلتتك لّنتته ستتبحانه كمتتا علتتم كّميتتة
العمر علم ارتباطه بسببه المخصوص ،و كما علم متتن زيتتد دختتول الجّنتتة علتتم ارتبتتاطه
بأسبابه المخصوصة من ايجاده ،و خلتتق العقتتل لتته و بعتتث النبيتتاء و نستتب اللطتتاف و
شرع ،و علم أيضا حصول تلك الستتباب فتتي الختتارج حسن الختيار و العمل بموجب ال ّ
لت ستتبحانه صلة لوجود المسّبب ،و بالجملة جميع ما يحدث فتتي العتتالم فهتتو معلتتوم ّالمح ّ
على ما هو واقع عليه من شرط أو سبب .
ل سبحانه قتتد خلتتق لوحتتا و ستّماه لتتوح المحتتو و الثبتتات قتتد كتتتب فيتته
نا ّ
توضيح ذلك أ ّ
الجال و الرزاق و جميع ما يكون في عالم الكون معّلقا على السباب و الشرايط و هتتو
ن عمر زيد عشتتر ستتنين إن الذي يقع في المحو و الثبات و الّتغيير و البداء ،مثل كتب أ ّ
لم يصل رحمه ،و عشرون إن وصل ،و أّنه إن أّدى الّزكاة يحصل له
] [ 388
البركة في ماله و إن لم يؤّده لم يحصل ،و كذلك جميع الكاينات فهذا الّلوح الذي ابدع فيه
صتتور الموجتتودات علتتى التتوجه القابتتل للّتغييتتر ،و خلتتق لوحتتا آختتر أبتتدع فيتته صتتور
صلة معقولة محفوظة عن الّتغّير و هو المسّمى باّم الكتاب الموجودات و جميع الشياء مف ّ
المشار إليه في قوله تعالى :
ل فيه الكاينات على متتا علمتته فتتيب و قد كتب ا ّ عْنَدُه ُأّم اْلِكتا ِ
ت َو ِ
ل ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ
حو ا ّ
َيْم ُ
ن علمتتهالزل و يسّمى ذلك بالعلم الملزم ل تغّيتتر فيتته و ل تبتّدل بتتوجه متتن الوجتتوه ،ل ّ
بالسباب و المسّببات على نهج واحد ،
أو ل يصل رحمه فيكون كذا و قد علم في الزل أحد الطرفين فكتبه في اللوح المحفوظ ،
نعم يبقى الكلم في فايدة لوح المحو و الثبات و تغيير الكاينات و صفاتها فيه متتع وجتتود
الّلوح المحفوظ ،و ل حاجة لنا إلى البحث في ذلك الن و إّنما الواجب الّتسليم و الذعان
ل العالم الخبير بأسرار عالم المكان .
ص الخبار عليهما و القرآن ،و ا ّ
بعد دللة ن ّ
ععععععع
از جمله كلم آن امام عالى مقامست در وقتتتى كتته ترستانيدند او را از كشتتتن ابتتن ملجتتم
ملعون غفلت مىفرمايد كه :بدرستى بر من استتت از جتتانب خداونتتد ستتپرى محكتتم كتته
عبارتست از بقاء اسباب حياة تا روز فوت ،پس هر گاه بيايد روز مرك من وا شود آن
سپر از من و باز گذارد مرا بدست مرك ،پس اين هنگام خطا نمىكند تير موت و الّبته
بر نشانه بدن واقع مىشود ،و خوب نشود أثر جراحت و روى بصحت نگذارد .
] [ 389
ععععع
ل يفيء فيئا رجتتع متتن جتتانب المغتترب إلتتى جتتانب المشتترق ،قتتال الفيتتروز
) فتتاء ( الظت ّ
ل و ) سبغ ( الشيء سبوغا متتن بتتاب قعتتد ت تّم وآبادى :الفيء ما كان مشّمسا فينسخه الظ ّ
ل طال إلى الرض و ) قلص ( كمل ،و سبغ الّدرع طال من فوق إلى أسفل ،و سبغ الظ ّ
ل انقبضالظ ّ
ععععععع
فتنة مفعول مطلق بغير لفتظ فعلته ،نحتتو قعتدت جلوستتا و انتصتابه بالفعتل المقتّدر علتى
مذهب سيبويه اى ابتلى الّناس و فتنوا بها فتنة ،و بالفعل الظاهر على مذهب المتتازني و
المبرد و السيرافي ،و هو الولى إذ الصل عدم الّتقدير بل ضرورة داعية إليه ،و قول
ضلل ستتاّدا مس تّد شارح البحراني بكونه منصوبا بالمفعول له أو كونه مصدرا بمعنى ال ّ ال ّ
ص إلى العتتاّم ،و
ل من قبيل إضافة الخا ّ صواب و إضافة الفيء إلي الظ ّالحال بعيد عن ال ّ
بينا أصله بين فاشبعت الفتحة فحتتدثت اللتتف ،و قتتد يتتزاد متا فتقتتول :بينمتتا ،و المعنتتى
ل باضافتها إليها ،و هتتي فتتي الظتتاهر مضتتافة إلتتى واحد ،و الجملة بعدها مجرورة المح ّ
الجملة و فى المعنى إلى مصدرها كساير ما يضاف إلى الجمل ،تقول جئتك يوم قدم زيد
،أى يوم قدومه
] [ 390
و الّتقدير بين رؤيتك إّياه زايدا ،و حّتى حترف ابتتتداء يعنتتى أّنهتتا حتترف يستتتأنف بعتتدها
الكلم ،سواء كانت الجملة اسمّية أو فعلّية كقوله :حّتى يقول الّرسول ،
بالّرفع .
عععععع
ن هذه الخطبة واردة فتتي مقتتام الّتزهيتتد عتتن التّدنيا و التتترغيب فتتي الختترة و فيهتتا اعلم أ ّ
إشارة إلى كونها دار بلء و فتنة ،و إلى أّنها قريبة الزوال سريعة الفناء فقوله ) أل و إ ّ
ن
سلمة من شرور التّدنيا و مفاستتدها و متتا ن ال ّ
ل فيها ( تنبيه على أ ّالّدنيا دار ل يسلم منها إ ّ
ل فتتي دار التّدنيا بالّزهتتد و
يتتترّتب عليهتتا متتن العتتذاب الليتتم و الّنكتتال العظيتتم ل تكتتون إ ّ
ن الّتكليف إّنما هو في دار التّدنيا ،و الّرياضات و بملزمة الّتقوى و الطاعات ،و ذلك ل ّ
الخرة ليست بدار تكليف بل هي دار جزاء ،و بامتثال الّتكاليف فيها يسلم متتن العقتتاب و
ق العقوبة .شقاوة و يستح ّ ن بمخالفتها يحصل ال ّ ينال حسن الّثواب كما أ ّ
و إلى ذلك الشارة فتي حتتديث الهيثتم بتتن واقتد الحريتري » الجتزرى ظ « المتروي فتتي
ل الحكمة في قلبتته ،و سلم قال :من زهد في الّدنيا أثبت ا ّ ل عليه ال ّالكافي عن أبي عبد ا ّ
صره عيوب الّدنيا دائها و دوائها ،و أخرجه من الّدنيا ستالما إلتى دار أنطق بها لسانه و ب ّ
ن الّدنيا و الخرة ضّرتان سلم ) و ( منه يعلم اّنه ) ل ينجي بشيء كان لها ( بيان ذلك أ ّ ال ّ
ن متتا هتو للختترةمتضاّدتان فما هو للّدنيا مضاّد للخرة فكيف يتوجب الّنجتاة فيهتا كمتتا أ ّ
مضاّد للّدنيا و مضاّر لها ،و لذلك قيل :إّنهما ككّفتي الميزان بقدر ترجيح إحداهما تخ ّ
ف
ن فتي طلتتب التتدنيا إضتترارا بتالخرة و ل عليه و آله :إ ّ
ل صّلى ا ّ الخرى و قال رسول ا ّ
ل ستتبحانهق بالضرار و قال ا ّ في طلب الخرة اضرارا بالّدنيا ،فأضّروا بالّدنيا فاّنها أح ّ
:
خْيٌر َأَم ً
ل ك َثوابًا َو َ
عْنَد َرّب َ
خْيٌر ِ
ت َ
صالحا ُ
ت ال ّ
حيوِة الّدْنيا َو اْلباِقيا ُ
ن زيَنُة اْل َ
ل َو اْلَبُنو ُ
َأْلما ُ
] [ 391
ن المال و البنين يتفاخر بهما في الدنيا و يتزّين بهما فيها و ل ينفعان في الخرة اذ يعني أ ّ
صالحة و الطاعتتة الحستتنة التتتي ل يبقى شيء منهما للنسان فينتفع به فيها ،و العمال ال ّ
ل متن المتال و البنيتن و أصتدق أمل متن زهترات التّدنيا و تبقى ثوابها أفضل ثوابا عند ا ّ
زخارفها ،لّنها أمل ل يكذب فيها يؤّمل الّثواب و ينجى من أليم العقتتاب و قتتوله ) ابتلتتى
ل ابتلى عباده فيها تارة نا ّن الّدنيا دار ابتلء و امتحان ،و أ ّ
الّناس بها فتنة ( اشارة الى أ ّ
شاعر :
بالمساّر ليشكروا تارة بالمضاّر ليصبروا قال ال ّ
أل اّنمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدنيا بلء و فتنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة
ل حال أقبلت أو توّلت على ك ّ
فصارت المنحتتة و المحنتتة كلهمتا بلء ،فالمنحتتة مقتضتية للشتكر ،و المحنتة مقتضتية
صبر كما قال تعالى :
لل ّ
ن قال الطبرسي :اى نعاملكم معاملة المختتتبر جُعو َ خِيِر ِفْتَنًة َو ِإَلْينا ُتْر َ
شّر َو اْل َ َو َنْبُلوُكْم ِبال ّ
شّدة و الرخاء ،و قيل مّمتتا تكرهتتون و متتا تحّبتتون سراء و الضّراء و ال ّ بالفقر و الغنا و ال ّ
ليظهر صبركم فيما تكرهون و شكركم فيمتتا تحّبتتون ،و قيتتل :الشتّر غلبتتة الهتتوى علتتى
ن أصتل البتلء و الختبتار أن يتراد بته الّنفس و الخير العصمة عن المعاصتى و اعلتم أ ّ
الوقوف على حال المختبر بفتح الباء و الطلع على ما يجهل من أمتتره ،و قتتد يتتراد بتته
إظهار جودته و ردائته و ربما يقصد به المران ،و لّما كان الّول محال في حقه تعتتالى
لستلزامه الجهل ل بّد أن يراد به حيثما نسب البتلء إليه ستتبحانه المعنتتى الثتتاني ،فتتاذا
ل اظهتار حستن طينتته و خبتث ستريرته دون ل بكتذا و ابتله فليتس المتراد إ ّ قيل :بله ا ّ
التعّرف لحاله و الوقوف على ما يجهل منه و على هذا يحمل اليات القرآنّية مثل َنْبلتتُوكْم
ع اليتتة َو إِذا ْبَتلتتى ِإْبراهيتَم َرّبتُه
جتتو ِ
ف َو اْل ُ
ختْو ِ ن اْل َ
يٍء ِمت َشت ْ شتّر َو َلَنْبُلتَوّنُكْم ِب َ
خْيِر َو ال ّ
ِبتتاْل َ
ت. ِبَكِلما ٍ
و ربما يحمل على معنى ثالث قال في الكشاف في تفسير الية الخيتترة :اختتتبره بتتأوامر
ل عبده مجاز عن تمكينه من اختيار أحد المرين ما يريد ا ّ
ل و نواهي و اختبار ا ّ
] [ 392
و ما يشتهيه العبد كأنه يمتحنه ما يكون منه حتى يجازيه على حسب ذلك و قال الطبرسيّ
في تفسيرها أى اختبر إبراهيم و هو مجاز و حقيقته أّنه أمر إبراهيم رّبه و كّلفتته و س تّمى
ن ما يستعمل المر منافي مثل ذلك يجرى على جهة الختبتتار و المتحتتان ذلك اختبارا ل ّ
سعا ،
فاجرى على امره اسم امور العباد تو ّ
ل لّما عامل عباده معاملة المبتلى المختبر إذ ل يجازيهم على ما يعلمه منهم نا ّو أيضا فا ّ
أّنهم سيفعلونه قبل أن يقع ذلك الفعل منهم كما ل يجازى المختبر للغيتتر متتا لتتم يقتتع الفعتتل
ن الّدنيا و متا فيهتا إّنمتا خلقتت لختبتار الّنتاس و منه ،سّمى أمره ابتلء هذا و لّما ظهر أ ّ
ستعادة فتي الخترة صتل لل ّابتلئهم ل بّد و أن يكون هّمتهم فيها مصروفة إلتى متا هتو مح ّ
حّتى يخلصتوا عتتن قتالب المتحتتان ،و يستتحّقوا التّدرجات الّرفيعتتة العلّيتتة ،و ل يكتون
ن ) متتا أختتذوه منهتتا لهتتا نظرهم مقصورا على عاجل زهراتهتتا الخسيستتة الّدنّيتتة ) ف ( ا ّ
اخرجوا منه و حوسبوا عليه و ما أخذوه منها لغيرهتتا قتتدموا عليتته و أقتتاموا فيتته ( و متتن
جح ما هي سريعة النقراض و النقضاء مشتترفة علتتى التّزوال و ن العاقل ل ير ّ
المعلوم أ ّ
الفناء على ما هي دائمة البقاء خصوصا إذا كانت الفانية حقيرة خسيسة و الباقيتتة خطيتترة
ن خيتترات التّدنيا حستّية و خيتترات العقبتتا عقلّيتتة و العقلّيتتة أشتترف متتننفيسة ،و ذلتتك ل ّ
سيه بمراتب كثيرة ل سّيما إذا كانت الّدنيوّية محاسبا عليها مسؤول عنها قال أبتو عبتد الح ّ
ن الّنتاس قتد جمعتوا ىإّ سلم :في رواية الكافي فيما وعظ به لقمان ابنه :يا بنت ّ ل عليه ال ّ
ا ّ
قبلك لولدهم فلم يبق ما جمعوا و لم يبتتق متتن جمعتتوا لتته و إّنمتتا أنتتت عبتتد مستتتأجر قتتد
امرت بعمل و وعدت عليه أجرا ،فتتأوف عملتتك و استتتوف أجتترك ،و ل تكتتن فتتي هتتذه
الّدنيا بمنزلة شاة وقعت في زرع أخضر فأكلت حّتى سمنت فكان حتفهتتا عنتتد ستتمنها ،و
لكن اجعل الّدنيا بمنزلة قنطرة على نهتتر جتتزت عليهتتا و تركتهتتا و لتتم ترجتتع إليهتتا آختتر
الّدهر أخربها و ل تعمرها فاّنك لم تؤمر بعمارتها و اعلم أّنك ستسأل غتتدا إذا وقفتتت بيتتن
ل عن أربع :شتتبابك فيمتتا أبليتتته ،و عمتترك فيمتتا أفنيتتته ،و مالتتك مّمتتا
ل عّز و ج ّيدي ا ّ
اكتسبته ،و فيما أنفقته فتأّهب لذلك و أعّد له
] [ 393
ل بينتتا
و يقضى قضاؤك ،و يحال بينك و بين ما تريد ) فاّنها عند ذوى العقول كفىء الظت ّ
تراه سابغا حّتى قلص و زايدا حّتى نقص ( تخصيص ذوي العقول بالذكر متن أجتل أّنهتم
ب الوجتتود هم الذين عبروا بقدمي الذكر و الفكر عن قشر الوجود الظلماني الفتتاني إلتتى لت ّ
ضماير سرعة زوال الّدنيا الّروحاني الّنوراني الباقي فشاهدوا بعيون البصاير و نواظر ال ّ
ن بقائها عين حدوثها و تجّددها و وجودها نفس زوالها و فنائها ، و انقضائها ،و عرفوا أ ّ
ل كالنعتتام بتتل أض ت ّ
ل و أّما غيرهم فانّهم عن الّذكر لمعزولون ،و ما هم مهتدون إن هم إ ّ
سائرة في الشتتعار و الخبتتار قتتال ل من التشبيهات ال ّسبيل ،هذا و تشبيه الّدنيا بفىء الظ ّ
سلم لجابر الجعفي :يا جابر أنزل التّدنيا منتتك كمنتتزل نزلتتته تريتتد الّتحتّول الباقر عليه ال ّ
ل دابة ركبتها في منامك فاستيقظت و أنت على فراشك غير راكتتب ، عنه ،و هل الّدنيا إ ّ
و ل أحد يعبؤبها ،أو كثوب لبسته أو كجارية وطئتها ،يا جابر ال تّدنيا عنتتد ذوي اللبتتاب
صولى ،عن محّمد بتتن يحيتتى بتتن أبتتي كفيء الظلل و عن العيون ،عن البيقهي ،عن ال ّ
عباد ،عن عّمه قال :سمعت الّرضا عليه الّتحية و الّثناء يوما ينشد شعرا
و لبعضهم :
ل غمامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة
أل إّنمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّدنيا كظتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ
أظّلت يسيرا ثّم حّفت فوّلت
] [ 394
ل ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتحابة
أل إّنمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّدنيا كظتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ
أظّلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك يومتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ثتتتتتتتتتتتتتتتتتتّم عنتتتتتتتتتتتتتتتتتتك اضتتتتتتتتتتتتتتتتتتمحّلت
ععععععع
از جملتته خطتتب شتتريفه آنحضتترت استتت در مقتتام تنفيتتر از دنيتتا و ترغيتتب در آختترت
ميفرمايد كه :بدانيد و آگاه باشيد كتته دنيتتا سرائيستتت كتته ستتلمت مانتتده نمىشتتود از آن
مگر در آن ،و خلصى يافته نميشود بچيتتزى كتته باشتتد از بتتراى آن ،امتحتتان شتتدهاند
مردمان با او امتحان شدنى ،پس آنچه كه گرفتهاند از براى دنيتتا بيتترون كتترده ميشتتوند
از آن بصد رنج و عنا ،و حساب كرده ميشوند بر آن در روز جزا ،و آنچه كتته گرفتتته
آنرا از دنيا از براى غير دنيا يعنى از براى نجاة عقبا ،مىآينتتد بتتر او و مىايستتتند در
او يعنى ثواب آنرا در مىيابند و بجزاى آن نايل ميشوند بدرستى دنيا در نتتزد صتتاحبان
عقل و شعور مانند سايهايست در اين اثنا كه مىبينى آنرا شايع و منتشر حتتتى آنكتته بتتر
چيده مىشود در اينكه زايد و تمامست ،تا اينكه ناقص مىشود يعنى دنيا در نظر مردم
ثبات و دوام دارد لكن اگر تأمل و فكر درست بكنى در معرض زوال و فنا است .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
] [ 395
ن غائبتتا يحتتدوه
ستتاعة لجتتديرة بقصتتر المتّدة ،و إ ّ
ن غاية تنقصها الّلحظتتة و تهتتدمها ال ّوإّ
شقوة لمستتح ّ
ق ن قادما يقدم بالفوز أو ال ّ
ي بسرعة الوبة ،و إ ّ الجديدان الّليل و الّنهار لحر ّ
لفضل العّدة ،فتزّودوا في الّدنيا من الّدنيا ما تحرزون به أنفسكم غدا .
ن أجله مستور عنه ،و أملتته ختتادع فاّتقى عبد رّبه نصح نفسه قّدم توبته غلب شهوته ،فإ ّ
شيطان موّكل به ،يزّين له المعصتتية ليركبهتتا ،و يمّنيتته الّتوبتتة ليستّوفها ،حّتتتى
له ،و ال ّ
ل ذي غفلتتة أن يكتتون عمتتره تهجم منّيته عليه أغفل ما يكون عليها ،فيالها حسرة على ك ت ّ
جة ،
عليه ح ّ
ل سبحانه أن يجعلنا و إّياكم مّمن ل تبطره نعمتتة ،وو أن يؤّديه أّيامه إلى شقوة ،نسئل ا ّ
ل به بعد الموت ندامة و ل كابة . صر به عن طاعة رّبه غاية ،و ل تح ّ ل تق ّ
ععععع
) بادره ( مبادرة و بدارا و بدر غيره إليه عاجله و ) جّد بكم ( بصيغة المجهول أى عجل
شيء غشينى أودنا مّنى حّتى بكم و حثثتم على الّرحيل و ) استعّد ( له تهيأ و ) أظّلنى ( ال ّ
صوت بأقصى الطاقتتة و ) استتتبدلوا ( صياح و هو ال ّ القى على ظّله و ) صيح بهم ( من ال ّ
ضم و قد يفتح المهملة من البتتل يستتتعمل فتتي سدى ( بال ّ بصيغة المر بمعنى ابدلوا و ) ال ّ
الواحتتد و الجمتتع و ) الجديتتدان ( و الجتتدان الليتتل و الّنهتتار و ) الوبتتة ( الّرجتتوع و
) العّدة ( ما اعددته من مال أو سلح أو غير ذلك و الجمع عدد مثل
] [ 396
غرفة و غرف و ) الحرز ( الحفظ و تحرزون إّما ثلثى مجّرد متتن بتتاب نصتتر أو مزيتتد
فيه من باب الفعال و ) الّتسويف ( المبطل و اصله أن يقول مّرة بعد أخرى سوف أفعتتل
و ) البطر ( الطغيان و ) كتب ( الّرجل كابة إذا صار كئيبا أى منكسرا حزنا
ععععععع
الباء فتى قتتوله بأعمتالكم للمصتاحبة ،و فتي قتتوله بمتا يتتزول للمقابلتتة ،و فتتي قتوله بكتم
ستتببّية ،و فتتي قتتوله فتتانتبهوا
للّتعدية ،و الفاء في قوله فقد جّد بكم ،و قتتوله فقتتد أظلكتتم لل ّ
سببّية أيضا . ل لل ّنا ّعاطفة ،و في قوله فاستبدلوا فصيحة ،و في قوله فا ّ
ل رفتتع بتتدل متتن المتتوت ،وو ما في و ما بين أحدكم للنفى ،و قوله أن ينزل به فتتي محت ّ
ل و الليل و الّنهار بدل متتن الجديتتدان أو عطتتف نا ّ ن غاية اه عطف على قوله فا ّقوله و أ ّ
ل على الحالية و أغفل منصوب بنتتزع الختتافض أى بيان ،و جملة يزين آه منصوب المح ّ
في أغفل حالة ،و قوله يالها حسرة منادى مستتغاث ،و الحسترة منصتوب علتى الّتمييتز
كاّنه قال يا للحسرة على الغافلين ما أكثرك ،أو أّنه مستتتغاث لجلتته و المنتتادى محتتذوف
ضتتمير ،و مثتتل
لم حينئذ من أجل دخولهتتا علتتى ال ّ اى يا قوم ادعوكم للحسرة ،و فتحة ال ّ
ي بن موسى الّرضا عليه الّتحّية و الثّناء :
ذلك قول عل ّ
عععععع
ن المقصود بهذه الخطبة أيضا هو التنفير عن الّدنيا نظرا إلى قصر مدتها و ستترعة اعلم أ ّ
زوالها و الّترغيب في الخرة لتحصيل ما هو وسيلة إلى ثوابها منجية عتتن عقابهتتا و هتتو
ل و بتتادروا آجتتالكم
ل عباد ا ّ
صالحة المشار إليها بقوله ) فاتقو ا ّ
الّتقوى و لزوم العمال ال ّ
بأعمالكم ( أى سارعوا إلى آجالكم الموعودة مصاحبا بأعمالكم الصالحة و هو كناية عتتن
تّرقب الموت و عدم الغفلة عنه ،و هو إّنما يكون بالّتجافي عن دار الغرور و الّرغبة إلى
سرور و الستعداد للموت قبل نزول الموت ) و ابتاعوا دار ال ّ
] [ 397
ما يبقى لكم بما يزول عنكم ( و هو أمر بشرآء الخرة بالّدنيا و توصيف المبتاع بالبقاء و
الّثمن بالّزوال ترغيبا و تحريصا ،إذ تبديل الّزايل بالباقى بيعة رابحتتة و كفتتة راجحتتة ل
يرغب عنها العاقل ،و استعمال المبايعة في هذه المبادلتتة و المعاوضتتة غيتتر عزيتتز قتتال
سبحانه :
ستتوِلِه و
ل َو َر ُ
ن ِبا ّ
ب أليٍم ُ ،تْؤِمُنو َ عذا ٍ ن َ على ِتجاَرٍة ُتْنجيُكْم ِم ْ ل َأُدّلُكْم َ
ن آَمُنوا َه ْ
يا َأّيَها اّلذي َ
ن التتبيع
ن و اعلتتم أ ّ ن ُكْنُتْم َتْعَلُمتتو َ
خيٌر َلُكْم ِإ ْ سُكْم ذِلُكْم َ
ل ِبَأْمواِلُكْم َو َأْنُف ِ
لا ّ سبي ِ
ن في َ َتجاِهُدو َ
اعتماده على أركان أربعة :البايع ،و المشتري ،و الّثمن ،و المثمن فالّثمن كمتتا علمتتت
هو متاع الحياة الّدنيا الفانية و لذايذها الّنفسانية ،و المبتتتاع نعيتتم الختترة الباقيتتة و الجّنتتة
لت
ن البايع ل بد أن يكتون هتو ا ّ ظلها ،و المشترى هو العبد ،و معلوم أ ّ التي أكلها دائم و ّ
ستتماوات و الرض و لتته الختترة و الولتتى ،و لتته الجّنتتة ستتبحانه إذ هتتو مالتتك ملتتك ال ّ
المأوى .
ل فيها متاع الخرة للبيع و ليس فتتي سلم دار الّدنيا بسوق تجارة عرض ا ّ فقد شبه عليه ال ّ
ل دراهم زيفة مغشوشة و هي زينة الحياة الّدنيا ،فأمر بابتياع ذلك المتاع بتلك يد الخلق إ ّ
الّدراهم ،فمن كان له عقل و كياسة امتثل ذلك المر فربح و فاز فوزا عظيما و من كتتان
ذا حمق و جهالة تضّر و خاب فخسر خسرانا مبينا و قد وقع الشارة إلى تلتتك الّتجتتارة و
ما فيها من الّربح العظيم و المنفعة الكثيرة في قوله سبحانه :
ل فََيقُْتلتتُونَ
لا ّ
سبي ِ
ن في َ جّنَة ُيقاِتلُو َ
ن َلُهُم الْ َ
سُهْم َو َأْمواَلُهْم ِبَأ ّ
ن َأْنُف َ
ن اْلُمؤِمني َ
شَترى ِم َ لا ْ نا ّ ِإ ّ
لت
نا ّن َأْوفتتى ِبَعْهتِده ِمت َ
ن َو َمت ْ ل َو اْلُقتْرآ ِ لْنجيت ِ حّقتتا فتتي الَتْورِيتتة َو ا ِ عَلْيتِه َ
عدًا َ
ن َو َْو ُيْقَتلُو َ
ك ُهُو اْلَفْوُز اْلَعظيْم . شروا ِبَبْيِعُكُم اّلذي باَيْعُتْم ِبِه َو ذِل َ سَتْب ِ
َفا ْ
] [ 398
ن المشتتترى إّنمتتا يشتتترى متتا ل ن حقيقة الشتراء غير جايز في حّقه ستتبحانه ،ل ّ الّول إ ّ
طفا لتأكيد الجزاء لّنتته لّمتتا
شرا تل ّيملك و هو سبحانه مالك الشياء كّلها ،لكّنه ذكر لفظ ال ّ
ضمن الّثواب على نفسه فى مقابلة العبادات البدنّية و المالّية جعل نفسه بمنزلتتة المشتتترى
لزم عليه رّد الّثمن بعد أخذ المبيع . ال ّ
شتترور و المفاستتد ،و المتتال التتذي هتتو الّثاني أّنه جعل في مقابلة الّنفس التي هتتي منبتتع ال ّ
ستتعادات الباقيتتة و هتتذه تجتتارة لتتن تبتتور ،فل منشاء الغرور و المهالك الجّنة الّدائمة و ال ّ
ن أعرابيا مّر بباب المسجد فستتمع الّنتتب ّ
ي ل جاهل روى أ ّ يرغب عنها عاقل و ل يستقيلها إ ّ
ل ت ستتبحانه قتتال :متتتى
ل عليه و آله يقرء هذه الية فقال هذا الكلم لمن ؟ قالوا ّ : صّلى ا ّ
شرى ؟وقع هذا البيع و ال ّ
ق.
لح ّ
الّثالث قوله :وعدا ،و وعد ا ّ
الّرابع قوله :عليه ،و كلمة على للوجوب .
سادس قوله :في الّتورية و النجيل و القرآن ،و ذلك يجرى مجرى اشهاد جميع الكتب
ال ّ
اللهية و جميع النبياء و الّرسل على هذه المعاملة .
ل ،و هو فتتي غايتتة الّتاكيتتد إذ معنتتاه أنتته يفىء و ل سابع قوله :و من أوفى بعهده من ا ّ ال ّ
يخلتتف إذ عتتدم الوفتتاء للوعتتد ،إّمتتا للعجتتز و عتتدم القتتدرة أو للبختتل و ال تّدناءة ،و كّلهتتا
ل سبحانه مضافا إلى ما فيه من الكذب و الخيانة . قا ّمستحيلة في ح ّ
الّثامن قوله :فاستبشر و اببيعكم ،و هو مبالغة في الّتاكيد أى فافرحوا بهذه المبايعة لنكم
بعتم فانيا بباق و زايل بدايم .
العاشر قوله :العظيم ،فثبت بهذه الوجوه العشرة عظم منفعة هذه المبايعة
] [ 399
سفر إلى و جللة قدرها و كثرة ربحها ) و تّرحلوا فقد جّد بكم ( و هو أمر بقطع منازل ال ّ
لت معّلل بتتأّنكم حثثتتتم علتتى هتتذا الستتير ول و ستتلوك الطتترق الموصتتلة إلتتى رضتتوان ا ّ ا ّ
سلم ،الّدنيا بمنزل ينزل فيه قافلتتة ى هذه المنازل ،فشبه عليه ال ّ سلوك و عجلتم على ط ّ ال ّ
ليستريحوا ساعة ثّم ينادى فيهم بالّرحيل .
ل ت لتتم
نا ّ
سلم في أواخر الكتاب قال :تغّر و تض تّر و تم تّر إ ّ و نظيره ما يأتي منه عليه ال ّ
ن أهل الّدنيا كركب بيناهم حّلوا أن صاح بهم يرضها ثوابا لوليائه و ل عقابا لعدائه و إ ّ
سلم في الّديوان المنسوب إليه .
سايقهم فارتحلوا ،و قال عليه ال ّ
ل يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوم
لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته ملتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك ينتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتادى كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ
لدوا للموت و ابنوا للخراب
و يحتمل أن يكون كناية عن توارد السباب التي تعّد المزاج للفساد و تقربتته إلتتى الختترة
سلم في الّديوان أيضا بقوله :
و إلى ذلك أشار عليه ال ّ
) و استعّدوا للموت فقد أظلكم ( أى تهّيئوا له فاّنه قريب منكم و أشرف عليكم كتتاّنه أوقتتع
ظلله على رؤوسكم ،و الّتهيؤ له إّنما يحصل بالعلم بانّ أمامه طريقا
] [ 400
ل ت متتا
و الشتمال على المكارم ثّم ل يبالي أن وقع على الموت أو وقع الموت عليتته ،و ا ّ
يبالى ابن أبيطالب أن وقع على الموت أو وقع المتتوت عليتته ) و كونتتوا قومتتا صتتيح بهتتم
ن الّدنيا ليست لهم بدار ( و هو أمر لهم بكتونهم مثتل أقتوام التفتتوا إلتىفانتبهوا و علموا أ ّ
شريعة فحصل لهم بذلك اللتفات النتبتاه متن مراقتد الطبيعتة ،و ل و هو لسان ال ّمنادى ا ّ
ن مأواهم الخرة دار القرار فكتتانوا متتن الّزاهتتدين فتتي
ن الّدنيا ليست لهم بدار و أ ّ
علموا أ ّ
الّدنيا الّراغبين في الخرة ،و اّتخذوا الرض بساطا ،و الّتراب فراشا ،و المتتاء طيبتتا ،
شهوات ،
ن من اشتاق إلى الجّنة سل من ال ّو قرضوا من الّدنيا تقريضا ،فا ّ
و من أشفق من الّنار رجع عن المحّرمات ،و من زهد في ال تّدنيا هتتانت عليتته المصتتائب
ل عبادا كمن رأى أهل الجّنة في الجّنة مخّلدين ،و كمن رأى أهل الّنتتار فتتي النتتار ن ّأل إ ّ
معتّذبين ،شتترورهم مأمونتتة ،و قلتتوبهم محزونتتة ،أنفستتهم عفيفتتة و حتتوايجهم خفيفتتة ،
صبروا أّياما قليلة فصاروا بعقباراحة طويلة أّما الليل فصتتاّفون أقتتدامهم تجتترى دمتتوعهم
على خدودهم يجارون إلى رّبهم يسعون في فكاك رقابهم من الّنار ،و أّما النهار فحكمتتاء
علماء بررة أتقياء كأّنهم القداح قد براهم الختتوف متتن العبتتادة ينظتتر إليهتتم النتتاظر فيقتتول
مرضى و ما بالقوم من مراض ،أم خولطوا فقد خالط القوم أمر عظيم متتن ذكتتر النتتار و
ما فيها ) فاستبدلوا ( اى ابدلوا الخرة بالتّدنيا و هتتو تفريتتع علتتى التشتتبيه يعنتتى أنّ القتتوم
ن الّدنيا ليست
الذين صبح به كما أنهم علموا أ ّ
] [ 401
ل ت لتتم يخلقكتتم
نا ّ
لهم بدار و بّدلوها بالخرة فكذلك أنتم إذا كنتم مثلهم فاستبدلوها بها ) فتتا ّ
عبثا و لم يترككم سدى ( إما علتتة لجميتتع متتا أمتتر بتته ستتابقا متتن التقتتوى و المبتتادرة إلتتى
الجال بالعمال و ابتياع الخرة بالّدنيا و غيرها مما تلها ،أو لخصوص المر الخيتتر
أعنى الستبدال ،و كيف كتتان فالمقصتتود بتتذلك أنتته ستتبحانه لتتم يخلتتق النتتاس عبثتتا و لتتم
يتركهم مهملين كالبل المرسلة ترعى حيث تشاء و إنما خلقهم للمعرفة و العبادة كما قتتال
سبحانه :
ن.
ل ِلَيْعُبدُو َ
س ِإ ّ
لن َ
ن َو ا ِْ
جّت اْل ِ
خَلْق ُ
و ما َ
فل بّد لهم من القيام بوظايف الطاعات و تحّمل المشاق في أداء العبادات و تبديل سيئآتهم
بالحستتنات بتتتوبتهم متتن الخطيئآت ،لتمّكنتتوا متتن الوفتتود إلتتى ال تّدرجات العاليتتات و فتتي
الحديث القدسي من منتخب التوراة :يابن آدم اني لم أخلقكم عبثا و ل جعلتكتتم ستتدى و ل
ل بالصبر على ما تكرهتون فتي طلتب أنا بغافل عما تعملون ،و إنكم لن تنالوا ما عندي إ ّ
رضائي ،و الصبر على طاعتي أيسر عليكم من حّر النار ،و عذاب التّدنيا أيستتر عليكتتم
ل متتن شتفيته ،و ل من هديته ،و كلكم مريض إ ّ لإ ّمن عذاب الخرة ،يابن آدم كلكم ضا ّ
ل من أنجيته ،
ل من أغنيته ،و كلكم هالك إ ّ
كلكم فقير إ ّ
ى أرحمكتتم و ل تهتكتتوا أستتتاركم عنتتد متتن ل ل من عصتتمته ،فتوبتتوا إلت ّ و كلكم مسيء إ ّ
يخفى عليه أسراركم ،هذا و لما علل وجوب البدال بما ذكر أّكد ذلك بقتتوله ) و متتا بيتتن
ن العاقتتل إذا لحتتظ أنتته ل
ل الموت أن ينتتزل بتته ( و ذلتتك ل ّ أحدكم و بين الجنة أو النار إ ّ
ل موته فيقطع العليق الدنيوية و يفرغ قلبه من حبهتتا و حجاب بينه و بين الجنة أو النار إ ّ
يستبدل الخرة بالدنيا ،و يمتثل لقوله :موتوا قبل أن تموتوا ،شوقا إلى الثتتواب و خوفتتا
سلم بذلك الشارة إلى قرب الستتاعة و متتا يكتتون فيهتتا متتن من العقاب و مقصوده عليه ال ّ
ن أهل الحجاب و الثواب و العقاب و أنها ليست بعيدة كما يزعمه أهل الحجاب بيان ذلك أ ّ
أصحاب الشك و الرتياب يزعمون يوم القيامة بعيدا من النسان بحسب الزمان
] [ 402
هذه هي القيامة الكبرى ،و أما القيامة الصغرى فهي إذا انقطع علقة الروح متتن الجستتد
كما قال :من مات فقد قامت قيامته ثّم إن كان من السعداء فيكون قبره روضة من روض
الجنة ،و إن كان من الشقياء فيكون القبر حفرة من حفر النيران ،هذا بحسب مذاق أهل
ل من شاهد بنور البصيرة باطنه نكّ الشرع و أّما مذاق أهل العرفان فهو على ما ذكروه أ ّ
في الدنيا لرآه مشحونا بأصتتناف الستتباع و الموذيتات مثتتل الغضتب و الشتتهوة و الحقتد و
الحسد و الكبر و العجب و الّرياء و غيرها ،و هي التي ل تزال تفرسه و تنهشتته إن ستتبا
ن أكتثر الّنتاس محجتوب العيتن عتن مشتاهدتها ،فتاذا انكشتف الغطتاء لأّعنهتا بلحظتة إ ّ
بالموت و وضع في قبره عاينتها و هى محدقة عليتته ،و قتتد تمّثلتتت بصتتورها و أشتتكالها
الموافقة لمعانيها ،فيرى بعينه العقارب و الحّيات قد أحدقت و إّنما هى ملكتتاته و صتتفاته
الحاضرة الن ،و قد انكشف له صورها الطبيعية و هتتذا عتتذاب القتتبر و ان كتتان ستتعيدا
تمّثل له ما يناسب أخلقه الحسنة و ملكاته المرضّية على وفق ما كانت تعتقدها أو فوقهتتا
من الجنات و الحدايق و النهار و الغلمان و الحور العين و الكاس من المعين فهذا عقاب
ل عليه و آله :القبر روضة من رياض الجّنة أو حفرة القبر و ثوابه ،و لذا قال صلوات ا ّ
من حفر الّنيران ،فالقبر الحقيقي هذه الهيئة و ثوابه و عذابه ما ذكر .
] [ 403
سلم عّلل وجتتوب الستتتبدال بعّلتتة ثانيتتة مشتتيرة إلتتى ستترعة زوال التّدنيا و ثّم إّنه عليه ال ّ
ساعة ن غاية تنقصها اللحظة و تهدمها ال ّ فنائها و قصر مّدتها و انقضائها و هو قوله ) و إ ّ
لجديرة بقصر المّدة ( أراد بالغاية أجل النسان و م تّدة تعّيشتته فتتي دار التتدنيا و نّبتته علتتى
ل جزء من الّزمان فرضته قتتد مضتتى متتن قصرها بأّنها تنقصها اللحظة أى النظرة لن ك ّ
ن الطبتتايعساعة أى ساعات الّليل و الّنهتتار ،ل ّ مّدة النسان منقص لها ،و بأنها تهدمها ال ّ
ل آن ،الجرمّية فلكية كانت أو عنصرّية متجّددة الوجود و الحدوث في ك ّ
فوجودها نفس زوالها و حدوثها نفتتس فنائهتتا و المتتواّد و العتتراض تابعتتة للطبتتايع فتتاذن
ساعة عتتن وقتتت المتتوت و ل شارح البحراني :كنى بال ّ ساعات هادمة لها و قال ال ّ تكون ال ّ
ن الن الذي تنقطع فيه علقه الّنفس مع البدن غاية لجل النسان ،و غايتتة الشتتيء كأّشّ
شيء فكنى بالهدم عن ذلك النقطاع و النتهاء كناية بالمستعار ) و هى ما ينتهى عندها ال ّ
ي بسرعة الوبتتة ( المتتراد بالغتتايب النستتان ان غايبا يحدوه الجديدان الليل و الّنهار لحر ّ
فاّنه غايب عتن وطنتته الصتتلي و منزلته الحقيقتي التذي إليته معتاده و مستتيره و هتتو دار
الخترة و شتّبه الليتتل و الّنهتتار بالحتادي لكونهمتتا مقّربيتتن للنستتان بتعاقبهمتا إلتتى وطنتته
سير بحدائه حّتى يوصلها إلتتى ن الحادى يحدو البل و يحّثها على ال ّ موصلين له إليه كما أ ّ
ستتير و
ن من كان حاديه الليل و الّنهتتار فهتتو فتتي غايتتة ستترعة ال ّ المنزل ،و من المعلوم أ ّ
الّرجوع إلى وطنه ،و قيل المراد بالغايب الموت قال البحراني :و هو و إن كان محتمل
ل أّنه ل يطابقه لفظ الوبة لّنه لم يكن حّتى يرجع . إّ
ن الموت لما كان عبارة عتن العتدم الطتاري للنستان و كتان أقول :يمكن الجواب عنه بأ ّ
صدر الشتتيرازى :اعلتتم أ ّ
ن النسان مسبوقا بالعدم أيضا سّمي حلول الموت بالوبة قال ال ّ
ل ت و لتتم
المبدء هي الفطرة الولى ،و المعاد هو العود إليها ،فالشارة إلى الولى كتتان ا ّ
شْيئًا
ك َ
ل َو َلْم َت ُ
ن َقْب ُ
ك ِم ْ
خَلْقُت َ
يكن معه شيء َو َقْد َ
] [ 404
ي الحدوثي ،و الشارة إلى النتهتتاء ُك تلّ فهذا خروج من العدم الصلي إلى الوجود الكون ّ
جَهتُه و هتتذال َو ْ
ك ِإ ّ
يٍء هاِلت ٌ شت ْل َلْكتتراِم ُكت ّ ل َو ا ِْ
جل ِ ك ِذي اْل َ
جُه َرّب َ
ن َو َيْبقى َو ْ عَلْيها فا ٍ
ن ََم ْ
ح توصيف الموت بتتأّنه ص إلى العدم الفطرى ،فعلى هذا يص ّ خروج من هذا الوجود الخا ّ
ن توصيفه بكون الليل و الّنهار حاديين له ل يخلو عن بعد فافهم ) لأّ يؤوب إلى النسان إ ّ
ق لفضتتل العتتدة ( و المتتراد بالقتتادم بتتالفوز أو ن قادما يقتتدم بتتالفوز أو الشتتقوة لمستتتح ّ وإّ
الشقوة هو النسان لما قد علمت أنه غايب عن وطنتته الصتتلى و ستتاير إليتته ،فهتتو حيتتن
قدومه على منزله إّما أن يكون سعيدا فيفوز بالسعادة الباقية ،و إّمتتا أن يكتتون شتتقيا فيقتتع
في الخيبة الدائمة ،و من كان هذا شأنه فتتاللزم عليتته أن يستتتعّد أفضتتل العتتدة ،و يتتدخر
جعتتي ِإلتتى َرّبت ِ
ك طَمِئّنُة اْر ِ
س اْلُم ْ
لنفسه أحسن الزاد و الذخيرة حتى ينادى بنداء يا َأّيُتَها الّنْف ُ
جّنتي . خلي َ عبادي َو اْد ُ خلي في ِ ضّيًة َفاْد ُ
ضَيًة َمْر ِرا ِ
ن النستتان إذا كتتان
) فتزودوا في الّدنيا من الّدنيا متتا تحتترزون بتته أنفستتكم غتتدا ( يعنتتي أ ّ
مستحقا لفضل العدة فل بد له أن يتزود من دنياه ما يحفظ به نفسه غدا بعد الموت و يتتوم
ن ذلك أفضل العدد 1و أحسن الّزاد و هتتذا القيامة من حّر الّنار و من غضب الجّبار ،ل ّ
ل تعالى : هو الّتقوى كما قال ا ّ
خيَر الّزاد الّتْقوى و إليه أشار بقوله ) فاتقى عبد رّبه نصح نفسه قدم تتتوبته ن َ َو َتَزّوُدوا َفإ ّ
صلة للّزاد الذي به يحصل حرز غلب شهوته ( و هذه جملت خبرّية في معنى النشاء مف ّ
صتتل لهتتا
الّنفس و حفظها ،و المراد بنصح الّنفس الّنظر إلى مصالحها بأمرها بما هو مح ّ
ضتتلل و حّثهتتا بتتالخيرات و الحستتنات و منعهتتا عتتن
الكمتتال و نهيهتتا عّمتتا يوقعهتتا فتتي ال ّ
سيئات ،و من جملة شرور و ال ّ ال ّ
-----------
) ( 1تتت تتت تتت ت تتت
] [ 405
الّنصح أن يقّدم توبته على أجله و ل ينخدع بطول أمله و يستغفر رّبه فيما فتتات و يقصتتر
شيطان موكتتل بتته ن أجله مستور عنه ،و أمله خادع له ،و ال ّعن شهوته فيما هو آت ) فا ّ
يزين له المعصية ليركبها ،و يمّنيه الّتوبة ليسوفها ،حّتى تهجم منيته عليه أغفل ما يكون
عليها ( و هذه كّلها علل لوجوب تقديم التوبة و تحذير عن هجوم الموت فتتي حالتتة الغفلتتة
ن ستر الجل و اختفائه عن النسان متتوجب لغفلتتته عتتن ذكتتره و طتتول المتتل بيان ذلك أ ّ
خادع له يخدعه بطول الحياة كما قيل :
شيطان و وسوسته و تزييتن المعصتية فتتي نظتره و تستتويفه فاذا انضاف إلى ذلك خداع ال ّ
للّتوبة و القائها في امنّية مع كونه موكل به ملزما له ،كانت الغفلة أشّد و الّنسيان آكتتد ،
فيهجم منيته عليه في نهاية غفلة من دون تمّكن من توبته و ل تدارك منه لمعصيته ،فعند
ذلك ينتبه من نوم الغفلة و الجهالة ،و يقع في كمال الخيبة و الّندامة ،
ن َورآِئِهْم َب تْرَز ٌ
خ ل ِإّنها َكِلَمٌة ُهَو قاِئُلها َو ِم ْ
ت َك ّ
ل صاِلحًا فيما َتَرْك ُ
عَم ُ
ن َلَعّلي َأ ْ
جُعو ِ ب اْر ِ َر ّ
ن. إلى َيْوِم ُيْبَعُثو َ
جة ( أى شاهدا بلسان حاله على ل ذي غفلة أن يكون عمره عليه ح ّ ) فيا لها حسرة على ك ّ
لت فيهتتا لتحصتتيل
ما اكتسب فيه من الثم و المعصية ) و أن يتتؤّديه أّيتتامه ( التتتي أمهلتته ا ّ
لت ستتبحانه
سلم لنفسه و للمخاطبين بقوله ) :نستتأل ا ّ سعادة ) إلى شقوة ( ثّم دعا عليه ال ّ
ال ّ
أن يجعلنا و اّياكم مّمن ل تبطره نعمة ( أى من التتذين ل يتتوجب كتتثرة النعتتم لتته البطتتر و
ن ذلك من جبلة النسان قال سبحانه : الطغيان كما أ ّ
سَتْغنى .
ن َرآُه ا ْ
طغى َأ ْ
ن َلَي ْ
لْنسا َ
إن ا ِْ
) و ل تقصر به عن طاعة ربه غايتتة ( أى ل تكتتون مقصتترا فتتي الطاعتتات لغتترض متتن
الغراض
] [ 406
و قال آخر
و يتمّكن من نتزول الجنتان ،و ل يقتتع بعتد المتوت فتي الخيبتتة و الخستتران و الحستترة و
الحرمان .
و لنذكر هنا حديثا ينّور القلوب ،و يكشف الحجاب عن وجه المطلوب ،
و يظهر به عظم منفعة الّتوبة ،و يّتضح به معنى التسويف فيها و هو .
صافى من المجالس و بعتتض الصتتحاب متتن المتتالى باستتنادهما عتتن عبتتد ما رواه في ال ّ
ل ت عليتته و آلتته
ل ص تّلى ا ّ
الّرحمن بن غنم الّدوسي قال :دخل معاذ بن جبل على رسول ا ّ
باكيا ،فسّلم فرّد عليه السلم ثّم قال
] [ 407
ن بالبتتاب شتتاباطريّ لت عليتته و آلتته و ستّلم إ ّل صّلى ا ّ ما يبكيك يا معاذ ؟ فقال يا رسول ا ّ
صورة يبكي على شبابه بكاء الثكلتتى علتتى ولتتدها يريتتد التّدخول ى اللون حسن ال ّ الجسد نق ّ
ب يا معاذ فأدخله عليتته فستّلم ،فتترّد شا ّى ال ّ
ل عليه و آله ادخل عل ّ ي صّلى ا ّ
عليك فقال النب ّ
عليه السلم ثّم قال :ما يبكيك يا شاب ؟ قال :كيف ل أبكى و قد ركبت ذنوبتتا إن أختتذني
ل ستتيأخذني بهتتا و ل يغفتتر لتتي أبتتدا ل ببعضها أدخلنى نار جهنم و ل أرانى إ ّ ل عّز و ج ّا ّ
ل أن اشتترك برّبتتي شتتيئا ،قتتال : ل شيئا ؟ قتتال :أعتتوذ بتتا ّل هل أشركت با ّ فقال رسول ا ّ
لت لتتك لت عليتته و آلتته :يغفتتر ا ّ
ل ؟ قال :ل ،فقال النبي صتّلى ا ّ أقتلت الّنفس التي حّرم ا ّ
شاب :فاّنها أعظم من الجبال الّرواسي . ذنوبك و إن كان مثل الجبال الّرواسي قال ال ّ
لت لتتك ذنوبتتك و إن كتان مثتتل الرضتتين ل عليه و آله و ستّلم :يغفتتر ا ّ
ي صّلى ا ّ فقال النب ّ
شاب :فاّنها أعظتتم متتن سبع و بحارها و رمالها و أشجارها و ما فيها من الخلق ،قال ال ّ ال ّ
سبع و بحارها و رمالها و أشجارها و ما فيها من الخلتتق ،فقتتال النتتبيّ صتّلى الرضين ال ّ
سماوات و نجومهتا و مثتل العترش و ل لك ذنوبك و إن كانت مثل ال ّ ل عليه و آله يغفر ا ّ ا ّ
الكرسي ،قال :
ل عليه و آله و سّلم :ويحتتك يتتا شتتاب أل تختتبرني بتتذنب واحتتد متتن
ي صّلى ا ّفقال له النب ّ
ذنوبك ؟ قال :
إّني كنت أنبش القبور سبع ستنين اخترج المتوات و انتزع الكفتان ،فمتاتت جاريتة متن
ن عليهتتم بعض بنات النصار فلما حملت إلى قبرها و دفنت و انصرف عنها أهلهتتا و ج ت ّ
الّليل أتيت قبرها فنبشتها ،ثّم استخرجتها و نزعت متا كتان عليهتا متن أكفانهتا و تركتهتا
شيطان فأقبل يزّينها لي و يقول أما مجّردة على شفير قبرها و مضيت منصرفا ،فأتاني ال ّ
ترى بطنها و بياضها أما ترى و ركيها ،فلم يزل يقول لي هتتذا حّتتتى رجعتتت إليهتتا و لتتم
أملك نفسي حّتى جامعتها و تركتها مكانها ،فاذا أنا بصوت من
] [ 408
ورائي يقول :يا شاب ويل لك من دّيان يوم الّدين يوم يقفني و إياك كمتتا تركتنتتي عريانتتة
في عساكر الموتى و نزعتنتى متتن حفرتتى و ستلبتنى أكفتاني و تركتنتي أقتوم جنبتتة إلتى
ن أّني أشّم ريح الجّنة أبدا فما ترى لى يا رستتول حسابى ،فويل لشبابك من الّنار ،فما أظ ّ
ل؟ا ّ
ح عّنى يا فاستتق إّنتتى أختاف ان أحتتترق بنتتارك ل عليه و آله و سّلم :تن ّ
ي صّلى ا ّفقال النب ّ
فما أقربك من الّنار ،ثّم لم يزل بقول و يشتتير إليتته حّتتتى أمعتتن أى أبعتتد متتن بيتتن يتتديه ،
فذهب فأتى المدينة فتزّود منها ،ثّم أتى بعض جبالهتتا فتعّبتتد فيهتتا ،و لبتتس مستتحا و غت ّ
ل
يديه جميعا إلى عنقه و نادى :
] [ 409
ل أتاك عبدى تائبا فطردته فأين يذهب و إلى متتنل يقول عّز و ج ّ
لا ّ
ب ِإ ّ
ن َيْغِفُر الّذُنو َ
َو َم ْ
ل:يقصد و من يسأل أن يغفر له ذنبه غيرى ثّم قال عّز و ج ّ
ن.
على ما َفَعلُوا َو ُهْم َيْعَلُمو َ
صّروا َ
َو َلم ُي ِ
سيدى قد أحستنت خلقتتي و أحستنت صتورتى و ليتتت شتتعري متاذا تريتتد بتتى ،فتتي الّنتار
ى و أنعمتتت علتىّ فليتتت تحرقنى أم في جوارك تسكنني ،اللهّم إنك قد أكثرت الحسان إلت ّ
شتتعرى متتاذا يكتتون آختتر أمتتري ،إلتتى الجّنتتة تزّفنتتي ،أم إلتتى الّنتتار تستتوقني ،اللهتّم إ ّ
ن
ستتيك الواستتع ،و عرشتتك العظيتتم ، ستتماوات و الرض ،و متتن كر ّ خطيئتى أعظم من ال ّ
فليت شعري تغفر خطيئتي أم تفضحني بها يوم القيامة .
ستتباع ،و فلم يزل يقول نحو هذا و هو يبكي و يحثو الّتراب على رأسه و قد أحاطت به ال ّ
ل عليه و آلتته فتتأطلق يتتديهل صّلى ا ّصفت فوقه الطير و هم يبكون لبكائه ،فدنا رسول ا ّ
من عنقه و نفض التراب عن رأسه و قال :يا بهلول ابشر فانك عتيق من الّنار ،ث تّم قتتال
شتتره
لوبّ لت عتّز و جت ّ
هكذا تداركوا الذنوب كما تداركها بهلول ،ثّم تلى عليه ما أنتتزل ا ّ
بالجّنة .
] [ 410
صتتادق جعفتتر بتتن صافي و البحار من المجالس باسناده عن قطر بن خليفة عتتن ال ّ و في ال ّ
سلم قال :لما نزلت هذه الية 1صعد إبليس جبل بمكتتة يقتتال لتته ثتتور ، محّمد عليهما ال ّ
فصرخ بأعلي صوته بعفاريته فقالوا :يا سّيدنا لماذا دعوتنا ؟ قال :نزلت هذه الية فمتتن
لها ،
فقام عفريت من الشياطين فقال :أنا لها بكذا و كذا ،قال لست لها ،فقال آخر مثل ذلتتك ،
فقال :لست لها ،فقال الوسواس الخّناس :أنا لها ،قال :بمتتاذا ؟ قتتال :أعتتدهم و أمّنيهتتم
التوبة ،حّتى يواقعوا في الخطيئة فاذا وقعوا الخطيئة أنسيتهم الستغفار ،
أقول :و من نظر إلى هاتين الّروايتين بعين البصتتيرة و تفّكتتر فيمتا تضتّمنته الولتى متن
جللة فايدة التوبة و تأّمل فيما تضّمنته الثانية من عظم الخطر في تأخيرهتتا و تستتويفها و
ن التسويف و التأخير من وسوسة الوسواس الخنتتاس التتذي يوستتوس فتتي صتتدور عرف أ ّ
الناس ل بّد له أن يستيقظ من نوم الغفلة و الجهالة و يتدارك الموت قبل حلوله و ل يغتتّره
المل بطوله .
ل عنه .
ل عليه و آله لبي ذر رضي ا ّ
ل صّلى ا ّ
و لذلك قال رسول ا ّ
و غناك قبل فقرك ،و فراغك قبل شغلك ،و حياتك قبل موتك .
يا باذر إياك و الّتسويف بأملك ،فاّنك بيومك و لست بما بعده ،فان يكتتن غتتدلك فكتتن فتتي
الغد كما كنت في اليوم ،و إن لم يكن غدلك لم تندم على ما فّرطت في اليوم .
يا باذر كم مستقبل يوم ل يستكمله ،و منتظر غدا ل يبلغه .
يا باذر لو نظرت إلى الجل و مسيره ،لبغضت المل و غروره .
يا باذر كن كأنك في الّدنيا عابر سبيل ،و عد نفسك من أصحاب القبور .
يا باذر إذا أصبحت فل تحّدث نفسك بالمساء ،و إذا امسيت فل تحّدث نفسك
-----------
) ( 1تت ت تتت تت تتت ت ت تت تتت تتت تتت تت
تتتتت تتتتت ت تتت .
] [ 411
حتك قبل سقمك ،و متتن حياتتتك قبتتل موتتتك ،فانتتك ل تتتدرى متتا
صباح ،و خذ من ص ّ
بال ّ
اسمك غدا .
ل في الّتوبة فانه فيها حستتن إذ التتتأخير مظنتتة و بالجملة فالّتعجيل في جميع المور قبيح إ ّ
ن التوبتتة إذا
الفوت الموجب للقتحام في الهلكات مع ما في التأخير من خطر آخر و هو أ ّ
وقعت عقيب السيئة تؤثر فيها و تمحو أثرها ،و إذا تأخرت يتراكم الّرين و ظلمة الّذنوب
ن المتوت خر التوبتتة فتا ّ
ى ل تتؤ ّعلى القلب فل يقبل التأثير و لذلك قال لقمان لبنه :يتا بنت ّ
يأتي بغتة ،و من ترك المبادرة إلى التوبة بالتسويف كان بين خطريتتن عظيميتتن أحتتدهما
أن تتراكم الظلمة على قلبه من المعاصي حتى يصير رينا و طبعا فل يقبل المحتتو الثتتانى
أن يعاجله المرض أو الموت فل يجد مهلة للشتغال بالمحو و لذلك أيضا ورد في الختتبر
ل بالتستتويف فيكتتون تستتويده ن أكثر صياح أهل النار من التسويف ،فما هلك من هلتتك إ ّ أّ
ل بقلتتب ستتقيم و ل ينجتتو القلب نقدا و جلؤه بالطاعة نسية إلى أن يختطفه الموت فيأتي ا ّ
ل بقلب سليم ،و إلى ما ذكرنا كّله ينظر قوله سبحانه : ل من أتى ا ّ
إّ
لت
با ّ ك َيُتتتو ُ
ب َفتُاولِئ َن َقريت ٍن ِمت ْ جهاَلٍة ُثّم َيُتوُبتتو َسوء ِب َ ن ال ّ ن َيْعَملُو َ
ل ِلّلذي َ
ىا ّعل َ
ِإّنَما الّتْوَبُة َ
ضتَر ح َ حّتتتى ِإذا َ ت َ ستّيئا ِن ال ّ
ن َيْعَملتُو َت الّتْوَبتُة ِلّلتتذي َ
ست ِحكيمًا َ ،و َلْي َ عليمًا َ ل َنا ّعلَْيِهْم و كا ََ
عتتذابًا
عَتتْدنا َلُهتْم َ
ك َأ ْ
ن َو ُهتْم ُكّفتتار ُأولِئ َن َيُموُتتتو َ ل اّلذي َ
ن َو َ لَ تا ْ ل ِإّني ُتْب ُ
ت قا َ
حَدُهُم اْلَمْو ُ
َأ َ
أليمًا .
ععععععع
جة عالى مقامست كه ميفرمايد :پرهيز نمائيتتد از از جمله خطب شريفه آن امام أنام و ح ّ
معبود بسزا اى بندگان ختتدا و بشتتتابيد بستتوى أجلهتتاى ختتود بتتا عملهتتاى ختتود و بخريتتد
آخرت باقى را در عوض دنياى فاني ،و رحلت نمائيد بسوى آخرت پس بتحقيق كه
] [ 412
تعجيل كرده شده است بشما و مهّيا باشيد بمرك كه بتحقيق سايه انداخته است بتتر شتتما ،
و بشويد مثل طايفه كه از طرف خدا ندا كرده شدند پس بيدار شدند و دانستند كتته نيستتت
دنياى فانى از براى ايشان خانه و ستتراى زنتتدگانى پتتس بتتدل نمائيتتد دنيتتا را بتتآخرت از
جهة اينكه خداوند عبث خلق نكرده است شما را ،و ستتر ختتود و مهمتتل نگذاشتتته استتت
شما را ،و نيست ميان يكى از شما و ميان بهشت يا جهنم مگر مرك كه نازل شتتود بتتر
او ،و بدرستى مّدت و مسافت عمرى كه كم ميگرداند آنرا نگريستن و خراب مىسازد
آن را ساعتهاى شب و روز هر آينه سزاوار است آن بكوتاهى مدت ،و بدرستى غايبى
كه ميرانند او را تازه آيندگان كتته عبارتستتت از شتتب و روز هتتر آينتته ليقستتت بستترعة
بازگشت .
يعنى بسوى وطن اصلى كه عبارتست از آخرت ،و بدرستتيكه آينتده كته مىآيتد بستوى
آخرت با سعادت يا شقاوت هر آينتته استتتحقاق دارد بتته بهتتترين توشتته كتته عبارتستتت از
عبادت و اطاعت تا برساند بسعادت ،پس توشه برداريد در دنيا از دنيا آنچيتتزى را كتته
حفظ نمائيد با آن نفسهاى خودتان را از عقوبت روز جزا .
پس مّتقى شد بنده براى پروردگار خود كه نصتتيحت كتترد نفتتس ختتود را و مقتّدم داشتتت
توبه خود را و غلبه نمود بر شهوت خود ،پتتس بدرستتتيكه أجتتل آن پنهانستتت از او ،و
آرزوى او فريبنده اوست ،و شيطان ملعون موكل اوست كه زينت مىدهد از بتتراى أو
معصيت را تا ستتوار شتتود بتتر او ،و آرزومنتتد ميستتازد او را بتتتوبه و إنتتابه تتتا بتتتاخير
اندازد آنرا تا اينكه هجوم آورد مرگ أو بأو در غافلترين حالتيكه ميباشد بر آن حالت .
أى حسرت حاضر باش بر هر صاحب غفلتت كته باشتتد عمتر او بتر أو حجتت در روز
قيامت ،و برساند أو را روزگار أو ببدبختى و شقاوت ،سؤال ميكنيم از خداونتتد تعتتالى
صر نسازد او را آنكه بگرداند ما و شما را از كسانيكه بطغيان نيندازد او را نعمت و مق ّ
از اطاعت پروردگار خود غرض و غايت ،يعنى أغراض دنيويه
] [ 413
متتانع اطتتاعت أو نگتتردد ،و از كستتانيكه حلتتول نكنتتد بتتأو بعتتد از متترك و رحلتتت هيتتچ
حسرت و ندامت و نه اندوه و محنت .الى هنا انتهى الجزء الرابع من هذه الطبعة البهية
القيمة و ذلك بتصحيح و تهذيب من العبد » السيد ابراهيم الميانجى « و وقتتع الفتتراغ فتتى
اوايل شهر جمادى الولتتى ستتنة 1379و يليتته ان شتتاء الت الجتتزء الختتامس و أولتته أول
المختار الرابع و الستين و الحمد ل رب العالمين