You are on page 1of 366

‫منهاج البراعة في شرح نهج البلغة‬

‫)حبيب ال الخوئي(‬
‫ج‪4‬‬
‫عععع ععع ععععععع عع ععع عععع ععع ععععع ع‬
‫ع عععععع‬

‫ل الرحمن الرحيم‬
‫بسم ا ّ‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫و هى الثامنة و العشرون من المختار فتي بتاب الخطتب و رواهتا فتي البحتار متن كتتاب‬
‫مطالب السؤول لمحّمد بن طلحة ‪ ،‬و من إرشاد الّديلمي بتغيير تطلع عليه ‪.‬‬

‫طلع ‪،‬‬ ‫ن الخره قتتد أقبلتتت و أشتترفت بتتا ّ‬ ‫ن الّدنيا قد أدبرت و آذنت بوداع ‪ ،‬و إ ّ‬
‫أّما بعد فإ ّ‬
‫سبقة الجّنة ‪ ،‬و الغايتتة الّنتتار ‪ ،‬أفل تتتائب متتن‬‫سباق ‪ ،‬و ال ّ‬
‫ن اليوم المضمار و غدا ال ّ‬‫أل و إ ّ‬
‫خطيئته قبل منّيته ؟ أل عامل لنفسه قبل يوم بؤستته ؟ أل و إّنكتتم فتتي أّيتتام أمتتل متتن ورائه‬
‫أجل ‪ ،‬فمن عمل في أّيام أمله قبل حضور أجله فقد نفعه عمله و لتتم يضتّره أجلتته ‪ ،‬و متتن‬
‫صر‬‫ق ّ‬

‫]‪[3‬‬

‫في أّيام أمله قبل حضور أجله فقد خسر عمله و ضّره أجله ‪ ،‬أل فاعملوا في الّرغبتتة كمتتا‬
‫تعملون في الّرهبة ‪ ،‬أل و إّني لم أر كالجّنة نتتام طالبهتتا ‪ ،‬و ل كالّنتتار نتتام هاربهتتا ‪ ،‬أل و‬
‫ضتتلل إلتتى‬‫ق يضّره الباطل ‪ ،‬و متتن ل يستتتقيم بتته الهتتدى يجتّر بتته ال ّ‬ ‫أّنه من ل ينفعه الح ّ‬
‫ن أختتوف متتا أختتاف عليكتتم‬ ‫ظعن و دّللتم علتتى التتزاد ‪ ،‬و إ ّ‬
‫الّردى ‪ ،‬أل و إّنكم قد أمرتم بال ّ‬
‫اّتباع الهوى و طول المل ‪ ،‬فتزّودوا في الّدنيا من الّدنيا ما تجهزون » تحرزون خ « بتته‬
‫أنفسكم غدا ‪.‬‬

‫ي » قد « أقول ‪ :‬لو كان كلم يأخذ بالعناق إلى الّرهد في الّدنيا و يضطّر إلى‬ ‫قال الرض ّ‬
‫عمل الخرة ‪ ،‬لكان هذا الكلم ‪ ،‬و كفى به قاطعا لعليق المال ‪ ،‬و قادحا زناد التعاظ و‬
‫ن اليتتوم المضتتمار و غتتدا السّتتباق و‬
‫ستتلم ‪ :‬أل و إ ّ‬
‫الزدجار ‪ ،‬و من أعجبه قتتوله عليتته ال ّ‬
‫ن فيه مع فخامة الّلفظ و عظم قدر المعنى و صادق التمثيل‬ ‫سبقة الجّنة و الغاية الّنار ‪ ،‬فا ّ‬
‫ال ّ‬
‫سلم ‪:‬‬
‫و واقع الّتشبيه ‪ ،‬سّرا عجيبا و معنى لطيفا ‪ ،‬و هو قوله عليه ال ّ‬

‫سبقة الجّنة و الغاية الّنار ‪ ،‬فخالف بين الّلفظين لختلف المعنيين ‪ ،‬و لم يقل ‪:‬‬
‫و ال ّ‬

‫سبقة الجّنة ‪.‬‬


‫سبقة الّنار كما قال ‪ :‬و ال ّ‬
‫ال ّ‬

‫ن الستباق إّنما يكون إلى أمر محبوب و غرض مطلوب ‪ ،‬و هذه صفة الجّنة ‪ ،‬و ليتتس‬ ‫لّ‬
‫سبقة الّنار ‪،‬‬
‫ل منها فلم يجز أن يقول ‪ :‬و ال ّ‬
‫هذا المعنى موجودا في الّنار نعوذ با ّ‬
‫ن الغاية قد ينتهى إليها من ل يسّره النتهاء و من يسّره ذلك ‪،‬‬
‫بل قال ‪ :‬و الغاية النار ‪ ،‬ل ّ‬

‫فصلح أن يعبّر بها عن المرين معا ‪.‬‬

‫ن مصتتيركم إلتتى‬‫ل تعالى ‪ » :‬قل تمّتعتتوا فتتا ّ‬


‫فهي في هذا الموضع كالمصير و المآل قال ا ّ‬
‫الّنار « و ل يجوز في هذا الموضع أن يقال ‪ :‬سبقتكم بسكون الباء إلى الّنار فتأّمل ذلتتك ‪،‬‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫فباطنه عجيب و غوره بعيد لطيف ‪ ،‬و كذلك أكثر كلمه عليه ال ّ‬

‫]‪[4‬‬

‫سين ‪ ،‬و الستبقة عنتدهم استم لمتتا يجعتل‬


‫سبقة الجّنة بضّم ال ّ‬
‫و قد جاء في رواية اخرى و ال ّ‬
‫ن ذلتتك ل يكتتون جتتزاء علتتى‬
‫سابق إذا سبق من مال أو عرض ‪ ،‬و المعنيان متقاربان ل ّ‬ ‫لل ّ‬
‫فعل المر المذموم ‪ ،‬و إنما يكون جزاء على فعل المر المحمود ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫لت و‬‫) آذنت ( بالمّد أى أعلمت متتن الذان بمعنتتى العلم قتتال ستتبحانه ‪ » :‬و أذان متتن ا ّ‬
‫رسوله « و ) أشرف ( عليه اطلع من فوق و ) الطلع ( هو العلم يقال طلع على المتتر‬
‫ستتمن‬‫طلوعتتا علمتته كتتاطلعه علتتى افتعتتل و ض تّمر الخيتتل تضتتميرا علفهتتا القتتوت بعتتد ال ّ‬
‫ستياق و‬ ‫كأضمرها و ) المضتمار ( الموضتع يضتمر فيته الخيتل ‪ ،‬و غايتة الفترس فتي ال ّ‬
‫ستتباق كمتتا ذكتتره‬
‫سبقة ( بالضّم الخطتتر يوضتتع بيتتن أهتتل ال ّ‬‫سباق ( هو المسابقة و ) ال ّ‬ ‫) ال ّ‬
‫سكون و الّتحريك متتن بتتاب‬ ‫السّيد » ره « و ) البؤس ( الشّدة و ) ظعن ( ظعنا و ظعنا بال ّ‬
‫نفتتع ستتار و ارتحتتل و ) تجهتّزت ( المتتر كتتذا تهّيتتأت لتته و جهتتاز المّيتتت و العتتروس و‬
‫المسافر بالكسر و الفتح ما يحتاجون إليه ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫ن و اليتتوم‬
‫سباق وردا بالّرفع و الّنصب أّما رفع المضمار فعلى كونه ختتبر ا ّ‬
‫المضمار و ال ّ‬
‫اسمها ‪ ،‬و أّما نصبه فعلى كونه اسما و اليوم خبرا ‪.‬‬

‫و أورد بأّنه يلزم الخبار عن الّزمتتان بالّزمتتان ‪ ،‬إذا المضتتمار زمتتان و اليتتوم كتتذلك فلتتو‬
‫اخبر عنه باليوم فكان ذلك اخبارا بوقوع الّزمان في الّزمان ‪ ،‬فيكون الّزمان محتاجتتا إلتتى‬
‫زمان آخر و هو محال ‪.‬‬

‫و اجيب بمنع استلزام الخبار بالزمان عن الّزمان كون الّزمان محتاجا إلى زمان آخر إذ‬
‫رّبما يخبر عن بعض أجتتزاء الّزمتتان بالّزمتتان لفتتادة الجزئّيتتة ل بمعنتتى حصتتوله فيتته و‬
‫المضمار لّما كان عبارة عن الّزمان الذي يضتتمر فيتته الخيتتل ‪ ،‬و هتتو زمتتان مخصتتوص‬
‫ح الخبار عنه باليوم ‪.‬‬
‫لتقّيده بوصف مخصوص ص ّ‬

‫ن ضتتمير شتتأن‬
‫ستتباق فاّمتتا علتتى كتتونه مبتتتدء متتؤخرا و غتتدا ختتبره و استتم ا ّ‬
‫و أّما رفع ال ّ‬
‫ن و يحتاج حينئذ إلى تقدير المضاف أى غدا وقت‬ ‫مستتر ‪ ،‬أو علي جعله خبر ا ّ‬

‫]‪[5‬‬

‫ن و غدا خبرها ‪ ،‬و هو واضح ‪.‬‬


‫سباق ‪ ،‬و أّما نصبه فعلى كونه اسم ا ّ‬
‫ال ّ‬

‫عععععع‬

‫ن هذه الخطبة من فقرات خطبة طويلتتة خطتتب بهتتا‬ ‫ن المستفاد من شرح البحرانى أ ّ‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫يوم الفطر و سيجيء أّولها فتتي الكتتتاب ‪ ،‬و هتتي الخطبتتة الّرابعتتة و الربعتتون المصتّدرة‬
‫صدوق‬ ‫ل برواية ال ّ‬
‫ل غير مقنوط من رحمته ‪ ،‬و نذكر تمامها هناك إنشاء ا ّ‬ ‫بقوله ‪ :‬الحمد ّ‬
‫فانتظر ‪.‬‬

‫ي عليها مع كونها بعدها ‪ ،‬لما سبق من اعتذاره في خطبة الكتتتاب متتن‬ ‫و إّنما قّدمها الّرض ّ‬
‫أّنه ل يراعى الّتتالي و الّنسق و اّنما يراعى الّنكت و اللمع ‪ ،‬و كيف كان فمدار متتا ذكتتره‬
‫هنا على الّتزهيد في الّدنيا و الّترغيب في الخرة فأشتار أّول إلتى عتدم جتتواز الّركتتون و‬
‫العتماد على الّدنيا بقوله ‪:‬‬

‫ضتتى أحوالهتتا‬‫ن التّدنيا قتتد أدبتترت و آذنتتت بتتوداع ( و أشتتار بادبارهتتا إلتتى تق ّ‬
‫) أّما بعد فا ّ‬
‫سلم في‬ ‫صلة و ال ّ‬‫ل أحد أحد شيئا فشيئا كما قال عليه ال ّ‬ ‫الحاضرة و شهواتها الموجودة لك ّ‬
‫الّديوان المنسوب إليه ‪:‬‬

‫رأيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّدهر مختلفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدور‬


‫فل حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزن يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدوم و ل ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترور‬

‫و قتتتتتتتتتتتتتتتتتتد بنتتتتتتتتتتتتتتتتتتت الملتتتتتتتتتتتتتتتتتتوك بتتتتتتتتتتتتتتتتتته قصتتتتتتتتتتتتتتتتتتورا‬


‫فما بقى الملوك و ل القصور‬

‫ن اللذات الّدنيوّية لما كانت دائمتتا فتتي‬


‫ضي باعتبار أ ّ‬
‫و إّنما اطلق اسم الدبار على هذا التق ّ‬
‫ضي المقتضى لمفارقة النسان لها و بعدها عنه ‪ ،‬لجتترم حستتن اطلق إستتم‬ ‫الّتغّير و التق ّ‬
‫الدبار عليه تشبيها لها بالحيوان المتتدبر ‪ ،‬و لمتتا كتتانت مفارقتتة النستتان عنهتتا مستتتلزمة‬
‫ق محبتوبه المرتحتل عنته فتي‬ ‫لسفه عليها و وجده بها ‪ ،‬أشبه ذلك ما يفعله النسان في ح ّ‬
‫شتتعور‬
‫وداعه له من الحزن و الكابة ‪ ،‬فاستعير اسم الوداع له و كنى باعلمها بذلك عن ال ّ‬
‫ضيها شيئا فشيئا و هو اعلم بلسان الحال ‪.‬‬
‫الحاصل بمفارقتها من تق ّ‬

‫ن الخرة قتتد أقبلتتت‬


‫ثّم نّبه على وجوب الستعداد للخرة بدنّوها من النسان بقوله ‪ ) :‬و ا ّ‬
‫ى إنك منذ سقطت إلى الّدنيا‬ ‫و أشرفت باطلع ( و مثله قال لقمان لبنه و هو يعظه ‪ :‬يا بن ّ‬
‫استدبرتها و استقبلت الخرة ‪ ،‬فدار أنت إليها تسير أقرب إليك‬

‫]‪[6‬‬

‫من دار أنت عنها متباعد ‪.‬‬

‫شارح البحراني ‪ :‬و لّما كانت الختترة عبتتارة عتتن التّدار الجامعتتة للحتتوال التتتي‬
‫و قال ال ّ‬
‫يكون النسان عليها بعد الموت من سعادة و شقاوة و لّذة و ألم ‪،‬‬

‫ضي العمر مقّربا للوصول إلى تلك الّدار و الحصول فيما يشتمل عليه متتن خيتتر‬ ‫و كان تق ّ‬
‫أو شّر ‪ ،‬حسن إطلق لفظ القبال عليها مجازا ثّم نّزلها لشرفها على الّدنيا في حال إقبالها‬
‫منزلة عال عند سافل فأسند إليها لفظ الشراف ‪ ،‬و لجل إحصاء العمتتال الّدنيويتتة فيهتتا‬
‫منزلة عالم مطلع فاطلق عليها لفظ الطلع ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬و الى هذا المعنى اشير في الحديث القدسي ‪ :‬يتتابن آدم المتتوت يكشتتف أستترارك و‬
‫القيامة يتلو أخبارك ‪ ،‬و الكتاب يهتك استارك الحديث ‪.‬‬

‫ثّم نّبه على وجوب التهّيأ بذكر ما يسير إليه و هو الجّنة و ما يصار إليه و هو الّنار بقتتوله‬
‫سباق ( أراد بتتاليوم م تّدة العمتتر الباقيتتة و أطلتتق استتم‬‫ن اليوم المضمار و غدا ال ّ‬ ‫‪ ) :‬أل و إ ّ‬
‫ستبقة‬
‫ن النسان في تلك المّدة يستعّد بالّتقوى و العمتل الصتالح لل ّ‬ ‫المضمار عليها باعتبار أ ّ‬
‫ن الفرس يستعّد بالّتضمير إلى سبق مثله ‪.‬‬ ‫ل و الّتقّرب إلى حضرته كما أ ّ‬ ‫إلى لقاء ا ّ‬

‫ن أفتتراد الّنتاس لّمتتا كتانت‬


‫و كنى بالغد عّما بعد الموت و أطلق اسم السباق عليه باعتبار أ ّ‬
‫ب الّدنيا و العراض عنها ‪ ،‬و ذلك الّتفتاوت كتان موجبتا للقترب و البعتد و‬ ‫متفاوتة في ح ّ‬
‫سباق هناك ‪.‬‬‫سبق و اللحوق في الدار الخرة ‪ ،‬فكان ال ّ‬
‫ال ّ‬

‫ن من كان أكثر استعدادا و أقطع لعليق الّدنيا عن قلبه لم يكتتن لتته بعتتد المتتوت‬
‫بيان ذلك أ ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫ل و مانع عن إدراك رضوان ا ّ‬ ‫عايق عن الوصول إلى ا ّ‬

‫ستابقين‬
‫و من اشرب قلبه حب التّدنيا و افتتنتت بهتا ل يمكتن لته الوصتول التى درجتات ال ّ‬
‫ل استتتعدادا متتن هتتؤلء و أشتّد علقتتة‬
‫الّولين و النيل الى مراتب المقّربين ‪ ،‬و من كان أق ّ‬
‫سالفة ‪:‬‬
‫سلم في بعض كلماته ال ّ‬ ‫صرين كما قال عليه ال ّ‬
‫للدنيا ‪ ،‬كان من الّتالين المق ّ‬
‫ستتبقة الجّنتتة يستتتبق‬
‫صر فتتي الّنتتار هتتوى و ال ّ‬
‫ساع سريع نجى و طالب بطىء رجى و مق ّ‬
‫سريع و الغاية الّنار يصير اليها الّتالى الوضيع ‪.‬‬
‫ساع ال ّ‬
‫اليها ال ّ‬

‫]‪[7‬‬

‫ثّم أمر بالّتوبة قبل الموت و إدراك الفوت بقوله ‪ ) :‬أفل تائب من خطيئته قبتتل منّيتتته ( إذ‬
‫بالّتوبة يتخلى الّنفس عن الرذايل و تستعّد للّتحلية بالفضايل ‪ ،‬فل تنتظروا بالّتوبة غدا فا ّ‬
‫ن‬
‫ل فيها يغدو و يروح ‪.‬‬ ‫دون غديو ما و ليلة قضاء ا ّ‬

‫لت‬
‫سوء بجهالة ثّم يتوبون من قريب فتاولئك يتتوب ا ّ‬ ‫ل لّلذين يعملون ال ّ‬
‫و إّنما الّتوبة على ا ّ‬
‫ستتيآت حّتتتى إذا حضتتر‬ ‫ل عليما حكيمتتا ‪ ،‬و ليستتت الّتوبتتة لّلتتذين يعملتتون ال ّ‬
‫عليهم و كان ا ّ‬
‫أحدهم الموت قال إّنى تبت الن و ل اّلذين يموتتتون و هتتم كّفتتار اولئك اعتتتدنا لهتتم عتتذابا‬
‫اليما ‪.‬‬

‫) أل عامل لنفسه قبل يوم بؤسه ( عمل ينجيه من البأس و العذاب و يفضيه إلى الّراحة و‬
‫حسن الّثواب ‪ ،‬و هو التيان بالطاعات و النتهاء عن المنهّيات ‪.‬‬

‫) أل و إنكم في أّيام أمل من ورائه أجل فمن عمل ( لنفستته ) فتتي اّيتتام أملتته قبتتل حضتتور‬
‫ل به ‪ ،‬و يكتتون حتتاله بعتتد‬‫أجله فقد نفعه عمله ( الذي اكتسبه ) و لم يضّره أجله ( الذي ح ّ‬
‫موته حال الغايب الذي قدم على وطنه و أهله ) و من قصتتر فتتي أيتتام أملتته قبتتل حضتتور‬
‫أجله ( و فرط في طاعة ربه و الّتزود لخرته ) فقد خسر عمله ( التتذي عملتته ) و ض تّره‬
‫أجله ( الذي حّله و يكون حاله بعد موته حال البق الذي قدم به على موله ‪.‬‬

‫ي في البحار عن كتتتاب اعلم التّدين‬


‫سلم المرو ّ‬ ‫و قريب من هذا المضمون كلمه عليه ال ّ‬
‫قال ‪ :‬الّناس في الّدنيا عامل في الّدنيا للّدنيا قد شغلته دنياه عن آخرته ‪،‬‬

‫يخشى على من يخلفه الفقر و يأمنه على نفسه ‪ ،‬فيفنتى عمتتره فتتي منفعتة غيتره ‪ ،‬و آختر‬
‫ل ت شتتيئا‬
‫عمل في الّدنيا لما بعدها ‪ ،‬فجائه له من الّدنيا بغير عمله فأصتتبح ملكتتا ل يستتال ا ّ‬
‫فيمنعه ‪.‬‬

‫) أل فاعملوا في الّرغبة كما تعملون في الّرهبة ( و هو تنتتبيه علتتى وجتتوب الّتستتوية فتتي‬
‫ل عتن نّيتة‬
‫العمل بين حال المن و الختوف و حالتتة الّرختاء و الشتّدة ‪ ،‬و ل يكتون ذلتك إ ّ‬
‫لت و العتتراض عتتن‬ ‫صادقة و عبوّدية خالصة و فيه إشعار بالّتوبة على الغفلة عن ذكر ا ّ‬
‫عبادته في حال اللذات الحاضرة و الخيرات الواصله و اللجأ إليه و الفزع‬

‫]‪[8‬‬
‫منه عند الحوادث الهايلة و المصايب النازلة ‪.‬‬

‫شتتر فتتذو‬ ‫ستته ال ّ‬


‫قال سبحانه ‪ » :‬و إذا أنعمنا على النستتان أعتترض و نتتأى بجتتانبه و إذا م ّ‬
‫دعاء عريض « ) أل و اّنى لم أر ( نعمة ) كالجّنتتة نتتام طالبهتتا و ل ( نقمتتة ) كالّنتتار نتتام‬
‫هاربها ( و فيه تنبيه للموقنين بالجّنة و الّنار على كونهم نائمين في مراقد الطبيعة ليتنبهوا‬
‫منها و يستعّدوا بالعمل لما ورائهم من الّنعم و الّنقم ‪.‬‬

‫و فيه شميمة التعجب من جمع الموقن بالجّنة و بين عمله بما في الجّنة من تمتتام الّنعمتة و‬
‫بين تقصيره عن طلبها بما يؤّدى إليها متن صتالح العمتال و كريتم الفعتال و متن جمتع‬
‫الموقن بالّنار بين علمه بما فيها من تمتتام الّنقمتتة و بيتتن الغفلتتة عتتن الهتترب منهتتا إلتتى متتا‬
‫يخلص عنها ‪.‬‬

‫ق(‬ ‫ق كاسب للمنفعة و الباطل جالب للمضتّرة ) و إّنته متن لتم ينفعته الحت ّ‬ ‫ن الح ّ‬
‫) أل ( و إ ّ‬
‫لعراضه عنه و عدم سلوكه سبيله ) يضتّره الباطتتل ( التتذي وقتتع فيتته و يستنصتتر بتته ل‬
‫ضتتلل ( و ظلمتتة‬ ‫محالة ) و من ل يستقم به الهدى ( و نتتور العلتتم و العرفتتان ) يجّربتته ال ّ‬
‫الجهل ) الى الّردى ( و الخذلن ‪.‬‬

‫ل و يستتتقم بتته فتتي ستتلوك‬


‫ن من لم يكن الهدى دليله القائد له بزمام عقله في سبيل ا ّ‬
‫يعنى أ ّ‬
‫ضلل عن سواء الصتتراط إلتتى أحتتد جتتانبي‬ ‫صراطه المستقيم ‪ ،‬فل بّد و أن ينحرف به ال ّ‬
‫الّتفريط و الفراط ‪.‬‬

‫لت‬
‫ستعى التى رضتوان ا ّ‬ ‫لت و ال ّ‬
‫سلوك إلتتى ا ّ‬‫) أل و إنكم قد امرتم بالظعن ( و الّرحيل و ال ّ‬
‫ستلوك و المهّييء للوصتول التى حظيترة‬ ‫ستير و ال ّ‬‫) و دللتم على التّزاد ( المقتّوى علتى ال ّ‬
‫سداد و ذخيرة المعاد كما قال سبحانه و تعالى ‪» :‬‬ ‫القدس ‪ ،‬و هو الّتقوى الذي هو مفتاح ال ّ‬
‫ن أخوف ما أخاف عليكم ( من امور الّدنيا اثنتتتان‬ ‫ن خير الّزاد التقوى « ) و إ ّ‬ ‫و تزّودوا فا ّ‬
‫شتتاغل عتتن‬ ‫‪ ،‬احداهما ) اّتباع الهوى ( القائد إلتتى التّردي ) و ( الثانيتتة ) طتتول المتتل ( ال ّ‬
‫الخرة ) فتزّودوا في الّدنيا من الّدنيا ( بالعلم و العمل ‪.‬‬

‫ن الستكمال به إّنما يحصل بواسطة هذا البدن إما بوساطة‬


‫أّما العلم فل ّ‬

‫]‪[9‬‬

‫س الظاهرة أو الباطنة و تفطتتن النفتتس لمشتتاركات بيتتن المحسوستتات و مبايناتهتتا و‬ ‫الحوا ّ‬


‫ن هذا من الّدنيا في الّدنيا ‪.‬‬
‫ظاهر أ ّ‬

‫و أما العمل فلّنه عبارة عن حركات و سكنات مستلزمة لهيئآت مخصوصتتة و هتتي إّنمتتا‬
‫ل ذلك من الّدنيا في الّدنيا ‪ ،‬و كيف كان فهما زادان‬
‫تحصل بواسطة هذا البدن أيضا ‪ ،‬و ك ّ‬
‫ل سبحانه فليتزّود منهما ) ما تحرزون به أنفسكم غتتدا ( و تحفظونهتتا متتن‬
‫موصلن إلى ا ّ‬
‫عذاب الّنار و من غضب الجبار ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫ستتؤول و متتن إرشتتاد‬


‫ن هذه الخطبة مروية في البحار من كتتتاب مطتتالب ال ّ‬‫قد أشرنا إلى أ ّ‬
‫سيد أحببنا ذكرها ‪.‬‬
‫المفيد ‪ ،‬و لّما كان رواية الرشاد مختلفة لرواية ال ّ‬

‫فأقول ‪ :‬قال في الرشاد ‪ :‬من كلم أمير المؤمنين متتا اشتتتهر بيتتن العلمتتاء و حفظتته ذووا‬
‫ن الختترة قتتد أقبلتتت و‬
‫ن الّدنيا قد ادبرت و آذنت بتتوداع ‪ ،‬و إ ّ‬
‫الفهم و الحكماء ‪ :‬أما بعد فا ّ‬
‫سبقة الجنة و الغاية النتتار أل‬‫سباق ‪ ،‬و ال ّ‬
‫ن المضمار اليوم و غدا ال ّ‬ ‫أشرفت باطلع أل و إ ّ‬
‫لت عملتته لتتم يضتّره املتته ‪ ،‬و‬
‫و إنكم في أّيام مهل من ورائه أجل يحّثه عجل فمن أخلص ّ‬
‫من أبطأ به عمله في أيام مهله قبل حضور أجله فقد خسر عمله و ضّره أمله ‪.‬‬

‫ل و اجمعوا معها رهبتتة ‪،‬‬ ‫أل فاعملوا في الّرغبة و الّرهبة فان نزلت بكم رغبة فاشكروا ّ‬
‫لت قتتد تتتأذن للمحستتنين‬
‫نا ّ‬
‫لت و اجمعتتوا معهتتا رغبتتة ‪ ،‬فتتا ّ‬
‫و إن نزلت بكم رهبة فاذكرو ا ّ‬
‫بالحسنى و لمن شكر بالّزيادة و ل كسب خير من كسبه ليوم تتّدخر فيتته التذخاير و يجمتتع‬
‫سرائر ‪.‬‬
‫فيه الكباير و تبلى فيه ال ّ‬

‫و إّنى لم أركالجّنة نام طالبها و ل مثل الّنتتار نتتام هاربهتتا ‪ ،‬أل و إّنتته متتن ل ينفعتته اليقيتتن‬
‫شك ‪ ،‬و من ل ينفعه حاضر لّبه و رأيه فغائله عنه أعجتتز ‪ ،‬أل و إنكتتم قتتد أمرتتتم‬ ‫لضّره ال ّ‬
‫ن أخوف ما أخاف عليكم اثنان ‪ :‬اتباع الهوى و طول المل‬ ‫ظعن و دللتم على الّزاد و إ ّ‬ ‫بال ّ‬
‫ق و طول المل ينسى الخرة ‪.‬‬ ‫‪ ،‬لن اتباع الهوى يضّد عن الح ّ‬

‫ل واحد منهما بنون‬


‫ن الخرة قد ترحلت مقبلة و لك ّ‬
‫ن الّدنيا قد ترحلت مدبرة و ا ّ‬
‫وإّ‬

‫] ‪[ 10‬‬

‫ن اليتتوم عمتتل و ل‬
‫فكونوا ان استطعتم من أبناء الخرة و ل تكونوا متتن أبنتتاء التّدنيا ‪ ،‬فتتا ّ‬
‫حساب و غدا حساب و ل عمل‬

‫ععععع ع ععععع‬

‫في ذكر طايفة من الحاديث المنّبهة عن نتتوم الغفلتتة و المزّهتتدة عتتن التّدنيا المّرغبتتة فتتي‬
‫الخرة ‪.‬‬
‫ل مرقتتده باستتناده عتتن محّمتتد بتتن مستتلم بتتن‬
‫مثل ما رواه محّمد بن يعقوب الكليني عطر ا ّ‬
‫ل عّز و ج ت ّ‬
‫ل‬ ‫ى العمال أفضل عند ا ّ‬ ‫سلم أ ّ‬‫ي بن الحسين عليهما ال ّ‬‫ل قال ‪ :‬سئل عل ّ‬
‫عبيد ا ّ‬
‫ل أفضل من بغض التّدنيا ‪ ،‬فتتا ّ‬
‫ن‬ ‫ل تعالى و معرفة رسول ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬ما من عمل بعد معرفة ا ّ‬
‫ل به الكبر معصية ابليس‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫لذلك شعبا كثيرة و للمعاصى شعب فأّول ما عصى ا ّ‬
‫ل حين أبى و استكبر و كان من الكافرين ‪.‬‬ ‫لعنه ا ّ‬

‫لت لهمتتا ‪ » :‬كل متتن حيتتث شتتئتما و ل‬ ‫ثّم الحرص و هى معصية آدم و حّواء حين قتتال ا ّ‬
‫تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين « فأختتذا متتا ل حاجتتة بهمتتا إليتته فتتدخل ذلتتك علتتى‬
‫ذّريتهما إلى يوم القيامة فلذلك ان أكثر ما يطلب ابن آدم ما ل حاجة به إليه ‪.‬‬

‫ب النساء و حتتبّ‬ ‫ثّم الحسد و هي معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله فتشّعب من ذلك ح ّ‬
‫ب العلتّو و حت ّ‬
‫ب‬ ‫ب الكلم و حت ّ‬‫ب الّراحة و حت ّ‬ ‫ب الّرياسة و ح ّ‬‫الدنيا » الدينار خ ل « و ح ّ‬
‫ب التّدنيا فقتالت النبيتاء و العلمتتاء بعتتد‬
‫ن فتتي حت ّ‬
‫الثروة فصرن سبع خصال فاجتمعن كّله ّ‬
‫ل خطيئة و الّدنيا دنيا آن ‪:‬‬‫ب الّدنيا رأس ك ّ‬
‫معرفة ذلك ‪ :‬ح ّ‬

‫دنيا بلغ و دنيا ملعونة ‪.‬‬

‫ستتلم قتتال فتتي‬


‫لت عليتته ال ّ‬
‫و بهذا السناد عن المنقرى عن حفص بتتن غيتتاث عتتن أبيعبتتد ا ّ‬
‫ن الّدنيا دار عقوبة عاقبت فيها آدم عند خطيئتتته و‬ ‫سلم ‪ :‬يا موسى إ ّ‬ ‫مناجاة موسى عليه ال ّ‬
‫صالحين زهتتد و‬ ‫ن عبادى ال ّ‬ ‫ل ما كان فيها لي ‪ ،‬يا موسى إ ّ‬ ‫جعلتها ملعونة ملعون ما فيها إ ّ‬
‫ظمها‬‫افي الّدنيا بقدر علمهم و ساير الخلق رغبوا فيها بقدر جهلهم ‪ ،‬و ما من أحد ع ّ‬

‫] ‪[ 11‬‬

‫ل انتفع بها ‪.‬‬


‫فقّرت عينه فيها و لم يحّقرها احد ا ّ‬

‫سلم قال ‪ :‬مّر عيسى بتتن مريتتم علتتى‬ ‫ل عليه ال ّ‬‫و باسناده عن مهاجر السدي عن أبيعبد ا ّ‬
‫ل بستتخطة و لتتو متتاتوا‬
‫قرية قد مات أهلها و طيرها و دواّبها ‪ ،‬فقال ‪ :‬أما اّنهم لم يموتوا إ ّ‬
‫متفرقين لتدافنوا ‪.‬‬

‫ل أن يجيبهم لنا فيخبرونتتا متتا كتانت أعمتتالهم‬


‫ل و كلمته ادع ا ّ‬
‫فقال الحواّريون ‪ :‬يا روح ا ّ‬
‫فنتجنبها فدعى عيسى رّبه ‪ ،‬فنودي من الجّو ‪ :‬نادهم ‪.‬‬

‫فقال عيسى بالليتتل علتتى شتترف متتن الرض فقتتال ‪ :‬يتتا أهتتل هتتذه القريتتة ‪ ،‬فأجتتابه منهتتم‬
‫ل و كلمته فقال ‪ :‬و يحكم ما كانت أعمالكم ؟ قال ‪:‬‬ ‫مجيب ‪ :‬لبيك يا روح ا ّ‬

‫ب الّدنيا مع خوف قليل و أمل بعيد و غفلة في لهو و لعب ‪.‬‬


‫عبادة الطاغوت و ح ّ‬
‫ى لّمه إذا اقبلت علينا فرحنا و ستتررنا ‪،‬‬
‫صب ّ‬
‫ب ال ّ‬
‫فقال ‪ :‬كيف كان حّبكم للّدنيا ؟ قال ‪ :‬كح ّ‬
‫و إذا أدبرت عّنا بكينا و حزّنا قال ‪ :‬كيف كان عبادتكم الطاغوت ؟‬

‫قال ‪ :‬الطاعة لهل المعاصى ‪ ،‬قال ‪ :‬كيف كان عاقبة أمركم ؟ قال ‪ :‬بتنا ليلة في عافيتتة و‬
‫أصبحنا في الهاوية ‪.‬‬

‫جين ‪ :‬قال ‪ :‬جبال متتن جمتتر توقتتد علينتتا‬ ‫جين ‪ ،‬قال ‪ :‬و ما س ّ‬‫قال ‪ :‬و ما الهاوية ؟ قال ‪ :‬س ّ‬
‫إلى يوم القيامة ‪ ،‬قال ‪ ،‬فما قلتم و ما قيل لكتم ؟ قتال ‪ :‬قلنتا ‪ :‬رّدنتا إلتى التّدنيا فنزهتد فيهتا‬
‫لت و كلمتته‬ ‫قيل ‪ :‬لنا كذبتم قال ‪ :‬ويحك كيف لم يكّلمني غيرك من بينهم ؟ قال ‪ :‬يتا روح ا ّ‬
‫اّنهم ملجمون بلجام من نار بأيدى ملئكة غلظ شداد ‪ ،‬و إّنى كنت فيهم و لم أكن منهتتم ‪،‬‬
‫فلما نزل العذاب عّمنى معهم ‪ ،‬فأنا معّلق بشعرة على شفير جهّنم ل أدرى اكبكب فيهتتا أم‬
‫أنجو منها ‪.‬‬

‫لت أكتتل الختتبز اليتتابس بالملتتح الجريتتش و‬


‫فالتفت عيسى إلى الحوارّيين فقال ‪ :‬يا أوليتتاء ا ّ‬
‫الّنوم على المزابل خير كثير مع عافية الّدنيا و الخرة ‪.‬‬

‫سلم ‪ :‬يقتتول ‪ :‬متتن تعّلتتق قلبتته بالتّدنيا‬


‫ل عليه ال ّ‬
‫و عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد ا ّ‬
‫تعّلق بثلث خصال ‪ :‬هّم ل يفنى و أمل ل يدرك و رجاء ل ينال ‪.‬‬

‫] ‪[ 12‬‬

‫ستتلم ‪ :‬إنّ‬ ‫ي بن الحسين عليه ال ّ‬ ‫سلم قال ‪ :‬قال عل ّ‬ ‫و عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه ال ّ‬
‫ل واحتتدة منهمتتا بنتتون ‪،‬‬
‫ن الختترة قتتد ارتحلتتت مقبلتتة ‪ ،‬و لكت ّ‬ ‫الّدنيا قد ارتحلت متتدبرة و إ ّ‬
‫فكونوا من أبناء الخرة و ل تكونوا من أبناء الّدنيا ‪.‬‬

‫ن الّزاهتدين فتي التّدنيا‬


‫أل و كونوا متن الّزاهتدين فتي التّدنيا الّراغتبين فتي الخترة ‪ ،‬أل إ ّ‬
‫اّتخذوا الرض بساطا و التراب فراشا و الماء طيبا ‪ ،‬و قرضوا من الّدنيا تقريضا ‪.‬‬

‫شتتهوات ‪ ،‬و متتن أشتتفق متتن الّنتتار رجتتع عتتن‬


‫أل و متتن اشتتتاق إلتتى الجّنتتة ستتل متتن ال ّ‬
‫ل عبتتادا كمتتن رأى أهتتل‬‫ن ّ‬‫المحّرمات ‪ ،‬و من زهد في الدنيا هانت عليه المصائب ‪ ،‬أل إ ّ‬
‫الجّنة في الجنة مخّلدين ‪ ،‬و كمن رأى أهل الّنار في النتتار معتّذبين ‪ ،‬شتترورهم مأمونتتة و‬
‫قلوبهم محزونة ‪ ،‬أنفسهم عفيفة و حوائجهم خفيفة ‪ ،‬صبروا أياما قليلتتة ‪ ،‬فصتتاروا بعقتتبى‬
‫راحة طويلة ‪.‬‬

‫أّما الليل فصاّفون أقدامهم تجري دموعهم على خدودهم يجتتأرون إلتتى رّبهتتم يستتعون فتتي‬
‫فكاك رقابهم و أّما الّنهار فحكماء علماء بررة أتقياء ‪ ،‬كأّنهم القداح قد بريهم الختتوف متتن‬
‫العبادة ينظر إليهم الّناظر فيقول ‪ :‬مرضى و ما بالقوم متتن متترض أم خولطتتوا فقتتد ختتالط‬
‫القوم أمر عظيم من ذكر الّنار و ما فيها ‪.‬‬

‫و من عيون أخبار الّرضا عن أبيه عن سعد عن ابن هاشم عن ابن المغيرة قال ‪:‬‬

‫سلم يقول‬
‫سمعت الّرضا عليه ال ّ‬

‫انتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي دار لهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّدة‬


‫يقبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل فيهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا عمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل العامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬

‫التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترى المتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوت محيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتط بهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬


‫يكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذب فيهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا امتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل المتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬

‫تعجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذنب بمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا تشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتهى‬


‫و تأمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل التوبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي قابتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬

‫و المتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوت يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأتى اهلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته بغتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة‬


‫ما ذاك فعل الحازم العاقل‬

‫ععععععع‬

‫از جمله خطب شريفه آن حضرتست كه تزهيد مىفرمايد در آن بندكان را‬

‫] ‪[ 13‬‬

‫از دنيا و ترغيب مىنمايد ايشان را در اخرى و ميفرمايد ‪:‬‬

‫پس از حمد خدا و درود بر خاتم انبيا پتتس بتحقيتتق كتته دنيتتا رو گردانيتتده و اعلم كتترده‬
‫بوداع و فراق ‪ ،‬و بدرستيكه آخرت رو آورده و مشتترف شتتده استتت بظهتتور و اطلع ‪،‬‬
‫آگاه باشيد كه امروز كه زمان مدت عمر است وقت كداختن بدنست و رياضات نفستتانيه‬
‫بأعمال صالحه ‪ ،‬و فردا كتته روز قيتتامت استتت پيشتتى جستتتن استتت و ترقتتى نمتتودن در‬
‫درجات عاليه ‪ ،‬و پيش برد اهل آن سرا بهشت جاويدانست ‪،‬‬

‫و منتهاى كار اين سرا آتش سوزان ‪.‬‬

‫پس آيا هيچ توبه كننده نيست از گناهان خود پيتش از رستيدن مترگ ؟ و آيتا هيتچ عمتل‬
‫كننده نيست پيش از روز سختى و شدت ؟ آگاه باشيد بدرستيكه شما هستتتيد در روزكتتار‬
‫اميدوارى كه از عقب اوست مرك و گرفتارى ‪ ،‬پس هر كه عمل كند در روزهاي اميتتد‬
‫خود پيش از حضور اجل او پس بتحقيق كه زيان نبخشد او را عمل او و ضرر نرستتاند‬
‫او را اجل او ‪.‬‬

‫آگاه باشيد پس عمل نمائيد در زمان فراغت و رغبت همچنتتانكه عمتتل ميكنيتتد در زمتتان‬
‫خوف و خشيت ‪ ،‬بدانيد و آگاه باشيد بدرستيكه من نديدم نعمتى همچو بهشت كه بخوابتتد‬
‫طالب او ‪ ،‬و نه نقمتى مانند آتش سوزنده كه بخوابد گريزنده او ‪ ،‬بدانيتد بتحقيتق كستيكه‬
‫سود نرساند او را حق و راستى زيان رستتاند او را باطتتل و ناراستتتى ‪ ،‬و هتتر كتته بتتراه‬
‫راست نيارد او را هدايت بكشد او را گمراهى بچاه هلكت ‪.‬‬

‫آگاه باشيد بدرستيكه شما امر كرده شدهايد برفتن جانب خداونتتد احتتديت و دللتتت كتترده‬
‫شدهايد بر ذخيره و توشه اين طريقت ‪ ،‬و بدرستيكه ترستناكترين چيزيكته مىترستم بتتر‬
‫شما متابعت خواهشات نفسانيه است ‪ ،‬و درازى اميد بزخارف دنيويه ‪ ،‬توشه بتتر داريتتد‬
‫در دنيا از دنيا آن مقدارى كه با آن چيزيكه بتوانيتتد نگتته بداريتتد بتتا آن نفستتهاى ختتود را‬
‫فردا ‪.‬‬

‫] ‪[ 14‬‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫ضحاك بتتن‬ ‫و هى التاسعة و العشرون من المختار فى باب الخطب خطب بها في غارة ال ّ‬
‫قيس على ما تعرفها تفصيل و قد رواها في شرح المعتتتزلي متتن ثقتتة الستتلم محّمتتد بتتن‬
‫شيخ و ارشاد المفيتتد ‪ ،‬و الشتتيخ‬ ‫يعقوب الكليني و العلمة المجلسي في البحار من امالى ال ّ‬
‫السعيد أبو المنصور احمد بن علي الطبرسي في كتتتاب الحتجتتاج بتتاختلف كتتثير تطلتتع‬
‫سيد فتتي الكتتتاب و هتتو قتتوله أّيهتتا الّنتتاس المجتمعتتة‬
‫عليه بعد الفراغ من شرح ما اورده ال ّ‬
‫صلب ‪ ،‬و فعلكم يطمتتع فيكتتم العتتداء ‪،‬‬ ‫صم ال ّ‬
‫أبدانهم المختلفة أهوائهم ‪ ،‬كلمكم يوهي ال ّ‬
‫تقولون في المجالس كيت و كيت ‪ ،‬فإذا جاء الجهاد قلتم حيدي حياد ‪ ،‬ما عّزت دعوة متتن‬
‫دعاكم و ل استراح قلب من قاساكم ‪ ،‬أعاليل بأضاليل ‪ ،‬و سألتموني الّتطويل ‪،‬‬

‫ى دار بعتد‬‫ل بالجتّد أ ّ‬


‫قإ ّ‬
‫ضتتيم التّذليل ‪ ،‬و ل يتتدرك الحت ّ‬
‫دفاع ذي الّدين المطول ل يمنتع ال ّ‬
‫ل من غررتموه ‪ ،‬و متتن فتتاز‬ ‫ى إمام بعدي تقاتلون ‪ ،‬المغرور و ا ّ‬ ‫داركم تمنعون ‪ ،‬و مع أ ّ‬
‫لت ل‬‫سهم الخيب ‪ ،‬و من رمى بكم فقد رمى بأفوق ناصتتل أصتتبحت ‪ ،‬و ا ّ‬ ‫بكم فقد فاز بال ّ‬
‫أصّدق قولكم ‪،‬‬

‫و ل أطمع في نصركم ‪ ،‬و ل أوعد العدّو بكم ‪ ،‬ما بالكم ما دوائكم ما طّبكم ‪ ،‬القوم رجتتال‬
‫ق‪.‬‬ ‫أمثالكم ‪ ،‬أقول بغير علم ‪ ،‬و غفلة » و عّفة خ « من غير ورع ‪ ،‬و طمعا في غير ح ّ‬
‫] ‪[ 15‬‬

‫ععععع‬

‫ق و اوهتتاه شتّقه و ) الصتّم ( و‬‫ضعف و وهتتى الحجتتر و الستتقاء كتتوقي انشت ّ‬‫) الوهي ( ال ّ‬
‫صلب ( من أوصاف الحجر و الصخرة الصماء التي ليس فيها صدع و ل خرق ) و‬ ‫) ال ّ‬
‫شتارح المعتتزلي كلمتة يقولهتا‬ ‫كيت و كيت ( كنايتة عتن القتول و ) حيتدي حيتاد ( قتال ال ّ‬
‫الهارب الفاّر و هي نظير قولهم ‪ :‬فيحى فياح اي اّتسعى ‪ ،‬و أصتتلها متتن حتتاد الشتتيء أي‬
‫شارح البحراني حياد اسم للمغارة و المعنى اعدلى عنا أيتهتتا الحتترب ‪ ،‬و‬ ‫انحرف و قال ال ّ‬
‫حى مّرتين بلفظين مختلفين ‪.‬‬ ‫يحتمل أن يكون من اسماء الفعال كنزال فيكون قد امر بالتن ّ‬

‫ي فعال المبنى على أربعة أضرب ‪ :‬الول استتم فعتتل كنتتزال‬ ‫أقول ‪ :‬قال نجم الئمة الّرض ّ‬
‫صفة المؤنثتتة و لتم يجىء فتي المتتذكر و‬ ‫الثانى المصدر نحو ل مساس أي لمس الثالث ال ّ‬
‫جميعها يستعمل من دون الموصوف و هتي بعتد ذلتتك علتتى ضتتربين ‪ :‬إمتا لزمتتة للّنتتداء‬
‫سماعا نحو يالكاع اي لكعاء و يا فساق و يا خبتتاث اي يتتا فاستتقة و يتتا خبيثتتة و أمتتا غيتتر‬
‫لزمة للّنداء و هي على ضربين ‪.‬‬

‫أحدهما ما صار بالغلبة علما جنسّيا كاسامة و جعتل متن هتذا القستم حلق و جبتاذ للمنيتة‬
‫صتتت بجنتتس المنايتتا و‬‫كانت في الصل صفة لكل ما تحلق عامة و تجبذأى تجذب ثّم اخت ّ‬
‫فشاش و صمام و حياد للداهية لّنها تفش اي تخرج ريح الكبر و تحيداي تميل سّميت بها‬
‫تفول و تصم اي تشتّده يقال فشاش فشيه من استه الى فيه اي اخرجى ريح الكبر منه متتن‬
‫استه مع فيه و يقال حيدي حياد أي ارجعى يا راجعة و يقال صّمى صتتمام اي اشتتتّدي يتتا‬
‫شّدة و أبقى على شّدتك و فياح للغارة يقولون فيحى فياح اي اّتسعى‬ ‫شديدة اي زيدي في ال ّ‬
‫يا مّتسعة على تأويل صّمى صمام ‪.‬‬

‫قال فهذه و امثالها أعلم للجنس بدليل وصفها بالمعرفة نحو حنتتاذ الطالعتتة و لتتو لتتم يكتتن‬
‫معارف لم يجز حذف حرف الّنداء معها في نحو فشاش فشيه و حيدي حياد ‪.‬‬

‫لزمة للّنداء ما بقى على وصفّيتها نحتتو قطتتاط اي قاطتتة ‪ ،‬و‬ ‫ضرب الّثاني من غير ال ّ‬
‫و ال ّ‬
‫شخصتتية و جميتتع ألفاظهتتا‬
‫لزام اي لزمة ‪ ،‬و بداد اي متبّددة متفّرقتتة و الرابتتع العلم ال ّ‬
‫مّؤنثة و إن كان المسّمى بها مذكرا ايضا نحو لصاف منزل من منازل بني‬

‫] ‪[ 16‬‬

‫تميم و خصاف فحل و حضتتار كتتوكب و ظفتتار مدينتتة و قطتتام استتم امتترأة إلتتى آختتر متتا‬
‫ذكره ‪.‬‬
‫ن حياد علم‬ ‫ل ذكر هذا القدر و قد تحصل منه أ ّ‬ ‫خصناه بطوله لعدم اقتضاء المجال إ ّ‬‫و قد ل ّ‬
‫شارح البحراني متتن جعلهتتا علمتتا للغتتارة او‬
‫جنس للداهية فعلى ما ذكره بطل ما تّوهمه ال ّ‬
‫اسم فعل كنزال ‪.‬‬

‫و ) عز ( فلن بالّزاء المعجمة المشّددة قوى بعتتد ذلتتة و ) قاستتاه ( كابتتده و ) اعاليتتل ( و‬
‫) اضاليل ( قال البحراني ‪ :‬جمع أعلل و أضلل و هما جمع عّلة اسم لما يتعلتتل بتته متتن‬
‫ضتتلل و ) المطتتول ( كصتتبور كتتثير المطتتال ‪ ،‬و هتتو‬ ‫مرض و غيره و ضلة اسم متتن ال ّ‬
‫تطويل الوعد و تسويفه و ) الضّيم ( الظلم ‪ ،‬و في بعض الّنسخ بدل تمنعون تمّتعون على‬
‫الّتفعتتل بحتتذف إحتتدى الّتتتائين أى تنتفعتتون و ) الخيتتب ( أش تّد خيبتتة و هتتي الحرمتتان و‬
‫سهم المكسور الفوق و هو موضع التتوتر منتته و ) الّناصتتل ( التتذي ل نصتتل‬ ‫) الفوق ( ال ّ‬
‫فيه و ) غفلة ( في بعض الّنسخ عّفة بدله ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫كلمة كيت ل تستعمل إل مكررة بواو العطف ‪ ،‬و هي مبنّية لوقوعها موقع الجملتتة الغيتتر‬
‫المستحقة للعراب ‪.‬‬

‫فان قيل ‪ :‬و كان يجب أن ل تكون مبنّية كالجمل ‪.‬‬

‫قيل ‪ :‬يجوز خلّو الجمل عن العراب و البنتاء لنهمتا متتن صتفات المفتردات و ل يجتتوز‬
‫خلّو المفرد عنهما فلما وقع المفرد ما ل إعتتراب لتته فتتي الصتتل و ل بنتتاء و لتتم يجتتز أن‬
‫يخلو أيضا عنهما مثله بقى على الصل الذى ينبغي أن تكون الكلمات عليتته و هتتو البنتتاء‬
‫إذ بعض المبنّيات و هو الخالى عن التركيب يكفيه عريه عن سبب العتتراب فعريتته عتتن‬
‫سبب العراب سبب البناء كما قيل عدم العّلة عّلة العدم ‪.‬‬

‫ل من العراب نحو قال فلن كيتتت‬


‫فان قلت ‪ :‬إّنها وضعت لتكون كناية عن جملة لها مح ّ‬
‫و كيت أى زيد قائم مثل و هي في موضع الّنصب ‪.‬‬

‫] ‪[ 17‬‬

‫ن العراب المحلى في الجملة عارض فلم يعتدبه و كيف كتتان فبنائهتتا علتتى الفتتتح‬ ‫قيل ‪ :‬إ ّ‬
‫أكثر لثقل الياء كما في أيتن و كيتف و لكونهتا فتي الغلتتب كنايتتة عتن الجملتة المنصتتوبة‬
‫المحل ‪ ،‬و يجوز بنائها على الضّم و الكسر أيضا تشبيها بحيث و جيتتر و حيتتاد و امثالهتتا‬
‫مبنّية على الكسر ‪.‬‬

‫ن الكلمتتة المبنّيتتة‬
‫ى ‪ :‬و أّما العلم الجنسية فكان حّقهتتا العتتراب ل ّ‬‫قال نجم الئمة الّرض ّ‬
‫إذا سمى بها غيتتر ذلتتك اللفتتظ وجتتب إعرابهتتا كمتتا يستّمى بتتاين شتتخص لكّنهتتا بنيتتت ل ّ‬
‫ن‬
‫العلم الجنسّية أعلم لفظية ‪ ،‬فمعنى الوصف بتتاق فتتي جميعهتتا إذ هتتي أوصتتاف غالبتتة‬
‫انتهى ‪.‬‬

‫و في اسناد عزت إلى الّدعوة توسع ‪ ،‬و أعاليل خبر مبتدء محذوف ‪ ،‬و بأضتتاليل متعلقتتة‬
‫بأعاليل نفسها أى إذا دعوتكم إلى القتال تعللتم و هي أعاليل بالضاليل التي ل جدوى لهتتا‬
‫‪.‬‬

‫و دفاع إّما منصوب بحذف الجار تشبيها لدفاعهم بتتدفاع ذى التّدين ‪ ،‬أو مرفتتوع استتتعارة‬
‫لدفاعهم ‪ ،‬و المغرور مبتدء و من خبره ‪ ،‬و هو أولى من جعله خبرا مق تّدما و متتن مبتتتدء‬
‫لكونه أبلغ في إثبات الغرور لمن اغتّربهم من حيث إفادته الحصر دون العكتتس ‪ ،‬و قتتول‬
‫و غفلة و طمعا منصوبات بالفعال المقّدرة‬

‫عععععع‬

‫صتتة الحكميتتن و‬
‫ضتتحاك بتتن قيتتس بعتتد ق ّ‬
‫سبب في هذه الخطبة هتتو غتتارة ال ّ‬‫ن ال ّ‬
‫قد أشرنا أ ّ‬
‫عزمه على المسير الى الشام و ذلك على ما روى في شرح المعتزلي و غيره متتن كتتتاب‬
‫الغارات لبراهيم بن محّمد الّثقفى باختصار مّنا هو ‪:‬‬

‫ن علّيا بعد واقعتتة الحكميتتن تحمتتل إليتته مقبلهتتا لتته ذلتتك فختترج متتن‬
‫ن معاوية لما بلغه أ ّ‬
‫أّ‬
‫ن علّيا قدساء إليكم فاجتمع إليه الّنتتاس‬ ‫شام فصاح فيها أ ّ‬‫دمشق معسكرا و بعث إلى كور ال ّ‬
‫ل كورة و أرادوا المسير إلى صّفين ‪.‬‬ ‫من ك ّ‬

‫ن علّيتتا اختلتتف عليتته‬


‫فمكثوا يجيلون الّرأى يومين أو ثلثتتة حّتتتى قتدمت عليهتتم عيتتونهم أ ّ‬
‫أصحابه ففارقته منهم فرقة انكرت أمر الحكومة و أّنه قد رجع عنكم‬

‫] ‪[ 18‬‬

‫ل من الخلف بينهم ‪.‬‬


‫ل عّز و ج ّ‬
‫إليهم فكبر الّناس سرورا لنصرافه عنهم و ما ألقى ا ّ‬

‫ي و أصتحابه و هتل يقبتتل‬ ‫فلم يزل معاوية معسكرا في مكتانه منتظتترا لمتتا يكتون متن علت ّ‬
‫ن علّيتتا قتتد قتتتل اولئك الختتوارج و أّنتته أراد بعتتد‬
‫بالّناس أم ل ‪ ،‬فما برح حّتى جاء الخبر أ ّ‬
‫قتلهم أن يقبل بالّناس و أّنهم استنظروه و دافعوه فسّر بذلك هو و من قبله من الّناس ‪.‬‬

‫ضحاك بن قيس الفهري و قال له ‪ :‬سر حّتى تمر بناحيتتة الكوفتتة‬ ‫فعند ذلك دعى معاوية ال ّ‬
‫ي فتأغر عليته و إن‬ ‫و ترتفع عنها ما استطعت ‪ ،‬فمن وجدته من العتراب فتي طاعتة علت ّ‬
‫وجدت له مسلحة أو خيل فاغر عليها و إذا أصبحت في بلدة فامس في اخرى و ل تقيم ت ّ‬
‫ن‬
‫لخيل بلغك أّنها قد سرحت إليك لتلقاها فتقاتلها ‪.‬‬
‫ضحاك فنهتتب المتتوال و قتتتل متتن‬ ‫فسّرحه فيما بين ثلثة آلف إلى أربعة آلف ‪ ،‬فأقبل ال ّ‬
‫لقى من العراب حّتى مّر بالّثعلبية فأغار على الحاج فأخذ أمتعتهم ‪ ،‬ثّم أقبل فلقى عمتترو‬
‫ل ت فقتلتته‬
‫ل بن مسعود صاحب رسول ا ّ‬ ‫بن عميس بن مسعود الّذهلي و هو ابن أخى عبد ا ّ‬
‫سلم إلى‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫في طريق الحاج عند القطقطانة و قتل معه ناسا من أصحابه فخرج عل ّ‬
‫الّناس و هو يقول على المنبر ‪:‬‬

‫يا أهل الكوفة اخرجوا إلى العبد الصالح عمرو بن عميس و إلتتى جيتتوش لكتتم قتتد اصتتيب‬
‫منهم طرف آخر اخرجوا فقاتلوا عدّوكم و امنعوا حريمكم إن كنتم فاعلين ‪.‬‬

‫ل ثمانيتتة‬
‫ن لى بكت ّ‬‫ل لوددت إ ّ‬ ‫فرّدوا عليه رّدا ضعيفا و رأى منهم عجزا و فشل فقال ‪ :‬و ا ّ‬
‫ل ما أكتتره لقتتاء رّبتتى‬
‫منكم رجل منهم و يحكم اخرجوا معي ثّم فّروا عني ما بدا لكم فو ا ّ‬
‫على نيتي و بصيرتي و في ذلك لي روح عظيتم و فترج متن مناجتاتكم و لّمتا رأى تثاقتل‬
‫أصحابه و تقاعدهم عنه خطبهم بهذه الخطبة فقال ‪:‬‬

‫) أّيها الّناس المجتمعة أبدانهم المختلفتتة أهتتوائهم ( و المتفّرقتتة آرائهتتم ) كلمكتتم يتتوهي (‬
‫صلبة التي هي كالحجارة أو أشّد قسوة ‪،‬‬ ‫صلب ( أى الضعيف القلوب ال ّ‬ ‫صم ال ّ‬
‫الجبال ) ال ّ‬
‫ن ورائه بأسا و نجدة ) و فعلكم يطمع فيكم العداء ( أراد بتته تختتاذلهم‬ ‫سامعون أ ّ‬
‫ن ال ّ‬
‫و يظ ّ‬
‫عن الجدال و تقاعدهم عن‬

‫] ‪[ 19‬‬

‫القتال ) تقولون في المجالس ( إذا حنيتم و أنفسكم ) كيتتت و كيتتت ( اى ستتنغلب عتتدّونا و‬
‫ل لهم مّنا و نحو ذلك ) و إذا جاء الجهاد ( و شاهدتم النجاد ) قلتم‬‫نقتل خصومنا و ل مح ّ‬
‫حيدى حياد ( و كنتم كالحمرة المستنفرة فّرت من قسورة ‪.‬‬

‫) ما عّزت دعوة من دعتتاكم و ل استتتراح قلتتب متتن قاستتاكم ( يعنتتى متتن دعتتاكم لتتم يعتتز‬
‫بدعوته من ذلته ‪ ،‬و من قاساكم لم يسترح قلبه من تعبه و إذا دعوتكم إلى الجهاد و القتتتال‬
‫تعللتم بامور و هتتي ) أعاليتتل ( باطلتتة ) بأضتتاليل ( ل جتدوى لهتتا و ل طتتائل تحتهتتا ) و‬
‫ل ذلك ّذبتتا عنكتتم و دفاعتتا عتتن أنفستتكم ) كتتدفاع ذي‬ ‫سألتموني ( الّتأخير ) و التطويل ( ك ّ‬
‫الّدين المطول ( عن نفسه المماطل لدينه اللزم له ) ل يمنع الضيم الّذليل ( الحقير ) و ل‬
‫ى دار ) بعتتد‬‫ى دار ( أو عتتن ا ّ‬ ‫ل بالجتتّد ( و الجتهتتاد و الّتشتتمير فتتي ) ا ّ‬
‫قا ّ‬
‫يتتدرك الحتت ّ‬
‫داركتتم ( التتتي أنتتتم عليهتتا و هتتو العتتراق أو دار الستتلم التتتي ل نستتبة لغيرهتتا إليهتتا‬
‫ى امام بعدى تقتتاتلون (‬ ‫) تمنعون ( عدّوكم إذا أخرجوكم عن دياركم و مساكنكم ) و مع أ ّ‬
‫خصومكم إذ تركتم القتال و نئيتم عنه بجانبكم ‪.‬‬
‫ل ) من غرر تموه ( حيث اغتّربكم مع كثرة ما يشاهد منكم متتن‬ ‫ل(إ ّ‬‫ليس ) المغرور و ا ّ‬
‫خلف المواعيد و الّتثاقل عن الجهاد و ما يصدر عنكم من أفعال الرذول الوغتتاد ) و متتن‬
‫فاز بكم فقد فاز بالسهم الخيب ( إخبار عن سوء حال من كانوا حزبه و من يقاتتتل بهتتم و‬
‫سهم الخيب التي ل غنتتم لهتتا فتتي المستتير‬
‫الّتعبير عن البتلء بهم بالفوز على التهكم و ال ّ‬
‫كالثلثة المسّماة بالوغاد أو التي فيها غرم كالتي لم تخرج حّتى استوفيت أجزاء الجزور‬
‫فحصل لصاحبها غرم و خيبة ‪.‬‬

‫سهام الخايبتتة‬
‫و قد شّبه نفسه و خصومه باللعبين بالميسر و شّبه فوزه بهم بالفوز بأحد ال ّ‬
‫سهم بصفة الخيب و اطلق الفوز هنا مجتتاز‬ ‫شبه استعار لهم لفظ ال ّ‬
‫فلجل ملحظة هذا ال ّ‬
‫سيئة جزاء‬ ‫ضّدين على الخر مثل تسمية ال ّ‬ ‫من باب اطلق أحد ال ّ‬

‫] ‪[ 20‬‬

‫ستتهام و‬
‫) و من رمى بكم فقد رمى بأفوق ناصل ( شتّبه إرستتالهم فتتي الحتترب بتتالّرمى بال ّ‬
‫صصتتهم‬ ‫سهم من الفتوق و استتعار لفتتظ الّرمتى لمقتتاتلته بهتتم ثتم خ ّ‬
‫استعارلهم أوصاف ال ّ‬
‫سهم في عدم النتفاع بهتتم‬ ‫سهم التي يبطل معها فايدته لمشابهتهم ذلك ال ّ‬‫بأرده الوصاف لل ّ‬
‫في الحرب و عدم الظفر معهم بالمقصود ‪.‬‬

‫ل ل اصّدق قولكم ( لكثرة ما شاهدت منكم متتن العتتدات الباطلتتة و القتتوال‬ ‫) اصبحت و ا ّ‬
‫الكاذبة ) و ل أطمع في نصركم ( مع تثاقلكم عن الجهاد و تقاعدكم عن القتال غير مّرة )‬
‫و ل او عدبكم العدّو ( اذ الوعيد بهم مع طول تخّلفهتتم و شتتعور العتتدّو بتتذلك مّمتتا يتتوجب‬
‫جرئة العدّو و تسّلطه و جسارته ‪.‬‬

‫) ما بالكم ( و ما شأنكم الذي اوجب لكم التخاول و الّتصامم عن ندائى و ) ما دوائكتتم ( و‬


‫) ما طبكم ( كى اداوى و اعالج للمرض الذي اضعفكم عن استماع دعائى ‪.‬‬

‫ب بمعنى العادة على حّد قوله ‪:‬‬


‫ن الط ّ‬
‫و قيل ا ّ‬

‫فمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ان طّبنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا جبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن و لكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن‬


‫منايانا و دولة آخرينا‬

‫و الّول هو الظهر ) القوم رجال أمثالكم ( فما أخوفكم منهم ‪.‬‬

‫شاعر ‪:‬‬
‫قال ال ّ‬

‫قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاتلوا القتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوم يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزاع و ل‬


‫يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدخلكم متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتالهم فشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬
‫القتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوم أمثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتالكم لهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعر‬
‫في الّرأس ل ينشرون ان قتلوا‬

‫ثّم عّيرهم على امور مستقبحة شرعا منفور عنها عادة ‪.‬‬

‫احدها ما أشار إليه بقوله ‪ ) :‬أقول بغير علم ( أراد به قولهم إّنا نفعل بالخصوم كذا و كتتذا‬
‫مع أّنه لم يكن في قلوبهم إرادة الحرب أو دعتتويهم اليمتتان و الطاعتتة متتع عتتدم الطاعتتة‬
‫فكأّنهم ل يذعنون بما يقولون ‪ ،‬و على الّرواية الخرى و هي أقتول بغيتر عمتل كمتا هتو‬
‫الظهر فيكون إشارة إلى ما يعدونه به من الّنهوض إلى الحرب مع عدم وفائهم بالوعد و‬
‫عدم قيامهم بما قالوا تذكيرا لهم بمتا فتي ذلتك متن المقتت الشتديد و الختزى الكيتد ‪ ،‬قتال‬
‫ل أن‬
‫سبحانه ‪ » :‬لم تقولون ما ل تفعلون كبر مقتا عند ا ّ‬

‫] ‪[ 21‬‬

‫تقولوا ما ل تفعلون « الّثاني ما أشار إليه بقوله ) و غفلة من غير ورع ( أراد بتته غفلتهتتم‬
‫عّما يصلحهم من غير ورع يحجزهم عن المحارم و ينّبههم عن نوم الغفلة ‪.‬‬

‫ق ( لعلتته أراد بتته طمعهتتم فتتي أن يتتوفر‬


‫الّثالث ما أشار إليه بقوله ) و طمعتتا فتتي غيتتر حت ّ‬
‫ن سبب تسويفهم‬ ‫عطياتهم و يمنحهم زيادة على ما كان يؤتيهم ‪ ،‬و كأّنه عقل من بعضهم أ ّ‬
‫لت ‪،‬‬
‫و تخّلفهم عن ندائه هو الطمع في الّتتتوفير كمتا فعتل معاويتتة و الخلفتتاء قبلته ختتذلهم ا ّ‬
‫فردعهم عن ذلك بأّنه طمع من غير استحقاق هذا ‪.‬‬

‫ن علّيتتا دعتتا حجتتر بتتن‬


‫و روى في شرح المعتزلي من كتتتاب الغتتارات لبراهيتتم الّثقفتتى أ ّ‬
‫ستتماوة‬‫ى الكندي بعد غارة الضحاك فعقد له على أربعة ألف فخرج حجر حّتى م تّر بال ّ‬ ‫عد ّ‬
‫ي بتتن أوس بتتن جتتابر بتتن كعتتب بتتن عليتتم‬ ‫و هي أرض كلب فلقى بها امرء القيس بن عد ّ‬
‫ي بتتن أبتتي طتتالب فكتتانوا ولءه فتتي الطريتتق و علتتى‬ ‫الكلبي و هم أصهار الحسين بن علت ّ‬
‫ضحاك حتتتى لقتاه بناحيتتة ترمتد فتواقعه فتاقتتلوا ستاعة فقتتل متتن‬ ‫المياه فلم يزل في أثر ال ّ‬
‫ضحاك تسعة عشر رجل ‪ ،‬و قتتتل متتن أصتتحاب حجتتر رجلن و حجتتز الليتتل‬ ‫أصحاب ال ّ‬
‫ضحاك فلما أصبحوا لم يجدواله و ل لصحابه أثرا ‪ ،‬و كتتان الضّتتحاك‬ ‫بينهما ‪ ،‬فمضى ال ّ‬
‫يقول بعد ‪ ،‬انا ابن قيس انا ابوانيس انا قاتل عمرو بن عميس ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫ن هتتذه الخطبتتة مروّيتتة بطتترق متع تّددة ‪ ،‬و المستتتفاد متتن روايتتة‬
‫قتتد اشتترنا ستتابقا إلتتى ا ّ‬
‫ستتابعة و العشتترين ملتقطتتة متتن خطبتتة‬ ‫الحتجاج و البحار من الرشاد اّنها من الخطبة ال ّ‬
‫سلم و ل بأس بذكر تلك الّرواية زيادة للبصيرة ‪.‬‬ ‫طويلة له عليه ال ّ‬
‫فأقول ‪ :‬قال في الحتجاج و الرشاد على ما رواه من الخير في البحار ‪ :‬و متتن كلم لتته‬
‫سلم يجرى مجرى الحتجاج مشتمل على الّتوبيخ لصحابه على تثاقلهم عن قتال‬ ‫عليه ال ّ‬
‫معاوية و التنفيذ متضّمنا للوم و الوعيد ‪.‬‬

‫أّيها الّناس اّنتى استتنفرتكم لجهتاد هتؤلء القتوم فلتم تنفتروا ‪ ،‬و أستمعتكم فلتم تجيبتوا ‪ ،‬و‬
‫نصحت لكم فلم تقبلوا شهودا بالغيب ‪ ،‬أتلو عليكم الحكمة فتعرضون عنها ‪،‬‬

‫] ‪[ 22‬‬

‫و أعظكم بالموعظة البالغة فتفرقون عنها ‪ ،‬كأنكم حمر مستنفرة فّرت من قسورة ‪،‬‬

‫ى آخر قولي حتى اراكم متفّرقين أيادي سبا ‪،‬‬ ‫و أحثكم على جهاد أهل الجور ‪ ،‬فما اتى عل ّ‬
‫ترجعون إلتتى مجالستتكم ‪ ،‬تتتتربعون حلقتتا ‪ ،‬تضتتربون المثتتال ‪ ،‬و تنشتتدون الشتتعار ‪ ،‬و‬
‫سسون الخبار ‪.‬‬ ‫تج ّ‬

‫حّتى إذا تفّرقتم تسئلون عن الشعار جهلة من غير علم ‪ ،‬و غفلتتة متتن غيتتر ورع و تتّبعتتا‬
‫من غير خوف ‪ ،‬و نسيتم الحرب و الستعداد لها ‪ ،‬فأصبحت قلوبكم فارغة متتن ذكرهتتا ‪،‬‬
‫ل العجب و كيف ل اعجب من اجتمتتاع قتتوم‬ ‫شغلتموها بالعاليل و الضاليل ‪ ،‬فالعجب ك ّ‬
‫على باطلهم و تخاذلكم عن حّقكم ‪.‬‬

‫يا اهل الكوفة انتم كاّم مجالد حملت فاملصت ‪ 1‬فمات قّيمها ‪ ،‬و طال اّيمها ‪،‬‬

‫ن من ورائكم العور الدبر جهّنم الّدنيا‬


‫و ورثها ابعدها و الذى فلق الحّبة و برء الّنسمة إ ّ‬
‫ل تبقى و ل تذر ‪ ،‬و من بعده النّهاس ‪ 2‬الفراس الجموع المنوع ‪.‬‬

‫ثّم ليتوارثنكم من بني امّية عّدة ما لخر بأرءف بكم متتن الّول متتا خل رجل واحتتدا ‪، 3‬‬
‫ل على هذه المة ل محالة كاين ‪ ،‬يقتلون أخياركم ‪ ،‬و يستعبدون أراذلكم ‪ ،‬و‬ ‫بلء قضاه ا ّ‬
‫يستخرجون كنوزكم و ذختتايركم متتن جتوف حجتالكم نقمتة بمتتا ضتّيعتم متن امتوركم ‪ ،‬و‬
‫صلح انفسكم و دينكم ‪.‬‬

‫يا اهل الكوفة اخبركم بما يكون قبل ان يكون لتكونوا منه على حذر ‪،‬‬

‫ن علّيا يكذب كما قالت قريش لنبّيهتتا‬


‫و لتنذروا به من اّتعظ و اعتبر ‪ ،‬كأّنى بكم تقولون ‪ :‬إ ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫ل حبيب ا ّ‬
‫ي الّرحمة محّمد بن عبد ا ّ‬‫و سّيدها نب ّ‬

‫حده ‪ ،‬أم على‬


‫لووّ‬
‫ل فأنا أّول من عبد ا ّ‬
‫فيا ويلكم فعلى من اكذب ؟ أعلى ا ّ‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتت تتتتت تتتتتت تتتتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتتت تت تتتت ت تت تت تتت تت تتتت تتت ت‬
‫تت ت تتتت ت تت تتت ت ت تت تتتت ت تتتت تت تت‬
‫تتتت ت ت تتت تتت تتتتت تت تتت تتت ت تت ت‬
‫تت تت ت ت تت ت تتتت ت تتت تتتتت تتتتت ت تت‬
‫ت تتتتت ت ت تت ت تتتت ت ت تتت تت تت تتت ت ت ت‬
‫تتتتتتت تتت تتتت تتتتتت تتتتت تتتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬تتت تت تتت تتتتتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 23‬‬

‫ل و لكّنها لهجة ‪ 1‬خدعة كنتم عنهتتا‬


‫ل فأنا أّول من آمن به و صّدقه و نصره ‪ ،‬ك ّ‬
‫رسول ا ّ‬
‫أغنياء ‪.‬‬

‫ن نبأها بعد حين ‪ ،‬و ذلك إذا صّيرها ‪،‬‬


‫و الذى فلق الحّبة و برء الّنسمة لتعلم ّ‬

‫اليكم جهلكم ل ينفعكم عندها علمكتتم ‪ ،‬فقبحتتا لكتتم يتتا أشتتباح الّرجتتال و ل رجتتال و حلتتوم‬
‫شاهدة أبدانهم ‪ ،‬الغائبتتة عنهتتم عقتتولهم ‪،‬‬
‫ل أّيها ال ّ‬
‫الطفال و عقول رّبات الحجال ‪ ،‬أما و ا ّ‬
‫ل نصتتر متتن دعتتاكم ‪ ،‬و ل استتتراح قلتتب متتن قاستتاكم ‪ ،‬و ل‬ ‫المختلفة أهوائهم ‪ ،‬ما أعّز ا ّ‬
‫صتتلب ‪ ،‬و فعلكتتم يطمتتع فيكتتم عتتدّوكم‬‫قتّرت عيتتن متتن أراكتتم ‪ ،‬كلمكتتم يتتوهن الصتّم ال ّ‬
‫المرتاب ‪.‬‬

‫ل ت متتن‬
‫ى إمام بعدي تقتتاتلون ‪ ،‬المغتترور و ا ّ‬
‫ى دار بعد داركم تمنعون ‪ ،‬و مع أ ّ‬ ‫ياويحكم أ ّ‬
‫ستتهم الخيتتب ‪ ،‬أصتتبحت ل أطمتتع فتتي نصتترتكم و ل‬ ‫غرر تموه ‪ ،‬و متتن فتتازبكم فتتاز بال ّ‬
‫ل بيني و بينكم ‪ ،‬و أعقبني رّبكم من هو خير لتتي منكتتم ‪ ،‬و أعقبكتتم‬ ‫اصّدق قولكم ‪ ،‬فّرق ا ّ‬
‫من هو شّر لكم مّني ‪.‬‬

‫ل و هم يطيعونه ‪،‬‬
‫شام يعصى ا ّ‬
‫ل و أنتم تعصونه ‪ ،‬و إمام أهل ال ّ‬
‫إمامكم يطيع ا ّ‬

‫ن معاوية صارفنى بكم صرف الّدينار بال تّدرهم فأختتذ مّنتتي عشتترة منكتتم و‬ ‫ل لوددت إ ّ‬
‫وا ّ‬
‫ل لوددت اّنى لم أعرفكتتم و لتتم تعرفتتونى ‪ ،‬فتتاّنه معرفتتة جتّرت‬
‫أعطانى واحدا منهم ‪ ،‬و ا ّ‬
‫ى أمرى بالخذلن و العصتتيان ‪ ،‬حتتتى لقتتد‬
‫ندما ‪ ،‬لقد وريتم ‪ 2‬صدرى غيظا و أفسدتم عل ّ‬
‫ن علّيا رجل شجاع لكن ل علم له بالحرب ‪.‬‬
‫قالت قريش إ ّ‬

‫ل دّرهم هل كان فيهم أطول لها مراسا مّنى ‪ ،‬و أشّد لها مقاساة ‪ ،‬لقتتد نهضتتت فيهتتا و متتا‬ ‫ّ‬
‫ستين و لكن ل أمر‬ ‫بلغت العشرين ثّم ها أنا ذا قد ذرفت على ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تت تتت تتت تتت تتتتت تتت تتتتت تتت تت‬
‫تتت ت تتت ت ت تت ت ت تتت تت ت ت ت ت ت ت تت تتت‬
‫تتت تت ت ت تت تت تتتت ت ت تت تتت ت تت تت ت‬
‫تتتتت تتتتت تتتت ت تتتتت تتت ت ت تت تت ت ت‬
‫تت تتت تت ت تتت تت تتتت ت تت ت تت تت تتتت ت‬
‫ت تتتتت تت ت ت تتتت ت تتت ت ت تتتت تتت ت ت ت‬
‫تتتتتتت ت تت تتت تتت تتتت تتت تتتتت تتتت‬
‫‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتت تتتت ت ت تتت تتت ت تتت ت تتت ت ت‬
‫تتتتت تتتتت تتتتتتتت تتتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 24‬‬

‫لمن ل يطاع ‪.‬‬

‫ن المنيتتة لترصتتدنى‬
‫ن ربى أخرجنى من بين أظهركم إلى رضوانه ‪ ،‬فا ّ‬ ‫ل لوددت أ ّ‬‫أما و ا ّ‬
‫‪ 1‬فما يمنع أشقاها أن يخضبها ‪ ،‬و ترك يده على رأسه و لحيته ‪،‬‬

‫ي ‪ ،‬و قد خاب من افترى ‪ ،‬و نجى من اّتقى و صّدق بالحسنى ‪.‬‬


‫ي الم ّ‬
‫ى الّنب ّ‬
‫عهدا عهده إل ّ‬

‫يا اهل الكوفة دعوتكم إلى جهاد هؤلء القوم ليل و نهتتارا و ستّرا و إعلنتتا و قلتتت لكتتم ‪:‬‬
‫ل ذّلوا ‪،‬‬
‫اغزوهم قبل أن يغزوكم فاّنه ما غزى قوم في عقر دارهم إ ّ‬

‫فتواكلتم و تخاذلتم و ثقل عليكتتم قتتولى ‪ ،‬و استصتتعب عليكتتم أمتترى و اّتختتذتموه ورائكتتم‬
‫ظهّريا ‪ ،‬حّتى شّنت عليكم الغارات ‪ ،‬و ظهرت فيكم الفواحش و المنكرات ‪،‬‬

‫ل عن الجبابرة العتاة‬
‫تمسيكم ‪ 2‬و تصبحكم كما فعل بأهل المثلت من قبلكم حيث أخير ا ّ‬
‫الطغاة و المستضعفين الغواة في قوله تعالى ‪ » :‬يذبحون أبنائكم و يستحيون نسائكم و في‬
‫ل بكتتم التتذى‬
‫ذلكم بلء من رّبكتتم عظيتتم « أمتتا و التتذى فلتتق الحّبتتة و بتترء الّنستتمة لقتتد حت ّ‬
‫توعدون ‪ ،‬عاتبتكم يا أهل الكوفتة بمتواعظ القتترآن فلتتم انتفتع بكتم و أعطيتكتم بالتّدرة فلتم‬
‫تستقيموالى ‪،‬‬

‫ن التتذى يصتتلحكم هتتو‬ ‫سوط الذى يقام به الحدود فلم ترعووا ‪ ،‬و لقد علمتتت أ ّ‬
‫و عاقبتكم بال ّ‬
‫سيف ‪ ،‬و ما كنت متحّريا صلحكم بفساد نفسى ‪ ،‬و لكن سيسّلط عليكتتم ستتلطان صتتعب‬ ‫ال ّ‬
‫ستتوية‬
‫ل يوّقر كبيركم ‪ ،‬و ل يرحم صتتغيركم ‪ ،‬و ل يكتترم عتتالمكم ‪ ،‬و ل يقستتم الفيىء بال ّ‬
‫ن سبلكم‬
‫بينكم ‪ ،‬و ليضربنكم و ليذّلنكم و ليجهزنكم في المغازي و يقطع ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتت تتتت ت تتتتتت تتتتتت تتتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتتتتت ت تت تتتت تت ت تتت تتت تتتت تتت‬
‫تتتت ت تتت ت تت ت تتت تتتت ت تتتتت تتت تت‬
‫ت تتتتت تت ت ت تتتت تت تت تت تتتت تت تت ت‬
‫تتتتتتتت تتت تتت تت ت تتت ت ت تتت تت تت تت‬
‫تت تتتتتت تتت تت تتت تت ت تتت تت تت تتت تت‬
‫ت تتتتت تتتت ت تت ت تت ت تت ت تت تتت تتتتت‬
‫تتتتتت تتت ت ت تتت تتتت ت تت تت تتت تتتت ت‬
‫تتتتت تتت ت تت تت تتت تتت تتتتت ت ت ت‬
‫تتتت تتتتت تتت ت ت ت تت تتتت ت تتت تتتت‬
‫تتتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 25‬‬

‫ل متتا‬
‫ل متتن ظلتتم و لقت ّ‬
‫لت إ ّ‬
‫و ليحجبّنكم ‪ 1‬على بابه حّتى يأكل قوّيكم ضعيفكم ثّم ل يبعتتد ا ّ‬
‫ل الّنصح لكم ‪.‬‬ ‫ىإ ّ‬‫أدبر شيء فأقبل و اّنى لظنكم على فترة و ما عل ّ‬

‫يا أهل الكوفة منيت منكم بثلث و اثنتين صّم و ذو أسماع ‪ ،‬و بكم و ذو ألستتن و عمتتى و‬
‫ذو أبصار ل إخوان صدق عند الّلقاء و ل إخوان ثقة عند البلء ‪.‬‬

‫الّلهّم قد مللتهم و مّلونى ‪ ،‬و سئمتهم و سئموني ‪ ،‬الّلهّم ل ترض عنهم أميرا ‪،‬‬

‫ل لتتو أجتتد ب تّدا‬


‫و ل ترضيهم عن أمير ‪ ،‬و أمث قلوبهم كما يماث الملح في الماء ‪ ،‬أما و ا ّ‬
‫من كلمكم و مراسلتكم ما فعلت ‪ ،‬و لقد عاتبتكم في رشدكم حتتتى لقتتد ستتئمت الحيتتاة كت ّ‬
‫ل‬
‫لت‬
‫ق ‪ ،‬و الحادا إلى الباطل التتذى ل يغتتر ا ّ‬
‫ذلك ترجعون بالهزو من القول ‪ ،‬فرارا من الح ّ‬
‫بأهله الّدين ‪.‬‬

‫و إّنى لعلم بكم أنكم ل تزيدوننى غيتتر تخستتير كّلمتتا أمرتكتتم بجهتتاد عتتدّوكم اّثتتاقلتم إلتتى‬
‫الرض ‪ ،‬و سألتموني الّتأخير دفاع ذي الّدين المطول ‪ ،‬إن قلت لكم في القيظ ‪ :‬ستتيروا ‪،‬‬
‫ل ذلتتك فتترارا‬ ‫قلتم ‪ :‬الحّر شديد ‪ ،‬و إن قلت لكم في البرد ‪ :‬سيروا ‪ ،‬قلتم ‪ :‬القتّر شتتديد ‪ ،‬كت ّ‬
‫ستيف أعجتز و‬ ‫عتن الحترب ‪ ،‬إذا كنتتم متن الحتّر و التبرد تعجتزون فتأنتم متن حترارة ال ّ‬
‫ل و إنا إليه راجعون ‪.‬‬
‫أعجز ‪ ،‬فانا ّ‬

‫ن ابن غامد قد نزل بالنبار على اهلهتتا ليل‬ ‫صريح ‪ 2‬يخبر في أ ّ‬ ‫يا أهل الكوفة قد أتانى ال ّ‬
‫في أربعة آلف ‪ ،‬فأغار عليهم كما يغار علتتى التّروم و الختتزر ‪ 3‬فقتتتل بهتتا عتتاملى ابتتن‬
‫ل لهم جنتتات النعيتتم‬‫حسان و قتل معه رجال صالحين ذوى فضل و عبادة و نجدة ‪ ،‬بّوء ا ّ‬
‫و أّنه أباحها ‪.‬‬

‫شام كانوا يدخلون على المرأة المسلمة ‪،‬‬


‫ن العصبة ‪ 4‬من أهل ال ّ‬
‫و لقد بلغنى أ ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتت تتتت تتتتتت ت تتت تتت تتتت تتتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتتتتت تت تتتت تتتتت تتتتتت تتتتتتت‬
‫ت ت ت تتتت ت ت تتت تتتت ت ت ت ت ت تتت ت تتت ت‬
‫تتتتت ت تت ت تتتت تت تتتتتت ت تت ت ت ت‬
‫تتتتتتت تت تتتتتتتت تت تت تتت ت تتتتتت ت‬
‫تتتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬تت ت تتت ت ت تت تتت تتتتتت ت ت تت تتت‬
‫تتتتت تتتتت تت تتتتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬تتتتتت ت ت تتتت تت ت ت تت ت تتتت تت تت ت‬
‫تتتتتتتت تتتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 26‬‬
‫و الخرى المعاهتتدة فيهتكتتون ستتترها ‪ ،‬و يأختتذون القنتتاع متتن رأستتها ‪ ،‬و الختترص متتن‬
‫اذنها ‪ ،‬و الوضاح ‪ 1‬من يديها و رجليها و عضديها ‪ ،‬و الخلخال و الميزر عن سوقها ‪،‬‬

‫ل بالسترجاع و الّنداء يا للمسلمين فل يغيثها مغيث ‪ ،‬و ل ينصرها ناصر فلو‬


‫فما تمتنع أ ّ‬
‫ن مؤمنا مات من دون هذا ما كان عندى ملوما بل كان عندى باّرا محسنا ‪.‬‬ ‫أّ‬

‫ل العجب من تظافر هؤلء القوم علتتى بتتاطلهم و فشتتلكم عتتن حقكتتم قتتد صتترتم‬
‫و اعجبا ك ّ‬
‫ل ت و ترضتتون فتتترتب‬ ‫غرضا يرمى و ل ترمون ‪ ،‬و تغتتزون و ل تغتتزون ‪ ،‬و يعصتتى ا ّ‬
‫أيديكم ‪ ،‬يا أشباه البل غاب عنها رعاتها ‪ ،‬كّلما اجتمعت من جانب تفّرقت من جانب ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫از جمله خطب آن حضرتست كه توبيخ مىفرمايد در آن اصحاب ختود را بستتوء افعتال‬
‫و اعمال از جهت تسامح ايشان در جدال و قتال باين نحو كه مىفرمايد ‪.‬‬

‫اى مردمانى كه مجتمع است بدنهاى ايشان و مختلفست خواهشتتات ايشتتان قولهتتاى شتتما‬
‫ضعيف مينمايد سنكهاى سخت را ‪ ،‬و فعلهاى شما بطمع مىانتتدازد در شتتما دشتتمنان را‬
‫مىگوئيد در مجلسها چنين و چنان پس چون مىآيد وقت محاربه و مجتادله مىگوئيتد ‪:‬‬
‫حيدى حياد يعنى برگرد اى داهيه ‪ 2‬عزيز نشد دعوت آن كستتى كتته دعتتوت نمتتود شتتما‬
‫را ‪ ،‬و راحت نگرديد قلب آن كسى كه كشيد رنج شما را ‪ ،‬زمانى كه دعوت كنم شما را‬
‫بجهتتاد عتتذر ميآوريتتد و آن عتتذرهاى شتتما عذرهائيستتت بتتا گمراهيهتتا ‪ ،‬و متتدافعه شتتما‬
‫محاربه را از خودتان مثل مدافعه كردن صاحب دين بستيار ممتاطله كننتده استت غريتم‬
‫خود را ‪.‬‬

‫منع نمىنمايد مرد ذليل ظلم را از خود و ادراك نميشود حق مگر بجهد‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتت تت تتتتت تتت ت ت ت تتتت ت ت تتت تت ت‬
‫تتتتتتت تتتتتت تتتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ت تتتت تت تتت ‪:‬‬

‫ت‬ ‫تتت تتتتتتتت‬ ‫تت تت‬ ‫تت تت‬


‫ت‬ ‫تت تتتتتت‬ ‫تت تتتت‬ ‫تت ت‬ ‫تت ت‬
‫تت‬ ‫تتت تتتت‬ ‫ت تت ت‬ ‫ت تت تت‬ ‫تت‬
‫تت تتتتت تت تتت تتت تتتتتت‬

‫] ‪[ 27‬‬

‫و كوشش ‪ ،‬از كدام خانه بعد از خانه خودتان كه دار اسلمست مانع ميشويد ‪ ،‬و با كدام‬
‫امام بعد از من مقاتله مىكنيد ‪ ،‬فريب داده شده بخدا سوگند آنكس استتت كتته شتتما فريتتب‬
‫داديد او را و كسى كه فايز شود بشما فايز ميشود بسهمى كه نوميدتر باشتتد از ستتهمهاى‬
‫قمار و كسى كه تير اندازد با شما بدشمنان پس بتحقيق كه تير انداخته به تير شكسته بى‬
‫پيكان ‪.‬‬

‫قسم بخداوند كه گرديدم بمرتبه كه باور ندارم گفتتتار شتتما را ‪ ،‬و طمتتع نتتدارم در يتتارى‬
‫دادن شما ‪ ،‬و نمىترسانم دشمن را با شما ‪ ،‬چيست حتتال شتتما چيستتت دواى شتتما علج‬
‫ناخوشى شما ‪ ،‬گروهى كه طرف مقابل شمايند مردانند مانند شما ‪،‬‬

‫آيا مىگوئيد گفتار بى اعتقاد ‪ ،‬و غفلت مىورزيتتد بتتدون ورع ‪ ،‬و طمتتع تفضتتيل داريتتد‬
‫بدون استحقاق ‪.‬‬

‫ع ع ع عععع ع ع ععع ع ععع ععع ع ع ععع ع عع ع‬


‫ععععع‬

‫و هو الثلثون من المختار في باب الخطب لو أمرت به لكنت قاتل ‪ ،‬أو نهيت عنه لكنتتت‬
‫ن من نصره ل يستطيع أن يقول خذله من أنتتا خيتتر منتته ‪ ،‬و متتن ختتذله ل‬
‫ناصرا ‪ ،‬غير أ ّ‬
‫يستطيع أن يقول نصره من هو خير مني ‪ ،‬و أنا جامع لكم أمره ‪،‬‬

‫ل حكم واقع في المستأثر و الجازع ‪.‬‬


‫إستأثر فأساء الثرة ‪ ،‬و جزعتم فأسأتم الجزع ‪ ،‬و ّ‬

‫ععععع‬

‫شيء النفراد به و السم الثتترة بالّتحريتتك ) و الجتتزع ( الضتتطراب و‬


‫) الستيثار ( بال ّ‬
‫صبر ‪.‬‬
‫عدم ال ّ‬

‫] ‪[ 28‬‬

‫ععععععع‬

‫ل الستثنائية ‪،‬‬
‫ن من نصره اه كلمة غير هنا للستثناء فيفيد مفاد إ ّ‬
‫قوله ‪ :‬غير أ ّ‬
‫ل ‪ ،‬و تقريره على متتا ذكتتره نجتتم الئمتتة‬‫لكن ل بطريق الصالة بل بطريق الحمل على إ ّ‬
‫صفة المفيدة لمغايرة مجرورها لموصتتوفها إّمتتا بال تّذات نحتتو‬ ‫ن أصل غير ال ّ‬ ‫الّرضى هو أ ّ‬
‫صتتفات نحتتو قولتتك ‪ :‬دخلتتت بتتوجه غيتتر التتوجه التتذي‬
‫مررت برجل غير زيد ‪ ،‬و إّمتتا بال ّ‬
‫ن الوجه الذي تبين فيه أثر الغضب كاّنه غير الوجه الذي ل يكون فيه ذلك‬ ‫خرجت به ‪ ،‬فا ّ‬
‫بالّذات ‪.‬‬

‫و ماهية المستثنى كما ذكر في حّده هو المغتاير لمتا قبتتل أداة الستتتثناء نفيتا و اثباتتتا فلمتا‬
‫اجتمع ما بعد غير و ما بعد أداة الستتتثناء فتتي معنتتي المغتتاير لمتتا قبلهمتتا حملتتت أم أدواة‬
‫ل فتتي الستتتثناء فتتي بعتتض‬ ‫صتتفة و حملتتت غيتتر علتتى إ ّ‬
‫ل علتتى غيتتر فتتي ال ّ‬
‫الستثنا أى إ ّ‬
‫المواضع ‪.‬‬

‫ل مغايرا لما قبلها ذاتا أو صفة كما بعد غير ‪،‬‬


‫و معنى الحمل أّنه صار ما بعد إ ّ‬

‫و ل يعتبر مغايرته له نفيا و إثباتا كما كانت في أصلها و صار متتا بعتتد غيتتر مغتتايرا لمتتا‬
‫ل و ل يعتبر مغايرته له ذاتا أو صفة كما كانت في الصتتل إ ّ‬
‫ل‬ ‫قبلها نفيا و إثباتا كما بعد إ ّ‬
‫ن غير اسم و الّتصرف في السماء أكتتثر منتته‬ ‫ل أكثر من العكس ‪ ،‬ل ّ‬ ‫ن حمل غير على إ ّ‬ ‫أّ‬
‫ل لتع تّذر الضتتافة‬ ‫ل أّنه ل يدخل على الجملة كإ ّ‬
‫لإ ّ‬
‫في الحروف ‪ ،‬فوقع في جميع مواقع إ ّ‬
‫إليها هنا ‪.‬‬

‫ل في ذلتتك الكلم فتقتتول ‪:‬‬


‫و اّما إعرابه في الكلم الذي يقع فيه فهو إعراب السم الّتالى إ ّ‬
‫ل زيدا ‪ ،‬و ما جائنى أحد غيتتر زيتتد بالّنصتتب و‬
‫جاء القوم غير زيد بالّنصب كما تقول ‪ :‬إ ّ‬
‫الّرفع ‪.‬‬

‫ن أصل غيتتر متتن حيتتث كتتونه استتما جتتواز تحمتتل‬‫ي هو أ ّ‬


‫و سّر ذلك على ما ذكره الّرض ّ‬
‫ل مشغول بالجّر لكتتونه مضتتافا‬ ‫العراب و ما بعده الذي صار مستثنى بتطفل غير على إ ّ‬
‫إليه في الصل فجعل اعرابه الذي كان يستحّقه لو ل المانع المذكور أعنى اشتغاله بالجّر‬
‫على نفس غير عارية ل بطريق الصالة ‪.‬‬

‫] ‪[ 29‬‬

‫و إعرابه في كلم المام هو النصب لكونه استتتثناء منقطعتتا ‪ ،‬و يجتتوز بنتتائه علتتى الفتتتح‬
‫لعدم الخلف بين علماء الدبّية في جواز بنائه على الفتح إذا اضيف إلى ان ‪،‬‬

‫ف بالّثوى النجتتاء ‪ ،‬و‬


‫و نظيره فيه ما وقع في قوله غير أّنى قد استعين ‪ 1‬على الهّم اذا خ ّ‬
‫ي فيه بجواز الوجهين حسبما ذكرناه ‪.‬‬
‫قد صّرح الّرض ّ‬
‫عععععع‬

‫ن القاتل و ان كان موضوعا فتتي‬ ‫قوله ‪ ) :‬لو أمرت به ( اى بقتل عثمان ) لكنت قاتل ( ل ّ‬
‫ل أّنه يطلق في العرف علتتى الع تّم متتن الستتبب و المباشتتر فيستتتلزم‬
‫اللغة للمباشر للقتل إ ّ‬
‫المر به له عرفا ) أو نهيت عنه لكنت ناصرا ( لستتلزام الّنهتتى عنتته الّنصترة لته و هتتو‬
‫ظاهر ‪.‬‬

‫سلم في قتله بالمر و النهى ‪ .‬إذ باستثناء‬ ‫و هاتان القضّيتان منتجتان لعدم مداخلته عليه ال ّ‬
‫نقيض تا لييهما يثبتتت نقيتتض المقتتدمين ‪ ،‬و المقصتتود بهتتذا الكلم إظهتتار التتتبّري متتن دم‬
‫عثمان ورّد ما نسبه إليه معاوية و أتباعه من كونه دخيل فيه ‪ ،‬حيث إّنهم لم يستتتندوا فتتي‬
‫ل بما شهروه بين الّناس من أّنه أمر بقتل عثمان هذا ‪.‬‬ ‫الخروج عليه و المحاربة معه إ ّ‬

‫ن هذا الكلم بظاهره يقتضى أّنه ما امر بقتله و ل نهتتى‬


‫شارح المعتزلي من أ ّ‬
‫و ما ذكره ال ّ‬
‫عنه ‪ ،‬فيكون دمه عنده في حكم المور المباحة التي ل يؤمر بها و ل ينهى عنها ‪.‬‬

‫ن جهة عدم المدخلية هل هي‬


‫ن غاية ما يستفاد من كلمه هو عدم مدخليته فيه و أما أ ّ‬
‫فيه أ ّ‬
‫استباحة دمه أو ساير الجهات فل دللة في الكلم عليه ‪.‬‬

‫ستتلم ‪ ،‬أو محّرمتتا أو مباحتتا ل ستتبيل إلتتى‬


‫ن قتله إّما أن يكون واجبا عنده عليه ال ّ‬
‫ل يقال ا ّ‬
‫الّولين إذ لو كان واجبا لكان آمرا به من باب المر بالمعروف ‪ ،‬و لو كان محّرما لنهتتى‬
‫عنه من باب النهى عن المنكر فحيث لم يأمر به و لم ينه عنه ثبت كونه مباحتتا عنتتده لنتتا‬
‫ن عدم المر به أعّم من عدم الوجوب ‪ ،‬لحتمال أّنه لم يأمر‬ ‫نقول أول إ ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تت تت تتتت تت ت تت ت تتت ت ت ت تتتتتت‬
‫تتتتتتتت ت تتتتتت تتتتت تتتتتتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 30‬‬

‫لعلمه بما يترتب عليه من المفاسد ‪ ،‬و يؤّيده ما سنحكيه من البحار و متتا روى عنتته عليتته‬
‫ل قتله و أنا معه ‪.‬‬
‫سلم ا ّ‬
‫ال ّ‬

‫ن عدم نهيه عنه أعّم من عدم كونه منكرا عنده ‪ ،‬لحتمال أّنتته تتترك الّنهتتى لعلمتته‬ ‫و ثانيا ا ّ‬
‫بأّنه ل يترتب على ذلك ثمرة ‪ ،‬و وجوب إنكار المنكر إّنمتتا هتتو إذا علتتم المنكتتر أو غلتتب‬
‫ن أنكاره ل يؤّثر و نهيه ل يثمر‬ ‫على ظّنه تأثير إنكاره ‪ ،‬و أما إذا علم أو غلب على ظّنه أ ّ‬
‫فيقبح حينئذ الّنهى و النكار ‪ ،‬لنه إن كان الغرض تعريف الفاعل قبح فعله ‪،‬‬
‫فذلك حاصل من دون النكار و إن كان الغرض أن ل يقع المنكر فذلك غير حاصل ‪.‬‬

‫و يؤّيد ذلك ما في البحار من أّنه جمع الّناس و وعظهم ثّم قتتال ‪ :‬لتقتتم قتلتتة عثمتتان ‪ ،‬فقتتام‬
‫سلم علتتى عتتدم تمكّنتته متتن‬ ‫ل قليل و كان ذلك الفعل استشهادا منه عليه ال ّ‬‫الّناس بأسرهم إ ّ‬
‫ل على ذلك بعض كلماته التية أيضا ‪ 1 .‬و ثالثا ل نسلم أّنتته لتتم ينتته عنتته فقتتد‬ ‫دفعهم و يد ّ‬
‫روى في البحار من المالي باسناده عن مجاهد عن ابن اعباس عنه قال ‪ :‬إن شاء الّنتتاس‬
‫ل ما قتلت عثمان و ل أمرت بقتلتته و لقتتد نهيتتتم‬ ‫قمت لهم خلف مقام إبراهيم فحلفت لهم با ّ‬
‫فعصونى ‪.‬‬

‫ستتلم ‪ :‬أو نهيتتت عنتته لكنتتت‬


‫فان قلت ‪ :‬كيف الجمع بين هذه الّرواية و بيتتن قتتوله عليتته ال ّ‬
‫ناصرا ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬يمكن الجمع بأن يكون المراد به استثناء عيتتن المقتتدم فينتتتج عيتتن الّتتتالى أى لكنتتى‬
‫سلم مجمل‬ ‫ن كلمه عليه ال ّ‬ ‫صل مّما ذكرنا أ ّ‬ ‫نهيت عنه فكنت ناصرا و كيف كان ‪ ،‬فقد تح ّ‬
‫متشابه المتتراد كإجمتتال ستتاير متتا روى عنتته فتتي المقتتام و الستّر فتتي الجمتتال هتتو ابهتتام‬
‫المقصود على السامعين ‪.‬‬

‫ن أصحاب أمير المؤمنين كانوا‬


‫و ذلك لما رواه في البحار من المناقب من أ ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ت ت ت ت ت ت تتت ت ت تتتت تت تتت تتت ت ت ت‬
‫تتتت ت ت تت ت ت ت تتت ت تتتتتتت ت ت ت تت ت ت‬
‫ت تت ت ت تتت تتتت ت ت ت تتتت تتت ت تت ت تت تت‬
‫تت ت تتت تت تت تت ) ت ( ت ت تتتت تت تت ت تت ت‬
‫تتتت تت تتتتتت ت تتت تتت تت تت تت ت تتت تت‬
‫تتتتتت تت تت ت ت ت ت تتتتت تتتتتتت ت ت تت‬
‫تتتتتت تت ‪.‬‬

‫] ‪[ 31‬‬

‫له و يتبّرء من أعتتدائه ‪ ،‬و الختترى‬ ‫ن عثمان قتل مظلوما و يتو ّ‬‫فرقتين احداهما اعتقدوا أ ّ‬
‫ن عثمان قتتتل لحتتداث أوجبتتت‬ ‫و هم جمهور أهل الحرب و أهل العناء و البأس اعتقدوا أ ّ‬
‫ن علّيا موافق لتته‬
‫ل من هاتين الفرقتين تزعّم أ ّ‬ ‫عليه القتل ‪ ،‬و منهم من يصّرح بتكفيره و ك ّ‬
‫سلم يعلم أّنه متى وافق إحدى الطائفتين باينته الخرى و أستتلمته‬ ‫على رأيه و كان عليه ال ّ‬
‫ل واحدة من الطائفتين ‪.‬‬ ‫و توّلت عنه و خذلته فكان يستعمل في كلمه ما يوافق ك ّ‬

‫شام البيات التي منها ‪:‬‬


‫سامعين قال شاعر ال ّ‬
‫أقول ‪ :‬و لجل اشتباه كلمه على ال ّ‬
‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتام تكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتره اهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل العتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتراق‬
‫أرى ال ّ‬
‫و أهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل العتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتراق لهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم كارهونتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬

‫ل لصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاحبه مبغتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتض‬ ‫و كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬


‫ل متتتتتتتتتتتتتتتا كتتتتتتتتتتتتتتتان متتتتتتتتتتتتتتتن ذاك دينتتتتتتتتتتتتتتتا‬
‫يتتتتتتتتتتتتتتترى كتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬

‫إذا متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا رمونتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا رمينتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاهم‬


‫و دّنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاهم مثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا يقرضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتونا‬

‫ي إمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتام لنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬
‫و قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتالوا علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫و قلنتتتتتتتتتتتتتتتتتتا رضتتتتتتتتتتتتتتتتتتينا ابتتتتتتتتتتتتتتتتتتن هنتتتتتتتتتتتتتتتتتتد رضتتتتتتتتتتتتتتتتتتينا‬

‫و قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتالوا نتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترى أن تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدينوا لنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬


‫فقلنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا أل ل نتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترى أن تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدينا‬

‫و متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن دون ذلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك ختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترط القتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاد‬


‫و طعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن و ضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترب يقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّر العيونتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬

‫ل يستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّر بمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا عنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتده‬


‫و كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫ث متتتتتتتتتتتتتتتا فتتتتتتتتتتتتتتتي يتتتتتتتتتتتتتتتديه ستتتتتتتتتتتتتتتمينا‬ ‫يتتتتتتتتتتتتتتترى غتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬

‫ى لمستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعتب‬ ‫و متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬


‫يقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوى ضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّمه المحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدثينا‬

‫و ايثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاره اليتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوم أهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّذنوب‬


‫و رفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتع القصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاص عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن القاتلينتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬

‫اذا ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتئل عنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذا شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتبهة‬


‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتائلينا‬
‫و عمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى الجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتواب علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى ال ّ‬

‫فليتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتس بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتراض و ل ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاخط‬


‫و ل فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي الّنهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتات و ل المرينتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬

‫و ل هتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاء و ل ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّره‬


‫و ل بّد من بعض ذا أن يكونا‬
‫ي تلتك الواقعتة‬‫سلم كان بنائه على ابهتتام المترام فت ّ‬ ‫خص مّما ذكرنا أّنه عليه ال ّ‬ ‫هذا و قد تل ّ‬
‫ن و جنتتات‬‫ل أّنه غير خفى علتتى أهتتل البصتتيرة و الحجتتى أ ّ‬ ‫للمصالح المترّتبة على ذلك إ ّ‬
‫ل علتتى أّنتته كتتان منكتترا لفعتتاله و‬
‫سلم مع أفعاله و أقواله في تلك الواقعة يد ّ‬ ‫حاله عليه ال ّ‬
‫خلفته راضيا بدفعه ‪.‬‬

‫] ‪[ 32‬‬

‫قال المجلسي ‪ :‬و لم يأمر بقتله صريحا لعلمه بما يترّتب عليه من المفاسد أو تقّية و لم ينه‬
‫القاتلين أيضا لّنهم كانوا محّقين ‪ ،‬و كان يتكّلم في الحتجاج على الخصوم علتتى وجتته ل‬
‫جة ‪،‬‬
‫ضلل ايضا عليه ح ّ‬ ‫يخالف الواقع و ل يكون للجّهال و أهل ال ّ‬

‫ل باب ‪،‬‬
‫ل على و فور علمه في ك ّ‬
‫صه من فصل الخطاب و مّما يد ّ‬
‫و كان هذا مّما يخ ّ‬

‫ن متتن نصتتره‬
‫و يمكن استشمام ذلك من ترجيحه الخاذلين على الناصرين بقوله ‪ ) :‬غير أ ّ‬
‫ل يستطيع أن يقول خذله من أنا خير منه ‪ ،‬و من خذله ل يستطيع ان يقول نصره من هو‬
‫خير مّنى ( ‪.‬‬

‫ن التتذين نصتتروه كتتانوا‬


‫ن خاذليه كانوا خيرا من ناصتتريه ل ّ‬
‫شارح المعتزلي معناه إ ّ‬
‫قال ال ّ‬
‫ساقا كمروان بن الحكم و احزابه و خذله المهاجرون و النصار ‪.‬‬ ‫فّ‬

‫أقول ‪ :‬كتون ناصترى الّرجتل منحصترا فتي متروان الفاستق و نظترائه و ختاذليه وجتوه‬
‫ى على العارف الريب ما فيه من الشارة التتى‬ ‫صحابة من المهاجر و النصار غير خف ّ‬ ‫ال ّ‬
‫حاله و رتبته ‪ ،‬و إلى كون المنصور مثل الّناصر و العاقل يكفيتته الشتتارة ) و أنتتا جتتامع‬
‫لكم أمره ( اى مبّين له بلفظ و جيز ‪.‬‬

‫سلم ‪ :‬يتكّلم بجوامع الكلم أي كان كلمتته قليتتل اللفتتاظ كتتثير‬ ‫قال الفيومى ‪ :‬و كان عليه ال ّ‬
‫المعاني ) إستأثر فأستتاء الثتترة ( اي استتتبّد برأيتته فتتي الخلفتتة و إحتتداث متتا أحتتدث فتتي‬
‫الستبداد و الستقلل حيث اّدى إلى فساد نظتتم الخلفتتة حّتتتى انجتّر المتتر إلتتى قتلتته ) و‬
‫جزعتم ( من افعاله ) فأستتاتم الجتتزع ( حيتتث قتلتمتتوه و قتتد كتتان ينبغتتي عليكتتم التثّبتتت و‬
‫إصلح المر بينكم و بينه بدون القتل و بخلعه من الخلفة و إقامة غيره مقامه ‪.‬‬

‫و قيل ‪ :‬أراد أنكم أسأتم الجزع عليه بعد القتل و قد كان ينبغي منكم ذلك الجزع قبل القتتتل‬
‫ل حكم واقع ( اي ثابت محّقق في علمه تعتالى يحكتم بته فتي الخترة أو الولتى ‪ ،‬أو‬ ‫)و ّ‬
‫ن مجموعه لم يتحّقق بعد و إن تحّقق بعضتته‬ ‫سيقع أو يتحّقق خارجا في الخرة أو الّدنيا ل ّ‬
‫ن المراد خصوص الحكم الخروي‬ ‫) في المستأثر و الجازع ( و الظهر ا ّ‬

‫] ‪[ 33‬‬
‫ن له سبحانه حكما واقعا فيهما يحكم به يوم القيامة بمقتضى عتتدله فيعتاقب المتتذنب‬
‫يعنى أ ّ‬
‫و يثيب المصيب ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫في الشارة إلى كيفّية قتل عثمان إجمال على ما رواه في شرح المعتزلي متتن الواقتتدي و‬
‫الطبري و هو أّنه أحدث أحداثا مشهورة نقمها الّناس عليه من تأمير بنتتي امّيتتة و ل ستّيما‬
‫سفه و قّلة الّدين ‪ ،‬و إخراج مال الفيء إليهم و ما جرى في أمتتر عّمتتار‬ ‫ساق و أرباب ال ّ‬ ‫الف ّ‬
‫ل بن مسعود و غير ذلك من المور التتتي جتترت فتتي أواختتر خلفتتته ‪،‬‬ ‫و أبى ذر و عبد ا ّ‬
‫فلما دخلت ستتنة خمتتس و ثلثيتتن كتتاتب أعتتداء عثمتتان و بنتتي امّيتتة فتتي البلد و حتّرض‬
‫بعضهم بعضا على خلعه من الخلفة و عزل عّما له من المصار فخرج ناس من مصتتر‬
‫و كانوا في ألفين ‪ ،‬و خرج ناس من أهل الكوفة في ألفين ‪ ،‬و خرج ناس من أهل البصرة‬
‫ج ‪ ،‬فلما كانوا من المدينة على ثلث تقّدم أهتتل البصتترة فنزلتتوا‬‫و أظهروا اّنهم يريدون الح ّ‬
‫ذا خشب و كان هواهم في طلحة ‪ ،‬و تقّدم أهل الكوفة فنزلوا العوص و كان هتتواهم فتتي‬
‫ي ‪ ،‬و دختتل نتتاس منهتتم‬ ‫الّزبير ‪ ،‬و جاء أهل مصر فنزلوا ذا المروة و كان هواهم في عل ت ّ‬
‫المدينة يخبرون ما في قلوب الّناس لعثمان فلقوا جماعة من المهاجرين و النصار و لقوا‬
‫ج و نستعفي من عما لنا ‪.‬‬‫ي و قالوا ‪ :‬إّنما نريد الح ّ‬
‫أزواج الّنب ّ‬

‫ثم لقى جماعة من المصّريين علّيا و هو متقّلد ستتيفه عنتتد أحجتتار الّزيتتت فستّلموا عليتته و‬
‫ن جيش ذي المتروة و‬ ‫صالحون أ ّ‬‫عرضوا عليه أمرهم فصاح و طردهم و قال ‪ :‬لقد علم ال ّ‬
‫ل عليه و آلتته و ستّلم فانصترفوا‬ ‫ذي خشب و العوص ملعونون على لسان محّمد صّلى ا ّ‬
‫عنه ‪ ،‬و أتى البصرّيون طلحة فقال لهم مثل ذلك ‪ ،‬و أتى الكوفّيون الّزبير فقتتال لهتتم مثتتل‬
‫ذلك فتفّرقوا و خرجوا من المدينة إلى أصحابهم ‪.‬‬

‫ل و الّتكتتبير فتتي نتتواحي‬


‫فلما أمن أهل المدينة منهم و اطمأّنوا إلى رجوعهم لتتم يشتتعروا إ ّ‬
‫ف يتتده عتتن‬
‫المدينة و قد نزلوها و أحاطوا بعثمان و نادى مناديهم ‪ :‬يا أهل المدينة متتن ك ت ّ‬
‫الحرب فهو آمن ‪.‬‬

‫] ‪[ 34‬‬

‫ل أّنهم لتتم يمنعتتوا الّنتتاس متتن كلمتته و لقتتائه ‪ ،‬فجتتائهم جماعتتة متتن‬
‫فحصروه في منزله إ ّ‬
‫رؤساء المهاجرين و سألوهم ما شأنهم ؟ فقالوا ‪ :‬ل حاجة لنافي هذا الّرجل ليعتزلنا لنوّلى‬
‫غيره لم يزيد و هم على ذلك ‪.‬‬

‫ل فو الّ‬
‫لا ّ‬ ‫و خرج عثمان يوم الجمعة فصّلى بالّناس و قام على المنبر فقال ‪ :‬يا هؤلء ا ّ‬
‫لت عليتته و آلتته فتتامحوا‬
‫ن أهل المدينة يعلمون أّنكم ملعونتتون علتتى لستتان محمّتتد صتّلى ا ّ‬
‫إّ‬
‫صواب ‪ ،‬فقام محّمد بن مسلمة النصاري فقال ‪ :‬نعم أنا أعلم ذلك فاقعده حكيتتم‬
‫الخطاء بال ّ‬
‫بن جبلة البصري ‪ ،‬و قام زيد بن ثابت فأقعده قنيرة بن وهب المصري ‪.‬‬

‫و ثار القوم فحصبوا الّناس حّتى أخرجوهم من المسجد و حصبوا عثمان حّتى صرع عن‬
‫ي و طلحة و الّزبير فدخلوا على عثمان يعودونه‬ ‫المنبر مغشّيا عليه فادخل داره و أقبل عل ّ‬
‫ي أهلكتنتتا و‬ ‫من صرعته و عند عثمان نفر من بني امّية منهم مروان بن الحكم فقتتالوا لعلت ّ‬
‫ل إن بلغت هذا المر التتذى تريتتده ليمتترن عليتتك التّدنيا فقتتام‬‫صنعت هذا الذى صنعت و ا ّ‬
‫مغضبا و خرج جماعة الذين معه إلى منازلهم ‪.‬‬

‫ل بسيفه يمتنع به فكتتان‬


‫ن أهل المدينة تفّرقوا عنه و لزموا بيوتهم ل يخرج أحد منهم إ ّ‬
‫ثّم إ ّ‬
‫حصاره أربعين يوما ‪.‬‬

‫و في رواية الطبرى فما نزل القوم ذا خشب يريدون قتل عثمان إن لم ينزع عّما يكرهون‬
‫ن قرابتي قريبة و قتتد جتتاء‬
‫ي فدخل و قال ‪ :‬يابن عّم إ ّ‬‫و علم عثمان ذلك جاء إلى منزل عل ّ‬
‫ب أن‬‫ما ترى من القتوم و هتم مصتبحى و لتك عنتد الّنتاس قتدروهم يستمعون منتك و أحت ّ‬
‫ى‪.‬‬‫ى و هنا لمري و جرئة عل ّ‬ ‫ن في دخولهم عل ّ‬
‫تركب إليهم و ترّدهم عّنى فا ّ‬

‫ى شيء أرّدهم ؟ قال ‪ :‬على أن أصير إلى ما أمرت به و رأيتتت‬ ‫سلم ‪ :‬على أ ّ‬ ‫فقال عليه ال ّ‬
‫ل ذلك تخرج و تقتول و تعتد ثتّم ترجتتع و‬
‫ي إّنى قد كّلمتك مّرة بعد اخرى فك ّ‬
‫فيّ ‪ ،‬فقال عل ّ‬
‫ل بن سعد فانك أطعتهم و عصيتنى ‪.‬‬ ‫هذا من فعل مروان و معاوية و ابن عامر و عبد ا ّ‬

‫سلم الّناس أن يركبوا معه فركتتب‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫قال عثمان فانى أعصيهم و اطيعك ‪ ،‬فأمر عل ّ‬
‫معه ثلثور‬

‫] ‪[ 35‬‬

‫ي عليتته‬
‫رجل من المهاجر و النصار فأتوا المصتترّيين فكّلمتتوهم فكتتان التتذي يكّلمهتتم علت ّ‬
‫سلم و محّمد بن مسلمة فسمعوا منهما و رجعوا بأصحابهم يطلبون مصر ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫ي حّتى دخل على عثمان فأشار عليه أن يتكّلم بكلم يسمعه الّناس منه ليستتكنوا‬ ‫و رجع عل ّ‬
‫حصتتت عليتتك و ل امتتن أّنتته يجيء‬
‫ن البلد قتتد تم ّ‬
‫إلى ما يعدهم به من الّنزوع ‪ ،‬و قال ‪ :‬إ ّ‬
‫ركب من جهة اخرى فتقول لي يا على اركب إليهم فان لم أفعل رأيتنى قد قطعت رحمتتك‬
‫و استخففت بحّقك ‪.‬‬

‫فخرج عثمان فخطب الخطبة التي ينزع فيها و أعطى الّناس من نفسه الّتوبة و قال لهتتم ‪:‬‬
‫ل و أتوب إليه فمثلى نزع و تاب فاذا نزلت فليأتني أشتترافكم‬ ‫أنا أّول من اتعظ و استغفر ا ّ‬
‫لت لن رّدنتتي‬‫ل واحد ظلمته لكشفها و حاجته لقضتتيها فتتو ا ّ‬ ‫فليرون رأيهم ‪ ،‬و ليذكر ك ّ‬
‫لت‬
‫لت متتذهب إل إليتته و ا ّ‬
‫ل العبيتتد ‪ ،‬و متتا عتتن ا ّ‬
‫نذّ‬
‫ن سّنة العبيد ‪ ،‬و ل ذل ّ‬
‫الحق عبد السن ّ‬
‫ن مروان و ذريه و ل أحتجب عنكم ‪.‬‬ ‫لعطينكم الّرضا و ل يحن ّ‬

‫فلما نزل وجد مروان و سعدا و نفرا متتن بنتتي امّيتتة فتتي منزلتته قعتتودا لتتم يكونتتوا شتتهدوا‬
‫خطبته و لكنها بلغهم ‪.‬‬

‫فلما جلس قال مروان ‪ :‬يا أمير المؤمنين ءأتكلم ؟ فقالت نائلة ‪ :‬امرأة عثمان ‪:‬‬

‫لت قتتاتلوه و موتمتتوا أطفتتاله إّنتته قتتد قتتال مقالتتة ل ينبغتتي أن ينتتزع‬
‫لبل تسكت ‪ ،‬فأنتم و ا ّ‬
‫ضأ ‪،‬‬
‫ل لقد مات أبوك و ما يحسن أن يتو ّ‬ ‫عنها ‪ ،‬فقال لها مروان ‪ :‬و ما أنت و ذلك ؟ و ا ّ‬

‫ن أباك عّم عثمتتان و أّنتته ينتتاله‬


‫ل لو ل أ ّ‬
‫ل بخير و ا ّ‬
‫فقالت ‪ :‬مهل يا مروان عن ذكر أبي إ ّ‬
‫غّمه و عيبه لخبرتك بما ل أكذب فيه عليه ‪ ،‬فأعرض عنه عثمان ‪.‬‬

‫ن مقالتتتك هتتذه كتتانت و‬


‫ل لتتوددت أ ّ‬
‫ثّم عاد فقال ‪ :‬ءأتكّلم أم أسكت ؟ فقال ‪ :‬تكّلم ‪ ،‬فقال و ا ّ‬
‫أنت ممتنع أّول من رضى بها و أعان عليها ‪ ،‬و لكنتك قلتت و قتد بلتغ الحتزام الطتبيين و‬
‫لت منهتتا أجمتتل متتن توبتتة تختتوف‬
‫ل لقامة على خطيئة تستغفر ا ّ‬ ‫سيل الّزبى ‪ ،‬و ا ّ‬
‫جاوز ال ّ‬
‫عليها ما زدت على أن جرئت عليك الّناس ‪.‬‬

‫ن الفايت ل يرّد و لم آل خيرا فقال مروان ‪ :‬إ ّ‬


‫ن‬ ‫فقال عثمان قد كان من قولي ما كان ‪ ،‬و إ ّ‬
‫الّناس قد اجتمعوا ببابك أمثال الجبال قال ‪ :‬ما شأنهم ؟ قال ‪ :‬أنت دعوتهم‬

‫] ‪[ 36‬‬

‫إلى نفسك ‪ ،‬فهذا يذكر مظلمة و هذا يطلب مال و هذا سأل نزع عامل من عّما لك و هتتذا‬
‫ما جنيت على خلفتك ‪.‬‬

‫و لو استمسكت و صبرت كان خيترا لتك ‪ ،‬قتال ‪ :‬فتاخرج أنتت إلتى الّنتاس فكّلمهتم فتاّنى‬
‫أستحى أن أكّلمهم و رّدهم فخرج مروان إلى الّناس و قد ركب بعضهم بعضا ‪،‬‬

‫فقال ‪ :‬ما شأنكم قد اجتمعتم كاّنكم جئتم لنهب ‪ ،‬شاهت الوجوه أتريتتدون ان تنزعتتوا ملكنتتا‬
‫ل ان رمتمونا لنمّرن عليكم ما حل و لنحلن بكتم متا ل يستركم‬ ‫من أيدينا ‪ ،‬أعزبوا عّنا و ا ّ‬
‫لت غيتتر مغلتتوبين علتتى متتا فتتي‬
‫و ل تحمدوا فيه رايكم ‪ ،‬ارجعتتوا إلتتى منتتازلكم ‪ ،‬فاّنتتا و ا ّ‬
‫أيدينا ‪.‬‬
‫فرجع الّناس خايبين يشتمون عثمان و مروان و أتى بعضهم علّيا فتتأخبره الختتبر ‪ ،‬فأقبتتل‬
‫ي علتتى عبتتد الّرحمتتن بتتن الستتود بتتن عبتتد يغتتوث الّزهتترى ‪ ،‬فقتال أحضتترت خطبتتة‬
‫عل ّ‬
‫عثمان ؟ قال ‪ :‬نعم قال أفحضرت مقالة مروان للّناس قال ‪ :‬نعم ‪.‬‬

‫ل للمسلمين إّنى قعدت في بيتتتي ‪ ،‬قتتال لتتي تركتنتتى و‬ ‫ل ‪ ،‬يا ّ‬


‫سلم ‪ :‬اى عباد ا ّ‬‫فقال عليه ال ّ‬
‫خذلتنى و إن تكلمت فبلغت له ما يريد جاء متتروان و يلعتتب بتته حّتتتى قتتد صتتار ستتيقة لتته‬
‫ن و قام مغضبا من فوره حتى دخل على عثمان ‪،‬‬ ‫سّ‬‫يسوقه حيث يشاء بعد كبر ال ّ‬

‫ل أن يحّرفك عن دينتتك و عقلتتك فتتانت معتته‬


‫سلم له أما يرضى مروان منك إ ّ‬ ‫فقال عليه ال ّ‬
‫ل ما مروان بذى رأى في دينه و ل عقلتته ‪ ،‬و انتتى‬ ‫كجمل الظعينة يقاد حيث يساربه ‪ ،‬و ا ّ‬
‫لراه يوردك ثّم ل يصدرك و ما أنتا عايتد بعتد مقتامى هتذا لمعتا تبتتك أفستدت شترفك و‬
‫غلبت على رأيك ثّم نهض ‪.‬‬

‫ي لك و أّنه ليس براجتتع إليتتك و ل معتتاود لتتك و قتتد‬


‫فدخلت نائلة فقالت قد سمعت قول عل ّ‬
‫ل و تتبع سّنة صاحبيك ‪،‬‬ ‫أطعت مروان يقودك حيث يشاء قال فما أصنع ؟ قالت تتقى ا ّ‬

‫فانك متى أطعت مروان قتلك ‪ ،‬و ليس لمروان عنتتد الّنتتاس قتتدر و ل هيبتتة و ل محّبتتة و‬
‫ستتلم ‪ ،‬فأرستتل‬
‫ي عليتته ال ّ‬
‫إّنما تركك الّناس لمكانه ‪ ،‬و إّنما رجع عنك أهل مصر لقول عل ّ‬
‫ي فلم يأته و قال ‪:‬‬‫ن له عند الّناس قدما و أّنه ل يعص فأرسل إلى عل ّ‬ ‫إليه فاستصلحه ‪ ،‬فا ّ‬

‫قد أعلمته أّني غير عايد ‪.‬‬

‫] ‪[ 37‬‬

‫صلت عن ابن عقدة الحتافظ عتن جعفتتر‬ ‫و في البحار من المالى عن أحمد بن محّمد بن ال ّ‬
‫ل بن محّمد بن عبد ا ّ‬
‫ل‬ ‫ل عن عبد ا ّ‬
‫ى عن عمه القاسم بن جعفر بن عبد ا ّ‬ ‫ل العلو ّ‬
‫بن عبد ا ّ‬
‫سلم قال حدثنى عبد الّرحمتتن بتتن‬
‫ل بن أبي بكر عن ابي جعفر عليه ال ّ‬‫عن ابيه عن عبد ا ّ‬
‫أبي عمرة النصارى ‪:‬‬

‫قال لّما نزل المصرّيون بعثمان بتتن عّفتتان فتتي مّرتهتتم الّثانيتتة ‪ ،‬دعتتى متتروان بتتن الحكتتم‬
‫ستتلم ‪،‬‬
‫ي بن أبيطالب عليتته ال ّ‬‫ن القوم ليس هم لحد أطوع منهم لعل ّ‬ ‫فاستشاره ‪ ،‬فقال له ‪ :‬ا ّ‬
‫و هو أطوع الّناس في الّناس ‪ ،‬فابعثه إليهم فليعطهم الرضا و ليأخذ لتتك عليهتتم الطاعتتة و‬
‫يحّذرهم الفتنة ‪.‬‬

‫سيل الّزبى ‪ ، 1‬و بلغ‬


‫ي بن أبيطالب ‪ :‬سلم عليك ‪ ،‬أّما بعد قد جاز ال ّ‬
‫فكتب عثمان إلى عل ّ‬
‫ي من كان يعجز عن نفسه ‪،‬‬ ‫الحزام الطبيين ‪ ،‬و ارتفع امر الّناس بي فوق قدر ‪ ،‬و طمع ف ّ‬
‫ي و تمثل ‪:‬‬
‫فاقبل عل ّ‬
‫فتتتتتتتتتتتتتتتان كنتتتتتتتتتتتتتتتت متتتتتتتتتتتتتتتاكول فكتتتتتتتتتتتتتتتن خيتتتتتتتتتتتتتتتر آكتتتتتتتتتتتتتتتل‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫ل فأدركني و لّما امّزق و ال ّ‬ ‫وإ ّ‬

‫ل و ستّنة نتتبّيه فقتتال ‪:‬‬


‫ي فقال ‪ :‬يا أبا الحسن ائت هؤلء القوم فادعهم إلى كتاب ا ّ‬
‫فجائه عل ّ‬
‫ل شيء أعطيته عنك ‪،‬‬ ‫ل و ميثاقه على أن تفى لهم بك ّ‬
‫نعم إن أعطيتني عهد ا ّ‬

‫فقال ‪ :‬نعم فأخذ عليه عهدا غليظا و مشى إلى القوم فلما دنى منهم قالوا وراءك قال ‪:‬‬

‫ل ‪ ،‬قالوا ‪ :‬وراءك ‪ ،‬قال ‪ :‬ل ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتت ت ت تتتت تت ت تت ت ت تتتتتت ت تتتت ت‬
‫تت تتت تتتتتت ت تت تتتتتت ت ت ت ت تتتتتت ت‬
‫تت تت تت تتتتت ت تتت تت ت تت ت تتت ت تتتت‬
‫تتتتتت تتتتتت ت تت تتتت تتت ت ت تت تت ت تت‬
‫تت تتتتت تتتت تتتتت تتتتت ت ت ت تت ت تت تت‬
‫تتتت ت تت ت تت تتت تتت ت ت تتت تتت ت ت تت‬
‫تتتتتتت تتتتتت ت تت تتتت ت ت تتتت ت ت تت ت‬
‫تت تت تتتت ت تتتتتتت ت ت تتتت ت ت تتت تتت‬
‫تتتتت تتت تتتت تتتتت تتت ت ت تتتت ت تت ت ت‬
‫تتت ت تتتت ت تتت تتتتتت تتتتتتت تتتتت تت‬
‫تتتتتتتت ت ت تت تتتت ت ت تتت ت ت تتتتت تتت‬
‫تتتتتت تتت تتتتت تتت تتتتتتت تت ت تتتت ت‬
‫تتت تتت تتتتت تتتت تتت تتتتت تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 38‬‬

‫ل أتاكم ابن عّم رسول‬


‫فجاء بعضهم ليدفع في صدره فقال القوم بعضهم لبعض ‪ :‬سبحان ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬اسمعوا منه و اقبلوا ‪ ،‬قالوا تضمن لنا كذلك ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ل يعرض كتاب ا ّ‬
‫ا ّ‬

‫نعم فأقبل معه أشرافهم و وجوههم حّتى دخلوا على عثمان فعاتبوه فأجابهم إلى متتا أحّبتتوا‬
‫ى عنك متتا فتتي الكتتتاب قتتال اكتبتتوا أنتتى شتتئتم‬
‫فقالوا اكتب لنا على هذا كتابا و ليضمن عل ّ‬
‫فكتبوا بينهم ‪:‬‬

‫لت عثمتان أميتر المتؤمنين لمتتن نقتتم عليته متن‬ ‫ل الّرحمن الّرحيم هذا ما كتب عبتد ا ّ‬ ‫بسم ا ّ‬
‫ن المحتتروم‬
‫ل ت و س تّنة نتتبّيه ‪ ،‬و أ ّ‬
‫ي أن أعمتتل بكتتتاب ا ّ‬‫ن لكتتم عل ت ّ‬
‫المتتؤمنين و المستتلمين إ ّ‬
‫ن المبعوث ل يجمر ‪،‬‬ ‫ي يرّد ‪ ،‬و أ ّ‬
‫ن المنف ّ‬
‫ن الخائف يؤمن ‪ ،‬و أ ّ‬ ‫يعطى ‪ ،‬و أ ّ‬
‫ي بن أبيطالب ضامن للمؤمنين و المسلمين‬ ‫ن الفيء ل يكون دولة بين الغنياء ‪ ،‬و عل ّ‬‫وأّ‬
‫لت و‬
‫على عثمان الوفاء لهم على ما في الكتاب شهد الّزبير بن العوام و طلحة بتتن عبيتتد ا ّ‬
‫ل بن عمر و أبو أيوب بن زيد ‪ ،‬و كتب في ذى القعدة ستتنة خمتتس‬ ‫سعد ابن مالك و عبد ا ّ‬
‫و عشرين ‪.‬‬

‫فأخذوا الكتاب ثّم انصرفوا فلما نزلوا ايلة ‪ ،‬إذا هم براكب فأخذوه فقالوا من أنتتت ؟ قتتال ‪:‬‬
‫ل يكتتون قتتد كتتتب‬
‫ل بن سعد قال بعضهم لبعض ‪ :‬لو فّتشناه لئ ّ‬ ‫أنا رسول عثمان إلى عبد ا ّ‬
‫فينا ‪ ،‬ففّتشوه فلم يجدوا معه شيئا ‪.‬‬

‫فقال كنانة بن بشر النجيبى ‪ :‬انظروا إلى أدواته فان للّنتتاس حيل ‪ ،‬فتتاذا قتتارورة مختومتتة‬
‫ل بن ستتعد إذا جتاءك كتتابي هتتذا فتاقطع أيتتدى الثلثتتة متتع‬
‫بموم فاذا فيها كتاب إلى عبد ا ّ‬
‫أرجلهم فلما قرؤوا الكتاب رجعوا حّتى أتوا علّيا ‪ ،‬فأتاه فدخل عليه ‪ ،‬فقال استعتبك القتتوم‬
‫ي مغضبا و أقبل‬ ‫فاعتبتهم ثّم كتبت هذا كتابك نعرفه الخط الخط و الخاتم الخاتم فخرج عل ّ‬
‫الّناس عليه فخرج سعد من المدينة فلقاه رجل فقال ‪ :‬يا أبا إسحاق أين تريد ؟‬

‫قال ‪ :‬إنى فررت بدينى من مّكة إلى المدينة و أنا اليوم أهرب بديني من المدينة إلى مّكة ‪.‬‬

‫سلم حين أحاط الّناس بعثمان ‪ :‬اخرج من المدينة‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫ي لعل ّ‬
‫و قال الحسن بن عل ّ‬

‫] ‪[ 39‬‬

‫ن الّناس ل بّد لهم منك و اّنهم ليأتونك و لو كنت بصتتنعاء ‪ ،‬و أختتاف أن يقتتتل‬
‫و اعتزل فا ّ‬
‫هذا الّرجل و أنت حاضره ‪.‬‬

‫ن يجترى على هذا القول كلمة ‪،‬‬


‫ى أخرج عن دار هجرتي و ما أظ ّ‬
‫فقال يا بن ّ‬

‫ل فانا ل نرضى بالقول دون الفعل قتتد‬ ‫ل أقم لنا كتاب ا ّ‬


‫و قام كنانة بن بشر فقال ‪ :‬يا عبد ا ّ‬
‫ل و ميثاقه ‪ ،‬فقال ما كتبت بينكم كتابا ‪.‬‬
‫كتبت و اشهدت لنا شهودا و أعطيتنا عهد ا ّ‬

‫فقام إليه المغيرة بن الخنس و ضرب بكتابه وجهه و خرج إليهم عثمتتان ليكّلمهتتم فصتتعد‬
‫ل لم يبل‬‫ل و نادت اّيها الّناس هذا قميص رسول ا ّ‬‫المنبر و رفعت عايشة قميص رسول ا ّ‬
‫و قد غّيرت سّنته ‪ ،‬فنهض الّناس و كسر اللغظ و حصبوا عثمان حتى نتزل متتن المنتتبر ‪،‬‬
‫و دخل بيته ‪.‬‬

‫ستتفه و البغتتى و‬
‫ن أهتتل ال ّ‬
‫ل بن عامر ‪ :‬أّما بعتتد فتتا ّ‬
‫فكتب نسخة واحدة إلى معاوية و عبد ا ّ‬
‫العدوان من أهل العراق و مصر و المدينة أحاطوا بدارى و لن يرضيهم مّني دون خلعى‬
‫ل قبل أن اتابعهم على شيء من ذلك فأعينوني ‪.‬‬ ‫أو قتلي ‪ ،‬و أنا ملقى ا ّ‬
‫ن شر ذمتتة‬‫ن امير المؤمنين عثمان ذكر أ ّ‬ ‫فلما بلغ كتابه ابن عامر قام و قال ‪ :‬أّيها الّناس إ ّ‬
‫ى أن ابعتتث‬
‫ق فلم يجيبتتوا فكتتتب إلت ّ‬
‫من أهل مصر و العراق نزلوا بساحته فدعاهم إلى الح ّ‬
‫لت أن يتتدفع عنتته ظلتتم الظتتالم و عتتدوان‬
‫لا ّ‬ ‫صلح ‪ ،‬لعت ّ‬ ‫إليه منكم ذوي الّدين و الّرأى و ال ّ‬
‫المعتدي فلم يجيبوه إلى الخروج ‪.‬‬

‫ن عثمان قد منع الماء فأمر بالّروايا فعكمت و جاء الّناس إلى عليّ عليتته‬ ‫يإّ‬‫ثم اّنه قيل لعل ّ‬
‫ي اجتماع الّناس دخل علتتى‬ ‫سلم فصاح بهم صيحة انفرجوا فدخلت الّروايا فلما رأى عل ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ن الّرجل مقتول فتتامنعوه فقتتال ‪ :‬أم و‬
‫ل و هو متكى على و سائد ‪ ،‬فقال ‪ :‬إ ّ‬ ‫طلحة بن عبد ا ّ‬
‫ق من أنفسها ‪.‬‬
‫ل دون أن تعطى بنو أمّية الح ّ‬ ‫ا ّ‬

‫ل بن عياش بن أبي ربيعة المخزومي قتتال ‪:‬‬ ‫و في شرح المعتزلي عن الطبري عن عبد ا ّ‬
‫دخلت على عثمان فأخذ بيدى فأسمعني كلم من على بابه من الّناس فمنهم من يقول ‪ :‬متتا‬
‫تنتظرون به ‪ ،‬و منهم من يقول ‪ :‬ل تعجلوا به فعساه ينزع و يراجع‬

‫] ‪[ 40‬‬

‫فبينا نحن إذ مّر طلحتتة فقتتام إليتته ابتتن عتتديس البلتتوى فناجتتاه ثتّم رجتتع ابتتن عتتديس فقتتال‬
‫لصحابه ‪ :‬لتتركوا احدا يدخل إلى عثمان و ل يخرج من عنده ‪ ،‬قال لي عثمان هتتذا متتا‬
‫امره به طلحة ‪.‬‬

‫لت لرجتتو ان يكتتون منهتتا‬ ‫ي‪،‬وا ّ‬ ‫الّلهّم اكفني طلحة فاّنه حمتتل هتتؤلء القتتوم و اكّبهتتم علت ّ‬
‫صفرا و ان يسفك دمه قال فأردت ان اخرج فمنعتتوني حّتتتى امرهتتم محّمتتد بتتن ابتتي بكتتر‬
‫فتركوني اخرج ‪.‬‬

‫قال الطبري ‪ :‬فلما طال المر و علم المصرّيون انهم قد اجرموا إليه جرما كجرم القتل و‬
‫أّنه ل فرق بين قتله و بين ما اتوا إليه و خافوا على نفوسهم من تركه حّيا رامتتوا التتدخول‬
‫عليه من باب داره ‪ ،‬فاغلقت الباب ‪ ،‬و قام رجل من اسلم يقال له ‪ :‬نيار بن عياض و كان‬
‫صحابة فنادى عثمان و أمره أن يخلع نفسه ‪،‬‬ ‫من ال ّ‬

‫صتتلت الكنتتدي و كتتان متتن أصتتحاب‬


‫فبينا هو يناشده و يسّومه خلع نفسه رماه كتتثير بتتن ال ّ‬
‫عثمان من أهل الدار نسبهم فقتله ‪.‬‬

‫فصاح المصرّيون و غيرهم عند ذلتتك ‪ :‬ادفعتتوا إلينتتا قاتتتل ابتتن عيتتاض لنقتلتته بتته ‪ ،‬فقتتال‬
‫عثمان ‪ :‬لم اكن لدفع إليكم رجل نصرني و انتم تريدون قتلي فثتتاروا إلتتى البتتاب فتتاغلق‬
‫دونهم فجاؤا بنار فأحرقوه و أحرقوا السقيفة التي عليه ‪.‬‬
‫و خرج مروان بسيفه يحاله الّناس فضربه رجل من بني ليتتث علتتى رقبتتته فتأثبته و قطتتع‬
‫احد عيباوته فعاش مروان بعد ذلك اوقص ‪ ،‬و قتل المغيرة بن الخنس و هو يحامى عتتن‬
‫سيف ‪.‬‬
‫عثمان بال ّ‬

‫و اقتحم القوم الدار و دخل كثير منهم الّدور المجاورة لها و تستّوروا متتن دار عمتترو بتتن‬
‫حزم اليها حّتى ملؤوها و غلب الّناس على عثمان و ندبوا رجل لقتله ‪،‬‬

‫ل ما كشفت عن امترئة فتي‬ ‫فدخل إليه البيت فقال له ‪ :‬اخلعها و ندعك ‪ ،‬فقال ‪ :‬و يحك و ا ّ‬
‫جاهلية و ل اسلم و ل تغنيت و ل تمنيت و ل وضعت يميني علتتى عتتورتى منتتذ بتتايعت‬
‫سعادة و يهين اهل الشقاوة ‪.‬‬ ‫ل حتى يكرم اهل ال ّ‬‫ل و لست بخالع قميصا كسانيه ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬

‫ل قتله فادخلو إليتته رجل متتن الصتتحابة‬


‫فخرج عنه فقالوا له ما صنعت قال ‪ :‬إنى لم استح ّ‬
‫ي دعا لك أن يحفظك يوم كذا‬ ‫ن النب ّ‬
‫فقال له ‪ :‬لست بصاحبي إ ّ‬

‫] ‪[ 41‬‬

‫ل استغفر لك‬
‫و لن تصنع فرجع عنه ‪ ،‬فادخلوا إليه رجل من قريش فقال له ‪ :‬ان رسول ا ّ‬
‫يوم كذا فلن يقارف دما حراما فرجع ‪.‬‬

‫فدخل عليه محّمد بتتن أبتتي بكتتر و فتتي روايتتة الواقتتدي اّنتته أّول متتن دختتل عليتته فقتتال لتته‬
‫ل منك ‪،‬‬‫قا ّ‬‫ل أّنى أخذت ح ّ‬ ‫ل تغضب هل لى إليك جرم إ ّ‬ ‫عثمان ‪ :‬و يحك أعلى ا ّ‬

‫ل يا نعثل ‪ ،‬قال ‪ :‬لست بنعثل ‪ ،‬و لكّني عثمان و أمير‬


‫فأخذ محّمد بلحيته و قال ‪ :‬أخزاك ا ّ‬
‫المؤمنين فقال ‪ :‬ما أغنى عنك معاوية و فلن و فلن ‪ ،‬فقال عثمان ‪ :‬يابن أخي دعها متتن‬
‫يدك فما كان أبوك ليقبض عليها ‪ ،‬فقال ‪ :‬لو عملت ما عملت في حياة أبى لقبض عليهتتا و‬
‫لت عليتك و استتعين بتك فتتركه و‬
‫الذى اريد بك أشّد من قبضي عليها ‪ ،‬فقال ‪ :‬استنصتر ا ّ‬
‫خرج ‪.‬‬

‫و قيل ‪ :‬بل طعن جنبه بمشقص كان في يده فثار سودان بن حمران ‪ ،‬و ابو حرب الغانقى‬
‫و قنبرة بن وهتب السكستكى فضتربه الغتانقى بعمتود كتان فتي يتده و ضترب المصتحف‬
‫سيف‬‫برجله و كان في حجره فنزل بين يديه و سال عليه الّدم ‪ ،‬و جاء سودان ليضربه بال ّ‬
‫سيف بيدها و هى تصرخ فنفح أصتتابعها فأطنهتتا فتتولت‬‫فاكّبت عليه امرأته نائلة و ألقت ال ّ‬
‫فغمرت بعضهم إوراكها و قال إّنها لكبيرة العجز و ضرب سودان عثمان فقتله ‪.‬‬

‫و قيل ‪ :‬بل قتله كنانة بن بشير الّنجيتتبى ‪ ،‬و قيتتل ‪ :‬بتتل قنتتبرة بتتن وهتتب ‪ ،‬و دختتل غلمتتان‬
‫عثمان و مواليه فضرب أحدهم عنق سودان فقتله ‪ ،‬فوثب قنبرة بن وهب على ذلك الغلم‬
‫فقتله ‪ ،‬فوثب غلم آخر على قنبرة فقتله ‪ ،‬و نهب دار عثمان و اخذ متا علتى نستائه و متا‬
‫كان في بيت المال ‪.‬‬

‫و كان فيه غزارتان دراهم و وثب عمرو بن الحمق على صدر عثمان و به رمق فطعنتته‬
‫ت منها فلما كان في صتتدرى‬ ‫ل و أما س ّ‬
‫تسع طعنات و قال ‪ :‬أما ثلث منها فانى طعنتهن ّ‬
‫عليه و أرادوا قطع رأسه فوقع عليه زوجتاه فضجن و ضربن الوجوه فقال ابتتن عتتديس ‪:‬‬
‫اتركوه ‪.‬‬

‫صابى فوثب عليه فكسر ضلعين متتن أضتتلعه و قتتال لتته ستتجنت أبتتي‬
‫و اقبل عمير بن ال ّ‬
‫سجن ‪.‬‬‫حّتى مات في ال ّ‬

‫] ‪[ 42‬‬

‫و كان قتله يوم الثامن عشر من ذى الحجتتة ستتنة خمتتس و ثلثيتتن ‪ ،‬و كتتان عمتتره ستّتا و‬
‫ي علتتى متتا متّر فتتي شتترح‬
‫ش كوكب ‪ 1‬بعد ثلثتتة اّيتتام بتتاذن علت ّ‬
‫ثمانين سنة و دفن في ح ّ‬
‫شقشّقية ‪.‬‬
‫الخطبة ال ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جمله كلم بلغت نظام آن امتتام عاليمقامستتت در معنتتى قتتتل عثمتتان و اظهتتار تتتبرى‬
‫خود از مداخله آن ميفرمايد ‪.‬‬

‫اگر امر ميكردم بقتل او هر آينه قاتل او ميشدم ‪ ،‬و اگر نهى ميكردم از قتل او هتتر آينتته‬
‫ل اينكه كسى كتته نصتترة نمتتود او را نميتوانتتد كتته گويتتد ختتار نمتتود او را‬
‫ناصر ميشدم إ ّ‬
‫كسى كه من بهترم از او ‪ ،‬و كسى كه خار نمود او را نمىتواند كه گويد يتارى نمتود او‬
‫را كسيكه او بهتر است از من ‪ ،‬و من بيان كننتتدهام بتته لفتتظ مختصتتر كتتار او را ‪ ،‬ستتر‬
‫خود نمود او امور عظيمه را بى مشاورت ديگران ‪ ،‬پس بد نمود آن استقلل برأى را ‪،‬‬
‫و بيصبرى كرديد پس بد كرديد شما در بى صبرى ‪ ،‬و مر خداونتتد راستتت حكتتم عتتدلى‬
‫كه واقع ميشود در روز قيامت در حق مستقل برأى و در حق بى صبرى كننتتده ‪ ،‬يعنتتى‬
‫جزاى عملي كه شد از خطا يا صواب بصاحب عمل خواهد رسيد ‪.‬‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫قاله لبن عباس لما انفذه الى الزبير يستفيئه الى طاعته قبل حرب الجمتتل و هتتو الحتتد و‬
‫الثلثون من المختار في باب الخطب ل تلقين طلحة فإّنتتك إن تلقتته تجتتده كتتالّثور عاقصتتا‬
‫صعب ‪ ،‬و يقول هو الّذلول ‪ ،‬و لكن ألق الّزبير ‪ ،‬فإّنه ألين عريكة ‪،‬‬‫قرنه يركب ال ّ‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتت تتتتت تتت تتتتتتتت تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 43‬‬

‫فقل له يقول لك ابن خالك عرفتني بالحجاز ‪ ،‬و أنكرتني بالعراق ‪،‬‬

‫فما عدا مّما بدا ‪.‬‬

‫سلم أّول من سمعت منه هذه الّلفظة أعنى فما عدا مّما بدا ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬و هو عليه ال ّ‬

‫ععععع‬

‫) يستفيئه ( أى يسترجعه من فتتاء يفيء إذا رجتتع و ) تلقتته ( فتتي بعتتض الّنستتخ بالفتتاء أى‬
‫تجده ) عقص ( الّثور قرنه بالفتح متعّد و عقص بالكسر لزم و العقص من الّتيتتوس متتا‬
‫التوى قرناه على اذنيه من خلفه و المعقاص الشاة المعّوجة القتترن ) و الصتتعب ( نقيتتض‬
‫الذلول و هى المنقادة من الّدواب ‪ ،‬و الجمع ذلل كرسول و رستتل و ) العريكتتة ( الطبيعتة‬
‫يقال فلن لّين العريكة إذا كان سلسا و ) عداه ( عن المر عدوا و عدوانا صرفه و شتتغله‬
‫‪،‬‬

‫و عدا المر دعته جاوزه و ) بدا ( ظهر ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫عاقصا إّما مفعول ثان لتجتتده أو حتتال عتتن الثتتور ‪ ،‬كلمتتة متتا للستتتفهام ‪ ،‬و مفعتتول عتتدا‬
‫محذوف أى ما عداك على حّد قوله سبحانه ‪ » :‬و اسئل من أرسلنا قبلك متتن رستتلنا « أى‬
‫أرسلناه ‪ ،‬و كلمة من فى قوله مّما بدا بمعنى عن على حّد قوله سبحانه ‪ » :‬فويتتل للقاستتية‬
‫شارح البحراني ‪ :‬إّنها لتبيين الجنس ‪،‬‬ ‫ل « و قال ال ّ‬‫قلوبهم من ذكر ا ّ‬

‫و الّول أظهر ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ن طلحة ( نهى لبن عباس عن لقاء طلحة من أجل يأسه عنه لمكان الغرور‬ ‫قوله ) ل تلقي ّ‬
‫و الكبر الذي كان فيه على ما أشار اليه بقوله ) فاّنك إن تلقتته تجتتده كتتالثور عاقصتتا ( أى‬
‫عاطفا ) قرنه ( على اذنه ‪.‬‬
‫شارح البحراني ‪ :‬شبهه بالّثور في عقص قرنه و كّنتتى بلفتتظ القتترن عتتن شتتجاعته ‪،‬‬ ‫قال ال ّ‬
‫شتتجاعة يلزمهتتا الغلبتتة‬
‫ن القرن آلة القّوة للّثور ‪ ،‬و منع ما يراد به عن نفسه ‪ ،‬و كذلك ال ّ‬‫لّ‬
‫و القّوة و منع الجانب ‪ ،‬و كّنى بلفظ العقص لما يتبع تعاطيه‬

‫] ‪[ 44‬‬

‫بالقّوة و الشجاعة من منع الجانب و عدم النقياد تحتتت طاعتتة الغيتتر اللزم عتتن الكتتبر و‬
‫العجب الذى قد يعرض للشجاع ‪.‬‬

‫ن الّثتتور عنتتد ارادة الخصتتام يعقتتص قرنيتته أى يرختتى رأستته و يعطتتف قرنيتته‬
‫و ذلتتك ل ّ‬
‫ليصوبهما إلى جهة خصمه و يقارن ذلك منه نفخ صادر عن توهم غلبته لمقاومه و اّنه ل‬
‫قدر له عنده ‪.‬‬

‫سلم أّنه عنتتد لقتاء ابتتن عبتتاس لتته يكتون مانعتا جتانبه‬
‫شبه ههنا علم منه عليه ال ّ‬‫و كذلك ال ّ‬
‫صتتادر عتتن عجبتته بنفستته و غتتروره‬‫متهّيئا للقتتتال مقتتابل للخشتتونة و عتتدم النقيتتاد لتته ال ّ‬
‫لشجاعته فلذلك حسن التشبيه ‪.‬‬

‫صعب و يقول هو الّذلول ( يعني أّنه يستهين بالمستصعب من المتور‬ ‫و قوله ‪ ) :‬يركب ال ّ‬
‫ثّم إّنه لّما نهاه عتتن لقتتاء طلحتتة أمتتره بلقتتاء الّزبيتتر بقتتوله ‪ ) :‬و لكتتن ألتتق الّزبيتتر ( معّلل‬
‫بقوله ‪ ) :‬فاّنه ألين عريكة ( أى احسن طبيعة و أسهل جانبا ) فقل له يقول لك ابن خالك (‬
‫‪.‬‬

‫الّتعبير بابن الخال للستمالة و الملطفة و الذكار بالنسب و الّرحم على حّد قتتوله ‪ » :‬يتتا‬
‫ن هتتارون لمتتا‬ ‫ن القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني فل تشمت بتتى العتتداء « فتتا ّ‬ ‫بن أّم إ ّ‬
‫رأى غضب موسى خاطبه بقوله يا بن أّم ‪ ،‬لكونه أدعى إلى عطفه عليه متتن أن يقتتول يتتا‬
‫ي و نحو ذلك ‪.‬‬
‫موسى أو يا أيها الّنب ّ‬

‫و كذلك لقوله ‪ :‬يقول لك ابن خالك في القلب موقع ليس لقوله يقول لك أمير المتتؤمنين ‪ ،‬و‬
‫ن صفّية أّم الّزبير كانت اختتتا لبتتي طتتالب بنتتت‬
‫سلم ابن خال الّزبير فل ّ‬
‫أما كونه عليه ال ّ‬
‫عبد المطلب ‪.‬‬

‫و قوله ‪ ) :‬عرفتنى بالحجاز و أنكرتنى بالعراق ( يعنى أّنك بايعتني بالمدينة و كنتتت أشتدّ‬
‫ستتقيفة ‪ ،‬و أنكرتنتتي بالبصتترة حيتتث نكثتتت بيعتتتى و‬
‫شتتورى و ال ّ‬
‫الّناس حمايتتة لتتى يتتوم ال ّ‬
‫ي شتتيء صتترفك عّمتتا ظهتتر منتتك أول و متتا‬‫بارزتني بالمحاربة ) فما عدا مّما بدا ( أى أ ّ‬
‫الذي صّدك عن طاعتى بعد اظهارك لها ‪.‬‬

‫شارح البحراني ‪ :‬عدا بمعنى جاوز و من لبيان الجنس ‪ ،‬و المراد‬


‫و قال ال ّ‬
‫] ‪[ 45‬‬

‫مالذى جاوز بك عن بيعتى مّمتا بتتدالك بعتتدها متن المتتور التتي ظهتر لتتك و الظهتتر متتا‬
‫ذكرناه هذا ‪.‬‬

‫صادق جعفر بن محّمد عن أبيه عن جّده عليهتتم الستتلم‬ ‫و روى في شرح المعتزلي عن ال ّ‬
‫ل عنه عن ذلك فقال ‪ :‬اّنى أتيت الّزبير فقلت له ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬سألت ابن عباس رضى ا ّ‬

‫فقال ‪ :‬قال له انى اريد ما تريد كأّنه يقول الملك لم يزدنتتى علتتى ذلتتك فرجعتتت إلتتى علتيّ‬
‫فأخبرته و روى عن محّمد بن إسحاق الكلبي عن ابن عباس قال قلتتت الكلمتتة للّزبيتتر فلتتم‬
‫يزدني على أن قال ‪ :‬قل له أنا مع الخوف الشديد لنطمع ‪ ،‬و سئل ابتتن عبتتاس عّمتتا يعنتتي‬
‫بقوله هذا ‪ ،‬فقال ‪ :‬أنا على الخوف لنطمع أن نلى من المر ما وليتم ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫ل بن عباس را بسوى‬ ‫از جمله كلم بلغت نظام آنحضرتست در حينى كه فرستاد عبد ا ّ‬
‫زبير پيش از واقع شتتدن جنتتك در روز جمتتل تتتا بتتاز گردانتتد او را بستتوى طتتاعت او ‪،‬‬
‫فرمود ابن عباس را كه ‪:‬‬

‫البته ملقات مكن با طلحة پس بدرستي كه اگر تو ملقات كنتتى بتتا او يتتا بتتى او را مثتتل‬
‫گاو عاصي در حالتيكه پيچيده باشد شاخ خود را بر گرداگرد گوش خود ‪،‬‬

‫سوار ميشود بر دابه سركش و بى آرام و با وجود اين ميگويد كه رام است ‪،‬‬

‫و ملقات كن با زبير پس بتحقيق كه او نرمتر است از روى طبيعت ‪ ،‬پس بگوى او را‬
‫كه ميگويد تو را پسر خال تو شناختى تو مرا در حجاز و بيعت كتتردى و انكتتار كتتردى‬
‫مرا در عراق و تمّرد از طاعت نمودى پتتس چتته چيتتز منتتع نمتتود و بگردانيتتد تتتو را از‬
‫ل و حستتن‬ ‫آنچه ظاهر شد از اطاعت من ‪ .‬تّم الجزء الّول من شرح نهج البلغة بحمد ا ّ‬
‫ل سبحانه التوفيق لشرح ما يتلو ذلك من خطبه المختتتارة و متتن كلمتته‬ ‫توفيقه ‪ ،‬و نسأل ا ّ‬
‫المختار في باب الخطب الجارى مجرى الخطبة ‪ ،‬و كان الفراغ من ذلك ليلة عيد الغتتدير‬
‫من أعياد‬

‫] ‪[ 46‬‬

‫لت‬
‫ل أّول و آخرا و ظاهرا و باطنتتا ستتنة ‪ 1 1300‬بستتم ا ّ‬ ‫ألف و ثلثمأة سنة ‪ ،‬و الحمد ّ‬
‫ل الذى أرانا آيات قدرته و جبروته في النفس و الفاق ‪ ،‬و هتتدانا‬ ‫الرحمن الرحيم الحمد ّ‬
‫سبع الطباق ‪ ،‬و دّلنتتا علتتى مشتتاهدة‬
‫إلى مشاهد سلطنته و عظموته بما رقم في صفحات ال ّ‬
‫ستموات و الرض ‪ ،‬و مطالعتة استترار جللتته فتي الحجتتب و‬ ‫انوار جماله فتتي ملكتوت ال ّ‬
‫ل علتتى‬ ‫صتتمد التتذي د ّ‬‫سرادقات ذات الطول و العرض ‪ ،‬فأشهد أّنه الواحد الحد الفرد ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫وحدانيته بوجتتوب وجتتوده ‪ ،‬و علتتى قتتدرته و حكمتتته ببتتدايع خلقتته وجتتوده ‪ ،‬و أشتتهد أ ّ‬
‫ن‬
‫محّمدا عبده و رسوله المنتجتتب ‪ ،‬و صتتفّيه و أمينتته المنتختتب ‪ ،‬أرستتله ليضتتاح النهتتج و‬
‫جتتة ‪ ،‬و أقتتام‬
‫جتتة و أتتّم الح ّ‬
‫ابلغ المنهج ‪ ،‬و شرع التّدين و اتمتتام الحجتتج ‪ ،‬فأوضتتح المح ّ‬
‫أعلم الهتدآء و أنتار منتار الضتتيآء ‪ ،‬و جعتتل قتوآئم الستلم قويمتتة بعتد اعوجتاجه ‪ ،‬و‬
‫دعآئم اليمان متينة بعد انفراجه ‪:‬‬

‫رأيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا خيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر البرّيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة كّلهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬


‫ق معلمتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬‫نشتتتتتتتتتتتتتتتتتترت كتابتتتتتتتتتتتتتتتتتتا جتتتتتتتتتتتتتتتتتتآء بتتتتتتتتتتتتتتتتتتالح ّ‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتننت لنتتتتتتتتتتتتتتتا فيتتتتتتتتتتتتتتته الهتتتتتتتتتتتتتتتدى بعتتتتتتتتتتتتتتتد جورنتتتتتتتتتتتتتتتا‬


‫ق مظلمتتتتتتتتتتتتتتا‬
‫ق لمتتتتتتتتتتتتتتا أصتتتتتتتتتتتتتتبح الحتتتتتتتتتتتتتت ّ‬ ‫عتتتتتتتتتتتتتتن الحتتتتتتتتتتتتتت ّ‬

‫و نتتتتتتتتتتتتتتتتتّورت بالبرهتتتتتتتتتتتتتتتتتان أمتتتتتتتتتتتتتتتتترا مدمستتتتتتتتتتتتتتتتتا ‪1‬‬


‫و أطفات بالبرهان جمرا تضّرما‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتت تتت تتتتت تتتتت تتتتت تت تتت تت ت‬
‫تتتتتت ت تت ت تت تتت تتتت تتت تتت ت تتت ت‬
‫تتتتت تتت تت تت تتتتتت تتتتتت ت تت تت تت )‬
‫تت ( ت ت تتت تت تتت تتت ت تت تتت تتتتتت ت‬
‫تتتت تت تتتت تتتتتتتت ت ت تتت تتتتتت تتت‬
‫تتت تت تتتت تتتتتتت تت تتتتت ‪.‬‬

‫ت تت ) تت ( تت ت تتتت تتت ‪ :‬تتتت ت تت ت تت تت‬


‫تتتتت تتتت تتتتت ت تتتتتت ‪ :‬تتت تتت تت ت ت‬
‫تتتتت » تتتتتت «‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تت ت تتت ت تت تتت ت ت تتت تتت ت تتتتتت‬
‫تتتتتت ت ‪.‬‬

‫] ‪[ 47‬‬
‫ق بعتتتتتتتتتتتتتتتتتد اعوجاجهتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬
‫اقمتتتتتتتتتتتتتتتتتت ستتتتتتتتتتتتتتتتتبيل الحتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫و دانت قديما وجهها قد تهّدما‬

‫ل ت عليتته و آلتته التتذينهم مرابيتتع النعتتم ‪ ،‬و مصتتابيح الظلتتم ل تفتتتح الخيتترات ا ّ‬
‫ل‬ ‫صتتلى ا ّ‬
‫بمفاتحهم ‪،‬‬

‫لت علتتى خلقتته و عرفتتآؤه علتتى عبتتاده ‪ ،‬ل‬ ‫ل بمصتتابيحهم ‪ ،‬قتّوام ا ّ‬


‫و ل تكشف الظلمات ا ّ‬
‫ل من أنكرهم و أنكروه ‪.‬‬ ‫ل من عرفهم و عرفوه ‪ ،‬و ل يدخل الّنار إ ّ‬ ‫يدخل الجّنة إ ّ‬

‫فمتتتتتتتتتتتتتتتن لتتتتتتتتتتتتتتتم يكتتتتتتتتتتتتتتتن يعتتتتتتتتتتتتتتترف امتتتتتتتتتتتتتتتام زمتتتتتتتتتتتتتتتانه‬


‫و مات فقد لقى المنّية بالجهل‬

‫ل سّيما من أخذ بضبعيه في الغدير و قد شهد هذا المشهد الجّم الغفير فأقامه للّناس علما و‬
‫اماما ‪ ،‬و للّدين قيما و قواما ‪ ،‬و نادى بصوت جهورى يقرع الستتماع ‪ ،‬و يملء القلتتوب‬
‫ي موله ‪ ،‬فسّلم قوم ففازوا ‪،‬‬
‫صماخ ‪ ،‬من كنت موله فعل ّ‬
‫و ال ّ‬

‫و توّلى آخرون و غاظوا فخاضوا ‪ ،‬ثّم فتح أبواب العلم ‪ ،‬و أورثه جوامع الكلم ‪،‬‬

‫ل عليه و آلتته‬ ‫و علمه تبليغ الّرسالت ‪ ،‬و تأويل اليات ‪ ،‬و تمام الكلمات ‪ ،‬فاجتهد سلم ا ّ‬
‫في تاسيس قواعد الكلم ‪ ،‬و تشييد ضوابط الحكم ‪ ،‬و هدانا إلى نهج البلغتتة ببتتديع بيتتانه ‪،‬‬
‫و سلك بنا منهاج البراعة بعذب لسانه ‪ ،‬و أرشدنا إلى شرايع الّدين بأنواره ‪،‬‬

‫و أوضح لنا سبل اليقين بآثاره ‪:‬‬

‫عليتتتتتتتتتتتتتتتم بمتتتتتتتتتتتتتتتا قتتتتتتتتتتتتتتتد كتتتتتتتتتتتتتتتان أو هتتتتتتتتتتتتتتتو كتتتتتتتتتتتتتتتآئن‬


‫ق فتتتتتتتتتتتتتتتتتي الشتتتتتتتتتتتتتتتتترايع أو جتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬‫و متتتتتتتتتتتتتتتتتا هتتتتتتتتتتتتتتتتتو د ّ‬

‫صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتحايف كّلهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬
‫مستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّمى مجل فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي ال ّ‬
‫فستتتتتتتتتتتتتتتتتل أهلهتتتتتتتتتتتتتتتتتا و استتتتتتتتتتتتتتتتتمع تلوة متتتتتتتتتتتتتتتتتن يتلتتتتتتتتتتتتتتتتتو‬

‫و لتتتتتتتتتتتتتتتتتو ل قضتتتتتتتتتتتتتتتتتاياه التتتتتتتتتتتتتتتتتتي شتتتتتتتتتتتتتتتتتاع ذكرهتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬


‫طلت الحكام و الفرض و الّنفل‬ ‫لع ّ‬

‫و بعد فهذا هو المجّلد الّثاني من مجّلتتدات منهتتاج البراعتتة إملء راجتتى عفتتو رّبتته الغنتتى‬
‫ل له و لوالتتديه ‪ ،‬و احستتن إليهمتتا و‬
‫ل بن محمد بن هاشم العلوى الموسوى غفر ا ّ‬ ‫حبيب ا ّ‬
‫ى الحسان ‪ ،‬و الغفور المنان ‪ ،‬فأقول و به الّتكلن ‪:‬‬ ‫إليه ‪ ،‬فاّنه تعالى ول ّ‬
‫قال السيد » ره « ‪:‬‬

‫] ‪[ 48‬‬

‫ع عع عععع عع عععع عععععع‬

‫و هى الثانية و الثلثون من المختار في باب الخطب و رواها المحّدث العلمة المجلستتي‬


‫ستلم يومتا‬
‫) ره ( في البحار من كتاب مطالب السؤول لمحمد بن طلحة ‪ ،‬قال قال عليه ال ّ‬
‫في مسجد الكوفة و عنده وجوه الّناس ‪:‬‬

‫أّيها الّناس إّنا قد أصبحنا في دهر عنود ‪ ،‬و زمن شديد ) كنود خ ( ‪،‬‬

‫ظالم فيه عتّوا ‪ ،‬ل ننتفع بما علمنا ‪،‬‬


‫يعّد فيه المحسن مسيئا ‪ ،‬و يزداد ال ّ‬

‫ل بنا ‪ ،‬فالّناس على أربعة أصناف ‪:‬‬


‫و ل نسئل عّما جهلنا ‪ ،‬و ل نتخّوف قارعة حّتى تح ّ‬

‫ل مهانة نفسه ‪ ،‬و كللة حّده ‪،‬‬


‫منهم من ل يمنعه الفساد في الرض إ ّ‬

‫او نضيض و فره ‪.‬‬

‫و منهم المصلت بسيفه ‪ ،‬و المعلن بشّره ‪ ،‬و المجلب بخيله و رجله ‪،‬‬

‫قد أشرط نفسه و أوبق دينه ‪ ،‬لحطام ينتهزه ‪ ،‬أو مقنب يقوده ‪ ،‬أو منبر يفرعتته ‪ ،‬و لتتبئس‬
‫ل عوضا ‪.‬‬ ‫المتجر أن ترى الّدنيا لنفسك ثمنا ‪ ،‬و مّما لك عند ا ّ‬

‫و منهتتم متتن يطلتتب ال تّدنيا بعمتتل الختترة و ل يطلتتب الختترة بعمتتل ال تّدنيا ‪ ،‬قتتد طتتامن‬
‫بشخصه ‪ ،‬و قارب من خطوه ‪ ،‬و شّمر من ثوبه ‪،‬‬

‫ل ذريعة إلى المعصية ‪.‬‬


‫و زخرف من نفسه للمانة ‪ ،‬و اّتخذ ستر ا ّ‬

‫] ‪[ 49‬‬

‫صرته الحال على حاله‬ ‫و منهم من أقعده عن طلب الملك ضئولة نفسه ‪ ،‬و انقطاع سببه فق ّ‬
‫‪ ،‬فتحّلى باسم القناعة ‪ ،‬و تزّيتتن بلبتتاس أهتتل الّزهتتادة ‪ ،‬و ليتتس متتن ذلتتك فتتي متتراح و ل‬
‫مغدى ‪.‬‬

‫ض أبصارهم ذكر المرجع ‪ ،‬و أراق دموعهم ختتوف المحشتتر ‪ ،‬فهتتم بيتتن‬
‫و بقى رجال غ ّ‬
‫شريد ناّد ‪ ،‬و خائف مقموع ‪ ،‬و ساكت مكعوم ‪،‬‬
‫وداع مخلتتص ‪ ،‬و ثكلن موجتتع ‪ ،‬قتتد أخملتهتتم الّتقّيتتة ‪ ،‬و شتتملتهم الّذّلتتة ‪ ،‬فهتتم فتتي بحتتر‬
‫أجاج ‪ ،‬أفواهم ضامزة ‪ ،‬و قلوبهم قرحة ‪ ،‬قد و عظوا حّتى مّلوا ‪ ،‬و قهروا حّتى ذّلوا ‪ ،‬و‬
‫قتلوا حّتى قّلوا ‪ ،‬فلتكن الّدنيا في أعينكم أصتتغر متتن حثالتتة القتترظ ‪ ،‬و قراضتتة الجلتتم ‪ ،‬و‬
‫اّتعظوا بمن كان قبلكم قبل أن يّتعظ بكم من بعدكم ‪ ،‬و ارفضوها ذميمة ‪،‬‬

‫سيد ) ره ( أقول هذه الخطبة رّبما نسبها‬ ‫فإّنها قد رفضت من كان أشعف بها منكم ‪ .‬قال ال ّ‬
‫سلم الذى ل شك فيه ‪ ،‬و‬ ‫من ل علم لها إلى معاوية و هي من كلم أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل علتتى ذلتتك التّدليل الخّريتتت و نقتتده‬
‫أين الّذهب من الّرغام و العذب من الجاج ‪ ،‬و قتتد د ّ‬
‫الّناقتد البصتير ‪ :‬عمترو بتن بحتر الجتاحظ ‪ ،‬فتاّنه ذكتر هتذه الخطبتة فتي كتتاب البيتان و‬
‫ستتلم أشتتبه و‬‫ي عليتته ال ّ‬
‫الّتبيين ‪ ،‬و ذكر من نسبها إلى معاويتتة ‪ ،‬ثتّم قتتال ‪ :‬هتتي بكلم علت ّ‬
‫بمذهبه في تصنيف الّناس و في الخبار عّما هم عليه من القهر و الذلل و متتن التقيتتة و‬
‫الخوف أليق ‪ ،‬قال ‪ :‬و متى وجدنا معاوية في حال متتن الحتتوال ستتلك فتتي كلمتته مستتلك‬
‫الّزهاد و مذاهب العّباد ‪.‬‬

‫] ‪[ 50‬‬

‫ععععع‬

‫) عنود ( على وزن صبور من عند القصد عنودا من باب قعد مال ‪ ،‬و في بعتتض النستتخ‬
‫ن النسان لّربتته لكنتتود‬ ‫بدل الشديد ) الكنود ( و هو ككفور لفظا و معنى قال سبحانه ‪ » :‬ا ّ‬
‫ل عليه و آله في تفستتيره ‪ :‬الكنتتود التتذى يأكتتل وحتتده و يمنتتع رفتتده و‬ ‫ي صّلى ا ّ‬
‫« قال الّنب ّ‬
‫يضرب عبده ) و العتّو ( مصدر من عتا الّرجل يعتو من بتتاب قعتتد إذا استتتكبر و تجتتاوز‬
‫لو‬‫ستتيف ك ّ‬ ‫ل ( ال ّ‬
‫عن الحّد ) و القارعة ( الّداهيتتة و ) مهانتة ( الّنفتس بالفتتح ذّلهتا و ) كت ّ‬
‫ضا و نضيضا ستتال قليل‬ ‫كللة لم يقطع و ) نضيض و فره ( اى قّلة ماله من نضّ الماء ن ّ‬
‫قليل و خرج رشحا ‪.‬‬

‫و ) المصلت ( من أصلت سيفه إذا جّرده عن غمده و ) المجلب ( استتم فاعتتل متتن أجلتتب‬
‫عليهم اى أعال عليهم و ) الّرجل ( جمع راجل كالركب و راكب قال سبحانه ‪:‬‬

‫» و اجلتتب عليهتتم بخيلتتك و رجلتتك « و ) اشتترط ( نفستته أع تّدها للفستتاد فتتي الرض و‬
‫) حطتتام ( التتدنيا متاعهتتا و أصتتله متتا تكستتر متتن اليبتتس و ) النتهتتاز ( بتتالزاء المعجمتته‬
‫الغتنام و ) المقنب ( بالكسر ما بين الثلثين و الربعين من الخيل و ) يفرعه ( يعلتتوه و‬
‫صره و رفعه و ) زخرف ( نفسه زّينها‬ ‫) طامن ( ظهره حناه و خفضه و ) شمر ( ثوبه ق ّ‬
‫ضاد حقارتها و ) المتتراح ( بضتّم الميتتم حيتتث تتتاوى الماشتتية‬ ‫و ) ضئولة ( الّنفس بفتح ال ّ‬
‫بالليل و المناخ و المأوى مثله ‪.‬‬
‫و في بعض النسخ بفتح الميم و هو الموضع الذي يروح منه القوم أو يرجعتون اليتته يقتتال‬
‫ما ترك فلن متتن ابيته مغتدى و ل مراحتا و مغتتداة و ل مراحتتة و ) الشتتريد ( متن شتترد‬
‫البعير اذا نفر و ) الناد ( المنفرد و ) المقموع ( المغلوب و ) كعم ( البعير متتن بتتاب منتتع‬
‫ض ‪ ،‬و منتته الكعتام ‪ ،‬و هتو متتا يجعتل فتتي فتم‬
‫فهو مكعوم و كعيم شّد فاه لئل يأكتل أو يقت ّ‬
‫البعير عند الهياج ‪.‬‬

‫سلم يدبغ به و ) الجلم‬ ‫و ) الضامزة ( بالزاء المعجمة الساكنة و ) القرظ ( محّركة ورق ال ّ‬
‫ص يجّزبه أو بارا لبل ‪ ،‬و قراضته ما يقع من قرضه و قطعتته و )‬ ‫( بالتحريك أيضا المق ّ‬
‫الّرغام ( تراب لين او رمل مختلط بتراب و ) الخريتتت ( بالكستتر و تشتتديد ال تّراء ال تّدليل‬
‫الحاذق و ) صّنف ( الّناس تصنيفا جعلهم صنفا صنفا ‪.‬‬

‫] ‪[ 51‬‬

‫ععععععع‬

‫نسبة العنود و الكنود إلى الّدهر من باب الّتوسع ‪ ،‬و اضافة الّنضيض إلى الموفر من باب‬
‫صفة إلى الموصوف ‪ ،‬و الباء في بسيفه و بشره و بخيله زايدة ‪،‬‬‫اضافة ال ّ‬

‫و لبئس المتجر بئس فعل ذّم و المتجر فاعله ‪ ،‬و ان ترى الّدنيا مؤل بالمصدر مخصوص‬
‫ل الّرفع على كونه مبتداء و بئس فاعله خبر اله أو على أنه خبر حتذف‬ ‫بالذّم و هو في مح ّ‬
‫مبتداؤه ‪ ،‬و قوله بعمل الدنيا الباء لللتتة ‪ ،‬و متتن فتتي قتتوله متتن شخصتته للّزيتتادة كتتالثلث‬
‫ن الفعال الربعة متعّدية بنفسها ‪.‬‬ ‫بعدها ‪ ،‬ل ّ‬

‫عععععع‬

‫ن الّزمان لما كان من السباب المعّدة لحصول ما يحصل في عالم الكتتون و الفستتاد‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫ح بذلك توصيف بعض الزمنة بتالخير فيقتال ‪ :‬زمتان خيتر و‬ ‫شرور و الخيرات ص ّ‬ ‫من ال ّ‬
‫زمان عتدل لكتثرة متا يكتتون فيتته بشتهادة الستتتقراء متتن الخيتر و انتظتام حتال الخلتق و‬
‫سنن النبوية ‪ ،‬و توصيف بعضها بالشّر فيقال زمتتان‬ ‫شرعية و ال ّ‬‫مواظبتهم على القوانين ال ّ‬
‫جائر و زمان صعب شديد لكثرة ما يقع فيتته متتن الشتترور و المفاستتد و عتتدم انتظتتام أمتتر‬
‫ستلم ‪ ) :‬أّيهتا‬‫الخلق فيه من حيث المعاش أو المعاد ‪ ،‬إذا عرفت ذلك فأقول ‪ :‬قوله عليه ال ّ‬
‫ستتلم بتتالجور و‬ ‫الّناس انا قد أصبحنا فتتي دهتتر عنتتود و زمتتن شتتديد ( ذّم لزمتتانه عليتته ال ّ‬
‫ضلل و دولة الجّهتتال و اضتتمحلل الحتتق و‬ ‫شدة و الكفران من حيث غلبة ال ّ‬ ‫العدوان و ال ّ‬
‫لت عليته و آلته و ستّلم إلتتى‬ ‫لت صتّلى ا ّ‬ ‫استيلء الباطل و رجوع أغلب الّناس بعد رستتول ا ّ‬
‫أعقابهم القهقرى و ارتدادهم عن المام الحق و اقتدائهم بالمام الباطل ‪،‬‬
‫شتترور و‬
‫سلم من اقامة المعروف و إزاحة المنكر و من ذلتتك نشتتأ ال ّ‬
‫و عدم تمكنه عليه ال ّ‬
‫المفاسد التي عدوها و هي امور ‪.‬‬

‫الول اّنه ) يعّد فيه المحسن مسيئا ( و ذلك لغلبة الساءة من حيث كتتثرة المستتيئين و قّلتتة‬
‫الحسان لقّلة المحسنين ‪ ،‬فيعّد المسيء إحسان المحسن إستتاءة كمتتا أّنتته يعتّد إستتاءة نفستته‬
‫سنة في نظره بدعة و البدعة سّنة ‪ ،‬أو أّنه يحمتتل احستتان المحستتن علتتى‬ ‫إحسانا ‪ ،‬لكون ال ّ‬
‫سمعة ‪ ،‬و انفاقه‬
‫السائة كحمله عبادته على الّرياء و ال ّ‬

‫] ‪[ 52‬‬

‫ن متتن‬
‫على الخوف او الّرغبة في المجازاة و نحو ذلك من المور الناشتتئة متتن ستتوء الظت ّ‬
‫أجل تنزيله حال الغير منزلة نفسه ‪.‬‬

‫) و ( الثانى اّنه ) يزداد الظالم فيه عتوا ( و ذلك لقيتتام المقتضتتى لظلمتته و عتتدم رادع لتته‬
‫عن ذلك فيزداد فيه شيئا فشيئا و حينا فحينا ‪.‬‬

‫سوء ‪ ،‬فلو كانت فتتي زمتتان العتتدل‬ ‫ن المقتضى لظلم الظالم هو نفسه المارة بال ّ‬ ‫بيان ذلك أ ّ‬
‫تكون مقهورة تحت حكم الحاكم العتتادل غيتتر متمّكنتتة متتن القيتتام و القتتدام علتتى الظلتتم و‬
‫ق الّتمكن ‪،‬‬
‫سلم في زمانه من قمع الباطل ح ّ‬ ‫الجور ‪ ،‬و لما لم يتمّكن عليه ال ّ‬

‫ل جرم ازداد الظالم فيه على ظلمه و بلغ الغايتتة فتتي استتتكباره و عتتّوه باقتضتتاء دواعتتي‬
‫نفسه ‪.‬‬

‫و الثالث اّنه ) ل ننتفع بما علمنا ( و التيان بصيغة المتكّلم من قبيل اّياك أعنى و استمعي‬
‫يا جارة ‪ ،‬و المقصود به توبيخ العالمين لتقصيرهم عن القيتتام بوظتتايف العلتتم إذ النتفتتاع‬
‫ن العلتتم و العمتتل كتتالّروح و الجستتد يتصتتاحبان و‬
‫بالعلم إّنمتتا يكتتون إذا وافقتته العمتتل ‪ ،‬ل ّ‬
‫ل عمتتل يتهيتتؤبه‬‫ل مرتبتتة متتن العلتتم يقتضتتي عمل معينتتا بحستتبه و كت ّ‬
‫يتكاملن معتتا و كت ّ‬
‫لضرب من العلم ‪.‬‬

‫ستلم‬
‫لت عليته ال ّ‬
‫و إلى ذلك أشار في رواية الكافي عن اسماعيل بن جابر عتن أبتي عبتد ا ّ‬
‫قال ‪ :‬العلم مقرون إلى العمل فمن علم عمل ‪ ،‬و من عمل علم ‪ ،‬و العلم يهتف بالعمل فان‬
‫ل ارتحل عنه ‪:‬‬
‫أجابه و ا ّ‬

‫فان المراد بهتفه للعمل هو اقتضاؤه العمل و استدعاؤه له و من ارتحاله عدم النتفتتاع بتته‬
‫أو زواله بالمّرة ‪.‬‬
‫ي بتتن الحستتين عليتته‬
‫ي بن هاشم بن البريد عن أبيه قال ‪ :‬جاء رجل إلتتى عل ت ّ‬
‫و فيه عن عل ّ‬
‫سلم‬ ‫ي بن الحسين عليه ال ّ‬ ‫سلم فسأله عن مسائل فأجاب ثم عاد ليسأل عن مثلها فقال عل ّ‬ ‫ال ّ‬
‫‪:‬‬

‫ن العلتتم إذا لتتم‬


‫مكتوب في النجيل ل تطلبوا علم ما ل تعلمون و لما تعملوا بما علمتم ‪ ،‬فا ّ‬
‫ل بعدا ‪.‬‬
‫لإ ّ‬
‫ل كفرا ‪ ،‬و لم يزدد من ا ّ‬
‫يعمل به لم يزدد صاحبه إ ّ‬

‫صرين في‬
‫) و ( الرابع اّنه ) ل نسأل عّما جهلنا ( و هو توبيخ للجاهلين المق ّ‬

‫] ‪[ 53‬‬

‫طلب العلم و سؤال العلماء لعدم معرفتهم فضل العلتم و عتدم رغبتهتم فتي العمتل و لتذلك‬
‫ستتلم لحمتتران بتتن أعيتتن فتتي شتتيء ستتأله إّنمتتا هلتتك الّنتتاس لّنهتتم ل‬
‫قال الصادق عليه ال ّ‬
‫يسألون رواه في الكافي ‪.‬‬

‫ي بن إبراهيم عن محّمد بن عيسى عن يونس عّمن ذكره عن أبي عبتتد‬ ‫و فيه أيضا عن عل ّ‬
‫ف لرجتتل ل يفتترغ‬
‫لت عليتته و آلتته و ستّلم ‪ :‬ا ّ‬
‫ل صتّلى ا ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬قال رسول ا ّ‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫ا ّ‬
‫ل جمعة لمر دينه فيتعاهده و يسأل عن دينه ‪.‬‬ ‫نفسه في ك ّ‬

‫ي ابتتن‬
‫ي بن محّمد بن سعد رفعه عن أبتتى حمتتزة عتتن علت ّ‬ ‫و عن الحسين بن محّمد عن عل ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬لو يعلم الّناس ما في طلب العلم لطلبوه و لتتو بستتفك المهتتج و‬ ‫الحسين عليهما ال ّ‬
‫ف بحتت ّ‬
‫ق‬ ‫ى الجاهل المستخ ّ‬ ‫ن أمقت عبيدى إل ّ‬ ‫ل تعالى أوحى إلى دانيال ا ّ‬ ‫نا ّ‬‫خوض الّلجج إ ّ‬
‫ى الطتتالب للثتتواب الجزيتتل‬
‫ى الّتقت ّ‬
‫ب عبيتتدي إلت ّ‬ ‫ن أحت ّ‬
‫أهل العلم الّتارك للقتتتداء بهتتم ‪ ،‬و ا ّ‬
‫لزم للعلماء الّتابع للحكماء القايل عن الحكماء ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫ل بنا ( و هو توبيخ للغتتافلين و‬ ‫) و ( الخامس اّنه ) ل نتخوف قارعة ( و داهية ) حّتى تح ّ‬


‫المشغولين بلذايذ الّدنيا الحاضرة الغير الملتفتين إلى البليات و الّدواهي الّنازلة ‪.‬‬

‫ستم أهتل الّزمتان إلتى أقستام خمستة ‪ ،‬و وجته‬‫سلم بعد شكايته متن زمتانه ق ّ‬ ‫ثّم إّنه عليه ال ّ‬
‫ن الّناس إّما مريدون للخرة و هم الذين أفردهم بالّذكر في مقابل القسام الربعة‬ ‫القسمة أ ّ‬
‫ض أبصارهم ) الخ ( و إّما مريدون للدنيا و هؤلء إّما‬ ‫و أشار إليهم بقوله و بقى رجال غ ّ‬
‫سلطنة و الستيلء ‪ ،‬و إّما عاجزون عنها ‪ ،‬و هؤلء إّمتتا غيتتر محتتتالين‬ ‫قادرون عليها بال ّ‬
‫للّدنيا ‪ ،‬أو محتالون لها ‪ ،‬و المحتالون إّمتتا مقصتتودهم متتن الحتيتتال هتتو خصتتوص ملتتك‬
‫الّدنيا و مالها ‪ ،‬أو العّم من ذلك فهذه أقسام خمسة أربعتة منهتم أهتل التّدنيا و واحتد أهتل‬
‫الخرة ‪.‬‬
‫و أشار إلى الّولين بقوله ) فالّنتتاس علتتى أربعتتة أصتتناف ( الول ) منهتتم ( العتتاجز عتتن‬
‫ل مهانتتة‬
‫الّدنيا غير المحتال لها و هو ) من ل يمنعه ( من العلّو و ) الفستتاد فتتي الرض إ ّ‬
‫نفسه ( و حقارتها ) و كللة حّد ( سيف ) ه ( و وقوعه عن القطع و عدم الحقيقة‬

‫] ‪[ 54‬‬

‫للمنظور إليه ) و نضيض و فره ( اى قّلة ماله ‪ ،‬و هذه كّلها إشتتارة إلتتى عتتدم تمكتتن هتتذا‬
‫الّرجل من الوصول إلى مطلوبه و عدم قدرته على تحصيل مقصتتوده لنقطتتاع الستتباب‬
‫دونه مضافا إلى ضعف نفسه ‪.‬‬

‫ستتلطنة و الستتتيلء و هتتو ) المصتتلت بستتيفه (‬ ‫) و ( الّثاني ) منهم ( القادر على الّدنيا بال ّ‬
‫شاهر له ) و المعلن بشره و المجلتب بخيلته و رجلته ( و هتو كنايتتة عتن جمعتته أستتباب‬ ‫ال ّ‬
‫الظلم و الغلبة و الستعلء ) قد اشرط نفسه ( و اهلها للفساد فتتي الرض ) و اوبتتق دينتته‬
‫لحطام ينتهزه ( و يغتنمتته ‪ ،‬و تشتتبيه متتال التّدنيا بالحطتتام لكتتونه قليتتل الّنفتتع بالّنستتبة إلتتى‬
‫ن اليبس من الّنبات قليل المنفعة بالقياس‬ ‫العمال الصالحة الباقي نفعها في الخرة ‪ ،‬كما أ ّ‬
‫إلى ما تبقى خضرته ) او مقنب ( اى خيل ) يقوده او منبر يفرعه ( و يعلوه ‪.‬‬

‫و هذه الوصاف المذكورة لهذا القسم مطابق المصداق مع خلفاء بني امّية و بني العبتتاس‬
‫ل و أشار إلى خسران هؤلء في أفعالهم بقوله ‪ ) :‬و ليئس المتجتتر أن تتترى التّدنيا‬ ‫لعنهم ا ّ‬
‫ل عوضا ( كما قال تعالى ‪:‬‬‫لنفسك ثمنا و مّما لك عند ا ّ‬

‫صليها َمْذُموماً‬ ‫جَهّنَم َي ْ‬


‫جَعْلنا َلُه َ‬
‫ن ُنريُد ُثّم َ‬
‫جْلنا َلُه فيها ما َنشآُء ِلَم ْ‬
‫عّ‬‫جَلَة َ‬
‫ن ُيريُد اْلعا ِ‬
‫ن كا َ‬
‫» َم ْ‬
‫ش تُكورًا‬‫س تْعُيُهْم َم ْ‬
‫ن َ‬‫ك كا َ‬
‫ن َفُاولِئ َ‬
‫سْعَيها َو ُهَو ُمْؤِم ٌ‬‫سعى َلها َ‬‫خَرَة َو َ‬ ‫لِ‬‫ن َأراَد ا ْ‬
‫حورًا ‪َ ،‬و َم ْ‬‫َمْد ُ‬
‫«‪.‬‬

‫ستتمعة و الّريتتاء و‬ ‫) و ( الّثالث ) منهم ( العاجز عن الوصول إلتتى ال تّدنيا المحتتتال لهتتا بال ّ‬
‫ي و الهيئة و هتو ) متن يطلتتب التّدنيا بعمتتل الخترة ( لكتون هّمته فيهتتا ) و ل‬ ‫يرائي بالّز ّ‬
‫يطلب الخرة بعمتل التّدنيا ( لعتتدم رغبتتته إليهتتا أصتل ‪ ،‬و المتتراد بعمتتل التّدنيا متا يفعلتته‬
‫المكلف فيها أو ما يصير بانضمام القربة و الّتوصل إلى الطاعتتة طاعتتة ) قتتد طتتامن متتن‬
‫شخصه ( اظهارا للّتواضع ) و قارب من خطوه ( اظهتتارا للوقتتار ) و ش تّمر متتن ثتتوبه (‬
‫اظهارا للطهارة و التنتتزه متتن الّنجاستتة ) و زختترف متتن نفستته ( اي زّينهتتا للّنتتاس بزينتتة‬
‫صلحاء و التقياء ‪.‬‬‫ال ّ‬

‫] ‪[ 55‬‬

‫و مقصوده من ذلك كّله أن يفتتن به الّناس و يرغب إليتته قلتتوبهم و يعظتتم قتتدره عنتتدهم و‬
‫يروه أهل ) للمانة ( و يسكنوا إليه في أماناتهم و يثقوا به في اموراتهم ‪،‬‬
‫لت و تحّمتتد‬
‫شتتين عنتتد ا ّ‬
‫ل و تزّين لهم بال ّ‬‫فويل لهذا الّرجل تحّبب إلى العباد بالّتبغض إلى ا ّ‬
‫لت ( التتذي حمتتى بتته أهتتل الّتقتتوى أن يتتردوا متتوارد‬‫ل ) و اّتخذ ستتتر ا ّ‬
‫إليهم بالتذّمم عند ا ّ‬
‫الهلكة ) ذريعة إلى المعصية ( و وسيلة إلى ما اتيه من الّدنيا الفانية ‪.‬‬

‫ل السلم و الشتتيب‬
‫قال في البحار ‪ :‬قال الكيدرى ‪ :‬في كتاب المضاف و المنسوب ستر ا ّ‬
‫و الكعبة و ضماير صدور الناس يعنى جعل ظاهر السلم و متتا يجّنتته صتتدره بحيتتث ل‬
‫ل‪.‬‬‫يطلع عليه مخلوق وسيلة و طريقا إلى معصية ا ّ‬

‫ل على عيوبه حيث لم يفضحه و لم يطلع‬


‫و أقول ‪ :‬يحتمل أن يكون المراد أّنه اتخذ ستر ا ّ‬
‫الناس على بواطنه ذريعة إلى أن يخدع الّناس ‪.‬‬

‫) و ( الّرابع ) منهم ( العاجز المحتال الذي رغبته في الملك و المال و هو ) متتن أقعتتده (‬
‫في بيته ) عن طلب الملك ضئولة نفسه ( و حقارتها ) و انقطاع سببه ( من عدم البضاعة‬
‫و نحوها من السباب المحصلة لمطلوبه ‪ ) ،‬ف ( لجل ذلك ) قصرته الحال على حاله (‬
‫اى وقفت به حال القدر على حاله التي لم يبلغ معها ما أراد و قصرته عليها ‪،‬‬

‫) ف ( لذلك عدل إلى الحيلة الجاذبة لرغبات الخلتق إليته ) قتحّلتى باستم القناعتة و تزّيتن‬
‫بلباس أهل الّزهادة ( و قام بالطاعات و واظب على العبادات ) و ( الحال اّنه ) ليتتس متتن‬
‫ذلك ( اى من القناعة و الزهد ) في مراح و ل مغدى ( ‪.‬‬

‫يو‬‫ي ل حقيقت ّ‬‫ي و صتتور ّ‬ ‫يعنتتى إّنتته ليتتس منهمتتا فتتي شتتيء و إّنمتتا اّتصتتافه بهمتتا ظتتاهر ّ‬
‫ي ‪ ،‬و يحتمل أن يكون الشارة بذلك إلى أهل الّزهادة و يكون المعنى أّنه ليتتس يتتومه‬ ‫واقع ّ‬
‫صوم و غيره ‪ ،‬و ل ليله كليلهم في العبادات هذا ‪.‬‬ ‫كيومهم في ال ّ‬

‫و لما فرغ من أصناف أهل الّدنيا الربعة و أوصافها أشار إلى أهتتل الختترة المقابتتل لهتتم‬
‫بقوله ‪ ) :‬و بقى رجال ( و مّيزهم بأوصاف مخصوصة بهم متمّيزين بهتتا عتتن غيرهتتم و‬
‫لت أو عتن اللتفتات‬ ‫هى اّنه ) قد غض أبصارهم ذكر المرجع ( عن النظتر إلتى محتارم ا ّ‬
‫ل‪.‬‬‫إلى مطلق ما سوى ا ّ‬

‫ل مستغرقا في شهود جمال الح ّ‬


‫ق‬ ‫ن القلب إذا كان مشغول بذكر ا ّ‬
‫و ذلك ل ّ‬

‫] ‪[ 56‬‬

‫س تابعاله ل محالة‬ ‫ن المسير و المنقلب إليه سبحانه ‪ ،‬يكون الح ّ‬ ‫و ملحظة جلله عارفا بأ ّ‬
‫س ‪ ،‬فل يكتتون لتته حينئذ التفتتات إلتى الغيتر و تتتوجه متن‬
‫لكونه رئيس العضتتاء و الحتتوا ّ‬
‫ن بيتتن الجّنتتة و‬
‫طريقه إلى أمر آخر ) و أراق دموعهم خوف المحشر ( و هول المطلع فا ّ‬
‫ل كما رواه فتتي عتّدة التّداعي و فيتته أيضتتا‬
‫ل البكاؤون من خشية ا ّ‬ ‫الّنار عقبة ل يجوزها إ ّ‬
‫ضتتت عتتن‬
‫ل ثلث عيتتون ‪ :‬عيتتن غ ّ‬
‫ل عين باكية يوم القيامتتة إ ّ‬
‫سلم ك ّ‬
‫عن الصادق عليه ال ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫ل ‪ ،‬و عين بكت في جوف الليل من خشية ا ّ‬ ‫ل ‪ ،‬و عين سهرت في طاعة ا ّ‬ ‫محارم ا ّ‬

‫ن القطرة يطفي بحتتارا‬


‫ل الّدموع فا ّ‬
‫ل و له كيل أو وزن إ ّ‬
‫سلم ما من شيء إ ّ‬ ‫و عنه عليه ال ّ‬
‫لت‬
‫من الّنار ‪ ،‬فاذا اغرورقت العين بمائها لم يرهق ‪ 1‬قتر و ل ذّلة ‪ ،‬فاذا فاضت حّرمتته ا ّ‬
‫ن باكيابكى في اّمة لرحموا ‪.‬‬
‫على الّنار و لو أ ّ‬

‫ل عبدا نصب في قلبتته نائحتتة متتن‬ ‫با ّ‬ ‫ل عليه و آله و سّلم إذا أح ّ‬‫ل صّلى ا ّ‬‫و عن رسول ا ّ‬
‫لت تعتتالى‬ ‫ل قلب حزين و أّنه ل يدخل الّنتتار متتن بكتتى متتن خشتتية ا ّ‬ ‫بكّ‬‫ل يح ّ‬‫نا ّ‬ ‫الحزن فا ّ‬
‫لت و دختتان جهّنتتم فتتي‬ ‫ضتترع ‪ ،‬و أّنتته ل يجتمتتع غبتتار فتتي ستتبيل ا ّ‬
‫حّتى يعود الّلبن إلى ال ّ‬
‫ضتتحك و إ ّ‬
‫ن‬ ‫ل عبدا جعل قلبه مزارا » مزمارا « متتن ال ّ‬ ‫منخري مؤمن أبدا و إذا أبغض ا ّ‬
‫ب الفرحين ‪.‬‬ ‫ل ل يح ّ‬
‫ضحك يميت القلب و ا ّ‬ ‫ال ّ‬

‫و كيف كان ) فهم بين شريد ناّد ( أى نافر عن الخلق و منفرد عنهم و متّوحش منهتتم إّمتتا‬
‫لكثرة أذى الظالمين في الوطان ‪ ،‬لنكاره المنكر أو لقّلة صبره على مشتتاهدة المنكتترات‬
‫لت‬‫) و خائف مقموع و ساكت مكعوم ( كان الّتقية سّدت فاه من الكلم ) وداع مخلتتص ( ّ‬
‫في دعائه ) و ثكلن موجع ( إّما لمصابه في الّدين أو من كثرة أذى الظالمين ‪.‬‬

‫ن بعضتهم تترك الوطتان أو مجتامع الّنتاس لمتا ذكتر ‪ ،‬و‬ ‫ل المعنتى أ ّ‬


‫و فتي البحتار و لعت ّ‬
‫بعضهم لم يترك ذلك و ينكر منكرا ‪ ،‬ثّم يخاف مّما يجرى عليه بعد ذلك و منهتتم متتن هتتو‬
‫بينهم و ل ينهاهم تقّية و معرض عنهم و مشتغل بالّدعاء ‪ ،‬و منهم من هو‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتت تتتتتت تت تتتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 57‬‬

‫ضرورة و يرى أعمالهم و ل يؤثر نهيه فيهم فهو كالّثكلن الموجع ) قتد أخملتهتم‬ ‫بينهم بال ّ‬
‫الّتقيه ( من الظالمين ) و شملتهم الّذلة ( بسبب الّتقية منهم ) فهم في بحر اجاج ( ‪.‬‬

‫ن حالهم في الّدنيا كحال العطشان في البحر الجاج يريد عدم انتفاعهم بهتتا و عتتدم‬‫يعنى أ ّ‬
‫استمتاعهم فيها كما ل يستغنى ذو العطاش بالماء المالح ) أفواههم ضامزة ( اى ستتاكتة و‬
‫ساكنة من الكلم ) و قلوبهم قرحة ( من خشية الّرب تعتتالى أو لكتتثرة مشتتاهدة المنكتترات‬
‫مع عدم التمكن من دفعها و رفعها ) قد وعظوا حّتى مّلوا ( من الوعظ لعدم التفات الخلق‬
‫اليهم و عدم تأثير موعظتهم فيهم ‪.‬‬
‫) و قهروا حّتى ذّلوا ( بين الّناس ) و قتلوا حّتى قّلوا ( نستتبة القتتتل إلتتى الجميتتع متتع بقتتاء‬
‫ل ‪ ،‬و هو شايع يقال ‪ :‬بنو فلن قتلوا فلنتتا ‪ ،‬و‬ ‫البعض من باب اسناد حكم البعض إلى الك ّ‬
‫إّنما قتله بعضهم و إذا كان حال كرام الّناس الّزاهدين فتي التّدنيا ذلتك ) فلتكتتن ( لكتتم بهتم‬
‫أسوة حسنة و لتكن ) الّدنيا ( الّدنية ) في أعينكم اصتتغر ( و احقتتر ) متتن حثالتتة القتترظ و‬
‫سامعين باستصغار الّدنيا و استحقارها إلتتى ح تّد ل يكتتون فتتي‬ ‫قراضة الجلم ( و هو أمر لل ّ‬
‫نظرهم أحقر منها ‪ ،‬و الغرض من ذلك تركهم لها و اعراضهم عنها ‪.‬‬

‫ل عليه و آله مّر على سخلة منبوذة على ظهر الطريق فقال صتتّلى‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫ن النب ّ‬
‫قيل ‪ :‬أ ّ‬
‫لت متتن هتتذه علتتى‬
‫لت التّدنيا أهتتون علتتى ا ّ‬
‫ل عليه و آله اترون هذه هينة على أهلهتتا فتتو ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫أهلها ‪ ،‬ثّم قال ‪:‬‬

‫الّدنيا دار من ل دار له ‪ ،‬و مال من ل مال له ‪ ،‬و لها يجمع متتن ل عقتتل لتته ‪ ،‬و شتتهواتها‬
‫يطلب من ل فهم له ‪ ،‬و عليها يعادى من ل علم له ‪ ،‬و عليها يحسد من ل فقه لتته ‪ ،‬و لهتتا‬
‫يسعى من ل يقين له ‪.‬‬

‫سالفة‬
‫) و اّتعظوا بمن كان قبلكم قبل أن يّتعظ بكم من بعدكم ( و هو أمر بالّتعاظ بالمم ال ّ‬
‫ستتابقين‬
‫ن ال ّ‬
‫و تنبيه على أّنهتتم مفتتارقون للتّدنيا ل محالتتة و كتاينون عتتبرة لغيرهتتم ‪ ،‬كمتتا أ ّ‬
‫عليهم صاروا عتبرة لهتم ) و ارفضتوها ذميمتة ( أى فتارقوا عنهتا و اتركوهتا حالكونهتا‬
‫مذمومة عند العقل و أولى البصيرة ‪.‬‬

‫و ذلك لزوال نعيمها و فناء سرورها و نفاد صحبتها و انقطاع لّذتها ) فاّنها (‬

‫] ‪[ 58‬‬

‫ب الخلق إليها مع أّنها لم تتتدم فتتي حّقهتتم‬


‫ق أح ّ‬
‫لو دام سرورها و بهجتها لحد لدامت في ح ّ‬
‫بل ) قد رفضت من كان أشعف بها منكم ( و تركتتت متتن كتتان أشتّد حرصتتا إليهتتا ‪ ،‬و إذا‬
‫ب فالولى للعاقل رفضه لها قبل رفضها له ‪.‬‬ ‫ل مح ّ‬‫كان طباعها رفض ك ّ‬

‫سلم كوشف بالّدنيا فرآها في صورة عجوزة هتماء عليها من كت ّ‬


‫ل‬ ‫ن عيسى عليه ال ّ‬
‫روى ا ّ‬
‫زينة فقال لها كم تزّوجت ؟ قال ‪ :‬ل احصيهم ‪ ،‬قال ‪ :‬فكّلهم مات عنك أو طّلقوك ؟‬

‫ستتلم ‪ :‬بؤستتا لزواجتتك البتتاقين كيتتف ل يعتتتبرون‬


‫قال ‪ :‬بل كّلهم قتلت قال عيسى عليه ال ّ‬
‫بأزواجك الماضين ‪ ،‬كيف أهلكتهم واحدا واحدا و ل يكونون منك على حذر ‪،‬‬

‫و لنعم ما قيل ‪:‬‬


‫يتتتتتتتتتتتتتتتتتتا طتتتتتتتتتتتتتتتتتتالب التتتتتتتتتتتتتتتتتتّدنيا يغتتتتتتتتتتتتتتتتتتّرك وجههتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬
‫ن إذا رأيت قفاها‬ ‫و لتندم ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جمله خطب آن حضرتست كه شكايت ميكند در آن از اهل زمان خود و ميفرمايد ‪:‬‬

‫اى مردمان بدرستيكه ما صباح كردهايم در روزگار بسيار ستيزه كننده و ستمكار و در‬
‫زمان بسيار ناسپاس در نعمت آفريدكار كه شمرده ميشود در او نيكو كتتار بتتد كتتردار و‬
‫زياده مىكند در آن ستمكار سركشى و افتخار را و منتفع نميشويم بتته آنچتته دانستتتهايم ‪،‬‬
‫و سؤال نميكنيم از آنچه ندانستهايم و نميترسيم از بلهاى خطرناك كتته كوبنتتده دلهاستتت‬
‫تا اينكه نازل شود آن بلها بما ‪.‬‬

‫پس مردمان دنيا چهار صنفند ‪ :‬يكى از ايشان كسى است كه بتتاز نميتدارد او را از فتنته‬
‫و فساد مگر رذالت و خارى نفس او و كند بودن تيزى شمشير او و كمى متال و ثتتروت‬
‫او ‪.‬‬

‫دّومى از ايشان كسيست كه كشنده است شمشير خود را و آشكار كننتتده استتت شتّر ختتود‬
‫را و كشتتنده استتت ستتواره و پيتتاده ختتود را ‪ ،‬يعنتتى استتباب ستتلطنت و ظلتتم در حتتق او‬
‫مهياست بتحقيق اينمرد مهيا نموده از بتتراى شتترارت نفتتس ختتود را و تبتتاه ستتاخته ديتتن‬
‫خود را از براى متاع دنيا كه غنيمت ميشمارد آنرا يا از براى سوارانى كه‬

‫] ‪[ 59‬‬

‫بكشد ايشانرا يا از براى منبرى كه بال ميرود بر او و هر آينه بد تجارتيستتت آن كتته بتته‬
‫بينى دنيا را از براى نفس خودت ثمن و بها و از آنچه مرتو راستتت در نتتزد ختتدايتعالى‬
‫از نعم آن سرا عوض و سزا ‪.‬‬

‫و سّيمى از ايشان كسى است كه طلب كند دنيا را بعمل آخرت و طلب نمى كنتتد آختترت‬
‫را بعمل دنيا ‪ ،‬بتحقيق كه اين شخص پست كرد تن ختتود را بجهتتت اظهتتار تواضتتع ‪ ،‬و‬
‫نزديك نهاد كام خود را بجهت اظهار وقار و برچيد دامن جتتامه ختتود را بجهتتت اظهتتار‬
‫احتيتاط از نجاستت ‪ ،‬و زينتت داد نفتس ختود را بتراى امتانت و ديتانت ‪ ،‬و فترا گرفتته‬
‫طريقه خدا را وسيله رفتن بسوى معصيت ‪.‬‬

‫و چهارمى از ايشان كسى است كه نشانده او را از طلب ملك و مال حقتتارت نفتتس او و‬
‫بريده شدن علج او ‪ ،‬پس كوتاه ساخته او را حال تنكى او بر حالتى كه اراده نمتتوده از‬
‫رفعت و مرتبت پس آراسته است ختتود را باستتم قنتتاعت و پيراستتته بلبتتاس اهتتل زهتتد و‬
‫طاعت ‪ ،‬و حال آنكه نيست از اهل قناعت و زهد نه در محتتل شتب و نتته در محتل روز‬
‫يعنى در هيچ وقتتت در ستتلك زاهتتدان حقيقتتى نيستتت بلكتته زهتتد و قنتاعت او صتتورى و‬
‫ظاهريست ‪.‬‬

‫و باقيماند مردمانى كه اهل آخرت هستند كه پوشانيد چشمهاى ايشتتانرا از محتتارم يتتا از‬
‫ل ياد كردن بازگشت او نزد خداوند ستتبحانه و ريختتت اشتتگهاى ايشتتان‬ ‫مطلق ما سوى ا ّ‬
‫را ترس روز محشر پس آنهتتا ميتتان رميتتده هستتتند و مطتترود شتتده و ترستتنده و مقهتتور‬
‫گرديتده و ختاموش شتونده و ممنتوع از كلم و دعتتا كننتده بتا اخلص و فريتاد كننتتده و‬
‫رنجور شده ‪.‬‬

‫بتحقيق كه افكنده است ايشان را بگوشه خمول تقيه و پرهيزكتارى و شتامل شتتده ايشتان‬
‫را ذلت و خارى ‪ ،‬دهنهاى ايشان خاموش است از سخن ‪ ،‬و قلبهاى ايشان مجروحستتت‬
‫از خشية خداوند ذو المنن ‪ ،‬بتحقيق كه موعظه فرمودند تا اينكه ملول شتتدند ‪ ،‬و مقهتتور‬
‫گشتند تا اينكه ذليل گرديدند ‪ ،‬و كشته شدند تا اينكه اندك ماندند ‪.‬‬

‫] ‪[ 60‬‬

‫چون حال روزگار غدار در حق اين طايفه عاليمقدار بتتر ايتتن منوالستت ‪ ،‬پتتس بايتتد كته‬
‫باشد دنياى فانى در نظر شما خارتر از دردى بتترك ستتلم كتته بتتآن دبتتاغى مىكننتتد و از‬
‫ريزهاى پشم بزكه از مقراض مىافتد ‪ ،‬و نصيحت بپذيريد با كسانى كه بودنتتد پيتتش از‬
‫شما پيش از آنكه پند گيرند با شما آنكسانيكه مىآيند بعد از شما و بگذاريد و ترك نمائيد‬
‫متاع دنيا را در حالتى كه مذموم است و معيوب نزد اهل دانتتش و بينتتش ‪ ،‬پتتس بتحقيتتق‬
‫كه ترك كرده است دنيا كسى را كه حريصتر بود و مايلتر بآن از شما ‪.‬‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫عند خروجه لقتال اهل البصرة و هى الثالثة و الثلثون من المختار في باب الخطب قتتال‬
‫سلم بذي قار و هو يخصف نعله فقال لتتي ‪:‬‬ ‫ابن عباس دخلت على أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫سلم ‪:‬‬
‫ما قيمة هذا النعل ؟ فقلت ‪ :‬ل قيمة لها ‪ :‬فقال عليه ال ّ‬

‫ل أن أقيتتم حّقتتا أو ادفتتع بتتاطل ثتّم ختترج فخطتتب الّنتتاس‬


‫ي من إمرتكم إ ّ‬
‫ب إل ّ‬
‫ل لهي أح ّ‬
‫وا ّ‬
‫فقال ‪:‬‬

‫ل سبحانه بعث محّمدا و ليس أحد متتن العتترب يقتترء كتابتتا و ل يتّدعي نبتّوة ‪ ،‬فستتاق‬ ‫نا ّ‬
‫إّ‬
‫الّناس حّتى بّواهم محّلتهم ‪ ،‬و بّلغهم منجاتهم ‪،‬‬
‫ل ت إن كنتتت لفتتي ستتاقتها حّتتتى تتتوّلت‬
‫فاستتتقامت قنتتاتهم ‪ ،‬و اطمتتأّنت صتتفاتهم ‪ ،‬أمتتا و ا ّ‬
‫ن ) و لبقتتّرن خ (‬ ‫ن مسيري هذا لمثلها ‪ ،‬و لنقب ّ‬ ‫بحذافيرها ما عجزت ‪ ،‬و ل جبنت ‪ ،‬و إ ّ‬
‫ل لقتتد قتتاتلتهم‬
‫ق من خاصرته ) جنبه خ ل ( ‪ ،‬ما لي و لقريش و ا ّ‬ ‫الباطل حّتى يخرج الح ّ‬
‫كافرين ‪ ،‬و لقاتلّنهم‬

‫] ‪[ 61‬‬

‫مفتونين ‪ ،‬و إّني لصاحبهم بالمس كما أنا صاحبهم اليوم ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) ذو قار ( موضع قرب البصرة ‪ ،‬و هتتو المكتتان التتذي كتتان فيتته الحتترب بيتتن العتترب و‬
‫الفرس و نصرت العرب على الفرس و فيه عين يشبه لون مائه القير و ) خصف النعل (‬
‫خرزها و هي مؤنثة سماعّية و ) بواه ( المكان أسكنه فيه و ) المنجاة ( موضتتع الّنجتتاة و‬
‫صتتفاة ( بفتتتح الصتتاد‬
‫) القناة ( الّرمح و هو إذا كانت معوجا ل يتتترّتب عليتته الثتتر و ) ال ّ‬
‫ساقة ( جمع ستتائق كالحاكتتة و الحتتائك ثتّم استتتعملت‬ ‫ضخم ل ينبت و ) ال ّ‬ ‫صلبة ال ّ‬‫الحجر ال ّ‬
‫شتتارح‬‫سائق إّنما يكون في آخر الّركب أو الجيش ) تتتوّلت ( و فتتي نستتخة ال ّ‬ ‫للخير لن ال ّ‬
‫المعتزلى ولت بالواو و كليهما بمعنى واحد أى أدبرت هاربتتا و ) الحتتذافير ( جمتتع الحتتذ‬
‫شريف و الجمع الكتتثير يقتتال أختذه بحتتذافيره بأستره أو‬ ‫فار بكسر الحاء و هو الجانب و ال ّ‬
‫بجوانبه أو بأعاليه و ) ضعف و جبن ( بضّم العين من باب كرم و ) الّنقب ( الّثقب و في‬
‫شق ‪.‬‬ ‫ن من البقر و هو ال ّ‬‫ن لبقر ّ‬
‫سخ بدل لنقب ّ‬ ‫بعض الن ّ‬

‫ععععععع‬

‫جملة و ليس احد ‪ ،‬اه حالّية و ان كنت لفى ساقتها ان بالكسر مخّففتة متتن الّثقيلتة و استتمها‬
‫محذوف ‪ ،‬و اللم في قوله لفى ساقتها عوض عن المحذوف على حّد قوله سبحانه ‪:‬‬

‫لم بين ان المخّففة و بين غيرها من أقسام ان ‪.‬‬


‫ت َلَكبيَرًة « و قيل فصل بال ّ‬
‫ن كاَن ْ‬
‫»وإ ْ‬

‫ن إن فتي هتذه المتوارد بمعنتى متا الّنافيتة ‪ ،‬و‬ ‫ن المشّددة ل تخّفف و أ ّ‬


‫نإّ‬
‫و عن الكوفّيين أ ّ‬
‫ن وقتوع‬‫ل منطلتق و رّد اّول بتا ّ‬ ‫ل فاذا قلت ‪ :‬إن زيد لمنطلق فمعناه ما زيد إ ّ‬ ‫لم بمعنى إ ّ‬
‫ال ّ‬
‫ن هذا ينافي اعمالهتتا متتع الّتخفيتتف و‬
‫ل لم يثبت سماعا و ل قياسا ‪ ،‬و ثانيا بأ ّ‬‫لم بمعنى إ ّ‬
‫ال ّ‬
‫قد حكى عن سيبويه إن عمروا لمنطلق بالنصب و قرء الحرميان و أبو بكر ‪:‬‬

‫] ‪[ 62‬‬
‫لم علتى متا فتي‬‫ل لّما ليوّفيّنهم « و جملة ما عجزت حاليتة ‪ ،‬و لمثلهتا بكستر ال ّ‬ ‫» و إن ك ّ‬
‫أكثر النسخ أو بفتحها على أّنها للّتوكيد على ما فتتي بعضتتها ‪ ،‬و متتالي و لقريتتش استتتفهام‬
‫على سبيل إنكار معاندتهم له و جحودهم لفضله ‪ ،‬و كافرين و مفتتتونين منصتتوبتان علتتى‬
‫الحال‬

‫عععععع‬

‫قو‬ ‫ن غرضه من حرب أهل الجمل كان إقامتتة الح ت ّ‬ ‫ن هذه الخطبة مسوقة لظهار ا ّ‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫ن حربه معهم جارى مجرى حربه مع الكفار و أهل الجاهليتة فتي زمتن‬ ‫إزاحة الباطل و أ ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ ،‬و لذلك أشار أول إلى بعثة الّرسول ثّم رّتتتب عليهتتا‬‫الّرسول صّلى ا ّ‬
‫ل عليه و آله و ستّلم ) و ليتتس أحتتد‬
‫ل سبحانه بعث محّمدا ( صّلى ا ّ‬ ‫نا ّ‬
‫مقصوده فقال ‪ ) :‬إ ّ‬
‫من العرب ( في زمان بعثه ) يقرء كتابا و ل يّدعى نبّوة ( ‪.‬‬

‫ن أكثرهم لم يكن لهم يومئذ دين و ل كتتتاب كمتتا‬ ‫يحتمل أن يكون المراد بالعرب أقّلهم ‪ ،‬فا ّ‬
‫سادس عشر من فصتتول الخطبتتة الولتتى عنتتد شترح قتوله عليتته‬ ‫مّر تفصيل في الفصل ال ّ‬
‫سلم ‪ :‬و أهل الرض يومئذ ملل متفّرقة اه ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫ن الكتاب الذى كان بأيدى‬ ‫و اّما على إرادة العموم كما هو ظاهر العبارة فيمكن الجواب با ّ‬
‫اليهود و الّنصارى حين بعثتته لتتم يكتتن بتتالّتوراة و النجيتتل المنتتزل متتن الستتماء ‪ ،‬لمكتتان‬
‫الّتحريف و الّتغيير الذي وقع فيهما كما يشهد به قوله تعالى ‪:‬‬

‫بو‬
‫ن اْلِكتتتا ِ‬
‫ب و ما ُه تَو ِم ت َ‬ ‫ن اْلِكتا ِ‬
‫سبُوُه ِم َ‬
‫حَ‬‫ب ِلَت ْ‬
‫سَنَتُهْم ِباْلِكتا ِ‬
‫ن َأْل ِ‬
‫ن ِمْنُهْم ‪َ 1‬لَفريقًا َيْلُو َ‬
‫»وإّ‬
‫ب َو ُهْم َيْعَلُمونَ « ‪.‬‬ ‫ل اْلَكِذ َ‬
‫ى ا ِّ‬
‫عل َ‬
‫ن َ‬ ‫ل و ِيُقوُلو َ‬ ‫عْنِد ا ِّ‬
‫ن ِ‬‫ل و ما ُهَو ِم ْ‬ ‫عْنِد ا ّ‬
‫ن ِ‬
‫ن ُهَو ِم ّ‬‫َيُقُولو َ‬

‫قال أبو على الطبرسي في مجمع البيان قيل ‪ :‬نزلت في جماعة من أخبار اليهود‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تت تت تت ت تتتت تت ت ت ت تت ت تت ت ت تتت ت‬
‫تت تتت تتتتتت تتت تتتت تتتتتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 63‬‬

‫ل‪،‬‬
‫ي و غيره و أضافوه إلى كتاب ا ّ‬
‫ل من بعث الّنب ّ‬
‫كتبوا بأيديهم ما ليس في كتاب ا ّ‬

‫ل بعضه‬
‫و قيل ‪ :‬نزلت في اليهود و الّنصارى حّرفوا الّتوراة و النجيل و ضربوا كتاب ا ّ‬
‫ببعض و الحقوا به ما ليس منه و أسقطوا منه الّدين الحنيف ‪.‬‬
‫ي كانوا أهل جاهليتتة غتتافلين‬ ‫ن الّناس يوم بعث النب ّ‬
‫قال ابن عباس و كيف كان فالمقصود أ ّ‬
‫لت و ستتلمه عليتته و آلتته ) الّنتتاس حتتتى بتّواهم‬
‫عن الكتاب و الستّنة ) فستتاق ( صتتلوات ا ّ‬
‫محّلتهم ( يعنى أّنتته ضتترب الّنتتاس بستتيفه حتتتى أستتكنهم منزلتهتتم و مرتبتهتتم التتتي خلقتتوا‬
‫لجلها ) و بلغهم منجاتهم ( التي ل خوف على من كان بها و ل سلمة للمنحرف عنها ‪.‬‬

‫و المراد بهما هو السلم و الّدين و بتتذلك يحصتل الّنجتاة متتن الّنتتار و يتقتتى متن غضتب‬
‫الجبار و يسكن دار القرار ‪ ،‬و ذلك هو المراد من خلقة النسان و به يحصل مّزيته علتتى‬
‫ساير أنواع الحيوان ) فاستقامت به قناتهم ( التتتي كتتانت معّوجتتة ) و اطمتتأّنت صتتفاتهم (‬
‫التي كانت متزلزلة مضطربة ‪.‬‬

‫شارح البحراني ‪ :‬و المراد بالقناة القّوة و الغلبة و الّدولتتة التتتي حصتتلت لهتتم مجتتازا‬ ‫قال ال ّ‬
‫ن الّرمتتح ستتبب للق تّوة و الش تّدة ‪ ،‬و معنتتى إستتناد‬
‫من باب اطلق السبب على المسبب ‪ ،‬فا ّ‬
‫الستقامة إليهتتا انتظتتام قهرهتتم و دولتهتتم ‪ ،‬و لفتتظ الصتتفات استتتعارة لحتتالهم التتتي كتتانوا‬
‫عليها ‪.‬‬

‫و وجه المشابهة أّنهم كانوا قبل السلم فتتي متتواطنهم و علتتى أحتتوالهم متتتزلزلين ل يقتّر‬
‫بعضهم بعضا في موطن و ل على حال بل كانوا أبدا في الّنهب و الغارة و الجلء ‪،‬‬

‫فكانوا كالواقف علتتى حجتتر أملتتس متتتزلزل مضتتطرب فاطمتتأّنت أحتتوالهم و ستتكنوا فتتي‬
‫ل ان كنت لفتتي ستاقتها ( شتّبه أمتتر الجاهليتتة إّمتتا بعجاجتتة ثتتائرة ‪ 1‬أو‬
‫مواطنهم ) أما و ا ّ‬
‫بكتيبة مقبلة للحرب ‪.‬‬

‫فقال إّنى طردتها فوّلت بيتتن يتتدى و لتتم أزل فتتي ستاقتها أنتتا أطردهتتا و هتتي تنفتتر أمتتامى‬
‫) حّتى توّلت ( هاربة ) بحذافيرها ( و لم يبق منها شيء ) ما عجزت ( من سوقها‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتت تت تتتتتتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 64‬‬

‫ن مسيرى هتتذا لمثلهتتا ( أى لمثتتل تلتتك الحتتال التتتي كنتتت‬‫) و ل جبنت ( من طردها ) و أ ّ‬
‫ل عليه و آله من سوق كتتتائبهم و طردهتتا متتن غيتتر‬ ‫عليها معهم في زمن الّرسول صّلى ا ّ‬
‫ضعف و لجبن ‪.‬‬

‫ق من خاصترته ( شتّبه الباطتل بحيتوان ابتلتع جتوهرا‬ ‫) و لبقّرن الباطل حّتى يخرج الح ّ‬
‫ق بطنتته فتتي استتتخلص متتا ابتلتتع ‪ ،‬و أراد بتتذلك تميتتز‬
‫ثمنيا أعّز منه قيمة فاحتيج إلى شت ّ‬
‫ق من الباطل و تشخيص الصلح من الفساد ) مالي و لقريتتش ( يجحتتدون فضتتيلتي و‬ ‫الح ّ‬
‫ل لقد قاتلتهم كتتافرين ( بتتالكفر و الجحتتود ) و‬
‫يستحّلون محاربتي و ينقضون بيعتي ) و ا ّ‬
‫ق و يفيؤوا إليه ‪.‬‬
‫لقاتلّنهم مفتونين ( بالفتنان و البغى ليرجعوا من الباطل إلى الح ّ‬

‫روى في الوسائل عن الحسن بن محّمد الطوسي في مجالسه عن أبيتته عتتن المفيتتد معنعنتتا‬
‫ل عليتته و آلتته قتتال لتته ‪ :‬يتتا‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫ن الّنب ّ‬
‫عن محّمد بن عمر بن على عن أبيه عن جّده أ ّ‬
‫ل قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي كما كتب عليهم الجهتتاد متتع‬ ‫نا ّ‬‫يإّ‬
‫عل ّ‬
‫المشركين معي ‪،‬‬

‫ل و ما الفتنة التي كتب علينا فيها الجهاد ؟ قال ‪ :‬فتنة قتتوم يشتتهدون أن‬
‫فقلت ‪ :‬يا رسول ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬و هم مخالفون لسّنتي و طاعنون في ديني ‪،‬‬ ‫ل ‪ ،‬و أّنى رسول ا ّ‬ ‫لا ّ‬
‫ل إله إ ّ‬

‫ل ؟ فقتتال‬
‫ل و أّنك رسول ا ّ‬
‫لا ّ‬
‫ل و هم يشهدون أن ل اله إ ّ‬
‫فقلت فعلى م نقاتلهم يا رسول ا ّ‬
‫على إحداثهم في دينهم و فراقهم لمرى و استحللهم دمآء عترتي هذا ‪.‬‬

‫ن البتتاغي علتتى المتتام مفتتتون‬


‫شارح المعتزلي في شرح قوله و لقاتلهم مفتونين ‪ :‬أ ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫ن أصحاب صّفين و الجمل ليستتوا بكّفتتار خلفتتا‬ ‫فاسق ‪ ،‬و هذا الكلم يؤكد قول أصحابنا أ ّ‬
‫للمامّية ‪.‬‬

‫ضلل و الكفر و الثتتم‬ ‫و رّد بأن المفتون من أصابه الفتنة و هي تطلق على المتحان و ال ّ‬
‫و الفضيحة و العذاب و غير ذلك ‪ ،‬و المراد بالمفتون ما يقابتتل الكتتافر الصتتلي التتذي لتتم‬
‫ستتلم كتتافر لقتتوله‬
‫ن من حاربه عليه ال ّ‬ ‫يدخل في السلم أصل و لم يظهره إذ ل شك في أ ّ‬
‫ل عليه و آله و سلم حربك حربى و غير ذلك من الخبار و الدّلة ‪.‬‬ ‫صّلى ا ّ‬

‫ن المامية يقولون بكون البغاة كفارا‬


‫شارح أ ّ‬
‫أقول ‪ :‬المستفاد من كلم ال ّ‬

‫] ‪[ 65‬‬

‫كساير الكّفار من المشركين و منكري الّرسالة و ساير ما ثبت ضرورة من ديتتن الستتلم‬
‫ل لحكموا بجواز سبى ذراريهم و تمّلك نسآئهم و أموالهم الغيتتر المنقولتتة‬
‫و ليس كذلك و إ ّ‬
‫كساير الكفار من أهل الحرب مع أّنهم قد اجمعوا على عدم جواز شيء من ذلك ‪.‬‬

‫كيف و لو كان بناؤهم على ذلك لم يفصلوا في البغاة بين ذوى الفتنة كأصتتحاب الجمتتل و‬
‫معاوية ‪ ،‬و بين غيرهتتم كتتالخوارج حيتتث قتالوا ‪ :‬فتي الّوليتتن باجهتاز جريحهتتم و اتبتتاع‬
‫مدبرهم و قتل أسيرهم ‪ ،‬و في الخرين بوجوب الكتفاء بتفريقهم متتن غيتتر أن يّتبتتع لهتتم‬
‫مدبر أو يقتل لهم أسير أو يجهز على جريح ‪ ،‬و لم يختلفوا أيضا في قستتمة أمتتوالهم التتتي‬
‫حواها العسكر ‪ ،‬بل حكموا في كل ذلك بحكم الكافر الحربي ‪.‬‬
‫و مّما ذكرنا ظهر ما في كلم المورد أيضا مضتافا إلتى متا فيته متن أّنته لتو كتان المتراد‬
‫سلم هو المرتّد عن ديتن الستتلم علتتى متا فهمتته المتورد لتتزم‬ ‫بالمفتون في كلمه عليه ال ّ‬
‫الحكم بعدم قبتتول توبتة أكتثر البغتاة لتو تتتابوا و بقستتمة أمتوالهم و باعتتتداد زوجتهتتم عتّدة‬
‫ن اكثر أهل البغى قد ولدوا على الفطرة مع أّنه لم يحكم أحد بذلك ‪.‬‬ ‫الوفاة ‪ ،‬ل ّ‬

‫و تحقيق الكلم في المقام على ما يستفاد من كلم بعض علمائنتتا البتترار و أخبتتار أئمتنتتا‬
‫ل عليهم ما تعاقب الّليل و الّنهار هو ‪:‬‬
‫الطهار سلم ا ّ‬

‫ل أّنه يعامل معهم في هذا الّزمان المستّمى بزمتتان الهدنتتة‬


‫ن البغاة محكوم بكفرهم باطنا إ ّ‬
‫أّ‬
‫ل أكتل ذبتتايحهم‬‫معاملة المسلم الحقيقي فيحكم بطهارتهم و جواز ملقاتهم بالّرطوبة و بحت ّ‬
‫و حرمة أموالهم و صحة مناكحاتهم إلى غير ذلك من أحكام الستلم حّتتى يظهتر الّدولتة‬
‫ل تعالى ظهورها فيجري عليهم حينئذ حكم الكّفار الحربيين ‪.‬‬ ‫جل ا ّ‬
‫الحّقة ع ّ‬

‫ل بن سليمان قال ‪ :‬قلت لبي عبد الّ‬ ‫و يشهد بذلك ما رواه في الوسايل باسناده عن عبد ا ّ‬
‫سلم قتل أهل البصرة و ترك أموالهم فقال‬ ‫ن علّيا عليه ال ّ‬
‫ن الّناس يروون أ ّ‬ ‫سلم ‪ :‬إ ّ‬‫عليه ال ّ‬
‫ن علّيتتا إّنمتتا مت ّ‬
‫ن‬ ‫ل متتا فيهتا فقتتال إ ّ‬
‫ن دار الستتلم ل يحت ّ‬ ‫ل ما فيهتتا و ا ّ‬
‫ن دار الشّرك يح ّ‬ ‫‪:‬إّ‬
‫ي عليه‬‫ل عليه و آله و سّلم على أهل مّكة و إّنما ترك عل ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ن رسول ا ّ‬ ‫عليهم كما م ّ‬
‫سلم لّنه كان‬ ‫ال ّ‬

‫] ‪[ 66‬‬

‫ن دولة الباطل ستظهر عليهم ‪ ،‬فأراد أن يقتدى به فتتي شتتيعته‬ ‫يعلم اّنه سيكون له شيعة و ا ّ‬
‫ستتلم أهتتل‬
‫ي عليته ال ّ‬‫و قد رأيتم آثار ذلك هو ذايسار في الّناس بسيرة علتتي و لتتو قتتتل علت ّ‬
‫ن علتى شتيعته متن‬ ‫ن عليهتم ليمت ّ‬‫البصرة جميعا و اّتخذ أموالهم لكان ذلك له حلل لكّنه مت ّ‬
‫بعده ‪.‬‬

‫ل شتتيء‬ ‫ستلم ‪ :‬متال الّناصتتب و كت ّ‬‫لت عليته ال ّ‬


‫و عن اسحاق بن عّمار قال ‪ :‬قال أبو عبد ا ّ‬
‫لت‬
‫لت صتّلى ا ّ‬ ‫ن رستتول ا ّ‬
‫ن نكاح أهل الشتّرك جتتايز ‪ ،‬و ذلتتك أ ّ‬ ‫ل امرأته ‪ ،‬فا ّ‬
‫يملكه حلل إ ّ‬
‫عليه و آله قال ‪:‬‬

‫ن لكل قتوم نكاحتا و لتو ل أنتا نختاف عليكتم أن يقتتل رجتل منكتم‬ ‫شرك فا ّ‬
‫ل تسّبوا أهل ال ّ‬
‫برجل منهم و رجل منكم خير من ألف رجل منهم لمرنتتاكم بالقتتتل لهتتم و لكتتن ذلتتك إلتتى‬
‫المام ‪.‬‬

‫ي فتتي‬
‫سلم يقتتول ‪ :‬لستتيرة عل ت ّ‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫و عن أبي بكر الحضرمي قال ‪ :‬سمعت أبا عبد ا ّ‬
‫ن للقوم دولة فلو ستباهم‬ ‫شمس إّنه علم أ ّ‬‫أهل البصرة كانت خيرا لشيعته مّما طلعت عليه ال ّ‬
‫ن علّيا سار فيهم بالم ّ‬
‫ن‬ ‫لسبيت شيعته ‪ ،‬قلت ‪ :‬فأخبرني عن القائم يسير بسيرته ؟ قال ‪ :‬ل إ ّ‬
‫سيرة لّنه ل دولة لهم ‪.‬‬‫ن القائم يسير فيهم بخلف تلك ال ّ‬
‫لما علم من دولتهم و إ ّ‬

‫ى سيرة يستتير‬‫سلم عن القائم إذا قام بأ ّ‬‫و عن محّمد بن مسلم قال ‪ :‬سألت أبا جعفر عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله حّتى يظهر السلم ‪،‬‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫في الّناس ؟ فقال ‪ :‬بسيرة ما سار به رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله ؟ قال ‪ :‬أبطل ما كان في الجاهلّية و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫قلت و ما كانت سيرة رسول ا ّ‬
‫استقبل الّناس بالعدل ‪،‬‬

‫و كذلك القائم إذا قام يبطل ما كان في الهدنة مّما كان في أيدي الّناس و يستقبل بهم العتتدل‬
‫‪.‬‬

‫ستتلم أّنتته ستتئل عتتن التتذين قتتاتلهم متتن أهتتل القبلتتة‬


‫ي عليتته ال ّ‬
‫و روى عن الّدعائم عتتن علت ّ‬
‫ستتلم ‪ :‬كفتتروا بالحكتتام و كفتتروا بتتالّنعم ليتتس كفتتر المشتتركين‬ ‫أكافرون هم ؟ قال عليه ال ّ‬
‫الذين دفعوا النبّوة و لتتم يقتّروا بالستتلم ‪ ،‬و لتتو كتتانوا كتتذلك متتا حّلتتت لنتتا منتتاكحهم و ل‬
‫ذبايحهم و ل مواريثهم ‪.‬‬

‫إلى غير ذلك من الّنصوص الداّلة على جريان حكم المسلمين على البغاة‬

‫] ‪[ 67‬‬

‫ستتير و الّتواريتتخ‬
‫من حيث البغي في زمن الهدنة فضل عّما هو المعلوم متتن تتّبتتع كتتتب ال ّ‬
‫سلم معهم و عدم التجّنب من أسآرهم و غير ذلتتك متتن أحكتتام‬ ‫من مخالطة الئمة عليهم ال ّ‬
‫المستتلمين و إن وجتتب قتتتالهم إذا نتتدب عليتته المتتام عمومتتا او خصوصتتا أو نتتدب عليتته‬
‫ل تعالى‬‫سلم لكن ذلك أعّم من الكفر و يأتي تمام الكلم إنشاء ا ّ‬ ‫المنصوب من قبله عليه ال ّ‬
‫في شرح الكلم المأة و الخامسة و الخمسين ‪.‬‬

‫نعم الخوارج منهم قد اّتخذوا بعد ذلك دينا و اعتقدوا اعتقتادات صتاروا بهتا كّفتارا ل متن‬
‫ستتلم ‪ ) :‬إّنتتى لصتتاحبهم بتتالمس كمتتا أنتتا‬
‫حيث كتتونهم بغتتاة فتتافهم جّيتتدا و قتتوله عليتته ال ّ‬
‫صاحبهم اليوم ( إشارة إلى عدم تغّير حالته عن التي بها قاتلهم كافرين ‪ ،‬و فيه تهديد لهتتم‬
‫و تذكير لشّدة بأسه و سطوته و شجاعته هذا ‪.‬‬

‫شارح المعتزلي بعد قوله صاحبهم اليوم ‪:‬‬


‫و في نسخة ال ّ‬

‫لت اختارنتتا عليهتتم فأدخلنتتاهم فتتي خيرنتتا فكتتانوا كمتتا قتتال‬


‫نا ّ‬
‫لأّ‬
‫ل ما تنقم مّنا قريش إ ّ‬
‫وا ّ‬
‫الّول ‪:‬‬
‫ادمتتتتتتتتتتتتتتتتت لعمتتتتتتتتتتتتتتتتري شتتتتتتتتتتتتتتتتربك المحتتتتتتتتتتتتتتتتض صتتتتتتتتتتتتتتتتابحا‬
‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترة البجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترا‬
‫و اكلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك بالّزبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد المق ّ‬

‫و نحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن وهبنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاك العلء و لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم تكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن‬


‫عليا و حطنا حولك الجرد و السمرا‬

‫صبوح ما صلب متن الّلبتن بالغتداة‬ ‫صابح ( و ال ّ‬ ‫أقول ‪ ) :‬المحض ( اللبن الخالص ‪ ،‬و ) ال ّ‬
‫شرة ( الّتمرة التي اخرج منهتتا نواتهتتا و ) البجتتر (‬ ‫و ما أصبح عندهم من شراب و ) المق ّ‬
‫ضم المر العظيتتم و العجتتب و لعّلتته هنتتا كنايتتة عتتن الكتتثرة أو الحستتن أو اللطافتتة ‪ ،‬و‬ ‫بال ّ‬
‫يحتمل أن يكون مكان المفعول المطلق يقال بجر كفرح فهو بجر امتل بطنتته متتن اللبتتن و‬
‫ضم جمع الجرد و هو الفتترس التتذى‬ ‫ح في شربه و ) الجرد ( بال ّ‬ ‫لم يرّو ‪ ،‬و تبجر الّنبيذ أل ّ‬
‫سمر ( جمع السمر و هو الّرمح‬ ‫دقت شعرته و قصرت و هو مدح و ) ال ّ‬

‫ععععع‬

‫ل رواية هذه الخطبة في الكتاب بطريق آخر و هي الخطبتتة المتتأة و الّثالثتتة ‪،‬‬‫يأتي إنشاء ا ّ‬
‫شرح ثّمة فانتظر ‪.‬‬
‫و نوردها بطريق ثالث في ال ّ‬

‫] ‪[ 68‬‬

‫ععععع‬

‫ي عتن‬‫شارح المعتزلي عن أبي مخنف عن الكلبي عن أبي صالح عن زيد بتن علت ّ‬ ‫روى ال ّ‬
‫ل متتن‬
‫سلم ذاقار قلت ‪ :‬يا أمير المؤمنين متتا أق ت ّ‬‫ي عليه ال ّ‬ ‫ابن عباس قال ‪ :‬لما نزلنا مع عل ّ‬
‫ل ليأتيني منهم سّتة ألتتف و خمستتمأة و ستّتون‬ ‫ن ؟ فقال ‪ :‬و ا ّ‬ ‫يأتيك من أهل الكوفة فيما أظ ّ‬
‫ك شديد في قوله و‬ ‫ل من ذلك ش ّ‬ ‫رجل ل يزيدون و ل ينقصون قال ابن عّباس فدخلنى و ا ّ‬
‫ل إن قدموا لعّدنهم ‪.‬‬ ‫قلت في نفسي و ا ّ‬

‫ي إلتتى‬
‫قال أبو مخنف فحّدث ابن اسحاق عن عّمه عبد الّرحمن بن يسار قال ‪ :‬نفر إلى عل ّ‬
‫ي عليتته‬
‫ذى قار من الكوفة في البّر و البحر سّتة ألف و خمسمأة و سّتون رجل و أقام عل ت ّ‬
‫سلم بذى قار خمسة عشر يوما حّتى سمع صهيل الخيتتل و شتتجيج البغتتال حتتوله قتتال ‪:‬‬ ‫ال ّ‬
‫ل أتممتهتم متن‬ ‫لت لعتّدنهم فتان كتانوا كمتا قتال و إ ّ‬
‫فلما سار منقلة قتال ابتن عبتاس ‪ ،‬و ا ّ‬
‫ل ما وجدتهم يزيتتدون رجل‬ ‫ن الّناس قد كانوا سمعوا قوله ‪ ،‬قال ‪ :‬فعرضهم فو ا ّ‬ ‫غيرهم فا ّ‬
‫ل و رسوله ثّم سرنا ‪.‬‬ ‫ل أكبر صدق ا ّ‬‫و ل ينقصون رجل فقلت ‪ :‬ا ّ‬
‫ععععععع‬

‫از جمله خطب آن حضرتست كه فرموده هنگام رفتن او بمحاربه أهل بصره گفتتت عبتتد‬
‫ل بن عباس كه داخل شدم بر امير المؤمنين در منزل ذى قتار و آنحضتترت مىدوختتت‬ ‫ا ّ‬
‫نعلين خود را پس گفت بمن كه اى ابن عباس چيست قيمت اين نعل ؟ من عترض كتتردم‬
‫كه قيمت ندارد و بچيزى نميأرزد ‪ ،‬فرمود بخدا سوگند كه ايتتن نعتتل محبتتوبتر استتت بتته‬
‫سوى من از امارة من در ميان شما مگر اينكه اقامه نمايم حقتتى را يتتا بتتر طتترف ستتازم‬
‫باطلى را پس آن حضرت بيرون تشريف آورد پتتس خطبتته خوانتتد از بتتراى متتردم پتتس‬
‫فرمود ‪:‬‬

‫لت و ستلمه عليته را‬


‫ل صتلوات ا ّ‬‫بدرستيكه خداوند تعالى مبعوث فرمود محّمد بن عبد ا ّ‬
‫در حالتيكه نبود هيچ احدى از عرب كه كتاب بخواند و نه شخصيكه دعوى نبوت نمايتتد‬
‫‪ ،‬پس راند حضرت رسالت مردم را تا اينكه ساكن فرمود ايشان را در‬

‫] ‪[ 69‬‬

‫منزل ايشان و رسانيد ايشتتان را در محتتل رستتكارى ايشتان ‪ ،‬پتتس راستتت شتد نيزهتتاى‬
‫ايشان و آرام گرفت سنك هموار ايشان ‪.‬‬

‫مقصود انتظام دولت ايشانست و آستتودگى بلد ايشتتان بختتدا ستتوگند بدرستتتيكه بتتودم در‬
‫ميان مردمانى كه رانندگان عساكر خصم بودند تا اينكه پشتت برگردانتد لشتكر خصتم و‬
‫رو بر فرار نهادند تماما در حالتيكه عاجز نشدم و ترسناك نگشتم ‪،‬‬

‫و بدرستيكه اين سير و حركت من بقتال اهل بصره هر آينه مثل آن حتتالت ستتابقه استتت‬
‫كه بودم بر آن از دليرى و شجاعت ‪.‬‬

‫پس هر آينه مىشكافم باطل را تا اينكه بيرون آيد حق از شتتكم او چيستتت متترا و قريتتش‬
‫را كه بيعت مرا شكستند و فضيلت مترا انكتار كردنتد بختدا ستوگند كته مقتاتله كتردم بتا‬
‫ايشان در حالتيكه كافر بودند ‪ ،‬و مقاتله ميكنم با ايشان در حتتالتى كتته مفتتتون هستتتند ‪ ،‬و‬
‫بدرستيكه من مصتتاحب ايشتتان بتتودم ديتتروز ‪ ،‬همچنتتان كتته مصتتاحب ايشتتانم امتتروز و‬
‫تفاوت در حالت من نبوده‬
‫ع ع ع ععع ع ع ع ععع ع ععع ععع ع ع عع ععععع‬
‫ععععع ععع ععع ععععع‬

‫و هى الرابعة و الثلثون من المختار في باب الخطتتب خطتتب بهتتا بعتتد فراغتته متتن قتتتال‬
‫ف لكم لقد سئمت عتابكم ‪ ،‬أرضتتيتم بتتالحيوة‬ ‫لأ ّ‬
‫الخوارج على ما تعرفه تفصيل إن شاء ا ّ‬
‫ل من العّز خلفا ‪ ،‬إذا دعوتكم إلى جهاد عدّوكم دارت‬ ‫الّدنيا من الخرة عوضا ‪ ،‬و بالّذ ّ‬

‫] ‪[ 70‬‬

‫أعينكم كأّنكم من المتوت فتي غمترة ‪ ،‬و متن التّذهول فتي ستكرة ‪ ،‬يرتتج عليكتم حتواري‬
‫ن قلوبكم مألوسة فأنتم ل تعقلون ‪،‬‬
‫فتعمهون ‪ ،‬فكأ ّ‬

‫ما أنتم لي بثقة سجيس الّليالي و ما أنتم بركن يمال بكم ‪ ،‬و ل زوافر عّز يفتقر إليكم ‪ ،‬متتا‬
‫ل سعر‬ ‫ل رعاتها فكّلما جمعت من جانب انتشرت من آخر ‪ ،‬لبئس لعمر ا ّ‬ ‫ل كابل ض ّ‬
‫أنتم إ ّ‬
‫نار الحرب أنتم تكادون و ل تكيدون ‪ ،‬و تنتقص أطرافكم فل تمتعضون ‪ ،‬ل ينام عنكم و‬
‫ل المتخاذلون ‪.‬‬
‫أنتم في غفلة ساهون ‪ ،‬غلب و ا ّ‬

‫ن بكم أن لو حمس الوغا و استحّر الموت قد انفرجتم عن ابتتن أبيطتتالب‬


‫ل إّني لظ ّ‬
‫و أيم ا ّ‬
‫ن امرء يمّكن عدّوه من نفسه يعرق لحمه و يهشم عظمتته و يفتتري‬‫لإّ‬‫انفراج الّرأس ‪ ،‬و ا ّ‬
‫جلده ‪ ،‬لعظيم عجزه ‪،‬‬

‫لت دون أن‬


‫ضعيف ما ضّمت عليه جوانح صدره ‪ ،‬أنت فكن ذاك إن شئت ‪ ،‬فأّما أنتتا فتتو ا ّ‬
‫أعطى ذلك ضرب بالمشرفّية تطير منه فراش الهام ‪،‬‬

‫ل بعد ذلك ما يشاء ‪.‬‬


‫سواعد و القدام ‪ ،‬و يفعل ا ّ‬
‫و تطيح ال ّ‬

‫ي فالّنصيحة لكتتم ‪ ،‬و تتتوفير‬


‫ق ‪ ،‬فأّما حّقكم عل ّ‬
‫يح ّ‬
‫ن لي عليكم حّقا ‪ ،‬و لكم عل ّ‬
‫أّيها الّناس إ ّ‬
‫فيئكم عليكم ‪ ،‬و تعليمكم ‪ ،‬كيل تجهلوا ‪،‬‬

‫و تأديبكم كيما تعلموا ‪ ،‬و أّما حّقي عليكم فالوفآء بالبيعة و الّنصيحة‬

‫] ‪[ 71‬‬

‫طاعة حين آمركم ‪.‬‬


‫في المشهد و المغيب ‪ ،‬و الجابة حين أدعوكم ‪ ،‬و ال ّ‬
‫ععععع‬

‫شتتيء‬
‫جر ‪ ،‬و لغاتهتتا أربعتتون و ) ستتئم ( ال ّ‬ ‫ضم و الّتشديد و الّتنتتوين كلمتتة تضت ّ‬‫ف ( بال ّ‬
‫)ا ّ‬
‫شدة ‪ ،‬و غمرات الموت ستتكراته التتتي يغمتتر‬ ‫ل و ) الغمرة ( ال ّ‬‫يسام كفرح ساما و سامة م ّ‬
‫ضتتم ‪ ،‬و ستتكرة المتتوت شتّدته و‬ ‫صتتحو و الستتم بال ّ‬ ‫سكر ( بالفتتتح ضتّد ال ّ‬‫فيها العقل و ) ال ّ‬
‫غشيته و ) رتج ( كفرح استغلق عليه الكلم كارتتتج عليتته بالبنتتاء للمفعتتول ) و الحتتوار (‬
‫بالكسر المحاورة و المخاطبة ‪.‬‬

‫ضلل و ترّدد فتتي المنازعتتة و ) اللتتس ( بستتكون‬ ‫و ) عمه ( الّرجل كعلم إذا تحّير في ال ّ‬
‫لم الجنون و اختلط العقل و ) سجيس الّليالى ( كلمة يقال للبد تقتتول ل أفعلتته ستتجيس‬ ‫ال ّ‬
‫الليالي أى أبدا و مثلها سجيس الوجس و ستتجيس عجيتتس و ) الّزوافتتر ( جمتتع زافتترة و‬
‫زافرة الّرجل أنصتاره و عشتيرته و ) البتتل ( استتم جمتع و ) ستعر نتتار الحترب ( جمتع‬
‫ستتاعر و استتعار الّنتتار و ستتعرها ايقادهتتا و ) المتعتتاض ( الغضتتب و ) حمتتس ( كفتترح‬
‫اشتد ‪.‬‬

‫صوت و الجلبة و اطلق على الحرب لما فيها من الصوات و الجلبتتة‬ ‫و أصل ) الوغا ( ال ّ‬
‫و ) عرق اللحم ( كنصر اكله و لم يبق منه على العظم شتتيئا و ) هشتتم ( العظتتم كضتترب‬
‫كسره و ) فريت ( الشيء قطعته و ) الجوانح ( الضلع التي تحت التتترائب و هتتي ممتتا‬
‫ضلوع مما يلي الظهر ‪.‬‬‫صدر كال ّ‬‫يلي ال ّ‬

‫و ) ما ضمت عليه ( هو القلب و ) المشرفّية ( بفتتتح الميتتم و التّراء ستتيوف منستتوبة إلتتى‬
‫مشارف اليمن و ) فراش الهام ( بالفتح العظام الّرقيقة التي تلي القحف و ) طاح ( يطيتتح‬
‫اى سقط ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫عوضتا و خلفتا نصتبهما علتى الّتميتز ‪ ،‬و جملتة يرتتج عليكتم حالّيتة ‪ ،‬و ستجيس الليتالى‬
‫منصوب على الظرفية و زوافتتر فتتي اكتتثر الّنستتخ بتتالجّر عطفتتا علتتى المجتترور ‪ ،‬و فتتي‬
‫لم جتتواب‬ ‫لت ال ّ‬
‫بعضها بالّنصب عطفا على الظرف أعنى بركتتن ‪ ،‬و قتتوله لتتبئس لعمتتر ا ّ‬
‫ل سبحانه ‪ ،‬و أيم‬ ‫القسم و التكرير للّتاكيد ‪ ،‬و العمر بالفتح العمر و هو قسم ببقآء ا ّ‬

‫] ‪[ 72‬‬

‫ل قسمى ‪.‬‬
‫مخّفف أيمن و هو جمع يمين أي أيم ا ّ‬

‫و قوله ‪ :‬ان لو حمس الوغا أن بفتح الهمزة مخففة من الثقيلة اسمها ضمير شأن ‪،‬‬
‫و جملة لوحمس آه خبرها ‪ ،‬و هى مع اسمها و خبرها قايمة مقام مفعتتولى أظتتن و لعظيتتم‬
‫لأّ‬
‫ن‬ ‫لإ ّ‬
‫لم للّتأكيتتد ‪ ،‬و الجملت بيتتن الستتم و الختتبر منصتتوب المح ت ّ‬
‫عجزه خبر إن و ال ّ‬
‫انتصاب الولى على الوصفّية و الثلث الخيرة على الحالّية من مفعول يمّكن ‪.‬‬

‫و قوله ‪ :‬فاّما أنا مبتدء ‪ ،‬و ضرب بالمشرفية خبره من باب زيد عدل و قوله ‪:‬‬

‫لم مقّدرة قبلها ‪ ،‬و مثله‬ ‫كيل نجهلواكي إّما تعليلّية و ان مضمرة بعدها ‪ ،‬أو مصدرّية و ال ّ‬
‫في الحتمالين قوله سبحانه ‪ » :‬كيل يكون دولة « و قوله ‪ :‬كيما تعلمتتواكي تعليلّيتتة و متتا‬
‫إّما مصدرّية أو كافة و مثله في الحتمالين قوله ‪:‬‬

‫اذا أنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم تنفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتع فضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّر فاّنمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬


‫جى الفتى كيما يضّر و ينفع‬ ‫ير ّ‬

‫عععععع‬

‫سلم ‪ ،‬خطب بهذه الخطبتة بعتد فراغته متن أمتر الختوارج‬ ‫ن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫اعلم أ ّ‬
‫ل قتتد أحستتن نصتتركم‬
‫نا ّ‬‫ل و أثنى عليه و قال ‪ :‬أّما بعد فا ّ‬
‫روى أّنه قام بالّنهروان فحمد ا ّ‬
‫شام ‪ ،‬فقاموا إليه و قالوا له ‪:‬‬ ‫جهوا من فوركم هذا إلى عّدوكم من أهل ال ّ‬ ‫فتو ّ‬

‫يا أمير المؤمنين قد نفدت نبالنا و كّلت سيوفنا ارجع بنا الى مصرنا لنصلح عدتنا ‪،‬‬

‫ل أمير المؤمنين يزيد في عددنا مثل من هلك مّنا لنستعين به فأجابهم ‪.‬‬
‫و لع ّ‬

‫علتتى َأْدبتتاِرُكْم َفَتْنَقِلُبتتوا‬


‫لت َلُكتْم َو ل َتْرَتتتدّوا َ‬
‫ب ا ُّ‬
‫ض اْلُمَقّدسَة اّلتتتي َكَتت َ‬
‫لْر َ‬
‫خلُوا ا َْ‬
‫» يا َقْوِم اْد ُ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫سري َ‬ ‫خا ِ‬

‫ن البرد شديد فقال ‪ :‬إّنهم يجدون البرد كما تجدون فتلّكأوا و أبتتوا ‪،‬‬
‫فتلّكأوا عليه و قالوا ‪ :‬إ ّ‬
‫ف لكم انها سّنة جرت ثّم تلى قوله تعالى ‪:‬‬ ‫فقال ‪ :‬أ ّ‬

‫جتتوا‬
‫خُر ُ‬
‫ن َي ْ‬
‫جتتوا ِمْنهتتا َفتتإ ْ‬
‫خُر ُ‬
‫حّتى َي ْ‬
‫خَلها َ‬
‫ن َنْد ُ‬
‫جّبارين َو ِإّنا َل ْ‬
‫ن فيها َقْومًا َ‬
‫» قاُلوا يا ُموسى إ ّ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫خلُو َ‬
‫ِمْنها َفإّنا دا ِ‬

‫] ‪[ 73‬‬

‫» قالوا يا موسى إّنا لن ندخلها أبدا ما دامتتوا فيهتتا فتتاذهب أنتتت و رّبتتك فقتتاتل إّنتتا هيهنتتا‬
‫قاعدون خ ل « فقام ناس منهم و اعتذروا بكثرة الجراح فى الّناس و طلبوا أن يرجع بهتتم‬
‫إلى الكوفة أّياما ثتّم يختترج ‪ ،‬فرجتتع بهتتم غيتتر راض و أنزلهتتم الّنخيلتتة و أمتتر الّنتتاس أن‬
‫يلزموا معسكرهم و يقلوا زيارة أهلهم و أبنائهم حّتى يسيربهم الى عدّوهم ‪.‬‬
‫فلم يقبلوا و دخلوا الكوفة حّتى لم يبق معه من الّناس الرجال من وجوههم قليتتل ‪ ،‬و بقتتى‬
‫المعسكر خاليا فل من دخل الكوفة رجع إليه ‪ ،‬و ل من أقام معه صبر ‪،‬‬

‫فلما رأى ذلك دخل الكوفة فخطب الّناس فقال ‪:‬‬

‫لت و درك الوستتيلة عنتتده قتتوم‬ ‫أّيها الّناس استتتعّدوا لقتتتال عتتدّو فتتي جهتتادهم القربتتة إلتتى ا ّ‬
‫ق ل ينصرونه متتورغين ‪ 1‬بتتالجور و الظلتتم ل يعتتدلون بتته و جفتتاة عتتن‬ ‫حيارى عن الح ّ‬
‫ضللة ‪ ،‬ف أعّدوا‬ ‫الكتاب نكب عن الدين يعمهون في الطغيان و يتمكعون ‪ 2‬في غمرة ال ّ‬
‫ل و كيل فلتتم‬ ‫لت و كفتتى بتتا ّ‬
‫لهم ما استطعتم من قّوة و من رباط الخيتتل ‪ ،‬و توّكلتتوا علتتى ا ّ‬
‫ف لكم لقد سئمت ( و مللت ) من عتتتابكم ( بمتتال‬ ‫ينفروا فتركهم أّياما ثّم خطبهم فقال ‪ ) :‬ا ّ‬
‫ارتضيه من أفعالكم و أقوالكم و كثرة تثاقلكم عن قتال خصومكم ) ارضيتم بالحيتتاة ال تّدنيا‬
‫من الخرة عوضا ( حيث تركتم الجهاد حّبتتا للبقتاء و رغبتتة إلتتى الحيتتاة ‪ ،‬و رغبتتتم عّمتتا‬
‫يترّتب عليه من الّثمرات الخروية من الّدرجات الّرفيعة و الّرحمة و المغفرة ‪.‬‬

‫مضافة إلى ما فيه من فضله على العمال و فضل عامله علتتى العّمتتال ‪ ،‬إذبتته يتتدفع عتتن‬
‫ل متتن المتتؤمنين أنفستتهم و أمتتوالهم‬ ‫الّدين ‪ ،‬و يستقام شرع سّيد المرسلين ‪ ،‬و به اشترى ا ّ‬
‫ن قعودكم عن الجهاد مستلزم‬ ‫ل من العّز خلفا ( حيث إ ّ‬
‫بالجّنة مفلحا منجحا ) و بالذ ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتت تتتتتت تتتتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تت ت تتت ت ت ت تت تت ت تت تت تتتت تت تت‬
‫تت ت تتتت تتتتت ‪.‬‬
‫تتتت تتت تتتت تت تتتت تتت‬

‫] ‪[ 74‬‬

‫لطمع العدّو فيكم و قصد بلدكم و الستيلء عليكم و استتتباحة دمتتائكم و أمتتوالكم و ستتبى‬
‫ذراريكم ‪ ،‬و قد مضى في شرح الخطبتتة الستتابعة و العشتترين متتا يتتوجب زيتتادة توضتتيح‬
‫المقام ‪.‬‬

‫سلم بعد توبيخهم و تبكيتهم على سوء أفعالهم أشار إلى حتتالتهم التتتى كتتانوا‬
‫ثّم اّنه عليه ال ّ‬
‫عليها حين دعوتهم إلى الجهاد بقوله ‪ ) :‬اذا دعوتكم الى جهاد عدّوكم ( تحيرتم و ترّددتتتم‬
‫بين الّنهوض الى العدّو و القعود عنه جبنا و خوفا ف ) دارت أعينكم ( من شّدة الخوف )‬
‫كأنكم من الموت في غمرة و ( شخصت أبصاركم كأنكم ) متتن ال تّذهول ( و الغفلتتة ) فتتي‬
‫سكرة ( كما قال سبحانه ‪:‬‬
‫ن اْلَم تْوت « و‬‫عَلْيِه ِم ت َ‬
‫عُيُنُهْم َكاّلذي َيْغشى َ‬
‫ك تدُوُر َأ ْ‬
‫ن إَلْي َ‬
‫طرُو َ‬
‫ف َرَأْيَتُهْم َيْن ُ‬
‫خْو ُ‬
‫» َفإذا جآَء اْل َ‬
‫هو الذى قرب من حال الموت و غشيته أسبابه فيذهل و يذهب عقله و يشخص بصره فل‬
‫يطرف ‪ ،‬و كذلك هؤلء تشخص أبصارهم و تحار أعينهم من شّدة الخوف ) يرتج عليكم‬
‫شتتخوص إلتتى‬ ‫حوارى ( و يغلق عليكم خطابى ) فتعمهون ( في الضلل و ترّددون فتتي ال ّ‬
‫القتال ) فكان قلوبكم مألوسة ( و افئدتكم مجنونة ) فأنتم ل تعقلون ( ما أقول و ل تفقهتتون‬
‫صلح المر ) ما انتم لى بثقة ( أثق بكم و أعتمد عليكم و أتقّوى بكم على اعدائي ‪.‬‬

‫) سجيس الليالى ( لكثرة ما شاهدت فيكم من كذب الوعد و خلف العهد ) و ما أنتتم بركتن‬
‫يمال بكم ( و يستند اليكم ) و ل زوافر عّز ( يعتصم بكم و ) يفتقتتر اليكتتم ( لمتتا فيكتتم متتن‬
‫ل و الفشل و العجز و الرذالة ) ما انتم ال ك ( عجاجة ) ابتل ( او قطيعتتة غنتم ) ضت ّ‬
‫ل‬ ‫الّذ ّ‬
‫رعاتها فكّلما جمعت من جانب انتشرت من ( جانب ) آخر ( و ذلك من أجل ما فيكم متتن‬
‫اختلف الهواء و تسّتت الراء المانع من اجتمتتاعكم علتتى متتا فيتته نظتتم أمتتر المعتتاش و‬
‫لت ستتعرنار الحتترب أنتتتم ( متتع متتا فيكتتم متتن الفشتتل و‬
‫صلح حال المعاد ) لبئس لعمتتر ا ّ‬
‫الخوف مضافا إلى سوء الرأى و ضعف الّتدبير و بذلك‬

‫] ‪[ 75‬‬

‫انتم ) تكادون و ل تكيدون ( و يمكربكم عدّوكم و ل تمكرون ‪.‬‬

‫) و تنتقص اطرافكم ( و نواحى بلدكم باغارة العدّو عليها و قتتتل خيتتار أهلهتتا و إحتتداث‬
‫الخراب فيها ) فل ( تغضبون و ل ) تمتعضون ل ينام عنكم ( العيون ) و انتتتم فتتي غفلتتة‬
‫لت‬
‫ل المتخاذلون ( المتثاقلون و أنتم منهم فستغلبون و تقهتترون ) و ايتتم ا ّ‬
‫ساهون غلب و ا ّ‬
‫ن بكم أن لو حمس الوغا و ( اشتّد الهيجا ) استحر الموت ( و استتتعر القتتتل ) قتتد‬‫إّنى لظ ّ‬
‫انفرجتم عن ابن ابى طالب انفراج الّراس ( و تفّرقتم عنه تفّرقا ل رجوع بعده أبدا ‪.‬‬

‫و انفراج الراس مثل أّول من تكّلم به على ما قيل أكثم بن صيفي في وصية له ‪:‬‬

‫ى ل تنفرجوا عند الشدايد انفراج الّراس فاّنكم بعد ذلك ل تجتمعتتون علتتى عتّز و فتتي‬
‫يا بن ّ‬
‫معناه أقوال ‪:‬‬

‫ن الّراس إذا انفرج عن البدن ل يعود ‪.‬‬


‫الّول ما عن ابن دريد و هو إ ّ‬

‫شام يقتتال لهتتا بيتتت‬


‫ن الّراس اسم رجل ينسب إليه قرية من قرى ال ّ‬‫الّثانى ما عن المفضل أ ّ‬
‫الرأس تباع فيها الخمر ‪ ،‬و هذا الّرجل قد انفرج عن قومه و مكتتانه فلتتم يعتتد فضتترب بتته‬
‫المثل ‪.‬‬
‫ن الّراس إذا انفرج بعض عظامه من بعض كان بعيتتدا عتتن اللتيتتام و العتتود إلتتى‬
‫الّثالث أ ّ‬
‫صحة ‪.‬‬
‫ال ّ‬

‫الرابع ما عن القطب الّراوندي و هو أّنه أراد به انفرجتم عني رأسا أى قطعا ‪،‬‬

‫ن رأسا ل يعرف ‪.‬‬


‫شارح المعتزلى بأ ّ‬
‫ورّده ال ّ‬

‫ن المعنى انفراج رأس متتن ادنتتى رأستته إلتتى غيتتره ثتّم حتترف‬
‫الخامس ما عنه أيضا من أ ّ‬
‫ن اليتتد و الّرجتتل‬
‫شارح أيضا بأنه ل خصوصية في الّراس في ذلك فا ّ‬ ‫راسه عنه ‪ ،‬ورّده ال ّ‬
‫إذا ادنيتهما من شخص ثّم حرفتهما عنه فقد تفّرج ما بين ذلك العضو و بينه ‪،‬‬

‫فاىّ معنى لتخصيص الّراس بالّذكر ‪.‬‬

‫ن المعنى انفراج من يريد أن ينجو برأسه ‪.‬‬


‫سادس أ ّ‬
‫ال ّ‬

‫ن المراد انفراج المرأة عن راس ولدها حالة الوضع ‪ ،‬فاّنه حينئذ‬


‫السابع ا ّ‬

‫] ‪[ 76‬‬

‫ستتلم فتتي موضتتع آختتر ‪ :‬انفتتراج المتترأة عتتن‬


‫يكون ‪ 1‬في غاية الشّدة نظير قوله عليتته ال ّ‬
‫قبلها ‪.‬‬

‫ى تقتتدير‬
‫ن العّزاء ل يبالون بمفارقة أحد ‪ ،‬و علتتى أ ّ‬ ‫ن الّراس الّرجل العزيز ‪ ،‬ل ّ‬ ‫الّثامن أ ّ‬
‫ن امتترء يمّكتتن عتتدّوه متتن نفستته ( حتتال‬‫لت ا ّ‬
‫سلم ) و ا ّ‬‫فالمقصود شّدة تفّرقهم عنه عليه ال ّ‬
‫سره ) و يفرى جلتتده ( و يقطعتته أى‬ ‫شم عظمه ( و يك ّ‬ ‫كونه ) يعرق لحمه ( و يأكله ) و يه ّ‬
‫يسّلط عدوه عليه بالّنهب و السر و الستيصال ) لعظيم عجزه ( و ) ضعيف متتا ( يعنتتى‬
‫قلبه الذي ) ضتّمت عليته جوانتح صتدره ( ثتّم ختاطبهم بخطتاب مجمتل متن غيتر تعييتن‬
‫للمخاطب تقريعا و تنفيرا لهم عّما يلزمهم من الحوال الّردية بتمكينهم العدّو متتن أنفستتهم‬
‫ستتلط لتته عليتته كتتن‬
‫فقال ‪ ) :‬أنت فكن ذاك ان شئت ( أى أنت أّيها الممّكن متتن نفستته و الم ّ‬
‫ضعف ‪.‬‬ ‫ذاك المرء الموصوف بالعجز و الجبن و ال ّ‬

‫ن المخاطب بذلك هو الشعث و ل بتتاس بتتأن‬ ‫و يأتي في رواية المالى و كتاب الغارات أ ّ‬
‫ل من أمكن العد و تنفيرا و توبيخا و تبكيتا ) فاّما‬ ‫يكون الخطاب له و المقصود عمومه لك ّ‬
‫ل ( ل اتحّمل ذلك الّتخاذل و ل احتمل أن امّكن عدّوي متتن نفستتي و استّلطه علت ّ‬
‫ى‬ ‫أنا فو ا ّ‬
‫ستتيوف ) المشتترفّية ( التتذى‬
‫يفعل ما يشاء و يريد و ) دون ان اعطى ذلتتك ضتترب ب ( ال ّ‬
‫ل بعد ذلك ( الجهتتاد و‬ ‫سواعد و القدام و يفعل ا ّ‬ ‫) تطير منه فراش الهام و تطيح ( به ) ال ّ‬
‫المناجزة ) ما يشاء ( متتن جعتتل الغلبتتة لتتى أو للعتتدّو علتتى متتا يقتضتتيه الحكمتتة البالغتتة و‬
‫المصلحة الكاملة ‪.‬‬

‫ق ( مثله ) فأّما حّقكم‬


‫ىح ّ‬
‫ن لي عليكم حقا ( يجب عليكم القيام به ) و لكم عل ّ‬
‫) أّيها الّناس إ ّ‬
‫ى ف ( امور أربعة ‪.‬‬ ‫( الذى ) عل ّ‬

‫ستتر و العلنيتتة و حثكتتم علتتى محاستتن الخلق و مكتتارم‬ ‫الّول ) الّنصتتيحة لكتتم ( فتتي ال ّ‬
‫الداب و ترغيبكم على ما فيه حسن الثتتواب فتتي المعتتاش و المتتآب ) و ( الثتتاني ) تتتوفير‬
‫فيئكم عليكم ( و تفريقه فيكم بالقسط و العدل من دون حيف فيه و ميل ) و (‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتت تتتتتت ‪:‬‬

‫ت تتت‬ ‫ت تت‬ ‫تتتت ت‬ ‫تت ت‬ ‫ت‬


‫تتتت تتتتتت تتت ت تتت ت تتت‬

‫] ‪[ 77‬‬

‫الّثالث ) تعليمكم ( ما فيه صلح حتتالكم فتتي المعتتاش و المعتتاد ) كيل تجهلتتوا و ( الرابتتع‬
‫شرعية ) كيما تعلموا ( و تعملوا ‪.‬‬
‫) تأديبكم ( بالداب ال ّ‬

‫) و أما حقى ( الذى ) عليكتتم ف ( أربعتتة أيضتتا الّول ) الوفتتاء بالبيعتتة ( التتذى هتتو أهتمّ‬
‫المور و به حصول الّنظام الكّلي ) و ( الثاني ) النصيحة ( لى ) في المشهد و المغيتتب (‬
‫ب عنى في الغيبة و الحضور ) و ( الّثالث ) الجابة ( لدعائي ) حين أدعوكم ( متتن‬ ‫و الذ ّ‬
‫غير تثاقل فيه و توان و فتور ) و ( الّرابع ) الطاعة ( لمرى ) حين امركم ( و النتهتتاء‬
‫عن نهيى حين انهيكم ‪.‬‬

‫ن منفعة هذه المور ايضا عايدة اليهم في الحقيقتتة إّمتتا فتتي التّدنيا و إّمتتا فتتي‬‫ىأّ‬‫و غير خف ّ‬
‫الخرة إذ قيامهم بها يوجب انتظام الحال و حسن المآل ‪ ،‬و مخالفتهم فيها يتتوجب ختتذلن‬
‫الّدنيا و حرمان الخرة و اختلل الحال مع شّدة الّنكال ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫ستتلم لتتم يكتتن‬


‫قيل آكد السباب في تقاعد الّناس عن أمير المؤمنين أمر المال فاّنه عليتته ال ّ‬
‫ي و ل يصتانع الّرؤستاء و امترآء‬ ‫يفضل شريفا علتى مشتروف ‪ ،‬و ل عربّيتا علتى عجمت ّ‬
‫القبايل كما يصنع الملوك و ل يستميل أحدا إلى نفسه ‪ ،‬و كان معاوية بخلف ذلتتك فتتترك‬
‫ستتلم إلتتى الشتتتر تختتاذل اصتتحابه و‬
‫ي عليتته ال ّ‬
‫الّناس علّيا و التحقوا بمعاوية ‪ ،‬فشكى عل ّ‬
‫فرار بعضهم إلى معاوية ‪.‬‬

‫فقال الشتر ‪ :‬يا أمير المؤمنين إنا قاتلنا أهل البصرة و أهل الكوفة و رأى الّناس واحدة ‪،‬‬
‫ل العدد و أنت تأخذهم بالعتتدل و تعمتتل فيهتتم‬
‫و قد اختلفوا بعد و تعادوا و ضعفت النّية و ق ّ‬
‫شتتريف عنتتدك فضتتل منزلتتة علتتى‬ ‫شتتريف ‪ ،‬فليتتس لل ّ‬ ‫ق و تنصتتف الوضتتيع متتن ال ّ‬
‫بتتالح ّ‬
‫جت طائفة مّمن معك إذ عموا به و اغتّموا من العدل إذ صاروا فيه ‪.‬‬ ‫الوضيع ‪ ،‬فض ّ‬

‫ل متتن‬
‫شرف فتاقت أنفس الّناس إلتتى ال تّدنيا و ق ت ّ‬
‫و رأوا صنايع معاوية عند أهل الغناء و ال ّ‬
‫ق و يشترى الباطل و يؤثر الّدنيا ‪،‬‬‫ليس للّدنيا بصاحب و أكثرهم يحتوى الح ّ‬

‫فان تبذل المال يا امير المؤمنين يميل إليك أعناق الّرجال و تصفو نصيحتهم لك ‪،‬‬

‫] ‪[ 78‬‬

‫ل لك يا امير المؤمنين و كبت أعدائك و فتترق جمعهتتم و اوهتتن‬ ‫و يستخلص وّدهم صنع ا ّ‬
‫ستتلم أّمتتا متتا ذكتترت متتن‬
‫ي عليتته ال ّ‬
‫كيدهم و شتت امورهم اّنه بما يعملون خبير فقتتال علت ّ‬
‫ل يقول ‪:‬‬
‫نا ّ‬
‫عملنا و سيرتنا بالعدل فا ّ‬

‫لم ِلْلَعبيِد « و أنا من أن أكتتون‬


‫ظّ‬‫ك ِب َ‬
‫ن َأساَء َفَعَلْيها َو ما َرّب َ‬
‫سه و َم ْ‬
‫ل صاِلحًا َفِلَنْف ِ‬
‫عِم َ‬
‫ن َ‬
‫» َم ْ‬
‫صرا فيما ذكرت أخوف ‪.‬‬ ‫مق ّ‬

‫لت اّنهتم لتم يفارقونتا متن‬


‫ق ثقل عليهم ففارقونا لذلك فقتد علتم ا ّ‬‫ن الح ّ‬ ‫و أّما ما ذكرت من أ ّ‬
‫ل دنيا زايلة عنهم كان قتتد فارقوهتتا و‬ ‫جور و ل لجأوا إذا فارقونا إلى عدل و لم يلتمسوا إ ّ‬
‫ل عملوا ‪.‬‬
‫ليسألن يوم القيامة ‪ :‬الّدنيا أرادوا ‪ ،‬أم ّ‬

‫و أّما ما ذكرت من بذل الموال و اصتطناع الّرجتال فتاّنه ل يستعنا أن نتؤتي امترءا متن‬
‫ق‪:‬‬‫ل سبحانه و قوله الح ّ‬
‫الفىء اكثر من حّقه و قد قال ا ّ‬

‫لت محّمتتدا‬
‫ن « و قتتد بعتتث ا ّ‬
‫صابري َ‬‫ل َمَع ال ّ‬
‫ل َو ا ُّ‬
‫ن ا ِّ‬
‫ت ِفَئًة َكثيَرًة بِإْذ ِ‬
‫غَلَب ْ‬
‫ن ِفَئٍة َقليَلٍة َ‬
‫» َكْم ِم ْ‬
‫ل ت أن يولينتتا‬
‫ل عليه و آله و سّلم فكّثره بعد القّلة ‪ ،‬و أعّز فئته بعد الّذلة و إن يرد ا ّ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫ل رضا‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫هذا المر يذلل لنا صعبه و يسهل لناحزنه و أنا قايل من رأيك ما كان ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫و أنت من امن الّناس عندى و انصحهم لي و أوثقهم في نفسي إن شاء ا ّ‬

‫ي بتتن إبراهيتتم‬
‫أقول ‪ :‬و يؤيد ذلك ما رواه الكليني في كتاب الّروضة من الكتتافي عتتن عل ت ّ‬
‫ستلم قتال ا ّ‬
‫ن‬ ‫ل عليته ال ّ‬
‫عن محّمد بن عيسى عن يونس عن بعض أصحابه عن أبي عبد ا ّ‬
‫مولى لمير المؤمنين سأله مال فقال يخرج عطائى فاقاسمك هو » عطائى خ ل « فقال ‪:‬‬
‫ستتلم يختتبره بمتتا‬
‫ل اكتفى و خرج إلى معاوية فوصله ‪ ،‬فكتب إلى امير المؤمنين عليتته ال ّ‬
‫ل عليه ‪:‬‬
‫أصاب من المال ‪ ،‬فكتب إليه أمير المؤمنين صلوات ا ّ‬

‫ن ما في يدك من المال قد كان له أهل قبلك و هو صائر إلتتى أهتتل بعتتدك و إّنمتتا‬‫أّما بعد فا ّ‬
‫لك منه ما مّهدت لنفسك فاثر نفسك على صلح ولدك ‪ ،‬فاّنما أنت جامع لحد رجلين إّمتتا‬
‫ل فسعد بما شقيت ‪ ،‬و إّما رجل عمل‬ ‫رجل عمل فيه بطاعة ا ّ‬

‫] ‪[ 79‬‬

‫ل فشقى بما جمعت له ‪ ،‬و ليس من هذين أحد بأهل أن تؤثره على نفستتك و‬
‫فيه بمعصية ا ّ‬
‫ل‪.‬‬‫ل ‪ ،‬وثق لمن بقى برزق ا ّ‬
‫ل تبرد ‪ 1‬له على ظهرك ‪ ،‬فارج لمن مضى برحمة ا ّ‬

‫و في الّروضة أيضا عن عّدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عتتن يعقتتوب بتتن يزيتتد عتتن‬
‫لت و أثنتتى‬
‫ستتلم فحمتتد ا ّ‬
‫ى رفعه قال ‪ :‬خطب أمير المتتؤمنين عليتته ال ّ‬
‫محّمد بن جعفر العقب ّ‬
‫عليه ثّم قال ‪:‬‬

‫لت ختّول ‪2‬‬


‫ن الّنتتاس كّلهتتم أحتترار و لكتتن ا ّ‬
‫ن آدم لتتم يلتتد عبتتدا و ل أمتتة ‪ ،‬و إ ّ‬
‫اّيها الّناس إ ّ‬
‫ل و عتّز ال و حضتتر‬ ‫لت جت ّ‬
‫ن بتته علتتى ا ّ‬‫بعضكم فمن كان له بلء فصبر في الخير فل يم ّ‬
‫شيء و نحن مسّوون فيه بين السود و الحمر ‪.‬‬

‫ل واحتتد ثلثتتة دنتتانير و‬


‫فقال مروان لطلحة و الّزبير ‪ :‬أراد بهذا غير كما ‪ ،‬قال فأعطى ك ّ‬
‫أعطى رجل من النصار ثلثة دنانير ‪ ،‬و جتتاء بعتتد غلم استتود فأعطتتاه ثلثتتة دنتتانير ‪،‬‬
‫فقال النصارى يا أمير المؤمنين هذا غلم اعتقته بتتالمس تجعلنتتى و إيتتاه ستتواء ؟ فقتتال‬
‫ل فلم أجد لولد إسماعيل على ولد اسحاق فضل ‪.‬‬ ‫إّنى نظرت في كتاب ا ّ‬

‫ل بن جعفر بن ابي طتتالب لعل تيّ‬ ‫و في شرح المعتزلي عن هارون بن سعد قال قال عبد ا ّ‬
‫ل أن أبيتتع‬
‫ل ت متتالي نفقتتة إ ّ‬
‫سلم يا أمير المؤمنين لو أمرت لي بمعونة أو نفقة فتتو ا ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫ل أن تأمر عّمك يسرق فيعطيك ‪.‬‬ ‫ل ما أجد لك شيئا إ ّ‬
‫سلم ‪ :‬ل و ا ّ‬
‫داّبتي ‪ ،‬فقال عليه ال ّ‬

‫ى مشوا إليه فقالوا ‪:‬‬


‫ن طايفة من أصحاب عل ّ‬
‫ي بن يوسف المدايني إ ّ‬
‫و عن عل ّ‬

‫ضل هؤلء الشتتراف متتن العتترب و قريتتش علتتى‬ ‫يا أمير المؤمنين اعط هذه الموال و ف ّ‬
‫الموالى و العجم ‪ ،‬و استمل من تخاف خلفه من الّناس و فراره ‪ ،‬و إّنما قالوا له ذلك لمتتا‬
‫كان معاوية يصنع في المال ‪.‬‬

‫ل ل افعل ما طلعت شمس‬


‫فقال لهم أتامرونني أن أطلب الّنصر بالجور ‪ ،‬ل و ا ّ‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتت تتتتتتت تتتتت تتت ت تتت تت تتتت ت‬
‫تتتتتت تت تتتت ت ت تتتت ت ت تتتت تتتت تت ت‬
‫تتتت ت تتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتتتتت ت تتتت تت تتتتتت ت تتتتت تت ت‬
‫تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 80‬‬

‫ل لو كان المال لي لواسيت بينهم فكيف و إّنما هي امتتوالهم‬


‫سماء نجم ‪ ،‬و ا ّ‬
‫و ما لح في ال ّ‬
‫‪،‬‬

‫ثّم سكت طويل و اجما ‪ ،‬ثّم قال ‪ :‬المر أسرع من ذلك قالها ثلثا ‪.‬‬

‫سيد بنحو آخر و هو المأة و السادس و‬


‫ل من ال ّ‬
‫و يأتي رواية هذا الكلم في الكتاب إنشاء ا ّ‬
‫العشرون من المختار في باب الخطب ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫ستتابع عشتتر متتن البحتتار متتن‬


‫ن هذه الخطبة رواها المحّدث المجلستتي فتتي المجلتتد ال ّ‬ ‫اعلم ا ّ‬
‫ل بعتتد ذلتتك متتا يشتتاء ‪ ،‬و روى‬ ‫كتاب مطالب السؤول لمحّمد بن طلحة إلى قوله و يفعل ا ّ‬
‫سيد المحّدث البحراني في كتاب غاية المرام متتن كتتتاب ستتليم بتتن قيتتس‬ ‫فقراتها الخيرة ال ّ‬
‫الهللي في ضمن حديث طويل ‪ ،‬و رواها المحّدث المجلسي ايضا في المجلد الثتتامن متتن‬
‫البحار من كتاب سليم بن قيس الهللي ايضا ‪ ،‬و سيأتى نقل تلك الّرواية في التذييل الّثاني‬
‫ستتابع و الثلثيتتن ‪ ،‬و رواهتتا فيتته ايضتتا متتن كتتتاب الغتتارات بزيتتادة و‬
‫من تذييلي الكلم ال ّ‬
‫شرح ‪.‬‬ ‫نقصان احببت روايتها هنا على ما هو دأبنا في هذا ال ّ‬

‫فأقول في البحار من كتاب الغارات باسناده عن جندب ‪ ،‬و من مجالس المفيد عن الكتتاتب‬
‫عن الّزعفراني عن الثقفي عن محّمد بتتن إستتماعيل عتتن زيتتد بتتن المعتّدل عتتن يحيتتى بتتن‬
‫ل الزدي قال سمعت‬ ‫صالح عن الحرث بن حصيرة عن أبي صادق عن جندب بن عبد ا ّ‬
‫سلم يقول لصتتحابه و قتتد استتتنفرهم أيامتتا إلتتى‬ ‫ي بن أبي طالب عليه ال ّ‬‫أمير المؤمنين عل ّ‬
‫الجهاد فلم ينفروا ‪:‬‬

‫أّيها الّناس اّنى قد استنفرتكم فلم تنفروا ‪ ،‬و نصحت لكم فلم تقبلوا ‪ ،‬فأنتم شهود كأغيتتاب ‪،‬‬
‫و صّم ذووا أسماع ‪ ،‬أتلو عليكم الحكمة ‪ ،‬و أعظكتتم بالموعظتتة الحستتنة ‪ ،‬و أحثكتتم علتتى‬
‫جهاد عّدوكم الباغين ‪ ،‬فما اتى على آخر منطقى حّتى أراكم متفّرقين أيادي سبا ‪ ،‬فاذا أنتتا‬
‫كففت عنكم عدتم إلى مجالسكم حلقا ‪ 1‬عزين‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتت ت تت ت تتت ت ت تتت تت تتتتت ت ت ت‬
‫تتت تت ت تتت تت ت تت ت ت تتت تت ت تتتت ت ت تت‬
‫تت ت تت ت ت ت تتت ت ت تتت تتت ت تتتت ت ت‬
‫تتتتتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 81‬‬

‫تضربون المثال و تتاشدون الشعار ‪ ،‬و تسألون الخبار ‪ ،‬قد نسيتم الستعداد للحتترب ‪،‬‬
‫ل ما غتتزى‬
‫و شغلتم قلوبكم بالباطيل ترّبت أيديكم ‪ ،‬اغزوا القوم من قبل أن يغزوكم فو ا ّ‬
‫ل ذلوا ‪.‬‬
‫قوم قط في عقر ديارهم إ ّ‬

‫ل ما اريكم تفعلتتون حّتتتى يفعلتتون ‪ ،‬و لتتوددت أّنتتى لقيتهتتم علتتى نّيتتتي و بصتتيرتي‬
‫و ايم ا ّ‬
‫ل ‪ 1‬راعيها ‪ ،‬فكّلما ض تّمت متتن جتتانب‬ ‫ل كابل جمة ض ّ‬ ‫فاسترحت من مقاساتكم فما أنتم إ ّ‬
‫ل لكأني بكم لو حمس الوغا و احم ‪ 2‬الباس قد انفرجتم عن‬ ‫انتشرت من جانب آخر ‪ ،‬و ا ّ‬
‫ي بن ابيطالب انفراج الّراس و انفراج المرأة عن قبلها ‪.‬‬ ‫عل ّ‬

‫ل فعلتت كمتا فعتل ابتن‬


‫فقام إليه أشعث بن قيتس الكنتدى فقتال لته ‪ :‬يتا أميتر المتؤمنين فه ّ‬
‫عفان ؟‬

‫ن فعل ابن عّفان لمخزاة على من ل دين له و‬ ‫سلم له ‪ :‬يا عرف الّنار و يلك إ ّ‬
‫فقال عليه ال ّ‬
‫ن امتترءا يمّكتتن عتتدّوه‬
‫لت ا ّ‬
‫ق في يدي و ا ّ‬
‫جة معه فكيف و أنا على بّينة من ربى ‪ ،‬الح ّ‬ ‫لحّ‬
‫من نفسه يخذع ‪ 3‬لحمه و يهشم عظمه و يفري جلتتده و يستتفك دمتته لضتتعيف متتا ضتّمت‬
‫عليه جوانح صدره أنت فكن كذلك إن أحببت فأما أنا فدون أن أعطى ذلك ضرب بالمشر‬
‫ل بعد ما يشاء ‪.‬‬ ‫ف و المعاصم و يفعل ا ّ‬ ‫في يطير منه فراش الهام و تطيح منه الك ّ‬

‫ل عليه و آله فقال‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫فقام أبو أيّوب النصارى خالد بن زيد صاحب منزل رسول ا ّ‬
‫‪:‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتت تتتتتت تت تتت تتتتت تت تت تتت تتت‬
‫تتت تتت تتتتتت تتتتت تتتتت تتت تتتت تت ت‬
‫ت ت تتت تتتت تت ت تت تتت تتت ت ت تت تت‬
‫تتتتتتت ت تتتت ‪.‬‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تت تتتتت ت تتت تتت ت تتتت تتتت تت تتتت‬
‫ت تتت تتتتتت تت تتت ت تت ت تتت تتتتتت تت ت‬
‫تت ت تتت تت ت تتت ت ت ت تت تتت تت تتت ت ت تت‬
‫تت تت تت تتت تت تتت تتت ت تتت ت ت تتت تت تت‬
‫تتت تت تت تتتتت ت تت ت ت ت تتت تت تت تتت‬
‫تتتتتتتت تتتت تتتتت تت تتت تتتت تت تتت ت‬
‫تتتتتتتت تتتت ت تتتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ت تت تتتت ت ت ت ت تت ت تتتت تتت ت تتت ت‬
‫تتتت ت تتتت تت تتتتت ت تتتتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 82‬‬

‫لت قتتد‬
‫نا ّ‬
‫ن أمير المؤمنين قد أسمع من كانت له اذن واعيتتة و قلتتب حفيتتظ ‪ ،‬إ ّ‬ ‫أّيها الناس إ ّ‬
‫ق قبولهتتا ‪ ،‬إّنتته نتتزل بيتتن أظهركتتم ابتتن عتّم نتتبّيكم و ستّيد‬
‫اكرمكم بكرامتتة لتتم تقبلوهتتا حت ّ‬
‫المسلمين من بعده يفقهكم في التّدين و يتدعوكم إلتى جهتاد المحلستين ‪ 1 .‬فكتاّنكم صتّم ل‬
‫يسمعون أو على قلوبكم غلف مطبوع عليها فانتم ل تعقلون ‪،‬‬

‫ل اليس انما عهدكم بالجور و العدوان أمتتس قتتد شتتمل البلء و شتتاع‬ ‫أفل نستحيون عباد ا ّ‬
‫في البلد قد دحق محروم و ملطوم وجهتته و موطتتاء بطنتته و يلقتتى بتتالعراء تستتفى عليتته‬
‫ضتتح إل الثتتواب الهامتتدة و‬‫شتتمس و ال ّ‬ ‫العاصير ل يكنه من الحّر و القتّر و صتتهر ‪ 2‬ال ّ‬
‫شعر البالية ‪.‬‬
‫بيوت ال ّ‬

‫سلم فصدع بالحق و نشتتر العتتدل و عمتتل بمتتا فتتي‬ ‫ل بأمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫حّتى جائكم ا ّ‬
‫ل عليكم و ل توّلتتوا متتدبرين ‪ ،‬و ل تكونتتوا كالتتذين قتتالوا‬ ‫الكتاب ‪ ،‬يا قوم فاشكروا نعمة ا ّ‬
‫ستتيوف ‪ ،‬و استتتعّدوا لجهتتاد عتتدّوكم ‪ ،‬فتتاذا دعيتتتم‬
‫ستتمعنا و هتتم ل يستتمعون ‪ ،‬اشتتحذوا ال ّ‬
‫فأجيبوا ‪ ،‬و إذا امرتم فاسمعوا و أطيعوا ‪ ،‬و ما قلتم فليكن ما اضمرتم عليه تكونتتوا بتتذلك‬
‫صادقين ‪.‬‬
‫من ال ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جمله خطب آنحضرتست در طلب خروج مردمان بمحاربه اهل شام كه ميفرمايد ‪:‬‬

‫اف و پريشانى باد مر شما را بتحقيق كه من ملول شدم از عتاب كردن شما آيتتا راضتتى‬
‫شديد بزندگانى دنيا از حيثيت عوض شدن در آخرت ‪ ،‬و بذلت از حيثيت بتتدل بتتودن از‬
‫عزت ‪ ،‬هر وقت كه شما را دعوت ميكنم بجنك دشمنان خودتان چشمهاى شما مىگردد‬
‫بمنزله اينكه شما از شّدت مرك در گرداب سخت افتادهايد‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتت تتتت تتتتتت ت تتتتتت ت تتتت ت ت‬
‫تتتتتت ت ت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ت تتتت تتت تت تتت ت ت تتتت ت تتت تت تتت‬
‫ت ت ت تتت تت تتتتت ت تتت تت ت تت تتت تتتتت‬
‫تت تت ت ت ت ت ت تت ت تتت ت تتتتت ت تتت تت ت‬
‫تتتتت ت تتتتتت تتتتت ت تتتت تتتتت تت تتت‬
‫تتت ت ت تتتتت ت تتت تتت تتتت تت تتتتتت ت ت‬
‫تتتتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 83‬‬

‫و در غفلت و مدهوشى فرو رفتهايد ‪ ،‬در حالتيكه بسته مىشود بر شما خطاب كردن بتتا‬
‫من ‪.‬‬

‫پس متحير و سرگردان ميمانيد در سخن گفتن و گويا قلبهاى شما مجنونست و ديتتوانگى‬
‫عارض او شده پس شما عقل نداريد و نميفهميد و نيستيد شما از براى من معتمد و محل‬
‫وثوق ابدا ‪ ،‬و نيستيد شما ركنى كه ميل شده باشد بشما در دفع اعتتداء ‪ ،‬و نيستتتيد يتتارى‬
‫دهندگان عزت كه احتياج پيدا شود بشما ‪ ،‬نيستيد مگر بمنزله شتتترانى كتته گمشتتده باشتتد‬
‫راعيان ايشان پس هر گاه جمع كرده شوند آن شترها از طرفى پراكنده ميشتتوند بطتترف‬
‫ديگر ‪.‬‬

‫قسم ببقاى خدا كه بزبانهاى آتش حزبيتتد شتما ‪ ،‬مكتتر ميكننتتد بشتما دشتتمنان و شتما مكتتر‬
‫نميكنيد بايشان ‪ ،‬و نقصان ميپذيرد اطراف بلد شما بجهت قتل و غتتارت أعتتداء و شتتما‬
‫غضب و خشم نمىگيريد از بى غيرتى و بىحميتى ‪ ،‬ختتواب كتترده نمتتى شتتود از شتتما‬
‫يعنتتى دشتتمنها جهتتت كشتتتن شتتما چشتتم بتتالى هتتم نميگذارنتتد و شتتما در ختتواب غفلتتت‬
‫حيرانيد ‪ ،‬و مغلوب شدند بخدا سوگند فرو گذارندگان حرب با دشمنان ‪.‬‬

‫و سوگند بحق خدا بدرستيكه گمان مىبرم بشما آنكه سخت شود كار جنگ و گرم گتتردد‬
‫معركه مرك جدا ميشويد از پسر أبيطالب جدا شدن سر از بدن ‪ ،‬قسم بذات خدا بدرستى‬
‫مردى كه متمكن سازد دشمن خود را از نفس خود در حتالتيكه بختورد آندشتمن گوشتت‬
‫او را ‪ .‬و بشكند استخوان او را ‪ ،‬و پاره پاره كند پوست او را ‪ ،‬هر آينه بزرگست عجز‬
‫آنمرد و سست است آنچيزيكه فراهم آورده شده است بر آنچيز جوانب سينه او ‪.‬‬

‫يعنى ضعيف القلب و جبانست پس تو باش مثل اين عتتاجز كاهتتل اگتتر ختتواهى متصتتف‬
‫باشى باين صفات ‪ ،‬پس أما من بحق خدا كه متحمل اين نميشوم و نزد اين حال كه بدهم‬
‫بدشمن تمكين و تسلط را ‪ ،‬پس زد نيست بشمشير مشرفى كه به پتترد از و كاستته ستتر و‬
‫تباه شود از او ساعدها و قدمها ‪ ،‬و ميكند خداوند بعد از اين حال‬

‫] ‪[ 84‬‬

‫آنچيزيرا كه بخواهد بمقتضاى حكمت بالغه خود ‪.‬‬

‫اى مردمان بدرستيكه مرا بر شما حقى است و شما راست بر من حقتتى ‪ ،‬پتتس أمتتا حتتق‬
‫شما بر من پس نصيحت كردن من است بر شما در نهان و آشكار و تمام كردن غنيمتتت‬
‫شماست بر شما و تعليم دادنست بر شما تا اينكه جاهل نشويد و ادب دادنست بر شتتما تتتا‬
‫اينكه عالم شويد و عمل نمائيد ‪ ،‬و أما حق من بر شما پس وفا كردن شماست بر بيعت ‪،‬‬
‫و اخذ نصيحت است در حضور و غيبت و جواب دادنست در زمانى كه خوانم شتتما را‬
‫ل اعلم بالصواب ‪.‬‬‫و فرمان بردارى نمودنست در زمانى كه فرمايم شما را و ا ّ‬

‫ع عع عععع عع عععع عععععع ععع ععععععع‬

‫لت و إن أتتتى التّدهر‬


‫و هتتى الخامستتة و الثلثتتون متتن المختتتار فتتي بتتاب الخطتتب الحمتتد ّ‬
‫بالخطب الفادح و الحدث الجايل ‪،‬‬

‫لت عليتته‬
‫ن محّمدا عبده و رسوله صتّلى ا ّ‬
‫ل ليس معه إله غيره ‪ ،‬و أ ّ‬
‫لا ّ‬
‫و أشهد أن ل إله إ ّ‬
‫و آله ‪.‬‬

‫شفيق العالم المجّرب تورث الحسرة ‪،‬‬


‫ن معصية الّناصح ال ّ‬
‫أّما بعد فا ّ‬

‫و تعّقب الّندامة ‪ ،‬و قتتد كنتتت أمرتكتتم فتتي هتتذه الحكومتتة أمتتري ‪ ،‬و نخلتتت لكتتم مختتزون‬
‫ي إباء‬
‫رأيى ‪ ،‬لو كان يطاع لقصير أمر ‪ ،‬فأبيتم عل ّ‬

‫] ‪[ 85‬‬

‫المخالفين الجفاة ‪ ،‬و المنابذين العصاة ‪ ،‬حّتى ارتاب الّناصح بنصحه ‪،‬‬

‫ن الّزند بقدحه ‪ ،‬فكنت و إّياكم كما قال أخو هوازن ‪:‬‬


‫وضّ‬
‫أمرتكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم أمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتري بمنعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترج اّللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوى‬
‫ل ضحى الغد‬ ‫فلم تستبينوا الّنصح إ ّ‬

‫ععععع‬

‫) الخطب ( المر العظيم و ) الفادح ( الّثقيل من فدحه الّدين إذا أثقله و ) المج تّرب ( قتتال‬
‫لأّ‬
‫ن‬ ‫الجوهري ‪ :‬الذي قد جّربتته المتور و أحكمتته ‪ ،‬فتان كسترت التّراء جعلتته فتاعل إ ّ‬
‫العرب تكّلمتت بته بالفتتح و ) نختل ( الشتيء إذا صتّفاه ‪ ،‬و منته نختل التدقيق بالمنختل و‬
‫) الجفاة ( جمع الجافي و هو الذى خشن طبعه و ) النبذ ( طرحك الشيء أمامك و ورائك‬
‫أو عام و منه قوله سبحانه ‪:‬‬

‫ن ُأوُتتتوا اْلِكتتتابَ‬
‫ن اّلتتذي َ‬
‫ق ِمت َ‬
‫ق ِلمتتا َمَعُهتْم َنَبتَذ َفريت ٌ‬
‫صّد ٌ‬
‫ل ُم َ‬
‫عْنِد ا ّ‬
‫ن ِ‬
‫ل ِم ْ‬
‫سو ُ‬
‫» و َلّما جاَئُهْم َر ُ‬
‫ستتفلى‬‫ظُهوِرِهْم « و ) الّزند ( العود الذى يقدح به الّنار و هو العلتتى و ال ّ‬ ‫ل َورآَء ُ‬ ‫با ّ‬ ‫ِكتا َ‬
‫الّزندة بالهاء و الجمع زناد مثل سهم و سهام و ) هوازن ( قبيلة و ) منعرج ( الوادى اسم‬
‫فاعل حيث يميل يمنة و يسرة من انعرج الشيء انعطف و ) اللوى ( كالى متتا التتتوى متتن‬
‫الّرمل ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫صفة إلى الموصوف ‪ ،‬قوله ‪:‬‬


‫اضافة المخزون إلى رائي من قبيل اضافة ال ّ‬

‫لو كان يطاع لقصير أمر كلمة لو إما للّتمّنى على ما ذهب إليه بعضهم في قوله ‪ :‬ستتبحانه‬
‫‪:‬‬

‫ن َلنا َكّرًة « و ل تحتتتاج حينئذ إلتتى الجتتواب أو حتترف شتترط و الجتتواب محتتذوف‬
‫» َلْو َأ ّ‬
‫بقرينة المقام ‪ ،‬و القصير‬

‫] ‪[ 86‬‬

‫صته التتتي يتتأتي إليتته الشتتارة ‪ ،‬و تقتتدير‬


‫ل ناصح عصي لق ّ‬
‫اسم رجل يضرب به المثل لك ّ‬
‫ل أّنكتم أبيتتم‬
‫الكلم لو كان يطاع لى أمر أى لو أطعتموني لما اصتابتكم حسترة و ندامتة إ ّ‬
‫ي إباء المخالفين فحّلت بكم الّندامة و صرت و إّياكم كما قال اخو هوازن اه هذا ‪.‬‬
‫عل ّ‬

‫شارح البحراني حيث قال ‪:‬‬


‫و تقدير الجواب بما ذكرناه أولى مّما قّدره ال ّ‬

‫و الّتقدير إّنى أمرتكم أمرى في هتتذه الحكومتتة و نصتتحت لكتتم فلتتو أطعتمتتوني لفعلتتتم متتا‬
‫أمرتكم به و محضت لكم الّنصيحة فيه فافهم جّيدا ‪ ،‬و قوله ‪ :‬أخو هوازن الضافة لدنتتى‬
‫شتتاعر إلتتى تلتتك القبيلتتة ‪ ،‬و هتتذه الضتتافة شتتايعة فتتي كلم‬
‫المناسبة من حيتتث انتستتاب ال ّ‬
‫العرب قال سبحانه ‪:‬‬

‫ط « إلى غير ذلك ‪.‬‬


‫خوُهْم ُلو ٌ‬
‫» َو اْذُكْر َأخا عاٍد ‪ ،‬و قال َلُهْم َأ ُ‬

‫عععععع‬

‫ن عمرو بن العاص و أبا موسى الشعرى لما التقيا بدومة الجندل و قد‬ ‫اعلم أّنه قد روى إ ّ‬
‫حكما في أمر الّناس كان أمير المؤمنين يومئذ قد دخل الكوفة ينتظر متتا يحكمتتان بتته فلمتتا‬
‫سلم ذلك اغتّم له غّما شديدا و وجتتم منتته و‬ ‫تّمت خدعة عمرو لبي موسى و بلغه عليه ال ّ‬
‫قام فخطب الّناس فقال ‪:‬‬

‫ل و إن أتى الدهر بالخطاب الفادح ( الّثقيل ) و الحدث ( العظيم ) الجليل ( نسبة‬ ‫) الحمد ّ‬
‫شر إليه على ما تقّدم بيانه فتتي شتترح‬
‫التيان بالخطب و الحدث إلى الّدهر من قبيل نسبة ال ّ‬
‫الخطبة الحادية و الثلثين ‪ ،‬و في التيان بان الوصلية إشارة إلى أّنتته ستتبحانه ل يختتتص‬
‫ل حال من الّنعمة و البلء و الشدة و‬ ‫حمده بحال دون حال بل ل بّد ان يحمده العبد على ك ّ‬
‫سرآء و الضرآء ‪.‬‬
‫الرضاء و ال ّ‬

‫لت ليتتس معته إلتته غيتتره ( تأكيتتد لمعنتى كلمتتة الّتوحيتد و تقريتر‬
‫لا ّ‬
‫) و أشتتهد أن ل إلتته إ ّ‬
‫ن معصتتية‬‫ل عليه و آله و سّلم أما بعتتد فتتا ّ‬ ‫ن محّمدا عبده و رسوله صّلى ا ّ‬ ‫لمقتضاها ) و أ ّ‬
‫شفيق ( الذي يبعثه شفقته علتتى الّنصتتح‬ ‫الّناصح ( الذي يصّدق فكره و يمحض رأيه و ) ال ّ‬
‫و على‬

‫] ‪[ 87‬‬

‫التتّروي فتتي المتر و ايقتاع التترأى فيتته متن جتّد و اجتهتاد و ) العتالم ( التذي يعلتم وجته‬
‫المصلحة في المور و يكون فيها على بصيرة و ) المجّرب ( الذي حصلت لتته الّتجتتارب‬
‫فكان رأيه و قوله أغلب الصابة للواقع ) تورث الحسرة و تعقب الّندامة ( ‪.‬‬

‫إذا المشير الموصوف بالصفات الربع المذكورة يكون رأيه أغلتتب المطابقتتة متتع الواقتتع‬
‫فاطاعة المستشير لتته موجبتتة لظفتتره علتتى المقصتتود و وصتتوله إلتتى مطلتتوبه و مختتالفته‬
‫سلم المّتصف بتتالعلم‬ ‫مفّوتة للغرض معّقبة للحسرة خصوصا إذا كان المشير مثله عليه ال ّ‬
‫ضتتللة‬‫اللدنى المطابق رأيه للواقع دائما يكون معصية معّقبة للّندامة ألبّتة و موقعتتة فتتي ال ّ‬
‫ل محالة ‪.‬‬

‫سلم كلمته بالشتارة إلتى خطتائهم فتي أمتر الحكومتة الّناشتي متن‬
‫و لذلك أردف عليه ال ّ‬
‫مخالفتهم له و إبائهم عن امتثال أمره فقال ‪ ) :‬و قد كنت أمرتكم في هذه الحكومة امرى (‬
‫صواب ) و نخلت لكتتم مختتزون رأيتتي ( المصتتاب ) لتتو كتتان يطتتاع لقصتتير أمتتر ( لمتتا‬
‫ال ّ‬
‫حصلت الحسرة و الّندامة و قصير هذا هو قصتتير بتتن ستتعد متتولى جزيمتتة البتترش متتن‬
‫ملوك العرب ‪.‬‬

‫ن جزيمة قتل أبا الّزباء ملكة الجزيرة ‪ ،‬فبعث إليه عن حين ليتتتزّوج بهتتا خدعتتة و‬ ‫روى ا ّ‬
‫سألته القدوم عليها فأجابها إلى ذلك و خرج فى ألف فارس و خلف بتتاقي جنتتوده متتع ابتتن‬
‫اخته عمرو بن عدي ‪ ،‬و أشار قصير الى جزيمة أن ل يتتتوجه إليهتتا فلتتم يقبتتل رأيتته فلمتتا‬
‫قرب جزيمة من الجزيرة استقبله جنود الزباء بالعدة و لم يرمنهم إكراما له فأشار قصتتير‬
‫ساء الغتتدر فلتتم يقبتتل فلمتتا دختتل عليهتتا‬‫إليه بالّرجوع عنها و قال إّنها امرءة و من شان الن ّ‬
‫غدرت به و قتلته فعند ذلك قتال قصتتير ‪ :‬ل يطتاع لقصتير أمتتر فيضتترب بتته المثتل لكت ّ‬
‫ل‬
‫ناصح عصي و هو مصيب في رأيه ‪.‬‬

‫ى اباء المخالفين الجفاة و المنابذين العصاة حّتى ارتاب الناصح بنصحه ( هتتذا‬ ‫) فأبيتم عل ّ‬
‫سلم مّتصف بالعلم اللتتدّني فل يمكتتن شتتكه‬
‫محمول على المبالغة لما ذكرنا من أّنه عليه ال ّ‬
‫ق‬
‫سلم في الخطبة الرابعة ما شككت فتتي الح ت ّ‬ ‫فيما رآه صوابا ‪ ،‬و يشهد بذلك قوله عليه ال ّ‬
‫سلم في الخطبة العاشرة ‪ :‬و إنّ معي لبصيرتي متتا لّبستتت علتتى‬ ‫مذرايته ‪ ،‬و قوله عليه ال ّ‬
‫نفسي‬

‫] ‪[ 88‬‬

‫و ل لّبس على ‪.‬‬

‫ن المشتتير الّناصتتح إذا كتتثر‬


‫فالمقصود بذلك الشارة إلتتى شتّدة اتفتتاقهم علتتى الخلف ‪ ،‬فتتا ّ‬
‫صتتلح فتتي المتتر‬ ‫ن نصحه هل هو صواب إذ استتتخراج وجتتوه ال ّ‬ ‫ك في أ ّ‬
‫مخالفوه إّنما يش ّ‬
‫ي منوط على المارات الظّنية و مع اطبتتاق آراء جمتتع كتتثير علتتى خلف متتا‬ ‫أمر اجتهاد ّ‬
‫صواب في خلفه يجوز له أن يتشكك فيمتتا رآه أّنتته‬ ‫ن ال ّ‬ ‫رآه المشير و اّتفاق ظنونهم على أ ّ‬
‫هل هو صواب أم ل ‪.‬‬

‫ن الزند بقدحه ( مثل يضرب لمن يبخل بفوايده متتن أجتتل عتتدم وجتتدانه‬ ‫) و ( قوله ‪ ) :‬ض ّ‬
‫صتتادرة منتته‬‫القابل لها و الهل لستفادتها ‪ ،‬و الزند كناية عن القلب و القدح عن الراء ال ّ‬
‫ستتلم‬‫صدور الّنار من الّزناد ‪ ،‬و هو أيضا جار على المبالغة ‪ ،‬و المقصود به أّنه عليتته ال ّ‬
‫لشّدة ما لقى منهم من الباء و الخلف و العصيان لم يقدح له رأى صالح ) فكنت و إّياكم‬
‫( أى كان حالى معكم في نصحي و مخالفتكم على مع حلول الّندامة بكم ) كما قال ( وريد‬
‫بن الصمة ) اخو هوازن ( في جملة أبيات له ‪:‬‬
‫أمرتهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم امتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترى بمنعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترج اللتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوى‬
‫فلم يستبينوا الّنصح الضحى الغد‬

‫و قبله‬

‫نصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتحت لعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتارض و اصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتحاب عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتارض‬


‫ستتتتتتتتتتتتتتتتوداء و القتتتتتتتتتتتتتتتتوم تمهتتتتتتتتتتتتتتتتدى‬
‫و رهتتتتتتتتتتتتتتتتط بنتتتتتتتتتتتتتتتتي ال ّ‬

‫فقلتتتتتتتتتتتتتتتتتتت لهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم ظنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوا بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتالفى مذحتتتتتتتتتتتتتتتتتتج‬


‫سراتهم في الفارسي المسّرد‬

‫و بعده‬

‫فلمتتتتتتتتتتتتتتتتا عصتتتتتتتتتتتتتتتتوني كنتتتتتتتتتتتتتتتتت منهتتتتتتتتتتتتتتتتم و قتتتتتتتتتتتتتتتتد أرى‬


‫غتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوايتهم و اّننتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى غيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر مهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد‬

‫و متتتتتتتتتتتتتتتتتا أنتتتتتتتتتتتتتتتتتتا إل متتتتتتتتتتتتتتتتتن غزيتتتتتتتتتتتتتتتتتة إن غتتتتتتتتتتتتتتتتتوت‬


‫غوت و إن ترشد غزية ارشد‬

‫ل بن صمة من بني جشم بن معاوية بن بكتتر‬ ‫ن أخاه عبد ا ّ‬ ‫و قصة وريد في هذه القصيدة أ ّ‬
‫ابن هوازن غزا بني بكر بن هوازن فغنم منهم و استاق إبلهم فلما كان بمنعرج اللوى قال‬
‫ل ل أبرح حّتى أنحر النقيعة و هي ما ينحر من الّنهب قبل القسمة و اجيل الستتهام‬ ‫‪:‬لوا ّ‬
‫ن القوم في طلبك فأبي عليه و نحر النقيعة و بات ‪ ،‬فلمتتا‬ ‫‪ ،‬فقال له أخوه وريد ‪ :‬ل تفعل فا ّ‬
‫ل بن الصمة فاستغاث باخيه وريد‬ ‫أصبح هجم القوم عليهم و طعن عبد ا ّ‬

‫] ‪[ 89‬‬

‫ل و حال الليل بين القتتوم فنجتتا‬


‫فنهنه عنه القوم حتى طعن هو أيضا و صرع و قتل عبد ا ّ‬
‫وريد بعد طعنات و جراح حصل له فقال القصيدة هذا ‪.‬‬

‫ستتيد‬
‫صفين أّنه بعد روايته هذه الخطبة مثتتل متتا رواه ال ّ‬
‫و عن نصر بن مزاحم في كتاب ال ّ‬
‫ن هذين الّرجلين الذين اختر تموهما قد نبذا حكم الكتاب ‪ ،‬و أحييامتتا‬ ‫زاد في آخرها ‪ :‬أل إ ّ‬
‫جة و ل بّينتتة و ل ستتنة ماضتتية و اختلفتتا فيمتتا‬
‫ل منهما هواه و حكم بغير ح ّ‬‫أمات و اّتبع ك ّ‬
‫ل ‪ ،‬فاستعّدوا للجهاد و تأّهبوا للمسير واصتتبحوا فتتي معستتكر كتتم‬ ‫حكما فكليهما لم يرشد ا ّ‬
‫يوم كذا ‪.‬‬
‫سير و التواريخ و نقله فتتي‬
‫و ينبغي أن نذكر في المقام كيفّية الّتحكيم ‪ ،‬و قد رواه أرباب ال ّ‬
‫لو‬‫شرح المعتزلي عن نصر بن مزاحم و إبراهيم بن و يزيل و غيرهما متتع إطنتتاب ممت ّ‬
‫شرح مع تلخيص مّنا فأقول ‪:‬‬ ‫نحن نرويه على ما في ال ّ‬

‫شتتام و اعتصتتامهم بتته متتن ستتيوف أهتتل‬


‫شارح ‪ :‬الذى دعا إلى التحكيم طلب أهتتل ال ّ‬
‫قال ال ّ‬
‫العراق فقد كانت أمارات القهر و الغلبة لحت و دلئل النصر و الظفر و ضحت ‪،‬‬

‫شام عن القراع إلى الخداع و كان ذلك برأى عمرو بن العاص ‪ ،‬و هذه الحال‬‫فعدل أهل ال ّ‬
‫وقعت عقيب ليلة الهرير التي يضرب بها المثل ‪.‬‬

‫صفين و هتو ثقتة ثبتت صتحيح النقتل غيتر منستوب إلتى‬


‫قال نصر بن مزاحم في كتاب ال ّ‬
‫هوى و ل إدغال ‪ ،‬و هو من رجال أصحاب الحديث ‪ :‬حّدثنا عمرو بن شمر قال ‪:‬‬

‫ستتلم بالّنتتاس‬
‫ي عليتته ال ّ‬
‫حّدثنى أبو ضرار قال ‪ :‬حّدثني عّمار بن ربيعتتة قتتال ‪ :‬غلتتس عل ت ّ‬
‫صلة الغداة يوم الّثلثاء عاشر شهر ربيع الول سنة سبع و ثلثيتتن ‪ ،‬و قيتتل عاشتتر شتتهر‬
‫شام بعسكر العراق و الّناس على راياتهم ‪ ،‬و زحف إليهتتم أهتتل‬ ‫صفر ثّم زحف إلى أهل ال ّ‬
‫شتتام أشتّد نكايتتة و أعظتتم وقعتتا‬
‫شام و قد كانت الحرب أكلت الفريقين و لكّنها في أهتتل ال ّ‬‫ال ّ‬
‫فقدملوا الحرب و كرهوا القتال و تضعضعت أركانهم ‪.‬‬

‫ستتلح ل يتترى منتته إلّ‬


‫قال ‪ :‬فخرج رجل من أهل العراق على فرس كميت ذنوب عليه ال ّ‬
‫عيناه و بيده الرمح فجعل يضرب رؤوس أهل العراق بالقناة ‪ ،‬و يقتول ‪ :‬ستّووا صتفوفكم‬
‫صفوف و الّرايات استقبلهم بوجهه و ولي أهل‬
‫ل حّتى إذا عدل ال ّ‬
‫رحمكم ا ّ‬

‫] ‪[ 90‬‬

‫ل و أثنى عليه و قال ‪:‬‬


‫شام ظهره ثّم حمد ا ّ‬
‫ال ّ‬

‫لت‬
‫ل الذى جعل فينا ابن عّم نبّيه أقدمهم هجرة و أّولهم اسلما ستتيف متتن ستتيوف ا ّ‬ ‫الحمد ّ‬
‫ل على أعدائه فانظروا إذا حمى الوطيس ‪ 1‬و ثار القتام و تكسر المرءان و جالت‬ ‫صّبه ا ّ‬
‫ل غمغمة أو همهمتتة فتتاّتبعونى و كونتتوا فتتي اثتترى ‪ ،‬ثتّم حمتتل‬
‫الخيل بالبطال فل اسمع إ ّ‬
‫على أهل الشام فكسر فيهم رمحه ثّم رجع فاذا هو الشتر ‪.‬‬

‫ي ابتترز التيّ‬
‫صتتفين يتتا أبتتا الحستتن يتتا علت ّ‬
‫قال ‪ :‬و خرج رجل من أهل الشام فنادى بيتتن ال ّ‬
‫صتتفين ‪ ،‬فقتتال انّ لتتك يتا‬
‫سلم حتى اختلف أعنتاق دابتيهمتتا بيتتن ال ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫فخرج إليه عل ّ‬
‫علي تقدما في السلم و الهجرة هل لك في أمر اعرضه عليك يكون فيه حقن هذه الدماء‬
‫سلم ‪ :‬و ما هو ؟‬ ‫ي عليه ال ّ‬ ‫و تأخر هذه الحروب حتى ترى رايك ؟ قال عل ّ‬
‫قال ‪ :‬ترجع إلى عراقك فنخّلي بينك و بين العراق و نرجع نحن إلى شامنا فتخّلي بيننتتا و‬
‫ن هذه لنصيحة و شتتفقة و أهّمنتى‬ ‫سلم قد عرفت ما عرضت إ ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫شام فقال عل ّ‬
‫بين ال ّ‬
‫ل علتتى‬ ‫ل القتال أو الكفر بما أنزل ا ّ‬
‫هذا المر و أسهرني و ضربت أنفه و عينه فلم أجد إ ّ‬
‫ل تعالى ذكره لم يرض من أوليائه أن يعصى في الرض‬ ‫نا ّ‬
‫ل عليه و آله إ ّ‬
‫محّمد صّلى ا ّ‬
‫و هم سكوت مذعنون ل يأمرون بمعروف و ل ينهون عن منكر ‪ ،‬فوجتتدت القتتتال أهتتون‬
‫ي من معالجة الغلل في جهّنم ‪.‬‬ ‫عل ّ‬

‫قال فرجع الّرجل و هو يستتترجع و زحتتف الّنتتاس بعضتتهم إلتتى بعتتض فتتارتموا بالّنبتتل و‬
‫الحجارة حّتى فنا ‪ ،‬ثّم تطاعنوا بالّرماح حّتى تكسرت و اندقت ‪،‬‬

‫ل وقتتع‬
‫ستتامعون إ ّ‬
‫ستتيوف و عمتتد الحديتتد فلتتم يستتمع ال ّ‬
‫ثّم مشى القوم بعضهم إلى بعض بال ّ‬
‫صتتواعق و متتن جبتال‬ ‫الحديد بعضه على بعض لهو أشد هول في صتدور الّرجتال متتن ال ّ‬
‫شتتمس بتتالّنقع و ثتار القتتتام و القستتطل ‪ 2‬و ضتّلت‬ ‫تهامة يدك بعضتته بعضتتا و انكستتف ال ّ‬
‫اللوية و الّرايات‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تت تتتت ت تت تتتت تتت ت تتت تتت ت ت‬
‫تتتتتت ت تتت تتت تت تتتت تت تت تت تتت تت ت‬
‫تتتتتت تتتتتت ت تتتتتت تتتت تت تتتت تت ت‬
‫تتتتتت ت تت تتت تتتتت تت تت ت تتتت تت ت‬
‫تتتتتت تتتت تت تتتت تتت‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتتتت ت تتتتتت تتتتتت‬

‫] ‪[ 91‬‬

‫ل قبيلة أو كتيبة من القراء بالقلم‬‫و أخذ الشتر يسير فيما بين الميمنة و الميسرة فيأمر ك ّ‬
‫سيوف و عمد الحديد من صلة الغداة من اليوم المذكور إلتتى‬ ‫على التي يليها ‪ ،‬فاجتلدوا بال ّ‬
‫ل صلة ‪ ،‬فلم يزل الشتر يفعل ذلك حّتى أصبح و المعركة خلتتف‬ ‫نصف الليل لم يصّلو ا ّ‬
‫ظهره و افترقوا على سبعين ألف قتيل في ذلك اليوم و تلك الليلة ‪.‬‬

‫و هي ليلة الهرير المشهورة ‪ ،‬و كان الشتر في ميمنة الّناس و ابن عّباس في الميستترة و‬
‫ي في القلب و الّناس يقتتلون ‪ ،‬ثتّم استتمّر القتتال متن نصتف الليتل الثتاني إلتى ارتفتاع‬
‫عل ّ‬
‫شتتام ‪ :‬ازحفتتوا قيتتد ‪1‬‬
‫ضحى و الشتر يقتتول لصتتحابه و هتتو يزحتتف بهتتم نحتتو أهتتل ال ّ‬
‫ال ّ‬
‫رمحي هذا و يلقي رمحه فاذا فعلوا ذلك قال ارجفوا قاب هذا القوس فاذا فعلوا ذلك سألهم‬
‫ل ان ترضتعوا‬ ‫ل أكثر الّناس من القدام فلّمتا رأى ذلتك قتال ‪ :‬اعيتذكم بتا ّ‬ ‫مثل ذلك حّتى م ّ‬
‫الغنم ساير اليوم ‪ ،‬ثّم دعا بفرسه و ركز رايته و كانت مع حّيان بن هوذة الّنخعتي و ستار‬
‫ل و يقاتل مع الشتر حّتى يظهتتر أو يلحتتق‬ ‫بين الكتائب و هو يقول ‪ :‬أل من يشرى نفسه ّ‬
‫ل فل يزال الّرجل من الّناس يخرج إليه فيقاتل معه قال نصر ‪ :‬و حتّدثنى عمتترو قتال ‪:‬‬ ‫با ّ‬
‫حّدثني أبو ضرار قال حّدثني عّمار بن ربيعة قال ‪ :‬مّربي الشتر فأقبلت معه حّتى رجتتع‬
‫إلى المكان الذي كان به ‪ ،‬فقام في أصتتحابه فقتتال ‪ :‬شتّد و افتتداء لكتتم عّمتتي و ختتالي شتّدة‬
‫ل و تغزون بها الدين إذا أنا حملت فاحملوا ‪ ،‬ثّم نزل و ضرب وجه داّبته و‬ ‫ترضون بها ا ّ‬
‫قال لصاحب رايته ‪ :‬تقّدم فتقّدم بها ثّم شّد علتتى القتتوم و شتّد معتته أصتتحابه فضتترب أهتتل‬
‫الشام حّتى انتهى بهم إلى معسكرهم فقاتلوا عند العسكر قتال شديدا و قتل صاحب رايتهم‬
‫سلم لما راى الظفر قد جاء من قبله يمّده بالّرجال ‪.‬‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫و أخذ عل ّ‬

‫سلم خطيبتتا‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫و روى نصر عن رجاله قال ‪ :‬لّما بلغ القوم إلى ما بلغوا إليه قام عل ّ‬
‫ل و أثنى عليه و قال ‪:‬‬
‫فحمد ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتت ت تتتتت تتتتتتت تتت‬

‫] ‪[ 92‬‬

‫ل آختتر نفتتس و إنّ‬ ‫أّيها الّناس قد بلغ بكم المتتر و بعتتدّوكم متتا قتتد رأيتتتم و لتتم يبتتق منهتتم إ ّ‬
‫المور إذا أقبلت اعتبر آخرها بأّولها ‪ ،‬و قد صبر لكتتم القتتوم علتتى غيتتر ديتتن حّتتتى بلغنتتا‬
‫لت قتتال فبلتتغ ذلتتك معاويتتة ‪ ،‬فتدعا‬ ‫منهم ما بلغنا ‪ ،‬و أنا غاد عليهم بالغتتداة احتتاكمهم إلتتى ا ّ‬
‫ي علينتتا بالفضتتل فمتتا‬ ‫عمرو بن العاص و قال ‪ :‬يا عمتترو إّنمتتاهى الليلتتة حّتتتى يغتتد و علت ّ‬
‫ن رجالك ل يقومون لرجاله و لست مثله هو يقاتلك على امر و أنتتت تقتتاتله‬ ‫ترى ؟ قال ‪ :‬إ ّ‬
‫على غيره ‪ ،‬أنت تريد البقاء و هتو يريتد الفنتاء و أهتل العتراق يختافون منتك إن ظفترت‬
‫شام ل يخافون علّيا إن ظفر بهم و لكن ألق إلى القوم أمرا إن قبلوه اختلفتتوا‬ ‫بهم ‪ ،‬و أهل ال ّ‬
‫ل حكما فيما بينك و بينهم ‪ ،‬فاّنك بالغ به حاجتك في‬ ‫و إن رّدوه اختلفوا ادعهم إلى كتاب ا ّ‬
‫القوم و إّنى لم أزل اّدخر هذا المر لوقت حاجتتتك إليتته ‪ ،‬فعتترف معاويتتة ذلتتك و قتتال لتته‬
‫لت‬‫صدقت قال نصر ‪ :‬و حّدثنا عمرو بن شمر عن جتابر بتتن نميتتر النصتاري قتال ‪ :‬و ا ّ‬
‫لكأّني أسمع علّيا يوم الهرير و ذلك بعد ما طحنت رحى مدحتتج فيمتتا بينهتتا و بيتتن عتتك و‬
‫شتتمس و قتتام‬ ‫لخم و جذام و الشعريين بأمر عظيم تشيب منه النواصتتى حّتتتى استتتقامت ال ّ‬
‫سلم يقول لصحابه ‪ :‬حّتى متى نخّلى بين هذين الحّيين قد فنيتتا‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫قائم الظهر و عل ّ‬
‫ل عّز و جل‬ ‫ل ثّم استقبل القبلة و رفع يديه إلى ا ّ‬ ‫و أنتم وقوف تنظرون أما تخافون مقت ا ّ‬
‫لت يتتا التته محّمتتد اللهتّم إليتتك‬
‫ل يا رحمن يا رحيم يا واحد يا أحد يا صمد يا ا ّ‬ ‫و نادى ‪ :‬يا ا ّ‬
‫نقلت القدام و أفضت القلوب و رفعت اليتتدى و متّدت العنتتاق و شخصتتت البصتتار و‬
‫طلبت الحوائج ‪ ،‬اللهّم إّنا نشكو إليك غيبة نبّينا و كثرة عدّونا و تشّتت أهوائنا ‪ ،‬رّبنا افتتتح‬
‫ل ‪ ،‬ثتّم نتادى ل إلته إلّ‬ ‫بيننا و بين قومنا بالحق و أنت خير الفاتحين ‪ ،‬سيروا على بركة ا ّ‬
‫لت‬‫ق نبّيا ما سمعنا رئيس قوم منذ خلتتق ا ّ‬ ‫ل أكبر قال ‪ :‬فل و الذي بعث محّمدا بالح ّ‬
‫لوا ّ‬‫ا ّ‬
‫ستتلم إّنتته قتتتل فيمتتا‬
‫سماوات و الرض أصاب بيده في يوم واحد مثل ما أصاب عليتته ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ذكره العادون زيادة على خمسمأة من أعلم العرب يخرج بسيفه منحنيا فيقول معذرة إلى‬

‫] ‪[ 93‬‬

‫لت‬
‫ل و إليكم من هذا لقد هممت أن افلقه ‪ 1‬و لكتتن يحجزنتي عنته إّنتي ستمعت رستتول ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ي و أنتتا قاتتتل بتته دونتته ‪ 2 .‬قتتال فكّنتتا نأختتذه‬‫ل عل ّ‬
‫ل ذو الفقار و ل فتى إ ّ‬ ‫يقول ‪ :‬ل سيف إ ّ‬
‫ل ما ليت بأشّد نكايتتة منتته‬ ‫صف فل و ا ّ‬ ‫فنقّومه ثّم يتناوله من أيدينا فينقحم به في عرض ال ّ‬
‫سلم في ليلة هتتذا اليتتوم و‬ ‫في عدوه و لنعم ما قال في كشف الغمة في وصف حاله عليه ال ّ‬
‫ل زلتتزل قتتدمه ‪،‬‬ ‫ل أراق دمه ‪ ،‬و ل بطل إ ّ‬ ‫سلم شجاعا إ ّ‬ ‫هي ليلة الهرير ‪ :‬فما لقى عليه ال ّ‬
‫ل قصتتر عمتتره و أطتتال نتتدمه ‪ ،‬و ل جمتتع نفتتاق إ ّ‬
‫ل‬ ‫ل أعدمه ‪ ،‬و ل قاستتطا إ ّ‬ ‫و ل مريدا إ ّ‬
‫ل هتتدمه ‪ ،‬و كتان كّلمتتا قتتتل فارستتا أعلتتى بتتالتكبير فاحصتتيت‬ ‫فّرقتته ‪ ،‬و ل بنتتاء ضتتلل إ ّ‬
‫تكبيراته ليلة الهرير فكانت خمسمأة و ثلثا و عشرين تكبيرة بخمسمأة و ثلثة و عشرين‬
‫سعير ‪.‬‬
‫قتيل من أصحاب ال ّ‬

‫ن قتله عرفوا‬ ‫و قيل إّنه فتق نيفق ‪ 3‬درعه لثقل ما كان يسيل من الّدم على ذراعه و قيل إ ّ‬
‫ط ‪ ،‬و كانت‬ ‫ن ضرباته كانت على و تيرة واحدة إن ضرب طول قّد أو عرضا ق ّ‬ ‫بالّنهار فا ّ‬
‫كأنها مكّواة بالّنار قال نصر ‪ :‬فحّدثنا عمرو بن شتتمر عتتن جتتابر قتتال ‪ :‬ستتمعت تميتتم بتتن‬
‫جزيم يقول ‪:‬‬

‫شتتام فتتي وستتط الفليتتق ‪4‬‬


‫لّما أصبحنا من ليلة الهرير نظرنا فاذا أشباه الّرايتتاة أمتتام أهتتل ال ّ‬
‫ي و معاويتتة ‪ ،‬فلّمتتا أستتفرنا إذا هتتي المصتتاحف قتتد ربطتتت فتتي أطتتراف‬ ‫حيال موقف علت ّ‬
‫الّرماح و هي عظام مصتاحف العستكر ‪ ،‬و قتد شتّدوا ثلثتة رمتاح جميعتا و ربتط عليهتا‬
‫طفيتتل ‪:‬‬
‫مصحف المسجد العظم يمسكه عشرة رهط قال نصر ‪ :‬و قال أبو جعفر و أبو ال ّ‬
‫ل مخبية ‪ 5‬مأتي مصتتحف فكتتان‬ ‫سلم بمأة مصحف و وضعوا في ك ّ‬ ‫استقبلوا علّيا عليه ال ّ‬
‫جميعها خمسمأة مصحف ‪ ،‬قال أبو جعفر‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتت تتتت‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تت تتتت‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬تتت ت تتت تت ت تت تت تتتتت ت ت تتتت ت‬
‫تتتت ت تت تت تت تتت ت ت تتت ت تتت تت تت ت‬
‫تتتتتت تتتتت تتتتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬تتتتتت تتتتتتت‬

‫‪-----------‬‬
‫تت‬ ‫‪ ( 5‬تتتتتت ت تتت ت تتت تت تتتتت‬ ‫)‬
‫تتتتتتتتت تتتتتتت ت تتتتتتت‬

‫] ‪[ 94‬‬

‫سلم ‪ ،‬و قام أبو شريح حيتتال الميمنتتة ‪ ،‬و ورقتتا‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫ثّم قال الطفيل بن أدهم حيال عل ّ‬
‫لت فتي النستاء و البنتات و البنتاء‬ ‫لا ّ‬‫بن المعتمر حيال الميسرة ثّم نادوايا معشر العرب ا ّ‬
‫لت بيننتتا و‬
‫ل في دينكتتم هتتذا كتتتاب ا ّ‬
‫لا ّ‬‫من الّروم و التراك و أهل الفارس غدا إذا فنيتم ا ّ‬
‫بينكم ‪.‬‬

‫سلم ‪ :‬اللهّم إّنك تعلم أنهم ما الكتاب يريدون ‪ ،‬فاحكم بيننتتا و بينهتتم إّنتتك‬
‫ي عليه ال ّ‬‫فقال عل ّ‬
‫ل لنتتا‬
‫ق المبين فطائفة قالت القتال و طائفتتة قتتالت المحاكمتتة إلتتى الكتتتاب و ل يحت ّ‬‫أنت الح ّ‬
‫الحرب ‪ ،‬و قد وعينا إلى حكم الكتاب فعند ذلك بطلت الحرب و وضعت أو زارها ‪.‬‬

‫سلم قال ‪ :‬لمتتا‬‫قال نصر ‪ :‬و حّدثنا عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر الباقر عليه ال ّ‬
‫لت ل نتتبرح اليتتوم العرصتتة حّتتتى نمتتوت أو‬ ‫كان اليوم العظم قال أصحاب معاويتتة ‪ :‬و ا ّ‬
‫سلم ‪ :‬مثل ذلك فباكروا القتتال غتدوة فتي‬ ‫يفتح لنا ‪ ،‬و قال أصحاب أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫يوم من إّيام الشتتعرى طويتتل شتتديد الحتّر ‪ ،‬فتتتراموا حّتتتى فنيتتت الّنبتتال و تطتتاعنوا حّتتتى‬
‫تقصفصت الّرماح ‪.‬‬

‫سيوف حّتتتى تكسترت جفونهتتا ‪ ،‬و‬ ‫ثّم نزل القوم عن خيولهم و مشى بعضهم إلى بعض بال ّ‬
‫ستتامعون إ ّ‬
‫ل‬ ‫قام الفرسان في الركب ‪ ،‬ثّم اضطربوا بالسّيوف و عمد الحديد ‪ ،‬فلم يستتمع ال ّ‬
‫شمس و ثار القتام و‬ ‫تغمغم القوم و صليل ‪ 1‬الحديد في الهام و تكادم ‪ 2‬الفواه و كسفت ال ّ‬
‫ل تكبيرا و نتتادت‬‫لا ّ‬‫ن ّ‬‫صلت اللوية و الّرايات و مّرت مواقيت أربع صلة ما يسجد فيه ّ‬
‫ل في الحربات من النساء و البنات ‪،‬‬ ‫لا ّ‬‫المشيخة ‪ 3‬في تلك الغمرات ‪ :‬يا معشر العرب ا ّ‬
‫سلم و هو يحّدثنا بهذا الحديث ‪.‬‬
‫قال جابر فبكى أبو جعفر عليه ال ّ‬

‫قال نصر و أقبل الشتر على فرس كميت محذوف و قد وضع مغفره على قربوس‬
‫‪-----------‬‬
‫تت ‪.‬‬
‫) ‪ ( 1‬تت تتتتتتت تتت تتتتت تت‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتت تت تتت ت ت تتتت تتت ت تت ت تت تت‬
‫تتتتتت‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬تتتتتتت تتت تتتتت‬

‫] ‪[ 95‬‬

‫شمس متتن‬
‫سرج و هو يقول ‪ :‬اصبروا يا معشر المؤمنين فقد حمى الوطيس و رجعت ال ّ‬‫ال ّ‬
‫الكسوف و اشتّد القتال و اخذت السباع بعضها بعضا ‪.‬‬

‫فقال رجل في تلك الحال ‪ :‬اى رجل هذا لو كانت له نّية ‪ ،‬فقال له صاحبه ‪:‬‬

‫ن رجل كمتتا تتترى قتتد ستتبح فتتي التّدم و متتا‬‫ى نية أعظم من هذه ثكتك اّمتتك و هبلتتتك ا ّ‬
‫وا ّ‬
‫اضجرته الحرب و قد غلت هام الكماة من الحتترب و بلغتتت القلتتوب الحنتتاجر و هتتو كمتتا‬
‫ترى جزع يقول هذه المقالة اللهّم ل تبقنا بعد هذا ‪.‬‬

‫لت ليلتتة‬
‫شعبي عن صعصعة اّنه بتتدر متن الشتعث بتن قيتتس لعنتته ا ّ‬ ‫قال نصر ‪ :‬و روى ال ّ‬
‫الهرير قول نقله الناقلون إلى معاوية فاغتنمه و بنا عليه تدبيره ‪.‬‬

‫و ذلك اّنه خطب أصحابه متتن كنتتده تلتتك الليلتتة و قتتال فتتي خطبتتته ‪ :‬قتتد رأيتتتم يتتا معشتتر‬
‫ل ت لقتتد بلغتتت‬‫المسلمين ما قد كان في يومكم هذا الماضي و ما قد فني فيه من العرب فو ا ّ‬
‫ل ان ابلغ فما رأيت مثل هذا اليوم قط ‪ ،‬ال فليبلغ الشاهد الغايب إّنتتا ان‬ ‫ن ما شاء ا ّ‬
‫من الس ّ‬
‫ل ما أقول هذه المقالتتة جزعتتا‬ ‫نحن تواقفنا غدا اّنه لفنت العرب وضّيعت الحرمات أما و ا ّ‬
‫ن أخاف على الّنساء و ال تّذراري غتتدا إذا فنينتتا و نحتتو ذلتتك‬ ‫عن الحرب و لكني رجل مس ّ‬
‫ب الكعبة فدّبر تلك الليلتتة متتا‬ ‫مّما يخذلهم عن القتال فلّما بلغ ذلك معاوية قال ‪ :‬أصاب و ر ّ‬
‫دّبر من رفع المصاحف على الّرماح ‪ ،‬فأقبلوا بالمصاحف و رفعوها فتتي رؤوس الّرمتتاح‬
‫و قد قلدوها الخيل و مصحف دمشق العظم يحمله عشرة رجال علتتى رؤوس الّرمتتاح و‬
‫ى بن حاتم فقال ‪ :‬يا أمير المؤمنين إّنه لتتم‬ ‫ل بيننا و بينكم قال ‪ :‬فجاء عد ّ‬ ‫هم ينادون كتاب ا ّ‬
‫ل مقروح و لكّنا أمثل بقّيتتة منهتتم و قتتد‬ ‫ل و قد اصيب منهم مثلها ‪ ،‬و ك ّ‬ ‫يصب مّنا عصبة إ ّ‬
‫ب فناجزهم و قام الشتر فقتتال يتتا أميتتر المتتؤمنين‬ ‫ل ما نح ّ‬ ‫جزع القوم و ليس بعد الجزع إ ّ‬
‫ق‪،‬و‬ ‫ل الحت ّ‬‫لت و ل طلبنتتا إ ّ‬‫لا ّ‬‫ل ما أجبناك و ل نصرناك على الباطل و ل أجبنا إ ّ‬ ‫إّنا و ا ّ‬
‫لو دعانا غيرك إلى ما دعوتنا إليه‬
‫] ‪[ 96‬‬

‫ق مفطمه و ليس لنا معك رأى ‪.‬‬


‫لستشرى ‪ 1‬فيه الّلجاج و طال فيه الّنجوى و قد بلغ الح ّ‬

‫فقام الشعث بن قيس مغضبا و قال ‪ :‬يا أمير المؤمنين انالك اليوم على ما كّنا عليه أمتتس‬
‫شتتام‬‫و ليس آخر أمرنا كأّوله و ما من القوم أحد أحنى على أهل العراق و ل أوتر لهل ال ّ‬
‫ب الّنتتاس البقتتاء و‬
‫ق بتته منهتتم و قتتد أحت ّ‬‫ل عّز و جل فاّنك أح ّ‬ ‫مّنى فأجب القوم إلى كتاب ا ّ‬
‫ل جتتانب‬ ‫ستتلم هتتذا أمتتر ننظتتر فيتته فنتتادى الّنتتاس متتن كت ّ‬‫ي عليتته ال ّ‬‫كرهوا القتال فقال علت ّ‬
‫لت و لكتن‬ ‫ق متن أجتاب إلتى كتتاب ا ّ‬ ‫سلم أّيها الّناس إّني أحت ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬ ‫الموادعة ‪ ،‬فقال عل ّ‬
‫معاوية و عمرو بن العاص و ابن أبي معيط و ابن أبي سرج و ابن مسلة ليسوا بأصحاب‬
‫دين و ل قرآن إني أعرف بهم منكم صحبتهم صغارا و رجال فكتانوا شتّر صتتغار و شتّر‬
‫ق يراد بها باطل إنهم ما رفعوهتتا إنهتتم يعرفونهتتا و ل يعملتتون‬ ‫رجال و يحكم إنها كلمة ح ّ‬
‫ولكنها الخديعة و الوهن و المكيدة أعيروني سواعدكم و جماجمكم ستتاعة واحتدة فقتتد بلتغ‬
‫ل ان يقطع دابر الذين ظلموا فجتتائه متتن أصتتحابه زهتتاء عشتترين‬ ‫ق مقطعه و لم يبق إ ّ‬ ‫الح ّ‬
‫ألفا مقنعين في الحديد شاكي ستتيوفهم علتتى عتتواتقهم و قتتد استتودت جبتتاههم متتن الستتجود‬
‫يتقّدمهم مسعر بن فدكى و زيد بن حصين و عصابة من القراء الذين صاروا خوارج متتن‬
‫ل اذ دعيت إليه و إ ّ‬
‫ل‬ ‫ي أجب القوم إلى كتاب ا ّ‬ ‫بعد فنادوه باسمه ل بامرة المؤمنين ‪ :‬يا عل ّ‬
‫ل لنفعلّنها إن لم تجبه فقال لهم و يحكم أنا أّول من دعا إلتتى‬ ‫قتلناك كما قتلنا ابن عفان فو ا ّ‬
‫ل لي و ل يسعني في ديني أن ادعتى إلتى كتتاب‬ ‫ل و أّول من أجاب إليه و ليس يح ّ‬ ‫كتاب ا ّ‬
‫ل فيما أمرهتتم و نقضتتوا‬ ‫ل فل أقبله إّني إنما أقاتلهم ليدينوا بحكم القرآن فانهم قدعصوا ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫عهده و نبذوا كتابه ‪ ،‬و لكني قد‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ت تتت تتتت تتتتت تتتت تتتتتت ت تت تتت‬
‫تت ت تتت تت ت تت ت تت ت ت ت ت تتتتت تت ت تت ت‬
‫تتتتتت تتتتتتت ت‬

‫] ‪[ 97‬‬

‫اعلمتكم أّنهم قد كادوكم و أّنهم ليس العمل بالقرآن يريدون ‪.‬‬

‫قالوا ‪ :‬فابعث إلى الشتر ليأيتينك و قد كان الشتر صبيحة ليلتتة الهريتتر قتتد اشترف علتى‬
‫عسكر معاوية ليدخله ‪.‬‬
‫قال نصر ‪ :‬فحدثني فضيل بن خديج قال سأل مصعب إبراهيم بن الشتر عن الحال كيف‬
‫ي حين بعث إلى الشتر ليتتأتيه و قتتد كتتان الشتتتر أشتترف علتتى‬ ‫كانت ‪ ،‬فقال كنت عند عل ّ‬
‫سلم يزيد بن هاني أن ائتني به ‪،‬‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫عسكر معاوية ليدخله فأرسل إليه عل ّ‬

‫ساعة التي ينبغتتي لتتك أن تزيلنتتي عتتن‬


‫فأتاه فأبلغه فقال له الشتر ‪ :‬آتيه فقل له ليس هذه ال ّ‬
‫موقفي إّني قد رجوت الفتخ فل تعجلني ‪.‬‬

‫ل أن انتهتتى حّتتتى ارتفتتع الّرهتتج ‪ 1‬و علتتت‬‫سلم فأخبره فما هو إ ّ‬ ‫فرجع يزيد إليه عليه ال ّ‬
‫الصوات من قبل الشتر و ظهرت دليل الفتح و الّنصر لهل العتتراق و دلئل الختتذلن‬
‫ل بالقتتتال قتتال ‪:‬‬
‫ل ما نراك أمرتتته إ ّ‬
‫سلم و ا ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬‫شام فقال القوم لعل ّ‬‫و الدبار لهل ال ّ‬
‫ل كّلمته على رؤوستتكم علنيتتة و أنتتتم تستتمعون ؟‬ ‫أرايتموني شاورت رسولي إليه أليس إ ّ‬
‫ل اعتزلناك ‪.‬‬ ‫لوا ّ‬ ‫قالوا ‪ :‬فابعث إليه فليأتك و إ ّ‬

‫ن الفتنته قتد وقعتت فأتتاه فتأخبره فقتال‬‫ي فا ّ‬


‫سلم ويحك يا يزيد قل له ‪ :‬أقبل إل ّ‬
‫فقال عليه ال ّ‬
‫لت لقتد ظننتتت أّنهتتا حيتن رفعتتت‬
‫الشتر ‪ :‬أبرفع هذه المصاحف ؟ قال ‪ :‬نعم قال ‪ :‬أمتا و ا ّ‬
‫سيوقع اختلفا و فرقة إّنها مشورة ابن الّنابغة ‪ ،‬ثّم قال ليزيد بن هانى ويحك أل ترى إلى‬
‫ل لنا أينبغي أن ندع هذا و ننصرف‬ ‫الفتح أل ترى إلى ما يلقون أل ترى إلى الذي يصنع ا ّ‬
‫عنه ‪.‬‬

‫ب أنك ظفرت ههنا و أن أمير المؤمنين بمكانه الذي هتتو يفتترج عنتته و‬ ‫فقال له يزيد ‪ :‬أتح ّ‬
‫ب ذلك ‪ ،‬قال ‪ :‬فاّنهم قد قالوا له و حلفتتوا‬
‫ل ل أح ّ‬
‫للوا ّ‬ ‫يسلم إلى عّدوه ‪ ،‬فقال ‪ :‬سبحان ا ّ‬
‫ن الى الشتر فليأتيّنك أو لنقتلّنك بأسيافنا كما قتلنا عثمان ‪،‬‬
‫عليه ‪ :‬لترسل ّ‬

‫أو لنسّلمنك إلى عدّوك ‪.‬‬

‫ل و الوهن أحين علوتم القوم و ظنوا‬


‫فأقبل الشتر حّتى انتهى إليهم فصاح يا أهل الذ ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫تت تتتتتت‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتت ت تتت‬

‫] ‪[ 98‬‬

‫لت‬
‫لت تركتوا متا أمتر ا ّ‬
‫أّنكم لهم قاهرون رفعوا المصاحف يدعونكم التى متا فيهتا و قتدو ا ّ‬
‫فيها ‪ ،‬و تركوا سّنة من انزلت اليه فل تجيبوهم أمهلوني فواقا ‪ ،‬فاّني قد احسست بالفتح ‪،‬‬
‫قالوا ‪ :‬ل نمهلك ‪ ،‬قال ‪ :‬فامهلوني عدوة الفرس فاّني قد طمعت الّنصر ‪ ،‬قالوا ‪:‬‬

‫إذن ندخل معك في خطيئتك ‪.‬‬


‫قال ‪ :‬فحّدثوني عنكم و قد قتل أماثلكم و بقى أراذلكم متى كنتم محّقين أحيتتن كنتتتم تقتلتتون‬
‫شام فأنتم الن حيتن أمستكتم عتن قتتالهم مبطلتون ‪ ،‬أم أنتتم الن فتي إمستاككم عتن‬ ‫أهل ال ّ‬
‫القتال محّقون فقتلكم إذن الذين ل تنكرون فضلهم و أّنهم خير منكم في الّنار ‪.‬‬

‫لت إّنتتا لستتنا نطيعتتك فاجتبنتتا ‪1‬‬


‫ل و ندع قتالهم في ا ّ‬ ‫قالوا ‪ :‬دعنا منك يا أشتر قاتلناهم في ا ّ‬
‫ل فانختتدعتم ‪ ،‬و دعيتتتم إلتتى وضتتع الحتترب فتأجبتم يتتا أصتحاب الجبتتاه‬ ‫فقال ‪ :‬خدعتم و ا ّ‬
‫ل إلتتى‬‫لت فل أرى فراركتتم إ ّ‬ ‫ن صلتكم زهادة في التّدنيا و شتتوقا إلتتى لقتتاء ا ّ‬ ‫سود كنا نظ ّ‬
‫ال ّ‬
‫الّدنيا و من الموت أل فقبحا يا اشتتباه النيتتب ‪ 2‬الجللتتة متتا أنتتتم برائيتتن بعتتدها عتّزا أبتتدا‬
‫فابعدوا كما بعد القوم الظالمين ‪ ،‬فسّبوه و سّبهم و ضربوا بسياطهم وجتته دابتتته و ضتترب‬
‫سلم فكّفوا ‪.‬‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫بسوطه وجوه دواّبهم و صاح بهم عل ّ‬

‫صف علي الصتتف نصتترع القتتوم فتصتتايحوا أن‬ ‫و قال الشتر ‪ :‬يا أمير المؤمنين أحمل ال ّ‬
‫أمير المؤمنين قتتد قبتتل الحكومتتة و رضتتي بحكتتم القتترآن ‪ ،‬فقتتال الشتتتر ‪ :‬إن كتتان أميتتر‬
‫المؤمنين ‪ ،‬قد قبل و رضي فقتتد رضتتيت بمتتا يرضتتى بتته أميتتر المتتؤمنين ‪ ،‬فأقبتتل الّنتتاس‬
‫سلم ساكت ل يفيتتض‬ ‫يقولون قد قبل أمير المؤمنين قد رضي أمير المؤمنين و هو عليه ال ّ‬
‫بكلمة مطرق إلى الرض ثّم قام فسكت الّناس كّلهم ‪.‬‬

‫ب إلتتى أن أختتذت منكتتم‬ ‫ن أمرى لم يزل معكم على متتا أحت ّ‬


‫سلم ‪ :‬أّيها الّناس إ ّ‬‫فقال عليه ال ّ‬
‫ل أخذت منكم و تركت و أخذت من عدّوكم فلم تترك و إنها فيهتتم أنكتتى‬ ‫الحرب ‪ ،‬و قدو ا ّ‬
‫ل أّنى كنت أمس أمير المؤمنين فأصبحت اليوم مأمورا ‪ ،‬و كنت ناهيا فأصبحت‬ ‫و أنهك إ ّ‬
‫منهيا ‪ ،‬و قد أحببتم البقاء و ليس لى أن أحملكم على ما تكرهون ‪ ،‬ثّم قعد ‪،‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتتت ت تتتتت ت تتتتتت تتت تتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتتتتت ت تتتتتت تتتتتت تتتتتت ت ‪.‬‬

‫] ‪[ 99‬‬

‫سلم ‪.‬‬
‫ل قال ما يراه و يهواه إّما من الحرب أو من ال ّ‬
‫ثّم تكّلم رؤوس القبايل فك ّ‬

‫شام لما أبطأعنهم علم حال أهل العراق هل أجابوا إلتتى الموادعتتة‬ ‫ن أهل ال ّ‬
‫قال نصر ‪ :‬ثّم إ ّ‬
‫أم ل جزعوا فقالوا ‪ :‬يا معاوية ما نرى أهل العراق أجابوا إلى متتا دعونتتاهم إليتته فأعتتدها‬
‫خدعة فانك قد غمرت بدعائك القوم و أطمعتهم فيك ‪.‬‬
‫ل بن عمرو بن العتاص فتأمره أن يكّلتم أهتل العتراق و يستتتعلم لته متا‬ ‫فدعا معاوية عبد ا ّ‬
‫لت بتتن عمتترو بتتن‬ ‫صفين نادى يا أهل العراق أنتتا عبتتد ا ّ‬ ‫عندهم ‪ ،‬فأقبل حّتى إذا كان بين ال ّ‬
‫لت أعتتذرنا و‬ ‫العاص إّنه قد كان بيننا و بينكم أمور للّدين و الّدنيا ‪ ،‬فان يكن للتّدين فقتتد و ا ّ‬
‫ل ت أستترفنا و أستترفتم ‪ ،‬و قتتد دعونتتاكم إلتتى أمتتر لتتو‬ ‫أعتتذرتم ‪ ،‬و إن يكتتن لل تّدنيا فقتتد و ا ّ‬
‫لت فتاغتنموا هتتذه الفرجتة‬ ‫دعوتمونا إليه لجبناكم ‪ ،‬فان يجمعنا و إّياكم الرضا فذاك متتن ا ّ‬
‫ن بقتتاء المهلتتك بعتتد الهالتتك قليتتل‬‫عسى أن يعيش فيها المحترق و ينستتى فيهتتا القتيتتل ‪ ،‬فتتا ّ‬
‫شام إّنه قد كانت بيننا و بينكتتم امتتور‬ ‫فأجابه سعد بن قيس الهمداني فقال ‪ :‬أّما بعد يا أهل ال ّ‬
‫حاسبنا فيها على الّدين و سّميتموها عذرا و إسرافا و قد دعوتمونا اليوم علتتى متتا قتلنتتاكم‬
‫عليه أمس و لم يكن ليرجع أهل العراق إلى عراقهم و أهل الشام إلى شتتامهم بتتأمر أجمتتل‬
‫ستتلم فقتتالوا لتته أجتتب القتتوم‬‫ي عليه ال ّ‬ ‫ل سبحانه فقام الّناس الى عل ّ‬ ‫من أن يحكم بما أنزل ا ّ‬
‫إلى المحاكمة ‪.‬‬

‫ل و قتتد رضتتوا‬ ‫ي فقال يا أمير المؤمنين ما أرى الّناس إ ّ‬ ‫قال نصر ‪ :‬فجاء الشعث إلى عل ّ‬
‫و سّرهم أن يجيبوا القوم إلى ما دعوهم اليه متتن حكتتم القتترآن ‪ ،‬فتتان شتتئت اتيتتت معاويتتة‬
‫فسألته ما يريد و نظرت ما الذى يسأل ‪.‬‬

‫ى شيء رفعتم هذه المصاحف قال‬ ‫سلم ‪ :‬آتيه ان شئت فأتاه فسأله يا معاوية ل ّ‬‫قال عليه ال ّ‬
‫ل به فيها فابعثوا رجل منكتتم ترضتتون بتته و نبعتتث مّنتتا‬ ‫‪ :‬لنرجع نحن و انتم الى ما أمر ا ّ‬
‫ل و ل يعد و انه ثّم نتبع ما اتفقا عليه ‪.‬‬
‫رجل و نأخذ عليهما أن يعمل بما في كتاب ا ّ‬

‫سلم‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫ي فأخبره ‪ ،‬فبعث عل ّ‬
‫ق و انصرف الى عل ّ‬
‫فقال الشعث ‪ :‬هذا هو الح ّ‬

‫] ‪[ 100‬‬

‫صتتفين و معهتتم‬‫شام فتتاجتمعوا بيتتن ال ّ‬


‫قّراء من أهل العراق و بعث معاوية قّراء من أهل ال ّ‬
‫المصحف فنظروا فيه و تدارسوا و اجتمعوا على أن يحيوا ما أحيى القتترآن و يميتتتوا متتا‬
‫ل فريق إلى أصحابه ‪.‬‬‫أمات القرآن و رجع ك ّ‬

‫شام ‪ :‬إّنا قد رضتتينا و اخترنتتا عمتترو بتتن العتتاص ‪ ،‬و قتتال الشتتعث و القتتراء‬
‫فقال أهل ال ّ‬
‫الذين صاروا خوارج بعد ذلك ‪ :‬و قد رضينا نحن و اخترنا أبا موسى الشعرى فقال لهتتم‬
‫سلم فاّني ل أرضى بأبي موسى و ل أرى ان اوليه فقال الشعث و زيد ابتتن‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬
‫ل به فاّنه قد كان حتّذرنا‬
‫حصين و مسعر بن فدكى في عصابة من القراء ‪ :‬إّنا ل نرضى إ ّ‬
‫ما وقعنا فيه ‪.‬‬

‫سلم ‪ :‬فاّنه ليس لى برضا و قد فارقني و خذل الّناس عّني و هرب مّني‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫فقال عل ّ‬
‫ل مانبا لتتى اكنتتت أنتتت‬
‫حّتى امنته بعد أشهر و لكن هذا ابن عباس اوليه ذلك ‪ ،‬قالوا ‪ :‬و ا ّ‬
‫ل رجل و هو منك و من معاوية على حّد سواء ليتس إلتى واحتد‬ ‫أو ابن عباس و ل نريد إ ّ‬
‫سلم ‪ :‬فاني أجعل الشتر ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫منكما أدنى من الخر قال عل ّ‬

‫ل في حكم الشتر ‪،‬‬


‫ل الشتر و هل نحن إ ّ‬
‫الشعث ‪ :‬و هل سّعر الرض علينا إ ّ‬

‫ستيف حّتتتى‬
‫سلم و ما حكمه ؟ قال ‪ :‬حكمه أن يضترب بعضتتنا بعضتتا بال ّ‬‫ي عليه ال ّ‬
‫قال عل ّ‬
‫يكون ما أردت و ما أراد ‪.‬‬

‫ستتلم‬
‫ي عليتته ال ّ‬‫قال نصر ‪ :‬و حّدثنا عمرو بن شمر عن جابر عن أبيجعفر محّمتتد بتتن علت ّ‬
‫ن معاوية لم يكن ليضتتع لهتتذا المتتر‬ ‫قال لما أراد الّناس علّيا أن يضع الحكمين قال لهم ‪ :‬إ ّ‬
‫ل مثلته‬
‫أحدا هو أوثق برأيه و نظره متن عمترو بتن العتاص ‪ ،‬و إّنته ل يصتلح للقرشتي إ ّ‬
‫ل ت و ل يحت ّ‬
‫ل‬ ‫ل حّلهتتا عبتتد ا ّ‬
‫ن عمرا ل يعقد عقتتدة إ ّ‬ ‫ل بن عباس فارموه به فا ّ‬ ‫فعليكم بعبد ا ّ‬
‫ل أبرمه ‪.‬‬ ‫ل نقضه و ل ينقض أمرا إ ّ‬ ‫ل عقده و ل يبرم أمرا ا ّ‬‫عقدة ا ّ‬

‫ساعة ‪ ،‬و لكتتن اجعتتل رجل متتن‬‫ل ل يحكم فينا مضريان حّتى تقوم ال ّ‬ ‫فقال الشعث ل و ا ّ‬
‫سلم إّني أخاف أن يخدع يمّنيكتتم‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫أهل اليمن إذا جعلوا رجل من مضر ‪ ،‬فقال عل ّ‬
‫ل لن يحكما‬ ‫ل في شيء إذا كان له في أمر هوى ‪ ،‬فقال الشعث و ا ّ‬ ‫ن عمرا ليس من ا ّ‬
‫فا ّ‬
‫ب إلينا من أن يكون‬ ‫ببعض ما نكره و أحدهما من أهل اليمن أح ّ‬

‫] ‪[ 101‬‬

‫ب في حكمهما و هما مضرّيان ‪.‬‬


‫بعض ما نح ّ‬

‫ل أبا موسى ‪ ،‬قالوا ‪ :‬نعتتم قتتال ‪ :‬فاصتتنعوا متتا‬


‫سلم قد أبيتم إ ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫قال نصر ‪ :‬فقال عل ّ‬
‫شام يقتتال لهتتا عتترض قتتد اعتتتزل‬ ‫شئتم ‪ ،‬فبعثوا إلى أبي موسى و هو بأرض من أرض ال ّ‬
‫ب العالمين قال ‪:‬‬
‫لر ّ‬ ‫ن الّناس قد اصطلحوا فقال ‪ :‬الحمد ّ‬ ‫القتال فأتاه مولى له فقال ‪ :‬إ ّ‬

‫ل و إّنا إليه راجعون ‪.‬‬


‫فقد جعلوك حكما قال ‪ :‬إّنا ّ‬

‫ستتلم‬
‫ستتلم و جتتاء الشتتتر علّيتتا عليتته ال ّ‬
‫ي عليتته ال ّ‬
‫فجاء أبو موسى حّتى دخل عستتكر علت ّ‬
‫لت التتذى ل إلتته غيتتره لئن ملت‬ ‫فقال ‪ :‬يا أمير المؤمنين ألّزنى ‪ 1‬بعمرو بن العاص فو ا ّ‬
‫عينى منه لقتلّنه ‪.‬‬

‫و جاء الحنف بن قيس علّيا فقال يا أمير المؤمنين إّنتتك قتتد رميتتت بحجتتر الرض و متتن‬
‫ل و رسوله انف السلم و إّنتي قتد عجمتت ‪ 2‬بهتذا الّرجتل يعنتتى أبتتا موستى و‬ ‫حارب ا ّ‬
‫شفرة ‪ 4‬قريب القعر و أّنه ل يصلح لهؤلء القوم إل رجل‬ ‫حلبت اشطره ‪ 3‬فوجدته كليل ال ّ‬
‫يدنو منهم حّتى يكون في أكّفهم و يتباعد منهم حّتى يكون بمنزلة الّنجم منهم فان شتتئت أن‬
‫تجعلني حكما فاجعلني به و إن شئت أن تجعلني ثانيا أو ثالثا فتان عمترا ل يعقتد عقتدا إلّ‬
‫سلم ذلك على الّنتتاس‬‫ي عليه ال ّ‬
‫ل عقدت لك أشّد منها فعرض عل ّ‬ ‫ل عقدة إ ّ‬
‫حللتها ‪ ،‬و ل يح ّ‬
‫ل أبا موسى ‪.‬‬
‫فأبوه و قالوا ‪ :‬ل يكون إ ّ‬

‫قال نصر ‪ :‬فبعث أيمن بن حزيم السدى و كان معتزل لمعاوية بهذه البيات و كان هواه‬
‫أن يكون المر لهل العراق ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتت تتتت تتتتت تتتتتت ت تتتتتت تت ت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتتتت تتتت تت تت تتتت ت ت ت تتتت ت ت ت ت‬
‫تتت ت تت تت تتت ت تتت تت تتت تت تت تتتت ت‬
‫تتتت تت تت تتت ت تتتتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬تتتت تتت تتت تت ت ت ت تت ت تتتتت ت تت تت‬
‫تت ت تتتت تت تتت ت تتت تت تتت تت ت تتتت ت ت‬
‫تت تت ت ت تت تت تتتت تتت ت تتت ت تتتتت‬
‫تتتتتت ت تتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬تتتتتت تتتتتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 102‬‬

‫لتتتتتتتتتتتتتتتتتو كتتتتتتتتتتتتتتتتتان للقتتتتتتتتتتتتتتتتتوم رأى يعصتتتتتتتتتتتتتتتتتمون بتتتتتتتتتتتتتتتتته‬


‫ضتتتتتتتتتتتتتتتتتلل رمتتتتتتتتتتتتتتتتتوكم بتتتتتتتتتتتتتتتتتابن عبتتتتتتتتتتتتتتتتتاس‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتتتن ال ّ‬

‫لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت دّر أبيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته أّيمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا رجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬


‫ّ‬
‫متتتتتتتتتتتتتتا مثلتتتتتتتتتتتتتته لفصتتتتتتتتتتتتتتال الخطتتتتتتتتتتتتتتب فتتتتتتتتتتتتتتي الّنتتتتتتتتتتتتتتاس‬

‫لكتتتتتتتتتتتتتتتتتن رمتتتتتتتتتتتتتتتتتوكم بشتتتتتتتتتتتتتتتتتيخ متتتتتتتتتتتتتتتتتن ذوى يمتتتتتتتتتتتتتتتتتن‬


‫ل يهتتتتتتتتتتتتتتتتتدى ضتتتتتتتتتتتتتتتترب أخمتتتتتتتتتتتتتتتتاس متتتتتتتتتتتتتتتتن أستتتتتتتتتتتتتتتتداس‬

‫ان يختتتتتتتتتتتتتتل عمتتتتتتتتتتتتتترو بتتتتتتتتتتتتتته يقتتتتتتتتتتتتتتذفه فتتتتتتتتتتتتتتي لجتتتتتتتتتتتتتتج‬


‫يهتتتتتتتتتتتتوى بتتتتتتتتتتتته النجتتتتتتتتتتتتم ينشتتتتتتتتتتتتأ بيتتتتتتتتتتتتن أتيتتتتتتتتتتتتاس ‪1‬‬

‫ابلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتغ لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتديك علّيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا غيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتايبه‬


‫ق متتتتتتتتتتتتتتن نتتتتتتتتتتتتتتاس‬‫قتتتتتتتتتتتتتتول امتتتتتتتتتتتتتترء ل يتتتتتتتتتتتتتترى بتتتتتتتتتتتتتتالح ّ‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتا الشتتتتتتتتتتتتتتتتتتعري بمتتتتتتتتتتتتتتتتتتأمون أبتتتتتتتتتتتتتتتتتتا حستتتتتتتتتتتتتتتتتتن‬


‫فتتتتتتتتتتتتتتتتاعلم هتتتتتتتتتتتتتتتتديت و ليتتتتتتتتتتتتتتتتس العجتتتتتتتتتتتتتتتتز كتتتتتتتتتتتتتتتتالّراس‬

‫فاصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدم بصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاحبك الدنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي زعيمهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‬


‫ن ابن عّمك عّباس هو السى‬ ‫إّ‬

‫سلم و شيعته إلى ابن‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫شعر طارت هواء أقوام من أولياء عل ّ‬ ‫فلما بلغ الناس هذا ال ّ‬
‫ل أبا موسى ‪.‬‬
‫عباس و أبت القراء أإ ّ‬

‫شام بعمرو و أهتتل العتتراق بتتأبي موستتى أختتذوا فتتي ستتطر‬ ‫قال نصر ‪ :‬فلما رضى أهل ال ّ‬
‫ي أمير المتتؤمنين و معاويتتة ابتتن‬ ‫كتاب الموادعة و كان صورته ‪ :‬هذا ما تقاضى عليه عل ّ‬
‫أبي سفيان فقال معاوية بئس الّرجتل أنتا إن أقتررت أّنته أميتر المتؤمنين ثتّم قتاتلته و قتال‬
‫عمرو ‪ :‬بل نكتب اسمه واسم أبيه إّنما هو أميركم فأّما أميرنا فل فلمتتا اعيتتد عليتته الكتتتاب‬
‫أمر بمحوه ‪.‬‬

‫ل ترجتع إليتك‬
‫فقال الحنف ‪ :‬ل تمح اسم أمير المؤمنين عنك فتاّني أتختّوف إن محوتهتا أ ّ‬
‫أبدا فلما تمحها ‪.‬‬

‫ل صتتّلى‬ ‫ن هذا اليوم كيوم الحديبّية حين كتب الكتاب عن رسول ا ّ‬ ‫سلم إ ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫فقال عل ّ‬
‫لت عليتته و آلتته و ستتهيل بتتن‬‫لت صتّلى ا ّ‬ ‫ل عليه و آله هذا ما تصالح عليه محّمد رستتول ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ل لم أخالفك و لتتم أقاتلتتك إّنتتى إذن لظتتالم لتتك إن‬ ‫عمرو ‪ ،‬فقال سهيل لو أعلم أنك رسول ا ّ‬
‫لت‬
‫ل الحرام و أنت رسوله ‪ ،‬و لكن اكتب ‪ :‬متتن محّمتتد بتتن عبتتد ا ّ‬ ‫منعتك أن تطوف بيت ا ّ‬
‫لت و لتتن يمحتتو عّنتتى‬‫لت و أنتتا محّمتتد بتتن عبتتد ا ّ‬
‫ل يا علي إّنى لرستتول ا ّ‬‫فقال لي رسول ا ّ‬
‫الّرسالة كتابي لهم من محّمد‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتت تت تت ت تت ت تت تتت ت ت تتتت تت ت‬
‫تتتتت ت تتتتتت ت ‪.‬‬

‫] ‪[ 103‬‬
‫ن لك مثلها ‪ 1‬ستعطيها مضطهدا ‪. 2‬‬
‫ل فاكتبها و امح ما أراد محوه أما أ ّ‬
‫ابن عبد ا ّ‬

‫ستتلم فطلتتب‬ ‫ي عليتته ال ّ‬‫ن عمرو بن العاص أعاد بالكتاب إلتتى علت ّ‬ ‫قال نصر ‪ :‬و قد روى إ ّ‬
‫صة صتتلح الحديبيتتة‬ ‫ص عليه و على من حضر ق ّ‬ ‫منه أن يمحو اسمه من إمرة المؤمنين فق ّ‬
‫ن ذلك الكتاب انا كتبته بيننا و بين المشركين و اليتتوم اكتبتته التتى أبنتتائهم كمتتا كتتان‬
‫قال ‪ :‬إ ّ‬
‫ل كتبه إلى آبائهم شبها و مثل ‪.‬‬ ‫رسول ا ّ‬

‫سلم ‪:‬‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫ل أتشّبهنا بالكّفار و نحن مسلمون ‪ ،‬فقال عل ّ‬
‫فقال عمرو ‪ :‬سبحان ا ّ‬

‫يابن النابغة و متى لم تكن للكافرين ولّيا و للمسلمين عدّوا ‪ ،‬فقام عمرو و قال ‪:‬‬

‫ل ت إّنتتي‬
‫سلم أما و ا ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬‫ل ل يجمع بيني و بينك بعد هذا اليوم مجلس ‪ ،‬فقال ‪ :‬عل ّ‬
‫وا ّ‬
‫ل عليك و على أصحابك ‪ ،‬و جائت عصابة قتتد وضتتعت ستتيوفها علتتى‬ ‫لرجو أن يظهر ا ّ‬
‫عواتقها فقالوا يا أمير المؤمنين مرنابم شئت فقال لهم سهل بن حنيف أّيها الّناس اتهموا ‪3‬‬
‫ل يوم الحديبّية و لو نرى قتال لقاتلنا ‪.‬‬
‫رأيكم فلقد شهدنا صلح رسول ا ّ‬

‫صتتلح عنتتد ستتعيد بتتن أبتتي‬‫شيباني قال قرئت كتتتاب ال ّ‬ ‫قال نصر ‪ :‬و قد روى أبو إسحاق ال ّ‬
‫بردة في صحيفة صفراء عليها خاتمان خاتم من أسفلها و خاتم من أعلها علي خاتم عل ّ‬
‫ي‬
‫ل ت ‪ ،‬و قيتتل لعل تيّ عليتته‬
‫ل و على خاتم معاوية محّمد رستتول ا ّ‬ ‫سلم محّمد رسول ا ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫شتتام أتقتّر أّنهتتم مؤمنتتون‬
‫سلم حين أراد أن يكتب الكتتتاب بينتته و بيتتن معاويتتة و أهتتل ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫مسلمون ؟‬

‫سلم ‪ :‬ما اقّر لمعاوية و ل لصحابه انهم مؤمنون مسلمون و لكن يكتب‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫فقال عل ّ‬
‫معاوية ما شاء و يقرء بمتتا شتاء لنفستته و لصتتحابه و يستّمى نفستته بمتتا شتتاء و أصتتحابه‬
‫ي بتتن‬
‫ي بن أبيطالب و معاوية بن أبتتي ستتفيان قاضتتى علت ّ‬‫فكتبوا ‪ :‬هذا ما تقاضى عليه عل ّ‬
‫ابيطالب على اهل العراق و من كان معه من شيعته من المؤمنين و المسلمين ‪،‬‬

‫شام و من كان معه من شيعته من المتتؤمنين و‬


‫و قاضى معاوية بن ابي سفيان على أهل ال ّ‬
‫المسلمين ‪.‬‬

‫ن كتاب ا ّ‬
‫ل‬ ‫ل إياه و ا ّ‬
‫ل تعالى و كتابه و ل يجمع بيننا إ ّ‬
‫اّننا ننزل عند حكم ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تت تتت تتت تتتتتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتتت تتتتت تتتت تتتتتتت ت ‪.‬‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬تت ت تت تتت ت تتتت ت تتت ت تت تت تتت‬
‫تتتتت تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 104‬‬

‫سبحانه بيننا من فاتحته إلى خاتمته نحيي ما احيى القرآن ‪ ،‬و نميت ما أمتتات القتترآن فتتان‬
‫سنة العادلة غير المفرقتتة و‬‫ل ابتغاه ‪ ،‬و إن لم تجداه أخذا بال ّ‬
‫وجد الحكمان ذلك في كتاب ا ّ‬
‫ل بن قيس و عمرو بن العاص ‪.‬‬ ‫الحكمان عبد ا ّ‬

‫ي و معاوية و من الجندين أّنهما أمينان على أنفسهما و أموالهمتتا‬ ‫و قد أخذ الحكمان من عل ّ‬


‫و أهلهما ‪ ،‬و الّمة لهما أنصار و على الذي يقضيان عليه و علتتى المتتؤمنين و المستتلمين‬
‫ن المتتن و‬ ‫سنة و أ ّ‬
‫ل ان يعمل بما يقضيان عليه مّما وافق الكتاب و ال ّ‬ ‫من الطائفتين عهد ا ّ‬
‫سلح مّتفق عليه بين الطائفتين إلى أن يقتتع الحكتتم و علتتى كتلّ واحتتد‬ ‫الموادعة و وضع ال ّ‬
‫ق ل بالهوى ‪.‬‬‫ن بين الّمة بالح ّ‬
‫ل ليحكم ّ‬
‫من الحكمين عهد ا ّ‬

‫جله ‪،‬‬
‫جل الحكم ع ّ‬
‫ب الحكمان أن يع ّ‬
‫و أجل الموادعة سنة كاملة فان أح ّ‬

‫ق و العتتدل ‪ ،‬و إن‬


‫و أن توفي أحدهما فلميتتر شتتيعته أن يختتتار مكتتانه رجل ل يتتألو الحت ّ‬
‫توفى أحد الميرين كان نصب غيره إلى أصحابه مّمن يرضون أميره و يحمدون طريقته‬
‫صحيفة و أراد فيها الحادا و ظلما ‪.‬‬‫الّلهّم إّنا نستنصرك على من ترك ما في هذه ال ّ‬

‫شتتعبي ‪ ،‬و روى جتتابر‬


‫ستتلم و ال ّ‬
‫ي بن الحسين عليه ال ّ‬
‫قال نصر ‪ :‬هذه رواية محّمد بن عل ّ‬
‫عن زيد بن الحسن بن الحسن زيادات على هذه الّنسخة ‪.‬‬

‫سلم‬‫ي عليه ال ّ‬
‫أقول ‪ :‬و ذكر تلك الّرواية و ساقها إلى أن قال ‪ :‬و شهد فيه من أصحاب عل ّ‬
‫عشرة و من أصحاب معاوية عشرة و تاريتتخ كتتتابته لليلتتة بقيتتت متتن صتتفر ستتنة تستتع و‬
‫ثلثين ‪.‬‬

‫قال نصر ‪ :‬و حّدثنا عمرو بن سعيد قال ‪ :‬حّدثنى أبو حباب عن عّمارة بن ربيعة الحرمي‬
‫صحيفة دعا لها الشتر ليشهد الشهود عليه فقال ‪ :‬ل صتتبحتني يمينتتى و‬‫قال ‪ :‬لما كتبت ال ّ‬
‫صلح أو الموادعتتة ‪ ،‬أو لستتت‬
‫صحيفة اسم ال ّ‬
‫شمال إن كتب لى في هذه ال ّ‬
‫ل نفعتنى بعدها ال ّ‬
‫على بّينة من أمري و يقين من ضلل عدّوي أو لستم قدرأيتم الظفر إن لم تجمعوا على‬

‫] ‪[ 105‬‬
‫ل ما رأيت ظفرا و ل خورا هلّم فاشهد علتتى نفستتك و اقتترر‬‫الخور ‪ 1‬فقال له رجل ‪ :‬و ا ّ‬
‫ن لى لرغبة عنتتك‬‫لإّ‬ ‫صحيفة فاّنه لرغبة لك عن الّناس فقال ‪ :‬بلى و ا ّ‬‫بما كتب في هذه ال ّ‬
‫ل بسيفي هذا دماء رجال ما أنتتت عنتتدي‬ ‫في الّدنيا للّدنيا و في الخرة للخرة و لقد سفك ا ّ‬
‫بخير منهم و ل أحزم دما ‪.‬‬

‫قال نصر ‪ :‬و كان الّرجل هو الشعث فكأّنما قصع علتتى أنفتته الحمتتم ثتّم قتتال الشتتتر ‪ :‬و‬
‫لكني قد رضيت بما يرضى به أمير المؤمنين و دخلت فيما دخل فيه و خرجت مما خرج‬
‫صواب ‪.‬‬ ‫ل في الهدى و ال ّ‬
‫منه فاّنه ل يدخل إ ّ‬

‫قال نصر ‪ :‬فحّدثنا عمر بن سعد عن أبي حباب الكلبي عن اسماعيل بن شفيع عن ستتفيان‬
‫شتهود و تراضتتى الّنتاس خترج الشتتعث و‬
‫بن مسلمة قال ‪ :‬فلما تّم الكتاب و شهدت فيه ال ّ‬
‫معه ناس بنسخة الكتاب يقرؤها على الّناس و يعرضها عليهم ‪.‬‬

‫فمّر به على صفوف من أهل الشام و هم على راياتهم فأسمعهم إّياه فرضوا به ثّم م تّر بتته‬
‫على صفوف من أهتتل العتتراق و هتتم علتتى رايتتاتهم فأستتمعهم إّيتتاه فرضتتوا بتته حّتتتى متّر‬
‫سلم منهم أربعة ألف فلما مّر بهتتم الشتتعث يقتترء عليهتتم‬ ‫برايات غنرة و كان معه عليه ال ّ‬
‫شتتام بستتيوفهما حّتتتى قتل علتتى بتتاب‬‫ل ثّم حمل علتتى أهتتل ال ّ‬ ‫ل ّ‬‫قال فتيان منهم ‪ :‬ل حكم إ ّ‬
‫رواق معاوية ‪.‬‬

‫لت و لتتو كتتره‬


‫ل ّ‬ ‫ثّم مّر بها على مراد فقال صالح بن شقيق و كان من رؤوسهم ‪ :‬ل حكم إ ّ‬
‫لتت‬
‫ل ّ‬‫المشركون ‪ ،‬ثّم مّر على رايات بنى راسب فقرئها عليهم فقال رجل منهم ‪ :‬ل حكم إ ّ‬
‫ل ‪ ،‬ثّم متّر علتتى رايتتات تميتتم فقرئهتتا عليهتتم فقتتال‬
‫ل نرضى و ل يحكم الّرجال في دين ا ّ‬
‫ق و هو خير الفاصلين و خرج عروة الّتميمى فقتتال‬ ‫ل يقضي الح ّ‬‫ل ّ‬
‫رجل منهم ‪ :‬ل حكم إ ّ‬
‫لت فتتأين قتلنتتا يتتا أشتتعث ؟ ثتّم شتّد بستتيفه علتتى‬
‫ل ّ‬‫ل ل حكم إ ّ‬
‫أتحكمون الّرجال في أمر ا ّ‬
‫الشعث ليضربه فأخطأه و ضرب عجز دابته ضربة خفيفة ‪.‬‬

‫ي فقال يا امير المؤمنين اّنى عرضت الحكومة على صفوف أهتتل‬


‫فانطلق الشعث إلى عل ّ‬
‫شام و أهل العراق فقالوا جميعا رضينا و مررت برايات بني راسب و نبذ‬
‫ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتت تتتتتتتت تتتتت ت ‪.‬‬

‫] ‪[ 106‬‬

‫شتتام عليهتتم‬
‫ل فمتتر بأهتتل العتتراق و أهتتل ال ّ‬
‫ل ّ‬
‫من الّناس سواهم فقالوا ل نرضى ل حكم إ ّ‬
‫حتى يقتلهم ‪ .‬فقال هل هي غير راية او رايتين و نبذ من الّناس قال ‪ :‬ل قال ‪ :‬فدعهم ‪.‬‬
‫ل نتتداء الّنتتاس متتن‬
‫سلم اّنهم قليلون ليعباء بهم فما راعتته إ ّ‬‫ي عليه ال ّ‬
‫قال نصر ‪ :‬فظن عل ّ‬
‫لت‬
‫ل يا على ل لك ل نرضى بأن يحكم الّرجال في ديتتن ا ّ‬ ‫ل ‪ ،‬الحكم ّ‬ ‫ل جهة ل حكم إل ا ّ‬‫كّ‬
‫ل قد أمضى حكمه في معاوية و أصحابه أن يقتلوا و يدخلوا تحت حكمنتتا عليهتتم ‪ ،‬و‬ ‫نا ّ‬
‫إّ‬
‫لت و‬
‫قد كنا زللنا و أخطانا حين رضينا بالحكمين و قد بان لنتتا زللنتتا و خطاؤنتتا فرجعنتتا ا ّ‬
‫ل برئنا منك ‪.‬‬ ‫ل كما تبنا و إ ّ‬
‫تبنا فارجع أنت يا علي كما رجعنا و تب إلى ا ّ‬

‫ل ت تعتتالى قتتد‬
‫سلم ‪ :‬و يحكم أبعد الرضا و الميثاق و العهد نرجع أليس ا ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫فقال عل ّ‬
‫قال ‪:‬‬

‫ن َبْعتَد َتْوكيتِدها َو َقتْد‬


‫لْيمتتا َ‬
‫ضتتوا ا َْ‬
‫ل إذا عاَهْدُتْم َو ل َتْنقُ ُ‬
‫َأْوُفوا ِباْلُعُقوِد و قال ‪َ :‬أْوُفوا ِبَعْهِد ا ّ‬
‫ل‪.‬‬ ‫عَلْيُكْم َكفي ً‬
‫ل َ‬
‫جَعْلُتُم ا ّ‬
‫َ‬

‫ل تضتتليل الّتحكيتتم و الطعتتن فيتته ‪،‬‬


‫ستتلم أن يرجتتع و أبتتت الختتوارج إ ّ‬
‫ي عليتته ال ّ‬
‫فابى علت ّ‬
‫ي منهم ‪.‬‬
‫ي و برء عل ّ‬‫فبرءوا من عل ّ‬

‫قال نصتتر ‪ :‬و حتّدثني عمتترو بتتن نميتتر عتتن أبتتي التتوارك قتتال ‪ :‬لمتتا تتتداعى الّنتتاس إلتتى‬
‫ي إّنما فعلت ما فعلتتت لمتتا بتتدء فيكتتم‬
‫صلح و الّتحكيم قال عل ّ‬ ‫المصاحف و كتبت صحيفة ال ّ‬
‫من الخور و الفشل عن الحرب ‪ ،‬فجائت اليه همدان كاّنهتتا ركتتن حصتتين فيهتتم ستتعيد بتتن‬
‫قيس و ابنه عبد الّرحمن غلم له ذوابة ‪ ،‬فقال سعيد ‪ :‬ها اناذ او قومي ل نرّد أمتترك فقتتل‬
‫صحيفة لزلتهم عن عسكرهم أو تنفرد‬ ‫ما شئت نعمله ‪ ،‬فقال ‪ :‬أّما لو كان هذا قبل سطر ال ّ‬
‫سالفتى ‪ 1‬و لكن انصرفوا راشدين ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ت تت تت ت تتتتت ت ت ت تتتتتت ت ت ت ت تتت‬
‫تتتتتتت ت تت ت تتتتتت ت تت تتت تت ت تتتتت‬
‫تت تتتت تتتتت ت تتتتتت ت تت ت ت تتتتتت ت ت‬
‫تتتتتت ت تت ت تتتتتتتت ت ت ت تتت تت تتتت ت‬
‫تت تتتتت تتت تتتتت تتت تتتتتت ت تتت تتتت‬
‫ت تت تت تت تت ت تتت ت ت تت تت ت تتت ت ت‬
‫تتتتتت ت تتت تت ‪.‬‬

‫] ‪[ 107‬‬

‫صتتلح ‪ :‬انّ هتتولء‬‫شعبي أن علّيا قال يوم صّفين حين اقّر الّنتتاس بال ّ‬ ‫قال نصر ‪ :‬و روى ال ّ‬
‫ل لكلمتتة ستتواء حّتتتى يرمتتوا بالمناستتر ‪1‬‬
‫ق و ل ليجيبتتوا إ ّ‬
‫القوم لم يكونوا لينيبوا إلتتى الحت ّ‬
‫تتبعهتتا العستتاكر و حّتتتى يرجمتتوا بالكتتتائب تقفوهتتا الجليتتب ‪ ، 2‬و حّتتتى يجتّر ببلدهتتم‬
‫الحميس ‪ 3‬يتلوه الحميس ‪ ،‬و حّتى يدعق ‪ 4‬الخيول في نواحى أرضهم و باحناء مشاربهم‬
‫ج و حتى تتلّقاهم قوم صتتدق صتتبر ل‬ ‫لفّ‬‫ن عليهم الغارات من ك ّ‬
‫و مسارحهم ‪ ،‬و حّتى يش ّ‬
‫ل ت و حرصتتا‬
‫ل جّدا في طاعة ا ّ‬
‫لإ ّ‬
‫يزيدهم هلك من هلك من قتلهم و موتاهم في سبيل ا ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫على لقاء ا ّ‬

‫ل يقتل آبائنا و اخواننا و اخوالنا و اعمامنا ل يزيتتدنا ذلتتك إلّ ايمانتتا‬


‫و لقد كّنا مع رسول ا ّ‬
‫و تسليما و مضّيا على أمض اللم وجّدا على جهاد العدّو و الستقلل بمبارزة القران ‪.‬‬

‫و لقد كان الّرجل مّنا و الخر من عدّونا يتصاولن تصاول الفحلين ‪،‬‬

‫و يتخالسان أنفسهما أّيهما يسقى صاحبه كأس المنون فمّرة لنتا متن عتّدونا و متّرة لعتدّونا‬
‫ل صدقا صبرا أنزل بعدّونا الكبت و أنزل علينتتا النصتتر و لعمتتري لتتو كنتتا‬ ‫مّنا فلما رآنا ا ّ‬
‫في مثل الذى اتيتم ما قام الّدين و لعّز السلم ‪.‬‬

‫ستتلم لمتتا‬
‫ي عليه ال ّ‬ ‫و روى نصر ‪ :‬عن عمرو بن شمر عن فضيل بن جديح قال ‪ :‬قيل لعل ّ‬
‫ل قتتتال القتتوم ‪ ،‬فقتتال‬
‫صتتحيفة و ل يتترى ا ّ‬
‫ن الشتر لم يرض بما فتتي ال ّ‬ ‫صحيفة ‪ :‬ا ّ‬‫كتبت ال ّ‬
‫ن الشتر ليرضى اذا رضيت و قد رضيت و رضتتيتم و ل يصتتلح‬ ‫سلم بلى ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬
‫ل أو يتعّدى ما في كتتتابه ‪ ،‬و‬ ‫ل أن يعصى ا ّ‬‫الّرجوع بعد الّرضا و ل الّتبديل بعد القرار إ ّ‬
‫أّما الذى ذكرتم من تركه أمرى و ما أنا عليه فليس من أولئك و ل أعرفتته علتتى ذلتتك ‪ ،‬و‬
‫ليت‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتت ت ت ت تتت ت ت ت تتتت ت تت ت ت تتت‬
‫تتتتت تتتتتت ت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتتتتت ت ت تتتتتت ت تت تت تتتت ت تت تت‬
‫تتت ت تتتت ت تت تت تتت تت تتتت ت ت تتتتت ت‬
‫تتتت ت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬تتتتت ت تتتت تت تتتتتت ت ت تتتت تت‬
‫تتتتتتت تتتتت تت تتتتتت تت ت تت ت ‪ :‬تتتت ت‬
‫تت‬ ‫تت ت تتتتتت‬ ‫ت ت تتتتت‬ ‫ت تتتتتت‬
‫تتتتتتت ت تتت تت ‪.‬‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬تتتتت تتتتتت ت ‪.‬‬

‫] ‪[ 108‬‬

‫فيكم مثله اثنان ‪ ،‬بل ليت فيكم مثله واحد يرى فتتي عتتدّوي مثتتل رأيتته إذن لخّفتتت متتؤنتكم‬
‫ي و رجوت أن يستقيم لي بعض اودكم ‪.‬‬ ‫عل ّ‬

‫شعبي عن زياد بن الّنصر‬ ‫ن الّناس أقبلوا على قتلهم فدفنوهم ‪ ،‬و روى ال ّ‬
‫قال نصر ‪ :‬ثّم ا ّ‬
‫ل بن العباس يصّلي بهم و معهتتم‬ ‫ن علّيا بعث أربعمأة عليهم شريح بن هاني و معه عبد ا ّ‬ ‫اّ‬
‫أبو موسى الشعري و بعث معاوية عمرو بن العتاص فتي أربعمتأة ‪ ،‬ثتّم إّنهتم خلتوا بيتن‬
‫ل بن عمر بن الخطاب ‪،‬‬ ‫ل بن قيس في عبد ا ّ‬
‫الحكمين فكان رأى عبد ا ّ‬

‫ن سّنة عمر ‪.‬‬


‫ل ان استطعت لحيي ّ‬
‫و كان يقول و ا ّ‬

‫ل الجرجاني قال ‪ :‬لمتتا أراد أبتتو موستتى المستتير‬


‫قال نصر ‪ :‬و في حديث محّمد بن عبيد ا ّ‬
‫قام اليه شريح بن هانى فأخذ بيده و قال ‪ :‬يتتا أبتا موستتى قتد نصتتب لمتتر عظيتتم ل يجتبر‬
‫حته و‬‫صدعه و ل يستقال فتنته ‪ ،‬و مهما نقل من شيء عليك أو لك تثبت حّقه و ترى ص ت ّ‬
‫شتتام إن‬
‫ان كان باطل ‪ ،‬و أّنه ل بقاء لهل العراق إن ملكهم معاويتتة ‪ ،‬و ل بتتأس لهتتل ال ّ‬
‫سلم ‪.‬‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫ملكهم عل ّ‬

‫ن بك يقينا والّرجتتاء‬
‫و قد كان منك تثبيطة أيام الكوفة و الجمل فان تشفعها بمثلها يكن الظ ّ‬
‫منك يأسا فقال أبو موسى ‪ :‬ما ينبغي لقوم اّتهمتتوني إن يرستتلوني ل دفتتع عنهتتم بتتاطل أو‬
‫أجرى إليهم حّقا ‪.‬‬

‫و روى المداينى في كتاب صّفين قال ‪ :‬لما اجتمع أهل العراق علتى طلتب أبتى موستى و‬
‫لت بتتن عبتتاس و عنتتده وجتتوه‬
‫سلم أتاه عبتتد ا ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫احضروه للّتحكيم على كره من عل ّ‬
‫ن الّناس لم يجتمعوا عليك و يرضتتوابك لفضتتل‬ ‫الّناس و الشراف فقال له ‪ :‬يا أبا موسى إ ّ‬
‫ل تشارك فيه و ما أكثر أشباهك من المهاجرين و النصار المتقّدمين قبلك ‪،‬‬

‫شتتام يمتتان و أيتتم‬


‫ن معظم أهل ال ّ‬
‫ل أن يكون الحكم يمانّيا و رأوا أ ّ‬
‫و لكن أهل العراق أبوا إ ّ‬
‫ن ذلك شرا لك و لنا ‪ ،‬فانه قد ضّم اليك داهية ‪ 1‬العرب ‪ ،‬و ليس فتتي معاويتة‬ ‫ل انى لظ ّ‬‫ا ّ‬
‫ق بها الخلفة ‪ ،‬فان تقذف بحقك على باطله تدرك حاجتك منه ‪ ،‬و ان‬ ‫خلة يستح ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتتت تتتتتتتت تتتت تت تتتتت تتت تت‬
‫تتت تتتت تت تتت تتتت ت تت تتت تت تتت ت‬
‫تتتتت ت تتت تتتت ت تت تتتتت تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 109‬‬

‫يطمع باطله في حّقك يدرك حاجته منك ‪.‬‬

‫ن أباه رأس الحزاب يدعي الخلفتة متن‬ ‫ن معاوية طليق السلم و أ ّ‬ ‫و اعلم يا أبا موسى أ ّ‬
‫ن عمر و عثمان استعمله فلقد صدق استتتعمله عمتتر‬ ‫غير مشورة و ل بيعة فان زعم لك أ ّ‬
‫و هو الوالي عليه بمنزلة الطبيب يحميه ما يشتهي و يوجره ما يكره ‪ ،‬ثّم استعمله عثمتتان‬
‫برأى عمر و ما أكثر ما استعمل مّمن لم يّدع الخلفة ‪.‬‬

‫ن علّيا بايعه‬
‫ل شيء يسّرك خبيئا يسوءك و مهما نسيت فل تنس ا ّ‬ ‫ن لعمر و مع ك ّ‬ ‫و اعلم أ ّ‬
‫ل العاصتتين‬ ‫القوم الذين بايعوا أبا بكر و عمر و عثمان ‪ ،‬و أّنها بيعة هدى و أّنه لم يقاتل إ ّ‬
‫و الّناكثين ‪.‬‬

‫سلم و إّني لواقف عنتتد متتا‬ ‫ي عليه ال ّ‬


‫ل مالى إمام غير عل ّ‬
‫لوا ّ‬
‫فقال أبو موسى ‪ :‬رحمك ا ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫ل با ّ‬
‫شام و ما أنا و أنت إ ّ‬‫ى من رضا معاوية و أهل ال ّ‬
‫ب إل ّ‬
‫ل أح ّ‬
‫قا ّ‬
‫نح ّ‬
‫راى و ا ّ‬

‫شاعر صديقا لبي موسى فكتب اليه يحّذره متتن عمتترو بتتن‬
‫قال نصر ‪ :‬و كان الّنجاشي ال ّ‬
‫العاص ‪:‬‬

‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتام عمتتتتتتتتتتتتتتتتتترا و اّننتتتتتتتتتتتتتتتتتتى‬‫يؤّمتتتتتتتتتتتتتتتتتتل أهتتتتتتتتتتتتتتتتتتل ال ّ‬


‫لتتتتتتتتتتتتتتتتتتت عنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد الحقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتايق‬
‫لمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل عبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد ا ّ‬

‫ن أبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا موستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتيدرك حّقنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬


‫واّ‬
‫إذا متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتارمى عمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترا باحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدى البتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوائق‬

‫لتتتتتتتتتتتتتتتتتت متتتتتتتتتتتتتتتتتتا يرمتتتتتتتتتتتتتتتتتتى العتتتتتتتتتتتتتتتتتتراق و أهلتتتتتتتتتتتتتتتتتته‬


‫و ّ‬
‫صواعق‬ ‫به منه إن لم يرمه بال ّ‬

‫ل سبحانه ‪.‬‬
‫فكتب اليه ابو موسى إنى لرجو أن تنجلى هذا المر و أنا فيه على رضا ا ّ‬

‫ن شريح بن هاني جهّز أبا موسى جهتازا حستنا و عظتتم أمتتره فتتي الّنتاس‬ ‫قال نصر ‪ :‬ثّم إ ّ‬
‫شني في ذلك يخاطب شريحا ‪:‬‬ ‫ليشرف في قومه فقال العور ال ّ‬
‫زففتتتتتتتتتتتتتتتتتت ابتتتتتتتتتتتتتتتتتن قيتتتتتتتتتتتتتتتتتس زفتتتتتتتتتتتتتتتتتاف العتتتتتتتتتتتتتتتتتروس‬
‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتريح التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى دومتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة الجنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدل‬

‫و فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي زّفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك الشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعرى البلء‬


‫و متتتتتتتتتتتتتتتتتتتا يقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتض متتتتتتتتتتتتتتتتتتتن حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتادث ينتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزل‬

‫ي بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذي اربتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة‬
‫و متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا الشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعر ّ‬
‫و ل صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاحب الخطتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة الفيصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬

‫ظ أهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل العتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتراق‬ ‫و ل آختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذا حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬


‫و لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو قيلهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذه لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم يفعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬

‫يحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاول عمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترا و عمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترو لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‬


‫خدايع يأتى بها من عل‬

‫] ‪[ 110‬‬

‫فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتان يحكمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا بالهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدى يتبعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬


‫و إن يحكمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتالهوى الميتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬

‫يكونتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا كتيستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتين فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي فقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتره‬


‫اكيلى نقيف من الحنظل‬

‫جلت رجال مسائتنا في أبي موسى و طعنوا عليه بأستتواء الظ ت ّ‬


‫ن‬ ‫ل لقد تع ّ‬
‫فقال شريح ‪ :‬و ا ّ‬
‫ل‪.‬‬‫ل عصمه منه إنشاء ا ّ‬ ‫و ظّنوا فيه ما ا ّ‬

‫قال نصر ‪ :‬و كان آخر من وّدع أبا موسى الحنف بن قيس أخذ بيده ‪ ،‬ثّم قال لتته ‪ :‬بتتا أبتتا‬
‫موسى اعرف خطب هذا المر و اعلم أّنه له ما بعده و اّنك إن أضعت العراق فل عراق‬
‫ستتلم فاّنهتتا و‬ ‫ل فاّنها تجمع لك دنياك و آخرتك و إذا لقيت غدا عمرا فل تبتتدءه بال ّ‬ ‫‪ ،‬اّتق ا ّ‬
‫ل أّنه ليس من أهلها ‪ ،‬و ل تعطه يدك فاّنهتا أمانتة و اّيتاك أن يقعتدك علتى‬ ‫إن كانت سّنة إ ّ‬
‫ل وحده ‪ ،‬و حتتذر أن يكّلمتتك فتتي بيتتت فيتته مختتدع‬ ‫صدر الفراش فاّنها خدعة ‪ ،‬و ل تلقه إ ّ‬
‫شهود ‪.‬‬
‫تخباء لك فيه الّرجال و ال ّ‬

‫سلم فقال له ‪ :‬فان لتتم يستتتقم لتتك فيتته الرضتتا‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫ثّم أراد أن يبوء ‪ 1‬ما في نفسه لعل ّ‬
‫ي فليتخير أهل العراق من قريش الشام من شاؤوا أو فليتخيتر أهتل الشتام العتراق متن‬ ‫بعل ّ‬
‫شاؤوا ‪ ،‬فقال أبو موسى ‪ :‬قد سمعت ما قلت و لم ينكر ما قاله من زوال المتتر عتتن علت ّ‬
‫ي‬
‫ي فقال له ‪ :‬أخرج أبو موسى زبدة سقائه فتتي أّول مخضتته ل أرانتتا‬ ‫فرجع الحنف إلى عل ّ‬
‫ل غالب على أمره ‪.‬‬ ‫سلم ‪ :‬ا ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫إل بعثنا رجل ل ينكر خلعك فقال عل ّ‬

‫صتتلتان العبتتدي و‬
‫قال نصر ‪ :‬و شاع و فشا أمر الحنف و أبي موسى في الّناس فبعتتث ال ّ‬
‫هو بالكوفة الى دومة الجندل بهذه البيات ‪:‬‬

‫لعمتتتتتتتتتتتتتتتتترك ل ألقتتتتتتتتتتتتتتتتتى متتتتتتتتتتتتتتتتتدا التتتتتتتتتتتتتتتتتدهر خالعتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬


‫ي و ل عمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترو‬ ‫علّيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا بقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتول الشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعر ّ‬

‫ق نقبلتتتتتتتتتتتتتتتتتته منهمتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬‫فتتتتتتتتتتتتتتتتتتان يحكمتتتتتتتتتتتتتتتتتتا بتتتتتتتتتتتتتتتتتتالح ّ‬


‫ل اثرناهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا كراعيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة البكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر‬
‫وإ ّ‬

‫و لستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتنا نقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتول التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّدهر ذاك إليهمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬


‫و فتتتتتتتتتتتتتتتتتي ذاك لتتتتتتتتتتتتتتتتتو قلنتتتتتتتتتتتتتتتتتاه قاصتتتتتتتتتتتتتتتتتمة الظهتتتتتتتتتتتتتتتتتر‬

‫و لكتتتتتتتتتتتتتتتتتتن نقتتتتتتتتتتتتتتتتتتول المتتتتتتتتتتتتتتتتتتر و النهتتتتتتتتتتتتتتتتتتى كّلتتتتتتتتتتتتتتتتتته‬


‫إليتتتتتتتتتتتتتتتتتتته و فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي كّفيتتتتتتتتتتتتتتتتتتته عاقبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة المتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر‬

‫و متتتتتتتتتتتتتتتتتتا اليتتتتتتتتتتتتتتتتتتوم المثتتتتتتتتتتتتتتتتتتل أمتتتتتتتتتتتتتتتتتتس و إّنمتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬


‫جة البحر‬ ‫لفي وشل الضحضاحأو ل ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫تتت ‪.‬‬
‫) ‪ ( 1‬تت تتتتت‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتتتت تتتتتت ت تتتتت تتتتت تتتتتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 111‬‬

‫صلتان شحذهم ذلك على أبي موسى و استبطائه القوم و‬ ‫فّلما سمع الّناس ذلك أعنى قول ال ّ‬
‫ظنوا به الظنتتون و مكتث التّرجلن بدومتة الجنتدل ل يقتتولن شتتيئا ‪ ،‬و قتد كتان الخبتتار‬
‫ن الحرب قد‬ ‫أبطات على معاوية ‪ ،‬فبعث إلى رجال من قريش كانوا ان يعينوه في حربه إ ّ‬
‫وضعت أوزارها ‪ ،‬و التقى هذان الّرجلن في دومة الجندل فاقد مواعّلى فأتاه جمع منهتتم‬
‫طاب و المغيرة بن شعبه فقال له يا مغيرة ما‬ ‫ل بن عمر بن الخ ّ‬‫ل بن الزبير و عبد ا ّ‬ ‫عبد ا ّ‬
‫ترى ؟ قتتال ‪ :‬يتتا معاويتتة لتتو و ستتعنى أن أنصتترك لنصتترتك و لكتتن علتتى ان آتيتتك بتتأمر‬
‫الرجلين فرحل حّتى أتى دومة الجندل ‪ ،‬فدخل على أبي موستى ‪ ،‬فقتال يتا أبتا موستى متا‬
‫تقول فيمن اعتزل هذا المر و كره هذه الّدماه ؟ قال ‪ ،‬اولئك خير الّنتتاس خّفتتت ظهتتورهم‬
‫من دمائهم و خصمت بطونهم من أموالهم ‪.‬‬

‫ل ما تقول فيمن اعتزل هذا المتتر و كتتره ال تّدماء ؟ قتتال ‪:‬‬ ‫ثّم أتى عمرا فقال ‪ :‬يا أبا عبد ا ّ‬
‫شرار الناس لم يعرفوا حّقا و لم ينكروا باطل ‪ ،‬فرجع مغيتترة إلتتى معاويتتة فقتتال لتته ‪ :‬قتتد‬
‫لت بتتن عمتتر ‪ ،‬و أّمتتا‬ ‫ل بن قيس فخالع صاحبه و هتتواه فتتي عبتتد ا ّ‬ ‫ذقت الّرجلين أما عبد ا ّ‬
‫ن الناس أّنه يرومهتا لنفسته و أّنته ل يترى أّنتك‬ ‫عمرو فهو صاحبك الذى تعرف ‪ ،‬و قد ظ ّ‬
‫ق بهذا المر منه ‪.‬‬‫أح ّ‬

‫قال نصر ‪ :‬و في حديث عمرو بن شمر قال أقبل أبو موسى إلى عمرو فقتتال ‪ :‬يتتا عمتترو‬
‫ل بن عمتتر‬ ‫هل لك في أمر هو للّمة صلح و لصلحاء الّناس رضا نوّلي هذا المر عبد ا ّ‬
‫لت‬
‫بن الخطاب الذي لم يدخل في شيء من هذه الفتنة و ل هذه الفرقة قتتال ‪ :‬و كتتان عبتتد ا ّ‬
‫ل بن الّزبير قريبا يسمعان هذا الكلم ‪.‬‬
‫بن عمرو بن العاص و عبد ا ّ‬

‫فقال عمرو ‪ :‬فأين أنت يا أبا موسى من معاوية ‪ ،‬فابي عليه أبو موسى فقال عمرو ‪:‬‬

‫ن عثمان قتل مظلوما ؟ قال ‪ :‬بلى أشهد ‪ ،‬ثّم قال ‪ :‬فمتتا يمنعتتك متتن معاويتتة و‬ ‫ألست تعلم أ ّ‬
‫ي دم عثمان و قد قال تعالى ‪:‬‬‫هو ول ّ‬

‫ن بيت معاوية من قريش ما قتتد علمتتت فتتان‬


‫سْلطانًا ثّم ا ّ‬
‫جَعْلنا ِلَوِلّيه ُ‬
‫ظلُومًا َفَقْد َ‬
‫ل َم ْ‬
‫ن ُقِت َ‬
‫َو َم ْ‬
‫خشيت أن يقول الناس ولى معاوية‬

‫] ‪[ 112‬‬

‫ى العثمتتان الخليفتتة المظلتتوم و الطتتالب بتتدمه‬


‫ن لك أن تقول وجدته ول ّ‬‫و ليست له سابقة فا ّ‬
‫ي و قتتد صتتحبه‬‫سياسة الحسن الّتدبير و هو أخواّم حبيبة أّم المؤمنين و زوج النتتب ّ‬ ‫الحسن ال ّ‬
‫صحابة ‪.‬‬‫و هو أحد ال ّ‬

‫ط مثلها‬
‫سلطان فقال له ‪ :‬إن هو ولى المر أكرمك كرامة لم يكرمك أحد ق ّ‬
‫ثّم عرض له بال ّ‬
‫‪.‬‬

‫ن هتتذا المتتر ليتتس‬ ‫ل يا عمرو أّما ما ذكرت من شرف معاويتتة فتتا ّ‬ ‫فقال أبو موسى ‪ :‬اّتق ا ّ‬
‫شرف إّنما هو لهل الّدين و الفضل مع أنى لو كنتتت أعطيتتته أفضتتل قريتتش شتترفا‬ ‫على ال ّ‬
‫ي عثمان فاني لم أكتن أوليته إّيتاه لنستبه متن‬ ‫ى بن أبيطالب ‪ ،‬و أّما قولك إّنه ول ّ‬ ‫أعطيته عل ّ‬
‫لت لتتو‬
‫ستتلطان فتتو ا ّ‬
‫عثمان ‪ ،‬وادع المهاجرين الّولين ‪ ،‬و أّما تعريضتتك لتتى بتتالمرة و ال ّ‬
‫ل و لكنك إن شئت أحيينا ستتنة عمتتر‬ ‫خرج لي من سلطانه ما وليته و ل كنت أرتشي في ا ّ‬
‫بن الخطاب ‪.‬‬
‫ن أبا موسى قال غير مّرة ‪:‬‬
‫قال نصر ‪ :‬و حّدثني عمر بن سعد عن أبي حباب ا ّ‬

‫ن اسم عمر بن الخطاب ‪ ،‬فقال عمرو بن العاص ‪ :‬إن كنت إنمتتا‬ ‫ل إن استطعت ل حيي ّ‬ ‫وا ّ‬
‫لت ‪ ،‬و أنتتت تعتترف فضتتله و صتتلحه ‪،‬‬ ‫تبايع ابن عمر لدينه فما يمنعتتك متتن ابنتتي عبتتد ا ّ‬
‫ن ابنك لرجل صدق و لكنك قد غمستتته فتتي هتتذه الفتنتتة قتال نصتتر ‪ :‬و روى عتتن‬ ‫فقال ‪ :‬إ ّ‬
‫ن علّيتا أو‬
‫النضر بن صالح قال ‪ :‬كنت من شريح بن هاني في غتزوة سجستتان فحتّدثني أ ّ‬
‫صاه بكلمات إلى عمرو بن العاص و قال له قل لعمرو ‪:‬‬

‫ن علّيا يقول لك ‪:‬‬


‫إذ القيته إ ّ‬

‫ل ت متتن‬
‫ن أبعد الخلق من ا ّ‬‫ب إليه و إن نقصه و إ ّ‬‫ق أح ّ‬
‫ن أفضل الخلق من كان العمل بالح ّ‬ ‫إّ‬
‫ق فلتتم‬
‫ل يا عمرو إنك لتعلم اين موضتتع الحت ّ‬ ‫ب إليه و إن زاده ‪ ،‬و ا ّ‬
‫كان العمل بالباطل أح ّ‬
‫ل و لوليائه عدّوا ؟ فكأن ما قد اوتيت قتتد زال‬ ‫تتجاهل ؟ أبأن اوتيت طمعا يسيرا صرت ّ‬
‫ن يومتتك التتذى أنتتت‬
‫عنك ‪ ،‬فل تكن للخائنين خصيما ‪ ،‬و للظالمين ظهيرا ‪ ،‬اما اني اعلم ا ّ‬
‫فيه نادم هو يوم وفاتك و سوف تتمّنى أنك لم تظهر لى عداوة و لم‬

‫] ‪[ 113‬‬

‫ل رشوة ‪.‬‬
‫تاخذ على حكم ا ّ‬

‫ي أو‬ ‫قال شريح ‪ :‬فأبلغته ذلك يوم لقيته فمغر وجهه قال ‪ :‬و متتتى كنتتت قتتابل مشتتورة عل ت ّ‬
‫منيبا إلى رأيه أو معتمدا بأمره ‪ ،‬فقلت و ما يمنعك يابن النابغة أن تقبل من مولك و س تّيد‬
‫المسلمين بعد نبّيهم مشورته ‪ ،‬لقد كان من هو خيرمنتتك أبتتو بكتتر و عمتتر يستشتتير انتته و‬
‫ى أبوبك ترغب عن كلمتتي بأبيتتك‬ ‫ن مثلي ل يكّلم مثلك ‪ ،‬فقلت ‪ :‬بأ ّ‬
‫يعملن برأيه ؟ فقال إ ّ‬
‫الوشيظ ‪ 1‬أو بامك الّنابغة ‪ ،‬فقام من مكانه وقمت ‪.‬‬

‫ن عمرا و أبا موسى لما التقيتتا بدومتتة الجنتتدل أختتذ‬ ‫قال نصر ‪ :‬و روى أبو حباب الكلبي ا ّ‬
‫ل قبلي و انتتت أكتتبر منتتي‬ ‫عمرو يقّدم أبا موسى في الكلم و يقول ‪ :‬إّنك صحبت رسول ا ّ‬
‫سّنا فتكّلم أنت ثّم أتكّلم أنا فجعل ذلك سّنة و عادة بينهمتتا ‪ ،‬و إّنمتتا كتتان مكتترا و خديعتتة و‬
‫سلم ثّم يرى رأيه ‪.‬‬‫ي عليه ال ّ‬‫اغترارا له أن يقّدمه فيبدء بخلع عل ّ‬

‫و قال ابن و يزيل في كتاب صّفين أعطتتاه عمتترو صتتدر المجلتتس و كتتان يتكّلتتم قبلتته ‪ ،‬و‬
‫صلة و في الطعام ل يأكل حّتى يأكل و إذا خاطبه فاّنما يختتاطبه بأجت ّ‬
‫ل‬ ‫أعطاه الّتقّدم في ال ّ‬
‫ن أّنه ل يغشيه ‪.‬‬ ‫ن إليه وظ ّ‬
‫ل حّتى اطمأ ّ‬
‫السماء و يقول له ‪ :‬يا صاحب رسول ا ّ‬

‫قال نصر فّلما انمخضت الزبدة بينهما قال له عمرو ‪ :‬أختبرنى متا رأيتك يتا أبتا موستى ؟‬
‫قال ‪ :‬أرى أن أخلع هذين الّرجلين و نجعتتل المتتر شتتورى بيتتن المستتلمين يختتتارون متتن‬
‫ل ما رأيت ‪ ،‬فأقبل إلى الّناس و هم مجتمعون فتكّلتتم أبتتو‬‫شاؤوا ‪ ،‬فقال عمرو ‪ :‬الّرأى و ا ّ‬
‫ل و أثنى عليه ثّم قال ‪ :‬رأيي و رأى عمتترو قتتد اّتفتتق علتتى أمتتر نرجتتو أن‬
‫موسى فحمد ا ّ‬
‫ل به شأن هذه المة فقال عمرو صدق ‪.‬‬ ‫يصلح ا ّ‬

‫ثّم قال له ‪ :‬تقّدم يا أبا موسى فتكّلم ‪ ،‬فقام ليتكّلم فدعاه ابن عباس فقتتال ويحتتك إّنتتى لظنتته‬
‫خدعك إن كنتما قد اّتفقتما على رأى فقّدمه قبلك ليتكّلم ثّم تكّلم أنت بعده فتتاّنه رجتتل غتّدار‬
‫و ل آمن أن يكون أعطاك الّرضا فيما بينك و بينه فاذا قمت به في الّناس خالفك ‪ ،‬و كتتان‬
‫أبو موسى رجل مغّفل ‪ ،‬فقال ‪ :‬ايها عنك إّنا‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتت تت ت تتتت تتتتت تت ت تتت تتت ت‬
‫تتتتتتت ت تتتت تت تتتتت تتت تتتتت تتت تت‬
‫ت تت تتتتت تت تتتتت تتتتتتت ت ت ‪.‬‬

‫] ‪[ 114‬‬

‫ل و أثنى عليه ثّم قال ‪ :‬أيها الّناس إّنا قتد نظرنتا فتي أمتر‬
‫قد اّتفقنا فتقّدم أبو موسى فحمد ا ّ‬
‫هذه المة فلم نر شيئا هو أصلح لمرها و ل ألم لشعثها متتن أن ل يبتتتز ‪ 1‬امورهتتا و قتتد‬
‫ي و معاويتة و ان يستتقبل هتذا المتر فيكتون‬ ‫اجتمع رأيي و رأى صاحبي علتى خلتع علت ّ‬
‫شورى بين المسلمين يوّلون امورهم من أحّبوا ‪ ،‬و إّني قد خلعت علّيا و معاوية فاستقبلوا‬
‫حى ‪.‬‬
‫أموركم و وّلوا من رأيتموه لهذا المر أهل ثّم تن ّ‬

‫ن هذا قد قال ما سمعتم و‬ ‫ل و أثنى عليه ثّم قال ‪ :‬ا ّ‬


‫فقام عمرو بن العاص في مقامه فحمد ا ّ‬
‫ي عثمتتان و‬
‫خلع صاحبه و أنا أخلع صاحبه كما خلعه و اثبت صاحبي في الخلفة فاّنه ول ّ‬
‫ق الّناس بمقامه ‪.‬‬
‫الطالب بدمه و أح ّ‬

‫ل قد غدرت و فجرت ‪ ،‬إّنمتتا مثلتتك كمثتتل الكلتتب إن‬


‫فقال له أبو موسى ‪ :‬ما لك ل وّفقك ا ّ‬
‫تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث ‪.‬‬

‫فقال له عمرو ‪ :‬إّنما مثلك كمثل الحمتتار يحمتتل أستتفارا ‪ ،‬و حمتتل شتتريح بتتن هتتانى علتتى‬
‫ستتوط ‪ ،‬و قتتام الّنتتاس‬
‫ستتوط و حمتتل ابتتن عمتترو علتتى شتتريح فقنعتته بال ّ‬
‫عمرو ‪ ،‬فقنعتته بال ّ‬
‫فحجزوا بينهما ‪ ،‬فكان شريح يقتتول بعتتد ذلتتك متتا نتتدمت علتتى شتتىء نتتدامتي أن ل أكتتون‬
‫ي أبتا‬
‫سوط لكن أتى الّدهر بما أتى به و التمتس أصتحاب علت ّ‬ ‫ضربت عمرا بالسّيف بدل ال ّ‬
‫موسى فركب ناقته و لحق بمّكة ‪ ،‬و كان ابن عباس يقول ‪:‬‬
‫ل أبا موسى لقد حذرته و هديته إلى الّرأى فما عقل ‪ ،‬و كان أبو موستتى يقتتول ‪ :‬لقتتد‬ ‫قّبح ا ّ‬
‫حّذرني ابن عّباس غدرة الفاسق و لكني اطمتتأننت إليتته و ظننتتت أّنتته ل يتتؤثر شتتيئا علتتى‬
‫نصيحة المة ‪.‬‬

‫قال نصر ‪ :‬و رجع عمرو إلى منزله من دومة الجندل فكتب إلى معاوية بهذه البيات ‪:‬‬

‫أتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك الخلفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوقه‬


‫هنيئا مريئا تقّر العيونا‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تت تتتتت ت تتت تتتتت تتتتت ت تتت ت ‪.‬‬

‫] ‪[ 115‬‬

‫تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّزف إليتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك زفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاف العتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتروس‬


‫بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأهون متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن طعنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّدارعينا‬

‫ى بصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلد الّزنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاد‬
‫و متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا الشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعر ّ‬
‫و ل خامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّدار فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي الشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتعرينا‬

‫و لكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن اتيحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته حّيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة‬


‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتجاع لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته مستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتكينا‬‫ل ال ّ‬
‫يظتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬

‫فقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتالوا و قلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت و كنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت امتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترء‬


‫اجهجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته بالخصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم حّتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى يلينتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬

‫فختتتتتتتتتتتتتتتتتتتذها ابتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن هنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى بعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدها‬


‫لتتتتتتتتتتتتتتتتتتت متتتتتتتتتتتتتتتتتتتا تحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذرونا‬‫فقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد واقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتع ا ّ‬

‫لتتتتتتتتتتتتتتتتتتت عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأنكم‬


‫و قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّرف ا ّ‬
‫عدّوا مبينا و حزبا زبونا‬

‫لت لتتو اجتمعنتتا علتتى الهتتدى متتا زدتمتتا‬


‫قال نصر ‪ :‬فقام سعيد بن قيس الهمداني فقال ‪ :‬و ا ّ‬
‫ل بما بدأتما به ‪،‬‬‫بأعلى ما نحن الن عليه ‪ ،‬و ما ضللكما بلزم لنا و ما رجعتما إ ّ‬

‫و إّنا اليوم لعلي ما كنا عليه أمس ‪ ،‬و قام كردوس بن هاني مغضبا فقال ‪:‬‬
‫ال ليتتتتتتتتتتتتتتت متتتتتتتتتتتتتتن يرضتتتتتتتتتتتتتتى متتتتتتتتتتتتتتن الّنتتتتتتتتتتتتتتاس كّلهتتتتتتتتتتتتتتم‬
‫جتتتتتتتتتتتتتتة البحتتتتتتتتتتتتتتر‬‫لتتتتتتتتتتتتتت فتتتتتتتتتتتتتتي ل ّ‬
‫بعمتتتتتتتتتتتتتترو و عبتتتتتتتتتتتتتتد ا ّ‬

‫لتتتتتتتتتتتتتتتتتت ل حكتتتتتتتتتتتتتتتتتتم غيتتتتتتتتتتتتتتتتتتره‬ ‫رضتتتتتتتتتتتتتتتتتتينا بحكتتتتتتتتتتتتتتتتتتم ا ّ‬


‫ي و بالتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّذكر‬
‫ل رّبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا و الّنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتب ّ‬
‫و بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ّ‬

‫ي إمامنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬
‫و بالصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلع الهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتادي علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫رضتتتتتتتتتتتتتينا بتتتتتتتتتتتتتذاك الشتتتتتتتتتتتتتيخ فتتتتتتتتتتتتتي العستتتتتتتتتتتتتر و اليستتتتتتتتتتتتتر‬

‫رضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتينا بتتتتتتتتتتتتتتتتتتته حّيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا و ميتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا و اّنتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‬


‫إمتتتتتتتتتتتتتام هتتتتتتتتتتتتتدى فتتتتتتتتتتتتتي الحكتتتتتتتتتتتتتم و النهتتتتتتتتتتتتتى و المتتتتتتتتتتتتتر‬

‫ن أمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتره‬
‫فمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال ل قلنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا بلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى إ ّ‬
‫لفضتتتتتتتتتتتتتتتل متتتتتتتتتتتتتتتا نعطتتتتتتتتتتتتتتتاه فتتتتتتتتتتتتتتتي ليلتتتتتتتتتتتتتتتة القتتتتتتتتتتتتتتتدر‬

‫و متتتتتتتتتتتتتتتا لبتتتتتتتتتتتتتتتن هنتتتتتتتتتتتتتتتد بيعتتتتتتتتتتتتتتتة فتتتتتتتتتتتتتتتي رقابنتتتتتتتتتتتتتتتا‬


‫ستتتتتتتتتتتتتتتمر‬‫ال ّ‬ ‫و متتتتتتتتتتتتتتتا بيننتتتتتتتتتتتتتتتا غيتتتتتتتتتتتتتتتر المثقفتتتتتتتتتتتتتتتة ‪2‬‬

‫و ضتتتتتتتتتتتتتتتتترب يزيتتتتتتتتتتتتتتتتتل الهتتتتتتتتتتتتتتتتتام عتتتتتتتتتتتتتتتتتن مستتتتتتتتتتتتتتتتتتقّره‬


‫و هيهتتتتتتتتتتتتتتتتات هيهتتتتتتتتتتتتتتتتات الّرضتتتتتتتتتتتتتتتتا آختتتتتتتتتتتتتتتتر التتتتتتتتتتتتتتتتّدهر‬

‫أتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي أشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتياخ الراقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتّبة‬


‫أبت بها حّتى اغّيب في القبر‬

‫ستتلم و إنكتتار خلفتتة‬


‫ي عليتته ال ّ‬
‫و تكّلم جماعة اخرى بمثل كلمه في الّرضتتا بخلفتتة علت ّ‬
‫سلم لما سمع ما ختتدع بتته عمتترو‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫معاوية و حكم الحكمين قال نصر ‪ :‬و كان عل ّ‬
‫لت و إن أتتى التّدهر بتالخطب‬ ‫أبا موسى غّمه ذلك و سائه و خطتب الّنتاس فقتال ‪ :‬الحمتد ّ‬
‫الفادح إلى آخر ما مّر في الكتاب مع الّزيادة التى ذكرناها ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتت تتت تتتت تتت ت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫تت ت‬
‫تت تت تتتتت‬
‫تتت ت تتت‬
‫تت ت تتتتت ت ت ت‬‫) ‪ ( 2‬تت‬
‫تتت تتت ‪.‬‬
‫تتتتت‬
‫] ‪[ 116‬‬

‫سلم بعد الحكومة إذا صتّلى الغتتداة و المغتترب و فتترغ متتن‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫قال نصر ‪ :‬فكان عل ّ‬
‫الصلة قال ‪ :‬اللهّم العن معاوية و عمرا و أبا موسى و حبيب بن مستتلمة و عبتتد الّرحمتتن‬
‫ضحاك بن قيس و الوليد بن عقبه ‪.‬‬ ‫بن خالد و ال ّ‬

‫سلم أّمتتا بعتتد فقتتد بلغنتتي‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫ن أبا موسى كتب من مّكة إلى عل ّ‬
‫و روى ابن و يزيل إ ّ‬
‫صلة و يؤّمن خلفك الجاهلون و إّنى أقول كما قال موسى ‪:‬‬ ‫أنك تلغني في ال ّ‬

‫ن«‬
‫جِرمي َ‬
‫ظهيرًا ِلْلُم ْ‬
‫ن َ‬
‫ن َأُكو َ‬
‫ي َفَل ْ‬
‫عَل ّ‬
‫ت َ‬
‫ب ِبما َأْنَعْم َ‬
‫» َر ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جمله خطب آنحضرتست بعد از حكم قرار دادن مردم أبتتو موستتى اشتتعرى و عمتترو‬
‫عاص عليهما اللعنة و العذاب را و اختيتتار كتتردن عمتترو عتتاص ملعتتون امتتارة معتتاويه‬
‫بدبنياد را ‪ ،‬و خيانت كتتردن ابتتو موستتى بتدنهاد در حتق آن امتتام انتس و جتان و ستترور‬
‫عالميان كه ميفرمايد ‪:‬‬

‫حمد بى قياس خداوند را سزاست و اگر چه آورد روزگار غدار بكار بتتزرگ و ثقيتتل و‬
‫حادثه عظيم و جليل ‪ ،‬و شهادت ميدهم بر اينكه هيچ مستحق معبودية نيست مگر مبعود‬
‫بحق و خداوند مطلق در حالتى كه نيست با او خدائى كتته بتتوده باشتتد بتتا او ‪ ،‬و شتتهادت‬
‫لت و ستلمه عليته بنتده بتر گزيتده و فرستتاده‬ ‫لت صتلوات ا ّ‬
‫ميدهم باينكه محّمد بن عبتد ا ّ‬
‫پسنديده اوست ‪ ،‬پس از ستايش الهى و درود حضرت رسالت پناهي ‪.‬‬

‫پس مخالفت كردن و عصيان نمودن نصيحت كننده مهربان و داناى تجربتته كتتار بتتاعث‬
‫ميشود بحسرت و از پى در مىآورد افسوس و ندامترا ‪ ،‬و بتحقيق كه بتودم امتر نمتودم‬
‫شما را در باب اين حكومة حكمين به امر خود و ختتالص نمتتودم از بتتراى شتتما در ايتتن‬
‫باب راى صواب خود را كه در گنجينه ضمير بتتور اگتتر ميبتتود كتته اطتتاعت ميشتتد متتر‬
‫قصير بن سعد را امرى پشيمان نميشديد و بورطه حسرت نمىافتاديد ‪ ،‬پس إبا و امتناع‬
‫نموديد بر من مثل امتناع اختلف كنندگان جفا كار و عهد شكنندگان نا فرمان بتتردار تتتا‬
‫اينكه بشك افتاد پند دهنده به پند خود و بخل ورزيد آتش زنه به‬

‫] ‪[ 117‬‬

‫بيرون دادن آتش خود ‪.‬‬


‫پس بود حال من و شما در نصيحت دادن من و مخالفت كردن شما مثتتل آنچتته كتته گفتتت‬
‫برادر هوازن در شعر خود كه فرمودم شما را بامر ختتود و پنتتد دادم شتتما را در منتتزل‬
‫منعرج اللوى پتتس ندانستتتيد ثمتتره نصتتيحت مگتتر در چاشتتتكاه روز ديگتتر كتته در ديتتار‬
‫زخار خونخوار گرفتار شديد ‪ ،‬يعنى همچنانكه قتتوم وريتد شتاعر نصتتيحت او را گتوش‬
‫ندادنتتد و بتتورطه هلكتتت افتادنتتد همچنيتتن شتتما از فرمتتان متتن معصتتيت ورزيدنتتد كتته‬
‫مستعقب حسرت و ندامت گرديده دچار بل و محنت شديد ‪.‬‬

‫ع ع ع ععع ع ع ع ععع ع ععع ععع ع ع عععع ع عع ع‬


‫عععععععع ع ع ع عععععع ع ع عععععع عع ع ع‬
‫ععععععع عع ععع ععععع‬

‫فأنا لكم نذير أن تصبحوا صرعى بأثناء هذا الّنهر ‪ ،‬و بأهضتتام هتتذا الغتتايط ‪ ،‬علتتى غيتتر‬
‫بّينة من رّبكم ‪ ،‬و ل سلطان مبين معكم ‪ ،‬قد طّوحت بكم الّدار ‪ ،‬و احتبلكم المقدار ‪ ،‬و قتتد‬
‫ي اباء المخالفين المنابتتذين ‪ ،‬حّتتتي صتّرفت رأيتتي‬ ‫كنت نهيتكم عن هذه الحكومة فأبيتم عل ّ‬
‫إلى هواّكم ‪،‬‬

‫و أنتم معاشر أخّفاء الهام ‪ ،‬سفهاء الحلم لم آت ل أبا لكم بجرا و ل أردت بكم ضّرا ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) الّنهروان ( بفتح الّنون و تثليث الّراء و من العرب من يضّم الّنون أيضا‬

‫] ‪[ 118‬‬

‫ن بين واسط و بغداد ‪ ،‬و في المصتتباح بلتتدة يقتترب متتن‬ ‫ثلث قرى أعل و أوسط و أسفله ّ‬
‫بغداد أربعة فراسخ و ) صتترعى ( جمتتع صتتريع و ) ثنتتى ( التتوادى بكستتر الّثتتاء المثّلثتتة‬
‫منعطفه و الجمع أثناء و في بعض الّنسخ بأكناف هتتذا الّنهتتر و هتتو جمتتع كنتتف كستتبب و‬
‫أسباب بمعنى الجانب و ) الهضام ( جمع هضم بفتح الهتتاء و قتتد يكستتر بطتتن التتوادى و‬
‫ن من الرض و ) الغايط ( ما سفل من الرض ‪.‬‬ ‫المطمئ ّ‬

‫و ) طاح ( يطوح و يطيح هلك و سقط ‪ ،‬و طوحه فتطوح توهيه فرمى هو بنفسه ههنتتا و‬
‫صيد أوقعه في الحبالة و ) المقدار‬
‫ههنا ‪ ،‬و طوحته الطوايح قذفته القواذف و ) احتبل ( ال ّ‬
‫( هو القدر و الفضاء و ) الهامة ( الّرأس و الجمع الهام ‪.‬‬

‫و ) البجر ( بضّم الباء و سكون الجيم المعجمة الّداهية و الشّر ‪ ،‬و في بعض الّنسخ هجرا‬
‫ساقط من القول ‪ ،‬و في نسخة ثالثة نكرا و هو المر المنكتتر و فتتي رابعتتة عتّرا و‬
‫و هو ال ّ‬
‫العر و المعّرة إل ثم و العّر أيضا داء يأخذ البل في مشافرها و يستعار للداهية ‪.‬‬
‫ععععععع‬

‫سع ‪ ،‬و جملة و أنتم معاشرآه حالّية و‬ ‫نسبة طوحت إلى الّدار و احتبل إلى المقدار من التو ّ‬
‫العامل صرفت ‪ ،‬و بجرا مفعول لم آت و جملة ل ابا لكم معترضة بينهما و هتتي تستتتعمل‬
‫في المدح كثيرا و في الذّم أيضا و في مقام الّتعجب و الظاهر هنا الّذم أو التعجب ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ستلم الختوارج‬ ‫ي عليتته ال ّ‬


‫روى في شرح المعتزلي عن محّمد بن حبيب قتال ‪ :‬خطتتب علت ّ‬
‫يوم الّنهر فقال لهم ‪ :‬نحن أهل بيت الّنبوة و موضع الّرسالة و مختلف الملئكة و عنصتتر‬
‫الّرحمة و معدن العلم و الحكمة ‪ ،‬نحن افق الحجاز بنا يلحق البطيء و الينا يرجع الّتتتائب‬
‫أّيها القوم ) فأنا نذير لكم أن تصبحوا صرعى ( أى مصر و عين مطّرحين على الرض‬
‫جة شرعّية ) من ربكتتم و ل‬ ‫) بأثناء هذا النّهر و بأهضام هذا الغايط على غير بّينة ( و ح ّ‬
‫سكون به في خروجكم ) قد طوحت‬ ‫سلطان مبين ( و برهان عقلى ) معكم ( تتم ّ‬

‫] ‪[ 119‬‬

‫بكم الّدار ( و رمت بكم المرامي و هلكتكم ) و احتبلكم المقدار ( أى أوقعكم القدر النتتازل‬
‫صيد ل يستطيع الخروج منها ) و قد كنت نهيتكتتم عتتن هتتذه الحكومتتة (‬ ‫بكم في حبالته كال ّ‬
‫ي إباء المختتالفين ( الجفتتاة‬
‫التي ندمتم عليها و ما كنت راضيا بها و راغبا إليها ) فأبيتم عل ّ‬
‫) و المنابذين ( العصاة ) حتى صرفت رايى إلى هواكم ( و أقدمت على التحكيم برضاكم‬
‫من دون أن يكون لي رضا في ذلك و ) أنتم معاشر اخفاء الهام ( لعدم ثباتكم في الّراى و‬
‫) سفهاء الحلم ( لعدم كما لكم في العقل انكم أمس كنتم معتقدين وجوب التحكيم و اليتتوم‬
‫تزعمونه كفرا و تجعلونه ضرارا و ) لم آت ل أبتتا لكتتم بجتترا و ل اردت بكتتم ض تّرا ( و‬
‫ضرر و نزلت بكم تلتتك الداهيتتة بستتوء تتتدبيركم و قّلتتة عقلكتتم و ا ّ‬
‫ن‬ ‫إّنما ورد عليكم ذلك ال ّ‬
‫إرادتى من التحكيم و غرضي منه بعد اكراهكم إّيتتاى عليتته لتتم يكتتن إل الخيتتر و المنفعتتة‬
‫فانعكست القضية و انجّرت إلى المضّرة ‪.‬‬

‫و ينبغى تذييل المقام بامرين‬

‫عع‬
‫ععععع ع ع عع ع ع ع ععع ع ع ععع عع عععع ع ع ع‬
‫عع عععع ع ععع ععععع ععععععع ع ععععع‬ ‫ععع‬
‫عع عععع عععععع ع عععععع‬

‫فأقول ‪:‬‬
‫في البحار من كتاب كشف الغمة قتال ‪ :‬ذكتتر المتتام أبتتو داوود ستتليمان بتتن الشتتعث فتتي‬
‫ل صتتّلى‬‫ن رسول ا ّ‬ ‫سنن يرفعه إلى أبي سعيد الخدرى و أنس بن مالك أ ّ‬ ‫مسنده المسّمي بال ّ‬
‫ل عليه و آله قال ‪ :‬سيكون في اّمتتتى اختلف و فرقتتة ‪ ،‬قتتوم يحستتنون القيتتل و يستتيؤون‬ ‫ا ّ‬
‫سهم من الّرمية ‪،‬‬‫الفعل يقرؤون القرآن ل يجاوز تراقيهم ‪ ،‬يمرقون من الّدين كما يمرق ال ّ‬
‫ل و ليستتوا منتته فتتي شتتيء متتن‬
‫هم شّر الخلق طوبى لمن قتلهم و قتلوه يدعون إلى كتاب ا ّ‬
‫ل منهم ‪.‬‬
‫قاتلهم كان أولى با ّ‬

‫جاج في صحيحه و وافقه أبو داوود و ستتندهما عتتن زيتتد بتتن وهتتب أّنتته‬ ‫و نقل مسلم بن ح ّ‬
‫ي أّيها الّناس إّنتتي ستتمعت رستتول‬ ‫سلم قال عل ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫كان في الجيش الذين كانوا مع عل ّ‬
‫ل عليه و آله يقول ‪ :‬يخرج قوم متن اّمتتي يقترؤون القترآن ليتس قرائتكتم إلتى‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫ا ّ‬
‫قرائتهتتم بشتتيء و ل صتتلتكم إلتتى صتتلتهم بشتتيء و ل صتتيامكم إلتتى صتتيامهم بشتتيء‬
‫يقرؤون القرآن يحسبون أّنه لهم و هو عليهم ل يجاوز قرائتهم تراقيهم يمرقون من ال تّدين‬
‫كما يمرق‬

‫] ‪[ 120‬‬

‫السهم من الّرمية ‪ 1‬لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نتتبّيهم لنكلتتوا‬
‫ن فيهم رجل له عضد ليس له ذراع على عضده مثل حلمة الثدى‬ ‫عن العمل ‪ ،‬و آية ذلك أ ّ‬
‫شتام و تتتتركون هتؤلء يخلفتتونكم فتتي‬ ‫عليه شعرات البيض فتذهبون إلى معاوية و أهتتل ال ّ‬
‫ل إّني لرجو أن يكون هولء القوم فاّنهم قد سفكوا ال تّدم الحتترام و‬ ‫ذراريكم و أموالكم و ا ّ‬
‫أغاروا على سرح الّناس فتسيروا ‪.‬‬

‫لت صتّلى‬
‫ل بن أبي أوفي قال ‪ :‬قتال رستول ا ّ‬
‫و من كتاب المالى للشيخ باسناده عن عبد ا ّ‬
‫ل عليه و آله ‪ :‬الخوارج كلب أهل الّنار ‪.‬‬
‫ا ّ‬

‫و من كتاب المناقب لبن شهر آشوب من تفستير القشتتيرى و ابانتة العكتتبرى عتن ستتفيان‬
‫عن العمش عن سلمة عن كهيل عن أبي الطفيل أّنه سأل ابن الكوا أمير المتتؤمنين عليتته‬
‫سلم عن قوله تعالى ‪:‬‬
‫ال ّ‬

‫سلم إّنهم أهل حرورا ثّم قال ‪:‬‬


‫ل فقال عليه ال ّ‬
‫عما ً‬
‫ن َأ ْ‬
‫سري َ‬
‫خَ‬‫لْ‬
‫ل ُنَنّبئُكْم ِبا َْ‬
‫ل َه ْ‬
‫ُق ْ‬

‫ل سعيهم في الحيوة الّدنيا و هم يحسبون أّنهم يحسنون صنعا « في قتتتال علتتي‬ ‫» اّلذين ض ّ‬
‫بن أبيطالب » أولئك كفروا بآيات رّبهم و لقآئه فحبطت أعمالهم فل نقيتتم لهتتم يتتوم القيمتتة‬
‫وزنا ذلك جزآؤهم جهّنم « بما كفروا بوليتتة علتتي » و اّتختتذوا آيتتات القترآن و رستتلي «‬
‫ل عليه و آله و سّلم » هزوا « استهزؤوا بقتتوله ‪ :‬أل متن كنتت متتوله‬ ‫يعني محّمد صّلى ا ّ‬
‫ى موله ‪ ،‬و انزل في اصحابه ‪:‬‬ ‫فعل ّ‬
‫صالحات « الية ‪.‬‬
‫ن اّلذين آمنوا و عملوا ال ّ‬
‫»إّ‬

‫فقال ابن عباس ‪ :‬نزلت في أصحاب جمل ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تت ت تتت ت تتتت تتتت تت ت ت تت تتت ت تتت‬
‫تتتتت تت تتتتتت ‪ .‬تت تت تتتتت ت تتتت تتت ت‬
‫تتتتتتت تتت تتتت تتتتت تتتتت تتتتت ت ت ت‬
‫ت تت تت تت ت ‪ .‬ت تتتتت ت تتت تت تت تت تتتت ت‬
‫تتتتتت ت تتتت تتتت تتتت ت تتت تت ت ت تتت ت‬
‫تتتتت » تتتتت «‬

‫] ‪[ 121‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم في قوله تعالى ‪:‬‬


‫و من تفسير الفلكي عن أبي امامة قال النّبي صّلى ا ّ‬

‫جوُهُهْم الية هم الخوارج ‪.‬‬


‫ت ُو ُ‬
‫سَوّد ُ‬
‫نا ْ‬
‫جوٌه َفَأّما اّلذي َ‬
‫سَوّد ُو ُ‬
‫جوٌه َو َت ْ‬
‫ض ُو ُ‬
‫َيْوَم َتْبَي ّ‬

‫لت قتتاتلي‬
‫و في شرح المعتزلي قد تظاهرت الخبتتار حّتتتى بلغتتت حتتد الّتتتواتر بمتتا وعتتد ا ّ‬
‫الخوارج من الّثواب على لسان نبّيه ‪.‬‬

‫ل عليه و آله بينا هو يقستتم قستتما جتتائه‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ن رسول ا ّ‬‫صحاح المتفق عليها أ ّ‬
‫و في ال ّ‬
‫رجل يدعا ذا الحو يضرة فقال ‪ :‬أعدل يا محّمد فقال ‪ :‬قد عدلت فقال لتته ثانيتتة ‪ :‬اعتتدل يتتا‬
‫محّمد فاّنك لم تعدل فقال ‪ :‬ويلك و من يعدل إذا لم أكن أعدل ‪.‬‬

‫ل ائذن لي أضرب عنقه فقال ‪ :‬دعتته فتتاّنه يختترج‬ ‫فقام عمر بن الخطاب فقال ‪ :‬يا رسول ا ّ‬
‫سهم من الّرمية ينظتتر أحتتدكم إلتتى‬ ‫من ضئضى ‪ 1‬هذا قوم يمرقون من الّدين كما يمرق ال ّ‬
‫نضيه فل يجد شيئا فينظر إلى نضيه ‪ 2‬ثتّم ينظتتر إلتتى القتتذذ فكتتذلك ستتبق الفتترث و التّدم‬
‫يخرجون على خير فرقة من الّناس يحتقتر صتلتكم فتي جنتتب صتلتهم و صتتومكم عنتد‬
‫ل ت عليتته و آلتته‬
‫صومهم يقرؤون القرآن ل يجاوز تراقيهم آيتهم رجل أسود أو قال صّلى ا ّ‬
‫اوعج مخدج إليه احدى يديه كاّنها ثدى امرأة أو بضعة تدردر ‪. 3‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم قال لبي بكر و قتتد غتتاب‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ن رسول ا ّ‬ ‫صحاح أ ّ‬‫و في بعض ال ّ‬
‫الّرجل عن عينه ‪ :‬قم فاقتله ‪ ،‬فقام ثّم عاد و قتال ‪ :‬وجتتدته يصتّلي فقتال لعمتتر ‪ :‬مثتتل ذلتتك‬
‫سلم ‪ :‬مثتل ذلتك فعتاد و قتال ‪ :‬لتم أجتده فقتال‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫فعاد و قال وجدته يصّلي فقال لعل ّ‬
‫ل ‪ :‬لو قتل هذا‬
‫رسول ا ّ‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتتت تتتتت تتتت تتتت تتت تت تت ت تت‬
‫تتت ت تتت تتتتت تتت تت ت تتت تت تتت تتت تت‬
‫تتت تتتت تت تتتت ت تت تتتت تتتتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتتت ت ت ت تتت تت تت ت تت تتت ت تتت ت تت‬
‫تتتت ت تتت تتتتت تت تتتتت ت تتتتتت تتتتت‬
‫تتتتتت تتتتتتت تتت تتتت تتت ت تت ت ت ت ت ت‬
‫تتت تت ت ت تت ت تتتت ت ت تتتت ت ت تت ت ت تت‬
‫تتتت تتتتت تتتتت ت تتتتت تتتتت تتت تت تت‬
‫ت تتت ت ت تتتتتت ت ت تت ت تتت ت تتت تتتتت‬
‫تتتتت تتتتتتت تتت تتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ت تتتت تت تتت تت تتتت ت ت تتت ت تتتت ت‬
‫تتتتتت تتتت تتتت تتتتتتت تتتتتت تتتتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 122‬‬

‫لكان أّول فتنة و آخرها أما أّنه سيخرج من ضئضي هذا الحديث ‪.‬‬

‫و في مسند أحمد بن حنبل عن مسروق قال ‪ :‬قالت عايشة إّنك من ولدى و من أحّبهم إلىّ‬
‫ي بن أبيطتالب علتى نهتر يقتال لعله تتأمر و‬ ‫فهل عندك علم من المخدج ؟ فقلت قتله عل ّ‬
‫لسفله نهروان بين لخاقين و طرفاء ‪ ،‬قالت ابغني علتتى ذلتتك بينتتة فتتأقمت رجتتال شتتهدوا‬
‫ل ت ص تّلى‬
‫عندها بذلك ‪ ،‬قال ‪ :‬فقلت لها سألتك بصاحب القبر ما الذى سمعت من رستتول ا ّ‬
‫ل عليه و آله فيهم ؟ قالت نعم ‪ :‬سمعته يقول إّنهم شّر الخلق و الخليقة يقتلهم خير الخلتتق‬ ‫ا ّ‬
‫ل وسيلة ‪.‬‬
‫و الخليقة أقربهم عند ا ّ‬

‫ععع ععع ع ع عععع ع عع عع ععع عععع ع عع ع‬


‫عع عععع ع ععع عععع‬
‫ععععععععع ععععع ععع‬

‫فأقول ‪:‬‬

‫قال في شرح المعتزلي روى ابن و يزيل في كتاب صّفين عتتن عبتّد الرحمتتن بتتن زيتتاد ‪،‬‬
‫ي متتن صتتفين إلتتى الكوفتتة‬‫عن خالد بن حميد ‪ ،‬عن عمر مولى غفرة ‪ ،‬قال ‪ :‬لما رجع عل ّ‬
‫أقام الخوارج حّتي جموا ثّم خرجوا إلى صحراء بالكوفة يسّمى حروراء ‪،‬‬
‫ل‪.‬‬
‫ن علّيا و معاوية أشركا في حكم ا ّ‬
‫ل و لو كره المشركون أل إ ّ‬
‫ل ّ‬
‫فتنادوا ل حكم إ ّ‬

‫ل بن العباس فنظر في أمرهم و كّلمهم ثتّم رجتتع إلتتى‬ ‫سلم إليهم عبد ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫فأرسل عل ّ‬
‫لت متتا أدرى متتا هتتم فقتتال ‪:‬‬
‫سلم فقال لتته متتا رأيتتت ؟ فقتتال ابتتن عبتتاس ‪ :‬و ا ّ‬‫ي عليه ال ّ‬‫عل ّ‬
‫ستتجود‬‫ن بيتتن أعينهتتم لثتتر ال ّ‬
‫لت متتا ستتيماهم ستتيماء منتتافقين ا ّ‬
‫أرأيتهم منتتافقين فقتتال ‪ :‬و ا ّ‬
‫يتأّولون القرآن فقال دعوهم ما لم يسفكوا دما أو يغصبوا مال ‪.‬‬

‫و أرسل اليهم ما هذا الذى أحدثتم و ما تريدون ؟ قالوا نريد أن نخرج نحتن و أنتت و متن‬
‫ل من أمر الحكمين ثّم نسير إلى معاوية فنقتتاتله‬ ‫كان معنا بصفين ثلث ليال و نتوب إلى ا ّ‬
‫ل قلتم حين بعثنتتا الحكميتتن و أختتذنا‬
‫سلم فه ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫ل بيننا و بينه ‪ ،‬فقال عل ّ‬
‫حّتى يحكم ا ّ‬
‫منهم العهد و أعطينا هموه ال قلتم هذا حينئذ قالوا ‪ :‬كنتا قتد طتالت الحترب علينتا و اشتتّد‬
‫ل الكراع ‪1‬‬‫الباس و كثر الجراح و ك ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتتت تت تتتتتت تتتتتتت ت ‪.‬‬

‫] ‪[ 123‬‬

‫سلح ‪.‬‬
‫و ال ّ‬

‫فقال لهم أفحين اشتّد البتأس عليكتم عاهتدتم فلمتا وجتدتم الجمتام ‪ 1‬قلتتم ننقتض العهتد إنّ‬
‫ل عليه و آله كان يفى للمشركين أفتأمرونني بنقضه ‪ ،‬فمكثوا مكانهم ل‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫رسول ا ّ‬
‫ستتلم‬‫ي عليه ال ّ‬
‫ي و ل يزال الخر منهم يخرج من عند عل ّ‬ ‫يزال الواحد منهم يرجع إلى عل ّ‬
‫‪.‬‬

‫لت و‬ ‫ل ّ‬ ‫سلم بالمسجد و الناس حوله فصاح ل حكتتم إ ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫فدخل الواحد منهم على عل ّ‬
‫ل و لتتو كتتره المتلفتتتون فرفتتع علت ّ‬
‫ي‬ ‫ل ّ‬
‫لو كره المشركون فتلفت ‪ 2‬الناس فقال ‪ :‬ل حكم إ ّ‬
‫ن أبتا‬‫ستلم إ ّ‬ ‫ل و لو كره أبو حستن فقتال عليته ال ّ‬ ‫ل ّ‬‫سلم رأسه إليه فقال ‪ :‬ل حكم إ ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫لملتتت يتتا‬ ‫ل انتظر فيكتتم ‪ ،‬فقتتال الّنتتاس ه ّ‬
‫ل ‪ ،‬ثّم قال حكم ا ّ‬
‫حسن ل يكره أن يكون الحكم ّ‬
‫أمير المؤمنين على هولء الّناس فأفنيتهم ؟ فقال ‪ :‬إنهم ل يفنون إّنهم لفى أصلب الّرجال‬
‫و أرحام الّنساء إلى يوم القيامة ‪.‬‬

‫و روى أنس بن عياض المدني ‪ ،‬عن جعفر بن محّمد ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن جّده عليهم الستتلم‬
‫ن علّيا كان يوما يؤّم الّناس و هو يجهر بالقرائة فجهر ابن الكوا من خلفه ‪:‬‬
‫أّ‬

‫ن ِمتنَ‬
‫ك و َلَتُكتوَن ّ‬
‫عَمُلت َ‬
‫ن َ‬‫طت ّ‬
‫حِب َ‬
‫ت َلَي ْ‬
‫شتَرْك َ‬
‫ن َأ ْ‬
‫ك َلِئ ْ‬
‫ن َقْبِلت َ‬
‫ن ِمت ْ‬
‫ى اّلتذي َ‬
‫ك و ِإلت َ‬
‫ي ِإَلْيت َ‬
‫حت َ‬
‫» َو َلَقْد ُأو ِ‬
‫ستلم فلمتا أنهاهتا ابتن‬ ‫ي عليته ال ّ‬ ‫ن « فلما جهر ابن الكوا من خلفه بهتا ستكت علت ّ‬ ‫سري َ‬ ‫اْلخا ِ‬
‫سلم في القرائة أعاد ابن‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫سلم فأتّم قرائته ‪ ،‬فلما شرع عل ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫الكوا أعاد عل ّ‬
‫سلم فلم يتتزال كتتذلك يستتكت هتتذا و يقتترء هتتذا‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫الكوا الجهر بتلك الية فسكت عل ّ‬
‫سلم ‪:‬‬‫ي عليه ال ّ‬‫مرارا حّتى قرء عل ّ‬

‫ن«‬
‫ن ل ُيوِقُنو َ‬
‫ك اّلذي َ‬
‫خَفّن َ‬
‫سَت ِ‬
‫ق و ل َي ْ‬
‫حّ‬
‫ل َ‬
‫عَد ا ِّ‬
‫ن َو ْ‬
‫صِبْر ِإ ّ‬
‫» َف ْ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ت ت تتت تت تت ت ت تت ت ت ت ت تت تت ت تتت ت‬
‫تتتت تت تتتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتتت تتتتت تتتت ت ت تتت ت ت تتت ت ت تت ت‬
‫تتتتتتتت ت تتتتتت ت ‪.‬‬

‫] ‪[ 124‬‬

‫سلم إلى قرائته ‪.‬‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫فسكت ابن الكوا و عاد عل ّ‬

‫سلم لما دخل الكوفة دخل معتته كتتثير متتن‬ ‫ن علّيا عليه ال ّ‬
‫و ذكر الطبرى صاحب الّتاريخ أ ّ‬
‫الخوارج و تخّلف منهم بالنخيلة و غيرها خلق كتتثير لتتم يتتدخلوها ‪ ،‬فتتدخل حرقتتوص بتتن‬
‫ستتلم‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫زهير السعدى و زرعة البرج الطائي و هما من رؤوس الخوارج على عل ّ‬
‫ستلم‬ ‫فقال له حرقوص ‪ :‬تب من خطيئتك و اخرج بنا إلى معاوية نجاهتده ‪ ،‬فقتال عليته ال ّ‬
‫إّني كنت نهيت عن الحكومة فأبيتم ثّم الن تجعلونها ذنبا أما أّنها ليست بمعصتتية و لكّنهتتا‬
‫عجز من الّرأى و ضعف في الّتدبير و قد نهيتكم عنه ‪.‬‬

‫لت و‬
‫ل لئن لم تتب من تحكيمك الّرجال لقتلنتتك اطلتتب بتتذلك وجتته ا ّ‬ ‫فقال زرعة ‪ :‬أما و ا ّ‬
‫سلم ‪ :‬بوسا لتتك متتا أشتتقاك كتتأني بتتك قتتتيل يستتفي عليتتك‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫رضوانه ‪ ،‬فقال له عل ّ‬
‫ستتلم يخطتتب‬ ‫ي عليتته ال ّ‬
‫الّريتتاح ‪ ،‬قتتال زرعتتة ‪ :‬وددت أّنتته كتتان ذلتتك قتتال ‪ :‬و ختترج علت ّ‬
‫ل و صاح به رجل ‪:‬‬ ‫ل ّ‬‫فصاحوا به من جوانب المسجد ل حكم إ ّ‬

‫ن متن‬
‫ن عملتك و لتكتون ّ‬ ‫» و لقد أوحتي إليتك و إلتى اّلتذين متن قبلتك لئن أشتركت ليحبطت ّ‬
‫ق و ل يستتتخّفّنك اّلتتذين ل‬‫لت حت ّ‬
‫ن وعد ا ّ‬
‫سلم ‪ » :‬فاصبر إ ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫الخاسرين « فقال عل ّ‬
‫يوقّنون « ‪.‬‬

‫قال أبو العباس المبّرد ‪ :‬و يقال أّول من حكم عروة بن اّويتتة ‪ ،‬و اوّيتتة جتّدة لتته جاهليتتة و‬
‫هو عروة جدير أحد بني ربيعة ‪ ،‬و قال قوم أّول من حكم رجل من بني محارب يقتتال لتته‬
‫ل بن وهب الّراسبي و أّنه امتنع عليهم و اومأ‬
‫سعيد و لم يختلفوا في اجتماعهم على عبد ا ّ‬
‫ل به ‪ ،‬فكان امام القوم و كان يوصف برأى ‪.‬‬
‫إلى غيره فلم يقنعوا إ ّ‬

‫ل من الخوارج فسيف عروة بتتن اّويتتة ‪ ،‬و ذاك أّنتته أقبتتل علتتى الشتتعث‬
‫فاّما اّول سيف س ّ‬
‫ل عّز و جتتل ‪ ،‬ث تّم‬
‫فقال ‪ :‬ما هذه الدنية يا أشعث و ما هذا الّتحكيم أشرط أوثق من شرط ا ّ‬
‫ل فضرب به عجز بغلته ‪.‬‬ ‫سيف و الشعث مو ّ‬ ‫شهر عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 125‬‬

‫قال أبو العباس ‪ :‬و عروة هذا من الّنفر الذين نجوا من حرب الّنهروان فلم يزل باقيتا متّدة‬
‫من اّيام معاوية ثّم أتى به زياد و معه مولى له فسأله عن أبتتي بكتتر و عمتتر فقتتال خيتترا ‪،‬‬
‫فقال له ‪ :‬فما تقول في أمير المؤمنين عثمان و في أبتي تتراب » قتال ظ « فتتولى عثمتان‬
‫سلم مثل ذلتتك إلتتى‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫ت سنين من خلفته ثّم شهد عليه بالكفر و فعل في أمر عل ّ‬ ‫س ّ‬
‫أن حكم ثّم شهد عليه بالكفر ثّم سأله عن معاوية فسبه سّبا قبيحا ثتّم ستتأله عتتن نفستته فقتتال‬
‫أّولك لزينة و آخرك لدعوة و أنت بعد عاص لرّبك فأمر به فضربت عنقه ‪.‬‬

‫ثّم دعا موله فقال ‪ :‬صف لى اموره قال ‪ :‬اطنب أم اختصر ‪ ،‬قال ‪ :‬بتتل اختصتتر ‪ ،‬قتتال ‪:‬‬
‫ما أتيته بطعام بنهار قط و ل فرشت له فراشا بليل قط ‪.‬‬

‫ن علّيا لما ناظرهم بعد مناظرة ابن عباس إيتتاهم‬ ‫قال المبّرد ‪ :‬و سبب تسميتهم الحروري ا ّ‬
‫ن هتتذه‬
‫ن هتتؤلء القتتوم لمتتا رفعتتوا المصتتاحف قلتتت لكتتم إ ّ‬
‫كان فيما قال لهم ‪ :‬أل تعلمون أ ّ‬
‫مكيدة و وهن و لو أّنهم قصدوا إلى حكم المصاحف لتوني و ستألوني الّتحكيتتم أفتعلمتتون‬
‫ن أحدا أكره على التحكيم مّني قالوا صدقت ‪.‬‬ ‫أّ‬

‫ن حكمهما نافذ متتا‬ ‫قال فهل تعلمون أّنكم استكر هتموني على ذلك حّتى أجبتكم فاشرطت أ ّ‬
‫لت ل‬‫ن حكتتم ا ّ‬‫ل فمتى خالفتتاه فأنتتا و أنتتتم متتن ذلتتك بتتراء ‪ .‬و أنتتتم تعلمتتون أ ّ‬‫حكما بحكم ا ّ‬
‫يعدوني ‪ ،‬قالوا ‪ :‬اللهّم نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬و كان معهم في ذلك الوقت ابن الكوا و هذا من قبل أن‬
‫ل بن خباب و إّنما ذبحوه في الفرقة الثانية بكسكر فقالوا له ‪ :‬حكمت في دين‬ ‫يذبحوا عبد ا ّ‬
‫ن بأّنا كّنا كفرنا و لكن الن تائبون فاقّر بمثل ما اقررنتتا بتته و تتتب‬ ‫ل برأينا و نحن مقرو ّ‬‫ا ّ‬
‫ننهض معك إلى الشام ‪.‬‬

‫ل قد أمر بالّتحكيم في شقاق بين الّرجل و امرأته فقال سبحانه ‪:‬‬


‫نا ّ‬
‫فقال ‪ :‬أما تعلمون أ ّ‬

‫ن َأْهِلها و في صيد اصيب كارنب يستتاوى نصتتف درهتتم‬


‫حَكمًا ِم ْ‬
‫ن َأْهِله و َ‬
‫حَكمًا ِم ْ‬
‫َفاْبَعُثوا َ‬
‫فقال ‪:‬‬

‫] ‪[ 126‬‬
‫ن عمرا لما أبى عليك أن تقول في كتابك هذا ما كتبتته‬ ‫ل ِمْنُكْم فقالوا له ‪ :‬فا ّ‬
‫عْد ٍ‬
‫حُكُم ِبه َذوا َ‬
‫َي ْ‬
‫ي بتتن أبتتي طتتالب فقتتد‬
‫ي أمير المؤمنين محوت اسمك من الخلفة و كتبتتت علت ّ‬ ‫ل عل ّ‬‫عبد ا ّ‬
‫ل حين أبى عليتته ستتهل بتتن عمتترو أن‬ ‫سلم ‪ :‬لى اسوة برسول ا ّ‬ ‫خلعت نفسك فقال عليه ال ّ‬
‫لت‬
‫ل و سهيل بن عمرو ‪ ،‬و قال لو أقررت بأنك رسول ا ّ‬ ‫يكتب هذا ما كتبه محّمد رسول ا ّ‬
‫ل فقال لي ‪ :‬يتا علتي امتح رستول‬ ‫ما خالفتك و لكني اقّدمك لفضلك فاكتب محّمد بن عبد ا ّ‬
‫ل ل تشجعنى نفسي علي محتتو استتمك متتن الّنبتتوة قتتال ‪ :‬فقفنتتى عليتته‬ ‫ل فقلت يا رسول ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ى و قتال ‪ :‬إنتك ستستام ) أى‬ ‫ستم إلت ّ‬
‫لت ‪ ،‬ثتّم تب ّ‬
‫فمحاه بيده ‪ ،‬ثّم قال اكتتب محّمتد بتن عبتد ا ّ‬
‫تعامل ( مثلها فتعطى ‪.‬‬

‫سلم منهم الفان من الحر وراء ‪ ،‬و قد كانوا تجمعوا بها فقال لهتتم علتتى‬
‫فرجع معه عليه ال ّ‬
‫ما نسّميكم ؟ ثّم قال ‪ :‬أنتم الحروّرية لجتماعكم بحروراء ‪.‬‬

‫ن علّيا في أّول خروج القوم عليه دعا صعصعة بن صتتوحان العبتتدي و قتتد‬ ‫قال المبّرد ‪ :‬إ ّ‬
‫ل بن العباس فقتتال لصعصتتعة ‪ :‬بتتأ ّ‬
‫ى‬ ‫جهه إليهم و زياد بن نضر الحارثي مع عبد ا ّ‬ ‫كان و ّ‬
‫القوم رأيتم أشّد إطاعة ‪ ،‬فقال ‪ :‬بيزيتتد بتتن قيتتس الرحتتبى ‪ ،‬فركتتب إلتتى حتتروراء فجعتتل‬
‫يتخّللهم حّتى صار إلى مضرب يزيد بن قيس فصّلى فيه ركعتتتين ث تّم ختترج فاتكتتاء علتتى‬
‫قوسه و اقبل على الّناس ‪.‬‬

‫فقال هذا مقام من فلج فيه فلج إلى يوم القيامة ثّم كّلمهم و ناشتتدهم ‪ ،‬فقتتالوا إّنتتا أذنبنتتا ذنبتتا‬
‫سلم ‪:‬‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫ل كما تننا نعدلك ‪ ،‬فقال عل ّ‬ ‫عظيمأ بالّتحكيم و قد تبنافتب إلى ا ّ‬

‫ل ذنب فرجعوا معه و هم سّتة ألف فلما استتتقّروا بالكوفتتة أشتتاعوا أنّ‬ ‫ل من ك ّ‬‫أنا استغفر ا ّ‬
‫علّيا رجع عن الّتحكيتتم و رآه ضتتلل ‪ ،‬و قتتالوا ‪ :‬إّنمتتا ينتظتتر أن يستتمن الكتتراع و يجىء‬
‫شام ‪.‬‬
‫المال ثّم ينهض بنا إلى ال ّ‬

‫ن الّناس قد تحّدثوا أنك رأيت الحكومة ضلل‬


‫فأتى الشعث علّيا فقال ‪ :‬يا أمير المؤمنين إ ّ‬
‫سلم فخطب فقال ‪ :‬من زعم أّنى‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫‪ ،‬و القامة عليها كفرا فقام عل ّ‬

‫] ‪[ 127‬‬

‫ل فخرجتتت حينئذ الختوارج متن‬


‫رجعت عن الحكومة فقد كذب و من رآها ضلل فقد ضت ّ‬
‫المسجد فحكمت ‪.‬‬

‫ل اضتطراب‬ ‫ستلم و كت ّ‬ ‫ي عليتته ال ّ‬


‫ل فساد كان في خلفة عل ّ‬
‫شارح المعتزلي ‪ :‬قلت ك ّ‬
‫قال ال ّ‬
‫حدث فأصله الشعث و لو ل محاقته أمير المؤمنين في معنى الحكومة في هتتذه المتّرة لتتم‬
‫شتتام فتتاّنه‬
‫يكن حرب النهروان ‪ ،‬و لكان أمير المؤمنين ينهض بهم إلى معاويتتة و يملتتك ال ّ‬
‫ن يستتلك معهتتم مستتلك الّتعريتتض و المواريتتة و فتتي المثتتل النبتتو ّ‬
‫ي‬ ‫ستتلم حتتاول أ ّ‬
‫عليتته ال ّ‬
‫ل على قائله ‪ :‬الحرب خدعة ‪.‬‬ ‫صلوات ا ّ‬

‫ل مما فعلت كما تبنا ننهض معك إلى حتترب الشتتام ‪ ،‬فقتتال‬
‫و ذلك اّنهم قالوا له ‪ :‬تب إلى ا ّ‬
‫لهم كلمة مجملة مرسلة يقولها النبياء و المرسلون و المعصومون ‪ ،‬و هي قوله ‪:‬‬

‫ل متن كتل ذنتتب فرضتتوا بهتتا و عتدوها اجابتتة لهتم إلتى ستؤالهم ‪ ،‬وصتفت لهتم‬
‫استغفر ا ّ‬
‫نياتهم ‪،‬‬

‫و استخلصت بها ضمايرهم من غير أن يتضّمن تلك الكلمة اعترافا بكفر أو ذنب ‪.‬‬

‫فلم يتركه الشعث و جاء إليه مستفسرا و كاشفا عن الحال و هاتكا ستر التورية و الكناية‬
‫صدور ‪ ،‬و يعيد‬ ‫و مخرجا لها من مشكلة الجمال إلى تفسيرها بما يفسد الّتدبير و يوعر ال ّ‬
‫الفتنة ‪ ،‬فخطب بما صدع به عتتن صتتورة متتا عنتتده مجتتاهرة فتتانتقض متتا دّبتتره و عتتادت‬
‫الخوارج إلى شبهها الولى و راجعتتوا الّتحكيتتم و هكتتذا الّول التتتي يظهتتر فيهتتا أمتتارات‬
‫الّزوال و النقضاء يتاح لها مثال الشعث اولى الفساد في الرض ‪.‬‬

‫ل ثّم قال ‪ :‬قال المتتبّرد ‪ :‬ث تّم مضتتى‬


‫ل َتْبدي ً‬
‫سّنِة ا ِّ‬
‫جَد ِل ُ‬
‫ن َت ِ‬
‫ل َو َل ْ‬
‫ن َقْب ُ‬
‫خَلْوا ِم ْ‬
‫ن َ‬
‫ل في اّلذي َ‬
‫سّنة ا ِّ‬
‫ُ‬
‫ي إلتتى المتتداين فمتتن طريتتق أخبتتارهم أّنهتتم‬ ‫القوم إلى النهروان و قتتد كتتانوا أرادوا المضت ّ‬
‫أصابوا في طريقهم مسلما و نصرانيا فقتلوا المسلم لّنه عندهم كافر إذا كان علتتى خلف‬
‫معتقدهم ‪ ،‬و استوصوا بالّنصرانى و قالوا احفظوا ذمة نبّيكم ‪.‬‬

‫ل بن خباب في عنقه مصحف على حمار و معه امتترأة و هتتي حامتتل‬ ‫قال ‪ :‬و لقاهم عبد ا ّ‬
‫ن هذا الذى في عنقك ليأمرنا بقتلك فقال لهم ‪ :‬ما أحياه القرآن فأحيوه‬
‫فقالوا له ‪ :‬إ ّ‬

‫] ‪[ 128‬‬

‫و ما اماته فأميتوه ‪ ،‬فوثب رجتتل منهتم علتى رطبتة ستتقطت متتن نخلتة فوضتتعها فتتي فيته‬
‫فصاحوا به ‪ ،‬فلفظها توّرعا و عرض لرجل منهم خنزيتتر فضتتربه و قتلتته ‪ ،‬فقتتالوا ‪ :‬هتتذا‬
‫فساد في الرض و أنكروا قتل الخنزير ‪.‬‬

‫لت‬
‫ل ت صتّلى ا ّ‬ ‫ثّم قالوا لبن خباب ‪ :‬حّدثنا عن أبيك ‪ ،‬فقال سمعت أبى يقول ‪ :‬قال رسول ا ّ‬
‫عليه و آله و سّلم ‪ :‬ستكون بعدي فتنة يموت فيها قلب الّرجل كما يموت بدنه يمسي مؤمنا‬
‫ل المقتول و ل تكن القاتتل ‪ ،‬قتالوا ‪ :‬فمتا تقتول فتي أبتتي بكتر و‬ ‫و يصبح كافرا فكن عند ا ّ‬
‫سنين الستت ّ‬
‫ت‬ ‫ى قبل الّتحكيم و في عثمان في ال ّ‬ ‫عمر ؟ فأثنى خيرا ‪ ،‬قالوا ‪ .‬فما تقول في عل ّ‬
‫ن علّيتتا‬
‫ي بعد الّتحكيتتم و الحكومتتة ؟ قتتال ‪ :‬إ ّ‬
‫الخيرة ؟ فأثنى خيرا قالوا ‪ :‬فما تقول في عل ّ‬
‫ل و أشد توقيا على دينه و أنفذ بصيرة ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬إّنك لستتت تّتبتتع الهتتدى انمتتا تّتبتتع‬
‫أعلم با ّ‬
‫الّرجال على أسمائهم ثّم قّربوه إلى شاطىء النهر فأضجعوه فذبحوه ‪.‬‬

‫قال المبّرد ‪ :‬و ساوموا رجل نصراّنيا بنخلة له فقال هي لكم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬ما كنتتا لنأختتذها إ ّ‬
‫ل‬
‫ل بثمن ‪.‬‬
‫ل بن خباب و ل تقبلون خبا نخلة إ ّ‬ ‫بثمن ‪ ،‬فقال ‪ :‬و اعجباه أتقتلون مثل عبد ا ّ‬

‫سلم بقتل ابن خباب فأقّروا به ‪ ،‬فقتتال ‪ ،‬انفتتردوا‬ ‫ي عليه ال ّ‬


‫قال أبو عبيدة ‪ :‬و استنطقهم عل ّ‬
‫ل كتيبة بما أقّرت بتته الختترى‬ ‫كتائب لسمع قولكم كتيبة كتيبة ‪ ،‬فتكتبوا كتائب و أقّرت ك ّ‬
‫ل لو أقّر أهل الّدنيا كّلهم بقتلتته‬‫من قتل ابن خباب ‪ ،‬و قالوا ‪ :‬لنقتلنك كما قتلناه ‪ ،‬فقال ‪ :‬و ا ّ‬
‫هكذا و أنا أقدر على قتلهم به لقتلهم ‪ ،‬ثّم التفت إلى أصحابه فقال ‪ :‬ش تّدوا عليهتتم فأنتتا أّول‬
‫ل حملتتة يضتترب بتته حّتتتى‬ ‫من يشّد عليهم فحمل بذى الفقار حملتتة منكتترة ثلت متّرات كت ّ‬
‫يعوج متنه ‪ ،‬ثّم يخرج فيسّويه بركبتيه ثّم يحمل به حّتى أفناهم ‪.‬‬

‫سلم لما انتهى إليهم قال لهم ‪ :‬اقيتتدونا بتتدم‬‫ن علّيا عليه ال ّ‬
‫و روى قيس بن سعد بن عبادة أ ّ‬
‫سلم ‪ :‬احملوا عليهم ‪.‬‬ ‫ل بن خباب ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬كّلنا قتله فقال عليه ال ّ‬
‫عبد ا ّ‬

‫ضبي أيضا عن حبة العرني ‪ :‬قال لما انتهينا إليهم رمونا ‪،‬‬
‫و روى مسلم ال ّ‬

‫] ‪[ 129‬‬

‫ي ‪ :‬يا أمير المؤمنين قدرمونا ‪ ،‬فقتتال ‪ :‬كفتتوا ثتّم رمونتتا فقتتال ‪ :‬كفتتوا ‪ ،‬ثتّم الثالثتتة‬
‫فقلنا لعل ّ‬
‫فقال ‪ :‬الن طاب القتال احملوا عليهم ‪.‬‬

‫و روى المحّدث العلمة المجلسي في البحار من كتاب الخرايتتج قتتال ‪ :‬روى عتتن جنتتدب‬
‫سلم إليهم و خرجنا معتته‬ ‫بن زهير الزدي ‪ ،‬قال ‪ :‬لما فارقت الخوارج علّيا خرج عليه ال ّ‬
‫ي الّنحتل فتي قترائة القترآن و فيهتم أصتحاب‬ ‫ي كتدو ّ‬
‫فانتهينتا إلتى عستكرهم فتاذا لهتم دو ّ‬
‫ك و نزلتتت عتتن فرستتي و ركتتزت‬ ‫البرانس و ذوو الّثفنات ‪ 1 .‬فلما رأيت ذلك دخلنتتي شت ّ‬
‫رمحي و وضعت ترسي و نثرت عليه درعي و قمت أصّلى و أنا أقول في دعائي ‪ :‬الّلهّم‬
‫ق ‪ ،‬و إن كتتان لتتك‬
‫إن كان قتال هؤلء القوم رضا لك فأرنى من ذلك ما أعرف به أّنه الح ّ‬
‫ل و قتتام يصتّلي إذ جتتائه رجتتل‬ ‫ي فنزل عن بغلة رسول ا ّ‬ ‫سخطا فاصرف عّنى إذ أقبل عل ّ‬
‫فقال ‪ :‬قطعوا الّنهر ‪ ،‬ثّم جاء آخر يشّد دابته فقال ‪ :‬قطعوه و ذهبوا ‪ ،‬فقال أميتتر المتتؤمنين‬
‫ل و رسوله ‪.‬‬ ‫ن دون الّنطفة عهد من ا ّ‬ ‫ما قطعوه و ل يقطعونه و ليقتل ّ‬

‫لت عليتته و آلتته ‪:‬‬


‫لت صتّلى ا ّ‬
‫شك ؟ قلت ‪ :‬نعم قال ‪ :‬قال رسول ا ّ‬ ‫و قال لي يا جندب ترى ال ّ‬
‫ل و سّنة نتتبّيه‬
‫حّدثني أّنهم يقتلون عنده ‪ ،‬ثّم قال انا نبعث إليهم رسول يدعوهم إلي كتاب ا ّ‬
‫فيرشقون وجهه بالّنبل و هو مقتول ‪ ،‬قال ‪ :‬فانتهينا إلى القتتوم فتتاذا هتتم فتتي معستتكرهم لتتم‬
‫حلوا ‪ ،‬فنادى الّناس و ضّمهم ‪.‬‬‫يبرحوا و لم يتر ّ‬
‫صف و هو يقول من يأخذ هذا المصحف و يمشى به إلى هتتؤلء القتتوم فيتتدعوهم‬ ‫ثّم أتى ال ّ‬
‫ب متتن بنتتى عتتامر‬
‫ل شتتا ّ‬
‫ل و سّنة نبّيه و هو مقتول و له الجّنة فما أجابه احد إ ّ‬
‫إلى كتاب ا ّ‬
‫سلم حداثة سّنه قال له ‪ :‬ارجع إلى موقفك ‪،‬‬ ‫بن صعصعة ‪ ،‬فلما رأى عليه ال ّ‬

‫شاب ‪.‬‬
‫ل ذلك ال ّ‬
‫ثّم أعاد فما أجابه إ ّ‬

‫قال خذه أما أّنك مقتول فمشى به حّتى إذا دنى متتن القتتوم حيتتث يستتمعهم نتتاداهم إذ رمتتوا‬
‫ستلم دونكتم القتوم فحملنتا‬ ‫ي عليته ال ّ‬
‫وجهه بالّنبل ‪ ،‬فأقبل علينا و وجهه كالقنفذ ‪ ،‬فقال علت ّ‬
‫شك عّني و قتلت بكّفي ثمانية ‪.‬‬‫عليهم ‪ ،‬قال جندب ذهب ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتتت تتتتتت تت تتتتتت تتتتت ت ‪.‬‬

‫] ‪[ 130‬‬

‫سلم الكوفة جتتاء إليتته زرعتتة‬ ‫ي عليه ال ّ‬ ‫و من كتاب المناقب لبن شهر آشوب لما دخل عل ّ‬
‫لت فقتتال‬
‫بن البرج الطائي ‪ ،‬و حرقوص بن زهيتتر الّتميمتتي ذو الثديتتة ‪ ،‬فقتتال ل حكتتم إل ّ‬
‫ق يراد بها باطل ‪ ،‬قال حرقتتوص ‪ :‬فتتتب متتن خطيئتتتك و ارجتتع‬ ‫سلم كلمة ح ّ‬‫ي عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬
‫ستتلم قتتد‬
‫ي عليتته ال ّ‬
‫عن قصتك و اخرج بنا إلى عدّونا نقاتلهم حّتتتى نلقتتى رّبنتتا ‪ ،‬فقتتال علت ّ‬
‫أردتكم على ذلك فعصيتموني ‪ ،‬و قد كتبنتتا بيننتتا و بيتتن القتتوم كتابتتا و شتتروطا و أعطينتتا‬
‫ل تعالى ‪:‬‬ ‫عليها عهودا و مواثيق ‪ ،‬و قد قال ا ّ‬

‫ل ِإذا عاَهْدُتْم فقال حرقوص ‪ :‬ذلك ذنتتب ينبغتتي أن نتتتوب عنتته فقتتال علتيّ‬
‫و أْوُفوا ِبَعْهِد ا ِّ‬
‫سلم ما هو بذنب و لكّنه عجز من الّرأى و ضعف في القعل ‪ ،‬و قد تقّدمت فنهيتكم‬ ‫عليه ال ّ‬
‫عنه ‪ ،‬فقال ابن الكواء ‪:‬‬

‫سلم ‪:‬‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫ح عندنا أّنك لست بامام ‪ ،‬و لو كنت إماما لما رجعت ‪ ،‬فقال عل ّ‬
‫الن ص ّ‬

‫ل عليه و آله و سّلم عام الحديبّية عن قتال أهل مّكة ‪.‬‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫ويلكم قد رجع رسول ا ّ‬

‫ل و ل طاعة المخلوق في معصية الخالق ‪ ،‬و‬ ‫ل ّ‬‫ففارقوا أمير المؤمنين و قالوا ‪ :‬ل حكم إ ّ‬
‫ن أمير القتتتال‬‫كانوا إثنا عشر ألفا من أهل الكوفة و البصرة و غيرهما ‪ ،‬و نادى مناديهم أ ّ‬
‫لت‬
‫ل بن الكّوا ‪ ،‬و المر شورى بعد الفتح ‪ ،‬و البيعة ّ‬ ‫صلة عبد ا ّ‬
‫شيث بن ربعي و أمير ال ّ‬
‫لت بتتن‬
‫على المر بالمعروف و الّنهى عتتن المنكتتر ‪ ،‬و استعرضتتوا الّنتتاس و قتلتتوا عبتتد ا ّ‬
‫سلم على النهروان ‪.‬‬ ‫خباب و كان عامله عليه ال ّ‬
‫سلم ‪ :‬يابن عّباس امض إلى هؤلء القوم فانظر ما هم عليه و‬ ‫فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫لماذا اجتمعوا ‪ ،‬فلما وصل إليهم قالوا ‪ :‬ويلك يا بن عباس أكفرت بّربك كما كفر صاحبك‬
‫ي بن أبي طالب ‪ .‬و خرج خطيبهم عتاب بن العور الّثعلبي ‪.‬‬ ‫عل ّ‬

‫ي أحكتتم امتتوره و بّيتتن‬


‫ل و رسوله ‪ ،‬فقتتال الّنتتب ّ‬
‫فقال ابن عّباس ‪ :‬من بنا السلم ؟ فقال ‪ :‬ا ّ‬
‫ي بقى في دار السلم أم ارتحل ؟ قال ‪ :‬بل ارتحل ‪،‬‬ ‫حدوده أم ل ؟ قال بلى ‪ ،‬قال ‪ :‬فالّنب ّ‬

‫قال ‪ :‬فامور الشرع ارتحلت معه أم بقى بعده ؟ قال ‪ :‬بل بقيت ‪ ،‬قال ‪ :‬فهل قتتام أحتتد بعتتده‬
‫صحابة ‪ ،‬قال ‪ :‬أفعمروها او خربوها ؟‬ ‫بعمارة ما بناه ؟ قال ‪ :‬نعم الّذرية و ال ّ‬

‫] ‪[ 131‬‬

‫قال ‪ :‬بل عمروها ؟ قال ‪ :‬فالن هي معمورة أم خراب ؟ قال ‪ :‬بل خراب ‪ ،‬قتتال ‪ :‬خربهتتا‬
‫ذريته أم اّمته ؟ قال ‪ :‬بل أّمته ‪ ،‬قال ‪ :‬أنت من الذّرية أو من المة ؟ قال ‪ :‬من المة ‪ ،‬قال‬
‫‪ :‬أنت من الّمة و خربت دار السلم فكيف ترجو الجّنة ‪ ،‬و جرى بينهم كلم كثير ‪.‬‬

‫فحضر أمير المؤمنين في مأة رجل ‪ ،‬فلما قتتابلهم ختترج إليتته ابتتن الكتتوا فتتي متتأة رجتتل ‪،‬‬
‫ل فقلت لكم‬
‫ل هل تعلمون حيث رفعوا المصاحف فقلتم نجيبهم إلى كتاب ا ّ‬ ‫فقال ‪ :‬انشدكم ا ّ‬
‫ل الكتاب اشترطت على الحكمين‬ ‫إّنى أعلم بالقوم منكم و ذكر مقالة إلى أن قال فّلما أبيتم إ ّ‬
‫أن يحييا ما أحيا القرآن و أن يميتا ما أمات القرآن فتان حكمتا بحكتم القترآن فليتس لنتا أن‬
‫نخالف حكمه ‪ ،‬و إن أبيا فنحن منه براء ‪.‬‬

‫فقالوا له ‪ :‬اخبرنا أترى عدلتحكيم الّرجال في الّدماء ؟ فقال ‪ :‬إنتتا لستتنا الّرجتتال حكمنتتا و‬
‫إنما حكمنا القرآن ‪ ،‬و القرآن إّنما هو خط مستور بين دفتين ل ينطق إّنما يتكّلم به الّرجال‬
‫‪.‬‬

‫قالوا ‪ :‬فأخبرنا عن الجل لم جعلته فيما بينك و بينهم ؟ قال ليعلم الجاهل و يثبتتت العتتالم ‪،‬‬
‫ل يصتلح فتتي هتذه المتّدة هتذه المتتة ‪ ،‬و جتترت بينهتم مخاطبتتات فجعتتل بعضتهم‬ ‫لا ّ‬‫و لع ّ‬
‫سلم راية أمان مع أبتتي اّيتتوب النصتتاري فنتتاداهم‬ ‫يرجع ‪ ،‬فأعطى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫أبو أيوب ‪ :‬من جار إلى هذه الّراية أو خرج من بين الجماعة فهو آمن ‪،‬‬

‫فرجع منهم ثمانية الف ‪ ،‬فأمرهم أمير المؤمنين أن يتمّيزوا منهم ‪ ،‬و أقتتام البتتاقون علتتى‬
‫الخلف و قصدوا إلى نهروان ‪ ،‬فخطب أمير المؤمنين و استتفّزهم ‪ 1‬فلتتم يجيبتوه فتمّثتل‬
‫بقوله ‪:‬‬

‫امرتكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم امتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترى بمنعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترج الّلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوى‬


‫ل ضحى الغد‬ ‫فلم تستبينوا الّنصح إ ّ‬
‫ي بن حاتم و هو يقول ‪:‬‬
‫ثّم استنفرهم فنفر ألفارجل يقدمهم عد ّ‬

‫إلتتتتتتتتتتتتتتتى شتتتتتتتتتتتتتتتّر خلتتتتتتتتتتتتتتتق متتتتتتتتتتتتتتتن شتتتتتتتتتتتتتتتراة تخّربتتتتتتتتتتتتتتتوا‬


‫ب المشارق‬ ‫و عادوا إله الّناس ر ّ‬

‫ل بن أبي عقب و فيها ‪:‬‬


‫جه أمير المؤمنين نحوهم و كتب إليهم على يدي عبد ا ّ‬
‫فو ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫تت ت تتتتت تت تتتت ت تتتتت ت ‪.‬‬
‫) ‪ ( 1‬تت تتتتت‬

‫] ‪[ 132‬‬

‫شقي متتن شتتقيت بتته رغبتتته ‪ ،‬و خيتتر الّنتتاس خيرهتتم‬ ‫سعيد من سعدت به رغبته ‪ ،‬و ال ّ‬ ‫و ال ّ‬
‫سَب ْ‬
‫ت‬ ‫س ِبما َك َ‬
‫ل َنْف ٍ‬
‫ل و بين أحد قرابة » و ُك ّ‬‫لنفسه ‪ ،‬و شّر الّناس شّرهم لنفسه ‪ ،‬ليس بين ا ّ‬
‫ل قتاله و تنادوا أن دعوا‬ ‫سلم فاستعطفهم فأبوا إ ّ‬‫َرهيَنٌة « فلما أتاهم أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫سلم و أصحابه ‪ ،‬و بادروا الجّنتة و صتاحوا ‪ :‬التّرواح التّرواح إلتى‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫مخاطبة عل ّ‬
‫الجّنة و أمير المؤمنين يؤبى أصحابه و نهاهم أن يتقّدم إليهم أحتتد ‪ ،‬فكتتان أّول متتن ختترج‬
‫أخنس من العزيز الطائي و جعل يقول ‪:‬‬

‫اقتلتتتتتتتتتتتتتتتوا‬ ‫ى جديلتتتتتتتتتتتتتتتة ‪1‬‬


‫ثمتتتتتتتتتتتتتتتانون متتتتتتتتتتتتتتتن حتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫علتتتتتتتتتتتتتتتتى النهتتتتتتتتتتتتتتتتر كتتتتتتتتتتتتتتتتانوا يخصتتتتتتتتتتتتتتتتبون العواليتتتتتتتتتتتتتتتتا‬

‫ل لّربنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬
‫ينتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتادون ل لحكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم إ ّ‬
‫حنانيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاغفر حوبنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا و المستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتائيا‬

‫لتتتتتتتتتتتت حكمتتتتتتتتتتتته‬
‫هتتتتتتتتتتتتم فتتتتتتتتتتتتارقوا متتتتتتتتتتتتن جتتتتتتتتتتتتاز فتتتتتتتتتتتتي ا ّ‬
‫ل على الرحمن أصبح ثاويا‬ ‫فك ّ‬

‫ل بن وهب الّراسبى يقول ‪:‬‬


‫سلم و خرج عبد ا ّ‬
‫فقتله أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتارى‬ ‫انتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ابتتتتتتتتتتتتتتتتتتن وهتتتتتتتتتتتتتتتتتتب الّراستتتتتتتتتتتتتتتتتتبى ال ّ‬


‫أضتتتتتتتتتتتتتتتتتترب فتتتتتتتتتتتتتتتتتتي القتتتتتتتتتتتتتتتتتتوم لختتتتتتتتتتتتتتتتتتذ الّثتتتتتتتتتتتتتتتتتتار‬

‫حّتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزول دولتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة الشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترار‬


‫ق إلى الخيار‬ ‫و يرجع الح ّ‬

‫ضاح و قال ‪:‬‬


‫و خرج مالك بن الو ّ‬
‫اّنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى لبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتايع متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا يفنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى ببتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاقيه‬
‫و ل اريد لدى الهيجاء تربيصا ‪2‬‬

‫و خرج أمير المؤمنين و الوضاح بتتن الوضتتاح متتن جتانب ‪ ،‬و ابتن عمتته حرقتوص متتن‬
‫جانب فقتل الوضاح و ضرب ضتتربة علتتى رأس الحرقتتوص فقطعتته و وقتتع رأس ستتيفه‬
‫علتتى الفتترس فشتترد و رجلتته فتتي الّركتتاب حّتتتى أوقعتته فتتي دولب ختتراب فصتتارت‬
‫الحروّرية ‪:‬‬

‫ف«‬
‫ص ٍ‬
‫ح في َيْوٍم عا ِ‬
‫ت ِبِه الّري ُ‬
‫شَتّد ْ‬
‫» َكَرماٍد ا ْ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتتتت ت ت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتتتتتت تتتتتتتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 133‬‬

‫ي روبة بن وبر البجلي ‪ ،‬و رفاعة بن وابل الرجي و‬ ‫فكان ‪ 1‬المقتولون من أصحاب عل ّ‬
‫الفياض بن خليل الزدي ‪ ،‬و كيسوم بن ستتلمة الجهنتتي و حتتبيب بتتن عاصتتم الزدي إلتتى‬
‫تمام تسعة و انفلت من الخوارج تسعة و كتتان ذلتتك لتستتع خلتتون متتن صتتفر ستتنة ثمتتان و‬
‫ثلثين ‪ 2 .‬و من كتاب كشف الغّمة قتتال ‪ :‬قتتال ابتتن طلحتتة لّمتتا عتتاد أميتتر المتتؤمنين متتن‬
‫صفين إلى الكوفة بعد إقامة الحكمين أقام ينتظر انقضتتاء الم تّدة التتتي بينتته و بيتتن معاويتتة‬
‫صتتة أصتتحابه فتتي أربعتتة آلف‬ ‫ليرجع إلى المقاتلة و المحاربة إذا انخزلت طائفتتة متتن خا ّ‬
‫سلم ‪،‬‬‫فارس و هم العباد و النساك ‪ ،‬فخرجوا من الكوفة و خالفوا علّيا عليه ال ّ‬

‫ل ‪ ،‬و انحتازنيف عتتن ثمانيتتة آلف مّمتتن‬ ‫ل و ل طاعة لمن عصى ا ّ‬ ‫لا ّ‬ ‫و قالوا ‪ :‬ل حكم إ ّ‬
‫يرى رأيهم فصاروا اثنا عشر ألفا ‪ ،‬و ساروا لتتى أن نزلتتوا الحتتروراء ‪ ،‬و أّمتتروا عليهتتم‬
‫ل ابن الكوا ‪.‬‬
‫عبد ا ّ‬

‫ل بن عّباس فأرسله إليهم فحاّثهم فلم يرتدعوا ‪ ،‬و قالوا ‪:‬‬


‫سلم عبد ا ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫فدعا عل ّ‬

‫سلم بنفسه لنسمع كلمه عسى أن يزول ما بأنفسنا إذا سمعناه ‪،‬‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫ليخرج الينا عل ّ‬

‫فرجع ابن عّباس فأخبره فركب في جماعة ومضتتى إليهتتم فركتتب ابتتن الكتّوا فتتي جماعتتة‬
‫منهم ‪ ،‬فوافقه ‪.‬‬
‫ي من أصحابك‬
‫ن الكلم كثير فابرز إل ّ‬
‫سلم ‪ :‬يابن الكوّا إ ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫فقال له عل ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ت ت ت تت تتت تت ت ت تت تت تت ت تت تتتتت ت‬
‫تتتتتتت تت ت ت تت تتت تتت ت تتت تتتتت‬
‫تتتت ت ت ت ت ت ت تتتتت ت ت ت تت ت ت تتت ت‬
‫تتت تتتت ت تت ت تتت ت ت ت تت تت تتتتت تت ت‬
‫تتتتتت تت تتت ت تتتتتت ت تتت تت تت ت ت تتت‬
‫تتتتتت ت تتتت تت تتتت تتتتتتتت ت تتتت تت‬
‫تت ت تتتت تت ت ت ت ت ت تتت ت تتتت تت ت تتتت ت‬
‫تتتت ت تتتتت تتتتتت ت تتت تتتتت ت ت ت تت ت‬
‫تتتتتت تت تتتتتت تتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتتت تت تتتت تتتتتت ت تتتتتت تتت تت ت‬
‫ت تتت تتت تت ت ت تتتتت ت تت ت ت تت ت ت ت ت تت‬
‫تتتتت ت تتت تتتت تت ت تتت تتتت تتتت ت ت‬
‫تتتت تتت تت تت ت تتتتت ت ت تتت ت تتتت تتتت‬
‫تت تتتتتت تتت ‪.‬‬‫تتتت تتت تت ت تتت‬

‫] ‪[ 134‬‬

‫لكلمك فقال ‪ :‬و أنا آمن من سيفك ‪ ،‬فقال ‪ :‬نعم فخرج إليه في عشرة من أصحابه فقال له‬
‫‪ :‬عن الحرب مع معاوية و ذكر له رفع المصاحف على الّرماح و أمر الحكمين ‪،‬‬

‫ضتهم فذرونى أناجزهم‬ ‫ن الحرب قد ع ّ‬ ‫شام يخدعونكم بها ‪ ،‬فا ّ‬


‫فقال ‪ :‬ألم أقل لكم إن أهل ال ّ‬
‫ل أبا موسى و قلتم رضينا بتته‬ ‫فأبيتم ‪ ،‬ألم أرد نصب ابن عّمى و قلت إّنه ل ينخدع فأبيتم إ ّ‬
‫حكمتا ‪ ،‬فتأجبتكم كارهتا ‪ ،‬و لتو وجتدت فتي ذلتك التوقت أعوانتا غيركتم لمتا أجبتكتم ‪ ،‬و‬
‫ستتنة‬
‫ل من فاتحته إلى ختتاتمته و ال ّ‬‫شرطت على الحكمين بحضوركم أن يحكما بما أنزل ا ّ‬
‫ي كان ذلك ‪،‬‬ ‫الجامعة و أّنهما إن لم يفعل فل طاعة لهما عل ّ‬

‫أو لم يكن ؟‬

‫قال ابن الكّوا ‪ :‬صدقت كان هذا كّله فلم ل ترجع الن إلى حرب القوم ؟‬

‫فقال ‪ :‬حّتى ينقضي المّدة التي بيننا و بينهم ‪ ،‬قال ابن الكّوا ‪ :‬و أنت مجمع على ذلك ‪،‬‬
‫ي عليتته‬
‫قال ‪ :‬نعم ل يسعني غيره ‪ ،‬فعاد ابن الكوا و العشرة الذين معه إلتتى أصتتحاب عل ت ّ‬
‫ل ت و أّمتتروا‬
‫ل ّ‬‫سلم راجعين عن دين الخوارج و تفّرق الباقون و هم يقولون ‪ ،‬ل حكم إ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ل بن واهب الّراسبي و حرقوص بن زهير البجلتتي المعتتروف بتتذي الّثديتتة و‬ ‫عليهم عبد ا ّ‬
‫عسكروا بالّنهروان ‪.‬‬

‫ي حّتى بقي على فرسخين منهم و كاتبهم و راسلهم فلم يرتدعوا فتتاركب إليهتتم‬ ‫و خرج عل ّ‬
‫ابن عّباس و قال ‪ :‬سلهم ما التذي نقمتوه و أنتا ردفتتك فل تخفتف منهتم ‪ ،‬فلمتتا جتائهم ابتن‬
‫ستتلم قتتالوا ‪ :‬نقمنتتا أشتتياء لتتو كتتان‬
‫عّباس قال ‪ :‬ما الذي نقمتم من أمير المتتؤمنين عليتته ال ّ‬
‫سلم ورائه يسمع ذلك ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا أميتتر المتتؤمنين قتتد‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫حاضرا لكفرناه بها ‪ ،‬و عل ّ‬
‫ق بالجواب ‪.‬‬ ‫سمعت كلمهم و أنت أح ّ‬

‫ي‪.‬‬
‫ي بن أبي طالب فتكّلموا بما نقمتم عل ّ‬
‫فتقّدم و قال ‪ :‬أّيها الّناس أنا عل ّ‬

‫لت بهتتم أبحتنتتا متتا فتتي‬


‫قالوا ‪ :‬نقمنا عليك أّول إّنا قاتلنا بين يتتديك بالبصتترة فلمّتتا أظفتترك ا ّ‬
‫ل لنا الّنساء ؟‬ ‫ل لنا ما في العسكر و لم يح ّ‬ ‫عسكرهم و منعتنا الّنساء و الذّرية فكيف ح ّ‬

‫ن أهل البصرة قاتلونا و بدؤونا بالقتال فلّما ظفرتم أقسمتم‬


‫فقال لهم ‪ :‬يا هؤلء إ ّ‬

‫] ‪[ 135‬‬

‫ن النساء لم يقتتاتلن و الذّريتتة و لتتدوا علتتى‬


‫سلب من قاتلكم و منعتكم من الّنساء و الذّرية فا ّ‬
‫ن على المشركين فل تعجبتتوا‬ ‫لمّ‬ ‫الفطرة و لم ينكثوا و ل ذنب لهم ‪ ،‬و لقد رأيت رسول ا ّ‬
‫أن مننت على المسلمين فلم أسب نسائهم و ل ذّريتهم ‪.‬‬

‫و قالوا ‪ :‬نقمنا عليك يوم صّفين كونتك محتوت استمك متن امترة المتؤمنين فتاذن لتم تكتن‬
‫أميرنا فل نطعيك و لست أميرا لنا ‪.‬‬

‫لت حيتتن صتالح ستهيل بتتن عمتترو و قتتد تقتّدمت ‪1 .‬‬‫قال ‪ :‬يا هؤلء إّنما اقتديت برستتول ا ّ‬
‫ل فتتان كنتتت أفضتتل متتن معاويتتة‬
‫قالوا ‪ :‬فاّنا نقمنا عليك أّنك قلت للحكمين ‪ :‬انظرا كتاب ا ّ‬
‫فاثبتانى في الخلفة فاذا كنت شاّكا في نفسك فنحن فيك أشّد و أعظم شّكا ‪.‬‬

‫فقال ‪ :‬إّنما أردت بذلك الّنصفة فاّنى لو قلت ‪ :‬احكما لي دون معاوية لم يرض و لم يقبل ‪،‬‬
‫لت عليكتتم لتتم‬
‫ي لنصارى نجران لما قدموا عليه تعالوا نبتهل ثّم اجعتتل لعنتتة ا ّ‬
‫و لو قال الّنب ّ‬
‫ل فقال ‪:‬‬
‫يرضوا ‪ ،‬و لكن انصفهم من نفسه كما أمره ا ّ‬

‫ن فأنصفهم من نفسه فكذلك فعلت أنا و لم أعلم بما أراد عمرو‬


‫ى اْلكاِذبي َ‬
‫عل َ‬
‫ل َ‬
‫ل َلْعَنَة ا ِّ‬
‫جَع ْ‬
‫َفَن ْ‬
‫بن العاص من خدعة أبى موسى ‪.‬‬
‫ل حكم سعد بن‬ ‫ن رسول ا ّ‬
‫ق هو لك فقال ‪ :‬إ ّ‬‫قالوا ‪ :‬فاّنا نقمنا عليك أنك حكمت حكما في ح ّ‬
‫معاذ في بني قريظة و لو شاء لم يفعل ‪ ،‬و أنا اقتديت به فهل بقي عنتتدكم شتتيء ؟ فستتكتوا‬
‫ل جانب ‪ :‬الّتوبة الّتوبة يا أمير المؤمنين و استأمن إليتته ثمانيتتة‬‫و صاح جماعة منهم من ك ّ‬
‫آلف و بقي على حربه أربعة آلف ‪ ،‬فأمر المستأمنين بالعتزال عنهم في ذلتك التوقت ‪،‬‬
‫و تقّدم بأصحابه حّتى دنى منهم ‪.‬‬

‫ل بن وهب و ذو الّثدية حرقوص و قال ما نريد بقتالنا إّياك‬


‫و تقّدم عبد ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تت تت ت تت تتتت ت تتت ت ت تت تت ت ت ت ت تت‬
‫تتتتتتتت تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 136‬‬

‫سلم ‪:‬‬
‫ل و الّدار الخرة ‪ ،‬فقال عليه ال ّ‬
‫ل وجه ا ّ‬
‫إّ‬

‫ن َأّنُهتمْ‬
‫س تُبو َ‬
‫حَ‬‫حيتتوِة ال تّدْنيا َوُه تْم َي ْ‬
‫سْعُيُهْم فتتي اْل َ‬
‫ل َ‬‫ضّ‬‫ن َ‬ ‫ل َأّلذي َ‬
‫عما ً‬
‫ن َأ ْ‬‫سري َ‬
‫خَ‬‫لْ‬
‫ل ُنَنّبُئُكْم ِبا َْ‬
‫» َه ْ‬
‫صْنعًا « ثّم التحم القتال بين الفريقين ‪ ،‬و استعّر الحتترب بلظاهتتا و استتفرت عتتن‬ ‫ن ُ‬ ‫سُنو َ‬ ‫حِ‬ ‫ُي ْ‬
‫زرقة صبحها و حمترة ضتحاها ‪ ،‬فتجتادلوا و تجالتدوا بالستنة رماحهتا و حتداد ظباهتا ‪1‬‬
‫فحمل فارس من الخوارج يقال لتته الخنتتس الطتتائي و كتتان شتتهد صتّفين متتع علتيّ عليتته‬
‫ي بضربة فقتله ‪.‬‬ ‫سلم فبدره عل ّ‬ ‫صفوف يطلبه عليه ال ّ‬ ‫ق ال ّ‬
‫سلم فحمل و ش ّ‬ ‫ال ّ‬

‫ستتلم و ضتتربه ففلتتق البيضتتة و رأستته‬


‫ي عليتته ال ّ‬
‫فحمل ذو الّثدية ليضرب علّيا فسبقه علت ّ‬
‫فحمله فرسه و هو لما به فألقاه في آخر المعركة في جرف دالية على شط النّهروان ‪،‬‬

‫ي فضربه فقتله ‪.‬‬


‫و خرج من بعده عّمه مالك بن الوضاح و حمل على عل ّ‬

‫ل ل نبرح متتن هتتذه المعركتتة‬ ‫ل بن وهب الّراسبي فصاح يابن أبي طالب و ا ّ‬ ‫و تقّدم عبد ا ّ‬
‫ي و أبرز إليك و ذر الناس جانبا ‪ ،‬فلما‬ ‫حّتى تأتي على أنفسنا أو ناتى على نفسك فابرز إل ّ‬
‫ل حياؤه أمتتا أّنتته ليعلتتم‬
‫ل من رجل ما أق ّ‬ ‫سم و قال ‪ :‬قاتله ا ّ‬‫سلم كلمه تب ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫سمع عل ّ‬
‫سيف و خدين ‪ 2‬الّرمح و لكّنه قد يئس من الحياة ‪ ،‬و أّنه ليطمع طمعتتا كاذبتتا‬ ‫أنه لحليف ال ّ‬
‫سلم فضربه و قتله و ألحقه بأصحابه القتلى ‪.‬‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫ي ‪ ،‬فحمله عل ّ‬
‫ثّم حمل على عل ّ‬

‫ل ساعة حّتى قتلوا بأجمعهم و كانوا أربعة آلف ‪ ،‬فما أفلت منهتتم إلّ‬ ‫و اختلطوا فلم تكن إ ّ‬
‫تسعة أنفتتس ‪ :‬رجلن هربتتا إلتتى خراستتان إلتتى أرض سجستتتان و بهتتا نستتلهما و رجلن‬
‫صارا إلتتى بلد عّمتتان و فيهتتا نستتلهما و رجلن صتتارا إلتتى اليمتتن فبهتتا نستتلهما ‪ ،‬و هتتم‬
‫الباضية ‪ ،‬و رجلن‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتت تتتت تتتت تتت تت تتت تتتتتت ت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتتتتت تتتتتت تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 137‬‬

‫صارا إلى بلد الجزيرة إلى موضع يعرف بالسن ‪ 1‬و البوازيخ و إلى شتتاطي الفتترات و‬
‫ل موزون ‪.‬‬‫صار آخر إلى ت ّ‬

‫ي تستعة بعتدد متن ستلم متن‬ ‫ى غنايم كتثيرة ‪ ،‬و قتتل متن أصتحاب علت ّ‬ ‫و غنم أصحاب عل ّ‬
‫سلم فاّنه قال نقتلهم و ل يقتل مّنا عشرة‬‫ي عليه ال ّ‬‫الخوارج ‪ ،‬و هي من جملة كرامات عل ّ‬
‫سلم التمسوا المخدج ‪ 2‬فالتمستتوه فلتتم‬‫ي عليه ال ّ‬‫و ل يسلم منهم عشرة ‪ ،‬فلما قتلوا قال عل ّ‬
‫خروهم‬ ‫سلم بنفسه حّتى أتى ناساقد قتل بعضهم على بعض فقال أ ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫يجدوه فقام عل ّ‬
‫ل و بلغ رسوله ‪.‬‬
‫سلم و قال صدق ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫فوجدوه مّما يلي الرض فكّبر عل ّ‬

‫قال أبو الوضيئى فكاّنى أنظر إليه حبشى عليه قريطق إحدى يديه مثل ثدى المتترأة عليهتتا‬
‫شعرات مثل شعر ذنب اليربوع ‪ ،‬و هذا أبو الوضيئى هو عباد بتن نستيب القيستى تتابعي‬
‫يروي عنه هذا القول أبو داود ‪.‬‬

‫و في كتاب المناقب لبن شهر آشوب عن أبتتي نعيتتم الصتتفهاني عتتن ستتفيان الثتتوري إنّ‬
‫ل متتا هتتو‬
‫أمير المؤمنين أمر أن يفتش على المخدج بين القتلى فلم يجدوه فقال رجل ‪ :‬و ا ّ‬
‫سلم ما كذبت و ل كذبت ‪.‬‬‫ي عليه ال ّ‬
‫فيهم فقال عل ّ‬

‫لت بتتن أبتتي رافتتع و أبتتي‬


‫و عن تاريخ الطبري و ابانة بن بطتتة و مستتند أحمتتد عتتن عبتتد ا ّ‬
‫سلم اطلبتتوا المختتدج‬ ‫ي عليه ال ّ‬ ‫موسى الوابلي و جندب و أبي الوضيئي و اللفظ له قال عل ّ‬
‫ل‪،‬‬ ‫ل ما كذبت و ل كذبت يا عجلن ايتيني ببغلة رسول ا ّ‬ ‫فقالوا ‪ :‬لم نجده فقال و ا ّ‬

‫فأتاه بالبغلة فركبها و جال في القتلى ثّم قال ‪ :‬اطلبوه ههنا ‪ ،‬قال ‪ :‬فاستتخرجوه متتن تحتت‬
‫القتلي في نهر و طين ‪.‬‬

‫و عن تاريخ القمي أّنه رجل أسود عليه شعرات عليه قريطتتق ‪ 3‬مختتدج اليتتد أحتتد ثتتدييه‬
‫كثدى المرئة عليه شعيرات مثل ما يكون على ذنب اليربوع ‪.‬‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتت ت تت ت تتتتتتت ت ت تتت ت ت تتتتت ت‬
‫تتت تتت تتتت ت تتتتتت تتت تتتت تتتتت ت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتت تتتت تتتت تتتتتت ت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬تت تتتت تتتتت تتت تتتتتت ت تتتت تتت ت‬
‫تتت ت تت تت تت ت ت ت تتتت ت تتت ت ت ت ت تت ت‬
‫تتتت ت تتتتت تتتتت ت ت تتت تت ت ت تتتت تتت‬
‫تتتتتت ت ت تتت ت تت ت ت تتت تتت تتتت ت تتت‬
‫تتتت تتتت تتتت تتتت تتتتت تت تتتتت تتت ت‬
‫تتتتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 138‬‬

‫ي من يعرف هذا ؟ فلم يعرفه أحد قال رجل أنتتا رأيتتت‬ ‫و عن أبي داود بن بطة اّنه قال عل ّ‬
‫هذا بالحيرة فقلت ‪ :‬إلى أين تريد ؟ فقال إلى هذه و أشار إلى الكوفة و ما لى بهتتذا معرفتتة‬
‫ن‪.‬‬‫ن و في رواية هو من الج ّ‬‫سلم ‪ :‬صدق هو من الجا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫فقال عل ّ‬

‫و في رواية أحمد قال أبو الوضى ‪ :‬ل يأتيّنكم أحد يخبركم من أبوه ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫فجعل الّناس يقول ‪ :‬هذا ملك هذا ملك و يقول علي ‪ :‬ابن من ‪.‬‬

‫و في مسند الموصلي في حديث ‪ :‬من قال من الّناس أّنه رآه قبل مصرعه فهو كاذب ‪.‬‬

‫سلم ‪ :‬أما ان خليلى أخبرنى بثلثة‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫و في مسند أحمد عن أبي الوضي أّنه قال عل ّ‬
‫ن هذا أكبرهم ‪ ،‬و الّثاني له جمع كثير و الثالث فيه ضعف ‪.‬‬‫اخوة من الج ّ‬

‫و في شرح المعتزلي عن ابن ويزيل عن العمش عن زيد بن وهتتب قتتال ‪ :‬لّمتتا شتتجرهم‬
‫سلم بالّرماح قال ‪ :‬اطلبوا اذا الّثدية فطلبوه طلبا شديدا حّتى وجدوه في وهدة‬‫ي عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬
‫من الرض تحت ناس من القتلى ‪ ،‬فاتى به و إذا رجل على يتتديه مثتتل ستتبلت السّتتنور ‪،‬‬
‫سلم و كّبر الّناس معه سرورا بذلك ‪.‬‬
‫ي عليه ال ّ‬‫فكّبر عل ّ‬

‫و عن ابن ويزيل أيضا عن مسلم الضبي عن حبة العرنتتي قتتال ‪ :‬كتتان رجل أستتود منتتتن‬
‫الّريح له يد كثدي المراة إذا متّدت كتتانت بطتتول اليتتد الختترى ‪ ،‬و إذا تركتتت اجتمعتتت و‬
‫تقّلصت و صارت كثدى المرأة عليه شعرات مثل شوارب الهّرة ‪ ،‬فلما وجدوه قطعوا يده‬
‫ل و بلغ رسوله ‪ ،‬و لم يزل يقتتول ذلتتك‬
‫ي يقول صدق ا ّ‬‫و نصبوها على رمح ‪ ،‬ثّم جعل عل ّ‬
‫شمس أو كادت ‪.‬‬‫هو و أصحابه بعد العصر الى أن غربت ال ّ‬

‫ي عليتته‬
‫و عن العوام بن الحوشب ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن جتّده يزيتتد بتتن رويتتم ‪ ،‬قتتال ‪ :‬قتتال علت ّ‬
‫سلم يقتل اليوم أربعتة آلف متن الختوارج أحتدهم ذو الّثديتة ‪ ،‬فلمتا طحتن القتوم و رام‬ ‫ال ّ‬
‫استخراج ذى الّثدية فأتعبه ‪ ،‬أمرنى أن أقطع له أربعة آلف قصبة ‪ ،‬فركتتب بغلتتة رستتول‬
‫ل قتيل منهم قصبة ‪ ،‬فلم يزل كذلك و أنتتا بيتتن يتتديه و هتتو راكتتب‬ ‫ل و قال اطرح على ك ّ‬‫ا ّ‬
‫خلفي و الّناس يّتبعونه حّتى بقيت في يدي واحدة فنظرت و إذا وجهه أربد ‪ ،‬و إذا‬

‫] ‪[ 139‬‬

‫ل ما كذبت و ل كذبت فاذا حزير ‪ 1‬ماء عند موضع دالبة ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫هو يقول ‪ :‬و ا ّ‬

‫فّتش هذا ‪ ،‬ففتشته فاذا قتيل قد صار في الماء و اذا رجله في يدي فجذ بتها ‪ ،‬و قلتتت هتتذه‬
‫رجل انسان فنزل عن البغلة مسرعا فجذب الرجل الخرى و جررنتتاه حّتتتى صتتار علتتى‬
‫ي بأعلى صوته ثّم سجد فكّبر الّناس كّلهم هذا ‪.‬‬
‫الّتراب ‪ ،‬فاذا هو المخدج فكبّر عل ّ‬

‫ل ت عنتتد شتترح بعتتض الخطتتب‬


‫و بقّية الكلم في اقتصاص وقعة الخوارج تتتأتى إن شتتاء ا ّ‬
‫ل الموفق و المعين ‪.‬‬
‫التية المسوقة لهذا الغرض و ا ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جمله خطب شريفة آن سرور أولياء عليه و آله آلف الّتحية و الّثناستتت در ترستتانيدن‬
‫أهل نهروان كه ميفرمايد ‪:‬‬

‫پس من ترساننده شما هستم از اينكه صباح نمائيد جان داده و افتاده در اثناى ايتتن جتتوى‬
‫و در زمينهاى هموار اين كودال در حالتيكه هيچ حجتتة شتترعّيه نبتتوده باشتتد شتتما را از‬
‫جانب پروردگار خود در خروج و نه برهان عقلى باشد با شتتما در ارتكتتاب ايتتن امتتر ‪،‬‬
‫بتحقيق كه متحير و سرگشته ساخت يا اينكه بورطه هلكت انداخت شما را دنياى فتتانى‬
‫و در حباله و دام واقع نمود شما را قضا و قدر ربانى و بتحقيق كه بودم نهى كردم شتتما‬
‫را از اين حكومت حكمين پتتس ابتتا و امتنتتاع كرديتتد بتتر متتن مثتتل ابتتا كتتردن مخالفتتان و‬
‫شكنندگان پيمان تا اينكه صرف نمودم راى ختود را بميتل و ختواهش شتما و حتال آنكته‬
‫شما جماعتى هستيد سبك مغز و شوريده عقل نياوردم من بشتتما حتتادثه و داهيتته را پتتدر‬
‫ق شتتما شتتر و ضتترر را بلكتته جتتزاى ستتوء تتتدبير‬ ‫مبتتاد شتتما را ‪ ،‬و اراده نكتتردم در حت ّ‬
‫خودتان است كه مىبريد ‪.‬‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتتت تتت تتتتت ت تتتتت ت ‪.‬‬

‫] ‪[ 140‬‬

‫ع ع ع عععع ع ع ععع ع ععع ععع عع عع عع عع‬


‫عععععع‬

‫و هو السابع و الثلثون من المختار فى باب الخطب فقمت بالمر حين فشلوا ‪ ،‬و تطّلعت‬
‫لت حيتتن وقفتتوا ‪ ،‬و كنتتت أخفضتتهم‬
‫حين تقّبعوا ‪ ،‬و نطقت حين تعتعوا ‪ ،‬و مضيت بنور ا ّ‬
‫صوتا ‪،‬‬

‫و أعلهم فوتا ‪ ،‬فطرت بعنانها ‪ ،‬و استبددت برهانها ‪ ،‬كالجبل ل تحّركتته القواصتتف ‪ ،‬و‬
‫ي مغمز ‪ ،‬الّذليل عنتتدي عزيتتز‬ ‫ي مهمز ‪ ،‬و ل لقائل ف ّ‬
‫ل تزيله العواصف ‪ ،‬لم يكن لحد ف ّ‬
‫لت‬
‫ق منته ‪ ،‬رضتينا عتن ا ّ‬ ‫ي عنتدي ضتعيف حّتتى آختذ الحت ّ‬ ‫ق لته ‪ ،‬و القتو ّ‬
‫حّتى آختذ الحت ّ‬
‫ل أمره ‪،‬‬ ‫قضاءه ‪ ،‬و سّلمنا ّ‬

‫ل لنا أّول متتن صتتّدقه ‪ ،‬فل‬


‫ل عليه و آله و سّلم و ا ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫أتراني أكذب على رسول ا ّ‬
‫أكون أّول من كذب عليه ‪ ،‬فنظرت في أمري فإذا طاعتي قد سبقت بيعتي ‪ ،‬و إذا الميثتتاق‬
‫في عنقي لغيري ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) فشل ( كفرح فهو فشل ضعف و كسل و تراخى و جبن و ) الّتطلع ( هو الشتتراف متتن‬
‫عال و تطلعه أشرف عليه و علم به و ) الّتقبع ( الّتقبض يقال قبع القنفذ‬

‫] ‪[ 141‬‬

‫أدخل رأسه في جلده ‪ ،‬و قبع الّرجل في قميصه دخل و تخّلف عن أصحابه و ) الّتعتعتتة (‬
‫ستبقة يقتال فتاته فلن‬ ‫ى و ) الفوت ( ال ّ‬
‫في الكلم الّترّدد و الضطراب فيه من حصر أوع ّ‬
‫بذراع سبقه بها و منه يقال افتات فلن افتياتتتا اذا ستتبق بفعتتل شتتيء و ) استتتبّد ( برأيتته و‬
‫ل به و انفرد ‪.‬‬
‫شيء استق ّ‬
‫استبّد بال ّ‬

‫و ) الّرهان ( إما جمع الّرهن كالّرهون و الّرهن و هو ما يوضع عندك لينتتوب منتتاب متتا‬
‫يؤخذ منك ‪ ،‬او مصدر كالمراهنة يقال راهنت فلنا على كذارهانا و تراهن القتتوم اختترج‬
‫سابق بالجميع اذا غلب ‪ ،‬و الثانى هو الظهر و عليه فالمراد به ما‬
‫كلّ واحد رهنا ليفوز ال ّ‬
‫يرهن و يستبق عليه ‪.‬‬
‫و ) القواصف ( جمع القاصف يقتتال قصتتفت الّريتتح العتتود قصتتفا فانقصتتف مثتتل كستترته‬
‫فانكسر و زنا و معنا و ) العواصف ( جمع العاصف يقال عصفت الّريح عصتتفا اشتتتّدت‬
‫فهتي عاصتف و عاصتفة ‪ ،‬و الولتى يجمتع علتى العواصتف و الّثانيتة علتى العاصتفات‬
‫صّرح به الفيومى في المصباح و ) المهمز ( و ) المغمز ( المطعن اسم مكان متتن الهمتتز‬
‫و الغمز يقال همزه همزا اعتابه في غيبته و غمزه غمزا اشتتار إليتته بعيتتن أو حتتاجب ‪ ،‬و‬
‫ليس فيه مغمزة و ل غميزة أى عيب ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫صوتا و فوتا منصوبان على الّتميز ‪ ،‬و الباء فتتي بعنانهتتا للستتتعانة و فتتي قتتوله برهانهتتا‬
‫صلة ‪ ،‬و يحتمل كونها بمعنى في فل بّد حينئذ من ابقاء الّرهتتان علتتى معنتتاه المصتتدري‬ ‫لل ّ‬
‫فيكون المعنتتى انفتتردت متتن القتتران فتتي مقتتام المراهنتتة و الّرهتتان ‪ ،‬و جملتتة ل تحّركتته‬
‫ل على الحالّية ‪ ،‬و قوله ‪ :‬حّتي اخذ بنصب‬ ‫القواصف كالجملت التي بعدها منصوبة المح ّ‬
‫المضارع بنفس حّتى كما يقوله الكوفّيون ‪ ،‬أو بأن مضتتمرة نظتترا إلتتى أن حّتتتى خافضتتة‬
‫للسماء و ما تعمل في السماء ل تعمل في الفعال ‪ ،‬و كذا العكس ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ن هذا الكلم له فصول أربعتتة يلتقطتته متتن كلم‬


‫ن المستفاد من شرح المعتزلي هو أ ّ‬
‫اعلم ا ّ‬
‫طويل له قاله بعد وقعة النّهروان مشتمل على وصف حاله منذ توّفى‬

‫] ‪[ 142‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم الى آخر وقته ‪ ،‬فجعل السّيد ) ره ( ما التقطه سردا‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫رسول ا ّ‬
‫سامع كاّنه يقصد به مقصدا و احدا ‪.‬‬‫فصار عند ال ّ‬

‫ععععع ع ععععع عع ععع عع ع عع ع عع عععع‬


‫ععععععع ععععععع ععع عع عععع‬

‫سلم بتشييد أمر التتّدين‬


‫و هو قوله ‪ ) :‬فقمت بالمر حين فشلوا ( و المراد به قيامه عليه ال ّ‬
‫و تأسيس أساس اليقين و ترويج سّنة سيد المرسلين في الحروب و الخطوب حين ضتتعف‬
‫ل عليه ‪ ،‬و فشلوا و جبنوا و كسلوا و كان ذلك دأبه و ديتتدنه‬ ‫عنه ساير أصحابه صلوات ا ّ‬
‫في زمن الّرسول و بعده ‪.‬‬

‫شارح المعتزلي ‪ :‬الشارة بذلك الفصل إلى قيامه بالمر بالمعروف و الّنهى عتتن‬‫و قال ال ّ‬
‫المنكر أّيام أحداث عثمان و كون المهاجرين كّلهم لم ينكروا و لم يواجهوا عثمان بما كان‬
‫ستتلم بتتالّنهى عتتن المنكتر حيتن‬
‫يواجهه به و ينهاه عنه ‪ ،‬فمعنى قمت بالمر قيامه عليه ال ّ‬
‫فشل أصحاب محّمد انتهى ‪.‬‬

‫ستتيد ) ره ( متتن كلمتته قرينتتة‬


‫ل أن يكون في بيان الذي أسقطه ال ّ‬ ‫و الظهر هو ما ذكرنا إ ّ‬
‫شارح عثر عليه هو و لتتم يعتتثر عليتته بعتتد ) و تطّلعتتت حيتتن تقّبعتتوا ( اى‬ ‫على ما ذكره ال ّ‬
‫اشرفت على حقايق المعقولت و دقايق المحسوستتات و اطلعتتت عليهتتا حيتتن قصتتر عنتته‬
‫ساير الصحاب فحصل لي الّتطاول فيها و لهم القصور ) و نطقت حين تعتعوا ( أرادبتته‬
‫تكّلمه في الحكام المشكلة و المسائل المفصلة و غيرها بكلم واف بالمراد كاف فتتي أداء‬
‫المقصود مطابق لمقتضى الحال و المقام على ما كان يقتضيه ملكتتة الفصتتاحة و البلغتتة‬
‫سلم فقد عييوا به و عجزوا من أدائه و اضطربوا فيه‬ ‫التي كانت فيه ‪ ،‬و أّما غيره عليه ال ّ‬
‫و لم يهتد و الوجهه و طرقه ‪.‬‬

‫لت‬
‫ل حين وقفوا ( حايرين بايرين جاهلين مفتتتونين ‪ ،‬و المتتراد بنتتور ا ّ‬ ‫) و مضيت بنور ا ّ‬
‫هو علم المامة المتلّقى من منبع الّنبوة و الرسالة و إليه الشارة بآية النور علتتى متتا رواه‬
‫في البحار من جامع الخبار باسناده عن فضيل بن يسار قال ‪:‬‬

‫ض « قتتال عليتته‬
‫لْر ِ‬
‫ت َو ا َْ‬
‫ستتموا ِ‬
‫لت ُنتتوُر ال ّ‬
‫ستتلم ‪َ » :‬أ ُّ‬
‫صتتادق عليتته ال ّ‬
‫ل ال ّ‬
‫قلت لبي عبد ا ّ‬
‫سلم‬
‫ال ّ‬

‫] ‪[ 143‬‬

‫ل ت عليتته و آلتته قلتتت »‬


‫ل قلت » مثل نوره « قال لي محّمد ص تّلى ا ّ‬
‫ل عّز و ج ّ‬
‫كذلك قال ا ّ‬
‫كمشكوة « قال صدر محّمد قلت » فيها مصباح « قال فيه نور العلم يعنتتي الّنبتتوة قلتتت »‬
‫ي قلتتت » كأّنهتتا « قتال ل ّ‬
‫ي‬ ‫ل صدر إلى قلب عل ّ‬ ‫المصباح في زجاجة « قال علم رسول ا ّ‬
‫شيء تقرء كاّنها ؟ قلت فكيف جعلت فداك ؟‬

‫ي « قلت » يوقد من شجرة مباركة زيتونة ل شرقّية و ل غربّية «‬ ‫قال كاّنه » كوكب دّر ّ‬
‫ي و ل نصتتراني قلتتت » يكتتاد زيتهتتا‬
‫ي بتتن أبيطتتالب ل يهتتود ّ‬
‫قال ذاك أمير المتتؤمنين علت ّ‬
‫يضيء و لو لم تمسسه نار « قال يكاد العلم يخرج من فم آل محّمد من قبتتل أن ينطتتق بتته‬
‫قلت » نور على نور « قال المام على أثر المام ‪.‬‬

‫ن خفض الصوت دليل الّدعة و الستكانة و الّتواضع و رفع‬ ‫) و كنت أخفضهم صوتا ( ل ّ‬
‫صوت علمة الجلفة و الّتكبر و التجّبر و قد كان مشركو العرب يتفاخرون بالصوات‬ ‫ال ّ‬
‫ل بما حكاه من وصّية لقمان لبنه بقوله ‪:‬‬
‫الرافعة فوّبخهم ا ّ‬

‫حميِر « ‪.‬‬
‫ت اْل َ‬
‫صْو ُ‬
‫صوات َل َ‬
‫ل ْ‬
‫ن َأْنَكَر ا ْ‬
‫ك ِإ ّ‬
‫صْوِت َ‬
‫ن َ‬
‫ض ِم ْ‬
‫ض ْ‬
‫غ ُ‬
‫ك َو ا ْ‬
‫شِي َ‬
‫صْد في َم ْ‬
‫» َو اْق ُ‬
‫صتتوت فتتي الحتتروب دليتتل العتتزم و الّثبتتات و‬
‫ن السكوت و خفض ال ّ‬ ‫هذا كّله مضافا إلى أ ّ‬
‫سلم في بعض كلماته السابقة ‪:‬‬ ‫ضعف و الجبن كما قال عليه ال ّ‬
‫القوة و رفعه علمة ال ّ‬

‫و قد أرعدوا و أبرقوا و مع هذين المرين الفشل و لسنانرعد حّتى نوقع ‪ ،‬و ل نسيل‬

‫] ‪[ 144‬‬

‫حّتى نمطر ‪.‬‬

‫و لما كان الخفض علمة القّوة و عدم المبالت حسن إردافه بقتتوله ) و أعلهتتم فوتتتا ( إذ‬
‫ستتعادة‬
‫ن من كان أشّد ثباتا و قّوة كان أشّد تقّدما و ستتبقة إلتتى مراتتتب الكمتتال و ال ّ‬ ‫كأّ‬‫لش ّ‬
‫ستتبق فتتي مضتتمار البراعتتة ) فطتترت بعنانهتتا و استتتبددت برهانهتتا (‬ ‫حتتائزا قصتتب ال ّ‬
‫ضميران راجعان إلتتى الفضتتايل الّنفستتانية و الكمتتالت المعنّويتتة و ان لتتم يجرلهتتا ذكتتر‬ ‫ال ّ‬
‫ى في الكتاب ‪.‬‬
‫لفظ ّ‬

‫ستبق العقلتى لمتا يشتتركان فيته متن‬ ‫شارح البحراني ‪ :‬استعار ههنا لفتظ الطيتران لل ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫سرعة و استعار لفظي العنان و الّرهان اّلتذين همتا متن متعّلقتات الخيتل للفضتتيلة‬ ‫معنى ال ّ‬
‫التي استكملها نفستته تشتتبيها لهتتا متتع فضتتايل نفوستتهم بخيتتل الجلبتتة و وجتته المشتتابهة أن‬
‫لت و ستتعادات الختترة‬ ‫صحابة لما كانوا يقتنون الفضايل و يستبقون بهتتا إلتتى رضتتوان ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫كانت فضايلهم الّتي عليها يستبقون كخيل الّرهان ‪ ،‬و لما كانت فضيلته أكمتتل فضتتايلهم و‬
‫ق غباره فحسن منه أن يستعير لستتبقه بهتتا‬ ‫أتّمها كانت بالّنسبة إلى فضايلهم كالفرس ل يش ّ‬
‫لفظ الطيران و يجرى عليها لفظ العنان و الّرهان‬

‫ع ععععع عععععع ععععع ععع ععع عععع عع ععع‬


‫ععععععع‬

‫سلم يقول كنت لما وليت المر ) كالجبل ( العظيم فتتي الّثبتتات‬ ‫و حين انتهائها إليه عليه ال ّ‬
‫ق و الوقوف على القانون العدل فكمتتا ) ل تحّركتته ( الّريتتاح ) القواصتتف ( عتتن‬ ‫على الح ّ‬
‫مكانه ) و ل تزيله ( الّزعازع ) العواصف ( عن مقامه فكذلك أنا ل يحّركني عتتن ستتواء‬
‫صراط المستقيم مراعاة هوى الّناس و متابعة طباعهم المايلتتة إلتتى خلف‬ ‫سبيل و عن ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سنة الّنبوّية و الوامر اللهّية ‪.‬‬
‫ما يقتضيه ال ّ‬

‫ل لومة ليم ) ليس لحد فتي مهمتز و ل لقتائل فتي مغمتز (‬


‫و حاصله أّنه ل يأخذني في ا ّ‬
‫ي في الغيبة و الحضور في شيء متتن الحلل و‬ ‫ى و يطعن ف ّ‬‫أى ل يسع لحد أن يعيب عل ّ‬
‫الحرام و الحدود و الحكام كما عابوا على من كان قبلى من المتخّلفين لحداث‬

‫] ‪[ 145‬‬
‫ق لتته ( مّمتتن ظلتتم‬
‫وقعت منهم و جراير صدرت عنهم ) الّذليل عندي عزيز حّتى آخذ الح ّ‬
‫ق منه ( و أنتصفه للمظلوم ‪.‬‬‫ي عندي ضعيف حّتى آخذ الح ّ‬‫في حّقه ) و القو ّ‬

‫ع ععععع عععععع‬

‫ل سبحانه و تعالى ‪ ،‬لّما تفّرس فتتي طائفتتة متتن‬ ‫مشتمل على الّرضا بالقضا و تسليم المر ّ‬
‫قومه أّنهم يّتهمونه بالكذب فيما يخبرهم به من الغيوبتتات و الملحتتم الواقعتتة فتتي القتترون‬
‫ستتادس و الخمستتين ‪ ،‬و يتتأتي فتتي تلتتك‬ ‫المستقبلة كما يأتي شطر منها فتتي شتترح كلمتته ال ّ‬
‫لت قضتائه و‬ ‫شك و الّتهمة فعنتد ذلتتك قتال ‪ ) :‬رضتينا عتن ا ّ‬ ‫ن بعضهم واجهه بال ّ‬‫الخبار أ ّ‬
‫سّلمنا له أمره ( و ذلك لّنه لّما كان القضتتاء اللهتتي قتتد جتتري علتتى قتتوم بالّتكتتذيب لتته و‬
‫ل فيما جرى عليه قلم‬ ‫الّتهمة فيما يقول لجرم كان أولى بلزوم باب الّرضا و الّتسليم إلى ا ّ‬
‫ى البطالي و قال ‪:‬‬ ‫القضاء ‪ ،‬ثّم ابطل أوهامهم على سبيل الستفهام النكار ّ‬

‫ل عليه و‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫ن في حّقه ) أكذب على رسول ا ّ‬
‫ل من أساء الظ ّ‬‫) أترانى ( الخطاب لك ّ‬
‫ل لنا أّول من صّدقه فل أكون أّول من كذب عليه (‬
‫آله ( و كيف لي بذلك ) فو ا ّ‬

‫ععععع عععععع‬

‫ي بعتتدم‬‫ل عليه و آله و سّلم و أّنه قد عهده الّنب ّ‬‫ل صّلى ا ّ‬


‫يذكر فيه حاله بعد وفات رسول ا ّ‬
‫ل فليمسك عنتته‬ ‫المنازعة في المر و أوصى له بطلبه بالرفق و المداراة فان حصل له و إ ّ‬
‫ق لتتى ) فتتاذا‬‫و ليحقن دمه كما قال ‪ ) :‬فنظرت في أمرى ( اى أمر الخلفتتة التتتي هتتى ح ت ّ‬
‫ل فيما أمرني بتته متتن تتترك القتتتال‬ ‫طاعتى قد سبقت بيعتى ( أى وجوب طاعتى لرسول ا ّ‬
‫عند عدم العوان قد سبق على بيعتى للقوم فل سبيل لي إلى المتناع ) و إذا الميثتتاق فتتي‬
‫شقاق و المنازعتتة فلتتم يحتلّ لتتي أن‬ ‫ى بترك ال ّ‬
‫عنقى لغيرى ( اى ميثاق الّرسول و عهده إل ّ‬
‫أتعّدى أمره ‪ ،‬أو أخالف نهيه ‪ .‬و ينبغى التنبيه على أمرين‬

‫ععععع‬

‫ستلم علتى نحتو متتا‬


‫شارح المعتزلي بعد شترح الفصتل الخيتر متتن كلمتته عليته ال ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫شرحناه ‪ :‬فان قيل ‪ :‬فهذا تصريح بمذهب المامّية ‪.‬‬

‫] ‪[ 146‬‬

‫قيل ‪ :‬ليس المر كذلك بل هذا تصريح بمذهب أصحابنا من البغدادّيين لّنهم يزعمون أّنه‬
‫لت و رستتوله متتن الصتتلح للمكّلفيتتن متتن‬ ‫ق بالمامة و أّنه لو ل ما يعلمه ا ّ‬‫الفضل و الح ّ‬
‫لت عليتته و آلتته و ستّلم‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫تقديم المفضول عليه لكان من تقّدم عليه هالكا ‪ ،‬فرسول ا ّ‬
‫ن فتتي تقتتديم غيتتره و‬‫ن المامة حقه و أّنه أولى بها من الّنتتاس أجمعيتتن و أعلمتته أ ّ‬
‫أعلمه أ ّ‬
‫خر عنها مصلحة للّدين راجعة إلى المكّلفين ‪ ،‬و أّنه يجب عليتته أن يمستتك‬
‫صبره على التأ ّ‬
‫ل ت عليتته و‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫عن طلبها و يغضي عنها لمن هو دون مرتبته ‪ ،‬فامتثل أمر رسول ا ّ‬
‫ق‪.‬‬
‫آله و لم يحرجه تقّدم من تقّدم عليه من كونه الفضل و الولى و الح ّ‬

‫ثّم قال ‪ :‬و قد صّرح شيخنا أبو القاسم البلخي بهذا و صّرح به تلمذته و قالوا ‪:‬‬

‫ل سيفه لحكمنا بهلك كلّ‬ ‫ل عليه و آله و سّلم و س ّ‬


‫ل صّلى ا ّ‬‫لو نازع عقيب وفات رسول ا ّ‬
‫من خالفه و تقّدم عليه كما حكمنا بهلك من نازعه حين أظهر نفسه ‪ ،‬و لكّنه مالك المتتر‬
‫و صاحب الخلفة إذا طلبها وجب علينا القول بتفسيق من ينازعه فيها ‪ ،‬و إذا أمسك عنها‬
‫لت‬‫ل ص تّلى ا ّ‬‫وجب علينا القول بعدالة من اغضى له عليها و حكمه في ذلك حكم رسول ا ّ‬
‫ق مع عل ّ‬
‫ى‬ ‫ق و الح ّ‬
‫ي مع الح ّ‬‫صحيحة أّنه قال عل ّ‬‫عليه و آله لّنه قد ثبت عنه في الخبار ال ّ‬
‫ل عليه و آله له غيره مّرة ‪ :‬حربك حربي و سلمك سلمي‬ ‫يدور حيثما دار ‪ ،‬و قال صّلى ا ّ‬
‫و هذا المذهب هو أعدل المذاهب عندي و به أقول انتهى كلمه ‪.‬‬

‫شقشتقّية و قتد نقلنتا كلمته فتي‬


‫خص ما ذكتره فتي شترح الخطبتة ال ّ‬‫أقول ‪ :‬ما ذكره هنا مل ّ‬
‫جه عليه متتن وجتتوه الكلم‬ ‫المقّدمة الّثانية من مقّدمات تلك الخطبة ‪ ،‬و ذكرنا هنالك ما يتو ّ‬
‫و ضروب الملم ‪.‬‬

‫ل سبحانه‬ ‫و نقول ههنا مضافا إلى ما سبق هناك ‪ :‬أن تقّدم غيره عليه إّما أن يكون بفعل ا ّ‬
‫ق بهتتا منتته‬
‫و فعل رسوله ‪ ،‬و إّما أن ل يكون بفعلهما بل تقّدم الغير بنفسه لعتقاده أّنه أحت ّ‬
‫صتتحابة و المكّلفيتتن إّمتتا بهتتوى أنفستتهم أو رعايتتة‬
‫ستتلم ‪ ،‬أو ق تّدمه متتن ستتاير ال ّ‬‫عليتته ال ّ‬
‫المصلحة العاّمة ‪.‬‬

‫ص من ا ّ‬
‫ل‬ ‫أّما الّول ففيه أول أّنهم ل يقولون به ‪ ،‬لّتفاقهم على عدم الّن ّ‬

‫] ‪[ 147‬‬

‫و من رسول له في باب المامة و ثانيا أّنه لو كان ذلك بفعلهما لم يكتن لتشتّكيه متن القتوم‬
‫لت متتا زلتتت مظلومتتا متتدفوعا‬
‫وجه و لما نسبهم إلى الّتظليم و لما كان يقول مّدة عمره و ا ّ‬
‫ل رسوله و لكان الواجب أن يعذرهم فتتي ذلتتك و ثالثتتا‬ ‫ى منذ قبض ا ّ‬‫عن حّقي مستأثرا عل ّ‬
‫ص القرآن قال سبحانه ‪:‬‬
‫ن تقديم المفضول على الفاضل و الفضل قبيح عقل و بن ّ‬ ‫أّ‬

‫ن ل َيِهتّدي ِإل َأنْ ُيْهتتدى اليتتة و قتتال أيضتتا ‪َ :‬هت ْ‬


‫ل‬ ‫ن ُيّتَبتَع َأّمت ْ‬
‫ق َأ ْ‬
‫حّ‬‫ق َأ َ‬
‫حّ‬‫ى اْل َ‬‫ن َيْهدي ِإل َ‬
‫َأَفَم ْ‬
‫ن‪.‬‬‫ن ل َيْعَلُمو َ‬ ‫ن َو اّلذي َ‬‫ن َيْعَلُمو َ‬
‫سَتِوى اّلذي َ‬
‫َي ْ‬

‫ل سبحانه أو من رسوله ‪.‬‬


‫و مع كونه قبيحا كيف يمكن صدوره من ا ّ‬
‫فان قلت ‪ :‬تقديم المفضول إذا كتتان لمصتتلحة التّدين راجعتتة إلتتى المكّلفيتتن فل نستّلم قبحتته‬
‫صغرى أّول و تسليم كون الحسن و القبح في الشياء مختلفا بالوجوه و‬ ‫قلت ‪ :‬بعد تسليم ال ّ‬
‫ن أمير المؤمنين إذا كان عالما بالمصلحة في تقّدم الغير على ما صتّرح‬ ‫العتبارات ثانيا إ ّ‬
‫ضرورة متن‬ ‫سكوت ‪ ،‬إذ المعلوم بال ّ‬ ‫ل أعلمه به ‪ ،‬كان اللزم حينئذ له ال ّ‬
‫ن رسول ا ّ‬ ‫به من أ ّ‬
‫ن طلبه للخلفة لم يكن للّدنيا و حرصا على الملك ‪،‬‬ ‫حاله أ ّ‬

‫قو‬ ‫بل إّنما كان غرضه بذلك حصتتول نظتتام التّدين و انتظتتام أمتتر المكّلفيتتن و إقامتتة الحت ّ‬
‫لت‬
‫سلم به في قوله في الخطبة الّثالثتتة و الّثلثيتتن ‪ ،‬و ا ّ‬ ‫إزاحة الباطل ‪ ،‬كما صّرح عليه ال ّ‬
‫ل أن اقيتم حّقتا أو أدفتع بتاطل ‪ ،‬فتاذا كتان حصتول هتذا‬ ‫ى من أمارتكم هتذه إ ّ‬
‫ب إل ّ‬
‫لهى أح ّ‬
‫الّنظام و النتظام و صلح المكّلفين بتقّدم الغيتتر ل بتّد و أن يكتتون مشتتعوفا بتته و راضتتيا‬
‫شقشتتقّية ‪ ،‬و‬ ‫شكوى كما م تّر فتتي الخطبتتة ال ّ‬ ‫بذلك أشّد الّرضا ل شاكيا و مظهرا للتظّلم و ال ّ‬
‫سادسة و العشرين فنظرت فاذا ليس لي معين اه ‪.‬‬ ‫في قوله في الخطبة ال ّ‬

‫ق بها‬
‫ن تقّدم الغير عليه إّنما كان لزعم الغير أّنه أح ّ‬
‫و أّما الّثاني و هو أ ّ‬

‫] ‪[ 148‬‬

‫ن المر إذا دار بين متابعة راى الفضل و متابعتتة رأى المفضتتول‬
‫سلم ففيه أ ّ‬
‫منه عليه ال ّ‬
‫لزم ترجيح الّول على الّثاني دون العكس و هو واضح ‪.‬‬ ‫كان ال ّ‬

‫ستتوء و‬‫ن الّتقّدم كان بتقديم المكّلفين بمقتضا هتتوى أنفستتهم المتتارة بال ّ‬
‫و أّما الّثالث و هو أ ّ‬
‫ك فيتته و‬
‫صتتواب متتن دون شت ّ‬ ‫ق و ال ّ‬
‫ستتخايم فهتتو الحت ّ‬
‫لما كان في صدورهم من الحسد و ال ّ‬
‫ارتياب ‪.‬‬

‫لت‬
‫و لنعم ما قال أبو زيد الّنحوي الخليل بن أحمد حين سئل عنه ما بال أصحاب رستتول ا ّ‬
‫سلم كأّنه ابن علة ‪ 1‬؟ قال تقّدمهم إسلما و بّذهم شرفا‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫كأّنهم بنو أّم واحدة و عل ّ‬
‫وفاقهم علما و رجهم حلما و كثرهم هدى فحسدوه و الّناس إلى أمثالهم و أشكالهم أميل ‪.‬‬

‫سلم كيف تحّبك قريش و قد قتلتتت فتتي يتتوم بتتدر و احتتد متتن‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫و قال ابن عمر لعل ّ‬
‫ستلم‬‫ساداتهم سبعين سيدا تشرب انوفهم الماء قبل شفاههم ؟ فقال أميتر المتؤمنين عليته ال ّ‬
‫ما تركت بدر لنا مذيقا ‪ 2‬و ل لنا من خلفنا طريقا ‪.‬‬

‫سلم و ابن عباس أيضا لم أبغضت قريش علّيا ؟ قتتال ‪ :‬لّنتته‬‫و سئل زين العابدين عليه ال ّ‬
‫أورد أّولهم الّنار و آخرهم العار ‪.‬‬

‫و قال أبو زيد الّنحوي ‪ :‬سألت الخليل بن أحمد العروضي لم هجر الّناس علّيا و قرباه من‬
‫ل عليتته و آلتته قربتتاه و موضتتعه متتن المستتلمين موضتتعه و عنتتاؤه فتتي‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫رسول ا ّ‬
‫ل منهتتل ‪ ،‬و الّنتتاس‬
‫ل نوره أنوارهم و غلبهم على صفو ك ّ‬
‫السلم عناؤه ‪ ،‬فقال ‪ :‬بهر و ا ّ‬
‫إلى أشكالهم أميل أما سمعت الّول حيث يقول ‪:‬‬

‫ل شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتكل لشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتكله ألتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتف‬


‫و كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫أما ترى الفيل يألف الفيل‬

‫قال ‪ :‬و أنشد الرّياشي في معناه عن العباس بن الحنف ‪:‬‬

‫و قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتائل كيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتف تهاجرتمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬


‫فقلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتول فيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته إنصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاف‬

‫لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك متتتتتتتتتتتتتتتتتتتن شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتكلي فهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاجرته‬


‫و الّناس أشكال و آلف‬

‫‪-----------‬‬
‫ت‬ ‫تتت تتت‬ ‫) ‪ ( 1‬تتتتت تتتتتت تت تتت تت‬
‫تتتتتت تتتتتت ت تتتتت ‪.‬‬ ‫تت‬

‫‪-----------‬‬
‫تتت تتتتتتت تتتتتت ‪.‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتت‬

‫] ‪[ 149‬‬

‫ن الّتقديم إّما أّنتته كتتان بفعتتل جميتتع المكّلفيتتن أو بفعتتل البعتتض و الول‬
‫و أّما الّرابع ففيه أ ّ‬
‫صتتحابة عتتن البيعتتة و‬ ‫شقشقية من تخّلف وجوه ال ّ‬ ‫ممنوع لما قد عرفت في شرح الخطبة ال ّ‬
‫شارح بأّنه لو ل عمر لم يثبت لبي بكر أمر و ل قامت له قائمة‬ ‫عرفت هناك أيضا قول ال ّ‬
‫ستتلم متتا لتتم‬
‫و الثانى ل حجّية فيه ‪ ،‬هذا مضافا إلى أّنه كيف يمكن أن يخفى عليه عليتته ال ّ‬
‫يخف على غيره من وجوه المصلحة الّتي ل حظوها في الّتقديم على زعمك ‪ ،‬إذ قد ذكرنا‬
‫أّنه لو علم المصلحة في ذلك لسكت و لم يتظّلم ‪.‬‬

‫ن هذا يجري مجرى امرأة لها اخوة كبار و صغار فتوّلى أمرهتتا الصتتغار فتتي‬ ‫فان قيل ‪ :‬ا ّ‬
‫التزويج فاّنه ل بّد أن يستوحش الكبار و يتشّكوا من ذلك ‪.‬‬

‫ن استيحاشه و ثقل ما يجتتري علتتى طبعتته ل‬ ‫ل فا ّ‬


‫ن الكبير متى كان ّدينا خائفا من ا ّ‬
‫قيل ‪ :‬إ ّ‬
‫يجوز أن يبلغ به إلى إظهار الكراهة للعقد و الخلف فيتته و ايهتتام أّنتته غيتتر ممضتتى و ل‬
‫ل هذا جرى من أمير المؤمنين فيكشف ذلك كّله عن عدم المصلحة في تقّدم‬ ‫صواب ‪ ،‬و ك ّ‬
‫الغير عليه بوجه من الوجوه ‪.‬‬
‫ن ما حكاه من شيخه أبي القاسم البلخى و بنا عليه مذهبه متتن أّنتته صتتاحب الخلفتتة و‬
‫ثّم إ ّ‬
‫مالك المر إذا طلبها وجب علينا القول بتفسيق من ينازعه فيها و إذا أمستتك عنهتتا وجتتب‬
‫القول بعدالة من غضي لها ‪:‬‬

‫ق فوجب القول بتفسيق المنازعين و الّدليل‬ ‫ن الشرطية الولى مسّلمة و المقّدم فيها ح ّ‬ ‫فيه أ ّ‬
‫سلم لها واضح لمن له أدنى تتّبع في الخبتار ‪ ،‬و يكفتتى فتتي ذلتك قتتوله‬ ‫على طلبه عليه ال ّ‬
‫شارح المعتزلي فتتي شتترح كلمتته لمتتا قّلتتد محّمتتد بتتن أبتتي بكتتر‬ ‫في الخطبة التي رواها ال ّ‬
‫سادسة و العشرين و هو قتتوله عليتته‬ ‫المصر ‪ ،‬و قد مضت روايتها مّنا في شرح الخطبة ال ّ‬
‫ل جاهدناك ‪ ،‬فبايعت مستكرها و صبرت محتسبا ‪،‬‬ ‫سلم ‪ :‬ثّم قالوا هلّم فبايع و إ ّ‬ ‫ال ّ‬

‫فقال قائلهم ‪ :‬يابن أبي طالب انك على هذا المتتر لحريتتص ‪ ،‬فقلتتت أنتتتم أحتترص مّنتتي و‬
‫ل و رسوله أولى به ‪ ،‬ام أنتم‬ ‫أبعد أّينا أحرص أنا الذي طلبت تراثي و حّقي الذي جعلني ا ّ‬
‫ل ل يهدي القتتوم الظتتالمين إلتتى‬‫تضربون وجهي دونه و تحولون بيني و بينه ‪ ،‬فبهتوا و ا ّ‬
‫آخر ما مّر ‪.‬‬

‫] ‪[ 150‬‬

‫سلم ‪:‬‬
‫ن قوله عليه ال ّ‬‫شارح أيضا في شرح الخطبة المذكورة من أ ّ‬ ‫و يشهد بذلك ما رواه ال ّ‬
‫ل أهل بيتي فضننت بهم عن المتتوت فتقتتول متتا زال يقتتوله و‬
‫فنظرت فاذا ليس لي معين إ ّ‬
‫ل و قال لو وجدت أربعين ذوى عزم ‪.‬‬ ‫لقد قاله عقيب وفات رسول ا ّ‬

‫ل عليه ما رواه أيضا في شرح الخطبتة المتتذكورة حيتث قتال ‪ :‬و متن كتتاب معاويتتة‬ ‫و يد ّ‬
‫المشهور ‪ ،‬و عهدك أمتس تحمتل قعيتدة ‪ .‬بيتتك ليل علتى حمتار و يتداك فتي يتدي ابنيتك‬
‫ستتوابق إ ّ‬
‫ل‬ ‫صديق ‪ ،‬فلم تدع أحدا متتن أهتتل بتتدر و ال ّ‬
‫الحسن و الحسين يوم بويع أبو بكر ال ّ‬
‫دعوتهم إلى نفستتك و مشتتيت إليهتتم بامرئتتتك و أوليتتت إليهتتم بابنيتتك و استنصتترتهم علتتى‬
‫ل أربعة أو خمسة ‪ ،‬إلى غير ذلك مّما مضى و يأتي‬ ‫ل ‪ ،‬فلم يجبك منهم إ ّ‬‫صاحب رسول ا ّ‬
‫شمس في رابعتتة‬ ‫في تضاعيف الكتاب ‪ ،‬و بالجملة فمطالبته لها واضح لولى البصار كال ّ‬
‫الّنهار ‪.‬‬

‫و يعجبني أن اورد هنا حكاية مناسبة للمقام ‪ ،‬و هو ما نقله شتتيخنا البهتتائى فتتي الكشتتكول‬
‫لت يشتتكو‬
‫شتتام إلتتى المتتام الناصتتر لتتدين ا ّ‬
‫ي بن صلح الّدين يوسف ملك ال ّ‬ ‫قال ‪ :‬كتب عل ّ‬
‫أخويه أبا بكر و عثمان لما خالفا وصية أبيهم له ‪:‬‬

‫ن أبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا بكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر و صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاحبه‬


‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتولى إ ّ‬
‫ستتتتتتتتتتتتتتيف حتتتتتتتتتتتتتتق علتتتتتتتتتتتتتتي‬
‫عثمتتتتتتتتتتتتتتان قتتتتتتتتتتتتتتد غصتتتتتتتتتتتتتتبا بال ّ‬
‫له والتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتده‬
‫و كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتان بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتالمس قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد و ّ‬
‫فتتتتتتتتتتتتتتي عهتتتتتتتتتتتتتتده فأضتتتتتتتتتتتتتتاعا المتتتتتتتتتتتتتتر حقتتتتتتتتتتتتتتد ولتتتتتتتتتتتتتتى‬

‫فتتتتتتتتتتتتانظر إلتتتتتتتتتتتتى حتتتتتتتتتتتتظ هتتتتتتتتتتتتذا الستتتتتتتتتتتتم كيتتتتتتتتتتتتف لقتتتتتتتتتتتتى‬


‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن الواختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر مالقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن الول‬

‫ل عقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد بيعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‬
‫إذ خالفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاه و ح ّ‬
‫ص فيه جلى‬ ‫و ابينهما و الّن ّ‬

‫فوّقع الخليفة الّناصر على ظهر كتابه ‪:‬‬

‫و افتتتتتتتتتتتتتتتا كتابتتتتتتتتتتتتتتتك يتتتتتتتتتتتتتتتا بتتتتتتتتتتتتتتتن يوستتتتتتتتتتتتتتتف منطقتتتتتتتتتتتتتتتا‬


‫ن أصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتلك طتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاهر‬
‫بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتالخير يختتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتبر ا ّ‬

‫منعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوا علّيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا إرثتتتتتتتتتتتتتتتتتتته إذ لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم يكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن‬


‫ي لتتتتتتتتتتتتتتتتتتته بيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتثرب ناصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر‬ ‫بعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد الّنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتب ّ‬

‫ى حستتتتتتتتتتتتتتتتتتابهم‬
‫ن غتتتتتتتتتتتتتتتتتتدا علتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫فاصتتتتتتتتتتتتتتتتتتبر فتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ّ‬
‫و ابشر فناصرك المام الّناصر‬

‫شرطية الّثانية فممنوعة إذ المساك عنها ل دللة فيه على عدالة من غضى لهتتا ‪،‬‬ ‫و أّما ال ّ‬
‫ل الّرضا و طيب الّنفس و أّما إذا كان هنتتاك‬
‫ل عليها إذا لم يكن للمساك وجه إ ّ‬
‫نعم إّنما يد ّ‬
‫احتمال أن يكون وجهه هو الخوف و الّتقية فل ‪.‬‬

‫] ‪[ 151‬‬

‫صتته‬
‫و قال المرتضى » ره « و ليس لحد أن يقول ‪ :‬كيف يجتوز علتى شتجاعته و متا خ ّ‬
‫ل به من القّوة الخارجة للعادة أن يختتاف منهتتم و ل يقتتدم علتتى قتتتالهم لتتو ل أّنهتتم كتتانوا‬
‫ا ّ‬
‫ن شجاعته و إن كانت على ما ذكرت و أفضل فل يبلتتغ أن يغلتتب جميتتع‬ ‫محّقين ؟ و ذلك إ ّ‬
‫شجاعة بشر يقوي و يضعف و يخاف و يتتأمن و‬ ‫الخلق و يحارب ساير الّناس و هو مع ال ّ‬
‫الّتقية جايزة على البشر الذين يضعفون عن دفع المكروه عنهم هذا ‪.‬‬

‫ق متتع‬
‫ق و الحت ّ‬
‫ي مع الح ت ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم عل ّ‬
‫و أّما الحديث الذي رواه من قوله صّلى ا ّ‬
‫ي فمن الحاديث المعروفة المعتبرة المستفيضة بل ل يبعد دعوى تتتواتره ‪ ،‬و قتتد رواه‬ ‫عل ّ‬
‫سيد المحّدث البحراني في كتاب غاية المرام بخمسة عشتتر طريقتتا متتن طتترق العامتتة و‬ ‫ال ّ‬
‫صة ‪.‬‬
‫أحد عشر طريقا من طرق الخا ّ‬
‫ففي بعض الطرق العامّية عن شتتهر بتتن حوشتتب قتتال ‪ :‬كنتتت عنتتد أّم ستتلمة ) رض ( إذا‬
‫سلم ‪ ،‬فقالت أّم سلمة‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫استاذن رجل فقالت من أنت ؟ فقال ‪ :‬أنا أبو ثابت مولى عل ّ‬
‫‪:‬‬

‫حبت به ثّم قالت ‪ :‬يتتا أبتتا ثتتابت أيتتن طارقلبتتك حيتتن‬ ‫مرحبابك يا أبا ثابت ادخل ‪ .‬فدخل فر ّ‬
‫سلم قالت ‪ :‬وّفقت و الذي نفسي بيده لقتتد‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫طارت القلوب مطايرها ؟ قال ‪ :‬تبع عل ّ‬
‫قو‬ ‫ق و القرآن ‪ ،‬و الح ّ‬
‫ى مع الح ّ‬ ‫ل عليه و آله و سّلم يقول ‪ :‬عل ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫سمعت رسول ا ّ‬
‫ى الحوض ‪.‬‬ ‫ي و لن يغترقا حتى يردا عل ّ‬ ‫القرآن مع عل ّ‬

‫ي متع‬
‫لت عليته و آلته يقتول علت ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫و في بعضها عن عايشة قالت ‪ :‬سمعت رسول ا ّ‬
‫ى الحوض ‪.‬‬ ‫ي لن يفترقا حّتى يردا عل ّ‬
‫ق مع عل ّ‬
‫ق و الح ّ‬
‫الح ّ‬

‫و في رواية موفق بن أحمد باسناده عن سليمان العمتتش ‪ ،‬عتتن إبراهيتتم ‪ ،‬عتتن علقمتتة و‬
‫لت عليتته و آلتته يقتتول‬‫السود قال ‪ :‬سمعنا أبا أيّوب النصاري قال ‪ :‬سمعت النّبي صتّلى ا ّ‬
‫ق و الحق معك ‪ ،‬يا عّمتتار إذا‬ ‫لعمار ابن ياسر ‪ ،‬يا عّمار تقتلك الفئة الباغية و أنت مع الح ّ‬
‫ي ودع الّناس ‪ ،‬إّنه لتتن يتتدّلك علتتى‬ ‫رأيت علّيا سلك واديا و سلك واديا غيره فاسلك مع عل ّ‬
‫ردى و لن يخرجك عن الهدى ‪ ،‬يا عّمار إّنه من تقّلد سيفا أعان به علّيتتا علتى عتدّوه قّلتده‬
‫ي قّلده يوم‬ ‫ل يوم القيامة و شاحا ‪ 1‬من دّر ‪ ،‬و من تقّلد سيفا أعان به عدّو عل ّ‬‫ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتت تت تتتت ت تتت تت ت ت تتت ت ت ت تتت‬
‫تتتتتتت تتتتت تتتتتت تتت تت تت تتتت تت ت‬
‫تت‬
‫تتتت ت ت ت تتت ت تتت ت تتت ت ت تتتتتت تت ت‬
‫تتتتتت تتت تتتتتت ت ت تت تتتت تتت ت ت ت تت‬
‫تتت تتتت تتتت تتتتتتت تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 152‬‬

‫القيامة وشاحا من نار قال قلت ‪ :‬حسبك ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬ل خفاء في دللة هذا الخبر على عصمته و إمامته ‪ ،‬و بطلن خلفة الثلثتتة غيتتر‬
‫خفّية من وجوه عديدة ‪:‬‬

‫سلم و هو يقتضى عصمته إذ ل يجتتوز أن يختتبر‬ ‫ق معه عليه ال ّ‬


‫الّول أّنه أخبر بكون الح ّ‬
‫ستلم ‪ ،‬لّنته إذا وقتع‬
‫ي مع جواز وقوع القبيح عنه عليته ال ّ‬ ‫ق مع عل ّ‬
‫ن الح ّ‬
‫على الطلق بأ ّ‬
‫كان اخباره بذلك كذبا و هو محال فل بّد أن يكون معصوما ‪.‬‬
‫ل على الّتقديرين على عدم انفكاك الح ت ّ‬
‫ق‬ ‫ن لن إّما لنفى الّتابيد أو لنفى المستقبل فتد ّ‬
‫الّثاني أ ّ‬
‫ك عنه أبدا ثبت إمامته و بطل خلفة من خالفه ‪.‬‬ ‫ق ل ينف ّ‬ ‫منه ‪ ،‬فاذا كان الح ّ‬

‫ى نتصّ‬ ‫ن قوله ‪ :‬لعّمار إذا رأيت علّيا سلك واديا و سلك واديا غيره فاسلك مع علت ّ‬ ‫الّثالث أ ّ‬
‫صريح في وجوب القتداء به و عدم جواز القتداء بغيره و ل سّيما بملحظة تعليله بتتأّنه‬
‫ل علتتى أّنتته إن ستتلك ستتبيل الغيتتر‬
‫لن يدّلك على ردى و لن يخرجك عن الهدى ‪ ،‬فتتاّنه يتتد ّ‬
‫ن عّمتتار لزم علّيتتا و أنكتتر علتتى الّول و‬ ‫يكون خارجا من الهدى إلى التّردى ‪ ،‬و لتتذلك إ ّ‬
‫سلم بكره و اجبار‬ ‫تخّلف عن البيعه حّتى أكرهوه على البيعة فبايع بعد بيعة موله عليه ال ّ‬
‫هذا ‪.‬‬

‫ن علّيتتا كتتان‬
‫ل علتتى أ ّ‬
‫ح الخبر د ّ‬
‫ن بعض الّناصبين ‪ 1‬قال ‪ :‬إن ص ّ‬‫و من العجب العجاب أ ّ‬
‫ق أينما دار و هذا شيء ل يرتاب فيه حّتى يحتاج إلى دليل ‪،‬‬
‫مع الح ّ‬

‫ي كتتان متتع الخلفتتاء حيتتث‬


‫ي و علت ّ‬
‫ق كان مع علت ّ‬
‫ن الح ّ‬
‫بل هذا دليل على حقّية الخلفاء ‪ ،‬ل ّ‬
‫تابعهم و ناصحهم ‪ ،‬فثبت من هذا خلفة الخلفاء و أّنها كانت حّقا صريحا ‪،‬‬

‫ق كان مع عليّ و هتتم‬


‫ن الح ّ‬
‫سنة و الجماعة أ ّ‬
‫و أّما من خالف علّيا من البغاة فمذهب أهل ال ّ‬
‫ك في هذا انتهى ‪.‬‬
‫كانوا على الباطل ‪ ،‬و ل ش ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ت ت ت ت تتت تت ت تتت ت تت ت ت ت تتتتت تت ت‬
‫تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 153‬‬

‫ن كونه مع الخلفتتاء و‬ ‫حة الخبر مّما ل مجال للكلم فيها و ثانيا أ ّ‬ ‫نصّ‬ ‫جه عليه اول أ ّ‬
‫و يتو ّ‬
‫ل بمعنتى كتونه معهتم فتي ستكون المدينتة و بمعنتى الّتابعتة الجبارّيتة و‬ ‫تابعهم ممنتوع إ ّ‬
‫ل فما وقع بينهم من المخالفات و التنازع و المشاجرات قتتد بلتتغ‬ ‫المماشاة في الظاهر ‪ ،‬و إ ّ‬
‫في الظهور إلى حّد ل مجال للخفاء و في الشناعة إلى مرتبة ل تشتتتبه علتتى الراء كمتتا‬
‫ل تعالى ‪ ،‬و أّمتتا نصتتحه لهتتم فمستّلم لكتتن لمتتور التّدين و‬
‫مضى و سيجىء أيضا إنشاء ا ّ‬
‫انتظام شرع سّيد المرسلين ‪ ،‬ل لجل ترويج خلفتهم و نظم أسباب شوكتهم و جللتهم ‪.‬‬

‫ن الّتفرقة بين الخلفاء و بين البغتتاة بكتتون الخريتتن علتتى الباطتتل دون الّوليتتن ل‬ ‫و ثالثا أ ّ‬
‫ستتلم غايتتة المتتر أّنتته وجتتد هنتتاك‬
‫ل من الفرقتين كان مريتتدا لقتلتته عليتته ال ّ‬
‫وجه له ‪ ،‬إذ ك ّ‬
‫ف عتتن القتتتال و‬‫أعوانا فقاتلهم ذويهم عن نفسه و لم يجد ههنا ناصرا فبايعهم اجبارا و ك ت ّ‬
‫حقن دمه ‪ ،‬فلو أّنه وجد أعوانا له يومئذ لشهر عليهم سيفه و جاهتتدهم و يشتتهرون ستتيفهم‬
‫ف عنهتتم و تتتابع آرائهتتم لتتم يكونتتوا‬
‫عليه و يقاتلونه ‪ ،‬كما أّنه لو يجد أعوانا مع البغاة و ك ّ‬
‫سلم ‪.‬‬‫مقاتلين له و لم يجادلوا معه عليه ال ّ‬

‫سلم من بركة البرامكتتة و متتن‬


‫ن بغى البغاة و خروجهم عليه عليه ال ّ‬ ‫هذا كّله مضافا إلى أ ّ‬
‫ل عذابا اليما ‪.‬‬
‫جرة الملعونة عذبهم ا ّ‬‫ثمرة هذه الش ّ‬

‫عععععع‬

‫ل ت ص تّلى‬
‫سلم عن جهاد من تقّدم عليه هو عهد رسول ا ّ‬ ‫ن سبب تقاعده عليه ال ّ‬ ‫قد عرفت أ ّ‬
‫ف عنهم ‪ ،‬حيث لم يجد أعوانا و فيه مصالح اخر قد أشير إليها في‬ ‫ل عليه و آله إليه بالك ّ‬ ‫ا ّ‬
‫أخبار الئمة الطهار ‪ ،‬و ل بأس بالشارة إلى تلك الخبار و الخبار التي اشير فيها إلى‬
‫ل عليه و آله إليه حّتى يّتضح المتتر و يظهتتر لتتك بطلن متتا زعمتته‬
‫ي صّلى ا ّ‬ ‫معاهدة النب ّ‬
‫ن سكوته و عدم نهوضه إليهم دليل على رضاه بتقّدمهم و على كونهم محّقيتتن‬ ‫العامة من إ ّ‬
‫ل الّتوفيق ‪:‬‬
‫فأقول و با ّ‬

‫ي بتتن أبيطتتالب اّلطبرستتي ) ره (‬


‫سعيد عّز الّدين أبو المنصور أحمد بن عل ّ‬
‫شيخ ال ّ‬
‫روى ال ّ‬
‫ن أمير المؤمنين كان جالسا في بعض مجالسه بعد‬ ‫في الحتجاج ‪ ،‬قال ‪ :‬روى أ ّ‬

‫] ‪[ 154‬‬

‫رجوعه من نهروان فجرى الكلم حّتى قيل له لم ل حاربت أبا بكر و عمتتر كمتتا حتاربت‬
‫ى حّقي ‪ ،‬فقام إليتته‬
‫الطلحة و الّزبير و معاوية ؟ فقال إّني كنت لم أزل مظلوما مستأثرا عل ّ‬
‫أشعث بن قيس فقال ‪ :‬يا أمير المؤمنين لم لم تضرب بسيفك و لم تطلب بحّقك ؟‬

‫ن لى اسوة بسّتة متتن‬


‫جة إ ّ‬
‫فقال ‪ :‬يا أشعث قد قلت قول فاسمع الجواب وعه و استشعر الح ّ‬
‫سلم ‪.‬‬‫النبياء عليهم ال ّ‬

‫صْر فتتان قتتال قتتائل إّنتته قتتال هتتذا‬


‫ب َفاْنَت ِ‬
‫ب إّني َمْغلُو ٌ‬
‫سلم حيث قال ‪َ :‬ر ّ‬ ‫أّولهم نوح عليه ال ّ‬
‫ي أعذر ‪.‬‬ ‫ل فالوص ّ‬
‫لغير خوف فقد كفر ‪ ،‬و إ ّ‬

‫شتتديٍد فتتان قتتال‬


‫ن َ‬
‫ن لي ِبُكْم ُقّوًة َأْو آوي ِإلى ُرْك ت ٍ‬
‫سلم حيث قال ‪َ :‬لْو أ ّ‬
‫و ثانيهم لوط عليه ال ّ‬
‫ي أعذر ‪.‬‬ ‫ل فالوص ّ‬ ‫قائل إّنه قال هذا لغير خوف فقد كفر ‪ ،‬و إ ّ‬

‫لت‬
‫نا ّ‬
‫ن ُدو ِ‬
‫ن ِمت ْ‬
‫عو َ‬
‫عَتِزُلُكتْم َو متتا َتتْد ُ‬
‫سلم حيث قال ‪َ :‬و َأ ْ‬‫ل عليه ال ّ‬
‫و ثالثهم إبراهيم خليل ا ّ‬
‫ي أعذر ‪.‬‬ ‫ل فالوص ّ‬ ‫فان قال قائل إّنه قال هذا لغير خوف فقد كفر ‪ ،‬و إ ّ‬
‫خْفُتُكْم فان قال قائل إّنه قال هذا‬
‫ت ِمْنُكْم َلما ِ‬
‫سلم حيث قال ‪َ :‬فَفَرْر ُ‬‫و رابعهم موسى عليه ال ّ‬
‫ي أعذر ‪.‬‬ ‫ل فالوص ّ‬
‫لغير خوف فقد كفر ‪ ،‬و إ ّ‬

‫ض تَعُفوني و كتتادُوا‬
‫سَت ْ‬
‫ن اْلَق تْوَم ا ْ‬
‫سلم حيث قال ‪َ :‬يا ْبن أّم ِإ ّ‬
‫و خامسهم أخوه هارون عليه ال ّ‬
‫َيْقُتلُوَني‬

‫] ‪[ 155‬‬

‫ي أعذر ‪.‬‬
‫فان قال قائل إّنه قال هذا لغير خوف فقد كفر ‪ ،‬و إل فالوص ّ‬

‫ل عليه و آله خير البشتتر حيتتث ذهتتب إلتتى الغتتار و نتّومني‬ ‫و سادسهم أخي محّمد صّلى ا ّ‬
‫ل فالوصتيّ أعتتذر‬ ‫على فراشه ‪ ،‬فان قال قائل إّنه ذهب إلى الغار لغير خوف فقد كفتتر و إ ّ‬
‫ن القتول قولتك و نحتتن‬ ‫فقتام إليته الّنتاس بتأجمعهم فقتالوا ‪ :‬يتتا أميتر المتؤمنين قتتد علمنتا أ ّ‬
‫ل‪.‬‬‫المذنبون الّتائبون و قد عذرك ا ّ‬

‫صامت في ولية أبي بكر فقلت ‪ :‬يا‬ ‫و فيه أيضا عن أحمد بن همام قال ‪ :‬أتيت عبادة بن ال ّ‬
‫عبادة أكان الّناس على تفضيل أبي بكر قبل ان يستتخلف ؟ فقتتال ‪ :‬يتا أبتتا ثعلبتة إذا ستتكتنا‬
‫ق بالخلفتتة متتن أبتتي بكتتر‬ ‫ي بن أبي طالب أحت ّ‬ ‫ل لعل ّ‬
‫عنكم فاسكتوا عّنا و ل تبحثونا ‪ ،‬فو ا ّ‬
‫ق بالنّبوة من أبي جهل ‪.‬‬ ‫ل أح ّ‬
‫كما كان رسول ا ّ‬

‫ي و أبتتو بكتتر و عمتتر إلتتى بتتاب‬ ‫ل فجتتاء علت ّ‬


‫قال ‪ :‬و ازيدكم اّنا كّنا ذات يوم عند رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم فدخل أبو بكر ثتّم دختتل عمتتر ثتّم دختتل علتيّ عليتته‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ى أيتقتّدمك‬ ‫ل الّرماد ‪ ،‬ثتّم قتتال ‪ :‬يتتا علت ّ‬
‫سلم على اثرهما ‪ ،‬فكاّنما سفى ‪ 1‬وجه رسول ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ل ‪ ،‬و قال عمتتر ‪ :‬ستتهوت‬ ‫ل عليهما ؟ فقال أبو بكر ‪ :‬نسيت يا رسول ا ّ‬ ‫هذان و قد أّمرك ا ّ‬
‫ل عليه و آله ما نسيتما و ل ستتهوتما و كتتأني بكمتتا‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬فقال رسول ا ّ‬ ‫يا رسول ا ّ‬
‫ل و كتتأني‬ ‫قد أسلبتماه ملكه و تحاربتما عليه و أعانكما على ذلك أعداؤه و أعداء رسول ا ّ‬
‫سيف على التتّدنيا ‪،‬‬ ‫بكما قد تركتما المهاجرين و النصار يضرب بعضهم وجوه بعض بال ّ‬
‫و كأّني بأهل بيتى و هم المقهورون المشتتون ‪ 2‬في أقطارها ‪ ،‬و ذلك لمر قد قضى ‪.‬‬

‫صتتبر‬‫ل عليه و آله حّتتتى ستتالت دمتتوعه ‪ ،‬ثتّم قتتال ‪ :‬يتتا علتتي ال ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫ثّم بكى رسول ا ّ‬
‫ن لتتك متتن الجتتر‬ ‫ي العظيم ‪ ،‬فا ّ‬ ‫ل العل ّ‬
‫ل با ّ‬
‫صبر حّتى ينزل المر ‪ ،‬و ل حول و ل قّوة إ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ستتيف فالقتتتل القتتتل حّتتتى‬‫ستتيف ال ّ‬‫ل يوم ما ل يحصيه كاتباك ‪ ،‬فاذا أمكنتتك المتتر فال ّ‬‫في ك ّ‬
‫ق و من ناواك على الباطل ‪ ،‬و كذلك‬ ‫ل و أمر رسوله ‪ ،‬فاّنك على الح ّ‬ ‫يفيؤوا إلى أمر ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتت تتتتت تتتتتت تتتت ت ‪.‬‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتتت تت تتتت تت ت ت تتت تتتتتت ت تتت ت‬
‫تتت تتتتت ت تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 156‬‬

‫ذرّيتك من بعدك إلى يوم القيامة ‪.‬‬

‫لت‬
‫ي عن أحمد بن علي قتتال ‪ :‬حتّدثنا الحستتين بتتن عبتتد ا ّ‬
‫ي بن إبراهيم القم ّ‬
‫و في تفسير عل ّ‬
‫ل بن الحسين ‪،‬‬ ‫سعدي ‪ ،‬قال ‪ :‬حّدثنا الحسن بن موسى الخشاب ‪ ،‬عن عبد ا ّ‬ ‫ال ّ‬

‫ستتلم ‪ :‬ألتتم‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫عن بعض أصحابه عن فلن ‪ 1‬الكرخي قال ‪ :‬قال رجل لبي عبد ا ّ‬
‫ستتلم بلتتى ‪ ،‬قتتال فمتتا‬
‫ل عليتته ال ّ‬
‫ل ؟ قال له أبو عبد ا ّ‬
‫ي قّويا في بدنه قويا في أمر ا ّ‬
‫يكن عل ّ‬
‫منعه أن يدفع أو يمتنع ؟ قال ‪ :‬قد سألت فافهم الجواب ‪ ،‬منع علّيا من ذلتتك آيتتة متتن كتتتاب‬
‫ل ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ا ّ‬

‫ى آية ؟ قال ‪ :‬فاقرء ‪:‬‬


‫وأ ّ‬

‫عذابًا َأليمًا ‪.‬‬


‫ن َكَفُروا ِمْنُهْم َ‬
‫َلْو َتَزّيلُوا َلَعّذْبَنا اّلذي َ‬

‫ي ليقتل البتتاء‬
‫ل و دايع مؤمنون في أصلب قوم كافرين و منافقين ‪ ،‬فلم يكن عل ّ‬ ‫إّنه كان ّ‬
‫حّتى يخرج الودايع ‪ ،‬فلّما خرج ظهر على من ظهر و قتله ‪ ،‬و كذلك قائمنا أهل البيت لتتم‬
‫ل ‪ ،‬فاذا خرجت يظهر على من يظهر فيقتله ‪.‬‬
‫يظهر حّتى يخرج ودايع ا ّ‬

‫أقول ‪ :‬هذا هو الّتأويل ‪ ،‬و تنزيله أّنه لو تمّيز هتتؤلء اّلتتذين كتتانوا بمكتتة متتن المتتؤمنين و‬
‫سيف و القتل بأيديكم ‪.‬‬ ‫المؤمنات و زالوا من الكّفار لعّذبنا الذين كفروا ‪ ،‬بال ّ‬

‫ل ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫و في البحار من أمالى المفيد » ره « باسناده عن جندب بن عبد ا ّ‬

‫سلم ‪ ،‬و قد بويع بعثمان بن عفان ‪،‬‬


‫ي بن أبي طالب عليه ال ّ‬
‫دخلت على أمير المؤمنين عل ّ‬

‫فوجدته مطرقا كئيبا ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬ما أصابك جعلت فداك من قومك ؟ فقال ‪ :‬صبر جميتتل ‪،‬‬
‫ل اّنك لصبور ‪ ،‬قتتال ‪ :‬فأصتتنع متتاذا ؟ قلتتت ‪ :‬تقتتوم فتتي الّنتتأس و‬ ‫ل‪،‬وا ّ‬ ‫فقلت ‪ :‬سبحان ا ّ‬
‫ستتابقة و تستتألهم‬
‫ل عليتته و آلتته و بالفضتتل و ال ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬‫تدعوهم و تخبرهم أّنك أولى بالنب ّ‬
‫الّنصر على هؤلء المتظاهرين عليك ‪ ،‬فان أجابك عشرة من مائة شتتددت بالعشتترة علتتى‬
‫المأة ‪ ،‬فان دانوا لك كان ذلتتك متتا أحببتتت ‪ ،‬و إن أبتتوا قتتاتلتهم ‪ ،‬فتتان ظهتترت عليهتتم فهتتو‬
‫لت‬
‫ل الذي أتاه نبّيه و كنت أولتى بته منهتم ‪ ،‬و إن قتلتت فتي طلبته قتلتت إنشتاء ا ّ‬
‫سلطان ا ّ‬
‫شهيدا‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ت ت ت تتتت تت ت تتتتت تت ت ت تتتتتت ت‬
‫تتتتتت ت تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 157‬‬

‫ل‪.‬‬
‫ق بميراث رسول ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬لّنك أح ّ‬
‫و كنت بالعذر عند ا ّ‬

‫سلم أتراه يا جندب كان يبايعني عشرة من مائة ‪ :‬فقلت أرجتتو‬ ‫فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل مأة اثنان ‪ ،‬و ساخبرك متتن أيتتن ذلتتك إّنمتتا ينظتتر‬ ‫ذلك ‪ ،‬فقال ‪ :‬لكّني ل أرجو و ل من ك ّ‬
‫ن آل محّمد يرون لهتتم فضتتل علتى ستاير قريتتش و‬ ‫ن قريشا يقول ‪ :‬إ ّ‬ ‫الّناس إلى قريش و إ ّ‬
‫سلطان‬‫إّنهم أولياء هذا المردون غيرهم من قريش ‪ ،‬و إّنهم إن ولوه لم يخرج منهم هذا ال ّ‬
‫ستتلطان‬
‫ل ل تدفع إلينا هذا ال ّ‬ ‫إلى احد أبدا ‪ ،‬و متى كان في غيرهم تداولوه بينهم ‪ ،‬و ل و ا ّ‬
‫قريش أبدا طائعين ‪.‬‬

‫فقلت له ‪ :‬أفل أرجع فاخبر الّناس بمقالتك هذه و أدعوهم إلى نصرك ؟ فقال ‪:‬‬

‫يا جندب ليس ذا زمان ذاك ‪ ،‬قال جندب ‪ :‬فرجعت بعد ذلك إلى العراق فكنت كّلما ذكرت‬
‫ي بن أبيطالب شيئا زبرونتى و نهرونتتي حّتتتى رفتتع ذلتك متتن‬ ‫من فضل أمير المؤمنين عل ّ‬
‫ي فخّلى سبيلى ‪.‬‬
‫ى فحبسني حّتى كّلم ف ّ‬
‫قولي إلى الوليد بن عقبة فبعث إل ّ‬

‫ي العددي ‪،‬‬
‫و من العيون و علل الشرايع عن الطالقانى عن الحسن بن عل ّ‬

‫لت‬
‫سلم فقلت له ‪ :‬يابن رستتول ا ّ‬ ‫ل الّرمانى قال ‪ :‬سألت الّرضا عليه ال ّ‬‫عن الهثيم بن عبد ا ّ‬
‫لت‬
‫سلم لم لم يجاهد أعدائه خمسة و عشتترين ستتنة بعتتد رستتول ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫أخبرني عن عل ّ‬
‫لت فتتي تركته‬ ‫ل عليه و آله ثّم جاهد في أّيام وليته ؟ فقتال ‪ :‬لّنته اقتتتدى برستتول ا ّ‬‫صّلى ا ّ‬
‫جهاد المشركين بمّكة بعد الّنبوة ثلث عشرة سنة و بالمدينة تستتعة عشتتر شتتهرا ‪ ،‬و ذلتتك‬
‫سلم ترك مجاهدة أعدائه لقّلة أعتتوانه عليهتتم ‪ ،‬فلمتتا لتتم‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫لقّلة أعوانه ‪ ،‬و كذلك عل ّ‬
‫ل مع تركه الجهاد ثلث عشرة ستتنة و تستتعة عشتتر شتتهرا فكتتذلك لتتم‬ ‫تبطل نبّوة رسول ا ّ‬
‫ي مع ترك الجهاد خمسة و عشرين سنة إذا كانت العّلتتة المانعتتة لهمتتا عتتن‬ ‫تبطل إمامة عل ّ‬
‫الجهاد واحدة ‪.‬‬

‫ل و عبتتد‬
‫ي ‪ ،‬عن جابر بن عبد ا ّ‬‫شيخ باسناده عن سليم بن قيس الهلل ّ‬ ‫و من كتاب الغيبة لل ّ‬
‫لت عليته و آلته و ستّلم فتي وصتيته لميتر‬
‫لت صتّلى ا ّ‬
‫ل بن العّبتاس قتال ‪ ،‬قتال رستول ا ّ‬
‫ا ّ‬
‫ن قريشتتا ستتتظاهر عليتتك و يجتمتتع كّلهتتم علتتى ظلمتتك و‬
‫ياّ‬
‫سلم ‪ :‬يا عل ّ‬‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ف يدك و احقتتن دمتتك ‪ ،‬فتتا ّ‬
‫ن‬ ‫قهرك ‪ ،‬فان وجدت أعوانا فجاهدهم ‪ ،‬و إن لم تجدأ عوانا فك ّ‬
‫ل قاتلك ‪.‬‬
‫الشهادة من ورائك لعن ا ّ‬

‫و من كتاب سليم بن قيس الهللي قال ‪ :‬كّنا جلوسا حول أمير المؤمنين عل ّ‬
‫ي‬

‫] ‪[ 158‬‬

‫سلم و حوله جماعة من أصحابه ‪ ،‬فقال له قائل ‪ :‬يا أمير المتتؤمنين‬ ‫ابن أبي طالب عليه ال ّ‬
‫لو استنفرت الّناس ؟ فقام و خطب و قال ‪ :‬اما إنى قد استتتنفرتكم فلتتم تنفتتروا ‪ ،‬و دعتتوتكم‬
‫فلم تسمعوا ‪ ،‬فأنتم شتتهود كغّيتتاب ‪ ،‬و أحيتتاء كتتأموات ‪ ،‬و صتّم ذو و أستتماع ‪ ،‬أتلتتوعليكم‬
‫شافية الكافية و أحثكم على جهاد أهل الجور فمتتا أتتتى علتتى‬ ‫الحكمة و أعظكم بالموعظة ال ّ‬
‫آخر كلمي حّتى أراكم متفّرقين حلقا شّتى ‪ ،‬تناشدون الشعار ‪،‬‬

‫و تضربون المثال ‪ ،‬و تسألون عن سعر الّتمر و اللبن ‪.‬‬

‫تّبت أيديكم لقد دعوتكم إلى الحرب و الستعداد لها ‪ ،‬و اصبحت قلوبكم فارغة من ذكرها‬
‫‪ ،‬شغلتموها بالباطيل و الضاليل اغزوهم ‪ 1‬قبل أن يغزوكم ‪،‬‬

‫ن أن تفعلوا حّتى يفعلوا ‪.‬‬


‫ل ما أظ ّ‬
‫ل ذّلوا ‪ ،‬و أيم ا ّ‬
‫ط في عقر دارهم ا ّ‬
‫ل ما غزي قوم ق ّ‬
‫فو ا ّ‬

‫لت علتى بصتيرتى و يقينتي و استترحت متن مقاستاتكم و‬ ‫ثّم وددت أّني قد رأيتهم فلقيتت ا ّ‬
‫ل راعيها ‪ ،‬فكّلمتتا ضتّمت متتن جتتانب انتشتترت متتن‬‫ل كابل جّمة ض ّ‬ ‫ممارستكم ‪ ،‬فما أنتم إ ّ‬
‫ل فيما أرى أن لو حمس الوغتتا ‪ ،‬و احمتتر المتتوت قتتد انفرجتتتم عتتن‬ ‫جانب ‪ ،‬كأنى بكم و ا ّ‬
‫ي بن أبيطالب انفراج الّرأس و انفراج المرأة عن قبلها ل تمنع منها ‪.‬‬ ‫عل ّ‬

‫سلم أو كما فعتتل ابتتن‬ ‫ل فعلت كما فعل ابن عّفان ؟ فقال عليه ال ّ‬‫قال الشعث بن قيس ‪ :‬فه ّ‬
‫ن اّلتتتي فعتتل بتتن‬
‫لت إ ّ‬
‫ل من شّر ما تقول يا بن قيتتس ‪ ،‬و ا ّ‬‫عّفان رأيتموني فعلت أنا عائذ با ّ‬
‫عفان لمخزاة لمن ل دين له و ل وثيقة معه ‪ ،‬فكيف أفعل ذلك و أنا على بّينتتة متتن رّبتتى ‪،‬‬
‫ن امرء أمكن عدّوه من نفسه يجّز لحمتته و يفتترى‬ ‫لإّ‬
‫ق معي ‪ ،‬و ا ّ‬‫و الحجة في يدي و الح ّ‬
‫شم عظمه و يسفك دمته و هتو يقتتدر علتتى أن يمنعتته لعظيتتم و زره ضتعيف متا‬ ‫جلده و يه ّ‬
‫ضّمت عليه جوانح صدره ‪ ،‬فكن أنت ذاك يابن قيس ‪.‬‬

‫ل دون أن أعطي بيده ضرب بالمشرفي تطيتتر لتته فتتراش الهتتام و تطيتتح منتته‬ ‫فأّما أنا فو ا ّ‬
‫ن المؤمن يموت‬ ‫ل ما يشاء ‪ ،‬ويلك يابن قيس ا ّ‬
‫ف و المعاصم ‪ ،‬و يفعل ا ّ‬‫الك ّ‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تت ت تتت تتت تتتتتت ت تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 159‬‬

‫ل ميتة غير أّنه ل يقتل نفسه فمن قدر على حقن دمه ثّم خّلى عّمن يقتله فهو قاتل نفسه ‪.‬‬
‫كّ‬

‫ن هذه الّمة تفترق على ثلث و ستتبعين فرقتتة ‪ ،‬واحتتدة فتتي الجّنتتة و اثنتتتان و‬ ‫يابن قيس إ ّ‬
‫سامرة الذين يقولون لقتال و كذبوا‬ ‫سبعون في الّنار ‪ ،‬و لشّرها و أبغضها و أبعدها منه ال ّ‬
‫ل بقتال الباغين في كتابه و سّنة نبّيه و كذلك المارقة ‪.‬‬
‫قد أمر ا ّ‬

‫ل و غضب من قوله ‪ :‬فما منعك يتابن أبيطتالب حيتن بويتع أبتو بكتر‬ ‫فقال ابن قيس لعنه ا ّ‬
‫ي بن كعب و أخوبني امّية بعدهم ‪ ،‬أن تقاتل و تضرب بسيفك‬ ‫أخو بني تيم و أخو بني عد ّ‬
‫ل إّنتتي‬
‫ل قلت فيها قبل أن تنزل عن المنبر و ا ّ‬
‫و أنت لم تخطبنا خطبة منذ قدمت العراق إ ّ‬
‫لت ‪ ،‬فمتا يمنعتك أن تضترب‬ ‫لولى الّناس بالّناس ‪ ،‬و ما زلت مظلوما منذ قبض رستول ا ّ‬
‫بسيفك دون مظلمتك ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬يابن قيس اسمع الجواب ‪ ،‬لم يمنعني من ذلك الجبن و ل كراهة للقتتاء رّبتتي و أن ل‬
‫ل خير لى من الّدنيا و البقاء فيها ‪ ،‬و لكتتن منعنتتي متتن ذلتتك أمتتر‬
‫ن ما عند ا ّ‬
‫أكون أعلم ‪ ،‬إ ّ‬
‫ل عليتته و آلتته بمتتا‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫ى أخبرنى رسول ا ّ‬ ‫ل عليه و آله و عهده إل ّ‬‫ل صّلى ا ّ‬‫رسول ا ّ‬
‫الّمة صانعة بعده ‪ ،‬فلم أك بما صنعوا حين عاينته بأعلم به و ل أشّد استيقانا مّني به قبتتل‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫ل ت فمتتا تعهتتد‬
‫ل أشّد يقينا مّني بما عاينت و شهدت ‪ ،‬فقلت يا رسول ا ّ‬‫بل أنا بقول رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله ‪ :‬إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم و جاهدهم و إن‬ ‫إلىّ إذا كان ذلك ؟ قال صّلى ا ّ‬
‫لت و ستّنتي‬ ‫ف يدك و احقن دمك حّتتى تجتد علتى إقامتة التّدين و كتتاب ا ّ‬ ‫لم تجد أعوانا فك ّ‬
‫أعوانا ‪.‬‬

‫ن الّمة ستخذلني و تبايع غيري و أخبرني أّني منه بمنزلة هارون من موسى‬ ‫و أخبرني أ ّ‬
‫ن الّمة بعده سيصيرون بمنزلة هارون و من تبعه ‪ ،‬و العجل و من تبعتته إذ قتتال لتته‬
‫‪،‬وأّ‬
‫موسى ‪:‬‬

‫ت َأْمري ‪،‬‬
‫صْي َ‬
‫ل َتّتِبَعني َأَفَع َ‬
‫ضّلوا َأ ّ‬
‫ك إْذ َرَأْيَتُهْم َ‬
‫ن ما َمَنَع َ‬
‫يا هرُو ُ‬

‫] ‪[ 160‬‬
‫ل َو َل تْم‬
‫سرائي َ‬
‫ن َبني ِإ ْ‬
‫ت َبْي َ‬
‫ل َفّرق َ‬
‫ن َتُقو َ‬
‫ت َأ ْ‬
‫خشي ُ‬
‫حَيتي َو ل ِبَرأسي ِإّني َ‬
‫خْذ ِبِل ْ‬
‫ن َأّم ل َتْأ ُ‬
‫قالَ َياْب َ‬
‫ب َقْولي ‪.‬‬ ‫َتْرُق ْ‬

‫ن موستتى أمتتر هتتارون حيتتن استتتخلفه عليهتتم إن ض تّلوا فوجتتد أعوانتتا أن‬ ‫و إّنمتتا يعنتتى أ ّ‬
‫ف يده و يحقن دمه و ل يفّرق بينهتتم و إّنتتي خشتتيت أن‬ ‫يجاهدهم و إن لم يجد أعوانا أن يك ّ‬
‫ل عليه و آلتته و ستّلم لتتم فّرقتتت بيتتن الّمتتة و لتتم ترقتتب‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫يقول ذلك أخي رسول ا ّ‬
‫ف يتتديك و تحقتتن دمتتك و دم أهلتتك و‬ ‫قولي و قد عهدت إليك أّنك إن لم تجد أعوانتتا أن تكت ّ‬
‫شيعتك ‪.‬‬

‫ل نغسله ‪ ،‬ثمّ‬ ‫ل مال الّناس إلى أبي بكر فبايعوه و أّنا مشغول برسول ا ّ‬ ‫فلّما قبض رسول ا ّ‬
‫صلة حّتى أجمعه في كتاب ففعلت ‪،‬‬ ‫ل لل ّ‬
‫شغلت بالقرآن فآليت يمينا بالقرآن أن ل أرتدي إ ّ‬
‫ستتابقة‬
‫ثّم حملت فاطمة و أخذت بيد الحسن و الحسين فلم أدع أحدا من أهل بتتدر و أهتتل ال ّ‬
‫ل و حّقي و دعوتهم إلى نصتترتي فلتتم يستتتجب‬ ‫ل ما نشدتهم ا ّ‬
‫من المهاجرين و النصار إ ّ‬
‫ل أربعة رهط ‪ :‬الّزبير ‪ ،‬و سلمان ‪،‬‬ ‫من جميع الّناس إ ّ‬

‫و أبوذر ‪ ،‬و المقداد و لم يكن معى أحد من أهل بيتي أصول به و ل اقوى به ‪.‬‬

‫أّما حمرة فقتل يوم احد ‪ ،‬و أّما جعفر فقتل يوم موتتتة و بقيتتت بيتتن جلفيتتن ختتائفين ذليليتتن‬
‫حقيرين ‪ :‬العباس و عقيل و كانا قريبي عهد بكفر ‪ ،‬فأكرهوني و قهروني فقلت كمتتا قتتال‬
‫ن القوم استضعفونى و كادوا يقتلونني فلي بهارون أستتوة حستنة‬ ‫هارون لخيه ‪ :‬يا بن أّم إ ّ‬
‫جة قّوية ‪.‬‬‫لحّ‬ ‫ولي بعهد رسول ا ّ‬

‫قال الشعث ‪ :‬كذلك صنع عثمان استغاث بالّناس و دعتاهم إلتى نصترته فلتم يجتد اعوانتا‬
‫ن القتوم حيتن قهرونتي و‬ ‫سلم ‪ .‬ويلك يابن قيس إ ّ‬‫ف يده حّتى قتل مظلوما ‪ ،‬قال عليه ال ّ‬
‫فك ّ‬
‫استضعفوني و كادوا يقتلونني فلو قالوا نقتلك الّبتة لمتنعت من قتلهم إيتتاى و لتتو لتتم أجتتد‬
‫غير نفسي وحدي ‪ ،‬و لكن قالوا إن بايعت كففنا عنك و أكرمناك و قّربناك‬

‫] ‪[ 161‬‬

‫ق لهتتم‬
‫ضلناك ‪ ،‬و إن لم تفعل قتلناك ‪ ،‬فلما لم أجد أحدا بايعتهم و بيعتي لهتتم لمتتا ل ح ت ّ‬
‫وف ّ‬
‫فيه ل يوجب لهم حّقا و ل يلزمني رضا ‪.‬‬

‫ف عنك ‪ ،‬خلعها لم يقتلوه ‪،‬‬


‫ن عثمان لما قال له الّناس ‪ :‬اخلعها و نك ّ‬
‫و لو ا ّ‬

‫ف يده عنهم حّتى قتلتتوه ‪ ،‬و لعمتتري لخلعتته‬


‫و لكّنه قال ‪ :‬ل أخلعها ‪ ،‬قالوا ‪ :‬فاّنا قاتلوك فك ّ‬
‫ق و لم يكن له فيها نصيب و اّدعى متتا ليتتس لتته و‬
‫إّياها كان خيرا له ‪ ،‬لّنه أخذها بغير ح ّ‬
‫ق غيره ‪.‬‬
‫تناول ح ّ‬
‫ن عثمان ل يعد و أن يكون أحد الّرجليتتن إّمتتا أن يكتتون دعتتا الّنتتاس إلتتى‬
‫ويلك يابن قيس إ ّ‬
‫نصرته فلم ينصروه ‪ ،‬و إّما أن يكون القوم دعوه إلى أن ينصروه فنهتتاهم عتتن نصتترته ‪،‬‬
‫ل له ان ينهى المسلمين عن أن ينصروا إماما هاديا مهتديا لم يحدث حدثا و لتتم‬ ‫فلم يكن يح ّ‬
‫يؤد محدثا ‪ ،‬و بئس ما صنع حين نهاهم و بئس ما صنعوا حين أطاعوه ‪ ،‬فاما أن يكونتتوا‬
‫ستنة و قتد كتان متع عثمتان متن‬ ‫لم يروه أهل لنصرته لجوره و حكمه بخلف الكتاب و ال ّ‬
‫لت أن يمتنتتع بهتتم‬‫أهل بيته و مواليه و أصحابه أكثر من أربعة آلف رجتتل ‪ ،‬و لتتو شتتاء ا ّ‬
‫لفعل و لم ينههم عن نصرته ‪ ،‬و لو كنت وجدت يوم بويع أخوتيم أربعيتتن رجل مطيعيتتن‬
‫لجاهدتهم ‪ ،‬أّما يوم بويع عمر و عثمان فل لّنى كنت بايعت و مثلي ل ينكث بيعته ‪.‬‬

‫ويلك يابن قيس كيف رأيتني صنعت حين قتل عثمتتان و وجتتدت أعوانتتا هتتل رأيتتت مّنتتي‬
‫فشل أوجبنا أو تقصيرا في وقعتتى يتوم البصترة و هتي حتول جملهتم الملعتون متن بيعتة‬
‫الملعون و متتن قتتتل حتتوله الملعتتون و متتن ركبتته الملعتتون و متتن بقتتى بعتتده ل تائبتتا و ل‬
‫ي دمتترت إليهتتم‬
‫مستغفرا ‪ ،‬فاّنهم قتلوا أنصاري و نكثوا بيعتي و مّثلوا بعاملي و بغتتوا علت ّ‬
‫ل من عشرة آلف و هتتم نيتتف علتتى عشتترين و‬ ‫في اثنى عشر ألفا ‪ ،‬و في رواية أخرى أق ّ‬
‫ل عليهم و قتلهم بأيدينا و شتتفى‬ ‫مائة ألف ‪ ،‬و في رواية زيادة على خمسين ألفا فنصرني ا ّ‬
‫صدور قوم مؤمنين ‪.‬‬

‫ل منهم بأيدينا خمسين ألفتتا فتتي صتتعيد واحتتد‬


‫و كيف رأيت يابن قيس وقعتنا بصّفين قتل ا ّ‬
‫إلى النار ‪ ،‬و في رواية اخرى زيادة على سبعين ألفا ‪.‬‬

‫] ‪[ 162‬‬

‫و كيف رأيتنا يتتوم النهتتروان إذ لقيتتت المتتارقين و هتتم مستبصتترون و متتّدينون قتتد ضتلّ‬
‫لت فتتي صتتعيد واحتتد‬
‫سعيهم في الحياة الّدنيا و هم يحسبون أّنهم يحسنون صنعا ‪ ،‬فقتلهتتم ا ّ‬
‫إلى الّنار ‪ ،‬و لم يبق منهم عشرة و لم يقتلوا من المؤمنين عشرة ‪.‬‬

‫ويلك يا بن قيس هل رأيت لى لواء رّد وراية ردت إياى تعّيتتر يتتابن قيتتس و أنتتا صتتاحب‬
‫شدايد بين يديه ل أف تّر و ل ألتتوذ و‬ ‫ل في جميع مواطنه و مشاهده و المتقّدم إلى ال ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ي إذا لبتتس‬
‫ي و ل للوصت ّ‬ ‫ل و ل أمنح اليهود و يتتراى ) أرى ظ ( اّنتته ل ينبغتتي للنتتب ّ‬‫ل أعت ّ‬
‫ل له ‪.‬‬ ‫لمته و قصد لعدّوه أن يرجع أو ينشى حّتى يقتل أو يفتح ا ّ‬

‫يا بن قيس هل سمعت لى بفرار قط أو بنوة » كذا « ‪ ،‬يابن قيس أما و الذي فلتتق الحّبتتة و‬
‫برء الّنسمة لو وجدت يوم بويع أبو بكر الذي عّيرتني بدخولى في بيعته رجل كّلهم علتتى‬
‫مثل بصيرة الربعة الذين وجدت ‪ ،‬لما كففت يدي و لنا هضت القوم و لكن لم أجد خامسا‬
‫‪.‬‬
‫قال الشعث ‪ :‬و من الربعة يا أمير المؤمنين ؟ قال ‪ :‬سلمان ‪ ،‬و أبوذر ‪،‬‬

‫و المقداد ‪ ،‬و الّزبير بن صفّية قبل نكثه بيعتي فاّنه بايعني مّرتين أّما بيعته الولى اّلتتتي و‬
‫في بها فاّنه لما بويع أبو بكر أتتاني أربعتون رجل متن المهتاجرين و النصتار فبتايعوني‬
‫ستتلح فمتتا وافتتى منهتتم أحتتد و ل‬‫فأمرتهم أن يصبحوا عند بابى محّلقين رؤوسهم عليهم ال ّ‬
‫صبحنى منهم غير أربعة ‪ :‬سلمان ‪ ،‬و أبوذر ‪ ،‬و المقداد ‪ ،‬و الّزبير ‪ ،‬و أّما بيعته الخرى‬
‫فاّنه أتاني هو و صاحبه طلحة بعد قتل عثمان فبايعاني طائعين غير مكرهين ‪ ،‬ث تّم رجعتتا‬
‫ل إلى الّنار ‪ ،‬و أما الثلثة ‪:‬‬‫عن دينهما مرتّدين ناكثين مكابرين معاندين حاسدين فقتلهما ا ّ‬
‫ل يرحمهم‬ ‫سلمان ‪ :‬و أبوذر ‪ ،‬و المقداد ‪ ،‬فثبتوا على دين محّمد و مّلة ابراهيم حّتى لقوا ا ّ‬
‫ل‪.‬‬‫ا ّ‬

‫ن أولئك الربعيتن التذين بتايعوني و فتوالى و اصتبحوا علتى بتابي‬ ‫لت لتو أ ّ‬
‫يابن قيس فو ا ّ‬
‫ل عتتز و جتتل و لتتو‬ ‫محّلقين قبل أن تجب لعتيق في عنقى بيعة ‪ ،‬لناهضته و حاكمته إلى ا ّ‬
‫ن ابتن عتتوف جعلهتتا‬ ‫لت ‪ ،‬فتا ّ‬
‫وجدت قبل بيعة عثمان أعوانتتا لناهضتتتهم و حتاكمتهم إلتتى ا ّ‬
‫لعثمان و اشترط عليه فيما بينه و بينه أن يرّدها عليه عند متتوته ‪ ،‬فأّمتتا بعتتد بيعتتتى إّيتتاهم‬
‫فليس إلى مجاهدتهم سبيل ‪.‬‬

‫] ‪[ 163‬‬

‫ل لن كان المر كما تقول ‪ :‬لقتتد هلكتتت المتتة غيتترك و غيتتر شتتيعتك‬ ‫فقال الشعث ‪ :‬و ا ّ‬
‫لت معتي يتابن قيتس كمتا أقتول ‪ ،‬و متا هلتك متن الّمتة إ ّ‬
‫ل‬ ‫قوا ّ‬‫ن الحت ّ‬
‫سلم إ ّ‬
‫فقال عليه ال ّ‬
‫ستك بالّتوحيتتد و القتترار‬ ‫الّناصبين ‪ 1‬و المكاثرين و الجاهدين و المعاندين ‪ ،‬فأّمتا متتن تم ّ‬
‫بمحّمد و السلم و لم يخرج من المّلة و لم يظاهر علينا الظلمة و لم ينصب لنا العتتداوة و‬
‫ن ذلتك‬ ‫ك في الخلفة و لم يعرف أهلها و لم يعرف وليتة و لتم ينصتب لنتا عتتداوة ‪ ،‬فتتا ّ‬ ‫شّ‬
‫ل و يتخّوف عليه ذنوبه ‪.‬‬ ‫مسلم مستضعف يرجى له رحمة ا ّ‬

‫ل تهّلتتل وجهتته و فتترح‬


‫ي أحتتد إ ّ‬‫قال أبان ‪ :‬قال سليم بن قيس ‪ :‬فلم يبق يومئذ من شيعة علت ّ‬
‫ستلم المتر و بتاح بته و كشتف الغطتاء و تترك‬ ‫بمقالته إذ شترح أميتر المتؤمنين عليته ال ّ‬
‫ف عنهم و يتتدع التتبرائة‬‫ك في الماضين و يك ّ‬ ‫التقّية ‪ ،‬و لم يبق أحد من القّراء ممن كان يش ّ‬
‫شك و الوقوف و لم يبتتق أحتتد‬ ‫ل استيقن و استبصر و حسن و ترك ال ّ‬ ‫منهم و دعا و تأثما إ ّ‬
‫ل رأى ذلتتك فتتي وجهته و‬ ‫حوله أتى ببيعته على وجه ما بويتع عثمتان و الماضتون قبلتته إ ّ‬
‫ضاق به أمره و كره مقالته ثّم اّنهم استبصر عاّمتهم و ذهب شّكهم ‪.‬‬

‫قال أبان عن سليم ‪ :‬فما شهدت يوما قط على رؤوس العامة أقّر لعيننا من ذلك اليوم لمتتا‬
‫ق و شتترح فيتته المتتر و القتتى فيتته الّتقّيتتة و‬
‫كشف للناس من الغطاء و أظهر فيه متتن الحت ّ‬
‫الكتمان ‪ ،‬و كثرت الشيعة بعد ذلك المجلس مذ ذلك اليوم و تكلمتتوا و قتتد كتتانوا اقتتل اهتتل‬
‫شتتيعة‬
‫ل ت و رستتوله ‪ ،‬و صتتار ال ّ‬
‫عسكره و صار الّناس يقاتلون معه على علم بمكانه من ا ّ‬
‫ل الّناس و أعظمهم ‪.‬‬
‫بعد ذلك المجلس أج ّ‬

‫و في رواية اخرى جل الناس و عظمهم ‪ ،‬و ذلك بعد وقعة الّنهروان و هو يأمر بالّتهية و‬
‫ل غيلة و فنكا ‪،‬‬
‫المسير إلى معاوية ‪ ،‬ثّم لم يلبث ان قتل قتله ابن ملجم لعنه ا ّ‬

‫و قد كان سيفه مسموما قبل ذلك ‪.‬‬

‫شريفة إلى ذكر ساير ما روي في هذا‬


‫اقول ‪ :‬و ل حاجة لنا بعد هذه الّرواية ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتت ت ت تتتت تت ت تتت تتت تت ت تت تتت ت‬
‫تتت تتت تتت تتتتت تتت ت تتتت تتتتت ت ت‬
‫تتتتتتتت ت تتتتتتتتت تتتتتت ت تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 164‬‬

‫المعنى ‪ ،‬لنها قاطعة للعذر كافيتتة فتتي توضتيح متا اوردنتتاه و تثتتبيت متتا قصتدناه متن انّ‬
‫ل عليه و آله إليه مضافا إلتتى ستتاير‬ ‫ي صّلى ا ّ‬
‫قعوده عن جهاد المتخّلفين كان بعهد من الّنب ّ‬
‫المصالح التي فيه ‪ ،‬فل يمكن مع ذلك كّله دعوى كون ترك الجهاد دليل على حقّية خلفة‬
‫سلم بذلك ‪ ،‬و في هتتذا المعنتتى روايتتات عاميتتة لعّلنتتا‬ ‫الثلثة ‪ ،‬و كاشفا عن رضاه عليه ال ّ‬
‫نشير اليها في شرح بعض الخطب التية في المقام المناسب إن ساعدنا التوفيق و المجال‬
‫ل تعالى ‪.‬‬
‫إنشاء ا ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جمله كلم هدايت فرجام آن امام عاليمقام است كه جارى مجراى خطبه استتت ‪ ،‬و آن‬
‫جمع شده است از كلم طويلى كه آنحضرت بعد از وقعه نهروان ادا فرمودهاند و مدار‬
‫آنچه كه سيد اينجا ذكر نموده است بچهار فصل است ‪.‬‬

‫ععع ععع‬

‫مشتمل است بذكر مناقب جميله و فضايل جليله ختتود كتته مىفرمايتتد ‪ :‬پتتس بتتر خواستتتم‬
‫بأمر خدا و امر حضرت خاتم النبيا عليه آلف التحيتتة و الثنتتآء در زمتتانى كتته ضتتعيف‬
‫شدند و ترسيدند مردمان ‪ ،‬و مطلع شدم بر حقايق اشياء و احكتتام ختتدا هنگتتامى كتته ستتر‬
‫فرو بردند مردمان و عاجز گرديدند ‪ ،‬و گويا شدم در احكام مشكله و مسائل معضله در‬
‫وقتى كه درمانتتده بودنتتد ‪ ،‬و گذشتتتم بنتتور خداونتتد در حينتتى كتته ايستتتاده و ستتر گتتردان‬
‫شدند ‪ ،‬و بودم من پستتر ايشان از حيتتث آواز و بلنتتدتر ايشتتان از حيتتث ستتبقت بمراتتتب‬
‫كمالت و درجات سعادات ‪ ،‬پس پرواز نمودم بدوال لجام فضيلت و بتنهائى قيام نمتتودم‬
‫ببردن كر و منقبت ‪.‬‬

‫ععع عععع‬

‫مشتملست به بيان حال بهجت منوال خود در زمان نشستن در مسند خلفتتت و استتتقرار‬
‫در سرير وليت كه مىفرمايد ‪ :‬بودم من در آن هنگام مثل كوه با شتتكوه كتته نجنبانتتد او‬
‫را بادهاى شكننده ‪ ،‬و زايل نگرداند او را بادهاى تند و زنده ‪ ،‬در حالتى كتته نبتتود هيتتچ‬
‫احدى را در شان من جاى عيب و عار و نه هيچ گوينده را در‬

‫] ‪[ 165‬‬

‫حق من جاى طعن بكردار و گفتار ‪ ،‬ذليل و خوار در نزد من عزيز است و با مقدار تتتا‬
‫اينكه بازيافت بكنم حق او را از جابر و ستمكار ‪ ،‬و صاحب قتتوة و اقتتتدار در نتتزد متتن‬
‫ضعيف است و بيمقدار تا اينكه اخذ بكنم از او حق ستم كشيدگانرا در روزگار ‪.‬‬

‫ععع ععع‬

‫مشتملست برضاى بقضاى خدا و دفع تتوهم كتذب و افتترا در حتق آنسترور اوصتيا كته‬
‫مىفرمايد ‪ :‬راضى شديم از خدا حكم او را و گردن نهتتاديم متتر خداونتتد را امتتر او را ‪،‬‬
‫آيا گمان ميبريد مرا كه دروغ بگويم بر پيغمبر خدا پس قسم بخداونتتد هتتر آينتته متتن اول‬
‫كسى هستم كه تصديق نمودم او را پس نباشم اول كسى كه تكذيب نمايد او را ‪.‬‬

‫ععع ععععع‬

‫مشتملست باعتذار از ترك جهاد و خصومت با غاصبين خلفت كه ستتبب آن اطتتاعت و‬


‫ل ت و ستتلمه عليتته كتته‬‫امتثتتال بتتود بعهتتد و وصتتيت حضتترت ختتاتم رستتالت صتتلوات ا ّ‬
‫مىفرمايد ‪ :‬پس نظر كردم در امر خود پس ناگاه فرمتتان بتتردن متتن امتتر پيغمتتبر را بتته‬
‫ترك قتال پيشى گرفته بود بر بيعت من باين گروه بدفعال ‪ ،‬و ناگاه پيمان در گتتردن متتن‬
‫بوده از براى غير من يعنى در ذمه من بود پيمان پيغمبر خدا بطلتب خلفتتت بتا رفتتق و‬
‫مدارا و در صتتورت عتتدم حصتتول آن تتترك نمتتايم جهتتاد و قتتال را ‪ ،‬و صتتبر و رزم و‬
‫اختيار كنم زاويه خمول و اعتزالرا ‪.‬‬
‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫شتتبهة شتتبهة لّنهتتا‬


‫و هى الثامنة و الثلثون من المختار في باب الخطب و إّنمتتا س تّميت ال ّ‬
‫ق ‪ ،‬فأّما أولياء ا ّ‬
‫ل‬ ‫تشبه الح ّ‬

‫] ‪[ 166‬‬

‫ضتتلل ‪ ،‬و‬
‫ل فدعائهم فيهتتا ال ّ‬
‫فضيآؤهم فيها اليقين ‪ ،‬و دليلهم سمت الهدى ‪ ،‬و أّما أعداء ا ّ‬
‫دليلهم العمى ‪ ،‬فما ينجو من الموت من خافه ‪ ،‬و ل يعطى البقاء من أحّبه ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫نو‬
‫سير علتتى الطريتتق بتتالظ ّ‬
‫سمت ( بالفتح فالسكون الطريق و هيئة أهل الخير ‪ ،‬و ال ّ‬ ‫) ال ّ‬
‫سكينة و الوقار ‪.‬‬
‫حسن الّنحو و قصد الشيء و ال ّ‬

‫ععععععع‬

‫البقاء إّمتتا بتتالّرفع كمتتا فتتي اكتتثر الّنستتخ ‪ ،‬و هتتو الظهتتر ‪ 1‬علتتى قتترائة يعطتتى بصتتيغة‬
‫المجهول أو منصوب كما في بعضها على كون يعطي مبنّيا علتى الفاعتل فيكتون مفعتول‬
‫ثانيا قّدم على الّول ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ستتيد » ره « جمعهمتتا متتن كلم‬


‫ن هذا الكلم له فصتتلن غيتتر ملتتتئمين ‪ :‬فإمتتا أنّ ال ّ‬
‫اعلم أ ّ‬
‫طويل على ما هو دابه في هذا الكتاب ‪ ،‬و إّما أن يكون الفصل الثانى مربوطتتا علتتى كلم‬
‫مذكور قبل الفصل الّول حسن ارتباطه به فيكون الفصل الّول اعتراضا بينهمتتا و كيتتف‬
‫كان ‪.‬‬

‫عععععع ععععع‬

‫شبهة و بيان حال الّناس فيها ‪ ،‬أّما وجه التسمية‬


‫وارد في بيان وجه تسمية ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتت تت تتتتتت تتتتت تتت تت تتتت تت ت‬
‫تت ت ت ت تتت تتتت ت تت ت‬ ‫تت تتتت تت ت تتتت‬
‫تتتتتتتت ت تتتتت ت ت ت ت ت تت تتتت ت تت تت‬
‫تتتتت ت تتت تت ت ت تتتتت تتت ت تتتتت تت ت‬
‫تتت ‪.‬‬
‫] ‪[ 167‬‬

‫شتتبهة هتتو‬
‫ن ال ّ‬
‫ق ( اعلتتم أ ّ‬
‫شبهة شبهة لّنهتتا تشتتبه الح ت ّ‬
‫فأشار إليه بقوله ‪ ) :‬و اّنما سّميت ال ّ‬
‫اللتباس مأخوذة من التشابه و هو كون أحد الشيئين مشتتابها للختتر بحيتتث يعجتتز التتذهن‬
‫ل تعالى ‪:‬‬
‫عن الّتمييز بينهما قال ا ّ‬

‫ل ت عليتته و آلتته ‪ :‬حلل بّيتتن و حتترام بّيتتن و‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫عَلْينا و قال رسول ا ّ‬
‫ن اْلَبَقَر َتشاَبَه َ‬
‫ِإ ّ‬
‫شبهات بين ذلك ثّم لما كان من شأن المتشابهين عجز النستتان عتتن الّتمييتتز بينهمتتا ستّمي‬
‫كلّ ما ل يهتدى النسان إليه بالمتشابه ‪ ،‬و نظيره المشكل سّمى بذلك لّنه أشكل أى دختتل‬
‫في شكل غيره فأشبهه و شابهه ‪.‬‬

‫سلم ‪ :‬أمر بّين رشده فيتبع ‪ ،‬و أمر بّين غّيه فيجتنب ‪ ،‬و أمتتر مشتتكل‬ ‫صادق عليه ال ّ‬‫قال ال ّ‬
‫ل ما غمض و إن لم يكن غموضه من هذه الجهتتة‬ ‫ل و رسوله ‪ ،‬ثّم يقال لك ّ‬ ‫يرّد علمه إلى ا ّ‬
‫ق بّيتتن‬
‫ن المور على ثلثة ‪ :‬ح ّ‬ ‫ن في قوله إشارة إلى أ ّ‬ ‫إّنه مشكل إذا عرفت ذلك فأقول ‪ :‬إ ّ‬
‫ق ‪ ،‬و اللزم فيهتتا‬‫رشده ‪ ،‬و باطل بّين غّيه ‪ ،‬و شبهة بين ذلك سّميت بها لنهتتا تشتتبه الحت ّ‬
‫الّرجوع إلى الّراسخين في العلم الّذين تثبتوا و تمكنتتوا فيتته ‪ ،‬و لهتتم حستتن التتتدبر وجتتودة‬
‫س لكتون نفوستهم مشترقة بنتور اليقيتن مستضتيئة‬ ‫الّذهن لتجّرد عقولهم عن غواشتى الحت ّ‬
‫شتتبهة و يرتفتتع‬
‫صراط المستقيم ‪ ،‬فبهم يكشف النقاب عتتن وجتته ال ّ‬ ‫بنور النبّوة في سلوك ال ّ‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫صواب كما قال عليه ال ّ‬ ‫الحجاب و يهتدى إلى صوب ال ّ‬

‫لت فضتتياؤهم فيهتتا اليقيتتن و دليلهتتم ستتمت الهتتدى ( فيخرجتتون تتتابعيهم و‬


‫) فأمتتا أوليتتاء ا ّ‬
‫ل سبحانه و تعالى و قد قال ‪:‬‬‫المهتدين بهم من الّردى و يدّلونهم على الهدى و هو هدى ا ّ‬

‫شقى في البحتتار متتن كنتتز جتتامع الفوايتتد و تأويتتل اليتتات‬


‫ل َو ل َي ْ‬
‫ضّ‬‫ى َفل َي ِ‬
‫ن اّتَبَع ُهدا َ‬
‫َفَم ِ‬
‫ستتلم أّنتته ستتأل أبتتاه‬
‫جار عن أبي الحسن موسى بن جعفتتر عليهمتتا ال ّ‬ ‫باسناده عن داوود الن ّ‬
‫ل‪:‬‬‫عن قول ا ّ‬

‫] ‪[ 168‬‬

‫لت عليتته و آلتته يتتا أيهتتا‬


‫لت صتّلى ا ّ‬
‫شقى قال ‪ :‬قال رسول ا ّ‬‫ل و ل َي ْ‬
‫ضّ‬‫ى َفل َي ِ‬
‫ن اّتَبَع ُهدا َ‬
‫َفَم ِ‬
‫ي بن أبتتي طتتالب فمتتن اّتبتتع‬ ‫ل تهتدوا و ترشدوا و هو هداى هداى عل ّ‬ ‫الّناس اّتبعوا هدى ا ّ‬
‫لت و متتن اّتبتتع‬ ‫هداه في حياتي و بعد موتى فقد اّتبع هداى و من اّتبع هداى فقد اّتبع هدى ا ّ‬
‫ل و ل يشقى ‪.‬‬ ‫ل فل يض ّ‬ ‫هدى ا ّ‬

‫ضتتلل ( و‬
‫ق ) فدعاؤهم فيها ال ّ‬
‫ل ( الذين في قلوبهم زيغ و عدول عن الح ّ‬
‫) و أّما أعداء ا ّ‬
‫الغوى ) و دليلهم العمى ( فيهدون المهتدين بهم إلى طريق الّردى و يخرجونهم عن قصد‬
‫الهدى و هم الئمة الهادون إلى الّنار الموقفون لتابعيهم كأنفسهم فتتي غضتتب الجّبتتار كمتتا‬
‫قال تعالى ‪:‬‬

‫ب ِلتَم‬
‫ل َر ّ‬
‫عمتى قتا َ‬ ‫شتُرُه َيتْوَم اْلِقيمتِة َأ ْ‬
‫حُ‬‫ضتْنكًا و َن ْ‬‫شًة َ‬ ‫ن َلُه َمعي َ‬
‫ن ِذْكري َفإ ّ‬ ‫عْ‬‫ض َ‬
‫عَر َ‬ ‫ن َأ ْ‬
‫و َم ْ‬
‫ك اْلَيْوَم ُتْنسى ‪.‬‬
‫ك آياُتنا َفَنسيَتها و َكذِل َ‬ ‫ك َأَتْت َ‬
‫ل َكذِل َ‬
‫ت َبصيرًا قا َ‬ ‫عمى و َقْد ُكْن ُ‬
‫حشَْرَتني َأ ْ‬ ‫َ‬

‫ل‪:‬‬
‫ل عّز و ج ّ‬
‫سلم في قول ا ّ‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫روي في الكافي عن أبي بصير عن أبي عبد ا ّ‬

‫ضْنكًا قال ‪ :‬يعنى به ولية أمير المؤمنين قلت ‪:‬‬


‫شًة َ‬
‫ن َلُه َمعي َ‬
‫ن ِذْكري َفِإ ّ‬
‫عْ‬‫ض َ‬
‫عَر َ‬
‫ن َأ ْ‬
‫و َم ْ‬

‫عمى قال يعنى أعمى البصر في الخرة أعمى القلب في ال تّدنيا عتتن‬ ‫شُرُه َيْوَم اْلِقيَمِة َأ ْ‬
‫حُ‬‫و َن ْ‬
‫ولية أمير المؤمنين قال و هو سيحشر يوم القيامة يقول ‪:‬‬

‫ك آياُتنا‬
‫ك َأَتْت َ‬
‫ل َكذِل َ‬
‫ت َبصيرًا قا َ‬
‫عمى و َقْد ُكْن ُ‬
‫شْرَتني َأ ْ‬
‫حَ‬‫ب ِلَم َ‬
‫َر ّ‬

‫] ‪[ 169‬‬

‫ك اْلَيْوَم ُتْنسى يعنى تركتها فكذلك تترك فتتي‬


‫سلم َفَنسْيَتها و َكذِل َ‬
‫قال اليات الئمة عليهم ال ّ‬
‫الّنار كما تركت الئمة فلم تطع قولهم و لم تسمع أمرهم ‪.‬‬

‫ن مقصوده بذلك الشارة إلى وجوب الّرجوع في الوقايع المشتتتبهة‬ ‫و قد ظهر مّما ذكرنا أ ّ‬
‫ل سبحانه و تعالى ‪،‬‬
‫ق اّلذينهم أولياء ا ّ‬
‫و المور الملتبسة إلى أئمة الح ّ‬

‫لّنهم من حيث كمال نفوسهم القدسّية بنور اليقيتتن قتتادرون علتتى رفتتع الشتتكوكات و دفتتع‬
‫ن دليلهم سمت الهدى يهدون الّراجعين إليهم إلى طريق الّنجاة ‪.‬‬ ‫شبهات ‪ ،‬و من حيث أ ّ‬
‫ال ّ‬

‫ل عّز و عل فل يمكن الّرجوع فيها إليهم لّنهم من حيث‬ ‫و أما أئمة الجور اّلذينهم أعداء ا ّ‬
‫اّتصتتافهم بالجهتتل و العمتتى عتتاجزون عتتن رفتتع الّنقتتاب و كشتتف الحجتتاب فتتي المتتور‬
‫ق يدعون الراجعين إليهم‬‫المشتبهة و الوقايع المشكلة ‪ ،‬و من حيث إنهم معزولون عن الح ّ‬
‫ضلل ‪.‬‬‫و التابعين لهم الى طريق ال ّ‬

‫و قد قال لكميل بن زياد ‪ :‬الّناس ثلثة ‪ :‬عالم رّباني ‪ ،‬و متعّلم على طريق النجاة ‪،‬‬

‫ل ريح لم يستضتتيئوا بنتتور العلتتم و لتتم يلجتتؤوا‬


‫ل ناعق يميلون مع ك ّ‬
‫و همج رعاع أتباع ك ّ‬
‫إلى ركن وثيق هذا ‪.‬‬

‫و يحتمل أن يكون غرضه بذلك الكلم الشارة إلتى خصتوص أمتر الخلفتة التذي اشتتبه‬
‫على الناس و صاروا منه في شبهة فمنهم من رآه أهللها و اقتدى فسعد و نجتتى و صتتار‬
‫لت لنتتوره‬
‫سلم و يهتتدي ا ّ‬
‫ي و اهدى ‪ ،‬فتنّور قلبه بنوره عليه ال ّ‬
‫من أصحاب الصراط السو ّ‬
‫ل و هلك و خاب و غتتوى و‬ ‫من يشاء من عباده ‪ ،‬و منهم من قّدم غيره عليه و ائتّم به فض ّ‬
‫يحشر يوم القيمة أعمى ‪1 .‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتت تت تتتت تت ت ت تت ت ت تتت تتت تتتت ت‬
‫تتتتت تتتت تت تتت تتتت ت ت تتت ت ت ت تتتتت‬
‫تت تتت ت ت ت تتت ت » ت « ت ت ت تت تتت ت ت ت ت ت ت‬
‫تت تتتتتت ت ت تت تتت تتت تتت تتت تت ت ت ت‬
‫تتتتت ت تت تتت تتت تتت تت ت ت تتت تتت » ت « ت‬
‫تت‬
‫تتتتت تت تتتت تتتتت ت تتتتت تت تتتت تتت‬
‫ت ت ت ت ت ت تت ت تتت تت تت ت ت تت ت تت ت ت تت ت‬
‫تتتتت تت تتتتت ت تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 170‬‬

‫ل‪:‬‬
‫و إلى الفريقين أشير في قوله عّز و ج ّ‬

‫ق و الوليتتة‬
‫ي بن ابراهيتتم فتتي تفستتيره ‪ :‬جتتاهل عتتن الحت ّ‬
‫حَيْيناُه قال عل ّ‬
‫ن َمْيتًا َفَأ ْ‬
‫ن كا َ‬
‫َأَو َم ْ‬
‫فهديناه اليها ‪.‬‬

‫س ِبختتاِرجٍ‬
‫ت َلْي َ‬
‫ظُلما ِ‬‫ن َمَثُلُه في ال ّ‬
‫جَعْلنا َلُه ُنورًا َيْمشي ِبه في الّناس قال الّنور الولية َكَم ْ‬
‫و َ‬
‫ن و روى‬ ‫ن متا كتاُنوا َيْعَملتُو َ‬
‫ن ِلْلكتِافري َ‬
‫ك ُزّيت َ‬
‫ِمْنها يعني في وليتتة غيتر الئّمتة ) ع ( َكتذِل َ‬
‫العياشي عن بريد العجلي قال ‪ :‬قال ‪:‬‬

‫جَعْلنا َلُه ُنورًا َيْمشي ِبه في الّنتتاس قتتال الميتتت اّلتتذي ل يعتترف‬
‫حَيْيناُه و َ‬
‫ن َمْيتًا َفَأ ْ‬
‫ن كا َ‬
‫َأَو َم ْ‬
‫هذا الشأن قال أتدري ما يعني ميتا قال قلت ‪ :‬جعلت فداك ل ‪ ،‬قال الميت التتذي ل يعتترف‬
‫شيئا فأحييناه بهذا المر و جعلنا له نورا يمشى به في الناس قال إماما فأتّم به قال ‪:‬‬

‫ج ِمْنها قال كمثل هذا الخلق اّلذين ل يعرفون المام ‪.‬‬


‫س ِبخاِر ٍ‬
‫ت َلْي َ‬
‫ظُلما ِ‬
‫ن َمَثُلُه في ال ّ‬
‫َكَم ْ‬

‫ت ِإلتتى الّنتتوِر قتتال الصتتادق عليتته‬


‫ظُلمتتا ِ‬
‫ن ال ّ‬
‫جُهتْم ِمت َ‬
‫خِر ُ‬
‫ن آَمُنتتوا ُي ْ‬
‫ي اّلذي َ‬
‫ل َوِل ّ‬
‫و في قوله ‪َ :‬ا ُّ‬
‫سلم من ظلمات الّذنوب إلى نتتور‬ ‫سلم في رواية الكافى عن ابن أبي يعفور عنه عليه ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ل قال ‪:‬‬‫الّتوبة أو المغفرة لوليتهم كل امام عادل من ا ّ‬

‫ن الّنوِر‬
‫جوَنُهْم ِم َ‬
‫خِر ُ‬
‫ت ُي ْ‬
‫طاغو ِ‬
‫ن َكَفُروا َأْوِلياُئُهُم ال ّ‬
‫َو اّلِذي َ‬
‫] ‪[ 171‬‬

‫ى نور يكتتون للكتتافر فيختترج منتته إّنمتتا عنتتى بهتتذا أّنهتتم كتتانوا علتتى نتتور‬‫ت فأ ّ‬
‫ظُلما ِ‬‫إلىَ ال ّ‬
‫ل خرجوا بوليتهم إّياهم من نور الستتلم إلتتى‬ ‫ل امام جاير ليس من ا ّ‬ ‫السلم فلّما توّلوا ك ّ‬
‫ل لهم الّنار مع الكّفار و قال ‪:‬‬ ‫ظلمات الكفر فأوجب ا ّ‬

‫صة وقعت الشارة فتتي قتتوله‬


‫ن والى الفرقة الولى خا ّ‬
‫ب الّنار ُهْم فيها خاِلُدو َ‬
‫صحا ُ‬
‫ك َأ ْ‬
‫ُأولِئ َ‬
‫سبحانه ‪:‬‬

‫ستتلم عتتن‬ ‫سوِله َو الّنوِر اّلذي َأْنَزْلنا قال أبو خالد سألت أبتتا جعفتتر عليتته ال ّ‬
‫ل و َر ُ‬
‫َفآِمُنوا ِبا ّ‬
‫لت نتور‬ ‫ل الئمة إلى يوم القيامتة هتم و ا ّ‬ ‫سلم ‪ :‬يا أبا خالد الّنور و ا ّ‬ ‫هذه الية فقال عليه ال ّ‬
‫ل يا أبا خالد لنتتور المتتام‬ ‫سموات و الرض و ا ّ‬ ‫ل في ال ّ‬‫ل نور ا ّ‬ ‫ل الذي انزل ‪ ،‬و هم و ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫لت ينتّورون قلتتوب‬ ‫شتتمس المضتتيئة بالّنهتتار ‪ ،‬و هتتم و ا ّ‬ ‫فتتي قلتتوب المتتؤمنين أنتتور متتن ال ّ‬
‫ل يا أبا خالتتد ل يحّبنتا عبتد و‬ ‫ل نورهم عّمن يشاء فتظلم قلوبهم ‪ ،‬و ا ّ‬ ‫المؤمنين و يحجب ا ّ‬
‫ل قلب عبد حّتى يستتلم و يكتتون ستتلما لنتتا ‪ ،‬فتتاذا‬ ‫ل قلبه ‪ ،‬و ل يطهر ا ّ‬ ‫لنا حّتى يطهر ا ّ‬ ‫يتو ّ‬
‫ل من شديد الحساب و آمنه من فزع يوم القيامة الكبر ‪.‬‬ ‫كان سلما لنا سّلمه ا ّ‬

‫صة اشيرت في قوله سبحانه ‪:‬‬


‫والى الفرقة الّثانية خا ّ‬

‫ن ما َتشاَبَه ِمْنتُه فقتتد روى فتتي الكتتافي باستتناده عتتن عبتتد‬


‫ن في ُقلُوِبِهْم َزْيٌغ َفَيّتِبُعو َ‬
‫َفَأّما اّلذي َ‬
‫ل‪:‬‬‫سلم في قوله عّز و ج ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬ ‫الّرحمن بن كثير عن أبي عبد ا ّ‬

‫ستتلم‬
‫ت قال أمير المؤمنين و الئّمة عليهم ال ّ‬
‫حَكما ٌ‬
‫ت ُم ْ‬
‫ب ِمْنُه آيا ٌ‬
‫ك اْلِكتا َ‬
‫عَلْي َ‬
‫ل َ‬
‫ُهَو اّلذي َأْنَز َ‬
‫ت قال فلن و فلن‬ ‫خَر َمَتشاِبها ٌ‬‫و ُأ َ‬

‫] ‪[ 172‬‬

‫ن ما َتشاَبَه ِمْنُه ْابِتغآَء اْلفْتَنِة َو اْبِتغآَء َت تْأويِله و متتا‬


‫ن في َقلُوِبِهْم َزْيٌغ َفَيّتِبُعو َ‬‫و فلن َفَأّما اّلذي َ‬
‫سلم هذا ‪.‬‬ ‫ن في اْلِعْلِم و هم أمير المؤمنين و الئّمة عليهم ال ّ‬ ‫خو َ‬‫ل و الّراس ُ‬ ‫ل ا ُّ‬
‫َيْعَلْم َتْأويَلُه ِإ ّ‬

‫ن الّتأويتتل التتذي ذكرتتته فتتي شتترح كلمتته‬ ‫ي على الّناقد البصير المجّد الختتبير أ ّ‬
‫و غير خف ّ‬
‫شراح ‪ ،‬و إّنما حتتاموا حتتول القيتتل و القتتال و أختتذوا‬ ‫سلم مّما لم يسبقني أحد من ال ّ‬‫عليه ال ّ‬
‫بشرح ظاهر المقال و قد هداني إلى هذا التحقيق نور التوفيق ‪ ،‬و قد اهتديت إليتته بميتتامن‬
‫التمسك بولية أئّمة الهدى و العتصام بعراهم الوثقى ‪ ،‬رّبنا ل تزغ قلوبنا بعتتد اذ هتتديتنا‬
‫وهب لنا من لدنك رحمة اّنك انت الوّهاب ‪.‬‬
‫ع ععععع عععععع‬

‫سلم ) فمتتا ينجتتو متتن‬


‫وارد في مقام التذكير بالموت الذي هو هادم اللذات كما قال عليه ال ّ‬
‫الموت من خافه ( يعنى ‪:‬‬

‫شتتهاَدِة َفُيَنّبُئُكتْم ِبمتتا‬


‫ب و ال ّ‬
‫ن ِمْنُه َفِإّنُه ُملقيُكْم ُثّم ُتَرّدَون ِإلى عاِلِم اْلَغْي ِ‬
‫ت اّلذي َتِفّرو َ‬
‫ن اْلَمْو َ‬ ‫ِإ ّ‬
‫ب البقتتاء فتتي‬ ‫ن حت ّ‬ ‫سلم ) و ل يعطى البقآء من أحّبه ( يعنتتى أ ّ‬ ‫ن و قوله عليه ال ّ‬ ‫ُكْنُتْم َتْعَملُو َ‬
‫الّدنيا ل يثمر البقاء فيها و في معنى هذا الفصل قال في الّديوان المنسوب إليه ‪:‬‬

‫أرى التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّدنيا ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتؤذن بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتانطلق‬


‫مشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّمرة علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدم و ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاق‬

‫فل التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّدنيا بباقيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة لحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬


‫ى‬
‫ى على الّدنيا بباق‬ ‫ولح ّ‬

‫و قال ايضا‬

‫حياتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك انفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاس تعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّد فكّلمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬


‫مضى نفس منها انتقضت به جزءا‬

‫] ‪[ 173‬‬

‫ل حالتتتتتتتتتتتتتتتة‬
‫و يحييتتتتتتتتتتتتتتتك متتتتتتتتتتتتتتتا يفنيتتتتتتتتتتتتتتتك فتتتتتتتتتتتتتتتي كتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫و يحتتتتتتتتتتتتتتدوك حتتتتتتتتتتتتتتاد متتتتتتتتتتتتتتا يريتتتتتتتتتتتتتتد بتتتتتتتتتتتتتتك الهتتتتتتتتتتتتتتزءا‬

‫فتصتتتتتتتتتتتتتتتتتبح فتتتتتتتتتتتتتتتتتي نفتتتتتتتتتتتتتتتتتس و تمستتتتتتتتتتتتتتتتتى بغيرهتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬


‫س به رزءا‬ ‫و مالك من عقل تح ّ‬

‫و قال ايضا‬

‫المتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوت ل والتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدا يبقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى و ل ولتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدا‬


‫هتتتتتتتتتتتتتتتتتذا الستتتتتتتتتتتتتتتتتبيل التتتتتتتتتتتتتتتتتى أن ل تتتتتتتتتتتتتتتتتترى أحتتتتتتتتتتتتتتتتتدا‬

‫ي و لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم يخلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد لّمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‬‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتان الّنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتب ّ‬


‫لتتتتتتتتتتتتتتتت خلقتتتتتتتتتتتتتتتتا قبلتتتتتتتتتتتتتتتته خلتتتتتتتتتتتتتتتتدا‬
‫لتتتتتتتتتتتتتتتتو خّلتتتتتتتتتتتتتتتتد ا ّ‬
‫للمتتتتتتتتتتتتتتتتتتوت فينتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ستتتتتتتتتتتتتتتتتتهام غيتتتتتتتتتتتتتتتتتتر ختتتتتتتتتتتتتتتتتتاطئة‬
‫من فاته اليوم سهم لم يفته غدا‬

‫ععععععع‬

‫از جمله خطب آن حضرت است كه مشتمل است بدو فصتتل يكتتي در بيتتان وجتته تستتميه‬
‫شبهه ميفرمايد كه ‪ :‬بدرستى نام نهاده شد شبهه بشبهه بجهة آنكتته آن شتتباهت دارد بحتتق‬
‫پس أما دوستان خدا پس روشنى ايشان در آن شبهه نور يقين است ‪ ،‬و راه نمائى ايشتتان‬
‫قصد راه راست است ‪ ،‬و أما دشمنان خدا پس خواندن ايشان در امتتور مشتتتبه گمراهتتى‬
‫است و ضللت ‪ ،‬و دليل ايشان كورى است و عدم بصيرت فصل دوم در تتتذكير متتوت‬
‫ميفرمايد ‪ :‬پس نجات نيافت از مرگ كسيكه ترستتيد از او ‪ ،‬و عطتتا نشتتد بقتتا بتتر كستتيكه‬
‫دوست داشت آنرا ‪ ،‬بلكه مآل هر دو أجل است پس هتر كته راه ختدا گزيتد بته بهشتت و‬
‫نعيم رسيد ‪ ،‬و هر كه راه دشمنان خدا اختيار نمود گرفتار عقوبت و جهنم گرديد ‪.‬‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫و هى التاسعة و الثلثون من المختار في باب الخطب خطب بهتتا فتتي غتتزاة الّنعمتتان بتتن‬
‫ل قال ‪:‬‬
‫بشير بعين الّتمر على ما تعرفها إن شاء ا ّ‬

‫] ‪[ 174‬‬

‫منيت بمن ل يطيع إذا أمرت ‪ ،‬و ل يجيب إذا دعوت ‪ ،‬ل أبا لكتتم متتا تنتظتترون بنصتتركم‬
‫رّبكم ‪ ،‬أما دين يجمعكم ‪ ،‬و ل حمّية تحمشكم أقوم فيكم مستصتترخا ‪ ،‬و أنتتاديكم متغّوثتتا ‪،‬‬
‫فل تسمعون لي قول ‪ ،‬و ل تطيعون لي أمرا ‪ ،‬حّتى تكشف المور عن عواقب المسآئة ‪،‬‬
‫فما يدرك بكم ثار ‪ ،‬و ل يبلغ بكم مرام ‪ ،‬دعوتكم إلى نصرة إختتوانكم فجرجرتتتم جرجتترة‬
‫الجمل السّر ‪ ،‬و تثاقلتم تثاقل الّنضو الدبر ‪،‬‬

‫ي منكم جنيد متذائب ضعيف ‪ ،‬كأّنما يساقون إلى الموت و هم ينظرون ‪.‬‬
‫ثّم خرج إل ّ‬

‫سلم ‪ :‬متذائب أى مضطرب من قولهم تتتذائبت الّريتتح‬ ‫سيد ) ره ( أقول قوله عليه ال ّ‬
‫قال ال ّ‬
‫اى اضطرب هبوبها ‪ ،‬و منه سمى الّذئب ذئبا لضطراب مشيته ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) منيت ( على البناء للمفعول اى ابتليت و ) حمشه ( جمعه كحمشه و أغضبه كأحمشه و‬
‫صتتراخ و هتتو‬
‫حمتتش القتتوم ستتاقهم بغضتتب و ) المستصتترخ ( المستنصتتر متتأخوذ متتن ال ّ‬
‫صياح باستغاثة و ) المتغوث ( القائل و اغوثاه و ) تكشف ( بصيغة المضارع من بتتاب‬ ‫ال ّ‬
‫ضرب أي تظهر و في بعض الّنسخ تنكشف و في بعضتتها تكشتتف بصتتيغة الماضتتى متتن‬
‫باب الّتفعل يقال تكشف المر و انكشف أى ظهر ‪.‬‬

‫و ) الّثار ( الّدم و الطلب بتته و قاتتتل حميمتتك قتتاله فتتي القتتاموس و ) الجرجتترة ( صتتوت‬
‫يرّدده البل في حنجرته و أكثر ما يكون ذلك عند العياء و الّتعب و ) السرر (‬

‫] ‪[ 175‬‬

‫ستتر و ) الّنضتتو ( البعيتتر المهتتزول و‬


‫داء ياختتذ البعيتتر فتتي س تّرته يقتتال ‪ :‬منتته جمتتل ال ّ‬
‫) الدبر ( الذي به دبر و هي القروح في ظهره و ) الجنيد ( تصغير الجند للتحقير ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫ما تنتظرون استفهام على سبيل النكار الّتوبيخي ‪ ،‬و أما دين يجمعكم استفهام على ستتبيل‬
‫الّتقريتتر أو للّتوبيتتخ ‪ ،‬و مستصتترخا و متغوثتتا منصتتوبان علتتى الحتتال متتن فاعتتل أقتتوم و‬
‫أنادي ‪ ،‬و قوله ‪ :‬حّتى تكشف المور الغاية داخل في حكم المغّيى ‪ ،‬و على ما فتتي بعتتض‬
‫الّنسخ من تكشف بصيغة الماضى فحّتى ابتدائية على حّد قوله سبحانه ‪:‬‬

‫سيئة الحسنة حّتى عفوا ‪ ،‬و إضافة العواقب إلى المسائة بيانّية ‪،‬‬
‫ثّم بدلنا مكان ال ّ‬

‫ل على الحال من فاعل يساقون ‪.‬‬


‫و جملة و هم ينظرون منصوبة المح ّ‬

‫عععععع‬

‫ن هذه الخطبة خطب بها في غزاة النعمان بن بشير النصاري على عين الّتمر ‪ ،‬و‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫هو عين ماء قرب الكوفة ‪ ،‬و كيفية تلك الغزوة علتتى متتا ذكتتره فتتي شتترح المعتتتزلي متتن‬
‫ي متتن عنتتد معاويتتة بعتتد أبتتي‬
‫ن الّنعمان قدم هو و أبو هريرة على عل ّ‬ ‫كتاب الغارات هي أ ّ‬
‫ل الحتترب أن‬ ‫مسلم الخولني يسألنه أن يدفع قتلة عثمان إلتتى معاويتتة ليقتتدهم بعثمتتان لعت ّ‬
‫يطفأ و يصطلح الّناس ‪.‬‬

‫ستتلم و هتتم‬
‫ي عليتته ال ّ‬
‫و إّنما أراد معاوية أن يرجع مثل الّنعمان و أبي هريرة من عند علت ّ‬
‫ن عليا ل يدفع قتلة عثمان اليه ‪،‬‬‫ي ليمون و قد علم معاوية أ ّ‬
‫لمعاوية عاذرون و لعل ّ‬

‫شام بذلك و أن يظهرا عذره ‪ ،‬فقتتال لهمتتا ائتيتتا‬


‫فأراد أن يكون هذان يشهدان له عند أهل ال ّ‬
‫ل لما دفع الينا قتلة عثمان فاّنه قد آواهتتم و منعهتتم ث تّم ل حتترب‬
‫ل و سله با ّ‬
‫علّيا فانشداه ا ّ‬
‫ل عليه و أقبل على الّناس فاعلماهم ذلك ‪ ،‬فأتيتتا إلتتى‬ ‫بيننا و بينه ‪ ،‬فان أبى فكونوا شهداء ّ‬
‫سلم فدخل عليه ‪.‬‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬
‫ل قد جعل لك في السلم فضتتل و شتترفا أنتتت ابتتن‬ ‫نا ّ‬
‫فقال له أبو هريرة ‪ :‬يا أبا الحسن ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬و قد بعثنا اليك ابن عّمك معاوية يسألك أمرا يسكن به هذه الحتترب‬ ‫عّم محّمد رسول ا ّ‬
‫ل تعالى به ذات البين أن تدفع إليه قتلة عثمان ابن عّمه فيقتلهم به ‪ ،‬و يجمع ا ّ‬
‫ل‬ ‫و يصلح ا ّ‬
‫تعالى أمرك و أمره و يصلح بينكم و تسلم هذه الّمة من الفتنة و الفرقة ‪.‬‬

‫] ‪[ 176‬‬

‫ثّم تكّلم الّنعمان بنحو من هذا ‪.‬‬

‫سلم لهمتتا دعتتا الكلم فتتي هتتذا حتّدثني عنتتك ؟ يتتا نعمتتان أنتتت أهتتدى قومتتك‬ ‫فقال عليه ال ّ‬
‫سبيل ؟ يعنى النصار قال ‪ :‬ل قتتال ‪ :‬فكتتل قومتتك تبعنتتى إل شتتذاذ منهتتم ثلثتتة أو أربعتتة‬
‫ل إّنما جئت لكون معك و ألزمك و قتتد‬ ‫شذاذ ؟ فقال الّنعمان ‪ :‬أصلحك ا ّ‬ ‫أفتكون أنت من ال ّ‬
‫كان معاوية سألني أن أؤّدى هذا الكلم و رجوت أن يكون لي موقف اجتمتتع فيتته معتتك و‬
‫ل بينكما صلحا ‪ ،‬فاذا كان غير ذلك رأيك فأنا ملزم و كاين معك فأما‬ ‫طمعت أن يجري ا ّ‬
‫ستتلم فتتأخبر أبتتو هريتترة معاويتتة‬
‫ي عليتته ال ّ‬
‫شام و أقام الّنعمان عند عل ّ‬
‫أبو هريرة فلحق بال ّ‬
‫بالخبر فأمره أن يعلم الناس ففعل ‪.‬‬

‫ي حّتى إذا مّر بعين التمتتر أختتذه مالتتك بتتن كعتتب‬ ‫و أقام الّنعمان بعده ثّم خرج فاّرا من عل ّ‬
‫ي عليها فأراد حبسه و قال لته ‪ :‬متا مّربتك ههنتا ؟ قتال إّنمتا أنتا‬ ‫الرحبى و كان عامل عل ّ‬
‫رسول بّلغت رسالة صاحبي ثّم انصرفت فحبسه ‪ ،‬و قال كما أنت حتتتى اكتتتب إلتتى عل ت ّ‬
‫ي‬
‫ي فيتته فأرستتل الّنعمتتان إلتتى قرطتتة بتتن كعتتب‬ ‫فيك فناشده و عظم عليه أن يكتتتب إلتتى علت ّ‬
‫ستتلم فجتتائه مستترعا فقتتال‬ ‫ي عليتته ال ّ‬
‫النصاري و هو كاتب عين الّتمر يجبى خراجها لعل ّ‬
‫لت و ل تتكّلتم فتي‬ ‫ل ‪ ،‬فقال يا قرطتة اّتتق ا ّ‬ ‫ل سبيل ابن عّمي يرحمك ا ّ‬ ‫لمالك بن كعب ‪ :‬خ ّ‬
‫سلم إلى‬ ‫ساكهم لم يهرب من أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫هذا فاّنه لو كان من عّباد النصار و ن ّ‬
‫أمير المنافقين فلم يزل به يقسم عليه حّتى خل سبيله و قال له يتا هتذا لتك المتان اليتوم و‬
‫ن عنقك ‪.‬‬‫ل لن أدركتك بعدها لضرب ّ‬ ‫الليلة و غدا و ا ّ‬

‫فخرج مسرعا ل يلوى على شيء و ذهبت به راحلته فلم يدر اين يتئكع من الرض ثلثة‬
‫إيام ل يعلم أين هو ثّم قدم الى معاوية فخبره بما لقى و لتتم يتتزل معتته مصتتاحبا لتته يجاهتتد‬
‫ضتتحاك بتتن قيتتس أرض العتتراق ‪ ،‬ثتّم انصتترف إلتتى‬ ‫علّيا و يتبع قتلة عثمان حّتى غتتزا ال ّ‬
‫معاوية فقال معاوية ‪ :‬أما من رجل أبعث معه بجريدة خيل حتى يغير على شاطي الفرات‬
‫ن لي في قتالهم نّيتتة و هتتوى ‪،‬‬
‫ل يرغب بها أهل العراق فقال له الّنعمان ‪ :‬فابعثنى فا ّ‬ ‫نا ّ‬
‫فا ّ‬
‫ل فانتدب و ندب‬ ‫و كان الّنعمان عثمانّيا ‪ ،‬قال فانتدب على اسم ا ّ‬

‫] ‪[ 177‬‬
‫ل على مستتلحة و‬
‫معه ألفي رجل و أوصاه أن يتجّنب المدن و الجماعات ‪ ،‬و أن ل يغير إ ّ‬
‫جل الّرجوع ‪.‬‬
‫ن يع ّ‬
‫أّ‬

‫فأقبل الّنعمان حّتى دنى من عين الّتمر و بها مالك بن كعب الرحبى اّلذي جرى لتته معتته‬
‫ل متتأة‬
‫ما ذكرناه و مع مالك ألف رجل و قد أذن لهم فقد رجعوا إلى الكوفة فلم يبتتق معتته إ ّ‬
‫أو نحوها ‪.‬‬

‫ن الّنعمان بن بشير قد نزل بى في جمع كتتثيف‬


‫سلم أّما بعد فا ّ‬‫ي عليه ال ّ‬
‫فكتب مالك إلى عل ّ‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫ل تعالى و ثّبتك و ال ّ‬‫فمر رأيك سّددك ا ّ‬

‫ل و أثنى عليه ثّم قال ‪ :‬اخرجوا‬ ‫سلم فصعد المنبر فحمد ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫فوصل الكتاب إلى عل ّ‬
‫ن الّنعمان بن بشير قد نزل به فتتي جمتتع متتن أهتتل‬
‫ل إلى مالك بن كعب أخيكم ‪ ،‬فا ّ‬ ‫هداكم ا ّ‬
‫ل يقطع بكم من الكافرين طرفا ثّم نزل ‪.‬‬ ‫لا ّ‬‫شام ليس بالكثير فانهضوا إلى إخوانكم لع ّ‬ ‫ال ّ‬

‫سلم إلى وجوههم و كبرائهم فأمر أن ينهضوا و يحّثوا الّنتتاس‬ ‫فلم يخرجوا فأرسل عليه ال ّ‬
‫على المسير فلم يصنعوا شيئا و اجتمع منهم نفر يستتير نحتتو ثلثمتتأة فتتارس أو دونهتتا فقتتام‬
‫سلم ‪.‬‬‫عليه ال ّ‬

‫فقال ‪ :‬أل إّنى ) منيت بمن ل يطيع ( نى ) إذا أمرت و ل يجيب ( دعوتي ) اذا دعتتوت (‬
‫و هو اظهار لعذر نفسه على أصتتحابه لينستتب الّتقصتتير اليهتتم دونتته و يقتتع عليهتتم لئمتتة‬
‫غيرهم ) ل ابالكم ما تنتظرون بنصركم رّبكم ( و هو توبيخ لهم على الّتثاقتل و التقاعتد و‬
‫ل ) أما دين يجمعكم و ل حميتتة تحمشتتكم ( و هتتو‬ ‫النتظار و استنهاض بهم على نصرة ا ّ‬
‫إّما تقرير لهم بما بعد النفى ليقّروا بتذلك و يعتترفوا بكتونهم صتاحب ديتن و حميتة فيلتزم‬
‫جه عليهم الّلوم و المذّمة ‪ ،‬و إّما توبيتتخ بعتتدم اّتصتتافهم بتتدين جتتامع و‬
‫عليهم الحجة و يتو ّ‬
‫حمية مغضبة ‪.‬‬

‫و نظيره في الحتمالين قوله سبحانه ‪:‬‬

‫عْبَدُه‬
‫ف َ‬
‫ل ِبكا ٍ‬
‫سا ّ‬
‫َأَلْي َ‬

‫] ‪[ 178‬‬

‫ن صتاحب‬ ‫و على الّتقديرين فالمقصود به حّثهم و ترغيبهم على الجهاد تهيجتا و إلهابتا بتأ ّ‬
‫الّدين و الحمّية ل يتحّمل أن ينزل على إختتوانه المتتؤمنين داهيتتة فل تنصتترهم متتع قتتدرته‬
‫ب عنهم و تمّكنه من حماية دمارهم و معاونتهم ‪.‬‬
‫على الّذ ّ‬
‫) أقوم فيكم مستصرخا ‪ ،‬و أناديكم متغّوثا ‪ ،‬فل تسمعون لى قول ‪ ،‬و ل تطيعون لى امرا‬
‫ن عدم طاعتهم له مستمّر إلتتى أن تظهتتر‬ ‫حّتى تكشف المور عن عواقب المسائة ( أراد أ ّ‬
‫ستتوء و ترجتتع مآلهتتا إلتتى الّندامتتة و‬
‫صادرة عنهتتم عتتن عتتواقب ال ّ‬
‫المور ‪ 1‬أى المور ال ّ‬
‫صتادرة عتتن‬ ‫ملمة الّنفس الّلوامة ‪ ،‬أو المراد انه ظهتتر ‪ 2‬المتتور الفظيعتتة اى المتور ال ّ‬
‫عدّوهم بالّنسبة اليهم كالقتل و الغارة و انتقاص الطراف ‪.‬‬

‫) فما يدرك بكم ثار و ل يبلغ بكم مرام ( تهييج لهم على التألف فتتي الّنصتترة إذ متتن شتتأن‬
‫العرب ثوران طباعهم بمثل هذه القوال ) دعوتكم إلى نصر إخوانكم فجرجرتم جرجتترة‬
‫جرهم‬ ‫شارح البحراني استعار لفظ الجرجرة لكثرة تمّللهم و قّوة تض ت ّ‬ ‫الجمل السّر ( قال ال ّ‬
‫من ثقل ما يدعوهم إليه ‪ ،‬و لّما كانت جرجرة الجمل السّر أشّد من جرجرة غيرها لحظ‬
‫جر بها ‪ ،‬و كذلك التشتتبيه فتتي قتتوله ) و تثتتاقلتم تثاقتتل الّنضتتو‬
‫شبه ما نسبه إليهم من التض ّ‬
‫الدبر ( ‪.‬‬

‫ى منكم جنيد متذائب ( مضطرب ) ضعيف ( اشارة إلى حقارة شأنهم‬ ‫و قوله ) ثّم خرج إل ّ‬
‫و قّلة عددهم و قد ذكرنا أنهم كانوا نحوا من ثلثمأة أو دونها و قوله ) كأّنمتتا يستتاقون إلتتى‬
‫الموت و هم ينظرون ( اشارة إلى شّدة خوفهم و جبنهتتم و اضتتطرابهم فيمتا يستتاقون إليته‬
‫مثل اضطراب من يساق إلى الموت و خوفه منه هذا ‪.‬‬

‫و قال صاحب الغارات ‪ :‬إّنه بعد ما خطب هذه الخطبة نزل من المنبر فدخل منزله ‪ ،‬فقام‬
‫ل الخذلن ما على هذا بايعنا أمير المؤمنين ‪،‬‬
‫ي بن حاتم فقال ‪ :‬هذا و ا ّ‬
‫عد ّ‬

‫ى ألف رجل ل يعصوني فان شئت أن‬ ‫ن معي من ط ّ‬ ‫ثّم دخل إليه فقال ‪ :‬يا أمير المؤمنين ا ّ‬
‫أسيربهم سرت ‪ ،‬قال ‪ :‬ما كنتتت لعتترض قبيلتتة واحتتدة متتن قبايتتل العتترب للّنتتاس و لكتتن‬
‫اخرج‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ت تت تتتتت ت تت ت ت تت تتت ت تت تتت‬
‫تتتتتتت تت تتت تتت ت تتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتت تتتتت ت تتت ت تت ت ت تت تتت ت تت تتت‬
‫تتتتتت تت تتت تتتتتت ت تتتت تتتتت تت تتت‬
‫تتتت تتت ت ت ت تت تتتتتت تت تت ت ت ت ت ت تت ت‬
‫تتتتت ت تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 179‬‬
‫ل رجتتل منهتتم‬
‫ستتلم لكت ّ‬‫ي عليتته ال ّ‬
‫إلى النخيلة و عسكربهم ‪ ،‬فخرج و عسكر و فتترض علت ّ‬
‫ي و ورد عليتته الختتبر بهزيمتتة‬ ‫ستتبعمأة فتتاجتمع إليتته ألتتف فتتارس عتتداطيا أصتتحاب عتتد ّ‬
‫النعمان ‪.‬‬

‫ل بن جوزة الزدي قال ‪ :‬كنت مع مالك بن كعب حين نتتزل بنتتا الّنعمتتان و‬ ‫و روى عبد ا ّ‬
‫ل مأة ‪ ،‬فقال لنا ‪ :‬قاتلوهم في القربة و اجعلوا الجدر في ظهوركم‬ ‫هو في ألفين و ما نحن إ ّ‬
‫ل ينصتتر العشتترة علتتى المتتأة و المتتأة علتتى‬
‫نا ّ‬
‫و ل تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ‪ ،‬و اعلموا أ ّ‬
‫اللف و القليل على الكثير ‪.‬‬

‫ن اقرب من ههنا إلينا من شيعة أمير المؤمنين قرطة بن كعب و مخنف ابن ستتليم‬ ‫ثّم قال ا ّ‬
‫فاركض إليهما فاعلمهما حالنا و قل لهمتتا فلينصتترانا فمتتررت بقرطتتة فاستصتترخته فقتتال‬
‫إّنما أنا صاحب خراج و ليس عندي من اغيثه به ‪ ،‬فمضيت إلى مخنف فسرح معتتي عبتتد‬
‫الّرحمن بن مخنف في خمسين رجل ‪.‬‬

‫و قاتل مالك و أصحابه الّنعمان و أصحابه إلى العصر فأتيناه و قتتد كستتر هتتو و أصتتحابه‬
‫ل ان رآنتا أهتل الشتام‬ ‫جفون سيوفهم و استقبلوا الموت ‪ ،‬فلو أبطانا منهم هلكوا ‪ ،‬فما هو إ ّ‬
‫و قد أقبلنا عليهم أخذوا ينكصون عنهم و يرتفعون و رائنا مالك و أصحابه فش تّدوا عليهتتم‬
‫ن لنتتا‬
‫ن القتتوم أ ّ‬
‫حّتى دفعوهم عن القرية ‪ ،‬فاستعرضناهم فصرعنا منهتتم رجتال ثلثتتة فظت ّ‬
‫مددا و حال الليل بيننا و بينهم فانصرفوا إلى أرضهم ‪.‬‬

‫سلم أّما بعد ‪ :‬فاّنه نزل بنا الّنعمان بن بشتتير فتتي جمتتع متتن‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫و كتب مالك إلى عل ّ‬
‫شام كالظاهر علينا و كان أعظتم أصتحابي متفّرقيتن و كنتا لّلتذي كتان منهتم آمنيتن‬ ‫أهل ال ّ‬
‫فخرجنا رجال مصلتين فقاتلناهم حّتى المستتاء و استصتترخنا مخنتتف بتتن ستتليم فبعتتث لنتتا‬
‫رجال من شيعة أمير المؤمنين و ولده ‪ ،‬فنعتتم الفتتتى و نعتتم النصتتار كتتانوا فحملنتتا علتتى‬
‫لت ر ّ‬
‫ب‬ ‫ل علينا نصره و هزم عدّوه و أعّز جنده و الحمتتد ّ‬ ‫عدّونا و شددنا عليهم ‪ ،‬فأنزل ا ّ‬
‫ل و بركاته ‪.‬‬
‫سلم على أمير المؤمنين و رحمة ا ّ‬ ‫العالمين و ال ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جمله خطب آن حضرتست در وقتيكه نعمان بن بشير بتتأمر معاويتتة بتتد ضتتمير بتتا دو‬
‫هزار سوار بجهت تخويف أهل عراق از شام حركت نموده چون بعيتتن التمتتر رستتيد بتتا‬
‫مالك بن كعب ارحبى كه عامل أمير المؤمنين بود جنك نموده مالك‬

‫] ‪[ 180‬‬
‫آن حضرت را از ما وقع اخبار نموده آن حضرت هر چند ترغيب فرمود أصحاب خود‬
‫را بنصرت مالك و كارزار دشتمنان ايشتان تكاهتل ورزيدنتد پتس حضترت اينخطبته را‬
‫خواند كه ‪:‬‬

‫مبتل شدم بكسيكه اطاعت نميكند مرا در قتال أهل ضلل هرگاه أمر نمايم او را به آن ‪،‬‬
‫و اجابت نمينمايد قول مرا در جدال هر گاه دعوت ميكنم او را به آن ‪ ،‬پدر مباد شتتما را‬
‫چه انتظار ميكشيد بيارى دادن پروردگار خود آيا نيست شما را دينى كه جمع نمايد شما‬
‫را از اين تفّرق و اختلف آراء ‪ ،‬و نيست غيرتى كه بخشم آورد شما را أز اين حركتتت‬
‫و كردار أعداء ‪ ،‬ايستادهام در ميان شما فرياد كننده بجهت دفع أشرار ‪ ،‬و ميخوانم شتتما‬
‫را بفرياد رسى در قتل دشمنان جفا كار ‪.‬‬

‫پس گوش نمىدهيد به گفتار من ‪ ،‬و اطاعت نميكنيد بأمر و فرمان متتن تتتا اينكتته اظهتتار‬
‫ميكند اين كارهاى ناشايسته شما از عاقبتهتتاى بتتدى ‪ ،‬يتتا اينكتته ظتتاهر مىشتتود كارهتتاى‬
‫دشوار از عاقبتهاى بد ‪ ،‬پس ادراك نميشود با عانت شما كينه جوئى و خون ختتواهى از‬
‫اعداء ‪ ،‬و رسيده نميشود بيارى و حمايت شما مقصودي از مقصودها ‪.‬‬

‫دعوت كتتردم شتتما را بيتتارى بتترادران خودتتتان پتتس آواز گردانيديتتد در حنجتتره بجهتتت‬
‫دلتنگى از دعوت من چون آواز گردانيدن شترى كه درد ناف داشته باشد و ناله كنتتد از‬
‫آن ‪ ،‬و گرانى نموديد در كار زار چون گرانى شتر لغر ريتتش پشتتت در رفتتتار ‪ ،‬پتتس‬
‫بيرون آمد بسوى شما از جانب شما لشگركى مضطرب و ناتوان گويا كه رانده ميشوند‬
‫با جبر و اكراه بسوى مرك در حالتيكه نظر ميكند بشدايد مرك و أهاويل آن ‪.‬‬

‫عععع عع ععععععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫لت قتتال عليتته‬


‫ل ّ‬
‫و هو الربعون من المختار في بتتاب الخطتتب لّمتتا ستتمع قتتولهم ل حكتتم إ ّ‬
‫ق يراد بها الباطل‬
‫سلم ‪ :‬كلمة ح ّ‬
‫ال ّ‬

‫] ‪[ 181‬‬

‫ل و لكن هؤلء يقولون ‪ :‬ل إمرة و إّنتته ل بتّد للّنتتاس متتن أميتتر بتّر أو‬‫ل ّ‬‫نعم إّنه ل حكم إ ّ‬
‫ل فيها الجل ‪ ،‬و يجمتتع‬ ‫فاجر ‪ ،‬يعمل في إمرته المؤمن ‪ ،‬و يستمتع فيها الكافر ‪ ،‬و يبّلغ ا ّ‬
‫به الفيء ‪ ،‬و يقاتل به العدّو ‪،‬‬

‫ي حّتى يستريح بّر ‪،‬‬


‫ضعيف من القو ّ‬
‫سبل ‪ ،‬و يؤخذ به لل ّ‬
‫و تأمن به ال ّ‬
‫لت أنتظتتر‬
‫و يستراح من فاجر ‪ .‬و في رواية أخرى أّنتته لّمتتا ستتمع تحكيمهتتم قتتال ‪ :‬حكتتم ا ّ‬
‫ي ‪ ،‬و أّمتا المتترة الفتتاجرة‬
‫سلم ‪ :‬أّمتا المتترة التتبّرة فيعمتل فيهتتا الّتقت ّ‬
‫فيكم ‪ ،‬و قال عليه ال ّ‬
‫ي ‪ ،‬إلى أن تنقطع مّدته و تدركه منّيته ‪.‬‬ ‫شق ّ‬
‫فيتمّتع فيها ال ّ‬

‫ععععع‬

‫) نعم ( بفتحتين حرف جواب لتصديق المخبر إذا وقعت بعد الخبر و ) المتترة ( بالكستتر‬
‫الولية اسم مصدر من امر علينا مثلثة اذا ولى و ) البّر ( بفتح الباء كالباّر الكتتثير التتبّر و‬
‫الجمع أبرار و ) الفىء ( الغنيمة و لفظ ) الّتحكيم ( في قول الّرضى ) ره ( من المصادر‬
‫لت و ل إلتته إ ّ‬
‫ل‬ ‫ل مثل التسبيح و التهليتتل متتن قتتول ستتبحان ا ّ‬ ‫ل ّ‬‫الموّلدة من قولهم ل حكم إ ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫ا ّ‬

‫ععععععع‬

‫لكن مخفّفة من الثقيلة و هي حرف ابتداء غيتتر عاملتتة لتتدخولها علتتى الجملتتتين و معناهتتا‬
‫سر بأن ينسب لما بعدها حكما مخالفا لما قبلهتتا ‪ ،‬و لتتذلك ل ب تّد أن يتق تّدمها‬
‫الستدراك و ف ّ‬
‫كلم مناقض لما بعدها ‪ ،‬نحو ما هذا ساكنا و لكن متحّرك ‪ ،‬أو ضّد له نحو ما هذا أبيتتض‬
‫و لكن أسود ‪ ،‬قيل أو خلف نحو متا زيتد قائمتا و لكتن شتارب ‪ ،‬و قيتل ل يجتوز ذلتك و‬
‫سلم دليل على الجواز ‪.‬‬
‫كلمه عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 182‬‬

‫شتأن ‪ :‬و جملتة يعمتتل فتتي امرتته‬ ‫ضمير في أّنه لل ّ‬


‫و جملة و أّنه ل بّد للّناس اه حالّية ‪ ،‬و ال ّ‬
‫ل على الوصفّية ‪ ،‬و قوله حّتي يستتتريح كلمتتة حّتتتى إّمتتا بمعنتتى‬ ‫كالّتالية لها مجرورة المح ّ‬
‫إلى على حّد قوله سبحانه ‪:‬‬

‫جَع ِإَلْينا ُموسى أو بمعني كي التعليلّية على حّد قوله ‪:‬‬


‫حّتى َيْر ِ‬
‫َ‬

‫عْنتَد‬
‫ن ِ‬
‫علتتى َمت ْ‬
‫ن ل ُتْنِفُقتتوا َ‬
‫حّتى َيُرّدوكْم و قتتوله ‪ُ :‬هتُم اّلتتذين َيُقوُلتتو َ‬
‫ن ُيقاِتلُوَنُكْم َ‬
‫و ل َيزاُلو َ‬
‫ضوا ‪.‬‬
‫حّتى َيْنف ّ‬ ‫ل َ‬‫لا ّ‬ ‫سو ِ‬
‫َر ُ‬

‫عععععع‬

‫قد مضى في شرح الخطبة السادسة و الّثلثين كيفّيتتة قتتتال الختتوارج ‪ ،‬و متّر هنتتاك أّنهتتم‬
‫سلم لّما دخل الكوفتتة جتتآء اليتته زرعتتة‬ ‫ل شعارا لهم و أّنه عليه ال ّ‬
‫ل ّ‬
‫اّتخذوا قول ل حكم إ ّ‬
‫ل و مّر أيضا‬ ‫بن البرج الطائي و حرقوص بن زهير الّتميمي ذو الّثدية فقال ‪ :‬ل حكم إل ّ‬
‫ل و صاح به رجل ‪:‬‬ ‫ل ّ‬
‫أّنه خرج يخطب الّناس فصاحوا به من جوانب المسجد ل حكم إ ّ‬
‫ن ِم تنَ‬
‫ك و َلَتُكتتوَن ّ‬
‫عَمُل ت َ‬
‫ن َ‬ ‫طت ّ‬‫حِب َ‬
‫ت َلَي ْ‬
‫ش تَرْك َ‬
‫ن َأ ْ‬
‫ك َلِئ ْ‬
‫ن َقْبِل ت َ‬
‫ن ِم ت ْ‬
‫ى اّلتتذي َ‬
‫ك و ِإل ت َ‬
‫ي ِإَلْي ت َ‬
‫حت َ‬
‫و َلَق تْد أو ِ‬
‫نو‬ ‫ن ل ُيوِقُنتتو َ‬ ‫ك اّلتتذي َ‬
‫خّفّن َ‬
‫ستَت ِ‬
‫ق و ل َي ْ‬ ‫حت ّ‬
‫ل َ‬ ‫عَد ا ّ‬ ‫ن َو ْ‬ ‫صِبْر ِإ ّ‬‫سلم ‪َ :‬فا ْ‬ ‫ن فقال عليه ال ّ‬ ‫سري َ‬‫اْلخا ِ‬
‫ق يراد بها الباطتتل ( أّمتتا اّنهتتا‬ ‫سلم إّنها ) كلمة ح ّ‬ ‫ل قال عليه ال ّ‬ ‫ل ّ‬ ‫لما سمع قولهم ل حكم إ ّ‬
‫ق فلكونها مطابقة لنفس المتتر إذ هتتو ستتبحانه أحكتتم الحتتاكمين لراّد لحكمتته و ل‬ ‫كلمة ح ّ‬
‫دافع لقضائه كما قال تعالى ‪:‬‬

‫ن‪.‬‬
‫صلي َ‬
‫خيُر اْلفا ِ‬
‫ق و ُهَو َ‬
‫حّ‬‫ص اْل َ‬
‫ل َيُق ّ‬
‫حْكُم ِإل ِّ‬
‫ن اْل ُ‬
‫ِإ ِ‬

‫يعنى أّنه إذا أراد شيئا ل بّد من وقوعه و يحتمل أن يكون الحكم لحقّيتها نظرا إلى كون‬

‫] ‪[ 183‬‬

‫جميع الحكام مستندا إليه سبحانه بملحظة أّنه سبحانه جاعلها و شارعها كما قال ‪:‬‬

‫عًة و ِمْنهاجًا ‪.‬‬


‫شْر َ‬
‫جَعْلنا ِمْنُكْم ِ‬
‫ل َ‬
‫و ِلُك ّ‬

‫ل ت ( و أمتتا أّنهتتم أرادوا بهتتا‬


‫ل ّ‬
‫و لجل مطابقتها لنفس المر صّدقهم بقوله ) نعم ل حكم إ ّ‬
‫حة تفويض المتتر‬ ‫ن مقصودهم بذلك إّنما كان إبطال جعل الحكمين و إنكار ص ّ‬ ‫الباطل فل ّ‬
‫ل سبحانه ‪ ،‬و هو الحاكم ل غير ‪ ،‬فل يجوز لحد الحكم في‬ ‫ن الحكام كّلها ّ‬ ‫إليهما بزعم أ ّ‬
‫ص بتته فتتي القتترآن ‪ ،‬فل يصتتح الّتحكيتتم و إناطتتة المتتر بتترأى‬
‫ل بنت ّ‬‫شتتيء متتن الشتتياء إ ّ‬
‫صلح‬ ‫حته ‪ ،‬و هو معنى قولهم بعد ما سمعوا صحيفة ال ّ‬ ‫ص فيه بص ّ‬‫الحكمين ‪ ،‬لعدم ورود ن ّ‬
‫ى ل لتتك فل نرضتتى بتتأن يحكتتم الّرجتتال فتتي ديتتن‬ ‫ل يا عل ّ‬‫في صّفين على ما مّر ‪ :‬الحكم ّ‬
‫لو‬ ‫ج معهم بأمره ‪ :‬و الّرابعة أّنه حكم الرجال في دين ا ّ‬ ‫ل ‪ ،‬و قولهم لبن عّباس لما احت ّ‬ ‫ا ّ‬
‫لم يكن ذلك إليه ‪.‬‬

‫ل ل يستلزم كون جميتع الحكتام منصوصتا بته‬ ‫ن كون الحكام ّ‬ ‫و وجه بطلن ذلك أّول أ ّ‬
‫ب حكم مستنبط من السنة و من ساير الدّلة الشرعية ‪،‬‬ ‫في القرآن إذر ّ‬

‫ص بالتحكيم فتتي القتترآن‬


‫ل و ثانيا منع عدم ورود الن ّ‬
‫و هو ل يخرج بذلك عن كونه حكم ا ّ‬
‫و قد امر بالّتحكيم في شقاق بين الّرجل و امرئته فقال سبحانه ‪:‬‬

‫ن َقَتَل تُه ِمْنُك تمْ‬


‫ن َأْهِلها و حكم الّرجال في طاير فقال ‪ :‬و َم ت ْ‬ ‫حَكمًا ِم ْ‬‫ن َأْهِله و َ‬ ‫حَكمًا ِم ْ‬
‫َفاْبَعُثوا َ‬
‫ل ِمْنُكْم فدماء المسلمين أعظتتم متتن دم‬ ‫عْد ٍ‬
‫حُكُم ِبِه َذوا َ‬
‫ن الّنَعِم َي ْ‬‫ل ِم َ‬
‫ل ما َقَت َ‬
‫جزآُء ِمْث ُ‬‫ُمَتَعّمدًا َف َ‬
‫شقاق بينهم أشّد من الشقاق بين الّرجل و المرأة ‪.‬‬ ‫طاير ‪ ،‬و ال ّ‬

‫ل هو نفى المارة للملزمة التتتي بينهمتتا كمتتا أشتتار‬ ‫ن مقتضى نفيهم الحكم لغير ا ّ‬
‫و ثالثا أ ّ‬
‫ن الّتالى باطل فالمقّدم مثله بيان الملزمتتة‬
‫لأّ‬‫إليه بقوله ) و لكن هؤلء يقولون ل امرة ( إ ّ‬
‫ن المير ل بّد أن يكون حاكما و ناظرا إلى وجوه المصلحة فاذا لم يجر له حكم و لم ينفذ‬ ‫أّ‬
‫له امر و لم يمض له رأى فل يكون له امارة البتة ) و ( أّمتتا بطلن الّتتتالى فلّنتته ) ل ب تّد‬
‫ن النوع‬
‫للّناس من أمير بّر أو فاجر ( و ذلك ل ّ‬

‫] ‪[ 184‬‬

‫شتترور و المفاستتد ‪ ،‬فل بتّد فتتي‬


‫النساني بمقتضى الّنفس الّمارة المودعة فيه مايل إلتتى ال ّ‬
‫بقاء نظامهم و انتظام أمر معاشهم و معادهم من مانع يمنعه متتن ظلمتته ‪ ،‬و رادع يردعتته‬
‫عن شّره ‪.‬‬

‫و العّلة المانعة عند الستقراء مرجعها إلى أحد أمور أربعة إّما عقل زاجر أو دين حتتاجز‬
‫ن العقل و الّدين رّبما كانا‬
‫سلطان القاهر أبلغها نفعا ل ّ‬‫أو عجز مانع أو سلطان رادع ‪ ،‬و ال ّ‬
‫سلطان أقوى ردعا و أعّم نفعا و إن كتتان جتتائرا و‬ ‫مغلوبين بدواعي الهوى فيكون رهبة ال ّ‬
‫سلطان أكثر مّما نزع القرآن ‪،‬‬ ‫ن ما نزع ال ّ‬
‫لهذا اشتهر أ ّ‬

‫سنان ل ينتظم بالبرهان ‪.‬‬


‫و ما يلتئم بال ّ‬

‫و كفاك شاهدا ما يشاهد من استيلء الفتن و البتلء بالمحن بمجّرد هلك من يقوم بامارة‬
‫سداد ‪ ،‬و لم يخل من‬
‫صلح و ال ّ‬
‫الحوزة و رعاية البيضة و إن لم يكن على ما ينبغي من ال ّ‬
‫شائبة شّر و فساد و لهذا ل ينتظم أمر أدنى اجتماع كرفقة طريق بدون رئيتتس يصتتدرون‬
‫عن رأيه و مقتضى أمره و نهيه ‪.‬‬

‫بل رّبما يجرى مثل هذا فيما بين الحيوانات العجم كالّنحل لها يعسوب يقوم مقتتام الرئيتتس‬
‫ينتظم أمرها ما دام فيها ‪ ،‬فاذا هلك انتشر الفراد انتشار الجراد و شاع فيما بينهتتا الهلك‬
‫و الفساد ‪.‬‬

‫ستتلطان و إن كتتان جتتايرا خيتتر متتن عتتدمه‬


‫ن وجتتود ال ّ‬
‫ختتص مّمتتا ذكرنتتا أ ّ‬
‫و بالجملة فقد تل ّ‬
‫المستلزم لوجود الفتنة و وقوع الهرج و المرج بين الخلق إذ كان بوجتتوده صتتلح بعتتض‬
‫ن هيبته و وجوده بين‬ ‫لأّ‬ ‫المور ‪ ،‬على أّنه و ان كان ل خير فيه أيضا من جهة جايرّيته إ ّ‬
‫الخلق مّما يوجب النزجار عن إثارة الفتن و يكون ذلك خيرا وقع في الوجود بوجتتوده ل‬
‫يحصل مع عدمه ‪ ،‬فوجوده مطلقا واجب ‪.‬‬

‫و هذا معنى قوله و ل بّد للّناس من أمير بّر أو فاجر و قوله ) يعمل في امرتتته المتتؤمن (‬
‫ن الّنظر فيتته إلتتى أمتتارة‬
‫سلم أ ّ‬ ‫روي في شرح المعتزلي عن بعض شارحي كلمه عليه ال ّ‬
‫ن أمتتارة‬
‫ن المقصتتود بتتذلك أ ّ‬ ‫الفاجر و هكذا اللفاظ التتتى بعتتد ذلتتك كّلهتتا راجعتتة إليهتتا و أ ّ‬
‫الفاجر ليست بمانعة للمؤمن من العمل لّنه يمكنه أن يصّلي و يصوم و يتصّدق‬
‫] ‪[ 185‬‬

‫و إن كان المير فاجرا في نفسه ‪ 1‬و بقوله ) و يستمتع فيها الكافر ( أّنه يتمّتع بمّدته كمتتا‬
‫قال سبحانه للكافرين ‪:‬‬

‫ى الّنار ‪.‬‬
‫ن َمصيَرُكْم ِإل َ‬
‫ُقلْ َتَمّتُعوا َفإ ّ‬

‫ضمير في امرته راجع إلى الميتتر ‪ ،‬و لّمتتا كتتان لفتتظ الميتتر‬
‫شارح البحراني ‪ :‬ال ّ‬
‫و قال ال ّ‬
‫محتمل للبّر و الفاجر كان المراد بالمرة التي يعمل فيها المؤمن امتترة الميتتر متتن حيتتث‬
‫هو بّر و بالتي يستمتع فيها الكافر امرته من حيث هو فاجر قال ‪:‬‬

‫ن إمرة الفاجر ليست‬


‫ضمير يعود إلى الفاجر فا ّ‬
‫ن ال ّ‬
‫شارحين إ ّ‬
‫و هذا أولى من قول بعض ال ّ‬
‫مظنة تمكن المؤمن من عمله ‪.‬‬

‫لت و نتواهيه إذ ذلتك وقتت‬ ‫و المراد بعمل المؤمن في امرة البّر عمله على وفتق أو امتر ا ّ‬
‫تمكنه منه و المراد باستمتاع الكافر في إمرة الفاجر انهمتتاكه فتتي اللتتذات الحاضتترة التتتي‬
‫ل و نواهيه و ذلك وقت تمّكنه من مخالفة الّدين ‪.‬‬ ‫يخالف فيها أوامر ا ّ‬

‫أقول و يؤّيد هذا الوجه الّرواية الخرى التية ‪ ،‬و يمكن أن يكتتون المعنتتى أّنتته ل بتّد متتن‬
‫انتظام امور المعاش من أمير بّر أو فاجر ليعمل المؤمن بما يستوجب به جّنات النعيم ‪ ،‬و‬
‫ل فيها الجل ( أى في أمارة المير بّرا كان‬ ‫جة عليه ) و يبلغ ا ّ‬ ‫يتمّتع فيها الكافر ليكون ح ّ‬
‫أو فاجرا و فايدة هذه الكلمة تذكير العصاة ببلوغ الجل و تخويفهم به ) و يجمتتع بتته ( أى‬
‫ستتبل و‬‫بالمير مطلقا ) الفيء و يقاتتتل ب ( وجتتود ) ه العتتدّو و تتتأمن ب ( ستتطوت ( ه ال ّ‬
‫ي ( و هذه المور كّلها ممكنتتة الحصتتول‬ ‫ضعيف من القو ّ‬ ‫ق ) لل ّ‬
‫يؤخذ ب ( عد ل ) ه ( الح ّ‬
‫في أمارة الفاجر كحصولها في أمارة البّر ‪.‬‬

‫ستتاقا كتتان الفيء يجمتتع بهتتم و البلد تفتتتح فتتي‬


‫ن امتتراء بنتتي امّيتتة متتع كتتونهم ف ّ‬
‫أل ترى أ ّ‬
‫ضتتعيف ‪ ،‬و لتتم‬
‫ي متتأخوذ بال ّ‬ ‫سبل آمنة ‪ ،‬و القو ّ‬ ‫أيامهم ‪ ،‬و الثغور السلمية محروسة و ال ّ‬
‫يضّر جورهم شيئا في تلك المور ‪.‬‬

‫و قوله ) حّتى يستريح بّر و يستراح من فاجر ( يعنى أنّ هذه المور ل تزال‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتت تتت تتتت تتتت ت تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 186‬‬
‫تحصل بوجود المير بّرا كان أو فاجرا إلى أن يستريح البّر من المراء أو مطلق الّنتتاس‬
‫و يستريح الّناس من المير الفاجر أو مطلق الفتتاجر بتتالموت أو العتتزل ‪ ،‬و فيهمتتا راحتتة‬
‫ن الخرة خير من الولى و ل يجري المور غالبا على مراده و ل يستلّذ كالفتتاجر‬ ‫للبّر ل ّ‬
‫شهوات ‪ ،‬و راحة للناس من الفاجر لخلصهم متتن جتتوره و إن انتظتتم بتته‬ ‫بالنهماك في ال ّ‬
‫ل في المعاش ‪.‬‬‫نظام الك ّ‬

‫ن غاية صتتدور هتتذه المتتور أن يستتتريح‬ ‫و على كون حّتى مرادفة كي الّتعليلية فالمعنى أ ّ‬
‫البّر من الّناس في دولة البّر من المراء ‪ ،‬و يستريح الناس مطلقا من بغى الفجتتار و متتن‬
‫الشرور و المكاره في دولة الميتتر مطلقتتا ‪ ،‬و ل ينتتافي ذلتتك اصتتابة المكتتروه متتن فتتاجر‬
‫احيانا هذا ‪.‬‬

‫لت‬
‫سلم ) لما سمع تحكيمهم قتتال حكتتم ا ّ‬ ‫سيد ره ) و فى رواية اخرى اّنه ( عليه ال ّ‬
‫و قال ال ّ‬
‫انتظر فيكم ( اى جريان القضاء بقتلهم و حلول وقت القتتتل و قتتد متّرت هتذه الّروايتتة فتي‬
‫شرح الخطبة الخامسة و الثلثين عن ابن و يزيل في كتاب صّفين و ل حاجة إلى العادة‬
‫‪.‬‬

‫ي ( و يقوم بمقتضا تقواه ) و أمتتا المتترة الفتتاجرة‬‫و قال ) أما المرة البّرة فيعمل فيها الّتق ّ‬
‫ى ( بمقتضى شقاوته ) إلى أن تنقطع مّدته ( اي م تّدة دولتتته أو حيتتاته ) و‬ ‫شق ّ‬
‫فيتمّتع فيها ال ّ‬
‫تدركه منيته (‬

‫ععععع‬

‫ستتلم بتتانّ‬‫ص صريح منه عليتته ال ّ‬ ‫ن هذا الكلم ن ّ‬ ‫شارح المعتزلي في شرح المقام ‪ :‬إ ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫ن مشايخنا البصرّيين يقولون طريتتق‬ ‫المامة واجبة ‪ ،‬فأّما طريق وجوب المامة ماهي فا ّ‬
‫ل على وجوبهتتا ‪ ،‬و قتتال البغتتدادّيون و أبتتو عثمتتان‬ ‫شرع و ليس في العقل ما يد ّ‬
‫وجوبها ال ّ‬
‫ل على وجوب الّرياسة و هو قول‬ ‫ن العقل يد ّ‬
‫الجاحظ من البصرّيين و شيخنا أبو الحسين إ ّ‬
‫ن الوجه الذي يوجب أصحابنا الّرياسة غير الوجه الّذي توجب المامّية منتته‬ ‫لأّ‬
‫المامّية إ ّ‬
‫الّرياسة ‪.‬‬

‫ن أصحابنا يوجبون الّرياسة على المكّلفين من حيث كان في الرياسة‬


‫و ذاك إ ّ‬

‫] ‪[ 187‬‬

‫ل من حيث كتتان‬ ‫مصالح دنيوّية و دفع مضار دنيوّية ‪ ،‬و المامّية يوجبون الّرياسة على ا ّ‬
‫في الّرياسة لطفا به و بعدا للمكّلفين عن مواقعة القبايح العقلّية ‪ ،‬و الظاهر متتن كلم أميتتر‬
‫المؤمنين يطابق ما يقوله أصحابنا أل تراه كيف عّلل قوله ‪ :‬ل بّد للّناس من أمير فقال في‬
‫ضعيف متتن القتتوي ‪،‬‬
‫سبل و يؤخذ ال ّ‬
‫تعليله يجمع بها الفيء و يقاتل بها العدّو و يؤمن به ال ّ‬
‫و هذه كّلها مصالح الّدنيا انتهى ‪.‬‬

‫سلم نصّ صريح في وجوب المارة ‪،‬‬


‫ن كلمه عليه ال ّ‬
‫أقول ‪ :‬و أنت خبير بما فيه ‪ ،‬ل ّ‬

‫و المارة غير المامة ‪ ،‬لمكان حصولها من البّر و الفاجر كما هو صريح كلمه بل من‬
‫الكافر أيضا ‪ ،‬بخلف المامة فاّنها نيابة عن الّرسول و الغرض العمدة فيها هو مصتتلحة‬
‫ي أيضتتا كتتان ذلتتك ‪ ،‬فل‬ ‫ن المقصود متتن بعتتث الّنتتب ّ‬‫ق المكّلفين كما أ ّ‬
‫الّدين و الّلطف في ح ّ‬
‫ن المصتتالح‬ ‫لأّ‬‫يمكن حصولها من الفاجر و إن كان يترّتب عليها مصلحة دنيوّيتتة أيضتتا إ ّ‬
‫الّدنيوية زايدة في جنب المصالح الخروّية ل صلحّية فيها للعّلية للمامتتة و إّنمتتا يصتتلح‬
‫عّلة لوجوب المارة و يكتفى فيها بذي شوكة له الّرياسة العامة إماما كان أو غيتتر إمتتام ‪،‬‬
‫جار بني امّية حيثمتتا ذكرنتتا ستتابقا ‪ ،‬و لجتتل‬ ‫ن انتظام المر يحصل بذلك كما في عهد ف ّ‬ ‫فا ّ‬
‫سلم إلى وجوب المارة عّلتتل الوجتتوب بتتامور راجعتتة إلتتى المصتتالح‬ ‫كون نظره عليه ال ّ‬
‫الّدنيوّية ‪ ،‬و لو كان نظره إلى المامة لعللها بامور راجعة إلى مصالح الّدين و الّدنيا ‪.‬‬

‫شارع تبعتتا للبغتتدادّيين متتن كتتون‬


‫سلم على مذهب ال ّ‬
‫و بالجملة فل دللة في كلمه عليه ال ّ‬
‫ن فيها جلب منافع دنيوّية و دفع مضاّر دنيوّية ‪،‬‬ ‫وجوب المامة مستندا إلى أ ّ‬

‫صتتا صتتريحا فيتته ‪ ،‬و إّنمتتا‬


‫و ليس مقصوده الشارة إلى وجوب المامة فضل عن كونه ن ّ‬
‫كان مقصتوده بتتذلك رّد الختتوارج المنكريتتن لوجتوب المتارة ‪ ،‬فتأثبت وجوبهتا لحتيتتاج‬
‫الّناس إليها فافهم جّيدا ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫أز جمله كلم آن عاليمقام است در شأن خوارج نهروان وقتى كه شتتنيد گفتتتار ايشتتان را‬
‫ل مىگفتند يعنى هيچ حكم نيست مگر خداوند را‬
‫كه ل حكم إل ّ‬

‫] ‪[ 188‬‬

‫آن حضرت فرمود ‪:‬‬

‫كه اين سخن سخن حقى است كه اراده شده به آن أمر باطل بلى بدرستى كه هيچ حكمى‬
‫نيست مگر خداى را و لكن اين جماعت مقصودشتتان از ايتتن ستتخن ايتتن استتت كتته هيتتچ‬
‫امارت نيست در ميان مردمان و حال آنكتته ايتتن حتترف بتتى وجتته استتت از جهتتت اينكتته‬
‫ناچار است مردم را از اميرى نيكوكار يابد كار تا اينكه عمل كند در زمان امارت أمير‬
‫نيكوكار مؤمن پرهيزكار به أو امر و نواهي پروردگار ‪ ،‬و لذت بر دارد در زمان أمير‬
‫فاجر منافق و كافر ‪ ،‬و تا برساند ختتداى تعتتالى در امتتارت آن اميتتر مردمتتانرا بمنتهتتاى‬
‫زمان و جمع شود به وجود آن أمير غنيمت ‪ ،‬و قتال كرده شود بواسطه او با دشتتمنان ‪،‬‬
‫و آسوده شود بسبب او راههاى بيابان ‪ ،‬و گرفته شود به عدالت او حق ضتتعيف بيچتتاره‬
‫أز صاحب قوة با شوكت تا آسوده و راحت شود نيكوكار و راحتى يافته شتتود از شتترير‬
‫روزكار ‪.‬‬

‫لت‬
‫سيد مرحوم گفته در روايت ديگر وارد شده كه آنحضرت زمانى كه شنيد ل حكم إل ّ‬
‫كفتن خارجيانرا فرمود ‪ :‬كه حكم خداوند را انتظار مىكشم در حق شما كه حلول وقتتت‬
‫قتل ايشان بود و فرمود آنحضرت كه أما أمارت نيكو پس عمل مىكند در آن پرهيزكار‬
‫و أما أمارت بد پس تمتع يابد در آن تبه كار تا آنكه منقطتتع شتتود و بنهتتايت برستتد متتدت‬
‫ل أعلم بسّر كلمته‬‫عمر او در زمان ‪ ،‬و در يابد و اداراك نمايد او را مرك ناگهان ‪ ،‬و ا ّ‬
‫سلم ‪.‬‬
‫عليه ال ّ‬

‫ع عع عععع عع عععع عععععع‬

‫و هى الحدى و الربعون من المختار فى باب الخطتتب و قتتد رواهتتا المحتّدث المجلستتى‬


‫ستتلم‬
‫في البحار من كتاب مطالب السؤول لمحمد بتتن طلحتتة قتتال ‪ :‬و متتن خطبتته عليتته ال ّ‬
‫ل و إن أتى الّدهر بالخطب الفادح و الحدث الجليل ‪ ،‬فاّنه ل ينجو متتن المتتوت متتن‬ ‫الحمد ّ‬
‫خافه و ل يعطى البقاء من أحبه أل و‬

‫] ‪[ 189‬‬

‫صدق ‪ ،‬و ل أعلم جّنة أوقى منه ‪ ،‬و ل يغدر من علتتم كيتتف المرجتتع ‪ ،‬و‬ ‫ن الوفاء توأم ال ّ‬
‫إّ‬
‫لقد أصبحنا في زمان قد اّتخذ أكثر أهله الغدر كيسا ‪ ،‬و نسبهم أهل الجهل فيتته إلتى حستتن‬
‫لت و‬
‫ل قد يرى الحّول القّلب وجه الحيلتتة و دونتته متتانع متتن أمتتر ا ّ‬
‫الحيلة ‪ ،‬ما لهم قاتلهم ا ّ‬
‫نهيه ‪ ،‬فيدعها رأى عين بعد القدرة عليها ‪ ،‬و ينتهز فرصتها من ل حريجة له في الّدين ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) التوأم ( معروف يقال هذا توأم هذا و هذه توأم هتتذه و همتتا توأمتتان و ) الجّنتتة ( بالضتتم‬
‫الترس و ) المرجع ( اسم مكان أو مصدر و الموجود في اكتتثر الّنستتخ بفتتتح الجيتتم و فتتي‬
‫صتتحيح ‪ ،‬قتتال الفيروزآبتتادى ‪ :‬رجتتع يرجتتع رجوعتتا و‬ ‫بعضها بالكسر ‪ ،‬و الظاهر أّنتته ال ّ‬
‫ن المصتتادر متتن فعتتل يفعتتل إّنمتتا تكتتون بالفتتتح و‬
‫مرجعتتا كمنتتزل و مرجعتتة شتتاّذان ‪ ،‬ل ّ‬
‫) الكيس ( وزان فلس مصدر من كاس كيستتا و هتتو الفطنتتة و العقتتل و ) الحتّول القّلتتب (‬
‫البصير بتقليب المور و تحويلها و ) ال تّراى ( مصتتدر كالّرؤيتتة و ) النتهتتاز ( المبتتادرة‬
‫يقال انتهز الفرصة اغتنمها و بادر إليها و ) الحريجة ( الّتحتترج ‪ ،‬و الّتتتأثّم ‪ ،‬اى التح تّرز‬
‫من الحرج و الثم ‪ ،‬قال الفيومي تحّرج النسان تحّرجا هذا مّما ورد لفظه مخالفتتا لمعنتتاه‬
‫و المراد فعل فعل جانب به الحرج كما يقال ‪ ،‬تحّنث إذا فعل ما يختترج بتته عتتن الحنتتث ‪،‬‬
‫قال ابن العرابي ‪ :‬للعرب أفعال تخالف معانيها ألفاظهتتا يقتتال تح تّرج و تحّنتتث و تتتأثّم و‬
‫جد إذا ترك الهجود ‪.‬‬
‫ته ّ‬

‫ععععععع‬

‫ل رفتع علتى‬ ‫ي علتى الفتتح و هتو فتي محت ّ‬ ‫قتوله ‪ :‬كيتف المرجتع كيتف استم استتفهام مبنت ّ‬
‫الخبّرية ‪ ،‬و المرجع مبتداء مؤخر و الجملة في موضتتع نصتتب بعلتتم و هتتي معّلقتتة عنهتتا‬
‫ي ‪ ،‬و جملة‬‫ن الستفهام ل يعمل فيه ما قبله ‪ ،‬و ما لهم استفهام انكار ّ‬
‫العامل ل ّ‬

‫] ‪[ 190‬‬

‫ل لها من العراب ‪ ،‬و جملة و دونه مانع حالية ‪ ،‬و انتصاب رأى‬ ‫ل دعائية ل مح ّ‬ ‫قاتلهم ا ّ‬
‫عين على حذف المضاف لدى بعد رايتته أو متتع رايتته بعيتتن و يحتمتتل أن يكتتون حتتال أى‬
‫ل لهتتا متتن‬
‫يتركهتتا حالكونهتتا مرئيتتة بعيتتن ‪ ،‬و جملتتة و ينتهتتز فرصتتتها استتتينافية ل محت ّ‬
‫العراب ‪ ،‬و من الموصولة فاعل ينتهز ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ن الغدر و الكذب من جنود الجهل على متتا‬ ‫صدق من جنود العقل كما أ ّ‬
‫ن الوفاء و ال ّ‬
‫اعلم ا ّ‬
‫سلم ‪،‬‬‫ل عليه ال ّ‬
‫ورد في رواية الكافي باسناده عن ابن مهران عن أبي عبد ا ّ‬

‫ن عتّد هتتذه الوصتتاف متتن جنتتود‬ ‫و تقابل الّولين مع الخرين تقابتتل العتتدم و الملكتتة ‪ ،‬ل ّ‬
‫العقل و الجهل باعتبار مباديها الّراسخة و ملكاتها الّثابته في الّنفس دون آثارها التتتي هتتى‬
‫من العمال و الفعال ‪ ،‬و على هذا فالوفاء ملكة نفسانية تنشأ من لزوم العهد كمتتا ينبغتتي‬
‫صتتدق ملكتتة تحصتتل متتن‬ ‫و البقاء عليه ‪ ،‬و الغدر عدم الوفاء عمن من شأنه الوفتتاء ‪ ،‬و ال ّ‬
‫صدق ‪.‬‬‫صدق لمن من شأنه ال ّ‬ ‫لزوم مطابقة القوال للواقع ‪ ،‬و الكذب عدم ال ّ‬

‫ن الوفتتاء هتتو‬ ‫ص من الّثتتاني مطلقتتا ل ّ‬


‫ن الّول أخ ّ‬ ‫صدق فهى أ ّ‬ ‫و أما الّنسبة بين الوفاء و ال ّ‬
‫ل وفتاء صتدق و ل يكتتون‬ ‫صدق في الوعد و رّبما يكون صادقا في غير مقام الوعتتد فكت ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ل فتتي‬
‫صتتدق ل يكتتون إ ّ‬ ‫ن النسبة عموم من وجه إذ ال ّ‬ ‫ل صدق وفاء ‪ ،‬و يمكن أن يقال ‪ :‬ا ّ‬ ‫كّ‬
‫القول ‪ ،‬لّنه من أنواع الخبر ‪ ،‬و الخبر قول و الوفاء قتتد يكتتون بالعمتتل ‪ ،‬و مثلهتتا الّنستتبة‬
‫شاعر ‪:‬‬‫بين الغدر و الكذب قال ال ّ‬

‫غتتتتتتتتتتتتتتتاض الوفتتتتتتتتتتتتتتتاء و فتتتتتتتتتتتتتتتاض الغتتتتتتتتتتتتتتتدر و اّتستتتتتتتتتتتتتتتعت‬


‫مسافة الخلف بين القول و العمل‬
‫صدق لما كانا متشاركين في كونهما من جنود العقل‬ ‫ن الوفاء و ال ّ‬‫إذا عرفت ذلك فأقول ‪ :‬إ ّ‬
‫صتتدق ( و‬
‫ن الوفاء تتتوأم ال ّ‬
‫سلم ) إ ّ‬
‫متلزمين غالبا لجرم شّبههما بالّتوأمين و قال عليه ال ّ‬
‫صتتدق بحستتب‬‫ن الّتوأم الولد المقارن للولد في بطن واحد ‪ ،‬فشّبه الوفاء به لتقارنه ال ّ‬‫ذلك إ ّ‬
‫العقل و تصاحبه معه غالبا ) و ل أعلم جّنتة أوقتى منته ( أى أشتّد وقايتة منته متن عتذاب‬
‫الخرة و من عار الّدنيا المترّتبين على الغدر و خلف‬

‫] ‪[ 191‬‬

‫الوعد ‪ ،‬مضافا إلى ما فيه من الثمرات و المنافع الخر ‪ ،‬و سنشير إلى منافعه الخرويتتة‬
‫بعد الفراغ من شرح الخطبتتة ‪ ،‬و أمتتا الثمتترات الّدنيوّيتتة قمنهتتا اعتمتتاد النتتاس علتتى قتتول‬
‫ي و ثقتهم به و ركونهم إليه و استحقاق المدح و الّثناء عند الخالق و الخلئق ‪ ،‬و متتن‬ ‫الوف ّ‬
‫هنا قيل الوفاء مليح و الغدر قبيح ‪.‬‬

‫سمؤل يضرب به المثل في الوفتتاء يقتتال أو فتتي متتن‬ ‫قال المطرزي في شرح المقامات ‪ :‬ال ّ‬
‫ن امتترء القيتتس بتتن الحجتتر لمتتا أراد الختتروج استتتودع الستتمؤل‬ ‫السمؤل ‪ ،‬و متتن وفتتائه أ ّ‬
‫دروعا فلما مات امرء القيس غزاه ملك من ملوك الشام فتحرز منه السمؤل ‪ ،‬فأخذ ابنا له‬
‫كان مع ظئر خارجا من الحصن ‪ ،‬ثّم صاح بالسمؤل فأشرف عليه ثّم قتتال هتتذا ابنتتك فتتي‬
‫ي ال تّدروع و‬ ‫ق بميراثه ‪ ،‬فان دفعت إل ت ّ‬ ‫ن امرء القيس ابن عّمي و أنا اح ّ‬ ‫يدي و قد علمت أ ّ‬
‫ل أشتتار إليتته‬
‫جله فجمع أهل بيته و نساءه فشتتاورهم فكت ّ‬ ‫جلني ‪ ،‬فأ ّ‬
‫ل ذبحت ابنك ‪ ،‬فقال ‪ :‬أ ّ‬‫إّ‬
‫ن الغتتدر طتتوق ل‬ ‫أن يدفع الّدروع ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما كنت لحّقر أمانة فاصتتنع متتا انتتت صتتانع إ ّ‬
‫يبلى و ل بني هذا اخوة فذبح الملك ابنه و هو ينظر إليه ‪،‬‬

‫ستتمؤل بالتّدروع الموستتم فتتدفعها إلتتى ورثتتة‬


‫و رجع خائبا فلما دخلت أّيام الموسم وافتتى ال ّ‬
‫امرء القيس ‪.‬‬

‫ن الّنعمان بن المنذر قد جعل له يتومين ‪ ،‬يتتوم بتؤس متتن صتادفه فيتته قتلته و‬ ‫و في الثر إ ّ‬
‫ي قد خرج ليطلتتب‬ ‫أرداه ‪ ،‬و يوم نعيم من لقى فيه أحسن إليه و أغناه ‪ ،‬و كان رجل من ط ّ‬
‫لت‬
‫ي أّنه مقتتتول ‪ ،‬فقتتال ‪ :‬حيتتا ا ّ‬
‫الّرزق لولده ‪ ،‬فصادفه الّنعمان في يوم بؤسه فعلم الطائ ّ‬
‫ن لي صبية صغارا و لم يتفاوت الحتتال فتتي قتلتتي بيتتن أّول الّنهتتار و آختتره ‪ ،‬فتتان‬ ‫الملك إ ّ‬
‫ي ثتّم أعتتود‬
‫رأى الملك أن اوصل إليهم هتتذا القتتوت و أوصتتى بهتتم أهتتل المتترّوة متتن الحت ّ‬
‫ل أن يضمنك رجل معنا فان لتتم ترجتتع قتلنتتاه ‪ ،‬و كتتان‬ ‫للملك ‪ ،‬فقال النعمان ‪ :‬ل إذن لك إ ّ‬
‫ي مستترعا و‬ ‫ي نديم النعمان معه ‪ ،‬فقال ‪ :‬أّيها الملك أنا أضمنه فمضى الطائ ّ‬ ‫شريك بن عد ّ‬
‫ى ستتبيل حّتتتى‬‫صار النعمان يقول لشريك جاء وقتك فتأّهب للقتل ‪ ،‬فقال ‪ :‬ليس للملتتك عل ت ّ‬
‫يأتي المساء ‪.‬‬

‫فلما قرب المساء قال النعمان ‪ :‬تأّهب للقتل ‪ ،‬فقال شريك ‪ ،‬هذا شخص قد لح‬
‫] ‪[ 192‬‬

‫مقبل و أرجو أن يكون الطائي ‪ ،‬فلما قرب إذا هو الطائي قد اشتّد في عدوه مسرعا حّتتتى‬
‫وصل ‪ ،‬فقال ‪ :‬خشيت أن ينقضى الّنهار قبل وصولى فعدوت ‪ ،‬ثّم قتتال ‪ :‬أّيهتتا الملتتك متتر‬
‫بأمرك ‪ ،‬فأطرق الّنعمان ثّم رفع رأسه فقال ‪ :‬ما رأيت أعجب منكتتم ‪ ،‬أمتتا أنتتت يتتا طتتائي‬
‫فما تركت لحد في الوفاء مقاما يفتخر به ‪ ،‬و أما أنت يا شريك فما تركت لكريتتم ستتماحة‬
‫يذكر بها في الكرماء ‪ ،‬فل أكون أنا ألم الثلثة أل و إّني قد رفعت يوم بؤسى عن الّنتتاس‬
‫و نقضت عادتي كرما لوفاء الطائي و كرم شتتريك ‪ ،‬فقتتال لتته النعمتتان ‪ :‬متتا حملتتك علتتى‬
‫الوفاء و فيه اتلف نفسك ‪ ،‬فقال ‪ :‬من ل وفاء له ل دين له فأحسن إليه النعمتتان و وصتتله‬
‫بما أغناه ‪.‬‬

‫سلم بعد الترغيب في الوفاء و بيتتان حستتنه رّهتتب عتتن الغتتدر بقتتوله ) و ل‬
‫ثّم إّنه عليه ال ّ‬
‫يغدر من علم كيف المرجع ( يعنى من كان له علم بحالة الغادر في الخرة و بما يستتتح ّ‬
‫ق‬
‫به بغدره من الجحيم و العذاب الليم ‪ ،‬ل يصدر منه غدر و ل يكون له رغبة إليه ‪.‬‬

‫روى في البحار من الكافي مسندا عن الصبغ بن نباتة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال أميتتر المتتؤمنين عليتته‬
‫سلم ذات يوم و هو يخطب على المنتبر بالكوفتة ‪ :‬يتا أّيهتتا النتاس لتتو ل كراهيتة الغتدر‬ ‫ال ّ‬
‫ن الغتدر و‬‫ل فجتترة كفترة أل و إ ّ‬‫ل غتتدرة فجترة ‪ ،‬و لكت ّ‬ ‫لكنت متتن أدهتتى الّنتاس ال أن لكت ّ‬
‫الفجور و الخيانة في الّنار هذا ‪.‬‬

‫و لّما بّين حسن الوفاء و قبح الغدر أشار إلى ما عليه أكثر أهتتل زمتتانه متتن رغبتهتتم إلتتى‬
‫الغدر و عّدهم ذلك حسنا و غفلتهم عن قبحه فقال ‪ :‬و ) لقد أصبحنا في زمتتان اّتختتذ أكتتثر‬
‫أهله الغدر ( و الخديعة ) كيسا ( و فطانة ) و نسبهم أهل الجهل فيه إلتتى ( صتتحة الّتتتدبير‬
‫و ) حسن الحيلة ( ‪.‬‬

‫ن الغدر كثيرا ما يستلزم الّذكاء و التفطن لوجه الحيلتتة و ايقاعهتتا بالمغتتد و ربتته‬
‫و ذلك ل ّ‬
‫ن الكيس أيضا عبارة عتن الفطانتة وجتتودة التّذهن فتتي استتخراج وجتتوه المصتتالح ‪،‬‬ ‫كما أ ّ‬
‫لأّ‬
‫ن‬ ‫فالغادر و الكيس يشتركان في التصاف بالفطنة إ ّ‬

‫] ‪[ 193‬‬

‫الّول يستعمل فطنته في استخراج وجوه الحيلة لجلب منفعة دنيوّية و إن خالفت القتتوانين‬
‫شرعّية ‪ ،‬و الكّيس يستعمل تفطنه في استنباط وجوه المصالح الكلية على وجه ل يخالف‬ ‫ال ّ‬
‫شريعة ‪ ،‬فلدّقة الفرق استعمل الغادرون غدرهم في موضع الكيس و نستتبهم أهتتل‬ ‫قواعد ال ّ‬
‫حة التترأى و حستتن الحيلتتة ‪ ،‬كمتا كتتانوا يقولتتون فتتي عمترو بتن‬
‫الجهالة و الغفلة إلتى صت ّ‬
‫ن حيلة الغادر تخرجه إلى رذيلة الفجور و أّنه ل‬
‫العاص و المغيرة بن شعبة و لم يعلموا أ ّ‬
‫حسن في حيلة جّرت الى رذيلة ‪.‬‬

‫ل ( و أبعدهم من رحمته )‬ ‫) ما لهم ( اى لهؤلء الغادرين في افتخارهم بغدرهم ) قاتلهم ا ّ‬


‫قد يرى الحّول القّلب ( أى كثير البصتتيرة فتتي تحويتتل المتتور و تقليبهتتا لستتتنباط وجتتوه‬
‫ن الغتتدر و الخديعتتة ليتتس قتتابل ل ّ‬
‫ن‬ ‫شتتريف و مقصتتوده أ ّ‬ ‫المصتتالح ‪ ،‬و أراد بتته نفستته ال ّ‬
‫ن صاحب البصيرة رّبما يعرف ) وجه الحيلة ( كأّنه يراه عيانا ) و ( متتع ذلتتك‬ ‫يفتخربه فا ّ‬
‫لت (‬‫ن ) دونها ( أى دون الحيلة و العمتتل بهتتا ) متانع متتن أمتتر ا ّ‬ ‫ل يقدم عليها لما يشاهد أ ّ‬
‫بتركها ) و نهيه ( عن فعلها ) فيدعها ( و يتركها ) رأى عين ( أى مع رؤيته عيانا ) بعتتد‬
‫ل ت ستتبحانه ) و ينتهتتز‬ ‫القدرة عليها ( و تمّكنه منها تجّنبا من الّرذايل الموبقة و خوفا من ا ّ‬
‫شتترع‬ ‫فرصتها ( و يبادر إليها ) من ل حريجة له في الّدين ( و ل مبتتالة لتته فتتي أوامتتر ال ّ‬
‫ب العالمين ‪.‬‬
‫لر ّ‬ ‫المبين و ل خوف له من ا ّ‬

‫ععععع‬

‫قد عرفت حسن الوفاء و أّنه مّما يترتب عليه المدح و الّثتتواب ‪ ،‬و قبتتح الغتتدر و أّنتته مّمتتا‬
‫لت ستتبحانه أو‬ ‫يترتب عليه الّلوم و العقاب ‪ ،‬فيكتتون الّول واجبتتا ستتواء كتتان فتتي عهتتود ا ّ‬
‫عهود الخلق ‪ ،‬و الخر حراما ‪ ،‬و قد اشير إلى ذلك المعنى في غير موضع من القترآن و‬
‫ن الستقصاء غير ممكن ‪.‬‬ ‫وردت بذلك أخبار كثيرة و ل بأس بالشارة إلى بعضها فا ّ‬

‫فأقول ‪ :‬قال سبحانه في سورة المائدة ‪:‬‬

‫ن آَمُنوا ُأوُفوا ِباْلُعُقوِد‬


‫يا َأّيَها اّلذي َ‬

‫] ‪[ 194‬‬

‫ل سبحانه على عباده باليمان‬ ‫اى بالعهود قال ابن عباس ‪ :‬و المراد بها العهود التي أخذ ا ّ‬
‫ل و ح تّرم و‬‫ل لهم أو حّرم عليهم ‪ ،‬و في رواية اخرى قال ‪ :‬ما هو أح ّ‬ ‫به و طاعته فيما أح ّ‬
‫ما فرض و ما حّد في القرآن كّله ‪ ،‬أى فل تتعّدوا و ل تنكثوا ‪ ،‬و قيل المراد العقتتود التتتي‬
‫يتعاقدها الّناس بينهم ‪.‬‬

‫ل إذا عاَهْدُتم و فيها أيضا ‪:‬‬


‫و في سورة الّنحل و ُأوُفوا ِبَعْهِد ا ّ‬

‫ن قتتال‬‫ن ُكْنُت تْم َتْعَلُمتتو َ‬


‫خي تٌر َلُك تْم ِإ ْ‬
‫ل ت ُه تَو َ‬
‫عْن تَد ا ّ‬
‫ن متتا ِ‬
‫ل ِإ ّ‬
‫ل ت َثَمن تًا َقلي ً‬
‫ش تَتُروا ِبَعْه تِد ا ِّ‬
‫و ل َت ْ‬
‫ل بسبب شيء يسير تنتتالوه متتن حّكتتام التّدنيا فتكونتتوا قتتد‬ ‫ي ‪ :‬أى ل تخالفوا عهد ا ّ‬ ‫الطبرس ّ‬
‫ل بالشيء الحقير ‪.‬‬ ‫بعتم عظيم ما عند ا ّ‬
‫ل َنِبّيا ‪.‬‬
‫سو ً‬
‫ن َر ُ‬
‫عِد و كا َ‬
‫ق اْلَو ْ‬
‫ن صاِد َ‬
‫ل ِإّنُه كا َ‬
‫سمعي َ‬
‫ب ِإ ْ‬
‫و في سورة مريم ‪َ :‬و اْذُكْر في اْلِكتا ِ‬

‫قال في مجمع البيان ‪ :‬إذا وعد بشيء و في به و لم يخلف ‪ ،‬قتتال ابتتن عّبتتاس ‪ :‬إّنتته واعتتد‬
‫رجل أن ينتظره في مكان و نسي الّرجل فانتظره سنة حّتى أتتتاه الّرجتتل ‪ ،‬و عتتن الكتتافي‬
‫سلم ما في معناه و السماعيل ابتتن خرقيتتل‬ ‫عن الصادق ‪ ،‬و العيون عن الّرضا عليهما ال ّ‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫ل عليه ال ّ‬
‫و قيل اسماعيل بن إبراهيم ‪ ،‬و الّول رواه أصحابنا عن أبي عبد ا ّ‬

‫أقتتول ‪ :‬و لعّلتته أراد بهتتذه الّروايتتة متتا رواه المحتّدث العلمتتة المجلستتي فتتي البحتتار عتتن‬
‫ل عليتته‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫سلم قال ‪ :‬قال رسول ا ّ‬ ‫صادق عن آبائه عليهم ال ّ‬ ‫صدوق باسناده عن ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫صدقة صدقة الّلسان تحقن به الّدماء و تدفع بته الكريهتة و تجتّر المنفعتة‬ ‫ن أفضل ال ّ‬ ‫و آله إ ّ‬
‫الى أخيك المسلم ‪.‬‬

‫ن عابد بني اسرائيل الذي كان أعبدهم كان يسعى في حوائج الّناس عند الملتتك ‪،‬‬ ‫ثّم قال ‪ :‬إ ّ‬
‫و إّنه لقى اسماعيل بن خرقيل فقال ل تبرح حّتى أرجتتع اليتتك يتتا استتماعيل ‪ ،‬فستتهل عنتته‬
‫عند الملك فبقى عند الملك ‪ ،‬فبقى اسماعيل إلى الحول هناك فأنبت ا ّ‬
‫ل‬

‫] ‪[ 195‬‬

‫لسماعيل عشبا فكان يأكل منه و اجرى له عينا و أظّله بغمام فخرج الملك بعد ذلتتك إلتتى‬
‫الّتنزه و معه العابد فرأى اسماعيل ‪ :‬فقال له ‪ :‬إّنك لههنا يا اسماعيل ‪ :‬فقال له ‪:‬‬

‫قلت ل تبرح فلم أبرح فسّمى صادق الوعد ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬و كان جّبار مع الملك فقال ‪ :‬أّيها الملك كذب هذا العبد قتتد متتررت بهتتذه البّريتتة فلتتم‬
‫ل صالح ما أعطتتاك قتتال فتنتتاثرت أستتنان‬ ‫أراه ههنا ‪ ،‬فقال اسماعيل إن كنت كاذبا فنزع ا ّ‬
‫لت أن يتترّد علت ّ‬
‫ى‬ ‫صالح فتتاطلب أن يتتدعو ا ّ‬
‫الجّبار ‪ ،‬فقال جّبار إّنى كذبت على هذا العبد ال ّ‬
‫أسنانى فاني شيخ كبير ‪ ،‬فطلب إليه الملك فقال ‪ :‬إّنى أفعتتل قتتال ‪ :‬الستتاعة ‪ ،‬قتتال ‪ :‬ل ‪ ،‬و‬
‫لت‬
‫ل بالستتحار ‪ ،‬قتال ا ّ‬ ‫ن أفضل ما دعوتم ا ّ‬ ‫سحر ‪ ،‬ثّم دعى ثّم قال ‪ :‬يا فضل إ ّ‬‫خره إلى ال ّ‬
‫أّ‬
‫تعالى و بالسحار هم يستغفرون ‪.‬‬

‫عَلْيِه َفِمْنُهْم َم تنْ َقضتتى‬


‫ل َ‬
‫صَدُقوا ما عاَهُدوا ا ّ‬
‫ل َ‬
‫ن ِرجا ٌ‬
‫ن اْلُمْؤِمني َ‬‫و في سورة الحزاب ‪ِ :‬م َ‬
‫ل‪.‬‬
‫ظُر و ما َبّدُلوا َتْبدي ً‬‫ن َيْنَت ِ‬
‫حَبُه و ِمْنُهْم َم ْ‬
‫َن ْ‬

‫سلم أّنه قال المتتؤمن مؤمنتتان ‪ ،‬فمتتؤمن‬


‫صادق عليه ال ّ‬
‫روى في الصافي من الكافي عن ال ّ‬
‫ل رجال صدقوا ما عاهدوا ا ّ‬
‫ل‬ ‫ل عّز و ج ّ‬‫ل ‪ ،‬و ذلك قول ا ّ‬‫ل و وفى بشرط ا ّ‬
‫صدق بعهد ا ّ‬
‫عليه ‪،‬‬
‫و ذلك الذي ل يصيبه أهوال الّدنيا و ل أهوال الخرة ‪ ،‬و ذلك مّمن يشفع و ل يشفع لتته ‪،‬‬
‫و مؤمن كخامة الّزرع يعوج احيانتتا و يقتتوم احيانتتا ‪ ،‬فتتذلك مّمتتن يصتتيبه أهتتوال التّدنيا و‬
‫أهوال الخرة ‪ ،‬و ذلك مّمن يشفع له و ل يشفع ‪.‬‬

‫ل في كتابه فقال من المؤمنين رجال صدقوا ‪ ،‬الية إّنكم و‬ ‫سلم لقد ذّكركم ا ّ‬
‫و عنه عليه ال ّ‬
‫ل عليه ميثاقكم من وليتنا و انكم لم تبدلوا بنا غيرنا ‪.‬‬
‫فيتم بما أخذ ا ّ‬

‫ن الية و نحوها آيات أخر ‪.‬‬


‫ن مال َتْفَعلُو َ‬
‫ن آَمُنوا ِلَم َتُقوُلو َ‬
‫صف ‪ :‬يا َأّيَها اّلذي َ‬
‫و في سورة ال ّ‬

‫و أّما الخبار فمضافا إلى ما ذكرنا ما رواه في الوسايل متتن الكتتافي باستتناده عتتن شتتعيب‬
‫لت عليتته و آلتته متتن‬
‫لت صتّلى ا ّ‬
‫سلم قال قال رسول ا ّ‬‫ل عليه ال ّ‬
‫العقرقوفي ‪ ،‬عن أبي عبد ا ّ‬
‫كان يؤمن‬

‫] ‪[ 196‬‬

‫ل و اليوم الخر فليف إذا وعد ‪.‬‬


‫با ّ‬

‫ستتلم ‪ ،‬يقتتول ‪:‬‬


‫ل عليتته ال ّ‬ ‫ل بن سنان قال ‪ :‬سمعت أبا عبد ا ّ‬
‫و من العلل باسناده عن عبد ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم وعد رجل إلى صخرة فقال أنتتا لتتك ههنتتا حّتتتى‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ن رسول ا ّ‬
‫إّ‬
‫ل لو أنك تحّولت إلى الظ ّ‬
‫ل‬ ‫تأتى ‪ ،‬قال ‪ :‬فاشتّدت الشمس عليه فقال له أصحابه يا رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬قد وعدته إلى ههنا و إن لم يجيء كان منه المحشر ‪.‬‬ ‫‪ ،‬قال صّلى ا ّ‬

‫سلم و ترغيبه و ترهيبه‬ ‫و في كتاب تحف العقول قال ‪ :‬و من حكم أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل علتتى وجتتل و متتن صتتولته‬ ‫ن المكر و الخديعة في النار فكونوا من ا ّ‬ ‫و وعظه أما بعد فا ّ‬
‫ل ل يرضى لعباده بعتتد اعتتذاره و انتتدازه استتتطرادا و استتتدراجا لهتتم متتن‬ ‫نا ّ‬
‫على حذر إ ّ‬
‫ن أّنه قتتد أحستتن‬
‫ل سعى العبد حّتى ينسى الوفاء بالعهد و يظ ّ‬ ‫حيث ل يعلمون ‪ ،‬و لهذا يض ّ‬
‫صنعا ‪.‬‬

‫ن و رجاء و غفلتة عّمتا جتائه متن النبتاء يعقتد علتى نفسته العقتد و‬ ‫و ل يزال كذلك في ظ ّ‬
‫لت علتتى عهتتد ) عمتتد خ ( يهتتوى متتع الغتتافلين ‪ ،‬و‬
‫يهلكها بكل الجهد و هو في مهلة من ا ّ‬
‫لت المتتؤمنين ‪ ،‬و يستحستتن تمتتويه المتتترفين »‬‫يغتتدو متتع المتتذنبين و يجتتادل فتتي طاعتتة ا ّ‬
‫المسرفين خ « ‪،‬‬

‫لت‬
‫شبهة ‪ ،‬و تطاولوا على غيرهم بالفريتتة ‪ ،‬و حستتبوا أّنهتتا ّ‬
‫فهؤلء قوم شرحت قلوبهم بال ّ‬
‫قربة ‪.‬‬
‫و ذلك لّنهم عملوا بالهواء ‪ ،‬و غّيروا كلم الحكماء ‪ ،‬و حّرفوه بجهل و عمى و طلبوا به‬
‫سمعة و الّرياء ‪ ،‬بل سبيل قاصدة ‪ ،‬و ل أعلم جارية ‪ ،‬و ل منتتار معلتتوم إلتتى أمتتدهم و‬ ‫ال ّ‬
‫لت لهتتم عتتن ثتتواب سياستتتهم ‪ ،‬و استتتخرجهم متتن‬‫الى منهل هم واردوه حّتتتى إذا كشتتف ا ّ‬
‫جلبيب غفلتهم ‪ ،‬استقبلوا مدبرا و استدبروا مقبل ‪ ،‬فلم ينتفعوا بما أدركوا متتن امنّيتهتتم ‪،‬‬
‫و ل بما نالوا من طلبتهم ‪ ،‬و ل ما قضوا من وطرهم ‪ ،‬و صار ذلك عليهم و بالفصاروا‬
‫يهربون مّما كانوا يطلبون ‪.‬‬

‫ل الذي ل ينفع غيره فلينتفع بتقيتتة » بنفستته‬ ‫و إّنى احّذركم هذه المنزلة ‪ ،‬و آمركم بتقوى ا ّ‬
‫ن البصتتير متتن ستتمع و تفّكتتر و نظتتر‬
‫ن ضتتميره ‪ ،‬فتتا ّ‬
‫خ ل « إن كان صادقا علتتى متتا يحت ّ‬
‫صرعة في الهوى ‪،‬‬ ‫فأبصر ‪ ،‬و انتفع بالعبر ‪ ،‬و سلك جددا واضحا يتجّنب فيه ال ّ‬

‫] ‪[ 197‬‬

‫ق أو تحريتتف‬
‫ستتف فتتي ح ت ّ‬
‫و يتنّكب طريق العمى ‪ ،‬و ل يعين على فساد نفسه الغوات بتع ّ‬
‫ل ‪ ،‬الحديث ‪.‬‬
‫ل با ّ‬
‫في نطق أو تغيير في صدق ‪ ،‬و ل قّوة إ ّ‬

‫ل أخذ من شيعتنا الميثاق كما أخذ على بني آدم ألست بربكم فمتتن‬ ‫نا ّ‬
‫و في حديث الئمة إ ّ‬
‫ل له بالجّنة ‪.‬‬
‫و في لنا و في ا ّ‬

‫ل عليه و آلتته و س تّلم و يجيء‬


‫ل صّلى ا ّ‬ ‫سلم قال ‪ :‬قال رسول ا ّ‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫و عن أبي عبد ا ّ‬
‫ل غادر يوم القيامة بامام مايل شدقه ‪ 1‬حّتى يدخل الّنار هذا ‪.‬‬
‫كّ‬

‫ل ستتبحانه و متتواثيقه‬ ‫ن متعّلق الوفاء أعّم من عهود ا ّ‬ ‫و قد ظهر لك مّما ذكرناه و رويناه أ ّ‬
‫الّتي أختتذها متتن العبتتاد ‪ ،‬و متتن عهتتود الّنتتاس و شتتروط بعضتتهم متتع بعتتض و متتواثيقهم‬
‫شرعية ‪ ،‬و الولى عامة لصول العقايد من الّتوحيد و الّنبوة و الولية‬ ‫الموافقة للقوانين ال ّ‬
‫سنة النبياء و الّرسل و الكتب المنزلة ‪،‬‬ ‫حيث أخذ ميثاق الّناس عليها في عالم الّذّر ‪ ،‬و بال ّ‬
‫و الفروع العقايد من العبادات البدنية و الواجبات العمليتتة ‪ ،‬و الثانيتتة شتتاملة للعقتتود التتتي‬
‫صلح و الجارة و نحوها ‪ ،‬و للعهود و العدات المجّردة عن‬ ‫يتعاقدونها بينهم من البيع و ال ّ‬
‫العقد ‪.‬‬

‫و ثمرة الوفاء بالولى الترّقى الى مدارج الكمال و اليقين و الطيتتران فتتي حظيتترة القتتدس‬
‫مع الولياء المقّربين ‪ ،‬و ثمرة الوفاء بالفروع البدنّية النجتتاة متتن الجحيتتم و الخلص متتن‬
‫العذاب الليم ‪ ،‬و نتيجة الوفاء بالعقود المعقودة استتتكمال الّنظتتام و حصتتول النتظتتام ‪ ،‬و‬
‫بالعهود المجّردة اقتاء الفضايل و اجتناب الّرذايل ‪.‬‬

‫ن متتراده بالوفتتاء هتو وفتتاء‬


‫سلم الذي نحتن فتي شتترحه هتتو أ ّ‬‫و الظاهر من كلمه عليه ال ّ‬
‫ن حستن الوفتاء و‬ ‫يأّ‬ ‫الناس بما يتعاهدون بينهم ‪ ،‬و بالغدر الغدر المقابل لته ‪ ،‬و غيتر خفت ّ‬
‫ستتلم فتتي بعتتض‬
‫ق أهل الوفاء كما أشار إليه أمير المتتؤمنين عليتته ال ّ‬
‫وجوبه إنما هو في ح ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫ل ‪ ،‬و الغدر بأهل الغدر وفاء عند ا ّ‬ ‫كلماته ‪ :‬الوفاء لهل الغدر غدر عند ا ّ‬

‫يعني أّنه إذا كان بينهما عهتد و مشتارطة فغتدر أحتدهما و ختالف شترطه فيجتوز للختر‬
‫نقض العهد أيضا ‪ ،‬و ل يجب له الوفاء بل يكون وفائه في حّقه غدرا قبيحا ‪،‬‬

‫‪-----------‬‬
‫تتت تتتتتت ت‬‫) ‪ ( 1‬تتت تت تتتتت ت ت تتت ت تت ت‬
‫تتت ت ت ‪.‬‬
‫تتتتت تتتت تت تتتت تتتت‬

‫] ‪[ 198‬‬

‫ل سبحانه قد أمتتر بالوفتتاء متتع وفتتاء الطتترف‬‫نا ّ‬


‫و غدره وفاء مّتصفا بالحسن ‪ ،‬و ذلك ل ّ‬
‫الخر و بالنقض مع نقضه كما اشير اليه في قوله ‪:‬‬

‫حترامِ‬‫جِد اْل َ‬
‫ست ِ‬
‫عْنتَد اْلَم ْ‬
‫ن عاَهتْدُتْم ِ‬‫ل اّلتذي َ‬
‫سوِله ِإ ّ‬
‫عْنَد َر ُ‬
‫لو ِ‬
‫عْنَد ا ِّ‬
‫عْهٌد ِ‬
‫ن َ‬
‫شِركي َ‬ ‫ن ِلْلُم ْ‬
‫ف َيُكو ُ‬
‫َكْي َ‬
‫لتت و‬
‫سَتقيُموا َلُهْم فيكون الوفاء مع مخالفة الطرف الخر مخالفا لمر ا ّ‬ ‫سَتقاُموا َلُكْم َفا ْ‬
‫َفَما ا ْ‬
‫لت و‬
‫لحكمه الذي كان يجب عليه امتثاله و اللتزام به ‪ ،‬فيكون ذلك الوفاء غدرا في حكم ا ّ‬
‫ق الثنتتاء الجميتتل و‬ ‫ل فيستح ّ‬ ‫ل و وفاء بحكم ا ّ‬ ‫يتّرتب عليه أثره ‪ ،‬و الغدر له امتثال لمر ا ّ‬
‫الجر الجزيل ‪ ،‬و يحتمل أن يكتون المتراد أّنته يتتّرتب علتى المتوفى إثتم الغتادر و علتى‬
‫الغادر أجر الموفي ‪،‬‬

‫ل العالم ‪.‬‬
‫وا ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جمله خطب آن حضرتست در مدح وفا و ذّم غدر ميفرمايد ‪:‬‬

‫بدرستى كه وفا نمودن بعهد همزاد راستى و درستى استتت ‪ ،‬و نميتتدانم هيتتچ ستتپرى كتته‬
‫نگاه دارندهتر باشد از اين خصلت ‪ ،‬و غتتدر نمىكنتتد كستتى كتته دانتتد كتته چگتتونه استتت‬
‫بازگشت بخدا ‪ ،‬و بتحقيق كه صباح كردهايم در زمانى كه أخذ نمودهانتد بيشتترين أهتل‬
‫آن زمان بى وفائى را كياست و زيركى ‪ ،‬و نستبت داده أهتل جهتتالت جمتاعت غتتدار را‬
‫در آن روزگتار بته نيكتوئى حيلتت و فراستت ‪ ،‬چيستت اينجمتاعت را ختدا دور گردانتد‬
‫ايشتتان را از رحمتتت ختتود در هتتر دو جهتتان بدرستتتى كتته مىبينتتد متتردى كتته صتتاحب‬
‫بصيرتست در تحويل امور و تقليب آنها و در استنباط وجوه مصتتالح ظتتاهر حيلتته را و‬
‫حال آنكه نزد آن حيله مانعى است از امر خدا و نهى او ‪ ،‬پس ترك مى كنتتد آن حيلتته را‬
‫در حتتال ديتتدن آن بچشتتم بعتتد از قتتدرت او بتتر آن بجهتتت ختتوف از عقتتاب خداونتتد ‪ ،‬و‬
‫غنيمت ميشمارد مجال آن را كسى كه صاحب پرهيز از گناه نيست در دين ‪.‬‬

‫] ‪[ 199‬‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫و هى الثانية و الربعون من المختار في باب الخطب و قتتد رواهتتا المحتّدث المجلستتي و‬


‫غيره بطرق مختلفة و اختلف يسير ‪ ،‬و رواها الشارح المعتزلي أيضا في شرح الخطبة‬
‫ستيد قتّدس ستّره فتي‬
‫التية ‪ ،‬و نشير الى تلك الّروايات بعد الفراغ متتن شترح متا أورده ال ّ‬
‫سلم ‪:‬‬‫صلة و ال ّ‬
‫الكتاب و هو قوله عليه ال ّ‬

‫ن أخوف ما أخاف عليكم إثنتان ‪ :‬اّتباع الهتوى ‪ ،‬و طتول المتل ‪ ،‬فأّمتا اّتبتاع‬ ‫أّيها الّناس إ ّ‬
‫ن التّدنيا قتتد وّلتتت‬
‫ق ‪ ،‬و أّمتتا طتتول المتتل فينستتى الختترة ‪ ،‬أل و إ ّ‬
‫الهوي فيصّد عتتن الحت ّ‬
‫ن الخرة قد أقبلت‬ ‫ل صبابة كصبابة الناء إصطّبها صاّبها ‪ ،‬أل و إ ّ‬ ‫حّذاء ‪ ،‬فلم يبق منها إ ّ‬
‫ل منهما بنون ‪ ،‬فكونوا من أبناء الخرة ‪ ،‬و ل تكونوا من أبناء الّدنيا ‪،‬‬ ‫‪ ،‬و لك ّ‬

‫ن اليوم عمل و ل حساب ‪ ،‬و غتتدا‬


‫ل ولد سيلحق بأبيه ) بأّمه خ ل ( يوم القيمة ‪ ،‬و إ ّ‬
‫نكّ‬
‫فإ ّ‬
‫حساب و ل عمل ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫سريعة و من الناس من يتتروى ج تّذاء بتتالجيم و‬ ‫قال السّيد ) ره ( قوله ‪ ) :‬حّذاء ( الحّذاء ال ّ‬
‫صاد المهملة بقية الماء في‬ ‫صبابة ( بضّم ال ّ‬
‫الذال اى انقطع خيرها و دّرها انتهى ‪ 1‬و ) ال ّ‬
‫ب و هو الراقة ‪.‬‬ ‫ص ّ‬‫الناء و ) الصطباب ( افتعال من ال ّ‬

‫ععععععع‬

‫صتتفة إلتتى الموصتتوف‬


‫كلمة ما في قوله أخوف ما أخاف نكرة موصوفة ‪ ،‬و العايتتد متتن ال ّ‬
‫محذوف ‪ ،‬أى أخوف ما أخافه على حّد قوله ربما تكره الّنفوس له فرجة‬

‫‪-----------‬‬
‫تتت تتتت تت ت تت تتت تتتتتت ت ت ت ت‬ ‫) ‪(1‬ت ت‬
‫تتتتتتت تتتت تتت تتت تتت تتتتت ت تتت تتت‬
‫تتتت تتتت ت تت تتت تت تتت تت ت تتت ت تتتتت‬
‫تت ت ت تت ت تت ت‬‫تت ت ت تتتت ت تتتت ت ت تت‬
‫تتتتتت ‪.‬‬
‫] ‪[ 200‬‬

‫ب شتتيء تكرهتته الّنفتتوس ‪ ،‬و قتتوله ‪ :‬اّتبتتاع الهتتوى و طتتول المتتل‬


‫ل العقتتال ‪ ،‬أى ر ّ‬
‫كح ت ّ‬
‫مرفوعان على أّنهما خبران لمبتداء محذوف واقعان موقتتع التفستتير لثنتتتان ‪ ،‬و هتتو متتن‬
‫ن البلغتتة بالّتوشتتيح ‪ ،‬و هتتو أن يتتؤتى فتتي عجتتز‬‫باب اليضاح بعد البهام المسّمى في ف ّ‬
‫ب فيتته‬
‫سر باسمين ثانيهما عطف على الّول ‪ ،‬و مثله يشيب ابن آدم و يشت ّ‬ ‫الكلم بمثّنى مف ّ‬
‫ل صبابة مرفتتوع‬ ‫خصلتان ‪ :‬الحرص و طول المل ‪ ،‬و حّذاء منصوب على الحالية ‪ ،‬و إ ّ‬
‫على الستثناء المفرغ ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ن مقصوده بهذه الخطبة الّنهى عن اّتباع الهوى و المنع من طول المل في التتّدنيا ‪،‬‬
‫اعلم أ ّ‬
‫فاّنهما من أعظم الموبقات و أشّد المهلكات كما قال سبحانه ‪:‬‬

‫ف َمقتتاَم َرّبتِه و‬
‫ن ختتا َ‬‫ي اْلَمْأوى ‪ ،‬و َأّمتتا َمت ْ‬
‫جحيَم ِه َ‬‫ن اْل َ‬
‫حيوَة الّدْنيا َفِإ ّ‬ ‫طغى و آَثَر اْل َ‬
‫ن َ‬‫َفَأّما َم ْ‬
‫لت و‬‫ي اْلَمتْأوى يعنتتى متتن تجتتاوز الحتّد التتذي حتّده ا ّ‬ ‫جّنتَة ِهت َ‬ ‫ن اْل َ‬
‫ن اْلَهوى َفِإ ّ‬ ‫عِ‬
‫س َ‬
‫َنَهى الّنْف َ‬
‫ن الّنار منزلها و مأواها‬ ‫ضل الّدنيا على الخرة و اختارها عليها ‪ :‬فا ّ‬ ‫ارتكب المعاصي و ف ّ‬
‫‪ ،‬و أّما من خاف مقام مسألة رّبه فيما يجب عليه فعله أو تركه ‪ ،‬و نهى نفسه عن الحتترام‬
‫ن الجّنة مقّره و مثواه و لكونهما من أعظم المهلكات كان ختتوفه‬ ‫الذي تهويه و تشتهيه ‪ ،‬فا ّ‬
‫ن أخوف ما أخاف ( ه ) عليكم‬ ‫سلم ) أيها الّناس إ ّ‬ ‫منهما أشّد كما أشار إليهما بقوله عليه ال ّ‬
‫ستتوء‬‫اثنتان ( اى خصلتان إحداهما ) اّتباع الهوى ( و المراد به هو ميل الّنفس المارة بال ّ‬
‫شريعة ‪.‬‬‫الى مقتضى طباعها من الّلذات الّدنيوية إلى حّد الخروج عن قصد ال ّ‬

‫و مجامع الهوى خمسة امور جمعها قوله سبحانه ‪:‬‬

‫ل و الْولِد ‪،‬‬ ‫خٌر َبْيَنُكْم ‪ ،‬و َتكاُثٌر في الْمتتوا ِ‬


‫ب ‪ ،‬و َلهٌو ‪ ،‬و زيَنٌة و َتفا ُ‬ ‫حيوُة الّدْنيا َلِع ٌ‬
‫ِإّنَما اْل َ‬
‫عذا ٌ‬
‫ب‬ ‫خَرِة َ‬
‫لِ‬‫حطامًا و في ا ْ‬‫ن ُ‬ ‫صَفّرا ُثّم َيُكو ُ‬
‫ج َفَتريُه ُم ْ‬‫ب اْلُكّفار َنباُتُه ُثّم َيهي ُ‬
‫ج َ‬‫عَ‬ ‫ث َأ ْ‬
‫غْي ٍ‬
‫ل َ‬ ‫َكَمَث ِ‬
‫شديٌد‬ ‫َ‬

‫] ‪[ 201‬‬

‫و العيان التي تحصل منها هذه الخمسة سبعة جمعها قوله سبحانه ‪:‬‬

‫ضتتِة و‬
‫ب َو اْلِف ّ‬
‫ن الّذَه ِ‬
‫طَرِة ِم َ‬
‫ن الّنساِء و اْلَبنين و اْلَقناطيِر اْلُمَقْن َ‬‫ت ِم َ‬
‫شَهوا ِ‬ ‫ب ال ّ‬
‫ح ّ‬‫ن ِللّناس ُ‬ ‫ُزّي َ‬
‫ن اْلَمتتآبِ ) و (‬‫ست ُ‬
‫حْ‬‫عْنَدُه ُ‬
‫ل ِ‬ ‫حيوِة الّدْنيا و ا ّ‬ ‫ع اْل َ‬
‫ك َمتا ُ‬
‫ث ذِل َ‬
‫حْر ِ‬
‫لْنعاِم و اْل َ‬
‫سّوَمِة و ا َْ‬
‫ل اْلُم َ‬
‫خْي ِ‬
‫اْل َ‬
‫الخصتتلة الثانيتتة ) طتتول المتتل ( و المتتراد بالمتتل تعّلتتق الّنفتتس بحصتتول محبتتوب فتتي‬
‫ن المل كثيرا ما يستعمل فيما يستتتبعد حصتتوله‬ ‫المستقبل ‪ ،‬و يرادفه الطمع و الّرجاء إل أ ّ‬
‫و الطمع فيما قرب حصوله و الّرجاء بين المل و الطمع و طول المل عبارة عتتن توقتتع‬
‫امور دنيوية يستدعى حصولها مهلة في الجل و فسحة من الزمان المستقبل ‪.‬‬

‫سلم بعد تحذيره عن اتباع الهوى و طول المل أشار إلى ما يتّرتب عليهمتتا‬ ‫ثّم إّنه عليه ال ّ‬
‫ق(و‬ ‫من المفاسد الّدينية و المضار الخروّية فقال ‪ ) :‬أّمتتا اّتبتتاع الهتتوى فيصتّد عتتن الحت ّ‬
‫ن اّتباع الهوى يتتوجب صتترف الّنظتتر إلتتى الشتتهوات الّدنيويتتة و قصتتر الهّمتتة فتتي‬ ‫ذلك ل ّ‬
‫ن حّبتتك للشتتيء‬ ‫ق و هتتو واضتتح ‪ ،‬ل ّ‬ ‫اللتتذات الفانيتتة و هتتو مستتتلزم للعتتراض عتتن الح ت ّ‬
‫صارفك عّما وراه و شاغلك عّما عداه ‪.‬‬

‫ن طول المتتل عبتتارة عتتن‬


‫) و أّما طول المل فينسى الخرة ( و ذلك لما قد عرفت من أ ّ‬
‫توقتتع امتتور محبوبتتة دنيوّيتتة فهتتو يتتوجب دوام ملحظتهتتا و دوام ملحظتهتتا مستتتلزم‬
‫لعراض الّنفس عن ملحظة أحوال الخرة و هو مستعقب ل نمحاء تصورها في الّذهن‬
‫و ذلك معنى الّنسيان لها ‪.‬‬

‫ن النسان إذا أنس بها و بلّذاتها ثقل عليه‬‫ب الّدنيا فا ّ‬


‫قال بعضهم ‪ :‬سبب طول المل هو ح ّ‬
‫ن متتن أح ت ّ‬
‫ب‬ ‫ب دوامها ‪ ،‬فل يتفّكر في الموت الذي هو سبب مفارقتهتتا ‪ ،‬فتتا ّ‬ ‫مفارقتها و أح ّ‬
‫شيئا كره الفكر فيما يزيله و يبطله ‪ ،‬فل يزال تمّنى نفسه البقاء في الّدنيا و تق تّدر حصتتول‬
‫ما تحتاج إليه من أهل و مال و أدوات و أستتباب ‪ ،‬و يصتير فكتتره مستتغرقا فتتي ذلتك فل‬
‫يخطر الموت و الخرة بباله ‪.‬‬

‫خر ذلك‬
‫و إن خطر بخاطره الموت و الّتوبة و القبال على العمال الخروّية أ ّ‬

‫] ‪[ 202‬‬

‫من يوم إلى يوم ‪ ،‬و من شهر إلى شهر و من عام إلى عام و قال إلتتى أن اكتهتتل و يتتزول‬
‫ن الشباب ‪ ،‬فاذا اكتهل قال إلى أن أصير شيخا ‪ ،‬فاذا شاخ قال إلى أن ات تّم هتتذه ال تّدار و‬ ‫سّ‬
‫سفر و هكذا يسّوف التوبة كّلما فرغ متن شتغل‬ ‫ازّوج ولدي فلنا و إلى أن أعود من هذا ال ّ‬
‫عرض له شغل آخر بتتل اشتتغال حّتتتى يختطفتته المتتوت و هتتو غافتتل عنتته غيتتر مستتتعّدله‬
‫مستغرق القلب في امور الّدنيا ‪ ،‬فتطتول فتتي الخترة حستترته و تكتتثر نتتدامته و ذلتتك هتتو‬
‫الخسران المبين ‪.‬‬

‫ق و طتتول المتتل منستتيا للختترة‬ ‫ثّم إّنه بعد الشارة إلى كون اّتباع الهوى صاّدا عتتن الحت ّ‬
‫أردف ذلك بالتنبيه على سرعة زوال الّدنيا و فنائهتتا كتتى يتنّبتته الغافتتل عتتن نتتوم الغفلتتة و‬
‫ن التّدنيا قتتد وّلتتت‬
‫يعرف عدم قابليتها لن يطال المل فيهتتا أو يّتبتتع الهتتوى فقتتال ) أل و إ ّ‬
‫ل شخص ) فلم يبتتق منهتتا ( بالّنستتبة إليتته ) إ ّ‬
‫ل‬ ‫حّذاء ( أى أدبرت سريعة لكونها مفارقة لك ّ‬
‫صبابة كصبابة النآء اصطّبها صاّبها ( اطلق الصبابة استعارة لبقّيتها القليلة ‪،‬‬
‫ن الخرة قتتد أقبلتتت ( إشتتارة‬
‫و القّلة هى الجامع بين المستعار منه و المستعار له ) أل و إ ّ‬
‫إلى سرعة لحوق الخرة ‪ ،‬إذا إدبار العمر مستلزم لقبال الموت الذي هو آخر أيام التتّدنيا‬
‫و أّول أّيام الخرة ‪.‬‬

‫ن المؤكدة و حرف الّتنبيه و قد الّتحقيقية ‪ ،‬من أجل تنزيل العالم منزلة الجاهل‬ ‫و التيان با ّ‬
‫فكان المخاطبين لغفلتهم عن اقبالها حيث لم يتّزودوا لها و لم يّتخذوا لهتتا ذخيتترة جتتاهلون‬
‫ل منهمابنون ( شتّبه ال تّدنيا و الختترة بتتالب أو الّم و أهلهتتا‬ ‫سلم ) و لك ّ‬ ‫له و قوله عليه ال ّ‬
‫بالبناء و الولد إشارة إلى فرط ميل أهل الّدنيا إلى دنيتاهم و أهتل الختترة إلتى آخرتهتم‬
‫فهم من فرط المحبتتة إليهمتتا بمنزلتتة البتتن إلتتى أبتتويه ‪ ،‬و همتتا متتن حيتتث تهّيتتة الستتباب‬
‫صارفين نظرهما إلى تربية الولد ‪.‬‬ ‫لهلهما بمنزلة البوين ال ّ‬

‫ستتعى للختترة ‪ ،‬و الميتتل إليهتتا و‬ ‫ث الخلتتق علتتى ال ّ‬


‫ستتلم حت ّ‬‫ثتّم لمتتا كتتان غرضتته عليتته ال ّ‬
‫العراض عن الّدنيا قال ) فكونوا من أبنآء الخرة و ل تكونوا من أبنتتآء ال تّدنيا ( و عّللتته‬
‫شارح البحراني ‪ :‬و أشتتار بتتذلك إلتتى‬ ‫ل ولد سيلحق بأبيه يوم القيامة ( قال ال ّ‬ ‫نكّ‬‫بقوله ) فا ّ‬
‫ن أبناء الخرة و الطالبين لها و العاملين لجلها مقّربون في الختترة لحقتتون لمراداتهتتم‬ ‫أّ‬
‫فيها ‪،‬‬

‫] ‪[ 203‬‬

‫و لهم فيها ما تشتهى أنفسهم و لهم ما يّدعون نزل من غفور رحيم ‪.‬‬

‫ن نفوسهم لما كانت مستتتغرقة فتتي محّبتهتتا و ناستتية لطتترف الختترة و‬ ‫و أما أبناء الّدنيا فا ّ‬
‫معرضة عنها ‪ ،‬ل جرم كانت يوم القيامة مغمتتورة فتتي محّبتتة الباطتتل ‪ ،‬مغلولتتة بسلستتل‬
‫الهيئات البدنية و الملكات الّردّية ‪ ،‬فهي لتعّلقها بمحبة الّدنيا حيث ل يتمّكتتن متتن محبوبهتتا‬
‫ل معتته ‪ ،‬ثتّم حيتتل بينتته و‬
‫ل هتتو و ل انتتس إ ّ‬
‫ل بوالده و ل ألف له إ ّ‬
‫بمنزلة ولد ل تعّلق له إ ّ‬
‫بينه مع شّدة تعّلقه به و شوقه إليه ‪ ،‬و اخذ إلى ضيق السجان و بتتدل بتتالعّز الهتتوان فهتتو‬
‫في أشّد وله و هّم و أعظم حسرة و غّم ‪.‬‬

‫و أّما أبناء الخرة ففي حضانة أبيهم و نعيمه قد زال عنهم بتتؤس الغربتتة و شتتقاء اليتتتم و‬
‫سوء الحضن فمن الواجب إذا تعرف احوال الوالدين و اتباع اثرهمتتا و ادومهمتتا شتتفقة و‬
‫ل الخرة و ليكن ذو العقل من أبناء الخرة و ليكن برا بوالده‬ ‫أعظمهما بركة ‪ ،‬و ما هى ا ّ‬
‫ن اليتتوم عمتتل و ل حستتاب ( أراد بتتاليوم متّدة‬ ‫متوصل إليه بأقوى السباب و أمتنها ) و ا ّ‬
‫ن التكليف إّنمتتا هتتو فتتي هتتذا اليتتوم و العمتتل بتته و‬
‫ن هذا اليوم يوم عمل ‪ ،‬ل ّ‬‫الحياة يعنى أ ّ‬
‫المتثال له إّنما يكون فيه ) و غدا حستتاب و ل عمتتل ( أراد بالغتتد متتا بعتتد المتتوت و هتتو‬
‫لزم للعاقل أن يبادر إلى‬ ‫وقت الحساب و ل عمل فيه لنقطاع زمان التكليف فعلى هذا فال ّ‬
‫العمل الذي به يكون من أبناء الخرة فتتي وقتتت امكتتانه قبتتل مجيء الغتتد التتذي هتتو وقتتت‬
‫ى التوفيق ‪.‬‬
‫ل ول ّ‬
‫الحساب دون العمل ‪ ،‬و ا ّ‬

‫ععععع‬

‫ن طول المل من أعظم الموبقات حسبما مّرت إليه الشارة ‪ ،‬و كفى في ذلتتك قتتوله‬‫اعلم أ ّ‬
‫سبحانه ‪:‬‬

‫ستْوفَ‬
‫ل َف َ‬
‫لَم ت ُ‬
‫ن ‪َ ،‬فَذْرُهْم َيْأُكُلوا و َيَتَمّتُعتتوا و ُيْلِهِه تُم ا َْ‬
‫سِلمي َ‬
‫ن َكَفُروا َلْو كاُنوا ُم ْ‬
‫ُرَبما َيَوّد اّلذي َ‬
‫ن ايثار الّتنّعم و الّتلّذذ الذي هو من شئونات اّتباع الهوى و ما‬ ‫ن فنّبه سبحانه على أ ّ‬ ‫َيْعَلُمو َ‬

‫] ‪[ 204‬‬

‫يؤّدي إليه طول المل من أخلق الكافرين ل من أخلق المؤمنين ‪.‬‬

‫و أّما الخبار في ذّمه و الّتحذير منه و بيان متا يتتّرتب عليته متن المفاستد فهتو فتوق حتّد‬
‫الحصاء ‪.‬‬

‫فمن ذلك ما ورد في الحديث القدسي ‪ :‬يا موسى ل تطول في الّدنيا أملك فيقسو لذلك قلبك‬
‫و قاسي القلب مّنى بعيد ‪.‬‬

‫ل عليه و آله ‪ :‬يتتا بتتاذر‬


‫ي في البحار بعّدة طرق قال صّلى ا ّ‬ ‫ي المعروف المرو ّ‬
‫و في الّنبو ّ‬
‫إّياك و الّتسويف بأملك فانك بيومك و لست بما بعده فان يكن غدلك فكن في الغد كما كنت‬
‫في اليوم ‪ ،‬و إن لم يكن غدلك لم تندم على ما فرطت في اليوم ‪ ،‬يا باذركم مستقبل يوما ل‬
‫يستكمله و منتظر غدا ل يبلغه ‪ ،‬يا باذر لو نظرت إلى الجل و مصيره لبغضتتت المتتل‬
‫و غروره ‪ ،‬يا باذر إذا أصبحت ل تحّدث نفسك بالمساء ‪ ،‬و إذا أمسيت فل تح تّدث نفستتك‬
‫صباح ‪ ،‬و خذ من صحّتك قبل سقمك ‪ ،‬و متتن حياتتتك قبتتل موتتتك ‪ ،‬فاّنتتك ل تتتدرى متتا‬ ‫بال ّ‬
‫اسمك غدا ‪.‬‬

‫ط إلى جنبه و قال ‪ :‬هتتذا أجلتته ‪،‬‬


‫ط خطا و قال ‪ :‬هذا النسان ‪ ،‬و خ ّ‬
‫يخ ّ‬ ‫ن الّنب ّ‬
‫و عن أنس أ ّ‬
‫ط اخرى بعيدا منه فقال ‪ :‬هذا المل فبينما هو كذلك إذ جائه القرب ‪.‬‬ ‫وخ ّ‬

‫ل فقال أحدهما للخر ‪ :‬ما بلغ من قصتتر أملتتك ؟‬


‫و في رواية أّنه اجتمع عبدان من عباد ا ّ‬
‫فقال ‪ :‬أملي إذا أصبحت أن ل امسى و إذا امسيت أن ل اصبح ‪ ،‬فقال ‪ :‬إنك لطويل المل‬
‫‪ ،‬أّما أنا فل اؤّمل أن يدخل لي نفس إذا خرج و ل يخرج لي نفس إذا دخل ‪.‬‬
‫ل على محمّتتد و آل‬ ‫سلم و الّتحية ‪ :‬الّلهّم ص ّ‬
‫سجادية على منشئها آلف ال ّ‬
‫صحيفة ال ّ‬
‫و في ال ّ‬
‫محّمد و اكفنا طول المل ‪ ،‬و قصره عّنا بصدق العمل ‪ ،‬حّتى ل نؤمل استتمام ساعة بعد‬
‫ساعة ‪ ،‬و ل استيفاء يوم بعد يوم ‪ ،‬و ل اّتصال نفس بنفس ‪ ،‬و ل لحوق قدم بقدم ‪،‬‬

‫و سّلمنا من غروره ‪ ،‬و آمّنا من شروره ‪.‬‬

‫سلم ‪:‬‬
‫ى عليه ال ّ‬
‫و في الّديوان المنسوب إلى عل ّ‬

‫] ‪[ 205‬‬

‫تؤّمتتتتتتتتتتتتتتتتتل فتتتتتتتتتتتتتتتتتي التتتتتتتتتتتتتتتتتّدنيا طتتتتتتتتتتتتتتتتتويل و ل تتتتتتتتتتتتتتتتتتدرى‬


‫ن ليتتتتتتتتتتتتتتتل هتتتتتتتتتتتتتتتل تعيتتتتتتتتتتتتتتتش إلتتتتتتتتتتتتتتتى فجتتتتتتتتتتتتتتتر‬
‫اذا جتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬

‫فكتتتتتتتتتتتتم متتتتتتتتتتتتن صتتتتتتتتتتتتحيح متتتتتتتتتتتتات متتتتتتتتتتتتن غيتتتتتتتتتتتتر عّلتتتتتتتتتتتتة‬


‫و كتتتتتتتتتتتم متتتتتتتتتتتن مريتتتتتتتتتتتض عتتتتتتتتتتتاش دهتتتتتتتتتتترا إلتتتتتتتتتتتى دهتتتتتتتتتتتر‬

‫و كتتتتتتتتتتتتتتم متتتتتتتتتتتتتتن فتتتتتتتتتتتتتتتى يمستتتتتتتتتتتتتتى و يصتتتتتتتتتتتتتتبح آمنتتتتتتتتتتتتتتا‬


‫و قد نسجت اكفانه و هو ل يدرى‬

‫ن مضار طول المل و مفاسده غير خفّية على من تنّور قلبه بنور العرفتتان ‪،‬‬ ‫و بالجملة فا ّ‬
‫سلم إليه بقتتوله ‪ :‬و أّمتتا طتتول المتتل‬
‫ل نسيان الخرة الذى أشار عليه ال ّ‬ ‫و لو لم يكن فيه إ ّ‬
‫فينسى الخرة لكفى ‪ ،‬فكيف بمفاستتد متجتتاوزة عتتن حتّد الحصتتاء ‪ ،‬و قاصتترة عتتن طت ّ‬
‫ى‬
‫ل من طول المل في الّدنيا و من طتتول الحستتاب فتتي‬ ‫مسافتها قدم الستقصاء ‪ ،‬عصمنا ا ّ‬
‫ل شيء قدير و بالجابة حقيق و جدير ‪.‬‬ ‫الخرة بمحمد و آله أعلم الهدى إّنه على ك ّ‬

‫ععععع‬

‫ن هذه الخطبة مروّية في البحار و غيره مسندة بعدة طرق و اختلف يسير أحببتتت‬‫اعلم أ ّ‬
‫الشارة إليها ‪.‬‬

‫فأقول ‪ :‬في البحار من مجالس المفيد عن أحمد بن الوليد عن أبيتته عتتن الصتتفار عتتن ابتتن‬
‫معروف عن ابن مهزيار عن عاصم عن فضيل الّرسال عن يحيتتى بتتن عقيتتل قتتال ‪ :‬قتتال‬
‫سلم ‪ :‬إّنما أخاف عليكم اثنتين اّتباع الهوى و طول المل فأّمتتا اّتبتتاع الهتتوى‬‫ي عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬
‫ق ‪ ،‬و أّما طول المل فينسى الختترة ‪ ،‬ارتحلتتت الختترة مقبلتتة و ارتحلتتت‬ ‫فيصّد عن الح ّ‬
‫ل بنون فكونوا من بني الخرة و ل تكونوا من بني الّدنيا ‪ ،‬اليوم عمتتل‬ ‫الّدنيا مدبرة ‪ ،‬و لك ّ‬
‫و ل حساب و غدا حساب و ل عمل ‪.‬‬
‫و في بعض مؤّلفات أصحابنا من المجالس و المالى عن المفيد عن الجعتتابي عتتن محّمتتد‬
‫بن الوليد عن عنبر بن محّمد عن شعبة عن مسلمة عتتن أبتتي الطفيتتل قتتال ‪ :‬ستتمعت أميتتر‬
‫ن أخوف ما أخاف عليكم طول المل و اّتباع الهوى ‪ ،‬فأّمتتا‬ ‫سلم يقول ‪ :‬إ ّ‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ن الّدنيا قد تتتوّلت‬
‫ق ‪ ،‬أل و إ ّ‬
‫طول المل فينسى الخرة ‪ ،‬و أّما اّتباع الهوى فيصّد عن الح ّ‬
‫ل واحدة منهما بنون ‪ ،‬فكونوا من أبناء الخرة‬ ‫ن الخرة قد أقبلت مقبلة ‪ ،‬و لك ّ‬ ‫مدبرة ‪ ،‬و ا ّ‬
‫ن اليوم عمل و ل حساب‬ ‫و ل تكونوا من أبناء الّدنيا فا ّ‬

‫] ‪[ 206‬‬

‫و الخرة حساب و ل عمل ‪.‬‬

‫ن علّيا قدم من البصتترة فتتي غتترة شتتهر‬‫و في شرح المعتزلي من كتاب نصر بن مزاحم أ ّ‬
‫ت و ثلثين إلى الكوفة و أقام بها سبعة عشر شهرا يجرى الكتب بينتته و‬ ‫رجب من سنة س ّ‬
‫بين معاوية و عمرو بن العاص حّتى صار إلى الشام ‪.‬‬

‫قال نصر و قد روى من طريق أبي الكنود و غيره أّنتته قتتدم الكوفتتة بعتتد وقعتتة الجمتتل ل‬
‫ت و ثلثين ‪ ،‬فتتدخل الكوفتتة و معتته أشتتراف‬ ‫ثنتى عشرة ليلة خلت من شهر رجب سنة س ّ‬
‫الّناس من أهل البصرة و غيرهم فاستقبل أهل الكوفة و فيه قّرائهتتم و أشتترافهم فتتدعوا لتته‬
‫ستلم ‪ :‬و لكّنتتى‬‫بالبركة و قالوا يا أمير المؤمنين أيتن تنتزل أتنتتزل القصتتر ؟ قتال عليته ال ّ‬
‫أنزل الرهبة ‪ ،‬فنزلها و أقبل حّتى دخل المسجد العظتتم فصتّلى فيتته ركعتتتين ‪ ،‬ثتّم صتتعد‬
‫ل و أثنى عليه و صّلى على رسوله ثّم قال ‪:‬‬ ‫المنبر فحمد ا ّ‬

‫ن لكم في السلم فضل ما لم تبّدلوا و تغّيروا ‪،‬‬


‫أما بعد يا أهل الكوفة فا ّ‬

‫لت ‪،‬‬ ‫ق فأجبتم و بدأتم بالمنكر فغّيرتم ‪ ،‬أل إنّ فضتتلكم فيمتتا بينكتتم و بيتتن ا ّ‬ ‫دعوتكم إلى الح ّ‬
‫فأّما الحكام و القسم فأنتم أستتوة غيركتتم مّمتتن أجتتابكم ‪ ،‬و دختتل فيمتتا دخلتتتم فيتته ‪ ،‬أل إ ّ‬
‫ن‬
‫ق ‪ ،‬و أّمتتا‬‫أخوف ما عليكم اّتباع الهوى و طول المتتل أّمتتا اّتبتتاع الهتتوى فيصتّد عتتن الحت ّ‬
‫ن الختترة قتتد ترحلتتت‬ ‫ن التّدنيا قتتد رحلتتت متتدبرة ‪ ،‬و إ ّ‬
‫طول المل فينستتى الختترة ‪ ،‬أل إ ّ‬
‫ل واحدة منهما بنون ‪ ،‬فكونوا من أبنتتاء الختترة ‪ ،‬اليتتوم عمتتل و ل حستتاب و‬ ‫مقبلة ‪ ،‬و لك ّ‬
‫غدا حساب و ل عمل ‪.‬‬

‫ل تعتتالى‬
‫و يأتى روايتها بسند آخر في شرح الخطبة المأتين و الّرابعة و العشرين إنشاء ا ّ‬
‫باختلف و زيادة كثيرة ‪.‬‬
‫ععععععع‬

‫از جمله خطب آن حضرتست در تنفير مردمان از اتباع هوى و طول أمل باين وجه كه‬
‫ميفرمايد ‪:‬‬

‫أى مردمان بدرستى كه ترسناكترين چيزى كه مىترسم بر شتما از عقتوبت آن دو چيتز‬


‫است ‪ :‬يكى متابعت خواهشات نفس أماره ‪ ،‬و دويمى درازى اميد در‬

‫] ‪[ 207‬‬

‫ق و أمتتا‬‫امور دنيويه ‪ ،‬پس أما متتتابعت هتتواى نفتتس پتتس بتتاز ميتتدارد بنتتده را از راه حت ّ‬
‫درازى اميد پس فراموش مىگرداند آخرت را آكاه باشيد كتته دنيتتاى فتتانى رو گردانيتتده‬
‫است در حالتى كه شتابان است يا در حالتى كه مقطتتوع المنفعتتة استتت ‪ ،‬آگتتاه باشتتيد كتته‬
‫آخرت رو آورده است و متتر هتتر يكتتى را از دنيتتا و آختترت پسرانستتت ‪ ،‬پتتس باشتتيد از‬
‫فرزندان آن جهان تا داخلشويد در بهشت جاويدان ‪ ،‬و نباشيد از فرزندان ايتتن جهتتان تتتا‬
‫معذب شويد بعذاب نيران ‪ ،‬پس بدرستى كه هر فرزند ملحق ميشود به پدر خود فتترداى‬
‫قيامت ‪ ،‬و بدرستى امروز كه روز زندگانيست روز عملست و حساب نيستتت ‪ ،‬و فتتردا‬
‫روز حسابست و عمل نيست ‪ ،‬پس لزم است كه امتتروز كتته روز عملستتت فرصتتت را‬
‫غنيمت شتتمرده و در عمتتل كوشتتيد تتا فتتردا كتته روز حسابستتت فتارغ البتتال از كتتوثر و‬
‫سلسبيل آب نوشيد ‪ ،‬و از سندس و استبرق لباس پوشيد ‪،‬‬

‫ل العالم ‪.‬‬
‫وا ّ‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫و هو الثالث و الربعون من المختتار فتي بتاب الخطتب و قتد أشتار عليته » إليته خ ل «‬
‫ل البجلي ‪:‬‬
‫شام بعد ارساله إلى معاوية لجرير بن عبد ا ّ‬
‫أصحابه بالستعداد لحرب أهل ال ّ‬

‫شام ‪،‬‬
‫شام و جرير عندهم إغلق لل ّ‬
‫ن استعدادي لحرب أهل ال ّ‬
‫إّ‬

‫ل مختتدوعا‬ ‫ت لجرير وقتا ل يقيم بعده إ ّ‬


‫و صرف لهله عن خير إن أرادوه ‪ ،‬و لكن قد وق ّ‬
‫أو عاصيا ‪ ،‬و الّرأي مع الناة ‪ ،‬فأرودوا و ل أكره لكم العداد ‪ ،‬و لقد ضربت أنتتف هتتذا‬
‫المر و عينه ‪ ،‬و قّلبت ظهره و بطنه‬

‫] ‪[ 208‬‬
‫ل عليه و آله ) بما أنزل على محّمد خ‬ ‫ل القتال أو الكفر بما جآء محّمد صّلى ا ّ‬
‫فلم أر فيه إ ّ‬
‫ل ( إّنه قد كان على الّمة وال أحدث أحداثا و أوجد الّناس مقال فقالوا ثّم نقموا فغّيروا‬

‫ععععع‬

‫ي ( بالّتحريتتك منستتوب إلتتى‬ ‫ي بكذا اى أرانى ما عنده من المصلحة و ) البجل ّ‬ ‫) أشار ( عل ّ‬


‫ى باليمن من معدو ) الغلق ( الكراه كما في القاموس و قيتتل إّنتته متتن أغلتتق‬ ‫البجيلية ح ّ‬
‫البتتاب اذا عستتر فتحتته و ) النتتاة ( كالقنتتاة استتم متتن الّتتتأنى و هتتو الّرفتتق و التثّبتتت و‬
‫) أرودوا ( أمر من باب الفعال يقال أرود في السير إروادا أى سار برفتتق و ) الحتتدث (‬
‫سره ابن‬ ‫بالّتحريك المر الحادث المنكر الذي ليس بمعتاد و ل معروف في السنة ‪ ،‬هكذا ف ّ‬
‫الثير على ما حكى عنه و ) أوجد ( هنا للصيرورة أى صّيرهم واجدين مقتتال ) و نقتتم (‬
‫منه نقما من باب ضرب و علم عاقبه و نقم المر كرهه و أنكره ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫لم ‪،‬‬
‫لم في قول الرضى لجرير زايدة للتقوية و في بعض الّنسخ بدون ال ّ‬
‫ال ّ‬

‫ضتتمير فتتي اّنتته للشتتأن و الكوفّيتتون‬


‫و جملة و جرير عندهم حالية ‪ ،‬و اغلق خبر ان و ال ّ‬
‫ضمير ‪.‬‬‫سر ال ّ‬
‫شأن مجهول لكونه مقّدرا إلى أن يف ّ‬ ‫ن ذلك ال ّ‬
‫يسّمونه ضمير المجهول ل ّ‬

‫ضمير كأّنه راجع في الحقيقة إلى المسؤول عنه بستتوال‬ ‫ي ‪ :‬و هذا ال ّ‬ ‫قال نجم الئمة الّرض ّ‬
‫مقّدر ‪ ،‬تقول هو المير مقبل كأنه سمع ضوضاة و جلبة فاستبهم المر فسأل ما الشتتأن و‬
‫شتتأن هتتذا ‪ ،‬فلمتتا كتتان المعتتود إليتته التتذي تضتتمنه‬
‫صة ؟ فقلت هو الميتتر مقبتتل ‪ ،‬أى ال ّ‬
‫الق ّ‬
‫ضمير الذى يتعقبه بل فصل ‪،‬‬ ‫سؤال غير ظاهر قبل اكتفى في الّتفسير بخبر هذا ال ّ‬ ‫ال ّ‬

‫ضمير لم يؤت بها‬


‫ن الجملة بعد ال ّ‬
‫لّنه معين للمسؤول عنه ‪ ،‬و مبين له ‪ ،‬فبان لك بهذا أ ّ‬

‫] ‪[ 209‬‬

‫لمجّرد الّتفسير ‪ ،‬بل هى كساير أخبار المبتدءات ‪ ،‬لكن سّميت تفسيرا لما قررته ‪،‬‬

‫شتتأن ‪ ،‬فعلتتى هتتذا ل بتّد أن يكتتون‬


‫و القصد بهذا البهام ثّم الّتفسير تعظيم المر و تفخيم ال ّ‬
‫سرة شيئا عظيما يعتنى به فل يقال مثل هو الّذباب يطير‬ ‫مضمون الجملة المف ّ‬

‫عععععع‬

‫ن معاوية ل يمّكن له و ل ينقتتاد‬‫سلم أ ّ‬


‫ن كثير من الّناس بعد وليته عليه ال ّ‬
‫اعلم أّنه كان ظ ّ‬
‫لبيعته بأمارات كانت لئحة عندهم ) و ( لذلك ) قتتد أشتتار عليتته أصتتحابه بالستتتعداد ( و‬
‫لت‬
‫ستلم ) إلتى معاويتة لجريتر بتتن عبتتد ا ّ‬ ‫شام بعد ارساله ( عليته ال ّ‬ ‫الّتهيؤ ) لحرب أهل ال ّ‬
‫البجلي ( مع كتاب له كتبتته اليتته علتتى متتا يتتأتي ذكتتره ‪ ،‬و لّمتتا لتتم يكتتن هتتذه الشتتارة متتن‬
‫شتتام و‬
‫ن استتتعدادي لحتترب أهتتل ال ّ‬ ‫صتتواب أجتتابهم بقتتوله ‪ ) :‬إ ّ‬‫الصحاب مطابقة لرأيتته ال ّ‬
‫شام ( و اكراه ) و صرف لهله عن خير إن أرادوه ( و ذلك لّنهم‬ ‫جرير عندهم إغلق لل ّ‬
‫ى الميرين و إن لتتم يكتتن‬ ‫شور و الترّوى في متابعة أ ّ‬ ‫ما دام كون جرير عندهم في مقام ال ّ‬
‫كّلهم فبعضهم كذلك ل محالة فاستعداده لحربهم في تلك الحال موجب لستتتعدادهم لحربتته‬
‫و تأّهبهم للقائه و ملجئا ‪ 1‬لهم إلى قتاله ‪ ،‬ففيه صرف لقلب من كان متتترّددا فتتي المتتر و‬
‫ل مختتدوعا أو عاصتتيا ( وجته‬ ‫ت لجريتتر وقتتتا ل يقيتم بعتتده ا ّ‬‫مريدا للخير ) و لكن قتتد وقت ّ‬
‫ن تخّلفه عن الوقت الموقت له إّما أن يكون بسبب تأخيرهم فتتي الجتتواب ختتداعا‬ ‫الحصر أ ّ‬
‫له و أخذا في تلك المّدة بتهّية السباب ‪ ،‬و إّما أن يكون بستتبب تقصتتير منتته فتتي المبتتادرة‬
‫إلى المراجعة إليه ‪ ،‬فيكون عاصيا و لما لم يستصوب رأيهم أشار إلتتى وجتته المصتتلحة و‬
‫صواب بقوله ‪:‬‬ ‫ما هو الّرأى ال ّ‬

‫ن إصابة المطالب و الظفتتر بهتتا إّنمتتا يكتتون فتتي الغتتالب‬


‫) و الّرأى مع الناة ( ‪ ،‬و ذلك ل ّ‬
‫ن اناة الطالب هى مظّنة فكره في الهتداء إلى تلخيص الوجه الليتتق‬ ‫بالتثّبت و الّتأّني ‪ ،‬ل ّ‬
‫و الشمل للمصلحة في تحصيل مطلوبه ‪ ،‬و لذلك جعل التوءدة من جنود العقل و الّتسّرع‬
‫و هو ضّدها من جنود الجهل ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تت ت تتت ت ت ت تتتتت تت ت ت ت تتتت تتت ت‬
‫تتتتتتت تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 210‬‬

‫قال بعض المحّققين ‪ : 1‬الّتوءدة صفة نفسانية متتن فتتروع ملكتتة الّتوستتط و العتتتدال فتتي‬
‫ن الّتسّرع الذي هو ضّدها و هو الشتياط من فروع‬ ‫القّوة الغضبّية يعني هيئة الوقار كما أ ّ‬
‫الفراط فيها ‪.‬‬

‫سكون و الحلم الذين‬ ‫و توضيحه ما قاله بعض ‪ 2‬شّراح الكافي حيث قال ‪ :‬التوءدة تابعة لل ّ‬
‫سكون فلّنتته‬‫ن حصولها يتوّقف عليهما أّما على ال ّ‬ ‫من أنواع العتدال في القّوة الغضبّية فا ّ‬
‫عبارة عن نقل الّنفس و عدم خّفتها في الخصومات ‪ ،‬و أّما على الحلتتم فلّنتته عبتتارة عتتن‬
‫الطمأنينة الحاصلة للّنفس باعتبار ثقلها و عدم خّفتها بحيث ل يحّركها الغضب بستترعة و‬
‫صفتان أمكن لها الّتأّني و التثّبت و عدم العجلتتة فتتي‬
‫سهولة ‪ ،‬و إذا حصلت للّنفس هاتان ال ّ‬
‫شتم إلى غير ذلك من أنواع المؤاخذة ‪.‬‬ ‫ضرب و ال ّ‬‫البطش و ال ّ‬
‫و كيف كان فلّمتا أجتابهم بكتون صتلح المتر فتي النتاة عّقبته بتالمر بملزمتهتا بقتوله‬
‫ن الّرفق و المداراة الذين هما معنتتى الرواد ل زمتتان للتثّبتتت و النتتاة ‪ ،‬و‬ ‫) فأرودوا ( فا ّ‬
‫صواب في الناة مطلقا استدرك ذلك بقوله ) و ل اكره‬ ‫لّما كان ظاهر كلمه مفيدا لكون ال ّ‬
‫شتتارح المعتتتزلي ‪ :‬و ل تنتتاقض بينتته و بيتتن نهيتته لهتتم ستتابقا عتتن‬
‫لكتتم العتتداد ( قتتال ال ّ‬
‫الستعداد ‪ ،‬لّنه كره منهم إظهار الستعداد و الجهر بتته و لتتم يكتتره العتتداد فتتي الستّر و‬
‫سلم نّبه بذلك على أّنه‬ ‫على وجه الكتمان و الخفاء ‪ ،‬و قال الشارح البحراني ‪ :‬إّنه عليه ال ّ‬
‫ينبغي لهم أن يكونوا على يقظة من هذا المر حّتى يكونوا حال إشارته إليهم قريتتبين متتن‬
‫الستعداد ‪.‬‬

‫ن قوله ) و لقد ضربت أنف هذا المر و عينتته و قّلبتتت ظهتتره و‬ ‫و قال البحراني أيضا ‪ :‬إ ّ‬
‫بطنه ( استعارة على سبيل الكناية فاّنه استعار لفظ العين و النف و الظهر و البطن اللتي‬
‫شتتام لتته ‪ ،‬و كّنتتى‬
‫حقايق في الحيوان ‪ ،‬لحاله مع معاوية في أمر الخلفتتة و خلف أهتتل ال ّ‬
‫بالعين و النف عن المهّم من هذا المر و خالصه ‪ ،‬فانّ العين و النف‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتت تتتت تت تتت تتتت تتتتتت ت تتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتت ت تتت تتتتتت تتتتت ت ت ت تت تت تت‬
‫تتتتتت ت تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 211‬‬

‫ضرب لهما عن قصده للمهّم على سبيل الستعارة أيضا ‪،‬‬


‫أعّز ما في الوجه ‪ ،‬و كّنى بال ّ‬

‫و كّنى بلفظ الظهر و البطن لظاهر هذا المر و باطنه و وجوه الّرأى فيتته و لفتتظ التقليتتب‬
‫لتصفح تلك الوجوه و عرضها على العقل واحدا واحدا ‪.‬‬

‫ل القتال أو‬ ‫صل له بعد الّتروي و التفّكر و الّتقليب بقوله ‪ ) :‬فلم أر فيه إ ّ‬‫ثّم أشار إلى ما تح ّ‬
‫ن الكفتتر فتتي حّقتته عليتته‬
‫ل عليه و آله ( و من المعلوم أ ّ‬ ‫الكفر بما جاء ( به ) محّمد صّلى ا ّ‬
‫لت و متتن‬‫سلم محال فتعّين القتال ‪ ،‬و وجه انحصار المر فيهما أّنه كتتان متتأمورا متتن ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫رسوله بقتال الّناكثين و القاسطين و المتتارقين ‪ ،‬فكتتان أمتتره دائرا بيتتن المقاتلتتة و الجهتتاد‬
‫امتثال للمر و الّترك و المنابذة كفرا و عصيانا ‪ ،‬و رّبمتتا يستّمى تتترك بعتتض الواجبتتات‬
‫بالكفر حسبما مّر تفصيل في شرح آخر فقرات الخطبة الولتتى أعنتتى قتتوله ‪ :‬و متتن كفتتر‬
‫ل علتتى كتتونه متتأمورا بقتتتال هتتؤلء متتا رواه فتتي‬ ‫ي عن العالمين ‪ ،‬فتذّكر و يد ّ‬ ‫ل غن ّ‬
‫نا ّ‬
‫فا ّ‬
‫شيخ باسناده عن مجاهد عن ابن عّباس قال لّما نزلت ‪:‬‬ ‫البحار من أمالي ال ّ‬
‫ن العمالقتتة‬
‫ل عليتته و آلتته ‪ :‬لجاهتتد ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫ن قال النب ّ‬
‫ي جاِهِد اْلُكّفار َو اْلُمناِفقي َ‬
‫يا َأّيَها الّنب ّ‬
‫يعني الكّفار و المنافقين ‪ ،‬فأتاه جبرئيل قال ‪:‬‬

‫لت عتتن أبيتته‬


‫ي و من الكافي باسناده عتتن الفضتتيل بتتن عيتتاض عتتن أبتتي عبتتد ا ّ‬
‫أنت أو عل ّ‬
‫سلم قال ‪:‬‬‫عليهما ال ّ‬

‫ل محّمدا بخمسة أسياف ثلثة منها شاهرة ‪ ،‬و سيف منها مكفتتوف ‪ ،‬و ستتيف‬ ‫قال ‪ :‬بعث ا ّ‬
‫سيف المكفوف فسيف على أهل البغى و التأويل ‪،‬‬‫سله إلى غيرنا ثّم قال ‪ :‬و أّما ال ّ‬

‫ل تعالى ‪:‬‬
‫قال ا ّ‬

‫خرى َفقاِتلُوا‬‫لْ‬‫ى ا ُْ‬


‫عل َ‬
‫حديُهما َ‬
‫ت ِإ ْ‬
‫ن َبَغ ْ‬
‫حوا َبْيَنُهما َفِإ ْ‬
‫صِل ُ‬
‫ن اْقَتَتلُوا َفَأ ْ‬
‫ن اْلُمْؤِمني َ‬
‫ن ِم َ‬
‫ن طاِئَفتا ِ‬
‫و ِإ ْ‬
‫ل ت عليتته و‬‫ل ت ص تّلى ا ّ‬ ‫ل فلّما نزلت هذه الية قال رسول ا ّ‬ ‫حّتى َتفيَء إلى َأْمِر ا ّ‬ ‫اّلتي َتْبغي َ‬
‫لت‬
‫ي صتّلى ا ّ‬ ‫ن منكم من يقاتل بعدى على الّتأويل كما قاتلت علتتى الّتنزيتتل فستتئل النتتب ّ‬ ‫آله إ ّ‬
‫عليه و آله و سّلم من هو ؟ فقال ‪ :‬خاصف الّنعل يعني أمير المؤمنين‬

‫] ‪[ 212‬‬

‫لت لتو‬
‫ي ثلثتا ‪ ،‬و هتذه الّرابعتة ‪ ،‬و ا ّ‬‫فقال ‪ :‬عّمار بن ياسر ‪ :‬قتاتلت بهتذه الّرايتة متع الّنتب ّ‬
‫ق و أّنهتتم علتتى الباطتتل و متتن‬
‫سعفات من هجر لعلمنا أّنا على الحت ّ‬ ‫زحفوا حّتى بلغوا بنا ال ّ‬
‫ستتلم ‪:‬‬
‫ي عليتته ال ّ‬
‫العيون باسناد الّتميمي عن الّرضا عن آبائه عليهم السلم ‪ ،‬قال ‪ :‬قال عل ّ‬
‫ل بتتن‬
‫أمرت بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين و من رجال الّنجاشي مسندا عن عبد ا ّ‬
‫ل بن أبي رافع ‪ ،‬عن أبيه ‪،‬‬ ‫عبيد ا ّ‬

‫ل و هو نائم أو يوحى إليه و إذا حّية في جتتانب التتبيت‬ ‫عن أبي رافع قال ‪ :‬دخلت رسول ا ّ‬
‫فكرهت أن أقتلها فاوقظه ‪ ،‬فاضطجعت بينه و بين الحّية حّتى ان كتتان منهتتا ستتوء يكتتون‬
‫لي دونه ‪ ،‬فاستيقظ و هو يتلو هذه الية ‪:‬‬

‫ن الّزكتوَة و ُهتمْ‬ ‫صتلوَة و ُيْؤُتتو َ‬


‫ن ُيقيُمتونَ ال ّ‬
‫ن آَمُنتوا اّلتذي َ‬
‫ستوُلُه َو اّلتذي َ‬
‫لت و َر ُ‬
‫ِإّنمتا َوِلّيُكتُم ا ّ‬
‫لت إّيتتاه ‪ ،‬ثتّم‬
‫ي بتفضتتيل ا ّ‬ ‫ي منيتتته ‪ ،‬و هنيئا لعلت ّ‬ ‫ل الذي أكمل لعلت ّ‬ ‫ن ثّم قال ‪ :‬الحمد ّ‬ ‫راِكُعو َ‬
‫التفت فرآني إلى جانبه فقال ‪ :‬ما أضجعك ههنايا أبا رافع ؟ فأخبرته خبر الحّية فقال ‪ :‬قتتم‬
‫ل بيدى فقال يا أبا رافع كيتتف أنتتت و قتتوم يقتتاتلون‬ ‫إليها فاقتلها ‪ ،‬فقتلتها ‪ ،‬ثّم أخذ رسول ا ّ‬
‫ل جهادهم فمن لتتم يستتتطع جهتتادهم‬ ‫قا ّ‬‫ق و هم على الباطل يكون في ح ّ‬ ‫علّيا هو على الح ّ‬
‫فبقلبه و من لم يستطع بقلبه فليس وراء ذلك شيء ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ادع لي إن أدركتهم أن يعينني‬
‫ل عليه و آله ‪ :‬الّله تّم إن أدركهتتم فق تّوه و أعنتته ثتّم‬ ‫ل و يقويني على قتالهم ‪ ،‬فقال صّلى ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ب أن ينظر إلتتى أمينتتى علتى نفستي فهتتذا أبتو‬ ‫خرج إلى الّناس فقال ‪ :‬يا أّيها الّناس من أح ّ‬
‫رافع أميني على نفسي ‪.‬‬
‫شام و ستتار طلحتتة‬ ‫ي و خالفه معاوية بال ّ‬ ‫ل بن أبي رافع ‪ :‬فلّما بويع عل ّ‬
‫قال عون بن عبيد ا ّ‬
‫ل سيقاتل علّيا قوم يكتتون حّقتتا فتتي‬‫و الّزبير إلى البصرة ‪ ،‬قال أبو رافع هذا قول رسول ا ّ‬
‫سلم و هو شتتيخ كتتبير لتته‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫ل جهادهم فباع أرضه بخيبر و داره ثّم خرج مع عل ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ل لقد أصبحت و ل أحد بمنزلتي لقد بايعت البيعتين‬ ‫خمس و ثمانون سنة ‪ ،‬و قال ‪ :‬الحمد ّ‬
‫‪ :‬بيعة العقبة ‪ ،‬و بيعة الّرضوان ‪ ،‬و صّليت القبلتين و هاجرت الهجر الثلث ‪،‬‬

‫] ‪[ 213‬‬

‫قلت ‪ :‬و ما الهجر الّثلث ؟ قال ‪ :‬هاجرت مع جعفر بن أبيطالب إلى أرض الحبشة ‪،‬‬

‫ي بتتن‬
‫ل عليه و آله إلى المدينة ‪ ،‬و هتتذه الهجتترة متتع علت ّ‬‫ل صّلى ا ّ‬
‫و هاجرت مع رسول ا ّ‬
‫سلم فرجع أبو رافتتع إلتتى‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫ي حّتى استشهد عل ّ‬‫أبيطالب إلى الكوفة فلم يزل مع عل ّ‬
‫ي بنصتتفين و أعطتتاه‬ ‫سم لتته الحستتن دار علت ّ‬‫المدينة مع الحسن ل دار له بها و ل أرض فق ّ‬
‫ل بن رافع متتن معاويتتة بمتتأة ألتتف و ستتبعين ألفتتا و‬
‫سنخ أرض اقطعه إّياها فباعها عبيد ا ّ‬
‫صة و العاّمة كثيرة ‪ ،‬و فيما ذكرناه كفاية ‪.‬‬‫الخبار في هذا المعنى من طريق الخا ّ‬

‫سلم بعد الشارة إلى مصير مآل أمتتره متتع معاويتتة إلتتى القتتتال ‪ ،‬نّبتته علتتى‬ ‫ثّم إّنه عليه ال ّ‬
‫بطلن ما نسبه إليه معاوية و جعله عذرا لمخالفته و سببا لعصيانه له ‪ ،‬و هو الطلتتب بتتدم‬
‫عثمان و تهمته له بذلك فقال ‪ ) :‬اّنه كان على المة وال ( و هو عثمان بن عفان ) أحدث‬
‫( في الّدين ) احتتداثا ( و أبتتدع بتتدعا ) و أوجتتد الّنتتاس مقتتال ( أى أبتتدى لهتتم طريقتتا إليتته‬
‫باحداثه ) فقالوا ( في حّقه و أكثروا القول في أحتتداثه ) ث تّم نقمتتوا فغّيتتروا ( أى أنكتتروا و‬
‫عتبوا و طعنوا عليه فغّيروه و أزالوه و ينبغى تذييل المقام بامرين ‪:‬‬

‫ععععع‬

‫شارح المعتزلي قد ذكر في شرح هذا الكلم حال أمير المؤمنين منذ قدم الكوفتتة‬ ‫ن ال ّ‬
‫اعلم أ ّ‬
‫خصتتا مّمتتا رواه‬
‫بعد وقعة الجمل إلى أن سار إلى صّفين ‪ ،‬و قتتد أردت أن اذكتتر طرفتتا مل ّ‬
‫مّما له ارتباط بالمقام و فيتته توضتيح للمتترام باستتقاط الّزوايتد المستتغني عنهتتا حتذرا متتن‬
‫ل فأقول ‪:‬‬
‫الطناب المم ّ‬

‫ن علّيا حين قدم من البصتترة إلتتى الكوفتتة‬ ‫صفين لنصر بن مزاحم أ ّ‬ ‫شرح من كتاب ال ّ‬ ‫في ال ّ‬
‫لت البجلتتي و كتتان‬‫بعد انقضاء أمر الجمل كاتب إلى العّمتتال فكتتتب إلتتى جريتتر بتتن عبتتد ا ّ‬
‫عامل لعثمان على ثغر همدان كتابا مع زجر بن قيس ‪ ،‬فلّما قرء جرير الكتاب قام فقال ‪:‬‬
‫أّيها الّناس هذا كتاب أمير المؤمنين و هو المأمون على الّدين و الّدنيا و قد كان متتن أمتتره‬
‫ل عليه ‪ ،‬و قد بايعه الّناس الّولتتون متتن المهتتاجرين و النصتتار و‬ ‫و أمر عدّوه ما يحمد ا ّ‬
‫الّتابعين باحسان ‪ ،‬و لو جعل هذا المر شورى بين المسلمين‬
‫] ‪[ 214‬‬

‫ن علّيا حتتاملكم علتتى‬‫ن البقاء في الجماعة و الفناء في الفرقة ‪ ،‬و إ ّ‬ ‫كان أحّقهم بها ‪ ،‬أل و إ ّ‬
‫ق ما استقمتم ‪ ،‬فان ملتم أقام ميلكتتم ‪ ،‬فقتتال الّنتتاس ‪ :‬ستتمعا و طاعتتة رضتتينا رضتتينا ‪،‬‬‫الح ّ‬
‫ي جواب كتابه بالطاعتتة قتتال نصتتر ‪ :‬و أقبتتل جريتتر ستتايرا متتن ثغتتر‬ ‫نكتب جرير إلى عل ّ‬
‫ي الكوفة ‪،‬‬‫همدان حّتى ورد على عل ّ‬

‫ي أن يبعتتث إلتتى‬‫فبايعه و دخل فيما دخل فيه الّناس في طاعته و لزوم أمره ‪ ،‬فلّما أراد عل ّ‬
‫معاوية رسول قال له جرير ‪ :‬ابعثني يا أمير المؤمنين إليه فأدعوه على أن يسّلم لك المر‬
‫شتتام إلتتى طاعتتتك‬
‫ق على أن يكون أميرا متتن امتترائك و أدعتتو أهتتل ال ّ‬ ‫و يجامعك على الح ّ‬
‫ستتلم الشتتتر ‪:‬‬‫فجّلهم قومي و أهل بلدي ‪ ،‬و قد رجوت أن ل يعصوني ‪ ،‬فقال له عليه ال ّ‬
‫سلم ‪:‬‬‫ن هواه هواهم و نيته نّيتهم ‪ ،‬فقال له عليه ال ّ‬ ‫ل إّني لظ ّ‬
‫ل تبعثه و ل تصّدقه فو ا ّ‬

‫ن حتولي متن‬ ‫ي و قال له حين أراد أن يبعثته إ ّ‬ ‫دعه حّتى ننظر ما يرجع به إلينا ‪ ،‬فبعثه عل ّ‬
‫لت‬
‫ل من أهل الّرأى و الّدين من قد رأيت و قتتد اخترتتتك لقتتول رستتول ا ّ‬ ‫أصحاب رسول ا ّ‬
‫ن فيك من خير ذى يمن ائت معاوية بكتابي فان دخل فيما دخل فيتته‬ ‫ل عليه و آله إ ّ‬
‫صّلى ا ّ‬
‫ن العاّمتتة ل ترضتتى بتته‬
‫ل فانبذ إليه و اعلمه أّني ل أرضتتى بتته أميتترا ‪ ،‬و إ ّ‬ ‫المسلمون و إ ّ‬
‫خليفة ‪.‬‬

‫لت ‪ ،‬و أثنتتى عليتته و‬ ‫شام و نزل بمعاوية ‪ ،‬فلّما دخل عليه حمد ا ّ‬ ‫فانطلق جرير حّتى أنى ال ّ‬
‫قال ‪ :‬أّما بعد يا معاوية فاّنه قد اجتمع لبن عّمك أهل الحرميتتن و أهتتل المصتترين و أهتتل‬
‫الحجاز و أهل اليمن و أهل العروض ‪ ،‬و العروض عمان ‪ ،‬و أهل البحرين و اليمامة فلم‬
‫ل هذه الحصون التي أنت فيها لو ستتال عليهتتا ستتيل متتن أوديتتته غرقهتتا و قتتد أتيتتتك‬ ‫يبق إ ّ‬
‫ى و يتتأتي‬ ‫أدعوك إلى ما يرشدك و يهديك إلى مبايعة هذا الّرجتتل ‪ ،‬و دفتتع إليته كتتاب علت ّ‬
‫لت فلّمتتا قتترء‬
‫ستتلم فتتي الكتتتاب إنشتاء ا ّ‬
‫ذكر هذا الكتاب في باب المختار من كتبه عليتته ال ّ‬
‫ن أمر عثمتتان قتتد أعيتتى متتن‬ ‫ل و أثنى عليه ثّم قال ‪ ،‬أّيها الّناس إ ّ‬
‫الكتاب قام جرير فحمد ا ّ‬
‫ن الّناس بايعوا علّيا غيتر واتتر و ل موتتور ‪ ،‬و كتان‬ ‫شهده فما ظنكم بمن غاب عنه ‪ ،‬و إ ّ‬
‫ن هتتذا التّدين ل يحتمتل‬ ‫طلحة و زبير مّمن بتايعه ثتّم نكثتا بيعتتته علتتى غيتتر حتدث أل و إ ّ‬
‫سيف ‪ ،‬و قد كانت بالبصرة‬ ‫ن العرب ل يحتمل ال ّ‬ ‫الفتن ‪ ،‬أل و ا ّ‬

‫] ‪[ 215‬‬

‫أمس ملحمة إن يشفع البلء بمثلها فل بقاء للّناس ‪ ،‬و قد بايعت العاّمة علّيتتا و لتتو ملكنتتا و‬
‫ل امورنا لم نختر لها غيره و من خالف هذا استتتعتب فادختتل يتتا معاويتتة فيمتتا دختتل فيتته‬‫ا ّ‬
‫الّناس ‪.‬‬
‫ل ديتتن و كتتان لك تلّ‬
‫ن هذا قول لو جاز لم يقم ّ‬ ‫فان قلت استعملنى عثمان ثّم لم يعزلنى ‪ ،‬فا ّ‬
‫ق الّول و جعتتل المتتور موطتتاة و‬ ‫ل جعل للخر من الولة ح ّ‬ ‫امرء ما في يديه ‪ ،‬و لكن ا ّ‬
‫شتتام ‪،‬‬
‫حقوقا ينسخ بعضتتها بعضتتا ‪ ،‬فقتتال معاويتتة انظتتر و ننظتتر و استتتطلع رأى أهتتل ال ّ‬
‫صلة جامعة فلّما اجتمع الّنتتاس صتتعد المنتتبر و‬ ‫فمضت أّيام و أمر معاوية مناديا ينادي ال ّ‬
‫قال بعد كلم طويل ‪ :‬أّيها الّناس قد علمتم أّني خليفة أمير المتؤمنين عمتر بتن الخطتاب و‬
‫أمير المؤمنين عثمان بن عّفان عليكم ‪،‬‬

‫ل تعالى‬
‫ي عثمان و قد قتل مظلوما و ا ّ‬
‫ط ‪ ،‬و اّني ول ّ‬
‫و إّني لم اقم رجل منكم على خزاية ق ّ‬
‫يقول ‪:‬‬

‫صتتورًا و أنتتا‬
‫ن َمْن ُ‬
‫ل إّنتُه كتتا َ‬
‫ف فتتي اْلَقْتت ِ‬
‫ستِر ْ‬
‫سْلطانًا َفل ُي ْ‬
‫جَعْلنا ِلَوِلّيه ُ‬
‫ظلُومًا َفَقْد َ‬
‫ل َم ْ‬‫ن ُقِت َ‬
‫َو َم ْ‬
‫شتتام بتتأجمعهم فأجتتابوا إلتتى‬ ‫ب أن تعلموني ذات أنفسكم فتتي قتتتل عثمتتان ‪ ،‬فقتتام أهتتل ال ّ‬ ‫اح ّ‬
‫لت علتتى أن يبتتذلوا بيتتن يتتديه أمتتوالهم و‬ ‫الطلب بدم عثمان ‪ ،‬و بايعوه على ذلك و أوثقوا ا ّ‬
‫ل أرواحهم قال نصر ‪ :‬فلّما أمستتى معاويتتة اغت تّم بمتتا‬ ‫أنفسهم حّتى يدركوا بثاره أو يفنى ا ّ‬
‫هو فيه و جّنه الّليل و عنده أهل بيته و استحّثه جرير بالبيعة ‪ ،‬فقال يا جرير ‪ :‬إّنها ليستتت‬
‫بخلسة و إّنه أمر له ما بعتتده فتتابلغ ) فتتابلع خ ل ( ريقتتى و دعتتا ثقتتاته فأشتتار عليتته أختتوه‬
‫بعمرو بن العاص ‪ ،‬و قال إّنه من قد عرفت ‪ ،‬و قد اعتزل أمتتر عثمتتان فتتي حيتتاته و هتتو‬
‫ل أن يثمن له دينه و قد ذكرنا في شرح الفصتتل الّثتتالث متتن فصتتول‬ ‫لمرك أشّد اعتزال إ ّ‬
‫سادسة و العشرين رواية استدعائه عمرو بن العاص و ما شتترط لتته متتن وليتتة‬ ‫الخطبة ال ّ‬
‫ستتلم و‬ ‫ي عليتته ال ّ‬
‫سمط و دسس الّرجال عليه يغّرونتته بعلت ّ‬ ‫مصر و استقدامه شرجيل بن ال ّ‬
‫يشهدون عنده أّنه قتل عثمان حّتى‬

‫] ‪[ 216‬‬

‫ملئوا قلبه و صدره حقدا بمال حاجة إلى اعادته قال نصر ‪ :‬فخرج شرجيل فتتأتى حصتتين‬
‫بن نمير فقال ‪ :‬ابعتتث فليأتنتتا فبعتتث إليتته حصتتين ان زرنتتا فعنتتدنا شتترجيل فاجتمعتتا عنتتد‬
‫حصين ‪ ،‬فتكّلم شرجيل فقال ‪ :‬يا جرير أتيتنا بأمر ملّفف لتلقينا في لهوات الستتد و أردت‬
‫لت ستتائلك عّمتتا قلتتت يتتوم‬
‫شام بالعراق و أطريت علّيتتا و هتتو قاتتتل عثمتتان و ا ّ‬‫أن تخلط ال ّ‬
‫القيامة فأقبل عليه جرير و قال يا شرجيل أما قولك ‪ :‬إّني جئت بأمر ملّفتتف فكيتتف يكتتون‬
‫أمرا ملّففا و قد اجتمع عليه المهاجرون و النصار و قوتل على رّده طلحة و الّزبير ‪،‬‬

‫شام بأهتتل‬
‫و أّما قولك إّنى ألقيتك في لهوات السد ففي لهواتها القيت نفسك ‪ ،‬و أّما خلط ال ّ‬
‫ن علّيا قتل عثمان‬‫ق خير من فرقتهما على باطل ‪ ،‬و أّما قولك ‪ :‬إ ّ‬ ‫العراق فخلطهما على ح ّ‬
‫ل الّرجم بالغيب من مكان بعيد ‪،‬‬
‫ل ما في يديك من ذلك ا ّ‬
‫فو ا ّ‬
‫و لكّنك ملت الى الّدنيا و شيء كان في نفسك على زمن سعد بن أبي وقاص فبلغ معاويتتة‬
‫قول الّرجلين فبعث الى جرير و زجره و كتب جرير الى شرجيل أبياتا يعظه فيهتتا فتتذعر‬
‫ل ل اعجتتل فتتي هتتذا المتتر لشتتيء و‬ ‫شرجيل و فكر و قال هذا نصيحة لي في ديني ل و ّ‬
‫ظمتتون‬ ‫كاد يحول عن نصر معاوية فلفف معاوية له الّرجال يدخلون اليه و يخرجون و يع ّ‬
‫عنده قتل عثمان ‪ ،‬حّتى أعادوا رأيه و شحذوا عزمتته ‪ ،‬ثتّم حّثتته معاويتتة علتتى السّتتير فتتي‬
‫ن علّيا قتل عثمان و أّنه يجب على المسلمين أن يطلبوا بتتدمه ‪،‬‬ ‫شام و الّنداء فيها ا ّ‬
‫مداين ال ّ‬
‫ل نساكا من أهل حمص ‪ ،‬فاّنهم قالوا‬ ‫فسار شرجيل فبدء بأهل حمص فأجابه الّناس كّلهم إ ّ‬
‫شتام‬
‫له ‪ :‬بيوتنا قبورنا و مساجدنا و أنت أعلم بما ترى و جعل شرجيل يستنهض متداين ال ّ‬
‫ل قبلوا ما أتاهم به ‪.‬‬
‫حّتى استفرغها ل يأتي على قوم إ ّ‬

‫شتتام ‪ ،‬و كتتان معاويتتة قتتد‬


‫قال نصر ‪ :‬فآيس جرير عند ذلك من معاوية و من عوام أهل ال ّ‬
‫أتى جريرا قبل ذلك في منزله فقال ‪ :‬يا جرير اّني قد رأيت رأيا ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫شام و مصر جبايتتة فتتاذا حضتترته الوفتتات لتتم‬ ‫هاته ‪ ،‬قال ‪ :‬اكتب الى صاحبك يجعل لي ال ّ‬
‫يجعل لحد بعده فتتي عنقتتي بيعتتة و أستّلم لتته هتتذا المتتر ‪ ،‬و أكتتتب إليتته بالخلفتتة ‪ ،‬فقتتال‬
‫جرير ‪:‬‬

‫] ‪[ 217‬‬

‫ي إلى جرير أّما بعتتد‬


‫ي فكتب عل ّ‬
‫أكتب ما أردت و اكتب معك ‪ ،‬فكتب معاوية بذلك الى عل ّ‬
‫‪.‬‬

‫ب و أراد أن‬ ‫فاّنما أراد معاوية أن ل يكون لي في عنقه بيعة و أن يختار من أمتتره متتا أحت ّ‬
‫ي أن‬ ‫ن المغيرة بن شتتعبة قتتد كتتان أشتتار عل ت ّ‬ ‫شام ‪ ،‬و أ ّ‬
‫يورثيك و يبطيك حّتى يذوق أهل ال ّ‬
‫لت ليرانتي أّتختذ‬ ‫شام و أّنا بالمدينة فتأبيت ذلتك عليته ‪ ،‬و لتم يكتن ا ّ‬ ‫استعمل معاوية على ال ّ‬
‫سلم ‪ ،‬و فشا كتاب معاوية في الّناس‬ ‫ل فاقبل و ال ّ‬‫المضّلين عضدا ‪ ،‬فان بايعك الّرجل و إ ّ‬
‫و في حديث صالح بن صدقة قال ‪ :‬أبطأ جرير عند معاوية حّتى اّتهمه الّناس و قال علتت ّ‬
‫ي‬
‫ل مخدوعا أو عاصتيا ‪ ،‬و أبطتأعلى علت ّ‬
‫ي‬ ‫سلم ‪ :‬قد وقت لجرير وقتا ل يقيم بعده إ ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫ي إلتتى جريتتر ‪ :‬أّمتتا‬‫حّتى آيس منه و في حديث محّمد و صالح بن صدقة قال ‪ :‬و كتب عل ّ‬
‫بعد فاذا أتاك كتابي فاحمتتل معاويتتة علتتى الفصتتل ثتّم خّيتتره و ختتذه بتتالجواب بيتتن حتترب‬
‫ستتلم فختتذه بتتبيعته و‬‫مخزية أو سلم محظية ‪ ،‬فان اختار الحرب فانبذ إليتته ‪ ،‬و إن اختتتار ال ّ‬
‫ستتيد فتتي بتتاب المختتتار متتن كتبتته قتال ‪ :‬فلّمتا انتهتتى‬‫سلم و يأتي ذكر هذا الكتاب متتن ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫الكتاب إلى جرير أتى معاوية فاقرئه الكتاب و قال له ‪ :‬يا معاوية اّنه ل يطبتتع علتتى قلتتب‬
‫ل مطبوعا عليتته أراك قتتد وقفتتت‬ ‫ن قلبك إ ّ‬‫ل بتوبة ‪ ،‬و ل أظ ّ‬ ‫ل بذنب ‪ ،‬و ل يشرح صدر إ ّ‬ ‫إّ‬
‫ق و الباطل كأّنك تنتظر شيئا في يد غيتترك فقتتال معاويتتة ألقتتاك بالفصتتل فتتي أّول‬ ‫بين الح ّ‬
‫شام و ذاقهم قال ‪ :‬يتتا جريتتر الحتتق بصتتاحبك و‬
‫ل ‪ ،‬فلّما بايع معاوية أهل ال ّ‬
‫مجلس انشاء ا ّ‬
‫كتب اليه بالحرب و كتب في أسفل الكتاب شعر كعب بن جعيل‬

‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتام تكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتره أهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل العتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتراق‬


‫أرى ال ّ‬
‫و أهل العراق لهم كارهونا‬

‫ن الكتاب الذي كتبه عليه‬


‫شعر في شرح الكلم الثلثين أقول و روى ا ّ‬‫و قد مّر تمام ذلك ال ّ‬
‫سلم مع جرير صورته ‪:‬‬ ‫ال ّ‬

‫سلم‬
‫اّني قد عزلتك ففّوض المر إلى جرير و ال ّ‬

‫] ‪[ 218‬‬

‫ي فأقم أنتت بالشتام ‪،‬‬ ‫و قال لجرير ‪ :‬صن نفسك عن خداعه فان سّلم إليك المر و توجه إل ّ‬
‫و إن تعّلل بشيء فارجع ‪ ،‬فلما عرض جريتر الكتتاب علتى معاويتة تعّلتل بمشتاورة أهتل‬
‫سلم‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫الشام و غير ذلك ‪ ،‬فرجع جرير و كتب معاوية في اثره في ظهر كتاب عل ّ‬
‫ي كثر قول الّناس فتتي‬ ‫لك حتى تعزلني و السلم قال نصر لّما رجع جرير إلى عل ّ‬ ‫‪ :‬من و ّ‬
‫ل يا‬‫ي فقال الشتر ‪ :‬أما و ا ّ‬ ‫الّتهمة لجرير في أمر معاوية فاجتمع جرير و الشتر عند عل ّ‬
‫أمير المؤمنين ان لو كنت ارسلتني إلى معاوية لكنت خيرا لتتك متتن هتتذا التتذي أرختتا متتن‬
‫ل س تّده ‪،‬‬‫ل فتحه ‪ ،‬و ل بابا يخاف أمتتره إ ّ‬ ‫خناقه و أقام عنده حّتى لم يدع بابا يرجو فتحه إ ّ‬
‫ل لكنت أتيتهم لقتلوك و خّوفه بعمر و ذوى الكلع و حوشتتب ‪ ،‬و قتتال ‪:‬‬ ‫فقال جرير ‪ :‬و ا ّ‬
‫ل لو أتيتهم لتتم يعينتتي جوابهتتا و لتتم‬
‫إّنهم يزعمون إّنك من قتلة عثمان ‪ ،‬فقال الشتر ‪ :‬و ا ّ‬
‫ي محملها و لحملت معاوية على خطة اعجله فيها عن فكتتره ‪ ،‬قتتال ‪ :‬فتتأتهم إذن ‪،‬‬ ‫يثقل عل ّ‬
‫شعبي قال ‪ :‬اجتمع جرير و‬ ‫قال ‪ :‬الن و قد افسدتهم و وقع بيننا الشّر قال نصر و روى ال ّ‬
‫ي فقال الشتر ‪:‬‬‫الشتر عند عل ّ‬

‫شتته ‪ ،‬و أقبتتل‬


‫أليس قد نهيتك يا أمير المتتؤمنين أن تبعتتث جريتترا و أخبرتتتك بعتتداوته و غ ّ‬
‫ل متتا أنتتت‬
‫ن عثمان اشترى منك دينك بهمدان ‪ ،‬و ا ّ‬ ‫الشتر يشتمه و يقول ‪ :‬يا أخا بجيله إ ّ‬
‫بأهل أن تمشى فوق الرض حّيا إّنما أتيتهم لتّتخذ عنتتدهم يتتدا بمستتيرك إليهتتم ثتّم رجعتتت‬
‫ل لهتتم ‪ ،‬لئن أطتتاعني فيتتك‬‫ل منهم و ل أرى ستتعيك إ ّ‬ ‫إلينا من عندهم تهّددنا بهم ‪ ،‬أنت و ا ّ‬
‫أمير المؤمنين ليحبسّنك و أشباهك فى محبس ل يخرجون حّتى يستتّم هذه المور و يهلك‬
‫ل الظالمين ‪.‬‬
‫ا ّ‬

‫ل ل ترجع ‪ ،‬قال ‪ :‬فلّما سمع جرير‬ ‫ل لو كنت مكاني بعثت اذن و ا ّ‬ ‫قال جرير ‪ :‬وددت و ا ّ‬
‫سلم فلحق بقرقيساء ‪ ،‬و لحق به اناس متتن قستتر متتن‬
‫مثل ذلك من قوله فارق علّيا عليه ال ّ‬
‫قومه فلم يشهد صفين من قسر غير تسعة عشر رجل ‪ ،‬و لكن شهدها من أحمس ستتبعمأة‬
‫سلم إلى دار جرير فهتتدمه و هتتدم دور قتتوم مّمتتن ختترج معتته‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫رجل و خرج عل ّ‬
‫حيث فارق علّيا ‪.‬‬

‫] ‪[ 219‬‬

‫ععععععع عععععع ع ع عع ععع ععع عع ع ع ععع ع‬


‫عععععع ع ععععععع عععع ععع ععع ععع‬

‫و هى كثيرة و نحن نذكر منها هنا عشرين ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫أّنه وّلى امور المسلمين من ل يصلح لذلك و ل يؤتمن عليته ‪ ،‬و متن ظهتر منته الفستق و‬
‫الفساد ‪ ،‬و من ل علم له مراعاتا لحرمتتة القرابتتة وعتتد و ل عتتن مراعتتاة حرمتتة التّدين و‬
‫الّنظر للمسلمين حّتى ظهر ذلك منه و تكّرر ‪ ،‬و قد كان عمر حّذره من ذلك حيث وصتتفه‬
‫بأّنه كلف بأقاربه و قال له ‪ :‬إذا وليت هتتذا المتتر فل تستّلط بنتتي أبتتي معيتتط علتتى رقتتاب‬
‫الّناس ‪ ،‬فوقع منه ما حّذره إّياه و عوتب في ذلتتك فلتتم ينفتتع العتتتب و ذلتتك نحتتو استتتعماله‬
‫الوليد بن عقبة و تقليده إّياه حّتى ظهر منه شرب الخمر و استعماله سعيد بن العاص حّتى‬
‫لت بتتن أبتتي ستترج ‪ ،‬و‬ ‫ظهرت منه المور التي عندها أخرجه أهل الكوفة و تتتوليته عبتتد ا ّ‬
‫ل بن عامر بن كريز حّتى روى عنه في أمر ابن أبي سرج أّنه لّمتتا تظّلتتم منتته أهتتل‬ ‫عبد ا ّ‬
‫مصر و صرفه عنهم بمحّمد بن أبي بكر كاتبه بأن يستمّر علتى وليتته فتأبطن خلف متا‬
‫أظهر فعل من غرضه خلف الّدين ‪ ،‬و يقال إّنه كاتبه بقتل محّمتتد بتتن أبتتي بكتتر و غيتتره‬
‫مّمن يرّد عليه ‪ ،‬و ظفر بذلك الكتاب و لذلك عظم التظلم من بعتتد و كتتثر الجمتتع ‪ ،‬و كتتان‬
‫سبب الحصار و القتل حّتى كان من أمر مروان و تسّلطه عليه و على امور ما قتل بسببه‬

‫عععععع‬

‫ل إلى المدينة و قد امتنتتع أبتتو بكتتر متتن رّده ‪،‬‬ ‫أّنه رّد الحكم بن أبي العاص طريد رسول ا ّ‬
‫فصار بتتذلك مخالفتتا للستّنة و لستتيرة متتن تقتّدمه و قتتد شتترط عليتته فتتي عقتتد البيعتتة اّتبتتاع‬
‫سيرتهما ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫أّنه كان يؤثر أهل بيته بالموال العظيمة من بيت مال المسلمين ‪ ،‬و قد مّر ما يوضحه في‬
‫ل خضم البل نبت الّربيع ‪ ،‬فتذّكر ‪.‬‬
‫شرح كلمه في الخطبة الشقشقّية يخضمون مال ا ّ‬

‫] ‪[ 220‬‬
‫عععععع‬

‫ل جعلهتتم شتترعا ستتواء فتتي المتتاء و الكلء‬‫ن رسول ا ّ‬


‫أّنه حمى الحمى عن المسلمين مع أ ّ‬
‫روى المرتضى عن الواقدي باسناده قال ‪ :‬كان عثمان يحمى الّربذه و الشرف و النقيتتع ‪،‬‬
‫فكان ل يدخل الحمى بعيرله و ل فرس و ل لبنى امّية حّتى كان آخر الّزمان فكان يحمتتى‬
‫شرف لبله و كانت ألف بعير ‪ ،‬و لبل الحكم بن أبي العاص ‪ ،‬و الّربذة لبل الصّتتدقة ‪،‬‬ ‫ال ّ‬
‫و يحمى الّنقيع لخيل المسلمين و خيله و خيل بني امّية‬

‫عععععع‬

‫ن المال‬
‫ل في الّدين ل ّ‬
‫صدقة المقاتلة و غيرها ‪ ،‬و ذلك مّما ل يح ّ‬
‫أّنه اعطى من بيت مال ال ّ‬
‫ل له جهة مخصوصة ل يجوز العدول به عن تلك الجهة‬ ‫الذي جعل ا ّ‬

‫عععععع‬

‫ل بن مستتعود حتتتى كستتر بعتتض أضتتلعه ‪ ،‬و قتتد رووا فتتي فضتتله فتتي‬ ‫أنه ضرب عبد ا ّ‬
‫ستتيرة‬‫ل متتن روى ال ّ‬
‫شافي ‪ :‬قد روى ك ّ‬ ‫ي ال ّ‬
‫صحاحهم أخبارا كثيرة قال المرتضى في محك ّ‬
‫يو‬ ‫ن ابن مسعود كان يقول ‪ :‬ليتني و عثمان برمل عالج يحثو علتت ّ‬ ‫على اختلف طرقهم أ ّ‬
‫ل يوم جمعة بالكوفة جاهرا‬ ‫أحثو عليه حّتى يموت العجز مّني و منه ‪ ،‬و كان يقول في ك ّ‬
‫ل ‪ ،‬و أحسن الهدى هدى محّمد ‪ ،‬و شّر المور محتتدثاتها ‪،‬‬ ‫ن أصدق القول كتاب ا ّ‬ ‫معلنا إ ّ‬
‫ل ضللة في الّنار ‪ ،‬و إّنما كان يقتتول ذلتتك‬ ‫ل بدعة ضللة ‪ ،‬و ك ّ‬ ‫ل محدث بدعة ‪ ،‬و ك ّ‬ ‫وكّ‬
‫معّرضا بعثمان حّتى غضب الوليد بن عقبة من استمرار تعريضه و نهاه عن خطبته هذه‬
‫فأبى أن ينتهى فكتب إلى عثمان فيه فكتب عثمان يستقدمه عليه و روى الواقتتدى و غيتتره‬
‫ن ابن مسعود لّما استقدم المدينة دخلها ليلتتة جمعتتة فلّمتا علتتم عثمتان بتدخوله قتال ‪ :‬أّيهتا‬‫أّ‬
‫الّناس إّنه قد طرقكم الليلة دويبة من تمش ) من تمّر على طعامه نقى و تسلخ خ ل ( على‬
‫ل يوم بدر‬ ‫طعامه يقي و يصلح ‪ ،‬فقال ابن مسعود لست كذلك ‪ ،‬و لكّنني صاحب رسول ا ّ‬
‫‪ ،‬و صاحبه يوم أحد ‪ ،‬و صاحبه يوم بيعة‬

‫] ‪[ 221‬‬

‫الّرضوان ‪ ،‬و صاحبه يوم الخندق ‪ ،‬و صتتاحبه يتوم حنيتتن ‪ ،‬قتال ‪ :‬و صتاحت عايشتتة يتا‬
‫ل ت بتتن زمعتتة‬
‫ل ؟ فقال عثمان ‪ :‬اسكتي ‪ ،‬ثّم قال لعبد ا ّ‬
‫عثمان أتقول هذا لصاحب رسول ا ّ‬
‫بن السود أخرجه اخراجا عنيفا ‪ ،‬فاحتمله حّتى جاء به باب المسجد فضتترب بتته الرض‬
‫فكسر ضلعا من أضلعه فقال ‪ :‬قتلني ابن زمعة الكافر بأمر عثمان‬
‫عععععع‬

‫أّنه جمع الّناس على قرائة زيد بن ثابت خاصة و أحرق المصاحف و أبطل ما ل شك أّنه‬
‫لت‬
‫منزل من القرآن و أّنه مأخوذ من الّرسول ‪ ،‬و لو كان ذلك حستتنا لستتبق إليتته رستتول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم و قد مّر توضيح ذلك في الّتنبيه الّثاني من تنبيهات الفصل من‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫ن جمتتع الّنتاس علتى قترائة‬ ‫فصول الخطبة الولى و الطعن في ذلك من وجهين احتدهما أ ّ‬
‫زيد إبطال للقرآن المنّزل و عدول عن الّراجح إلى المرجوح فتتي اختيتتار زيتتد متتن جملتتة‬
‫ل عليه و آله و سّلم نتتزل القتترآن‬‫ل صّلى ا ّ‬
‫قّراء القرآن ‪ ،‬بل هو رّد صريح لقول رسول ا ّ‬
‫ن إحتراق‬ ‫على سبعة أحرف كّلها كاف شاف على متا ورد فتي صتحاح أخبتارهم الثتانى أ ّ‬
‫ب العالمين‬
‫لر ّ‬‫صحيحة استخفاف بالّدين محاّدة ّ‬
‫المصاحف ال ّ‬

‫عععععع‬

‫ضرب حّتى حدث به فتق ‪ ،‬و لهذا صتتار أحتتد متتن ظتتاهر‬ ‫أّنه أقدم على عّمار بن ياسر بال ّ‬
‫المتظلمين من أهل المصار على قتله و كان يقول قتلنا كافرا قال المرتضتتى فتتي محك ت ّ‬
‫ي‬
‫شافي ‪ :‬ضرب عّمار مّما لم يختلف فيه الّرواة و إن اختلفوا في سببه ‪ ،‬فروى عّباس بتتن‬ ‫ال ّ‬
‫يو‬ ‫هشام الكلبي عن أبي مخنف في اسناده أّنه كان في بيت المال بالمدينتتة ستتفط فيتته حل ت ّ‬
‫جوهر فأخذ منه عثمان ما حلى به بعتتض أهلتته و اظهتتر الّنتتاس الطعتتن عليتته فتتي ذلتتك و‬
‫ن حاجتنا من هذا الفيء و إن‬ ‫ل كلم شديد حّتى غضب فخطب و قال ‪ :‬لنأخذ ّ‬ ‫كّلموه فيه بك ّ‬
‫ي اذا تمنع من ذلك و يحتال بينتتك و بينتته ‪ ،‬فقتال عّمتار ‪:‬‬ ‫رغمت أنوف أقوام ‪ ،‬فقال له عل ّ‬
‫ى يابن ياستتر و ستتمّية تجتتترى ؟‬ ‫ن أنفى أّول راغم من ذلك ‪ ،‬فقال عثمان أعل ّ‬ ‫لاّ‬‫اشهد و ا ّ‬
‫خذوه ‪ ،‬فأخذ و دخل عثمان فدعا به فضربه حّتى غشى عليه ‪ ،‬ثّم اخرج فحمل حّتى اتتتى‬
‫به منزل اّم سلمة فلم يص ّ‬
‫ل‬

‫] ‪[ 222‬‬

‫لت ليتتس هتتذا أّول يتتوم‬


‫ضأ و صّلى و قال الحمتتد ّ‬
‫الظهر و العصر و المغرب فلّما أفاق تو ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫أوذينا في ا ّ‬

‫فقال هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي و كان عّمار حليفا لبني مخزوم ‪:‬‬

‫سلم فاّتقيته ‪ ،‬و أّما نحن فتاجرأت علينتا و ضتتربت أخانتتا حّتتى‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫يا عثمان أّما عل ّ‬
‫ن به رجل من بني امّية عظيم الشأن ‪،‬‬‫ل لئن مات لقتل ّ‬ ‫أشفيت به على الّتلف أما و ا ّ‬

‫فقال عثمان ‪ :‬و إّنك ههنا يابن القستترّية قتتال ‪ :‬فاّنهمتتا قستترّيتان و كتتانت اّم هشتتام وجتتدته‬
‫قسريتين من بحيلة فشتمه عثمان و أمر به فاخرج ‪ ،‬و اتى به اّم سلمة فاذا هى قد غضبت‬
‫لو‬‫لعّمار و بلغ عايشة ما صنع بعّمار فغضبت أيضا و أخرجت شعرا من شعر رسول ا ّ‬
‫نعل من نعاله و ثوبا من ثيابه و قالت أسرع ما تركتم سّنة نتتبّيكم و هتتذا شتتعره و ثتتوبه و‬
‫ن عثمان مّر بقبر جديتتد فستتأل عنتته فقيتتل‬ ‫سبب في ذلك أ ّ‬‫ن ال ّ‬
‫نعله لم تبل و روى آخرون أ ّ‬
‫صلة عليتته و‬ ‫ل بن مسعود ‪ ،‬فغضب على عّمار لكتمانه إّياه موته إذ كان المتوّلى لل ّ‬ ‫عبد ا ّ‬
‫ن المقتتداد و‬‫القيام بشأنه فعندها و طىء عثمان عّمارا حّتى أصابه الفتق و روى آخرون أ ّ‬
‫لت كتبتتوا كتابتتا عتّددوا فيتته أحتتداث‬
‫طلحة و الّزبير و عّمار او عّدة من أصحاب رستتول ا ّ‬
‫عثمان و خّوفوه رّبه و أعلموا أّنهم مواثبوه ان لم يقلع فأخذ عّمار الكتاب فأتتتاه بتته فقتترئه‬
‫ى تقدم من بينهم ‪ ،‬فقال إّنتي أنصتحهم لتك ‪ ،‬قتال ‪ :‬كتذبت يتابن‬ ‫منه صدرا ‪ ،‬ثّم قال له أعل ّ‬
‫ل ابن سمّية و ابن ياسر ‪،‬‬‫سمّية ‪ ،‬فقال ‪ :‬أنا و ا ّ‬

‫فأمر عثمان غلمانا له فمّدوا بيديه و رجليه ثّم ضتتربه عثمتتان برجليتته و هتتى فتتي الخّفيتتن‬
‫على مذاكيره فأصابه الفتق و كان ضعيفا كبيرا فغشي عليه و قال المحتّدث المجلستي ‪ :‬و‬
‫ن عّمتتارا كتتان متتن المجتتاهرين‬‫سبب الحامل لعثمان على ما صنع بعّمار هو أ ّ‬ ‫ن ال ّ‬
‫عندي أ ّ‬
‫ن من غلبه علتتى الخلفتتة غاصتتب لهتتا فحملتتته عتتداوته لميتتر‬ ‫سلم و أ ّ‬‫ي عليه ال ّ‬ ‫ب عل ّ‬
‫بح ّ‬
‫المؤمنين و حّبه للّرياسة على إهانته و ضتتربه حّتتتى حتتدث بتته الفتتتق و كستتر ضتتلعا متتن‬
‫أضلعه‬

‫] ‪[ 223‬‬

‫عععععع‬

‫ما صنع بأبي ذر من الهانة و الضرب و الستخفاف مع علّو شأنه و تقّدمه فتتي الستتلم‬
‫حّتى سّيره إلى الربذة و نفاه و يأتي تفصيل ذلك في الكتاب حيثما بلغ الكلم محّله‬

‫عععععع‬

‫ل بن عمر بن الخطاب ‪ ،‬فانه قتل الهرمزان بعد استتلمه‬ ‫تعطيله الحّد الواجب على عبيد ا ّ‬
‫بتهمة أّنه اغرى أبا لؤلوأة إلى قتل أبيه عمر ‪ ،‬فلم يقده عثمان به و قد كان أمير المتتؤمنين‬
‫شام ‪.‬‬
‫يطلبه ‪ ،‬و روى أّنه لّما ولى الخلفة أراد قتله فهرب منه إلى معاوية بال ّ‬

‫عععععع ععع‬

‫ي و هو أّنه لو لم يقدم عثمان علتتى إحتتداث يتتوجب خلعتته و التتبرائة منتته‬ ‫و هو اجمالي قال ّ‬
‫صتتحابة أن ينكتتروا علتتى متتن قصتتده متتن البلد متظّلمتتا ‪ ،‬و قتتد علمنتتا أ ّ‬
‫ن‬ ‫لتتوجب علتتى ال ّ‬
‫بالمدينة كان كبار الصحابة من المهاجرين و النصار و لم ينكروا على القوم بل أستتلموه‬
‫و لم يدفعوا عنه ‪ ،‬بل أعانوا قاتليه و لم يمنعوا من قتلتته و حصتتره و منتتع المتتاء عنتته ‪ ،‬و‬
‫صحابة للمطاعن فيه و برائتهم منه ‪ ،‬و لو لم يكن فتتي‬ ‫هذا من أقوى الّدليل على تصديق ال ّ‬
‫ل قتله و أنا معتته مريتتدا بتتذلك رضتتائهما‬ ‫ل ما روى عن أمير المؤمنين من قوله ‪ :‬ا ّ‬ ‫أمره إ ّ‬
‫به لكفى هذا كّله مضافا إلى أّنهم تركوه بعد قتله ثلثة أّيام على المزابتتل لتتم يتتدفنوه و هتتو‬
‫صراط‬ ‫ل الدليل على رضاهم بقتله و يناسب المقام حكاية ظريفة روى في كتاب ال ّ‬ ‫من أد ّ‬
‫ن ابن الجوزي قال يومتتا علتتى منتتبره ستتلوني قبتتل أن تفقتتدوني فستتألته‬ ‫المستقيم و غيره إ ّ‬
‫ن علّيا سار في ليلتتة إلتتى ستتلمان فجّهتتزه و رجتتع ‪ ،‬فقتتال ‪ :‬روي ذلتتك ‪،‬‬ ‫امرأة عّما روى أ ّ‬
‫ى حاضتتر ‪ ،‬قتتال ‪ :‬نعتتم ‪ ،‬قتتالت ‪ :‬فقتتد‬‫قالت ‪ :‬فعثمان ثّم ثلثة أّيام منبوذا في المزابل و عل ّ‬
‫لزم الخطاء لحدهما ‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫ل فعليه ‪ ،‬فقالت ‪ :‬خرجت‬


‫ل‪،‬وإ ّ‬
‫إن كنت خرجت من بيتك بغير إذن زوجك فعليك لعنة ا ّ‬
‫ى أول ؟ فانقطع و لم يحر جوابا‬‫سلم باذن النب ّ‬
‫ى عليه ال ّ‬
‫عايشة إلى حرب عل ّ‬

‫عععععع ععع‬

‫سيرة ‪ ،‬فقد‬
‫صلة بمنى مع كونه مسافرا و هو مخالف للسّنة و لل ّ‬
‫إتمامه ال ّ‬

‫] ‪[ 224‬‬

‫روى في البحار من كتاب جامع الصتتول عتتن عبتتد الّرحمتتن بتتن يزيتتد قتتال ‪ :‬صتّلى بنتتا‬
‫لت‬
‫ل بن مسعود ‪ ،‬فقتتال ‪ :‬ص تّليت متتع رستتول ا ّ‬ ‫عثمان بمنى أربع ركعات فقيل ذلك لعبد ا ّ‬
‫بمنى ركعتين و مع أبى بكر ركعتين و مع عمر ركعتين‬

‫عععععع ععع‬

‫ل عليه و آله و ستّلم و مضتتاّدته لتته ‪ ،‬فقتتد حكتتى العلمتتة فتتى‬


‫جرأته على الّرسول صّلى ا ّ‬
‫ق عن الحميدي قال ‪ :‬قال السدي فى تفسير قوله تعالى ‪:‬‬ ‫كتاب كشف الح ّ‬

‫ل بن حذافتتة و تتتزّوج‬ ‫ن َبْعِده َأَبدًا اّنه لّما توّفى أبو سلمة و عبد ا ّ‬
‫جُه ِم ْ‬
‫حوا َأْزوا َ‬
‫ن َتْنِك ُ‬
‫و ل َأ ْ‬
‫ل عليه و آله و سّلم امرئتهما اّم سلمة و حفصة قال طلحة و عثمتتان ‪ :‬أينكتتح‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫النب ّ‬
‫ل لتتو قتتد متتات لقتتد اجلنتتا علتتى نستتائه‬
‫محّمد نسائنا إذا متنا و ل ننكح نسائه إذا مات ‪ ،‬و ا ّ‬
‫ل تعالى ‪:‬‬ ‫سهام ‪ ،‬و كان طلحة يريد عايشة و عثمان يريد اّم سلمة فأنزل ا ّ‬ ‫بال ّ‬

‫عْن تدَ‬
‫ن ِ‬
‫ن ذِلُكْم كتتا َ‬
‫ن َبْعِده َأَبدًا ِإ ّ‬
‫جُه ِم ْ‬
‫حوا َأْزوا َ‬ ‫ن َتْنِك ُ‬
‫ل و ل َأ ْ‬ ‫لا ّ‬ ‫سو َ‬
‫ن ُتْؤُذوا َر ُ‬ ‫ن َلُكْم َأ ْ‬
‫و ما كا َ‬
‫ن ُيتْؤُذو َ‬
‫ن‬ ‫ن اّلتتذي َ‬
‫عليمًا و أنتتزل ِإ ّ‬ ‫ن ِبه َ‬‫ل كا َ‬‫نا ّ‬ ‫خُفوُه َفإ ّ‬‫شْيئًا َأْو ُت ْ‬
‫ن ُتْبُدوا َ‬
‫عظيمًا و أنزل ِإ ْ‬ ‫ل َ‬
‫ا ّ‬
‫عذابًا ُمهينًا‬
‫عّدَلُهْم َ‬
‫خَرِة َو َأ َ‬‫لِ‬‫ل في الّدْنيا َو ا ْ‬ ‫سوَلُه َلَعَنُهُم ا ّ‬‫ل و َر ُ‬
‫ا ّ‬
‫عععععع ععع‬

‫سدى في تفسير‬
‫ق عن ال ّ‬
‫ل ‪ ،‬روى العلمة أيضا في كشف الح ّ‬
‫عدم اذعانه بقضاء رسول ا ّ‬
‫قوله تعالى ‪:‬‬

‫ك و متا ُأولِئ َ‬
‫ك‬ ‫ن َبْعتِد ذِلت َ‬
‫ق ِمْنُهتْم ِمت ْ‬
‫طْعنتا ُثتّم َيَتتَوّلى َفريت ٌ‬
‫لوأ َ‬ ‫ل و الّرستتو ِ‬ ‫ن آَمّنا ِبا ّ‬
‫و َيُقوُلو َ‬
‫حُكَم‬
‫سوِلِه ِلَي ْ‬
‫ل و َر ُ‬
‫عوا ِإَلى ا ّ‬
‫ن ‪ ،‬و إذا ُد ُ‬ ‫ِبالُْمْؤِمني َ‬

‫] ‪[ 225‬‬

‫ن‪،‬‬
‫عني َ‬
‫ق َيْأُتوا ِإَلْيِه ُمْذ ِ‬
‫حّ‬‫ن َلُهُم اْل َ‬
‫ن َيُك ْ‬
‫ن و ِإ ْ‬
‫ضو َ‬
‫ق ِمْنُهْم ُمْعِر ُ‬
‫َبْيَنُهْم ِإذا َفري ٌ‬

‫ك ُهتمُ‬
‫ل ُأولِئ َ‬
‫ستتوُلُه َبت ْ‬
‫عَلْيِهتْم و َر ُ‬
‫لت َ‬‫فا ّ‬
‫ن َيحيت َ‬
‫ن َأ ْ‬
‫ض أِم اْرتتتاُبوا َأْم َيختتاُفو َ‬
‫َأفي ُقلتتوِبِهْم َمتَر ٌ‬
‫لت‬‫سدى ‪ :‬نزلت هذه في عثمان بن عّفان ‪ ،‬قال ‪ :‬لّما فتتتح رستتول ا ّ‬ ‫ن اليات قال ال ّ‬ ‫ظالُمو َ‬ ‫ال ّ‬
‫ل فاسأله أرض كذا و كذا ‪،‬‬ ‫ي ‪ :‬ائت رسول ا ّ‬ ‫بني الّنضير فغنم أموالهم فقال عثمان لعل ّ‬

‫فان أعطاكها فأنا شريكك و آتيه أنا فأسأله إّياها ‪ ،‬فان أعطانيها فأنت شريكى فيهتتا فستتأله‬
‫ي اشركنى فأبى عثمان ‪ ،‬فقال بيني و بينك رسول ا ّ‬
‫ل‬ ‫عثمان أّول فأعطاه إّياها فقال له عل ّ‬
‫ي؟‬‫ل عليه و آله فقيل لته لتم لتم تنطلتق معته إلتى النتب ّ‬‫ي صّلى ا ّ‬
‫فأبى أن يخاصمه إلى النب ّ‬
‫فقال ‪:‬‬

‫هو ابن عّمه فأخاف أن يقضى له فنزل قوله ‪:‬‬

‫لت‬
‫ي متا انتزل ا ّ‬
‫ن فلّما بلغ النتب ّ‬
‫ظالُمو َ‬
‫ك ُهُم ال ّ‬
‫ل ْأولِئ َ‬
‫سوِله إلى قوله َب ْ‬
‫ل و َر ُ‬‫ىا ّ‬‫عوا ِإل َ‬
‫و ِإذا ُد ُ‬
‫ي بالح ّ‬
‫ق‬ ‫ي فأقّر لعل ّ‬
‫فيه أتى الّنب ّ‬

‫عععععع ععع‬

‫ن في المصحف لحنا ‪ ،‬فقتتد حكتتى فتتي البحتار متتن كشتف الحتق ‪ 1‬عتن تفستير‬ ‫اّنه زعم أ ّ‬
‫ن فتي المصتحف لحنتا‬ ‫ن هذان لساحران « قال قال عثمان ‪ :‬إ ّ‬ ‫الّثعلبي في قوله تعالى ‪ » :‬إ ّ‬
‫فقيل له أل تغّيره ؟ فقال ‪ :‬دعتتوه فل يحّلتتل حرامتتا و ل يحتّرم حلل قتتال فتتي البحتتار ‪ :‬و‬
‫رواه الّرازي أيضا في تفسيره‬

‫عععععع ععع‬

‫صتتلة مقّدمتتة علتتى الخطبتتتين قبتتل عثمتتان مّمتتا‬


‫تقديمه الخطبتين في العيتتدين ‪ ،‬و كتتون ال ّ‬
‫تظافرت به الخبار العامّية و أخبار أهل البيت في ذلك أيضا بالغة حّد الستفاضة و قتتال‬
‫ل من بني أمّية ‪،‬‬
‫ي المنتهى ‪ :‬ل نعرف في ذلك خلفا إ ّ‬ ‫العلمة ) ره ( في محك ّ‬
‫صلة قبل‬
‫و في البحار من الّتهذيب باسناده عن محّمد بن مسلم عن أحدهما قال ‪ :‬ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ت ت ت تت تت ت ت تتتت تت تتت تتتت ت ت تتت‬
‫تتتتتت تت تتتتتت تتت ت تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 226‬‬

‫الخطبتين ‪ :‬و كان أّول من أحدثها بعد الخطبة عثمان لّما أحدث احداثها كان إذا فترغ متن‬
‫صلة‬ ‫صلة قام الّناس ليرجعوا فلّما رأى ذلك قّدم الخطبتين و احتبس الّناس لل ّ‬
‫ال ّ‬

‫عععععع ععع‬

‫ل عليه و آلتته و هتتو بدعتتة‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫إحداثه الذان يوم الجمعة زايدا على ما سّنه رسول ا ّ‬
‫محّرمة‬

‫عععععع ععع‬

‫أّنه لم يتمّكن من التيان بالخطبة ‪ ،‬فقد روى في البحار من روضة الحباب أّنتته لمّتتا كتتان‬
‫ى فعجتتز عتتن أداء الخطبتتة فتركهتتا ‪ ،‬و‬ ‫أّول جمعة من خلفته صتتعد المنتتبر فعرضتته العت ّ‬
‫ي نطقتتا ‪ ،‬و‬ ‫ل بعد عسر يستترا و بعتتدع ّ‬ ‫ل الّرحمن الّرحيم أّيها الّناس سيجعل ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬بسم ا ّ‬
‫ل لتتي و لكتتم فنتتزل‬ ‫إّنكم إلى إمام فّعال أحوج منكم إلى امام قّوال ‪ ،‬أقول قولي و أستغفر ا ّ‬
‫ل و عجتتز عتتن الكلم ‪ ،‬و فتتي روايتتة أّنتته قتتال أّول كت ّ‬
‫ل‬ ‫قال و في رواية أّنه قال ‪ :‬الحمد ّ‬
‫ن أبا بكر و عمر كانا يعتتدان لهتتذا المقتتام مقتتال و أنتتتم إلتتى امتتام عتتادل‬ ‫مركب صعب و أ ّ‬
‫لت‬
‫لت إنشتتاء ا ّ‬ ‫أحوج منكم إلى امام قائل ‪ ،‬و إن أعش فآتكم الخطبة علتتى وجههتتا و يعلتتم ا ّ‬
‫ن عثمتتان لّمتتا‬ ‫ن الخطبة كانت خطبتتة الجمعتتة الواجبتتة و أ ّ‬ ‫ظاهر من الّرواية أ ّ‬ ‫ن ال ّ‬
‫تعالى فا ّ‬
‫صلة و إلّ لرووه‬ ‫ي ترك الخطبة و لم يأمر أحدا بالقيام بها و إقامة ال ّ‬ ‫حصر و عرضه الع ّ‬
‫فالمر في ذلك ليس مقصورا على العجز و القصور ‪ ،‬بل فيه ارتكتتاب المحظتتور فيكتتون‬
‫أوضح في الطعن ‪.‬‬

‫عععععع ععع‬

‫ن امرأة دخلت علتتى‬‫ق من صحيح مسلم أ ّ‬ ‫جهله بالحكام ‪ ،‬فقد روى العلمة في كشف الح ّ‬
‫زوجها فولدت لسّتة أشهر فذكر ذلك لعثمان بن عّفان فأمر بها أن ترجم فدخل عليه علتت ّ‬
‫ي‬
‫ل عّز و جل يقول ‪:‬‬
‫نا ّ‬
‫سلم فقال ‪ :‬إ ّ‬
‫عليه ال ّ‬
‫ن فلتتم يصتتل رستتولهم إليتته إ ّ‬
‫ل‬ ‫شْهرًا و قال أيضا و ِفصاُلُه في عتتاَمْي ِ‬
‫ن َ‬
‫حْمُلُه و ِفصاُلُه َثلُثو َ‬
‫َ‬
‫ل‪:‬‬‫ل و قد قال ا ّ‬
‫بعد الفراغ من رجمها ‪ ،‬فقتل المرأة المسلمة ‪ ،‬عمدا لجهله بحكم ا ّ‬

‫] ‪[ 227‬‬

‫عتّد َلتهُ‬‫عَلْيتِه َو َلَعَنتُه َو َأ َ‬


‫لت َ‬
‫با ّ‬ ‫غضِت َ‬ ‫جَهّنَم خاِلتدًا فيهتا َو َ‬ ‫جَزاُؤُه َ‬ ‫ل ُمْؤِمنًا ُمَتَعّمدًا َف َ‬‫ن َيْقُت ْ‬
‫َو َم ْ‬
‫ن َلتْم‬
‫ن ‪َ ،‬و َمت ْ‬ ‫ك ُهتُم اْلكتتاِفُرو َ‬‫لت َفتُأولِئ َ‬‫لا ّ‬ ‫حُكْم ِبمتتا َأْنتَز َ‬
‫ن َلْم َي ْ‬
‫عظيمًا و قال أيضا َو َم ْ‬ ‫عذابًا َ‬ ‫َ‬
‫سُقو َ‬
‫ن‬ ‫ك ُهُم اْلفا ِ‬ ‫ل َفُأولِئ َ‬‫لا ّ‬‫حُكْم ِبما َأْنَز َ‬
‫ن َلْم َي ْ‬
‫ن ‪َ ،‬و َم ْ‬ ‫ظالُمو َ‬ ‫ك ُهُم ال ّ‬ ‫ل َفأُولِئ َ‬‫لا ّ‬ ‫حُكْم ِبما َأْنَز َ‬‫َي ْ‬

‫ععععع ععععععع‬

‫ن مروّيتتاته فتتي كتتتب الجمهتتور متتع حتترص‬ ‫قّلة اعتنائه بالشريعة ‪ ،‬و قد قال في البحتتار أ ّ‬
‫خرين عنهتتم علتتى إظهتتار فضتتله لتتم يتتزد علتتى متتأة و ستّتة و‬ ‫أتباعه من بني امّية و المتتتأ ّ‬
‫أربعين ‪ ،‬و قد رووا عن أبي هريرة خمسة آلف و ثلثمأة و أربعتتة و ستتبعين حتتديثا ‪ ،‬و‬
‫ل نحوا مّمتتا ذكتتر أو لقّلتتة العتنتتاء‬‫صحبة إ ّ‬ ‫ذلك إّما لغلبة الغباوة حيث لم يأخذ في طول ال ّ‬
‫شتتارح‬ ‫ن ال ّ‬
‫برواية كلم الّرسول و كلهما يمنعان من استيهال الخلفة و المامة و اعلتتم أ ّ‬
‫شتترح و متتا‬ ‫المعتزلي بعد ما أورد المطاعن العشتترة الول متتع الطعتتن الحاديعشتتر فتتي ال ّ‬
‫شتتافي علتتى‬ ‫أجاب به قاضى القضاة عن تلك المطاعن في المغني و ما أورده السّيد فتتي ال ّ‬
‫ن عثمتتان أحتتدث أحتتداثا‬ ‫ى و هو اّنتتا ل ننكتتر أ ّ‬‫تلك الجوبة أجاب عنها جميعا بوجه إجمال ّ‬
‫أنكرها كثير من المسلمين ‪ ،‬و لكّنا نّدعى مع ذلك أّنها لم تبلغ درجتتة الفستتق و ل احبطتتت‬
‫ثوابه و أّنها من الصغاير التي وقعت مكّفرة ‪،‬‬

‫و ذلك لّنا قد علمنا أّنه مغفور له و أّنه من أهل الجّنة لثلثة أوجه ‪:‬‬

‫ل اطلتتع علتتى أهتتل بتتدر فقتتال اعملتتوا متتا‬


‫نا ّ‬
‫لإّ‬
‫أحدها أّنه من أهل بدر و قد قال رسول ا ّ‬
‫ن عثمان لم يشهد بدرا لنا نقول ‪ :‬صدقتم إّنه لم يشتتهدها و‬ ‫شئتم فقد غفرت لكم ل يقال ‪ :‬إ ّ‬
‫لت‬‫ل ص تّلى ا ّ‬‫ل بالمدينة لمرضها و ضرب له رسول ا ّ‬ ‫لكّنه تخّلف على رقية ابنة رسول ا ّ‬
‫عليه و آله بسهمه و أجره باّتفاق ساير الناس و ثانيها أنه من أهتتل بيعتتة الّرضتتوان التتذين‬
‫ل تعالى فيهم ‪:‬‬
‫قال ا ّ‬

‫جَرِة‬
‫شَ‬‫ت ال ّ‬
‫ح َ‬
‫ك َت ْ‬
‫ن ِإْذ ُيباِيُعوَن َ‬
‫ن اْلُمْؤِمني َ‬
‫عِ‬‫ل َ‬
‫ىا ّ‬
‫ضَ‬‫َلَقْد َر ِ‬

‫] ‪[ 228‬‬

‫شجرة لنا نقول ‪ :‬صدقتم إّنه لتتم يشتتهدها و لكّنتته كتتان‬‫ل يقال ‪ :‬إّنه لم يشهد البيعة تحت ال ّ‬
‫ن قريشتا‬ ‫ل أرسله إلى أهل مّكة و لجله كتانت بيعتة الّرضتتوان حيتتث ارجتف بتأ ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله ‪ :‬و إن كانوا قتلوه لضر مّنهتتا عليهتتم‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫قتلت عثمان ‪ ،‬فقال رسول ا ّ‬
‫شجرة و بايع الّناس على الموت ثّم قال ‪ :‬إن كان عثمان حّيا فأنا بايع‬ ‫نارا ثّم جلس تحت ال ّ‬
‫عنه فصفح بشماله على يمينه و قال ‪ :‬شمالي خيتتر متتن يميتتن عثمتتان ‪ ،‬روى ذلتتك جميتتع‬
‫سيرة مّتفقا عليه و ثالثها اّنه من جملة العشرة الذين تظاهرت الخبتتار بتتأّنهم‬ ‫أرباب أهل ال ّ‬
‫ل ت قتتد رضتتى‬ ‫نا ّ‬
‫من أهل الجّنة و إذا كانت هذه الوجوه الثلثة داّلة على أّنه مغفور له و أ ّ‬
‫ن الفاستتق عنتتدنا يختترج متتن اليمتتان و‬ ‫عنه و أّنه من أهل الجّنة بطل أن يكون فاسقا ‪ ،‬ل ّ‬
‫ط ثوابه و يحكم له بالّنار و ل يغفر له و ل يرضى عنه و ل يرى الجّنة و ل يدخلها ‪،‬‬ ‫ينح ّ‬
‫ل ما وقع منه فهو من باب الصغاير‬ ‫نكّ‬ ‫صحيحة الّثابتة أن يحكم بأ ّ‬
‫فاقتضت هذه الوجوه ال ّ‬
‫المكّفرة توفيقا بين هذه الوجوه و بين روايات الحداث المذكورة انتهتتى و يتتورد عليتته ا ّ‬
‫ن‬
‫ستتك بتته‬‫ح التم ّ‬
‫ل ما تفّرد المخالفون بروايتتته و ل يصت ّ‬‫المستند في جميع تلك الوجوه ليس إ ّ‬
‫في مقام الحتجاج كما مّر مرارا ‪ ،‬و الصل في أكثرها ما رواه البخاري عن عثمان عبد‬
‫ل بن عمر ‪:‬‬ ‫ل قال ‪ :‬قال رجل من أهل مصر لعبد ا ّ‬ ‫ا ّ‬

‫ن عثمان فّريوم أحد ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فقال ‪:‬‬


‫أنا سائلك عن شيء فحّدثنى هل تعلم أ ّ‬

‫تعلم أّنه تغيب عن بدر و لم يشهد ؟ قال ‪ :‬نعم قال ‪ :‬تعلم أّنه تغيب عن بيعة الّرضوان فلتتم‬
‫ل أكبر ‪ ،‬قال ابن عمر ‪ :‬تعال ابّين لك ‪ ،‬أّما فراره يتتوم أحتتد‬ ‫يشهدها ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬ا ّ‬
‫لت‬
‫ل عفا عنه و غفر له ‪ ،‬و أّما تغّيبه عن بدر فاّنه كتتانت تحتتته بنتتت رستتول ا ّ‬ ‫نا ّ‬‫فاشهد أ ّ‬
‫ل عليتته و آلتته و ستّلم ‪ :‬إ ّ‬
‫ن‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ل عليه و آله ‪ :‬و كانت مريضة فقال رسول ا ّ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫لك أجر رجل ممن شهد بدرا و سهمه ‪ ،‬و أما تغّيبه عن بيعة الّرضوان فلو كان أحد أع تّز‬
‫ل عليتته و آلتته عثمتتان و كتتانت‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ببطن مكة من عثمان لبعثه مكانه فبعث رسول ا ّ‬
‫لت بيتتده اليمنتتى هتتذه يتتد عثمتتان‬
‫بيعة الّرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة فقال رسول ا ّ‬
‫فضرب بها على يده فقال هذه لعثمان ‪ ،‬ثّم قال ابن عمر اذهب بها الن معك و ابتتن عمتتر‬
‫جاج و ل عبرة‬ ‫هو الذي قعد عن نصرة أمير المؤمنين و بايع رجل الح ّ‬

‫] ‪[ 229‬‬

‫شتترة أيضتتا‬
‫بقوله و ل روايته مع قطع الّنظر عن ساير رواة الخبر ‪ ،‬و حديث العشرة المب ّ‬
‫مّما تفّردوا بروايته ‪ ،‬و قد روى أصحابنا تكذيب أمير المؤمنين لهذه الّرواية ‪.‬‬

‫و هو ما رواه الطبرسي في الحتجاج عن سليم بتن قيتس الهللتي قتال ‪ :‬لّمتا التقتى أميتر‬
‫ى ‪ ،‬فخرج الّزبيتتر و‬ ‫ل اخرج إل ّ‬
‫المؤمنين أهل البصرة يوم الجمل نادى الّزبير يا أبا عبد ا ّ‬
‫ل إّنكما لتعلمان و اولوا العلم من آل محّمد و عايشة بنت أبتتي بكتتر‬ ‫معه طلحة ‪ ،‬قال ‪ :‬و ا ّ‬
‫ل أصحاب الجمل ملعونون على لسان محّمد و قد خاب من افترى ‪،‬‬ ‫نكّ‬‫أّ‬

‫ستتلم ‪ :‬لتتو علمتتت‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫قال الّزبير ‪ :‬كيف نكون ملعونين و نحن أهل الجّنة ؟ فقال عل ّ‬
‫أّنكم من أهل الجّنة لما استحللت قتالكم ‪.‬‬
‫فقال له الّزبير أما سمعت حديث سعيد بن عمرو بن نفيل ‪ ،‬و هو يروى أّنه ستتمع رستتول‬
‫سلم ‪ :‬سمعته‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله يقول ‪ :‬عشرة من قريش في الجّنة قال عل ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ل فقتتال عل ت ّ‬
‫ي‬ ‫يحدث بذلك عثمان في خلفته ‪ ،‬فقال له الّزبير ‪ :‬أفتراه يكذب على رسول ا ّ‬
‫سلم لست اخبرك بشيء حّتى تسّميهم ‪ ،‬قال الزبير ‪ :‬أبو بكر ‪ ،‬و عمر ‪ ،‬و عثمان‬ ‫عليه ال ّ‬
‫‪ ،‬و طلحة ‪ ،‬و الزبير ‪،‬‬

‫و عبد الّرحمن بن عوف ‪ ،‬و سعد بن أبي وقاص ‪ ،‬و أبو عبيدة بن الجّراح ‪ ،‬و ستتعيد بتتن‬
‫سلم عددت تسعة فمن العاشر ؟ قال له ‪ :‬أنتتت قتتال‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫عمرو ابن نفيل ‪ ،‬فقال له عل ّ‬
‫سلم ‪ :‬أّما أنت فقد أقررت أّني من أهل الجّنة ‪ ،‬و أّما ما اّدعيتتت لنفستتك و‬ ‫ي عليه ال ّ‬ ‫له عل ّ‬
‫لت ؟‬
‫أصحابك فأنا به من الجاحدين الكافرين ‪ ،‬قتتال الّزبيتتر ‪ :‬أفتتتراه كتتذب علتتى رستتول ا ّ‬
‫ن بعض ما سّميته‬ ‫لإّ‬‫سلم ‪ :‬و ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫ل اليقين ‪ ،‬فقال عل ّ‬‫قال ‪ :‬ما أراه كذب و لكّنه و ا ّ‬
‫ب صتتخرة إذا أراد‬ ‫ب في أسفل درك من جهّنم ‪ ،‬على ذلك الجت ّ‬ ‫لفى تابوت في شعب في ج ّ‬
‫ل بتتي و‬‫ل أظفرك ا ّ‬ ‫لوإ ّ‬ ‫صخرة ‪ ،‬سمعت ذلك من رسول ا ّ‬ ‫ل أن يسعر جهّنم رفع تلك ال ّ‬ ‫ا ّ‬
‫جل أرواحكم إلى الّنار‬ ‫ل عليك و على أصحابك و ع ّ‬ ‫ل أظفرني ا ّ‬‫سفك دمي على يديك و إ ّ‬
‫ي فتتي‬‫‪ .‬فرجتتع الّزبيتتر إلتتى أصتتحابه و هتتو يبكتتي و يؤّيتتد ضتتعفه أيضتتا أّنتته ليتتس بمتترو ّ‬
‫ل عن رجلين عّدا انفسهما ‪،‬‬ ‫صحاحهم إ ّ‬

‫و هما سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ‪ ،‬و عبد الرحمن بن عوف و الّتهمة فتتي روايتهمتتا‬
‫لتزكيتهما أنفسهما واضحة‬

‫] ‪[ 230‬‬

‫شتتافي متتن أّنتته تعتتالى ل يجتتوز ان يعلتتم مكلفتتا‬‫و يؤّكده أيضا ما ذكره السّيد ) ره ( فتتي ال ّ‬
‫ن ذلتتك‬‫ن عاقبته الجنة ل ّ‬ ‫يجوز أن يقع منه القبيح و الحسن و ليس بمعصوم من الّذنوب بأ ّ‬
‫ن أكثر العشرة لم يكونوا معصومين من الّذنوب و قد أوقع‬ ‫يغريه بالقبيح و ل خلف في أ ّ‬
‫بعضهم بالتفاق كباير و ان اّدعى المخالفون أّنهم تابوا منهتتا قتتال و متتا يتتبّين بطلن هتتذا‬
‫ج بتته لتته فتتي مواقتتع وقتتع فيتته الحتيتتاج إلتتى‬
‫ج به لنفسه و ل احتت ّ‬ ‫ن أبا بكر لم يحت ّ‬
‫الخبر أ ّ‬
‫الحتجاج ‪ ،‬كالسقيفة و غيرها ‪ ،‬و كذلك عمر و عثمان لّما حوصر و طولب بخلتتع نفستته‬
‫ج بأشياء يجرى مجرى الفضايل و المناقب ‪ ،‬و ذكتتر القطتتع‬ ‫و هّموا بقتله ‪ ،‬و قد رأينا احت ّ‬
‫له بالجنة أولى و أحرى بأن يعتمد عليه في الحتجتتاج و فتتي عتتدول الجماعتتة عتتن ذكتتره‬
‫دللة واضحة على بطلنه‬

‫ععععع‬

‫شارح المعتزلي في تضاعيف شرح هذا المقام عن إبراهيم بن و يزيل ‪،‬‬


‫روى ال ّ‬
‫ي بن القاسم ‪ ،‬عن سعيد بن طارق ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬حّدثنا زكرّيا بن يحيى ‪ ،‬قال ‪ :‬حّدثنا عل ّ‬

‫لت عليته و آلته و‬ ‫لت صتّلى ا ّ‬ ‫عن عثمان بن القاسم ‪ ،‬عن زيد بن أرقم قتال ‪ :‬قتال رستتول ا ّ‬
‫ي بتن‬ ‫لت و إمتامكم علت ّ‬ ‫ن ولّيكتم ا ّ‬‫سّلم ‪ :‬أل أدلكم علتى متا إن تستالمتم عليته لتم تهلكتوا ‪ ،‬إ ّ‬
‫شارح ‪ :‬فان قلت ‪ :‬هتتذا‬ ‫أبيطالب فناصحوه و صّدقوه ‪ ،‬فان جبرئيل أخبرنى بذلك ثّم قال ال ّ‬
‫ص صريح في المامة فما تصنع المعتزلة قلت ‪ :‬يجوز أن يريد أّنه إمامهم فتتي الفتتتاوى‬ ‫ن ّ‬
‫شرعية ل في الخلفة ‪ ،‬و أيضا فاّنا قد شرحنا من قول شيوخنا البغدادّيين متتا‬ ‫و الحكام ال ّ‬
‫ي ان رغب فيها و نازع عليهتتا ‪ ،‬و إن أقّرهتتا فتتي غيتتره و‬ ‫ن المامة كانت لعل ّ‬ ‫محصوله أ ّ‬
‫حة خلفته ‪ ،‬و أميتتر المتتؤمنين لتتم ينتتازع الئّمتتة‬ ‫سكت عنها تولينا ذلك الغير ‪ ،‬و قلنا بص ّ‬
‫سيف و ل استنجد بالّناس عليهم ‪ ،‬فدلّ ذلك علتتى اقتتراره لهتتم علتتى متتا‬ ‫الثلثة و ل جّرد ال ّ‬
‫صلح ‪ ،‬و لو حاربهم و جّرد‬ ‫كانوا فيه ‪ ،‬فلذلك توليناهم و قلنا فيهم بالطهارة و الخير و ال ّ‬
‫سيف عليهتتم و استصتترخ العتترب علتتى حربهتتم ‪ ،‬قلنتتا فيهتتم متتا قلنتتاه فيمتتن عتتامله هتتذه‬ ‫ال ّ‬
‫صتتا صتتريحا‬ ‫المعاملة من الّتفسيق و الّتضليل انتهى أقول ‪ :‬بعد العتراف بكون الّرواية ن ّ‬
‫في المامة كما هى كذلك‬

‫] ‪[ 231‬‬

‫في الواقع أيضا كيف يجوز تأويله ‪ ،‬إذ التأويل إّنما يأتي في المتشتتابهات و المحتملت ل‬
‫ل متتن كونهتتا ظتتاهرة فتتي المامتتة‬ ‫في الّنصوصات ‪ ،‬و على فرض التنزيتتل أقتتول ‪ :‬ل أقت ّ‬
‫المطلقة و ل دليل و ل داعي إلى رفع اليد عن الظهور و حملها على المامة في الفتتتاوى‬
‫ن المتبادر‬‫و الحكام مع تنافي المعطوف عليه أعني قوله ‪ :‬ولّيكم ‪ ،‬لذلك الحمل أيضا ‪ ،‬ل ّ‬
‫شقشقّية ‪ ،‬مضافا إلتتى عتتدم‬ ‫منه هو الولى بالّتصرف حسبما ذكرناه في مقّدمات الخطبة ال ّ‬
‫تعارف استعمال لفظ المامة في مقام الفتوى و القضا كمتتا ل يخفتتى و أّمتتا متتا ذكتتره متتن‬
‫صل ما حكيناه عنه فتتي مقتّدمات الخطبتتة الشقشتتقية و فتتي‬ ‫قول شيوخه البغدادّيين فهو مح ّ‬
‫شرح الكلم السابع و الثلثين في أّول التنبيهين ‪،‬‬

‫ستتلم طلتتب الخلفتتة و‬ ‫و نّبهنا هناك على فساده بما ل مزيد عليه و دللنا على أنتته عليتته ال ّ‬
‫رغب فيها و استنجد في الناس و استصرخ العرب علتتى الحتترب و حمتتل امرأتتته و ابنتتاه‬
‫ل استنجد بهم و استنصر منهم ‪ ،‬فلم يجبته‬ ‫معه ‪ ،‬فلم يدع أحدا من المهاجرين و النصار إ ّ‬
‫ف و ستتكت تقّيتتة و حقنتتا لتتدمه ‪ ،‬فليتتس فتتي عتتدم‬‫ل ثلثة أو أربعة و لما لم يجد أعوانا ك ّ‬
‫إّ‬
‫تجريد السيف و النزاع دليل على التقرير و الّرضاء كما علمت تفصيل فتذّكر‬
‫ععععععع‬

‫از جمله كلم بلغت نظام آن امام عتتالى مقتتام استتت در وقتتتي كتته اشتتاره كردنتتد بتتر او‬
‫أصحاب او بمهيا شدن از براى حرب اهل شتتام بعتتد از فرستتتادن آنحضتترت جريتتر بتتن‬
‫ل بجلى را بسوى معاويه ملعون ميفرمايد ‪:‬‬ ‫عبد ا ّ‬

‫بدرستى كه مهيا شدن من از براى محاربه اهل شام و حال آنكه جرير نزد ايشتتان استتت‬
‫اكراه كردن است يا در بستن شامرا و باز گردانيدنست اهل آن را از قبول طتتاعت اگتتر‬
‫اراده طتتاعت داشتتته باشتتند ‪ ،‬و لكتتن متتن تعييتتن كتتردهام از بتتراى جريتتر وقتتتى را كتته‬
‫نمىايستد بعد از آن وقت مگر فريفته شده يا عصيان ورزيده ‪ ،‬و فكر صايب با تتتأني و‬
‫آهستگى است ‪ ،‬پس بنرمى كار كنيد ‪ ،‬و مكروه نميشتتمارم از بتتراى شتتما مهيتتا ستتاختن‬
‫اسباب حربرا بجهه حتتزم و احتيتتاط و بتحقيتتق كتته زدم بينتتى اينكتتار را و چشتتم او را و‬
‫گردانيدم پشت و شكم او را ‪ ،‬پس نديدم از براى خود در آن كار مگر‬

‫] ‪[ 232‬‬

‫محاربه نمودن يا كافر شدن بآنچيزى كه پيغمبر خدا آنرا آورده است ‪ ،‬بدرستى كتته بتتود‬
‫بر اّمة حضرت رسالت حاكمى كه پديد آورد كارهاى بيموقع و نا مناسب را ‪،‬‬

‫ل گفتگو را ‪ ،‬پس گفتند در حق او آنچه گفتنى بود‬ ‫و موجود ساخت از براى مردمان مح ّ‬
‫‪ ،‬بعد از آن انكار كردند و عتاب نمودند ‪ ،‬پس تغيير دادند و بقتل آوردند او را ‪.‬‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫و هو الرابتتع و الربعتتون متتن المختتتار فتتي بتتاب الخطتتب لّمتتا هتترب مصتتقلة بتتن هتتبيرة‬
‫شيباني إلى معاوية و كان قد ابتاع سبى بني ناجية من عامل أمير المتتؤمنين و أعتقهتتم ‪،‬‬ ‫ال ّ‬
‫ستتادة ‪ ،‬و فتّر‬‫لت مصتتقلة فعتتل فعتتل ال ّ‬
‫شام قّبتتح ا ّ‬
‫فلّما طالبه بالمال خاص به و هرب إلى ال ّ‬
‫فرار العبيد ‪ ،‬فما أنطق مادحه حّتى أسكته ‪ ،‬و ل صتّدق واصتتفه حّتتتى نكبتته ‪ ،‬و لتتو أقتتام‬
‫لخذنا ميسوره ‪ ،‬و انتظرنا بماله وفوره ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) مصقلة ( بفتح الميم و هو مصقلة بن هبيرة بن شبل بن ثيرى بن امرء القيس بن ربيعتتة‬
‫بن مالك بن ثعلبة بن شيبان ‪ ،‬و ) بنو ناجية ( قوم نسبوا انفستتهم إلتتى ستتامة بتتن لتتوى بتتن‬
‫غالب بن فهر بن مالك بن الّنضر بن كنانة ‪ ،‬فدفعتهم قريش عن هذا النسب و نسبتهم إلى‬
‫ن سامة خترج إلتتى ناحيتتة البحريتتن مغاضتتبا‬ ‫اّمهم ناجية و هى امرأة سامة بن لوى قالوا إ ّ‬
‫ى ثتّم عطفتتت‬ ‫لخيه كعب بن لوي فطاطات ناقته رأسها لتأخذ العشب فعلق بمشتتفرها أفعت ّ‬
‫ي على القبت » كذا « حّتى نهش ستتاق ستتامة فقتلتته ‪ ،‬و‬ ‫ب الفع ّ‬
‫على قبتها فحكمته به ‪ ،‬فد ّ‬
‫كانت معه امرئته ناجية فلّما مات تزّوجتتت رجل فتتي البحريتتن فولتتدت منتته الحتتارث ‪ ،‬و‬
‫مات أبوه و هو صغير فلّما ترعرع طمعت اّمه أن تلحقه بقريش فتتأخبرته أّنتته ابتتن ستتامة‬
‫بن لوي فرحل من البحرين إلى‬

‫] ‪[ 233‬‬

‫مّكة و معه أّمه ‪ ،‬فاخبر كعب بن لوى أّنه ابن أخيه سامة ‪ ،‬فعرف كعب أّمتته ناجيتتة فظتنّ‬
‫أّنه صادق في دعواه فقبله ‪ ،‬و مكث عنده مّدة حّتى قدم ركب من البحرين فرأوا الحتتارث‬
‫فسّلموا عليه و حادثوه فسألهم كعب بن لوي اين يعرفونه ‪ ،‬فقالوا هذا ابن رجل متتن بلتتدنا‬
‫يعرف بفلن ‪ ،‬و شرحوا له خبره فنفاه كعب عتتن مكتتة و نفتتي أّمتته فرجعتتا إلتتى البحريتتن‬
‫فكانا هناك ‪ ،‬و تزّوج الحارث و أعقب هتتذا العقتتب و ) ختتاس بتته ( يخيتتس و يختتوس أى‬
‫غدربه ‪ ،‬و خاس فلن بالعهد أى أخلف و ) التنكيب ( الّتوبيتتخ و الّتقريتتع و ) الميستتور (‬
‫ضّد المعسور و ) الوفور ( مصدر وفر المال اى كثر و تّم و يجىء متعتّديا و فتتي بعتتض‬
‫الّنسخ موفوره و هو الّتاّم‬

‫ععععععع‬

‫سادة استتينافّية‬
‫ل لها من العراب ‪ ،‬و جملة فعل فعل ال ّ‬ ‫ل مصقلة دعائية ل مح ّ‬
‫جملة قّبح ا ّ‬
‫بيانّية واقعة موقع الجواب عن سؤال عّلة الّدعاء بالتقبيح‬

‫عععععع‬

‫سلم ) لّما هرب مصقلة بتتن هتتبيرة الشتتيباني ( منتته ) إلتتى‬ ‫ن هذا الكلم قاله عليه ال ّ‬
‫اعلم أ ّ‬
‫معاوية و كان ( سبب هربه اّنه ) قد ابتاع سبى بني ناجية من ( معقل بن قيس الرياحى )‬
‫عامل أمير المؤمنين و اعتقهم فلّما طالبه ( أمير المؤمنين ) بالمال خاس به ( و غدر ) و‬
‫ل مصتتقلة ( و نحتتاه‬ ‫سلم فقال ) قّبح ا ّ‬ ‫شام ( نحو معاوية فبلغ ذلك إليه عليه ال ّ‬ ‫هرب إلى ال ّ‬
‫سادة ( حيث اشترى القوم و اعتقهم ) و فّر فرار العبيد ( على متتا‬ ‫عن الخير ) فعل فعل ال ّ‬
‫هو شيمتهم و عادتهم ) فما أنطق مادحه حّتى أسكته ( يعنى أّنه جمع بين عاتبين متنتتافيين‬
‫انطاقه لمادحه بفداء السرى مع اسكاته بهر به قبل تمام انطتتاقه ‪ ،‬و هتتو وصتتف لستترعة‬
‫إلحاقه رذيلته بفضيلته حّتى كأّنه قصد الجمتتع بينهمتتا ) و ل صتّدق واصتتفه حّتتتى نكبتته (‬
‫يعنى أّنه لم يصدق الواصف له بحسن فعله حّتى وبخه بسوء عمله ‪ ،‬ثّم أشار إلتتى جتتواب‬
‫ما يتوّهم اعتذاره به و هو خوف التضييق عليه فتي بقّيتة المتال فقتال ) و لتو أقتام ( و لتم‬
‫يهرب ) لخذنا ( منه ) ميسوره و انتظرنا بماله ( تمامه ) و وفوره ( هذا‬

‫] ‪[ 234‬‬
‫و أما قصة بنى ناجية و سبب هرب مصقلة فعلى ما ذكره في البحتتار و شتترح المعتتتزلي‬
‫ن الخريتتت ابتتن راشتتد‬‫من كتاب الغارات لبراهيم بن محّمد الّثقفتتي بتلخيتتص مّنتتا هتتو ‪ :‬أ ّ‬
‫شتتيطان و صتتار‬ ‫سلم صّفين ثتّم استتتهواه ال ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬ ‫الّناجي أحد بني ناجية قد شهد مع عل ّ‬
‫من الخوارج بسبب الّتحكيم ‪ ،‬فخرج هو و أصحابه إلى المداين و قتلوا في طريقهم مسلما‬
‫فوجه أمير المؤمنين إليهم زياد بن حفصة في مأة و ثلثين رجل ‪،‬‬

‫فلحقوهم بالمداين و اقتتلوا هنالتتك و استشتتهد متتن اصتتحاب زيتتاد رجلن و اصتتيب منهتتم‬
‫حتتى الختتوارج‬ ‫خمسة نفر و حال الّليل بين الفريقين فبتتات أصتتحاب زيتتاد فتتي جتتانب و تن ّ‬
‫فمكثوا ساعة من الّليل ثّم مضوا فذهبوا و لّمتتا أصتتبح أصتتحاب زيتتاد وجتتدوا أّنهتتم ذهبتتوا‬
‫فمضى أصحاب زياد إلى البصرة و بلغهم أّنهم أتوا الهواز فنزلتتوا فتتي جتتانب منهتتا ‪ ،‬و‬
‫تلحق بهم ناس من أصحابهم نحو متتأتين ‪ ،‬فأقتتاموا معهتتم و كتتتب زيتتاد بتتذلك إلتتى أميتتر‬
‫المؤمنين يختبره الختبر ‪ ،‬و يتأتي ذكتر ذلتك الكتتاب و تفصتيل قتتال الفريقيتن فتي شترح‬
‫ل قال إبراهيم فلّما أتاه الكتاب قرأه على الّناس ‪ ،‬فقام إليتته‬ ‫المختار المأة و الثمانين إنشاء ا ّ‬
‫ل يتتا أميتتر المتتؤمنين إّنمتتا كتتان ينبغتتي أن يكتتون‬‫معقل بن قيس الّرياحى فقال ‪ :‬أصلحك ا ّ‬
‫ل رجل متن هتؤلء التذين بعثتهتم فتي طلبهتم عشترة متن المستلمين فتاذا لحقتوهم‬ ‫مكان ك ّ‬
‫سلم له ‪ :‬تجّهتتز يتتا معقتتل إليهتتم و نتتدب‬ ‫استاصلوا شافتهم و قطعوا دابرهم ‪ ،‬فقال عليه ال ّ‬
‫لت بتتن العبتاس و كتان‬ ‫معه ألفين من أهل الكوفة فيهم يزيد بن المعقتتل و كتتتب إلتتى عبتتد ا ّ‬
‫صتتلح فتي ألفتتي‬ ‫عامل البصرة أّما بعد فابعث رجل من قبلتتك صتتليبا شتجاعا معروفتا بال ّ‬
‫رجل من أهل البصرة فليتبتتع معقتتل بتتن قيتتس فتتاذا ختترج متتن أرض البصتترة فهتتو أميتتر‬
‫أصحابه حّتى يلقى معقل ‪ ،‬فإذا لقاه فمعقل أمير الفريقين فليسمع منه و ليطعه و ل يخالفه‬
‫‪ ،‬و مر زياد بن حفصة فليقبتل إلينتتا فنعتم المترء زيتاد و نعتتم القبيتتل قتتبيلته و كتتتب عليته‬
‫سلم إلى زياد أّما بعد فقد بلغنى كتابك و فهمت ما ذكرت بتته الّنتتاجي و أصتتحابه التتذين‬ ‫ال ّ‬
‫شتيطان أعمتالهم فهتم حيتارى عمتون يحستبون أنهتم‬ ‫ل علتى قلتوبهم و زّيتن لهتم ال ّ‬ ‫طبع ا ّ‬
‫يحسنون‬

‫] ‪[ 235‬‬

‫صنعا ‪ ،‬و وصفت ما بلغ بك و بهم المر فأّما أنت و أصحابك فلّله سعيكم و عليه جزائكم‬
‫ل للمؤمن خير له من الّدنيا التي يقتل الجاهلون أنفستتهم عليهتتا فمتتا عنتتدكم‬‫و أيسر ثواب ا ّ‬
‫ن اّلذين صبروا أجرهم بأحستتن متتا كتتانوا يعملتتون ‪ ،‬و أّمتتا‬ ‫ل باق و لنجزي ّ‬
‫ينفد و ما عند ا ّ‬
‫قو‬ ‫ضتتللة و رّدهتتم الحت ّ‬
‫عدّوكم الذين لقيتم فحسبهم خروجهم من الهدى و ارتكابهم في ال ّ‬
‫جماحهم في الّتيه ‪ ،‬فذرهم و ما يفترون ‪ ،‬و دعهم فتتي طغيتتانهم يعمهتتون ‪ ،‬فاستتمع بهتتم و‬
‫أبصر فكاّنك بهم عن قليل بين أسير و قتيل ‪ ،‬فاقبل الينا أنت و أصحابك متتاجورين ‪ ،‬فقتتد‬
‫أطعتم و سمعتم و أحسنتم البلء و السلم ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬و نزل الّناجي جانبا من الهواز و اجتمع إليه علوج كثير من أهلها مّمن أراد كستتر‬
‫الخراج و من الّلصوص و طايفة اخرى من العراب يرى رأيه ‪.‬‬

‫ل بن قعين قال ‪ :‬كنت أنا و أخى كعب بن قعين فتتي ذلتتك‬ ‫قال إبراهيم ‪ :‬و روى عن عبد ا ّ‬
‫ستتلم‬ ‫الجيش مع معقل بن قيس ‪ ،‬فلما أراد الخروج أتى أمير المؤمنين يوّدعه فقال عليه ال ّ‬
‫ل للمتتؤمنين ل تبتتغ علتتى‬ ‫ل ما استطعت فاّنه ) فانها خ ( وصّية ا ّ‬ ‫‪ :‬يا معقل بن قيس اّتق ا ّ‬
‫ب المتكّبرين ‪ ،‬فقال معقتتل ‪:‬‬ ‫ل ل يح ّ‬
‫نا ّ‬
‫أهل القبلة و ل تظلم على أهل الّذمة و ل تتكّبر فا ّ‬
‫سلم ‪ :‬خير مستعان ‪ ،‬ثّم قام فخرج و خرجنا معتته حّتتتى نتتزل‬ ‫ل المستعان ‪ ،‬فقال عليه ال ّ‬
‫ا ّ‬
‫الهواز ‪ ،‬و بعث ابن عباس خالد بن معدان مع جيش البصرة فدخل علتتى صتتاحبنا فس تّلم‬
‫عليه بالمرة و اجتمعا جميعا في عسكر واحد ‪.‬‬

‫ل بتتن قعيتتن ثتّم خرجنتا إلتتى الّنتتاجي و أصتتحابه فأختتذوا نحتو جبتتال رامهرمتز‬
‫قال عبد ا ّ‬
‫يريدون قلعة حصينة ‪ ،‬و جائنا أهل البلد فأخبرونا بذلك فخرجنا في آثارهم فلحقناهم و قد‬
‫دنوا من الجبل فصفقنا لهم ‪ ،‬ثّم أقبلنا نحوهم فجعل معقل على ميمنته يزيتتد بتتن معقتتل ‪ ،‬و‬
‫على ميسرته منجاب بن راشد ‪ ،‬و وقف الّناجى بمن معه من العرب فكانوا ميمنة و جعل‬
‫أهل البلد و العلوج و من أراد كسر الخراج و جماعة من الكراد ميسرة ‪.‬‬

‫ضوا البصار‬
‫ل ل تبدؤوا القوم و غ ّ‬
‫و سارفينا معقل يحّرضنا و يقول ‪ :‬يا عباد ا ّ‬

‫] ‪[ 236‬‬

‫و أقّلوا الكلم و وطنوا أنفسكم على الطعن و الضرب و ابشروا في قتالهم بالجر العظيتتم‬
‫إّنما تقاتلون مارقة مرقت و علوجا منعوا الخراج و لصوصا و أكرادا فما تنتظتترون فتتاذا‬
‫حملت فشّد و اشّدة رجل واحد ‪.‬‬

‫صف لكّلهم يقول ‪ :‬هذه المقالة حّتى إذا مّر بالّناس كّلهتتم أقبتتل فوقتتف وستتط‬ ‫قال فمّر في ال ّ‬
‫صف في القلب و نظرنا إليه ما يصتتنع فحتّرك رايتتته تحريكتتتين ثتّم حمتتل فتتي الثالثتتة و‬ ‫ال ّ‬
‫ل ما صتتبروا لنتتا ستتاعة حّتتتى وّلتتوا و انهزمتتوا ‪ ،‬و قتلنتتا ستتبعين‬
‫حملنا معه جميعا ‪ ،‬فو ا ّ‬
‫عربيا من بني ناجية ‪ ،‬و من بعض من اّتبعه من العرب ‪ ،‬و نحتتو ثلثمتتأة متتن العلتتوج ‪ ،‬و‬
‫الكراد ‪ ،‬و خرج الّناجي منهزما حّتى لحق بسيف من أستتياف البحتتر و بهتتا جماعتتة متتن‬
‫سلم و يزّين لهتتم فراقتته‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫قومه كثير فما زال يسير فيهم و يدعوهم إلى خلف عل ّ‬
‫ن الهدى في حربه و مخالفته حّتى اّتبعه منهم ناس كثير ‪.‬‬ ‫و يخبرهم أ ّ‬

‫و أقام معقل بن قيس بأرض الهواز و كتب إلى أمير المؤمنين بالفتح و كان في الكتاب ‪:‬‬
‫ل الذى ل إلته‬
‫ي أمير المؤمنين من معقل بن قيس سلم عليك فانى أحمد إليك ا ّ‬ ‫ل عل ّ‬‫لعبد ا ّ‬
‫ل هو أّما بعد ‪ ،‬فاّنا لقينا المارقين و قد استظهروا علينا بالمشركين فقتلنا منهم ناسا كثيرا‬
‫إّ‬
‫و لم نعد فيهم سيرتك ‪ ،‬لم نقتل منهم مدبرا و ل أسيرا و لم ندفف منهم على جريح ‪ ،‬و قد‬
‫ب العالمين ‪.‬‬
‫لر ّ‬
‫ل و المسلمين و الحمد ّ‬
‫نصرك ا ّ‬

‫ستتلم قتترأه علتتى أصتتحابه و استشتتارهم فتتاجتمع رأى‬


‫ي عليتته ال ّ‬
‫فلما قدم الكتاب علتتى علت ّ‬
‫عاّمتهم على قول واحد قالوا ‪ :‬نرى أن نكتب إلى معقل بتن قيتس يّتبتع آثتارهم و ل يتزال‬
‫في طلبهم حّتى يقتلهم أو ينفيهم من أرض السلم ‪.‬‬

‫لت و‬‫ل على تأييده أوليائه و خذله أعدائه ‪ ،‬جتتزاك ا ّ‬ ‫سلم إليه أّما بعد فالحمد ّ‬
‫فكتب عليه ال ّ‬
‫المسلمين خيرا فقد أحسنتم البلء و قضيتم ما عليكم فاسأل عن أخي بنى ناجية فتان بلغتتك‬
‫أّنه استقّر في بلد من البلدان فسر إليه حّتى تقتله أو تنفيه ‪ ،‬فاّنه لم يزل للمستتلمين عتتدّوا و‬
‫للفاسقين ولّيا ‪.‬‬

‫] ‪[ 237‬‬

‫قال فسأل معقتل عتن مستيره و المكتان التذي انتهتى إليته فنّبىء بمكتانه بستيف ‪ 1‬البحتر‬
‫سلم و أفسد من قبلتته متتن عبتتد القيتتس و‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫بفارس و أّنه قد رّد قومه عن طاعة عل ّ‬
‫من و الهم من ساير العرب ‪ ،‬و كان قومه قد منعوا الصتتدقة عتتام صتتفين و منعوهتتا فتتي‬
‫ذلك العام أيضا ‪.‬‬

‫فسار إليهم معقل في ذلك الجيش من أهتتل الكوفتتة و البصتترة فأختتذوا علتتى أرض فتتارس‬
‫حّتي انتهوا إلى أسياف البحتتر فلمتتا ستتمع الّنتتاجى بمستتيره أقبتتل علتتى متتن كتتان معتته متتن‬
‫أصحابه مّمن يرى رأى الخوارج فأسّر إليهم أنى أرى رأيكم و أن عليا ما كان ينبغتتى لتته‬
‫ل ‪ ،‬و قال للخرين من أصحابه مسّرا إليهم ‪:‬‬ ‫أن يحكم الّرجال في دين ا ّ‬

‫ن علّيا قد حكم حكما و رضى به فخالف حكمها الذي ارتضاه لنفسته و هتذا التّرأى التذي‬ ‫إّ‬
‫خرج عليه من الكوفة ‪ ،‬و قال لمن يراى رأى عثمتتان و أصتتحابه ‪ :‬إّنتتا علتتى رأيكتتم و إ ّ‬
‫ن‬
‫صدقة ‪ :‬شّدوا أيديكم على صتتدقاتكم ثتّم صتتلوا بهتتا‬‫عثمان قتل مظلوما ‪ ،‬و قال لمن منع ال ّ‬
‫ل طائفة بضرب من القول ‪.‬‬ ‫أرحامكم و عودوا إن شئتم على فقرائكم فأرضى ك ّ‬

‫لت لتتديننا التتذي‬


‫و كان فيهم نصارى كتتثير أستتلموا ‪ ،‬فلمتتا رأوا ذلتتك الختلف قتتالوا ‪ :‬و ا ّ‬
‫خرجنا منه خير و أهدى من دين هؤلء الذين ل ينهيهم دينهم عتتن ستتفك ال تّدماء و إخافتتة‬
‫سبل فرجعوا إلى دينهم ‪ ،‬فلقى الناجى اولئك فقال ‪ :‬و يحكم إّنتته ل ينجيكتتم متتن القتتتل إ ّ‬
‫ل‬ ‫ال ّ‬
‫ي فيمن أستتلم متتن النصتتارى ثتّم رجتتع‬ ‫صبر لهؤلء القوم و اّتصالهم أتدرون ما حكم عل ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ل ل يسمع له قول ‪ ،‬و ل يرى له عذرا ‪ ،‬و ل دعتتوة و ل يقبتتل منتته‬ ‫الى الّنصرانية ل و ا ّ‬
‫ن حكمه فيه أن يضرب عنقه ساعة يستمكن منه ‪،‬‬ ‫توبة و ل يدعوه اليها و أ ّ‬
‫فما زال حّتى خدعهم فاجتمع اليه ناس كثير و كان منكرا ‪ 2‬داهيا ‪ ،‬فلما رجع معقل قتترء‬
‫ي فيه ‪:‬‬
‫على أصحابه كتابا من عل ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتت تت تتتتت ت ت تتت تتتت ت ت تتتت ت‬
‫تتتتت ت تتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ت تتتتت ت تتتتتتت ت تتتتتتت تت تتتت ت‬
‫تتتتتت تتتت تتت تتت تتتت ت تتتت تتتتت تت‬
‫تت تتتت ت تتتتت تتتتتتت تتتت تتتتت ت تتت‬
‫‪.‬‬

‫] ‪[ 238‬‬

‫ي أمير المؤمنين إلى من قرأ عليه كتتتابي هتتذا متتن‬


‫ل عل ّ‬‫ل الّرحمن الّرحيم من عبد ا ّ‬
‫بسم ا ّ‬
‫المسلمين و المؤمنين و المارقين و الّنصارى و المرتّدين ‪ ،‬سلم على متتن اّتبتتع الهتتدى و‬
‫ل و لم يكن من الخائنين ‪.‬‬ ‫ل و رسوله و كتابه و البعث بعد الموت وافيا بعهد ا ّ‬ ‫آمن با ّ‬

‫ل تعالى‬ ‫ق و بما أمر ا ّ‬ ‫ل و سّنة نبّيه و أن أعمل فيكم بالح ّ‬ ‫أّما بعد فاّنى أدعوكم إلى كتاب ا ّ‬
‫ف يده و اعتزل هذا المتتارق الهالتتك المحتتارب‬ ‫به في كتابه فمن رجع منكم إلى رحله و ك ّ‬
‫ل و رسوله و المسلمين و سعى في الرض فسادا فله المتتان علتتى متتاله و‬ ‫الذي حارب ا ّ‬
‫ل عليتته و جعلنتتاه بيننتتا و‬
‫دمه ‪ ،‬و من تابعه على حربنا و الخروج من طاعتنتتا استتتعّنا بتتا ّ‬
‫سلم ‪.‬‬
‫ل ولّيا و ال ّ‬
‫بينه و كفى با ّ‬

‫ل الخريتتت و‬ ‫قال فأخرج معقل راية أمان فنصبها و قال ‪ :‬من أتاها من الناس فهتتو آمتتن إ ّ‬
‫ل من كتتان معتته متتن غيتتر قتتومه و‬‫أصحابه الذين نابذوا أّول مّرة ‪ ،‬فتفّرق عن الخريت ك ّ‬
‫عبا معقل أصحابه ثّم زحف بهم نحوه ‪ ،‬و قد حضر مع الخريتتت جميتتع قتتومه مستتلمهم و‬
‫صدقة يسرة ‪.‬‬ ‫صدقة منهم فجعل مسلمينهم يمنة و مانع ال ّ‬‫نصرانيهم و مانع ال ّ‬

‫و سار معقل يحّرض أصحابه فيما بين الميمنة و الميسرة و يقول ‪ :‬أّيها الّناس ما تتتدرون‬
‫ل ستتاقكم إلتتى قتتوم منعتتوا الصّتتدقة و‬
‫نا ّ‬
‫ما سيق اليكم في هذا الموقف من الجر العظيم إ ّ‬
‫ارتّدوا من السلم و نكثوا البيعة ظلما و عدوانا ‪ ،‬اّنى شهيد لمن قتل منكم بالجّنة ‪ ،‬و من‬
‫ل يقّر عينه بالفتح و الغنيمة ‪ ،‬ففعل ذلك حّتى مّر بالّناس أجمعين ثّم وقتف فتي‬ ‫نا ّ‬‫عاش بأ ّ‬
‫القلب برايته فحملت الميمنة عليهم ثّم الميسرة و ثبتوا لهم و قاتلوا قتال شتتديدا ‪ ،‬ث تّم حمتتل‬
‫هو و أصحابه عليهم فصبروا لهم ساعة ‪.‬‬
‫ن النعمان بن صهبان أبصرت بالخريت فحمل عليه و ضربه فصرعه عن فرستته ث تمّ‬ ‫ثّم إ ّ‬
‫نزل إليه و قد جرحه فاختلفا بينهما ضربتين فقتله الّنعمان و قتل معه في المعركة سبعون‬
‫و مأة و ذهب الباقون في الرض يمينا و شمال ‪ ،‬و بعث معقل الخيل‬

‫] ‪[ 239‬‬

‫إلى رحالهم فسبى من أدرك فيها رجال و نساء و صبيانا ‪ ،‬ثّم نظر فيهم فمن كتتان مستتلما‬
‫خله و أخذ بيعته و خل سبيل عياله ‪ ،‬و من كان ارتّد عن السلم عرض عليته الّرجتوع‬
‫ل شيخا منهتتم نصتترانيا أبتتى‬
‫إلى السلم أو القتل فأسلموا فخّلى سبيلهم و سبيل عيالتهم إ ّ‬
‫فقتله ‪.‬‬

‫صدقة فأخذ من المسلمين عقتتالين‬ ‫سنين من ال ّ‬‫و جمع الّناس فقالوا رّدوا ما عليكم في هذه ال ّ‬
‫‪ 1‬و عمد إلى الّنصارى و عيالتهم فاحتملهم معه ‪ ،‬و أقبل المستلمون التتذين كتتانوا معهتم‬
‫يشّيعونهم ‪ ،‬فأمر معقل برّدهم فلما ذهبتتوا لينصتترفوا تصتتايحوا و دعتتا الّرجتتال و النستتاء‬
‫بعضهم إلى بعض ‪ ،‬قال ‪ :‬فلقد رحمتهم رحمة ما رحمتها أحدا قبلهم و ل بعدهم ‪.‬‬

‫سلم أّما بعد فانى اخبر أمير المتتؤمنين عتتن جنتتده‬ ‫و كتب معقل إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫و عن عدّوه إّنا رفعنا إلى عدّونا بأسياف البحتتر فوجتدنا بهتا قبايتتل ذات جتّد و عتتدد و قتتد‬
‫جمعوا لنا فدعوناهم إلى الجماعة و الطاعة و إلتتى حكتتم الكتتتاب و الستّنة و قرءنتتا عليهتتم‬
‫كتاب أمير المؤمنين و رفعنا لهم راية أمان ‪ ،‬فمالت الينا طائفة منهم و ثبتت طائفة اخرى‬
‫ل وجوهم و نصرنا عليهم ‪،‬‬ ‫‪ ،‬فقبلنا أمر التي أقبلت ‪ ،‬و صمدنا إلى التي أدبرت فضرب ا ّ‬
‫صتتدقة‬‫فأّما من كان مسلما فانا منّنا عليه و أختتذنا بيعتته لميتر المتتؤمنين و أختذنا منهتتم ال ّ‬
‫ل قتلنا فرجعوا‬ ‫التي كانت عليهم ‪ ،‬و أّما من ارتّد فعرضنا عليهم الّرجوع إلى السلم و إ ّ‬
‫إلى السلم غير رجل واحد فقتلناه و أّما الّنصارى فانا سبيناهم و أقبلنا لهم ليكونوا نكتتال‬
‫لمن بعدهم من أهل الّذمة كيل يمنعتتوا الجزيتتة و ل يجتتتروا علتتى قتتال أهتتل القبلتتة و هتتم‬
‫سلم ‪.‬‬‫ل يا أمير المؤمنين و أوجب لك جنات الّنعيم و ال ّ‬ ‫صغار و الّذلة أهل ‪ ،‬رحمك ا ّ‬
‫لل ّ‬

‫ي علتتى‬ ‫قال ‪ :‬ثّم أقبل بالسارى حّتى مّر على مصقلة بن هبيرة الشيباني و هو عامتتل عل ت ّ‬
‫صتبيان و تصتايح الّرجتال يتا أبتا‬ ‫أردشير خّوة و هم خمسمأة إنسان فبكى إليه النستاء و ال ّ‬
‫الفضل يا حامل الثقيل يا مأوى الضعيف و فكاك العصاة ‪ ،‬امنن علينا فاشترنا‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تت تتتت تتتتت تتت تت تتت تتتت تتتت تت‬
‫تتتتت تتتت تتت تت تتتتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 240‬‬
‫ل يجزى المتصّدقين ‪ ،‬فبلتتغ قتتوله‬‫نا ّ‬
‫ن عليهم إ ّ‬
‫ل لتصّدق ّ‬‫و اعتقنا ‪ ،‬فقال مصقلة ‪ :‬اقسم با ّ‬
‫ى لضتتربت عنقتته ‪ ،‬و إن‬ ‫ل لو اعلمه قالها توجعا لهم و وجدا و إزراء عل ّ‬ ‫معقل فقال ‪ :‬و ا ّ‬
‫كان في ذلك فناء بنى تميم و بكر بن وايل ‪.‬‬

‫ن مصقلة بعث زهل بن الحتتارث إلتتى معقتتل فقتتال ‪ :‬بعنتتى نصتتارى بنتتى نتتاجيه فقتتال‬ ‫ثّم إ ّ‬
‫أبيعكم بألف ألف درهم ‪ ،‬فأبى عليه فلم يزل يراضيه حّتى باعه إّياهم بخمسمأة ألف درهم‬
‫جتل بالمتال إلتى أميتر المتؤمنين فقتال مصتقلة ‪ :‬أنتا بتاعث الن‬ ‫‪ ،‬و دفعهم إليه و قال ‪ :‬ع ّ‬
‫بصدر منه ‪ ،‬ثّم أبعث بصدر آخر و كذلك حّتى ل يبقى منه شيء ‪.‬‬

‫سلم فأخبره بمتتا كتتان متتن المتتر فقتتال أحستتنت و‬‫و أقبل معقل إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫سلم أن يبعث مصقلة بالمال فأبطأ بته ‪ ،‬و بلتغ علّيتا‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫أصبت و وفقت و انتظر عل ّ‬
‫أن مصقلة خّلى السارى و لم يسألهم أن يعينوه في فكتتاك أنفستتهم بشتتيء فقتتال ‪ :‬متتا أرى‬
‫سلم‬ ‫ل سترونه عن قريب مبلدحا ‪ 1‬ثّم كتب عليه ال ّ‬ ‫ل قد حمل حمالة و ل أراكم إ ّ‬ ‫مصقلة إ ّ‬
‫ش المام‬ ‫ش على أهل المصر غ ّ‬ ‫ن أعظم الخيانة خيانة المة ‪ ،‬و أعظم الغ ّ‬ ‫إليه أّما بعد ‪ ،‬فا ّ‬
‫ى حين ياتيك رسولى و إ ّ‬
‫ل‬ ‫ق المسلمين خمسمأة ألف درهم ‪ ،‬فابعث بها إل ّ‬ ‫‪ ،‬و عندك من ح ّ‬
‫ى حين تنظر في كتابى فاني قد تقّدمت إلى رسولى أن ل يدعك ساعة واحدة تقيتتم‬ ‫فاقبل إل ّ‬
‫سلم ‪.‬‬
‫ل أن تبعث بالمال و ال ّ‬‫بعد قدومه عليك إ ّ‬

‫فلما قرء كتابه أتاه بالكوفة فأقّره أياما لم يذكر له شيئا ‪ ،‬ثّم سأله المتتال فتتأّدى ‪ ،‬إليتته متتأتى‬
‫ألف درهم و عجز عن الباقي ففّر و لحق بمعاوية فلما بلغ ذلك علّيا قال ‪:‬‬

‫سيد و فّر فرار العبد ‪ ،‬و خان خيانة الفاجر فلتتو عجتتز متتا زدنتتا‬
‫ل فعل فعل ال ّ‬
‫ماله ترحه ا ّ‬
‫على حسبه ‪ ،‬فان وجدنا له شيئا أخذناه ‪ ،‬و إن لم نجد له مال تركناه ‪.‬‬

‫ي عليته‬
‫سلم إلى داره فهدمها و كان أخوه نعيتم بتن هتبيرة شتيعة لعلت ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫ثّم سار عل ّ‬
‫سلم مناصحا فكتب إليه مصقلة من الشام مع رجل من الّنصارى تغلب يقال لتته حلتتوان‬ ‫ال ّ‬
‫أّما بعد‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تت تت ت تت تتتت ت تت ت تتتتت ت تت ت ت ت ت‬
‫تتتت تتتتت ت ت ‪.‬‬

‫] ‪[ 241‬‬

‫فاّني كّلمت معاوية فيك فوعدك الكرامة ‪ ،‬و منتتاك المتتارة فأقبتتل ستتاعة تلقتتى رستتولي و‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫سلم فأخذ كتتتابه فقتترأه ث تّم قتّدمه‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫فأخذه مالك بن كعب الرحبي فسرح به إلى عل ّ‬
‫فقطع يده فمات ‪ ،‬و كتب نعيم إلتتى مصتتقلة شتتعرا يتضتّمن امتنتتاعه و تعييتتره ‪ ،‬فلمتتا بلتتغ‬
‫ل قليل حّتتتى بلغهتتم هلك‬ ‫ن الّنصتتراني قتتد هلتتك و لتتم يلبتتث التغلتتبّيون إ ّ‬
‫الكتاب إليه علم أ ّ‬
‫صاحبهم ‪ ،‬فأتوا مصقلة فقالوا ‪ :‬أنت أهلكت صتتاحبنا فاّمتتا أن تجيئنتتا بتته ‪ ،‬و إّمتتا أن تتتديه‬
‫فقال ‪ :‬أّما أن أجيء به فلست أستطيع ذلك ‪ ،‬و أّمتتا أن أديتته فنعتتم فتتوديه قتتال إبراهيتتم ‪ :‬و‬
‫ستتلم‬‫ي عليتته ال ّ‬‫حّدثنى ابن أبي سيف عن عبد الّرحمن بن جندب عن أبيتته قتتال ‪ :‬قيتتل لعلت ّ‬
‫ق‪،‬‬‫حين هرب مصقلة ‪ :‬اردد الذين سبوا و لم يستوف ثمنهم في الّر ّ‬

‫ق قتتد عتقتتوا إذ اعتقهتتم التتذي اشتتتراهم و صتتار‬


‫سلم ليس ذلك في القضاء بح ّ‬
‫فقال عليه ال ّ‬
‫مالي دينا على الذي اشريهم‬

‫ععععععع‬

‫از جمله كلم آن حضرت است در حينى كه بگريخت مصقلة بن هتتبيرة شتتيباني بستتوى‬
‫معاويه ملعون ‪ ،‬و جهة فرار او اين بود كه خريده بود اسيران بني ناحيه را از معقل بن‬
‫سلم و آزاد كرده بود ايشانرا ‪ ،‬پس زمتتانى كتته‬
‫قيس رياحي عامل أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫سلم ثمن آنها را غدر كرد مصقله بتتآن و گريختتت بطتترف شتتام‬ ‫مطالبه كرد إمام عليه ال ّ‬
‫پس چون آن خبر بحضرت رسيد فرمود ‪:‬‬

‫دور گرداند خدا مصقله را از رحمت خود ‪ ،‬كرد كار خواجگان را كتته خريتتدن بنتتدگان‬
‫بود و آزاد كردن ايشان ‪ ،‬و گريخت همچو گريختتتن غلمتتان پتتس گويتتا نگردانيتتد متتدح‬
‫گوينده خود را تا اينكه ساكت ساخت او را بغدر و فرار ‪ ،‬و تصديق نكرد وصف كننتتده‬
‫ختتود را تتتا اينكتته توبيتتخ نمتتود او را بجهتتة ستتوء كتتردار ‪ ،‬و اگتتر اقتتامت ميكتترد و‬
‫نمىگريخت هر آينه دريافت ميكرديتتم از او آنچته مقتتدور او بتود ‪ ،‬و انتظتتار ميكشتتيديم‬
‫بمال او افزونى او را ‪ ،‬يعنى ميگذاشتيم مال او زياده شود و از عهده قرض و دين خود‬
‫بر آيد‬

‫] ‪[ 242‬‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫ل غير مقنوط من رحمته‬ ‫و هى الخامسة و الربعون من المختار فى باب الخطب الحمد ّ‬


‫‪ ،‬و ل مخلّو من نعمته ‪ ،‬و ل مأيوس من مغفرته ‪ ،‬و ل مستتتنكف عتتن عبتتادته ‪ ،‬اّلتتذي ل‬
‫تبرح منه رحمة ‪ ،‬و ل تفقد له نعمة ‪ ،‬و الّدنيا دار مني لها الفناء ‪ ،‬و لهلها منها الجلء ‪،‬‬
‫طتتالب ‪ ،‬و التبستتت بقلتتب الّنتتاظر ‪ ،‬فتتارتحلوا عنهتتا‬
‫جلتتت لل ّ‬
‫و هي حلوة خضرة ‪ ،‬و قتتد ع ّ‬
‫بأحسن ما بحضرتكم من الّزاد ‪ ،‬و ل تسئلوا فيها فتتوق الكفتتاف ‪ ،‬و ل تطلبتتوا منهتتا أكتتثر‬
‫من البلغ ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) القنتتوط ( اليتتاس و ) الستتتنكاف ( الستتتكبار و المستتتنكف علتتى صتتيغة المفعتتول و‬


‫ل أى قدره و ) الجلء ( بفتح الجيم الخروج من الوطن قال سبحانه ‪:‬‬ ‫) مناه ( ا ّ‬

‫ضتتاد و‬
‫جلَء و ) الخضرة ( بفتتتح الختتاء المعجمتتة و كستتر ال ّ‬
‫عَلْيِهُم اْل َ‬
‫ل َ‬
‫با ّ‬
‫ن َكَت َ‬
‫َو َلْو ل َأ ْ‬
‫الخضر ككتف الغصن و الّزرع و البقلة الخضراء و ) الكفاف ( من التترزق كستتحاب متتا‬
‫اغنى عن الّناس و ) البلغ ( كسحاب أيضا الكفاية ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫غير مقنوط نصب على الحال ‪ ،‬و ل مخلّو عطف على مقنوط و نحوه قوله ستتبحانه َفَم ت ِ‬
‫ن‬
‫غ َو ل عاٍد‬
‫غْيَر با ٍ‬
‫طّر َ‬
‫ضُ‬‫ا ْ‬

‫] ‪[ 243‬‬

‫و رّبما يجيء المعطوف بالّنصتتب عطفتتا علتتى موضتتع غيتتر ‪ ،‬و جملتتة التتذي ل يتتبرح و‬
‫خر و التتواو عاطفتتة‬‫صفته و لهلها إّما متعلق بمقّدر و هو خبر مقّدم و الجلء مبتداء متتؤ ّ‬
‫ل الّرفع علتى كونهتا صتفة لتدار كتالمعطوف‬ ‫للجملة على الجملة فتكون المعطوفة في مح ّ‬
‫عليها أو لهلها عطف على لها و الجلء مرفوع علتى النيابتة عتن الفاعتل كمتا أنّ الفنتاء‬
‫مرفوع كذلك ‪ ،‬و الباء في قوله بأحستتن للمصتتاحبة و الملبستتة ‪ ،‬و فتتي قتتوله بحضتترتكم‬
‫للظرفّية و من الّزاد بيان لما‬

‫عععععع‬

‫ن هذه الخطبة ملتقطة من خطبة طويلة له عليتته‬ ‫ن المستفاد من شرح البحراني هو أ ّ‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫ن بين قوله ‪ :‬و نعمة ‪ ،‬و قوله ‪ :‬و الّدنيا ‪ ،‬فصل طويتتل ‪ ،‬و‬
‫سلم خطبها يوم الفطر ‪ ،‬و أ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ن الخطبة الثامنة و العشرين أيضا من فصول تلك الخطبة الطويلة إذا‬ ‫المستفاد منه أيضا أ ّ‬
‫ن ما أتى به السّيد ) ره ( هنا منتظم من فصلين‬ ‫عرفت ذلك ظهر لك أ ّ‬
‫عع ع ععععع ع‬
‫ععععع ععععع ععععع ععع ععع ععع‬
‫ععععع‬

‫ل غير مقنوط من رحمته ( أصل الّرحمتتة رّقتتة القلتتب و انعطتتاف أى‬ ‫و هو قوله ) الحمد ّ‬
‫ضل و الحسان ‪،‬‬
‫نيل روحاني يقتضي الّتف ّ‬

‫ضل و الحسان ‪ ،‬لنّ الّرقتتة‬ ‫ل سبحانه كان المراد بها غايتها أعنى التف ّ‬ ‫و إذا اسندت إلى ا ّ‬
‫ضتتل إّمتتا متتن‬
‫من الكيفّيات المزاجّية المستحيلة في حّقه سبحانه ‪ ،‬فيكون اطلقها على الّتف ّ‬
‫ضل و إّمتتا‬‫سبب و إرادة المسّبب لكون الّرقة سببا للّتف ّ‬ ‫باب المجاز المرسل من قبيل ذكر ال ّ‬
‫من باب التمثيل بأن شّبه حاله تعالى بالقياس إلى المرحومين في إيصال الخير إليهم بحال‬
‫ق لهتتم فأصتتابهم بمعروفتته و انعتتامه ‪ ،‬فاستتتعير الكلم‬ ‫الملتتك إذا عطتتف علتتى رعّيتتته ور ّ‬
‫حل في شيء من مفرداته و كيف كان ففي‬ ‫الموضوع للهيئة الثانية للولى من غير أن يتم ّ‬
‫لت ستتبحانه لعمومهتتا و ستتعتها‬ ‫سلم تنبيه على عدم جواز اليأس من رحمة ا ّ‬ ‫كلمه عليه ال ّ‬
‫ل شتيء و قتتال النتب ّ‬
‫ي‬ ‫للخليق في الّدنيا و الخرة كما قال سبحانه ‪ :‬و رحمتتتي وستتعت كت ّ‬
‫ل مأة رحمة أنزل منها واحدة إلى الرض‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫ن ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم إ ّ‬‫صّلى ا ّ‬

‫] ‪[ 244‬‬

‫خر تسعا و تسعين لنفسه يرحم بها يوم‬


‫سمها بين خلقه فبها يتعاطفون و يتراحمون ‪ ،‬و أ ّ‬
‫فق ّ‬
‫القيامة ‪.‬‬

‫ل قابض هذه إلى تلك فيكملها مأة يرحم بهتا عبتتاده يتتوم القيامتة ) و ل مخلتوّ‬ ‫نا ّ‬
‫و روى إ ّ‬
‫ن سبوغ نعمته دائم لثار قدرته التي استلزمت طبايعها الحاجة إليه فتتوجب‬ ‫من نعمته ( ل ّ‬
‫ل ممكن مفتقر إلى كرمه وجوده ) و ل مأيوس من مغفرتتته ( و ذلتتك‬ ‫لها فيض جوده إذ ك ّ‬
‫ن عفوه تعالى غتتالب علتتى عقتتابه ‪ ،‬و رحمتتته ستتابقة علتتى غضتتبه ‪ ،‬و مغفرتتته قتتاهرة‬‫لّ‬
‫لعقوبته كما قال سبحانه ‪:‬‬

‫لت َيْغِفتُر التّذُنوبَ‬


‫نا ّ‬
‫لت ِإ ّ‬
‫حَمتِة ا ّ‬
‫ن َر ْ‬
‫طتتوا ِمت ْ‬
‫ستِهْم ل َتْقَن ُ‬
‫علتتى َأْنُف ِ‬
‫سَرُفوا َ‬‫ن َأ ْ‬
‫ي اّلذي َ‬
‫عباِد َ‬
‫ل يا ِ‬
‫ُق ْ‬
‫ل يوم القيامة مغفرة متتا خطتترت ق ت ّ‬
‫ط‬ ‫نا ّ‬ ‫جميعًا ِإّنُه ُهَو اْلَغُفوُر الّرحيُم و في الحديث ليغفر ّ‬ ‫َ‬
‫ن إبليس ليتطاول لها رجاء أن تصيبه هذا و نظير كلمه في الفقرات‬ ‫على قلب أحد حّتى أ ّ‬
‫الثلث المفيدة لّتصافه سبحانه بالّرحمة و النعام و المغفرة ما ورد فتتي دعتتاء الستتتقالة‬
‫سلم ‪:‬‬ ‫سجادّية و هو قوله عليه ال ّ‬ ‫صحيفة ال ّ‬ ‫عن الّذنوب من ال ّ‬

‫ل مخلوق فتتي نعمتتك‬ ‫ل شيء رحمة و علما ‪ ،‬و أنت اّلذي جعلت لك ّ‬ ‫» أنت اّلذي و سعت ك ّ‬
‫ستتهما ‪ ،‬و أنتتت اّلتتذي عفتتوه أعلتتى متتن عقتتابه « ) و ل مستتتنكف عتتن عبتتادته ( إذ هتتو‬
‫ق للعبادة دون ما عداه ‪ ،‬لّنه جامع الكمتتال المطلتتق ليتتس فيتته جهتتة نقصتتان إليهتتا‬
‫المستح ّ‬
‫يشار ‪ ،‬فيكون سببا للستنكاف و الستكبار فالمقصود بقوله ‪ :‬و ل مستنكف عن عبادته ‪،‬‬
‫ن يستتتنكف عنهتتا ‪ ،‬لّنهتتا ل استتتنكاف عنهتتا و ل استتتكبار ‪،‬‬ ‫للّ‬ ‫ن عبتتادته ليستتت مح ّ‬
‫أّ‬
‫ن المستكبرين و المستنكفين من الجّنة و الّناس متتن الكتتافرين و المنتتافقين فتتوق‬
‫ضرورة أ ّ‬
‫ص سبحانه عدم الستكبار بأهل الّتقّرب و المكانة كما قال ‪:‬‬ ‫حّد الحصاء ‪ ،‬و لذلك خ ّ‬

‫سَتْكِبُرو َ‬
‫ن‬ ‫عْنَدُه ل َي ْ‬
‫ن ِ‬
‫ض و َم ْ‬
‫لْر ِ‬
‫سموات َو ا َْ‬
‫ن في ال ّ‬
‫و َلُه َم ْ‬

‫] ‪[ 245‬‬

‫عبتتاَدِته و‬‫ن ِ‬ ‫عت ْ‬


‫ن َ‬ ‫ستَتْكِبُرو َ‬‫ك ل َي ْ‬ ‫عْنتَد َرّبت َ‬
‫ن اّلتتذين ِ‬ ‫ن و قتتال ‪ِ :‬إ ّ‬
‫ستُرو َ‬ ‫حِ‬
‫سَت ْ‬‫عبتتاَدِته و ل َي ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫عْ‬‫َ‬
‫ل اْلَملِئَكتُة‬ ‫لت َو َ‬ ‫عْبتتدًا ِّ‬‫ن َ‬‫ن َيُكتتو َ‬‫ف اْلَمستتيحُ َأ ْ‬‫ستَتْنِك َ‬‫ن َي ْ‬
‫ن و قتتال ‪َ :‬لت ْ‬ ‫جُدو َ‬‫ست ُ‬‫حوَنُه َو َلتُه َي ْ‬‫سّب ُ‬
‫ُي َ‬
‫ن آَمُنتتوا و‬ ‫جميعًا َفَأّما اّلتتذي َ‬‫شُرُهْم ِإَلْيِه َ‬
‫حُ‬ ‫سَي ْ‬
‫سَتْكِبَر َف َ‬
‫عباَدِته و َي ْ‬
‫ن ِ‬ ‫عْ‬‫ف َ‬ ‫سَتْنِك ْ‬
‫ن َي ْ‬‫ن و َم ْ‬ ‫اْلُمَقّرُبو َ‬
‫س تَتْكَبُروا‬
‫س تَتْنَكُفوا َو ا ْ‬‫نا ْ‬‫ضِله و َأّما اّلذي َ‬ ‫ن َف ْ‬ ‫جوَرُهْم و َيزيَدُهْم ِم ْ‬ ‫ت َفُيوّفيهْم ُأ ُ‬‫صالحا ِ‬ ‫عِمُلوا ال ّ‬ ‫َ‬
‫عذابًا َأليمًا ) الذي ل تبرح له رحمة و ل تفقد له نعمة ( التيتتان بهتتذين الوصتتفين‬ ‫َفُيَعّذُبُهْم َ‬
‫للشارة إلى وجوب شكره ستتبحانه بهتتذين العتبتتارين أيضتتا فتتان قلتتت أليتتس قتتوله غيتتر‬
‫مقنوط من رحمته و ل مخلّو من نعمته مغنيا عن هذين الوصفين ؟‬

‫قلت ‪ :‬ل إذ عدم القنوط متتن رحمتتته ل يستتلزم دوام الّرحمتتة فل يغنتى ذكتره عنته و هتو‬
‫ل أّنه يمكتتن أن يكتتون‬
‫ظاهر ‪ ،‬و أّما عدم الخلّو من الّنعمة و إن كان ملزما لعدم فقدانها إ ّ‬
‫ن الظتاهر فتي الفقتترات‬ ‫المراد بالّول الخصوص يعنى عدم خلتّو نفستته متن نعمتتته كمتتا أ ّ‬
‫الثلث الباقية أيضا ذلك ‪ ،‬و بالّثاني مشمول نعمته لجميع الخليق و عدم فقدانها فتتي حت ّ‬
‫ق‬
‫أحد و أّما البرهان على دوام رحمته و كمال نعمته فهو على متا ذكتره الفختر التّرازي أ ّ‬
‫ن‬
‫الشياء على أربعة أقسام ‪ :‬التذى يكتون نافعتا و ضترورّيا معتا و التذى يكتون نافعتا و ل‬
‫يكون ضرورّيا و الذى يكون ضرورّيا و ل يكون نافعا و الذى ل يكون نافعتتا و ل يكتتون‬
‫ضرورّيا أّما القسم الّول و هو الذي يكون نافعا و ضرورّيا معا ‪ ،‬فاّما أن يكون‬

‫] ‪[ 246‬‬

‫كذلك في الّدنيا فقط و هو مثل الّنفس ‪ ،‬فاّنه لو انقطع منك لحظة واحتتدة لحصتتل المتتوت ‪،‬‬
‫ل تعالى فاّنها إن زالتتت عتتن القلتتب لحظتتة‬ ‫و إّما أن يكون كذلك في الخرة و هو معرفة ا ّ‬
‫واحدة حصل الموت للقلب و استوجب العذاب البد و أّما القسم الّثاني و هتتو التتذي يكتتون‬
‫نافعا و ل يكون ضرورّيا فهو كالمال في الّدنيا و كساير العلوم و المعارف في الختترة و‬
‫ضار التي ل بّد منها في‬ ‫أّما القسم الّثالث و هو الذي يكون ضرورّيا و ل يكون نافعا فكالم ّ‬
‫الّدنيا ‪ ،‬كالمراض و الموت و الفقتتر و الهتترم و ل نظيتتر لهتتذا القستتم فتتي الختترة ‪ ،‬فتتا ّ‬
‫ن‬
‫ضار و أّما القسم الّرابتتع و هتتو التتذي ل يكتتون‬ ‫ضرورّيات الخرة ل يلزمها شيء من الم ّ‬
‫ضرورّيا و ل نافعا فهو كالفقر في الّدنيا و العذاب في الخرة إذا عرفت ذلك فنقتتول ‪ :‬قتتد‬
‫ي‪،‬‬ ‫ن الّنفس في الّدنيا نافع و ضرور ّ‬ ‫ذكرنا أ ّ‬

‫لت تعتتالى أمتتر ل بتّد منتته‬‫فلو انقطع عن النسان لحظة لمات في الحال ‪ ،‬و كذلك معرفة ا ّ‬
‫ن الموت الّول أسهل من‬ ‫في الخرة فلو زالت عن القلب لحظة لمات القلب ل محالة ‪ ،‬لك ّ‬
‫ل ساعة واحدة ‪ ،‬و أّما الموت الّثاني فاّنه يبقتتى ألمتته‬
‫الّثاني لّنه لم يتألم في الموت الّول إ ّ‬
‫أبد الباد ‪.‬‬

‫ن التنّفس له أثر ان ‪ :‬أحدهما إدخال الّنسيم الطيتتب علتتى القلتتب و ابقتتاء اعتتتداله و‬
‫و كما أ ّ‬
‫سلمته ‪ ،‬و الثاني إخراج الهواء الفاسد الحاّر المحترق عن القلب ‪ ،‬كذلك الفكر له أثر ان‬
‫جة و البرهان إلى القلب و ابقاء اعتدال اليمان و المعرفة عليه‬ ‫‪ :‬أحدهما ايصال نسيم الح ّ‬
‫ل بان يعتترف‬ ‫شبهات عن القلب ‪ ،‬و ما ذاك إ ّ‬ ‫‪ ،‬و الّثاني إخراج الهواء الفاسد المتولد من ال ّ‬
‫ن هذه المحسوسات متناهية في المقدار منتهية بتتالخرة إلتتى الفنتتاء بعتتد وجودهتتا ‪ ،‬فمتتن‬ ‫أّ‬
‫وقف على هذه الحوال بقى آمنا من الفات و اصتتل إلتتى الخيتترات و المستّرات و كمتال‬
‫ل ما وجدته و وصلت إليتته فهتتو قطتترة متتن‬ ‫هذين المرين ينكشف بعقلك بأن تعرف أن ك ّ‬
‫ل رحمانا‬ ‫ل و ذّرة من أنوار إحسانه فعند هذا ينفتح على قلبك معرفة كون ا ّ‬ ‫بحار رحمة ا ّ‬
‫رحيما ‪.‬‬

‫] ‪[ 247‬‬

‫فاذا أردت أن تعرف هذا المعنى على التفصيل فاعلم أنك جوهر مركب متتن نفتتس و بتتدن‬
‫ك أّنها كانت جاهلة في مبدء الفطر كما قال تعالى ‪:‬‬
‫و روح و جسد ‪ ،‬أّما نفسك فل ش ّ‬

‫لْفِئَدةَ‬
‫لْبصتتاَر وَ ا َْ‬‫ستْمَع و ا َْ‬
‫ل َلُكُم ال ّ‬
‫جَع َ‬
‫شْيئًا و َ‬
‫ن َ‬
‫ن ُأّمهاِتُكْم ل َتْعَلُمو َ‬
‫طو ِ‬
‫ن ُب ُ‬
‫جُكْم ِم ْ‬
‫خَر َ‬‫لا ْ‬ ‫َو ا ّ‬
‫ساستتة و المحّركتتة و المدركتتة و العاقلتتة و‬ ‫ن ثّم تاّمل فتتي مراتتتب القتتوى الح ّ‬ ‫شُكُرو َ‬
‫َلَعّلُكْم َت ْ‬
‫ن العاقل أختتذ‬ ‫تأّمل في مراتب المعقولت و في جهاتها و اعلم أّنه ل نهاية لها البّتة و لو أ ّ‬
‫في اكتساب العلم بالمعقولت و سرى فيها سيران البرق الخاطف و الّريتتح العاصتتف ‪ ،‬و‬
‫سير أبد البدين و دهر الداهرين لكان الحاصل لتته متتن المعتتارف و العلتتوم‬ ‫بقى في ذلك ال ّ‬
‫قدرا متناهيا ‪ ،‬و لكانت المعلومات التي ما عرفها و لم يصل إليها أصتتل غيتتر متناهيتتة و‬
‫ل ت تعتتالى‬ ‫ن الذي قاله ا ّ‬ ‫المتناهي في جنب غير المتناهى قليل في كثير فعند هذا يظهر له أ ّ‬
‫في قوله ‪:‬‬

‫ق و صدق ‪.‬‬
‫لح ّ‬
‫ل َقلي ً‬
‫و ما أوتيُتْم ِإ ّ‬
‫و أّما بدنك فاّنه جوهر مركب من الخلط الربعة ‪ ،‬فتأّمل كيفّيتتة تركيبهتتا و تشتتريحها و‬
‫شتتريفة ‪ ،‬و‬
‫ل واحد من العضاء و الجزاء متتن المنتتافع العاليتتة و الثتتار ال ّ‬ ‫تأّمل ما في ك ّ‬
‫حينئذ يظهر لك صدق قوله سبحانه و تعالى ‪:‬‬

‫صوها و حينئذ ينجلى لك أثر من آثار كمال رحمته في خلقك و‬ ‫ح ُ‬


‫ل ل ُت ْ‬
‫ن َتُعّدوا ِنْعَمَة ا ّ‬
‫و ِإ ْ‬
‫شاملة ‪.‬‬
‫سابغة ال ّ‬
‫هدايتك ‪ ،‬فتفهم شيئا قليل من رحمته الكاملة و نعمته ال ّ‬

‫ععععع عععععع‬

‫متضّمن للّتنفير عن الّدنيا و الّتنبيه على بعض عيوباتها و هو قوله ) و الّدنيا دار منى لها‬
‫الفناء و ( قّدر ) لهلها منها الجلء ( كما قال سبحانه ‪:‬‬

‫] ‪[ 248‬‬

‫جَهُه ) و هى حلوة ( في الّذوق ) خضرة (‬ ‫ل َو ْ‬


‫ك ِإ ّ‬
‫يٍء هاِل ٌ‬
‫ش ْ‬
‫ل َ‬
‫ن و قال ‪ُ :‬ك ّ‬
‫عَلْيها فا ٍ‬
‫ن َ‬
‫ُكلّ َم ْ‬
‫جلتتت للطتتالب ( فليتتس لهتتا دوام و‬
‫في الّنظر يستلّذ بها الّذائق و الّناظر ) و ( لكّنها ) قد ع ّ‬
‫ثبات حّتى يتمّتع منها على وجه الكمال ) و التبست بقلب الّناظر ( أى اشتبهت لتتديه حّتتتى‬
‫صار مولعا بحّبها مفتتنا بخضرتها و نضارتها ‪.‬‬

‫عذابٌ‬ ‫خَرِة َ‬
‫لِ‬ ‫حطامًا و في ا ْ‬ ‫ن ُ‬‫صَفّرا ثّم َيُكو ُ‬
‫ج َفَتريُه ُم ْ‬
‫ب اْلُكّفار َنباُتُه ُثّم َيهي ُ‬
‫ج َ‬
‫عَ‬‫ث َأ ْ‬
‫غْي ٍ‬
‫ل َ‬ ‫َكَمَث ِ‬
‫ل عليه و آله في رواية أبي هريرة ‪ :‬ل تكونتتوا مّمتتن ختتدعته‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫شديٌد قال رسول ا ّ‬ ‫َ‬
‫العاجلة و غّرته المنّية ‪ ،‬فاستهوته الخدعة ‪ ،‬فركتتن إلتتى دار الستتوء ستتريعة التّزوال ‪ ،‬و‬
‫ل كاناختة راكتب أو صتر‬ ‫شيكة النتقال إّنه لم يبق من دنياكم هتذه فتي جنتب متا مضتى إ ّ‬
‫ل و متتا أصتتبحتم فيتته متتن التّدنيا لتتم‬ ‫جالب فعلى ما تعرجون و ماذا تنتظرون ‪ ،‬فكأنكم و ا ّ‬
‫يكن ‪ ،‬و ما يصيرون إليه من الخرة لم يزل ‪ ،‬فخذوا اهبة ل زوال لنقلة ‪ ،‬و أعّدوا التتّزاد‬
‫ل امرء على ما قّدم قادم ‪ ،‬و على ما خلف نتتادم و لمتتا نّبتته‬ ‫نكّ‬ ‫لقرب الّراحلة ‪ ،‬و اعلموا أ ّ‬
‫سلم على فناء الّدنيا و تعجيل زوالها أردف ذلتتك بقتتوله ) فتتارتحلوا عنهتتا ( يعنتتى‬ ‫عليه ال ّ‬
‫تهيئوا للرتحال و استعّدوا للموت قبل نزول الفوت ) بأحسن ما بحضرتكم من الّزاد ( و‬
‫صالحة ) و ل تسألوا فيها فوق الكفاف و ل تطلبوا منها أكثر متتن‬ ‫هو الّتقوى و العمال ال ّ‬
‫ل عليته و آلته فتتي روايتة انتتس بتتن مالتك ‪ :‬يتا معشتتر‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫البلغ ( كما قال رسول ا ّ‬
‫ستفر‬ ‫ن الّرحيتل قريتب ‪ ،‬و تتزّودوا فتانّ ال ّ‬ ‫ن المتر جتّد ‪ ،‬و تتأّهبوا فتا ّ‬ ‫المسلمين شّمروا فا ّ‬
‫ن بيتتن‬ ‫ل المخّففون ‪ ،‬أيّها الّناس إ ّ‬ ‫ن ورائكم عقبة كؤدا ل يقطعها إ ّ‬ ‫بعيد ‪ ،‬و خّففوا أثقالكم فا ّ‬
‫ساعة امورا شدادا ‪ ،‬و هو العظاما ‪ ،‬و زمانا صعبا يتمّلك فيه الظلمة ‪ ،‬و يتص تّدر‬ ‫يدي ال ّ‬
‫فيه الفسقة ‪ ،‬و يضام فيتته المتترون بتتالمعروف ‪ ،‬و يضتتطهد فيتته الّنتتاهون عتتن المنكتتر ‪،‬‬
‫صالح و أكرهوا عليه‬ ‫ضوا عليه بالّنواجذ ‪ ،‬و الجأوا إلى العمل ال ّ‬ ‫فأعّدوا لذلك اليمان و ع ّ‬
‫] ‪[ 249‬‬

‫الّنفوس تفضوا إلى الّنعيم الّدائم‬

‫ععععع‬

‫ل مضجعه فتتي الكتتافي بابتتا للكفتتاف و روى فيتته الخبتتار‬


‫عقد ثقة السلم الكليني عطر ا ّ‬
‫الواردة في مدحه و حسنه و ل بأس برواية بعضها تيّمنا و تبّركا فأقول ‪:‬‬

‫سلم يقتتول قتتال ‪ :‬رستتول‬


‫فيه باسناده عن أبي عبيدة الحّذاء قال ‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه ال ّ‬
‫ن متتن أغبتتط أوليتتائي عنتتدي رجل خفيتتف‬‫ل‪:‬إّ‬ ‫ل عتّز و جت ّ‬‫ل عليه و آله قال ا ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫ا ّ‬
‫ظ من صلة أحسن عبادة رّبه بالغيب ‪ ،‬و كان غامضا في الّناس ‪ ،‬جعل رزقه‬ ‫الحال ذا ح ّ‬
‫ل تراثه و قّلت بواكيه ‪.‬‬
‫جلت منّيته فق ّ‬‫كفافا فصبر عليه ع ّ‬

‫لت عليتته و آلتته‬‫لت صتّلى ا ّ‬ ‫سلم قال ‪ :‬قال رسول ا ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬ ‫سكوني عن أبي عبد ا ّ‬ ‫و عن ال ّ‬
‫ستتلم قتتال ‪:‬‬‫ل ت عليتته ال ّ‬‫سكوني عن أبي عبتتد ا ّ‬ ‫طوبى لمن أسلم و كان عيشه كفافا و عن ال ّ‬
‫ل عليه و آلتته و ستّلم اللهتّم ارزق محّمتتدا و آل محّمتتد و متتن أحت ّ‬
‫ب‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫قال رسول ا ّ‬
‫محّمدا و آل محّمد العفتاف و الكفتاف ‪ ،‬و ارزق متن أبغتض محّمتدا و آل محّمتد المتال و‬
‫لت‬
‫ل عليهما قتتال ‪ :‬متّر رستتول ا ّ‬ ‫ي بن الحسين صلوات ا ّ‬ ‫الولد و عن الّنوفلي رفعه إلى عل ّ‬
‫ي و أّمتتا متتا فتتي آنيتهتتا‬
‫براعى إبل فبعث يستسقيه فقال ‪ :‬أّما ما في ضروعها فصبوح الح ّ‬
‫ل عليه و آله اللهّم أكتتثر متتاله و ولتتده ‪ ،‬ثتّم متّر براعتتي‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫فغبوقهم ‪ ،‬فقال رسول ا ّ‬
‫لت‬‫غنم فبعث إليه يستسقيه فحلب له ما في ضروعها و أكفا ما في إنائه في إنتتاء رستتول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم و بعث إليه بشاة و قال ‪ :‬هذا ما عندنا و إن أحببتتت أن نزيتتدك‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫ل عليه و آله اللهّم ارزقه الكفاف ‪ ،‬فقتتال لتته بعتتض‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫زدناك ‪ ،‬قال ‪ :‬فقال رسول ا ّ‬
‫ل دعوت للذي رّدك بتتدعاء عاّمتنتتا نحّبتته ‪ ،‬و دعتتوت للتتذي أستتعفك‬ ‫أصحابه ‪ :‬يا رسول ا ّ‬
‫ل و كفتتى خيتتر‬ ‫ن متتا قت ّ‬
‫ل عليه و آله إ ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫بحاجتك بدعاء كّلنا نكرهه ‪ ،‬فقال رسول ا ّ‬
‫لت‬
‫ي عن أبتتي عبتتد ا ّ‬ ‫مّما أكثر و ألهى اللهّم ارزق محّمدا و آل محّمد الكفاف و عن البختر ّ‬
‫ل يقول ‪ :‬يحزن عبتتدي المتتؤمن ان قتتترت عليتته و ذلتتك‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫نا ّ‬ ‫سلم قال ‪ :‬إ ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫سعت عليه و ذلك أبغض له مّني ‪.‬‬ ‫أقرب له مّني ‪ ،‬و يفرح عبدي المؤمن إن و ّ‬

‫] ‪[ 250‬‬

‫لت عليتته و آلتته و ستّلم ‪ :‬يتتا‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫ي في البحار قال رسول ا ّ‬ ‫و في حديث أبي ذّر المرو ّ‬
‫ل ثنتاؤه أن يجعتل رزق متن يحّبنتي الكفتتاف ‪ ،‬و أن يعطتي متن‬ ‫لجّ‬ ‫باذر إّني قد دعوت ا ّ‬
‫يبغضتتني كتتثرة المتتال و الولتتد و قتتد أكتتثر شتتعراء العتترب و العجتتم فتتي متتدح الكفتتاف و‬
‫الستغناء عن الّناس ‪ ،‬و من جّيد ما قالوه قول أبي العلء المعّرى ‪:‬‬
‫فتتتتتتتتتتتتتتان كنتتتتتتتتتتتتتتت تهتتتتتتتتتتتتتتوى العيتتتتتتتتتتتتتتش قتتتتتتتتتتتتتتانع توستتتتتتتتتتتتتتطا‬
‫فعنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد التنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاهي يقصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر المتطتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاول‬

‫تتتتتتتتتتتتتتتتتتوفى البتتتتتتتتتتتتتتتتتدور النقتتتتتتتتتتتتتتتتتص و هتتتتتتتتتتتتتتتتتى أهّلتتتتتتتتتتتتتتتتتة‬


‫و يدركها الّنقصان و هى كوامل‬

‫و قال سليمان بن مهاجر البجلي ‪:‬‬

‫صتتتتتتتتتتتتتتتتبر وجهتتتتتتتتتتتتتتتتي فصتتتتتتتتتتتتتتتتانه‬


‫كستتتتتتتتتتتتتتتتوت جميتتتتتتتتتتتتتتتتل ال ّ‬
‫ل بخيتتتتتتتتتتتتتتتل‬
‫لتتتتتتتتتتتتتتت عتتتتتتتتتتتتتتتن غشتتتتتتتتتتتتتتتيان كتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫بتتتتتتتتتتتتتتته ا ّ‬

‫فلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم يتبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذلني البخيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل و لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم اقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‬


‫علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتابه يومتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا مقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتام ذليتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬

‫ن قليل يستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوجه ان يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترى‬


‫واّ‬
‫إلى الّناس مبذول بغير قليل‬

‫و قال بعض شعراء الحكماء ‪:‬‬

‫فل تجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزع إذا أعستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترت يومتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬


‫فقتتتتتتتتتتتتتتتتتتد أيستتتتتتتتتتتتتتتتتترت فتتتتتتتتتتتتتتتتتتي التتتتتتتتتتتتتتتتتتّدهر الطويتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬

‫ن ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوء‬‫و ل تظنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن برّبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك ظتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬


‫لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت أولتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى بالجميتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬
‫نا ّ‬
‫فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتإ ّ‬

‫ن العستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر يتبعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته يستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتار‬


‫وإّ‬
‫ل قيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬
‫لتتتتتتتتتتتتتتتتتتت أصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدق كتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬‫و قيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل ا ّ‬

‫ن العقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتول تجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّر رزقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬


‫و لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو أ ّ‬
‫لكان المال عند ذوي العقول‬

‫ععععع‬

‫ن هتتذه الخطبتتة و الخطبتتة الّثامنتتة و‬


‫ن المستتتفاد متتن شتترح البحرانتتي أ ّ‬
‫قتتد ذكرنتتا ستتابقا أ ّ‬
‫العشرين ملتقطتان من خطبة طويلة خطب بها يوم الفطر ‪ ،‬و قد ظفرت بعتتد متتا شتترحت‬
‫صدوق في كتاب من ل يحضره الفقيه فأحببت ايرادها علتتى‬
‫الخطبة على تمامها برواية ال ّ‬
‫ما رواها قّدس سّره فأقول ‪ :‬قال ‪:‬‬

‫ستتموات و‬‫لت التتذي خلتتق ال ّ‬


‫سلم يوم الفطر فقتتال ‪ :‬الحمتتد ّ‬ ‫و خطب أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل شتتيئا و ل‬
‫الرض و جعل الظلمات و الّنور ثّم الذين كفروا برّبهم يعدلون ‪ ،‬ل نشرك با ّ‬
‫سموات و ما في الرض و له‬ ‫ل له ما في ال ّ‬
‫نّتخذ من دونه ولّيا ‪ ،‬و الحمد ّ‬

‫] ‪[ 251‬‬

‫الحمد في الّدنيا و الخرة و هو الحكيم الخبير ‪ ،‬يعلم ما يلج في الرض و ما يختترج منهتا‬
‫ل هتتو إليتته‬
‫ل ل إلتته إ ّ‬‫سماء و ما يعرج فيها و هو الّرحيم الغفور ‪ ،‬كذلك ا ّ‬ ‫و ما ينزل من ال ّ‬
‫لت بالّنتتاس‬
‫نا ّ‬ ‫ل بتتاذنه إ ّ‬‫ستتماء أن تقتتع علتتى الرض إ ّ‬ ‫ل الذي يمسك ال ّ‬ ‫المصير ‪ ،‬و الحمد ّ‬
‫ي الكبير ‪ ،‬و الحمتتد‬ ‫لرؤف رحيم اللهّم ارحمنا برحمتك ‪ ،‬و اعممنا بمغفرتك إّنك أنت العل ّ‬
‫ل الذي ل مقنتتوط متتن رحمتتته ‪ ،‬و ل مخلتّو متتن نعمتتته ‪ ،‬و ل متتؤيس متتن روحتته ‪ ،‬و ل‬ ‫ّ‬
‫ستتبع ‪ ،‬و استتتقّرت الرض المهتتاد ‪ ،‬و‬ ‫ستتماوات ال ّ‬‫مستنكف عن عبتتادته ‪ ،‬بكلمتتته قتتامت ال ّ‬
‫ستتحاب ‪ ،‬و‬ ‫ستتماء ال ّ‬‫ثبتت الجبال الّرواسي ‪ ،‬و جرت الّريتتاح اللواقتتع ‪ ،‬و ستتار فتتي جتّو ال ّ‬
‫ل لتته المتعتّززون ‪ ،‬و يتضتتأل لتته‬ ‫قامت على حدودها البحار ‪ ،‬و هتتو إلتته لهتتا و قتتاهر يتتذ ّ‬
‫المتكّبرون ‪،‬‬

‫و يدين له طوعا و كرها العالمون ‪.‬‬

‫نحمده كما حمد نفسه و كما هو أهله ‪ ،‬و نستتتعينه و نستتتغفره و نستتتهديه ‪ ،‬و نشتتهد أن ل‬
‫ن البحتتار و متتا تتتوارى منتته‬ ‫ل وحده ل شريك له يعلم ما تخفى الّنفتتوس و متتا يجت ّ‬ ‫لا ّ‬‫إله إ ّ‬
‫ظلمة ‪ ،‬و ل يغيب عنه غائبة ‪ ،‬و ما يسقط من ورقة متتن شتتجرة ‪ ،‬و ل حّبتتة فتتي ظلمتتات‬
‫ل في كتاب مبين ‪ ،‬و يعلتتم متتا‬ ‫ل هو ‪ ،‬و ل رطب و ل يابس إ ّ‬ ‫ل يعلمها ‪ ،‬ل إله إ ّ‬ ‫الرض إ ّ‬
‫ل بالهدى و‬ ‫ى منقلب ينقلبون و نستهدى ا ّ‬ ‫ى مجرى يجرون ‪ ،‬و إلى أ ّ‬ ‫يعمل العاملون ‪ ،‬و أ ّ‬
‫ن محّمدا عبده و نتتبّيه و رستتوله إلتتى خلقتته ‪ ،‬و أمينتته علتتى وحيتته ‪ ،‬و أّنتته قتتد بلتتغ‬‫نشهد أ ّ‬
‫ل الحائدين عنه العادلين به ‪،‬‬ ‫رسالت رّبه و جاهد في ا ّ‬

‫ل الذي ل تبرح منه نعمة‬ ‫ل عليه و آله اوصيكم بتقوى ا ّ‬ ‫ل حّتى أتاه اليقين صّلى ا ّ‬‫و عبد ا ّ‬
‫‪ ،‬و ل تفقد منه رحمتتة ‪ ،‬و ل يستتتغنى العبتتاد عنتته ‪ ،‬و ل يجتتزى انعمتته العمتتال ‪ ،‬التتذي‬
‫رغب في الّتقتتوى ‪ ،‬و زهتد فتتي التّدنيا و حتذر المعاصتتي و تعتّزز بالبقتتاء ‪ ،‬و ذّلتتل خلقته‬
‫بتتالموت و الفنتتاء ‪ ،‬و المتتوت غايتتة المخلتتوقين ‪ ،‬و ستتبيل العتتالمين ‪ ،‬و معقتتود بنواصتتي‬
‫ل ل تّذة ‪ ،‬و يزيتتل‬
‫الباقين ‪ ،‬ل يعجزه إباق الهاربين ‪ ،‬و عند حلوله ياس أهل الهوى يهدم ك ت ّ‬
‫لت لهتتا الفنتتاء ‪ ،‬و لهلهتتا منهتتا الجلء ‪،‬‬
‫ل بهجة و التّدنيا دار كتتتب ا ّ‬
‫ل نعمة ‪ ،‬و يقطع ك ّ‬ ‫كّ‬
‫فأكثرهم ينوى بقائها و يعظم بنائها ‪ :‬و هى حلوة خضرة قتتد عجلتتت للطتتالب ‪ ،‬و التبستتت‬
‫بقلب الّناظر و يضنيء ذو الثروة‬

‫] ‪[ 252‬‬

‫ل بأحسن ما بحضرتكم و‬ ‫ضعيف ‪ ،‬و يحتويها الخائف الوجل ‪ ،‬فارتحلوا منها يرحمكم ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ل تطلبوا منها أكثر من القليل و ل تسألوا منها فوق الكفاف ‪ ،‬و ارضوا منها باليسير و ل‬
‫تمّدن أعينكم منها إلى ما مّتع المترفون و استهينوا بها و ل توطنوهتتا و أض تّروا بأنفستتكم‬
‫ن الّدنيا قتد‬
‫ن في ذلك غفلة و اغترارا أل إ ّ‬ ‫فيها ‪ ،‬و إّياكم و التنّعم و التلّهى و الفاكهات ‪ ،‬فا ّ‬
‫ن الخرة قد رحلت فأقبلت و أشتترفت‬ ‫تنّكرت و ادبرت و أصولت و آذنت بوداع ‪ ،‬أل و إ ّ‬
‫سباق غدا ‪،‬‬‫ن المضمار اليوم و ال ّ‬‫و آذنت باطلع ‪ ،‬أل و إ ّ‬

‫سبقة الجّنة و الغاية الّنار ‪ ،‬أفل تتتائب متتن خطيئتتته قبتتل يتتوم منيتتته ‪ ،‬أل عامتتل‬ ‫ن ال ّ‬
‫أل و إ ّ‬
‫ن هتذا‬‫ل و إّياكم مّمتن يختافه فيرجتو ثتوابه أل و إ ّ‬ ‫لنفسه قبل يوم بؤسه ‪ ،‬و فقره ‪ ،‬جعلنا ا ّ‬
‫لت يتتذكركم و ادعتتوه يستتتجب‬ ‫ل لكم عيدا ‪ ،‬و جعلكم له أهل ‪ ،‬فتتاذكروا ا ّ‬ ‫اليوم يوم جعله ا ّ‬
‫ل امرء منكم عتتن‬ ‫لكم و أّدوا فطرتكم فاّنها سّنة نبّيكم و فريضة واجبة من رّبكم فليؤّدها ك ّ‬
‫نفسه و عن عياله كّلهم ذكرهم و انثاهم و صغيرهم و كتتبيرهم و حّرهتتم و مملتتوكهم عتتن‬
‫ل ت فيمتتا‬
‫ل إنسان منهم صاعا من بّر أو صاعا من تمر أو صاعا متتن شتتعير و أطيعتتوا ا ّ‬ ‫كّ‬
‫ج التبيت و صتتوم شتتهر‬ ‫صتلة و إيتتاء الّزكتتاة و حت ّ‬
‫فرض عليكم و أمركتتم بتته متن إقتام ال ّ‬
‫رمضان و المر بالمعروف ‪ ،‬و الّنهى عن المنكر ‪ ،‬و الحسان إلتى نستائكم و متا ملكتت‬
‫ل فيما نهيكم عنتته متتن قتتذف المحصتتنة ‪ ،‬و إتيتتان الفاحشتتة ‪ ،‬و شتترب‬ ‫أيمانكم و أطيعوا ا ّ‬
‫الخمتر و بختس المكيتال ‪ ،‬و نقتص الميتزان ‪ ،‬و شتتهادة التّزور ‪ ،‬و الفتترار عتن الّزحتف‬
‫ل و إّياكم بالّتقوى ‪ ،‬و جعل الخرة خيرا لنا و لكم من الولى ‪،‬‬ ‫عصمنا ا ّ‬

‫شتتيطان‬ ‫ل العظيم من ال ّ‬ ‫ل العزيز أعوذ با ّ‬‫ن أحسن الحديث و أبلغ موعظة المّتقين كتاب ا ّ‬ ‫إّ‬
‫صمد لم يلد و لم يولد و لتتم يكتتن لتته‬
‫ل ال ّ‬
‫ل أحد ا ّ‬
‫ل الّرحمن الّرحيم ‪ ،‬قل هو ا ّ‬
‫الّرجيم بسم ا ّ‬
‫كفوا أحد ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫از جمله خطبههاى آنحضرت است ‪ :‬حمد و ثنا مر خداى را استت در حتالتى كته نوميتد‬
‫كرده نشده است از رحمة او ‪ ،‬و خالى كرده نشده است از نعمة او ‪ ،‬و نوميد‬

‫] ‪[ 253‬‬

‫كرده نشده است از مغفرة او ‪ ،‬و كبر ورزيده نشده است از عبادت او ‪ ،‬چنان خداونتتدى‬
‫كه زايل نميشود از او هيچ رحمتى ‪ ،‬و نا ياب نميشود از او هيچ نعمتي ‪،‬‬
‫و دنيا سرائيست تقدير كرده شده است از براى او فنا ‪ ،‬و از براى اهل او بيتترون رفتتتن‬
‫از آن با رنج و عنا ‪ ،‬و آن دنيا شيرينست در مذاق و سبز و خّرمست در نظر أهل آفاق‬
‫و بتحقيق كه شتابانيده شده است از براى جوينده او ‪ ،‬و مشتبه شده استتت در قلتتب نظتتر‬
‫كننده او ‪ ،‬پتتس رحلتتت نمائيتتد و كتتوچ كنيتتد از او بتته نيكتتوترين چيتتزى كتته در حضتتور‬
‫شماست از توشه كه عبارتست از تقوى و أعمال صالحه ‪ ،‬و ستتؤال نكنيتتد در او بتتالتر‬
‫از قدر كفاف در معيشت ‪ ،‬و طلتب ننمائيتد از او زيتاده از حتّد كفايتة كته اينستت شتعار‬
‫صاحبان بصيرت ‪ ،‬و سالكان طريق حقيقت‬

‫ع ع ع عععع ع ع ععع ع ععع ععع عع ع ععع ع عع ع‬


‫عععععع ععع ععععع‬

‫و هو السادس و الربعون من المختار في باب الخطب الّلهتّم إّنتتي أعتتوذ بتتك متتن وعثتتاء‬
‫صتتاحب فتتي‬‫سفر ‪ ،‬و كأبة المنقلب ‪ ،‬و سوء المنظر فتتي الهتتل و المتتال ‪ ،‬ألّلهتّم أنتتت ال ّ‬
‫ال ّ‬
‫ن المستتتخلف ل يكتتون‬ ‫ستتفر ‪ ،‬و أنتتت الخليفتتة فتتي الهتتل ‪ ،‬و ل يجمعهمتتا غيتترك ‪ ،‬ل ّ‬
‫ال ّ‬
‫مستصحبا ‪،‬‬

‫ي و ابتتداء هتذا‬‫و المستصحب ل يكون مستخلفا ‪ .‬و في نسخة ابن أبي الحديد قتال الّرضت ّ‬
‫ستتلم‬
‫ل عليه و آله و قد قفتتاه أميتتر المتتؤمنين عليتته ال ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫ي عن رسول ا ّ‬
‫الكلم مرو ّ‬
‫بأبلغ كلم و بأحسن تمام من قوله ‪ :‬و ل يجمعهما غيرك إلى آخر الفصل‬

‫] ‪[ 254‬‬

‫ععععع‬

‫ستتهل التّدهس ‪ ،‬تغيتتب فيتته القتتدام و‬


‫سفر ( مشتّقته و أصتتل التتوعث المكتتان ال ّ‬
‫) و عثاء ال ّ‬
‫ستتر ستتلوكه و ) الكأبتتة ( و الكتتأب‬
‫الطريق العسر ‪ ،‬و قد وعث الطريق كستتمع و كتترم تع ّ‬
‫الغّم و سوء الحال و النكسار من حزن و ) المنقلب ( مصدر و مكتتان متتن القلتتب اى اى‬
‫رجع و مثلته ) المنظتر ( قتال الفيتروز آبتادي ‪ :‬نظتره كضتربه و ستمعه و إليته نظترا و‬
‫منظرا و نظرانا و منظرة و قال ‪ :‬و المنظر و المنظرة ما نظرت إليه فأعجبتتك حستتنه أو‬
‫ساءك ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫ل متتع‬
‫لفظة الّلهّم منادى محذوف الّنداء و ل يجوز حذف حرف الّنتتداء متتن لفتتظ الجللتتة إ ّ‬
‫ى أو باستتم‬‫صل إلتتى نتتدائه بتتأ ّ‬‫ق ما فيه اللم أن يتو ّ‬‫نح ّ‬ ‫الحاق الميم المشّددة به ‪ ،‬و ذلك ل ّ‬
‫شريفة لكثرة نتتدائها لتتم يحتتذف الحتترف إ ّ‬
‫ل‬ ‫الشارة ‪ ،‬فلّما حذفت الوصلة في هذه اللفظة ال ّ‬
‫ختترت الميتتم‬‫ل يكون إجحافا ‪ ،‬فان أردت الحذف ألحقت الميتتم المشتّددة ‪ ،‬و إّنمتتا ا ّ‬ ‫نادرا لئ ّ‬
‫ن الميم ليستتت عوضتتا بتتل متتأخوذة متتن فعتتل و‬ ‫تبّركا باسمه سبحانه ‪ ،‬و قال الكوفّيون ‪ :‬إ ّ‬
‫سعة و رّد بأنه لو كان كذلك‬ ‫ل آمّنا بخير فيخّيرون الجمع بينها و بين ياء في ال ّ‬ ‫الصل يا ا ّ‬
‫ن الميتتم ليستتت متتأخوذة منتته إذ لتتو كتتان‬
‫لما حسن اللهّم آمّنا بخير و في حسنه دليل على أ ّ‬
‫كذلك لكان تكرارا‬

‫عععععع‬

‫سلم بعد وضع رجله فتتي الّركتتاب حيتتن‬ ‫ن هذا الّدعاء دعا به أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫شام لحرب معاوية و أتباعه ‪ ،‬قال نصر بتتن مزاحتتم لّمتتا وضتتع‬ ‫جه من الّنخيلة إلى ال ّ‬ ‫ما تو ّ‬
‫ل ‪ ،‬فلّما جلس على ظهرها قال ‪:‬‬ ‫سلم رجله في ركاب داّبته قال ‪ :‬بسم ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫عل ّ‬

‫خر لنا هذا و ما كّنا له مقرنين و إّنا إلى رّبنا لمنقلبون ) اللهّم إّني أعوذبتتك‬
‫سبحان الذي س ّ‬
‫سفر ( و مشّقته ) و كأبة المنقلب ( أى الحزن بعتتد الّرجتتوع إلتتى التتوطن ‪ ،‬و‬ ‫من وعثاء ال ّ‬
‫في رواية نصر بعده و الحيرة بعد اليقين ) و سوء المنظر في الهل و المال ( المتتوروث‬
‫للكأبة و الملل ‪.‬‬

‫صاحب العناية بامور صاحبه‬


‫سفر ( و من شأن ال ّ‬
‫صاحب في ال ّ‬
‫) اللهّم أنت ال ّ‬

‫] ‪[ 255‬‬

‫) و أنت الخليفة في الهل و ( من وظيفة الخليفة على الشيء حسن القيام و الوليتتة علتتى‬
‫ضتترر ) ل يجمعهمتتا ( أى الصّتتحابة و‬ ‫ضرورّيات ذلك الشيء و حفظه مّما يتتوجب لتته ال ّ‬
‫ن المستتخلف ل يكتون‬ ‫ق الجستام ) ل ّ‬ ‫الخلفة في آن واحد ) غيرك ( لمتناع ذلك في حت ّ‬
‫لت ستتبحانه فلتنزّهتته عتتن الجهتتة و‬ ‫مستصحبا و المستصحب ل يكتتون مستتتخلفا ( و أّمتتا ا ّ‬
‫الجسمّية يجوز كونه خليفة و صاحبا معا في آن واحد كما قال سبحانه و ُه تَو َمَعُك تْم َأْيَنمتتا‬
‫ستُهْم و ل‬ ‫ل ُهتَو ساِد ُ‬‫ستٍة ِإ ّ‬
‫خْم َ‬
‫ل ُهتَو راِبُعُهتْم َو ل َ‬
‫جوى َثلَثتٍة إ ّ‬
‫ن َن ْ‬
‫ن ِم ْ‬‫ُكْنُتْم و قال ‪ :‬ما َيُكو ُ‬
‫ل ُهَو َمَعُهْم َأْيَنما كاُنوا و قتتد مضتتى تحقيتتق الكلم فتتي ذلتتك فتتي‬ ‫ك و ل َأْكَثَر إ ّ‬‫ن ذِل َ‬
‫َأْدنى ِم ْ‬
‫ل شتتيء ل‬ ‫سادس من فصول الخطبة الولى عند شرح قتتوله ‪ :‬متتع كت ّ‬ ‫الفصل الخامس و ال ّ‬
‫بمقارنة فتذّكر‬

‫ععععع ع ععععع‬

‫ن الّدعاء من معظم أبواب العبادات و أعظم ما يستعصم به متتن الفتتات و أمتتتن متتا‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫شرع أمتا العقتتل‬ ‫يتوسل به إلى استنزال الخيرات ‪ ،‬و وجوبه و فضله معلوم من العقل و ال ّ‬
‫ضتترر‬‫ضرر عن الّنفس متتع القتتدرة عليتته و التمّكتتن منتته واجتتب و حصتتول ال ّ‬ ‫ن دفع ال ّ‬ ‫فل ّ‬
‫ك عّما يشّوش نفسه و يشتتغل عقلتته و‬ ‫ل انسان ل ينف ّ‬
‫ي الوقوع في دار الّدنيا ‪ ،‬إذ ك ّ‬
‫ضرور ّ‬
‫يتضّرر به إّما من داخل كحصول عارض يغشي مزاجتته ‪ ،‬أو متتن ختتارج كأذّيتتة ظتتالم و‬
‫ل فالعقل يجوز وقوعه فيها ‪ ،‬و كيتتف ل و هتتو فتتي دار الحتتوادث‬ ‫نحوها و لو خل من الك ّ‬
‫ي إّما بالفعتتل أو بتتالقّوة ‪ ،‬فضتتررها‬
‫التي ل تستقّر على حال ‪ ،‬و فجايعها ل ينفك عنها آدم ّ‬
‫إّما واقع حاصل أو ممكن الوقوع و متوّقع الحصول ‪،‬‬

‫صتتل لتتذلك و هتتو مقتتدور فيجتتب‬


‫و كليهما يجتتب إزالتتته متتع القتتدرة عليتته ‪ ،‬و التّدعاء مح ّ‬
‫المصير إليه ‪.‬‬

‫سلم حيث قال ‪ :‬ما من أحتتد ابتلتتي و ان عظمتتت‬‫و قد نّبه على ذلك أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ق بالّدعاء من المعافى اّلذي ل يأمن من البلء‬
‫بلواه بأح ّ‬

‫] ‪[ 256‬‬

‫ل أحد إلى الّدعاء معافا و مبتل ‪ ،‬و فايتتدته رفتتع البلء‬ ‫فقد ظهر من هذا الحديث احتياج ك ّ‬
‫سوء الّنتتازل أو جلتتب نفتتع مقصتتود أو تقريتتر خيتتر موجتتود فتتان قلتتت ‪:‬‬ ‫الحاصل و دفع ال ّ‬
‫ل سبحانه ‪ ،‬أو معلوما عدم وقتتوعه ‪ ،‬فعلتتى‬ ‫المطلوب بالّدعاء إّما أن يكون معلوم الوقوع ّ‬
‫الّول يكون واجبا و على الثاني ممتنعا ‪ ،‬و على الّتقديرين فل يكتتون لل تّدعاء فايتتدة ‪ ،‬ل ّ‬
‫ن‬
‫ف القلتتم بمتتا هتتو كتتائن ‪ ،‬فالتّدعاء ل يزيتتد و ل‬
‫القدار سابقة ‪ ،‬و القضية واقعة و قتتد جت ّ‬
‫ينقص فيها شيئا قلنا ‪ :‬هذه شبهة رّبما سبقت إلى الذهان القاصرة و فسادها ظتتاهر ‪ ،‬ل ّ‬
‫ن‬
‫كلّ كاين فاسد موقوف في كونه و فستتاده علتتى شتترايط توجتتد و أستتباب تعتّد لحتتدهما ل‬
‫ل التّدعاء متن شترايط متا يطلتب بته و همتا ‪ ،‬و ان كانتا‬ ‫يمكن يتدونها ‪ ،‬و علتى ذلتك فلعت ّ‬
‫ل أّنتته هتتو التتذي ربتتط أحتتدهما‬
‫ل سبحانه و هتتو تعتتالى عّلتهمتتا الولتتى إ ّ‬‫معلومي الوقوع ّ‬
‫بالخر ‪،‬‬

‫حة المرض شرب الّدواء و ما لم‬ ‫فجعل سبب وجود ذلك الشيء الّدعاء كما جعل سبب ص ّ‬
‫ن المطلوب بالّدعاء إن كان من‬‫ح ‪ ،‬و بذلك ايضا ظهر فساد ما قيل إ ّ‬ ‫يشرب الّدواء لم يص ّ‬
‫مصالح العباد فالجواد المطلق ل يبخل به ‪ ،‬و إن لم يكتن متن مصتالحهم لتتم يجتز طلبته ‪،‬‬
‫وجه ظهور الفساد أّنه ل يمتنع أن يكون وقوع متا ستأله مصتلحة بعتد التّدعاء و ل يكتون‬
‫مصلحة قبل الّدعاء و أما النقل فمن الكتاب قوله سبحانه ‪:‬‬

‫ن اّلتتذي َ‬
‫ن‬ ‫ب َلُكتْم ِإ ّ‬
‫ج ْ‬
‫ستَت ِ‬
‫عتتوني َأ ْ‬
‫ل َرّبُكتْم ُاْد ُ‬
‫ُقلْ ما َيْعَبُؤ ِبُكْم َرّبي َلْو ل ُدعاُئُكْم و قتتوله ‪ :‬و قتتا َ‬
‫ن‪.‬‬ ‫خري َ‬
‫جَهّنَم دا ِ‬
‫ن َ‬
‫خلُو َ‬
‫سَيْد ُ‬
‫عباَدتي َ‬
‫ن ِ‬ ‫عْ‬ ‫ن َ‬ ‫سَتْكِبُرو َ‬
‫َي ْ‬

‫فجعل الّدعاء عبادة و المستكبر عنها كافرا و قوله ‪:‬‬

‫ستَتجيُبوا لتي َو ْلُيْؤِمُنتو‬


‫ن َفْلَي ْ‬
‫عَوَة الّداع إذا َدعا ِ‬
‫ب َد ْ‬
‫ب ُأجي ُ‬
‫عّني َفِإّني َقري ٌ‬
‫عبادي َ‬‫ك ِ‬ ‫سَئَل َ‬
‫و ِإذا َ‬
‫ن‪.‬‬
‫شُدو َ‬
‫بي َلَعّلُهْم َيْر ُ‬
‫] ‪[ 257‬‬

‫قال أحمد بن فهد الحّلي فتتي كتتتاب عتّدة التّداعي ‪ :‬هتتذه اليتتة قتتد دّلتتت علتتى امتتور الّول‬
‫تعريفه تعالى لعباده بالسؤال بقوله ‪:‬‬

‫ب الّثتتاني غايتتة عنتتايته بمستتارعة اجتتابته و لتتم يجعتتل‬‫عّنتتي َفتتإّني َقريت ٌ‬


‫عبادي َ‬
‫ك ِ‬‫سَئَل َ‬
‫و إذا َ‬
‫الجواب موقوفا على تبليغ الّرسول بل قال ‪ :‬فاّني قريب و لم يقل قل لهم إّني قريب الّثالث‬
‫خروج هذا الجواب بالفتتاء المقتضتتي للتعقيتتب بل فصتتل الّرابتتع تشتتريفه تعتتالى لهتتم بتترّد‬
‫الجواب بنفسه لينّبه بذلك على كمال منزلة الّدعاء و شرفه عنده تعالى و مكانه منه ‪ ،‬قتتال‬
‫ل بمكان ‪.‬‬
‫ل من الّدعاء فاّنه من ا ّ‬ ‫سلم ل تم ّ‬‫الباقر عليه ال ّ‬

‫ل متتن‬
‫الخامس دّلت هذه الية على أّنه لمكان له إذ لو كان له مكان لم يكتتن قريبتتا متتن كت ّ‬
‫يناجيه ‪.‬‬

‫سابع قوله تعالى‬ ‫سادس أمره تعالى لهم بالّدعاء في قوله ‪ :‬فليستجيبوا لى أى فليدعوني ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫‪ :‬و ليؤمنوا بي أى و ليتحّققوا أّني قادر على إعطائهم ما سألوه ‪ ،‬فأمرهم باعتقادهم قدرته‬
‫على إجابتهم و فيه فايدتان ‪ :‬إعلمهم باثبات صفة القدرة له و بسط رجائهم في وصتتولهم‬
‫إلى مقترحاتهم و بلوغ مراداتهتتم و نيتتل ستتؤالتهم فتتانّ النستتان إذا علتتم قتتدرة معتتامله و‬
‫معاوضه على دفع عوضه كان ذلك داعيا له إلى معاملته و مرغباله في معاوضته ‪ ،‬كمتتا‬
‫ن علمه بعجزه عنه على الضّد من ذلك ‪ ،‬و لهذا تراهم يجتنبتتون معاملتتة المفلتتس الّثتتامن‬ ‫أّ‬
‫شتترهم‬ ‫تبشيره تعالى لهم بالّرشاد الذي هو طريق الهدايتتة المتتؤّدي إلتتى المطلتتوب فكتتأّنه ب ّ‬
‫لت رضتتى لتتم‬ ‫ستتلم ‪ :‬متتن تمّنتتى شتتيئا و هتتو ّ‬
‫صادق عليه ال ّ‬
‫باجابة الّدعاء ‪ ،‬و مثله قول ال ّ‬
‫ن حاجتتك بالبتتاب فتان قلتتت ‪ :‬نحتتن‬ ‫يخرج من الّدنيا حّتى يعطاه ‪ ،‬و قال ‪ :‬إذا دعتتوت فظت ّ‬
‫ل فل يجيبهم فما معنى قوله ‪:‬‬ ‫نرى كثيرا من الّناس يدعون ا ّ‬

‫اجيب دعوة الّداع إذا دعان ؟ و بعبتتارة اختترى إّنتته ستتبحانه وعتتد إجابتتة التّدعاء و خلتتف‬
‫الوعد عليه تعالى محال لّنه كذب قبيح في حّقه عّز و ج ّ‬
‫ل‬

‫] ‪[ 258‬‬

‫ل على ما يتتوجبه الحكمتتة‬ ‫قلت ‪ :‬قد أجاب الطبرسي في مجمع البيان بأّنه ليس أحد يدعو ا ّ‬
‫ن الّداعي إذا دعاه يجب أن يسأل ما فيه صلح له في دينه و ل يكون لتته‬ ‫ل ‪ ،‬فا ّ‬
‫ل أجابه ا ّ‬
‫إّ‬
‫خر الجابتة إن كتانت‬ ‫مفسدة فيه فاّنه ستبحانه يجيتب إذا اقتضتت المصتلحة إجتابته أو يتؤ ّ‬
‫ن ما يقتضيه الحكمة ل بّد أن يفعله فمتتا معنتتى‬ ‫المصلحة في التأخير ‪ ،‬ثّم قال ‪ :‬و إذا قيل إ ّ‬
‫ن التّدعاء عبتتادة فتتي نفستتها لمتتا فيتته متتن إظهتتار الخضتتوع و‬
‫الّدعاء و اجابته ؟ أجاب بتتأ ّ‬
‫النقياد ‪ ،‬و أيضا ل يمتنع أن يكون وقوع ما سأله إّنما صار مصلحة بعتتد ال تّدعاء أقتتول ‪:‬‬
‫ق ل ريتتب فيتته و بتته صتّرح فتتي عتّدة‬ ‫ل اه ‪ ،‬فهتتو حت ّ‬
‫أّما ما ذكره من أّنه ليس أحد يدعو ا ّ‬
‫ل سبحانه و تعالى علتتى متتا يتتوجبه الحكمتتة مّمتتا فيتته‬ ‫الّداعي حيث قال ‪ :‬ليس أحد يدعو ا ّ‬
‫ل أجابه و على الّداعي أن يشتترط ذلتتك بلستتانه او يكتتون منوّيتتا فتتي قلبتته ‪ ،‬فتتا ّ‬
‫ل‬ ‫صلحه إ ّ‬
‫خر له إن اقتضت المصلحة التتتأخير قتتال‬ ‫يجيبه البّتة إن اقتضت المصلحة إجابتها ‪ ،‬أو يؤ ّ‬
‫ل تعالى ‪:‬‬
‫ا ّ‬

‫جُلُهْم و في دعائهم ‪ :‬يتتا متتن ل‬ ‫ي ِإَلْيِهْم َأ َ‬


‫ضَ‬‫خيِر َلُق ِ‬
‫سِتْعجاَلُهْم ِباْل َ‬
‫شّر ا ْ‬
‫ل ِللّناس ال ّ‬
‫لا ّ‬
‫جُ‬‫َو َلْو ُيَع ّ‬
‫تغّير حكمته الوسايل ‪ ،‬و لما كان علتتم الغيتتب منطويتتا عتتن العبتتد و رّبمتتا تعتتارض عقلتته‬
‫شهوّية و يخالطه الخيالت الّنفسانّية فيتوّهم أمرا مّما فيه فساده صلحا له فيطلبتته‬ ‫القوى ال ّ‬
‫ل إجابته و يفعله بتته لهلتتك البّتتتة ‪ ،‬و‬ ‫جل ا ّ‬ ‫سؤال عليه ‪ ،‬و لو يع ّ‬ ‫ح في ال ّ‬ ‫ل سبحانه و يل ّ‬ ‫من ا ّ‬
‫ي عن البيان كثير الوقوع ‪ ،‬فكم نطلب أمرا ثّم نستعيذ منتته و كتتم‬ ‫هذا أمر ظاهر العيان غن ّ‬
‫ب أمتتر حتترص‬ ‫ستتلم ‪ :‬ر ّ‬ ‫ي عليتته ال ّ‬ ‫نستعيذ من أمر ثّم نطلبه ‪ ،‬و على هذا خرج قتتول علت ّ‬
‫النسان عليه فلّما أدركه وّد أن لم يكن أدركه و كفاك قوله تعالى ‪:‬‬

‫ل َيْعَلُم و‬
‫شّر َلُكْم َو ا ّ‬
‫شْيئًا و ُهَو َ‬
‫حّبوا َ‬
‫ن ُت ِ‬
‫عسى َأ ْ‬
‫خيٌر َلُكْم و َ‬
‫شْيئًا و ُهَو َ‬
‫ن َتْكَرُهوا َ‬
‫عسى َأ ْ‬‫و َ‬
‫ل سبحانه و تعالى من وفور كرمه و جزيل نعمتته ل يجيبتته ‪ ،‬و ذلتتك‬ ‫نا ّ‬
‫ن فا ّ‬
‫َأْنُتْم ل َتْعَلُمو َ‬
‫إّما لسابق رحمته‬

‫] ‪[ 259‬‬

‫به فاّنه هو الذي سبقت رحمته غضبه و إّنمتتا أنشتأه رحمتتة بته و تعريضتا ل ثتابته و هتتو‬
‫ن المقصتتود للعبتتد متتن دعتتائه هتتو إصتتلح‬ ‫ي عن خلقته و معاقبته أو لعلمه سبحانه بأ ّ‬ ‫الغن ّ‬
‫شتترط المتتذكور‬ ‫حاله فكان ما طلبه ظاهرا غير مقصود له مطلقا ‪ ،‬بل بشتترط نفعتته لتته فال ّ‬
‫حاصل في نّيته و إن لم يذكره بلسانه بل و إن لم يخطر بقلبه حالة الّدعاء و إيضتتاح ذلتتك‬
‫على سبيل المثل أّنه إذ قال كريم أنا ل أرّد سائل و ل أخّيب آمل ‪ ،‬ثّم اتتتى ستتفيه و طلتتب‬
‫ي جاهل و طلب منتته أفعّيتتا‬ ‫سائل لم يكن عالما بذلك ‪ ،‬أو أتى صب ّ‬ ‫منه ما يعلم أّنه يقتله و ال ّ‬
‫لحسن نقشه و نعومته ‪ ،‬فالحكمة و الجود يقتضيان منعهمتتا ل عطائهمتتا ‪ ،‬و لتتو أعطاهمتتا‬
‫ن هذا الوعد من الحكيم ل بّد أن يكون مشروطا بالمصلحة و تتتوّهم‬ ‫لذّمه العقلء ‪ ،‬فظهر أ ّ‬
‫ل تعالى به ل محالة متتن دون حاجتتة إلتتى التّدعاء ‪ ،‬متتدفوع‬ ‫ن ما فيه صلح العباد يأتي ا ّ‬ ‫أّ‬
‫بما أشار إليه الطبرسي من إمكان كون المصتلحة فتتي العطتاء متتع التّدعاء و متع عتتدمه‬
‫صلح في المنع و على هذا فالمطالب ثلثة الول ما يكون المصلحة في إعطتتائه‬ ‫يكون ال ّ‬
‫ي الثتاني متا يكتون المصتلحة فتي المنتع كتذلك الثتالث أن يكتون‬ ‫ضرور ّ‬ ‫مطلقا كالّرزق ال ّ‬
‫المصلحة في العطاء مع الّدعاء و في العدم مع العدم و إّنما يظهر أثر ال تّدعاء فتتي الّثتتالث‬
‫هذا ‪.‬‬
‫ل أّنه ل ربط له‬ ‫ن الّدعاء عبادة في نفسها فصحيح إ ّ‬ ‫و أّما ما ذكره أخيرا في الجواب من أ ّ‬
‫ن مجّرد اشتمال الّدعاء على المصلحة ل يستلزم الجابتتة بتتل‬ ‫بالسؤال هذا ‪ ،‬و النصاف أ ّ‬
‫ل بّد من اقترانه مضتتافا إلتتى ذلتتك بشتترايطها المقتّررة المستتتفادة متتن الخبتتار متتع كتتونه‬
‫صادرا عن وجه الخلص و تمام النقطاع و الفراغ و الّتخليتتة الّتاّمتتة للقلتتب و لنعتتم متتا‬
‫ل سبحانه فل يستجيب لنتتا قتتال ‪ :‬لّنكتتم‬ ‫قال إبراهيم بن أدهم حيث قيل له ‪ :‬ما بالنا ندعو ا ّ‬
‫ل فلم تطيعوه ‪ ،‬و عرفتم الّرسول فلم تّتبعوا سّنته ‪،‬‬
‫عرفتم ا ّ‬

‫ل فلم تؤّدوا شكرها ‪ ،‬و عرفتم الجّنة‬


‫و عرفتم القرآن فلم تعملوا بما فيه ‪ ،‬و أكلتم نعمة ا ّ‬

‫] ‪[ 260‬‬

‫شتتيطان فلتتم تحتتاربوه و‬


‫فلتتم تطلبوهتتا ‪ ،‬و عرفتتتم الّنتتار فلتتم تهربتتوا منهتتا ‪ ،‬و عرفتتتم ال ّ‬
‫وافقتموه ‪،‬‬

‫و عرفتم الموت فلم تستعّدوا له ‪ ،‬و دفنتم الموات فلم تعتتتبروا بهتتم ‪ ،‬و تركتتتم عيتتوبكم و‬
‫ن التّدعاء كستاير العبتتادات لهتتا شتتروط لحصتتولها و‬ ‫اشتغلتم بعيتتوب الّنتتاس و الحاصتتل أ ّ‬
‫شتترايط و لتتم ترتفتتع الموانتتع لتتم يتتترّتب عليهتتا آثارهتتا‬ ‫موانع عن قبولها فلّما لتتم يتحّقتتق ال ّ‬
‫صلة إذ ورد فيها من صّلى دختتل الجّنتتة أو زيتتد فتتي رزقتته ‪،‬‬ ‫الّدنيوّية و الخروّية مثل ال ّ‬
‫فاذا صّلى بغير وضوء أو فعل ما يبطلها و يحبطهتتا لتتم يتتترّتب عليهتتا آثارهتتا الّدنيوّيتتة و‬
‫سقمونيا مسهل فاذا شرب النسان معه متتا يبطتتل تتتأثيره‬ ‫الخروّية ‪ ،‬و إذا قال الطبيب ‪ :‬ال ّ‬
‫كالفيون فهو ل ينافي قول الطبيب و ل ينافي حكمتته فتتي ذلتتك فكتتذا التّدعاء استتتجابتها و‬
‫ل لشتتىء منهتتا لتتم تتتترّتب عليهتتا‬ ‫قبولها و ترتيب الثر عليها مشروطة بشرايط ‪ ،‬فتتاذا أخت ّ‬
‫الستجابة ‪ ،‬و قد وردت أخبار كثير في شرايط الّدعاء و منافاته ‪ ،‬و رّبما يشير إليه قتتوله‬
‫شارح البحراني ‪ :‬سبب اجابة التّدعاء هتو تتوافى‬ ‫تعالى ‪ :‬اوفوا بعهدي أوف بعهدكم قال ال ّ‬
‫السباب ‪ ،‬و هو أن يتوافي دعاء رجل مثل فيمتتا يتتدعو فيتته و ستتاير أستتباب وجتتود ذلتتك‬
‫شيء معا عن الباري تعالى لحكمة الهّية على ما قدر و قضى ‪ ،‬ثّم الّدعاء واجب و توّقع‬ ‫ال ّ‬
‫ن انبعاثنا للّدعاء سببه من هناك ‪ ،‬و يصير دعانا سببا للجابة و موافاة‬ ‫الجابة واجب ‪ ،‬فا ّ‬
‫الّدعاء الحدوث المر المدعّو لجله و قد يكون أحدهما بواسطة الخر ‪ ،‬و إذا لم يستتتجب‬
‫سبب في عدم الجابتتة أ ّ‬
‫ن‬ ‫ن الغاية التي يدعو لجلها نافعة فال ّ‬ ‫الّدعاء لداع و إن كان يرى أ ّ‬
‫خر إجابتتة‬ ‫ل بل بحسب مراده فلتتذلك تتتتأ ّ‬ ‫الغاية الّنافعة رّبما ل تكون نافعة بحسب نظام الك ّ‬
‫الّدعاء أو ل يستجاب له ‪ ،‬و بالجملة قد يكون عدم الجابة لفوات شترط متن شتروط ذلتك‬
‫ن الّنفس الّزكّية عند الّدعاء قد يفيض عليها متتن الّول ق تّوة‬ ‫المطلوب حال الّدعاء و اعلم أ ّ‬
‫تصيربها مؤّثرة في العناصر فتطاوعها متصّرفة على ارادتها فيكون ذلك إجابة للتّدعاء ‪،‬‬
‫ن العناصر موضوعة لفعل الّنفس فيها و اعتبار ذلك في أبداننا فاّنا رّبما تخيلنا شيئا‬ ‫فا ّ‬

‫] ‪[ 261‬‬
‫فتتغّير أبداننا بحسب ما تقتضيه أحوال نفوسنا و تخييلتها و قد يمكن أن تؤثر الّنفتتس فتتي‬
‫ل لتلك الّنفس إذا‬ ‫غير بدنها كما تؤّثر في بدنها ‪ ،‬و قد تؤّثر في نفس غيرها و قد يسجيب ا ّ‬
‫ل‪.‬‬ ‫دعت فيما تدعو فيه إذا كانت الغاية التي تطلبها بالّدعاء نافعة بحسب نظام الك ّ‬

‫و من السنة أخبار فوق حّد الحصاء و لتقصر على بعض ما رواه في عتّدة التّداعي فعتتن‬
‫ي العبتادة أفضتل ؟ فقتال عليته‬‫ستتلم ‪ :‬أ ّ‬
‫حّنان بتن ستتدير قتال ‪ :‬قلتتت لبتتي جعفتر عليتته ال ّ‬
‫سلم ‪:‬‬
‫ال ّ‬

‫لت مّمتتن‬
‫ل من أن يسأل و يطلتتب متتا عنتتده ‪ ،‬و متتا أحتتد أبغتتض إلتتى ا ّ‬
‫ب إلى ا ّ‬
‫ما شيء أح ّ‬
‫سلم قتتال ‪ :‬إ ّ‬
‫ن‬ ‫يستكبر عن عبادته و ل يسأله ما عنده و عن زرارة عن أبي جعفر عليه ال ّ‬
‫ل يقول ‪:‬‬
‫ل عّز و ج ّ‬
‫ا ّ‬

‫ن قال ‪ :‬هو الّدعاء و أفضل العبادة‬


‫خري َ‬
‫جَهّنَم دا ِ‬
‫ن َ‬
‫خُلو َ‬
‫سَيْد ُ‬
‫عباَدتي َ‬
‫ن ِ‬
‫عْ‬‫ن َ‬
‫سَتْكِبُرو َ‬
‫ن َي ْ‬
‫ن اّلذي َ‬
‫ِإ ّ‬
‫الّدعاء ‪ ،‬قلت ‪:‬‬

‫حليٌم قال ‪ :‬الّواه هو الّدعاء ‪.‬‬


‫لّواه َ‬
‫ن ِإْبراهيَم َ‬
‫ِإ ّ‬

‫ستتلم ‪ :‬أح تبّ‬


‫سلم قال ‪ :‬أمير المتتؤمنين عليتته ال ّ‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫و عن ابن القداح عن أبي عبد ا ّ‬
‫ل في الرض التّدعاء ‪ ،‬و أفضتل العبتادة العفتاف ‪ ،‬و كتان أميتر المتؤمنين‬ ‫العمال إلى ا ّ‬
‫عاء ‪.‬‬
‫سلم رجل د ّ‬ ‫عليه ال ّ‬

‫ستتلم ال تّدعاء هتتو‬


‫ل عليتته ال ّ‬
‫و عن عبيد بن زرارة ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن رجل ‪ ،‬عن أبي عبد ا ّ‬
‫ل‪:‬‬
‫العبادة التي قال ا ّ‬

‫ن المر قد فرغ منه ‪.‬‬


‫ن و ل تقل ِإ ّ‬
‫خري َ‬
‫جَهنَم دا ِ‬
‫ن َ‬
‫خلُو َ‬
‫سَيْد ُ‬
‫عباَدتي َ‬
‫ن ِ‬
‫عْ‬‫ن َ‬
‫سَتْكِبُرو َ‬
‫ن َي ْ‬
‫ن اّلِذي َ‬
‫إّ‬

‫سلم الّدعاء كهف الجابتتة كمتتا‬ ‫ل عليه ال ّ‬


‫ل بن ميمون القداح ‪ ،‬عن أبي عبد ا ّ‬
‫و عن عبد ا ّ‬
‫ستتلم ‪ :‬هتتل‬‫ل ت عليتته ال ّ‬
‫سحاب كهف المطر و عن هشام بن سالم قال ‪ :‬قال أبو عبتتد ا ّ‬ ‫ن ال ّ‬
‫أّ‬
‫تعرفون طول البلء من‬

‫] ‪[ 262‬‬

‫لد‬
‫ن البلء قصتتير و عتتن أبتتي و ّ‬ ‫قصره ؟ قلنا ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬إذا الهم أحدكم الّدعاء فاعلموا أ ّ‬
‫ل ت ال تّدعاء‬
‫سلم ‪ :‬ما من بلء ينزل على عبد متتؤمن فيلهمتته ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬قال أبو الحسن عليه ال ّ‬
‫ل كان كشف ذلك البلء وشيكا ‪ ، 1‬و ما متتن بلء ينتتزل علتتى عبتتد متؤمن فيمستك عتتن‬ ‫إّ‬
‫لت عتّز و‬ ‫ل كان البلء طويل ‪ ،‬فاذا نزل البلء فعليكم بالتّدعاء و الّتضتّرع إلتتى ا ّ‬ ‫الّدعاء إ ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫جّ‬
‫ل في حتتوائجكم ‪ ،‬و الجتتأوا إليتته‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫ل عليه و آله أفزعوا إلى ا ّ‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫و عن الّنب ّ‬
‫خ ‪ 2‬العبادة ‪ ،‬و ما من مؤمن يدعو‬ ‫ن الّدعاء م ّ‬‫في ملّماتكم ‪ ،‬و تضّرعوا إليه و ادعوه ‪ ،‬فا ّ‬
‫جل له في الخرة ‪ ،‬و إّما أن يكّفر عنتته‬ ‫جل له في الّدنيا أو يؤ ّ‬ ‫ل استجاب له فاّما أن يع ّ‬ ‫لإ ّ‬
‫ا ّ‬
‫ل عليه و آله أعجز الّناس من عجز‬ ‫من ذنوبه بقدر ما دعا ما لم يدع بما ثم و عنه صّلى ا ّ‬
‫ل ت عليتته و آلتته أل أدلكتتم علتتى‬‫عن الّدعاء ‪ ،‬و أبخل الّناس من بخل بالّدعا و عنه ص تّلى ا ّ‬
‫أبخل الّناس و أكسل الّناس و أسرق الّناس و أجفا الّناس و أعجز الّناس ؟ قتتالوا ‪ :‬بلتتى يتتا‬
‫ل ‪ ،‬قال ‪ ،‬أّما أبخل الّناس فرجل يمّر بمسلم و لم يسّلم عليه ‪ ،‬و أّما أكستتل الّنتتاس‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ل بشفة و ل بلسان ‪ ،‬و أّمتتا أستترق الّنتتاس فالتتذي يستترق متتن‬ ‫فعبد صحيح فارغ ل يذكر ا ّ‬
‫ف الّثوب الخلتق فيضترب بهتا وجهته ‪ ،‬و أّمتا أجفتى الّنتاس‬ ‫ف كما يل ّ‬ ‫صلته ‪ ،‬فصلته تل ّ‬
‫ي ‪ ،‬و أّما أعجز الّناس فمن عجز عن التّدعاء و عنتته‬ ‫فرجل ذكرت بين يديه فلم يصّلى عل ّ‬
‫ل للعبد في ال تّدعاء فتتتح لتته‬‫ل عليه و آله و سّلم أفضل العبادات الّدعاء و إذا أذن ا ّ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫باب الّرحمة ‪ ،‬إّنه لن يهلك مع الّدعاء أحد و عن معاوية بن عّمتار قتال ‪ :‬قلتت لبتي عبتد‬
‫صلة في ساعة واحدة فتل هذا القرآن فكانت تلوتتته‬ ‫سلم في الّرجلين افتتحا ال ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬ ‫ا ّ‬
‫أكثر من دعائه ‪ ،‬و دعا هذا فكان دعاؤه أكثر من تلوته ‪ ،‬ثتّم انصتترفا فتتي ستتاعة واحتتدة‬
‫نك ّ‬
‫ل‬ ‫ل حسن ‪ ،‬قلت ‪ :‬إّني قتتد علمتتت أ ّ‬ ‫ل فيه فضل و ك ّ‬ ‫سلم ‪ :‬ك ّ‬ ‫أّيهما أفضل ؟ قال عليه ال ّ‬
‫ل فيه فضل ‪ ،‬لكن أّيهما‬ ‫نك ّ‬‫حسن و أ ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تت تتتتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تت تتتتتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 263‬‬

‫ل‪:‬‬
‫ل عّز و ج ّ‬
‫سلم الّدعاء أفضل أما سمعت قول ا ّ‬
‫أفضل ؟ فقال عليه ال ّ‬

‫خرينَ‬ ‫جَهّنَم دا ِ‬
‫ن َ‬
‫خلُو َ‬
‫سَيْد ُ‬
‫عباَدتي َ‬
‫عنْ ِ‬
‫ن َ‬
‫سَتْكِبُرو َ‬
‫ن َي ْ‬
‫ن اّلذي َ‬
‫ب َلُكْم ِإ ّ‬‫ج ْ‬
‫سَت ِ‬
‫عوني َأ ْ‬
‫ل َرّبُكْم ُأْد ُ‬‫و قا َ‬
‫ل العبادة ‪ ،‬أليست هي أشّد‬ ‫ل أفضل أليست هي العبادة هي و ا ّ‬ ‫ل العبادة هي و ا ّ‬ ‫هى ‪ 1‬و ا ّ‬
‫لت‬
‫ن و عن يعقوب بن شعيب قال ‪ :‬سمعت أبا عبد ا ّ‬ ‫ل أشّده ّ‬ ‫ن هي و ا ّ‬ ‫ل أشّد ه ّ‬‫هن هي و ا ّ‬
‫ل أوحى إلى آدم إّني سأجمع لك الكلم في أربع كلمات ‪ ،‬قال ‪ :‬يا‬ ‫نا ّ‬ ‫سلم يقول ‪ :‬إ ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫ن ؟ قال ‪ :‬واحدة لي ‪ ،‬واحدة لك ‪ ،‬واحدة فيمتتا بينتتي و بينتتك ‪ ،‬واحتتدة بينتتك و‬ ‫ربّ و ما ه ّ‬
‫لت تعتتالى ‪ :‬أّمتتا التتي لتتي فتعبتدني و ل‬ ‫ب ‪ ،‬فقتال ا ّ‬ ‫ن لتتي يتتا ر ّ‬ ‫بين الّناس ‪ ،‬فقال آدم ‪ :‬بّينه ّ‬
‫تشرك بي شيئا ‪ ،‬و أّما التى لك فاجزيك بعملك أحوج ما تكون إليتته ‪ ،‬و أّمتتا التتتي بينتتي و‬
‫ي الجابة و أّما التي بينك و بين الّناس فترضى للّناس ما ترضتتى‬ ‫بينك فعليك الّدعاء و عل ّ‬
‫صفار في حتديث مرفتوع قتال ‪ :‬قتال رستول‬ ‫لنفسك و من كتاب الّدعاء لمحّمد بن حسن ال ّ‬
‫لت عليته و آلته و ستّلم ‪ :‬يتدخل الجّنتتة رجلن كانتا يعملن عمل واحتدا فيترى‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫ا ّ‬
‫ل تبتتارك و‬ ‫ب بما أعطيته و كان عملنا واحدا ‪ ،‬فيقول ا ّ‬ ‫أحدهما صاحبه فوقه فيقول ‪ :‬يا ر ّ‬
‫ل و اجزلوا فاّنه ل يتعاظمه شيء و منه أيضتتا‬ ‫تعالى سألني و لم تسألني ثّم قال ‪ :‬اسألوا ا ّ‬
‫ل أو ليقضتتينّ عليكتتم‬ ‫نا ّ‬‫ل عليه و آله و سّلم ليسأل ّ‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫برواية مرفوعة قال ‪ :‬قال النب ّ‬
‫ل عبادا يعملون فيعطيهم و آخرين يسألونه صتتادقين فيعطيهتتم ثتّم يجمعهتتم فتتي الجّنتتة‬ ‫ن ّ‬
‫إّ‬
‫فيقول الذين عملوا رّبنا عملنا فأعطيتنا فبمتتا اعطيتتت هتتؤلء ‪ ،‬فيقتتول ‪ :‬عبتتادي اعطيتكتتم‬
‫اجوركم و لم ألتكم من أعمالكم شيئا و ستألني هتؤلء فتأعطيتهم و هتتو فضتلي اوتيته متن‬
‫ل و ل تقل إ ّ‬
‫ن‬ ‫سلم قال لميسر بن عبد العزيز ‪ :‬يا ميسرادع ا ّ‬ ‫صادق عليه ال ّ‬ ‫أشاء و عن ال ّ‬
‫ن عبدا سّد فتتاه و لتتم يستتأل‬ ‫ل بمسألة ‪ ،‬و لو أ ّ‬
‫ل منزلة ل تنال إ ّ‬ ‫ن عند ا ّ‬‫المر قد فرغ منه إ ّ‬
‫لم‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تت تت تتتت ت تتت تتتت تتتتت تت تتت تت‬
‫تتت ت تتتت تتت تت ت تتت تتت ت ت ت تتتت ت‬
‫تتتتت تتتتت ت تتتتت تت تتتتتتت تتتت ت تت‬
‫تتت‬ ‫تتتت تت تتتت‬ ‫تت تت‬ ‫تتت تت‬ ‫تتت‬
‫تت تتتت ‪.‬‬
‫تتتت ت تتت‬‫تتتتتتتت تت تتت‬

‫] ‪[ 264‬‬

‫ل يوشك أن يفتح لصاحبه و فتي هتذه‬ ‫يعط شيئا فاسأل تعط ‪ ،‬يا ميسر اّنه ليس يقرع باب إ ّ‬
‫الّرواية دللة على ما قّدمناه سابقا من أّنه ل امتناع في كون الّدعاء محتتدثا للمصتتلحة فتتي‬
‫المطلوب بعد أن لم يكن فيه مصلحة و ل بعتتد فتتي كتتونه متتن أستتباب وجتتود المطلتتوب و‬
‫ى الّتوفيق‬
‫ل ول ّ‬
‫شرايط حصوله حسبما مّر تفصيل و ا ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جمله كلم آن حضرت است هنگام عزم بر تشريف بردن شام و آن اينست ‪:‬‬

‫كه بار خدايا بدرستيكه من پناه ميتتبرم بتتتواز مشتتقت ستتفر و از غتتم و انتتدوه بازگشتتت ‪،‬‬
‫يعنى از پريشاني كه بعد از مراجعت وطن حاصل ميشتتود ‪ ،‬و از بتتدى نظتتر در أهتتل و‬
‫مال ‪ ،‬بار خدايا توتي همراه در سفر ‪ ،‬و توئي جانشين در محافظت أهل در حضتتر ‪ ،‬و‬
‫جمع نميكند مصاحبت و خلفت غير تو ‪ ،‬از جهت اينكه كسيكه خليفه ساخته شتتده باشتتد‬
‫نميباشد همراه داشته شده و كسيكه همراه داشته شده باشد نميشود خليفه ساخته شده ‪،‬‬
‫يعنى محالست كه جانشين همراه در سفر باشد بجهت اينكه ممكن نيست جستتم واحتتد در‬
‫آن واحد در دو مكان بوده باشد ‪ ،‬أما خداوند ذو العزة كه منزهستتت از جهتتت و جستتمية‬
‫پس در حق او جايز است خلفت و مصاحبت معا ‪.‬‬

‫عععع عع ععع عععععع‬


‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫و هو السابع و الربعون من المختار فى باب الخطب كأّني بك يا كوفة تمتّدين متّدا لديتتم‬
‫العكاظي ‪ ،‬و تعركين بالّنوازل ‪،‬‬

‫لت بشتاغل ‪ ،‬و‬


‫ل ابتله ا ّ‬
‫و تركبين بالّزلزل ‪ ،‬و إّني لعلم أّنته متا أراد بتك جّبتار ستوء إ ّ‬
‫رماه بقاتل ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫ضم اسم سوق للعرب بناحية مكة‬


‫) الديم ( الجلد أو مدبوغه و جمعه ادم و ) عكاظ ( بال ّ‬

‫] ‪[ 265‬‬

‫كتتانت العتترب يجتمتتع بهتتا فتتي كتتل ستتنة و يقيمتتون شتتهرا و يتبتتايعون و يتعتتاكظون أى‬
‫يتفاخرون و يتناشدون الشعار قال أبو ذويب ‪:‬‬

‫اذا بنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى القبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاب علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى عكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاظ‬


‫و قام البيع و اجتمع اللوف‬

‫فلما جاء السلم هدمه و أكثر ما كان يباع بها الديتتم فنستتب إليهتتا و ) العتترك ( التتدلك و‬
‫شر و عركت القوم في الحرب إذا ما رستهم حّتى اتعبتهتتم‬ ‫ك و عركه أى حمل عليه ال ّ‬ ‫الح ّ‬
‫شدايد و ) الّزلزل ( البليا ‪.‬‬‫و ) الّنوازل ( المصائب و ال ّ‬

‫ععععععع‬

‫ن الفعل في كأني بك محذوف ‪،‬‬


‫المستفاد من المطرزى في شرح المقامات أ ّ‬

‫ي ‪ :‬و الولتتى أن‬ ‫و الصل كاّنى ابصرك فزيدت البتتاء بعتتد حتتذف الفعتتل ‪ ،‬و قتتال الّرضت ّ‬
‫تبقى كان على معنى الّتشبيه و ل تحكم بزيادة شتتيء و تقتتول الّتقتتدير كتتأّني ابصتتربك أى‬
‫اشاهدك من قوله تعالى فبصرت به عن جنتب ‪ ،‬و الجملتة بعتد المجترور بالبتاء حتال أى‬
‫كاّني ابصربك يا كوفة حالكونك ممدودة مّد الديم ‪ ،‬و قوله تركبين على البنتتاء للمجهتتول‬
‫سابقة ‪.‬‬
‫سبّية كال ّ‬
‫سابقين أى تجعلين مركوبة لها أو بها على أن تكون الباء لل ّ‬ ‫كالفعلين ال ّ‬
‫عععععع‬

‫سلم من جملة ما أخبر به عن المغيبات بّين فيه حال الكوفتتة‬ ‫ن هذا الكلم له عليه ال ّ‬
‫اعلم أ ّ‬
‫و حال أهلها و تجاذب أيدى الظالمين ‪ ،‬و تس تّلطهم عليهتتم بتتالظلم و العتتدوان و فتتي قتتوله‬
‫ن المخبر به ل محالة واقع و وقوعه شاهد بعين اليقين )‬ ‫) كأّني بك يا كوفة ( إشارة إلى أ ّ‬
‫ن الديتتم‬‫شبه شّدة ما يقع بأهله من الظلم و البلء كمتتا أ ّ‬ ‫تمّدين مّد الديم العكاظى ( وجه ال ّ‬
‫العكاظى مستحكم الّدباغ شديد المّد ) تعركيتتن بتتالّنوازل و تركتبين بتالّزلزل ( أراد بهمتتا‬
‫شدايد و المصايب التي نزلت بأهل الكوفة و الظلتتم و البليتتا التتتي حّلتتت بهتتا و أوجبتتت‬ ‫ال ّ‬
‫سير و التواريخ ‪.‬‬‫أضطراب أهلها ‪ ،‬و هي كثيرة معروفة مذكورة في كتب ال ّ‬

‫لم و القسم إشارة إلى تحّقق وقوع المخبر به‬‫ن و ال ّ‬


‫و في قوله ‪ ) :‬و إّني لعلم ( مؤكدا با ّ‬
‫ل ابتله‬
‫يعني أّنه معلوم بعلم اليقين ) أّنه ما أراد بك جّبار سوءا إ ّ‬

‫] ‪[ 266‬‬

‫ل بشاغل و رماه بقاتل ( ‪.‬‬


‫ا ّ‬

‫لت بشتاغل فيهتا زيتاد و‬ ‫قال أبو الحسن الكيدري في شرحه ‪ :‬فمن الجبابرة الذين ابتلهم ا ّ‬
‫ل عليه فختترج الحتتاجب و قتتال انصتترفوا‬ ‫قد جمع الّناس في المسجد ليلعن عليا صلوات ا ّ‬
‫ل بن زيتتاد و قتتد‬
‫ن المير مشغول عنكم و قد أصابه الفالج في هذه الساعة و ابنه عبيد ا ّ‬ ‫فا ّ‬
‫أصابه الجذام و الحجاج بن يوسف و قد توّلدت الحّيات في بطنتته حّتتتى متتات و عمتتر بتتن‬
‫هبيرة و ابنه يوسف و قد أصابهما البرص و خالد القسرى و قد حبس فطولت حّتى متتات‬
‫جوعا ‪.‬‬

‫لت بتن زيتاد و مصتعب بتن الزبيتر و ابتو السترايا و‬


‫ل بقاتتل فعبيتد ا ّ‬
‫و أّما الذين رماهم ا ّ‬
‫غيرهم قتلوا جميعا و يزيد بن مهلب قتل على أسوء حال هذا ‪.‬‬

‫شارح البحراني حيث قال ‪ :‬و أّما الجبابرة التي أرادوا بها ستتوء و طعنتتوا‬‫و العجب من ال ّ‬
‫ب عليهم ربك سوط عذاب و أختتذهم بتتذنوبهم و متا كتتان لهتتم‬ ‫فيها فأكثروا فيها الفساد فص ّ‬
‫ل من واق ‪ ،‬فجماعة و ذكر التي تقّدم ذكرها من الكيتتدرى و أضتتاف إليهتتا المختتتار‬ ‫من ا ّ‬
‫بن أبى عبيدة الّثقفي ‪.‬‬

‫ن عد المختار فتتي ذلتتك العتتداد ظلتتم فتتي حّقتته و ستتوء أدب بالّنستتبة إليتته إذ‬
‫و أنت خبير بأ ّ‬
‫ل أّنها مع ضعف سندها معارضتتة بأخبتتار المتتدح ‪ ،‬و‬ ‫الخبار في ذّمه و إن كانت كثيرة إ ّ‬
‫قد ذكرهما الكشي في رجاله فغاية المر مع عدم الّترجيح لخبار المدح هتتو التوقتتف ‪ ،‬و‬
‫على فرض الترجيج لخبار الّذم فهي لم تبلغ حّدا يوجب الجرئة على عّده في عداد أمثال‬
‫ل‪.‬‬ ‫زياد و حجاج و مصعب و نحوهم ‪ ،‬و على جعله من الجبابرة الموصوفة لعنهم ا ّ‬
‫ن الرجحتان فتي‬ ‫كيف ؟ و ابن طاووس بعد القدح في روايات الّذم قال ‪ :‬إذا عرفت هذا فتا ّ‬
‫جانب الشكر و المدح ‪ ،‬و لو لم يكتتن تهمتتة فكيتتف و مثلتته موضتتع أن يّتهتتم فيتته التترواة و‬
‫ش فيما يقول عنه المحتّدثون لعيتتوب تحتتتاج إلتتى نظتتر و يكفتتى فتتي فضتتله متتا رواه‬ ‫يستغ ّ‬
‫ستتلم يتتوم الّنحتتر و هتتو‬‫ل بن شريك قال ‪ :‬دخلنا على أبي جعفر عليتته ال ّ‬ ‫شي عن عبد ا ّ‬ ‫الك ّ‬
‫لق فقعدت بين يديه إذ دخل عليه شيخ من أهل الكوفة فتناول يده‬ ‫مّتك و قد أرسل إلى الح ّ‬
‫ليقّبلها فمنعه ‪ ،‬ثّم قال ‪ :‬من أنت ؟ قال ‪ :‬أنا‬

‫] ‪[ 267‬‬

‫أبو محّمد الحكم بن المختار بن أبي عبيدة الثقفي ‪ ،‬و كان متباعدا متتن أبتتي جعفتتر فمّديتتده‬
‫ن الّناس قد أكتتثروا‬‫لإّ‬ ‫إليه حّتى كاد أن يقعده في حجره بعد منعه يده ‪ ،‬ثّم قال ‪ :‬أصلحك ا ّ‬
‫ى شيء يقولون ؟ قال ‪ :‬يقولون ك تّذاب و ل‬ ‫ل قولك ‪ ،‬قال ‪ :‬أ ّ‬
‫في أبي و قالوا ‪ :‬و القول و ا ّ‬
‫ن مهر اّمي كان مّما بعتتث‬ ‫لأّ‬‫ل أخبرني أبي و ا ّ‬‫ل قبلته ‪ ،‬فقال ‪ :‬سبحان ا ّ‬
‫تأمرني بشيء إ ّ‬
‫ل‪،‬‬
‫به المختار أو لم يبن دورنا ‪ ،‬و قتل قاتلنا ‪ ،‬و طلب بدمائنا ؟ رحم ا ّ‬

‫ي يمهدها الفراش و يثنى لهتتا الوستتائد و‬ ‫ل أّنه كان ليقيم عند فاطمة بنت عل ّ‬ ‫و أخبرني و ا ّ‬
‫ل طلبتته قتتتل‬‫ل أباك ما ترك لنتتا حّقتتا عنتتد أحتتد إ ّ‬ ‫ل أباك رحم ا ّ‬ ‫منها أصاب الحديث رحم ا ّ‬
‫ل إشتتعارا‬ ‫ل ابتله ا ّ‬‫ن في قوله ‪ :‬ما أراد بك جّبار سوء إ ّ‬ ‫قتلتنا و طلب بدمائنا هذا و اعلم أ ّ‬
‫سلم في ذلك شيء كثير مثل قول‬ ‫بمدح الكوفة و فضلها و قد جاء عن أهل البيت عليهم ال ّ‬
‫سلم إّنه يحشر من ظهرها يتتوم‬ ‫سلم نعمت المدرة ‪ ،‬و قوله عليه ال ّ‬ ‫أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ستتلم متتدينتنا و محّلتنتتا و‬‫القيامة سبعون ألفا وجوههم في صورة القمتتر ‪ ،‬و قتتوله عليتته ال ّ‬
‫سلم الّلهّم ارم من رماها و عاد من عاداها ‪ ،‬و قتتوله‬ ‫صادق عليه ال ّ‬ ‫مقّر شيعتنا ‪ ،‬و قول ال ّ‬
‫صتتدوق‬ ‫سلم تربة تحّبنا و نحّبها و فتتي البحتتار متتن معتتانى الخبتتار و الخصتتال لل ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫لت عليته و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫باسناده عن موسى بن بكير عن أبي الحسن الّول قال ‪ :‬قال رسول ا ّ‬
‫ل‪:‬‬‫ل اختار من البلدان أربعة فقال عّز و ج ّ‬ ‫نا ّ‬‫آله إ ّ‬

‫ن فتتالّتين المدينتتة ‪ ،‬و الّزيتتتون التتبيت‬


‫لميت ِ‬
‫ن و هتَذا اْلَبَلتِد ا َْ‬
‫طوِر سيني َ‬
‫نو ُ‬
‫َو الّتين َو الّزْيُتو ِ‬
‫المقّدس ‪ ،‬و طور سينين الكوفة ‪ ،‬و هذا البلد المين مّكة ‪ ،‬الخبر ‪.‬‬

‫قال المجلسي ‪ :‬لعّله إّنما كنى عن المدينة بالّتين لو فتتوره و جتتودته فيهتتا ‪ ،‬أو لكونهتتا متتن‬
‫ن الّتيتتن متتن أفاضتتل الّثمتتار ‪ ،‬و كّنتتى عتتن الكوفتتة بطتتور ستتينين ل ّ‬
‫ن‬ ‫أشارف البلتتد كمتا أ ّ‬
‫ل مناجاة الكليتتم ‪،‬‬
‫ن الطور مح ّ‬ ‫ل مناجاة سّيد الوصياء كما أ ّ‬ ‫ظهرها و هو الّنجف كان مح ّ‬
‫طع فوقع جزء منها‬ ‫ن الجبل الذي سأل موسى عليه الّرؤية تق ّ‬ ‫أو ل ّ‬

‫] ‪[ 268‬‬
‫طتتع فصتتار‬
‫ن ابن نوح لّما اعتصتتم بهتتذا الجبتتل تق ّ‬‫هناك كما ورد في بعض الخبار ‪ ،‬أو أ ّ‬
‫بعضها في طور سينا ‪ ،‬أو أّنه طور سينا حقيقة ‪.‬‬

‫شيخ في الّتهذيب باستتناده عتتن الثمتتالي عتتن‬ ‫سرون و اللغوّيون كما روى ال ّ‬ ‫و غلط فيه المف ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬كان في وصّية أمير المؤمنين أن أخرجوني إلى الظهتتر فتتاذا‬ ‫أبي جعفر عليه ال ّ‬
‫تصتّوبت أقتتدامكم و استتتقبلتكم ريتتح فتتادفنوني و هتتو أّول طتتور ستتينا ففعلتتوا ذلتتك و متتن‬
‫ستتلم‬ ‫لت عليتته ال ّ‬‫ل بتتن الوليتتد قتتال ‪ :‬دخلنتتا علتتى أبيعبتتد ا ّ‬
‫شيخ باسناده عن عبد ا ّ‬‫مجالس ال ّ‬
‫فسّلمنا عليه و جلسنا بين يديه فسألنا من أنتم ؟ قلنا ‪ :‬من أهل الكوفة فقتتال ‪ :‬أمتتا إّنتته ليتتس‬
‫ل هداكم‬ ‫نا ّ‬ ‫صة إ ّ‬
‫من بلد من البلدان أكثر محّبا لنا من أهل الكوفة ‪ ،‬ثّم هذه العصابة ‪ 1‬خا ّ‬
‫لمر جهله الّناس ‪ ،‬احببتمونا و أبغضنا الّناس ‪ ،‬و صّدقتمونا و كذبنا الّناس ‪ ،‬و اّتبعتمونتتا‬
‫ل محياكم محيانا و مماتكم مماتنا‬ ‫و خالفنا الّناس ‪ ،‬فجعل ا ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جمله كلم آنحضرتست در ذكر حال كوفه و خراب شدن آن از دست ظلمه ميفرمايد‬
‫‪ :‬گويا مىبينم تو را اى كوفه در حالتى كه كشيده ميشوى همچو كشيدن چرم عكتتاظى ‪،‬‬
‫ماليده شتتوى بستتبب فتترود آمتتدن مصتتيبتها و حادثهتتا ‪ ،‬و ستتوار كتترده شتتوى بجنبشتتها و‬
‫زلزلها ‪ ،‬اينهمه اشاره است به انواع بل و محنت و جفا و مصتتيبت كتته واقتتع شتتد بأهتتل‬
‫كوفه از ظلم ظلمه و ستم فجره ‪ ،‬و بدرستي كه مىبينم آنكه اراده نكنتتد بتتتو هيتتچ گتتردن‬
‫كش ستمكار بدى و مضّرت را مگر اينكه گرفتار ستتازد او را خداونتتد قّهتتار ببلئى كتته‬
‫ل أعلم بمعتتاني‬ ‫مشغول كننده اوست ‪ ،‬و بيندازد او را بدست قاتلي كه كشنده او است و ا ّ‬
‫كلمه‬

‫عععع عع ع عععع عع عع ع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬
‫ععععع‬

‫و هي الثامنة و الربعون من المختار في باب الخطتتب و هتتي مروّيتتة فتتي كتتتاب صتتفين‬
‫ل‬
‫لنصر بن مزاحم باختلف و زيادة تطّلع عليه انشاء ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تت ت ت تتت ت تت تت ت ت ت تتت تتتت تتت ت‬
‫تتتتتت تتتتت تتتتتت تتت تتتتت تت ت تتت ت‬
‫) تتتت (‬

‫] ‪[ 269‬‬
‫ل غير مفقود‬‫ل كّلما لح نجم و خفق و الحمد ّ‬‫ل كّلما وقب ليل و غسق ‪ ،‬و الحمد ّ‬ ‫الحمد ّ‬
‫النعام ‪ ،‬و ل مكافا الفضال ‪ ،‬أّما بعد ‪ ،‬فقد بعثت مقّدمتي و أمرتهم بلزوم هذا الملطاط ‪،‬‬
‫حّتى يأتيهم أمري ‪،‬‬

‫طنين أكناف دجلة ‪ ،‬فأنهضهم معكم‬


‫و قد رأيت أن أقطع هذه الّنطفة إلى شرذمة منكم ‪ ،‬مو ّ‬
‫إلى عدّوكم ‪ ،‬و أجعلهم من أمداد القّوة لكم ‪.‬‬

‫ستتمت التتذي أمرهتتم بلزومتته ‪ ،‬و هتتو‬


‫سلم بالملطاط ال ّ‬
‫سيد ) ره ( أقول يعني عليه ال ّ‬
‫قال ال ّ‬
‫شاطئ الفرات ‪ ،‬و يقال ذلك لشاطىء البحتتر و أصتتله متتا استتتوى متتن الرض ‪ ،‬و يعنتتي‬
‫بالّنطفة ماء الفرات و هو من غريب العبارات و أعجبها‬

‫ععععع‬

‫) الوقوب ( الّدخول و ) غسق ( الليل أظلم ‪ ،‬و منه الغاسق قال سبحانه ‪:‬‬

‫ب قال الطبرسي ‪ :‬الغاسق في اللغتتة الهتتاجم بضتترره و هتتو ههنتتا‬ ‫ق ِإذا َوَق َ‬
‫سٍ‬‫شّر غا ِ‬
‫ن َ‬
‫و ِم ْ‬
‫سباع من آجامها و الهوام من مكانهتتا فيتته ‪ ،‬يقتتال ‪ :‬غستتقت القرحتتة إذا‬ ‫الليل لّنه يخرج ال ّ‬
‫جرى صديدها و منه الغساق صديد أهل الّنار لسيلنه بالعذاب و غسقت عينه سال دمعها‬
‫و ) خفتتق ( الّنجتتم يخفتتق خفوقتتا غتتاب و ) المكافتتا ( بصتتيغة المفعتتول متتن كافتتاه مكتتافئة‬
‫كمعاملة و كفاء جازاه و ) مقدمة ( الجيتتش بالكستتر و قتتد يفتتتح أّولتته متتا يتقتّدم منتته علتتى‬
‫العسكر و ) الملطاط ( حافة الوادي و ساحل البحر ‪ ،‬و المراد هنتتا شتتاطىء الفتترات كمتتا‬
‫شرذمة ( بالكسر القليتتل متتن‬ ‫ل أو كثر و ) ال ّ‬ ‫صافي ق ّ‬
‫ضم الماء ال ّ‬
‫قال السّيد و ) الّنطفة ( بال ّ‬
‫الّناس و ) موطنين ( إّما من باب الفعتال أو الّتفعيتل يقتال ‪ :‬أوطنته و وطنته و استتوطنه‬
‫اّتخذه وطنا و ) الكنتتف ( بالّتحريتك الجتانب و الّناحيتتة و ) نهتتض ( كمنتع قتام و أنهضته‬
‫غيره أقامه و ) المداد (‬

‫] ‪[ 270‬‬

‫جمع مدد بالّتحريك و هو الّناصر و المعين ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫غير منصوب على الحالية ‪ ،‬و قوله ‪ :‬و ل مكافتتا الفضتتال ‪ ،‬و ل زايتتدة عنتتد البصتتريين‬
‫للّتوكيد و عند الكوفّيين هي بمعنى غير كمتتا قتتالوا جئت بل شتتيء فتتادخلوا عليهتتا حتترف‬
‫ن ل دخلتتت للمعنتتى فتخطاهتتا‬ ‫الجّر فيكون لها حكم غير ‪ ،‬و أجاب البصرّيون عن هذا بتتأ ّ‬
‫جهتتا إليهتتم و مثلهتتا‬
‫العامل ‪ ،‬و الجار في قوله ‪ :‬إلى شرذمة ‪ ،‬و متعّلتتق بمحتتذوف أى متو ّ‬
‫إلى في قوله ‪ :‬إلى عدّوكم‬
‫عععععع‬

‫ستتلم و هتتو بالّنخيلتتة خارجتتا متتن‬


‫ن هذه الخطبة خطب بها أميتتر المتتؤمنين عليتته ال ّ‬
‫اعلم أ ّ‬
‫لت‬
‫جها إلى صّفين بخمس مضين من شّوال سنة سبع و ثلثين فقال ‪ ) :‬الحمتتد ّ‬ ‫الكوفة متو ّ‬
‫ل كّلما لح نجم و خفق ( أى ظهر و‬ ‫كّلما وقب ليل و غسق ( أى دخل و أظلم ) و الحمد ّ‬
‫غاب ‪.‬‬

‫تقييد الحمد بالقيود المذكورة قصدا للّدوام و الّثبات مع ما في ذلك من الشتتارة إلتتى كمتتال‬
‫ستتكون و‬‫القدرة و العظمة و الّتنبيه بما في وقوب الليتتل متتن الّنعتتم الجميلتتة متتن الّنتتوم و ال ّ‬
‫سبات ‪ ،‬و الّتذكير بما فتتي طلتتوع الكتتواكب و غروبهتتا متتن المنتتافع الجليلتتة متتن معرفتتة‬ ‫ال ّ‬
‫ساعات و الهتداء بها فتتي الفيتتافى و الفلتتوات إلتتى غيتتر‬ ‫شهور و ال ّ‬‫سنين و ال ّ‬‫الحساب و ال ّ‬
‫ل غير مفقتتود النعتتام ( و قتتد متّر‬ ‫هذه مّما يترّتب عليها من الفوايد و الثمرات ) و الحمد ّ‬
‫ستلم و ل‬ ‫تحقيق ذلك في شرح الخطبة الّرابعة و الربعين فتي بيتان معنتى قتوله عليته ال ّ‬
‫تفقد له نعمة ) و ل مكافا الفضتتال ( إذ إحستتانه ستتبحانه ل يمكتتن أن يقابتتل بتتالجزاء ‪ ،‬إذ‬
‫القدرة على شكره و ثنائه الذي هو جزاء احسانه نعمة ثانيتتة متتن نعمتته و قتتد متّر تفصتتيل‬
‫ستتلم ‪ :‬و ل يتتؤّدي حقّتته‬ ‫ذلتتك فتتي شتترح الخطبتتة الولتتى فتتي بيتتان معنتتى قتتوله عليتته ال ّ‬
‫المجتهدون ) أّما بعد فقد بعثت مقّدمتى ( أراد مقّدمة جيشه التي بعثها مع زياد بن الّنصتتر‬
‫و شريح بن هاني نحو صّفين ‪ ،‬و قد كانوا إثنا عشر ألف فارس‬

‫] ‪[ 271‬‬

‫) و أمرتهم بلزوم هذا الملطاط ( و الوقوف في شاطيء الفرات ) حّتى يتتأتيهم أمتترى ( و‬
‫يبلغهم حكمي ) و قد رأيت ( المصلحة في ) ان اقطع هذه الّنطفة ( أراد ماء الفتترات كمتتا‬
‫جها ) إلى شرذمة منكم موطنين أكناف دجلة ( أراد بهم أهتتل المتتداين ) فانهضتتهم‬ ‫مّر متو ّ‬
‫معكم إلى عدّوكم و أجعلهم من أمتتداد القتّوة لكتتم ( و فتتي روايتتة نصتتر بتتن مزاحتتم التيتتة‬
‫سلم حّتى انتهى إلى مدينتتة بهتتر‬ ‫ل و قال نصر ‪ :‬فسار عليه ال ّ‬ ‫فانهضهم معكم إلى أعداء ا ّ‬
‫سير ‪ ،‬و إذا رجل من أصحابه يقال له جرير بن سهم بن طريف من بني ربيعة ينظر إلى‬
‫آثار كسرى و يتمّثل بقول السود بن يعفر‬

‫ل ديتتتتتتتتتتتتتتتتتارهم‬
‫جتتتتتتتتتتتتتتتتترت الّريتتتتتتتتتتتتتتتتتاح علتتتتتتتتتتتتتتتتتى محتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫فكأّنما كانوا على ميعاد‬

‫سلم له أل قلت ‪:‬‬


‫فقال عليه ال ّ‬

‫كو‬‫ن كَتتذِل َ‬
‫ع و َمقاٍم َكريٍم ‪ ،‬و ِنْعَمٍة كاُنوا فيها فِاكهي َ‬ ‫ن ‪ ،‬و ُزُرو ٍ‬ ‫عُيو ٍ‬
‫تو ُ‬ ‫جّنا ٍ‬
‫ن َ‬ ‫َكْم َتَرُكوا ِم ْ‬
‫ن انّ هتتؤلء‬ ‫ظري َ‬‫لْرضُ و ما كاُنوا ُمْن َ‬ ‫سماُء و ا َْ‬ ‫عَلْيِهُم ال ّ‬
‫ت َ‬
‫ن ‪َ ،‬فما َبَك ْ‬
‫خري َ‬
‫َأْوْرَرْثناها َقْومًا آ َ‬
‫كانوا وارثين فأصبحوا مورثين ‪ ،‬و لم يشكروا الّنعمتتة فستتلبوا دنيتتاهم بالمعصتتية إّيتتاكم و‬
‫ل بكم الّنقم انزلوا بهذه الّنجوة ‪ ،‬قال نصر فأمر الحرث العور فصاح في‬ ‫كفر الّنعم ل تح ّ‬
‫أهل المداين من كان من المقاتلة فليواف أميتتر المتتؤمنين صتتلة العصتتر فوافتتوه فتتي تلتتك‬
‫ل و أثنى عليه ثّم قال ‪:‬‬
‫ساعة فحمد ا ّ‬‫ال ّ‬

‫جبت من تخّلفهم عن دعوتكم ‪ ،‬و انقطاعكم من أهل مصركم في هتتذه المستتاكن‬ ‫فاّنى قد تع ّ‬
‫الظالم أهلها الهالك أكثر ساكنها ‪ ،‬ل معروف تأمرون به ‪ ،‬و ل منكر تنهون عنتته قتتالوا ‪:‬‬
‫ي بتتن‬
‫يا أمير المؤمنين إّنا كّنا ننتظر أمرك مرنا بمتتا أحببتتت ‪ ،‬فستتار و خّلتتف عليهتتم عتتد ّ‬
‫حاتم فأقام عليهم ثلثا ‪ ،‬ثّم خرج في ثمانمأة رجل منهم و خّلف ابنه زيدا بعتتده فلحقتته فتتي‬
‫أربعمأة رجل ‪ ،‬و هؤلء هم الذين جعلهم من أمداد القّوة لجيشه ‪ ،‬هذا ‪.‬‬

‫] ‪[ 272‬‬

‫ستتلم متا فتتي البحتار متتن كتتتاب الفضتايل لشتاذان بتتن‬


‫و من عجايب ما روي عنه عليه ال ّ‬
‫جبرئيل القّمي عن الحوص ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن عمار الساباطي قتتال ‪ :‬قتتدم أميتتر المتتؤمنين‬
‫سلم المداين فنزل بايوان كسرى و كتتان معته دلتف بتتن بحيتر ‪ ،‬فلّمتا صتّلى عليتته‬ ‫عليه ال ّ‬
‫سلم قام و قال لدلف قم معي ‪ ،‬و كان معتته جماعتتة متتن أهتتل ستتاباط ‪ ،‬فمتتازال يطتتوف‬ ‫ال ّ‬
‫منازل كسرى و يقول لدلف ‪ :‬كان لكسرى في هذا المكان كذا و كذا و يقول دلف ‪ :‬هتتو و‬
‫ل كذلك فمازال كذلك حّتى طاف المواضع بجميع من كان عنده و دلف يقول ‪ :‬يا س تّيدي‬ ‫ا ّ‬
‫و مولى كأّنك وضعت هذه الشياء في هذه المستتاكن ثتّم نظتتر إلتتى جمجمتتة نختترة فقتتال‬
‫لبعض أصحابه ‪ :‬خذ هذه الجمجمة ثّم جاء إلى اليوان و جلس فيتته ‪ ،‬و دعتتا بطشتتت فيتته‬
‫ماء فقال للّرجل دع هذه الجمجمة في الطشت ثّم قال ‪ :‬أقسمت عليك يتتا جمجمتتة أختتبرني‬
‫من أنا و أنت ‪ ،‬فقال الجمجمة بلسان فصيح ‪:‬‬

‫لت‬
‫ل و ابن أمتتة ا ّ‬
‫أّما أنت فأمير المؤمنين و سّيد الوصّيين و إمام المّتقين ‪ ،‬و أّما أنا فعبد ا ّ‬
‫كسرى أنو شيروان ‪.‬‬

‫فقال له أمير المؤمنين ‪ :‬كيف حالك ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا أمير المؤمنين إّني كنت ملكا عتتادل شتتفيقا‬
‫على الّرعايا رحيما ل يرضى بظلم ‪ ،‬و لكن كنت على ديتتن المجتتوس ‪ ،‬و قتتد ولتتد محّمتتد‬
‫في زمان ملكي فسقط من شرفات قصرى ثلثة و عشرون ليلة ولد ‪ ،‬فهممت أن امتتن بتته‬
‫ستتموات و‬ ‫من كثرة ما سمعت من الّزيادة من أنواع شرفه و فضله و مرتبته و عّزه في ال ّ‬
‫الرض و من شرف أهل بيته ‪ ،‬و لكني تغافلت عن ذلك و تشاغلت منه في الملك ‪،‬‬

‫فيالها من نعمة و منزلة ذهبت مّني حيث لم أومن به ‪ ،‬فأنا محروم من الجّنة بعدم ايمتتاني‬
‫ل من عذاب الّنار ببركة عدلي و انصافي بيتتن الّرعّيتتة‬ ‫به و لكّني مع هذا الكفر خّلصني ا ّ‬
‫ى فواحسرتا لتتو آمنتتت لكنتتت معتتك يتتا ستّيد أهتتل بيتتت‬
‫و أنا في الّنار ‪ ،‬و الّنار محّرمة عل ّ‬
‫محّمد و يا أمير اّمته قال ‪ :‬فبكى الّناس و انصرف القوم الذين كانوا من أهتتل ستتاباط إلتتى‬
‫أهليهم و أخبروهم بما كان و ما جرى ‪ ،‬فاضطربوا و اختلفوا في معنى أمير المتتؤمنين ‪،‬‬
‫فقال‬

‫] ‪[ 273‬‬

‫لتت ‪ ،‬و‬
‫ي رسول ا ّ‬ ‫ل و ولّيه و وص ّ‬‫سلم عبد ا ّ‬‫ن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬‫المخلصون منهم ‪ :‬إ ّ‬
‫ل ت بتتن ستتبا و‬
‫ب ‪ ،‬و هو مثل عبتتد ا ّ‬
‫ي ‪ ،‬و قال بعضهم ‪ :‬بل هو الّر ّ‬ ‫قال بعضهم بل هو الّنب ّ‬
‫أصحابه ‪ ،‬و قالوا لو ل أّنه الّرب كيف يحيي الموتى ‪.‬‬

‫سلم ‪ ،‬و ضاق صدره و أحضرهم و قال ‪ :‬يا قوم‬ ‫قال ‪ ،‬فسمع بذلك أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ي بامامته و وليته و وصّية رسوله ‪،‬‬
‫ل أنعم عل ّ‬‫ل عبد ا ّ‬
‫شيطان إن أنا إ ّ‬
‫غلب عليكم ال ّ‬

‫لت عليتته و آلتته و س تّلم خيتتر‬


‫ل و ابن عبده و محّمد صّلى ا ّ‬‫فارجعوا عن الكفر ‪ ،‬فأنا عبد ا ّ‬
‫ل بشر مثلكم ‪ ،‬فخرج بعضهم من الكفر و بقي قوم‬ ‫ل و إن نحن إ ّ‬ ‫مّني ‪ ،‬و هو أيضا عبد ا ّ‬
‫ح أمير المؤمنين عليهم بتالّرجوع فمتا رجعتوا فتأحرقهم بالّنتتار و‬ ‫على الكفر ما رجعوا فأل ّ‬
‫ن فيه الّربوبّية ما كان أحرقنا بالّنار ‪ ،‬فنعوذ با ّ‬
‫ل‬ ‫تفّرق قوم منهم في البلد و قالوا ‪ :‬لو ل أ ّ‬
‫من الخذلن ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫روى نصر بن مزاحم في كتاب صّفين بسنده عن عبد الّرحمن بن عبيد بن أبتتي الكنتتود ‪،‬‬
‫شخوص من الّنخيلة قام فتتي الّنتتاس لخمتتس مضتتين متتن‬‫سلم ال ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫قال ‪ :‬لّما أراد عل ّ‬
‫شوال يوم الربعاء فقال ‪:‬‬

‫ل ‪ ،‬و نحتتن علتتى‬ ‫لا ّ‬‫ل غير مفقود الّنعم ‪ ،‬و ل مكافا الفضال ‪ ،‬و أشهد أن ل إله إ ّ‬ ‫الحمد ّ‬
‫ل عليه و آله أّمتتا بعتتد ذلكتتم‬ ‫ن محّمدا عبده و رسوله صّلى ا ّ‬
‫شاهدين ‪ ،‬و أشهد أ ّ‬‫ذلكم من ال ّ‬
‫فاّني قد بعثت مقّدماتي و أمرتهم بلزوم هذا الملطاط ‪ ،‬حّتى يتتأتيهم أمتري ‪ ،‬فقتد أردت أن‬
‫لت‬
‫اقطع هذه الّنطفة إلى شرذمة منكم موطنون بأكناف دجلة ‪ ،‬فانهضكم معكم إلى أعداء ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬و قد أمرت على المصر عقبة بن عمرو النصتتارى ‪ ،‬و لتتم التتوكم و نفستتي ‪،‬‬ ‫إنشاء ا ّ‬
‫فاّياكم و التخّلف و الّتربص ‪ ،‬فاّني قتتد خّلفتتت مالتتك بتتن حتتبيب اليربتتوعى و أمرتتته أن ل‬
‫ل‪.‬‬‫ل الحقه بكم عاجل إنشاء ا ّ‬‫يترك متخّلفا إ ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جمله خطب آن حضرت است هنگام رفتن شام فرموده ‪ :‬ستتپاس بتتى قيتتاس خداونتتدى‬
‫را سزاست هر وقتى كه داخل شد شب و رو بتاريكى نهاد ‪ ،‬و ثناء بى انتها‬
‫] ‪[ 274‬‬

‫واجب الوجودى را رواست هر وقتى كه طلوع نمود ستاره و در غروب افتاد ‪،‬‬

‫و ستايش بى حد معبود بحّقى راست در حالتى كه نايتتاب شتتده نيستتت إحستتان او و جتتزا‬
‫داده و برابتتر كتترده نيستتت انعتتام او پتتس از حمتتد الهتتى و شتتكر نامتنتتاهي پتتس بتحقيتتق‬
‫فرستادم پيشرو لشكر خود را بجانب صفين ‪ ،‬و أمر كردم ايشان را بلزم شدن و مكتتث‬
‫نمودن در اين جانب فرات تا اينكه بيايد بايشان فرمان من ‪ ،‬و بتحقيتتق كتته مصتتلحت را‬
‫جه شتتوم بطتترف‬ ‫در اين ديدم كه قطتتع كنتتم آب فتترات را يعنتتى بگتتذرم از فتترات و متتتو ّ‬
‫گروهى اندك از شما در حالتيكه وطن گرفتهاند آنگروه در كنار شط ‪ ،‬پس بر پتتاى كنتتم‬
‫ايشانرا با شما و متوجه شوند بسوى عدوى شما ‪ ،‬و بگردانم ايشتتانرا از متتددهاى قتتوت‬
‫شما در وقت پيدا شدن امارة محاربه‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫لت اّلتتذي بطتتن خفّيتتات‬


‫و هى التاسعة و الربعون من المختتتار فتتى بتتاب الخطتتب ألحمتتد ّ‬
‫ظهور ‪،‬‬ ‫المور ‪ ،‬و دّلت عليه أعلم ال ّ‬

‫و امتنع على عين البصير ‪ ،‬فل عين من لم يره تنكره ‪ ،‬و ل قلب من أثبته يبصره ‪ ،‬سبق‬
‫في العلّو فل شيء أعل منه ‪ ،‬و قرب في الّدنّو فل شيء أقرب منه ‪ ،‬فل استتتعلئه باعتتده‬
‫عن شيء من خلقه ‪ ،‬و ل قربه ساواهم في المكان به ‪ ،‬لم يطلع العقول على تحديد صتتفته‬
‫‪ ،‬و لم يحجبها عن واجب معرفته ‪ ،‬فهو اّلذي تشهد له أعلم الوجتتود ‪ ،‬علتتى إقتترار قلتتب‬
‫ل عّما يقول المشّبهون به و الجاحدون له علّوا كبيرا ‪.‬‬
‫ذي الجحود ‪ ،‬تعالى ا ّ‬

‫] ‪[ 275‬‬

‫ععععع‬

‫ل بتته‬
‫) بطنته ( أبطنه علمته و أخبرته و ) العلم ( جمع العلم بالّتحريك و هتتو متتا يستتتد ّ‬
‫على الشيء كالعلمة و ) لم يطلع ( من بتتاب الفعتتال يقتتال اطلعتتت زيتتدا علتتى كتتذا مثتتل‬
‫أعلمته و زنا و معنا و ) الجحود ( النكار يقتتال جحتتد حّقتته أى أنكتتره قتتال الفيتتومي و ل‬
‫ل على علم من الجاحد به ‪.‬‬
‫يكون إ ّ‬

‫ععععععع‬

‫فاعل امتنع محذوف بقرينة المقام أى امتنع رؤيته ‪ ،‬و كلمة ل في قوله فلعين و ل قلتتب‬
‫بمعنى ليس ‪ ،‬و في قوله فل شيء لنفى الجنس و به متعّلق بقوله ساواهم ‪،‬‬
‫صتتفة إلتتى الموصتتوف ‪ ،‬و علتتى اقتترار‬
‫و اضافة الواجب إلى معرفته متتن بتتاب إضتتافة ال ّ‬
‫متعّلق بتشهد ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫شريفة مشتملة علتتى مبتتاحث جليلتتة متتن الحكمتتة اللهّيتتة و مطتتالب‬‫ن هذه الخطبة ال ّ‬
‫اعلم أ ّ‬
‫نفيسة من صفات الّربوبية ‪.‬‬

‫صتتدور و الضتتماير و إليتته‬ ‫سراير و خبير بمتتا فتتي ال ّ‬


‫الول أّنه سبحانه عالم بالخفّيات و ال ّ‬
‫ل ذلتك علتى كتونه عالمتا‬ ‫لت التذى بطتن خفّيتات المتور ( و يتد ّ‬ ‫الشتارة بقتوله ) الحمتد ّ‬
‫بالجلّيات بطريق أولى كما برهن ذلك في الكتب الكلمّيتتة ‪ ،‬و قتتد حّققنتتا الكلم فتتي علمتته‬
‫سابع‬ ‫بجميع الشياء و دللنا عليه بطريق النقل و العقل بما ل مزيد عليه في تنبيه الفصل ال ّ‬
‫من فصول الخطبة الولى و ل حاجة لنا إلى إطنتتاب الكلم فتتي المقتتام و كفتتى بمتتا ذكتتره‬
‫سلم شهيدا قوله سبحانه ‪:‬‬ ‫عليه ال ّ‬

‫ثو‬‫ل اْلَغْيت َ‬
‫ستتاعِة و ُيَنتّز ُ‬‫عْلُم ال ّ‬
‫عْنَدُه ِ‬
‫ل ِ‬
‫نا ّ‬
‫حدًا و قوله ‪ِ :‬إ ّ‬ ‫غْيِبه َأ َ‬
‫على َ‬
‫ظِهُر َ‬
‫ب َفل ُي ْ‬‫عاِلُم اْلَغْي ِ‬
‫ض َتُمتتو ُ‬
‫ت‬ ‫ي َأْر ٍ‬ ‫س ِب تَأ ّ‬
‫غدًا و ما َتْدري َنْف ت ٌ‬
‫ب َ‬‫س ُ‬ ‫س ماذا َتْك ِ‬
‫لْرحاِم و ما َتْدري َنْف ٌ‬ ‫َيْعَلُم ما في ا َْ‬
‫خبيٌر‬‫عليٌم َ‬
‫ل َ‬ ‫نا ّ‬ ‫ِإ ّ‬

‫] ‪[ 276‬‬

‫ط ِم تنْ‬ ‫س تُق ُ‬
‫حِر و ما َت ْ‬‫ل ُهَو و َيْعَلُم ما في اْلَبّر َو اْلَب ْ‬
‫ب ل َيْعَلُمها ِإ ّ‬
‫ح اْلَعْي ِ‬
‫عْنَدُه َمفاِت ُ‬
‫و قوله ‪ :‬و ِ‬
‫ي كتتتابٍ ُمتتبي ٍ‬
‫ن‬ ‫ل فت ِ‬
‫سإ ّ‬ ‫ب و ل يتتاِب ٍ‬ ‫ط ٍ‬
‫ض و ل َر ْ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ت ا َْ‬
‫ظُلما ِ‬ ‫حّبٍة في ُ‬ ‫ل َيْعَلُمها و ل َ‬ ‫َوَرَقٍة ِإ ّ‬
‫ى على الخلق ‪ ،‬و أظهر منهتتا دللتتة قتتوله‬ ‫س الخف ّ‬‫ن المراد بالغيب هو الغايب عن الحوا ّ‬ ‫فا ّ‬
‫سبحانه ‪:‬‬

‫صتتوت فاّنتتك و إن‬


‫خفى يعنى ل تجهد نفسك برفتتع ال ّ‬ ‫سّر و َأ ْ‬
‫ل َفِإّنُه َيْعَلُم ال ّ‬
‫جَهْر ِباْلَقْو ِ‬
‫ن َت ْ‬
‫و ِإ ْ‬
‫سّر ‪،‬‬‫ل السّر و أخفى من ال ّ‬ ‫لم تجهر علم ا ّ‬

‫سّر ما حّدث بتته العبتتد غيتتره فتتي‬‫سّر فقيل ‪ :‬ال ّ‬


‫قال الطبرسي ‪ :‬اختلفوا فيما هو أخفى من ال ّ‬
‫س تّر متتا أضتتمره‬‫خفّية و أخفى منه ما أضمره في نفسه ما لم يحّدث به غيتتره ‪ ،‬و قيتتل ‪ :‬ال ّ‬
‫ستتيدين البتتاقر و‬
‫العبد في نفسه و أخفى منه ما لم يكن و ل أضتتمره أحتتد ‪ ،‬و روى عتتن ال ّ‬
‫سّر ما أخفيته في نفسك و أخفى ما خطر ببالك ثّم أنسيته ‪.‬‬ ‫سلم ال ّ‬‫صادق عليهما ال ّ‬
‫ال ّ‬

‫) و ( الثانى أّنه تعالى ) دّلت عليتته أعلم الظهتتور ( و المتتراد بتتأعلم الظهتتور اليتتات و‬
‫الثار الدالة على نور وجوده الظاهر في نفسه المظهر لغيره ‪ ،‬و اليها الشتتارة فتتي قتتوله‬
‫سبحانه ‪:‬‬
‫حتِر‬ ‫جتتري فتتي اْلَب ْ‬ ‫ك اّلتي َت ْ‬ ‫ل و الّنهار و اْلُفْل ِ‬ ‫ف الّلْي ِ‬
‫خِتل ِ‬ ‫ض َو ا ْ‬‫لْر ِ‬ ‫ت و ا َْ‬ ‫سموا ِ‬ ‫ق ال ّ‬
‫خْل ِ‬
‫ن في َ‬ ‫ِإ ّ‬
‫ث فيهتتا‬ ‫ض َبْعتَد َمْوِتهتتا و َبت ّ‬
‫لْر َ‬ ‫حيا ِبِه ا َْ‬‫ن ماٍء َفَأ ْ‬ ‫سماِء ِم ْ‬
‫ن ال ّ‬‫ل ِم َ‬‫لا ّ‬ ‫ِبما َيْنَفُع الّناس و ما َأْنَز َ‬
‫ليتتاتٍ ِلقَتْوٍم‬
‫ض َ‬‫لْر ِ‬ ‫ستتماِء َو ا َْ‬ ‫ن ال ّ‬‫خِر َبْيت َ‬‫ست ّ‬ ‫ب اْلُم َ‬‫ستتحا ِ‬‫ح َو ال ّ‬‫ف الّريتتا ِ‬ ‫صري ِ‬ ‫ل داّبٍة و َت ْ‬
‫ن ُك ّ‬‫ِم ْ‬
‫ن الستدلل بتلك الدّلتتة و اليتتات هتتو طريتتق المّلّييتتن و ستتاير فتترق‬ ‫ن و ل يخفى أ ّ‬ ‫َيْعِقلُو َ‬
‫سكون ‪ ،‬و هما حادثان و ما‬ ‫ن الجسام ل يخلو عن الحركة و ال ّ‬ ‫المتكّلمين فاّنهم قالوا ‪ :‬إ ّ‬

‫] ‪[ 277‬‬

‫ل حادث مفتقر إلتتى محتتدث‬‫ل يخلو عن الحوادث فهو حادث ‪ ،‬فالجسام كّلها حادثة ‪ ،‬و ك ّ‬
‫ل اسمه دفعا للّدور و الّتسلسل ‪.‬‬
‫فمحدثها غير جسم و ل جسماني و هو الباري ج ّ‬

‫ن المتحتّرك ل يتتوجب‬
‫و قريب منها طريقة الطبيعيين و هو الستتدلل بالحركتتة قتالوا ‪ :‬إ ّ‬
‫حركة بل يحتاج إلى محّرك غيره ‪ ،‬و المحّرك ل محالة ينتهى إلى محتّرك غيتتر متحتّرك‬
‫أصل دفعا للّدور و الّتسلسل ‪ ،‬و هو لعتتدم تغّيتتره و برائتتته عتتن القتتوة و الحتتدوث واجتتب‬
‫الوجود ‪.‬‬

‫ستتابقتين و هتتو الستتتدلل بالفعتتل علتتى الفاعتتل و إليتته‬ ‫و هنا طريقتتة اختترى أحكتتم متتن ال ّ‬
‫ستتلم‬ ‫ل ت عليتته ال ّ‬
‫ى في الكافي فاّنه بعد ما سأل أبا عبتتد ا ّ‬ ‫الشارة في حديث الزنديق المرو ّ‬
‫سلم فكان من سؤاله أن قال ‪ :‬فمتتا ال تّدليل عليتته أى‬ ‫عن دليل الّتوحيد و أجاب عنه عليه ال ّ‬
‫ن صتتانعا‬ ‫سلم ‪ :‬وجود الفاعيل دّلت علتتى أ ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬‫على وجوده تعالى ؟ فقال أبو عبد ا ّ‬
‫ن له بانيا و إن كنت لتتم تتتر‬ ‫صنعها ‪ ،‬أل ترى أّنك إذا نظرت إلى بناء مشّيد مبني علمت أ ّ‬
‫الباني و لم تشاهده ‪ ،‬قال ‪ :‬فما هو ‪ :‬قال ‪ :‬شيء بخلف الشياء ‪.‬‬

‫ن كتتون الشتتيء‬ ‫ن هذه الطريقة أحكم لّنه يرجع إلى البرهان الّلّمي و ذلك ل ّ‬ ‫و إّنما قلنا ‪ :‬إ ّ‬
‫على صفة قد يكون معلول لما ذاته عّلة له ‪ ،‬أل ترى أنّ البنامن حيث إّنتته بنتتاء ل يعتترف‬
‫شتتيء‬‫ل بالبناء ‪ ،‬و الكاتب من حيث هو كاتب يدخل في حّد الكتابة و ما يدخل فتتي ح تّد ال ّ‬ ‫إّ‬
‫يكون سبباله و برهانا عليه لمّيا ‪ ،‬فذاته تعالى و إن لم يكن من حيث ذاتتته برهتتان عليته إذ‬
‫ل جنس له و ل فصل له ‪ ،‬و متا ليتتس لتته جنتس و ل فصتتل ل حتّد لتته و متا ل حتّد لتته ل‬
‫ل أّنه من حيث صفاته و كونه مصدرا لفعتتاله مّمتتا يقتتام عليتته البرهتتان ‪،‬‬ ‫برهان عليه ‪ ،‬إ ّ‬
‫ن لتته صتتانعا ثبتتت‬ ‫ي يقتضي أن له صتتانعا بانيتتا ‪ ،‬و إذا ثبتتت أ ّ‬ ‫كقولنا ‪ :‬العالم مصنوع مبن ّ‬
‫ك عتتن ثبتتوته فتتي‬ ‫شيء على صفة في الواقع ل ينف ت ّ‬ ‫وجوده في نفسه ضرورة ‪ ،‬إذ ثبوت ال ّ‬
‫نفسه كما هو ظاهر ‪ ،‬و كيف كان فهذه الطرق هي المشار إليها بقوله سبحانه ‪:‬‬

‫حّ‬
‫ق‬ ‫ن َلُهْم َأّنُه اْل َ‬
‫حّتى َيَتَبّي َ‬
‫سِهْم َ‬
‫ق و في َأْنُف ِ‬
‫لفا ِ‬
‫سُنريِهْم آياِتنا في ا ْ‬
‫َ‬

‫] ‪[ 278‬‬
‫سل فيها إلى معرفتته ستتبحانه إّنمتتا هتتو باعتبتار امتتر آختتر‬
‫ن الّتو ّ‬
‫و هي كلها مشتركة في أ ّ‬
‫غيره ‪ ،‬كالمكان للمهّية و الحدوث للخلق و الحركة للجسم ‪.‬‬

‫ل بته تعتتالى عليته ثتمّ‬


‫و هنا طريقتة اخترى هتتي أستّد و ألطتف و أشترف و هتتي أن يستتتد ّ‬
‫ي بقوله ‪:‬‬
‫شارح البحران ّ‬ ‫يستشهد بذاته على صفاته و أفعاله واحدا بعد واحد و إليها أشار ال ّ‬
‫و أّما اللهّيون فلهم فتتي الستتتدلل طريتتق آختتر ‪ ،‬و هتتي اّنهتتم ينظتترون أّول فتتي مطلتتق‬
‫الوجود أهو واجب أو ممكن ‪ ،‬و يستدّلون من ذلتتك علتتى اثبتتات واجتتب ‪ ،‬ثتّم بتتالنظر فتتي‬
‫لوازم الوجوب من الوحدة الحقيقية على نفى الكثرة بوجه ما المستلزمة ‪ 1‬لعدم الجستتمية‬
‫و العرضّية و الجهة و غيرها ‪ ،‬ثّم يستدّلون بصفاته على كيفية صدور أفعاله عنتته واحتتدا‬
‫بعد آخر ‪.‬‬

‫ن الستتتدلل بالعّلتتة‬ ‫ل و أشرف متتن الطريتتق الّول و ذلتتك ل ّ‬ ‫ن هذا الطريق أج ّ‬


‫و ظاهر أ ّ‬
‫على المعلول أولى البراهين باعطاء اليقيتتن ‪ ،‬لكتتون العلتتم بالعّلتتة المعينتتة مستتتلزما للعلتتم‬
‫بالمعلول المعين من غير عكس ‪.‬‬

‫صتتديقين التتذين يستشتتهدون بتته ل عليتته أى يستتتدّلون‬


‫قال بعض العلماء ‪ :‬و إّنتته طريتتق ال ّ‬
‫ل شيء إذ هو منه و ل يستدّلون بوجود شتتيء عليتته بتتل هتتو أظهتتر‬ ‫بوجوده على وجود ك ّ‬
‫ل شيء فان خفى مع ظهوره ‪ ،‬فلشّدة ظهتتوره ‪ ،‬و ظهتتوره ستتبب بطتتونه ‪ ،‬و‬ ‫وجودا من ك ّ‬
‫ل ذّرة من ذّرات مبتدعاته و مكونتاته فلهتتا عتّدة ألستنة تشتتهد‬ ‫نوره هو حجاب نوره ‪ ،‬إذ ك ّ‬
‫بوجوده و بالحاجة إلى تدبيره و قتتدرته ل يختتالف شتتيء متتن الموجتتودات شتتيئا متتن تلتتك‬
‫صص أحدها بعدم الحاجات ‪.‬‬ ‫شهادات و ل يتخ ّ‬ ‫ال ّ‬

‫ن للحكمتتاء فتتي إثبتتات هتتذا المطلتتب‬‫شيرازى في شرح الكتتافي ‪ :‬و اعلتتم أ ّ‬


‫صدر ال ّ‬
‫و قال ال ّ‬
‫صانع منهجين احدهما الستدلل على وجتتوده تعتتالى متتن جهتتة النظتتر فتتي‬ ‫يعني وجود ال ّ‬
‫أفعاله و آثاره و ثانيهما الستشهاد عليه من جهة النظر في حقيقة الوجود و أّنها يجتتب أن‬
‫ن ما سواه من الشياء التى لهتتا‬ ‫يكون بذاتها محّققة و بذاتها واحدة و هي ذات الواجب و أ ّ‬
‫مهّيات غير حقيقة الوجودية تصير موجودة و ا ّ‬
‫ن‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتت تتتتتت ت تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 279‬‬

‫وجودها رشح و تبع لوجوده فدّلت ذاته على ذاته ‪.‬‬

‫ل تعالى ‪:‬‬
‫و إلى هذين المنهجين اشير في الكتاب اللهي حيث قال ا ّ‬
‫ق هذا منهج قوم و قال ‪َ :‬أَو َلمْ‬ ‫حّ‬
‫ن َلُهْم َأّنُه اْل َ‬
‫حّتى َيَتَبّي َ‬
‫سِهْم َ‬
‫ق و في َأْنُف ِ‬
‫لفا ِ‬‫سُنريِهْم آياِتنا في ا ْ‬ ‫َ‬
‫صتتديقون التتذين يستشتتهدون‬ ‫شهيٍد هذا منهج قوم آخروهم ال ّ‬ ‫يٍء َ‬ ‫ش ْ‬
‫ل َ‬
‫على ُك ّ‬ ‫ك ِإّنُه َ‬
‫ف ِبَرّب َ‬
‫َيْك ِ‬
‫ل تعالى ‪:‬‬
‫من ذاته على حقيقة ذاته و من حقيقة ذاته على احدّية ذاته كما قال ا ّ‬

‫ل ُهَو و من أحدّية ذاته على ساير صفاته ‪ ،‬و من معرفة صتتفاته علتتى‬
‫ل َأّنُه ل ِإلَه ِإ ّ‬
‫شِهَد ا ّ‬
‫َ‬
‫كيفية أفعاله الوايل و الّثواني واحدا بعد واحد على ترتيتتب الشتترف و الشتترف إلتتى أن‬
‫ن هذا المنهج أحكم و أوثق و أشتترف و‬‫ينتهى إلى الجسمانيات و المتحركات ‪ ،‬و ل شك أ ّ‬
‫أعل انتهى كلمه ‪.‬‬

‫شرع كما يأتي‬ ‫فليفهم جّيدا فاّنه غير خال عن ايهام القول بوحدة الوجود الفاسد عند أهل ال ّ‬
‫ل تعالى ‪ ،‬و قد قّرر هذا المتترام فتتي أّول‬
‫تفصيل في شرح الكلم المأتين و الّثامن إنشاء ا ّ‬
‫سفر اللهى من كتابه السفار بتقرير أوضح و أبسط ‪ ،‬و ل حاجة بنا إلتتى ذكتتره و فيمتتا‬ ‫ال ّ‬
‫أوردناه هنا كفاية للمستر شد و هداية للمهتدى ‪.‬‬

‫ل شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتيء لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته آيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة‬


‫و فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫ل على أّنه واحد‬ ‫تد ّ‬

‫) و ( الثالث أّنه سبحانه ) امتنع ( رؤيته ) على عين البصير ( ‪:‬‬

‫ختبيُر و هتذا هتو متذهب‬


‫لْبصتاَر و ُهتَو الّلطيتف اْل َ‬
‫ك ا َْ‬
‫لْبصتاُر و ُهتَو َيتْدِر ُ‬
‫فَ ل ُتتْدِرُكُه ا َْ‬
‫أصتحابنا وفاقتا للمعتزلتة ‪ ،‬و عليته دّلتت اليتات الكريمتة و التبراهين المتينتة و الخبتار‬
‫ل عليهم و لنقتصر منها على رواية واحدة ‪.‬‬ ‫المتواترة عن أهل بيت العصمة سلم ا ّ‬

‫و هو ما رواه في الكافي باسناده عن أحمد بن إسحاق قال ‪ :‬كتبت إلى أبى الحستتن الثتتالث‬
‫سلم أسأله عن الرؤية و ما اختلف فيه الّناس قال ‪ :‬فكتب ل يجوز‬‫عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 280‬‬

‫الّرؤية ما لم يكن بين الّرائي و المرئي هواء ينفذه البصر فاذا انقطع الهواء من التترائي و‬
‫صح الرؤية و كان فتتي ذلتتك الشتتتباه ‪ ،‬لنّ التّرائي متتتى ستتاوى المتترئي فتتي‬‫المرئي لم ي ّ‬
‫ن الستتباب ل بتّد‬‫السبب الموجب بينهما في الرؤية وجب الشتباه و كتتان ذلتتك الّتشتتبيه ل ّ‬
‫من اّتصالها بالمسّببات ‪.‬‬

‫ن متتن شتترايط تحّقتتق‬


‫و هذه الّرواية كما ترى داّلة على امتناع الّرؤيتتة بتتوجهين احتتدهما أ ّ‬
‫الرؤية وجود الهواء أو ما يجري مجراه كالماء الصتتافي و نحتتوه بيتتن التترائي و المتترئي‬
‫لتنفذ فيه شعاع البصتتر و يّتصتتل بالمبصتتر فتتاذا انقطعتتت الهتتواء عنهمتتا أو عتتن أحتتدهما‬
‫امتنعت الّرؤية الثانى لو جاز رؤيته سبحانه لزم كونه مشابها لخلقه تعالى عن ذلتتك علتّوا‬
‫سلم بقوله ‪ :‬و كان في ذلك الشتباه ‪ ،‬يعنى في كون الهواء بيتتن‬ ‫كبيرا و إليه أشار عليه ال ّ‬
‫الّرائي و المرئي الشتباه يعنى شتتبه كتتل منهمتتا بتتالخر يقتتال اشتتتبها إذا شتتبه كتلّ منهمتتا‬
‫ستبب التذى أوجتب بينهمتتا‬ ‫ن الّرائي متى ساوى المرئي و ماثله في الّنسبة إلتى ال ّ‬ ‫الخر ل ّ‬
‫سط الهواء بينهما ‪.‬‬ ‫الرؤية وجب الشتباه و مشابهة أحدهما الخر في تو ّ‬

‫و كان في ذلك الّتشبيه أى كون الّرائى و المرئى في طرفي الهراء الواقتتع بينهمتتا يستتتلزم‬
‫ح كتتون الهتتواء بينهمتتا فيكتتون‬
‫الحكم بمشابهة المرئي بالّرائي من الوقتتوع فتتي جهتتة ليصت ّ‬
‫شيء فتتي طتترف مخصتتوص متتن طرفتتي الهتتواء و‬ ‫ن كون ال ّ‬
‫متحّيزا ذا صورة وضعية فا ّ‬
‫ي للحكتتم بكتتونه فتتي جهتتة و متحّيتتزا و ذا‬
‫توسط الهواء بينه و بين شتتيء آختتر ستتبب عقلت ّ‬
‫وضع ‪،‬‬

‫ن السباب ل بّد من اّتصتالها بالمستّببات فقتد تحّقتق و استتبان متن‬‫و هو المراد بقوله ‪ :‬ل ّ‬
‫ذلك امتناع رؤيته سبحانه مطلقا في الّدنيا و الخرة ‪.‬‬

‫و ظهر بطلن ما ذهبت إليه الشاعرة من امكتان رؤيتته منّزهتا عتن المقابتل و الجهتة و‬
‫لت جتتايزة فتتي العقتتل‬
‫المكان كما قال عمر الّنسفى و هو من عظماء الشاعرة ‪ :‬و رؤيتتة ا ّ‬
‫واجبة بالّنقل فيرى ل في مكان و ل على جهة من مقابلة أو اتصال شعاع أو ثبوت مسافة‬
‫ل تعالى ‪.‬‬‫بين الّرائى و بين ا ّ‬

‫و قوله ‪ :‬فيرى ل في مكان لته نتتاظر إلتتى منتتع اشتتراط الهتواء بيتتن الترائي و المتترئي و‬
‫ل بتته البتاقون للرؤيتة ‪ ،‬و توضتتيح هتتذا المنتتع متا ذكتتره‬
‫اشتراط الجهة و المكان كما استد ّ‬
‫ي كلمه من كتابه المسّمى بالقتصاد في العتقاد ‪ ،‬فاّنه بعد‬ ‫الغزالي في محك ّ‬

‫] ‪[ 281‬‬

‫ق في نفى الّرؤية من أّنه يوجب كونه تعالى في جهة و كتتونه فتتي‬


‫ما نقل استدلل أهل الح ّ‬
‫جهة يوجب كونه عرضا أو جوهرا جسمانيا و هو محال ‪.‬‬

‫ن كتونه تعتالى فتي جهتة يتتوجب‬ ‫ن أحتد الصتتلين متن هتتذا القيتاس مستّلم و هتو أ ّ‬ ‫قتال ‪ :‬إ ّ‬
‫لزم علتتى اعتقتتاد الّرؤيتتة ممنتتوع ‪،‬‬ ‫ن الصتتل الّول و هتتو اّدعتتاء هتتذا ال ّ‬‫المحتتال ‪ ،‬و لكت ّ‬
‫فنقول ‪ :‬لم قلتم اّنه إن كان مرئيا فهو في جهة من الّرائي أعلمتم ذلك ضرورة أم بنظتتر و‬
‫ل سبيل إلى دعوى الضرورة ‪ ،‬و أّما النظر فل بّد من بيانه و منتهتتاه أّنهتتم لتتم يتتروا إلتتى‬
‫ل و كان بجهة من الّرائي مخصوصة ‪ ،‬و لو جاز هذا الستدلل لجاز للخصم‬ ‫الن شيئا إ ّ‬
‫ن الباري تعالى جسم لّنه فاعل فاّنا لتتم نتتر إلتتى الن فتتاعل‬ ‫» للمجسم خ ل « أن يقول ‪ :‬إ ّ‬
‫ن ما شوهد و علم ينبغى أن يوافقه ما لتم يشتاهد‬ ‫ل جسميا ‪ ،‬و حاصله يرجع إلى الحكم بأ ّ‬ ‫إّ‬
‫و لم يعلم أقول ‪ :‬و هذا معنى قول التفتازاني في شرح العقايد الّنسفية فتتي هتتذا المقتتام متتن‬
‫ي على الفطن العارف فساد ما زعموه‬ ‫شاهد فاسد هذا ‪ ،‬و غير خف ّ‬ ‫ن قياس الغايب على ال ّ‬‫أّ‬
‫‪ ،‬إذ دعوى كون المرئى بهذا العين مطلقا يجب أن يكون فتي جهتة ليستتت مبنّيتتة علتتى أ ّ‬
‫ن‬
‫ل فتتي جهتة حّتتى يكتون متن بتتاب قيتاس الغتتايب علتتى‬‫المرئيات في هذا العالم ل يكتتون إ ّ‬
‫شاهد ‪ ،‬بل النظر و البرهان يؤّديان إليه ‪.‬‬‫ال ّ‬

‫ن القتّوة الباصتترة التتى فتي عيوننتتا قتّوة‬


‫بيان ذلك على ما حّققه بعتتض المحّققيتن ‪ 1‬هتتو أ ّ‬
‫ل ما وجوده و قوامه بشيء فقوام فعلتته‬ ‫جسمانية وجودها و قوامها بالماّدة الوضعّية ‪ ،‬و ك ّ‬
‫شتتيء يوجتتد‬ ‫شيء إذ الفعل و النفعال بعد الوجود و القوام و فرعه ‪ ،‬إذ ال ّ‬ ‫و انفعاله بذلك ال ّ‬
‫أّول إّما بذاته أو بغيره ‪ ،‬ثّم يؤّثر في شيء أو يتأّثر عنه ‪،‬‬

‫ل الباصتترة ‪ ،‬و‬
‫ل لمتتا لتته نستتبة وضتتعية إلتتى محت ّ‬
‫ن البصتتر ل يتترى إ ّ‬
‫فلجل هذا نحكم بتأ ّ‬
‫ل ما وقع منها في جهة أو أكثر فهذا هو البرهان ‪.‬‬ ‫سامعة ل تنفعل و ل تسمع إ ّ‬ ‫ال ّ‬

‫سلم بعد ما نّبه على امتناع رؤيته سبحانه أردف ذلك بجملتين ‪.‬‬
‫ثّم إّنه عليه ال ّ‬

‫إحداهما قوله ‪ ) :‬فل عين من لم يره تنكره ( مشيرا بذلك إلى رّد ما ربما يسبق إلى الوهم‬
‫ن العين إذا امتنع عليها رؤيته فل بّد من إنكارها‬
‫في بادى الّرأى من أ ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتت تتتتتتتت تت تتت تتتتتت تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 282‬‬

‫ن عتتدم الّرؤيتتة ل يستتتلزم النكتتار ‪ ،‬إذ آيتتات القتتدرة و‬‫صل دفتتع ذلتتك الّتتتوّهم أ ّ‬
‫له ‪ ،‬و مح ّ‬
‫ق علتتى وجتتوده و برهتتان‬ ‫علمات المقدرة و آثار العظمة من الفتاق و النفتتس شتاهد حت ّ‬
‫صدق على ذاته ‪ ،‬فكيتتف يمكتتن متتع هتتذه اليتتات الظتتاهرة و التتبراهين الستتاطعة النكتتار‬
‫ح إدراكتته فأّمتتا أن‬
‫ظ العين أن يتتدرك بهتتا متتا صت ّ‬
‫نح ّ‬ ‫بمجّرد عدم البصار ‪ ،‬مضافا إلى أ ّ‬
‫ينفى بها ما ل يدرك من جهتها فل ‪ ،‬و يأتى تحقيق الكلم في ذلك بمتتا ل مزيتتد عليتته فتتي‬
‫ل تعالى ‪.‬‬‫شرح الخطبة الّرابعة و السّتين إنشاء ا ّ‬

‫ستتلم ‪ ) :‬و ل قلتتب متتن أثبتتته يبصتتره ( مريتتدا بتتذلك تاكيتتد امتنتتاع‬ ‫و الثانية قوله عليتته ال ّ‬
‫ن معنتتى البصتتار هتتو‬ ‫الحاطة به و بيان عجز العقول عن الوصول إلى كنه حقيقته ‪ ،‬فتتا ّ‬
‫ن المثبتتت ل يمكتتن لتته أن يعرفتته بقلبتته معرفتتة‬ ‫الدراك على وجه الكتنتتاه ‪ ،‬فالمقصتتود أ ّ‬
‫ضرورّية و أن يحيط به إحاطة تاّمة ‪.‬‬
‫و لّمتتا كتتان البصتتار حقيقتتة فتتي الّرؤيتتة بتتالعين المستتتلزمة للحاطتتة بتتالعلم و العرفتتان‬
‫ضروري فاطلق لفظ يبصر و اريد به ذلك مجتتازا متتن بتتاب اطلق استتم الملتتزوم علتتى‬ ‫ال ّ‬
‫لزم ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫ن اثباته تعالى بالقلب اّلذي هو عبتتارة اختترى عتتن اليمتتان بتته مّمتتا يضتتعف و‬ ‫بيان ذلك أ ّ‬
‫يشتّد و ينقص و يكمتتل و يكتتون فتتي مبتتدء اكتستتابه ضتتعيفا ناقصتتا ‪ ،‬ثتّم يتتتدرج بمزاولتتة‬
‫الفكار و العمال و يشتّد شيئا فشيئا و يستكمل قليل قليل كما يقتع للفحتتم بمجتاورة الّنتتار‬
‫خنه حّتى يحمّر ‪ ،‬ثّم يتنّور ثتّم يضتتيء و يحتترق ‪ ،‬و‬ ‫خنا قليل ‪ ،‬ثّم يشتّد تس ّ‬
‫خن أّول تس ّ‬‫يتس ّ‬
‫يفعل كما يفعله الّنار من الّتسخين و الضائة و الحراق ‪ ،‬فهكتتذا يشتتتّد نتتور العلتتم و ق تّوة‬
‫اليمان حّتى يصير العلم عينا ‪ ،‬و اليمان عيانا ‪ ،‬و المعرفة تنقلب مشاهدة و لهذا قيل إ ّ‬
‫ن‬
‫المعرفة بذر المشاهدة ‪.‬‬

‫ن المعرفتتة إذا‬
‫ن العلتتم إذا صتتار عينتتا لتتم يصتترعينا محسوستتا ‪ ،‬و أ ّ‬
‫و لكن يجب أن يعلم أ ّ‬
‫س و المحسوس نوع مضتتاد للعقتتل‬ ‫انقلب مشاهدة لم ينقلب مشاهدة بصّرية حسية لن الح ّ‬
‫و المعقتتول ل يمكتتن لشتتيء متتن أفتتراد أحتتد الّنتتوعين المضتتاّدين أن ينتهتتى فتتي مراتتتب‬
‫استكمالته و اشتداداته إلى شيء من أفراد الّنوع الخر فالبصار إذا اشتّد ل يصير‬

‫] ‪[ 283‬‬

‫تخيل مثل ‪ ،‬و ل الّتخيل إذا اشتّد يصير تعّقل ‪ ،‬و ل بالعكس ‪.‬‬

‫س و كثيرا ما يقتتع الغلتتط‬


‫نعم إذا اشتّد الّتخيل ير مشاهدة و رؤية بعين الخيال ل بعين الح ّ‬
‫س الظاهر كمتتا يقتتع للمجتتانين و الكهنتتة ‪ ،‬و‬
‫من صاحبه أّنه رأى بعين الخيال أم بعين الح ّ‬
‫كذا الّتعقل إذا اشتّد يصير مشاهدة قلبّيتتة و رؤيتتة عقلّيتتة ل خياليتتة و ل حستتية و هتتذا هتتو‬
‫معنى البصار بالقلب على ما ثبت في بعض الخبار ‪.‬‬

‫سلم فى جواب الّرجل الخارجي الذي قال‬ ‫و هو ما رواه في الكافي عن أبى جعفر عليه ال ّ‬
‫ستلم ‪ :‬بتل لتم تتره العيتون‬
‫لت ‪ ،‬قتال ‪ :‬رأيتته ؟ قتال عليته ال ّ‬
‫ي شيء تعبتد ؟ قتال ‪ :‬ا ّ‬
‫له ‪ :‬أ ّ‬
‫بمشاهدة البصار و لكن رأته القلوب بحقايق اليمان ‪.‬‬

‫ستتية لتته بتتالنوار العقلّيتتة الناشتتية متتن‬


‫ن المراد برؤية القلوب له هتتو ادراك العقتتول القد ّ‬ ‫فا ّ‬
‫ن اليمتتان إذا اشتتتّد حستتبما ذكرنتتا حصتتل فتتي القلتتب نتتور‬ ‫اليمان و الذعان الخالص فتتا ّ‬
‫ب كمشتتاهدة العيتتان ‪ ،‬و ستتيأتى لهتتذا مزيتتد توضتتيح و تحقيتتق فتتي مقتتامه‬ ‫يشتتاهد بتته التّر ّ‬
‫ل‪.‬‬‫المناسب إنشاء ا ّ‬

‫سلم الذي نفى فيه البصار ‪.‬‬


‫فان قلت ‪ :‬فكيف يجتمع ذلك مع كلمه عليه ال ّ‬
‫ق الّتامل إذ لو تأّملته عرفتتت عتتدم التتتدافع بيتتن الختتبرين‬
‫قلت لعلك لم تتأّمل فيما حّققناه ح ّ‬
‫لعدم رجوع النفى و الثبات فيهما إلى شيء واحد إذ البصار المنفى في حّقه هو إدراكتته‬
‫ل عليه ‪ :‬ما عرفنتتاك ح ت ّ‬
‫ق‬ ‫ق المعرفة ‪ ،‬كما قال صلوات ا ّ‬ ‫على وجه الحاطة و معرفته ح ّ‬
‫ستلم هتو إدراكته ل علتى وجته‬ ‫معرفتك ‪ ،‬و الرؤية المثبتة فتي ختبر أبتي جعفتر عليته ال ّ‬
‫ق العبتتد اّلتتتي هتتى أشتّد مراتتتب اليمتتان و‬
‫الحاطة ‪ ،‬بل غاية ما يمكن أن يتصّور في حت ّ‬
‫أكمل درجتتاته ‪ ،‬و يتتأتى لتتذلك الختتبر توجيهتتات اختتر فتتي شتترح الكلم المتتأة و الثتتامن و‬
‫ل‪.‬‬
‫سبعين إنشاء ا ّ‬‫ال ّ‬

‫ى فتتي كلمتته علتتى المعنتتى‬


‫فان قلت ‪ :‬هل لك شاهد من الخبار على حمل البصار المنفت ّ‬
‫اّلذي ذكرت ؟‬

‫لت عليتته‬
‫ل بن سنان عن أبتتي عبتتد ا ّ‬
‫قلت ‪ :‬نعم و هو ما رواه في الكافي باسناده عن عبد ا ّ‬
‫سلم في قوله تعالى ‪:‬‬
‫ال ّ‬

‫] ‪[ 284‬‬

‫لْبصاُر قال ‪ :‬إحاطة الوهم أل ترى إلى قوله ‪:‬‬


‫ل ُتْدِرُكُه ا َْ‬

‫ن َرّبكْم ليس يعني به بصر العيون ‪:‬‬


‫َقْد جآَئُكْم َبصآِئُر ِم ْ‬

‫سه ليس يعني من أبصر بعينه ‪:‬‬


‫صَر َفِلَنْف ِ‬
‫ن َأْب َ‬
‫َفَم ْ‬

‫ى َفَعَلْيها ليس بعني عمى العيون إّنما عنى إحاطة التتوهم كمتتا يقتتال فلن بصتتير‬ ‫عِم َ‬
‫ن َ‬
‫و َم ْ‬
‫ل أعظم‬ ‫بالشعر ‪ ،‬و فلن بصير بالفقه ‪ ،‬و فلن بصير بالّدراهم ‪ ،‬و فلن بصير بالّثياب ا ّ‬
‫سائل لّمتتا تتتوّهم كتتون المتتراد باليتتة نفتتي الّرؤيتتة المعتتتادة بهتتذا‬ ‫ن ال ّ‬
‫من أن يرى بالعين فا ّ‬
‫ن المراد بها ليس ذلك ‪ ،‬لّنه أمر مستتتغنى عنتته ‪ ،‬و‬ ‫سلم على أ ّ‬ ‫سي نّبه عليه ال ّ‬‫البصر الح ّ‬
‫ل من أن يحتمل في حّقه ذلك حّتى يصير اليتة محمولتة عليته ‪ ،‬بتل المتراد‬ ‫ذاته تعالى أج ّ‬
‫ن البصار ليست ههنا بمعنتتى العيتتون بتتل بمعنتتى العقتتول و‬ ‫نفى إحاطة الوهم به عنه و أ ّ‬
‫الوهام على ما وردت في اليات و اشتهر اطلقها عليها بين أهل الّلسان و مثله ما رواه‬
‫أيضا عن محّمد بن يحيى ‪ ،‬عن أحمد بن محّمد ‪ ،‬عن أبي هاشم الجعفرى عن أبي الحسن‬
‫ل هل يوصف ‪ ،‬فقال ‪ :‬أما تقرء القتترآن قلتتت ‪ :‬بلتتى‬ ‫سلم قال ‪ :‬سألته عن ا ّ‬ ‫الّرضا عليه ال ّ‬
‫قال ‪ :‬أما تقرء قوله تعالى ‪:‬‬

‫لْبصاَر قلت ‪ :‬بلتتى ‪ ،‬قتتال ‪ :‬فتعرفتتون البصتتار ‪ ،‬قلتتت ‪:‬‬


‫ك ا َْ‬
‫لْبصاُر و ُهَو ُيْدِر ُ‬
‫ل ُتْدِرُكُه ا َْ‬
‫بلى ‪ ،‬قال ‪ :‬ماهى ؟ قلت ‪ :‬إبصار العيون ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫ن أوهام القلوب أكبر من ابصار العيون ‪ ،‬فهو ل يدركه الوهام و هو يدرك الوهام قال‬ ‫إّ‬
‫المحّدث المجلسي في مرآت العقول ‪ :‬و المتتراد بأوهتتام القلتتوب إدراك القلتتوب باحاطتهتتا‬
‫به ‪ ،‬و لما كان إدراك القلوب بالحاطة لما ل يمكن‬

‫] ‪[ 285‬‬

‫سلم عنه بأوهام القلوب هكذا ينبغى أن يفهم هتتذا المقتتام و‬ ‫أن يحاط به و هما عّبر عليه ال ّ‬
‫ن المراد بقوله‬ ‫شارح البحراني من أ ّ‬ ‫سلم ‪ ،‬و أّما ما ذكره ال ّ‬ ‫يحمل عليه كلم المام عليه ال ّ‬
‫ن من أثبته مع كونه مثبتا له بقلبه ل يبصره فبعيتتد لفظتتا و‬ ‫‪ :‬و ل قلب من أثبته يبصره ‪ ،‬أ ّ‬
‫معنى فافهم جّيدا ) و ( الرابع أّنه سبحانه ) سبق في العلّو ( و تقتّدم علتتى متتن عتتداه ) فل‬
‫ستتماء بالّنستتبة إلتتى الرض ‪ ،‬و‬ ‫سي كعلّو ال ّ‬ ‫شيء أعل منه ( و المراد بالعلّو العقلي ل الح ّ‬
‫ل الّتخييلي كما للملك بالّنسبة إلى الّرعية إذ الّول مقصور في المحسوسات و المتحّيزات‬
‫سو‬ ‫‪ ،‬و الّثتتاني متغّيتتر بحستتب الشتتخاص و الوقتتات ‪ ،‬و هتتو ستتبحانه من تّزه عتتن الح ت ّ‬
‫المكان ‪ ،‬و مقّدس عن الكمال الخيالي القابل للّزيتتادة و الّنقصتتان ‪ ،‬فلتته الفوقّيتتة المطلقتتة و‬
‫ن أعلى مراتب الكمال هو مرتبة العلّية و لّما كان الّول تعتتالى مبتتدء‬ ‫العلّو العقلي و ذلك ا ّ‬
‫ي و عّلته التي ل يتصّور فيها الّنقصان بوجه ل جتترم كتتان مرتبتتته‬ ‫سي و عقل ّ‬ ‫كلّ شيء ح ّ‬
‫أعلى المراتب العقلّية مطلقا ‪ ،‬و له الفوق المطلق في الوجتود العتاري عتن الضتافة إلتى‬
‫شيء دون شيء ‪ ،‬و عن إمكان أن يكون فوقه ما هو أعلى منه أو في مرتبته ما يساويه ‪،‬‬

‫فهو المتفّرد بالفوقية المطلقتتة و العلتّو المطلتتق ل يلحقتته فيهمتتا غيتتره و يحتمتتل أن يكتتون‬
‫صتتفات الحستتنة و‬ ‫المراد بالعلّو العلّو بالقدرة و القهر و الغلبة أو بالكمتتال و الّتصتتاف بال ّ‬
‫جه إلتتى فتتوق متتا عليتته‬ ‫ل متتتو ّ‬
‫ل بالّنستتبة إليتته فكت ّ‬
‫ل شيء و نقص الك ّ‬ ‫تمامّيته بالّنسبة إلى ك ّ‬
‫ل شيء و ل يقال شيء فوقه و مرجع ذلك كّلتته إلتتى كمتتال رتبتتة‬ ‫جه إليه ‪ ،‬فهو فوق ك ّ‬ ‫متو ّ‬
‫وجوده و شّدة نوره ) و ( الخامس أّنه جّلت عظمته ) قرب في الّدنّو ( إلى من سواه ) فل‬
‫ستتبق فتتي العلتّو مستتتلزما للبعتتد عتتن الغيتتر حستتن‬ ‫شيء أقرب منه ( إليهم ‪ ،‬و لّمتتا كتتان ال ّ‬
‫ن علّوه على خلقه كتتان علتّوا عقلّيتتا ‪ ،‬فكتتذلك‬ ‫المقابلة بينه و بين القرب في الّدنّو ‪ ،‬و كما أ ّ‬
‫ي و هو القرب بالعلم و الحاطة أو القرب بالّرحمة و الفاضتتة ‪ ،‬فهتتو‬ ‫قربه إليه قرب عقل ّ‬
‫الذي ل يعزب عن علمه شيء و أقرب إلى الّناس من حبل الوريتتد و لّمتتا كتتان قربتته إلتتى‬
‫الشياء و إلى الخلق بهذا المعنى ل يكون له منافاة لبعده‬

‫] ‪[ 286‬‬

‫عنهم اللزم من علّوة ‪ ،‬فهو سبحانه في كمال علّوه عليهم و بعده عنهم من حيث التّذات و‬
‫صفات منهم قريب ‪ ،‬و في كمال قربه منهم و دنّوه إليهم من حيث العلم و الحاطة عنهم‬ ‫ال ّ‬
‫ن الّنور كّلما كان أشّد و أقوى كان مع علّوه و بعده أقرب و أدنتتى و اعتتتبر ذلتتك‬
‫بعيد ‪ ،‬ل ّ‬
‫سراج و المشتتعل و هتتو عنتتدك فتتي وجتته‬‫سماء الّرابعة و بنور ال ّ‬
‫شمس و هي في ال ّ‬ ‫بنور ال ّ‬
‫ن أعلتتى الموجتتودات شتترفا و نتتورا يجتتب أن‬ ‫الرض فانظر أّيهما أقرب منك حّتى تعلم أ ّ‬
‫ستتيا و ل فتتوقّيته فوقّيتتة مكانّيتتة‬
‫ن علّوه سبحانه لم يكن عل تّوا ح ّ‬ ‫يكون أقربها منك و حيث إ ّ‬
‫) فل ( يكون ) استعلؤه باعده عن شيء متتن خلقته ( بعتدا مكانّيتتا و إن كتتان بعيتدا منهتم‬
‫ن قربتته‬‫ي و متباعدا عن عقولهم بسبب ارتفتتاعه ال تّذاتي ) و ( حيتتث إ ّ‬ ‫بمقتضى علّوه العقل ّ‬
‫متتن الخلتتق لتتم يكتتن قربتتا حس تّيا و ل دن تّوه دن تّوا مكانّيتتا ف ) ل ( يكتتون ) قربتته ( منهتتم‬
‫) ساواهم في المكان به ( و المقصود بهاتين الجملتين رّد توّهم اولتتى الوهتتام الّناقصتتة و‬
‫سي المستلزم للّتباعد ‪ ،‬و لم يعرفوا متتن‬ ‫ل الح ّ‬
‫الذهان القاصرة الذين لم يفهموا من العلّو إ ّ‬
‫ل ‪ ،‬و قد عرفت هنا و فتتي شتترح‬ ‫ل المكاني المستلزم لمساواة المتقاربين في المح ّ‬ ‫القرب إ ّ‬
‫سادس من الخطبة الولى في بيان معنى قوله ‪ :‬و متتن قتتال علم فقتتد‬ ‫الفصل الخامس و ال ّ‬
‫ل شيء ل بمقارنة بطلن هذا التوهم بما ل مزيتد عليته و أقتول‬ ‫اعل منه ‪ ،‬و قوله ‪ :‬مع ك ّ‬
‫الن تأكيدا لما سبق و توضيحا لما هنا إّنه روى في الكتتافي فتتي بتتاب الحركتتة و النتقتتال‬
‫سلم قال ‪:‬‬ ‫باسناده عن يعقوب بن جعفر الجعفرى عن أبي إبراهيم عليه ال ّ‬

‫ل ت ل ينتتزل و ل يحتتتاج‬‫نا ّ‬
‫سماء الّدنيا ‪ ،‬فقال إ ّ‬
‫ل ينزل إلى ال ّ‬ ‫نا ّ‬‫ذكر عنده قوم يزعمون أ ّ‬
‫إلى أن ينزل إّنما منظره في القرب و البعد سواء ‪ ،‬لم يبعد منه قريب و لم يبعد منتته بعيتتد‬
‫ل هو العزيز الحكيم الحديث‬ ‫و لم يحتج إلى شيء بل يحتاج إليه ‪ ،‬و هو ذو الطول ل إله إ ّ‬
‫ل سبحانه مكانا أعلى المكنة و هتتو العتترش و أّنتته‬ ‫ن ّ‬ ‫أقول ‪ :‬لّما كان زعم بعض العاّمة أ ّ‬
‫سماء الّدنيا ليقرب متتن أهتتل الرض و ينتتاديهم بمتتا‬ ‫ينزل في الثلث الخير من الّليل إلى ال ّ‬
‫أراد ‪ ،‬رّد زعمهم بأّنه تعالى ل ينزل و ل حاجة له إلى أن ينزل ‪،‬‬

‫ن المتحّرك من مكان إلى مكان إّنما يتحّرك لحاجته إلى الحركة ‪ ،‬حيث‬
‫و ذلك ل ّ‬

‫] ‪[ 287‬‬

‫ن نسبة جميع المكنة إليه ليست نسبة واحدة بل إذا حضر له مكان أو مكاني غتتاب عنتته‬ ‫إّ‬
‫مكان أو مكاني آخر ‪ ،‬و إذا قرب من شتتيء بعتتد متتن شتتيء آختتر ‪ ،‬فيحتتتاج فتتي حصتتول‬
‫ل تعالى لما لم يكن مكانيتتا كتتانت نستتبته إلتتى جميتتع‬
‫مطلوبه الغائب إلى الحركة إليه ‪ ،‬و ا ّ‬
‫المكنة و المكانيات نسبة واحدة ‪ ،‬و ليس شيء أقرب اليه من شتتيء آختتر و ل أبعتتد و ل‬
‫هو أقرب إلى شيء من شيء آخر و ل أبعد ‪ ،‬و نظره في القرب و البعد أى فيما يتصّور‬
‫س و أوهام الخلق ستتواء ل تفتتاوت فيتته أصتتل و‬ ‫فيه القرب و البعد بالنظر إلى عالم الحوا ّ‬
‫لتت‬
‫سلم عن قول ا ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬
‫جاج ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت أبا عبد ا ّ‬ ‫فيه أيضا عن عبد الّرحمن بن الح ّ‬
‫تعالى ‪:‬‬

‫ل شتيء فليتس شتيء أقترب إليته متن‬


‫سَتوى فقتال ‪ :‬استتوى فتي كت ّ‬
‫شا ْ‬
‫ى اْلَعْر ِ‬
‫عل َ‬
‫ن َ‬
‫حم ُ‬
‫َألّر ْ‬
‫ل شيء ‪.‬‬
‫شيء ‪ ،‬لم يبعد منه بعيد و لم يقرب منه قريب ‪ ،‬استوى في ك ّ‬
‫سلم في قوله تعالى ‪:‬‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫و عن ابن اذينة عن أبي عبد ا ّ‬

‫سُهْم فقال هو واحد واحتتديّ‬ ‫ل ُهَو ساِد ُ‬


‫سٍة ِإ ّ‬
‫خْم َ‬
‫ل ُهَو راِبُعُهْم و ل َ‬
‫جوى َثلَثٍة ِإ ّ‬
‫ن َن ْ‬
‫ن ِم ْ‬
‫ما َيُكو ُ‬
‫ل شتتيء محيتتط بالشتتراف و‬ ‫التّذات ‪ ،‬بتتاين متتن خلقتته ‪ ،‬و بتتذلك وصتتف نفستته و هتتو بكت ّ‬
‫ستتموات و ل فتتي الرض و ل أصتتغر‬ ‫الحاطة و القدرة و ل يعزب عنه مثقال ذّرة في ال ّ‬
‫ن الماكن محدودة تحويهتتا حتتدود أربعتتة‬ ‫من ذلك و ل أكبر بالحاطة و العلم ل بالّذات ل ّ‬
‫ن وحدته سبحانه وحتتدة ذاتّيتتة‬ ‫سلم إ ّ‬‫فاذا كان بالّذات لزمها الحواية توضيح جوابه عليه ال ّ‬
‫ل عددّية حّتى ينافي الكثرة و كونه رابعا لثلثة و بعينه سادسا لخمسة ‪ ،‬باين من خلقتته و‬
‫خصات و الوضاع ‪ ،‬و تباعتتدا متتن حيتتث المكنتتة و‬ ‫تباعد عنهم ل مباينته من حيث الّتش ّ‬
‫صتتفات ‪،‬‬ ‫الحيزات ‪ ،‬و إنما مباينته من حيث الّذات و عدم مشاركتهم لتته فتتي شتتيء متتن ال ّ‬
‫فهو تاّم كامل و هم ناقصتتون محتتتاجون إليتته و بتته تمتتامهم و غنتتائهم ‪ ،‬و بتتذلك الّتبتتاين ‪،‬‬
‫ل شتتيء محيتتط ‪ ،‬ل يخلتتو منتته شتتيء متتن‬ ‫وصف نفسه و قال ‪ :‬ليس كمثله شيء و هو بك ّ‬
‫الشياء‬

‫] ‪[ 288‬‬

‫و احاطته إّنما هو بالشراف و الطلع و إحاطة العلم و القدرة فمثال احاطته بكلّ شتتيء‬
‫كمثال علم أحد مّنا بأشياء كثيرة متباينة الوضع من جهة العلتتم بأستتبابها و مباديهتتا ‪ ،‬لكتتن‬
‫ل شتتيء و علمنتتا نتتاقص و‬ ‫علمه عين ذاته و علمنتتا زايتتد علتتى ذاتنتتا ‪ ،‬و علمتته تتتاّم و لكت ّ‬
‫ببعض الشياء و كما ل يلزم من علمنا بتلك الشياء حصول شيء واحد بالعدد في أماكن‬
‫متباينة الوضع ‪ ،‬فكذلك ل يلزم فيه بل ذاته أشّد إحاطتة و أوستتع علمتتا و هتو معنتى قتوله‬
‫ن عتتدم عتتزوب شتتيء متتن الشتتياء عنتته باعتبتتار الحاطتتة‬ ‫سلم ل بالذات يعنتتي أ ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫ن الماكن محتتدودة تحويهتتا‬ ‫العلمّية ل باعتبار حصول ذاته في مكان قريب من مكانه ‪ ،‬ل ّ‬
‫شتتمال لمتتا‬ ‫ن القتتدام و الخلتتف و اليميتتن و ال ّ‬ ‫حدود أربعة ‪ ،‬عّدها أربعة متتع كونهتتا ستّتة ل ّ‬
‫ل باعتبار عّد الجميتتع عتّدين و عتّد الفتتوق و التحتتت حتّدين فصتتارت‬ ‫كانت غير متحّيزة إ ّ‬
‫أربعة ‪ ،‬و المعنى أنه لو كان عدم بعد شيء عنه باعتبار كون ذاتته فتر مكتان قريتب منته‬
‫ظتتالمون‬ ‫ل عّمتتا يقتتول ال ّ‬
‫لزم احتواء المكان عليه كالمتمّكن و كونه محاطا بالمكان تعالى ا ّ‬
‫سلم و ل قربه ستتاواهم فتتي المكتتان‬ ‫علّوا كبيرا ‪ ،‬و بذلك التحقيق ظهر معنى قوله عليه ال ّ‬
‫به و السادس أنتته تعتتالى شتأنه ) لتتم يطلتتع العقتتول علتتى تحديتد صتفته ( إذ ليتس لصتتفاته‬
‫ن الحتّد‬ ‫الكمالية التي هي عين ذاته حّد يحّد به حّتى يمكن للعقول الطلع عليه بيان ذلك أ ّ‬
‫يراد به أحد معنييتتن أحتتدهما القتتول الشتتارح لمهّيتتة الشتتيء المؤلتتف متتن المعتتاني الّذاتيتتة‬
‫صة إّما بحسب الحقيقة أو بحسب السم الثاني النهاية و الطرف ‪ ،‬و كلهمتتا منفّيتتان‬ ‫المخت ّ‬
‫ن ذاته غير مؤلف متتن معتتانى و امتتور ذاتيتتة و ل‬ ‫عنه سبحانه أّما الحّد بالمعنى الّول فل ّ‬
‫تركيب فيها أصل بشيء من أنحاء التركيب ‪ ،‬بل هو بستتيط التتذات متتن جميتتع الجهتتات و‬
‫ح اطلع‬‫صفاته عين ذاته و وجودها وجود ذاته ‪ ،‬فليتتس لصتتفاته حتّد بتته تحتّد حتتتى يصت ّ‬
‫لتناهي إّنما يوصف بهما أّول‬ ‫ن التناهي و ال ّ‬
‫العقول عليه و أّما الحّد بالمعنى الثاني فل ّ‬

‫] ‪[ 289‬‬

‫و بالّذات المقادير و العداد و إذا وصف بها شيء آخر كان إّما باعتبار تعّلقه بالكّميات و‬
‫ل من ذلتتك‬ ‫ل سبحانه أج ّ‬ ‫إّما باعتبار ترّتبها أو ترّتب ما يوصف بها على ذلك الشيء ‪ ،‬و ا ّ‬
‫ل للحوادث مضافا إلى أّنه لتتو كتتان لتته حتّد معّيتتن و نهايتتة معّينتتة لتتزم‬ ‫ل لزم كونه مح ّ‬ ‫وإ ّ‬
‫صتتا ‪،‬‬‫احتياحه إلى عّلة محّددة قاهرة ‪ ،‬إذ طبيعة الوجود بما هو وجود ل يقتضتتي حتّدا خا ّ‬
‫و يلزم من ذلك أى من وجود العلتة المتباينتة القتاهرة أن يكتون لختالق الشتياء كّلهتا متن‬
‫خالق محّدد فتوقه ‪ ،‬و هتو محتال ) و ( الستابع أّنته ستبحانه ) لتم يحجبهتا ( أى لتم يجعتل‬
‫ل نفتتس قستتطا متتن معرفتتته هتتو‬ ‫العقول محجوبة ) عن واجب معرفته ( بتتل قتتد وهتتب لكت ّ‬
‫الواجب لها بحسب استعدادها لقبوله و لو ل ذلك لكان تكليفهم بالصول و الفتتروع تكليفتتا‬
‫لت علتى خلقتته أن يعرفتتوا و للخلتتق‬ ‫ستلم ‪ :‬ليتتس ّ‬ ‫صادق عليه ال ّ‬‫بما ل يطاق و لذلك قال ال ّ‬
‫ل على الخلق إذا عرفهم أن يقبلوا و في رواية الكافي عن إبراهيتتم‬ ‫ل أن يعّرفهم و ّ‬ ‫على ا ّ‬
‫ل كّله عجيب إلّ أّنه قد‬ ‫ن أمر ا ّ‬ ‫سلم يقول ‪ :‬إ ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬ ‫عمر اليماني قال ‪ :‬سمعت أبا عبد ا ّ‬
‫ن معرفة ذاته و صفاته الحقيقّيتتة كمتتا هتتي فتتوق‬ ‫ج عليكم بما عرفكم من نفسه ‪ ،‬يعني أ ّ‬ ‫احت ّ‬
‫ل العقول و الذهان و تبهر اللبتتاب عتتن كنتته جللتته و غتتور عتّزه و‬ ‫ل أحد ‪ ،‬تك ّ‬
‫إدراك ك ّ‬
‫جتتة‬‫ل أو أكتتثر ‪ ،‬فلتته الح ّ‬
‫ل أحد نصيب عن لوامع إشراقات نوره ق ّ‬ ‫ل أّنه مع ذلك لك ّ‬‫كماله إ ّ‬
‫ل أحد بما عرفه من آيات وجوده و دليل صتتنعه وجتتوده فوقتتع الّتكليتتف بمقتضتتى‬ ‫على ك ّ‬
‫المعرفة و العمل بموجب العلم ) فهتتو التتذي تشتتهد لتته أعلم الوجتتود ( و آيتتات الصّتتنع و‬
‫ن الجاحتتد و إن كتتان‬ ‫ل أحتتد حّتتتى ) قلتتب ذي الجحتتود ( ل ّ‬ ‫القدرة ) على اقتترار ( قلتتب كت ّ‬
‫ل أّنه لو تتتدّبر فتتي آثتتار القتتدرة و الجلل و اعلم العظمتتة و‬ ‫يجحده متابعة لرايه و هواه إ ّ‬
‫الكمال لرتدع عن رأيه و هواه ‪ ،‬و رجع عن جحده و إنكتتاره ‪ ،‬و أذعتتن بوجتتود اللتته ‪،‬‬
‫شهادة ‪ ،‬و تمامّية هذه العلم في الهداية و‬ ‫فل يعبد معبودا سواه ‪ ،‬لكفاية تلك الثار في ال ّ‬
‫الّدللة كما قال سبحانه ‪:‬‬

‫س َو اْلَقَمَر‬
‫شْم َ‬
‫خَر ال ّ‬
‫سّ‬‫ضو َ‬
‫لْر َ‬
‫ت َو ا َْ‬
‫سموا ِ‬
‫ق ال ّ‬
‫خَل َ‬
‫ن َ‬
‫سَئْلَتُهْم َم ْ‬
‫ن َ‬
‫و َلِئ ْ‬

‫] ‪[ 290‬‬

‫ض َبْعتدَ‬
‫لْر َ‬‫حيتا ِبته ا َْ‬
‫ستماِء متاًء َفَأ ْ‬
‫ن ال ّ‬
‫ل ِمت َ‬‫ن َنتّز َ‬‫سَئْلَتُهْم َم ْ‬
‫ن َ‬‫ن ‪َ ،‬و َلِئ ْ‬
‫ل َفَأّنى ُيْؤَفُكو َ‬
‫نا ّ‬ ‫َلَيُقوُل ّ‬
‫ن و في الكتتافي باستتناده عتتن أبتتي ستتعيد‬ ‫ل َأْكَثُرُهْم ل َيْعِقلُو َ‬ ‫ل َب ْ‬‫حْمُد ِّ‬
‫ل اْل َ‬
‫ل ُق ِ‬
‫نا ّ‬‫َمْوِتها َلَيُقوُل ّ‬
‫خر ‪ ،‬و‬ ‫ب المست ّ‬‫سلم قال ‪ :‬كفى لولتى اللبتاب بخلتق التّر ّ‬ ‫الّزهري عن أبي جعفر عليه ال ّ‬
‫ب البتتاهر و برهتتان التتر ّ‬
‫ب‬ ‫ب الظتتاهر ‪ ،‬و نتتور التتر ّ‬ ‫ب القتتاهر ‪ ،‬و جلل التتر ّ‬ ‫ملتتك التتر ّ‬
‫صادق ‪ ،‬و ما أنطق به ألسن العباد ‪ ،‬و ما ارسل به الّرستتل ‪ ،‬و متتا انتتزل علتتى العبتتاد ‪،‬‬ ‫ال ّ‬
‫سلم ثمانية امتتور ك تلّ‬ ‫ل قال بعض شّراح الحديث ‪ :‬ذكر عليه ال ّ‬ ‫ب عّز و ج ّ‬ ‫دليل على الّر ّ‬
‫خر لته و ثانيهتتا ملكته‬ ‫ب أحتتدها خلقتته المست ّ‬
‫منها كاف لذوي العقول دليل على وجتود التّر ّ‬
‫ل مالك و مملوك و ثالثها جلله الظاهر من عظتتائم الخلقتتة و بتتدايع الفطتترة‬ ‫القاهر على ك ّ‬
‫ل ذي نور و حتت ّ‬
‫س‬ ‫كالجرام العالية و الّنفوس و غيرها و رابعها نوره الغالب على نور ك ّ‬
‫سموات و‬ ‫صادق و هو وجود آياته الكاينة في ال ّ‬ ‫س و شعور و خامسها برهانه ال ّ‬ ‫كلّ ذي ح ّ‬
‫الرض و سادسها ما أنطق به ألسن العباد من العلوم و المعارف و غيرهما و سابعها متتا‬
‫سياستات و الحتدود و ثامنهتا متا أنتزل علتى‬ ‫شترايع و الحكتام و ال ّ‬ ‫أرسل به الّرسل من ال ّ‬
‫ل عّما يقول المشتّبهون بتته و‬ ‫سماوّية ف ) تعالى ا ّ‬ ‫صحايف اللهّية و الكتاب ال ّ‬ ‫العباد من ال ّ‬
‫الجاحتتدون لتته علتتّوا كتتبيرا ( و المتتراد بالمشتتّبهين المشتتّبهون للخلتتق بالختتالق ‪ ،‬و هتتم‬
‫ل شركاء و قتتالوا ‪ :‬إّنتته ثتتالث ثلثتتة ‪ ،‬و نحتتو ذلتتك و بالجاحتتدين‬ ‫المشركون الذين جعلوا ّ‬
‫صتتانع ‪ ،‬و ليتتس المتتراد بالمشتّبهين المشتّبهة المعروفتتة أعنتتي التتذين شتّبهوه‬ ‫المنكتترون لل ّ‬
‫سبحانه بخلقه كالمثبتين له تعالى أوصافا زايدة على الّذات ‪ ،‬و المجّوزين في حّقه الّرؤيتتة‬
‫و المكان و نحوهما و المثبتين له العضاء و الجوارح إلى غير هذه مّما هو متتن صتتفات‬
‫سلم ل المشّبهون لتته‬ ‫الممكن و بالجملة المراد المشّبهون به كما هو صريح كلمه عليه ال ّ‬
‫ن المشّبهين بتته أولتته مق تّرون بتته ستتبحانه‬‫شارح البحراني و اعلم أ ّ‬ ‫بخلقه على ما توّهمه ال ّ‬
‫صريحا و جاهدون له لزوما‬

‫] ‪[ 291‬‬

‫إذ المعنى الذي يتصّورونه إلها و يجعلونه له شركاء أو يج تّوزون فتتي حّقتته و يثبتتتون لتته‬
‫صفات الممكن ليس هو نفس الله ‪ ،‬و الجاحدين منكرون له صريحا معترفون بتته لزومتتا‬
‫و اضطرارا على ما حّققناه آنفا في شرح قوله ‪ :‬فهو اّلذي يشهد له أعلم الوجتتوداه و كل‬
‫الفريقين جاحدان له في الحقيقة و إن كانا يفترقان في العتراف باللسان‬

‫ععععععع‬

‫از جمله خطبهاى شريفه آنحضرت است ‪ :‬حمتتد و ثنتتا متتر ختتداى را سزاستتت كتته عتتالم‬
‫است بباطن امور پنهانى ‪ ،‬و خبير است بجميع أشياء نهانى ‪ ،‬و دللتت كترده بتر وجتتود‬
‫او علمات ظاهره قدرت و آيات باهره عظمت ‪ ،‬و ممتنع و محال شده ديدن او بر چشم‬
‫بينا پس نه چشم كسى كه او را نديده انكار ذات او بتواند بنمايد ‪ ،‬و نه قلب كسيكه اثبات‬
‫وجتتود او را كتترده احتتاطه و ادراك تتتام وجتتود او را دارد ‪ ،‬پيشتتى گرفتتته در بلنتتدى‬
‫بمخلوقتتات پتتس هيتتچ چيتتز عتتالى مرتبتته بلنتتدتر از او نيستتت ‪ ،‬و قريبستتت در نزديكتتى‬
‫بمخلوقات پس هيچ چيز نزديكتر از او نيست پتتس نتته بلنتتدى او دور ميگردانتتد او را از‬
‫چيزى از مخلوقات ‪ ،‬و نه نزديكى او مساوى نموده ايشانرا با او در مكان و جهتتات ‪ ،‬و‬
‫مطلع نگردانيده عقلهتتا را بتتر تعريتتف صتتفات ختتود ‪ ،‬و ممنتتوع نگردانيتتده عقلهتتا را از‬
‫واجب شناخت خود ‪ ،‬پس او آن كسى است كه گواهى ميدهد از بتتراى او نشتتانها وجتتود‬
‫بر اقرار كتتردن دل صتتاحب انكتتار و جحتتود ‪ ،‬پتتس بلنتتد استتت حتتق ستتبحانه و تعتتالى و‬
‫منّزهست از آنچه ميگويند تشبيه كنندگان خليق بتتاو و انكتتار كننتتدگان وجتتود او بلنتتدى‬
‫بزرگ يعنى او برتر است از أقوال باطله مشركين و عقايد فاسده منكرين‬

‫ع عع عععع عع عععع عععععع‬

‫لت‬
‫و هى الخمسون من المختار فى بتتاب الخطتتب و رواهتتا ثقتتة الستتلم الكلينتتي عطتتر ا ّ‬
‫مضجعه في أصول الكافي و في كتاب‬

‫] ‪[ 292‬‬

‫سندين اليتين باختلف يسير في الّول و مبسوطة في الّثاني‬


‫الّروضة منه أيضا مسندة بال ّ‬
‫‪.‬‬

‫ل ‪ ،‬و يتتتوّلى عليهتتا‬


‫إّنما بدء وقوع الفتن أهواء تّتبع ‪ ،‬و أحكام تبتدع ‪ ،‬يخالف فيها كتاب ا ّ‬
‫ق لتتم يختتف علتتى‬ ‫ن الباطل خلتتص متتن متتزاج الحت ّ‬
‫ل ‪ ،‬فلو أ ّ‬
‫رجال رجال على غير دين ا ّ‬
‫ق خلص من لبس الباطل انقطعت عنه ألستتن المعانتتدين ‪ ،‬و لكتتن‬ ‫ن الح ّ‬
‫المرتادين ‪ ،‬و لو أ ّ‬
‫شيطان على أوليتتائه ‪،‬‬ ‫يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث فيمزجان ‪ ،‬فهنالك يستولى ال ّ‬
‫ل الحسنى ‪.‬‬ ‫و ينجو اّلذين سبقت لهم من ا ّ‬

‫ععععع‬

‫ل و الهمزة أخيرا بمعنتتى الّول و بمعنتتى البتتتداء أيضتتا‬ ‫) البدء ( بفتح الباء و سكون الدا ّ‬
‫لت الخلتتق أى أنشتتأهم و ) الفتتتن (‬
‫يقال بدءت بالشيء بدء أى أنشأته إنشاء ‪ ،‬و منتته بتتدء ا ّ‬
‫جمع الفتنة و هو الختبار و المتحان تقول ‪ :‬فتنت الّذهب إذا أدخلته الّنار لتنظر جودته ‪،‬‬

‫و قد أكثر استعمالها فيما يقع به الختبار كما في قوله تعالى ‪:‬‬

‫ضتتلل و الحتتراق و‬ ‫ِإّنما َأْمواُلُكْم َو َأْولُدُكْم ِفْتَنٌة ثّم اكثر استعمالها في الثم و الكفتتر و ال ّ‬
‫شيء كذا حكى عن الّنهاية و ) البدعة ( اسم من ابتدع المتتر اى‬ ‫صرف عن ال ّ‬ ‫الزالة و ال ّ‬
‫ابتدئه ثّم غلب على ما هو زيادة في الّدين أو نقصان منه و ) الّتوّلى ( التباع و منه قتتوله‬
‫سبحانه ‪:‬‬

‫ن َيَتَوّلُه ِمْنُكْم َفِإّنُه ِمْنُهْم أى من يّتبعهم و ) المزاج ( ككتاب ما يمزج به قال سبحانه ‪:‬‬
‫َو َم ْ‬

‫شاعر ‪:‬‬
‫جها كاُفورًا و قال ال ّ‬
‫ن ِمزا ُ‬
‫عْينًا كا َ‬
‫َ‬

‫] ‪[ 293‬‬
‫ن ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتبيئة متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن بيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ر ّ‬
‫س‬ ‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ّ‬
‫يكون مزاجها عسل و ماء‬

‫ضغث ( قبضة حشيش مختلط رطبها بيابستتها‬ ‫و الرتياد ( الطلب و المرتاد الطالب و ) ال ّ‬
‫ف من قضبان أو حشيش أو شماريخ و في التنزيل ‪:‬‬ ‫و يقال ملء الك ّ‬

‫حَن ْ‬
‫ث‬ ‫ب ِبه َو ل َت ْ‬
‫ضِر ْ‬
‫ضْغثًا َفا ْ‬
‫ك ِ‬
‫خْذ ِبَيِد َ‬
‫َو ُ‬

‫ععععععع‬

‫ل على الوصفّية ‪ ،‬و جملة يخالف و يتوّلى إّما فتتي مح ت ّ‬


‫ل‬ ‫جملة تّتبع و تبتدع مرفوعة المح ّ‬
‫ل الّنصب على الحالّية ‪ ،‬و قوله ‪:‬‬
‫الّرفع على الوصف أيضا أو في مح ّ‬

‫ل متعّلق بالمقّدر ‪ ،‬و هو إّما حال من رجال أو صفة له و إضتتافة المتتزاج‬


‫على غير دين ا ّ‬
‫ق بيانّية‬
‫إلى الح ّ‬

‫عععععع‬

‫ن مقصوده بهذه الخطبة هو توبيخ الخلتتق علتتى متابعتتة الهتتواء المبتدعتتة و الراء‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫صتتراط المستتتقيم المتتؤّدي إلتتى‬ ‫المضّلة ‪ ،‬و على مخالفة الكتاب القويم ‪ ،‬و العتتدول عتتن ال ّ‬
‫ستتلم ‪ ) :‬إّنمتتا بتتدء وقتتوع الفتتتن ( و‬
‫وقتتوع الفتتتن و فستتاد نظتتم العتتالم كمتتا قتتال عليتته ال ّ‬
‫ضللت ) أهواء ( مضّلة ) تتبع و أحكام ( باطلة ) تبتدع ( اّلتي ) يخالف فيها ( أى في‬ ‫ال ّ‬
‫سنة مخالفة لهما لما‬ ‫ل ( إذ الحكام المبتدعة خارجة من الكتاب و ال ّ‬ ‫تلك الحكام ) كتاب ا ّ‬
‫ن البدعة عبارة عن إدخال ما ليس متتن التّدين فتتي التّدين فهتتى ل محالتتة‬ ‫قد عرفت سابقا أ ّ‬
‫سنة ‪.‬‬‫شريعة المستفادة من الكتاب و ال ّ‬ ‫مخالفة لصول ال ّ‬

‫ل؟‬
‫حد ا ّ‬
‫سلم ‪ :‬بما أو ّ‬
‫ن يونس بن عبد الّرحمن لّما قال لبي الحسن عليه ال ّ‬ ‫و من ذلك ‪ 1‬أ ّ‬
‫ل‪،‬‬
‫ن مبتدعا من نظر برأيه هلك ‪ ،‬و من ترك أهل بيت نبّيه ضتت ّ‬ ‫قال له ‪ :‬يا يونس ل تكون ّ‬
‫ل و قول نبّيه كفر ‪.‬‬‫و من ترك كتاب ا ّ‬

‫لت و عتتدول عتتن‬ ‫ن في العمل بالّرأى و متابعة الهتتوى مخالفتتة لكتتتاب ا ّ‬‫ن المستفاد منه أ ّ‬
‫فا ّ‬
‫لت ( أى يّتختتذ طايفتتة متتن‬
‫ل ) و يتوّلى فيها رجتتال رجتتال علتتى غيتتر ديتتن ا ّ‬‫سنة رسول ا ّ‬
‫المايلين إلى تلك الهواء الّزايفة و الراء الباطلة طايفة أخرى من أمثالهم أولياء‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتتت ت ت ت تتت تتت ت ت ت تت تتت تت ت‬
‫تتتتت ت تتتتتتتت ت تتت ‪.‬‬
‫] ‪[ 294‬‬

‫ضالة ‪.‬‬
‫و نواصر لهم ‪ ،‬فيّتبعونهم و يحّبونهم تربية لهوائهم الفاسدة و تقوية لبدعهم ال ّ‬

‫ن أسباب تلتتك الراء أيضتتا إّنمتتا هتتى امتتتزاج المقتّدمات الحقّتتة‬


‫سلم إلى أ ّ‬‫ثّم أشار عليه ال ّ‬
‫بالباطلة في الحجج التي يستعملها المبطلون في استخراج المجهولت ‪ ،‬و نّبتته علتتى ذلتتك‬
‫بشرطّيتين مّتصلتين ‪.‬‬

‫ق لتتم يختتف علتتى المرتتتادين ( وجتته‬ ‫ن الباطل خلص متتن متتزاج الحت ّ‬‫إحداهما قوله ) فلو أ ّ‬
‫ق بظلنها بأدنى سعى و‬ ‫شبهة إذ كانت كّلها باطلة أدرك طالب الح ّ‬ ‫ن مقّدمات ال ّ‬‫الملزمة أ ّ‬
‫لم يخف عليه فسادها ‪ ،‬مثال ذلك قول قتتوم متتن الباطنّيتتة ‪ :‬البتتارى تعتتالى ل موجتتود و ل‬
‫ل ما ل يكون موجودا و ل معدوما يصح أن يكتتون حّيتتا قتادرا فالبتتارى تعتتالى‬ ‫معدوم و ك ّ‬
‫ح أن يكون قادرا فهاتان المقّدمتان جميعا باطلتتان و لتذلك صتار هتذا القتول مرغوبتا‬ ‫يص ّ‬
‫عنه عند العقلء ‪.‬‬

‫ق خلص من لبس الباطل انقطعت عنه ألستتن المعانتتدين (‬ ‫ن الح ّ‬


‫و الخرى قوله ‪ ) :‬و لو أ ّ‬
‫ن المقّدمات إذا كانت صحيحة حّقة كانت النتيجة حّقا و انقطتتع عنهتتا الّلجتتاج و العنتتاد ‪،‬‬ ‫لّ‬
‫ل حادث محتاج إلتتى المحتتدث فالعتتالم محتتتاج إلتتى المحتتدث ‪ ،‬و‬ ‫كقولنا ‪ :‬العالم حادث و ك ّ‬
‫ق من اللتبتتاس بتتل امتتتزج الباطتتل‬ ‫لكن لما لم يخلص الباطل من المزاج و لم يمحض الح ّ‬
‫ق بالباطل و ترّكبت القضايا من المقّدمات الحّقتتة و الباطلتتة ‪ ،‬مثتتل متتا‬ ‫ق و اختلط الح ّ‬‫بالح ّ‬
‫ح أن يكون مرئيتتا فالبتتاري‬ ‫ل موجود يص ّ‬ ‫قال المّدعون للرؤية ‪ :‬الباري تعالى موجود و ك ّ‬
‫ح أن يكون مرئيا ‪ ،‬ل جرم خفى المر على الطالب المرتاد و كثر لذلك الّلجاج‬ ‫تعالى يص ّ‬
‫و العناد ‪.‬‬

‫ستلم ) و لكتن يؤختذ متن هتذا ضتغث و متن هتذا ضتغث‬ ‫و هذا هتو معنتى قتوله عليته ال ّ‬
‫ضغثان ) فهنا لك يستولى الشيطان على أوليائه ( و يغلب على اتبتتاعه و‬ ‫فيمزجان ( أى ال ّ‬
‫أحّبائه و يجد مجال للضلل و الغواء ‪ ،‬و يزّين لهتتم اتبتتاع الراء و الهتتواء ‪ ،‬فتتاولئك‬
‫سيجدون قبايح أعمالهم و عقايدهم و هم عليهتتا واردون و أولئك أصتتحاب الّنتتار هتتم فيهتتا‬
‫ستتالكون لستتبيله بنتتور البصتتيرة ف‬ ‫ل بعيتتن الحقيقتتة و ال ّ‬
‫خالتتدون ) و ( أّمتتا العتتارفون بتتا ّ‬
‫ل الحسنى ( و‬ ‫) ينجو ( ن من ذلك و يتخّلصون من المهالك و هم ) اّلذين سبقت لهم من ا ّ‬
‫العناية‬

‫] ‪[ 295‬‬

‫الزلّية و قادتهم التوفيقات الّربانيتتة و هتتؤلء عتتن الّنتتار مبعتتدون و أولئك فتتي الجّنتتة هتتم‬
‫خالدون ‪.‬‬
‫ن ما ذكرته في شرح المقام إّنما هو جريا على ما هو المستفاد متتن ظتتاهر كلمتته‬ ‫و اعلم أ ّ‬
‫سلم المستوق علتى نحتو العمتتوم و الطلق ‪ ،‬و التتذي ظهتتر لتي منته بعتتد النظتتر‬ ‫عليه ال ّ‬
‫ن غرضتته بتتذلك‬ ‫الّدقيق خصوصتتا بملحظتتة الّزيتتادات التيتتة فتتي روايتتة الّروضتتة هتتو أ ّ‬
‫الطعن على المتخّلفيتتن الغاصتتبين للخلفتتة و التتتابعين لهتتم و علتتى متتن حتتذا حتتذوهم متتن‬
‫شتتريعة ‪ ،‬و‬ ‫الناكثين و القاسطين و المارقين و أضتترابهم ‪ ،‬فتتاّنهم أختتذوا بظتتاهر أحكتتام ال ّ‬
‫سوا فيها بدعاتهم الباطلة الّناشتتئه متتن متابعتتة أهتتوائهم المضتّلة ‪ ،‬فخلطتتوا عمل صتتالحا‬ ‫دّ‬
‫بآخر سّيئا و صار ذلك سببا لفتتان الّناس بهم و اتباع أفعتتالهم و أقتتوالهم و اشتتتباه المتتر‬
‫عليهم ‪.‬‬

‫ق و صتتدق ل يقبلتته ذو عقتتل و حجتتى كمتتا أنّ‬


‫ل باطل و كذب ما لم يكن فيه شبه ح ّ‬ ‫نكّ‬ ‫لّ‬
‫كلّ مزيف كاسد ما لم يكن مغشوشا بنقد رايج ل يصير رايجا في سوق ذوى البصتتار إذ‬
‫الّتميتتز بيتتن التتذهب و الّنحتتاس و الفضتتة و الّرصتتاص مّمتتا ل يخفتتى علتتى ذوي العقتتول‬
‫سليمة ‪.‬‬‫ال ّ‬

‫ل إذا اقتتترن‬
‫ظ له في الوجتتود و ل يقتتع فتي تتّوهم ذوي العقتول إ ّ‬ ‫صرف لح ّ‬ ‫ن الباطل ال ّ‬
‫لّ‬
‫صتتدق فلمتتا‬
‫ل إذا امتتتزج بال ّ‬
‫ق ‪ ،‬و ل الكذب المحتتض مّمتتا يصتتدق بتته ذو عقتتل إ ّ‬ ‫بشبه الح ّ‬
‫حصل المتزاج و الختلط و اشتبك الظلمتتة بتتالّنور التبتتس المتتر علتتى الّنتتاس فأضتّلهم‬
‫الشيطان و زّين لهم أعمالهم فصّدوا عن سبيل الّدين و انحرفوا عن المام المبين ‪ ،‬فارتتتّد‬
‫ل المخلصين ‪ ،‬ف إّنه ليس له سلطان على التتذين آمنتتوا و علتتى‬ ‫ل أولياء ا ّ‬
‫كّلهم أجمعون إ ّ‬
‫رّبهم يتوكلون ‪ ،‬إّنما سلطانه على اّلذين بتوّلونه و اّلذينهم به مشركون ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫ن هذه الخطبة مروّية مسندة في الكافي فينبغى لنا أن نتتورد متتا هنتتاك‬ ‫قد أشرنا سابقا إلى أ ّ‬
‫شرح ثّم نعقبه بتفسير بعض كلماته الغريبة و توضيح متتا‬ ‫جريا على ما هو دأبنا في هذا ال ّ‬
‫شريفة فأقول ‪:‬‬
‫فيه من الّنكات اللطيفة ال ّ‬

‫] ‪[ 296‬‬

‫في باب البدع و الرأى و المقاييس من كتاب العقل و الجهل منتته عتتن الحستتين بتتن محّمتتد‬
‫شتتا ‪ ،‬و عتّدة متتن أصتتحابنا عتتن‬
‫ي الو ّ‬‫الشعرى ‪ ،‬عن معّلى بن محّمد ‪ ،‬عن الحسن بن عل ّ‬
‫أحمد بن محّمد عن ابن فضال جميعا ‪ ،‬عن عاصم بن حميد ‪ ،‬عن محّمد بتتن مستتلم ‪ ،‬عتتن‬
‫سلم الّناس فقال ‪:‬‬‫سلم قال ‪ :‬خطب أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫أبي جعفر عليه ال ّ‬

‫أّيها الناس إّنما بدء وقوع الفتن أهواء تّتبع و أحكام تبتدع يختتالف فيهتتا كتتتاب يتتتوّلى فيهتتا‬
‫ن الباطل خلص لم يختتف علتتى ذى حجتتى ‪ ،‬و لتتو أ ّ‬
‫ن‬ ‫رجل » رجال خ ل « رجال ‪ ،‬فلو أ ّ‬
‫ق خلص لم يكن اختلف ‪ ،‬و لكن يؤخذ من هتتذا ضتتغث و متتن هتتذا ضتتغث فيمزجتتان‬ ‫الح ّ‬
‫ل الحسنى‬‫فيجيئآن معافهنا لك استحوذ الشيطان على أوليائه و نجى اّلذين سبقت لهم من ا ّ‬
‫‪.‬‬

‫ي بن إبراهيم عن أبيه عن حّماد بن عيسى عتتن ابراهيتتم ابتتن‬ ‫و في كتاب الّروضة عن عل ّ‬


‫لت و‬‫ستتلم فحمتتد ا ّ‬‫عثمان عن سليم بن قيس الهللي ‪ ،‬قال ‪ :‬خطب أمير المؤمنين عليتته ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ثّم قال ‪:‬‬
‫ي صّلى ا ّ‬‫أثنى عليه ثّم صّلى على النب ّ‬

‫ن أخوف ما أخاف عليكم خّلتان ‪ :‬اّتباع الهوى و طول المل أّما اّتبتاع الهتتوى فيصتدّ‬ ‫أل إ ّ‬
‫حلتتت متتدبرة ‪ ،‬و إ ّ‬
‫ن‬ ‫ق ‪ ،‬و أّمتتا طتتول المتتل فينستتى الختترة ‪ ،‬أل إنّ التّدنيا قتتد تر ّ‬‫عن الح ّ‬
‫ل واحدة بنتون فكونتوا متن أبنتاء الخترة و ل تكونتوا متن‬ ‫حلت مقبلة ‪ ،‬و لك ّ‬ ‫الخرة قد تر ّ‬
‫ن غدا حساب و ل عمل ‪.‬‬ ‫ن اليوم عمل و ل حساب و إ ّ‬ ‫أبناء الّدنيا ‪ ،‬فا ّ‬

‫لت يتتتوّلى فيهتتا رجتتال‬


‫و إّنما بدء وقوع الفتن أهواء تّتبع و آراء تبتدع يخالف فيهتتا حكتتم ا ّ‬
‫ن الباطل خلص لم يخف على ذي حجى‬ ‫ق لو خلص لم يكن اختلف ‪ ،‬و لو أ ّ‬ ‫ن الح ّ‬
‫رجل إ ّ‬
‫‪ ،‬لكنه يؤخذ من هذا ضغث و من هذا ضغث فيمزجتتان فيجتمعتتان فيجللن معتتا فهنتتا لتتك‬
‫ل » مّناخ « الحسنى ‪.‬‬ ‫شيطان على أوليائه و نجى الذين سبقت لهم من ا ّ‬ ‫يستولى ال ّ‬

‫ل عليه و آله يقول ‪ :‬كيتتف أنتتتم إذا لبستتتكم فتنتتة يربتتو فيهتتا‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫إّنى سمعت رسول ا ّ‬
‫صغير و يهرم فيها الكبير ‪ ،‬يجرى الّناس عليها و يّتخذونها سّنة ‪ ،‬فاذا غّير منهتتا شتتيء‬ ‫ال ّ‬
‫قيل قد غّيرت السّنة و قد أتى الّناس منكرا ثّم تشتّد البلّية و نسى الّذرّية و تدّقهم الفتنة كما‬
‫ل‪،‬‬ ‫ق الّرحا بثفالها و يتفّقهون لغير ا ّ‬
‫ق الّنار الحطب و كما تد ّ‬
‫تد ّ‬

‫] ‪[ 297‬‬

‫و يتعّلمون لغير العمل و يطلبون الّدنيا بأعمال الخرة ‪.‬‬

‫سلم ‪ :‬قد عملت‬


‫صته و شيعته فقال عليه ال ّ‬
‫ثّم أقبل بوجهه و حوله ناس من أهل بيته و خا ّ‬
‫ل متعّمدين لخلفه ناقضين لعهده ‪،‬‬‫الولة قبلى أعمال خالفوا فيها رسول ا ّ‬

‫مغّيرين لسّنته ‪ ،‬و لو حملت الناس على تركها و حّولتها إلتتى مواضتتعها و إلتتى متتا كتتانت‬
‫ل لتفّرق عّني جندي حّتى أبقى وحدى أو قليل من شتيعتي اّلتذين عرفتوا‬ ‫في عهد رسول ا ّ‬
‫ل عليتته و آلتته و‬‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل عّز ذكره و سّنة رسول ا ّ‬ ‫ي و فرض امامتي من كتاب ا ّ‬ ‫فضل ّ‬
‫سّلم ‪.‬‬

‫ل‪،‬‬
‫أرايتم لو أمرت بمقام ابراهيم فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول ا ّ‬
‫ل ت كمتتا كتتان ‪ ،‬و أمضتتيت قطتتايع‬ ‫ورددت فدك إلى ورثة فاطمة ‪ ،‬ورددت صاع رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله لقتتوام لتتم تمتتض لهتتم و لتتم تنفتتض ‪ ،‬ورددت دار‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫أقطعها رسول ا ّ‬
‫سلم إلى ورثته و هدمتها من المسجد ‪ ،‬ورددت قضايا من الجور قضى بها‬ ‫جعفر عليه ال ّ‬
‫ن الحكتتم فتتي‬
‫ن و استقبلت به ّ‬ ‫ن إلى أزواجه ّ‬ ‫ق فرددته ّ‬
‫‪ ،‬و نزعت نساء تحت رجال بغير ح ّ‬
‫ستتم متتن أرض خيتتبر ‪ ،‬و‬ ‫الفروج و الحكام و ستتبيت ذراري بنتتي تغلتتب ‪ ،‬و رددت متتا ق ّ‬
‫ستتوّية و لتتم أجعلهتتا دولتتة‬
‫ل يعطتتى بال ّ‬‫محوت دواوين العطايا و أعطيت كما كان رسول ا ّ‬
‫بين الغنياء ‪ ،‬و ألقيت المساحة ‪ ،‬و سّويت بين المناكتتح ‪ ،‬و أنفتتذت خمتتس الّرستتول كمتتا‬
‫ل على ما كان عليه ‪ ،‬و سددت ما‬ ‫ل و فرضه ‪ ،‬ورددت مسجد رسول ا ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫أنزل ا ّ‬
‫فتح فيه من البواب ‪،‬‬

‫و فتحت ما سّد منه ‪ ،‬و حّرمتتت المستتح علتتى الخّفيتتن ‪ ،‬و حتتددت علتتى الّنبيتتذ ‪ ،‬و أمتترت‬
‫باحلل المتعتين ‪ ،‬و أمرت بالتكبير علي الجنايز خمس تكبيرات ‪ ،‬و ألزمت الّناس الجهر‬
‫لت فتتي مستتجده مّمتتن كتتان‬‫ل الّرحمن الّرحيم ‪ ،‬و أخرجت متتن ادختتل متتع رستتول ا ّ‬ ‫ببسم ا ّ‬
‫لت‬
‫لت صتّلى ا ّ‬ ‫ل مّمن كتتان رستتول ا ّ‬‫ل أخرجه ‪ ،‬و أدخلت من اخرج بعد رسول ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ستتنة ‪،‬‬‫عليه و آله و سّلم أدخله ‪ ،‬و حملت الّناس على حكم القرآن ‪ ،‬و على الطلق على ال ّ‬
‫صتتلة إلتتى‬ ‫صدقات على أصنافها و حدودها ‪ ،‬و رددت الوضوء و الغستتل و ال ّ‬ ‫و أخذت ال ّ‬
‫مواقيتها و شرايعها و مواضعها ‪ ،‬و رددت أهل نجران إلتتى مواضتتعهم ‪ ،‬و رددت ستتبايا‬
‫ل و سّنة نبيه إذا لتفّرقوا عّنى ‪.‬‬
‫فارس و ساير المم إلى كتاب ا ّ‬

‫ل في فريضة و عّلمتهم‬
‫ل لقد أمرت الّناس أن ل يجتمعوا في شهر رمضان إ ّ‬
‫وا ّ‬

‫] ‪[ 298‬‬

‫ن اجتماعهم في الّنوافل بدعتتة فنتتادى بعتتض أهتتل عستتكري مّمتتن يقاتتتل معتتي ‪ :‬يتتا أهتتل‬
‫أّ‬
‫صلة في شهر رمضان تطّوعا ‪.‬‬ ‫السلم غّيرت سّنة عمر ينهانا عن ال ّ‬

‫و لقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري ما لقيت هتتذه المتتة متتن الفرقتتة و طاعتتة‬
‫ل ع تّز و‬
‫ضللة و الّدعاة إلى الّنار ‪ ،‬و أعطيت من ذلك سهم ذي القربى الذي قال ا ّ‬ ‫أئمة ال ّ‬
‫ل و ما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ‪.‬‬
‫ل ‪ :‬إن كنتم آمنتم با ّ‬
‫جّ‬

‫ل بنفسه و برسوله فقال تعالى ‪ :‬فلّله و للّرستتول‬ ‫ل عنى بذي القربى الذي قّربنا ا ّ‬ ‫فنحن و ا ّ‬
‫صتتة كيل يكتتون دولتتة بيتتن‬ ‫ستتبيل ‪ ،‬فينتتا خا ّ‬
‫و لذي القربى و اليتامى و المستتاكين و ابتتن ال ّ‬
‫لت فتتي ظلتتم آل‬
‫الغنياء منكم و ما آتيكم الّرسول فخذوه و ما نهيكم عنه فتتانتهوا و اّتقتتوا ا ّ‬
‫ل به ‪.‬‬‫ل شديد العقاب لمن ظلمهم رحمة منه لنا و غنا أغنانا ا ّ‬ ‫نا ّ‬
‫محّمد إ ّ‬
‫لت رستتوله و أكرمنتتا أهتتل‬ ‫صدقة نصتتيبا أكتترم ا ّ‬
‫صى به نبّيه و لم يجعل لنا في سهم ال ّ‬‫وو ّ‬
‫لت‬
‫لت و جحتتدوا كتتتاب ا ّ‬ ‫لت و كتّذبوا رستتول ا ّ‬‫البيت أن يطعمنا من أوساخ الناس فكتّذبوا ا ّ‬
‫ي من اّمته متتا لقيتتته بعتتد‬
‫ل لنا ‪ ،‬ما لقى أهل بيت نب ّ‬ ‫الّناطق بحّقنا و منعونا فرضا فرضه ا ّ‬
‫ل العّلي العظيم ‪.‬‬
‫ل با ّ‬
‫ل المستعان على من ظلمنا و ل حول و ل قّوة إ ّ‬ ‫نبّينا و ا ّ‬

‫عععع‬

‫ي للمفعول مأخوذ من الّتجليتتل يقتتال جللتتت‬ ‫ضم الياء بصيغة المضارع المبن ّ‬ ‫» يجللن « ب ّ‬
‫شيء إذا غطيته » ألبستكم « كذا في اكثر الّنسخ و في بعضها البستم علي بناء المجهول‬ ‫ال ّ‬
‫من باب الفعال و هو الظهر و في بعض الّنستخ لبستتم » و الثفتال « بالفتتاء مثتل كتتتاب‬
‫جلد أو نحوه يوضع تحت رحى اليد يقع عليه الّدقيق قال الفيتتروز آبتتادي بثفالهتتا أى علتتى‬
‫ل إذا طحنتت ‪ ،‬و فتي أكتثر الّنستخ ثقالهتا‬ ‫ثفالهتا أى حالكونهتا طاحنتة لّنهتم ل يقفلونهتا إ ّ‬
‫ل المراد مع ثقالها أى إذا كتتانت معهتتا متتا يثقلهتتا متتن‬ ‫بالقاف و لعّله تصحيف ‪ ،‬و عليه فلع ّ‬
‫الحبوب فيكون أيضا كناية عن كونها طاحنة ‪.‬‬

‫قال المجلسي ) ره ( ‪ » :‬لو أمرت بمقام إبراهيم « اشارة إلى ما فعله عمر من‬

‫] ‪[ 299‬‬

‫لت عليتته و آلتته إلتتى موضتتع‬


‫ل صّلى ا ّ‬ ‫تغيير المقام عن الموضع الذي وضعه فيه رسول ا ّ‬
‫ل « كان صاعه على ما قيتتل أربعتتة أمتتداد‬ ‫كان فيه في الجاهلية » ورددت صاع رسول ا ّ‬
‫فجعله عمتتر خمستتة أمتتداد » و نزعتتت نستتاء « اه كالمطّلقتتات ثلثتتا فتتي مجلتتس واحتتد و‬
‫ن عمتتر رفتتع عنهتتم‬ ‫لت » و ستتبيت ذرارى بنتتي تغلتتب « ل ّ‬
‫غيرها مّما خالفوا فيتته حكتتم ا ّ‬
‫الجزية ‪.‬‬

‫قال المطرزي ‪ :‬بنو تغلب قوم من مشركى العرب طالبهم عمر بالجزية فتتأبوا فصتتولحوا‬
‫صدقة متضاعفة فقبلوا و رضوا اه ‪ ،‬و لعدم كونهم من أهتتل الذمتتة يح ت ّ‬
‫ل‬ ‫على أن يعطوا ال ّ‬
‫سبى ذراريهم » و محوت دواوين العطايا « أى التي بنيت على الّتفضتتيل بيتتن المستتلمين‬
‫صة و العاّمة متتن بتتدع عمتتر‬‫في زمن عمر و عثمان » و ألقيت « إشارة إلى ما عّده الخا ّ‬
‫أّنه قال ينبغتتي أن نجعتتل مكتتان هتتذا العشتتر و نصتتف العشتتر دراهتتم نأختتذها متتن أربتتاب‬
‫الملك ‪ ،‬فبعث الى البلدان من مسح على أهلها فتتألزمهم الختتراج ‪ ،‬فأختتذ متتن العتتراق و‬
‫ل جريب درهما واحدا و قفيزا من أصتتناف‬ ‫مايليها ما كان أخذه منهم ملوك الفرس على ك ّ‬
‫الحبوب ‪،‬‬
‫و أخذ من مصر و نواحيها دينارا و ازدّبا عن مساحة جريب كما كتان يأختذ منهتتم ملتوك‬
‫السكندرية ‪ ،‬و الزدب لهل مصر أربعة و سّتون مّنا ‪ ،‬و كان أّول بلد مسحه عمتتر بلتتد‬
‫الكوفة ‪.‬‬

‫لت‬
‫لت صتّلى ا ّ‬
‫شريف و الوضيع كما فعله رستتول ا ّ‬ ‫» و سّويت بين المناكح « بأن يزّوج ال ّ‬
‫عليه و آله و زّوج بنت عمه مقدادا و عمر نهى عن تزويتتج المتتوالى و العجتتم » ورددت‬
‫ل « اه إشارة إلى ما وقع فيه من التغيير في زمن عثمان حيث و سّمعوه و‬ ‫مسجد رسول ا ّ‬
‫أدخلوا فيه بعض التّدور التتتي كتتانت جتواره غصتبا و عتدوانا » و أمترت بتالّتكبير علتى‬
‫الجنايز خمس تكبيرات « أى ل أربعا كما ابتدعته العاّمة و نسبوه إلى عمتتر » و ألزمتتت‬
‫ل ظتتاهرا علتتى وجتتوب الجهتتر بالبستتملة مطلقتتا و إن‬‫الّناس الجهر « قال في البحار ‪ :‬يتتد ّ‬
‫امكن حمله على تأّكد الستحباب ‪.‬‬

‫» و أخرجت من ادخل « يحتمل أن يكون المراد إخراج جسدى الملعونين الذين دفنتا فتي‬
‫ل عليه و آله لم يأذن لهما لخوخة في مسجده‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫ن الّنب ّ‬
‫بيته بغير اذنه مع أ ّ‬

‫] ‪[ 300‬‬

‫ي أو رفتتع الجتتدار متتن بيتتن قبريهمتتا ‪ ،‬و يحتمتتل أن‬ ‫و ادخال جسد فاطمة و دفنها عند النب ّ‬
‫لت عليتته و آلتته فتتي حيتتاته‬ ‫لت صتّلى ا ّ‬
‫يكون المراد إدخال من كان ملزما لمسجد رسول ا ّ‬
‫لت عليتته و آلتته متتن‬ ‫كعمار و أبي ذر و أضرابهما و إخراج من أخرجتته الّرستتول صتّلى ا ّ‬
‫لت عليتته و‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫المطرودين كحكم ابن أبي العاص و ابنه مروان ‪ ،‬و قد كان رسول ا ّ‬
‫آله أخرجهما فأدخلهما عثمان » ورددت أهل نجران إلى مواضعهم « قال المجلستتي ‪ :‬لتتم‬
‫أظفر إلى الن بكيفية إخراجهم و ستتببه و بمتتن أخرجهتتم » ورددت ستتبايا فتتارس « لعت ّ‬
‫ل‬
‫المراد السترداد مّمن اصطفاهم أو أخذ زايدا من حّقه » مالقيت « كلم مستأنف للّتعجب‬
‫ل«‬ ‫ل الّتاخير من الّرواة » إن كنتم آمنتم با ّ‬ ‫سابق و لع ّ‬
‫» و اعطيت « رجوع إلى الكلم ال ّ‬
‫لت خمستته و‬ ‫ن ّ‬ ‫من تتّمة آية الخمس حيث قال تعالى ‪ :‬و اعلموا أّنمتتا غنمتتتم متتن شتتيء فتتا ّ‬
‫سبيل إن كنتم آمنتم ‪ ،‬الية ‪.‬‬ ‫للّرسول و لذى القربى و اليتامى و المساكين و ابن ال ّ‬

‫ل عليه و اعلمتتوا أى إن كنتتتم آمنتتتم‬


‫ل متعّلق بمحذوف د ّ‬‫قال البيضاوي ‪ :‬إن كنتم آمنتم با ّ‬
‫ل فاعلموا أّنه جعل الخمس لهؤلء فسلموه إليهم و اقتنعوا بالخمتتاس الربعتتة الباقيتتة ‪،‬‬ ‫با ّ‬
‫ن العلم المتعّلق بالعمل لم يرد منه العلم المج تّرد ‪ ،‬لّنتته مقصتتود بتتالعرض و المقصتتود‬‫فا ّ‬
‫بالّذات هو العمل » و ما أنزلنا على عبدنا « محّمد من اليات و الملئكة و النصر » يوم‬
‫ق و الباطل » يوم التقى الجمعان « المستتلمون و‬ ‫الفرقان « يوم بدر فاّنه فرق فيه بين الح ّ‬
‫الكّفار ‪.‬‬
‫ل ت علتتى‬‫و قوله » كيل يكون دولة « تتّمة لية اخرى ورد في فيئهم حيث قال ‪ :‬ما أفتتاء ا ّ‬
‫رسوله من أهل القرى فلّله و للّرسول و لذي القربى و اليتامى و المساكين و ابتتن الستتبيل‬
‫ق المام » دولة بين الغنياء منكم « الدولة بالضّتتم متتا‬ ‫كيل يكون ‪ ،‬أى الفيء اّلذي هو ح ّ‬
‫يتداوله الغنياء و يدور بينهم كما كتتان فتتي الجاهلّيتتة » رحمتتة لنتتا « أى قتّرر الخمتتس و‬
‫الفيء لنا رحمة منه لنا و ليغنينا بهما عن أوساخ أيدى الّناس ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫از جملتته كلم فصتتاحت نظتتام آن امتتام استتت كتته ميفرمايتتد ‪ :‬جتتز ايتتن نيستتت كتته ابتتتداء‬
‫واقعشدن فتنها هواها و خواهشات نفسانيست كه پيروى كرده ميشود و حكم‬

‫] ‪[ 301‬‬

‫هاى شيطانيست كه اختراع كرده ميشود ‪ ،‬مخالفت كتترده ميشتتود در آن اهتتواء و احكتتام‬
‫كتاب خدا ‪ ،‬و متابعت مينمايد در آن احكام مردانى مردانى را در حالتيكه ميباشند ايشان‬
‫بر غير دين خدا ‪ ،‬پس اگر باطل خالص ميبود از آميزش حق مخفى نمىمانتد بتر طلتب‬
‫كنندگان ‪ ،‬و اگر حق خالص ميبود از التباس بباطتتل بريتده ميشتد از او زبانهتاى ستتتيزه‬
‫نمايندگان ‪ ،‬و ليكن فرا گرفته مىشود از حق دسته و از باطل دسته پس اينجا يعنى نزد‬
‫امتزاج حق بباطل مستولى ميشود شيطان بر اولياء خود ‪،‬‬

‫و نجات مىيابد از خطر اين شتتبهه آن كستتانيكه پيشتتى گرفتتته استتت از بتتراى ايشتتان از‬
‫جانب خدا حالتى نيكو كه عبارتست از عنايت ازلي و توفيق لم يزلي ‪.‬‬

‫ع عع ععع ع ع ع ععع ع ععع ععع عع ع عع ع عع ععع‬


‫ععععع ع عع عععع عع ع ع عععع ععع ععع‬
‫ععععع ع عععععع ععععع‬

‫و هى الحادية و الخمسون من المختار فى باب الخطب و رواها في البحتتار و فتتي شتترح‬


‫المعتزلي جميعا من كتاب صّفين لنصر بن مزاحم ‪،‬‬

‫ستلم ‪ :‬يتوم المتاء‬


‫ي عليته ال ّ‬
‫قال نصر ‪ :‬حّدثنا عمرو بن سعيد عن جابر قال ‪ :‬خطتب علت ّ‬
‫فقال ‪:‬‬

‫ظلم ‪ ،‬و فاتحوكم بالبغي ‪،‬‬


‫ن القوم قد بدؤكم بال ّ‬
‫أّما بعد فإ ّ‬

‫و استقبلوكم بالعدوان ‪ ،‬و قد استطعموكم القتال حيث منعوكم الماء ‪،‬‬


‫فأقّروا على مذّلة و تأخير محّلة ‪ ،‬أو رّووا السّيوف من الّدماء ترووا من المتاء ‪ ،‬فتالموت‬
‫في حيوتكم مقهورين ‪ ،‬و الحيوة في موتكم قاهرين ‪ ،‬أل‬

‫] ‪[ 302‬‬

‫ن معاوية قاد لّمة من الغواة ‪ ،‬و عمس عليهتتم الختتبر ‪ ،‬حّتتتى جعتتل نحتتورهم أغتتراض‬‫وإّ‬
‫المنّية ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) استطعموكم القتال ( اى طلبوه منكم يقال فلن يستطعمني الحديث اى يستتتدعيه مّنتتي و‬
‫سكون و الثبات كالستقرار ‪،‬‬
‫يطلبه ) فأقّروا على مذّلة ( من القرار و هو ال ّ‬

‫ضم و الّتخفيف جماعة قليلة و )‬ ‫أو من القرار و العتراف و الول أظهر و ) الّلمة ( بال ّ‬
‫عمس عليهم الخبر ( بفتح العين المهملة و تخفيف الميم و تشديدها أبهمتته عليهتتم و جعلتته‬
‫مظلما ‪ ،‬و الّتشديد لفادة الكثرة و منه ليل عماس أى مظلم و ) الغراض ( جمع غرض‬
‫و هو الهدف ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫ل بنزع الخافض على حّد قتتوله تعتتالى ‪ :‬و‬ ‫ضمير الخطاب في استطعموكم منصوب المح ّ‬
‫ف الصابع ‪ ،‬و الفاء‬ ‫اختار موسى قومه ‪ ،‬أو مجروره على حّد قوله ‪ :‬أشارت كليب بالك ّ‬
‫في قوله فأقّروا فصيحة ‪ ،‬و قوله ترووا من الماء مجزوم لوقوعه في جتتواب المتر علتى‬
‫حّدايتني اكرمك ‪ ،‬و مقهورين و قاهرين منصوبان على الحال ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫سلم من أبلغ الكلم و ألطفه في الّتحريتتص علتتى الحتترب و‬ ‫ن هذا الكلم له عليه ال ّ‬
‫اعلم أ ّ‬
‫الجذب إلى القتال و قد خطب به لما غلب أصحاب معاوية على شريعة الفرات بص تّفين و‬
‫منعوا أصحابه من الماء و حالوا بينهم و بينه فقال لهم ) اّنهم قد استطعموكم القتتتال حيتتث‬
‫منعوكم الماء ( يعنى أّنهم من جهة مما نعتهم من المتتاء طلبتتوا منكتتم أن تطعمتتوهم القتتتال‬
‫فكأنهم لما حازوا الماء أشبهوا في ذلك متتن طلتتب الطعتتام لتته ‪ ،‬و لمتتا استتتلزم ذلتتك المنتتع‬
‫طلبهم للقتال تعّين تشبيه ذلك بالطعام و هو من لطايف الستعارة ‪.‬‬

‫سيوف متتن ال تّدماء تتترووا متتن المتتاء ( يعنتتى‬


‫) فأقّروا على مذّلة و تأخير محّلة اورّووا ال ّ‬
‫لزم عليكم حينئذ أحد المرين ‪،‬‬ ‫انّهم لما طلبوا منكم القتال بالمنع من الماء فال ّ‬
‫] ‪[ 303‬‬

‫ف عن الحرب و الذعان بالعجز و الستقرار على الّذلة المستلزم لتتتأخير المنزلتتة‬ ‫إّما الك ّ‬
‫شتتجاعة ‪ ،‬و إّمتتا الستتتعداد للقتتتال و ترويتتة‬
‫شرف و ال ّ‬‫و انحطاط الّدرجة عن رتبة أهل ال ّ‬
‫سيوف من الّدماء المستلزم للّتروية من الماء ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫ن القتترار بتالعجز و‬ ‫و في هذا الكلم من الحسن و الّلطتتف متا ل يخفتى إذ متن المعلتتوم أ ّ‬
‫الثبات على الّذلة مكروه بالطبع ‪ ،‬و الّترّوي من الماء للعطاش محبتتوب بتتالطبع و العاقتتل‬
‫صل إليه و لو بترويتتة ستتيفه‬ ‫جحه عليه و يتو ّ‬‫ل يختار للمكروه على المحبوب قطعا بل ير ّ‬
‫من الّدماء فيكون القتال محبوبا عنده أيضا مع كونه مكروها بالطبع من أجل ايصاله إلتتى‬
‫المطلوب ‪.‬‬

‫ل و انحطتتاط الّرتبتتة فتّرع‬‫سلم الى كون الّتواني في الجهاد موجبتتا للتّذ ّ‬


‫و لّما أشار عليه ال ّ‬
‫على ذلك قوله ) فالموت في حياتكم مقهورين و الحياة في موتكم قاهرين ( تنبيها على أ ّ‬
‫ن‬
‫شاعر ‪:‬‬‫الحياة مع الّذلة موت في الحقيقة و الموت مع العّزة حياة كما قال ال ّ‬

‫و متتتتتتتتتتتتتتتتتتن فتتتتتتتتتتتتتتتتتتاته نيتتتتتتتتتتتتتتتتتتل العلتتتتتتتتتتتتتتتتتتى بعلتتتتتتتتتتتتتتتتتتومه‬


‫و أقلمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته فليبغهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا بحستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتامه‬

‫فمتتتتتتتتتتتتتتوت الفتتتتتتتتتتتتتتتى فتتتتتتتتتتتتتتي العتتتتتتتتتتتتتتّز مثتتتتتتتتتتتتتتل حيتتتتتتتتتتتتتتاته‬


‫ل مثل حمامه‬ ‫و عيشته في الّذ ّ‬

‫ن الحياة في حالة المقهورية و مع الّذلة و سقوط المنزلة أش تّد مقاستتاة متتن متتوت‬ ‫و ذلك ل ّ‬
‫ن المتتوت فتتي‬
‫البدن عند العاقل بكثير ‪ ،‬بل موتات متعاقبة عند ذي اللتتب البصتتير ‪ ،‬كمتتا أ ّ‬
‫حالة القاهرّية و مع العّزة موجب للتّذكر البتتاقي الجميتل فتتي التّدنيا و للجتر الجزيتل فتتي‬
‫العقبى ‪ ،‬فهو في الحقيقة حياة ل تنقطع و ل تفنى كما قال تعالى ‪:‬‬

‫ن هذا و ل يخفى ما‬ ‫عْنَد َرّبِهْم ُيْرَزُقو َ‬


‫حياٌء ِ‬
‫ل َأ ْ‬
‫ل َأْمواتًا َب ْ‬
‫لا ّ‬
‫سبي ِ‬
‫ن ُقِتلُوا في َ‬
‫ن اّلذي َ‬
‫سَب ّ‬
‫حَ‬‫َو ل َت ْ‬
‫ستتجع المطتترف ‪ ،‬و فيمتتا‬‫في هاتين الفقرتين من حسن المقابلتتة كمتتا فتتي متتا قبلهمتتا متتن ال ّ‬
‫سجع المتوازي ‪.‬‬ ‫قبلهما من ال ّ‬

‫ث أصحابه على الجهاد أشار إلى ما عليه معاوية و أصحابه من الغوى‬


‫ثّم أّنه بعد ح ّ‬

‫] ‪[ 304‬‬

‫ن معاويتتة قادلمتتة‬‫ضللة و العدول عن المنهج القويم و الصراط المستقيم بقوله ) أل إ ّ‬‫و ال ّ‬


‫من الغواة و ( ساق طائفة من البغاة ) عمس عليهم الختتبر ( و أظلتتم عليهتتم الثتتر ) حّتتتى‬
‫ن عثمتتان قتتتل مظلومتتا و أّنتته عليتته السّتتلم و‬
‫جعتتل نحتتورهم أغتتراض المنيتتة ( بايهتتام أ ّ‬
‫ن ذلك الملعون و أصحابه أولياء دمه و المستحّقون لخذ ثاره ‪ ،‬مع أّنهم‬ ‫أصحابه قاتله و أ ّ‬
‫ى منقلب ينقلبون و اما‬ ‫صراط لناكبون و في جهّنم خالدون ‪ ،‬و سيعلم الذين ظلموا أ ّ‬ ‫عن ال ّ‬
‫كيفية غلبة اصحاب معاوية على الماء فنحن نرويهتتا متتن البحتتار و متتن شتترح المعتتتزلي‬
‫جميعا من كتاب صّفين لنصر بن مزاحم بتلخيص مّنا ‪.‬‬

‫سلمى على مقّدمة معاوية و اسمه سفيان بتتن عمتترو و كتتان‬‫قال نصر ‪ :‬كان أبو العور ال ّ‬
‫ي و عليه الشتر الّنخعي مناوشة ليست ما بعظيمة ‪ ،‬فلما انصرف أبتتو‬ ‫قد ناوش مقدمة عل ّ‬
‫العور عن الحرب راجعا سبق إلى الماء فغلب عليه فتي الموضتتع المعتروف بقنصتترين‬
‫إلى جانب صّفين قد نزلوا منزل اختاروه مستويا بساطا واسعا و أختتذوا الشتتريعة ‪ ،‬فهتتى‬
‫في أيديهم ‪.‬‬

‫و ساق الشتر يتبعه فوجده غالبا على الماء و كان في أربعة آلف متتن مستبصتترى أهتتل‬
‫ضه و‬‫العراق فصدموا أبا العور و أزالوه عن الماء ‪ ،‬فأقبل معاوية في جميع الفيلق ‪ 1‬بق ّ‬
‫شتتام علتتى المتتاء و‬
‫ي و غلب معاويتتة و أهتتل ال ّ‬ ‫قضيضه ‪ ،‬فلما رآهم الشتر انحاز الى عل ّ‬
‫ستتلم فتتي جمتتوعه ‪ ،‬فطلتتب موضتتعا‬ ‫ي عليتته ال ّ‬
‫حالوا بين أهل العتتراق و بينتته و أقبتتل علت ّ‬
‫لعسكره و أمر الّناس أن يضعوا أثقالهم و هم أكثر من ماة ألف فتارس فلمتتا نزلتتوا تستترع‬
‫سهام‬‫سلم على خيولهم إلى معاوية يطعنون و يرمون بال ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫فوارس من فوارس عل ّ‬
‫شام القتال فاقتتلوا هّويا ‪ 2 .‬قتتال نصتتر ‪ :‬فحتّدثني‬ ‫و معاوية بعد لم ينزل ‪ ،‬فناوشهم أهل ال ّ‬
‫عمر بن سعد ‪ ،‬عن سعد بن طريف عن الصبغ بن نباتة قال فكتب‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتتت تتتتت ت تتتت تتتت تت تتت تتت ت‬
‫تتتت تت تتتت تت تتتت تتتت ت تت ت ت تتت ت‬
‫تتتت تتتتتتت ت تتتتتت ت تتتتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تت تتتت تت تتتتتت ت تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 305‬‬

‫ل و إّياك ‪.‬‬
‫سلم عافانا ا ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫معاوية إلى عل ّ‬

‫متتتتتتتتتتتتتا أحستتتتتتتتتتتتتن العتتتتتتتتتتتتتدل و النصتتتتتتتتتتتتتاف متتتتتتتتتتتتتن عمتتتتتتتتتتتتتل‬


‫و أقبح الطيس ثّم الّنفش ‪ 1‬في الّرجل‬

‫و كتب بعده شعرا يحثه فيه بأن يروع بجيشه من الّتسّرع و العجلة عند الحرب ‪،‬‬
‫شام مصافهم ‪ ،‬ثّم قال ‪:‬‬
‫سلم أن يوزع الّناس عن القتال حّتى أخذ أهل ال ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫فأمر عل ّ‬

‫ن هذا موقف متتن نطتتف ‪ 2‬فيتته نطتتف يتتوم القيامتتة و متتن فلتتح فيتته فلتتح يتتوم‬
‫أّيها الّناس إ ّ‬
‫القيامة ‪.‬‬

‫ل متتن الفريقيتن إلتتى معستتكره و ذهتتب شتباب متتن الّنتتاس إلتتى المتتاء‬ ‫قال فتراجع الّناس ك ّ‬
‫ل ت بتتن‬
‫شام و قد أجمعوا أن يمنعوا الماء و روى نصر عتتن عبتتد ا ّ‬ ‫ليستسقوا فمنعهم أهل ال ّ‬
‫عوف قال ‪ :‬فتسرعنا إلتتى أميتتر المتتؤمنين فأخبرنتتاه بتتذلك فتتدعا صعصتتعة بتتن صتتوحان‬
‫فقال ‪ :‬ائت معاوية فقل إّنا صرنا إليك مصيرنا هذا و أنا أكره قتالكم قبل العتتذار إليكتتم و‬
‫أنك قدمت خيلك فقاتلتنا قبتتل أن نقاتلتتك و بتتدئتنا بتتالحرب و نحتتن متتن رأينتتا الكتفّ حّتتتى‬
‫ج عليك ‪ ،‬و هذه اخرى قد فعلتموها قد حلتتتم بيتتن الّنتتاس و بيتتن المتتاء فخت ّ‬
‫ل‬ ‫ندعوك و نحت ّ‬
‫ب إليك‬ ‫بينهم و بينه حّتى ننظر فيما بيننا و بينكم و فيما قدمنا له و قدمتم له ‪ ،‬و إن كان أح ّ‬
‫شارب فعلنتتا فلّمتتا مضتتى‬ ‫أن ندع ما جئنا له و ندع الّناس يقتتلون حّتى يكون الغالب هو ال ّ‬
‫صعصعة برسالته إلى معاوية قال معاوية لصحابه ‪ :‬ما ترون ؟ فقتتال الوليتتد بتتن عقبتتة ‪:‬‬
‫أمنعهم الماء كما منعوه ابن عفان ‪ ،‬حصروه اربعين يوما يمنعونه برد الماء و لين الطعام‬
‫ل ‪ ،‬و قال عمرو بن العاص ‪ :‬خلّ بين القوم و بين‬ ‫‪ ،‬اقتلهم عطشاقتلهم ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتت تتتت تتتتتت ت تتتتتتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تت تت تتتت تتت تتتت تت تتتت تت تتتت تت‬
‫تتت ت ت تت تت تت ت تتتت تتتتت ت تتت ت تتت‬
‫تتت ت ت تت ت تتت ت تتت ت تت تت ت ت تتت تت تتت‬
‫ت تتت تتت تت ت ت ت تت تتت تت تت تت ت تتت ت تت‬
‫تت ت تتت تتتتتت ‪.‬‬
‫تتت تتت‬

‫] ‪[ 306‬‬

‫الماء فانهم لن يعطشوا و أنت رّيان ‪ ،‬و لكن لغير الماء ‪ ،‬فانظر فيما بينك و بينهتتم فأعتتاد‬
‫الوليد مقالته ‪.‬‬

‫ل بن سعيد بن أبي سرح و كان أخا عثمان من الرضتتاعة امنعهتتم المتتاء إلتتى‬ ‫و قال عبد ا ّ‬
‫لت‬
‫الليل فاّنهم إن لم يقدروا عليه رجعوا و كان رجوعهم هزيمتهم ‪ ،‬امنعهم الماء منعهتتم ا ّ‬
‫يوم القيامة فقال صعصعة اّنما يمنع الماء يوم القيامة الفجرة الكفرة شربة الخمتتر ضتتربك‬
‫و ضرب هذا الفاسق يعنى الوليد فتواثبوا إليه يشتمونه و يتهّددونه ‪ ،‬فقال معاويتتة ‪ :‬كفّتتوا‬
‫ن صعصعة لّما رجع إلينا حّدثنا بمتتا‬ ‫ل بن عوف ‪ :‬إ ّ‬ ‫عن الّرجل فاّنما هو رسول قال عبد ا ّ‬
‫قال معاوية و ما كان منه و ما رّده عليه ‪ ،‬قلنا ‪ :‬و ما الذي رّده عليك ؟ فقتتال ‪ :‬لّمتتا أردت‬
‫لت متتا راعنتتا إ ّ‬
‫ل‬ ‫ي قتتال ستتيأتيكم رأئي ‪ ،‬قتتال ‪ :‬فتتو ا ّ‬ ‫النصراف من عنده قلت ما تتترّد علت ّ‬
‫لت‬
‫صفوف و الخيل فأرسل إلى أبى العورا منعهتتم المتتاء فازدلفنتتا و ا ّ‬ ‫تسوية الّرجال و ال ّ‬
‫ستتيوف ‪ ،‬فقتتال ‪ :‬ذلتتك بيننتتا و بينهتتم حّتتتى‬ ‫إليهم فارتمينا و اطعنا بالّرماح و اضتتطربنا بال ّ‬
‫ستتلم أن ختتذوا متتن المتتاء‬ ‫ي عليه ال ّ‬ ‫ل ل نسقيهم فأرسل عل ّ‬ ‫صار الماء بأيدينا فقلنا ‪ :‬ل و ا ّ‬
‫لت قتتد نصتتركم عليهتتم‬ ‫نا ّ‬‫حاجتكم و ارجعوا إلى معسكركم و خّلوا بينهتتم و بيتتن المتتاء فتتا ّ‬
‫ن علّيتتا لتتم‬
‫ل بينهم و بين الماء فا ّ‬ ‫ببغيهم و ظلمهم و قال نصر ‪ :‬قال عمرو بن العاص ‪ :‬خ ّ‬
‫يكن ليظمأ و أنت رّيان و في يده أعنتتة الخيتتل و هتتو ينظتتر إلتتى الفتترات حّتتتى يشتترب أو‬
‫شجاع المطرق ‪ ،‬و قد سمعته أنا و أنت مرارا و هتتو يقتتول لتتو أ ّ‬
‫ن‬ ‫يموت و أنت تعلم أّنه ال ّ‬
‫معى أربعين رجل يوم فتش البيت يعني بيت فاطمتتة و يقتتول لتتو استمستتكت متتن أربعيتتن‬
‫رجل يعني من أمر الّول ‪.‬‬

‫شام هتتذا‬‫شام على الفرات فرجعوا بالغلبة و قال معاوية ‪ :‬يا أهل ال ّ‬ ‫قال ‪ :‬و لّما غلب أهل ال ّ‬
‫ل و ل أبا سفيان إن شربوا منتته أبتتدا حّتتتى يقتلتتوا بتتأجمعهم و‬
‫ل أّول الظفر ل سقاني ا ّ‬‫وا ّ‬
‫شام همداني ناسك يتتتأّله و يكتتثر العبتتادة‬ ‫تباشر أهل الشام فقام إلى معاوية رجل من أهل ال ّ‬
‫يقال‬

‫] ‪[ 307‬‬

‫له المعرى بن الفيل ‪ ،‬و كان صتديقا لعمترو بتن العتاص مواجتا لته ‪ ،‬فقتال ‪ :‬يتا معاويتة‬
‫ل لو ستتبقوكم إليتته لستتقوكم منتته‬
‫ل سبقتم القوم إلى الفرات تمنعونهم الماء أما و ا ّ‬‫سبحان ا ّ‬
‫أليتتس أعظتتم متتا تنتتالون متتن القتتوم أن تمنعتتوهم الفتترات فينزلتتون علتتى فرضتتةاخرى‬
‫ضتتعيف و متتن ل‬ ‫ن فيهم العبد و المة و الجير و ال ّ‬ ‫فيجازونكم بما صنعتم ‪ ،‬أما تعلمون أ ّ‬
‫ل أّول الجهل ) الجور ( فأغلظ له معاوية و قال لعمرو ‪ :‬اكفنى صديقك‬ ‫ذنب له ‪ ،‬هذا و ا ّ‬
‫فأتاه عمرو فأغلظ له فقال الهمدانى في ذلك شعرا‬

‫لعمتتتتتتتتتتتتتتتتتتر و ابتتتتتتتتتتتتتتتتتتي معاويتتتتتتتتتتتتتتتتتتة بتتتتتتتتتتتتتتتتتتن حتتتتتتتتتتتتتتتتتترب‬


‫و عمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترو متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدائهما دواء‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتوى طعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن يحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتار العقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل فيتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‬


‫و ضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترب حيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن يختلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتط التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّدماء‬

‫و لستتتتتتتتتتتتتتتتتتتت بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتابع ديتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن ابتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن هنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد‬


‫طتتتتتتتتتتتتتتتتتتوال التتتتتتتتتتتتتتتتتتّدهر يتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ارستتتتتتتتتتتتتتتتتتي حتتتتتتتتتتتتتتتتتتراء‬
‫لقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد وهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتب العتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاب فل عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاب‬
‫و قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد ذهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتب التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتولء فل ولء‬

‫ل حتتتتتتتتتتتتتتتتتترب‬ ‫و قتتتتتتتتتتتتتتتتتتولي فتتتتتتتتتتتتتتتتتتي حتتتتتتتتتتتتتتتتتتوادث كتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬


‫علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى عمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترو و صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاحبه العفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاء‬

‫لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت دّرك يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ابتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن هنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد‬


‫أل ّ‬
‫لقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترح الخفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاء فل خفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاء‬

‫أ تحمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتون الفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترات علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى رجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال‬


‫و فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي أيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتديهم الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل الظمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاء‬

‫و فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي العنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاق أستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتياف حتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتداد‬


‫ن القتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوم عنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد هتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم نستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاء‬
‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأ ّ‬

‫أ ترجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو أن يحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاوركم علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتيّ‬


‫بل متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاء و للحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزاب متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاء‬

‫دعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا هتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم دعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوة فأجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاب قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوم‬


‫كجرب البل خالطها الهناء‬

‫ستتلم و مكتتث أصتتحاب علتيّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫قال ثّم سار الهمداني في سواد الليل حّتى لحق بعل ّ‬
‫سلم بما فيه أهتتل العتتراق متتن العطتتش و فتتي روايتتة‬ ‫يوما و ليلة بغير ماء و اغتّم عليه ال ّ‬
‫سهل بن حنيف المروية في المجّلد الّتاسع من البحار أّنه لّمتتا أختتذ معاويتتة متتورد الفتترات‬
‫سلم لمالك الشتر أن يقول لمن على جانب الفرات ‪ :‬يقول لكم‬ ‫أمر أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ستتلم‬ ‫ي ‪ :‬اعدلوا عن الماء ‪ ،‬فلما قال ذلك ‪ :‬عدلوا عنه فورد قوم أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫عل ّ‬
‫ن عمترو بتن‬ ‫الماء فأخذوا منه ‪ ،‬فبلغ ذلك معاوية فأحضرهم و قال لهم في ذلتك فقتالوا ‪ :‬إ ّ‬
‫ن معاوية يأمركم أن تفرجوا عن الماء‬ ‫العاص جاء و قال ‪ :‬إ ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتت ت تتتت ت تتت ت ت ت تتتت ت تتتت تت‬
‫تتتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 308‬‬
‫فقال معاوية لعمرو ‪ :‬إنك لتأتى أمرا ثّم تقول ما فعلته فلّما كان من غدو كل معاوية حجتتل‬
‫بن عتاب الّنخعي في خمسة آلف فأنفذ أمير المؤمنين مالكا فنادى مثل الّول فمال حجتتل‬
‫ي و أخذوا منه ‪ ،‬فبلغ ذلك معاوية فأحضر حجل و قال لتته‬ ‫شريعة فورد أصحاب عل ّ‬ ‫عن ال ّ‬
‫حي عنه ‪ ،‬فقال ليزيد فتتي ذلتتك‬ ‫ن ابنك يزيد أتاني فقال ‪ :‬إّنك أمرت بالّتن ّ‬ ‫في ذلك ‪ ،‬فقال ‪ :‬إ ّ‬
‫فأنكر ‪ ،‬فقال معاوية ‪ :‬فاذا كان غدا فل تقبل من أحد و لو أتيتتتك حّتتتى تأختتذ ختتاتمي فلّمتتا‬
‫سلم لمالك مثتتل ذلتتك فتترأى حجتتل معاويتتة و‬ ‫كان اليوم الثالث أمر أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫أخذ منه خاتمه و انصرف عن الماء و بلغ معاوية فدعا و قتتال لتته فتتي ذلتتك فتتأراه ختتاتمه‬
‫ي ‪ ،‬رجعنتتا إلتتى روايتتة‬ ‫ن هذا متتن دواهتتي عل ت ّ‬ ‫فضرب معاوية يده على يده فقال ‪ :‬نعم و ا ّ‬
‫نصر بن مزاحم قال ‪ :‬فاتى الشعث علّيا فقال يا أمير المؤمنين أيمنعنا القوم متتاء الفتترات‬
‫لت ل نرجتتع حّتتتى نتترّده أو‬ ‫ل عّنتتا و عتتن القتتوم فتتو ا ّ‬ ‫سيوف في أيدينا ؟ خت ّ‬ ‫و أنت فينا و ال ّ‬
‫ستتلم فقتتال علتيّ ‪ :‬ذلتتك‬ ‫ي عليتته ال ّ‬ ‫نموت و مّر الشتر يعلو بخيله و يقف حيث يتتأمره علت ّ‬
‫إليكم فرجع الشعث فنادى في الناس من يريد الماء أو الموت فميعتتاده موضتتع كتتذا فتتاّني‬
‫ناهض فأتاه إثنى عشر ألفا من كندة و أفناء قحطان واضعي ستيوفهم علتى عتواتقهم فشتّد‬
‫شام و جعل يلقي رمحه و يقول لصحابه‬ ‫عليه سلحه و نهض بهم حّتى كاد يخالط أهل ال ّ‬
‫ي تقّدموا إليهم قاب رمحي هذا فلم يزل ذلك دأبه حّتى خلط القوم و حستتر‬ ‫‪ :‬بأبى أنتم و أم ّ‬
‫عن رأسه و نادى أنا الشعث بن قيتس خّلتوا عتن المتاء فنتادى أبتو العتور أمتا حّتتى ل‬
‫لت أظّنهتتا دنتتت مّنتتا و منكتتم ‪ ،‬و كتتان‬ ‫ستتيوف فل ‪ ،‬فقتتال الشتتعث قتتد و ا ّ‬ ‫يأخذنا و إّياكم ال ّ‬
‫ي فبعث إليتته الشتتعث أقحتتم الخيتتل ‪ ،‬فأقحمهتتا حّتتتى‬ ‫الشتر قد تعالى بخيله حيث أمره عل ّ‬
‫سيوف فوّلوا مدبرين ‪.‬‬ ‫شام ال ّ‬‫وضعت بسنابكها في الفرات و أخذت أهل ال ّ‬

‫قال نصر ‪ :‬و حّدثنا عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر و زيد بن الحسن قال ‪:‬‬

‫] ‪[ 309‬‬

‫ل بيننتتا و بيتتن المتتاء فتتو‬


‫فنادى الشعث ‪ 1‬عمرو بن العاص فقال ‪ :‬ويحك يابن العاص خ ّ‬
‫لت ل نخّلتتي عنتته حّتتتى تأختتذنا‬ ‫سيوف ‪ :‬فقال عمرو ‪ :‬و ا ّ‬ ‫ل لئن لم تفعل لتاخذنا و إّياكم ال ّ‬‫ا ّ‬
‫جتتل الشتتعث و الشتتتر و ذووا‬ ‫سيوف و إّياكم فيعلم رّبنا سبحانه اّينا أصبر اليتتوم ‪ ،‬فتر ّ‬ ‫ال ّ‬
‫جل معهمتتا اثنتتى عشتتر ألفتتا فحملتتوا علتتى عمتترو و أبتتي‬ ‫ي و تر ّ‬ ‫البصاير من أصحاب عل ّ‬
‫شام ‪ ،‬فأزالوهم عن المتتاء حّتتتى غمستتت خيتتل علتيّ عليتته‬ ‫العور و من معهما من أهل ال ّ‬
‫ن علّيتتا قتتال ذلتتك اليتتوم ‪ :‬هتتذا‬
‫سلم سنابكها في الماء قال نصر ‪ :‬فروى عمر بن سعيد أ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫يوم نصرتم فيه بالحمّية ‪.‬‬

‫ي يوم الماء فقال ‪ :‬أّمتتا‬


‫قال نصر ‪ :‬فحّدثنا عمر بن » شمر عن ظ « جابر قال ‪ :‬خطب عل ّ‬
‫ن القوم قد بدؤكم بالظلم إلى آخر ما رويناه سابقا قال نصر ‪ :‬و حّدثنا عمر بن شمر‬
‫بعد فا ّ‬
‫شعبي عن الحرث بن أدهم و عن صعصعة قتتال أقبتتل الشتتتر يتتوم المتتاء‬‫عن جابر عن ال ّ‬
‫شام حّتى كشفهم عن الماء و كان لوآء الشعث بن قيس متتع‬ ‫فضرب بسيفه جمهور أهل ال ّ‬
‫ل أبوك ليست الّنخع بخير من كندة ق تّدم لتتواءك فتتانّ‬ ‫معاوية بن الحرث ‪ ،‬فقال الشعث ‪ّ :‬‬
‫ظ لمن سبق ‪ ،‬فتقّدم لواء الشعث و حملت الّرجال بعضها على بعض فما زالوا كتتذلك‬ ‫الح ّ‬
‫شام عن الماء ‪ ،‬و ملك أهل العتتراق المشتترعة هتتذا و فتتي روايتتة أبتتي‬ ‫حّتى انكشف أهل ال ّ‬
‫ل بن قيس قال قتال أميتر المتؤمنين يتوم صتّفين و قتد أختذ أبتو العتور‬ ‫مخنف عن عبد ا ّ‬
‫سلم فتتي خمستتمأة‬ ‫سلمي الماء على الّناس و لم يقدر عليه أحد فبعث إليه الحسين عليه ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫فارس فكشفه عن المتتاء ‪ ،‬فلّمتا رأى ذلتك أميتتر المتتؤمنين قتال ‪ :‬ولتتدي هتتذا يقتتل بكتربل‬
‫عطشانا و ينفّر فرسه و يحمحم و يقول في حمحمته ‪ :‬الظليمة الظليمة من اّمتتة قتلتتت ابتتن‬
‫ستلم أنشتأ‬ ‫بنت نبّيها و هم يقرؤون القرآن الذي جاء به اليهم ثّم إنّ أمير المؤمنين عليته ال ّ‬
‫يقول ‪:‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ت ت ت تتت ت تتت تت تت ت تت تت تتتتت ت‬
‫تتتتت تتت تتتتتت ت تتتت تتت تت ت تت تت ت ت‬
‫تتتتت ت تت تتت ت تتتت ت تتتت تتتتت تت ت تت‬
‫تتتتت تتتتتت ت تتتت ت تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 310‬‬

‫أرى الحستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتين قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتيل قبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل مصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترعه‬


‫علمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا يقينتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأن يبلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى بأشتتتتتتتتتتتتتتتتتتترار‬

‫ل ذي نفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتس أو غيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر ذي نفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتس‬


‫و كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫يجرى إلى أجل يأتى باقدار‬

‫قال و قال عمرو بن العاص لمعاوية لّمتتا ملتتك أهتتل العتتراق المتتاء ‪ :‬متتا ظّنتتك يتتا معاويتتة‬
‫بالقوم إن منعوك اليوم الماء كما منعتهم أمس أتراك تضاربهم عليه كما ضاربوك عليه ؟‬
‫سورة ‪ ،‬فقال له معاوية ‪ :‬دع عنك ما مضى فما ظّنك بعل ّ‬
‫ي‬ ‫ما أغنى عنك أن تكشف لهم ال ّ‬
‫بن أبيطالب ؟‬

‫ن الذي جتاء لتته غيتتر المتتاء قتال نصتر ‪:‬‬


‫ل منك ما استحللت منه و إ ّ‬
‫قال ظّني أّنه ل يستح ّ‬
‫ي له ‪ :‬امنعهم الماء يا أمير المؤمنين كما منعوك ‪،‬‬
‫فقال أصحاب عل ّ‬

‫لت و‬‫فقال ‪ :‬ل ‪ ،‬خّلوا بينهتم و بينته ل أفعتل متا فعلته الجتاهلون ستنعرض عليهتم كتتاب ا ّ‬
‫لت متتا‬
‫لت قتتال ‪ :‬فتتو ا ّ‬
‫سيف ما يغني إنشتتاء ا ّ‬
‫ل ففى حّد ال ّ‬‫ندعوهم إلى الهدى فان أجابوا و إ ّ‬
‫شام و روايا أهل الشام يزدحمون على المتتاء‬ ‫أمسى الّناس حّتى رأوا سقاتهم و سقاة أهل ال ّ‬
‫ما يؤذي إنسان إنسانا‬
‫ععععععع‬

‫از جمله كلم آن امام انامست كه فرموده در حينى كه غالب شتتدند أصتتحاب معتتاويه بتتر‬
‫شتتريعه فتترات در صتّفين و منتتع نمودنتتد اصتتحاب آن حضتترت را از آب ‪ :‬بتحقيتتق كتته‬
‫اصحاب معاوية طلب مىكنند از شما آنكه طعام بدهيد بر ايشان قتالرا پتتس قتترار بدهيتتد‬
‫يا اقرار نمائيد بر خوارى و مذلت و بر باز پتتس انتتداختن منزلتتت و مرتبتتت يتتا ستتيراب‬
‫سازيد شمشيرهاى خود را از خونهاى آنجماعت يتتاغي تتتا ستتيراب شتتويد از آب صتتاف‬
‫جارى پس مرك در زندگانى شما است در حالتى كه مقهور و مغلوب هستيد و زندگانى‬
‫در مرك شما است ‪ ،‬در حالتى كه غالب و قاهر باشيد ‪ ،‬بدانيد و آگاه شويد كه معاويه بد‬
‫بنياد كشيده دست بحرب جماعت اندك را از صاحبان ضللت و عناد و پوشتتانيده استتت‬
‫بر ايشان خبر را تا آنكه گردانيده است گلوهاى ايشان را نشانيهاى سهام موت از طعتتن‬
‫و ضرب و ساير أسباب فوت ‪.‬‬

‫] ‪[ 311‬‬

‫ع عع ععع ع ع ع ععع ع ععع ععع ع ع ع عععععع ع ع‬


‫ععععععع عع ععععععع عع ععع ععععع‬

‫صدوق مرسلة في كتاب من‬ ‫و هى ملتقطة من خطبة طويلة خطب بها يوم الّنحر رواها ال ّ‬
‫ستتيد فتتي الكتتتاب فتتي ضتتمن‬
‫ل يحضره الفقيه على ما ستتتطلع عليتته و شتترح متتا أورده ال ّ‬
‫فصلين ‪:‬‬

‫ععععع ععععع‬

‫ن الّدنيا قد تصّرمت و آذنت بانقضاء و تنّكر معروفها و أدبترت حتّذاء فهتي تحفتز‬
‫أل و إ ّ‬
‫بالفنآء سكّانها ‪ ،‬و تحدو بالموت جيرانها ‪،‬‬

‫ل ستتملة كستتملة‬ ‫و قد أمّر منها ما كان خلوا ‪ ،‬و كدر منها ما كان صفوا ‪ ،‬فلتتم يبتتق منهتتا إ ّ‬
‫ل الّرحيل‬ ‫صديان لم ينقع ‪ ،‬فأزمعوا عباد ا ّ‬ ‫الداوة ‪ ،‬أو جرعة كجرعة المقلة لو تمّززها ال ّ‬
‫عن هذه الّدار المقدور على أهلها الّزوال ‪ ،‬و ل يغلبّنكم فيهتتا المتتل ‪ ،‬و ل يطتتولنّ عليكتتم‬
‫ل لو حننتم حنين التتوّله العجتتال ‪ ،‬و دعتتوتم بهتتديل الحمتتام ‪ ،‬و جتتأرتم جتتؤار‬
‫المد ‪ ،‬فو ا ّ‬
‫ل من الموال و الولد ‪ ،‬إلتماس القربة إليه في ارتفتتاع‬ ‫متبّتلي الّرهبان ‪ ،‬و خرجتم إلى ا ّ‬
‫درجة عنده ‪ ،‬أو غفران سّيئة أحصتها كتبه ‪،‬‬

‫و حفظها رسله ‪ ،‬لكان قليل فيما أرجو لكم من ثوابه ‪ ،‬و أخاف عليكم من عقتتابه ‪ ،‬و تتتالّ‬
‫لو اناثت قلوبكم إنمياثا ‪ ،‬و سالت عيونكم من رغبة إليه أو رهبة منه دما ‪ ،‬ثّم عّمرتتتم فتتي‬
‫الّدنيا ما لّدنيا باقية ‪ ،‬ما جزت‬
‫] ‪[ 312‬‬

‫أعمالكم ‪ ،‬و لو لم تبقوا شيئا من جهدكم أنعمه عليكم العظام ‪ ،‬و هداه إّياكم لليمان ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) تصّرمت ( انقطعت و فنيت و ) آذنتتت ( بالمتّد أعلمتتت و ) تنّكتتر ( جهتتل و ) الحتتذاء (‬


‫سريعة الّذهاب و روى جّذاء بالجيم و هى منقطعة الّنفع و الخير و ) حفزه ( يحفزه متتن‬ ‫ال ّ‬
‫باب ضرب دفعه من خلفه ‪ ،‬و بالّرمح طعنتته ‪ ،‬و عتتن المتتر أعجلتته و أزعجتته ‪ ،‬و حفتتز‬
‫شيء صار مّرا و ) كدر ( المتتاء كتتدرا متتن بتاب تعتتب زال‬ ‫الليل الّنهار ساقه و ) أمّر ( ال ّ‬
‫صفائه و كدر كدورة من باب صعب ‪.‬‬

‫و ) السملة ( بالفتحات البقّية من الماء يبقتتى فتتي النتتاء و ) الداوة ( بالكستتر المطهتترة و‬
‫) المقلة ( بفتح الميم و سكون القاف حصاة للقسم يقسم بها الماء عنتتد قلتتته فتتي المفتتاوز و‬
‫صتتص‬ ‫ل واحتتد منهتم و ) الّتمتّزز ( تم ّ‬
‫سفر تلقى في الماء ليعترف قتدر متتا يستقى كت ّ‬ ‫في ال ّ‬
‫صديان ( كعطشان لفظا و معنى و ) نقع ( ينقع أى سكن عطشتته‬ ‫شراب قليل قليل و ) ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫و ) ازمعت ( المر أى أجمعت و عزمت على فعله و ) المقدور ( المقّدر الذى ل بّد منتته‬
‫و ) المد ( بالّتحريك الغايتتة و ) الحنيتتن ( مصتتدر بمعنتتى الشتتوق واصتتله ترجيتتع الّناقتتة‬
‫صوتها أثر ولدها ‪.‬‬

‫و ) الوله ( جمع واله من الوله و هو ذهاب العقل و فقد الّتميز و ) العجال ( جمع عجتتول‬
‫و هى الّناقة التي تفقد أولدها و ) هديل الحمام ( نوحهتا و ) جتار ( يجتار متتن بتتاب منتتع‬
‫لت‬
‫ضم رفتتع صتتوته و تضتّرع و استتتغاث و ) الّتبتتتل ( النقطتتاع إلتتى ا ّ‬ ‫جارا و جؤارا بال ّ‬
‫ضتتم و الفتتتح الطاقتتة و ) النعتتم (‬
‫باخلص الّنية و ) انماث ( القلتتب ذاب و ) الجهتتد ( بال ّ‬
‫كأفلس جمع الّنعمة ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫حّذاء منصوب على الحال ‪ ،‬و الّرحيل منصوب على المفعولّية ‪ ،‬و قوله التماس منصوب‬
‫على المفعول له ‪ ،‬و لكان قليل جواب لوحننتم ‪ ،‬و ما في قولها ما التّدنيا باقيتة ظرفّيتة أى‬
‫مدة بقائه ‪ ،‬و جملة و لو لم تبقوا اه معترضة بين الفعل و هو جتتزت و مفعتتوله التتذى هتتو‬
‫أنعمه و العظام صفة النعم ‪ ،‬و هداه بالّنصب المحّلي عطف على أنعمه ‪.‬‬

‫] ‪[ 313‬‬
‫عععععع‬

‫ن مدار هذا الفصل من الخطبة على فصول ثلثة ‪.‬‬


‫اعلم ا ّ‬

‫ععععع ععععع‬

‫متضّمن للّتنفير عن الّدنيا و الّتحذير منها و الّنهى عن عقد القلب عليها و المتتر بالّرحيتتل‬
‫ن الّدنيا قد تصّرمت ( اى انقطعت ) و آذنت بانقضاء (‬ ‫عنها ‪ ،‬و إليه أشار بقوله ) أل و إ ّ‬
‫قد مضى في شرح الخطبة الّثامنتة و العشترين و الخطبتتة الّثانيتة و الربعيتن متا يوضتتح‬
‫ستلم ‪ ،‬فتان رجعتتت إلتى متا ذكرنتتاه هنتاك تعتترف أ ّ‬
‫ن‬ ‫معنى هذه الفقرة من كلمه عليه ال ّ‬
‫سلم من تصّرم الّدنيا و انقطاعها هو تقضى أحوالها الحاضرة شيئا فشيئا و‬ ‫مراده عليه ال ّ‬
‫ن المراد من إعلمها بالنقضاء هو العلم بلسان الحال على ما مّر تفصيل ‪.‬‬ ‫أّ‬

‫) و تنّكر معروفها و أدبرت حذاء ( و هى اشارة إلى تغّيرها و تبّدلها و سرعة انقضتتائها‬
‫ن ما كان منها معروفا لك يصير في زمان يسير مجهول عنتتدك و ادنتتى‬ ‫و ادبارها حّتى أ ّ‬
‫ما هو شاهد على ذلك هو حالة شبابك الذي كنت انتتس إليتته متبهجتتابه كيتتف طتترء عليهتتا‬
‫المشيب في زمان قليل ‪:‬‬

‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتباب كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأن لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم يكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن‬


‫فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوّلى ال ّ‬
‫ل المشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتيب كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأن لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزل‬
‫و حتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬

‫ن المشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتيب كصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتبح بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدا‬


‫كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأ ّ‬
‫شباب كبدر أفل‬ ‫و أّما ال ّ‬

‫) فهى تحفز بالفناء سّكانها ( اى تعجلهم و تسوقهم أو تطعنهم برماح الفناء و تتتدفعهم متتن‬
‫خلفهم حّتتتى تتتوقعهم فتتي حفرتهتتم ) و تحتتدو بتتالموت جيرانهتتا ( حّتتتي توصتتلهم إلتتى دار‬
‫ستتنون‬
‫سلف الماضين و الهلين و القربين كيف توالت عليهم ال ّ‬ ‫غربتهم ‪ ،‬أفل ترى إلى ال ّ‬
‫و طحنتهم المنون و فقتتدتهم العيتتون ‪ ،‬أو ل تتترى إلتتى الملتتوك و الفراعنتتة و الكاستترة و‬
‫سياسنة كيف انتقلوا عن القصور و ربات الخدور إلى ضيق القبور ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫بتتتتتتتتتتتتتتتتتتاتوا علتتتتتتتتتتتتتتتتتتى قلتتتتتتتتتتتتتتتتتتل الجبتتتتتتتتتتتتتتتتتتال تحرستتتتتتتتتتتتتتتتتتهم‬


‫غلتتتتتتتتتتتتتتتتتتب الّرجتتتتتتتتتتتتتتتتتتال فلتتتتتتتتتتتتتتتتتتم ينفعهتتتتتتتتتتتتتتتتتتم القلتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬

‫و استتتتتتتتتتتتتتتتتتنزلوا بعتتتتتتتتتتتتتتتتتد عتتتتتتتتتتتتتتتتتّز عتتتتتتتتتتتتتتتتتن معتتتتتتتتتتتتتتتتتاقلهم‬


‫إلتتتتتتتتتتتتتتتتتتى مقتتتتتتتتتتتتتتتتتتابرهم يتتتتتتتتتتتتتتتتتتابئس متتتتتتتتتتتتتتتتتتا نزلتتتتتتتتتتتتتتتتتتوا‬
‫نتتتتتتتتتتتتتتتاداهم صتتتتتتتتتتتتتتتارخ متتتتتتتتتتتتتتتن بعتتتتتتتتتتتتتتتد متتتتتتتتتتتتتتتا دفنتتتتتتتتتتتتتتتوا‬
‫أيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن الستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترة و الّتيجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتان و الحلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬

‫جبتتتتتتتتتتتتتتتتتتة‬
‫أيتتتتتتتتتتتتتتتتتتن الوجتتتتتتتتتتتتتتتتتتوه الّتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي كتتتتتتتتتتتتتتتتتتانت مح ّ‬
‫من دونها تضرب الستار و الكلل‬

‫] ‪[ 314‬‬

‫فأفصتتتتتتتتتتتتتتتتتح القتتتتتتتتتتتتتتتتتبر عنهتتتتتتتتتتتتتتتتتم حيتتتتتتتتتتتتتتتتتن ستتتتتتتتتتتتتتتتتائلهم‬


‫تلتتتتتتتتتتتتتتتتتتك الوجتتتتتتتتتتتتتتتتتتوه عليهتتتتتتتتتتتتتتتتتتا التتتتتتتتتتتتتتتتتتّدود تنتقتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬

‫قتتتتتتتتتتتتد طتتتتتتتتتتتتال متتتتتتتتتتتتا أكلتتتتتتتتتتتتوا فيهتتتتتتتتتتتتا و هتتتتتتتتتتتتم شتتتتتتتتتتتتربوا‬


‫فأصتتتتتتتتتتتتتتبحوا بعتتتتتتتتتتتتتتد طتتتتتتتتتتتتتتول الكتتتتتتتتتتتتتتل قتتتتتتتتتتتتتتد أكلتتتتتتتتتتتتتتوا‬

‫و طتتتتتتتتتتتتتتتتال متتتتتتتتتتتتتتتتا كتتتتتتتتتتتتتتتتثروا المتتتتتتتتتتتتتتتتوال و اّدختتتتتتتتتتتتتتتتروا‬


‫فخّلفوهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى العتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتداء و ارتحلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوا‬

‫و طتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّيدوا دورا لتحصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتنهم‬


‫ففتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتارقوا التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّدور و الهليتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن و انتقلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوا‬

‫أضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتحت مستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاكنهم و حشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا معطلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة‬


‫و ستتتتتتتتتتتتتتتتتاكنوها إلتتتتتتتتتتتتتتتتتى الجتتتتتتتتتتتتتتتتتداث قتتتتتتتتتتتتتتتتتد رحلتتتتتتتتتتتتتتتتتوا‬

‫ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل الخليفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة إذ وافتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت منّيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‬


‫أيتتتتتتتتتتتتتتتتتن الجنتتتتتتتتتتتتتتتتتود و أيتتتتتتتتتتتتتتتتتن الخيتتتتتتتتتتتتتتتتتل و الختتتتتتتتتتتتتتتتتول‬

‫أيتتتتتتتتتتتتتتتتتتن الكنتتتتتتتتتتتتتتتتتتوز التتتتتتتتتتتتتتتتتتتي كتتتتتتتتتتتتتتتتتتانت مفاتحهتتتتتتتتتتتتتتتتتتا‬


‫تنتتتتتتتتتتتتتتتتتوء بالعصتتتتتتتتتتتتتتتتتبة المقتتتتتتتتتتتتتتتتتوين لتتتتتتتتتتتتتتتتتو حملتتتتتتتتتتتتتتتتتوا‬

‫أيتتتتتتتتتتتتتتتتتتن العبيتتتتتتتتتتتتتتتتتتد التتتتتتتتتتتتتتتتتتتي أرصتتتتتتتتتتتتتتتتتتدتهم عتتتتتتتتتتتتتتتتتتددا‬


‫أيتتتتتتتتتتتتتتتتتن الحديتتتتتتتتتتتتتتتتتد و أيتتتتتتتتتتتتتتتتتن التتتتتتتتتتتتتتتتتبيض و الستتتتتتتتتتتتتتتتتل‬

‫أيتتتتتتتتتتتتتتتتتن الفتتتتتتتتتتتتتتتتتوارس و الغلمتتتتتتتتتتتتتتتتتان متتتتتتتتتتتتتتتتتا صتتتتتتتتتتتتتتتتتنعوا‬


‫طيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذبل‬
‫صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوارم و الخ ّ‬
‫أيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن ال ّ‬
‫أيتتتتتتتتتتتتتتتتتتن الكفتتتتتتتتتتتتتتتتتتاة أ لتتتتتتتتتتتتتتتتتتم يكفتتتتتتتتتتتتتتتتتتوا خليفتهتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‬
‫لّمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا رأوه صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتريعا و هتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو يبتهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬

‫أيتتتتتتتتتتتتتتن الكمتتتتتتتتتتتتتتاة التتتتتتتتتتتتتتتي متتتتتتتتتتتتتتاجوا لمتتتتتتتتتتتتتتا غضتتتتتتتتتتتتتتبوا‬


‫أيتتتتتتتتتتتتتتن الحمتتتتتتتتتتتتتتاة التتتتتتتتتتتتتتتتي تحمتتتتتتتتتتتتتتتى بتتتتتتتتتتتتتته التتتتتتتتتتتتتتّدول‬

‫أيتتتتتتتتتتتتتتتتتتن الّرمتتتتتتتتتتتتتتتتتتاة أ لتتتتتتتتتتتتتتتتتتم تمنتتتتتتتتتتتتتتتتتتع بأستتتتتتتتتتتتتتتتتتهمهم‬


‫لّمتتتتتتتتتتتتتتتتتتا أتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك ستتتتتتتتتتتتتتتتتتهام المتتتتتتتتتتتتتتتتتتوت تنتصتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬

‫هيهتتتتتتتتتتتتتتتتتات متتتتتتتتتتتتتتتتتا منعتتتتتتتتتتتتتتتتتوا ضتتتتتتتتتتتتتتتتتيما و ل دفعتتتتتتتتتتتتتتتتتوا‬


‫عنتتتتتتتتتتتتتتتتتتك المنّيتتتتتتتتتتتتتتتتتتة إذ وافتتتتتتتتتتتتتتتتتتى بتتتتتتتتتتتتتتتتتتك الجتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬

‫و ل الّرشتتتتتتتتتتتتتتتتتا دفعتهتتتتتتتتتتتتتتتتتا عنتتتتتتتتتتتتتتتتتك لتتتتتتتتتتتتتتتتتو بتتتتتتتتتتتتتتتتتذلوا‬


‫و ل الّرقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى نفعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت فيهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا و ل الخيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاعدوك و ل واستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاك أقربهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم‬


‫بل سّلموك لها يا قبح ما فعلوا ‪1‬‬

‫) و قد أمّر منها ما كان حلتتوا و كتتدر منهتتا متتا كتتان صتتفوا ( و ذلتتك مشتتاهد بالوجتتدان و‬
‫مرئي بالعيان ‪ ،‬إذ المور التي تقع لذيذة فيها و يجدها النسان فتتي بعتتض الحيتتان حلتتوة‬
‫صتتافية عتتن الكتتدورات خاليتتة عتتن متترارة الّتنغيتتص هتتي فتتي معتترض الّتغيتتر و الّتبتّدل‬
‫ل و يصدق عليه أّنه قد عرضت له متتن‬ ‫بالمرارة و الكدر ‪ ،‬فما من أحد تخاطبه بما ذكر إ ّ‬
‫تلك اللذات ما استعقب صفوتها كدرا و حلوتهتا مترارة إّمتا متن شتباب تبتّدل بمشتيب أو‬
‫حة بمرض ‪.‬‬ ‫ل أو ص ّ‬‫غنى بفقر أو عّز بذ ّ‬

‫صتتديان ( و‬
‫ل سملة كسملة الداوة أو جرعة كجرعة المقلة لو تمّززهتتا ال ّ‬ ‫) فلم يبق منها إ ّ‬
‫شارح البحراني ‪ :‬هذا‬
‫صصها العطشان لم يرو و ) لم ينقع ( قال ال ّ‬ ‫تم ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتت تت تتتتت ت ت ت تت تتتتت تتتتت تت‬
‫تتت تتتت تتتتتتتت ) ت ( تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 315‬‬
‫ن بقتتاء متتاله علتتى حستتب‬ ‫ل شخص شخص من الّنتتاس ‪ ،‬فتتا ّ‬ ‫تقليل و تحقير لما بقي منها لك ّ‬
‫ستتملة لبقيتهتتا و‬
‫ل شخص فيها يسير و وقتتته قصتتير ‪ ،‬و استتتعار لفتتظ ال ّ‬ ‫بقائه فيها و بقاء ك ّ‬
‫شبه ما أشار إليه بقوله ‪:‬‬ ‫شبهها بقّية الماء في الداوة و بجرعة المقلة ‪ ،‬و وجه ال ّ‬

‫ن العطشتتان الواجتتد لبقّيتتة المتتاء فتتي الداوة أو‬‫صتتديان لتتم ينقتتع ‪ ،‬أى كمتتا أ ّ‬
‫لو تمّززهتتا ال ّ‬
‫صصها لم ينقع عطشه ‪ ،‬كتتذلك طتتالب التّدنيا المتعطتتش إليهتتا الواجتتد لبقّيتتة‬ ‫الجرعة لو تم ّ‬
‫عمره و لليسير من الستمتاع فيه بلّذات الّدنيا ل يشفى ذلك غليله و ل يسكن عطشه ‪.‬‬

‫ثّم أّنه بعد الّتنبيه على تحقير الّدنيا و الّتنفير عنها أمر بالّرحيل عنها بقوله ) فازمعوا عباد‬
‫ل الّرحيل عن هذه الّدار المقدور على أهلها الزوال ( يعنى إذا كانت ال تّدنيا بهتتذه المثابتتة‬
‫ا ّ‬
‫من الّدنائة و الحقارة معقبة صفوها للكدورة متغّيرة حلوتها إلى المرارة فل ب تّد لكتتم متتن‬
‫ل و الرغبة إلتتى‬ ‫العزم على الّرحيل عنها بقطع العليق الّدنيوية عن القلب و القبال إلى ا ّ‬
‫ق أهلها من الّزوال و كتب لسكانها من الّرحيل و النتقتتال ‪،‬‬ ‫ل مع ما قّدر في ح ّ‬‫رضوان ا ّ‬
‫أفل تنظر إلى المم الماضية و القرون الفانية و إلى من عاشرتهم متتن صتتنوف الّنتتاس و‬
‫شّيعتهم إلى الرماس كيف اخترمتهم أيدى المنتتون متن قتترون بعتتد قترون ‪ ،‬أ و ل تعتتتبر‬
‫مّمن مضى من أسلفك و من وارته الرض من الّفك ‪ ،‬و من فجعت بتته متتن اخوانتتك و‬
‫نقلت إلى دار البل من أقرانك ‪.‬‬

‫فهتتتتتتتتتتتتتتتتم فتتتتتتتتتتتتتتتتي بطتتتتتتتتتتتتتتتتون الرض بعتتتتتتتتتتتتتتتتد ظهورهتتتتتتتتتتتتتتتتا‬


‫محاستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتنهم فيهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوال دواثتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر‬

‫خلتتتتتتتتتتتتتتتتت دورهتتتتتتتتتتتتتتتتم منهتتتتتتتتتتتتتتتتم و اقتتتتتتتتتتتتتتتتوت عراصتتتتتتتتتتتتتتتتهم‬


‫و ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاقتهم نحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو المنايتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا المقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتادر‬

‫و خلتتتتتتتتتتتتتتوا عتتتتتتتتتتتتتتن التتتتتتتتتتتتتتّدنيا و متتتتتتتتتتتتتتا جمعتتتتتتتتتتتتتتوا لهتتتتتتتتتتتتتتا‬


‫و ضّمتهم تحت الّتراب الحفاير‬

‫) و ( بعد متتا اعتتتبرت بمتتا رأيتتته متتن الهليتتن و الختتوان ‪ ،‬و اّدكتترت بمتتا شتتاهدته متتن‬
‫ن عليكم ( فيهتتا ) المتتد ( أى ل‬ ‫المثال و القران فالبتة ) ل يغلبنكم فيها المل و ل يطول ّ‬
‫تتّوهم طول مدة البقاء فيها مع ما شاهدت من قصر مّدتها و قرب زوالها ‪.‬‬

‫ع ععععع عععععع‬

‫لت و عقتتابه ‪ ،‬فتتاّنه بعتتد متتا نّبتته علتتى تحقيتتر التّدنيا و‬


‫متضّمن للّتنبيه على عظيتتم ثتتواب ا ّ‬
‫الّتحذير عنها و أمر بالعزم على الجّد و الرتحال أشار إلى ما ينبغى أن يهتّم به‬
‫] ‪[ 316‬‬

‫ل و عقابه فأشار إلى تعظيمها بتحقير السباب‬ ‫و يلتفت إليه و يرجي و يخشى من ثواب ا ّ‬
‫صل بها العباد ‪ ،‬و يعتمدون عليها في الفوز إلى الّثواب و الهتترب متتن‬
‫و الوسايل التي يتو ّ‬
‫العقاب ‪.‬‬

‫ل مثل ) حنين الوله العجال ( شوقا و رغبتتة ) و دعتتوتم (‬ ‫ل لو حننتم ( إلى ا ّ‬


‫و قال ) فو ا ّ‬
‫له تعالى ) بهديل ( مثل هتديل ) الحمتام ( استيحاشتا و وحشتة ) و جتأرتم ( إليته ستبحانه‬
‫ل من الموال و الولد‬ ‫بمثل ) جؤار متبّتلى الّرهبان ‪ ( 1‬خوفا و خشية ) و خرجتم إلى ا ّ‬
‫ل ( و ثمينا للوصول‬ ‫( و تركتم الوطان و البلد و فعلتم كل ذلك ) ل لتماس القربة إلى ا ّ‬
‫ل ) في ارتفاع درجة عنده أو غفران سيئة أحصتها كتبه و حفظها رستتله (‬ ‫إلى رضوان ا ّ‬
‫الكرام البررة ) لكان ( ذلك كّله ) قليل فيما أرجولكم من ثوابه و أخاف عليكم من عقابه ‪.‬‬
‫لت‬
‫صله على ما ذكره البحرانتتي هتتو أنكتتم لتتو أتيتتتم بجميتتع أستتباب الّتقتّرب إلتتى ا ّ‬ ‫( و مح ّ‬
‫الممكنة لكم من عبادة و زهد ملتمسين بذلك الّتقّرب إليه في أن يرفع لكتتم عنتتده درجتتة أو‬
‫يغفر لكم سّيئة أحصتها كتبه و الوجه المحفوظة لكان الذي أرجوه من نوابه للمتقّرب إليتته‬
‫في أن يرفع منزلته من حضرة قدسه أكثر مّما يتصّوره المتقّرب أّنه يصتتل إليتته بتقّربتته ‪،‬‬
‫سيئة عنده أكثر متتن العقتتاب التتذي‬ ‫و لكان الذي أخافه من عقابه على المتقّرب في غفران ّ‬
‫يتّوهم أّنه يدفعه عن نفسه بتقّريه ‪.‬‬

‫ل أن يخلص بكلّيته في التقّرب إليه ليصل إلتتى متتا‬ ‫فينبغي لطالب الّزيادة في المنزلة عند ا ّ‬
‫لت‬
‫هو أعظم مّما يتّوهم أّنه يصل إليه من المنزلة عنده ‪ ،‬و ينبغى للهارب متتن ذنبتته إلتتى ا ّ‬
‫ن المتتر فتتي‬ ‫أن يخلص من هول ما هو أعظم مما يتوهم انه يدفعه عن نفسه بوسيلته ‪ ،‬فتتا ّ‬
‫ل لعباده الصالحين من الثواب العظيتتم و متتا أعتّده لعتتدائه الظتتالمين متتن‬ ‫معرفة ما أعّد ا ّ‬
‫ل مّما يتصّوره عقول البشر ما دامت في عالم الغربة ‪ ،‬و إن كان عقولهم‬ ‫العقاب الليم أج ّ‬
‫في ذلك الدراك متفاوتة ‪ ،‬و لّما كانت نفسه القدستّية أشتترف نفتتوس الخلتتق لجتترم نستتب‬
‫الّثواب المرجّو لهم و العقاب المخوف عليهم إلى رجائه و خوفهو ذلك لقتّوة اطلعتته متتن‬
‫ذلك على ما لم يطلعوا عليه ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫تت‬
‫تت تتتت ت‬
‫) ‪ ( 1‬ت تتتت تتت تت ت تت تتتتت تت ت‬
‫تتت ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتت تتت تتتت ت تتتت ت تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 317‬‬
‫ع ععععع عععععع‬

‫ل لتو انمتاثت‬ ‫ل علتتى العبتتاد و إليتته أشتار بقتوله ) و تتا ّ‬


‫متضّمن للّتنبيه على عظيم نعمة ا ّ‬
‫قلوبكم انمياثا و سالت عيونكم في رغبة إليه ( سبحانه ) أو رهبة منه دمتا ثتّم عّمرتتم فتي‬
‫الّدنيا ما الّدنيا باقية ما جزت أعمالكم ( التي أتيتموها و بذلتم فيها جهدكم و سعيكم ) و لتتو‬
‫لم تبقوا شيئا من جهدكم أنعمه ( التي أنعم بها ) عليكم ( من نعمه ) العظتتام و هتتداه ايتتاكم‬
‫لليمان ( ‪.‬‬

‫لت و متتا عستتاه‬‫ل ما أتيتم به من العمال التتتي بتتذلتم جهتتدكم فيهتتا فتتي طاعتتة ا ّ‬
‫نكّ‬
‫يعنى أ ّ‬
‫يمكنكم أن تأتوا به منها فهو قاصر عن مجازاة نعمه العظام و ل سّيما نعمة الهدايتتة التتتي‬
‫ل بتوفيتتق منتته‬‫ن القيام بوظايف العبودّية ليتتس إ ّ‬ ‫هى أشرف اللء و أفضل الّنعماء ‪ ،‬مع أ ّ‬
‫سبحانه و تأييد منه ‪ ،‬و ذلك من جملة نعمه أيضا فكيف يجازى نعمته و نعم ما قيل ‪:‬‬

‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتكر اللتتتتتتتتتتتتتتتتتته نعمتتتتتتتتتتتتتتتتتتة موجبتتتتتتتتتتتتتتتتتتة لشتتتتتتتتتتتتتتتتتتكره‬


‫و كيف شكري بّره و شكره من بّره‬

‫ععععععع‬

‫از جمله خطب لطيفه و شريفه آنحضرتستتت در بيتتان تحقيتتر دنيتتاى فتتانى و ترغيتتب بتته‬
‫عقباى جاودانى ميفرمايد ‪:‬‬

‫آگاه باشيد كه بدرستتى دنيتا روى آورده بانقطتتاع و فنتا و اعلم كترده استتت بتته زوال و‬
‫انقضاء و مجهول شده است معروف آن بجهت اينكه باندك فرصتى و كمتر مدتى تغييتر‬
‫و تبديل مىيابد لذايذ آن بر ضّد آن ‪ ،‬و پشتتت كتترده و ادبتتاد نمتتوده در حتتالتيكه ستترعت‬
‫كننده و شتابنده است ‪ ،‬پس آن ميراند بنيزه فنا ستتاكنان ختتود را و ميرانتتد بستتوى متترگ‬
‫همسايگان خود را ‪ ،‬و به تحقيق كه تلخ گشت از دنيا آنچه بتتود شتتيرين و بتتا كتتدورت و‬
‫ناصاف شد از آن آنچه بود صاف و گزين ‪ ،‬پتتس بتتاقى نمانتتده استتت از دنيتتا مگتتر بقيتته‬
‫مانند بقيه آب در مطهره يا مقدار يك آشتتاميدن مثتتل مقتتدار يتتك آشتتاميدن كتته بمقلتته اختتذ‬
‫نمايند در وقت قحط آبي كه اگر بمكد آن بقيه و جرعه را صتتاحب عطتتش فرونتته نشتتاند‬
‫تشنگى او را پس عزم نمائيد اى بندكان خدا بر كوچ‬

‫] ‪[ 318‬‬

‫نمودن از اين سراى پر جفا كه مقّدر شده است در حق اهل او زوال و فنتتا ‪ ،‬و بايتتد كتته‬
‫غالب نشود شما را در اين دنيا آرزوى نفس و هوا و بايد كه توهم ننمائيتتد در ايتتن ستترا‬
‫در ازى مدت و طول بقا را ‪.‬‬
‫پس قسم به خداوند كه اگر ناله كنيد شما مثل ناله كردن شتران حيران و سر گتتردان كتته‬
‫گم نماينده باشند بچه كان خود شانرا ‪ ،‬و بخوانيد خدا را بنوحه حزين مثل نوحه نمتتودن‬
‫كبوتران ‪ ،‬و تضرع نمائيد بخداوند مانند تضرع نمودن زاهدان نصتتارى و بيتترون آييتتد‬
‫از أموال و اولد بجهة خدا در بلند شدن درجتته نتتزد او ستتبحانه و تعتتالى ‪ ،‬يتتا آمرزيتتدن‬
‫گناهيكه شمرده باشد آن گناه را نامه اعمال و ضبط نموده باشد او را فرشتكان حضرت‬
‫ذو الجلل هر آينه باشد اين جمله اندك در آنچه اميد ميدارم براى شما از ثتتواب دادن او‬
‫و در آنچه مىترسم از براى شما از عقاب كردن او ‪.‬‬

‫و سوگند به خدا كه اگر گداخته شود قلبهاى شما گداختنى از ترس الهى ‪،‬‬

‫و روان شود چشمهاى شما بجهت رغبت ثواب او و از جهت ترس از عتتذاب او بختتون‬
‫هاى دمادم پس از آن عمر نمائيد در دنيتتا متاداميكه دنيتا باقيستت جتتزا و مكافتات نباشتتد‬
‫عملهاى شما كه در اين مدت به عمل آوردهايد و اگر چه باقى نگذاريد چيتتزى از ستتعى‬
‫و طاقت خود بنعمتهتتاى عظيمتته او ستتبحانه ‪ ،‬كتته بشتتما انعتتام فرمتتوده ‪ ،‬و بتته هتتدايت و‬
‫راهنمائى او بسوى ايمان كه در حق شما مرعى داشته ‪:‬‬

‫يعنى اگر تا انقراض دنيا مشغول عمل صالح شويد و دقيقه فتور ننمائيد برابرى اين نعم‬
‫ق شما التفات فرموده است نخواهد بود ‪.‬‬
‫عظيمه كه در ح ّ‬

‫ععععع عععععع‬

‫منها في ذكر يوم النحر فتي صتفة الضتحية و متن تمتام الضتحية استشتراف اذنهتا ‪ ،‬و‬
‫سلمة عينها ‪ ،‬فإذا سلمت الذن و العين سلمت الضحية و تّمتتت ‪ ،‬و لتتو كتتانت عضتتباء‬
‫القرن تجّر رجلها إلى المنسك ‪.‬‬

‫] ‪[ 319‬‬

‫ععععع‬

‫ضم الهمزة و كسرها اتباعا للحاء و الياء المخّففة و الجمع أضاحى و يقال‬ ‫) الضحية ( ب ّ‬
‫شاة التي تضحى بهتتا أى تذبتتح بهتا‬ ‫ضحية أيضا و الجمع ضحايا كعطية و عطايا و هي ال ّ‬
‫ضحاة ‪ ،‬و منها سّمى يوم الضحى للعاشر من ذي الحجة و ) الستشتتراف ( الرتفتتاع و‬
‫النتصتاب يقتال اذن شترفاء اى منتصتتبة و ) العضتباء ( المكستتور القتترن و قيتل القتترن‬
‫ل النسك و هو العبادة و المراد به هنا المذبتتح و يجتتوز فيتته فتتتح‬
‫الّداخل و ) المنسك ( مح ّ‬
‫سين و كسرها ‪.‬‬
‫ال ّ‬
‫ععععععع‬

‫ل الّرفتتع علتتى الّنصتتب متتن استتم‬


‫قوله و لو كانت ‪ ،‬شرطّية وصلّية ‪ ،‬و جملة تجّر في مح ّ‬
‫ل الّنصب على الحالّية ‪ ،‬و في نسخة الفقيه على ما ستطلع عليه و لو كانت‬ ‫كان أو في مح ّ‬
‫عضباء القرن أو تجّر رجلها إلى المنسك فل تجزى ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ن الضحية مستحبة مؤكدة إجماعا بل يمكتتن دعتتوى ضتترورة مشتتروعيتها و قتتول‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫ل على شّدة الستحباب مضافا إلى الجماع أخبار كثيرة ‪.‬‬ ‫السكافي بوجوبها شاّذ و يد ّ‬

‫ل عليه و آله و سّلم استفر هو اضحاياكم فاّنهتتا مطايتتاكم‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫ففى الفقيه قال رسول ا ّ‬
‫صراط ‪.‬‬
‫على ال ّ‬

‫ل عليتته‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم فقالت يا رسول ا ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫و جائت أّم سلمة إلى الّنب ّ‬
‫حي ؟ فقتال ‪:‬‬‫و آله و سّلم يحضر الضحى و ليس عندي ثمن الضتتحية فأستتتقرض فأضت ّ‬
‫ي و يغفر لصاحب الضحية عند أّول قطرة يقطر من‬ ‫حي فاّنه دين مقض ّ‬ ‫استقرضي و ض ّ‬
‫دمها ‪.‬‬

‫سلم قلت له ‪ :‬ما عّلة الضحية ؟ فقال‬


‫ل عليه ال ّ‬
‫و من العلل عن أبي بصير عن أبى عبد ا ّ‬
‫‪:‬‬

‫ل متتن‬‫لت عتّز و جت ّ‬ ‫إّنه يغفر لصاحبها عند أّول قطرة تقطر من دمها في الرض و ليعلم ا ّ‬
‫ل لحومها ‪ ،‬و ل دمائها و لكن يناله الّتقتتوى ث تّم‬‫ل ‪ :‬لن ينال ا ّ‬
‫ل عّز و ج ّ‬‫يّتقيه بالغيب قال ا ّ‬
‫ل قربان هابيل ورّد قربان قابيل ‪.‬‬‫قال ‪ :‬انظر كيف قبل ا ّ‬

‫لت‬
‫ب إلتتى ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم قال ‪ :‬ما من عمل يوم الّنحر أحت ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫و روي عن النب ّ‬
‫ل من‬‫عّز و ج ّ‬

‫] ‪[ 320‬‬

‫ل بمكان قبل أن‬


‫ن الّدم ليقع من ا ّ‬
‫إراقة دم و أّنها لتأتى يوم القيامة بقرونها و أظلفها ‪ ،‬و أ ّ‬
‫يقع الرض فطيبوا بها نفسا ‪.‬‬

‫ل صتترفة متتن جلتتدها حستتنة ‪ ،‬و بكت ّ‬


‫ل‬ ‫ن لكتتم بكت ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم أيضا أ ّ‬
‫و عنه صّلى ا ّ‬
‫قطرة من دمها حسنة ‪ ،‬و أّنها لتوضع في الميزان فابشروا ‪.‬‬
‫ن قوله ) و من تمام الضتحية استشتراف اذنهتا و ستلمة عينهتا (‬‫إذا عرفت ذلك فأقول إ ّ‬
‫أراد بذلك أن ل يكون بعض أذنها أو جميعها مقطوعة و أن ل يكون عوراء ) فاذا سلمت‬
‫الذن ( من الّنقص ) و العين ( من العور ) سلمت الضحية و تّمت ( أى أجزئت ) و لتتو‬
‫كانت عضباء القرن ( و عرجاء ) تجّر رجلها إلى المنسك ( ‪.‬‬

‫عععع‬
‫ععععع‬

‫ن الضحية مستحبة عندنا و هل سلمة العين و الذن شرط الجزاء أو شرط‬ ‫قد عرفت أ ّ‬
‫ن قوله ‪ :‬إذا سلمت الذن و العين ستتلمت الضتتحية‬
‫الكمال ظاهر كلمه يعطى الّول ‪ ،‬ل ّ‬
‫يدل بمفهومه على أّنه إذا لم تسلم الذن و العين لم تسلم الضحية ‪ ،‬و معنى عدم سلمتها‬
‫عدم كفايتها في التيان بالمستحب ‪.‬‬

‫صتتفار باستتناده عتتن‬


‫و هو المستفاد أيضا مّما رواه في الوستتايل عتتن محّمتتد بتتن الحستتن ال ّ‬
‫لت عليته و آلته‬‫لت صتّلى ا ّ‬‫ل عليه قال ‪ :‬أمرنا رسول ا ّ‬ ‫ي صلوات ا ّ‬ ‫شريح بن هاني عن عل ّ‬
‫شتترقاء و المقابلتتة و‬
‫في الضاحي أن تستشرف العيتتن و الذن و نهانتتا عتتن الخرقتتاء و ال ّ‬
‫المدابرة ‪.‬‬

‫صدوق في معانى الخبار الخرقاء أن يكتتون فتتي الذن نقتتب مستتتدير و الشتترقاء‬ ‫و عن ال ّ‬
‫المشقوقة الذن باثنين حّتى ينفذ إلى الطرف و المقابلة أن يقطع في مقتتدم اذنهتتا شتتيء ثتّم‬
‫يترك ذلك معلقا لثنين كأنه زنمة و يقال لمثل ذلك من البتل المزنتم و المتدابرة ان يفعتل‬
‫شاة ‪.‬‬
‫ذلك بمؤخر اذن ال ّ‬

‫ستتلم قتتال ‪ :‬قتتال‬


‫و في الوسايل أيضا عن السكونى عن جعفر عن أبيه عن آبتتائه عليهتتم ال ّ‬
‫حى بالعرجاء البّين عرجهتتا ‪ ،‬و ل بتتالعوراء التتبّين‬ ‫ل عليه و آله ل يض ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫رسول ا ّ‬
‫عورها و ل بالعجفاء ‪ ،‬و ل بالخرقاء ‪ ،‬و ل بالجدعاء ‪ ،‬و ل بالعضباء ‪ ،‬هذا ‪.‬‬

‫] ‪[ 321‬‬

‫و لكن الظهر هو أّنهما شرطا الكمال فيكون المراد بالمر و الّنهى في رواية شريح هتتو‬
‫الستحباب و الكراهة دون الوجوب و الحرمة ‪ ،‬و علتتى الكراهتتة أيضتتا يحمتتل قتتوله ‪ :‬ل‬
‫حى بالعرجاء اه في الّرواية الّثانية ‪.‬‬
‫يض ّ‬

‫ضتتحية‬‫ستتلم عتتن ال ّ‬
‫ل عليتته ال ّ‬
‫ل على ما ذكرناه ما رواه الحلبي قال ‪ :‬سألت أبا عبد ا ّ‬
‫و يد ّ‬
‫تكون الذن مشقوقة ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن كان شّقها و سما فل باس و إن كان شّقا فل يصلح ‪ ،‬فتتان‬
‫لفظة ل يصلح ظاهرة في نفى الكمال أو المراد بالضتتحية فتتي الّروايتتتين هتتي الضتتحية‬
‫الواجبة المسماة بالهدى دون المستحبة ‪ ،‬و على ذلك فيبقى المتتر و النهتتى و الّنفتتي علتتى‬
‫صحة ‪.‬‬
‫شروط المذكورة شرطا لل ّ‬‫ظاهرها فيكون ال ّ‬

‫ي بن جعفر اّنه سأل أخاه موستى ابتن جعفتر‬ ‫صدوق باسناده عن عل ّ‬


‫ل عليه ما رواه ال ّ‬ ‫و يد ّ‬
‫ل بعتتد شتترائها هتتل تجتتزى‬
‫سلم عن الّرجل يشتتترى الضتتحية عتتوراء فل يعلتتم إ ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫ل أن يكون هديا واجبا فاّنه ل يجوز أن يكون ناقصا ‪ ،‬هذا ‪.‬‬ ‫عنه ؟ قال ‪ :‬نعم إ ّ‬

‫ن بنتاء‬‫ل حمل الّروايتين على الوجه الخير أولى نظترا إلتى فهتم الصتتحاب حيتث إ ّ‬ ‫و لع ّ‬
‫ل بعد صرف الضحية فيهمتتا إلتتى‬ ‫استدللهم في الشروط الواجبة للهدى عليهما و ل يتّم إ ّ‬
‫ن ستتلمة العيتتن و الذن فتتي الضتتحية شتترط‬ ‫الهدى ‪ ،‬و كيف كان فقد ظهر مّما ذكرنتتا أ ّ‬
‫ص به غير واحتتد متتن‬ ‫ي بن جعفر التي قد مّرت ‪ ،‬و قد ن ّ‬ ‫الكمال كما هو صريح رواية عل ّ‬
‫ستتلم فتتي الخطبتتة ‪ :‬و متتن تمتتام‬
‫الصحاب أيضا ‪ ،‬و عليه فل بتّد أن يتتراد بقتتوله عليتته ال ّ‬
‫الضحية انه كمالها فافهم جّيدا‬

‫عععععع‬

‫ن كسر القرن الخارج مع سلمة الداخل و هو البيض الذي في وسط الخارج ل بأس به‬ ‫أّ‬
‫في الهدي و الضحية جميعا ‪ ،‬و أّما كسر الّداخل فان كان في الهدى فل يجزي قطعا ‪ ،‬و‬
‫سلم على ما رواه السّيد ) ره ( يعطي الجزاء ‪،‬‬
‫أما في الضحية فظاهر كلمه عليه ال ّ‬

‫صدوق التية فالعدم ‪ ،‬قال المحّدث الحّر في الوسائل بعتتد نقلتته روايتتة‬
‫و أّما على رواية ال ّ‬
‫صدوق ‪ :‬و هو محمول على الستحباب ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫عععععع‬

‫صدوق فهى‬
‫ن المستفاد من كلمه هنا أيضا إجزاء العرجاء و على ما رواه ال ّ‬
‫أّ‬

‫] ‪[ 322‬‬

‫حى بالعرجتتاء التتبّين عرجهتتا فتتي روايتتة‬


‫أيضتتا غيتتر مجزيتتة و يطتتابقه قتتوله ‪ :‬و ل يض ت ّ‬
‫ل أن يراد بها الّتضحية بالواجب على ما ذكرناه سابقا ‪ ،‬قتتال العلمتتة‬ ‫السكوني السالفة ‪ ،‬إ ّ‬
‫ي المنتهى العرجاء البّين عرجها التي عرجها متفاحش يمنعهتا السّتتير متتع‬ ‫) ره ( في محك ّ‬
‫ن في العلف و الّرعى فتهزل ‪.‬‬ ‫الغنم و مشاركته ّ‬
‫ععععع ععععععععع‬

‫ستتلم أى أميتتر‬ ‫صتتدوق هتتذه الخطبتتة فتتي الفقيتته مرستتلة قتتال ‪ :‬و خطتتب عليتته ال ّ‬ ‫روى ال ّ‬
‫ل أكبر ا ّ‬
‫ل‬ ‫لوا ّ‬ ‫لا ّ‬ ‫ل أكبر ل إله إ ّ‬ ‫ل أكبر ا ّ‬
‫سلم في عيد الضحى فقال ا ّ‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫لت‬
‫شكر على متتا » فيمتتا « أولنتتا و الحمتتد ّ‬ ‫ل أكبر على ما هدانا و له ال ّ‬‫ل الحمد ا ّ‬ ‫أكبر و ّ‬
‫سلم يبدء بتتالّتكبير إذا ص تّلى الظهتتر متتن‬ ‫على ما رزقنا من بهيمة النعام ‪ ،‬و كان عليه ال ّ‬
‫يوم الّنحر و كان يقطع الّتكبير آخر أيام التشريق عند الغتتداة ‪ ،‬و كتتان يكّبتتر فتتي دبتتر كت ّ‬
‫ل‬
‫ل الحمد ‪ ،‬فاذا انتهتتى‬ ‫ل أكبر و ّ‬ ‫ل أكبر ا ّ‬‫لوا ّ‬ ‫ل أكبر ل إله إل ا ّ‬
‫ل أكبر ا ّ‬‫صلة فيقول ‪ :‬ا ّ‬
‫صلة صعد المنتتبر‬ ‫إلى المصّلى تقّدم فصّلى بالّناس بغير أذان و ل إقامة ‪ ،‬فاذا فرغ من ال ّ‬
‫ثّم بدء فقال ‪:‬‬

‫ل أكبر زنة عرشه رضا نفسه و عدد قطر سمائه و بحاره لته الستتماء‬ ‫ل أكبر ا ّ‬
‫ل أكبر ا ّ‬
‫ا ّ‬
‫لت أكتتبر كتتبيرا متكتتبرا و إلهتتا‬
‫ل حّتى يرضى و هو العزيتتز الغفتتور ‪ ،‬ا ّ‬
‫الحسنى و الحمد ّ‬
‫ضاّلون ‪.‬‬‫ل ال ّ‬
‫مّتعززا و رحيما متحّننا يعفو بعد القدرة و ل يقنط من رحمته إ ّ‬

‫لت نحمتتده و‬
‫لت حّنانتتا قتتديرا و الحمتتد ّ‬
‫لت كتتثيرا و ستتبحانه ا ّ‬
‫لا ّ‬
‫ل أكبر كتتبيرا و ل إلتته إ ّ‬
‫ا ّ‬
‫ن محّمدا عبده و رسوله ‪،‬‬ ‫ل هو و أ ّ‬ ‫نستعينه و نستغفره و نستهديه و نشهد أن ل إله إ ّ‬

‫ل و رسوله فقد ضتت ّ‬


‫ل‬ ‫ل و رسوله فقد اهتدى و فاز فوزا عظيما ‪ ،‬و من يعص ا ّ‬‫من يطع ا ّ‬
‫ضلل بعيدا و خسر خسرانا مبينا ‪.‬‬

‫ل و كثرة ذكر الموت و الّزهد في الّدنيا التي لتتم يتمّتتتع بهتتا متتن‬
‫ل بتقوى ا ّ‬
‫أوصيكم عباد ا ّ‬
‫كان فيها قبلكم ‪ ،‬و لن تبقى لحد من بعدكم ‪ ،‬و سبيلكم فيها سبيل الماضين أل ترون أّنهتتا‬
‫قد تصّرمت و آذنت بانقضاء و تنّكر معروفها و أدبتترت حتّذاء فهتتى تختتبر » تحفتتز خ «‬
‫بالفناء و ساكنها يحدي بالموت ‪ ،‬فقد أمّر منها ما كان حلوا و كدر منها ما كان‬

‫] ‪[ 323‬‬

‫ل ستتملة كستتملة الدواة و جرعتتة كجرعتتة النتتاء و لتتو يتمّززهتتا‬‫صتتفوا فلتتم يبتتق منهتتا إ ّ‬
‫صديان لم تنقع غلبة بها ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫ل بالّرحيل من هذه الّدار المقدور على أهلها الّزوال ‪ ،‬الممنتتوع أهلهتتا متتن‬
‫فازمعوا عباد ا ّ‬
‫ل مذعنتتة بتتالمنون ‪ ،‬فل‬ ‫ى يطمع بالبقتتآء و ل نفتتس إ ّ‬
‫الحياة المذللة أنفسهم بالموت ‪ ،‬فل ح ّ‬
‫ل أّيام الحياة‬
‫يغلبّنكم المل ‪ ،‬و ل يطل عليكم المد ‪ ،‬و ل تغتّروا فيها بالمال ‪ ،‬و تعّبدوا ّ‬
‫‪.‬‬
‫ل لو حننتم حنين الواله العجلن ‪ ،‬و دعوتم بمثل دعاء النام ‪ ،‬و جأرتم جؤار متبّتلي‬ ‫فو ا ّ‬
‫ل من الموال و الولد التماس القربة إليتته فتتي ارتفتتاع درجتتة‬‫الّرهبان ‪ ،‬و خرجتم إلى ا ّ‬
‫عنده ‪ ،‬أو غفران سّيئة أحصتها كتبه و حفظتها رسله ‪ ،‬لكان قليل فيما أرجولكم من ثوابه‬
‫و أتخّوف عليكم من أليم عقابه ‪.‬‬

‫ل لو انماثت قلوبكم انمياثا ‪ ،‬و سالت عيونكم من رغبتتة إليتته أو رهبتتة منتته دمتتا ‪ ،‬ثتمّ‬ ‫و با ّ‬
‫عّمرتم في الّدنيا ما كانت الّدنيا باقية ما جتتزت أعمتتالكم و لتتو لتتم تبقتتوا شتتيئا متتن جهتتدكم‬
‫لنعمه العظام عليكم ‪ ،‬و هداه إّياكم إلى اليمان ما كنتم لتستحّقوا أبد الّدهر متتا ال تّدهر قتتائم‬
‫بأعمالكم جّنته و ل رحمته و لكن برحمته ترحمون ‪ ،‬و بهداه تهتدون ‪،‬‬

‫ل و إّياكم برحمته من الّتائبين العابدين ‪.‬‬


‫و بهما إلى جّنته تصيرون ‪ ،‬جعلنا ا ّ‬

‫لت‬
‫ن هذا يوم حرمته عظيمة و بركته مأمولة ‪ ،‬و المغفرة فيه مرجّوة ‪ ،‬فأكثروا ذكتتر ا ّ‬ ‫وإّ‬
‫حى منكم بجذع من المعز فتتاّنه‬‫و استغفروه و توبوا إليه إّنه هو الّتواب الّرحيم ‪ ،‬و من ض ّ‬
‫ضأن يجتتزي ‪ ،‬و متتن تمتتام الضتتحية استشتتراف عينهتتا و‬
‫ل يجزى عنه ‪ ،‬و الجذع من ال ّ‬
‫اذنها ‪،‬‬

‫و إذا سلمت العين و الذن تّمت الضحية ‪ ،‬و انكانت عضباء القرن أو تجّر برجلهتتا إلتتى‬
‫المنسك فل تجزي ‪.‬‬

‫ل على ما رزقكتتم متتن بهيمتتة النعتتام و‬ ‫و إذا ضحيتم فكلوا و أطعموا و اهدوا و احمدوا ا ّ‬
‫شهادة ‪،‬‬‫صلة ‪ ،‬و آتوا الزكاة ‪ ،‬و أحسنوا العبادة ‪ ،‬و أقيموا ال ّ‬
‫أقيموا ال ّ‬

‫ن ثتتواب ذلتتك عظيتتم ل‬


‫ج و الصّتتيام ‪ ،‬فتتا ّ‬
‫و ارغبوا فيما كتب عليكم و فرض الجهاد و الح ّ‬
‫ينفذ ‪ ،‬و تركه و بال ل يبيد ‪ ،‬و أمروا بالمعروف ‪ ،‬و انهوا عن المنكر ‪ ،‬و اخيفوا‬

‫] ‪[ 324‬‬

‫الظالم ‪ ،‬و انصروا المظلوم ‪ ،‬و خذوا على يد المريب و احسنوا إلتى النستاء و متا ملكتت‬
‫ق ‪ ،‬و ل تغرّنكم الحيتتاة‬
‫أيمانكم ‪ ،‬و اصدقوا الحديث ‪ ،‬و أّدوا المانة و كونوا قّوامين بالح ّ‬
‫ل الغرور‬
‫الّدنيا و ل يغرّنكم با ّ‬

‫ععععععع‬

‫بعض ديگتتر از ايتتن خطبتته در يتتاد كتتردن عيتتد قربتتان در صتتفت گوستتفند قربتتانى بيتتان‬
‫ميفرمايد ‪ :‬كه از تمامى گوسفند قربانيست درازى گوش او و سلمتى چشتم او پتس هتر‬
‫گاه سلمت باشد گوش و چشم بستتلمت باشتتد آن قربتتانى و بمرتبتته تمتاميت ميرستتد ‪ ،‬و‬
‫أگر چه باشد گوسفند شاخ شكسته و بكشد پاى خود را بسبب لنگى بسوى رفتن بموضتتع‬
‫صواب ‪،‬‬‫ل أعلم بال ّ‬
‫عبادت كه عبارتست از قربانگاه ‪ ،‬و ا ّ‬

‫و إليه المآب ‪.‬‬

‫ع عع عععع عع عععع عععععع‬

‫ك البل الهيتتم يتتوم‬


‫ي تدا ّ‬
‫و هى الثالثة و الخمسون من المختار في باب الخطب فتداّكوا عل ّ‬
‫ي ‪ ،‬أو بعضتهم قاتتل‬ ‫وردها قد أرسلها راعيها و خلعتتت مثانيهتتا ‪ ،‬حّتتتى ظننتتت أّنهتتم قتاتل ّ‬
‫ي‪،‬‬
‫بعض لد ّ‬

‫ل قتتتالهم أو‬
‫و قد قّلبت هذا المر بطنه و ظهره ‪ ،‬حّتى منعني الّنوم فما وجتتدتني يستتعني إ ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ ،‬فكانت معالجة القتتتال أهتتون عل ت ّ‬
‫ي‬ ‫الجحود بما جاء به محّمد صّلى ا ّ‬
‫ي من موتات الخرة ‪.‬‬ ‫من معالجة العقاب ‪ ،‬و موتات الّدنيا أهون عل ّ‬

‫ععععع‬

‫) الّدك ( هو الّدق و الّتداك مأخوذ منه و ) الهيم ( بالكسر العطاش و ) الورد (‬

‫] ‪[ 325‬‬

‫شرب و في بعض الّنسخ يوم ورودها و هو حضورها لشرب الماء و ) المثتتاني ( جمتتع‬ ‫ال ّ‬
‫مثنتتاة بالفتتتح و الكستتر و هتتى الحمتتال متتن صتتوف أو شتتعر يثنتتى و يعقتتل بهتتا البعيتتر و‬
‫) قاتلي ( على صيغة الجمع مضافة إلى ياء المتكلم ‪ ،‬و ) وجدتنى ( على صيغة المتكلم ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫ن و الّنتتوم منصتتوب بنتتزع الختتافض ‪ ،‬و جملتته‬


‫ل استتم ا ّ‬
‫بعضهم بالّنصب عطف على محت ّ‬
‫ى ‪ ،‬للستتتعلء المعنتتوى علتتى حتّد قتتوله‬
‫يسعني مفعول ثان ‪ ،‬و علي في قتتوله اهتتون علت ّ‬
‫ى ذنب ‪.‬‬
‫تعالى و لهم عل ّ‬

‫عععععع‬

‫شارح البحراني ‪ :‬هذا الكلم إشارة إلى صفة أصحابه بصّفين لّمتتا طتتال منعهتتم متتن‬ ‫قال ال ّ‬
‫ل على أّنه لبيان حالة البيعة ل ستتّيما‬ ‫شواهد تد ّ‬‫ن كثيرا من ال ّ‬ ‫شام و في البحار أ ّ‬
‫قتال أهل ال ّ‬
‫ستتلم فتتي ذكتتر‬‫ما كان في نسخة ابن أبي الحديد فانه ذكر العنوان ‪ :‬و من كلم له عليتته ال ّ‬
‫ك البتتل الهيتتم يتتوم وردهتتا ( كنايتتة عتتن شتّدة‬
‫ى تتتدا ّ‬
‫البيعة و كيف كان فقوله ) فتداّكوا عل ّ‬
‫ى و تزاحموا مثل تزاحم البل العطاش حين شرب الماء‬ ‫ازدحامهم يعني أّنهم اجتمعوا عل ّ‬
‫ك بعضها بعضا ) قد أرسلها راعيها و خلعت مثانيها ( اى اطلقها راعيها و خلع عقالها‬ ‫تد ّ‬
‫ى ( لفرط ما شاهدت منهم من الّزحام و‬ ‫) حّتى ظننت اّنهم قاتلي أو بعضهم قاتل بعض لد ّ‬
‫ك ) و قتتد قلبتتت هتتذا المتتر بطنتته و ظهتتره ( و‬ ‫شّدة ما رأيت منهم متتن الجتمتتاع و التتتدا ّ‬
‫شام و أترّدد بين القتتدام عليتته و تركتته ‪ ،‬او المتتراد‬‫صرت أتفّكر في أمر القتال مع أهل ال ّ‬
‫أمر الخلفة حسبما استتتظهره المحتّدث المجلستتى ) حّتتتى منعنتتى ( ذلتتك متتن ) الّنتتوم ( و‬
‫ل قتتتالهم ( اى قتتتال معاويتتة و أصتتحابه علتتى متتا ذكتتره‬ ‫الكتترى ) فمتتا وجتتدتنى يستتعني إ ّ‬
‫البحراني أو قتال الّناكثين على ما ذكره المجلسي » قد « ) او الجحود بما جاء بتته محّمتتد‬
‫ل عليه و آله و سّلم ( و قد مّر وجه انحصار أمره في القتال و الجحود فتتي شتترح‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫ل و متتن رستتوله‬ ‫صل و قد ذكرنا هناك أّنه كان سامورا من ا ّ‬ ‫كلمه الّثالث و الربعين مف ّ‬
‫بقتال الّناكثين و القاسطين‬

‫] ‪[ 326‬‬

‫ل و حكتتم رستتوله و بيتتن‬ ‫و المارقين ‪ ،‬فكان أمره دائرا بين الجهاد و القتال امتثال لحكم ا ّ‬
‫الترك و المنابذة المستلزمين للجحود و المخالفة و العقتتاب فتتي الختترة ) فكتتانت معالجتتة‬
‫ي من معالجة العقتتاب ( إذ ستتعادة التّدنيا و شتتقاوتها و نعمتهتتا و نقمتهتتا ل‬‫القتال أهون عل ّ‬
‫نسبة لها إلى ستتعادة الختترة و شتتقوتها ‪ ،‬لّنهتتا فانيتتة ل تبقتتى و تلتتك دائمتتة ل تتتزول ) و‬
‫ى من موتات الخرة ( و المراد بموتات الّدنيا شدايدها و أهوالها و‬ ‫موتات الّدنيا أهون عل ّ‬
‫شتتدايد‬
‫متاعبها بقرينة موتات الخرة ‪ ،‬و يحتمل أن يراد بالولى أنواع الموت و بالّثانية ال ّ‬
‫التي هى أشّد من الموت‬

‫ععععععع‬

‫از جمله كلم بلغت نظام آن حضرت استتت كتته اشتتاره استتت بحتتال اصتتحاب ختتود در‬
‫صفين در حينى كه ايشان را منع ميفرمود از قتال أهل شام بجهة اينكه حتترص و شتتوق‬
‫ايشان بجهاد بيشتر گردد بملحظه اينكه طبيعت انسان مجبولستتت بتتآنكه هتتر چنتتد او را‬
‫از امرى منع نمايند شوق او در طلب او زياد خواهد شد چنانكه گفتهاند ‪:‬‬

‫ب شيء إلى النسان مامنعا ‪ ،‬و يا اشاره است بحتال بيعتتت كنتتدگان متترا و را بعتتد از‬ ‫أح ّ‬
‫قتل عثمان كه ازدحام داشتند در بيعت او ميفرمايد ‪:‬‬

‫پس كوفتند يكديگر را بر سر بيعت من چتتون كتتوفتن شتتتران تشتتنه يكتتديگر را در روز‬
‫وارد شدن ايشان بر آب در حالتى كه واگذاشته باشتتد ايشتتانرا چراننتتده ايشتتان و بركنتتده‬
‫شده باشد ريسمانهاى زانو بند ايشان تا اينكه گمان كردم كه ايشان كشنده مننتتد يتتا بعتتض‬
‫ايشان كشنده بعض ديگرند نزد من و بتحقيق كه برگرداندم پشت و شكم اينكار را حّتتتى‬
‫اينكه بازداشت تفّكر در آن مرا از خواب ‪ ،‬پس نيتتافتم ختتود را كتته وستتعت داشتتته باشتتد‬
‫بمن امرى مگر كار زار نمودن با أهل شام يتتا بتتا طلحتته و زبيتتر و اتبتتاع ايشتتان ‪ ،‬و يتتا‬
‫ل و عل ‪،‬‬ ‫ق جت ّ‬‫انكار نمودن بآنچه كه آمده است با او حضرت خاتم النبيتتا از جتتانب ح ت ّ‬
‫پس شد علج جنك نمودن و كوشش نمودن در آن آسانتر نزد من از علج كردن عقاب‬
‫و عتتذاب ‪ ،‬و مرگهتتاى دنيتتا آستتانتر در نتتزد متتن از مرگهتتاى آختترت و ستتختيهاى روز‬
‫قيامت‬

‫] ‪[ 327‬‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫و هو الرابع و الخمسون من المختار فى باب الخطب و قد استبطأ اصحابه اذنتته لهتتم فتتي‬
‫لت متتا أبتتالي أدخلتتت إلتتى المتتوت أو‬‫ل ذلك كراهية الموت فو ا ّ‬ ‫القتال بصفين أّما قولكم أك ّ‬
‫ل و أنتتا‬
‫ل ما دفعت الحتترب يومتتا إ ّ‬ ‫شام فو ا ّ‬
‫ي ‪ ،‬و أّما قولكم شكّا في أهل ال ّ‬
‫خرج الموت إل ّ‬
‫ى متتن أن أقتلهتتا‬‫ب إل ت ّ‬
‫أطمع أن تلحق بي طايفة فتهتدي بي و تعشو إلى ضؤئي و ذلك أح ت ّ‬
‫على ضللها و أن كانت تبوء بآثامها ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) عشى ( إلى نار و إليها يعشو عشوا رآها ليل من بعيد ببصر ضعيف فقصدها ‪،‬‬

‫شاعر ‪:‬‬
‫ل قاصد عاش ‪ ،‬قال ال ّ‬
‫و يقال لك ّ‬

‫متتتتتتتتتتتتتتتتى تتتتتتتتتتتتتتتتأته تعشتتتتتتتتتتتتتتتو إلتتتتتتتتتتتتتتتى ضتتتتتتتتتتتتتتتوء نتتتتتتتتتتتتتتتاره‬


‫تجد خير نار عندها خير موقد‬

‫و ) باء ( باثمه رجع به قال سبحانه ‪:‬‬

‫ك اى ترجع إلى رّبك متلّبسا باثمي و اثمك‬


‫ن َتُبوء ِبِإْثمي و ِإْثِم َ‬
‫ِإّني ُأريُد َأ ْ‬

‫ععععععع‬

‫كلّ ذلك في بعض الّنسخ بالّنصب فيكون مفعول لفعل محذوف ‪ ،‬و كراهّية منصوب على‬
‫ل مرفتتوع‬ ‫ل ذلك لجل كراهّيتتة المتتوت ‪ ،‬و فتتي أكتتثر الّنستتخ كت ّ‬ ‫المفعول لجله اى تفعل ك ّ‬
‫ل هذا مفعول او تفعله كراهية للموت ‪ ،‬و جوز فتتي‬ ‫فيكون مبتدء محذوف الخبر تقديره أك ّ‬
‫ل بالّرفع على أّنه خبر منته و شتّكا منصتتوب علتتى أّنتته‬ ‫الكراهية الّرفع أيضا على قرائة ك ّ‬
‫ك ‪ ،‬او منصتتوب علتتى‬ ‫شت ّ‬‫مفعول له أيضا و عامله محتتذوف أى إّنتتي استتامح فتتي القتتتال لل ّ‬
‫ك شّكا‬
‫المصدرّية أى أش ّ‬
‫] ‪[ 328‬‬

‫عععععع‬

‫شتتام فتتي‬
‫اعلم أّنتته قتتد روى أّنتته لّمتتا ملتتك أميتتر المتتؤمنين المتتاء بصتّفين و ستتمح بأهتتل ال ّ‬
‫المشاركة و المساهمة رجاء أن يعطفوا إليه استتتمالة لقلتتوبهم و إظهتتار اللمعدلتتة و حستتن‬
‫سيرة فيهم ‪ ،‬مكث أّياما ل يرسل إلى معاوية أحدا و ل يأتيه من عنده أحد ‪ ،‬قال لتته أهتتل‬ ‫ال ّ‬
‫شتتام‬
‫العراق ‪ :‬يا أميتتر المتتؤمنين خّلفنتتا نستتائنا و ذرارينتتا بالكوفتتة و جئنتتا إلتتى أطتتراف ال ّ‬
‫ن الّناس قد قالوا ‪ ،‬قال لهم ‪ :‬ما قالوا ؟‬‫لنّتخذها وطنا ائذن لنا في القتال فا ّ‬

‫ن متتن الّنتتاس متتن‬ ‫ن الّناس يظّنون أّنك تكره الحرب كراهية للمتتوت و أ ّ‬ ‫فقال منهم قائل ‪ :‬إ ّ‬
‫سلم بذلك و رّد زعم الفرقتتة الولتتى‬ ‫شام فأجابهم عليه ال ّ‬
‫ك من قتال أهل ال ّ‬ ‫ن أّنك في ش ّ‬‫يظ ّ‬
‫لت متتا أبتتالى أدخلتتت إلتتى المتتوت أو ختترج‬ ‫بقوله ) أّما قولكم أكل ذلك كراهّية الموت فو ا ّ‬
‫ل بمعزل عن تقّيته الموت خصوصا متتن بلتتغ الغايتتة‬ ‫ن العارف با ّ‬ ‫الموت إلى ( ضرورة أ ّ‬
‫في الكمالت الّنفسانية و الخصال القدسّية و رّد زعم الفرقتتة الّثانيتتة بقتتوله ) و أّمتتا قتتولكم‬
‫ل ما دفعت الحرب يوما إل و أنا أطمع أن تلحق بي طائفة ( منهتتم‬ ‫شام فو ا ّ‬‫شّكا في أهل ال ّ‬
‫) فتهتدي بى و تعشو إلى ضوئى ( و تستضيئوا بي و فيه تعريض بضتتعف بصتتائر أهتتل‬
‫شام فهم في الهتداء بهداه كمن يعشتتو ببصتتر ضتتعيف إلتتى الّنتتار فتتي الليتتل و لمّتتا كتتان‬ ‫ال ّ‬
‫المقصود بالذات للنبياء و الولياء هتتو اهتتتداء الخلتتق بهتتم و الكتستتاب متتن كمتتالتهم و‬
‫الستضائة بأنوارهم ‪ ،‬و كان تحصيل ذلك المقصود بالّلطف و الّرفتتق أولتتى متتن القتتتل و‬
‫القتال ‪ ،‬ل جرم حسن انتظاره بالحرب و مدافعتها يوما فيومتتا طمعتتا لن يلحتتق بتته منهتتم‬
‫من يجذب العناية اللهّية بذهنه و يجّره نور الّتوفيق الزلي إلى مدارج الكمال و اليقين و‬
‫ى متتن أن أقتلهتتا‬‫ب إلت ّ‬‫ق المبين و لجل ذلك رّتب عليه قوله ) و ذلك أحت ّ‬ ‫سلوك طريق الح ّ‬
‫ضاّلة ) تبوء ( إلى رّبها ) بآثامها (‬ ‫على ضللها و ان كانت ( الطائفة ال ّ‬

‫] ‪[ 329‬‬

‫ل نفس بما كسبت رهينة و ل تزر وازرة وزر أخرى‬


‫إذ ك ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جمله كلم آن عاليمقام است در حالتى كتته ديتر شتتمردند اصتتحاب او رخصتتت و اذن‬
‫دادن او ايشان را در جنگ صفين كه فرمود ‪:‬‬

‫اّما گفتار شما كه آيا اينهمه تعّلل و تأخير و منع از قتال بجهة مكروه داشتتتن مرگستتت و‬
‫فنا پس قسم بخداوند كه هيچ باك ندارم كه داخل شوم بسوى مرگ يا ختتارج شتتود متترك‬
‫بسوى من ‪ ،‬و أّما گفتار شما كه اين تاخير و مسامحه بجهة شك من استتت در قتتتال أهتتل‬
‫ق خدا كه دفع نكردم حربرا يك روز مگر بملحظه طمعى كه دارم در اينكه‬ ‫شام پس بح ّ‬
‫لحق شود بمن طايفه پس هدايت يابند بجهة اقتداء بمن و بنگرند بچشتتم ضتتعيف بستتوى‬
‫روشنى راه من ‪ ،‬و اين محبتتوبتر استتت نتتزد متتن از آنكتته بكشتتم آن گتتروه را بگمراهتتى‬
‫ايشان و اگر چه باشند كه باز ميگردند بگناهان خود در آن جهان ‪.‬‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫و هتتو الختتامس و الخمستتون متتن المختتتار فتتي بتتاب الخطتتب و قتتد قتتاله فتتي قصّتتة ابتتن‬
‫الحضرمي بعد إصابة محّمد بن أبي بكر بمصر حسبما تطلع عليه ل في يوم صّفين على‬
‫لت عليتته و آلتته نقتتتل آبائنتتا و‬
‫لت صتّلى ا ّ‬
‫شارح البحرانى و لقد كّنا مع رسول ا ّ‬ ‫ما زعمه ال ّ‬
‫ل إيمانتتا و تستتليما ‪ ،‬و مضتّيا علتتى الّلقتتم ‪ ،‬و‬
‫أبنائنا و إخواننا و أعمامنا متتا يريتتدنا ذلتتك إ ّ‬
‫صبرا على مضض اللم ‪ ،‬و جّدا في جهاد العدّو ‪ ،‬و لقتتد كتتان الّرجتتل مّنتتا و الختتر متتن‬
‫عدّونا يتصاولن تصاول الفحلين ‪ ،‬يتخالسان أنفسهما أّيهما يسقي‬

‫] ‪[ 330‬‬

‫لت صتتدقنا أنتتزل‬


‫صاحبه كأس المنون ‪ ،‬فمّرة لنا من عدّونا و مّرة لعدّونا مّنا ‪ ،‬فلّما رأى ا ّ‬
‫بعدّونا الكبت ‪ ،‬و أنزل علينا الّنصر ‪ ،‬حّتى استقّر السلم ملقيا جرانه ‪ ،‬و متبّوء أو طانه‬
‫لت‬
‫و لعمري لو كّنا نأتي ما أتيتم ما قام للّدين عمود ‪ ،‬و ل اخضّر لليمتان عتود ‪ ،‬و أيتم ا ّ‬
‫لتحتلبّنها دما ‪،‬‬

‫و لتتبعّنها ندما ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) لقم ( الطريق بالّتحريتتك الجتتاّدة الواضتتحة و ) المضتتض ( بفتتتح الّول و الثتتاني أيضتتا‬
‫ل واحتد متن‬ ‫ن يحمتل كت ّ‬‫صولة ( الحملة و التصتاول متأخوذ منته و هتو أ ّ‬ ‫وجع اللم و ) ال ّ‬
‫القرنين علتتى صتتاحبه و ) التختالس ( الّتستتالب و ) الكبتتت ( الذلل و ) جتتران ( البعيتتر‬
‫مقّدم عنقه من مذبحه إلى منحره و ) تبّوأت ( المنزل نزلته‬

‫ععععععع‬

‫ل الّنصتب علتى الخبرّيتة ‪ ،‬و أّيهمتا يستقى بتالّرفع مرفتوع علتى‬ ‫جملة يتصاولن في محت ّ‬
‫ى هذه استفهامّية ل يجوز كونها موصولة لفساد المعنى‬ ‫البتداء ‪ ،‬و جملة يسقى خبره و ا ّ‬
‫ن الموجود في الّنسخ رفعها ‪ ،‬و لو كانت موصتتولة ل بتّد متتن انتصتتابها قتال‬ ‫مضافا إلى أ ّ‬
‫ى لكتتونه معربتتا تقتتول فتتي الستتتفهام‬
‫ي ‪ :‬يتبّين الستفهام من غيره في أ ّ‬
‫نجم الئمة الّرض ّ‬
‫ى ‪ ،‬و إذا كان موصول قلت علمت أّيهم قتتام بنصتتبه و ليتتس معنتتى‬ ‫علمت أيهم قام برفع أ ّ‬
‫ن قائل‬ ‫ن علمت المقّدم على أّيهم مفيد أ ّ‬ ‫الستفهام هنا هو استفهام المتكّلم للزوم الّتناقض ل ّ‬
‫ن العلم واقع على مضمون الجملة فلو‬ ‫هذا الكلم عارف بنسبة القيام إلى القائم المعّين ‪ ،‬ل ّ‬
‫ن اّيهتتم قتتام‬
‫ل على أّنه ل يعتترف انتستتاب القيتتام إليتته ‪ ،‬ل ّ‬ ‫ى لستفهام المتكّلم لكان دا ّ‬
‫كان أ ّ‬
‫شتتاك بتتاّنه زيتتد أو‬
‫استفهام عن مشكوك فيه هتتو انتستتاب القيتتام إلتتى معيتتن رّبمتتا يعرفتته ال ّ‬
‫غيره ‪ ،‬فيكون المشكوك فيه اذن الّنسبة و قد كان المعلوم هتتو تلتتك الّنستتبة و هتتو تنتتاقض‬
‫فنقول اذن أداة الستفهام لمجّرد الستفهام‬

‫] ‪[ 331‬‬

‫ن نستتبة القيتتام‬‫ل لستفهام المتكّلم و المعنى عرفت المشكوك فيه الذي يستفهم عنه و هو أ ّ‬
‫ن جميع أدوات الستفهام ترد علتتى التتوجه المتذكور‬ ‫ى شخص هي ثّم قال ‪ :‬ثّم اعلم أ ّ‬ ‫إلى أ ّ‬
‫ك ل ترجيتتح فيتته لحتتد الجتتانبين‬‫ل فعتتل شت ّ‬‫أى لمجّرد الستفهام ل لستفهام المتكّلم بعد ك ّ‬
‫على الخر لتبيين المشكوك فيه نحو شككت أزيد في الّدار أم عمرو ‪ ،‬و نسيت أو ترّددت‬
‫ل فعتتل‬‫ل فعل يفيد العلم كعلمتتت و تتتبّينت و دريتتت و بعتتد ك ت ّ‬ ‫أقوم أم أقعد ‪ ،‬كما ترد بعد ك ّ‬
‫يطلب به العلم كفكرت و امتحنت و بلوت و ستتألت و استتتفهمت و جميتتع أفعتتال الحتتواس‬
‫الخمس كلمست و أبصرت و نظرت و استمعت و شممت و ذقت ‪ ،‬تقتتول ‪ :‬تفكتترت أزيتتد‬
‫ل على التفّكر كقوله تعالى ‪:‬‬ ‫يأتينى أم عمرو ‪ ،‬و قد يضمر الّدا ّ‬

‫ب‪.‬‬
‫سُه في اْلُترا ِ‬
‫على ُهونٍ َأْم َيُد ّ‬
‫سُكُه َ‬
‫شَر ِبه َأُيْم ِ‬
‫سوِء ما ُب ّ‬
‫ن ُ‬
‫ن اْلَقْوِم ِم ْ‬
‫َيَتوارى ِم َ‬

‫سه و في نهتتج البلغتتة ‪ :‬يتخالستتان أنفستتهما أّيهمتتا يستتقى صتتاحبه‬


‫أى مفّكرا أيمسكه أم يد ّ‬
‫كأس المنون ‪ ،‬أى مفّكرين أّيهما يسقى انتهى كلمه رفتع مقتتامه و متّرة ‪ ،‬منصتوب علتتى‬
‫الظرفّية و العامل محذوف تقديره فمّرة تكون الدوالة لنا من عدّونا و مّرة تكون لتته مّنتتا ‪،‬‬
‫و ملقيا و متبوء منصوبان على الحالّية ‪ ،‬و دما و ندما منصوبان على الّتميز‬

‫عععععع‬

‫ن مقصتتوده بهتتذا الكلم توبيتتخ أصتتحابه علتتى الّتثاقتتل عتتن الجهتتاد و الّتقصتتير فتتي‬‫اعلم أ ّ‬
‫الحرب ‪ ،‬فمّهد قبل التيان بمقصوده مقّدمة تهييجا لهم و الهابا بالشارة إلى حتتاله و حتتال‬
‫شدايد و تحّمل المشاق فتتي الحتتروب فتتي زمتتن الّرستتول‬ ‫صحابة في الّثبات على ال ّ‬‫ساير ال ّ‬
‫ل عليه و آله ‪.‬‬
‫صّلى ا ّ‬

‫ل عليه و آله نقتل آبائنا و أبنائنا و اخواننتتا‬ ‫ل صّلى ا ّ‬


‫و ذلك قوله ‪ ) :‬و لقد كّنا مع رسول ا ّ‬
‫ل ) و تسليما ( لقضاء ا ّ‬
‫ل‬ ‫ل ايمانا ( با ّ‬
‫ل ) ما يزيدنا ذلك إ ّ‬
‫و أعمامنا ( ابتغاء لمرضات ا ّ‬

‫] ‪[ 332‬‬
‫) و مضّيا على الّلقم ( و الجاّدة الوسطى ) و صبرا على مضض اللتتم ( و متترارة البلء‬
‫) و جتّدا فتتي جهتتاد العتتدّو ( و الخصتتماء ) و لقتتد كتتان الّرجتتل مّنتتا و الختتر متتن عتتدّونا‬
‫يتصاولن تصتتاول الفحليتتن يتخالستتان أنفستتهما ( مفكريتتن ) أّيهمتتا يستتقى صتتاحبه كتتأس‬
‫المنون ( و جرع الموت ) فمّرة ( كانت الّدوالتة ) لنتتا متن عتتدّونا و متّرة ( اختترى كتانت‬
‫صتتبر و الثبتتات‬ ‫ل صدقنا ( و علم استتتعدادنا و قابلّيتنتتا بمشتتاهدة ال ّ‬
‫) لعدّونا مّنا فلّما رأى ا ّ‬
‫الذي كان مّنا ) أنزل بعدّونا الكبت ( و الخذلن ) و أنزل علينا الّنصر ( و الّتأييد ‪.‬‬

‫ي حتّرض المتؤمنين علتى القتتال إن يكتن منكتم عشترون‬ ‫كما قتال ستبحانه ‪ :‬يتا أّيهتا النتب ّ‬
‫صابرون يغلبوا مأتين و إن يكن منكم مأة يغلبوا ألفا من الذين كفروا باّنهم قوم ل يفقهتتون‬
‫ن فيكم ضعفا فان يكن منكم مأة صتتابرة يغلبتتوا متتأتين ‪ ،‬و ان‬ ‫ل عنكم و علم أ ّ‬ ‫الن خّفف ا ّ‬
‫صتتابرين ) حّتتتى ( انتظتتم أمتتر التّدين و‬
‫لت متتع ال ّ‬‫لت و ا ّ‬
‫يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بتتاذن ا ّ‬
‫) استقّر السلم ملقيا جرانه ( تشبيه الستتلم بتالبعير استتعارة بالكنايتة و اثبتتات الجتتران‬
‫تخييل و ذكر اللقاء ترشيح و كذلك قوله ) و متبّوء أوطانه ( استعار لفظ التب تّوء و نستتبه‬
‫ن و استتتقّر‬ ‫إلى الوطان تشبيها له بمن كان من الّناس خائفا متزلزل غير مستقّر ثّم اطمتتأ ّ‬
‫في وطنه ‪ ،‬و استعار لفظ الوطان لقلوب المؤمنين و كّنتى يتبتّوء أوطتانه عتتن استتتقراره‬
‫فيها ثّم إّنه بعد ما مّهد المقّدمة التي أشرنا اليها رجتتع إلتى متا هتتو مقصتوده الصتتلي متن‬
‫سوق الكلم ‪ ،‬و هو تنبيه الصحاب على الّتقصير و التفريط فقتتال ‪ ) :‬و لعمتترى لتتو كّنتتا‬
‫نأتى ( مثل ) ما أتيتم ( يعنى لو قصرنا في بدو السلم كتقصيركم اليتتوم ) متتا قتتام للتّدين‬
‫عمود و ل اخضّر لليمان عود ( الّول تشبيه للّدين بالبيت ذي العمود الذي قوائمه عليتته‬
‫شتتجرة ذات الفتتروع و الغصتتان التتتي‬ ‫و لوله ل نهدم و خرب و الثاني تشبيه لليمان بال ّ‬
‫ل لتحتلبّنهادمتتا ( قتتال البحرانتتي استتتعار لفتتظ حلتتب التّدم‬
‫بهجتها و نضارتها بها ) و أيم ا ّ‬
‫لثمرة تقصيرهم و تخاذلهم عّما يتتدعوهم إليتته متتن الجهتتاد ‪ ،‬و لحتتظ فتتي تلتتك الستتتعارة‬
‫تشبيههم لتقصيرهم في أفعالهم‬

‫] ‪[ 333‬‬

‫ضمير المؤنث يرجتتع فتتي‬ ‫بالّناقة التي اصيب ضرعها ناقة من تفريط صاحبها فيها ‪ ،‬و ال ّ‬
‫ن ثمتترة الّتفريتتط‬
‫ضمير في قتتوله ‪ ) :‬و لتتبعّنهتتا نتتدما ( فتتا ّ‬
‫المعنى إلى أفعالهم ‪ ،‬و كذلك ال ّ‬
‫الّندامة‬

‫ععععع‬

‫صلح و أّنتته‬‫ن هذا الكلم صدر منه يوم صّفين حين أقّر الّناس بال ّ‬
‫شارح البحراني أ ّ‬ ‫زعم ال ّ‬
‫هو الذي قّدمنا ذكره في شرح الخطبة الخامسة و الثلثين برواية نصتتر ابتتن مزاحتتم عنتتد‬
‫ن الظهر بملحظة الختلف بين ما هنا و متتا ستتبق أّنتته ليتتس‬ ‫شرح كيفّية الّتحكيم ‪ ،‬و لك ّ‬
‫بذلك ‪ ،‬و المستفاد من رواية الواقدي التية أّنه قال في قضّية ابن الحضرمي ‪.‬‬
‫خصا فتتي البحتتار متتن كتتتاب الغتتارات لبراهيتتم ابتتن‬‫و أصل تلك القضّية على ما رواه مل ّ‬
‫ل ت بتتن عتتامر‬‫ن معاوية لّما أصاب محّمد بن أبي بكر بمصر بعث عبد ا ّ‬ ‫محّمد الثقفي هو أ ّ‬
‫الحضرمي إلى أهل البصرة ليدعوهم إلى نفسه و إلى الطلتتب بتتدم عثمتتان ‪ ،‬فلمتتا أتتتاهم و‬
‫قرء عليهم كتاب معاوية اختلفوا ‪ ،‬فبعضهم رّدوا و أكثرهم قبلوا و أطاعوا ‪،‬‬

‫لت بتتن العّبتتاس و ذهتتب‬


‫و كان المير يومئذ بالبصرة زياد بن عبيد ‪ ،‬و قد استخلف عبتتد ا ّ‬
‫ي ليعزيه عن محّمد بن أبي بكر فلّما رأى زياد إقبال الّنتتاس علتتى ابتتن الحضتترمي‬
‫إلى عل ّ‬
‫استجار من الزد و نزل فيهم ‪ ،‬و كتب إلى ابن عّباس و أخبره بما جرى ‪،‬‬

‫سلم و شاع في الّناس بالكوفتة متا كتان متتن ذلتتك و‬ ‫ي عليه ال ّ‬


‫فرفع ابن عّباس ذلك إلى عل ّ‬
‫سلم ‪:‬‬‫سلم فيمن يبعثه اليهم فقال عليه ال ّ‬ ‫اختلف أصحابه عليه ال ّ‬

‫تناهوا أّيها الّناس و ليرد عكم السلم و وقاره عن التباغي و الّتهاوي ‪ ،‬و لتجتمع كلمتكتتم‬
‫ل الذي ل يقبل من أحد غيره ‪ ،‬و كلمة الخلص التي هي قتتوام التّدين ‪،‬‬ ‫‪ ،‬و الزموا دين ا ّ‬
‫ل على الكافرين ‪ ،‬و اذكروا إذ كنتم قليل مشركين متباغضتتين متفّرقيتتن ‪ ،‬فتتألف‬ ‫جة ا ّ‬‫وحّ‬
‫بينكتتم بالستتلم ‪ ،‬فكّثرتتتم و اجتمعتتتم و تحتتاببتم ‪ ،‬فل تتفّرقتتوا بعتتد إذ اجتمعتتتم ‪ ،‬و ل‬
‫تباغضوا بعد إذ تحاببتم ‪ ،‬و إذا رأيتم الّناس و بينهم الّنتتايرة و قتتد تتتداعوا إلتتى العشتتائر و‬
‫لت و كتتتابه و ستّنة نتتبيه‬
‫القبائل فاقصدوا لهامهم و وجوههم بسيوفكم حتتتى يفرغتتوا إلتتى ا ّ‬
‫ل عليه و آله ‪ ،‬فأّما تلك الحمية فانها من خطوات الشيطان فانتهوا عنها ل أبا لكم‬ ‫صّلى ا ّ‬

‫] ‪[ 334‬‬

‫ن علّيا استتنفر بنتي تميتم أّيامتتا لينهتض‬


‫ثّم قال ‪ :‬و قال ابن أبي الحديد ‪ :‬و روى الواقدي أ ّ‬
‫منهم إلى البصرة من يكفيه أمر ابن الحضرمي و يرّد عاوية بني تميم الذين أجاروه بها ‪،‬‬
‫فلم يجبه أحد فخطبهم و قال ‪:‬‬

‫أليس من العجب أن ينصرنى الزد و يخذلني مضر ‪ ،‬و أعجب من ذلك تقاعد بنتتي تميتتم‬
‫الكوفة بي و خلف بني تميم البصرة و أن أستنجد بطائفة منهم ما يشخص إلى أحتتد منهتتا‬
‫ل فالمنابذة و الحرب ‪ ،‬فكتتأني اختتاطب صتّما بكمتتا ل‬ ‫فيدعوهم إلى الّرشاد فان أجابت و إ ّ‬
‫ل ذلك حّبتتا عتتن الّنتتاس و حّبتتا للحيتتاة ‪ ،‬لقتتد كّنتتا متتع‬
‫يفقهون حوراء و ل يجيبون نداء ‪ ،‬ك ّ‬
‫ل نقتل آبائنا إلى آخر ما مّر في المتن قال ‪ :‬فقام إليه أعين بن صبيعة المجاشتتعي‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ل أكفيك يا أمير المؤمنين هذا الخطب و أتكّفل لك بقتل ابتتن الحضتترمي‬ ‫فقال ‪ :‬أنا إنشاء ا ّ‬
‫و إخراجه عن البصرة ‪ ،‬فأمره بالّتهيؤ للشخوص فشخص حّتتتى قتتدم البصتترة قتتال ‪ :‬قتتال‬
‫حتتب بته و‬ ‫الّثقفي في كتاب الغارات ‪ :‬فلّما قتتدمها دختتل علتى زيتاد و هتو بتتالزد مقيتم فر ّ‬
‫ي فيه ‪:‬‬ ‫ي و أّنه ليكّلمه إذ جائه كتاب من عل ّ‬ ‫أجلسه إلى جانبه فأخبره بما قال له عل ّ‬
‫ي إلى زياد بن عبيد ‪ ،‬ستلم عليتك أّمتا بعتد فتاّني قتد بعثتت‬‫ل أمير المؤمنين عل ّ‬
‫من عبد ا ّ‬
‫أعين بن صبيعة ليفّرق قومه عن ابن الحضرمي فارقب ما يكون منه فان فعل و بلتتغ متتن‬
‫ب ‪ ،‬و إن ترامتتت المتتور‬ ‫ن به و كان في ذلك تفريق تلك الوباش فهو متتا نح ت ّ‬‫ذلك ما يظ ّ‬
‫شقاق و العصيان فانبذ من أطاعك إلى من عصاك فجاهدهم ‪،‬‬ ‫بالقوم إلى ال ّ‬

‫ل فطاولهم و متتا طلهتتم فكتتان كتتتائب المستتلمين قتتد أظلتتت‬


‫فان ظفرت فهو ما ظننت ‪ ،‬و ا ّ‬
‫سلم فلّمتا قتترأه زيتتاد‬‫ل الظالمين المفسدين ‪ ،‬و نصر المؤمنين المحّقين و ال ّ‬‫عليك ‪ ،‬فقتل ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬ثتّم ختترج متتن‬ ‫أقرئه أعين بن صبيعة فقال له ‪ :‬إّني لرجو أن يكفى هذا المر إنشاء ا ّ‬
‫ل و أثنى عليه ثّم قال ‪:‬‬
‫عنده فأتى رحله فجمع إليه رجال من قومه فحمد ا ّ‬

‫سفهاء‬
‫يا قوم على ماذا تقتلون أنفسكم و تهريقون دمائكم على الباطل مع ال ّ‬

‫] ‪[ 335‬‬

‫ق نقبتتل‬‫ل ما جئتكم حّتى عّبيت إليكم الجنود ‪ ،‬فان تنيبتتوا إلتتى الح ت ّ‬ ‫و الشرار ‪ ،‬و إّنى و ا ّ‬
‫ل استيصالكم و بواركم فقتتالوا بتتل نستتمع و نطيتتع‬ ‫ف عنكم ‪ ،‬و إن أبيتم فهو و ا ّ‬ ‫منكم و نك ّ‬
‫ل ‪ ،‬فنهض بهم علتتى جماعتتة ابتتن الحضتترمي فخرجتتوا‬ ‫فقال ‪ :‬انهضوا اليوم على بركة ا ّ‬
‫لت و يقتول ‪ :‬يتا قتوم ل تنكثتوا بيعتكتم و ل‬ ‫إليه فصافوه و وافقهتم عاّمتة يتومه يناشتدهم ا ّ‬
‫لت بكتم‬‫تخالفوا إمامكم و ل تجعلوا على أنفسكم سبيل ‪ ،‬فقد رأيتتم و جّربتتم كيتتف صتتنع ا ّ‬
‫عند نكثكم بيعتكم و خلفكم ‪ ،‬فكّفوا عنه و هتم فتى ذلتك يشتتمونه فانصترف عنهتم و هتو‬
‫ن النتتاس أنهتتم ختتوارج فضتتربوه‬ ‫منهم منتصف فلّما آوى إلى رحله تبعتته عشتترة نفتتر يظت ّ‬
‫ن التتذي كتتان يكتتون فختترج يشتتتّدعريانا فلحقتتوه فتتي‬ ‫ناّ‬‫بأسيافهم و هو على فراشه ل يظت ّ‬
‫سلم ما وقع ‪ ،‬و كتب أني أرى أن تبعث إليهتتم‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫الطريق فقتلوه فكتب زياد إلى عل ّ‬
‫جاريتتة بتتن قدامتتة فتتانه نافتتذ البصتتيرة ‪ ،‬و مطتتاع فتتي العشتتيرة ‪ ،‬شتتديد علتتى عتتدّو أميتتر‬
‫سلم ‪ ،‬يابن قدامة تمنتتع الزد عتتاملي و‬ ‫المؤمنين فلما قرء الكتاب دعا جارية فقال عليه ال ّ‬
‫ل بالكرامة ‪ ،‬و عرفهتتا الهتتدى و تتتدعو‬ ‫بيت مالي و تشاّقني مضروتنا بذني و بنا ابتدأها ا ّ‬
‫ل ستتبحانه حّتتتى علتتت كلمتتته‬ ‫ل و رسوله و أرادوا إطفاء نور ا ّ‬ ‫الى المعشر الذين حاّدوا ا ّ‬
‫عليهم و أهلك الكافرين ‪.‬‬

‫فروى إبراهيم باسناده عن كعب بن قعين قال ‪ :‬خرجت مع جارية من الكوفة في خمستتين‬
‫ي غيتتري و كنتتت شتتديد الّتشتّيع فقلتتت لجاريتتة إن‬
‫رجل من بني تميم و ما كان فيهتتم يمتتان ّ‬
‫ن الطيتتر‬
‫ل لوددت أ ّ‬ ‫شئت كنت معك و إن شئت ملت إلى قومي ‪ ،‬فقال ‪ ،‬بل سر معي فو ا ّ‬
‫حتتب بتته و‬
‫و البهايم تنصرني عليهم فضل عن النس ‪ ،‬فلما دخلنا البصتترة بتتدء بزيتتاد فر ّ‬
‫لت متتن‬
‫أجلسه إلى جانبه و ناجاه ساعة و سائله ‪ ،‬ثّم خرج فقام فتتي الزد فقتتال ‪ :‬جزاكتتم ا ّ‬
‫ي خير الجزاء ‪ ،‬ثّم قرء عليهم و على غيرهم كتاب أمير المؤمنين فاذا فيه ‪:‬‬ ‫حّ‬
‫ل أمير المؤمنين إلى من قرء عليه كتابي هذا من ساكني البصرة متتن المتتؤمنين‬ ‫من عبد ا ّ‬
‫ل حليم ذواناة ل يعجل بالعقوبة قبل البّينة ‪،‬‬
‫نا ّ‬
‫و المسلمين ‪ ،‬سلم عليكم أّما بعد فا ّ‬

‫] ‪[ 336‬‬

‫و ل يأخذ المتتذنب عنتتد أّول و هلتتة ‪ ،‬و لكّنتته يقبتتل الّتوبتتة ‪ ،‬و يستتتديم النتتاة ‪ ،‬و يرضتتى‬
‫جة و أبلغ في المعذرة ‪.‬‬ ‫بالنابة ليكون أعظم للح ّ‬

‫و قد كان من شقاق جّلكم أّيها الّناس ما استحققتم أن تعاقبوا عليه ‪ ،‬فعفوت عن مجرمكم ‪،‬‬
‫سيف عن مدبركم ‪ ،‬و قبلت من مقبلكم ‪ ،‬و أخذت بيعتكم ‪،‬‬ ‫و رفعت ال ّ‬

‫فان تفوا ببيعتي و تقبلوا نصيحتي و تستقيموا على طاعتي ‪ ،‬أعمل فيكم بالكتتتاب و قصتتد‬
‫لت عليتته و آلتته‬
‫ن واليا بعد محّمد صتّلى ا ّ‬
‫ل ما أعلم أ ّ‬
‫ق ‪ ،‬و اقم فيكم سبيل الّرشد ‪ ،‬فو ا ّ‬
‫الح ّ‬
‫أعلم بذلك مّنتتي و ل أعلتتم ‪ ،‬أقتتول قتتولي هتتذا صتتادقا غيتتر ذاّم لمتتن مضتتى و ل منتقصتتا‬
‫لعمالهم و إن خطت بكم الهواء المردية و سفه الّرأى الجائر إلتتى منتتا بتتذتي و تريتتدون‬
‫خلفي فها أناذا قربت جيادى و رحلت ركابي ‪.‬‬

‫ل لئن ألجأتموني إلى المسير إليكم لوقعن بكم وقعة ل يكون يوم الجمل عنتتدها إلّ‬ ‫و أيم ا ّ‬
‫ل أن ل تجعلوا على أنفستتكم ستتبيل ‪ ،‬و قتتد قتتدمت هتتذا‬‫ن إنشاء ا ّ‬ ‫كلعقة لعق ‪ ،‬و إّني لظا ّ‬
‫الكتاب حجة عليكم ‪ ،‬و ليس أكتب إليكم من بعتتده كتابتتا إن أنتتتم استغششتتتم نصتتيحتي ‪ ،‬و‬
‫سلم ‪.‬‬‫ل و ال ّ‬
‫شاخص نحوكم إنشاء ا ّ‬ ‫نابذتم رسولي حّتى أكون ‪ ،‬أنا ال ّ‬

‫فلما قرء الكتاب على الّناس قام صبرة بن شقان فقال ‪ :‬سمعنا و أطعنا و نحن لمن حارب‬
‫أمير المؤمنين حرب ‪ ،‬و لمن سالم سلم ‪ ،‬إن كفيت يا جاريتتة قومتتك بقومتتك فتتذاك ‪ ،‬و إن‬
‫أحببت أن ننصرك نصرناك ‪ ،‬و قام وجتتوه الّنتتاس فتكّلمتتوا مثتتل ذلتتك فلتتم يتتأذن لحتتد أن‬
‫يصير معه و مضى نحو بني تميم و كّلمهم فلم يجيبوه ‪ ،‬و خرج منهم أوبتتاش فنتتا و شتتوه‬
‫بعد أن شتموه ‪ ،‬فأرسل إلى زياد و الزد يستصرخهم و يأمرهم أن يسيروا إليه ‪.‬‬

‫فسارت الزد بزياد ‪ ،‬و خرج إليهتتم ابتتن الحضتترمي فتاقتتلوا ستاعة و اقتتتل شتتريك ابتتن‬
‫ي و صديقا لجارية ‪ ،‬فما لبث بنو تميتتم أن هزمتتوهم و‬ ‫أعور الحارثي و كان من شيعة عل ّ‬
‫سعدي ‪ ،‬فحصروا ابتتن الحضتترمي فيهتتا ‪ ،‬و أحتتاط جاريتتة و‬ ‫اضطروهم إلى دار سبيل ال ّ‬
‫ى بالّنار ‪ ،‬فقالت الزد ‪ :‬لسنا من الحريق‬ ‫زياد بالّدار ‪ ،‬و قال جارية عل ّ‬

‫] ‪[ 337‬‬
‫في شيء و هم قومك و أنت أعلم ‪ ،‬فحرق جارية الّدار عليهم ‪ ،‬فهلك ابن الحضتترمي فتتي‬
‫سبعين رجل أحدهم عبّد الرحمن بن عثمان القرشي ‪ ،‬و سارت الزد بزياد حّتتتى أوطئوا‬
‫قصر المارة ‪ ،‬و معه بيت المال و قالت له ‪ :‬هل بقى علينا من جوارك شيء ؟‬

‫ن جارية بتتن القدامتة‬


‫قال ‪ :‬ل ‪ ،‬فانصرفوا عنه و كتب زياد إلى أمير المؤمنين ‪ :‬أّما بعد فا ّ‬
‫العبد الصالح قدم من عندك ‪ ،‬فناهض جمع ابن الحضرمي مّمن نصره و أعانه من الزد‬
‫صه و اضطره إلى دار من دور البصرة في عتتدد كتتثير متتن أصتتحابه ‪ ،‬فلتتم يختترج ‪،‬‬ ‫‪ ،‬فق ّ‬
‫ل بينهما ‪ ،‬فقتل ابن الحضرمي و أصحابه ‪ ،‬منهم من احرق و منهم متتن القتتى‬ ‫حّتى حكم ا ّ‬
‫سيف ‪ ،‬و ستتلم منهتتم‬‫عليه جدار و منهم من هدم عليه البيت من أعله ‪ ،‬و منهم من قتل بال ّ‬
‫سلم على أمير المؤمنين‬ ‫نفر فتابوا و أنابوا فصفح عنهم ‪ ،‬و بعد المن عصى و غوى و ال ّ‬
‫ل و بركاته ‪.‬‬
‫و رحمة ا ّ‬

‫فلما وصل الكتاب قرأه على الّناس فسّر بذلك و سّر أصحابه و أثنى علتى جاريتة و علتى‬
‫الزد ‪ ،‬و ذّم البصرة فقال إّنها أّول القرى خرابا إّما غرقا و إما حرقا حّتى يبقى مسجدها‬
‫كجوءجوء سفينة ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫از جمله كلم آنحضرتست در بيان حال اصحاب سيد ابتترار و تحريتتص اصتتحاب ختتود‬
‫را بتتر اينكته متتابعت نماينتتد بتتر ايشتان در افعتال و كتتردار و ثتتابت قتدم باشتتند در روز‬
‫مصاف و كارزار كه ميفرمايد ‪:‬‬

‫ل و سلمه عليه و آلتته در حتتالتى كتته‬ ‫و هر آينه بتحقيق بوديم ما با رسول خدا صلوات ا ّ‬
‫ميكشتتتيم پتتدران ختتود را و پستتران ختتود را و برادرهتتا و عموهتتاى ختتود را ‪ ،‬زيتتاده‬
‫نمىساخت ما را آن كشتن مگر ايمان و تسليم و گذشتن بتتر راه راستتت مستتتقيم و صتتبر‬
‫نمودن بر سوزش الم و محن و جد و جهد كردن در محاربه دشمن ‪ ،‬و هر آينتته بتتود در‬
‫زمان پيغمبر كه مردى از ما و مردى ديگر از دشمن متتا حملتته مىآوردنتتد بتتر يكتتديگر‬
‫مثل حمله آوردن دو نر با قّوه تمامتر كه مىربودند نفس يكديگر در‬

‫] ‪[ 338‬‬

‫حالتيكه فكر مينمودند كه كدام يك از ايشان مىنوشاند به همراه خود كاسه مرك را ‪.‬‬

‫پس يك بار نوبت گردش دولت ما را بود از دشمن ما ‪ ،‬و بار ديگر دشمن ما را بود از‬
‫ما ‪ ،‬پس چونكه ديد حق سبحانه و تعالى صدق و راستى ما را نازل فرمود بر دشمن ما‬
‫ذلت و خوارى را ‪ ،‬و نازل فرمود بر ما نصرت و يارى را ‪ ،‬تا اينكه قرار گرفت ديتتن‬
‫اسلم در حالتيكه افكنده بود پيش گتتردن را بتتر زميتتن مثتتل شتتتر آرام گيرنتتده ‪ ،‬و جتتاى‬
‫گيرنده بود در مكانهاى خود كه عبارتست از قلوب مؤمنان گرونده ‪.‬‬

‫و سوگند به زندگانى خودم كه اگر ميبوديم ما در آن زمان كه مىآمديم با مثل آنچتته كتته‬
‫شما آمديد به آن يعنى تقصير ميكرديتتم در حتترب چنتتانچه شتتما تقصتتير ميكنيتتد بتتر پتتاى‬
‫نميشد از براى دين هيچ ستونى ‪ ،‬و سبز نميشد از براى ايمان هيتتچ شتتاخ و دعتتوي ‪ ،‬و‬
‫بحق خدا سوگند هتتر آينتته ميدوشتتيد از آن حتتالت تقصتتير ختتون را بعتتوض شتتير ‪ ،‬و در‬
‫ل أعلم بحقايق كلماته ‪.‬‬ ‫مىآوريد پشيمانى را عقب آنحالت تفريط و تقصير ‪ ،‬و ا ّ‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫و هو السادس و الخمسون من المختار فى باب الخطب أما إّنه سيظهر عليكم بعدي رجل‬
‫رحب البلعوم ‪ ،‬مندحق البطن ‪،‬‬

‫يأكل ما يجد ‪ ،‬و يطلب ما ل يجتد ‪ ،‬فتاقتلوه ‪ ،‬و لتن تقتلتوه ‪ ،‬أل و إّنتته ستيأمركم بستّبي و‬
‫ب فسّبوني ‪ ،‬فإّنه لي زكاة و لكتتم نجتتاة ‪ ،‬و أّمتتا التتبراءة فل تتتتبّرؤا‬
‫س ّ‬
‫البراءة مّني ‪ ،‬فأّما ال ّ‬
‫مّني ‪ ،‬فإّني ولدت على الفطرة ‪،‬‬

‫] ‪[ 339‬‬

‫و سبقت إلى اليمان و الهجرة ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫ضم الباء مجتترى الطعتتام فتتي‬


‫) ظهر ( عليه غلب و ) رحب البلعوم ( و اسعه و البلعوم ب ّ‬
‫الحلق و ) المندحق ( البارز من اندحقت رحم الّناقة إذا خرجت متتن مكتتانه و ) الفطتترة (‬
‫بالكسر الخلقة و المراد بها السلم ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫ي كاّنهمتا مركبتان متن همتزة‬ ‫أما بالفتح و الّتخفيف حرف استفتاح بمنزلتة أل قتال الّرضت ّ‬
‫شتتارح‬‫النكار و حرف الّنفى ‪ ،‬و نفى الّنفى اثبات ركبا لفادة الثبات و الّتحقيق و قول ال ّ‬
‫شرطية يلزمهتتا‬ ‫ن أّما ال ّ‬
‫البحراني يحتمل أن يكون المشّددة و الّتقدير أما بعد إّنه كذا ‪ ،‬فيه أ ّ‬
‫شاعر ‪:‬‬
‫ضروره قال ال ّ‬ ‫ل في مقام ال ّ‬ ‫شرط و ل يجوز حذفها إ ّ‬ ‫الفاء بعدها اللزمة لل ّ‬

‫فأّما القتال ل قتال لديكم‬


‫ن أّما بعد أصله مهمتتا يكتتن متتن شتتيء بعتتد الحمتتد‬ ‫و أيضا فاّنهم قد قالوا في كتب الدبّية إ ّ‬
‫شتترط و تضتّمنت معناهمتتا فلتضتّمنها‬ ‫فوقعت كلمة أما موقع اسم هو المبتداء و فعل هو ال ّ‬
‫ق متتا كتتان و إبقتتاء لتته بقتتدر‬
‫لزم للمبتتتداء أداء بحت ّ‬‫معنى البتداء لزمهتتا لصتتوق الستتم ال ّ‬
‫شرط لزمتها الفاء ‪ ،‬فعلى ما ذكروه يستلزم حذف كلمة بعتتد‬ ‫المكان ‪ ،‬و لتضّمنها معنى ال ّ‬
‫ق الواجب مراعاته ‪.‬‬ ‫القائها عن اصلها و عدم أداء الح ّ‬

‫عععععع‬

‫سلم اخبار ببعض ما يبتلى به أهل الكوفتتة بعتتده و أمتتر لهتتم‬ ‫ن هذا الكلم له عليه ال ّ‬
‫اعلم أ ّ‬
‫بما يجب عليهم أن يعملوه حين البتلء بتلك البلّية فخاطبهم بقوله ) أما اّنه سيظهر عليكم‬
‫بعدى رجل ( أكول ) رحب البلعوم مند حق البطن ( و هو لفرط حرصتته بالكتتل ) يأكتتل‬
‫ما يجد و يطلب ما ل يجد ( و حيتتث أدركتمتتوه ) فتتاقتلوه ( لعتتدوله عتتن طريتتق الستتداد و‬
‫كونه من أهل الّزندقة و اللحاد ) و لن تقتلوه أل و إّنه سيأمركم بسّبي (‬

‫] ‪[ 340‬‬

‫لشّدة ما فيه من الكفر و الّنفاق ) و بالبرائة مّني ( لغلبة متتا عليتته متتن البغضتتاء و الشتتقاق‬
‫ب فسّبوني فاّنه لي زكاة ( إذ ذكر المؤمن بسوء هو زكاة له و سّبه ما ليتتس فيته‬ ‫س ّ‬‫) فأما ال ّ‬
‫ستبّ يرتفتع‬‫هو زيادة في جتاهه و شترفه كمتا ورد فتي الحتديث ) و لكتم نجتاة ( إذ متع ال ّ‬
‫التهمة عنكم و ل يؤخذ بأعناقكم ) و أما البراءة فل تتبّرءوا مّنتتي ( و ذلتتك ) فتتاّني ولتتدت‬
‫على الفطرة ( أى على فطرة السلم التي فطتتر الّنتاس عليهتا ) و ستبقت ( الّنتاس ) إلتتى‬
‫اليمان و الهجرة ( ‪.‬‬

‫و في هذا الكلم نكات شريفة ينبغى الشارة اليها‬

‫ععععع‬

‫ل و تعليم من رستتول‬ ‫سلم إخبار بما يكون قبل كونه باعلم من ا ّ‬ ‫ن هذا الكلم له عليه ال ّ‬
‫أّ‬
‫سلم كثيرا فوق حّد الحصتاء فتي الوقتايع الملحمتة و‬‫ل ‪ ،‬و نحو هذا قد وقع منه عليه ال ّ‬ ‫ا ّ‬
‫الخطوب المعظمة حسبما يأتي في شرح الخطبة الّثانية و التسعين و غيرها أيضا ‪،‬‬

‫و ل باس بالشارة إلى نبذ منها هنا ‪.‬‬

‫مثل ما عن كتاب الغارات لبراهيم بن هلل الثقفتتي عتتن زكريتتا بتتن يحيتتى العطتتار عتتن‬
‫ستتلم ‪ :‬ستتلوني‬‫ي عليتته ال ّ‬‫سلم ‪ ،‬قال قال لّما قال علت ّ‬‫فضيل ‪ ،‬عن محّمد بن علي عليهما ال ّ‬
‫ل أنبتتأتكم بناعقهتتا و‬
‫ل متتأة و تهتتدى متأة إ ّ‬
‫ل ل تسألوني عتن فئة تضت ّ‬ ‫قبل أن تفقدوني فو ا ّ‬
‫سائقها ‪ ،‬قام إليه رجل فقال ‪ :‬أخبرني بما في رأسى و لحيتتتي متتن طاقتتة شتتعر ‪ ،‬فقتتال لتته‬
‫ل طاقة شعر من رأسك ملكا يلعنك ‪،‬‬ ‫ن على ك ّ‬
‫ل لقد حّدثني خليلي ا ّ‬
‫سلم ‪ :‬و ا ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬

‫ن في بيتك سخل يقتل ابن رسول‬


‫ل طاقة شعر من لحيتك شيطانا يغويك ‪ ،‬و إ ّ‬
‫ن على ك ّ‬‫وأّ‬
‫ل ‪ ،‬و كان ابنه قاتل الحسين يومئذ طفل يحبو ‪ ،‬و هو سنان بن أنس النخعى ‪.‬‬
‫ا ّ‬

‫ن علّيتتا خطتتب ذات‬‫و روى الحسن بن محبوب ‪ ،‬عن ثابت الّثمالي ‪ ،‬عن سويد بن غفلتتة أ ّ‬
‫يوم فقام رجل من تحت منبره فقال ‪ :‬يا أمير المؤمنين إّنتتى متتررت بتتواد القتترى فوجتتدت‬
‫سلم ‪ :‬ما مات و ل يمتتوت حّتتتى يقتتود‬ ‫خالد بن عرفطة قد مات ‪ ،‬فاستغفر له فقال عليه ال ّ‬
‫جيش ضللة صاحب لوائه حبيب بن حّماد ‪ ،‬فقام رجل آخر من تحت المنبر فقال ‪:‬‬

‫ب ‪ ،‬فقتال ‪ :‬و أنتتت حتتبيب ابتن‬


‫يا أمير المؤمنين أنا حبيب بن حّماد و اّني لك شيعة و محت ّ‬
‫ل إّنك لحبيب بن حّماد ؟ فقال اي و ا ّ‬
‫ل‬ ‫حّماد ؟ قال ‪ :‬نعم فقال له ثانية ‪ :‬و ا ّ‬

‫] ‪[ 341‬‬

‫ن بهتتا متتن هتتذا البتتاب ‪ ،‬و أشتار إلتتى بتتاب‬


‫ل إّنك لحاملها و لتحملّنها و لتدخل ّ‬
‫قال ‪ :‬أما و ا ّ‬
‫ت حّتى رأيت ابن زياد و قد بعث عمر بن سعد‬ ‫ل مام ّ‬‫الفيل بمسجد الكوفة ‪ ،‬قال ثابت فو ا ّ‬
‫ي و جعل خالد بن عرفطة على مقتّدمته ‪ ،‬و حتتبيب بتتن حّمتتاد صتتاحب‬ ‫إلى الحسين بن عل ّ‬
‫رايته ‪ ،‬و دخل بها من باب الفيل ‪.‬‬

‫و روى عثمان بن سعيد ‪ ،‬عن يحيى الّتميمى عن العمش ‪ ،‬عن إستتماعيل بتتن رجتتا قتتال‬
‫قام أعشي باهله و هو غلم يومئذ حدث إلى عّلي و هو يخطب و يذكر الملحم ‪،‬‬

‫فقال ‪ :‬يا أمير المؤمنين ما أشبه هذا الحديث بحديث الخرافة ‪ ،‬فقتتال ‪ :‬إن كنتتت آثمتتا فيمتتا‬
‫ل بغلم ثقيف ثّم ستكت ‪ ،‬فقتال رجتال ‪ :‬و متن غلم ثقيتف يتا أميتر‬ ‫قلت يا غلم فرماك ا ّ‬
‫ل انتهكهتتا يضتترب عنتتق هتتذا‬ ‫ل حرمة إ ّ‬
‫المؤمنين ؟ قال ‪ :‬غلم يملك بلدتكم هذه ل يترك ّ‬
‫الغلم بسيفه ‪.‬‬

‫فقالوا ‪ :‬كم يملك يا أمير المؤمنين ؟ قال ‪ :‬عشتترين إن بلغهتتا ‪ ،‬قتتالوا فيقتتتل قتل أم يمتتوت‬
‫موتا ‪ ،‬قال ‪ :‬بل يموت حتف أنفه بداء البطن يثقب مريره لكثرة ما يخرج ‪،‬‬

‫لت لقتتد رأيتت بعينتي أعشتى باهلتة و قتتد احضتر فتي جملتتة‬ ‫قال اسماعيل بن رجتا ‪ :‬فتتو ا ّ‬
‫السرى الذين اسروا من جيش عبد الّرحمن بن محّمتتد بتتن الشتتعث بيتتن يتتدي الحجتتاج ‪،‬‬
‫فقرعه و ذبحه و استنشده شعره الذي يحرض فيه عبد الّرحمن على الحرب ‪ ،‬ثّم ضتترب‬
‫عنقه في ذلك المجلس ‪.‬‬
‫و روى إبراهيم بن ميمون الزدي عن حّبة العرنى قال ‪ :‬كان جويرية بن مستهر العبتدي‬
‫ي يحّبه ‪ ،‬و كان له شّدة اختصاص‬ ‫ي بن أبى طالب صديقا ‪ ،‬و كان عل ّ‬
‫صالحا ‪ ،‬و كان لعل ّ‬
‫ي يوما و هو مضطجع و عنده قتتوم متتن أصتتحابه ‪ ،‬فنتتاداه جويريتتة‬‫به حّتى دخل على عل ّ‬
‫ن على رأسك ضربة تخضب منها لحيتك ‪،‬‬ ‫أّيها الّنائم استيقظ فلتضر ب ّ‬

‫ستتلم قتتال ‪ :‬و أحتّدثك يتتا جويريتتة بتتأمرك أمتتا و التتذي‬


‫سم أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫قال ‪ :‬فتب ّ‬
‫ن يدك و رجلك و ليصتّلبنك تحتتت جتتذع كتتافر ‪،‬‬ ‫ل الّزنيم فليقطع ّ‬‫ن إلى العت ّ‬
‫نفسي بيده لتعتل ّ‬
‫قال ‪:‬‬

‫ل ما مضت الّيام على ذلك حّتى أخذ زياد جويرية ‪ ،‬فقطع يده و رجله و صتتلبه إلتتى‬
‫فو ا ّ‬
‫جانب جذع ابن مكعبر ‪ ،‬و كان جذعا طويل فصلبه على جذع‬

‫] ‪[ 342‬‬

‫قصير إلى جانبه ‪.‬‬

‫ي بتتن‬
‫و عن كتاب الغارات عن أحمد بن الحسن الميثمي قال ‪ :‬كان ميثم الّتمار متتولى عل ت ّ‬
‫ي منها و أعتقه ‪ ،‬و قال له متتا استتمك ؟‬ ‫أبى طالب عبدا ل مرئة من بني أسد ‪ ،‬فاشتراه عل ّ‬
‫ن اسمك الذي س تّماك بتته‬ ‫ل عليه و آله ‪ :‬أخبرني أ ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫ن رسول ا ّ‬‫فقال ‪ :‬سالم فقال ‪ :‬إ ّ‬
‫ل و صدق رسوله و صدقت يا أميتتر المتتؤمنين فهتتو‬ ‫أبوك في العجم ميثم ‪ ،‬فقال ‪ :‬صدق ا ّ‬
‫ل اسمي قال ‪ :‬فارجع إلى اسمك و دع سالما فنحن نكّنيك به فكّناه أبا سالم ‪.‬‬ ‫وا ّ‬

‫ستتلم علتتى علتتم كتتثير و أستترار خفّيتتة متتن أستترار‬


‫ي عليتته ال ّ‬
‫قال ‪ :‬و قد كان قد اطلعه عل ّ‬
‫ك فيه قوم من أهل الكوفة و ينسبون عليتتا فتتي‬ ‫الوصّية ‪ ،‬فكان ميثم يحّدث ببعض ذلك فيش ّ‬
‫ذلك إلى المخرفة و اليهام و الّتدليس ‪.‬‬

‫شاك و المخلص ‪:‬‬


‫حّتى قال له يوما بمحضر من خلق كثير من أصحابه و فيهم ال ّ‬

‫يا ميثم إّنك تؤخذ بعدي و تصلب ‪ ،‬فاذا كان اليوم الّثاني ابتدر منخراك و فمتتك دمتتا حّتتتى‬
‫يخضب لحيتك ‪ ،‬فاذا كان اليتتوم الّثتتالث طعنتتت بحربتتة يقضتتى عليتتك ‪ ،‬فتتانتظر ذلتتك ‪ ،‬و‬
‫الموضع الذي تصلب فيه نخلة على باب دار عمرو بن حريث ‪ ،‬إّنك لعاشتتر عشتترة أنتتت‬
‫أقصرهم خشبة و أقربهم من المطهرة يعنى الرض ‪ ،‬و لريّنك الّنخلة التي تصلب علتتى‬
‫جذعها ‪ ،‬ثّم أراه إّياها بعد ذلك بيومين ‪.‬‬

‫ت ‪ ،‬فلتتم‬
‫و كان ميثم يأتيها فيصّلي عندها و يقول ‪ :‬بوركت من نخلة ‪ ،‬لك خلقت ‪ ،‬ولي نب ت ّ‬
‫سلم حّتى قطعت ‪ ،‬فكتتان يرصتد جتذعها و يتعاهتتده و‬‫ي عليه ال ّ‬
‫يزل يتعاهدها بعد قتل عل ّ‬
‫يترّدد إليه و يبصره ‪ ،‬و كان يلقى عمرو بتتن حريتتث فيقتتول لتته ‪ :‬إّنتتى مجتتاورك فأحستتن‬
‫جواري ‪ ،‬فل يعلم ما يريد فيقول له ‪ :‬أتريد أن تشترى دار ابن مسعود أم دار ابن حكيم ؟‬

‫لت عنهتتا ‪ ،‬فقتتالت لتته ‪:‬‬


‫سنة التي قتل فيها ‪ ،‬فدخل على أّم سلمة رضتتي ا ّ‬‫ج في ال ّ‬
‫قال ‪ :‬و ح ّ‬
‫ي بن أبيطالب ‪ ،‬فقالت ‪:‬‬ ‫ي فاستنسبته فذكر لها أّنه مولى عل ّ‬
‫من أنت ؟ قال ‪ :‬عراق ّ‬

‫ل ت يوصتتي‬‫ل لربما ستتمعت رستتول ا ّ‬ ‫لوا ّ‬‫و أنت ميثم ؟ قال ‪ :‬أنا ميثم ‪ ،‬فقالت ‪ :‬سبحان ا ّ‬
‫ستتلم فقتتالت ‪ :‬هتتو فتتي حتتايط‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫بك علّيا في جوف الليل فسألها عن الحسين بن عل ّ‬
‫له ‪،‬‬

‫] ‪[ 343‬‬

‫لت و ل‬
‫ب العتالمين إنشتاء ا ّ‬
‫قال ‪ :‬أخبريه أّني قد أحببت السلم عليه و نحن ملتقون عند ر ّ‬
‫اقدر اليوم على لقائه و أريد الّرجوع ‪.‬‬

‫فدعت بطيب فطيب لحيته فقال لها ‪ :‬أما أنها ستخضب بدم فقالت ‪ :‬من أنباك هذا ؟ قتتال ‪:‬‬
‫أنبأني سيدي فبكتت أّم ستلمة و قتالت لته ‪ :‬إّنته ليتس بستّيدك وحتدك و هتو ستّيدي و ستّيد‬
‫المسلمين ثّم و ّدعته ‪.‬‬

‫ل بن زياد ‪ ،‬و قيل له ‪ :‬هذا كان من آثتتر الّنتتاس عنتتد‬ ‫فقدم الكوفة فاخذوا دخل على عبيد ا ّ‬
‫ل‪:‬‬‫أبي تراب ‪ ،‬قال ‪ :‬و يحكم هذا العجمى ؟ قالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬فقال له عبيد ا ّ‬

‫أين ربك ؟ قال ‪ :‬بالمرصاد ‪ ،‬قال ‪ :‬قد بلغنى اختصاص أبتتي تتتراب لتتك ‪ ،‬قتتال ‪ :‬قتتد كتتان‬
‫بعض ذلك فما تريد ؟ قال ‪ :‬و اّنه ليقال إّنه قد أخبرك بما سيلقاك ‪ ،‬قال نعم ‪ :‬أخبرني ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬ما الذي أخبرك أّنى صانع بك ؟ قتتال ‪ :‬أختتبرني أنتتك تصتتلبني عاشتتر عشتترة و أنتتا‬
‫أقصرهم خشبة و أقربهم من المطهرة ‪ ،‬قال ‪ :‬لخالفّنه ‪ ،‬قال ‪ :‬ويحك كيف تختتالفه ؟ إّنمتتا‬
‫ل ت ‪ ،‬فكيتتف‬ ‫ل عن جبرئيل ‪ ،‬و أخبر جبرئيل عن ا ّ‬ ‫ل ‪ ،‬و أخبر رسول ا ّ‬ ‫أخبر عن رسول ا ّ‬
‫ل لقد عرفت الموضع الذي أصلب فيه أين هو متتن الكوفتتة ‪ ،‬و إّنتتى‬ ‫تخالف هؤلء أما و ا ّ‬
‫ل الجم في السلم بلجام كما يلجم الخيل ‪،‬‬ ‫لّول خلق ا ّ‬

‫فحبسه و حبس معه المختار بن أبي عبيدة الثقفي ‪ ،‬فقال ميثم للمختار و هما في حبس ابن‬
‫زياد ‪ :‬إّنك تفلت و تخرج ثايرا بدم الحسين فتقتل هذا الجبار الذي نحن في حبسه و تطتتاء‬
‫ل بتتن زيتتاد بالمختتتار ليقتلتته طلتتع البريتتد‬
‫بقدمك هذا على جبهته و خديه ‪ ،‬فلما دعا عبيد ا ّ‬
‫ن اختتته كتتانت‬‫ل بن زيتتاد يتتأمره بتخليتتة ستتبيله و ذاك أ ّ‬‫بكتاب يزيد بن معاوية إلى عبيد ا ّ‬
‫ل بن عمر بن الخطاب ‪ ،‬فسألت بعلها أن يشفع فيتته إلتتى يزيتتد فشتتفع فأمضتتى‬ ‫تحت عبد ا ّ‬
‫شفاعته و كتب بتخلية سبيل المختار على البريد فوافى البريد و قد اخرج ليضتترب عنقتته‬
‫فاطلق ‪.‬‬

‫ن حكم أبي تتتراب فيتتك فلقتتاه رجتتل‬


‫ل لمضي ّ‬
‫و أما ميثم فاخرج بعده ليصلب و قال عبيد ا ّ‬
‫سم فقال و هو يؤمي إلى‬
‫فقال له ‪ :‬ما كان أغناك عن هذا يا ميثم ؟ فتب ّ‬

‫] ‪[ 344‬‬

‫النخلة لها خلقت ولي غّذيت ‪ ،‬فلما رفع على الخشبة اجتمع الّناس حوله على بتاب عمتترو‬
‫ابن حريث ‪ ،‬فقال عمرو ‪ :‬و لقد كان يقول لي إّنى مجاورك فكان يأمر جاريته كلّ عش تّية‬
‫شه و تجمر بالمجمر تحته ‪.‬‬‫أن تكنس تحت خشبته و تر ّ‬

‫فجعل ميثم يحّدث بفضايل بني هاشم و مختازي بنتى أمّيتة و هتو مصتتلوب علتى الخشتبة‬
‫ل ت ألجتتم‬
‫فقيل لبن زياد ‪ :‬قد فضحكم هذا العبد ‪ ،‬فقال ‪ :‬ألجموه ‪ ،‬فالجم ‪ ،‬فكان أّول خلق ا ّ‬
‫في السلم ‪ ،‬فلما كان اليوم الثاني فاضت منخراه و فمه دما ‪ ،‬فلما كان اليوم الثالث طعن‬
‫سلم العراق بعشرة أيام ‪.‬‬ ‫بحربة فمات ‪ ،‬و كان قتله قبل قدوم الحسين عليه ال ّ‬

‫و روى صاحب الغارات عن زياد بتتن الّنصتتر الحتتارثى قتتال كنتتت عنتتد زيتتاد و قتتد اتتتى‬
‫سلم فقال له زيتتاد ‪ :‬متتا قتتال لتتك‬‫ي عليه ال ّ‬
‫ص أصحاب عل ّ‬ ‫برشيد الهجرى و كان من خوا ّ‬
‫لت‬
‫خليلك إّنا فاعلون بك ؟ قال ‪ :‬تقطعون يدي و رجلي و تصتلبونني فقتال زيتاد ‪ :‬أمتا و ا ّ‬
‫ن حديثه خّلوا سبيله ‪ ،‬فلما أراد أن يخرج قال ‪ :‬رّدوه ل نجد شيئا أصلح مّما قال لك‬ ‫لكّذب ّ‬
‫صاحبك ‪ ،‬إّنك ل تزال تبغي لنا سوء إن بقيت ‪ ،‬اقطعوا يديه و رجليه ‪،‬‬

‫فقطعوا يديه و رجليه و هو يتكّلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬اصلبوه خنقا في عنقه ‪ ،‬فقال رشيد ‪ :‬قد بقي لي‬
‫عندكم شيء ما أراكم فعلتموه ‪ ،‬فقال زياد ‪ :‬اقطعوا لسانه ‪ ،‬فلما أخرجوا لسانه ليقطع قال‬
‫لت تصتتديق ختتبر أميتتر المتتؤمنين‬
‫‪ :‬خّلوا عّني أتكّلم كلمة ‪ ،‬فنفستتوا عنتته ‪ ،‬فقتتال ‪ :‬هتتذا و ا ّ‬
‫أخبرني بقطع لساني ‪ ،‬فقطعوا لسانه و صلبوه ‪.‬‬

‫ل ت الخطيتتب‬
‫و في البحار من كتاب كشف الغمة ‪ ،‬من كتاب لطف الّتدبير لمحمد بن عبد ا ّ‬
‫ن معاوية بن أبي سفيان قال لجلسائه بعد الحكومة ‪ :‬كيف لنا أن نعلم ما تتتؤل‬ ‫قال ‪ :‬حكي أ ّ‬
‫إليه العاقبة في أمرنا ‪ ،‬قال جلساؤه ‪ :‬ما نعلم لذلك وجها ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫ي فاّنه ل يقول الباطل ‪.‬‬


‫فأنا استخرج علم ذلك من عل ّ‬

‫فدعا ثلثة رجال من ثقاته و قال لهم امضوا حّتى تصيروا جميعا من الكوفة على مرحلة‬
‫‪ ،‬ثّم تواطئوا على أن تنعوني بالكوفة و ليكن حديثكم واحد في ذكر العّلة و اليوم و الوقت‬
‫و موضع القبر و من توّلى الصلة عليه و غير ذلك حتى ل تختلفوا‬
‫] ‪[ 345‬‬

‫في شيء ثّم ليدخل أحدكم فليخبر بوفاتي ‪ ،‬ثّم ليدخل الثاني فيخبر بمثله ‪ ،‬ثّم ليدخل الّثالث‬
‫ي‪.‬‬
‫فليخبر بمثل خبر صاحبه و انظروا ما يقول عل ّ‬

‫فخرجوا كما أمرهم معاوية ثّم دخل أحدهم و هتتو راكتتب مغتّذ ‪ 1‬شتتاحب فقتال لتته الّنتتاس‬
‫شام قالوا له ‪ :‬ما الخبر ؟ قال ‪:‬‬
‫بالكوفة ‪ :‬من أين جئت ؟ قال ‪ :‬من ال ّ‬

‫شام يخبر بموت معاوية فلم‬ ‫سلم فقالوا رجل راكب من ال ّ‬‫مات معاوية ‪ ،‬فأتوا علّيا عليه ال ّ‬
‫سلم بذلك ‪ ،‬ثّم دخل آخر من الغد و هو مغّذ فقال له الّناس ‪ :‬ما الخبر ؟‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫يحفل عل ّ‬

‫ستلم فقتالوا ‪ :‬رجتل‬ ‫فقال ‪ :‬مات معاوية و خبر بمثل ما خبر صاحبه ‪ ،‬فأتوا علّيتتا عليته ال ّ‬
‫راكب يخبر بموت معاوية بمثل ما أختتبر صتتاحبه و لتتم يختلتتف كلمهمتتا ‪ ،‬فأمستتك علت ّ‬
‫ي‬
‫سلم ثّم دخل الخر في اليوم الّثالث فقال الّناس ‪ :‬ما وراك ؟ قال ‪ :‬متتات معاويتتة ‪،‬‬ ‫عليه ال ّ‬
‫فسألوه عّما شاهد فلم يخالف قول صاحبيه ‪ ،‬فتأتوا علّيتتا فقتالوا ‪ :‬يتتا أميتتر المتتؤمنين صت ّ‬
‫ح‬
‫الخبر هذا راكب ثالث قد خبر بمثل ما خبر صاحباه ‪.‬‬

‫ل أو تخضب هذه من هذه يعني لحيته من‬ ‫ل عليه ‪ ،‬ك ّ‬


‫ي صلوات ا ّ‬ ‫فلّما أكثروا عليه قال عل ّ‬
‫هامته و يتلعب بها ‪ 2‬ابن آكلة الكباد ‪ ،‬فرجع الخبر بذلك إلى معاوية هذا ‪.‬‬

‫سلم متجاوزة عن حّد الحصاء ‪ ،‬و لو أردنتتا أن نجمتتع منهتتا‬ ‫و النباء الغيبية منه عليه ال ّ‬
‫ما يسعها الطاقة و تناولها يد الّتتّبتتع لصتتار كتابتتا كتتبير الحجتتم ‪ ،‬و يتتأتي بعتتض منهتتا فتتي‬
‫شترح ‪ ،‬و منهتا إخبتاره بغترق البصترة و متن فتي ضتمنها و بقتاء مستجدها‬ ‫تضتاعيف ال ّ‬
‫جة بحر على ما مّر إليه الشارة في كلمه الحاديعشر ‪.‬‬ ‫كجؤجؤ سفينة في ل ّ‬

‫عععععع‬

‫سلم بظهوره على أهل الكوفة فقيل ‪:‬‬


‫شّراح في الّرجل الذي أخبر عليه ال ّ‬
‫اختلف ال ّ‬

‫هو زياد بن ابيه ‪ ،‬و قيل ‪ :‬الحجاج بن يوستف ‪ ،‬و قيتل المغيتترة بتن شتعبة ‪ ،‬و الكتتثرون‬
‫سلم به من الّنهتتم و‬
‫ن المراد به معاوية بن ابي سفيان ‪ ،‬لّتصافه بما وصفه عليه ال ّ‬
‫على أ ّ‬
‫كثرة‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتت تتت ت ت تتت تت تتتت تتت ت تتت تتت‬
‫تت تت تتت تتتت تتت تتتتت » تتتت «‬
‫تتتتتت‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتت تت تتتتتتتت ت تتتتتتت » تتتت «‬

‫] ‪[ 346‬‬

‫صتتلة و‬
‫الكل ‪ ،‬و كان بطينا يقعد بطنه إذا جلس على فخذيه ‪ ،‬و كتتان جتتوادا بالمتتال و ال ّ‬
‫بخيل على الكل و الطعام ‪.‬‬

‫يقال ‪ :‬إّنه مازح أعرابيا على طعامه و قد قدم بيتتن يتتديه ختتروف ‪ ،‬فتتأمعن العرابتتي فتتي‬
‫أكله فقال له ما ذنبه اليك انطحك أبوه ‪ ،‬فقال العرابى ) للعرابى ( ‪ :‬و متتا حنتتوك عليتته‬
‫ل متتا شتتبعت و لكتتن‬‫أرضعتك أّمه ‪ ،‬و قد روى أّنه كان يأكل فيكبر ثّم يقول ‪ :‬ارفعوا فو ا ّ‬
‫مللت و تعبت ‪.‬‬

‫لت عليتته و آلتته دعتتا علتتى‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫ن رسول ا ّ‬
‫قال في شرح المعتزلي تظاهرت الخبار أ ّ‬
‫معاوية لّما بعث إليه يستدعيه فوجده يأكل ثّم بعث فوجده يأكل فقال ‪ :‬اللهّم ل تشتتبع بطنتته‬
‫شاعر ‪:‬‬ ‫قال ال ّ‬

‫و صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاحب لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي بطنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته كالهاويتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة‬


‫ن في أمعائه معاوية‬ ‫كا ّ‬

‫سلم بالّرجل الموصوف معاوية قوله ‪ :‬أمتتا أّنتته‬ ‫ن مراده عليه ال ّ‬ ‫ل على ما ذكرنا من أ ّ‬ ‫و يد ّ‬
‫ستتب‬ ‫ن غيره مّمن ذكرنتتا و إن كتتان يتتامر بتتالبرائة و ال ّ‬ ‫سيأمركم بسّبي و البراءة مّني ‪ ،‬فا ّ‬
‫شتتام و‬ ‫ن هذا الملعون ابن الملعون قد أخذ ذلك شعارا لتته ‪ ،‬و قتتد أمتتر الّنتتاس بال ّ‬ ‫لأّ‬
‫أيضا إ ّ‬
‫العراق بسّبه و البرائة منه ‪ ،‬و خطب بذلك على منابر السلم حّتى صتتار ذلتتك ستتنة فتتي‬
‫سابع و التسعين إلى أن قام عمر بتتن‬ ‫أيام بني أمّية على ما يأتي تفصيله في شرح الكلم ال ّ‬
‫عبد العزيز ‪ ،‬فأزاله ‪.‬‬

‫ن قوما من بني امية قالوا لمعاوية يا أمير المؤمنين إنك قد بلغت متتا أملتتت‬‫روى الجاحظ أ ّ‬
‫ل حّتى يربو عليهتتا الصتتغير و يهتترم عليهتتا‬
‫فلو كففت عن لعن هذا الّرجل ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل و ا ّ‬
‫الكبير و ل يذكر له ذاكر فضل ‪.‬‬

‫سبب في منع عمر بن عبد العزيز عن ذلك فهو على ما روى عنه أّنه قتال ‪ :‬كنتت‬ ‫و أّما ال ّ‬
‫غلما أقرء القرآن علتتى بعتتض ولتتد عتبتتة بتتن مستتعود ‪ ،‬فمتّر بتتي يومتتا و أنتتا ألعتتب متتع‬
‫صتتبيان و جئت إليتته‬ ‫صبيان و نحن نلعتتن عليتتا ‪ ،‬فكتتره ذلتتك و دختتل المستتجد فتتتركت ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫صلة شبه المعرض عّنى حّتى‬ ‫لدرس عليه وردى ‪ ،‬فلّما رآنى قام و صّلى و أطال في ال ّ‬
‫أحسست منه بذلك فلّما انفتل من صلته كلح في وجهى ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬ما‬
‫] ‪[ 347‬‬

‫ى أنت اللعن علّيا منذ اليوم ‪ ،‬قلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬فمتى علمتتت‬ ‫شيخ ‪ ،‬فقال لي ‪ :‬يا بن ّ‬‫بال ال ّ‬
‫ي متتن أهتتل‬ ‫ل سخط على أهل بدر بعد أن رضي عنهم ؟ فقلت ‪ :‬يا ابه و هل كان عل ت ّ‬ ‫نا ّ‬‫أّ‬
‫لت انتتك ل‬ ‫ل لتته ‪ ،‬فقلتتت ‪ :‬ل أعتتود ‪ ،‬فقتتال ‪ :‬ا ّ‬ ‫بدر ؟ فقال ‪ :‬ويحك و هتتل كتتان بتتدر كّلهتتا إ ّ‬
‫تعود ‪ ،‬قلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬فلم العنه بعدها ثّم كنت احضر تحت منبر المدينة و أبتتي يخطتتب يتتوم‬
‫الجمعة و هو حينئذ أمير المدينة فكنت أسمع يمّر في خطبه حّتى تهدر شقاشقه حّتى يتتأتي‬
‫ل عالم بتته ‪ ،‬فكنتتت أعجتتب‬ ‫ي فيجمجم و يعرض له من الفهاهة و الحصر ما ا ّ‬ ‫إلى لعن عل ّ‬
‫من ذلك فقلت له يوما ‪ :‬أنت أفصح الّناس و أخطبهتتم فمتتا بتتالى أراك أفصتتح خطيتتب يتتوم‬
‫ن متتن تتترى تحتتت‬ ‫يإّ‬ ‫حفلك و إذا مررت بلعن هذا الّرجل صرت ألكن عيّيا فقتتال ‪ :‬يتتا بنت ّ‬
‫شام و غيرهم لو علموا من فضل هذا الّرجتتل متتا يعلمتته أبتتوك لتتم يتبعنتتا‬ ‫منبرنا من أهل ال ّ‬
‫منهم أحد ‪ ،‬فوقرت كلمته في صدرى مع ما كان قال لي معلمي ايتام صتغرى ‪ ،‬فتأعطيت‬
‫ى بالخلفتتة أستتقطت‬ ‫ل علت ّ‬ ‫نا ّ‬ ‫ل عهدا لئن كان لي في هذا المر نصيب لغّيرن ‪ ،‬فلما م ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ذلك و جعلت مكانه ‪:‬‬

‫حشاِء َو اْلُمْنَكِر وَ اْلَبْغتتيِ‬


‫ن اْلَف ْ‬
‫عِ‬‫ن َو ِإيتآِء ِذي اْلُقْربى َو َيْنهى َ‬
‫حسا ِ‬
‫لْ‬‫ل َو ا ِْ‬
‫ل َيْأُمُر ِباْلَعْد ِ‬
‫نا ّ‬‫ِإ ّ‬
‫ن و كتبت به إلى الفتتاق فصتتار ستّنة و عتتن متتروج التتذهب جعتتل‬ ‫ظُكْم ِبه َلَعّلُكْم َتَذّكرُو َ‬‫َيَع ُ‬
‫مكانه ‪:‬‬

‫ن آَمُنتوا َرّبنتا‬
‫ل ِلّلذي َ‬
‫غّ‬‫ل في ُقلُوِبنا ِ‬
‫جعَ ْ‬
‫ن َو ل َت ْ‬
‫ليما ِ‬
‫سَبُقونا ِبا ِْ‬
‫ن َ‬
‫خواِنَنا اّلذي َ‬
‫لْ‬
‫غِفْر َلنا َو ِ‬
‫َرّبَنا ا ْ‬
‫ل عليه ‪:‬‬ ‫سيد الّرضى رحمة ا ّ‬ ‫ف َرحيٌم و في هذا المعنى قال ال ّ‬ ‫ك َرُؤ ٌ‬ ‫ِإّن َ‬

‫يتتتتتتتتتتتتتتتابن عبتتتتتتتتتتتتتتتد العزيتتتتتتتتتتتتتتتز لتتتتتتتتتتتتتتتو بكتتتتتتتتتتتتتتتت العيتتتتتتتتتتتتتتتن‬


‫فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن أمّيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة لبكيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك‬

‫غيتتتتتتتتتتتتتتتر اّنتتتتتتتتتتتتتتتي أقتتتتتتتتتتتتتتتول إّنتتتتتتتتتتتتتتتتك قتتتتتتتتتتتتتتتتد طبتتتتتتتتتتتتتتتت‬


‫و إن لم يطب و لم يزك بيتك‬

‫] ‪[ 348‬‬

‫ب و القتتتتتتتتتتتتتتتتتذف‬ ‫ستتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫أنتتتتتتتتتتتتتتتتتت نّزهتنتتتتتتتتتتتتتتتتتا عتتتتتتتتتتتتتتتتتن ال ّ‬
‫فلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو أمكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن الجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزاء جزيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك‬

‫و لتتتتتتتتتتتتتتتتتو إّنتتتتتتتتتتتتتتتتتي رأيتتتتتتتتتتتتتتتتتت قتتتتتتتتتتتتتتتتتبرك لستتتتتتتتتتتتتتتتتتحييت‬


‫متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن أن أرى و متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا حّييتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك‬
‫و قليتتتتتتتتتتتتتتتتتتل أن لتتتتتتتتتتتتتتتتتتو بتتتتتتتتتتتتتتتتتتذلت دمتتتتتتتتتتتتتتتتتتآء البتتتتتتتتتتتتتتتتتتدن‬
‫صتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتردا علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتذي استتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتقيتك‬

‫فيتتتتتتتتتتتتك نتتتتتتتتتتتتادى أبتتتتتتتتتتتتي حفتتتتتتتتتتتتص‬ ‫ديتتتتتتتتتتتتر ستتتتتتتتتتتتمعان ‪1‬‬


‫يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتؤدي لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتو اننتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي اوتيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك‬

‫غيتتتتتتتتتتتتتتتتتتث‬ ‫ديتتتتتتتتتتتتتتتتتتر ستتتتتتتتتتتتتتتتتتمعان ل أعبتتتتتتتتتتتتتتتتتتك ‪2‬‬


‫خيتتتتتتتتتتتتتتتتتتر ميتتتتتتتتتتتتتتتتتتت متتتتتتتتتتتتتتتتتتن آل متتتتتتتتتتتتتتتتتتروان ميتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك‬

‫أنتتتتتتتتتتتتتتتتتتت بالتتتتتتتتتتتتتتتتتتذكر بيتتتتتتتتتتتتتتتتتتن عينتتتتتتتتتتتتتتتتتتي و قلتتتتتتتتتتتتتتتتتتبى‬


‫إن تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدا نيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت منتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك أو إن نأيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك‬

‫و عجبتتتتتتتتتتتتتتتتتت إّنتتتتتتتتتتتتتتتتتي قليتتتتتتتتتتتتتتتتتت بنتتتتتتتتتتتتتتتتتي متتتتتتتتتتتتتتتتتروان‬


‫ل و أّننتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا قليتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك‬
‫كّ‬

‫قتتتتتتتتتتتتتترب العتتتتتتتتتتتتتتدل منتتتتتتتتتتتتتتك لمتتتتتتتتتتتتتتا نتتتتتتتتتتتتتتأى الجتتتتتتتتتتتتتتور‬


‫منهتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاحتويتهم و اجتبيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك‬

‫فلتتتتتتتتتتتتتتتو اّنتتتتتتتتتتتتتتتى ملكتتتتتتتتتتتتتتتت دفعتتتتتتتتتتتتتتتا لمتتتتتتتتتتتتتتتا نابتتتتتتتتتتتتتتتك‬


‫من طارق الّردى لفديتك ‪3‬‬

‫عععععع‬

‫خص في الّول و نهتتى عتتن الثتتاني‬ ‫ب و التبّرى حيث ر ّ‬ ‫س ّ‬‫لقائل أن يقول ‪ :‬ما الفرق بين ال ّ‬
‫ن هتتذه اللفظتتة متتا وردت فتتي‬
‫شتتارح المعتتتزلى ‪ :‬ل ّ‬
‫ب أفحش من التبّرى قتتال ال ّ‬ ‫س ّ‬
‫ن ال ّ‬
‫مع أ ّ‬
‫ل عن المشركين أل ترى إلى قوله ‪:‬‬ ‫القرآن العزيز إ ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتت تتتتت تتتت تتتت تت تتت تتت تت تتت‬
‫تتتتتت تتتتت‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تتت تتتتت تتتتت تتتت ت تتت تتتت ت ت‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬تتت تتت تت تتت ت تتت‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬تت تتتت تتت تتتتت تتتتتت تت تتتتتتتت‬
‫ت ت تتت تت تتت تت تت تت ت تت ت تتتتت ت تتت ت‬
‫تت تتت تتتتت تت تت تتت تتت تت تتت تت ت‬
‫تت تتت ت ت تتت ت تتتتت تتت تتتتتت ت تت ت‬
‫تتتتت تتتتتت تت تتتتتت تت ت تتتت تتتت تت‬
‫ت تتتتتت ت ت تت ت تت ت تتت ت ت ت تتتت تت ت‬
‫تت تت تت تت تتتتتت ت ت تت تت ت ت ت تت ت ت ت‬ ‫تتت‬
‫تتتتتت تت تتتتتت تتت تتت تت تتت تتتتتت ت‬
‫تتتت تتت تتت تت تتتت ت تتت تت تتت ت تتت تت‬
‫تتتت تتتتتت ت تتتتتت ت تت ت تت تتت ت تتت ت‬
‫تت ت ت ت تتتت تت تت تت ت ت تت ت تتت ت ت ت تت ت‬
‫تت تت ت تت تتتت تت تت ت ت ت تت تت ت تت تت ت‬
‫تتتتت تت ت تت ت تت ت ت تت تتتتت ت ت ت تت تت ت‬
‫تتت تتت ت تتت ت تتت تت تتت ت تت تت تت ت تتت‬
‫ت تت تتت ت تت ت تتت تتت ت تت تتتت ت ت تت ت‬
‫تتتتت ت تتت‬

‫] ‪[ 349‬‬

‫ن‪.‬‬
‫شِركي َ‬
‫ن اْلُم ْ‬
‫ن عاَهُدُتْم ِم َ‬
‫ى اّلذي َ‬
‫سوِله ِإل َ‬
‫ل َو َر ُ‬
‫نا ّ‬
‫َبرآَئٌة ِم َ‬

‫شتترعي‬ ‫سوُلُه فقد صارت بحسب العرف ال ّ‬ ‫ن َو َر ُ‬ ‫شِركي َ‬‫ن اْلُم ْ‬


‫ل َبريٌء ِم َ‬ ‫نا ّ‬ ‫و قال تعالى ‪ِ :‬إ ّ‬
‫صة ‪ ،‬فاذن يحمل هذا الّنهتتى علتتى ترجيتتح تحريتتم لفتتظ التتبرائة‬ ‫مطلقة على المشركين خا ّ‬
‫شتتارح‬ ‫ب و إن كان حكمهما واحدا أقول و التحقيق فتتي الجتتواب متتا ذكتتره ال ّ‬ ‫س ّ‬‫على لفظ ال ّ‬
‫ب من صفات القول اللساني و هو أمر يمكن ايقاعه من غيتتر‬ ‫س ّ‬ ‫ن ال ّ‬
‫البحراني حيث قال ‪ :‬إ ّ‬
‫اعتقاده مع احتماله الّتعريض و مع ما يشتمل عليه متتن حقتتن دمتتاء المتتأمورين و نجتتاتهم‬
‫بامتثال المر به و أّما التتتبّرء فليتتس بصتتفة قولّيتتة فقتتط بتتل يعتتود إلتتى المجانبتتة القلبّيتتة و‬
‫ى عنتته ههنتتا ‪ ،‬فتتاّنه أمتتر بتتاطن يمكنهتتم النتهتتاء عنتته و ل‬ ‫المعاداة و البغض و هو المنه ّ‬
‫ل َمت ْ‬
‫ن‬ ‫يلحقهم بسبب تركه و عدم امتثال المر به ضرر ‪ ،‬و كأّنه لحتتظ فيتته قتتوله تعتتالى ِإ ّ‬
‫ب الية ‪.‬‬‫ض ٌ‬‫غ َ‬‫صْدرًا َفَعَلْيِهْم َ‬
‫ح ِباْلُكْفِر َ‬
‫شَر َ‬‫ن َ‬
‫ن َم ْ‬‫ن َو لِك ْ‬‫ليما ِ‬ ‫ن ِبا ِ‬
‫طَمِئ ّ‬
‫ُأكِرَه َو َقْلُبُه ُم ْ‬

‫ي فتتى قتتوله ‪ :‬و ل تتتتبّرؤا ‪ ،‬علتتى الّتتتبّرى بتتالقلب دون‬


‫صله ارجاع الّنهى عن التبر ّ‬‫و مح ّ‬
‫الّتبّرى بمجّرد اللسان مع اطمينان القلب باليمان ‪ ،‬و يدل على ذلتتك متتا يتتأتي فتتي حتتديث‬
‫سلم في شرح الفصل الّول من الخطبتتة المتتأة‬ ‫الطبيب اليوناني مع أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫سلم له باظهار الّتبّرى في مقام الّتقية ‪ ،‬و يستتفاد متن بعتض‬ ‫سابعة ‪ ،‬من أمره عليه ال ّ‬
‫و ال ّ‬
‫صبر على القتل أفضل من التقّية و هو متتا رواه المح تّدث‬
‫ن ترك كلمة الكفر و ال ّ‬
‫الخبار أ ّ‬
‫الجزائرى ‪.‬‬

‫ن مسيلمة الكّذاب أخذ رجلين من المسلمين فقتتال لحتتدهما ‪:‬‬ ‫قال في زهر الّربيع ‪ :‬روى أ ّ‬
‫ي ؟ قال ‪:‬‬
‫ل عليه و آله قال ‪ :‬فما تقول ف ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫ما تقول في محّمد ؟ قال ‪ :‬رسول ا ّ‬

‫ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فما تقتتول‬


‫أنت أيضا ‪ ،‬فخله ‪ ،‬و قال للخر فما تقول في محّمد ؟ قال ‪ :‬رسول ا ّ‬
‫فيّ ؟ قال ‪ :‬أنا أصّم ‪ ،‬فأعاد عليه ثلثا ‪ ،‬فأعاد جوابه الّول فقتله ‪ ،‬فبلغ ذلك رسول ا ّ‬
‫ل‬

‫] ‪[ 350‬‬

‫ق فهنيئا له‬
‫ل ‪ ،‬و أّما الّثاني فقد صدع بالح ّ‬
‫فقال ‪ :‬أّما الّول فقد أخذ برخصة ا ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جمله كلم بلغت انجام آنحضرت است كه فرمتتود بأصتتحاب ختتود ‪ :‬آگتتاه باشتتيد كتته‬
‫زود باشد غالب شود بر شما بعد از من مردى گشاده گلوى بتتر آمتتده شتتكم كتته ميختتورد‬
‫آنچه را كه يابد و ميجويد آنچه را كه نيابد ‪ ،‬منظور معاوية بن ابي سفيان عليه اللعنتتة و‬
‫النيرانست پس بكشيد آنرا و حال آنكه هرگز نخواهيد كشت ‪ ،‬بدانيتتد بدرستتتى زود باشتتد‬
‫كه امر نمايد شما را آن مرد بناسزا گفتن بمن و به تبّرى كردن از من ‪ ،‬پتتس امتتا ناستتزا‬
‫گفتن پس ناسزا گوئيد مرا از جهة اينكه آن ناسزا گفتن شما باعث پاكيزگى متتن استتت و‬
‫سبب نجاة و خلصى شماست و اما برائت و بيزارى پس تبّرى نكند از جهتتة اينكتته متتن‬
‫مولود شدهام بر فطرة اسلم و پيشى گرفتهام بر هجرت و ايمان و معلوم است كسى كه‬
‫مّتصف باين صفت باشد تبرى از او جايز و سزا نيست ‪ ،‬بلكه بتتاعث عتتذاب ابديستتت و‬
‫سبب عقاب دائمى‬

‫ع عع عععع عع عععع عععععع ععع عع ععععععع‬

‫و هو السابع و الخمسون من المختار فى باب الخطب أصابكم حاصتتب ‪ ،‬و ل بقتتي منكتتم‬
‫لت عليته و آلته أشتهد علتى نفستي‬ ‫لت صتّلى ا ّ‬‫ل و جهادي مع رسول ا ّ‬ ‫آبر ‪ ،‬أبعد إيماني با ّ‬
‫بالكفر ‪ ،‬لقد ضللت إذا و ما أنا متتن المهتتتدين ‪ ،‬فتتأوبوا شتّر متتآب ‪ ،‬و ارجعتتوا علتتى أثتتر‬
‫ظتتالمون‬‫ل شامل ‪ ،‬و ستتيفا قاطعتتا ‪ ،‬و أثتترة يّتختتذها ال ّ‬
‫العقاب ‪ ،‬أما إّنكم ستلقون بعدي ذ ّ‬
‫فيكم سّنة ‪.‬‬

‫] ‪[ 351‬‬
‫ععععع‬

‫) الحاصب ( الريح الشديدة التي تثير الحصباء ‪ ،‬و هي صغار الحصى قال أبو نواس ‪:‬‬

‫ن صتتتتتتتتتتتتتغرى و كتتتتتتتتتتتتتبرى متتتتتتتتتتتتتن فواقعهتتتتتتتتتتتتتا ‪1‬‬


‫كتتتتتتتتتتتتتأ ّ‬
‫حصباء دّر على أرض من الّذهب‬

‫سيد قوله ) و ل بقى منكم آبر ( يروى بالراء متتن قتتولهم ابتتر للتتذي يتتأبر النختتل اى‬
‫قال ال ّ‬
‫ح الوجتتوه‬‫يصلحه ‪ ،‬و يروى آثر و هو الذى ياثر الحديث أى يحكيه و يرويه ‪ ،‬و هو أص ت ّ‬
‫عندى كاّنه قال ‪ :‬ل بقى منكم مخبر ‪ ،‬و يروى آبزبالزاء المعجمة و هو التتواثب و الهالتتك‬
‫يقال له أيضا آبز انتهى ‪.‬‬

‫و قيل ‪ :‬يجوز أن يكون المتراد بتالبر النمتام و ) آب ( يتؤب رجتع و ) العقتاب ( جمتع‬
‫خر القتتدم و أثرهتتا و علمتهتتا و ) الثتترة ( بالفتحتتات استتم متتن‬
‫عقتتب بالكستتر و هتتو متتؤ ّ‬
‫الستيثار و هو الستبداد بالشيء و الّتفّرد به أو من آثر ايثارا إذا اعطى‬

‫ععععععع‬

‫ل لها من العراب ‪،‬‬


‫جملة اصابكم حاصب و ل بقى منكم آبر ‪ ،‬دعائّية ل مح ّ‬

‫و كلمة بعد ظرف لغو متعّلق بقتتوله اشتتهد ‪ ،‬و الفتتاء فتتي قتتوله فتتاوبوا فصتتيحة ‪ ،‬و جملتتة‬
‫ل الّنصب على الوصفّية‬ ‫يّتخذها الظالمون في مح ّ‬

‫عععععع‬

‫ن الخوارج لّما اعتزلوا منه‬ ‫ى في عّدة من شروح الكتاب و فى البحار هو أ ّ‬ ‫ن المرو ّ‬‫اعلم أ ّ‬
‫ل يا علتى ل لتك ‪ ،‬و قتالوا ‪ :‬بتان لنتا خطائنتا‬ ‫ل الحكم ّ‬ ‫لا ّ‬‫ل ناحية ل حكم إ ّ‬‫و تنادوا من ك ّ‬
‫فرجعنا و تبنا فارجع إليه أنت و تب ‪ ،‬و قال بعضهم ‪ :‬اشهد على نفسك بالكفر ثّم تب منه‬
‫سادستتة و الّثلثيتتن و‬‫‪ ،‬حّتى نطيعك ‪ ،‬على ما مّر تفصتتيل ذلتتك كّلتته فتتي شتترح الخطبتتة ال ّ‬
‫الكلم الربعين أيضا أجابهم بهذا الكلم فقال ) أصابكم حاصب ( و هو كناية عن العذاب‬
‫سماء ) و ل بقى منكم آبتتر ( و هتتو دعتتاء عليهتتم بانقطتتاع‬ ‫و قيل أى أصابكم حجارة من ال ّ‬
‫نسلهم كما قال نوح ‪:‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتتت تتتت تتت تتتتت ت تتت‬

‫] ‪[ 352‬‬
‫ك َو ل َيِل تُدوا ِإلّ‬
‫عباَد َ‬
‫ضّلوا ِ‬
‫ن َتَذْرُهْم ُي ِ‬
‫ك ِإ ْ‬
‫ن َدّيارا ‪ِ ،‬إّن َ‬
‫ن اْلكاِفري َ‬
‫ض ِم َ‬
‫لْر ِ‬ ‫ى ا َْ‬
‫عل َ‬
‫َربّ ل َتَذْر َ‬
‫جرًا َكّفارا ثّم نّبه على إنكار مقالتهم و طلبهتتم شتتهادته علتتى نفستته بتتالكفر بقتتوله ) أبعتتد‬ ‫فا ِ‬
‫ل عليه و آله و سّلم أشهد على نفسى بالكفر (‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ل و جهادي مع رسول ا ّ‬ ‫ايماني با ّ‬
‫شهادة على الّنفس بالكفر مع وجتتود‬ ‫و الخطاء ) لقد ضللت اذا و ما أنا من المهتدين ( إذ ال ّ‬
‫اليمان الّراسخ ضلل عن الهدى و عدول عن الّرشاد ل محالة قتتال المتتبّرد و متتن شتتعر‬
‫سلم الذي ل اختلف فيه أّنه قال ‪ ،‬و كان يرووه اّنهم لّما ستتألوه أن‬ ‫أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل و الّتفّقه في‬ ‫شام فقال ‪ :‬أ بعد صحبة رسول ا ّ‬ ‫يقّر بالكفر و يتوب حّتى يسيروا معه إلى ال ّ‬
‫سلم ‪:‬‬ ‫ل أرجع كافرا ‪ ،‬ثّم قال عليه ال ّ‬ ‫دين ا ّ‬

‫ى فاشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتهد‬
‫لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاهد ا ّ‬
‫ي أحمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد‬
‫إّنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي علتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى ديتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن الّنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتب ّ‬

‫لتتتتتتتتتتتتتتت فتتتتتتتتتتتتتتتاّني مهتتتتتتتتتتتتتتتتدى‬


‫ك فتتتتتتتتتتتتتتتي ا ّ‬
‫متتتتتتتتتتتتتتتن شتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫ب فاجعل في الجنان موردى‬ ‫يا ر ّ‬

‫و قوله ) فأوبوا شّر مآب و ارجعتتوا إلتتى أثتتر العقتتاب ( قيتتل هتتو أمتتر لهتتم بتتالّرجوع و‬
‫ق من حيث خرجوا منه قهرا كان القاهر يضرب في وجوههم برّدهم على‬ ‫الياب إلى الح ّ‬
‫ل و انعكاس الحال قتتال‬ ‫العقاب و الّرجوع هكذا شّر النواع ‪ ،‬و قيل هو دعاء عليهم بالّذ ّ‬
‫ي ) ره ( ‪ :‬و يحتمل أن يكون المر على الّتهديد كقوله تعالى ‪:‬‬ ‫لمة المجلس ّ‬‫الع ّ‬

‫ل شتتامل و ستتيفا قاطعتتا ( و هتتو‬ ‫عَمَلُكُم ) أما اّنكم ستتتلقون بعتتدى ذ ّ‬


‫ل َ‬
‫سَيَرى ا ّ‬
‫عَملُوا َف َ‬
‫ُقلِ ا ْ‬
‫كناية عن ابتلئهم بعده بالقنل و الستيصال و قد كان المر بعده على ما أختتبر ‪ ،‬و قتلتتوا‬
‫ل تعالى و تفصتيل احتوالهم و استيصتالهم و مقتاتلتهم متع‬ ‫بيد مهلب و غيره حتى أفناهم ا ّ‬
‫المهلتتب متتذكور فتتي شتترح المعتتتزلي متتن أراد الطلع فليرجتتع اليتته ) و اثتترة يّتختتذها‬
‫ن الظالمين يختارون لنفسهم في الفيء و الغنايم أشياء حسنة‬ ‫الظالمون فيكم سّنة ( يعنى أ ّ‬
‫ضلون غيركم عليكم‬ ‫‪ ،‬و ينفردون بها ‪ ،‬أو أّنهم يف ّ‬

‫] ‪[ 353‬‬

‫في نصيبكم و يعطونهم دونكم ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫از جمله كلم آنحضرتست كه تكلم كرده به آن با خوارج در وقتى كه ايشان گفتنتتد متتا و‬
‫تو بجهت تحكيم خطا نموديم و كافر شديم و ما از كفر خود توبه نمتتوديم بايستتت تتتو هتتم‬
‫شهادت بدهى بر نفس خود با كفر و توبه كنى از آن پس تعّرض فرمود بايشتتان و گفتتت‬
‫كه ‪:‬‬

‫برسد بشما عذاب و باقى نماند از شما مصلح كتتار ستتاز ‪ ،‬آيتتا بعتتد از ايمتتان آوردن متتن‬
‫بحضرت پروردگار و مجاهده نمودن من با رسول مختار شتتهادت بتتدهم بتتر نفتتس ختتود‬
‫بكافر شدن و از دين برگشتن ‪ ،‬هر آينه گمراه باشم اين هنگام كه شهادت بتتر كفتتر ختتود‬
‫دهم ‪ ،‬و نباشم از هدايت يافتكان پس برگرديد از بدترين جاى بازگشتتت بستتوى حتتق ‪ ،‬و‬
‫رجوع نمائيد بحق بر اثر پاشنهاى خود ‪ ،‬آگاه بشويد كه شما زود باشد كه ملقات نمائيد‬
‫بعد از من بخوارى فراوان و بشمشير بران و باشياء نفيسه كه فتترا گيرنتتد آنتترا ظالمتتان‬
‫در شما سنة جاريه يعنى بعد از من ظالمين خوب ترين مالهاى شما را از شما ميگيرنتتد‬
‫و بجهت خودشان اختيار مينمايند ‪ ،‬و اين سنت ميشود در ميان شما ‪.‬‬

‫ع ع عع ععع ع ععع ععع عع ع ع عع عع ع ع عع‬


‫ععععععع‬

‫و هو الثامن و الخمسون من المختار في بتتاب الخطتتب و قيتتل لتته اّنهتتم قتتد عتتبروا جستتر‬
‫النهروان ‪:‬‬

‫ل ل يفلت منهم عشرة و ل يهلك منكم عشرة ‪.‬‬


‫مصارعهم دون الّنطفة و ا ّ‬

‫سيد يعنى بالنطفة ماء الّنهر و هى أفصح كناية عن الماء و إن كان كثيرا‬
‫قال ال ّ‬

‫] ‪[ 354‬‬

‫جّما و قد أشرنا إلى ذلك فيما تقدم عند مضي ما اشبهه ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫صتترع ( الطتترح علتتى الرض و المصتترع يكتتون موضتتعا و‬ ‫) الجسر ( معتتروف و ) ال ّ‬


‫ل أو كتتثر و‬
‫صتتافي قت ّ‬
‫مصدرا و المراد هنا موضع هلكهتتم و ) النطفتتة ( بالضّتتم المتتاء ال ّ‬
‫النطفتان في الحديث بحر المشرق و المغرب أو ماء الفرات و بحتر جتّدة ‪ ،‬و المتراد بهتا‬
‫سيد ) ره ( متتاء النهتتروان ‪ ،‬و قتتد مضتتى الّتعتتبير بهتتا أيضتتا فتتي الخطبتتة‬
‫هنا كما ذكره ال ّ‬
‫شيء فجأة ‪.‬‬ ‫السابعة و الربعين و ) الفلت ( و التفلت و النفلت التخّلص من ال ّ‬
‫ععععععع‬

‫سيد ظرفية بمعنى حين ‪ ،‬و جملتتة قيتتل لتته عطتتف علتتى عتتزم و قتتوله‬
‫كلمة لما في كلم ال ّ‬
‫ل الّنصب مقول لقال ‪.‬‬
‫مصارعهم دون النطفة في مح ّ‬

‫عععععع‬

‫ل ل يفلت منهم عشرة و ل يهلك منكم عشرة (‬‫ن قوله ) مصارعهم دون النطفة و ا ّ‬
‫اعلم أ ّ‬
‫اخبار عّما يكون قبل كونه و هو من معجزاته المتواترة ‪.‬‬

‫و روى أّنه لما قتل الخوارج وجدوا المفلت منهم تسعة تفّرقوا في البلد ‪،‬‬

‫فانهزم اثنان منهم الى عّمان ‪ ،‬و اثنان إلى كرمان ‪ ،‬و اثنان الى سجستتتان ‪ ،‬و اثنتتان التتى‬
‫ل موزون ‪ ،‬فظهرت بدعهم في البلد و صاروا فرقا كثيرة علتتى‬ ‫الجزيرة ‪ ،‬و واحد الى ت ّ‬
‫ما ستطلع عليه في شرح كلمه التى ‪ ،‬و وجدوا المقتول من أصحابه ثمانيتتة و يمكتتن أن‬
‫يكون خفى على القوم مكتتان واحتتد متتن المقتتتولين أو يكتتون الّتعتتبير بعتتدم إهلك العشتترة‬
‫للمشاكلة و المناسبة بين القرينتين ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫سادسة و الّثلثين أسماء المقتولين من أصحابه ‪،‬‬


‫قد مضى في شرح الخطبة ال ّ‬

‫لمتتة‬
‫و مضى أيضا في شرح كلمه الخامس و الثلثين سند تلك الّروايتتة و نقلهتتا متتن الع ّ‬
‫المجلسى من كتاب الخرايج عن جندب بن زهير ‪.‬‬

‫و أقول هنا مضافا إلى ما سبق ‪ :‬أّنه روى عن المدايني في كتاب الخوارج أنه لما خرج‬

‫] ‪[ 355‬‬

‫ي إلى أهل النهروان أقبل رجل من أصحابه مّمن كان على مقدمته يركض حّتى انتهى‬ ‫عل ّ‬
‫ن القوم عبروا النهر‬ ‫ي فقال ‪ :‬البشرى يا أمير المؤمنين ‪ ،‬قال ‪ :‬ما بشراك ؟ قال ‪ :‬إ ّ‬ ‫إلى عل ّ‬
‫ل أنت رأيتهم قتتد عّبتتروا ‪ ،‬قتتال ‪:‬‬‫ل اكتافهم ‪ ،‬فقال ا ّ‬ ‫لما أبلغهم وصولك فابشر فقد منحك ا ّ‬
‫لت متتا عتتبروا و لتتن يعتتبروا و أ ّ‬
‫ن‬ ‫نعم فأحلفه ثلث مّرات في كّلها يقول نعتتم ‪ ،‬فقتتال ‪ :‬و ا ّ‬
‫مصارعهم لدون النطفة و الذي فلق الحّبتتة و بتترء النستمة لتن يبلغتوا ال ثلتث و ل قصتتر‬
‫ل ‪ ،‬و قد خاب من افترى ‪.‬‬ ‫بوران حتى يقتلهم ا ّ‬

‫ستتلم بقتتوله ‪،‬‬


‫قال ‪ :‬ثّم أقبل فارس آخر يركض فرسه فقال كقول الّول فلم يكترث عليه ال ّ‬
‫سلم فجال في متن فرسه ‪.‬‬ ‫و جائت الفرسان كّلها تركض و تقول مثل ذلك فقام عليه ال ّ‬
‫ن قريبا منه فان كتتان عتتبروا النهتتر لجعلتنّ ستتنان‬ ‫ل لكون ّ‬‫ب من الّناس ‪ :‬و ا ّ‬‫قال فقال شا ّ‬
‫ي إلتتى الّنهتتر وجتتد القتتوم ‪ ،‬قتتد كستتروا‬
‫رمحي في عينه أيّدعي علم الغيب ‪ ،‬فلما انتهى عل ّ‬
‫جفون سيوفهم و عرقبوا خيولهم و حبوا على ركبهتتم و تحكمتتوا تحكيمتتة واحتتدة بصتتوت‬
‫شاب فقال ‪ :‬يا أمير المؤمنين اّنى كنتتت شتتككت فيتتك آنفتتا و‬ ‫عظيم له نرجل ‪ ،‬فنزل ذلك ال ّ‬
‫ل هو الذي يغفر الّذنوب فاستغفره ‪.‬‬ ‫نا ّ‬
‫ي‪:‬إّ‬‫ل و إليك فاغفرلى فقال عل ّ‬ ‫إّنى تائب إلى ا ّ‬

‫ععععع ع ععععع‬

‫شارح المعتزلي ‪ :‬هذا الخبر من الخبار التي تكاد تكون متواترة ‪،‬‬
‫قال ال ّ‬

‫لشتهاره و نقل الّناس له كافة ‪ ،‬و هتتو متتن معجزاتتته و إخبتاره المفصتتلة عتتن الغيتتوب و‬
‫الخبار على قسمين ‪:‬‬

‫أحدهما الخبار المجملة و ل إعجاز فيها نحو أن يقول الّرجل لصحابه ‪:‬‬

‫إّنكم ستنصترون علتى هتذه الفئة التتي تلقونهتا غتدا فتان نصتر جعتل ذلتك لته حجتة عنتد‬
‫ل نصتتره و نحتتو‬
‫اصحابه و سماها معجزة و إن لم ينصر قال لهم تغّيرت نّياتكم فمنعكم ا ّ‬
‫ذلك من القول ‪.‬‬

‫و القسم الّثاني الخبار المفصلة عن الغيوب مثل هذا الخبر فاّنه ل يحتمل الّتلبيس‬

‫] ‪[ 356‬‬

‫لتقييده بالعدد المعين في أصحابه و في الخوارج و وقوع المر بعد الحتترب بمتتوجبه متتن‬
‫لت‬
‫ل و عرفتته رستتول ا ّ‬ ‫ي عرفه من جهة رسول ا ّ‬‫غير زيادة و ل نقصان ‪ ،‬و ذلك أمر إله ّ‬
‫ل سبحانه ‪ ،‬و القّوة البشرية تقصر عن إدراك مثل هذا ‪ ،‬و لقد كان له متتن هتتذا‬
‫من جهة ا ّ‬
‫الباب ما لم يكن لغيره ‪.‬‬

‫و بمقتضى ما شاهد الّناس من معجزاته و أحواله المنافية لقوى البشرّية غلفيتته متتن غل‬
‫ل في بدنه كما قالت الّنصارى في عيسى ‪،‬‬ ‫ن الجوهر اللهي ح ّ‬‫حّتى نسب إلى أ ّ‬

‫ب غال و مبغتتض قتتال ‪،‬‬‫ل عليه و آله بذلك ‪ ،‬فقال يهلك فيك مح ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬‫و قد أخبره النب ّ‬
‫و قال له تارة ‪ :‬و الذي نفسى بيده لو ل أّني اشفق أن يقول طوايف من اّمتي فيك ما قالت‬
‫ل أخذوا التراب من‬‫الّنصارى في ابن مريم لقلت اليوم فيك مقال ل تمّر بملء من الّناس إ ّ‬
‫تحت قدميك للبركة ‪.‬‬
‫ل بن سبا قام إليه و هو يخطتتب فقتتال‬ ‫شارح ‪ :‬و اّول من جهر بالغلّو في أّيامه عبد ا ّ‬
‫قال ال ّ‬
‫لت فتتأمر بأختتذه و أختتذ قتتوم‬
‫له أنت أنت و جعل يكّررها ‪ ،‬فقال له ويلك من أنا فقال أنت ا ّ‬
‫كانوا على رأيه ‪.‬‬

‫ي بتتن محّمتتد بتتن ستتليمان‬


‫ل من عّمار الّثقفتتي عتتن علت ّ‬ ‫و روى ابو العباس أحمد بن عبيد ا ّ‬
‫ي رجلن ‪ :‬محتبّ مطتتر‬ ‫ن علّيا قتتال ‪ :‬يهلتتك فت ّ‬
‫الّنوفلي عن أبيه و عن غيره من مشيخته أ ّ‬
‫ي ‪ ،‬و مبغض مفترير مينى بما أنا منه برىء‬ ‫يضعنى غير موضعى و يمدحنى بما ليس ف ّ‬
‫‪.‬‬

‫ل عليه و آلتته فيتته و هتتو‬


‫ي صّلى ا ّ‬
‫قال أبو العباس ‪ :‬و هذا تأويل الحديث المرّوى عن النب ّ‬
‫ن فيك مثل عن عيسى بن مريم ‪ ،‬أحّبته النصارى فرفعته فوق‬ ‫ل عليه و آله إ ّ‬
‫قوله صّلى ا ّ‬
‫قدره ‪ ،‬و أبغضته اليهود حّتى بهتت أّمه ‪.‬‬

‫ي عثر على قوم خرجوا من محّبته باستحواذ الشيطان عليهتتم‬ ‫قال ابو العباس و قد كان عل ّ‬
‫إلى أن كفروا برّبهم و جحد و اما جاء به نبّيهم و اّتخذوه رّبا و إلها و قالوا ‪:‬‬

‫عدهم فأقاموا على قولهم فحفر لهم حفتترا دختتن عليهتتم‬‫أنت خالقنا و رازقنا فاستتابهم و تو ّ‬
‫طمعا في رجوعهم فأبوا فحّرقهم بالّنار ‪.‬‬

‫] ‪[ 357‬‬

‫شارح ‪ :‬و روى أصحابنا في كتاب المقالت أّنه لما حّرقهم صاحوا إليتته الن ظهتتر‬ ‫قال ال ّ‬
‫ل ربّ الّنتتار‬
‫ن ابن عمك الذي أرسلته قال ل يعّذب بالنار إ ّ‬
‫لنا ظهورا بّينا أنك أنت الله ل ّ‬
‫‪.‬‬

‫ي بتن محّمتد‬ ‫و روى أبو العباس عتن محّمتد بتن ستليمان بتن حتبيب المصيصتى عتن علت ّ‬
‫الّنوفلي عن أبيه و مشيخته ‪ ،‬أن علّيا مّر بهم و هم يأكلون في شهر رمضتتان نهتتارا فقتتال‬
‫أسفر أم مرضى ؟ قالوا ‪ :‬و ل واحدة ‪ ،‬قال ‪ :‬أفمن أهل الكتاب أنتم ؟ قالوا ‪ :‬ل قال ‪:‬‬

‫فما بال الكل في شهر رمضان نهتتارا ؟ قتتالوا ‪ :‬أنتتت أنتتت لتتم يزيتتدوه علتتى ذلتتك ‪ ،‬ففهتتم‬
‫ستتلم ‪ :‬ويلكتتم‬ ‫سلم عن فرسه فألصق خّده بالّتراب ثتّم قتتال عليتته ال ّ‬ ‫مرادهم و نزل عليه ال ّ‬
‫ل و ارجعتتوا إلتتى الستتلم فتتأبوا فتتدعاهم متترارا فأقتتاموا‬ ‫ل فاّتقوا ا ّ‬
‫إّنما أنا عبد من عبيد ا ّ‬
‫ى بالفعلة و الّنار و الحطتتب ث تّم أمتتر‬ ‫على أمرهم فنهض عنهم ‪ ،‬ثّم قال شّدوهم وثاقا و عل ّ‬
‫بحفر بئرين فحفرتا فجعل أحدهما سربا و الخرة مكشوفة و ألقى الحطتتب فتتي المكشتتوفة‬
‫و فتح بينهما فتحا و ألقى الّنار فتي الحطتب فتدخن عليهتم و جعتل يهتتف بهتم و يناشتدهم‬
‫شاعر ‪:‬‬ ‫ارجعوا إلى السلم فأبوا فأمر بالحطب و الّنار و القى عليهم فاحترقوا فقال ال ّ‬
‫لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترم بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى المنيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة حيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتث شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتائت‬
‫اذا لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتم تتتتتتتتتتتتتتتتتتتترم بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي الحفرتيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن‬

‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا حطبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا بنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتار‬


‫اذا متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ح ّ‬
‫فذاك الموت نقدا غير دين‬

‫ل بن عّباس شفعوا في عبد الّ‬ ‫ى منهم عبد ا ّ‬


‫ن جماعة من أصحاب عل ّ‬ ‫قال أبو العباس ثّم إ ّ‬
‫صة و قالوا ‪ :‬يا أمير المؤمنين إّنه قد تاب فتتاعف عنتته فتتأطلقه بعتتد ان اشتتترط‬‫بن سبا خا ّ‬
‫عليه أن ل يقيم بالكوفة ‪ ،‬فقال ‪ :‬أين أذهب ؟ قال ‪ :‬المداين فنفاه إلى المداين فلما قتل أميتتر‬
‫المؤمنين أظهر مقالته و صارت له طائفة و فرقة يصّدقونه و يتبعونه ‪.‬‬

‫ل لو جئتمونا بدماغه فتتي ستتبعين صتترة لعلمنتتا‬ ‫سلم ‪ :‬و ا ّ‬‫ي عليه ال ّ‬
‫و قال لّما بلغه قتل عل ّ‬
‫أّنه لم يمت و ل يموت حّتى يسوق العرب بعصتتاه ‪ ،‬فلمتتا بلتغ ابتتن عبتتاس ذلتتك قتال ‪ :‬لتو‬
‫سمنا ميراثه ‪.‬‬
‫علمنا لما تزّوجنا نساءه و ل ق ّ‬

‫ل بن سبا بالمداين جماعة على هذا‬


‫قال أصحاب المقالت ‪ :‬و اجتمع إلى عبد ا ّ‬

‫] ‪[ 358‬‬

‫القول و تفاقم أمرهم و شاع بين الّنتتاس قتتولهم و صتتار لهتتم دعتتوة يتتدعون إليهتتا و شتتبهة‬
‫يرجعون اليها و هي ما ظهر و شاع بين الّناس متتن اخبتتاره بالمغيبتتات حتتال بعتتد حتتال ‪،‬‬
‫فقالوا ‪:‬‬

‫ل تعالى أو من حّلت ذات الله في جسده ‪ ،‬و لعمرى أّنتته ل‬ ‫ل ّ‬‫ن ذلك ل يمكن أن يكون إ ّ‬ ‫إّ‬
‫ل تعالى إّياه عليه ‪ ،‬و لكن ل يلزم من إقداره إّياه عليه أن يكون‬
‫ل باقدار ا ّ‬
‫يقدر على ذلك إ ّ‬
‫هو الله أو تكون ذات الله حاّلة فيه هذا ‪.‬‬

‫و حيث انجّر الكلم إلى هذا المقام فل بأس بأن نحّقق الكلم في معنتتى الغلتّو و الّتفتتويض‬
‫و نشير إلى بعض اليات و الخبار الواردة فيهما ‪ ،‬و نذكر وجوه التفتتويض و متتا ينبغتتي‬
‫أن يدان به و يعتقد عليه ‪.‬‬

‫ل جتلّ‬‫صدوق في اعتقاداته ‪ :‬اعتقادنا في الغلة و المفّوضتتة أّنهتتم كفتتار بتتا ّ‬


‫فأقول ‪ :‬قال ال ّ‬
‫جلله و أّنهم شّر من اليهود و النصارى و المجوس و القدرّية و الحروريتتة و متتن جميتتع‬
‫لت‬
‫ل جل جلله تصتغيرهم شتيء و قتال ا ّ‬ ‫أهل البدع و الهواء المضّلة ‪ ،‬و أّنه ما صغر ا ّ‬
‫جلّ جلله ‪:‬‬
‫عبتتادًا لتتي ِمتنْ‬‫ل ِللّنتتاس ُكوُنتتوا ِ‬ ‫حْكَم َو الّنُبّوَة ُثتّم َيقُتتو َ‬ ‫ب َو اْل ُ‬ ‫ل اْلِكتا َ‬ ‫ن ُيْؤِتَيُه ا ّ‬‫شٍر َأ ْ‬
‫ن ِلَب َ‬
‫ما كا َ‬
‫ن ‪َ ،‬و ل َيتتْأُمَرُكْم‬ ‫سو َ‬ ‫ب وَ ِبما ُكْنُتم َتْدُر ُ‬ ‫ن اْلكِتا َ‬ ‫ن ِبما ُكْنُتْم ُتعّلُمو َ‬ ‫ن ُكوُنوا َرّبانّيي َ‬ ‫ل َو لِك ْ‬ ‫نا ّ‬ ‫ُدو ِ‬
‫ل ت ع تّز و‬ ‫ن و قتتال ا ّ‬ ‫س تِلُمو َ‬‫ن َأْربابًا َأ َيْأُمُرُكْم ِباْلُكْفِر َبْعَد ِإْذ َأْنُتْم ُم ْ‬
‫خُذوا اْلَملِئَكَة َو الّنِبّي َ‬ ‫ن َتّت ِ‬
‫َأ ْ‬
‫ي و الئمتتة أ ّ‬
‫ن‬ ‫ق و اعتقادنا فتتي النتتب ّ‬ ‫حّ‬ ‫ل اْل َ‬
‫ل ِإ ّ‬‫عَلى ا ّ‬ ‫جلّ ‪َ :‬و ل َتْغلُوا في ديِنُكْم َو ل َتُقوُلوا َ‬
‫ن ذلك جرى عليهم على الحقيقتتة و أنتته متتا شتّبه‬ ‫بعضهم قتلوا بالسيف و بعضهم بالسّم و أ ّ‬
‫سلم يقتتول‬ ‫أمرهم كما يزعمه من يتجاوز الحّد فيهم » إلى أن قال « و كان الّرضا عليه ال ّ‬
‫في دعائه ‪:‬‬

‫] ‪[ 359‬‬

‫ل بك ‪ ،‬اللهّم إّني أعوذ بتتك‬‫الّلهّم إّني بريء اليك من الحول و القّوة ‪ ،‬و ل حول و ل قّوة إ ّ‬
‫ق ‪ ،‬اللهّم إّني أبرء إليك من الذين قالوا فينتتا‬
‫و أبرء إليك من الذين اّدعوا لنا ما ليس لنا بح ّ‬
‫ق و منك التّرزق و إّيتتاك نعبتد و إّيتاك نستتعين ‪ ،‬اللهتّم‬
‫ما لم نقله في أنفسنا ‪ ،‬اللهّم لك الح ّ‬
‫أنت خالقنا و خالق آبائنا الّولين و آبائنا الخرين ‪،‬‬

‫ل لك ‪ ،‬فالعن الّنصارى الذين صّغروا‬


‫ل بك ‪ ،‬و ل تصلح اللهّية إ ّ‬ ‫اللهّم ل تليق الّربوبّية إ ّ‬
‫عظمتك ‪ ،‬و العن المضاهئين لقولهم من برّيتك ‪.‬‬

‫اللهّم إّنا عبيدك و ابناء عبيدك ‪ ،‬ل نملك لنفسنا نفعا و ل ضّرا ‪ ،‬و ل موتا ‪،‬‬

‫ن إلينتتا‬‫و ل حياة ‪ ،‬و ل نشورا ‪ ،‬اللهّم من زعم أّننا أرباب فنحن منه براء ‪ ،‬و متتن زعتتم أ ّ‬
‫الخلق و علينا الّرزق ‪ ،‬فنحن منه براء كبراءة عيسى بن مريم من الّنصارى ‪ ،‬اللهّم إّنا لم‬
‫ندعهم إلى ما يزعمون ‪ ،‬فل تؤآخذنا بما يقولون ‪ ،‬و اغفرنا متتا يتتدعون ‪ ،‬و ل تتتدع علتتى‬
‫ل فاجرا كفارا و روى عن‬ ‫الرض منهم دّيارا ‪ ،‬إّنك إن تذرهم يضّلوا عبادك و ل يلدوا إ ّ‬
‫لت بتن ستبا يقتول‬ ‫ن رجل متن ولتد عبتد ا ّ‬ ‫ستلم إ ّ‬ ‫صتادق عليته ال ّ‬ ‫زرارة أّنته قتال ‪ :‬قلتت لل ّ‬
‫لت‬
‫ل خلتق محّمتتدا و علّيتتا صتلوات ا ّ‬ ‫نا ّ‬‫بالّتفويض ‪ ،‬فقال ‪ :‬و ما الّتفويض ؟ قلت ‪ :‬يقول إ ّ‬
‫لت إذا‬ ‫عليهما ففّوض المتتر إليهمتتا فخلقتتا و رزقتتا و أماتتتا و أحييتتا ‪ ،‬فقتتال ‪ :‬كتتذب عتتدّو ا ّ‬
‫خْلِقتتِه‬
‫خَلُقوا َك َ‬
‫شَركاَء َ‬
‫ل ُ‬‫جَعلُوا ِّ‬
‫انصرفت إليه فاتل عليه هذه الية التي في سورة الّرعد َأْم َ‬
‫حُد اْلَقّهار ‪.‬‬
‫شيٍء َو ُهَو اْلوا ِ‬ ‫ل َ‬
‫قكّ‬ ‫ل خاِل ُ‬
‫لا ّ‬‫عَلْيِهْم ُق ِ‬
‫ق َ‬
‫خْل ُ‬
‫َفَتشاَبَه اْل َ‬

‫ستلم فكتأّني ألقمتته حجترا أو قتال‬


‫صادق عليه ال ّ‬
‫فانصرفت إلى الّرجل فأخبرته بما قال ال ّ‬
‫ل‪:‬‬‫ل إلى نبّيه أمر دينه فقال عّز و ج ّ‬
‫ل عّز و ج ّ‬‫فكاّنما خرس و قد فّوض ا ّ‬

‫عْنُه َفاْنَتُهوا ‪.‬‬


‫خُذوُه َو ما َنهيُكْم َ‬
‫ل َف ُ‬
‫سو ُ‬
‫َو ما آتيُكُم الّر ُ‬

‫سلم و عتتن المفيتتد فتتي شتترح هتتذا الكلم ‪ :‬الغلتّو فتتي‬


‫و قد فّوض ذلك إلى الئمة عليهم ال ّ‬
‫ل تعالى ‪:‬‬ ‫اللغة هو تجاوز الحّد و الخروج عن القصد قال ا ّ‬
‫] ‪[ 360‬‬

‫ق الية فنهى عن تجاوز الحدّ‬ ‫حّ‬ ‫ل اْل َ‬


‫ل ِإ ّ‬
‫ىا ّ‬
‫عل َ‬
‫ب ل َتْغلُوا في ديِنُكْم َو ل َتُقوُلوا َ‬
‫ل اْلِكتا ِ‬
‫يا َأْه َ‬
‫في المسيح و حّذر من الخروج عن القصد في القول و جعل ما اّدعته الّنصارى فيه غلتّوا‬
‫لتعدية الحّد على ما بيّناه ‪ ،‬و الغلة من المتظاهرين بالسلم الذين نستتبوا أميتتر المتتؤمنين‬
‫سلم إلى اللهّية و الّنبّوة ‪ ،‬و وصفوهم من الفضل في الّدين و‬ ‫و الئمة من ذّريته عليهم ال ّ‬
‫الّدنيا إلى ما تجاوزوا فيه الحّد ‪،‬‬

‫ل كّفار حكم فيهم أمير المؤمنين بالقتل و الّتحريق بالّنار و‬ ‫و خرجوا عن القصد و هم ضا ّ‬
‫قضت الئمة عليهم السلم عليهم بالكفار و الخروج عتتن الستتلم ‪ ،‬و المفّوضتتة صتتنف‬
‫متن الغلة و قتولهم التذي فتارقوا بته متن ستواهم متن الغلة اعتترافهم بحتدوث الئمتة و‬
‫ل تفّرد‬ ‫نا ّ‬‫خلقهم ‪ ،‬و نفى القدم عنهم و إضافة الخلق و الّرزق مع ذلك إليهم ‪ ،‬و دعواهم أ ّ‬
‫صة و أّنه فّوض إليهم خلق العالم بما فيتته و جميتتع الفعتتال انتهتتى كلمتته رفتتع‬ ‫بخلقهم خا ّ‬
‫ي و الئمتتة‬ ‫ن الغلتّو فتتي النتب ّ‬
‫مقامه و قال المحّدث العلمتة المجلستى طتاب ثتتراه ‪ :‬اعلتم أ ّ‬
‫لت تعتتالى فتتي‬ ‫سلم إّنما يكتتون بتتالقول بتتالوهّيتهم ‪ ،‬أو بكتتونهم شتتركاء ّ‬ ‫صلة و ال ّ‬‫عليهم ال ّ‬
‫ل فيهتتم ‪ ،‬أو اتحتتد بهتتم ‪ ،‬أو أّنهتتم‬ ‫ل تعتتالى ‪ ،‬حت ّ‬
‫نا ّ‬‫المعبودّية أو في الخلق و الّرزق ‪ ،‬أو أ ّ‬
‫ل تعالى ‪ ،‬أو بالقول في الئمة أنهم كانوا أنبياء أو‬ ‫يعلمون الغيب بغير وحى أو إلهام من ا ّ‬
‫ن معرفتهم تغنى عن جميع الطاعات‬ ‫القول بتناسخ أرواح بعضهم إلى بعض ‪ ،‬أو القول بأ ّ‬
‫ل منها الحتتاد و كفتتر و ختتروج عتتن التّدين‬ ‫و ل تكليف معها بترك المعاصي ‪ ،‬و القول بك ّ‬
‫ستتلم‬ ‫ن الئّمتة عليهتتم ال ّ‬ ‫كما دّلت عليه الدّلتتة العقليتتة و اليتات و الخبتتار و قتد عرفتتت أ ّ‬
‫تتتبّرؤوا منهتتم و حكمتتوا بكفرهتتم و أمتتروا بقتلهتتم و إن قتترع ستتمعك شتتيء متتن الخبتتار‬
‫الموهمة لشيء من ذلك فهى إّما مأّولة أو هي من مفتريتتات الغلة ‪ ،‬و لكتتن أفتترط بعتتض‬
‫سلم و عجزهم عتتن‬ ‫المتكلمين و المحّدثين في الغلّو لقصورهم عن معرفة الئمة عليهم ال ّ‬
‫إدراك غرائب أحوالهم و عجائب شتتئوناتهم فقتتدحوا فتتي كتتثير متتن التّروات الثقتتاة لنقلهتتم‬
‫ستهو عنهتم أو القتول بتأّنهم‬ ‫بعض غرائب المعجزات حّتى قال بعضتهم متن الغلتّو نفتى ال ّ‬
‫يعلمون ما كان و ما يكون و غير ذلك‬

‫] ‪[ 361‬‬

‫مع أّنه قد ورد في أخبار كثيرة ‪ :‬ل تقولوا فينا ربا و قولوا ما شئتم و لن تبلغوا و ورد أنّ‬
‫لتت‬
‫ي مرسل أو عبد مؤمن امتحن ا ّ‬ ‫ل ملك مقّرب أو نب ّ‬
‫أمرنا صعب مستصعب ل يحتمله إ ّ‬
‫قلبه لليمان ‪ ،‬و ورد لو علم أبوذر ما في قلب سلمان لقتله و غير ذلك فل بّد من المتتتدّين‬
‫ل إذا ثبتتت‬‫أن ل يباد ربرّد ما ورد عنهتتم متتن فضتتايلهم و معجزاتهتتم و معتتالي أمتتورهم إ ّ‬
‫خلفه بضرورة الدين أو بقواطع البراهين أو باليتتات المحكمتتة أو بالخبتتار المتتتواترة ‪،‬‬
‫انتهى كلمه رفع مقامه و هو كاف في تحقيق المقام و توضيح المرام و متتا ذكتتره ) ره (‬
‫صراط المستقيم الذي ينبغتتى ستتلوكه و المتتذهب‬ ‫هي الجاّدة الوسطى و الّنمط الوسط و ال ّ‬
‫صتتر فيتته‬
‫لزم لتته لحتتق و المق ّ‬ ‫ق الواجب أخذه و لزومتته ‪ ،‬فتتالّراغب عنتته متتارق و ال ّ‬
‫الح ّ‬
‫زاهق و أما التفويض فالوارد في الخبار الكثيرة المنع من القول بتته ‪ ،‬و قتتد أكتتثروا فيهتتا‬
‫من ذّم المفّوضة و تكذيبهم و الّتبّرى منهم و من ذلك ذهب جمع من الصحاب إلى نفيه و‬
‫ن القول بثبتتوته‬ ‫ن القول بالمنع مطلقا تفريط ‪ ،‬كما أ ّ‬ ‫المنع من القول به ‪ ،‬و لكن النصاف أ ّ‬
‫مطلقا إفراط إذ الخبار في طرفى المنع و الّثبوت بالغتتة حتّد الستفاضتتة لتتو لتتم تبلتتغ حتّد‬
‫التواتر ‪ ،‬فالعمل باحدى الطائفتين و طرح الطايفة الخرى بالمّرة و إسقاطها عتتن درجتتة‬
‫ل منهما في الجملة ‪،‬‬ ‫العتبار غير ممكن ‪ ،‬فاللزم الخذ بك ّ‬

‫و مقتضاه القول بالتفصيل في المسألة و يظهر ذلك برسم وجتتوه الّتفتتويض فتتأقول و بتتالّ‬
‫ن التفويض عبارة عن تسليم المر إلى الخلق و رّده إليتته ‪ ،‬و هتتو علتتى وجهيتتن‬ ‫الّتوفيق إ ّ‬
‫أحدهما تفويض أمور الخلق إلى أنفسهم ‪ ،‬و هو الذي قال به القدرية و يقال لها المفّوضتتة‬
‫ل أوجد العبتاد و أقتدرهم علتى أفعتالهم و فتّوض إليهتم‬‫نا ّ‬‫صل ما ذهبوا إليه أ ّ‬
‫أيضا و مح ّ‬
‫الختيار فهم مستقّلون بايجادها على وفق مشّيتهم و ارادتهم و طبتتق قتتدرتهم متتن دون أن‬
‫يكون له سبحانه تأثير فيها بوجه من الوجتتوه ‪ ،‬و بتتازاء هتتؤلء الجماعتتة جماعتتة أختترى‬
‫ل فيفعل ما يشاء و يحكم ما يريد ل عّلة لفعله و ل‬ ‫لا ّ‬
‫ذهبت إلى أن ل مؤّثر في الوجود إ ّ‬
‫راّد لقضائه و هذان الفريقان واقعان في طرفي الّتضاّد ‪ ،‬أحدهما يسّمى بالقدرّية و الخر‬

‫] ‪[ 362‬‬

‫ن بالقول بالّتفويض يظهر فايده الّتكليف بالمر و الّنهى‬ ‫بالجبرّية ‪ ،‬و زعم الفرقة الولى أ ّ‬
‫ل ت ستتبحانه عتتن‬‫و الوعد و الوعيد ‪ ،‬و به يحصل استحقاق الثواب و العقاب ‪ ،‬و به ينّزه ا ّ‬
‫شرور و القبايح التي هي أنواع الكفتتر و المعاصتتي ‪ ،‬و زعتتم الفرقتتة الختترى أ ّ‬
‫ن‬ ‫ايجاد ال ّ‬
‫لت‬
‫ن فيه تعظيمتتا لقتدرة ا ّ‬ ‫بالقول بالجبر يحصل سلطنة مالك الملوك في ملكوته و ملكه و أ ّ‬
‫تعالى و تقديسا له عن شوائب الّنقصان و الفتقار في الّتاثير إلى شيء آخر و أنتتت ختتبير‬
‫شرك ‪ ،‬و الثاني مستلزم للكفر ‪ ،‬و قد ورد في الخبتتار الكتتثيرة‬ ‫ن القول الّول مستلزم لل ّ‬‫بأ ّ‬
‫المنع منهما و الّرد عليهما صريحا بقولهم ‪ :‬ل جبر و ل تفويض بل أمر بين المرين ‪ ،‬و‬
‫تحقيق المر بين المرين و توضيح الّرد على الفريقين لعلنا نشير إليها في مقتتام مناستتب‬
‫ل‪.‬‬
‫إنشاء ا ّ‬

‫ل ت عليهتتم ورّدهتتا‬
‫ي و الئمة الطتتاهرين ستتلم ا ّ‬
‫الوجه الثاني تفويض أمور الخلق إلى الّنب ّ‬
‫إلى اختيارهم و هو يتصّور على أنحاء بعضها صحيح و بعضها باطل‬

‫ععععع‬

‫الّتفتتويض فتتي الخلتتق و اليجتتاد و الّتربيتتة و التّرزق و الماتتتة و الحيتتاء و غيرهتتا متتن‬
‫الفعال ‪ ،‬و قد أثبته بهذا المعنى بعض الّناقصتتين متتن الغلة فتان كتتان مرادهتتم منتته أّنهتتم‬
‫يفعلون جميع ذلك بارادتهم و قدرتهم و هم الفتتاعلون لهتتا حقيقتتة كمتتا هتتو ظتتاهر كلمتتاتهم‬
‫على ما حكى عنهم غير واحد ‪ ،‬فهو كفر صريح دّلت على امتناعه الدلة العقلّية و النقلية‬
‫ل عليتته‬
‫صتتدوق و المفيتتد الستتابقين و يتتد ّ‬
‫‪ ،‬و قد مضى الشارة إلى بعضتتها فتتي كلمتتي ال ّ‬
‫لت يفعتتل‬
‫سلم أّنه قتتال ‪ :‬متتن زعتتم أن ا ّ‬ ‫صريحا ‪ 1‬ما رواه في العيون عن الّرضا عليه ال ّ‬
‫ل فّوض أمر الخلق و التّرزق إلتتى‬ ‫نا ّ‬
‫أفعالنا ثّم يعّذبنا عليها فقد قال بالجبر ‪ ،‬و من زعم أ ّ‬
‫حججه فقد قال بالّتفويض ‪ ،‬و القائل بالجبر كافر و القائل بالتفويض مشتترك و فيتته أيضتتا‬
‫سلم عن‬ ‫باسناده عن أبي هاشم الجعفرى قال ‪ :‬سألت أبا الحسن الّرضا عليه ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ت تتتتتت ت ت تتت تت تت تت ت تت تت تت‬
‫تتتتت ت تتتتت تتتتتتت ت تتتت تت تت تتتتت‬
‫تت تتت تتتتتتت ت تتتتت تتتتتت ت تتتتت تت‬
‫تت تتتتت تتت ت تتت ت تت ت تتتتتت تت تتت ت‬
‫تتت تت تتتتت تت ت ت تتتت تت تت ت تتتتت ت‬
‫تتتتتت تتتتتتت ت تتت‬

‫] ‪[ 363‬‬

‫الغلة و المفّوضة فقال ‪ :‬الغلة كّفار و المفّوضة مشركون متتن جالستتهم أو ختتالطهم أو و‬
‫اكلهم أو شاربهم أو واصلهم أو زّوجهم أو تزّوج إليهم أو امنهم أو ائتمنهم علتتى أمانتتة أو‬
‫لت‬‫ل و ولية رستتول ا ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫صدق حديثهم أو أعانهم بشطر كلمة ‪ ،‬خرج من ولية ا ّ‬
‫ل بن شتتريك‬ ‫شي باسناده عن عبد ا ّ‬ ‫و وليتنا أهل البيت و في البحار من كتاب الّرجال للك ّ‬
‫ي عند امرأة لته متن غنتتزة و هتي اّم عمترو إذ أتتاه قنتتبر فقتال ‪ :‬إ ّ‬
‫ن‬ ‫عن أبيه قال ‪ :‬بينا عل ّ‬
‫عشرة نفر بالباب يزعمون أّنك رّبهتم فقتتال ‪ :‬ادخلهتتم قتال ‪ :‬فتتدخلوا عليته فقتال لهتم ‪ :‬متتا‬
‫تقولون فقالوا إّنك رّبنا و أنت اّلذي خلقتنا و أنت الذي رزقتنا ‪ ،‬فقال لهتتم ‪ :‬ويلكتتم رّبتتي و‬
‫ل ‪ ،‬ويلكم توبوا أو ارجعوا فقالوا ‪ :‬ل نرجع عن مقالتنتتا أنتتت رّبنتتا ترزقنتتا و أنتتت‬ ‫رّبكم ا ّ‬
‫خلقتنا فقال ‪ :‬يا قنبر ائتني بالفعلة فخرج قنبر فأتاه بعشرة رجال مع الّزبل ‪ 1‬و المتترود ‪،‬‬
‫فأمر أن يحفروا لهم في الرض فلّما حفروا خّدا ‪ 2‬أمر بالحطب و الّنار فطرح فيه حّتتتى‬
‫سلم بعضهم ثتّم قتتذف‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫صار نارا تتوّقد قال لهم ‪ :‬توبوا قالوا ‪ :‬ل نرجع فقذف عل ّ‬
‫سلم ‪:‬‬‫بقّيتهم في الّنار قال عليه ال ّ‬

‫إّنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي إذا أبصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترت شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتيئا منكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترا‬


‫أو قدت نارى و دعوت قنبرا‬
‫ي ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن ياسر الختتادم قتتال ‪ :‬قلتتت للّرضتتا‬‫و عن العيون عن ماجيلويه ‪ ،‬عن عل ّ‬
‫ل تبارك و تعالى فّوض إلى نبّيه أمر دينه‬ ‫نا ّ‬‫سلم ما تقول في التفويض ؟ فقال ‪ :‬إ ّ‬
‫عليه ال ّ‬
‫فقال ‪:‬‬

‫لت‬
‫نا ّ‬
‫عْنُه َفاْنَتُهوا فاّما الخلق و التّرزق فل ثتّم قتال ‪ :‬إ ّ‬
‫خُذُوُه َو ما َنهيُكْم َ‬
‫ل َف ُ‬
‫سو ُ‬
‫ما آتيُكُم الّر ُ‬
‫ل‪:‬‬‫ل شيء و هو يقول عّز و ج ّ‬ ‫ل خالق ك ّ‬ ‫عّز و ج ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتت تتت ت تت ت تتت ت ت تتتت ت تت تتت ت‬
‫تتت تتتت تت تتتتتتت‬ ‫تت‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬تت تتتتتت تتتتتتتتت تت تتتتت ت‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ت تت تتت تتتتتتتت تتت تتت تتتتت تتتت ‪:‬‬

‫تت‬ ‫تت تتت‬ ‫تت تت‬ ‫ت تتتت‬ ‫ت‬


‫ت تتتت تتتت تتتت تتتتت‬

‫) تتت (‬

‫] ‪[ 364‬‬

‫شتيءٍ‬‫ن َ‬‫ن ذِلُكتْم ِمت ْ‬


‫ل ِمت ْ‬
‫ن َيْفع ُ‬
‫شَركاِئُكْم َم ْ‬
‫ن ُ‬
‫ل ِم ْ‬
‫حييُكْم َه ْ‬
‫خَلَقُكْم ُثّم َرَزَقُكْم ُثّم ُيميُتُكْم ُثّم ُي ْ‬
‫َأّلذي َ‬
‫ي بتتن أحمتتد‬‫ن و في الحتجاج و عن العيون جميعتتا عتتن عل ت ّ‬ ‫شِرُكو َ‬ ‫عّما ُي ْ‬ ‫سْبحاَنُه َو َتعالى َ‬ ‫ُ‬
‫الّدلل القّمي ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫ل فتّوض إلتى الئمتة أن يخلقتوا و يرزقتوا‬‫ل عتّز و جت ّ‬‫نا ّ‬‫شيعة في أ ّ‬‫اختلف جماعة من ال ّ‬
‫ل ت ع تّز و‬
‫ن الجسام ل يقدر على خلقها غير ا ّ‬‫ل‪،‬لّ‬ ‫فقال قوم ‪ :‬هذا محال ل يجوز على ا ّ‬
‫ل أقدر الئمة على ذلك و فّوض إليهم ‪،‬‬ ‫ل عّز ج ّ‬‫ل ‪ ،‬و قال آخرون بل ا ّ‬
‫جّ‬

‫فخلقوا ورزقوا ‪ ،‬و تنازعوا في ذلك نزاعا شديدا فقتتال قتتائل ‪ :‬متتا بتتالكم ل ترجعتتون إلتتى‬
‫ق فيتته فتتاّنه الطريتتق إلتتى‬
‫أبيجعفر محّمد بن عثمان فتستتألونه عتتن ذلتتك ليوضتتح لكتتم الحت ّ‬
‫سلم فرضيت الجماعة بأبي جعفر و سّلمت و أجابت إلى قوله ‪،‬‬ ‫صاحب المر عليه ال ّ‬
‫ل تعتتالى هتتو اّلتتذى‬
‫نا ّ‬
‫فكتبوا المسألة فأنفذوها إليه ‪ ،‬فخرج إليهم من جهته توقيع نسخته إ ّ‬
‫ل في جسم ‪ ،‬ليتتس كمثلتته شتتيء و‬ ‫سم الرزاق ‪ ،‬لّنه ليس بجسم و ل حا ّ‬ ‫خلق الجسام و ق ّ‬
‫لت فيخلتتق و يستتألونه فيتترزق ايجابتتا‬
‫ستتميع البصتتير ‪ ،‬فأّمتتا الئمتتة فتتاّنهم يستتألون ا ّ‬
‫هتتو ال ّ‬
‫لمسألتهم و إعظاما لحقهم إلى غير هذه من الخبار الواردة في رّد هذه المقالتتة الفاستتدة و‬
‫طعتتن القتتائلين بتته ‪ ،‬فل يستتتريب عاقتتل فتتي الحكتتم بكفرهتتم إن كتتان مرادهتتم الّتفتتويض‬
‫بالستقلل ‪.‬‬

‫ق القمر و إحياء الموتى و قلب‬ ‫ل يفعل الشياء مقارنا لرادتهم كش ّ‬‫نا ّ‬‫و إن كان مرادهم أ ّ‬
‫ل ت ستتبحانه‬‫العصاحّية و غير ذلك من المعجزات ‪ ،‬بمعنى أن يكون الفاعل لها حقيقة هو ا ّ‬
‫ل أن ذلتتك لمتتا كتتان‬
‫و يكون هو الخالق و الّرازق و المحيى و المميت و الضاّر و النافع إ ّ‬
‫مقارنا لرادتهم و مقترنا لمشّيتهم فاطلق ذلك عليهم مجازا ‪.‬‬

‫و بعبارة أخرى لما كان وقوع هذه الفعتتال بستتبب ارادتهتتم فصتتاروا بمنزلتتة الفاعتتل لهتتا‬
‫ل خلقهتتم و أكملهتتم‬ ‫حقيقة ‪ ،‬فهذا المعنى مما ل إباء للعقل عنه لنه ل يأبى عن أن يكون ا ّ‬
‫و ألهمهم ما يصلح لنظام العالم ثّم خلق كّلشيء بقدرته مقارنا‬

‫] ‪[ 365‬‬

‫لرادتهم و مشيتهم ‪.‬‬

‫ن الخبار الكثيرة تمنع من القول به فيما عتتدا المعجتتزات‬ ‫ن المحّدث المجلسي قال ‪ :‬إ ّ‬ ‫لاّ‬‫إّ‬
‫ن القول به قول بما ل يعلم ‪ ،‬إذ لم يرد ذلك في الخبار المعتبرة‬ ‫ظاهرا بل صريحا ‪ ،‬مع أ ّ‬
‫ل فتتي‬
‫فيما نعلم ‪ ،‬و ما ورد من الخبار الّداّلة على ذلك كخطبة البيان و أمثالها فلم يوجد إ ّ‬
‫كتب الغلة و أشباههم مع أنه يمكن أن يكون المراد كونهم عّلة غائية لجميتتع الممكنتتات ‪،‬‬
‫و ايجاد جميتتع المكونتتات و انتته تعتتالى جعلهتتم مطتتاعين فتتي الرضتتين و الستتماوات ‪ ،‬و‬
‫ل شيء حتى الجمادات ‪،‬‬ ‫ل تعالى ك ّ‬
‫يطيعهم باذن ا ّ‬

‫ل‪.‬‬
‫ن يشاء ا ّ‬
‫لأّ‬
‫ل مشيتهم و لكّنهم ل يشاؤون إ ّ‬
‫و انهم إذا شاؤوا امرا ل يرد ا ّ‬

‫ل أمتتر و أنتته ل ينتتزل متتن‬


‫و أّما ما ورد من الخبار فى نزول الملئكة و الّروح اليهم لكت ّ‬
‫ل بدء بهم فليس ذلك لمتتدخلهم فتتي ذلتتك و ل للستشتتارة بهتتم ‪ ،‬بتتل لتته‬
‫السماء ملك لمر إ ّ‬
‫ل لتشريفهم و إكرامهم و اظهار رفعة مقامهم‬ ‫الخلق و المر تعالى شأنه و ليس ذلك إ ّ‬
‫عععععع‬

‫ن كتتثيرا‬
‫الّتفويض في أمر الّدين في الجملة و إّنما قّيدنا به و خالفنا ظاهر أكتتثر العبتتاير ل ّ‬
‫من المور الّدينّية مّما نطق به الكتاب العزيز ‪ ،‬و بعضها ثبت بالحاديث القدسّية ‪ ،‬فل بّد‬
‫أن يكون الّتفويض فيما عداها ‪ ،‬و به يظهر ما في إطلقات الكثر ‪،‬‬

‫ل متا‬
‫فالمقصود بذلك أّنه سبحانه لّما أكمل نبّيه بحيتث لتم يكتتن يختتار متن المتتور شتتيئا إ ّ‬
‫ل بتتاب فتّوض‬ ‫لت فتتي كت ّ‬‫صواب ‪ ،‬و لم يكن يخطر بباله ما يخالف مشّية ا ّ‬ ‫ق و ال ّ‬
‫يوافق الح ّ‬
‫صتتوم و‬‫صتتلة و ال ّ‬ ‫صتتلة و تعييتتن الّنوافتتل فتتي ال ّ‬
‫إليه تعيين بعض المور كالزيادة فتتي ال ّ‬
‫ل مسكر و نحو ذلك مّما سيأتي في ضتتمن الخبتتار و الّتفتتويض‬ ‫طعمة بالجد ‪ ،‬و تحريم ك ّ‬
‫ق ثابت بالخبار المستفيضة و قتد ذهتب إليته جمتع متن الصتحاب و هتو‬ ‫بذلك المعنى ح ّ‬
‫ظاهر من أكثر المحّدثين بل صريح بعضهم كالكليني حيث عقتتد فتتي الكتتافي بابتتا فيتته و‬ ‫ال ّ‬
‫صدوق في جملة من كتبه ‪ ،‬فقد ذكر الخبار الدالة على ذلك من غير تعّرض لرّدها ‪ ،‬و‬ ‫ال ّ‬
‫صّرح به في عقايده حسبما عرفت سابقا ‪ ،‬و المحّدث‬

‫] ‪[ 366‬‬

‫ل على ذلك رواية ياسر الخادم اّلتي أسلفناها‬ ‫المجلسي في جملة من كتبه و غيرهم فمّما يد ّ‬
‫ستتلم يقتتول‬‫لت عليتته ال ّ‬ ‫و ما رواه في الكافي عن فضيل بن يسار قتتال ‪ :‬ستتمعت أبتتا عبتتد ا ّ‬
‫ل أّدب نبّيه فأحستتن أدبتته ‪ ،‬فلّمتتا أكمتتل لتته‬‫ل عّز و ج ّ‬ ‫نا ّ‬
‫لبعض أصحاب قيس الماصر ‪ :‬إ ّ‬
‫الدب قال ‪:‬‬

‫عظيٍم ثم فّوض إليه أمر الّدين و الّمة ليسوس عباده فقال ‪:‬‬
‫ق َ‬
‫خُل ٍ‬
‫ك َلَعلى ُ‬
‫و ِإّن َ‬

‫ل كان مسّددا موّفقا مؤّيدا‬‫ن رسول ا ّ‬ ‫عْنُه َفاْنَتُهوا و إ ّ‬


‫خُذوُه َو ما َنهيُكْم َ‬
‫ل َف ُ‬
‫سو ُ‬‫َو ما آتيُكُم الّر ُ‬
‫ل ظ « و ل يخطى شيء مّما يسوس به الخلتتق ‪ ،‬فتتتأّدب بتتآداب‬ ‫ل » يز ّ‬ ‫بروح القدس ل يذ ّ‬
‫صلة ركعتين ركعتين عشر ركعتتات ‪ ،‬فأضتتاف رستتول‬ ‫ل فرض ال ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫نا ّ‬ ‫ل ثّم إ ّ‬
‫ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم إلى الركعتتين ركعتتتين و إلتى المغترب ركعتة ‪ ،‬فصتارت‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ل في سفر ‪ ،‬و أفرد الّركعة فتتي المغتترب فتركهتتا قائمتتة‬ ‫نإ ّ‬ ‫عديل الفريضة ل يجوز تركه ّ‬
‫ل له ذلك كّله فصارت الفريضة سبع عشر ركعة ‪.‬‬ ‫سفر و الحضر ‪ ،‬فأجاز ا ّ‬ ‫في ال ّ‬

‫ل عليه و آله الّنوافل أربعا و ثلثين ركعة مثلي الفريضة فأجاز‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫ن رسول ا ّ‬
‫ثّم س ّ‬
‫ل له ذلك ‪ ،‬و الفريضة و النافلة احدى و خمسون ركعة ‪ ،‬منها ركعتان بعد العتمة جالسا‬ ‫ا ّ‬
‫لت‬
‫ن رستتول ا ّ‬ ‫سنة صتتوم شتتهر رمضتتان و ست ّ‬‫ل في ال ّ‬
‫تعّد بركعة مكان الوتر ‪ ،‬و فرض ا ّ‬
‫ل الخمتتر‬‫ل له ذلك و حّرم ا ّ‬
‫صوم شعبان و ثلثة أّيام في كل شهر مثلي الفريضة فأجاز ا ّ‬
‫ل ت أشتتياء‬
‫ل ذلك و عاف رسول ا ّ‬ ‫ل شراب فأجاز ا ّ‬ ‫ل المسكر من ك ّ‬
‫بعينها و حّرم رسول ا ّ‬
‫ختتص فيهتتا‬ ‫و كرهها لم ينه عنها نهى حرام إنما نهتتى عنهتتا نهتتى إعافتتة و كراهتتة ‪ ،‬ثتّم ر ّ‬
‫فصار الختتذ برخصتتته واجبتتا علتتى العبتتاد كوجتتوب متتا يأختتذون بنهيتته و عزايمتته و لتتم‬
‫ل فيما نهيهم عنه نهتتى حتترام ‪ ،‬و ل فيمتتا أمتتر بتته أمتتر فتترض لزم‬ ‫خص لهم رسول ا ّ‬ ‫ير ّ‬
‫فكثير المسكر من الشربة نهيهم عنه نهى حرام‬

‫] ‪[ 367‬‬

‫ل بل ألزمهم ذلتتك‬ ‫ل تقصير الركعتين اللتين ضّمهما إلى ما فرض ا ّ‬ ‫خص رسول ا ّ‬ ‫و لم ير ّ‬
‫خص متتا‬ ‫ل للمسافر ‪ ،‬و ليس لحد أن ير ّ‬ ‫خص لحد في شيء من ذلك إ ّ‬ ‫إلزاما واجبا لم ير ّ‬
‫لت عتّز و‬ ‫لت أمتتر ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم فوافق أمر رستتول ا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫خصه رسول ا ّ‬ ‫لم ير ّ‬
‫لت تبتتارك و‬ ‫ل ‪ ،‬و وجب علتتى العبتتاد التستتليم لتته كالتستتليم ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬‫جلّ ‪ ،‬و نهيه نهى ا ّ‬
‫سلم قال‬ ‫ل بن سليمان العامرى عن أبي جعفر عليه ال ّ‬ ‫تعالى و في الكافي أيضا عن عبد ا ّ‬
‫لت عليتته و آلتته نتتزل بالصتتلة عشتتر ركعتتات ركعتتتين‬ ‫لت صتّلى ا ّ‬‫‪ :‬لمتتا عتترج برستتول ا ّ‬
‫ل ت لتته‬
‫ل ت فأجتتاز ا ّ‬
‫ل سبع ركعات شكرا ّ‬ ‫ركعتين ‪ ،‬فلما ولد الحسن و الحسين زاد رسول ا ّ‬
‫ذلك و ترك الفجر لم يزد فيها لضيق وقتها ‪،‬‬

‫ستتفر‬
‫لت تعتتالى بالتقصتتير فتتي ال ّ‬
‫لّنه يحضرها ملئكة الّليل و ملئكة الّنهار ‪ ،‬فلّما أمتتره ا ّ‬
‫ت ركعات و ترك المغرب لم ينقص منها شيئا و في البحتتار متتن كتتتاب‬ ‫وضع عن اّمته س ّ‬
‫سلم هذه الية‬ ‫الختصاص باسناده عن جابر بن يزيد ‪ ،‬قال تلوت على أبي جعفر عليه ال ّ‬
‫ل‪:‬‬‫من قول ا ّ‬

‫ل عليه و آلتته حتترص أن يكتتون عل تىّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ن رسول ا ّ‬ ‫يٌء فقال إ ّ‬


‫ش ْ‬
‫لْمِر َ‬‫ن ا َْ‬
‫ك ِم َ‬
‫س َل َ‬
‫َلْي َ‬
‫يٌء و كيف ل يكتتون لتته متتن‬ ‫ش ْ‬
‫لمِْر َ‬
‫ن ا َْ‬
‫ك ِم َ‬‫س َل َ‬
‫ل َلْي َ‬
‫ي المر من بعده فذلك اّلذي عنى ا ّ‬ ‫ول ّ‬
‫ي فهو حرام‬ ‫ي فهو حلل و ما حّرم الّنب ّ‬ ‫ل الّنب ّ‬
‫ل إليه فقال ‪ :‬ما أح ّ‬‫المر شيء و قد فّوض ا ّ‬
‫و فيه أيضا من بصائر الّدرجات باسناده عن محّمد بن الحسن الميثمي ‪ ،‬عن أبيه عن أبي‬
‫ل أّدب رسوله حّتى ق تّومه علتتى متتا أراد ثتّم‬ ‫نا ّ‬ ‫سلم قال ‪ :‬سمعته يقول ‪ :‬إ ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬ ‫عبد ا ّ‬
‫فوض إليه فقال ‪:‬‬

‫لت إلتتى رستتوله فقتتد فتّوض‬‫عْنتُه َفتتاْنَتُهوا فمتا فتّوض ا ّ‬


‫خُذوُه َو ما َنهيُكْم َ‬
‫ل َف ُ‬
‫سو ُ‬
‫ما آتيُكُم الّر ُ‬
‫إلينا ‪ ،‬و رواه في الكافي أيضا مثله و في البحار من البصاير أيضا عتتن أديتتم بتتن الحتّر ‪،‬‬
‫ل فخّبتتره‬
‫سلم عن آية من كتاب ا ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬
‫قال اديم ‪ :‬سأله موسى بن اشيم يعنى أبا عبد ا ّ‬
‫بها ‪ ،‬و لم يبرح حّتى دخل رجل‬

‫] ‪[ 368‬‬
‫فسأله عن تلك الية بعينها فأخبره بخلف ما أخبره ‪ ،‬قال ابن أشتتيم فتتدخلنى متتن ذلتتك متتا‬
‫شتتام ل‬ ‫ستتكاكين ‪ ،‬و قلتتت ‪ .‬تركتتت أبتتا قتتتادة بال ّ‬
‫ل حّتى كنت كاد قلتتبي أن يشتترح بال ّ‬ ‫شاء ا ّ‬
‫يخطي في الحرف الواحد الواو و شبهها و جئت إلى من يخطي هذا الخطاء كّله فبينتتا أنتتا‬
‫كذلك إذ دخل عليه آخر فسأله عن تلك اليتتة بعينهتتا فتتأخبره بخلف متتا أختتبرني و اّلتتذي‬
‫ى أبتتو‬‫ن ذلك تعّمدا منه ‪ ،‬فحّدثت نفسي بشيء فالتفت إل ت ّ‬ ‫سأله بعدى فتجّلى عّني و علمت أ ّ‬
‫سلم فقال يابن اشيم ل تفعل كذا و كذا فحّدثني عن المر التتذي حتتدثت بتته‬ ‫ل عليه ال ّ‬
‫عبد ا ّ‬
‫ل فّوض إلى سليمان بن داوود فقال ‪:‬‬ ‫نا ّ‬
‫نفسى ثّم قال ‪ :‬يابن اشيم إ ّ‬

‫ب و فّوض إلى نبّيه فقال ‪:‬‬


‫حسا ٍ‬
‫ك ِبَغير ِ‬
‫س ْ‬
‫ن َأْو َأْم ِ‬
‫عطآُؤنا َفاْمُن ْ‬
‫هذا َ‬

‫عْنُه َفاْنَتهُوا فما فّوض إلتتى نتتبّيه فقتتد فّوضتته إلينتتا ‪ ،‬و‬‫خذُوُه َو ما َنهيُكْم َ‬‫ل َف ُ‬
‫سو ُ‬
‫ما آتيُكُم الّر ُ‬
‫رواه في الكافي نحوها إلى غير ذلك مّما ورد في هذا الباب هذا و المستفاد من الّروايتتتين‬
‫ل عليتته و آلتته و س تّلم ‪ ،‬و‬‫ي صّلى ا ّ‬ ‫الخيرتين هو ثبوت الّتفويض إلى الئمة كما ثبت للّنب ّ‬
‫ن الظتتاهر‬ ‫صدوق في عبارته التي نقلناها سابقا ‪ ،‬و لكنه مشكل جّدا ‪ ،‬و ذلك ل ّ‬ ‫ص ال ّ‬‫هو ن ّ‬
‫من تفويض أمر الّدين إليهم حسبما ذكرناه سابقا هو تسليم أمره إليهم و جعله موكول إلتتى‬
‫اختيارهم ‪ ،‬بمعنى أن يكون لهم الخيار في تحريم شيء أو تحليله و الحكتم بطهتارة شتيء‬
‫شتترعية و الوضتتعّية و هتتو منتتاف للحتتاديث‬ ‫أو نجاستتته إلتتى غيتتر ذلتتك متتن الحكتتام ال ّ‬
‫ل علّيتتا و الئمتتة‬ ‫ن جميع الحكام مّما علمه رسول ا ّ‬ ‫المستفيضة بل المتواترة الّدالة على أ ّ‬
‫شتترعّية و المستتائل الّدينّيتتة‬‫من ولده ‪ ،‬و أّنه ما بقي شيء يحتاج إليه الّمتتة متتن الحكتتام ال ّ‬
‫ل عليه و آله و تنافيه للّتفويض ظاهر ‪ ،‬إذ المستفاد من‬ ‫ل بّينه صّلى ا ّ‬ ‫حّتى أرش الخدش إ ّ‬
‫ل عليه و آله عندهم ‪ ،‬فلتتم‬ ‫ل و أودعه صّلى ا ّ‬ ‫هذه الخبار أّنه لم يبق من أمر الّدين شيء إ ّ‬
‫ى حّتى يفّوض المر فيه إليهم أو يحكموا به من تلقاء أنفسهم ‪ ،‬بتتل الظتتاهر‬ ‫يبق حكم واقع ّ‬
‫ل ما حكموا به فهو نور مقتبس من‬ ‫نكّ‬ ‫أّ‬

‫] ‪[ 369‬‬

‫أنوار الّرسالة ‪.‬‬

‫ن في القتترآن‬ ‫ن المستفاد من كثير من الخبار و اليات أ ّ‬ ‫و منه ينقدح إشكال آخر ‪ ،‬و هو أ ّ‬
‫ن جميتع الحكتتام مّمتا‬ ‫ل فتي كتتتاب متبين ‪ ،‬و أ ّ‬ ‫ل شيء و أّنه ل رطب و ل يابس إ ّ‬ ‫تبيان ك ّ‬
‫ي أيضتتا‬‫ب العتتالمين ‪ ،‬و ذلتتك ينتتافي التفتتويض إلتتى الّنتتب ّ‬ ‫نزل به الّروح المين من عنتتد ر ّ‬
‫بالتقريب الذي ذكرناه آنفا ‪ ،‬و قد قال سبحانه ‪ » :‬و ما ينطق عن الهوى إن هتتو إلّ وحتتى‬
‫ل نذير مبين « و من المعلتتوم أّنتته كتتثيرا متتا‬ ‫ى و ما أنا إ ّ‬
‫ل ما يوحى ال ّ‬‫يوحى ‪ ،‬و إن اّتبع إ ّ‬
‫كان ينتظر الوحى و ل يجيب من تلقاء نفسه ‪ ،‬فلو كان المر مفّوضا إليه لمتا احتتاج إلتى‬
‫ذلك و يمكن الجواب عتتن الشتتكال الّول بحمتتل الحكتتام المفّوضتتة إليهتتم علتتى الحكتتام‬
‫ن المستتتفاد متتن‬ ‫لأّ‬ ‫الظاهرّية كالواردة في مقام الّتقية و رّبما يشعر بتته الّروايتتة الخيتترة إ ّ‬
‫ذيلها كالّرواية المتقّدمة عليها هو كون الّتفويض إلى الئمة على حّد الّتفتتويض إلتتى الّنتتب ّ‬
‫ي‬
‫ل فّوض إلى الئمة ‪،‬‬ ‫ن ما فّوض إلى رسول ا ّ‬‫ل عليه و آله و سّلم و أ ّ‬‫صّلى ا ّ‬

‫ل عليه و آلتته و س تّلم إّنمتتا هتتو فتتي‬


‫ن الّتفويض إليه صّلى ا ّ‬
‫و قد ظهر من رواية الفضيل أ ّ‬
‫ن المتتراد بتتالّتفويض إليهتتم هتتو الّتفتتويض فتتي تشتتريع‬
‫الحكام الواقعّية فالولى الجواب بأ ّ‬
‫الحكام و اختراعها ‪.‬‬

‫ل عليه و آله إذ لم يبتق بعتتده حكتتم‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫صا بالّنب ّ‬


‫ن تشريع الحكام كان مخت ّ‬ ‫ل يقال ‪ :‬إ ّ‬
‫ن غاية ما يستفاد من الخبتتار هتتو أ ّ‬
‫ن‬ ‫حّتى يكون مفّوض التشريع إلى الئمة لّنا نقول ‪ :‬إ ّ‬
‫ل عليه و آله و س تّلم و أّمتتا‬ ‫إكمال الّدين و إنزال جميع الحكام كان في زمن الّنبي صّلى ا ّ‬
‫ل قليل متن الحكتتام ‪ ،‬و إّنمتتا‬ ‫لت عليته إ ّ‬‫تبليغه لها كّلها إلى المة فل بل لم يبّلغ صتلوات ا ّ‬
‫سلم بّلغوا منها إلتتى الّمتتة متتا كتتانت‬ ‫أودعها كّلها عند الئمة و سّلمها إليهم و هم عليهم ال ّ‬
‫محتاجة إليه ‪ ،‬و بقى مخزونا عندهم ما لم يكن لها إليه حاجة و بمثتتل هتتذا الجتتواب أيضتتا‬
‫ن كتتون جميتتع‬ ‫ن الّتحقيق في الجواب عنه أن يقتتال ‪ :‬إ ّ‬ ‫لأّ‬‫ب عن الشكال الّثاني إ ّ‬ ‫يمكن الّذ ّ‬
‫ي ل ينافي‬
‫الحكام مّما اوحى بها إلى النب ّ‬

‫] ‪[ 370‬‬

‫ل عليه و آله‬‫ن تفويض أمور الّدين إليه صّلى ا ّ‬ ‫ن المستفاد من الخبار أ ّ‬ ‫الّتفويض إليه ‪ ،‬ل ّ‬
‫ل سبحانه ‪ ،‬و المراد بتأديبه هو اجتبائه بالهداية إلتى جميتع متا فيته‬ ‫إّنما وقع بعد أن أّدبه ا ّ‬
‫صتتلح العبتتاد فتتي أمتتر المعتتاش و المعتتاد ‪ ،‬و اكرامتته بالعصتتمة المانعتتة متتن الخطتتاء و‬
‫الّزلل ‪ ،‬و اكمال عقله و إقداره على معرفة جهات الفعال من المصالح و المفاسد الواقعة‬
‫ل أكمل عقل نبّيه و عّلمه جميتتع المصتتالح و‬ ‫نا ّ‬
‫صل المراد بتلك الخبار أ ّ‬ ‫فيها فيكون مح ّ‬
‫المفاسد الواقعّية ‪ ،‬فحسن علمه و كماله ‪ ،‬ثّم فّوض إليه أمر دينه أى أذن لتته فتتي مراجعتتة‬
‫عقله في معرفة الحكام ‪ ،‬فعرف في شيء جهة حسن ملزم فحكتتم فتي نفستته بوجتوبه ‪ ،‬و‬
‫لت‬
‫في شيء آخر جهة قبح ملزم فحكم في نفسه بحرمته ‪ ،‬و هكذا ثتّم لحقتته الجتتازة متتن ا ّ‬
‫سبحانه ‪ ،‬فحاله عند الّتحقيق كحال المجتهد إذا رجع الدّلة فحكتتم بحكتتم ثتّم عتترض علتتى‬
‫ل لّما أكمل نتبّيه بالعقتل و العلتم‬
‫نا ّ‬‫المعصوم فأقّره عليه و أجاز له ذلك و بعبارة أخرى أ ّ‬
‫ي لّمتا عترف الجهتات الواقعّيتة للفعتال ‪ ،‬فعّيتن فتي نفسته‬ ‫و العصتمة و الهدايتة ‪ ،‬و الّنتب ّ‬
‫ل فعل حكما من الحكتتام علتتى حستتب ملحظتتة الجهتتات و مراعتتات اقتضتتاء‬ ‫شريف لك ّ‬‫ال ّ‬
‫المقتضيات الواقعّية فلحقه الجازة منه سبحانه بما عّينه في نفسه ‪ ،‬ثّم كلف الّناس به بعتتد‬
‫لت ستتبحانه ‪ ،‬ثتّم فتتي الكتتتاب المشتتتمل‬‫لحوق الجازة فيكون و حيا و يندرج فتتي أحكتتام ا ّ‬
‫عليها و على غيرها ‪،‬‬

‫ل على تقريره‬
‫ل بعد الجازة و نزول وحى يد ّ‬
‫و كيف كان فل ينطق بما اختاره في نفسه إ ّ‬
‫عليه ‪.‬‬
‫ن المراد بقولهم كّلما حكم به العقتتل حكتتم‬ ‫و من هنا ذهب بعض أصحابنا الصولّيين إلى أ ّ‬
‫ستتنة و المقبحتتة العتتارف بالمصتتالح و‬ ‫ل العتتالم بالجهتتات المح ّ‬
‫شتترع ‪ :‬هتتو العقتتل الكت ّ‬
‫به ال ّ‬
‫ي كتان‬‫ن النتب ّ‬‫المفاسد الواقعّية ‪ ،‬و يوضح ما حّققناه متا ورد فتي أمتتر تحويتتل القبلتة متن أ ّ‬
‫متعّبدا باستقبال بيت المقّدس ‪ ،‬فلما عيرت بتته اليهتتود و قتتالوا لتته ‪ :‬إنتتك تتتابع لقبلتنتتا كتتره‬
‫ل سبحانه ‪:‬‬ ‫ب التحويل إلى الكعبة فأنزل ا ّ‬ ‫استقبال قبلتهم و أح ّ‬

‫ك ِقْبَلًة َتْرضيها َفَو ّ‬


‫ل‬ ‫سماِء َفَلُنَوّلَيّن َ‬
‫ك في ال ّ‬
‫جِه َ‬
‫ب َو ْ‬
‫َقْد َنرى َتَقّل َ‬

‫] ‪[ 371‬‬

‫حراِم ‪.‬‬
‫جِد اْل َ‬
‫سِ‬‫طَر اْلَم ْ‬
‫ش ْ‬
‫ك َ‬
‫جَه َ‬
‫َو ْ‬

‫ل عليه و آله قد اختار في نفسه الّتحويل ‪ ،‬و مع ذلك لم يكّلف الّنتتاس بتته‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫ن النب ّ‬
‫فا ّ‬
‫من هوى نفسه و إنما كّلفهم بعد نزول الوحى ‪ ،‬فوّلى وجهه شطره فوّلوا وجوههم إليه ‪،‬‬

‫فافهم و اغتنم‬

‫عععععع‬

‫تفويض أمر الخلق إليهم من سياستهم و تأديبهم و تكميلهم و تعليمهتتم و وجتتوب إطتتاعتهم‬
‫فيما أحّبوا و كرهوا ‪ ،‬و فيما علموا جهة المصلحة فيه و ما لم يعلمتتوا ‪ ،‬و بعبتتارة اختترى‬
‫ل ما يأمرون به و ينهتتون‬ ‫أّنه تعالى فّوض زمام الخلق إليهم و أوجب عليهم طاعتهم في ك ّ‬
‫عنتته ‪ ،‬ستتواء علمتتوا جهتتة المصتتلحة أم لتتم يعلمتتوا ‪ ،‬و انمتتا التتواجب عليهتتم الذعتتان و‬
‫النقياد ‪.‬‬

‫ق دّلت عليه اليات و الخبار و أدّلة العقل‬


‫لمة المجلسي ) ره ( ‪ :‬و هذا المعنى ح ّ‬
‫قال الع ّ‬
‫اه أقول ‪ :‬من اليات قوله تعالى ‪:‬‬

‫لْمِر ِمْنُكْم و قوله ‪:‬‬


‫سول و ُأوِلي ا َْ‬
‫ل و َأطيُعوا الّر ُ‬
‫َأطيُعوا ا ّ‬

‫ل‪.‬‬
‫عا ّ‬
‫ل َفَقْد َأطا َ‬
‫سو َ‬
‫طع الّر ُ‬
‫ن ُي ِ‬
‫و َم ْ‬

‫و من الخبار ما رواه في الكافي باسناده عن أبي اسحاق النحوي قال ‪ :‬دخلتتت علتتى أبتتي‬
‫ل أّدب نبّيه على محّبتهفقال ‪:‬‬
‫نا ّ‬
‫سلم فسمعته يقول ‪ :‬إ ّ‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫عبد ا ّ‬

‫عْن تهُ‬
‫خُذوُه َو ما َنهيُك تْم َ‬
‫ل َف ُ‬
‫سو ُ‬‫عظيٍم ثّم فّوض إليه ‪ ،‬فقال ‪َ :‬و ما آتيُكُم الّر ُ‬ ‫ق َ‬ ‫خُل ٍ‬
‫ك َلَعلى ُ‬
‫َو ِإّن َ‬
‫يو‬ ‫ل ف تّوض إلتتى عل ت ّ‬ ‫ىا ّ‬ ‫ن نب ّ‬
‫ل ثّم قال و إ ّ‬ ‫عا ّ‬ ‫ل َفَقْد َأطا َ‬
‫سو َ‬
‫طِع الّر ُ‬
‫ن ُي ِ‬
‫َفاْنَتُهوا و قال ‪َ :‬و َم ْ‬
‫لت لنحّبكتتم ) لحستتبكم خ ل ( أن تقولتتوا اذا قلنتتا ‪ ،‬و أن‬
‫ائتمنه فستتلمتم و جهتتد النتتاس فتتو ا ّ‬
‫تصمتوا اذا صمتنا و نحن فيما بينكم و بين‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تت تتت تت تتت ت تتتت تت تتتتتتت ت تتت‬

‫] ‪[ 372‬‬

‫ل لحد خيرا في خلف أمرنا و في الكافي و البحتتار متتن بصتتاير التّدرجات‬ ‫ل ما جعل ا ّ‬
‫ا ّ‬
‫لت‬
‫نا ّ‬
‫ستتلم يقتتول ‪ :‬إ ّ‬
‫لت عليهمتتا ال ّ‬
‫باسنادهما عن زرارة قال سمعت أبا جعفر و أبتتا عبتتد ا ّ‬
‫فّوض الى نبّيه أمر خلقه لينظر كيف طاعتهم ثّم تلى هذه الية ‪:‬‬

‫عْنُه َفاْنَتُهوا ‪.‬‬


‫خُذوُه َو ما َنهيُكْم َ‬
‫ل َف ُ‬
‫سو ُ‬
‫َو ما آتيُكُم الّر ُ‬

‫ل ت عليتته و‬
‫ل ص تّلى ا ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬وضع رسول ا ّ‬ ‫و عن زرارة أيضا عن أبي جعفر عليه ال ّ‬
‫ل مسكر فقال له رجتتل ‪:‬‬ ‫آله و سّلم دية العين و دية النفس و دية النف ‪ ،‬و حّرم النبيذ و ك ّ‬
‫ل من غير أن يكون جاء فيه شيء ؟ قال ‪ :‬نعم ليعلم من يطع الّرسول‬ ‫فوضع هذا رسول ا ّ‬
‫ممن يعصيه‬

‫عععععع‬

‫تفويض القول بما هو أصلح لهم أو للخلق بستتبب اختلف العقتتول و الفهتتام و الزمنتتة و‬
‫الحالت أو غير ذلك من العتبارات و بعبارة أوضح أّنه سبحانه فّوض إليهم بيان العلوم‬
‫و الحكتام بمتتا أراد و أراد المصتلحة فيهتا بستتبب اختلف عقتتول الّنتتاس و بستتبب التقّيتتة‬
‫فيفتون بعض الّناس بالواقع متتن الحكتتام و بعضتتهم بالتقّيتتة ‪ ،‬و يتتبّينون تفستتير اليتتات و‬
‫ل سائل و لهم أن يبّينوا و لهم أن يسكتوا بحسب ما يريهتتم‬ ‫تأويلها بحسب ما يحتمل عقل ك ّ‬
‫سالفة ‪.‬‬
‫ل من مصالح الوقت و يشهد بذلك رواية ابن أشيم ال ّ‬ ‫ا ّ‬

‫سلم قال ‪ :‬قلت له ‪ :‬حّقا علينتتا أن‬ ‫ي باسناده عن الوشا عن الّرضا عليه ال ّ‬ ‫و ما رواه الكلين ّ‬
‫نسألكم قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قلت ‪ :‬حّقا عليكم أن تجيبونتتا ‪ ،‬قتتال ‪ :‬ل ذاك إلينتتا إن شتتئنا فعلنتتا و ان‬
‫ل‪:‬‬‫شئنا لم نفعل أما تسمع قول ا ّ‬

‫ب‪.‬‬
‫حسا ٍ‬
‫ك ِبَغيِر ِ‬
‫س ْ‬
‫ن َأْو َأْم ِ‬
‫عطآُؤنا َفاْمُن ْ‬
‫هذا َ‬

‫سلم قال سألته عتتن مستتألة فأجتتابني‬ ‫و باسناده عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليه ال ّ‬
‫ثّم جائه رجل آخر فسأله عنها فأجابه بخلف ما أجابني ث تّم جتتاء آختتر فأجتتابه بخلف متتا‬
‫أجابني و أجاب صاحبي فلّما خرج الّرجلن قلت له ‪ :‬يابن رسول ا ّ‬
‫ل‬
‫] ‪[ 373‬‬

‫ل واحد منهمتا بغيتر متا أجبتت‬ ‫رجلن من أهل العراق من شيعتكم قد ما يسألن فأجبت ك ّ‬
‫ن هذا خير لنا و لكم و أبقى لنتا و لكتم و لتو اجتمعتتم علتى‬ ‫به صاحبه ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا زرارة إ ّ‬
‫ل لبقائنا و لبقائكم و عتتن الخصتتال بستتنده عتتن‬
‫أمر واحد لما صدقكم الّناس علينا ولكان أق ّ‬
‫ن القتترآن‬
‫ن الحاديث تختلف عنكم قال ‪ :‬فقال ‪ :‬إ ّ‬ ‫سلم ‪ :‬ا ّ‬
‫صادق عليه ال ّ‬
‫حماد قال ‪ :‬قلت لل ّ‬
‫نزل على سبعة أحرف و أدنى ما للمام أن يفتى على سبعة وجوه ثّم قال ‪:‬‬

‫ب‪.‬‬
‫حسا ٍ‬
‫ك ِبَغيِر ِ‬
‫س ْ‬
‫ن َأْو َأْم ِ‬
‫عطآُؤنا َفاْمُن ْ‬
‫هذا َ‬

‫سلم أسالك عن‬ ‫ل عليه ال ّ‬


‫و في الكافي مسندا عن منصور بن حازم قال ‪ :‬قلت لبي عبد ا ّ‬
‫المسألة فتجيبني فيها بالجواب ‪ ،‬يجيئك غيرى فتجيب فيها بجواب آخر ‪ ،‬فقال ‪ :‬إّنا نجيب‬
‫ل تخصتتيص هتتذا الّنحتتو متتن‬ ‫لمة المجلستتي ‪ :‬و لعت ّ‬‫الّناس على الّزيادة و النقصان قال الع ّ‬
‫سر هذه الّتوسعة لساير النبياء و الوصياء‬ ‫سلم لعدم تي ّ‬‫ي و الئمة عليهم ال ّ‬
‫الّتفويض بالّنب ّ‬
‫ضرر‬‫‪ ،‬بل كانوا مكّلفين بعدم الّتقية في بعض الموارد و إن أصابهم ال ّ‬

‫عععععع‬

‫الّتفويض في قطع الخصومات و مقام القضاء ‪ ،‬فلهم أن يحكموا بظاهر الشريعة و لهم أن‬
‫ل عليه متتا رواه‬
‫ل واقعة و يد ّ‬
‫ق في ك ّ‬‫خ الح ّ‬
‫ل من الواقع و م ّ‬ ‫يحكموا بعلمهم و بما يلهمهم ا ّ‬
‫ل إلى أحد من خلقتته‬‫ل ما فّوض ا ّ‬‫سلم ل و ا ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬
‫محّمد بن سنان قال ‪ :‬قال أبو عبد ا ّ‬
‫سلم فقال ‪:‬‬ ‫ل إلى الرسول و إلى الئمة عليه و عليهم ال ّ‬ ‫إّ‬

‫لت و هتي جاريتتة فتي الوصتتياء فتتانّ‬ ‫كا ّ‬‫ن الّنتاس بمتا َأريت َ‬
‫حُكَم َبي َ‬
‫ب ِلَت ْ‬
‫ك اْلِكتا َ‬
‫ِإّنا َأْنَزْلنا ِإَلْي َ‬
‫ل علتتى الّتفتتويض بتتالمعنى‬
‫ن المراد بالرائة هو اللهام و ما يلقى في القلتتب فتتتد ّ‬ ‫الظاهر أ ّ‬
‫ل في شرح كلمه المأة و التاسع عشر‬ ‫المذكور ‪ ،‬و يأتي تحقيق ذلك إنشاء ا ّ‬

‫] ‪[ 374‬‬

‫عععععع‬

‫لت تعتتالى خلتتق لهتتم الرض و متتا فيهتتا و جعتتل لهتتم‬


‫نا ّ‬
‫التفويض في العطاء و المنع ‪ ،‬فا ّ‬
‫ل عليتته‬
‫صفايا فلهم أن يعطوا من شاؤوا و أن يمنعوا من شاؤوا و يد ّ‬ ‫النفال و الخمس و ال ّ‬
‫ما رواه في البحتتار متتن كتتتاب الختصتتاص و بصتتاير التّدرجات ‪ ،‬عتتن محّمتتد بتتن خالتتد‬
‫الطيالسي عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن رفيد مولى ابتتن هتتبيرة قتتال ‪:‬‬
‫سلم إذا رأيت القائم اعطى رجل مأة ألتتف و أعطتتى آختتر درهمتتا‬ ‫ل عليه ال ّ‬
‫قال أبو عبد ا ّ‬
‫ن المتتر مفتّوض‬ ‫فل يكبر في صدرك ‪ ،‬و في رواية اخرى فل يكبر ذلك فتتي صتدرك فتا ّ‬
‫اليه و في هذا المعنى أخبار كثيرة أوردها الصحاب بعضها في أبواب الخمس و بعضها‬
‫في أبواب الجهاد هذا ‪ ،‬و أنت بعتتد متتا أحطتتت ختتبرا بمتتا ذكرنتتاه متتن أقستتام الّتفتتويض و‬
‫عرفت صحيحها و باطلها ظهر لك فساد القول بالّنفى و الثبات على وجه الطلق ‪،‬‬

‫ل القدام‬
‫ق الّتأمل في هذا المقام فاّنه من مزا ّ‬
‫و عليك بالّتأّمل ح ّ‬

‫ععععععع‬

‫ستتلم در وقتتتى كتته عتتزم نمتتود بتتر حتترب ختتوارج‬


‫و گفته أمير مؤمنان عليه الّتحّيتتة و ال ّ‬
‫نهروان و گفته شده آنحضرترا كه خارجيتان عبتتور كردهانتتد از پتتل نهتتروان ‪ :‬مواضتتع‬
‫هلك شدن ايشان نزد آب نهروانست ‪ ،‬بخدا سوگند نميتتر هنتتد از ايشتتان ده نفتتر و هلك‬
‫نميشود از شما ده نفر ‪ ،‬شارح ميگويد بقرارى كه آنحضتترت ختتبر داده بتتود نتته نفتتر از‬
‫خوارج خلصى يافت و نه نفر از أصحاب آنحضرت شهيد شتتد و ايتتن از جملتته اخبتتار‬
‫غيبّيه آن حضرتست ‪.‬‬

‫ع ععع عععع عععععع ععع ععع ععععععع‬

‫و هو التاسع و الخمسون من المختار في باب الخطب فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم‬
‫بأجمعهم ‪:‬‬

‫ل إّنهم نطف في أصلب الّرجال ‪ ،‬و قرارات الّنساء ‪ ،‬كّلما‬


‫لوا ّ‬
‫كّ‬

‫] ‪[ 375‬‬

‫لبين ‪.‬‬
‫نجم منهم قرن قطع حّتى يكون آخرهم لصوصا س ّ‬

‫ععععع‬

‫) القرار ( و القرارة بالفتح ما قّر فيه شيء و سكن و المراد هنا الرحام و ) نجم ( ينجتتم‬
‫من باب نصر ظهر و طلع و ) القرن ( الّردق من الحيوان و موضعه متتن رأس النستتان‬
‫أو الجانب العلى منه و القرن من القتتوم ستّيدهم و رئيستتهم و ) اللصتتوص ( جمتتع لتتص‬
‫سلب ( الختلس‬ ‫مثّلثة و ) ال ّ‬

‫ععععععع‬

‫لبين حال مؤكدة ‪.‬‬


‫قوله في أصلب الّرجال متعلق بالستقرار المقّدر صفة للنطف ‪ ،‬و س ّ‬
‫عععععع‬

‫ستتابق فتتانّ‬ ‫هذا الكلم أيضا من جملة اخبتتاره الغيبّيتتة حستتبما عرفتتت فتتي شتترح كلمتته ال ّ‬
‫لت إّنهتتم‬
‫لوا ّ‬ ‫أصتتحابه لّمتتا توّهمتتوا هلك القتتوم جميعتتا و استيصتتالهم ردعهتتم بقتتوله ) ك ّ‬
‫ن قوما مّمن يرى رايهتتم‬ ‫نطف ( مستقّرة ) في أصلب الّرجال و قرارات الّنساء ( يعنى أ ّ‬
‫و يقول بمثل مقالتهم الن موجتتودون بعضتتهم فتتي أصتلب البتتاء و بعضتهم فتتي أرحتام‬
‫المهات و سيظهرون و يّتبعون لهم و يكون لهتتم رؤستتا ذو و أتبتتاع و ) كّلمتتا نجتتم منهتتم‬
‫قرن قطع ( أراد به استيصال رؤسائهم و استعار لهم لفتتظ القتترن مرشتتحا بتتذكر الّنجتتم و‬
‫القطع لكونهما من مليمات المستعار منه ‪ ،‬ثّم أشار إلى ما يصير إليه حالهم من الّدنائة و‬
‫ن طائفتتة‬ ‫لبين ( أى قطاعا للطريق روى أ ّ‬ ‫البتذال بقوله ) حّتى يكون آخرهم لصوصا س ّ‬
‫ستتلم و قتتد عرفتتت‬ ‫من الخوارج لم يحضروا القتال و لم يظفر بهم أمير المؤمنين عليتته ال ّ‬
‫ن المفلتين من القتل كانوا تسعة نفر ‪ ،‬فتفرقوا في البلد و شاعت‬ ‫سابق أ ّ‬
‫في شرح الكلم ال ّ‬
‫ت و قيل سبع‬ ‫بدعهم فيها و صاروا نحوا من عشرين فرقة و كبارها س ّ‬

‫عععععع ععععععع‬

‫ستتلم عنتتد التحكيتتم و كّفتتروه ‪ ،‬و هتتم اثنتتا‬


‫و هم الذين خرجوا على أمير المؤمنين عليتته ال ّ‬
‫ل عليتته و آلتته يحقتتر‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫عشر ألف رجل كانوا أهل صلة و صيام ‪ ،‬و فيهم قال النب ّ‬
‫صلة أحدكم في‬

‫] ‪[ 376‬‬

‫جنب صلتهم ‪ ،‬و صوم أحدكم في جنب صومهم ‪ ،‬و لكن ل يجاوز ايمانهم تراقيهم ‪،‬‬

‫سيرة‬‫قالوا ‪ :‬من نصب من قريش و غيرهم و عدل فيما بين الّناس فهو امام ‪ ،‬و إن غّير ال ّ‬
‫و جار وجب أن يعزل أو يقتتتل و لتتم يوجبتتوا نصتتب المتتام ‪ ،‬و جتّوزوا أن ل يكتتون فتتي‬
‫صحابة و مرتكب الكبيرة‬ ‫العالم إمام و كّفروا عثمان و أكثر ال ّ‬

‫ععععععع عععععععع‬

‫أصحاب أبي بيهس هيصم بن جابر و كان بالحجاز و قتل في زمن الوليد قالوا ‪:‬‬

‫ل و بما جاء به الّرسول فمن وقع فيما ل يعتترف أحلل هتتو‬ ‫اليمان هو القرار و العلم با ّ‬
‫ق ‪ ،‬و قيتتل ل يكفتتر حّتتتى يرجتتع‬
‫أم حرام فهو كافر ‪ ،‬لوجوب الفحص عليه حّتى يعلم الح ّ‬
‫ل ما في قوله ‪:‬‬ ‫أمره إلى المام فيحّده و كّلما ليس فيه حّد فمغفور ‪ ،‬و قيل ل حرام إ ّ‬

‫حّرمًا الية ‪.‬‬


‫ي ُم َ‬
‫ي ِإَل ّ‬
‫حَ‬‫جُد فيما ُأو ِ‬
‫ُقلْ ل َأ ِ‬
‫سكر من شراب‬
‫و قالوا ‪ :‬إذا كفر المام كفرت الّرعّية حاضرا أو غايبا ‪ ،‬و قال بعضهم ال ّ‬
‫حلل ل يؤاخذ صاحبه‬

‫ععععععع عععععععع‬

‫أصحاب نافع بن الزرق و كانوا أكبر الفرق غلبوا على الهواز و بعتتض بلد فتتارس و‬
‫ل بن زبير ‪ ،‬و هم في ثلثين ألتتف فتتارس فأنفتتذ إليهتتم المهلتتب و لتتم‬ ‫كرمان في أّيام عبد ا ّ‬
‫جتاج و‬ ‫يزل في حربهتم هتو و أولده تستتع عشترة إلتتى أن فترغ متتن أمرهتتم فتتي أّيتام الح ّ‬
‫ل في شأنه ‪:‬‬ ‫ي بالّتحكيم ‪ ،‬و هو اّلذي أنزل ا ّ‬
‫مذهبهم أّنهم قالوا ‪ :‬كفر عل ّ‬

‫علتى متا فتي َقْلِبتِه َو ُهتَو َأَلتّد‬


‫لت َ‬
‫شتِهُد ا ّ‬
‫حيتوِة التّدْنيا َو ُي ْ‬
‫ك َقْوُلُه فتي اْل َ‬
‫جُب َ‬
‫ن ُيْع ِ‬
‫ن الّناس َم ْ‬
‫َو ِم َ‬
‫ق في قتله ‪ ،‬و هو الذي انزل في شأنه ‪:‬‬ ‫خصام و ابن ملجم مح ّ‬ ‫اْل ِ‬

‫ل‪.‬‬
‫تا ّ‬
‫سُه اْبِتغاَء َمْرضا ِ‬
‫شري َنْف َ‬
‫ن َي ْ‬
‫ن الّناس َم ْ‬
‫َو ِم َ‬

‫] ‪[ 377‬‬

‫و فيه قال شاعرهم ‪:‬‬

‫ى متتتتتتتتتتتتتتتا أراد بهتتتتتتتتتتتتتتتا‬


‫يتتتتتتتتتتتتتتتا ضتتتتتتتتتتتتتتتربة متتتتتتتتتتتتتتتن تقتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫ل ليبلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتغ متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن ذي العتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترش رضتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوانا‬ ‫إّ‬

‫إّنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي لذكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتره يومتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا فأحستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتبه‬


‫ل ميزانا ‪1‬‬ ‫أو في البرّية عند ا ّ‬

‫ل و الملئكة و الّنتتاس أجمعيتتن ‪ ،‬و قتالوا ‪ :‬أيضتتا بكفتتر‬ ‫عليه و عليهم ألف ألف لعنة من ا ّ‬
‫ل بن العّباس و ساير المسلمين معهتتم و قضتتوا‬ ‫عثمان و طلحة و الّزبير و عايشة و عبد ا ّ‬
‫بتخليدهم في الّنار ‪ ،‬و كفروا الذين قعدوا عن القتال و إن كانوا موافقين لهم في الّدين ‪ ،‬و‬
‫قالوا بتحريم الّتقّية في القتتول و العمتتل و بجتتواز قتتتل أولد المختتالفين و نستتآئهم و أّنتته ل‬
‫رجم على الّزاني المحصن إذ هو غير متتذكور فتتي القتترآن ‪ ،‬و المتترئة إذا قتتذفت أحتتدا ل‬
‫ن المذكور في القرآن هو صيغة الذين و هي للمذّكر ‪ ،‬و جّوزوا أن يكتتون النتتب ّ‬
‫ي‬ ‫تحّد ‪ ،‬ل ّ‬
‫ن مرتكب الكبيرة كافر ‪.‬‬ ‫كافرا و إن كان بعد النبّوة ‪ ،‬و قالوا ‪ :‬إ ّ‬
‫ععععععع ععععععع‬

‫نسبتهم إلى نجدة بن عامر الّنخعي و كان معه أميران يقال ‪ :‬لحدهما عطية و للخر أبتتو‬
‫ل منهما جمتتع عظيتتم ‪ ،‬و قتل فتتي زمتتن‬
‫فديك ‪ ،‬ففارقاه بشبهة ثّم قتله أبو فديك و صار لك ّ‬
‫عبد الملك ‪ ،‬و هم افترقوا من حيث المذهب إلى فرق عديدة منها ‪.‬‬

‫لت‬
‫ن نجتتدة وجتتد لعنتته ا ّ‬ ‫العاذّرية و هم الذين عذروا الّناس في الجهالت بالفروع و ذلتتك أ ّ‬
‫ن قبتتل القستتمة و أكلتتوا متتن‬‫بجيش إلى أهل القطيتتف فقتلتتوهم و أستتروا نستائهم و نكحتتوه ّ‬
‫الغنيمة قبلها أيضا فلّما رجعو إلى نجدة و أخبروه بما فعلتتوا قتتال ‪ :‬لتتم يستتعكم متتا فعلتتتم ‪،‬‬
‫فقالوا ‪ :‬لم نعلم أّنه ل يسعنا فعذروهم بجهالتهم و قال الّنجدات كّلهم ‪:‬‬

‫ل حاجة للّناس إلى المام بل الواجب عليهم رعاية الّنصفة فيما بينهم و يجوز لهتتم نصتتبه‬
‫إذا توّقفت عليه المور و خالفوا الزارقة في غير الّتكفير ‪.‬‬

‫و منها الصغرية أصحاب زياد بن الصغر يخالفون الزارقتتة فتتي تكفيتتر متتن قعتتد عتتن‬
‫القتال إذ كانوا موافقين لهم في الّدين و في إسقاط الّرجم فاّنهم لم يسقطوه‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتتت تتتتتت تت تتتتتت تتتتتتت تتتت‬
‫تت تتتت تتت تتتت‬ ‫تتت‬

‫] ‪[ 378‬‬

‫و جّوزوا الّتقية في القول دون العمل ‪ ،‬و قالوا المعصية الموجبة للحّد ل يس تّمى صتتاحبها‬
‫صتتوم‬
‫صتتلة و ال ّ‬
‫ل بها فيقال سارق مثل و ل يقال كافر و ما ل حّد فيه لعظمته كتتترك ال ّ‬ ‫إّ‬
‫يقال لصاحبه كافر ‪.‬‬

‫ععععععع عععععععع‬

‫ل ت محّمتتد بتتن‬
‫ل بن أباض كان في أّيام مروان بن محّمد فوجد إليه عبد ا ّ‬ ‫نسبتهم إلى عبد ا ّ‬
‫ن مخالفينا من أهل القبلتتة كفتتار غيتتر مشتتركين‬ ‫عطية فقاتله و قتله ‪ ،‬و هؤلء ذهبوا إلى أ ّ‬
‫يجوز مناكحتهم و غنيمة أموالهم حلل عند الحرب دون غيره ‪ ،‬و دارهم دار السلم إ ّ‬
‫ل‬
‫ن العمتتال داخلتتة فتتي‬‫معسكر سلطانهم ‪ ،‬و مرتكب الكبيرة مّوحد غير مؤمن بناء علتتى أ ّ‬
‫ل تعالى و مرتكب الكبيرة كافر كفر نعمة ل كفتتر مّلتتة ‪ ،‬و‬ ‫اليمان ‪ ،‬و فعل العبد مخلوق ّ‬
‫صحابة و تحت هذه الفرقة أيضتتا‬ ‫توقفوا في الّنفاق أهو شرك أم ل و كّفروا علّيا و أكثر ال ّ‬
‫فرق عديدة ‪.‬‬
‫ن بيتن‬
‫منهم الحفصّية نسبتهم إلتتى أبتتى حفتص بتن أبتي المقتدام و زادوا علتى الباضتية أ ّ‬
‫ل تعتتالى و‬
‫ل تعالى فاّنها خصلة متوسطة بينهما ‪ ،‬فمن عرف ا ّ‬ ‫شرك معرفة ا ّ‬ ‫اليمان و ال ّ‬
‫كفر بما سواه من رسول أو جّنة أو نار أو بارتكاب كبيرة فكافر ل مشرك ‪.‬‬

‫و منهم اليزيدية و هم أصحاب يزيد بن أنيسة زادوا على الباضتتية بقتتولهم ‪ :‬إّنتته ستتيبعث‬
‫ي من العجم بكتاب يكتب في السماء و ينزل جملة واحدة و يترك شريعة محّمد إلى مّلة‬ ‫نب ّ‬
‫ل ذنتتب شتترك‬ ‫صابية المذكورة في القرآن ‪ ،‬و قتتالوا أصتتحاب الحتتدود مشتتركون ‪ ،‬و كت ّ‬
‫ال ّ‬
‫صغيرة كانت أو كبيرة ‪.‬‬

‫و منهم الحارثية و هم أصحاب أبي الحتتارث الباضتتى ‪ ،‬ختالفوا الباضتية فتي القتتدر أى‬
‫كون أفعال العباد مخلوقة منه تعالى ‪ ،‬و فى كون الستطاعة قبل الفعل ‪.‬‬

‫ععععععع عععععععع‬

‫لت كتان‬
‫ن العبد إذا أتى بما امر به و لتم يقصتد ا ّ‬
‫أصحاب عبد الكريم بن عجرد ‪ ،‬زعموا أ ّ‬
‫ذلك طاعة ‪ ،‬و قالوا أيضا بوجوب التبّرى عن الطفل حّتى يّدعي السلم بعتتد البلتتوغ ‪ ،‬و‬
‫يجب دعاؤه إلى السلم إذا بلغ ‪ ،‬و هذه الفرقة افترقوا‬

‫] ‪[ 379‬‬

‫فرقا كثيرة ‪:‬‬

‫منهم الميمونية نسبتهم إلى ميمون بن عمران قالوا ‪ :‬باستتناد الفعتتال إلتتى قتتدر العبتتاد ‪ ،‬و‬
‫شّر و ل يريد المعاصتتي كمتتا هتتو‬ ‫ل يريد الخير دون ال ّ‬ ‫يكون الستطاعة قبل الفعل و أن ا ّ‬
‫مذهب المعتزلة ‪ ،‬قالوا ‪ :‬و أطفال الكّفار في الجّنة ‪ ،‬و يتتروي منهتتم تجتتويز نكتتاح البنتتات‬
‫للبنين و البنين للبنات ‪ ،‬و جّوزوا أيضا نكتتاح بنتتات البنيتتن و بنتتات البنتتات و بنتتات أولد‬
‫صتتة متتن‬
‫الختتوة و الختتوات ‪ ،‬و نقتتل عنهتتم إنكتتار ستتورة يوستتف فتتانهم زعمتتوا أّنهتتا ق ّ‬
‫صة العشق قرآنا و منهم الحمزية نسبتهم إلى حمتتزة بتتن‬ ‫القصص ‪ ،‬و ل يجوز أن تكون ق ّ‬
‫ل أّنهم قالوا أطفال الكّفار في الّنار ‪.‬‬
‫أدرك وافقوا الميمونّية إ ّ‬

‫ل في القدر ‪.‬‬
‫شعيبّية نسبتهم إلى شعيب بن محّمد و هم كالميمونّية في بدعتهم إ ّ‬
‫و منهم ال ّ‬

‫شعيبّية و يحكى عنهم أّنهم يتوّقفون‬‫و منهم الحازمّية نسبتهم إلى حازم بن عاصم وافقوا ال ّ‬
‫ي و ل يصّرحون بالبرائة منه كما يصّرحون بالبرائة من غيره ‪.‬‬ ‫في أمر عل ّ‬

‫و منهم الخلفية أصحاب خلف الخارجي و هم خوارج كرمان أضافوا القدر خيره و شتتّره‬
‫ن أطفال المشركين في النار بل عمل و شرك ‪.‬‬
‫ل و حكموا بأ ّ‬
‫إلى ا ّ‬
‫و منهم الطرافية و هم على مذهب حمزة و رئيسهم رجل من سجستان يقتتال لتته ‪ :‬غتتالب‬
‫ل أنهم قالوا بمعذورية أهل الطراف فيما لتتم يعرفتتوه متتن الشتتريعة إذا أتتتوا بمتتا يعتترف‬ ‫إّ‬
‫سنة في أصولهم ‪.‬‬ ‫لزومه من جهة العقل ‪ ،‬و وافقوا أهل ال ّ‬

‫ل أّنهم قالوا يكفى المعرفة ببعتتض أستتمائه ‪ ،‬فمتتن علمتته‬


‫و منهم المعلومية هم كالحازمية إ ّ‬
‫كذلك فهو عارف به و فعل العبد مخلوق له ‪.‬‬

‫صلتية نسبتهم إلى عثمان بن أبى الصلت ‪ ،‬و هم كالعجاردة لكن قتتالوا متتن أستتلم‬ ‫و منهم ال ّ‬
‫و استجار بنا تولّينا و تبرأنا من أطفاله حّتى يبلغوا فيدعوا إلى‬

‫] ‪[ 380‬‬

‫السلم فيقبلوا ‪.‬‬

‫ععععععع عععععععع‬

‫و ربما عدت هذه من فرق العجتتاردة فيكتتون الفتترق الكبتتار ستّتا ‪ ،‬و بعضتتهم جعلهتتا ستّتا‬
‫باسقاط المحكمتتة ‪ ،‬و كيتتف كتتان فهتتم أصتتحاب ثعلبتتة بتتن عتتامر ‪ ،‬قتتالوا بوليتتة الطفتتال‬
‫ق بعد البلوغ ‪ ،‬و نقل عنهتم أنهتتم يتترون‬ ‫صغارا كانوا أو كبارا حتى يظهر منهم إنكار الح ّ‬
‫أخذ الزكاة من العبيد إذا استغنوا و إعطائها لهم إذا افتقروا ‪ ،‬و تفّرقوا إلى أربع فرق ‪.‬‬

‫الولى الخنسية أصحاب الخنس بن قيس ‪ ،‬و امتازوا عن الثعالبة بأن توقفوا فيمتتن هتتو‬
‫في دار التقية من أهل القبله فلم يحكموا عليه بايمان و ل كفر ‪ ،‬و نقل عنهم تجتتويز نكتتاح‬
‫ن‪.‬‬
‫المسلمات من مشركي قومه ّ‬

‫الثانية المعبدية نسبتهم إلى معبد بن عبد الّرحمن ‪ ،‬خالفوا الخنسية في تزويتتج المستتلمات‬
‫من المشركين و خالفوا الثعالبة في زكاة العبيد أى أخذها منهم و دفعها إليهم ‪.‬‬

‫الثالثة الشيبانية نسبتهم إلى شيبان بن ستتلمة قتتالوا بتتالجبر و نفتتى القتتدرة الحادثتتة الّرابعتتة‬
‫المكرمية نسبتهم إلى مكرم العجلى قالوا تارك الصلة كافر ل لترك الصتتلة بتتل لجهلهتتم‬
‫ن من علم أنتته مطلتتع علتتى ستّره و علنتته و مجتتازيه علتتى طتتاعته و معصتتيته ل‬ ‫ل ‪ ،‬فا ّ‬
‫با ّ‬
‫ن مرتكبها كافر بجهله با ّ‬
‫ل‬ ‫ل كبيرة فا ّ‬
‫يتصّور منه القدام على ترك الصلة ‪ ،‬و كذا ك ّ‬

‫ععععععع‬

‫و فرموده آن حضرت وقتى كه قتل نمود خوارج را و عرض كردند به آن حضرت كتته‬
‫جميع طايفه خوارج هلك و تمام شدند ‪ :‬نيست و همچنين بخدا قسم به درستى كه ايشان‬
‫نطفهها هستند در پشتهاى متتردان و در رحمهتتاى زنتتان هتتر گتتاه ظتتاهر شتتود از ايشتتان‬
‫شاخى بريده شود تا اينكه مىباشد آخر ايشتان دزدان رباينتدگان يعنتى متآل كارشتان بته‬
‫جائى رسد كه در آخر از رذالة و دنائة نفس قطاع الطريق‬

‫] ‪[ 381‬‬

‫و راهزن ميشوند‬

‫ع ععع عععع عععععع‬

‫و هو الستون من المختار فى باب الخطب ل تقتلوا الخوارج بعدي فليس من طلب الحتت ّ‬
‫ق‬
‫فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه ‪.‬‬

‫سيد ‪ :‬يعنى معاوية و أصحابه ‪.‬‬


‫قال ال ّ‬

‫ععععع‬

‫ل سبحانه و مبغوض له ‪.‬‬


‫ق و الباطل ( هنا كّلما هو مطلوب ّ‬
‫المراد ) بالح ّ‬

‫ععععععع‬

‫ستتببّية دون الخيريتتن بتتل‬


‫ل أّنها فتتي الّول بمعنتتى لم ال ّ‬
‫سببّية إ ّ‬
‫الفاء في الموارد الثلثة لل ّ‬
‫سبب و العطف ‪.‬‬ ‫هى فيهما لل ّ‬

‫و توضيحه يظهر مّما حّققه نجم الئمة الّرضتتي حيتتث قتال ‪ :‬و الفتتاء التتتي لغيتتر العطتتف‬
‫ص بالجمتتل و‬
‫ستتببّية و يختت ّ‬ ‫أيضا ل نخلو من معنى الّترتيتتب ‪ ،‬و هتتى التتتي تستّمى فتتاء ال ّ‬
‫شرط ‪ ،‬نحو إن لقيته فأكرمه ‪ ،‬و من جائك فتتأعطه ‪ ،‬و‬ ‫تدخل ما هو جزاء مع تقّدم كلمة ال ّ‬
‫ستتببية بمعنتتى لم‬
‫بدونها ‪ ،‬نحو زيد فاضل فاكرمه إلى أن قال ‪ :‬و كتتثيرا متتا يكتتون فتتاء ال ّ‬
‫السببّية ‪ ،‬و ذلك إذا كان ما بعده سببا لما قبله كقوله تعالى ‪:‬‬

‫ك َرجيٌم ‪.‬‬
‫ج ِمْنها َفِإّن َ‬
‫خُر ْ‬
‫ُأ ْ‬

‫ن الولتتى‬‫شتترط فتتي المعنتتى كمتتا أ ّ‬


‫و تقول اكرم زيدا فانه فاضل فهذه تدخل على ما هو ال ّ‬
‫دخلت على ما هو الجزاء في المعنى ‪ ،‬و ذلك إّنك تقول ‪ :‬زيد فاضتتل فتتاكرمه فهتتذا دختتل‬
‫على الجزاء فاذا عكست الكلم فقلت أكرمه فاّنه فاضل فقد دخل على متا هتو شترط ‪ ،‬ثتّم‬
‫اعلم أّنه ل تنافي بين السببية و العاطفة ‪ ،‬فقد تكون سببّية و هى مع ذلك‬

‫] ‪[ 382‬‬
‫عاطفة جملة على جملة ‪ ،‬نحو يقوم زيد فيغضب عمرو ‪ ،‬لكن ل يلزمها العطف نحو إن‬
‫لقيته فاكرمه ‪ ،‬انتهى كلمه رفع مقامه ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫سلم نهى عن قتل الخوارج بعده مشيرا إلى عّلتتة الّنهتتى بقتتوله ) ل تقتلتتوا‬ ‫اعلم أّنه عليه ال ّ‬
‫ق فأخطتتاه كمتتن طلتتب الباطتتل فتتأدركه ( و‬ ‫الخوارج بعدى ( فتتاّنه ) ليتتس متتن طلتتب الحت ّ‬
‫ن استحقاق القتل إّنما هو بطلب الباطل و الوقوع فيه عن علتتم و عمتتد ل‬ ‫صل الّتعليل أ ّ‬‫مح ّ‬
‫مجرد الوقوع في الباطل و لو متن حيتث ل يشتعر ‪ ،‬و الختوارج لّمتا لتم يكتن مقصتودهم‬
‫ق فخطئوا فيه و وقعوا في الباطل من حيث ل يشتتعرون ل جتترم نهتتى‬ ‫لدرك الح ّ‬ ‫بالّذات إ ّ‬
‫ق لتتم‬
‫عن قتله ‪ ،‬و أّما معاوية و أصحابه فلما كان مطلوبهم بالّذات هو الباطل و محق الحت ّ‬
‫سلم عن قتلهم بل أمر به فيما سبق من كلمه بقتوله ‪ :‬أمتا أّنته ستيظر عليكتم‬ ‫يمنع عليه ال ّ‬
‫من بعدى رجل رحب البلعوم إلى قوله ‪ :‬فاقتلوه و لن تقتلوه آه ‪.‬‬

‫ق و وقوعهم فتتي الباطتتل كتتان بتتالعرض ‪،‬‬ ‫ن الخوارج كان مقصودهم بالّذات هو الح ّ‬ ‫أّما أ ّ‬
‫سادستتة و الثلثيتتن و أّنهتتم كتتانوا أهتتل عبتتادة و‬
‫فلما عرفت من حالهم في شرح الخطبتتة ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم قال في حقهم ‪ :‬يخرج قوم من امّتي‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ن رسول ا ّ‬‫زهادة حّتى أ ّ‬
‫يقرؤون القرآن ليس قرائتكم إلى قرائتهم بشيء ‪ ،‬و ل صلتكم إلتتى صتتلتهم بشتتيء و ل‬
‫ق حّتتتى‬
‫ل أّنهتتم بتتالغوا فتتي الّتحتّرى و شتّدة الطلتتب للحت ّ‬‫صومكم إلتتى صتتومهم بشتتيء ‪ ،‬إ ّ‬
‫تجاوزوا عن فضيلة العدل فيه إلى رذيلتة الفتراط ‪ ،‬و زعمتوا أّنهتم كفتروا بتالتحكيم ‪ ،‬و‬
‫زعموا كفر أمير المؤمنين بذلك أيضا فوقعوا في الباطل و مرقوا من الّدين ‪.‬‬

‫ن مقصود معاوية كان بالّذات هو الباطل و هكذا أصتتحابه فلمتتا عرفتتت فتتي شتترح‬ ‫و أما أ ّ‬
‫الخطبة الخامسة و العشرين و غيرها و ستعرف بعد ذلتتك أيضتتا أّنتته كتتان أهتتل زندقتتة و‬
‫ستتلم‬
‫ل عليه و آله و محاربا لمير المتتؤمنين عليتته ال ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫الحادوذا تعّرض لرسول ا ّ‬
‫و ساّبا له و لعنتتا فتتي الجمعتتة و العيتتاد ‪ ،‬و كتتانت أحتتواله كّلهتتا مؤديتتة بانستتلخه عتتن‬
‫لعنيتتن متتن الملئكتتة و النتتس و‬ ‫ل ت و لعنتتة ال ّ‬
‫العدالة و اصراره على الباطل عليه لعنة ا ّ‬
‫سماوات و الرضين ‪.‬‬ ‫ل ال ّ‬
‫ن أجمعين م ّ‬‫الج ّ‬

‫] ‪[ 383‬‬

‫فان قلت ‪ :‬إذا كتتان عّلتتة المنتتع متتن قتتتل الختتوارج بعتتده هتتو عتتدم كتتونهم بالتّذات طتتالبين‬
‫للباطل ‪ ،‬فهذه العّلة بعينها كانت موجودة في زمانه فلم قاتلهم و قتلهم ؟‬
‫شارح البحراني بأّنه نهتى عتن قتلهتم علتى تقتدير لتزوم كتل منهتم نفسته و‬
‫قلت ‪ :‬أجاب ال ّ‬
‫اشتغالهم بها و استتارهم في بيوتهم ‪ ،‬و هو إّنما قتلهم من حيث إّنهم أفسدوا في الرض و‬
‫ل بن خباب ‪،‬‬‫صالحين كعبد ا ّ‬
‫سفكوا الّدم الحرام و قتلوا جماعة من ال ّ‬

‫و شقوا بطن امرءته و دعوا الّناس إلى بدعتهم ‪ ،‬و مع ذلك كان يقول لصحابه ‪:‬‬

‫ل تبدؤهم بالقتال حّتى يبدؤكم ‪ ،‬و لم يشرع في قتلهم حّتى بدؤوا بقتل جماعة من أصحابه‬
‫‪.‬‬

‫ق في ذلك و إّنما نهى عن‬ ‫قال ‪ :‬و يحتمل أن يقال ‪ :‬إّنه إّنما قتلهم لّنه إمام عادل رأى الح ّ‬
‫قتلهم بعده لّنه علم أّنه ل يلي هتتذا المتتر بعتتده متتن لتته بحكتتم الشتتريعة أن يقتتتل و يتتتوّلى‬
‫الحدود ‪.‬‬

‫شارح المعتزلي حيث قتتال ‪ :‬لع تلّ‬ ‫أقول ‪ :‬و الّتحقيق في الجواب ما ذكره في البحار تبعا لل ّ‬
‫المراد ل تقتلوا الخوارج بعدى ما دام ملك معاوية و أضرابه كما يظهتتر متتن الّتعليتتل ‪ ،‬و‬
‫ق عن شبهة‬ ‫سلم و يبرء منه في الجمع و العياد و لم يكن إنكاره للح ّ‬ ‫قد كان يسّبه عليه ال ّ‬
‫كالخوارج ‪ ،‬و لم يظهر منهم من الفسوق ما ظهر منه و لم يكن مجتهدا في العبادة و حفظ‬
‫شرع مثلهم ‪ ،‬فكان أولى بالجهاد ‪ ،‬إنتهى ‪.‬‬ ‫قوانين ال ّ‬

‫ل على ذلك ما رواه أبو العباس المبّرد قال ‪ :‬و خرج من الخوارج علتتى معاويتتة بعتتد‬ ‫و يد ّ‬
‫ي حوثرة السدى و حابس الطائي خرجا في جمعهما فصارا إلى موضع أصحاب‬ ‫قتل عل ّ‬
‫يو‬ ‫الّنخيلة و معاوية يومئذ بالكوفة و قد دخلها في عام الجماعة ‪ ،‬و وفتتد الحستتن بتتن علت ّ‬
‫خرج يزيد المدينة فوجه إليتته معاويتتة و قتتد تجتتاوز فتتي طريقتته يستتأله أن يكتتون المتتتولي‬
‫ل لقد كففت عنك لحقتتن دمتتاء المستتلمين ‪ 1‬و‬ ‫لمحاربة الخوارج فكان جواب الحسن ‪ :‬و ا ّ‬
‫ل أولى بالقتل منهم‬
‫ذاك يسعنى ‪ ،‬أفا قاتل عنك قوما أنت و ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتتت تت ت تت ت ت تت ت تتتتتت ت ت تتت تتت‬
‫تت ت ت تت تت ت ت تت ت تت ت تت ت تتتتتت ت تت ت‬
‫تت تتتتتت ت تتت ‪.‬‬‫تتت تتتتت ت تتت‬

‫] ‪[ 384‬‬

‫ن الختتوارج أعتتذر متتن‬


‫سلم ‪ ،‬و المقصود منهما أ ّ‬‫و هذا الجواب مطابق لكلم أبيه عليه ال ّ‬
‫ل ضلل و معاوية أولى بالمحاربة منهم ‪.‬‬ ‫معاوية و أق ّ‬
‫ععععععع‬

‫و فرموده است آن حضرك در شأن خوارج كه ‪ :‬نكشيد خارجيتتان را بعتتد از متتن ‪ ،‬پتتس‬
‫نيست كسى كه طلب كند حق را پس خطا كند در آن مثل كستتى كتته طلتتب كنتتد باطتتل را‬
‫لت عنتته گفتتته كتته اراده فرمتتوده حضتترت بطتتالب باطتتل‬
‫پس دريابد آنرا ‪ ،‬ستتيد رضتتى ا ّ‬
‫معاويه عليه الهاويه و أصحاب او را ‪.‬‬

‫ع ع ع عععع ع ع ععع ع ععع ععع عع ع ع عع ع ع‬


‫عععععع‬

‫لت جّنتة حصتينة ‪،‬‬‫ي متن ا ّ‬


‫ن علت ّ‬
‫و هو الحادى و الستون من المختار في باب الخطاب و إ ّ‬
‫سهم ‪ ،‬و ل يبرء الكلم ‪.‬‬‫فإذا جاء يومي إنفرجت عّني و أسلمتني فحينئذ ل يطيش ال ّ‬

‫ععععع‬

‫ضم الجيم ما يجتنّ‬


‫) الغيلة ( بالكسر فعلة من الغتيال و هو القتل على غفلة و ) الجّنة ( ب ّ‬
‫ستهم يطيتش متن بتاب ضترب‬ ‫به اى يستتتر متن درع و تترس و نحوهمتا و ) طتاش ( ال ّ‬
‫لم الجرح ‪.‬‬‫صدف عن الغرض و انحرف عنه و ) الكلم ( بفتح الكاف و سكون ال ّ‬

‫ععععععع‬

‫لت متعّلتتق بمقتّدر‬


‫سعا و على لستعلء المعنوى ‪ ،‬و متتن ا ّ‬‫ن قّدم على السم تو ّ‬
‫ى خبر إ ّ‬
‫عل ّ‬
‫حال من فاعل حصينة و تقّدمه للّتوسع أيضا ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ن الشعث لقاه‬
‫ل مرارا و أ ّ‬
‫سلم خوف من غيلة ابن ملجم لعنه ا ّ‬
‫روى أّنه عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 385‬‬

‫لت ‪ :‬أردت أن‬ ‫ستتيف و ليتتس بتتأوان حتترب ؟ فقتتال لعنتته ا ّ‬


‫متقّلدا سيفه فقال له ‪ ،‬ما يقّلدك ال ّ‬
‫سلم فأخبره و قال قد عرفت ابتتن ملجتتم‬ ‫أنحربه جزور القرية ‪ ،‬فأتى الشعث إليه عليه ال ّ‬
‫و فتكه فقال ما قتلني بعد ‪.‬‬

‫سلم ‪ :‬كتتان يخطتتب متّرة و يتتذكر أصتتحابه و ابتتن ملجتتم تلقتتاء المنتتبر‬
‫و روى أّنه عليه ال ّ‬
‫سلم أتوابه ملّببا فأشرف عليهم‬ ‫ل لريحّنهم منك ‪ ،‬فلما انصرف عليه ال ّ‬ ‫فسمعه يقول ‪ :‬و ا ّ‬
‫‪،‬‬
‫ن علتىّ‬ ‫و قال ما تريدون ‪ ،‬فخبروه بما سمعوا عنه ‪ ،‬فقال فما قتلنتى بعتد خّلتوا عنته ) و إ ّ‬
‫لت ستتبحانه بحفتتظ أستتباب حيتتاته فتتي المتتدة‬
‫ل جّنة حصينة ( استتتعار الجّنتتة لعنايتتة ا ّ‬
‫من ا ّ‬
‫ن الجّنتة كمتا أّنهتا حافظتة للنستان عتن آلم‬ ‫الممكنة له في القضتاء اللهتي ‪ ،‬و الجتامع أ ّ‬
‫سهام و نحوها ‪ ،‬فكذلك بقاء أسباب الحياة و ثبات ماّدتها حافظان لتته عتتن ستتهام المتتوت‬ ‫ال ّ‬
‫فحسن استعارتها لها و ذكر الحصينة ترشيح للستعارة ) فاذا جاء يومي ( الذي قّدر فيتته‬
‫موتى ) انفرجت ( تلك الجّنة ) عّنتتي و أستتلمتني ( للمتتوت و كّنتتى بانفراجهتتا عتتن انعتتدام‬
‫بعض أسباب الحياة في حّقه ‪ ،‬و هو ترشيح آخر للستعارة المتتذكورة ) فحينئذ ل يطيتتش‬
‫سهم ( كما قال في الّديوان المنسوب إليه ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫للمتتتتتتتتتتتتتتتتتتوت فينتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ستتتتتتتتتتتتتتتتتتهام غيتتتتتتتتتتتتتتتتتتر ختتتتتتتتتتتتتتتتتتاطئة‬


‫إن فاته اليوم سهم لم يفته غدا‬

‫سلم في الّديوان ‪:‬‬


‫صلة و ال ّ‬
‫) و ل يبرء الكلم ( و في معنى هذا الكلم قال عليه ال ّ‬

‫ى متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن المتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوت أفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّر‬‫ى يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوم ّ‬


‫أ ّ‬
‫يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوم متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّدر أو يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوم قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدر‬

‫يتتتتتتتتتتتتتتتتوم متتتتتتتتتتتتتتتتا قتتتتتتتتتتتتتتتتّدر لتتتتتتتتتتتتتتتتم أختتتتتتتتتتتتتتتتش التتتتتتتتتتتتتتتتّردى‬


‫و إذا قّدر ل يغنى الحذر‬

‫ن للنسان أجل موقوتا و أمتتدا ممتتدودا إذا أدركتته يبطتتل‬‫أقول ‪ :‬و في هذا الكلم إشعار بأ ّ‬
‫حياته ‪ ،‬و إلى ذلك ذهب جماعة ‪ ،‬و استدّلوا عليه بقوله سبحانه ‪:‬‬

‫ل‪:‬‬
‫جً‬‫ل ِكتابًا ُمَؤ ّ‬
‫نا ّ‬
‫ل ِبِإْذ ِ‬
‫ت ِإ ّ‬
‫ن َتُمو َ‬
‫س َأ ْ‬
‫ن ِلَنْف ٍ‬
‫َو ما كا َ‬

‫ن‪.‬‬
‫سَتْقِدُمو َ‬
‫عًة َو ل َي ْ‬
‫ن سا َ‬
‫خُرو َ‬
‫سَتْأ ِ‬
‫جُلُهْم ل َي ْ‬
‫ل َفإذا جاَء َأ َ‬
‫جٌ‬‫ل ُأّمٍة َأ َ‬
‫و قال أيضا ‪َ :‬و ِلُك ّ‬

‫] ‪[ 386‬‬

‫ن المقّدرات في الزل و المكتوبات في الّلوح المحفوظ ل تتغّير بالّزيادة و الّنقصان ‪،‬‬ ‫و بأ ّ‬


‫ل ‪ ،‬و قد سبق العلم بوجتتود كتلّ ممكتتن أراد وجتتوده و بعتتدم كت ّ‬
‫ل‬ ‫لستحالة خلف معلوم ا ّ‬
‫ممكن أراد عدمه الزلتتى أو إعتتدامه بعتتد ايجتتاده ‪ ،‬فكيتتف يمكتتن الحكتتم بزيتتادة العمتتر أو‬
‫نقصانه بسبب من السباب ‪.‬‬

‫و ذهب آخرون إلى قبوله الّزيادة و الّنقصان مستدّلين بقوله ‪ » :‬و ما يعّمتتر متتن معّمتتر و‬
‫ن صلة الّرحتتم تتتوجب‬ ‫ل في كتاب « و بالخبار الكثيرة الّداّلة على أ ّ‬‫ل ينقص من عمره إ ّ‬
‫الّزيادة في العمر و القطيعة توجب الّنقصان ‪ ،‬و كذلك البّر و العقوق هذا ‪.‬‬
‫و الّتحقيق في المقام هو الّتفصيل بما يجمع به بين الدّلتين ‪ ،‬و توضيحه يحتاج إلى تمهيد‬
‫ن الجتتل علتتى قستتمين‬
‫ن المستتتفاد متتن بعتتض اليتتات و الخبتتار هتتو أ ّ‬
‫مقّدمتتة ‪ ،‬و هتتو أ ّ‬
‫محتوم ‪ ،‬و موقوف ‪ ،‬قال سبحانه في سورة نوح ‪:‬‬

‫جتت َ‬
‫ل‬ ‫ن َأ َ‬
‫سّمى ِإ ّ‬
‫ل ُم َ‬
‫جٍ‬‫خُرُكْم ِإلى َأ َ‬
‫ن ُذُنوِبُكْم َو ُيَؤ ّ‬
‫ن َيْغِفْر َلُكْم ِم ْ‬
‫ل َو اّتُقوُه َو َأطيُعو ِ‬
‫عُبُدوا ا ّ‬
‫نا ْ‬
‫َأ ِ‬
‫خُر ‪.‬‬‫ل ِإذا جاَء ل ُيَؤ ّ‬‫ا ّ‬

‫لت لهتتم بشتترط اليمتتان و‬ ‫سرون ‪ :‬الجل المسّمى هو المد القصتتى التتذي قتّدر ا ّ‬ ‫قال المف ّ‬
‫ن وصتف الجتل‬ ‫الطاعة و راء ما قّدره لهم على تقدير بقآئهم على الكفر و العصيان ‪ ،‬فتا ّ‬
‫ن لهم أجل آخر ل يجتتاوزونه إن لتتم‬ ‫بالمسّمى و تعليق تأخيرهم إليه باليمان صريح في أ ّ‬
‫خر « أى ما قّدر لكم على تقدير‬ ‫ل إذا جاء ل يؤ ّ‬
‫ن أجل ا ّ‬
‫يؤمنوا ‪ ،‬و هو المراد بقوله ‪ » :‬إ ّ‬
‫خر ‪،‬‬ ‫بقائكم على الكفتتر إذا جتاء و أنتتم علتى متا أنتتتم عليتته متتن الكفتر و العصتتيان ل يتتؤ ّ‬
‫فبادروا إلى اليمان و الطاعة قبل مجيئه حّتى ل يتحّقق شرطه الذي هو البقاء على الكفر‬
‫خروا إليه ‪.‬‬‫‪ ،‬فل يجيء و يتحّقق شرط الّتاخير إلى الجل المسّمى فتأ ّ‬

‫ل عّز و‬
‫سلم قال سألته عن قول ا ّ‬
‫و في الكافي باسناده عن حمران عن أبي جعفر عليه ال ّ‬
‫جلّ ‪:‬‬

‫] ‪[ 387‬‬

‫عْنَدُه ‪.‬‬
‫سّمى ِ‬
‫ل ُم َ‬
‫جٌ‬‫ل َو َأ َ‬
‫جً‬‫َقضى َأ َ‬

‫قال هما أجلن ‪ :‬أجل محتوم ‪ ،‬و أجل موقوف ‪.‬‬

‫سلم في تفسير هذه الية ‪ ،‬قال ‪:‬‬


‫ل عليه ال ّ‬
‫ي بن إبراهيم باسناده عن أبي عبد ا ّ‬
‫و عن عل ّ‬

‫الجل المقتضى هو المحتوم الذي قضاه و حتمه ‪ ،‬و المسّمى هو الذي فيه البداء ‪،‬‬

‫خر ما يشاء ‪ ،‬و المحتوم ليس فيه تقديم و ل تأخير ‪.‬‬


‫و يقّدم ما يشاء و يؤ ّ‬

‫ن من الجل قسما قابل للّتغيير و قسما ليس قابل له ‪ ،‬و‬ ‫إذا عرفت هذه المقّدمة ظهر لك أ ّ‬
‫لزم حمل الدّلة الولة الّدالة على عدم الّتغير في الجتتال بالتقتّدم و الّتتتأخّر علتتى‬
‫عليه فال ّ‬
‫الجل المحتوم ‪ ،‬و حمل الدلة الّثانية على الجل الموقوف القابل للتغّير بحصول شروط‬
‫الّزيادة و أسبابها و عدمه ‪ ،‬و على ذلك فان كتان متراد القتائلين بثبتوت الّتغيتر و القتائلين‬
‫بعدمه هو ما ذكرناه فل مشاحة بيننا و بينهم و يصير نزاع أحدهما مع الخر أيضا علتتى‬
‫ذلك لفظّيا ‪ ،‬و إن أرادوا ثبوت الّتغير في مطلق الجال و عدمه كذلك فالمنع على القولين‬
‫واضح ‪.‬‬
‫ن وجود الّتغير في الجل الموقوف حسبما ذكرنا ل يوجب الّتغّيتتر فتتي‬ ‫ثّم ل يذهب عليك أ ّ‬
‫علمه سبحانه حسبما يزعمه القائلون بالقول الّول ‪ ،‬و ذلتتك لّنتته ستتبحانه كمتتا علتتم كّميتتة‬
‫العمر علم ارتباطه بسببه المخصوص ‪ ،‬و كما علم متتن زيتتد دختتول الجّنتتة علتتم ارتبتتاطه‬
‫بأسبابه المخصوصة من ايجاده ‪ ،‬و خلتتق العقتتل لتته و بعتتث النبيتتاء و نستتب اللطتتاف و‬
‫شرع ‪ ،‬و علم أيضا حصول تلك الستتباب فتتي الختتارج‬ ‫حسن الختيار و العمل بموجب ال ّ‬
‫لت ستتبحانه‬ ‫صلة لوجود المسّبب ‪ ،‬و بالجملة جميع ما يحدث فتتي العتتالم فهتتو معلتتوم ّ‬‫المح ّ‬
‫على ما هو واقع عليه من شرط أو سبب ‪.‬‬

‫ل سبحانه قتتد خلتتق لوحتتا و ستّماه لتتوح المحتتو و الثبتتات قتتد كتتتب فيتته‬
‫نا ّ‬
‫توضيح ذلك أ ّ‬
‫الجال و الرزاق و جميع ما يكون في عالم الكون معّلقا على السباب و الشرايط و هتتو‬
‫ن عمر زيد عشتتر ستتنين إن‬ ‫الذي يقع في المحو و الثبات و الّتغيير و البداء ‪ ،‬مثل كتب أ ّ‬
‫لم يصل رحمه ‪ ،‬و عشرون إن وصل ‪ ،‬و أّنه إن أّدى الّزكاة يحصل له‬

‫] ‪[ 388‬‬

‫البركة في ماله و إن لم يؤّده لم يحصل ‪ ،‬و كذلك جميع الكاينات فهذا الّلوح الذي ابدع فيه‬
‫صتتور الموجتتودات علتتى التتوجه القابتتل للّتغييتتر ‪ ،‬و خلتتق لوحتتا آختتر أبتتدع فيتته صتتور‬
‫صلة معقولة محفوظة عن الّتغّير و هو المسّمى باّم الكتاب‬ ‫الموجودات و جميع الشياء مف ّ‬
‫المشار إليه في قوله تعالى ‪:‬‬

‫ل فيه الكاينات على متتا علمتته فتتي‬‫ب و قد كتب ا ّ‬ ‫عْنَدُه ُأّم اْلِكتا ِ‬
‫ت َو ِ‬
‫ل ما َيشاُء َو ُيْثِب ُ‬
‫حو ا ّ‬
‫َيْم ُ‬
‫ن علمتته‬‫الزل و يسّمى ذلك بالعلم الملزم ل تغّيتتر فيتته و ل تبتّدل بتتوجه متتن الوجتتوه ‪ ،‬ل ّ‬
‫بالسباب و المسّببات على نهج واحد ‪،‬‬

‫ن زيدا يصل رحمه فيكون عمره كذا ‪،‬‬


‫و قد علم وقوع السباب و عدم وقوعها و أ ّ‬

‫أو ل يصل رحمه فيكون كذا و قد علم في الزل أحد الطرفين فكتبه في اللوح المحفوظ ‪،‬‬

‫ف القلم بما هو كائن ‪ ،‬يعنى أّنه كتب فيتته متتا‬


‫و هذا هو المشار إليه في الخبار بقولهم ‪ :‬ج ّ‬
‫هو كائن إلى يوم القيامة فلن يكتب بعده أبدا إذ لم يبق شيء حّتى يكتب ‪.‬‬

‫نعم يبقى الكلم في فايدة لوح المحو و الثبات و تغيير الكاينات و صفاتها فيه متتع وجتتود‬
‫الّلوح المحفوظ ‪ ،‬و ل حاجة لنا إلى البحث في ذلك الن و إّنما الواجب الّتسليم و الذعان‬
‫ل العالم الخبير بأسرار عالم المكان ‪.‬‬
‫ص الخبار عليهما و القرآن ‪ ،‬و ا ّ‬
‫بعد دللة ن ّ‬
‫ععععععع‬

‫از جمله كلم آن امام عالى مقامست در وقتتتى كتته ترستانيدند او را از كشتتتن ابتتن ملجتتم‬
‫ملعون غفلت مىفرمايد كه ‪ :‬بدرستى بر من استتت از جتتانب خداونتتد ستتپرى محكتتم كتته‬
‫عبارتست از بقاء اسباب حياة تا روز فوت ‪ ،‬پس هر گاه بيايد روز مرك من وا شود آن‬
‫سپر از من و باز گذارد مرا بدست مرك ‪ ،‬پس اين هنگام خطا نمىكند تير موت و الّبته‬
‫بر نشانه بدن واقع مىشود ‪ ،‬و خوب نشود أثر جراحت و روى بصحت نگذارد ‪.‬‬

‫] ‪[ 389‬‬

‫ع عع عععع عع عععع عععععع‬

‫ن التّدنيا دار ل يستتلم منهتتا إلّ‬


‫و هى الثانية و الستون من المختار فى باب الخطتتب أل و إ ّ‬
‫فيها ‪ ،‬و ل ينجى بشيء كان لها ‪ ،‬أبتلى الّناس بها فتنة ‪ ،‬فما أخذوه منها لها أخرجتتوا منتته‬
‫و حوسبوا عليه ‪ ،‬و ما أختذوه منهتتا لغيرهتا قتدموا عليتته و أقتتاموا فيتته ‪ ،‬فإّنهتتا عنتد ذوي‬
‫ل ‪ ،‬بينا تراه سابغا حّتى قلص و زايدا حّتى نقص ‪.‬‬ ‫ظّ‬
‫العقول كفيء ال ّ‬

‫ععععع‬

‫ل يفيء فيئا رجتتع متتن جتتانب المغتترب إلتتى جتتانب المشتترق ‪ ،‬قتتال الفيتتروز‬
‫) فتتاء ( الظت ّ‬
‫ل و ) سبغ ( الشيء سبوغا متتن بتتاب قعتتد ت تّم و‬‫آبادى ‪ :‬الفيء ما كان مشّمسا فينسخه الظ ّ‬
‫ل طال إلى الرض و ) قلص (‬ ‫كمل ‪ ،‬و سبغ الّدرع طال من فوق إلى أسفل ‪ ،‬و سبغ الظ ّ‬
‫ل انقبض‬‫الظ ّ‬

‫ععععععع‬

‫فتنة مفعول مطلق بغير لفتظ فعلته ‪ ،‬نحتتو قعتدت جلوستتا و انتصتابه بالفعتل المقتّدر علتى‬
‫مذهب سيبويه اى ابتلى الّناس و فتنوا بها فتنة ‪ ،‬و بالفعل الظاهر على مذهب المتتازني و‬
‫المبرد و السيرافي ‪ ،‬و هو الولى إذ الصل عدم الّتقدير بل ضرورة داعية إليه ‪ ،‬و قول‬
‫ضلل ستتاّدا مس تّد‬ ‫شارح البحراني بكونه منصوبا بالمفعول له أو كونه مصدرا بمعنى ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ص إلى العتتاّم ‪ ،‬و‬
‫ل من قبيل إضافة الخا ّ‬ ‫صواب و إضافة الفيء إلي الظ ّ‬‫الحال بعيد عن ال ّ‬
‫بينا أصله بين فاشبعت الفتحة فحتتدثت اللتتف ‪ ،‬و قتتد يتتزاد متا فتقتتول ‪ :‬بينمتتا ‪ ،‬و المعنتتى‬
‫ل باضافتها إليها ‪ ،‬و هتتي فتتي الظتتاهر مضتتافة إلتتى‬ ‫واحد ‪ ،‬و الجملة بعدها مجرورة المح ّ‬
‫الجملة و فى المعنى إلى مصدرها كساير ما يضاف إلى الجمل ‪ ،‬تقول جئتك يوم قدم زيد‬
‫‪ ،‬أى يوم قدومه‬

‫] ‪[ 390‬‬
‫و الّتقدير بين رؤيتك إّياه زايدا ‪ ،‬و حّتى حترف ابتتتداء يعنتتى أّنهتتا حتترف يستتتأنف بعتتدها‬
‫الكلم ‪ ،‬سواء كانت الجملة اسمّية أو فعلّية كقوله ‪ :‬حّتى يقول الّرسول ‪،‬‬

‫بالّرفع ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ن هذه الخطبة واردة فتتي مقتتام الّتزهيتتد عتتن التّدنيا و التتترغيب فتتي الختترة و فيهتتا‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫إشارة إلى كونها دار بلء و فتنة ‪ ،‬و إلى أّنها قريبة الزوال سريعة الفناء فقوله ) أل و إ ّ‬
‫ن‬
‫سلمة من شرور التّدنيا و مفاستتدها و متتا‬ ‫ن ال ّ‬
‫ل فيها ( تنبيه على أ ّ‬‫الّدنيا دار ل يسلم منها إ ّ‬
‫ل فتتي دار التّدنيا بالّزهتتد و‬
‫يتتترّتب عليهتتا متتن العتتذاب الليتتم و الّنكتتال العظيتتم ل تكتتون إ ّ‬
‫ن الّتكليف إّنما هو في دار التّدنيا ‪ ،‬و‬ ‫الّرياضات و بملزمة الّتقوى و الطاعات ‪ ،‬و ذلك ل ّ‬
‫الخرة ليست بدار تكليف بل هي دار جزاء ‪ ،‬و بامتثال الّتكاليف فيها يسلم متتن العقتتاب و‬
‫ق العقوبة ‪.‬‬‫شقاوة و يستح ّ‬ ‫ن بمخالفتها يحصل ال ّ‬ ‫ينال حسن الّثواب كما أ ّ‬

‫و إلى ذلك الشارة فتي حتتديث الهيثتم بتتن واقتد الحريتري » الجتزرى ظ « المتروي فتتي‬
‫ل الحكمة في قلبتته ‪ ،‬و‬ ‫سلم قال ‪ :‬من زهد في الّدنيا أثبت ا ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬‫الكافي عن أبي عبد ا ّ‬
‫صره عيوب الّدنيا دائها و دوائها ‪ ،‬و أخرجه من الّدنيا ستالما إلتى دار‬ ‫أنطق بها لسانه و ب ّ‬
‫ن الّدنيا و الخرة ضّرتان‬ ‫سلم ) و ( منه يعلم اّنه ) ل ينجي بشيء كان لها ( بيان ذلك أ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ن متتا هتو للختترة‬‫متضاّدتان فما هو للّدنيا مضاّد للخرة فكيف يتوجب الّنجتاة فيهتا كمتتا أ ّ‬
‫مضاّد للّدنيا و مضاّر لها ‪ ،‬و لذلك قيل ‪ :‬إّنهما ككّفتي الميزان بقدر ترجيح إحداهما تخ ّ‬
‫ف‬
‫ن فتي طلتتب التتدنيا إضتترارا بتالخرة و‬ ‫ل عليه و آله ‪ :‬إ ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫الخرى و قال رسول ا ّ‬
‫ل ستتبحانه‬‫ق بالضرار و قال ا ّ‬ ‫في طلب الخرة اضرارا بالّدنيا ‪ ،‬فأضّروا بالّدنيا فاّنها أح ّ‬
‫‪:‬‬

‫خْيٌر َأَم ً‬
‫ل‬ ‫ك َثوابًا َو َ‬
‫عْنَد َرّب َ‬
‫خْيٌر ِ‬
‫ت َ‬
‫صالحا ُ‬
‫ت ال ّ‬
‫حيوِة الّدْنيا َو اْلباِقيا ُ‬
‫ن زيَنُة اْل َ‬
‫ل َو اْلَبُنو ُ‬
‫َأْلما ُ‬

‫] ‪[ 391‬‬

‫ن المال و البنين يتفاخر بهما في الدنيا و يتزّين بهما فيها و ل ينفعان في الخرة اذ‬ ‫يعني أ ّ‬
‫صالحة و الطاعتتة الحستتنة التتتي‬ ‫ل يبقى شيء منهما للنسان فينتفع به فيها ‪ ،‬و العمال ال ّ‬
‫ل متن المتال و البنيتن و أصتدق أمل متن زهترات التّدنيا و‬ ‫تبقى ثوابها أفضل ثوابا عند ا ّ‬
‫زخارفها ‪ ،‬لّنها أمل ل يكذب فيها يؤّمل الّثواب و ينجى من أليم العقتتاب و قتتوله ) ابتلتتى‬
‫ل ابتلى عباده فيها تارة‬ ‫نا ّ‬‫ن الّدنيا دار ابتلء و امتحان ‪ ،‬و أ ّ‬
‫الّناس بها فتنة ( اشارة الى أ ّ‬
‫شاعر ‪:‬‬
‫بالمساّر ليشكروا تارة بالمضاّر ليصبروا قال ال ّ‬
‫أل اّنمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدنيا بلء و فتنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة‬
‫ل حال أقبلت أو توّلت‬ ‫على ك ّ‬

‫فصارت المنحتتة و المحنتتة كلهمتا بلء ‪ ،‬فالمنحتتة مقتضتية للشتكر ‪ ،‬و المحنتة مقتضتية‬
‫صبر كما قال تعالى ‪:‬‬
‫لل ّ‬

‫ن قال الطبرسي ‪ :‬اى نعاملكم معاملة المختتتبر‬ ‫جُعو َ‬ ‫خِيِر ِفْتَنًة َو ِإَلْينا ُتْر َ‬
‫شّر َو اْل َ‬ ‫َو َنْبُلوُكْم ِبال ّ‬
‫شّدة و الرخاء ‪ ،‬و قيل مّمتتا تكرهتتون و متتا تحّبتتون‬ ‫سراء و الضّراء و ال ّ‬ ‫بالفقر و الغنا و ال ّ‬
‫ليظهر صبركم فيما تكرهون و شكركم فيمتتا تحّبتتون ‪ ،‬و قيتتل ‪ :‬الشتّر غلبتتة الهتتوى علتتى‬
‫ن أصتل البتلء و الختبتار أن يتراد بته‬ ‫الّنفس و الخير العصمة عن المعاصتى و اعلتم أ ّ‬
‫الوقوف على حال المختبر بفتح الباء و الطلع على ما يجهل من أمتتره ‪ ،‬و قتتد يتتراد بتته‬
‫إظهار جودته و ردائته و ربما يقصد به المران ‪ ،‬و لّما كان الّول محال في حقه تعتتالى‬
‫لستلزامه الجهل ل بّد أن يراد به حيثما نسب البتلء إليه ستتبحانه المعنتتى الثتتاني ‪ ،‬فتتاذا‬
‫ل اظهتار حستن طينتته و خبتث ستريرته دون‬ ‫ل بكتذا و ابتله فليتس المتراد إ ّ‬ ‫قيل ‪ :‬بله ا ّ‬
‫التعّرف لحاله و الوقوف على ما يجهل منه و على هذا يحمل اليات القرآنّية مثل َنْبلتتُوكْم‬
‫ع اليتتة َو إِذا ْبَتلتتى ِإْبراهيتَم َرّبتُه‬
‫جتتو ِ‬
‫ف َو اْل ُ‬
‫ختْو ِ‬ ‫ن اْل َ‬
‫يٍء ِمت َ‬‫شت ْ‬ ‫شتّر َو َلَنْبُلتَوّنُكْم ِب َ‬
‫خْيِر َو ال ّ‬
‫ِبتتاْل َ‬
‫ت‪.‬‬ ‫ِبَكِلما ٍ‬

‫و ربما يحمل على معنى ثالث قال في الكشاف في تفسير الية الخيتترة ‪ :‬اختتتبره بتتأوامر‬
‫ل عبده مجاز عن تمكينه من اختيار أحد المرين ما يريد ا ّ‬
‫ل‬ ‫و نواهي و اختبار ا ّ‬

‫] ‪[ 392‬‬

‫و ما يشتهيه العبد كأنه يمتحنه ما يكون منه حتى يجازيه على حسب ذلك و قال الطبرسيّ‬
‫في تفسيرها أى اختبر إبراهيم و هو مجاز و حقيقته أّنه أمر إبراهيم رّبه و كّلفتته و س تّمى‬
‫ن ما يستعمل المر منافي مثل ذلك يجرى على جهة الختبتتار و المتحتتان‬ ‫ذلك اختبارا ل ّ‬
‫سعا ‪،‬‬
‫فاجرى على امره اسم امور العباد تو ّ‬

‫ل لّما عامل عباده معاملة المبتلى المختبر إذ ل يجازيهم على ما يعلمه منهم‬ ‫نا ّ‬‫و أيضا فا ّ‬
‫أّنهم سيفعلونه قبل أن يقع ذلك الفعل منهم كما ل يجازى المختبر للغيتتر متتا لتتم يقتتع الفعتتل‬
‫ن الّدنيا و متا فيهتا إّنمتا خلقتت لختبتار الّنتاس و‬ ‫منه ‪ ،‬سّمى أمره ابتلء هذا و لّما ظهر أ ّ‬
‫ستعادة فتي الخترة‬ ‫صتل لل ّ‬‫ابتلئهم ل بّد و أن يكون هّمتهم فيها مصروفة إلتى متا هتو مح ّ‬
‫حّتى يخلصتوا عتتن قتالب المتحتتان ‪ ،‬و يستتحّقوا التّدرجات الّرفيعتتة العلّيتتة ‪ ،‬و ل يكتون‬
‫ن ) متتا أختتذوه منهتتا لهتتا‬ ‫نظرهم مقصورا على عاجل زهراتهتتا الخسيستتة الّدنّيتتة ) ف ( ا ّ‬
‫اخرجوا منه و حوسبوا عليه و ما أخذوه منها لغيرهتتا قتتدموا عليتته و أقتتاموا فيتته ( و متتن‬
‫جح ما هي سريعة النقراض و النقضاء مشتترفة علتتى التّزوال و‬ ‫ن العاقل ل ير ّ‬
‫المعلوم أ ّ‬
‫الفناء على ما هي دائمة البقاء خصوصا إذا كانت الفانية حقيرة خسيسة و الباقيتتة خطيتترة‬
‫ن خيتترات التّدنيا حستّية و خيتترات العقبتتا عقلّيتتة و العقلّيتتة أشتترف متتن‬‫نفيسة ‪ ،‬و ذلتتك ل ّ‬
‫سيه بمراتب كثيرة ل سّيما إذا كانت الّدنيوّية محاسبا عليها مسؤول عنها قال أبتو عبتد‬ ‫الح ّ‬
‫ن الّنتاس قتد جمعتوا‬ ‫ىإّ‬ ‫سلم ‪ :‬في رواية الكافي فيما وعظ به لقمان ابنه ‪ :‬يا بنت ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬
‫ا ّ‬
‫قبلك لولدهم فلم يبق ما جمعوا و لم يبتتق متتن جمعتتوا لتته و إّنمتتا أنتتت عبتتد مستتتأجر قتتد‬
‫امرت بعمل و وعدت عليه أجرا ‪ ،‬فتتأوف عملتتك و استتتوف أجتترك ‪ ،‬و ل تكتتن فتتي هتتذه‬
‫الّدنيا بمنزلة شاة وقعت في زرع أخضر فأكلت حّتى سمنت فكان حتفهتتا عنتتد ستتمنها ‪ ،‬و‬
‫لكن اجعل الّدنيا بمنزلة قنطرة على نهتتر جتتزت عليهتتا و تركتهتتا و لتتم ترجتتع إليهتتا آختتر‬
‫الّدهر أخربها و ل تعمرها فاّنك لم تؤمر بعمارتها و اعلم أّنك ستسأل غتتدا إذا وقفتتت بيتتن‬
‫ل عن أربع ‪ :‬شتتبابك فيمتتا أبليتتته ‪ ،‬و عمتترك فيمتتا أفنيتتته ‪ ،‬و مالتتك مّمتتا‬
‫ل عّز و ج ّ‬‫يدي ا ّ‬
‫اكتسبته ‪ ،‬و فيما أنفقته فتأّهب لذلك و أعّد له‬

‫] ‪[ 393‬‬

‫ن قليل الّدنيا ل يدوم بقاؤه ‪ ،‬و كثيرها ل يؤمن‬


‫جوابا ‪ ،‬و ل تأس على ما فاتك من الّدنيا فا ّ‬
‫بلؤه ‪ ،‬فخذ حذرك و جد في أمرك ‪ ،‬و اكشف الغطتتاء عتتن وجهتتك و تعتترض لمعتتروف‬
‫رّبك ‪ ،‬و جّدد الّتوبة في قلبك ‪ ،‬و اكمش في فراغك قبل أن يقصد قصدك ‪،‬‬

‫ل بينتتا‬
‫و يقضى قضاؤك ‪ ،‬و يحال بينك و بين ما تريد ) فاّنها عند ذوى العقول كفىء الظت ّ‬
‫تراه سابغا حّتى قلص و زايدا حّتى نقص ( تخصيص ذوي العقول بالذكر متن أجتل أّنهتم‬
‫ب الوجتتود‬ ‫هم الذين عبروا بقدمي الذكر و الفكر عن قشر الوجود الظلماني الفتتاني إلتتى لت ّ‬
‫ضماير سرعة زوال الّدنيا‬ ‫الّروحاني الّنوراني الباقي فشاهدوا بعيون البصاير و نواظر ال ّ‬
‫ن بقائها عين حدوثها و تجّددها و وجودها نفس زوالها و فنائها ‪،‬‬ ‫و انقضائها ‪ ،‬و عرفوا أ ّ‬
‫ل كالنعتتام بتتل أض ت ّ‬
‫ل‬ ‫و أّما غيرهم فانّهم عن الّذكر لمعزولون ‪ ،‬و ما هم مهتدون إن هم إ ّ‬
‫سائرة في الشتتعار و الخبتتار قتتال‬ ‫ل من التشبيهات ال ّ‬‫سبيل ‪ ،‬هذا و تشبيه الّدنيا بفىء الظ ّ‬
‫سلم لجابر الجعفي ‪ :‬يا جابر أنزل التّدنيا منتتك كمنتتزل نزلتتته تريتتد الّتحتّول‬ ‫الباقر عليه ال ّ‬
‫ل دابة ركبتها في منامك فاستيقظت و أنت على فراشك غير راكتتب ‪،‬‬ ‫عنه ‪ ،‬و هل الّدنيا إ ّ‬
‫و ل أحد يعبؤبها ‪ ،‬أو كثوب لبسته أو كجارية وطئتها ‪ ،‬يا جابر ال تّدنيا عنتتد ذوي اللبتتاب‬
‫صولى ‪ ،‬عن محّمد بتتن يحيتتى بتتن أبتتي‬ ‫كفيء الظلل و عن العيون ‪ ،‬عن البيقهي ‪ ،‬عن ال ّ‬
‫عباد ‪ ،‬عن عّمه قال ‪ :‬سمعت الّرضا عليه الّتحية و الّثناء يوما ينشد شعرا‬

‫كّلنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا نأمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّدا فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي الجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬


‫ن آفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتات المتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬ ‫و المنايتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا هتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬

‫ل يغّرّنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك أباطيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل المنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى‬


‫و التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزم القصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد و دع عنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك العلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬
‫ل زايتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬
‫إّنمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّدنيا كظتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫حلّ فيه راكب ثّم رحل‬

‫و لبعضهم ‪:‬‬

‫ل غمامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة‬
‫أل إّنمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّدنيا كظتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫أظّلت يسيرا ثّم حّفت فوّلت‬

‫و قال آخر ‪:‬‬

‫] ‪[ 394‬‬

‫ل ستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتحابة‬
‫أل إّنمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّدنيا كظتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫أظّلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك يومتتتتتتتتتتتتتتتتتتا ثتتتتتتتتتتتتتتتتتتّم عنتتتتتتتتتتتتتتتتتتك اضتتتتتتتتتتتتتتتتتتمحّلت‬

‫فلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك فرحانتتتتتتتتتتتتتتتتتتا بهتتتتتتتتتتتتتتتتتتا حيتتتتتتتتتتتتتتتتتتن أقبلتتتتتتتتتتتتتتتتتتت‬


‫و ل تك جزعانا بها حين وّلت‬

‫ععععععع‬

‫از جملتته خطتتب شتتريفه آنحضتترت استتت در مقتتام تنفيتتر از دنيتتا و ترغيتتب در آختترت‬
‫ميفرمايد كه ‪ :‬بدانيد و آگاه باشيد كتته دنيتتا سرائيستتت كتته ستتلمت مانتتده نمىشتتود از آن‬
‫مگر در آن ‪ ،‬و خلصى يافته نميشود بچيتتزى كتته باشتتد از بتتراى آن ‪ ،‬امتحتتان شتتدهاند‬
‫مردمان با او امتحان شدنى ‪ ،‬پس آنچه كه گرفتهاند از براى دنيتتا بيتترون كتترده ميشتتوند‬
‫از آن بصد رنج و عنا ‪ ،‬و حساب كرده ميشوند بر آن در روز جزا ‪ ،‬و آنچه كتته گرفتتته‬
‫آنرا از دنيا از براى غير دنيا يعنى از براى نجاة عقبا ‪ ،‬مىآينتتد بتتر او و مىايستتتند در‬
‫او يعنى ثواب آنرا در مىيابند و بجزاى آن نايل ميشوند بدرستى دنيا در نتتزد صتتاحبان‬
‫عقل و شعور مانند سايهايست در اين اثنا كه مىبينى آنرا شايع و منتشر حتتتى آنكتته بتتر‬
‫چيده مىشود در اينكه زايد و تمامست ‪ ،‬تا اينكه ناقص مىشود يعنى دنيا در نظر مردم‬
‫ثبات و دوام دارد لكن اگر تأمل و فكر درست بكنى در معرض زوال و فنا است ‪.‬‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫لت و بتادروا آجتالكم‬‫ل عبتاد ا ّ‬


‫و هى الثالثة و الستون من المختار فى باب الخطب فاّتقوا ا ّ‬
‫حلتتوا فقتد جتّد بكتم ‪ ،‬و استتعّدوا‬
‫بأعمالكم ‪ ،‬و ابتاعوا ما يبقى لكم بما يتتزول عنكتتم ‪ ،‬و تر ّ‬
‫ن التّدنيا ليستتت لهتتم بتتدار‬
‫للموت فقد أظّلكم ‪ ،‬و كونوا قوما صيح بهم فانتبهوا ‪ ،‬و علموا أ ّ‬
‫ل لم يخلقكم عبثا ‪ ،‬و لم يترككم‬
‫نا ّ‬
‫فاستبدلوا ‪ ،‬فإ ّ‬

‫] ‪[ 395‬‬

‫ل الموت أن ينزل به ‪،‬‬


‫سدى ‪ ،‬و ما بين أحدكم و بين الجّنة أو الّنار إ ّ‬

‫ن غائبتتا يحتتدوه‬
‫ستتاعة لجتتديرة بقصتتر المتّدة ‪ ،‬و إ ّ‬
‫ن غاية تنقصها الّلحظتتة و تهتتدمها ال ّ‬‫وإّ‬
‫شقوة لمستتح ّ‬
‫ق‬ ‫ن قادما يقدم بالفوز أو ال ّ‬
‫ي بسرعة الوبة ‪ ،‬و إ ّ‬ ‫الجديدان الّليل و الّنهار لحر ّ‬
‫لفضل العّدة ‪ ،‬فتزّودوا في الّدنيا من الّدنيا ما تحرزون به أنفسكم غدا ‪.‬‬

‫ن أجله مستور عنه ‪ ،‬و أملتته ختتادع‬ ‫فاّتقى عبد رّبه نصح نفسه قّدم توبته غلب شهوته ‪ ،‬فإ ّ‬
‫شيطان موّكل به ‪ ،‬يزّين له المعصتتية ليركبهتتا ‪ ،‬و يمّنيتته الّتوبتتة ليستّوفها ‪ ،‬حّتتتى‬
‫له ‪ ،‬و ال ّ‬
‫ل ذي غفلتتة أن يكتتون عمتتره‬ ‫تهجم منّيته عليه أغفل ما يكون عليها ‪ ،‬فيالها حسرة على ك ت ّ‬
‫جة ‪،‬‬
‫عليه ح ّ‬

‫ل سبحانه أن يجعلنا و إّياكم مّمن ل تبطره نعمتتة ‪ ،‬و‬‫و أن يؤّديه أّيامه إلى شقوة ‪ ،‬نسئل ا ّ‬
‫ل به بعد الموت ندامة و ل كابة ‪.‬‬ ‫صر به عن طاعة رّبه غاية ‪ ،‬و ل تح ّ‬ ‫ل تق ّ‬

‫ععععع‬

‫) بادره ( مبادرة و بدارا و بدر غيره إليه عاجله و ) جّد بكم ( بصيغة المجهول أى عجل‬
‫شيء غشينى أودنا مّنى حّتى‬ ‫بكم و حثثتم على الّرحيل و ) استعّد ( له تهيأ و ) أظّلنى ( ال ّ‬
‫صوت بأقصى الطاقتتة و ) استتتبدلوا (‬ ‫صياح و هو ال ّ‬ ‫القى على ظّله و ) صيح بهم ( من ال ّ‬
‫ضم و قد يفتح المهملة من البتتل يستتتعمل فتتي‬ ‫سدى ( بال ّ‬ ‫بصيغة المر بمعنى ابدلوا و ) ال ّ‬
‫الواحتتد و الجمتتع و ) الجديتتدان ( و الجتتدان الليتتل و الّنهتتار و ) الوبتتة ( الّرجتتوع و‬
‫) العّدة ( ما اعددته من مال أو سلح أو غير ذلك و الجمع عدد مثل‬

‫] ‪[ 396‬‬

‫غرفة و غرف و ) الحرز ( الحفظ و تحرزون إّما ثلثى مجّرد متتن بتتاب نصتتر أو مزيتتد‬
‫فيه من باب الفعال و ) الّتسويف ( المبطل و اصله أن يقول مّرة بعد أخرى سوف أفعتتل‬
‫و ) البطر ( الطغيان و ) كتب ( الّرجل كابة إذا صار كئيبا أى منكسرا حزنا‬
‫ععععععع‬

‫الباء فتى قتتوله بأعمتالكم للمصتاحبة ‪ ،‬و فتي قتتوله بمتا يتتزول للمقابلتتة ‪ ،‬و فتتي قتوله بكتم‬
‫ستتببّية ‪ ،‬و فتتي قتتوله فتتانتبهوا‬
‫للّتعدية ‪ ،‬و الفاء في قوله فقد جّد بكم ‪ ،‬و قتتوله فقتتد أظلكتتم لل ّ‬
‫سببّية أيضا ‪.‬‬ ‫ل لل ّ‬‫نا ّ‬‫عاطفة ‪ ،‬و في قوله فاستبدلوا فصيحة ‪ ،‬و في قوله فا ّ‬

‫ل رفتتع بتتدل متتن المتتوت ‪ ،‬و‬‫و ما في و ما بين أحدكم للنفى ‪ ،‬و قوله أن ينزل به فتتي محت ّ‬
‫ل و الليل و الّنهار بدل متتن الجديتتدان أو عطتتف‬ ‫نا ّ‬ ‫ن غاية اه عطف على قوله فا ّ‬‫قوله و أ ّ‬
‫ل على الحالية و أغفل منصوب بنتتزع الختتافض أى‬ ‫بيان ‪ ،‬و جملة يزين آه منصوب المح ّ‬
‫في أغفل حالة ‪ ،‬و قوله يالها حسرة منادى مستتغاث ‪ ،‬و الحسترة منصتوب علتى الّتمييتز‬
‫كاّنه قال يا للحسرة على الغافلين ما أكثرك ‪ ،‬أو أّنه مستتتغاث لجلتته و المنتتادى محتتذوف‬
‫ضتتمير ‪ ،‬و مثتتل‬
‫لم حينئذ من أجل دخولهتتا علتتى ال ّ‬ ‫اى يا قوم ادعوكم للحسرة ‪ ،‬و فتحة ال ّ‬
‫ي بن موسى الّرضا عليه الّتحّية و الثّناء ‪:‬‬
‫ذلك قول عل ّ‬

‫و قتتتتتتتتتتتتتتتبر بطتتتتتتتتتتتتتتتوس يتتتتتتتتتتتتتتتا لهتتتتتتتتتتتتتتتا متتتتتتتتتتتتتتتن مصتتتتتتتتتتتتتتتيبة‬


‫حت على الحشآء بالّزفرات‬ ‫أل ّ‬

‫ل ذي غفلة ‪ ،‬و جملتتة نستتأل‬


‫ل الجّر على كونه بدل من ك ّ‬
‫و قوله أن يكون عمره آه في مح ّ‬
‫ل لها من العراب ‪.‬‬ ‫ل دعائية ل مح ّ‬
‫ا ّ‬

‫عععععع‬

‫ن المقصود بهذه الخطبة أيضا هو التنفير عن الّدنيا نظرا إلى قصر مدتها و ستترعة‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫زوالها و الّترغيب في الخرة لتحصيل ما هو وسيلة إلى ثوابها منجية عتتن عقابهتتا و هتتو‬
‫ل و بتتادروا آجتتالكم‬
‫ل عباد ا ّ‬
‫صالحة المشار إليها بقوله ) فاتقو ا ّ‬
‫الّتقوى و لزوم العمال ال ّ‬
‫بأعمالكم ( أى سارعوا إلى آجالكم الموعودة مصاحبا بأعمالكم الصالحة و هو كناية عتتن‬
‫تّرقب الموت و عدم الغفلة عنه ‪ ،‬و هو إّنما يكون بالّتجافي عن دار الغرور و الّرغبة إلى‬
‫سرور و الستعداد للموت قبل نزول الموت ) و ابتاعوا‬ ‫دار ال ّ‬

‫] ‪[ 397‬‬

‫ما يبقى لكم بما يزول عنكم ( و هو أمر بشرآء الخرة بالّدنيا و توصيف المبتاع بالبقاء و‬
‫الّثمن بالّزوال ترغيبا و تحريصا ‪ ،‬إذ تبديل الّزايل بالباقى بيعة رابحتتة و كفتتة راجحتتة ل‬
‫يرغب عنها العاقل ‪ ،‬و استعمال المبايعة في هذه المبادلتتة و المعاوضتتة غيتتر عزيتتز قتتال‬
‫سبحانه ‪:‬‬
‫ستتوِلِه و‬
‫ل َو َر ُ‬
‫ن ِبا ّ‬
‫ب أليٍم ‪ُ ،‬تْؤِمُنو َ‬ ‫عذا ٍ‬ ‫ن َ‬ ‫على ِتجاَرٍة ُتْنجيُكْم ِم ْ‬ ‫ل َأُدّلُكْم َ‬
‫ن آَمُنوا َه ْ‬
‫يا َأّيَها اّلذي َ‬
‫ن التتبيع‬
‫ن و اعلتتم أ ّ‬ ‫ن ُكْنُتْم َتْعَلُمتتو َ‬
‫خيٌر َلُكْم ِإ ْ‬ ‫سُكْم ذِلُكْم َ‬
‫ل ِبَأْمواِلُكْم َو َأْنُف ِ‬
‫لا ّ‬ ‫سبي ِ‬
‫ن في َ‬ ‫َتجاِهُدو َ‬
‫اعتماده على أركان أربعة ‪ :‬البايع ‪ ،‬و المشتري ‪ ،‬و الّثمن ‪ ،‬و المثمن فالّثمن كمتتا علمتتت‬
‫هو متاع الحياة الّدنيا الفانية و لذايذها الّنفسانية ‪ ،‬و المبتتتاع نعيتتم الختترة الباقيتتة و الجّنتتة‬
‫لت‬
‫ن البايع ل بد أن يكتون هتو ا ّ‬ ‫ظلها ‪ ،‬و المشترى هو العبد ‪ ،‬و معلوم أ ّ‬ ‫التي أكلها دائم و ّ‬
‫ستتماوات و الرض و لتته الختترة و الولتتى ‪ ،‬و لتته الجّنتتة‬ ‫ستتبحانه إذ هتتو مالتتك ملتتك ال ّ‬
‫المأوى ‪.‬‬

‫ل فيها متاع الخرة للبيع و ليس فتتي‬ ‫سلم دار الّدنيا بسوق تجارة عرض ا ّ‬ ‫فقد شبه عليه ال ّ‬
‫ل دراهم زيفة مغشوشة و هي زينة الحياة الّدنيا ‪ ،‬فأمر بابتياع ذلك المتاع بتلك‬ ‫يد الخلق إ ّ‬
‫الّدراهم ‪ ،‬فمن كان له عقل و كياسة امتثل ذلك المر فربح و فاز فوزا عظيما و من كتتان‬
‫ذا حمق و جهالة تضّر و خاب فخسر خسرانا مبينا و قد وقع الشارة إلى تلتتك الّتجتتارة و‬
‫ما فيها من الّربح العظيم و المنفعة الكثيرة في قوله سبحانه ‪:‬‬

‫ل فََيقُْتلتتُونَ‬
‫لا ّ‬
‫سبي ِ‬
‫ن في َ‬ ‫جّنَة ُيقاِتلُو َ‬
‫ن َلُهُم الْ َ‬
‫سُهْم َو َأْمواَلُهْم ِبَأ ّ‬
‫ن َأْنُف َ‬
‫ن اْلُمؤِمني َ‬
‫شَترى ِم َ‬ ‫لا ْ‬ ‫نا ّ‬ ‫ِإ ّ‬
‫لت‬
‫نا ّ‬‫ن َأْوفتتى ِبَعْهتِده ِمت َ‬
‫ن َو َمت ْ‬ ‫ل َو اْلُقتْرآ ِ‬ ‫لْنجيت ِ‬ ‫حّقتتا فتتي الَتْورِيتتة َو ا ِ‬ ‫عَلْيتِه َ‬
‫عدًا َ‬
‫ن َو ْ‬‫َو ُيْقَتلُو َ‬
‫ك ُهُو اْلَفْوُز اْلَعظيْم ‪.‬‬ ‫شروا ِبَبْيِعُكُم اّلذي باَيْعُتْم ِبِه َو ذِل َ‬ ‫سَتْب ِ‬
‫َفا ْ‬

‫] ‪[ 398‬‬

‫ث و الّتاكيد بتلك المعاملة ‪.‬‬


‫سرون في هذه الية وجوه من الّدللة على الح ّ‬
‫قال المف ّ‬

‫ن المشتتترى إّنمتتا يشتتترى متتا ل‬ ‫ن حقيقة الشتراء غير جايز في حّقه ستتبحانه ‪ ،‬ل ّ‬ ‫الّول إ ّ‬
‫طفا لتأكيد الجزاء لّنتته لّمتتا‬
‫شرا تل ّ‬‫يملك و هو سبحانه مالك الشياء كّلها ‪ ،‬لكّنه ذكر لفظ ال ّ‬
‫ضمن الّثواب على نفسه فى مقابلة العبادات البدنّية و المالّية جعل نفسه بمنزلتتة المشتتترى‬
‫لزم عليه رّد الّثمن بعد أخذ المبيع ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫شتترور و المفاستتد ‪ ،‬و المتتال التتذي هتتو‬ ‫الّثاني أّنه جعل في مقابلة الّنفس التي هتتي منبتتع ال ّ‬
‫ستتعادات الباقيتتة و هتتذه تجتتارة لتتن تبتتور ‪ ،‬فل‬ ‫منشاء الغرور و المهالك الجّنة الّدائمة و ال ّ‬
‫ن أعرابيا مّر بباب المسجد فستتمع الّنتتب ّ‬
‫ي‬ ‫ل جاهل روى أ ّ‬ ‫يرغب عنها عاقل و ل يستقيلها إ ّ‬
‫ل ت ستتبحانه قتتال ‪ :‬متتتى‬
‫ل عليه و آله يقرء هذه الية فقال هذا الكلم لمن ؟ قالوا ‪ّ :‬‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫شرى ؟‬‫وقع هذا البيع و ال ّ‬

‫ل بيع مربح ل نقيل و ل نستقيل ‪.‬‬


‫قالوا ‪ :‬في عالم الميثاق ‪ ،‬قال ‪ :‬و ا ّ‬

‫ق‪.‬‬
‫لح ّ‬
‫الّثالث قوله ‪ :‬وعدا ‪ ،‬و وعد ا ّ‬
‫الّرابع قوله ‪ :‬عليه ‪ ،‬و كلمة على للوجوب ‪.‬‬

‫الخامس قوله ‪ :‬حّقا و هو الّتاكيد للّتحقيق ‪.‬‬

‫سادس قوله ‪ :‬في الّتورية و النجيل و القرآن ‪ ،‬و ذلك يجرى مجرى اشهاد جميع الكتب‬
‫ال ّ‬
‫اللهية و جميع النبياء و الّرسل على هذه المعاملة ‪.‬‬

‫ل ‪ ،‬و هو فتتي غايتتة الّتاكيتتد إذ معنتتاه أنتته يفىء و ل‬ ‫سابع قوله ‪ :‬و من أوفى بعهده من ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫يخلتتف إذ عتتدم الوفتتاء للوعتتد ‪ ،‬إّمتتا للعجتتز و عتتدم القتتدرة أو للبختتل و ال تّدناءة ‪ ،‬و كّلهتتا‬
‫ل سبحانه مضافا إلى ما فيه من الكذب و الخيانة ‪.‬‬ ‫قا ّ‬‫مستحيلة في ح ّ‬

‫الّثامن قوله ‪ :‬فاستبشر و اببيعكم ‪ ،‬و هو مبالغة في الّتاكيد أى فافرحوا بهذه المبايعة لنكم‬
‫بعتم فانيا بباق و زايل بدايم ‪.‬‬

‫الّتاسع قوله ‪ :‬و ذلك هو الفوز ‪.‬‬

‫العاشر قوله ‪ :‬العظيم ‪ ،‬فثبت بهذه الوجوه العشرة عظم منفعة هذه المبايعة‬

‫] ‪[ 399‬‬

‫سفر إلى‬ ‫و جللة قدرها و كثرة ربحها ) و تّرحلوا فقد جّد بكم ( و هو أمر بقطع منازل ال ّ‬
‫لت معّلل بتتأّنكم حثثتتتم علتتى هتتذا الستتير و‬‫ل و ستتلوك الطتترق الموصتتلة إلتتى رضتتوان ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫سلم ‪ ،‬الّدنيا بمنزل ينزل فيه قافلتتة‬ ‫ى هذه المنازل ‪ ،‬فشبه عليه ال ّ‬ ‫سلوك و عجلتم على ط ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ليستريحوا ساعة ثّم ينادى فيهم بالّرحيل ‪.‬‬

‫ل ت لتتم‬
‫نا ّ‬
‫سلم في أواخر الكتاب قال ‪ :‬تغّر و تض تّر و تم تّر إ ّ‬ ‫و نظيره ما يأتي منه عليه ال ّ‬
‫ن أهل الّدنيا كركب بيناهم حّلوا أن صاح بهم‬ ‫يرضها ثوابا لوليائه و ل عقابا لعدائه و إ ّ‬
‫سلم في الّديوان المنسوب إليه ‪.‬‬
‫سايقهم فارتحلوا ‪ ،‬و قال عليه ال ّ‬

‫تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزّود متتتتتتتتتتتتتتتتتتتن التتتتتتتتتتتتتتتتتتتدنيا فاّنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك راحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬


‫ن المتتتتتتتتتتتتتتتتتوت ل شتتتتتتتتتتتتتتتتتك نتتتتتتتتتتتتتتتتتازل‬ ‫و بتتتتتتتتتتتتتتتتتادر فتتتتتتتتتتتتتتتتتا ّ‬

‫أل إّنمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا التتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدنيا كمنتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتزل راكتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتب‬


‫صبح راحل‬ ‫شيا و هو في ال ّ‬ ‫أراح ع ّ‬

‫ن للّناس في دار الدنيا مناديا ينادي فيهم الّرحيتتل و آمتترا‬


‫فان قلت ‪ :‬ظاهر الّتشبيه يعطى أ ّ‬
‫سير و التعجيل ‪ ،‬فمن ذلك المنادي ‪ ،‬و ما المراد بذلك المر ؟ ‪.‬‬ ‫يأمرهم بال ّ‬
‫ل سبحانه كما ورد‬
‫قلت يحتمل أن يكون ذلك إشارة إلى الملك المأمور بالنداء من جانب ا ّ‬
‫سلم ‪ ،‬و في الديوان ‪:‬‬‫في حديث أبي جعفر عليه ال ّ‬

‫ل يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوم‬
‫لتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته ملتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك ينتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتادى كتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫لدوا للموت و ابنوا للخراب‬

‫و يحتمل أن يكون كناية عن توارد السباب التي تعّد المزاج للفساد و تقربتته إلتتى الختترة‬
‫سلم في الّديوان أيضا بقوله ‪:‬‬
‫و إلى ذلك أشار عليه ال ّ‬

‫إلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتى م تجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّر أذيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال الّتصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتابى‬


‫و شتتتتتتتتتتتتتتتتتتيبك قتتتتتتتتتتتتتتتتتتد نضتتتتتتتتتتتتتتتتتتا بتتتتتتتتتتتتتتتتتترد الشتتتتتتتتتتتتتتتتتتباب‬

‫شتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتيب فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي فوديتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك نتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتادى‬


‫بلل ال ّ‬
‫ي علتتتتتتتتتتتتتتتتتى التتتتتتتتتتتتتتتتتّذهاب‬ ‫صتتتتتتتتتتتتتتتتتوت حتتتتتتتتتتتتتتتتت ّ‬
‫بتتتتتتتتتتتتتتتتتأعلى ال ّ‬

‫خلقتتتتتتتتتتتتتتتتتتت متتتتتتتتتتتتتتتتتتن الّتتتتتتتتتتتتتتتتتتتراب و عتتتتتتتتتتتتتتتتتتن قريتتتتتتتتتتتتتتتتتتب‬


‫تغيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتب تحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت أطبتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاق الّتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتراب‬

‫طمعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت إقامتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي دار ظعتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن‬


‫فل تطمتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتع فرجلتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتك فتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتي الركتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاب‬

‫و أرخيتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتت الحجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاب فستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوف يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأتى‬


‫رستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتول ليتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتس يحجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتب بالحجتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتاب‬

‫أ عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتامر قصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتترك المرفتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوع اقصتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتر‬


‫فاّنك ساكن القبر الخراب‬

‫) و استعّدوا للموت فقد أظلكم ( أى تهّيئوا له فاّنه قريب منكم و أشرف عليكم كتتاّنه أوقتتع‬
‫ظلله على رؤوسكم ‪ ،‬و الّتهيؤ له إّنما يحصل بالعلم بانّ أمامه طريقا‬

‫] ‪[ 400‬‬

‫ن المستتافر ل بتّد لتته متتن زاد ‪ ،‬فمتتن لتتم‬


‫صتتراط ‪ ،‬و أ ّ‬‫بعيدا و سفرا مهول و ممّرا علتتى ال ّ‬
‫يتزّود و سافر هلك و عطب ‪ ،‬فاذا علم ذلك استكمل نفسه و قصر أملتته و أصتتلح عملتته و‬
‫ب الختترة فحينئذ ل‬ ‫شتتهوات الّنفستتانّية و أشتترب قلبتته حت ّ‬‫قطع العليق الّدنيوّيتتة و تتترك ال ّ‬
‫يبتتالى أوقتتع علتتى المتتوت أم المتتوت وقتتع عليتته و إلتتى متتا ذكرنتتاه ينظتتر متتا عتتن تفستتير‬
‫ستتلم ‪ :‬متتا الستتتعداد‬
‫سلم قال ‪ :‬قيل لمير المتتؤمنين عليتته ال ّ‬
‫العسكري عن آبائه عليهم ال ّ‬
‫للموت ؟ قال ‪ :‬أداء الفرايض ‪ ،‬و اجتناب المحارم ‪،‬‬

‫ل ت متتا‬
‫و الشتمال على المكارم ثّم ل يبالي أن وقع على الموت أو وقع الموت عليتته ‪ ،‬و ا ّ‬
‫يبالى ابن أبيطالب أن وقع على الموت أو وقع المتتوت عليتته ) و كونتتوا قومتتا صتتيح بهتتم‬
‫ن الّدنيا ليست لهم بدار ( و هو أمر لهم بكتونهم مثتل أقتوام التفتتوا إلتى‬‫فانتبهوا و علموا أ ّ‬
‫شريعة فحصل لهم بذلك اللتفات النتبتاه متن مراقتد الطبيعتة ‪ ،‬و‬ ‫ل و هو لسان ال ّ‬‫منادى ا ّ‬
‫ن مأواهم الخرة دار القرار فكتتانوا متتن الّزاهتتدين فتتي‬
‫ن الّدنيا ليست لهم بدار و أ ّ‬
‫علموا أ ّ‬
‫الّدنيا الّراغبين في الخرة ‪ ،‬و اّتخذوا الرض بساطا ‪ ،‬و الّتراب فراشا ‪ ،‬و المتتاء طيبتتا ‪،‬‬
‫شهوات ‪،‬‬
‫ن من اشتاق إلى الجّنة سل من ال ّ‬‫و قرضوا من الّدنيا تقريضا ‪ ،‬فا ّ‬

‫و من أشفق من الّنار رجع عن المحّرمات ‪ ،‬و من زهد في ال تّدنيا هتتانت عليتته المصتتائب‬
‫ل عبادا كمن رأى أهل الجّنة في الجّنة مخّلدين ‪ ،‬و كمن رأى أهل الّنتتار فتتي النتتار‬ ‫ن ّ‬‫أل إ ّ‬
‫معتّذبين ‪ ،‬شتترورهم مأمونتتة ‪ ،‬و قلتتوبهم محزونتتة ‪ ،‬أنفستتهم عفيفتتة و حتتوايجهم خفيفتتة ‪،‬‬
‫صبروا أّياما قليلة فصاروا بعقباراحة طويلة أّما الليل فصتتاّفون أقتتدامهم تجتترى دمتتوعهم‬
‫على خدودهم يجارون إلى رّبهم يسعون في فكاك رقابهم من الّنار ‪ ،‬و أّما النهار فحكمتتاء‬
‫علماء بررة أتقياء كأّنهم القداح قد براهم الختتوف متتن العبتتادة ينظتتر إليهتتم النتتاظر فيقتتول‬
‫مرضى و ما بالقوم من مراض ‪ ،‬أم خولطوا فقد خالط القوم أمر عظيم متتن ذكتتر النتتار و‬
‫ما فيها ) فاستبدلوا ( اى ابدلوا الخرة بالتّدنيا و هتتو تفريتتع علتتى التشتتبيه يعنتتى أنّ القتتوم‬
‫ن الّدنيا ليست‬
‫الذين صبح به كما أنهم علموا أ ّ‬

‫] ‪[ 401‬‬

‫ل ت لتتم يخلقكتتم‬
‫نا ّ‬
‫لهم بدار و بّدلوها بالخرة فكذلك أنتم إذا كنتم مثلهم فاستبدلوها بها ) فتتا ّ‬
‫عبثا و لم يترككم سدى ( إما علتتة لجميتتع متتا أمتتر بتته ستتابقا متتن التقتتوى و المبتتادرة إلتتى‬
‫الجال بالعمال و ابتياع الخرة بالّدنيا و غيرها مما تلها ‪ ،‬أو لخصوص المر الخيتتر‬
‫أعنى الستبدال ‪ ،‬و كيف كتتان فالمقصتتود بتتذلك أنتته ستتبحانه لتتم يخلتتق النتتاس عبثتتا و لتتم‬
‫يتركهم مهملين كالبل المرسلة ترعى حيث تشاء و إنما خلقهم للمعرفة و العبادة كما قتتال‬
‫سبحانه ‪:‬‬

‫ن‪.‬‬
‫ل ِلَيْعُبدُو َ‬
‫س ِإ ّ‬
‫لن َ‬
‫ن َو ا ِْ‬
‫جّ‬‫ت اْل ِ‬
‫خَلْق ُ‬
‫و ما َ‬

‫فل بّد لهم من القيام بوظايف الطاعات و تحّمل المشاق في أداء العبادات و تبديل سيئآتهم‬
‫بالحستتنات بتتتوبتهم متتن الخطيئآت ‪ ،‬لتمّكنتتوا متتن الوفتتود إلتتى ال تّدرجات العاليتتات و فتتي‬
‫الحديث القدسي من منتخب التوراة ‪ :‬يابن آدم اني لم أخلقكم عبثا و ل جعلتكتتم ستتدى و ل‬
‫ل بالصبر على ما تكرهتون فتي طلتب‬ ‫أنا بغافل عما تعملون ‪ ،‬و إنكم لن تنالوا ما عندي إ ّ‬
‫رضائي ‪ ،‬و الصبر على طاعتي أيسر عليكم من حّر النار ‪ ،‬و عذاب التّدنيا أيستتر عليكتتم‬
‫ل متتن شتفيته ‪ ،‬و‬ ‫ل من هديته ‪ ،‬و كلكم مريض إ ّ‬ ‫لإ ّ‬‫من عذاب الخرة ‪ ،‬يابن آدم كلكم ضا ّ‬
‫ل من أنجيته ‪،‬‬
‫ل من أغنيته ‪ ،‬و كلكم هالك إ ّ‬
‫كلكم فقير إ ّ‬

‫ى أرحمكتتم و ل تهتكتتوا أستتتاركم عنتتد متتن ل‬ ‫ل من عصتتمته ‪ ،‬فتوبتتوا إلت ّ‬ ‫و كلكم مسيء إ ّ‬
‫يخفى عليه أسراركم ‪ ،‬هذا و لما علل وجوب البدال بما ذكر أّكد ذلك بقتتوله ) و متتا بيتتن‬
‫ن العاقتتل إذا لحتتظ أنتته ل‬
‫ل الموت أن ينتتزل بتته ( و ذلتتك ل ّ‬ ‫أحدكم و بين الجنة أو النار إ ّ‬
‫ل موته فيقطع العليق الدنيوية و يفرغ قلبه من حبهتتا و‬ ‫حجاب بينه و بين الجنة أو النار إ ّ‬
‫يستبدل الخرة بالدنيا ‪ ،‬و يمتثل لقوله ‪ :‬موتوا قبل أن تموتوا ‪ ،‬شوقا إلى الثتتواب و خوفتتا‬
‫سلم بذلك الشارة إلى قرب الستتاعة و متتا يكتتون فيهتتا متتن‬ ‫من العقاب و مقصوده عليه ال ّ‬
‫ن أهل الحجاب و‬ ‫الثواب و العقاب و أنها ليست بعيدة كما يزعمه أهل الحجاب بيان ذلك أ ّ‬
‫أصحاب الشك و الرتياب يزعمون يوم القيامة بعيدا من النسان بحسب الزمان‬

‫] ‪[ 402‬‬

‫ن َبعيٍد و أّما أهل العلتتم‬


‫ن َمكا ٍ‬
‫ب ِم ْ‬ ‫ن ِباْلَغْي ِ‬
‫ساعَة قاِئَمًة و بحسب المكان َو َيْقِذُفو ِ‬ ‫ن ال ّ‬‫ظّ‬ ‫َو ما َأ ُ‬
‫ق اْلَقَمتُر حاضتترا بحستتب‬ ‫شت ّ‬
‫ستتاعُة َو اْن َ‬ ‫ت ال ّ‬
‫و اليقين فيرونتته قريبتتا بحستتب الزمتتان ِإْقَتَرَبت ِ‬
‫ن َبعيٍد َيْوَم َيَرْوَنُه َبِعيدًا َو َنريُه َقريبًا ‪.‬‬
‫ن َمكا ٍ‬
‫خذُوا ِم ْ‬‫المكان َو ُأ ِ‬

‫هذه هي القيامة الكبرى ‪ ،‬و أما القيامة الصغرى فهي إذا انقطع علقة الروح متتن الجستتد‬
‫كما قال ‪ :‬من مات فقد قامت قيامته ثّم إن كان من السعداء فيكون قبره روضة من روض‬
‫الجنة ‪ ،‬و إن كان من الشقياء فيكون القبر حفرة من حفر النيران ‪ ،‬هذا بحسب مذاق أهل‬
‫ل من شاهد بنور البصيرة باطنه‬ ‫نكّ‬ ‫الشرع و أّما مذاق أهل العرفان فهو على ما ذكروه أ ّ‬
‫في الدنيا لرآه مشحونا بأصتتناف الستتباع و الموذيتات مثتتل الغضتب و الشتتهوة و الحقتد و‬
‫الحسد و الكبر و العجب و الّرياء و غيرها ‪ ،‬و هي التي ل تزال تفرسه و تنهشتته إن ستتبا‬
‫ن أكتثر الّنتاس محجتوب العيتن عتن مشتاهدتها ‪ ،‬فتاذا انكشتف الغطتاء‬ ‫لأّ‬‫عنهتا بلحظتة إ ّ‬
‫بالموت و وضع في قبره عاينتها و هى محدقة عليتته ‪ ،‬و قتتد تمّثلتتت بصتتورها و أشتتكالها‬
‫الموافقة لمعانيها ‪ ،‬فيرى بعينه العقارب و الحّيات قد أحدقت و إّنما هى ملكتتاته و صتتفاته‬
‫الحاضرة الن ‪ ،‬و قد انكشف له صورها الطبيعية و هتتذا عتتذاب القتتبر و ان كتتان ستتعيدا‬
‫تمّثل له ما يناسب أخلقه الحسنة و ملكاته المرضّية على وفق ما كانت تعتقدها أو فوقهتتا‬
‫من الجنات و الحدايق و النهار و الغلمان و الحور العين و الكاس من المعين فهذا عقاب‬
‫ل عليه و آله ‪ :‬القبر روضة من رياض الجّنة أو حفرة‬ ‫القبر و ثوابه ‪ ،‬و لذا قال صلوات ا ّ‬
‫من حفر الّنيران ‪ ،‬فالقبر الحقيقي هذه الهيئة و ثوابه و عذابه ما ذكر ‪.‬‬

‫] ‪[ 403‬‬
‫سلم عّلل وجتتوب الستتتبدال بعّلتتة ثانيتتة مشتتيرة إلتتى ستترعة زوال التّدنيا و‬ ‫ثّم إّنه عليه ال ّ‬
‫ساعة‬ ‫ن غاية تنقصها اللحظة و تهدمها ال ّ‬ ‫فنائها و قصر مّدتها و انقضائها و هو قوله ) و إ ّ‬
‫لجديرة بقصر المّدة ( أراد بالغاية أجل النسان و م تّدة تعّيشتته فتتي دار التتدنيا و نّبتته علتتى‬
‫ل جزء من الّزمان فرضته قتتد مضتتى متتن‬ ‫قصرها بأّنها تنقصها اللحظة أى النظرة لن ك ّ‬
‫ن الطبتتايع‬‫ساعة أى ساعات الّليل و الّنهتتار ‪ ،‬ل ّ‬ ‫مّدة النسان منقص لها ‪ ،‬و بأنها تهدمها ال ّ‬
‫ل آن ‪،‬‬‫الجرمّية فلكية كانت أو عنصرّية متجّددة الوجود و الحدوث في ك ّ‬

‫فوجودها نفس زوالها و حدوثها نفتتس فنائهتتا و المتتواّد و العتتراض تابعتتة للطبتتايع فتتاذن‬
‫ساعة عتتن وقتتت المتتوت و ل‬ ‫شارح البحراني ‪ :‬كنى بال ّ‬ ‫ساعات هادمة لها و قال ال ّ‬ ‫تكون ال ّ‬
‫ن الن الذي تنقطع فيه علقه الّنفس مع البدن غاية لجل النسان ‪ ،‬و غايتتة الشتتيء‬ ‫كأّ‬‫شّ‬
‫شيء فكنى بالهدم عن ذلك النقطاع و النتهاء كناية بالمستعار ) و‬ ‫هى ما ينتهى عندها ال ّ‬
‫ي بسرعة الوبتتة ( المتتراد بالغتتايب النستتان‬ ‫ان غايبا يحدوه الجديدان الليل و الّنهار لحر ّ‬
‫فاّنه غايب عتن وطنتته الصتتلي و منزلته الحقيقتي التذي إليته معتاده و مستتيره و هتتو دار‬
‫الخترة و شتّبه الليتتل و الّنهتتار بالحتادي لكونهمتتا مقّربيتتن للنستتان بتعاقبهمتا إلتتى وطنتته‬
‫سير بحدائه حّتى يوصلها إلتتى‬ ‫ن الحادى يحدو البل و يحّثها على ال ّ‬ ‫موصلين له إليه كما أ ّ‬
‫ستتير و‬
‫ن من كان حاديه الليل و الّنهتتار فهتتو فتتي غايتتة ستترعة ال ّ‬ ‫المنزل ‪ ،‬و من المعلوم أ ّ‬
‫الّرجوع إلى وطنه ‪ ،‬و قيل المراد بالغايب الموت قال البحراني ‪ :‬و هو و إن كان محتمل‬
‫ل أّنه ل يطابقه لفظ الوبة لّنه لم يكن حّتى يرجع ‪.‬‬ ‫إّ‬

‫ن الموت لما كان عبارة عتن العتدم الطتاري للنستان و كتان‬ ‫أقول ‪ :‬يمكن الجواب عنه بأ ّ‬
‫صدر الشتتيرازى ‪ :‬اعلتتم أ ّ‬
‫ن‬ ‫النسان مسبوقا بالعدم أيضا سّمي حلول الموت بالوبة قال ال ّ‬
‫ل ت و لتتم‬
‫المبدء هي الفطرة الولى ‪ ،‬و المعاد هو العود إليها ‪ ،‬فالشارة إلى الولى كتتان ا ّ‬
‫شْيئًا‬
‫ك َ‬
‫ل َو َلْم َت ُ‬
‫ن َقْب ُ‬
‫ك ِم ْ‬
‫خَلْقُت َ‬
‫يكن معه شيء َو َقْد َ‬

‫] ‪[ 404‬‬

‫ي الحدوثي ‪ ،‬و الشارة إلى النتهتتاء ُك تلّ‬ ‫فهذا خروج من العدم الصلي إلى الوجود الكون ّ‬
‫جَهتُه و هتتذا‬‫ل َو ْ‬
‫ك ِإ ّ‬
‫يٍء هاِلت ٌ‬ ‫شت ْ‬‫ل َ‬‫لْكتتراِم ُكت ّ‬ ‫ل َو ا ِْ‬
‫جل ِ‬ ‫ك ِذي اْل َ‬
‫جُه َرّب َ‬
‫ن َو َيْبقى َو ْ‬ ‫عَلْيها فا ٍ‬
‫ن َ‬‫َم ْ‬
‫ح توصيف الموت بتتأّنه‬ ‫ص إلى العدم الفطرى ‪ ،‬فعلى هذا يص ّ‬ ‫خروج من هذا الوجود الخا ّ‬
‫ن توصيفه بكون الليل و الّنهار حاديين له ل يخلو عن بعد فافهم )‬ ‫لأّ‬ ‫يؤوب إلى النسان إ ّ‬
‫ق لفضتتل العتتدة ( و المتتراد بالقتتادم بتتالفوز أو‬ ‫ن قادما يقتتدم بتتالفوز أو الشتتقوة لمستتتح ّ‬ ‫وإّ‬
‫الشقوة هو النسان لما قد علمت أنه غايب عن وطنتته الصتتلى و ستتاير إليتته ‪ ،‬فهتتو حيتتن‬
‫قدومه على منزله إّما أن يكون سعيدا فيفوز بالسعادة الباقية ‪ ،‬و إّمتتا أن يكتتون شتتقيا فيقتتع‬
‫في الخيبة الدائمة ‪ ،‬و من كان هذا شأنه فتتاللزم عليتته أن يستتتعّد أفضتتل العتتدة ‪ ،‬و يتتدخر‬
‫جعتتي ِإلتتى َرّبت ِ‬
‫ك‬ ‫طَمِئّنُة اْر ِ‬
‫س اْلُم ْ‬
‫لنفسه أحسن الزاد و الذخيرة حتى ينادى بنداء يا َأّيُتَها الّنْف ُ‬
‫جّنتي ‪.‬‬ ‫خلي َ‬ ‫عبادي َو اْد ُ‬ ‫خلي في ِ‬ ‫ضّيًة َفاْد ُ‬
‫ضَيًة َمْر ِ‬‫را ِ‬
‫ن النستتان إذا كتتان‬
‫) فتزودوا في الّدنيا من الّدنيا متتا تحتترزون بتته أنفستتكم غتتدا ( يعنتتي أ ّ‬
‫مستحقا لفضل العدة فل بد له أن يتزود من دنياه ما يحفظ به نفسه غدا بعد الموت و يتتوم‬
‫ن ذلك أفضل العدد ‪ 1‬و أحسن الّزاد و هتتذا‬ ‫القيامة من حّر الّنار و من غضب الجّبار ‪ ،‬ل ّ‬
‫ل تعالى ‪:‬‬ ‫هو الّتقوى كما قال ا ّ‬

‫خيَر الّزاد الّتْقوى و إليه أشار بقوله ) فاتقى عبد رّبه نصح نفسه قدم تتتوبته‬ ‫ن َ‬ ‫َو َتَزّوُدوا َفإ ّ‬
‫صلة للّزاد الذي به يحصل حرز‬ ‫غلب شهوته ( و هذه جملت خبرّية في معنى النشاء مف ّ‬
‫صتتل لهتتا‬
‫الّنفس و حفظها ‪ ،‬و المراد بنصح الّنفس الّنظر إلى مصالحها بأمرها بما هو مح ّ‬
‫ضتتلل و حّثهتتا بتتالخيرات و الحستتنات و منعهتتا عتتن‬
‫الكمتتال و نهيهتتا عّمتتا يوقعهتتا فتتي ال ّ‬
‫سيئات ‪ ،‬و من جملة‬ ‫شرور و ال ّ‬ ‫ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تتت تتت تتت ت تتت‬

‫] ‪[ 405‬‬

‫الّنصح أن يقّدم توبته على أجله و ل ينخدع بطول أمله و يستغفر رّبه فيما فتتات و يقصتتر‬
‫شيطان موكتتل بتته‬ ‫ن أجله مستور عنه ‪ ،‬و أمله خادع له ‪ ،‬و ال ّ‬‫عن شهوته فيما هو آت ) فا ّ‬
‫يزين له المعصية ليركبها ‪ ،‬و يمّنيه الّتوبة ليسوفها ‪ ،‬حّتى تهجم منيته عليه أغفل ما يكون‬
‫عليها ( و هذه كّلها علل لوجوب تقديم التوبة و تحذير عن هجوم الموت فتتي حالتتة الغفلتتة‬
‫ن ستر الجل و اختفائه عن النسان متتوجب لغفلتتته عتتن ذكتتره و طتتول المتتل‬ ‫بيان ذلك أ ّ‬
‫خادع له يخدعه بطول الحياة كما قيل ‪:‬‬

‫أعّلل الّنفس بالمال أرقيها ‪ .‬ما أضيق الّدهر لو ل فسحة المل‬

‫شيطان و وسوسته و تزييتن المعصتية فتتي نظتره و تستتويفه‬ ‫فاذا انضاف إلى ذلك خداع ال ّ‬
‫للّتوبة و القائها في امنّية مع كونه موكل به ملزما له ‪ ،‬كانت الغفلة أشّد و الّنسيان آكتتد ‪،‬‬
‫فيهجم منيته عليه في نهاية غفلة من دون تمّكن من توبته و ل تدارك منه لمعصيته ‪ ،‬فعند‬
‫ذلك ينتبه من نوم الغفلة و الجهالة ‪ ،‬و يقع في كمال الخيبة و الّندامة ‪،‬‬

‫و هو عند ذلك يقول ‪:‬‬

‫ن َورآِئِهْم َب تْرَز ٌ‬
‫خ‬ ‫ل ِإّنها َكِلَمٌة ُهَو قاِئُلها َو ِم ْ‬
‫ت َك ّ‬
‫ل صاِلحًا فيما َتَرْك ُ‬
‫عَم ُ‬
‫ن َلَعّلي َأ ْ‬
‫جُعو ِ‬ ‫ب اْر ِ‬ ‫َر ّ‬
‫ن‪.‬‬ ‫إلى َيْوِم ُيْبَعُثو َ‬

‫جة ( أى شاهدا بلسان حاله على‬ ‫ل ذي غفلة أن يكون عمره عليه ح ّ‬ ‫) فيا لها حسرة على ك ّ‬
‫لت فيهتتا لتحصتتيل‬
‫ما اكتسب فيه من الثم و المعصية ) و أن يتتؤّديه أّيتتامه ( التتتي أمهلتته ا ّ‬
‫لت ستتبحانه‬
‫سلم لنفسه و للمخاطبين بقوله ‪ ) :‬نستتأل ا ّ‬ ‫سعادة ) إلى شقوة ( ثّم دعا عليه ال ّ‬
‫ال ّ‬
‫أن يجعلنا و اّياكم مّمن ل تبطره نعمة ( أى من التتذين ل يتتوجب كتتثرة النعتتم لتته البطتتر و‬
‫ن ذلك من جبلة النسان قال سبحانه ‪:‬‬ ‫الطغيان كما أ ّ‬

‫سَتْغنى ‪.‬‬
‫ن َرآُه ا ْ‬
‫طغى َأ ْ‬
‫ن َلَي ْ‬
‫لْنسا َ‬
‫إن ا ِْ‬

‫) و ل تقصر به عن طاعة ربه غايتتة ( أى ل تكتتون مقصتترا فتتي الطاعتتات لغتترض متتن‬
‫الغراض‬

‫] ‪[ 406‬‬

‫ل به بعد الموت ( حستترة و ) ندامتتة و ل ( حتتزن و ) كابتتة ( لنغمتتاره‬


‫الّدنيوية ) و ل يح ّ‬
‫في المعصية و تسويفه التوبة و هجوم موته عليه في حالة الغفلة‬

‫ععععع عععع ععععع‬

‫لزم على النسان أختتذ ال تّزاد ليتتوم المعتتاد و أن ل‬‫ن ال ّ‬


‫سلم أ ّ‬
‫صل من كلمه عليه ال ّ‬‫قد تح ّ‬
‫ب آمل شيء ل يدرك ما أمل كمتتا قتال‬ ‫يطمئن بطول الجل و ل يغتّر بخداع المل ‪ ،‬إذ ر ّ‬
‫صلة و السلم في الّديوان ‪:‬‬
‫عليه ال ّ‬

‫يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتا متتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن بتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتدنياه اشتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتغل‬


‫قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد غتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتّره طتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتول المتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل‬

‫و المتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوت يتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتأتى بغتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتة‬


‫و القبر صندوق العمل‬

‫و قال آخر‬

‫يتتتتتتتتتتتتتتتتتتار اقتتتتتتتتتتتتتتتتتتد الليتتتتتتتتتتتتتتتتتتل مستتتتتتتتتتتتتتتتتترورا بتتتتتتتتتتتتتتتتتتأّوله‬


‫ن الحتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتوادث قتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتد يطرقتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتن أستتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتحارا‬ ‫إّ‬

‫ن بليتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتل طتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتال أّولتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتته‬


‫ل تتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتامن ّ‬
‫جج الّنارا‬
‫ب آخر ليل ا ّ‬ ‫فر ّ‬

‫ن الشيطان اللعين عّدو مبين و هو في الكمين ‪:‬‬


‫و ل سيما أ ّ‬
‫ن فينبغي للعاقتتل أن يحستتن عملتته و يقصتتر‬
‫ل َكثيرًا َأَفَلْم َتُكوُنوا َتْعِقلو َ‬
‫جِب ّ‬
‫ل ِمْنُكْم ِ‬
‫َو َلَقْد َأض ّ‬
‫أمله و يقدم توبته أجله و يعجل في طلب الغفران و ل يغتّر بتسويف الشتتيطان ‪ ،‬و يتتتوب‬
‫ل سبحانه من صغاير ذنوبه و كبايرها ‪،‬‬ ‫إلى ا ّ‬

‫لتتته و حوادثهتتا ‪ ،‬توبتتة متتن ل يحتّدث نفستته‬


‫و بواطن سيئآته و ظواهرهتتا ‪ ،‬و ستتوالف ز ّ‬
‫بمعصية ‪ ،‬و ل يضمر أن يعود في خطيئة ‪ ،‬حّتى يصل بذلك إلى روح و ريحان ‪،‬‬

‫و يتمّكن من نتزول الجنتان ‪ ،‬و ل يقتتع بعتد المتوت فتي الخيبتتة و الخستتران و الحستترة و‬
‫الحرمان ‪.‬‬

‫و لنذكر هنا حديثا ينّور القلوب ‪ ،‬و يكشف الحجاب عن وجه المطلوب ‪،‬‬

‫و يظهر به عظم منفعة الّتوبة ‪ ،‬و يّتضح به معنى التسويف فيها و هو ‪.‬‬

‫صافى من المجالس و بعتتض الصتتحاب متتن المتتالى باستتنادهما عتتن عبتتد‬ ‫ما رواه في ال ّ‬
‫ل ت عليتته و آلتته‬
‫ل ص تّلى ا ّ‬
‫الّرحمن بن غنم الّدوسي قال ‪ :‬دخل معاذ بن جبل على رسول ا ّ‬
‫باكيا ‪ ،‬فسّلم فرّد عليه السلم ثّم قال‬

‫] ‪[ 407‬‬

‫ن بالبتتاب شتتاباطريّ‬ ‫لت عليتته و آلتته و ستّلم إ ّ‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ما يبكيك يا معاذ ؟ فقال يا رسول ا ّ‬
‫صورة يبكي على شبابه بكاء الثكلتتى علتتى ولتتدها يريتتد التّدخول‬ ‫ى اللون حسن ال ّ‬ ‫الجسد نق ّ‬
‫ب يا معاذ فأدخله عليتته فستّلم ‪ ،‬فتترّد‬ ‫شا ّ‬‫ى ال ّ‬
‫ل عليه و آله ادخل عل ّ‬ ‫ي صّلى ا ّ‬
‫عليك فقال النب ّ‬
‫عليه السلم ثّم قال ‪ :‬ما يبكيك يا شاب ؟ قال ‪ :‬كيف ل أبكى و قد ركبت ذنوبتتا إن أختتذني‬
‫ل ستتيأخذني بهتتا و ل يغفتتر لتتي أبتتدا‬ ‫ل ببعضها أدخلنى نار جهنم و ل أرانى إ ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬‫ا ّ‬
‫ل أن اشتترك برّبتتي شتتيئا ‪ ،‬قتتال ‪:‬‬ ‫ل شيئا ؟ قتتال ‪ :‬أعتتوذ بتتا ّ‬‫ل هل أشركت با ّ‬ ‫فقال رسول ا ّ‬
‫لت لتتك‬ ‫لت عليتته و آلتته ‪ :‬يغفتتر ا ّ‬
‫ل ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬فقال النبي صتّلى ا ّ‬ ‫أقتلت الّنفس التي حّرم ا ّ‬
‫شاب ‪ :‬فاّنها أعظم من الجبال الّرواسي ‪.‬‬ ‫ذنوبك و إن كان مثل الجبال الّرواسي قال ال ّ‬

‫لت لتتك ذنوبتتك و إن كتان مثتتل الرضتتين‬ ‫ل عليه و آله و ستّلم ‪ :‬يغفتتر ا ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬ ‫فقال النب ّ‬
‫شاب ‪ :‬فاّنها أعظتتم متتن‬ ‫سبع و بحارها و رمالها و أشجارها و ما فيها من الخلق ‪ ،‬قال ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سبع و بحارها و رمالها و أشجارها و ما فيها من الخلتتق ‪ ،‬فقتتال النتتبيّ صتّلى‬ ‫الرضين ال ّ‬
‫سماوات و نجومهتا و مثتل العترش و‬ ‫ل لك ذنوبك و إن كانت مثل ال ّ‬ ‫ل عليه و آله يغفر ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫الكرسي ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫ي إليتته كهيئة الغضتتبان ثتّم قتتال ‪ :‬ويحتتك يتتا شتتاب‬


‫فاّنها أعظم من ذلك ‪ ،‬قال ‪ :‬فنظتتر النتتب ّ‬
‫شاب على وجهتته و هتتو يقتتول ستتبحان رّبتتي متتا متتن شتتيء‬ ‫ذنوبك أعظم أم رّبك ؟ فخّر ال ّ‬
‫لت عليتته و آلتته ‪:‬‬
‫ي صتّلى ا ّ‬ ‫ل عظيم ‪ ،‬فقال النتتب ّ‬‫ل من ك ّ‬‫يا ّ‬‫أعظم من رّبي رّبي أعظم يا نب ّ‬
‫ل ثّم سكت‬ ‫ل يا رسول ا ّ‬ ‫شاب ‪ :‬ل و ا ّ‬ ‫ب العظيم ؟ قال ال ّ‬
‫ل الّر ّ‬
‫فهل يغفر لك الّذنب العظيم إ ّ‬
‫شاب ‪،‬‬
‫ال ّ‬

‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬ويحتتك يتتا شتتاب أل تختتبرني بتتذنب واحتتد متتن‬
‫ي صّلى ا ّ‬‫فقال له النب ّ‬
‫ذنوبك ؟ قال ‪:‬‬

‫بلى اخبرك ‪.‬‬

‫إّني كنت أنبش القبور سبع ستنين اخترج المتوات و انتزع الكفتان ‪ ،‬فمتاتت جاريتة متن‬
‫ن عليهتتم‬ ‫بعض بنات النصار فلما حملت إلى قبرها و دفنت و انصرف عنها أهلهتتا و ج ت ّ‬
‫الّليل أتيت قبرها فنبشتها ‪ ،‬ثّم استخرجتها و نزعت متا كتان عليهتا متن أكفانهتا و تركتهتا‬
‫شيطان فأقبل يزّينها لي و يقول أما‬ ‫مجّردة على شفير قبرها و مضيت منصرفا ‪ ،‬فأتاني ال ّ‬
‫ترى بطنها و بياضها أما ترى و ركيها ‪ ،‬فلم يزل يقول لي هتتذا حّتتتى رجعتتت إليهتتا و لتتم‬
‫أملك نفسي حّتى جامعتها و تركتها مكانها ‪ ،‬فاذا أنا بصوت من‬

‫] ‪[ 408‬‬

‫ورائي يقول ‪ :‬يا شاب ويل لك من دّيان يوم الّدين يوم يقفني و إياك كمتتا تركتنتتي عريانتتة‬
‫في عساكر الموتى و نزعتنتى متتن حفرتتى و ستلبتنى أكفتاني و تركتنتي أقتوم جنبتتة إلتى‬
‫ن أّني أشّم ريح الجّنة أبدا فما ترى لى يا رستتول‬ ‫حسابى ‪ ،‬فويل لشبابك من الّنار ‪ ،‬فما أظ ّ‬
‫ل؟‬‫ا ّ‬

‫ح عّنى يا فاستتق إّنتتى أختاف ان أحتتترق بنتتارك‬ ‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬تن ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬‫فقال النب ّ‬
‫فما أقربك من الّنار ‪ ،‬ثّم لم يزل بقول و يشتتير إليتته حّتتتى أمعتتن أى أبعتتد متتن بيتتن يتتديه ‪،‬‬
‫فذهب فأتى المدينة فتزّود منها ‪ ،‬ثّم أتى بعض جبالهتتا فتعّبتتد فيهتتا ‪ ،‬و لبتتس مستتحا و غت ّ‬
‫ل‬
‫يديه جميعا إلى عنقه و نادى ‪:‬‬

‫ب أنتتت التتذي تعرفنتتى و زل مّنتتى متتا تعلتتم‬


‫ب هذا عبدك بهلول بين يديك مغلول يا ر ّ‬ ‫يا ر ّ‬
‫ب إّنى أصتتبحت متتن الّنتتادمين و أتيتتت نبّيتتك تائبتتا فطردنتتى و زادنتتى خوفتتا ‪،‬‬
‫سّيدى يا ر ّ‬
‫فأسألك باسمك و جللك و عظم سلطانك أن ل تخّيب رجائي سيدي و ل تبطتتل دعتتائى و‬
‫ل تقنطنى من رحمتك ‪.‬‬

‫سباع و الوحوش ‪ ،‬فلما تّمت لتته أربعتتون‬


‫فلم يزل يقول ذلك أربعين يوما و ليلة تبكى له ال ّ‬
‫سماء و قال ‪:‬‬‫يوما و ليلة رفع يديه إلى ال ّ‬
‫اللهّم ما فعلت في حاجتى إن كنت استجبت دعائي و غفرت خطيئتي فأوح إلتتى نبّيتتك ‪ ،‬و‬
‫جتتل بنتتار تحرقنتتى أو‬
‫إن لم تستجب دعائي و لتتم تغفتتر لتتي خطيئتتتي و أردت عقوبتتتي فع ّ‬
‫ل تعالى على نبّيه ‪:‬‬ ‫عقوبة في الّدنيا تهلكنى و خّلصني من فضيحة يوم القيامة فأنزل ا ّ‬

‫سُهْم يعنى بارتكاب ذنب أعظم متتن الّزنتتا‬


‫ظَلُموا َأْنُف َ‬
‫شًة يعني الّزنا َأْو َ‬
‫حَ‬‫ن ِإذا َفَعلُوا فا ِ‬
‫َو اّلذي َ‬
‫و نبش القبور و أخذ الكفان ‪:‬‬

‫ل فعجلوا التوبة ‪:‬‬


‫سَتْغَفرُوا ِلُذُنوِبِهْم يقول خافوا ا ّ‬
‫ل َفا ْ‬
‫َذَكُروا ا ّ‬

‫] ‪[ 409‬‬

‫ل أتاك عبدى تائبا فطردته فأين يذهب و إلى متتن‬‫ل يقول عّز و ج ّ‬
‫لا ّ‬
‫ب ِإ ّ‬
‫ن َيْغِفُر الّذُنو َ‬
‫َو َم ْ‬
‫ل‪:‬‬‫يقصد و من يسأل أن يغفر له ذنبه غيرى ثّم قال عّز و ج ّ‬

‫ن‪.‬‬
‫على ما َفَعلُوا َو ُهْم َيْعَلُمو َ‬
‫صّروا َ‬
‫َو َلم ُي ِ‬

‫ل لم يقيموا على الّزنا و نبش القبور و أخذ الكفان ‪:‬‬


‫ل عّز و ج ّ‬
‫يقول ا ّ‬

‫جتترُ‬‫ن فيها َو ِنْعَم َأ ْ‬


‫لْنهاُر خاِلدي َ‬
‫حِتَها ا َْ‬
‫ن َت ْ‬
‫جري ِم ْ‬ ‫جّنات َت ْ‬
‫ن َرّبِهْم َو َ‬
‫جزآُؤُهْم َمْغِفَرٌة ِم ْ‬
‫ك َ‬‫ُأولِئ َ‬
‫ل عليه و آلتته ختترج و هتتو يتلوهتتا و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ن فلما نزلت هذه الية على رسول ا ّ‬ ‫اْلعاِملي َ‬
‫ل بلغنتتا‬‫شاب التائب ؟ فقال معاذ ‪ :‬يا رسول ا ّ‬ ‫سم ‪ ،‬فقال لصحابه من يدّلني على ذلك ال ّ‬ ‫يتب ّ‬
‫لت بأصتتحابه حّتتتى انتهتتوا إلتتى ذلتتك الجبتتل و‬ ‫أّنه في موضع كذا و كذا ‪ ،‬فمضى رسول ا ّ‬
‫شاب قائم بين صخرتين مغلولة يداه إلى عنقتته قتتد‬ ‫شاب ‪ ،‬فاذا هم بال ّ‬ ‫صعدوا إليه يطلبون ال ّ‬
‫اسوّد وجهه و تساقطت أشفار عينيه من البكاء و هو يقول ‪:‬‬

‫سيدى قد أحستنت خلقتتي و أحستنت صتورتى و ليتتت شتتعري متاذا تريتتد بتتى ‪ ،‬فتتي الّنتار‬
‫ى و أنعمتتت علتىّ فليتتت‬ ‫تحرقنى أم في جوارك تسكنني ‪ ،‬اللهّم إنك قد أكثرت الحسان إلت ّ‬
‫شتتعرى متتاذا يكتتون آختتر أمتتري ‪ ،‬إلتتى الجّنتتة تزّفنتتي ‪ ،‬أم إلتتى الّنتتار تستتوقني ‪ ،‬اللهتّم إ ّ‬
‫ن‬
‫ستتيك الواستتع ‪ ،‬و عرشتتك العظيتتم ‪،‬‬ ‫ستتماوات و الرض ‪ ،‬و متتن كر ّ‬ ‫خطيئتى أعظم من ال ّ‬
‫فليت شعري تغفر خطيئتي أم تفضحني بها يوم القيامة ‪.‬‬

‫ستتباع ‪ ،‬و‬ ‫فلم يزل يقول نحو هذا و هو يبكي و يحثو الّتراب على رأسه و قد أحاطت به ال ّ‬
‫ل عليه و آلتته فتتأطلق يتتديه‬‫ل صّلى ا ّ‬‫صفت فوقه الطير و هم يبكون لبكائه ‪ ،‬فدنا رسول ا ّ‬
‫من عنقه و نفض التراب عن رأسه و قال ‪ :‬يا بهلول ابشر فانك عتيق من الّنار ‪ ،‬ث تّم قتتال‬
‫شتتره‬
‫لوبّ‬ ‫لت عتّز و جت ّ‬
‫هكذا تداركوا الذنوب كما تداركها بهلول ‪ ،‬ثّم تلى عليه ما أنتتزل ا ّ‬
‫بالجّنة ‪.‬‬
‫] ‪[ 410‬‬

‫صتتادق جعفتتر بتتن‬ ‫صافي و البحار من المجالس باسناده عن قطر بن خليفة عتتن ال ّ‬ ‫و في ال ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬لما نزلت هذه الية ‪ 1‬صعد إبليس جبل بمكتتة يقتتال لتته ثتتور ‪،‬‬ ‫محّمد عليهما ال ّ‬
‫فصرخ بأعلي صوته بعفاريته فقالوا ‪ :‬يا سّيدنا لماذا دعوتنا ؟ قال ‪ :‬نزلت هذه الية فمتتن‬
‫لها ‪،‬‬

‫فقام عفريت من الشياطين فقال ‪ :‬أنا لها بكذا و كذا ‪ ،‬قال لست لها ‪ ،‬فقال آخر مثل ذلتتك ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬لست لها ‪ ،‬فقال الوسواس الخّناس ‪ :‬أنا لها ‪ ،‬قال ‪ :‬بمتتاذا ؟ قتتال ‪ :‬أعتتدهم و أمّنيهتتم‬
‫التوبة ‪ ،‬حّتى يواقعوا في الخطيئة فاذا وقعوا الخطيئة أنسيتهم الستغفار ‪،‬‬

‫فقال ‪ :‬أنت لها فوّكله بها إلى يوم القيامة ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬و من نظر إلى هاتين الّروايتين بعين البصتتيرة و تفّكتتر فيمتا تضتّمنته الولتى متن‬
‫جللة فايدة التوبة و تأّمل فيما تضّمنته الثانية من عظم الخطر في تأخيرهتتا و تستتويفها و‬
‫ن التسويف و التأخير من وسوسة الوسواس الخنتتاس التتذي يوستتوس فتتي صتتدور‬ ‫عرف أ ّ‬
‫الناس ل بّد له أن يستيقظ من نوم الغفلة و الجهالة و يتدارك الموت قبل حلوله و ل يغتتّره‬
‫المل بطوله ‪.‬‬

‫ل عنه ‪.‬‬
‫ل عليه و آله لبي ذر رضي ا ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫و لذلك قال رسول ا ّ‬

‫حتك قبل سقمك ‪،‬‬


‫يا باذر اغتنم خمسا قبل خمس ‪ :‬شبابك قبل هرمك ‪ ،‬و ص ّ‬

‫و غناك قبل فقرك ‪ ،‬و فراغك قبل شغلك ‪ ،‬و حياتك قبل موتك ‪.‬‬

‫يا باذر إياك و الّتسويف بأملك ‪ ،‬فاّنك بيومك و لست بما بعده ‪ ،‬فان يكتتن غتتدلك فكتتن فتتي‬
‫الغد كما كنت في اليوم ‪ ،‬و إن لم يكن غدلك لم تندم على ما فّرطت في اليوم ‪.‬‬

‫يا باذر كم مستقبل يوم ل يستكمله ‪ ،‬و منتظر غدا ل يبلغه ‪.‬‬

‫يا باذر لو نظرت إلى الجل و مسيره ‪ ،‬لبغضت المل و غروره ‪.‬‬

‫يا باذر كن كأنك في الّدنيا عابر سبيل ‪ ،‬و عد نفسك من أصحاب القبور ‪.‬‬

‫يا باذر إذا أصبحت فل تحّدث نفسك بالمساء ‪ ،‬و إذا امسيت فل تحّدث نفسك‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬تت ت تتت تت تتت ت ت تت تتت تتت تتت تت‬
‫تتتتت تتتتت ت تتت ‪.‬‬

‫] ‪[ 411‬‬

‫حتك قبل سقمك ‪ ،‬و متتن حياتتتك قبتتل موتتتك ‪ ،‬فانتتك ل تتتدرى متتا‬
‫صباح ‪ ،‬و خذ من ص ّ‬
‫بال ّ‬
‫اسمك غدا ‪.‬‬

‫ل في الّتوبة فانه فيها حستتن إذ التتتأخير مظنتتة‬ ‫و بالجملة فالّتعجيل في جميع المور قبيح إ ّ‬
‫ن التوبتتة إذا‬
‫الفوت الموجب للقتحام في الهلكات مع ما في التأخير من خطر آخر و هو أ ّ‬
‫وقعت عقيب السيئة تؤثر فيها و تمحو أثرها ‪ ،‬و إذا تأخرت يتراكم الّرين و ظلمة الّذنوب‬
‫ن المتوت‬ ‫خر التوبتتة فتا ّ‬
‫ى ل تتؤ ّ‬‫على القلب فل يقبل التأثير و لذلك قال لقمان لبنه ‪ :‬يتا بنت ّ‬
‫يأتي بغتة ‪ ،‬و من ترك المبادرة إلى التوبة بالتسويف كان بين خطريتتن عظيميتتن أحتتدهما‬
‫أن تتراكم الظلمة على قلبه من المعاصي حتى يصير رينا و طبعا فل يقبل المحتتو الثتتانى‬
‫أن يعاجله المرض أو الموت فل يجد مهلة للشتغال بالمحو و لذلك أيضا ورد في الختتبر‬
‫ل بالتستتويف فيكتتون تستتويده‬ ‫ن أكثر صياح أهل النار من التسويف ‪ ،‬فما هلك من هلتتك إ ّ‬ ‫أّ‬
‫ل بقلتتب ستتقيم و ل ينجتتو‬ ‫القلب نقدا و جلؤه بالطاعة نسية إلى أن يختطفه الموت فيأتي ا ّ‬
‫ل بقلب سليم ‪ ،‬و إلى ما ذكرنا كّله ينظر قوله سبحانه ‪:‬‬ ‫ل من أتى ا ّ‬
‫إّ‬

‫لت‬
‫با ّ‬ ‫ك َيُتتتو ُ‬
‫ب َفتُاولِئ َ‬‫ن َقريت ٍ‬‫ن ِمت ْ‬ ‫جهاَلٍة ُثّم َيُتوُبتتو َ‬‫سوء ِب َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ن َيْعَملُو َ‬
‫ل ِلّلذي َ‬
‫ىا ّ‬‫عل َ‬
‫ِإّنَما الّتْوَبُة َ‬
‫ضتَر‬ ‫ح َ‬ ‫حّتتتى ِإذا َ‬ ‫ت َ‬ ‫ستّيئا ِ‬‫ن ال ّ‬
‫ن َيْعَملتُو َ‬‫ت الّتْوَبتُة ِلّلتتذي َ‬
‫ست ِ‬‫حكيمًا ‪َ ،‬و َلْي َ‬ ‫عليمًا َ‬ ‫ل َ‬‫نا ّ‬‫علَْيِهْم و كا َ‬‫َ‬
‫عتتذابًا‬
‫عَتتْدنا َلُهتْم َ‬
‫ك َأ ْ‬
‫ن َو ُهتْم ُكّفتتار ُأولِئ َ‬‫ن َيُموُتتتو َ‬ ‫ل اّلذي َ‬
‫ن َو َ‬ ‫لَ‬ ‫تا ْ‬ ‫ل ِإّني ُتْب ُ‬
‫ت قا َ‬
‫حَدُهُم اْلَمْو ُ‬
‫َأ َ‬
‫أليمًا ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫جة عالى مقامست كه ميفرمايد ‪ :‬پرهيز نمائيتتد از‬ ‫از جمله خطب شريفه آن امام أنام و ح ّ‬
‫معبود بسزا اى بندگان ختتدا و بشتتتابيد بستتوى أجلهتتاى ختتود بتتا عملهتتاى ختتود و بخريتتد‬
‫آخرت باقى را در عوض دنياى فاني ‪ ،‬و رحلت نمائيد بسوى آخرت پس بتحقيق كه‬

‫] ‪[ 412‬‬

‫تعجيل كرده شده است بشما و مهّيا باشيد بمرك كه بتحقيق سايه انداخته است بتتر شتتما ‪،‬‬
‫و بشويد مثل طايفه كه از طرف خدا ندا كرده شدند پس بيدار شدند و دانستند كتته نيستتت‬
‫دنياى فانى از براى ايشان خانه و ستتراى زنتتدگانى پتتس بتتدل نمائيتتد دنيتتا را بتتآخرت از‬
‫جهة اينكه خداوند عبث خلق نكرده است شما را ‪ ،‬و ستتر ختتود و مهمتتل نگذاشتتته استتت‬
‫شما را ‪ ،‬و نيست ميان يكى از شما و ميان بهشت يا جهنم مگر مرك كه نازل شتتود بتتر‬
‫او ‪ ،‬و بدرستى مّدت و مسافت عمرى كه كم ميگرداند آنرا نگريستن و خراب مىسازد‬
‫آن را ساعتهاى شب و روز هر آينه سزاوار است آن بكوتاهى مدت ‪ ،‬و بدرستى غايبى‬
‫كه ميرانند او را تازه آيندگان كتته عبارتستتت از شتتب و روز هتتر آينتته ليقستتت بستترعة‬
‫بازگشت ‪.‬‬

‫يعنى بسوى وطن اصلى كه عبارتست از آخرت ‪ ،‬و بدرستتيكه آينتده كته مىآيتد بستوى‬
‫آخرت با سعادت يا شقاوت هر آينتته استتتحقاق دارد بتته بهتتترين توشتته كتته عبارتستتت از‬
‫عبادت و اطاعت تا برساند بسعادت ‪ ،‬پس توشه برداريد در دنيا از دنيا آنچيتتزى را كتته‬
‫حفظ نمائيد با آن نفسهاى خودتان را از عقوبت روز جزا ‪.‬‬

‫پس مّتقى شد بنده براى پروردگار خود كه نصتتيحت كتترد نفتتس ختتود را و مقتّدم داشتتت‬
‫توبه خود را و غلبه نمود بر شهوت خود ‪ ،‬پتتس بدرستتتيكه أجتتل آن پنهانستتت از او ‪ ،‬و‬
‫آرزوى او فريبنده اوست ‪ ،‬و شيطان ملعون موكل اوست كه زينت مىدهد از بتتراى أو‬
‫معصيت را تا ستتوار شتتود بتتر او ‪ ،‬و آرزومنتتد ميستتازد او را بتتتوبه و إنتتابه تتتا بتتتاخير‬
‫اندازد آنرا تا اينكه هجوم آورد مرگ أو بأو در غافلترين حالتيكه ميباشد بر آن حالت ‪.‬‬

‫أى حسرت حاضر باش بر هر صاحب غفلتت كته باشتتد عمتر او بتر أو حجتت در روز‬
‫قيامت ‪ ،‬و برساند أو را روزگار أو ببدبختى و شقاوت ‪ ،‬سؤال ميكنيم از خداونتتد تعتتالى‬
‫صر نسازد او را‬ ‫آنكه بگرداند ما و شما را از كسانيكه بطغيان نيندازد او را نعمت و مق ّ‬
‫از اطاعت پروردگار خود غرض و غايت ‪ ،‬يعنى أغراض دنيويه‬

‫] ‪[ 413‬‬

‫متتانع اطتتاعت أو نگتتردد ‪ ،‬و از كستتانيكه حلتتول نكنتتد بتتأو بعتتد از متترك و رحلتتت هيتتچ‬
‫حسرت و ندامت و نه اندوه و محنت ‪ .‬الى هنا انتهى الجزء الرابع من هذه الطبعة البهية‬
‫القيمة و ذلك بتصحيح و تهذيب من العبد » السيد ابراهيم الميانجى « و وقتتع الفتتراغ فتتى‬
‫اوايل شهر جمادى الولتتى ستتنة ‪ 1379‬و يليتته ان شتتاء الت الجتتزء الختتامس و أولتته أول‬
‫المختار الرابع و الستين و الحمد ل رب العالمين‬

You might also like