Professional Documents
Culture Documents
)حبيب ال الخوئي(
ج9
عععع ععع ععععععع عع ععع عععع ععع ععععع ع
ع عععععع
ل الّرحمن الّرحيم
بسم ا ّ
عععع عع ععععععععع
ع عع عععع عع عععع ععع
و ل لخيححر ترجححوا لححه منكححم ،و لكححن أمرتححا بمنححافعكم فأطاعتححا ،و أقيمتححا علححى حححدود
سحّيئة بنقححص الّثمححرات ،و حبححس لح يبتلححي عبححاده عنححد العمححال ال ّ
نا ّ
مصالحكم فقامتا ،إ ّ
البركات ،و إغلق خزائن الخيرات ،ليتوب تائب ،و يقلححع مقلححع ،و يتححذّكر متححذّكر ،و
يزدجر مزدجر ،
][3
اّللهّم إّنا خرجنححا إليححك مححن تحححت السححتار و الكنححان ،و بعححد عجيححج البهححائم و الولححدان ،
راغبين في رحمتك ،و راجين فضل نعمتك ،
و خائفين من عذابك و نقمتك ،اّللهّم فاسقنا غيثك ،و ل تجعلنا من القانطين ،و ل تهلكنا
سفهاء مّنا يححا أرحححم الّراحميححن ،الّلهححم إّنححا خرجنححا إليححك
سنين ،و ل تؤاخذنا بما فعل ال ّ
بال ّ
نشكو إليك ما ل يخفى عليك حين ألجأتنا المضائق الوعرة ،و أجائتنا المقاحط المجدبة ،
سرة ،و تلحمت علينا الفتن المستصعبة ،اّللهّم ل ترّدنا خائبين ، و أعيتنا المطالب المتع ّ
و ل تقلبنا و اجمين ،و ل تخاطبنا بذنوبنا ،و ل تقايسنا بأعمالنا ،أّللهم انشر علينا نميثك
و بركتك و رزقك و رحمتك ،
و اسقنا سقيا نافعة مروية معشبة تنبت بها ما قد فات ،و تحيححي بهححا مححا قححد مححات ،نافعححة
الحيا ،كثيرة المجتنى ،تروي بها القيعان ،و تسيل البطنححان ،و تسححتورق الشححجار ،و
ترخص السعار ،إّنك على ما تشآء قدير .
ععععع
][4
سححقف و قال ابن النباري :تذّكر و تؤّنث و قال الفراء :التذكير قليل و هو على معنححى ال ّ
ل عححال مظحلّ سححماء سحابة و ك ّ سماء أيضا المطر قال الفيومى :مؤّنثة لّنها في معنى ال ّ
ال ّ
سحماء أمطحرت و الرض حّتى يقال اظهر الفرس سماء و ) جاد ( بالمال بذله و جحادت ال ّ
جع ( لفلن رثاه و ) أقلع ( عن المر اقلعا تركه و ) الكنان ( جمححع الك ح ّ
ن أنبتت و ) تو ّ
و هو ما ستر من الحّر و البرد من كننته أى سترته و أخفيته في كّنه بالكسر .
سححنة و
سححنة و هححي الجححدب و أرض سححنواء و سححنهاء أصححابتها ال ّ سححنين ( جمححع ال ّو ) ال ّ
) المضايق ( جمع المضيق و هححو مححا ضححاق مححن المححور و ) الححوعر ( بسححكون العيححن و
سححهل قححال الشححارح المعححتزلي :الححوعرة بالتسححكين و ل يجححوز التحريححك و كسرها ضحّد ال ّ
) المقاحط ( أماكن القحط أو أزمانه جمع المحقط يححأتي للمكححان و الّزمححان و ) الححوجم ( و
ل الغيث أنزله لححه سقيا ( بالضّم اسم من سقاه ا ّ
الواجم العبوس المطرق لشّدة الحزن و ) ال ّ
و ) القيعان ( جمع القاع و هو المستوى من الرض .
و ) تسيل ( في بعض النسخ بفتح التاء مضارع سال كباع و في بعضها بالضحّم مححن بححاب
الفعححال و ) البطنححان ( بالض حّم جمححع البطححن كعبححد و عبححدان و ظهححر و ظهححران و هححو
المنخفض من الرض كما قاله الطريحى ،أو الغامض منها كمححا فححي شححرح المعححتزلي و
قال الفيروز آبادي جمع الباطن و هو مسيل المححاء فححي غلححظ و ) الرخححص ( بالضحّم ضحّد
لح
الغلء و رخص الشيء من باب قرب فهو رخيص و يتعّدي بالهمزة فيقال :أرخححص ا ّ
سمر و تعديته بالتضعيف غير معروف و ) السعار ( جمع سححعر بالكسححر و هححو تقححدير ال ّ
أثمان الشياء و ارتفاعه غلء و انحطاطه رخص و قيل تقدير ما يباع به الشححيء طعامححا
كان أو غيره ،و يكححون غلء و رخصححا باعتبححار الزيححادة علححى المقححدار الغححالب فححي ذلححك
المكان و الوان و النقصان عنه .
ععععععع
][5
و هو أّنه ل يجوز أن يقع الماضي خبر كان فل يقال كححان زيححد قححام ،و فعححل ذلححك لدللححة
ى في خبره لغوا فينبغي أن يقال كان زيد قائما أو يقوم ، ى فيقع المض ّ
كان على المض ّ
و كذا ينبغي أن يمنع يكون زيد يقوم لتلك العّلة إلى أن قال :و منع ابن مالك و هححو الححقّ
ل ما كححان ماضححيا مححن مححازال و ل زال و مححراد
ى خبر صار و ليس و مادام و ك ّمن مض ّ
فاتها ،
لدللة صار على النتقال في الزمن الماضي إلى حالة مستمّرة و هي مضححمون خبرهححا ،
و كذا ما زال و أخواتها موضوعة لستمرار مضمون اخبارها في الماضي و مححا يصححلح
ي أو مضروب أو الستمرار هو السم الجامد نحو هذا أسد أو الصّفة نحو زيد قائم أو غن ّ
الفعل المضارع نحو زيد يقدم في الحرب و يسخو بموجوده ،فناسبت الثلثة لصححلحيتها
ل و بات و كححذا مححا زال للستمرار أن يقع خبرا لصار و أخواتها من أصبح و أمسى و ظ ّ
و أخواتها بخلف الماضي فاّنه ل يستعمل في استمرار هححذه الثلثححة فلححم يقححع خححبرا لهححذه
الفعال .
جعا ،مفعول لجله و العامل فيه تجودان ،و قححوله ليتححوب ،تعليححل ليبتلححى و متعّلححقو تو ّ
ل ،فصححيحة و الجملححة دعائيححة سماء و الفاء في قوله :فرحم ا ّ به ،و مدرارا ،حال من ال ّ
ل لها من العراب .ل مح ّ
عععععع
لح سححبحانه وسلم لما كان بصححدد الححدعاء و طلححب الرحمححة مححن ا ّ
و أقول هنا :اّنه عليه ال ّ
تعالى و كانت استجابة الّدعاء موقوفة على وجود المقتضى و انتفاء الموانع ،قّدم أمححورا
سلم مححن المستسححقين علححى مححاله
مهّمة أمام الّدعاء تنبيها للسامعين و من كان معه عليه ال ّ
مدخلية في استجابة دعائهم و انجاح مقصدهم كى ل يرّدوا خائبين و ل ينقلبوا و اجمين .
ل ح سححبحانه و الّنفححع و
سماء مخلوقان مقهوران تحت قدرة ا ّ
ن الرض و ال ّ
فنّبه أّول على أ ّ
ضرر الحاصلن منهما بالجود و المساك ل ينشآن منهما بنفسهما و بالستقلل ال ّ
][6
و إّنما ينشآن منهما بتعّلق مشّية الفاعل المختار و تدبير الحكيم المدّبر سبحانه و على ذلك
ل و البتهال بابه ،و
سؤال و الذ ّ
لزم على العباد في الّداهية و الّناد أن تقرعوا بأيدى ال ّفال ّ
ل.جهوا في انجاح المال إلى جنابه عّز و ج ّ يتو ّ
سماء اّلتي تظّلكم ( أى تعلوكم و تشححرف ن الرض اّلتي تحملكم و ال ّ و هو قوله ) :أل و إ ّ
سحححاب ،أوسحماء إّمحا معناهححا المجحازى أعنححى ال ّ
عليكم أو تلقحى اليكحم ظّلهحا و المححراد بال ّ
سماوات بحركاتها أسبابا معّدة لك ّ
ل سماء ل لكون ال ّ ن زوال المطر من ال ّ الحقيقي باعتبار أ ّ
شارح البحراني . ما في هذا العالم من الحوادث كما زعمه ال ّ
سماء مثل قوله سبحانه » : ل على نزول المطر من ال ّ و يؤّيد الّثاني ظواهر اليات التي تد ّ
سححماء مححاء « و نحوهححا ممححا
ل أنزل من ال ّ
سماء ماًء « و قوله » :و ا ّ
هو اّلذي أنزل من ال ّ
يقرب عشرين آية .
ل الذي أرسل الّرياح فتثير سحححابا فسححقناه إلححى بلححدو يؤّيد الّول ظاهر قوله سبحانه » :ا ّ
مّيت فأحيينا به الرض بعد موتها « و قوله » :و هو الذي يرسل الّرياح بشرًا بيححن يححدي
رحمته حّتى إذا أقّلت سحابا ثقال سقناه لبلد مّيت فأنزلنا به الماء « الية .
صححدوق عححن أبيححه عححن الحميححري شرائع لل ّ ل على الحتمالين ما في البحار من علل ال ّ و يد ّ
سححلم قححال :كححان علح ّ
ي عن هارون عن ابن صدقة عن جعفر بن محّمد عن أبيححه عليهححم ال ّ
ل رأسه و لحيته و ثيابه فيقال له :يا سلم يقوم في المطر أّول مطر يمطر حّتى يبت ّ عليه ال ّ
سححلم ن هذا ماء قريب العهد بححالعرش ث حّم أنشححأ عليححه ال ّ ن فيقول :إ ّ ن الك ّ
أمير المؤمنين الك ّ
لح أن ن تحت العرش بحرا فيه مححاء ينبححت بححه أرزاق الحيوانححات و إذا أراد ا ّ يحّدث فقال إ ّ
ل فمطححر منححه مححا شححاء مححن سححماء إلححى ل عّز و ج ّ ينبت به ما يشاء لهم رحمة منه أوحى ا ّ
سحححاب بمنزلححة الغربححال ثحّم سحححاب و ال ّ سماء الدنيا ،فتلقيه إلححى ال ّسماء حّتى يصير إلى ال ّ
سحاب أن اطحنيه و اذيبيه ذوبان الملح في الماء ثم انطلقي بححه ل إلى ال ّل عّز و ج ّ يوحى ا ّ
إلى موضع كذا و كذا و عبابا أو غير عباب ،فتقطر عليهم على النحححو الححذي يأمرهححا بححه
ل و معها ملك حّتى تضعها بموضعها ،الحديث . فليس من قطرة تقطر إ ّ
][7
و رواه في الكافي عن هارون عن مسعدة بن صدقة نحوه .
ل مححا
ن العرب تسّمى ك ح ّ
سحاب سماء ل ّ
ل ال ّ
سحاب ماء و سّما ا ّو القول الثالث انزل من ال ّ
فوقك سماء كسماء البيت ،انتهى .
ن النسان ربما كان واقفا على سحاب قال :ل ّجح في موضع آخر نزول المطر من ال ّ ورّ
قّلة جبل عال و يرى الغيم أسفل فاذا نزل من ذلك الجبل يرى الغيم مححاطرا عليهححم ،و إذا
كان هذا المر مشاهدا بالبصر كان النزاع باطل ،هذا .
و قوله ) :مطيعتان لرّبكم ( وصفهما بالطاعة تنبيها على عظمة قححدرته سححبحانه و نفححوذ
امره فيهما كما قال تعالى » :فقال لها و للرض ائتيا طوعا أو كرها قالتححا أتينححا طححائعين
سماء تجود لكححم بالمطححار و ل « ) و ما أصبحتا تجودان لكم ببركتهما ( أى ما صارت ال ّ
جعا لكم ( أي تأّلما لما أصاب بكم ) و ل زلفة ( و تقّربا ) الرض تجود لكم بالنبات ) تو ّ
اليكم و ل لخير ترجححوانه منكححم ( كمححا هححو المعهححود المتعححارف فححي جححود الّنححاس بعضححهم
حم أو التقّرب أو لجلب الخيححر أو لححدفع الضحّر أو نحححو لبعض حيث إّنهم يبذلون المال للتر ّ
سماء و الرض فل يتصّور فحي حقوقهمحا ذلحك لّنهمحا أجسحام جامحدة غيحر ذلك ،و أّما ال ّ
شاعرة ل يوجد ما يوجد منهما بالرادة و الختيار .
][8
قال الطبرسي :بلد عامة تدعمها و ل علقة تتعّلق بهما بأمره لهما بالقيام كقوله تعالى :
» إّنما أمرنا لشيء إذا أردنا أن نقول له كن فيكون « و قيل بأمره أي بفعله و امسححاكه إلّ
ن قححول القححائل أراد
ل عّز اسمه تضاف إليه بلفظ المر لّنه أبلغ في القتدار فححا ّ
ن افعال ا ّ
أّ
فكان أو أمر فكان أبلغ في الدللة على القتدار من أن يقول فعل فكان ،
سماء و الرض و تحقيق ما يتعّلححق بمصححالحها فححيو قد مضى تفصيل الكلم في منافع ال ّ
شرح الخطبة الّتسعين فليراجع هناك هذا .
و إّنما يبتليهم بذلك لطفا منه تعالى ) ليتوب تائب ( عححن سححوء عملححه ) و يقلححع مقلححع ( أي
ل سبحانهف عن ضلله و زل ) و يتذّكر متذّكر ( بما أعّد ا ّ يك ّ
][9
ثّم نّبه على ما به يرتفع المانع من الخيحر و الجحود و يتأّهحل لفاضحة الّرحمحة محن واجحب
ل سبحانه الستغفار ( ممحاة للّذنب و ) سببا لححدرور الححرزق (
الوجود فقال ) و قد جعل ا ّ
سححماء عليكححم
و كثرته ) فقال ( في سورة نوح ) استغفروا رّبكم اّنححه كححان غّفححارا يرسححل ال ّ
مدرارا و يمددكم بأموال و بنين ( و يجعل لكم جّنات و يجعل لكم أنهارا .
طبرسي في تفسيره :أى اطلبوا منه المغفرة على كفركم و معاصيكم إّنه كان غفارا قال ال ّ
لكلّ من طلب منححه المغفححرة ،فمححتى رجعتححم عححن كفركححم و معاصححيكم و أطعتمححوه يرسححل
سماء عليكم مدرارا ،أى كثيرة الّدرور بالغيث ،و قيل :إّنهم كانوا قد قحطوا و اسححنتوا ال ّ
غبهم في رّد ذلك بالسححتغفار مححع اليمححان و الّرجححوع و هلكت أموالهم و أولدهم فلذلك ر ّ
ل تعالى ،و يمددكم بأموال و بنين ،أي يكثر أموالكم و أولدكم الححّذكور ،و يجعححل إلى ا ّ
لكم جّنات ،أي بساتين في الّدنيا و يجعل لكم أنهارا تسقون بها جّناتكم ،قححال قتححادة :علححم
لح
سلم أّنهم كانوا أهل حرص على الّدنيا فقححال :هلّمححوا إلححى طاعححة ا ّ ل نوح عليه ال ّ
يا ّ نب ّ
ن فيها درك الّدنيا و الخرة . فا ّ
سلم فشكى إليححه الجدوبححة فقححال ن رجل أتى إلى الحسن عليه ال ّ و روى الّربيع بن صبيح أ ّ
لح
ل ،و أتاه آخر فشكى إليه الفقر ،فقال لحه :اسحتغفر ا ّ سلم :استغفر ا ّ له الحسن عليه ال ّ
لح ،فقلنححا :أتححاك رجحال ل أن يرزقني ابنححا ،فقححال لححه :اسححتغفر ا ّ و أتاه آخر فقال :ادع ا ّ
سححلم :مححا قلححت يشكون أبوابا و يسألون أنواعا ،فأمرتهم كّلهم بالستغفار ،فقال عليححه ال ّ
سححلم أّنححه
ل تعالى حكاية عن نبّيه نوح عليححه ال ّ ذلك من ذات نفسي إّنما اعتبرت فيه قول ا ّ
قال لقومه » :استغفروا ربكم إنه كان غّفارا « إلى آخره ،هذا .
و اليات و الخبار في فضيلة الستغفار و كونه سببا لدرور الححرزق و سححائر مححا يححترّتب
عليه من الثمرات كثيرة .
] [ 10
سححلم يقححول
ل ح عليححه ال ّ
و من الخبار في الكافي باسناده عن زرارة قال :سمعت أبا عبد ا ّ
ل لم يكتححب عليححه و عححن أبححي جل من غدوة إلى الّليل فان استغفر ا ّ ن العبد إذا أذنب ذنبا ا ّ
إّ
ل فيها سبع ساعات من الّنهار سلم قال :من عمل سّيئة اج ّ ل عليه ال ّ
بصير عن أبي عبد ا ّ
ي القّيوم ،ثلث مّرات لم تكتب عليه . ل هو الح ّ ل الذي ل إله إ ّ ،فان قال :أستغفر ا ّ
] [ 11
ل له و لو عمل ذلك اليححوم سححبعين ألححف ذنححب ،و مححن عمححل أكححثر مححن
سبعين مّرة غفر ا ّ
سبعين ألف ذنب فل خير له .
سلم قححال :مثححل السححتغفار و في الوسائل من الكافي عن ياسر الخادم عن الّرضا عليه ال ّ
مثل ورق على شجرة تحرك فتناثر ،و المستغفر من ذنب و يفعله كالمسححتهزىء برّبححه و
سححلم :إذا كححثر العبححد مححن السححتغفار
لح عليححه ال ّ
عن عبيد بن زرارة قال :قال أبححو عبححد ا ّ
رفعت صحيفته و هي تتلل .
لح
سلم في حديث قححال :قححال رسححول ا ّ ل عن آبائه عليهم ال ّ
سكوني عن أبي عبد ا ّ
و عن ال ّ
ل عليه و آله و سّلم :من كثرت همومه فعليه بالستغفار .صّلى ا ّ
لح لححم
سححلم أكححثروا السححتغفار إنّ ا ّ
و فيه من كتاب وّرام بن أبي فراس قال :قال عليححه ال ّ
ل و هو يريد أن يغفر لكم ،هذا .
يعّلمكم الستغفار إ ّ
و لّما نّبه على كون الستغفار سببا لدرور الرزق و استشهد عليححه باليححة الشححريفة أردفححه
ل امرء استقبل تححوبته ( أي اسححتأنفها ) و بالّدعاء على المستغفرين التائبين بقوله ) فرحم ا ّ
شارح البحرانححي :و لفححظ استقال خطيئته ( أي طلب القالة منها و من المؤاخذة بها قال ال ّ
ن المخطى كالمعاهد و الملتزم لعقاب اخروّيححة بلحّذة عاجلححة لمححا القالة استعارة و وجهها أ ّ
ي عنها للعقاب ،فهو يطلب للقالة من هححذه المعاهححدة كمححا علم من استلزام تلك الّلذة المنه ّ
يطلب المشتري القالة من البيع ) و بادر منّيته ( أى سارع
] [ 12
سلم من تمهيد مقّدمات الّدعاء شرع فيه فقحال ) الّلهححم إّنححا خرجنححا إليحك و لّما فرغ عليه ال ّ
ل لضرورة شححديدة ) و بعححد من تحت الستار و الكنان ( اّلتي ليس من شأنها أن تفارق إ ّ
عجيح البهائم و الولدان ( و أصواتها المرتفعة بالبكاء و النحيب ) راغبين ( في بحّرك و )
رحمتك و راجين فضل ( مّنك و ) نعمتك و خائفين من عذابك و نقمتك الّلهّم فأسقنا غيثك
سحاب المنساق لنبات أرضك المونق ) و ل تجعلنا من القانطين ( اليسين ( المغدق من ال ّ
سححفهاء مّنححا يححا أرحححم الّراحميححن ( و المححراد
سنين و ل تؤاخذنا بمححا فعححل ال ّ
) و ل تهلكنا بال ّ
سفهاء الجّهال من أهل المعاصي و بفعلهم معاصيهم المبعدة عححن رحمتححه سححبحانه كمححا بال ّ
سفهاء مّنا « ثحّم عححادسلم » :أتهلكنا بما فعل ال ّ في قوله سبحانه حكاية عن موسى عليه ال ّ
سلم إلى تكرير شكوى الجدب بذكر أسبابها الحاملة عليها فقال : عليه ال ّ
سحوء ) حيحن ألجائتنحا) الّلهّم إّنا خرجنا إليك نشكو إليك ما ل يخفى عليك ( من الضّر و ال ّ
سحنون المحّلحة ) و
المضائق الحوعرة ( المستصحعبة ) و أجائتنحا المقحاحط المجدبحة ( أي ال ّ
سرة ،و تلحمت علينا الفتن المستصعبة ( أى تزاحمت علينححا امححور أعيتنا المطالب المتع ّ
من الجوع و العرى و سائر مسّببات القحط ما كانت لنا فتنة أي بلء و محنة أى صححارفة
للقلوب عّما يراد بها .
) الّلهّم انشر علينا غيثك و بركتك و رزقك و رحمتك ،و اسقنا سقيا نافعة (
] [ 13
سححالمة مححن الفسححاد بححالفراط ) مرويححة ( مسححكتة للعطححش ) معشححبة ( أى ذات العشححب و
الكلء ) تنبت بها ما قد فات ( أي مضى و ذهب ) و تحيى بها ما قدمات ( .
قال بعض الفاضل :أي تخرج و تعيححد بهححا مححا قححد ذهححب و يبححس مححن أصححناف النّبححات و
ضروب العشاب و ألوان الزهار و أنواع الشجار و الثمار ،و ما انقطع مححن جححواري
الجداول و النهار فاستعار الحياء الذي حقيقته هو إفاضة الّروح على الجسد للخراج و
العادة المذكورين كما استعار الموت الذي هو حقيقة انقطاع تعّلق الّروح بالجسححد لليبححس
و الّذهاب ،و الجامع في الولى إحداث القوى الّنامية في المواد و المنحافع المترّتبحة علحى
ذلك ،و في الثانية استيلء اليبوسة و عدم الّنفع ،
ل منهما فعل و القرينة في الولى المجححرور ن المستعار في ك ّو هما استعارتان تبعّيتان ل ّ
سححقيا ،و
سقيا لظهور عدم حصول الحيححاء الحقيقححي بال ّ
أعني الضمير في بها العايد إلى ال ّ
ن الموت الذي يحيي المّتصف به بالسقى ل يكححون حقيقيححا في الّثانية السناد إلى الفاعل ل ّ
البتة .
) نافعة الحياء ( و المطر ) كثيرة المجتنى ( و الّثمر ) تروى بهححا القيعححان ( و الراضححي
سيلن أو السالة إلى المستوية ) و تسيل بها البطنان ( و الراضي المنخفضة ،و نسبة ال ّ
البطنان من المجاز العقلي إذ حّقه أن يسند أو يوقع على الماء ،لّنه المححاء حقيقححة و لكّنححه
أوقع على مكانه لملبسته له كما اسند الفعل إليه في سال النهحر ،و الغحرض طلحب كحثرة
المطححر ) ،و تسححتورق الشححجار ،و ترخححص السححعار ،إّنححك علححى مححا تشححاء قححدير ( و
بالجابة حقيق جدير .
ععععع
لح سححبحانه و
قال بعض شّراح الصحيفة الكاملة :اختلف في الّتسعير فقيل هو مححن فعححل ا ّ
ل تعالى ،
لا ّهو ما ذهبت إليه الشاعرة بناء على أصلهم من أّنه ل فاعل إ ّ
و لما ورد في الحديث حين وقع غلء بالمدينة فححاجتمع أهلهححا إليححه و قححالوا :سحّعر لنححا يححا
ل.
ل ،فقال :المسّعر هو ا ّ
رسول ا ّ
و اختلف المعتزلة في هذه المسألة فقال بعضهم هو فعل المباشر من العبد إذ
] [ 14
سعر عن مجري عادته ترقّيححا أو نححزول إن و الذي تذهب إليه معشر المامية أن خروج ال ّ
ل تعالى .
استند إلى أسباب غير مستندة إلى العبد و اختياره نسب إلى ا ّ
ل نسححب إلححى العبححد كجححبر السححلطان الّرعيححة علححى سححعر مخصححوص ،و مححا ورد فححي
وإ ّ
ل ،ليقححّرره
الحديث النّبوي المذكور محمول على أّنه ل ينبغي الّتسعير ،بل يفّوض إلى ا ّ
بمقتضى حكمته البالغة و رحمته الشاملة .
ي بححن
سلم في هذا المعنى كما روى عن عل ّ و ما ورد من الخبار عن أهل البيت عليهم ال ّ
لح
سعر يدّبره بأمره ،و عن أبيعبححد ا ّل ملكا بال ّلوكّ نا ّ
سلم أّنه قال :إ ّالحسين عليهما ال ّ
سعر ما لم يكن للعبححد ول بالسعار ملكا يدّبرها بأمره ،فالمراد بال ّ لوكّ نا ّسلم إ ّ
عليه ال ّ
ل أعلم .أسبابه مدخل ،و ا ّ
ععععععع
آگاه باشيد بدرستيكه زمينى كه بر ميدارد شما را ،و آسمانى كه سايه مىافكند بر شما ،
مطيع و منقاد هستند پروردگار شححما را ،و نگرديدهانححد آن آسححمان و زميححن كححه ببخشححد
بشما بركت خودشان را بجهة غمخوارى از بححراى شححما ،و نححه بجهححة تق حّرب و منزلححت
بسوى شما ،و نه از جهة خيري كه اميدوار باشند بآن از شما ،و لكن مححأمور شححدند از
جانب خداوند قادر قاهر بمنفعتهاي شما ،پس اطاعت كردهاند و بر پا داشته شدهاند بر
نهايات مصلحتهاى شما ،پس قيام نمودهاند .
پس بدرستيكه خداوند تعالى مبتل مينمايد و امتحان ميفرمايد بندگان خود را هنگام اقححدام
بر أعمال ناشايست بنقص ميوجات و حبس كردن بركحات و بسحتن خزينهحاى خيرهحا تحا
اينكه توبه نمايد توبه كننده ،و ترك كند گناه را ترك كننده ،
] [ 15
و متذّكر شود صاحب تذّكر ،و منزجر شود قابل زجر .
و بتحقيق كه گردانيده حق تعالى طلب مغفرت و استغفار را سبب فححرود آمححدن روزى و
رحمت از براى خلق ،پس فرمود در كلم مجيد خود » :استغفروا رّبكم إّنه كان غّفارا
« ،يعني طلب مغفرت و آمرزش نمائيد از پروردگار خححود بدرسححتيكه اوسححت صححاحب
مغفرت و آمرزنده ،تا بفرستد أبر را بر شما در حالتى كه ريزان شود ببححاران ،و مححدد
فرمايد شما را بأموال و أولد ،پس رحمت نمايد خححدا بححر كسححى كححه روى آورد بححدرگاه
خدا به توبه و انابه و طلب اقاله و فسخ خطاى خححود را نمححود و مبححادرت و پيححش دسححتى
كرد بسوى مرگ خود با توبه نمودن از معصيت .
بار الها بدرستى كه ما بيرون آمدهئيم بسوى رحمت تو از زير پردهححا و پوششححها يعنححي
جه تححو شححده بعححد از نححاله
از خانهاى خود بيرون آمده و پا برهنه رو بصحرا نهاده و متو ّ
چهارپايان و فرزندان در حالتى كه راغبيم در رحمت تو ،و اميدواريم بزيححادتي نعمححت
تو ،و ترسانيم از عذاب تو و عقاب تو ،بار پروردگارا پس آب ده ما را بباران خودت
،و مگردان ما را از نوميدان ،و هلك مكن ما را بسالهاى قحطى ،و مؤاخذه مكن بما
بجهت فعل قبيح سفيهان و بىخردان ما أي پروردگارى كه ارحم الّراحمين هستى .
بار خدايا بدرستى كه ما بيرون آمدهيم بسوى تو شكايت مىكنيم بسححوى تححو چيزيححرا كححه
پنهان و پوشيده نيست بتو وقتى كه مضطر گردانيد ما را تنگيها بغايت سححخت ،و ملجححأ
نمود ما را سالهاى قحطي ،و عاجز ساخت ما را مطلبهائى دشوار ،
بارالها بدرستي كه ما سؤال ميكنيححم از فضححل و كححرم تححو ايححن كححه برنگردانححى مححا را در
حالتى كه مأيوس باشيم ،و باز نبرى مححا را در حححالتى كححه محححزون و پريشححان شححويم و
خطاب عتاب نكنى بما بجهة گناهان ما ،و قياس نكنى ما را بأعمال قبيحه ما . .
پروردگارا پراكنده كن بر ما باران خود را ،و سيراب كن ما را سيرابى با منفعححت كححه
سيراب سازنده هر موجود است ،و روياننده گياه كه بروياني بسبب آن
] [ 16
لت ،و زنده گرداني بواسطه آن آنچه كه مرده از سيرابى آنچه كه فوت شده باشد از غ ّ
نبات ،آن چنان سيرابي كه صاحب باران را منفعت باشد ،و بسححيار شححود ميححوه آن كححه
سيراب گرداني بآن زمينهحاى همحوار را ،و روان گردانححي بححآن زمينهحاي پسحت را ،و
برگ دار گرداني درختان را بآن ،و أرزان گردانى نرخها را ،بدرستي كه تو بر آنچه
كه مىخواهى از رخص و جدب صاحب قدرت و توانائى .
ععععع ععععع
ق ،أل إنّ
صدق إلى سبيل الح ّ جة لهم بترك العذار إليهم ،فدعاهم بلسان ال ّ ل تجب الح ّلئ ّ
ل قحد كشحف الخلحق كشححفة ،ل أّنحه جهححل محا أخفححوه مححن مصحون أسححرارهم ،و مكنححونا ّ
ضمائرهم ،و لكن ليبلوهم أّيهم أحسن عمل ،فيكون الّثواب جزاء ،و العقاب بواء ،أين
ل و وضححعهم ،اّلذين زعموا أّنهم الّراسخون في العلم دوننا كذبا و بغيا علينا ،أن رفعنا ا ّ
و أعطانا و حرمهم ،و أدخلنا و أخرجهم ،بنا يستعطى الهدى ،
] [ 17
ععععععع
قوله :من وحيه ،بيان لمحا الموصححولة ،و قححوله :ليبلححوهم أّيهحم أحسححن عمل ،كلمححة أيّ
اسحتفهامّية مضحافة إلحى محا بعحدها و هحي مبتحدء و أحسحن خحبره ،و عمل تميحز و جملحة
الستفهام بدل من مفعول يبلو على حّد قوله سححبحانه » :و أسحّروا النجححوى الححذين ظلمححوا
ل بشر ،بدل من الّنجوى . ن جملة هل هذا إ ّل بشر مثلكم « فا ّهل هذا إ ّ
و يجوز أن يكون الجملة الستفهامّية استينافا بيانيا ،كأّنه سئل عن المبتليححن و قيححل :مححن
هم ؟ فقيل :أّيهم أحسن عمل نظير ما قاله بعض النحوّيين في قوله :
ي اسحتفهامّية و جملححة
نأ ّ
ل شحيعة أّيهحم أشحّد علححى الّرحمححن عتّيححا « مححن أ ّ
ن من ك ّ» لننزع ّ
ن بعحض كح ّ
ل ل شحيعة ،مفعححول ننزعحنّ ،و المعنحى لننزعح ّ الستفهام مسحتأنفة ،و مححن كح ّ
ن قائل يقول :و من المنزعين ؟ فقيل :أّيهم أشّد . شيعة ،و كأ ّ
و قوله :أين الذين ،اسحتفهام علححى سححبيل التقريحع و التوبيححخ ،و قحوله :دوننحا فححي مححلّ
ي علححى الفتححح لملزمتححهالّنصب حال من فاعل الّراسخون و هو بمعنى سوى و غير مبن ح ّ
الضافة ،و كذبا و بغيا منصوبان على الحال من فاعل زعموا و هما بمعنححى الفاعححل أي
ل الّنصححب مفعححول لححه
كاذبين في زعمهم ،و علينا ،متعّلق ببغيا ،و أن رفعنححا ،فححي محح ّ
ل ،و قوله :ل تصلح ،فاعله راجع إلى ن رفعنا ا ّ
لبغيا ،أي بغيهم علينا ل ّ
] [ 18
شححارحان البحرانححي و المعححتزلي ن هذا الفصل مححن الخطبححة حسححب مححا أشححار اليححه ال ّ اعلم أ ّ
صحححابة الححذين كححانوا ينححازعونه الفضححل ،و صحّدر الفصححل منافرة بينه و بيححن قححوم مححن ال ّ
صححهم بححه مححن
بالشارة إلى بعث الّرسل و الحكمة في بعثهححم فقححال ) :بعححث رسححله بمححا خ ّ
ل سبحانه و إن لم يجر له ذكر لعدم اللتباس كما فححي قححوله وحيه ( الضمائر راجعة إلى ا ّ
ل سححبحانه بواسححطة تعالى » :و أوحى إلى عبده ما أوحى « .و الوحى كلم مأخوذ من ا ّ
الملك ،و اللهام يحصل منه سبحانه بغير واسحطة ،و قيحل :الحوحى قحد يحصحل بشحهود
صححورى المتضحّمن للكشححف المعنححوي ،و اللهححام الملك و سماع كلمه فهو من الكشف ال ّ
ص الّرسحالة و متعّلحق بالظحاهر ،و اللهحام محن من المعنوى ،و أيضحا الحوحى محن خحوا ّ
ص الولية ،و أيضا هو مشروط بالتبليغ كما قال » :يا أّيهححا الّرسححول بّلححغ مححا انححزل خوا ّ
إليك من رّبك « دون اللهام ،و منهم من جعل اللهححام نوعححا مححن الححوحى فيكححون إطلق
الوحى على اللهام في قوله سبحانه :
» و أوحى رّبك إلى الّنحل « » و أوحينا إلى ُاّم موسى « على سبيل الحقيقة ،و أّما على
سع و التجّوز . سابقة فهو من باب التو ّ
القوال ال ّ
فان قلت :هذا ينافي بالقول بالواجبات العقلّية و كفايححة حكححم العقححل بححالوجوب أو التحريححم
فيما استقل بحسنه أو قبحه و لو لم يبعث الّرسحل كمحا هححو محذهب العدلّيححة محن الماميححة و
المعتزلة .
] [ 19
حة مذهبهم يقتضي أن يحمل عمححوم اللفححاظ نصّ شارح المعتزلي بأ ّقلت :قد أجاب عنه ال ّ
جححة فيمححا لححم
لح ح ّ
ن المراد بها الخصوص ،فيكون الّتأويل لئل يكون للّنححاس علححى ا ّ على أ ّ
شرعّيات ،و كذلك و ما كّنا معّذبين على ما لححم يكححن ل العقل على وجوبه و ل قبحه كال ّ يد ّ
ن العمومححات مخصوصححة بغيححر صححله أ ّ
العقححل دليل عليححه حّتححى نبعححث رسححول ،و مح ّ
ل لحكمه ل فيما استق ّن المقصود بالية و ما كّنا معّذبين قبل بعث الّرسل إ ّ المستقلت ،و أ ّ
العقل ،هذا .
و يمكن الجواب بابقاء الية على عمومها و التصّرف في البعث بأن يجعححل بعححث الّرسححل
كناية أو مجازا عن مطلق بيان التكليف و لو بلسان العقل كمححا فححي المسححتقلت العقلّيححة إ ّ
ل
أّنه لّما كان الغالب بل الغلب كون البيان بالّرسول ،
فعّبر به عنه كما في قولك ل أبححرح هححذا المكححان حّتححى يححؤّذن المححؤّذن ،مريححدا بححه دخححول
الوقت إذ كثيرا ما يعلم دخوله به .
ل سححبحانه صدق ( و هو لسان النبياء و الحجج ،لّنهم تراجمة وحى ا ّ ) فدعاهم بلسان ال ّ
و يقرب منه ما في شرح البحراني قال :هو لسان الشححريعة الّناطقححة عححن مصححباح الّنبححوة
شححرع ق ( و هححو سححبيل الحّدين و نهححج ال ّ
ق سححبحانه ) إلححى سححبيل الحح ّ
المشتعل عن نور الح ّ
المبين .
سلم إلى الحكمححة فححي بعححث الّرسححل أردفححه بححالّتنبيه علححى الغححرض مححن و لّما أشار عليه ال ّ
ل تعالى قد كشف الخلق كشفة ( أي أبداهم و أظهر حححالهم نا ّالّتكليف و هو قوله ) :أل إ ّ
شححقاوة و
سححعادة و ال ّ
بما تعّبدهم به مححن الحكححام إذ بالتعّبححد بهححا يظهححر مححا هححم عليححه مححن ال ّ
الجحود و الّتسليم ،و هححذا معنححى مححا قيححل إّنححه أراد بالكشححف الختبححار و البتلء ) ل ( ل
) أّنه جهل ما أخفوه من مصون أسرارهم و ( أضمروه من ) مكنون ضمائرهم ( بل هححو
ضمائر .
سرائر و الخبير بمكنونات ال ّ العالم بال ّ
سر و أخفى ،و ل يعزب عنه مثقححال ذّرة فححي الرض و ل و إن تجهر بالقول فاّنه يعلم ال ّ
ل هححو سادسححهم و ل
ل هو رابعهم و ل خمسححة إ ّ
سماء ،و ما يكون من نجوى ثلثة إ ّ في ال ّ
ل هو معهم ،على ما مّر تحقيقا و تفصيل في أدنى من ذلك و ل أكثر إ ّ
] [ 20
سابع من الخطبة الولى ،و فححي شححرح الخطبححة الّتاسححعة و الربعيححن و تنبيهات الفصل ال ّ
الخطبححة الخامسححة و الّثمححانين فليراجححع ) و لكححن ( كشححفهم ) ليبلححوهم أّيهححم أحسححن عمل (
سححموات وشريفة فححي سححورة هححود قححال تعححالى » :و هححو الححذي خلححق ال ّاقتباس من الية ال ّ
الرض في سّتة أّيام و كان عرشه على الماء ليبلوكم أّيكم أحسن عمل « .
ي :معناه أّنه خلق الخلق و دّبر المور ليظهر إحسان المحسن فححاّنه الغححرض طبرس ّقال ال ّ
في ذلك أي ليعاملكم معاملة المبتلى المختبر لئل يتححوهم أّنححه سححبحانه يجححازى العبححاد علححى
حسب ما في معلومه أّنه يكون منهم قبل أن يفعلوه .
و في سورة الملك » اّلذي خلق الموت و الحيوة ليبلوكم أّيكم أحسن عمل « .
ل عامل بقدر عمله ي :أي ليعاملكم معاملة المختبر بالمر و الّنهى فيجازى ك ّطبرس ّ
قال ال ّ
،و قيل :ليبلوكم أّيكم أكثر للموت ذكرا و أحسن له استعدادا و أحسن صححبرا علححى مححوته
و موت غيره ،و أّيكم أكثر امتثال للوامر و اجتنابا عن الّنواهي في حال حياته .
ل عليه و آله عن قوله تعالى » :أّيكم أحسن عمل « مححا قال أبو قتادة سألت الّنبي صّلى ا ّ
ل عليححه و آلححه و سحّلم :يقححول :أّيكححم أحسححن عقل ثحّم قححال :أتّمكححم
عنى به ؟ فقال صّلى ا ّ
ل به و نهى عنه نظححرا ،و إن كححان أقّلكححم ل خوفا ،و أحسنكم فيما أمر ا ّ عقل ،و أشّدكم ّ
تطّوعا .
ل عليه و آله أّنه تلى تبارك الذي بيده الملك إلى قوله :
ي صّلى ا ّ
و عن ابن عمر عن الّنب ّ
لح سححبحانه لعبححاده فححي شححرح الخطبححة أقول :و قد مضى تفصيل الكلم في معنى ابتلء ا ّ
صله أّنه سبحانه يختبر عباده مع علمه بمححا يححؤل اليححه أمرهححم مححن ستين ،و مح ّ الثانية و ال ّ
ل عامححل سححعادة أو شححقاوة بححأوامره و نححواهيه ،و يعححاملهم معاملححة المختححبر ليجححازي ك ح ّ
ل بعحد وقحوع الفعحل و العمحل منحه بمقتضى فعله و عمله ،كما ل يجازي المختبر للغيحر إ ّ
) فيكححون الثححواب ( منححه تعححالى ) جححزاء ( للحسححنات بمقتضححى فضححله ) و العقححاب بححواء (
للسّيئات بمقتضى عدله .
] [ 21
ثّم إّنه لّما أشار الى الحكمة في بعث الّرسل و نّبه على الغرض من الّتكليف أردفه بقوله :
) أين اّلذين زعموا أّنهم الّراسخون في العلم دوننا ( و غرضه بذلك توبيخ الّزاعمين لذلك
ن الّرسوخ في العلم مخصوص بأهل بيححت الوليححة عليهححم
و النكار عليهم و الّتنبيه على أ ّ
ن غيرهم كاذب في دعوى الّرسوخ . سلم و أ ّ
ال ّ
و هذه الّدعوى منهم أعنى اختصاصهم بالّرسوخ قد شهد عليه البراهين العقلية و النقلية و
صة .
ص عليه العاّمة و الخا ّ
ن ّ
شارح المعتزلي في شرح هذا المقام حيث قال :إّنه كناية و إشححارة اما العامة فلما أورده ال ّ
صحابة كانوا ينازعونه الفضل ،فمنهم من كححان يحّدعى لححه أّنححه أفححرض ،و إلى قوم من ال ّ
منهم من كان يّدعى له أّنه أقرء ،و منهم من كان يّدعى له أّنه أعلححم بححالحلل و الحححرام ،
هذا .
ن القضححاء يحتححاج إلححىسلم أفضل » أقضى ظ « الّمححة و أ ّ مع تسليم هؤلء له أّنه عليه ال ّ
ل واحدة منها ل تحتاج إلى غيرها ،فهححو إذا أجمححع للفقححه و أكححثرهمكلّ هذه الفضائل و ك ّ
ل أنه لم يرض بذلك ،و لم يصدق الخبر 1الححذي قيححل أفرضححكم فلن إلححى احتواء عليه إ ّ
آخره ،فقال إّنه كذب و افتراء حمل قوما علححى وضححعه الحسححد و البغححى و المنافسححة لهححذا
ى من بني هاشم . الح ّ
سححلم
لح عليححه ال ّ
ففي البحار من بصائر الّدرجات باسناده عن أبي بصححير عححن أبححي عبححد ا ّ
قال :نحن الّراسخون في العلم و نحن نعلم تأويله .
لح بحن حّمححاد عحن بريححد البجلححي » و من البصائر أيضا عن إبراهيم بن إسحاق عن عبحد ا ّ
لح و
سلم فححي قححوله تعححالى » :و مححا يعلححم تححأويله إلّ ا ّ
العجلى ظ « عن أحدهما عليهما ال ّ
ل أفضححل الّراسححخين ل عليه و آله و سّلم فرسول ا ّ الّراسخون في العلم « آل محّمد صّلى ا ّ
ل لينزل عليه ل جميع ما أنزله عليه من التنزيل و التأويل ،و ما كان ا ّ في العلم قد عّلمه ا ّ
شيئا لم يعّلمه تأويله ،و أوصياؤه من بعده يعلمونه كّله .
-----------
) ( 1ت تت تت تتتت تت تت تتتتتت تت ت ت ت ت تتت
ت تتتتتت تتت ت تتت
] [ 22
و من مناقب ابن شهر آشوب عن أبي القاسم الكوفي قال :روى في قوله :
لزم ل يحزول عحن ححاله و ليحس يكحون قال صاحب المناقب :و في الّلغحة الّراسحخ هحو ال ّ
سلم في وقت ولدته قال ل على العلم في ابتداء نشوه كعيسى عليه ال ّ ل من طبعه ا ّكذلك إ ّ
ل آتاني الكتاب « الية ،فأما مححن يبقححى السححنين الكححثيرة ل يعلححم ثحّم يطلححب » :إّني عبد ا ّ
العلم فينا له من جهة غيره على قححدر مححا يجححوز أن ينححاله منححه فليححس ذلححك مححن الراسححخين
ل صغيرا انتهى . يقال :رسخت عروق الشجر في الرض و ل يرسخ إ ّ
و هذا هو الّدليل العقلى على اختصاص الّرسوخ لهم مضحافا إلححى الدّلححة الخححر ل نطحول
بذكرها .
و لمكان الختصاص كذب المحّدعين للتصححاف بالرسححوخ و الزاعميححن لختصاصححه بهححم
لح ودونهم بقوله ) كذبا و بغيحا علينححا ( و حسححدا لنحا و عّلحة كححذبهم و بغيهححم ) أن رفعنحا ا ّ
ل درجاتنا في الّدنيا و الخرة على الكاّفة و وضعهم . وضعهم ( أى رفع ا ّ
ل أن ترفع « فقد روى في غاية المرام من ل عليه قوله سبحانه » :في بيوت أذن ا ّ كما يد ّ
لح
تفسير الثعلبي في تفسير هذه الية برفع السناد إلى أنس بن مالك قال :قححرء رسححول ا ّ
ى بيوت هذه ؟ قال :لأ ّ
ل عليه و آله و سّلم هذه الية فقام رجل فقال :يا رسول ا ّ
صّلى ا ّ
يو ل هذا البيت منها ؟ يعني بيححت عل ح ّبيوت النبياء ،فقام إليه أبو بكر فقال :يا رسول ا ّ
ل عليه و آلححه و سحّلم :نعححم مححن أفاضححلها ،و بمعناهححا روايححات اخححر
فاطمة ،قال صّلى ا ّ
عامية و خاصية .
) و أعطانا و حرمهم ( أي آتانا النبّوة و الخلفة و المامة و حرمهم هذه كما قال تعالى :
سحلم فحيلح محن فضحله « ،قحال أبحو جعفحر عليحه ال ّ
» أم يحسدون الناس على ما آتحاهم ا ّ
ل من المامة دون المرّوى من بصائر الدّرجات :فنحن الناس المحسودون على ما آتانا ا ّ
ل جميعا .
خلق ا ّ
و من مناقب ابن شهر آشوب و تفسير العياشي عن أبي سعيد المؤدب عن ابن عباس فححي
ل من فضله « قال :نحن الناس
قوله » أم يحسدون الناس على ما آتيهم ا ّ
] [ 23
صححة أّنححه
صة ) و أخرجهم ( منها و من جملة تلححك العنايححة الخا ّ ) و أدخلنا ( في عناية الخا ّ
سححلم ، شارعة في المسجد غيححر بححاب أميححر المححؤمنين عليححه ال ّ سبحانه أمر بسّد البواب ال ّ
ل عليححه و آلححه بس حّدل صّلى ا ّ روى الحمويني بسنده عن بريد السلمي قال :أمر رسول ا ّ
لحل عليه و آله فلّما بلغ ذلك رسححول ا ّ ل صّلى ا ّ ق ذلك على أصحاب رسول ا ّ البواب فش ّ
صلة جامعة حّتى إذا اجتمعوا صححعد المنححبر فلححم يسححمع ل عليه و آله و سّلم دعا ال ّ صّلى ا ّ
ل تحميدا و تعظيما في خطبة مثل يومئذ فقال :يا أّيها الّناس ما أنححا سححددتها و ل لرسول ا ّ
ل صاحبكم و مححا ل سّدها ،ثّم قرء » :و الّنجم إذا هوى ما ض ّ ل عّز و ج ّ
أنا فتحتها ،بل ا ّ
ل وحى يوحى « ،و قال رجل :دع لى كححّوة تكححون غوى و ما ينطق عن الهوى إن هو ا ّ
ل عليه مفتوحا و كان يدخل و يخححرج منححه و ي صلوات ا ّ في المسجد فأبى و ترك باب عل ّ
هو جنب .
سححلم العلم و المنححار و نححور النححوار و شححموس ) بنا يسححتعطى الهححدى ( لّنهححم عليححه ال ّ
ظلماء ،و الهداة لمن اهتدى في الخرة و الولى على ضياء و كواكب الّدجى و نجوم ال ّ ال ّ
ما مّر تحقيقا و تفصيل في شرح الخطبة الرابعة .
] [ 24
في العرب ،و ل يلزم أن يكون ما في العرب مقصورا على التصححاف بححالكرم ،و علححى
هذا القياس .
لح و كحلّ
ل توّكححل علححى ا ّ
ن كح ّ
ن المعنححى أ ّ
قال المحقق الشريف في وجححه إفححادته القصححر ل ّ
ل كرم في العرب فيلزم أن يكون الكرم مقصورا على التصححاف لوكّ تفويض إلى أمر ا ّ
ل فرد منه موصوف بكونه فيهم فل يوجد فرد منه في غيرهححم ، نكّبكونه في العرب ،ل ّ
ل ما هو كائن في العرب موصوفا بكححونه كرمححا ،لئل يلححزم و ل يلزم من ذلك أن يكون ك ّ
قصر الخبر على المبتداء انتهى .
فقد ظهر بذلك أّنه لغبار على إفادته القصر و إن اختلف أنظارهم في وجه إفادته لححه ،و
ليكن هذا على ذكر منك تثنّبه به على فساد أكثر ما ذهب إليه المعتزلححة فححي بححاب المامححة
ل.
شارح المعتزلي عنهم على ما تطلع عليه في التنبيه التي إنشاء ا ّ حسب ما حكاه ال ّ
شريف مححع الحححد و قوله ) :غرسوا في هذا البطن ( المعّين ) من هاشم ( أراد به نفسه ال ّ
لح عليهححم و قححوله :
عشر من ولده على ما هو مذهب أصحابنا المامّية المحّقة رضححوان ا ّ
) ل تصلح ( أي المامة المستفادة من سوق الكلم ) على سواهم و ل تصححلح الححولة مححن
سابق و اختصاص المامة بالعترة الطاهرة ل عليه القصر ال ّغيرهم ( و هو تأكيد لما قد د ّ
سلم كما هو مدلول الفقرة الخيرة . أعنى الئمة الثنى عشر عليهم ال ّ
ن للولية و المامة خصائص بها يتأهل لها ،و تلك الخصححائص موجحودة فيهححم و وجهه أ ّ
سححلم كمححا تقحّدم تحقيححق ذلححك و
ل لهححم عليهححم ال ّ
غيححر موجححودة فححي غيرهححم ،فل تصححلح إ ّ
توضيحه في شرح الفصل الخامس من الخطبة الّثانية في معنى قححوله :و لهححم خصححائص
ق الولية ،و فيهم الوصّية و الوراثة .
حّ
ععععع
] [ 25
يو
فقال قوم من قدماء أصحابنا :الّنسب ليس فيها شرطا أصل و أّنها تصحلح فحي القرشح ّ
شححرائط المعتححبرة و اجتمعححت الكلمححة و هححو قححول
غير القرشي إذا كان فاضل مسححتجمعا لل ّ
الخوارج .
ل فححي العححرب
ن الّنسب شرط فيها و إّنها ل تصلح إ ّ
و قال أكثر أصحابنا و أكثر الّناس :إ ّ
صة .
صة و من العرب فقريش خا ّ خا ّ
و قال بعض أصحابنا .معنى الخبر أّنه ل يخلو قريش أبدا مّمن يصححلح للمامححة فححأوجبوا
ل عصر و زمان . بهذا الخبر وجود من يصلح من قريش لها في ك ّ
و قال معظم الّزيدية :إّنها في الفاطمّيين خاصة من الطالبيين ل تصلح في غيححر البطنيححن
ل بشرط أن يقوم بها و يدعو إليها فاضل زاهححد عححالم عححادل شححجاع سححائس وو ل تصح إ ّ
ي و هو من أقوالهم الشاّذة .
بعض الزيدية يجيز المامة في غير الفاطمّيين من ولد عل ّ
صصوها بالعباس و ولده من بطون قريش كّلها و هو القول الححذيو أما الراوندية فانهم خ ّ
ظهر في أيام المنصور و المهدي .
سححلم فححي الشححخاص
و أمححا الماميححة فححانهم جعلوهححا سححارية فححي ولححد الحسححين عليححه ال ّ
ح عندهم لغيرهم . المخصوصين و ل تص ّ
ثّم قال الشارح :فان قلت :إنك شرحت هذا الكتاب على قواعد المعتزلححة و اصححولهم فمححا
ل فححي بنححي هاشححم
ن المامححة ل يصححلح مححن قريححش إ ّقولك في هذا الكلم و هو تصريح بححأ ّ
خريهم .خاصة و ليس ذلك بمذهب المعتزلة ل متقّدميهم و ل متأ ّ
] [ 26
ن المراد به كمال المامة كما حمححل قححوله و يمكن أن يتأّول على مذهب المعتزلة فيحمل أ ّ
ل في المسححجد علححى نفححي الكمححال ل
ل عليه و آله و سّلم :ل صلة لجار المسجد إ ّصّلى ا ّ
حة ،انتهى كلمه هبط مقامه .
على نفى الص ّ
ل عليه و آله و سّلم :الئمة من قريش لفادته القصرأّما القول الّول فيبطله قوله صّلى ا ّ
و اشتراطه الّنسب حسب ما عرفت سابقا .
و أّما القول الثاني فهو مسّلم لكن ل على اطلقه بل بتقييححد القرشححي بححالبطن المخصححوص
من هاشم أعنى عليا و ولده للدّلة التية الدالة عليه مضافة إلى ما تقّدم من تصريح علحح ّ
ي
سلم به .
عليه ال ّ
] [ 27
و أما القول الخامس فهو مسّلم لكن ل في مطلق الطالبى و الفاطمي ،بححل فححي الشححخاص
المخصوصة أعنى الئمة الثنى عشر ،و ما ذكروه من الشروط أعنى القيام و الّدعوة و
ل عليها دليل من الكتحاب و السحنة ،و عمحدة شحروطها العصحمة و النحص و السياسة لم يد ّ
الفضلية ،و لها شرايط اخر مذكورة في الكتب الكلمية لصحابنا و أما القححول السححادس
و السابع فشاّذان ضعيفان ل يعبأ بهما مع قيام الدّلة القاطعة على خلفهما .
و أما القول التاسع و العاشر فكالسادس و السابع ضعيفان أيضا ،هذا .
و بقى الكلم مع الشارح فيما ذكره جوابا عن العححتراض الححذى أورده علححى نفسححه أعنححي
قوله قلت :هذا الموضع مشكل ولى فيه نظر إلى قوله :حيثما دار .
فأقول :هذا الجواب يستشّم منه ميل الشارح إلحى محذهب الشحّيعة المامّيحة كمحا هحو زعحم
ن أكححثر كلمححاتهلأّ بعض العاّمة بحل أكححثرهم حيححث ينسححبونه إلحى التشحّيع و يتححبّرون منححه إ ّ
ل ح فححي
صححريحة فححي اختيححاره مححذهب العححتزال حسححب مححا عرفتهححا و سححتعرفها إنشححاء ا ّ
تضاعيف الشرح على ما جرى عليه ديدننا و التزمنححا بححه مححن حكايححة كّلمححا وقححع فيححه منححه
خطاء و زّلة من كلمه و تعقيبه بالتنبيه على هفواته و آثامه .
حة الّروايححة ل غبححار عليهححانصّ ل اشكال و ل نظر ل ّ ن هذا الموضع ليس مح ّ ثّم أقول :إ ّ
ن مضححمونها معتضححد و موافححق لأّ فاّنها و إن رواهححا السحّيد ) ره ( علححى نحححو الرسححال إ ّ
سند حسب ما تعرف للخبار النبوية و غير الّنبوية المعتبرة العامّية و الخاصّية القطعّية ال ّ
ل تعالى ،و بالجملة فليس الدليل منحصرا في المقام في هذه جملة منها عن قريب انشاء ا ّ
حتها ،بل لنححا علححى هححذه الحّدعوى أدّلححة قاطعححة متظححافرة بححل
الّرواية حّتى يستشكل في ص ّ
متواترة حسب ما تطلع عليها .
] [ 28
و أما قول الشارح و يمكن أن يتأّول و يطبق على مذهب المعتزلة ففيه :
ن المامححة منصححب إلهححي و ملححك عظيححم غيححر قابححل للكمححال و الّنقصححان و الش حّدة و
أول إ ّ
شححرائطضحعف ،بححل لهحا شححروط و خصححال بهحا يتأّهححل لهحا ،فحيحث مححا وجحدت تلححك ال ّ ال ّ
سلم :الئمة من قريش ، وجدت ،و حيث ما انتفت انتفت ،فل معنى لحمل قوله عليه ال ّ
ح توصححيفه ل أن يجعل المراد بالمام معناه الّلغوى أعنى مطلق المقتدى فحينئذ يص ّ اللهّم إ ّ
ق و به يعححدلون ،و بالّنححاقصبالكمال و الّنقصان ،فيراد بالكامل الئمة اّلذين يهدون بالح ّ
ق جاهححدون ،و علححى ذلححك فيكححون معنححى قححوله :
الئمة الذين يدعون إلى الّنار و هححم للحح ّ
الئمة من قريش آه ،المقتدين الكاملين يعني أئمة الهححدى مححن قريححش غرسححوا فححي البطححن
ضلل مححن غيححر المخصوص من هاشم ،فل ينافي وجود المقتدين الناقصين أعني أئمة ال ّ
ذلك البطن .
ن غرضححه مححن حمححل شححارح ،ل ّلكن هذا المعنى مضافا إلى أّنه مجاز مّمححا ل يلححتزم بححه ال ّ
حل ذلك الّتأويل إّنما هو تصحيح مذهب المعتزلححة و الحديث على كمال المامة ،و من تم ّ
رفع تضاّد الحديث لذلك المذهب ،فكيف يقّر و يذعن بضلل أئمتححه و لححه أن يجيححب عححن
ن المراد بالمام الكامل الفضل و الجمع للخلل 1الحميححدة ،و بالّنححاقص ذلك و يقول إ ّ
ن علّيا أفضححل مححن سححائر من دون ذلك كما يؤمى إليه اعترافه وفاقا لصحابه المعتزلي بأ ّ
الخلفاء على ما تقّدم تفصيل حكاية عنه فححي المقّدمححة الثانيححة مححن مقحّدمات الخطبححة الثالثححة
المعروفة بالشقشقية .
جه عليه ما قّدمناه في المقّدمة المذكورة فححي المقصححد الّثححاني منهححا مححن أّنححه بعححد
ل أّنه يتو ّ
إّ
سلم ل يبقى لغيره إمامة و خلفة أصل ، القول و اللتزام بأفضلّية أمير المؤمنين عليه ال ّ
لقبح ترجيح المرجوح على الراجح و غير الفضححل علححى الفضححل عقل و شححرعا فيبقححى
ايراد الذي أوردناه أعنى عدم كون المامة قابلة للّنقصان على حالها .
-----------
) ( 1تتتتتت تتتتتت تتتت تتتتت ت تت تتت ت ت
تتتتت تتتتتت تتت
] [ 29
ن قوله :الئمة من قريش ،جمع محّلى ض عّما قلنا و المماشاة نقول :إ ّ
ن بعد الغ ّ
و ثانيا إ ّ
لم و كذلك قوله ،ل تصلح الولة من غيرهم ،و الجمع المحّلى مفيد للعمححوم و حقيقححة بال ّ
في الستغراق الحقيقي على ما قّرر في الصول و حملها على الئمححة و الححولة الكححاملين
يوجب صرف الستغراق إلى المجاز أعنى الستغراق العرفي و الصل فححي السححتعمال
الحقيقة .
لم في لفظ الئمة و الولة للستغراق ،و إّنمححا هححى للجنححس كمححا
ل يقال :ل نسّلم كون ال ّ
صّرح به العلمة الّتفتازاني على ما حكيته عنه فيما تقّدم ،و عليه فل ينافي كححون بعححض
أفراد الئمة أعني غير الكاملين من غير قريش .
لّني أقول :مراده من الجنس هو الستغراق ،لّنه صّرح في بححاب تعريححف المسححند إليححه
بكون الستغراق قسما من الجنس تبعا لصاحب التلخيص ،و يومى إلى ذلك أيضا ما قال
ل توّكل نكّ ل و الكرم في العرب ،أ ّ ن معنى قولنا :التوّكل على ا ّ المحقق الشريف :من أ ّ
ن كون بعض أفراد الئمة من غير ل كرم في العرب ،سّلمنا و لكن نقول إ ّ ل،وكّ على ا ّ
قريش ينافي القصر المسححتفاد مححن الحححديث علححى مححا حّققححه المحّققححان المححذكوران و قحّدمنا
حكايته عنهما فيما تقّدم .
هذا كّله مضافا إلى وقوع الّتصريف » يححح ظ « فححي الخبححار النبوّيححة التيححة بالسححتغراق
صا في العموم و هو مؤّكد لكون السححتغراق هنححا الحقيقي و عدم احتمالها للتأويل لكونها ن ّ
أيضا حقيقيا .
ن قياس الحديث على نحو ل صلة لجار المسجد و التمثيل بححه فاسححد ضححرورة أنّ و ثالثا ا ّ
لء الّنافية للجنس موضوعة لنفى الماهّيححة و حقيقححة فيححه كمححا فححي ل رجححل فححي الحّدار ،و
صحة و الكمححال و نحوهمحا مجححاز ل يصحار استعماله في نفى صفة من صفات الجنس كال ّ
ل بدليل ،و قد قام الّدليل على إرادة المعنى المجازي نحو ل صلة لجار المسجد إ ّ
ل إليه إ ّ
ل فححي ملححك ،و مححا
ي ،و ل عتق إ ّل بول ّ ل بشهود ،و ل نكاح إ ّ في المسجد ،و ل طلق إ ّ
ن الماهّية موجودة فيها جزما ،و إنما المنف ّ
ى ضاهاها ،لعلمنا بأ ّ
] [ 30
حتها أو كمالها ،و أما فيما نحن فيه فأصالة الحقيقة محكمة لم يقم دليل علححى خلفهححا ،
صّ
فل وجه للتأويل بكمال المامة على ما زعمه .
ل عليه و آله و سّلم يقول :يكون بعححديي صّلى ا ّسمعت جابر بن سمرة قال :سمعت النب ّ
ل عليه و آله و سّلم كلمة لم أسمعها فسحألت أبححي محا ذا قحال ؟
اثنا عشر أميرا فقال صّلى ا ّ
قال :إّنه قال :كّلهم من قريش .
الثالث مسلم في صحيحه مسندا عن حصين عن جابر بن سمرة قال :دخلت مع أبي على
ن هذا المر ل ينقضي حّتى يمضي فيه ل عليه و آله و سّلم فسمعته يقول :إ ّي صّلى ا ّ
النب ّ
ي قال :فقلت لبي ما قال ؟ قال :اثنا عشر خليفة ،قال :ثّم تكّلم بكلم خفي عل ّ
الرابع مسلم في صحيحه قال :حّدثنا ابن أبي عمر و قال :حّدثنا سححفيان عححن عبححد الملححك
ل ح عليححه و آلححه و س حّلم يقححول :ل
ي صّلى ا ّ
بن عمير عن جابر بن سمرة قال :سمعت النب ّ
ى فسححألتيزال أمر الّناس ماضيا ما ولّيهم اثنى عشر رجل ثّم تكّلم الّنبي بكلمة خفيت عل ح ّ
ل ؟ فقال :قال :كّلهم من قريش .
أبي ما ذا قال رسول ا ّ
الخامس مسلم في صحيحه قال :حّدثنا هذاب بن خالد الزدى قال :حّدثنا حّماد بن سححلمة
لح
ل ح صحّلى ا ّ
عن سماك بن حرب قال :سمعت جابر بن سمرة يقححول :سححمعت رسححول ا ّ
عليه و آله و سّلم يقول :ل يزال السلم عزيزا الى اثنى عشر خليفة ثّم قال كلمة
] [ 31
لم أفهمها فقلت لبي ما قال ؟ فقال :قال :كّلهم من قريش .
السادس مسلم في صحيحه قال حّدثنا أحمد بن عثمان الّنوفلي حّدثنا أزهر حّدثنا أحمد بححن
لح
لح صحّلى ا ّ عون بن عثمان عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال :انطلقت إلى رسحول ا ّ
عليه و آله و سّلم و معي أبي فسمعته يقول :ل يزال هححذا الحّدين عزيححزا منيعححا إلححى اثنححى
ل عليه و آله و سّلم كلمة أخفيها الّناس فقلت لبي ما قال ؟ قححال : عشر خليفة فقال صّلى ا ّ
كّلهم من قريش السابع الحميدى في الجمع بين الصحيحين قال :و فححي روايححة مسححلم عححن
ى جابر بن سمرة مححع غلمححى نححافع أن أخححبرني حديث عامر بن أبي وقاص قال :كتب إل ّ
لح
ى :سححمعت رسححول ا ّ ل عليه و آله و سّلم فكتححب إلح ّ
ل صّلى ا ّبشيء سمعته من رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم يوم جمعة عشّية رجم السلمي قال :ل يزال الّدين قائما حّتححى صّلى ا ّ
تقوم و يكون عليهم اثنى عشر خليفة كّلهم من قريش ،الحديث .
سححبعة و عشححر روايححات كّلهححا محن طريححق قال السّيد البحراني :بعد ايححراد هححذه الخبحار ال ّ
المخالفين عن جابر بن سمرة ما لفظه :أقول :قححد ذكححر يحيححى بححن الحسححن البطريححق فححي
ن الخلفحاء كتاب المستدرك أّنه ذكر في كتاب العمدة من طريق العاّمة عشرين طريقا في أ ّ
صحاح من صحححيح البخححاري ثلثححة طححرق ،و مححن مسححلم بعده إثنا عشر خليفة كّلها من ال ّ
تسعة ،و من صحيح أبي داود ثلثة ،و في الجمع بين الصحاح الستة طريقين ،و منهححا
من الجمع بين الصحيحين للحميدى ثلثة كّلهححا ينطححق بححأنه ل يححزال السححلم عزيححزا إلححى
اثنى عشر خليفة و ماوليهم اثنى عشر خليفة كّلهم من قريش الثححامن أبححو علححي الطبرسححى
الفضل بن الحسن في كتاب اعلم الورى من طريق المخالفين و هو عّدة روايات منها ما
رواه عن أبي سلمة القاضي قال :أخبرنا أبو القاسم القسوى » أبححو العبححاس النسححوى خ «
حّدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حّدثنا حاتم بن إسماعيل عن المهاجر بن مسمار عن عامر بن
سعد بن أبي وقاص قال :كتبت إلى جابر بن سمرة مححع غلمححي نححافع أن أخححبرني بشححيء
لح يححوم
ي أني سححمعت رسححول ا ّ ل عليه و آله و سّلم فكتب إل ّ ل صّلى ا ّ سمعته عن رسول ا ّ
جمعة عشية رجم السلمي يقول :ل يزال الّدين قائما حتى تقححوم السححاعة و يكححون عليكححم
اثنى عشر خليفة كّلهم من قريش و سمعته يقول .أنا
] [ 32
ل محّمد بن محّمد بن النعمححان المفيححد التاسع ما رواه من طريق المخالفين الشيخ أبو عبد ا ّ
ل بن جعفر الّرقي قال :حّدثنا عيسى ابن يححونس عن محّمد بن عثمان الذهبي حّدثنا عبد ا ّ
لح بححن مسححعود فقححال لححه رجححل :
عن مجالد عن الشعبي عن مسروق قال :كّنا عند عبححد ا ّ
أحّدثكم بنبّيكم كم يكون بعده من الخلفاء ؟ فقال له :نعم من الخلفاء عّدة نقبآء موسى اثنححى
عشر خليفة كّلهم من قريش .
ل ابن مسعود
شعبي عن مسروق عن عبد ا ّ العاشر ما رواه حّماد بن زيد عن مجالد عن ال ّ
ل يقرينا القرآن ،فقال له رجل :
و زاد فيه قال :كّنا جلوسا إلى عبد ا ّ
ل عليه و آله و سّلم كم يملححك أمححر هححذه الّمححة
ل صّلى ا ّ
يا عبد الّرحمن هل سألتم رسول ا ّ
لح
ل :ما سألني بها أحد منذ قدمت العراق ،نعححم سححألنا رسححول ا ّ خليفة بعده فقال له عبد ا ّ
ل عليه و آله و سّلم فقال :اثنى عشر عّدة نقبآء بني اسرائيل .
صّلى ا ّ
ل بن أبي امّية مولى مجحامع عححن يزيحد الّرفاشحي عححن أنححس بححن الحاديعشر ما رواه عبد ا ّ
ل عليه و آله و سّلم :لم يزل هذا الّدين قائمححا إلححى اثنححى
ل صّلى ا ّ
مالك قال :قال رسول ا ّ
عشر من قريش فاذا مضوا هاجت الرض بأهلها .
شعبي عن جابر بن سمرة الثانيعشر ما رواه سليمان بن أحمر قال :حّدثنا أبو عون عن ال ّ
ل عليه و آله و سّلم قححال :ل يححزال أهححل هححذا الحّدين ينصححرون علححى مححني صّلى ا ّ
ن النب ّ
أّ
ناداهم الى اثنى عشر خليفة فجعحل النححاس يقومححون و يقعحدون ،و تكّلحم بكلمحة لحم أفهمهححا
ي شيء قال ؟ قال :كّلهم من قريش . فقلت لبي أو لخي :أ ّ
الثالثعشر ما رواه قطر بن خليفة عن أبي خالححد الوالححبي عحن جحابر بحن سحمرة عححن الّنححبي
ل عليه و آله و سّلم مثله .
صّلى ا ّ
الرابع عشر ما رواه سهل بن حماد عن يونس بن أبي يعفور قال :حّدثني عححون بححن أبححي
ل عليه و آله و سّلم و عّمي جالس بيححنل صّلى ا ّ
جحيفة عن أبيه قال :كنت عند رسول ا ّ
يدي فقال
] [ 33
ل عليه و آله ل يزال أمر اّمتي صالحا حّتححى يمضححى اثنححا عشححر خليفححة
ل صّلى ا ّ
رسول ا ّ
ل.
كّلهم من قريش اسم أبي جحيفة وهب بن عبد ا ّ
الخامس عشر ما رواه الليث بن سعد عن خالد بن زيد عن سعد بن أبي هلل عححن ربيعححة
لح بححن عمححر يقححول :سححمعت
بن سيف قال :كّنا عند شقيق الصبحي فقال :سمعت عبد ا ّ
ل عليه و آله و سّلم يقول :يكون خلفي اثنى عشر خليفة .
ل صّلى ا ّ
رسول ا ّ
ل منححه
ل عليه و آله حين حضرته وفاته فقلت إذا كان ما نعوذ بححا ّ
ل صّلى ا ّ
سألت رسول ا ّ
فإلى من ؟
ق معححه ث حّم يكححون بعححده أحححد
ق و الح ّ
سلم فقال :هذا ،فاّنه مع الح ّ
ي عليه ال ّ
فأشار إلى عل ّ
عشر إماما مفترضة طاعتهم كطاعته .
ي الطبرسي عقيب هذه الخبار و ما بمعناها مّمححا لحم نوردهحا :هحذا بعححض محا قال أبو عل ّ
جاء من الخبار من طريق المخالفين و رواياتهم في الّنص على عدد الئمة الثني عشححر
شيعة
سلم و إذا كانت الفرقة المخالفة قد نقلت ذلك كما نقلته ال ّعليهم ال ّ
] [ 34
خر
لح تعححالى هححو الححذي سح ّ
نا ّ
المامّية و لم ينكر ما تضّمنه الخححبر فهححو أّدل دليححل علححى أ ّ
ل كالخححارق للعححادة و الخححارج عححنجته و إعلء لكلمته و ما هذا المححر إ ّ لروايته اقامة لح ّ
صعب و يقّلب القلب و يس حّهل ل تعالى الذي يذّلل ال ّ لا ّالمور المعتادة ،و ل يقدر عليها إ ّ
ل شيء قدير انتهى . له العسير و هو على ك ّ
الثامن عشر صدر الئمة أخطب خوارزم أبو المؤيد موفححق بححن أحمححد فححي كتحاب فضححائل
أمير المؤمنين قال :حّدثنا فخر القضاة نجم الّدين أبو منصور محّمد بن الحسين بن محّمد
شححريف نححور الهححدى أبححو طححالب ي من همدان ،قال :أنبأنححا المححام ال ّ البغدادي فيما كتب إل ّ
الحسن بن محّمد الّزيني قال :أخبرنا إمام الئمة أحمد بن محّمححد بححن شحاذان قحال :ححّدثنا
ي بححن سححنان الموصححلي عححن أحمححد بححن ل الحافظ قال :ححّدثنا علح ّ أحمد بن محّمد بن عبد ا ّ
محّمد بن صالح عن سلمان بن محّمد عححن زيحد بحن مسححلم عححن زيحاد بححن محّمححد عحن عبححد
ل ح قححال :الّرحمن بن يزيد عن جابر عن سلمة عن أبي سليمان الّراعي راعححى رسححول ا ّ
سححماء قححال لححي
ل عليه و آله و سّلم يقول :ليلة اسرى بي إلححى ال ّ ل صّلى ا ّ سمعت رسول ا ّ
ل جلله .آمحن الّرسحول بمحا انححزل اليححه مححن رّبحه فقلححت :و المؤمنحون ،فقححال : الجليل ج ّ
ي بحن أبيطححالب ؟ قلححت : صدقت يا محّمد من خّلفت في اّمتك ؟ فقلت :خيرها ،قحال :علح ّ
ي اطلعت علححى الرض اطلعححة فاخترتححك منهححا فاشححتققت لححك ب قال :يا أحمدان ّنعم يا ر ّ
ل ذكححرت معححى فأنححا المحمححود و أنححت محّمححد ،ثحّم اسما من اسمائي فل اذكر في موضع إ ّ
ي ،يحا
اطلعت الثانية فاخترت منها علّيا فشققت له اسما من أسمائي فأنا العلى و هححو علح ّ
محّمد إّني خلقتك و خلقت علّيا و فاطمة و الحسن و الحسين و الئمة مححن ولححده مححن نححور
سماوات و الرضين ،فمن قبلها كححان عنححدي من نورى ،و عرضت وليتكم على أهل ال ّ
ن عبححدا مححن عبححادي من المؤمنين ،و من جحدها كان عندي من الكافرين ،يا محّمد لححو أ ّ
ن البالي ،ثّم أتاني جاحدا لوليتكم مححا غفححرت لححه حّتححى عبدني حّتى ينقطع أو يصير كالش ّ
ب ،قححال :فححالتفت عححن يميححن ب أن تراهم ؟ قلت :نعم يححا ر ّيلقاني بوليتكم ،يا محّمد تح ّ
ي بححن الحسححين و محّمححد بححن ي و فاطمة و الحسن و الحسين و عل ّ ت فاذا بعل ّ
العرش ،فالتف ّ
ي و عل ّ
ي ي بن موسى و محّمد بن عل ّ ي و جعفر بن محّمد و موسى بن جعفر و عل ّ عل ّ
] [ 35
ي و المهدي في صحصاح من نححور قيححام يص حّلون ،و هححو فححي ابن محّمد و الحسن بن عل ّ
سححائر
ي ،و قال :يا محّمححد هححولء الحجححج و هححذا ال ّ
وسطهم يعني المهدي كأّنه كوكب دّر ّ
جة الواجبة و المنتقم .من عترتك و عّزتي و جللي اّنه الح ّ
ي بن أبيطححالب ،قيحل :فمحن ولححدك ؟ قححال :المهحدي ل و من أخوك ؟ قال :عل ّ يا رسول ا ّ
ق بشححيرا لححو لححم
الذي يملءها قسطا و عدل كما ملئت جورا و ظلما ،و اّلذي بعثني بححالح ّ
ل ذلك اليوم حّتى يخرج فيه ولدى المهححدي فينححزل فيححه ل يوم واحد لطّول ا ّ
يبق من الّدنيا إ ّ
لح عيسححى بححن مريححم فيصحّلى خلفححه و تشححرق الرض بنححور رّبهححا و يبلححغ سححلطانه روح ا ّ
المشرق و المغرب .
العشرون الحمويني هذا بالسناد إلى ابن بابويه قال :حّدثنا أحمد بن الحسن القطان قال :
ل بححن حححبيب قححال :ححّدثناحّدثنا أحمد بن يحيى بن زكرّيا القطان قال حّدثنا بكر بن عبد ا ّ
صقر العبدي قال :حّدثنا أبو معاوية عن العمش عن عبايححة بحن ربعححي عححن الفضل بن ال ّ
ل عليه و آله و سّلم أنا سّيد الّنبيين و علحح ّ
ي ل صّلى ا ّ
ل بن عّباس قال :قال رسول ا ّ عبد ا ّ
ي بححن أبيطححالب ون أوصيائي بعححدي اثنححى عشححر أّولهححم علح ّ
بن أبيطالب سّيد الوصّيين و إ ّ
آخرهم القائم .
الحادى و العشرون محّمحد بححن أحمحد بححن شحاذان أبحو الحسحن الفقيححه فححي المنحاقب المححأة و
الفضائل لمير المؤمنين و الئمة من طريق العامة عن سلمان المحّدي قال :
] [ 36
ي علححى فخححذه و هححو يقّبححل ل عليه و آله و سّلم إذا الحسين بن عل ّي صّلى ا ّ
دخلت على الّنب ّ
سادات أنححت إمححام ابححن إمححام أبححو
عينيه و يلثم فاه و هو يقول :أنت سّيد و ابن سّيد و أبو ال ّ
جة أبو الحجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم . جة ابن ح ّ
الئمة ،أنت ح ّ
و الخبار في هذا المعنى كثيرة ل تستقصى و فيما ذكرناه كفاية في هذا الباب و من أراد
الزيادة فعليه بكتاب غاية المرام ،و قد عقد السّيد المحّدث البحراني فيه با بيححن علححى هححذا
لح عليححه و آلححه
ل صّلى ا ّن الئمة بعد رسول ا ّ المعنى قال :الباب الرابع و العشرون في أ ّ
ى و بنححوهل عليه و آله إجمححال و تفصححيل :عل ح ّ ل صّلى ا ّ ص رسول ا ّ و سّلم اثنى عشر بن ّ
الحد عشر من طريق العامة و فيه ثمانية و خمسون ححديثا ،ثحّم أورد الّروايحات العامّيحة
لح اثنححى عشححر إجمححال و ن الئمححة بعححد رسححول ا ّ
فقال :الباب الخححامس و العشححرون فححي أ ّ
صة و فيه خمسون حديثا ي بن أبيطالب و بنوه الحد عشر من طريق الخا ّ تفصيلهم :عل ّ
سبيل .
ل الهادي إلى سواء ال ّ ثّم روى الحاديث الخاصّية و ا ّ
ععععععع
مبعوث فرمود حق سبحانه و تعالى پيغمححبران خححود را بححآن چححه كححه مخصححوص سححاخت
جة واضحه از براى خود بر مخلوقات خود ايشانرا از وحى خود ،و گردانيد ايشانرا ح ّ
جت مر ايشان را بسححبب تححرك تخويححف و ترسححاندن ايشححان ،پححس تا اينكه واجب نشود ح ّ
خوانحد ايشححان را بزبححان راسححت كححه دعحوت أنبيحاء اسححت بسححوى راه درسححت كححه طريحق
شريعت غّرا است ،آگاه باشيد بدرستى كه خداوند آشكارا ساخت خلقرا آشحكار سحاختنى
نه از جهة اينكه جاهل بود بآنچه مخفى داشتهاند از أسححرار محفححوظه و مكنونححات قلححوب
ايشان ،و ليكن از جهة اينكه امتحححان نمايححد ايشححان را تححا كححدام يححك از ايشححان بهترنححد از
حيث عمل تا باشد ثواب جزاى حساب و عقاب
] [ 37
پاداش سيئآت .
كجايند كسانيكه دعوى باطل كردند كه ايشان راسخان در علمند نه مححا از روى دروغ و
ظلم بر ما بجهة اينكه خداوند رتبه ما را بلنححد فرمححوده و پسححت كححرد ايشححان را ،و عطححا
نمود بما منصب امامت و خلفت را و محروم كرد ايشان را ،و داخححل نمححود مححا را در
صه خود و خارج كرد ايشان را ،بوجود ما خواسته ميشود هححدايت ،و طلححب عنايت خا ّ
روشنى ميشود از كورى و ضللت ،بدرستى كه امامان از طائفه قريشاند كاشته شححدند
در اين بطن معّين از هاشم بن عبد مناف يعني در ذّريه علوّيه صححلحيت نححدارد امححامت
بر غير ايشان و صلحيت ندارند واليان از غير ايشان .
ععععع عععععع
حوا على الحرام ،و رفع لهم علم الجّنة و الّنار ،فصححرفوا إزدحموا على الحطام ،و تشا ّ
عن الجّنة وجوههم ،و أقبلوا علححى الّنححار بأعمححالهم ،و دعححاهم رّبهححم فنفححروا و وّلححوا ،و
شيطان فأطاعوا و أقبلوادعاهم ال ّ
] [ 38
ععععع
طعم و الّلون و ) بسأ ( به كجعل و فرح بسححئا و بسححئا و بسححوءا ) الجن ( الماء المتغّير ال ّ
أنس و ) المفارق ( جمع المفرق و زان مجلس و مقعد وسط الرأس ،و هححو الححذي يفححرق
فيه الشعر و ) الخلئق ( جمع الخليقة أى الطبيعحة و ) أزبححد ( البحححر أى صححار ذا زبححد و
رجل مزبد أى ذو زبد و هو ما يخرج من الفم كالرغوة و ) الّتّيار ( مشّددة موج البحححر و
ل كلء و ) حفححل ( المححاء يحفححل مححن بححاب) الهشيم ( الّنبححت اليححابس المتكسححر أو يححابس كح ّ
شحححارح المعحححتزلي ل يحفحححل أي ل يبحححالي و ضحححرب حفل و حفحححول اجتمحححع ،و قحححال ال ّ
) المستصبحة ( في بعض الّنسخ بتقديم الحاء على الباء مححن الستصحححاب و فححي بعضححها
بالعكس كما ضبطناه من الستصباح و هو الوفق .
ععععععع
عععععع
ن هذا الفصل وارد في معرض الّتوبيخ و الّتقريع لطائفة غير مرضّية الطريقة .
اعلم أ ّ
سحابق
صحابة الذين مضحى ذكرهحم فحي الفصححل ال ّشارحين :إّنه عني بذلك ال ّفقال بعض ال ّ
يعنى اّلذين زعموا أّنهم الّراسخون في العلم .
شارح البحرانححي :أراد بححذلك مححن تخّلححف مححن الّنححاس إلححى زمححانه مّمححن هححو غيححر
و قال ال ّ
صحابة بالظاهر كالمغيرة بن شعبة و عمحرو بحن ي الطريقة و إن كان معدودا من ال ّ مرض ّ
العاص و مروان بن الحكم و معاوية و نحوهم من امراء بني امّية ،و يقرب منه
] [ 39
خروا آجل ( أراد به أّنهم اختاروا الّدنيا على الخحرة و كيف كان فقوله ) آثروا عاجل و أ ّ
جلححة و لححذاتها غائبحة
خروها عنهححا و ذلحك لكحون شحهواتها حاضححرة مع ّ و قّدموها عليها و أ ّ
صححافية مححن
جلححة ) و تركححوا صححافيا و شححربوا آجنححا ( أى تركححوا الّلححذات الخروّيححة ال ّ مؤ ّ
الكححدورات و العلئق البدنّيححة ،و اسححتلّذوا باللححذات الّدنيويححة المشححوبة بححاللم و السححقام
ن الماء المتغّيرصفاء فيها كما أ ّ
سوغ أو عدم ال ّ فاستعار لفظ الجن للّذاتها و الجامع عدم ال ّ
شرب ترشيح . طعم و الّلون ل يسوغ و ل يصفى و ذكر ال ّ ال ّ
) كأّني أنظر إلى فاسقهم ( قال الشارح البحراني :يحتمل أن يريد فاسقا معّينا كعبد الملك
ضمير عائد إلى بني امّية و من تابعهم ،
بن مروان ،و يكون ال ّ
صححفات و يحتمل أن يكون مطلق الفاسق أى من يفسححق مححن هححؤلء فيمححا بعححده و يكححون بال ّ
اّلتي أشار إليها بقوله ) و قد صحب المنكر فألفه ( أي أخحذه الفحا لحه ) و بسحأبه و وافقحه (
أى استأنس به و وجده موافقا لطبعه ) حّتى شابت عليه مفارقه ( و هححو كنايححة عححن طححول
ن شيب المفارق عبارة عن بياضححها و هححو إّنمححا عهده بالمنكر إلى أن بلغ عمره غايته ،ل ّ
صدغ و تأّكد دللته علححى طححول
شيوخّية و لتأخر شيب المفرق عن شيب ال ّ يكون إذا بلغ ال ّ
صصحه بالحّذكر ) و صححبغت بححه خلئقحه ( أى صحارت طبحايعه مصححبوغة ملّونحة العهحد خ ّ
بالمنكر أى صار المنكر خلقا له و سجّية ،فاستعار لفظ الصبغ لرسوخ المنكر فححي جبلتححه
لشّدة ملزمته له .
) ثّم أقبل مزبدا كالّتّيار ( شّبهه بالبحر المّواج و رشح التشبيه بححذكر لفححظ الزبححاد و وجححه
الشبه أّنه عند الغضب ل يبالى بما يفعله فى الّناس من المنكرات كمححا ) ل يبححالي ( البحححر
ب ) مححا غححرق ( و ش حّبهه اخححرى بالّنححار المضححرمة الملتهبححة فقححال ) أو كوقححع الّنححار فححي
ظلمات مثل وقحع الّنحار فحي الّنبحت اليحابس و الحّدقاق محن ن حركاته في ال ّ الهشيم ( يعني أ ّ
شّبه أّنه ) ل يحفل ( و ل يبالي بظلمه الحطب و وجه ال ّ
] [ 40
سر فقال ) أين العقول المستصبحة بمصابيح الهححدى ( ثّم استفهم على سبيل السف و التح ّ
شح بذكر استعار لفظ المصابيح لولياء الّدين و أئّمة اليقين المقتبس عنهم نور الهداية و ر ّ
شححرع المححبين الموصححلة لخححذها و
لفظ الستصباح ،و يجوز أن يكون استعارة لحكححام ال ّ
سالكة بعاملها إلى حظيرة القدس .
ال ّ
و مثله لفظ المنار في قوله ) و البصار اللمحة إلى منار التقوى ( إذ أئّمححة الهححدى أعلم
ضحلل و غيحاهب الحّدجى و كحذلك بأحكحام سحّيد النحام و الّتقى بهحم يهتحدى فحي ظلمحات ال ّ
ق و سواء الطريق الذي يؤمن لسلوكها و يتقى من الّنححار و النقياد بها يهتدي إلى نهج الح ّ
ل و تعالى .
ينجي من غضب الجّبار ج ّ
ل سبحانه و المححراد
ل ( أي وهبها أهلها ّ ثّم استفهم اخرى بقوله ) أين القلوب اّلتي وهبت ّ
جه إلى كعبة وجححوب وجححوده و بهبتها له جعلها مستغرقة في مطالعة أنوار كبريائه و التو ّ
هي القلوب اّلتي صححارت عححرش الّرحمححن و اشححير اليهححا فححي الحححديث القدسححي ل يسححعنى
أرضي و ل سمائي و لكن يسعنى قلب عبدى المؤمن .
-----------
) ( 1ت تت تتت ت تت ت تت ت تتت ت تتتت ت تتتت ت
تتت تت تتتتت تتتت تت ت تتت ت تتتت ت تت تتت
تتت تت تتت تتتتت ت تتت تت
] [ 41
ل ح و هححم الّرسححول و مححن الوساوس المزينة لقنيات الّدنيا ،و العلم الّول بيد ال حّدعاة إلححى ا ّ
ل من أهححل بيتححه و الّتححابعين لهححم باحسححان ،و العلححم الّثححاني بيححد ابليححس وبعده من أولياء ا ّ
ن و النس الّداعين إلى النار . جنوده من شياطين الج ّ
) فصرفوا عن الجّنة وجوههم ( و أعرضوا عنها ) و أقبلوا إلى النار بأعمحالهم ( القبيححة
الموصلة إليها ) و دعاهم رّبهم فنفروا ( و استكبروا ) و وّلوا و دعاهم الشيطان فأطاعوا
و أقبلوا ( و استجابوا .
ععععع
قلت :ل و إن زعم قوم أّنه عناهم ،بل هحو إشححارة إلححى قححوم مّمحن يحأتى مححن الخلحف بعحد
سلف ،أل تراه قال :كأّني أنظر إلى فاسقهم و قد صحب المنكر فألفه ،و هذا الّلفظ إّنما ال ّ
ق التراك : ق من لم يوجد بعد كما قال في ح ّيقال في ح ّ
ق صاحب الّزنححج كححأنى بححهن وجوههم المجان ،و كما قال في ح ّ كأّني أنظر اليهم قوما كأ ّ
يا أحنف و قد سار بالجيش ،و كما قال في الخطبة الّتحى ذكرناهحا آنفحا كحأنى بحه قحد نعحق
شام ،يعني به عبد الملك .
بال ّ
خححرواصحابة لّنهم ما آثروا العاجححل ،و ل أ ّسلم أن يعنى بهذا الكلم ال ّ و حوشى عليه ال ّ
الجل ،و لصحبوا المنكر ،و ل أقبلوا كالتّيار ل يبالي ما غححرق ،و ل كالنححار ل يبححالي
حوا علححى الحححرام ،و ل صححرفوا مححا احححترقت ،و ل ازدحمححوا علححى الحطححام ،و ل تشححا ّ
وجوههم عن الجّنة ،و ل أقبلوا إلى الّنار بأعمالهم ،و ل دعاهم الّرحمن فوّلوا ،
ل أحححد حسححن سححيرتهم و سححداد طريقتهححم و و ل دعاهم الشيطان فاستجابوا ،و قد علححم كح ّ
إعراضهم عن الّدنيا و قد ملكوها ،و زهدهم فيها و قد تمّكنوا منها ،و لو ل قوله :كحأّني
صحححابة و هححو رّدى
أنظر الى فاسقهم ،لم أبعححد أن يغنححي بححذلك قومححا مّمححن عليهححم اسححم ال ّ
الطريقة كالمغيرة بن شعبة ،و عمرو بن العاص ،و مروان بن الحكم ،و معاوية ،
] [ 42
ن نظره في التيان بهذا الّلفظ إلى الغاية أعني قوله :حتى شابت عليه ل مكان أن يقال :إ ّ
ن مححراده عليحه لأّ ق مححا لحم يوجححد إ ّ
مفارقه ،و بعبارة اخرى سّلمنا ظهور هذا اللفظ في ح ّ
سححلم ،و إّنمححا
سلم به ليس نفس الفاسق حّتى يقال إنه كان موجححودا فححي زمححانه عليححه ال ّ ال ّ
مراده بذلك الخبحار عحن اسحتمرار الفاسحق فحي فسحقه و تمحاديه فحي المنكحرات الحى آخحر
عمره ،و هذا الوصف للفاسق لم يكن موجودا ،فحسن التعبير بهذه اللفظة فححافهم جيححدا و
أما استيحاشه من أن يعنى به الصحابة بححأنهم مححا آثححروا العاجححل إلححى آخححر مححا ذكححره فهححو
أوضح فسادا لّنه لو ل اختيارهم الّدنيا على الخرى لم يعدلوا عن امام الورى ،
خروا الجححل فعدو لهم عنه دليل على أنهم اشتروا الضللة بالهدى ،و آثروا العاجل ،و أ ّ
ب العححالمين ،و اسححتبّدوا بعقححولهمو قد تركوا الشرب من الماء المعين ،و منهححل علححوم ر ّ
لجنححة الفاسححدة ،و مصححاحبتهم جميعححا للمنكححر بالبححدعات الكاسدة ،و ارتووا من آرائهم ال ّ
التي أحدثوها واضحة ،و اقبال فاسححقهم كالتيححار و النححار ل يبححالي ممححا غححرق و حححرق ل
غبار عليه و ما فعل عثمان من ضرب ابن مسحعود و كسحر بعحض أضحلعه ،و ضحرب
عمار و إحداث الفتق فيه ،و ضربه لبي ذّر و إخراجححه إلححى الّربححذة و نحوهححا ممححا تقحّدم
ذكرها في شرح الكلم الثالث و الربعين و غيره شاهد صدق على ما قلناه .
و كذلك اجتماعه مع » بنى ظ « أبيححه إلححى الحطححام و مشححاحتهم علححى الحححرام و حضححمهم
ل خضم البل نبته الّربيع على ما تقّدم في شرح الخطبة الثالثححة أوضححح دليححل علححى لمال ا ّ
لح و عححن ولّيححه صححرفوا وجححوههم عححن الجّنححة ،و أقبلححوا
ما ذكرنا فبعدولهم جميعححا عححن ا ّ
بأعمالهم إلى النار ،فاستحّقوا الخزى العظيم و العذاب الليم في أسفل درك من الجحيم .
] [ 43
ععععععع
بعض ديگر از اين خطبه در ذّم و توبيخ طائفه غير مرضّيه از غاصبين خلفحت و بنححي
اميه و أمثال ايشان ميفرمايد كه :
اختيار كردند ايشان متاع دنياى ناپايدار را ،و تأخير أنداختند امححورات دار القححرار را ،
و ترك كردند زلل صافي را ،و آشاميدند از آب متغير گنديحده ،گويحا مححن نظححر ميكنحم
بسوى فاسق ايشان در حالتى كه مصاحب شده است با قبايححح و منكححرات و الفححت گرفتححه
بآنها و استيناس يافته بآنها و موافق طبع خود يافته آنها را تا آنكه عمر او بپايان رسيد ،
و سفيد شده ميانهاى سر او و رنگ گرفته بآنها طبيعتهاى او .
پس از آن رو آورد در حالتى كه كف بر آورده مثل درياى موج دار اصل باك ندارد از
آنچه غرق گرداند ،يا مثل افتادن آتش در گياه خشك كححه هيححچ بححاك نميكنححد از آنچححه كححه
سوزاند ،كجايند عقلهاى چراغ بر افروزنده بچراغهاى هدايت ،
و چشمهاى نظر كننده به نشانهاى تقوى ،كجايند قلبهائى كححه بخشححيده شححدهاند بخححدا ،و
بسته شدند بر طاعت خدا ،ازدحام كردند آن طايفه بد كردار بر متاع دنياى بىاعتبار ،
و نزاع كردند بححا يكححديگر در بححالى حححرام ،و بلنححد شححد از بححراى ايشححان علححم بهشححت و
جهنم ،پس گردانيدند از بهشت روهاى خود را ،و اقبال كردند بسوى دوزخ باعملهاى
خححود ،و دعححوت كححرد ايشححان را پروردگححار ايشححان بعبححادت و اطححاعت پححس رميدنححد و
اعراض نمودند ،و دعوت كرد ايشان را شيطان لعين بسوى قبائح پححس قبححول كردنححد و
اقبال نمودند .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
و هى المأة و الخامسة و الربعون من المختار فى باب الخطب أّيها الّناس ،إّنما أنتم فححي
هذه الّدنيا غرض تنتضل فيه المنايا ،
] [ 44
ل بفراق أخححرى ،و ل أكلة غصص ،ل تنالون منها نعمة إ ّ ل جرعة شرق ،و في ك ّ مع ك ّ
ل بهدم آخر من أجله ،و ل تجّدد له زيححادة فححي أكلححه
ل يعمر معّمر منكم يوما من عمره إ ّ
ل بنفاد ما قبلها من رزقه ،
إّ
ععععع
) الغححرض ( مححا ينصححب للّرمححى و هححو الهححدف و ) ناضححلته ( مناضححلة و نضححال راميتححه
سححبق وفنضلته نضل من باب قتل غلبته في الرمى ،و تناضل القوم و انتضلوا تراموا لل ّ
ص و ) الغصححص ( شرق ( محّركة مصدر من شححرق فلن بريقححه مححن بححاب تعححب غح ّ ) ال ّ
طعام كتعب أيضا ،قال الشارح المعتزلي : محّركة أيضا مصدر من غصصت بال ّ
و ) العوازم ( جمع العوزم و هى الّناقة المسّنة و العجوز قال الشارح المعتزلي :
عوازم المور ما تقادم منها ،من قولهم :عجوز عوزم ،أي مسّنة ،و يجمع فوعل على
ل و يجوز أن يكون جمع عازمة و يكون فاعل بمعنى مفعول فواعل كدورق و هو ج ّ
] [ 45
حتها ،و يجىء فاعلة بمعنححى مفعولححة كححثيرا أي معزوم عليها أي مقطوع معلوم بيقين ص ّ
ن فححي مقححابلته
كقولهم :عيشة راضية بمعنى مرضّية ،ثّم قال :و الّول أظهر عندي ،ل ّ
ن محدثاتها شرارها ،و المحدث في مقابلة القديم .
قوله :و ا ّ
ععععععع
قوله :فما بقاء فرع ،الفاء فصيحة و الستفهام إّما للّتعجب كما في قوله تعالى :
عععععع
ن مقصوده بهذه الخطبة التنفير عن الّدنيا و الترغيب عنها بححالتنبيه علححى معائبهححا و اعلم أ ّ
مثالبها المنفرة منها فقوله ) أّيها الّناس انما أنتم في هذه الّدنيا غححرض ( مححن بححاب التشححبيه
شح التشبيه بقوله ) تنتضل فيه المنايا ( و هي استعارة بالكناية حيث شّبه المنايا البليغ و ر ّ
سهام باعتبار قصدها للنسان كقصد المتناضلين للهدف ، بالمتناضلين بال ّ
و ذكر النتضال تخييل ،و المعنى أنكم في هذه الحّدنيا بمنزلححة هححدف تححترامى فيححه المنايححا
بسححهامها ،و سححهامها هححي العححراض و المححراض ،و جمححع المنايححا إمححا باعتبححار تع حّدد
سححقوط مححن حححائط و نحوهححا ،و إّمححا السباب من الغرق و الحرق و الححترّدى فححي بئر و ال ّ
صص بها . ل نفس موت مخ ّ باعتبار تعّدد من تعرض عليه و كثرة أفراد الموات ،و لك ّ
و لكمال التصال بين هذه الجملة و بين الجملحة التاليحة لهحا أعنححي قححوله ) ل تنحالون منهحا
ن الحّدنيا
ل بفراق اخرى ( وصل بينهما و لم يفصل بالعاطف ،فانه لما أشحار إلححى أ ّ نعمة إ ّ
رنق المشرب ردغ المشرع لّذاتها مشوبة بالكدورات عّقبه بهذه الجملة ،
] [ 46
لنها توكيد و تحقيق و بيان لما سبق ،و فيه زيادة تثبيت له .
ل و هححو تححارك
ن النسان ل يكححون مشححغول بنححوع مححن الّلححذات الجسححمانية إ ّ
و المراد بها أ ّ
لغيره ،و ما استلزم مفارقة نعمة اخرى ل يعّد في الحقيقة نعمة ملتذا بها .
ن بقائك إلى الغد ل بهدم آخر من أجله ( لظهور أ ّ ) و ل يعّمر معّمر منكم يوما من عمره إ ّ
ل بانقضاء اليوم الذي أنت فيه و هو مححن جملححة أّيححام عمححرك و بانقضححائه مثل ل يحصل إ ّ
ينقص يوم من عمرك ،و تقرب إلى الموت بمقدار يوم ،و الّلذة بالبقاء المسححتلزم للقححرب
ل بنفححاد مححا قبلهححا مححن
من الموت ليست لّذة في الحقيقححة ) و ل تجحّدد لححه زيححادة فححي أكلححه إ ّ
ن ما لححم يصححل رزقه ( أي من رزقه المعلوم أّنه رزقه و هو ما وصل إلى جوفه مثل ،فا ّ
ل بعد الفراغ من أكل ن النسان ل يأكل لقمة إ ّ جاز أن يكون رزقا لغيره ،و من المعلوم أ ّ
سابق و ما استلزم نفاد
ل بنفاد رزقه ال ّ
الّلقمة اّلتي قبلها فهو اذا ل يتجّدد له زيادة في أكله إ ّ
الّرزق ل يكون لذيذا في الحقيقة .
] [ 47
ل بعححد أن يخلححق
) و ( كذلك ) ل يتجّدد له جديد ( من زيادات بدنه و نقصانه و أوقححاته ) ا ّ
ل بتحّلل بدنه و معاقبة شيخوخته بشبابه و مستقبل أوقاته لسالفها .له جديد ( إ ّ
ل و تسقط منه محصودة ( أراد بالنابتة ما ينشأ من الولد ) و ( كذلك ) ل تقوم له نابتة إ ّ
و الحفاد ،و بالمحصودة من يموت من البححاء و الجححداد ،و لححذلك قححال ) و قححد مضححت
اصول ( يعنى الباء ) نحن فروعها ( .
سححلف و
و لما استعار الصححول و الفححروع الّلححذين همححا مححن وصححف الشححجار و نحوهححا لل ّ
الخلف و كان بناء الستعارة على تناسى التشبيه حسن الّتعجب بقوله ) فما بقاء فحرع بعحد
ن الشجر إذا انقطع أصله أو انقلع ل يبقى لفرعه قوام ، ذهاب أصله ( ل ّ
شاعر :
و ل يكون له ثبات و مثل هذا الّتعجب له المبنى على تناسي التشبيه قول ال ّ
شرح .
سادس من تقسيمات الستعارة في أوائل هذا ال ّ
و قد مّر مثال آخر في الّتقسيم ال ّ
قال السّيد ره ) منها ( أي بعض هذه الخطبة في الّنهى عن متابعة البدعات و الّتنبيه علححى
ضللها و المر بالتجّنب عنها ،و قد مضى معنى البدعة و تحقيق الكلم فيها فححي شححرح
ل ما احدث لم يكن على عهد شارح المعتزلي هنا :البدعة ك ّ سابع عشر ،و قال ال ّ الكلم ال ّ
ل ح عليححه و آلححه ،فمنهححا الحسححن كصححلة التراويححح ،و منهححا القبيححح
ل ح ص حّلى ا ّ
رسححول ا ّ
كالمنكرات الّتي ظهرت في أوائل الخلفة العثمانّية و إن كانت قد تكّلفت العذار عنها .
سححنة
ن ال ّ
ل تححرك بهححا سحّنة ( معنححاه ا ّ
إذا عرفت ذلك فنقححول قححوله ) :و مححا احححدثت بدعححة إ ّ
ل بدعحة ضحللة و ل عليه و آلحه و سحّلم :كح ّ مقتضيه لترك البدعة و حرمتها بقوله صّلى ا ّ
ل ضللة في الّنار ،
كّ
ل ح عليححه و آلححه و
ل ح ص حّلى ا ّ
فاحداث البدعة يوجب ترك السنة أعنى مخالفة قول رسول ا ّ
لح
سّلم ل محالة ،و في هذا تعريض على الخلفاء في بدعاتهم التي أحدثوها بعد رسححول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم على ما تقّدمت تفصيلها في الخطبححة الححتي رويناهححا عححن أميححرصّلى ا ّ
سلم في شرح الخطبة الخمسين فتذّكر . المؤمنين عليه ال ّ
] [ 48
) فاتقوا البدع و الزمححوا المهيححع ( أي الطريححق الواضححح و الّنهححج المسححتقيم و هححي الجححاّدة
ل و غوى ،و هححي اّلححتي تقحّدمت الوسطى اّلتى من سلكها فازونجى ،و من عدل عنها ض ّ
سادس عشر عند شرح قوله هنححاك :اليميححن و ذكرها في شرح الفصل الّثاني من الكلم ال ّ
شمال مضّلة و الطريق الوسطى هى الجاّدة ،عليها باقي الكتاب و آثار الّنبححوة ،و منهححا ال ّ
سنة ،فليراجع ثّمة .منفذ ال ّ
ن عححوازم المححورو عّلححل وجححوب التجّنححب مححن البححدع و لححزوم سححلوك المهيححع بقححوله ) :إ ّ
ل عليه و آلححه و
ل صّلى ا ّ أفضلها ( أراد بها المور القديمة التي كانت على عهد رسول ا ّ
سّلم و على التفسير الخر المور المقطوع بصحّتها و الخالية عن الشكوك و الشححبهات و
المصداق واحد .
ن محّدثاتها شرارها ( لكونها خارجة عن قانون الشريعة مسححتلزمة للهححرج و المحرج )واّ
و المفاسد العظيمة ،أل ترى إلى البدعة الّتي أحدثها عمر من التفضيل في العطاء فضححل
ي مفاسححد ترّتبححت عليهححا حسححب مححا عرفتهححا فححي شححرح الكلم المححأة وعن سححائر بححدعاته أ ّ
ل الموفق و المعين . سادس و العشرين ،و ا ّ ال ّ
ععععععع
أي گروه مردمان جز اين نيست كه شما در اين دنيا بمنزله هححدف و نشححانگاهيد كححه تيححر
اندازند در او مرگها ،با هر آشاميدنى از شراب دنيا اندوهى است گلو گير ،
و در هر خوردني محنتها است گلو گرفته ،نمىرسيد از دنيا بنعمتي مگر بجدا شدن از
نعمت ديگر ،و معّمر نميشود هيچ طويل العمري از شما يك روزي از عمر خود مگحر
بححويرانى يححك روز ديگححر از عمححر او ،و تجديححد كححرده نميشححود از بححراى او زيححادتي در
خوردن او مگر به نابود شدن آنچه پيش از اين زيادتي است از روزى
] [ 49
او ،و زنده نميشود از براى او اثرى مگر آنكه ميميرد از براى او اثححر ديگححر ،و تححازه
نميشود از براى او هيچ تازه مگر بعد از آنكه كهنه شود از براى او تازه ديگر ،
و قائم نميشود از براى او روينده مگر آنكه ميافتد از او روينده خشححك شححده ،و بتحقيححق
كه گذشت اصلهائى كه ما فرعهاى ايشانيم يعنى پدرانى كه ما فرزندان ايشانيم ،
پس چه عجب است باقى ماندن فرع بعد از رفتن اصل او .
از جمله فقرات اين خطبه در نهى از متابعت بدعت ميفرمايد :
و پديد آورده نشد هيچ بدعتى مگر آنكه تححرك كححرده شححد بجهححت آن بححدعت سحّنتي ،پححس
پرهيز نمائيد از بدعتها ،و لزم شويد براه روشن آشكارا ،بدرستى كه أمرهححاى قححديمه
بهترين أمرها است ،و بدرستى كه امور متجحّدده تحازه پيححدا شححده بحدترين امحور اسحت ،
زيرا كه مخالف دين خاتم الّنبّيين است .
بنفسه و هو المأة و السادس و الربعون مححن المختحار فحي بحاب الخطحب و قحد رواه غيحر
صة و العاّمة على اختلف تطلع عليه :
واحد من الخا ّ
و ناصر جنده ،و مكان القّيم بالمر مكححان الّنظححام مححن الخححرز ،يجمعححه و يضحّمه ،فححإذا
انقطع الّنظام تفّرق الخرز و ذهب ثّم لم يجتمع بحذافيره
] [ 50
أبدا ،و العرب اليوم و إن كانوا قليل فهم كثيرون بالسلم ،عزيزون بالجتمححاع ،فكححن
قطبا و استدر الّرحى بالعرب ،و أصلهم دونك نار الحرب ،فإّنك إن شخصححت مححن هححذه
الرض انتقضت عليك العرب من أطرافها و أقطارها ،حّتى يكححون مححا تححدع ورائك مححن
ن العحاجم إن ينظحروا إليحك غحدا يقولحوا هحذا أصحل العورات أهّم إليك مّما بيحن يحديك ،إ ّ
العرب فإذا قطعتموه استرحتم ،فيكون ذلك أشحّد لكلبهححم عليححك و طمعهححم فيححك ،فأّمححا مححا
ل سبحانه هححو أكححره لمسححيرهم منححك ،و نا ّ ذكرت من مسير القوم إلى قتال المسلمين ،فإ ّ
هو أقدر على تغيير ما يكره ،
و أّما ما ذكرت من عددهم فإّنا لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة ،
ععععع
في بعض الّنسخ بدل قوله ) أعّده ( أعّزه و ) طلع ( الكوكب طلوعا ظهححر و طلححع الجبححل
عله و ) نظمت ( الخرز نظما من باب ضرب جعلتححه فححي خيححط جححامع لححه و هححو النظححام
بالكسر و ) الخرز ( محّركة معروف و الواحد خرزة كقصب و قصححبة و ) الحححذفور ( و
زان عصفور الجانب كالحذفار و الجمع حذافير ،و أخذه بحذافيره أي بأسره أو بجححوانبه
و ) صلى ( الّلحم يصليه صليا من باب رمى شواه أو ألقاه في الّنار للحححراق كأصححله و
صله و يده بالّنار سخنها و صلى الّنححار و بهححا كرضححى صححليا و صححلّيا قاسححى حّرهححا ،و
أصله الّنار و صل إّياه و فيها و عليها أدخله إّياها و أثواه فيها و ) العورة ( في الثغححر و
سكون
الحرب خلل يخاف منه و الجمع عورات بال ّ
] [ 51
للتخفيف و القياس الفتح لّنه اسم و هو لغة هذيل و ) الكلب ( محّركة الحرص و الشّدة .
ععععععع
ظرفّيححة أو جحّر ل النصححب علححى ال ّ قوله :و طلع حيث ما طلع ،حيث ظرف مكان في محح ّ
بمن إن كان طلع بمعنى ظهر ،و إن كححان بمعنححى عل فهححو مفعححول لطلححع كمححا فححي قححوله
ي تقححدير فلفححظ مححا بعححده مصححدرّية و فححي ل أعلم حيث يجعل رسححالته ،و علححى أ ّ
تعالى :ا ّ
بعض الّنسخ حيث طلع بدون ما ،جملة يجمعه و يضّمه حال من الّنظام ،و العامححل فيهححا
لم فيه للعهححد سع و ال ّمعنى التشبيه ،و يجوز الوصف ،و اليوم ظرف لقليل و تقّدمه للتو ّ
الحضورى ،و الباء في قوله :بالعرب ،للستعانة ،و دونك ،حال من فاعححل أصححل أى
متجاوزا الصلء أو الصلى المستفاد منه عنك أو من نار الحرب فتقديمه على ذيها علححى
التوسع ،و يمكن كونه حال من مفعول أصل أى متجاوزين عنك فافهم .
عععععع
و قد استشاره عمر و استشار غيره في الشخوص و الخروج لقتال الفرس بنفسه فأشاروا
صححواب و الححرأى سححلم عححن ذلححك و أشححار إلححى وجححه ال ّ
عليححه بالشححخوص و نهححاه عليححه ال ّ
ن واسحمّية ن هحذا المحر ( مؤّكحدا بحإ ّ صواب بكلم مشتمل علحى أنحواع البلغحة فقحال ) إ ّ ال ّ
ن المخاطب إذا كان مترّددا فححي الحكحم حسححن التقويحة بمؤّكححد ،قحال الشححيخ عبححد الجملة ل ّ
سححائل
ن بحكم الستقراء هو الجواب ،لكحن يشحترط فيححه أن تكححون لل ّ القاهر :أكثر مواقع إ ّ
ن على خلف ما أنت تجيبححه بححه ،هححذا و تعريححف المسححند إليححه بالشححارة و ايححراده اسححم ظّ
الشارة لقصد التعظيم و التفخيم على حّد قوله سبحانه ذلك الكتاب تنححزيل لبعححد درجتححه و
رفعة محّله منزلة بعد المسافة ،و المراد به السلم .
] [ 52
لح الححذي
) لم يكن نصره و خذلنه بكثرة و ل بقّلة ( نشر على ترتيب الّلف ) و هو ديححن ا ّ
أظهره ( أي جعله غالبا على سائر الديان بمقتضى قوله :ليظهره على ال حّدين كّلححه و لححو
كره المشركون ،و في التيان بالموصول زيادة تقرير للغرض المسوق لححه الكلم و هححو
ربط جاش عمرو سائر من حضر ،و إزالة الخور و الفشل عنهم .
و لهذا الغرض أيضا عّقبه بقوله ) و جنده الذي أعّده و أمّده ( أى هّيأه أو جعله عزيححزا و
أعطاه مددا و كثرة ) حّتى بلغ ما بلغ ( من العّزة و الكححثرة ) و طلححع حيححث محا طلححع ( أي
ظهر في مكان ظهحوره و انتشحر فحي الفحاق ،أو طلحع محن مطلعحه أى أقطحار الرض و
ي تقحدير
ل الذي ينبغي أن يعلحى عليحه ،و علحى أ ّ أطرافها ،أو أّنه عل مكان علّوه و المح ّ
فالتيان بالموصول في القرينة الولى أعنى قوله :بلغ ما بلغ ،و ابهام مكان الطلوع فححي
هذه القرينة على حّد قوله تعالى :فغشيهم من اليّم ما غشيهم .
ل منجز وعده و ناصر جنده ( من باب اليغال الححذي قحّدمنا ذكححره فححي و عّقبه بقوله ) و ا ّ
لح
نا ّشرح ،و قد كان المعنى يتحّم دونححه لظهححور أ ّ
سنات البديعّية من ديباجة ال ّ
ضمن المح ّ
منجز لوعده ل محالة ،لكن في التيان به زيادة تثبيت لقلوبهم و تسكين لها .
ثّم قال ) :و مكان القّيم بالمر ( أى المراء و الول ) مكان النظام من الخرز ( و هو من
التشبيه المؤكد بحذف الداة ،و الغرض به تقرير حال المشّبه و وجه الشّبه
] [ 53
ثّم رفع الفزع عن عمر بقّلة جنده و كثرة العدّو فقال ) و العرب اليححوم و ان كححانوا قليل (
بالعدد ) فهم كثيرون بالسلم ( قال الشارح البحرانى :أراد بالكثرة القّوة و الغلبة مجازا
اطلقححا للسححم مظّنححة الشححيء علححى الشححيء ) عزيححزون ( أى غححالبون ) بالجتمححاع ( أى
باجتماع الّرأي و اّتفاق القلوب ،و هو خير من كثرة الشخاص مع النفاق .
و لما مّهدما مّهده من المقّدمة أمحره بالقيحام فحي مقحامه و الثبحات فحي مركحزه فقحال ) فكحن
قطبا ( قائما بمكانك ) و استدر الّرحى ( أي رحححى الحححرب ) بححالعرب ( و اسححتعانتهم ) و
اصلهم ( أى ادخلهم ) دونك نار الحرب ( لّنهم ان سلموا و غنمححوا فهححو الغححرض ،و ان
انقهروا و غلبوا كنت مرجعا لهم و ظهرا يقوى ظهورهم بك و تتمّكن من اصلح ما فسد
من امورهم .
ضححرر و هححو
و لّما أمره بالثبات في مقامه نّبهححه علححى مفاسححد الشححخوص و مححا فيححه مححن ال ّ
أمران :
أحدهما ما أشار إليه بقوله ) :فانك إن شخصت من هحذه الرض ( و نهضحت معهحم إلحى
العدّو ) انتقضت عليك العرب من أطرافهححا ( أي مححن أطححراف الرض ) و أقطارهححا ( و
ذلك لقرب عهدهم يومئذ بالسلم و عدم استقراره في قلوبهم و ميل طبائعهم الى الفتنة و
الفساد ،و مع علمهم بخروجك و تركك للبلدهاج طمعهم و صار فتنتهم على الحرمين و
ما يضاف إليهما ) حّتى يكون ما تدع ورائك من العححورات ( و خلححل الثغححور ) أهحّم إليححك
مّما بين يديك ( و المر الثانى ما أشار إليه بقوله ) :انّ العاجم إن ( تخرج اليهم بنفسك
] [ 54
و ) ينظروا إليك غدا ( طمعوا فيك و ) يقولوا هذا أصل العرب ( أى به قححوامهم و ثبححاتهم
) فاذا قطعتموه استرحتم ( إذ ل أصل لهم سواه و ل لهم ظهححر يلجححأون بححه ) فيكححون ذلححك
ن عمر حسب ما نححذكره أشّد لكلبهم ( و حرصهم ) عليك و ( أقوى ل ) طمعهم فيك ( ثّم إ ّ
ن هحؤلء الفححرس قحد قصححدوا سلم في جملحة محا قحال :إ ّ
بعد تفصيل قد كان قال له عليه ال ّ
المسير إلى المسلمين و قصدهم إّياهم دليل قّوتهم و أنا أكححره أن يغزونححا قبححل أن نغزوهححم
لح
نا ّسلم بقوله ) :فأّما ما ذكرت من مسير القحوم إلحى قتحال المسحلمين فحا ّ فأجابه عليه ال ّ
سبحانه هو أكره لمسيرهم منك ( و أشّد كراهّية لذلك ) و هو أقدر على تغيير ما يكره ( .
ن مسححيرهم إلححىشححارح البحرانححي ،و هححذا الجححواب يححدور علححى حححرف ،و هححو أ ّ
قححال ال ّ
ن لقائه لهم بنفسه فيه مفسدة أكبر ،و إذا كان كذلك فينبغي لأّ المسلمين و ان كان مفسدة إ ّ
ل تعالى فاّنه كاره لهححا و مححع كراهّيتححه
أن يدفع العظمى و يكل دفع المفسدة الخرى إلى ا ّ
لها فهو أقدر على إزالتها .
) و أّما ما ذكرت من ( كثرة القوم و ) عددهم فانا لم نكن نقاتل ( العداء ) فيما مضححى (
ل و صدر السلم ) بالكثرة و إّنما كّنححا نقاتححل بالنصححر و المعونححة (أى في زمن رسول ا ّ
ل سبحانه و معونته .
أى بنصر ا ّ
و يصّدقه قوله تعالى » :يا أّيها الّنبي حّرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشححرون
صابرون يغلبوا مأتين و إن يكححن منكححم سحائة يغلبححوا ألفححا مححن اّلححذين كفححروا بحأنهم قححوم ل
ن فيكم ضعفا ،فان يكن منكححم مححائة صححابرة يغلبححوا ل عنكم و علم أ ّيفقهون ،الن خفف ا ّ
صابرين « ل مع ال ّ لوا ّ مأتين ،و إن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين باذن ا ّ
ععععع
ن هححذا الكلم ممححا رواه الخاصّححة و العاّمححة ،و قححد اختلححف فححي قد أشرنا فيما مضى إلححى أ ّ
سححلم لححه فححي غححزاة القادسحّية ،و قيححل فححي
الحال اّلتي قاله فيها لعمر ،فقيل :قاله عليححه ال ّ
غزوة نهاوند ،و ل بأس بايراد ما رووه .
] [ 55
لمة المجلسححي فححي المجّلححد التاسححع مححن البحححار عححن المفيححد فححي
فأقول :روى المحّدث الع ّ
الرشاد في فضل ما جاء عن أمير المؤمنين في معنى صواب الّرأى و إرشاد القححوم إلححى
مصالحهم و تداركه على ما كان يفسدهم لححو ل تنححبيهه علححى وجححه الحّرأى عححن سححبابة بححن
سوار عن أبي بكر الهذلي قال :
سمعت رجحال محن علمائنحا يقولحون :تكحاتبت العحاجم محن أهحل همحدان و أهحل الحرى و
ن ملححك العححرب الححذي جححائهم اصفهان و قومس 1و نهاوند و أرسل بعضهم إلى بعححض أ ّ
ل عليه و آلححه و س حّلم ،و أّنححه ملكهححم
ي صّلى ا ّ
بدينهم و أخرج كتابهم قد هلك ،يعنون النب ّ
من بعده رجل ملكا يسيرا ثّم هلك ،يعنون أبا بكر ،ثّم قام بعده آخر قد طال عمححره حّتححى
تناولكم في بلدكم و اغزاكم جنوده ،يعنون عمر بححن الخطححاب ،و أنححه غيححر منتححه عنكححم
حتى يخرجوا من في بلدكم من جنحوده و تخرجححون إليححه و تغححزون فححي بلده ،فتعاقحدوا
على هذا و تعاهدوا عليه .
فلّما انتهى الخبر إلى من بالكوفة من المسلمين أنهوه إلى عمر بن الخطاب فلّما انتهى إليه
ل عليه و آله و سّلم فصعدل صّلى ا ّ
الخبر فزع لذلك فزعا شديدا ،ثّم أتى مسجد رسول ا ّ
ل و أثنى عليه ثّم قال :
المنبر فحمد ا ّ
ن الشيطان قد جمع لكم جموعححا و أقبححل بهححا ليطفىء نححور معاشر المهاجرين و النصار إ ّ
ن أهل همدان و أهل اصبهان و أهل الرى و قححومس و نهاونححد مختلفححة ألسححنتها و ل أل إ ّ
ا ّ
ألوانها و أديانها ،قد تعاقدوا و تعاهدوا أن يخرجوا من بلدهم إخححوانكم مححن المسححلمين و
ن هححذا
ى فاوجزوا و ل تطنبوا في القول فا ّ يخرجوا إليكم فيغزوكم في بلدكم ،فأشيروا إل ّ
يوم له ما بعده من الّيام فتكّلموا .
-----------
) ( 1تتتت تتت تتتت تت تتتت تتتتتت ت تتتت ت
تتتتتتتت ت ت
-----------
) ( 2تتتت ت تتتت تتتت تتت تت ت ت تتتتت ت
تتتتت تتتتتتتت تتتت ت ت تتتتت ت تتتت تتت
تت ت ت تتتت ت
تت تتتت ت ت تتتت ت تتتتتت تتت
تتتتتت ت تت تتتت ت ت ت تتتت ت ت ت ت تتتت ت
تتتت تتتت تتتتت تتت تتتتت تتتتت تتتت ت ت
تت تتت ت تتتت
] [ 56
المور و جرستك الّدهور و عجمتك البليا و أحكمتك الّتجارب ،و أنت مبحارك المحر و
ل عححن
لح إ ّ
ميمون النقيبة و قد وليت فخّيرت و اختبرت و لم تكشف مححن عححواقب قضححاء ا ّ
خيار فاحضر هذا المر برأيك و ل تغب عنه ثّم جلس .
ل و أثنى عليه ثّم قححال :أّمححا بعححد يححا أميححرفقال عمر :تكّلموا فقام عثمان بن عفان فحمد ا ّ
شام من شامهم و أهل اليمن من يمنهم و تسححير أنححت المؤمنين إّني أرى أن تشخص أهل ال ّ
في أهل هذين الحرمين و أهل المصرين الكوفة و البصرة فتلتقى جميع المشركين بجميع
المؤمنين ،فانك يا أمير المؤمنين ل تستبقى من نفسك باقية بعححد العححرب ،و ل تمتححع مححن
الّدنيا بعزيز و ل تلوذ منها بحريز فاحضره برأيك و ل تغب عنه ث حّم جلححس فقححال عمححر :
ل حّتححى ت حّم التحميححد و سلم :الحمد ّ ي بن أبيطالب عليه ال ّتكّلموا فقال :أمير المؤمنين عل ّ
صلة على رسوله ثّم قال :أّما بعد فاّنك إن أشخصححت أهححل الشّححام مححن ل و ال ّ الثناء على ا ّ
شامهم سارت أهل الّروم إلححى ذراريهححم ،و إن أشخصححت أهححل اليمححن مححن يمنهححم سححارت
الحبشة الى ذراريهححم ،و إن شخصححت مححن هححذين الحرميححن انتقضححت عليححك العححرب مححن
أطرافها و أكنافها حّتى تكون ما تدع وراء ظهرك من عيالت العرب و العجم أه حّم إليححك
مّما بين يديك ،فأّما ذكرك كثرة العجم و رهبتك من جموعهم فانا لم نكن نقاتل على عهد
ل بالكثرة ،و إنما كّنا نقاتل بالّنصرة و أّما ما بلغك مححن اجتمححاعهم علححى المسححير رسول ا ّ
ن العاجم ل لمسيرهم أكره منك لذلك و هو أولى بتغيير ما يكره ،و إ ّ نا ّإلى المسلمين فا ّ
إذا نظروا إليك قالوا :هذا رجل العرب فان قطعتموه قطعتم العرب و كنت أشّد لكلبهححم و
كنت قد ألبتهم 1على نفسك و أمّدهم من لم يكن يمّدهم ،و لكّنى أرى أن تقّر هححؤلء فححي
أمصارهم و تكتب إلى أهل البصرة فليفترقوا على ثلث فرق فليقححم فرقححة علححى ذراريهححم
حرسا لهم ،و ليقم فرقة على أهل عهدهم لئل ينتقضوا ،و لتسر فرقة إلى إخححوانهم مححددا
لهم .
-----------
) ( 1تتتتتتت تتتتتتت
] [ 57
ل إلى هذا الموقف الذي ينبى بفضل الّرأى ،إذ قال الشيخ المفيد ) ره ( :فانظروا أّيدكم ا ّ
ل به أميححر المححؤمنين عليححه
تنازعه اولو اللباب و العلم ،و تأّملوا في التوفيق الذى قرن ا ّ
سلم في الحوال كّلها و فزع القوم إليه في المعضل من المور ، ال ّ
و اضحيفوا ذلحك إلحى محا أثبتنحاه محن الفضحل فحي الحّدين اّلحذى أعجحز متقحّدمي القحوم حّتحى
ى الّتوفيق .
ل ول ّ
اضطّروا في علمه إليه ،تجدوه من باب المعجز اّلذى قّدمناه و ا ّ
ن هححذا الكلم قححد اختلححف فححي الحححال شارح المعتزلي في شرح هذا المقام :و اعلححم أ ّقال ال ّ
الّتي قاله فيها لعمر ،فقيل قاله له في غزوة القادسّية ،و قيححل فححي غححزوة نهاونححد ،و الححى
طبرى فححي التاريححخ الكححبير ،و إلححى هححذا القححول هذا القول الخير ذهب محّمد بن جرير ال ّ
الّول ذهب المدايني في كتاب الفتوح .
أّما وقعة القادسّية فكانت في سحنة أربحع عشحر للهجحرة استشحار عمحر المسحلمين فحى أمحر
ي بححن محّمححد
سلم في رواية أبححي الحسححن علح ّ ي بن أبيطالب عليه ال ّ
القادسّية فأشار إليه عل ّ
ابن سيف المدايني أن ل يخرج بنفسه و قال :إّنك إن تخرج تكن للعجم هّمححة لستيصححالك
لعلمهم أّنك قطب الّرحى للعرب فل يكون للسحلم بعححدها دولحة و أشحار عليححه غيححره مححن
ي ،ثم أورد الشارح وقعححة القادس حّية و ل حاجححة بنححاالّناس أن يخرج بنفسه فأخذ برأي عل ّ
إلى ايرادها ثّم قال :
ن عمححر
طبرى ذكر فححي كتححاب التاريححخ ا ّ
ن أبا جعفر محّمد بن جرير ال ّ
فأما وقعة نهاوند فا ّ
صحابة . لّما أراد أن يغزو العجم و جيوش كسرى و هي مجتمعة بنهاوند استشار ال ّ
] [ 58
القوم و كنت أعّز عّزا و أكثر اّنك ل تستبقى بعد اليوم باقية و ل تمنع من الّدنيا بعزيححز و
ن هذا يححوم لححه مححا بعححده فاشححهده برأيححك و نفسححك و ل تغححب
تكون منها في حرز حريز ،إ ّ
عنه .
قال أبو جعفر :و قححام طلحححة فقححال :أّمححا بعححد يححا أميححر المححؤمنين فقححد أحكمتححك المححور و
عجمتك البليا و حنكتك الّتجارب و أنت و شأنك و أنححت و رأيححك ل تنبححو فححي يححديك و ل
ل إليك ،فأمرنا نجب ،و ادعنا نطع ،و احملنا نركب ،و قححدمنا ننقححد ،فاّنححك نكل أمرنا إ ّ
ى هذا المر و قد بلوت و جربت و اختبرت فلم ينكشف شيء من عححواقب المححور لححك ول ّ
ل عن خيار . إّ
ن هذا المر لم يكن نصره و ل خذلنه بكثرة و ل قّلة ، ي بن أبيطالب :أّما بعد فا ّ
فقال عل ّ
ل اّلذي أظهره و جنده اّلذي أعّزه و أمّده بالملئكة حّتى بلغ ما بلححغ ،فنحححن إنما هو دين ا ّ
ن مكانك منهم مكان الّنظام من ل منجز وعده و ناصر جنده ،و ا ّ لوا ّعلى موعود من ا ّ
ل تفّرق ما فيه و ذهب ثحّم لححم يجتمححع بحححذافيره أبححدا ،و
الخرز يجمعه و يمسكه ،فان انح ّ
العرب اليوم و إن كانوا قليل فاّنهم كثير ،و عزيز بالسلم ،أقم مكانك و اكتب إلى أهل
الكوفة فاّنهم أعلم العرب و رؤسائهم ،
و ليشخص منهم الثلثان و ليقم الّثلث ،و اكتب إلى أهححل البصححرة أن يمحّدوهم ببعححض مححن
شام و ل اليمن إّنك إن أشخصححت أهححل الشححام مححن شححامهم سححارت عندهم ،و ل تشخص ال ّ
الّروم إلى ذراريهم و إن أشخصت أهل اليمن من يمنهححم سححارت الحبشححة إلححى ذراريهححم و
متى شخصت من هذه الرض ،انتقضت عليك العرب من أطرافها و أكنافها حّتى يكححون
ن العححاجم إن ينظححروا ما تدع ورائك أهّم إليك مّما بين يديك من العورات و العيححالت ،إ ّ
إليك غدا قالوا :هذا أمير العرب و أصلهم فكان ذلك أشّد لكلبهم عليك و أّما ما ذكرت من
ل هو أكره لمسيرهم منك و هو أقححدر علححى تغييححر مححا يكححره ،و أّمححا مححا نا ّ
مسير القوم فا ّ
صححبر و ذكرت من عححددهم فانححا لححم نكححن نقاتححل فيمححا مضححى بححالكثرة و إّنمححا كّنححا نقاتححل بال ّ
الّنصر .
ى برجل
فقال عمر :أجل هذا الرأى و قد كنت أن اتابع عليه ،فأشيروا عل ّ
] [ 59
ى به و اجعلوه عراقّيا قالوا أنححت اولّيه ذلك الثغر ،قالوا أنت أفضل رأيا فقال :أشيروا عل ّ
ن أمرهححم
لح لّوليح ّأعلم بأهل العراق و قد وفدوا عليك فرأيتهححم و كّلمتهححم ،قححال :أمححا و ا ّ
رجل يكون غمدا لّول السّنة فقيل :و من هو يا أمير المؤمنين ؟
قال :الّنعمان بن مقرن ،قالوا :هولها و كان الّنعمححان يححومئذ بالبصححرة فكتححب إليححه عمححر
له أمر الجيش . فو ّ
قال أبو جعفر :كتب اليه عمر :سر إلى نهاوند فقد وليتك حرب الفيروزان و كان المقححدم
على جيوش كسرى فان حدث بك حدث فعلححى الّنححاس حذيفححة بححن اليمححان ،فححان حححدث بححه
ل ح عليهححم
ل عليكم فاقسم على الّناس ما أفاء ا ّ حدث فعلى الّناس نعيم بن مقرن ،فان فتح ا ّ
ى منه شيئا ،و إن نكث القوم فل ترانى و ل أراك ، و ل ترفع إل ّ
سححابعة مححن
سححنة ال ّ
قال أبو جعفر :فسار الّنعمان بالعرب حّتى وافححى نهاونححد و ذلححك فححي ال ّ
خلفة عمر ،و ترائى الجمعان و نشب القتال و حجزهم المسححلمون » المشححركون « فححي
ق على المسلمين ذلك ،فأشححار طليحححة عليححه خنادقهم و اعتصموا بالحصون و المدن و ش ّ
فقال أرى أن تبعححث خيل ببعححض القححوم و تحمشححهم 1فححاذا استحمشححوا خححرج بعضححهم و
ل بيننححا واختلطوا بكم فاستطردوا لهم فانهم يطمعون بذلك ثّم نعطف عليهم حّتى يقضى ا ّ
ن طليحححة و انقطححع العجححم عححن حصححونهم بينهم بما يجب ،ففعل الّنعمان ذلك فكان كما ظ ّ
بعض النقطاع فلّما أمعنوا في النكشاف للمسححلمين حمححل النعمححان بالّنححاس فححاقتتلوا قتححال
سامعون مثله ،و زلق النعمححان فرسححه فصححرع و اصححيب فتنححاول الّرايححة شديدا لم يسمع ال ّ
أخوه فأتا حذيفة فدفعها إليه و كتم المسلمون مصاب أميرهم و اقتتلوا حّتححى أظلححم الّليححل و
رجعححوا و المسححلمون ورائهححم ،فعمححى عليهححم قصححدهم فححتركوه و غشححيهم المسححلمون
بالسيوف ،فقتلوا منهم ما ل يحصى ،و أدرك المسحلمون الفيححروزان و هححو هحارب و قحد
هارب و انتهى إلى ثنّية مشحونة ببغال موّقرة عسل فحبسته على أصله فقتل
-----------
) ( 1تتت ت ت تتتت ت تتت ت ت تتت تت ت تتت تت
تتتتت تتتت ت ت
] [ 60
ل جنودا من عسل ،و دخل المسلمون نهاوند فاحتووا علححى محا فيهححا
ن ّ
فقال المسلمون :إ ّ
و كانت أنفال هذا اليوم عظيمة .
ععععععع
از جمله كلم آن حضرتست در حالتى كه مشاوره كرد بأو عمر بححن الخطححاب در رفتححن
بمحاربه أهل فارس بنفس خود فرمود :كه بدرستي اين أمححر يعنححي اسححلم نيسححت يححارى
نمودن او و نه خوارى او بزيادتي لشكر و نه بكمى آن و آن امححر ديححن خدائيسححت غححالب
گردانيد او را بر همه أديان و لشكر او است كه مهيا فرمود و قّوت داد آنرا بححر دشححمنان
تا اينكه رسيد آن مقامى را كه رسيد و بلند شد هر چه بلند شححد و مححا مسححتقّريم بححر وعححده
خداوند تعالى و خدا وفا كننده وعده خود است و نصرت دهنده لشكر خحود و مكححان قحائم
بأمر مردمان و رئيس ايشان مكان خياطه است از مهره كه جمع ميكند آن را و انضححمام
ميدهد او را بهم ،پس اگر بريده شود مهححره متفحّرق و پراكنححده ميشححود مهرهححا و از هححم
بپاشند ،پس از آن جمع نمىشود بتمامى خود هيچوقت و مردمان عرب اگر چه امروز
أندكند نسبت بكافران پس ايشان بسيارند بجهت اسلم عزيزنححد بحسححب اجتمححاع و اّتفححاق
پس باش مثل قطب آسيا از جاى خود حركت مكن و بگردان آسياى حربححرا بححا عححرب و
در آرايشان را نه خود را در آتش مقاتله و محاربه ،پححس بدرسححتى كححه تححو اگححر بيححرون
روى از اين زمين يعني مدينه منّوره فرود آيند بتو عربها از اطراف و جوانب تا اينكححه
باشد آنچه كه ترك كححرده آنححرا در پشححت خححود از مواضححع مخححافت بححر اسححلم و أهححل آن
مهمتر بسوى تو از آنچه كه در پيش تو است از محاربه دشمن بدرستى كه عجمها اگححر
نظر كنند بسوى تو فردا گويند اين مرد اصل عرب و أمير ايشانست پس اگر شححما پححاره
پاره كرديد او را راحت ميشويد پس باشد رفتن تو بمحاربه ايشان بححاعث شححدت حححرص
ايشان بحر تحو و طمحع ايشححان در تحو ،پحس اّمحا آنچححه ذكحر كححردى از آمحدن أهحل فحارس
بمحاربه مسلمانان پس بدرستى كه خدايتعالى ناخوش گيرندهتر است از تو رفتار ايشان
را
] [ 61
و او قادر تر است بر تغيير آن چه كه نححاخوش ميگيححرد و أّمححا آنچححه كححه ذكححر كححردى از
بسيارى عدد ايشان پس بدرستى كه ما نبوديم كه دعوا كنيم در زمان گذشته بححا بسححيارى
لشكر و جز اين نيست كه بوديم كه محححاربه ميكرديححم بمعححاونت و نصححرت پروردگححار ،
يعنى در حرب اعدا توكل بخدا بايد نمود و از كثرت أعدا نبايد ترسيد .
ق ليخححرج عبححاده مححن عبححادة الوثححان إلححى ل عليه و آلححه و سحّلم بححالح ّفبعث محّمدا صّلى ا ّ
شيطان إلى طاعته ،بقرآن قد بّينه و أحكمه ليعلححم العبححاد رّبهححم إذ عبادته ،و من طاعة ال ّ
جهلوه ،و ليقّروا به بعد إذ جحدوه ،و ليثّبتححوه بعححد إذ أنكححروه ،فتجّلححى سححبحانه لهححم فححي
كتابه من غير أن يكونوا رأوه بما أريهم من قدرته ،و خّوفهم من سطوته ،و كيف محق
من محق بالمثلت ،و احتصد من احتصد بالّنقمات .
ق،
و إّنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء أخفى من الح ّ
] [ 62
المعروف ،و ل أعرف من المنكر ،فقد نبذ الكتاب حملته ،و تناسححاه حفظتححه ،فالكتححاب
يومئذ و أهله طريدان منفّيان ،و صاحبان مصطحبان في طريق واحد ل يؤوبهما مؤو ،
ضللة ن ال ّ
فالكتاب و أهله في ذلك الّزمان في الّناس و ليسافيهم ،و معهم و ليسامعهم ،ل ّ
ل توافق الهدى و إن اجتمعا ،فاجتمع القوم على الفرقة ،و افترقوا عن الجماعة ،كحأّنهم
طححه
ل اسمه ،و ل يعرفون إلّ خ ّ أئّمة الكتاب و ليس الكتاب إمامهم ،فلم يبق عندهم منه إ ّ
ل مثلة ،
صالحين ك ّ
و زبره ،و من قبل ما مثلوا بال ّ
سّيئة .
ل فرية ،و جعلوا في الحسنة عقوبة ال ّ
و سّموا صدقهم على ا ّ
و إّنما هلك من كان قبلكم بطول آمالهم ،و تغّيب آجالهم ،حّتى نححزل بهححم الموعححود اّلححذي
ل معححه القارعححة و الّنقمححة ،أّيهححا الّنححاس مححن
ترّد عنه المعذرة ،و ترفع عنه الّتوبة ،و تح ّ
ل آمن ،و عححدّو ن جار ا ّ ل وّفق ،و من اّتخذ قوله دليل هدي لّلتي هي أقوم ،فإ ّ استنصح ّ
ل خائف . ا ّ
] [ 63
اّلذي تركه ،و لن تأخذوا بميثاق الكتاب حّتى تعرفوا اّلذي نقضه ،
سكوا به حّتى تعرفوا اّلذي نبذه ،فالتمسوا ذلك من عند أهله ،فإّنهم عيش العلححم ، و لن تم ّ
و مححوت الجهححل ،هححم اّلححذين يخححبركم حكمهححم عححن علمهححم ،و صححمتهم عححن منطقهححم ،و
ظاهرهم عن باطنهم ،ل يخالفون الّدين ،و ل يختلفون فيه ،فهو بينهم شاهد صححادق ،و
صامت ناطق .
ععععع
) تجّلى ( الشيء انكشف و ظهر و ) محق ( الشيء محقا من بححاب منححع أبطلححه و محححاه و
شححيء كّلححه حّتححى ل يححرى لححه أثححر و ل الشيء أذهب منه البركة و قيل هو ذهححاب ال ّ محق ا ّ
) المثلت ( جمححع المثلححة بفتححح الميححم و ضحّم الثححاء المثّلثححة فيهمححا و هححي العقوبححة كححذا فححي
القيانوس و في القاموس ،مثل بفلن نكل كمثل تمثيل و هى المثلة بضّم الثاء و سكونها
و الجمع مثولت و مثلت و قال الفيومى :و مثلت بالقتيل مثل مححن بححاب قتححل و ضححرب
اذا جدعته و ظهرت آثار فعلك عليه تنكيل و التشديد مبالغة و السم المثلة وزان غرفة و
المثلة بفتح الميم و ضّم الثاء العقوبة .
سححيف و احتصححدهم و ) حصد ( الزرع و النبات و احتصده قطعه بالمنجل و حصححدهم بال ّ
استأصلهم و ) الّنقمة ( بالكسر و بالفتح و كفرحة المكافاة بالعقوبة جمعه نقم ككلم و عنب
و نقمات ككلمات و ) بار ( الشيء يبور من باب قال إذا فسد و ) زبححرت ( الكتححاب زبححرا
ل شححيءكتبته فهو زبور فعول بمعنى مفعول كرسول و الجمع زبر قال سححبحانه » :و كح ّ
فعلوه في الّزبر « و الّزبر بالكسر الكتاب و جمعه زبور مثل قدر و قدور .
و ) مثلوا ( يروى بالتخفيف و التشديد معا أى نكلوا و ) القارعة ( الّداهية
] [ 64
شارح المعتزلى :المصيبة تقحرع أى تلقحى بشحّدة و قحّوة ،و قحوله .تفجؤ النسان و قال ال ّ
ن رفعة الذين ،لفظة رفعة في بعض الّنسخ بضحّم الحّراء و فححي أكثرهححا بالفتححح و ضححبط
فا ّ
صححوت و رفعححة بالكسححر شححرف و القاموس بالكسر قال :رفع ككرم رفاعة صار رفيححع ال ّ
عل قدره فهو رفيع كذا في الوقيانوس .
ععععععع
قوله :ليعلم العباد ،متعّلق بقوله :بّينه أو أحكمه أو كليهما على سبيل التنازع و قوله :و
كيف ،عطف على قوله :مححن سححطوته ،و مححن الموصححولة فححي قححوله :مححن محححق و مححن
لح سححبحانه ،و ل الّنصب مفعول به ،و فاعل الفعال الربعة راجع إلحى ا ّ احتصد في مح ّ
قوله :ليس فيه شيء أخفى لفظة أخفى إّما بتقدير الّرفححع صححفة لشححيء و يؤّيححده رفححع لفححظ
أظهر و أكثر المعطوفين عليه كما في بعض النسخ ،و إّما بتقدير الّنصب على أّنححه خححبر
ليس و يكون فيه متعلقا به ،و على الّول فهو خبر مقحّدم و ليححس مححع اسححمه و خححبره فححى
محل الّرفع صفة لزمان ،و على تقدير نصب أخفى فيكون ما عطف عليححه منصححوبا كمححا
شححارح المعححتزلى و غيححره ،و مثلححه لفححظ أبححور و أنفححق و أنكححر و أعححرف ،و
في نسخة ال ّ
تروى جميعا بالّرفع و الّنصب معا .
] [ 65
ن لضمير الشححأن مححع و قوله :إّنه من استنصح ،الضمير الشأن قال الشيخ عبد القاهر :إ ّ
ح بدونها نحو :إّنحه محن يّتحق و يصحبر ،و إّنحه محن يعمحل ن حسنا ليس بدونها بل ل يص ّ إّ
شارح المعتزلي :ما في قوله :مححا عظمتححه بمعنححى سوء ،و اّنه ل يفلح الكافرون ،قال ال ّ
أىّ شيء ،و من روى بالّنصب جعلها زائدة
عععععع
صلت « و
» هذا بيان للّناس و هدى و موعظة للمّتقين « و قال » كتاب أحكمت آياته ثّم ف ّ
ل لوجدوا فيه اختلفا كثيرا « .
في موضع آخر » و لو كان من عند غير ا ّ
و تخصيص القرآن بالّذكر من بين سائر المعجزات لما أشرنا إليه من أّنه أعظم
] [ 66
معجزاته و أقويها و آكدها في باب الّتحدى ،و ذلك لنّ الغححالب علححى العححرب حيححن بعثححه
ل عليه و آله إنشاء الخطب و الّرسائل و المبالغة في فصاحة الكلم و بلغته و صلوات ا ّ
حسن البيان و سلسته ،و مراعات المطابقة لمقتضى الحححال و المحافظححة علححى محاسححن
الّلفححظ و بححدائع النكححت الغريبححة ،و لطححائف المناسححبات العجيبححة و وجححوه السححتعارات و
التخيلت ،و أنحاء المجاز و الكنايات ،و سائر مححا يزيححد فححي الكلم رونقححا و تححاثيرا فححي
القلوب .
ي متحّديا بالقرآن كتابا ساطعا تبيانه قاطعا برهانه بحجححج و بّينححات و رسححومل الّنب ّ
فبعث ا ّ
و آيات عجز عن التيان بما يماثلها أو يححدانيها مصححاقع الخطبححاء مشححتمل علححى رمححوز و
أسرار و علوم و أنوار تحّيرت في إدراكها عقول الدباء ،و مواعظ و حكححم تبّلححدت عححن
فهمهححا أذهححان الحكمححاء ،و لححم يتص حّد لمعارضححة أقصححر سححورة مححن سححوره واحححد مححن
الفصحاء ،و لم ينهض للقدح في كلمة من كلماته ناهض من أزكيححاء البلغححاء ،مححع طححول
المحّدة و كحثرة العحّدة ،و شحّدة الححرص و قحوة الكحّد و غايحة العصحبّية و نهايحة النانيحة و
الفراط في المضاّدة و المضاّرة ،و الّرسوخ في المنححافرة و المفححاخرة فاختححاروا المقاتلححة
جححة و البرهححان ،بعححد مححا خّيححروا
سنان على المعارضة بالكلم و البيان و الح ّسيف و ال ّ
بال ّ
بين المرين .
ى به خارج عن مقدرة البشر ،و إّنما هو أمر من عند خالق القوى و القدر ، ن المأت ّ
فعلم أ ّ
سلم ) ليعلححم و به يهتدى إلى الّرشاد ،و يحصل المعرفة بالمبدء و المعاد كما قال عليه ال ّ
ب تعالى و ذلك لمححا العباد ربهم إذ جهلوه ( يعني ببيان القرآن و أحكامه يحصل العلم بالر ّ
اشتمل عليه من اليات الّدالة علححى نعححوت الجلل و صححفات الجمححال ،و أدّلححة التوحيححد و
براهين الّتفريد مضافا إلى أّنه بنفسه مع قطع الّنظر عن تلك اليات كاف في الهدايححة إلححى
ق الّول سبحانه بما فيه من وصف العجاز حسب ما اشرنا إليه ،هذا . الح ّ
و العجب من الشارح البحراني أّنه قال في شرح هحذا المقححام :و محدار هححذا الفصححل علححى
سبب المعّد للوصول إلى تلك الغاية بيان بعثة الّرسول ،و بيان غاية البعثة ،و ال ّ
] [ 67
ق ،و أشححارثّم بيان غاية تلك الغاية ،و الشارة إلى البعثة بقوله :فبعث إلى قححوله :بححالح ّ
إلى غايتها بقوله :ليخرج إلى طاعته ،و أشار إلى سبب تلك الغاية بقوله :بقرآن قد بّينه
لح بقححوله :ليعلححم العبححاد إلححى قححوله :
،و أشار إلى غايححة تلححك الغايححة أعنححي غايححة طاعححة ا ّ
أنكروه ،انتهى .
) و ليقّروا به بعد إذ جحدوه و ليثبتوه بعححد إذ أنكححروه ( إن كحان المححراد بحالقرار القححرار
بالّلسان وحده و بالثبات الثبات بالجنان يكون عطف الجملة الّثانية على الولى من باب
ل منهما العّم فالمعنى بالجملتين واحد و الختلف في العبححارة ، التأسيس ،و إن اريد بك ّ
ي تقدير فالثبات و القرار من جنحود العقحل ،و الجححود و و التيان بهما للتفّنن و على أ ّ
ي في الكافي في باب العقل و الجهل عن النكار من جنود الجهل كما يفيده الحديث المرو ّ
سلم هذا . ل عليه ال ّ
أبي عبد ا ّ
ن بالقرآن يحصل العلم بالّرب سبحانه و القرار به و إثبححاته أشححار إلححى كيفّيححة و لما ذكر أ ّ
حصول هذا العلم بقوله ) :فتجّلى لهم سبحانه ( أى ظهر ظهورا بّينا ) فححي كتححابه ( ربمححا
ظهور برؤيححة البصححر اتبعححه سر الكتاب هنا بعالم اليجاد و لما كان لفظ التجّلى موهما لل ّيف ّ
بقوله ) من غير أن يكونوا رأوه ( من باب الحتراس الذي عرفته في المحاسححن البديعّيححة
شرح يعني أّنه سبحانه تجّلى لعباده و ظهر لهم ل برؤيححة البصححر بححل برؤيححة
من ديباجة ال ّ
البصيرة ) بما أراهم محن قحدرته ( و ذّكرهحم مححن بححدائع مصحنوعاته و حكمتححه و عجحائب
مبدعاته و صنعته كما قال عّز من قائل :
سححموات و الرض و اختلف الّليححل و الّنهححار و الفلححك اّلححتي تجححرى فححي ن في خلححق ال ّ»إّ
سماء من مححاء فححأحيى بححه الرض بعححد موتهححا و ل من ال ّ
البحر بما ينفع الّناس و ما أنزل ا ّ
سححماء و الرض ليححات خر بين ال ّ سحاب المس ّ ل داّبة و تصريف الّرياح و ال ّث فيها من ك ّ
ب ّ
لقوم يعقلون « و قال » و جّنات من أعناب و زروع و نخيل
] [ 68
ن فححي
ضل بعضها علححى بعححض فححي الكححل إ ّ صنوان و غير صنوان يسقى بماء واحد و نف ّ
ذلك ليات لقوم يعقلون « و قال » و من آيحاته يريكحم الحبرق خوفحا و طمعحا و ينحزل محن
ن في ذلك ليات لقوم يعقلون « إلححى غيححر ذلححك سماء ماء فيحيي به الرض بعد موتها إ ّ ال ّ
سححادسمّما ل نطيل بذكرها و قد مضى في شرح الخطبة الّتسعين ل سّيما شرح الفصل ال ّ
منها ما فيه غنية للطالب و كفاية للمهتدى فليراجع ثّمة .
) و ( أّنه ) كيف محق من محق بالمثلت ( أي أهلك من أهلكه منهم و أذهب آثارهم عححن
وجه الرض بالعقوبات الّنازلة عليهم ) و احتصححد مححن احتصححد بالّنقمححات ( أى استأصححل
من استأصله بما عّذبهم به مكافاة لسوء أعمالهم
] [ 69
) و ليس عند أهل ذلك الّزمان سلعة أبور من الكتاب ( أى متاع أكسححد و أفسححد مححن كتححاب
سر على الوجه الذى انزل عليه و على المعنى الححذي ق تلته ( و ف ّ
ل سبحانه ) إذا تلى ح ّا ّ
ق لغراض أهل ذلك الّزمححان الغححالب اريد منه ،و ذلك لمنافاة المعنى المراد و الوجه الح ّ
على أهله الباطل و اّتباع الهوى .
) و ل أنفق منه ( بيعا و أكثر رواجا ) إذا حّرف عححن مواضححعه ( و مقاصححده الصححلّية و
ذلك لموافقة أغراضهم الفاسدة ) و ل في البلد شيء أنكر من المعروف و ل أعرف مححن
المنكر ( لما ذكرناه في شرح الكلم السابع عشر من أنّ المعروف لمححا خححالف أغراضححهم
و مقاصدهم طرحوه حّتى صار منكرا بينهم يستقبحون فعله ،
و المنكر لما وافق دواعيهم لزموه حّتى صار معروفا بينهم يستحسنون أخذه .
) فقد نبذ الكتاب ( وراء ظهره ) حملته ( أي أعرض عنه و ترك التدّبر فيححه و العمححل بححه
قّراؤه الحاملون له كمثل الحمار يحمل أسفارا ) و تناساه حفظته ( أى تغافلوا عححن اّتبححاعه
ق تلوتححه و هححمو عن امتثال أوامره و نواهيه ) فالكتاب يومئذ و أهلحه ( اّلحذين يتلحونه حح ّ
ن أهل ذلك الّزمححان أئّمة الّدين و أتباعهم اّلذين يعملون به و يّتبعونه ) طريدان منفيان ( ل ّ
ق و عححن ق معرضون عن الكتاب الهادي إلححى الحح ّ برغبتهم إلى الباطل و عدولهم عن الح ّ
لء اليه ،بل مؤذون لهم فيما يخالفونهم فيه ممححا يقتضححيه أحكححام الكتححاب ،فكححان أهله الد ّ
إعراضهم عنه و عنهم إبعادا لهما و نفيححا و طححردا ) و صححاحبان مصححطحبان فححي طريححق
ق ) ل يؤويهمححا مححؤو ( أى ل واحد ( أى متلزمان مّتفقححان علححى الدللححة فححي طريححق الحح ّ
يضّمهما أحد من ذلك الّزمان إليه و ل ينزلهما عنده لنفرته عنهما و مضاّدتهما لهواه .
حقيقة لعدم اّتباعهما و الغاء فائدتهما فأشبها ما ليس بموجود و معهم بالمصاحبة التفاقيححة
ضححللة ل توافححق
ن ال ّفي الوجود ،و ليسححا معهححم لنتفححاء ثمرتهمححا و منافعهمححا عنهححم ) ل ّ
الهدى ( يعني ضللتهم ل توافق هدى الكتاب و أهله فكانا مضاّدين لهححم ) و إن اجتمعححا (
في الوجود .
) فاجتمع القوم على الفرقة ( أي اّتفق أهل ذلك الّزمان على الفتراق من الكتححاب و تركححه
و طرده ) و افترقوا عن الجماعة ( أى الجماعة المعهودة و هم أهل الكتاب العاملون به .
قال الشارح البحراني ) ره ( في شححرح هححذه القرينححة و سححابقته ،أي اّتفقححوا علححى مفارقححة
سلم فكالخوارج و البغاة ،و أمّححا فيمححا الجتماع و ما عليه الجماعة ،أّما في وقته عليه ال ّ
يستقبل بعده مححن الّزمححان فكالخححذين بححالراء و المححذاهب المتفّرقححة المحدثححة فححي الحّدين و
الجتماع على الفرقة يلزم الفتراق عن الجماعة ،انتهى .
و محا ذكرنححا أقحرب و أنسحب بالسحياق و أولححى فحافهم ) كحأّنهم أئمححة الكتححاب ( يحّرفححونه و
يغّيرونه و يبّدلونه و يأّولونه عن وجهه على ما يطابق أغراضهم الفاسدة و يجبرون على
مخالفته كما هو شان المام مع الماموم ) و ليس الكتاب إمامهم ( الواجب عليهم اّتبححاعه و
لزم لهم اقتفاء اثره .
ال ّ
و حيث إنهم خالفوه و نبذوه وراء ظهورهم ) فلم يبححق عنححدهم منححه ( فححي مقححام الّتمسححك و
طححه و زبححره ( أى رسححمه و لخ ّل اسمه و ل يعرفون ( من آثاره و شححئونه ) إ ّ الستناد ) إ ّ
ل مثلححة ( أى مححن قبححل
صحالحين كح ّكتابته فقط دون اّتباع مقاصده ) و من قبل مححا مثلحوا بال ّ
صالحين غاية تنكيل و عقوبتهم أشّد عقوبة . الحالت المتقّدمة التي اشير اليها تنكيلهم بال ّ
لمححة الحّلححي
و لعّله اشارة إلى ما صدر من بنحي امّيحة فححي أوائل سححلطنتهم ،فقححد روى الع ّ
ن معاوية قتل من المهححاجرين ق عن صاحب كتاب الهاوية أ ّ ل روحه في كشف الح ّ قّدس ا ّ
و النصار و أولدهححم أربعيححن ألفححا ،و فعححل ابنححه يزيححد الّلعيححن بالحسححين عليححه السّححلم و
طف غني عن البيان ،و كذلك ما فعله عبد الملك بن مروان و عامله أصحابه في ال ّ
] [ 71
لح
صحالحين افحتراء علحى ا ّ ل فرية ( أى سحّموا صحدق ال ّ
و قوله ) :و سّموا صدقهم على ا ّ
سبحانه و نسبوهم فى ما يقولون إلى الكذب ) و جعلوا في الحسنة عقوبححة الس حّيئة ( يعنححي
صالحين سيئات ،شرور و الفساد على طباعهم رأوا حسنات ال ّ أّنهم بغلبة ال ّ
على وجوب قصر المال على مفاسد طول المل الذي هو من أعظم الموبقححات و أخححزى
سلم هنا ) : السّيئات حسب ما عرفته في الخطبة الثانية و الربعين و شرحها قال عليه ال ّ
و إّنما هلك ( أراد به الهلك الخروى ) من كان قبلكححم ( مححن القححرون الماضححية ) بطححول
لح
آمالهم ( في الّدنيا الموجب للستغراق في لّذاتها و النهماك في شهواتها المبعدة عححن ا ّ
سبحانه ) و تغّيب آجالهم ( عنهم الموجب للغفلة عنها و عن أخذ الّزاد ليوم المعاد ) حّتححى
نزل بهم الموعود ( أى الموت ) الذي ترّد عنه المعذرة ( أى ل يقبححل فيححه اعتححذار معتححذر
ن بابها تنسّد حين نزوله .
) و ترفع عنه الّتوبة ( ل ّ
قال تعالى » :و ليست الّتوبة لّلذين يعملون السّيآت حّتى اذا حضر أحدهم الموت قال إّني
ل معححه
تبت الن و ل اّلذين يموتون و هححم كّفححار اولئك أعتححدنا لهححم عححذابا أليمححا « ) و تحح ّ
القارعة ( و المصححيبة الححتي تقححرع الّنححاس بححالفزاع و الهححوال ) و ( تتبعهححا ) النقمححة ( و
النكال .
] [ 72
و لّما خّوفهم من طول المل عّقبه بالرشاد و الّدللة على مححا فيححه صححلحهم فقححال ) أّيهححا
ل ناصحا له واعيا لكلمه حافظا لوامره ل وّفق ( أي من اّتخذ ا ّ الّناس إّنه من استنصح ا ّ
ل خيححر ) و مححن اّتخححذ قححوله دليل ( فححي مطححالبه و مقاصححده ) هححدى ل (و نواهيه وّفق لكح ّ
طرق و أنهجها . لطريقة ) اّلتي هي أقوم ( ال ّ
و في هذه القرينة تلميح إلى قوله تعالى » :إن هححذا القححرآن يهححدى لّلححتي هححي أقححوم « قححال
طبرسي :يهدي إلى الديانة و المّلة و الطريقة اّلتي هي أشّد استقامة يقال هذه الطريق و ال ّ
ظريحق ،و قيححل :معنحاه يرشحد إلححى الكلمححة اّلححتي هحى أعححدل الكلمححات وطريق و إلحى ال ّلل ّ
أصوبها و هى كلمة الّتوحيد ،و قيل :يهدى إلى الححال اّلحتي هحي أعحدل الححالت و هحي
ل و اليمان به و برسله و العمل بطاعته انتهى . توحيد ا ّ
سلم أنححه يهححدى
و الخير أظهر بمقتضى عموم وظيفته ،و في تفسير أهل البيت عليهم ال ّ
إلى المام ،في رواية اخرى يهدى إلى الولية .
عععع ع ع
عععع ع ععععع ع ع ع عععع ع عععع
عع عععععع
ععععع ع عععععععع عع
ععع
و بالمتابعة لولياء الّدين و الرجوع اليهم و الخذ منهم و هو قوله ) و إّنححه ل ينبغححي لمححن
ظم ( أى يظهر العظمححة ل ( سبحانه و جلله و جبروته و سلطانه ) أن يتع ّ عرف عظمة ا ّ
ظم بمن عرف عظمتححه تعححالى لحتقححاره نفسححه عنححد و يتكّبر ،و تخصيص الّنهى عن التع ّ
ملحظته لنفسه و نسبته لها إلى جلله تعالى ،فهححو أسححرع انفعححال و أحقححر فححي نفسححه أن
ل.يتكّبر على ا ّ
] [ 73
ن شرطها فححي فهو نظير قوله سبحانه » :قالت إّني أعوذ بالّرحمن منك إن كنت تقّيا « فا ّ
ل كما تقححول : ى إذا تعّوذ بالّرحمن منه ارتدع عّما يسخط ا ّ ن التق ّ
التعّوذ منه كونه تقيا ،ل ّ
ي ينهححاه الّتقححى
ن الّتقح ّ
سلم :علمححت أ ّ
إن كنت مؤمنا فل تظلمنى قال أمير المؤمنين عليه ال ّ
عن المعصية ،هذا .
ن رفعة اّلذين يعلمون ما عظمته أن يتواضعوا له ( يعني و عّلل حسن الّتواضع بقوله ) فا ّ
ن تواضعهم سبب لرفعححة درجحاتهم و علحّو مقحامهم عنححد الخحالق و الخليحق فحي الحّدنيا و أّ
ي عن البيان ،و أّمححا فححي العقححبى فلدللححة
الخرة أّما في الّدنيا فمعلوم بالبديهة و العيان غن ّ
الخبار الكثيرة عليه .
ن موسححى بححنسلم يقول :إ ّروى في البحار عن أبي بصير قال :سمعت أبا جعفر عليه ال ّ
شام يقال له اريحا ،
عمران حبس عنه الوحى ثلثين صباحا ،فصعد على جبل بال ّ
ب لم حبست عّنى وحيك و كلمك ألذنب أذنبته فها أنا بين يديك فاقتص لنفسك فقال :يا ر ّ
رضححاها ،و إن كنححت إنمححا حبسححت عّنححى وحيححك و كلمححك لححذنوب بنححي اسححرائيل فعفححوك
ل إليه يا موسى تدرى لم خصصتك بححوحيى و كلمححى مححن بيححن خلقححى ؟ القديم ،فأوحى ا ّ
ب ،قال :يا موسى إّني اطلعت على خلقي اطلعة فلم أر فححي خلقححي فقال :ل أعلمه يا ر ّ
سلم :
أشد تواضعا منك ،فمن ثّم خصصتك بوحيى و كلمي من بين خلقي ،قال عليه ال ّ
فكان موسى إذا صّلى لم ينفتل حّتى يلصق خّده اليمن بالرض و خّده اليسر بالرض .
لح تعححالى إلححى موسححى أتححدرى لححمسلم قال :أوحححى ا ّ و في عّدة الّداعي عن الباقر عليه ال ّ
ب قححال :يححا موسححى إنححي قّلبححت عبححادى
اصطفيتك بكلمى من دون خلقى ؟ قححال :ل يححا ر ّ
ل نفسا منك ،إنك إذا صّليت وضعت خّديك على التراب . ظهرا لبطن فلم أرأذ ّ
ل بححه
ل خيرا :التواضع ل يزيد ا ّ نإ ّل به ّ
ل عليه و آله ثلثة ل يزيد ا ّ
ي صّلى ا ّ و عن النب ّ
ل غني .ل به إ ّ
ل عّزا ،و التعّفف ل يزيد ا ّ
ل به إ ّ
ل الّنفس ل يزيد ا ّ
ل ارتفاعا ،و ذ ّ
إّ
] [ 74
لح
لح عليححه و آلححه :مححا زاد ا ّ
ل صّلى ا ّ
و في احياء العلوم لبي حامد الغزالي قال رسول ا ّ
ل.ل رفعه ا ّ
لإ ّ
ل عّزا و ما تواضع أحد ّ
عبدا بعفو إ ّ
سلم :طوبى للمتواضعين في الّدنيا هم أصحححاب المنححابر يححوم القيامححة قال المسيح عليه ال ّ
طوبى للمصلحين بين الّناس في الّدنيا هم اّلذين يرثون الفردوس ،طوبى للمطهرة قلوبهم
لح
ل تعالى يحوم القيامحة و قحال ابحن عبحاس قحال رسحول ا ّ في الّدنياهم اّلذين ينظرون إلى ا ّ
ل ح عليححه
سابعة و قال صّلى ا ّ سماء ال ّ
ل إلى ال ّ
ل عليه و آله إذا تواضع العبد رفعه ا ّ صّلى ا ّ
ل و عن الفضححيل و قححد سححئل ل رفعة فتواضعوا يرحمكم ا ّ و آله :التواضع ل يزيد العبد إ ّ
ى قبلته و لححوق و تنقاد له و لو سمعته من صب ّ عن التواضع ما هو ،فقال :أن تخضع للح ّ
سمعته من أجهل الّناس قبلته ،هذا .
و الّتواضع من جنود العقل و يقابله التكّبر اّلذي نشرح حاله فححي الّتنححبيه التححى و هححو مححن
جنود الجهل ،و الّول من منجيات الخلق و فضححائل الحححوال ،و الثححانى مححن موبقححات
ل بمعرفحة النفحس و معرفحة الحّرب الصحفات و رذائل الخصحال ،و ل يحصحل التواضحع إ ّ
ل قليححل ،و
ل مححن كح ّ
ل ذليل و أق ّ ل من ك ّق المعرفة علم أّنه أذ ّ
تعالى ،فمهما عرف نفسه ح ّ
ل التواضع و الذّلة و المهانة ،و إذا عرف رّبه علم أّنه ل يليحق العظمحة و أّنه ل يليق به إ ّ
ل به .
الكبرياء إ ّ
و عّلله أيضا بقوله ) و سلمة اّلذين يعلمون ما قدرته أن يستسلموا له ( يعني سححلمة مححن
علم عموم قدرته سبحانه و غلبة عّزته تعالى من الّنار و من غضب الجّبححار إّنمححا تحصححل
بالستسلم و ترك الستكبار و الّول من جنود العقل ،و الّثاني من جنود الجهل .
ق،
ل ما هو ح ّ
قال بعض شّراح الكافي :الستسلم هو الطاعة و النقياد لك ّ
] [ 75
ق و قبححوله مححن أهلححهل سبحانه المستلزمين لخذ الح ّ و لما أمرهم بالتواضع و الستسلم ّ
ق ( و أهلححه و هححم أوليححاء الحّدين ) نفححار الصحححيح مححناتبعه بقوله ) :فل تنفححروا مححن الحح ّ
شبه بهمححا ،هححذا و لمححا نهححاهم
سقم ( أى أشّد الّنفار كما في ال ّ
الجرب و البارىء من ذى ال ّ
ق و أمرهم بلزومه عّقبه بقوله ) و اعلموا أنكم لن تعرفححوا الّرشححد حّتححى عن النفار من الح ّ
ي يسححاوق الباطححل ،و الغححرض بهححذه ن الغح ّ
ق كما أ ّ
تعرفوا اّلذي تركه ( الّرشد يساوق الح ّ
ضححلل ق تتوّقف على معرفة تاركه أى أئّمة ال ّ ن معرفة الّرشد أي الح ّ الجملة التنبيه على أ ّ
ق فيأخذ بها و يقححع فححي ن أقوالهم ح ّ
و أهل الباطل إذ مع عدم معرفتهم ربما يشتبه فيزعم أ ّ
الخبط و الضلل .
كما اشير إليه في الخطبة الثامنة و الثلثين بقوله :و إنما سّميت الشّبهة شبهة لّنها تشححبه
ل ح فححدعائهم
ل فضيائهم فيها اليقين و دليلهم سمت الهدى و أّمححا أعححداء ا ّ
ق فأما أولياء ا ّ
الح ّ
ضلل و دليلهم العمى ،و قد مضى في شرح هذه الخطبة ما ينفعك ذكححره فححي هححذا فيها ال ّ
ى و الضلل و يجتنب عنهم . لزم على طالب الّرشد أن يعرف أئمة الغ ّ المقام ،فال ّ
و بما ذكر يظهر أيضا معنحى قحوله ) :و لحن تأخحذوا بميثحاق الكتحاب حّتحى تعرفحوا اّلحذي
ل سبحانه لما كان ن كتاب ا ّسكوا به حّتى تعرفوا اّلذي نبذه ( توضيح ذلك أ ّ نقضه و لن تم ّ
من أسباب الّرشد كما قال تعالى » :إّنححا سححمعنا قرآنححا عجبححا يهححدى إلححى الّرشححد « و كححان
ل عليه و آله في حححديث الثقليححن : ل صّلى ا ّ ضلل كما قال رسول ا ّ سك به منقذا من ال ّالتم ّ
سكتم به لن تضّلوا بعححدي الثقليححن و أحححدهما أكححبر مححن الخححر اّني قد تركت فيكم ما إن تم ّ
ل حبل ممدود من السماء إلى الرض و عترتي أهل بيتي ، كتاب ا ّ
سححك علححى
سرون له بآرائهم المتبّوءون مقعدهم من الّنار ،و إّنما توقف الخذوا لتم ّ
و المف ّ
معرفة هؤلء ليحترز عن الّرجوع اليهم و الى تفاسيرهم كيل يتبّوء مقعده مثلهم من النار
.
ضلل و
صل المراد من هذه الجملت الثلث الّتنبيه على وجوب التبّرى من أئّمة ال ّ و مح ّ
ل سبحانه و قد دّلت عليه النصوص الكثيرة .
المعاداة لعداء ا ّ
ثّم قال الصفواني :و اعلم أّنه ل يتحّم الوليححة و ل تخلححص المحّبححة و ل تثبححت المححوده لل
ل بالبرائة من أعدائهم قريبا كان أو بعيدا ،فل تأخذك بححه رأفححة فححا ّ
ن سلم إ ّ
محّمد عليهم ال ّ
لح ول و اليححوم الخححر يححواّدون مححن حححاّد ا ّ
ل يقول » :ل تجد قوما يؤمنون با ّل عّز و ج ّا ّ
رسوله و لو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم « .
ل عليه
ل صّلى ا ّ ل و يصّدق محّمدا رسول ا ّ ل ؟ قال :يصّدق ا ّل و ما معرفة ا ّ
أصلحك ا ّ
لح محن
ي و الئتمام به و بأئّمة الهدى من بعده ،و البرائة إلححى ا ّ
و آله و سّلم في موالة عل ّ
ل،
عدّوهم ،و كذلك عرفان ا ّ
-----------
) ( 1تتتت تتتت تتتت ) ت ( تت تت تت ت تتتت ت تت
تتت تتتتتت تت تتتتتت ت تت ت تت ت ت تتتتت ت
تتتتتت تتت تتتتتت تتت تتتتت ت تتت تتتت ت
تتت تت تت ت ت تتتتت تت تت ت ت ت ت ت تتتتت ت
) تتتت (
] [ 77
سححلم و
ي بن الحسين ،ثّم انتهى المر الينا ثّم ابنى جعفر و أومأه إلى جعفر عليححه ال ّو عل ّ
ل قلت وصادقين كما أمره ا ّل و كان مع ال ّهو جالس ،فمن والى هؤلء فقد والى أولياء ا ّ
ل ؟ قال :الوثان الربعة قال :قلت :من هم ؟ قال :ل أصلحك ا ّ من أعداء ا ّ
ابو الفصيل ، 1و رمع ،و نعثل ،و معاوية و من دان دينهححم ،فمححن عححادى هححؤلء فقححد
ل.عادى أعداء ا ّ
ل ثنححاؤه » ول إمامان :إمام هدى و إمام ضححللة ،قحال جح ّ ل عّز و ج ّ و الئمة في كتاب ا ّ
ل فححي أئمححة الضححللة » :وجعلناهم أئّمة يهححدون بأمرنححا لّمححا صححبروا « و قححال عحّز و جح ّ
جعلناهم أئّمة يدعون إلى الّنار و يوم القيامة ل ينصرون و اتبعناهم في هذه الحّدنيا لعنحة و
يوم القيامة هم من المقبوحين « .
» يا أّيها الذين آمنوا ل تّتخذوا آبائكم و إخوانكم أولياء إن استحّبوا الكفححر علححى اليمححان و
ل » :يحا أّيهحا الحذين آمنحوا ل
لح عحّز و جح ّ
ل منكم فاولئك هم الظحالمون « و قحال ا ّمن يتو ّ
ل و اليحوم
ل » ل تجحد قومحا يؤمنحون بحا ّ ل عليهم « و قحال عحّز و جح ّتتوّلوا قوما غضب ا ّ
ل و رسوله و لو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو اخححوانهم أو عشححيرتهم الخر يواّدون من حاّد ا ّ
«
-----------
) ( 1تت ت تتتت تت تت ت تت ت تتت تتتت تت ت
تتتت ت تتتتتت تت ت ت تتتتت ت ت تت ت تتت تت
تت ت ت تتت ت ت ت تتت تت تت ت ت ت تت ت تتتت ت
) تتتت (
] [ 78
ل عليه و آله و سّلم من جحد عليا إمامته من بعدى فاّنما جحد نبّوتى ،
ي صّلى ا ّ
و قال النب ّ
ل ربوبّيته .
و من جحد نبّوتي فقد جحد ا ّ
سححلم علححى التنفيححر عححن الفرقححة الولححى بمعرفتهححم و و ذلك لما نّبه أمير المؤمنين عليححه ال ّ
معرفة ما هم عليه من الخطاء و الجهل و الشحّبه أمححر باّتبححاع الفرقححة الخححرى و الرجححوع
ق و الرشححد و اليهم بقوله ) :فالتمسوا ( و اطلبححوا ) ذلححك ( أى مححا سححبق ذكححره يعنححي الحح ّ
سك به ) من عند أهله ( أراد به نفسححه الشححريف و الطّيححبين مححن ميثاق الكتاب و كيفية التم ّ
أولده أعنححى الئمححة المعصححومين و ينححابيع العلححم و اليقيححن ) فححانهم عيححش العلححم و مححوت
ن بهححم
الجهل ( أى بهم حياة العلم و ممات الجهل و استعار لهم هذين الوصححفين باعتبححار أ ّ
ن بحياة الشيء يوجد آثاره و ينتفع به ، ينتفع بالعلم و يحصل ثمراته و آثاره كما أ ّ
ى و يفنى .
ن بالموت يبطل حياة الح ّ
ل كما أ ّ
و كذلك بهم يبطل الجهل و يضمح ّ
) هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم ( يجوز أن يراد بالحكم ما صدر عنهم من الحكححام
الشرعية و التكححاليف اللهيححة ،و أن يححراد بححه القضححاء و فصححل الخصححومات فححي الوقححائع
ل مححا صححدر عنهححم مححن القضححاء و الحكححام علححى غححزارةي تقدير يد ّالشخصّية ،و على أ ّ
سلم : سلم ،و ينبئك بذلك ما قّدمناه في شرح قوله عليه ال ّ علمهم و جّم معرفتهم عليهم ال ّ
و عندنا أهل البيت أبواب الحكم ،في شرح الكلم المأة و التاسع عشر فتذّكر .
ن لصمت الّلسن ذي الحكمة الغزيرة هيئة
) و صمتهم من منطقهم ( فا ّ
] [ 79
و حالة و وقارا يدل على حسن منطقه و علمه بما يقححول ) و ظححاهرهم عححن بححاطنهم ( أي
حسن أفعالهم و حركاتهم الظاهرّية يكشف عن كمالتهم و ملكاتهم النفسانّية ) ل يخححالفون
الّدين ( لنهم قوامه و أولياؤه و ملزمون لححه ،معصححومون مححن الححذنوب ،مححبّرؤون مححن
لح و
العيوب ) و ل يختلفون فيه ( أى ل يختلف أحدهم للخححر فيمححا يححؤّدونه مححن أحكححام ا ّ
ن علومهم كّلها مححن نبححع واحححد ملقححاة عححن مهبححط الححوحى و معححدن
يبّلغونه من أوامره ،ل ّ
الّرسالة ،و بعد اّتحاد المنبع ل يتصّور الختلف لمكان العصمة المانعة عن تعمد الكذب
سهو و الخطاء الّناشي منها الختلف . و الغلط و ال ّ
و في البحار من معاني الخبار عن الحسين الشقر قال :قلت لهشام بن الحكم مححا معنححى
سححلم عححن ذلححك
ل ح عليححه ال ّ
ل معصوما ؟ قال :سألت أبا عبد ا ّ ن المام ل يكون إ ّ
قولكم :إ ّ
ل تبارك و تعالى : ل ،و قال ا ّ ل من جميع محارم ا ّ
فقال :المعصوم هو الممتنع با ّ
وجب أن يكون مع ذلك مخبر صادق معصوم من تعّمد الكذب و الغلط منحبىء عّمحا عنحى
ن الخلححق مختلفححون فححي
ق ذلححك و صححدقه ،ل ّ سحّنة علححى حح ّ ل فححي الكتححاب و ال ّ
ل عّز و ج ّ
ا ّ
لح تبححارك و تعححالى
سححنة إلححى مححذهبها ،فلححو كححان ا ّ
ل فرقة تميل مع القرآن و ال ّ الّتأويل ،ك ّ
صفة من غير مخبر عن كتابه صادق فيه لكان قد سّوغهم الختلف تركهم بهذه ال ّ
] [ 80
ل عليه و آله و سّلم ن نبّيه صّلى ا ّ
في الّدين و دعاهم اليه إذ أنزل كتابا يحتمل التأويل و س ّ
سّنة تحتمل التأويل و أمرهم بالعمل بهما ،فكأّنه قال :تأّولوا و اعملوا ،و في ذلك إباحة
لح عحّز و جح ّ
ل ق و خلفه ،فلّمححا اسححتحال ذلححك علححى ا ّالعمل بالمتناقضات و العتماد للح ّ
ل عّزل عصر من يبّين عن المعاني اّلتي عناها ا ّ سّنة في ك ّ
وجب أن يكون مع القرآن و ال ّ
ل في القرآن بكلمه دون ما يحتمل ألفاظ القرآن مححن التأويححل ،و يححبّين عححن المعححاني وجّ
ل عليه و آله و سّلم فححي سحّنته و أخبححاره دون التأويححل اّلححذي ل صّلى ا ّ اّلتي عناها رسول ا ّ
حة نقلها ،و إذا وجب أّنححه ل ب حّد مححن مخححبر يحتمله الخبار المروّية عنه المجمع على ص ّ
ل ح ع حّزصادق وجب أن ل يجوز عليه الكذب تعّمدا ،و ل الغلط فيما يخبر به عن مراد ا ّ
ل عليه و آله و سّلم في اخباره و سّنته ،و إذا وجب ل صّلى ا ّ ل و عن مراد رسول ا ّ وجّ
ذلك وجب أّنه معصوم ،
فقد ظهر بذلك أّنه ل يتصّور منهم الختلف في شرائع ال حّدين ل مححن أحححدهم للخححر و ل
ل منهم فيما يصدر عنه من الحكام المتعّددة كما ظهر به وجوب الرجححوع فححي فهححم من ك ّ
سححلم بقححوله آنفححا :
سّنة إليهم حسب ما نّبه عليه أمير المؤمنين عليححه ال ّمرادات الكتاب و ال ّ
فالتمسوا ذلك من عند أهله ،فافهم و اغتنم .
) فهو ( أى الّدين بينهم ) شاهد صادق ( أى شاهد صحدق يشحهد علحى اّتفحاقهم فيحه و عحدم
اختلفهم و خلفهم له ) و صامت ناطق ( أى ساكت باعتبار كونه أمرا عرضّيا اعتبارّيا
ل وجود له في العيان ،و ناطق باعتبار افححادته لكححونهم ملزميححن لححه و مّتفقيححن عليححه و
ق معهم ،هذا . ق و الح ّ
إنبائه عن أّنهم على الح ّ
و ما ذكرناه في تفسير هاتين الفقرتين أظهححر و أولححى مّمححا قححاله الشححارح البحرانححي حيححث
قال :و قوله :شاهد صادق أى شاهد يستّدلون به على الحكححام و الوقححائع الّنازلححة بهححم و
بغيرهم ل يكّذب من حيث هو شاهد ،و صامت ناطق لكححونه حروفححا و أصححواتا ،و إنمححا
ينطق بألسنتهم فهو بمنزلة الّناطق ،انتهى .
شارح المعتزلي :فالّدين بينهم شاهد صادق يأخذون بحكمه كما يأخذ
قال ال ّ
] [ 81
بحكم الشاهد الصادق ،و صامت ناطق لنه ل ينطق بنفسه بل ل بّد له مححن مححترجم فهححو
ن الوامر و النواهي و الداب كّلهحا صورة و في المعنى أنطق الّناطقين ،ل ّصامت في ال ّ
مبنّية عليه و متفّرعة عنه ،انتهى .
حته مححن
ضعف و الفسححاد و كححونه أجنبّيححا علححى تقححدير صح ّ و أنت خبير بما فيما قاله من ال ّ
سلم فافهم و تأّمل .
مساق كلم المام عليه ال ّ
ععععع
لّما كانت هذه الخطبة الشريفة متضمنة للمر بالتواضع و الّنهى عن التكّبر و اشححرنا إلححى
فضل الّتواضع و حسنه أحببنا أن نشرح صفة الكبر و نبّين ما ورد فيه مححن الدّلححة الّدالححة
سته و كونه من الموبقات ،و الكلم فيه في مقامات
على قبحه و خ ّ
لح
ل تعالى فححي سحورة الّزمحر » :و يحوم القيامحة تحرى اّلححذين كححذبوا علححى ا ّ
فأقول :قال ا ّ
وجوههم مسوّدة أليس في جهّنم مثوى للمتكّبرين « .
لح
ل بغير سلطان أتيهم كبر مقتحا عنحد ا ّ و في سورة المؤمن » :الذين يجادلون في آيات ا ّ
ل متكّبر جّبار « .
ل على قلب ك ّ
و عند اّلذين آمنوا كذلك يطبع ا ّ
و في سورة بني اسرائيل » :و ل تمش في الرض مرحا إّنك لححن تخححرق الرض و لححن
تبلغ الجبال طول « قال الطبرسي :معناه ل تمش على وجه الشر و البطححر و الخيلء و
ل تعالى ،قال :
التكّبر و قوله :إّنك لن تخرق الرض ،هذا مثل ضربه ا ّ
] [ 82
ق الرض من تحت قدمك بكبرك ،و لن تبلغ الجبال بتطاولك ،و إّنك أّيها النسان لن تش ّ
المعنى أّنك لن تبلغ مّما تريد كثير مبلغ كما ل يمكنك أن تبلغ هذا فما وجححه المنابححذة علححى
ن من الّناس مححن يمشححى فححى ن الحكمة زاجرة عنه ،و اّنما قال ذلك ،ل ّما هذا سبيله مع أ ّ
ق قدميه عليها ليرى بذلك قححدرته و قحّوته و يرفححع رأسححه و عنقححه ،فححبّين
الرض بطرا يد ّ
ق قححدميه عليهححا حّتححى ينتهححى إلححى
سبحانه أنه ضعيف مهين ل يقدر أن يخرق الرض بححد ّ
ن طوله ل تبلغ طول الجبال و إن كان طويل ،هذا . آخرها ،و أ ّ
سححلملح عليححه ال ّ
سححكوني عححن أبيعبححد ا ّ
ي عححن ال ّ
ي بن إبراهيم عن أبيه عن الّنححوفل ّ
و عن عل ّ
لح أنححا فلن بححن ل عليه و آله و سّلم رجل فقال :يححا رسححول ا ّ ل صّلى ا ّ
قال :أتى رسول ا ّ
فلن حتى عّد تسعة .
سححلم :إ ّ
ن سلم عن أدنى اللحاد ،قال عليه ال ّ
ل عليه ال ّ
و عن حكيم قال :سألت أبا عبد ا ّ
الكبر أدناه .
سححلم :
سلم قال :قال أبو جعفر عليححه ال ّ ل عليه ال ّ
و عن العلء بن الفضيل عن أبي عبد ا ّ
ل في جهّنم .
ل ،و الكبر ازاره ،فمن تناول منه شيئا أكّبه ا ّ
العّز رداء ا ّ
لح
لح صحّلى ا ّ
سلم :قال رسول ا ّل عليه ال ّ
و عن عبد العل بن أعين قال :قال أبو عبد ا ّ
ق ،قلت :و ما غمححس الخلححق و سححفه
ن أعظم الكبر غمس الخلق و سفه الح ّ عليه و آله :إ ّ
ق ؟ قال :
الح ّ
ل ردائه .
ق و يطعن على أهله ،فمن فعل ذلك فقد نازع ا ّ
يجهل الح ّ
] [ 83
لح
ي بن إبراهيم ،عن أبيه عن ابن أبي عمير عن بعححض أصحححابه عححن أبيعبححد ا ّ و عن عل ّ
ل و في رأسحه حكمحة و ملحك يمسحكها فحاذا تكّبحر قحال لحه : سلم قال :ما من عبد إ ّ عليه ال ّ
ل ،فل يزال أعظم الّناس في نفسه و أصغر الّناس فححي أعيححن النححاس ،و اّتضع وضعك ا ّ
ل فل يزال أصححغر النححاس فححي ل ثّم قال له :انتعش نعشك ا ّ
ل عّز و ج ّ
إذا تواضع رفعها ا ّ
نفسه و أعظم الّناس في أعين الّناس .
ل عليه و آله و سّلم ل يدخل الجّنة من كححان فححي ل صّلى ا ّ
و في احياء العلوم قال رسول ا ّ
قلبه مثقال حّبة من خردل من كبر ،و ل يدخل الّنححار مححن كححان فححي قلبححه مثقححال حّبححة مححن
خردل من ايمان .
ل تعالى :الكبرياء
ل عليه و آله و سّلم :يقول ا ّ
ل صّلى ا ّ
و قال أبو هريرة :قال رسول ا ّ
ردائى و العظمة ازاري فمن نازعنى واحدا منهما ألقيته في جهّنم و ل ابالي .
ل ح عليححه و آلححه و سحّلم :بئس العبححد عبححد تجّبححر و اعتححدى و نسححى الجّبححار
و قححال ص حّلى ا ّ
العلى ،بئس العبد عبد تجّبر و اختال و نسححي الكححبير المتعححال ،بئس العبححد عبححد غفححل و
سهى و نسى المقابر و البلى ،بئس العبد عبد عتا و بغى و نسى المبدء و المنتهى .
ن أبحاك
و عن محّمد بن واسع قال :دخلت علحى بلل بحن أبحي بحردة فقلحت لحه :يحا بلل إ ّ
ن في جهّنم واديا يقال لححه
ل عليه و آله و سّلم أّنه قال :إ ّ
حّدثني عن أبيه عن الّنبي صّلى ا ّ
ل جبار فاّياك يا بلل أن تكون مّمن يسكنه . ل أن يسكنه ك ّق على ا ّ
هبهب ح ّ
] [ 84
و بعبارة اخرى هو أن يرى نفسه فوق غيحره فحي صحفات الكمحال فيحصحل محن ذلحك فيحه
لح عليححه و آلححه و
لح صحّلى ا ّ نفخة و اهتزاز و تلك النفخة هي الكبر ،و لذلك قال رسول ا ّ
سّلم :أعوذ بك من نفخة الكبرياء ،و هذه الحالة إذا حصلت في النفس اقتضت أعمال في
الظححاهر تصححدر عححن الجححوارح هححي ثمححرات تلححك الخصححلة الّرذيلححة ،فححالكبر هححي الحالححة
ظححاهر تسحّمى تكّبححراالّنفسانّية و الخلق الباطني ،و ثمرات تلححك الخضححلة و آثارهححا فححي ال ّ
سلم و النظر بعين التحقير ،فان حححا ّ
ج كالترّفع في المجالس و التقّدم على الغير و توقع ال ّ
ق ،و إن وعححظ أعنححف فححي أو ناظر أنف أن يرّد عليه ،و إن وعظ استنكف من قبول الح ّ
الّنصح ،و إن رّد عليه شيء من قوله غضب ،و إن عّلم لم يرفق بححالمتعّلمين و اسححتذّلهم
ن عليهم ،و إن نظر إلى العاّمة نظر إليهم بعيححن الحتقححار كححأنه ينظححر إلححى الحميححر و امت ّ
استجهال لهم و استحقارا .
عععععع عع ععععععع عععع
ن العجب ل يستدعى غير المعجب بل لو لححم يخلححق و الفرق بين الكبر و العجب بذلك ،فا ّ
ل وحده يمكن أن يكون معجبا ،بخلف الكححبر فحاّنه يتوّقحف علححى أن يكحون هنحا النسان إ ّ
غير فيرى نفسه فوق هذا الغير في صفات الكمال ،و ذلححك الغيححر هححو المتكّبححر عليححه ،و
ينقسم الكبر باعتبار المتكّبر عليه إلى ثلثة أقسام :
عع عععععع
عع ععع ععع
ععععع ععععع ععععع
ل محض الجهل و الحمححق و هو من أفحش أنواع الكبر و أقبحها و أوبقها ،و ل منشأ له إ ّ
سماء ،ب ال ّطغيان ،و ذلك مثل ما كان في نمرود حيث كان يحّدث نفسه بأّنه يقاتل ر ّ و ال ّ
و في فرعون حيث قال أنا رّبكم العلى و في شّداد حيححث بنححى إرم ذات العمححاد ،و نحححو
ذلك مّما صدر عن المّدعين للّربوبّية و المححترّفعين عححن درجححة العبوديححة ،و إذا قيححل لهححم
اسجدوا للّرحمن قالوا و ما الّرحمن
] [ 85
من حيث تعّزز النفس و ترّفعها عن النقياد لبشر مثل سائر الّناس ،و ذلك تارة يصححرف
ق فيححه ،و تححارة
ن أّنححه مح ح ّ
عن الفكر و الستبصار فيبقى في ظلمة الجهل بكبره و هو ظا ّ
لح
ق و الّتواضححع للّرسححل كمححا حكححى ا ّيمنع مع المعرفة و لكن نفسه ل تطاوع النقياد للحح ّ
ل تكححذبون « و ل بشر مثلنا و ما أنزل الّرحمن من شيء ان أنتححم إ ّ عن قولهم » :ما أنتم إ ّ
ل بشر مثلنا « » و لئن أطعتم بشرا مثلكم إّنكم إذا لخاسرون « . قوله » :إن أنتم إ ّ
ل » :و قالوا ما لهذا الّرسول يأكححل و قال سبحانه فيما اخبر عن كّفار قريش في رسول ا ّ
الطعام و يمشى في السواق لو ل انزل إليه ملك فيكون معححه نححذيرا أو يلقححى إليححه كنححز أو
تكون له جّنححة يأكحل منهححا « اسححتبعدوا أن يكحون محن يأكححل الطعحام و يطلحب المعحاش فححي
السواق رسول مطاعا و استحقروه لفقره حّتى تمّنوا لححه الكنحز لينفحق منحه و يسحتغني بحه
عن الّناس و تمّنوا له البستان ليأكل من ثمارها .
و أخبر عنهم أيضا بقوله » :و قالوا لو ل نّزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيححم
طححائف و بالّرجححل العظيححم الوليححد بححن المغيححرة مححن مكححة و أبححا
« يعنون بالقريتين مّكة و ال ّ
ن الرجلين كانا عظيمححي مسعود عروة بن مسعود الثقفي من الطائف ،و انما قالوا ذلك ل ّ
ن من كان كححذلك أولححى بححالّنبّوة مححن غلم يححتيم ل
قومهما ذوى الموال الجسيمة فزعموا أ ّ
ل عليهم بقوله » :أهم يقسمون رحمححة رّبححك « أى الّنبححوة بيححن الخلححق يعنححي
مال له فرّد ا ّ
ل سبحانه يعطيها من يشاء . أبأيديهم مفاتيح الرسالة يضعونها حيث شاؤوا ،بل هى بيد ا ّ
سلم و تكّبر امراء بنى امية وو من هذا القسم تكّبر المتخّلفين على أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل أجمعين على أئّمة الّدين .
بني مروان و بني العّباس لعنهم ا ّ
] [ 86
و ذلك بأن يستعظم نفسه و يسححتحقر غيححره ،فيححدعوه ذلححك إلححى الّترفححع عليححه و يأبححاه عححن
النقياد إليه و هذا أيضا قبيح من وجهين :
ل بالملحك القحادر المتعحال فمحن أيحن ن الكبر و العّز و العظمة و الجلل ل يليحق إ ّ
أحدهما أ ّ
لح فححي جللححه و
ضعيف الّذليل المهين ،فمتى تكّبر فقححد نححازع ا ّ يليق هذا الوصف بالعبد ال ّ
انتحل وصف كماله ،و ما أشّد جرئته علححى مححوله ،و مححا أقبححح مححا اّدعححاه و تعاطححاه ،و
لذلك قال عّز من قائل :العظمة ازاري و الكبريحاء ردائي فمحن نحازعني فيهمحا قصحمته ،
صان بي اختصاص الزار و الّرداء و المنححازع فيهمححا منححازع فححي الصحّفة أراد أّنهما مخت ّ
المخصوصة بي .
ق مححن أحححدل و نهيه ،لنّ المتكّبر إذا سمع الح ّ و ثانيهما أّنه ربما يدعو إلى مخالفة أمر ا ّ
استنكف من قبوله ،و لححذلك تححرى اكححثر المنححاظرين فححي المسححائل العلميححة يزعمححون أّنهححم
ق على لسححان واحححد منهححم أنححف الخححر مححن يتباحثون للفادة و الستفادة فمهما اّتضح الح ّ
قبوله و ركب مركب العصبية و العناد ،و يتجاحححد تجاححد المنكححر ،و يحتحال لححدفعه بمحا
ل يظهححر للّنححاس مغلححوبّيته ،و مححن ذلححك كححان علمححاء الخححرة
يقدر عليححه مححن التلححبيس ،لئ ّ
يتجّنبون عن المناظرة في المجالس .
] [ 87
ل مححن
بقوله » :و قال اّلذين كفروا ل تسمعوا لهذا القرآن و الغوا فيه لعّلكم تغلبححون « فك ح ّ
ق إذا ظفحر بحه فقحد شحاركهم فحي هحذا الخلحق و تبعهحم يناظر للفحام و الغلبة ل يغتنم الحح ّ
عليه .
ل تعالى هو ابليس الّلعين حيث إّنه لمححا دعححى إلححىو أّول من صدر عنه الّتكبر على أمر ا ّ
سلم قال :أنا خير منه خلقتني مححن نححار و خلقتححه مححن طيححن ،فحملححه سجود لدم عليه ال ّال ّ
ل به ،و كان مبدؤه الكبر على آدم و الحسححد لححه سجود اّلذي أمره ا ّ
الكبر على الباء من ال ّ
طرد و البعاد ،و اهلكه أبد الباد . ل فكان ذلك سبب ال ّ فجّره ذلك إلى التكّبر على أمر ا ّ
عععععع عع عع عع عععععع
ععععع ععععع
ل عليه و آله و سّلم آفححة العلححم ل صّلى ا ّ و ما أسرع الكبر إلى العلماء و لذلك قال رسول ا ّ
الخيلء فل يلبث العالم أن يتعّزز بعّز العلم و يستشحعر فحي نفسحه جمحال العلحم و كمحاله و
سححلم ،فححان بححدء واحححدا يستعظم نفسه و يستحقر الّناس و يستجهل و يتوّقع أن يبححدؤوه بال ّ
ن بححه عليححه و رأى ذلححك سلم أو رّد عليه ببشر أو قام لححه أو أجححاب لححه دعححوة يمتح ّ
منهم بال ّ
صنيعة عنده و اعتقد أّنه أكرمه و فعل به ما ل يستحّقه .
يءى الّنفححس خححبيث الّدخلححة سح ّ سبب لكبره هو خوضه فححي تحصححيل العلححوم و هححو رد ّ و ال ّ
الخلق فاّنه لم يشتغل أّول بتهذيب نفسه و تزكيححة قلبححه بالمجاهححدات و الرياضححات فبقححى
ى علم كححان صححادف العلححم مححن قبلححه منححزل خبيثححا فلححم خبث الجوهر فاذا خاض في العلم أ ّ
يطب ثمره و لم يظهر في الخير أثره .
] [ 88
بعروقها فتحوله علححى قححدر طعومهححا فيححزداد المحّر مححرارة و الحلححو حلوة ،فكححذلك العلححم
يحفظححه الّرجححال فتحححوله علححى قححدر هممهححا و أهوائهححا فيزيححد المتكّبححر كححبرا و المتواضححع
ن من كان هّمته الكبر و هو جاهل إذا حفظ العلححم وجححد مححا يتكّبححر بححه فححازداد تواضعا ،ل ّ
جححة قححد تأّكححدت فححي حقّححهن الح ّ
كبرا ،و إذا كان الّرجل خائفا مع جهله و ازداد علما علم أ ّ
ل و تواضعا .فيزداد خوفا و إشفاقا و ذ ّ
ععع
عععععع ععع
و ذلك يجرى بين الملوك في خزائنهححم و بيححن التجححار فححي بضححايعهم و بيححن الحّدهاقين فححي
أراضيهم و بين المتجّملين في لباسهم و خيولهم و مراكبهم فيستحقر الغنى الفقير و يتكّبر
عليه .
عع ععععع
عع ع عع
عععععع عععع
ضعف .
فيتكّبر بها على أهل ال ّ
و ذلك يجري بين الملوك في الفتخار بكثرة العساكر و الرعّية و الخدم ،و بالجملة فكححلّ
ما هو نعمة و أمكن أن يعتقد كمال و إن لم يكن كمال في نفسه أمكن أن يتكّبر به حّتى أ ّ
ن
المخّنث ليتكّبر على أقرانه بزيادة معرفته و قدرته في صنعة المخّنثين ،
ل نكححال ،و كححذلك الفاسححق قححد يفتخححر
لّنه يرى ذلك كمال يفتخر به ،و إن لم يكن فعلححه إ ّ
ن ذلك كمال و إن كان خزيا و وبال و نكال . شرب و الفجور و يتكّبر به لزعمه أ ّبكثرة ال ّ
] [ 89
ك عححن
ن الكححبر مححن أعظححم المهلكححات ،و قّلمححا ينفح ّ
ل تعالى و ألهمك الخير أ ّ
فاعلم وّفقك ا ّ
شيء منه أحد و إزالته فرض عين و ل يححزول بمجحّرد التمّنححى بححل بالمعالجححة و اسححتعمال
الدوية القامعة له ،و علجه اّنما يحصل بامور أربعة :
الول معرفة الّرب تعالى الثانى معرفة الّنفس الثالث معرفة الغححرض الحّداعى إلححى خلقتححه
الرابع معرفة المفاسد المترّتبة على الكبر .
ععع ععععع
ى اّلذي ل يضعفه شيء ،و ن من عرف رّبه و أّنه القادر اّلذي ل يعجزه شيء ،و القو ّ فا ّ
ي اّلذي ليس له بداء ،و الّدائم القّيوم بأمر الشياء ،و الّفعال لمححا يريححد أو يشححاء ،و
الزل ّ
ل حححال ،إلححى
سموات و الرض من الّزوال ،و المستولى على الخليق فححي كح ّ الممسك لل ّ
ن العّز و العظمحة و الجلل و الجمحال غير ذلك من صفاته الحسنى و أمثاله العليا عرف أ ّ
ل بجنابه ،و أّنها إزاره و رداءه ،و الجبروت و الكبرياء ل تليق إ ّ
ع ععع عععععع
شارع الغسل بخروجهححا مححن النسححان و أغلححظ اما الجيفة الولى و هى المني فقد أوجب ال ّ
نجاسته حّتى فهم بعض الصحاب من تغليظه وجوب تطهير الثياب و البححدن منححه مّرتيححن
كما في البول .
] [ 90
و اما الجيفة الخيرة فاّنه بعذر هوق روحه يكون ميتة أخبث و أنجس و أوحش من ميتححة
ل غسححل اليححد و س ميتححة الكلححب بالّرطوبححة ل يححوجب إ ّ
ن مح ّ
الكلححب و الخنزيححر ،و ذلححك ل ّ
س ميتة النسان فقد أوجب الشححارع فيححه مضححافا إلححى تطهيححر الملقححي تطهيرها بخلف م ّ
س مبالغة في خبث جيفته و قححذارته ،و تححرى الحيححاء أوحشححوا جححانب المّيححت و غسل الم ّ
تجّنبوا عنه و خافوا منه و ل يخافون من ميتة سائر الحيوانححات و ل يستوحشححون منهححا و
س مححن جمححار يحمححل العححذرة ،ل ّ
ن اما كونه حامل الجيف فهو أظهر من أن يذكر لّنه أخ ّ
الحمححار يحملهححا اضححطرارا و بالجبححار و النسححان يحملهححا بالّرضححا ،و الختيححار و هححو
ظهر و هذا على البطن ،و إلى هذه الحالت الثلث و ما بعححدها اشححير فححي يحملها على ال ّ
سححبيلي شيء خلقه من نطفة خلقه فقّدره ثّم ال ّ قوله سبحانه » :قتل النسان ما أكفره من أ ّ
سره ثّم أماته فأقبره ثّم إذا شاء أنشره « فقد أشارت اليحة إلحى أّول خلحق النسحان و إلحى يّ
آخر أمره و إلى وسطه ،فليفهم معناها و ليتفّكر في مغزاها .
ي شححيء فقد أتى عليه حين من الّدهر لم يكن شيئا مذكورا ،و قد كان فححي حّيححز العححدم و أ ّ
ل بخلقه من أرذل الشياء ثحّم مححن أقححذرها إذ خلقححه ل من المحو و العدم ،فبدء ا ّس و أق ّ
أخ ّ
من سللة من طين ثّم من ماء مهين ثّم من علقة ثحّم مححن مضححغة ثحّم جعلححه عظامححا فكسححى
العظام لحما ،فهذا بداية وجوده .
س الوصححاف و أرذلهححا إذ لححم يخلححق كححامل بححل ل و هو على أخ ّ و ما صار شيئا مذكورا إ ّ
س و ل يشححعر و ل ينطححق و ل يبطححش و ل خلقه جمادا مّيتا ل يسمع و ل يبصر و ل يحح ّ
يدرك و ل يفهم و ل يمّيححز و ل يعلححم فبححدء بمححوته قبححل حيححاته ،و بضححعفه قبححل قحّوته ،و
بعجزه قبل قدرته ،و بجهله قبل علمه ،و بعماه قبل بصححره ،و بصححممه قبححل سححمعه ،و
ببكمه قبل نطقه ،و بضلله قبل هداه ،و فقره قبل غناه .
ضححلل و
سححر لححه سححبيل الخيححر و الشحّر و أرشححده إلححى طريححق ال ّسره « أى ي ّ
سبيل ي ّ
» ثّم ال ّ
سبيل إّما شاكرا و إّما كفححورا «
الهدى يسلك الّول و يترك الّثاني كما قال » :إّنا هديناه ال ّ
و قال » :و هديناه الّنجدين « .
] [ 91
سححة و
ل سبحانه به عليه حيث نقله من حالححة الّذلححة و القّلححة و الخ ّ فانظر إلى عظم ما أنعم ا ّ
شرف و الّرحمة و الكرامة ،فصار موجودا بعد العحدم ،و حّيحا القذارة إلى رتبة العّز و ال ّ
ضححعف و عالمححا بعححد بعد الموت ،و ناطقا بعد البكم ،و بصيرا بعد العمى ،و قوّيا بعد ال ّ
س و أحقححر مححن ل ي شححيء أخح ّ ضلل ،فكان في ذاته ل شححيء و أ ّ الجهل ،و مهدّيا بعد ال ّ
ل شيئا و إّنما خلقه من التراب الّذليل ل من العدم المحض ،ثّم صار با ّ ى قّلة أق ّ
شيء ،و أ ّ
سححة نفسححه و مهانححة ذاتححه ،و أكمححل النعمححة
اّلذي يوطأ بالقدام ،و النطفة القذرة ليعّرفه خ ّ
عليه ليعرف بهححا رّبححه ،و يعلححم عظمححة بححارئه و جللححة مبححدئه و أّنححه ل يليححق الكبريححاء و
ل بحضرة ربوبّيته . الجلل إ ّ
فمن كان هذا بدؤه و هذا حاله كيف يسوغ له البطر و الكحبر و الخيلء و الفخحر نعحم هحذه
ظم .
سته شمخ بأنفه و تع ّ
عادة الخسيس إذا رفع من خ ّ
و لو أكمله و فّوض إليه اموره و أدام له الوجود باختيحاره لكححان أكححثر مححن ذلححك يطغححى و
نسى المبدء و المنتهى ،و لكّنه سّلط عليه فححي دوام وجححوده المححراض الهائلححة و السححقام
سوداء و البلغم و ال حّدم
صفراء و ال ّ
طبائع المتضاّدة من ال ّ
العظيمة ،و اللم المختلفة ،و ال ّ
يهدم بعضها بعضا شاء أم أبى ،رضى أم سخط ،فيجوع كرها ،
و يعطش كرها ،و يمرض كرها ،و يموت كرها ،ل يملك لنفسححه خيححرا و ل ش حّرا و ل
نفعا و ل ضّرا ،يريد أن يعلم الشيء فيجهله ،و يريد أن يذكر الشيء فينساه ،و يريد أن
ينسى الشيء و يغفل عنه فل يغفل عنه ،و يريد أن يصرف قلبه إلى ما يهّمه فيحول فححي
أودية الوساوس و الفكار بالضححطرار فل تملححك قلبححه قلبححه و ل نفسححه نفسححه ،و يشححتهى
الشيء فربما يكون هلكه فيه ،و يكره الشيء و رّبما يكون حياته فيه ،يستلّذ الطعمة و
هى تهلكه و ترديه ،و يستبشع الدوية و هى تنفعه و تحييححه ،و ل يححأمن فححي لحظححة مححن
ليله و ل نهاره أن يسلب سححمعه و بصححره و تفلحج أعضححائه و يختلحس عقلحه و يختطحف و
طر ذليل إن ترك بقي و إن اختطف فنححى ،عبححد يسلب جميع ما يهواه في دنياه ،فهو مض ّ
مملوك ل يقدر على شيء من نفسه و ل على شيء من غيره ،
ل منه لو عرف نفسه و اّني يليق الكبر لو ل جهله ،فهذا أوسط أحواله
فأىّ شيء أذ ّ
] [ 92
و أّما آخره فهو الموت المشار إليه بقوله » :ثّم أماته فأقبره « و معناه اّنححه يسححلب روحححه
سه و إدراكه و حركته فيعود جمادا كمححا كححان أّول و سمعه و بصره و علمه و قدرته و ح ّ
س فيه و ل حركة ، ل شكل أعضائه و صورته ،ل ح ّ مّرة ،ل يبقى إ ّ
ثّم يوضع في التراب فيصير جيفة منتنة قذرة كما كان في الّول نطفة مذرة .
ثّم تبلى أعضاؤه ،و تتفتت أجزاؤه ،و تنخّر عظححامه ،و تصححير رميمححا رفاتححا ،و يأكححل
الّدود أجزائه فيبتدى بحدقتيه فيقلعهما ،و بخدّية فيقطعهما ،و بسائر أجزائه فيصير روثا
ل انسححان ،وفي أجواف الّديدان ،و يكححون جيفححة يهححرب منححه الحيححوان ،و يتنّفححر منححه كح ّ
يكرهه لشّدة النتان ،و أحسن أححواله أن يعححود إلحى محا كححان ،فيصحير ترابحا يعمحل منححه
الكيزان ،و يعمر منه البنيان ،فيصير مفقودا بعد ما كان موجحودا و صحار كحأن لحم يغحن
بالمس حصيدا ،كما كان في أّول أمره أمدا مديدا .
و ليته بقى كذلك ،و يأمن مّما يتلوه من المعاطب و المهالك ،فما أحسححنه لححو تححرك ترابححا
لبل يحييه بعد طول البلى ليقاسي شّدة البلء ،و إليه أشار بقوله :
» ثّم إذا شاء أنشره « فيخرج من قبره بعد جمع أجزائه المتفّرقة ،و أعضائه المتفّتتة ،
و يسرع إلى أهوال القيامة ،فينظر إلحى قيامححة قائمححة و سححماء مشحّققة ،و أرض مبّدلححة و
جبححال مس حّيرة ،و نجححوم منكححدرة ،و شححمس منكسححفة .و أحححوال مظلمححة و كححثرة عححرق
ملجمة ،و ملئكة غلظ شداد ،و أهوال تتفّتت منها الكباد .
صحائف منشورة فيقال لحه » :اقحرء كتابحك كفحى بنفسحك اليحوم عليحك حسحيبا « و يرى ال ّ
فيقرء فيه مساويه اّلتى كان افتخاره بها ،و اسححتكباره بأسححبابها ،فعنححد ذلححك يقححول » :يححا
ل أحصححاها « فيقحال لححه :هّلححم إلححىوليتنا ما لهححذا الكتححاب ل يغححادر صححغيرة و ل كححبيرة إ ّ
الحساب و استعّد للجواب أو تصير إلى أليم العذاب فينقطع قلبه من قول ذلك الخطاب .
فما لمن هذا حاله و التكّبر و التعزز و الكبرياء و الخيلء ،بل مححاله و للفححرح فححي لحظححة
ب أنل أحح ّ
واحدة فضل عن البطر و الشر مّدة متمادية ،و لححو ظهححر آخححره و العيححاذ بححا ّ
يكون ترابا ،و ل يكون إنسانا يسمع خطابا ،و ل يشاهد الجحيم له مآبا
] [ 93
و لو رأى أهل الّدنيا العبد المذنب في الّنار لصعقوا من وحشة خلقتحه و قبحح صحورته ،و
لو وجدوا ريحه لماتوا من نتنه ،و لو وقعت قطرة من شححرابه فححي بحححار الحّدنيا لصححارت
أشّد عفونة من الجيفة .
فمن هذا حاله في العاقبة كيف يفرح و يبطر ،و كيف يتجّبر و يتكّبر ،
ق به العقوبة إ ّ
ل ى عبد لم يذنب ذنبا استح ّ
و كيف يرى نفسه شيئا ،و يعتقد له فضل ،و أ ّ
أن يعفو له الكريم بفضله ،و يغفره باحسانه و مّنه .
ق بجنححايته القتححل أو السّياسححة فجلححس فححي أ رأيت من جنى على ملك قاهر قححادر ،و اسححتح ّ
سجن و هو ينتظر أن يخرج إلى العرض و يقام عليه العقوبة على ملء مححن الخلححق ،و ال ّ
ليس يححدرى أيعفححى عنححه أم يعححاقب ،كيححف يكححون ذّلححه ،أفححترى أنححه يتكّبححر علححى مححن فححي
ل ح و ل يححدرى ق العقوبة من ا ّ ل و الّدنيا سجنه ،و قد استح ّ سجن ،و ما من عبد مذنب إ ّ ال ّ
ل. كيف يكون آخر أمره فيكفيه لو تفّكر ذلك حزنا و خوفا و إشفاقا و مهانة و ذ ّ
ع ععع عععععع
ن الغرض من خلقة النسان هو العبودّية و الطاعة ،قال تعححالى » :و مححا خلقححت فاعلم أ ّ
ل بحصححول ل ليعبدون « فاذا ل فضل لحد أفراد هذا الّنوع على الخححر إ ّ ن و النس إ ّالج ّ
ذلك الغرض منه أعنى القيام بوظححائف العبودّيححة ،و بحه يححترّقي إلححى درجحات الكمححال ،و
ب المتعال ،و يكرم عنده كما قال عّز من قائل : يتقّرب إلى الر ّ
ن أكرمكححم
» يا أّيها الّناس إّنا خلقناكم من ذكر و أنثى و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا إ ّ
ل أتقيكم « . عند ا ّ
روى الطبرسي في مجمع البيان في وجه نزول الية أنّ ثابت بن قيس بن شماس كان في
ل عليه و آله فيسمع
ي صّلى ا ّ
سحوا له حّتى يقعد عند الّنب ّ
اذنه و قر ،و كان إذا دخل تف ّ
] [ 94
سحوا ،حّتى انتهى إلى رجل ،فقححال لححه :اصححبت طى رقاب الّناس و يقول :تف ّ
فجعل يتخ ّ
ظلمة قال :من هذا ؟ قال الّرجل :أنا
مجلسا فاجلس ،فجلس خلفه مغضبا ،فلّما انجلت ال ّ
فلن ،فقال ثابت :ابن فلنة ؟ ذكر أّما له كان يعّير بها في الجاهلّية فنكس الّرجل رأسححه
ل و سلمه عليه و آله :من الّذاكر فلنة ؟ حيآء فقال صلوات ا ّ
ل ،فقال :انظر في وجوه القوم ،فنظر إليهم ،فقححال :مححا فقام ثابت فقال :أنا يا رسول ا ّ
ل بححالتقوى و ضححلهم إ ّ
رأيت يا ثابت ؟ قال :رأيت أبيض و أحمر و أسود ،قال فاّنححك ل تف ّ
الّدين فنزلت هذه الية .
لح عليححه و آلححه و سحّلم بلل حّتححى عل ل صحّلى ا ّ و قيل لّما كان يوم فتح مّكة أمر رسول ا ّ
لح الحذي قبحض أبحي حّتحى لحم يحر هحذا ظهر الكعبة و أّذن ،فقال عتاب بن اسحيد :الحمحد ّ
اليوم ،و قال الحارث بن هشام :أما وجد محّمد غير هذا الغراب السححود مؤّذنححا ،و قحال
ل شيئا لغّيره ،و قال أبو سفيان :إّنححى ل أقححول شححيئا أخححاف أن سهيل بن عمر :ان يرد ا ّ
ل عليه و آله و سّلم فأخبره بما ل صّلى ا ّ سماوات ،فأتى جبرئيل رسول ا ّ ب ال ّ
يخبره به ر ّ
ل عليححه و آلححه و سحّلم و سححألهم عّمححا قححالوا فححأقّروا بححه ،و
ل صّلى ا ّقالوا فدعاهم رسول ا ّ
نزلت الية و زجرهم عن الّتفاخر بالنساب و الزراء بالفقر و التكاثر بالموال .
ن جهة الفضل في أفراد الّنوع النسححاني منحصححرة فححي الححورع و التقححوى
فقد ظهر بذلك أ ّ
فقط .
سلم لّما عوتب علححى الّتسححوية فححي العطححاء و عححدم التفضححيلو كان أمير المؤمنين عليه ال ّ
شرف مححن المهححاجرين و النصححار علححى غيرهححم ،و اعححترض عليححه لولى السابقات و ال ّ
سححلمبعدم ترجيح المولى على العبيد و عدم الّتفرقة بين البيض و السود أجححاب عليححه ال ّ
ل فلم أجد لولد إسماعيل على ولد إسحاق فضل . بقوله :إّنى نظرت في كتاب ا ّ
] [ 95
ل عليه و آله و سّلم صعد المنبر يوما و ذكر ما كانوا يتفاخرون ل صّلى ا ّ
و كان رسول ا ّ
و يتكّبرون به في الجاهلّية ،فقال :إّنه موضوع تحت قدمى إلى يححوم القيامححة و لححم ينححزل
من المنبر حتى زّوج بنت عّمته صفّية ابنة عبد المطلب مححن المقححداد مححع كححونه مححن أفقححر
الّناس حال و أقّلهم مال .
ل ح عليححه و
و قد سّوى بينهم أيضا في أعظم المور و أهّمها و هو أمر الّدماء فقال صّلى ا ّ
آله و سّلم :
فقد علم بذلك أن ل تفضيل في غير الورع و الّتقوى و ال حّدين و أّنححه ل يجححوز الفتخححار و
التفاخر به بل ل يجوز التفاخر بالتقوى أيضا و ل ينبغي المباهاة به .
ل سبحانه أوحى الى موسححى اذا جئت نا ّو الى هذا المعنى ينظر ما جاء في الحديث من أ ّ
سلم ل يعترض أحححدا للمناجات فاصحب معك من تكون خيرا منه ،فجعل موسى عليه ال ّ
و هو ل يجسر أن يقول إّنى خير منه ،فنزل عن الناس و شحرع فحي أصحناف الحيوانحات
حتى مّر بكلب أجرب فقال :أصحب هذا ،فجعل في عنقه حبل ثّم مّر به ،فلمححا كححان بححه
ب سبحانه في بعض الطريق شمر الحبل و أرسله ،فلما جاء إلى مناجاة الّر ّ
] [ 96
فاذا كان مثل موسى مع كونه نبّيا أولى العزم و أفضل أهل زمححانه كمححا هححو اعتقادنححا فححي
النبياء و الّرسل لم يجسر أن يقول لحد من آحاد الّناس و لفرد من أفححراد الحيححوان حّتححى
الكلب الجرب أنا خير منه فكيف لغيره .
ن التعّزز بالنسب تعّزز بكمال غيره و ل ينفعه ذلك فححي الحّدنيا و ل فححي العقححبى ،و
على أ ّ
سلم يقول بعد تلوة » ألهيكم التكاثر حتى لذلك كان أمير المؤمنين عليه ال ّ
] [ 97
زرتم المقابر « :أ فبمصارع آبائهم يفخرون ،أم بعديد الهلكى يتكححاثرون ،إلححى آخححر مححا
يأتي في الكلم المأتين و التاسع عشر ،و قال سلمان ) رض ( :
ل بحححححححححححححححححححححححدينه
لعمحححححححححححححححححححححححرك محححححححححححححححححححححححا النسحححححححححححححححححححححححان إ ّ
ل علحححححححححححححححححى نسحححححححححححححححححب فل تحححححححححححححححححترك الّتقحححححححححححححححححوى اّتكحححححححححححححححححا ّ
لح و لححو
سلم أّنه قال :إّنما خلقححت الّنححار لمححن عصححى ا ّساجدين عليه ال ّو روى عن سّيد ال ّ
ل و لو كان عبدا حبشّيا . كان سّيدا قرشّيا ،و الجّنة لمن أطاع ا ّ
صحور فلو ناهيك في المنع من التكّبحر بالّنسحب قحوله عحّز محن قحائل » :فحاذا نفحخ فحي ال ّ
أنساب بينهم يومئذ و ل يتسائلون فمن ثقلت مححوازينه فححأولئك هححم المفلحححون و مححن خّفححت
موازينه فأولئك اّلذين خسروا أنفسهم في جهّنم خالدون « .
بل أقول :إنه إذا كان البناء على افتخاره بأصله و نسبه القريب فليفتخر بأقرب اصوله و
أنسابه و هو الّنطفة القذرة و الّدودة اّلتي خرجت من مبال أبيه ،
قال سبحانه » :و لقد خلقنا النسان من سللة من طين ثّم جعلناه نطفة في قرار مكين ث حّم
خلقنا الّنطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة « فالصل تراب يوطأ بالقدام ،
و الفصل نجس تغسل منه البدان فمن كححان هححذا أصححله و فصححله كيححف يسححوغ لححه التكّبححر
بالنام ،و لنعم ما قيل :
] [ 98
ل سبحانه ،و و أما العلم فهو إّنما يكون كمال إذا أوجب ارتفاع درجة العالم و قربه من ا ّ
سادسححة و
ل فالجهل منه أفضل البّتة ،و قد مضى في شرح الفصل الّثاني مححن الخطبححة ال ّ إّ
سوء .
الّثمانين ما فيه كفاية في ذم العلماء ال ّ
ن العالم مهما خطر بخححاطره عظححم قحدره بالضححافة و أقول هنا مضافا إلى ما سبق :من أ ّ
ن خطححره أعظححم مححن خطححر إلى الجاهل فليتفّكر في الخطر العظيم الححذي هححو بصححدده ،فحا ّ
ن قدره أعظم من قدر غيره ،فقد يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعححالم غيره كما أ ّ
ذنب واحد ،و ذلك لمكان علمه .
ل مثل للعالم العامل بغيره تارة بالحمار فقال » :مثل اّلذين حّملححوا التححوراة و قد ضرب ا ّ
ثّم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا « و أخححرى بححالكلب فقححال » :و اتححل عليهححم نبححأ
اّلذى آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين « إلى قوله » فمثلححه كمثححل
الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث « نزلححت فححي بلعححم بححن بححاعور فقححد اوتححى اسححم
العظم و قال ابن عّباس اوتى كتابا فأخلد إلى شهوات الرض أى سكن حّبه اليهححا فمّثلححه
بالكلب إن تحمل عليه يلهث أو تححتركه يلهححث أى سححواء أتيتححه الحكمححة أو لححم اوتححه ل يححدع
شهوته .
فل بّد أن يكّلف نفسه ما يحّبه موله و ما فيه رضاه ،فهذا يزيل التكّبر عن قلبه .
أحدها أن يلتفت إلى ما سبق من ذنوبه و خطاياه حّتى يصغر قدره في عينيه .
] [ 99
لزم علححى و أما الحسن و الجمال فمححا أعجححب التكّبححر بححه مححع كححونه سححريع الحّزوال ،و ال ّ
المتعّزز بجماله أن ينظر إلى قبح باطنه ل إلى حسن ظاهره ،فلو ل حظ باطنه رأى فيححه
من القبائح و الخبائث ما يكّدر تعّززه ،فانه وّكل به القذار في جميع أجزائه الّرجيحع فحي
امعائه ،و البول في مثانته ،و المخاط في أنفه ،و البزاق في فيه ،و الوسخ فححي اذنيححه ،
ل يححوم مححن القححذار مححا صديد تحت بشرئه ،و يخححرج منححه فححي كح ّ و الّدم في عروقه ،و ال ّ
يتأّذى بنفسه من رؤيته و من فضول ريحه إلى شامته فضل عن غيره فاّنما مثله كححالقبور
صصة يرى ظاهرها مليححا و باطنهححا قبيحححا ،و لحو تحرك نفسحه فححي حيححاته يومحا لححم المج ّ
يتعّهدها بالتنظيف و الّتطهيححر لشححارت منححه النتححان و القححذار و صححار أنتححن مححن الحّدواب
ط فحسححنه كخضححراء الحّدمن و كالزهححار فححي الّربيححع بينمححا المهملة التي ل تتعّهد نفسها قح ّ
تعجبها إذ صارت هشيما تذروه الّرياح .
و اما الغنى و كثرة المال و في معناه الملك و السلطنة فلّنححه أيضححا سححريع الححزوال و فححي
معرض النتقال ،بينا تراه غنيا إذ صار فقيرا ،أو فقيرا إذ صار غنّيا ،
و ترى المغبوط مرحوما و المرحوم مغبوطا ،فما أقبح التكّبر بشيء ليس اختياره بيححده ،
سلطان إذ انتزع مححن ملكححه و ل ال ّ
ل الغنى إذ انتزع ماله أو اختلسه سارق ،و ما أذ ّ و ما أذ ّ
ل أقلّ قليل من مال الحّدنيا قحد كحان قبلحهن ما بيد الغنى ليس إ ّ غلب عليه في سلطنته ،مع أ ّ
ل سبحانه ل تزن جناح بعوضة و في يد غيره و سيصير في يد آخر ،و الّدنيا كّلها عند ا ّ
لح أزهححد مححن عححرق خنزيححر فححي يححدل لما سقى الكافر شربة مآء ،و عنححد نظححر أوليححاء ا ّاّ
المجذوم .
فما هذا شأنه ل يليق التعّزز به ،و ناهيك في ذلك الخبححار الححواردة فححي ذّم الحّدنيا و أكححثر
ن الغنححى لححوسلم في هذا الكتاب مسوق لهذا الغرض علححى أ ّ خطب أمير المؤمنين عليه ال ّ
تأمل لوجد في اليهود و الّنصارى من يزيححد عليححه فححي الغنححى و الححثروة و التجّمححل ،فححا ّ
ف
ف لشرف يأخذه السارق في لحظة واحدة فيعود صاحبه لشرف يسبقك به الكافر و ا ّ
] [ 100
و اما القوة و شدة البطش فيكفى في المنع من التكّبر به أن يعلم ما سّلط عليه محن العلححل و
ل مححن كح ّ
ل ل عاجز و أذ ّ المراض ،و أّنه لو توجع عرق واحد في يده لصار أعجز من ك ّ
ذليل ،و أّنه لو سلبه الّذباب شيئا لم يستنقذه منححه ،و أنّ بّقححة لححو دخلححت فححي أنفححه أو نملححة
ن حمحى يححوم تحّلححل ن شوكة لو دخلت في رجله لعجزتحه ،و أ ّ دخلت في أذنه لقتلته ،و أ ّ
من قّوته ما ل ينجبر في مّدة ،فمن ل يطيق شوكة و ل يقاوم بّقة و ل يقدر على أن يححدفع
عن نفسه ذبابة فل ينبغي أن يفتخر بقّوته .
ى افتخححار فححي
ثّم إن قوى النسان فل يكون أقوى من حمار أو بقرة أو فيل أو جمححل ،و أ ّ
صفة يسبقه فيها البهائم .
و أّما الزهد و العبادة فيزول التكّبر بهما على الفاسق بالتفّكر في سوء الخاتمة و حسححنها ،
ل العابد فيختم له بالشّر .
فرّبما يموت الفاسق و يختم له بالخير ،و يز ّ
أل ترى إلى برصيصاء عابد بني إسرائيل كيف سائت خاتمته على ما عرفححت فححي شححرح
سادس من الخطبة الثانية و الثمانين .
الفصل ال ّ
ى، فجلس إليه فقال العابد :أنا عابد بني إسرائيل و هذا خليع بني إسرائيل فكيف يجلس إل ّ
ي ذلك الّزمان مرهما فليستأنفا العمل فقححد
ل إلى نب ّ
فأنف منه و قال له :قم عّني ،فأوحى ا ّ
غفرت للخليع و أحبطت عمل العابححد ،و فححي روايححة اخححرى فتححّولت الغمامححة إلححى رأس
الخليع .
ل سبحانه أوحى
نا ّ
ل عليه و آله و سّلم إ ّ
ي صّلى ا ّ
و يرشد إلى ما ذكرته ما روى عن الّنب ّ
إليه
] [ 101
أن يقول لمن يتعّزز بالحسن و الجمال :تلفح وجوههم الّنار ،و لمن يتعّزز بالفصاحة :
صحور فل أنسحاب بينهحم اليوم نختم على أفواههم ،و لمن يتعّزز بالّنسب :فاذا نفحخ فحي ال ّ
يومئذ ،و لمن يتعّزز بالمال و الولد :يوم ل ينفع مال و ل بنون ،و لمن يتعّزز بالقّوة :
أما في الدنيا فل يجابها انحطاط درجته عند الخليق و كراهتهم له و بعححدهم عنححه فهححو ل
يحّبهم و هم ل يحّبونه كما هو مشاهد بالعيان معلوم بالتجربة و الوجدان ،
و ناهيك في التنبيه على عظم ضرره ما رواه في الكافي عن عّدة من أصحابه عححن أحمححد
ن يوسف لما سلم قال :إ ّ ل عليه ال ّ
بن محّمد عن مدرك بن عبيد عّمن حّدثه عن أبي عبد ا ّ
سلم دخله عّز الملك فلم ينزل إليه فهبط عليه جبرئيل فقال شيخ يعقوب عليه ال ّقدم عليه ال ّ
سماء ،فقححال يوسححف : :يا يوسف ابسط راحتك ،فخرج منها نور ساطع فصار في جّو ال ّ
يا جبرئيل ما هذا الّنور الذي خرج من راحتي ؟ فقال :نزعت النبّوة من عقبك عقوبة لما
ي.شيخ يعقوب فل يكون من عقبك نب ّ لم تنزل إلى ال ّ
] [ 102
ل جلله كما يشهد بححه مححا قحّدمنا و اما فى الخرة فل يجابها دخول الّنار و سخط الجّبار ج ّ
في المقام الّول من اليات و الخبار ،و ناهيك في ذلك التذكر بحال ابليححس الّلعيححن فححاّنه
سماء سّتة آلف سنة كيف حبط أجره و انحط ل في ال ّ
مع كونه خطيب الملئكة و قد عبد ا ّ
ق مقححت الجّبححار و الخلححود فححي قدره و حزم الحضرة الّربوبّية و اللطاف اللهّيححة و اسححتح ّ
الّنار بمحض النائّية و الستكبار على ما يأتي مشروحا في الخطبة القاصعة و هي المححأة
ل.ل با ّو الحادية و التسعون من المختار في باب الخطب ،و ما التوفيق إ ّ
ععععععع
لح عليحه و آلحه را پس مبعحوث فرمحود خداونحد تبحارك و تعحالى محّمحد مصحطفى صحّلى ا ّ
براسححتى و درسححتى تححا اينكححه خححارج نمايححد بنححدگان را از عبححادت بتححان بسححوى عبححادت
پروردگار ،و از طاعت شيطان بسوى طاعت حضححرت كردگححار ،بححا قرآنححى كححه بيححان
فرمود آنرا و محكم ساخت آنرا تا اينكه بدانند بندگان پروردگححار خودشححان را وقححتى كححه
جاهل بودند بأو ،و تا اقرار كنند بآفريدگار بعد از اينكه منكر بودند بوحدانّيت او ،و تا
اثبات كنند وجود او را بعد از اينكه نمىشناختند او را پس ظاهر گرديححد حححق سححبحانه و
تعالى از براى ايشان در كتححاب عزيححز خححود بححدون اينكححه ديححده باشححند او را بححآنچه نمححود
بايشان از قدرت خود ،و ترسححانيد ايشححان را از غضححب و سححطوت خححود ،و چححه گححونه
محو و نابود كرد آن كسى را كه نابود كرد از قرون ماضيه با عقوبات نازله ،و درويد
و مستأصل ساخت كسى را كه مستأصل نمود با عذابهاى هائله .
و بدرستى كه زود باشد كه بيايد بشما از پس رفتن من بعالم قححدس زمححانى كححه نباشححد در
او چيزيكه پنهانتر باشد از حق ،و نه آشكاراتر از باطل ،و نه بيشتر از دروغ بخححدا و
رسول او ،و نباشد نزد اهل آن زمان متاع كاسدتر از قرآن زمانى كه تلوت شده باشد
ق تلوت آن ،و نه متاع رايجتر از قرآن زمانى كه تغيير داده شود
حّ
] [ 103
از مواضع خود ،و نباشد در شهرها چيزيكه قبيحتر باشححد از معححروف ،و نححه چيزيكححه
پسنديدهتر باشد از منكر ،پس بتحقيق كه بيندازند قرآن را حاملن او ،و فراموش كنند
او را حافظان او ،پس قرآن در آنروز و اهل آن منفى و مطرود باشححند و دو مصححاحب
صحبت گيرنده باشند با يكديگر در يك طريق در حالتي كححه منححزل ندهححد ايشححانرا منححزل
دهنده ،پس كتاب و اهل آن در آن زمححان در ميححان مردمححان باشححند بصححورت و أبححدان و
نباشند در ميان ايشان بحسب معنى ،و با ايشان باشند ظاهرا و نباشند با ايشان باطنا از
جهة اينكه ضللت موافقت نمينمايد با هدايت اگر چححه مجتمححع شححوند در يححك زمححان پححس
متفق باشند قوم آن روزگار بر جحدائى از قحرآن ،و جحدا باشحند از جمحاعت محّقحه گويحا
ايشان پيشوايان كتاب عزيزند و كتاب عزيز پيشواى ايشان نيست ،
ط او را او كتححاب اوپس باقى نماند نزد ايشان از قرآن مگر نام او ،و نشناسند مگححر خ ح ّ
را ،و پيش از اين است مثله و عقوبت نمودن ايشان بصالحان با هر گححونه عقححوبت ،و
تسححميه كححردن ايشححان راسححت گححوئى صححالحان را بححر خححداى تعححالى افححترا و بهتححان ،و
گردانيدن ايشان در حسنات عقوبت سيئات را .
و بدرستى كه هلك شدند كسانى كه بودند پيش از شححما بجهححت طححول آرزوهححا و پنهححان
بودن اجلها تا اينكه نازل شد بايشان مرگ موعود كه رّد ميشود از او عذر خواهى ،
و برداشته ميشود از او توبه و پشيمانى ،و حلول مىكند بأو مصيبت شديده و نقمت اى
گروه مردمان هر كسى طلب نصيحت كند از خداى تعححالى موّفححق ميشححود ،و هححر كححس
اخذ نمايد فرمايش خدا را دليل خود هدايت يابد براه راست ،پححس بدرسححتى كححه همسححايه
خدا ايمن است از عذاب ،و دشمن خدا ترسانست از عقاب .
و بدرستى كه سزاوار نيست مر كسى را كه معرفت رسحاند بعظمححت خحدا اينكححه اظهححار
بزرگى نمايد ،پس بتحقيق كه بلندي مرتبه كسححانى كححه ميداننححد چيسححت عظمححت و جلل
خدا در اين است كه تواضع نمايند او را ،و سلمتى كساني كححه ميداننححد چيسححت قححدرت
آفريدگار در اين است كه انقياد و اطاعت نمايند بححر او ،پححس نفححرت نكنيححد از حححق مثححل
نفرت صحيح المزاج از كسى كه ناخوشى جرب داشته باشد ،و مثل نفرت سالم
] [ 104
البدن از صاحب مرض ،و بدانيد كه بدرستى شما نخواهيححد شححناخت طريححق حححق را تححا
اين كه بشناسيد آن كسى را كه ترك نموده او را ،و نمىتوانيحد فراگيريحد عهحد و پيمحان
قرآن را مگر اينكه معرفت رسانيد آن كسى را كه نقض عهححد او را كححرده و نمىتوانيححد
چنك بزنيد بقرآن تا اينكه عارف شويد كسى را كه انداخته آن را ،
پس طلب كنيد اينرا از نزد أهل أو ،پس بدرستى كه ايشان حيات علمند و ممات جهل ،
ايشان كسانى هستند كه خبر ميدهد شما را حكم ايشان از علم ايشححان ،و سححكوت ايشححان
از گفتار ايشححان ،و ظححاهر ايشححان از بححاطن ايشححان ،مخححالف نباشححند ديححن را و اختلف
نمىكنند در او ،پس ديححن در ميححان ايشححان شححاهدى اسححت راسححت گححو ،و سححاكتى اسححت
زباندار .
ل واحححد منهمححا يرجححوو هى المأة و الثامنة و الربعون من المختار فححى بححاب الخطححب كح ّ
ل بحبل ،و ل يمّدان إليه بسححبب ، المر له ،و يعطفه عليه دون صاحبه ،ل يمّتان إلى ا ّ
ل ح لئن أصححابواب لصاحبه ،و عّما قليل يكشف قنححاعه بححه ،و ا ّ كلّ واحد منهما حامل ض ّ
ن هححذا علححى هححذا ،قححد قححامت الفئة الباغيححة ،
ن هذا نفس هذا ،و ليأتي ّ اّلذي يريدون لينتزع ّ
ل ناكث ل ضّلة عّلة ،و لك ّ سنن ،و قّدم لهم الخبر ،و لك ّ فأين المحتسبون ،قد سّنت لهم ال ّ
ل ل أكون كمستمع اّللدم يسمع الّناعي ،و يحضر الباكي . شبهة ،و ا ّ
] [ 105
ععععع
ععععععع
و عن في قوله :و عّما قليل ،بمعنى بعد ،و ما زائدة على حّد قوله تعالى » :عّمحا قليحل
ضححمير راجححع إلححى الضّححب ،و
ن نادمين « و الباء فححي قححوله :بححه ،للسححببّية ،و ال ّ
ليصبح ّ
ل الجّر صفة للمستمع . جملة يسمع في مح ّ
عععععع
سححلم ن هذه الخطبة مسوقة لقتصاص حال طلحة و الزبير في نكثهما بيعته عليه ال ّ اعلم أ ّ
ن غرضهما من البغححي و الخححروج اليححه سلم ،و نّبه على أ ّو نهوضهما إلى حربه عليه ال ّ
ق بالمارة من الخححر و ل منهما يرى نفسه أح ّنك ّ هو الملك و المارة ،فأشار أّول إلى أ ّ
هو قوله :
لم للعهححد ) لححه ( أى يححرىل واحححد منهمححا يرجححوا المححر ( أى أمححر المححارة ،فححال ّ
) كحح ّ
اختصاصه به ) و يعطفه ( أى يجذبه و يثنيه ) عليه دون صاحبه ( لمزعمه أّنه أولححى بححه
ل ح ( تعححالى
سلن في الحرب و قتال المسلمين ) إلى ا ّ منه حالكونهما ) ل يمّتان ( و ل يتو ّ
جة لهما يعتذران بها إلى ) بحبل ،و ل يمّدان اليه بسبب ( يعني أّنه ل ح ّ
] [ 106
سححلم لمححا
ل سبحانه في البغى و الخروج و على الستيناف البياني فححالمعنى أّنححه عليححه ال ّ ا ّ
ل منهما يرجوه لنفسه و يعطفه عليه كان لقائل أن يقول :هذا العطف و الّرجاء نك ّذكر أ ّ
ن غرضححهما ليححس التق حّرب ي منهما و تصّلب في السلم ؟ فأجاب بححأ ّ هل كان لغرض دين ّ
سك بعهده .
ل تعالى و التم ّ
إلى ا ّ
ن رجححاء ك حلّ واحححد ي فالمقصود به شرح حالهما ،فاّنه لّما ذكر أ ّ و على الستيناف النحو ّ
لح
ل جذبها إليه أردفححه بححذلك تنبيهححا علححى أّنهمححا خالفححا ا ّ منهما كون الخلفة له ،و قصد ك ّ
لح بالعتصححام و نهححاهم عححن سبحانه إذ لم يعتصما بحبله ،بححل تفّرقححا عنححه و قححد أمرهححم ا ّ
ل جميعا و ل تفّرقوا « . التفّرق بقوله » و اعتصموا بحبل ا ّ
ل واحححد منهمححا
ن ) كح ّ
ثّم ذكر انهما مع اّتفاقهما على الخلف مختلفان في نفححس المححر و أ ّ
ق
ب ( و حقد ) لصاحبه ( و يشححهد بححه اختلفهمححا قبححل وقححوع الحححرب فححي الحح ّ
حامل ض ّ
ل بن الّزبير يصّلي هذا يومححا صلة ،فأقامت عائشة محّمد بن طلحة و عبد ا ّ بالّتقديم في ال ّ
و هذا يوما إلى أن تنقضى الحرب .
ص صححريح زعمححه و ج تارة اخححرى بنح ّ صلة ،و احت ّ ج في ذلك بأّنه استخلفه على ال ّ
و احت ّ
اّدعاه ،و طلب طلحة من عائشة أن يسّلم الّنححاس عليححه بالمححارة و أدلححى إليهححا بالسّححمية و
أدلي الّزبير بأسماء اختها فأمرت الّناس أن يسّلموا عليهما معا بالمارة ،و اختلفا
] [ 107
ل منهما ) قناعه به ( أى يكشف قناعه الححذي اسححتتر بححه و يظهححر ) و عّما قليل يكشف ( ك ّ
ل لئن أصابوا اّلححذى ساتر لباطنه ) و ا ّحاله به بسبب حقده ،فاستعار لفظ القناع لظاهره ال ّ
ب كحلّ منهمححا
ن هذا على هذا ( أى ليثح ّ ن هذا نفس هذا و ليأتي ّ يريدون ( و يتمّنون ) لينتزع ّ
ن الملك عقيم ثّم قال ) قححد قححامت إلى صاحبه و يسعى اليه و يقتله ،و هذا ل غبار عليه ل ّ
ل أو المنكححرون طالبون للجر و الّثواب و العاملون ّ الفئة الباغية فأين المحتسبون ( أي ال ّ
سر و التحّزن من فقدان المتصّلبين في الّدين ،و الراسخين فححى للمنكر ،و الستفهام للتح ّ
السلم ،و الّتأسف على عدم حضورهم في تلححك المعركححة و قتححال الفئة الباغيححة ،و فححي
بعض النسخ :فأين المحسنون .
سلم عن جابر النصاري قال :إّني لدنححاهم و من المالي بهذا السناد عن الباقر عليه ال ّ
لح عليححه و آلححه وجة الوداع بمنححى فقححال صحّلى ا ّل عليه و آله في ح ّ ل صّلى ا ّمن رسول ا ّ
لح لئنسّلم :لعرفّنكم ترجعححون بعححدي كفححارا ليضححرب بعضححكم رقححاب بعححض ،و أيححم ا ّ
ل عليه و آلححه و س حّلم إلححى
فعلتموها لتعرفّنني في الكتيبة التي تضاربكم ،ثّم التفت صّلى ا ّ
ل»ل عّز و ج ح ّ ن جبرئيل غمزه و أنزل ا ّ ي ،فرأينا أ ّ
ي أو عل ّ
ي أو عل ّ خلفه ثّم قال :أو عل ّ
ي » أو نريّنك اّلذي وعدناهم فاّنا عليهححم مقتححدرون ن بك فاّنا منهم منتقمون « بعل ّ فاّما نذهب ّ
ب إّما تريّني ما
« ثّم نزلت » قل ر ّ
] [ 108
سححيف المكفححوف فسححيف علحيّ و سيف منها سّله إلى غيرنا و حكمه إليه ،ثّم قال :و أما ال ّ
ل تعالى » و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلححوا فأصححلحوا على أهل البغى و التأويل ،قال ا ّ
لح « فلّمححا
بينهما فان بغت احديهما على الخرى فقاتلوا التي تبغى حححتى تفيء إلححى أمححر ا ّ
ن منكححم مححن يقاتححل علححىلح عليححه و آلححه و سحّلم :إ ّل صحّلى ا ّ نزلت هذه الية قال رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم من هححو ؟ فقححال : التأويل كما قاتلت على التنزيل ،فسئل الّنبي صّلى ا ّ
سححلم فقححال عّمححار بححن ياسححر :قححاتلت بهححذهخاصف الّنعل ،يعني أميححر المححؤمنين عليححه ال ّ
ل لو ضربونا حّتى ل عليه و آله و سّلم ثلثا و هذه الّرابعة ،و ا ّ ي صّلى ا ّالّرواية مع الّنب ّ
ق و أّنهم على الباطل . سعفات من هجر لعلمنا أنا على الح ّ بلغوا بنا ال ّ
ي الموصلي و الخطيب الّتاريخي و أبي بكر بن و من مناقب ابن شهر آشوب عن أبي عل ّ
سححلم قححال :امححرت بقتححال الّنححاكثين و القاسححطين و
ي عليححه ال ّ
مردويه بطرق كثيرة عن عل ّ
المارقين .
سححنة عححن ابححن مسححعود قححال : و من كشف الغمة قال ابن طلحة :قال البغوي فححي شححرح ال ّ
سحلمي عليحه ال ّل عليه و آله و سّلم فأتى منزل اّم سلمة فجحاء علح ّ ل صّلى ا ّ خرج رسول ا ّ
ل قاتل الّناكثين و القاسطين ل عليه و آله و سّلم يا اّم سلمة هذا و ا ّ
ل صّلى ا ّ فقال رسول ا ّ
لح عليححه و آلححه و سحّلم و فححيو المارقين ،إلى غير هذا مّما رواه في البحار عنححه صحّلى ا ّ
ل عليه و ي صّلى ا ّ ن الّنب ّ
كشف الغّمة من المناقب لبي المؤيد الخوارزمي عن أبي رافع أ ّ
ق و هححم علححىآله و سّلم قال :يا أبا رافع كيف انت و قححوم يقححاتلون علّيححا و هححو علححى الحح ّ
ل جهادهم ،فمن لم يستطع جهادهم بيده فيجاهدهم الباطل ؟ يكون حّقا في ا ّ
] [ 109
بلسانه ،فمن لم يستطع بلسانه فيجاهدهم بقلبه ،و ليس وراء ذلك شيء ،قال :قلت :
ي بححن ابيطححالب ل لي إن أدركتهم أن يعينني و يقّوينى على قتالهم فلّما بايع الّناس عل ّ ادع ا ّ
سلم و خالفه معاوية و سار طلحة و الّزبير إلى البصرة قلت :هؤلء القححوم اّلححذين عليه ال ّ
لح عليحه و آلحه و سحّلم محا قحال ،فبحاع أرضحه بخيحبر و داره لح صحّلى ا ّقال فيهم رسول ا ّ
سلم بجميع أهله و ولده ،و كححان ي عليه ال ّبالمدينة و تقوى بها هو و ولده ثّم خرج مع عل ّ
سححلم و ل سححلم ،فرجححع إلححى المدينححة مححع الحسححن عليححه ال ّ
ي عليه ال ّ
معه حّتى استشهد عل ّ
ىوسححلم ارضححا بينبححع مححن صححدقة علح ّ أرض له بالمدينة و ل دار فأقطعه الحسن عليححه ال ّ
أعطاه دارا ،هذا .
ل عليه و آله و سححّلم ل صّلى ا ّو لّما كان هنا مظّنة سؤال و هو أن يقال :إذا كان رسول ا ّ
سنن و اخبر بحال هؤلء البغاة و أبان عن كونهم على الباطححل فكيححف كححان خححروج ن ال ّ
سّ
هؤلء و كيف نكثوا عن بيعتهم مع تقّدم هححذا الخححبر منححه و اشححتهاره بيححن الّنححاس ؟ أجححاب
ل نححاكث شححبهة ( يعنححي أّنهححم لمححا نكثححوا و
ل ضّلة عّلححة و لكح ّ سلم عنه بقوله ) و لك ّ عليه ال ّ
ضلل و شحبهة أوجبحت النكحث أّمحا العّلحة فهحى الحقحد و طريق لعّلة أوجبت ال ّ ضّلوا عن ال ّ
طلب لدم عثمان هذا . شبهة فهى ال ّب الّدنيا ،و أّما ال ّ
الحسد و الطمع في الملك و ح ّ
ل ل أكون كمستمع الّلدم يسمع الّناعى و يحضر البححاكى ( سلم بقوله ) و ا ّ ثّم أقسم عليه ال ّ
صححائد
ضبع هو صوت الحجر يضححرب بححه الرض أو حيلححة يفعلهححا ال ّ أراد بمستمع الّلدم ال ّ
عند باب جحرها فتنام و ل تتحّرك حّتى يجعل الحبل في عرقوبها فيخرجها فيكون نظيححر
لح ل اكححون كضححبع تنححام علحى طحول الّلححدم ححتى سادس من قوله :و ا ّ ما تقّدم في الكلم ال ّ
يصل اليها طالبها و يختلها راصدها ،و قد مضى مّنححا هنححاك مححا يّتضححح بححه هححذا المقححام ،
فالمقصود اّنى ل اغتّر و ل اغفل عن كيد العداء فأسمع الّناعي بقتل طائفة من المسلمين
و احضر الباكي على قتلهم فل احاربهم حّتى يحيطوا بي و قيححل :المححراد إّنححى ل أكححون
كمن يسمع الّلطم و الضرب و البكححاء ث حّم ل يصححدق حّتححى يجيء لمشححاهدة الحححال ،أى ل
أكون كمن علم بوقوع نازلة و شاهد اماراتها ثّم
] [ 110
سادس إلى المختار الثححالث عشححر اقتصححاص ححال الّناكثحة و و قد تقّدم في شرح المختار ال ّ
صححة الجمححل فححي شححرح الكلم كيفّية بغيهححم و خروجهححم و جملححة مححن أخبححارهم و ذكرنححا ق ّ
لح بعححض شححرح و نححذكر بعححد ذلححك أيضححا إنشححاء ا ّ
الحاديعشر ،و ذكرنححا فححي تضححاعيف ال ّ
اخبارهم ،و أقتصر هنا على ايراد خبرين مناسبين للمقام فأقول :
ي بححن
ق و المبطل في أمر المامححة عل ح ّ و في الكافي في باب ما يفصل به بين دعوى المح ّ
لح و محّمححد بحن الحسحن و إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ابن محبوب عن سلم بحن عبححد ا ّ
ي الشعري عن محّمححد بححن حسححان جميعححا عححن ي بن محّمد عن سهل بن زياد و أبو عل ّ عل ّ
ي و قححد
ي قال محّمد بن عل ّ ل الهاشم ّي بن أسباط عن سلم بن عبد ا ّ ي عن عل ّمحّمد بن عل ّ
سلم قال :بعث طلحة و الّزبير رجل من عبححد القيححس ل عليه ال ّ
سمعته منه عن أبي عبد ا ّ
يقال له :خدائن إلى أمير المؤمنين ،إلى آخر ما يأتي فححي شححرح الكلم المححأة و الّتاسححع و
ل.
ستين إن شاء ا ّال ّ
ععععععع
از جمله خطب شريفه آن حضرت است در ذكر أهل بصره و مذمت زبير
] [ 111
و طلحة ميفرمايد :
هر يك از طلحه و زبير اميد دارند كه أمر خلفت از براى او باشد و بر ميگردانححد هححر
يكى آن را بنفس خود نه بصاحبش در حالتي كه تقحّرب نميجوينححد بسححوى خححدا بريسححمان
سل نمىكنند بسوى او با رشته عهد ،هر يك از ايشححان حمححل كننححده حقححد و پيمان ،و تو ّ
غضب است از براى رفيق خود و بعد از زمان قليل بححر مىدارد پححرده تزويححر خححود را
بسبب آن كينه كه در دل دارد ،قسم بخدا اگر برسند بآنچه كه ميخواهند هر آينه البته بر
ميكند اين يكى جان آن يكى را ،و البتححه مىآيححد ايححن يكححى بسححر آن ديگححرى بتحقيححق كححه
برخاستند جماعت ظالم پس كجايند طالبان أجر و ثواب .
بتحقيق كه بيان كرده شححد از بححراى ايشححان سحّنتهاى پيغمححبر ،و مقحّدم داشححته شححد بجهححت
ايشان أخبار حضرت سيد البشر ،و از براى هر ضللت عّلت و سببى هست ،
يعني بعد از اينكه أمارات و علمات بغى و عدوان اين طائفه ظاهر شححد بايححد بححا ايشححان
محاربه و مقاتله نمائيم ،و جائز نيست كه در جاى خود با غفلت بنشينيم .
ل امرء لق ما يفّر منه فححي ي في الكافي على اختلف تطلع عليه أّيها الّناس ك ّ و هو مرو ّ
طححردت الّيححام أبحثهححا عححن
فراره و الجل مساق الّنفححس ،و الهححرب منححه موافححاته ،كححم ا ّ
ل إخفائه ،هيهات علم مخزون ،أّما وصّيتي لإ ّ
مكنون هذا المر فأبى ا ّ
] [ 112
و داعيكم وداع امرء مرصد للّتلقي ،غدا ترون أّيامي ،و يكشف لكم عن سححرائري ،و
تعرفونني بعد خلّو مكاني ،و قيام غيري مقامي .
ععععع
طحرد ( البعحاد و تقحول طزدتحه أى نفيتحه عّنحي ،و الطريحدة محا طردتحه محن صحيد و) ال ّ
طريدان الّليل و النهار ،و أطردت الّرجل على صيغة الفعال ، غيره ،و ال ّ
إذا أمرت باخراجه و ) شرد ( البعير شرودا من باب قعد نّد و نفر ،و السم الشراد
] [ 113
ل امرء منكم مجهوده ( في بعض الّنسخ على البناء للمفعول مححن بححاب بالكسر و ) حمل ك ّ
ل،ل ،و في بعضها على المعلوم من باب التفعيل أيضا و نصب ك ّ الّتفعيل و رفع كلمة ك ّ
ل و ) خفف ( ل سبحانه ،و في بعضها حمل كضرب على المعلوم و رفع ك ّ فالفاعل هو ا ّ
على بناء المجهول و ) الوطأة ( بالفتح موضع القححدم و المحّرة مححن الححوطى و هححو الحّدوس
بالّرجل .
ل و ) الفياء ( جمححع فيء و هححو الظحلّ و ) دحض ( الّرجل دحضا من باب منع زلق و ز ّ
ل هبوبهححا و فححي بعححض الّنسححخ و مهححاب ريححاح ب الّرياح ( مح ّالحادث بعد الّزوال و ) مه ّ
شححع و الشححيء ذهححب و فنححى و ) الجحّو ( مححا بيححنسحاب تق ّبصيغة الجمع و ) اضمحل ( ال ّ
سماء و الرض و ) متلفّقها ( بكسر الفاء من تلّفق الشيء انضّم و التححأم و لفقححت الّثححوب ال ّ
ط ( بالخححاءلفقأ من باب ضححرب ضححممت احححدى شححقتيه إلححى الخححرى للخياطححة و ) المخح ّ
ل و الّنور .
ط الفاصل بين الظ ّالمعجمة ما يحدث في الرض من الخ ّ
و ) ستعقبون ( بالبناء على المجهول من العقاب و هو اعطاء الشيء عقيب الشيء يقال
أكل أكلة أعقبته سقما أى أورثته و ) حححراك ( كسححاب الحركححة و ) هححدوى ( فححي بعححض
الّنسخ بالهمز علححى الصححل و فححي بعضححها بتشححديد الححواو بقلححب الهمححزة واوا و ) خفححت (
صوت خفوتا سكن و ) اطراقى ( إّما بكسر الهمزة من اطرق إطراقححا أى أرخححى عينيححه ال ّ
إلى الرض ،أو بفتحها جمع طرق بالكسر بمعنى القّوة كمححا فححي القححاموس ،أو بالفتححح و
هو الضرب بالمطرقة ،و قيل جمع طرقة بالفتح أى صنايع الكلم يقال :هذا طرقتححه أى
صنعته و الّول أظهر و أضبط ،و في بعض الّنسححخ أطرافححي بالفححاء فهححو جمححع الطححرف
ل عنححد القتيححبى و قححال
ن جمعححه لححم يثبححت إ ّ
لأّ
بالتسححكين و هححو تحريححك العيححن و الجفححن إ ّ
طرف ل يثنى و ل يجمع لّنه مصدر و كذا ذكره الجوهري . الّزمخشري :ال ّ
و ) سكون أطرافي ( جمع الطرف بالتحريك كجمل و جمال ،و المححراد بهححا العضححاء و
الجوارح كاليدين و الّرجلين و ) الححوداع ( بفتححح الححواو اسححم مححن وّدعتححه توديعححا و هححو أن
تشيعه عند سفره ،و أّما الوداع بالكسر فهو اسم من أودعته موادعة أى
] [ 114
صالحته و ) رصدته ( إذا قعدت له على طريقه تترّقبه و أرصدت له العقوبة أى أعددتها
له و حقيقتها جعلها على طريقة كالمترّقبة له ،و مرصححد فححي بعححض الّنسححخ علححى صححيغة
سلم ،و في بعضها علححى صححيغة اسححم ل تعالى أو نفسه عليه ال ّاسم المفعول فالفاعل هو ا ّ
سلم أو ما ينبغى اعداده و تهيئته . الفاعل فالمفعول نفسه عليه ال ّ
ععععععع
ل علححى الحاليححة و علححم قوله :في فراره متعّلق بقوله لق ،و جملة أبحثها منصححوبة المحح ّ
ل ل تشححركوا بححه مخزون خبر لمبتدء محذوف أى ذلك العلم علححم مخححزون ،و قححوله :فححا ّ
ل عليه و آله ،منصوبان على الضمار علححى شححريطة التفسححير ،و شيئا و محّمدا صّلى ا ّ
في بعض النسخ بالّرفع على البتداء و الّول أرجح كما قّرر في الدبّية لسححتلزام الّثححاني
طبّية خبرا فتأّمل ،و قوله :و خلكم ذّم بالّرفع فاعل خل أى عداكم و هححي كون الجملة ال ّ
كلمة تجرى مجرى المثل .
ث عمححرو بححن عححدى شارح البحراني :و أّول من قالها قصير مولى حذيمة حيححن ح ح ّ قال ال ّ
اخت حذيمة على طلب ثاره من الّزباء فقال له عمرو :و كيححف لححي بححذلك و الّزبححاء أمنححع
من عقاب الجّو ،فقال له قصير اطلب المر و خلك ذّم .
ب رحيم و دين قحويم و إمحام عليحم ،برفحع الجميحع علحى الخحبر أى رّبكحم ربّ و قوله :ر ّ
ب رحيححم و ديححن
رحيم و دينكم دين قويم و هكذا على البتداء و الخبر محذوف أى لكححم ر ّ
ب رحيم فاعل خّفف على روايححة شارح المعتزلي :و من الّناس من يجعل ر ّ قويم آه قال ال ّ
ن عطححف الححدين عليححه يقتضححي أن يكححون
من رويها فعل معلوما ،و ليححس بمستحسححن ،ل ّ
ح انتهى .
الّدين أيضا مخفّفا ،و هذا ل يص ّ
] [ 115
أقول :و ههنا وجه آخر على رواية حمل و خفف بالبناء على المجهول ،و هو أن يكححون
ب مرفوعا بفعل محذوف على حّد قوله سبحانه :
ر ّ
» يسّبح له فيها بالغدّو و الصال « على قرائة يسبح بصيغة المجهححول ،كححأّنه قيححل :مححن
ي على التج حّوز فححي ب رحيم و دين قويم ،و هذا الوجه أيضا مبن ّ
حمل و خّفف ،فقال :ر ّ
السناد .
لم و نصب الفعل كما في أكثر الّنسخ ،و يحتمححل الجححزم لكححونهو قوله :ليعظكم بكسر ال ّ
لم و رفع الفعل أيضا .
أمرا أو فتح ال ّ
و قوله :وداعيكم وداع امرء مرفوعان علححى المبتححدء و الخححبر ،و إضححافة و داعححى إلححى
ضححمير المفعححول أى وداعححى إّيححاكم ،و فححي بعححض الّنسححخ بنصححب وداع ،و فححي بعضححها
ى على حذف الخححافض أى كححوداع امححرء فالّنصححب علححى ححّد قححوله بجّرها ،و كلهما مبن ّ
تعالى » و اختار موسى قومه « أى من قومه ،و الثاني على حّد قول امرء القيس
ف الصابع «
» أشارت كليب بالك ّ
شارح المعتزلي و داعى لكم وداع امرء و روى فيها أيضححا أى إلى كليب ،و في نسخة ال ّ
وّدعتكم وداع امرء على صيغة المتكّلم من باب الّتفعيل ،فالوداع منصوب بالمصدرّية و
غدا ظرف للفعال بعده .
عععععع
ل و هححو
سلم لما ضربه ابن ملجم المرادي عليه لعائن ا ّ ن هذا الكلم قد قاله عليه ال ّ
اعلم أ ّ
مسححوق فححى معححرض التوصححية و الّتححذكير ،فأّيححة بالّنححاس و نّبههححم علححى لحححوق ضححرورة
المنفور منه طبعا بقوله :
ن النسان يفّر من الموت ما دام ل امرء لق ما يفّر منه في فراره ( يعنى أ ّ ) أّيها الّناس ك ّ
حّيا ،فهو في مّدة الفرار و هى الحياة الّدنيا يلقي ما يفّر منه البّتة كمححا قححال تعححالى » قححل
ن الموت اّلذي تفحّرون منححه فححاّنه ملقيكححم « ) و الجححل مسححاق الّنفححس ( يجححوز أن يححراد إّ
بالجل غاية العمر كما في قوله تعالى » فاذا جاء أجلهم
] [ 116
ل يستأخرون ساعة و ل يستقدمون « فيكون المساق بمعنى ما يساق إليه ،و أن يراد بححه
سوق ،فححا ّ
ن المّدة المضروبة لبقاء النسان أعني مّدة العمر فيكون المساق بمعنى زمان ال ّ
مّدة بقاء الّنفس في هذا البدن مساق إلى غايتها .
) و الهرب منه ( أى من الجل بالمعنى الّول أو مّما يفّر منه إن اريد به المعنى الثاني )
ن الهرب منه إّنما يكون بعلج و حركة يفنى بهما بعض المّدة ،و إفناء المّدة موافاته ( ل ّ
لزم على الملزوم ، يلزمه الموافاة فأطلق لفظ الموافاة على الهرب من باب اطلق اسم ال ّ
ل تححدبير يححدّبره النسححان يصححير سححببا لحصححول مححا أو لّنه إذا قّدر زوال عمر أو دولة فكح ّ
ل دواء و معالجة إذا صادف قرب مجيء الجل يكون مضّرا بالبححدن نكّ يهرب منه كما أ ّ
ن المرض و المزاج في و إن كان بحيث اذا لم يصادفه كان نافعا مجّربا عند الطباء مع أ ّ
لح
ن نفع الدويححة إّنمححا هححو فعححل ا ّصورتين واحد بناء على إبطال أفعال الطبيعة و أ ّ كلتا ال ّ
تعالى عند الّدواء ،و مع قطع النظححر عححن ذلححك إذا صححادف الحّدواء الجححل يصححير أحححذق
الطباء عاجزا غافل عّما ينفع المريض ،
فيعطيه ما يضّره و إذا لم يصادفه يلهم أجهل الطّباء بما ينفعه كما هو المجّرب .
سلم :و الهرب منه موافححاته ،جححار مجححرى المبالغححة فححي عححدم
و كيف كان فقوله عليه ال ّ
كون الفرار منجيا من الموت و عاصما عنه حّتى جعل نفس الهرب منححه ملقححاة لححه و لححم
يقل و الهارب منه يوافيه .
ل على العّز و طراد أد ّطردت اليام ( أى صّيرتها طريدة قال الشارح المعتزلي فال ّ ) كم ا ّ
ل إخفححائه ( قححال
لح إ ّ
القهر من الطرد ) أبحثها ( و افّتشها ) عن مكنون هححذا المححر فححأبى ا ّ
سححلم جعححل الّيححام أشخاصححا يححأمر بححاخراجهم و ابعححادهم شارح المعتزلي :كأنه عليححه ال ّ ال ّ
ى أرض يكحون ى وقحت يكححون بعينححه و فححي أ ّ عنه ،أى ما زلت أبحث عن كيفية قتلححي و أ ّ
يوما يوما ،فاذا لم أجده في اليوم اطردته و استقبلت يوما آخر فأبحث فيه أيضححا فل أعلححم
فأبعده و اطرده و أستأنف يوما آخر ،و هكذا حّتى وقع المقدور .
صححلة مححن
سلم لم يكن يعرف حال قتله مف ّ ل على أنه عليه ال ّ
شارح :و هذا الكلم يد ّ
قال ال ّ
ل عليه و آله و سّلم أعلمه بحذلك مجمل ،لّنحه قحدل صّلى ا ّ
ن رسول ا ّ جميع الوجوه ،و أ ّ
ثبت
] [ 117
ل عليه و آله قال له :ستضرب على هذه و أشار إلى هامته فتخضب منها هذه أّنه صّلى ا ّ
ل عليه و آله و سّلم قال له :أتعلم من أشقى الّولين ،و أشار إلى لحيته و ثبت أّنه صّلى ا ّ
؟ قال :نعم عاقر الّناقة فقال له :أتعلم من أشقى الخرين ؟ قال :ل ،فقال :من يضححرب
ل على أّنه بعد ضرب ابححن ملجححم سلم يد ّ
ههنا فتخضب هذه و كلم أمير المؤمنين عليه ال ّ
له ل يقطع على أّنه يموت من ضربته ،أل تراه يقول :إن ثبتت الوطحأة فحي هححذه المّزلحة
فذاك آه .
سلم بمكنون هذا المر وقت قتلحه و مكحانه
ن مراده عليه ال ّ
ن الشارح زعم أ ّ
و يظهر منه أ ّ
المعينان بالتفصيل .
و حذا حذوه الشارح البحراني حيث قال :و ذلك المكنححون هححو وقتححه المعّيححن بالتفصححيل و
ساعة « و قوله » ل عنده علم ال ّل بعلمه كقوله تعالى » إنّ ا ّ مكانه ،فان ذلك مّما استأثر ا ّ
ل عليححه و آلححه وي أرض تموت « و إن كان قد أخبره الّرسول صّلى ا ّ و ما تدرى نفس بأ ّ
سّلم بكيفية قتله مجمل إلى أن قال و أّما بحثه هو فعن تفصيل الوقت و المكان و نحوهمححا
سؤال من الّرسول مّدة حياته و كتمانه اّياه ،أو من القراين المشخصة و ذلك البحث إّما بال ّ
ل أن تخفححى لح إ ّ
بالفحص و الّتفّرس من قراين أحواله في ساير أوقاته مع الّنححاس ،فححأبى ا ّ
عنه تلك الحال انتهى .
حتها
سححلم و إذعححانه علححى صح ّ
شارح المعتزلي فمع روايته الخبار الغيبّية له عليه ال ّ
أّما ال ّ
حسبما تقّدمت في الّتنبيه الثاني من شرح الخطبة الثانية و الّتسعين كيف خفى عليححه وجححه
ق من هو عالم بما كان و ما يكون و من يقول : ق و كيف يتصّور في ح ّالح ّ
فاسألوني قبل أن تفقدوني فو اّلححذي نفسححي بيححده ل تسححألوني عححن شححيء فيمححا بينكححم و بيححن
ل أنححبئكم بناعقهححا و قائدهححا و سححائقها و منححاخ
ل مأة إ ّ
ساعة و ل عن فئة تهدى مأة و تض ّ ال ّ
ط رحالها و من يقتل من أهلها قتل و يموت منهم موتا ،الى آخر ما مّر ركابها و مح ّ
] [ 118
في الخطبة اّلتي أشرنا اليها ،أّنه لم يكن يعرف زمان موته و مكانه .
لح ضحرايحهم كيحف شارح البحراني فمع كونه من فضلء علماء الماميحة قحّدس ا ّ و أّما ال ّ
سلم بما كان و ما قصرت يده عن الخبار العامية و الخاصية المفيدة لعلم الئّمة عليهم ال ّ
سححلم بححوقت مححوتهم و مححوت شححيعتهم ،و أّنهححم يكون و ما هو كائن و لمعرفتهححم عليهححم ال ّ
يعلمون علم المنايا و البليا و النساب ،و هحذه الخبحار قريبححة محن التححواتر بحل متحواترة
شرح ل سّيما فححي شححرح الفصححل الّثححاني مححن معنى و قد مضى جملة منها في تضاعيف ال ّ
ليقححة ،و قححد روى الخطبة المأة و الّثامنة و العشرين ،و يأتي شطر منها في مواضعها ال ّ
المخالف و المؤالف قول أمير المؤمنين للحارث العور الهمداني :
ل مّيت ،عارفا بوقت موته كيف ل يعرف وقت موت نفسه .
ن من كان حاضرا عند ك ّ
فا ّ
ي بن محّمد عن سهل بن زيححاد عححن محّمححد بححن عبححد الحميححد و روى في ذلك الباب عن عل ّ
ن أمير المححؤمنين عليححه السّححلم قححدسلم :إ ّ
عن الحسن بن الجهم قال :قلت للّرضا عليه ال ّ
عرف قاتله و الّليلة الّتي يقتل فيها ،و الموضع اّلذي يقتل فيه ،و قححوله لمححا سححمع صححياح
الوز في الّدار :
صوايح تتبعها نوايح ،و قول اّم كلثححوم :لححو صحّليت الّليلححة داخححل الحّدار و أمححرت غيححرك
يصّلي بالّناس فأبى عليها ،و كثر دخوله و خروجه تلححك الّليلححة بل سححلح ،و قححد عححرف
لخل« سيف كان هذا مّما لم يحسن » لححم يجححز لححم يح ح ّ سلم ان ابن ملجم قاتله بال ّعليه ال ّ
تعّرضه ؟
ل عّز
سلم خّير في تلك الّليلة لتمضى مقادير ا ّ
سلم :ذلك كان و لكنه عليه ال ّ
فقال عليه ال ّ
ل.وجّ
و هذا الحديث و إن كان ضعيفا عند بعض لكّنه سهل عند آخرين معتضد بأخبار أخر .
ن حفظ الّنفس واجححب عقل ولمة المجلسي ) ره ( في شرحه :منشا العتراض أ ّ قال الع ّ
سلم :ذلك كان و لكّنه خّير
شرعا ،و ل يجوز إلقاؤها الى الّتهلكة ،فقال عليه ال ّ
] [ 119
و في بعض الّنسخ أعني نسخ الكافي حّين بالحاء المهملة و الّنون أخيرا ،
ي :حّينه جعل له وقتا يقال :حّينت الّناقة إذا جعلت لها في يححوم وبدل خير ،قال الجوهر ّ
ليلة وقتا تحلبها فيه انتهى ،فالمعنى أّنه كان بلغ الجححل المحتححوم المقحّدر و كححان ل يمكححن
الفرار منه .
سلم كانا يعرفححان المنححافقينل عليه و آله و سّلم و أمير المؤمنين عليه ال ّ
ي صّلى ا ّ
ن الّنب ّ
فا ّ
و يعلمان سوء عقايدهم و لم يكونحوا مكّلفيحن بالجتنحاب عنهحم و تحرك معاشحرتهم و عحدم
مناكحتهم أو قتلهم و طردهم ما لم يظهر منهم شيء يوجب ذلك .
سلم كان عالمححا بغحدر أهحل العححراق بحه و أّنححه سيستشحهد هنحاك مححع و كذا الحسين عليه ال ّ
أولده و أقاربه و أصحابه ،و يخبر بذلك مرارا و لم يكن مكّلفا بالعمل بهذا العلم بل كان
مكّلفا بالعمل بهذا المر حيث بححذلوا لححه نصححرتهم و كححاتبوه و راسححلوه و وعححدوه البيعححة و
ل عنه انتهى . بايعوا مسلم بن عقيل رضى ا ّ
ي أيضا في موضع آخر من شرح الكافي :الظححاهر مححن سححاير الخبححار أّنححه و قال المجلس ّ
سلم كان عالما بشهادته و وقتها و كان ينتظرها و يخبر بوقوعها و يستبطئها فححي عليه ال ّ
الّليلة التي وعدها و يقول :ما منع قاتلي من قتلي انتهى .
] [ 120
سلم كان يعرف تفصيل زمححان قتلححه و مكححانه كمححا فقد ظهر و اّتضح بذلك كّله أّنه عليه ال ّ
ظهر دفع الشكال فيه و العتراض عليه بأّنه مع المعرفة التفصححيلّية كححان الححواجب عليححه
حفظ نفسه و عدم إلقاءه لها إلى التهلكة .
قو
سلم سّر غلبة الباطل على الح ّ ن المراد بالمر المكنون في كلمه عليه ال ّ صله أ ّ
و مح ّ
سلم ،ل إياه إخفاءه منهم ل منه عليه ال ّ
ق ،و المراد باخفاء ا ّ
عّلة مظلومية أهل الح ّ
حدوه و أخلصححوا ل ل تشركوا به شيئا ( أى و ّ ثّم شرع في الوصّية فقال ) :أما وصّيتي فا ّ
ل عليه و آلححه فل تض حّيعوا س حّنته (العمل له و الزموا أوامره و نواهيه ) و محّمدا صّلى ا ّ
أى ل تهملوها ،و هو أمر بلزوم شرايع الّدين و سلوك نهج الشرع المبين .
] [ 121
صححراط
) و اوقدوا هذين المصباحين ( و هو استعارة اخرى و الجامع أّنهما يهديان إلى ال ّ
لن على حظاير القدس و مجالس النس ، المستقيم و جّنات الّنعيم ،و يد ّ
ن بالمصباح يهتدى في غياهب الّدجى إلى الطريق المطلوب ،و ذكر اليقاد ترشيح كما أ ّ
للستعارة ) و خلكم ذّم ما لم تشردوا ( أى سقط عنكم ذّم و تجاوزكم فل ذّم يلحقكم ما لم
تنفروا .
قال في مرآت العقول :و الغرض الّنهى عن الّتفرق و اختلف الكلمة ،
ل امرء منكم مجهوده ( كلم مّتصل بما قبله ،لّنه لّما قال ما لم تشححردوا و قوله ) حمل ك ّ
ل أحد منكم مبلغ وسعه و طاقته . سنة الّنبوّية أى كّلف ك ّ
أنبأ عن تكليفهم كّلما وردت به ال ّ
ل أحد بما هو مبلغ طححاقته و نهايححةو لّما كان هذا الكلم بظاهره يعطى أنه سبحانه كّلف ك ّ
ن الّتكليف علححى حسححب العلححم و اسححتدرك بقححوله ) و خّفححف عححن
سلم أ ّو سعه فبّين عليه ال ّ
ل سبحانه :ن الجّهال ليسوا مكّلفين بما كّلف به العلماء و قد قد قال ا ّالجهلة ( يعني أ ّ
ب«.
ن َقري ٍ
ن ِم ْ
جهاَلٍة ُثّم َيُتوُبو َ
سوَء ِب َ
ن ال ّ
ل ِلّلذين َيْعَمُلو َ
عَلى ا ِّ
» إّنَما الّتْوَبُة َ
] [ 122
ب رحيم ( قد عرفت جهات الحتمال في وجححه اعرابححه ،و باختلفهححا يختلححف و قوله ) ر ّ
المعنى فافهم ،و وصف الّرب بالّرحمة لمناسبته بححالتخفيف عححن الجهلححة ) و ديححن قححويم (
ل زمححان ،و يحتمححل شححموله ليس فيه أودوا عوجاج ) و إمام عليم ( أراد به المححام فححي كح ّ
ل ح عليححه و آلححه و
ص بالّرسول صّلى ا ّ ل عليه و آله تغليبا ،و رّبما يخ ّل صّلى ا ّ
لرسول ا ّ
سّلم ،و وصفه بالعلم لكونه عالما بكيفّية سلوك مسالك الخرة و قطع مراحلها و منازلهححا
و الهادى فيها بما يقتضيه حكمته من القول و العمل .
و عّقب وصّيته بالّتنبيه على مجارى حالته لعتبار الحاضرين و اّتعاظ المشاهدين فقححال
) أنا بالمس صاحبكم ( أى كنت صحححيحا مثلكححم نافححذ الحكححم فيكححم ،و صححاحب المححر و
شححجاعة ) و اليححوم عححبرة لكححم ( تعتححبرون
الّنهى ،أو صاحبكم الذي تعرفححونني بححالقّوة و ال ّ
باشرافي على الموت و ضعفى عن الحراك بعد ما كنت اصرع البطال و اقتل القران )
سححلم تفصححيل بزمححان ص في علمه عليه ال ّل لي ولكم ( هذا الكلم ن ّ و غدا مفارقكم غفر ا ّ
موته حسبما قّدمناه .
شارح المعتزلي له بأّنه ل يعنى غدا بعينه بل ما يستقبل محن الّزمححان كمححا يقحول
و تأويل ال ّ
صحيح :أنا غدا مّيت فمالى أحرص علححى الحّدنيا خححروج عححن ظححاهر الكلم بل النسان ال ّ
دليل .
ل علححى أّنححه
فان قلت :الّدليل عليه قوله ) إن ثبتت الوطأة في هذه المزّلححة فححذاك ( فححاّنه يححد ّ
سلم لم يكن يقطع بموته . عليه ال ّ
عقاِبُكْم « .
على أ ْ
ل اْنَقَلَبُتْم َ
ت أْو ُقِت َ
ن ما َ
» أَفإ ْ
و كيف كان فمقصوده أّنه إن ثبتت القدم بالبقاء في هححذه الحّدنيا بححأن ل يححؤّدي الجححرح إلححى
طفححل بثححدى
سححلم كححان آنححس بححالموت مححن ال ّالهلك فذاك المراد أى مرادكم ،فاّنه عليححه ال ّ
ل حياتهل فمع قضاء ا ّ سلم كان راضيا بقضاء ا ّ اّمه ،أو مرادى لّنه عليه ال ّ
] [ 123
و ارادته له ل يريد غير ما أراده سبحانه ) و ان تدحض القدم ( و تزلق و هو كنايححة عححن
ل هبوبهححا ) و ب ريححاح ( أى محح ّالموت ) فاّنا كّنا في أفيححاء أغصححان ( و ظللهححا ) و مهح ّ
سماء و الرض ) متلّفقهححا ( و ل ( و فنى ) في الجّو ( أى ما بين ال ّ
ل غمام اضمح ّ تحت ظ ّ
طها ( أى أثرها و علمتها و الغرض بهذه ملتئمها ) و عفى ( و انمحى ) في الرض مخ ّ
ت فل عجب ،فاّنا كّنا في امور فانية شبيهة بتلك المور ،لّنهححا كّلهححا الجملت أّني إن م ّ
سريعة النقضاء ل ثبات لها و ل بقاء ،أو ل أبالي فاّني كنت في الّدنيا غيححر راكححن إليهححا
ث للقوم أيضا على الّزهد في الّدنيا و ترك الّرغبة في كمن كان في تلك المور ،و فيه ح ّ
زخافها .
و قيل :أراد على وجه الستعارة بالغصان الركان من العناصر الربعة ،
و بالفياء تركيبها المعرض للّزوال ،و بالّرياح الرواح ،و بمهّبها البدان الفايضة هححي
سححماوّية و الّتصححالت عليها بالجود اللهي ،و بالغمام السباب العلوّيححة مححن الحركححات ال ّ
الكوكبّية و الرزاق المفاضة على النسان في هذا العالم اّلححتي هححي سححبب بقححائه ،و كّنححى
طهححا
باضمحلل متلّفقها في الجّو عن تفّرق السباب العلوّية للبقاء و فنائهححا ،و بعفححاء مخ ّ
في الرض عن فناء آثارها في البدان .
) و إنما كنت جارا ( أي مجاورا ) جاوركم بدني أّياما ( تخصيص المجاورة بالبدن لّنها
سلم كان معّلقا بالملء العلء و هححو بعححد فححين روحه عليه ال ّ ص الجسام أو ل ّ من خوا ّ
الّدنيا ) و ستعقبون مّني ( أى تعطون عقيب فقدى و تجدون بعد رحلتى ) جّثة خلء ( أى
س ) ساكنة بعححد حححراك و صححامتة بعححد نطححوق ( أىجسدا و بدنا خاليا من الّروح و الحوا ّ
سححكوت ) ليعظكححم هحّدوى ( و سححكونى ) و خفححوت سححكون و الّنطححق بال ّ
متبّدلححة الحركححة بال ّ
اطراقى ( أى سكون ارخاء عينى إلى الرض و هو كناية عن عدم تحريححك الجفححان ،و
قد محّر وجححوه اخححر فححي بيححان اللغححة فتححذّكر ) و سححكون أطرافححي ( أى الحّراس و اليححدين و
الرجلين و غيرها من الجوارح و العضاء و جناس الخط بين قححوله اطرافححي و اطرافححي
طباع أكححثرن ال ّ
ي ) فاّنه أوعظ للمعتبرين من المنطق البليغ و القول المسموع ( ل ّ غير خف ّ
اتعاظا و انفعال عن مشاهدة
] [ 124
ما فيه من العبرة من الوصف له بالقول المسموع و لو كان بأبلغ لفظ و أفصححح عبححارة ثحمّ
أخذ في توديعهم فقال ) و داعيكم وداع امرء مرصحد لّلتلقحي ( أي وداعححى إّيححاكم كححوداع
رجل مترّقب و منتظر للملقات من رّبه تعالى و ساير الوجوه مّر فححي بيححان الّلغححة ) غححدا
ترون أّيامي ( أي بعد مفارقتي إّياكم و توّلى بني امّية و غيرهم أمركم تعرفون فضل أّيام
ق ) و يكشحف لكحم عحن خلفحتى و إنحي كنحت بحاّرا بكحم عطوفحا عليكحم و كنحت علحى الحح ّ
لح عحّز ول وجححه ا ّ سرائرى ( و يظهر أّنى ما أردت في حروبى و ساير مححا أمرتكححم بححه إ ّ
جلّ و ابتغاء مرضاته ) و تعرفوننى بعد خلّو مكاني و قيام غيححري مقححامي ( أي تعرفححون
عدلى و قدرى بعد قيححام غيححري مقححامي بالمححارة و الخلفححة و تظححاهره بححالمنكرات ،ل ّ
ن
الشياء إنما تتبّين بضّدها كما قال أبو تمام :
ن الكمل إنما يعرف قدرهم بعد فقدهم ،إذ مع شححهودهم ل يخلححو مححنو قيل :و السّر فيه أ ّ
يعرفهم عن حسد منه لهم ،فكمال قدرهم مخبوء عن عيححن بصححيرته لغشححاوة حسححده اّلححتي
عليها هذا .
ي في شرح هذه الفقرات من رواية الكافي التيححة :اقححول : لمة المجلس ّ و قال المحّدث الع ّ
ن فيهمححا تظهححرو يحتمل أن يكححون المححراد بقححوله :غححدا ،أيححام الرجعححة و يححوم القيامححة فححا ّ
شوكتهم و رفعتهم و نفاذ حكمهم في عالم الملك و الملكوت ،
] [ 125
قال :و في نسخ الّنهج و بعض نسخ الكتاب :و قيام غيري مقامي ،فهو بالّول انسححب و
سححلم فحاّنه إمححام
يحتاج في الخير إلى تكّلف تحاّم بحأن يكحون المحراد بحالغير القحائم عليححه ال ّ
لح عليحه و آلحه و سحّلم مقحامه للمخاصحمة فحي الّزمان في الّرجعة ،و قيام الّرسول صّلى ا ّ
القيامة .
قال :و يخطر بالبال أيضا أّنه يمكن الجمع بين المعنيين ،فيكون أس حّد و أفيححد بححأن يكححون
لح عححن سححرائرى فححي الّرجعحة و القيامحة لّتصححاله بقححوله :وداعترون أّيححامي و يكشححف ا ّ
سلم :و تعرفوني كلما آخر إشارة إلى ظهور قححدره فححي مرصد للّتلقي ،و قوله عليه ال ّ
الّدنيا كما مّر في المعنى الّول ،و هذا أظهر الوجوه ل سّيما على الّنسخة الخيرة انتهحى
.
ععععع
سحلم
صحة شحهادة أميحر المحؤمنين عليحه ال ّسحتين ق ّ
قد أوردنحا فحي شحرح الكلم الّتاسحع و ال ّ
سلم .تفصيل ،و أحببت أن اورد هنا بعض ما قيل في رثائه عليه ال ّ
فأقول :روى في شرح المعتزلي عن أبي الفرج الصبهاني قال :أنشححدني عمححي الحسححن
بن محّمد قال :أنشدني محّمد بن سعد لبعض بني عبد المطلب يرثي علّيا و لم يذكر اسمه
:
لححححححححححححححححححح نحححححححححححححححححححازل
و قحححححححححححححححححححال سحححححححححححححححححححيأتيها محححححححححححححححححححن ا ّ
و يخضبها أشقى البرّية بالّدم
] [ 126
ظححححححححححححححححححححححححه
ففححححححححححححححححححححححححاز أميححححححححححححححححححححححححر المححححححححححححححححححححححححؤمنين بح ّ
و إن طرقححححححححححححححححححححححححححححت إحححححححححححححححححححححححححححححدى الّلئام بمعظححححححححححححححححححححححححححححم
و قالت اّم الهيثم بنت السود النخعية و هى اّلتي استوهبت جّثة ابن ملجم من الحسن عليه
سلم فوهبها لها فحّرقتها بالّنار .
ال ّ
ي فخيحححححححححححححححححححر نفحححححححححححححححححححس
و محححححححححححححححححححن بعحححححححححححححححححححد النحححححححححححححححححححب ّ
صحححححححححححححححححححححححالحينا
أبحححححححححححححححححححححححو حسحححححححححححححححححححححححن و خيحححححححححححححححححححححححر ال ّ
] [ 127
لح
سححلم إلححى عايشححة سحجدت ّ روى أحمد بن حازم قال لما بلغ نعى أمير المؤمنين عليه ال ّ
ن السححد اّلححذي كححان يفححترش
شكرا ،و لّما بلححغ إلححى معاويححة فححرح فرحححا شححديدا و قححال :إ ّ
ذراعيه في الحرب قد قضى نحبه ثّم قال :
ععععع
صححمد كمححا
ل الواحد الحححد ال ّ لا ّ
ب ،و ل إله إ ّ
ل قدره مّتبعين أمره ،أحمده كما أح ّ الحمد ّ
ل امرء لق في فراره مامنه يفّر ،و الجححل مسححاق الّنفححس اليححه ،و انتسب ،أّيها الّناس ك ّ
ل ح عحّز ذكححرهطردت اليام أبحثها عن مكنون هذا المر فححأبى ا ّ الهرب منه موافاته ،كم ا ّ
ل جح ّ
ل ل إخفائه ،هيهات علم مكنون ) مخزون خ ل ( ،أّما وصّيتي فححأن ل تشححركوا بححا ّ إّ
ل عليه و آله و سّلم فل تضّيعوا سّنته ،
ثناؤه شيئا ،و محّمدا صّلى ا ّ
أقيموا هذين العمودين ،و أوقدوا هذين المصباحين ،و خلكم ذّم ما لم تشردوا ،
] [ 128
و إّنما كنت جارا جاوركم بدني أّياما ،و ستعقبون مّني جّثة خلء ساكنة بعد حركة ،
و كاظمة بعد نطق ليعظكم هدّوى ،و خفوت أطرافي ،و سححكون أطرافححي ،فححاّنه أوعححظ
لح
لكم من الّناطق البليغ ،وّدعتكم وداع مرصد الّتلقي ،غدا تححرون أّيححامي ،و يكشححف ا ّ
ل عن سرائرى ،و تعرفوني بعد خلّو مكاني ،و قيامي غير مقامي ،أنا إن أبححق عّز و ج ّ
ي دمى ،و إن أفن فالفناء ميعادى ،العفو لي قربة و لكم حسنة فححاعفوا و اصححفحوا فأنا ول ّ
جة أول ذي غفلة أن يكون عمره عليه ح ّ ل لكم ،فيالها حسرة على ك ّ أل تحّبون أن يغفر ا ّ
ل ح رغبححة أول .و إّياكم مّمن ل يقصححر بححه عححن طاعححة ا ّ
تؤّديه امامه على شقوة ،جعلنا ا ّ
ل به بعد الموت نقمة ،فاّنما نحن له و به . يح ّ
عععع
ل قدره « أي حمدا يكون حسب قدره و كما هو أهله قححائم مقححام المفعححول و قوله » الحمد ّ
المطلق » مّتبعين أمره « حال من فاعل الحمد ،لّنه فححي قحّوة أحمححده » كمححا أححبّ « أي
حمدا يكححون محبححوبه و موافقححا لرضححاه » كمححا انتسححب « أي نسححب نفسححه إليححه فححي سححورة
التوحيد و لذا تسّمى نسبة الّرب و » الجل « منتهى العمرو هو مبتداء و » مساق الّنفححس
« مبتداء ثان و » إليه « خبره و الجملة خبر المبتداء الّول .
» و محّمدا « منصوب بالغراء بتقدير الزموا و » الفاء « للتفريع و » ذرى رياح « أي
ماذرته و جمعته شّبه ما فيه النسان في الّدنيا من المتعة و الموال بمحاذرته الّريححاح فححي
عدم ثباتها و قّلة النتفاع ،فاّنها تجمعها ساعة و تفرقها اخرى ،أو المراد
] [ 129
محال ذروها و » كاظمحة بعحد نطحق « قحال الفيروزآبحادي :كظحم غيظحه رّدة و حبسحه و
الباب أغلقه .
لح عحن سحرائرى « لنّ » وّدعتكم « على صيغة المتكّلم محن بحاب التفعيحل و » يكشحف ا ّ
بالموت ينكشف بعض ما يسّره النسان من الّناس مححن حسححناته المتعّديححة إليهححم » إن أبححق
ي دمى « صدق الشرطّية ل يستلزم وقوع المقّدم ،و قد مّر الكلم فيه فل ينافي ما فأنا ول ّ
عَلْيهححا فححا ٍ
ن ن َ
ل َم ْ
ل ثناؤه » ُك ّ
مّر من قوله :و غدا مفارقكم » فالفناء ميعادى « كما قال ج ّ
ك«.جُه َرّب َ
َو َيْبقى َو ْ
شححايع عنححد
» العفو لي قربة و لكم حسنة « يحتمل أن يكون استحلل من القوم كمححا هححو ال ّ
الموادعة أي عفوكم عّنى سبب مزيححد قربححى و حسححناتكم ،أو عفححوى لكححم قربححة و عفححوى
عنكم حسنة ،فيكون طلب العفو على سبيل الّتواضع و من غير أن يكون منه إليهم جنايححة
،و في أكثر الّنسخ و إن أعف فالعفو لي قربة ،أي إن أعف عححن قححاتلى ،فقححوله :و لكححم
حسنة ،لصعوبة ذلك عليكم حيث تريدون الّتشّفى منه و تصبرون على عفوى بعد القدرة
على النتقام .
» فاعفوا و اصفحوا « عّني على الوجه الّول أو عن غير قاتلى مّمن له شححركة فححي هححذا
لتهححم و ظلمهححم عليكححم أو إذا جىء عليكححم بمثححل هححذه
المر ،أو عن جرايم اخححوانكم و ز ّ
سلم :ضححربة مكححان ضححربة ،مححع أّنححه يحتمححل أن يكححون الجناية لئل يناقض قوله عليه ال ّ
معناه إن لم تعفوا فضربة لكن المر بالعفو عن مثل هذا الملعون بعيد
ععععععع
از جمله كلم آن امام است پيش از مرك خود ميفرمايد :
أي مردمان هر مردى از شما ملقات كننده است در گريختن خود بححآنچه كححه ميگريححزد
از آن ،و مدت عمر محل جريان نفس است بنهايت آن ،و گريختن از مرگ رسيدنست
حححص ميكححردم از
بآن ،بساگردانيدم روزگار را رانده شده از خود در حالتى كححه نيححك تف ّ
پوشيده اين كار پس امتناع فرمود حقتعالى مگر پنهان كردن آن را ،چه دور
] [ 130
و أّما وصّيت من بشما پس اينست كه پروردگار عالميان را شريك قرار ندهيححد و محّمححد
ل عليه و آله و سحّلم ضحايع نگردانيحد سحّنت و شحريعت او را ،بحر پحا
ل صّلى ا ّ
بن عبد ا ّ
داريد اين دو ستون اسلم را ،و بر افروزيد اين دو چححراغ هححدايت را و خححالى باشححد از
شما مذّمت مادامى كه رم ننمائيد از توحيد پروردگار و شريعت سّيد مختار .
برداشت هر مردى از شما تكليفي كه بأندازه وسع و طاقت او است ،و تخفيف داده شححد
بار تكليف از جاهلن و ضعيفان ،خداى شما خدائيست مهربان ،و دين شما دينى است
راست ،و امام شما امامى است عالم و آگاه ،من ديروز مصاحب شما بودم ،و امروز
كه با اين حالت ضعف افتادهام عبرتم از براى شما ،و فححردا مفححارقت كننححدهام از شححما
ل لغزش بيامرزد خداى تعالى مرا و شما را ،اگر ثابت بشود قدم من در اين دنيا كه مح ّ
است پس اينست مقصود شما ،و اگر بلغزد قدم پس بدرسححتي كححه مححا بححوديم در سححايهاى
ل وزيدن بادها و در زير سايه أبرها كه نيست شد و نححابود گشححت شاخهاى درخت و مح ّ
و در هوا جمع شده آن ابرها و مندرس شد در زمين اثر آنها .
و جز اين نيست كه بودم من همسايه كه همسايگى نمود با شححما بححدن مححن چنححد روزى و
زود باشد كه بيابيد بعد از من بدنى كه خالى باشد از روح ،چنان بدنى كححه سححاكن باشححد
بعد از حركت ،و خاموش باشد بعد از گفتار ،تا وعظ نمايد بشما سكون من و چشم در
پيش افكندن من ،و ساكن شدن أطراف بدن من .
پس بدرستى كحه مححرگ پنحد دهنحدهتر اسححت از بحراى عحبرت يابنححدگان از گفتححار بليححغ و
فصيح ،و از قول مسموع صريح ،وداع كردن من شما را وداع مرديست كه مهيا شده
از براى ملقات پروردگار ،فردا مىبينيد روزهاى مححرا ،و كشححف ميشححود شححما را از
سّرهاى من ،و بشناسيد عححدالت و قححدر مححرا بعححد از خحالى بححودن مكححان مححن از مححن ،و
ايستادن غير من بجاى من با امارت و خلفت و بىمبالتي او در دين .
] [ 131
عععع عع عععععع ع ع ع ع
ع عع عععع عع عععع ععع
ععع عع ع ععععع عع ع ع ععععع عع ع ع ع عع
ععععع
ى ،و تركا لمذاهب الّرشححد ،فل تسححتعجلوا مححاو أخذوا يمينا و شمال ظعنا في مسالك الغ ّ
هو كائن مرصد ،و ل تستبطئوا ما يجبىء به الغد ،فكم من مسححتعجل بمححا إن أدركححه وّد
ل موعود ، أّنه لم يدركه ،و ما أقرب اليوم من تباشير غد ،يا قوم هذا إّبان ورود ك ّ
و دنّو من طلعة ما ل تعرفون ،أل و من أدركها مّنا يسري فيها بسححراج منيححر ،و يحححذو
ل فيها ربقا ،
صالحين ،ليح ّ
فيها على مثال ال ّ
و يعتق رّقا ،و يصدع شعبا ،و يشعب صدعا ،في سححترة عححن الّنححاس ل يبصححر القححائف
ن فيهححا قححوم شحححذ القيححن الّنصححل ،يجلححى بالّتنزيححل
أثححره و لححو تححابع نظححره ،ث حّم ليشحححذ ّ
أبصارهم ،و يرمى بالّتفسير في مسامعهم ،
صبوح .
و يغبقون كأس الحكمة بعد ال ّ
منها و طال المد بهم ليستكملوا الخزى ،و يستوجبوا الغير حّتحى إذا اخلولحق الجحل ،و
صححبر ،و لححم
لح بال ّ
استراح قوم إلى الفتن ،و اشتالوا عن لقاح حربهححم ،لححم يمّنححوا علححى ا ّ
يستعظموا بذل أنفسهم
] [ 132
ق ،حّتى إذا وافق وارد القضآء انقطاع مّدة البلء ،حملوا بصآئرهم على أسيافهم في الح ّ
لح عليححه و آلححه و سحّلم
ل رسححوله صحّلى ا ّ
،و دانوا لرّبهم بأمر واعظهم ،حّتى إذا قبض ا ّ
سبل ،و اّتكلوا على الولئج ،و وصلوا غير الّرحححم رجع قوم على العقاب ،و غالتهم ال ّ
ص أساسححه فبنححوه فححي غيححرسبب اّلذي أمروا بموّدته ،و نقلوا البنححاء عححن ر ّ
،و هجروا ال ّ
ل ضارب في غمرة ،قد ماروا في الحيرة ، ل خطيئة ،و أبواب ك ّموضعه ،معادن ك ّ
سكرة ،على سّنة من آل فرعون ،من منقطع إلى الحّدنيا راكححن ،أو مفحارق
و ذهلوا في ال ّ
للّدين مباين .
ععععع
صححبح و كحلّ) ظعن ( ظعنا من باب منع و ظعنححا بالّتحريححك سححار و ) التباشححير ( أوائل ال ّ
حدة وقته و زمانه و ) الّربححق ( شيء ،و ) إّبان ( الشيء بكسر الهمزة و تشديد الباء المو ّ
ل عححروة ربقححة بالكسححر و الفتححح وسكون حبل فيه عّدة عري يشّد به البهححم و كح ّبالكسر فال ّ
شحذ و هو الّتحديد و ن ( على البناء للمفعول من ال ّ الجمع ربق و رباق و أرباق و ) يشحذ ّ
سححيف مححا لححم يكححن لححه مقبححض و
سححهم و ال ّ
) القين ( الحّداد و ) الّنصل ( حديدة الّرمححح و ال ّ
صبوح ( كصححبور أيضححا ى و غبقه سقاه ذلك و ) ال ّ شرب بالعش ّ ) الغبوق ( وزان صبور ال ّ
صبوح على مححا يشححرب شرب بالغداة ،و صّبحهم سقاهم صبوحا و قد يطلق الغبوق و ال ّ ال ّ
ى و الغداة .
بالعش ّ
و ) الغير ( بكسر الغين المعجمة و فتح الياء المثّناة قال في مجمع البحرين :
] [ 133
ل يلقى الغير ،أى تغّير الحححال و في الحديث :الشكر أمان من الغير ،و مثله من يكفر با ّ
صلح إلى الفساد و ) شالت ( الّناقة ذنبها و أشالته رفعته فشال الّذنب نفسححه انتقالها عن ال ّ
لزم متعّد و ) اللقاح ( بالفتح اسم ماء الفحل لقحت الّناقة مححن بححاب سححمع لقاحححا أى قبلححت
سيل أهلكه كاغتاله و ) الّرص ( مصدر من ر ّ
ص الّلقاح فهى لقح أى حامل و ) غاله ( ال ّ
صصه قال تعالى : الشيء ألصق بعضه ببعض و ضّم كر ّ
سمآُء َمْورًا «
» َيْوَم َتُموُر ال ّ
ععععععع
شارح المعتزلي :ينصب ظعنا و تركححا علحى المصحدرّية و العامححل فيهمحا مححن غيححر قال ال ّ
لفظهما و هو أخذوا ،انتهى .
صواب أّنهما حالن من فاعل أخذوا على الّتأويل بالفاعل ،أى ظاعنين و تاركين ،و و ال ّ
يا قوم بكسر الميم منادى مّرخم ،و قححوله :فححي سححترة خححبر لمبتححداء محححذوف و جملححة ل
ي مدبرا ،و جملة يجلى بالّتنزيل في محلّ الّرفححعيبصر القائف أثره حال مؤّكدة نحو :ول ّ
صفة لقوم ،و قوله :حّتى اذا اخلولق الجل ،
جواب اذا محذوف بقرينة جواب اذا التيححة أعنححى قححوله :حملححوا بصححائرهم ،و جملححة لححم
ل خطيئة ،خحبر لمبتححداء محححذوف و يمّنوا ححال مححن فاعحل اشححتالوا ،و قححوله :معحادن كح ّ
ل الّرفع صفة لقوم .
الجملة في مح ّ
و قوله :على سّنة من آل فرعون من منقطع آه ظرف مستقّر حححال مححن فاعححل ذهلححوا ،و
من الولى نشوّية ابتدائّية و الّثانية أيضححا للبتححداء ،و مجححرور الثانيححة بححدل مححن مجححرور
الولى بدل اشتمال نظير قوله تعالى :
] [ 134
و رّبما يعترض عليه باّنه ل بّد على ذلك مححن تقححدير ضححمير يعححود علححى المبححدل منححه ،و
ضمير ،هذا .ن تكرار من يغنى عن تقدير ال ّ اجيب عنه بأ ّ
و يحتمل كون من الثانية للّتبيين فهى إّما بيان لمجرور من الولى على حّد قوله تعالى :
ب بآياِتنا « .
ن ُيَكّذ ُ
ل ُأّمٍة َفْوجًا ِمّم ْ
ن ُك ّ
شُر ِم ْ
حُ» َو َيْوَم َن ْ
عععععع
ععععع ععععع
ي و تركحا لمحذاهب سحلم ) :و أخحدوا يمينحا و شحمال ظعنحا فحي مسحالك الغح ّ قحوله عليحه ال ّ
سححداد ،
ضلل ،و تححاركين لمححذاهب الّرشححد و ال ّ ي و ال ّ
الّرشد ( أى مرتحلين في مسالك الغ ّ
طريق الوسطى هي الجاّدة على ما تقّدم تفصيل في شرح شمال مضّلة و ال ّن اليمين و ال ّ
فا ّ
ل ل محالححة عححن شححمال و اليميححن ضح ّ
سادس عشر ،فمن أخذ بال ّ الفصل الّثاني من الكلم ال ّ
الّنهج القويم و الصراط المستقيم .
ل عليه و
ثّم نهاهم عن استعجال ما كانوا يتوّقعونه من الفتن اّلتي أخبرهم الّرسول صّلى ا ّ
آله
] [ 135
سححلم عنهححا وسلم بوقوعها في مسححتقبل الّزمححان ،و كححانوا يسححألونه عليححه ال ّ
و هو عليه ال ّ
يستبطؤون حصولها فقال ) :فل تستعجلوا ما هو كائن مرصححد ( أى مححترّقب و مع حّد ) و
ل تستبطؤوا ما يجىء به الغد ( و عّلل الّنهى عن السححتعجال بقححوله ) فكححم مححن مسححتعجل
بما إن أدركه ( حريص عليه ) وّد أّنه لم يدركه ( و ذلك لّنححه رّبمححا يسححتعجل أمححرا غفلححة
شرور و المعايب فاذا عّما يترّتب عليه من المفاسد و المضاّر ،و جهل بما يتضّمنه من ال ّ
أدركه ظهر له ما كان مخفّيا عنه فيوّد أن ل ينيله و ل يدركه قال سبحانه :
ن«.
ل َيْعَلُم َو أْنُتْم ل َتْعَلُمو َ
شّر َلُكْم َو ا ُّ
شْيئًا َو ُهَو َ
حّبوا َ
ن ُت ِ
عسى أ ْ
» َو َ
و لّما نهاهم عن استبطاء ما يجيء به الغد أشار إلى قربه بقححوله ) و مححا أقححرب اليححوم مححن
شاعر :غد ما غد ما أقرب اليوم من غد . تباشير غد ( و أوائله كما قال ال ّ
ل موعححود ( أى وقححت وروده و زمححانه وسلم ) :يا قوم هذا إّبححان ورود ك ح ّ
ثّم قال عليه ال ّ
ن المقصود بهذه الجملة تقريب ذلك الموعود مححن الفتححن ،و المستفاد من شرح البحراني أ ّ
من شرح المعتزلي أّنها إشارة إلى قرب وقت القيامة و ظهور الفتن التى يظهر أمامها ،
ن السّيد ) ره ( حذف أّول الخطبة و سلم متشابه المراد ،ل ّن كلمه عليه ال ّ
و النصاف أ ّ
ساقها على غير نسق ،فأوجب ذلك إبهام المرام و إعضححال الكلم ،و كححم لححه ) ره ( مححن
سليقة في هذا الكتاب الموجب للغلق و الضطراب هذا . مثل هذا السلوب المخالف لل ّ
و قوله ) :و دنّو من طلعة ما ل تعرفون ( أى هذا وقت قرب ظهححور محا ل تعرفححون مححن
تلك الملحم و الفتن الحادثة بالّتفصيل .
ن تلك الملحم و الشراط الهايلة غير معهود مثلها ،نحو داّبححة شارح المعتزلي :ل ّ قال ال ّ
الرض ،و الّدجال و فتنته و ما يظهر علححى يححده مححن المخححاريق و المححور الموهمححة ،و
سفياني و ان يقتل فيها من الخلئق الذي ل يحصى عددهم ،انتهى ث حّم أشححار إلححى واقعة ال ّ
سلم عند ظهور هذه الفتن فقال ) أل و من أدركها مّنا ( أهل البيت سيرة أهل بيته عليه ال ّ
) يسرى فيها ( أى في ظلمات هذه الفتن ) بسراج منير ( أى بنور
] [ 136
المامة و الولية ،فل توجب ظلماتها انحرافه عن طريق الهدى ،و ل توقع له شبهة في
ق المححبين ) و يحححذو فيهححا علححى مثححال (
صافية بل يسلك فيها مسلك الحح ّ صادقة ال ّ
عقيدته ال ّ
ل فيها ربقا و يعتق رّقا ( أى يسححتف ّ
ك صالحين ( و يقتفى آثار أولياء الّدين ) ليح ّأسلفه ) ال ّ
ظالمين ،و يحتمل أن يكون كناية عححن حّلححه فيهححا ربححق الهدى و ينقذ مظلومين من أيدى ال ّ
ل الجهححل ) و يصححدع شححعبا و يشحعب صحدعا ( أى شك من أعناق الّنفوس و عتقها من ذ ّ ال ّ
ضلل و يصلح ما تشّتت و تفّرق من الهدى . يفّرق ما اجتمع و اّتفق من ال ّ
ن المححرادشححارح المعححتزلي هنححا بعححد بنححائه علححى أ ّ
و قوله ) :في سترة عن الّناس ( قححال ال ّ
لح
ى آل محّمححد سححلم ا ّ سلم سابقا :و مححن أدركهححا ،هححو مهححد ّ بالموصول في قوله عليه ال ّ
ل على استتار هذا النسححان المشححار إليححه و ن هذا الكلم يد ّ طاهرين :إ ّ عليه و على آبائه ال ّ
ليس ذلك بنافع للمامّية فححي مححذهبهم و إن ظّنححوا أّنححه تصححريح بقححولهم ،و ذلححك لّنححه مححن
لح فححي آخححر الّزمححان و يكححون مسححتترا محّدة و لححه دعححاة الجايز أن يكون هذا المام يخلقه ا ّ
يدعون إليه و يقّررون أمره ثّم يظهر بعد ذلك الستتار و يملك المماليك و يقهححر الحّدول و
يمّهد الرض كما ورد في الخبر انتهى .
] [ 137
سححلم مغمححورين فححي الّنححاس لالبحراني حيث قال :و ما زالت أئمة أهححل الححبيت عليهححم ال ّ
ل من عّرفوه أنفسهم حّتى لو تعّرفهم من ل يريدون معرفتححه لححم يعرفهححم ،لسححت يعرفهم إ ّ
ق و الحّقون بالمر . أقول لم يعرف أشخاصهم بل ل يعرف أّنهم أهل الح ّ
ن في هذه شارح المعتزلي :يريد ليحرض ّ ن فيها قوم شحذ القين الّنصل ( قال ال ّ
) ثّم ليشحذ ّ
صححيقل
ن عزائمهححم كمححا يشحححذ ال ّ
ضلل ،و ليححوطن ّ الملحم قوم على الحرب و قتل أهل ال ّ
سيف و يطلق حّده . ال ّ
شارح البحراني :أى في أثناء ما يأتي من الفتححن تشححذ أذهحان قححوم و تعحّد لقبحول و قال ال ّ
شحححذ مسححتعار لعححداد الذهححان ،و
العلوم و الحكمة كما يشحذ الححّداد الّنصححل ،و لفححظ ال ّ
وجه الستعارة الشتراك فححي العححداد الّتححام الّنححافع ،فهححو يمضححى فححي مسححائل الحكمححة و
ى الّنصل فما يقطع به و هو وجه الّتشبيه المذكور ،انتهى . العلوم كمض ّ
] [ 138
بالكناية حيث شّبه الحكمححة الححتى هححى عبححارة عححن المعححارف المتضحّمنة لصححلح النشححأتين
شراب ،و الجامع عظم المنفعة و الّلذة فيهما و إن كانت منفعححة الولححى للرواح و بهححا بال ّ
ظهححا ،و اثبححات الكححأس تخييححل ،و ذكححر
التذاذها و كمالها ،و نفع الّثاني للبدان و منححه ح ّ
صبوح ترشيح . الغبوق و ال ّ
ععععع عععععع
سلم ) و طال المد بهم ليستكملوا الخزى و يسححتوجبوا الغيححر ( قححال ) منها ( قوله عليه ال ّ
الشارحان البحرانححي و المعححتزلي :هححذا الفصححل مححن كلمححه يّتصححل بكلم قبلححه لححم يححذكره
ل سبحانه انتهى . ي قد وصف فيه فئة ضاّلة قد استولت و ملكت و املى لها ا ّ الّرض ّ
ان قيل :كيف ساغ جعل طول المد عّلة لستكمال الخزى ؟
لم هنا ليست على الّتعليححل حقيقححة بححل هححى علححى العّليححة المجازّيححة كمححا فححي قححولهقلت :ال ّ
سبحانه » فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدّوا و حزنا « حيث شحّبه ترّتحب كحونه عحدّوا و
لم الموضححوعة حزنا على اللتقاط بترّتب العّلححة الغائيححة علححى معلولهححا ،فاسححتعمل فيححه ال ّ
ي و الغفلححة ،وللعلّية ،و فيما نحن فيه أيضا لّما كان طححول المحّدة سححببا لتمححاديهم فححي الغح ّ
فعلهم للثام و المعاصي بسوء اختيارهم ،و كان فعل المعاصى جالبا لكمححال الخححزى ،و
طححالبين لكمححال الخححزى ،ثحّم رّتححب موجبا لتغّير الّنعم ،فجعلوا بفعلهم للمعاصي بمنزلححة ال ّ
لم الموضححوعة للعلّيححة فيححه و مثلحه قحوله استكمال الخزى علححى طححول المحد و اسحتعمل ال ّ
تعالى :
سِهْم ِإّنما ُنْملي َلُهْم ِلَيْزداُدوا ِإْثم حًا َو َلُه حْم
لْنُف ِ
خْيٌر َِ
ن َكَفُروا أّنما ُنْملي َلُهْم َ
ن اّلذي َ
سَب ّ
حَ» َو ل َي ْ
ن«. ب ُمهي ٌ
عذا ٌَ
صل المرام أّنهم بطول بقائهم في الّدنيا ركبوا الّذنوب و المعاصي ،فاستحّقوا بححذلك
و مح ّ
الخزى و الّنكال ،و استوجبوا تغير الّنعمة بسوء العمال
] [ 139
جّنَتْيح ِ
ن جّنَتْيِهحْم َ
سحِهْم « قححال » َو َبحّدْلناُهْم ِب َ
حّتححى ُيَغّيحُروا مححا ِبَأْنُف ِ
ل ل ُيَغّيُر ما ِبَقْوٍم َ
ن » ا َّ لّ
ل، سْدٍر َقلي ٍ
ن ِيٍء ِم ْ
ش ْ ل َو َط َو َأْث ٍ
خْم ٍل َ
ى ُأُك ٍ
َذواَت ْ
ل اْلَكُفوُر « .
ل ُنجازي إ ّ
جَزْيناُهْم ِبما َكَفُروا َو َه ْ
ك َ
ذِل َ
شارح البحراني :أى صار خليقا ،و ليححس بشححيء ،لنّ ) حّتى إذا اخلولق الجل ( قال ال ّ
ل الفاعل فهو فعل تاّم بمعنى قرب ،و ما ذكره معنى اخلولق إذا ذكر اخلولق لم يذكر له إ ّ
سححماء أن تمطححر أى صححار خليقححا
لححه اسححم و خححبر و كححان فعل ناقصححا مثححل :اخلولححق ال ّ
ضالين المسححتكملين للخححزى
للمطار ،و كيف كان فالمراد أّنه قرب انقضاء مّدة هؤلء ال ّ
و المستوجبين للغير .
شيعة و أهل البصرة إلححى فتححن تلححك ) و استراح قوم إلى الفتن ( أى مال و صبا قوم من ال ّ
جههم إليها ) و اشتالوا عححن لقححاح حربهححم ( ضاّلة ،و وجدوا الّراحة لنفسهم في تو ّ الفئة ال ّ
أى رفع هؤلء المستريحون أنفسححهم عححن تهّيححج الحححرب بينهححم و بيححن هححذه الفئة ،و شحّبه
لقح و أثبت لها الّلقاح تخييل ،و المراد أّنهم تركححوا محححاربتهم و رفعححوا الحرب بالّناقة ال ّ
أيديهم عن سيوفهم إّما لعجزهم عن القتال أو لعدم قيام القائم بالمر فهادنوهم و ألقوا اليهم
سلم .
ال ّ
ق القتال ،و فححي روايححة :بالّنصححر ،أىصبر ( على مشا ّل بال ّ
حالكونهم ) لم يمّنوا على ا ّ
ق ( و نصرته ) حّتى إذا وافق ل ) و لم يستعظموا بذل أنفسهم في ( طلب ) الح ّ بنصرهم ّ
ضححالة
وارد القضاء انقطاع مّدة البلء ( أى ورد القضاء اللهي بانقطاع بلء هححذه الفئة ال ّ
قول فححي استيصححالهم بظهححور مححن يقححوم بنصححر الحح ّو انقضاء ملكهم و أمارتهم و أذن ا ّ
دعححوته اليححه ) حملححوا ( أى هححؤلء المسححتريحون إلححى الفتححن ) بصححائرهم علححى أسححيافهم (
شارح المعتزلي :و هذا معنححى لطيححف ،يعنححي أّنهححم أظهححرواضلل ،قال ال ّلحرب أهل ال ّ
سيوف مححن بصائرهم و عقايد قلوبهم للّناس و كشفوها و جّردوها من أجفانها مع تجريد ال ّ
أجفانها فكأنها شيء محمول على السيوف يبصره من يبصر السيوف ،فترى في
] [ 140
غاية الجلء و الظهور كما ترى السيوف المجّردة ) و دانوا لرّبهم بأمر و اعظهم ( أشار
ل ظهوره ،هذا .
جل ا ّ
به إلى المام القائم ع ّ
سلم اضطراب عظيححم ،و تحّيححروا فححي شراح في شرح هذا الفصل من كلمه عليه ال ّ و لل ّ
مراجححع الضححماير الموجححودة فيححه ،و اضححطّروا فححي إصححلح نظححم الكلم إلححى التححأويلت
لح علححى مححا ل يخرجححه مححن
الباردة التي يشححمئّز عنهححا الفهححام ،و نحححن شححرحناه بحمححد ا ّ
سلم السلسة و النظم بمقتضى سليقتنا ،و العلم بعد موكول إلى صاحب الكلم عليه ال ّ
ععععع عععععع
ل عليه و آله و سّلم ،و ظاهر هذا في اقتصاص حال المرتّدين بعد قبض الّرسول صّلى ا ّ
ى حتى يكححون هححذا الكلم غايححة لححه ،و إ ّ
ل الفصل يعطى أن يكون قبله كلم أسقطه الّرض ّ
فل ارتباط له بالفصل المتقّدم .
سبيِله « .
ن َ
عْق ِبُكْم َ
ل َفَتَفّر َ
سُب َ
» َو ل َتّتِبُعوا ال ّ
سححر
سر السبيل في هذه الية و في غير واحححد مححن اليححات بالئمححة و وليتهححم ،و ف ّ
و قد ف ّ
السبل بأئمة الضلل و وليتهم و قد مضى طرف من الخبار في هححذا المعنححى فححي شححرح
الفصل الثاني من الكلم السابع عشر و أقول هنا :روى في البحار من تفسححير فححرات بححن
إبراهيم عن جعفر بن محّمد الفزارى معنعنا عن حمران ،قال سمعت أبا جعفر يقول فححي
ل:
قول ا ّ
ل«.
سُب َ
سَتقيمًا َفاّتِبُعوُه َو ل َتّتِبُعوا ال ّ
صراطي ُم ْ
ن هذا ِ
» َو إ ّ
] [ 141
ل«.
سُب َ
» َو ل َتّتِبُعوا ال ّ
ل«.
سبي ً
ل َ
سو ِ
ت َمَع الّر ُ
خْذ ُ
» يا َلْيَتِني اّت َ
لح عليححه ولح صحّلى ا ّسلم و من تفسير المام قال رسول ا ّ ي بن أبيطالب عليه ال ّ
يعني عل ّ
سححلم فححي الظححاهر و آله و سّلم :ما من عبد و ل أمة اعطى بيعححة أميححر المححؤمنين عليححه ال ّ
ل و إذا جائه ملك الموت لقبض روحه تمّثل لحه إبليحس نكثها في الباطن و أقام على نفاقه إ ّ
و أعوانه ،و تمّثلت النيران و أصناف عفاريتها لعينيه و قلبه و مقاعده مقاعد الناكث من
مضايقها ،و تمّثل له أيضا الجنان و منازله فيها لو كححان بقححى علححى ايمححانه و وفححي بيعتححه
فيقول له ملححك المحوت :انظحر إلحى تلحك الجنحان الححتي ل يقححادر قحدر سحّرائها و بهجتهحا و
ب العالمين كانت معّدة لك ،لر ّ لا ّ
سرورها إ ّ
] [ 142
ل«.
سبي ً
ل َ
سو ِ
ت َمَع الّر ُ
خْذ ُ
» يا َلْيَتِنى اّت َ
) و اتكلوا على الوليج ( أى اعتمدوا في آرائهم الفاسدة و بدعهم المبتدعة علححى أهلهححم و
صهم في نصرة ذلك الّرأى و ترويج تلك البدعة ) و وصححلوا غيححر الّرحححم ( أى رحححم خوا ّ
ل عليهلم عوض عن المضاف إليه يعني أّنهم قطعوا رحم الّرسول صّلى ا ّ آل محّمد و ال ّ
و آله بحسبانهم أّنها ل تنفع ،و وصلوا غيرها لنتفاعهم في دنياهم بها .
لح
ي صحّلى ا ّ و فيه منه باسناده عن حمزة بن أبي سعيد الخدرى أيضا عححن أبيححه عححن النححب ّ
ل ل ينفع قححومه يححوم القيامححة ؟ بلححى و يا ّ ن رحم نب ّ عليه و آله و سّلم أّنه قال :أتزعمون أ ّ
ن رحمي لموصولة في الّدنيا و الخححرة ،ثحّم قححال :يححا أّيهححا الّنححاس أنححا فرطكححم علححى لإّا ّ
ل أنا فلن بن فلن ،و قححال آخححر يححا نححب ّ
ي يا ّالحوض فاذا جئت و قام رجال يقولون يا نب ّ
ل أنا فلن بححن فلن ،فححأقول :أّمححا الّنسححب فقححد يا ّل أنا فلن بن فلن ،و قال آخر يا نب ّ ا ّ
ي بعححد روايححة هححذا لمححة المجلسح ّ عرفت و لكّنكم أحدثتم بعدى و ارتددتم القهقححرى قححال الع ّ
ن المراد بالثلثة الّثلثة .
ظاهر أ ّ
الحديث :ال ّ
] [ 143
شيخ و ابنه بسنده عن محّمد بن المثنى الزدي ل عليه ما رواه في البحار من أمالى ال ّ و يد ّ
ل و قد أمرنححا
ل عّز و ج ّ
سبب بينكم و بين ا ّ
سلم يقول .نحن ال ّل عليه ال ّأّنه سمع أبا عبد ا ّ
ل بموّدتهم في قوله :ا ّ
سبب :يعني أهل البيت ،و هذا إشححارة شارح المعتزلي في شرح قوله :و هجروا ال ّ قال ال ّ
ل و عترتي أهل بيححتي ، ل عليه و آله :خلفت فيكم الثقلين :كتاب ا ّ
إلى قول الّنبي صّلى ا ّ
ى الحححوض فعّبححر أميححر
سماء إلى الرض ل يفترقان حّتى يردا عل ح ّ حبلن ممدودان من ال ّ
لح عليححه و آلححه و سحّلم قححال :
سبب لما كححان النححبي صحّلى ا ّ
المؤمنين عن أهل البيت بلفظ ال ّ
حبلن ،و السبب في اللغة الحبل ،انتهى .
سلم لفظ الحبل في غير واحححد محن اليححات ،قحال شححيخناأقول :و قد استعير لهم عليهم ال ّ
ي الطبرسي في تفسير قوله تعالى : أبو عل ّ
] [ 144
ى الحوض .
يفترقا حّتى يردا عل ّ
و فححي البحححار أيضححا مححن كنححز جححامع الفوايححد و تأويححل اليححات روايححة عححن صححاحب نهححج
سلم في قوله تعالى :اليمان ،عن الحسين بن جبير باسناده إلى أبي جعفر الباقر عليه ال ّ
ن الّناس « .
ل ِم ْ
حْب ٍ
ل َو َ
ن ا ِّ
ل ِم َ
حْب ٍ
ل ِب َ
»إ ّ
سلم .
ي بن أبيطالب عليه ال ّ
ل ،و حبل من الّناس عل ّ
ل كتاب ا ّ
قال :حبل من ا ّ
و فيه من الكتاب المذكور أيضا مسندا عن حصين بن مخارق عن أبي الحسن موسى عن
ل:سلم في قوله عّز و ج ّ
آبائه عليهم ال ّ
ص أساسه فبنوه في غير موضعه ( أى نقلوا بنححاء ال حّدين و اليمححان ) و نقلوا البناء عن ر ّ
لصق بعضه ببعض ،فبنوه في غير موضعه و هححو عن أساسه المرصوص المستحكم ال ّ
ليححق بححه إلححى غيححره ،و هححو توبيححخ و
اشارة إلى عدو لهم بالخلفة عن أصلها و مكانها ال ّ
لح
خا ّتفريع آخر لولئك المنافقين بعد و لهم عن أولياء المؤمنين و أئمة الحّدين ،كمححا و بح ّ
اخوانهم في هذا المعنى بقوله :
] [ 145
جحُر ٍ
ف شححفا ُ
على َ
س ُبْنياَنُه َ
س َ
ن َأ ّ
خْيٌر َأّم ْ
ن َ
ضوا ٍ
ل َو ِر ْ
ن ا ِّ
على َتْقوى ِم َ س ُبْنياَنُه َ
س َ
نْ َأ ّ
» َأ َفَم َ
جَهّنَم « .
هاٍر َفاْنهاَر ِبِه في ناِر َ
ق اّلححذي هححو
سس بنيان دينه على قاعدة محكمة و أساس وثيق و هو الح ح ّ قاّن المح ّ
يعني أ ّ
سس بنيانه على قاعدة هي أضححعف طاعة ،و المبطل أ ّ
ل و طلب مرضاته بال ّ الّتقوى من ا ّ
القواعد و هو الباطل و الّنفاق الذي مثله مثل شحفا جححرف هححار فححي قّلححة الّثبححات فهححوى بححه
الباطل في نار جهّنم .
أساطير الّولين سجع أهل الجاهلّية في جاهلّيتهم ليحملوا أوزارهم ليسححتكملوا الكفححر ليححوم
ي بححن إبراهيححمالقيامة و من أوزار اّلذين يضّلونهم يعنححي كفححر اّلححذين يتوّلححونهم و عححن علح ّ
ل من اقتححدى بهحم ، القّمي قال :يحملون آثامهم يعني اّلذين غصبوا امير المؤمنين و آثام ك ّ
ل ما اهريقت سلم :و ا ّصادق عليه ال ّ
و هو قول ال ّ
] [ 146
محجمة من دم و ل قرع عصا بعصا و ل غصب فرج حرام و ل اخذ مال من غيححر حّلححه
ل و زر ذلك في أعناقهما من غير أن ينقص من أوزار العاملين شيء .
إّ
سلم بعححد اقتصاصححه صادق عليه ال ّ ضل بن عمر الوارد في الّرجعة عن ال ّ و في حديث مف ّ
ل عليه و آله و سحّلم و إخراجححه ل صّلى ا ّ سلم إلى قبر جّده رسول ا ّ مسير المهدي عليه ال ّ
بضجيعيه و أمره بصلبهما قال :فيأمر المهدى ريحا فتجعلهم كأعجححاز نخححل خاويححة ،ثحّم
لح تعحالى و يحأمر الخليحق بالجتمحاع ،ثحّم يقح ّ
ص يأمر بانزالهما فينزلن فيحييهما باذن ا ّ
ص عليهححم قتححل هابيححل بححن آدم عليححهل كححور و دور حّتححى يقح ّ عليهم قمححص أفعححالهم فححي كح ّ
ب ،و حبحس يحونس فحي بطحن سلم ،و جمع الّنار لبراهيم ،و طحرح يوسحف فحي الجح ّ ال ّ
الحوت ،و قتل يحيى ،و صلب عيسى ،و عذاب جرجيس ،و دانيال ،و ضرب سلمان
الفارسى ،و اشعال الّنار على باب أمير المؤمنين و فاطمححة و الحسححنين عليهححم السّححلم و
إرادة إحراقهم بابها ،و ضرب صديقة الكبرى فاطمة الّزهراء بسوط ،و رفس بطنهححا و
سلم ،و قتل الحسين و ذبح أطفحاله و بنحي عّمحه و إسقاطها محسنا ،و سّم الحسن عليه ال ّ
ل دمل عليه و آله و إراقة دماء آل محّمد ،و ك ّ ل صّلى ا ّ أنصاره و سبى ذرارى رسول ا ّ
ل خبث و فاحشححة و ظلححم منححذ عهححد ل ربا اكل ،و ك ّ ل فرج نكح حراما ،و ك ّ مؤمن ،و ك ّ
ل ذلك يعد ده عليهما و يلزمهمححا إّيححاه و يعترفححان بححه ثحّم يححأمر بهمححا آدم إلى قيام قائمنا ،ك ّ
ص منهما في ذلك الوقت مظالم من حضر ،الحديث . فيقت ّ
ل مححن أرادن كح ّل ضارب في غمححرة ( يعنححي أ ّ ) و ( بما ذكرنا ظهر أيضا أّنهم ) أبواب ك ّ
ل ضححلل قححد ضلل فليقصد هححؤلء و ليرمححق أعمححالهم و ليّتبححع آثححارهم ،إذ كح ّ الباطل و ال ّ
ن الئمححة
خرج منهم و انتشر في مشارق الرض و مغاربها ،فهم أبححواب الضححلل كمححا أ ّ
سلم أبواب الهدى .عليهم ال ّ
روى في البحار من كنز جامع الفوايد و تأويل اليات عححن حمححاد بححن عيسححى عححن بعححض
سلم أّنه قال :
أصحابه رفعه إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ
ب ُمنيٍر
عْلٍم َو ل ُهًدى َو ل ِكتا ٍ
ل ِبَغْيِر ِ
ل ِفى ا ِّ
ن ُيجاِد ُ
ن الّناس َم ْ
» َو ِم َ
] [ 147
ل«.
ل ا ِّ
سبي ِ
ن َ
عْل َ
ضّطِفِه ِلُي ِ
ع ْ
ى ِ
ثاِن َ
و مثله كمثل شاة ضّلت عن راعيها و قطيعها فتاهت ذاهبة و جائية يومها ،فلّما أن جّنهححا
الليل بصرت بقطيع غنم مع راعيها فجائت إليها فباتت معها في ربضها ، 1
فلّما أن ساق الّراعي قطيعه أنكرت راعيها و قطيعهحا فهجمححت متحّيحرة تطلحب راعيهحا و
قطيعها ،فبصرت بسرح 2قطيع غنم آخر فعمدت نحوها و حّنت إليها ،
فصاح بها الّراعي :ألحقى بقطيعك فاّنك تائهة متحّيرة قد ضححللت عححن راعيححك و قطيعححك
فهجمت زعرة متحّيرة ل راعى لها يرشدها إلى مرعاها أو يرّدهححا ،فبينححا هححى كححذلك إذا
اغتنم الّذئب ضيعتها فأكلها ،و هكذا يا محّمد بن مسلم من أصبح من هذه الّمة ل إمام له
ل عادل أصبح تائها متحّيرا إن مات على حاله تلك مات ميتة كفر و نفححاق ،و اعلححم من ا ّ
ل.ق و أتباعهم على دين ا ّ
ن أئمة الح ّ
يا محّمد أ ّ
و قد تقّدمت هذه الّرواية في الّتذنيب الّثالث من شرح الفصحل الّرابحع محن الخطبحة الولحى
سححلم ) و
برواية الكافي و أوردتها هنا لقتضححاء المقححام ،و توضححيح كلم المححام عليححه ال ّ
سكرة ( أى غابت أذهانهم في سكرة الجهل ) على س حّنة مححن آل فرعححون ( أى ذهلوا في ال ّ
ل فيهم » :أدخلوا آل فرعون أشّد العذاب « كما أ ّ
ن على طريقة اتباع فرعون اّلذين قال ا ّ
سلم على سّنة آل موسى و شيعته ،و المراد أّنهم الئمة عليهم ال ّ
-----------
) ( 1تتت تتتتت تتتتتت
-----------
) ( 2تتتتت تتتتت تتتتتت
] [ 148
ي بححن أبححي طححالب و فيه من تفسير فرات بن إبراهيم عن الحسين بن سعيد باسناده عن عل ّ
لح
سلم قال :من أراد أن يسأل عن أمرنا و أمر القوم فانا .و أشياعنا يححوم خلححق ا ّ
عليه ال ّ
سحموات و لح ال ّ
ن عحدّونا يحوم خلحق ا ّ
سموات و الرض على سّنة موسى و أشياعه ،و إ ّ ال ّ
الرض على سّنة فرعون و أشياعه ،فنزلت فينا هذه اليات :
ن،
ق ِلَقْوٍم ُيْؤِمُنو َ
حّن ِباْل َ
عْو َ
ن َنَباء ُموسى َو ِفْر َ
ك ِم ْ
عَلْي َ
» َنْتُلوا َ
ح َأْبنححاَءُهْم وَ
ف طاِئَف حًة ِمْنُه حْم ُيَذّب ح ُض حِع ُ سَت ْش حَيعًا َي ْ
ل أْهَلها ِجَع َض َو َ لْر ِ عل ِفي ا َْ ن َ ن ِفْرعو َإّ
ضحِعُفوا ِفحي سُت ْنا ْ عَلحى اّلحذي َ ن َن َ ،و ُنريحُد َأنْ َنُمح ّ سحدي َن اْلُمْف ِ
ن ِمح َسحَتحيي ِنسححاَءُهْم إّنحُه كححا َ َي ْ
ن،جَعَلُهُم اْلواِرثي َجَعَلُهْم أِئّمَة َو َن ْ
ض َو َن ْ
لْر ِا َْ
ن«.
حَذُرو َ
جُنوَدُهما ِمْنُهْم ما كاُنوا َي ْ
ن َو ُ
ن َو هاما َ
عْو َ
ى ِفْر َ
ض َو ُنِر َ
لْر ِ
ن َلُهْم ِفي ا َْ
َو ُنَمّك َ
] [ 149
ل عليه
ي بن إبراهيم قال :حّدثني أبي عن الّنضر عن ابن حميد عن أبيعبد ا ّ و فيه عن عل ّ
ل عليهمححا فقححال لححه :كيححف
ي بن الحسين صلوات ا ّ
سلم قال :لقى المنهال بن عمرو عل ّ
ال ّ
ل ؟ قال :ويحك أما آن لك أن تعلم كيف أصبحت ؟ أصبحت يا ابن رسول ا ّ
أصبحنا في قومنا مثل بنححي إسححرائيل فححي آل فرعححون يححذّبحون أبنائنححا و يسححتحيون نسححائنا
ن صححنفا منهححم
) من منقطع إلى الّدنيا راكن أو مفارق للّدين مباين ( أو لمنع الخلّو يعنححي أ ّ
صحنف الخحر مفحارق للحّدين ب على شحهواتها ،و ال ّ منقطع إلى الّدنيا منهمك في لّذاتها مك ّ
مزايل له و إن لم يكن له دنيا كما ترى كثيرا من أحبححار الّنصححارى و رهبححانهم ،يححتركون
ضلل .الّدنيا و يزهدون فيها و هم من أهل ال ّ
ععععع
سلم أعدائه اّلذين حاربوه من قريش و غيرهححم قلت :ل ،بل نحمله على أّنه عنى عليه ال ّ
سححبب و وصححلوا من افناء العرب في أّيام صّفين ،و هم اّلححذين نقلححوا البنححاء ،و هجححروا ال ّ
سبل ،و رجعححوا علححى العقححاب كعمححرو غير الّرحم ،و اّتكلوا على الوليج ،و غالتهم ال ّ
بن العاص و المغيرة بن شعبة و مروان بن الحكم و الوليد بن عقبة و حبيب بن مسلمة و
لح بحن الّزبيحر و سحعيد بحن العحاص و جوشحب ،و ذى الكلع و بسر بحن أرطحاة و عبحد ا ّ
سلمى و غيرهم ممّححن تقحّدم ذكرنححا لهححم فححي الفصححول شرجيل بن الصمت و أبي العور ال ّ
سححلم إلححى معاويححة ،ن هححؤلء نقلححوا المامححة عنححه عليححه ال ّ المتعّلقة بصفين و أخبارها ،فا ّ
ص أصله إلى غير موضعه . فنقلوا البناء عن ر ّ
-----------
) ( 1تتت تت تتتت تت ت ت تتتت ت ت تتت ت ت تتت
تتتت تتتتت تتت تتتتتت .
] [ 150
ل عليه و آله و سّلم رجع قوم علححى العقححاب ،فجعححل رجححوعهم ل رسوله صّلى ا ّ قبض ا ّ
ل عليه و آله و سحّلم ،و مححا ذكرتححه أنححت كححان على العقاب عقيب قبض الّرسول صّلى ا ّ
بعد قبض الّرسول بنّيف و عشرين سنة قلت :ليححس يمتنححع أن يكححون هححؤلء المححذكورون
لح عليححه و آلححه و أضححمروا فححي أنفسححهم ل صحّلى ا ّ رجعوا على العقاب لّما مات رسول ا ّ
سلم و أذاه ،و قد كان فيهم من يتحّكك به في أيححام أبححي بكححر مشاّقة أمير المؤمنين عليه ال ّ
و عمر و عثمان و يتعّرض له و لم يكن أحد منهححم و ل مححن غيرهححم تقحّدم علححى ذلححك فححي
ل عليه و آله ،و ل يمتنع أيضا أن يريد برجوعهم علححى العقححاب ل صّلى ا ّحياة رسول ا ّ
ن كححثيرا مححن أصحححابنا يطعنححون فححي ايمححان بعححض مححن ارتدادهم عن السلم بالكّلية ،فححا ّ
لح يقمعهححم و يردعهححم عححن ذكرناه ،و يعّدونهم من المنافقين ،و قحد كحان سححيف رسححول ا ّ
إظهار ما في أنفسهم من النفحاق ،فحأظهر قحوم منهحم بعحده محا كحانوا يضحمرونه محن ذلحك
خصوصا فيما يتعّلق بأمير المؤمنين اّلذي ورد في حّقححه :مححا كنححا نعححرف المنححافقين علححى
سلم ، ي بن أبيطالب عليه ال ّ ل ببغض عل ّ ل عليه و آله و سّلم إ ّ ل صّلى ا ّ
عهد رسول ا ّ
صحاح .
و هو خبر محّقق مذكور في ال ّ
ص أساسه فجعلححوه فححي غيححر
فان قلت :يمنعك من هذا الّتأويل قوله :و نقلوا البناء عن ر ّ
ن إذا ظرف و العامل فيها قوله :رجع قوم على العقاب ، موضعه ،و ذلك ل ّ
و قد عطف عليه قوله :و نقلوا البناء ،فاذا كان الّرجوع على العقاب واقعا في الظرف
ل عليه و آله وجححب أن يكححون نقححل البنححاء إلححى
المذكور و هو وقت قبض الّرسول صّلى ا ّ
ن أحد الفعلين معطححوف علححى الخححر ،و لححم غير موضعه واقعا في ذلك الوقت أيضا ،ل ّ
ل عليه و آله البناء إلى معاويحة عحن أميحر المحؤمنين ينقل أحد وقت قبض الّرسول صّلى ا ّ
سلم ،و إّنما نقل عنه إلى شخص آخر و فححي إعطحاء العطححف حّقححه إثبحات محذهب عليه ال ّ
المامّية صريحا .
ل عليه و آله فقد قلنححا قلت :إذا كان الّرجوع على العقاب واقعا وقت قبض الّنبي صّلى ا ّ
بما يجب من وجود عامل في الظرف ،و ل يجب أن يكون نقل البناء إلى غيححر موضححعه
واقعا في تلك الحال أيضا بل يجوز أن يكون واقعا في زمححان آخححر إّمححا بححأن يكححون الححواو
للستيناف ل للعطف ،أو بأن يكون العطف في مطلق الحححدث ل فححي وقححوع الحححدث فححي
صص كقوله تعالى :عين ذلك الّزمان المخ ّ
] [ 151
جححدارًا ُيريحُد أ ْ
ن جححدا فيهححا ِ
ضحّيُفوُهما َفَو َ
ن ُي َ
طَعما أْهَلها َفأَبْوا أ ْ
سَت ْ
ل َقْرَيٍة ا ْ
حّتى إذا أَتيا أْه َ
» َ
ض َفأقاَمُه « .
َيْنَق ّ
فالعامل في الظرف استطعما ،و يجب أن يكون استطعامهما وقت إتيانهما أهلها ل محالة
،و ل يجب أن يكون جميع الفعال المذكورة المعطوفححة واقعححة حححال التيححان أيضححا ،أل
ن من جملتها ،فأقامه ،و لم يكن إقامة الجدار حال إتيانهما القرية بل متراخيا عنححه ترى أ ّ
ل أن يقول قائل أشار بيده إلى الجدار فقام ،أو قحال لححه قحم فقحام ،لّنحه لبزمان ما الّلهم إ ّ
ل على هذا الوجه ،و هححذا لححم يكححن و ل قححالهيمكن أن يجعل إقامة الجدار مقارنا للتيان إ ّ
سر ،و لو كان قد وقع على هذا الوجه لما قال له :لو شححئت ل ّتخححذت عليححه أجححرا ل ّ
ن مف ّ
الجر إّنما يكون على اعتمال عمل فيه مشّقة و إّنما يكون فيه مشّقة إذا بناه بيده و باشححره
بجوارحه و أعضائه .
سحلم علحى محا يقتضحيه سحودده شارح :و اعلم أّنا نحمل كلم أمير المؤمنين عليه ال ّ قال ال ّ
الجليل و منصبه ،و دينححه القححويم مححن الغضححاء عّمححا سححلف مّمححن سححلف ،فقححد صححاحبهم
بالمعروف برهة من الّدهر ،فاّما أن يكون ما كحانوا فيحه حّقهحم أو حّقحه فحتركه لهحم رفعحا
لنفسه عن المنازعة أو لما رآه من المصلحة ،و على تحّملى الّتقديرين فالواجب علينا أن
نطبق بين آخر أفعاله و أقواله بالّنسبة اليهم و بين أّولها ،فان بعد تأويل من يتأّول كلمححه
فليس بأبعد من تأويل أهل الّتوحيد و العدل اليات المتشابهة في القرآن ،و لم يمنع بعدها
من الخوض في تأويلها محافظة على الصول المقّررة فكذلك ههنا ،انتهححى كلمححه هبححط
مقامه .
ن قححوله :ل بححلأقول :و أنت خبير بما فيه من وجوه الكلم و ضروب الملم اما اول فل ّ
نحمله على أّنه عنى أعداءه اّلذين حاربوه من قريش و غيرهم في أّيام صّفين ،فيه أّنححه ل
ل محن اّتصحف سحلم بمقتضحى الطلق يشحمل كح ّ وجه لهذا الحمل بل ظاهر كلمه عليه ال ّ
ن اّتصححاف المتخّلفيححن الثلثححة و
سححلم ،و مححن المعلححوم أ ّبالوصححاف اّلححتي ذكححره عليححه ال ّ
متبعيهم بالوصاف المذكورة أظهر و أشهر من اّتصاف أهل
] [ 152
صّفين بها ،لّنهم أّول من فتح باب غصحب الخلفحة و نقلوهحا عحن أميحر المحؤمنين عليحه
سلم إليهم .
سلم إلى أنفسهم و تبعهم أشياعهم فنقلوها عنه عليه ال ّ
ال ّ
ل عليه و آله و س حّلم بل أقول :اّنه لو ل جسارة الّثاني على إحراق باب بيت الّنبي صّلى ا ّ
سححلم سلم من البيت للبيعة ملّببا و ضربه لفاطمة عليها ال ّ و إخراج أمير المؤمنين عليه ال ّ
لح عليححه و آلححه و هتكححهو كسره ضلعها ،و غصب فدك و قطعه لرحححم الّرسححول صحّلى ا ّ
سلم ،و لم يخطححر لناموس أهل بيته ،لم يجسر أحد على معارضة أمير المؤمنين عليه ال ّ
شحام و سحلم إلحى نفسحه ،و لحو ل توليحة معاويحة لل ّ على قلب أحد نزع الخلفة عنه عليه ال ّ
شريعة ،و تشييده بصنعه لم يطمع معاويححة فححي رضاه بظلمه و جوره و أفعاله المخالفة لل ّ
ل فتنححة و فسححاد و أمححر مخححالف سلم ،فكح ّ
ي عليه ال ّالمارة و الخلفة و الّنهوض لقتال عل ّ
للّدين و لسّنة سيد المرسلين من فروع تلك الشححجرة الملعونححة علححى مححا عرفتححه فححي شححرح
سادس و العشرين . الكلم المأة و ال ّ
ن قوله :قلت ليس يمتنع أن يكون هولء المذكورون رجعوا على العقححاب و أما ثانيا فل ّ
ن هححؤلء إن ل عليه و آله و سّلم و أضمروا في أنفسهم آه فيه إ ّ ل صّلى ا ّ لّما مات رسول ا ّ
كانوا رجعوا على العقاب حين موته و أضمروا في أنفسهم مشاقة أميححر المححؤمنين عليححه
سلم و أذاه فاّلذين ذكرناهم أعنى الثلثة و أشياعهم قححد رجعححوا علححى العقححاب أيضححا و ال ّ
ل عليه و آله ،يشهدك على ذلححك إحراقهححم بححابه أبدوا مشاقته و أذاه عقيب موته صلوات ا ّ
و إخراجهم له من بيته ملّببا و تدبيرهم لقتله على يد خالد بححن الوليححد كمححا روتححه العاّمححة و
صة .الخا ّ
ن القوم استضعفوني و كادوا يقتلححونني ،و أّنححه قححال :وا جعفححراه و ل جعفححر لححى
يإّ
يا نب ّ
اليوم
] [ 153
ن رجحوع مححن ذكرنحاه علحى العقحاب مححع نصححبهم العححداوة لميحر و بهذا كّله يظهحر لححك أ ّ
سلم و إعلنهم بالمشاقة و الذى له أظهر من رجوع غيرهم مّمن ذكره المؤمنين عليه ال ّ
سححلم إلححى الخريححن دونشارح مع إخفائهم له ،و مع هذا فصححرف كلم المححام عليححه ال ّ ال ّ
الّولين ل وجه له .
ن قوله :و ل يمتنع أيضحا أن يريحد برجحوعهم علحى العقحاب ارتحدادهم عحن و أما ثالثا فا ّ
ن كثيرا من أصحابنا يطعنون في ايمححان
ق ل ريب فيه ،و لكن قوله :فا ّ السلم بالكلّية ح ّ
ن تخصيص الرتداد و الّنفاق ببعض مححن بعض ما ذكرناه و يعّدونهم من المنافقين ،فيه أ ّ
ل من ذكره و ذكرناه مطعون منافق ملعون . ذكره ل وجه له ،بل ك ّ
ل ثلثة
جة على العاّمة ،ارتّد الّناس إ ّ
و قد ورد في غير واحد من أحاديثنا و إن لم يكن ح ّ
نفر :سلمان ،و أبو ذر ،و المقداد .
و روى في غاية المرام عن ابن شهر آشوب من طريق العاّمة عححن سححعيد بححن جححبير عححن
ابن عباس في قوله تعالى :
شحْيئًا َو
لح َ
ضحّر ا َّ
ن َي ُ
عِقَبْي حِه َفَل ح ْ
علححى َ
ب َ
ن َيْنَقِل ْ
عقاِبُكْم َو َم ْ
على أ ْ
ل اْنَقَلْبُتْم َ
ت أْو ُقِت َن ما َ» أ َفإ ْ
ن«. شاِكري َ ل ال ّ
جِزى ا ُّ سَي ْ
َ
ن قوله :بححل يجححوز أن يكححون واقعححا فححي زمححان آخححر ،بعيححد و جعححل الححواو
و أما رابعا فا ّ
ظححاهر ،و القيححاس علححى اليححة
للستيناف سخيف ،و العطف في مطلححق الحححدث خلف ال ّ
ن العاطف هنا هي الواو ،و هى للجمع و الّتشريك ،و الكلم من فاسد ،ل ّ
] [ 154
ن العامححل
ل على وقوع الجملت المتعاطفة فحي زمححان القبحض إن قلنحا إ ّ باب التنازع ،فيد ّ
شرط ،و أّما الية فالعاطف فيها هي الفاء و هي تفيححد في إذا الشرطّية هو الجواب دون ال ّ
الّترتيب و الّتعقيب ،فل يلزم من عدم وقوع إقامة الجدار حين التيان هنححاك عححدم وقححوع
نقل البناء حين القبض فيما نحن فيه .
ن قوله :فأقامه ،عطف على قوله :فوجدا ،و ليححس عطفححا علححى اسححتطعما ،
و الّتحقيق أ ّ
ن المعطوف على المعطوف على الجواب ل يجب أن يكححون ظرف ل ّفل يلزم عمله في ال ّ
مشتركا للجواب في جميع الحكام و عححامل فيمححا يعملححه ،بخلف المعطححوف علححى نفححس
الجواب .
سرين من أّنه نقض الجدار و بناه ،و أّما على قول مححن قححال إّنححه هذا على قول بعض المف ّ
شاف و غيره أقامه بيده ،و كذا على قول من قال :إّنه مسحه بيده فقام ،كما رواه في الك ّ
عن البعض الخرين فل يكححون هنححاك تححراخ أصححل ،إذ ل فححرق بيححن الشححارة باليححد كمححا
شارح و بين المسح بها كما رواه الّزمخشري . فرضه ال ّ
ن الجححرة إّنمححا
ق اجححرة ل ّ
شارح لذلك بأّنه لو كان على هححذا الححوجه لححم يسححتح ّثّم استبعاد ال ّ
ن الجححرة إّنمححا هححى علححى عمححل فيححه منفعححة
يكون على اعتمال عمل فيه مشّقة ،مدفوع بأ ّ
للغير سواء كان فيه مشّقة أم ل ،ل سّيما عمل له منفعة عظيمة مثحل إقامححة الجحدار ،فقحد
سماء مأة ذراع .ن طوله في ال ّشاف :إ ّ
قيل كما في الك ّ
سلم آه ،
ن قوله :و اعلم أّنا نحمل كلم أمير المؤمنين عليه ال ّ
و أما خامسا فا ّ
] [ 155
شرح و تعرفه بعد ذلك في مححواقعه كذلك حسبما عرفت من مكارم أخلقه في تضاعيف ال ّ
شححرع المححبين فل يجححوز لححه فيححه
لح أيضححا ،و أّمححا أمححر الحّدين و مححا فيححه صححلح ال ّ
انشاء ا ّ
الغضاء و الغماض أصل ،بل ل بّد له من باب الّلطححف و المححر بححالمعروف و الّنهححى
عن المنكر الّتنبيه على هفوات المتخّلفين الضالين المضحّلين الغاصححبين للخلفححة مححن دون
ل لومة لئم ،ليتنّبه الّناس من مراقد الغفلة ،و يلتفتوا إلححى سححوء مححا فعلححوه
أن يأخذه في ا ّ
ن لهم ،و ل يّتخذوا مححن دون من البدعات المبتدعة ،و يرتدعوا عن حسن العتقاد و الظ ّ
ل و ل رسوله و ل المؤمنين وليجة . ا ّ
ن قوله :فان بعد ذلك فليس بأبعد من تأويل أهححل التوحيححد و العححدل اليححات و أما سادسا فا ّ
ن تأويلنا لليححات المتشححابهة مثححل قحوله » و جحآء ربححك « و » إلححى رّبهححا
المتشابهة ،فيه أ ّ
ناظرة « و » الّرحمن على العرش اسححتوى « و نحوهححا إنمحا هححو لقيحام الدّلحة القاطعححة و
البراهين العقلية و النقلية و الصول المحكمة الملجئة لنا على التأويل ،
ى أصححل محكححم
ي دليححل و برهححان و داع دعححى إلححى التأويححل ؟ و أ ّ
و أما فيما نحححن فيححه فححأ ّ
اقتضى ذلك لو لم يقتض خلفه ؟
سحّنة حيحث
ن أهحل ال ّ
سحف أ ّ
صحب و التع ّ
ي علحى الخحبير المنصحف المجحانب للتع ّ و غير خف ّ
نل
ن الظ ح ّ
ن على السححلف ،و الحححال أ ّ
ل التمسك بحسن الظ ّ
ضاق بهم الخناق لم يبق لهم إ ّ
ل الهادي إلى سواء السبيل .
ق شيئا ،و ا ّ
يغنى من الح ّ
ععععععع
از جمله خطححب شححريفه آن بزرگححوار اسححت كححه اشححاره فرمححوده در آن بواقعححات عظيمححه
ميفرمايد :
و فرا گرفتند گمراهان امت طريق يمين و شمال و راه افراط و تفريط را در حححالتى كححه
كوچ كنندگانند در راه جهل و ضللت ،و ترك نمايندگانند راه رشد و سعادت را ،پححس
طلب ننمائيد بشتاب آنچه كه واقع شونده است و مهيا ،و دير مشماريد آنچه كه مىآورد
آنرا فردا پس بسا بشتاب طلب كننده است چيزيرا كه اگر
] [ 156
درك نمايححد آن را دوسححت مىگيححرد در نيححافتن آن را ،و چححه نزديكسححت امححروز بأوايححل
فردا .
اى قوم اين زمان وقت وارد شدن هر وعده داده شده است و وقت نزديكيسححت از طلححوع
و ظهور آنچه كه نمىشناسيد آن را در فتنههاى حادثه و علمات هائله ،
آگاه باشيد قسم بخدا بدرستى كسححى كححه درك نمايححد آن فتنههححا را از مححا سححير مىكنححد در
ظلمتهححاى آن فتنههححا بچراغححى كححه نححور بخشححنده اسححت ،و رفتححار مىكنححد در آن بقححرار
صالحان تححا اينكححه بگشححايد در آن فتنههححا ريسححمانها را از گححردن اسححيران ،و آزاد نمايححد
بندگان را از بندگى ،و پراكنده سازد آنچه كه بهم پيوسته از منكرات ،و بهم بست كنححد
آنچه كه پاشيده شده از محسنات ،آن شخص در پرده است از أنظححار مردمححان نمىبينححد
صاحب قيافه أثر و نشانه آن را اگر چه امعان نظر نمايد .
پس از آن البته تيز ساخته شود در آن فتنهها طائفه بجهة قتال أهل ضلل يا بجهة كسب
معارف و كمالت همچو تيححز سححاختن شمشححير سححاز شمشححير را در حححالتى كححه جل داده
بشود با نور قرآن ديدهاى بصيرت آن طائفه ،و انداخته شود تفسير قححرآن در گوشححهاى
ايشان ،و مىآشحامند كاسحه حكمحت را در شحبانگاه بعحد از آشحاميدن آن در چاشحتگاه از
جمله اين خطبه است كه مىفرمايد :و طول يافت مّدت بآن أهل ضححلل تححا اينكححه كامححل
نمايند ذلت و خواريرا ،و مستحق باشند بتغيير نعمت پروردگححار تححا زمححانى كححه نزديححك
شد گذشتن آن عهد ميل كردند طايفه از أهل بصيرت بآن فتنهها ،
و بلند كردند دم را از آبستنى جنگشحان در ححالتى كحه منحت نگذاشححتند بحه پروردگححار بححا
صبر نمودن در كار زار ،و بزرگ نشمردند بخش كردن جانهححاى خودشححان را در راه
حق تا زمانى كه موافقت نمود قضاء فرود آمده الهى با بريده شدن مّدت بل ،
برداشتند أهل معرفت و بصيرت بصيرتهاى خودشان را بر شمشيرهاى خود ،و تقّرب
جستند بسوى پروردگار بفرمان واعظ خودشان .
تا زمانى كه قبض فرمود خداوند تبارك و تعالى روح رسول خود را بازگشتند
] [ 157
گروهى بر پاشنهاى خود بارتداد ،و هلك ساخت ايشان را طححرق ضححللت ،و اعتمححاد
كردند بر خواص و انصار خود ،و پيوستند بغير خويشان پيغمبر ،و دورى گزيدند از
سببى كه مامور شده بودند از جانب خدا بمحّبت آن ،و نقححل كردنححد بنححاى خلفححت را از
استوارى بنياد خود ،پس بنا كردند آن را در غير محل و مكان خود .
ايشان معدنهاى هر خطا و ضللتند ،و درهاى هر در آمده در باطل و جهالت ،
بتحقيق كه مترّدد شدند در حيرت ،و غفلت ورزيدنححد در مسححتى جهححالت بححر طريقححه آل
فرعون و روش أتباع آن ملعون ،هستند بعضى از ايشان منقطعند از عقبححا بسححوى دنيححا
مايلند بآن ،و برخى مفارقند از دين خدا مباينند از آن .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
و هى المأة و الواحد و الخمسون من المختار فححي بححاب الخطححب و أسححتعينه علححى مححداحر
ل وحده ل لا ّ
شيطان و مزاجره ،و العتصام من حبائله و مخاتله ،و أشهد أن ل إله إ ّ ال ّ
ن محّمدا عبده و رسوله ،و نجيبه و صفوته ،ل يححوازى فضححله ،و شريك له ،و أشهد أ ّ
ضللة المظلمة ،و الجهالة الغالبة ،
ل يجبر فقده ،أضآئت به البلد بعد ال ّ
و الجفوة الجافية ،و الّناس يستحلّون الحريم ،و يستذّلون الحكيم ،
يحيون على فترة ،و يموتون على كفرة ،ثّم إّنكم معشر العرب أغراض بليا قد اقتربت
،فاّتقوا سكرات الّنعمة ،و احذروا بوائق الّنقمة ،و تثّبتوا في قتححام العشححوة ،و اعوجححاج
الفتنة ،عند طلوع جنينها ،
] [ 158
و ظهور كمينها ،و انتصاب قطبها ،و مدار رحاهححا ،تبححدو فححي مححدارج خفّيححة ،و تئول
ظلمححة
سححلم ،تتوارثهححا ال ّإلححى فظاعححة جلّيححة ،شححبابها كشححباب الغلم ،و آثارهححا كاثححار ال ّ
بححالعهود ،أّولهححم قححائد لخرهححم ،و آخرهححم مقتححد بححأّولهم ،يتنافسححون فححي دنيححا دنّيححة ،و
يتكالبون على جيفة مريحة ،و عن قليل يتبّرء الّتابع من المتبوع ،و القائد من المقود ،
فيتزايلون بالبغضاء ،و يتلعنون عند اّللقآء ،ثّم يأتي بعد ذلك طالع الفتنة الّرجححوف ،و
القاصمة الّزحوف ،فتزيغ قلوب بعد استقامة ،
ل رجال بعد سلمة ،و تختلف الهواء عند هجومها ،و تلتبس الراء عند نجومها
و تض ّ
،من أشرف لها قصمته ،و من سعى فيها حطمته ،
يتكادمون فيها تكادم الحمر في العانة ،قد اضطرب معقود الحبل ،و عمى وجه المححر ،
ضححهم
ق أهححل البححدو بمسحححلها ،و تر ّ
ظلمححة ،و تححد ّ
تغيض فيهححا الحكمححة ،و تنطححق فيهححا ال ّ
بكلكلها ،يضيع في غبارها الوحدان ،
و يهلك في طريقها الّركبان ،ترد بمّر القضآء ،و تحلب عبيط الّدمآء ،
و تثلم منار الّدين ،و تنقض عقد اليقين ،تهرب منها الكياس ،
] [ 159
منها بين قتيل مطلول ،و خائف مستجير ،يختلون بعقد اليمان ،
و بغرور اليمان ،فل تكونوا أنصاب الفتن ،و أعلم البدع ،و الزموا ما عقد عليه حبل
ل مظلححومين ،و ل تقححدموا علححى
طاعة ،و اقدموا على ا ّ
الجماعة ،و بنيت عليه أركان ال ّ
شيطان ،ل ظالمين ،و اّتقوا مدارج ال ّ
ا ّ
و مهححابط العححدوان ،و ل تححدخلوا بطححونكم لعححق الحححرام ،فححإّنكم بعيححن مححن ح حّرم عليكححم
طاعة .المعصية ،و سّهل لكم سبيل ال ّ
ععععع
طححرد و البعححاد و الحّدفع بعنححف علححى الهانححة كالحّدحور و قححال سححبحانه » َو ) الحّدحر ( ال ّ
حورًا « .
ج ِمْنها َمْذُمومًا َمْد ُ
خُر ْ
حورا « و قال أيضا » ُأ ْ
ب ُد ُ
ل جاِن ٍ
ن ُك ّ
ن ِم ْ
ُيْقَذُفو َ
شارح البحراني و المعتزلي :هى المور اّلتي بها يطرد و يبعد ،و على قولهمححا و قال ال ّ
فهى لللة ،و على ذلك فل يجوز جعلها جمعححا لمححدحر كمححا تححوّهمه البحرانححي لنّ مفعححل
بفتح الميم للمكان و بالكسر لللة كما صّرح به جميع علماء الدبّية ،
فل بّد من جعلها جمعا حينئذ لمدحرة بكسر الّول و الهاء أخيرا و زان مكسحة و مروحة
ن مدحر بالكسر لللة أيضا و جمع مفعل علححى مفاعححل قححد ورد فححي
ل أن يقال :إ ّ
،اللهّم إ ّ
كلمهم مثل ملحف و ملحف و مقود و مقاود .
ح جعلها جمع مدحر بالفتح للمكان و مدحر و مدحرةن مداحر يص ّ فقد تلخص مّما ذكرنا أ ّ
بالكسر فيهما لللة و نحوه ) المزاجر ( للمور اّلتي
] [ 160
ل الّزجر من زجر الكلب نهنهححه جمححع مزجححر و مزجححر و ) ختلححه ( يزجر بها أو هى مح ّ
يختله بالكسر خدعه ،و المخاتل المور اّلتي بهححا يختححل و يخححدع و ) يححوازي ( مضححارع
حدة من الغلبححة و آزى بالهمز و ل يقال وازى و ) الجهالة الغالبة ( في بعض الّنسخ بالمو ّ
فححي بعضححها بالمثّنححاة مححن الغلء و هححو الرتفححاع أو مححن الغل حّو و هححو مجححاوزة الح حّد و
لم من الحلم و ) الفترة ( انقطاع ما بين النحبيّين و ) يستذّلون الحكيم ( في بعض الّنسخ بال ّ
) كفرة ( بالفتح واحدة الكفرات كضربة و ضربات .
) ثّم اّنكم معشر العرب ( في بعض الّنسححخ معشححر الّنححاس و ) تثّبتححوا ( مححن التثّبححت و هححو
التوّقف ،و في بعض النسخ تبّينوا من التبّين و بهما أيضا قرء قوله سبحانه :
ق ِبَنَبٍا فَتَبّيُنوا « يقال تبّينه أى أوضحه ،و تبّين المر أى وضح يسححتعمل
سٌن جاَئُكْم فا ِ
»إ ْ
متعّديا و لزما كاستبان قال تعالى :
ل َفَتَبّينوا « .
ل ا ِّ
سبي ِ
ضَرْبُتْم في َ
» َفإذا َ
أى اطلبوا بيان المر و ثبححاته و ل تعجلححوا فيححه و ) القتححام ( الغبححار و ) العشححوة ( بتثليححث
الّول ركوب المر على غير بيان و وضوح ،و بالفتح فقححط الظلمححة و ) الجنيححن ( الولححد
ما دام في البطن و ) الكمين ( الجماعة المختفية في الحرب .
و ) مدار رحاها ( مصدر و المكان بعيد و ) تبدو في مححدارج ( فححي بعححض النسححخ بححالواو
ب ( الفححرس يش ح ّ
ب من البدو و هو الظهور و في أكثرها تبدء بالهمز مضارع بححدء و ) ش ح ّ
شبابا بالكسر و شبيبا نشط و رفع يديه جميعا ،و في بعض النسخ ،شبابها كشباب الغلم
سلم ( بالكسر الحجارة و ) مريحة ( من أراح الّلحم و الماء أى أنتححن أو مححنبالفتح و ) ال ّ
أراح الّرجل إذا مات و ) رجف ( الشيء رجفا تحّرك و اضطرب شححديدا و رجححف القححوم
تهّيا و اللحرب .
و ) زحف ( اليه مشي و في شرح المعححتزلي الّزحححف السححير علححى تححؤدة كسححير الجيححوش
بعضها إلى بعض و ) نجم ( الشيء ينجم نجوما من باب قعد ظهر و طلع و ) قصمت (
] [ 161
ل ( بالمهملة هدر الّدم و هو مطلول اى و ) ثلمت ( الناء أى كسرت حرفه فانثلم و ) الط ّ
مهدر ل يطلب بدمه و ) يختلون ( في بعض الّنسخ بالبنححاء علححى المفعححول و فححي بعضححها
بالبناء على الفاعل من ختله خدعه و ) عقححد ( اليمححان بصححيغة المصححدر أو وزان صححرد
جمع عقدة و ) النصاب ( جمع نصب كأسباب و سبب و هو العلم المنصوب في الطريق
سححبل
شححيطان ( جمححع مدرجححة و هححى ال ّ يهدى به ،و في بعض الّنسخ بالّراء و ) مححدارج ال ّ
الّتي يدرج فيها و ) لعق الحرام ( جمع لعقححة اسححم لمححا يلعححق بالصححبع أو بالملعقححة و هححى
بكسر الميم آلة معروفة ،و اللعقة بالفتح المّرة منه من لعقححه العقححه مححن بححاب تعححب لحسححه
باصبع و مصدره لعق و زان فلس .
ععععععع
ي ،و جملححة أضححائت حححال مححن فاعححل ظححاهر أّنهححا اسححتيناف بيححان ّ
جملة ل يوازى فضححله ال ّ
المصححدر أعنححي فقححده ،و يحتمححل السححتيناف البيححاني أيضححا ،و الّنححاس حححال مححن مفعححول
ظرف متعّلق بالفعل أو بالظّلمححة ،و قححوله أضائت ،و قوله :تتوارثها الظلمة بالعهود ،ال ّ
و عن قليل إلى قوله :عند الّلقاء ،جملة معترضة ،و عن ،بمعنى بعد .
عععععع
ن هذه الخطبة مسوقة في معرض الخبار عن الملحم و الوقايع الحادثة فححي غححابر اعلم أ ّ
ل سبحانه عليه ، الّزمان ،و صّدرها بالستعانة على ما يجب الستعانة من ا ّ
] [ 162
شيطان و مزاجره ( أى العبححادات و الحسححنات اّلححتي هححى مححلّ) و أستعينه على مداحر ال ّ
طرده و زجره أو بها يطرد و يزجر ) و العتصام من حبائله و مخححاتله ( أى المعاصححي
سيئآت اّلتي لها يصيد النسان و يخدع البشر :
و ال ّ
صححائد لمشححابهتها فححيشارح البحراني :و استعار لها لفظ الحبححائل و هححى أشححراك ال ّ قال ال ّ
سلمة و الحصول فححي العححذاب ) و أشححهد أن ل إلححه إ ّ
ل استلزام الحصول فيها للبعد عن ال ّ
ل وحده ل شريك له ( قد تقّدم في شححرح الفصححل الّثححاني مححن الخطبححة الّثانيححة شححرح هححذه ا ّ
ن محّمدا عبححده و رسححوله ( ص حّلى الكلمة الطّيبة بما ل مزيد عليه فليراجع ثّمة ) و أشهد أ ّ
ل عليه و آله و سّلم ) و نجيبه ( أى الكريم الحسيب اّلذي انتجبه مححن خلقححه ،و يححروى و ا ّ
نجّيه أى المناجي له و المشرف بمناجاته و مخاطبته و أصله من الّنجوى و هي الّتخاطب
سّرا ) و صفوته ( أى مختاره و مصطفاه من الّناس ،و قد مضى تحقيق ذلححك فححي شححرح
الخطبة الّثالثة و الّتسعين .
و لّما كان ههنا مظّنة أن يسأل و يقال :هحل يحدانيه أححد فحي فضحله أو يحوازيه فحي كمحاله
فيقوم مقامه عند افتقاره ؟ أجاب بقحوله ) :ل يحوازى فضحله ( أى ل يححاذى و ل يسحاوى
) و ل يجبر فقده ( قال الشارح البحراني :إذ كان كماله في قّوتيه الّنظرية و العملّية غير
ل بقيام مثلححه مححن الّنححاس ،و إذ ل
مدرك لحد من الخلق ،و من كان كذلك لم يجبر فقده إ ّ
مثل له فيهم فل جبران لفقده .
ضللة المظلمة ( نسبة أضائت إلححى البلد مححن بححاب الّتوسححع ،و ) أضائت به البلد بعد ال ّ
شريف إلى ما فيححه صححلح المعححاش و المعححاد بعححد المراد اهتداء أهل البلد بنور وجوده ال ّ
سححادس عشححر مححن الخطبححة تيههم في ظلمة الكفر و الضلل كما تقّدم فححي شححرح الفصححل ال ّ
لح عليححه و آلححه قححد بعححث و أهححل الرض يححومئذ ملححلالولى ،و عرفت هناك أّنه صحّلى ا ّ
سمة و زنادقححة و غيرهححا متفّرقة ،و أهواء منتشرة ،و طرايق متشّتتة ،بين مشّبهة و مج ّ
) و ( كانوا مّتصفين ب ) الجهالة الغالبة ( عليهم ) و ( موصوفين ب ) الجفححوة الجافيحة (
طبيعة و قساوة القلوب و سفك الّدماء و وصفه بالجافية للمبالغة مححن قبيححل يريد بها غلظ ال ّ
شاعر و داهية دهياء ،و قد تقّدم توضيح جفوة العرب و غلظهم في شرح شعر ال ّ
] [ 163
سلم في إنذار الّناس بالبليا الّنازلححة و اقححتراب الحححوادث المسححتقبلة فقححال ثّم شرع عليه ال ّ
) ثّم إّنكم معشر العرب أغراض بليا ( و أهدافها ) قد اقتربت ( أوقاتها ) فاّتقوا سححكرات
سححكرات اسححتعارة لمححا يحححدثه الّنعححم عنححد أربابهححا مححن الغفلححة و الخمححرةالنعمححة ( لفظححة ال ّ
سكرة ) و احذروا بوائق الّنقمة ( أى دواهي المؤاخذات و العقوبات ) و تثّبتححوا المشابهة لل ّ
في قتام العشوة ( و هو أمر لهم بالّتثبت و الّتوّقف عند اشتباه المور و ترك القتحام فيها
من غير بصيرة و روّية .
) و اعوجاج الفتنة ( أى إتيانها علححى غيححر وجههححا و انحرافهححا عححن الّنهححج ) عنححد طلححوع
جنينها و ظهور كمينها ( كنى بالجنين و الكمين عن المستور المختفححي مححن تلححك الفتنححة و
يحتمل إرادة الحقيقة بأن يكون المقصود بروز ما اجتن منها و اسححتتر و ظهححور مححا كمححن
منها و بطن ) و انتصاب قطبها و مدار رحاها ( كنايتان عن استحكام أمرهححا و انتظامهححا
) تبدو في مدارج خفّية و تؤل إلى فظاعة جلّية ( يعني أّنها تكون
] [ 164
ن ظهورها في مسالك خفّية حّتى تنتهى إلى شناعة عظيمة ) و شححبابها كشححباب الغلم أو أ ّ
ن أربابها يمرحون في أّول المر كمحا يمحرح الغلم ثحّم تحؤل سلم ( أى إ ّ
و آثارها كآثار ال ّ
ن المراد أّنهححا فححي
إلى أن تعقب فيهم أو في السلم آثارا كآثار الحجارة في البدان ،أو أ ّ
سلم .
الّدنيا كنشاط الغلم و ما أعقبتها من الثار في الخرة كآثار ال ّ
ظلم بعهد الّول منهم للّثاني و عقد المر منححه ظلمة بالعهود ( أى يتوارثها ال ّ) يتوارثها ال ّ
ن توارثهم بما عهدوا بينهم من ي العهد ،أو أ ّ له كما هو دأب أمراء الجور يجعلون لهم ول ّ
ظححرف بالظلمححة فححالمراد أّنححه يتوارثهحا ظلم أهل الححبيت و غصحب حّقهحم ،و علححى تعّلححق ال ّ
ل و الّناقضين لميثاقه و الّتاركين لتكاليفه .الظالمين بعهد ا ّ
ضلل و الّنححار ) و آخرهححم مقتححد بححأّولهم ( فححي ظلم و ال ّ) أّولهم قائد لخرهم ( يقوده إلى ال ّ
الجور و إثارة الفتن و تشححييد تلححك الثححار ) يتنافسححون فححي دنيححا دنّيححة ( أي يتعارضححون و
يتبارون في دنيا ل مقدار لها عند العقلء ) و يتكالبون على جيفحة مريححة ( أي يتواثبحون
على جيفة منتنة عند ذوى العقول و الولياء ،و اسححتعار لهححا لفححظ الجيفححة باعتبححار الّنفححرة
شاعر :عنها ،و لفظ المريحة ترشيح قال ال ّ
ل جيفحححححححححححححححححححححححة مسحححححححححححححححححححححححتحيلة
و محححححححححححححححححححححححا هحححححححححححححححححححححححي إ ّ
ن اجتذابها عليها كلب هّمه ّ
سلم ) و عن قليل ( أى بعد حين قليل ( يتبّرء الّتححابع عححن المتبححوع و القححائدثّم قال عليه ال ّ
من المقود ( أى التباع من الّرؤساء و الّرؤساء من التباع و ذلك التبّرء يوم القيامحة كمحا
ل سبحانه عن تبّرء التباع بقوله : شارح المعتزلي ،و قد أخبر ا ّ قاله ال ّ
ن َقْبح ُ
ل عوا ِمح ْ
ن َنحْد ُ
ل َلحْم َنُكح ْ
عّنا َب ْ
ضّلوا َ
ل قاُلوا َ
ن ا ِّ
ن ُدو ِ
ن ِم ْ
شِرُكو َ
ل َلُهْم َأْيَنما ُكْنُتْم ُت ْ
» ُثّم قي َ
ن.
ل اْلكاِفري َ ل ا ُّ
ضّك ُي ِ شْيئًا َكذِل َ
َ
] [ 165
فقولهم لم نكن ندعو هو التبّرء ،و أخبر عن تبّرء الّرؤساء بقوله :
ب َو قالَ اّلححذين
سبا ُ
لْت ِبِهُم ا َْ
طَع ْ
ب وَ َتَق ّ
ن اّتَبُعوا َو رَأُو اْلَعذا َ
ن اّلذي َ
» إْذ َتَبّرَء اّلذين اّتِبُعوا ِم َ
ن َلنا َكّرَة َفَنَتَبّرُء ِمْنُهْم َكما َتَبّرُؤوا ِمّنا « ) فيتزايلون ( و يفرقون ) بالبغضاء و اّتَبُعوا َلْو أ ّ
يتلعنون عند الّلقاء ( كما قال تعالى :
ن قوله عن قليل يتبّرء التابع من المتبححوع شارح المعتزلي :فان قلت :ألم يكن قلت إ ّقال ال ّ
يعني يوم القيامة فكيف يقول ) ثّم يأتي بعد ذلك طالع الفتنة الّرجوف ( و هححذا إّنمححا يكححون
قبل القيامة ؟
قلت :لّما ذكر تنافس الّناس على الجيفة المنتنة و هي الّدنيا أراد أن يقول بعده بل فصل :
جب من تزاحم الّنححاس و تكححالبهم علححى تلححك الجيفححة أراد أن ثّم يأتي بعد ذلك اه لكّنه لّما تع ّ
يؤّكد ذلك الّتعجب فأتى بجملة معترضة بين الكلمين فقال :إّنهم علححى مححا قححد ذكرنححا مححن
تكالبهم عليها عن قليل يتبّرء بعضهم من بعض و يلعن بعضهم بعضا ،و ذلك أدعى لهححم
لو كانوا يعقلون إلى أن يتركوا الّتكالب و الّتهارش على هححذه الجيفححة الخسيسححة ،ث حّم عححاد
إلى نظام الكلم فقال :ثّم يأتي بعد ذلك آه .
ن ذلك الّتبرء عند ظهور الّدولة العّباسححية ، شارح البحراني حكاية عن بعضهم :إ ّ و قال ال ّ
ن العادة جارية بتبّرء الّناس عن الولة المعزوليححن خصوصححا عنححد الخححوف مّمححن تححوّلى فا ّ
ل لغححرض دنيححاو ّ
ى عزل ذلك أو قتلهم ،فيتباينون بالبغضاء إذ لم تكححن الفتهححم و محّبتهححم إ ّ
شارح :و قوله :ثم يأتي طالع الفتنححة ،هححي فتنححة زال ،و يتلعنون عند الّلقاء ،ثّم قال ال ّ
التتار ،إذ الدائرة فيها على العرب .
و قال بعحض الشححارحين :بححل ذلححك إشححارة إلححى الملحمححة الكائنححة فححي آخححر الّزمححان كفتنححة
الّدجال .
] [ 166
و كيف كان فوصف الفتنة بالّرجوف لكثرة اضطراب الّناس أو أمر السححلم فيهححا و أراد
بطالعها مقّدماتها و أوايلهححا و وصححفها ثانيححا بقححوله ) و القاصححمة الّزحححوف ( أى الكاسححرة
شححجاع كححثير
الكثيرة الّزحف و كّنى بقصححمها عححن هلك الخلححق فيهححا و شحّبهها بالّرجححل ال ّ
الّزحف إلى أقرانه أى يمشى إليهم قدما .
ثّم أشار إلى ما يححترّتب علححى تلححك الفتنححة مححن المفاسححد العظححام و قححال ) فححتزيغ ( أى تميححل
لح ) ول رجححال بعححد سححلمة ( فححي ديححن ا ّلح ) و تضح ّ ) قلوب بعد استقامة ( علححى سححبيل ا ّ
صحححيحة بالفاسححدة ) عنححد نجومهححا ( و
تختلف الهواء عنححد هجومهححا و تلتبححس الراء ( ال ّ
ق بالباطل و يتيه فيها الجاهل و الغافل ) من أشرف لها ( أى قابلهححا ظهورها ،فيشتبه الح ّ
و صادمها ) قصمته ( و هلكتححه ) و مححن سححعى فيهححا ( أى أسححرع فححي إطفائهححا و إسححكاتها
) حطمته ( و كسرته ) يتكادمون فيها تكادم الحمر ( الوحش ) في العانة ( أى في قطيعها
.
شارح البحراني :و شّبه ذلك بتكادم الحمر فححي العانححة ،و وجححه الّتشححبيه المغالبححة
و قال ال ّ
مع اليماء أى خلعهم ربق الّتكليف من أعناقهم و كثرة غفلتهم عّما يراد بهم في الخرة .
-----------
) ( 1تتتتت تتت ت تت ت تت ت تتت تتتتت تت
تتت تتتت ت تتت تتت تتت ت تت ت تت ت تتت تت ت
تتتتتت تتت تتتت تتتتت ت تتت
] [ 167
ضهم ( أى تدّقهم دّقا جريشا ) بكلكلها ( أى صدرها شّبه هذه الفتنة بالّناقححة
الخشب ) و تر ّ
اّلتي تبرك على الشيء فتسحقه بصدرها على سححبيل السححتعارة بالكنايححة و إثبححات الكلكححل
ض ترشيح ) يضيع في غبارها الوحدان و يهلك في طريقها الّركبححان ( أى ل تخييل و الّر ّ
يخلص منها أحد و ل ينجو منها لشّدتها و قّوتها ،فمن كحان يسححير وححده فحاّنه يهلحك فيهحا
بالكّلّية و إذا كانوا جماعة فهم يضّلون في طريقها فيهلكون ،
و لفظ الغبار مستعار للقليل اليسير من حركة أهلهححا أى إذا أراد القليححل مححن الّنححاس دفعهححا
هلكوا في غبارها من دون أن يدخلوا في غمارها ،و أّما الّركبان و هم الكثير مححن الّنححاس
فاّنهم يهلكون في طريقها و عند الخوض فيها .
ل في غبار هححذه الفتنححة و شححبهها فضححلء
و على كون الوحدان جمع أوحد فالمراد أّنه يض ّ
عصرها ،لغموض الشّبهة و استيلء الباطل ،و يكون الركبان حينئذ كناية عن الجماعححة
ضلل و هلك أهل القّوة بالقتل و الستيصال . أهل القّوة ،فهلك أهل العلم بال ّ
صححعبة و ظحاهر أّنهححا واردة عححن ) تححرد بمحّر القضححاء ( أى بحالهلك و البححوار و البليححا ال ّ
ى الخالص منها و هححو القضاء اللهي مّتصفة بالمرارة ) و تحلب عبيط الّدماء ( أى الطر ّ
شححرع كناية عن سفك الحّدماء فيهححا ) و تثلححم منححار الحّدين ( اسححتعارة للعلمححاء أو القححوانين ال ّ
المبين و ثلمها عبارة عن هحدمها و عححدم العمحل بهحا ) و تنقحض عقححد اليقيحن ( أى العقايححد
ل تعالى ،و نقضها كناية عن تغّيرها و تب حّدلها و تححرك العمححل الحّقة الموصلة إلى جوار ا ّ
سححليمة ) و تححدّبرها الرجححاس ( علححى وفقهححا ) تهححرب منهححا الكيححاس ( أى ذوو العقححول ال ّ
النجاس أى ذوو النفوس الخبيثة ) مرعاد مبراق ( كثيرة الّرعد و البرق أى ذات تهّدد و
سلح و صوته و بالبرق لمعانه و ضوئه . وعيد و يجوز أن يراد بالّرعد قعقعة ال ّ
سححاق مثححل
شديد ،و كشححف ال ّساق في الّلغة المر ال ّ
) كاشفة عن ساق ( قال ابن الثير :ال ّ
في شّدة المر و أصله من كشف النسان عن ساقه و تشميره إذا وقع فححي أمححر شححديد ،و
ساق إذا أرادوا شّدة المر و الخبار عن في القاموس يذكرون ال ّ
] [ 168
ق«.
ن سا ٍ
عْف َ
ش ُ
» َو َيْوَم ُيْك َ
أى عن شّدة ) تقطع فيها الرحام و يفارق عليها السححلم ( بجريانهححا علححى خلف قواعححد
شرع المبين .
الّدين و قواعد ال ّ
ي ) ره ( :أى من يعد نفسه بريئا سالما من المعاصي لمة المجلس ّ) بريئها سقيم ( قال الع ّ
ن مححن لححم
أو الفات أو من كان سالما بالنسبة إلى ساير الّناس فهو أيضا مبتلححى بهححا ،أو أ ّ
ب الخلص من شرورها ل يمكنه ذلك ) و ظاعنهححا مقيححم ( يكن مائل إلى المعاصي و أح ّ
اى المرتحل عنها خوفا ل يمكنه الخروج منها أو من اعتقد أّنه متخّلححف عنهححا فهححو أيضححا
ضللة .شبه و عموم ال ّداخل فيها لكثرة ال ّ
سححابقة و هححو
سكين بالّدين فححي زمححان الفتنححة ال ّ
) منها ( ما يشبه أن يكون وصفا لحال المتم ّ
قوله ) :بين قتيل مطلول ( أى مهدر الّدم ل يطلب به ) و خححائف مسححتجير ( أى مسححتامن
يطلب المان ) يختلون بعقد اليمان ( إن كان يختلون بصيغة المجهححول فهححو إخبححار عححن
حال المخدوعين اّلذين يخدعهم غيرهم بعقححد العهححود و شحّدها بمسححح ايمححانهم أو باليمححان
المعقودة فيما بينهم ،و على كونه بصيغة المعلوم فهو بيححان لحححال الخححادعين ) و بغححرور
اليمان ( أى باليمان اّلذي يظهره الخادعون فيغّرونهم بالمواعيد الكاذبة أو الذي يظهححره
هححؤلء الموصححوفون فيغ حّرون الّنححاس بححه علححى اختلف الّنسححختين ) فل تكونححوا أنصححاب
الفتن ( أى رؤسائها يشار إليهم فيها ) و أعلم البدع ( اّلتي يقتدى بهححا و هححو نظيححر قححوله
سلم في كلماته القصار :كن في الفتنة كحابن الّلبحون ل ظهحر فيركحب و ل ضحرع عليه ال ّ
فيحلب .
) و الزموا ما عقد عليه حبل الجماعة ( و هى القوانين اّلتي ينتظم بها اجتماع الناس على
ق ) و بنيت عليه أركان الطاعححة ( اسححتعارة بالكنايححة و ذكححر الركححان تخييححل و البنححاء
الح ّ
لح ظححالمين ( يعنححي أّنححه إذا دار
ل مظلححومين و ل تقححدموا علححى ا ّترشيح ) و اقدموا على ا ّ
المر بين الظالمية و المظلومية فكونوا راضين بالمظلومّية ،ل ّ
ن
] [ 169
الظلم قبيح عقل و شرعا و الظالم مؤاخذ ملعون كتابا و سححنة ،أو ل تظلمححوا النححاس و إن
ن يوم المظلوم من الظالم أشّد من يوم الظالم من المظلححوم استلزم ترك الظلم مظلومّيتكم فا ّ
ل سبحانه قال تعالى : ،و المظلوم منصور من ا ّ
صورًا « .
ن َمْن ُ
ل ِإّنُه كا َ
ف ِفى اْلَقْت ِ
سِر ْ
سْلطانًا َفل َي ْ
جَعْلنا ِلَوِلّيه ُ
ظُلومًا َفَقْد َ
ل َم ْ
ن ُقِت َ
» َو َم ْ
ل ح مححن
سلم :مححا انتصححر ا ّ
سلم في رواية أبي بصير عنه عليه ال ّ
و قال أبو جعفر عليه ال ّ
ل بظالم ،
ظالم إ ّ
ل:
ل عّز و ج ّ
و ذلك قول ا ّ
ن َبْعضًا « .
ظالمي َ
ض ال ّ
ك ُنَوّلي َبْع َ
» َو َكذِل َ
عُيِننا « .
جري ِبَأ ْ
» َت ْ
ععععععع
از جمله خطب شريفه آن امام مبين و سّيد وصّيين است در ذكر ملحم مىفرمايد
] [ 170
ل طححرد و
ب العححالمين بححر عبحادات و طاعحات كححه محح ّو طلب يارى ميكنم از حضرت ر ّ
زجر شيطان لعين است ،و بر محفوظ شدن از معاصى و سيئآت كه ريسححمانهاى صححيد
آن ملعححون و اسححباب مكححر و خحدعه آن نابكححار اسححت ،و شححهادت مىدهححم بححاينكه نيسححت
خدائى جز خداى متعحال در ححالتى كحه تنهحا اسحت شحريك نيسحت محر او را ،و شحهادت
ل عليه و آله و سّلم بنده پسنديده و پيغمبر اوست و ل صّلى ا ّ
ميدهم باينكه محّمد بن عبد ا ّ
برگزيده و مختار اوست برابحر كحرده نميشحود فضحل او ،و جحبران نميشحود فقحدان او ،
روشن شد بوجود شريف آن بزرگوار شهرها بعد از گمراهى ظلمانى و نادانى غححالب و
غلظت غليظه طبايع در حححالتى كححه مردمححان حلل مىشححمردند محرمححات را ،و خححوار
ميشمردند صاحب حكمت و معرفت را زندگانى مىكردند در زمان انقطاع پيغمححبران ،
و ميمردند بر كفر و طغيان .
پس از آن بدرستى كه شما أى جماعت عرب نشانهاى بل هستيد كه نزديك شححده ظهححور
آن ،پس پرهيز كنيد از مستيهاى نعمتها ،و حذر نمائيد از دواهى عذاب ،
و توّقف كنيد در غبار ظلمححة شححبهه و در كجححى فتنححه در وقححت ظهححور و بححروز بححاطن و
كمون آن فتنه ،و هنگام استقامت قطب و دوران آسياى آن در حالتى كه ظاهر مىشححود
آن فتنه در جهاى پنهان ،و باز گردد بشناعت آشكار ،نشو و نماى آن مثل نشو و نماى
جوانست ،و أثرهاى آن مثل اثرهاى سنگها است ،ارث مىبرند از يكديگر آن فتنححه را
ي عهد خود مىسازد . ظالمان با عهود و پيمان ،يعنى هر يكى ديگرى را ول ّ
اّول ايشان پيشواى آخر ايشانست ،و آخر ايشان اقتدا كننده است بأّول ايشان ،تعححارض
مىكنند در دنياى پست و بىمقدار ،و خصومت مىكنند بر جيفه گنديده مردار ،و بعد
از زمان قليل تححبّرى مىكنححد تححابع از متبححوع ،و مقتححدا از پيشححوا پححس پراكنححده شححوند از
يكديگر بعداوت و دشمنى ،و لعنت كنند بيكديگر هنگام ملقات .
پس از آن مىآيد طلوع كننده فتنه كثير الضطراب ،و شكننده تند رونده ،
پس ميل بباطل مىكند قلبها بعد از استقامت آنها ،و گمراه مىشوند مردمان بعد از
] [ 171
سلمت ايشان ،و مختلف مىشود خواهشات وقححت هجححوم آن فتنححه ،و ملتبححس مىشححود
رأيها نزد ظهور آن فتنه ،هر كس مقابله گرى نمايححد آن را مىشححكند و هلك مىسححازد
او را ،و هر كس سعى كند در اسكات آن بر مىكند و نابود نمايد او را .
بگزنححد و آزار رسححانند مردمححان آن زمححان يكححديگر را در آن فتنححه مثححل آزار رسححاندن
حمارهاى وحشى يكديگر را در رمه ،بتحقيق كه مضطرب شد ريسمان بسححته اسححلم ،
و پوشيده شد روى صلح كار ،ناقص مىشود در آن فتنححه حكمححت و معرفححت و نححاطق
ميشود در آن ستمكاران ،و بكوبد آن فتنه أهل باديه را با منحت و تيشه خود و خورد و
مرد كند ايشان را با سينه خود ،و ضايع مىشححود در غبححار آن فتنححه تنهححا رونححدگان ،و
هلك گردد در راه آن فتنه سوارگان .
وارد شححود بححه تلختريححن قضححاى الهححى ،و بدوشححد خونهححاى تححازه را ،و خححراب مىكنححد
منارهاى دين را ،و درهم شكند كوههاى يقين را ،بگريزند از آن فتنه صاحبان عقل و
كياست ،و تدبير كنند آن را صاحبان پليدى و نجاست ،بسيار صاحب رعححد و برقسححت
و كشف كننده است از شّدت ،قطع ميشود در آن فتنه رحمهححا ،و مفححارقت مىشححود بححر
آن از دين اسلم ،برائت كننده از آن فتنه ناخوش است ،و كوچ كننده آن مقيم است .
از جمله فقرات آن خطبه است در وصف حال مؤمنان آنزمان ميفرمايد :
ايشان در ميان كشته شده است كه خونش هدر رفته ،و ترسنده كه طلب أمان مىكنححد ،
فريب داده مىشوند با سوگندهاى بسته شده دروغى ،و با ايمانى كححه از روى فريححب و
غرور است ،پس نباشيد علمتهاى فتنها و نشانهاى بدعتها ،و لزم شويد بححه آنچححه كححه
بسته شده بآن ريسمان اجتماع و ايتلف كه عبارتست از قواعد شريعت و بححر آنچححه كححه
بنا شده بر آن ركنهاى طححاعت و عبححادت ،و اقححدام كنيححد بححر خححدا در حححالتى كححه مظلححوم
هستيد ،و اقدام نكنيد بر او در حالتى كه ظالم باشيد ،و بپرهيزيد از راههاى شححيطان و
از محلهاى طغيان و عدوان ،و داخل نكنيد در شكمهاى خودتان
] [ 172
لقمههاى حرام را پس بدرستى كه شما در نظر كسى هستيد كححه حححرام كححرده بشححما گنححاه
ل عليكححم فححيرا ،و آسان كرده از براى شما راه طاعت را چنانچه فرموده » ما جعل ا ّ
الّدين من حرج «
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
ععععع ععععع
ل الّدال على وجوده بخلقه ،و بمحدث خلقه على أزلّيته ،
الحمد ّ
و بأشتباههم على أن ل شحبه لححه ،ل تسحتلمه المشحاعر ،و ل تحجبححه المسحاتر ،لفحتراق
ب و المربوب ،الحد بل تأويححل عححدد ، صانع و المصنوع ،و الحاّد و المحدود ،و الّر ّ ال ّ
سحميع ل بحأداة ،و البصحير ل بتفريحق آلحة ،و و الخالق ل بمعنحى حركحة و نصحب ،و ال ّ
ظححاهر ل برؤيححة ،و البححاطن ل
سححة ،و البححائن ل بححتراخي مسححافة ،و ال ّ
المشححاهد ل بمما ّ
بلطافة ،بان من الشياء بالقهر لها ،و القدرة عليها ،و بانت الشياء منه بالخضوع له ،
و الّرجوع أليه ،من وصفه فقد حّده ،
و من حّده فقد عّده ،و من عّده فقد أبطل أزله ،و من قال كيف
] [ 173
ب إذ ل مربححوب ،و
فقد استوصفه ،و من قال أيححن فقححد حّيححزه ،عححالم إذ ل معلححوم ،و ر ّ
قادر إذ ل مقدور .
ععععع
شارح المعتزلي ) الستلم ( في الّلغححة لمححس الحجححر باليححد و تقححبيله و ل يهمححر لنّ قال ال ّ
سلم و هى الحجارة كما يقال استنوق الجمل و بعضهم يهمزه انتهى ،و قححال أصله من ال ّ
سكيت :همزته العرب على غير قياس الفيومى في المصباح :استلمت الحجر قال ابن ال ّ
سلم و هى الحجارة ،و قال ابن العرابي :الستلم أصححله و الصل استلمت لّنه من ال ّ
مهموز من الملئمة و هى الجتماع ،و حكى الجوهرى القولين و مثله الفيروز آبححادي ،
و في بعض الّنسخ بدل ل تستلمه ل تلمسه و ) الّنصب ( محّركة الّتعب .
ععععععع
ن هذا الفصل من الخطبة متضّمن لمباحث شريفة إلهّية ،و معارف نفيسة رّبانيححة ، اعلم أ ّ
و مسحائل عويصحة حكمّيحة ،و مطحالب علّيحة عقلّيحة لحم يوجحد مثلهحا فحي زبحر الّوليحن و
لح
لحقين و ص حّدره بتحميححد ا ّ
سابقين و ال ّالخرين ،و لم يسمح بنظيرها عقول الحكماء ال ّ
سبحانه و تمجيده فقال :
ل ( و قد مضى شرح هذه الجملة و تحقيق معنى الحمد و بيان وجححه اختصاصححه
) الحمد ّ
ل سبحانه في شرح الفصل الّول من الخطبة الولي ،و نقول هنا مضافا
با ّ
] [ 174
ن الحمد سواء كان عبارة عححن التعظيححم و الّثنححاء المطلححق ،أو عححن الشححكر
إلى ما سبق :إ ّ
ل سححبحانه ،و
لا ّق له في الحقيقة ليس إ ّ المستلزم لتقّدم الّنعمة و العتراف بها ،فالمستح ّ
صة به تعالىن طبيعة الحمد مخت ّ لذا أتى بتعريف الجنس و لم الختصاص الّدالين على أ ّ
.
ل علححى وجححوده بخلقححه ( و قححد محّر كيفّيححة هححذه الّدللححة فححي شححرح الخطبححة
الول أنه ) الّدا ّ
ن الستدلل بهذه الطريقة من باب الستدلل بالفعل على الفاعححل ، الخمسين و بّينا هناك أ ّ
و مرجعه الى البرهان اللّمى .
ن الجسححام ) و ( الثانى أنه الّدال ) بمحدث خلقه على أزلّيته ( لما قد مّر ثمححة أيضححا مححن أ ّ
ل حادث مفتقر إلححى مح حّدث فححان سكون ،و ك ّ كّلها حادثة لّنها غير خالية عن الحركة و ال ّ
كان ذلك المحدث محدثا عاد القول فيه كالّول و يلححزم الّتسلسححل أو كححونه محححدثا لنفسححه و
ل تعالى و سبحانه . كلهما باطل ،فل بّد من محدث قديم ل بداية لوجوده و هو ا ّ
] [ 175
ل ) باشتباههم على أن ل شبه له ( يعني أّنه سححبحانه بابححداء المشححابهة) و ( الثالث أّنه الّدا ّ
ل على أّنه ل مثل و ل شبيه . بين المخلوقات د ّ
شارح البحراني حيث قححال : و جهة المشابهة بينها إّما الفتقار إلى المؤّثر كما ذهب إليه ال ّ
طريق أن نقححول :إن كححان أراد اشتباههم في الحاجة إلى المؤّثر و المّدبر ،و تقرير هذا ال ّ
ق فالّتالي مثله .
تعالى غنّيا عن المؤّثر فل شبيه له في الحاجة إليه لكن المقّدم ح ّ
ن نفى الحاجة عنه تعالى مّما ل يحتححاج إلححى إثبححاته لححه مححن جهححة تشححابه الخلححقو ثانيهما أ ّ
فيها ،بل مجّرد كونه واجححب الوجححود يلزمححه نفححى الحاجححة عنححه إلححى غيححره لزومححا بّينححا ،
فالستدلل عليه لغو من الكلم مستدرك ،هذا .
و قال بعضهم :المراد بمشابهتهم الشتباه فحي الجسححمّية و الجنححس و الّنححوع و الشحكال و
المقححادير و اللححوان و نحححو ذلححك ،و إذ ليححس داخل تحححت جنححس لححبرائته عححن الّتركيححب
المستلزم للمكان ،و ل تحت الّنوع لفتقاره في الّتخصيص بالعوارض إلى غيره ،
و ل بذى ماّدة لستلزامه الّتركيب أيضا ،فليس بححذي شححبيه فححي المححور المححذكورة و هححو
شبيه ،و الحسن منها مححا فححي الحححديث ن الّول أعّم في نفى ال ّقريب مّما قاله البحراني لك ّ
سلم عنححد استنهاضححه الّول من باب جوامع التوحيد من الكافي عن أمير المؤمنين عليه ال ّ
سححلم :و ح حّد الشححياء كّلهححا عنححد
الّناس لحرب معاوية في المّرة الّثانية و هو قوله عليه ال ّ
خلقه إبانة لها من شبهه و إبانة له من شبهها .
قال العلمة المجلسي في شرحه :أى جعل للشياء حدودا و نهايات ،أو أجزاء و ذاتّيات
ليعلم بها أّنها من صفات المخلوقين و الخالق منّزه عن صفاتهم ،أو خلق الممكنححات اّلححتي
من شأنها المحدودّية ليعلم بذلك أّنه ليس كذلك كما قال تعالى :
فخلقت الخلق لعرف ،إذ خلقها محدودة لّنها لم تكن تمكن أن تكون غير
] [ 176
) و ( الخامس ) ل تحجبه المساتر ( أى الحجابات اّلتي يسحتر بهحا ،و فحي أكحثر الّنسحخ :
السواتر بدلها و معناهما واححد ،و المححراد أنحه ل يحجبححه حجحاب و ل يسحتتر بشحيء مححن
ن الستر و الحجاب من لوازم ذى الجهة و الجسمية ، السواتر ل ّ
قلت :ليس المراد من احتجابه عن العقول و البصار أن يكون بينحه و بيحن خلقحه حجحاب
ي مانع عن إدراكه و الوصول اليه تعالى ،بل المراد بذلك احتجابه عنهححم لقصححور جسمان ّ
ذواتهم و نقصحان عقحولهم و قحواهم ،و كمحال ذاتحه و شحّدة نحوره و قحّوة ظهحوره ،فغايحة
ظهوره أوجب بطونه ،و شّدة نوره أوجب احتجابه كنور الشمس و بصر الخفاش ،و قد
حّققنا ذلك بما ل مزيد عليه في شرح الخطبة الّرابعة و الستين و شرح الفصل الثاني مححن
الخطبة التسعين ،و بما ذكرنا أيضا ظهر فساد ما ربما يتوّهم من أنه إذا لم يكن محجوبححا
ل أحد و يراه ،هذا .
بالسواتر ل بّد و أن يعرفه ك ّ
ب و المربوب (
و قوله ) لفتراق الصانع و المصنوع و الحاّد و المحدود و الر ّ
] [ 177
ل مححن الصححانع و
ن لكحح ّ
التعليححل راجححع الححى الجملت المتقّدمححة بأسححرها ،و المقصححود أ ّ
صه و تليق به و يمتاز بها و بها يفارق الخر فالمخلوقية و الححدوث المصنوع صفات تخ ّ
و الشتباه و الملموسّية و المحجوبّيححة بالسححواتر مححن لواحححق المصححنوعات و الممكنححات و
ليقة لها ،و الخالقّية و الزلّية و التنّزه عن المشابهة و عححن اسححتلم المشححاعر أوصافها ال ّ
صانع الّول و مّمححا ينبغححي لححه و يليححق بححه ،و يضححاّد مححا
سواتر من صفات ال ّو احتجاب ال ّ
سبق من أوصاف الممكنات ،فلححو جححرى فيححه صححفات المصححنوعات أو فححي المصححنوعات
صفاته لرتفع الفتراق و وقع المساواة و المشابهة بينه و بينها ،فيكون مشححاركا لهححا فححي
صانع ،فلم يكن بينه و بينها فصل و ل الحدوث المستلزم للمكان المستلزم للحاجة إلى ال ّ
ل ذلك أعني المساوات و المشابهة و عححدم الفصححل و الفضححل ظححاهر له عليها فضل ،و ك ّ
ب بينهمححا تغححاير
صانع و الر ّ البطلن ،هذا و المراد بالحاّد خالق الحدود و الّنهايات ،و ال ّ
صنع .بحسب العتبار و هو دخول المالكّية في مفهوم الّربوبّية دون ال ّ
ى الوجححود
ى الّذات ليس كمثله شيء و أحد ّ السادس ) الحد ل بتأويل عدد ( يعني أّنه أحد ّ
ل جزء لححه ذهنححا و ل عقل و ل خارجححا ،و ليسححت وحححدانّيته وحدانّيححة عددّيححة بمعنححى أن
يكون مبدء لكثرة تعّد به كما يقال في أّول العدد واحد ،و قححد محّر تحقيححق ذلححك فححي شححرح
ستين .
الخطبة الّرابعة و ال ّ
) و ( السابع ) الخالق ل بمعنى حركة و نصب ( يعني أّنه سبحانه موجححد للشححياء بنفححس
قدرته الّتامة الكاملة و خلقه البداع و الفاضة من دون حاجة إلى حركححة ذهنّيححة أو بدنّيححة
ن الحركة من عوارض الجسام ،و هو منّزه عن الجسمّية كمححا صانعين ،ل ّكما لساير ال ّ
ل حاجة في ايجاده إلى المباشرة و التعّمل حّتححى يلحقححه نصححب و تعححب ،و إّنمححا أمححره إذا
أراد شيئا أن يقول له كن فيكون .
] [ 178
و الحتياج فيهما إلى الداة و اللحة يحوجب الّنقححص فحي الحّذات و السحتكمال و السحتعانة
باللت المنافي للوجوب الّذاتي .
) و ( التاسع ) البصير ل بتفريق آلة ( أى بفتح العين أو بعث الق حّوة الباصححرة و توزيعهححا
شارح البحراني :و هذا المعنى على قول من جعححل البصححار بآلححة على المبصرات قال ال ّ
ن تححوزيعه أظهححر مححن توزيححع شعاع الخارج من العين المّتصل بسطح المرئي أظهر ،فا ّ ال ّ
ن الدراك يحصل بانطباع صورة المرئي في العين ، اللة على قول من يقول إ ّ
و معنى الّتفريق على القول الّثاني هو تقليب الحدقة و توجيهها م حّرة إلححى هححذا المبصححر و
مّرة إلى ذاك كما يقال فلن مفّرق الهّمة و الخاطر إذا وّزع فكره على حفظ أشياء متباينة
س لكونها و مراعاتها كالعلم و تحصيل المال و ظاهر تنزيهه تعالى عن البصار بآلة الح ّ
سححة ( و فححي بعححض الّنسححخمن توابع الجسمّية و لواحقها ) و ( العاشححر ) المشححاهد ل بمما ّ
شاهد بدل المشاهد ،ال ّ
ن التمححاس مححن و المعنى واحد قال صدر المتأّلهين في شرح الكححافي فححي تحقيححق ذلححك :ل ّ
لمسححة ،و سححة للمشححهود نفسححه كمححا فححي الّذائقححة و ال ّ ص الجسام ،و المشححاهدة بالمما ّ خوا ّ
سححامعة و الباصححرة ،و الحاصححل أ ّ
ن شححاّمة و ال ّ
شاهد و المشهود كما فححي ال ّ سط بين ال ّللمتو ّ
سححة لجسححم مححن ل بالمما ّظححاهرة الخمسححة و مشححاهداتها كّلهححا ل تت حّم إ ّ س ال ّ
إدراكححات الحححوا ّ
الجسام و إن كان المشهود له و الحاضححر بالحّذات عنححد الّنفححس شححيئا آخححر غيححر الممححوس
بالّذات أو بالواسطة ) و ( الحاديعشر ) البائن ل بتراخى مسافة ( يعني أنه مباين للشححياء
و مغاير لها بنفس ذاته و صفاته ،لّنه في غاية التمام و الكمححال ،و مححا سححواه فححي نهايححة
الفتقار و النقصان ،و ليس تباينه تباين أيححن و تباعححد مكححان بححتراخى مسححافة بينححه و بيححن
ص الينّيات ،و هو الذى أّين اليححن بل أيححن ،و قححد تقحّدم نظيححر ن ذلك من خوا ّ غيره ،ل ّ
هذه الفقرة
] [ 179
في الفصل السادس من الخطبححة الولححى ،و شححرحناه بمححا يححوجب النتفححاع بححه فححي المقححام
ظاهر ل برؤيححة و ( الثححالث عشححر ) البححاطن ل بلطافححة ( فليراجع ثمة ) و ( الثانيعشر ) ال ّ
سحة البصححر ،و ن ظهوره سبحانه ليس كظهور ظاهر الشياء بأن يكون مرئيححا بحا ّ يعني أ ّ
ل بطونه كبطونها بأن يكون لطيفا لصغر حجمه أو لطافة قوامه كالهواء ،بححل نحححو آخححر
ظهور و البطون على ما مّر تحقيقه في شرح الخطبة الّتاسححعة و الربعيححن و شححرح من ال ّ
ستين فليتذّكر .
الخطبة الّرابعة و ال ّ
و الرابع عشر أّنه ) بان محن الشحياء بحالقهر لهحا و القحدرة عليهحا ،و بحانت الشحياء منحه
بالخضححوع لححه و الّرجححوع إليححه ( و هححذه الفقححرة فححي الحقيقححة تفسححير و توضححيح للوصححف
ن بينونّيته ليست بتراخى مسافة أوضح هنححا سلم لّما ذكر هناك أ ّ الحاديعشر ،فاّنه عليه ال ّ
جهة البينونة بأّنه إّنما بان من الشياء بغلبته و اسححتيلئه عليهححا و قححدرته علححى ايجادهححا و
ن الشياء إّنما بانت منححه لخضححوعها و ليق بشأن الواجب المتعال ،و أ ّ إعدامها كما هو ال ّ
ذّلها في قيد المكان و رجوعها في وجودها و كمالتها إلى وجوده كما هو مقتضى حححال
الممكن المفتقر .
] [ 180
ن الّتصححاف صفات المغايرة الموجودة ينافي الزلّيححة ،ل ّ مع صفاته ذا عدد و عروض ال ّ
ل منهما إلى الخر ،و هو ينافي وجوب الوجود و الزلّية أو نوع علقة توجب احتياج ك ّ
ن الحّذات بححدون
صححانع إذ ظححاهر أ ّ
صححفات يلححزم ترّكححب ال ّ
المعنى أّنححه علححى تقححدير زيححادة ال ّ
صانع المجموع فيلزم ترّكبه المسححتلزم للحاجححة صفات ليست بصانع للعالم ،فال ّ ملحظة ال ّ
و المكان ،و قيل :فقد عّده من المخلوقين .
السادس عشر أّنه منّزه عن الكيف ،و إليه أشار بقوله ) و من قال كيف فقححد استوصححفه (
أى طلب وصفه بصفات المحلوقين و جعل له وصححفا زايححدا علححى ذاتححه ،و قححد علمححت أ ّ
ن
ل صفة وجودّية زايححدة علححى ذاتححه فهححى مححن مقولححة الكيححف و مححن
ذلك ممتنع في حّقه إذ ك ّ
جنس الكيف الّنفساني ،فيلزم كون ذاته بذاته معّراة عن صفة كمالّية ،و يلزم له مخالطة
ل ذلححك محححال عليححه تعححالى
المكان و ينافي كونه واجب الوجود من جميع الجهات ،و كح ّ
هذا ،و قد تقّدم في شرح الخطبة الّرابعة و الّثمانين تحقيق معنى الكيف و تفصيل تنّزهححه
تعالى عن الّتصاف به .
السابع عشر أّنه سبحانه منّزه عن المكان ،و إليه أشار بقوله ) و من قال أين فقد حّيححزه (
ن أين سؤال عن الحّيز و الجهة ،فمن قال أيححن فقححد جعلححه فححي حّيححز مخصححوص و هححو لّ
ق الواجب تعالى ،لّنه خالق الحّيز و المكان فيلزم افتقاره إلى محا هحو مفتقحرمحال في ح ّ
ن كونه في حّيز معّين يستلزم خلّو ساير الحياز و المكنة منه كما هححو شححأن إليه ،على أ ّ
الجسام و الجسمانّيات ،و هو باطل لّنه فححي جميححع الحيححاز بححالعلم و الحاطححة ،و هححو
سماء إله و في الرض إله .الذي في ال ّ
] [ 181
معلوماته الحادثه ظاهر ،و ل يتوّقف وجححوده علححى وجححود المعلححوم كمححا محّر تحقيقححه فححي
سابع من الخطبة الولى عند تحقيق قوله :عالما بها قبل ابتدائها فليتذّكر . شرح الفصل ال ّ
ععععععع
حمد و ثنا خداونديرا سزاسححت كححه هحدايت كننحده اسحت بوجححود خحود بححا ايجحاد مخلوقحات
خود ،و با حدوث مخلوقات خححود بححر أزلّيححت و سححرمدّيت خححود ،و بححا شححبيه نمححودن آن
س نميتوانند بكننححد او را
مخلوقات بيكديگر بر اينكه هيچ مثل و شبيه نيست مر او را ،م ّ
س ظاهره و بححاطنه ،و نمىپوشححاند او را پردهححا و حجابهححا بجهححت ممتححاز و مغححايرحوا ّ
بودن آفريننده و آفريده شده ،و حد قرار دهنده و حد قرار داده شده ،و تربيححت كننححده و
تربيت داده شده ،اين صفت دارد كه يكيست نه يكى كه از مقححوله أعححداد باشححد ،و خلححق
كننده است نه با حركت و مشّقت ،و شنوا است نه با آلت گوش ،و بينا است نه با
] [ 182
برگرداندن حدقه چشم ،و حاضر است با أشيا نه با مجاورت و مماست ،و جداسححت از
أشيانه بدوري راه ،و آشكار است نه بديدن چشمها ،و پنهانست نه بسبب لطافت مقححدار
.
جدا شد ار أشيا با قهر و غلبه كردن بر آنهححا ،و جححدا شححد أشححيا از او بسححبب خضححوع و
تواضع نمودن آنها بر او بسبب بازگشت آنها بسوى او ،هر كس وصف كرد او را پس
بتحقيق كه حد قرار داد او را ،و هر كه حد قرار دهد بر او پححس بتحقيححق كححه در شححمار
آورد او را ،و كسى كه در شمار آورد او را پس بتحقيق كه باطل گردانيد أزلّيت او را
،و هر كس كه بگويد چگونه است او پس بتحقيق كه طلب وصف او نمود ،و هححر كححه
گفت او كجاست پس بتحقيق كه مكان قرار داد بأو ،دانا بود در وقتى كه هيححچ معلححومى
ب بود هنگامى كه هيچ مربوبى نبود ،و صححاحب قححدرت بححود زمححانى كححه هيححچ نبود ،ر ّ
مقدورى نبود
ل من عرفهححم و
ل على خلقه ،و عرفائه على عباده ،ل يدخل الجّنة إ ّ و إّنما الئمة قّوام ا ّ
صكم بالسلم ،و ل تعالى قد خ ّنا ّل من أنكرهم و أنكروه ،إ ّ
عرفوه ،و ل يدخل الّنار إ ّ
استخلصكم له ،
و بّين حججه من ظاهر علم ،و باطن حكم ،ل تفني غرائبه ،و ل
] [ 183
ل بمفححاتحه ،و
ظلم ،ل تفتح الخيححرات إ ّ
تنقضي عجائبه ،فيه مرابيع الّنعم ،و مصابيح ال ّ
ل بمصابيحه ،قد أحمى حماه ، ظلمات إ ّل تكشف ال ّ
ععععع
) الجدب ( هو المحل وزنا و معنا و هححو انقطححاع المطحر و يبحس الرض و أجححدب القحوم
اجدابا أصابهم الجدب و ) عرفت ( على القوم من باب قتل عرافة بالكسر فأنا عارف أى
مدّبر أمرهم و قائم بسياستهم ،و عرفت عليهم بالضّم لغة فأنا عريف و الجمححع عرفححاء ،
و قيل :العريف هو القّيم بححامور القبيلححة و الجماعححة يلححى أمححورهم و يتعحّرف الميححر منححه
أحوالهم فعيل بمعنحى فاعحل و ) جمحاع ( الشحيء بالكسحر و الّتخفيحف جمعحه يقحال الخمحر
جماع الثم و ) المرابيع ( المطار الححتي تجىء فححي أّول الّربيححع و ) حمححى ( المكححان مححن
الّناس حميا من باب رمى منعه عنهم ،و الحماية اسم منه و أحميته بححاللف جعلتححه حمححى
ل يقرب و ل يجترء عليه و كلء حمى محمى قال الشاعر :
شارح المعتزلي :قد حمى حماه ،أى عرضه لن يحمى كما تقول :
قال ال ّ
ععععععع
جملة ل يححدخل الجنححة ،بححدل مححن الجملححة السححابقة عليهححا ،و لشحّدة الّتصححال بينهمححا تححرك
العاطف على حّد قوله تعالى :أمّدكم بما تعلمون أمّدكم بأنعام و بنين ،
لم ،و
و إضافة المنهج إلى الضححمير إمححا نظيححر الضححافة فححي سححعيد كححرز ،أو بمعنححى ال ّ
الضافة في قوله :من ظاهر علم و باطن حكم ،من قبيل إضافة الصفة إلى موصوفها ،
] [ 184
و من في من ظاهر للتبيين و التفسير كما تقحول دفعحت إليححه سححلحا مححن سحيف و رمحح و
سهم أو للتميز و التقسيم .
عععععع
سلم ) قد طلع طالع و لمع ل مححع و لح لئح ( يحتمححل إذا عرفت ذلك فأقول قوله عليه ال ّ
أن يكون المراد بالجملت الثلث واحدا ،أى طلحع شححمس الخلفححة محن مطلعهحا و سححطع
أنوار المامة من منارها ،و ظهر كوكب الولية من افقححه ،و أن يكححون المححراد بححالولى
سححلم و سححطوع ق له عليه ال ّ
ظهور خلفته و أمارته ،و بالّثانية ظهورها من حيث هي ح ّ
أنوار العدل بصيرورتها إليه ،و بالّثالثة ظهور الحروب و الفتن الواقعة بعد انتقال المر
شححرع سلم ) و اعتدل مائل ( أى استقام ما اعوج من أركححان ال حّدين و قححوائم ال ّ إليه عليه ال ّ
ضححلل و الفسححاد و هححم الخلفححاء الثلث و أتبححاعهم ل بقوم ( من أهل ال ّ المبين ) و استبدل ا ّ
صلح و الّرشاد و هم أمير المؤمنين و تححابعوه ) و بيححوم ( انتشححر فيححه ) قوما ( من أهل ال ّ
الجور و العتساف ) يوما ( ظهر فيه العدل و النصاف ) و انتظرنا الغير ( أى تغّيرات
ل انتظارهححا كنايححة عححن العلححم ي ) قححد ( :و لع ح ّ
لمة المجلس ّ الّدهر و تقّلبات الّزمان قال الع ّ
ل من ذلك ،و المراد بالغير ما جحرى قبحل ذلحك محن قتحل بوقوعه ،أو الّرضا بما قضى ا ّ
عثمان و انتقال المر اليه أو ما سيأتي من الحروب و الوقححايع ،و الّول أنسححب بالتشححبيه
ب ) انتظار المجدب المطر ( لدللته على شّدة شححوقه بححالّتغيرات و فححرط رغبتححه لنتقححال
المر اليه ليتمّكن من إعلء كلمة السححلم و ترويححج شححرع سحّيد النححام عليححه و آلححه آلف
ن القيححام بححامورن للمجدب شّدة الشتياق إلى المطار ثّم أشار إلححى أ ّ سلم كما أ ّالّتحية و ال ّ
ن الئمححة ( أراد بححه ن موالتهم و متابعتهم واجبة فقححال ) و إ ّ الّمة وظيفة الئمة فقط ،و أ ّ
ل على شريف و الطّيبين من أولده ) قّوام ا ّ نفسه ال ّ
] [ 185
ل ح و نهيححه و خلقه ( أى يقومون بمصالحهم و يدّبرون امورهم ،أو أّنهم القححائمون بححأمر ا ّ
أحكامه على خلقه ،لكونهم خلفائه في أرضه و حججه علححى برّيتححه ،و كمححال هححذا القيححام
سححلم فححاّنه الّزمححان اّلححذي تجتمححع فيححه الخليححق علححى
عنححد ظهححور صححاحب المححر عليححه ال ّ
شرك بالكّلّية .
اليمان ،و يرتفع ال ّ
ل»ل ع حّز و ج ح ّ
سلم قال :سألته عن قول ا ّ
و فيه عن الهلقام أيضا عن أبي جعفر عليه ال ّ
ل بسيماهم « ما يعني بقوله و على العراف رجال ؟ و على العراف رجال يعرفون ك ّ
سلم :ألستم تعرفون عليكم عريفا على قبائلكم لتعرفوا من فيها مححن صححالح أو قال عليه ال ّ
ل بسيماهم .
طالح ؟ قلت :بلى ،قال :فنحن أولئك الّرجال اّلذين يعرفون ك ّ
و فيه من كتاب المقتضب لحمد بن محّمد بن عياش بسححنده عححن أبححان بححن عمححر ختححن آل
سلم فدخل عليه سفيان بحن مصحعب العبحدى فقحال : ل عليه ال ّ
ميثم قال :كنت عند أبيعبد ا ّ
ل فداك ما تقول في قوله تعالى ذكره » و على العراف رجال « الية قال :هححم جعلنى ا ّ
ل مححن عرفهححم و عرفححوه ،قححال فمححا
لح إ ّ
الوصياء من آل محّمححد الثنححا عشححر ل يعححرف ا ّ
ل ح عليححه و آلححه و
ل ص حّلى ا ّ
العراف جعلت فداك ؟ قال :كتائب من مسك عليها رسول ا ّ
ل بسيماهم فقال سفيان :فل أقول في ذلححك شححيئا ؟ فقححال مححن قصححيدة الوصياء يعرفون ك ّ
شعرا .
-----------
) ( 1تتتت ت تت تتت ت تتتتت ت ت تتتت تت
تتتتتتت تتت تت تتتتتت تتتتتتت ت ت تتتت ت
تتتتت تتتتتت
] [ 186
ن السلم اسم لمسّمى فيه سلمة من غضححب الجّبححار و مححن الّنححار ،ن معناه أ ّ
ظاهر أ ّ
بل ال ّ
ل و عقوبته .
ن من فاز بالسلم سلم من سخط ا ّ فا ّ
سَتقيَم « .
صراط اْلُم ْ
» إْهِدَنا ال ّ
] [ 187
طريق اّلذي ل بّد لمن تدّين بدين السحلم أن يسحلكه و أّما الطريق المخصوص به أعنى ال ّ
ل لهحاشريعة أعنحي الفحروع العملّيحة ،و الحّدليل علحى اصحطفائه عحّز و جح ّ و هى طريق ال ّ
لح عليححه و آلححه شرايع و إبقائهحا بقححاء الحّدهر ،شحرع محّمححد صحّلى ا ّ
جعلها ناسخة لسائر ال ّ
مستمّر إلى يوم القيامة ) و بّين حججه ( أى أوضح الدّلة الّدالة على حقّيتحه ) محن ظحاهر
علم و باطن حكم ( أى تلك الدّلة على قسمين :أحدهما علححم ظححاهر و هححى الدّلححة الّنقليححة
من الكتاب و السّنة ،و ثانيهما حكمة باطنة و هي الدّلة العقلّية .
سحلم ل عليه ما في الصافي عن الكافي عحن البحاقر عليحه ال ّ أّما تفسير الحكم بالحكمة فقد د ّ
ى صححغير ،ثحّم تل قححوله قال :مات زكريا فورثه ابنه يحيى الكتاب و الحكمححة و هححو صحب ّ
صِبّيا « .
حْكَم َ
ب ِبُقّوٍة َو آَتْيناُه اْل ُ
خِذ اْلِكتا َ
حيى ُ
تعالى » يا َي ْ
حْكَمَة « .
ن اْل ِ
» َو َلَقْد آَتْينا ُلْقما َ
قال :الفهم و العقل ،فقد ظهر و اّتضححح ممححا ذكرنححا أنّ المححراد بححالحكم البححاطن هححو دليححل
ن غرائب السححلم و عجححائبه دائمححة العقل ) ل تفنى غرائبه و ل تنقضي عجائبه ( يعني أ ّ
ل و أهلححه فححي بححدو المححر و أّذل الكفححر و أهلححه و تجّدد يوما فيوما ،أل ترى كيف أعّزه ا ّ
ل المسلمين على الكافرين و أظهرهم عليهم على قّلة الّوليححن و كححثرة الخريححن و نصر ا ّ
أّيد السلم بالملئكة المسّومين يوم بدر و حنين ،و نكحص الشحيطان الّلعيحن علحى عقحبيه
لر ّ
ب لما ترائت الفئتان و قال إّني أرى ما ل ترون إّني أخاف ا ّ
] [ 188
العحالمين ،مضحافة إلححى المعجححزات و الكرامحات الصححادرة مححن قحادة المسححلمين و نحّوابهم
ل عصر و زمان ،و أعظم تلك العجائب و أكمل تلك الغرايب مححا يظهححر صالحين في ك ّ
ال ّ
في آخر الّزمان عند ظهور الّدولة الحّقة القائمّية » عج « و هححذه كّلهححا مححن عجححائب نفححس
ي لولى الفهام . السلم و مضافة إليه كما هو غير خف ّ
) فيه مرابيع الّنعم ( استعار لفظ المرابيع للبركات و الخيرات الححتى يفححوز بهححا المسححلمون
في الخرة و الولى ببركححة أخححذهم السححلم دينححا أّمححا فححي الحّدنيا فكحقححن الحّدماء و الظفححر
بالعداء و غنيمة الموال و رفاه الحال ،و أّما في العقبى فالّنجاة من الّنححار و المححن مححن
ل أكححبر و هححو
غضب الجّبار و الفوز بجّنات تجري من تحتها النهار ،و برضوان من ا ّ
أعظم الّنعماء و أشرف اللء .
ظلم ( لفظ المصابيح أيضا استعارة للمعحارف الحّقحة و العقايحد اللهّيحة ،إذ ) و مصابيح ال ّ
شبهات و يندفع رين الشححكوكات عنححه فححي ال حّدنيا بخلف تصفية القلب بها يرتفع ظلمات ال ّ
ل على قلوبهم و على سمعهم و على أبصارهم غشاوة و لهم عذاب اّلذين كفروا فقد ختم ا ّ
صححالحة اّلححتي هححى مححن
عظيم ،و أّما في الخرة فبسبب تلك المعارف و بعض العمال ال ّ
فروع الّدين و السلم يحصل نور للمؤمن في القبر و البرزخ و القيامححة ،هححذا و يحتمححل
أن يكون لفظ المصابيح استعارة لولياء الّدين و أئّمة اليقين قادة المسححلمين إذ بهححم يهتححدي
ضححلل فححي الحّدين و الحّدنيا ،و بحأنوارهم يسححلك سححبيل الجّنححة فححي
من ظلمححات الجهححل و ال ّ
الخرى كما قال عّز من قائل :
ن أْيديِهْم « .
سعى َبْي َ
» ُنوُرُهْم َي ْ
و قد مّر الكلم في هذا المعنى مشبعا في شرح الفصل الّول من الخطبة الّرابعة فليراجع
ثمة .
] [ 189
ل بمصابيحه ( قد طهر توضيحه مّما قّدمناه آنفا في شرح قححوله : ) و ل تكشف الظلمات إ ّ
شححرعّية و قححد
فيه مصابيح الظلم ) قد أحمى حمححاه ( المححراد بحمححى السححلم المحّرمححات ال ّ
ل سبحانه أى جعلها عرضة لن تحمى ،أى منع و نهى عن القتحام فيها . أحماها ا ّ
و فيه عن الكراجكى في كتاب كنز الفوايد بسنده عن سلم بححن المسححتنير عححن أبححي جعفححر
لح عليححه و آلححه :أّيهححا الّنححاس حللححي
لح صحّلى ا ّ
سلم قال قال جّدي رسول ا ّ الباقر عليه ال ّ
لح عحّز و جح ّ
ل حلل إلى يوم القيامة ،و حرامي حرام إلى يوم القيامة ،أل و قحد بينهمححا ا ّ
شيطان و بدع بعححدى في الكتاب و بّينتهما لكم في سّنتي و سيرتي ،و بينهما شبهات من ال ّ
من تركها صلح له أمر دينه و صلحت له مّروته و عرضه ،و من تلّبس بها وقححع فيهححا و
اتبعها كان كمن رعى غنمه قرب الحمى ،و من رعى ما شيته قرب الحمى نازعته نفسه
لح عحّز و جح ّ
ل ن حمححى ا ّ ل ملححك حمححى ،أل و إ ّن لكح ّ
إلى أن يرعاهححا فححي الحمححى ،أل و إ ّ
ل و محارمه . محارمه ،فتّوقوا حمى ا ّ
] [ 190
لح سححبحانه قححد
نا ّ
شرعية ،فححا ّ
) و أرعى مرعاه ( المراد بمرعاه المباحات و المحّللت ال ّ
خص المكّلفين في القدام عليها و تناولها و الّتمتع بها .
رّ
ق تعححالى ،) فيه شفاء المشتفى و كفاية المكثفى ( إذ به يحصل الّتقرب الّروحاني من الح ح ّ
ل فقر ،و إليه يؤمى ما في الحديث القدسححي يححابن آدم كّلكححم
ل داء و غنى لك ّ و هو شفاء لك ّ
ل من أغنيته ل من شفيته ،و كّلكم فقير إ ّ
ل من هديته ،و كّلكم مريض إ ّ لإ ّ
ضا ّ
ععععع
ما ذكرته في شرح هذه الفقرات الخيرة أعني قوله :من ظاهر علححم ،إلححى آخححر الفصححل
هو اّلذي ظهر لي في المقام و هو النسب بسياق الكلم .
شارح المعتزلي و يعنى بظاهر علم و بحاطن حكحم القحرآن أل تحراه كيحف أتحى بعحده قال ال ّ
ل للقححرآن مححن قححوله :ل تفنححى غرايبححه ،أى آيححاته المحكمححة و
بصفات و نعوت ل يكون إ ّ
براهينه القاطعة ،و ل تنقضى عجائبه ،لّنححه مهمححا تححأّمله النسحان اسححتخرج منححه بفكححره
غرايب و عجايب لم يكن عنده من قبل ،فيه مرابيع النعم المرابيع سبب لظهححور الكلء ،
و كذلك تدبر القرآن سبب للنعم الّدينية و حصولها ،قد أحمى حماه و أرعى مرعححاه ،أى
عرض حمى القرآن و محارمه لن يجتنب و عرض مرعاه لن يرعححى ،أى يمكححن مححن
ي مبين ،و لم تقنع ببيححان
النتفاع بما فيه من الّزواجر و المواعظ لنه خاطبنا بلسان عرب ّ
ل بالشرع حتى نّبه في أكثره على أدّلة العقل . ما ل يعلم إ ّ
سححلمة
ثّم نّبه على بعض أسباب إكرامه تعالى لهم به أّما من جهة اسمه فلّنه مشتق من ال ّ
طاعة .
بالّدخول في ال ّ
] [ 191
ن مدار جميع آياته على هداية الخلق إلححى سححبيل ل لخلقه ل ّ أحدها أّنه مجموع كرامة من ا ّ
لح اصححطفى منهجححه و هححو طريقتححه الواضحححة المؤّديححة
نا ّ ل القححائدة إلححى الجّنححة الّثححاني أ ّا ّ
ل الّثالث أّنه بّين حججه و هححى الدّلححة و المححارات و قسححم
سالكين بالسير إلى رضوان ا ّ لل ّ
شححريعة و أحكامهحا الفقهّيححة و أدّلححة تلححك
الحجج إلى ظاهر علم و أشححار بححه إلححى ظححواهر ال ّ
الحكام ،و باطن حكم و أشار به إلى ما يشتمل عليه الكتاب العزيز من الحكمة اللهية و
أسرار التوحيد و علم الخلق و السياسات و غيرها الرابع أّنه ل تفنى عزائمه 1و أراد
بالعزائم هنا اليات المحكمة و براهينه العازمة أى القاطعة ،و عدم فنائها إشارة إّما إلححى
ثباتها و استقرارها على طول المّدة و تغير العصار ،و إّما إلححى كثرتهححا عنححد البحححث و
التفتيش عنها الخامس و ل تنقضى عجايبه ،لّنه كّلما تأمله النسان استخرج منححه بفكححره
لطايف معجبة من أنواع العلوم لم يكن عنده من قبل .
السادس فيه مرابيع النعم ،استعار لفظ المرابيع لما يحصل عليه النسان من النعم ببركححة
القرآن و لزوم أوامره و نواهيه و حكمه و آدابه أّما في الّدنيا فالنعم الححتي تحصححل بححبركته
سرين و غيرهم ظاهرة الكثرة ،و أّمححا بالنسححبة إلححى الخححرة فمححا لحامليه من القّراء و المف ّ
يحصل عليه مقتبسو أنواره من الكمالت المعّدة في الخرة من العلوم و الخلق الفاضلة
ن فيه مصححابيح الظلححم اسححتعار لفححظ المصححابيح لقححوانيته و
أعظم نعمة و أتّم فضل السابع أ ّ
ل في سبيله .قواعده الهادية إلى ا ّ
الثامن أنه ل يفتح الخيححرات إل بمفححاتحه ،أراد الخيححرات الحقيقيححة الباقيححة و اسححتعار لفححظ
المفاتح لمناهجه و طرقه الموصلة إلى تلك الخيرات .
-----------
) ( 1تتتت تت تتت تتتتتتتت ت تتتتتت تت ت تت
تتتتتتت تت تتتتت تتتتتت تتت تتتتتت
] [ 192
العاشر كونه قد أحمى حماه ،استعار لفظ الحمححى لحفظححه و تححدّبره و العمححل بقححوانينه ،و
شخص و حراسته أّما في الّدنيا فمن أيدى كححثير مححن ن بذلك يكون حفظ ال ّ
وجه الستعارة أ ّ
سريه و من يتعّلق به ،
ظالمين لحترامهم حملة القرآن و مف ّال ّ
الحاديعشر و كذلك أرعى مرعاه أى هّيأه لن رعححاه ،و اسححتعار لفححظ المرعححى للعلححوم و
ن هحذه مراعحى النفحوس الحكحم و الداب اّلححتي يشححتمل عليحه القحرآن ،و وجححه المشحابهة أ ّ
ن المراعححىالنسانّية و غححذائها اّلححذي بححه يكححون نشححوها العقلححى و نماؤهححا الفعلححى ،كمححا أ ّ
المحسوسة من الّنبات غذاء للبدان الحيوانّية اّلتى بها يقوم وجودها .
شفاء منه أّما في البدان فبالتغّوذ به مححع صححدق
الّثانيعشر فيه شفاء المشتفى ،أى طالب ال ّ
صدور ،و أّما في الّنفوس فلشفائها به من أمراض الجهل . النّية فيه و سلمة ال ّ
ن حملححة
الثالث عشر و كفايححة المكتفححى ،أراد بححالمكتفى طححالب الكفايححة أمححا مححن الحّدنيا فل ّ
القرآن الطالبين به المطالب الّدنيوية هم أقدر و أكثر الناس على الحتيال به فححي تحصححيل
ن طحالب الكفايحة منهحا يكفيحه تحدّبر القحرآن و مطالبهم و كفايتهم بها ،و أّما في الخرة فل ّ
لزوم مقاصده في تحصيل مطلوبه منها
ععععع
ل من عرفهم و عرفححوه وسلم :ل يدخل الجّنة إ ّقد وعدناك تحقيق الكلم في قوله عليه ال ّ
ل من أنكرهم و أنكروه ،و قد تكّلم فيه الشارحان البحراني ل يدخل النار إ ّ
] [ 193
و المعتزلي على ما يقتضيه سليقتهما و بلغا فيه غايححة و سححعهما و بححذل منتهححى الجهححد إلّ
أّنهما لقصور يديهما عن أخبححار العحترة الطهححار الطيحاب لحم يكشححفا عحن وجححوه خرايححده
الّنقاب ،و خفى عليهما وجه التحقيق و مقتضى الّنظحر الحّدقيق ،فحأحببت أن اشححبع الكلم
شححارحان الفاضححلن ،و في المقام ،لكونه حقيقا بذلك مححع الشحارة إلححى بعححض مححا قححاله ال ّ
سححلم ثحّم نتبعهححا
ينبغي أن نورد أّول جملة مححن الّروايححات الموافقححة معنححى لكلمححه عليححه ال ّ
بالمقصود .
صراط فيكححون مححأخوذا مححنأحدهما أّنها سوربين الجّنة و الّنار أو شرفها و أعاليها ،أو ال ّ
ل علحى ن علحى معرفحة أهحل الجّنحة و الّنحار رجحال و الخبحار تحد ّعرف الّديك و ثانيهمحا أ ّ
الّتفسيرين ،و رّبمححا يظهححر مححن بعضححها أّنححه جمححع عريححف كشححريف و أشححراف ،فيكححون
مرادفا للعرفاء ،فل بّد على هذا التفسير من الّتقدير أى على طريححق العححراف رجححال أو
لمة المجلسى :على التجريد ،هكذا قال الع ّ
و هو اّنما يستقيم إذا جعلنا العراف مأخوذا من المعرفححة ،و أّمححا إذا كححان جمعححا لعريححف
ن على طريق عرفاء أهل الجنححة صل المعنى أ ّ
فهذا التقدير ل يرفع الشكال ،إذ يكون مح ّ
ن هذه الّرجال نفححس العححراف و العرفحاء ،فكيحف يكونححون علحى و الّنار رجال و الحال أ ّ
لزم حينئذ جعححل العححراف طريق العرفاء ،و التجريد أيضا غير مستقيم كما ل يخفى فال ّ
سور ،أو المواضع العالية و نحوها ،أو بمعنى المعرفة ،و علححى ذلححكفي الية بمعنى ال ّ
فل ينافي وصف الّرجال بكونهم أعرافا أيضا كما في الخبار المتقّدمة و التية ،لكححونهم
ل ،أو لّنهحم سحبيل معرفححة
ل منهم عريف أو لكونهم عحارفين بحا ّ
نك ّعرفاء العباد أعنى أ ّ
ل و نحو ذلكا ّ
] [ 194
ن العحراف إن كحان صافي :و الوجه فحي إطلق لفحظ العححراف علحى الئمحة أ ّ قال في ال ّ
لح واشتقاقها من المعرفة فالنبياء و الوصياء هم العارفون و المعروفون و المعّرفححون ا ّ
الّناس للّناس في هذه النشأة ،و إن كحان محن العحرف بمعنحى المكحان العحالي المرتفحع فهحم
اّلذين من فرط معرفتهم و شّدة بصيرتهم كأّنهم في مكان عال مرتفع ينظححرون إلححى سححاير
سعداء عن الشقياء على معرفة منهم بهححم و الّناس في درجاتهم و دركاتهم ،و يميزون ال ّ
هم بعد في هذه النشأة إذا ظهر لك ذلك فلنورد بعض ما ورد من الخبار المناسححبة للمقححام
فأقول :روى في البحار من بصاير الّدرجات و منتخب البصاير معنعنا عن مقرن قححال :
سححلمسلم يقول :جححاء ابححن الكححوا إلححى أميححر المححؤمنين عليححه ال ّ ل عليه ال ّ
سمعت أبا عبد ا ّ
سححلم ل بسيماهم ،فقال عليه ال ّ فقال :يا أمير المؤمنين و على العراف رجال يعرفون ك ّ
ل عّز و ج ح ّ
ل نحن العراف نعرف أنصارنا بسيماهم ،و نحن العراف اّلذين ل يعرف ا ّ
ل يحوم القيامحة علحى ل عحّز و جح ّل بسبيل معرفتنا ،و نحن العراف يعرفنا » يوقفنا « ا ّ إّ
ل محن أنكرنححا ل من عرفنا و نحن عرفناه ،و ل يدخل الّنحار إ ّ صراط ،فل يدخل الجّنة إ ّ ال ّ
ل لو شاء لعرف العباد نفسه ،و لكن جعلنا أبوابه و صححراطه و سححبيله و نا ّو أنكرناه ،إ ّ
صححراط ضل علينححا غيرنححا فححاّنهم عححن ال ّ الوجه الذي يؤتى منه ،فمن عدل عن وليتنا أو ف ّ
لناكبون ،و ل سواء من اعتصم الّناس بححه ،و ل سححواء مححن ذهححب حيححث ذهححب الّنححاس ،
ذهب الناس إلى عيون كدرة 1يفرغ بعضها في بعض ،و ذهب من ذهب إلينا إلى عيون
صافية تجرى بامور لنفاد لها و ل انقطاع و فيه من البصحاير و منتخححب البصحاير أيضححا
ل لسححمعت رسححول مرفوعا إلى الصبغ بن نباتة عن سلمان الفارسي ) ره ( قال :اقسم با ّ
سلم : ي عليه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم و هو يقول لعل ّ ل صّلى ا ّا ّ
ل بسححبيل
لح إ ّي إنك و الوصحياء محن بعحدي أو قحال محن بعححدك أعححراف ل يعحرف ا ّ يا عل ّ
ل مححن
ل من عرفكححم و عرفتمححوه ،و ل يححدخل الّنححار إ ّ
معرفتكم و أعراف ل يدخل الجّنة إ ّ
أنكركم
-----------
( 1تت تت تتت تتتت تتت ت تتت تتتت ت )
تتتت تتتت ت تت تت تت تت ت تتت تت ت ت تت ت
تتتتت تت تت تتت تتتت تتتت تتت تتتتت تتتت
تتتت ت ت تت ت تتت ت ت ت تت تتتت ت ت تت تت ت
تتتت تت تتتت .
] [ 195
و أنكرتموه .
و معرفتهم للّناس بالّتشيع و المحّبححة ،ل المعرفححة بأعيححانهم فقححط ،و إّنمححا ل يححدخل الجّنححة
ق المعرفححة و العتقححاد بامححامتهم ن الذعان بالولية أعني معرفة الئمة ح ّ غير هؤلء ،ل ّ
و بأّنهم مفترض الطاعة هو الّركن العظم من اليمان ،و شرط قبولّية ساير العمححال و
العبادات ،و بدونه ل ينتفع بشيء منها كما مّر تحقيق ذلك و تفصيله
] [ 196
و دللنا عليه في الّتذنيب الّثالث من شرح الفصل الّرابع من الخطبة الولى .
ل عليه أيضا الخبار المتظافرة بل القريبة من الّتواتر لو لم تكن متححواترة الّدالححة إلححى
و يد ّ
ن من مات و لم يعرف إمامه مات ميتة الجاهلّية .أّ
لح
و من جملة تلك الخبار ما في البحار من كنز الكراجكى مسندا عن الحسن ابححن عبححد ا ّ
سححلم
ي بن موسى الّرضا عن آبائه عححن أميححر المححؤمنين عليهححم ال ّالّرازي عن أبيه عن عل ّ
ل عليه و آله و سّلم من مات و ليس له إمام مححن ولححدى مححات ل صّلى ا ّ
قال :قال رسول ا ّ
ميتة جاهلّية يؤخذ بما عمل في الجاهلّية و السلم .
ل عليححه و آلححه
ل صّلى ا ّ
ن رسول ا ّ
ل بن عمر بن الخطاب أ ّ
و من طريق العاّمة عن عبد ا ّ
و قال :
من مات و ليس في عنقه بيعة لمام أو ليس في عنقه عهد لمام مات ميتة جاهلّيححة و مححن
سلم للمأمون من شرايع الّدين :من مححات ل عيون أخبار الّرضا فيما كتب الّرضا عليه ال ّ
ل من عرفهم و سلم :إ ّيعرف أئّمته مات ميتة جاهلّية ثّم المراد بالمعرفة في قوله عليه ال ّ
عرفوه ،هو المعرفة في الّدنيا و في الخرة ،أّما معرفححة الّنححاس بالئمححة فححي هححذه النشححأة
ى نححاطق يجححب ل زمان إماما و يعرفوا إمام زمانهم بخصوصه و هو ح ّ ن لك ّ
فبأن يعرفوا أ ّ
ل اّمححة تححدعى مححعن كح ّ
طاعته فيما يأمر و ينهى و أّما معرفتهم بهم فححي النشححأة الخححرة فححا ّ
امامه قال تعالى :
ظَلُمححو َ
ن ن ِكتححاَبُهْم َو ل ُي ْ
ك َيْق حَرُؤ َ
ى ِكتاَبُه ِبَيميِنِه َفُالِئ َ
ن ُأوِت َ
س ِبإماِمِهْم َفَم ْ
ل أنا ِ
عوا ُك ّ
» َيْوَم َنْد ُ
ل«. َفتي ً
سححلم ي بن إبراهيم بسنده عن الفضل عحن أبيجعفححر عليححه ال ّ روى في البحار من تفسير عل ّ
سححلم ي عليححه ال ّ
ل عليه و آله في قرنه ،و عل ّ ل صّلى ا ّ في هذه الية قال :يجيء رسول ا ّ
ي قححومل مححن مححات بيححن ظهرانح ّ في قرنه ،و الحسن في قرنه ،و الحسين في قرنه ،و كح ّ
ي ابن إبراهيم في هذه الية ذلك يوم القيامة ينادى مناد ليقم أبو بكححر جاؤا معه ،و قال عل ّ
سلم و شيعته ،و قد محّر ي عليه ال ّو شيعته ،و عمر و شيعته ،و عثمان و شيعته ،و عل ّ
شريف الّنبوي في ورود سادسة و الّثمانين الحديث ال ّفي شرح الفصل الثالث من الخطبة ال ّ
الّمة على الّنب ّ
ي
] [ 197
ي بححن
شيخ بسنده عححن كححثير بححن طححارق قححال سححألت زيححد بححن علح ّ
و في البحار من أمالي ال ّ
ل تعالى :
سلم عن قول ا ّ الحسين عليهم ال ّ
عوا ُثُبورًا َكثيرًا « .
حدًا َو اْد ُ
عوا اْلَيْوَم ُثُبورًا وا ِ
» ل َتْد ُ
ل إمححامن كح ّفقال :يا كثير إّنك رجل صالح و لست بمّتهم و إّنححي أخححاف عليححك أن تهلححك أ ّ
جائر فان أتباعهم إذا أمر بهم إلى الّنار نادوا باسمه فقالوا يا فلن يا من أهلكناهم » كذا «
الن فخلصنا مّما نحن فيه ،ثّم يدعون بالويل و الّثبور فعندها يقال لهم » ل تححدعوا اليححوم
ي بحن لح :ححّدثني أبحي علح ّ ي رحمحه ا ّ ثبورا واحدا و ادعوا ثبورا كثيرا « قال زيد بن علح ّ
ل عليححه و آلححه ل صّلى ا ّسلم قال :قال رسول ا ّ ي عليهما ال ّالحسين عن أبيه حسين بن عل ّ
ي في الجّنة ي أنت و أصحابك في الجّنة أنت و أتباعك يا عل ّ سلم يا عل ّي عليه ال ّ
و سّلم لعل ّ
سلم معرفتهم بالولية و المامححة ن المراد بمعرفة الئمة عليهم ال ّ ،هذا و بما ذكرناه من أ ّ
ن هذه المعرفة مخصوصة بالفرقة المحّقححة المامّيححة ل ل المعرفة بأعيانهم فقط ظهر لك أ ّ
توجد في غيرهم .
شارح المعتزلي من أصحابه المعتزلة من أّنهم قائلون بصحة هذه القضححّية ،و فما حكاه ال ّ
لح
ل من عرف الئمة أل ترى أّنهحم يقولحون الئمحة بعحد رسحول ا ّ هى أّنه ل يدخل الجّنة إ ّ
ن انسححانا ل يقححول
ل عليه و آله و سّلم فلن و فلن و يعّدوهم واحدا واحدا ،فلححو أ ّ صّلى ا ّ
بذلك لكان عندهم فاسقا و الفاسق عندهم ل يدخل الجّنة أبدا أعنى مححن مححات علححى فسححقه ،
ل مححن عرفهححم قضحّية سححلم :ل يححدخل الجّنححة إ ّ
ن هذه القضّية و هى قوله عليه ال ّفقد ثبت أ ّ
صحيحة على مذهب المعتزلة انتهى فيه ما ل يخفى إذ مجّرد معرفتهم و تعححدادهم واحححدا
لزم معرفتهححم واحدا ل يكفى في دخول الجّنة و ل يحترّتب عليهحا ثمححرة أصححل ،و إّنمحا ال ّ
ل ح عليححه و آلححه و س حّلم بل فصححل ،و أ ّ
ن ل صّلى ا ّ بوصف المامة و الخلفة من رسول ا ّ
العصر ل يخلو من إمام إّما ظاهر مشهور أو
] [ 198
ل عليححه و علححى آبححائهلقتضاء الحكمة و هو الّثاني عشر من الئمة و مهدي الّمة سلم ا ّ
الطاهرين ،و هو ينافي القول بخلفة الّول و الّثاني و الّثالث كما هو مذهب المعتزلححة و
سلم الن كما عليه بنائهم استبعادا ساير العاّمة ،و ينافي إنكار وجود امام الّزمان عليه ال ّ
لغيبته بطول المّدة و الّزمان ،هذا تمام الكلم فححي معرفححة الّنححاس بالئمححة و أّمححا معرفتهححم
ن المححراد بهححا أيضححا معرفتهححم لهححم بالّتشحّيع و المحّبححة ،ل
سلم بالّناس فقححد قلنححا إ ّ
عليهم ال ّ
ل فهحم يعرفحون المنحافقين و الكّفحار كمححا يعرفحون المعرفة بححذواتهم و أشخاصححهم فقححط و إ ّ
شيعتهم و المؤمنين البرار فان قلت :نحن نرى كثيرا من شححيعتهم و محّبيهححم ل تعرفهححم
الئّمة و ل يرون أشخاصهم .
شارح البحراني في هذا المقام ،و أجاب عنه بقوله : قلت :هذا اعتراض سخيف أورده ال ّ
شخصحّية العينّيحة ،بحل
ل يشترط في معرفتهم لمحّبيهحم و معرفحة محّبيهححم لهحم المعرفحة ال ّ
ق امامتهم و اهتدى بما ل من اعتقد ح ّ نكّ شرط المعرفة على وجه كّلي و هو أن يعلموا أ ّ ال ّ
لهمى لهم و مقيم لهذا الّركن من الّدين فيكونون عارفين بمن يتححو ّ انتشر من هديهم فهو ول ّ
لهم عارفا بهم لمعرفته بحّقية وليتهم و اعتقاد ما يقولون على هذا الوجه و يكون من يتو ّ
شخصّية انتهى . و إن لم يشترط المشاهدة و المعرفة ال ّ
و ل يكاد ينقضى عجبي من هذا الفاضل كيف ضعف اعتقاده بأئّمة الّدين و شهداء الّنححاس
شححيعة و ل يستحسححنها لنفسححهم لححو عرضححت أجمعين ،و هذه العقيدة ل يرتضيها عححوام ال ّ
شخصّية مححع القححول بكححونهم عليهم ،فكيف بالخواص و كيف يجتمع القول بعدم المعرفة ال ّ
سلم شهداء العباد يوم المعاد علححى مححا دّلححت عليححه الخبححار الكححثيرة المتقّدمححة فححي عليهم ال ّ
ل إّنهححم عليهححم
شهادة فرع المعرفة الّتفصيلّية بلى و ا ّ سبعين و ال ّ
شرح الخطبة الحادية و ال ّ
سححلم ليعرفححون شححيعتهم و محّبيهححم و المححؤمنين بهححم تفصححيل بأشخاصححهم و ذواتهححم و ال ّ
أعيانهم ،و يعرفون حالتهم و درجاتهم و التفاوت في مقاماتهم و درجاتهم
] [ 199
بحسححب تفححاوتهم فححي اليمححان و المحّبححة ش حّدة و ضححعفا و نقصححا و كمححال كمححا يعرفححونهم
ل ذلك قد قامت عليه الدّلة المعتبرة . بأسمائهم و أسماء آبائهم و عشايرهم و أنسابهم ك ّ
و دّلت عليه الخبار القريبة من التواتر بل هححى متححواترة منهححا مححا فححي البحححار مححن كتححاب
بصائر الّدرجات للصفار عن أحمد بن محّمد عن ابن محبوب عححن صححالح بححن سححهل عححن
سححلم و هححو مححع أصحححابه ن رجل جاء إلى أمير المؤمنين عليححه ال ّ سلم أ ّ ل عليه ال ّأبيعبد ا ّ
سلم :ما أنت كمححا لك ،فقال له أمير المؤمنين عليه ال ّ ل أحّبك و أتو ّفسّلم ثّم قال :أنا و ا ّ
لحح
ب لنا فو ا ّل خلق الرواح قبل البدان بألفي عام ،ثّم عرض علينا المح ّ نا ّ قلت ويلك إ ّ
ما رأيت روحك فيمن عرض علينا فأين كنت ؟ فسكت الّرجل عنححد ذلححك و لححم يراجعححه و
عن محّمد بن حّماد الكوفي عن أبيه عن نصر بن مزاحم عن عمرو بحن شحمر عحن جحابر
ل أخذ ميثححاق شححيعتنا مححن صححلب آدم فنعححرف بححذلك نا ّ سلم قال :إ ّعن أبي جعفر عليه ال ّ
ب و إن أظهر خلف ذلك بلسانه ،و نعرف بغححض المبغححض و إن أظهححر حّبنححا حبّ المح ّ
أهل البيت و عن أحمد بن محّمد و محّمد بن الحسين معا عن ابن محبوب عحن ابحن رئاب
ل أخذ ميثاق شيعتنا بالوليححة لنححا و نا ّ
سلم يقول :إ ّ عن بكير قال :كان أبو جعفر عليه ال ّ
لح عليححه و آلححه
هم ذّر يوم أخذ الميثاق على الّذر بالقرار لححه بالّربوبّيححة و لمحّمححد صحّلى ا ّ
طين و هم أظّلة ،و ل عليه و آله و سّلم اّمته في ال ّ ل على محّمد صّلى ا ّ بالنبّوة و عرض ا ّ
ل أرواح شيعتنا قبل أبدانهم بألفى عححام ،و طينة اّلتي خلق منها آدم ،و خلق ا ّ خلقهم من ال ّ
ل عليه و آله و عّرفهم علّيا و نحن نعرفهم في ل صّلى ا ّ عرضهم عليه و عّرفهم رسول ا ّ
لحن 1القول و عن ابن يزيد عن ابن فضال عن ظريف بححن ناصححح و غيححره عّمححن رواه
ن لححي ابححن أخ و هححو يعححرف
سححلم :إ ّ
لح عليححه ال ّ
عن حبابة الوالبية قالت :قلت لبي عبد ا ّ
فضلكم و إني اح ّ
ب
-----------
) ( 1تت تتت تت ت ت تتت تت تتت :تتتتتتت ت
تت ت ت ت تت ت تتت تت ت ت تت
تت تتتتت ت تتتتتت
تتتتتتتت تتت تتتتت تتتتتت ت تت تتتت تت ت
تت ت تتتت ت ت تتتت ت ت ت تت ت تت ت تتتتت ت
تتتت تتتت تتتت تتتتتتت تت تتتتتت ت تتتت
] [ 200
أن تعّلمنى أ من شيعتكم ؟ فقال :و ما اسمه ؟ قححالت :قلححت :فلن بححن فلن ،فقححال عليححه
سلم يا فلنة هات الناموس فجائت بصحيفة تحملها كبيرة فنشرها ثّم نظححر فيهححا فقححال : ال ّ
سححلملح عليححه ال ّهو ذا اسمه و اسم أبيه ههنا و بسنده أيضا عن أبي بصير عن أبي عبححد ا ّ
سححلم و ن حبابة الوالبية كانت إذا وفد الناس إلى معاوية وفدت هي إلححى الحسححين عليححه ال ّ إّ
كانت امرأة شديدة الجتهاد قد يبس جلدها على بطنها من العبححادة و أّنهححا خرجححت م حّرة و
سلم فقالت له :جعلححت فححداك معها ابن عّم لها و هو غلم فدخلت به على الحسين عليه ال ّ
فانظر هل تجد ابن عّمي هذا فيما عندكم و هل تجده ناجيا ؟ قال :فقال :نعم نجححده عنححدنا
و نجده ناجيا و بسنده عن أبي محّمد البّزاز قال :حّدثنى حذيفة بن أسيد الغفحاري » رض
ي بن الحسححين بححن عل ح ّ
ي ل عليه و آله و سّلم قال :دخلت على عل ّ ي صّلى ا ّ
« صاحب النب ّ
سلم فرأيته يحمل شيئا قلت :ما هححذا ؟ قححال :هححذا ديححوان شححيعتنا ،قلححت :أرنححى عليهم ال ّ
ن ابن أخى يقرء ،فدعى بكتاب فنظر فيه فقال أنظر فيها اسمى ،فقلت إّني لست أقرء و ا ّ
ب الكعبة ،قلت :ويلك أين اسمى ؟ فنظححر فوجححد اسححمي بعححد اسححمه ابن اخى :اسمى و ر ّ
ي بن الحكم عن ابححن عميححرة عححن الحضححرمي بثمانية أسماء و عن أحمد بن محّمد عن عل ّ
سححلم ي بن الحسين عليهمححا ال ّ عن رجل من بني حنيفة قال :كنت مع عّمي فدخل على عل ّ
صحف جعلت فححداك ؟ قححال : ى شيء هذه ال ّ فرأى بين يديه صحايف ينظر فيها فقال له :أ ّ
هذا ديوان شيعتنا قال :أفتأذن أطلب اسمى فيها ؟ قال :نعم ،فقال :و اّني لسححت أقححرء و
ابن اخى معى على الباب فتأذن له يدخل حّتى يقرء ؟ قال :نعححم فححأدخلني عّمححي فنظححرت
ب الكعبة ؟ قال : في الكتاب فأّول شيء هجمت عليه اسمى فقلت :اسمى و ر ّ
ي بححن
ويحك فأين أنا ؟ فجححزت بخمسححة أسححماء أو سحّتة ثحّم وجححدت اسححم عّمححي ،فقححال علح ّ
نا ّ
ل ل ميثاقهم معنا على وليتنا ل يزيدون و ل ينقصون إ ّ سلم :أخذ ا ّ الحسين عليهما ال ّ
خلقنا من أعلححى عّلييححن و خلححق شححيعتنا مححن طينتنححا أسححفل مححن ذلححك ،و خلححق عححدّونا مححن
جين ،سّ
لح بححن محّمححد عّمححن رواه عححن محّمححد بححن
و خلق أوليائهم منهم من أسفل ذلك و عن عبد ا ّ
سرىي بن ال ّ
الحسن عن عّمه عل ّ
] [ 201
شححيخ
سلم فدخل عليه شيخ و معه ابنه فقال له ال ّ ل عليه ال ّ
الكرخي قال :كنت عند أبيعبد ا ّ
سححلم صحححيفة مثححل فخححذ البعيححر ل عليه ال ّجعلت فداك أمن شيعتكم أنا ؟ فأخرج أبو عبد ا ّ
فناوله طرفها ثّم قال له :أدرج ،فأدرجه حّتى أوقفحه علحى ححروف محن ححروف المعجحم
شيخ ثّم قححال لححه :أدرج ل ،فرحم ال ّفاذا اسم ابنه قبل اسمه ،فصاح البن فرحا اسمي و ا ّ
صمد بن بشير عن فأدرج فأوقفه أيضا على اسمه كذلك و عن محّمد بن عيسى عن عبد ال ّ
سابعة و انتهى إلححى سححدرة المنتهححى سماء ال ّسلم قال :انتهى الّنبي إلى ال ّأبي جعفر عليه ال ّ
سدرة ما جازني مخلوق قبلك ،ثحّم دنحى فتحدّلى فكحان قحاب قوسحين أو أدنحى قال :فقالت ال ّ
شححمال ،فأخححذ كتححاب فأوحى قال :فدفع إليححه كتححاب أصحححاب اليميححن و كتححاب أصحححاب ال ّ
أصحاب اليمين بيمينه و فتحه و نظر فيححه فحاذا فيححه أسحماء أهححل الجّنحة و أسحماء آبحائهم و
سححلم و فححي ي بححن أبيطححالب عليححه ال ّقبائلهم ،ثّم نزل و معه الصحححيفتان فححدفعهما إلححى علح ّ
ل بن الفضل الهاشمي قال قال لي أبو عبد البحار من كتاب الختصاص معنعنا عن عبد ا ّ
ل تبارك و تعالى خلقنا من نور عظمته ، نا ّل بن الفضل إ ّ سلم :يا عبد ا ّ ل عليه ال ّ
ا ّ
لح
ن إليكححم و أنتححم تحّنححون إلينححا ،و ا ّ
و صنعنا برحمته و خلححق أرواحكححم مّنححا ،فنحححن نحح ّ
لوجهد أهل المشحرق و المغحرب أن يزيحدوا فحي شحيعتنا رجل أو ينقصحوا منهحم رجل محا
ل بنقدروا على ذلك ،و إّنهم لمكتوبون عندنا بأسمائهم و عشايرهم و أنسابهم ،يا عبد ا ّ
الفضل و لو شئت لريتك اسمك في صحيفتنا قال :ثّم دعححى الصحححيفة فنشححرها فوجححدتها
ل ما أرى فيها أثر الكتابة ،قال : بيضاء ليس فيها أثر الكتابة فقلت :يا ابن رسول ا ّ
ل ح شححكرا ،هححذا و فمسح يده عليها فوجدتها مكتوبة فوجدت في أسفلها اسمى ،فسححجدت ا ّ
الخبار في هذا الغرض كثيرة و قد عقد في البحار بابا عليها و فيما روينححاه كفايححة إنشححاء
ل مححنسححلم :و ل يححدخل الّنححار إ ّ
ل و أّما القضححية الثانيححة أعنححى قححوله عليححه ال ّ
ل عّز و ج ّ
ا ّ
أنكرهححم و أنكححروه ،فهححى لتضحّمنها أداة الحصححر منحّلححة إلححى قضحّيتين كالقضحّية الولححى
إحديهما ايجابّية و الخرى سلبّية
] [ 202
ن المنكر لهم و من أنكروه في الّنار ،و هذه قضحّية صحححيحة ل غبححار أّما اليجابّية فهى أ ّ
ن محن محات و لحم يعحرف إمحام زمحانه محات ميتحه الجاهلّيحة ،و ميتحة عليها لما قّدمنا من أ ّ
الجاهلّية مستلزمة لدخول النار ،و قد مّر في التذييل الثالث من شرح الفصحل الّرابحع محن
سلم عححن أبيححه قححال :نححزل جبرئيححل علححى
الخطبة الولى رواية جعفر بن محّمد عليهما ال ّ
لح يقححرؤك السححلم و يقححول :خلقححت ل عليه و آله و سّلم و قححال :يححا محّمححد ا ّ ي صّلى ا ّ النب ّ
ن ،و مححا خلقححت موضححعا
ن و خلقت الرضين السبع و من عليه ّ السماوات السبع و ما فيه ّ
ن عبدا دعاني منذ خلقت السماوات و الرض ثّم لقينححى أعظم من الركن و المقام ،و لو أ ّ
سلم لكببته في سقر ،و قد مّر هناك روايات أخر بهذا المعنى ي عليه ال ّ
جاحدا لولية عل ّ
ن محن ل ينكرهحم و ل ينكرونحه فهحو ل يحدخل النحار ،و هحى فتذّكر و أّمحا السحلبّية فهحى أ ّ
بظاهرها مستلزمة لعدم دخول أحد من غير المنكريححن فححي النححار و إن كححان مححن مرتكححبي
الكبائر .
و قد أخذ الشارح البحراني بظاهرها حيث قال :ل يجوز أن يكون مححن أنكرهححم فححأنكروه
لهم و يعترف بصدق إمامتهم أنححه ل لصدق على بعض من يتو ّ س ممن يدخل الّنار و إ ّأخ ّ
ل عليه و آله و سّلم يحشر المرء مع مححن يدخل النار لكن ذلك باطل لقول الرسول صّلى ا ّ
ن محّبة النسححان لغيححره
ل الخبر على أ ّ
ب رجل حجرا لحشر معه ،د ّ ب ،و لقوله لو أح ّ
أح ّ
سلم إلى الجّنة يحشرون فكذلك من أحّبهم و مستلزم لحشره معه ،و قد ثبت أنهم عليهم ال ّ
يعترف بحقّية إمامتهم ،و دخول الجّنة و دخول النار مّما ل يجتمعان ،فثبت أّنه ل واححد
مّمن يحّبهم و يعترف بحّقهم يدخل الّنار ،و قد ظهر إذا صدق هذه الكلّية و وجه الحصححر
ل عليها روايات كثيرة فوق حّد الحصاء : فيها ،انتهى أقول :و يصدق هذه الكّلية و يد ّ
سححلم يأكححل
ي بححن أبيطححالب عليححه ال ّ
ب علح ّ
ل عليه و آله و سحّلم :حح ّ
ل صّلى ا ّ
قال رسول ا ّ
السّيئات كما تأكل الّنار الحطب .
طايفة باسناده
و من كنز جامع الفوايد و تأويل اليات قال :روى شيخ ال ّ
] [ 203
ل أن يكون ولّينا فاسقا فاجرا و فقال :ل الفاسق الفاجر الكافر الجاحد لنا و لوليائنا أبي ا ّ
إن عمل ما عمل ،و لكّنكم قولوا :فاسق العمل فححاجر العمححل مححؤمن الّنفححس خححبيث الفعححل
لح و رسححوله و نحححن عنححهلا ّل ل يخححرج ولّينححا مححن الحّدنيا إ ّ
طّيب الّروح و البدن ،ل و ا ّ
ضا وجهه ،مستورة عورته ، ل على ما فيه من الّذنوب مبي ّ راضون ،يحشر ا ّ
آمنة روعته ل خوف عليه و ل حزن ،و ذلك أّنه ل يخححرج مححن الحّدنيا حححتى يصححفى مححن
لح
الّذنوب إّما بمصيبة في مال أو نفس أو ولد أو مرض و أدنى ما يصنع بولّينا أن يريه ا ّ
رؤيا مهولة فيصبح حزينا لما رآه فيكون ذلك كّفارة له ،أو خوفا يرد عليه من أهل دولححة
ل طححاهرا مححن الحّذنوب آمنححة روعتححهل عحّز و جح ّ
الباطل أو يشّدد عليه عند الموت فيلقى ا ّ
لح
ل عليهما ،ثّم يكحون أمحامه أححد المريحن إّمحا رحمحة ا ّ بمحّمد و أمير المؤمنين صّلى ا ّ
الواسعة اّلحتي هحي أوسحع محن أهحل الرض جميعحا ،أو شحفاعة محّمحد و أميحر المحؤمنين
ق بها و أهلهححا و لححه إحسححانها
ل الواسعة اّلتي كان أح ّ
سلم فعندها تصيبه رحمة ا ّ عليهما ال ّ
و فضلها .
و من كتاب المحتضر للحسن بن سليمان من كتاب سّيد حسن بححن كبححش عححن ابححن عّبححاس
ن جبرئيل أخبرني عنححك بححأمر يإّل عليه و آله و سّلم :يا عل ّ ل صّلى ا ّقال :قال رسول ا ّ
ل :اقححرء محّمححدا مّنححيلح عحّز و جح ّقّرت به عيني و فرح به قلبي ،قال :يا محّمححد قححال ا ّ
جة على أهل الّدنيا ،و أّنححه ن علّيا إمام الهدى ،و مصباح الّدجى ،و الح ّ سلم و أعلمه أ ّال ّ
صديق الكبر و الفاروق العظم ،و إّني آليت و عّزتي و جللي أن ل أدخل الّنار أحدا ال ّ
ن جهّنحم و أطباقهحا محن ق القحول مّنحي لمل ّ له و سحّلم لحه و للوصحياء محن بعحده ،حح ّ تحو ّ
ن الجّنة من أوليائه و شيعته و من كتاب اعلم ال حّدين لل حّديلمي مححن كتححاب أعدائه ،و لملئ ّ
لح و سلم قال :مححن أحّبنححا و لقححى ا ّل عليه ال ّالحسين بن سعيد عن صفوان عن أبي عبد ا ّ
عليه مثل زبد البحر ذنوبا كان حّقا
] [ 204
ل أن يغفر له .
على ا ّ
صححلت الهححروى قححال :سححمعت الّرضححا و من كتاب المناقب لبن شاذان باسناده عن أبي ال ّ
لح
سححلم قححال :سححمعت رسححول ا ّ سلم يحّدث عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهححم ال ّ عليه ال ّ
جححتي علححى
ي بححن أبيطححالب ح ّ
ل يقول :عل ّ ل عّز و ج ّل عليه و آله يقول :سمعت ا ّ
صّلى ا ّ
خلقي و نوري في بلدي و أميني على علمي ل أدخل الّنار من عرفححه و إن عصححاني ،و
ل أدخل الجّنة من أنكره و إن أطاعني .
و من كتاب بشارة المصطفى بسححنده عححن الحسححين بحن مصحعب قحال :سححمعت جعفحر بحن
ب محّبنا ل لغرض دنيا يصححيبها منححه ،و عححادى
سلم يقول :من أحّبنا و أح ّ محّمد عليه ال ّ
عدّونا ل لحنة كانت بينه و بينه ،ثّم جاء يوم القيامة و عليه من الّذنوب مثل رمل عالححج
ل تعالى له .
و زبد البحر غفر ا ّ
سححلم
و من تفسير العياشي عن بريد بن معاوية العجلي في حديث عن أبي جعفححر عليححه ال ّ
ل لو أحّبنا حجر لحشر معنا .
سلم :و ا ّ
قال :فقال أبو جعفر عليه ال ّ
لح صحّلى
سلم قال :قححال رسححول ا ّ
و من عيون الخبار باسناد الّتميمي عن الّرضا عليه ال ّ
ل آمنا يوم القيامة .
ل عليه و آله و سّلم من أحّبنا أهل البيت حشره ا ّ
ا ّ
حام عن عّمه عن أبيه قال :دخل سماعة بححن مهححران شيخ عن أبي محّمد الف ّ و من أمالي ال ّ
سلم فقال :يا سماعة من شّر الّناس عند الّناس ؟ قال :نحن يححا ابححن صادق عليه ال ّ على ال ّ
ل ،قال :فغضب حّتى احمّرت و جنتاه ثحّم اسححتوى جالسححا و كححان مّتكئا فقححال يححا رسول ا ّ
ل ح نحححن شحّر ل ما كححذبتك يححا ابححن رسححول ا ّ سماعة من شّر الّناس عند الّناس ؟ فقلت :و ا ّ
ى ثّم قال :كيف بكم إذا سيق بكححم الّناس عند الناس لّنهم سّمونا كفارا و رفضة ،فنظر إل ّ
إلى الجّنة و سيق بهم إلى الّنار فينظرون إليكم فيقولون » ما لنا ل نرى رجال كّنا نعححّدهم
لح تعححالى يححوم من الشرار « يا سماعة بن مهران إّنه من أساء منكححم إسححائة مشححينا إلححى ا ّ
لل ل ل يدخل الّنار منكم عشرة رجال ،و ا ّ القيامة بأقدامنا فنشفع فيه فنشّفع و ا ّ
] [ 205
جميعًا
ب َ
ل َيْغِفُر الّذُنو َ
ن ا َّ
لإّ
حَمِة ا ِّ
ن َر ْ
طوا ِم ْ
سِهْم ل َتْقَن ُ
على أْنُف ِ
سَرُفوا َ
نأ ْ
ى اّلذي َ
عباِد َ
» يا ِ
«.
ل يغفر لكم جميعا الّذنوب ،قال :فقلت :ليس هكذا نقرء ،فقال :يا أبا محّمححد نا ّ
فقال :إ ّ
ل ما عني مححن عبحاده غيرنحا و غيححر شححيعتنا و محا
فاذا غفر الّذنوب جميعا فلمن يعّذب و ا ّ
ل يغفر لكم جميعا الّذنوب .
نا ّ
ل هكذا إ ّنزلت إ ّ
ن من اعتقحد الححقّ سلم قال في هذه الية :إ ّو في الصافي من المجمع عن الّرضا عليه ال ّ
ثّم أذنب و لم يتب في الّدنيا عّذب عليه في البرزخ و يخرج يححوم القيامححة و ليححس لححه ذنححب
يسأل عنه .
إلى غير هذه مما ل نطيل بذكرها ،و هذه الخبار كما ترى تعارض الخبار الواردة فححي
ن هذه
كون مرتكبى الكبائر في النار تعارض العموم من وجه ،ل ّ
] [ 206
سححلم و المححذعن بححوليتهم ل يححدخل النححار و إن ق الئمة عليهححم ال ّ ن العارف بح ّ ل على أ ّ تد ّ
كان مرتكبا للكبائر ،و تلك الخبار مفيدة لكون ارتكابها موجبححا لححدخول النححار و لححو كححان
المرتكب من أهل الولية و المعرفحة ،فيتعارضحان فحي محاّدة الجتمحاع ،و هحو العحارف
جحنا أخبار الكبائر و ألقيناها على عمومها ل بّد مححن حمححل هححذه المرتكب للكبائر ،فان ر ّ
ن العارف بهم ل يدخل النار على الّدخول بعنوان الخلححود لظهححور أ ّ
ن الخبار الّدالة على أ ّ
جحنححا تلححك الخبححار فل ب حّد مححنق الكفححار و المنححافقين ،و إن ر ّ
الخلححود إنمححا هححو فححي ح ح ّ
التخصحيص فحي الخبحار الحواردة فحي طحرف الكبحائر بحملهحا علحى غيحر أهحل المحّبحة و
المعرفة .
و لو ل خوف الحتياط و ايجاب الترجيح للجسارة في الّدين و لعححدم المبححالت فححي شححرع
جحنا أخبار الولية و قلنححا بمححا قححاله الشححارح البحرانححي بححل أقححول إنححه ل
سّيد المرسلين لر ّ
تعارض بين أخبار الطرفين حقيقة إذ أخبار الولية حاكمة على أخبار الكبائر ،بححل نسححبة
بعض الخبار الولة إلى الّثانية مثل نسبة الّدليل إلى الصل ،
ن بعض هذه الخبار كما عرفت مفيد لكون المعرفححة حابطححة للسححيئات و آكلححة لهححا أكححل فا ّ
ن أهل المعرفة يبتلى بمحن و مصائب يكون تمحيصا ل على أ ّ
النار للحطب ،و بعضها دا ّ
لذنوبه و كفارة لها ،فعلى ذلك ل يبقححى للعاصححي معصححية حححتى تححوجب دخححول الّنححار ،و
ضل أو كونهححا محصححلة ل سبحانه تف ّ بعضها يفيد كون الولية موجبة لمغفرة الّذنوب من ا ّ
سلم يوم القيامة . ل عليه و آله و سّلم و الئمة عليهم ال ّ
ي صّلى ا ّ
للشفاعة من الّنب ّ
نعم يبقى الشكال بين هذه الخبار و بيححن الخبححار الّداّلححة علححى حصححول الشححفاعة لبعححض
مرتكبي السّيئات بعحد دخحول الّنحار و المكحث فيهحا بزمحان قليحل أو كحثير بحسحب اختلف
مراتب المعصية ،و هى أيضا كثيرة و طريق الحتياط هو الوقوف بين مرتبتي الخححوف
ل سبحانه لمححا
شرع المبين ،وّفقنا ا ّ و الّرجاء و الورع و الّتقوى في الّدين و سلوك نهج ال ّ
ب و يرضى و نسأله أن يعاملنحا بفضحله و ل يؤاخحذنا بعحد لحه إّنحه لمحا يشحاء قحدير ،و يح ّ
بالجابة حقيق جدير .
] [ 207
ععععععع
از جمله فصلهاى آن خطبه است كه بعد از قتل عثمححان و انتقححال أمححر خلفححت بححآن بححرج
فلك امامت فرموده كه :
بتحقيق طلححوع كححرد طلححوع كننححده و درخشححيد درخشححنده و ظححاهر شححد ظحاهر شححونده كححه
عبارتست از ظهور شمس خلفت از مطلع خود كه وجود مسعود آن بزرگححوار اسححت ،
و مستقيم و معتدل شد چيزى كححه منحححرف شححده بححود از اركححان ديححن ،و بححدل كححرد حححق
سبحانه و تعالى بقومي كه از أهل باطل بودند قومى را از اهل حق ،و بححروزى كححه پححر
از جور و بدعت بود روزى را كه ظاهر شد در آن انصاف و عدالت ،و منتظر بححوديم
ما تغيرات روزگار را مثل انتظار كشيدن قحطى رسيده بباران .
ل عليهم أجمعين قائمين خدا هسحتند بحر مخلحوقو جز اين نيست كه أئمه طاهرين سلم ا ّ
او شناساندگان اويند بر بندگان او داخل نمىشود در بهشت عنبر سرشت مگر كسى كححه
سلم او را بشناسند ،و داخحل نمىشحود در آتحش سحوزان بشناسد أئمه را و أئمه عليهم ال ّ
مگر كسى كه نشناسد ايشانرا و ايشان او را نشناسند .
پسنديده است خدا از براى شما طريق اسححلم را ،و بيححان فرمححوده اسححت دلئل آن را از
علمى كه ظاهر است از كتاب و سّنت ،و از حكمتى كه باطن است از عقل و فطرت ،
فانى نمىشود غرائب آن و تمام نمىشود عجائب آن ،در اوسححت بارانهححاى بهححارى ،و
چراغهاى ظلمتهححا ،گشححاده نمىشححود خيرهححا مگححر بححا كليححدهاى آن ،و كشححف نمىشححود
ظلمتها مگر بچراغهاى آن .
خص نمود چراگاه آنرا كه عبارتست از مباحات بينه ،در اوست شفاى طلححب شححفا و مر ّ
كننده ،و كفايت طلب كفايت نماينده .
] [ 208
الفصل الرابع منها حّتى إذا كشف لهم عن جزآء معصحيتهم ،و اسحتخرجهم محن جلبيحب
غفلتهم ،استقبلوا مدبرا ،و استدبروا مقبل ،فلم ينتفعوا بما أدركوا من طلبتهم ،و ل بما
قضوا من وطرهم ،و إّني أحّذركم و نفسححي هححذه المنزلححة ،فلينتفححع امححرء بنفسححه ،فإّنمححا
البصير من سمع فتفّكر ،و نظر فأبصر ،و انتفع بالعبر ،ثّم سلك جددا واضحا ،
ضلل في المغاوي ،و ل يعين على نفسححه الغححواة يتجّنب فيه الصّرعة في المهاوي ،و ال ّ
سححامع مححنق ،أو تحريف في نطححق ،أو تخحّوف مححن صححدق ،فححأفق أّيهححا ال ّ
سف في ح ّ بتع ّ
سكرتك ،و استيقظ من غفلتك ،
ل عليححه و
ي صّلى ا ّ ي الّم ّ
و اختصر من عجلتك ،و أنعم الفكر فيما جآءك على لسان الّنب ّ
آله و سّلم مّما ل بّد منه ،و ل محيص عنه ،و خالف من خالف فححي ذلححك إلححى غيححره ،و
دعه و ما رضى لنفسه ،وضع فخرك ،و احطط كبرك ،
] [ 209
ن عليه ممّرك ،و كما تدين تدان ،و كما تححزرع تحصححد ،و مححا قحّدمت و اذكر قبرك ،فإ ّ
اليوم تقّدم عليه غدا ،فامهد لقدمك ،و قّدم ليومك ،فالحذر الحذر أّيها المسححتمع ،و الجحّد
الجّد أّيها الغافل ،
أو يشفي غيظه بهلك نفسححه ،أو يقحّر بححأمر فعلححه غيححره ،أو يسححتنجح حاجححة إلححى الّنححاس
باظهار بدعة في دينه ،أو يلقى الّناس بوجهين ،أو يمشى فيهم بلسانين ،اعقل ذلححك فححإ ّ
ن
سححباع هّمهححا العححدوان علححى
ن ال ّ
ن البهححائم هّمهححا بطونهححا ،و إ ّ
المثححل دليححل علححى شححبهه ،إ ّ
ن المؤمنين مستكينون ،إ ّ
ن ن زينة الحياة الّدنيا و الفساد فيها ،إ ّ ن الّنسآء هّمه ّ
غيرها ،و إ ّ
ن المؤمنين خائفون . المؤمنين مشفقون ،إ ّ
ععععع
) هوى ( يهوي من باب ضرب هويا بالضّم و الفتح و هححواء بالم حّد سححقط مححن أعلححى إلححى
أسفل و ) الجلباب ( ما يغطى به من ثوب و غيره و قيل ثوب أوسححع مححن الخمححار و دون
طلب محّركة و ) الجدد ( محّركة الّرداء و ) الطلبة ( بالكسر اسم كال ّ
] [ 210
ما أشرق من الّرمل و الرض الغليظة المستوية و بالضحّم جمححع جحّدة كغححرف و غرفححة و
طححرح علححى الرض و ) المهححاوى ( جمححع المهححواة و صرعة ( بالفتح ال ّهو الطريق و ) ال ّ
هو بفتح الميم ما بين الجبلين و قيححل الحفححرة و قيححل الوهححدة العميقححة و ) المغححاوى ( جمححع
لو شححبهة الححتي يغححوى بهححا النسححان أى يض ح ّشححارح المعححتزلي :و هححي ال ّ
المغححوة قححال ال ّ
ل و ) اسححتنجح ( الحاجححة و) الغواة ( جمع غاو من غححوى غّيححا انهمححك فححي الجهححل و ضح ّ
جحها تنجّزها و استقضاها تن ّ
ععععععع
و قوله :الحذر الحذر و الجّد الجّد ،منصوبات على الغراء ،و قححوله :و ل ينّبئك مثححل
خبير ،مثل صفة لمحذوف و كذلك خبير أى ل ينّبئك منبيء مثل امرء خححبير ،و قححوله :
ن من عزائمه تعالى عدم نفع عبد ،و ن على تأويله بالمصدر أى إ ّاّنه ل ينفع عبدا ،اسم إ ّ
قوله :
أن يخرج ،فاعل ينفع ،و قوله :ان يشرك بدل من خصلة أو من هذه الخصال فتكون أو
ي،ن البهايم استيناف بيان ّ
في الجملت المعطوفة بعدها بمعنى الواو ،و جملة إ ّ
ن المؤمنين آه
و كذلك جملة إ ّ
عععععع
سلم متض حّمن لفصححلين امححا الفصححل الول فقححد قححالن هذا الفصل من كلمه عليه ال ّ اعلم أ ّ
ضلل غير معّين كقححوله عليححه شارح المعتزلي و غيره :اّنه يصف فيه انسانا من أهل ال ّ ال ّ
ل امرء اّتقى رّبه و خاف ذنبه أقول :و هو إّنما يتّم لو علم بعدم سبق ذكر سلم :رحم ا ّ ال ّ
ضمير التى أعنى قوله :مرجع لل ّ
سلم حذفه السّيد على ديدنه في الكتاب ،و أّما على تقدير سححبقه و هو ،في كلمه عليه ال ّ
ظححاهر
حذفه كما هو الظهر في الّنسخ اّلتي فيها عنوان هذا الفصححل بقححوله ) منهححا ( بححل ال ّ
سلم فل و كيححف شارح المعتزلي اّلتي عنوانه فيها بمن خطبة له عليه ال ّ أيضا في نسخة ال ّ
ل سبحانه أمّد في عمححره نا ّ
ل يهوى مع الغافلين ( أراد أ ّ
كان فقوله ) و هو في مهلة من ا ّ
خر أجله و كان ذلك سببا لغفلته فهو يسقط و يترّدى من و أمهله و أ ّ
] [ 211
سححلمة فححي مهحابط الهلك و مهححوات الغفلححة و ينخححرط فححي سححلك سححاير درجة الكمال و ال ّ
الجّهال و الغافلين ) و يغدو مع المذنبين ( أى يصبح معهم و هو كناية عن موافقته لهححم و
ملزمته إّياهم في ارتكاب المعاصححي و انهمححاك الثححام و الحّذنوب ) بل سححبيل قاصححد و ل
إمام قائد ( أى من دون أن يسلك سبيل مستقيما يوصله إلى المطلوب و يّتبع إمامححا عححادل
صواب و أما الفصل الثانى متضّمن للّنصح و الموعظححة و تححذكير المخححاطبين يقوده إلى ال ّ
بالموت و تنبيههم من نوم الغفلة و هو قوله ) حّتى إذا كشف لهم عححن جححزاء معصححيتهم و
شححارح البحرانححي :النفححس ذو جهححتين جهححة تححدبير استخرجهم من جلبيب غفلتهم ( قال ال ّ
أحوالها البدنّية بما لها من القّوة العملية ،و جهة استكمالها بقّوتها النظرية التي تتلقّححى بهححا
من العاليات كمالها ،و بقدر خروجها عن حّد العححدل فححي اسححتكمال قّوتهححا العمليححة تنقطححع
عن الجهة الخرى و تكتنفها الهيئآت البدنّية فتكون في أغطية منها و جلبيب مححن الغفلححة
عن الجهة الخرى بالنصباب إلى ما يقتنيه مما يعّد خيرا في الّدنيا و بسبب انصبابها في
هذه الجهة و تمكن تلك الهيئآت البدنية منها يكون بعدها عن بارئها و نزولها فححي دركححات
لح عليححه و آلححه و :الحّدنيا و الخحرةالجحيم عن درجات النعيم و بالعكس كما قال صحّلى ا ّ
ن بححالموت تنقطححع تلححك ضّرتان بقدر ما تقرب من إحديهما تبعد من الخححرى ،و ظححاهر إ ّ
الغفلة ،
و تنكشف تلك الحجب ،فيؤمئذ يتذكر النسان و أنحى لحه الحّذكرى ،و يكحون محا أثبتحه لحه
يححؤمئذ مححن تعّلححق تلححك الهيئات بنفسححه و حطهححا لححه عححن درجححات الكمححال مححن السلسححل و
الغلل هو جزاء معصيتهم المنكشف لهم ،انتهى ،هذا و تشبيه الغفلة بالجلباب من باب
شبه إحاطتهححا بهححم و ملزمتهححا لهححم إحاطححة الثححوب
تشبيه المعقول بالمحسوس ،و وجه ال ّ
بالبدن و لزومه له و قوله ) استقبلوا مدبرا و استدبروا مقبل ( أراد بالمدبر اّلذي استقبلوه
ما كان غائبا عنهم من الشقاء و النكال و النقم ،و بالمقبل اّلذي استدبروه ما كان حاضححرا
لهم من اللء و الموال و النعم ) فلم ينتفعوا بما أدركوا من طلبتهم ( أى الّلذات الّدنيويححة
التي كانت أعظم طلباتهم ،لّنهم تركوها وراء ظهورهم ) و ل بما قضوا من
] [ 212
وطرهم ( أى الشهوات النفسانية اّلتي كانت أهّم حاجاتهم ،لنها قد زالححت عنهححم ) و اّنححي
أحّذركم و نفسي هذه المنزلة ( أراد بها الحالة التي كان الموصوفون عليهححا مححن الغفلححة و
سلم معهم في التحذير لتطييب قلوب السامعين و تسححكين الجهالة ،و تشريك نفسه عليه ال ّ
نفوسهم ليكونوا إلى النقياد و الطاعة أقرب ،و عن الباء و النفححرة أبعححد ،و فححي بغححض
ل الّزيححغ و الّزلححل و الخطححاء و النسخ بدل المنزلة المزّلة ،فالمراد بها الّدنيا اّلتي هي مح ح ّ
الخطل و لّما نّبههم بعدم النتفاع بالمطالب و المآرب الّدنيوية أردف ذلك بالتنبيه على مححا
نفعه أعّم ،و صرف الهّمة إليححه أهحّم فقححال ) :فلينتفححع امححرء بنفسححه ( بححأن يصححرفها فيمححا
جهها إليه أرباب العقول و النظر و جهها الى ما و ّصرفها فيه أولوا البصار و الفكر و يو ّ
إليه أشار بقوله ) فاّنما البصير ( العارف بما يصححلحه و يفسححده و الخححبير الممّيححز بيححن مححا
يضّره و ينفعححه ) مححن سححمع ( اليححات البّينححات ) فتفّكححر ( فيهححا ) و نظححر ( إلححى الححبراهين
الساطعات ) فأبصر ( ها و أمعححن فيهححا ) و انتفححع بححالعبر ( أى نظححر بعيححن العتبححار إلححى
السلف الماضين من الجبابرة و الملوك و السلطين و غيرهححم مححن النححاس أجمعيححن كيححف
لو انتقلوا من ذروة القصور إلى و هدة القبور ،و مححن دار العحّز و المنعححة إلححى بيححت الحّذ ّ
المحنة ،و فارقوا من الموال و الوطان ،و جانبوا القوام و الجيران ،
و صاحبوا الحّيات و الديدان ،و كيف كانت الّديار منهم بلقع ،و القبور لهم مضححاجع و
اندرست آثارهم ،و انقطعت أخبارهم ،و خربت ديارهم ،و قسمت أمححوالهم ،و نكحححت
أزواجهم ،
ل هححذه
و حشر في اليتامى أولدهم ،و أنكرهم صديقهم ،و تركهم وحيدا شفيقهم ،ففى أق ّ
عبرة لمن اعتبر ،و تذكرة لمن اّتعظ و تذّكر ) ثّم سلك جححددا ( أى طريقححا ) واضحححا ( و
هو الصراط المستقيم ،و النهج القويم أى جاّدة الشريعة و منهححج الحّدين الموصححل لسححالكه
إلى حظاير القدس ،و مجالس النس بشرط أن ) يتجّنب ( و يتباعد ) فيه ( عن اليميححن و
ن الطريحق الوسحطى هحى الجحاّدة و اليميحن و الشحمال مزّلحة و مضحّلة توجبحان الشحمال فحا ّ
صرعة في المهاوى و الضلل ) ال ّ
] [ 213
ل مثل صراطا مستقيما ل عليه و آله :ضرب ا ّ ل صّلى ا ّ في المغاوي ( كما قال رسول ا ّ
صحراط داع صراط أبواب مفّتحة ،و عليها ستور مرخحاة و علحى رأس ال ّ و على جنبتى ال ّ
صحراط هحو الحّدين و هحو الجحدد الواضحح هنحا ،و يقول جحوزوا و ل تعّرجحوا ،قحال :فال ّ
ل ح ،و هححي المهححاوى و المغححاوى هنححا ،و
الّداعى هو القرآن و البواب المفّتحة محححارم ا ّ
ل و نواهيه .
ستور المرخاة هى حدود ا ّال ّ
سلم على ما ينفع المرء و يصلحه نّبه على ما يضّره و يفسده فقال عليححه و لّما نّبه عليه ال ّ
ضححللت و المنهمكيححن فححي الجهححالت
سلم ) و ل يعين على نفسححه الغححواة ( أى أهححل ال ّ ال ّ
ق و صححعبه ،فححانّ شارح البحراني :أى ل يحملهم على مّر الح ّ ق ( قال ال ّ
سف في ح ّ ) بتع ّ
ق له درجات بعضها سهل من بعض ،فالستقصحاء فيحه علحى غيحر أهلحه يحوجب لهحم الح ّ
شححارحالّنفرة عّمن يقوله و يأمر به ،و العداوة له و القول فيححه ،و قريححب منححه مححا قححاله ال ّ
ن الّرفق أنجح . ق يقوله أو يأمر به فا ّ
سف في ح ّ المعتزلي أى يتع ّ
سححلم تشححديدأقول :و ظاهر كلمهمححا يفيححد أّنهمححا فهمححا مححن الّتعسححف مححن كلمححه عليححه ال ّ
سححلمصل مقصوده عليه ال ّ الّتكليف على الغواة و الّتضييق عليهم في الحكام ،فيكون مح ّ
ل يجلححب العححداوة على ما قاله الّرفق بهم عند المر بالمعروف و الّنهححى عححن المنكححر ،لئ ّ
منهم لنفسه بتركه فيصيبه منهم مكروه و ضرر و هذا معنى ل بأس به ،و قد مّر نظيححره
سادس عشر :من أبدى صفحته للححح ّ
ق سلم في الفصل الّثاني من الكلم ال ّ في قوله عليه ال ّ
سلم أراد معنى آخر أى ل يعين الغاوين ظاهر أّنه عليه ال ّن ال ّ
لأّ هلك عند جهلة الّناس ،إ ّ
ق و عدم كشفه لهم و تبليغه عليهححم و إرجححاعهم سفه في ح ّ بما ضرره عايد إليه ،و هو تع ّ
ضححلل و ي و ال ّ ق و عدو لهم عنه و انهما كهم في الغ ّ إليه ،و ذلك لما رأى من تركهم للح ّ
سف تطييبا لنفوسهم و تحصححيل لرضححاهم ،و عححود ضححرر هححذا رغبتهم في الباطل ،فيتع ّ
الّتعسف إليه معلوم حيث يشترى رضاء المخلوق بسخط الخالق .
] [ 214
عن مواضححعه ،و يكححذب مححداراة معهححم و منازلححة أذواقهححم ) أو تخحّوف مححن صححدق ( أى
صدق و إن لم يكن خائفا في الواقع ،و عود ضرر الّتحريححف و يتكّلف الخوف من قول ال ّ
ل ح أقوامححا بححترك
الّتخوف على المحّرف و المتخّوف لستلزامها مداهنة الغواة ،و قد ذّم ا ّ
ق بقوله :
صدق و الجهاد في الح ّ
ال ّ
ل«.
شَيِة ا ِّ
خْن الّناس َك َ
شْو َ
خَق ِمْنُهْم َي ْ
» إذا َفري ٌ
ق
ل لومة لئم ،و ل يكون له من ردع من خالف الح ّ لزم على المرء أن ل يأخذه في ا ّ فال ّ
سححامعين بححأوامر نافعححة و نصحححهم ي و زجره من أوهان و ل ايهان ثحّم أمححر ال ّ و خابط الغ ّ
سامع من سححكرتك و اسححتيقظ مححن ( رقححدتك و ) غفلتححك ( بمواعظ بالغة فقال ) فأفق أّيها ال ّ
سححكرة ن ال ّ
سكرة الغفلة باعتبار كون الغفلة موجبة لترك أعمال العقححل كمححا أ ّ استعار لفظ ال ّ
كذلك ،و هى استعارة تحقيقّية و ذكر الفاقة ترشيح ،و شبه الغفلة بححالّنوم باعتبححار أن ل
التفات للغافل كالّنائم ،و هى استعارة بالكناية و ذكححر السححتيقاظ تخييححل ) و اختصححر مححن
ن بقائهححا يسححير و زوالهححا صر الهتمححام بهححا ،فححا ّ عجلتك ( و سرعتك في امور الّدنيا أى ق ّ
قريب ) و أنعم الفكر ( أى أمعن الّنظر ) فيما جائك ( و كثر دورانححه ) علححى لسححان الّنححب ّ
ي
ل عليه و آله و سّلم ( قد مضى تفسير الّمي من الّنهاية فححي شححرح الخطبححة
ى صّلى ا ّ
الم ّ
سححلم
الثامنة و الّثمانين و أقول هنا :روى في الحتجاج عن أبي محّمد العسكري عليححه ال ّ
في قوله تعالى :
ب«.
ن اْلِكتا َ
ن ل َيْعَلُمو َ
» َو ِمْنُهْم أّمّيو َ
ي منسوب إلى اّمه أى هو كما خرج من بطن اّمه ل يقرء و ل يكتب فزعم بعححض ن الم ّإّ
ي بححه كححان أيضححا بححذلك العتبححار ،أى ل ن وصححف الّنححب ّ
شارح المعتزلي أ ّ الّناس و منهم ال ّ
يحسن أن يقرء و يكتب ،و هو زعم فاسد ،بل وصفه باعتبار نسبته إلى اّم القرى أعنححى
صححافي فححي تفسححير قححوله
ل على ما ذكرنححا مححا رواه فححي ال ّل شرفا و عّزا و يد ّ مّكة زادها ا ّ
تعالى :
] [ 215
ي«.
لّم ّ
ى ا ُْ
ل الّنِب ّ
ن الّرسو َ
ن َيّتِبُعو َ
» أّلذي َ
سلم أّنه سئل عن ذلك فقحال :محا يقحول الّنحاس ؟ قيحل شرايع عن الجواد عليه ال ّ من علل ال ّ
سلم :كححذبوا عليهححم لعنححة
يزعمون أّنه سّمى الّمي لّنه لم يحسن أن يكتب ،فقال عليه ال ّ
ل يقول :
ل أّني ذلك و ا ّ
ا ّ
ب َو
عَلْيِهْم آيححاِته َو ُيَزّكيِه حْم َو ُيَعّلُمُه حُم اْلِكتححا َ
ل ِمْنُهْم َيْتُلو َ
سو ً
لّمّيين َر ُ
ث ِفى ا ُْ
» ُهَو اّلذي َبَع َ
حْكَمَة « .
اْل ِ
لح عليححه و
ي صحّلى ا ّ حْوَلها « .هذا و بّين ما جاء على لسان الّنححب ّ
ن َ» ِلُتْنِذَر ُأّم الُقرى َو َم ْ
آله بقححوله ) مّمححا ل بحّد منححه و ل محيحص عنححه ( أى المححوت الحذي ليحس منحه منححاص و ل
ن مححن
خلص و ل مهرب و ل مفّر ) و خالف مححن خححالف فححي ذلححك إلححى غيححره ( يعنححي أ ّ
خالف في امعان الّنظر في الموت و أهاويل الفناء و الفوت و أعرض عنححه و التفححت إلححى
غيره و اّتبع هواه و أطال أمله و مناه ،كادحا سعيا لدنياه في لّذات طربه و بححدوات اربححه
ن الموافقة له توجب فوات الّثواب و أليم العححذاب ، فخالفه ) و دعه و ما رضى لنفسه ( فا ّ
ن من صنع شيئا للمفاخرة حشره سرمد ) وضع فخرك ( فا ّ شقاء البد و الخزى ال ّ و تجّر ال ّ
سلم ) و احطط ل يوم القيامة أسود ،رواه في عقاب العمال عن أمير المؤمنين عليه ال ّ ا ّ
ن من مشى على الرض اختيال لعنته الرض و من تحتها و من فوقها ،رواه كبرك ( ل ّ
ل عليه و آله و سّلم . ل صّلى ا ّ سلم عن رسول ا ّ ل عليه ال ّ
في عقاب العمال عن أبيعبد ا ّ
لح :ويححل لمححن فححي الرض
سححلم قححال :قححال رسححول ا ّ
و فيه أيضا عن أبي جعفر عليححه ال ّ
يعارض
] [ 216
سححابعة و
سححماوات و الرض هححذا و قحد تقحّدم الكلم فححي شححرح الخطبححة المححأة و ال ّ جّبحار ال ّ
الربعين في تحقيق معنى الكبر و كونه من أعظم الموبقات و ما في ذّمححه مححن الخبححار و
صل و مستوفا فليراجع ثمة ) و اذكر قبرك اليات ،و كذلك الكلم في حسن الّتواضع مف ّ
ن عليححه
( و ما فيه مححن الوحححدة و الوحشححة و الغربححة و الظلمححة و الحسححرة و الّندامححة ) فححا ّ
ممّرك ( و مجازك و ل بّد لمن يمّر على منزل موحش مظلم أن يذكره و يتزّود له و يهتّم
بأخذ الّزاد و تكميل الستعداد ليتمّكن من الوصول إلى المطلوب و الّنجاح بالمقصححود ) و
كما تدين تدان ( أى كما تجزي تجزى و هححو مححن بححاب المشححاكلة ،و المقصححود أّنححك كمححا
ن خيرا فخيرا و إن شرا فشّرا و ل يعامل معك إ ّ ل سبحانه و تعالى و تعامل معه فا ّ تعمل ّ
لنعم ما قيل :
لحححححححححححححححححح يشححححححححححححححححححكرها
مححححححححححححححححححن يفعححححححححححححححححححل الحسححححححححححححححححححنات ا ّ
ل مثلن و الشّر بالشّر عند ا ّ
) و ما قّدمت اليوم ( لنفسك أو عليها ) تقدم عليه غدا ( و تقام فيه ) فححا ( جهححد نفسححك فححي
تحصححيل الخيححر و تجّنححب الش حّروا ) مهححد لقححدمك ( أى مّهححد و هّيىء لموضححع قححدمك مححن
الحسنات و العمال الصالحات ) و قّدم ( ال حّزاد ) ليححوم ( معححاد ) ك ( و إيححاك و التفريححط
فتقع في الحسرة و تعقب الندامة و ملمة النفس الّلوامة لدي الحساب يوم القيامة ) فالحذر
الحححذر ( مححن التقصححير و الغفلححة ) أيهححا المسححتمتع ( المفتححون ) و الج حّد الجحّد ( للتقححوى و
الطاعة ) أيها الغافل ( المغرور ) و ل ينّبئك ( أحححد ) مثححل ( واعححظ ) خححبير ( و عححارف
ن المنبيء لهم بصير بأحوال الخرة و أهوالها و لما أمرهم بالحذر و الجد و نّبههم على أ ّ
خبير و بصير بما يحذر منه و يجد عليه ،عّقب ذلك بالتنبيه على بعض مححا يجححب الحححذر
ل ( أى الحكام التي ل يجححوز مخالفتهححا فححي ن من عزائم ا ّ منه و الجّد على تركه فقال ) إ ّ
حال من الحوال
] [ 217
على مححا محر تفصححيل فحي شححرح الفصحل السحابع عشحر مححن الخطبححة الولحى ) فححي الحذكر
الحكيم ( أى القرآن الكريححم أو الّلححوح المحفححوظ كمححا قيححل ،و علححى الّول فل ينححافيه عححدم
ورود بعض ما يذكره من العزايم فيه بخصوصه لمكان استفادته من عمومات الكتاب أو
ل و وصف العزائم بقوله ) اّلتى عليها يثيب و يعححاقب و فحاويه حسبما تطلع عليه انشاء ا ّ
لها يرضى و يسخط ( أى يرضى و يثيب على الخذ بها و امتثالهححا ،و يسححخط و يعححاقب
على مخالفتها و تركها ) أنه ( الضمير للشأن ) ل ينفع عبححدا و إن أجهححد نفسححه و أخلححص
ل من ارتكب باحدى الخصال الخمححس التيححة ، قكّ فعله ( أّما إجهاد النفس فيتصّور في ح ّ
و أّما إخلص الفعل فاّنما يتصّور في المرتكب بغيححر الولححى مححن الربححع الباقيححة ،و أّمححا
شححرطّية الّثانيححة بملحظححة ن الخلص ل يجتمححع مححع الّريححا فيكححون ال ّ الولى فل لظهححور أ ّ
الغلححب أو مححن بححاب التغليححب فتححدّبر ) أن يخححرج مححن الحّدنيا ( أى ل ينفححع خروجححه منهححا
حالكونه ) لقيأ رّبه بخصلة ( واحدة ) من هذه الخصال ( و الحال أّنه ) لم يتب منهححا ( و
لم يندم عليها ،و هذه الخصال خمس :
حححدًا « و قححوله »
ك ِبِعباَدِة َرّبه أ َشِر ْ
ل صاِلحًا َو ل ُي ْ عَم ً
ل َجو ِلقآَء َرّبه َفْلَيْعَم ْ ن َيْر ُ
ن كا َ» َفَم ْ
ن«. ن َو اّلذيَنُهْم ُيرآُؤ َ
صلوِتِهْم ساُهو َن َ عْ صّلين اّلذيَنُهْم َل ِلْلُم َ
َفَوْي ٌ
و قد مضى تحقيق الكلم في الرياء و تفصيل أقسامه في شرح الفصل الّول من الخطبححة
الرابعة و العشرين الثانية ما أشار إليها بقححوله ) أو يشححفى غيظححه بهلك نفسححه ( أى يقتححل
نفسه
] [ 218
سلم :
و روى في عقاب العمال بسنده عن حمران قال :قلت لبي جعفر عليه ال ّ
ل:
ل عّز و ج ّ
قول ا ّ
لْر ِ
ض س أْو َفسحاٍد ِفحي ا ْ
ل َنْفسًا ِبَغْيحِر َنْفح ٍ
ن َقَت َ
ل أّنُه َم ْ
سرائي َ
على َبني إ ْ
ك َكَتْبنا َ
ل ذِل َ
جِنأ ْ » ِم ْ
جميعًا « .
ل الّناس َ َفَكَأّنما َقَت َ
سلم :يوضع في موضع من جهّنم إليه ينتهى شّدة عححذاب و إّنما قتل واحدا ،فقال عليه ال ّ
أهلها لو قتل الّناس جميعا كان إّنها يدخل ذلك المكان ،قلت :فاّنه قتل آخر قال :
] [ 219
ل» لح عحّز و جح ّن عليه شيئا تشينه به و تهدم به مرّوته ،فتكون من الذين قال ا ّ
و ل تذيع ّ
لح عليححه
ضل بن عمر عن أبي عبححد ا ّ ن اّلذين يحّبون أن تشيع الفاحشة « الية و عن المف ّ إّ
سلم قال :من روى عن مؤمن رواية يريد بها شينه و هححدم مرّوتححه ليسححقطه مححن أعيححن ال ّ
شيطان .ل من وليته إلى ولية ال ّ
ل عّز و ج ّ
الّناس أخرجه ا ّ
و معناه أن يقذف غيره بأمر قد فعله هو فيكون غيره منصححوبا مفعححول بححه و العامححل يعحّر
يقال عّره يعّره أى عابه و لطخه أقول :و على هذا فيدلّ على حرمته ما يدل على حرمححة
البهت و الفتراء ،قال تعالى :
] [ 220
ن«.
ك ُهُم اْلكاِذُبو َ
ل َو ُأولِئ َ
ت ا ِّ
ن ِبآيا ِ
ن ل ُيْؤِمُنو َ
ب اّلذي َ
» إّنما َيْفَتِرى اْلَكِذ َ
الرابعة ما أشار اليها بقوله ) أو يستنجح حاجة إلى الّناس باظهار بدعة فححي دينححه ( يعنححي
ضححللة فححي
ل بدعة ضللة و ال ّ أّنه يبدع في الّدين طلبا لنجاح حاجته ،و من المعلوم أنّ ك ّ
الّنار قال تعالى :
ل عليه ما في عقححاب العمححال و استنجاح الحاجة بالبدعة أشّد خزيا و أعظم مقتا ،كما يد ّ
سلم قال :صونوا دينكم بححالورع ،و قحّووه بححالّتقوى و السححتغناء ل عليه ال ّ
عن أبي عبد ا ّ
سلطان ،و اعلموا أّنه أّيما مؤمن خضع لصححاحب ل عن طلب الحوائج من ال ّ ل عّز و ج ّبا ّ
ل إليححه ،
ل و مقته عليه و وكله ا ّ سلطان أو لمن يخالفه على دينه طلبا لما في يديه أخمله ا ّ
لح البركححة منححه و لححم
و إن هو غلب على شيء من دنياه و صار في يده منه شححيء نححزع ا ّ
جة و ل عمرة و ل عتق و فيه عن هشام بن الحكم عححن أبححي يأجره على شيء ينفقه في ح ّ
سلم قال :كان رجححل فححي الّزمححن الّول طلححب الحّدنيا مححن حلل فلححم يقححدر ل عليه ال ّ
عبد ا ّ
عليها ،فطلبها من حرام فلم يقدر عليها ،
شيطان فقال له :يا هذا إّنك قد طلبت الّدنيا من حلل فلم تقدر عليهححا و طلبتهححا مححن
فأتاه ال ّ
حرام فلم تقدر عليها أفل أدّلك على شيء يكثر به مالك و دنياك و تكححثر بححه ؟ ؟ ؟ بعححك ؟
قال :بلى ،قال :تبتدع دينا و تدعو إليه الّناس ،ففعل ،فاستجاب له
] [ 221
الّناس فأطاعوه و أصاب من الّدنيا ،ثّم إّنه فّكر فقال :ما صنعت ابتححدعت دينححا و دعححوت
ل أن آتححى مححن دعححوته إليححه فححأرّده ،فجعححل يححأتي أصحححابه
الّناس إليه و ما أرى لى توبة إ ّ
ن الذى دعوتكم اليه باطل و إّنما ابتححدعته فجعلححوا يقولححون :كححذبت الذين أجابوه فيقول :إ ّ
ق و لكّنك شككت في دينك فرجعت عنه ،فلّما رأى ذلك عمد إلى سلسلة فوتد لهححا هذا الح ّ
ل ع حّزى ،فأوحى ا ّل عل ّ
ل عّز و ج ّ و تدا ثّم جعلها في عنقه و قال :ل احّلها حّتى يتوب ا ّ
ي من النبياء قل لفلن : ل إلى نب ّ
وجّ
و عّزتي لو دعوتني حّتى ينقطع أو صالك ما استجبت لححك حّتححى تححرّد مححن مححات علححى مححا
دعوته إليه فيرجع عنه .
الخامسة محا أشحار إليهححا بقححوله ) أو يلقحى الّنحاس بحوجهين أو يمشحى فيهحم بلسححانين ( قحال
صديقين مثل بغير ما يلقى به الخر ليفرق بينهما ، ل من ال ّ
ي :أى يلقى ك ّشارح البحران ّال ّ
أو بين العدّوين ليضري بينهما ،و بالجملة أن يقول بلسانه مححا ليححس فححي قلبححه فيححدخل فححي
زمرة المنافقين و وعيد المنافقين في القرآن :
ن الّنار « .
ل ِم َ
سَف ِ
لْك ا َْ
ن ِفي الّدْر ِ
ن اْلُمناِفقي َ
»إّ
ل علححىأقول :و يدخل أيضا في زمرة المغتابين فيشمله اليات المفيدة لحرمة الغيبة و يد ّ
لح عليححه
سنة ما رواه في الكافي بسنده عن ابححن أبححي يعفححور عححن أبححي عبححد ا ّ حرمته من ال ّ
سلم قال :من لقى المسلمين بوجهين و لسانين جاء يوم القيامة و له لسححانان مححن نححار و ال ّ
سلم قال :بئس العبد عبد يكون ذا وجهين و ذا لسانين ، عن أبي جعفر عليه ال ّ
يطرى أخاه شاهدا و يأكله غائبا إن أعطى حسده ،و ان ابتلى خذله و عن عبححد الّرحمححان
سححر ول تبارك و تعالى لعيسى :يا عيسححى ليكححن لسححانك فححي ال ّ
بن حماد رفعه قال :قال ا ّ
العلنية لسانا واحدا و كذلك قلبك إّني احّذرك نفسك و كفى بي خبيرا ،ل يصححلح لسححانان
في فم واحد ،و ل سيفان في غمد واحد ،و ل قلبان في صدر واحد ،و كذلك الذهححان ،
و رواها جميعا في عقاب العمال نحوها .
لح صحّلى
سلم قال :قال رسول ا ّ
ي عن آبائه عليهم ال ّ
و في عقاب العمال عن زيد بن عل ّ
ل عليه و آله
ا ّ
] [ 222
يجيء يوم القيامة ذو الوجهين دالعا لسانه في قفاه و آخر من قدامه يلتهبان نارا حّتى يلهبا
جسده ثّم يقححال لححه :هححذا اّلححذي كححان فححي الحّدنيا ذا وجهيححن و ذا لسححانين يعححرف بححذلك يححوم
القيامة .
ن المثل دليل على شبهه ( لّمححان البهايم آه ) فا ّ) اعقل ذلك ( أشار به إلى ما يذكره بقوله إ ّ
ل في ماّدة محسوسححة كمححن ل شيء إ ّ كان أكثر الفهام قاصرة عن إدراك الماهّية العقلّية لل ّ
يعرف حقيقة العلم مثل فيقال له إّنه مثل الّلبن حيث إّنه غذاء للّروح الّناقص و يصححير بححه
طفل الّناقص و به يصير كماله و هكذا ،ل جرم جرت عادة ا ّ
ل كامل كما يتغّذي بالّلبن ال ّ
تعالى و عادة رسله و أوليائه في بيان الحكام للّناس و تبليغ التكاليف اليهححم علححى ضححرب
المثال تقريبا للفهام و أكثر القرآن أمثال ضربت للّنححاس ظواهرهحا حكايحة عحن حقايقهحا
المكشوفة عند ذوى البصاير قال صدر المتأّلهين :كححثر فححي القححرآن ضححرب المثححال ل ّ
ن
شهادة ،و الخرة عالم الغيب و الملكوت ،و ما من صورة فححي هححذا الّدنيا عالم الملك و ال ّ
ل و لححه مثححال و
ل و لها حقيقة في عالم الخرة و ما من معنى حقيقى في الخححرة إ ّ العالم إ ّ
صورة في الّدنيا ،
إذ العوالم و الّنشئات مطابقة تطابق النفس و الجسد ،و شرح أحوال الخرة لمن كان بعد
ل بمثال ،و لذلك وجدت القرآن مشحونا بالمثال كقوله :
في الّدنيا ل يمكن إ ّ
لح « مثلحه »
ل ا ِّ
ن أْمححواَلُهْم فحي سححبي ِ
ن ُيْنِفُقححو َ
ل اّلححذي َ
ن « » َمَث ُعَد اْلُمّتُقو َ
جّنِة اّلتي ُو ِ
ل اْل َ
» َمَث ُ
حماِر « .ل اْل ِ
ب « مثلهم » َكَمَث ِ ل اْلَكْل ِ
َكَمَث ِ
ل بضرب المثححال ،لّنهححم كّلفححوا أن يكّلمححوا الّنححاس و ليس للنبياء أن يتكّلموا مع الخلق إ ّ
ل بمثل ،فاذا على قدر عقولهم ،و قدر عقولهم أّنهم في النوم و النائم ل يكشف له شيء إ ّ
ن المثل صادق ،فالنبياء هم المعبرون لما عليححه أهححل ال حّدنيا مححن ماتوا انتبهوا و عرفوا أ ّ
صفات و ما يؤل عليه عاقبتها في يقظة الخححرة بكسححوة المثححال الّدنيويححة إذا الحوال و ال ّ
سلم لّما كان مقصوده التمثيل و أداء ن أمير المؤمنين عليه ال ّ عرفت ذلك فأقول :إ ّ
] [ 223
غرضه بضرب المثل ،و المثل ينتفع به العام و الخاص ،و كان نصيب العامى مححن كحلّ
مثل أن يدرك ظاهره المحسوس و يقف عليه و ينتفع به ترغيبا و ترهيبا لما فيه من نححوع
مطابقة لصله و نصيب الخاصى أن يدرك بححاطنه و يعّبححر مححن ظححاهره إلححى سحّره و مححن
محسوسه الجزئي إلى معقوله الكّلى كما قال تعالى :
ن«.
ل اْلعاِلُمو َ
ضِرُبها ِللّناس َو ما َيْعِقُلها إ ّ
ل َن ْ
لْمثا ُ
كا ْ
» َو ِتْل َ
سلم أن يكون انتفاع المخاطبين بالمثل الذي يضربه على وجه الكمال و نحو أراد عليه ال ّ
ن المثل دليل على سلم :مقّدمة و تنبيها لهم :اعقل ذلك فا ّ الخصوص ،فلذلك قال عليه ال ّ
شبهه ،أي أفهم ما أقول و تدّبر فيه و ل تقصر نظرك إلى ظحاهره ،بحل تفّكحر فحي معنحاه
حّتى تصل من قشره إلى لّبه ،و يمكن لك السححتدلل بالمثححل علححى ممّثلححه و النتقححال مححن
ن البهححايمظاهره إلى باطنه و الوصول من قشره إلى لّبه و المثل اّلذي ضربه هو قوله ) إ ّ
شححراب و الكححل و شححهوية فاهتمامهححا دائمححا بالطعححام و ال ّهّمهححا بطونهححا ( لكمححال قّوتهححا ال ّ
سباع هّمها العدوان ( لفراط قّوتها الغضبّية فلّذتها أبححدا ن ال ّ
سفاد ) و إ ّشرب و النزو و ال ّ ال ّ
ن زينححة الحيححاة الحّدنيا (
ن الّنسححاء همهح ّفي الضراء و الفححتراس و الغلبححة و النتقححام ) و إ ّ
سلم من هححذا شهوّية ) و الفساد فيها ( لشّدة قّوتها الغضبّية و غرضه عليه ال ّ لفرط قّوتها ال ّ
ن كمال النسان اّلذي به فارق غيححره هححو إدراك مححا يخححرج عححن عححالم المثل التنبيه على أ ّ
الحواس و الحاطة بالمعلومات و التنّزه عن الّتعّلقات و الّترّقي إلى الملء العلى ،فمححن
ذهل عن ذلك و عطل نفسه عن تحصيله و أهمله و لم يجاوز عالم المحسوسات فهو الذي
أهلك نفسه و أبطل قّوة استعداده بالعراض عن اليات و التأّمل فيها ،و نزل عن مرتبة
النسانية و أخلد إلى الرض فان كان تابعا لقّوته الشهوّية البهيمّية فهو نححازل عححن حقيقححة
النسانّية إلى درجة البهايم ،و وافق النعام فمثله كمثل الحمار بل البهححايم أشححرف منححه و
ن أكحثرهم يسحمعون أو يعقلححون إن هحم إ ّ
ل ل منها كمحا قحال تعحالى » .أم تحسحب أ ّ هو أض ّ
كالنعام بل هم
] [ 224
ل سبيل « و ذلك لّنها ما ابطلت استعدادها لما كان لها و ما أضّلت عن سححبيلها اّلححتي أض ّ
ل هحو آخحذ بناصحيتها ،بخلف هحذا ،فحاّنه أبطحل كمحاله و كانت عليها ،بل ما من داّبحة إ ّ
انسانّيته و تبع شهوة بطنه و فرجحه و آثحر البهيمّيحة و ان كحان تابعحا لقحوته الغضحبّية فهحو
ضححبع و نحوهححا و إن كححان سبعّية فمثلححه كمثححل الكلححب أو الخنزيححر أو ال ّ
ط إلى درجة ال ّ
منح ّ
ط من كمال الرجولّية إلى مرتبة النوثّية . تابعا لشهوته و غضبه معا فقد انح ّ
سححلم مححن التمثيححل التنفيححر عححن اّتبححاع الشححهوة و ن غرضه عليححه ال ّ خص مما ذكرنا أ ّ فقد تل ّ
ن الخارج فيهما عححن ححّد العححدل إلححى مرتبححة الفححراط إّمححا أن تشححبه الغضب بالتنبيه على أ ّ
ل منها مما يرغب العاقل عنه و ل يرضى بححه لنفسححه ،و البهيمة أو السبع أو المرأة ،و ك ّ
سلم لما نّفر عن اتباع هحاتين القحّوتين عّقحب ذلحك لذلك قال أّول :اعقل ذلك ثّم إّنه عليه ال ّ
ن المححؤمنين مسححتكينون ( أى سححلم ) :إ ّبصححفات المححؤمنين ترغيبححا إليهححا فقححال عليححه ال ّ
ن المؤمنين مشفقون ( كما قال سبحانه : ل متواضعون له ) إ ّ خاضعون ّ
] [ 225
ل«.
ق َنَز َ
حّق أْنَزْلناُه َو ِباْل َ
حّصَمُد « و في قوله » َو ِباْل َ
ل ال ّ
حٌد ا ُّ
لأ َ
ل ُهَو ا ُّ
» ُق ْ
ععععع
سلم :إّنما رمز بباطن هححذا شارح المعتزلي في شرح هذا الفصل من كلمه عليه ال ّ قال ال ّ
الكلم إلى الّرؤساء يوم الجمل ،لّنهم حاولوا أن يشححفوا غيظهححم بححاهلكه و إهلك غيححره
من المسلمين ،و عزوه بأمرهم فعلوه و هو الّتأليب علححى عثمححان و حصححره و اسححتنجحوا
حاجتهم إلى أهل البصرة باظهار البدعة و الفتنة و لقوا الّناس بحوجهين و لسحانين ،لّنهححم
ل سبحانه فححي شرك با ّ
بايعوه و أظهروا الّرضا به ،ثّم دّبوا له فجعل دبوبهم هذه مماثلة لل ّ
ن المثل دليل على شححبهه ،و ل بالّتوبة ،و هذا هو معنى قوله :اعقل ذلك فا ّأّنها ل تغفر إ ّ
ن المثل واحد المثال أى هذا الحكم بعدم المغفرة لمن أتى شححيئا محن هححذه الشحياء روى فا ّ
عام و الواحد منها دليل على ما يماثله و يشابهه .
ن هححذه
ل فححا ّ
فان قلت :فهذا تصريح بمذهب المامية في طلحة و الّزبير و عايشة قلت :ك ّ
الخطبة خطب بهحا و هحو سحائر إلحى البصحرة و لحم يقحع الححرب بعحد ،و رمحز فيهحا إلحى
المذكورين و قال إن لم يتوبوا و قد ثبت أّنهم تابوا ،و الخبار عنهم بالّتوبححة مستفيضححة ،
ثّم أراد أن يؤمى إلى ذكر الّنساء للحال اّلتي كان وقع إليها مححن اسححتنجاد أعححدائه بححالمرأة
فذكر قبل ذكر الّنساء أنواعا من الحيوان تمهيدا لقاعدة
] [ 226
ن الس حّباع هّمهححا
ن البهايم هّمها بطونها كالحمر و البقححر و البححل ،و إ ّ
ذكر النساء فقال :إ ّ
صقور ، ضارية و الّنمور و الفهود و البزاة و ال ّ
العدوان على غيرها كالسود ال ّ
شححارح مححن
ن زينة الحياة الّدنيا و الفساد فيها انتهى أقول :أّما ما ذكححره ال ّ
ن النساء هّمه ّ
وإّ
كون هذا الكلم رمزا إلى قححادة الضححلل يححوم الجمححل فغيححر بعيححد ،و اّتصححافهم بالخصححال
الخمس التي هى من أوصاف أهل النفاق و الضلل معلوم و مبرهن .
ن صححدور هححذه و أّما جوابه عن العتراض الذي اعححترض بححه فسححخيف جحّدا أّمححا أّول فل ّ
سلم حين مسيره إلى البصرة و قبححل وقححوع الحححرب ل يرفححع اليححراد الخطبة عنه عليه ال ّ
سلم لم يقل إن لححم بعد تحّقق اّتصاف الّرؤساء بالخصال المذكورة و أّما ثانيا فلنه عليه ال ّ
يتوبوا بل قال و لم يتب ،و كونه رمزا إلى عدم توبتهم و أنهم يموتون بل توبة أظهر من
ن أخبحار تححوبتهم الححتي ادعححى استفاضححتها أن يكون رمزا إلى حصول التوبة و أّما ثالثا فل ّ
بعد تسليم كونها مستفيضححة ممححا تفحّردت العاّمححة بروايتهححا ،و ل يتحّم بهححا الحتجححاج قبححال
المامّية ،و قد قحّدمنا فححي شححرح الكلم الثححامن بطلن توبححة الزبيححر ،و فححي شححرح الكلم
الثححاني عشححر بطلن توبححة الطلحححة ،و فححي شححرح الكلم التاسححع و السححبعين بطلن توبححة
الخاطئة ،و قد مّر تحقيق بطلن توبة الّولين أيضا فححي شححرح الكلم المححأة و السححابعة و
الثلثين بما ل مزيد عليه فليتذّكر .
ععععععع
بعض ديگر از آن خطبه شريفه در صفت بعض أهل ضللست مىفرمايد :
و آن شخص معصيت كار در مهلت است از پروردگار فرو مىافتد با غافلن ،
و صباح مىكند با گنه كاران ،بدون راه راست و بدون پيشوائى كه كشنده خليق است
ب العّزة و بعض ديگححر از ايححن خطبححه متضحّمن نصححيحت و مححوعظه
بطرف حضرت ر ّ
است مر مخاطبين را مىفرمايد :
] [ 227
تا آنكه چون كشف كند خدايتعالى از جزاء معصيت ايشان ،و خارج ميكند ايشان را از
لباسهاى غفلت ايشان استقبال مىكنند بچيزى كه ادبار كرده بود و غايب بححود از ايشححان
كه عبارتست از عقوبات آخرت ،و استدبار مىكنند بچيزى كه حاضر بود ايشححانرا كححه
عبارتست از لذايذ دنيا ،پس نفع نبردند از آنچه دريافتند از مطلوب خودشان ،و نه بححه
آنچه كه رسيدند از حاجت خود ،و بدرستى كه من ميترسانم شححما را و نفححس خححود مححرا
از اين حالت غفلت ،پس بايد كه منتفع بشود مرد بنفس خود ،
پس بدرستى كه صاحب بصيرت شخصى است كه بشنود پس تفكر نمايححد ،و نظححر كنححد
پس بينا گردد ،و منتفع بشود با عبرتهاى روزگار پححس از آن راه بححرود در راه راسححت
آشكار كه دورى ورزد در آن راه از افتادن مواضع پستى و تباهى و از گمراه شدن در
مواضع گمراهى ،و اعانت نكند بر ضححرر خححود گمراهححان را بجهححة كححج روى در امححر
حق يا بجهة تغيير دادن در گفتار ،يا بجهة اظهار خوف در راستى و صداقت پس افاقه
حاصل كن اى شنونده از بيهوشى خود را بيدار باش از خواب غفلت خود ،و مختصححر
كن از تعجيل و شتاب خودت ،و نيك تأّمل نما در آنچه آمده بتو بر زبححان پيغمححبريكه از
أهححل مكححه معظمححه اسححت از آنچححه ناچححار اسححت از آن و هيححچ گريححزى نيسححت از آن ،و
جه بشود بطرف غيححر آن ،و مگححذار مخالفت كن با كسى كه مخالفت كند در آن ،و متو ّ
او را بآنچه كه پسنديده است او را از براى خودش ،و بگذار فخر خودت را ،و پسححت
كن كبر خود را ،و ذكر كن قبر خود را پس بدرستى كه بر آن قبر است عبححور تححو ،و
همچنان كه جزا مىدهى جزا داده ميشوى ،و همچنان كه زراعت مىكنححى مىدروى ،
و آنچه كه پيش فرستاده امروز مىآئى بر او فردا پس مهّيا كن از براى آمدن خود بدار
بقا ،و مقّدم كن از براى روز حاجت خود ،پس البته حذر كن و بترس أى گوش دهنححده
،و البّته جّد و جهد كن أى غفلت كننده ،و آگححاه نكنححد تححو را هيححچ كححس ماننححد كسححى كححه
آگاهست از كارها ،بدرستى كه از جملححه أوامححر محتححومه پروردگححار در ذكححر محكححم و
استوار كه بر اخذ آن ثواب مىدهد ،و بر ترك آن عقاب مىنمايد ،و از براى اطححاعت
آن خوشنود مىشود ،و بجهة
] [ 228
اينست كه هيچ نفع نمىبخشد بنده را اگر چه بمشقت أندازد نفس خود را و خالص نمايد
فعل خود را اين كه خارج بشود از دنيا در حالتى كه ملقات كند پروردگار خححود را بححا
يك خصلت از اين خصلتهاى ذميمه در حالتى كه توبه ننموده باشد از آن :
آنكه شرك آورد بخدا در آنچه كه واجب نموده است بر او از عبادت خود ،
يا شفا بدهد غيظ خود را با هلك كردن نفس خود ،يا اقرار كند بكححارى كححه ديگححرى او
را نموده ،يا خواهش روا كردن حاجتى نموده باشد بسوى خلق با اظهار بدعت در دين
خود ،يا ملقات كند مردمان را بدو روئى و نفاق ،يا مشى كنححد در ميححان ايشححان بححا دو
زباني و عدم وفاق درك كن و بهم اين مثل را كه خواهم زد از بححراى تححو پححس بدرسححتى
كه مثل دليل است بر مشابه خود ،و آن مثل اينست كه :چهار پايان قصد آنها شكمهاى
آنهاست ،و بدرستى كه درندگان قصد ايشحان سحتم و عدوانسحت ،و بدرسحتى كحه زنحان
قصد ايشان زينت زندگاني ايححن جهححان و فسححاد كردنسححت در آن ،بدرسححتى كححه مؤمنححان
متواضعانند ،بدرستيكه مؤمنان ترسندگانند از غضب پروردگار ،بدرستى كه مؤمنححان
خائفند از سخط آفريدگار ،الّلهّم وّفقنا بمحّمد و آله الطهار
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
ععععع ععععع
و ناظر قلب الّلبيب ،به يبصر أمده ،و يعرف غوره و نجده ،
] [ 229
داع دعا ،و راع رعا ،فاستجيبوا للّداعي ،و اّتبعوا الّراعى ،قد خاضححوا بحححار الفتحن ،
شعارضاّلون المكّذبون ،نحن ال ّ سنن ،و أرز المؤمنون ،و نطق ال ّ و أخذوا بالبدع دون ال ّ
ل مححن أبوابهححا ،فمححن أتاهححا مححن
و الصحاب ،و الخزنة و البواب ،و ل تؤتى البيوت إ ّ
غير أبوابها سّمي سارقا .
فيهم كرائم القرآن ،و هم كنوز الّرحمن ،إن نطقوا صدقوا ،
و إن صمتوا لم يسبقوا ،فليصدق رائد أهله ،و ليحضر عقله ،و ليكن من أبنححاء الخححرة
فاّنه منها قدم ،و إليها ينقلب ،فالّناظر بالقلب العامل بالبصر يكون مبتححدء عملححه أن يعلححم
أعمله عليه أم له ،فإن كان له مضى فيه ،
طريححقسححائر علححى ال ّ ل بعدا من حاجته ،و العامححل بححالعلم كال ّ طريق إ ّ فل يزيده بعده عن ال ّ
ل ظاهر باطنا علي مثاله ،فمححا الواضح ،فلينظر ناظر أسائر هو أم راجع ،و اعلم أنّ لك ّ
صححادقطاب ظاهره طاب باطنه ،و ما خبث ظاهره خبث بحاطنه ،و قحد قحال الّرسححول ال ّ
ب اْلَعَمححل َو
حح ّ
عَمَلحُه َ ،و ُي ِ
ض َ
ب اْلَعْبحَد َو ُيْبِغح ُ
حح ّ
لح ُي ِ
ن ا َّ
ل عليه و آلححه و سحّلم » :إ ّ صّلى ا ّ
نكّ
ل ض َبَدُنُه « و اعلم أ ّ
ُيْبِغ ُ
] [ 230
ل نبات ل غنى به عن الماء ،و الميححاه مختلفححة ،فمححا طححاب سححقيه طححاب
عمل نبات ،و ك ّ
غرسه ،و حلت ثمرته ،و ما خبث سقيه خبث غرسه ،
و أمّرت ثمرته .
ععععع
سواد الصغر الذي فيه انسان العين و ) الغححور ( بالفتححح قعححر ك حلّ ) الناظر ( من المقّلة ال ّ
شيء و المنخفض من الرض و ) الّنجد ( المرتفع منها و الجمع نجود مثل فلس و فلوس
و ) رعت ( الماشية رعيا إذا سرحت بنفسها و رعيتها و أرعاها يستعمل لزما و متعحّديا
ل من ولى أمر قوم و الجمع رعاة و رعاء بالكسححر و فانا راع ،و في القاموس الّراعى ك ّ
رعيان و القوم رعية و ) ارز ( من بححاب علححم و ضححرب انقبححض و انجمححع و ) الشّححعار (
بالكسححر مححا ولححى الجسححد مححن الثيححاب و ) ال حّرائد ( المرسححل فححي طلححب المححاء و الكلء و
) ليحضر عقله ( مضارع حضر من باب نصر أو أحضر من باب الفعال
ععععععع
ي :إّنه مبتداء محذوف الخبر تقححديره شارح المعتزل ّداع مرفوع تقديرا خبر ناظر و قال ال ّ
ل عمل نبات هكذا في بعض النسححخ فيكححون ك ح ّ
ل نكّ في الوجود داع دعا ،قوله :و اعلم أ ّ
ل عمل نباتا فيكون نباتا اسما لها
ن لك ّ
ن و نبات خبرها و في بعضها أ ّ اسم إ ّ
عععععع
اعلم أّنه لّما كان من دأب الّرحمة الرحمانية أن يصدر عنه أقسام الموجودات علححى أكمححل
ل نوع بعد إعطاء الوجود ما يحفظ به كماله الّول و ما يتصّور في حّقها ،و أن يعطى لك ّ
ل شححيء خلقححه ثحّم هححدى « أشححار
يستدعى كماله الّثاني كما قال تعالى » هو اّلذى أعطى ك ّ
إلى أّنه أعطى أصل وجوده ،ثّم أفاد له ما يتهّيأ و يهتدى به إلى فضيلة زايدة مححن القححوى
ل نوع من أنواع المكونات و اللت ،ل جرم كان ك ّ
] [ 231
ل بمعّلم خارجي ،لعدم استقلل و جعل عقول غيرهم ناقصة ،فهؤلء ل يكمل معرفتهم إ ّ
عقلهم بمعرفة كثير من المصالح و المفاسد و المنافع و المضاّر ،و ذلك المعّلم هو النححب ّ
ي
ل عليه و آله و المام .
صّلى ا ّ
لح أن
سلم في رواية الكافي حيث قححال :أبححي ا ّ ل عليه ال ّ
و إلى هذا المعنى أشار أبو عبد ا ّ
ل شرح ل سبب شرحا ،و جعل لك ّ ل شيء سببا و لك ّ ل بأسباب ،فجعل لك ّ يجرى الشياء إ ّ
ل صّلىل علم بابا ناطقا عرفه من عرفه و جهله من جهله ذاك رسول ا ّ علما ،و جعل لك ّ
ل عليه و آله و نحن .
ا ّ
] [ 232
ل ِبإْذِنه « .
عيًا إَلى ا ّ
شرًا َو َنذيرًا َو دا ِ
ك شاِهدًا َو ُمَب ّ
سْلنا َ
ي إّنا أْر َ
» يا أّيَها الّنِب ّ
ى الخلق و القائم بأمرهم كحالّراعي الحذي يرعحى سلم لّنه ول ّو أراد بالّراعى نفسه عليه ال ّ
غنمه و يحفظها و يرّبيها ،و قد مّر تشبيه المام بالّراعي و الرعّية بالغنم و تشبيه من لححم
يعرف امامه بغنم ضّلت عن راعيها فححي الحححديث اّلححذي روينححاه مححن الكححافي فححي الّتححذنيب
الثالث من تذنيبات شرح الفصل الّرابححع مححن فصححول الخطبححة الولححى و ورد فححي وصححف
سلم في الّزيارة الجامعة :و استرعاكم أمر خلقه ، الئمة عليهم ال ّ
قال شارح الّزيارة ،يعنى به :أّنه تعالى استرعاهم أمر خلقه جعلهم قائمين برعاية الخلق
شرعي و وجححوده ،فيما يتعّلق بأمر الوجود الكوني و شرعه ،و فيما يتعّلق بأمر الكون ال ّ
شهادة ،و فيما يتعّلق بأمر الّدنيا و الخرة ،
و فيما يتعّلق بامر الغيب و ال ّ
ن الّناظر من النسان هو آلة البصار و اّنما جعل الّداعي و الّراعى ناظر القلب الّلبيب ل ّ
،و بها يدرك الشياء على ما هى عليها ،و يفّرق بين اللحوان و الضححواء و الشحكال و
ق و الباطل ،
المقادير و نحوها ،و بناظره القلبي أى عين بصيرته يفّرق بين الح ّ
] [ 233
يو بالمبدء و المعاد ،و بدللتهما و إرشادهما يكمل له الحكمة الّنظرية و العمليححة ،فححالنب ّ
ن العقل رسول من باطن و إليه يشير قححول موسححى بححن جعفححر المام عقل من خارج كما أ ّ
ل علححىن ّ ى في الكافي :يا هشام إ ّ سلم لهشام بن الحكم في الحديث الطويل المرو ّ عليه ال ّ
ظاهرة فالّرسل و النبياء و الئمححة عليهححم جة باطنة فأّما ال ّ
جة ظاهرة و ح ّجتين ح ّ الّناس ح ّ
سلم ،و أّما الباطنة فالعقل إلى أن قال : ال ّ
سلم في هذه الية :مّيت ل يعرف شيئا و نورا يمشي به في الّنححاس قال أبو جعفر عليه ال ّ
اماما يأتّم به كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ،قال :الذي ل يعرف المام ،هححذا
و لّما كان هّمة العاقل مصروفة لتحصيل كمالته و الترقى من حّد الّنقححص و الوبححال إلححى
سححعادة ،و كححان
ذروة الفضل و الكمال ،و من هبوط الجهل و الّدنائة إلى شرف العّز و ال ّ
سلمذلك الستكمال و الّترّقي موقوفا على طاعة الّرسول و المام عليهما ال ّ
] [ 234
حسبما عرفت أمر بطاعتهما بقوله ) فاسححتجيبوا للحّداعي و اّتبعحوا الّراعحي ( لّنهمحا قحّواد
صراط المستقيم ،و بالستجابة و المتابعححة لهمححا جة البيضاء و ال ّ الّناس و هداتهم إلى المح ّ
ل طاعتهما بطاعته فقال : ينال حسن العاقبة و سعادة الخاتمة ،و لذلك قرن ا ّ
سلم ) قد خاضوا بحار الفتن ( قححال الشححارح البحرانححي :يحتمححل أن يكححونو قوله عليه ال ّ
سامعين كمعاوية و أصحاب الجمل و الخوارج ، التفاتا إلى قوم معهودين لل ّ
و يحتمل أن يكون منقطعا عّما قبله مّتصل بكلم لححم يحكححه الّرضححي ) ره ( و إليححه ذهححب
ي ،و قال :هذا كلم مّتصل بكلم لم يحكه الّرضي ،و هو ذكر قوم مححن شارح المعتزل ّ ال ّ
ضلل قد كان أخححذ فححي ذّمهححم و نعححا عليهححم عيححوبهم أقححول :و الظهححر عنححدي أّنححه أهل ال ّ
سابق ،و وجه نظمحه أّنحه لّمحا أمحر بوجحوب متحابعته و فحرض طحاعته و مّتصل بالكلم ال ّ
لح
ل عليه و آله و سّلم التفت إلى حكايححة حححال المخححالفين لرسححول ا ّ طاعة الّرسول صّلى ا ّ
ل عليه و آله و سّلم و المغّيرين لوصّيته ،و الغاصبين لخلفته من الخلفاء الثلث صّلى ا ّ
و متابعتهم ،و كيف كحان فتشحبيه الفتحن بالبححار لهلكهحا و استيصحالها فمحن دخحل فيهحا
يغرق كما يغرق البحر الخائض فيه ،و ذكر الخوض ترشيح للّتشبيه .
شرع المبين ،و أبدعوا في الّدين ،و أخذوا بالّرأى و المقائيس عن هوىو تركوا منهج ال ّ
النفس ،فلم يزالوا دهرهم في اللتباس و الرتماس في بحححر الظلمححات و النغمححاس فححي
صدق .
ق و أولياء ال ّ
شهوات ،و ذلك كّله لعراضهم عن أئّمة الح ّ مهوى ال ّ
لح عحّز و
حححد ا ّ
سححلم بمححا أو ّ
قال يونس بن عبد الّرحمن :قلت :لبي الحسن الّول عليه ال ّ
ل،و ن مبتدعا ،من نظر برأيه هلك ،و من ترك أهل بيححت نححبّيه ض ح ّ جلّ ؟ قال :ل تكون ّ
شارح البحراني :البدعة قد يراد بها تححرك السحّنة
ل و قول نبّيه كفر قال ال ّ
من ترك كتاب ا ّ
و قد يراد بها أمر
] [ 235
ي بحن
سنة كما يفصحح عنحه محا رواه فحي الكحافي عحن علح ّ
أقول :و البدعة ملزمة لترك ال ّ
إبراهيم عن محّمد بن عيسى بن عبيد عن يونس عن حريز عن زرارة قال :
سلم عن الحلل و الحرام فقال :حلل محّمد حلل أبدا إلى يححوم ل عليه ال ّ
سألت أبا عبد ا ّ
القيامة و حرامه حرام أبدا إلى يوم القيامة ل يكون غيره و ل يجيء غيره .
ن حلله و حرامه إذا كانا مستمّرين إلى يوم القيامة فمححن أتححى
وجه دللته على الملزمة أ ّ
بشيء إّما أن يكون حكمه ثابتا في الكتاب و السّنة فل يكون بدعة ،
سنة لم يكححن بدعححة ،و حيححث كححانل ففيه تركهما ،و بعبارة اخرى لو لم يكن مخالفا لل ّ وإ ّ
مخالفا مناقضا لها يلزم من إتيانها ترك سّنة هي في مقابلها البتة ،و هو معنى قححول أميححر
سححلم ) و أرز المؤمنححون ( أى سححلم الححذي استشححهد بححه المححام عليححه ال ّ
المححؤمنين عليححه ال ّ
ضححاّلون المكحّذبون ( لختفححاء
انقبضوا و سكتوا لشمول الّتقية و غلبححة الباطححل ) و نطححق ال ّ
ضلل . ق و استيلء أهل ال ّ الح ّ
سلم إلي ذكر مناقبه و مفاخره المقتضية لوجححوب طححاعته حّثححا للمخححاطبين ثّم عاد عليه ال ّ
على الّرجوع إليه و تأكيدا للّتعريض و التقريع على المنحرفين العادلين عنه إلى غيححره و
شعار و الصحححاب ( طيبين من أولده ) ال ّ
الغاصبين لحّقه فقال ) نحن ( أراد به نفسه و ال ّ
شححعار لهححم
ل عليه و آله و سّلم و أصحابه ،و اسححتعار لفححظ ال ّ ل صّلى ا ّ أى شعار رسول ا ّ
شححعار للجسححد و سححلم و مزيححد اختصاصححهم بححه ملزمححة ال ّ باعتبححار ملزمتهححم لححه عليححه ال ّ
اختصاصه به ،
و هم أيضا أدركوا صحبته باليمان و صدقوه في جميع ما جاء به بالذعان و اليقان ،
شححعار و الصحححاب
ن ال ّ
و عححرف المسححند بلم الّتعريححف للعهححد قصححدا للحصححر ،يعنححي أ ّ
المعهودين نحن ل غيرنا .
سحامع
شحيء صحفتان محن صحفات التعريحف عحرف ال ّ قحال العلمحة التفتحازاني :إذا كحان لل ّ
اّتصافه باحداهما دون الخرى حّتى يجوز أن تكونا وصفين لشيئين متعّددين في الخححارج
فأّيهما كان بحيث يعرف السامع اّتصاف الّذات به و هو كالطالب بحسب زعمك أن
] [ 236
ل عليه و تجعله مبتداء ،و أّيهمححا كححان بحيححث يحكم عليه بالخرى يجب أن تقّدم الّلفظ الّدا ّ
يجعل اتصاف الّذات به و هححو كالطححالب أن تحكححم بثبححوته للححذات أو بنفيححه عنهححا يجححب أن
ل عليه و تجعله خبرا ،فاذا عرف السامع زيدا بعينه و اسمه و ل يعححرف خر الّلفظ الّدا ّ
تؤ ّ
اّتصافه بأنه أخوه و أردت أن تعرفه ذلك قلت :زيححد أخححوك ،و كححذلك إذا عححرف زيححدا و
علم أّنه كان من انسان انطلق و لم يعرف اّتصاف زيد بأنه المنطلق المعهود و أردت أن
ح المنطلق زيد ،انتهى ) و الخزنة و البواب ( تعرفه ذلك قلت :زيد المنطلق ،و ل يص ّ
ن الخححازن إّنمححا
ل و علم رسوله و إّنمححا اسححتعار لهححم ذلححك الّلفححظ ل ّ أى خّزان خزينة علم ا ّ
سححلم يتوّلى ما في الخزانة و يحفظه و يتصّرف فيه و يصرفه في مصارفه و هم عليهم ال ّ
لح تعححالى ،و المتصحّرفين فيححه و البححاذلين لححه لمححن يشححاؤون ،و كذلك لّنهم حّفححاظ علححم ا ّ
المانعين له عّمن يشاؤون قال تعالى :
ب«.
حسا ٍ
ك ِبَغْيِر ِ
س ْ
ن أْو أْم ِ
عطآُؤنا َفاْمُن ْ
» هذا َ
سلم
سلم و باطنها في أهل البيت عليهم ال ّق سليمان بن داود عليهما ال ّ
ن ظاهرها في ح ّ
فا ّ
حسبما عرفته في شرح الكلم الّتاسع و الخمسين .
صفار بسنده عححنل تعالى ما في البحار من بصاير الّدرجات لل ّ ل على كونهم خّزان ا ّو يد ّ
لح فحي سحمائه و
لح إّنحا لخحّزان ا ّ
سلم :و ا ّ
سورة بن كليب قال :قال لي أبو جعفر عليه ال ّ
ي ره أى خ حّزان
لمة المجلس ح ّ ل على علمه ،قال الع ّ ضة إ ّ
أرضه ل على ذهب و ل على ف ّ
سماء و الرض . علم ال ّ
لح إّنححا
سلم قال سمعته يقححول :و ا ّ
و فيه منه عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه ال ّ
ضححة و إن ل في سمائه و خّزانه في أرضه ،لسنا بخّزان على ذهححب و ل علححى ف ّ لخّزان ا ّ
مّنا لحملة العرش إلى يوم القيامة .
] [ 237
جححة البالغححة علححى مححا دون
لح نحححن الح ّ
ل نحححن تراجمححة وحححى ا ّ
ل على علم ا ّ
نحن خّزان ا ّ
سماء و فوق الرض . ال ّ
ل تبارك و تعححالى أخححذ الميثححاق علححىنا ّسلم قال :ا ّو عن حمران عن أبي جعفر عليه ال ّ
ي أميححر المححؤمنينل عليه و آله و سّلم رسولي و عل ّ اولى العزم أّني رّبكم و محّمد صّلى ا ّ
ي انتصر به اديني . ن المهد ّ
و أوصياؤه من بعده ولة أمري و خّزان علمي ،و أ ّ
ل عليه أيضا مححا عححن احتجححاج فظهر بهذه الّروايات كونهم ولة خزانة علمه تعالى ،و يد ّ
سححلم فححي حححديث طويححل و فيححه :قححال لصححاحبكم أميححر
ل عليححه ال ّ
طبرسي عن أبي عبد ا ّ ال ّ
المؤمنين :
ل:
ل عّز و ج ّ
ب « و قال ا ّ
عْلُم اْلِكتا ِ
عْنَدُه ِ
ن ِ
شهيدًا َبْيني َو َبْيَنُكْم َو َم ْ
ل َ
ل َكفى ِبا ِّ
» ُق ْ
ن«.
ب ُمبي ٍ
ل في ِكتا ٍ
سإ ّ
ب َو ل ياِب ٍ
ط ٍ
» َو ل َر ْ
و بهذا المضمون أيضا أخبار اخر قحّدمنا روايتهححا فححي الّتححذييل الثححالث مححن شححرح الفصححل
سابع عشر من الخطبة الولى فليتذّكر .ال ّ
قال بعض الفاضل :و العلم الذي هم خزائنه هو علم الموجححودات بححالمعني المتعححارف و
هو قوله تعالى :
] [ 238
بهذا العلم الذي ل يحيطون بشيء هو القديم الذي هو الذات ليكححون المعنححى و ل يحيطححون
ل بما شاء أن يحيطوا به منهححا ،و هححذا معنححى باطححل ،بححل المححراد بححه أ ّ
ن بشيء من ذاته إ ّ
العلم الحادث الذي هو غير الححذات منححه ممكححن مقحّدر غيححر مكحّون ،و منححه تكححوين و منححه
مكّون ،فالممكن المقدور غير المكّون هو الممكنات قبل أن تكسى حّلة الوجود في جميححع
ل في أماكنها ،فهذا ل يحيطون بشححيء منححه إحاطححة
مراتب الوجود ،فهذه لم تكن مشائة إ ّ
وجود ،و يحيطون به إحاطة إمكان إذ ذاك مشائة مشية إمكان ،و التكوين الممكن ،
ل ذلك ،و المكّون قسمان مكّون مشححروط ، و هذا يحيطون به لّنه مشاء بنفسه و هم محا ّ
شححرط إ ّ
ل جز ،و المكّون المشروط يحيطون بححه لّنححه مشححاء و ل يحيطححون بال ّ و مكّون من ّ
جز يحيطون به ،ثحّم محا كححانوا يحيطححون بححه قسححمان : بعد أن يكون مشاء ،و المكّون المن ّ
ل إحاطححةقسم كان و هم يحيطون به أّنححه كححان و ل يحيطححون بححه انححه مسححتمّر أو منقطححع إ ّ
اخبار ل إحاطة عيان ،و قسم لم يكن فهم يحيطون به إحاطة اخبار أيضا ل إحاطة عيان
سححلم ل يحيطححون بشححيء مححن ،فظهر لمن نظر و أبصر من هذا الّتفصححيل أّنهححم عليهححم ال ّ
ل بما شاء أن يحيطوا به ،و اّلححذي شحاء أن يحيطححوا بححه هحو محا علمه الذي هو غير ذاته إ ّ
ل. سلم خّزان ا ّ سمعته في هذا التفصيل ،هذا تمام الكلم في كونهم عليهم ال ّ
ل،
سلم أبواب اليمان و المعرفة با ّ
و أّما كونهم البواب فالمراد به أّنهم عليهم ال ّ
ل ح عليححه و آلححه و س حّلم كمححا ورد فححي الخبححار ل ح و علححم رسححوله ص حّلى ا ّو أبححواب علححم ا ّ
ل ح عليححه و آلححه و
ل صّلى ا ّ ن رسول ا ّ المستفيضة العامّية و الخاصّية بل ل يبعد تواترها أ ّ
ي بابهححا فمححن أراد المدينححة فليححأت البححاب و قححال أيضححا :أنححا
سّلم قال :أنا مدينة العلم و عل ّ
ي بابها فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها و مدينة الحكمة و في بعضها :دار الحكمة و عل ّ
ل من أبوابها فمن أتاهححا مححن غيححر سلم بقوله ) :و ل تؤتى البيوت إ ّ إلى هذا أشار عليه ال ّ
ن من أخذ العلم مححن غيححر أهلححه و أراد المعرفححة عححن بابها سّمى سارقا ( و هو كناية عن أ ّ
سارق الذي يتسحّور الحبيوت محن غيحر جه إليها فهو منتحل له كال ّ غير الجهة التي امر بالتو ّ
أبوابها و يأخذ ما فيها غصبا و عدوانا قال تعالى :
] [ 239
ن أْبواِبها «
ت ِم ْ
ن اّتقى َو ْاُتوا اْلُبُيو َ
ن اْلِبّر َم ِ
ظُهوِرها َو لِك ّ
ن ُ
ت ِم ْ
ن َتْأُتوا اْلُبُيو َ
س اْلِبّر أ ْ
» َلْي َ
.
روى في البحار من الحتجاج للطبرسي عن الصبغ بن نباته قال :كنت جالسا عند أمير
ل » ليححسل عّز و ج ح ّ سلم فجائه ابن الكوا فقال :يا أمير المؤمنين قول ا ّ المؤمنين عليه ال ّ
ل أن يؤتى أبوابها سلم :نحن البيوت اّلتي أمر ا ّ البّر أن تأتوا البيوت « الية فقال عليه ال ّ
ل و بيوته التي يؤتي منها ،فمن تابعنا و أقحّر بوليتنححا فقححد أتححى الححبيوت مححن ،نحن باب ا ّ
ضل علينا غيرنا فقد أتى البيوت من ظهورهححا » إلححى أن قححال « أبوابها ،و من خالفنا و ف ّ
ل لو شاء عّرف الّناس نفسه حّتى يعرفوه و يأتوه من بححابه ،و لكححن جعلنححا ل عّز و ج ّنا ّ
إّ
ضححلأبوابه و صراطه و سبيله و بابه الذي يؤتى منه ،قال :فمححن عححدل عححن وليتنححا و ف ّ
صححراط لنححاكبون ،و قححد تقحّدمت هححذه الّروايححة فححي شححرح الفصححل
علينا غيرنا فاّنهم عن ال ّ
سلم مثله . صافي عن أمير المؤمنين عليه ال ّ الّرابع من الخطبة الولى من ال ّ
سححلم ) فيهححم
سلم و هو قوله عليححه ال ّ) منها ( ما هو أيضا في فضايل أهل البيت عليهم ال ّ
كرايم القرآن ( يحتمل أن يكون المراد بالكرايم اليات الكريمة قال :
ن َكريٌم « .
» َو إّنُه َلُقْرآ ٌ
ى في جنسه ،و قيل :كثير الّنفع لشتماله على اصول العلوم المهّمححة فححيأى حسن مرض ّ
ل ما يرضى و يحمد ،و منححه وجححه كريححم أى مرضح ّ
ي المعاش و المعاد و الكريم صفة لك ّ
ى في معانيه .
في حسنه و بهائه ،و كتاب كريم مرض ّ
و أن يكون المراد بهحا اليححات الّدالححة علححى كرامتهححم أى علححى جمعهححم لنححواع الشّححرف و
شرف ،و قد مضى بعحض تلححك اليححات الفضايل ،إذ الكريم هو الجامع لنواع الخير و ال ّ
سادسة و الّثمانين ،و تقّدم كثير منها فححي تضححاعيف
في شرح الفصل الثالث من الخطبة ال ّ
ليقة ،و في بعض الّنسخ :فيهم ل في مواضعها ال ّ شرح و تأتي أيضا انشاء ا ّ ال ّ
] [ 240
صه ) و هم كنححوز كرايم اليمان ،أي الخصال الكريمة اّلتي هى من لوازم اليمان و خوا ّ
لح فيهححم
سححلم قححد أودع ا ّ
ن الكنز ما يّدخر فيه نفايس المححوال و هححم عليهححم ال ّ
الّرحمن ( ل ّ
نفايس جميع ما في الكون و خيححار الفضححايل و الفواضححل مححن العلححم و الحلححم و السّححخاء و
شجاعة و الفصاحة و العصمة و القدس و الطهارة الجود و الكرم و الخلفة و الولية و ال ّ
إلى غير تلك مّما ل يضبطها عّد و ل يحيط بها حّد .
ن«.
خري َ
لِق ِفى ا ْ
صْد ٍ
ن ِ
ل لي ِلسا َ
جَع ْ
» َو ا ْ
ن«.
صاِدقي َ
ل َو ُكوُنوا َمَع ال ّ
ن آَمُنوا اّتُقوا ا َّ
» يا أّيَها اّلذي َ
] [ 241
ي بن إبراهيم عن محّمد بن عيسى عححن يححونس بححن عبححد الرحمححن روى في الكافي عن عل ّ
سلم عن قول العامححة أ ّ
ن ل عليه ال ّ
قال :حّدثنا حماد عن عبد العلى قال :سألت أبا عبد ا ّ
ل عليه و آله و سّلم قال :من مات و ليس له إمام مححات ميتححة جاهلّيححة ، ل صّلى ا ّ رسول ا ّ
لح ،قلححت :فححان إمامححا هلححك و رجححل بخراسححان ل يعلححم مححن
سلم :الحق و ا ّ فقال عليه ال ّ
سلم :
وصّيه لم يسعه ذلك ،قال عليه ال ّ
ق الّنفر على
جة وصّية على من هو معه في البلد و ح ّ ن المام إذا هلك وقعت ح ّ ل يسعه ا ّ
ل فرقة منهم طائفححة
ل يقول » فلو ل نفر من ك ّل عّز و ج ّنا ّ
من ليس بحضرته إذا بلغهم إ ّ
ليتفّقهوا في الّدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعّلهم يحذرون « قلت :
ل يقول :
ل عّز و ج ّ
نا ّ
فنفر قوم فهلك بعضهم قبل أن يصل فيعلم قال :إ ّ
لح
جُرُه عََلى ا ِّ
ت َفَقْد َوَقَع أ ْ
سوِله ُثّم ُيْدِرْكُه اْلَمْو ُ
ل َو َر ُ
جرًا إَلى ا ِّ
ن َبْيِته ُمها ِ
ج ِم ْ
خُر ْ
ن َي ْ
» َو َم ْ
«.
قلت :فبلغ البلد بعضهم فوجدك مغلقا عليك بابك و مرخى عليححك سححترك ل تححدعوهم إلححى
ل المنزل ،
نفسك و ل يكون من يدّلهم عليك فبما يعرفون ذلك ؟ قال :بكتاب ا ّ
] [ 242
ضحُهْم أْولححى
لْرحححاِم َبْع ُ
جحُه ُأمهححاُتُهْم َو ُاوُلححوا ا ْ
سحِهْم َو أْزوا ُ
ن أْنُف ِ
ن ِمح ْ
ي أْولى ِباْلُمْؤِمني َ
» َالّنِب ّ
ل«. ب ا ِّ
ض في ِكتا ِ ِبَبع ٍ
طححت مححن ولححد أبيححهسلم و يقولون كيححف تخ ّ قلت :فان الّناس تكّلموا في أبي جعفر عليه ال ّ
سلم : ن منه و قصرت عّمن هو أصغر منه ؟ فقال عليه ال ّ من له مثل قرابته و من هو أس ّ
يعرف صاحب هذا المر بثلث خصال ل تكون في غيره :هو أولى الّناس بالذي قبلححه ،
لح عليححه و آلححه و سحّلم و وصحّيته و ذلححك لح صحّلى ا ّ و هو وصّيه ،و عنده سلح رسول ا ّ
سلطان ؟ قال :ل يكححون فححي سححتر إ ّ
ل ن ذلك مستور مخافة ال ّ عندى ل انازع فيه ،قلت :إ ّ
ن أبي استودعني ما هناك فلما حضححرته الوفححاة قححال :ادع لححي شححهودا جة ظاهرة إ ّ و له ح ّ
ل بن عمر قال :اكتب :هذا ما أوصى به فدعوت أربعة من قريش فيهم نافع مولى عبد ا ّ
ن « و أوصححى سِلُمو َ
ل َو أْنُتْم ُم ْ
نإ ّ
طفى َلُكُم الّدين َفل َتُموُت ّ
صَلا ْ ن ا َّ
ىإّ
يعقوب بنيه » يا ُبَن ّ
ي إلححى جعفححر بححن محّمححد و أمححره أن يكفّنححه فححي بححرده اّلححذى كححان يصحّلى فيححه محّمد بن عل ّ
الجمع ،و أن يعّممه بعمامته ،و أن يربع قبره و يرفعه أربع أصابع ثّم يخلى عنه ،
ل ،فقلت بعد ما انصرفوا مححا شهود :انصرفوا رحمكم ا ّ سلم اطووه ثّم قال لل ّ
فقال عليه ال ّ
سلم :إّني كرهت أن تغلب و أن يقال إّنححه كان في هذا يا ابه أن تشهد عليه ؟ فقال عليه ال ّ
جة فهححو الححذي إذا قححدم الّرجححل البلححد قححال إلححى مححن وصح ّ
ى لم يوص فأردت أن تكون لك ح ّ
فلن ،قيل :فلن ،قلت :فان كان أشرك في الوصّية قال :تسألونه فاّنه سيبّين لكم .
و قد رويت هذه الّرواية لشتماله على فوايد عظيمة جّمة ،و ايضحاحه كيفيححة تكليححف مححن
لزم علحى ن ال ّ
ق محن المبطحل ،و أ ّ ينفر لطلب المام و وظيفة المام و ما يعرف به المحح ّ
النافرين إنذار قحومهم بعحد تفّقههحم فحي الحّدين و معرفتهحم بالمحام بالبّينحات الحتي هحى محن
سححابق ذكححره فححي كلمن الّنافر لطلب المام بمنزلححة الحّرائد ال ّ
دللت المامة ،فعلم بذلك أ ّ
صر
سلم فافهم ذلك و تب ّ أمير المؤمنين عليه ال ّ
] [ 243
سلم الّرائد أمر إرشاد فقححال ) و ليكححن مححن أبنححاء الخححرة ( و رغبتححه اليهححاثّم أمر عليه ال ّ
ن النسان مبدؤه الحضرة اللهّية و هو سبحانه المبدء و ) فاّنه منها قدم و إليها ينقلب ( ل ّ
إليه المنتهى و هو غاية مراد المريدين و منتهى سير السايرين .
سلم ) فالناظر بالقلب العامل بالبصر ( سلم إلى فضيلة العلم فقال عليه ال ّ ثّم أشار عليه ال ّ
أى ينبغي لصاحب العقل البصير في عمله أن ) يكون مبتدء عمله أن يعلم أعملححه عليححه أم
ن عمله نافع له مقّرب إلى الحضرة الّربوبية أم مضّر مبّعححد له ( أى يعرف قبل أن يعمل أ ّ
له ) فان كان له مضى فيه ( و أتى به ) و إن كان عليه وقف عنححه ( و تركححه و إنمححا كححان
ن العامححل بغيححر علححم كالسححائر علححى غيححر
لزم على العاقل تحصيل العلم قبل العمل ) فا ّ ال ّ
ل بعدا من حححاجته ( إذ كححان بعححده عححن مطلححوبه بقححدرطريق فل يزيده بعده عن الطريق إ ّ
بعده عن طريق ذلك المطلوب .
ن ) العامل بالعلم كالسائر علححى الطريححق الواضححح ( فل ) و ( هذا بخلف العامل العالم فا ّ
ل نجاحا بحاجته ) فلينظر ناظر ( أى الّناظر بالقلب المسبوق ذكره ) يزيده سرعة سيره إ ّ
أسائر هو أم راجع ( أقول :و ما ذكرنحاه فحي شحرح هحذه الفقحرات أعنحى قحوله :فالّنحاظر
سلم ،و الشححبه عنححدي أن بالقلب إلى قوله :أم راجع ،إّنما هو مفاد ظاهر كلمه عليه ال ّ
تكون تلويحا و إشارة إلى وجوب اتبحاع الئّمحة و اليتمحام بهحم ،فحاّنه لّمحا ذكحر أوصحاف
طالب للمححام ،ثحّم فحّرع عليححه الئمة و نعوتهم الكمالّية ،عّقب ذلك بما يلزم على الرائد ال ّ
ن صاحب العقل و البصححيرة ل ب حّد لححه قبححل أن يشححرع فححي قوله :فالّناظر بالقلب آه يعنى أ ّ
ن عملححه لححه أم عليححه ،و العلححم موقححوف علححى الّتعّلححم مححن المححام العححالم وعمححل أن يعلححم أ ّ
القتباس من نوره و الهتداء به ،إذ المتلّقى من غيره :
] [ 244
شْيئًا « .
جْدُه َ
حّتى إذا جآَئُه َلْم َي ِ
ن ماًء َ
ظْمآ ُ
سُبُه ال ّ
حَب ِبقيَعٍة َي ْ
سرا ٍ
» َك َ
ن اّتَبَعني « .
عَلى َبصيَرٍة أَنا َو َم ْ
ل َ
عوا إَلى ا ِّ
سبيلي أْد ُ
ل هِذِه َ
» ُق ْ
ل عليه و آله في هذه الية :أنا و من اّتبعني من أهل
ي صّلى ا ّ
ي :قال الّنب ّ
قال زيد بن عل ّ
بيتي ل يزال الّرجل بعد الرجل يدعو إلى ما أدعوا اليه ،و قال تعالى أيضا :
سَتقيٍم « .
ط ُم ْ
صرا ٍ
على ِ
سِوّيا َ
ن َيْمشي َ
جِهه أْهدى أّم ْ
على َو ْ
ن َيْمشي ُمِكّبا َ
» أَفَم ْ
حححد
علححى صححراط مسححتقيم مسححتوى الجححزاء و الجهححة ،و المححراد تمثيححل المشححرك و المو ّ
بو ب العمححى فححاّنه يعتسححف فيكح ّ بالسالكين و الدئيين بالمسلكين ،و قيححل :المححراد بححالمك ّ
ل عليه و آله ب أعداء آل محّمد صّلى ا ّ ى البصير ،انتهى و أما تأويله فالمراد بالمك ّ بالسو ّ
سلم كما ورد في تفسير أهل الححبيت ث حّم قححال و سّلم ،و بمن يمشى سوّيا أولياؤهم عليهم ال ّ
ل ظاهر باطنا على مثاله ،فما طاب ظاهره طححاب بححاطنه ،و ن لك ّ
سلم ) و اعلم أ ّ
عليه ال ّ
ل مححا يصححدق عليححه أّنححه ظححاهر و بححاطن ما خبث ظاهره خبث باطنه ( المراد بهمححا إّمححا كح ّ
صححادرة عححن النسححان خيححرا أو شحّرا و الملكححات و فيشححمل الفعححال الظححاهرة و القححوال ال ّ
الخلق الّنفسانّية الباطنّيححة لححه حسححنة أو قبيحححة فحالجود و الكححرم و النعححام و الحسححان و
سححخاء و الجححود ،و نحوها مّما هو حسن ظاهرا كاشف عن حسححن البححاطن أعنححى ملكححة ال ّ
ل علححى قبححح البححاطن و خبثححه القبض و المساك و المنع و نحوها مّما هو قبيححح ظححاهرا دا ّ
أعنى ملكة البخل و هكذا ،و كذلك في القوال ما هححو الطّيححب ظححاهرا كاشححف عححن طيححب
الباطن و ما هو الخبيث كاشف عن خبث الباطن
] [ 245
خبيَث حةٍ
ل َكِلَم حٍة َ
سماء « » َو َمَث ُ
عها ِفي ال ّت َو َفْر ُصُلها ثاِب ٌ
طّيَبٍة أ ْ
جَرٍة َشَطّيَبٍة َك َ
ل َكِلَمٍة َ
» َمَث ُ
ن َقححراٍر « و يشححمل أيضححا لمثححل حسححن ض مححا َلهححا ِمح ْ
لْر ِ قا َن َفحْو ِت ِم ْ
جُتّت ْ
خبيَثٍة ا ْ
جَرٍة َ َكشَ َ
صورة الموافق لحسن الباطن أعني اعتدال المزاج ،و قبحها الموافق لقبح الباطن أعني ال ّ
عدم اعتداله أو العّم من العتدال و عدم العتدال .
ل صّلى و يشهد بذلك ما رواه في البحار من المالى عن أنس بن مالك قال :قال رسول ا ّ
لح يسححتحيى أن يعحّذب
نا ّ سود فححا ّ
ل عليه و آله و سّلم :عليكم بالوجوه الملح و الحدق ال ّ ا ّ
الوجه المليح بالّنار و فيه من ثواب العمال عن موسى بن إبراهيم عن أبي الحسن الّول
ل اسححتحيى أن يطعححم
ل خلححق عبححد و ل خلقححه إ ّسن ا ّ
سلم قال :سمعته يقول :ما ح ّ عليه ال ّ
سححلم عححن أميححر
لحمه يوم القيامة الّنار و فيه من العيون عححن الّرضححا عححن آبححائه عليهححم ال ّ
سلم قال : المؤمنين عليه ال ّ
ل تجد في أربعين أصلع رجل سوء و ل تجد في أربعين كوسححجا رجل صححالحا و أصححلع
ي عليهمححا
ن أبا محّمد الحسن بن عل ح ّ ي من كوسج صالح و من ذلك ما روى أ ّ ب إل ّ
سوء أح ّ
ل تعالى :
سلم تعّنتا و قال :قال ا ّ
سلم دخل يوما على معاوية فسأله عليه ال ّ ال ّ
ن«.
ب ُمبي ٍ
ل في ِكتا ٍ
سإ ّ
ب َو ل ياِب ٍ
ط ٍ
» َو ل َر ْ
فأين ذكر لحيتك و لحيححتي مححن الكتححاب ؟ و كححان أبححو محّمححد وفححر المحاسححن 1و معاويححة
سلم : بخلفه فقرء عليه ال ّ
-----------
) ( 1تت تت تتتتتت ت تتت
] [ 246
ل َنكدًا « .
جإ ّ
خُر ُ
ث ل َي ْ
خُب َ
ن َرّبه َو اّلِذي َ
ج َنباُتُه ِبإْذ ِ
خُر ُ
ب َي ْ
طّي ُ
» َو اْلَبَلُد ال ّ
ن«.
طَظَهَر ِمْنها َو ما َب َ
ش ما َ
ح َ
ي اْلَفوا ِ
حّرَم َرّب َ
» إّنما َ
ل في القرآن هححو الظححاهر و ن القرآن له ظهر و بطن فجميع ما حّرم ا ّ سلم :إ ّقال عليه ال ّ
ل فححي الكتححاب هححو الظححاهر و البححاطن مححن
لا ّ
الباطن من ذلك أئّمة الجور ،و جميع ما أح ّ
ق.
ذلك أئمة الح ّ
سلم :
ل عليه ال ّ
و في البحار من البصاير بسنده عن الهيثم التميمي قال :قال أبو عبد ا ّ
ن قوما آمنوا بالظاهر و كفروا بالباطن فلم ينفعهم شيء ،و جاء قححوم مححن بعححدهم
يا هيثم إ ّ
ل ببححاطن و ل فآمنوا بالباطن و كفروا بالظاهر فلم ينفعهم ذلك شيئا ،و ل ايمان بظححاهر إ ّ
ل بظاهر .
بباطن إ ّ
شيخ أبححو جعفححر الطوسححي باسححناده إلححى الفضححل ابححنو من كنز جامع الفوايد قال :روى ال ّ
لح
صلة في كتححاب ا ّ سلم :أنتم ال ّ ل عليه ال ّ
شاذان عن داود بن كثير قال :قلت لبي عبد ا ّ
ل عّز و جح ّ
ل صلة في كتاب ا ّ ج ،فقال :يا داود نحن ال ّ ل و أنتم الّزكاة و أنتم الح ّ
عّز و ج ّ
شهر الحرام ، ج ،و نحن ال ّصيام ،و نحن الح ّ ،و نحن الّزكاة ،و نحن ال ّ
ل تعالى :
ل قال ا ّ
ل ،و نحن وجه ا ّ
ل ،و نحن قبلة ا ّ
و نحن البلد الحرام ،و نحن كعبة ا ّ
ل«.
جُه ا ِّ
» َفَأْيَنما َتَوّلوا وجوهكم َفَثّم َو ْ
] [ 247
ل الفحشححاء و المنكححر و لح عحّز و جح ّ و نحن اليات و نحن البّينات ،و عدّونا فححي كتححاب ا ّ
البغححى و الخمححر و الميسححر و النصححاب و الزلم و الصححنام و الوثححان و الجبححت و
ضححلنا و
ل خلقنا فأكرم خلقنححا ،و ف ّ نا ّ طاغوت و الميتة و الّدم و لحم الخنزير ،يا داود إ ّ ال ّ
سماوات و ما في الرض ،و جعل لنا أندادا جعلنا امنائه و حفظته و خّزانه على ما في ال ّ
أضدادا و أعداء فسّمانا في كتابه و كّنححى عححن أسححمائنا بأحسححن السححماء و أحّبهححا إليححه ،و
سّمى أضدادنا و أعدائنا في كتابه و كّنى عن أسمائهم ،و ضححرب لهحم المثححال فحي كتححابه
ظاهر و الباطن ي على أن يراد بال ّ في أبغض السماء إليه و إلى عباده المّتقين هذا كّله مبن ّ
المعنى العّم ،و يجوز أن يراد بهما الخصوص أعنى العلم المأخوذ من معححدنه ،فيكححون
قوله ،فما طاب ظاهره طاب باطنه إشححارة إلححى العلححوم الحّقححة المتلّقححاة مححن الئمححة عليهححم
سلم الخارجة من مهبط الوحى و معدن الّرسححالة ،و قححوله :و مححا خبححث ظححاهره خبححث ال ّ
ضلل عن طريق الرأي و القياس و باطنه ،إشارة إلى العلوم الباطلة المأخوذة من أهل ال ّ
الستحسانات العقلّية الفاسدة ،
و الوجه الّول أعني إرادة العموم هو الوفق بنفس المر ،و الوجه الّثاني أنسب بالّنسبة
سحالك ل بحّد أنن ال ّ
سحلم حسحبما ذكرنحا لّمحا أشحار إلحى أ ّ إلى ما حّققناه سابقا ،فاّنه عليه ال ّ
طريححق أردفححه بهححذهسححائر علححى غيححر ال ّ
يكون سلوكه على علم و بصيرة حّتى ل يكون كال ّ
سحلوك بحل خصحوص العلحم ل علم ليحس مّمحا ينتفحع بحه فحي مقحام ال ّنكّ الجملة تنبيها على أ ّ
ق أعني أئّمة الّدين و هو الطّيب ظاهرا و باطنححا ، ق المتلّقى من أهل الح ّ الموصل إلى الح ّ
ضلل فهو جهل في صورة العلححم ل يححوجب إ ّ
ل و اّما غيره أعني العلم المأخوذ من أهل ال ّ
سر به قوله تعالى : ق خبيث ظاهره و باطنه و قد يف ّ بعدا من الح ّ
ن َرّبه « .
ج َنباُتُه ِبِإْذ ِ
خُر ُ
ب َي ْ
طّي ُ
» َو اْلَبَلُد ال ّ
ل كححدرا
قال القّمي :إّنه مثل للئّمة يخرج علمهم باذن رّبهم و لعدائهم ل يخرج علمهم إ ّ
فاسدا .
] [ 248
ب العبد و يبغض عمله ل يح ّ نا ّل عليه و آله و سّلم إ ّصادق صّلى ا ّ ) و قد قال الّرسول ال ّ
ب العبد المؤمن بما فيه من وصف اليمححان ل يح ّنا ّب العمل و يبغض بدنه ( يعني أ ّ و يح ّ
لكّنه يبغض عمله لكونه سّيئة و حراما ،و يبغض الكافر بما له من الكفر لكّنه يحبّ عمله
لكونه حسنا و صالحا ،و هذا ل غبار عليه و إّنما الشكال في ارتباط هححذا الكلم لسححابقه
سلم به مع أّنه ل مناسبة بينهما ظححاهرا ،و ليححس للستشححهاد و في استشهاد المام عليه ال ّ
ي إذ لزم محّبة ا ّ
ل به وجه ظاهر ،بل منافاته لما مّر أظهر من المناسبة كما هو غير خف ّ
ظححاهر موافقححا
للعبد كون العبد طّيبا ،و لزم بغضه لعملححه كححون العمححل خبيثححا فلححم يكححن ال ّ
سلم :
للباطن ،فينا في قوله عليه ال ّ
لح سححبحانه لبححدن الكححافر كححونه فما خبث ظاهره خبث بححاطنه ،و كححذلك مقتضححي بغححض ا ّ
ظححاهر للبححاطن ،فينحا فححي قححوله :خبيثا ،و حّبه لعمله كون عمله طّيبا ففيه أيضا مخالفة ال ّ
ل الشحكال بعححد فما طاب ظاهره طاب بحاطنه و الححذي سححنح لحي فحي وجححه الرتبحاط و حح ّ
الّتروى و صرف الهّمة إلى حّله أّياما و الستمداد محن جحّدى أميحر المحؤمنين عليححه و آلحه
ظحاهر طّيحب البحاطن و محا هحو ن محا هحو طّيحب ال ّ ب العالمين هو أّنه لّما ذكر أ ّ
لر ّ سلم ا ّ
ل عليه و آله و سّلم تنبيها ظاهر خبيث الباطن ،عّقبه بهذا الحديث الّنبوي صّلى ا ّ خبيث ال ّ
ن العبد قد يكون نفسه محبوبا و عمله مبغوضا ،و قد يكون بححالعكس سامعين بأ ّ
و ايقاظا لل ّ
ل سححبحانه و لزم له إذا كان محبوب الّذات ّ صادق المصّدق فال ّ كما أفصح عنه الّرسول ال ّ
مبغوض العمل أن يجّد في تحبيب عمله إليه تعالى حّتى يوافق نفسه عمله في المحبوبّية ،
و إذا كان محبوب العمل و مبغوض البححدن أى الحّذات أن يجحّد فححي تحححبيب ذاتححه إليححه كححى
ظاهر للبححاطن فححي الّول و تطححبيق ث على تطبيق ال ّ يوافق عمله نفسه و الغرض بذلك الح ّ
ظاهر في الّثاني في المحبوبّية ححتى يكونحا طّيحبين ،و يفحاز إلحى الّنعيحم الحّدائم و الباطن لل ّ
الفوز البد ،و ل يعكس حّتى يكونا خبيثين مبغوضين له تعالى فيقع في العححذاب الليححم و
شين ،شراح و المح ّ الخزى العظيم ،و قد زّلت في هذا المقام أقدام ال ّ
] [ 249
شروح ،
و كّلت فيه أفهامهم طوينا عن ذكر كلمهم ،من أراد الطلع فليراجع ال ّ
ث على تزكية العمال و تصفيتها بمثل ضربه بقوله ) و إعلححم أنّ ي الّتوفيق ثّم ح ّ
ل ول ّ
وا ّ
شححارح البحرانححي :اسححتعار ل عمل نباتا ،قال ال ّ
ن لك ّ
ل عمل نبات ( و في بعض الّنسخ أ ّ كّ
شح الستعارة بححذكر المححاء آه ،و علححى مححا روينححا لفظ الّنبات لزيادة العمال و نمّوها و ر ّ
ل عمل بمنزلة نبات ، فهو من الّتشبيه البليغ أعنى الّتشبيه المحذوف الداة أى ك ّ
ن الّنباتححات كمححا أّنهححا مختلفححة مححن حيححث طيبهححا و نضححارتها و خضححرتها و
شبه أ ّ
و وجه ال ّ
حسنها و ثبات أصلها في الرض و رسوخ عروقها و ارتفحاع فروعهحا و حلوة ثمراتهحا
ل نبححات
و من حيث كونها على خلف ذلك ،فكذلك العمال و إلى ذلك أشار بقوله ) و ك ّ
ل غنى به عن الماء ( و هو ماّدة حياته كما قال سبحانه :
خححِر َ
ج جاجا ِلُن ْ
ت مآًء َث ّ
صرا ِ
ن اْلُمْع ِ
ى « و قال » َو أْنَزْلنا ِم َ
حّ
يٍء َ
ش ْ
ل َ
ن اْلمآِء ُك ّ
جَعْلنا ِم َ
» َو َ
حّبا َو َنباتًا « .
ِبه َ
جه القلححب اليححه و هححو محاّدة حصححوله ) و ل عمل ل غنى به عن النّيحة و عحن تحو ّ و كذلك ك ّ
المياه مختلفة ( هذا عذب فرات سائغ شرابه و هححذا ملححح اجححاج ،و النّيححات أيضححا مختلفححة
بعضها صادرة عن وجه الخلوص و التقّرب إلى الحضرة الّربوبّية ،و بعضها عن وجححه
سمعة ) فما طححاب سححقيه ( أى نصححيبه مححن المححاء لكححونه عححذبا صححافياشرك و الّرياء و ال ّ
ال ّ
) طححاب غرسححه ( و ثبححت أصححله و ارتفححع فرعححه و كححان لححه خضححرة و نضححرة ) و حلححت
ق يعلححو ويزكححو و
صادر عن وجه الخلححوص و التقحّرب إلححى الحح ّ ثمرته ( و كذلك العمل ال ّ
يثمر ثمرات طيبة و هى ثمرات الجنان اكلها دائم و ظّلها قال تعالى :
حدًا « .
ك ِبِعباَدِة َرّبه أ َ
شِر ْ
ل صاِلحًا َو ل ُي ْ
عَم ً
ل َ
جوا ِلقآَء َرّبه َفْلَيْعَم ْ
ن َيْر ُ
ن كا َ
» َفَم ْ
] [ 250
) و ما خبث سقيه ( لكون مائه ملحا اجاجا أو كححدرا فاسححدا ) خبححث غرسححه ( ل يكححون لححه
رونححق و بهححاء و ل لصححله ثبححات و لفرعححه ارتفححاع ) و أم حّرت ثمرتححه ( و هكححذا العمححل
ضحريع و شحرك و الّريحا يثمحر ثمحرات خبيثحة أعنحى ثمحرات الجحيحم و هحى ال ّ المشوب بال ّ
الّرقوم قال تعالى :
ن«.
طو َ
ن ِمْنَها اْلُب ُ
ن ِمْنها َفما ِلُئو َ
لِكُلو َ
ن َفإّنُهْم َ
شياطي ِ
س ال ّ
طْلُعها َكَأّنُه ُرُؤ ُ
» َ
و أقول :قد وقححع مثحل هحذا الّتشححبيه الواقححع فححي كلم أميحر المحؤمنين أعنححي تشحبيه العمححل
ب العالمين قال سبحانه في سورة إبراهيم : لر ّبالّنبات في كلم ا ّ
لح مثل « أى بيححن قال في مجمع البيان » ألم تر « أى ألم تعلم يا محّمد » كيححف ضححرب ا ّ
سر ذلك المثل فقال » كلمة طّيبة « و هى كلمة الّتوحيححد شححهادة أن ل إلححه إ ّ
ل ل شبها ثّم ف ّ
ا ّ
ل به من الطاعات عححن أبححي علححي قححال :و ل كلم أمر ا ّل عن ابن عباس ،و قيل هى ك ّ ا ّ
إّنما سّماها طّيبة لّنها زاكية نامية لصاحبها بالخيرات و البركات » كشجرة طيبة أصححلها
سماء « أى شجرة زاكيححة ناميححة راسححخة اصححولها فححي الرض عاليححة ثابت و فرعها في ال ّ
سماء و أراد به المبالغة في الّرفعة و الصل سافل و الفرع عال أغصانها و ثمارها في ال ّ
شححجرة مححا يؤكححل
صل من الصل إلى الفرع » تؤتى ُاكلهححا « أى تخححرج هححذه ال ّ ل أّنه يتو ّ
إّ
ل غدوة و عشّية » باذن رّبها « و قيل : ل حين « أى ك ّ منها » ك ّ
إّنه سبحانه شّبه اليمان بالّنخلة لثبات اليمان في قلب المؤمن كثبات النخلة
] [ 251
ععععع
سلم لو فخر بنفسححه و بححالغ فححي تعديححد منححاقبه و فضححايلهن أمير المؤمنين عليه ال ّ و اعلم أ ّ
صه بهححا و سحاعده علححى ذلححك فصحححاء العححرب كاّفححة لححمل إّياها و اخت ّ
بفصاحته التي أتاه ا ّ
ل عليه و آلححه فححي أمححره ،و لسححت أعنححي صادق صلوات ا ّ يبلغوا إلى معشار ما نطق به ال ّ
ج بها المامّية على إمامته ،كخبر الغدير ، شايعة الّتي يحت ّ
بذلك أخبار العاّمة ال ّ
صة خيبر ،و خبر الدار بمّكة في ابتداء صة برائة ،و خبر المناجاة ،و ق ّ و المنزلة ،و ق ّ
صة اّلتي رواها فيه أئّمة الحديث اّلتي لم يحصل أقح ّ
ل الّدعوة و نحو ذلك ،بل الخبار الخا ّ
القليل منها لغيره ،و أنححا أذكحر محن ذلححك شححيئا يسحيرا مّمححا رواه علمحاء الحححديث الححذين ل
يّتهمون فيه و جّلهم قائلون بتفضيل غيره عليه ،فروايتهم فضائله توجب سكون الّنفس ما
ل يوجبه رواية غيرهم ثّم أورد أربعححة و عشححرين حححديثا نبوّيححا فححي فضححائله ،و الحححديث
الّرابع و العشرون
] [ 252
ل و الفتح بعد انصرافه من غزاة حنين جعل يكححثر سححبحان قوله :لّما نزل إذا جاء نصر ا ّ
ي إّنه قد جاء ما وعدت به جاء الفتح و دخل الّناس فححي ديححن ل ثّم قال :يا عل ّ
ل استغفر ا ّ
ا ّ
ق منك بمقححامي لقححدمك فححي السححلم و قربححك مّنححي و صححهرك و ل أفواجا و ليس أحد أح ّ ا ّ
عندك سيدة نساء العالمين ،و قبححل ذلححك مححا كححان مححن بلء أبححي طححالب عنححدى حيححن نححزل
ي في تفسير القرآن .القرآن فأنا حريص أن اراعى ذلك لولده ،رواه أبو إسحاق الّثعلب ّ
ن كححثيرا مححن المنحرفيححن عنححه شارح :و اعلم أّنا إّنما ذكرنا ههنا هححذه الخبححار ل ّ ثّم قال ال ّ
لح
سلم إذا مّروا على كلمه في نهج البلغة و غيححره المتض حّمن للّتح حّدث بنعمححة ا ّ عليه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم و تميزه إّياه عححن غيححره ينسححبونه عليه من اختصاص الّرسول صّلى ا ّ
ل علّيححا
صحححابة قيححل لعمححر و ّ فيه إلى الّتيه و الّزهو و الفخر ،و لقد سبقهم بذلك قوم من ال ّ
أمر الجيش و الحرب فقال :هو أتيه من ذلك ،و قال زيد بن ثابت :ما رأينححا أزهححى مححن
سححلم عنححدي و اسامة فاردنا ايححراد هححذه الخبححار أن تنّبححه علححى عظيححم منزلتححه عليححه ال ّ عل ّ
سححماء و عححرج ن من قيل في حّقه ما قيل لححو رقححى إلححى ال ّ ل عليه و آله و أ ّالّرسول صّلى ا ّ
في الهواء و فخر على الملئكة و النبياء تعظما و تبجحححا لححم يكححن ملومححا بححل كححان بححذلك
ظم و التكّبر في شيء من أقححواله و ط مسلك التع ّ سلم لم يسلك ق ّ جديرا فكيف و هو عليه ال ّ
ل من أفعاله ،و كان ألطف البشر خلقا ،و أكرمهم طبعا ،و أشّدهم تواضعا ،و أكححثرهم
احتمال ،و أحسنهم بشرا ،و أطلقهم وجها حّتى نسبه من نسبه إلححى الّدعابححة و المححزاح و
هما خلقان يتنافيان التكّبر و الستطالة ،و إنما كان يذكر احيانا ما يذكره نفثة مصححدور و
ل شححكر النعمححة و تنححبيه الغافححل شكوى مكروب و تنّفس مهموم و ل يقصححد بححه إذا ذكححره إ ّ
ض علححى ن ذلك مححن بححاب المححر بححالمعروف و الحح ّ ل به من الفضيلة ،فا ّ صه ا ّ
على ما خ ّ
ق و الصواب في أمححره و النهححى عححن المنكححر الححذي هححو تقححديم غيححره عليححه فححي اعتقاد الح ّ
ق أن يّتبححع أّمححن لق أحح ّل سبحانه عن ذلك فقال :أفمن يهدي إلى الحح ّ الفضل ،فقد نهى ا ّ
ل أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ،انتهى أقول :و لقد أجاد الشارح فيما أفاد و ل يهّدى إ ّ
يخفى ما في كلمه من وجوه التعريض
] [ 253
ل عن الهدى و أعمى عن الحححقّ شارح أّنه مع نقله هذه الّروايات كيف ض ّ ثّم العجب من ال ّ
سححلم مححع ظهححور دللتهححا علححى
و أنكر وجود الّنص علححى خلفححة أميححر المححؤمنين عليححه ال ّ
خلفته لو لم تكن نصا فيها ل سّيما الّرواية الخيرة أعني الحديث الّرابع و العشرين .
سلم من تعديد مناقبه و فضايله كححان الّنهححي عححن ذلححك ن غرض أمير المؤمنين عليه ال ّ وأّ
صواب و هو مناف لمححذهبه اّلححذي ق و ال ّالمنكر و ردع الّناس عن العتقاد الباطل إلى الح ّ
لح سححبحانه و ن تقديم غيره عليه إّنما هححو مححن فعححل ا ّ
اختاره وفاقا لصحابه المعتزلة من أ ّ
شححرحضاّلون علّوا كبيرا كما هو صريح كلمه فححي خطبححة ال ّ تعالى عّما يقول الجاهلون ال ّ
حيث قال هناك :و قّدم المفضول على الفضل لمصلحة اقتضاها الّتكليف ،
ععععععع
آلت نظر عاقل كه بوساطت آن مىبيند غايت خود را و مىشناسححد پسححتى و بلنححدى خححود
را دعوت كنندهايست كه دعوت نمود و رعايت كننده ايست كه رعايت فرمود ،
] [ 254
و مراد از دعوت كننده حضححرت خححاتم رسححالت و از رعححايت كننححده جنححاب شححاه وليححت
سلم است ،پححس اسححتجابت نمائيححد دعححوت كننححده را ،و متححابعت كنيححد رعححايت
عليهما ال ّ
نماينده را ،
پس بتحقيق كححه غححوطهور شححدند مخالفححان آن داعححى و راعححى در دريححاى فتنهححا ،و أخححذ
نمودند بدعتها نه سّنتها را ،و منقبض شدند مؤمنان ،و ناطق شدند گمراهححان و تكححذيب
كنندگان .
ما أهل بيت لباس مخصوص پيغمححبر خححدائيم و أصحححاب پسححنديده حضححرت مصححطفى و
ب العّزة و درهاى مدينه علم و حكمت ،و داخل نمىتوان شد بخانها خزينه داران علم ر ّ
مگر از درهاى آنها ،پس هححر كححه بيايححد بخانهححا از غيححر درهححاى آن ناميححده شححود دزد و
سارق .
سلم اسححت ميفرمايححد بعض ديگر از اين خطبه باز در فضايل آل رسول عليه و عليهم ال ّ
در حق ايشانست آيات كريمه قرآن ،و ايشانست خزينهححاى رحمححان ،اگححر گويححا بشححوند
راست ميگويند ،و اگر ساكت شوند كسحى نميتوانحد سحبقت نمايحد بحر ايشحان ،پحس بايحد
راست بگويد طالب آب و گياه بأهل خود ،و بايد كه حاضر سازد عقل خود را ،و بايححد
كه بشود از ابناى آخرت ،پس بدرستى كه او از آخرت كه عالم لهوتست آمححده بسححوى
عالم ناسوت ،و بسوى آخرت برگشت او خواهد شد .
پس كسى كه نظر كند بقلب خود و عمل كننده باشد به بصيرت خود ميباشد ابتحداء عمحل
او اينكه بداند آيا عمل او ضرر دارد بر او يا منفعت دارد مر او را ،پس اگر نافع باشد
او را اقدام مىكند در او ،و اگر مضر باشد خوددارى مينمايححد از او پححس بدرسححتي كححه
عمل كننده بغير علم مثل سير كننده است بر غير راه راست پس زياده نميكنححد دورى او
از راه مگر دورى از مقصود او را ،و عمل كننده بعلححم مثححل سححير كننححده اسححت بححر راه
روشن ،پس بايد كه نظر كند نظر كننده آيا سير كننده است او يا رجوع نماينده اسححت و
بدانكه بدرستى هر ظاهري را باطنى است بر طبق او پس آنچه كه پاكيزه اسححت ظححاهر
او پاكيزه است باطن او ،و آنچه كه خبيث است ظاهر او خبيث
] [ 255
لح اّلححذي انحسححرت و هى المأة و الرابع و الخمسون من المختار في باب الخطححب ألحمححد ّ
الوصاف عن كنه معرفته ،و ردعت عظمته العقححول فلححم تجححد مسححاغا إلححى بلححوغ غايححة
ق و أبين مّما ترى العيون ،لم تبلغه العقححول ق المبين ،و أح ّ
ل الملك الح ّ
ملكوته ،و هو ا ّ
بتحديد فيكون مشّبها ،و لم تقع عليه الوهام بتقدير فيكون ممّثل ،خلق الخلق على غيححر
تمثيل ،و ل مشورة مشححير ،و ل معونححة معيححن ،فتحّم خلقححه بححأمره ،و أذعححن لطححاعته ،
فأجاب و لم يدافع ،و انقاد و لم ينازع .
و من لطآيف صنعته و عجآئب خلقته ما أرانا مححن غححوامض الحكمححة فححي هححذه الخفححافيش
ى ،و كيححفل حح ّظلم القححابض لك ح ّ
ل شححيء ،و يبسححطها ال ّ
ضيآء الباسط لك ّ
اّلتي يقبضها ال ّ
عشيت أعينها عن أن تستمّد
] [ 256
شححمس إلححى شمس المضيئة نورا تهتدى به في مذاهبها ،و تّتصححل بعلنيححة برهححان ال ّ من ال ّ
ى في سبحات إشراقها ،و أكّنها في مكامنها معارفها ،و ردعها بتللؤ ضيآئها عن المض ّ
عن الّذهاب في بلج ايتلقها ،فهى مسدلة الجفون بالّنهححار علححى حححذاقها ،و جاعلححة الّليححل
ل به في التماس أرزاقها ،فل يرّد أبصارها إسداف ظلمتححه ،و ل تمتنححع مححن سراجا تستد ّ
شمس قناعها ،و بدت أوضاح نهارها ، ي فيه لغسق دجّنته ،فإذا ألقت ال ّ
المض ّ
ضباب في و جارها ،أطبقححت الجفححان علححى مآقيهححا ،و و دخل من إشراق نورها على ال ّ
تبّلغت بما اكتسبته من المعاش في ظلم لياليها ،فسبحان من جعل الّليل لها نهارا و معاشا
،و الّنهار سكنا و قححرارا ،و جعححل لهححا أجنحححة مححن لحمهححا تغححرج بهححا عنححد الحاجححة إلححى
طيران كأّنها شظايا الذان ، ال ّ
و لها جناحان لّما يّرقا فينشّقا ،و لححم يغلظححا فيثقل ،تطيححر و ولححدها لصححق بهححا ،لجىء
إليها ،يقع إذا وقعححت ،و يرتفححع إذا ارتفعححت ،ل يفارقهححا حّتححى تشححتّد أركححانه ،و تحملححه
للّنهوض جناحه ،و يعرف مذاهب عيشه ،و مصالح نفسه ،فسبحان البححارى لكحلّ شححيء
على غير مثال خل من غيره .
] [ 257
ععععع
) الخّفاش ( و زان رّمان طاير معروف جمعه خفافيش مأخوذ من الخفححش و هححو ضححعف
في البصر خلقة أو لعّلة ،و الّرجل أخفش و هو الذي يبصر بالّليل ل بالّنهححار أو فححي يححوم
ل لطحول محدى و نحححوه ،و غيم ل في يححوم صححو و ) حسحر ( حسححورا مححن بححاب قعحد كح ّ
شراب سوغا سهل مدخله و المساغ المسححلك و حسرته أنا يتعّدي و ل يتعّدي و ) ساغ ( ال ّ
شيء و طرفه ، شيئين و نهاية ال ّ
) الحّد ( المنع و الحاجز بين ال ّ
و في عرف المنطقيين الّتعريف بالّذاتي .
شححينو ) المشورة ( مفعلة من أشار إليه بكذا أى أمححره بححه ،و فححي بعححض النسححخ بضحّم ال ّ
شورى و ) المعونة ( اسم من أعانه و عّونه و ) الّلطايف ( جمع لطيفة و هى مححا بمعنى ال ّ
ل شيء خفى مأخذه و ) العشا ( بالفتححح و ق و ) الغامض ( خلف الواضح و ك ّ صغر و د ّ
القصححر سححوء البصححر بالّنهححار أو بالّليححل و الّنهححار أو العمححى و ) الّتصححال ( إلححى الشححيء
سبحات ( بضّمتين جمع سبحة الوصول إليه ،و في بعض الّنسخ مّتصل بدل تّتصل و ) ال ّ
و هي الّنور و قيل :سبحات الوجه محاسنه لّنك إذا رأيت الححوجه الحسحن قلححت :سحبحان
ل.ا ّ
و ) البلج ( مصدر بلج كتعب تعبا أى ظهر و وضح ،و صبح أبلج بّين البلححج أى مشححرق
صححبح و ) اليتلق ( و مضححيء ،و قيححل :البلححج جمححع بلجححة بالضحّم و هححى أّول ضححوء ال ّ
الّلمعححان يقححال :ائتلححق و تححأّلق إذا التمححع و ) سححدل ( الّثححوب أسححد لححه أرخححاه و أرسححله و
) الجفن ( بالفتح غطاء العين من أعلها و أسححفلها ،و الجمححع جفححان و جفححون و أجفححن و
) الحدقة ( محّركة سواد العين و يجمع على حداق كما فححي بعححض الّنسححخ و علححى أحححداق
كما في البعض الخر و ) أسدف ( الّليل اسدافا أى أظلمت ،و في بعححض النسححخ أسححداف
ظلمة و ) الّدجنححة ( بضحّم الحّدال و تشححديد
بفتح الهمزة جمع سدف كأسباب و سبب و هو ال ّ
ب الّداّبححة المعروفححة و
ضباب ( بالكسر جمع الض ّ ظلمة و ) ال ّل ال ّ
الّنون و الّدجن و زان عت ّ
) و جارها ( بالكسر جحرها اّلذي تأوى إليه .
] [ 258
و ) ماقيها ( بفتح الميم و سكون الهمزة و كسر القاف و سكون الياء كما في أكححثر الّنسححخ
لغة في المؤق بضّم الميم و سكون الهمزة أى طرف عينها مّما يلى النححف و هححو مجححرى
ن المححؤق و خرهما و عححن الزهححرى أجمححع أهححل الّلغححة علححى أ ّ الّدمع من العين و قيل :مؤ ّ
صححدغ يقححال لححه :
ن اّلححذي يلححى ال ّالماق بالضّم و الفتح طرف العين اّلذي يلححى النححف ،و أ ّ
الّلحاظ و الماقي لغة فيه ،و قال ابن القطاع ما في العين فعلى و قد غلط فيه جماعححة مححن
العلماء فقالوا :هو مفعل و ليس كذلك بل الياء فححي آخححره لللحححاق ،و قححال الجححوهرى و
ن الميم أصلّية و إّنما زيححدت فححي آخححره اليححاء لللحححاق و لّمححا كححان فعلححى
ليس هو مفعل ل ّ
بكسر اللم نادرا ل أخت لها الحق بمفعل ،و لهححذا جمححع علححى مححاقى علححى الّتححوّهم و فححي
بعض الّنسخ ماقيها على صيغة الجمع .
و ) المعاش ( ما يعاش به و ما يعاش فيححه و بمعنححى العيححش و هححو الحيححاة ،و فححي بعححض
شظية و هى القطعة من الشيء و ) العلم ( شظايا ( جمع ال ّالّنسخ ليلها بدل لياليها و ) ال ّ
شيء .جمع علم بالتحريك و هو طراز الثوب و رسم ال ّ
ععععععع
و تّتصل في بعض الّنسخ بالنصب عطفا علححى تسححتمّد و فححي بعضححها بححالّرفع عطفححا علححى
تهتدى ،و في بعضها و تصل بدله ،و ردعها عطف على جملة أرانحا ،و محن فحي قححوله
ل لرجل من اشراق نورها زايدة في الفاعل كما زيدت في المفعول في قوله » :ما جعل ا ّ
من قلبين في جوفه « و قوله :غير ذوات ريش ،بالّنصب صفة لجنحة ،و قوله :
أعلما بدل من بّينة أو عطف بيان ،و كلمة لها غير موجودة في بعض الّنسخ فيكون
] [ 259
قوله :جناحان ،خبر مبتححدء محححذوف أى جناحححاه جناحححان ،و لّمححا فححي قححوله :لّمححا يرقححا
بمعنى لم الجازمة .
عععععع
ن هذه الخطبة الشريفة يذكر فيها بديع خلقة الخّفاش ،و الغححرض منححه التنححبيه علححى اعلم أ ّ
عظمة قدرة خالقها ،و علحى كمحال صححنعه سححبحانه فحي إبححداعها ،و الّدللححة علححى عظيححم
سحلم كلمحه بالحمححد و برهانه في ملكه و ملكوته و لّما كحان الغحرض ذلححك افتتححح عليححه ال ّ
الثناء عليه تعالى بجملة من صححفات الكمححال و نعححوت الجلل و الجمححال بمقتضححى براعححة
لح الححذي انحسححرت الوصححاف عححن كنححه معرفتححه ( أى عجححز الستهلل فقححال ) :الحمححد ّ
ن ذاتححه سححبحانه بححريئة عححنالواصفون عن صفته و أعيت اللسن عن وصفه بحقيقته ،ل ّ
أنحاء التركيب ،منّزهة عن الجزاء و الّنهايححات ،فل ححّد لححه و ل صححورة تسححاويه ،فل
يمكن للعقول الوصول إلى حقيقة معرفته ،و ل لللسن الحكاية و البيححان عححن هححوّيته ،و
قد مّر تحقيق ذلك في شرح الفصل الّثاني من الخطبة الولى و غيره أيضا غير مححّرة ) و
ردعت ( أى منعت ) عظمته العقول فلم تجد مساغا ( و مسلكا ) إلى بلوغ غاية ملكوته (
ق ( الّثححابت المتحّقححق وجححوده و إلهّيتححه أو
لح الملححك الحح ّ
أى منتهى عّزه و سلطانه ) هححو ا ّ
ل شيء فححان ظاهر البّين وجوده بل هو أظهر وجودا من ك ّ الموجود حقيقة ) المبين ( أى ال ّ
خفى مع ظهوره فلشّدة ظهوره ،و ظهوره سبب بطونه و نوره هححو حجحاب نحوره إذ كح ّ
ل
ذّرة من ذّرات مبدعاته و مكّوناته فلها عّدة ألسنة تشهد بوجوده ،و بالحاجة إلى تدبيره و
قدرته كما مّر تفصيل و تحقيقا في شرح الخطبة الّتاسعة و الربعين .
] [ 260
صرفة .
ل بخلف المعقولت ال ّ
و المتحّرك ساكنا كالظ ّ
) لم تبلغه العقول بتحديد فيكون مشحّبها ( المحراد بالّتحديحد إّمحا إثبحات الححّد و الّنهايحة ،أو
ل سحبحانه منحّزه عحن الححدود و الّتعريف بالّذاتي كما هو عرف المنطقّيين ،و ظاهر أنّ ا ّ
الّنهايات الّتي هى من عوارض الجسام و الجسمانّيات ،مقّدس عححن الجححزاء و الّتركححب
مطلقا من الّذاتيات أو العرضّيات ،فذاته سبحانه ليس له حّد و تركيب حّتى يمكن للعقححول
البلوغ إليه بتحديد كما لساير الجسام ) و لم تقع عليه الوهام بتقدير فيكححون ممّثل ( قححال
ل المعاني الجزئّية المتعّلقة بالمحسوسات .و ل بّد شارح البحراني :إذ الوهم ل يدرك إ ّ ال ّ
صححور الجسححمانّية ، له في إدراك ذلك المدرك من بعث المتخّيلة على تشبيهه بمثال مححن ال ّ
ن الوهم إّنما يححدرك نفسححه فححي مثححال مححن فلو وقع عليه و هم لمّثله في صورة حسّية حّتى أ ّ
ن المححراد بالتمثيححل ايجححاد
ظاهر أ ّصورة و حجم و مقدر ) خلق الخلق على غير تمثيل ( ال ّ
الخلق على حذوما خلقه غيره ،و لّما لم يكن الباري سبحانه مسبوقا بغيره فليس خلقححه إ ّ
ل
ن المراد أّنه لم يجعححل لخلقححه مثححال قبححل اليجححاد كمححا على وجه البداع و الختراع ،أو أ ّ
ن كيفّية صنعه للعالم منّزهة عن هذا الوجه يفعله البّناء تصويرا لما يريد بنائه ،و معلوم أ ّ
سححابع مححن الخطبححة الولححى ) و ل مشححورة مشححير و ل أيضا كما سبق في شرح الفصححل ال ّ
ن الحاجححة إلححى المشححير و المعيححن مححن صححفات الّنححاقص المحتححاج و هححو معونة معيححن ( ل ّ
ي المطلق في ذاته و أفعاله فل يحتاج في إيجاده إلى مشاورة و ل إعانة ) فتّم سبحانه الغن ّ
ل سححبحانه منححه أو خححرج ل مخلوق إلى مرتبة كماله و تمامه اّلذي أراده ا ّ خلقه ( أى بلغ ك ّ
جميع ما أراده من العدم إلى الوجود ) بأمره ( أى بمجّرد أمره التكويني و محض مشححّيته
الّتامة الّنافذة كما قال عّز من قائل :
» إّنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون « ) و أذعن ( أي خضع و أق حّر و أسححرع
سححرتان
ل ) لطاعته فأجاب و لم يدافع ،و انقاد و لم ينازع ( و هاتان الجملتان مف ّ
و انقاد ك ّ
للذعان ،و المراد دخول الخلق تحت القدرة اللهّية و عدم الستطاعة
] [ 261
سماء و هححى دخحان فقحال لهححا و للرض ائتيححا للمتناع كما قال سبحانه » ثّم استوى إلى ال ّ
طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين « و لّما فرغ من الّتحميد و الّتمجيد شرع فححي المقصححود
سلم ) و من لطايف صنعته و عجايب خلقتححه ( أى مححن جملححة صححنايعه اّلححتي فقال عليه ال ّ
جححب منهححا ) مححا أرانححا مححن غححوامض الحكمححة فححي هححذه
ق أن يتع ّ
ق و أحح ّ
هححى ألطححف و أد ّ
الخفافيش ( حيث خالف بينها و بين جميع الحيوانات .
ل شيء ،
ضياء الباسط لك ّ
و أشار إلى جهة المخالفة بقوله ) اّلتي يقبضها ال ّ
و الضمير في يقبضها و يبسطها إّما عايد إلى الخفافيش بتقححدير مضححاف ،أو علححى سححبيل
ضححوء ،و ذلححك لفححراط التحّلححل فححي الحّروح الستخدام ،و المححراد انقبححاض أعينهححا فححي ال ّ
الّنوري لحّر الّنهار ،ثّم يستدرك ذلك برد الّليل فيعود البصار ،و قيل :الظهر إّنه ليس
ل إذا ظهححرت الحححرارة فححي شححتاء إ ّ
ل لزم أن ل يعرضها النقبححاض فححي ال ّ لمجّرد الحّر و إ ّ
الهواء ،و في الصّيف أيضا في أوايل الّنهار ،بل ذلك لضعف في قّوتها الباصرة و نوع
من الّتضاد و الّتنافر بينها و بين الّنور كالعجز العارض لساير القوى المبصرة عن النظر
جححب اّلححذي يشححير
ن علة التنافر ما ذا ففيه خفاء و هو منشاء لتع ّ شمس ،و أّما أ ّ إلى جرم ال ّ
إليه الكلم .
و إّما عائد إليها نفسها فيكون المراد بانقباضها ما هو منشأ اختفائها نهارا و إن كححان ذلححك
ناشيا من جهة البصار .
] [ 262
) إلى معارفها ( يعني ما تعرفه من طرق انتفاعهححا و وجححوه تص حّرفاتها ) و ردعهححا ( أى
ى في سبحات إشراقها ( أى جلله و بهائه ) و رّدها و منعها ) بتلءلؤ ضيائها عن المض ّ
أكّنها ( أى سترها و أخفاها ) في مكامنها ( و محال خفائها عن الّذهاب ) في بلج ائتلقهححا
( و وضوح لمعانها .
سححتها ،و قححال ) فهححى مسححدلة الجفححون بالّنهححار علححى حححداقتها ( لنقباضححها و تححأّثر حا ّ
ن تحّلل الّروح الحامل للقّوة الباصرة سبب للّنوم أيضا فيكون ذلححك السححدال البحراني :ل ّ
ل بححه فححي التمححاس أرزاقهححا ( أى فححي طلححب ضربا من الّنوم ) و جاعلة الّليل سراجا تسححتد ّ
ي ) فل يرّد ابصارها إسداف ظلمتححه ( الّرزق لها ،و اسناد الجاعلة إليها من المجاز العقل ّ
ي ( و الحّذهاب ) فيححه ضمير عايد إلى الّليححل ) و ل تمتنححع مححن المضح ّالضافة للمبالغة و ال ّ
شححمس قناعهححا ( اسححتعارة بالكنايححة لغسق دجّنته ( الضافة فيه أيضا للمبالغة ) فاذا ألقت ال ّ
شححمس بححالمرأة ذات القنححاع ،و اثبححات القنححاع تخييححل و ذكححر اللقححاء ترشححيح ،و تشبيها لل ّ
شمس و بروزها من حجاب الرض و الفاق ) و بدت أوضححاح نهارهححا ( المراد طلوع ال ّ
صححها
ضباب فححي وجارهححا ( و إّنمححا خ ّ أى ظهر بياضه ) و دخل من إشراق نورها على ال ّ
شمس لمواجهة الّنور على عكححس بالّذكر إذ من عادتها الخروج من و جارها عند طلوع ال ّ
الخفافيش ) أطبقت الجفان ( جواب إذا ) على مآقيها و تبّلغت ( أى اكتفت و قنعت ) بمححا
اكتسبته من المعاش في ظلم لياليها ( فتعيش به و تقنع عليه ) فسبحان من جعل الّليححل لهححا
نهارا و معاشا ( تعيش فيها ) و الّنهار سكنا و قرارا ( لتسححكن و تقحّر فيححه ثحّم أشححار عليححه
سلم إلى جهة ثانية لختلفها لساير الحيوانات بقححوله ) و جعححل لهححا أجنحححة مححن لحمهححا ال ّ
تعرج بها عند الحاجة إلى الطيران كأّنها شظايا الذان ( ل يخفى ما في هححذا الّتشححبيه مححن
ل أّنححك
الّلطف و الغرابة ) غير ذوات ريش و ل قصب ( كمححا لجنحححة سححاير الطّيححور ) إ ّ
تححرى مواضححع العححروق بّينححة أعلمححا ( أى واضحححة ظححاهرة مثححل طححراز الّثححوب ) و لهححا
ن جنحاحيه لحم يجعل دقيقيحن بحالغين فحي جناحان لّما يرّقا فينشّقا و لم يغلظا فيثقل ( يعني أ ّ
الّرقة و ل غليظين بالغين في الغلظ حذرا من النشقاق
] [ 263
سلم إلى جهة ثالثة للختلف بقوله ) :تطير و ولدها لصق بهحا ل جيء ثّم أشار عليه ال ّ
إليها ( أى لئذ و معتصم بها ) يقع إذا وقعت و يرتفع إذا ارتفعت ل يفارقها ( فححي حححالتي
الوقوع و الطيران ) حّتى تشتّد أركانه ( و جوانبه اّلتي يستند إليها و يقوم بهححا ) و يحملححه
للنهححوض جنححاحه ( و يمكنححه الطيححران و التص حّرف بنفسححه ) و يعححرف مححذاهب عيشححه و
مصالح نفسه ( و لما افتتح كلمه بالتحميد ختمححه بالتسححبيح ليكمححل حسححن الفتتححاح بحسححن
الختتام و يتّم براعة الفاتحة ببراعححة الخاتمححة فقححال ) فسححبحان البححارىء ( الخححالق ) لكح ّ
ل
شيء على غير مثال خل ( أى مضى و سبق ) من غيححره ( يعنححي أنححه لححم يخلححق الشححياء
على حّد و خالق سبقه بل ابتدعها على وفق الحكمة و مقتضى المصلحة
ععععع عع ععععع عععععع
قال تعالى » :و إذ تخلق من الطين كهيئة الطير فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني « قال فححي
طين كهيئة الخّفاش و نفخ فيه فصار طايرا .
التفسير :إّنه وضع من ال ّ
طيححور ،يعنححون أ ّ
ن لّني تصوير مخلوق ،قيل :فلماذا ل تخرج نهارا ؟ قال :حياء من ال ّ
المسيح صّوره .
و في البحار في تفسير قوله » :إّني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فتكون طيححرا بححاذن
طير كان هو الخّفححاش قححال ن ال ّ
سرين أ ّصة و العاّمة من المف ّ
ل « قال :المشهور بين الخا ّ ا ّ
سلم علحى وجحه التعّنحت فقحالوا لحه : ن الّناس سألوا عيسى عليه ال ّ أبو الّليث في تفسيره :إ ّ
اخلق لنا خّفاشا و اجعل فيه روحا إن كنت من الصححادقين ،فأخححذ طينححا و جعححل خفاشححا و
نفخ فيه فاذا هو يطير بين السماء و الرض ،و كححان تسححوية الطيححن و النفححخ مححن عيسححى
ل تعالى و يقال :إّنما طلبوا منه خلق خّفاش لّنه سلم ،و الخلق من ا ّ عليه ال ّ
] [ 264
أعجب من ساير الخلق ،و من عجائبه أنه دم و لحم ،يطير بغير ريححش ،و يلححد كمححا يلححد
الحيوان و ل يبيض كما يبيض ساير الطيور ،و يكون له الضححرع و يخححرج الّلبححن ،و ل
يبصر في ضوء النهار و ل في ظلمة الّليل ،و انما يرى في ساعتين بعد غروب الشمس
ساعة و بعد طلوع الفجر ساعة قبححل أن يسححفر جحّدا ،و يضحححك كمححا يضحححك النسححان و
تحيض كما تحيض المرأة ،فلّما رأوا ذلك منه ضحكوا و قالوا :هذا سحححر مححبين فححذهبوا
إلى جالينوس فأخبروه بذلك فقال :آمنوا به و قال الّدميرى فححي حيححوة الحيححوان :و الحح ّ
ق
أنه صنفان و قال قوم :الخّفاش الصغير ،و الوطواط الكبير ،و هو ل يبصر فححي ضححوء
القمر و ل في ضوء النهار ،و لما كان ل يبصر نهارا التمس الححوقت الححذي ل يكححون فيححه
ن البعوض ، ظلمة و ل ضوء و هو قريب غروب الشمس لّنه وقت هيجان البعوض ،فا ّ
يخرج ذلك الوقت يطلب قوته و هو دماء الحيحوان و الخفحاش يطلحب الطعحام فيقحع طحالب
رزق على طالب رزق ،و الخّفاش ليس هو من الطير في شيء لّنه ذو اذنين و أسنان و
خصيتين ،و يحيض ،و يطهر ،
و يضحك كما يضحك النسان ،و يبححول كمححا تبححول ذوات الربححع ،و يرضححع ولححده و ل
ريش له .
ل كان مباينححا
سرين :لّما كان الخّفاش هو الذي خلقه عيسى بن مريم باذن ا ّقال بعض المف ّ
طير تقهره و تبغضه فما كان منها يأكل الّلحم أكله و ما ل ياكلل و لهذا جميع ال ّلصنعه ا ّ
ل ليل .
الّلحم قتله ،فلذلك ل يطير إ ّ
ن له ثديا و أسنانا و اذنا و قيل :إّنما طلبوا الخّفاش لّنه من أعجب الطير ،إذ هو لحححم لّ
و دم ،يطيححر بغيححر ريححش ،و هححو شححديد الطيححران ،سححريع الّتقّلححب ،يقتححات بححالبعوض و
الّذباب و بعض الفواكه ،و هو مع ذلك موصوف بطول العمر فيقححال :إّنححه أطححول عمححرا
من الّنسر و من حمار الوحش ،و تلد انثاه ما بين ثلثة أفراخ و سبعة ،و كثيرا ما يفسححد
و هو طاير في الهواء ،و ليس في الحيوان ما يحمل ولححده غيححره و القححرد و النسححان ،و
يحمله
] [ 265
تحت جناحه ،و رّبما قبض عليه بفيه و هو من حنوه و اشفاقه عليححه ،و رّبمححا أرضححعت
النثى ولدها و هى طايرة ،و في طبعه أّنه متى أصابه ورق الّدلب حذر و لم يطر ،
و يوصف بالحمق ،و من ذلك أّنه إذا قيل له :اطرق كرى ،لصق بالرض .
ععععععع
ي را سزاست كه عجز بهم رساند و صفها از كنه معرفت او ، حمد و ستايش معبود بحق ّ
و منع نمود عظمت او عقلها را ،پس نيافتند گذرگاهي بسوى رسححيدن بنهححايت پادشححاهي
او ،و اوست معبود بحق پادشاه مطلق كه محّقق است وجححود او ظححاهر اسححت و آشححكارا
ثابتتر و آشكارتر است از آنچه كه مىبيند آن را چشمها نميرسححد بكنححه ذات او عقلهححا تححا
باشد تشبيه كرده شده بمخلوقى از مخلوقات ،و واقحع نمىشحود بححر او وهمهححا بأنحدازه و
تقديرى تا باشد تمثيل كرده شده بغير خود ،خلق فرمود مخلوقححات را بححدون اينكححه مثححال
آنها را از ديگرى برداشته باشد و بدون مشورت مشير و بى ياري معين ،پس تمام شححد
مخلوق او بمجّرد أمححر و إراده او ،و گححردن نهادنححد بطححاعت او پححس اجححابت كردنححد ،و
مدافعه ننمودند و انقياد كردند و منازعه ننمودند و از لطيفههاى صنعت او و عجيبههاى
خلقت اوست آنچه نمود بما از پوشيدگىهاى حكمت خود در اين شححب پرههححا كححه قبححض
ميكند چشمهاى آنها را روشني كه گستراننده هححر چيححز اسححت ،و بسححط مىكنححد چشححمان
ايشان را تاريكى كه فراگيرنده هر زنده است ،و چگونه ضعيف شححد چشححمهاى آنهححا از
آنكه مدد خواهند از آفتاب روشححن نححوريرا كححه هححدايت بيابححد بسححبب آن نححور در مواضححع
رفتار خود ،
و برسد بواسطه دليل آشكار آفتاب بسححوى راههححاى معرفححت خححود ،و منححع فرمححود حححق
سبحانه و تعالى آن خّفاشها را بسبب درخشيدن روشنائى خورشيد تابان از رفتحن ايشحان
در رونق روشنى آن ،و پنهان نمود آنها را در مكانهاى مخفى آنها از راه
] [ 266
پححس آن شححب پرههححا فححرو گذاشححته شححده پلكهححاى چشححمهاى ايشححان در روز بححر حححدقهاى
ايشان ،و گردانندهاند شب را چراغ كه راه مىجوينححد بححآن در طلححب كححردن روزيهححاى
خود ،پس باز نمىدارد ديدهاى ايشححان را تححاريكى ظلمححت شححب ،و بححاز نمىايسححتند از
گذشتن در شب بجهة تاريكى ظلمت آن ،پس زمانى كحه انحداخت آفتحاب عالمتحاب نقحاب
خود را ،و ظاهر شد روشنائيهاى روز آن و داخل شد تافتن نور آن بححر سوسححمارها در
خانهاى ايشان ،برهم نهند خّفاشها پلكهاى چشم خود را بر گوشهاى چشم خود ،و اكتفا
مينمايند بآنچيزى كه كسب كردهاند آن را از معاش در ظلمتهاى شبهاى خودشان .
پس پاكا پروردگارى كه گردانيده است شب را از براى ايشان روز و سححبب معححاش ،و
روز را بجهة ايشان هنگام آسايش و قرارگاه ،و گردانيده است از براى ايشان بالهححا از
گوشت آنهححا كححه عححروج مىكننححد بححآن بالهححا در وقححت حححاجت بپريححدن گويححا كححه آن بالهححا
پارچههاى گوشهاى مردمانست ،نه صاحب پرند و نه عروق ليكن تو مىبيني جايهححاى
رگهاى ايشان را ظاهر و نمايان و خط خط ،و مر ايشان راست دو بال كه آنقدر رقيححق
و لطيف نيستند تا شكافته شود ،و آنقدر غليظ و كثيف نيستند تا سححنگين باشححد ،طيححران
مىكنند در حالتى كه بچه ايشان چسبنده است بايشان پناه آورنححده اسححت بسححوى ايشححان ،
مىافتد آن وقتى كه مادرشان مىافتد ،و بلند مىشود زمانى كه مادرشان بلند ميباشححد ،
جدا نمىشود بچهها از آنها تا آنكه اعضاى آنها محكم شحود ،و تحا آنكحه بحردارد آنهحا را
بجهت برخواستن بال آنها ،
پس منّزه است پروردگار آفريننده هر چيز بدون نمححونه كححه گذشححته باشححد صححدور آن از
غير او ،از جهة اينكه اوست مخترع أشيا كه ايجاد آن بر سبيل ابداعست و اختراع .
] [ 267
ع ع ع عععع ع ع ععع ع ععع ععع ع ععع ع ع عع ع
عععععع ععع ععع عععععع ععععععع
ل فليفعل ،فإن أطعتموني فإّني حاملكم إنشاء فمن استطاع عند ذلك أن يعتقل نفسه على ا ّ
ل على سبيل الجّنة و إن كان ذا مشحّقة شححديدة ،و مذاقححة مريحرة ،و أّمححا فلنحة فأدركهحا
ا ّ
رأى الّنساء و ضغن غل في صدرها كمرجل القين ،و لو دعيت لتنال من غيري ما أتت
ل.
إليّ لم تفعل و لها بعد حرمتها الولى و الحساب على ا ّ
ععععع
ععععععع
] [ 268
عععععع
) و أّما فلنة ( كّنى بها عن عايشة و لعّله من السحّيد » ره « تقّيححة كمححا كّنححى فححي الخطبححة
ن إلححى
ن رأيهح ّ
شقشقّية عن أبي بكر بفلن ) فأدركها رأى الّنساء ( أى ضححعف الحّرأى فححا ّ ال ّ
نون و عقححوله ّ
ل علححى نقصححان حظححوظه ّ ن إلى الوهن ،و قد تقّدم ما ما يحد ّ
الفن و عزمه ّ
سححبعين و شححرحه ) و ضححغن ( ن المذمومة في الكلم الّتاسححع و ال ّ ن و ساير خصاله ّميراثه ّ
أى حقد ) غلفي صدرها كمرجل القين ( أى كغليان قدر الحّداد ،
ي:
لمة المجلس ّ
سلم أراد بقوله من غيري عمر قال الع ّ
صله أّنه عليه ال ّ
و مح ّ
] [ 269
ي الخلفححة بعححد قتححل عثمححان و و الظهر العّم ،أى لو كان عمر أو أحد من أضححرابه ولح ّ
دعيت إلى أن تخرج إليه لم تفعححل ) و لهححا بعححد حرمتهححا الولححى ( أى كونهححا مححن اّمهححات
شرح أّنححهل ( هذا من باب الحتراس اّلذي تقّدم في ديباجة ال ّ المؤمنين ) و الحساب على ا ّ
سلم لما أثبت لها حرمتهححا الولححى عّقبححه بححذلك سنات البديعّية ،فاّنه عليه ال ّ
من جملة المح ّ
ن حرمتهححا ملحوظححة فححي لئل يتوّهم منه أّنها محترمة في الّدنيا و العقبى ،و نّبه به علححى أ ّ
ل عليه و آله و سّلم و أّمححا فححي الخححرى فجححزاء الّدنيا فقط لرعاية احترام الّرسول صّلى ا ّ
طاعة و إثارتها الفتنة المؤّدية إلى إراقححة ضغنها و خروجها عن طاعة المام المفترض ال ّ
ل سبحانه إذ من يعمل مثقال ذّرة خيرا يره و مححن يعمححل مثقححال ذّرة دماء المسلمين على ا ّ
ن بفاحشححة مبّينححة يضححاعف لهححا ي مححن يححأت منكح ّشرا يره و قد قال تعالى » :يا نساء الّنححب ّ
ل يسيرا « العذاب ضعفين و كان ذلك على ا ّ
سححلم فصححل طححويل كححم فيححه مححن شارح المعتزلي في شرح هححذا الكلم لححه عليححه ال ّ أورد ال ّ
شححارح يححده
الّتصريح و التعريض و التلويح إلى مثالب عايشة و مطاعنها و إن لم يرفححع ال ّ
صب أحببت ايراد ذلك الكلم على طححوله لّنححه مححن مع ذلك كّله عن ذيل العتساف و الّتع ّ
ل بما عندنا من القول الفصل اّلذي ليس هو بالهزل ،و لسان أبنائها أحلى و نعّقبه إنشاء ا ّ
ق أن يّتبع ،فأقول : ق الذي هو أح ّ
من الح ّ
ل ح عليححه و ل صّلى ا ّظ من رسول ا ّ
شعر ذات ح ّ قال الشارح :كانت عايشة فقيهة راوية لل ّ
آله و سّلم و كانت لها عليه جرأة و إدلل لم يحزل ينمحى و يستسحرى حّتححى كحان منهحا فححي
صة مارية ما كانت من الحديث الحّذي أسحّره إلححى الّزوجححة الخحرى و أّدى إلححى أمره في ق ّ
تظاهرهما عليه و أنزل فيهمححا قححرآن يتلححى فححي المحححاريب يتضحّمن وعيححدا غليظححا عقيححب
تصريح بوقوع الّذنب و صغو القلب و أعقبتها تلك الجرأة و ذلك النبساط أن حدث منهححا
ل تعالى عنها و هى من أهححل الجّنححة عنححدنافي أّيام الخلفة العلوّية ما حدث ،و لقد عفى ا ّ
ح من أمر الّتوبة إلى أن قال :بسابق الوعد و ما ص ّ
] [ 270
ن و قححد جححاء فححي الخححبر لسلم :أدركها رأى الّنساء ،أى ضعف آرائهح ّ فأّما قوله عليه ال ّ
ن قليلت عقل و دين ،أو قححال ضححعيفات و يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة ،و جاء أّنه ّ
لذلك جعل شهادة المرأتيححن بشححهادة الّرجححل الواحححد ،و المححرأة فححي أصححل الخلقححة سححريعة
ن مفقححودة أو قليلححة و
ن فاسدة الّتدبير ،و الشجاعة فيه ح ّ
النخداع سريعة الغضب سّيئة الظ ّ
سخاء .كذلك ال ّ
ن هذا الكلم يحتاج إلى شرح ،و قد كنت قرأتححه علححى شارح :و أّما الضغن فاعلم أ ّ قال ال ّ
شيخ أبي يعقوب يوسف بن إسماعيل الّلمعاني ) ره ( أّيام اشتغالى عليححه بعلححم الكلم ،و ال ّ
سألته عّما عنده فأجابني بجواب طويل أنا أذكر محصوله بعضه بلفظححه و بعضححه بلفظححي
فقد شّذ عّني الن لفظه كّله بعينه قال :أّول بداء الضحغن كححان بينهحا و بيححن فاطمحة عليهحا
ل عليه و آله تزّوجها عقيب مححوت خديجححة فأقامهححا ل صّلى ا ّ ن رسول ا ّ السلم ،و ذلك ل ّ
ن ابنححة الّرجححل إذا مححاتتسلم هى ابنة خديجة ،و من المعلوم أ ّ مقامها ،و فاطمة عليها ال ّ
أّمها و تزّوج أبوها أخرى كان بين البنة و بين المرأة كدروشنان ،و هذا ل ب حّد منححه ل ّ
ن
ضحرةالّزوجة تنفححس عليهححا ميححل الب ،و البنححت تكححره ميححل أبيهححا إلحى امحرأة غريبحة كال ّ
لّمها ،بل هى ضّرة على الحقيقة و إن كانت الّم ميتة و لنا لححو ق حّدرنا الّم حّيححة لكححانت
العداوة مضطرمة متسّعرة فاذا كانت قد ماتت ورثتها بنتها تلك العداوة .
ل عليه و آله و سّلم مال إليها و أحّبها فازداد ما عنحد فاطمحة ل صّلى ا ّ ن رسول ا ّ ثّم اّتفق أ ّ
ل عليه و آله و سّلم فاطمححة إكرامححا عظيمححا ل صّلى ا ّبحسب زيادة ميله ،و أكرم رسول ا ّ
أكثر مّما كان الّناس يظّنونه و أكثر من إكرام الّرجال لبناتهم حّتى خرج بها عن حّد ح ح ّ
ب
ص و العححاّم مححرارا ل محّرة ل عليه و آله و سحّلم بمحضححر الخححا ّ الباء للولد فقال صّلى ا ّ
واحدة ،و في مقامات مختلفة ل في مقام واحد :إّنها سّيدة نساء العححالمين ،و إّنهححا عديلححة
مريم بنت عمران ،و إّنها إذا محّرت فححي الموقححف نححادى منححاد مححن جهححة العححرش يححا أهححل
لح عليححه و آلححه ،و هححذا مححن ضوا أبصاركم لتعححبر فاطمححة بنححت محّمححد صحّلى ا ّ الموقف غ ّ
ن انكححاحه عليححا إّياهححا مححا كححان إ ّ
ل الحاديث الصحيحة و ليس من الخبار المستضعفة و أ ّ
سماء بشهادة الملئكةل إّياها في ال ّ
بعد أن أنكحه ا ّ
] [ 271
و كم قال ل مّرة :يؤذيني ما يؤذيها و يغضبني مححا يغضححبها ،و إنهححا بضححعة يريبنححى مححا
رابها .
فكان هذا و أمثاله يوجب زيادة الضغن عند الّزوجة حسب زيادة هذا التعظيم و التبجيححل ،
و النفوس البشرّية تغيظ على ما هو دون هذا فكيف هححذا ؟ ث حّم حصححل عنححد بعلهححا عليهمححا
ن النساء كثيرا ما يحصلن الحقاد سلم ،فا ّ
سلم ما هو حاصل عندها أعني علّيا عليه ال ّ ال ّ
ن محّدثات الّليل كما قيل في المثل ،و كانت تكثر الشححكوى في قلوب الّرجال ل سّيما و ه ّ
من عايشة و يغشيها نساء المدينة و جيران بيتها فينقلن إليها كلمات عن عايشة ثحّم يححذهبن
إلى بيت عايشة فينقلن إليها كلمات عن فاطمة ،و كما كانت فاطمة تشكو إلى بعلها كانت
ن بعلها ل يشكيها على ابنته فحصل في نفس أبي بكححر مححن عايشة تشكو إلي أبيها لعلمها أ ّ
ذلك أثر ما .
قال :و لست ابّرىء علّيا من مثل ذلك ،فانه كان ينفس على أبي بكر سكون النبيّ ص حّلى
ب أن ينفرد هو بهححذه المزايححا و الخصححايص
ل عليه و آله و سّلم إليه و ثنائه عليه ،و يح ّ
ا ّ
دونه و دون الناس أجمعين ،و من انحرف عن إنسان انحرف عن أهله و أولده فتأّكدت
البغضة بين هذين الفريقين .
] [ 272
ل من الفريقين قلبه على الشححنآن لصححاحبه ثحّم كححان بينهححا و بيححن علحيّ
و غلظت و طوى ك ّ
ل عليه و آله و سّلم أحوال و أقححوال كّلهححا تقتضححى ل صّلى ا ّ
سلم في حياة رسول ا ّعليه ال ّ
ل فجاء حّتى قعد بينححه و بينهححا و تهّيج ما في النفوس ،نحو قولها له و قد استدناه رسول ا ّ
ل فخذى ،و نحو ما روي أنه صّلى هما متلصقان :أما وجدت مقعدا لكذا ل تكنى عنه إ ّ
ل عليه و آله و سّلم سايره يوما و أطال مناجاته فجائت و هى سايرة خلفهما حّتى دخلت ا ّ
لح عليحه و آلحه و سحّلمل صحّلى ا ّ ن رسول ا ّ بينهما و قالت :فيم أنتما فقد أطلتما ،فيقال :إ ّ
غضب ذلك اليوم و ما روى في حديث الجفنة من الثريد الححتي أمححرت الخححادم فححوقفت لهححا
فاكفأتها و نحوها مّما يكون بين الهل و بين المرأة و أحماتها .
لح
ن رسححول ا ّن فاطمة ولدت أولدا كثيرا بنين و بنات و لححم تلححد هححى ولححدا ،و أ ّ ثّم اّتفق أ ّ
ل عليه و آله و سّلم كان يقيم بني فاطمة مقام بنيه و يسّمى الواحد منهما و يقححول : صّلى ا ّ
دعوا لى ابني ،و ل تزرموا على ابني ،و ما فعل ابني ،فما ظّنححك بالّزوجححة إذا حرمححت
الولد من البعل ثّم رأت البعل يتبّنى بني ابنته من غيرها و يحنو عليهم حنو الولد المشححفق
هححل تكححون محّبححة لولئك البنيححن و لّمهححم و لبيهححم أم مبغضححة ؟ و هححل تححوّد دوام ذلححك و
لح عليححه و آلححه و سحّلم سحّدل صحّلى ا ّ ن رسول ا ّ استمراره أم زواله و انقضائه ؟ ثّم اّتفق أ ّ
باب أبيها إلى المسجد و فتح باب صهره ثّم بعححث أباهححا بححبرائة إلححى مّكححة ثحّم عزلححه عنهححا
بصهره ،فقدح ذلك أيضا في نفسها .
سححلمي عليححه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم إبراهيم من مارية فأظهر عل ّل صّلى ا ّ و ولد لرسول ا ّ
ل ميل على غيرها صب لمارية و يقوم بأمرها عند رسول ا ّ بذلك سرورا كثيرا و كان يتع ّ
سلم منه و كشححف بطلنهححا ي عليه ال ّ
،و جرت لمارية نكبة مناسبة لنكبة عايشة فبّرها عل ّ
سا بالبصر ل يتهّيأ للمنافقين أن يقولوا فيه ل تعالى على يده و كان ذلك كشفا مح ّ و كشفه ا ّ
ل ذلك مما كان يوعر صدر عايشة عليه و ما قالوا في القرآن المنزل ببراءة عايشة ،و ك ّ
يؤّكد ما في نفسها منه .
] [ 273
سححلم مححن ذلححك وي عليه ال ّ ثّم مات إبراهيم فأبطنت شماتة و إن أظهرت كأبة ،و وجم عل ّ
كذلك فاطمة و كانا يؤثران و يريححدان أن تتمّيححز ماريححة عليهححا بالولححد فلححم يقحّدر لهمححا و ل
لمارية ذلك .
ل صّلى الّ و بقيت المور على ما هى عليه و في الّنفوس ما فيها ،حّتى مرض رسول ا ّ
ي يريدان أن يمّرضححاه فححي عليه و آله و سّلم المرض اّلذي توّفى فيه ،فكانت فاطمة و عل ّ
بيتهما و كذلك كانت أزواجه فمال إلى بيت عايشة بمقتضى المحّبة القلبّية اّلتي كححانت لهححا
دون نسائه ،و كره أن يزاححم فاطمححة و بعلهححا فحي بيتهمححا فل يكحون عنحده محن النبسححاط
ن المريض يحتححاج بوجودهما ما يكون إذا خل بنفسه في بيت من يميل إليه بطبعه و علم أ ّ
إلى فضل مداراة و نوم و يقظة و انكشاف و خروج حدث فكححانت نفسححه إلححى بيتححه أسححكن
منها إلى بيت صهره و بنته فاّنه إذا تصّور حيائهما منه اسححتحيى هححو أيضححا منهمححا و كح ّ
ل
لح عليححه و آلححه و
صهر و البنت و لم يكن لححه صحّلى ا ّ
ب أن يخلو بنفسه و يحتشم ال ّ
أحد يح ّ
سّلم إلى غيرها من الّزوجات مثل ذلك الميل اليها فتمّرض في بيتها فغبطت على ذلك ،
ن المر له و أّنه ل ينازعه فيححه أحححد مححن الّنححاس و لهححذاكأّسلم ل يش ّ ي عليه ال ّو كان عل ّ
ل عليه و آله و سّلم :امدد يححدك أبايعححك ،فيقححول ل صّلى ا ّ
قال له عّمه و قد مات رسول ا ّ
ل عليححه و
ل صّلى ا ّ ل عليه و آله و سّلم بايع ابن عّم رسول ا ّ ل صّلى ا ّ
الّناس عّم رسول ا ّ
آله و سّلم فل يختلف عليك اثنان ،قال :يا عحّم و هححل يطمحع فيهححا طحامع غيححري ؟ قحال :
ب أن اصححهر » اصحححر « بححه ب هذا المر من وراء رتاج و أح ّ ستعلم ،قال :فاّنى ل أح ّ
فسكت عنه .
ل عليه و آله و سّلم في مرضه أنفذ جيش اسامة و جعل فيه أبا ل صّلى ا ّ فلما ثقل رسول ا ّ
سححلم حينئذ بوصححوله ي عليححه ال ّ
بكر و غيره من أعلم المهاجرين و النصار ،فكححان علح ّ
ل عليه و آله و سّلم أوثق ،و تغلححب علححى ظّنححه أ ّ
ن ل صّلى ا ّ إلى المر إن حدث برسول ا ّ
ل عليححه و آلححه و سحّلم لخلححت مححن منححازع ينححازعه المححر بالكلّيححة ،
المدينة لو مات صّلى ا ّ
فيأخذه صفوا عفوا ،و يتّم له البيعة فل يتهّيأ فسخها لو رام ضّد منازعة عليها .
] [ 274
لح
ل ص حّلى ا ّن رسول ا ّ فكان من عود أبي بكر من جيش اسامة بارسالها إليه و إعلمه بأ ّ
صححلة مححا عرفححت ،فنسححب علحيّ عليححهعليه و آله و سّلم يموت ما كان ،و مححن حححديث ال ّ
لح
ن رسححول ا ّ ل بالّنححاس ،ل ّ
سلم عايشة إلى أّنها أمرت بلل مولى أبيها أن يأمره فليص ّ ال ّ
ل عليه و آله و سّلم كما روى قال :
صّلى ا ّ
صبح .
ل بهم أحدهم و لم يعّين و كانت صلة ال ّ
ليص ّ
ي عليححه
ل عليه و آله و سّلم و هو في آخر رمق يتهادى بيححن علح ّ ل صّلى ا ّ فخرج رسول ا ّ
سلم و الفضل ابن العّباس حّتى قام في المحراب كما ورد فححي الخححبر ،ثحّم دخححل فمححات ال ّ
جة في صرف المر إليه ،و قال :أّيكم أطيححب نفسححا ضحى فجعل يوم صلته ح ّ ارتفاع ال ّ
صححلة و لحم يحملححوا
ل عليحه و آلحه و سحّلم فحي ال ّ
ل صّلى ا ّ
أن يتقّدم قدمين قّدمهما رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم إلى الصلة لصرفه عنها بل لمحافظته على ل صّلى ا ّ خروج رسول ا ّ
صلة مهما أمكن . ال ّ
] [ 275
ل صّلى الّ صلة و رسول ا ّ ن عايشة عّينت أباها لل ّ قال الشارح :فقلت له :أ فتقول أنت إ ّ
سححلم كححان عليه و آله و سّلم لم يعّينه ؟ فقال :أما أنا فل أقول ذلححك ،و لكححن علّيححا عليححه ال ّ
يقوله ،و تكليفي غير تكليفه كان حاضرا و لم أكن حاضرا ،فأنا محجوج بالخبححار اّلححتي
ل عليه و آله و سّلم لبي بكر في الصلة و ي صّلى ا ّ اّتصلت بي و هى تتضّمن تعيين النب ّ
هو محجوج بما كان قد علمه أو يغلب على ظّنه من الحال اّلتي كان حضرها .
شارح :هذه خلصة كلم الشيخ أبي يعقوب و لححم يكححن يتشحّيع ،و كححان شححديدا فححي قال ال ّ
ل أّنه كان في التفضيل بغدادّيا .
العتزال إ ّ
ل:
سلم و الحساب على ا ّ
ثم قال الشارح في شرح قوله عليه ال ّ
] [ 276
ل على توّقفه في أمرها و أنتم تقولون إّنها مححن أهححل الجّنححة فكيححف
فان قلت :هذا الكلم يد ّ
تجمعون بين مذاهبكم و هذا الكلم ؟
سلم قال هذا الكلم قبل أن يتواتر الخبر عنححده بتوبتهححا فححانّ قلت :يجوز أن يكون عليه ال ّ
سلم و ندمت و قالت :لوددت أصحابنا يقولون :إّنها تابت بعد قتل أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم عشرة بنيححن كّلهححم مححاتوا و لححم يكححن يححوم
ل صّلى ا ّ ن لي من رسول ا ّ أّ
الجمل ،و أّنها كانت بعد قتله تثنى عليه و تنشر مناقبه .
ل خمارهححا ،و أّنهححا اسححتغفرت مع أّنهم رووا أيضا أّنها عقيب الجمل كانت تبكى حّتححى تبح ّ
سلم ححديث توبتهحا عقيحب الجمحل بلغحا ل و ندمت و لكن لم تبلغ أمير المؤمنين عليه ال ّ ا ّ
جة و اّلذي شاع عنها من أمر الّندم و الّتوبة شياعا مستفيضححا إّنمححا يقطع العذر و يثبت الح ّ
سلم إلى أن ماتت و هى على ذلك ،و الّتائب مغفور له و يجب قبول كان بعد قتله عليه ال ّ
التوبة عندنا في العدل و قد أّكد وقوع الّتوبححة منهححا مححا روى فححي الخبححار المشححهورة أّنهححا
ل عليه و آله و سّلم في الخرة كما كانت زوجته في الّدنيا ، ل صّلى ا ّ زوجة رسول ا ّ
و مثل هذا الخبر إذا شاع أوجب علينا أن نتكّلف إثبات توبتها لححو لححم ينقححل فكيححف و الّنقححل
شارح المعتزلي .لها يكاد أن يبلغ حّد الّتواتر ،انتهى كلم ال ّ
ل التكلن :
و ينبغي لنا أن نعقبه بما عندنا في هذا المقام فأقول و با ّ
] [ 277
فلّما نّبأها به قالت من أنباك هذا قال نّبأني العليم الخححبير « قححال الفخححر ال حّرازي يعنححي مححا
أسّر إلى حفصة من تحريم الجارية على نفسه و استكتمها ذلك ،و قيححل :لّمححا رأى الّنححبي
الغيرة في وجه حفصة أراد أن يرضاها فأسّر إليها بشيئين :تحريم المة علححى نفسححه ،و
ن الخلفة بعده في أبي بكر و أبيها عمر ،قاله ابن عباس و قوله :فلّما نبأت به البشارة بأ ّ
ل عليه اطلع نبّيه على قول حفصة لعايشححة فححأخبر الّنححب ّ
ي أى أخبرت به عايشة و أظهره ا ّ
حفصة عند ذلك ببعض ما قالت و هو قوله تعالى :عّرف بعضه حفصححة و أعححرض عححن
بعض لم يخبرها اّنك أخبرت عايشة على وجه الّتكريم و الغضاء ،
ن رسححول
و الذي أعرض عنه ذكر خلفة أبي بكر و عمر و قال القّمححي :سححبب نزولهححا أ ّ
ل عليه و آله و سّلم كان في بعض بيوت نسائه ،
ل صّلى ا ّ
ا ّ
و كانت مارية القبطّية تكححون معححه تخححدمه ،و كححان ذات يححوم فححي بيححت حفصححة ،فحذهبت
ل عليه و آله و سّلم ماريححة فعلمححت حفصححة ل صّلى ا ّحفصة في حاجة لها فتناول رسول ا ّ
لح
ل عليه و آله و سّلم فقالت :يححا رسححول ا ّ
ل صّلى ا ّبذلك فغضبت و أقبلت على رسول ا ّ
ل منها فقححال :كفححى فقححد حّرمححت
في يومي و في دارى و على فراشي ،فاستحى رسول ا ّ
مارية على نفسي و ل أطاها بعد هذا أبدا ،
لح و الملئكححة و الّنححاس أجمعيححنو أنا أقضى اليك سّرا إن أنت أخححبرت بححه فعليححك لعنححة ا ّ
ن أبا بكر يلححى الخلفححة بعححدي ،ثحّمل عليه و آله و سّلم إ ّفقالت :نعم ما هو ؟ فقال صّلى ا ّ
بعده أبوك فقالت من أنباك ؟ فقال نّبأني العليم الخححبير ،فححأخبرت حفصححة بححه عايشححة مححن
ن عايشة أخححبرتني يومها ذلك و أخبرت عايشة أبا بكر فجاء أبو بكر إلى عمر فقال له :إ ّ
عن حفصة بشيء و ل أثق بقولها ،فاسأل أنت حفصة ،فجاء عمر إلى حفصة فقال لها :
ما هذا اّلذي أخبرت عنك عايشة ؟ فأنكرت ذلك و قالت :ما قلت لها من ذلك شيئا ،
ل صّلى الّ ق فأخبرينا حّتى نتقّدم فيه ،فقالت :نعم قد قال رسول ا ّ
ن هذا ح ّ
فقال عمر :إ ّ
ل عليححه و آلححه و س حّلم
ل صّلى ا ّ
عليه و آله و سّلم فأجتمعوا أربعة على أن يسّموا رسول ا ّ
سورة قال :و أظهره الّ ل عليه و آله و سّلم بهذه ال ّ
ل صّلى ا ّفنزل جبرئيل على رسول ا ّ
ل على ما أخبرت به و ما هّموا به من قتله عرف بعضه أى خبرها عليه يعني و أظهره ا ّ
و قال :لم أخبرت بما خبرتك به و أعرض عن بعض قال :لم يخبرهم بما يعلم بما هّموا
سورة :
به من قتله ،و قال تعالى في هذه ال ّ
] [ 278
ل مثل لّلذين كفروا امرأة نوح و امرأة لوط كانتححا تحححت عبححدين مححن عبادنححا » و ضرب ا ّ
ل شيئا و قيل ادخل الّنار مع الداخلين « قححال فححي صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من ا ّ
ل حال الكّفار و المنافقين في أّنهححم يعححاقبون بكفرهححم و نفححاقهم و ل صافي :مثل ا ّ تفسير ال ّ
لح عليحه و آلحه و سحّلم و المحؤمنين محن الّنسحبة و ي صحّلى ا ّيحابون بمحا بينهحم و بيحن الّنحب ّ
الوصلة بحال امرءة نوح و امرءة لوط ،و فيه تعريححض بعايشححة و حفصححة فححي خيانتهمححا
ل بافشاء سّره و نفاقهما إّياه و تظاهرهما عليه كمححا فعلححت امرئتححا الّرسححولين فلححم رسول ا ّ
ق الّزواج إغناء ما و قيل لهما بعد موتهما أو يوم القيامة :ادخل يغن الّرسولن عنهما بح ّ
الّنار مع الّداخلين اّلذين ل وصلة بينهم و بين النبياء .
صلها و حكاهححا عححنسلم على ما ف ّ ضغن التي بين عايشة و فاطمة عليها ال ّ و اما اسباب ال ّ
لئمة فيها كّلهححا راجعححة إلححى عايشححة و ن ال ّ
لأّ
شيخ أبى يعقوب الّلمعاني فهى كما ذكره إ ّال ّ
ل عليهما في ذلك أى فححي الّتصححاف أبيها ،و تشريكه بينهما و بين فاطمة و بعلها سلم ا ّ
بالضغن و الحقد و الحسد غلححط فححاحش بعححد شححهادة آيححة التطهيححر و غيرهححا بعصححمتهما و
برائة ساحتهما عن دنس المعاصي و الّذنوب و طهارة ذيلهما عن وسخ الثام و العيوب .
و من ذلك يعلم ما في قوله :و لست أبّرء علّيا من مثل ذلك فاّنه كان ينفس على أبي بكححر
ب أن ينفححرد هححو بهححذه ل عليه و آلححه و سحّلم إليححه و ثنححائه عليححه و يحح ّ
سكون الّنبي صّلى ا ّ
المزايا و الخصايص دونه و دون الّناس أجمعين مضافا إلى ما فيه من أّنححا لححم نسححمع إلححى
ل عليه ي صّلى ا ّ ن الّنب ّص بها ،و لم نظفر بأ ّ صة و مكرمة اخت ّ الن لبى بكر مزّية و خا ّ
و آله و سّلم يوما أثنا عليه و سكن اليه ،و الخبار المفصحة عن شححقاقه و نفححاقه و إزراء
الّرسول عليه في غير موطن فوق حّد الحصاء ،و لو لم يكححن شححاهد علححى عححدم سححكونه
إليه غير بعثه بسورة برائة إلى مّكة ثّم عزله عنها لكفى .
ضرورة موجبا لغضححبها باحراق باب بيتها و إخراج بعلها ملّببا إلى المسجد للبيعة كان بال ّ
و اذيها ،فاذا انضّم إلى ذلك الحديث اّلذي رووه و أضححيف إليهمححا قححوله سححبحانه و اّلححذين
سححخط العظيححم كمححا م حّرل لهم عذاب أليم ينتج أّنهما في العذاب الليححم و ال ّ
يؤذون رسول ا ّ
شارح ستين ،و قد تقّدم هناك قول ال ّ سادس و ال ّ
تفصيله في الّتنبيه الّثاني في شرح الكلم ال ّ
ن الصحيح عندى أنها ماتت و هي واجدة على أبي بكححر و عمححر ،و أنهححا أوصححت أن ل أّ
يصّليا عليها ،فانظر ماذا ترى .
و أما ما تكّلفه الشارح في آخر كلمه في اثبات توبة الخاطئة فدعوى ل تفى باثباتها بّينححة
طار ما أفسد الّدهر و كيف تتوب عن خطائها و و هو يريد اصلح أمرها و لن يصلح الع ّ
تندم على تفريطها بعد رسوخ الضغن في هذه السنين المتطاولة في قلبها و تزايححد أسححباب
صلها الشارح عن الّلمعاني ،و قد تق حّدم مححا
الحقد و الحسد و تراكمها يوما فيوما على ما ف ّ
يرشدك إلى بطلن هذه الدعوى في شرح الكلم التاسع و السبعين و اورد هنا مضافا إلى
لح روححه فحي تلخيحص الشحافي فحي إبطحال تلحك محا سحبق محا حققحه شحيخ الطايفحة قحّدس ا ّ
الّدعوى .
ى كلمه في البحار :و أّما الكلم في توبة عايشة فما بيناه من الطرق الثلث
قال في محك ّ
في توبة طلحة و الّزبير هى معتمدة فيما يّدعونه من توبة عايشة .
حتها ،
ن جميع ما يروونه من الخبار ل يمكن اّدعاء العلم فيها و ل القطع على ص ّ أّولها أ ّ
ن المعلوم ل يرجع عنه بالمظنون .
ن و قد بّينا أ ّ
و أحسن الحوال فيها أن يوجب الظ ّ
و الثاني أنها معارضة بأخبحار تزيحد محا رووه فحي القحّوة أو تسحاويه ،فمحن ذلحك محا رواه
ى إلى عايشة بعححد الهزيمححة و الواقدى باسناده عن مسعبة عن ابن عباس قال :أرسلنى عل ّ
هى فى دار الخزاعيّين يأمرها أن ترجع إلى بلدها و ساق الحديث إلى قححوله فبكححت محّرة
ن ثحّم سححاق الحححديث
ل لنححا لنهلكح ّ
ل لئن لم يغفر ا ّ
أخرى أشّد من بكائها الّول ثّم قالت :و ا ّ
إلى آخره ثّم قال :
فان قيل :ففى هذا الخبر دليل على التوبة و هى قولها عقيب بكائها لئن لم يغفر
] [ 280
ن.
ل لنا لنهلك ّ
ا ّ
قلنا :قد كشف المر ما عقبت هذا الكلم به من اعترافها ببغض أمير المححؤمنين و بغححض
ل ح عليهححا محّبتهححم و تعظيمهححم ،و هححذا دليححل علححى
أصحححابه المححؤمنين ،و قححد أوجححب ا ّ
لح لنححا
ن بكائها إّنما كان للخيبة ل للّتوبة ،و ما كان في قولها لئن لححم يغفححر ا ّالصرار و أ ّ
ن من دليل على الّتوبححة و قححد يقححول المصحّر مثححل ذلححك إذا كححان عارفححا بخطححائه فيمحالنهلك ّ
ل من ارتكب ذنبا يعتقد أّنه حسن حّتى ل يكون خائفا من العقاب عليه ، ارتكبه ،و ليس ك ّ
و أكثر مرتكبى الّذنوب يخافون العقاب مع الصرار ،
ن عّمححارا
و يظهر منهم مثل ما حكى من عايشة و ل يكون توبة و روى الواقدي باسناده أ ّ
ل عليه استأذن على عايشة بالبصرة بعد الفتح فأذنت له فدخل فقال :يا امه كيححف رحمة ا ّ
ق علححى الباطححل و يزهححقلح الحح ّ
ق و الباطل ألم يظهر ا ّ
ل صنع حين جمع بين الح ّ رأيت ا ّ
ل عليه و آله ل صّلى ا ّ
ن الحرب دول و سجال و قد اديل على رسول ا ّ الباطل ؟ فقالت :إ ّ
و سّلم و لكن انظر يا عّمار كيف تكون في عاقبة أمرك .
ى في تاريخه أّنه لّما انتهى إلى عايشة قتل أمير المؤمنين قالت :
و روى الطبر ّ
ى تقولين هذا ؟ فقالت :إّنى أنسى فححاذا نسححيت فقالت زينب بنت سلمة بن أبي سلمة :أ لعل ّ
ن الّناسححي و
فذّكروني ،و هذه سخرّية منها بزينب و تمويه خوفا من شناعتها ،و معلوم أ ّ
ل عححن قصححد و شعر في الغراض المطابقححة ،و لححم يكححن ذلححك منهححا إ ّ ساهى ل يتمّثل بال ّال ّ
معرفة .
و روى عن ابن عّباس أّنه قال لمير المؤمنين لّما أبت عايشة الّرجوع إلى المدينة :أرى
سححلم :
أن تدعها يا أمير المؤمنين بالبصرة و ل ترحلها ،فقال له أمير المححؤمنين عليححه ال ّ
ل عليه و آله و ل صّلى ا ّ
إّنها ل تالو شّرا و لكّني أرّدها إلى بيتها اّلذي تركها فيه رسول ا ّ
سّلم
] [ 281
و روى عن مسروق أّنححه قححال :دخلححت علححى عايشححة فجلسححت إليهححا فححّدثتني و اسححتدعت
غلما أسود يقال له :عبد الّرحمن ،فجاء حّتى وقف فقالت :يا مسروق أتدرى لم سحّميته
صحتها فحي دفحن
عبد الّرحمن ؟ فقلت :ل ،فقالت :حّبا مّنى لعبد الّرحمن بن ملجحم فأّمحا ق ّ
ل بن عباس :يومححا علححى بغححل و يومححا علححى جمححل ،الحسن فمشهورة حّتى قال لها عبد ا ّ
فقالت :أو ما نسيتم يوم الجمل يا ابن عّباس إّنكم لذوو أحقاد .
ل على استمرار حقدها و بقاء عداوتها أيضا ما في الرشاد للمفيد ) ره ( قحال أقول :و يد ّ
ل عليه و آله و سّلم و ل صّلى ا ّ :روى عكرمة عن عايشة في حديثها له بمرض رسول ا ّ
لح عليححه و آلححه و سحّلم متححوّكئا علححى ل صّلى ا ّ
وفاته فقالت في جملة ذلك :فخرج رسول ا ّ
لح بححن العّبححاس قحال لححه :أ
رجلين أحدهما الفضل بن العّباس ،فلما حكى عنها ذلك لعبححد ا ّ
تعرف الّرجل الخر ؟
ععععععع
صححه
از جمله كلم آن بزرگوار است كه خطاب فرمود با آن اهححل بصححره را بححر سححبيل ق ّ
گوئى از واقعهاى عظيمه مىفرمايد :
] [ 282
پس كسى كه استطاعت داشته باشد نزد آن حادثهححا اينكححه حبححس نمايححد نفححس خححود را بححر
طاعت خدا پس بايد كه بكند آنرا پس اگر اطاعت نمائيد مرا پس بدرستى كححه مححن حمححل
ل بر راه بهشت و اگر چه مىباشد آن راه صاحب مشّقت سححخت كننده شما هستم إنشاء ا ّ
و چشيدني تلخ ،و أّما فلنة يعنى عايشه خاطئه پس دريححافت او را رأى سسححت زنححان و
كينه ديرينه كه جوش زد در سينه او مثل ديك جوشنده آهنگححران ،و اگححر خوانححده شححدى
كه فرا گيرد از غير من آنچه كه آورد بسوى من نمىكرد ،يعني اگر دعوت مىنمودند
ق مححن از مخححالفت و
او را كه اقدام نمايد در حق غير مححن بمثححل آنچححه اقححدام كححرد در حح ّ
عداوت و خصومت البته اقدام نمىنمود ،
و با همه اين مر او راست بعد از اين همه قبايح كه از او صادر شد حرمت قديمه او كه
ل عليححه و آلححه و س حّلم داشححت و حسححاب بححر پروردگححار
در زمان حضرت رسول صّلى ا ّ
است .
] [ 283
ن المر بححالمعروف و
ل دار أهلها ،ل يستبدلون بها ،و ل ينقلون عنها ،و إ ّ
الغايات ،لك ّ
ل سبحانه ،الّنهي عن المنكر لخلقان من خلق ا ّ
سك ،و الّنجاة للمتعّلق ،ل يعوج فيقام ،و ل يزيغ فيستعتب ،و ل تخلقهو العصمة للمتم ّ
سمع ،من قال به صدق ، كثرة الّرّد ،و ولوج ال ّ
ل عليححه و آلححه
ل صّلى ا ّ
و قام إليه رجل فقال أخبرنا عن الفتنة و هل سألت عنها رسول ا ّ
سلم :
و سّلم فقال عليه ال ّ
ل سبحانه قوله :الم أ حسب الّناس أن يححتركوا أن يقولححوا آمّنححا و هححم ل يفتنححون لّما أنزل ا ّ
ل عليه و آله و سّلم بين أظهرنا ،فقلت : ل صّلى ا ّ ن الفتنة ل تنزل بنا و رسول ا ّ علمت أ ّ
ن أّمححتي سححيفتنون مححنيإّ لح بهححا ؟ فقححال :يححا علح ّ
ل ما هذه الفتنة اّلتي أخبرك ا ّ
يا رسول ا ّ
ل أو ليس قد قلت لي يوم أحد حيححث استشححهد مححن استشححهد مححن بعدي ،فقلت :يا رسول ا ّ
شهادة من ورائك ، ن ال ّ ي فقلت لي :أبشر فإ ّ ق ذلك عل ّ شهادة فش ّ
المسلمين و حيزت عّني ال ّ
ن ذلك لكذلك فكيف صبرك إذا ؟ فقلت : فقال لي :إ ّ
] [ 284
صبر و لكن من مواطن البشرى و الشكر ،و قححال يححا ل ليس هذا من مواطن ال ّ يا رسول ا ّ
ن الّمححة سححيفتنون بعححدي بححأموالهم ،و يمّنححون بححدينهم علححى رّبهححم ،و يتمّنححون
ي:إّ عل ح ّ
سحاهية ، شبهات الكاذبة ،و الهحواء ال ّ رحمته ،و يأمنون سطوته ،و يستحلّون حرامه بال ّ
ل ح فبححأ ّ
ي سحت بالهدّية ،و الّربا بالبيع ،فقلت :يا رسححول ا ّفيستحلّون الخمر بالّنبيذ ،و ال ّ
المنازل أنزلهم عند ذلك ؟ أبمنزلة رّدة أم بمنزلة فتنة ؟ فقال :
ععععع
صبح بلوجا من باب قعد أسفر و أنار و ) أرقل ( أسححرع و ) شححخص ( مححن بلححد ) بلج ( ال ّ
كذا رحل و خرج منه و ) الجححداث ( القبححور جمححع جححدث بالّتحريححك كأسححباب و سححبب و
شفاء الّنافع ( بالفاء و ) الّرى الّناقع ( بالقاف يقال :ماء ناقع أى ينقع الغلة أى يقطعها
) ال ّ
و يروى منها .
ععععععع
] [ 285
قلت كما تقول :خروجه لمخافة الشّر و ضربه للّتأديب ،و قد كان التأديب و المخافة فححي
شر و ضربته تأديبا تعليلين و تقول أيضا :حسبت خروجه لمخافححة قولك خرجت مخافة ال ّ
الشّر و ظننت ضربه للتأديب ،فتجعلهما مفعولين كما جعلتهما مبتدء و خبرا .
سححلم :أو ليححس قححد قلححت ،للسححتفهام الّتقريححرى كمححا فححي قححوله
و الهمزة في قوله عليححه ال ّ
ل بكاف عبده و المقصود به حمل المخاطب على القرار بما دخله الّنفى تعالى :أ ليس ا ّ
عععععع
شححة فحانّفي وصحف الحّدين و اليمحان و هحو قحوله ) سحبيل أبلحج المنهحاج ( اسحتعارة مر ّ
سبيلح استعارة لفظ ال ّ اليمان لّما كان موصل لصاحبه الى الجّنة و إلى حظاير القدس ص ّ
ط
صححرا َ
ح التعبير عنه بلفظ الصراط بذلك العتبار أيضا في قوله تعالى ِإْهِدَنا ال ّ له كما ص ّ
عَلْيِهْم .
ت َ
ن َأْنَعْم َ
ط اّلذي َ
صرا َ
سَتقيَم ِ
اْلُم ْ
] [ 286
ل سالكها البّتة لوضححوحها سراج ( ل يض ّ فهو طريق أوضح المسلك إلى الجّنة ) و أنور ال ّ
ل علححى اليمححان ( قححالصالحات يسححتد ّ صالحات و بال ّ ل على ال ّو إضائتها ) فباليمان يستد ّ
صححالحات مححن سححاير العبححادات و مكححارم صالحات هى العمححال ال ّ الشارح البحراني :و ال ّ
الخلق اّلتي وردت بها الشريعة و ظاهر كونها معلححولت لليمححان و ثمححرات لححه يسححتد ّ
ل
بوجححوده فححي قلححب العبححد علححى ملزمتححه لهححا اسححتدلل بالعّلححة علححى المعلححول ،و يسححتد ّ
ل
بصدورها من العبد على وجود اليمان في قلبه استدلل بالمعلول على العّلة ) و باليمان
ن فضححل العلححم و كمححاله إّنمححا هححو العمححل بالركححان و العمححل
يعمر العلم ( إذ من المعلححوم أ ّ
بالركان إّما شرط لليمان أو شطر منه حسبما عرفته في شرح الخطبة المححأة و التاسححعة
فيكون فضله و كماله باليمان ،
و هو معنى كونه معمورا به .
سلم :مكتوب في النجيل :ل تطلبوا علم ما ل تعلمححون و ي بن الحسين عليه ال ّ و قال عل ّ
ل كفرا و لم يزدد من ا ّ
ل ن العلم إذا لم يعمل به لم يزدد صاحبه إ ّ
لّما تعملوا بما علمتم ،فا ّ
ل بعدا .
إّ
ن العلم بالمبدء و المعاد مستلزم لذكر الموت و الّتوجه اليه و ) و بالعلم يرهب الموت ( ل ّ
إلى ما يتلوه من الشدايد و الهوال ،و ذلك مححوجب للّرهبححة منححه ل محالححة و أّمححا الجاهححل
فهو غافل عن ذلك لكون هّمته مقصورة على الدنيا مصروفة اليها ) و بالموت تختم الّدنيا
( و هو ظاهر إذ الموت آخر منازل الّدنيا كما هححو أّول منححازل الخححرة ) و بالحّدنيا تحححرز
الخرة ( لّنها دار التكليف و فيها يقام العبادات و يقتنى الحسنات فيفححاز بالجّنححات و ينححال
ل الستعداد لتحصيل الزاد ليوم المعاد ) و بالقيامة تزلف الجّنة للمّتقين سعادات فهى مح ّ ال ّ
شعرا قال سبحانه : شريفة في سورة ال ّ و تبرز الجحيم للغاوين ( اقتباس من الية ال ّ
سليٍم َو أُْزِلَف ِ
ت ب َ
ل ِبَقْل ٍ
ن َأَتى ا ّ
ل َم ْ
ن ِإ ّ
ل َو ل َبُنو َ
َيْوَم ل َيْنفُع ما ٌ
] [ 287
ن.
جحيُم ِلْلغاوي َ
ت اْل َ
ن َو ُبّرَز ِ
جّنُة ِلْلُمّتقي َ
اْل َ
سعداء بحيث يرونها من الموقف فيبجحون بححأّنهم المحشححورون أى قربت الجّنة و قّدمت لل ّ
سرون على أنهححم المسححوقون إليها ،و تظهر الجحيم للشقياء فيرونها مكشوفة بارزة فيتح ّ
ن الخلق ل مقصر لهم عححن القيامححة ( أى ل محبححس و ل غايححة لهححم دونهححا و ل اليها ) و أ ّ
مانع من ورودهم عليها ) مرقلين ( أى مسرعين ) في مضمارها ( و هو مّدة الحياة الّدنيا
ن الخلق ل مقصر لهم الححى آخححره شارح البحراني قوله :و إ ّ ) إلى الغاية القصوى ( قال ال ّ
كلم في غاية الحسن مع غزارة الفايدة ،و هو إشارة إلى أّنه ل بّد لهم مححن ورود القيامححة
و مضمارها مّدة الحياة الّدنيا ،و هو لفظ مستعار ،و وجه المشابهة كون تلك المّدة مح ّ
ل
ل استعداد الخيل للسباق ، ن المضمار مح ّ ل كما أ ّ
استعداد الّنفوس للسباق إلى حضرة ا ّ
و ارقالهم كناية عححن سححيرهم المتحوّهم فححي محّدة أعمححارهم إلححى الخححرة ،و سححرعة ححثيث
شقاوة الخرويةسعادة و ال ّ
الّزمان بهم في اعداد أبدانهم للخراب و الغاية القصوى هى ال ّ
ععععع عععععع ) ععع (
ث على المر بالمعروف و الّنهححى عححن المنكححر و علححى في وصف حال أهل القبور و الح ّ
سححلم ) قححد شخصححوا مححن مسححتقّر ل و بيان معنححى الفتنححة و هححو قححوله عليححه ال ّ
لزوم كتاب ا ّ
ل استقرارهم و هى القبور ) و صاروا إلححى مصححائر الجداث ( أى ارتحل الموتى من مح ّ
سححائرين ،يعنححي سالكين و منتهى سير ال ّ الغايات ( أى انتقلوا إلى محال هى غاية منازل ال ّ
ل دار ( مححن هححاتين الحّدارين ) أهححل ( مححن السّححعداء و درجححات و دركححات الجحيححم ) و لكح ّ
ن أهححل الجّنححة
الشقياء ) ل يستبدلون بها ( غيرها ) و ل ينقلون عنها ( إلى غيرها يعني أ ّ
ل يطلبون إبدالها لما هم عليه من عظيم الّنعماء و ألّذ اللء ،و أهل الّنار ل ينقلون عنها
و لو طلبوا الّنقل و البدال لكونهم مخّلدين فيها ،و هذه قرينة على أن يكون
] [ 288
سلم بأهل الّنار الكفار و المنححافقين ،إذ غيرهححم مححن أصحححاب الجححرائر مححن
مراده عليه ال ّ
المسلمين المذعنين بالولية ل يخّلدون في الّنار لو دخلوها ،بححل يخرجححون بعححد تمحيححص
ل تعالى كمححا دّلححت عليححه الصححول
ل سبحانه ،أو بشفاعة أولياء ا ّ الّذنوب إّما بفضل من ا ّ
المحكمة .
ث على المر بالمعروف و الّنهححى عححن المنكححر بححالتنبيه علححى فضححلهما بقححوله ) و إنّ ثّم ح ّ
شارح البحراني » ره « ل ( قال ال ّالمر بالمعروف و الّنهى عن المنكر لخلقان من خلق ا ّ
ن حقيقة الخلق ملكة نفسانية تصححدر عححن النسححان ل استعارة ،ل ّإطلق لفظ الخلق على ا ّ
بها أفعال خيرّية أو شرّية ،و إذ قد تنّزه قدسه تعالى عححن الكيفّيححات و الهيئات لححم يصححدق
هذا الّلفظ عليه حقيقة ،لكحن لّمحا كحان المحر بحالمعروف و الّنهحى عحن المنكحر و الفعحال
الخيرّية اّلتي بها نظام العالم و بقاؤه كحكمته و قدرته وجوده و عنايته و عدم حححاجته بمححا
يتعارف من الخلق الفاضلة اّلتي تصدر عنها الفعال الخيرّيححة البشححرّية ،فاسححتعير بهححا
لفظ الخلق و اطلق عليه ،انتهى .
ي على التجّوز في لفظ الخلق حسبما صّرح به ،و يجححوز ابقححائه علححى أقول :هذا كّله مبن ّ
حقيقته و البناء على التجّوز في الضافة ،يعني أّنهما خلقان نسبتهما إليه سبحانه باعتبار
ح بححذلك العتبححار كونهمححا مححن خلقححه
ل و محبوبين له تعالى ،فص ّكونهما مرضّيين عند ا ّ
ل تعظيمال تشريفا ،و روح ا ّ تعالى أى من خلق هو محبوبه و مطلوبه كما نقول :بيت ا ّ
و تكريما و نحو ذلك ،هذا .
و لّما كان أكثر الّناس يكفون عن المر بالمعروف و الّنهى عن المنكر ،و يمسححكون عححن
سلم إلى دفححع
ردع الظلمة بتوّهم أن يبطش به فيقتل أو يقطع رزقه و يحرم فأشار عليه ال ّ
هذا الّتوهم بقوله ) و اّنهما ل يقربان من أجححل و ل ينقصححان مححن رزق ( و قححد روى هححذا
سلم في حديث آخر . المعنى عنه عليه ال ّ
سححلم قححالو هو ما رواه في الوسايل من الكافي عن يحيححى بححن عقيححل عححن حسححن عليححه ال ّ
ل و أثنى عليه ثّم قال :أّمححا بعححد فححاّنه إّنمححا هلححك
سلم فحمد ا ّ
خطب أمير المؤمنين عليه ال ّ
من
] [ 289
كان قبلكم حيثما عملوا من المعاصي و لم ينههم الّربانيون و الحبححار عححن ذلححك ،و إّنهححم
لّما تمادوا في المعاصي و لم ينههم الّربححانّيون و الحبحار عححن ذلححك نزلححت بهححم العقوبححات
ن المر بالمعروف و الّنهى عن المنكححر فأمروا بالمعروف و انهوا عن المنكر و اعلموا أ ّ
لن يقربا أجل و لن يقطعا رزقا .
لح ذلححكلعن اّلذين كفروا من بني إسرائيل إلى قوله لبئس ما كانوا يفعلححون و إّنمححا عححاب ا ّ
عليهم لنهم كانوا يرون من الظلمة المنكر و الفساد فل ينهونهم عن ذلك رغبة فيما كانوا
لح يقحول :فل تخشحوا الّنحاس و اخشحوني و قحال ينحالون منهحم و رهبحة مّمحا يححذرون و ا ّ
لح
المؤمنون بعضححهم أوليححاء بعححض يححأمرون بححالمعروف و ينهححون عححن المنكححر « فبححدء ا ّ
بالمر بالمعروف و الّنهى عن المنكر فريضة منه لعلمه بأّنها إذا اّديت و اقيمت استقامت
ن المر بححالمعروف و الّنهححى عححن المنكححر دعححاء الفرايض كّلها هّينها و صعبها ،و ذلك إ ّ
ظالم و قسمة الفىء و الغنايم و أخذ الص حّدقات مححن إلى السلم مع رّد المظالم و مخالفة ال ّ
مواضعها و وضعها في حّقها ،هذا و ينبغحي القيحام بوظحايف المحر بحالمعروف و الّنهحى
ضححرر علححى عن المنكر بالشروط المقّررة في الكتب الفقهّية ،و من جملتهححا المححن مححن ال ّ
المباشر أو على بعض المؤمنين نفسا أو مال أو عرضا ،فلو غلب على ظّنه أو قطع بأن
يصيبه أو يصححيبهم ضححرر بهمححا سححقط وجوبهمححا ،بححل يحرمححان كمححا صحّرح بححه علماؤنححا
الخيار و دّلت عليه أخبار أئّمتنا الطهار .
ضل من تعّرض لسلطان جائر فأصابته بلّيححه لححم يححوجر عليهححا و لححم يححرزق
قال لي :يا مف ّ
صبر عليها .
ال ّ
ى بطرق عديححدة منهححا مححا رواه و قد وقع نظير تلك الستعارة في الّنبوي المعروف المرو ّ
لح عليحه و آلحه و سحّلم إّنحي تحارك فيكحم الثقليحن
ي صحّلى ا ّأبو سعيد الخدرى قال :قال النب ّ
سماء إلى الرض و عترتي أهل بيححتي ل حبل ممدود من ال ّ أحدهما أكبر من الخر كتاب ا ّ
ى الحوض . لن يفترقا حّتى يردا عل ّ
ي ينكشف به أحوال المبدء و المعححاد ) و الّنور المبين ( و هو أيضا استعارة لّنه نور عقل ّ
و يهتدى به في ظلمات بحّر الجسحام و بحححر الّنفححوس كمححا يهتححدى بححالّنور المحسححوس فححي
لح نحور و كتحاب ظلمات و نظير هذه الستعارة قوله سبحانه :قد جائكم من ا ّ الغياهب و ال ّ
شفاء الّنافع ( إذ به يحصل البرء مححن السححقام الباطنّيححة و المححراض الّنفسححانّيةمبين ) و ال ّ
كما قال تعالى :قل هو لّلذين آمنوا هدى و شححفاء و قححال فححي موضححع آخححر :و ننحّزل مححن
ل خسارا ) و الّرى الّناقع ( أى ظالمين إ ّ
القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين و ل يزيد ال ّ
القاطع لغليل العطشان بماء الحياة البدّية أعني ما تضّمنه مححن المعححارف الحّقححة و العلححوم
سك و تعّلق به و أخححذ بأحكححامه سك و نجاة للمتعّلق ( يعني من تم ّاللهّية ) و عصمة للمتم ّ
ج فيقححام (و عمل بها فهو يعصمه من غضب الجّبار و ينجيححه مححن دخححول الّنححار ) ل يعححو ّ
لح لوجحدوا فيحه اختلفحا ق يصّدق بعضه بعضا » و لو كان محن عنحد غيحر ا ّ لنه كلم الح ّ
كثيرا « و احتاج إلى إصلح اختلفه و إقامة اعوجاجه و خلله
] [ 291
ق حّتى يطلب عتباه و رجوعه إليححه ) و ل يزيغ فيستعتب ( أى ل يميل و ل يعدل عن الح ّ
ل كلم نححثرا كححان أو نظمححا لححو تكحّررن كح ّ
سمع ( يعني أ ّ ) و ل يخلقه كثرة الّرد و ولوج ال ّ
طبححاع و اشححمأّز منححه
ل عنححه ال ّ
جه السماع و م ّ ترّدده على اللسنة و ولوجه في السماع م ّ
ضححا طرّيححا يححزداد
القلوب و يكون خلقا مبتذل مرذول ،و أّمححا القححرآن الكريححم فل يححزال غ ّ
على كثرة الّتكرار و طول الّتلوة في كرور العصار و مرور ال حّدهور حسححنا و بهححاء و
رونقا و ضياء هو المسك ما كّررته يتضّوع و ذلك من جملة خصايصها اّلححتي امتححاز بهححا
عن كلم المخلوق .
) من قال به صدق ( لّنه كلم مطابق للواقع فالقول بما أفاده البّتة يكححون صححدقا و القححائل
سحّيد
به صادقا ) و من عمل به سبق ( إلى درجات الجنان و فحاز أعظحم الّرضحوان قحال ال ّ
ن اّللم فيهححا للعهححد و تكححون
ظححاهر أ ّ
) ره ( ) و قام إليه رجل فقال أخبرنححا عححن الفتنححة ( ال ّ
ل عليه و آلححه و سحّلمل صّلى ا ّ الشارة بها إلى فتنة معهودة سبق ذكرها في كلم رسول ا ّ
صححة « و ن اّلذين ظلموا منكم خا ّ و في الكتاب العزيز في الية التية و اّتقوا فتنة ل تصيب ّ
غيرهما ،و الفتنة تكححون لمعححان شحّتى مححن البتلء و المتحححان و الضححلل و العححذاب و
الفضيحة و الكفر و الثم و اختلف الّناس في الراء و نحوها .
سحّيد فححي عنححوانهسلم بححذلك الكلم لهححل البصححرة حسححبما نّبححه ال ّو لّما كان خطابه عليه ال ّ
ن فتنححة
سائل عن موضححوع الفتنححة ليفهححم أ ّ فبقرينة مساق الكلم يحتمل أن يكون استخبار ال ّ
ل بها و رسوله ،و أن يكون عن حكمها أهل البصرة هل هى داخلة في الفتنة اّلتي أخبر ا ّ
.
ي المنحازل
لح فبحأ ّ
سلم أعني قحوله :فقلحت يحا رسحول ا ّ و يشعر بالّثاني آخر كلمه عليه ال ّ
انزلهم عند ذلك أبمنزلة رّدة أم بمنزلة فتنة فقال :بمنزلة فتنة .
لح عليححه و
لح صحّلى ا ّ
فعلى الحتمال الّول يكون معنى قوله ) و هل سألت عنها رسول ا ّ
آله و سّلم (
] [ 292
ل سبحانه قوله الم أ حسب الّناس أن يححتركوا أن يقولححوا آمّنححا و هححم ل يفتنححون) لّما أنزل ا ّ
شاف في تفسير الية :الفتنة المتحان بشدايد الّتكاليف من مفارقححة الوطححان و قال في الك ّ
شهوات و الملّذ ،و بالفقر و القحححط و شاّقة و هجر ال ّ
طاعات ال ّ
مجاهدة العداء و ساير ال ّ
أنححواع المصححائب فححي النفححس و المححوال ،و بمصححابرة الكفححار علححى اذاهححم و كيححدهم و
شححهادة علححى ألسححنتهم و أظهححروا القححول
ضرارهم ،و المعنى أحسب اّلذين أجروا كلمححة ال ّ
ل بأنواع المحن و ضروب البل باليمان أّنهم يتركون لذلك غير ممتحنين ،بل يمتحنهم ا ّ
حة عقايدهم و خلوص نّياتهم ليتمّيز المخلص مححن حّتى يبلو صبرهم و ثبات أقدامهم و ص ّ
غير المخلص و الّراسخ في الّدين محن المضححطرب و المتمّكححن محن العابححد علححى حححرف ،
انتهى .
ن المححراد بالفتنححة
صححله أ ّ
سره غير واحححد مححن علمححاء الّتفسححير ،و مح ّ
أقول :و بنحو ذلك ف ّ
المتحان و البتلء في الّنفس و المال .
سلم قال :معنى يفتنون يبتلون ل عليه ال ّو رواه الطبرسي في مجمع البيان عن أبي عبد ا ّ
ن المححراد بهححافححي أنفسححهم و أمححوالهم ،و المسححتفاد مححن غيححر واحححد مححن الخبححار التيححة أ ّ
سححلم هنححاخصوص المتحان بالولية ،و اليه يرجع ما أجاب به أميححر المححؤمنين عليححه ال ّ
للسائل المستخبر ،و ل تنححافي بيححن المعنييححن إذ الّول تنزيلححه و الثححانى تححأويله و ل غبححار
ل عليه و ل صّلى ا ّ ن الفتنة ل تنزل بنا و رسول ا ّ عليه و إّنما الشكال في قوله ) علمت أ ّ
ن الية ل دللة فيها على عدم نزول الفتنة بهم مححع كححون آله و سّلم بين أظهرنا ( لظهور أ ّ
سححلم ذلححك ، ل عليه و آله و سّلم بينهم فمن أين علم أمير المؤمنين عليه ال ّ الرسول صّلى ا ّ
شارح المعتزلي و أجاب عنه بما ل يعبأ به حيث قال : و قد تنّبه لذلك ال ّ
ل عليححه و
ل صّلى ا ّ
ن الفتنة ل تنزل بنا و رسول ا ّ
سلم علمت أ ّ
فان قلت :فلم قال عليه ال ّ
آله و سّلم بين أظهرنا ؟ .
] [ 293
ن قوله :علمت ،جححواب لمححا و هححو يفيححد أنّ ض عّما ذكرنا نقول إ ّ
و أّما ثانيا فلّنا بعد الغ ّ
لحمنشأ علمه بعدم نزول الفتنة هو قوله :الم أ حسب الّناس الية ،ل قححوله :و مححا كححان ا ّ
ليعّذبهم ،و العلم بعدم نزول العححذاب مححن اليححة الّثانيححة ل يلزم حصححول العلححم مححن اليححة
سلم . الولى على ما هو مقتضى ظاهر كلمه عليه ال ّ
ن نححزول الفتنححة إّنمححا يكححون بعححد ن هذه الّرواية ككثير من الّروايات التية صريحة فححي أ ّفا ّ
سححلم بأّنهححا ل تنححزل مححع ل عليه و آله و سّلم ،فحصل بذلك العلم له عليححه ال ّ
ي صّلى ا ّالّنب ّ
كونه بين أظهرهم .
ح بححذلك
ل عليه و آله و سّلم حين نزول اليححة صح ّ ي صّلى ا ّو لّما كان ذلك الخبار من النب ّ
لح
ل قوله الم آه علمت إلى قوله ) فقلت يا رسححول ا ّ سلم :لّما أنزل ا ّ
العتبار قوله عليه ال ّ
ن اّمحتى سحيفتنون محن بعحدى ( و هحذا ياّلح بهحا فقحال يحا علح ّ
ي أخحبرك ا ّ ما هذه الفتنة الحت ّ
سلم و إن كان مجمل لححم يص حّرح ل عليه و آله و سّلم له عليه ال ّ ي صّلى ا ّ الجواب من الّنب ّ
سلم قد فهم منححهل أّنه عليه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم بما ذا إ ّ ن افتتان الّمة بعده صّلى ا ّ فيه با ّ
سلم و امتحانهم بوليته . ل عليه و آله و سّلم منه الفتتان به عليه ال ّ ن مراده صّلى ا ّ أّ
سلم ذلك منه إّما محن بحاب سحّر الححبيب محع الححبيب أو بقرينحة تصحريحه
و فهمه عليه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم به في غيره ،فقد روى في غاية المرام عن ابن شححهر اشححوب صّلى ا ّ
عن أبي طالب الهروي
] [ 294
لح
ي صّلى ا ّ باسناده عن علقمة و أبي أّيوب أّنه لّما نزل ألم أحسب الّناس اليات ،قال الّنب ّ
سححيف فيمححا بينهححم وعليه و آله و سّلم لعّمار :إّنه سيكون من بعححدى هنححاة حّتححى يختلححف ال ّ
حّتى يقتل بعضهم بعضا و حّتى يتبّرء بعضهم من بعححض ،فححاذا رأيححت ذلححك فعليححك بهححذا
ىوخّ
ل ي بن أبيطالب ،فان سلك الّناس كّلهم واديا فاسلك وادى عل ّ الصلع عن يميني عل ّ
ن علّيا ل يرّدك عن هدى و ل يرّدك إلى ردى ، عن الّناس ،يا عّمار إ ّ
ل.
ى طاعتي و طاعتي طاعة ا ّ
يا عّمار طاعة عل ّ
و فيه عنه من طريق العاّمة أيضا في قوله الم أ حسب الّناس أن يتركوا أن يقولححوا آمنححا و
ل عليححه و آلححه
ل ما هذه الفتنة ؟ قال صّلى ا ّ
سلم يا رسول ا ّ
ي عليه ال ّ
هم ل يفتنون قال عل ّ
و سّلم :
قال :يا على إّنك مبتلى بك و أنت مخاصم فأعّد للخصومة .
ل بن و عن محّمد بن العباس قال :حّدثنا أحمد بن هودة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد ا ّ
لح عليححه و آلححه و سحّلم ذات ليلححة ل صّلى ا ّ
حماد عن سماعة بن مهران قال :كان رسول ا ّ
لح
سححلم فنححاداه رسححول ا ّ صبح دخل أمير المححؤمنين عليححه ال ّ في المسجد ،فلّما كان قرب ال ّ
ي ،فلّما دنى منه قححال : ي ،فقال :لبّيك قال :هلّم إل ّ
ل عليه و آله و سّلم فقال يا عل ّ
صّلى ا ّ
ي بت الّليلة حيث تراني و قد سألت رّبي ألف حاجة فقضيها لي و سألت لك رّبي أن يا عل ّ
ي رّبي فقال :الححم أ حسححب الّنححاس أن يححتركوا أن يقولححوا يجمع لك اّمتى من بعدي فأبى عل ّ
آمّنا و هم ل يفتنون .
-----------
) ( 1تتت تت تتتت ت ت تتت ت تتت تتت ت ت تتت تت
تتتتتتت تتتتتتت ت ت تت ت تتتتت ت ت ت ت تتت
تتتت تتت ت تت تتتتتت ) ت ( تت تتتت تتتتت ت تت
تت تت تتت تت تتت تتت تت تتت ت تتت ت ت تت ) ت (
تت ) ت (
تت ت تتتتتت تتتتت تتتت تتت تت تتت تتت
تت ت تتت تت تتت ت ت ت تتتتت تت تت ت ت ت ت
تتت تتتتت تتت ت ت ت ت تتتت ت تت تت تتتتتت تت
تت تتتتتت تتت ت تتتتتتتت تت تت تتت ت ) ت تتت
(.
] [ 295
ل عليه و آله و سّلم إّنما هو بولية أميححر ن الفتتان بعده صّلى ا ّ صريحة في الدللة على أ ّ
ي فححي المتححن مبنّيححة لكححون
سلم فهى رافعة للجمال فححي الجححواب المححرو ّ المؤمنين عليه ال ّ
ن اّمتي سيفتنون من بعدي افتتححانهم بهححا و ل عليه و آله و سّلم بقوله :إ ّي صّلى ا ّ مراد الّنب ّ
سلم .امتحانهم به عليه ال ّ
سححلم و يرجححوه مححن شححهادته اّلححتي بشحّر بهححا و لّما كان ذلك مبعدا لما كان ينتظره عليححه ال ّ
ل عليححهي صّلى ا ّ شر به و مفيدا لعدم حصوله في زمان النب ّ جز ما ب ّي و موهما لعدم تن ّ النب ّ
سحلم و آله و سّلم و حال حياته و كحان فيحه خحوف فحوت المطلححوب ل جحرم أعححاد عليحه ال ّ
سؤال تحصيل لطمينان القلب كما سأل إبراهيم رّبه بقححوله :كيححف تحيححى المححوتى فقححال ال ّ
سلم ) فقلت أ و ليس قد قلت لي يوم أحد حيث استشهد من استشهد مححن المسححلمين عليه ال ّ
شححهادة مححنن ال ّ
ى فقلححت لححي :ابشححر فححا ّ
ق ذلك علح ّ و حيزت ( أى منعت ) عّني الشهادة فش ّ
ن الشححهادة واقعححة ل محالححة و إن لححم تكححن فححي ن ذلك كححذلك ( يعنححي أ ّورائك ؟ فقال لي :إ ّ
ي ،هذا .زماني و في مجاهداتك اّلتي بين يد ّ
و يجوز أن تكون الهمزة في قوله :أو ليس قد قلت ،لم يرد بها الستفهام و التقرير ،بححل
ن الغححرض بححه المراد بها الستبطاء نظير ما قاله علماء البيان في مثل :كم دعوتك مححن أ ّ
ليس السؤال و الستفهام ،بل المراد الستبطاء و هححو الوصححف بححالبطوء أى ع حّد المتكلححم
شححكاية عححن بطححوء الجابححة والمخاطب بطيئا في اجابة الّدعوة ،و الغححرض مححن الكلم ال ّ
ث عليها .
الح ّ
لح عليحه و آلحه و سحّلم و محا ي صحّلى ا ّو معنى الستبطاء فيما نحن فيه وصف ما قاله النب ّ
لح عليححه و آلححه و سحّلم لمححا
شكاية من تأخيره فاّنه صحّلى ا ّ شر به من الشهادة بالبطوء و ال ّبّ
سلم أن ل يبقى إلى زمان تلك الفتنة فقال ذلححك ب عليه ال ّ
ن المة سيفتنون بعده أح ّ أخبر بأ ّ
الكلم استبطاء للشهادة فافهم جيدا .
] [ 296
سحلم و الفصحاح ل عليه و آله و سّلم البانة عن علحّو هّمتحه عليحه ال ّ ي صّلى ا ّ
ثّم أراد الّنب ّ
ل فقال ) فكيف صبرك إذا ( يعني إذا ظفححرت بالشححهادة ) فقلححت عن ثبات قدمه في جنب ا ّ
شححكر ( يعنححي أ ّ
ن صبر و لكن من مواطن البشرى و ال ّ ل ليس هذا من مواطن ال ّ يا رسول ا ّ
ق المحجحوبين عحن ق و المكروه و هو إّنما يتصحّور فحي حح ّ الصبر عبارة عن تحمل المشا ّ
ل المنهمكين في لحّذات الحّدنيا و الغحافلين عحن لحّذات الخحرة ،فحانهم يكرهحون المحوت و ا ّ
ق و اليقيححن فغايححة
شححهادة ،و أّمححا أوليححاء الحّدين و أهححل الحح ّ
يفّرون منححه و يحححذرون مححن ال ّ
ق و الّنيححل إلححى رضححوانه ظالم أهلها و الفوز بلقححاء الحح ّغرضهم الخروج من هذه القرية ال ّ
ل شيء ، ب إليهم من ك ّ فالموت لّما كان وسيلة للوصول إليه فهو أح ّ
طفححل
لح لبححن أبيطححالب آنححس بححالموت مححن ال ّسلم يقول غير مّرة :و ا ّ و لذلك كان عليه ال ّ
شحهادة محن أعظححم القربححات و أفضححل بثدى اّمححه ،و لّمحا كححان حصحول المحوت بالقتحل و ال ّ
طاعات كانوا مستبشرين به و شاكرين على وصول تلك النعمة العظيمة ،و إليححه ينظححر ال ّ
ن أكرم الموت القتل و اّلذي نفس سلم في الكلم المأة و الّثانية و العشرين ،إ ّ قوله عليه ال ّ
ى من ميتة على فراش . سيف أهون عل ّ ابن أبيطالب بيده للف ضربة بال ّ
ل عليه و آله و سّلم بعد الشارة إجمال إلى افتتان المة من بعده إلى ي صّلى ا ّ ثّم عاد النب ّ
ن الّمححة سححيفتنون بعححدي يإّشرح حال المفتونين و بيان أوصافهم تفصيل ) و قال يححا علح ّ
بأموالهم ( أى بقّلتها و كثرتها و باكتسابها مححن حلل أو حححرام و بصححرفها فححي مصححارف
شححر و بححاخراج الحقححوق الواجبححة منهححا و البخححل بهححا و غيححر ذلححك مححن طححرق الخيححر أو ال ّ
لح عنهححم ن من قبلهم بذلك علححى مححا حكححى ا ّ المتحان ) و يمّنون بدينهم على ربهم ( كما م ّ
ن َهححديُكْم
عَلْيُكحْم أ ْ
ن َ
لح َيُمح ّ
لا ّ
سححلمَُكْم َبح ِ
ىإ ْ
عَلح ّ
ل ل َتُمّنوا َ
سَلُموا ُق ْ
ك أن أ ْ
عَلْي َ
ن َ
بقوله :يمّنو َ
ل سبحانه كاليححاس مححن ن ) و يتمّنون رحمته و يأمنون سطوته ( المن من سخط ا ّ ليما َ
ِل ْ
رحمته من الكباير الموبقة ،و أّما تمّنى الّرحمة مع عدم المبالة في الّدين فهحو محن صحفة
ل عليه و آله و سّلم قال :أحمق الحمقححاء مححن اتبححع نفسححه الجاهلين و قد روى عنه صّلى ا ّ
ل.
هويها و تمّني على ا ّ
] [ 297
و عّزتي و جللي و كبريائي و نورى و علّوي و ارتفاع مكاني ل يؤثر عبححد هححواه علححى
ل محال شّتت عليه أمره و لّبست عليحه دنيحاه و شحغلت قلبحه بهحا و لحم اوتحه منهحا إ ّهواى إ ّ
قدرت له و عّزتي و جللي و عظمتي و نوري و علحّوي و ارتفححاع مكححاني ل يححؤثر عبححد
سماوات و الرضين رزقه و كنت له ل استحفظته ملئكتى ،و كّفلت ال ّ هواى على هواه إ ّ
ل تاجر ،و أتته الّدنيا و هى راغمة .
من وراء تجارة ك ّ
و أشار إلى تفصيل ما يستحّلونه من المحّرمات بقوله ) فيستحّلون الخمر بالّنبيذ ( الغححالب
شححرابشراب المّتخححذ مححن العنححب ،و فححي الّنبيححذ اسححتعمله فححي ال ّ
في الخمر إطلقه على ال ّ
ن الّنبيححذ ليححس بخمححر فحكمححوا
المّتخذ من الّتمر ،و من ذلك نشأت شبهتهم حيححث زعمححوا أ ّ
بحّليته أى حّلية الّنبيذ بتوّهم اختصاص الحرمة بالخمر فأوجب ذلك استحللهم للخمر من
حيث ل يشعرون .
سلم على ذلك تنبيها على فسححاد مححا زعمححوه و هححو كححذلك 1 .أمححا اول
و قد ذمهم عليه ال ّ
ل محا يخمحر العقحل أىن الخمحر عبححارة عححن كح ّفلمنع خروج الّنبيذ من موضع الخمحر ،ل ّ
طيه ،فيشمل الّنبيذ و غيره و إن كان استعماله في العصير العنبى اكثر . يستره و يغ ّ
جاج عححن أبححيل عليه ما رواه في الوسايل عن الكليني بسنده عن عبد الّرحمن بن الح ّ و يد ّ
لح عليححه و آلححه الخمححر مححن خمسححة :
لح صحّلى ا ّ
سححلم قححال :قححال رسححول ا ّ
ل عليه ال ّ
عبد ا ّ
شعير ،و الّنبيذ
العصير من الكرم و الّنقيع من الّزبيب و البتع من العسل ،و المرز من ال ّ
من الّتمر .
-----------
) ( 1تتتت تت تت تتتتت تتتت .
] [ 298
شيخ في أماليه باسناده عن الّنعمان بن بشححير قححال :سححمعت رسححول و فيه أيضا عن ابن ال ّ
ن مححن الزبيححبن من العنب خمرا ،و إ ّ ل عليه و آله و سّلم يقول :أّيها الّناس إ ّل صّلى ا ّا ّ
شححعير خمححرا ،أل أّيهححا الّنححاس أنهححاكم عححن كح ّ
ل ن مححن ال ّ
ن من الّتمر خمححرا ،و إ ّخمرا و إ ّ
مسكر .
و أما ثانيا فلمنع اختصاص حكم الحرمة بخصوص الخمر بعد تسححليم عححدم شححموله للّنبيححذ
ل مسكر كما مّر في الّرواية آنفا .
حقيقة ،و ذلك لتعّلق الحكم بك ّ
سححلم
ي عن عطاء بن يسار عن أبححي جعفححر عليححه ال ّ و مثله ما رواه في الوسايل عن الكلين ّ
ل مسكر خمر . ل مسكر حرام و ك ّ
ل عليه و آله :ك ّل صّلى ا ّ
قال :قال رسول ا ّ
سححلم
ي بن إبراهيم القّمي في تفسيره عن أبي الجارود عححن أبيجعفححر عليححه ال ّ و فيه عن عل ّ
شححراب إذا أخمححر فهححو ل مسكر مححن ال ّ في قوله :إّنما الخمر و الميسر الية ،أّما الخمر فك ّ
ن أبا بكر شححرب قبححل أن يحححرم الخمححر فسححكر خمر و ما أسكر كثيره فقليله حرام و ذلك إ ّ
ل تحريمها بعد ذلك و إّنما كانت الخمححر يححوم حرمححت بالمدينححة فضححيخ إلى أن قال فأنزل ا ّ
ل عليه و آله و سحّلم فقعححد فححي ل صّلى ا ّالبسر و الّتمر ،فلّما نزل تحريمها خرج رسول ا ّ
ل عليه و آلححه و المسجد ثّم دعا بآنيتهم اّلتى كانوا ينبذون فيها فأكفاها كّلها ،و قال صّلى ا ّ
ل فكان أكثر شيء أكفى في ذلححك اليححوم الفضححيخ و لححم أعلححم سّلم :هذه كّلها خمر حّرمها ا ّ
ل إناء واحد كان فيه زبيب و تمر جميعا ،فأّما عصير اكفى يومئذ من خمر العنب شيء إ ّ
لح الخمححر قليلهححا و كثيرهححا و بيعهححا و
العنب فلم يكن منه يومئذ بالمدينة شيء ،و ححّرم ا ّ
شرائها و النتفاع بها ،هذا .
سححلم
ل ح عليححه ال ّ
ي عن أبيه عن أبيعبد ا ّ ي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن عل ّو عن عل ّ
ل أن يكحلحه بميححل مححن لح عحّز و جح ّ
ن رجل كحل عينيه بميل من نبيذ كان حّقا علحى ا ّلو أ ّ
نار .
] [ 299
ل كسبه ،
سحت الحرام و كلّ ما ل يح ّ
سحت بالهدية ( ال ّ
) و ( يستحّلون ) ال ّ
سححلم فيمححا
صححادق عليححه ال ّسححره بهححا ال ّن المراد به هنا خصوص الّرشوة كمححا ف ّ ظاهر أ ّ
و ال ّ
شيخ باسناده عن أحمد بححن محّمححد عححن محّمححد بححن سححنان عححن ابححن رواه في الوسايل عن ال ّ
سحححت فقحال :هححو سححلم عححن ال ّلح عليححه ال ّمسكان عن يزيد بن فرقد قال :سألت أبا عبححد ا ّ
الّرشاء في الحكم .
و المقصحود أّنهححم يأخحذون الّرشحوة إذا اهححديت إليهححم و يسحتحّلونها بزعححم أّنهححا هدّيحة قحال
ن الولححى هححى المححال المبححذول للقاضححي الفاضل الّنراقي :الفححرق بيححن الّرشححوة و الهدّيححة أ ّ
سل به إلى الحكم ابتداء أو إرشادا ،و الّثانية هى العطّية المطلقة أو لغرض آخر نحححو للتو ّ
سححل بححه إلححى
شخص للّتو ّ ل مال مبذول لل ّ نكّ ل ،و الحاصل أ ّ الّتوّدد و الّتقّرب إليه أو إلى ا ّ
ف عن شحّره لسححانا أو يححدا أو نحوهمححا فهححو الّرشححوة ،و ل فعل صادر منه و لو مجّرد الك ّ
فرق في الفعل الذي هو غاية البذل أن يكون فعل حاضرا أو متوّقعححا كححان يبححذل للقاضححي
لجل أّنه لو حصل لححه خصححم يحكححم للبححاذل و ان لححم يكححن لححه بالفعححل خصححم حاضححر و ل
ل مبذول ل لغرض يفعله المبذول له بل لمجّرد التقّرب أو التححوّدد خصومة حاضرة ،و ك ّ
إليه أو يصفة محمودة أو كمال فيححه فهححو هديححة و إن كححان الغححرض مححن التححوّدد و التقحّرب
الحتفاظ من شّر شخص آخر أو الّتوسل إلى فعل شححخص آخححر يححوجبه التقحّرب و التححوّدد
إليه .
و قد يستعمل لفظ أحدهما فححي معنححى الخححر تجحّوزا فمححا كحان مححن الّول فححان كححان الفعححل
المقصود الحكم فهو حرام مطلقا سواء كان الحكم لخصححومة حاضححرة أو فرضحّية ،و لححذا
حكموا بحرمة الهدّية الغير المعهودة قبل القضاء ،لنه
] [ 300
ن المقصود منه الحكم و لححو فرضححا و هححو كححذلك لصححدق اسححم الّرشححوة عرفححا قرينة على أ ّ
صة كما في أمححالي فيشمله إطلقاتها و عليه يحمل إطلق ما ورد من طريق العاّمة و الخا ّ
ن هدايا العّمال كما فححي بعضححها أو هدّيححة المححراء كمححا فححي بعححض آخححر غلححول أو الشيخ أ ّ
ل ح عليححه و
ي صّلى ا ّ ل عليه أيضا رواية أبي حميد الساعدي قال :استعمل النب ّ سحت و يد ّ
آله و سّلم رجل يقال له الّلثة على الصدقة ،فلما قدم قال :هذا لكم و هذا اهدى لى ،فقححام
ل عليه و آله و سّلم على المنحبر فقحال :محا بحال العامحل نبعثحه علحى أعمالنحا ي صّلى ا ّ الّنب ّ
لح ينظححر ليهححدى أمل جلس في قعب بيته أو فححي بيححت ا ّ يقول :هذا لكم و هذا اهدى لي فه ّ
ل جححاء يححوم القيامححة يحمححل علححى رقبتححه ،
ل ،و اّلذي نفسي بيده ل يأخذ أحد منهححا شححيئا إ ّ
الحديث .
و إن كان غير الحكم فان كان أمرا محّرما فهو أيضا كرشححوة الحكححم مححّرم لكححونه إعانححة
على الثم و اّتباعا للهوى ،و ان لم يكن محّرما فل يحرم للصححل و اختصححاص الخبححار
المتقّدمة برشوة الحكم ،و ما كان من الثاني ل يحرم .
) و ( يستحّلون ) الّربا بالبيع ( الّربا لغة هو الّزيادة و شرعا هو الّزيادة على رأس المححال
من أحد المتساويين جنسا مّما يكححال أو يححوزن ،و المححراد أنهححم يأخححذون الّزيححادة بواسححطة
البيع أى يجعلون المبايعة وسيلة إلى أخذ تلك الزيادة و يزعمون حلّيتها لجل أّنها معاملححة
بتراضى الطرفين أو أنهحم يسحتحّلون الّربحا بقياسححه علحى الحبيع كمحا كححان عليحه بنحاء أهححل
ل سبحانه عنهم بقوله :ذلك بأّنهم قالوا إّنما البيع مثل الّربا و أح ّ
ل الجاهلّية على ما أخبر ا ّ
ل البيع و حّرم الّربا .
ا ّ
ي أى ذلك العقاب لهم بسبب قولهم إّنما البيع اّلذي ل ربا فيه مثل الححبيع
قال الشيخ الطبرس ّ
اّلذي فيه الّربا .
ل دينه على غريمه فطالبه به قال المطلوب منه له
قال ابن عباس :كان الّرجل منهم إذا ح ّ
:زدني في الجل و أزيدك في المال ،فيتراضيان عليه و يعملن به ،
] [ 301
ن الّربا قسمان :ربا النسيئة و ربححا الفضححل أّمححا ربححا الّنسححيئة و قال الفخر الرازي :اعلم أ ّ
فهو المر اّلذي كان متعارفا مشهورا في الجاهلّية ،و ذلك أّنهم كانوا يدفعون المال علححى
ل الّدين طالبوا المديون ل شهر قدرا معّينا و يكون رأس المال باقيا ،ثّم إذا ح ّ أن يأخذوا ك ّ
ق و الجل ،فهذا هو الّربا اّلححذي كححانوا برأس المال ،فاذا تعذر عليه الداء زادوا في الح ّ
ن من الحنطة بمنحوين منهحا و محا في الجاهلّية يتعاملون به ،و أّما ربا الّنقد فهو أن يباع م ّ
أشبه ذلك .
أما قوله تعالى ذلك بأّنهم قالوا إّنما البيع مثل الّربا ففيه مسائل :
ن مححن اشححترى ثوبححاشبهة ،و هححى أ ّ المسألة الولى القوم كانوا في تحليل الّربا على هذه ال ّ
بعشرة ثّم باعه بأحد عشر فهححذا حلل فكححذا إذا بححاع العشححرة بأحححد عشححر يجححب أن يكححون
حلل ،لّنه ل فرق في العقل بين المرين فهذا في ربا النقد و أّما في ربا الّنسيئة فكححذلك
أيضا لّنه لو باع الثوب اّلذي يساوي عشرة في الحال بأحد عشر إلححى شححهر جححاز ،فكححذا
إذا أعطى العشرة بأحد عشر إلححى شححهر وجححب أن يجححوز ،لّنححه ل فححرق فححي العقححل بيححن
صورتين ،و ذلك لّنه إّنما جاز هنا لّنه حصل الّتراضى فيه من الجانبين فكذا ههنا لّما ال ّ
حصححل الّتراضححي مححن الجححانبين وجححب أن يجححوز أيضححا ،فالبياعححات إّنمححا شححرعت لححدفع
ل النسحان أن يكحون صحفر اليحد فحي الححال شححديد الحاجحة و يكححون لححه فحي الحاجات و لع ّ
ب المال شيئا فيبقى النسان المستقبل من الّزمان أموال كثيرة فاذا لم يجز الّربا لم يعطه ر ّ
ب المال طمعا في الّزيححادة و المححديون شدة و الحاجة أّما بتقدير جواز الّربا فيعطيه ر ّ في ال ّ
يرّده عند وجدان المال مع الّزيادة و إعطاء تلك الزيادة عند وجدان المال أسهل عليه مححن
ل سحاير ل الّربحا كمحا حكمنحا بحح ّ
البقاء فحي الحاجحة قبحل وجحدان المحال ،فهحذا يقتضحى حح ّ
ل تعححالى أجححاب عنححه بحححرف واحححد و البياعات لجل دفع الحاجة فهذا هو شبهة القوم و ا ّ
ل البيع و حّرم الّربا .
لا ّ
هو قوله :و أح ّ
ن ما ذكرتم معارضة للّنص بالقياس و هو من عمل إبليس فاّنه تعالى لّما و وجه الجواب أ ّ
سلم عارض الّنص بالقياس فقال :أنا خير منه
سجود لدم عليه ال ّأمره بال ّ
] [ 302
خلقتني من نار و خلقته من طين ،و ذكر الفرق بين البابين فقال :مححن بححاع ثوبححا يسححاوى
العشرة بالعشرين فقد جعل ذات الثوب مقابل بالعشرين ،فلّما حصل الّتراضي علحى هحذا
ل واحد منهما مقابل للخر في المالّية عنححدهما فلححم يكححن أخححذ مححن صححاحبه الّتقابل صار ك ّ
شحيئا بغيححر عححوض ،أّمحا إذا بححاع العشحرة بالعشحرين فقحد أخححذ العشحرة الّزايحدة مححن غيحر
عوض .
ن المهال ليس مال أو شيئا يشار ن عوضه هو المهال في المّدة ،ل ّ و ل يمكن أن يقال إ ّ
صورتين إلى أن قال :
إليه حّتى يجعله عوضا من العشرة الّزايدة ،فظهر الفرق بين ال ّ
ن ححلّ المسألة الثالثة في الية سؤال ،و هو أّنه لم لم يقل إّنمححا الّربححا مثححل الححبيع و ذلححك ل ّ
ق القيححاس أن يشححبه محح ّ
ل البيع مّتفق عليححه فهححم أرادوا أن يقيسححوا عليححه الّربححا ،و مححن حح ّ
ل الوفاق ،فكان نظم الية أن يقال إّنما الّربا مثل البيع فححي الحكمححة فححي قلححب الخلف بمح ّ
سحكواهذه القضّية فقال إّنما البيع مثل الّربحا و الجحواب أّنحه لحم يكحن مقصحود القحوم أن يتم ّ
ن الّربححا و الححبيع متمححاثلن مححن جميححع الوجححوه المطلوبححة بنظم القياس ،بل كان غرضهم أ ّ
ل و الّثاني بالحرمة ،و علححى هححذا الّتقححدير فاّيهمححا فكيف يجوز تخصيص أحد المثلين بالح ّ
خر جاز ،هذا . قّدم أو أ ّ
فان قيل :لم ل يجوز أن يكون إبقاء رأس المال فحي يحده محّدة مديحدة عوضحا عحن الحّدرهم
ن رأس المال لو بقى في يده هذه المّدة لكان يمكن المالك أن يّتجر فيححه و الّزايد ،و ذلك ل ّ
يستفيد بسبب تلك الّتجارة ربحا ،فلّما تركه في يد المديون و انتفع به المديون لم يبعححد أن
ب المال ذلك الّدرهم الّزايد عوضا عن انتفاعه بماله .يدفع إلى ر ّ
] [ 303
ك عن نوع ضرر موهححوم قححد يحصححل ن هذا النتفاع اّلذي ذكرتم أمر موهوم ل ينف ّقلنا :إ ّ
و قد ل يحصل ،و اخذ الدراهم الزائدة أمر متيّقن فتفويت المتيّقن لجل المر الموهوم ل
ل تعالى إّنما حّرم الّربا مححن حيححث إّنححه يمنححعك عن نوع ضرر و ثانيها قال بعضهم :ا ّ ينف ّ
ن صاحب الّدرهم إذا تمّكن بواسححطة عقححد الّربححا الّناس عن الشتغال بالمكاسب ،و ذلك ل ّ
ف عليه اكتسححاب وجححه المعيشححة ،فل يكححاد من تحصيل الّدرهم الزايد نقدا كان أو نسية خ ّ
شححاقة ،و ذلححك يفضححى إلححى انقطححاع منححافع
صناعات ال ّ
يتحّمل مشّقة الكسب و الّتجارة و ال ّ
صححناعات و ل بالتجححارات و الحححرف و ال ّ ن مصالح العالم ل تنتظم إ ّ الخلق و من المعلوم أ ّ
سبب في تحريم عقد الّربا إّنه يفضى إلى انقطاع المعروف بيححن العمارات و ثالثها قيل :ال ّ
ن الّربا إذا حرم طابت الّنفوس بقرض الحّدرهم و اسححترجاع مثلححه ، الّناس من القرض ،ل ّ
ل الّربا لكانت حاجة المحتاج تحمله على أخذ الّدرهم بدرهمين ،فيفضى ذلك إلححى و لو ح ّ
انقطاع المواساة و المعروف و الحسان .
لح فححي
سلم قال :إّنما شحّدد ا ّصادق عليه ال ّ
ى عن ال ّ
أقول :و هذا الوجه الخير هو المرو ّ
ل يمتنع الّناس من اصطناع المعروف قرضا و رفدا . تحريم الّربا لئ ّ
ن كل مكتسب له قال بعض العارفين :آكل الّربا أسوء حال من جميع مرتكبى الكبائر ،فا ّ
توّكل ما في كسبه قليل كان أو كثيرا كالّتاجر و الححزارع و المحححترف لححم يعينححوا أرزاقهححم
بعقولهم و لم يتعّين لهم قبل الكتساب ،فهم على غير معلوم في الحقيقة كمححا قححال رسححول
ل من حيث ل يعلم ،و أّما آكل الربححا فقححد عّيححن مكسححبه ول أن يرزق المؤمن إ ّ ل :أبي ا ّ
ا ّ
ل إلىرزقه و هو محجوب عن رّبه بنفسه و عن رزقه بتعّينه ل توكل له أصل ،فوّكله ا ّ
ن و خبلته فيقوم يوم القيامححة و ل نفسه و عقله و أخرجه من حفظه و كلئته فاحتفظته الج ّ
ل كساير الّناس المرتبطين به بالّتوكل ،فيكون كالمصروع ل عّز و ج ّ
رابطة بينه و بين ا ّ
شيطان فتخّبطه ل يهتدى إلى مقصد ،هذا . سه ال ّ
اّلذي م ّ
صحادق عليحه
صافي عحن الكحافي عحن ال ّ
و الخبار في عقاب الّربا كثيرة جّدا منها ما في ال ّ
سلم درهم ربا أشّد من سبعينال ّ
] [ 304
زنية كّلها بذات محرم ،و زاد في الفقيه و الّتهذيب مثل خالححة و عّمححة ،و زاد القّمححي فححي
لح
ل الحرام ،و قال :الّربا سبعون جزء أيسره مثل أن ينكح الّرجل اّمه فححي بيححت ا ّ بيت ا ّ
الحرام .
ل ح عليححه و
ل ص حّلى ا ّ
سلم لعن رسول ا ّو عن الفقيه و التهذيب عن أمير المؤمنين عليه ال ّ
آله و سّلم الّربا و آكله و بايعه و مشتريه و كاتبه و شاهديه .
سلم أوصاف ل عليه و آله و سّلم لما بّين لمير المؤمنين عليه ال ّ
ل صّلى ا ّ ن رسول ا ّثّم إ ّ
ى المنازل أنزلهححم عنححدل فبأ ّ
سلم السؤال و قال ) فقلت يا رسول ا ّ المفتونين فأعاد عليه ال ّ
ذلك أ بمنزلة رّدة أم بمنزلة فتنة فقال بمنزلة فتنة ( و ذلك لبقائهم على القرار بالشهادتين
و ان ارتكبوا من المحارم ما ارتكبوا لشبه غطت على أعين أبصارهم ،فل يجرى عليهم
في الظاهر أحكام الكفر و إن كانوا باطنا من أخبث الكفار .
ععععععع
ععععع
ن هحذا الخحبر الححذي رواه أميححر المححؤمنين عليحه قحال الشحارحان المعححتزلي و البحرانحي :إ ّ
ل عليه و آله و سّلم قد رواه كثير مححن المح حّدثين عنححه عليححهل صّلى ا ّ سلم عن رسول ا ّ ال ّ
نا ّ
ل ل عليه و آله و سّلم :إ ّ ل عليه و آله و سّلم قال صّلى ا ّ
ل صّلى ا ّ سلم عن رسول ا ّ ال ّ
سحلم فقلحت :يحا ى جهاد المشركين قال عليحه ال ّ قد كتب عليك جهاد المفتونين كما كتب عل ّ
ل عليه و آله و سّلم فتنححة ى فيها الجهاد ؟ قال صّلى ا ّ ل ما هذه الفتنة التي كتب عل ّ
رسول ا ّ
ل و هم مخالفون للسّنة ،فقلت : ل ،و أّني رسول ا ّ لا ّقوم يشهدون أن ل إله إ ّ
] [ 305
ل الخمر بالنبيذ ،و السحت بالهدّيححة و من بعدى فتتأّول القرآن ،و تعمل بالّرأى ،و تستح ّ
ضلل فكن جليس بيتحك حّتحى الّربا بالبيع ،و تحّرف الكلم عن مواضعه ،و تغلب كلمة ال ّ
صدور ،و قلبت لك المور ،فقاتل حينئذ على تأويل تقّلدها ،فاذا قّلدتها ،جاشت عليك ال ّ
القرآن كما قاتلت على تنزيله ،فليست حالهم الّثانية ذون حالهم الولى ،فقلت :يا رسول
لح
ى المنازل انزل هؤلء المفتونين ؟ أبمنزلححة فتنححة أم بمنزلححة رّدة ؟ فقححال صحّلى ا ّ ل فبأ ّ
ا ّ
لح
عليه و آله و سّلم :بمنزلة فتنة يعمهون فيها إلى أن يدركهم العدل ،فقلححت يححا رسححول ا ّ
لح ول عليه و آله و سّلم :بل مّنا ،بنا فتح ا ّ أيدركهم العدل مّنا أم من غيرنا ؟ قال صّلى ا ّ
ل على مححا وهححب لنححا مححنشرك ،فقلت :الحمد ّ ل بين القلوب بعد ال ّ
بنا يختم ،و بنا أّلف ا ّ
فضله .
عععع
شارح المعتزلي فعيححل ل عليه و آله و سّلم :كن جليس بيتك هكذا في نسخة ال ّقوله صّلى ا ّ
بمعنى فاعل أى كن من يجالس بيتك ،و في نسخة البحراني حلححس بيتححك بالحححاء المهملححة
وزان حبر قال في مجمع البحريححن :فححي الخححبر كونححوا أحلس بيححوتكم ،الحلححس بالكسححر
كساء يوضع على ظهر البعيححر تحححت البرذعححة ،و هححذا هححو الصححل ،و المعنححى الزمححوا
ضمير في تقّلدها و قّلححدتها
بيوتكم لزوم الحلس و ل تخرجوا منها فتقعوا في الفتنة ،و ال ّ
على البناء للمفعححول فيهمححا راجححع إلححى الخلفححة ،و الّتقليححد مححأخوذ مححن عقححد القلدة علححى
الستعارة و تقليدهم اطاعتهم و ترك الفساد ،و جاش القدر بالهمز و غيره غل ،و قلبت
لك المور أى دّبروا أنواع المكائد و الحيل .
عععععع
سلم :بل بمنزلة فتنة ،تصديق لمذهبنا فححي أهححل شارح المعتزلي :في قوله عليه ال ّ قال ال ّ
ساق ،و الفاسق عنححدنا فححي منزلححة بيححن
البغى و أّنهم لم يدخلوا في الكفر بالكّلية ،بل هم ف ّ
المنزلتين خرج من اليمان و لم يدخل في الكفر ،انتهى .
اقول :قد علمت تحقيق الكلم في حكم البغاة و الخوارج في شرح الخطبة
] [ 306
الّثالثة و الّثلثين و ظهر لك هناك أّنهم محكومون بكفرهم باطنححا و إن يجححرى عليهححم فححي
شححرح إلححى هححذا المقححام علحى تحقيحق
ظاهر أحكام السلم ،و لقد ظفرت حيثما بلغ بنحا ال ّ ال ّ
لمة المجلسي قّدس سّره العزيز فححي هححذا المححرام ،فححأحببت أن أورده هنححا لكححونه أنيق للع ّ
معاضدا لما قّدمنا ،فأقول :
ل روحه في المجّلد الّثامن من البحار في باب حكم من ححارب أميحر المحؤمنين قال قّدس ا ّ
سلم :صلة و ال ّعليه ال ّ
ععععع عع ععععع
ن مخالفيه فحي الحححرب و الححذين لححم ينصحروه فسححقة كمحا يححؤمى إليححه
ل مراده إ ّ
أقول :و لع ّ
بعض كلماته فيما بعد .
ن الباغي ليس باسم ذّم ،بل هو اسم من اجتهححد فأخطححأ بمنزلححة مححن
شافعي إلى أ ّ
و ذهب ال ّ
خالف الفقهاء في بعض المسائل .
ق
سلم بغاة ،لخروجهم علححى امححام الح ح ّ ي عليه ال ّ
و قال شارح المقاصد :و المخالفون لعل ّ
ل ح عليححه و آلححه و س حّلم لعّمححار
بشبهة من ترك القصاص من قتلة عثمان ،و لقوله ص حّلى ا ّ
شام ،و لقول عل ّ
ي ل عنه تقتلك الفئة الباغية ،و قد قتل يوم صّفين على يد أهل ال ّ رضي ا ّ
سلم :إخواننا بغوا علينا و ليسوا كّفارا و ل فسقة و ظلمة ،لمححالهم مححن صلة و ال ّعليه ال ّ
التأويححل و إن كححان بححاطل ،فغايححة المححر أّنهححم أخطححأوا فححي الجتهححاد ،و ذلححك ل يححوجب
الّتفسيق فضل عن الّتكفير .
ساقا .
و ذهبت المعتزلة إلى أّنه اسم ذّم و يسّمونهم ف ّ
و الّدلئل على ما ذهب إليه أصحابنا أكثر من أن تحصححى ،و قححد مضححت الخبححار الّدالححة
ي بن أبيطالبب أمير المؤمنين و إّمام المّتقين عل ّ
عليه و سيأتي في أبواب ح ّ
] [ 307
سلم و أبواب مناقبه و ايرادهححا صلة و ال ّل الملك الغالب و بغضه عليه ال ّ عليه صلوات ا ّ
طهارة عليهم هنا يوجب الّتكرار ،فبعضها صريح في كفر مبغض أهل بيت العصمة و ال ّ
ل علححى كفححر مححن أنكححر ن الباغي مبغض ،و بعضها يد ّ سلم ،و ل ريب في أ ّ صلة و ال ّ
ال ّ
ن الجاحححد سلم ،و بعضها على أ ّ صلة و ال ّي بن أبيطالب عليه ال ّإمامة أمير المؤمنين عل ّ
ل على كفر من لم يعرف امام زمححانه ،و ذلححك مّمححا اّتفقححت له من أهل الّنار ،و بعضها يد ّ
عليه كلمة الفريقين ،و البغى ل يجامع في الغالب معرفة المام ،و لو فححرض بححاغ علححى
ي من غير بغض و ل انكار لمامته فهو كافر أيضا ، المام لمر دنيو ّ
ل يتعّلق بقتال البغاة بالمعنى المعروف ،لما عرفت من كفرهم ،و إطلق المؤمن عليهم
باعتبار ما كانوا عليه بعيد ،و ظاهر الية الّتالية و هى قوله :
ن.
حُمو َ
ل َلعَّلُكْم ُتْر َ
خَوْيُكْم َو اّتُقوا ا ّ
ن َأ َ
حوا َبْي َ
صِل ُ
خَوٌة َفَأ ْ
ِإّنَما اْلُمْؤِمُنون ِإ ْ
سّر فححي خلحّو أكححثر الخبححار عححن
سابقة على اليمان ،و لعّله ال ّ
بقاء المذكورين في الية ال ّ
الحتجاج بهذه الية في هذا المقام ،فتكون الية مسوقة لبيان حكم طائفتين من المححؤمنين
ي أو غيرها مّما ل تعّدت و بغت احديهما على الخرى لمر دنيو ّ
-----------
) ( 1تت ت تتت ت تتت ت تتت ت تت ت تتتتت ت ت ت
تتتتت تت ت ت تتت تت تتتت ت ت ت ت تت تتتت ت
تتت تتت ت ت تتتتت ت تتتتت تت ت ت ت تتت تت ت
تتتتتت ت ت تتتت تتت ت ت تتتتت تت ت ت ت تت
تتتتت ت تتت
] [ 308
فذهب بعض الصحاب إلى أّنه ل يقسم أموالهم مطلقححا ،و ذهححب بعضححهم إلححى قسححمة مححا
سححلم فححي أهححلسححك الفريقححان بسححيرته عليححه ال ّ
حواه العسكر دون غيححره مححن أمححوالهم و تم ّ
البصرة .
سلم أموالهم أّول بين المقاتلة و قد كان رّدها و قال الخرون لو ل جوازه لما قسم عليه ال ّ
لح عليححه و آلححه و سحّلم
ي صحّلى ا ّ
ن الّنب ّ
ن ل الستحقاق كما م ّ عليهم بعد ذلك على سبيل الم ّ
سلم أّنه قال :مننت على أهل البصححرة على كثير من المشركين ،و قد رووا عنه عليه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم على أهل مّكة ،و لذا ذهب بعض أصحابنا على ي صّلى ا ّ
ن الّنب ّ
كما م ّ
ل عليه و آله و سّلم في أهل مّكة ،و المشححهور جواز استرقاقهم كما جاز للّرسول صّلى ا ّ
عدمه .
و اّلذي نفهم من الخبار أّنهم واقعا في حكم المشركين و غنايمهم و سبيهم في حكم غنححايم
سلم يجحرى عليهحم تلحك الحكحام ،و لّمحا علحم أميحر
المشركين و سبيهم ،و القائم عليه ال ّ
سحلم اسحتيلء المخحالفين علحى شحيعته لحم يجحر هحذه الحكحام عليهحم لئ ّ
ل المؤمنين عليه ال ّ
ل ذبيحتهححم
يجروهححا علححى شححيعته ،و كححذا الحكححم بطهححارتهم و جححواز منححاكحتهم و ححح ّ
شيعة معهم في دولة المخالفين . لضطرار معاشرة ال ّ
لح
ي باسناده عن أبي بكححر الحضححرمي قحال :سححمعت أبححا عبححد ا ّ ل عليه ما رواه الكلين ّ و يد ّ
شححمس شيعة مّما طلعححت عليححه ال ّ ى يوم البصرة كانت خيرا لل ّ سلم يقول :لسيرة عل ّ عليه ال ّ
ن للقوم دولة فلو سباهم لسبيت شيعته ،قلت فأخبرني عن القائم أيسححير بسححيرته لّنه علم أ ّ
ن القححائم عليححه
ن ،للعلححم مححن دولتهححم ،و إ ّ
ن علّيححا سححار فيهححم بححالم ّ
سلم ؟ قال :ل إ ّ عليه ال ّ
سيرة ،لّنه ل دولة لهم . سلم يسير فيهم بخلف تلك ال ّ ال ّ
] [ 309
سلم و إّنمححا الخلف تمّلكها ،و كذلك ما حواه العسكر إذا رجعوا إلى طاعة المام عليه ال ّ
فيما حواه العسكر مع إصرارهم ،و أّمححا مححدبرهم و جريحهححم و أسححيرهم فححذو الفئة منهححم
يتبع و يجهز عليه و يقتل ،بخلف غيره ،و قد مضت الخبار في ذلك و ستأتي في باب
سلم في حروبه .
سيرته عليه ال ّ
ععععع
ل عليه و آله و سّلم أّنه قال :من مات و هو لححم يعححرف إمححام
و قد روى عن الّنبي صّلى ا ّ
ل على كفر .
زمانه مات ميتة جاهلّية ،و ميتة الجاهلّية ل تكون إ ّ
ل عليه و آله و سّلم إّنما أراد أحكام حربك تماثل أحكام حربي ،و لححم
و معلوم أّنه صّلى ا ّ
ن المعلوم ضرورة خلف ذلحك و ان كحان ححرب ن إحدى الحربين هى الخرى ،ل ّ يرد أ ّ
سلم لّنه جعله مثل حربه .الّنبي كفرا أوجب مثل ذلك في حرب أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل عليه و آله :الّلهّم وال من واله و عححاد مححن عححاداه ،
ل على ذلك أيضا قوله صّلى ا ّ
و يد ّ
ل عداوة الكّفار .و نحن نعلم أّنه ل يجب عداوة أحد بالطلق إ ّ
ل بذلك ،
ل دمه و يتقّرب إلى ا ّ
ن من كان يقاتله يستح ّ
و أيضا فنحن نعلم أ ّ
و استحلل دم مؤمن مسلم كفر بالجماع ،و هو أعظم من اسححتحلل جرعححة مححن الخمححر
اّلذي هو كفر بالّتفاق .
فان قيل :لو كانوا كّفارا لوجب أن يسير فيهم بسيرة الكّفار ،فيتبع موّليهم و يجهححز علححى
ل على أّنهم لمجريحهم ،و يسبى ذراريهم ،فلّما لم يفعل ذلك د ّ
] [ 310
ن أحكام الكفححر مختلفححة ،قلنا :ل يجب بالّتساوي في الكفر الّتساوى في جميع أحكامه ،ل ّ
فحكم الحربي خلف حكم الّذمي ،و حكم أهل الكتححاب خلف حكححم مححن ل كتححاب لححه مححن
ن أهل الكتاب يؤخذ منهححم الجزيححة و يقحّرون علححى أديححانهم ،و ل يفعححل
عباد الصنام ،فا ّ
ذلك بعّباد الصنام ،و عند من خالفنا من الفقهاء يجوز الّتزّوج بأهل الّذمة و إن لححم يجححز
ذلك في غيرهم ،و حكم المرتّد بخلف حكم الجميع ،و إذا كان أحكام الكفر مختلفححة مححع
الّتفاق في كونه كفرا ل يمتنع أن يكون من حاربه كححافرا و إن سححار فيهححم بخلف أحكححام
الكّفار .
و أّما المعتزلة و كثير من المنصفين من غيرهم فيقولون بفسق من حاربه و نكث بيعته و
مرق عن طاعته ،و إّنما يدعون أّنهم تابوا بعد ذلك ،و يرجعون فححي اثبححات تححوبتهم إلححى
امور غيححر مقطححوع بهححا و ل معلومححة مححن أخبححار الحححاد ،و المعصححية معلومححة مقطححوع
ل بمعلوم مثله .
عليها ،و ليس يجوز الّرجوع عن المعلوم إ ّ
ععععععع
راه ايمان راهى است روشنتر از همه راهها ،و نورانىتر از جميع چراغها ،
پس با ايمان استدلل كرده مىشود بأعمال صالحه ،و با أعمال صححالحه اسححتدلل كححرده
مىشود بايمان ،و با ايمان آباد شده مىشود علم ،و بححا علححم تححرس حاصححل مىشححود از
مرگ و با مرگ ختم مىشود دنيا ،و با دنيا محكححم مىشححود كححار آخححرت ،و بححا قيححامت
نزديك شده ميشححود بهشححت عنححبر سرشححت از بححراى مّتقيححن ،و اظهححار ميشححود دوزخ از
براى معصيتكاران و بدرستى كه مخلوقحان هيححچ مكححان نگاهدارنحده نيسححت ايشحان را از
ورود قيححامت در حححالتى كححه سححرعت كنندهانححد در ميححدان آن بسححوى غححايت نهححايت كححه
عبارتست از سعادت و شقاوت .
بعض ديگر از اين كلم در بيان حال أهل قبور است مىفرمايد :
] [ 311
بتحقيق كه كوچ كردند ايشان از قرارگاه قبرها ،و منتقل شدند بمحححل انتقححال غايتهححا كححه
عبارتست از بهشت و جهّنم ،و از براى هحر خحانه از ايحن دو خحانه أهليسححت كححه طلحب
نميكنند عوض نمودن آن را بخانه ديگر ،و نقل كرده نميشوند از آن خححانه بسححوى غيححر
آن ،و بدرسحتى كحه أمحر بمعحروف و نهحى از منكحر دو خلحق پسحنديده هسحتند از اخلق
خححدا ،و بدرسححتى كححه ايححن دو خلححق نزديححك نمىگرداننححد از مححرگ و كححم نمىكننححد از
روزى ،و لزم نمائيد بخودتان عمححل كححردن كتححاب خححدا را ،پححس بدرسححتى كححه اوسححت
ريسمان محكم ،و نور آشكار و شفا دهنده با منفعت ،و سيراب كننححده كححه رفححع عطححش
سك بآن نمايد ،و نجاة دهنده مر كسححى كححه مىنمايد ،و نگاه دارنده از براى كسى كه تم ّ
تعّلق بآن داشته باشد ،كج نميشود تا راست كرده شود ،
و عدول نمىكند از حق تا طلب كرده شود بازگشت آن بسوى حححق ،و كهنححه نميكنححد آن
را كثرت ورد آن بزبانها و دخول آن بگوشها ،هر كس قايل شد بآن كتاب صادق شححد ،
و هر كس عمل نمود بآن سبقت كرد بدرجات جنان و روضه رضوان .
و بر خواست بسوى آن حضرت در أثناى اين كلم مردى ،پس عحرض نمحود أى أميحر
لح
ل ص حّلى ا ّ
مؤمنان خبر ده ما را از فتنه و بلّيه و آيا پرسيدى آنرا از حضرت رسول ا ّ
عليه و آله و سّلم ؟
ن َيُقوُلوا آَمّنا
ن ُيْتَرُكوا َأ ْ
ب الّناس َأ ْ
س َ
حِزمانى كه نازل نمود حق سبحانه و تعالى آيه الم َأ َ
ن.
َو ُهْم ل ُيْفَتُنو َ
يعنى منم خداى لطيف مجيد آيا گمان كردند مردمان كه ايشان ترك كرده ميشححوند بحححال
خودشان بمحض اينكه ميگويند ايمان آورديم ما و حال آنكه ايشان امتحان كرده نشوند ،
آن حضرت فرمود زمانى كه نازل شد اين آيه دانستم من كه فتنححه نحازل نمىشححود بمححا و
ل عليه و آله و سّلم در ميان ما است ،پس گفتححم يححاحال آنكه حضرت رسالتمآب صّلى ا ّ
ل چيست اين فتنه و امتحان كه خبر داده تو را خداوند متعال بآن ؟ پححس فرمححود
رسول ا ّ
ي بدرستى كه اّمت من زود باشد كه بفتنه افتند بعد از من
آن حضرت كه :أى عل ّ
] [ 312
پس گفتم أى رسول خدا آيا نبود كه گفتى مححرا در روز جنححگ احححد هنگححامى كححه بححدرجه
شهادت رسيدند كسانى كه شهيد شدند از مسلمانان و منع شد از من شهادت پححس دشححوار
آمد اين شهيد نشدن بمن ،پس فرمودى تو بمن كححه :شححاد بححاش كححه شححهادت از پححس تححو
ي كار بهميححن قححرار اسححت يعنححى البّتححه
است ،پس فرمود حضرت رسول بمن كه :يا عل ّ
شهيد خواهى شد پس چگونه است صبر تو آن هنگام ؟ عرض كردم :
ل نيست اين مقام از مقامهاى صبر و شححكيبائى و لكححن از مواضححع بشححارت و يا رسول ا ّ
ي بدرسححتى ايححن قححوم زود باشححد كححه مفتححونشكر است ،پس فرمود آن حضرت :أى عل ّ
باشند بعد از من بمالهاى خودشان و مّنت گذارى كنند بدين خود بپروردگححار خودشححان ،
و آرزو نمايند رحمت او را و ايمن شوند از سخط او ،و حلل شححمارند حححرام او را بححا
شبهههاى دروغ و با خواهشات غفلت كننده ،پس حلل شححمارند شحراب را بححه نبيحذ ،و
ل ح بكححدام منزلهححا
رشوت را باسم هديه ،و ربا را بسبب مبايعه ،پس گفتم :يححا رسححول ا ّ
نازل كنم ايشان را در آن حال آيا بمنزلححه فتنححه يحا بمنزلححه مرتححد شححدن ؟ پحس فرمحود كحه
بمنزله فتنه از جهت اينكه ظاهرا اقرار بشهادتين دارند اگر چه باطنا كافرند .
ل اّلذي جعل الحمد مفتاحا لذكره ،و سببا للمزيد من فضله ،و دليل علححى آلءه و الحمد ّ
ن الّدهر يجري بالباقين كجريه بالماضين ،ل يعود ما قحد وّلحى منحه ،
لإّعظمته ،عباد ا ّ
و ل يبقى سرمدا ما فيه ،
] [ 313
ظلمححات ،و
ساعة تحدوكم حدو الّزاجر بشوله ،فمن شغل نفسه بغير نفسه تحّيحر فحي ال ّبال ّ
ارتبك في الهلكات ،و مّدت به شياطينه في طغيانه ،
ل يمنع أهله ،و ل يحرز من لجححأ إليححه ،أل و بححالّتقوى تقطححع حمححة الخطايححا ،و بححاليقين
لح
نا ّ
ل في أعّز النفس عليكم ،و أحّبها إليكححم ،فححإ ّ لا ّ لا ّ تدرك الغاية القصوى ،عباد ا ّ
ق،قد أوضح لكم سبيل الح ّ
و أنار طرقه ،فشقوة لزمة ،أو سعادة دائمة ،فتزّودوا في أّيام الفنححآء لّيححام البقححاء ،قححد
ظعن ،و حثثتم على المسححير ،فإّنمححا أنتححم كركححب وقححوف ل دللتم على الّزاد ،و أمرتم بال ّ
سير ،تدرون متى تؤمرون بال ّ
أل فما يصنع بالّدنيا من خلق للخرة ،و ما يصنع بالمال محن عّمحا قليحل يسحلبه ،و يبقحى
ل من الخير مترك و ل فيمححا نهححى عنححه ل إّنه ليس لما وعد ا ّ
عليه تبعته و حسابه ،عباد ا ّ
ل احذروا يوما تفحص فيه العمال ،و يكححثر فيححه الّزلححزال ،و شّر مرغب ،عباد ا ّ
من ال ّ
ن عليكم رصدا من أنفسكم ،و عيونا من جوارحكم لأّ
تشيب فيه الطفال ،إعلموا عباد ا ّ
،و حّفاظ صدق يحفظون أعمالكم ،و عدد أنفاسكم ،ل
] [ 314
ط حفرتححه ،فيححاله مححن بيححت ل امرء منكم قد بلغ من الرض منزل وحححدته ،و مخح ّ نكّ فكأ ّ
سححاعة قححد
صححيحة قححد أتتكححم ،و ال ّ
ن ال ّ
وحححدة ،و منححزل وحشححة ،و مفححرد غربححة ،و كححأ ّ
غشيتكم ،و برزتم لفصل القضاء ،قد زاحت عنكم الباطيل ،و اضمحّلت عنكم العلححل ،
و استحّقت بكم الحقايق ،و صدرت بكم المور مصادرها ،فاّتعظوا بالعبر ،و اعتححبروا
بالغير ،و انتفعوا بالّنذر .
ععععع
) زجر ( البعير من باب نصر ساقه و ) شول ( جمع شائلة علححى غيححر قيححاس و هححى مححن
ف لبنها و جمع الجمع أشوال ،و البل ما أتى عليها من حملها أو وضعها سبعة أشهر فج ّ
شائل بغير هاء فهى الّناقة تشول و ترفع ذنبها للقاح و الجمع شّول مثل راكع و رّكع أّما ال ّ
ل سّمها ،و رّبما يطلححق علححى و ) الحمة ( بضّم الحاء و فتح الميم ابرة العقرب و هى مح ّ
نفس السّم ،و يروى حّمة بالّتشديد من حمة الحّر و هو معظمححة و ) رتححج ( البححاب أغلقححه
ط أّول ثحّم
ن القححبر يخح ّ
ط حفرتححه ( فححي بعححض الّنسححخ بالخححاء المعجمححة ل ّ
كارتجه و ) مخح ّ
ط القوم إذا نزلوا .
يحفر ،و في بعضها بالحاء المهملة من ح ّ
ععععععع
ل في أعحّز النفححس ،منصححوبان علححى الّتحححذير ،و حححذف العامححل وجوبححا اي لا ّقوله :ا ّ
ل قال نجم الئمة :و حكمة اختصاص وجوب الحذف ل أو اّتقوا ا ّ
احذروا ا ّ
] [ 315
ل علححى مقارنححة المحححذر منححه للمحححذر بحيححث يضححيق بالمحذر منه المكّرر كون تكريره دا ّ
ل عن ذكر المحذر منححه علححى أبلححغ مححا يمكححن ،و ذلححك بتكريححره و ل يّتسححع لححذكر
الوقت إ ّ
العامل مع هذا المكّرر ،و إذا لم يكّرر السم جاز إظهححار العامححل اّتفاقححا و قححوله :فشححقوة
لزمة أو سعادة دائمة ،مرفوعان على الخبرّية أى فعاقبتكم شقوة أو سعادة ،أو مبتحدءان
محذوفا الخبر ،و ل يضّر نكارتهما لكونهما نكرة موصوفة و الّتقدير فشقوة لزمححة لمححن
نكب عنها أو سعادة دائمة لمن سلكها ،أى سلك هذه الطرق ،و يجححوز أن يكونححا فححاعلين
لفعل محذوف .
و قوله :فما يصنع ،استفهام انكارى على سبيل الّتقريع و الّتوبيخ ،و عن في قوله .عّما
ط إلححى حفرتححه
شأن ،و إضافة المخ ّ
ضمير في قوله :اّنه ليس آه لل ّ
قليل ،بمعنى بعد ،و ال ّ
من باب الضافة في سعيد كرز إذ المراد بهما القبر ،و قوله :
ي :و قحد يكحون السحم فحي نفسحه تاّمحا ل لشحيء آخحر أعنحى ل يجحوز اضحافته قال الّرض ّ
ضمير و هو الكثر و ذلك فيما فيه معنى فينصب عنه التميز و ذلك في شيئين :أحدهما ال ّ
صححة و يححا لححك ليل و يححا لهححا
المبالغة و الّتفخيم كمواضع الّتعجب نحويا له رجل و يا لها ق ّ
ضمير فيها 1ل يعرف المقصود منه فالّتميز عن المفرد طة » إلى أن قال « فان كان ال ّخّ
كقول امرء القيس :
ن نجحححححححححححححححححححومه
فيالحححححححححححححححححححك محححححححححححححححححححن ليحححححححححححححححححححل كحححححححححححححححححححأ ّ
ل مغار القتل شّدت بيذبل بك ّ
] [ 316
عععععع
شريفة قد خطب بها للّنصح و الموعظة و تنبيه المخاطبين من نححوم ن هذه الخطبة ال ّاعلم أ ّ
لح
ل كلم ذى بححال أعنححي حمححد ا ّالغفلة و الجهالة ،و افتتحها بما هو حقيق أن يفتتح بححه كح ّ
لح اّلحذي جعحل الحمحد سبحانه و الثناء عليه تعالى بجملة من نعحوت كمحاله فقحال ) الحمحد ّ
ب العححالمين ،
لحح ر ّ
ن أّول الكتاب العزيز الحمد ّ شارح المعتزلي :ل ّ
مفتاحا لذكره ( قال ال ّ
و القرآن هو الذكر قال سبحانه :
ن.
ظو َ
ن َنّزْلَنا الّذْكَر َو ِإّنا َلُه َلحاِف ُ
حُِإّنا َن ْ
أقول :هذا إّنما يتّم لو كان سورة الفاتحة أّول ما نزل محن القحرآن أو يكححون هححذا الجمححع و
ل سبحانه .
الترتيب و وقوع الفاتحة في البداء بجعل من ا ّ
سور و تأليفها و ترتيبها على ما هى عليححه الن إّنمححا كححان أّما الّثاني فباطل قطعا إذ نظم ال ّ
سححابع عشححر مححنفي زمن عثمان و من فعله حسبما عرفتححه فححي تححذييلت شححرح الفصححل ال ّ
الخطبة الولى .
ن المراد أنه سبحانه جعل الحمد مفتاحا لذكره في عّدة سححور ،و اطلق فالولى أن يقال إ ّ
ن القرآن يطلق على المجموع و علححى البعححض مححن الذكر على السورة ل غبار عليه كما أ ّ
سورة و آية و نحوها ) و سححببا للمزيححد مححن فضححله ( بمقتضححى وعححده الصححادق فححي كتححابه
العزيز أعني قوله :لن شكرتم لزيدّنكم .
) و دليل على آلئه و عظمته ( أّما كونه دليل على آلئه فيحتمل معنيين .
] [ 317
شححكر سححببان
أحدهما أنه دليل للحامد على آلئه سبحانه أى علححى الفححوز بهححا إذ الحمححد و ال ّ
للوصول إلى الّنعم موجبان لزيادتها حسحبما عرفحت آنفحا ،و أّنهحا منحه دون غيحره ،فمحن
حمد له تعالى فقد اهتدى بحمده إلى نيل نعمه .
و أّما كونه دليل على عظمته فلدللته على عدم تناهي قدرته و عدم نفححاد ملكححه و خزائنححه
ل كرما وجودا فسححبحان مححن ل إذ كّلما ازداد الحمد ازدادت الّنعمة ل يزيده كثرة العطاء إ ّ
تفنى خزائنه المسائل ،و ل تبدل حكمته الوسائل .
و هو من تشبيه المعقول بالمعقول ،إذ الجرى أمر عقلني غيحر محدرك باحححدى الححواس
شبه و كححونه مححذكورا فححي الكلم و الخمس ،و من باب الّتشبيه المفصل للّتصريح بوجه ال ّ
ن ما وّلححي منححه و أدبححر
هو قوله ) ل يعود ما قد وّلي منه و ل يبقى سرمدا ما فيه ( يعني أ ّ
فقد فات و مضى ل عود له أبدا ،و ما هو موجود فيه فهو فححي معححرض الحّزوال و الفنححاء
ليس له ثبات و ل بقاء ،إذ وجود الّزماني إّنما هو بوجود زمانه ،
شاعر :
فيكون منقضيا بانقضائه ،و في هذا المعنى قال ال ّ
ل أّنهحححححححححححححححححححححححححا
محححححححححححححححححححححححححا أحسحححححححححححححححححححححححححن الّيحححححححححححححححححححححححححام إ ّ
ي إذا مضت لم ترجع يا صاحب ّ
ن هو أجزاء الّزمان أّول و آخرا سابقا و ل حقححا علححى وتيححرة واحححدة وو المراد واحد و ا ّ
نسق واحد أي ) متشابهة اموره ( فاّنه كمحا كحان أّول يعحّد قومحا للفقحر و آخريحن للغنحى و
ضعة و اخرى للّرفعة ،و جمعا للوجود حة و اخرى للمرض ،و فرقة لل ّ طائفة للص ّ
] [ 318
ن حديثه يخبر عن قديمه ،
و آخر للعدم ،و هكذا كذلك هو آخرا ،و بالجملة فا ّ
شارح المعتزلي :و روى متسابقة اموره ،أى شيء منهاو جديده ينبيء عن عتيقه قال ال ّ
ل شيء كأّنها خيل تتسابق في مضمار ) متظاهرة أعلمه ( أى دللته على سجّيته قبل ك ّ
و شيمته و أفعاله اّلتي يعامل بها الّناس قديما و حديثا تظاهر بعضها بعضا و تعاضده هذا
.
و نسبة هذه المور إلى الّدهر و إن كان الفاعل في الحقيقة هو الّرب تعالى باعتبار كححونه
شححر و
من السباب المعّدة لحصول ما يحصححل فححي عححالم الكححون و الفسححاد مححن الخيححر و ال ّ
ضيق حسبما عرفت في شرح الخطبة الّثانية و الثلثين . سعة و ال ّ
ال ّ
و قوله ) فكأّنكم بالساعة تحدوكم حد و الّزاجر بشححوله ( قححد محّر تحقيححق الكلم فححي شححرح
سلم في شرح الخطبة الحادية و العشححرين و اسححتظهرنا هنححاك نظير هذا الكلم له عليه ال ّ
ساعة ساعات الّليل و الّنهار ،لّنها تسوق الّنار إلححى ال حّدار الخححرة و يسححعى ن المراد بال ّ
أّ
الّناس بها إليها ،و يجوز أن يراد بها هنا القيامححة و إن لححم نجحّوزه فيمححا تقحّدم لبححاء لفظححة
ل إرادة هذه هنا أظهر بملحظة لفظة فكأّنكم فتأّمل . ورائكم هناك عنه ،و لع ّ
ن الّناس يسعى إليها ،فيكون المقصود به الشارة إلححى قححرب ساعة باعتبار أ ّو تسميتها بال ّ
القيامة و كونها حادية للمخاطبين باعتبار أّنها ل بّد للّنححاس مححن الحشححر اليهححا و الجتمححاع
سؤال و الجواب و الحساب و الكتاب و الثواب و العقاب ل مناص لهم عن وقوفهححا فيها لل ّ
فكأّنها تسوقهم إليها ليجتمعوا فيها و ينظر إلى أعمالهم و إّنما شّبه حححدوهم بحححدو الّزاجححر
ضححرع و الّلبححن بخلف شول إّنما يسوقها بعنف و سرعة لخلّوها مححن ال ّ ن سائق ال ّبشوله ل ّ
سائق العشار فاّنه يرفق بها و ل يزجرها كما هو ظاهر .
ساعة و أّنها تحدو المخاطبين أردفه بالّتنبيه على وجححوب الشححتغال و لّما نّبه على قرب ال ّ
بالّنفس أى بصرف الهّمة إلى محاسبتها و إصححلحها و تزكيتهححا و ترغيبهححا إلححى مححا اريححد
صل له نور ن ) من شغل نفسه بغير نفسه ( ل يتح ّ منها ) ف ( ا ّ
] [ 319
يهتدي به في ظلمات طريق الخرة بل إّنمححا يحصححل علححى أغطيححة مححن الهيئات البدنّيححة و
صلة من الشتغال بزخارف الّدنيا حاجبة لححه عححن نححور البصححيرة فلجححل ذلححك أغشية متح ّ
ظلمات ( و تاه فيها ) و ارتبك ( أى اختلط ) في الهلكححات ( ل يكححاد يكون قد ) تحّير في ال ّ
ىء أعماله ( كما قال عّز مححن يتخّلص منها ) و مّدت به شياطينه في طغيانه و زينت له س ّ
قائل :
خواُنُهْم َيُمّدوَنُهْم
ن َو ِإ ْ
صُرو َ
ن َتَذّكُروا َفإذا ُهْم ُمْب ِ
شْيطا ِ
ن ال ّ
ف ِم َ
سُهْم طآِئ ٌ
ن اّتُقوا ِإذا َم ّ
ن اّلذي َ
ِإ ّ
ن.صُرو َ ى ُثّم ل َيْق ُِفى اْلَغ ّ
] [ 320
ن الفجور يوقع الفاجر في الّدنيا فححي المعححاطب و المهالححك و ل ينجيححه فححي و أما الثاني فل ّ
الخرة من العذاب الليم و السحخط العظيححم ،فهححو بمنزلححة دار غيححر وثيححق البنيححان منهححدم
صححن بححدار كححذلكالحيطان و الجدران ) ل يمنع أهله و ل يحرز من لجححأ إليححه ( و مححن تح ّ
ن ذليل مهانا ل محالة .ليكون ّ
) أل و بالّتقوى تقطع حمة الخطايحا ( التشححبيه المضححمر فححي النفححس للخطايححا بالعقححارب أو
بذوات السموم من الحيوان استعارة بالكناية و ذكر الحمة تخييل و القطع ترشيح و المراد
ن بالتقوى يتدارك و ينجبر سريان سّم الخطايا و الثام في النفوس الموجب لهلكها البد أّ
كما يقطع سريان سموم العقارب و الفاعي في البدان بالباد زهر و الترياق و يمنححع مححن
نفوذها في أعماق البدن بقطع العضو الملححدوغ مححن موضححع الّلححدغ ،و علححى روايححة حمححة
ن بها تدفع شّدتها و ترفع .
بالتشديد فالمقصود أ ّ
و لّما نّبه على كون التقوى حاسمة لماّدة الخطايا ،و كان بذلك إصلح القحّوة العملّيححة نّبححه
على ما به يحصل إصلح القحّوة الّنظريححة أعنححي اليقيححن فقححال ) :و بححاليقين تححدرك الغايححة
ن النسححان إذا كملححت قحّوته الّنظرّيححة بححاليقين و قحّوته العملّيححة
القصوى ( و إدراكهححا بححه ل ّ
بالّتقوى ،بلغ الغاية القصوى من الكمال النساني البّتة .
] [ 321
حجاَرُة قّدم المر بوقاية الّنفس على الهل لكونها أولى بها من الغير هذا .
َو ال َ
ن للنسان نفوسا متعّددة و هى باعتبارشارح البحراني :و في الكلم إشارة إلى أ ّ و قال ال ّ
سوء و لّوامة و باعتبار عاقلة و شهوّية و غضبّية ،
مطمئنة و أّمارة بال ّ
و الشارة إلى الّثلث الخيرة و أعّزها الّنفس العاقلة إذ هى الباقيححة بعححد المححوت و عليهححا
العقاب و فيها العصبّية .
جححة عليكححم ،و أزال العححذر عنححه بمححا بعثححه مححن فالعطف للّتفسير يعني أّنه سبحانه أتحّم الح ّ
ق علححى لسححانهم ) ف ( النبياء و الّرسل و أنزله من الّزبر و الكتب ،و أبلج لكم نهج الح ح ّ
ل ) شقوة لزمة ( لمن نكب عنه ) أو سعادة دائمة ( لمن سحلكه كمحا قحال لم يبق بعد ذلك إ ّ
ل ِإّما شاِكرًا َو ِإّما َكُفورًا .
سبي َ
عّز من قائل ِإّنا َهَدْيناُه ال ّ
ث على أخذ الّزاد ليوم المعاد و قال ) :فتزّودوا في أّيام الفناء لّيام البقاءثّم عاد على الح ّ
ل سبحانه عليه بقوله :قد دللتم على الّزاد ( أى دّلكم ا ّ
] [ 322
للنسان بتعاقبها إلى وطنه الصلي على ما مّر تحقيقا و تفصيل في شرح الخطبة الّثالثححة
ستين .
و ال ّ
شارح البحراني :قوله :فاّنما أنتم كركب إلى آخره فوجه الّتشبيه ظاهر ،فالنسححان قال ال ّ
يوهو الّنفحس ،و المطايحا هحى البحدان و القحوى الّنفسحانّية و الطريحق هحى العحالم الحسح ّ
سير اّلذي ذكححر مححا قبححل المححوت هححو تصحّرف الّنفححس فححي العححالمين لتحصححيل العقلي ،و ال ّ
سححير الّثححاني اّلححذي هححم وقححوف
سعادة الباقية ،و أمّححا ال ّ
الكمالت المعّدة و هى الّزاد لغاية ال ّ
ينتظرون و ل يدرون متى يؤمرون به فهو الّرحيححل إلححى الخححرة مححن دار الحّدنيا و طححرح
البدن و قطع عقبات الموت و القبر إذ النسان ل يعرف وقت ذلك .
) أل فما يصنع بالحّدنيا مححن خلححق للخححرة ( السححتفهام فححي معححرض الّتنفيححر عححن الحّدنيا و
الّتوبيخ لطالبيها إذ النسان لّما كان مخلوقا للخرة فمقتضى العقل أن يصرف هّمته إليهححا
ل إلى الّدنيا الّزائلة عنه عن قليل ) و ما يصنع بالمال عّما قليل يسلبه ( و هو في معرض
الّتنفير عن المال بالّتنبيه على أّنه مسلوب عنححه بعححد زمححان قليححل فيححزول سححريعا لحّذته ) و
ى بأن يرفححض و يححترك يبقى عليه تبعته ( أى اثمه ) و حسابه ( و ما كان هذا وصفه فحر ّ
ل أن يقتنى و يجمع .
لو
خيٌر َأَم ً
ك َثواًبا َو َ
عْنَد َرّب َ
خْيٌر ِ
ت َ
صالحا ُ
ت ال ّ
حيوِة الّدْنيا َو اْلباِقيا ُ
ن زيَنُة اْل َ
ل َو اْلَبُنو َ
َأْلما ُ
في سورة آل عمران :
شر مرغب ( أى ليس فححي المحّرمححات و شر بقوله ) و ل فيما نهى عنه من ال ّ ثّم نفّر عن ال ّ
ل لن يرغححب فيهححا مححع وجححود نهيححه و كونهححا لح سححبحانه عنهححا محح ّ المعاصى الّتي نهى ا ّ
لح احححذروا يومححا تفحححص فيححه صلة للثام و العقوبات الّدائمححة ) عبححاد ا ّ مبغوضة عنده مح ّ
ل نفس ما عملت من خير محضححرا و مححا عملححت مححن سححوء العمال ( أى تكشف و تجد ك ّ
ن بينها و بينححه أمححدا بعيححدا ) و يكححثر فيححه الّزلححزال ( و نظيححر الّتحححذير عنححه بكححثرة
توّدلو أ ّ
الّزلزال الّتحذير في قوله تعالى :
عّمححا
ضَعًة َ
ل ُمْر ِل ُك ّعظيٌم َيْوَم َتَرْوَنها َتْذَه ُ
يٌء َ
ش ْ
ساعِة َ ن َزْلَزَلَة ال ّيا َأّيَها الّناس اّتُقوا َرّبُكْم ِإ ّ
سححكارى َو لِكح ّ
ن سححكارى َو مححا ُهحْم ِب ُ حْمَلها َو َتَرى الّنححاس ُ
ل َ حْم ٍت َل ذا ِ ضُع ُك ّت َو َت َضَع ْ
َأْر َ
شديٌد .
ل َ با ّعذا َ َ
] [ 324
قال في مجمع البيان معناه يا أّيها العقلء المكّلفون اّتقححوا عححذاب رّبكححم و اخشححوا معصححية
ن زلزلة الرض يوم القيامححة أمححر عظيححم هايححل ل يطححاق ،يححوم تححرون الّزلزلححة أو رّبكم إ ّ
ل مرضعة عن ولححدها و تنسححاه ،و تضححع الحبححالي مححا فححي بطونهححا و هححو ساعة تشغل ك ّال ّ
شدايد أى لو كححان ث حّم مرضححعة لححذهلت أو تهويل لمر القيامة و تعظيم لما يكون فيه من ال ّ
حامل لوضعت و إن لم يكن هناك حامل و ل مرضعة ،و ترى الّناس سححكارى مححن ش حّدة
شراب و قيل :معناه كأّنهم سححكارى مححن ذهححول الخوف و الفزع ،و ما هم بسكارى من ال ّ
سكران هذا ) و ( لشّدة ذلححك اليححوم عقولهم لشّدة ما يمّر بهم لّنهم يضطربون اضطراب ال ّ
أيضا ) يشيب فيه الطفال ( كما قال تعالى :
شْيبًا .
ن َ
ل اْلِوْلدا َ
جَع ُ
َيْومًا َي ْ
ي :و هذا وصف لذلك اليوم و شّدته كما يقحال هححذا أمحر يشحيب منحه الوليححد و
طبرس ّ قال ال ّ
تشيب منه الّنواصي إذا كان عظيما شديدا .
سلم و يشيب فيه الطفال كلم جار مجححرى المثححل شارح المعتزلي :قوله عليه ال ّو قال ال ّ
ن الطفححال ل يتغّيححر حححالهم فححي الخححرة
ن الّمة مجتمعة على أ ّ و ليس ذلك على حقيقته ل ّ
ن الهموم و الحزان إذا توالت على النسان شاب سححريعا شيب ،و الصل في هذا أ ّ إلى ال ّ
طبيب :
قال أبو ال ّ
ن عليكم رصدا من أنفسححكم ( أى لأّثّم عّقب بالّتحذير من المعاصي بقوله ) اعلموا عباد ا ّ
حرسا و حفظة ملزمين لكم غير منفّكين عنكم ،و أراد به الجوارح و العضححاء ،و لححذا
سره بقوله ) و عيونا من جوارحكم ( مراقحبين لكحم شحهداء عليكححم يححوم القيامححة كمحا قحالفّ
سجدة :تعالى في سورة ال ّ
] [ 325
شحِهْدُتْم
جُلححوِدِهْم ِلحَم َ
ن َو قحاُلوا ِل ُ جُلوُدُهْم ِبما كحاُنوا َيْعَمُلححو َ
سْمُعُهْم َو َأْبصاُرُهْم َو ُعَلْيِهْم َشِهَد َ َ
ن. جُعو َل َمّرٍة َو ِإَلْيِه ُتْر َ
خَلَقُكْم َأّو َ
يٍء َو ُهَو َش ْ
ق ُكّل َ
طَل اّلذي َأْن َ
طَقَنا ا ّ
عَلْينا قاُلوا َأْن َ
َ
صافي عن القّمي نزلت في قوم تعرض عليهم أعمالهم فينكرونها فيقولححون مححا روى في ال ّ
صححادق عليححه عملنا شيئا منها ،فيشهد عليهم الملئكة اّلححذين كتبححوا عليهححم أعمححالهم قححال ال ّ
ل مححا فعلححوا مححن
ب هولء ملئكتك يشهدون لك ،ثحّم يحلفححون بححا ّ ل :يا ر ّسلم فيقولون ّ ال ّ
ل جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكححم « ل » يوم يبعثهم ا ّ ل عّز و ج ّ ذلك شيئا و هو قول ا ّ
ل على ألسححنتهم ل عّز و ج ّ سلم فعند ذلك يختم ا ّ و هم اّلذين غصبوا أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل ،و يشهد البصر بما نظححر بححه إلححى سمع بما سمع مّما حّرم ا ّ و ينطق جوارحهم فيشهد ال ّ
ل ،و يشهد اليدان بما أخذتا ،و تشهد الّرجلن بمححا سححعتا فيمححا ححّرم ل عّز و ج ّ
ما حّرم ا ّ
ل ألسححنتهم ،فيقولححون ل عّز و جح ّ ل ،ثّم أنطق ا ّ
ل ،و يشهد الفرج بما ارتكب مّما حّرم ا ّ ا ّ
هم لجلودهم :لم شهدتم علينا الية قال :و الجلود الفروج .
ن.
سُبو َ
جُلُهْم ِبما كاُنوا َيْك ِ
شَهُد أْر ُ
على َأْفواِهِهْم َو ُتَكّلُمنا َأْيديِهْم َو َت ْ
خِتُم َ
َأْلَيْوَم َن ْ
ل إنسححان كتححابه فينظححرون فيححه
ل الخلق يوم القيامة دفححع إلححى كح ّ
ل عّز و ج ّ
قال :إذا جمع ا ّ
ب ملئكتححك فينكرون أّنهم عملوا من ذلك شيئا ،فتشهد عليهم الملئكححة ،فيقولححون ،يححا ر ّ
ل :يححوم
لح عحّز و جح ّيشهدون لك ،ثّم يحلفون أّنهم لم يعملوا من ذلححك شححيئا و هححو قححول ا ّ
ل على ألسنتهم و تنطق ل جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم فاذا فعلوا ذلك ختم ا ّ يبعثهم ا ّ
جوارحهم بما كانوا يكسبون ،هذا
] [ 326
ن شححهادة الجلححود و شارح البحراني بل فساده من أ ّ و بما ذكرنا ظهر لك ضعف ما ذكره ال ّ
ل عضو لما كان مباشححرا لفعحل محن الفعححال كحان نكّ غيرها بلسان الحال و الّنطق به ،فا ّ
شهادة القولّية بيححن يححديه ،
ل تعالى بمنزلة ال ّ
حضور ذلك العضو و ما صدر عنه في علم ا ّ
شححهادة بلسححان القححال لص الّرواية لدللتهما على كون ال ّ ن ذلك مخالف لظاهر الية و ن ّ فا ّ
شارح و توّهم . بلسان الحال كما زعمه ال ّ
و قوله ) و حّفاظ صدق يحفظون أعمالكم و عدد أنفاسكم ( أراد بهم الكححرام الكححاتبين قححال
تعالى :
عتيٌد .
ب َ
ل َلَدْيِه َرقي ٌ
ل ِإ ّ
ن َقْو ٍ
ظ ِم ْ
ل َقعيد ما َيْلَف ُ
شما ِ
ن ال ّ
عِن َو َ
ن اْلَيمي ِ
عِن َ
ِإْذ َيَتَلّقى اْلُمَتَلّقيا ِ
قال في مجمع البيان :ذكر سبحانه أّنه مع علمه به وّكححل بححه ملكيححن يحفظححان عليححه عملححه
جة ،فقال :إذ يتلّقى المتلّقيان ،و هما الملكان يأخححذان منححه عملححه فيكتبححانه كمححاالزاما للح ّ
شمال قعيد ،المححراد بالقعيححد هححو الملزم اّلححذي ل يكتب المملى عليه ،عن اليمين و عن ال ّ
شححمال يبرح ل القاعد اّلذي هو ضّد القائم ،و قيل :عن اليميححن كححاتب الحسححنات و عححن ال ّ
سيئات عن الحسن و مجاهد ،و قيححل :الحفظححة أربعححة :ملكححان بالّليححل ،و ملكححان كاتب ال ّ
ل لديه رقيححب عتيحد أى محا يتكّلححم بكلم فيلفظحه أى بالّنهار عن الحسن ،ما يلفظ من قول إ ّ
ل لديه حافظ حاضر معه يعني الملك الموّكل به إّما صاحب اليميححن و إّمححا يرميه من فيه إ ّ
ل عليه و شمال ،يحفظ عمله ل يغيب عنه ،و عن أبي أمامة عن الّنبي صّلى ا ّ صاحب ال ّ
ت ساعات عن العبد المسححلم المخطححى أو شمال ليرفع القلم س ّ ن صاحب ال ّ آله و سّلم قال :إ ّ
ل كتب واحدة ،و في رواية اخححرى قححال : ل منها ألقاها و إ ّ المسىء ،فان ندم و استغفر ا ّ
شمال ، صاحب اليمين أمير على صاحب ال ّ
فاذا عمل حسنة كتبها له صححاحب اليميححن بعشححر أمثالهححا و إذا عمححل سححيئة فحأراد صححاحب
شمال أن يكتبها قال له صاحب اليمين :امسك ،فيمسك عنه سبع ساعات ،فان اسححتغفر ال ّ
ل كتب له سّيئة واحدة ،هذا ل منها لم يكتب عليه شيء ،و إن لم يستغفر ا ّا ّ
] [ 327
و قد علم بذلك أّنه سبحانه مع علمه بحال العبد و كونه أقرب إليه مححن حبححل الوريححد وّكححل
عليه لحكمة اقتضته من تشديد في تثبط العبد من المعصية و تأكيد في اعتبححار العمححال و
جة يوم يقوم الشهاد حفظة صدق يحفظون عمله و يضبطونه ضبطها للجزاء و إلزام الح ّ
و هم ملزمون له غير غائبين عنه أبدا .
كما أشار إليه بقوله ) ل تستركم منهم ظلمة ليححل داج ( أى شححديدة الظلمححة ) و ل يكّنكححم (
أى ل يستركم ) منهم باب ذور تاج ( أى باب عظيم مغلق .
ن غدا من اليوم قريححب ( كّنححى بالغححد عححن وقححت المححوت ثّم حّذر بقرب الموت فقال ) :و ا ّ
طاعة و المعصية ) و يجيء الغد لحقا به ( شر و ال ّ) يذهب اليوم بما فيه ( من الخير و ال ّ
ل امحرء منكحم قحد بلحغ محن الرض منححزل ثّم حّذر ببلوغ القبر و كّنى عنه بقوله ) فكان كح ّ
ط حفرته ( و أشار إلححى هححول ذلححك المنححزل و وصححفه بالوصححاف الموحشححة وحدته و مخ ّ
المنّفرة فقال ) فيا له من بيت وحدة و منزل وحشة و مفرد غربححة ( ثحّم ححّذر بالصّححيحة و
سححاعة قححد غشححيتكم ( و
صححيحة قححد أتتكححم و ال ّ
ساعة فقال ) :و كححان ال ّ صور و قيام ال ّنفخ ال ّ
صيحتين في صيحة و الّنفخة الثانية و قد اشير اليهما أعنى ال ّ صيحة ال ّ
ن المراد بال ّ ظاهر أ ّ
ال ّ
سورة يس قال تعالى :
] [ 328
يختصمون في امورهم و يتبايعون في السواق ،ثّم أخبر عن النفخة الّثانيححة و مححا يلقححونه
صور فاذاهم مححن الجححداث ،و هححى القبححور ، فيها إذا بعثوا بعد الموت فقال :و نفخ في ال ّ
ل فيه ل حكم لغيره هناك ،إلى رّبهم أى إلى الموضع اّلذي يحكم ا ّ
ل صححيحة
ينسلون ،أى يخرجون سححراعا ثحّم أخححبر عححن سححرعة بعثهححم فقححال :إن كحانت إ ّ
ل مّدة صيحة واحدة ،فاذا هم جميع لدينا محضرون ، واحدة ،أى لم تكن المّدة إ ّ
أي فحاذا الّولحون و الخحرون مجموعحون فحي عرصحات القيامحة محضحرون فحي موقحف
الحساب و في سورة الّزمر :
خ في حِه
ل ُث حّم ُنِفح َ
ن شاَء ا ّ
ل َم ْ
ض ِإ ّ
لْر ِ
ن في ا َْ
ت َو َم ْ
سموا ِ
ن ِفي ال ّ
ق َم ْ
صِع َ
صوِر َف َ خ ِفى ال ّ َو ُنِف َ
ن.ظُرو َخرى َفإذا ُهْم ِقياٌم َيْن ُ ُأ ْ
صححيحة اّلححتي
سموات آه أى يموت من ش حّدة تلححك ال ّ
قال في مجمع البيان :فصعق من في ال ّ
سماوات و الرض ،و قوله :ثّم نفخ فيه أخرى ،يعني صور جميع من في ال ّ تخرج من ال ّ
نفخة البعث و هي الّنفخة الّثانية .
ى َبْيَنُهحْم
ضح َ
شحَهداء َو ُق ِب َو جيىَء ِبالّنِبّيين َو ال ّ ضَع اْلِكتا ُ
ض ِبُنوِر َرّبها َو ُو ِ لْر ُ ت ا َْ
شَرَق ِ
َو َأ ْ
ن.عَلُم ِبما َيْفَعُلو َ
ت َو ُهَو َأ ْ
عِمَل ْ
س ما َ ل َنْف ٍ
ت ُك ّ
ن َو ُوّفَي ْ
ظَلُمو َ
ق َو ُهْم ل ُي ْحِّبالْ َ
) قد زاحت عنكم الباطيل ( أى بعدت و تنحت عنكم الهيئآت الباطلة الممكنة الحّزوال ) و
اضححمحّلت عنكححم العلححل ( أى ذهبححت و انحّلححت عنكححم العلححل و المححراض الّنفسححانّية ) و
شارح المعتزلي :أى حّقت و وقعت استحّقت بكم الحقايق ( قال ال ّ
] [ 329
ل امححرء إلححى
فاستفعل بمعنى فعل ) و صدرت بكم المور مصادرها ( أراد به رجححوع ك ح ّ
ل محا يفيحد اعتبحارا و تنّبهحا علحى
ثمرة ما قّدم ،قاله البحرانحي ) فحاّتعظوا بحالعبر ( أى بكح ّ
شححدايد و الهححوال ،أل تححرى إلححىأحوال الخرة و بما فيه تذكرة للموت و ما بعححده مححن ال ّ
الباء و الخحوان و البنححاء و الولحدان و القربححاء و الجيححران كيححف طحنتهحم المنحون ،و
سنون ،و فقدتهم العيون ،اندرست عححن وجححه الرض آثححارهم و انقطعححت توالت عليهم ال ّ
عن الفواه أخبارهم .
) و اعتبروا بالغير ( أى بتغّيرات الّدهر و انقلبحاته علحى أهلحه ،ل يحدوم سحروره ،و ل
تتّم اموره ،ل يقيم على حال ،و ل يمتنع بوصال ،و عوده كاذبة .و آماله خائبة .
لحححححححححححححححححح وحححححححححححححححححححده
فقححححححححححححححححححارب و سححححححححححححححححححّدد و اّتححححححححححححححححححق ا ّ
ل الّزاد فالموت طارق و ل تستق ّ
ععععععع
حمد و ثنا مر خدايراست كه گردانيد حمد را كليد از براى ذكر خود ،
و سبب زيادتى فضل و انعام خود ،و دليل بر نعمتهاى خود و عظمت بى نهايت خود ،
] [ 330
اى بندگان خدا بدرستى روزگار جارى مىشود بباقي ماندگان مثححل جححارى شححدن او بححر
گذشتگان در حالتى كه باز نمىگردد آنچه كه پشححت گردانيححده از آن ،و بححاقى نمىمانححد
هميشه آنچححه كححه در او اسححت ،آخححر كارهححاى او مثححل أّول كارهححاى اوسححت شححبيه اسححت
بهمديگر كارهاى او ،هم پشححت يكديگرنححد علمتهححاى او ،پححس گويححا كححه شححما مىبينيححد
قيامت را ميراند شما را بسوى خود مثل راندن كسى كححه بعنححف و زجححر شححتر مححاده بححي
شير و بچه خود را براند ،پس كسى كه مشغول نمايد نفس خود را بغيححر اصححلح نفححس
خود متحّير مىماند در ظلمتهاى جهالت ،و آميخته شود در تبححاهي هلكححات ،و بكشححند
او را شيطانها در طغيان او ،و زينت ميدهند از براى او عملهاى بححد او را پححس بهشححت
پايان كار سبقت كنندگانست ،و جهنم نهايت كار تفريط نمايندگان بدانيد اى بنححدگان خححدا
كه تقوى حصن حصينى است با عّزت ،و فسق و فجور خانه حصنى است با ذّلححت كححه
منع نمىكند أهل خود را از بل و مكاره ،و حفظ نمىكند كسى را كه پناه برد بسوى او
،آگاه باشيد كه با تقوى بريده ميشود نيش پر زهر گناها ،و با يقين درك مىشححود غايححة
قصوى .
اى بندگان بپرهيزيد از خدا در عزيزترين نفسها بر شما و دوستترين آنها بسححوى شحما ،
پس بدرستى كه حقتعالى واضح گردانيده از براى شما راه حق را ،
و ظاهر نموده راههاى آن را ،پس نهايت كار يا شقاوتيسححت لزم ،يححا سعادتيسححت دائم
پس توشه برداريد در روزهاى فنا از براى روزهححاى بقححا ،پححس بتحقيححق كححه راه نمححوده
ث و ترغيب شديد بسححير كححردن بسححوى شديد بر توشه آخرت و مامور شديد برحلت و ح ّ
وطن اصلى ،پس بدرستى كه شما مانند سوارانيد منتظر ايستاده كه نمىدانيد چححه وقححت
مأمور خواهيد شد بحركت .
آگاه باشيد چه مىكند دنيا را كسى كه خلق شده است از براى آخرت ،
و چه كار دارد با مال كسى كه بعد از زمان قليل سلب مىشود از آن و باقى مىماند بر
او و بال و حساب آن ،اى بندگان خدا بدرستى كه نيست مر چيزيرا كححه وعححده فرمححوده
است خدا از نيكوئى جاى تركى ،و نيست در آنچه نهى فرموده از آن از
] [ 331
بدى جاى رغبتى ،اى بنححدگان خححدا حححذر نمائيححد از روزى كححه جسححتجو مىشححود در آن
عملها ،و بسيار مىشود در آن زلزله ،و پير مىشوند در آن بچهگان .
و جاسوسان از أعضاء و جوارح شححما ،و نگهدارنححدگان راسححت و درسححت يعنححى كححرام
الكححاتبين كححه نگححه مىدارنححد عملهححاى شححما را و شححماره نفسححهاى شححما را در حححالتى كححه
نمىپوشاند شما را از ايشان تاريكى شححب تححار ،و پنهححان نمىسححازد شححما را از آنهححا در
محكم بسته شده ،و بدرستى كه فردا نزديكست از امروز مىرود امروز با آنچه كه در
اوست از خير و شر ،و مىآيد فردا در حالتى كه لحق است بآن .
پس گويا هر مردى از شما بتحقيق رسيده است از زمين بمنزل تنهائى خود ،
جب أيقوم مرا بمنزل و ط گودال خود كه عبارتست از قبر او ،پس أى بسا تع ّ لخ ّو بمح ّ
ل تفّرد غريبى ،و گويححا صححداى نفخححه صححور مكان از خانه تنهائى و منزل بيمناك و مح ّ
اسرافيل آمده است بشما ،و قيححامت احححاطه نمححوده بححر شححما ،و بيححرون آمدهايححد از قححبر
بجهة حكم عدل پروردگار كه تميز دهنده است ميان حق و باطل در حالتى كه بعيد شححده
است از شما باطلها ،و زايل شده از شما عّلتها ،و مستحق شححده اسححت بشححما حقيقتهححا و
بازگشته بشما امورات بمواضع بازگشتن خودشان .
پحس پنحد گيريحد بحا عبرتهحا ،و عحبرت نمائيحد بحا تغّيحرات روزگحار ،و منتفحع باشحيد بحا
چيزهائى كه مىترساند شما را از عذاب نار ،و از سخط خداوند قهار .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
] [ 332
أرسله على حين فترة من الّرسل ،و طححول هجعححة مححن المححم ،و انتقححاض مححن المححبرم ،
فجائهم بتصحديق اّلحذي بيحن يحديه ،و الّنحور المقتحدى بحه ،ذلحك القحرآن فاسحتنطقوه و لحن
ن فيه علححم مححا يححأتي و الحححديث عححن الماضححي ،و دواء
ينطق ،و لكن أخبركم عنه ،أل إ ّ
دائكم ،و نظم ما بينكم .
و ل في الرض ناصر ،أصفيتم بالمر غير أهلححه ،و أوردتمححوه غيححر ورده ،و سححينتقم
صححبر ول مّمن ظلم مأكل بمأكل ،و مشربا بمشرب ،من مطاعم العلقححم ،و مشحارب ال ّ ا ّ
سيف ،و إّنما هححم مطايححا الخطيئآت ،و زوامححل المقر ،و لباس شعار الخوف ،و دثار ال ّ
الثام ،فاقسم ثّم أقسم لتنخمّنها أمّية من بعدي كما تلفظ الّنخامة ،ثّم ل تذوقها و ل تتطّعم
بطعمها أبدا ما كّر الجديدان .
ععععع
) الفترة ( بين الّرسل انقطاع الوحى و الّرسالة و ) الهجعة ( الّنومة من الّليل أو من أّولححه
و ) أبرم ( الحبل جعله طاقين ثّم فتله و أبرم المر أحكمه و ) الترحة ( المّرة مححن الّتححرح
صصحححته بحححه و ) المأكحححل ( و
بالتحريحححك الهحححّم و الححححزن و ) أصحححفيت ( فلنحححا بكحححذا خ ّ
شرب و يجححوز هنححا أن يجعل بمعنححى المفعححول و ) المشرب ( مصدران بمعنى الكل و ال ّ
صبر أو شبيه به أو السّم كالمقروزان
) المقر ( ككتف ال ّ
] [ 333
فلس و ) الشعار ( ما يلى الجسد من الّثياب و ) الّدثار ( ما فوقه و ) المطايا ( جمع مطّية
و هى الّدابة تمطو أى تجّد في سيرها و ) الّزوامل ( جمع الّزاملة و هي اّلتي يحمل عليها
من البل و غيرها و ) تنخم ( دفع بشيء من أنفه أو صدره و ) الّنخامة ( بالضّم الّنخاعة
.
ععععععع
ن.
سَلْيما َ
ك ُ
على ُمْل ِ
ن َأْهِلها َ
غْفَلٍة ِم ْ
ن َ
على حي ٍ
َ
و من في قوله :من الّرسل نشوية و كذا في قوله :من المم و مححن المححبرم ،و البححاء فححي
قوله فجائهم بتصديق آه يحتمل المصاحبة و الّتعدية .
شححارح المعححتزلي :مححأكل منصححوب بفعححل مق حّدر أى يححأكلون مححأكل ،و البححاء هنححا قححال ال ّ
صلة كقوله تعالى :
للمجازاة الّداّلة على ال ّ
نو
جِرمي َظهيرًا ِلْلُم ْ
ن َ
ن َأُكو َ
ى َفَل ْ
ت عََل ّ
ب ِبما َأْنَعْم َ
ل َر ّ
ضِهْم ميثاَقُهْم و قال سبحانه قا َ
َفِبما َنْق ِ
قححال البحرانححي :و مححأكل و مشححربا منصححوبان بفعححل مضححمر و الّتقححدير و يبححدلهم مححأكل
بمأكل .
بيان لمأكل و مشربا ،و على قول الّثاني فهى بيان لقوله :بمأكل و مشرب فافهم جّيدا .
و النصاف أّنحه ل حاجحة إلحى تقحدير الفعحل ،بحل يجعحل محأكل و مشحربا مفعحولين لظلحم
بواسطة الحرف المقّدر ،و يجعل قوله :بمأكل متعّلقا بينتقم ،و على ذلك
] [ 334
فيكون من مطاعم بيانا لقوله :لمأكل كمححا قحّدمناه فححي قححول البحرانححي ،و تقححدير الكلم و
ل ممن ظلم أحدا في أكل أو شرب بأكل من مطاعم العلقم و بشرب مححن مشححارب سينتقم ا ّ
ي على اولى الفهام صبر ،و على ذلك فيستقيم الكلم على أحسن نظام كما هو غير خف ّ ال ّ
.
عععععع
ععععع ععععع
سلم و فضحيلة ل عليه و آله و سّلم و فضيلته عليه ال ّ في الشارة إلى بعثة الّرسول صّلى ا ّ
ل سبحانه و هو قوله ) أرسله على حيححن فححترة مححن الّرسححل و طححول ما جاء به من كتاب ا ّ
هجعة من المم ( قد تقّدم شرح هحاتين القرينححتين فححي شححرح الخطبححة الّثامنححة و الّثمححانين ،
فليراجع ثّمة ) و انتقاض من المبرم ( أى انتقاض ما أبرمه النبيحاء و الّرسحل محن أحكحام
الّدين و أحكموه من قوانين الشرع المبين ) فجائهم بتصحديق اّلحذي بيحن يحديه ( أى جحائهم
الّرسول مصاحبا بالّتصديق أى مصّدقا لما قبله فيكون الّتصديق وصفا لنفس الرسول كما
قال تعالى :
ق.
ق ِلما َمَعُهْم َنَبَذ َفري ٌ
صّد ٌ
ل ُم َ
عْنِد ا ّ
ن ِ
ل ِم ْ
سو ٌ
َو َلّما جآَئُهْم َر ُ
و على كون الباء للّتعدية فالمعنى أّنه أتاهم بكتاب فيه تصديق اّلذي بين يديه ،
ن َيَدْيِه .
صّدقًا ِلما َبْي َ
ق ُم َ
حّب ِباْل َ
ك اْلِكتا َ
عَلْي َ
ل َ
َنّز َ
قال في مجمع البيان :أى لما قبلححه مححن كتححاب و رسححول عححن مجاهححد و قتححادة و الّربيححع و
سرين و إّنما قيل لما بين يديه لما قبله لّنه ظاهر له كظهور اّلذي بين يديه . جميع المف ّ
] [ 335
و قال الفخر الّرازي في تفسير هذه الية :الوصف الّثاني لهذا الكتاب قوله :
ن القرآن ناسححخ لكححثر تلححك الحكححام و الثاني كيف يكون مصّدقا لما تقّدمه من الكتب مع أ ّ
ن أحكامهحا تثبححت إلححىشرة بحالقرآن و بالّرسحول و داّلحة علحى أ ّ
الجواب إذا كانت الكتب مب ّ
حين بعثته و أّنها تصير منسوخة عند نزول القرآن كححانت موافقححة للقححرآن ،فكححان القححرآن
ن القححرآن مصحّدق لهحا ،لنّ دلئل مصّدقا لها ،و أّمححا فيمححا عحدا الحكحام فل شحبهة فححي أ ّ
المباحث اللهّية ل تختلف في ذلك ،فهو مصّدق لها فححي الخبححار الححواردة فححي التححوراة و
النجيل ،هذا .
] [ 336
ن.
ب ُمبي ٌ
ل ُنوٌر َو ِكتا ٌ
نا ّ
َقْد جآَئُكْم ِم َ
لح صحّلى
ل إعجازا لرسول ا ّ) ذلك ( الموصوف بما تقّدم هو ) القرآن ( المنزل من عند ا ّ
ل عليه و آله و سّلم ) فاستنطقوه ( يحتمل أن يكون المراد به المر باستفهام مضامينه و
ا ّ
تفهم ما تضّمته من الحقايق و الدقايق و الحلل و الحرام و الحدود و الحكام .
و لّما كان الّتفّهم عنه بنفسححه غيححر ممكححن لشححتماله علححى المحكححم و المتشححابه و الّناسححخ و
ظاهر و الباطن و التنزيل و التأويل و غيرها عّقبه بقوله ) و لن ينطق ( أى المنسوخ و ال ّ
ل يمكن تفهيمه بنفسه أبدا بل ل بّد له من مححترجم فححأردفه بقححوله ) و لكححن أخححبركم عنححه (
سلم مترجمه و قّيمة و مفهم معانيه و ظواهره و بواطنه . تنبيها على أّنه عليه ال ّ
و يجوز أن يكون استفعل بمعنى أفعل فيكون المراد باستنطاقهم له إنطاقهم إياه و لّما كان
ذلك موهما لكونه ذا نطححق بنفسححه أتححى بقححوله :و لححن ينطححق ،مححن بححاب الحححتراس اّلححذي
شرح من المحسححنات البديعيححة ثحّم عّقبححه بقححوله :و لكححن اخححبركم عنححه
عرفت في ديباجة ال ّ
ط مسطور بين الّدفتين ليس له لسان بل ل بّد له من ترجمان و هو عليححه تنبيها على أّنه خ ّ
سلم في الخطبة المأة و الثانية و الّثمانين سلم لسانه و ترجمانه و إلى ذلك يشير عليه ال ّ ال ّ
بقوله :
فالقرآن آمر زاجر و صامت ناطق ،أى صامت بنفسه و ناطق بترجمانه ،و لعّلنححا نححذكر
شرح إليه هذا .
ل حيثما بلغ ال ّ
لهذا الكلم معنى آخر في مقامه إنشاء ا ّ
سابع عشححر مححن الخطبححة الولححى الدّلححة و قد تقّدم في الّتذييل الّثالث من تذييلت الفصل ال ّ
ن دليححل القححرآن و قّيمححه و ترجمححانه و العححالم بمعححانيه و مبححانيه و
العقلّيححة و النقلّيححة علححى أ ّ
سلم و الطّيبون مححن أولده سححلم بأسراره و بواطنه و ظواهره هو أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل عليهم جميعا . ا ّ
ن القرآن مشتمل على علم ما كان و محا يكحون و محا هحو كحائن و و قد علمت هناك أيضا أ ّ
لحقين كلّياتها
ن فيه علم ما يأتي ( أى أخبار ال ّ
إليه أشار هنا بقوله ) أل إ ّ
] [ 337
) و دواء دائكم ( لشتماله على الفضايل العلمّية و العملّية بها يحصل اصححلح الّنفححوس و
شحفاء محن المحراض الّنفسحانّية و الحبرء محن داء الغفلحة و الجهالحة ) و نظحم محا بينكحم ( ال ّ
سياسّية اّلتي بها نظام العالم و استقامة المور .
شرعية و الحكمة ال ّ لتضّمنه القوانين ال ّ
في وصف حال بني امّية و الخبار عن ملكهم و ظلمهم و زوال دولتهم بعححد فسححادهم فححي
الرض و هو قوله ) فعند ذلك ل يبقى بيت مدر و ل وبر ( أى أهل الحضر و البدو ) إ ّ
ل
و أدخله الظلمة ( من بني أمّية و من أعوانهم ) ترحة ( أى هّما و حزنا ) و اولجححوا ( أى
سححماء
ادخلوا ) فيه نقمة ( و عقوبة ) فيومئذ ( يحيححق بهححم العححذاب و ) ل يبقححى لهححم فححي ال ّ
عاذر ( أى ناصر ) و ل في الرض ناصر ( فيزول دولتهم و يكسر صولتهم .
] [ 338
ل مّمن ظلحم مححأكل بمأكحل و مشحربا بمشححرب محن مطحاعم العلقححم و مشحارب ) و سينتقم ا ّ
شهية بالمريرة .صبر و المقر ( أى يبدل نعمتهم بالّنقمة و مطاعمهم الّلذيذة ال ّال ّ
صبر و المقر لمححا يتجّرعححونه مححن شححدايد شارح البحراني :و استعار لفظ العلقم و ال ّ قال ال ّ
القتل و أحوال العدّو و مرارات زوال الّدولة ) و ( ينتقم أيضا ب ) لباس شعار الخوف و
لزم عليهم لزوم الححّدثار ، سيف ال ّ
شعار و بال ّ لزم لهم لزوم ال ّ
سيف ( أى بالخوف ال ّ دثار ال ّ
سححيف ن الخححوف بححاطن فححي القلححوب و ال ّ شعار بالخوف و الّدثار بالسححيف ل ّ و تخصيص ال ّ
شعار ما كان يلى الجسححد مححن الّثيححاب و الحّدثار مححا فححوقه فناسححب ن ال ّ
ظاهر في البدن كما أ ّ
الّول بالّول و الّثاني بالّثاني ) و اّنما هم مطايا الخطيئآت و زوامححل الثححام ( يعنححى أّنهححم
شرعي . سيئات لكون حركاتهم و سكناتهم كّلها على خلف القانون ال ّ حّمال المعاصي و ال ّ
ن المخحبر بحه واقحع ل ثّم أخبر عن زوال ملكهم و أتى بالقسحم البحاّر المؤّكحد تنبيهحا علحى أ ّ
ل العليم ) ثّم اقسم ( به و إّنه لقسححم لححو تعلمححون عظيححم ) لتنخمّنهححا
محالة فقال ) فاقسم ( با ّ
ن الخلفة بنو أمّية ) من بعدى كما تلفظ النخامة ( أى تدفع مححن الصححدر و امّية ( أى لتلفظ ّ
النف ) ثّم ل تذوق ( لّذت ) ها و ل تتطعحم بطعمهحا أبحدا محا كحّر الجديحدان ( أى الّليحل و
النهار يعني أّنهم ل يجدون حلوتها و ل يستلّذون بها و ل ينالون إليها أبدا ال حّدهر ،لنححه
ن مّدة ملكهم ألف شهر بقوله : ل عليه و آله و سّلم إ ّ
تعالى قد أخبر نبّيه صّلى ا ّ
شْهٍر .
ف َ
ن َأْل ِ
خْيٌر ِم ْ
َلْيلَُة اْلَقْدِر َ
سححلم و أولده
لح عليححه و آلححه و سحّلم أميححر المححؤمنين عليححه ال ّ
ل صحّلى ا ّ
و أخبره رسول ا ّ
الطاهرين .
ل عليه
ل صّلى ا ّ
ي بن إبراهيم القّمي ) ره ( قال :رأى رسول ا ّروى في الصافي عن عل ّ
ل سورة القدر :
و آله و سّلم كان قرودا تصعد منبره فغّمه ذلك ،فأنزل ا ّ
] [ 339
شْهٍر .
ف َ
ن َأْل ِ
خْيٌر ِم ْ
ك ما َلْيَلُة اْلَقْدِر َلْيَلُة اْلقَْدِر َ
ِإّنا َأْنَزْلناُه في َلْيَلِة اْلَقْدِر َو ما َأْدري َ
ل عليه و آله و سّلم في ل صّلى ا ّ سلم أري رسول ا ّ و فيه عن الكافي عن الصادق عليه ال ّ
ن بنححي أمّيححة يصححعدون علححى منححبره مححن بعححده و يض حّلون النححاس عححن الصححراط منححامه أ ّ
سلم فقال :يا سلم :فهبط عليه جبرئيل عليه ال ّ القهقرى ،فأصبح كئيبا حزينا قال عليه ال ّ
ل مالى أراك كئيبا حزينا قال :يا جبرئيححل إّنححي رأيححت بنححي أمّيححة فححي ليلححتي هححذه رسول ا ّ
يصعدون منبري من بعدي يضّلون الّناس عن الصراط القهقححرى ،فقححال :و الححذي بعثححك
طلعت عليه ،
ق نبيا إّني ما ا ّ
بالح ّ
فعرج إلى السماء فلم يلبث أن نزل عليه بآى من القرآن يونسه بها قال :
ل ليلة القدر لنبّيه خيرا من ألف شهر ملك بني أمّية ،و في معناه اخبار أخر هذا و جعل ا ّ
سححفاح فححي شححرح الخطبححة المححأة و
قد تقّدم تفصيل زوال الّدولة الموّية و انقراضهم بيححد ال ّ
الّرابعة ،فليراجع هناك .
ععععععع
ي پروردگححار اسححت در بعثححت پيغمححبر آخححر الزمححان و از جمله خطب آن بزرگوار و ولح ّ
فضيلت قرآن و وصف حال بني امّية و ظلححم ايشححان و زوال دولححت آنهححا بعححد از فسححاد و
طغيان مىفرمايد :
فرستاد خداى تبارك و تعالى پيغمبر مختار را در زمان منقطع شدن وحى و خالى
] [ 340
بودن آن از پيغمححبران ،و بححر درازى خححواب غفلححت از أّمتححان ،و هنگححام شكسححته شححدن
ريسمان پرتاب شريعت پيشينان ،پس آورد بايشان تصديق آن چيزى را كححه پيححش از او
بود از توراة و انجيل و زبور ،و آورد نورى را كححه اقتححدا و تبعّيححت مىشححود بححآن ،آن
نور عبارتست از قرآن پس طلب كنيد نطق و گفتار او را و حال آنكه أبدا گويححا نخواهححد
شد ،و لكن من خبر دهم شما را به مضمون آن از جهة اينكححه منححم ترجمححان قححرآن آگححاه
باشيد بدرستى در قرآن است علم آنچه كه خواهد آمححد و خححبر از گذشححته يعنححى متض حّمن
علم أّولين و آخرين است ،و در اوست دواء درد شما و نظام ما بين شما .
پس نزد دولت بنى أمّيه باقى نمىماند هيچ خانه كه ساخته شده باشححد از گححل و خشححت و
نه خانه كه بنا شده باشد از پشم يعنى نمىماند عمارتى در شهر و نه خرگاهى در بيابان
مگر اينكه داخل مىكنند ظلم در آن خانه هّم و حزن را ،
و در آورند در آن عقوبت و نقمحت را ،پححس در آن روز بحاقى نمانححد از بححراى ظلم در
آسمان عذر آورنده ،و نه در زمين يارى كننده ،اختيار كرديد شححما بححأمر خلفححت غيححر
أهل آن را ،
ل او ،و زود باشد كه انتقام بكشد خداوند قّهار و وارد كرديد أمر خلفت را در غير مح ّ
از كسى كه ظلم كرده باشد كسى را در مأكول و مشروبى با مححأكول و مشححروبى كححه از
مأكولت تلخ است و از مشروبات تلخ و بد مزه ،و با لباس باطني خوف و تححرس و بححا
لباس ظاهرى شمشير ،و بدرستى كه ايشان شتران بححار كححش گناهاننححد و شححتران توشححه
معاصى ،پس قسم مىخورم بخدا باز قسم مىخورم البته مىأندازد خلفت را بنى اميححه
بعد از من چنانچه انداخته شود آب دهن از دهن پس از آن نچشند هرگز چاشنى خلفت
را ،و نمىخورند طعام آن را هيچ مادامى كه باز گردد شب و روز .
] [ 341
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
و هى المأة و الثامنة و الخمسون من المختار فى باب الخطب و لقد أحسنت جححواركم ،و
أحطت بجهدي من ورائكم ،
و إطراقا عّما أدركه البصر ،و شهده البدن من المنكر الكثير .
ععععع
) الجوار ( بالضّم و قد يكسر المجاورة و ) الّربححق ( بالكسححر وزان حمححل حبححل فيححه عحّدة
ل عروة ربقة بالكسر و الفتح و يجمع علححى ربححق كعنححب و أربححاق عرى يشّد به البهم و ك ّ
لم علححي غيححر كأصحاب و رباق كجبححال و ) الحلححق ( بالتحريححك جمححع الحلقححة بسححكون ال ّ
سكون كبدرة و بدر و علحى حّلحق كقصحعة و قصحع ،و القياس و رّبما يجمع على حلق بال ّ
ن الحلقة بالفتح ،و على هححذا فححالجمع بحححذف الهححاء حكى يونس عن أبي عمرو بن العل أ ّ
قياس كقصبة و قصب ،قاله الفيومى في مصباح الّلغة .
ععععععع
الواو في قوله :و لقد ،للقسم و المقسم به محححذوف لكححونه معلومححا ،و شححكرا مفعححول لححه
للفعال المتقّدمة على سبيل التنازع ،و من في قوله :من المنكر ،بيان لما أدركه .
عععععع
ن على المخاطبين
ظاهر أّنه خاطب به أهل الكوفة ،و الغرض منه الم ّ
ال ّ
] [ 342
سلم معهحم و صحفحه عنهحم و الغحض عحن خطيئاتهحم و الّتنبيه على حسن مداراته عليه ال ّ
على كثرتها كما قال ) و لقد أحسنت جواركم ( أي مجاورتكم أى كنت لكم جححار حسححن و
سلم المأة و الّتاسححع و العشححرين حيححث
قد وقع نظير التعبير بهذه الّلفظة في كلمه عليه ال ّ
قال هناك :و إّنما كنت جارا جاوركم بدنى أّياما ،و أراد بمجاورته لهم مطلق المصاحبة
و المعاشرة على سبيل الكناية .
) و أحطت بجهدى من ورائكم ( قيل :أراد بالحاطة من الححوراء دفححع مححن يريححدهم بش حّر
ن العدّو غالبا يكون من وراء الهارب .
لّ
سلم قّوة ظهرهم و شّد ازرهححم ) و أعتقتكححم ظاهر أّنه أراد أّنه كان به عليه ال ّأقول :بل ال ّ
ل السر و ظلم العحداء ،و ضيم ( و الظلم أراد به أّنه دفع عنهم ذ ّمن ربق الّذل و حلق ال ّ
سلم لهم و اعتزازهم به ) شكرا مّني للبّر القليحل ( أى ثنحاء مّنحى المقصود حمايته عليه ال ّ
ضا ) عّما أدركه البصر و محمدة لفعالكم الحسنة على قّلتها ) و إطراقا ( أى سكوتا و غ ّ
و شهده البدن من المنكر الكححثير ( و إطراقححه عنهححم مححع مشححاهدتهم علححى المنكححرات علححى
كثرتها إّما لعدم تمّكنه من النكار و الّردع بالعنف و القهر ،
شارح البحراني :و ظاهر أّنهم كانوا غير معصومين ،و محال أن يسحتقيم دولحة أو
قال ال ّ
يتّم ملك بدون الحسان إلى المحسنين من الّرعّية و الّتجاوز عن بعض المسيئين .
ععععععع
از جمله خطب فصاحت نظام و بلغت فرجام آن امام أنام است در اظهار حسححن رفتححار
و كردار خود نسبت بأصحاب و أتباع ميفرمايد :
] [ 343
ق جححوار را خححوب بجححا قسم بخدا هححر آينححه بتحقيححق نيكححو كححردم همسححايگى شححما را و حح ّ
آوردم ،و احححاطه نمححودم بقححدر طححاقت خححود از پححس شححما ،و آزاد كححردم شححما را از
ريسمانهاى ذّلت و از حلقههاى ظلم و ستم بجهت تشّكر از من مر نيكوئى أنححدك شححما را
كه آن طاعت قليل شما است نسححبت بمححن ،و بجهححة سحكوت و چشححم در پيححش افكنححدن از
آنچه كه درك نمود آن را چشم من و مشاهده كرد آن را بححدن مححن از منكححرات و أعمححال
قبيحه كثيره ،بجهت اينكه دفع آن مؤّدى بر فساد عظيم مىشد .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
ععععع ععععع
أمره قضاء و حكمة ،و رضاه أمان و رحمة ،يقضي بعلم ،و يعفو بحلم ،
اّللهّم لك الحمد على ما تأخذ و تعطي ،و على محا تعحافي و تبتلحي ،حمحدا يكحون أرضحى
ب الحمد إليك ،و أفضل الحمد عندك ،
الحمد لك ،و أح ّ
حمدا يملء ما خلقت ،و يبلغ ما أردت ،حمدا ل يحجب عنك ،
ل أّنححا
و ل يقصر دونك ،حمدا ل ينقطع عدده ،و ل يفنى مدده ،فلسنا نعلم كنه عظمتك إ ّ
ى قّيوم ،ل تأخذك سنة و ل نوم ،لم ينتححه إليححك نظححر ،و لححم يححدركك بصححر ،
نعلم أّنك ح ّ
أدركت البصار ،
] [ 344
من خلقك ،و نعجب له من قدرتك ،و نصفه من عظيم سلطانك ،
و ما تغّيب عّنا منه ،و قصرت أبصارنا عنه ،و انتهت عقولنا دونه ،
و حالت سواتر الغيوب بيننا و بينه أعظم ،فمن فرغ قلبحه ،و أعمحل فكحره ،ليعلحم كيحف
أقمت عرشك ،و كيف ذرأت خلقك ،و كيف عّلقت في الهواء سمواتك ،و كيححف مححددت
على مور الماء أرضك رجع طرفه حسيرا ،و عقله مبهححورا ،و سححمعه والهححا ،و فكححره
حائرا .
ععععع
ل محى عنه السقام و العافية اسم منه و هى مصدر جححائت علححى قال الفيومى ) عافاه ( ا ّ
فاعلة ،و مثله ناشئة الّليل بمعنى نشوء الّليل و الخاتمة بمعنى الختم ،
و العاقبة بمعنى العقب ،و ليس لوقعتها كاذبة و ) حسر ( البصحر حسحورا محن بحاب قعحد
كلّ لطول مدى و نحوه فهو حسير و ) بهره ( بهرا من باب نفححع غلبححه و منححه قيححل للقمححر
الباهر لظهوره على ساير الكواكب و ) اله ( تحّير .
ععععععع
سلم :و ما اّلذي نححرى ل الّنصب على الحال ،و ما في قوله عليه ال ّ جملة ل تأخذه في مح ّ
سلم :و ما تغّيب ،حالّيححة و مححا للستفهام على وجه الستحقار ،و الواو في قوله عليه ال ّ
ل على البتداء و خبره أعظم . ى بمعنى اّلذي مرفوع المح ّ
موصول اسم ّ
عععععع
] [ 345
سححلم ) أمححره قضححاء و حكمححة ( يجححوز أن من نعوت كماله و أوصاف جماله قال عليححه ال ّ
يراد بأمره المر الّتكويني أعني الختراع و الحداث ،فيكححون القضححاء بمعنححى النفححاذ و
المضاء ،و حمله عليه حينئذ من باب المبالغة أو المصدر بمعنححى الفاعححل أو المفعححول ،
ن أمره سبحانه نافذ و ممضى ل راّد له و ل دافع كما قال عّز من قححائل ِإّنمححا َأْم حُرُه يعني أ ّ
ن.ن َفَيُكو ُ
ل َلُه ُك ْ
ن َيُقو َ
شْيئًا َأ ْ
ِإذا َأراَد َ
قال الّزمخشري :فان قلت :ما حقيقة قوله :أن يقول له كن فيكون ؟
قلت :هو مجاز من الكلم و تمثيل لّنه ل يمتنع عليه شيء مححن المكّونححات و أّنححه بمنزلححة
من المأمور المطيع إذا ورد عليه أمر المر المطححاع ،و المححراد بالحكمححة حينئذ العححدل و
ن أمره تعالى نافذ في جميع الموجودات و المكّونححات ، صل المعنى أ ّ
الّنظام الكمل ،فمح ّ
متضّمن للعدل ،و مشتمل على النظام الكمل .
ن أمححره
و يجوز أن يراد به المر الّتكليفي فيكون القضاء بمعنححى الحتححم و اللححزام يعنححى أ ّ
سبحانه حتم و إلزام مشتمل علححى الحكمححة و المصححلحة فححي المححأمور بححه كمححا هححو مححذهب
العدلّية من كون الوامححر و الّنححواهي تابعححة للمصححالح و المفاسححد الكامنححة الواقعّيححة ،و قححد
تكون المصلحة في نفس المر دون المأمور به كما في الوامر البتلئّية .
ن شححأنه تعححالى
شأن فيكححون القضححاء بمعنححى الحكححم ،يعنححي أ ّ
و يجوز أن يكون المراد به ال ّ
حكم و حكمة لّنححه القححادر القححاهر العححالم العححادل ،فبمقتضححى قحدرته و سححلطانه ححاكم ،و
بمقتضى علمه و عدله حكيم .
شأن قد صّرح بححه غيححر واحححد منهححم الّزمخشححري فححي تفسححير اليححة
و كون المر بمعنى ال ّ
سابقة قال :إّنما أمحره إّنمحا شحأنه إذا أراد شحيئا إذا دعحاه داعحى حكمحة إلحى تكحوينه و ل
ال ّ
صارف أن يقول له كن أن يكّونه من غير توّقف ،فيكون فيحدث أى فهو كائن موجود ل
محالة .
] [ 346
) و رضاه أمان و رحمة ( أى أمان من الّنار و رحمة للبرار إذ رضوانه سححبحانه مبححدء
ل لّذة و بهجة كما قال تعالى :
ل منحة و نعمة ،و منشاء ك ّ
كّ
ل َأْكَبُر .
ن ا ِّ
ن ِم َ
ضوا ٌ
َو ِر ْ
) يقضى بعلم ( أى يحكم بما يحكم به لعلمه بحسن ذلك القضاء و اقتضاء الحكمة و العدل
ن قححوله ) و يعفححو بحلححم ( بمنزلححة له و هو كالتفسير لقوله :أمححره قضحاء و حكمححة ،كمحا أ ّ
طاعححة بعححد تقحّدم
ن العفو يعححود إلححى الّرضححا بال ّالّتفسير لقوله :و رضاه أمان و رحمة ،ل ّ
الّذنب ،و إّنما يتحّقق العفو مع القدرة على العقاب إذ العجز عححن النتقححام ل يسحّمى عفححوا
ن عفوه لكونه حليما ل يستنفره الغضب . فلذلك قال :يعفو بحلم ،يعني أ ّ
ثّم أثنى عليه تعالى بالعتراف بنعمه فقال ) الّلهّم لك الحمد على ما تأخذ و تعطى و علححى
شدة و الّرخاء ،و قد تقّدم تحقيق معنى
ضّراء و ال ّ
سّراء و ال ّ
ما تعافي و تبتلى ( أى على ال ّ
ل سبحانه للحمد بهذين الوصفين في شححرح الخطبححة الخذ و العطاء ،و وجه استحقاق ا ّ
المحأة و الّثانيحة و الّثلثيحن ،و وجححه اسحتحقاقه للحمحد علححى البلء و البتلء هنححاك أيضحا
مضافا إلى شرح الخطبة المأة و الّثالثة عشر .
لح عحّز و عل الغنحيّ نا ّ و أقول هنا زيادة على ما تقّدم :إّنه قد ثبححت فححي علححم الصححول أ ّ
ل مخلححوق بجححوده ،و المطلق عّما سواه و المتعالى عن الحاجة إلى ما عداه ،بل غنححي كح ّ
ق العبححاد مححن الخححذ و ل موجود بوجوده ،فاذا جميع ما يصدر عنه سبحانه فححي حح ّ قوام ك ّ
العطاء و المعافاة و البتلء و الفتقار و الغناء ليس الغرض منها جلب منفعة لذاته أو
دفع مضّرة عن نفسه ،بل الغرض منها كّلها مصالح كامنة للمكّلفين و منافع عححائدة إليهححم
ل ح سححبحانه بححالقّوة العاقلححة أو بتعليححم
ل بعضا منها مّما عّلمنا ا ّيعلمها سبحانه و ل نعلمها إ ّ
ل الفقر و لو استغنى لطغى ، حججه ،فكم من فقير ل يصلحه إ ّ
] [ 347
ق المكّلفيححن فهححو فححي ب المنّية ،و هكذا جميع ما يفعله سبحانه فححي حح ّ
لم يصبر عليه و أح ّ
عَلْيُك حْم ِنَعَم حُه
سَبَغ َ
الحقيقة نعمة منه تعالى عليهم ظاهرة أو باطنة كما قال عّز من قائل َو أ ْ
ن هذه كّلها إنعام منه سبحانه عليهم ،
طَنًة فاذا ثبت أ ّ
ظاِهَرًة َو با ِ
ل على ما ذكرنا من كون البتلء منه تعالى في الحقيقة نعمة منه على العباد ما رواه و يد ّ
سلم قال :إّنه ليكون للعبححد منزلححة
ل عليه ال ّ
في الكافي عن سليمان بن خالد عن أبي عبد ا ّ
ل باحدى خصلتين :إّما بذهاب في ماله أو ببلّية في جسده . ل فما ينالها إ ّ
عند ا ّ
ق لححم
ن أهححل الحح ّ
سلم يقححول :إ ّ
ل عليه ال ّ
و فيه عن يونس بن رباط قال :سمعت أبا عبد ا ّ
ن ذلك إلى مّدة قليلة و عافية طويلة .
يزالوا منذ كانوا في شّدة اما إ ّ
لح
ن المححؤمن مححن ا ّ
سلم يقول إ ّ
ل عليه ال ّ
و فيه عن عبيد بن زرارة قال :سمعت أبا عبد ا ّ
ل لبأفضل مكان ثلثا إّنه ليبتليه بالبلء ثّم ينزع نفسه عضوا عضوا و هححو يحمححد عّز و ج ّ
ل على ذلك .ا ّ
ثّم أخذ في تفخيم شأن حمده عليه و تعظيمححه باعتبححار كيفّيتححه فقححال ) حمححدا يكححون أرضححي
ب الحمد إليك و أفضل الحمد عنححدك الحمد لك ( أى أكمل رضاء منك به من غيره ) و أح ّ
( أى أشّد محّبة منك إليححه و أرفححع منزلححة عنححدك مححن سححاير المحامححد لّتصححافه بالفضححل و
الكمال و رجحانه على ما سواه .
سححماء و العححرش و
ثّم اتبعه بتفخيمه باعتبار كمّيته فقححال ) حمححدا يملء مححا خلقححت ( مححن ال ّ
الرض ) و يبلغ ما أردت ( من حيث الكثرة و الّزيادة .
ثّم بتفخيمحه باعتبحار الخلحوص فقحال ) حمحدا ل يحجحب عنحك و ل يقصحر ( أى ل يحبحس
) دونك ( لخلوصه من شوب العجب و الّريا و ساير ما يمنعحه عححن الوصححول إلحى درجحة
القبول و الّرضا ثّم باعتبار ماّدته فقححال ) حمححدا ل ينقطححع عححدده و ل يفنححى مححدده ( هححذا و
تكرار
] [ 348
ك مححا
ن و في قوله ِ :إّنا َأْنَزْلناُه في َلْيَلِة اْلَقْدِر َو ما َأْدري َ
ب اْلَيمي ِ
صحا ُ
ن ما َأ ْ
ب اْلَيمي ِ
صحا ُ َو َأ ْ
َلْيَلُة اْلَقْدِر .
شاعر :
أو للّتلّذذ بذكر المكّرر كما في قول ال ّ
و في قوله :
ل يححححححححححححححححا ظبيححححححححححححححححات القححححححححححححححححاع قلححححححححححححححححن لنححححححححححححححححا
تححححححححححححححححا ّ
ن أم ليلى من البشر ليلى منك ّ
سلم لّما بالغ في حمده سبحانه و الّثناء عليححه مححن حيححث أو للهتمام بشأنه ،ثّم إّنه عليه ال ّ
الكيف و الكّم و الخلوص و العدد و المدد ،و كححان الحمححد عبححارة عححن الوصححف بالجميححل
ق معرفتها على وجه الّتعظيم و الّتبجيل ،و كان ذلك موهما لمعرفة عظمة المحمود له ح ّ
،عّقب ذلك بالعتراف بالعجز عن عرفان كنه عظمتحه ،تنبيهحا علححى عححدم إمكحان القيحام
بوظايف الّثناء عليه و إن بولغ فيه منتهى المبالغة ،تأسّيا بما صدر عن صدر الّنبحّوة مححن
ل عليه و آله و سّلم :ل احصى ثناء عليححك أنححت كمححا العتراف بالعجز حيث قال صّلى ا ّ
أثنيت على نفسك ،و لهذا أتى بالفاء المفيدة للّتعقيححب و الّتصححال فقححال ) فلسححنا نعلححم كنححه
ظاهرة و الباطنة من المتفّكرة و المتخّيلة و غيرهما و القّوة عظمتك ( لقصور المشاعر ال ّ
العقلنية و إن كانت على غاية الكمال و بلغححت إلححى منتهححى معارجهححا عححن إدراك ذاتححه و
ل أّنا نعلم ( أى لكن نعرفك بصفات جمالححك و جللححك فنعلححم ) أّنححك حح ّ
ي اكتناه عظمته ) إ ّ
قّيوم ( .
ى الباقي اّلذي ل سبيل عليه للفناء و على اصطلح المتكّلمين اّلححذي شاف :الح ّ قال في الك ّ
ح أن يعلم و يقدر ،و القّيوم الّدائم القيام بتدبير الخلق و حفظه ) ل تأخذك سححنة ( هحىيص ّ
طريق الولحى و هحو تأكيحد للّنحوم
ما يتقّدم الّنوم من الفتور يسّمى الّنعاس ) و ل نحوم ( بحال ّ
المنفي ضمنا .
] [ 349
ن من جاز عليه ذلححك اسححتحال أن يكححون قّيومححا ،و قال الّزمخشري :و هو تأكيد للقّيوم ل ّ
سلم أنه سأل الملئكة و كان ذلك 1من قومه كطلححب الرؤيححة : منه حديث موسى عليه ال ّ
لح إليهحم أن يوقظححوه ثلثححا و ل يححتركوه ينححام ،ثحّم قححال :خحذ بيححدكأينام رّبنحا ؟ فحأوجى ا ّ
لح عليحه النعحاس فضحرب إححديهما علحى الخحرى قارورتين مملحّوتين فأخحذهما و ألقحى ا ّ
فانكسرتا ،ثّم أوحى إليه قل لهؤلء إّنى امسك السححماوات و الرض بقححدرتي فلححو أخححذني
نوم أو نعاس لزالتا .
و كيف كان فالمقصود بقوله :ل تأخذك سنة و ل نوم تنزيهه تعالى عن صححفات البشححر و
تقديسه عن لوازم المزاج الحيواني .
فان قلت :مقتضى المقام أن ينفى النححوم أّول و السححنة ثانيححا إذ مقححام التقححديس يناسححبه نفححى
القوى ثّم الضعف كما تقول :زيد ل يقّدم على الحرام بل ل يأتي بححالمكروه ،و فلن ل
ن التمجيد بالثبات على عكححس ذلححك ،فيقحّدم فيححه يفوت عنه الفرايض و ل النوافل ،كما أ ّ
غير البلغ على البلغ تقول :فلن عالم تحرير و جواد فياض .
ل سبحانه و ملحظححة للححترتيب الطححبيعي ، قلت :سّلمنا و لكنه قّدم سلب السنة تبعا لكلم ا ّ
ن السنة لما كانت عبارة عن الفتور المتقّدم عححن النححوم فسححاق الكلم علححى طبححق مححا فححي
فا ّ
نفس المر .
ي أو بصري ) و لم يدركك بصر ( قد تق حّدم تحقيححق عححدم امكححان ) لم ينته إليك نظر ( عقل ّ
إدراكه تعالى بالنظر و البصر أي بالمشاعر الباطنة و الظاهرة في شححرح الفصححل الثححاني
من الخطبة الولى و شححرح الخطبححة التاسححعة و الربعيححن و الخطبححة الّرابعححة و السّححتين و
ن قوله عليه الفصل الّثاني من الخطبة الّتسعين مستوفي و أقول هنا مضافا إلى ما سبق :إ ّ
ن المة قد اختلفوا في رؤية سلم :لم يدركك بصر ،إبطال لزعم المجّوزين للّرؤية ،فا ّ ال ّ
ل تعالى على أقوال ،فذهب المامّية و المعتزلة إلى امتناعها مطلقا ،و ذهبت المشححّبهة ا ّ
و الكرامّية إلى جوازها
-----------
) ( 1تت تتت تتت تتتتتت ت ت تت ت ت تتت ت تتت ت
تتتتتتتتت ت تتت
] [ 350
ن رؤيتححه تعححالى جححايزةقال العرابي في كتاب إكمال الكمال ناقل عن بعححض علمححائهم إ ّ
ل عليه و آله و سححّلمي صّلى ا ّ في الّدنيا عقل ،و اختلف في وقوعها و في أّنه هل رآه النب ّ
صحابة و الّتابعين و المتكّلمين ، ليلة السرى أم ل ،فأنكرته عايشة و جماعة من ال ّ
ن استحالة ذلك مطلقحا هحو المعلحوم محن محذهب أهحل الحبيت عليهحم و قد عرفت فيما تقّدم أ ّ
شيعة باّتفاق المخالف و المؤالف ،و قد دّلت عليه الدّلة العقلّيححة
سلم ،و عليه إجماع ال ّ ال ّ
و النقلّية من اليات و الخبار المستفيضة ،و من جملة تلك اليات قوله سبحانه :
خبيُر .
لْبصاَر َو ُهَو اّللطيف اْل َ
ك ا َْ
لْبصاُر َو ُهَو ُيْدِر ُ
ل ُتْدِرُكُه ا َْ
ن إدراك البصر عبارة شايعة عححن الدراك بالبصححر إسححناد للفعححل إلححى اللححة ،و أحدهما أ ّ
الدراك بالبصر هو الّرؤيححة بمعنححى اّتحححاد المفهححومين أو تلزمهمححا ،و الجمححع المعحّرف
لم عند عدم قرينة العهدّية و البعضّية تفيد العموم و الستغراق باجماع أهل العربّيححة و بال ّ
ل سححبحانهحة السححتثناء فححا ّالصول و أئّمة الّتفسير ،و بشهادة استعمال الفصحاء ،و ص ّ
قد أخبر بأنه ل يراه أحد في المستقبل ،فلو رآه المؤمنون في الجّنة لزم كذبه .
] [ 351
تدركه البصار موجبة كلية ،و قد دخل عليها النفى فرفعهححا هححو رفححع اليجححاب الكّلححي و
ي ،و لححو لحم يكحن للعمححوم كحان قححوله :ل تححدركه البصححار
رفع اليجاب الكّلى سلب جزئ ّ
سالبة مهملححة فححي قحّوة الجزئيححة فكححان المعنححى ل تححدركه بعححض البصححار ،و نحححن نقححول
بموجبه حيث ل يراه الكافرون ،و لححو سحّلم فل نسحّلم عمححومه فححي الحححوال و الوقححات ،
فيحمل على نفى الّرؤية في الّدنيا جمعا بين الدّلة .
يو
لم عام نفيا و اثباتا فححي المنفح ّ
ن الجمع المحّلى بال ّ
و الجواب أنه قد تقّرر في موضعه أ ّ
المثبت كقوله تعالى :
ل.
سبي ٍ
ن َ
ن ِم ْ
سني َ
حِعَلى اْلُم ْ
ظْلًما ِلْلِعباِد َو ما َ
ل ُيريُد ُ
َو َما ا ُّ
ل بمعنححى عمححوم النفححى و لححم حّتى أنه لم يرد في سياق النفى في شيء من الكتاب الكريم إ ّ
ل لكّنححه فححي القححرآن
يرد لنفى العموم أصل ،نعم قد اختلف في النفى الّداخل على لفظححة كح ّ
المجيد أيضا بالمعنى الذي ذكرنا كقوله تعالى :
خوٍر .
ل َف ُ
ختا ٍ
ل ُم ْ
ب ُك ّ
ح ّ
ل ل ُي ِ
َو ا ُّ
إلى غير ذلك ،و قد اعترف بما ذكرنا في شرح المقاصد و بالغ فيه .
] [ 352
ص بشحيء مححن الموجححودات خصوصححا مححع و أيضحا عحدم إدراك البصححار جميعححا ل يختح ّ
ص به تعحالى فتعّيحن أن يكحون التمحّدح بمعنحى
اعتبار شمول الحوال و الوقات ،فل يخت ّ
عدم إدراك شيء من البصار له في شيء من الوقات .
و ثانيهما أّنه تعالى تمّدح بكونه ل يرى بححه فححاّنه ذكححره فححي أثنححاء المدايححح و مححا كححان مححن
ل تعالى بنفيه مطلقا . صفات عدمه مدحا كان وجوده نقصا ،فيجب تنزيه ا ّ ال ّ
سححلم ) أدركححت
ثّم لّما نفى عنه درك البصار له أثبححت لححه دركححه للبصححار فقححال عليححه ال ّ
البصار و أحصيت العمال ( كما نطق به الكتاب العزيز قال عّز من قائل :
لحح
خبيُر و قال أيضا َيْوَم َيْبَعُثُهْم ا ّف اْل َ
لْبصاَر َو ُهَو الّلطي ُ ك ا َْ
لْبصاُر َو ُهَو ُيْدِر ُ ل ُتْدِرُكُه ا َْ
شهيٌد .
يٍء َ
ش ْ
ل َ
على كُ ّل َ
سوُه َو ا ّ ل َو َن ُ
حصاُه ا ّ عِمُلوا َأ ْجميعًا َفُيَنّبُئُهْم ِبما َ
َ
ل ُهحوَجححوى َثلَثحٍة ِإ ّ ن َن ْ
ن ِمح ْض مححا َيُكححو ُ
لْر ِ ت َو مححا ِفححى ا َْ
سححموا ِ ل َيْعَلُم ما ِفححي ال ّ نا ّ
َأَلْم َتَر َأ ّ
ل ُهَو َمَعُهحْم َأْيَنمححا كححاُنواك َو ل َأْكَثَر ِإ ّن ذِل َسُهْم َو ل َأْدنى ِم ْ
ل ُهَو ساِد ُ سٍة ِإ ّ
خْم َراِبُعُهْم َو ل َ
عليٌم .
يٍء َ ش ْ
ل َ ل ِبُك ّ
نا ّ
عِمُلوا َيْوَم اْلِقيَمِة ِإ ّ
ُثّم ُيَنّبُئُهْم ِبما َ
] [ 353
ثّم وصفه سبحانه بكمال القتدار فقال ) و أخذت بالّنواصي و القدام ( أى أحاطت قدرتك
بنواصى العباد و أقدامهم ،و أخذت بها على وجححه القهححر و الذلل ،و يجححوز أن يكححون
المراد به خصوص أخذ المجرمين بنواصيهم و أقدامهم يوم القيامة كما قال تعالى :
لْقداِم .
خُذ ِبالّنواصى َو ا َْ
ن ِبسيماُهْم َفُيْؤ َ
جِرُمو َ
ف اْلُم ْ
ُيْعَر ُ
ل سبحانه مع كونه فعححل الملئكحة محن بححاب السحناد إلححى
سلم الخذ إلى ا ّ و نسبته عليه ال ّ
ل التوفى الى نفسه في قوله :
السبب المر كما أسند ا ّ
ن َمْوِتها مع كونه فعل ملححك المححوت بححدليل قححوله سححبحانه فححي سححورة
س حي َ
لْنُف َ
ل َيَتَوّفى ا َْ
َأ ّ
السجدة :
ل ِبُكْم .
ت اّلذي ُوّك َ
ك اْلَمْو ِ
ُقلْ َيَتَوّفيُكْم َمَل ُ
ن فححي نفححس
قال الفخر الّرازي في تفسير الية الولى :و في كيفّية الخذ ظهور نكالهم ل ّ
الخذ بالّناصية إذلل و إهانة ،و كذلك الخذ بالقدم .
أحدهما أن يجمع بين ناصيتهم و قدمهم من جانب ظهورهم فيربححط بنواصححيهم أقححدامهم أو
مححن جححانب وجححوههم فتكححون رؤوسححهم علححى ركبهححم و نواصححيهم فححي أصححابع أرجلهححم
مربوطة .
و الثاني أّنهم يسحبون سحبا ،فبعضهم يؤخذ بناصيته ،و بعضهم يجّر برجله ثحّم اسححتفهم
علححى سححبيل السححتحقار لمححا اسححتفهم عنححه فقححال ) و مححا اّلححذي نححرى مححن خلقححك ( أى مححن
صححها ومخلوقاتك على كثرتها و اختلف أجناسها و أنواعها و هيئآتها و مقاديرها و خوا ّ
أشكالها و ألوانها إلى غير هذه من أوصافها و حالتها اّلتي ل يضبطها عّد و ل يحيط بها
حّد ) و نعجب له من قدرتك ( أى من مقدوراتك الغيححر المتناهيححة عححددا و مححددا و كيفححا و
كّما ) و نصفه من عظيم سلطانك ( الّنافذ فححي النفححس و الفحاق ،و الماضححي فححي أطبححاق
ن ) ما تغّيب عّنا
سماء ) و ( الحال أ ّ الرض و أقطار ال ّ
] [ 354
ل ما شاهدناه بأبصارنا و أدركناه بعقولنححا و وصححفناه ) أعظم ( و أفخم يعني أّنه لو قيس ك ّ
ل سبحانه فححي عححالم المكححان إلححى مححا غححاب عّنححا مححن أسححرار القححدرة و بألسنتنا مّما ذرأه ا ّ
ل قليل كنسبة الجدول إلى الّنهر ،بححل ل أق ّ
الجلل ،و شئونات الكبرياء و الجمال لم يكن إ ّ
القطرة إلى البحر ) فمن فرغ قلبه ( للّنظر في عجائب الملك و الملكوت ) و أعمححل فكححره
سلطان و القحدرة و الجحبروت و أّنحه ) كيحف أقمحت عرشحك ( فحي ليعلم ( مشاهد العّز و ال ّ
الجّو على عظمه ) و كيف ذرأت ( أى خلقت ) خلقك ( على كثرته ) و كيححف علقححت فححي
الهواء سماواتك ( بغير عمد ) و كيف مددت علححى مححور المححاء ( أى مححوجه و اضححطرابه
) أرضك ( على ثقلها مع عدم رسوبها فيه ) رجع طرفه حسيرا ( كليل ) و عقله مبهورا
( مغلوبا ) و سمعه والها ( متحّيحرا ) و فكحره ححائرا ( قاصحرا عحن الهتحداء إليحه و عحن
الوصول إلى معرفته .
صله أّنه لو بالغ أحد في إعمال فكره و بذل وسعه للوصححول إلححى معرفححة بعححض مححا
و مح ّ
شهادة من بدايع القدرة ،و لطايف الحكمة ،
ل سبحانه في عالم الغيب و ال ّ أبدعه ا ّ
صنعة لعجز و حار ،و انقطع و استحار ،فكيف لو رام معرفة كّلححه و يشححهد و عجايب ال ّ
سححلم مححا قحّدمنا فححي شححرح الخطبححة الولححى و فححي شححرح الخطبححة
علححى مححا ذكححره عليححه ال ّ
الّتسعين ،فليراجع ثّمة .
ععععععع
از جمله خطب شريفه آن حضرتست كه فصل أّول آن متضّمن أوصاف كمححال حضححرت
ذوالجللست مىفرمايد كه :
أمر خداى تعالى حكميست لزم و موافق است با حكمت و خوشنودى آن أمانست
] [ 355
از عقوبت و سبب مغفرتست و رحمت حكم ميفرمايد بعلم شامل خود ،و عفو ميفرمايححد
با حلم كامل ،پروردگارا مر تو راست حمد بر آنچه مىگيري و مىدهى ،و بححر آنچححه
كه سلمت مىدارى از بلّيات و مبتل مىنمائى بآفات ،حمد مىكنم تو را حمححد كردنححى
كه باشد خوشنودترين حمدها از براى تو ،و دوستترين حمدها بسححوى تححو و فاضححلترين
حمدها نزد تو ،چنان حمدى كه پر سازد آنچه را خلق كرده ،و برسد بمقامى كححه مححراد
تو است ،حمدى كه محجوب نباشد از درگاه تو ،و ممنوع و محبوس نباشد نزد بارگحاه
تو ،حمديكه منقطع نشود شماره و عدد آن ،و فاني نشود ماّده و مدد آن پس نيسححتيم مححا
كه بدانيم نهايت بزرگى جلل تو را غير از ايححن كححه مىدانيححم كححه تححو زنححده قححائم بححامور
مخلوقان ،أخذ نمىكند تو را مقّدمه خواب كه خواب خفيف اسححت و نححه خححواب گححران ،
منتهى نشد بسوى كمال تو نظححر و فكححرى ،و درك ننمححود جمححال تححو را هيححچ بصححرى ،
درك كردى تو بصرها را ،و در شماره آوردى عملها را ،و اخذ كردى بححه پيشححانيها و
قدمهاى مردمان .
پس هر كه فارغ نمايد قلب خودش را و إعمال كند فكر خود را تا بداند كه چگونه بر پا
داشته عرش خود را ،و چه سان آفريده مخلوقات خود را ،و چححه قححرار در آويختححه در
هوا آسمانهاى خود را ،و چه نوع گسترانيده بر مححوج آب زميححن خححود را بححر مىگححردد
بينائي او در مانده و آواره ،و عقل او مغلوب ،و قّوه سامعه او حيران ،
] [ 356
ل مححن
ل ،كذب و العظيم ما باله ل يتبّين رجاؤه في عمله ،و ك ّ يّدعي بزعمه أّنه يرجو ا ّ
ل فإّنه مدخول ،ل رجآء ا ّ
رجا عرف رجآؤه في عمله إ ّ
لح فحي الكحبير و يرجحو العبحاد فحي ل فإّنه معلول ،يرجحو ا ّل خوف ا ّ ل خوف محّقق إ ّوكّ
صححر بححه عّمحا يصححنع
ل يق ّ ل عّز و ج ّب ،فما بال ا ّ
صغير ،فيعطى العبد ما ل يعطى الّر ّال ّ
به بعباده ،أتخاف أن تكون في رجاءك له كاذبا ،أو تكححون ل تححراه للّرجححاء موضححعا ،و
كذلك إن هو خاف عبدا من عبيده أعطاه من خوفه ما ل يعطححى رّبححه ،فجعححل خححوفه مححن
العباد نقدا ،و خوفه من خالقه ضمارا و وعدا ،و كذلك من عظمت الحّدنيا فححي عينححه ،و
ل فانقطع إليها ،و صار عبدا لها . كبر موقعها في قلبه ،آثرها على ا ّ
ل عليه و آله و سحّلم كححاف لححك فححي السححوة ،و دليححل لححك
ل صّلى ا ّ
و لقد كان في رسول ا ّ
طئت على ذّم الّدنيا و عيبها ،و كثرة مخازيها و مساويها ،إذ قبضت عنه أطرافهححا ،و و ّ
لغيره أكنافها ،و فطم من رضاعها و زوى عن زخارفها .
ب إّنححي لمححا
لح عليححه و آلححه و سحّلم إذ يقححول » ر ّ
ل صحّلى ا ّو إن شئت ثّنيت بموسى كليم ا ّ
ل خبزا يأكله ،لّنه كان ل ما سئله إ ّ
ي من خير فقير « و ا ّأنزلت إل ّ
] [ 357
يأكل بقلة الرض ،و لقد كانت خضرة البقل تححرى مححن شححفيف صححفاق بطنححه لهزالححه ،و
تشّذب لحمه .
ل عليه صاحب المزاميححر ،و قحاري أهححل الجّنححة فلقححد كححان
و إن شئت ثّلثت بداود صّلى ا ّ
شححعير
يعمل سفائف الخوص بيده ،و يقول لجلسائه :أّيكم يكفيني بيعها ،و يأكل قرص ال ّ
من ثمنها .
شححتآء
و يلبس الخشححن ،و كححان إدامححه الجححوع ،و سححراجه بالّليححل القمححر ،و ظللححه فححي ال ّ
مشارق الرض و مغاربها ،و فاكهته و ريحانه ما تنبت الرض للبهححائم ،و لححم تكححن لححه
زوجة تفتنه ،و ل ولد يحزنه ،و ل مال يلفته ،و ل طمع يّذله ،داّبته رجله ،و خححادمه
يداه .
سى ،
ن فيه أسوة لمن تأ ّ
ل عليه و آله و سّلم ،فإ ّ
س بنبّيك الطيب الطهر صّلى ا ّ
فتأ ّ
ل ح سححبحانهو أخمصهم من الّدنيا بطنا ،عرضت عليه الّدنيا فأبى أن يقبلهححا ،و علححم أن ا ّ
أبغض شيئا فأبغضه ،و حّقر شيئا فحّقره ،و صّغر شيئا فصّغره ،و لو لححم يكححن فينححا إ ّ
ل
ل و رسوله ،و تعظيمنا ما
حّبنا ما أبغض ا ّ
] [ 358
ل.
ل ،و محاّدة عن أمر ا ّ
ل و رسوله ،لكفى به شقاقا ّ
صّغر ا ّ
ل عليه و آله و سّلم يأكل على الرض ،و يجلس جلسة العبد ،
و لقد كان صّلى ا ّ
و يخصف بيده نعله ،و يرقع بيده ثوبه ،و يركب الحمار العاري ،
فيقححول :يححا فلنححة لحححدى أزواجححه غّيححبيه عّنححي ،فححإّني إذا نظححرت إليححه ذكححرت الحّدنيا و
ب أن تغيب زينتهححازخارفها ،فأعرض عن الّدنيا بقلبه ،و أمات ذكرها عن نفسه ،و أح ّ
عن عينه ،لكيل يّتخذ منها رياشا ،
و ل يعتقححدها قححرارا ،و ل يرجححو فيهححا مقامححا ،فأخرجهححا مححن الّنفححس ،و أشخصححها عححن
القلب ،و غّيبها عن البصر ،و كذلك من أبغض شيئا أبغض أن ينظر إليححه ،و أن يححذكر
عنده .
ل عليه و آله و سّلم ما يدّلك على مساوى الّدنيا و عيوبها
ل صّلى ا ّ
و لقد كان في رسول ا ّ
،
ل فل يأمن
ص أثره ،و ولج مولجه ،و إ ّ
س بنبّيه ،و اقت ّ
سى متأ ّ
فتأ ّ
] [ 359
و منذرا بالعقوبة ،خرج من الّدنيا خميصا ،و ورد الخرة سليما ،
لح
لم يضع حجرا على حجر حّتى مضى لسبيله ،و أجاب داعى رّبححه ،فمححا أعظححم مّنححة ا ّ
لح لقحد رقعحت محدرعتي هحذه عندنا حين أنعم علينا به سلفا نّتبعه ،و قائدا نطا عقبحه ،و ا ّ
حّتى استحييت من راقعها ،و لقد قال لي قائل :أل تنبذها عنححك ،فقلححت :اعححزب عّنححي ،
سرى . صباح يحمد القوم ال ّ
فعند ال ّ
ععععع
عحَم اّلححذي َ
ن ن و العتقاد الفاسد و منه قوله تعالى َز َ
) الّزعم ( مثّلثة الزاء قد يطلق على الظ ّ
ن ُيْبَعُثوا .
ن َل ْ
َكَفُروا َأ ْ
ق و المححراد هنححا
و قد يطلق على القول الباطل و الكذب ،و رّبمححا يطلححق علححى القححول الحح ّ
الّول و ) مدخول ( مفعول من الّدخل بالتسكين و هو المكححر و الخديعححة و العيححب و مثلححه
الّدخل محّركة قال تعالى :
ل َبْيَنُكْم .
خًخُذوا َأْيماَنُكْم َد َ
َو ل َتّت ِ
] [ 360
شعر و ) الهزال ( بضّم الهاء صفاف ( ككتاب الجلد السفل تحت الجلد اّلذي عليه ال ّ و ) ال ّ
سمن و ) المزامير ( جمع المزمار و هي اللة اّلتي يزمر فيها من زمر يزمححر و نقيض ال ّ
يزمر من باب نصر و ضرب زمرا و زميرا غّنى في القصب و نحوه و مزامير داود ما
سححفيفة و هححي الّنسححيجةسفايف ( جمححع ال ّ كان يتغّني به من الّزبور و ضروب الّدعاء و ) ال ّ
شارح المعححتزلي بعححد قححوله :و يلبححس من سففت الخوص و أسففته نسجته ،و في نسخة ال ّ
سححيىء
ل شححيء و ال ّ الخشن :و يأكل الجشب ،و هو كالجشيب الخشن الغليظ البشع من ك ح ّ
الماكل أو بل ادم .
) و ل ولد يحزنه ( مضارع حزن كنصر قال تعالى » اّنححي ليحزننححي أن تححذهبوا بححه « و
شيء و ) لفته ( عن كذا يلفتححه صححرفه و لححواه و ) القضححم (
يقرء يحزن مضارع أحزنه ال ّ
صححاد المهملحة مححن القصحم و هححو
الكل بأدنى الفم أى بأطراف السنان و يححروى قصححم بال ّ
القصر و ) الهضم ( محّركة انضمام الجنبين و خمص البطن و ) الكشح ( الخاصححرة ) و
حقر شيئا ( يروى بالّتخفيف و التضعيف
ععععععع
ل فهحى
ن و العتقحاد ،و إ ّ
الباء فحي قحوله :بزعمحه ،للسحببّية إن كحان الّزعحم بمعنحى الظح ّ
صلة ،و الواو في قوله :كذب و العظيم ،للقسم و إّنما قال :و العظيم و لم يقل :
ن الموصححوف إذا لغححى و تححرك و اعتمححدل العظيم ،تأكيدا لعظمة الباري سححبحانه ،ل ّ وا ّ
صفة كالحارث و العّبححاس ل على تحّقق مفهوم ال ّصفة حّتى صارت كالسم كانت أد ّ على ال ّ
شارح المعتزلي . هكذا قال ال ّ
ن ذكر العظمة هنا أنسب للّرجاء ،وللّ و قال البحراني :و إّنما قال :و العظيم ،دون ا ّ
الضافة في قوله :من خوفه ،من اضافة المصدر إلى الفاعل أو المفعول ،
ى من خيحر فقيحر ،بمعنحى إلحى أو للّتعليحل أو ضحمن لم في قوله تعالى :لما أنزلت إل ّ و ال ّ
لم ،و الححواو فحي قححوله :و لقححد كحانت ،للقسحم و المقسحم بحه
فقير معنحى سحائل فعحّدى بحال ّ
محذوف لمعلومّيته ،و سلفا ،و قائدا ،منصوبان على الحال من ضمير به .
] [ 361
عععععع
سلم على بطلن دعوى مححن سلم قد نّبه في هذا الفصل من كلمه عليه ال ّ اعلم أّنه عليه ال ّ
ل سبحانه و خوف عقابه و يزعم اّتصافه بهذين الوصفين الّلذين همححا يّدعى رجاء ثواب ا ّ
طالبين و مقامات العارفين الّراغبين ،و عقّبه بالّتزهيححد سالكين و حالت ال ّ من أوصاف ال ّ
سححلفل عليه و آله و سّلم و جملة مححن ال ّل صّلى ا ّ سي على رسول ا ّ عن الّدنيا بالمر بالّتأ ّ
صالحين من النبياء و المرسلين حيث زهدوا في الّدنيا ،و آثروا الخححرة علححى الولححى ال ّ
سححادس لما رأوا من معايبها و مساويها ،و قد تقّدم في الّتنبيه الّثالث من تنبيهات الفصل ال ّ
من فصول الخطبة الّثانية و الّثمانين تحقيق معنى الّرجاء و تفصيل الكلم فيه و ل حاجححة
صل ما أوردناه هناك تمهيدا و توضيحا للمتن . إلى العادة ،و إّنما نشير هنا إلى مح ّ
ن الّرجاء عبارة عن ارتياح الّنفححس لنتظححار مححا هححو فأقول :خلصة ما قلناه فيما تقّدم :إ ّ
محبوب عندها ،فهو حالة لها تصدر عن علم و تقتضى عمل ،فمن كان يرجو لقاء ربححه
و يأمل ثوابه فليعمل عمل صالحا و ل يشححرك بعبححادة رّبححه أحححدا ،كمححا نطححق بححه الكتححاب
لزم على الّراجي للثواب مححن الملححك الوّهححاب ع حّز و عل أن الكريم و القرآن الحكيم ،فال ّ
طاعححات و يجتهححد فححي تطهيححر يبذر المعارف اللهّية في قلبه ،و يدوم علححى سححقيه بمححاء ال ّ
نفسه عن شوك الخلق الّردية المانعحة محن نمحاء العلحم و زيحادة اليمحان ،و ينتظحر محن
ل سبحانه أن يثبته على ذلك إلى زمان وصوله و حصححاد عملححه ،فححذلك النتظححار فضل ا ّ
هو الّرجاء الحقيقي المحمود .
] [ 362
ل من رجا شححيئا مححن سححلطاننكّرجاؤه صدقا لظهر رجاؤه في عمله ،و ذلك لّنا نرى أ ّ
أو غيره فاّنه يتححابعه و يخحدمه و يتقحّرب إليحه و يتحّبحب إليححه و يبحالغ فححي طلحب رضحاه و
ل محا هحو مطلحوب لحه و محبححوب عنححده ليظفححريسارع إلى خدمته و يأتي بقححدر طححوعه كح ّ
بمراده و ينال إلى ما يرجوه منه ،و هذا المّدعي للّرجاء حيث ل يظهر رجاؤه في عملححه
يتبّين أّنه كاذب في دعواه ،غير خالص في رجاه .
ل فاّنه
ل رجاء ( من يرجو ) ا ّ ل من رجا عرف رجاؤه في عمله إ ّ و هذا معنى قوله ) و ك ّ
ل خائف فخوفه محّقق ثححابت لححه أصححل و ل خوف محّقق ( أى ك ّ مدخول ( أى معيب ) و ك ّ
ل ( تعالى ) فاّنه معلححول ( أى مشححتمل علححى ل خوف ا ّحقيقة يظهر آثاره على الخائف ) إ ّ
المرض و العّلة حيث ل يظهححر آثححاره و علمححاته علححى مححن يخححافه سححبحانه كمححا سححتعرفه
تفصيل .
لح ،و يجححوز عححوده إلححى كحلّ ضمير في قوله :فاّنه ،إلححى خححوف ا ّ
هذا على تقدير عود ال ّ
ل بمعنححى غيححر و هححذه الجملحة أعنحي جملحة فحاّنه خوف بأن يجعل محّقق صفة لخححوف و إ ّ
لحل خحوف ثحابت غيححر خححوف ا ّ ن كح ّ
صحل المعنحى أ ّ
ل خحوف ،فيكححون مح ّ معلول خبرا لك ّ
صريح الحقيقي ،و ن هذا الخوف معلول ،بخلف خوفه سبحانه فاّنه الخوف ال ّ سبحانه فا ّ
ي سريع الّزوال و النقضححاء ،مححع أ ّ
ن ن ما يخاف به من غيره تعالى فهو أمر دنيو ّ ذلك ل ّ
لح سححبحانه و إقحدار منححه لححه
ل بمشّية ا ّذلك الغير ل يقدر على ايقاع مكروه على الخائف إ ّ
عليه ،بخلف الخوف منه تعالى فاّنه خوف مححن القححادر القححاهر لراّد لقضححائه و ل دافححع
لحكمححه ،و عححذابه أليححم ل يفنححى ،و سححخطه عظيححم ل ينقطححع و ل يتنححاهى و يؤّيححد هححذا
الحتمال الّثاني في هذه الفقرة ما في بعض الّنسخ بدل قوله :
ضححمير حينئذ ن ال ّ
ل فانه مححدخول ،وجححه الّتأييححد أ ّ
ل رجاء ا ّل رجاء إ ّ
ل من رجا آه و ك ّ وكّ
ل رجاء فيكون سوق كلتا الفقرتين على مساق واحد ،و يتطححابق الكّليتححان كمححا يعود إلى ك ّ
ي على البصير ،هذا . هو غير خف ّ
] [ 363
صغير ( أى في امور دنيوّيه زهيدة المنفعة قليلة الجدوى سريعة الّزوال و النقضاء في ال ّ
و مع ذلك ) فيعطى العبد ما ل يعطححى الحّرب ( التيححان بلفححظ العطححاء فححي يعطححى الحّرب
ل وسححيلة ليفححوز للمشاكلة ،و المراد أّنه يكثر عمله لمن يرجوه من العباد و يتقّرب إليه بك ّ
صححر فيمححا يقربححه إليححه
بما يتوّقعه منه ،و يتهاون في طاعة رّبه و يتكاسل في عبادته و يق ّ
لح
لزم عليه أن يكون عمله بعكس ذلححك ،فيكحون قيحامه بوظححايف الّتقحّرب إلححى ا ّ ن ال ّ
مع أ ّ
ن المرجحّو الكححبير سبحانه أكححثر و آكححد مححن القيححام بوظححايف الّتقحّرب إلححى غيححره ،حيححث إ ّ
يستدعى ما يناسبه مّما هو وسيلة إليه كمّية و كيفّية .
و حيث إّنه عكس في القيام بوظايف رجاه و لم يعط ربه ما أعطاه سححواه فحقيححق بالّتوبيححخ
لح عحّز و جحلّ يقصححر و الملم و الّتقريع و الّتبكيت ،و لذلك قال ذّما و تشنيعا ) فما بال ا ّ
به عّما يصنع به بعباده ( أى عّما يعمل بححه ،و يصححانع لهححم مححن المصححانعة اّلححتي هححى أن
تصنع شيئا لغيرك لتصنع لك مثله .
و أكد الّتوبيخ و التشنيع بقوله ) أتخاف أن تكون فححي رجححاءك لححه كاذبححا أو تكححون ل تححراه
ن قصورك في القيام بوظايف الّرجا كاشف من خوفححك مححن أحححد للّرجاء موضعا ( يعني أ ّ
أمرين كلهما باطل :
أحدهما أن تكون كاذبا في رجاءك لححه سححبحانه لزعمححك أّنححك ل تسححتعّد مححع العمححل بلححوازم
رجائه تعالى لفاضة الجود منه عليك و ل تنال إلى مرجّوك ،و هححو خطححاء عظيححم نححاش
ل سبحانه على ألسنة رسله و أنبيائه لمن عمل عن ضعف العتقاد بالوعود اّلتي وعدها ا ّ
صالحا و يرجو رحمة رّبه .
و ثانيهما أن تكون ل تراه للّرجاء موضعا ،و هو كفر صريح نححاش محن تحوّهم عجححزه أو
بخله ،هذا .
و لما نّبه على بطلن دعوى المّدعين للّرجاء و شّنعهم على تلك الّدعوى ،
عّقبه بالّتشنيع على الخائفين بسبب قصححورهم فححي لححوازم الخححوف ،و توضححيح قصححورهم
فيها محتاج إلى تحقيق معنى الخوف و بيان حقيقته
] [ 364
ن الخوف كما في إحياء العلححوم عبححارة عححن تححأّلم القلححب و احححتراقه بسححبب توّقححع
فأقول :إ ّ
مكروه في الستقبال ،و قد ظهر هذا في بيان حقيقة الّرجاء و هو صححفة تقتضححى علمححا و
عمل .
سبب المفضى إلى المكروه ،و ذلك كمن جنى على ملك ثّم وقع فححي اما العلم فهو العلم بال ّ
يده فيخاف القتل مثل و يجوز العفو و الفلت ،و لكن يكون تححأّلم قلبححه بححالخوف بحسححب
قّوة علمه بالسباب المفضية إلى قتله ،و هو تفاحش جنايته و كون الملك حقودا غضححوبا
منتقما ،و كونه محفوفا بمن يحّثه على النتقام ،خاليا عّمن يتشّفع إليه في حّقححه ،و كححان
ل وسيلة و حسنة تمحو أثر جنايته عنححد الملححك ،فححالعلم بتظححاهرهذا الخائف عاطل عن ك ّ
هذه السباب سبب لقّوة الخوف و شّدة تأّلم القلب ،و بحسب ضعف هذه السباب يضعف
الخوف .
و قد يكون الخوف ل عن سبب جناية قارفها الخائف ،بل عن صفة المخوف منححه كاّلححذى
سبع و هى سطوته و حرصححه علححى سبع لصفة ذات ال ّوقع في مخالب سبع ،فاّنه يخاف ال ّ
الفتراس غالبا و إن كان افتراسه بالختيار .
و قد يكون من صفة جبلّية للمخوف منه كخوف من وقع في مجرى سيل أو جوار حريححق
سحيلن و الغححراق ،و كحذا الّنححار
ن طبع الماء مجبول علحى ال ّمن الغرق و الحتراق ،ل ّ
سبب الباعث المثير لحراق القلب و تححأّلمه ، على الحراق ،فالعلم بأسباب المكروه هو ال ّ
و ذلك الحراق هو الخوف .
ل و معرفة صفاته و أّنه لححو أهلححك العححالمين لححم ل تارة يكون لمعرفة ا ّفكذلك الخوف من ا ّ
يبال و لم يمنعه مانع ،و تارة يكون لكثرة الجناية من العبححد بمقارفححة المعاصححي ،و تححارة
ل تعالى و اسححتغنائه يكون بهما جميعا ،و يحسب معرفته بعيوب نفسه و معرفته بجلل ا ّ
و أّنه ل يسئل عّما يفعل و هم يسئلون تكون قّوة خوفه فأخوف الّناس لرّبه أعرفهم بنفسححه
لح :إّنمححا
لح ،و كححذلك قححال ا ّل عليه و آله و سّلم :أنا أخوفكم ّ
و برّبه و لذلك قال صّلى ا ّ
ل من عباده العلماء .
يخشى ا ّ
ف و الّتوّقى عن
و أما العمل فهو أّنه إذا حصل له الخوف أوجب ذلك الك ّ
] [ 365
ل سبحانه إذا ثبت في القلب و اشتّد يظهر أثره علحى البحدن و علحى الجحوارح و
و خوف ا ّ
صفات .
ال ّ
ق بححه المححرارة
صححفار و الغشححية و الّزعقححة و البكححاء ،و قححد ننشح ّ
امححا البححدن فبححالّنحول و ال ّ
فيفضى إلى الموت ،أو يصعد إلى الّدماغ فيفسد العقل ،أو يقوى فيورث القنوط و اليأس
.
شححهوات و يكحّدر الّلححذات فتصححير المعاصححي المحبوبححة عنححده و اما الصححفات فبححأن يقمححع ال ّ
ن فيححه سحّما فتحححرقمكروهححة كمححا يصححير العسححل مكروهححا عنححد مححن يشححتهيه إذا عححرف أ ّ
شهوات بالخوف و تتأّدب الجوارح و يحصل في القلب الّذبول و الخشوع و الستكانة و ال ّ
يفارقه الكبر و الحقد و الحسد بل يصير مستوعب الهّم بخوفه و الّنظر في خطر عاقبته ،
ل المراقبححة و المحاسححبة و المجاهححدة و الض حّنة فل يتف حّرغ لغيححره و ل يكححون لححه شححغل إ ّ
بالنفاس و الّلحظات ،و مؤاخذة الّنفس بالخطرات و الخطوات و الكلمات و يكححون حححاله
حال من وقع في مخالب سبع ضار ل يدرى أّنه يغفححل عنححه فيفلححت أو يهجححم عليححه فيهلححك
فيكون ظاهره و باطنه مشغول بما هو خائف منه ل مّتسع فيه لغيره هححذا حححال مححن غلبححه
الخوف و استولى عليه .
و قّوة المراقبة و المحاسبة و المجاهدة بحسب قّوة الخوف اّلذي هو تأّلم القلححب و اححتراقه
ل تعالى و صفاته و أفعاله و بعيححوب الّنفححس و و قّوة الخوف بحسب قّوة المعرفة بجلل ا ّ
ما بين يديها من الخطار و الهوال .
ل درجات الخوف مّما يظهر أثره فححي العمححال أن يمنححع عححن المحظححورات و يسحّمى و أق ّ
ف عّمححا يتطحرق إليحه امكحانف الحاصل عن المحظورات ورعا ،فحان زادت قحّوته كح ّ الك ّ
ف أيضا عن المشتبهات و يسّمى ذلك الّتقوى ،إذ الّتقححوى أن يحترك محا يريبححه
الّتحريم فيك ّ
إلى ما ل يريبه ،و قد يحمله على ترك ما ل بأس به مخافة ما به
] [ 366
صدق في الّتقوى ،فححاذا انضحّم إليححه الّتجحّرد للخدمححة فصححار ل يبنححى مححا ل
بأس ،و هو ال ّ
يسكنه ،و ل يجمع مال يأكله ،و ل يلتفت إلى دنيا يعلم أّنهححا تفححارقه ،و ل يصححرف إلححى
صدق و صاحبه جدير بأن يسّمى صديقا . ل تعالى نفسا من أنفاسه ،فهو ال ّغير ا ّ
شححهوات خاصّححة فححاذا و يدخل في الورع العفة فاّنها عبححارة عححن المتنححاع عححن مقتضححى ال ّ
ف اسححم العّفححة ،و هححوف و القدام ،و يتجّدد له بسبب الك ح ّالخوف يؤّثر في الجوارح بالك ّ
ل محظور و أعلى ف عن ك ّ شهوة و أعلى منه الورع ،فاّنه أعّم لّنه ك ّ ف عن مقتضى ال ّ ك ّ
شححبهة جميعححا و ورائه اسححم الصّححديق و ف عححن المحظححور و ال ّ
منه الّتقوى ،فححاّنه اسححم للكح ّ
المقّرب .
إذا عرفت ذلك ظهر لك معنحى قحوله ) و كحذلك إن هحو خحاف عبحدا محن عبيحده ( سحبحانه
) أعطاه من خوفه ( الضمير راجع إلى الخائف أو العبححد أى أعطححاه مححن أجححل خححوفه إّيححاه
لح تعححالى فيفعححل مححا) ما ل يعطى رّبه ( يعنى أّنه يقوم بمقتضيات خوفه إن خححاف غيححر ا ّ
يأمر و يترك ما ينهى و يأتي بمححا يريححد بخلف خححوفه منححه سححبحانه فيحّدعى الخححوف و ل
جل لوجود آثاره فيه بالفعححل يظهر أثره عليه ) فجعل خوفه من العباد نقدا ( أي كالنقد المع ّ
) و خوفه من خالقه ضمارا و وعدا ( ذا تسويف غير موجود آثاره فيه بعد هذا .
و لّما نّبه على بطلن دعوى المّدعين للخوف و الّرجاء و كّذبهم فححي تلححك ال حّدعوى معّلل
ل تعالى أكثر و آكد ،و خوفهم مححن غيححره سححبحانه أقححوى و أش حّد ،و بكون رجاهم لغير ا ّ
جههم و مراقبتهم إلى غيحره عحّز و عل أكحثر محن ن تو ّفهم من ذلك ضمنا بدللة اللتزام أ ّ
جههم إليه ،حيث إّنهححم يححؤثرون غيححره عليححه إذا رجححوا ،و يقححدمون خححوف مراقبتهم و تو ّ
ن حال أبنححاء الحّدنيا كحذلك ،ليثححارهم
الغير على خوفه إذا خافوا أردف ذلك بالّتنبيه على أ ّ
الّدنيا عليه تعالى و انقطاعهم إليها و افتتانهم بها و رغبتهم إليها دونه .
و بهذا ظهر لك حسن الرتباط و المناسبة بين ما مّر و بين قوله ) و كذلك من
] [ 367
عظمت الّدنيا في عينه ( و راقه زبرجها ) و كبر موقعها من قلبه ( و عظححم محّلهححا عنححده
ل ( و اختارها على مححا لححديه للّذاتها العاجلة و شهواتها الموجودة الحاضرة ) آثرها على ا ّ
مّما ل عين رأت و ل اذن سمعت و ل خطر على قلب بشححر لكححونه آجل غايبححا ) فححانقطع
إليها و صار عبدا لها ( و لمن في يديه شيء منها حيثما زالححت زال إليهححا و حيثمححا أقبلححت
ل زائل ،و ضوء آفل ،و سناد مائل ،و غرور حائل . أقبل عليها ،غافل عن أّنه ظ ّ
لح
لح صحّلى ا ّ سححي برسححول ا ّ
و لّما وصف حال أبناء الّدنيا المفتونين بها عّقبه بأمرهم بالّتأ ّ
عليه و آلححه و سحّلم المعححرض عنهححا لمححا رأى مححن فنائهححا و زوالهححا و مخازيهححا و معايبهححا
لحتزهيدا لهم عنها ،و تنبيها على خطائهم في الفتتان بها فقال ) و لقد كان في رسححول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم كاف لك في السححوة ( أى فححي القححدوة و الّتبححاع ) و دليححل لححك صّلى ا ّ
على ذّم الّدنيا و كثرة مخازيهححا ( أى مهالكهححا و مقابحهححا و فضححايحها ) و مسححاويها ( أى
معايبها .
و أشار إلى دليل الّذم بقوله ) إذ قبضت عنه أطرافها و وطئت ( أى هّيأت ) لغيره أكنافها
( و جوانبها و ) فطم من رضاعها ( و التقححم غيححره ضححرعها ) و زوى ( أي نححىّ ) عححن
زخارفها ( و قّرب إلى غيره زبرجها .
و دللة هذه الجملة على ذّمها و عيبها أّنه لو كان لها وقع عنده سبحانه و لها كرامححة لححديه
ب خلقه إليه و أشرفهم و أكرمهم عنده ،فحيث زويها عنححه و بسححطها لم يضن بها على أح ّ
ستها و حقارتها و هوانها و إلى ذلك يشير ما في الحديث :ما زوى ل ذلك على خ ّلغيره د ّ
جل له فيها .
ل عن المؤمن في هذه الّدنيا خير مّما ع ّ ا ّ
ن الّرجححل
حى من الخير و الفضححل ،و تصححديق ذلححك ا ّ قال بعض شّراح الحديث :أى ما ن ّ
ن أهل الّدنيا تنافسوا فححي دنيححاهم فنكحححوا الّنسححاء و لبسححوابإّمنهم يوم القيامة يقول :يا ر ّ
طعام و سكنوا الّدور و ركبوا المشهور من الّدواب فأعطني مثل ما الّثياب الّلينة و أكلوا ال ّ
ل عبد منكم ما أعطيححت أهححل الحّدنيا منححذ كحانت ل تبارك و تعالى :و لك ّ أعطيتهم ،فيقول ا ّ
الّدنيا إلى أن انقضت سبعون ضعفا .
] [ 368
و حمله الكثرون علححى الطعححام ،و يؤّيححده مححا فححي الصّححافي عححن الكححافي و العياشححي عححن
سلم سأل الطعام ،قال :و في الكمال روى أّنه قححال ذلححك و هححو محتححاج صادق عليه ال ّ
ال ّ
ق تمرة .
إلى ش ّ
ل فلق خبز يقيم به صلبه و يؤّيده أيضا يا ّو في مجمع البيان عن ابن عّباس قال :سأل نب ّ
سححلمصلة قححول أميححر المححؤمنين عليححه ال ّ
لم لل ّكما يؤّيد تضمين فقير معنى سائل و كون ال ّ
ل ما سأله إل خبزا يأكله ،لّنه كان يأكل بقلة الرض ( إذ خرج من مدينة فرعححون )وا ّ
خائفححا يححترّقب بغيححر ظهححر و ل داّبححة و ل خححادم و ل زاد تخفضححه الرض محّرة و ترفعححه
اخرى حّتى انتهى إلى أرض مدين ،و كان بينه و بين مدين مسيرة ثلثحة أّيحام ،و قيحل :
ف قدميه ،و كان ل يأكل فححي ثمانية ،فخرج منها حافيا و لم يصل إلى مدين حّتى وقع خ ّ
صحراء و بقل الرض . ل حشيش ال ّمّدة مسيرها إ ّ
ن جلد بطنه
) و لقد كانت خضرة البقل ترى من شفيف صفاق بطنه ( يعني أ ّ
-----------
) ( 1تتت تتتت تتت تتتتت تتتت تتتت تتت تت ت
تت تتتتت تتت ت ت تتت تتت تتت ت تت ت
تتت تتتت
تتتتتت تتت ت تتتت ت ت تتت تتت ت تت ت تتتتت
تتتتت ت ت تتتتتت تتت ت تت ت تتت تت تتتتت ت
تت تتتتتتت ت تتتت تتتتت تتتتتت ت تتت تتتت
تتت تتتت تتت تتتتتتتت ت تتت
] [ 369
بسبب رّقته لم يكن حاجبا عن إدراك البصر لما ورائه و ذلك ) لهزالححه و تش حّذب لحمححه (
ب إّنححي
سلم قال يوما يححا ر ّأى تفّرقه قال في عّدة الّداعي :و يروى أّنه أى موسى عليه ال ّ
ب أطمعني قال :إلي أن اريد .
ل أنا أعلم بجوعك ،قال :يا ر ّجائع فقال ا ّ
سلم يا موسى الفقير من ليس لححه مثلححي كفيححل ،و المريححض مححن
و فيما أوحى إليه عليه ال ّ
ليس له مثلي طبيب ،و الغريب من ليس له مثلي مونس قال :و يروى حبيب ،
يا موسى ارض بكسرة من شعير تسّد بها جوعتك ،و بخرقة توارى بها عورتك ،
) و إن شئت ثّلثت بداود ( بن أيش من أولد يهودا سّمى به لّنححه داوي جرحححه بححوّد و قححد
طاعة حّتى قيحل عبححد ،رواه فحي البحححار محن معحانى الخبحار و غيحره قيل :داوى وّده بال ّ
) صاحب المزامير ( قال الفيروزآبادي :مزاميره ما كححان يتغّنححى بححه مححن الّزبححور و قححال
ن داود اعطى من طيب الّنغححم و لحّذة ترجيححع القححراءة مححا كححانشارح المعتزلي :يقال :إ ّ ال ّ
طيور لجله تقع عليه و هو في محرابه ،و الوحش تسمعه فيدخل بين الّنححاس و ل تنفححر ال ّ
منهم لما قد استغرقها من طيب صوته .
ي بن إبراهيم في قححوله تعححالى » و لقححد آتينححا داود مّنححا فضححل يححاو روي فيه من تفسير عل ّ
طير و ألّنا له الحديد « قال :كان داود إذا م حّر فححي ل » و ال ّ
جبال أّوبي معه « أى سّبحى ّ
طير معه و الوحوش و ألن ا ّ
ل البرارى يقرء الّزبور يسّبح الجبال و ال ّ
] [ 370
ب.
شمع حّتى كان يّتخذ منه ما أح ّ
له الحديد مثل ال ّ
لح مححن الملححك و الّنبححوة و البسححطة زهححد فححيسلم مع ما آتاه ا ّ و قد اّتضح بذلك أّنه عليه ال ّ
الّدنيا و رغب عنها و جعل رزقه في كّد يمينه ،و العجب أّنه مع زهده ذلك عّيره حزقيل
صته معه لمناسبتها بالمقام ،و دللتها على ذّم الّدنيا المسوق له ي و يعجبني أن أذكر ق ّ الّنب ّ
صححدوق عححن سلم فأقول :روى في البحار من أمالي ال ّ هذا الفصل من كلم المام عليه ال ّ
صادق جعفر بن محّمححد ي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن ال ّ أبيه عن عل ّ
ن داود خرج ذات يوم يقرء الّزبور و كان إذا قححرء الّزبححور ل يبقححى سلم قال :إ ّ عليهما ال ّ
ل جاذبه ،فما زال يمّر حّتححى انتهححى إلححى جبححل فححاذا جبل و ل حجر و ل طائر و ل سبع إ ّ
سححباع وي الجبححال و أصححوات ال ّ ي عابد يقال له حزقيل ،فلّمححا سححمع دو ّ على ذلك الجبل نب ّ
طير علم أّنه داود ،فقال ال ّ
] [ 371
ل جلّ
سلم فأوحى ا ّ داود :يا حزقيل أتاذن لي فأصعد إليك ؟ قال :ل ،فبكى داود عليه ال ّ
سلم
جلله إليه يا حزقيل ل تعّير داود و سلنى العافية ،فقام حزقيل فأخذ بيد داود عليه ال ّ
ط ؟ قال :ل ،قال : سلم يا حزقيل هل هممت بخطيئة ق ّ فرفعه إليه فقال :داود عليه ال ّ
ي الشعب فاذا سرير من حديد عليه جمجمة باليححة و عظححام فانيححة ،و قال :فدخل داود الّنب ّ
إذا لوح حديد فيه كتابة ،فقرئها داود فاذا هي :أنا أردى شلم ملكت ألف سنة و بنيت ألف
مدينة و افتضضت ألف بكر فكان آخححر أمححري أن صححار الّتححراب فراشححى ،و الحجححارة و
سادتى ،و الّديوان و الحّيات جيراني ،فمححن رآنححي فل يغححتّر بالحّدنيا و فححي البحححار أيضححا
دخل داود غارا من غيران بيت المقّدس ،فوجد حزقيل يعبحد رّبحه و قحد يبحس جلحده علحى
عظمه فسّلم عليه ،فقال :أسمع صوت شبعان ناعم فمن أنت ؟ قحال :أنحا قحال :اّلحذي لححه
شدة قال :ما أنحا فححي شحّدة و ل أنحت فحي نعمححة
كذا و كذا امة ؟ قال :نعم و أنت في هذه ال ّ
حّتى تدخل الجّنة .
سححلم ( أى ان شححئت أن تححذكر حححال المسححيح ) و ان شئت قلت في عيسى بن مريم عليه ال ّ
سد الحجر ( أى يأخذه و سادة له ) و يلبس ( الّلباس ) الخشححن و فاذكر اّنه ل ) قد كان يتو ّ
ن النسان إّنما يحتححاج إلححى الدام ل المعنى أ ّ
ي :لع ّ
لمة المجلس ّ كان إدامه الجوع ( قال الع ّ
شديد فيلت حّذ بححالخبز و ل يطلححب
لّنه يعسر على الّنفس أكل الخبز يابسا ،فأّما مع الجوع ال ّ
شححبع فكححان الجححوع مخلوطححا بححه
غيره فهو بمنزلة الدام ،أو أّنه كححان يأكححل الخححبز دون ال ّ
كالدام .
] [ 372
أقول :و ان شئت فاّتبع ذكر حال هؤلء النبياء الكرمين بذكر حال غيرهم من النبيححاء
و المرسلين .
ل فاّنه مححع كححونه شححيخ المرسححلين و قححد روي أّنححه عححاش ألفححى عححام و
يا ّ
و اذكر نوحا نج ّ
خمسمأة عام ،و عّمر في الّدنيا مديدا ،مضى منها و لم يبن فيها بيتا ،و كححان إذا أصححبح
يقول ل امسى و إذا أمسى يقول ل أصبح .
شعير .
صوف و طعامه ال ّ
و انظر إلى أبي النبياء إبراهيم خليل الّرحمن فقد كان لباسه ال ّ
شجر .
ثّم انظر إلى يحيى بن زكريا كان لباسه الّليف و أكله ورق ال ّ
] [ 373
شححعر و إذا جّنحهثّم إلى سليمان بن داود فقد كان مع ما هو فيه مححن الملحك العظيححم يلبححس ال ّ
الّليل شحّد يحديه إلحى عنقحه فل يحزال قائمحا باكيحا حّتحى يصحبح ،و كحان قحوته محن سحفائف
الخوص يعملها بيده ،و هكذا كان حال ساير النبياء في إعراضهم عن الّدنيا .
ن فيه كافيححا لححك فححي التبححاع بححه وو أّما سّيد البشر فوصف حاله إجمال قد مّر و قد تقّدم أ ّ
سحي بحه و أردفححه بوصححف ححاله تفصحيل فقحال الهتداء بهداه ،و لحذلك عّقبحه بحالمر بالّتأ ّ
ن فيه اسوة لمن ل عليه و آله و سّلم ( و اّتبع له ) فا ّ س بنبّيك الطيب الطهر صّلى ا ّ ) فتأ ّ
سححى بنححبّيه و
ل المتأ ّ
ب العباد إلى ا ّسى و عزاء لمن تعّزى ( أى نسبة لمن انتسب ) و أح ّ تأ ّ
ب العباد إليه سبحانه لقححوله تعححالى قححل إن كنتححم ص ( المتتّبع ) لثره ( و إّنما كان أح ّ المقت ّ
ل للعبححد عبححارةل قال الفخر الّرازي :قال المتكّلمون محّبة ا ّ ل فاّتبعوني يحببكم ا ّتحّبون ا ّ
عححن إرادتححه تعححالى ايصححال الخيححرات و المنححافع فححي الحّدين و الحّدنيا إليححه ،و قححال بعححض
ل لعباده كالزمخشري و أترابه ،زعمححا منهححم المحّققين :و من المتكّلمين من أنكر محّبة ا ّ
لح تعحالى لخلقحه راجعحة إلحى محّبحة ن محّبحة ا ّ
ن ذلك يوجب نقصا في ذاته و لحم يعلمحوا أ ّ أّ
ذاته ،هذا .
] [ 374
بطنا ( أى أخمصهم خاصرة و بطنا ،و هو كناية عن كونه أش حّدهم جوعححا و أقّلهححم شححبعا
ل عليه و آله و سّلم إذا اشتّد جوعه كان يربححط علححى بطنححه حجححرا و كما روى أّنه صّلى ا ّ
يسمّيه المشبع مع كونه مالكا لقطعة واسعة من الّدنيا .
ط شححبعا و
ل عليه و آله و سّلم لم يمتححل قح ّ
ل صّلى ا ّن رسول ا ّ قال :و كانت عايشة تقول إ ّ
رّبما بكيت رحمة له مما أرى به من الجوع فأمسح بطنه بيدى و أقول نفسى لك الفداء لحو
تبّلغت من الّدنيا بقدر ما يقويك و يمنعك من الجوع ،فيقول :يا عايشة اخواني محن اولحى
العزم من الّرسل قد صبروا على ما هو أشّد من هذا ،فمضححوا علححى حححالهم فقححدموا علححى
رّبهم فأكرم مآبهم و أجزل ثوابهم ،فأجدني أستحي إن ترّفهت في معيشتي أن يقصر بححي
ظى غدا في الخرة ،و ما من ى من أن ينقص ح ّ ب إل ّ
صبر أّياما يسيرة أح ّ
غدا دونهم ،فال ّ
ى من الّلحوق بأصحابي و إخواني ، ب إل ّ
شيء أح ّ
ل إليه .
ل ما استكمل بعد ذلك جمعة حّتى قبضه ا ّ
قالت عايشة :فو ا ّ
لح
ل و سلمه عليهحا بكسحرة خحبز إلحى رسحول ا ّ و عن أنس قال :جائت فاطمة صلوات ا ّ
ل عليه و آله و سّلم فقال :ما هذه الكسرة ؟ قالت :قرص خبزته و لم تطب نفسى صّلى ا ّ
ل عليه و آلححه و س حّلم :أمححا أّنححه أّول
ل صّلى ا ّ
حتى أتيتك منه بهذه الكسرة ،فقال رسول ا ّ
طعام دخل فم أبيك منذ ثلثة أّيححام ،هححذا ،و سححنورد فصححل مشححبعا فححي فضححيلة الجححوع و
ل.فوايده بعد الفراغ من شرح الخطبة إنشاء ا ّ
) عرضت عليه الّدنيا فأبى أن يقبلها ( إشارة إلى مححا ورد فححي غيححر واحححد مححن الحححاديث
ل عليه و آله عرض عليه مفاتيح كنوز الرض فححامتنع العامّية و الخاصّية من أّنه صّلى ا ّ
من قبولها .
] [ 375
هذه مفاتيح خزائن الّدنيا يقول لك رّبك :افتح و خذ منها ما شئت من غير أن تنقص شححيئا
ل عليه و آله و سّلم :الّدنيا دار من ل دار له و لها يجمححعل صّلى ا ّ
عندى ،فقال رسول ا ّ
ق لقد سمعت هذا الكلم من ملححك يقححوله من ل عقل له ،فقال له الملك :و اّلذي بعثك بالح ّ
سماء الّرابعة حين اعطيت المفاتيح .في ال ّ
سححلم فححي
ي عن محّمد بن مسححلم عححن أبححي جعفححر عليححه ال ّ و منها ما في الوسائل عن الكلين ّ
ل عليححه و آلححه وسلم :يا محّمد لعّلك ترى أّنه صّلى ا ّ حديث طويل و فيه :ثّم قال عليه ال ّ
ل إلى أن قبض ،ثّم رّد على نفسه ثّم قححال :ل سّلم شبع من خبز البّر ثلثة أّيام منذ بعثه ا ّ
ل إلى أن قبضه ،أما أّني ل أقححول ل ما شبع من خبز البّر ثلثة أّيام متوالية منذ بعثه ا ّوا ّ
إّنه كان ل يجد ،لقد كان يجير الرجل الواحد بالمأة من البل فلو أراد أن يأكححل لكححل ،و
قد أتاه جبرئيل بمفاتيح خزائن الرض ثلث مّرات يخّيره من غير أن ينقص مّما أعّد ا ّ
ل
ل ،الحديث .
له يوم القيامة شيئا ،فيختار الّتواضع ّ
ستين في الّتححذنيب الّول مححن شححرحه المسححوق لكيفّيححة و قد مّر في شرح الكلم الّتاسع و ال ّ
شهادة أمير المؤمنين عند اقتصاص حاله في ليلة تسع عشححرة مححن شححهر رمضححان حححديث
ل ح عليححه و آلححه و
عرض المفاتيح برواية لوط بن يحيى بنحو آخر فتذّكر ) و علم ص حّلى ا ّ
ل ح عليححه و
ي ص حّلى ا ّل سبحانه أبغض شيئا ( و لم يرده لولياءه ) فأبغضه ( الّنب ّ نا ّ
سّلم أ ّ
ل روى في إحياء العلوم عن موسححى بححن يسححار ل أن يشاء ا ّ آله و سّلم لنفسه لّنه ل يشاء إ ّ
ل لم يخلق خلقا أبغض إليه من ل عّز و ج ّ
نا ّل عليه و آله و سّلم إ ّي صّلى ا ّقال :قال النب ّ
الّدنيا و أّنه منذ خلقها لم ينظر إليها .
لح
لح عليححه و آلححه و سحّلم لحقحارته عنححد ا ّ
ي صحّلى ا ّ
) و حّقر شيئا فحّقحره ( أى حقحره الّنححب ّ
ي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عميحر عحن جميحل سبحانه كما روى في الكافي عن عل ّ
لح عليححه و آلححه و سحّلم
ل صحّلى ا ّسلم قال :مّر رسول ا ّ ل عليه ال ّ
بن دّراج عن أبي عبد ا ّ
بجدى اسك ملقى على مزبلة مّيتا فقال
] [ 376
لح
ي صّلى ا ّ لصحابه كم يساوى هذا ؟ فقالوا :لعّله لو كان حّيا لم يساو درهما ،فقال الّنب ّ
ل من هذا الجدي على أهله . عليه و آله و سّلم و اّلذي نفسي بيده الّدنيا أهون عند ا ّ
) و صّغر شيئا ( أراد تصغيره بالّنسبة إلى ما أعّده لوليائه في الخححرة ) فص حّغره ( قححال
سلم :يا دنيححا مححافي إحياء العلوم قال داود بن هلل :مكتوب في صحف إبراهيم عليه ال ّ
صححدودهونك على البرار اّلذين تمّنعت و تزّينت لهم إّني قححذفت فححي قلححوبهم بغضححك و ال ّ
ل شأنك صححغير ،و إلححى الفنححاء تصححير قضححيت ى منك ك ّعنك ،و ما خلقت خلقا أهون عل ّ
عليك يوم خلقتك أن ل تدومى لحد ،و ل يححدوم لححك أحححد و إن بخححل بححه صححاحبك و شح ّ
ح
عليك ،طوبى للبرار اّلذين اطلعوني مححن قلحوبهم علحى الرضحا ،و مححن ضحميرهم علححى
ى مححن قبححورهم إ ّ
ل صدق و الستقامة ،طوبى لهم مالهم عندي من الجححزاء إذا وفححدوا إلح ّ ال ّ
الّنور يسعى أمامهم ،و الملئكة حاّفون بهم حّتى ابلغهم ما يرجون مححن رحمححتى ،هححذا و
ل عليه و آله و سّلم ي صّلى ا ّ ل ،حقيرة عنده و كذلك عند الّنب ّ ن الّدنيا مبغوضة ّ
لّما ذكر أ ّ
ل عليححه و سي له صّلى ا ّ لزم على المتأ ّ ن ال ّتبعا لرضائه تعالى ،عّقب ذلك بالتنبيه على أ ّ
ل لكان مواّدا ل و رسوله و يحّقر ما حّقراه و إ ّ ص لثره أن يبغض ما أبغضه ا ّ آله و المقت ّ
ل ح و رسححوله و تعظيمنححا ل خّبنا ما أبغض ا ّ ل و رسوله فقال ) و لو لم يكن فينا إ ّلما حاّد ا ّ
ل ( أى معاداة ل ( و مخالفة له ) و محاّدة عن أمر ا ّ ل و رسوله لكفى به شقاقا ّما صّغر ا ّ
و مجانبة عنه .
لح
سفي علي الّدنيا ،و لكن رسححول ا ّ سفك ؟ قال :ليس تأ ّ
ل على ما تأ ّ
فقيل له :يا أبا عبد ا ّ
ل عليه و آله و سّلم عهد إلينا و قال :لتكن بلغة أحدكم كزاد الراكب ،و أخاف أن صّلى ا ّ
يكون قد جاوزنا أمره و حولى هذه الساور ،و أشار إلى ما فححي بيتححه و إذا هححو دسححت و
سيف و جفنة .
] [ 377
لح عليححه
ي باسناده عن هححارون بححن خارجححة عححن أبيعبححد ا ّ
ففيه عن محّمد بن يعقوب الكلين ّ
ل عليه و آله و سّلم يأكل أكل العبد ،و يجلححس جلسححة ل صّلى ا ّسلم قال :كان رسول ا ّ ال ّ
العبد و يعلم أّنه عبد .
سلم يقول مّرت امححرأة ل عليه ال ّ
صيقل قال :سمعت أبا عبد ا ّ
و عن الكليني عن الحسن ال ّ
ل عليه و آله و سّلم و هو يأكل و هححو جححالس علححى الحضححيض 1 ل صّلى ا ّ
بذّية برسول ا ّ
ل ح عليححه و
ل صّلى ا ّ
فقالت :يا محّمد إّنك تأكل أكل العبد و تجلس جلوسه ،فقال رسول ا ّ
ى عبد أعبد مّنى .
آله و سّلم :و أ ّ
لحح
سلم قال :كان رسول ا ّ
ل عليه ال ّ
و فيه عن البرقي عن عمرو بن جميع عن أبي عبد ا ّ
ل عليه و آله و سّلم يأكل بالرض ،هذا .
صّلى ا ّ
و المراد بأكله أكل العبد إّما ذلك أعنى الكححل علححى الرض ،أو الكححل بثلثححة أصححابع ل
ل عليهبالصبعين كما يشعر به ما في الوسائل عن البرقي عن أبي خديجة عن أبي عبد ا ّ
سلم أّنه كان يجلس جلسة العبححد و يضححع يححده علححى الرض و يأكححل بثلثححة أصححابع ،و ال ّ
ل عليه و آله و سّلم كان يأكل هكذا ليس كما يفعلححه الجّبححارون ل صّلى ا ّ ن رسول ا ّ قال :إ ّ
ل عليه مححا فحي الوسححائل عحن الكلينح ّ
ي يأكل أحدهم بأصبعيه ،أو الكل من غير اّتكاء و يد ّ
ل عليه و ل صّلى ا ّسلم قال :ما أكل رسول ا ّ ل عليه ال ّ
عن معاوية بن وهب عن أبيعبد ا ّ
ل.ل عّز و ج ّل إلى أن قبضه تواضعا ّ آله و سّلم مّتكئا منذ بعثه ا ّ
ل عليححه و
ل صّلى ا ّ
سلم قال :ما أكل رسول ا ّ ل عليه ال ّ
شحام عن أبي عبد ا ّ و عن زيد ال ّ
ل حّتى قبض كان يأكل أكلة العبد ،و يجلس جلسة العبد ،قلححت آله و سّلم مّتكئا منذ بعثه ا ّ
ل.ل عّز و ج ّ :و لم ذلك ؟ قال :تواضعا ّ
ل عليه ما مر أو
و أما المراد من كون جلوسه جلسة العبد إّما جلوسه على الرض ،و يد ّ
ل عليه ما في الوسائل
الجلوس من غير ترّبع كما هو جلوس الملوك ،و يد ّ
-----------
) ( 1تتتتتت تت تتتتت
] [ 378
ي مرسل عن أبي عبد الّأو الجلوس دون شرفه ،و يفيده ما في الوسايل أيضا عن الكلين ّ
ل عليه و آله و سّلم إذا دخل منزل قعد في أدنححى
ل صّلى ا ّ
سلم قال :كان رسول ا ّعليه ال ّ
المجلس إليه حين يدخل .
) و يخصف بيده نعله ( و تضّمن لبس الّنعل المخصوفة للّتواضع ظاهر ل سحّيما إذا كححان
لح عليحه و آلحه و سحّلم أميحر المحؤمنين عليحه سي به صحّلى ا ّ لبسها هو الخاصف ،و قد تأ ّ
صححفات كمححا يفصححح عنححه مححا محّر فححي عنححوان
سلم في هذا الوصف مضافا إلى سححاير ال ّ ال ّ
سححلمالخطبة الّثالثة و الثلثين عن ابن عّباس أّنه قال :دخلت على أمير المؤمنين عليه ال ّ
بذى قار و هو يخصف نعله ،فقال لي ما قيمة هذه الّنعل ؟ فقلت :ل قيمة لها ،فقال عليه
ل أن اقيم حّقا أو أدفع باطل .ي من امرتكم إ ّ ب إل ّ
ل لهى أح ّ
سلم :و ا ّ
ال ّ
ن ركحوب الحمحار ) و يرقع بيده ثوبه و يركب الحمار العارى و يردف خلفه ( و معلحوم أ ّ
العاري آية التواضع و هضم النفس ،و إرداف غيره خلفه آكد في الّدللة عليه .
ل ح عليححه
ي صّلى ا ّ
سلم عن آبائه عن الّنب ّ
روى في الوسائل من العيون عن الّرضا عليه ال ّ
ن ححتى الممحات :الكحل علحى الحضحيض محع العبحد ،و و آله و سّلم قال خمحس ل أدعهح ّ
ركوبى الحمار موكفا 1و حلب العنز بيدي ،و لبس الصوف ،و التسليم علححى الصححبيان
لتكون سنة من بعدي .
ثّم أشار إلى مبغوضّية الّدنيا و قيناتها عنده بقوله ) و يكون الستر على باب بيتححه و يكححون
ن المححراد بححه تصححاوير الشححجر و النبححات و نحوهححا ل تصححاوير
فيه التصححاوير ( الظححاهر أ ّ
ل عليه و آله و سّلم كان مهبط الوحى الحيوان و غيره من ذوى الرواح ،إذ بيته صّلى ا ّ
-----------
تتت تتتتت ت تتتتت ت تتتتت .ت
) ( 1تتتتت تتت
] [ 379
ظاهر أنه أراد ل عليه و آله و سّلم يا فلنة لحدى أزواجه غّيبي عّني ( ال ّ
) فيقول صّلى ا ّ
ل ح ص حّلى
بها عايشة كما يؤمى إليه في باب الّزهد من احياء العلوم قال :و رأى رسححول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم على باب عايشة سترا فهتكه و قال :كّلما رأيته ذكرت الّدنيا أرسلىا ّ
به إلى آل فلن .
قال الشارح البحراني :أمره بتغييب التصاوير محافظة من حركة الوسواس الخنححاس ،و
سلم كانوا كاسرين للنفس الّمارة بالسوء ،و قححاهرين لشححياطينهم ن النبياء عليهم ال ّ
كما أ ّ
ل لحظححة وكانوا أيضا محتاجين إلى مراعاتهم و مراقبتهم و تفّقححد أحححوال نفوسححهم فححي ك ح ّ
طرفة ،فانها كالّلصوص المخادعين للنفوس المطمئّنة مهما تركت و غفحل عحن قهرهحا و
التحّفظ منها عادت إلى طباغها .
ض عن كونه خلف ما يستفاد من كلمححه عليححه أقول :ل يخفى ما في هذا التعليل بعد الغ ّ
سلم من الركاكة و السخافة و السماجة و إسائة الدب بالنسبة إلححى خححاتم النححبّيين صحّلى ال ّ
ل ح عليححه و
ل عليه و آله و سّلم بل و ساير أولياء الّدين و كيف يتصّور في حّقححه ص حّلى ا ّ ا ّ
سلم آله و سّلم حركة الوسواس الخناس مع وجود ملكة العصمة و لو لم يغب عنه عليه ال ّ
ل عليحه و آلحه و سحّلم بتغييبهحا إنمحا هحو لجحل أ ّ
ن ن أمره صّلى ا ّالتصاوير ،بل الظاهر أ ّ
الّدنيا و زخارفها كانت مبغوضة عنححده بالححذات و مكروهححة لححديه بححالطبع ،فححأمر بتغييبهححا
لكونها موجبة لذكر ما يبغضه و يتنّفر عنه و يعاديه .
ل عليه و آلححه و سحّلم ) فححاّنى إذا نظححرت إليححه ذكححرت الحّدنيا و كما يومى إليه قوله صّلى ا ّ
سححلم التححي و كححذلك مححن أبغححض شححيئا آه ل عليححه صححريحا قححوله عليححه ال ّ
زخارفها ( و يححد ّ
ل عليه و آله و سّلم عن الدنيا بقلبه و أمات ذكرهححا عححن نفسححه ( و هححو ) فأعرض صّلى ا ّ
الزهد الحقيقي ) و أحب أن تغيححب زينتهححا عححن عينححه لكيل يّتخححذ منهححا رياشححا ( أى لباسححا
ل ح يحححب المبتححذل الححذي لنا ّل عليه و آلححه و س حّلم إ ّفاخرا ،و ذلك لما روى عنه صّلى ا ّ
يبالي ما لبس قال في إحياء العلوم :قححال أبححو بححردة :اخرجححت لنححا عايشححة كسححاء ملبححدا و
ل عليه و آله و سّلم في هذين . ل صّلى ا ّإزارا غليظا فقالت :قبض رسول ا ّ
] [ 380
و كان إزاره أربعة أذرع و نصفا و اشترى سراويل بثلثة دراهححم و كححان يلبححس شححملتين
بيضاوين و كانت تسمى حّلة لّنهما ثوبان مححن جنحس واححد ،و رّبمححا كحان يلبحس برديحن
يمانين أو سحوليين من هذه الغلظ ،و كان شراك نعله قد اخلق فابدل بسير جديد فص حّلى
فيه فلما سّلم :قحال اعيححدوا الشححراك الخلحق و انزعحوا هححذا الجديحد فححانى نظحرت إليحه فحي
ل عليه و آله و سّلم قد احتذى مّرة نعلين جديدين فأعجبه حسنهما الصلة ،و كان صّلى ا ّ
فخّر ساجدا و قال :أعجبني حسنهما فتواضعت لرّبي خشية أن يمقتني فححدفعهما إلححى أّول
مسكين رآه .
) و ل يعتقدها قرارا و ل يرجو فيها مقاما ( لنها دار مجاز ل دار قرار
ل زائل
أحلم نححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححوم أو كظحححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححححح ّ
ن الّلبيب بمثلها ل يخدع إّ
ل عليه و آله و سّلم :الّدنيا دار من ل دار له ،و لها يجمع من ل عقل
و لذلك قال صّلى ا ّ
له ،و عليها يعادي من ل علم له ،و عليها يحسد من ل فقه له ،و لها يسعى من ل يقيححن
له و لنعم ما قيل :
) فأخرج ( محّبت ) ها من الّنفس و أشخص ( رغبحت ) هحا عحن القلحب و غّيحب ( زينحت
) ها عن البصر ( و ذلك لفرط بغضه لها و نفرته عنها و كراهته إّياها ) و كححذلك ( حححال
) من أبغض شيئا ( فانه إذا أبغضه ) أبغض أن ينظر إليه و أن يححذكر عنححده ( ث حّم أّكححد مححا
ل عليه و آله و سّلم ما يححدّلك علحى مسحاوى ل صّلى ا ّقّدم و قال ) :و لقد كان في رسول ا ّ
صته ( .
الّدنيا و عيوبها إذ جاع فيها مع خا ّ
ل عليه و آله و سّلم فقد عرفته فيما تقحّدم ،و أقحول هنحا مضحافا إلحى محا
أّما جوعه صّلى ا ّ
سبق :
] [ 381
أحدها ما رواه المحّدث الجزايري في النوار الّنعمانّية عن الصدوق طححاب ثححراه باسححناده
سححلم دخححل مّكححة فححي بعححض حححوائجه ن أمير المححؤمنين عليححه ال ّ
إلى خالد بن ربعى قال :إ ّ
فوجد اعرابيا متعّلقا بأستار الكعبة و هو يقول :يا صاحب الححبيت الححبيت بيتححك و الضححيف
ل ضححيف مححن مضححيفه قححرى فاجعححل قححراى منححك الّليلححة المغفححرة فقححال أميححر ضححيفك و لكح ّ
سلم لصحابه :أما تسمعون كلم العرابي ؟ قالوا : المؤمنين عليه ال ّ
قال :فلّما كان من الّليلة الثانية وجده متعّلقا بذلك الركن و هو يقول :يا عزيزا في عححّزك
جه إليححك و
فل أعّز منك في عّزك أعّزني بعّز عّزك فحي عحّز ل يعلحم أححد كيححف هححو أتحو ّ
ق محّمد و آل محّمد عليك اعطنى ما ل يعطينى أحد غيرك ، سل إليك بح ّأتو ّ
] [ 382
قال :فلما كان الّليلة الثالثة وجده و هو متعّلق بذلك الركن و هو يقول :
يا من ل يحويه مكان و ل يخلو منححه مكححان بل كيفيححة كححان ارزق العرابححي أربعححة آلف
درهم .
و سألت الجّنة فأعطاك ،و سألته أن يصرف عنك النار فصحرفها عنحك و فحي هحذه الّليلحة
ى بححنسححلم أنححا علح ّ
تسأله أربعححة آلف درهححم ؟ قححال العرابححي :مححن أنححت ؟ قححال عليححه ال ّ
سلم :سل يححا
ل بغيتي و بك أنزلت حاجتي ،قال عليه ال ّ
أبيطالب قال العرابي :أنت و ا ّ
اعرابي ،قال :
اريد ألف درهم للصداق ،و ألف درهم اقضى بها ) به خ ( ديني ،و ألف درهححم اشححترى
بها دارا ،و ألف درهم أتعّيش بها ،قال أنصفت يا اعرابححي فحاذا خرجححت مححن مّكحة فسححل
ل عليه و آله و سّلم .
عن دارى بمدينة الرسول صّلى ا ّ
سححلم إلححى المدينححة وفأقام العرابي بمّكة اسبوعا فخرج في طلب أمير المححؤمنين عليححه ال ّ
ي مححن بيححن
سححلم فقححال الحسححين بححن علح ّ نادى من يدّلني علححى دار أميححر المححؤمنين عليححه ال ّ
ي ،فقححال العرابححى : الصبيان أنا أدّلك على دار أمير المؤمنين و أنا ابنه الحسين بححن علح ّ
سححلم ،قححال :مححن اّمححك ؟ قححال :
ي بن أبيطالب عليه ال ّ من أبوك ؟ قال :أمير المؤمنين عل ّ
لح بححن عبححد
فاطمة الزهراء سّيدة نساء العالمين ،قال :من جّدك ؟ قال :محّمد بححن عبححد ا ّ
المطلب ،
قال من جّدتك ؟ قال خديجة بنت خويلد ،قال :من أخوك ؟ قال أبو محّمد الحسن بن عليّ
سلم و قل له
سلم ،قال :قد أخذت الّدنيا بطرفيها امش إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ
عليه ال ّ
ن العرابي صاحب الضمان بمّكة على الباب . إّ
ل ح سححلمان
سلم و خرج و قال :ادعو الي أبا عبد ا ّ الّلهم ل ،فتلّبس أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل ح اعححرض سلم :يا أبا عبد ا ّ
الفارسي قال .فدخل سلمان الفارسي ) رض ( فقال عليه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم على التجار .
ل صّلى ا ّالحديقة التي غرسها رسول ا ّ
قال :فدخل سلمان إلى السوق و عرض الحديقة فباعها باثنى عشر ألف درهم
] [ 383
و أحضر المال و أحضروا العرابي فأعطاه أربعة آلف درهم و أربعيحن درهمحا نفقحة ،
و وقع الخبر إلى سّؤال المدينة فاجتمعوا ،و مضى رجل إلى فاطمة فأخبرها بذلك فقالت
:
ل عليه و آله و سحّلم فقححال :يححا محّمححد ربححك يقححرءكل صّلى ا ّ فهبط جبرئيل على رسول ا ّ
سلم و قل لفاطمة :ليس لك أن تضححربي علححى يححديه و ل سلم و يقول اقرء علّيا مّني ال ّ ال ّ
سلم وجححد ي عليه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم منزل عل ّ ل صّلى ا ّ تلزمى بثوبه فلّما أتى رسول ا ّ
ي ؟ قححالت :يححا أبححت
سلم ،فقال لها با بنّية ما لك ملزمة لعل ح ّ ي عليه ال ّ فاطمة ملزمة لعل ّ
باع الحائط اّلذي غرسته له باثنى عشر ألف درهم لم يحبس لنا منه درهما واحدا نشححترى
سحلم و يقحول :اقحرء علّيحا مّنحي ن جبرئيل يقرئني محن رّبحي ال ّ به طعاما ،فقال :يا بنّية إ ّ
سلم و أمرني أن أقول لك ليس لححك أن تضححربي علححى يححديه و ل تلزمححي بثححوبه ،قححالت ال ّ
ل و ل أعود أبدا . فاطمة :أستغفر ا ّ
سلم :فخرج أبي في ناحية و زوجي في ناحية فما لبث أن أتححى أبححي قالت فاطمة عليها ال ّ
ل عليه و آله و ل عليه و آله و سّلم و معه سبعة دراهم سود هجرية ،فقال صّلى ا ّ صّلى ا ّ
لح عليححه و آلححه و
لح صحّلى ا ّ
سّلم :يا فاطمة أين ابن عّمي فقلت له :خرج ،فقال رسول ا ّ
سّلم :هاك هذه الّدراهم فاذا جاء ابن عّمي فقولي له يبتحاع لكحم بهحا طعامحا ،فمحا لبحث إ ّ
ل
سلم فقال :ي عليه ال ّ
يسيرا حّتى جاء عل ّ
] [ 384
سلم إلى باب رجل يستقرض منه شيئا ،فلقيححه اعرابحيّ و معححه ي عليه ال ّ
قال :فمضى عل ّ
ي اشتر مّني هذه الّناقة قال :ليس معى ثمنها قال :فاني انظرك به إلى ناقة ،فقال :يا عل ّ
سلم :خذها يا حسححن ي عليه ال ّ
القبض ،قال :بكم يا اعرابي ؟ قال :بمأة درهم ،فقال عل ّ
فأخذها .
سلم فلقيه اعرابي آخر المثال واحد و الثياب مختلفحة فقحال :يحا علحي ي عليه ال ّ
فمضى عل ّ
سلم :و ما تصنع بها ؟ قال :أغزو بها أّول غزوة يغزوهححا ي عليه ال ّتبيع الّناقة ،قال عل ّ
سلم :إن قبلتهححا فهححى لححك بل ثمححن ،قححال :معححى ثمنهححا و بححالّثمن ابن عّمك ؟ قال عليه ال ّ
سحلم :بمحأة درهحم ،قحال العرابحي :فلحك أشتريها ،قال :فبكم اشحتريتها ؟ قحال عليحه ال ّ
سححبعين و المححأة و سححلم :خححذ ال ّسلم للحسن عليه ال ّ ي عليه ال ّ
سبعون و مأة درهم ،قال عل ّ
سّلم المأة للعرابي اّلذي باعنا الناقة و السبعين لنححا نبتحاع بهححا شحيئا ،فأخححذ الحسحن عليحه
سلم :فمضيت أطلب العرابي الذي ابتعححت ي عليه ال ّسلم الّدراهم و سّلم الناقة قال عل ّ ال ّ
لح عليححه و آلححه و سحّلم جالسححا لححم أر فيححه ل صّلى ا ّ منه الناقة لعطيه ثمنه فرأيت رسول ا ّ
ل عليه و آله ي صّلى ا ّ جالسا قبل ذلك اليوم و ل بعده على قارعة الطريق ،فلما نظر النب ّ
لح سحّنك و سححلم أضحححك ا ّ ي عليححه ال ّ
سم ضاحكا حّتى بدت نواجذه ،قححال علح ّ ي تب ّ
و سّلم إل ّ
بشرك بيومك ،فقال يا أبا الحسن إنك تطلب العرابي الذي باعححك الناقححة لتححوفيه الثمححن ؟
ل فداك أبي و اّمي ،فقال :يا أبا الحسن اّلذي باعك الّناقة جبرائيل و اّلححذي فقلت :إى و ا ّ
ب العححالمين فأنفقهححا فححي اشتريها منك ميكائيل و الناقة من نوق الجنة و الّدراهم من عند ر ّ
خير و ل تخف إقتارا .
الثانى ما روته العامة و الخاصة بروايححات كححثيرة تنيححف علححى عشححرين فححي سححبب نححزول
سورة هل أتى ،فلنقتصر على رواية واحدة .
] [ 385
صدوق بسندين مذكوريين فيه أحدهما عن ابن عّبححاس ،و و هي ما في غاية المرام عن ال ّ
ل»لح عحّز و جح ّ سححلم فححي قححول ا ّ صادق جعفر بن محّمد عن أبيه عليهمححا ال ّ ثانيهما عن ال ّ
سحلم :محرض الحسحن و الحسحين و همحا صحبّيان صحغيران يوفون بالّنذر « قحال عليحه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم و معه رجلن 1فقحال أححدهما لحو نحذرت ل صّلى ا ّ فعادهما رسول ا ّ
ل،و ل عّز و ج ّ ل شكرا ّ سلم أصوم ثلثة أّيام ّ ل قال عليه ال ّ
في ابنيك نذرا إن عافاهما ا ّ
صححبيان و نحححن أيضححا نصححوم ثلثححة أّيححام ،و كححذلك قححالت كححذلك قححالت فاطمححة ،و قححال ال ّ
ل العافية فأصبحوا صائمين ،و ليس عندهم طعام . ضة فألبسهما ا ّ
جاريتهم ف ّ
صوف ،
سلم إلى جار له من اليهود يقال له :شمعون يعالج ال ّ
ي عليه ال ّ
فانطلق عل ّ
فقال له :هل لك أن تعطيني جّزه من صوف تغزلها ابنة محّمد بثلثة أصححوع مححن شححعير
شححعير و أخححبر فاطمححة فقبلححت و أطححاعت ،ثحّم صححوف و ال ّ
قال :نعم ،فأعطححاه ،فجححاء بال ّ
شعير فطحنته و عجنته و خححبزت منححه صوف ثّم أخذت صاعا من ال ّ عمدت فغزلت ثلث ال ّ
لحسححلم مححع الّنححبي صحّلى ا ّ
ي عليححه ال ّ
ل واحد منهم قرص ،و صّلى علح ّ خمسة أقراص لك ّ
عليه و آله و سّلم المغرب ثّم أتى منزله فوضع الخوان و جلسوا خمستهم .
سلم عليكححم يحا أهحل بيحتسلم إذا مسكين واقف ،فقال :ال ّ ي عليه ال ّ
فأّول لقمة كسرها عل ّ
ل من موائد الجّنححة
محّمد أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني مّما تأكلون أطعمكم ا ّ
سلم :
،فوضع الّلقمة من يده ثّم قال عليه ال ّ
-----------
) ( 1ت تت ت تت ت تت ت ت تت ت تت ت ت ت تتتت ت
تتتتتتتتت تتت
] [ 386
و عمدت إلى ما كان من الخوان فدفعته إلى المسكين و باتوا جياعا و أصبحوا صححياما لححم
ل الماء القراح .
يذوقوا إ ّ
شححعير فطحنتححه و صوف فغزلته ثحّم أخححذت صححاعا مححن ال ّثّم عمدت إلى الثلث الّثاني من ال ّ
سححلم
ي عليححه ال ّ
ل واحححد قححرص ،و صحّلى علح ّ عجنتححه و خححبزت منححه خمسححة أقححراص لكح ّ
ل عليه و آله و سّلم ثّم أتا إلى منزله فلّما وضع الخوان بين يديه ي صّلى ا ّالمغرب مع الّنب ّ
و جلسوا خمستهم .
سحححححححححححححححححححححححححيد الكريحححححححححححححححححححححححححم
فحححححححححححححححححححححححححاطم بنحححححححححححححححححححححححححت ال ّ
ي ليحححححححححححححححححححححححححس بحححححححححححححححححححححححححالّزنيمبنحححححححححححححححححححححححححت نحححححححححححححححححححححححححب ّ
صديد و الحميم
شرابه ال ّ
ل الماء القراح
ثّم عمدت فأعطته جميع ما على الخوان ،و باتوا جياعا لم يذوقوا إ ّ
] [ 387
سلم إذا أسير من أسير المشركين قد وقححف بالبححاب فقححال : ي عليه ال ّ
فأّول لقمة كسرها عل ّ
لح عليحه و آلحه و سحّلم تأسحرونا و تشحّدونا و لسلم عليكم يحا أهحل بيحت محّمحد صحّلى ا ّ
ال ّ
سلم الّلقمة من يده ثّم قال :
ي عليه ال ّ
تطعمونا ،فوضع عل ّ
و عمدوا إلى ما كان على الخوان فأعطوه و باتوا جياعا و أصبحوا مفطرين ليس عنححدهم
شيء .
سحلم فحانطلقوا و
يا أبا الحسن أشّد ما يسوءني ما أرى بكم انطلق إلى بنتي فاطمة عليها ال ّ
هى في محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شّدة الجوع و غارت عيناها ،
-----------
) ( 1تتتت تت تتتتت تتتتتت ت تت تت تتتت تتت
تتت تت ت تتتتت تت تت ت تت تتتت ت ت ت تتتت ت
تتتتتتتتت تت تتت تتتت ) تت ( :
ت تتتت :
تتت
] [ 388
لح ضحّمها إليححه ،و قححال :وا غوثححاه أنتححم منححذ ثلث فيمححا أرى فهبححط
فلّمححا رآهححا رسححول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم خذما هنالك في أهححل بيتححك ،قححال :و جبرائيل فقال :يا محّمد صّلى ا ّ
ما آخذ يا جبرئيل ؟ قال :
ن هذا كان لكم جزاء و كان سعيكم » هل أتى على النسان حين من الّدهر « حّتى بلغ » إ ّ
ل عليححه و آلححه و س حّلم
ي صّلى ا ّ مشكورا « و قال الحسن بن مهران في حديثه :فوثب النب ّ
ب عليهحم يبكحى ،و قحال :أنتحم منحذ حّتى دخل منزل فاطمة فرأى ما بهم فجمعهحم ثحّم انكح ّ
ن البححرار يشححربون مححن ثلث فيما أرى و أنا غافل عنكم ،فهبط جبرائيححل بهححذه اليححات إ ّ
جرونها تفجيرا قال : ل يف ّ
ن مزاجها كافورًا عينًا يشرب بها عباد ا ّ
س كا َ
كأ ٍ
جر إلححى دور النبيححاء و المححؤمنين يوفححون بالّنححذر يعنححي علّيححا و ي يتف ّ
هى عين في دار الّنب ّ
ضة َو َيخححاُفون يوًمححا كححان شحّره مسححتطيرًا يقححول فاطمة و الحسن و الحسين و جاريتهما ف ّ
طعححام و ايثححارهم لححهب شححهوتهم ال ّ طعام على حّبه يقول على ح ّ عابسا كلوحا و يطعمون ال ّ
مسححكينا مححن مسححاكين المسححلمين و يتيمححًا مححن يتححامى المسححلمين و أسححيرًا مححن اسححارى
لح ل نريححد منكححم جححزاء و ل المشححركين ،و يقولححون إذا أطعمححوهم إّنمححا نطعمكححم لححوجه ا ّ
ل باضمارهم يقححول : ل ما قالوا هذا و لكّنهم أضمروا في أنفسهم فأخبر ا ّ شكورًا قال :و ا ّ
ل نريد منكم جزاء تكافوننا به ،و ل شكورا تثنون علينا به ،و لكّنحا إّنمحا نطعمكحم لحوجه
ل شّر ذلك اليوم و لقّيهححم نضححرة و سححرورا ل تعالى ذكره فوقيهم ا ّ ل و طلب ثوابه قال ا ّ ا ّ
نضرة في الوجوه و سرورا في القلب و جزاهم بما صبروا جّنة و حريرا جّنححة يسححكنونها
سرير عليه الحجّلة ل و حريرا يفرشونه و يلبسونه مّتكئين فيها على الرائك و الرائك ال ّ
ن أهححل الجّنححة فححي الجّنححة إذا رأوا
يرون فيها شمسا و ل زمهريرا قال ابن عّبححاس :فبينحا أ ّ
ب إّنك قلت في كتابك ل يرون فيها شمس اشرقت له الجنان فيقول أهل الجّنة :يا ر ّ مثل ال ّ
ل اسمه إليهم جبرئيل فيقول :ليس هذه بشححمس لكححن علّيححا و فاطمححة لجّ شمسا ،فيرسل ا ّ
ضحكا فأشرقت الجنان من نحور ضححكهما ،و نزلحت هحل أتححى فيهحم إلحى قحوله :و كحان
سعيكم مشكورا .
] [ 389
لح
طّيبين من أولدهمحا سحلم ا ّ
نحن فيه شعفا مّني بذكر مآثر أمير المؤمنين و زوجته و ال ّ
صصوا به ما لم يشركهم فيه أحححد و ل سححاواهم
عليهم ،و فيما رويناه من الفضل اّلذي تخ ّ
في نظير له مساو .
و قد ظهر لك مّما تضمّنته هذه الّروايححات الثلث الححذي هححو انمححوزج مّمححا تضحّمنته سححاير
صححه فححي دار الحّدنيا و زهححدهم فيهححا و ايثححارهم لح مححع خوا ّ
الّروايات كيفّية عيش رسححول ا ّ
الخرة على الولى و أّنها قبضت عنه و عن أهل بيته ) و زويت ( أى صرفت و نحيححت
) عنه زخارفها ( و زينتها ) مع عظيم ( تقّربححه و ) زلفتححه فلينظححر نححاظر بعقلححه ( أنححه لححو
لح
يكون في الّدنيا و الكثار منها خير لم يفت هؤلء الكياس الذين هم أقرب الخلق إلححى ا ّ
صته و حججه على ساير الناس ،بل تقّربوا إليه سبحانه بالبعد عنها ،و تحّببوا إليححه و خا ّ
تعالى بالبغض لها .
] [ 390
طاعة له .
ل ( قد ) أهان غيره (
نا ّ ق و الصدق ) فليعلم أ ّ
) و إن قال أكرمه ( و أكرمهم كما هو الح ّ
و غيرهم إذ الشيء إن كان عدمه إكراما و كمال كحان وجحوده نقصححا و إهانححة ف ) حيححث
بسط الّدنيا ( له أى لذلك الغير ) و زويها عن أقرب الناس منه ( كان في بسطها له إهانححة
ل محالة .
ص أثره و ولح مولجه ( الفاء فصيحة و الجملت الثلث إخبار س بنبّيه و اقت ّ
سي متأ ّ) فتأ ّ
سححي
س المتأ ّ
ي في الّدنيا و علم أّنها دار هوان فليتأ ّ
في معنى النشاء أى إذا عرف زهد الّنب ّ
ل عليه و آله ،و ليتّبع أثره و ليدخل مدخله و يحذو حذوه و ليرغب عنها . به صّلى ا ّ
ل خطيئة جاذبححة مححن
ب ال حّدنيا و الّتنححافس فيهححا رأس ك ح ّ
ن حح ّل فل يححأمن الهلكححة ( ل ّ
)وإ ّ
درجات الّنعيم إلى دركات الجحيم .
سححاعةل عليه و آله علما لل ّل سبحانه جعل محّمدا صّلى ا ّ نا ّ و أوضح هذه العّلة بقوله ) فا ّ
شرا بالجّنة و منذرا بالعقوبة ( أى مطلعا بأحوال الخرة جميعها ،فحيث آثر الخرة و مب ّ
ل لكححون الحّدنيا
على الولى و ترك الّركون إليها مع اطلعححه عليهمححا علححم أن ليححس ذلححك إ ّ
مظّنة الهلك ،و العقبى محّلة الّنجاة و الحيححاة ،فححالّراكن إليهححا متعحّرض للهلك الححدائم و
الخزي البد ل محالة .
] [ 391
و لّما فرغ من التزهيد في الّدنيا و الّترغيب في الخرة بالّتنبيه على هوانها و حقارتها بما
ل مزيد عليه ،و بشرح حال أولياء الّدين من خحاتم الّنححبّيين و سححاير النبيححاء و المرسححلين
ل عليهم أجمعين في رفضهم لها و تركهم اّياها ،أردف ذلك بالشارة إلى زهده و سلم ا ّ
سي بنححبّيه
سلم بالّتأ ّ
ل عليه عليه ال ّ
ل سبحانه في إنعامه عّز و ج ّ إظهار غاية المتنان من ا ّ
ل ح عليححه و
ل ح ص حّلى ا ّل عندنا حين أنعم علينا به ( أى برسول ا ّ فقال ) :فما أعظم نعمة ا ّ
آله ) سلفا نّتبعه و قائدا نطا عقبه ( و نقفو أثره و نسلك سبيله في زهده .
ل عليه و آله بالشارة إلى بعححض مراتححب زهححده فححاّنه سيه به صّلى ا ّ
و أوضح اّتباعه و تأ ّ
لح
انموزج من ساير المراتب ،و فيه عبرة لمن اعتبر ،و كفاية لمن تذّكر ،فقححال ) :و ا ّ
لقد رقعت مدرعتى هذه ( و هو ثوب من صوف يتدّرع به ) حّتى استحييت من راقعهححا (
لكثرة رقاعها ) و لقد قال لي قائل ( لّما رأى أّنها خلق و سمل ) أل تنبذها ( و تطرحهححا )
سححرى ( و صباح يحمححد القححوم ال ّ
عنك فقلت ( له ) اعزب ( أى غب و تباعد ) عّني فعند ال ّ
هو مثل يضرب لمن احتمل المشّقة عاجل لينال الّراحة آجل .
سرى من ن المسافر إذا احتمل المشّقة و حّرم على نفسه لذة الّرقاد و بادر إلى ال ّ و أصله أ ّ
صباح منزله و يصل إليححه سححالما غانمححا و ينححزل أّول الّليل و جّد في سيره فاّنه يبلغ عند ال ّ
أحسن المنازل و أشرفها مقّدما على غيره ،و يستريح من تعب الّليل و يكححون محمححودا ،
بخلف من أخذه نوم الغفلة و آثر الّلذة العاجلة على الجلة ،فاّنه إذا سرى في آخر الّليححل
طريححق ل ؟ ؟ ؟ عححن ال ّ
و في اخريات الّناس فححاّنه ربمححا يغيلححه الّلصححوص فل يسححلم أو يضح ّ
فيعطب ،و مع سلمته يكون مسيره في حّر الّنهححار علححى و صححب و تعححب ،فيصححل إلححى
ل أردء المنحزل بعحد محا سحبق غيحره إلحى أحسححنه و أشححرفه ،فل يجحد لححه منحزل و مقيل إ ّ
المنازل و أدونها ،فعند ذلك يلوم نفسه بتفريطه ،و يذّمه غيره و يندم
] [ 392
و من أخذه نوم الغفلة فيها و اغتّر بالّلذات الحاضرة و الشهوات العاجلة ،
فعند ذلك يلومه نفسه و غيره و يندم على تقصيره ،و يقعد ملوما محسورا و يدعو ثبورا
ععععععع
ععععع
قد مضى في مقّدمات شرح الخطبة الشقشقّية و فححي غيرهححا بعححض الكلم فححي زهححد أميححر
سلم ،و أقول هنا مضافا إلى ما سبق :
المؤمنين عليه ال ّ
طححاب نازلححة قححام لهححا و روى في عّدة الّداعي عن خبير بن حبيب قال :نححزل بعمححر بححن خ ّ
قعد ،و تربخ لها و تقطر 1ثّم قال :يا معشر المهاجرين ما عندكم فيها قححالوا :يححا أميححر
لح و قولححوا المؤمنين أنت المفزع و المنزل ،فغضب و قال :يا أّيهححا الححذين آمنححوا اّتقححوا ا ّ
ل إّنا و إّياكم لنعرف ابن بجدتها 2و الخبير
قول سديدا ،أما و ا ّ
-----------
) ( 1تتتت تتتتتت تتتتتتت ت تتتتت تتتتتتت
تتتتتت ت ت تتتت تتتت تتتت تت ت تت ت تتتت ت
تت تتت ت ت .
-----------
) ( 2تت ت تت تتتت تتتت تت ت تتتت ت تت تت :
تتتتتتت تتتتتت ت ت تتتتتت تتتتتت ت ت تتت
تت تتتت تت تتتت تتتت تت ت
] [ 393
بها ،قالوا :كأّنك أردت ابن أبي طالب ؟ قال :و أّني يعدل بي عنححه و هححل طفحححت جحّرة
بمثله ؟ قالوا :فلو بعثت إليه ،قال :هيهات هيهححات هنححاك شححمخ مححن هاشححم و لحمححة مححن
الّرسول و اثرة من علم يؤتى لهححا و ل يححأتي ،امضححوا إليححه فاقصححفوا 1نحححوه و أفضححوا
إليه ،و هو في حايط لححه عليححه تّبححان يترّكححل علححى مسحححاته 2و هححو يقححول » :أ يحسححب
ى يمنححى ،ثحّم كححان علقححة فخلححق فسحّوى « و النسان أن يترك سدى ،ألم يك نطفة من منح ّ
دموعه تهمى على خّديه ،فأجهش 3القوم لبكائه ثّم سكن و سححكنوا ،و سححأله عمححر عححن
ق و لكححن أبححى
ل لقد أرادك الحح ّ مسألة فأصدر إليه جوابها فلوى عمر يديه ثّم قال :أما و ا ّ
ن يححوم الفصححلسلم :يا أبا حفص خّفض عليك من هناك و من هنححا إ ّ قومك ،فقال عليه ال ّ
كان ميقاتا ،فانصرف و قد أظلم وجهه و كأّنما ينظر إليه من ليل .
سححلم
ي عليححه ال ّ
و فى شرح المعتزلي عن أحمد بن حنبل قال :لّما ارسحل عثمححان إلححى علح ّ
وجدوه مؤتزرا بعباة محتجزا بعقال 4و هو يهنأ 5بعيرا له .
ل بن أبححي الهححذيل قححال :رأيححت علححى
و في كشف الغمة من مناقب الخوارزمي عن عبد ا ّ
سلم قميصا زرّيا إذا مّده بلغ الظفر ،و إذا أرسله كان مع نصف الذراع ، ي عليه ال ّ
عل ّ
و منه عن أبي مسطر قال :خرجت من المسجد فاذا رجل ينادي من خلفي :
ارفع إزارك فاّنه أتقى لثوبك و أبقى لك و خذ من رأسك إن كنت مسلما ،فمشيت خلفححه و
ي ،فقلت من هذا
ي بدو ّ
هو مؤتزر بازار و مرتد برداء و معه الّدرة كأّنه أعراب ّ
-----------
) ( 1تت تتتتتتت تتتت .
-----------
) ( 2ت تتتتت ت تتت تت تت تتت تتت تتتتتت ت
تتتت تت تتتتتتتت ت ت تتتت تتتتتتت ت تتتت
تتتتت تتتتت تتتتت ت تتت
-----------
) ( 3تت تتتتتت تتتتتت
-----------
) ( 4تت تت تتتت تتتتتت تتتتتت تتتت ت تت تت
تتتت تتتتت تتتتتت
-----------
) ( 5تت تتتتت تتتتتتتت
] [ 394
فقال لي رجل أراك غريبا بهذا البلد ،قلت :أجل رجل من أهل البصرة ،قال :هذا علحيّ
سلم حّتى انتهى الى دار بني أبي معيححط و هححو سححوق البححل فقححال :أمير المؤمنين عليه ال ّ
سلعة و تمحق البركة .
ن اليمين تنفق ال ّ
بيعوا و ل تحلفوا فا ّ
ثّم أتى أصحاب التمر فاذا خادمة تبكى فقال :ما يبكيك ؟ قالت :باعنى هحذا الّرجحل تمححرا
ى فأبى أن يقبله ،فقال :خذ تمرك و أعطها درهمهححا فاّنهححا خححادم ليححس
بدرهم فرّدوه موال ّ
ي بن أبيطحالب أميحر المحؤمنين لها أمر ،فدفعه ،فقلت أتدرى من هذا ؟ قال :ل قلت :عل ّ
ب أن ترضى عّنى ،فقال : ب تمره و أعطاها درهمها و قال :اح ّسلم فص ّ عليه ال ّ
ثّم مّر مجتازا بأصحاب الّتمر فقال :يا أصحاب التمر أطعموا المساكين يربو كسبكم .
ثّم أتى دار فرات و هو سوق الكرابيس فقال :يححا شححيخ أحسححن بيعححي فححي قيمصححي بثلثححة
دراهم ،فلّما عرفه لم يشتر منه شيئا ،فأتى غلما حدثا فاشترى منه قميصا بثلثة دراهم
لح اّلححذي رزقنححي مححن
و لبسه ما بين الّرسغين إلححى الكعححبين ،و قحال حيححن لبسححه :الحمححد ّ
الّرياش ما أتجّمل به في الّناس و اوارى به عورتي .
لح
فقيل له :يا أمير المؤمنين هذا شيء ترويه عححن نفسححك أو شححيء سححمعته مححن رسححول ا ّ
لح عليحه و آلحهلح صحّلى ا ّ ل عليه و آله و سّلم قال :بل شيء سمعته محن رسحول ا ّصّلى ا ّ
يقوله عند الكسوة :فجاء أبو الغلم صاحب الّثوب فقيل يححا فلن قححد بححاع ابنححك اليححوم مححن
سلم قميصا بثلثة دراهم قال :أفل أخذت منه درهمين . أمير المؤمنين عليه ال ّ
سلم و هو جالس على بححاب الّرحبححة فأخذ أبوه درهما و جاء به إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ
سلم :ما شأن و معه المسلمون ،فقال :امسك هذا الّدرهم يا أمير المؤمنين ،قال عليه ال ّ
هذا الّدرهم ؟ قال :كان ثمن قميصك درهمين ،فقال :باعني رضاى و أخذ رضاه .
] [ 395
و في كشف الغمة أيضا قال هارون بن عنترة :قال حّدثني أبي قححال :دخلححت علححى عل ح ّ
ي
سلم بالخورنق و هو يرعد تحت سمل 3قطيفة ،فقلت : بن أبيطالب عليه ال ّ
ل تعالى قد جعل لك و لهل بيتك في هذا المال ما يعّم و أنت تصنع نا ّيا أمير المؤمنين إ ّ
ن هحذه لقطيفححتي اّلححتي
لح محا أرزاكححم محن أمححوالكم شحيئا و ا ّ
بنفسك ما تصحنع ؟ فقحال :و ا ّ
خرجت بها من منزلي من المدينة ما عندي غيرها .
سلم يوما و عليححه ازار مرقححوع فعححوتب عليححه فقححال :يخشححع القلححب
و فيه و خرج عليه ال ّ
ي.
بلبسه و يقتدى بي المؤمنين إذا رآه عل ّ
سلم يوما ثوبين غليظيحن فخّيحر قنحبرا فيهمحا ،فأخحذ واححدا و لبحس هحو
و اشترى عليه ال ّ
الخر ،و رأى في كّمه طول عن أصابعه فقطعه .
سلم إذا
ي عليه ال ّي على عكبرا رجل من ثقيف قال :قال لي عل ّ سلم قد ول ّو كان عليه ال ّ
ي ،فعدت إليه في الوقت المعّين فلححم أجححد عنححده حاجبححا يحبسححنى
ظهر غدا فعد إل ّ صّليت ال ّ
دونه فوجدته جالسا و عنده قدح و كوز ماء ،فدعا بوعاء مشدود مختوم ،
ى جوهرا ،فكسر الختم فاذا فيه سويق فحأخرج منحه فصحّبه فقلت :قد أمننى حّتى يخرج إل ّ
ب عليه ماء فشرب و سقاني فلم أصبر فقلت له :يا أمير المؤمنين أتصححنع في القدح و ص ّ
ل ما أختم عليححهسلم :أما و ا ّ
هذا في العراق و طعامه كما ترى في كثرته ؟ فقال عليه ال ّ
بخل به و لكّنى أبتاع قدر ما يكفيني فأخاف أن ينقص فيوضع فيه من غيره و أنا أكره أن
ل طّيبا ،فلذلك أحترز عليه كما ترى ،فاّياك و تناول ما ل تعلم حّله .
أدخل بطني إ ّ
قال كاشف الغّمة بعد روايته لهذه الخبار و غيرها مّما تركنا روايتها خححوف الطالححة :و
ل عليه من الثار و الخبار و المناقب اّلتي ل تستر أو يستر كم له صّلى ا ّ
-----------
) ( 1تتتتت تتتتتتت
-----------
) ( 2تت تتتت ت تتتت
-----------
) ( 3تتتتت تتتتت تت تتتتتت .
] [ 396
سير ،و المفاخر اّلتي يتعّلم منهححا مححن فخححر ،وسيرة اّلتي هى عنوان ال ّ وجه الّنهار ،و ال ّ
المآثر اّلتي تعجز من بقى كما أعجزت من غبر ،فأعجب بهححذه المكححارم و الفعححال اّلححتي
هي غرر في جهات الّيام ،و الّزهادة اّلتي فاق بها جميححع النححام ،و الححورع اّلححذي حملححه
على ترك الحلل فضل عن الحرام ،و العبادة اّلححتي أوصححلته إلححى مقححام وقححف دونححه كح ّ
ل
القوام .
شححريف تحّمححل هححذه المتححاعب ،و قادهححا إلححى اّتبححاعه فانقححادت انقيححاد
و لّمححا ألححزم نفسححه ال ّ
الجنححائب ،و ملكهححا حّتححى صححاحب منهححا أكححرم عشححير و خيححر مصححاحب ،و استشححارها
ل بححواجب صححار لححه ذلححك طبعححا و سححجّية ،و ل عن منكر و ل أمححرت إ ّ ليختبرها فلم تنه إ ّ
سححعى لبلححوغ انضّم عليه ظاهرا و نية ،و اعمل فيه عزيمة بهّمححة قوّيححة ،و اسحتوى فحي ال ّ
ل بفكر و في تحصيل أجر ،و في تخليد ذكححر غاياته علنية و طوّية ،فما تحّرك حركة إ ّ
لح
ل لطلب فخر و إعلء قدر ،بل لمتثال أمر و طاعة في سحّر و جهححر ،فلححذلك شححكر ا ّ
سعيه حين سعى ،و عّمه بألطافه العميمة و رعى ،و أجححاب دعححائه لمححا دعححى ،و جعححل
ل بكرمه أن يحشرني و محّبيه و إّياه معا . سميعة الواعية فسمع و وعى ،فاسأل ا ّ اذنه ال ّ
ععععععع عععععع
سلم متضّمنا للتحريححض علححى الجححوع و الححترغيب لّما كان هذا الفصل من خطبته عليه ال ّ
صححالحين أحببححت أن أعّرفححك
سلف ال ّ
ل عليه و آله و سّلم و ساير ال ّ
ي صّلى ا ّ
سيا بالّنب ّ
فيه تأ ّ
فوايد الجوع
-----------
) ( 1ت تت تتت تت ت تتت ت ت ت تت ت تتتت ت تت تت
ت تت تتتتت تت تت ت تتت تتت تتتت ت تتت ت
تتتتت ت تتت ت ت تتتتتت تتتتت تت ت ت تت تتت
تتتتت ت ت ت تت ت تتتت ت تت تت ت تتتت ت ت ت
تتتتتت تتتتت تت تتتتتت ت تتت
] [ 397
ن فحي الجحوع
خصحه ببعحض تصحّرف و تغييحر مّنحا :إ ّ
قال الغزالي في إحياء العلوم محا مل ّ
عشر فوايد .
الثانية رّقة القلب و صفائه اّلذي به يتهّيأ لدراك لحّذة المناجحاة و الّتحأثر بالحّذكر ،فكحم محن
ن بينه و بينه حجابا مححنن القلب ل يلتّذ به و ل يتأّثر حّتى كأ ّ ذكر يجرى على الّلسان و لك ّ
قسوة القلب ،و إّنما يحصل الّتلّذذ و الّتأّثر بخلّو المعدة كما هو معلوم بالّتجربة .
الثالثة النكسار و الّذل و زوال البطر و الشر و الفرح اّلذي هو مبححدء الطغيححان و الغفلححة
ن رآُه استغنى « فل تنكسر الّنفس و ل تححذ ّ
ل ن َلَيطغى َأ ْ
ن النسا َ
ل كما قال تعالى » إ ّعن ا ّ
ل بالجوع ،فعنده تسكن لرّبها و تخشححع و تححذعن بعجزهححا و ذّلهححا لمححا ذاقححت بشيء كما تذ ّ
ل نفسححه وحيلتها بلقمة طعام و أظلمت الّدنيا عليها بشربة ماء ،و ما لم يشححاهد النسححان ذ ّ
عجزه ل يرى عّزة موله و ل قهره .
ل عليه و آله لّما جائه جبرئيل و عرض عليه خزائن الّدنيا و أبي ي صّلى ا ّن الّنب ّ
و لذلك إ ّ
من قبولها قال لجبرئيل :دعنى أجوع يوما و أشبع يوما ،فاليوم اّلذي أجوع فيه أتضححّرع
إلى رّبي و أسأله ،و اليوم اّلذي أشبع فيه أشكر رّبي و أحمده ،فقال له جبرئيححل :وّفقححت
لكلّ خير .
] [ 398
السادسة و هي أعظم الفوايد كسرة شهوات المعاصي كّلها و السححتيلء علححى الّنفححس فححانّ
شهوات هى الطعمة البّتة ،فتقليلها شهوات و القوى ،و ماّدة القوى و ال ّ منشأ المعاصى ال ّ
سعادة كّلها في أن يملك الّرجل نفسححه و ل يملكححه نفسححه ل شهوة و قّوة ،و إّنما ال ّيضعف ك ّ
ل بضعف الجوع و الهزال فاذا شبعت قويت و شردت و كما أّنك ل تملك الّدابة الجموح إ ّ
و جمحت ،فكذلك الّنفس .
ن مححن شححبع شححرب كححثيرا ،و مححن كححثر شححربه كححثرسححهر ،فحا ّ
السابعة دفع النوم و دوام ال ّ
جد و العمر أنفس الجواهر و هححو رأس نومه ،و في كثرة الّنوم ضياع العمر و فوات الته ّ
جد غير خفّية .مال النسان به يّتجر و يتزّود لخرته ،و فضيلة الّته ّ
ن كثرة الكل مانعة منهححا ،لّنهححا محتاجححة إلححى الثامنة تيسير المواظبة على العبادات ،فا ّ
طعام و ازدراده فححي الفححم ،و رّبمححا يحتححاج إلححى شححراء
زمان يشتغل فيه بالكل و مضغ ال ّ
طعام و طبخه و غسل اليد و نحوها ،و في ذلك تفويت العمر و تضييع الوقت ال ّ
] [ 399
طاعات و المناجات لعظم أجره و كثر ربحححه فلو صرف زمانه المصروف إلى ذلك في ال ّ
ن سببها كححثرة الكححل و حصححول فضححلة
سلمة من المراض ،فا ّ حة البدن و ال ّ
التاسعة ص ّ
الخلط في المعدة و العروق .
ن من اعتاد قّلة الكل كفاه القليل من الطعام و اليسير من المححال ، العاشرة خّفة المؤنة ،فا ّ
ل يحوم و ليلحة ،ن بطنه صحار غريمحا لحه آخحذا بخنحاقه فحي كح ّ بخلف من تعّود البطنة ،فا ّ
فيلجاه إلى أن يمّد عين الطمححع إلححى النححاس ،و يححدخل المححداخل فيكتسححب إمححا مححن الحححرام
فيعصى ،أو من الحلل فيحاسب .
هذا كله مضافا إلى ما في قّلة الكل من التمّكن من اليثار و التصّدق بفاضححل قححوته علححى
ل صححدقته ،و قححد تقحّدم فححي شححرح الخطبححة الفقراء و المساكين ،فيكون يوم القيامة في ظح ّ
المأة و التاسعة في فضايل الصوم و الصححدقة مححا يححوجب زيححادة البصححيرة فححي هححذا المقححام
فليتذّكر .
] [ 400
به صلبه ،فان كان و ل بّد فليكن الّثلث للطعام و الّثلث للشراب و الّثلث للّنفس .
و مراتب الكل على ما قاله بعضهم سبع :الولى ما به تقوم الحياة الثانية أن يزيححد حّتححى
أن يصوم و يصّلى عن قيام ،و هذان واجبان الثالثة أن يزيد حّتى يقوى على أداء النوافل
سب للّتوسعة ،و هححذان مسححتحّبان الخامسححة أن يملء الرابعة أن يزيد حّتى يقدر على التك ّ
الّثلث و هذا جايز السادسة أن يزيد على ذلك فيثقححل البححدن و يكححثر النححوم ،و هححذا مكححروه
ى عنهححا و هححذا حححرام ،و يمكححن إدخححال
السابعة أن يزيد حّتى يتضّرر و هى البطنة المنه ّ
الولى إلى الّثانية و الثالثة إلى الّرابعة .
ععععععع
فصل دويم از اين خطبححه متضحّمن اسححت ابطححال دعححوى بعححض أهححل زمححان رجححا بثححواب
خداوند را و خوف از عقاب آن مىفرمايد :
ق خححداى اّدعا مىكند بزعم فاسد خود كه اميدوار است بخداى تعححالى دروغ ميگويححد بح ح ّ
بزرگ ،چيست حال او كه ظاهر نمىشود رجا و اميدوارى در عمل او و هر كححه اميححد
داشته باشد شناخته مىشود اميدواري در عمل و كردار او مگر اميد بخداوند متعال كححه
بدرستي آن مغشوش است و معيوب ،و هر ترس محّقق اسححت مگححر تححرس از حقتعححالى
پس بدرستى كه آن معلولست و مريض ،اميد مىدارد آن شخص بخدا در چيححز بححزرگ
و اميححد مىدارد بححه بنححدگان در چيححز حقيححر پححس مىدهححد بححه بنححده چيزيححرا كححه نمىدهححد
بپروردگار ،پس چيست شححأن خححداى عحّز و جححل كححه تقصححير كححرده مىشححود بححأو از آن
چيزى كه رفتار مىشود با آن بر بندگان او ،آيا مىترسى كه
-----------
) ( 1تت تتتتتت ت تتتتتت ت تتتتت تتت
] [ 401
باشى در اميدوارى تو بأو دروغ گوى ،يا باشى كه نححه بينححى او را از بححراى اميححدوارى
محل قابل .
و همچنين است اگر او بترسد از بنده از بندگان خدا عطا مىكند بأو از جهة خوف خود
چيزيرا كه عطا نمىكند بپروردگار خود ،پس ميگرداند ترس خود را از بندگان نقححد و
ترس خود را از خالق خود وعده غير اميدوار ،و همين قححرار اسححت كسححى كححه عظححم و
شأن داشته باشد دنيا در چشم او ،و بزرگ باشد وقع دنيا از قلب او ترجيححح مىدهححد آن
دنيا را بر خدا پس بالكّليه رجوع نمايد بآن دنيا و برگردد بنده از براى آن .
سححلم صححاحب و اگححر مىخححواهى سححه تححا گردانححى آنححرا بححا زهححد حضححرت داود عليححه ال ّ
مزمارهححاى زبححور و قححرائت كننححده أهححل بهشححت ،پححس بتحقيححق كححه بححود عمححل مىكححرد
ببافتهشدههاى برگ درخت خرما يعنى زنبيل مىبافت بدست خححود مىگفححت بهمنشححينان
خود كدام يك از شما كفايت مىكند مرا بفروختن اين ،و مىخورد نان جححوى از قيمححت
آن .
] [ 402
ل عليه و آله و سّلم ،پس بتحقيححق كححه سى كن به پيغمبر پاك پاكيزه خودت صّلى ا ّ پس تأ ّ
در اوست قابلّيت متبوعّيت از براى كسى كه اقتدا و تبعّيت نمايححد ،و ليححاقت انتسححاب از
براى كسى كه نسبت خود را باو بدهد ،و دوسترين بندگان بسوى خححدا كسححى اسححت كححه
سى نمايد بححه پيغمححبر خححود و متححابعت كنححد أثححر او را ،خححورد دنيححا را خححوردنى أنححدكتأ ّ
بأطراف دندان و پر نكرد از آن دهان خود را ،و نظر التفات بسوى او نگماشت ،
لغرترين أهل دنيا بود از حيثّيت تهىگاه ،و گرسنهترين ايشان بوده از حيثّيت شححكم ،
عرض كرده شد بر او خزاين دنيا پس امتنححاع فرمححود از قبححول آن و دانسححت كححه خححداى
تعالى دشمن داشته چيزى را پس دشمن گرفححت آن حضححرت نيححز آنححرا ،و حقيححر گرفتححه
چيزيرا پس حقير گرفت آن حضرت نيز آن را ،و كوچححك و بىمقححدار شححمرده چيزيححرا
پس كوچك شمرد آن هم او را .
و اگر نشود در ما هيچ چيز مگر محّبت ما بچيزى كه دشمن داشته خدا و رسول او ،و
تعظيم ما چيزى را كه خوار و خرد شمرده خدا و رسول او هر آينححه كفححايت مىكنححد آن
از حيثّيت مخالفت مر خدا را ،و از حيثّيت معاداة و مجانبت از فرمان آن .
و مىنشست مانند نشستن غلم ،و مىدوخت با دسححت خححود كفححش خححودش را ،و پينححه
ميزد با دست خود رخت خود را ،و سوار مىشد بر دراز گوش برهنه و رديف ميكرد
] [ 403
در پس خود ديگريرا ،و مىبود پرده بر در خانه آن حضرت پححس مىشححد در آن پححرده
نقش نگارها ،پس مىفرمود بر يكى از زوجات خححود :أى فلنححه پنهحان كحن ايححن را از
نظر من ،پس بدرسحتى كحه مححن زمححانى كحه نظححر مىكنححم بسححوى آن يححاد مىكنحم دنيحا و
زينتهاى آنرا .
پس اعراض فرمود از دنيا بقلب مبارك خححود ،و معححدوم سححاخت ذكححر دنيححا را از نفححس
نفيس خود ،و دوست گرفت كه غايب شود زينت آن از چشم جهان بيححن خححود تححا اينكححه
اخذ ننمايد از دنيا لباس فاخرى ،و اعتقاد نكند آنرا آرامگاهى ،
و اميد نگيرد در آن اقامت را ،پس بيرون نمود دنيا را از نفس نفيس ،و كوچانيد ح حبّ
دنيا را از خواطر أنور ،و غايب گردانيد آن را از نظر آفتاب منظر ،و همچنين اسححت
هر كس كه دشمن مىگيرد چيزيرا دشمن ميگيرد آنكه نگاه كند بسححوى آن و آنكححه ذكححر
بشود نام و نشان آن در نزد او .
ل عليه و آله و سّلم چيزى كه دللححت كنححد تححرا و بتحقيق كه هست در رسول خدا صّلى ا ّ
ص خححودش ،و بر بديهاى دنيا و عيبهاى آن از جهت اينكه گرسنه ماند در دنيححا بححا خححوا ّ
دور كرده شد از او زينتهاى آن با وجود بزرگى قرب و منزلت او .
پس بايد كه نظر كند نظحر كننحده بعقحل خحود كحه آيحا گرامحى داشحته خحداى تعحالى محّمحد
ل عليه و آله را به سبب اين ،يحا خححوار نمححوده آن را ؟ پحس اگحر گويحد مصطفى صّلى ا ّ
خوار فرموده او را پححس بتحقيححق كححه دروغ گفتححه قسححم بخححداى بزرگححوار ،و اگححر گويححد
گرامى داشته او را پس بايد كه بداند آنكه خداى متعال بتحقيق كه خوار كرده غير او را
از جهة اينكه بسط فرموده دنيا را از براى آن غير ،و صرف نمححوده دنيححا را از أقححرب
خلق بسوى او .
سى كننده به پيغمبر برگزيده خود ،و پيروى نمايد أثححر او را ،
سى نمايد تأ ّ
پس بايد كه تأ ّ
ل پس أيمن نشود از هلكت . ل دخول آن ،و إ ّ و داخل شود بمح ّ
] [ 404
و معايب ،ننهاد سنگ بالى سنگى تا اينكه در گذشت براه خود و اجابت فرمود دعوت
كننده پروردگار خود را .
پس چه قدر بزرگست مّنت و نعمت خدا در نزد ما وقتى كه انعام فرمود با آن حضححرت
بر ما پيش روى كه متابعت كنيححم او را ،و پيشححوائى كححه كححام مىنهيححم در پححى او ،قسححم
بخدا بتحقيق كه پينه دوزاندم اين دّراعه خححود را تححا بمرتبححه كححه خجححالت كشححيدم از پينححه
دوزنده آن ،و بتحقيق كه گفت مرا گوينده :آيا نمىاندازى آن را از خودت ؟ پححس گفتححم
كه دور شو از من كه در نزد صبح ستايش كرده مىشوند مردمان شب رونده .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
و هى المأة و الستون من المختار فححى بححاب الخطححب بعثححه بححالّنور المضححىء ،و البرهححان
ي ،و المنهححاج البححادي ،و الكتححاب الهححادي ،أسححرته خيححر أسححرة ،و شححجرته خيححر الجل ح ّ
شجرة ،أغصانها معتدلة و ثمارها متهّدلة ،مولده بمّكة ،و هجرته بطيبة ،علبها ذكره
جة كافية ،و موعظة شافية ،و دعوة متلفية ،أظهححر بححه ،و امتّد بها صوته ،أرسله بح ّ
شرايع المجهولة ،و قمع به البدع المدخولة ،و بّين به الحكححام المفصححولة ،فمححن يبتححغ ال ّ
غير السلم دينا تتحّقق شقوته ،و تنفصححم عروتححه ،و تعظححم كبححوته ،و يكححن مححآبه إلححى
لح توّكححل النابححة إليحه ،و أسترشحدهطويل ،و العذاب الوبيحل ،و أتوّكححل علححى ا ّ
الحزن ال ّ
سبيل ال ّ
] [ 405
ل رغبته .
المؤّدية إلى جّنته ،القاصدة إلى مح ّ
ل و طاعته فإّنها الّنجاة غدا ،و المنجاة أبححدا ،رّهححب فححأبلغ ،و
ل بتقوى ا ّ
أوصيكم عباد ا ّ
غب فأسبغ ،و وصف لكم الّدنيا و انقطاعها ، رّ
و زوالها و انتقالها ،فأعرضوا عّما يعجبكم فيها لقّلة ما يصحححبكم منهححا ،أقححرب دار مححن
ل غمومهححا و أشححغالها لمححا قححد
ضوا عنكم عباد ا ّ
ل ،فغ ّ
ل ،و أبعدها من رضوان ا ّ سخط ا ّ
شفيق الّناصح ،و المجّد الكادح أيقنتم به من فراقها و تصّرف حالتها ،فاحذروها حذر ال ّ
،و اعتبروا بما قد رأيتم من مصارع القرون قبلكم قد تزايلت أوصالهم ،
و زالت أبصارهم و أسماعهم ،و ذهب شرفهم و عّزهم ،و انقطع سرورهم و نعيمهححم ،
فبحححّدلوا بقحححرب الولد فقحححدها ،و بصححححبة الزواج مفارقتهحححا ،ل يتفحححاخرون ،و ل
لح ححذر الغححالب لنفسححه
يتناسحلون ،و ل يحتزاورون ،و ل يتجحاورون ،فاححذروا عبحاد ا ّ
طريق جدد ، ن المر واضح ،و العلم قائم ،و ال ّ
المانع لشهوته الّناظر بعقله ،فإ ّ
ععععع
] [ 406
و ) الّتهّدل ( السترخاء و التدّلى و ) طيبة ( بالفتح و التخفيف اسم مدينة الّرسححول ص حّلى
لح
لح صحّلى ا ّ ل عليه و آله و سّلم كطابة و الطيبة و كان اسمها يححثرب فسحّماها رسححول ا ّ ا ّ
ل ح و ضححربه عليححه و آلححه بطيبححة و ) التلفححي ( السححتدراك و ) قمعححه ( يقمعححه قهححره و ذ ّ
بالمقمعة و زان مكنسة و هى العمود من الحديد أو كالمحجن يضرب به على رأس الفيححل
و خشبة يضرب به النسان على رأسه و ) كبا ( الجواد كبححوا عححثر فوقححع إلححى الرض و
ب على وجهه و السم الكبوة و ) نجا ( نجوا و نجاة خلص و قال الشارح المعححتزلي : انك ّ
و المنجاة مصدر نجا ينجو و النجححاة الّناقححة ينجححى عليهححا و ) ل يتجححاورون ( بححالجيم مححن
المجاورة و يروى بالحاء المهملة .
ععععععع
الباء في قوله :بالّنور ،للمصاحبة و الملبسة ،و تعدية القاصححدة بححالى لتضححمينها معنححى
ل تعالى ،و الفححاء فححي قححوله :فأعرضححوا ،غب راجع إلى ا ّ
الفضاء ،و فاعل رّهب و ر ّ
ي ،و الفححاء
فصيحة و أقرب دار خبر لمبتداء محذوف ،و جملة قد تزايلت اسححتيناف بيححان ّ
في قوله :
صل على المجمل .
فبّدلوا ،عاطفة من عطف المف ّ
عععععع
سلم ) ابتعثه ( و في بعض الّنسخ بعثه بحدله و همحا بمعنححى كمححا محّر ) بحالّنور قال عليه ال ّ
شارح المعتزلي له بالّدين او القححرآن و هححم ل ّ
ن المضىء ( أراد به نور الّنبوة ،و تفسير ال ّ
المراد بالمنهاج التي ذلك ،و الكتاب أيضا يجيء ذكره و الّتأسيس أولى مححن الّتأكيححد ) و
ي ( أى بالمعجزات البححاهرات و الدّلححة الواضحححة علححى حقّيتححه ) و المنهححاج البرهان الجل ّ
شريعة و الّدين ) و الكتاب الهادى ( إلى سبيل الجّنة ظاهر يعني ال ّطريق ال ّ
المبادى ( أى ال ّ
و طريق الّنجاة قال تعالى :
ن.
ى ِلْلُمّتقي َ
ب ِفيِه ُهد ً
ب ل َرْي َ
ك اْلِكتا ُ
ذِل َ
] [ 407
) اسرته خير اسرة و شجرته خير شجرة ( أى رهطه خير رهط و أصله خير أصححل ،و
قد مضى شرح هاتين القرينتين في شرح الخطبة الّثالثة و الّتسعين مستوفا و ل حاجة هنا
إلى العادة .
طهحارة) أغصانها معتدلة ( المراد بها الغصان المعهودة أعنحي أهحل بيحت العصحمة و ال ّ
ن الجمع المضاف إّنما يفيد العموم حيث ل عهد ،و القرينة على ارادة الخصححوص هنححا فا ّ
ن المراد به اعتدالها في الكمالت الّنفسانّية و كونها
ظاهر أ ّ
ن ال ّ
قائمة و هى قوله معتدلة فا ّ
مصونة من التفريط و الفراط كما قال تعالى :
سطًا .
جَعْلناُكْم ُأّمًة َو َ
ك َ
َو َكذِل َ
ل:
سلم إّنما انزل ا ّ
و في رواية حمران عنه عليه ال ّ
عَلْيُكححْم
ل َ
سو ُ
ن الّر ُ
عَلى الّناس َو َيُكو َ
شَهدآَء َ
سطًا يعني عدل ِلَتُكوُنوا ُ
جَعْلناُكْم ُأّمًة َو َ
ك َ
َو َكذِل َ
شهيدًا .َ
ن محا قحاله
ل الئمة و الّرسل ،فقد علحم بمحا ذكرنحاه أ ّ
قال :و ل يكون شهداء على الّناس إ ّ
ل ح عليححه و آلححه و
ن لفظ الغصان مستعار لشخاص بيتححه ص حّلى ا ّ شارح البحراني من أ ّ
ال ّ
سلم و أولده و زوجته و أعمامه و اخححوته ،و اعتححدال هححذه الغصححاني عليه ال ّ
سّلم كعل ّ
في الفضل و الشرف سخيف ،إذ اعتدال الّولين مسّلم ،و أّما العمام و الخوة فقياسححهم
عليهم فاسد ،
] [ 408
جة كافية ( يعني اليات القرآنية الكافيححة فححي إثبححات نبحّوته مضححافة إلححى سححاير
) أرسله بح ّ
لح عليححه و آلححه و سحّلم ) و موعظححة شححافية ( لسححقام القلححوب و أمححراض معجزاته صّلى ا ّ
الّنفوس ،
و المراد بها ما اشتمل عليه الكتاب الكريم و السّنة الكريمة من الوعد و الوعيد و ضححرب
المثال و الّتذكير بححالقرون الخاليححة و المححم الماضححية الموقظححة للخلححق مححن نححوم الغفلححة و
المنقذة لهم من ضلل الجهالة ) و دعوة متلفية ( متداركة بها ما فسد من نظام أمر الّدين
في أّيام الجاهلّية .
شريعة الّنبوّيححة اّلححتي كححانت
ن المراد بها قوانين ال ّ
شرايع المجهولة ( الظاهر أ ّ) أظهر به ال ّ
ل عليه و آله و سّلم و تشححريعه مجهولة بين الّناس ثّم ظهرت و عرفت بعد وجوده صّلى ا ّ
سنن اّلتي لم تكن منسوخة و إّنما كححانت اّياها ،و يجوز أن يراد بها شرايع الماضين من ال ّ
لح
ي صحّلى ا ّ مجهولة بين الّناس لبعد العهد و طول الّزمان و اّتبححاع الهححوى فأظهرهححا الّنححب ّ
عليه و آله و سّلم و أمر بأخذها و لزومها .
) و قمع به البدع المدخولة ( أراد بها مححا كححان أهححل الفححترة و أّيححام الجاهلّيححة أبححدعوها فححي
جهححم لجلهححا وشرع المبين من عبادة الصنام و نحرهححم لهححا و ح ّ الّدين و أدخلوها على ال ّ
ل زلفى ،و من الّنسىء و الطواف بالبيت عريانا و غيرهححا مححن زعمهم أّنها تقّربهم إلى ا ّ
ل عليه و آلححه تلححك البححدع و أذ ّ
ل ي صّلى ا ّ ل سبحانه ببعث الّنب ّ لا ّالبدع اّلتي ل تحصى فأذ ّ
المبدعين و قطع دابر الكافرين .
] [ 409
لح عليححه و آلححه و سحّلم المفصححولة الن ) و بّين به الحكام المفصولة ( أي أحكامه صّلى ا ّ
ببيانه ،ل أّنها كانت مفصولة قبل ) فمن يبتغ ( و يطلب ) غير السلم دينا ( بعد ما بلغه
ل عليه و آله و سّلم و أعلمححه و شححرعه و أفصححح عححن معححالمه و أقححام الّدلححة ي صّلى ا ّ الّنب ّ
حته و حقّيتححه ) تتحّقححق شححقوته ( فححي الخححرة ) وسححاطعة علححى صح ّ القاطعة و الححبراهين ال ّ
سححك بححه مححن حبححل الّنجححاة ) و تعظححم كبححوته ( و عححثرته
تنفصم عروته ( أى ينقطع مححا يتم ّ
سخط العظيم ) و يكن ( مرجعه و ) مآبه إلى الحزن الطويححل و فيطيح في نار الجحيم و ال ّ
شديد سره بال ّالعذاب الوبيل ( المتضّمن للهلك و الوبال في دار البوار ،و هذا مراد من ف ّ
.
] [ 410
طاعة عبارة عن امتثال الوامححر و الّنححواهي أشححار طاعة و كانت ال ّو لّما أمر بالّتقوى و ال ّ
جة و لم يبق لحد معذرة في التقصير حيث ) ل سبحانه قد أعذر و أنذر و أتّم الح ّ نا ّ
إلى أ ّ
رهب ( المجرمين بعححذاب الجحيححم و السححخط العظيححم ) فححأبلغ ( فححي ترهيبححه ) و رغححب (
المطيعين في درجات الجنان و الحور و الغلمححان و أكححبر نعمححائه الّرضححوان ) فأسححبغ ( و
أكمل في ترغيبه ) و وصف لكم ( في قوله :
لْولدِ
ل َو ا َْ
لْمححوا ِ
خٌر َبْيَنُكْم َو َتكاُثٌر ِفححى ا َْ
ب َو َلْهٌو َو زيَنٌة َو َتفا ُحيوُة الّدْنيا َلِع ٌ
عَلُموا َأّنَما اْل َِإ ْ
عذا ٌ
ب خَرِة َ لِحطامًا َو ِفي ا ْ ن ُصَفّرا ُثّم َيُكو ُ ج َفَتراُه ُم ْب اْلُكّفار َنباُتُه ُثّم َيهي ُ
ج َعَث َأ ْ
غْي ٍ ل ََكَمَث ِ
شديٌد . َ
كما وصف في غيححره مححن آيححات الكتححاب الكريححم و القححرآن الحكيححم ) الحّدنيا و انقطاعهححا و
زوالها و انتقالها ( و حيث إّنها موصوفة بالنقطاع مّتصححفة بسححرعة الحّزوال و النقضححاء
) فاعرضوا ( بقلوبكم ) عّما يعجبكم منها ( من زينتها و زخارفهححا و ازهححدوا فيهححا و فححي
رياشها ) لقّلة ما يصحبكم منها ( قال الشارح البحراني :و إّنما قال :لقّلة ذلححك و لححم يقححل
ن السالكين ل بّد أن يستصحبوا منها شيئا و هو ما يكتسحبه أححدهم محن الكمحالت لعدمه ل ّ
ن القدر الححذي يكتسححبه المححترفون مححن الكمححالت إذا قصححدوا بححأموالهم و إلى الخرة ،و لك ّ
ل نزر قليل ،و مححع ذلححك فهححم فححي غايححة الخطححر و ساير زينة الحياة الّدنيا الوصول إلى ا ّ
ل حركححة و تصحّرف ،بخلف أهححل القشحف الحذين اقتصحروا منهححا علحى مزّلة القدم في كح ّ
مقدار الضرورة البدنّية ،و يحتمل أن يريد بالقليل اّلذي يصحبهم منها كالكفن و نحوه .
ن الطالب فيها لتحصيل رضوانه و للنتفححاع بقيناتهححا فححي ل(لّ ) و أبعدها من رضوان ا ّ
ل ( و كّفححوا عححن أنفسححكم و اخرجححوا عححن قلححوبكم
ضوا عنكم عباد ا ّ سلوك سبيله قليل ) فغ ّ
ن الغحّم و
) غمومها و أشغالها لما قححد أيقنتححم بححه مححن فراقهححا و تصحّرف حالتهححا ( يعنححي أ ّ
ن الشتغال بما يفنى شححاغل الشتغال انما يحسن أن يوجها نحو ما يبقى دون ما يفنى مع أ ّ
عن الشتغال بما يبقى ،و هو ليس فعل العاقل .
و قال :ل تشعروا قلوبكم الشتغال بما قد فات فتشغلوا أذهانكم عن الستعداد لما لم يححأت
) فاحذروها ( علححى أنفسححكم ) حححذر الشححفيق الناصححح ( علححى شححفيقه ) و ( حححذر ) المجحّد
الكادح ( من خيبة سعيه .
لح بححن المغيححرة عححن غيححاث ابححني بن إبراهيم عن أبيه عن عبححد ا ّ روى في الكافي عن عل ّ
سلم إنما مثححل ال حّدنيا
ي عليه ال ّ
ن في كتاب عل ّ سلم قال :إ ّ
ل عليه ال ّإبراهيم عن أبي عبد ا ّ
سها و في جوفها السّم النافع يحذرها الرجل العاقححل ،و يهححوى إليهححا كمثل الحّية ما ألين م ّ
ي الجاهل . صب ّ
ال ّ
) و اعتححبروا بمحا قحد رأيتححم محن مصححارع القححرون ( الماضحية ) قبلكححم ( فحانكم عّمحا قليححل
لحقون بهم و صائرون مثلهم ) قد تزايلت أوصالهم ( و أعضائهم ) و زالت أسححماعهم و
أبصارهم ( و جرت أحداقهم على الخدود ،و سالت أفواههم و مناخرهم بالقيح و الصديد
) و ذهب شرفهم و عّزهم و انقطع سرورهم و نعيمهححم ( فل تنظححر إلححى طيححب عيشححهم و
لين رياشهم و لكن انظر إلى سرعة ظعنهم و سوء منقلبهم .
] [ 412
كحححححححححححم قحححححححححححد أبحححححححححححادت صحححححححححححروف الحححححححححححّدهر محححححححححححن ملحححححححححححك
قححححححححححححححد كححححححححححححححان فححححححححححححححي الححححححححححححححّدهر نّفاعححححححححححححححا و ضححححححححححححححّرارا
ثّم انظر إلى أهل القبور كيف صاروا إليها بعد سكنى القصور ،و انتقلوا إلى دار الوحححدة
و ارتحلوا إلى بيت الوحشة ليس لهم أنيس به يستأنسون و ل سكن إليه يسححكنون ) فبححدلوا
بقححرب الولد فقححدها و بصحححبة الزواج مفارقتهححا ( بححل اسححتوحش مححن قربهححم الولد و
لف و الحبححاب ) ل يتفححاخرون و ل يتناسححلون و ل الصحاب ،و استنفر مححن قححبرهم ال ّ
يتزاورون و ل يتجاورون ( إذ لم يبق لهم زائر و ل مجاور
و إنما صار هوام الرض لهم الّزوار و الضيفان ،و الحشرات و الديدان لهم الجيححران و
انحصر لباسهم و رياشهم في الكفان .
سوء ) المانع لشححهوته ( ل ( ثّم احذروا ) حذر الغالب لنفسه ( الّمارة بال ّ ) فاحذروا عباد ا ّ
ن المحر واضحح ( المؤّدية إلى هلكته ) الناظر بعقله ( الممّيز بين منفعتحه و مضحّرته ) فحا ّ
أى أمر الّدنيا و الخرة ظاهر ل خفاء فيه ) و العلم قححائم ( أى علححم الشححريعة الهححادى إلححى
ل ) جدد ( سححهل ) و السححبيل ( إلححى رضححوان ق قائم ل غبار عليه ) و الطريق ( إلى ا ّ
الح ّ
ل تعالى ) قصد ( مستقيم .
ا ّ
لححححححححححححححححححح رّبحححححححححححححححححححه
فطحححححححححححححححححححوبى لعبحححححححححححححححححححد آثحححححححححححححححححححر ا ّ
و جاد بدنياه لما يتوّقع
ععععععع
] [ 413
و با راه واضح كه جاّده شريعت است ،و با كتاب مشتمل بهدايت كه قرآن كريم است ،
رهط و قبيله آن حضرت بهترين قبايلست ،و درخت آن بزرگوار بهترين درختهاست ،
شاخهاى آن درخت معتدلند و متقارب ،و ميوههاى آن فروريخته شده است و آويزان ،
ظمه است ،و هجرت او بمدينه طيبه در مدينه بلند شد مكان ولدت آن حضرت مّكه مع ّ
ذكر آن ،و كشيده شد در آن صداى آن ،در رسيد بآفاق و أكناف فرستاد خداوند عححّز و
جت كفايت كننده ،و با موعظه شفا دهنححده ،و بححا دعححوت تححدارك كننححده ،
جلّ او را با ح ّ
ظاهر فرمود خدا باظهار و بيان آن حضرت شريعتهاى مجهوله را ،
و منكححوب و مخححذول نمححود بوجححود او بححدعتهاى مححدخوله را ،و روشححن گردانيححد بزبححان
گوهر فشان او حكمهاى فصل شده را ،پس هر كه طلب نمايححد غيححر از اسححلم دينححى را
متحّقق مىشود شقاوت او ،و گسيخته مىشود متمسك او ،و بزرگ گححردد لغححزش او ،
ل مىكنححم بخداونححد توّكححل
و باشد بازگشت او بسوى اندوه دراز ،و عذاب شديد ،و توكح ّ
رجوع كردن بسوى او ،و طلب ارشاد مىكنم از او براهححى كححه رسححاننده باشححد ببهشححت
ل رغبت او . عنبر سرشت او ،و قصد كننده باشد به مح ّ
وصّيت ميكنم شما را أى بندگان خدا بپرهيزكححاري از خححدا و فرمححان بححرداري او ،پححس
بدرستى كه پرهيزكاري و فرمان برداري رستگاريست فردا روز قيامت ،
پس باز داريد از خودتان اى بندگان خححدا غمهححاى دنيححا و شححغلهاى آن را از جهححت آنكححه
محّققا يقين كردهايد بآن از مفارقت آن و انقلب حالت آن ،پححس بترسححيد در آن همچححو
ترسيدن برادر مهربان نصيحت كننده ،و مثل ترسيدن صاحب جّد و جهححد سححعىكننده ،
و عبرت برداريد بآنچه كه ديديد از مهالك قرنهائى كه
] [ 414
پيش از شما بودند ،بتحقيق كه جدا شد از يكديگر عضوهاى بححدن ايشححان ،و زايححل شححد
گوشها و چشمهاى ايشان ،و رفت بزرگواري و عّزت ايشان ،و بريده گشححت شححادى و
نعمت ايشان ،پس بدل كرده شدند بنزديكى اولد نايابى ايشانرا ،
و بمصاحبت زنححان جححدائى ايشححان را ،تفححاخر نمىتواننححد بكننححد بيكححديگر ،و نسححل أخححذ
نمىكنند ،و زيارت يكديگر نمىنمايند ،و با هم همسايگى نمىكنند .
پس حذر كنيد اى بندگان خدا مثل حذر نمودن كسى كه غلبه نمايد بر نفس خود ،و منححع
كننده باشد شهوت خود را ،و نظر كننده باشد بچشم عقل خود پس بدرستى كه امر دنيححا
و آخرت واضح است و روشن ،و علم شريعت قائمست و بر پا و راه حححق سححهل اسححت
و آسان ،و راه درست مستقيم است و راست .هنا انتهى الجزء التاسع محن هحذه الطبعحة
الجديدة النفيسة ،و تّم تصحيحه و ترتيبه و تهذيبه بيد العبد » السيد ابراهيححم الميححانجى «
عفى عنه و عن والديه في اليوم الثانى عشححر مححن شححهر الح العظححم سححنة 1381و يليححه
انشاء ال الجزء العاشر و أوله :