Professional Documents
Culture Documents
)حبيب ال الخوئي(
ج 10
عععع ععع ععععععع عع ععع عععع ععع ععععع ع
ع عععععع
ل الّرحمن الّرحيم
بسم ا ّ
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
ق
صسهر و حس ّ يا أخا بني أسد إّنك لقلق الوضين ترسل فسي غيسر سسدد و لسك بعسد ذمامسة ال ّ
المسئلة ،و قد استعلمت فاعلم أّما الستبداد علينسسا بهسسذا المقسسام و نحسسن العلسسون نسسسبا ،و
حت عليهسسا نفسسوسل عليه و آله و سّلم نوطا فإّنها كانت أثرة شس ّ الشّدون بالّرسول صّلى ا ّ
ل و المعسسود إليسسه القيمسسة و دع 1عنسسك نهبسسا قوم و سخت عنها نفوس آخرين ،و الحكم ا ّ
صيح في حجراته
-----------
) ( 1للل ل ل ل .
][3
ععععع
) قلق ( قلقا من باب تعب اضطرب فهو قلق ككتف و ) الوضين ( كما عن الّنهايسسة بطسسان
سسسرج و ) الرسسسال ( منسوج بعضها على بعض يشّد به الّرحسسل علسسى البعيسسر كسسالحزام لل ّ
صسسسواب و السسسستقامة و سسسسداد ال ّسسسسدد ( محّركسسسة كال ّ
الطلق و اهمسسسال الّتسسسوجيه و ) ال ّ
) الّذمامة ( بكسر الّذال المعجمة :الحرمة و ) الصهر ( القرابسسة قسسال ابسسن السسّكيت :كس ّ
ل
من كان من قبل الّزوج من أبيه أو أخيه أو أعمامه فهم الحماء و من كان من قبل المرئة
صنفين الصهار . فهم الختان ،و تجمع ال ّ
و ) استبّد ( في المر انفرد به من غير مشارك له فيه و رجل ) يسسستأثر ( علسسى أصسسحابه
أى يختار لنفسه أشياء حسنة ،و السم الثرة محّركة و الثرة بالضّم و الكسر و الثسسرى
كالحسنى و ) المعود ( إّما اسم لمكان العود أو مصدر بمعنسساه .و فسسي بعسسض النسسسخ يسسوم
القيامة باضافة يوم و ) الحجرات ( الّنسسواحي جمسسع حجسسرة كجمسسرة و جمسسرات و ) هّلسسم (
اسم فعل يستعمل بمعنى هات و تعال ،فعلى الّول متعّد و على الّثسساني لزم يسسستوى فيسسه
الواحد و الجمع و المذّكر و المؤّنث في لغسسة أهسسل الحجساز ،و أهسسل نجسد يقولسسون هلّمسسا و
هلّموا .
][4
ثقب البئر و الفوار بالضّم و الّتخفيف ما يفور من حّر القدر و بهما قرء و الّول أظهسسر و
ظ مسسن المسساء قسسال
شرب ( بالكسر الح ّ
) جدحه ( يجدحه من باب منع خلطه و مزجه و ) ال ّ
تعالى » :لها شرب و لكم شرب يوم معلوم « و ) الوبىء ( ذو الوباء و المرض .
ععععععع
قوله لقلق الوضين صفة حسذف موصسسوفها للعلسسم بسه ،و جملسسة ترسسل ،فسسي محسلّ الّرفسسع
ق المسألة مرفوعان على البتسسداء ،و عطف بيان ،و لك خبر مقّدم و ذمامة الصهر و ح ّ
سع ،و جملة و نحسسن العلسسون فسسي مح س ّ
ل بعد ،ظرف لغو متعّلق بذمامة تقديمه عليه للّتو ّ
الّنصب على الحال ،و نسبا و نوطا منصوبان على التميز ،و تعدية سخت بعن لتضمين
معنى العراض ،و القيامة في بعض الّنسخ بالّرفع و في بعضها بالنصب ،فالّول مبن ّ
ى
على أّنه خبر لمعود و جعله اسم مكان ،و الّثاني على كونه ظرفا له و جعله مصدرا .
و البيت أعني قوله :و دع عنك نهبا صيح في حجراته ،مطلع قصيدة لمرء القيسسس ابسسن
حجر الكندي و تمامه :و لكن حديثا مسسا حسسديث الّرواحسسل ،و قسسد أثبسست المصسسراع الّثسساني
ل بصسدر السبيت ساخ ،و أّنه لم يتمّثسل إ ّ ظاهر أّنه سهو من الن ّ أيضا في بعض الّنسخ ،و ال ّ
شسسارح المعسستزلي و و أقام قوله :و هلّم الخطب ،مقام المصسسراع الّثسساني كمسسا نّبسسه عليسسه ال ّ
غيره .
و كيف كان فقوله :حديثا ما اه انتصب حديثا باضمار فعل أي حّدثنى أو أسمع أو هات ،
و يروى بالّرفع على أّنه خبر محذوف المبتداء أى غرضى حديث و ما هيهنسسا تحتمسسل أن
تكون ابهامّية و هي الّتي إذا اقترنت بنكرة زادته إبهاما و شياعا كقولك :
ى كتاب كان ،و تحتمل أن تكون صلة مؤّكدة كما في قسسوله اعطنى كتابا ما ،تريد ،أى أ ّ
تعالى » فبما نقضهم ميثاقهم « و أّما حديث الّثاني فقد ينصسسب علسسى البسسدل مسسن الّول ،و
قد يرفع على أن
][5
صسسلة
يكون ما موصولة و صلتها الجملة أي الذي هو حديث الّرواحل ،ثّم حذف صسسدر ال ّ
ي قسسوله :و لكما في » اتماما على الذي أحسن « أو على أن تكسسون اسسستفهامية بمعنسسى أ ّ
جسسب و التفخيسسم وغرو ،ل لنفى الجنس محذوف خبرها ،و قوله :فيا له خطبا الّنداء للتع ّ
خطبا منصوب على التميز من الضمير .
عععععع
ن المستفاد من روايتي العلل و المالي التيتين أنّ هذا الكلم ) قاله لبعض أصحابه اعلم أ ّ
( بصّفين ) و ( ذلك أّنه ) قد سأله ( و قال له ) كيف دفعكسسم قسسومكم عسسن هسسذا المقسسام ( أى
ق بسه ( منهسم و مسن غيرهسم لعلسّو النسسب و شسرافة مقام الخلفة و الوصساية ) و أنتسم أحس ّ
سة الّرحم و مزيد التقّرب و غزارة العلسسم و وفسسور الحلسسم و ملكسسة العصسسمة و الحسب و ما ّ
طهارة و ثبوت الوصّية و حقوق الوراثة و ساير خصايص الولية ) فقسسال عليسسه فضيلة ال ّ
سائل ) يا أخا بني أسسسد اّنسسك ل ( رجسسل ) قلسسق الوضسسين ( أي مضسسطرب سلم ( مجيبا لل ّ ال ّ
البطان أراد به خّفته و قّلة ثباته كالحزام إذا كان رخوا ،لّنه قد سأله في غير مقسسامه كمسسا
جهها في غير أبان عنه بقوله ) ترسل في غير سدد ( أى تطلق عنان داّبتك و تهملها و تو ّ
مواضعها ،أى تتكّلم فسسي غيسسر موضسسع الكلم ،و تسسسئل مثسسل هسسذا المسسر السسذي ل يمكسسن
ق بمجمع الّناس ،أو تسئل مثل هذا المر الذي يحتساج إلسى تفصسيل خ الح ّ
التصريح فيه بم ّ
الجواب في مقام ل يسع ذلك ،و الخير أظهسسر بملحظسسة مسسا يسسأتي فسسي روايسستي العلسسل و
المالي من أّنه سأله بينا هو في أصعب موقف بصّفين .
سسسلم علسسى السسسائل يكسسون سسسؤاله فسسي غيسسر مسسوقعهو كيسسف كسسان فلّمسسا اعسسترض عليسسه ال ّ
سسسلم ذلسسك
المناسب ،و لما كان ذلك مظّنة لن ينكسر منه قلسسب السسسائل اسسستدرك عليسسه ال ّ
صسسهر و حس ّ
ق طفا ) :و لك بعد ذمامة ال ّ بمقتضى سودده و مكارم خلقه فقال استعطافا و تل ّ
ق السؤال .المسئلة ( أى حرمة القرابة و ح ّ
ن زينسسب بنسست جحسسش زوج صسسهر ل ّشارح المعتزلي :و إّنما قال :لك بعد ذمامة ال ّ قال ال ّ
شسسارح علسسى القطسسب
لس عليسسه و آلسسه و سسّلم كسسانت أسسسدّية ،و شسّنع ال ّ
لس صسّلى ا ّ
رسسسول ا ّ
الّراوندي
][6
ن علّيا لم يتزّوج فسسي بنسسي أسسسد
ن أمير المؤمنين قد تزّوج في بني أسد بأ ّ
حيث عّلل ذلك بأ ّ
صل أولده و أزواجه ،ثّم قال :فهؤلء أولده و ليس فيهم أحد من أسدّية و ل البّتة .ثّم ف ّ
بلغنا أّنه تزّوج في بني أسد و لم يولد .
ق مع البحراني إذ عدم نقل التزّوج إلينا ل يكسسون دليل علسسى العسسدم لكّنسسه يبّعسسده
أقول :الح ّ
كما ل يخفى هذا .
يدلّ على ذلك ما رواه في الكافي عن الحسين بن محّمد عن معّلسسى بسسن محّمسسد عسسن الوشسسا
ن ُكْنُتسْم ل
ل السّذْكِر ِإ ْ
سسَئلُوا َأْهس َ
سلم فقلت لسسه جعلسست فسسداك » َفا ْ
قال :سألت الّرضا عليه ال ّ
سلم :نحن أهل الذكر و نحن المسؤلون ،قلت :أفسسأنتم المسسسؤلون ن « فقال عليه ال ّ
َتْعَلُمو َ
و نحن السائلون ؟ قال :نعم فقلت :حّقا علينا أن نسئلكم ؟ قال :نعم ،قلسست :حّقسسا عليكسسم
ل تبارك أن تجيبونا ؟ قال :ل ،ذاك إلينا إن شئنا فعلنا و إن شئنا لم نفعل أما تسمع قول ا ّ
و تعالى :
ب«.
حسا ٍ
ك ِبَغْيِر ِ
س ْ
ن َأْو َأْم ِ
عطآُؤنا َفاْمُن ْ
» هذا َ
سائل لما علم المصلحة في الجواب فقسال ) و قسد اسستعلمت فساعلم أّمسا ثّم تصّدى لجواب ال ّ
الستبداد علينا بهذا المقام ( أى استقلل الغاصبين للخلفة و تفّردهم بهذا المقام اّلذي هسسو
ل س عليسسه و
مقام الوليآء و الوصياء ) و نحن العلون نسبا و الشّدون بالّرسول ص سّلى ا ّ
ق بسسه بشسسرافة الّنسسسب و شسّدة
آله و سّلم نوطا ( أى مع كوننا أولى منهم بهسسذا المقسسام و أحس ّ
ل عليه و آله و سّلم أّما شسسرافة النسسسب فقسسد مسّر فسسي ل صّلى ا ّ
التعّلق و الّلصوق برسول ا ّ
ديباجة
][7
ل عليه و آله و سّلم ي صّلى ا ّ الشرح ،و أما شّدة العلقة فيكفى في الّدللة عليها جعل النب ّ
له منه بمنزلة هارون من موسى و تنزيله منزلة نفسه في آية أنفسنا مضافا إلى سسساير مسسا
لس
تضّمنت ذلك المعنى مّمسسا عرفتهسسا فسسي تضسساعيف الشسسرح و تعرفهسسا بعسسد ذلسسك انشسساء ا ّ
تعالى .
) فانها ( أى الخلفة المعلومة من السسسياق ) كسسانت اثسسرة ( أى شسسيئا مرغوبسسا يتنسسافس فيسسه
حت ( أى بخلسست ص به مسسن دون مشسساركة الغيسسر ) ش س ّ
ل لنفسه و أن يخ ّ النفوس و يزيده ك ّ
) عليها نفوس قوم ( أراد بهسسم أهسسل السسسقيفة ) و سسسخت عنهسسا ( أى جسسادت بهسسا و تركتهسسا
سلم و إعراضهم عنها لعسسدم معرضة عنها ) نفوس آخرين ( أراد بهم أهل البيت عليهم ال ّ
رغبتهم في الخلفة من حيث إّنها سلطنة ظاهرية و أمارة على الخلق .
نعم لو كان متمّكنا من الخلفة و إقامة مراسمها على ما هو حّقها لرغب فيه البّتة لكّنه لسسم
سسلم فسي الخطبسة الّثالثسة يتمّكن منها لعسدم وجسود الّناصسر كمسا يسؤمى إليسه قسوله عليسه ال ّ
المعروفة بالشقشقّية :و طفقسست أرتسسأى بيسسن أن أصسسول بيسسد جسّذاء أو أصسسبر علسسى طخيسسة
ل أهسسل سادسة و العشسسرين :فنظسسرت فسساذا ليسسس لسسي معيسسن إ ّعمياء ،و قوله في الخطبة ال ّ
بيتي فضننت بهم عن الموت اه ،و غير ذلك مّما تضّمن هذا المعنى .
ن امرء القيس لّما انتقل في أحياء العرب بعسسد قتسسل أبيسسه نسسزل
شعر أ ّ
صة هذا ال ّ
و كان من ق ّ
على رجل من جذيلة طّيىء يقال له :طريف فأحسن جواره فمدحه فأقام
][8
عنده ،ثّم إّنه لم يوّله نصيبا فسي الجبليسسن :اجساء و سسسلمى ،فخسساف أن ل يكسسون لسسه منعسة
فتحّول فنزل على خالد بن سدوس بسسن اصسسمع النبهسساني فأغسسارت بنسسو جذيلسسة علسسى امسسرء
القيس و هو في جوار خالد بن سدوس فذهبوا بابله و كان الذي أغار عليه منهم باعث بن
حويص ،فلّما أتى امرء القيس الخبر ذكر ذلك لجاره ،فقال له :اعطنسسى رواحلسسك ألحسسق
عليها القوم فأرّد عليك ابلك ،ففعل فركب خالد في أثر القوم حّتى أدركهم فقسسال :يسسا بنسسي
ل و هذه رواحلسسه ، جذيلة أغرتم على ابل جارى ؟ قالوا :ما هو لك بجار ،قال :بلى و ا ّ
ن و بالبسسل ،و قيسسل بسسل ن و ذهبوا به ّ
قالوا :كذلك ،قال :نعم ،فرجعوا إليه فأنزلوه عنه ّ
انطوى خالد على البل فذهب بهسسا ،فقسسال امسسرء القيسسس :دع عنسسك نهبسسا ،القصسسيدة .أى
اترك عنك منهوبا يعني غنيمة صيح في جوانبه و نسسواحيه صسسياح الغسسارة ،و لكسسن هسسات
حديثا الذي هو حديث الّرواحل أي الّنوق الّتي تصلح لن يشّد الّرحل على ظهرها .
سلم :دع عنك ذكر تلك الغارة و حديثها و ل تسسسئل عنهسسا فسساّنه نهسسب صسسيح يقول عليه ال ّ
في حجراته و مضى و انقضى ) و لكن هلّم الخطب في ابن أبسسي سسسفيان ( أى لكسسن هسسات
ذكر الحدث الجليل و المر العظيم اّلذي نحن مبتلى به الن في منازعسسة معاويسة بسن أبسسي
سفيان و طمعه في الخلفة ،فاّنه حديث عجيب ينبغي أن يتحّدث و يذاكر و يستمع ) فلقد
جسسب مسسن تص سّرفات السّدهر و أضحكنى الّدهر بعد إبكائه ( أى صرت ضسساحكا ضسسحك تع ّ
طليسقطليق ابن ال ّ
تقّلباته و تربيته لراذل الّناس و جعله مثل ابن الّنابغة الكلة للكباد و ال ّ
ى فسسي الّرياسسسة مسسع غايسسة بعسسده عنهسسا و انحطسساط
منازعا لي في الخلفة ،و معارضا علس ّ
رتبته عن الطمع في مثلها بعد ما كانت بي من الكأبة و الحزن لتقّدم من سلف .
][9
جب بعد ما أحزنني لّنه 1أنزلنسسي ث سمّ ن الّدهر أضحكنى من فرط التع ّ صل المراد أ ّ و مح ّ
ل من تقّلبسسات ال سّدهر
ل ( أي ل عجب و ا ّ ى ) و ل غرو و ا ّ أنزلني حّتى قيل معاوية و عل ّ
و أحواله و قّوة الباطل و غلبة أهله فيسسه مّمسسا بسسي نسسزل و إضسسحاكه بسسي بعسسد إبكسسائه ،ل ّ
ن
عادته قد جرت دائما على وضع الشراف و رفع الراذل حّتى صار سجّية له و مجبسسول
سلم ليلة العاشور :عليها ،و إليه ينظر قول مولنا الحسين عليه ال ّ
) فيا له خطبا يستفرغ العجب ( كلم مستأنف لستعظام هذا المر ،و على هسسذا فسسالوقف
ل ،و يجوز أن ل يكون اسسستينافا بسسل وصسسل علسسى سسسابقه و تفسسسيرا لسسه فسساّنه عليسسه على ا ّ
ن الّدهر أعجبه أتبعسسه بقسسوله :و ل غسسرو ،أي ليسسس ذلسسك بعجسسب و سلم لّما أشار إلى أ ّال ّ
سر هذا بقوله :فيا له خطبا يستفرغ العجب ،أى يستنفده و يفنيه أى قد صسار العجسب ل فّ
جسسب ،و جب فلم يبق منه ما يطلق عليه لفسسظ التع ّ ن هذا الخطب قد استغرق المتع ّ عجب ل ّ
جسب كقسول ابسن ل عسن التع ّ
هذا من باب الغراق و المبالغة في المبالغسة أى هسذا أمسر يجس ّ
هاني :
قسسسسسسسسسسسسسسد صسسسسسسسسسسسسسسرت فسسسسسسسسسسسسسسي الميسسسسسسسسسسسسسسدان يسسسسسسسسسسسسسسوم طرادهسسسسسسسسسسسسسسم
جبفعجبت حّتى كدت ل أتع ّ
ل امرء بعد عن الشسسريعة ازداد هذا ) و ( وصف الخطب أيضا بأّنه ) يكثر الود ( لنّ ك ّ
ل س مسسن
المسسر بسسه اعوجاجسسا ) حسساول القسسوم ( أراد بسسه معاويسسة و اتبسساعه ) إطفسساء نسسور ا ّ
شسسريف الحامسسل لسسذلك لس الوليسسة و الخلفسة و بمصسسباحه نفسسه ال ّ مصسباحه ( أراد بنسسور ا ّ
ق به
ن معاوية و من تبعه أرادوا إطفاء نور الولية و إزالة المر عن الح ّ الّنور ،يعني أ ّ
ن من تقّدم عليهم من المتخّلفين الثلث و أشياعهم و طلحة و الّزبير و أتباعهما كسسان كما أ ّ
غرضهم إطفاء الّنور هذا .
-----------
لل للللل ل لللللل للل .
) ( 1لل
] [ 10
و قال الشارح البحراني :استعار لفظ الشرب لذلك المر و لفظ الجدح للكدر الواقع بينهم
و المجاذبة لهذا المر ،و استعار وصف الوبىء لسسه باعتبسسار كسسونه سسسببا للهلك و القتسسل
بينهم ) فان ترتفسسع عّنسسا و عنهسسم محسسن البلسسوى ( و يجتمعسسوا علسسى رأيسسى و يّتبعسسوا أمسسري
ق على محضه ( أى خالصه الذي ل يشسسوبه شسسبهة و ريسسب ) و إن تكسسن ) أحملهم من الح ّ
ل هذه الغّمة و كانت الّدولسسة و الغلبسسة لهسسل الضسسلل ) فل الخرى ( أى و إن لم يكشف ا ّ
ل عليسسم بمسا يصسسنعون ( اقتبسساس مسسن اليسسة الشسسريفة فسسي
نا ّتذهب نفسك عليهم حسرات إ ّ
سورة الفاطر قال :
أى ل تهلك نفسك عليهم للحسرات على غّيهم و ضللهم و إصرارهم على التكذيب » إ ّ
ن
ل عليم بما يصنعون « فيجازيهم عليه .
ا ّ
و في الصافي عن القّمي مرفوعا قال :نزلت في زريق و حبتر ،و عليسسه فالقتبسساس بهسسا
غير خال من الّلطف و المناسبة .
ععععع
قال الشارح المعتزلي بعد الفراغ مسسن شسسرح هسسذا الكلم :و سسسألت أبسسا جعفسسر يحيسسى ابسسن
محّمد العلوي نقيب البصرة وقت قرائتي عليه عن هذا الكلم و كان على ما يسسذهب عليسسه
سلم بقسسوله :كسانت أثسسرةمن مذهب العلوّية منصفا وافر العقل فقلت له :من يعني عليه ال ّ
حت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس آخرين ؟ و من القسسوم اّلسسذين عنسساهم السسسدى شّ
بقوله :
] [ 11
و السسسلم لسسم يحسسل طبسسايعهم و ل غّيسسر هسسذه السسسجّية المركسسوزة فسسي أخلقهسسم و الغرايسسز
بحالها .
ن هذا العاقل وتسسر العسسرب و علسى الخصسوص قريشسا و سساعده علسسى فكيف يتوّهم لبيب أ ّ
سفك الّدماء و إزهاق النفس و تقّلد الضغاين ابن عّمسه الدنسى و صسهره و هسو يعلسم أنسه
سيموت كما يموت الناس و يتركه بعده و عنده ابنته ولد منها ابنان يجريان عنسسده مجسسرى
ص عليه و ابنين من ظهره حنوا عليهما و محّبة لهما ،و يعدل عنه في المر بعده و ل ين ّ
ل يستخلفه ،فيحقن دمه و دم بنيه و أهله باستخلفه .
أل يعلم هذا العاقل الكامل أّنه إذا تركه و ترك بنيه و أهله سوقة رعّية فقد عرض دماءهم
للراقة بعده ،بل يكون هو اّلذي قتله و أشسساط بسسدمائهم ،لّنهسسم ل يعتصسسمون بعسسده بسسأمر
طفهسم الّنساس و يبلسغ فيهسم
يحميهم ،و إّنما يكونون مضغة للكسل و فريسسة للمفسترس يتخ ّ
الغراض .
سلطان فيهم و المر اليهم فاّنه يكون قد عصمهم و حقن دمسساءهم بالّرياسسسة فأّما إذا جعل ال ّ
اّلتي يصولون بها ،و يرتدع الّناس عنهم لجلها ،و مثل هذا معلوم بالّتجربة .
-----------
) ( 1لل للل :للل لل لل لل ل لللل لل للللل ل
للل ل للل ل لل ل لللل للل ل للل ل ل لل ل ل
للللللل ل للللل ل لللل للللل ل لللل .ل .
] [ 12
نفوسهم الحقاد العظيمة عليه ثّم أهمل أمسسر ولسسده و ذّرّيتسسه مسسن بعسسده ،و فسسسح للّنسساس أن
يقيموا ملكا من عرضهم و واحدا منهم ،و جعل بنيسه سسوقة كبعسض العاّمسة ،لكسان بنسوه
بعده قليل بقاؤهم سريعا هلكهم ،و لوثب عليهسم الّنساس ذوو الحقساد و الستراث مسن كس ّ
ل
ل شرد .جهة يقتلونهم و يشردونهم ك ّ
ب أن يستأصل أهله و ذرّيته من بعده و أيسسن ل هذا المعنى أم أح ّ أفترى ذهب عن رسول ا ّ
ب أن يجعلهسسا شفقة على فاطمة العزيزة عنده الحبيبة إلى قلبه ؟ أتقسسول :إّنسسه أح س ّ موضع ال ّ
ظسسم عنسسده اّلسسذي
كواحدة من فقراء المدينة تتكّفسسف الّنسساس ؟ و أن يجعسسل علّيسسا المكسّرم المع ّ
كانت حاله معه معلومة كأبي هريرة الّدوسي و أنس بن مالسسك النصسساري يحكسسم المسسراء
في دمه و عرضسسه و نفسسسه و ولسسده فل يسسستطيع المتنسساع و علسسى رأسسسه مسسأة ألسسف سسسيف
ظى أكباد أصسسحابها عليسسه و يسسوّدون أن يشسسربوا دمسسه بسسأفواههم و يسسأكلوا لحمسسه مسلول يتل ّ
بأسيافهم قد قتل أبنائهم و اخوانهم و آبائهم و أعمامهم ،و العهسسد لسسم يطسسل ،و القسسروح لسسم
سلم يد ّ
ل ن لفظه عليه ال ّ لأّتنفرق ،و الجروح لم تندمل ؟ فقلت :لقد أحسنت فيما قلت :إ ّ
ص عليه ،أل تراه يقول :و نحسسن العلسسون نسسسبا و الشسّدون بالّرسسسول على أّنه لم يكن ن ّ
ص لقال عسسوض ذلسسك :و
نوطا ،فجعل الحتجاج بالّنسب و شّدة القرب ،فلو كان عليه ن ّ
ى المخطوب باسمي . أنا المنصوص عل ّ
فقال :إّنما أتاه من حيث يعلم ل من حيث يجهل ،أ ل ترى أّنه سأله فقال :
-----------
) ( 1لللل للللل للللل لللل لللللل .
] [ 13
ل عليه و آله و سسّلم ،و لسسم يقسسل لسسه هسسذا ،و إنمسسا قسسال
ل صّلى ا ّ
ص عليك رسول ا ّ و قد ن ّ
ق بسسه أي باعتبسسار كلما عاما لبني هاشم كافسسة :كيسسف دفعكسسم قسسومكم عسسن هسسذا و أنتسسم أحس ّ
الهاشمية و القربى ،
فأجابه بجواب أعاد قبله المعنى الذي تعّلق به السدي بعينه تمهيدا للجواب ،فقال :
ل عليه و آله من غيرنا لنهم اسسستأثروا ل صّلى ا ّإنما فعلوا ذلك مع أنا أقرب إلى رسول ا ّ
لس
ل س ص سّلى ا ّ
ى المخطوب باسمي في حياة رسول ا ّ علينا و لو قال له :أنا المنصوص عل ّ
عليه و آله و سّلم لما كان قد أجابه ،لنه ما سأله هسسل أنسست منصسسوص عليسسك أم ل ،و ل
ل بالخلفة على أحد أم ل ،و إنما قال :لم دفعكسسم قسسومكم عسسن المسسر و
ص رسول ا ّهل ن ّ
أنتم أقرب إلى ينبوعه و معدنه منهم ،فأجابه جوابا ينطبق على السؤال و يليمه .
ل دّر النقيب العلوي فلقد أجاد فيما أفاد ،و نهج منهج الّرشاد ،
أقول :و ّ
و راقب العدل و النصاف ،و جانب العصبّية و العتساف ،و كشسسف الظلم عسسن وجسسه
المرام و أوضح المقسسام بكلم ليسسس فسسوقه كلم ،أودعسسه مسسن البيسسان و البرهسسان مسسا يجلسسى
الغشاوة عن أبصار متأّمليه ،و العمى عن عيون متناوليه ،و بعد ذلسسك فسسان كسسان إذعسسانه
ل فليضسساعف عليسسه لس لسسه الجسسزاء فسسي دار خلسسده و جنسسانه ،و إ ّ
على طبق بيسسانه فسسأجزل ا ّ
العذاب فسسي يسسوم الحسسساب ،و لكسسن يبعسسد جسّدا مسسع هسسذا التحقيسسق أن يكسسون معتقسسده خلف
ق ،بل الظاهر من الشارح المعتزلي أيضا حيث نقل هذا التفصيل عن النقيب المذهب الح ّ
ن معتقسسده أيضسسا ذلسسك ،و لسسول و سكت مضافا إلى نظايره الكثيرة في تضاعيف الشسسرح أ ّ
ص فسسي الخلفسسة لحكمنسسا بكسسونه مسسن الفرقسسةتصريحه في غير موضع من شرحه بعدم الن ّ
ي المسسذهب إ ّ
ل ن الشسسارح شسسيع ّ الناجية ،و هو الذي ظّنه بعض أصحابنا في حّقه و قال :إ ّ
ل العالم بسرائر العباد أنه سلك في الشرح مسلك أهل السنة من باب اللجاء و التقّية ،و ا ّ
ل العصمة و السداد ،و نعوذ به مسسن الزلسسل ل ما يستحّقه يوم التناد ،نسئل ا ّ
و المجازي ك ّ
و الفساد في المذهب و العتقاد .
] [ 14
ععععع
ن رجل من بني أسسسد وقسسف علسسى أميسسر قال المفيد ) ره ( في الرشاد :روى نقلة الثار أ ّ
سلم فقال له :يا أمير المؤمنين العجب فيكم يا بني هاشم كيف عدل بهذا المؤمنين عليه ال ّ
ل س عليسسه و آلسسه و س سّلم و
المر عنكم و أنتم العلون نسبا و سببا و نوطا بالّرسول صّلى ا ّ
سلم :يا ابن دودان إّنك لقلق الوضسسين ،ض سّيق فهما للكتاب ؟ فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ
ق المسسسئلة ،و قسسد اسسستعلمت فسساعلم :
المخرم ترسل غير ذي مسد لك ذمامة الصسسهر و حس ّ
حت عليها نفوس آخريسسن فسسدع عنسسك نهبسسا صسسيح فسسي كانت اثرة سخت بها نفوس قوم و ش ّ
حجراته و هلّم الخطب في أمر ابسن أبسي سسفيان ،فلقسد أضسحكنى السّدهر بعسد إبكسائه و ل
لس ،و هيهسسات ل من خفضني و هّينني و حاولوا الّدهان فسسي ذات ا ّ غرو ،بئس القوم و ا ّ
سر عّنا محن البلوى أحملهسسم مسسن ذلك مّني و قد جدحوا بيني و بينهم شربا وبيئا ،فان تتح ّ
ق على محضه ،و إن تكن الخرى فل تسسذهب نفسسسك عليهسسم حسسسرات فل تسسأس علسسى الح ّ
القوم الفاسقين .
سلم في أصعب موقف بصفين اذ قام إليه رجل من بنسسي دودان بينا أمير المؤمنين عليه ال ّ
فقال :ما بال قومكم دفعوكم عن هذا المر و أنتسسم العلسسون نسسسبا و اشسّد نوطسسا بالّرسسسول
سلم :سئلت يا أخا بني ل عليه و آله و سّلم و فهما بالكتاب و السّنة ؟ فقال عليه ال ّ
صّلى ا ّ
صهر و إّنك لقلسسق الوضسسين ترسسسل عسسن ذي مسسسد اّنهسساق المسئلة و ذمام ال ّدودان و لك ح ّ
لس فسسدع عنسسك
حت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس آخريسسن ،و نعسسم الحكسسم ا ّ
إمرة ش ّ
نهبا صيح في حجراته
] [ 15
ل جسسارتي وو هلّم الخطب في ابن أبي سفيان فلقد أضحكنى الّدهر بعد إبكائه و ل اغزو إ ّ
لس ،
سؤالها الهل لنا أهل سألت كذلك بئس القوم من خفضني و حاولوا الدهان في دين ا ّ
ق على محضسسه ،و إن تكسسن الخسسرى فل تسسأس فان ترفع عّنا محن البلوى أحملهم من الح ّ
على » عن خ ل « القوم الفاسقين ،إليك عّني يا أخا بني سيدان .
عععع
لما في هاتين الّروايتين من اللفاظ الغريبة الّتي لم تكن في رواية السّيد ) ره ( فأقول :
» دودان « بن أسد بن خزيمة بالضّم أبو قبيلة فل ينافي ما في رواية السسّيد أّنسه كسان مسن
بني أسد و » المحزم « بالحاء المهملة وزان منبر و المحزمة كمكنسسسة و الحسسزام ككتسساب
ما حزم به قيل :و يقال للّرجل المضطرب في أمره أّنه قلق الوضين أى مضطرب شسسا ّ
ك
ل ضيق المحزم كناية عن عدم طرفّيته 1 .و » المسد « حبسسل مفتسسول مسسن ليسسف فيه و لع ّ
محكم الفتل و يقال على نفس الّليف قال سبحانه :في جيسسدها حبسسل مسسن مسسسد ،فقسسوله فسسي
رواية الرشاد » :ترسسسل غيسسر ذي مسسسد « أراد بسسه أنسسك تطلسسق عنسسان كلمسسك مسسن غيسسر
تأّمل ،و قوله في رواية البحار » ترسل عن ذي مسد « أراد به أّنك تطلق حيوانا له مسد
ربط به ،فيكون كناية عن التكّلم بما له مانع عن التكّلم به .
ععععععع
از جمله كلم آن امسسام انامسسست ببعسسض أصسسحاب خسسود در حسسالتي كسسه سسسؤال كسسرد از آن
بزرگسسوار چگسسونه دفسسع كردنسسد شسسما را قسسوم شسسما از مقسسام خلفسست و حسسال آنكسسه شسسما
سزاوارتريد بآن ؟ .
پس فرمود أى برادر بني اسد بدرستي كه تو مردى هستي كه پاردم تو
-----------
للللل ل ل ل لللل لل
) ( 1ل ل للل للل ل ل ل ل
لللللل للللللل ل للللل للل ل للللللل ل ل
للللل ل لللللل لللل .
] [ 16
مضطرب و متحركست ،رها ميكني أفسار گفتار خسسود را در غيسسر صسسواب ،يعنسسي در
غير موقع مناسب سؤال مىنمائي و با وجود اينكه مر تو راست حرمسست قرابسست و ح س ّ
ق
مسألت و بتحقيق كه تو طلب آگاهي نمودي پس بدان و آگاه باش .
أّما استقلل ايشان بر ضرر ما بمقام خلفت و حال آنكه ما بلندتريم از ايشان از حيسسثّيت
نسب و محكمتريسسم بحضسسرت رسسسالت از حيسسثّيت علقسسه و قسسرب منزلسست ،پسسس جهتسسش
اينست كه بود خلفت چيز مرغوبي بخيلي كرد بآن نفوس خسيسه طائفه ،
و سخاوت كرد و اعراض نمود از آن نفوس نفيسه طسسائفه ديگسسر ،و حسساكم بحسسق خسسداى
متعالست و بازگشت بسوى او در قيامت است ،و ترك بكن از خودت غارتي را كه در
أطراف آن صدا بلند شد يعني غارت خلفت را كه پيش از اين ابو بكر و عمر و عثمان
غارت كردند .
و بيار امر عظيم را يا اينكه بيا بأمر عظيم در خصوص پسر أبو سفيان ملعون ،
جب نيسسست پس بدرستى كه خندانيد مرا روزگار بد رفتار بعد از گرياندن او ،و هيچ تع ّ
جب كنيد باين أمر عظيم و عجيب كسسه قسم بخدا خندانيدن بعد از گريانيدن ،پس بيائيد تع ّ
جب را ،و بسيار ميكند كجروي را ،طلب كردنسسد مخالفسسان قريسسش خسساموش فاني كند تع ّ
كردن نور خداوند را از چراغ او ،و بستن فواره آن از چشمه آن ،و آميختند ميان مسسن
و ميان ايشان شربت و با آورده ،پسسس اگسسر برداشسسته شسسود از مسسا و از ايشسسان محنتهسساى
بلها حمل مي كنم ايشان را از دين حسسق بسسر خسسالص آن ،و اگسسر باشسسد آن حسسالت ديگسسر
يعني غلبه أهل ضللت و سلطنت ايشان پس بايد كه هلك نشود نفس تو بر كسسار ايشسسان
از جهة حسرتها بر ضلل ايشان ،بدرستي كسسه خداونسسد عالمسسست بسسآنچه كسسه مىكننسسد و
البته جزا خواهد داد بر قبايح أعمال ايشان .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
] [ 17
صب الّنجاد ،ليس لّولّيته ابتدآء ،و ل لزلّيته انقضآء ،هو الّول لم يزل ،و الباقي مخ ّ
شفاه ،حّد الشيآء عند خلقه لها إبانة له من شبهها حدته ال ّ
بل أجل ،خّرت له الجباه ،و و ّ
،ل تقّدره الوهام بالحدود و الحركات ،و ل بالجوارح و الدوات ،ل يقال له مسستى ،و
ضى ،ل يضرب له أمد بحّتى ،الظاهر ل يقال مّما ،و الباطن ل يقال فيما ،ل شبح فيتق ّ
و ل محجوب فيحوى ،لم يقسسرب مسسن الشسسياء بالتصسساق ،و لسسم يبعسسد عنهسسا بسسافتراق ،ل
يخفى عليه من عباده شخوص لحظة ،و ل كرور لفظة ،و ل ازدلف ربوة ،
و ل انبساط خطوة ،في ليل داج ،و ل غسق ساج ،يتفّيؤ عليسسه القمسسر المنيسسر ،و تعقبسسه
شمس ذات الّنور ،في الفول و الكرور ،و تقليب الزمنسسة و السّدهور ،مسسن إقبسسال ليسسل ال ّ
ل إحصآء و عّدة ،تعالى عّما ينحله ل غاية و مّدة ،و ك ّ
مقبل ،و إدبار نهار مدبر ،قبل ك ّ
المحّددون من صفات القدار ،و نهايات القطار ،و تأّثل المساكن ،و تمّكسسن المسساكن ،
فالحّد لخلقه مضروب ،و إلى غيره منسوب ،لم يخلق الشيآء مسسن أصسسول أزلّيسسة ،و ل
من أوائل أبدّية ،خلق ما خلق فأقسسام حسّده ،و صسّور مسسا صسّور فأحسسسن صسسورته ،ليسسس
لشىء منه امتناع ،
] [ 18
و ل له بطاعة شىء انتفاع ،علمه بالموات الماضين ،كعلمه بالحيآء الباقين ،و علمسسه
سفلى .
سموات العلى ،كعلمه بما في الرضين ال ّ
بما في ال ّ
و مضاعفات الستار ،بدئت من سللة من طين ،و وضعت في قرار مكيسسن ،إلسسى قسسدر
معلوم ،و أجل مقسوم ،تمور في بطن أّمك جنينا ،
ل تحير دعاء ،و ل تسمع نداء ثّم أخرجت مسن مقسّرك إلسى دار لسم تشسهدها و لسم تعسرف
سبل منافعها ،فمن هداك لجترار الغذاء من ثدي أّمك ،
ععععع
) المهاد ( بالكسر الفراش و الجمع مهد ككتاب و كتب و ) سال ( الماء سيل و سيلنا إذا
طغا و جرى و أسلته اسالة أجريته و ) الوهاد ( جمع وهدة و هي الرض المنخفضة و )
النجد ( الرض المرتفعة و الجمع أنجاد و نجاد و نجود و ) شسسخص ( الّرجسسل بصسسره إذا
فتح عينيه ل يطسسرف و ) ازدلسسف ( و تزلسسف أى تقسّدم و اقسسترب و المزدلفسسة موضسسع بيسسن
ل أو لقتراب الناس إلى منى بعد الفاضة
عرفات و منى سّمى بها لّنه يتقّرب فيها إلى ا ّ
أو لمجىء الّناس إليها في زلف من الّليل .
و ) الّربوة ( بضّم الّراء و كسرها و الفتح لغة بنى تميم المكان المرتفع
] [ 19
ل تقّلب و رجع مسسن جسسانب ظلم أو ظلمة أّول الّليل و ) تفّياء ( الظ ّو ) الغسق ( محركة ال ّ
إلى جانب قال سبحانه » :يتفّيؤ ظلله « و ) عقبت ( زيدا عقبا من باب قتسسل و عقوبسسا و
لس عليسسه و آلسسه و سسّلم العسساقبل صسّلى ا ّ عّقبته بالتشديد جئت بعده ،و منه سّمى رسول ا ّ
شسسمس مضسسارع عقسسب لّنه عقب من كسسان قبلسسه مسسن النبيسساء أي جسساء بعسسدهم ،و تعقبسسه ال ّ
بالتخفيف و يروى يعّقبه مضارع عّقب بالتضعيف و في نسسخة الشسارح المعستزلي تعّقبسسه
قال الشارح أى تتعّقبه فحذف إحدى التائين كما قال سبحانه » :اّلذين توّفسساهم الملئكسسة «
و ) تأّثل ( المال اكتسبه و ) أحار ( جوابا يحيره رّده .
ععععععع
مسسن فسسي قسسوله :مسسن عبسساده ،ابتدائيسسة ،و قسسوله :فسسي ليسسل ،متعّلسسق بقسسوله :يخفسسى ،أو
بالشخوص ،و الكسسرور و الزدلف و النبسسساط علسسى سسسبيل التنسسازع و الثسساني أظهسسر و
أولى كما ل يخفى ،و قوله :في الفول و الكرور ،ظسسرف لغسسو متعّلسسق بتعقسسب ،و قسسال
الشارح المعتزلي :ظرف مستقّر في موضع نصب على الحال ،أي و تعقبه كسساّرا و آفل
و من فى قوله :من اقبال ،بيان الّتقليب .
عععععع
ن معلسسومه أشسسرف
ن و هسسو أشسسرف العلسسوم ،ل ّ
ن هسسذا الّرجسسل انفسسرد بهسسذا الف س ّ
و معلسسوم أ ّ
ن حرف واحد المعلومات ،و لم ينقل عن أحد من العرب غيره في هذا الف ّ
] [ 20
ن منفرد و بغيره مسن الفنسون و ل كانت أذهانهم يصل إلى هذا و ل يفهمونه ،فهو بهذا الف ّ
و هى العلوم الشرعية مشارك لهم و أرجح عليهسسم ،فكسسان أكمسسل منهسسم ،لنسسا قسسد بّينسسا أ ّ
ن
العلم أدخل في صورة النسانية ،و هذا هو معنى الفضلّية انتهى .
سسسلم أفضسسل و أكمسسل أقول :قد مّر غير مّرة أنه بعد العتراف و الذعان بكسسونه عليسسه ال ّ
من غيره كيف يجّوز تقديم غيره عليه ؟ و بعد القرار باختصاص العلم اللهسسي بسسه عليسسه
سلم و باشتراكه مع غيره و رجحانه عليهم في ساير العلوم كيسسف يس سّوغ القسسول بحقيسسة ال ّ
ن ترجيح المرجوح على الّراجح قبيسسح عقل علسسى اصسسول العدلّيسسة امامة غيره ؟ و الحال أ ّ
فضل عن النقل قال تعالى :
ن ُيْهدى « .
ل أَ ْ
ن ل َيِهّدي ِإ ّ
ن ُيّتَبَع َأّم ْ
قأ ْ
حّق َأ َ
حّى اْل َ
ن َيْهدي ِإل َ
» َأ َفَم ْ
فيا عجبا عجبا يقوم بالخلفة من ل يعرف معنى عنبا و أّبا ،و يعتزل في جنسسح بيتسسه مسسن
ل الشسسكوى مسسن دهسسر يربسسي
ل باب و إلى ا ّ عنده علم الكتاب و له الفضل على غيره من ك ّ
الجهل و الضلل ،و يمحق الفضل و الكمال فلنرجع إلى شرح كلمه فأقول :
لس خسسالق العبسساد ( أىل سبحانه و أثنسسى عليسسه بأوصسساف كماليسسة فقسسال ) الحمسسد ّ
إّنه حمد ا ّ
ن و تخصيصهم من ساير المخلوقسسات بالسسذكر مسسع أنسسه خسسالق كس ّ
ل الملئكة و النس و الج ّ
شيء تشّرفهم بشرف التكليف ) و ساطح المهاد ( أى جعل الرض فراشا و بساطا للناس
و سطحها على الماء بقدرته الكاملة و رحمتسسه السسسابغة ،و فسسي ذلسسك مسسن دلئل القسسدرة و
آثار الكبرياء و العظمة ما ل يحصى ،و من الفوائد التامة و العوائد العامة اّلتي للناس ما
ل يستقصى حسبما مّرت الشارة إليها في شسسرح الفصسسل السسسادس مسسن الخطبسسة التسسسعين
المعروفة بالشباح .
] [ 21
) ليس لّولّيته ابتداء و ل لزلّيته انقضاء ( لّنه تعالى واجب الوجود لذاته فلو كان لكونه
أّول للشياء حّد تقف عنده أّوليته و تنتهى به لكان محدثا و ل شيء من المحسسدث بسسواجب
ن المحدث ما كان مسبوقا بالعدم و واجب الوجود يستحيل عليه العدم أى ذاته الوجود ،ل ّ
ل مسسا ثبسست قسسدمه امتنسسع
ل يقبل العدم ،و من ذلك علم أيضا أّنه ليس لزلّيته انقضاء إذ ك س ّ
سسسر بأّنهسسا المصسساحبة لجميسسع الّثابتسسات
عسسدمه ،و الزلّيسسة عبسسارة عسسن القسسدم ،و رّبمسسا يف ّ
المستمّرة الوجود في الّزمان .
) ل تقدّره الوهام بالحدود و الحركات و ل بالجوارح و الدوات ( لّما كسسان شسسأن السسوهم
بالّنسبة إلى مدركاته أن يدركها بحّد أو حركة أو جارحة أو أداة ،
ح بسذلك سسلب ل سبحانه منّزها عنها كّلها ،لكونهسا مسن عسوارض الجسسام ،صس ّ و كان ا ّ
سسسلم
إدراك الوهام و تقديرها أي تعيينها و تشخيصها له تعالى ،و قد قال الباقر عليسسه ال ّ
ق معانيه مصنوع مثلكم مردود إليكم ،و قسسد مسّر فسسي شسسرح كّلما مّيزتموه بأوهامكم في أد ّ
الفصل الّثاني من الخطبة الولى توضيح هذا المعنى .
) و ل يقال له متى و ل يضسرب لسسه أمسد بحّتسسى ( و قسسد تقسّدم تحقيسسق ذلسك أيضسا هنالسك ،
فليراجع إليه .
] [ 22
لس
كونها ظاهرة بارزة من ماّدة و أصل ،و من بطونها اختفائهسسا فسسي حّيسسز و مكسسان ،و ا ّ
ظاهر و الباطن عليه و اّتصافه تعسسالى بهمسسا باعتبسسار سبحانه منّزه عن ذلك ،بل اطلق ال ّ
آخر عرفته تفصيل في شرح الخطبة الّرابعة و السّتين .
ضى و ل محجوب فيخوى ( أى ليس بجسم و شخص فيتطّرق إليه الفنسساء و ) ل شبح فيتق ّ
ي حّتى يكون الحجاب حاويا له و ساترا .
النقضاء ،و ل مستور بحجاب جسمان ّ
ن قربسسه و بعسسده
) لم يقرب من الشياء بالتصاق و لسسم يبعسسد عنهسسا بسسافتراق ( إشسسارة إلسسى أ ّ
بالنسبة إلى الشياء ليس على نحو اللتصاق و الفتراق كما هو المتصّور في الجسسسام ،
بل على وجه آخر تقّدم تحقيقه في شرح الفصل الخامس و السادس من الخطبسسة الولسسى ،
و في شرح الخطبة التاسعة و الربعين .
) ل يخفى عليه ( سبحانه شسيء مسن مخلوقساته ،بسل هسو عسالم بهسا كلّياتهسا و جزئّياتهسا ،
ذواتها و ماهّياتها ،عوارضها و كيفّياتها ،و صفاتها و حالتهسسا ،فل يعسسزب عنسسه ) مسسن
عباده شسخوص لحظسة ( أى مسّد البصسر مسسن دون حركسسة جفسسن ) و ل كسسرور لفظسة ( أى
ن المراد مجىء انسان إليها في زلسسف ظاهر أ ّرجوعها و اعادتها ) و ل ازدلف ربوة ( ال ّ
من الّليل أو تقّدمهم أى صعودهم إليها .
شارح البحراني :ازدلف الّربسسوة تقسّدمها و أراد الّربسسوة المتقّدمسسة أى فسسي الّنظسسر و قال ال ّ
ن الّربى أّول ما يقع في العيسسن مسسن الرض انتهسسى و هسسو تفسسسير البادية عند مّد العين ،فا ّ
شسخوص و ن سسوق كلم المفيسد لكسون ال ّ بارد سخيف ،و المتبادر مسا قلنساه مضسافا إلسى أ ّ
الكرور و النبساط في قوله ) و ل انبساط خطوة ( صفة للعباد كون الزدلف أيضا مسسن
ن غسسرض أميسسر شارح علسسى أ ّ صفاتهم ل من صفات نفس الّربوة كما هو مقتضى تفسير ال ّ
صسسفات الشسسارة إلسسى خفايسسا أوصسساف العبسساد و سسسلم مسسن تعسسداد هسسذه ال ّ
المسسؤمنين عليسسه ال ّ
حالتهم ،و تقّدم الّربوة في النظر ليس شيئا مخفّيا فافهم 1
-----------
لل لللللل ل ل ) ( 1للللل للل لل للل لللل للل
للل للل للللل لل لل ل لل ل للل للل ل ل لل ل
للللل للل لللللل لللل لللللل للل ل لل لل
لللل ل لل للللل لل للل ل لل ل لل للل ل .لل ل
لل .
] [ 23
ل باعتبار إحاطة علمه و عدم خفاء شيء مسسن هسسذه و بالجملة فالمقصود بذلك كّله تمجيد ا ّ
المور عليه سبحانه ) في ليل داج ( ظلماني ) و ل غسق ساج ( ساكن كمسسا يخفسسى فيهمسسا
ن معرفة غيره تعالى بهذه الشسسياء مسسن العبسساد و إدراكسسه لهسسا على غيره تعالى ،و ذلك ل ّ
إّنما هو بواسطة آلت جسمانّية كالباصرة 1و السامعة و نحوها ،
) يتفّياء عليه القمر المنير ( أى يتقّلب على الغسق القمر المنير ذاهبسسا و جائيسسا فسسي حسالتي
ضوء إلى الّتبّدر و أخذه في الّنقص إلى المحاق ) و تعقبه ( أى القمر ) الشمس أخذه في ال ّ
ذات الّنور ( أى تعاقبه ) في الفول و الكرور ( يعنى أّنها تطلع عنسسد أفسسوله و يطلسسع عنسسد
افولها ) و تقليب الزمنة و الّدهور من إقبسسال ليسسل مقبسسل و إدبسسار نهسسار مسسدبر ( أى أّنهمسسا
يتعاقبان و يجىء أحدهما بعسسد الخسسر و يقّلبسسان الزمسسان و يجعلن الّليسسل نهسسارا و الّنهسسار
ليل .
-----------
) ( 1للللل للللل لل للللل لل لل ل ل للل
لل لل ل لللل ل ل لللللل لللل للللل
لللل لل ل ل للللل للل لللل للللل لل لل ل
ل للل للللل ل ل ل للل ل للللل للل لل
للل ل للل ل ل ل للللل ل لل ل لل للل ل ل
للللل
للل ل لل للل للللل ل ل لللل ل ل لل ل للل ل
لل .للل
] [ 24
المساكن و استقرار الحياز و نحوها مّما هو من صفات المخلوقات المنّزه المتعالى عنها
خالق الرض و السماوات تنّزها ذاتيا و علّوا كبيرا .
) فالحّد لخلقه مضروب و إلى غيره منسوب ( يعني أنه سبحانه جاعل الحدود و النهايات
ل منهسسا
و مبدئها و موجدها فأبدئها و ضربها لمخلوقاته و أضافها إلى مبدعاته و جعل لك س ّ
حدا معّينا و قدرا معلوما ،فهى أوصاف للممكنات و حضرة القدس مبّراة عنها .
ي رّد علسسى
لمة المجلس س ّ
) لم يخلق الشياء من اصول أزلّية و ل من أوائل أبدّية ( قال الع ّ
الفلسفة القائلين بالعقول و الهيولى القديمة .
طينسة اّلستي يزعمسون شارح المعتزلي :الرّد في هسذا علسى أصسحاب الهيسولى و ال ّ و قال ال ّ
ي خلق منه مسسن مسساّدة و صسسورة كمسساي أبد ّ
ن معناه ليس لما خلق أصل أزل ّ
قدمها و قيل :إ ّ
زعمت الفلسفة .
شارح البحراني :إّنه لم يخلق ما خلق على مثال سبق يكون أصل .
و قال ال ّ
ن خلقسسه للشسسياء علسسى محسسض البسسداع و الخسستراع و أن ل مبسسدء صل مسسا ذكسسروه أ ّو مح ّ
ل ذاته ،إذ لو كان خلقه لها مسسسبوقا بمسساّدة أو مثسسال فسسان كانسسا قسسديمين لسسزم تعسّدد لصنعه إ ّ
ل لزم التسلسل في المثلة و المواّد . القدماء ،و إ ّ
صسور فأحسسن و أوضح هذا المعنسى بقسوله ) بسل خلسق مسا خلسق فأقسام حسّده و صسّور مسا ّ
صورته ( يعني أّنه المخترع لقامسسة حسسدود الشسسياء علسسى مسسا هسسى عليهسسا مسسن المقسسادير و
الشكال و النهايات و الجال و الغايات على أبلغ نظام .و مصّورها على أحسن اتقسسان و
إحكام ) ليس لشيء منه امتناع ( لعموم قدرته و غاية قهره و قّوته ) و ل له بطاعة شيء
ي المطلق عّما عداه و المتعالى عن الفتقار إلى ما سواه ، انتفاع ( إذ هو الغن ّ
] [ 25
فلو كان منتفعا بطاعة مخلوقاته لزم أن يكون مستكمل بغيره فاقدا للكمال بذاته .
و هو أيضا ) علمه بالموات الماضسسين كعلمسسه بالحيسساء البسساقين ( لّنسسه ل يتفسساوت علمسسه
بالّنسبة إلى الحاضرين الموجودين و الغائبين المعدومين كما يتفاوت في حّقنا و ذلسسك ل ّ
ن
ن زيدا معدوم ،فاذا وجد نعلم أّنسسه علمنا بالشياء من الشياء كما أنا نعلم قبل وجود زيد أ ّ
موجود ثّم إذا عدم بعد وجوده نعلسسم أّنسسه كسسان موجسسودا فقسسد تغّيسسر علمنسسا بتغّيسسر المعلسسوم و
ن علمنا زماني لنسسه مسسستفاد مسسن الموجسسودات و حصل الّتفاوت بين الحالين و منشأ ذلك أ ّ
ي مسسن ذاتسسه و ل يجسسوز ي أو كل ّل شيء جزئ ّ ى القّيوم فهو إّنما يعلم ك ّ
ل الح ّ
أحوالها و أّما ا ّ
ل يلزم أن يستفيد علمسسه مسسن غيسسره و يكسسون لسسو ل أن يكون يعلم الشياء من الشياء ،و إ ّ
امور من خارج لم يكن عالما فيكون لغيره تأثير في ذاته ،و الصول اللهّية تبطسسل ذلسسك
مضافا إلى استلزامه الّتغّير في ذاته بتغّير معلوماته .
سسسماوات العلسسى كعلمسسه بمسسا فسسي الرضسسين ن ) علمه بمسسا فسسي ال ّ) و ( من ذلك علم أيضا أ ّ
سفلى ( مسسن دون تفسساوت بينهمسسا و أّمسسا غيسسره تعسسالى مسسن أهسسل الرض فعلمهسسم بمسسا فسسي ال ّ
سسماوات أعلسم بهسا مسن أهسل ن أهل ال ّسماوات ،كما أ ّ الرضين أقوى من علمهم بما في ال ّ
ن منشسسأ التفسساوت فيمسسا سسسبق تفساوت
الرض ،و منشأ ذلك الّتفاوت تفساوت المكنسسة كمسسا أ ّ
الزمنة قربا و بعدا .
و بالجملسة لمسا كسان نسسبة ذات البساري إلسى جميسع أجسزاء الّزمسان و الّزمانّيسات و جميسع
أصقاع المكان و المكانّيات علسسى حسّد سسسواء ،كسسان علمسسه بالنسسسبة إلسسى الجميسسع كسسذلك ثسّم
صسنع و عجسايب البسسداع ليتخّلسسص منسه إلسسى عظمسسة خاطب النسان بما فيسسه مسن بسدايع ال ّ
ى ( أى مسسستقيم القامسسةسسسو ّالمبدع سبحانه و كمال قدرته و جلله فقال ) أّيهسسا المخلسسوق ال ّ
معتسسدل الخلقسسة ) و المنشسساء المرعسسى ( المحفسسوظ ) فسسي ظلمسسات الرحسسام و مضسساعفات
الستار ( العطف كالتفسير و المراد بها مسسا اشسسير إليسسه فسسي قسسوله » :يخلقكسسم فسسي بطسسون
ُاّمهاتكم خلقًا من بعسسد خلسق فسسي ظلمسات ثلسسث « أى ظلمسة البطسسن و الّرحسم و المشسيمة أو
سلم . ي عن أبي جعفر عليه ال ّ صلب و الّرحم و البطن و الّول مرو ّ ال ّ
شارح المعتزلي
) بدئت من سللة من طين و وضعت في قرار مكين ( قال ال ّ
] [ 26
الكلم الّول لدم اّلذي هو أصل البشر ،و الثاني لذّريته .
سابع من فصول الخطبة الّثانيسسة و أقول :بل كلهما لذّريته كما عرفته في شرح الفصل ال ّ
الّثمانين ،و المراد بالقرار المكين الّرحم متمّكنة في موضعها برباطاتها ،لّنها لو كسسانت
متحّركة لتعّذر العلوق أي وضعت في الّرحم منتهيا ) إلى قدر معلوم و أجل مقسوم ( قال
شارح المعتزلي :أى مقدار معلوم طوله و شكله إلى أجل مقسوم مّدة حياته .ال ّ
ن المراد بالجل المقسوم هو المسّدة المضسسروبة لبقسسائه فسسي الّرحسسم مسسن ظاهر أ ّ
أقول :بل ال ّ
سبعة أشهر أو تسعة و نحوهمسسا ،و بالقسسدر المعلسسوم هسسو صسسغر حجمسسه و كسسبره و مقسسدار
قطره طول و عرضا إذ كان جنينا في بطن أّمه ،ل الحياة المقسوم له في الّدنيا و مقداره
سلم لم ينتقل بعسسد إلسسى بيسسان نشسسائته الّدنياوّيسسة
شارح لّنه عليه ال ّ
المعلوم فيها كما زعمه ال ّ
كما يؤمى إليه قوله ) تمور في بطن أّمك جنينا ( أى تضسسطرب و تتحسّرك فيسسه ) ل تحيسسر
دعاء و ل تسمع نداء ( أى ل تقدر على أن ترّد جوابا لدعوة من دعاك ،
) ثّم اخرجت من مقّرك ( أى القرار المكين ) إلى دار لم تشهدها ( أى الّدار اّلتي لسسم تكسسن
شاهدتها قبل خروجك إليها ) و لم تعرف سبل منافعها ( ثّم اهتديت إليها .
) فمن هداك لجسسترار الغسسذاء مسسن ثسسدى اّمسسك ( و للتقسسام حلمسسة الثسسدي و امتصاصسسها ) و
ن الهسسادي للجسسترار و المع سّرف عّرفك عند الحاجة مواضع طلبك و إرادتك ( و معلسسوم أ ّ
ل سبحانه ،فسسالغرض مسسن السسستفهام الّتنسسبيه علسسى وجسسود الخسسالق لا ّ
ل الطلب ليس إ ّ
لمحا ّ
صسسانع ضسسرور ّ
ي الهادي إلى المطالب ،و المرشد إلى المآرب ،و هذا القدر من العلسسم بال ّ
في الّنفوس و إن احتاج إلى أدنى تنسسبيه و مسا وراء ذلسك بمعنسى صسفات الكمسال و نعسسوت
طلع عليها العقول البشرّية بالكنه .
الجلل امور ل ت ّ
و إليه أشار بقوله ) هيهات ( أي بعد الوصول إلى كنه معرفسة الخسالق و الغسور فسي تّيسار
ن من يعجز عن ( معرفة ) صفات ( نفسه في حال بحار جلله و كبريائه ف ) ا ّ
] [ 27
طلع على منافع أجزائه و أعضائه و معرفسسة مسسن هسسو مثلسسه مسسن سسساير ) ذي تخليقه و ال ّ
الهيئة و الدوات ( و الجسوارح و اللت مسع كونهسا محسوسسة مشساهدة لسه ) فهسو عسن (
معرفة ) صفات خالقه ( اّلتي هي أبعد الشسياء مناسسبة لسسه ) أعجسسز و مسسن تنساوله بحسدود
المخلوقين ( و إدراكه له سبحانه بالمقايسة إليهم و التشسسبيه بهسسم ) أبعسسد ( كمسسا هسسو ظسساهر
ي عن البّينة و البرهان .
بالعيان ،غن ّ
ععععععع
از جمله خطب شريفه آن حضرتست در حمد و ثناى خداوند ذو الجلل و وصسسف او بسسا
صفات عز و كمال مىفرمايد :
حمسد و سستايش معبسود بحّقسى را سزاسست كسه خسالق بندگانسست و گسستراننده زميسن ،و
روانكننسسده زمينهسساى نشسسيب اسسست ببسساران ،و فسسراخ سسسالى دهنسسده زمينهسساى بلنسسد اسسست
برويانيدن گياهان ،نيست أّوليت او را ابتدائى ،و نه ازلّيت او را نهايت و انتهسسائى ،او
است أّول بىزوال ،و باقى بىغايت ،افتادند از براى سسسجده او پيشسسانيهاى مكّلفسسان ،و
بتوحيد او مشغول شد لبهاى پيران و جوانان ،حّد معّيني قرار داد همه أشسسياء را هنگسسام
آفريسسدن آنهسسا بجهسسة ابسسداء مباينسسة و جسسدائى خسسود از مشسسابهت آنهسسا ،تقسسدير و تشسسخيص
نمىتواند بكند او را و همها بنهايتها و حركتها ،و نه بعضوها و آلتهسسا ،گفتسسه نمىشسسود
كه او از كيست بجهة تنّزه او از احاطه زمان ،و زده نميشود از بسسراى او مسّدتي بكلمسسه
حّتى كه افاده انقضاء و انتها مىنمايد ،ظاهر است گفته نميشود از چه ظاهر شد بجهت
اينكه منّزهست از ماّده و امكان ،و پنهانست گفتسسه نميشسسود كسسه در چسسه پنهانسسست بجهسسة
اينكه مبّر است از مكان ،نه جّثه و جسمى است كه فانى و منقضى بشود ،و نه مستور
است و محجوب كه چيزى بر او احاطه نمايسسد نزديسسك نيسسست بأشسسياء بچسسسبيدن ،و دور
نيست از آنها بجدا شسسدن ،پنهسسان نمىمانسسد بسسر او از بنسسدگان مسّد بصسسرى ،و نسسه مكسّرر
كردن لفظى و خبرى ،و نه بلند شدن ايشان به پشسته كسوهى ،و نسه گسستردن گسامى در
شب تاريك ،و نه در ظلمت برقرار كه بر مىگردد بآن ظلمت و تاريكى ماه نور بخش
و در عقب ماه مىآيد آفتاب صاحب نور
] [ 28
در غروب و رجوع ،و در برگدانيدن آن زمانها و روزگارهسسا كسسه عبارتسسست از اقبسسال
كردن شب اقبال كننده ،و از ادبار نمودن روز ادبار نماينده ،موجود اسسست پروردگسسار
عالم پيش از هر نهايتى و مّدتى ،و قبل از هر شمردني و تعدادى ،منّزهسسست از آنچسسه
كه بخش مىكنند باو تحديد كنندگان او از صفتهاى مقدارها ،و از جوانب قطرهسسا و از
كسب نمودن مسكنها ،و تمّكن يافتن وطنها ،پس حّد و نهايت مر خلق او را زده شده و
بسوى غير او نسبت داده شده ،نيافريد چيزها را از أصلهائى كه ازلى باشسسد ،و نسسه از
اّولهائى كه ابدى باشد ،بلكه آفريد آنچه كه آفريد پس بر پا داشت ح سّد آنسسرا ،و تصسسوير
نمود آنچه كه تصوير فرمود پس نيكو گردانيد صورت آنرا ،نيست هيچ چيز را از امر
او امتناعى ،و نيست مر او را بطاعت چيسسزى انتفسساعى علسسم او بسسر مردگسسان گذشسستگان
مثل علم او است بر زندگان باقى مانسسدگان ،و احسساطه او بسسآن چيسسزى كسسه در آسسسمانهاى
بلندها است مثل احاطه او است بچيزهائى كه در زمينهاى پستهاست .
أى مخلوقى كه مستوى العضا است و ايجاد شده كسسه محفسوظ بسوده اسسست در ظلمتهسساى
رحمها و در پردهاى متضاعفه ،ابتدا كسسرده شسسدى از خلصسسه گسسل ،و نهسساده شسسدى در
قرار محكم تا اندازه معلوم و مّدت قسمت كرده شده در حالتى كسسه مضسسطرب بسسودى در
شكم مسادر خسسود در حسالت بچگسسى كسسه نمىتوانسستى جسسواب بسدهى دعسوت كننسده را ،و
نمىتوانستى بشنوى طلب نماينده را ،پس از آن بيرون آورده شدى از قرارگاه خسسودت
بسوى خانه كه نديده بودى آن را ،و نه شناخته بودى راههاى منافع آنرا پس كه هدايت
نمود ترا به كشيدن غذا از پستان مادرت ؟ و شناساند تو را هنگسسام احتيسساج تسسو مواضسسع
طلب تو و اراده تو را ؟ خيلى دور است معرفت ذات او از جهت اينكه كسى كه عسساجز
بشود از معرفت صفات صساحب صسورت و أعضسا ،پسس از معرفست صسفات آفريننسده
خود عاجزتر است ،و از ادراك ذات او بحدود و نهاياتي كه مخلوقات راست دورتر و
مهجورتر .
] [ 29
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
لس
و ل خلونا فنبّلغكه ،و قد رأيت كما رأينا ،و سمعت كمسسا سسسمعنا و صسسحبت رسسسول ا ّ
طساب أولسى ل عليه و آله و سّلم كما صسحبنا ،و مسا ابسن أبسي قحافسة و ل ابسن الخ ّ صّلى ا ّ
ل عليه و آله و س سّلم وشسسيجة رحسسم ل صّلى ا ّ ق منك ،و أنت أقرب إلى رسول ا ّ بعمل الح ّ
صسسر مسسن
لس مسسا تب ّ
لس فسسي نفسسسك فإّنسسك و ا ّ
لا ّمنهما ،و قد نلت من صهره ما لم ينال ،فا ّ
ن أعلم الّدين لقائمسسة ،فسساعلم أ ّ
ن طرق لواضحة ،و إ ّ ن ال ّ
عمى ،و ل تعّلم من جهل ،و إ ّ
ل إمام عادل هدي و هدى ،فأقام سّنة معلومة ،و أمات بدعة ل عند ا ّ
أفضل عباد ا ّ
] [ 30
و إّنى أنشدك أن تكون إمام هذه الّمة المقتول فإنه كان يقال :
يقتل في هذه الّمة إمام يفتح عليها القتل و القتال إلى يوم القيمة و يلّبس أمورهسسا عليهسسا و
ق من الباطل ، ث الفتن فيها فل يبصرون الح ّ يب ّ
ما كان بالمدينة فل أجل فيه ،و ما غاب فأجله وصول أمرك إليه .
] [ 31
ععععع
) نقمت ( عليه أمره و نقمت منه نقما من باب ضسسرب و نقومسسا و مسسن بسساب تعسسب لغسسة إذا
عتبته و كرهته أشّد الكراهة لسوء فعلسسه و ) السسستعتاب ( طلسسب العتسسبى و هسسو الّرضسسا و
شجرة و الواشجة الّرحم المشتبكة و قد وشجت بسك قرابسة الّرجوع و ) الوشيجة ( عرق ال ّ
صحاح و ) يرتبط ( أى يشّد و عن بعض النسخ يرتبسسك فلن ،و السم الوشيج كما عن ال ّ
بدلها أى ينشب و ) يلّبس ( امورها مسسن التلسسبيس و فسسي بعسسض الّنسسسخ تلبسسس أمورهسسا مسسن
الّلبس بالضّم و هو الشكال و ) مرج ( أمره اختلط و اضطرب و منه الهرج و المسسرج و
ل جللسسة و ل ( يج س ّ
ب و ) جس ّ
) السّيقة ( بتشديد الياء المكسورة ما استاقه العسسدّو مسسن ال سّدوا ّ
ن.جلل أس ّ
ععععععع
الواو في قوله :و أنسست أقسسرب ،للحسال و تحتمسسل العطسسف ،و الجملسسة فسسي معنسى الّتعليسل
ل س منصسسوبان علسسىلس ا ّلسابقه كما هو ظاهر ،و وشيجة رحم منسوب على الّتميسسز ،و ا ّ
ى لسابقتها و لذلك ترك العاطف و الفاء فسسي التحذير ،و جملة يموجون فيها اه تأكيد معنو ّ
ن ،فصيحة .
قوله :فل تكون ّ
عععععع
اعلم أّنه قد تقّدم في شرح الفصل الّرابسع مسن الخطبسة الثالثسة و الّتسذييل الّثساني مسن شسرح
ن عثمان أحدث فسسي السّدين أحسسداثا ،و أبسسدع بسسدعا ،و اسسستعمل الكلم الّثالث و الربعين أ ّ
ساق و أرباب الظلم على المصار ،و تقّدم في شرح الكلم الّثلثين أّنه لّما شاع الظلم الف ّ
و الفساد منه و من عّمسساله فسسي المدينسسة و سسساير البلد أوجسسب ذلسسك إجلب الّنسساس عليسسه و
تحريض بعضهم بعضا على خلعه من الخلفة و قتله و أقول هنا :إّنه لّما تكاثرت أحداثه
و تكاثر طمع الناس فيه كتب جمع من أهل المدينة من الصحابة و غيرهم إلى من بالفاق
ن دين محّمد قد أفسده خليفتكسسم فسساخلعوه ،فسساختلف إنكم كنتم تريدون الجهاد فهلّموا إلينا فا ّ
إليه القلوب وجاء المصرّيون و غيرهم إلسى المدينسة فساجتمعوا إلسى أميسر المسؤمنين عليسه
سلم و كّلموه و سألوه أن يكّلم عثمان . ال ّ
] [ 32
و ) لما اجتمع الناس اليه و شكوا مّما نقموه ( و كرهوه ) على عثمان و سألوا ( منه عليه
قوسلم ) مخاطبته عنهسم و اسستعتابه لهسم ( أى أن يطلسب لهسم منسه الّرجسوع إلسى الحس ّ ال ّ
سلم مسئلتهم ) فسسدخل عليسسه (الرتداع عن أحداثه و القلع عن بدعه ،استجاب عليه ال ّ
و كّلمه بما أورده السيد ) ره ( في الكتاب .
سلم أيضا محّمد بسسن جريسسر الطسسبري فسسي تسساريخه الكسسبير كمسسا فسسي و قد رواه عنه عليه ال ّ
ل عليه و آله تكسساتبوا فكتسسب ل صّلى ا ّن نفرا من أصحاب رسول ا ّ شرح المعتزلي قال :إ ّ
ن الجهاد بالمدينة ل بالّروم ،فاستطال الناس علسى عثمسان بعضهم إلى بعض أن اقدموا فا ّ
ل نفرب عنه و ل ينهى إ ّ و نالوا منه في سنة أربع و ثلثين و لم يكن أحد من الصحابة يذ ّ
سسسان بسسن ثسسابت ،فسساجتمعمنهم زيد بن ثابت و أبو أسيد السسساعدي و كعسسب بسسن مالسسك و ح ّ
سلم ( ي بن أبي طالب و سألوه أن يكّلم عثمان فدخل عليه ) فقال عليه ال ّ الناس فكّلموا عل ّ
له :
لس مسسا
ن الناس ورائى و قسسد استسسسفروني ( أي اّتخسسذوني سسسفيرا ) بينسسك و بينهسسم و و ا ّ)إّ
ى لسان أتكّلم معك يؤّثر فيك ) ما أعرف شسسيئا تجهلسسه و ل أدّلسسك أدرى ما أقول لك ( و بأ ّ
ن قبايح هسسذه العمسسال و فضسسايح تلسسك البسسدعات ليسسست بحيسسث على أمر ل تعرفه ( يعني أ ّ
تختفى على أحد ،بل هى واضحة للصبيان غنّية عن التنبيه و البيان .
صةو هذا هو مراده أيضا بقوله ) إنك لتعلم ما نعلم ( أى تعلم من شناعة تلك الحداث خا ّ
سسلم كمسا تسسوّهمه ما نعلمه ،و ليس المراد بيان وفور علمه و أنه يعلم كّلما يعلمه عليسه ال ّ
البحراني حيث قال :و حاصل الكلم استعتابه بالّلين من القول فأثبت له منزلته من العلسسم
ل س عليسسه و آلسسه و
أى بأحكام الشريعة و السنن المتداولة بينهم في زمسسان الّرسسسول ص سّلى ا ّ
ي و مسموع . ل ما ظهر عليه من مرئ ّالظهور على ك ّ
) و ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه و ل خلونا بشيء فنبّلغكسسه ( يعنسسي أنسسك قسد أدركسست
من صحبة الّرسسسول مسسا أدركنساه ،و عرفست مسن سسسيره و سسسلوكه و سياسساته المدنّيسسة مسسا
عرفناه ،لم نكن منفردين بذلك ،و لم تكن غايبا عن شيء منه حتى نبّلغكه و ندّلك عليه .
»ج«2
] [ 33
ل س ص سّلى
و أّكد ذلك بقوله ) و قد رأيت كما رأينا و سمعت كما سمعنا و صحبت رسول ا ّ
ل عليه و آله كما صحبنا ( ثّم خرج إلى ذكر الشيخين تهييجا لسسه و الهابسسا فقسسال ) و مسسا (
ا ّ
أبو بكر ) ابن أبي قحافة و ل ( عمر ) ابسن الخطساب بسأولى بعمسل الخيسر ( و فسي بعسض
ل عليسسه و آلسسه
ل صّلى ا ّ
ق ) منك و ( ذلك لنك ) أنت أقرب إلى رسول ا ّ النسخ بعمل الح ّ
سى به من غيره و الخسسذ و سّلم وشيجة رحم منهما ( أى من حيث النسب فأنت أولى بالتأ ّ
ل عليه و آله و سيرته .
بسّنته صّلى ا ّ
ل عليه و آله و سّلم في الجّد العلى أعني كعب بن لوى و أّما هما فيشتركان معه صّلى ا ّ
ى بن كلب بن مّرة بن كعسسب ،و أبسسا بكسسر بسسن أبسسي قحافسسة : ن عبد مناف هو ابن قص ّ ،فا ّ
طسساب :إبسسن
عثمان ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مّرة بن كعب ،و عمر بسسن الخ ّ
ى بن كعب ،هذا . ل بن قرط بن زراح بن عد ّ نفيل ابن عبد العزى بن رياح بن عبد ا ّ
ل عليه و آله ما لم ينسسال ثّم أثبت له القرب بالمصاهرة فقال ) و قد نلت من صهره صّلى ا ّ
ل عليه و آله و سّلم و بعسسد موتهسسا عقسسد علسسى بنتسسه
ي صّلى ا ّ
( لّنه قد تزّوج رقّية بنت النب ّ
الخرى أّم كلثوم ،
و لذلك لّقب عند العامة بذى النورين ،و أّما عند أصسسحابنا فظلمسسه فسسي حقهمسسا مشسسهور و
الخبار بذلك عن طريق أهل البيت مأثور .
] [ 34
لس
ي صسّلى ا ّمن زوجها و أمرها بالّرجوع إلى منزله ،ثّم كّرر عليه الضسسرب فسسأتت النسسب ّ
ي صّلى ا ّ
ل عليه و آله ثّم رّدها ،ثّم ضربها الضرب الذي كان السبب في موتها فأمر النب ّ
ل عليه و آله
ي صّلى ا ّ عليه و آله علّيا أن يخرجها من منزل عثمان فأتى بها إلى بيت النب ّ
و ماتت فيه .
ل في ( شأن ) نفسسسك لا ّل سبحانه و خّوفه من عقابه فقال ) فا ّ سلم من ا ّثّم حّذره عليه ال ّ
صر من عمى و ل تعّلم من جهل ( أى ل تحتسساج إلسسى التبصسسرة و التعليسسم ل ما تب ّفانك و ا ّ
ن أعلم الّدين لقائمسسة (ن الطرق ( أى طرق الشرع المبين ) لواضحة و أ ّ ) و ( الحال ) أ ّ
لم و غيرهما لعدم جرى المخاطب بمقتضى علمه . ن و ال ّ
و التيان بالجملت مؤّكدة با ّ
و لذلك شّدد التأكيد بالتنبيه على فضل المسسام العسسادل علسسى المسسام الجسسائر تنفيسسرا لسسه عسسن
ل إمام عادل هدي ( بنسسور الحس ّ
ق ن أفضل عباد ا ّ الجور و ترغيبا إلى العدل فقال ) فاعلم أ ّ
ق و به يعدلون « قسسال ) و هدى ( غيره كما قال سبحانه » :و ممن خلقنا ُاّمة يهدون بالح ّ
ل عليهم ) فأقام ل بن سنان :هم الئمة صلوات ا ّ سلم في رواية عبد ا ّ ل عليه ال ّ
أبو عبد ا ّ
سّنة معلومة ( بالتصديق على حّقيتها و القيام بوظايفها ) و أمات بدعة مجهولة ( بسسالتنبيه
ن السنن ( النبوّية و الشرايع المصطفوّية ) لنّيسسرة لهسسا على بطلنها و الرتداع عنها ) و أ ّ
ن البدع ( المستحدثة ) لظاهرة لهسسا أعلم ( و آثسسار ل يخفسسى مسسا فسسي أعلم ( و منار ) و أ ّ
حسن التعبير و الخطابة بالنّيرة في السّنن و بالظاهرة في البدع .
و تقسيم المام علسسى القسسسمين أعنسسي المسسام العسادل و المسام الجسسائر قسد ورد فسي الكتسساب
العزيز و غير واحد من الخبار .
] [ 35
لس
ل قبسسل أمرهسسم و حكسسم ا ّ
و جعلنا منهم أئّمة يهدون بأمرنا ،ل بأمر الناس يقّدمون أمر ا ّ
لس و
قبل حكمهم ،و قال و جعلنسساهم أئّمسسة يسسدعون إلسسى النسسار يقسّدمون أمرهسسم قبسسل أمسسر ا ّ
ل.ل و يأخذون بأهوائهم خلفا لما في كتاب ا ّ حكمهم قبل حكم ا ّ
سلم من السباب المؤّدية إليه فقال ) :و اّني انشدك ثّم حّذره عن القتل بما لح له عليه ال ّ
ل ( أى أسئلك و أقسم عليك ) أن تكون إمام هذه الّمة المقتول ( أراد المام الّداعى إلسسى ا ّ
ل عليه و آلسسه و أبهسسم لقتضسساء ي صّلى ا ّ
ن القائل هو النب ّ
ظاهر أ ّ
الّنار ) فاّنه كان يقال ( ال ّ
المصلحة ) يقتل في هذه الّمة إمام يفتح عليها ( أى على هذه الّمة ) باب القتسسل و القتسسال
إلى يوم القيامة ( بقتله ) و يلّبس امورها عليها ( أى يدّلس ذلك المام و يلّبس امور المة
ث الفتسن ( و ينشسرها ) فيهسا فل يبصسرون عليهم و يوقعهم فسي الّلبسس و الشسكال ) و يبس ّ
ق من الباطل يموجون فيها ( أى في تلك الفتن ) موجسسا و يمرجسسون ( أى يختلطسسون و الح ّ
يضطربون ) فيها مرجا ( .
ل عليسسه و
ي صّلى ا ّ
أقول :و قد وقع مصداق هذا الخبر الذي رواه أمير المؤمنين عن النب ّ
ن عثمان لما وّلي و أوطأ رقاب الناس بنى أبسي معيسط و آله و سّلم على طبق ما رواه ،فا ّ
لهم على البلد انتشر الهرج و المرج و الفساد ،و تظاهر الفتسن ،و انجسذم بني امية و و ّ
حبسسل ال سّدين ،و تزعسسزع سسسوارى اليقيسسن ،و خمسسل الهسسدى ،و شسسمل العمسسى ،و ضسساق
المصدر
] [ 36
و عمي المخرج ،حّتى اشتّد الظلم و المحن و البلوى ،و بلغ الغاية القصوى كما قال عّز
طعوا أرحامكم « .
من قائل » فهل 1عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الرض و تق ّ
إلى أن انتكث على عثمان فتله ،و اجهز عليه عمله ،و كبت به بطنته ،و قتل شّر قتلة ،
فكان قتله عنوانا للناكثين و القاسطين و المارقين ،و انفتح على المة باب القتل و القتسسال
و التخاصم و الجدال إلى أن قام ابن أبي سفيان و آل حرب حزب الشسسيطان بالخلفسسة ،و
ل بالمارة ،فمنحه الّدنيا دّرها ،و أوردته صفوها ،فتمادى في الظلم و الطغيان ،و استق ّ
ل استحله ،و ل عقدا إل حّلسسه ،حّتسى لسسم يبسسق بيست مسدر و ل وبسر إ ّ
ل ل محّرما إ ّ
لم يدع ّ
دخله ظلمه ،و نبا به سوء رعيه ،فقتل من المهسساجر و النصسسار و سسساير المسسسلمين مسسأة
ألف أو يزيدون ،و حذا حذوه ابنه اللعين ،فقتل بالطفّ سسسبط سسسيد المرسسسلين و أنصسساره
ل كفرًا و أحّلوا 2المظلومين ،و تبعهم ساير بني امية و بني مروان » الذين بّدلوا نعمة ا ّ
قومهم دار البوار جهّنم يصلونها و بئس القرار « .
قوثّم إنه لما محض النصح لعثمان و أراه وجه الصواب و السداد و دّلسه علسسى نهسسج الحس ّ
ب العسسالمين
الّرشاد و حّذره من القتل ،و كان مروان بسسن الحكسسم الّلعيسسن طريسسد رسسسول ر ّ
ق إلى الباطل و الضلل ، أقوى السباب الباعثة لنكيه عن طريق الح ّ
و ليقاعه في المعاطب و المهالك .ل جرم نهاه عن اّتباعه و الّرجوع إليه و الخذ برأيسسه
ضسسىن ( و كسسبره ) و تق ّ
ن سّيقة لمروان يسوقك حيث شاء بعد جلل السس ّو قال ) فل تكون ّ
العمر ( و فنائه .
-----------
) ( 1ل ل لللل لل ل ل للللل لل ل ل ل للل » :لل ل
للللل لل لللللل « للللل لللل لل للل للل ل
ل للل لللل .
-----------
) ( 2لل لللللل لل للللللل لل لللل للللللل
ل ل لل ل ل ل لللل للل ) ل ( ل ل ل للل لل للل ل
للل لل ل لللل للل للل للل ل لل لل ل
للللل للل ل ل للل ل لل ل للل ل ل لل ل
للللللل .للل .
] [ 37
ن الحاضسسر أيّفأجله وصول أمسسرك اليسسه ( قسسال الشسسارح المعسستزلي :هسسذا كلم فصسسيح ل ّ
خرن السسسلطان ل يسسؤ ّ
معنى لتأجيله و الغايب فل عذر بعد وصول المسسر فسسي تسسأخيره ،ل ّ
أمره .
ععععع
في الشرح بعد روايته عن محّمد بن جرير الطبري في تساريخه تمسام هسسذه المخاطبسة بيسن
سلم و بين عثمان حسبما أشرت إليه و أنهاها إلى آخرها قال :أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل لو كنت مكانى ما عّنفتك و ل عبت ن ما قلت أما و ا ّفقال عثمان :و قد علمت أنك لتقول ّ
عليك و لم آت منكرا إّنما وصلت رحما و سددت خّلة و أويت ضايعا و وّليت شبيها بمسسن
ن مغيرة بن شعبة ليس هناك ؟ قسسال :بلسسى ،ي أل تعلم أ ّ
ل يا عل ّ
كان عمر يوّليه ،انشدك ا ّ
له ؟ قال :بلى ،قال :فلم تلومنى إن وّليت ابن عامر في رحمه ن عمر و ّ
قال :أفل تعلم أ ّ
و قرابته ؟ .
ن عمر كان يطاء على صماخ من يوّليه ثّم يبلغ منه إن أنكسسر منسسه
سلم إ ّ
ي عليه ال ّ
فقال عل ّ
أمرا أقصى العقوبة و أنت فل تفعل ضعفت و رقبت على أقربائك .
سلم فخرج عثمان على اثره فجلس على المنبر فخطب الّناس و قسسال : ي عليه ال ّ
ثّم قام عل ّ
ن آفسة هسسذه الّمسة و عاهسة هسسذه الّنعمسة
ل أمسر عاهسة ،و إ ّ
ل شيء آفة و لكس ّ ن لك ّ
أّما بعد فا ّ
عّيابون طّعانون يرونكم ما تحّبون و يسّرون عنكم ما تكرهسسون ،يقولسسون لكسسم و تقولسسون
ل نغصا و ل يردون ب مواردها اليها البعيد ل يشربون إ ّ أمثال الّنعام يتبع أّول ناعق ،اح ّ
ل لقد عبتم على ما أقررتم لبن الخطاب بمثله ، ل عكرا أما و ا ّ .ا ّ
و لكنه وطئكم برجله و ضربكم بيده و قمعكم بلسانه فدنتم له على مسسا أحببتسسم و كرهتسسم و
ي ،أم و ا ّ
ل لنت لكم و أوطاتكم كتفى و كففت يدى و لساني عنكم فاجترأتم عل ّ
] [ 38
لنا أقرب ناصر و أعّز نفرا و أكثر عددا و أحرى إن قلت هلّم أن يجاب صوتي ،
و لقد أعددت لكم أقرانا ،و كثرت لكم عن نابي ،و اخرجتم مني خلقسسا لسسم اكسسن احسسسنه و
منطقا لم اكن انطق ،فكّفوا عّنى ألسنتكم و طعنكم و عيبكم على ولتكم ،
فقام مروان بن الحكم فقال :و إن شئتم حّكمنا بيننا و بينكم السيف .
فقال عثمان :اسكت دعنى و أصحابي ما منطقك في هذا ،ألسسم أتقسّدم اليسسك أن ل تنطسسق ؟
فسكت و نزل عثمان ،هذا .
فدعا عليا و قال له قد ترى ما كسان مسسن النساس و لسسست آمنهسم علسى دمسي فسارددهم فساني
ق من نفسي و من غيرى . أعطيتهم ما يريدون من الح ّ
ن الناس إلى عدلك أحوج منهم إلى قتلسسك و انهسسم ل يرضسسون إلّ
سلم :إ ّ
ي عليه ال ّ
فقال عل ّ
بالّرضا و قد كنت أعطيتهم من قبل عهدا فلم تف به فل تغرر في هذه المّرة فاّنى معطيهم
ق.
عنك الح ّ
ن لهم .
ل لفي ّ
قال :أعطهم فو ا ّ
فسأله الناس أن يستوثق لهم و قالوا :إنا ل نرضى بقول دون فعل .
] [ 39
فقال :اضرب بيني و بين الناس أجل فاني ل أقدر على تبديل ما كرهوا في يوم واحد .
سلم أّما ما كان بالمدينة فل أجل فيه و أما ما غاب فأجله وصول أمرك
ي عليه ال ّ
فقال عل ّ
إليه .
ل عامسسل
ل مظلمسسة و عسسزل كس ّ
فأجابه إلى ذلك و كتب بينه و بين النسساس كتابسسا علسسى رّد كس ّ
ف الناس عنه .
كرهوه فك ّ
و جعل يتأّهب سّرا للقتال و يستند بالسلح و الجند جّدا ،فلّما مضسست اليسسام الثلثسسة و لسسم
يغّير شيئا ثار به الناس و خرج قوم إلى من بذي خشب من المصسسرّيين فسسأعلموهم الحسسال
فقدموا المدينة و تكاثر الناس عليه و طلبوا منه عزل عماله و رّد مظالمهم ،فكان جسسوابه
لهم :إني إن كنت أستعمل من تريسسدون ل مسسن اريسسد فلسسست إذا فسسي شسسيء مسسن الخلفسسة و
ن أو لنقتلنسسك ،فسسأبى عليهسسم و قسسال :ل أنسسزع سسسربال
ن أو لتخلعس ّ
المر أمركم فقالوا لتفعل ّ
ل ،فحصروه و ضّيقوا الحصار و أّدى المر إلى قتلسسه ،علسسى مسسا مسّر مّنسسا فسسي سربلنيه ا ّ
شرح الكلم الثلثين .
ععععععع
از جمله كلم بلغت نظسسام و نصسسيحت انجسسام آن حضرتسسست در حينسسى كسسه جمسسع شسسدند
مردمان بسوى او و شكايت كردند از چيزى كه ناخوش مىگرفتند بر عثمان ابن عّفسسان
و خواهش كردند از آن حضرت كه از جانب ايشان سؤال و جواب نمايد ،
و طلب كند از عثمان كه رجوع بحق نمايد و ايشان را خوشنود سسسازد ،پسسس داخسسل شسسد
آن بزرگوار بر عثمان پس فرمود :
بدرستى كه مردمان در عقب منند و بدرستى كه ايلچى أخذ نمودهاند مرا در ميان تسسو و
ميان خودشان ،و بخدا سسوگند نمىدانسم چسه گسويم تسو را ،و نميسدانم چيسزى را كسه تسو
نداني آن را ،و نمىتوانم دللت كنم تو را بر چيزي كه نشناسسسى آن را ،بدرسسستيكه تسسو
ميداني آنچه كه ما ميدانيم ،سبقت نيافتهايم از تو بچيزى تا خبر بدهيم بتو از
] [ 40
آن ،و تنها نشدهايم بچيزى تا ابلغ بكنيم بتو آن را ،و بتحقيق كه تسسو ديسسده چنسسانچه مسسا
لس عليسسه وديدهايم ،و شنيده چنانچه ما شنيدهايم ،و صحبت كرده با رسول خدا صّلى ا ّ
آله و سّلم چنانچه ما صحبت داشتهايم و نه بود پسر ابو قحافه و نه پسر خطاب سسسزاوار
لس عليسسه و آلسسه از
تر بعمل خير از تو و حال آنكسسه تسسو أقسسرب هسسستى برسسسولخدا صسّلى ا ّ
حيسسثّيت رگهسساى خويشسسى از ايشسسان ،پسسس بسسترس از خسسداى قّهسسار در نفسسس خسسود ،پسسس
بدرستى كه تو قسم بخدا بصيرت داده نميشوى از كسسورى ،و تعليسسم يسسافته نمىشسسوى از
جهالت ،و بدرستى كه راههاى شريعت هر آينسسه واضسسح و هويداسسست ،و بدرسسستى كسسه
علمتهاى دين هر آينه ثابت و برپاست ،بدرستى أفضل بندگان خسسدا در نسسزد خسسدا امسسام
عادليست كه هدايت شده باشد و هدايت نمايسسد ،پسسس برپسسا دارد سسّنت و طريقسسه معلسسومه
را ،و بميراند و بر طرف سازد بدعت مجهوله را ،و بدرستى كه سّنتها هر آينه تابانند
و درخشان مر آنها را است علمتها ،و بدرستى كسسه بسسدعتها ظسساهر اسسست و هويسسدا مسسر
آنها راست علمتها ،و بدرستى كه شريرترين مردمان در نزد خدا امسام جائريسست كسه
گمراه باشد و گمراه شسسوند بسسسبب او ،پسسس بميرانسسد سسّنت مسسأخوذه را ،و زنسسده گردانسسد
بدعت متروكه را .
و بدرستى كه من قسم مىدهم تو را بخدا كه باشى امام اين اّمت كه كشته شوى بواسطه
ظلم و ستم ،پس بدرستيكه بود گفته مىشد كه كشته خواهد شد در اين اّمسست امسسامى كسسه
فتح مىشود بر اين امت قتل و قتال تا روز قيامت ،و تلبيس نمايد كارهاى ايشان را بر
ايشان ،و منتشر و پراكنده مىكند فتنها را در ميسسان ايشسسان ،پسسس نمىبيننسسد حسسق را از
باطل ،و مضطرب مىشوند در آن فتنها مضطرب شدنى ،و آميخته بهسسم مىشسسوند در
آن فتن آميختنى ،پس البته مباش اى عثمان از براى مروان بن
] [ 41
حكم مثل چارپائى كه ميرانند آن را دشمنان هنگام غارت كه براند تو را مروان هر جسسا
كه بخواهد بعد از بزرگى سن و سال و بسر آمدن عمر .
پس گفت مر آن حضرت را عثمان كه :تكّلم كن با مردمان در ايسسن خصسسوص كسسه مسسرا
مهلت بدهند تا خارج بشوم بسوى ايشسسان از عهسسده مظلمههسساى ايشسسان پسسس آن حضسسرت
فرمود :
آنچه كه در مدينه اسسست پسسس مهلسست نيسسست در او ،و آنچسسه كسسه غايبسسست پسسس مهلسست او
رسيدن حكم تو است بسوى او .
ععععع ععععع
] [ 42
ف دفيفسا ،و
سماء ) الهواء ( خفوفا ،و جعله يسد ّ
و منع بعضها بعبالة خلقه أن يسمو في ال ّ
نسقها على اختلفها في الصابيغ ،بلطيف قدرته ،
و دقيق صنعته ،فمنها مغموس في قالب لون ل يشوبه غير لون ما غمسسس فيسسه ،و منهسسا
مغموس في لون صبغ قد طّوق بخلف ما صبغ به .
ي عنجسسهل على رأسه ،كأّنه قلع دار ّ و إذا درج إلى النثى نشره من طّيه ،و سما به مظ ّ
نوتّيه ،يختال بألوانه ،و يميسسس بزيفسانه ،يفضسسي كإفضسساء الّديكسة ،و يسوّر بملقحسة أّر
الفحول المغتلمه للضّراب ،أحيلك من ذلك على معاينة ل كمن يحيل على ضعيف أسناده
،و لو كان كزعم من يزعم أّنه يلقح بدمعة تسفحها ) تنشجها ( مدامعه فتقسسف فسسي ضسّفتي
جس ) المنبجسسس ( ن أنثاه تطّعم ذلك ثّم تبّيض ل من لقاح فحل سوى الّدمع المتب ّ جفونه و أ ّ
لما كان ذلك بأعجب من مطاعمة الغراب ،
ي جني من زهرة ك ّ
ل فإن شّبهته بما أنبتت الرض قلت جن ّ
] [ 43
ي الحلل أو مونق عصب اليمسسن ،و إن شسساكلته ربيع ،و إن ضاهيته بالملبس فهو كموش ّ
طقسست بسسالّلجين المكّلسسل ،يمشسسي مشسسي المسسرح
ي فهسسو كفصسسوص ذات ألسسوان قسسد ن ّ
بسسالحل ّ
المختال ،و يتصّفح ذنبه و جناحه فيقهقه ضسساحكا لجمسسال سسسرباله ،و أصسسابيغ وشسساحه ،
فإذا رمى ببصره إلى قوائمه زقا معول بصوت يكاد يبين عن استغاثته ،و يشهد بصسسادق
ن قسسوائمه حمسسش كقسسوائم الّديكسسة الخلسسّية ،و قسسد نجمسست مسسن ظنبسسوب سساقه
جعه ،ل ّ
تسسو ّ
صيصية خفّية .
ل و قد أخذ منه بقسط ،و عله بكثرة صقاله و بريقه ،و بصيص ديبسساجه و ل صبغ إ ّوقّ
سر منرونقه ،فهو كالزاهير المبثوثة لم ترّبها أمطار ربيع و ل شموس قيظ ،و قد يتح ّ
ريشه و يعرى من
] [ 44
ت من قصبه إنحتات أوراق الغصان ،ثّم يتلحسسق لباسه فيسقط تترى و ينبت تباعا فينح ّ
ناميا حّتى يعود كهيئته قبل سسسقوطه ،ل يخسسالف سسسالف ألسسوانه ،و ل يقسسع لسسون فسسي غيسسر
مكانه ،و إذا تصّفحت شعرة من شسسعرات قصسسبه أرتسسك حمسسرة ورّديسسة ،و تسسارة خضسسرة
زبرجدّية ،و أحيانا صفرة عسجدّية .
فكيف تصل إلى صفة هذا عمائق الفطن ،أو تبلغه قرائح العقول ،
فسبحان اّلذي بهر العقول عن وصف خلق جله للعيون فأدركته محدودا مكّونا ،و مؤّلفسسا
ملّونا ،و أعجز اللسن عن تلخيص صفته ،
و قعد بها عن تأدية نعته ،و سبحان من أدمج قوائم الّذّرة و الهمجسسة إلسسى مسسا فوقهمسسا مسسن
لو ل يضسطرب شسسبح مّمسا أولسسج فيسه السّروح إ ّ خلق الحيتان و الفيلة ،و واى على نفسه أ ّ
جعل الحمام موعده ،و الفناء غايته .
قال السيد ) ره ( بعد إيراد الخطبة بتمامها :تفسسسير مسسا جسساء فيهسسا مسسن الغريسسب » و يسسؤّر
بملقحة « ألّر كناية عن الّنكاح يقال أّر المرئة يؤّرها إذا نكحها ،و قوله :
ى منسوب إلى داريسسن و هسسى » كأّنه قلع داري عنجه نوتّية « القلع شراع السفينة ،و دار ّ
طيب ،و عنجه أى عطفه يقال :عنجت الّناقة بلدة على البحر يجلب منها ال ّ
] [ 45
ععععع
ى أصله حييان و قد تكون بمعنى الحياة و المراد هنا الّول ) الحيوان ( محّركة جنس الح ّ
و ) نعق ( بغنمه من بابي ضرب و منع نعقا و نعيقا و نعاقا صاح بها و زجرها هكذا في
ن الموجسسود فيمسسا رأيتسسه مسسن
لأّ
القاموس ،و في مصباح الّلغة للفيومى من بسساب ضسسرب إ ّ
نسخ النهج نعقت بكسر العين .
و ) رفرف ( الطاير بسسسط جنسساحيه عنسسد السسسقوط علسسى الشسسيء يحسسوم عليسسه لتقسسع فسسوقه و
ق بالضسّم رأس السسورك اّلسسذي فيسسه عظسسم الفخسسذ و) حقاق المفاصل ( بكسر الحاء جمع حس ّ
شارح المعتزلي :هو مجمع المفصلين مسسن العضسساء رأس العضد الذى فيه الوابلة قال ال ّ
فيكون أعّم و ) سحبه ( على الرض سحبا من باب منع جّره عليها فانسحب و ) طسسوى (
ل للكتسب « و اّنسه لحسسن سسج ّ
ي ال ّ
سسماء كطس ّ
صحيفة يطويها طّيا قال سبحانه » نطوى ال ّ ال ّ
الطّية بالكسر و في بعض النسخ من طيه بالكسر .
ي ( قال الفيومى :القلع شراع السفينة ،و الجمع قلع ،مثل كتساب و كتسب ، و ) قلع دار ّ
و القلع مثله ،و الجمع قلوع مثل حمل و حمول ،و فسسي القسساموس القلسسع بالكسسسر الشسسراع
كالقلعة ككتابة ،و الداري المنسوب إلى دارين قال البحراني :
ن الطيب كان يجلسسب اليهسسا مسسن و هي جزيرة من سواحل القطيف من بلد البحرين يقال إ ّ
الهند و هي الن خراب ل عمسسارة بهسسا و ل سسسكنى ،و فيهسسا آثسسار قديمسسة و فسسي القسساموس
الّدارين موضع بالشام .
] [ 46
مضافا إلى الضمير أى بآلت التناسل و العضاء و ) غلم ( كفرح غلمسسا و غلمسسة بالضسمّ
و اغتلم غلب شهوة ،و غلم البعير و اغتلم أى هاج من شهوة الضّراب ،فهو غّلم و غّليم
و الثنى غّلمة و غّليمة و مغتلمة .
و ) سسسفحت ( السّدم أى أرقتسسه و السّدمع أسسسلته و فسسي بعسسض الّنسسسخ تنشسسجها بسسدل تسسسفحها
مضارع نشج من باب ضرب يقال نشج القدر أى غل ما فيه حّتسسى سسسمع لسسه صسسوت قسسال
ن الفعل ليس متعّديا بنفسه على مسسا فسسي كتسسب ل الّول أوضح ،فا ّ لمة المجلسى :و لع ّ الع ّ
جس ( الماء تبجيسسسا فجسسره الّلغة و ) تطّعم ( على صيغة التفّعل بحذف إحدى الّتائين و ) ب ّ
جس و انبجس ،و في بعض الّنسخ المنبجس من باب النفعال . فتب ّ
و ) المدارى ( بالدال المهملة جمع المدرى قال ابن الثير :المدرى و المدراة شسسيء مسسن
ن من أسنان المشط و أطسسول منسسه يسسرح بسه الشسسعر الملّبسسد وحديد أو خشب على شكل س ّ
شارح البحراني بالّذال المعجمة قال :
يستعمله من ل مشط له ،و في نسخ ال ّ
طعام .
ف ينقى بها ال ّ
و هي خشبة ذات أطراف كأصابع الك ّ
و ) دارات ( جمسسع ال سّدارة دارة القمسسر و غيسسره س سّميت بسسذلك لسسستدارتها و ) العقيسسان (
ي بالضسّم :السّذهب الخسالص أو السّذهب لمسة المجلسس ّ
بالكسر كما فسي القساموس و قسال الع ّ
ي فعيل منه ،
الّنابت من الرض و ) جنيت ( الّتمرة و الّزهرة و اجتنيتها و الجن ّ
و ) زهر ( الّنبات بالفتح نوره ،و الواحدة زهرة كتمسسر و تمسسرة قسسالوا و ل يس سّمى زهسسرا
ى أىى وزان مرمس ّحتى تفتح و ) وشيت ( الثوب وشيا مسن بساب رمسى نقشسته فهسو موشس ّ
منّقش ،و الصل على مفعول و ) الحلل ( كصرد جمع حلسسة بالضسّم و هسسي إزار و رداء
ل من ثوبين أو ثوب له بطانة .من برد أو غيره فل تكون حّلة إ ّ
و ) العصب ( وزان فلس قال الفيومى برد يصنع غزله ثّم ينسج ،و ل يثنى و ل يجمع و
إّنمسسا يثنسسى و يجمسسع مسسا يضسساف إليسسه فيقسسال :بسسرد عصسسب و بسسرود عصسسب ،و الضسسافة
للتخصسيص ،و يجسوز أن يجعسل وصسفا فيقسال :شسريت ثوبسا عصسبا ،و قسال السسهلي :
العصب
] [ 47
ل باليمن .
صبغ ل ينبت إ ّ
ى ،و كذا قال
ص كفلس و فلوس قال ابن السكيت :كسر الفاء رد ّ و ) الفصوص ( جمع ف ّ
الفارابي ،و في القاموس الفص الخاتم مثلثة و الكسر غير لحن و ) كلل ( فلنا أى ألبسسس
الكليل و هو بالكسر التاج و شبه عصابة زين بالجوهر و ) الوشاح ( ككتاب شيء ينسج
صع شبه القلدة تلبسه النساء .
من أديم و ير ّ
و رجل ) أحمش ( الساقين أى أدّقهما و ) الخلسسسى ( بكسسسر الخسساء المعجمسسة السسديك بيسسن
دجاجتين هندية و فارسية ،و الولد بين أبوين أبيض و أسود و ) الظنبوب ( حرف العظم
اليابس من قدم الساق و ) الوسمة ( بكسر السين كما في بعض النسخ و هي لغسسة الحجسساز
و أفصسسح مسسن السسسكون ،و أنكسسر الزهسسرى السسسكون ،و بالسسسكون كمسسا فسسي بعضسسها و
) اللفاع ( ككتاب الملحفة أو الكساء أو كلما تتلّفع به المرئة ،
و تلفع الّرجل بالثوب إذا اشسستمل بسسه و تغطسسى ،و فسسي بعسسض النسسسخ متقّنسسع مسسن القنسساع و
) أبيض يقق ( بالتحريك و بالكسر أيضا وزان كتف شديد البياض .
سر البعير أى سسسقط مسسن العيسساء ، سر ( في بعض النسخ مضارع تفعل يقال :تح ّ و ) يتح ّ
و في بعض الّنسخ تنحسر على صيغة النفعال تقول :حسره كضربه فانحسسسر أى كشسسفه
فانكشف و ) سالف ألوانه ( في بعض النسخ بدلها ساير ألوانه و الّول أظهر و ) العسجد
( كجعفر الّذهب و ) العمق ( بالضّم و الفتح قعر البئر و نحوها و ) الفطن ( كعنسسب جمسسع
له ( بالّتشسسديد و التخفيسسف علسسى
فطنة بالكسر و هي الحذق و العلم بوجسسوه المسسور و ) ج ّ
اختلف الّنسخ أى كشفه و ) الهمجة ( محّركة واحدة الهمج بالّتحريك أيضسسا و هسسو ذبسساب
صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم و الحمير و النعاج الهرمة .
ععععععع
قوله :و نعقت جملة مستأنفة ،و تحتمسسل أن تكسسون معطوفسسة علسسى جملسسة انقسسادت و علسسى
ل ،و على الّثاني فهو راجع إلى ما ، الّول فالضمير في دلئله راجع إلى ا ّ
] [ 48
شارح البحراني و قوله :من ذوات ،بيان للطيار ،و مصّرفة ،و مرفرفسسة منصسسوبان ال ّ
على الحال ،و في بعض الّنسخ بالجّر على أّنهما صفتان لذوات أجنحة .
و جملة كّونها في المعنى تأكيد لجملة ذرأ ،و لكمال التصسسال تسسرك العسساطف بينهمسسا ،و
تحتمل الستيناف البياني ،و قسوله :فسي لسون صسبغ ،بجّرلسون مضسافا إلسى صسبغ علسى
الضافة البيانّيسة ،و فسسي بعسض الّنسسخ بسالجّر و الّتنسسوين و صسسبغ علسسى صسسيغة الماضسسي
المجهول ،أى صسسبغ ذلسسك المغمسسوس ،و السسواو فسسي قسوله :و مسسن أعجبهسا ،اسسستينافّية و
قوله :بجناح ،إّما بدل من أحكسسم تعسسديل أو عطسسف بيسسان ،و يحتمسسل تعّلقسسه بقسسوله أحسسسن
تنضيد .
و جملة عنجه ،مرفوعة المحل صفة لقلع ،و مغرزها ،مبتدء خبره كصبغ الوسسسمة ،و
بطنه بالّرفع مبتدء محذوف الخبر أى مغرزها إلى حيث بطنه موجودا و ممت سّدا و منتهسسى
إليه كصبغ .
شعر ،و هو في المعنسسى و حيث تضاف إلى الجملة غالبا و إضافتها إلى المفرد تشّذ في ال ّ
مضافة إلى المصدر اّلذي تضّمنته الجملة قالوا :حيث و إن كانت مضافة الى الجملة فسسي
ظاهر ،لكن لّما كانت في المعنى مضافة إلى المصدر فاضافتها إليها كل إضافة ،و لذا ال ّ
بنيت على الضّم كالغايات على العرف قال نجم الئمة :قد حذف خبر المبتدء اّلذي بعسسد
حيث غير قليل ،و الّتنوين في قوله :بقسط ،للّتفخيم ،
عععععع
شريفة على غاية بلغتها و بديع اسلوبها و عجيسسب نظمهسسا مسسسوقة ن هذه الخطبة ال ّ
اعلم أ ّ
طسساؤوس ،و الغسسرض منسسه الّتنسسبيه علسسى عظيسسم قسسدرته
طيسسر ل سسّيما ال ّ
لشرح أوصسساف ال ّ
سبحانه و لطيف صنعته و الشارة إلى عجايب ما أبدعه سبحانه في الملسسك و الملكسسوت ،
صل لك كمال المعرفة . لتنّبه من رقدة الغفلة ،و يتح ّ
] [ 49
على أصناف مختلفة و أنواع متكّثرة و هيئآت عجيبسسة و أوصسساف بديعسسة ) مسسن حيسسوان و
موات و سساكن و ذى حركسات ( أى بعضسسها ذو حيسات كأصسسناف الملئكسسة و الحيسوان و
شجر و الجماد و الّنبسسات و غيرهسسا مّمسسا ليسسس لهسسان و النس ،و بعضها ذو ممات كال ّ الج ّ
حيسساة ،و بعضسسها مّتصسسفة بالسسسكون كسسالرض و الجبسسال ،و بعضسسها مّتصسسفة بالحركسسة
الرادّيسسة كالنسسسان و الحيسسوان و نحوهمسسا ،أو طبيعّيسسة كالمسساء و الّنسسار و الكسسواكب و
الفلك .
) و أقام من شواهد البّينات على لطيف صسسنعته و عظيسسم قسسدرته مسسا ( أي شسساهد صسسدق و
شساهد أو بسا ّ
ل شاهد ) العقول معترفة به ( أى بهسذا ال ّ
برهان حّتى ) انقادت له ( أى لذلك ال ّ
سبحانه ) و مسّلمة له ( غير جاحدة لحقّيته ) و نعقت ( أى صاحت ) في أسماعنا دلئله (
شارح البحراني استعار لفظ الّنعيق في السسسماع لظهسسور سبحانه ) على وحدانّيته ( قال ال ّ
تلك الّدلئل في صماخ العقل ) و ما ذرأ ( أى أقام من شواهد البّينسسات أو نعقسست دلئل مسسا
ذرئه و خلقه ) من اختلف صور الطيار اّلتي أسكنها أخاديسسد الرض ( كالقطسسا و نحسسوه
شقوق في الرض ) و خروق فجاجها ( كالقبج و شبهه مّما يسكن الفجاج أى مّما يسكن ال ّ
صقور تأوى فسسي الجبسسال الطرق الواسعة بين الجبلين ) و رواسى أعلمها ( كالعقبان و ال ّ
الّراسسسيات أى الّثابتسسات المسسستقّرات ) مسسن ذوات أجنحسسة مختلفسسة و هيئآت متباينسسة ( فهسسذا
غراب ،و هذا عقاب ،و هذا حمام ،
ليساتٍ ِلَقسْوٍم
ك َ
ن فسي ذِلس َ
ل ِإ ّ
ل ا ُّ
سُكُهنّ ِإ ّ
سماِء ما ُيْم ِ
جّو ال ّ
ت في َ
خرا ٍ
سّطْيِر ُم َ
َأ َلْم َيَرْوا ِإَلى ال ّ
ن. ُيْؤِمُنو َ
طيسسر
ل و حكمته :فسساّنه لسسول أّنسسه تعسسالى خلسسق ال ّ
قال الّرازي :هذا دليل على كمال قدرة ا ّ
طيسسر جناحسسا يبسسسطه مسّرة و طيران فيها لما أمكن ذلك ،فسساّنه أعطسسى ال ّخلقة معها يمكنه ال ّ
سابح في الماء ،و خلق الهواء خلقة يكسره اخرى ،مثل ما يعمل ال ّ
] [ 50
طيسسر
طيران ممكنا ،و جسد ال ّلطيفة رقيقة يسهل خرقه و الّنفاذ فيه و لو ل ذلك لما كان ال ّ
جسم ثقيل و الجسم الّثقيل يمتنع بقاؤه في الجّو معّلقا من غيسسر دعامسسة و ل علقسسة فسسوقه ،
ل سبحانه .فوجب أن يكون الممسك له في ذلك الجّو هو ا ّ
يٍء
شس ْ
ل َ
ن ِإّنسُه ِبُكس ّ
حمس ُ
ل الّر ْ
ن ِإ ّ
سسُكُه ّ
ن مسا ُيْم ِ
ضس َ
طْيِر َفْوَقُهْم صاّفات َو َيْقِب ْ
ى ال ّ
َأ َو َلْم َيَرْوا ِإل َ
َبصيٌر « .
ن إذا بسسطنها صسففن ن في الجّو عند طيرانها ،فاّنه ّ قيل في تفسيره :أى باسطات أجنحته ّ
قوادمها و يقبضن أى و يضممنها إذا ضربن بها جنوبهن وقتسسا بعسسد وقسست للسسستظهار بسسه
على الّتحّرك ،و لذلك عدل بسسه إلسسى صسسيغة الفعسسل للّتفرقسسة بيسسن الصسسيل فسسي الطيسسران و
شسسامل رحمتسسه
ل الّرحمسسن ال ّ نإ ّ
ن فسسي الجسّو علسسى خلف طبعهس ّ طسسارى عليسسه مسا يمسسسكه ّ
ال ّ
ل شسسيء
ن للحركسسة فسسى الهسسواء إّنسسه بكس ّ
ن على اشكال و خصايص هيئآته ّ كّلشيء بأن خلقه ّ
بصير يعلم كيف يخلق الغرائب و يدّبر العجائب .
) كّونها ( كساير المكّونات و المخلوقات ) بعد اذ لم تكن فسي عجسائب صسور ظساهرة ( و
هيئآت بديعة غير مستورة ) و رّكبها في حقاق مفاصل محتجبة ( مستترة بسالّلحم و الجلسد
و نحوهما ) و منع بعضها بعبالة خلقسسه ( و ضسسخامة جّثتسسه كالّنعامسسة و الّلقلسسق و نحوهمسسا
ف دفيفسا ( أىسماء خفوفا ( أى يعلو في جهة العلّو بسرعة ) و جعلسسه يسسد ّ ) أن يسمو في ال ّ
طيران قال الفيومى :معناه ضرب بهما دّفيه و هما جنباه ،يقال ذلسسك إذا يحّرك جناحيه لل ّ
ل طيرانا ) و نسسسقها ( أى نظمهسسا ) علسسى أسرع مشيا و رجله على وجه الرض ثّم يستق ّ
ل منهسسا
اختلفها في الصابيغ ( و اللوان ) بلطيف قسسدرته و دقيسسق صسسنعته ( أى جعسسل ك ّ
ص على وفق حكمته البالغة ) فمنها مغموس فسسي قسسالب لسسون ل يشسسوبه غيسسر على لون خا ّ
لون ما غمس فيه ( أى بعضها ذو لون واحد كالسود و البيسسض و الحمسسر ،فعسسبر عنسسه
بالغمس في قالب الّلون إشارة إلى
] [ 51
ب فيسسه
إحاطة الّلون الواحد به بجميع أجزائه كما يحيط القالب بالشياء المصسسنوعة بالص س ّ
من نحاس و نحوه .
) و منها مغموس في لون صبغ قد طّوق بخلف ما صّبغ به ( أى بعضسسها ذو لسسونين فمسسا
زاد كالقبسسج و الفاختسسة و البلبسسل و نحوهسسا مّمسسا يخسسالف لسسون عنقسسه لسسون سسساير جسسسده ،و
ل سسسبحانه و كمسسال قسسدرته و لطيسسف الغرض بذلك كّله حسبما عرفت الّتنبيه على عظمة ا ّ
صنعته و بديع حكمته .
ضل .
سلم و أفصح عنه في حديث المف ّ
صادق عليه ال ّ
و قد شرحه ال ّ
طاير و خلقته فاّنه حين قدر أن يكون طسسايرا فسسي ضل جسم ال ّ سلم :تأّمل يا مف ّ
قال عليه ال ّ
الجسّو خّفسسف جسسسمه و ادمسسج خلقسسه فاقتصسسر بسسه مسسن القسسوايم الربسسع علسسى اثنسستين ،و مسسن
الصابع الخمس على أربع ،و من منفذين للّزبل و البول على واحد يجمعهما ،ث سّم خلسسق
سسسفينة بهسسذه
ذا جوءجوء محّدد يسهل عليه أن يخرق الهواء كيف ما أخذ فيسسه كمسسا جعسسل ال ّ
ق الماء و تنفذ فيه ،و جعل في جناحيه و ذنبه ريشات طوال متان لينهسسض بهسسا الهيئة لتش ّ
طيران ،و كسى كّله الّريش ليداخله » ليتداخله خ ل « الهواء فيقّله . لل ّ
ن عجم العنب و غيره يخرج من أجواف النس صحيحا و يطحن فسسي أجسسوافو اعتبر بأ ّ
الطير ل يرى له أثر .
ثّم جعل مما يبيض بيضا و ل يلد ولدة لكيل يثقل عن الطيران ،فانه لو كانت الفرخ فسسي
جوفه تمكث حتى تستحكم لثقلته و عاقته عن النهوض و الطيران فجعل
-----------
) ( 1لل للل لللل ) ل (
-----------
لل ) ل (
لل للللل
) ( 2للللل
] [ 52
ثّم صار الطاير السابح في هذا الجّو يقعد على بيضه فيخّر له اسبوعا و بعضها اسبوعين
و بعضسسها ثلثسسة أسسابيع حستى يخسسرج الفسسرخ مسسن البيضسسة ،ثسّم يقبسسل عليسسه فيزّقسسه لتّتسسسع
حوصلته للغذاء ،ثّم يرّبيه و يغذيه بما يعيش به ،فمن كّلفه أن يلفسسظ الطعسسم و يسسستخرجه
ى معنسسى يحتمسسل هسسذه المشسسقة و ليسسس بعد أن يستقّر في حوصلته و يغذو به فراخه ؟ و ل ّ
بذى روّية و ل تفّكر ؟ و ل يأمل في فراخه ما يأمل النسان في ولده من العسّز و الّرفسسد و
بقاء الذكر و هذا من فعل هو يشهد بأنه معطوف علسسى فراخسسه لعّلسسة ل يعرفهسسا و ل يفّكسسر
ل تعالى ذكره .
فيها و هى دوام النسل و بقاؤه لطفا من ا ّ
انظر إلى الّدجاجة كيف تهيج لحضن البيض و التفريخ و ليس لها بيض مجتمع و ل وكر
موطىء بل تنبعث و تنتفخ و تقوقى و تمتنع من الطعم حّتى يجمع لها البيض فتحضسسنه و
ل لقامة الّنسل ،و من أخذها باقامة النسل ؟
تفرخ ،فلم كان ذلك منها إ ّ
ن مسلك الطعسسم إلسسى القانصسسة ضسّيق ل ينفسسذ فيسسه فّكر في حوصلة الطاير و ما قّدر له ،فا ّ
ل قليل قليل ،فلو كان الطاير ل يلقط حبة ثانية حتى تصل الولى القانصة لطال الطعام إ ّ
عليه و متى كان يستوفي طعمه ،فانما يختلسه اختلسا لشّدة الحسسذر ،فجعلسست الحوصسسلة
كالمخلة المعلقة أمامه ليوعى فيها ما أدرك من الطعم بسرعة ثّم تنفذه إلى القانصة علسسى
ق فراخسسه ن مسسن الطسساير مسسا يحتسساج إلسسى أن يسسز ّ
مهل ،و في الحوصلة أيضا خّلة اخرى فا ّ
فيكون رّده للطعم من قرب أسهل عليه .
] [ 53
تأّمل ريش الطير كيف هو ؟ فاّنك تراه منسوجا كنسسسج الّثسسوب مسسن سسسلوك دقسساق قسسد أّلسسف
شعرة ،ثّم ترى ذلك الّنسسج إذا شعرة إلى ال ّ بعضه إلى بعض كتأليف الخيط إلى الخيط و ال ّ
طسائر إذا طسار ،و تسرى فسي وسسط ل ال ّ
مسددته ينفتسح قليل و ل ينشسق لتسداخله الّريسح فيقس ّ
شسسعر ليمسسسكه بصسسلبته ،و هسسو الّريشة عمودا غليظا معّينا قد نسج عليه الذي هو مثسسل ال ّ
طائر و ل يعسسوقه عسسن القصبة التي في وسط الّريشة ،و هو مع ذلك أجوف ليخف على ال ّ
الطيران .
-----------
) ( 1للل للللل لللل للللل ) للل (
-----------
) ( 2للللللل لللل ل لل لل للل ل للل لل لللل
للللللل للل .
] [ 54
صواب و الحكمة ؟
ل وجدته في » على « غاية ال ّ
من الخلقة إ ّ
و إذا عرفت وجسسه التسسدبير و الحكمسسة فسسي مطلسسق الطيسسر فلنعسسد إلسسى شسسرح عجسسائب خلقسسة
سلم بقوله ) و مسسن أعجبهسسا خلقسسا الطسساؤوس السسذيصله المام عليه ال ّالطاووس على ما ف ّ
ل شيء منه فسسي الخلسسق مسسا يسسستحّقه ول سبحانه ) في أحكم تعديل ( أى أعطى ك ّ أقامه ( ا ّ
ضد ( أى رّتب ) ألوانه في أحسن تنضيد ( و خلقه على وجه الكمال خاليا من نقص ) و ن ّ
شاعر : ترتيب كما قال ال ّ
فقد رّتب تعالى ألوانه ) بجناح أشرج قصبه ( أى رّكب عروق جناحه و اصولها بعضسسها
في بعض كما يشرج العيبة أى يداخل بين أشراجها ) و ذنب أطسسال مسسسحبه ( علسسى وجسسه
الرض ) و إذا ( أراد السفاد و ) درج إلى النثى نشره ( أى نشر ذنبه ) من طّيه و سسسما
سسسلم ذنبسسه بشسسراع
ل ( أى رفعه مشرفا ) على رأسه كأنه قلع داري ( شّبه عليسسه ال ّ
به مط ّ
السفينة من باب تشبيه المحسوس بالمحسوس ،لنه عند ارادة السفاد يبسط ذنبه و ينشسسره
ثّم يرفعه و ينصبه فيسير كهيئة الشراع المرفوع .
سلم هيئة جماعه بقوله ) يفضى ( و يسفد ) كافضاء الّديكة و يسسأّر ( أى ثّم وصف عليه ال ّ
يجامع ) بملقحة ( مثل ) أّر الفحول المغتلمة ( و ذات الغلم و الشبق .
ثّم أّكد كون سفاده مثلى سفاد الّديك و الفحل بآلت التناسل كساير أصناف
-----------
) ( 1لللللللل للللل .
] [ 55
ن سفاده بتطعسم السّدمع فقسال ) احيلسك مسن ذلسك علسىالحيوان تنبيها به على رّد من زعم أ ّ
معاينة ( أى مشاهدة برأى العين ) ل كمن يحيل على ضعيف اسناده ( و يزعسسم أن لقسساحه
بالتطعم اعتمادا على سند ضعيف و إحالة عليه .
ثّم دفع الستبعاد عن ذلك الزعم الفاسد بقوله ) و لو كان ( المر ) كزعسسم مسسن يزعسسم أّنسسه
يلقسسح ( أى يحبسسل ) بدمعسسة تسسسفحها ( و تسسسكبها ) مسسدامعه فتقسسف فسسي ضسّفتى جفسسونه ( و
جس ( المنفجسسر ن انثاه تطعم ذلك ثّم تبيض ل من لقاح فحل سوى الّدمع المتب ّ جانبيها ) و أ ّ
ن قومسسا شسسارح المعسستزلي :و اعلسسم أ ّ
) لما كان ذلك بأعجب من مطاعمة الغسسراب ( قسسال ال ّ
ن الطاووس الّذكر يدمع عينه فتقسسف الّدمعسسة بيسسن أجفسسانه فتسسأتي النسسثى فتطعمهسسا زعموا أ ّ
فتلقح من تلك الّدمعة ،
سسسلم لسسم يحسل ذلسسك و لكّنسسه قسال :ليسس بسأعجب مسسن مطاعمسة
و أميسر المسؤمنين عليسسه ال ّ
الغراب ،
ن الغراب ل يسفد ،و من أمثالهم :أخفى من سفاد الغسسراب ،فيزعمسسون و العرب تزعم أ ّ
ن الّلقاح من مطاعمة الّذكر و النثى و انتقال جزء من الماء الذي في قانصسسته إليهسسا مسسن أّ
ل أن يصدقوا بذلك ،على أّنهم قد قالوا في كتبهم مسسا يقسسرب مسسن منقاره ،و أّما الحكماء فق ّ
ب مسسن ناحيسسة الحجسسل السّذكر و مسسن سسسماع
هذا ؟ قال ابن سينا :و القبجة تحبلهسسا ريسسح تهس ّ
صوته ،انتهى .
سلم فل يخفى أنّ ظهوره في كون سفاد الطسساووس أقول :أّما كلم أمير المؤمنين عليه ال ّ
بالّلقاح ،حيث شّبهه بافضسساء الّديكسسة و بسسأّر الفحسسول ،و عّبسسر عسسن القسسول الخسسر بسسالّزعم
ن الغراب ل يسفد ل على أ ّ كظهوره في كون سفاد الغراب بالمطاعمة ،و أّما المثل فل يد ّ
ظاهر منه خلفه ،على أّني قد شاهدت عيانا غير مّرة سفاد الغراب البقسسع ،فل ب سّد بل ال ّ
سلم على ساير أصسسناف الغسسراب و إن كسسان ظسساهره من حمل كلم أمير المؤمنين عليه ال ّ
سلم . ل العالم بحقايق الخبيئات و أولياؤه عليهم ال ّ الطلق و ا ّ
سلم في وصف اجنحة الطاووس فقال ) تخال قصبه ( أي عظام أجنحتسسه ) ثّم أخذ عليه ال ّ
صفاء و البياض ) و ما أنبتت عليها من عجيب داراته و شموسه ضة ( في ال ّ
مداري من ف ّ
صفرة الفاقعة و الّرونق و البريق
( التي في الّريش ) خالص العقيان ( أى الّذهب في ال ّ
] [ 56
ي جنى مسسن زهسسرة ك سلّ ) فان شّبهته بما أنبتت الرض ( من الزهار و النوار ) قلت جن ّ
ربيسسع ( و نسسوره فسسي اختلف ألسسوانه و أضسسباعه ) و إن ضسساهيته ( أى شسساكلته و ش سّبهته
ل نقسسش فسسي البهجسسة و النضسسارة ) أو ( ك ى الحلسسل ( المنّقشسسة بكس ّ
بسسالملبس ) فهسسو كموشس ّ
ي فهسسوي مصسسبوغ معجسسب ) و ان شسساكلته بسسالحل ّ ) مونسسق عصسسب اليمسسن ( أى كسسبرد يمسسان ّ
ضسسة كالّنطسساق طقت بسالّلجين المكّلسل ( أى جعلسست الف ّ كفصوص ذات ألوان ( مختلفة ) قد ن ّ
لها .
سلم ) يمشسى مشسى المسسرح المختسسال ( أى ثّم أخذ في وصف مشيه و ضحكه فقال عليه ال ّ
كمشى الفرحان المعجب بنفسه ) و يتصسّفح ( أى يقلسسب جنسساحه و ذنبسسه ) فيقهقسسه ضسساحكا
لجمال سسرباله ( أى حسسسن قميصسه ) و أصسسابيغ وشسساحه ( أى ألسوان لباسسسه ) فساذا رمسسى
ببصسسره نحسسو قسسوائمه ( و رأى سسسماحتها ) زقسسا ( و صسساح ) معسسول بصسسوت ( أى رافعسسا
صوته بالبكاء و الّنياح ) يكاد يبين ( أى يظعن و يرتحل و هسسو كنايسسة عسسن المسسوت ) عسسن
جعسسه و ذلسسك ) ل ّ
ن جعه ( و يفصسسح عسسن شسّدة تف ّ استغاثته و يشسسهد ( عسسويله ) بصسسادق تسسو ّ
قوائمه حمش ( دقاق ) كقوائم الّديكة الخلسّية ( التي عرفت معناهسسا ) و قسسد نجمسست ( أى
طلعت ) من ظنبوب ساقه صيصية ( و هي فسي الصسل شسوكة الحسائك الستي يسسّوى بهسا
سداة و الّلحمة ،فاستعيرت لصيصية الطاير اّلتي في رجله ) خفّيسسة ( ليسسست بجلّيسسة كمسسا
ال ّ
للّديك .
ثّم أخذ في وصف قنزعته بقوله ) :و له في موضع العرف ( مستعار عن عرف الّدابة و
خر رأسه بارزة
هو شعر عنقه ) قنزعة ( و هى رويشات يسيرة طوال في مؤ ّ
] [ 57
ل خروج عنقه كمحسلّ ثّم أخذ في وصف عنقه بقوله ) :و مخرج عنقه كالبريق ( أى مح ّ
ن عنقسسه كسسالبريق أو أنّ خروجسسه كخسروج عنسق البريسق خروج عنق البريق فيشعر بسأ ّ
على أنه مصدر فيكون الشعار أقوى ) و مغرزها ( أى مثبت عنقسسه ،و تسسأنيث الضسسمير
على لغة أهل الحجاز ) إلى حيث بطنسه كصسبغ الوسسمة اليمانّيسة ( فسي الخضسرة الشسديدة
الضسساربة إلسسى السسسواد ) أو كحريسسرة سسسوداء ملبسسسة مرآتسسا ذات صسسقال ( فسسي لونهسسا
المخصوص و مخالفة بصيص المرآة لها ) و كأنه متلّفسسع ( أى مكتسسس ) بمعجسسر أسسسحم (
ن الخضسسرة ل أّنه يخّيل لكثرة مائه و شّدة بريقه أ ّ
أى بثوب كالعصابة ذي سحم و سواد ) إ ّ
الّناضرة ممتزجة به ( .
ق
ط ( دقيق ) كمستد ّل سمعه فقال ) :و مع فتق سمعه خ ّ ط البيض عند مح ّ ثّم وصف الخ ّ
ط
القلم في ( لون مثسسل ) لسسون القحسوان ( أى البابونسسج ) أبيسض يقسسق فهسو ( أى ذلسك الخس ّ
) ببياضه في سواد ما هنالك يأتلق ( و يلمع .
ل و قد أخسذ منسسه بقسسط ( وافسر ) و عله ( ل صبغ إ ّ ثّم أجمل في تعديد ألوانه فقال ) :و ق ّ
أى زاد علسسى الصسسبغ و غلسسب عليسسه ) بكسسثرة صسسقاله و بريقسسه ( أى جلئه و لمعسسانه ) و
بصيص ديباجه و رونقه ( أى حسنه و بهائه ) فهسسو كسسالزاهير المبثوثسسة ( المتفّرقسسة ) لسسم
ن تربيتهسسا و كمالهسسا ترّبها أمطار ربيع و ل شموس قيظ ( لمسسا كسسان مسسن شسسأن الزاهيسسر أ ّ
سلم ألسسوان هسسذا الطسساير بسسالزاهير المبثوثسسة أتسسى بهسسذه شمس و المطر ،و شّبه عليه ال ّ بال ّ
شسسموس و المطسسار و إّنمسسا هسسي بتسسدبير الفاعسسل الجملسسة تنبيهسسا علسسى أن تربيتهسسا ليسسست بال ّ
المختار ففيه من الّدللة على عظمة الصانع تعالى و قدرته ما ل يخفى .
] [ 58
سقوط أوراق الشجار ) فيسقط تترى ( أى شيئا بعد شيء ) و ينبسست تباعسسا ( بسسدون فسسترة
بينهما ) فينحت ( أى يسقط ) من قصسسبه انحتسات أوراق الغصسسان ثسّم يتلحسسق ناميسسا ( و
ذلك في الّربيع إذا بدء طلوع الوراق ) حّتى يعود كهيئته قبسسل سسسقوطه ل يخسسالف ( لسسون
ريشه الّثاني ) سالف ألوانه و ل يقع لون في غير مكانه ( .
صانع المتعال ق مما مضى و أعظم في الّدللة على قدرة ال ّ ثّم أشار إلى ما هو ألطف و أد ّ
فقال ) :و إذا تصّفحت شعرة واحدة مسسن شسسعرات قصسسبه أرتسسك ( تلسسك الشسسعرة مسسن شسّدة
بصيصها ألوانا مختلفة فتارة ) حمرة وردّية و تارة ( أخرى ) خضرة زبرجدّية و احيانسسا
صفرة عسجدّية ( .
ثّم عّقب ذلك باستبعاد وصول الذهان الثاقبة إلى وصفه و قال ) :فكيف تصل إلى صسسفة
هذا عمائق الفطن ( أى الفطن العميقة التي من شأنها إدراك دقايق الشياء و العلم بوجسسوه
طبيعسة مسن المور على ما ينبغسي ) أو تبلغسه قسرائح العقسول ( أى تنساله العقسول بجسودة ال ّ
قولهم لفلن قريحسسة جّيسدة يسسراد اسسستنباط العلسم بجسودة الطبسع ) أو تسسستنظم وصسسفه أقسسوال
ل أجزائه قد أعجز الوهام أن تدركه و اللسنة أن تصفه ( و ن ) أق ّ
الواصفين و ( الحال أ ّ
ل الجزاء اّلتي بها قوام الحيوان . شعرة أق ّ
ن ال ّ
ل ريب أ ّ
ل مسسن و المراد بيان عجزها عن ادراك علل هذه اللوان علسسى اختلفهسسا و اختصسساص ك س ّ
مواضعها بلون غير الخر و علل هيئآتها و ساير ما أشار إليه ،أو إظهسسار عجزهسسا عسسن
إدراك جزئّيات الوصاف المذكورة و تشريح الهيئآت الظسساهرة و الخصوصسسيات الخفّيسسة
سلم في هذه الخطبة تشريحه و إن كان علسسى ن ما ذكره عليه ال ّ
في خلق ذلك الحيوان ،فا ّ
ن فيه وراء ذلسسك جزئّيسسات لسسم يسسستثبتها
لأّ
ل بيان في وصف حاله إ ّ غاية البلغة و فوق ك ّ
الوصف .
و هذا هو القرب و النسب بما عّقبه به من تنزيهه تعالى أعنسسي قسسوله ) :فسسسبحان اّلسسذي
بهسر العقسول ( و غلبهسسا ) عسسن وصسف خلسسق جله للعيسون فسأدركته محسسدودا مكّونسسا ( أى
موصوفا بالحدود و التكوين و ) مؤّلفا ( من الجزاء ) ملّونا ( باللوان المختلفة
] [ 59
) و أعجز اللسن عن تلخيص صفته و قعد بها عن تأدية نعته ( و الغسسرض الّدللسسة علسسى
عجز العقول عن إدراك ذاته سبحانه ،فاّنها إذا عجزت عن إدراك مخلوق ظاهر للعيسسون
على الوصاف المذكورة فهى بالعجز عن إدراكه سبحانه و وصفه أحرى ،
و كذلك اللسن عن تلخيص صفته و تأدية نعته أعجز .
الطاووس مسخ ،كان رجل جميل فكابر امرئة رجل مؤمن تحّبه فوقع بهسسا ،ث سّم راسسسلته
ل طاووسين انثى و ذكرا فل تأكل لحمه و ل بيضه . ل عّز و ج ّ
بعد ،فمسخهما ا ّ
و في البحار من الخرايج عسسن محّمسسد بسسن إبراهيسسم الحسسرث الّتميمسسي ،عسسن الحسسسين عليسسه
سلم أّنه قال :إذا صسساح الطسساووس يقسسول :مسسولى ظلمسست نفسسسى و اغسستررت بزينسستي ال ّ
فاغفر لي .
قال الّدميري في حياة الحيوان :الطاووس طاير معروف و تصسسغيره طسسويس بعسسد حسذف
الّزوايد ،و كنيته أبو الحسن و أبو الوشى ،و هو في الطير كالفرس فسسي ال سّدواب عسّزا و
ب الّزهو بنفسه و الخيلء و العجاب بريشه ،و عقسسده لسسذنبه حسنا و في طبعه العّفة و ح ّ
طاق ل سّيما إذا كانت النسثى نساظرة إليسه ،و النسثى تسبيض بعسد أن يمضسي لهسا مسن كال ّ
العمر ثلث سنين ،و في ذلك الوان يكمل ريش الّذكر و يتّم لونه ،و تبيض النثى مسّرة
ل و أكثر ،ل تبيض متتابعا ،
واحدة في السنة اثنتى عشرة بيضة و أق ّ
شجر ورقه ،فاذا بدأ طلوع و يسفد في أّيام الّربيع ،و يلقى ريشه في الخريف كما يلقى ال ّ
شجر طلع ريشه ،و هو كسسثير العبسسث بسسالنثى إذا حضسسنت ،و رّبمسسا كسسسر
الوراق في ال ّ
البيض و لهذه العّلة يحضن بيضه تحت الّدجاج و ل تقوى الّدجاجة على
] [ 60
حضن أكثر من بيضتين منه ،و ينبغي أن تتعاهد الّدجاجة بجميع ما تحتاج إليه من الكل
شرب مخافة أن تقوم عنه فيفسده الهواء ،و الفرخ الذي يخسسرج مسسن حضسسن الّدجاجسسة
و ال ّ
يكون قليل الحسن و ناقص الجّثة ،و مّدة حضنه ثلثون يوما ،
و فرخه يخرج من البيضة كالفروخ كاسيا كاسيا ،و أعجب المور أّنه مسسع حسسسنه يتشسسأمّ
سسسلمل أعلم إّنه لما كان سببا لدخول إبليس الجّنة و خروج آدم عليه ال ّ به ،و كان هذا و ا ّ
منها و سببا لخلّو تلك الّدار من آدم مّدة دوام الّدنيا كرهت إقامته في الّدور لذلك
ععععععع
از جمله خطب بلغت نظام آن امام است كه ذكسسر مىفرمايسسد در آن عجسسايب و غرايسسب
خلقت طاووس را باين مضامين .
اختراع كرد و آفريد خداى تعسالى مخلوقسسات را آفريسسدني عجيسسب از ذي روح و از غيسسر
ذي روح ،و از ساكن و از صسساحب حركسست ،و برپسسا داشسست از علمسسات بسساهرات بسسر
لطيف صنعت و عظيم قدرت خود شاهد صادقى را كه انقيسساد نمسسود مسسر او را عقلهسسا در
حالتيكه اعتراف كننده بودند باو ،و گردن نهنده بودند بر او ،و صدا كرد در گوشسسهاى
مسسا دليلهسساى او بسسر وحسسدانّيت و يگسسانگى او سسسبحانه ،و دليلهسساى آنچسسه كسسه آفريسسده از
صورتهاى مختلفه مرغهائى كه ساكن گردانيد آنها را در شكافهاى زمين ،
ايجاد فرمود آنها را بعد از اينكه موجود نبودند در عجايب صورتهاى آشسسكار و تركيسسب
داد آنها را در مجامع مفصلهائى كه پوشيدهاند در تحت پردها ،و منع فرمود بعسسض از
مرغان را بجهة سنگيني و ضخامت جّثه آن از آنكه بلند شود بهوا بسرعت و خّفسست ،و
گردانيد آن را كه مىپرد بر روى زمين پريدني كه نزديك باشد بزمين تسا بلنسد شسود ،و
ظم نمود مرغان را با اختلف ايشان در رنگها با قدرت
من ّ
] [ 61
پس بعضي از آنها غوطه و رشده در قالب يكرنگى كه أصسسل مخلسسوط نيسسست بسسآن غيسسر
رنگى كه غوطهور شده در آن ،و بعضى از آنها فسسرو بسسرده شسده در رنگسى كسه طسوق
گردن آن بخلف رنگى است كه رنگ داده شده بآن .
و از عجبترين مرغان از حيثّيت خلقت طاووس است كه برپا داشسسته او را حقتعسسالى در
محكمترين تعديل أجزاء ،و ترتيسسب داده رنگهسساى آن را در أحسسسن ترتيسسب بسسا بسسالى كسسه
درهم كرده قصبها و أصسسلهاى آن را ،و بسسا دمسسى كسسه دراز كسسرده جسساى كشسسيدن آن را ،
وقتي كه بگذرد طاووس نر بر طاووس ماده پراكنده سازد آن دم را از پيچيدگى آن ،و
بلند مىكند آن را در حالتيكه مشرف باشد بر سر آن گويا كه آن دم بادبسسان كشسستى اسسست
كه منسوبست بشهر دارين كه ميل داده است آنرا كشتيبان آن مىنازد برنگهسساى مختلفسسه
خسسود ،و مىخرامسسد بنازشسسهاى خسسود ،مباشسسرت ميكنسسد همچسسو مباشسسرت خروسسسان ،و
مجامعت مىكند با آلت تناسل مثل مجامعت نرهاى شديد الجماع ،حواله مىكنم تسسو را
از اين أمر مذكور بر ديسدن رأى العيسن نسه ماننسد كسسى كسه حسواله مىكنسد بسر سسندهاى
ضعيف خود ،و اگر باشد اين امر مثل گمسسان كسسسيكه گمسسان ميكنسسد كسسه طسساووس آبسسستن
مىسازد ماده خود را با أشگى كسسه مىريسسزد آن را كنجهسساى چشسسم آن پسسس مىايسسستد آن
أشك در پلكهسساى چشسسم او و آنكسسه مسساده او مىليسسسد آن را پسسس از آن تخسسم مىنهسسد نسسه از
جماع طاووس نر غير از اشك بيرون آمده از چشم هر آينه نميباشد اين گمان عجبتر از
مطاعمه زاغها كه نر و ماده منقار بمنقار ميگذارند ،و جزئى از آب كه در سنگدان نر
است بدهن ماده مىرسسسد و از آن آبسستن ميشسود چنسسانچه اعتقسساد عربهسسا اينسست ،خيسال
ميكني أصل پردهاى طاووس را شانهها از نقره بيضا و آنچه رسته بر آن از دايرههاى
عجيبه و شمسههاى غريبه آن طلى خالص و پارهاى زبرجد .
پس اگر تشبيه كنى طاووس را بچيزيكه رويانيده است آنرا زميسسن گسسوئى كسسه گلهائيسسست
چيده شده از شكوفه هر بهارى ،و اگر تشبيه كنى آن را بلباسها
] [ 62
پس آن همچو حّلهاى زينت داده شده است باطل ،يسسا همچسسو جامهسساى بسسرد خسسوش آينسسده
يمن است ،و اگر تمثيل كني آنرا بزيورها پس او مانند نگينهائيست صاحب رنگهسسا كسسه
كشيده در أطراف آن ،يعنى مدور شده مانند نطاق بنقره مزّين بجواهر .
راه مىرود طاووس مثل راه رفتن شادى كننده متكّبر خرامان ،و مىنگرد بنظسسر دّقسست
بدم و بال خود پس قهقهه مىزند در حالتى كه خندانست از جهة حسسسن پيراهسسن رنگيسسن
خود و رنگهاى لباس خود ،پس چون اندازد نظسسر خسسود را بسسسوى پايهساى سسسياه باريسسك
خود بانگ كند در حالتيكه گريه كننده باشد بآو از بلنسسد كسسه نزديسسك باشسسد روح از بسسدنش
مفارقت نمايد از شّدت فرياد خود ،زيرا كه پاهاى او زشت است و باريك همچو پاهاى
خروسان خلسى كه متوّلد مىشوند ميان مرغ هندى و فارسى در حالتيكه برآمده اسسست
از طرف ساق او خارى كه پنهانست چنانچه در پاى خروسان مىرويد .
و مر او راست در موضع پس گردن كاكلى سبز مزّين با نقش و نگار و موضع بيرون
آمدن گردن او مانند ابريق است و جاى فرو رفتن گردن آن تا كه منتهسسى شسسود بشسسكم او
مثل رنگ وسمه يماني است يا همچو حرير پوشيده شده بر آينه صاحب صيقل و جل و
گويا كه طاووس پيچيده است بمقنعه سياه لكن خيال كسسرده ميشسسود از جهسسة كسسثرت تسسر و
تازگى او و شدت بّراقى او اينكه سبزى با طراوت آميخته است بآن .
طى مثل باريكى سر قلم در رنگ گل بابونج كه سفيد اسسست و با شكاف گوش او است خ ّ
در غسسايت روشسسنى ،پسسس آن خسسط بسسسفيدى خسسود در ميسسان سسسياهى آنچسسه كسسه آنجاسسست
مىدرخشد ،و كم رنگى است از رنگها مگر اينكه اخذ نموده است از آن بنصيب كامل
،و بلند برآمده و تفّوق پيدا كرده آن رنگ بر او به بسسيارى روشسسنى و درخشسسيدن آن و
بّراقي زيباى آن و خوبى آن .
پس طاووس مانند شكوفهائيست گسترانيده كه تربيت نسسداده آنسسرا بارانهسساى بهسارى و نسه
آفتابهاى تابستاني ،و گاهى هست كه عارى مىشود از پر خود و برهنه مىشود
] [ 63
از لباس خود پس مىافتد آن پرها پياپى ،و ميرويد روئيدني ،پس ميريسسزد آن پرهسسا از
قلم پر او همچو ريختن برگهاى شاخهاى درخت ،بعد از آن متلحق مىشسسود در عقسسب
يكديگر در حالتيكه نمو كننده است تسسا آنكسسه بسسر ميگسسردد بهيئت و صسسورتى كسسه پيسسش از
ريختن داشت ،مخالف نمىباشد رنگهاى لحق برنگهاى سسابق ،و واقسع نميشسود هيسچ
رنگسسى در غيسسر جسساى خسسود و چسسون نظسسر كنسسى بتأّمسسل در هسسر مسسوئى از موهسساى قلسسم أو
مىنماياند آن موى تو را سرخى كه بلون گل سرخست و بسسار ديگسسر سسسبزى كسسه برنسسگ
زبرجد است و گاهى زردى برنگ طلى خالص .
پس چگونه مىرسد بصفت اين مرغ خوش رنگ فكرهاى عميقه ،يسسا چگسسونه مىرسسسد
بكنه معرفت او عقلهاى با ذكاوت ،يا چگونه بنظم مىآورد وصف آن را أقوال وصسسف
كنندگان و حال آنكه كمسسترين جزئهسساى او عجسسز آورده اسسست و همهسسا را از ادراك آن و
زبانها را از وصف آن .
پس پاكا پروردگارى كه غالبشد بعقلها از وصسسف كسسردن مخلسسوقى كسسه روشسسن و آشسسكار
گردانيد آن را بسسه چشسسمها ،پسسس ادراك كردنسسد آن چشسسمها آن مخلسسوق را در حسسالتى كسسه
صاحب حّد معينى بود آفريده شده و صاحب تركيبى بود برنگهاى گوناگون .
پس منّزه پروردگارى كه محكم ساخت پاهاى مورچه و پشه كوچك را با آنچه فوق آنها
است از خلق ماهيها و فيلها ،و وعده كرده و لزم نموده بر نفسس خسود كسه نجنبسد هيسچ
جنبنده از موجوداتى كه داخل فرموده روحرا در آن مگر اينكه گردانيده مرگ را وعده
گاه او ،و فنا را پايان كار او .
] [ 64
ععععع عععععع عععع عع ععع ععععع
فلو رميت ببصر قلبك نحو ما يوصف لك منها ،لعزفت نفسك مسسن بسدايع مسا أخسرج إلسى
الّدنيا من شهواتها و لّذاتها ،و زخارف مناظرها و لذهلت بسسالفكر فسسي إصسسطفاق أشسسجار
غّيبت عروقها في كثبان المسك على سواحل أنهارها ،في تعليق كبسسائس الّلؤلسسؤ الّرطسسب
في عساليجها و أفنانها ،و طلوع تلك الّثمار مختلفة في غلف أكمامهسسا ،تجنسسى مسسن غيسسر
تكّلف فتسأتي علسى منيسة مجتنيهسا ،و يطساف علسى نّزالهسا فسي أفنيسة قصسورها بالعسسال
صفقة ،و الخمور المرّوقة ،قوم لم تزل الكرامة تتمادى بهم حّتسسى حلسّوا دار القسسرار ،
الم ّ
و أمنوا نقلة السفار ،فلو شغلت قلبك أّيها المستمع بالوصول إلى ما يهجم عليك من تلسسك
المناظر المونقة ،
لزهقت نفسك شوقا إليها ،و لتحّملت من مجلسي هذا إلى مجاورة أهسسل القبسسور اسسستعجال
ل و إّياكم مّمن سعى بقلبه إلى منازل البرار برحمته .
بها ،جعلنا ا ّ
] [ 65
ععععع
و ) الكباسة ( العذق التام بشماريخه و رطبه و ) الكمام ( كالكمسة و الكمسام جمسع كسم و
طلع و غطاء الّنور و ) فناء ( البيت ما اّتسع من أمسسامه كمامة بالكسر فيهما و هو وعاء ال ّ
شسسراب مسسن إنسساء إلسسى إنسساء ممزوجسسا ليصسسفو و
و الجمسسع أفنيسسة و ) الّتصسسفيق ( تحويسسل ال ّ
صافي من الماء و غيره و المعجب و ) الّنقلة ( بالضّم النتقال . ) الّرواق ( ال ّ
ععععععع
قوله :رميت ببصر قلبك ،الباء زايدة ،و في تعليسسق ،عطسسف علسسى قسسوله فسسي اصسسطفاق
ل حال من الّثمار ،و قوم ،خبر محسسذوف المبتسسدا و
أشجار ،و جملة تجنى منصوبة المح ّ
ل لها من العراب ،و قوله :برحمته ،متعّلق بقوله جعلنا ل ،دعائّية ل مح ّ
جملة جعلنا ا ّ
أو بقوله :سعى .
عععععع
] [ 66
سلم في قسسوله تعسسالى و ل على الحتمال الّول ما في البحار من تفسير المام عليه ال ّ و يد ّ
سلم :هي شسجرة تمّيسزت بيسن سساير أشسجار الجّنسة إ ّ
ن شجرة قال عليه ال ّل تقربوا هذه ال ّ
ل نسسوع منهسسا يحمسسل نوعسسا مسسن الثمسسار و المسسأكول و كسسانت هسسذهساير أشجار الجّنة كان ك ّ
شجرة و جنسها تحمل البّر و العنب و التين و العّناب و ساير أنواع الفسسواكه و الثمسسار و ال ّ
الطعمة ،فلذلك اختلف الحاكون بذكر الشجرة فقال بعضهم :هسسى بسّرة و قسسال آخسسرون :
هي عنبة ،و قال آخرون :هى عّنابة .
سلم بن صالح الهسسروي قسسال : صافي من العيون باسناده إلى عبد ال ّو على الثاني ما في ال ّ
شجرة اّلتى نهي منها آدم و حّواء ل أخبرني عن ال ّ سلم يا ابن رسول ا ّقلت للّرضا عليه ال ّ
ما كانت ؟ فقد اختلف الّناس فيها ،فمنهم من يروي أّنها الحنطة ،و منهم من يسسروى أّنهسسا
ق ،قلسست :ل ذلسسك حس ّ سلم :كس ّ
العنب ،و منهم من يروى أّنها شجرة الحسد ،فقال عليه ال ّ
ن شسسجرة الجّنسسةسلم :يا أبسسا الصسسلت إ ّفما معنى هذه الوجوه على اختلفها ؟ فقال عليه ال ّ
تحمل أنواعا ،و كانت شجرة الحنطة ،و فيها عنب ليست كشجرة الّدنيا فافهم .
) تجنى من غير تكّلف فتأتى على منية مجتنيها ( حسبما تشسستهيه نفسسسه ل يسسترك لسسه منيسسة
ي بسن إبراهيسم القّمسي :قسال :دليست أصل كما قال سبحانه َو ُذّللت ُقطوُفها تذليل قسال علس ّ
عليهم ثمارها ينالها القائم و القاعد .
] [ 67
ى أى تسسدنوو قال تعالى أيضا و جنا الجّنتين دان قال في مجمع البيان :الجنى الثمر المجن ّ
ل إن شاء قائما و إن شاء قاعدا عن ابسسن عبسساس ،و قيسسل أثمسسار
ىا ّالثمرة حّتى يجنيها ول ّ
الجّنتين دانية إلى أفواه أربابها ،فيتناولونها مّتكئين ،فاذا اضطجعوا نزلت بازاء أفواههم
فيتناولونها مضطجعين ،ل يرّد أيديهم عنها بعد و ل شوك عن مجاهد .
) و يطاف على نّزالهسسا فسسي أفنيسسة قصسسورها بالعسسسال المصسسفقة ( المصسسفاة ) و الخمسسور
المرّوقة ( المّتصفة بالصفاء .
ضسسة و أكسسواب
كما أخبر به سبحانه في كتابه العزيز بقوله » و يطاف عليهسسم بآنيسسة مسسن ف ّ
ضة قّدروها تقديرًا ،و يسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجسسبيل كانت قوارير قوارير من ف ّ
ل«. ،عينا فيها تسّمى سلسبي ً
و قوله » يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لّذة للشاربين ل فيهسسا غسسول و ل هسسم عنهسسا
ينزفون « أى يطوف عليهم ولدان مخّلدون بكأس من خمسسر معيسسن ظسساهر للعيسسون جاريسسة
في أنهار ظاهرة ،و قيل شديدة الجرى ،و وصفها بكونها بيضاء لنها في نهاية الرّقة و
الصفاء و الّلطافة النورية اّلتي بها لذيذة للشاربين ليسسس فيهسسا مسسا يعسسترى خمسسر السّدنيا مسسن
المرارة و الكراهة ،ل فيها غول أى ل يغتسسال عقسسولهم فيسسذهب بهسسا ،و ل يصسسيبهم منهسسا
وجع في البطن و ل في الّرأس و يقال للوجع غول لّنه يؤّدى إلى الهلك ،و ل هم عنها
ينزفون من نزف الّرجل فهو منزوف و نزيف إذا ذهب عقله بالسكر .
سسسلم
ل بها على نازليها أشار إلى نّزالهسسا فقسسال عليسسه ال ّ
نا ّ
و لما وصف نعيم الجنة و ما م ّ
سعة فسسي) قوم ( أى هم قوم ) لم تزل الكرامة تتمادى بهم ( أى متمادية بهم ممتّدة لهم متو ّ
حّقهم ) حّتى حّلوا ( و نزلوا ) دار القرار و أمنوا نقلة السفار ( أى من انتقالها .
و هو كناية عسسن خلصسسهم عسسن مكسساره عسسوالم المسسوت و السسبرزخ و القيامسسة و شسسدايدها و
أهوالها روى في البحار من معاني الخبار عن ابن عباس أنه قسسال :دار السسسلم الجّنسسة و
أهلها .
لهم السلمة من جميسسع الفسسات و العاهسسات و المسسراض و السسسقام ،و لهسسم السسسلمة مسسن
الهرم و الموت و تغّير الحوال عليهم ،و هم المكّرمون اّلذين ل يهانون أبدا ،و هم
] [ 68
العّزاء اّلذين ل يذّلون أبدا ،و هم الغنياء اّلذين ل يفقرون أبدا ،و هم السعداء اّلذين ل
يشقون أبدا ،و هم الفرحون المسرورون اّلذين ل يغتّمون و ل يهتمون أبدا ،
و هم الحياء اّلذين ل يموتون أبدا فمنهم من في قصور الدّر و المرجان أبوابهسسا مشسسرعة
إلى عرش الّرحمان ،و الملئكة يدخلون عليهم من كلّ باب سلم عليكم بما صبرتم فنعسم
عقبى الّدار .
ثّم أخذ في تحضيض المخاطبين و تشويقهم إلى طلسسب الجّنسسة و القصسسد اليهسسا بقسسوله ) فلسسو
شغلت قلبك أّيها المستمع بالوصول إلى ما يهجم عليك ( أى يدخل عليك على غفلة منك )
من تلك المناظر المونقة ( المعجبة ) لزهقت نفسك ( أى بطلست و هسو كنايسة عسن المسوت
) شوقا إليها ( و حرصا عليها ) و لتحملت ( و ارتحلت ) من مجلسسسى هسسذا إلسسى مجسساورة
أهل القبور استعجال بها ( أى بتلك المناظر المونقة .
ععععع
آيات الكتسساب العزيسسز و الخبسسار المتضسّمنتان لوصسسف الجنسسة و التشسسويق إليهسسا فسسوق حسدّ
الحصاء و لنورد بعض الخبار المتضسّمنة لسه و المشستملة علسى منساقب أميسسر المسسؤمنين
سلم و بعض فضايل شيعته لعدم خلّوه عن مناسبة المقام فأقول : عليه ال ّ
روى الشارح المعتزلي عن الزمخشري في ربيع البرار قال :و مذهبه فسسي العسستزال و
لس
ن رسسول ا ّ نصرة أصحابنا معلوم و كذا في انحرافه عن الشسيعة و تسسخيفه لمقسالتهم إ ّ
قال :لما اسري بي أخذني جبرئيل فأقعدني علسسى درنسسوك مسسن درانيسسك الجنسسة ثسّم نسساولني
سفرجلة فبينما أنا أقلبها انقلقت فخرجت منها جارية لم أر أحسن
] [ 69
منها فسّلمت فقلت من أنت ؟ قال أنا الّراضية المرضّية خلقني الجّبار مسسن ثلثسسة أصسسناف
أعلي من عنبر و أوسطي من كافور و أسفلي من مسك ثّم عجنني بمسساء الحيسسوان و قسسال
ي بن أبيطالب .
لي كوني فكنت خلقنى لخيك و ابن عّمك عل ّ
سلم لموفق بن أحمسسدأقول و رواه في غاية المرام من كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه ال ّ
صدوق بتفاوت صدوق نحوه و من أمالي ال ّ أخطب خوارزم مثله ،و عن عيون الخبار لل ّ
يسير و زيادة قليلة .
و روى في البحار من كشف الغّمة عن موّفق بن أحمد الخوارزمي أيضا بسنده عسسن بكسسر
سلم عن أبيها و عّمها الحسن ي عن فاطمة بنت الحسين عليه ال ّ بن أحمد عن محّمد بن عل ّ
سسسلم قسسال قسسالي بن أبيطالب عليه ال ّسلم قال أخبرنا أمير المؤمنين عل ّ ي عليهما ال ّبن عل ّ
ي و الحلسسل ل عليه و آله لما أدخلسست الجّنسسة رأيسست الشسسجرة تحمسسل الحلس ّل صّلى ا ّ رسول ا ّ
أسفلها خيل بلق ،و أوسطها حور العين ،و في أعلها الّرضسسوان قلسست يسسا جبرئيسسل لمسسن
لس الخليقسةي بسن أبيطسالب إذا أمسر ا ّهذه الشجرة قال هذه لبسن عّمسك أميسر المسؤمنين علس ّ
سسلم حّتسى ينتهسسى بهسسم إلسسى هسسذه الشسجرة ، ي عليسسه ال ّ
بالّدخول إلى الجنة يؤتى بشيعة علس ّ
ي و الحلسسل ،و يركبسسون الخيسسل البلسسق و ينسسادى منسساد :هسسؤلء شسسيعة علس ّ
ي فيلبسسسون الحلس ّ
صبروا في الّدنيا على الذى فحبوا هذا اليوم .
و في البحار من تفسير فرات بن إبراهيم عن الحسين بن سعيد معنعنا عن ابن عّباس قال
ن في الجّنسسة لشسسجرة يقسسال لهسسا طسسوبى مسسا فسسي
ل عليه و آله و سّلم إ ّ
ل صّلى ا ّ
قال رسول ا ّ
شهد و ألين من الّزبد أصسسلها فسسي داري ل فيها غصن من أغصانها أحلى من ال ّ الجّنة دار إ ّ
ي بن أبيطالب .و فرعها في دار عل ّ
و فيه منه أيضا عن إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم الفارسي معنعنا عسسن أبيجعفسسر محّمسسد
ل عليه و آله لما اسرى بي إلى ل صّلى ا ّ سلم قال قال رسول ا ّ ي عن آبائه عليهم ال ّ
بن عل ّ
سادسسسة فسساذا أنسسا بشسسجرة لسسم أر
سماء فصرت في سماء الّدنيا حّتى صرت فسسي السسسماء ال ّ ال ّ
شجرة أحسن منها فقلت لجبرئيل يا حبيبي ما هذه الشجرة ؟ قال هسسذه طسسوبى يسسا حبيسسبي ،
قال :قلت :
] [ 70
سلم قسال ي بن أبيطالب عليه ال ّ قالوا حّدثنا عيسى بن مهران معنعنا عن أمير المؤمنين عل ّ
ل عليه و آله » طوبى لهم و حسن مآب « قام مقداد بسسن ل صّلى ا ّ لّما نزلت على رسول ا ّ
ل و ما طوبى ؟ قسسال ل عليه و آله و سّلم فقال يا رسول ا ّي صّلى ا ّ السود الكندي إلى النب ّ
يا مقداد شجرة في الجّنة لو يسير الّراكب الجواد لسار في ظّلها مأة عام قبل أن يقطعهسسا ،
ورقها و قشورها برد خضر و زهرها رياش صفر ،و أفنانها سندس و استبرق و ثمرها
حلل خضر ،و طعمها زنجبيل و عسل و بطحائها ياقوت أحمر و زمّرد أخضر و ترابها
جسسر مسسن أصسسلهاجج من غير وقسسود ،و يتف ّ مسك و عنبر و حشيشها منيع و النجوج 1يتأ ّ
ي بسسن
السلسبيل و الّرحيق و المعين و ظّلها مجلس من مجالس شسسيعة أميسسر المسسؤمنين علس ّ
سلم يألفونه و يتحّدثون بجمعهسم و بينساهم فسسي ظّلهسا يتحسّدثون إذ جسائتهم أبيطالب عليه ال ّ
الملئكة يقودون نجباء جبلت من الياقوت ثّم نفخ الروح فيها مزمومة بسلسل مسسن ذهسسب
ن وجوهها المصابيح نضارة و حسنا و بّزها حّز أحمر و مزعزى 2أبيض مختلطتان كأ ّ
لم ينظر الناظرون إلى مثله حسنا و بهاء و ذّلل مسن غيسر مهلسة نجبساء مسن غيسر رياضسة
ضضسسة بسسالّلؤلؤ و المرجسسان صسسفايحها مسسنعليها رحال ألواحها مسسن السّدر و اليسساقوت المف ّ
ي و الرجوان فأناخوا تلك النجائب إليهم . الذهب الحمر ملّبسة بالعبقر ّ
ثّم قالوا لهم :رّبكم يقرئكم السلم و يريكم و ينظر إليكم و يحّبكم و تحّبونه و يزيسسدكم مسسن
ل رجل منهم على راحلتسسه فضله و رحمته فاّنه ذو رحمة واسعة و فضل عظيم فيتحّول ك ّ
ل أتحفتهسسم بثمارهسسا و
فينطلقون صفا واحدا معتدل و ل يمّرون بشجرة من أشجار الجّنة إ ّ
رحلت لهم عن طريقهم كراهية أن يثلم بطريقتهم و أن يفّرق
-----------
) ( 1لللللل ل ل لل ل ل للل ل لللل ل لللل لل ل
لللللل للل لللللل ) لللل (
-----------
) ( 2للللللل ل ل لل ل للل لل ل ل ل ل للل ل
للللل لل لللل للللل لل لل لل ل ل لل لللل ل
) لللل ( .
] [ 71
ن المقصر مسسن ي بن أبيطالب في العطايا و المواهب حتى ا ّ فل يزال يرفع أقدار محّبي عل ّ
ل إلى يوم فنائها فيقول لهم رّبهسسم لقسسد
شيعته ليتمّنى في امنيته مثل جميع الّدنيا منذ خلقها ا ّ
ق لكم فانظروا إلى مواهب رّبكم . قصرتم في أمانيكم و رضيتم بدون ما يح ّ
فاذا بقباب و قصور في أعل عّلّيين من الياقوت الحمر و الخضر و الصفر و البيض
خرة إذا للمعت 1البصسسار منهسسا فمسسا مسسن تلسسك القصسسور مسسن
يزهو نورها فلو ل أنها مس ّ
الياقوت الحمر فهو مفروش بالعبقري الحمر و ما كان منها من الياقوت الخضسسر فهسسو
مفروش بالسندس الخضر و ما كان منها مسسن اليسساقوت البيسسض فهسسو مفسسروش بسسالحرير
البيض و ما كان فيها من اليسساقوت الصسسفر فهسسو مفسسروش بالريسساش الصسسفر 2مبثوثسسة
ضة البيضاء و الّذهب الحمر ،قواعدها و أركانها مسسن مطّرزة بالزمّرد الخضر ،و الف ّ
الجوهر يثور من أبوابها و أعراصها نور ،شعاع الشمس عندها مثل الكوكب الّدري فسي
النهار المضيء .
ضسساختان ،و
و إذا على باب كل قصر من تلك القصور جّنتان مدهاّمتان ،فيهما عينسسان ن ّ
ل فاكهة زوجان .
فيهما من ك ّ
-----------
) ( 1للل لللللل للل لل ) لللل ( .
-----------
) ( 2لللللل لللللل لللللل ) لللل ( .
] [ 72
فلّما أرادوا أن ينصرفوا إلى منازلهم ركبوا على برازين من نور بأيدي ولسسدان مخّلسسدين ،
ضسة
ل واحسسد منهسم حكمسسة 1بسسرزون مسن تلسسك السسبرازين ،لجمهسا و أعّنتهسسا مسسن الف ّ
بيد ك ّ
البيضاء ،و أثفارها من الجوهر .
فلّما دخلوا منازلهم وجدوا الملئكة يهّنؤنهم بكرامسة رّبهسم ،حّتسى إذا اسستقّروا قرارهسم ،
قيل لهم هل وجدتم ما وعدكم رّبكم حّقا قالوا نعم رّبنا رضسسينا فسسارض عّنسسا قسسال برضسساى
عنكم و بحّبكم أهل بيت نبّيي أحللتم داري ،و صافحتم الملئكة فهنيئا هنيئا غير محسسذور
ن رّبنا لغفور شكور . ل الذي أذهب عّنا الحزن إ ّ و ليس فيه تنغيص فعندها قالوا الحمد ّ
قال أبو موسى فحّدثت به أصحاب الحديث عن هؤلء الثمانية فقلت لهم أنا أبرأ اليكم مسسن
ن فيه قوما مجهولين و لعّلهم لم يكونوا صادقين فرأيت ليلتي أو بعسسده عهدة هذا الحديث ل ّ
كأّنه أتاني آت و معه كتاب فيه من مخول بن إبراهيم و الحسن بن الحسين ،و يحيسسى بسسن
ي بن القاسم ،و عّدة بعد لم أحفظ ي بن القاسم الكندي ،و لم ألق عل ّ الحسن بن فرات و عل ّ
أساميهم كتبنا إليك من تحت شجرة طوبى و قد انجز لنا رّبنا ما وعدنا فاستمسك بما عنسسد
ل أشرقت له الجّنة .
الكتب ،فانك لن تقرء منها كتابا إ ّ
ععععععع
فصل ثاني از اين خطبه در فضل بهشت عنبر سرشت است ميفرمايد :
پس اگر بيندازي تو ديده قلب خود را بجانب چيزى كه وصف كرده ميشود از براى تسسو
از بهشت هر اينه اعراض كند نفس تو از عجايب آنچه كه بيرون آورده بسسسوى دنيسسا از
پرده غيب از شهوات و لذات آن و زينتهاى منظرههاى آن و هر اينه غفلت كنى بسسسبب
فكر كردن در آواز كردن و بهم خوردن درختاني كه غسسايب شسسدهاند ريشسسههاى آنهسسا در
تّلهاى مشك بر اطراف نهرهاى آن و در آويختن خوشههاى مرواريد تر
-----------
) ( 1لللللل للللل لل لللل للللل للل لل ل ل
للللل ل لللل لللللللل ل لللل ل للللللل ل
ل لل لللل للللل لل لللل للللل ) لللل ( .
] [ 73
و تازه در شاخهاى بزرگ آنها و شاخهاى كوچسسك آنهسسا و در ظسساهر شسسدن آن ميوهسسا در
حالتى كه مختلفند در لون و طعم در غلفها و غنچههاى آن ميوهسسا در حسسالتي كسسه چيسسده
ميشوند بي زحمت و مشقت پس ميآيند آن ميوها بر خواهش چينندههاى خسسود و طسسواف
كرده مىشسسوند بسسر نسسازلن آن پيرامسسن قصسسرهاى آن بسسا عسسسلهاى صسساف كسسرده شسسده از
كدورات و خمرهاى صافيه ،ايشان جماعتى هستند كه هميشسه كرامسست كشسيده مىشسسود
بايشان تا فرود آيند بسراى برقرارى ،و ايمسسن شسسوند از انتقسسال جسسائى بجسسائى پسسس اگسسر
مشغول گردانى قلب خود را اى گوش دهنده برسيدن بسوى آنچه هجوم آور مىشود از
آن منظرهاى تعجب آورنده خوش آينده هر آينه بر آيد جان تو بجهة اشتياق بسوى آن و
هر آبنه متوجه مىشوى از اين مجلس من بهمسايگى أهل قبرستان از جهة شسستافتن بسسآن
نعيم بيپايان ،بگرداند خداى تعالى ما را و شما را از كسانى كه سعى مىكند بمنزلهسساى
نيكوكاران برحمة بينهايت و بخشش بيغايت خود .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
و هى المأة و الخامسة و الستون من المختار في باب الخطب و الظاهر أنها ملتقطسسة مسسن
خطبة طويلة قّدمنا روايتها في شرح الخطبة السابعة و الثمانين من الكافي فليراجع هنسساك
و هذه متضّمن لفصلين :
ععععع ععععع
س صغيركم بكبيركم ،و ليرؤف كبيركم بصغيركم ،و ل تكونوا كجفاة الجاهلّيسسة ،ل ليتأ ّ
ل تعقلون ،كقيض بيض في أداح يكون كسسسرها وزرا ،و في الّدين تتفّقهون ،و ل عن ا ّ
يخرج حضانها شّرا .
] [ 74
إفترقوا بعد ألفتهم ،و تشّتتوا عن أصلهم ،فمنهم آخذ بغصن أينما مسسال مسسال معسسه ،علسسى
ل س بينهسسم ثسّم
ل تعالى سيجمعهم لشّر يوم لبني أمّية كما تجتمع قزع الخريف ،يؤّلف ا ّ نا ّ
أّ
لس لهسسم أبوابسسا يسسسيلون مسسن مسسستثارهم كسسسيل
سسسحاب ،ثسّم يفتسسح ا ّ
يجعلهم ركاما كركسسام ال ّ
ص طسود و ل الجّنتين حيث لم تسلم عليه قارة ،و لم تثبست لسه أكمسة ،و لسم يسرّد سسننه ر ّ
ل في بطون أوديته ثّم يسسسلكهم ينسسابيع فسسي الرض ،يأخسسذ بهسسم حداب أرض ،يذعذعهم ا ّ
من قوم حقوق قوم ،و يمّكن لقوم في ديار قوم .
ن ما في أيديهم بعد العلّو و الّتمكين ،كما تذوب اللية على الّنار .
ل ليذوب ّ
و أيم ا ّ
ععععع
و قال الشسسارح البحرانسسي تبعسسا للشسسارح المعسستزلي :قيسسض السسبيض ،كسسسره تقسسول قضسست
سسرت فلقساالبيضة كسرتها و ) انقاضست ( تصسّدعت مسن غيسر كسسر ،و ) تقّيضست ( تك ّ
فعلى قولهما يكون القيض مصدرا و على ما ذكرنسساه اسسسما و هسسذا أظهسسر و أولسسى بقرينسسة
سلم يكون كسرها وزرا فافهم . قوله عليه ال ّ
و ) الداح ( مخّفف أداحي جمع اداحى بالضسّم مثسسل خرطسسوم و خراطيسسم ،و عرقسسوب و
عراقيب ،و قد يكسر و هو الموضع اّلذي تبيض فيه الّنعامة و تفرخ ،و هسسو افعسسول مسسن
ش و ) حضسن ( دحوت لّنها تدحوه برجلهسا أى تبسسطه ثسّم تسبيض فيسه و ليسس للنعسام عس ّ
الطاير بيضه حضنا و حضانا بكسرهما ضسّمه تحسست جنسساحه فهسسى حاضسسن لّنسسه وصسسف
ص و حكى ) حاضسسنة ( علسسى الصسسل و ) القسسزع ( القطسسع مسسن السسسحاب المتفّرقسسة و مخت ّ
الواحدة قزعة مثل قصب و قصبة و ) الركام ( بالضّم ما تراكم من السحاب و كثف منها
و بالفتسسح جمسسع شسسيء فسسوق آخسسر و الموجسسود فسسي النسسسخ بالضسّم و ) المسسستثار ( موضسسع
صغير و ) الحداب ( بالكسر جمع حدبة و الثوران و الهيجان و ) القارة ( بالقاف الجبل ال ّ
نو سسُلو َ
ب َيْن ِ
حسَد ٍ
ل َ
ن ُكس ّ
هى كالحدب محّركة ما ارتفع من الرض قال سبحانه َ :و ُهسْم ِمس ْ
) اللية ( بفتح الهمسسزة و جمعهسسا أليسسات بالتحريسسك و التثنيسسة أليسسان بغيسسر تسساء و ) المتسساه (
ي بمعنى التيه و ) فدحه ( الّدين أثقله .
مصدر ميم ّ
ععععععع
الضمير في كسرها راجع إلى القيض و الّتانيث اّما لكونها بمعنى القشرة أو
] [ 76
طسسردة قسال الشسساعر كمسسا شسسرقت باعتبار كسبها التأنيث عن المضاف إليه و هسسي قاعسسدة م ّ
لس «نا ّ
صدر القناة من الّدم و حضانها بالضسّم فاعسسل يخسسرج و علسسى فسسي قسسوله » علسسى ا ّ
حّبِه و قوله كقيض بيسسض بسسدل مسسن على ُ طعام َن ال ّ
طِعمُو َ
بمعنى مع كما في قوله تعالى َو ُي ْ
قوله كجفاة الجاهلّية و الباقي واضح .
عععععع
ععععع ععععع
مسوق لنصح المخاطبين و هدايتهم على ما فيه انتظام امورهم و صلح عملهم من حيسسث
سسسي الكبسسار ل ّ
ن س صسسغيركم بكسسبيركم ( أمسسر الصسسغار بتأ ّالّدين و الّدنيا و هو قوله ) ليتسسأ ّ
سى به ) و ليرؤف كسسبيركم بصسسغيركم ( أمسسر الكبير أكثر تجربة و أكيس فهو أليق بأن يتأ ّ
ق بسسأن يرحسسم عليسسه و
ن الصسسغير مظّنسسة الضسسعف فهسسو أحس ّ الكبار بالّرأفة على الصسسغار ل ّ
يرأف .
س من صغر منزلته في العلم و العمل بمن له متانة ى كلمه أى ليتأ ّ قال الكيدري في محك ّ
ل مسسن دونسسه ) و ل ل من له جاه و منزلسسة فسسي السّدنيا بالمسسال و القسّوة كس ّ فيهما ،و ليرحم ك ّ
تكونوا كجفاة الجاهلّية ( أى كأهل الجاهليسسة الموصسسوفين بالجفسساء و القسسسوة و الفظاظسسة و
شسسبه الجسسامع بيسسن
ل تعقلون ( أشار إلى وجسسه ال ّ الغلظة ) ل في الّدين تتفّقهون ،و ل عن ا ّ
ب العالمين قال تعالى صُّم ُبكٌم الفرقتين و هو جهلهم بمعالم الّدين ،و غفلتهم عن أحكام ر ّ
ن و قسسوله ) :كقيسسض بيسسض فسسي أداح يكسسون كسسسرها وزرا و يخسسرج ى َفُهسْم ل َيْعِقلسُو َ
عْمس ٌ
ُ
حضانها شّرا ( قال الشارح المعتزلي وجسه الشسبه أنهسا إن كسسرها كاسسر أثسم لّنسه يظّنسه
بيض النعام و إن لم يكسسسر يخسسرج حضسسانها شسسرا اذ يخسسرج أفعيسسا قسساتل ،و اسسستعار لفسسظ
ل للنعام .ن الداحى ل تكون إ ّ الداحى للعشاش مجازا ل ّ
] [ 77
سلم أن يشبهوا جفاة الجاهلّية فسسي عسسدم تفّقههسسم فسسي و قال الشارح البحراني نهاهم عليه ال ّ
شسسبه أنسسه إن كسسسر كاسسسر أثسسم
الدين ،فيشبهون إذا بيض الفاعى فسسي أعشاشسسها و وجسسه ال ّ
ل أذيهسم لحرمسة ظساهر لتأّذى الحيوان بسه فكسذلك هسؤلء إذا شسّبهوا جفساة الجاهلّيسة ل يحس ّ
السلم ،و إن اهملوا و تركوا على الجهل خرجوا شياطين .
ن في كسرها سلمة من شّر ما يخرج منها ن بيض الفاعى كما أ ّ أقول :و ببيان أوضح إ ّ
ن فيه وزرا على كاسرها و في عدم كسرها ل يكسسون علسسى أحسسد لأّ لو أبقيت على حالها إ ّ
شسرور و الذى فكسسذلك هسؤلء إن اقيمست فيهسم ن ما يخرج منهسا تكسسون منشسسأ ال ّ لأّ وزر إ ّ
سياسسسة المدنّيسسة بالّتسسأديب و التعزيسسر و الّتعسسذيب لسسستقامت المسسور و انتظمسست مراسسسم ال ّ
لس سسسبحانه أو
ن فيسسه مخالفسسة لمسسر ا ّ وظايف الخلفة لكن في اقامتها وزرا علسسى المقيسسم ل ّ
سلم في الكلم الثامن و السسّتين :و اّنسسي لعسسالم بمسسا يصسسلحكم و يقيسسم نهيه كما قال عليه ال ّ
أودكسسم و لكّنسسي ل أرى إصسسلحكم بافسسساد نفسسسي ،و إن تركسسوا علسسى حسسالهم كسسانوا منشسسأ
سبيل .الشرور و المفاسد فيضّلون كثيرا و يضّلوا عن سواء ال ّ
اشارة إلى اختلف شيعته و أصحابه من بعده و هو قوله ) افسسترقوا بعسسد الفتهسسم ( أى بعسسد
ق
ق السسذي يح س ّ
ي ) و تشّتتوا عن أصلهم ( أى تفّرقوا عن امام الح س ّ ايتلفهم و اجتماعهم عل ّ
الئتمام به ،فصار بعضهم كيسانّيا و بعضهم زيديا و بعضسسهم فطحّيسسا و غيرهسسا ) فمنهسسم
آخذ بغصن أينما مال مال معه ( .
سك بمن أخلفه من بعدي مسسن ذّريسسة الّرسسسول شارح المعتزلي أى يكون منهم من يتم ّ قال ال ّ
ل عليه و آله و سّلم أينما سلكوا سلكوا معهم و تقدير الكلم :و منهم مسسن ل يكسون صّلى ا ّ
هذه حاله لكّنه لم يذكره اكتفاء بذكر القسم الّول لّنه دالّ على القسم الّثاني .
قال الشارح المعتزلي و كذا كان حال الشيعة الهاشمّية اجتمعت على إزالة
] [ 78
و يعجبني أن اورد هنا نادرة لم يسبق ذكرها أوردها الّدميرى في حيساة الحيسوان قسال لمسا
قتل إبراهيم بن الوليد بويع لمروان بن محّمد المنبوز بالحمار بالخلفة و فسسي أّيسسامه ظهسسر
لس
أبو مسلم الخراساني ،و ظهر السّفاح بالكوفة ،و بويع له بالخلفة و جّهز عّمه عبسسد ا ّ
ل بن عبسساس لقتسسال مسسروان بسسن محّمسسد ،فسسالتقى الجمعسسان بسسالزاب زابي بن عبد ا ّبن عل ّ
الموصل ،و اقتتلوا قتال شديدا فانهزم مروان و قتل من عسكره و غرق ما ل يحصسسى و
ل إلى أن وصل إلى نهسسر الرون فلقسسي جماعسسة مسسن بنسسي اميسسة و كسسانوا نّيفسسا وتبعه عبد ا ّ
ثمانين رجل فقتلهم عن آخرهم .
لس و قسسد نسسازل
ي على طريق السماوة فلحق بأخيه عبد ا ّ ثّم جّهز السفاح عّمه صالح بن عل ّ
لس ثورهسسا حجسسرا حجسسرا و هسسرب دمشق ففتحها عنوة و أباحها ثلثة أّيسسام و نقسسض عبسسد ا ّ
مروان إلى مصر فتبعه صالح حتى وصل الى أبي صير و هي قرية عند الفيوم ،قال مسسا
ل المصير .اسم هذه القرية قالوا أبو صير قال فالى ا ّ
ل لسسسانه و القسسى
ن خادما نّم عليه فأمر به فقطع رأسه و س ّثّم دخل الكنيسة اّلتي بها فبلغه أ ّ
على الرض فجائت هّرة فأكلته ثّم بعد أيام هجم على الكنيسة التى كسان نسسازل بهسا عسسامر
بن إسماعيل فخرج مروان من باب الكنيسة و في يسسده سسسيف و قسسد أحسساطت بسسه الجنسسود و
جاج بن حكيم السلمي و هو : خفقت حوله الطبول فتمّثل ببيت الح ّ
ل لسسانه و القسسى علسسى ثّم قاتل حتى قتل فسأمر عسامر برأسسه فقطسسع فسي ذلسسك المكسسان و سس ّ
الرض فجائت تلك الهّرة بعينها فخطفته فأكلته فقال عامر لو لم يكن في الّدنيا
] [ 79
ل هذا لكان كافيا لسان مروان في فم هّرة ؟ و قال في ذلك شاعرهم :
عجب إ ّ
قال الّدميري و كان قتل مروان في سنة ثلث و ثلثين و مأة و هو آخر خلفسساء بنسسي اميسسة
و أّولهم معاوية بن أبي سفيان و كانت مّدة خلفتهم نّيفا و ثمانين سنة و هى ألسسف شسسهر و
ل قاطبة .
بقتل مروان انقرضت دولة بني أمية لعنهم ا ّ
قال الشارح البحراني البواب إشارة إّمسسا إلسسى وجسسوه الراء اّلسستي تكسسون أسسسباب الغلبسسة و
النبعاث على الجتماع أو أعّم منهسسا كسسساير السسسباب للغلبسسة مسسن إعانسسة بعضسسهم لبعسسض
بالنفس و الموال و غير ذلك ) يسيلون من مستثارهم ( استعارة تبعّية أى يخرجون مسسن
لس بهمسسا فسسي كتسسابه العزيسسز وموضع ثورانهم و هيجانهم ) كسيل الجّنتين ( الّلتين أخسسبر ا ّ
شبه الشّدة في الخروج و إفساد ما يأتون إليه كق سّوة ذلسسك صتها تفصيل و وجه ال ّستعرف ق ّ
ل)و السيل ) حيث لو تسلم عليه قارة و لم تثبت عليه اكمة ( أى لم يقاوم لسسه جبسسل و ل تس ّ
ص طسسود ( أى جبسسل مرصسسوص شسسديد اللتصسساق ) و ل لسسم يسسرّد سسسننه ( أى طريقسسه ) ر ّ
ل في بطون أوديتسسه ثسّم يسسسلكهم ينسسابيع حداب أرض ( أى الّروابي و النجا ) و يذعذعهم ا ّ
في الرض ( .
لس
نا ّل أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فسسي الرض و المسسراد أ ّ نا ّ قال سبحانه ألم تر أ ّ
سماء مسساء فيكّنسسه فسسي أعمسساق الرض ثسّم يظهسسر منهسسا ينسسابيع إلسسى
سبحانه كما ينزل من ال ّ
ل في بطون الودية و غوامض الرض ثّم يظهرهسسم ظاهرها كذلك هؤلء القوم يفّرقهم ا ّ
بعد الختفاء أو كناية عن إخفائهم بين الّناس في البلد ثّم اظهارهم بالعانة و التأييد ف )
يأخذ بهم من قوم ( ظالمين ) حقوق قوم ( مظلومين
] [ 80
ق ( أراد بسسه ثّم عاد إلى توبيخ المخاطبين فقال ) :أّيها الناس لو لم تتخاذلوا عن نصر الح ّ
ق كما ورد في صحيح الخبر ) و لسسم تهنسسوا عسسن تسسوهين ق معه و هو مع الح ّن الح ّ
نفسه ل ّ
الباطل ( أراد به معاوية و أصحابه ) لم يطمع فيكم ( و في بلدكم ) من ليس مثلكم ( فسسي
ن الغارات علسسى بلدكسسم و أصسسقاعكم و البأس و القّوة ) و لم يقومن قوي عليكم ( و لم يش ّ
ل س بعسسد
لكّنكم ) تهتم متاه بني إسرائيل ( أى تحّيرتم مثل تحّيرهم و ستعرف تيههم إنشاء ا ّ
ن لكم الّتيه ( و الضلل ) من بعدي أضعافا ( الفراغ من شرح الخطبة ) و لعمري ليضعف ّ
ن تيه بني إسرائيل كان أربعين سنة و تيسسه هسسؤلء جسساوز الثمسسانين مسّدة ملسسك و كذا كان ل ّ
بني امية بل زاد على سّتمأة مّدة ملك بني العباس بل ممّد إلى ظهسسور الّدولسسة القائميسسة بمسسا
ق وراء ظهسوركم ( و نكبتسم عسن الصسراط المسستقيم ) و قطعتسم الدنسى ( أى ) خّلفتم الح ّ
ل عليه و آلسسه نسسسبا و صسسهرا و أراد بسسه نفسسسه ) و وصسسلتم ل صّلى ا ّ
القرب من رسول ا ّ
البعد ( أراد به معاوية أو من تقّدم عليه من المتخّلفين .
ثّم أرشدهم إلى وجه الّرشاد و السداد فقال ) :و اعلموا اّنكم إن اّتبعتم ال سّداعي لكسسم ( أراد
سلم و في بعض النسسسخ الّراعسسي بسسالراء و قسسد تقسّدم فيمسسا ذكرنسساهبه نفسه أو القائم عليه ال ّ
ن المام راع لرعّيته ،و ظهر لك وجه المناسبة فسسي إطلق الّراعسسي عليسسه ) سسسلك سابقا ا ّ
بكم منهاج الرسول ( أى جاّدة الشريعة ) و كفيتم مؤنسسة العتسسساف ( فسسي طسسرق الضسسلل
) و نبذتم الثقل الفادح ( أى الثم و العذاب في الخرة ) عن العناق ( .
ععععععع
ععععع عع ععع ععع ععع ع ععع ععععععع
قال تعالى :لقد كان لسباء في مسكنهم آية جّنتان عن يمين و شمال كلوا
] [ 81
ب غفور فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العسسرم من رزق رّبكم و اشكروا له بلدة طّيبة و ر ّ
و بّدلناهم بجنّتيهم جنّتين ذواتي اكل خمط و أثل و شيء من سدر قليل ذلسسك جزينسساهم بمسسا
ل الكفور .كفروا و هل نجازي إ ّ
سسسلم أمسسرن بحرا كان في اليمن و كسسان سسسليمان عليسسه ال ّي قال إ ّ
ي بن إبراهيم القم ّقال عل ّ
جنوده أن يجروا لهم خليجا من البحر العذب إلى بلد هند ،ففعلوا ذلك و عقدوا لسسه عقسسدة
عظيمة من الصخر و الكلس حّتى تفيض على بلدهم ،و كانوا إذا أرادوا أن يرسلوا منه
الماء أرسلوه بقدر ما يحتاجون إليه و كسانت لهسم جّنتسان عسن يميسن و شسمال عسن مسسيرة
عشرة أّيام فيها يمّر الماّر ل تقع عليه الشمس من التفافها .
فلّما عملوا بالمعاصي و عتوا عن أمر رّبهم و نهاهم الصالحون فلم ينتهوا ،
صسسة سسسبأ بمسسا دلّو قال الطبرسي في مجمع البيان في تفسير الية ثّم أخبر سبحانه عسسن ق ّ
شكور و سوء عاقبة الكفور فقال لقد كان لسباء المراد بسبا هنا القبيلسسة على حسن عاقبة ال ّ
جسسة
اّلذينهم أولد سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان في مسكنهم أى في بلسسدهم آيسسة أى ح ّ
سسسر سسبحانه ل و كمال قدرته و علمة علسسى سسسبوغ نعمتسه ثسّم ف ّ ل عّز و ج ّ على وحدانّية ا ّ
الية فقال :جّنتان عن يمين و شمال أى بستانان عن يمين من أتاهما و شماله و قيل عسسن
يمين البلد و شماله .
و قيل اّنه لم يرد جّنتين اثنسستين و المسسراد إنسسه كسانت ديسسارهم علسسى وتيسسرة واحسسدة إذ كسسانت
ن المسسرئة
البساتين عن يمينهم و شمالهم مّتصلة بعضها ببعض و كسسانت مسسن كسسثرة الّنعسسم أ ّ
س بيدها شيئا .تمشى و المكتل على رأسها فيمتلى بالفواكه من غير أن تم ّ
و قيل الية المذكورة هي أّنه لم يكسسن فسسي قريتهسسم بعوضسسة و ل ذبسساب و ل برغسسوث و ل
ب ماتت
عقرب و ل حّية ،و كان الغريب إذا دخل بلدهم و في ثيابه قّمل و دوا ّ
] [ 82
ن المراد باليسسة خسسروج الزهسسار و الّثمسسار مسسن الشسسجار علسسى اختلف ألوانهسسا و
و قيل ا ّ
طعومها .
حة هواها و عذوبة مائها و سلمة تربتها و أّنه ليس فيها حّر يسسؤذى فسسي و قيل أراد به ص ّ
ب غفور أي كثير المغفرة لل سّذنوب فأعرضسسوا عسسن القيظ ،و ل برد يؤذى في الشتاء و ر ّ
ل مسسن أنبيسسائه فأرسسسلنا عليهسسم
ل سبحانه و لم يقبلوا مّمن دعاهم إلى ا ّ
ق و لم يشكروا ا ّ
الح ّ
ن الماء كان يأتي أرض سسسبأ مسسن أوديسسة اليمسسن ،و كسسان هنسساك جبلن سيل العرم و ذلك أ ّ
يجتمع ماء المطر و السيول بينهما فسّدوا ما بين الجبلين فاذا احتاجوا إلى الماء نقبوا السّد
ل س بعسسث
بقدر الحاجة فكانوا يسقون زروعهم و بساتينهم فلّما كّذبوا رسلهم و تركوا أمر ا ّ
ل جرذا نقب ذلك الّردم و فاض الماء عليهم فأغرقهم عن وهب . ا ّ
صعب من عرم الرجل فهو عسسارم و قال البيضاوي سيل العرم أى سيل المر العرم أى ال ّ
و عرم إذا شرس خلقه و صعب أو المطر الشديد أو الجرذ أضاف إليسسه لّنسسه نقسسب عليهسسم
سسكرا ضسربت لهسم بلقيسس ،فحقنست بسه مساء الشسجر و تركست فيسه نقبسا علسى مقسدار مسا
يحتاجون إليه أو المسناة التي عقدت سكرا على أّنه جمع عرمة و هي الحجارة المركومة
.
و قيل اسم واد جاء السيل من قبله و كان ذلك بين عيسى و محّمد و بّدلناهم بجّنتيهم الّلتين
ن الخمسسط كس ّ
ل فيهما أنواع الفواكه و الخيرات جّنتين أخراوين ذواتي ُاكل خمط مّر بشع فا ّ
نبت أخذ طعما من مرارة .
] [ 83
ل ثمر له ،و وصف السدر بالقّلة فان جناه و هو النبق مّما يطيب أكله و لذلك يغرس في
البساطين ذلك جزيناهم بما كفروا بكفرانهم الّنعمة أو بكفرهسسم بالّرسسسل و هسسل نجسسازي إ ّ
ل
الكفور أى البليغ في الكفران أو الكفر .
لس
لرض المقّدسسسة السستي كتسسب ا ّ قال تعالى حكاية عن موسى إذ قال لقومه يا قوم ادخلسسوا ا َ
ن فيها قومًا جّبسسارين ،و لكم و ل ترتّدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين ،قالوا يا موسى ِإ ّ
إّنا لن ندخلها حّتى يخرجوا منها فان يخرجسسوا منهسسا فانسسا داخلسسون قسسال رجلن مسسن اّلسسذين
لس
ل عليهما ادخلسسوا عليهسسم البسساب ،فسساذا دخلتمسسوه فسسانكم غسسالبون و علسسى ا ّيخافون أنعم ا ّ
فتوّكلوا إن كنتم مؤمنين قالوا يا موسى اّنا لن نسسدخلها أبسسدًا مسسا دامسسوا فيهسسا فسساذهب أنسست و
ل نفسسسي و أخسسى فسسافرق بيننسسا و بيسسن ب اّني ل أملسسك إ ّرّبك فقاتل اّنا هيهنا قاعدون قال ر ّ
لرض فل تسسأس علسسى القوم الفاسقين قال فاّنها محّرمة عليهسسم أربعيسسن سسسنة يسستيهون فسسي ا َ
القوم الفاسقين .
لس
لس صسّلى ا ّ سسسلم قسسال قسسال رسسسول ا ّ
صافي عن العياشي ،عن الباقر عليه ال ّ روى في ال ّ
ن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل ،و القّذة بالقّذة عليه و آله و اّلذي نفسي بيده لتركب ّ
حّتى ل تخطاؤن طريقهم ،و ل تخطأكم سّنة بني إسرائيل .
سلم قال موسى لقومه يا قوم ادخلوا الرض المقّدسة اّلسستي كتسسب ثّم قال أبو جعفر عليه ال ّ
ن فيها قومسسا جّبسسارين اليسسات قسسالل لكم فرّدوا عليه و كانوا سّتمأة ألف فقالوا يا موسى إ ّ ا ّ
لس
فعصى أربعون ألفا و سلم هارون و ابناه و يوشع بن نون و كالب بن يوحّنسسا فسسّماهم ا ّ
فاسقين فقال ل تأس على القوم الفاسسقين فتساهوا أربعيسن سسنة لّنهسم عصسوا فكسانوا حسذو
يو ل علس ّ
لس إ ّ
ل عليه و آله لما قبض لم يكن على أمر ا ّ ل صّلى ا ّن رسول ا ّ النعل بالنعل أ ّ
ي فقاتسل مسسنالحسن و الحسين و سلمان و المقداد و أبو ذر فمكثسسوا أربعيسسن حّتسسى قسام علس ّ
خالفه .
] [ 84
قال ابن عباس بلغ من جبرّية هؤلء القوم أّنه لّما بعث موسى من قومه اثنسسى عشسسر نقيبسسا
ليخبروه خبرهم أهّم رجل من الجبارين يقال له عوج فأخذهم في كّمه مع فاكهة كّلها كسسان
جبسسا منهسسم هسسؤلء
يحملها من بستانه و أتى بهسسم الملسسك فنسسثرهم بيسسن يسسديه و قسسال للملسسك تع ّ
يريدون قتالنا ؟ فقال الملك ارجعوا إلى صاحبكم فأخبروه خبرنا .
قال و كان فاكهتهم ل يقدر على حمل عنقود منها خمسسسة رجسسال بالخشسسب ،و يسسدخل فسسي
قشر نصف رمانة خمسة رجال و اّنا لن ندخلها حّتى يخرجوا منها فان يخرجوا منها فاّنسسا
داخلون قال رجلن هما يوشع بن نون و كالب بن يوحنا ابن عّمسسه كسسذا عسسن البسساقر عليسسه
لس عليهمسسا باليمسسان و التثبسست ادخلسسوا عليهسسم
ل و يّتقونه أنعسسم ا ّ
سلم من اّلذين يخافون ا ّ
ال ّ
الباب باب قريتهم فاذا دخلتموه فانكم غالبون لتعسر الكم عليهسسم فسسي المضسسايق مسسن عظسسم
ل فتوّكلوا فسسي نصسسرته علسسى الجبسسارين ان أجسامهم و لنهم أجسام ل قلوب فيها و على ا ّ
كنتم مؤمنين به و مصّدقين لوعده .
قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدًا ما داموا فيها فاذهب أنت و ربك فقاتل إّنا هيهنا قاعدون
ل نفسسسي و أخسسيب إّنسسي ل أملسسك إ ّ
ل و رسوله و عدم مبالة بهما قسسال ر ّ قالوها استهانة با ّ
لنه يجيبنسسي إذا دعسسوته فسسافرق بيننسسا و بيسسن القسسوم الفاسسسقين قسسال فاّنهسا محّرمسسة عليهسسم ل
يدخلونها و ل يملكونها بسبب عصيانهم أربعين سسسنة يسستيهون فسسي الرض يسسسيرون فيهسسا
متحّيرين فل تأس على القوم الفاسقين لّنهم أحّقاء بذلك لفسقهم .
] [ 85
و قيل كتم الخمسة منهم و أظهر الباقون و فشا الخسسبر فسسي النسساس فقسسالوا إن دخلنسسا عليهسسم
تكون نسائنا و أهالينا اغنمة لهم ،و هموا بالنصراف إلى مصر و هموا بيوشع و كسسالب
ل نفسسسي و ب اني ل أملك إ ّ و أرادوا أن يرجموهما بالحجارة فاغتاظ لذلك موسى و قال ر ّ
ل إليه إنهم يتيهون في الرض أربعين سنة و إنما يخرج منهم من لم يعص أخي فأوحى ا ّ
ل في ذلك فبقوا في التيه أربعين سنة في سسستة عشسسر فرسسسخا و قيسسل تسسسع فراسسسخ و هسسم
ا ّ
ن و السلوى . ستمأة ألف مقاتل ل تتخّرق ثيابهم و تثبت معهم و ينزل عليهم الم ّ
ن و السلوى :و كان السبب فسسي إنسسزال و قال الطبرسي في تفسير قوله و أنزلنا عليكم الم ّ
ل بالتيه إذ قالوا لموسى اذهسسب أنسست و ربسسك فقسساتلن و السلوى عليهم أنه لما ابتلهم ا ّ
الم ّ
إّنا هيهنا قاعدون حين أمرهم بالمسير إلى بيت المقدس و حرب العمالقة فوقعوا في السستيه
صاروا كّلما ساروا تاهوا في قدر خمسة فراسسخ أو سسّتة فكّلمسا أصسبحوا صساروا عسادين
فأمسوا فاذاهم في مكانهم الذي ارتحلوا منه كذلك حّتى تّمت المّدة و بقوا في التيه أربعيسسن
سنة .
لس عليهسم أى دخسول سسلم قسال فحسّرم ا ّو في الصافي عن العياشي عسسن الصسادق عليسسه ال ّ
الرض المقّدسة أربعين سنة و تيههم فكسسان إذا كسسان العشسساء و أخسسذوا فسسي الّرحيسسل نسسادوا
الّرحيل الّرحيل الوحا الوحا ،فلم يزالسوا كسذلك حّتسى تغيسسب الشسسمس حّتسسى إذا ارتحلسسوا و
استوت بهم الرض
] [ 86
ل تعالى للرض ديرى بهم ،فلم يزالوا كسسذلك حّتسسى إذا سسسحروا ،و قسسارب الصسسبح قال ا ّ
ن هذا الماء قد أتيتموه فانزلوا فاذ اتيههم و منازلهم اّلتي كانوا فيها بالمس ،
قالوا إ ّ
فيقول بعضهم لبعض يا قوم لقد ضللتم و أخطأتم الطريق فلم يزالسوا كسذلك حستى أذن لهسم
فدخلوها .
و ماتت النقباء غير يوشع بن نون و كالب و مات أكثرهم و نشأ ذراريهم و خرجسسوا إلسسى
حرب أريحا و فتحوها .
ععععععع
بايد كه متابعت نمايد كوچكان شما ببزرگان شما ،و بايد كه مهرباني نمايد بزرگان شما
بر كوچكان شما ،و نباشيد مثل جفاكاران أّيام جاهليت كه نه در دين دانا شسسويد و نسسه از
خداى تعالى كسب معرفت نمائيد ،مانند پوست بيسسرون تخمهسسا در مواضسسع بچسسه بيسسرون
آوردن كه ميباشد شكستن آن تخمها وزر و وبال و بيرون ميآيد بچههاى آنها شسسرارت و
فساد .
] [ 87
متفّرق ميشوند بعد از ايتلف ايشان و پراكنده مىشوند از أصل خودشان ،
يعنى از امام مفترض الطاعة ،پسس بعضسى از ايشسان أخسذ كننسده باشسد شساخه را از آن
أصل كه هر جا ميل كند آن شاخه آن هم ميل مىكند با او با وجود اينكه بدرستى خسسداى
تبارك و تعالى زود باشد كه جمع كند ايشانرا از براى بدترين روزى از براى بني اميسسه
ملعونين چنانچه مجتمع مىشود ابرهاى متفرقه در فصل پائيز .
الفت ميدهد خداى تعالى در ميان ايشسان پسس مىگردانسد مستراكم و بسسر هسسم نشسسته مثسسل
ل از بسسراى ايشسسان درهسسائى كسسه روان أبرهاى متراكم پس از آن بگشايد خداوند عّز و ج ّ
شوند از جاى هيجان ايشان مانند سيل دوبستان شهر سبا ،بحيثّيتي كه سلمت نماند بسسر
آن سيل كوه كوچكى و ثابت نشود مر آن را تّلي و باز نگرداند راه آن را كوه محكمي و
نه پشتهاى زميني ،متفّرق ميسازد ايشانرا خسسداى تعسسالى در درونهسساى واديهسساى خسسود ،
پس در برد ايشان را در چشمهاى زمين و بگيرد بايشان از قومى حقهاى قوم ديگسسر را
و جاى دهد قومى را در ممالك قومى ،و سوگند بخدا هر آينه البته گداخته مىشود آنچه
كه در دست بنى اميه است از ملك و سلطنت چنانچه گداخته شود دنبه بر آتش .
اى مردمسسان اگسسر خسسذلن نميورزيديسسد از نصسسرت حسسق و سسسستى نمىكرديسسد از اهسسانت
باطل ،هر آينه طمع نمىكرد در شما كسانى كسسه مثسسل شسسما نبودنسسد ،و قسسوت نمىيسسافت
كسى كه قّوت يافت بر شما ،و لكن شسسما حيسسران و سسسرگردان شسسديد مثسسل حيرانسسى بنسسي
إسرائيل ،و قسم بزندگانى خودم هر آينسسه افسسزون كسسرده شسسود از بسسراى شسسما حيرانسسى و
سرگرداني بعد از من افزونى فراوان بسبب اينكه واپس گذاشتيد حق را در پس پشتهاى
خود و بريديد نزديكتر بسوى پيغمبر را و پيوند كرديد دورتر از آن را .
و بدانيد اينكه اگر شما تبعيت نمائيد دعوت كننده خودتان را كسسه منسسم بسسبرد شسسما را بسسراه
راست پيغمبر خدا و كفايت كرده شويد از مشقت كجروى ،و مىاندازيد بار گران ثقيل
را كه عبارت است از وزر و عذاب آخرت از گردنهاى خودتان .
] [ 88
ل عنه ليكن هسسذا آخسسر هسذا المجّلسسد و هسسو المجّلسسد الّرابسع مسسن مجّلسدات
شارح عفى ا ّقال ال ّ
منهاج البراعة ،في شرح نهج البلغة و قد طال بنا شرح مسسا تض سّمنه هسسذا المجّلسسد حّتسسى
بلغت مّدة الشتغال به ضعفى مّدة الشتغال بساير المجّلدات لبتلئي بأمور تشيب الوليسسد
،و تذيب الحديد ،و تعجز الجليد ،و برزايا لم يكد يشسساهد مثلهسسا علسسى صسسفايح الّيسسام أو
صحايف بالمخابر و القلم بل قّلما أن يؤثر نظيرها عسسن المسسم الماضسسية أو يثبت على ال ّ
ينقسسل قرينهسسا عسسن القسسرون الخاليسسة و أعظسسم تلسسك المصسسائب الحسسسد و الذى مسسن أقسسارب
ى كتيبة و كتائب .كالعقارب ،و اجلبهم عل ّ
ل أشكو من دهر إذا أساء أصّر على إسائته ،و إذا أحسسسن نسسدم مسسن سسساعته ،و مسسن إلى ا ّ
ل أسئل دفسسع ل صناعتهم الّلدد و الفساد ،و من ا ّ ل بضاعتهم الود و العناد ،و ك ّمعشر ج ّ
كيد الخسائنين و اصسلح نفسوس الحاسسدين ،و انقطساع ألسسن المعانسدين و أسسئله التوفيسق
لس
نا ّ طسساهرة و قسد مس ّ
ل عليه و آلسسه و عسسترته ال ّلشرح المجّلدات التية بجاه محّمد صّلى ا ّ
ى بالفراغ من هذا المجّلد بعد الياس لتفّرق الحواس صبيحة يوم الثنين و هسسو الّرابسسع عل ّ
و العشرون من شهر جمادى الخرة من شهور ثلث عشسسرة و ثلثمسسأة و ألسسف سسسنة مسسن
ب العسسالمين ولس ر ّ
الهجرة النبوّية على مهاجرهسسا ألسسف صسسلة و سسسلم و تحّيسسة و الحمسسد ّ
سلم على محّمد و آله الطيبين . صلة و ال ّال ّ
] [ 89
لس
هذا هو المجلسسد الخسامس مسن مجلسسدات منهسساج البراعسة فسسى شسرح نهسج البلغسسة بسسم ا ّ
ل اّلذي سلك بنا نهج البلغة للهتدآء إلى مناهج البيسسان ،و ألهمنسسا الّرحمن الّرحيم ألحمد ّ
سلم علسى دوحسة الّنبسّوة اّلستي صلوة و ال ّ
منهاج البراعة للرتقاء إلى معارج المعان ،و ال ّ
سسسيادة وطسسابت فرعسسا و أصسسل ،و وشسسيجة الّرسسسالة اّلسستى سسسمت رفعسسة و نبل ،عيسسن ال ّ
شرف اّلسسذي أظهسسر الخيلء فسسي مضسسر و نسسزار ،محّمسسد المختسسار مسسن الفخار ،و خدين ال ّ
سسسللة عسسدنان ،و أحمسسد المسسستأثر بمكرمسسات الفرقسسان ،و آلسسه الموصسسوفين بالعصسسمة و
طهارة ،ال ّ
شرافة و الكرامة ،ل سّيما إبن عّمه و أخيه المنتجب و وزيره و وصسسّيه
و المرسومين بال ّ
شرف ، سبق في مضمار العّز و ال ّالمنتخب ،الحآئز قصب ال ّ
سؤدد فما له عنه منصرف ،المخصوص بإمسسارة المسسؤمنين ، و البارع على القران في ال ّ
ل ناصسسب جاحسسد ،و عمسسى
ب العسسالمين ،علسسى رغسسم كس ّ
و المنصوص بالمامة من عند ر ّ
ل منافق معاند .
عين ك ّ
] [ 90
سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسلم فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسأنتم
فعليكسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم مّنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي ال ّ
أقصى رجاى و منتهى ايثاري
أما بعد فهذا هو المجّلد الخامس من مجّلدات منهاج البراعة في شرح نهسسج البلغسسة املء
ل بن محّمد بسسن هاشسسم الهاشسسمي العلسسوي الموسسسوي
ي حبيب ا ّالمفتاق إلى غفران رّبه الغن ّ
ل سبحانه و أعانه على اتمامه و ختامه ،ببداعة اسسسلوبه و نظسسامه و جعلسسه ممحسساة وّفقه ا ّ
لذنوبه و آثامه ،يوم حشره و قيامه ،اّنه لما يشاء قدير ،و بالجابة حقيق جدير .
ل عنه :
ي رضي ا ّ
فأقول :قال السّيد الّرض ّ
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
و هى المأة و السادسة و الستون من المختار فى باب الخطسسب و هسسي مرويسسة فسسي البحسسار
ل.
طلع عليه إنشاء ا ّ
من كامل ابن الثير بيسير اختلف و تغيير حسبما ت ّ
شسّر ،فخسسذوا نهسسج الخيسسر تهتسسدوا ،ول سبحانه أنزل كتابا هاديا بّيسسن فيسسه الخيسسر و ال ّ
نا ّ
إّ
ل تسسؤّدكم إلسسى الجّنسسة ،
شّر تقصدوا و الفرائض الفرائض أّدوها إلى ا ّ اصدفوا عن سمت ال ّ
ل حّرم حراما غير مجهول ، نا ّ
إّ
ضل حرمة المسلم على الحسسرم كّلهسسا و شسّد بسسالخلص و ل حلل غير مدخول ،و ف ّ و أح ّ
الّتوحيد حقوق المسلمين في معاقدها ،فالمسلم من سلم
] [ 91
لس و ل
ل في عباده و بلده ،فإّنكم مسئولون حّتسسى عسسن البقسساع و البهسسائم أطيعسسوا ا ّ إّتقوا ا ّ
شّر فاصدفوا عنه . تعصوه و إذا رأيتم الخير فخذوا به و إذا رأيتم ال ّ
ععععع
) صدفت ( عنه أصدف من باب ضرب أعرضت و ) قصد ( في المسسر قصسسدا مسسن بسساب
سط و طلب السّد و لم يجاوز الحّد و هو على قصسسد أى رصسسد و طريسسق ضرب أيضا تو ّ
قصد أى سهل و ) دخل ( عليه بالبناء على المفعول إذا سبق وهمه إلسسى شسسيء فغلسسط فيسسه
من حيث ل يشعر و ) البقعة ( من الرض القطعة و تضّم الباء فسسي الكسسثر فتجمسسع علسسى
بقع مثل غرفة و غرف و تفتح فتجمع على بقاع بالكسر مثل كلبة و كلب .
ععععععع
سسسلم فالمسسسلمقوله و الفرائض الفرائض بالنصب على الغراء ،و الفاء في قوله عليه ال ّ
ن الّنسساس تعليسسل و كسسذا
صة أحدكم عطف على أمر و الفاء في قوله فا ّفصيحة ،و قوله خا ّ
في قوله فانكم مسؤلون .
عععععع
ن هذه الخطبة الشريفة كما قاله السّيد » ره « و غيره خطب بها فسسي أّول خلفتسسه ، اعلم أ ّ
ل سبحانه أنسسزل ( علسسى نسسبّيه
نا ّو صّدر كلمه بالتنبيه على فضل الكتاب المجيد فقال ) إ ّ
ق اليقين ،كما قالأشرف المرسلين ) كتابا هاديا ( إلى نهج الح ّ
] [ 92
ى للمّتقين « ) بّين فيه الخير ( المق سّرب إلسسى رضسسوانه ) و
عّز من قائل » ل ريب فيه هد ً
الشّر ( المبّعد عن جنانه ) فخذوا نهج الخير ( ل ) تهتدوا ( إلى الصراط المستقيم المؤّدى
إلى نضرة النعيم ) و اصدفوا عن سمت الشّر ( أى أعرضوا عسسن طريقسسه ل ) تقصسسدوا (
أى تطلبوا السداد ،و تسلكوا سبيل الّرشاد .
ث على مواظبة الفرائض و الواجبات و المراقبة عليها في جميع الحالت فقال عليسسه ثّم ح ّ
لس تسؤّدكم إلسى الجّنسة ( أى أوصسلوها إليسه سلم ) :و الفسرائض الفسرائض أّدوهسا إلسى ا ّ ال ّ
لسس التق سّرب
سبحانه لتوصلكم إلى الجّنة ،و هو من باب المشاكلة إذ المراد بايصالها إلى ا ّ
بها إليه و طلب الّزلفى بها لديه ،و نسبة التأدية إلى الجّنة إليها من باب المجاز العقلسسي و
ل س عليسسه و آلسسه ) حرامسسا ل حّرم ( في كتابه و سّنة نسسبّيه ص سّلى ا ّنا ّالسناد إلى السبب ) إ ّ
ل حلل غيسسر ي فل عسسذر لمسسن جهلسسه ) و أحس ّ ي بل هو واضسسح جلس ّغير مجهول ( و ل خف ّ
ضل حرمة المسسسلم مدخول ( أى ليس فيه عيب و ل ريب ،فل بأس على من تناوله ) و ف ّ
ل عليسسه و آلسسه :حرمسسة المسسسلم على الحرم كّلها ( كما أفصح عنه لسان النبّوة قال صّلى ا ّ
ل حرمة دمه و ماله و عرضه ) و شّد بالخلص و التوحيد حقسسوق المسسسلمين فسسي فوق ك ّ
حسسدين المحافظسسة معاقدها ( أي ربطها بهما في مرابطهسسا ،فسسأوجب علسسى المخلصسسين المو ّ
لمسسةعلسسى حقسسوق المسسسلمين و مراعسسات مواضسسعها هكسسذا قسسال الشسسارح البحرانسسي و الع ّ
ق
المجلسي » ره « و هو ظاهر الشارح المعتزلي ،و يجوز أن يصوبه أنه سبحانه شّد ح ّ
ن إسسسلمه و ل سسسبحانه 1 .يعنسسي أ ّ المسلم في معقده بسبب اخلصه الوحدانّية و توحيده ّ
سسسلم فسسي روايسسة توحيده أوجسسب ترتيسسب أحكسسام السسسلم عليسسه كمسسا قسسال الصسسادق عليسسه ال ّ
ل بسسه
ضل المروّية في الكسسافي :السسسلم يحقسسن بسسه السّدم و تسسؤّدى بسسه المانسسة و تسسستح ّ المف ّ
الفروج .
-----------
لل ل
) ( 1لل لل :ل للل لل لل ل ل ل لل لل للللل
للللللل ) لل ( ل لللللللل ل لل ل ل ل لللل لل
لل للل لل ل ل ل للل ) ل ( ل للللللل ل لل لل ل
لل ل للل ل
للل للللل ل للل لل لللل لل لل للل
للللللل ل للللللل للل للل لل لللللل ل لل
لللللللل ل لل ل ل ل لل للل ل لل لللل للللل
للل لللللل للللل لللل ) للل ( .
] [ 93
ل عليه و آله و سّلم به حقنت الدماء و عليه جرت المناكح ل صّلى ا ّ و التصديق برسول ا ّ
و المسسواريث هسسذا و لكسسن الظهسسر مسسا ذكسسروه بقرينسسة التفريسسع بقسسوله ) فالمسسسلم مسسن سسسلم
ق ( و إن كان يمكن توجيهه على ما ذكرناه أيضا بنوع ل بالح ّ
المسلمون من لسانه و يده إ ّ
تكّلف فافهم هذا .
ق عسسدمه وف اليد و الّلسان عن المسلم إذا استح ّ ق تنبيه على أّنه ل يجب ك ّ
ل بالح ّ
و قوله إ ّ
قد ورد نظير هذا الستثناء في الكتاب العزيز قال تعالى :و ل تقتلوا النفس التى حّرم ا ّ
ل
سرون أى بإحدى ثلث إّما زنا بعد إحصان أو كفسسر بعسسد إيمسسان أو قتسسل ق قال المف ّ
ل بالح ّ
إّ
المؤمن عمدا ظلما .
ف عنسسه عنسسد
ل الكلم السسسابق علسسى جسسواز عسسدم الكس ّ
و يجوز أن يكون تأسيسسسا فسسانه لمسسا د ّ
ل بمسسا يجسسب مسسن
الستحقاق نّبه بهذا الكلم على أنه ل يجوز أذاه عند السسستحقاق أيضسسا إ ّ
صله التنبيه على جسسواز أذّيتسسه مسسن بسساب المسسر
الذى كما و كيفا فتكون ما موصولة و مح ّ
صة تسسستحّقها علسسى
بالمعروف و النهى عن المنكر بمقدار مخصوص يستحّقه أو كيفّية خا ّ
ما تقّرر في باب الحسبة هذا .
سسسلم وجسسوب مراعسسات حرمسسة المسسسلم و المحافظسسة علسسى و قد تلخص مما ذكسسره عليسسه ال ّ
سلم :
حقوقه و قد اشير إليها في أخبار أهل البيت عليهم ال ّ
ق المسسلم علسى
سلم قال :قلت لسه :مسا حس ّ
ل عليه ال ّ
و عن معّلى بن خنيس عن أبي عبد ا ّ
ل و هو عليه واجب ،إن قإ ّ
نح ّالمسلم ؟ قال :له سبع حقوق واجبات ما منه ّ
] [ 94
ق
ب لنفسسسك ،و تكسسره لسسه مسسا تكسسره لنفسسسك و الحس ّ
ب له ما تحس ّ
ق منها أن تح ّ
قال :أيسر ح ّ
الثاني أن تجتنب سخطه و تّتبع مرضاته و تطيع أمره .
ق الخامس أن ل تشبع و يجوع ،و ل تروى و يظماء ،و ل تلبس و يعرى .
و الح ّ
سسسل
سادس أن يكون لك خادم و ليس لخيك خادم فسسوجب أن تبعسسث خادمسسك فيغ ّ ق ال ّ
و الح ّ
ثيابه ،و يصنع طعامه ،و يمّهد فراشه .
ق السابع أن تبّر قسمه ،و تجيب دعوته ،و تعود مريضسسه ،و تشسسهد جنسسازته و إذا و الح ّ
ن له حاجة تبادره إلى قضائها و ل تلجئه إلسسى أن يسسسئلكها و لكسسن تبسسادره مبسسادرة
علمت أ ّ
فاذا فعلت ذلك وصلت وليتك بوليته و وليته بوليتك .
ي الكراجكى في كنز الفوائد عسسن الحسسسين بسسن محمّسسد ابسسن و في الوسائل عن محّمد بن عل ّ
ي الجعابي عن القاسم بسسن محّمسسد بسسن جعفسسر العلسسوي عسسن صيرفي عن محّمد بن عل ّ ي ال ّ
عل ّ
لس عليسسه و آلسسه و سسّلم
لس صسّلى ا ّ
سلم قال :قسسال رسسسول ا ّي عليه ال ّ
أبيه عن آبائه عن عل ّ
ل بالداء أو العفو :
للمسلم على أخيه ثلثون حّقا ل براءة له منها إ ّ
يغفر زّلته ،و يرحم عبرته ،و يستر عورته ،و يقيل عثرته ،و يقبل معذرته ،
و يرّد غيبته ،و يديم نصسسيحته ،و يحفسسظ خّلتسسه ،و يرعسسى ذّمتسسه ،و يعسسود مرضسسته ،و
يشهد ميتته ،و يجيب دعوته ،و يقبل هديته ،و يكافي صلته ،و يشكر نعمته ،و يحسن
نصرته و يحفظ حليلته ،و يقضى حاجته ،و يشفع مسئلته ،و يسّمت عطسته ،و يرشسسد
ضالته و يرّد سلمه ،و يطيب كلمه ،و يبّر إنعامه ،و يصّدق أقسامه ،و يوالي ولّيه ،
و يعادى عدّوه و ينصره ظالما و مظلوما فأّمسسا نصسسرته ظالمسسا فيسسرّده عسسن ظلمسسه ،و أّمسسا
نصرته
] [ 95
سلم بالمبادرة إلى الموت مؤّيدا به البدار إلى تهّية أسبابه فقال :
ثّم أمر عليه ال ّ
صسسة أحسسدكم
شارح المعتزلي سّماه المواقعة العاّمة لّنه يعّم الحيوان كّله ثّم س سّماه خا ّ قال ال ّ
ل انسسسان بعينسسه خصوصسّية زايسسدة علسسى ذلسسك العمسسوم ن له مع كس ّ
لأّ لّنه و إن كان عاّما إ ّ
ن الباس أمامكم بالباء ن الناس أمامكم ( أى سبقوكم إلى الموت ،و في بعض النسخ فا ّ ) فا ّ
ن الساعة تحدوكم ( أى يسوقكم من خلفكم ) تخّففوا ( بالقناعة مسسن حدة أى الفتنة ) و إ ّالمو ّ
ن المسسسافر الخفيسف الّدنيا باليسير و ترك الحرص عليهسا و ارتكساب المسآثم ) تلحقسوا ( فسا ّ
أحرى بلحوق أصحابه و بالنجاة ) فاّنما ينتظر بأّولكم آخركم ( أى للبعث و النشور .
و قد مضى هذا الكلم بعينه في الخطبة الحاديسة و العشسرين و تقسّدم شسرحه هنساك بمسا ل
مزيد عليه .
ل فسسي عبسساده ( و رعايسسة مسسا يجسسبثّم أمرهم بالتقوى لّنه الّزاد إلى المعاد فقال ) :اّتقوا ا ّ
ل تعالى تلك الّدار الخرة مراعاته من حقوقهم ) و بلده ( بترك العلّو و الفساد فيها قال ا ّ
لرض و ل فسادًا و العاقبة للمّتقين ) فسساّنكم مسسسؤلون ( نجعلها لّلذين ل يريدون علّوا في ا َ
ن عما كنتم تعملون و قوله :و قفوهم إّنهسسم مسسسؤلون ) حّتسسى عسسن البقسساع ( لقوله :و لتسئل ّ
فيقال لم استوطنتم هذه و تركتم هذه .
و قد ورد الّنهى عن إقامة بلد الشرك مع إمكان الخروج منها و اذا لسسم يتمّكسن مسن القيسام
بوظائف السلم و كذا عن مجالسة أهل البدع و المعاصي كما مّر في
] [ 96
شرح الخطبة الخامسة و الثمانين ) و البهائم ( فيقال :لم ضربتم هذه و أوجعتم هسسذه فسساّنه
تعالى قد جعل للبهائم حّقا على صاحبها .
لس
صدوق عن حفص بن البختري عن أبسسي عبسسد ا ّ روى في الوسائل من عقاب العمال لل ّ
ن امرأة عذبت في هّرة ربطتها حّتى ماتت عطشا .
سلم قال :إ ّ
عليه ال ّ
صسسادق
و من مكارم الخلق للحسن بن الفضل الطبرسي نقل من كتاب المجسسالس عسسن ال ّ
سلم قال أقذر الّذنوب قتل البهيمة ،و حبس مهر المرأة ،و منع الجير أجره .
عليه ال ّ
ل س عليسسه و آلسسه
ي صّلى ا ّ
ن النب ّ
و في الوسائل عن الصدوق باسناده عن السكوني باسناده أ ّ
ل عليه و آله و س سّلم :أيسسن صسساحبها مسسروه أبصر ناقة معقولة عليها جهازها فقال صّلى ا ّ
فليستعّد غدا للخصومة .
صدوق باسناده عن اسماعيل بن أبي زياد باسناده عسسن جعفسسر بسسن محّمسسد عسسنو فيه عن ال ّ
ل عليه و آله للداّبة على صسساحبها خصسسال ل صّلى ا ّ
سلم قال :قال رسول ا ّ
آبائه عليهم ال ّ
يبدء بعلفها اذا نزل ،و يعرض عليها الماء اذا مّر به ،و ل يضرب وجههسسا فاّنهسسا تس سّبح
بحمد رّبها ،
ل س عليسسه
ل صّلى ا ّ
سلم قال :قال رسول ا ّ
ل عليه ال ّ
صدوق مرسل عن أبي عبد ا ّ و عن ال ّ
ب و ل تّتخذوا ظهورها مجالس . و آله :ل تتوّركوا على الدوا ّ
لس و ل
ثّم أمرهم بالطاعة و نهاهم عن المعصية على سبيل الجمسسال فقسسال ) :أطيعسسوا ا ّ
تعصوه و إذا رأيتم الخير فخذوا به ( لّنه ينفعكم في العاجل و الجل
] [ 97
) و إذا رأيتم الشّر فأعرضوا عنه ( لنه يسوقكم الى الجحيم و يؤّدى إلى العذاب الليم .
ععععع
روى في مجّلد الفتن من البحار من كامل ابن الثير هذه الخطبة باختلف يسير قال :قال
جة من سنة خمس و ثلثين مسسن سلم يوم الجمعة لخمس بقين من ذى الح ّ :و بويع عليه ال ّ
ل و أثنى عليه ثّم قسسال عليسسه
سلم حين استخلف حمد ا ّالهجرة و أّول خطبة خطبها عليه ال ّ
سلم .ال ّ
ل أنزل كتابا هاديا بّيسن فيسه الخيسر و الشسّر فخسذوا الخيسر ،و دعسوا الشسّر الفسرائض
نا ّإّ
ل حّرم حرمات غير مجهولة ، نا ّ
ل تؤّدكم إلى الجّنة إ ّأّدوها إلى ا ّ
ضل حرمة المسلم على الحرم كّلهسسا ،و ش سّد بسسالخلص و التوحيسسد حقسسوق المسسسلمين
وف ّ
ل بما يجب ل دم امرء مسلم إ ّق و ل يح ّ
ل بالح ّ
فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده إ ّ
.
سسساعة
ن الّنسساس أمسسامكم و إّنمسسا خلفكسسم ال ّ
صسسة أحسسدكم المسسوت ،فسسا ّ
بادروا أمر العاّمسسة و خا ّ
تحدوكم ،تخّففوا تلحقوا فانما ينتظر الناس بآخركم .
ععععععع
بدرستى كه خداى عّز و عل نازل فرموده كتابى كه هدايت كننده است بيسسان فرمسسوده در
آن نيك و بد را ،پس أخذ نمائيد راه خير را تا هدايت يابيد ،
و اعراض كنيد از راه شر تا ميانهرو باشسسيد مسسواظبت نمائيسسد بفسسرائض مسسواظبت نمائيسسد
بفرائض برسانيد آنها را بسوى پروردگار تا اينكه برساند آنها شما را بسوى
] [ 98
بدرستى كه خداوند تبارك و تعالى حرام فرموده حراميكه مجهول نيسسست و حلل كسسرده
حلليرا كه بىعيب است ، .و تفضيل داده احترام مسلمان را بر جميع حرمتهسسا و بسسسته
باخلص و توحيد حقهاى مسلمانان را در مواضع بستن آنها ،پس مرد مسسسلمان آنكسسسى
اسسست كسسه سسسلمت باشسسند مسسسلمانان از زبسسان آن و از دسسست آن مگسسر بسسوجه حقسسانيت و
حلل ،نيست اذيت و آزار مسلمان مگر بآنچه كه واجب باشد .
مبادرت نمائيد بر كاريكه عام است و شامل بهمه عالميان ،و بر آنچه كه مختص اسسست
بهر يكى از شما و آن مرگست پس بدرستيكه مردم در پيش شمايند و بدرسسستيكه سسساعت
ميراند شسسما را از پسسس شسسما بسسآخرت ،سسسبكبار بشسسويد تسسا لحسسق باشسسيد بگذشسستگان پسسس
بدرستى كه انتظار مىكشد بسبب اّول شما آخر شما .
بپرهيزيد و بترسيد از خدا در خصوص بنسسدهاى او ،و شسسهرهاى او ،پسسس بتحقيسسق كسسه
شما مسؤل خواهيد شد از هر خوب و بد حّتى از بقعهاى زمين و از چهار پايان .
اطاعت كنيد خدا را و معصيت ننمائيد و زمانى كه به بينيد خير و خوبي را پس بگيريد
آن را و أخذ نمائيد و چون مشاهده كنيد بد را پس اعراض كنيد از آن و اجتناب نمائيد .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
و هو المأة و السابع و الستون من المختار في باب الخطب بعد ما بويع بالخلفة و قد قال
سلم :
صحابة لو عاقبت قوما مّمن أجلب على عثمان فقال عليه ال ّ
له قوم من ال ّ
يا إخوتاه إّني لست أجهل ما تعلمون و لكسسن كيسسف لسسي بقسّوة و القسسوم المجلبسسون علسسى حسّد
شوكتهم يملكوننا و ل نملكهم و ها هم
] [ 99
هؤلء قد ثارت معهم عبدانكم و التّفت إليهم أعرابكم و هم خللكم يسسسومونكم مسسا شسساؤا و
ن لهسسؤلءن هسسذا المسسر أمسسر جاهلّيسسة و إ ّ
هل ترون موضعا لقدرة على شيء تريسسدونه و إ ّ
ن الّناس من هذا المر إذا حّرك على أمور :فرقسسة تسسرى مسسا تسسرون ،و فرقسسة القوم ماّدة إ ّ
ترى ما ل ترون ،
و فرقة ل ترى هذا ،و ل هذا ،فاصبروا حّتسى يهسدء الّنساس ،و تقسع القلسوب مواقعهسا و
تؤخذ الحقوق مسمحة فاهّدؤا عّني و انظسسروا مسسا ذا يسسأتيكم بسسه أمسسري ،و ل تفعلسسوا فعلسسة
تضعضع قّوة و تسقط مّنة و تورث وهنا و ذّلة ،و سامسك المر ما استمسك و إذ لم أجد
ي.بّدا فآخر الّدواء الك ّ
ععععع
ل شيء حّدته ،و ) أجلبوا ( عليه أى تأّلبوا و اجتمعوا ) و الحّد ( منتهى الشيء ،و من ك ّ
في بعض النسخ ) على جّد ( بالجيم المكسورة اسم من جّد في المسسر مسسن بسساب ضسسرب و
قتل اذا اجتهد و سعى فيه ،و منه يقال فلن محسن جّدا أى نهايسسة و مبالغسسة ) و عبسسدان (
بالكسر جمع عبد مثل جحش و جحشان و الضّم أيضا مثسسل تمسر و تمسران و الشسسهر فسي
جمعه أعبد و عبيد و عبساد و ) سسام ( فلنسا المسسر إذا كّلفسه إّيسساه ،أكسسثر مسا يسسستعمل فسسي
العذاب و الشّر قال سبحانه يسومونكم سوء العذاب يذّبحون أبنائكم و يستحيون نسسساءكم و
) هدأ ( القوم و الصوت يهدء من بسساب منسسع سسسكن و ) سسسمح ( سسسماحة جسساد و أعطسسى أو
وافق ما اريد منه و أسمح باللف لغة و قال الصمعي سمح ثلثيا بماله و أسمح بقيسساده و
) المّنة ( بالضّم كالقّوة لفظا و معنى .
] [ 100
ععععععع
سسسكت ، جواب لو في قوله لو عاقبت محذوف ،بقرينة المقام و الهاء في قوله يا إخوتاه لل ّ
سكت فهى هاء تزاد في آخر الكلمة الموقسسوف عليهسسا إذا قال نجم الئمة الّرضي أّما هآء ال ّ
كان آخرها ألفا و الكلمة حرف أو اسسسم عريسسق فسسي البنسساء نحسسو ل و ذا و هنسسا و ذلسسك ل ّ
ن
اللف حرف خفّية فاريد بيانها فاذا جئت بعدها بهاء ساكنة فل بّد من م سّد اللسسف إذا جئت
بعدها و ذلك في الوصل بحرف آخر تبّين النطق بها و إذا لم تأت بعدها بشيء و ذلك في
ن أن آخر الكلمة مفتوحة فلذا وصلت ليبّين جوهرها . الوقف خفيت حّتى ظ ّ
و اختاروا أن يكون ذلك الحرف هآء لمناسبتها بالخفاء لحرف الّلين فاذا جائت ساكنة بعد
اللف فل بّد من تمكين مّد اللف ليقسوم ذلسك مقسسام الحركسة فيمكسن الجمسسع بيسسن سساكنين ،
فيبقين اللف بذلك التمكين و المّد .
و قال في باب المنادى المندوب و إذا ندبت يا غلمي بسكون الياء فكذا تقول عند سيبويه
ن أصلها الفتح عنده و أجاز المبّرد يا غلماه بحذف الياء للسسساكنين قسسال ابسسن
يا غلمياه ل ّ
الحاجب و الحذف ليس بوجه و قال نحو وا غلميه أوجه .
سكت بعد زيادة الندبة 1واوا كانت أو ياء أو ألفسسا جسسايز فسسي قال نجم الئمة إلحاق هاء ال ّ
ل يلتبس المندوب بالمضاف إلى ياء المتكّلم المقلوبة الوقف ل واجب و بعضهم يوجبها لئ ّ
ألفا نحو يا غلما ،و ينبغي أن ل يجب عند هذا القائل مع واو لنها يكفى في الفسسرق بيسسن
ن اللف المنقلبة عن ياء المتكّلم قد يلحقها الهآء فسسيالندبة و الندا ،و ليس ما قال بوجه ل ّ
الوقف كما مّر فاللبس إذا حاصل مع الهاء أيضا و الفارق هو القرينة .
-----------
) ( 1لل للللللل لل لل ل ل لللل للل لللل للل
لل للللل لل للللل لل للللل .
] [ 101
سلم على حّد شوكتهم ظرف مستقّر حال مسسن ضسسمير المجلبسسون و إضسسافة و قوله عليه ال ّ
حّد إلى شوكتهم لمّية على رواية حّد بالحاء و بمعنى في على روايته بالجيم كما هو غير
ي.خف ّ
سلم و ها هم هؤلء للّتنبيه و هى تدخل الجمل و تدخل في جميسسع و الهاء في قوله عليه ال ّ
المفردات أسماء الشارة نحو هذا و هاتسا و هسسؤلء و كسسثيرا مسسا يفصسل بينهسا و بيسسن اسسسم
ل ذا و بالضمير المرفوع المنفصل نحو ها أنتم اولء و بغيرهمسسا الشارة بالقسم نحو ها ا ّ
قليل نحو قولهم هذا لها ها و ذا ليا أى و هذا ليا .
ي دخولها علسسى ذاو جّوز بعضهم أن يكون هاء المقّدمة في نحو ها أنت ذا تفعل غير منو ّ
استدلل بقوله تعالى ها أنتم هؤلء و لو كانت هي اّلتي كانت مع اسم الشارة لم تعد بعسسد
أنتم .
ن تلك العادة للبعد بينهما كما اعيسسد فسسي » فلقال نجم الئمة و يجوز أن يعتذر للخليل بأ ّ
ن اّلذين يبخلون « و أيضا قوله » ثّم أنتسسم هسسؤلء تقتلسسون
تحسبّنهم « بعد قوله » فل تحسب ّ
ن المقّدم » في ها أنتم اولء « هو اّلذي كان مع اسم الشارة ، « دليل على أ ّ
و لو كان في صدر الجملة من الصل لجاز من غير اسم اشارة ها أنت زيد .
و ما حكى الزمخشري من قولهم ها أن زيدا منطلق ،و ها أنا أفعل كذا ممسسا لسسم أعسسثر لسسه
ص باسم الشارة ،و قد يفصل منه كمسسا م سّر و على شاهد فالولى أن نقول ها التنبيه مخت ّ
لم يثبت دخوله في غيره .
و قسال نجسم الئمسة أيضسا و اعلسم اّنسه ليسس المسراد مسن قولسك هسا أنسا ذا أفعسل أن تعسّرف
ن هذا محال بل المعنى فيه و في هسسا أنسستالمخاطب نفسك و أن تعلمه أنت لست غيرك ل ّ
ذا تقول و ها هو ذا يفعل استغراب وقوع مضمون ذلك الفعل المذكور بعد اسم الشارة
] [ 102
ن معنى ها أنت ذا تقول أو يضربك زيد ،أنسست هسسذا من المتكّلم أو المخاطب أو الغائب كأ ّ
الذي أرى من كّنا نتوّقع منه أن ل يقع منه أو عليه مثل هذا الغريب ثّم بّينت بقولسسك تقسسول
و قولك يضربك زيد اّلذي استغربته و لم تتوّقعه .
قال تعالى ها أنتم ُاولء تحّبونهم فالجملة بعد اسم الشارة لزمة لبيان الحال المستغربة و
ل لها إذ هي مستأنفة .ل مح ّ
ل الّنصسسب علسسى
و قوله :و هم خللكم يسومونكم جملة هم يسومون مبتدء و خبر في محس ّ
سع .
الحال و خللكم ظرف مستقّر حال من مفعول يسومون قّدمت على ذيها للتو ّ
عععععع
و انضّم إليسه أعسراب الباديسة و عبيسد المدينسة ،و ثساروا ثسورة واحسدة فكسانوا علسسى غايسسة
سلم بعدم التمّكن و القّوة .
الشوكة و لذلك اعتذر عليه ال ّ
سلم جمسسع الّنساس و وعظهسم ثسّم قسال لتقسم قتلسسة عثمسسان فقسام الّنسساس
و قد روى أّنه عليه ال ّ
ل القليل و كان ذلك الفعل استشهادا منه على صدق قوله ،و نّبه أيضا على بأسرهم إ ّ
] [ 103
سلم باحالة المشسسيرين عليسسه إحالسسة معاينسسة و باشسسارة حضسسورّية إلسسى كسسثرة صدقه عليه ال ّ
سسسلم ) :و هسسا هسسم هسسؤلء قسسد ثسسارت ( و هسساجت ) معهسسم المجلبين و شّدتهم فقال عليسسه ال ّ
عبدانكم و التّفت ( و انضّمت ) إليهم أعرابكسسم و هسسم خللكسسم ( أى بينكسسم غيسسر متباعسسدين
عنكم ) يسومونكم ما شاؤا ( كيف شاؤا ليس لهم رادع و ل دافع ) و هل ترون ( و الحال
هذه ) موضعا لقدرة على شيء تريدونه ( .
و لما بّين اختلف الراء و تشّتت الهواء في التخطئة و التصويب و كان القتصسساص و
النتقام مسع وجسود هسذا الختلف مظّنسة فتنسة اخسرى كسالولى بسل و أعظسم منهسا و كسان
الصوب في التدبير و اّلذي يسسوجبه العقسسل و الشسسرع الصسسبر و إمسسساك النكيسسر إلسسى حيسسن
صبر فقال : سكون الفتنة ،و تفّرق تلك الشعوب من المدينة ،ل جرم أمرهم بال ّ
) فاصبروا حّتى يهدء الناس ( و يسكنوا ) و تقع القلسوب مواقعهسسا ( و تسسؤوب إلسسى النسساس
أحلمهم ) و تؤخذ الحقوق مسمحة ( منقادة بسهولة ) فاهدؤا ( متفّرقين ) عّنى و انظسسروا
ماذا يأتيكم به أمسسرى ( و ل تسسستعجلوه و ل تسسسرعوا ) و ل تفعلسسوا فعلسسة ( أى نسسوع فعسسل
ن المسور مرهونسة ) تضعضع ( و تهسسدم ) قسّوة و تسسسقط مّنسة و تسورث وهنسا و ذّلسسة ( فسا ّ
بأوقاتها و مجتنى
] [ 104
سلم يؤّمل أن يطيعسسه معاويسسة و غيسسره و أن يحضسسر قال الشارح المعتزلي و كان عليه ال ّ
بنو عثمان عنسسده يطسسالبون بسسدم أبيهسم و يعّينسسون قومسسا بأعيسسانهم بعضسسهم للقتسسل و بعضسهم
للتسّور كما جرت عادة المتظّلمين إلى المام و القاضي فحينئذ يتمّكن من العمل بحكم ا ّ
ل
شسسام و التجسسأ ورثسسة عثمسسان إليسسه و
فلم يقع المر بموجب ذلك و عصسسى معاويسسة و أهسسل ال ّ
سلم و لم يطالبوا القصاص طلبا شرعّيا و إّنما طلبوه فارقوا حوزة أمير المؤمنين عليه ال ّ
مغالبة و جعلها معاوية عصبّية الجاهلية و لم يأت أحد منهم المر من بابه .
و قبل ذلك ما كان من أمر طلحة و الّزبيسسر و نقضسسهما البيعسسة و نهبهمسسا أمسسوال المسسسلمين
صسسالحين مسسن أهلهسسا و جسسرت امسسور كّلهسسا يمنسسع المسسام عسسن التصسّدي
بالبصرة و قتلهما ال ّ
للقصاص و اعتماد مسسا يجسسب اعتمسساده لسسو كسسان المسسر وقسسع علسسى القاعسسدة الصسسحيحة مسسن
المتطالبة بذلك على وجه السكوت و الحكومة .
سلم لمعاوية و أما طلبك قتلة عثمان فادخل في الطاعة و حاكم القوم و قد قال هو عليه ال ّ
ل عليه و آله هذا .
ل و سّنة رسوله صّلى ا ّ
إلىّ أحملك و إّياهم على كتاب ا ّ
ى(
سلم ) و سأمسك المر ما استمسك و إذا لم أجد بّدا فآخر الّدواء الك ّ و أّما قوله عليه ال ّ
هكذا في نسخة الشارحين البحراني و المعتزلي ،قال ثانيهما و هو مثسسل مشسسهور و يقسسال
ي ليس من الّداء ليكون آخره . ب و يغلط فيه العاّمة فيقول :آخر الّداء ،و الك ّآخر الط ّ
ثّم قال الشارح المعتزلي و ليس معناه و سأصبر عن معاقبة هؤلء ما أمكسسن الصسسبر فسساذا
لم أجد بّدا عاقبتهم و لكّنه كلم قساله أّول مسسير طلحسسة و الّزبيسسر إلسسى البصسسرة فساّنه حينئذ
أشار عليه قوم بمعاقبة المجلبين فاعتذر بما قد ذكر .
] [ 105
الّناكثين للبيعة ما أمكن و أدفع الّيام بمراسلتهم و تخويفهم و إنذارهم و أجتهسد فسسي رّدهسم
ي أيالى الطاعة بالترغيب و الترهيب ،فاذا لسسم أجسسد بسّدا مسسن الحسسرب فسسآخر السسدواء الكس ّ
الحرب لّنها الغاية التي ينتهى أمر العصاة إليها .
ي » ره « بعد حكاية ما حكيناه عن الشارح أقول :و يحتمل أن يكون لمة المجلس ّقال الع ّ
سلم ليفهم بعض المخاطبين المعنى الّول و مراده المعنى الثاني .
ذلك تورية منه عليه ال ّ
پس فرمود آن حضرت در جواب ايشان :اى برادران من بدرستيكه من نيستم كسسه نسسدانم
چيزيرا كه شما ميدانيد و ليكن چگونه مرا قّوت باشسسد در انتقسسام و حسسال آنكسسه قسسومى كسسه
جمعيت كردند بر غايت شوكت ايشان مسّلط و مالك هستند و ما بر ايشان تسّلط نداريم ،
و بدانيد كه ايشان اين جماعتاند كه هيجسسان آمدهانسسد بسسا ايشسسان بنسسدگان شسسما و پيوسسستهاند
بايشان أعراب باديهنشينان شما و حال آنكه ايشسسان در ميسسان شسسما تكليسسف مىكننسسد بشسسما
آنچه دلشان بخواهد ،و آيا مىبينيد با وجود اين حالت محلى از براى قدرت بر چيزيكه
مىخواهيد ؟ بدرستى كه اين كار كار جاهليت است و بدرستى كه از براى آن قوم است
ماده بسيار از أعوان و أنصار .
بدرستي كه مردمان در اين كار هر گاه حركسست داده شسسود بسر چنسسد أمسر ميباشسند طسسايفه
رأى ايشان مطابق رأى شما خواهد شد و طايفه ديگر ايشان مخالف رأى شما
] [ 106
ميباشد و طايفه سّوم رأيشان نه اينست و نه آن ،پس صبر و تحّمل نمائيد تا آرام گيرنسسد
مردمان و واقع شود قلبها در مواضع وقوع خود و گرفته شود حّقها بسهولت و آساني ،
پس آرام گيريد و كنار شويد از من و نظر كنيد بآنچيزى كه بيايد بشما فرمان من بسسآن و
نكنيد كارى را كه ويران كند قّوت و قدرت را ،و بيندازد طاقت و توانسسائى را و بسساعث
بشود بسستي و ذّلت و البته نگاهدارى ميكنم ايسسن امسسر را مسساداميكه نگسساه داشسسته شسسود و
چون چاره نيابم پس آخر دوا داغ است يعنسي غيسر از محساربه علجسى نيسابم ل بسّد بايسد
محاربه كنم .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
و هى المأة و الثامنة و الستون من المختار في باب الخطب عنسسد مسسسير أصسسحاب الجمسسل
إلى البصرة :
ن المبتدعاتل هالك و إ ّ
ل بعث رسول هاديا بكتاب ناطق و أمر قائم ،ل يهلك عنه إ ّ نا ّإّ
ل عصمة لمركم فسسأعطوه ن في سلطان ا ّ ل منها و إ ّل ما حفظ ا ّ
ن المهلكات إ ّ
المشّبهات ه ّ
ل عنكم سلطان السلم ث سّم نا ّن أو لينقل ّ
ل لتفعل ّ
طاعتكم غير ملومة ،و ل مستكره بها و ا ّ
ن هؤلء قد تمالؤا على سسسخطة إمسسارتي و ل ينقله إليكم أبدا حّتى يأرز المر إلى غيركم إ ّ
سأصبر ما لم أخف علسى جمساعتكم فسإّنهم إن تّممسوا علسى فيالسة هسذا السّرأي انقطسع نظسام
المسلمين و إّنما طلبوا هذه الّدنيا حسدا
] [ 107
ل س و س سّنة
ل عليه فأرادوا رّد المور على أدبارها و لكم علينا العمل بكتسساب ا ّ لمن أفائها ا ّ
ل عليه و آله و سّلم و القيام بحّقه و الّنعش لسّنته .
رسوله صّلى ا ّ
ععععع
و ) غيسسر ملومسسة ( فسسي بعسسض النسسسخ بسسالتخفيف مسسن لم يلسسوم و فسسي بعضسسها بالّتضسسعيف
للمبالغة ،و في بعضها ) ملوّية ( بسسدلها أى غيسسر معّوجسسة مسسن لسّويت العسسود إذا عطفتسسه و
) أرز ( يسسأرز مسسن بسساب ضسسرب انقبسسض و اجتمسسع و أرزت الحّيسسة أي لذت بجحرهسسا و
ن السلم ليأرز إلسسى المدينسسة كمسسا يسسأرزل عليه و آله إ ّ
ل صّلى ا ّ رجعت إليه قال رسول ا ّ
الحّية على جحرها و ) و تمالؤا ( على المر تعاونوا .
و قال ابن السكيت اجتمعوا و ) فال ( رأيه يفيسسل فيلولسسة و فيلسسة أخطسسأ و ضسسعف كتفّيسسل و
رجل فيل الّرأى بالكسر و الفتح ككيس و فاله وفاء لسسه و فسساءل مسسن غيسسر اضسسافة ضسسعيفة
جمعه أفيال و في رواية بدل فيالة ) فيولة ( .
ععععععع
الباء في قوله بكتاب للمصاحبة كما في دخلت عليه بثياب السفر ،و غير ملومة بالنصسسب
حال من الطاعة و السين في قوله و سأصبر ليست لتخليص المضارع للستقبال كما هسسو
غالب موارد استعمالها و انما هي لتأكيد وقوع الصبر كما نّبه به الّزمخشسسري حيسسث قسسال
انها إذا دخلت على فعل محبوب أو مكروه أفادت أنه واقع ل محالة .
] [ 108
ن ذلك كاين ل محالة و إن تأخر ل « معنى السين أ ّو قال في تفسير قوله » :فسيكفيكهم ا ّ
ل « السين مفيدة وجسسود الرحمسسة ل محالسسة و
إلى حين ،و في تفسير » ُاولئك سيرحمهم ا ّ
هي تؤّكد الوعد كما تؤّكد الوعيد إذا قلت سأنتقم منك ،و حسسسدا منصسسوب علسسى المفعسسول
لجله .
عععععع
ي خطبها عند مسير أصحاب الجمل إلى البصسسرة ن هذه الخطبة حسبما ذكره الرض ّ اعلم أ ّ
و الغرض منها التنبيه على ضلل الناكثين و الكشف عن فساد نّيتهسسم و سسسوء عقيسسدتهم و
سلم هو الّدنيا ل الّدين و ص سّدرها بسسامور
ن مقصودهم في الخروج و البغي عليه عليه ال ّ أّ
ضللة و ايقاظا من رقدة الجهالة .نفعها عاّم تذكيرا للمخاطبين و انقاذا لهم من ال ّ
ل بعث رسول هاديا ( إلى شرايع الّدين و معالم الشرع المبين ) نا ّ
سلم ) :إ ّفقال عليه ال ّ
صدق ) و أمر قائم ( مستقيم ليس بسسذي عسسوج أو بسساق حكمسسه ق لهج بال ّ
بكتاب ناطق ( بالح ّ
ل هالك ( أى من بلغ الغاية بين الّمة مستمّرا إلى يوم القيامة ) ل يهلك ( معرضا ) عنه إ ّ
ل ظّنا « .
نإ ّفي الهلك فالتنكير لقصد النوع كما في قوله تعالى » :إن نظ ّ
ضعف فسسالمفعول ن مّما يقبل الشّدة و ال ّلمة التفتازاني أى ظّنا حقيرا ضعيفا اذ الظ ّ قال الع ّ
ح وقوعه بعد الستثناء مفّرغا مع امتناع المطلق هنا للنوعية ل للتأكيد و بهذا العتبار ص ّ
ل ضربا على أن يكون المصدر للتأكيسسد لنّ مصسسدر ضسسربته ل يحتمسسل غيسسر ما ضربته إ ّ
الضسسرب و المسسستثنى منسسه يجسسب أن يكسسون متعسسّددا يحتمسسل المسسستثنى و غيسسره ) و إ ّ
ن
ل س عليسسه
ل صّلى ا ّ
المبتدعات المشّبهات ( أى البدعات المحدثات في السلم بعد رسول ا ّ
سنن و ليس منها و الملّبسسسات المسسر علسسى النسساس أو الملتبسسسات و آله و سّلم المشّبهات بال ّ
ن المهلكسات ( فسي الخسرة لخروجهسا عليهم على اختلف روايات المتن حسبما تقسّدم ) هس ّ
ل س منهسسا ( اسسستثناء مسسن بعسسض متعّلقسسات
ل مسسا حفسسظ ا ّ
عسسن الكتسساب و الس سّنة و قسسوله ) :إ ّ
ل منها بالعصمة عسسن ارتكابهسسا ل حال حفظ ا ّ المهلكات أى إّنها مهلكة في جميع الحوال إ ّ
ل سبحانه ل من حفظه ا ّ ل أحد إ ّ
ن ما بمعنى من أى مهلكة لك ّ أو ا ّ
] [ 109
ل و هو سلطان السلم الذي سيص سّرح ل ( أى سلطان دين ا ّ ن في سلطان ا ّ ثّم قال ) :و إ ّ
لس فسسي عبسساده و بلده و ولس ّ
ي به أو أراد به السلطنة اللهّية اّلتي قوامها به لكسسونه خليفسسة ا ّ
أمره في أرضه فالضافة من باب التشريف و العتزاز ) عصمة لمركسسم ( و حفظسسا لسسه
عن التزلزل و الختلل ) فأعطوه طاعتكم غير ملومسسة ( صسساحبها ) و ل مسسستكره بهسسا (
أي أطيعوه طوعا و بالخلص عن صميم القلسسب ل كرهسسا و جسسبرا ينسسسب صسساحبها السسى
لس عنكسسمنا ّن ) أو لينقل س ّ
ن ( و لتطيع س ّ ل لتفعل س ّ
ق اللؤم و الملم ) و ا ّ
الّريآء و النفاق فيستح ّ
سلطان السلم ( أى الخلفة ) ثسّم ل ينقلسسه إليكسسم أبسسدا حّتسسى يسسأرز المسسر ( أى ينقبسسض و
يرجع ) إلى غيركم ( .
سلم ل ينقله إليكم أبدا و قد عساد إليهسم بالّدولسة العّباسسية قلنسا قسد
فان قيل كيف قال عليه ال ّ
أجيب عنه بوجوه :
ن أكسسثرهم أطسساعوه غيسسر ملومسسة و ل مسسستكره بهسسا و اذا لسسم يتحّقسسق الشسسرط لسسم يتحّقسسق
فسسا ّ
المشروط .
الثانى انه خاطب به الشيعة الطالبّية فقال إن لم تعطوني الطاعة المحضة نقل الخلفة عن
هذا البيت حّتى يأرز و ينضّم إلى بيت آخر و هكذا وقع فانها انضّمت إلى بيسست آخسسر مسسن
بني هاشم .
الثالث أنه أراد بقوله أبدا المبالغة كما تقول :احبس هذا الغريم أبدا و المراد بسالقوم اّلسسذين
لس الخلفسسة عنكسسم حّتسسى يجعلهسسا فسسي قسسوم
يأرز إليهم بنو امّية كأّنه قال إن لم تفعلسسوا نقسسل ا ّ
شام و بني امّية و ل يعيدها إليكم إلى م سّدة طويلسسة و هكسسذا آخرين و هم أعدائكم من أهل ال ّ
وقع .
الرابع انه قيد بالغاية فقال ل يصير اليهم حّتى يصير في قوم آخريسسن و ظسساهر أّنسسه كسسذلك
بانتقاله إلى بني امّية .
ن القوم اّلذين خاطبهم من أصحابه بهذا الخطساب لسم ترجسع الّدولسة اليهسم أبسدا و الخامس أ ّ
ن اولئك بعد انقضاء دولة بني امّية لم يبق منهم ثّم لم يرجع
فا ّ
] [ 110
ي علسسى الّناقسسد
أقول و أحسنها الوجه الثالث و الّرابع و أحسنهما ثانيهما كما هسسو غيسسر خفس ّ
ي.
الزك ّ
ن هؤلء القوم قد تمالؤا ثّم نبه على ضلل طلحة و الّزبير و عائشة و إّياهم أراد بقوله ) إ ّ
( أى تعاونوا و تساعدوا و اجتمعوا ) على سخطة إمسسارتي ( و كراهّيتهسسا سسسخيمة و مقتسسا
) و سأصبر ( على بغيهم و خروجهم ) ما لسم أخسف علسى ( حسوزة ) جمساعتكم ( و علسى
انفصام حبل السلم ) فانهم إن تّمموا ( ما أرادوه و بّلغوه أجله مستقّرين ) على فيالة هذا
الّرأى ( يعني أنهم إن أتّموا ما تصّدوه في مسسسيرهم و مخسسالفتهم و بقسسوا علسسى هسسذا السّرأى
الضعيف ) انقطع نظام المسلمين ( و انفصم حبل الّدين ،
و تضعضع سوارى المتقين .
قال الشارح المعتزلي بعد تفسير الفيء بمعنى الرجوع و هسسذا الكلم ل يشسسعر بسسأنه عليسسه
ن المر له و أنه غلب عليه ثّم رجع إليه و لكنه محمول على أنسسه مسسن سلم كان يقتصد أ ّال ّ
ل و أنهمسسا مسسن جسسوهر واحسسد
ل عليه و آله و سّلم بمنزلة الجزء من الكس ّل صّلى ا ّ
رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم ثّم تخلل بين وليتهما ول صّلى ا ّفلما كان الوالي قديما هو و رسول ا ّ
ل يات غريبة سّمى وليته فيئا و رجوعا لنها رجعت الى الّدوحة الهاشمّية انتهى .
سلم صريح فسسي مسسا ذكسسره الشسسارح أّول و انكسسار الشسسارح ن كلمه عليه ال ّ
و أنت خبير بأ ّ
سسسلم فسسي هسسذا الكتسساب مسسن
حله غريب ،و كم له عليه ال ّ
للشعار عجيب و الحمل الذي تم ّ
كلم صريح في اغتصاب الخلفة ،و انتهاب الوراثة ،و كفى بذلك شهيدا الخطبة الثالثة
،و الكلم السادس ،و الخطبة السادسة و العشرين ،فضل عن غيرها .
بل قد اّدعى الشارح نفسه في شسسرح الخطبسسة المسسأة و الحسسدى و السسسبعين تسسواتر الخبسسار
سلم في هذا المعنى و هو كذلك و سنحكى كلمه إذا بلغ الشرح الواردة عنه عليه ال ّ
] [ 111
شارح للجواب يوم الحساب ،مسسع علمسسه بالخبسسار المتسسواترةمحّله و ما أدرى ماذا أعّده ال ّ
حله من التكّلفات و التأويلت ،تقّية من ذوى الذنسساب ،وفي هذا الباب ،لو لم يكن ما يم ّ
ل عالم بالسرائر خبير بالضمائر هذا . ا ّ
و قوله ) فسسأرادوا رّد المسسور علسسى أدبارهسسا ( أى أرادوا انسستزاع أمسسر الخلفسسة منسسه عليسسه
سلم بعد إقباله إليه كما انتزعت أّول أسوة بما وقع من قبسسل ثسّم أخسسبر بمسسا لهسسم عليسسه إن ال ّ
لس
لس تعسالى و سسيرة رسسول ا ّ قاموا بوظايف الطاعة فقال ) و لكسم علينسا العمسل بكتساب ا ّ
ل عليه و آله الواجب ل عليه و آله و سّلم و القيام بحقه ( أى بحق الّرسول صّلى ا ّ صّلى ا ّ
لس وعلينسسا القيسسام بسسه ) و النعسسش لسسّنته ( أى الرفسسع لشسسريعته و العلء لكلمتسسه صسسلواة ا ّ
سلمه عليه و آله .
ععععععع
و بدرستيكه حجت خدا نگسسه داشسستن اسسست مسسر كسسار شسسما را ،پسسس ببخشسسيد بسسأو اطسساعت
خودتان را در حالتي كه ملمت كرده نشسسده اسسست و بكراهسست داشسسته نشسسده بسسآن و بخسسدا
ل هر آينه محققا نقسسل ميكنسسد خسسدايتعالى از شسسماسوگند البته بايد اطاعت آن را نمائيد و ا ّ
سلطنت اسلم را ،پس از آن نقل نميكند آن را بسوى شما هرگز تسسا اينكسسه پنسساه بسسبرد آن
أمر خلفت بسوى غير شما .
] [ 112
و بدرستيكه اين قوم جمل اجتماع كردهاند و معين همديگر شدهاند بر غضسسب و بغسسض
إمارت و خلفت من ،و البته صبر مىكنم بر ايسسن حركسست ايشسسان مسساداميكه نترسسسم بسسر
جماعت شما پس بدرستى كه ايشان اگر بأنجام برسسسانند مقصسسود خودشسسان را بسسالى آن
رأى ضعيف كه دارند ،بريده شود نظام مسلمانان و غير از اين نيست كه ايشسسان طلسسب
كردهاند اين دنيا را از روى حسد بردن بر كسى كه برگردانده حق تعالى آنرا بأو ،پس
اراده كردند باز گردانيدن كارها را بر پشتهاى آن ،و مر شما راست بسر ذمسه مسا عمسل
ق آن بزرگسسوار ،و نمودن بكتاب إلهي و طريقه حضرت رسالت پناهى و قائم شسسدن بح س ّ
بلند كردن سّنت آن برگزيده پروردگار .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
و هو المأة و التاسع و السّتون من المختار في باب الخطسسب كّلسسم بسسه بعسسض العسسرب و قسسد
سسسلم حقيقسسة حسساله مسسع أرسله قوم من أهل البصرة لّما قرب منهسسا ليعلسسم لهسسم منسسه عليسسه ال ّ
أصحاب الجمل لتزول الشبهة من نفوسهم ،فبين له من أمره معهم مسسا علسسم بسسه اّنسسه علسسى
سلم له :بايع فقال :إّني رسسسول قسسوم و ل احسسدث حسسدثا حّتسسى أرجسسع ق ثّم قال عليه ال ّ
الح ّ
إليهم فقال :
ن اّلذين وراءك بعثوك رائدا تبتغي لهم مساقط الغيث فرجعت إليهسسم فسسأخبرتهم
أرأيت لو أ ّ
عن الكلء و الماء فخالفوا إلى المعاطش و المجادب ما كنت صانعا ؟ فقال كنسست تسساركهم
و مخالفهم إلى الكلء و الماء ،
] [ 113
ععععع
) الرائد ( المرسل في طلب الكلء ) و الكلء ( بالهمز العشسب رطبسا كسان أو يابسسا نقلسسه
الفّيومى عن ابن فارس و غيره و الجمع أكلء مثل سبب و أسباب .
و قال الشارح المعتزلي الكلء النبت إذا طال و أمكن أن يرعسسى و أّول مسسا يظهسسر يسسّمى
الّرطب فاذا طال قليل فهو الخلء فاذا طال شيئا آخر فهو الكلء فاذا يبس فهسسو الحشسسيش
) و الجرمى ( منسوب إلى الجرم بالفتح و هو ابن زبان بطن في قضاعة .
شارح المعتزلي :منسسسوب إلسسى بنسسي جسرم بسسن زبسسان و هسو علف بسسن حلسوان ابسن
قال ال ّ
عمران ابن الحافى بن قضاعة من حمير .
ععععععع
ل النصسب صسفة لسرائدا جيئت بهسا الهمزة في قوله أرأيت للتقرير و جملة تبتغسى فسي محس ّ
لليضاح و جملة ما كنسست صسسانعا جسسواب لسسو ،و قسسوله فامسسدد إذا يسسدك قسسال ابسسن هشسسام و
ن نونها أى نون إذن تبدل عند الوقف عليها الفا و قيل يوقف عليها بالّنون لّنها صحيح أ ّ
ال ّ
سسسمتكنون ان و لن روى عن المازني و المبّرد ،و الجمهور يكتبونهسسا بسساللف و كسسذا ر ّ
في المصاحف و المازني و المبّرد .
عععععع
سلم به بعض العسسرب ( و هسسو الكليسسب ن هذا الكلم كما ذكره الّرضي ) كّلم عليه ال ّ اعلم أ ّ
الجرمي الذي صّرح الّرضي به آخرها ) و قد أرسله قوم من أهل البصرة ( إلى حضسسرة
سسسلم حقيقسة حساله مسسع سلم منها ليعلسم لهسم منسسه عليسسه ال ّ أمير المؤمنين ) لّما قرب عليه ال ّ
سسسلم (أصحاب الجمل لتزول الشبهة من نفوسهم ( أى نفوس أهل البصرة ) فبّين عليه ال ّ
للرجل المرسل ) من أمره معهم ( أي مع أهل الجمل ) ما ( أي برهانا وافيا و دليل شافيا
ق(وأّ
ن سسسلم علسسى الحس ّ) علم به ( أي علم الرجل بذلك البيسسان و البرهسسان ) أنسسه عليسسه ال ّ
سلم له بايع ف ( اعتذر الّرجل و ) قال إّني أصحاب الجمل على الباطل ) ثّم قال عليه ال ّ
] [ 114
رسول قوم و ل ( ينبغي أن ) أحدث حدثا حّتى أرجع إليهم ( و اخبرهم بما جرى بينسسي و
بينك .
جسسة ل محيسسص عنهسسا و ضسسرب مثل هسسو ألطسسف المثسسال و فلما سمع عسسذره أراد دفعسسه بح ّ
أوضحها و أحسنها في مقام الحتجسساج ) فقسسال أرأيسست ( أى أخسسبرني مسساذا رأيسسك ) لسسو أ ّ
ن
اّلذين ورائك ( أي خلفك ) بعثوك رائدا تبتغى لهم مساقط الغيسسث ( و المرعسسى ) فرجعسست
إليهم فأخبرتهم عن الكلء و الماء فخالفو ( ك و ظعنو ) ا إلى المعاطش و المجادب ( أي
مواضع العطش و الجدب ) ما كنت صانعا ( أتتركهم و تخسسالفهم و تطلسسب مسسا شسساهدت و
رأيت الماء و الكلء أم تذهب معهم إلى المجادب و المعاطش ؟ ) فقسسال ( الّرجسسل ) كنسست
سسسلم فامسسدد إذا يسسدك (جها ) إلسسى الكلء و المسساء ،فقسسال عليسسه ال ّ
تاركهم و مخالفهم ( متو ّ
لّنك إذا كنت تارك أصسحابك و مفسارقهم عنسد وجسدان الكلء و المساء الّلسذين بهمسا غسذاء
البدان و ماّدة حيسساة الجسسسام فتركسسك إّيسساهم و مفارقتسسك منهسسم عنسسد وجسسدان نسسور العلسسم و
المعرفة و الهداية الذي هو ماّدة حياة الرواح و النفوس أحرى و أولى ) ،فقال الّرجسسل :
ي فبايعته ( . جة عل ّل ما استطعت أن أمتنع ( من البيعة ) عند قيام الح ّ وا ّ
ل س المثسسال ،
ل لنوره من يشاء ،و يضرب ا ّ
أقول :هكذا يؤثر الموعظة لهلها و يهدي ا ّ
و مثل إهتداء هذا الّرجل رسول أهل البصرة بنور الولية اهتداء رسول عايشة و إهتسسداء
رجل آخر من بني عبد قيس رسول الّزبير و طلحة و استبصارهما بعد ما قسسامت عليهمسسا
الحجة .
أّما رسول عائشة فقد روى في مجّلد الفتن من البحار و في كتسساب مدينسسة المعسساجز تسسأليف
السّيد المحّدث السّيد الهاشم البحراني جميعا عن محّمد بسسن الحسسسن الصسّفار فسسي البصسسائر
ي بن النعمان عن أبيه عن محّمد بن سنان رفعه قال : عن أحمد بن محّمد الحسن بن عل ّ
ن عايشة قالت التمسوا لي رجل شديد العداوة لهذا الرجل حّتى أبعثه إليه قسسال فسسأتيت بسسه
إّ
فمثل بين يديها فرفعت إليه رأسها فقالت له ما بلغت من عداوتك لهذا الّرجل ؟
فقال كثيرا ما أتمّنى على رّبي أّنه و أصحابه في وسطي فضربت ضسسربة بالسسسيف يسسسبق
سيف الّدم قالت فأنت له ،اذهب بكتابي هذا فادفعه إليه
» يصبغ خ ل « ال ّ
] [ 115
لس
ل ص سّلى ا ّ ظاعنا رأيته أو مقيما أما أّنك إن رأيته ظاعنا رأيته راكبا على بغلة رسول ا ّ
عليه و آله و سّلم متنّكبا قوسه معّلقا كنانته على قربوس سرجه ،و أصسسحابه خلفسسه كسسأنهم
ن منسسه شسسيئا
ف فتعطيه كتابي هذا و إن عرض عليك طعامه و شرابه فل تنسساول ّ طير صوا ّ
سحر .ن فيه ال ّ
فا ّ
ض خاتمه ثّم قرأه فقال :تبلغ إلى منازلنسسا فتصسسيب قال :فاستقبلته راكبا فناولته الكتاب فف ّ
ل س مسسا ل يكسسون قسسال :فسسساّر
من طعامنا و شرابنا ،فنكتب جواب كتابك ،فقال :هسسذا و ا ّ
خلفه و أحدق به أصحابه ثّم قال له :أسألك ؟ قال :نعم ،و تجيبني ؟
ل هل قسالت :التمسسوا لسى رجل شسديد العسداوة لهسذا الّرجسل فسأتيت بسك ؟ قال :فنشدتك ا ّ
فقالت لك ما بلغ من عداوتك لهذا الّرجل فقلت كثيرا ما أتمّنى علسسى رّبسسي أّنسسه و أصسسحابه
سيف الّدم ؟ قال :الّلهّم نعم .
في وسطى و اّني ضربت ضربة سبق » صبغ خ ل « ال ّ
ل أقالت لك :اذهب بكتابي هذا فادفعه إليه ظاعنا كان أو مقيما أما إنك إن قال :فنشدتك ا ّ
لس عليسسه و آلسسه و سسّلم متنّكبسسا قوسسسه معّلقسسا
ل صّلى ا ّ
رأيته راكبا رأيته على بغلة رسول ا ّ
كنانته بقربوس سرجه و أصحابه خلفه كأنهم طير صواف قال :الّلهّم نعم .
قال :فتبلغ أنت عني ؟ فقال :الّلهّم نعم فاني قد أتيتك و ما في الرض خلسسق أبغسسض إل س ّ
ى
ى منك فمر بي بما شئت .
ب إل ّ
منك و أنا الساعة ما في الرض خلق أح ّ
لس و ل رسسسوله حيسث سلم :ارجع اليها بكتسابي هسذا ،و قسل لهسا مسسا أطعست ا ّ
قال عليه ال ّ
لس ول بلزوم بيتك فخرجست ترّدديسسن فسسي العسسكر ،و قسل لهمسسا 1مسا أنصسسفتما ا ّ أمرك ا ّ
ل عليه و آلسسهل صّلى ا ّرسوله ،حيث خلفتم حلئلكم في بيوتكم و أخرجتم حليلة رسول ا ّ
و سّلم .
قال :فجاء بكتابه فطرحه إليها و أبلغها مقالته ثّم رجع إليه فاصيب بصّفين ،
-----------
) ( 1لل لللل ل لللللل .
] [ 116
ي ابسسن
ي عسسن علس ّو أّما رسول طلحة و الّزبير ففي الكسسافي عسسن محّمسسد بسسن يعقسسوب الكلينس ّ
لس ،و محّمسسد بسسن
لم بسسن عبسسد ا ّ
ابراهيم بن هاشم ،عن أبيه ،عن ابسسن محبسسوب ،عسسن سس ّ
ي الشعري ،عن محّمد بن حسان جميعا ، ي بن سهل بن زياد ،و أبو عل ّ الحسن ،و عل ّ
ي قسسال محّمسسد بسسن
لس الهاشسسم ّ
ي بن أسباط عسسن سسسلم بسسن عبسسد ا ّ
ي عن عل ّ
عن محّمد بن عل ّ
ي:
عل ّ
سسسلم
بعث طلحة و الّزبير رجل من عبد القيس يقال له خداش إلى أمير المؤمنين عليسسه ال ّ
سحر و الكهانسسة و أنسست أوثسسق
و قال له :إّنا نبعثك إلى رجل طال ما نعرفه و أهل بيته بال ّ
جه لنا حّتى تقفه على أمر معلوم . من بحضرتنا من أنفسنا من أن تمتنع من ذلك و أن تحا ّ
و اعلم أّنه أعظم الّناس دعوى فل يكسسسرّنك ذلسسك عنسسه ،و مسسن البسسواب السستي يخسسدع بهسسا
الّناس الطعام و الشراب و العسل و الّدهن و أن يخالي الرجل فل تأكسسل لسسه طعامسسا ،و ل
س له عسل و ل دهنا ،و ل تخل معه ،و احذر هذا كّله منسسه و تشرب له شرابا ،و ل تم ّ
ل.
انطلق على بركة ا ّ
شيطان ،
ل من كيده و كيد ال ّ
فاذا رأيته فاقرأ آية السخرة 1و تعّوذ با ّ
ن أخويك في الّدين و فاذا جلست إليه فل تمّكنه من بصرك كّله و ل تستأنس به ثّم قل له إ ّ
ابني عّمك في القرابة يناشدانك القطيعة ،و يقولن لك أما تعلسسم أنسسا تركنسا النسساس لسسك ،و
ل عليه و آلسسه فلّمسسا نلسست أدنسسى
ل محّمدا صّلى ا ّ
ل عّز و ج ّ
خالفنا عشائرنا فيك منذ قبض ا ّ
مناك ضّيعت حرمتنا ،و قطعت رجائنا .
ثّم قد رأيت أفعالنا فيك ،و قدرتنا على الناس عنك ،و سعة البلد دونك ،
-----------
) ( 1للل للل لللل ل لللل للل ل لل ل للللل ل
لل ل لللل للللل ) لللل ل لل ( ل لللل ل ل ل
ل للل لل للل لل للل ل للل ل لل لل لل ل
للل للللل ل للللل لل ل ل للل لل للل للللل
ل ل لللل ل لل ل ل ل ل للللل للل ل ل لللل ل
) ل للل لللللل للللل ( ل ل ل لللللل ل لل ل
لللل لللل لل لللللللل ) للل لل ( .
] [ 117
و قد بلغنا انتهاك لنا و دعاء علينا فما اّلذي يحملك على ذلك ؟ فقسسد كّنسسا نسسرى أنسسك أشسسجع
ن ذلك يكسرنا عنك ؟ .
فرسان العرب أتّتخذ الّلعن دينا و ترى أ ّ
ي عليسسه
سلم صنع ما أمراه فلّمسسا نظسسر إليسسه علس ّ فلما أتى خداش إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ
سلم :ههنا يا أخا عبد قيس و أشار له إلى سلم و هو يناجي نفسه ضحك و قال عليه ال ّ ال ّ
سلم بسسل مجلس قريب منه ،فقال :ما أوسع المكان اريد أن اؤّدى إليك رسالة قال عليه ال ّ
تطعم و تشرب و تحل » تخلى خ ل « ثيابك و تسّدهن ،ثسّم تسسؤّدى رسسسالتك ،قسسم يسسا قنسسبر
فأنزله .
سلم بترّددها سبعين مّرة ،قال له :أتجسسد قلبسسك قال الّرجل ما يرى أمير المؤمنين عليه ال ّ
ن ؟ قال :أي و اّلذي نفسي بيده قال :فما قال لسك ؟ فسأخبره ،فقسال :قسل لهمسا كفسى اطمأ ّ
ل ل يهدي القوم الظالمين زعمتما أنكما أخواى فسسي ال سّدين نا ّجة عليكما و لك ّ
بمنطقكما ح ّ
لس
ل مسسا وصسسله ا ّو ابنا عّمي في النسب فأّما النسب فل أنكره و إن كان النسب مقطوعسسا إ ّ
لس
بالسلم و أّما قولكما أنكما أخواى في الّدين ،فان كنتما صادقين فقسسد فارقتمسسا كتسساب ا ّ
ل فقسد كسذبتما و افتريتمسا ل ،و عصيتما أمره بأفعالكما في أخيكما في الّدين ،و إ ّ عّز و ج ّ
باّدعائكما أنكما أخواى في الّدين .
] [ 118
ل موقسسف ن لكس ّ
و أّما قولكما إّني أشجع فرسان العرب و هربكما مسسن لعنسسي و دعسسائي ،فسسا ّ
لس
عمل و اذا اختلفت السّنة و ماجت لبود الخيل و مل سحرا كما أجوافكما فثّم يكفينسسي ا ّ
بكمال القلب .
الّلهم أقعصالزبير بشّر قتلة ،و اسفك دمه على ضللة ،و عسّرف طلحسسة المذّلسسة و اّدخسسر
ي و كتما شهادتهما و عصياك و لهما في الخرة شرا من ذلك ان كانا ظلماني و افتريا عل ّ
ي ،قل آمين قال خداش :آمين .
عصيا رسولك ف ّ
لس أن
لس حّتسى تسسسئل ا ّ
سلم ارجع إليهما و أعلمهما مسا قلسست قسال :ل و ا ّ
ي عليه ال ّ
قال عل ّ
يرّدني إليك عاجل و ان يوّفقني لرضاه فيك ،ففعل فلم يلبث أن انصرف و قتل معسسه يسوم
ل.الجمل رحمه ا ّ
ععععععع
از جمله كلم آن حضرتست كه تكّلم فرموده بآن با بعض عسسرب كسسه كليسسب جرمسسى بسسود
وقتيكه فرستاده بود او را قومي از اهل بصره زماني كه آنحضرت نزديك بصره بود تا
بداند از براى ايشان از راى آنحضرت حقيقت حال او را با أصحاب جمل تا زايل شسسود
شبهه از نفوس ايشان .
-----------
) ( 1للللل للل لللل لللل للللل ) ل (
-----------
) ( 2لللللل لل لللل للللل لللل لل للللللل
)ل(
] [ 119
پس بيان فرمود بسسأو از كسسار خسسود بسسا ايشسسان آن چيزيسسرا كسسه دانسسست او بسسآن چيسسز اينكسسه
آنحضرت بحق است و ايشان بباطل بعد از آن فرمود باو كه بيعت كن پس گفت باو كسسه
من ايلچى قومى هستم كسسارى نميكنسسم بيمشسسورت ايشسسان تسسا برگسسردم بطسسرف ايشسسان پسسس
فرمود آنحضرت :
خبر ده مرا اگر كساني كه در پس توأند بفرستند ترا در حالتيكه طلسسب كننسسده آب و گيسساه
باشي كه طلب نمائي از براى ايشان مواضع افتادن باران را پس برگردى بسوى ايشان
و خبر دهى ايشان را از آب و گياه پس مخالفت نمايند ،و متوجه شوند بمكانهاى بىآب
و علف ،چه كار خواهى كرد در اين صورت ؟ .
عرض كرد كه ميباشم ترك كننده ايشان و مخالف ايشان ،و ميروم بسسسوى آب و گيسساه ،
پس فرمود حال كه اينطور است دراز كن دست خود را يعني بيعت نما ،
جت بر من پس
پس گفت آن مرد قسم بحق خدا نتوانستم خود دارى كنم نزد تمام شدن ح ّ
بيعت نمودم با آن حضرت .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
و هى المأة و السبعون من المختار فى باب الخطب و ذلسسك فسسي اليسوم الّرابسع مسسن الوقعسة
سابع شهر صفر من سنة سبع و ثلثين على ما يأتي في رواية نصر بن مزاحم و رويتسسه
عنه باختلف تطلع عليه .
سقف المرفوع ،و الجّو المكفسسوف ،اّلسسذي جعلتسسه مغيضسسا لّليسسل و الّنهسسار ،و ب ال ّ
ألّلهّم ر ّ
سّيارة ، شمس و القمر ،و مختلفا للّنجوم ال ّ مجرى لل ّ
] [ 120
ب الجبال الّرواسي اّلتي جعلتها للرض أوتادا ،و للخلسسق اعتمسسادا إن أظهرتنسسا علسسى ور ّ
شسسهادة ،وق ،و إن أظهرتهسسم علينسسا فارزقنسسا ال ّ
عسسدّونا فجّنبنسسا عسسن البغسسي و س سّددنا للح س ّ
اعصمنا من الفتنة .
أين المانع للّذمار ،و الغسائر عنسد نسزول الحقسائق مسن أهسل الحفساظ ألعسار ) الّنسار خ ل (
وراءكم و الجّنة أمامكم .
ععععع
ل و نقص قال سبحانه و غيض المسسآء و قسسال و ) غاض ( الماء يغيض غيضا و مغاضا ق ّ
لرحام أى ما تنقص من تسسسعة أشسسهر و الغيضسسة الجمسسة و مجتمسسع الشسسجر و
ما تغيض ا َ
) الّذمار ( ما يلزمك حفظه من الهل و المال و الولد و ) غار ( على امرأته و هي عليسسه
تغار غيرة و غيرا و غارا و غيارا فهو غائر و غيران و هي غيرى .
ععععععع
ل الّنصب صفة لقسسوله سسسبطا أو حسسال لّنسسه نكسسرة غيسسر محضسسة ،
جملة ل يسأمون في مح ّ
فيجوز في الجملة التالية لها الوجهان كما صّرح به علماء الدبّية و لو وقعت بعسسد النكسسرة
ط و بعد المعرفة المحضة فحال ل غير . المحضة فوصف فق ّ
عععععع
] [ 121
ضرر الموجسسود و المتوّقسسع واجسسب عقل و نقل مسسع القسسدرة ،و السّدعاء
ن دفع ال ّ
و الشّدة ل ّ
صل لذلك و هو مقدور فيجب المصير إليه . مح ّ
قال سبحانه :و ادعوه خوفسًا و طمعسًا و قسسال :أّمسسن يجيسسب المضسسطّر إذا دعسساه و يكشسسف
السوء .
سلم قال :أل أدّلكم على شيء لم يستثن فيه رسسسول و روى زرارة عن أبي جعفر عليه ال ّ
ل عليه و آله قلت :بلى ،قال :الّدعاء يرّد القضسساء و قسسد ابسسرم إبرامسسا و ضسّم
ل صّلى ا ّا ّ
أصابعه .
ن السّدعاء
ن الّدعاء و البلء ليتواقفسان إلسى يسوم القيامسة إ ّ
سلم إ ّو عن سّيد العابدين عليه ال ّ
ليرّد البلء و قد ابرم إبراما .
سلم الّدعاء ترس المسسؤمن ،و مسستى تكسسثر قسسرع البسساب يفتسسح
و قال أمير المؤمنين عليه ال ّ
لك .
إذا عرفت ذلك فأقول :لما كان مقام الحرب و الجدال ،و لقاء الشجعان و البطسسال أح س ّ
ق
جه له ،و كان الّدعاء
ل بالتخّلص إليه ،و التو ّ
المواقع اّلتي يتوسل فيها إلى ا ّ
] [ 122
سابقة أفضل مسسا يتسسوّقى بسسه مسسن السّدواهي و المكسساره ،و تسسرس مسسن إليه بمقتضى الدّلة ال ّ
سسنان الحديسد ،و أشسّد تسأثيرا مسنالعداء و جّنة ل شيء أوقى منه ،و أنفذ عليهسم مسن ال ّ
جه أميسسر
ي و المهّنسسد و الطعسسن بسسالخطى و القنسسى المس سّدد ل جسسرم تسسو ّالضسسرب بالمشسسرف ّ
سلم إليه سبحانه بالّدعاء لما عزم لقاء القوم بصّفين 1فقال : المؤمنين عليه ال ّ
و إطلق السقف عليهسا إّمسا حقيقسة أو مسن بسساب السستعارة تشسبيها لهسسا بسسقف السسبيت فسي
الرتفاع و الحاطة ) و الجسّو المكفسسوف ( أى الفضسساء السسذي كّفهسسا بقسسدرته و جعلسسه مح ّ
ل
لسماواته و أرضه .
ن كون الجّو بمعنى السماء لم يذكره أحد من الّلغوّيين و غيرهسسم فيمسسا رأيتهسسم مضافا إلى أ ّ
سسسماء و الرض سر بالفضسساء و بعضسسهم بمسسا بيسسن ال ّ
سر له بالهواء و بين مف ّ
بل هم بين مف ّ
سمآء مجازا جه ما ذكره الشارحان بأّنه اريد منه في خصوص هذا المقام ال ّ ل أن يو ّ
الّلهّم إ ّ
بعلقة الحال و المحل أو المجاورة بقرينة قوله ) الذي جعلته
-----------
) ( 1لل لللللل لل لل ل ل ل لللللل ل ل ل للل ل
لل للللللل لل للللللل لل للل للل للل ل ) ل
( ل لل ل لل للل ل للل للللل ) ل ( للللل لل
لل لللل لل ل للل ل :لل ل ل لللل للل للل ل ل
لل ل لللللل ل ل لل ل ل للل لللل ل ل ل لل ل
للل للللللل ) للل ( .
لللللل لللل
] [ 123
سسسماءن هذه كّلها مسسن أوصسساف ال ّمغيضا لّليل و النهار ( مع المعطوفات عليه التالية له فا ّ
ح الوصسسف بهسا إذ علسسى إرادة الحقيقسسة امتنسع جعلهسسا فل بّد من ارتكاب المجاز حّتسسى يصس ّ
صفاتا له و احتمال كونها صفاتا للسقف المرفوع مدفوع باستلزامه الفصسسل بيسسن التسسابع و
ي و هو خلف القواعد الدبّية فافهم . المتبوع بالجنب ّ
ل منهمسا مسع زيسادة ل لنقصسان كس ّ و كيف كان فمعنى كونه مغيضا لّليسل و النهسار أّنسه محس ّ
شمس عن فوق الرض إلى مسسا تحتهسسا ، ن حصول الّليل إّنما هو بحركة ال ّ الخر و ذلك ل ّ
و حصول الّنهار بحركتها عن تحتها إلى ما فوقها ،و بكيفّية حركتهسسا فسسي الفلسسك يختلفسسان
زيادة و نقصانا .
فكّلما قرب الشمس إلى المعّدل يطول النهار و يقصر الّليل و كّلمسسا بعسسدت يكسسون بسسالعكس
ل يولج الّليل في النهار و يولج النهار فسسي الّليسسل
نا ّقال سبحانه في سورة لقمان :ألم تر أ ّ
ل بلسسد يكسسونو في الّزمر يكّور الّليل على الّنهار و يكّور الّنهار على الّليل و لذلك ترى ك س ّ
صيفية أقصر و أّيسسامه و ليسساليه
صيفّية أطول و لياليه ال ّعرضه الشمالي أكثر يكون أّيامه ال ّ
الشتوية بالضّد من ذلك .
فلما كان ظلم الّليل و ضوء الّنهار و اختلفهما في الطول و القصر و الزيادة و النقصان
ح بسسذلك العتبسسار جعلسسه
سسسماء صس ّ ل الحركسسة هسسو ال ّ
شمس ،و كسسان محس ّ
باختلف حركة ال ّ
مغيضا لهما .و يقرب مّما ذكرته ما قسساله الشسسارح البحرانسسي فسساّنه بعسسد تفسسسيره المغيسسض
ن الفلك بحركته المستلزمة لحركة الشمس إلى وجه الرض يكسسون سسسببا بالمغيب قال :ل ّ
لغيبوبة الليل و استلزام حركته لحركتها عن وجه الرض يكون سببا لغيبوبة النهار فكان
كالمغيض لهما فاستعار له لفظ المغيض .
ن معنساه أّنسه جعلسسه غيضسة لهمسسا و هسي فسسي الصسل و أّما ما قاله الشارح المعتزلي مسن أ ّ
الجمة يجتمع إليها الماء و ينبت فيها الشجر كأّنه جعل الفلك كالغيضسسة و الّليسسل و الّنهسسار
كالشجر النابت فيها ،و وجه المشاركة توّلد الشجر من الغيضة و توّلد الّليل و النهار من
جريان الفلك فليس بشيء كما ل يخفى هذا .
] [ 124
فيه في شرح الفصل الثامن من الخطبة الولسسى كمسسا تقسّدم تفصسسيل و الكلم فسسي قسسوله ) و
سسسير بالسسسرعة و البطسسؤ و الحركسسةل لختلفهسسا فسسي ال ّ
مختلفسسا للنجسسوم الس سّيارة ( أى مح ّ
ل منها في شرح الفصل المذكور أيضا و كذا في شرح الفصل الرابع مسسن المخصوصة لك ّ
الخطبة التسعين فليراجع المقامين ) و جعلت سسّكانه سسسبطا ( أى قسسبيل ) مسسن ملئكتسسك ل
يسأمون من » عن خ « عبادتك ( و قد عرفت أيضا شرح حال الملئكة و اختلف فرقها
ب سسسبحانه فسسي شسسرح الفصسسل التاسسسع مسسن الخطبسسة الولسسى و
و عدم مللهم من عبادة الر ّ
الفصل الخامس من الخطبة التسعين .
شارح البحراني قال بعض العلماء من أراد أن يعرف حقيقة قسسوله مسسا يسسرى و مسسا ل
قال ال ّ
يرى فليوقد نارا صغيرة في فلة في ليلسة صسيفّية و ينظسر مسا يجتمسع عليهسا مسن غسرائب
أنواع الحيوان العجيبة الخلق لم يشاهدها هو و ل غيره قال الشارح و أقول :
و يحتمل أن يريد بقوله و ما ل يرى ما ليس مسن شسأنه أن يسسرى إّمسسا لصسغره أو لشسّفافّيته
ب الجبال الّرواسي ( أى الثابتات ) اّلتي جعلتهسسا للرض أوتسسادا ( كمسسا عرفسست فسسي)ور ّ
ن فيهسسا ينسسابيع المعسسادن و
شرح الفصل الّثالث من الخطبة الولى ) و للخلسسق اعتمسسادا ( ل ّ
معسسادن الينسسابيع و فيهسسا المرابسسض و المراتسسع ،يرعسسون فيهسسا النعسسام و يسسسرحون فيهسسا
صسسيف و الشسستاء و
الغنام ،و قد جعل فيها أكنانسسا و كهوفسسا و غيرانسسا يسسأوون فيهسسا فسسي ال ّ
يتوّقون بها في شّدة الحّر و صبارة القّر .
ح بسسذلك كونهسسا
و يزرعون فيها الزراعسسات الّديمّيسسة ،و ينسسالون منهسسا بركسسات كسسثيرة فصس ّ
اعتمادا للخليق و كون اّتكالهم عليها بما لهم فيها من المعايش و المرافق هذا و لما نسسادى
ل على اّتصافه بالقدرة و العظمة و الجلل ب المتعال بما تد ّ
الر ّ
] [ 125
تخّلص الى ما دعاه لجله 1فقال ) :إن أظهرتنا ( و نصرتنا ) على عدّونا فجّنبنا عن (
ق ( و ل تجعلنسسا كسسساير المحسساربين مسسنالظلم و ) البغى و سسّددنا ل ( لصسسواب و ا ) لحس ّ
الملوك و السلطين يحاربون العداء للّدنيا ل للّدين فاذا غلبسسوا أعسسداءهم يظلمسسون و عسسن
البغي و الطغيان ل يمسكون ) و إن أظهرتهم ( و جعلتهم غالبين ) علينا فارزقنا ( عظيم
الزلفى و ) الشهادة و اعصمنا من ( الضلل و ) الفتنة ( .
ثّم أخذ في تحريض أصحابه على القتال بلفظ مهيج لهم على ايقاد نار الحرب و إضرامها
لم للجنسسس و السسستفهام لللهسساب ) و الغسسائر عنسسد نسسزول فقال ) :أيسسن المسسانع للسّذمار ( ال ّ
الحقايق من أهل الحفاظ ( أي صسساحب الغيسسرة و الحمّيسسة مسسن أهسسل المحافظسسة عنسسد نسسزول
الشدائد و النوازل الثابتة ) العار وراءكم ( و في بعض النسخ النار بسسدل العسسار ) و الجّنسسة
أمامكم ( يعنى في الهرب و الدبار من الحرب عار في العقسساب و نسسار يسسوم الحسسساب و
في القبال و التقدم عليه الجّنة و حسن المآب ،فمن توّلى عنه خسر و خاب و مسسن سسسعى
إليه نال عظيم الثواب .
ععععع
سسسلم مسسن كتسساب صسّفين ي ) ره ( في البحسسار هسسذا الكلم لسسه عليسسه ال ّلمة المجلس ّ
روى الع ّ
لنصر بن مزاحم قال :قال نصر حّدثنا عمر بن سعد عن عبسسد الّرحمسسان بسسن جنسسدب عسسن
أبيه قال :لما كان غداة الخميس لسبع خلون من صفر سنة سسسبع و ثلثيسسن و ص سّلى علس ّ
ى
سلم غّلس بالغداة أشّد من تغليسسسه يسسومئذ و سلم الغداة فغّلس ما رأيت علّيا عليه ال ّعليه ال ّ
شام فزحف نحوهم و كان هو يبسدئهم و يسسير إليهسم فساذا رأوه قسد خرج بالناس إلى أهل ال ّ
زحف استقبلوه بزحوفهم .
سلم
ي عليه ال ّ
و عن عمر بن سعد عن مالك بن أعين عن زيد بن وهب قال لّما خرج عل ّ
-----------
) ( 1ل لل ل للل ل ل لللل لل لللل ل ل لللل
لللل للللل لللللل ل ل لللل لل للل ل لل ل
ل لل لل ل لل ل للل ل للل ل للل للل ل ل لللل ل
لللللل للل لل ل لل للل للللل ل لللل ل لل ل
للل ل لللللل للل للللل للل للل لللللل لل
للل لللل لل ل ل ل ل ل لللللل للل ل ل ل لل لل
للل ل ل للل لللل ل للللل ل للل للل للل ل
للللل ل لللل لل ل لل لللل ل للل لل للل ل .
لللللل ) للل لل ( .
] [ 126
إليهم غداة ذلك اليوم فاستقبلوه رفع يديه إلى السماء فقال :
ب هذا السقف المحفوظ المكفوف ،الذي جعلته مغيضا لّليل و الّنهار و جعلت فيسسه الّلهّم ر ّ
مجرى الشمس و القمر ،و منازل الكواكب و النجوم ،و جعلسست س سّكانه مسسن الملئكسسة ل
يسأمون العبادة .
ب هذه الرض التي جعلتها قرارا للنسسام و الهسسواّم و النعسسام ،و مسسا ل يحصسسى مّمسساور ّ
يرى و مّما ل يرى من خلقك العظيم .
ل بن بسسديل و
قال :فلّما رأوه قد أقبل تقّدموا إليه بزحوفهم و كان على ميمنته يومئذ عبد ا ّ
سلم في القلب في أهسسل المدينسسة جمهسورهم
ي عليه ال ّ
الّناس على راياتهم و مراكزهم و عل ّ
النصار و معه من خزاعة و كنانة عدد حسن .
قال نصر :و رفع معاوية قّبة عظيمة و ألقى عليه الكرابيسسس و جلسسس تحتهسسا و كسسان لهسسم
قبل هذا اليوم ثلثة أّيام و هو اليوم الّرابع مسن صسسفر ،فخسسرج فسي هسسذا اليسوم محّمسد ابسن
ل بسسن عمسسر بسسن الخطسساب فسسي الحنفّية في جمع من أهل العراق فأخرج إليه معاوية عبيد ا ّ
ل محّمدا إلى المبارزة فلّما خرج إليه دعساه علس ّ
ي جمع من أهل الشام فاقتتلوا فطلب عبيد ا ّ
ل ل حاجسسة سلم و خرج بنفسه راجل بيده سيفه و قال أنا أبارزك فهلّم فقال عبيد ا ّ عليه ال ّ
سلم إلى صّفه هذا .بي إلى مبارزتك فرجع عليه ال ّ
و قد تقّدم جمل وقايع صفين في شرح الكلم الخامس و السّتين و غيره مّما نّبهنسساك عليسسه
هناك .
ععععععع
از جمله كلم بلغت نظام آن امام أنام است در حيني كه عزم فرمود بملقات نمودن بسسا
قوم شام در جنگ صّفين كه بأين مضامين دعا نمود :
] [ 127
بار إلها اى پروردگار سقف برافراشته و آسمان باز داشته ،چنان آسماني كه گردانيسسدى
ل جريسسان از بسسراى مهسسر و مسساه و محس ّ
ل ل نقصان از براى شسسب و روز ،و محس ّ آنرا مح ّ
اختلف از براى ستارهاى سير كننسسده ،و گردانيسسدى سسساكنان آن را قسسبيله از فرشسستگان
خود در حالتيكه ملل نميآورند از عبادت تو .
ل رفتسسار
و اى پروردگار اين زمين كه گردانيدي آن را قرار گاه از براى مردمان و مح ّ
حشرات زمين و چهارپايان و آنچه كه شمرده نميشود از مخلوقاتي كه ديسسده ميشسسود ،و
از مخلوقاتى كه ديده نميشود .
و اى پروردگار كوههاى ثابت استوار كه گردانيدي آنها را از براى زميسسن ميخهسسا و از
براى خلق تكيهگاه اگر غالب گردانى ما را بسر دشسمنان مسا پسس كنسار گسردان مسا را از
ق ،و اگر غالب گردانسى ايشسان را بسر مساتعّدى و ستم ،و راست دار ما را از براى ح ّ
پس روزي كن بما شهادت را ،و حفظ كن ما را از ضللت و فتنه .
كجا اسسست منسسع كننسسده چيزيكسسه لزم اسسست بسسر جسسوانمرد حفسسظ كسسردن آن ؟ و كجسسا اسسست
صاحب غيرت هنگام نازل شدن شسسدايد امسسور كسسه كاشسسف اسسست از حقسسايق كسسار از أهسسل
حمّيت و فتّوت ؟ عار و سرزنش در پشت شما است اگر رو گردان باشسسيد از محسساربه ،
و بهشت عنبر سرشت در پيش شما است اگر اقدام نمائيد بر مقاتله .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
سبعون من المختار فى باب الخطب و الظاهر أّنها ملتقطسسة مسسن و هى المأة و الحادية و ال ّ
الخطبة الطويلسسة اّلسستي قسسدمنا روايتهسسا فسسي شسسرح الفصسسل الّثسسالث مسسن الخطبسسة السادسسسة و
ل سبحانه ليس فيها . ن صدرها المتضّمن للحمد على ا ّ لأّ العشرين إ ّ
لس
منها :و قد قال لي قائل إّنك يا بن أبيطالب على هذا المر لحريص فقلسست بسسل أنتسسم و ا ّ
ص و أقرب و إّنما طلبت حّقا هو لي ،و أنتم تحولون بيني و بينه أحرص و أبعد و أنا أخ ّ
ب ) بهسست خ ل ( جة في الملء الحاضرين ه ّ ،و تضربون وجهي دونه ،فلّما قرعته بالح ّ
كأّنه ل يدري ما يجيبني به .
الّلهّم إّنى أستعديك علسسى قريسسش و مسسن أعسسانهم ،فسسإّنهم قطعسسوا رحمسسي و صسّغروا عظيسسم
ق أن نأخسسذه ،و
ن فسسي الحس ّ
منزلتي ،و أجمعوا على منازعتي أمرا هو لي ،ثّم قسسالوا أل إ ّ
ق أن تتركه .
في الح ّ
] [ 129
دع ما أّنهم قد قتلوا من المسلمين مثل العّدة اّلتي دخلوا بها عليهم .
ععععع
) الملء ( وزان جبسسل وجسسوه الّنسساس و أشسسرافهم اّلسسذين يرجسسع إليهسسم لمتلئهسسم بسسالرأى و
ب ( من النوم انتبه و تنّبه و ) سمح ( الّرجل من باب منع سسسماحا و سسسماحة التدبير و ) ه ّ
جاد و كرم .
ععععععع
شارح فأن زايدة و يجوز أن ل أن لو لم يصيبوا .قال ال ّشارح المعتزلي :فو ا ّ في نسخة ال ّ
ل لسي جسواب للقسسم اسستغنى بسه عسن جسواب الشسرط يكون مخّففة من الّثقيلة ،و جملة لح ّ
ل س خيسسر و قولسسك و لقيامه مقامه كما في قوله تعالى :و لو أّنهم آمنوا و اّتقوا لمثوبة عند ا ّ
لم جواب القسم ل جواب لو قال نجم الئمسسة إذا تقسّدم القسسسم أّول ل لو جئتني لجئتك ،فال ّا ّ
الكلم ظاهرا أو مقّدرا و بعده كلمة الشرط سواء كانت أن أو لسسو أو لسسول أو اسسسم الشسسرط
فالكثر و الولى اعتبار القسم دون الشرط فيجعل الجواب للقسم ،و ما فسسي قسسوله دع مسسا
ل و مّما خطيئاتهم و مثل ما أّنكم تنطقون أّنهم زايدة كما في قوله تعالى :فبما رحمة من ا ّ
و قيل :إّنها نكرة و المجرور بدل منها .
عععععع
ععععع ععععع
ل الذي ل توارى ( أى ل تحجب و ل تستر عنه ) سمآء سماء و ل أرض أرضا ) الحمد ّ
( لكونه منّزها عن وصف المخلوقين الذين في إدراكهم لبعض الجرام السماوّية
] [ 130
و الرضية محجوبون عّما ورائها و ذلك لقصور ذاتهم و قصسسور ق سّوتهم المدركسسة و أّمسسا
سادس و ل ما سواء كما قد عرفت في شرح الفصل ال ّ ب تعالى فلكمال ذاته فله العلم بك ّالر ّ
سابع من الخطبة الولى و في شرح الخطبة التاسعة و الربعين و غيرهما . الفصل ال ّ
لس عليسه
و أقول هنا مضافا إلى ما سبق روى في الكسافي عسسن ابسسن اذينسسة عسن أبسي عبسد ا ّ
ل هو سادسهم « فقال عليه ل هو رابعهم و ل خمسة إ ّ سلم » ما يكون من نجوى ثلثة إ ّ
ال ّ
سلم :
ال ّ
ل شيء محيط بالشسسراف ى الذات باين من خلقه ،و بذلك وصف نفسه و هو بك ّ هو واحد ّ
سماوات و ل فسسي الرض و ل أصسسغر و الحاطة و القدرة ل يعزب عنه مثقال ذّرة في ال ّ
ن الماكن محدودة تحويهسسا حسسدود أربعسسة من ذلك و ل أكبر بالحاطة و العلم ل بالّذات ل ّ
فاذا كان بالذات لزمته .
يعني أّنه سبحانه لوحدانّية ذاته و مباينته من خلقه كما وصف به نفسسسه فسسي كتسسابه العزيسسز
ن غيسسره مسسن المخلوقسسات لكسسونهل شيء محيط « ل ّ
حيث قال » :ليس كمثله شيء فهو بك ّ
ن حصوله في مكان و حضوره عند جماعة يستلزم خلّو ساير المكنة عنسسه مكانيا يلزمه أ ّ
و غيبته عن جماعة اخرى كما هو شأن المكانّيات و هو ليس كذلك بسسل حصسسوله هيهنسسا و
حضوره لهؤلء النفس حصوله هناك و حضوره لولئك .
ن الماكن محدودة بحدود أربعة و هي :
و قوله ل بالّذات يعني أّنه ليست بالّذات ل ّ
ل بالعتبار عّد الجميسسع ح سّدين و شمال ،لعدم تحّيزها إ ّالقّدام ،و الخلف ،و اليمين ،و ال ّ
الفوق و الّتحت حّدين فصارت أربعة فلو كانت إحسساطته بالسّذات بسسأن كسسانت بالسّدخول فسسي
المكنسة لسزم كسونه محاطسا بالمكسان كسالمتمّكن و إن كسانت بالنطبساق لسزم كسونه محيطسا
بالتمكن كالمكان و كلهما باطل هذا .
ل علسى اثبسات أرضسين و قوله :و ل أرض أرضا قسال الشسارح المعستزلي هسذا الكلم يسد ّ
ل علسسى هسسذا
ن السماوات كذلك و لم يأت في الكتاب العزيز ما يد ّ بعضها فوق بعض كما أ ّ
ن و هسو قسول كسثير مسن ل اّلذي خلق سبع سماوات و مسن الرض مثلهس ّ ل قوله تعالى :ا ّ
إّ
المسلمين و قد تأّول ذلك أرباب المذاهب الخر القائلون بأنها
] [ 131
أرض واحدة فقالوا إنها سبعة أقاليم فالمثلّية من هذا الوجه هي ل من تعّدد الرضسسين فسسي
ذاته .
ن فسسيي في تفسير الية حيث قال :أى و فسسي الرض خلسسق مثلهس ّ و نحو ذلك قال الطبرس ّ
ن كيفّية السماء مخالفة لكيفّيسسة الرض و ليسسس فسسي القسسرآن آيسسة تسسد ّ
ل العدد ل في الكيفية ل ّ
ل هذه الية و ل خلف في السماوات أنهسسا سسسماء ن الرضين سبع مثل السماوات إ ّ على أ ّ
فسسوق سسسماء و أمسسا الرضسسون فقسسال قسسوم إنهسسا سسسبع أرضسسين طباقسسا بعضسسها فسسوق بعسسض
لس
ل أرض خلسسق خلقهسسم ا ّ كالسماوات لنها لو كانت مصمتة لكانت أرضا واحدة و فسسي كس ّ
كيف شاء .
و روى أبو صالح عن ابن عباس أنها سبع أرضين ليس بعضها فوق بعض يفسسرق بينهسنّ
حة ما استأثر بعلمسسه و اشسستبه علسسى
ل سبحانه أعلم بص ّ
سماء و ا ّ
ن ال ّ
البحار و تظّلل جميعه ّ
خلقه .
ي :خلق سبع سسسماوات بعسسض فسسوق بعسسض كالقّبسسة و مسسن ي :قال الكلب ّ
و قال الفخر الّراز ّ
ن الرض ثلث طبقسسات ن في كونها طبقسسات متلصسسقة كمسسا هسسو المشسسهور أ ّ الرض مثله ّ
طبقة أرضية محضة ،و طبقة طيّنية و هى غير محضة و طبقة منكشفة بعضها في السسبّر
ن كونهسسا
و بعضها في البحر ،و هي كالمعمورة و ل يبعد مسسن قسسوله و مسسن الرض مثلهس ّ
ل واحسسد مسسن
ن لك ّ
سبعة أقاليم على سبع سماوات و سبعة كواكب فيها ،و هي السيارة ،فا ّ
ل أقساليم الرض فتصسسير سسبعة بهسسذا ص في ك ّص تظهر آثار تلك الخوا ّ
هذه الكواكب خوا ّ
العتبار .
] [ 132
يا بن أبي طالب على هذا المر لحريص ( أى على أمر الخلفة قال الشارح المعسستزلي و
اّلذي قال له ذلك سعد بن أبي وقاص مع روايته فيه أنت مّني بمنزلة هارون من موسى و
صول أحسسرص و أبعسسد و أنسسا أخس ّ سلم بقوله ) فقلت بل أنتم و ا ّ هذا عجب فأجاب عليه ال ّ
أقرب ( فليس للبعيد التعريض على القريب و التعيير بكثرة الحرص و أراد بكونه أخ ّ
ص
ل عليه و آله و سّلم و شّدة قربه منه ) و إنما ل صّلى ا ّو أقرب مزيد اختصاصه برسول ا ّ
ل عليه و آله ) و أنتسسم تحولسسون بينسسي و بينسسه وص الّرسول صّلى ا ّ طلبت حقا هو لي ( بن ّ
تضربون وجهي دونه ( كناية عن منعهم منه و دفعهم له عنه ) فلّما قرعته ( أى صسسدمته
ب ( أى انتبه و استيقظ عن غفلته ) كأّنه بهت ( هكذا جة في المل الحاضرين ( ) ه ّ ) بالح ّ
في نسخة الشارح المعتزلي بزيسسادة بهسست بعسسد لفظسسة كسسأّنه أى صسسار مبهوتسسا متحّيسسرا ) ل
يدرى ما يجيبني ( به .
ل سبحانه و استمّد منه فقال ) :الّلهّم إّني أستعديك على قريش ( أى ثّم إّنه شكى بّثه إلى ا ّ
أستغيثك و أستنصر منك عليهسسم ) و ( علسسى ) مسسن أعسسانهم ( مسسن غيرهسسم ) فسساّنهم قطعسسوا
ل عليه و آله و سّلم ) و صّغروا عظيم ل صّلى ا ّرحمي ( و لم يراعوا قربي من رسول ا ّ
منزلسستي ( حيسسث جعلسسوني قرينسسا للدغسسال و الطغسسام و السسسفلة الرذال ) و أجمعسسوا علسسى
ص بسسي بالنصسسوص ق لسسي و مخت س ّ
منازعتي أمرا هو لي ( أى في أمر الخلفة الذي هو ح ّ
شارح المعتزلي ط كما زعمه ال ّالمستفيضة بل المتواترة الواردة فيه ل بمجّرد الفضلّية فق ّ
وفاقا لساير المعتزلة .
ق أن ن في الح ّ ) ثّم ( إّنهم لم يقتصروا على أخذ حّقي ساكتين عن الّدعوى بل ) قالوا أل إ ّ
ى أن أتسسرك ن السسواجب عل س ّ ن الحسسق لهسسم و أ ّ
ق أن تسستركه ( أي اّدعسسوا أ ّ
نأخسسذه و فسسي الح س ّ
المنازعة فيه معهم فليتهم أخذوه مذعنين بأنه حّقي فكسانت المصسسيبة أهسسون و التحمّسسل بهسسا
أسهل .
قسسال الشسسارح البحرانسسي :و روى نأخسسذه و نسستركه بسسالنون فسسي الكلمسستين ،و عليسسه نسسسخة
الّرضي و المراد أنا نتصّرف فيه كما نشاء بالخذ و الترك دونك .
] [ 133
و قوله ) :طائعا غير مكره ( من باب الحتراس اّلسذي مسّر ذكسره فسي ضسمن المحسسنات
البديعية في ديباجة الشرح و الغرض إبطال تسسوّهم كسسون بيعتهسسم علسسى وجسسه الكسسراه كمسسا
اّدعاه طلحة و الزبير حسبما عّرفه في شرح الكلم الثامن و غيره ) فقدموا علسسى عسساملى
بها ( و هو عثمان بن حنيف النصاري كان عامله يومئذ بالبصسسرة ) و خسّزان بيسست مسسال
المسلمين ( و هم سبعون رجل أو أربعمأة رجسسل كمسسا فسسي روايسسة أبسسي مخنسسف التيسسة ) و
غيرهم من أهلها فقتلوا طائفة ( منهم ) صبرا ( .
قال شيخنا في الجواهر بعد قول المحّقق و يكره قتله أى الكافر صسسبرا ل أجسسد فيسسه خلفسسا
ل عليه و آله و ل صّلى ا ّ سلم لم يقتل رسول ا ّ صادق عليه ال ّلما في صحيح الحلبي عن ال ّ
سّلم رجل صبرا غير عقبة بن ابي معيط و طعن ابن ابي خلف فمات بعسسد ذلسسك ضسسرورة
ل س عليسسه و آلسسه المحتمسسل
ل صّلى ا ّ إشعاره بمرجوحّيته اّلتي ل ينافيها وقوعه من رسول ا ّ
ن الحكم مّما يتسامح في مثله .
رجحانه لمقارنة أمر آخر على أ ّ
] [ 134
قال :و المراد بالقتل صبرا أن يقّيد يداه و رجله مثل حسسال قتلسسه و حينئذ فسساذا اريسسد عسسدم
سره به غير واحسسد بسسل نسسسبه بعسسض إلسسى ل هذا هو المراد مّما ف ّ
الكراهة أطلقه و قتله و لع ّ
المشهور من أنه الحبس للقتل .
و في القاموس :و صبر النسان و غيره على القتل أن يحبس و يرمى حّتى يموت .
و أّما ما قيل من أّنه التعذيب حّتى يموت أو القتل جهسسرا بيسسن النسساس أو التهديسسد بالقتسسل ثسمّ
القتل أو القتل و ينظر إليه آخر أو ل يطعم و ل يسقى حّتى يموت بسالعطش و الجسوع فلسم
أجد ما يشهد لها بل الخير منها مناف لما سمعته من وجوب الطعام و السقى .
سلم فسسي حسسديث اصسسبغ بسسن نبسساته و هسسو يخطسسب علسسى منسسبر
و قال أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل غدرة فجرة ،ن لك ّ
الكوفة أّيها الّناس لول كراهة الغدر لكنت من أدهى الناس ال إ ّ
ص عليسسك قتلهسسم
ن الغدر و الفجور و الخيانة في الّنار هذا و سنق ّ
ل فجرة كفرة ال و إ ّ
و لك ّ
ل.
طائفة صبرا و طائفة غدرا في ثاني التنبيهين التيين إنشاء ا ّ
سلم لما أبدى العذر في قتالهم و وجسسوب قتلهسسم بثلث كبسساير موبقسسة إحسسديها ثّم إّنه عليه ال ّ
لس عليسسه و آلسسه و هتكهسسم لناموسسسه ،و ثانيتهسسا نكثهسسم
ل صسّلى ا ّ إخراجهم لحبيس رسول ا ّ
البيعة بعد سماحهم للطاعة ،و ثالثها قتلهسسم للمسسسلمين صسسبرا و غسسدرا أقسسسم بالقسسسم البسساّر
بحّلّية قتلهم ازاحة للشبهة عّمن كان في قلبه مرض فقال :
-----------
) ( 1لللل للللللل لللللل لللل للللل ل للل
لللل لللل لللللل للل لل لللل ) للل لل (
] [ 135
ل لسسي قتسسل ذلسسك
معتمدين له ) بل جرم جّره ( أى بدون استحقاقه للقتل بجرم اجتراه ) لحس ّ
ل علسسى جسسواز قتسسل جميسسع الجيسسش بقتسسل واحسسد مسسن
الجيسسش كّلسسه ( هسسذا الكلم بظسساهره يسسد ّ
المسلمين معّلل بقوله ) إذ حضروه فلم ينكروا و لم يدفعوا عنسسه بلسسسان و ل يسسد ( فيسسستفاد
منه جواز قتل من ترك النهى عن المنكر مع التمّكن من إنكاره و دفعه .
ن المر بالمعروف و النهى عن المنكر واجبسسان شسسرعا فالتسسارك لهمسسا تسسارك قلت :نعم ل ّ
ي وجسسه أمكسسن كسسساير سلم ردعه عنسسه بسسأ ّ للواجب و عامل للمنكر ،فيجوز للمام عليه ال ّ
من ترك الواجبات و أتى بالمحّرمات فاذا علم من أّول المر أنه ل يجسسدى فسسي ال سّردع إ ّ
ل
القتل لجاز ذلك للمام اّتفاقا و ان اختلف الصحاب في جواز ذلك أى القتل الذي هو آخر
ل علسسى سلم من دون اذنه و يد ّ مراتب المر بالمعروف و النهى عن المنكر لغيره عليه ال ّ
ن فسسي تسسرك إنكسسار المنكسسر إخلل بسسالواجب و إقسسدام علسسى المنكسسر مسسا رواه ما ذكرته من أ ّ
الصدوق ) ره ( في عقاب العمال مسندا عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّسسد عسسن
ل ل يعسّذب لس عسّز و جس ّ
نا ّ سسلم :أيهسسا النساس إ ّ ي عليسسه ال ّ
سلم قال قال علس ّ
أبيه عليهما ال ّ
صسة بسالمنكر سسّرا مسن غيسر أن تعلسم العاّمسة ،فساذا صسة إذا عملست الخا ّ العاّمة بذنب الخا ّ
ل عسسّزصة بالمنكر جهارا فلم يغّير ذلك العاّمة استوجب الفريقان العقوبة من ا ّ عملت الخا ّ
ل.وجّ
قال :و لما وقع التقصير في بني إسرائيل جعل الّرجل منهم يرى أخاه على الذنب فينهسساه
لس عسّز و جس ّ
ل فل ينتهى فل يمنعه ذلك أن يكون أكيله و جليسه و شسسريبه حّتسسى ضسسرب ا ّ
ل لعن اّلذين كفروا مسسن بنسسي
قلوب بعضهم ببعض و نزل فيهم القرآن حيث يقول عّز و ج ّ
اسرائيل على لسان داود و عيسى بن مريم ذلك بما عصوا و كانوا
] [ 136
ل على جواز قتل فاعل المنكر ما يأتي في أواخر الكتاب فسسي ضسسمن كلمسساته القصسسار و يد ّ
من قوله أّيها المؤمنون إّنه من رأى عدوانا يعمل به و منكرا يدعى إليه فسسأنكره بقلبسسه فقسسد
سسسيف سلم و برء ،و من أنكره بلسانه فقد أجر و هو أفضل مسسن صسساحبه و مسسن أنكسسره بال ّ
سفلى فذلك اّلذي أصاب سبيل الهدى ،و قسسام ل هي العليا و كلمة الظالمين ال ّ
لتكون كلمة ا ّ
على الطريق و نّور في قلبه اليقين و رواه في الوسايل مسسن روضسسة السسواعظين مرسسسل و
يدلّ عليه أخبار اخر ل حاجة بنا إلى روايتها .
ل قتل الجيش بحضورهم قتل المسلم مسسن دون سلم ح ّ ن تعليله عليه ال ّ
فقد ظهر بذلك كّله أ ّ
إنكار له و دفع عنه موافسق بظساهره لصسول المسذهب و لقواعسد الشسرع و ل حاجسة إلسى
حسسل التسسأويلت اّلسستي تكّلفهسسا شسسراح النهسسج كالشسسارح المعسستزلي و القطسسبالتسسوجيه و تم ّ
خسص كلمهسم و التنسبيه علسسى مساالراوندي و الشارح البحراني و ل بأس بالشارة إلى مل ّ
جه عليهم فاقول : يتو ّ
و الجواب أّنه يجوز قتلهم لّنهم اعتقسسدوا ذلسسك القتسسل مباحسا فسساّنهم إذا اعتقسسدوا إبسساحته فقسسد
ن شسسرب الخمسسر ن الّزنا مبسساح و أ ّ ل فيكون حالهم حال من اعتقد أ ّ اعتقدوا إباحة ما حّرم ا ّ
مباح .
ن جميع ما فعلوه كان بتأويل لهسسم و ان كسسان معلسسوم الفسسساد و خروجهم لما خرجوا له ؟ فا ّ
ل الخمر و الّزنا و بين اعتقسساد هسسؤلء لباحسسة مسسا فعلسسوه انتهسسىفظهر الفرق بين اعتقاد ح ّ
أقول :و أنت خبير بما في هذا الجواب و العتراض كليهما من الضعف
] [ 137
و الفساد :
ن اعتقاد اباحة ما علم حرمته من الّدين ضرورة كقتسسل المسسسلم عمسسدا و إن أما الجواب فل ّ
سلم لم يعّلل جوازه بذلك ،بل عّلله بالحضور علسسى ل أّنه عليه ال ّ
كان مجّوزا للقتل البّتة إ ّ
قتل المسلم و عدم النكار ،و هو أعّم من اعتقاد الباحة و عدمه ،
ن مجّرد ذلك كاف في جواز القتل من باب المر بالمعروف و النهسى عسن و قد ظهر لك أ ّ
المنكر و ل حاجة إلى التقييد أو التخصيص بصسسورة العتقسساد مسسع عسسدم السسداعي اليهمسسا و
كونهما خلف الصل .
ن خروج الناكثين و قتلهم للمسسسلمين إّنمسسا
خص كلم المعترض أ ّ ن مل ّ
و أما العتراض فل ّ
نشاء من زعمهم جواز ذلك و اعتقادهم حّله لشبهة سنحت لهسسم و ان كسسان زعمسسا فاسسسدا و
اعتقادا كاسدا .
و فيه أّول منع كون خروجهم عسسن وجسسه الشسسبهة و التأويسسل و انمسسا كسسان خسسروج خسسوارج
سسستين » ل سسسلم فسسي الكلم ال ّ
النهروان بالتأويل و زعمهم الباطل حّقا و لذلك قال عليسسه ال ّ
ق فأخطأه كمسن طلسب الباطسل فسأدركه « و ثانيسا تقتلوا الخوارج بعدي فليس من طلب الح ّ
ن خروجهم كان بالتأويل و شبهة مطالبة دم عثمان ظاهرا و أّما قتلهم للمسلمين فأ ّ
ى هب أ ّ
ن المقتولين لم يكونوا قاتلي عثمان و ل من الحاضسسرين لقتلسسه و ل تأويل يتصّور فيه مع أ ّ
ناصرين لقاتليه ،و لم يقع بعد حرب الجمل عند قتلهسسم طائفسسة صسسبرا و طائفسسة غسسدرا فلسسم
ل عن محض البغى و العدوان و التعّدي و الطغيان ،و متعّمدين فيه ، يكن قتلهم لهؤلء إ ّ
ل الخمر و الّزنا .
فجاز قتلهم لذلك كما يجوز قتل معتقد ح ّ
] [ 138
ن التأويل إذا كان معلسسوم الفسسساد حسسسبما اعسسترف بسسه ض عن جميع ذلك أقول :إ ّ و بعد الغ ّ
الشارح نفسه لم يبق موقع للتأّمل في جواز القتسسل ،و لسسذلك أمسسر سسسبحانه بقتلهسسم و قتسسالهم
مطلقا في قوله :و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلسسوا فأصسسلحوا بينهمسسا فسسان بغسست إحسسديهما
ل. لخرى فقاتلوا اّلتي تبغى حّتى تفىء إلى أمر ا ّ على ا ُ
أقول :أّما ما قاله الراوندى فل غبار عليه و أّما اعتراض الشارح المعتزلي فل وجسسه لسسه
سلم و إن عّلل استحلل القتسسل بالحضسسور و عسسدم النكسسار و لسسم يعّللسسه لعمسسوملّنه عليه ال ّ
ن مرجع العّلة المذكورة ن مآل العّلتين واحد ،و مقصود الراوندي التنبيه على أ ّ
لأّ الية إ ّ
في كلمه إلى عموم الية ففي الحقيقة التعليل بتلك العّلة تعليل بذلك العموم .
ن قتل خّزان بيت المسسال و إتلف مسسا فيسسه مسسن المسسوال لسسم
و هذا مما ل ريب فيه لظهور أ ّ
سلم و كونهم فسسي مقسسام المحاربسسة ل من أجل نصبهم العداوة لمير المؤمنين عليه ال ّ
يكن إ ّ
معه ،فيدخلون في عموم الية .
] [ 139
محاربة لهما تعظيما للفعل و تكريما للمسلم ،فيجوز حينئذ قتلهم بحكم الية .
سلم في كلمه لجاز أيضا قتسسل ل واحدا كما فرضه عليه ال ّ بل و لو لم يكن المقتول منهم إ ّ
لس و رسسسوله و ن قتسسل ذلسسك الواحسسد إّنمسسا كسسان محسساّدة ّ
ن المفروض أ ّجميع الجيش كّلهم ل ّ
ن الباقين حضروا ذلك القتل و ي المؤمنين و لمن ائتّم به من المسلمين فحيث إ ّ محاربة لول ّ
لم ينكروه و لم يدفعوا عنه مع تمّكنهم منه يكون ذلك كاشفا عن كونهم في مقسسام المحاربسسة
أيضا .
ل هذا هو مراد الشارح البحراني باليراد اّلسذي أورده علسى الشسارح المعستزلي و إن و لع ّ
ن صدور قتل المسسسلم عسسن بعسسض الجيسسش كانت عبارته قاصرة عن تأدية المراد لظهور أ ّ
لأّ
ن مع حضور الخرين و عدم إنكار منهم و إن كان قرينة على رضسسا الجميسسع بالقتسسل إ ّ
ذلك بمجّرده ل يكفى في جواز قتل الّراضين حّتى ينضّم إليه المقّدمة الخرى أعني كسسون
صدور القتل عن وجه المحاربة ،و كون رضاهم بذلك كاشفا عن كونهم محاربين جميعا
كما قلناه .
و على هذا فان كان مسسراده بقسسوله و الراضسسى بالقتسسل شسسريك القاتسسل هسسو مسسا ذكرنسساه فنعسسم
جه عليه أّنه إن أراد المشاركة في الثم فهو مسّلم لما ورد في غير واحد ل فيتو ّ
الوفاق و إ ّ
ن العامل بالظلم و الراضى بسسه ن الراضى بفعل قوم كالداخل فيهم ،و أ ّ من الّروايات من أ ّ
ن من رضي أمرا فقد دخل فيه و من سخطه فقسسد خسسرج منسسه و المعين به شركاء ثلثة و أ ّ
ن هذه المشاركة ل تنفعه في دفع العتراض . لأّإّ
و إن أراد المشاركة في جواز قتل الّراضى كما يجوز قتل القاتل فهو على إطلقه ممنوع
ن قتل القاتل بعنوان القصاص جايز دون الراضي .لّ
نعم يجوز قتله من باب الحسبة على ما قلنا و من أجل كونه في مقام المحاربة حسبما قاله
سلم الراوندي كما يجوز قتل القاتل بهذين الوجهين أيضا فافهم جّيدا هذا و لما نّبه عليه ال ّ
على جواز قتل الجيش جميعا بقتسسل واحسسد مسسن المسسسلمين أردف ذلسسك بسسالتنبيه علسسى مزيسسد
استحقاقهم له من حيث إقدامهم على جمع كسسثير منهسسم فقسسال ) :دع مسسا أّنهسسم قسسد قتلسسوا مسسن
المسلمين مثل العّدة اّلتي دخلوا بها عليهم ( .
] [ 140
ععععععع
ععععع
شارح المعتزلي بعد الفراغ من شرح الفصل الّثاني من هذه الخطبة ما هسسذه عبسسارته قال ال ّ
سلمسلم بنحو من هذا القول نحو قوله عليه ال ّ و اعلم أّنه قد تواترت الخبار عنه عليه ال ّ
ل عليه و آله حّتسسى يسسوم النسساس هسسذا و قسسوله
ل رسوله صّلى ا ّ ما زلت مظلوما منذ قبض ا ّ
سلم ألّلهّم اجز قريشا فاّنها منعتني حّقي و غصبتني أمري . عليه ال ّ
سلم
ل القطب من الّرحى و قوله عليه ال ّن محّلي منها مح ّ
سلم و إّنه ليعلم أ ّ
و قوله عليه ال ّ
أرى تراثي نهبا و قوله :اصفيا بانائنا و حمل الناس على رقابنا .
قال الشارح و أصحابنا يحملون ذلك كّله على اّدعسسائه المسسر بالفضسسلّية و الحقّيسسة و هسسو
ن حمله على الستحقاق تكفير و تفسيق لوجوه المهاجرين و النصار صواب فا ّ
ق و ال ّ
الح ّ
ن المامّية و الزيدّية حملوا هذه القوال على ظواهرها و ارتكبسسوا بهسسا مركبسسا صسسعبا و لك ّ
ن ما يقوله القوم لكن تصسّفح القسسوال يبطسسل ن هذه اللفاظ موهمة مغلبة على الظ ّ لعمري إ ّ
ن و يدرء ذلك الوهم فوجب أن يجرى مجرى اليات المتشابهات الموهمسسة مسسا ل ذلك الظ ّ
يجوز على الباري فساّنه ل نعمسسل بهسا و ل نعسّول علسسى ظواهرهسسا لّنسا لمسسا تصسّفحنا أدّلسسة
العقول اقتضت العدول عن ظاهر الّلفظ و أن نحمل على التأويلت المذكورة في الكتب .
] [ 141
قال ابن عالية و نحن عنده نتحّدث إذ دخل شخص من الحنابلة قد كان له دين على بعسسض
ي المسسذكورأهل الكوفة فانحدر إليه يطالبه به و اّتفق أن حضره زيارة يوم الغدير و الحنبل ّ
جسسة و يجتمسسع بمشسسهد أميسسر
بالكوفة و هذه الزيارة هي اليوم الثامن عشر من شهر ذي الح ّ
سلم من الخليق جموع عظيمة يتجاوز حّد الحصاء . المؤمنين عليه ال ّ
هل وصل مالك إليك ؟ هل بقى منه بقّية عند غريمك ؟ و ذلك الشخص يجاوبه حّتسسى قسسال
ي بن أبيطالب عليه له يا سّيدي لو شاهدت يوم الزيارة يوم الغدير و ما يجرى عند قبر عل ّ
ب الصحابة جهارا بأصوات مرتفعة مسسن غيسسر شنيعة و س ّ سلم من الفضايح و القوال ال ّ ال ّ
مراقبة و ل خيفة .
ل صسساحب ل ما جراهم على ذلك و ل فتح لهم هذا البسساب إ ّ ي ذنب لهم و ا ّفقال إسماعيل أ ّ
سسسلم
ي بن أبيطالب عليسسه ال ّ ذلك القبر ،فقال ذلك الشخص :و من صاحب القبر قال :عل ّ
ل. ن لهم ذلك و عّلمهم إّياه و طرقهم إليه ؟ قال نعم و ا ّ
قال :يا سّيدي هو اّلذي س ّ
لهقال :يا سّيدي فان كان محّقا فما لنا نتوّلى فلنسسا و فلنسسا و إن كسسان مبطل فمسسا لنسسا نتسسو ّ
لس
ينبغي أن نبرء إّما منه أو منهما ،قال ابن عالية فقام اسسسماعيل مسسسرعا و قسال :لعسسن ا ّ
اسماعيل الفاعل ابن الفاعل إن كان يعرف جواب هذه المسئلة و دخسسل دار حرمسسه و قمنسسا
نحن فانصرفنا انتهى كلم الشارح .
أقول :قد مّر في تضاعيف الشرح ل سّيما مقسّدمات الخطبسسة الثالثسة المعروفسة بالشقشسقّية
سسسلم و بطلن خلفسسة غيسسره مضسسافا إلسسى الدّلسسة الّنصسسوص الداّلسسة علسسى خلفتسسه عليسسه ال ّ
العقلّية .
و العجب من الشارح المعتزلي أّنه بعد اعترافه بتواتر الخبار الظاهرة في
] [ 142
اغتصاب الخلفة و التظّلم و الشكوى من أئمة الجور كيف يصسسرفها عسسن ظواهرهسسا مسسن
سسسك
ل دليسسل لتم ّ
سبيل و لو كان هناك أق س ّ ي داع له الى النحراف عن قصد ال ّ غير دليل و أ ّ
به مقّدم الحنابلة اسماعيل ،و لم يعي عسسن الجسسواب ،و لسسم يقسسم مسسن مجلسسسه مسسسرعا إلسسى
ل لعن نفسه بالفاعل ابن الفاعسل الذهاب ،فحيث عجز عن جواب القائل ضاق به الخناق إ ّ
.
ن حملها على ظواهرهسسا يسسوجب تكفيسسر وجسسوهشارح أنه يعّلل ذلك تارة بأ ّ
ثّم العجب من ال ّ
ن تص سّفح القسسوال
صحابة و تفسيقها و هو كما ترى مصادرة على المّدعى ،و اخرى بأ ّ ال ّ
ى قول أوجب الخروج عن تلك الظواهر . ن الحاصل منها و ليت شعرى أ ّ يبطل الظ ّ
فان أراد قول أهل السّنة فليس له اعتبار و ل وقع له عند اولسسي البصسسار و إن أراد قسسول
ي المختسار و آلسه الطهسار فعليسسه البيسسان و علينسسا التسسليم و
من يعّول علسسى قسسوله مسسن النسب ّ
سير و الخبار و الثر فما ظفرنا بعد إلسسى الذعان ،مع أّنا قد تصّفحنا كتب التواريخ و ال ّ
الن على خبر واحد معتبر و ل حديث صحيح يسسؤثر بسسل الحسساديث الصسسحيحة النبوّيسسة و
غير النبوّية العامّية و الخاصسّية علسسى بطلن دعسسويهم متظسسافرة و إبطسسال خلفسسة الخلفسساء
متواترة متظاهرة .
ل كسلّو قياس ظواهر تلك الّروايات على اليات المتشابهات قياس مع الفارق ل يقيسسسها إ ّ
بايد ناهق ،لقيام الدّلة القاطعة من العقل و النقل على وجوب تأويل هذه اليات و قيامهسسا
على لزوم تعويل ظواهر تلك الروايات .
ق مسسعو كفى بذلك شهيدا فضل عن غيره مّما تقسّدم و يسسأتي و حسديث الثقليسسن و خسبر الحس ّ
لس
ي ص سّلى ا ّ ق المعروف بين الفريقين و رواية ورود الّمة على النسسب ّي مع الح ّ
ي و عل ّ
عل ّ
عليه و آله على خمس رآيات و افتراق الّمة علسسى ثلث و سسسبعين فرقسسة كّلهسسا فسسي النسسار
غير واحدة .
] [ 143
ععععععع عععععع
في ذكر خروج عائشة و طلحة و الزبير الى البصرة ،و قتلهم طائفة مسن المسسلمين فيهسا
سلم إليه في كلمه و تفصيل لما أجمله . صبرا و طائفة غدرا توضيحا لما أشار عليه ال ّ
فأقول :روى الشارح المعتزلي عن أبي مخنف أّنه قسال :حسّدثنا إسسماعيل بسن خالسد عسن
ي عن أبي صالح عن ابن عّباس و روى جرير ابن يزيسسد قيس بن أبي حازم و روى الكلب ّ
عن عامر الشسسعبي ،و روى محّمسسد بسسن إسسسحاق عسسن حسسبيب بسسن عميسسر قسسالوا جميعسسا لّمسسا
خرجت عائشة و طلحة و الّزبير من مّكة إلى البصرة طرقت ماء الحوأب 1و هسسو مسساء
ل س الحسسوأب لبني عامر بن صعصعة فنبحهم الكلب فنفرت صعاب إبلهم فقال قائل لعسسن ا ّ
ما أكثر كلبها .
فلّما سمعت عائشة ذكر الحوأب قالت :أ هذا ماء الحوأب ؟ قالوا نعم ،فقالت :
ل صّلى الّ رّدوني رّدوني ،فسألوها ما شأنها ؟ ما بدا لها ؟ فقالت :إّني سمعت رسول ا ّ
عليه و آله و سّلم يقول :كأّنى بكلب ماء يدعا الحوأب قسسد نبحسست بعسسض نسسسائي ثسّم قسسال
ل عليه و آله لي :
صّلى ا ّ
أقول :بل أّول شهادة الزور في السلم ما وقعت يوم السقيفة حيسسث شسسهد منسافقوا قريسسش
لس لسسم يكسسن
نا ّ
لس عليسسه و آلسسه أنسسه يقسسول :إ ّ
ل صسّلى ا ّ
لبي بكر بأنهم سمعوا من رسول ا ّ
ليجمع
-----------
) ( 1ل لل للل لللل للل للل للل لل ل للل ل ل ل
لللل لللل لل للللللل ) للل (
] [ 144
لنسسا أهسسل السسبيت النبسّوة و الخلفسسة حسسسبما تقسّدم فسسي المقّدمسسة الثالثسسة مسسن مقسّدمات الخطبسسة
الشقشقّية من غاية المرام من كتاب سليم بن قيس الهللي .
ل صّلى ن رسول ا ّ قال أبو مخنف :و حّدثنا عصام بن قدامة عن عكرمة عن ابن عّباس أ ّ
ن عنسسده جميعسسا ليسست شسسعري أّيتكسسن صسساحبة الجمسسل ل عليه و آله قال يومسسا لنسسسائه و هس ّ
ا ّ
الدبب تنبحها كلب الحوأب يقتل عن يمينها و شمالها قتلى كثير كّلهم فسسي الّنسسار و تنجسسو
بعد ما كادت .
قال الشارح المعتزلي :قلت :أصحابنا المعتزلة يحملون قسسوله و تنجسسو علسسى نجاتهسسا مسسن
ن لفظسسة فسسي النسسار
النار و المامّية يحملون ذلك على نجاتها من القتل و محملنسسا أرجسسح ل ّ
ن نحسساة البصسسريين أقرب إليه من لفظة القتلى و القسسرب معتسسبر فسسي هسسذا البسساب أل تسسرى أ ّ
أعملوا أقرب العاملين نظرا إلى القرب .
سكهم به على كون عايشسسة فسسي النسسار حيسسث فان كان مقصوده بذلك الرّد على المامية لتم ّ
سكوا به أبدا علسسى ن المامّية لم يتم ّ
حملوا النجاة فيه على النجاة من القتل دون الّنار ففيه أ ّ
ل عليه و آله كّلهم في الّنار راجع الى المقتولين عن اليميسسن و ن قوله صّلى ا ّ
كونها فيها ل ّ
سكوا به بسل دليلهسم علسى ذلسك مضسافا السى أخبسارهم الشمال ل ربط له بها بوجه حّتى يتم ّ
الكثيرة هو خروجها و بغيها على المام العادل ،و الخسسوارج و البغسساة كّلهسسم فسسي النسسار و
عليه أيضا بناء المعتزلة كما صّرح به الشارح في ديباجة شرحه و إن توّهمسسوا خروجهسسا
مع طلحة و الزبير من هذه الكّلية لدليل فاسد .
ن قسسولهو إن كان مقصوده به اثبات نجاة عائشة من النسسار ففيسسه أّنسسه ل ينهسسض لثباتهسسا ل ّ
ل عليه و آله » تنجو بعد ما كادت « يحتاج إلى إضمار المتعّلق و لفظة فسسي النسسار صّلى ا ّ
ن القرب الّلفظي ل يكفى فسي جعسل متعّلقسه الّنسار بسل المسدار فسي و إن كانت أقرب إليه لك ّ
ي على المنصف الخسسبير بأسسساليب » ج 9 أمثال المقام على القرب العتباري ،و غير خف ّ
«
] [ 145
سلم يقتل عن يمينها و شسسمالها قتلسسى كسسثير و كسسان هنسساك و ذلك لّنه لّما أخبر بأنه عليه ال ّ
مظّنة إصابة القتسسل إليهسسا لقربسسه منهسسا و إشسسرافها عليسسه ،اسسستدرك بقسسوله و تنجسسو بعسسد مسا
كادت ،و هذا بخلف قوله كّلهم في الّنار فاّنه لم يكسسن موهمسا لشسسمولها حّتسسى يحتساج إلسسى
الستدراك .
ن المسسراد منسسه
ن الظاهر من مساق الكلم مضافا إلى التبسسادر عرفسسا هسسو أ ّ فانقدح من ذلك أ ّ
النجاة من القتل ل النجاة من النار كما يقوله المعتزلة .
ي ،و أّما ما يقتضيه النظر الّدقيق فهسسو حمسسل الحسسديث هذا كّله على ما يقتضيه النظر الجل ّ
سسسلمن قسسوله عليسسه ال ّ
على ما يقوله أصحابنا المامية و بطلن محمل المعتزلة ،و ذلك ل ّ
» و تنجو بعد ما كادت « يفيد نجاتها بعد قربها ،فان اريد بها النجاة من القتل بعد القرب
ح لنّ نجاتهسسا منه كما يقوله المامّية فل غبار عليه ،و إن اريد النجاة مسسن الّنسسار فل يصس ّ
منها على زعم المعتزلة كانت بسبب التوبة و لزم ذلك أّنها قبل التوبة كانت هالكة واقعة
في النار أعني الستحقاق بالفعل لها ،و وقوعها فيها غير قربها منها ،كما هو مفاد قوله
:بعد ما كادت .
] [ 146
ن القرب من النار كما هو مضمون الرواية على قول المعتزلة ينسسافي الكسسونو الحاصل أ ّ
فيها على ما هو لزم محملهم فافهم جّيدا .
ذكر ابن العثم في الفتوح ،و الماوردي في أعلم النبّوة ،و شسسيرويه فسسي الفسسردوس ،و
أبو يعلي في المسند ،و ابن مردويه في فضايل أمير المؤمنين ،و الموّفق في الربعين ،
و شعبة و الشعبي و سالم بن أبي الجعد في أحاديثهم و البلذرى و الطبري في تاريخهمسسا
ل و إّنا إليه
ي ماء هذا ؟ فقالوا الحوأب قالت إّنا ّن عايشة لّما سمعت نباح الكلب قالت أ ّ
أّ
ل عليه و آله و سّلم و عنده نسسساؤه يقسسول :ل صّلى ا ّراجعون إّني لهيه قد سمعت رسول ا ّ
ن تنبحها كلب الحوأب .
ليت شعري أّيتك ّ
ن صاحبة الجمل الدبسب تخسرج فتنبحهسسا كلب الحسوأب يقتسل و في رواية الماوردى أيتك ّ
من يمينها و يسسسارها قتلسسي كسسثير و تنجسسو بعسسد مسسا كسسادت تقتسسل و هسسذه الّروايسسة كمسسا تسسرى
ن نجاتها من القتل . صريحة في أ ّ
] [ 147
دار المارة .
ن هؤلء القوم قدموا علينسسا و فلّما وصل كتابهما إليه بعث إلى الحنف بن قيس فقال له :إ ّ
ل عليه و آله و الّناس إليها سراع كما ترى ،فقال الحنف ل صّلى ا ّمعهم زوجة رسول ا ّ
إّنهم جاؤك بها للطلب بدم عثمان و هم اّلسسذين ألّبسسوا علسسى عثمسسان النسساس و سسسفكوا دمسسه و
ل س سسسيركبونل ل يزالونا حّتى يلقوا العداوة بيننا و يسفكوا دمائنسسا و أظّنهسسم و ا ّ أراهم و ا ّ
صة ما ل قبل لك بسسه و إن لسسم تتسسأّهب لهسسم بسسالّنهوض إليهسسم فيمسسن معسسك مسسن أهسسل
منك خا ّ
البصرة فاّنك اليوم الوالي عليهم و أنت فيهم مطاع فسسسر إليهسسم بالنسساس و بسسادرهم قبسسل أن
يكونوا معك في دار واحدة فيكون الناس أطوع منهم لك .
فقال عثمسان بسن حنيسف :السرأى مسا رأيست لكّننسي أكسره أن أبسدهم بسه و أرجسو العافيسة و
سلم و رأيه فأعمل به . سلمة إلى أن يأتيني كتاب أمير المؤمنين عليه ال ّال ّ
ثّم أتاه بعد الحنف حكيم بن جبلة العبدى فأقرأه كتاب طلحة و الزبير فقسسال لسسه مثسسل قسسول
الحنف و أجابه عثمان مثل جوابه للحنف فقسال لسه حكيسسم :فسأذن لسي حّتسسى أسسير اليهسم
ل فانابذهم على سواء . سلم و إ ّ
بالّناس فان دخلوا في طاعة أمير المؤمنين عليه ال ّ
لس إن دخلسسوا عليسسك فقال عثمان :لو كان ذلك رأى لسرت إليهم بنفسي قال حكيم :أما و ا ّ
ن قلوب كثير من الّناس إليسسه و يزيلّنسسك عسسن مجلسسسك هسسذا و أنسست أعلسسم ،
هذا المصر لتنقل ّ
فأبى عليه عثمان .
لس علسيّ أميسسر ي إلى عثمان لّما بلغه مشارفة القسسوم البصسسرة :مسسن عبسسد ا ّ قال :و كتب عل ّ
جهسسوا إلسسى
لس ثسّم نكثسسوا و تو ّ
ن البغاة عاهدوا ا ّ المؤمنين إلى عثمان بن حنيف فأّما بعد :فا ّ
لس أشسّد باسسسا و أشسّد تنكيل فسساذال بسسه و ا ّ
مصرك و ساقهم الشيطان لطلب ما ل يرضى ا ّ
قدموا عليك فادعهم إلى الطاعة و الرجوع إلى الوفاء بالعهد و الميثاق اّلذي فارقونا عليسسه
سسسك بحبسسل النكسسث و الخلف ل التم ّ
فان أجابوا فأحسن جوارهم ما داموا عندك و إن أبوا إ ّ
ل بينك و بينهم و هو خير الحسساكمين و كتبسست كتسسابي هسسذا إليسسك مسسن فناجزهم حّتى يحكم ا ّ
تو ل بن أبسسي رافسسع فسسي سسسنة سس ّ ل و كتب عبيد ا ّ جل المسير اليك إنشاء ا ّالّربذة و أنا مع ّ
ثلثين .
] [ 148
فانطلقا حّتى اذا أتيا حفر أبي موسى و بسسه معسسسكر القسسوم فسسدخل علسسى عايشسسة فسسسألها و
ل فقالت لهما ألقيا طلحة و الزبير .وعظاها و أذكراها و ناشداها ا ّ
فقاما من عندها و لقيا الّزبير فكّلماه فقال لهما :إّنا جئنا للطلب بدم عثمان و نسسدعو الّنسساس
ن عثمسسان لسسم يقتسسل الى أن يرّدوا أمر الخلفة شورى ليختسسار الّنسساس لنفسسسهم فقسسال لسسه :إ ّ
بالبصرة ليطلب دمه فيها و أنت تعلم قتلة عثمان مسسن هسسم و أيسن هسم و أّنسك و صساحبك و
عايشة كنتم أشّد الناس عليه و أعظمهم إغراء بدمه فأقيدوا مسسن أنفسسسكم و أّمسسا إعسسادة أمسسر
سلم طائعين غير مكرهين و أنت يا أبا عبد الخلفة شورى فكيف و قد بايعتم علّيا عليه ال ّ
ل عليه و آلسسه و س سّلم ل صّلى ا ّ ل لم تبعد العهد لقيامك دون هذا الّرجل يوم مات رسول ا ّ ا ّ
ق بالخلفة منه و ل أولى بها منسسه ،و امتنعسست مسسن و أنت آخذ قائم سيفك تقول ما أحد أح ّ
بيعة أبي بكر فأين ذلك الفعل من هذا القول ؟ فقال لهما :اذهبا فألقيا طلحة .
قال أبو مخنف :و أقبل القوم فلما انتهوا إلى المربسسد قسام رجسسل مسسن بنسسي جشسسم فقسال أيهسسا
الناس أنا فلن الجشمي و قد أتاكم هؤلء القسسوم فسسان كسسانوا أتسسوكم خسسائفين لقسسد أتسسوكم مسسن
المكان اّلذي يأمن فيه الطير و الوحش و السباع و إن كانوا انما أتوكم للطلب بسسدم عثمسسان
فغيرنا ولى قتله فأطيعوني أيها الناس و رّدوهسسم مسسن حيسسث أقبلسسوا فسسانكم إن لسسم تفعلسسوا لسسم
تسلموا من الحرب الضروس و الفتنة الصماء اّلتى ل تبقى و ل تذر ،قال :فحصبه ناس
من
] [ 149
قال :و اجتمع أهل البصرة إلى المربد حّتى ملؤه مشاة و ركبانا فقام طلحة و أشسسار إلسسى
الناس بالسكوت ليخطب فسكتوا بعد جهد فخطب خطبة ذكسر فيهسا قتسل عثمسان و حسّرض
الناس على الطلب بدمه ،و على جعل أمر الخلفة شورى .
ثّم قام الزبير فتكّلم بمثل كلم طلحة فقام إليهما نسساس مسسن أهسسل البصسسرة فقسسالوا لهمسسا :ألسسم
سلم فيمن بايعه ؟ ففيم بايعتما ثّم نكثتما ؟ فقسسال ،مسسا بايعنسساه و ل لحسسدتبايعا علّيا عليه ال ّ
في أعناقنا بيعة و إّنما استكرهنا على بيعته .
فقال ناس :قد صدقا و أحسنا القول و قطعنا بالصواب ،و قال ناس ما صدقا و ل أصسسابا
في القول حّتى ارتفعت الصوات .
قال :ثّم أقبلت عايشة على جملها فنادت بصوت مرتفع :أّيها الناس أقّلوا الكلم و اسكتوا
:فأسكت الناس لها فقالت في جملة كلم تحّرضهم فيه على القتسسال و الجلب علسسى قتلسسة
ن عثمان قتل مظلوما فاطلبوا قتلته فاذا ظفرتم بهم فاقتلوهم ثّم اجعلوا المسسرعثمان :أل إ ّ
طسساب و ل يسسدخل فيهسسم مسسن شسسرك فسسي دم
شورى بين الّرهط اّلذين اختارهم عمر بسسن الخ ّ
عثمان .
قال :فماج الناس و اختلطوا فمن قائل يقول القول ما قالت و من قسائل يقسسول و مسا هسسى و
هذا المر إّنما هي امرأة مأمورة بلزوم بيتها ،و ارتفعسست الصسسوات و كسسثر اللغسسط حسستى
تضاربوا بالنعال و تراموا بالحصى .
ن الّناس تمايزوا فصاروا فريقين فريق مع عثمسسان بسسن حنيسسف و فريسسق مسسع عايشسسة و
ثّم إ ّ
أصحابها .
قال أبو مخنف :حّدثنا الشعث عن محّمد بن سيرين عن أبي الجليل قال :لّما نزل طلحة
لس
ل و صسسحبة رسسسول ا ّ و الّزبير المربد أتيتهما فوجدتهما مجتمعين فقلت لهما ناشدتكما ا ّ
ل عليه و آله ما اّلذي أقدمكما أرضنا هذه ؟ فلم يتكّلما فأعدت عليهما فقال بلغنا أ ّ
ن صّلى ا ّ
بأرضكم هذه دنيا فجئنا نطلبها .
قال الشارح المعتزلي :و قد روى قاضي القضاة في كتاب المغني عن وهب بن
] [ 150
ن لكمسسا فضسسل و صسسحبةجرير قسسال :قسسال رجسسل مسسن أهسسل البصسسرة لطلحسسة و الّزبيسسر ،إ ّ
ل عليه و آله و
ل صّلى ا ّ
فأخبراني عن مسيركما هذا و قتالكما أ شيء أمركما به رسول ا ّ
سّلم أم رأى رأيتماه ؟ فأّما طلحة فسكت فجعل ينكت الرض ،و أّما الزبير فقال :ويحك
ن ههنا دراهم كثيرة فجئنا لنأخذ منها . حّدثنا أ ّ
ن الّزبيسر لسم
ن طلحسة تساب و إ ّ
جسة فسي أ ّ
قال الشارح :و جعل قاضي القضاة هذا الخبر ح ّ
يكن مصّرا على الحرب .
ح هو و ما قبله إّنسسه لسسدليل
قال :و الحتجاج بهذا الخبر على هذا المعنى ضعيف و إن ص ّ
على حمق شديد ،و ضعف عظيم و نقص ظاهر ،و ليت شعري ما اّلذي أخرجهمسسا إلسسى
ل كتماه .
هذا القول و إذا كان هذا في أنفسهما فه ّ
أقول :أّما اعتبار الخبرين فل غبار عليه لعتضادهما بأخبار اخسسر فسسي هسسذا المعنسسى ،و
أّما دللتهما على حمق الّرجلين كما قاله الشسسارح فل خفساء فيسسه ،و أّمسسا سسسكوت طلحسسة و
ن السائل ل يبقى و ل يذر و لم يكن له عن الجواب محيسسص نكته الرض فلّنه لما رأى أ ّ
لس قلبسسه و أجسسرى مكنسسون خسساطره علسسىو ل مفّر فبهت الذي كفر ،و أّما الزبير فأعمى ا ّ
لسانه إبانة عن انحطاط مقامه ،و دناءة شأنه .
قال أبو مخنف :فلّما أقبسسل طلحسة و الّزبيسسر المربسد يريسدان عثمسسان بسن حنيسسف فوجسداه و
سسكك فمضسوا حّتسى انتهسوا إلسى موضسع السّدباغين فاسستقبلهم أصحابه قسد أخسذوا بسأفواه ال ّ
أصحاب ابن حنيف فشجرهم طلحة و الزبير و أصحابهما بالّرماح فحمل عليهم حكيم بسسن
جبلة فلم يزل و أصحابه يقاتلونهم حّتى أخرجوهم من جميع السكك و رمسساهم النسسساء مسسن
فوق البيوت بالحجارة .
فأخذوا إلى مقبرة ابن بني مازن فوقفوا بها ملّيا حّتسسى ثسسابت إليهسسم خيلهسسم ثسّم أخسسذوا علسسى
مسناة البصرة حّتى انتهوا إلى الرابوقة ثم أتوا سبخة دار البرزق فنزلوها .
ل بن حكيم لما نزل السبخة بكتب كانا كتباها إليه فقال :
قال :و أتاهما عبد ا ّ
لطلحة :يا با محّمد أما هذه كتبك ؟ قال :بلى ،قال :فكتبت أمس تدعونا إلى خلع عثمان
ل هذه الّدنيا
و قتله حّتى إذا قتلته أتيتنا ثائرا بدمه فلعمرى ما هذا رأيك ل تريد إ ّ
] [ 151
ن علّيا دعاني إلى البيعة بعد ما بايع فعلمت أّني لو لم أقبل ما عرضه علىّ لسم يتسّم
فقال :إ ّ
لي ثّم يغرى لي من معه .
قال :ثّم أصبحا مسسن غسد فصسّفا للحسسرب و خسسرج عثمسان بسسن حنيسف إليهمسا فسي أصسسحابه
سلم فقال نحن نطلسب بسدم عثمسسان ل و السلم و أذكرهما بيعتهما علّيا عليه ال ّ فناشدهما ا ّ
ل و لكنكمسسا
لوا ّق به منكم ك ّ
فقال لهما و ما أنتما و ذاك اين بنوه اين بنو عّمه اّلذينهم أح ّ
حسدتماه حيث اجتمع الّناس عليه و كنتما ترجوان هذا المر و تعملن له و هل كان أحسسد
أشّد على عثمان قول منكما .
ل لو ل صفّية و مكانها من رسول الّ فشتماه شتما قبيحا و ذكرا اّمه فقال للّزبير :أما و ا ّ
ن المر بيني و بينك يسسا بسسن الصسسبغة لوإّ ل عليه و آله و سّلم فانها أدنتك إلى الظ ّصّلى ا ّ
يعني طلحة أعظم من القول لعلمتكما من أمركما ما يسوءكما اللهّم إّني قسسد أعسسذرت إلسسى
هذين الرجلين .
ثّم حمل عليهم و اقتتل الّناس قتال شديدا ثّم تحسساجزوا و اصسسطلحوا علسسى أن يكتسسب بينهسسم
كتاب صلح فكتب :
هذا ما اصطلح عليه عثمان بن حنيف النصاري و من معه من المؤمنين من شيعة أميسسر
سلم و طلحسة و الزبيسر و مسن معهمسا مسن المسؤمنين و ي بن أبيطالب عليه ال ّالمؤمنين عل ّ
ن لعثمان بن حنيف دار المارة و الرحبة و المسجد و بيت المسسال المسلمين من شيعتهما ا ّ
ن لطلحة و الّزبير و من معهما ان ينزلوا حيث شسساؤا مسسن البصسسرة ل يضسساّر و المنبر و إ ّ
بعضهم بعضا في طريق و ل فرضة 1و ل سوق و ل شريعة حّتى يقدم أمير المسسؤمنين
سلم فان أحّبوا دخلوا فيما دخلت فيسسه الّمسسة ،و إن أحّبسسوا الحسسق ي بن أبيطالب عليه ال ّعل ّ
ل قوم بهواهم و ما أحّبوا :من قتال أو سلم ،و خروج أو إقامسسة ،و علسسى الفريقيسسن بمسسا كّ
كتبوا عهد ا ّ
ل
-----------
) ( 1للللل ل لللل ل للل ل ل ل لللل ل لل للل
لللل ل ل لل للللل للل للللل .
] [ 152
لس
و رجع عثمان بن حنيف حّتى دخسسل دار المسسارة و قسسال لصسسحابه :الحقسسوا رحمكسسم ا ّ
بأهلكم وضعوا سلحكم و داووا جرحاكم ،فمكثوا كذلك أّياما .
فلّما استوثق بطلحة و الزبير أمرهما خرجا في ليلسسة مظلمسسة ذات ريسسح و مطسسر و معهمسسا
أصحابهما قد ألبسوهم الدروع و ظاهروا فوقها بالثياب فانتهوا إلى المسسسجد وقسست صسسلة
خره صلة فتقّدم عثمان ليصّلي بهسسم فسسأ ّ الفجر و قد سبقهم عثمان بن حنيف إليه و اقيمت ال ّ
سسيابجة 1و هسسم الشسسرط حسرس بيست أصحاب طلحة و الّزبير و قّدموا الّزبيسسر فجسسائت ال ّ
خروا عثمان . خروا الّزبير و قّدموا عثمان فغلبهم أصحاب الّزبير فقّدموه و أ ّ المال فأ ّ
فلم يزالوا كذلك حّتى كادت الشمس تطلع و صسساح بهسسم أهسسل المسسسجد أل تّتقسسون أصسسحاب
شمس فغلب الّزبير فصّلى بالّناس فلّما انصرف من صلته محّمد و قد طلعت ال ّ
-----------
) ( 1للل للللل للل ل لللل ل ل ل لللل ل
للل لللل ل ل لل لل للل للل ل لل ل ل ل لل ل ل
للل لل ل لللل للللل لل لللللل ل ل للل
للللل ل للل للل لللللل .
] [ 153
صاح بأصحابه المستسلحين أن خذوا عثمان بن حنيف ،فأخسسذوه بعسسد أن تضسسارب هسسو و
مروان بن الحكم بسيفهما .
فكّفوا عنه و خافوا أن يوقع سهل بن حنيف بعيالتهم و أهلهم بالمدينسسة فسستركوه و أرسسسلت
عايشة إلى الزبير أن اقتل السيابجة فاّنه قد بلغني اّلذي صنعوا بك .
ل ابنه و هسسم سسسبعون رجل ل الزبير كما يذبح الغنم ولي ذلك منهم عبد ا ّ
قال :فذبحهم و ا ّ
و بقيت منهم طائفة مستمسكين ببيت المال قالوا ل ندفعه إليكم حّتسسى يقسسدم أميسسر المسسؤمنين
سلم فسارت إليهم الزبيسر فسي جيسش ليل فسأوقع بهسم و أخسذ منهسم خمسسين أسسيرا عليه ال ّ
فقتلهم صبرا .
قال أبو مخنف :و حّدثنا الصقعب بن زهيسسر قسسال كسسانت السسسيابجة القتلسسي يسسومئذ أربعمسسأة
رجل قال :فكان غدر طلحة و الزبيسر بعثمسان بسن حنيسف أّول غسدر فسي السسلم و كسان
السيابجة أّول قوم ضربت أعناقهم من المسلمين صبرا .
] [ 154
قال أبو مخنف :ثّم دخل بيت مال البصسرة فلّمسا رأوا مسا فيسه مسن المسوال قسال الّزبيسر :
ق بهسسا مسسن أهسسل البصسسرة فأخسسذا
جل لكم هذه فنحن أحس ّل مغانم كثيرة تأخذونها فع ّوعدكم ا ّ
سسسمها فسسي
سلم رّد تلك الموال إلسسى بيسست المسسال و ق ّ
ي عليه ال ّ
ذلك المال كّله فلّما غلب عل ّ
المسلمين هذا .
ععععععع
فصل اول متضمن حمد و ثنا است مر حقتعالى را ميفرمايسسد :شسسكر و سسسپاس خداونسسدى
را سزاست كه نمىپوشد از او آسماني آسمان ديگر را و نه زميني زمين ديگر را .
فصل دوم متضّمن شكايتست از اهل شورى و غاصبان خلفت ،ميفرمايد :
و گفت بمن گوينده كه سعد وقاص ملعسسون بسسود اى پسسسر ابسسو طسسالب بدرسسستيكه تسسو بسسأمر
ق خسسدا حريصسستريد و دورتسسر و مسسن خلفت بسيار حريصى ،پس گفتم من بلكه شما بحس ّ
اختصاصم بيشتر است و نزديكيم زيادتر ،و جز اين نيست كه طلب ميكنم حقسسى را كسسه
ص است بمن و شما حايل و حاجب ميشويد ميان من و ميان آن ، مخت ّ
و دست رّد ميزنيد بروى من نزد آن ،پس زمسسانى كسسه كسسوفتم آن گوينسسده را بسسا حجسست و
دليل در ميان جماعت حاضران بيدار شد از خواب غفلت گوئيا كه او نميداند چه جواب
بدهد بمن .
بار خدايا بدرستيكه من طلب اعانت ميكنم از تو بر طايفه قريش و بر كساني كه اعسسانت
كردند ايشانرا پس بدرستيكه ايشان بريدند خويشى مرا و حقير شمردند
] [ 155
بزرگي مرتبه مرا و اتفاق كردند بمنازعه من در كسسارى كسسه آن اختصسساص بمسسن داشسست
ق است ترك كردن تو پس از آن گفتند بدان كه در حق است أخذ كردن ما آن را و در ح ّ
آن را .
فصسسل سسسوم در ذكسسر اصسسحاب جمسسل اسسست ميفرمايسسد :پسسس خسسروج كردنسسد در حسسالتيكه
ميكشيدند حرم پيغمبر خدا را يعنى عايشه خاطئه را چنانچه كشسيده ميشسود كنيسز هنگسام
جه شدند با او بسوى بصره ،پس حبس كردند و نگه داشسستند فروختن او در حالتيكه متو ّ
طلحسه و زبيسر زنسان خودشسان را در خسانه خسود ،و بيسرون آوردنسد زن محبسوس شسده
حضرت رسالتمآب را از براى خودشان و از براى غير خودشسان ،در لشسگريكه نبسود
از ايشان هيچ مردى مگر اينكه عطا كرده بود بمن اطاعت خود را ،
و بخشيده بود بمن بيعت خود را ،در حالتى كه بيعتشان از روى طوع و رغبت بود نه
با جبر و اكراه .
پس آمدند بر حاكم من كه در بصره بود و بر خازنان بيسست المسسال مسسسلمانان و بسسر غيسسر
ايشان از اهل بصره پسسس كشسستند طسسائفه را بسسا صسسبر و اسسسيرى ،و طسسائفه را بسا مكسسر و
حيله ،پس قسم بخدا اگر نمىرسيدند از مسلمانان مگر به يكنفر مرد در حالتيكه متعّمسسد
بودند در قتل آن بدون گناه و تقصيرى كسه كسسب نمسوده آن را هسر آينسه حلل بسود مسرا
كشتن جميع ايسسن لشسسكر از جهسسة اينكسسه حاضسسر شسسدند بكشسستن او و انكسسار نكردنسسد و دفسسع
نكردند از او كشتن را با زباني و نه با دستى بگذار كه ايشان بقتل آوردنسسد از مسسسلمانان
مثل عدديرا كه داخل شده بودند با ايشان بر ايشان .
] [ 156
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
و هى المأة و الثانية و السبعون من المختار في باب الخطب أمين وحيه ،و خاتم رسله ،
ق الّنسساس بهسسذا المسسر أقسسوايهم عليسسه و
ن أحس ّ
و بشير رحمته ،و نذير نقمته ،أّيها الّنسساس إ ّ
لس فيسسه فسسإن شسسغب شسساغب أسسستعتب و إن أبسسى قوتسسل و لعمسسري لئن كسسانت أعلمهم بسأمر ا ّ
المامة ل تنعقد حّتى تحضرها عآّمة الّناس ما إلى ذلك سبيل و لكن أهلها يحكمسسون علسسى
من غاب عنها ثّم ليس للشاهد أن يرجع و ل للغائب أن يختار .
أل و إّني أقاتل رجلين :رجل اّدعى ما ليس له و آخر منع اّلذي عليه .
ل فإّنها خير ما تواصى العباد به ،و خير عواقب المسسور عنسسد ل بتقوى ا ّأوصيكم عباد ا ّ
ل أهسسل البصسسر و
ل ،و قد فتح باب الحرب بينكم و بين أهل القبلة و ل يحمل هذا العلم إ ّ ا ّ
ق ،فامضوا لما تؤمرون به ،و قفوا عند ما تنهسسون عنسسه ،و صبر ،و العلم بمواقع الح ّ
ال ّ
ل أمر تنكرونه غيرا .ن لنا مع ك ّ
ل تعجلوا في أمر حّتى تتبّينوا فإ ّ
] [ 157
اّلذي دعيتم إليه ،أل و إّنها ليست بباقية لكم ،و ل تبقون عليها ،و هي و إن غّرتكم منها
فقد حّذرتكم شّرها .
فدعوا غرورها لتحذيرها ،و إطماعها لتخويفها ،و سسسابقوا فيهسسا إلسسى السّدار اّلسستي دعيتسسم
إليها ،و انصرفوا بقلوبكم عنها و ل يحّنن أحدكم حنين المة على ما زوي عنه منها ،و
لس ،و المحافظسسة علسى مسا اسسستحفظكم مسن صبر علسى طاعسة ا ّ
ل عليكم بال ّ
استتّموا نعمة ا ّ
كتابه .
أل و إّنه ل يضّركم شيء من دنياكم بعد حفظكم قآئمة دينكم .
أل و إّنه ل ينفعكم بعد تضييع دينكم شيء حافظتم عليه من أمر دنياكم .
صبر .
ق ،و ألهمنا و إّياكم ال ّ
ل بقلوبنا و قلوبكم إلى الح ّ
أخذ ا ّ
ععععع
ن ( يح سنّ
) خاتم رسله ( بفتح التآء و كسرها و ) أطمعه ( إطماعا أوقعه في الطمع و ) ح ّ
شوق و شّدة البكاء و الطرب أو صوت الطسسرب عسسن حسسزن أو حنينا استطرب و الحنين ال ّ
فرح ،و في بعض النسخ بالخاء المعجمة قال في القاموس و الحنين كالبكسساء أو الضسسحك
ن ،و قال علم الهدى في كتاب الغرر و الّدرر في قول ابسسن أراكسسةن يخ ّ
في النف و قد خ ّ
الثقفي :
ن باكيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا
لسسسسسسسسسسسسسسسسسسس إذ حسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ّ
فقلسسسسسسسسسسسسسسسسسسست لعبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ا ّ
تعسسسسسسسسسسسسسسسسسّز و مسسسسسسسسسسسسسسسسساء العيسسسسسسسسسسسسسسسسسن منهمسسسسسسسسسسسسسسسسسر يجسسسسسسسسسسسسسسسسسرى
] [ 158
ن باكيا رفع صوته بالبكاء و قال :قال قوم الخنين بالخاء المعجمة مسسن النسسف و
قوله :ح ّ
ل واحسسد منهمسسا و ) زوى ( الشسسيء زّيسسا و
صدر ،و هو صوت يخرج من كس ّالحنين من ال ّ
زوّيا جمعه و قبضه .
ععععععع
الضمير في قوله زوى عنه راجع إلى أحدكم و في بعسض النسسخ بسدله عنهسا فيرجسع إلسى
الّمة و الّول أظهر ،و إضافة قائمة إلى دينكم لمّية و تحتمل أن تكون بيانّية كما نشسسير
اليه في شرح معناه .
عععععع
عع
عع عع ع ع
ععععع ععععع عع ععع ع ع عع ععع ععع
عع
عع عععع ع ععع ع عع
ععع
و هو ) أمين وحيه ( أى مأمون على ما اوحسسى إليسسه مسسن الكتسساب الكريسسم و شسسرايع السّدين
لوالقويم من التحريف و التبديل فيما امر بتبليغه لمكان العصمة الموجودة فيه صلوات ا ّ
سلمه عليه و آله ) و خاتم رسله ( أى آخرهم ليس بعده رسول كما قال سبحانه :ما كان
صافي :آخرهم السسذي
ل و خاتم النبّيين قال في ال ّمحّمد أبا أحد من رجالكم و لكن رسول ا ّ
ختمهم أو ختموا به على اختلف القرائتين .
و في مجمع البحرين :و محّمد خاتم الّنبّيين يجوز فيه فتح التسآء و كسسرها فالفتسح بمعنسى
الزينة مأخوذ من الخاتم الذي هو زينة للبسه و بالكسر اسم فاعل بمعنى الخر ) و بشير
شسسر برحمتسسه الواسسسعة ،و الثسسواب الجزيسسل و مخسّوف مسسن
رحمته و نسسذير نقمتسسه ( أى مب ّ
عقوبته الّدائمة و العذاب الوبيل كما قال عّز من قائل :
سلم ) أّيها
و هو قوله عليه ال ّ
] [ 159
ق الّناس بهذا المر ( أى أمر الخلفة و المامة ) أقسسواهم عليسسه ( أى أكملهسسم ن أح ّالّناس إ ّ
لس فيسسه (
قدرة و قّوة على السياسة المدنّية و على كيفّية تدبير الحسسرب ) و أعلمهسسم بسسأمر ا ّ
لس
أى أكثرهم علما بأحكامه سبحانه في هذا المر و في بعض الّنسخ » و أعملهسسم بسسأمر ا ّ
ق بالرياسة من غيسسره صسسريحا ل على ذلك أعني كون القوى و العلم أح ّ « بدله هذا و يد ّ
ي لهم ابعث لنسسا قوله سبحانه الم تر إلى الملء من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنب ّ
ل قد بعث لكم طالوت ملكًا قالوا أّنى يكون له نا ّ
ل و قال لهم نبّيهم إ ّملكًا نقاتل في سبيل ا ّ
ل اصطفيه عليكم و نا ّق بالملك منه و لم يؤت سعة من المال قال إ ّ الملك علينا و نحن أح ّ
لس واسسسع عليسسم فقسسد رّد لس يسسؤتي ملكسسه مسسن يشسسآء و ا ّ
زاده بسسسطة فسسي العلسسم و الجسسسم و ا ّ
لس و قسسد اختسساره عليكسسم و هسسو أعلسسمن العمدة في ذلك اصطفآء ا ّ استبعادهم لتمّلكه بفقره بأ ّ
ن الشرط فيه وفور العلم ليتمّكن به من معرفة المور السياسية ،و جسامة بالمصالح و بأ ّ
البدن ،ليكون أعظم وقعا في القلوب و أقوى على مقاومة العسسدّو و مكايسسدة الحسسروب ،ل
ما ذكرتم .
سسسلم علسسى بطلن ملسسك و كيف كسسان فقسسد دّلسست هسسذه اليسسة الشسسريفة كقسسول المسسام عليسسه ال ّ
ق ان يتبسسع اّمسسن ل
ق اح ّ
المفضول و خلفته مضافين إلى قوله تعالى :افمن يهدى إلى الح ّ
ل ان يهدي و قوله :قل هل يستوى اّلذين يعلمون و اّلذين ل يعلمون . يهّدى إ ّ
ل علسسى
سسسلم ل يسسد ّ
فانقدح من ذلك فساد ما توّهمه الشارح المعتزلي مسسن أنّ قسسوله عليسسه ال ّ
ن امامة غير القسوى فاسسدة و لكنسه قسال سلم ما قال إ ّ
بطلن امامة المفضول لّنه عليه ال ّ
ق ممن تقّدمه بالمامة مع قولهم
سلم أح ّق و أصحابنا ل ينكرون أنه عليه ال ّن القوى أح ّإّ
حة إمامة غيره .ق و بين ص ّ
حة امامة المتقّدمين لنه ل منافاة بين كونه أح ّ
بص ّ
] [ 160
ل عليه فمسسا
ل بقرينة تد ّ
فان قلت :حمل أفعل على غير معناه الّلغوي مجاز ل يصار إليه إ ّ
القرينة عليه ؟
قلت :القراين المنفصلة من العقل و النقل فوق حّد الحصاء و أّما القرينة المّتصسسلة فهسسي
قوله ) :فان شغب شاغب ( أي أثار الشّر و الفساد ) استعتب ( و طلب عتبسساه و رجسسوعه
ل لعسسدم جسسواز عسسدوله عسسنن جواز قتال البي و قتله ليس إ ّ
ق ) فان أبى قوتل ( فا ّ
إلى الح ّ
ن غيره غير حقيق للقيام بالمر كما ل يخفى ،فسسافهم و تسسدّبر ق إلى غيره فيعلم منه أ ّ
الح ّ
هذا .
سسسلم و نكسسث عسسن بيعتسسه شسسام و أكسسثر مسسن عسسدل عنسسه عليسسه ال ّ
و لما كان معاوية و أهسسل ال ّ
قادحين في خلفته طاعنين في امامته بأّنه لم يكن عقد بيعتسسه برضسسا العاّمسسة و حضسسورها
أشار إلى بطلن زعمهم و فسسساده بقسسوله ) :و لعمسسري لئن كسسانت المامسسة ل تنعقسسد حّتسسى
ى ) مسسا ( كسسان ) إلسسى ذلسسكجسسون بسسه علس ّ
تحضرها عاّمة الّناس ( كما يزعمه هسسؤلء و يحت ّ
سبيل ( لتعّذر اجتماع المسلمين على كثرتهم و انتشارهم في مشسسارق الرض و مغاربهسسا
ل و العقسسد يعقسسدون) و لكن أهلها ( أى أهل المامسسة أو البيعسسة الحاضسسرون مسسن أهسسل الحس ّ
البيعة و ) يحكمون على من غاب عنها ثّم ليس للشاهد أن يرجسسع ( عسن بيعتسه كمسا رجسع
زبير و طلحة ) و ل للغائب ( كمعاوية و أتباعه ) أن يختار ( أى يكسون لهسم اختيسار بيسن
التسليم و المتناع .
] [ 161
لس
التفاتهم إليه كيف و قد أعرضوا عنه في أّول المر مع قسسرب العهسسد بالرسسسول صسّلى ا ّ
ص نفيا
سلم لم يتعّرض للن ّ سلم و أّما ثانيا فلّنه عليه ال ّ
عليه و آله و سماعهم منه عليه ال ّ
ص.و ل إثباتا فكيف يكون مبطل لما اّدعاه المامّية من الن ّ
و العجب أّنه جعل هذا تصريحا بكون الختيار طريقا إلى المامة و نفى الدللة في قسسوله
ق الّناس بهذا المر اه ،على نفى إمامة المفضول مع أّنسه لسم يصسّرحن أح ّ
سلم :إ ّعليه ال ّ
ن المامة تنعقد بالختيار بل قال ل يشترط في انعقاد المامة حضور العامة و ل ريسسب بأ ّ
سلم .
ل بمفهومه على ذلك و هذا تقّية منه عليه ال ّفي ذلك نعم يد ّ
و ل يخفى على من تتّبع سيره أّنه لم يكن يمكنه إنكار خلفتهم و القدح فيهسسا صسسريحا فسسي
سسسلم :و أهلهسسا يحكمسسون و إن كسسان
المحافل فلذا عّبر بكلم مسسوهم لسسذلك و قسسوله عليسسه ال ّ
موهما له أيضا لكن يمكن أن يكون المراد بالهل الحّقآء بالمامة و يكسسون الضسسمير فيسسه
راجعا إليهم .
ن عسسدم
ق الّنسساس أقسسواهم يشسسعر بسسأ ّ
ن أح س ّ
سلم أول بقسسوله :إ ّ
ن ما مهّده عليه ال ّ
و ل يخفى أ ّ
ق دون غيسسره حة رجوع الشاهد و اختيار الغايب إّنما هو في صورة التفاق على الح س ّ صّ
فتأمل .
سلم قتاله فقسسال ) :أل و إّنسسي اقاتسسل رجليسسن رجل اّدعسسى مسسا
ثّم ذكر من يسوغ له عليه ال ّ
ليس له و آخر منع اّلسسذي عليسسه ( يحتمسسل أن يكسسون الّول إشسسارة إلسسى أصسسحاب الجمسسل و
الثاني إلى معاوية و أتباعه و يحتمل العكس .
فعلى الّول فالمراد من اّدعائهم ما ليس لهم الخلفة أو المطالبة بدم عثمسسان فسسانه لسسم يكسسن
لهم ذلك و إنما كان ذلك حّقا لوارثه و من منعهم بما وجب عليهم هو البيعة و بذل الطاعة
.
و على الثاني فالمراد من ما ليس له أيضا الخلفة أو دعوى الولية لدم عثمان و المطالبة
ي على البيعة و السسستمرار عليسسه أو سسساير الحقسسوق
به و من منع ما وجب عليه هو المض ّ
الواجبة عليهم .
عع ععع عع عععع ععع ع
ععععع عععععع عع ععععع
عع ع ععععععع ععع ععععع عععععع
] [ 162
ل ( اّلتي هي الزاد و بها المعاد ل بتقوى ا ّسلم ) اوصيكم عباد ا ّ إجمال و هو قوله عليه ال ّ
ل ( يعني أّنهسسا خيسسر أواخسسر) فاّنها خير ما تواصى العباد به و خير عواقب المور عند ا ّ
المور لكونها خير ما ختم به العمل في دار الّدنيا أو أنّ عاقبتها خير العواقب ) و قد فتسسح
باب الحرب بينكم و بين أهل القبلة ( أى الخذين بظاهر السلم ) و ل يحمل هذا العلم (
أى العلم بوجوب قتال أهل القبلة و بشرايطه و في بعض الّنسخ هذا العلم محّركسسة فيكسسون
ل أهسسلإشارة إلى حرب أهل القبلة و القيام به أى ل يحمسسل علسسم الحسسرب و ل يحسسارب ) إ ّ
صسسبر و التحّمسل علسى المكساره ) و البصر و الصبر ( أى أهل البصيرة و العقل و أهسل ال ّ
ن المسلمين كانوا يستعظمون حرب أهسسل القبلسسة و مسسن أقسسدم ق ( و ذلك ل ّالعلم بمواقع الح ّ
سلم إنّ هذا العلم ليس يدركه كلّ أحسسد و منهم عليه أقدم على خوف و حذر ،فقال عليه ال ّ
صصون . إّنما له قوم مخ ّ
سلم لما علم شيء من أحكام أهسسل البغسسى و هسسو كمسسا قسسال ي عليه ال ّ
شافعي :لول عل ّ قال ال ّ
) فامضوا لما تؤمرون به و قفوا عند ما تنهون عنه و ل تعجلوا في أمسسر ( و ل تسسسرعوا
في إنكاره و رّده إذا استبعدتموه بأوهامكم ) حّتى تتبّينوا ( و تثّبتوا و تسألوا عن فايسسدته و
ل أمر تنكرونه ( و تستبعدونه ) غيرا ( . ن لنا مع ك ّ
عّلته ) فا ّ
ل مسسا
شارح المعتزلي أى لست كعثمان اصّر على ارتكاب ما أنهى عنه بل أغيسسر كس ّ قال ال ّ
ينكره المسلمون و يقتضى الحال و الشرع تغييره .
أقول :و ذلك مثل ما وقع منه في أمر الخوارج فاّنهم لّما نقموا عليه ما نقموا رّوعهم عن
النكار عليه بالبيانات الشافية و الحجج الوافية حّتى ارتدع منهم ثمانية
] [ 163
آلف و كانوا اثنى عشر ألفا و لّما أصّر البسساقون و هسسم أربعسسة آلف علسسى الّلجسساج ،و لسسم
ينفعهم الحتجاج ،قطع دابرهم بسيف يفلق الهام ،و يطيح السواعد و القدام .
ن هذه الّدنيا مع تمّنيكم لها و فرط رغبتكم فيهسسا و مسسع عسسدم إخلصسسها المحّبسسة لكسسم
يعني أ ّ
ق أن تسكنوا فيها ) و ل منزلكم الذي خلقتم له ( و للقامة فيه ) ) ليست بداركم ( اّلتي يح ّ
و ل اّلذي دعيتم إليه ( و إلى التوطن فيه ) أل و إّنها ليست بباقية لكم و ل تبقون عليهسسا (
سلم :
و إلى هذا ينظر قوله عليه ال ّ
يعني أّنها دار فناء ل تسسدوم لحسسد و ل يسسدوم أحسسد فيهسسا ) و هسسى و إن غّرتكسسم منهسسا ( بمسسا
زينتكم من زخارفها و إغفالكم عن فنائها ) فقد حّذرتكم ش سّرها ( بمسسا أرتكسسم مسسن آفاتهسسا و
فنائها و ما ابتليتم فيها من فسسراق الحّبسسة و الولد و نحوهسسا ) فسسدعوا غرورهسسا ( اليسسسير
صادق .) لتحذيرها ( الكثير ) و أطماعها ( الكاذب ) لتخويفها ( ال ّ
] [ 164
و الحزن و البكاء على ما فاته منها ،و قبض عنه من قيناتها و زخارفها .
نو ن المسساء كسسثيرا مسسا يضسسربن و يبكيسسن و يسسسمع الحنيسسن منهس ّ و التشبيه بحنين المسسة ل ّ
لس (صبر علسسى طاعسسة ا ّل عليكم بال ّ الحرائر يأنفن من البكاء و الحنين ) و استتّموا نعمة ا ّ
ق العبادات أو بالصبر على المصائب و البليسسا طاعسسة لسسه أى بالصبر و التحّمل على مشا ّ
ى حال فهو من الشكر الموجب للمزيد ) و ( به يطلب تمام النعمسسة فسسي سبحانه ،و على أ ّ
الدنيا و الخرة كما قال عز من قائل » :إنما يوّفى الصابرون أجرهم بغير حساب « كما
يطلب تمامها ب ) المحافظة على ما استحفظكم من كتابه ( أى بالمواظبة علسسى مسسا طلسسب
منكسسم حفظسسه و المواظبسسة عليسسه مسسن التكسساليف الشسسرعّية السسواردة فسسي كتسسابه العزيسسز ل ّ
ن
المواظبة على التكاليف و الطاعات سبب عظيم لفاضة النعماء و الخيرات .
و أّكد المر بالمحافظة بقوله ) أل و إّنه ل يضّركم تضييع شيء مسسن دنيسساكم بعسسد حفظكسسم
ل المراد بقائمة الّدين اصوله و ما يقرب منها و على كون الضافة بيانّية قائمة دينكم ( لع ّ
فالمراد بقائمته نفس الّدين إذ به قوام أمر الّدنيا و الخرة .
ثّم نّبه على عدم المنفعة في الّدنيا مع فوات الّدين فقال ) :أل و إّنه ل ينفعكم بعسسد تضسسييع
ن أمسسور الّدنياوّيسسة مسسع تضسسييع
دينكم شيء حافظتم عليه من أمر دنياكم ( و ذلك واضح ل ّ
الّدين ل تنتفع بشيء منها في الخرة البتة .
ل س عليسسه و
ي ص سّلى ا ّ
سلم عن النب ّ
رواه في الوسائل من الكافي عن أمير المؤمنين عليه ال ّ
آله و سّلم و قد تقّدم روايته مع أخبار اخر في فضل الصبر في شرح الخطبسسة الخامسسسة و
سبعين و وعدنا هناك إشباع الكلم فيه أى في الصبر و فضله و أقسسسامه فهسسا نحسسن الن ال ّ
ل سبحانه و من مّنه .
نفي بما وعدناك بتوفيق من ا ّ
] [ 165
ن الصبر على ما عرفت فيما تقّدم عبارة عن ملكة راسخة في النفس يقتدر معها فاقول :إ ّ
شسسر الصّسسابرين ل سبحانه من مدحه في كتابه العزيز ،و ب ّ على تحّمل المكاره و قد أكثر ا ّ
و ذّكرهم في آيات تنيف على سبعين قال سسسبحانه :إّنمسسا يسسوّفى الصسسابرون أجرهسسم بغيسسر
لس و إّنسسا إليسسه
صسسابرين اّلسسذين إذا أصسسابتهم مصسسيبة قسالوا إّنسسا ّ
شسسر ال ّ
حساب ،و قسسال :و ب ّ
راجعون ،و قال :و جعلنا منهم أئّمة يهدون بأمرنا لّما صبروا ،و قال :
و جزيهم رّبهم بما صبروا جّنة و حريرًا ،إلى غير هذه مما ل نطيل بذكرها .
صابرين فهى فوق حّد الحصاء منها ما في الكافي عن و أما الخبار في فضله و فضل ال ّ
صبر مسسن اليمسسان بمنزلسسة السسرأس
سلم قال :ال ّ
ل عليه ال ّ
العلء بن الفضيل عن أبي عبد ا ّ
صبر ذهب اليمان . من الجسد فاذا ذهب الرأس ذهب الجسد كذلك إذا ذهب ال ّ
ى دين كثير و ذهب مالي ،و ديني اّلسسذى قسسد لزمنسسي هسسو قال :قلت :جعلت فداك وقع عل ّ
ن رجل مسسن أصسسحابي أخرجنسسي مسسا قسسدرت أن أخسسرج فقسسال أعظم من ذهاب مالى فلول أ ّ
ل مقاديرها راضيا كنت أم كارها . ل تصبر ينفذ ا ّ
سلم :إن تصبر تغتبط و إ ّ عليه ال ّ
ل سيجعل لك فرجا قال :ثّم سكت ساعة ثّم أقبسسل علسسى الرجسسل فقسسال : نا ّ فقال :اصبر فا ّ
ل ضّيق منتن و أهله بأسوء حسسال ، أخبرني عن سجن الكوفة كيف هو ؟ فقال :أصلحك ا ّ
ن ال سّدنيا
سلم :فاّنما أنت في السجن فتريد أن تكون فيه في سسسعة أمسسا علمسست أ ّ قال عليه ال ّ
سجن المؤمن ،إلى غير هذه مّما ل نطيل بذكرها .
قلت :لما كان قوام الجسد و تمامه و كماله إّنما هو بالرأس و بسسه يتسّم تصسّرفاته و يتمّكسسن
صسسبر بسسالّرأس و اليمسسان بالجسسسد ل ّ
ن سلم ال ّ من الثار المترّتبة عليه ل جرم شّبه عليه ال ّ
ن اليمان عبارة عن مجمسسوع العقايسسد كمال اليمان و تمامه إنما هو به ،أّما على القول بأ ّ
ن العمسل ليسس جسزء منسسه بسل هسسو شسسرط الحّقة و العمال فواضح ،و أّما علسسى القسسول بسأ ّ
شسسبه هسسو وصسسف ن الجسد إّنما يكمل بالرأس كمسسا أنسسه يوجسسد بوجسسوه ،فسسوجه ال ّ
الكمال فل ّ
الكمال فقط و ل يجب في تشبيه شيء بشيء وجود جميع أوصاف المشّبه به في المشّبه .
ن الظاهر من قوله :كذلك إذا ذهب الصبر ذهب اليمان هسسو كسسون العمسسل هسسو جسسزء و لك ّ
ل أن يراد منه اليمان بالكمال و قد تقّدم تحقيق الكلم
من اليمان المستلزم ذهابه لذهابه ا ّ
فيه فيما سبق .
] [ 167
فان كان صبرا عن شهوة الفرج و البطسسن ،سسّمي عفسسة ،و إن كسسان فسسي مصسسيبة اقتصسسر
صبر و تضاّده حالة تسمى الجزع ،و إن كان في احتمال الغنسسى س سّمى ضسسبط على اسم ال ّ
النفس و يضاّده البطر ،و إن كان في حرب و مقاتلة سّمى شجاعة و يضاّده الجبسسن و إن
كان في كظم الغيظ و الغضب سّمى حلما و يضاّده التذّمر و السفه و إن كان في نائبة من
صدر ،و إن كان في إخفسساء صدر و يضاّده الضجر و ضيق ال ّ نوائب الّزمان سّمى سعة ال ّ
كلم سّمى كتمان السّر و إن كان عن فضول العيش سّمى زهدا ،و يضاّده الحرص و إن
شره .
كان على قدر يسير من الحظوظ سّمى قناعة و يضاّده ال ّ
لس
ي صسّلى ا ّ
صبر و لجل ذلسسك لّمسسا سسسئل النسسب ّ
و بالجملة فأكثر مكارم اليمان داخل في ال ّ
صبر لنه اكثر أعماله و أعّزها هذا . عليه و آله مّرة عن اليمان فقال :هو ال ّ
صحة و السلمة و المال و الجاه و كسسثرة العشسسيرة و النوع الول ما يوافق الهوى و هو ال ّ
اتساع السسسباب و كسسثرة التبسساع و النصسسار و جميسسع ملّذ السّدنيا و مسسا أحسسوج العبسسد إلسسى
الصبر على هذه المور فانه إن لم يضبط نفسه عن الّركون إليها و النهماك فسسي ملّذهسسا
ن النسان ليطغى أن رآه استغنى . المباحة أخرجه ذلك إلى البطر و الطغيان ،فا ّ
النوع الثانى ما ل يوافق الهوى و هو على ثلثة أقسام لنسسه إّمسسا أن يرتبسط باختيسسار العبسسد
كالطاعات و المعاصسسي ،و إّمسسا أن ل يرتبسسط باختيسساره كسساللم و المصسسائب و إّمسسا أن ل
يرتبط باختياره و لكن له اختيار في إزالته كالتشّفى من المؤذي بالنتقام منه .
الضرب الول الطاعات و العبد يحتاج إلى الصبر عليها ،و التحّمل عن مشاّقها
] [ 168
ن النفس بالطبع تنفّر عن العبودّية و تشتهى الّربوبّية ،و لذلك قسسال بعسض العسارفين مسا
لّ
ل و هى مضمرة ما أظهره فرعون من قوله أنسسا رّبكسسم العلسسى و لكسسن فرعسسون من نفس إ ّ
ل و يسسدعى ذلسسك مسسع
وجد له مجال و قبول من قومه ،فأظهره و أطاعوه و ما مسسن أحسسد إ ّ
ل من هو تحت قهره و طاعته و إن كان ممتنعا من إظهاره . عبده و خادمه و أتباعه و ك ّ
ف عنها أصعب عن النفس لرغبتها بسسالطبع إليهسسا الضرب الثانى المعاصي و تركها و الك ّ
فيحتاج إلسى الصسبر عنهسا و أشسّد أنسواع الصسبر عسن المعاصسي الصسبر علسى المعاصسي
المألوفة المعتادة كحصائد اللسنة من الكذب و الغيبة و البهتان و نحوهسسا فمسسن لسسم يتمكسسن
صسسبر
صبر على النفراد أهون من ال ّ ن ال ّ
صبر عنها فيجب عليه العزلة و النفراد ل ّ من ال ّ
صبر في آحاد المعاصسسي بسساختلف دواعسسي على السكوت مع المخالطة ،و تختلف شّدة ال ّ
المعصية قّوة و ضعفا .
و أما القسم الثانى و هو ما ل يرتبط باختيار العبد أصل فكالمصسسائب و البليسسا و اللم و
حة بسالمرض و الغنسسى السقام من فقد الحّبة و موت العّزة و ذهاب المسسال و تبسّدل الصس ّ
شسسر الموصسسوفون بسسه صبر على هذه هسسو السسذي ب ّ بالفقر ،و البصر بالعمى ،و غيرها و ال ّ
في الية الكريمة بقوله سسسبحانه :و لنبلسسوّنكم بشسسيء مسسن الخسسوف و الجسسوع و نقسسص مسسن
لسس وصابرين ،اّلذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إّنا ّ شر ال ّالموال و النفس و الثمرات و ب ّ
سلم يا داود :تريد و اريد و إّنما يكون إّنا إليه راجعون و أوحى سبحانه إلى داود عليه ال ّ
ما اريد فان سّلمت لما اريد كفيتك ما تريد و إن لم تسلم لما اريسد أتعبتسك فيمسا تريسد ثسّم ل
ل ما اريد .
يكون إ ّ
و أما القسم الثالث و هو ما ل يرتبط هجومه باختياره و له اختيار في دفعه كمسسا لسسو اوذى
صبر على ذلك بترك المكافاة ، بفعل أو قول و جنى عليه في نفسه أو ماله أو نحو ذلك فال ّ
و النتقام تارة يكون واجبا و تارة يكون مندوبا قال تعالى :
و إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به و لئن صبرتم فهو خير للصابرين .
ن الس ّ
ن سلم :لقد قيل لكم من قبل إ ّ
و عن النجيل قال عيسى بن مريم عليه ال ّ
] [ 169
ن و النف بالنف و أنا أقول لكم ل تقاوموا الشّر بالشّر بل من ضرب خ سّدك اليمسسن بالس ّ
خرك لتسسسير معسسه ميل
فحّول إليه الخّد اليسر و من أخذ رداءك فسسأعطه إزارك و مسسن سس ّ
صبر على الذى . ل ذلك أمر بال ّ
فسر معه ميلين ،و ك ّ
ن مسسنسسسلم يسسا حفسسص :إ ّ
ل عليه ال ّ
و في الكافي عن حفص بن غياث قال :قال أبو عبد ا ّ
صسسبر فسسي جميسسع امسسوركن من جزع جزع قليل .ثّم قال :عليسسك بال ّ صبر صبر قليل و إ ّ
ل عليه و آلسسه فسسأمره بالصسسبر و الرفسسق فقسسال » :ول بعث محّمدا صّلى ا ّ ل عّز و ج ّ نا ّفا ّ
اصبر على ما يقولون و اهجرهم هجرًا جميل و ذرنى و المكّذبين ُاولى النعمسسة « و قسسال
سيئة فاذا اّلذي بينك و بينه عداوة كأّنه وليّ حميم تبارك و تعالى :ادفع باّلتي هي أحسن ال ّ
ظ عظيم . ل ذو ح ّل الذين صبروا و ما يلّقيها إ ّو ما يلّقيها إ ّ
ل :قسسد نعلسسم
ل عسّز و جس ّ ل عليه و آله و سّلم فأنزل ا ّثّم كّذبوه و رموه فحزن لذلك صّلى ا ّ
لس يجحسدون و لقسد ن الظسالمين بآيسات ا ّإّنه ليحزنك اّلذي يقولسون فساّنهم ل يكسّذبونك و لكس ّ
كّذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كّذبوا و ُاوذوا حّتى أتاهم نصرنا فألزم النبيّ صّلى
ل و كسسذبوه فقسسال :قسسدلس عسّز و جس ّ
صسسبر فتعسّدوا ،فسسذكروا ا ّ
ل عليه و آله و سّلم نفسه ال ّ
ا ّ
ل: ل عّز و ج ّ صبرت في نفسي و أهلي و عرضي و ل صبر لي على ذكر إلهي فأنزل ا ّ
ل ثناؤه » و جعلنا منهسسم أئّمسسة يهسسدون صبر فقال ج ّ شر في عترته بالئمة و وصفوا بال ّ ثّم ب ّ
لس عليسسه و آلسسه
ي صسّلى ا ّ بأمرنا لّما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنسسون « فعنسسد ذلسسك قسسال الّنسسب ّ
ل :و تّمسست كلمسسة ل له فأنزل ا ّ ل عّز و ج ّ الصبر من اليمان كالرأس من الجسد ،فشكر ا ّ
رّبك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا و دّمرنا ما كان يصنع فرعون و قسسومه و مسسا
ل عليه و آله إّنه بشرى و انتقام . ي صّلى ا ّ كانوا يعرشون فقال النب ّ
] [ 170
ل قتال المشركين فأنزل :اقتلوا المشركين حيسسث وجسسدتموهم و خسسذوهم ل عّز و ج ّفأباح ا ّ
لس علسسى يسسدى
ل مرصسسد و اقتلسسوهم حيسسث ثقفتمسسوهم فقتلهسسم ا ّ
و احصروهم و اقعدوا لهم ك ّ
ل الثوابجل ا ّل عليه و آله و سّلم و أحبائه و جعل له ثواب صبره » و ع ّ رسوله صّلى ا ّ
ل جس ّ
ل خ « مع ما اّدخر له في الخرة فمن صبر و احتسب لم يخرج من الّدنيا حّتى يقّر ا ّ
و عّز عينه في أعدائه مع ما يّدخر له في الخرة .
الّلهّم اجعلنا صابرين على بلئك ،راضين بقضائك ،شاكرين على نعمائك ،
طسساهرين
سكين بالعروة الوثقى و الحبل المسستين مسسن وليسسة أوليسسائك محّمسسد و عسسترته ال ّ
متم ّ
صلواتك عليهم أجمعين .
ععععععع
ل عليه و آله اميسسن وحسسى پروردگسسار اسسست ،و ختسسم كننسسده پيغمسسبران
پيغمبر خدا صّلى ا ّ
حضرت آفريدگار ،و مژده دهنده است برحمت او ،و ترسسساننده اسسست از عقسسوبت آن ،
اى مردمان بدرستى قابل و ليق مردمان باين أمر خلفت قوىترين ايشان اسسست بسسر او
و داناترين ايشان است بأوامر خدا در آن ،پس اگر كسى مهّيج شّر و فساد بشسسود طلسسب
مىشود رجوع او بسوى حق ،و اگر امتناع نمايد بايد مقاتله بشود .
قسم بزندگاني خودم اگر باشد امسسامت اينكسه منعقسد نباشسسد تسا اينكسسه حاضسر بشسود عمسسوم
خليق نيست بسوى او هيچ طريق ،و ليكن أهل امامت حكم ميكنند بهر كس كسسه غسسايب
بشود در مجلس بيعت پس از آن نيست حاضر را اينكه رجوع نمايد از بيعتي كه نمسسوده
و نه غايب را اينكه صاحب اختيار باشد .
ق
آگاه باشيد كه بدرستيكه من مقاتله ميكنم با دو كس يكى آنكه اّدعا نمايد چيزى را كه ح ّ
او نيست و ديگرى آنكه منع نمايد حّقي را كه بر ذمه او است .
] [ 171
وصّيت ميكنم من شما را اى بندگان خسسدا بتقسسوى و پرهيزكسسارى خسسدا پسسس بدرسسستيكه آن
تقوى بهترين چيزيست كه وصيت كردهاند بندگان بآن ،و بهسسترين عسسواقب اموراتسسست
نزد خدا ،و بتحقيق مفتوح شد باب جنگ در ميان شما و در ميسسان أهسسل قبلسسه ،و حامسسل
نميشود اين علم بوجوب قتال أهل قبله را مگر أهل بصيرت و صبر ،
و مگر صاحب علم بمواضع حق پس امضاء بكنيد هر چيزى را كه مأمور ميشويد بسسآن
و توقف نمائيد نزد چيزيكه نهى كرده ميشويد از آن ،و تعجيل نكنيد در كارى تسسا اينكسسه
درست بفهميد حقيقت آن را پس بدرستيكه ما راست با هر چيزى كسسه شسسما انكسسار نمائيسسد
آن را تغيير و تبديلي .
آگاه باشيد بدرسسستيكه ايسسن دنيسسا كسسه صسسباح كرديسسد شسسما در حسسالتيكه آرزو ميكنيسسد آنسسرا و
رغبت مينمائيد در آن ،و صباح كرد آن در حسسالتيكه شسسما را گسساهى بغضسسب ميسسآورد و
گاهى خوشنود مينمايد ،نيست آن خانه شما و نه منزل شما كه خلق شدهايد از براى آن
منزل ،و نه جائيكه خوانده شدهايد بسوى آن .
آگاه باشيد كه آن دنيا باقي نخواهد ماند از براى شما ،و نه شما باقي خواهيد ماند بر آن
،و آن اگر چه مغرور ساخته است شما را از طرف خسسود ،پسسس بتحقيسسق كسسه ترسسساننده
است شما را از شّر خود ،پس ترك نمائيد فريفتن آنرا از بسسراى ترسسساندن آن ،و طمسسع
آوردن او را از براى تخويف آن ،و سبقت نمائيد در آن بسوى خانه كه دعوت شسسدهايد
بسوى آن و رجوع نمائيد با قلبهاى خودتان از آن دنيا .
و البته بايد ناله نكند هيچ يك از شما مثل ناله كردن كنيز بآنچه كه بر چيده شده است از
او از دنيا ،و طلب نمائيد تمامّيت نعمت خدا را بر خودتان بسسا صسسبر كسسردن بسسر طسساعت
خدا و با محافظت كردن بر چيزى كه خدا طلب كسسرده اسسست از شسسما محسسافظت آنسسرا در
كتاب عزيز خود .
آگاه باشيد بدرستيكه ضرر نميرساند بشما ضايع نمودن چيزى از دنياى خودتان بعسسد از
اينكسه شسما حفسظ نمسسوده باشسسيد سستون ديسسن خسسود را ،آگساه باشسسيد كسه بدرسستيكه منفعسست
نميبخشد بشما بعد از ضايع كردن دين خود چيزيكه محافظت
] [ 172
فرا گيرد خداى تبارك و تعالى قلبهاى ما و قلبهاى شما را بسوى حق و إلهام فرمايد بمسسا
و شما صبر و بردبارى را .
و هى المأة و الثالثة و السبعون من المختار في باب الخطب قد كنت و ما أهّدد بالحرب ،
ل ما استعجل متجسسّردا ضرب ،و أنا على ما وعدني رّبي من الّنصر ،و ا ّ و ل أرّهب بال ّ
ل خوفا من أن يطالب بدمه ،لّنه مظّنته ،و لم يكن في القوم أحرص طلب بدم عثمان إ ّلل ّ
ل ما صنع في ك،ووا ّ شّعليه منه ،فأراد أن يغالط بما أجلب فيه ليلّبس المر ،و يقع ال ّ
أمر عثمان واحدة من ثلث :لئن كان ابن عفان ظالما كما كان يزعم لقسسد كسسان ينبغسسي لسسه
أن يوازر قاتليه و أن ينابسذ ناصسريه ،و لئن كسان مظلومسا كسان ينبغسي لسه أن يكسون مسن
المنهنهين عنه ،
ك من الخصلتين لقد كان ينبغي لسسه أن يعسستزله و يركسسد و المعذرين فيه ،و لئن كان في ش ّ
جانبا و يدع الّناس معه فما فعل واحدة من الّثلث ،
] [ 173
ععععع
ن فيسسه
ظسساء الموضسسع اّلسسذي يظس ّ
) تجّرد ( زيد لمره جّد فيه و ) مظّنسسة ( الشسسيء بكسسسر ال ّ
سسسلم أراد ي عليه ال ّ
ى الّنهاية في حديث عل ّ وجوده ) و أجلب ( فيه قال ابن الثير في محك ّ
أن يغالط بما أجلب فيه يقال أجلبوا عليه إذا تجّمعسسوا و تسسأّلبوا و أجلبسسه أى أعسسانه و أجلسسب
عليه إذا صاحه و استحّثه ) و لبس ( عليه المسسر يلبسسسه مسسن بسساب حسسسب خلطسسه و ألبسسسه
غطسساه و أمسسر ملبسسس و ملتبسسس بسسالمر مشسستبه و ) نهنهسسه ( عسسن المسسر كّفسسه و زجسسره و
) عذرته ( فيما صنع أى رفعت عنه الّلوم فهو معذور أى غير ملوم و أعذرته لغة .
ععععععع
سلم :قد كنت قال الشارح المعتزلي كان هنا تاّمة أى خلقت و وجسسدت و أنسسا قوله عليه ال ّ
بهذه الصفة و يجوز أن تكون الواو زايدة و يكون كان ناقصة و خبرها ما اه سّدد كمسسا فسسي
المثل » لقد كنت و ما أخشسسى السسذئب « و جملسسة و أنسسا علسسى مسسا وعسسدنى يحتمسسل الحسسال و
الستيناف .
عععععع
أقول :و قد مضى في شرح الخطبة الثانية و العشرين ما ينفعك ذكسسره فسسي هسسذا المقسسام إذ
الخطبتان مسوقتان لغرض واحد ،و متطابقتان في بعض الفقرات ،
] [ 174
و أّكد الجواب بقوله ) و أنا على ما وعدنى رّبي من الّنصسر ( يعنسي أّنسي علسى يقيسن بمسا
وعدني رّبي من النصرة و الغلبة ،و من كان قاطعا بذلك فل يحذر و ل يخاف البتة .
ل ما استعجل متجّردا للطلسسب بسسدم ثّم أشار إلى نكتة خروج طلحة إلى البصرة بقوله ) و ا ّ
ن عّلة خروجه و اسسستعجاله ل خوفا من أن يطالب بدمه ( يعني أ ّ عثمان ( أى مجّدا فيه ) إ ّ
ن عثمسسان قتسسل مظلومسسا و يجسسب في طلب الّدم و تجّرده له ليست ما شهره بين الناس من أ ّ
النتصار للمظلوم من الظالم حسبة ،و إّنما عّلته هو الخسسوف علسسى نفسسسه مسسن أن يطسسالب
من دمه ) لّنه ( كان ) مظّنته و لم يكن في القوم أحرص عليه ( أى على دم عثمان ) منه
( لما قد عرفت في شرح الخطبة الثانية و العشرين و شرح الكلم الثلثيسسن أّنسسه كسسان أّول
من أّلب الناس على عثمان و أغرى بدمه و أشّدهم إجلبا عليه .
و أقول :هنا مضافا إلى ما سبق أّنه قال الشارح المعتزلي قد كان طلحة أجهسسد نفسسسه فسسي
أمر عثمان و الجلب عليه و الحصر له و الغراء به ،و مّنته نفسه الخلفة ،بل تلّبس
ل أنبها و تسّلم بيوت المسسوال و أخسسذ مفاتيحهسسا و قابسسل النسساس و أحسسدقوا بسسه و لسسم يبسسق إ ّ
يصفق بالخلفة على يده .
ن طلحة منع من دفنه ثلثة أّيام و أنّ قال الشارح و روى المدايني في كتاب مقتل عثمان أ ّ
ن حكيسم ابسن حسزام و ل بعد قتل عثمسان بخمسسة أّيسام و أ ّ سلم لم يبايع الناس إ ّ
عليا عليه ال ّ
سلم على دفنسسه فأقعسسد طلحسة لهسسم فسسي الطريسق ناسسا ي عليه ال ّجبير بن مطعم استنجدا بعل ّ
بالحجارة فخرج به نفر يسير مسسن اهلسسه و هسسم يريسسدون بسسه حايطسسا بالمدينسسة تعسسرف بحس ّ
ش
كوكب ،كانت اليهود يدفن فيه موتاهم فلما صار هنا رجم سريره و هّموا بطرحه
] [ 175
سلم إلى الناس يعزم عليهم لتكّفوا عنه فكّفوا ،فانطلقوا به حّتى دفنوه
ي عليه ال ّ
فأرسل عل ّ
في حش كوكب .
قال و روى الواقدي قال لما قتل عثمان تكّلموا في دفنه فقال طلحة :يدفن بدير سلع يعني
مقابر اليهود .
سلم لم يكن في القوم أحرص علسسى قتسسل عثمسسان منسسه لكنسسه و بالجملة فهو كما قال عليه ال ّ
أراد أن يشبه علي الناس ) فأراد أن يغسسالط ( أى يوقسسع فسسي الغلسسط ) بمسسا أجلسسب فيسسه ( أى
بسبب اعانته في دمه و حّثه على قتله ) ليلبس المسسر ( و يخلطسسه و فسسي نسسسخة البحرانسسي
سسلم و أبطسل ج عليسه ال ّ ك ( في دخوله في قتله ثّم احتس ّ ليلتبس المر أى يشتبه ) و يقع الش ّ
ن عثمسسان عنسسده و صسسلها أ ّ
عذره في الخروج و الطلب بسسدمه بقضسّية شسسرطّية منفصسسلة مح ّ
ل مسسنعلى زعمه إّما أن يكون ظالما أو مظلوما و إّما أن يكون مجهول الحال ،و على ك ّ
لزم عليه القيام بما يقتضيه مع أنه لم يقم به كمسسا يفصسسح عنسسه قسسوله التقادير الثلثة كان ال ّ
ل ما صنع في أمر عثمان ( خصلة ) واحدة مسسن ( سلم مؤّكدا بالقسم الباّر ) و و ا ّعليه ال ّ
خصال ) ثلث ( هسى مقتضسيات التقسادير الثلثسة اّلستي اشسرنا إليهسا إجمسال و أشسار إلسى
ل دمه ) كما كان يزعسسم ( ذلسسك تفصيلها بقوله ) لئن كان ابن عّفان ظالما ( ظلما يوجب ح ّ
حين قتله ) لقد كان ينبغي له ( و يجب عليه ) أن يسسوازر قسساتليه ( أى يسسساعدهم و يحسسامي
عنهم بعد قتل عثمان ) و أن ينابذ ناصريه ( و يعانسدهم و يستركهم بوجسوب النكسار علسى
فاعل المنكر مع أّنه قد عكس المر لّنه نابسسذ قساتليه و وازر ناصسسريه ،و ثسسار معهسسم فسسي
طلب دمه ) و لئن كان مظلوما ( محسّرم القتسسل كمسسا يقسسوله الن و يشسّهره بيسسن الّنسساس لقسسد
ك مسسن) كان ينبغي له أن يكسسون مسسن المنهنهيسسن عنسسه و المعسسذرين فيسسه و لئن كسان فسسي شس ّ
الخصلتين لقد كان ينبغي له أن يعتزله و يركد ( أى ليكسسن ) جانبسسا ( أى يتباعسسد عنسسه و ل
يأمر بقتله و ل ينهى عنه ) و يدع الناس معه ( يفعلون مسا يشسآؤن مسع أّنسه لسم يفعسل ذلسك
أيضا بل أضرم نار الفتنة و صلى بها و أصسسلها غيسسره ) فمسسا فعسسل واحسسدة مسسن الثلث و
جاء بأمر لم يعرف بابه و لم تسلم معاذيره ( أى أتى بأمر لم يعسسرف وجهسسه و اعتسسذر فسسي
نكثه و خروجه بمعاذير لم تكن سالمة إذ قد عرفت في تضاعيف الشرح
] [ 176
ن عمدة معذرته في البغى و الخروج هو المطالبة بسسدم عثمسسان و أّنسسه قتسسل مظلومسسا و قسسد أّ
سلم اعتذاره بذلك هنا بما عرفت .
أبطل عليه ال ّ
ععععععع
از جمله خطب شريفه آن بزرگوار است كه توجيه خطاب در آن بسوى طلحة ابن عبيسسد
ل است ميفرمايد :
ل خذله ا ّ
ا ّ
بتحقيق كه موجود بودم در حالتى كه تهديد كرده نشدهام بجنگ و تخويف كرده نشسسدهام
بزدن ،و من ثابت هستم بر چيزيكه وعده داده است مسسرا پروردگسسار مسسن از نصسسرت و
ق خدا تعجيل نكرد طلحة در حسسالتيكه مجسّد و مصسّر بسسود از بسسراى مطسسالبه
يارى ،و بح ّ
خون عثمان مگر از براى ترس از اينكه مطالبه كرده شسسود بخسسون او ،از جهسست اينكسسه
او مورد تهمت آن خون بود ،و نبود در ميان قوم حريصتر بر قتسسل عثمسسان از طلحسسه ،
پس خواست او كه مردم را بغلط افكند بسبب اعانت و جمع آورى او در قتل آن تا اينكه
بپوشد و خلط نمايد امر را بر مردمان ،و واقع شود شك .
و بحق خدا ننمود طلحه در كار عثمان يكى از سه خصلت را اگر بود پسر عفسسان ظسسالم
و ستم كار چنانچه طلحه گمان ميبرد هر آينه بود سزاوار او را آنكه حمايت بكند قسساتلين
آن را ،يا دشمنى آشكارا نمايد با ناصرين آن ،و اگر بود مظلوم و ستم رسيده هر آينسسه
بود سزاوار از براى او آنكه باشد از باز دارندگان مردم از كشسستن او و از عسسذر آورنسسد
كان در حق او ،و اگر بود در شك از ايسسن دو خصسسلت يعنسسي در ظسسالمّيت و مظلسسومّيت
عثمان هر آينه بود سزاوار مسسر او را آنكسسه اعسستزال ورزد و بايسسستد در كنسسار و بگسسذارد
مردمان را با عثمان بحسسال خودشسسان ،پسسس نكسسرد هيسسچ يسسك از ايسسن سسسه كسسار را و آورد
كارى را كه شناخته نشد در آن و بسلمت نماند عذر خواهىهاى او .
] [ 177
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
و هى المأة و الرابعة و السبعون من المختار في باب الخطب أّيها الغافلون غير المغفسسول
عنهم ،و الّتاركون المأخوذ منهم ،
ل ذاهبين ،و إلى غيره راغبين ،كأّنكم نعم أراح بها سآئم إلسسى مرعسسي ما لي أريكم من ا ّ
ي ،إّنما هي كالمعلوفة للمدى ل تعرف ما ذا يراد بها إذا أحسن إليهسسا ي ،و مشرب دو ّ وب ّ
ل رجسسل منكسسم لس لسسو شسسئت أن أخسسبر كس ّ ،تحسسسب يومهسسا دهرهسسا ،و شسسبعها أمرهسسا ،و ا ّ
لس صسّلى ي برسسسول ا ّ بمخرجه و مولجه و جميع شأنه لفعلت ،و لكن أخاف أن تكفروا فس ّ
صة مّمن يسسؤمن ذلسسك منسسه ،و اّلسسذي بعثسسه ل عليه و آله و سّلم أل و إّني مفضيه إلى الخا ّ ا ّ
ي بذلك كّله و بمهلسسك مسسن ل صادقا ،و لقد عهد إل ّ ق و اصطفاه على الخلق ما أنطق إ ّ بالح ّ
ل أفرغه فسسي يهلك و منجى من ينجو و مآل هذا المر ،و ما أبقى شيئا يمّر على رأسي إ ّ
ل و أسسبقكم إليهسا ،و ل ل ما أحّثكم على طاعسة إ ّ ي ،أّيها الّناس و ا ّ
ي ،و أفضى به إل ّأذن ّ
ل و أتناهى قبلكم عنها . أنهيكم عن معصية إ ّ
ععععع
] [ 178
و ) أراح ( البل رّدها إلى المراح و هو بالضّم مأوى الماشسسية بالّليسسل و بالفتسسح الموضسسع
اّلذي يروح منه القوم أو يروحسسون إليسسه و ) سسسامت ( الماشسسية سسسوما رعسست بنفسسسها فهسسي
ي ( بالتشديد ذو الوباء و سائمة و تتعّدى بالهمزة فيقال أسامها راعيها أى أرعيها و ) الوب ّ
ي دوى بالتخفيف و لكّنسسه المرض و أصله الهمزة و ) الّدوى ( ذو الداء و الصل في الدو ّ
شسسّدد للزدواج قسسال الجسسوهري :رجسسل دو بكسسسر السسواو أى فاسسسد الجسسوف مسسن داء و
) المدى ( بالضّم جمع مدية و هى السكين و ) الشبع ( وزان عنب ضّد الجوع .
ععععععع
غله فسسي النكسسارة وحة كون غير صسسفة للمعرفسسة مسسع تسسو ّ غير المغفول صفة للغافلون و ص ّ
عدم قبوله للتعريف و لو اضيف إلى المعارف من حيث إّنه لم يرد بالغافلين طائفة معّينسسة
ح بذلك وصفه بالنكرة كما فسسي قسسوله :صسسراط اّلسسذين أنعمسست فكان فيه شائبة البهام و ص ّ
عليهم غير المغضسوب عليهسم علسى قسول مسن يجعسل غيسر وصسفا لّلسذين ل بسدل منسه ،و
جب كما في قوله :مسسا لسسى ل أرى الهدهسسد و سسسائم الستفهام في قوله :ما لى أراكم ،للتع ّ
فاعل أراح كما يستفاد من شرح البحراني ،أو صسسفة للفاعسسل المحسسذوف كمسسا يسسستفاد مسسن
ي » ره « . لمة المجلس ّشرح المعتزلي و الع ّ
عععععع
و هو قوله :
ل من اّتصف
ن الخطاب لك ّ
) أّيها الغافلون غير المغفول عنهم ( الظاهر أ ّ
] [ 179
بالغفلسة مسن المكّلفيسن أى اّلسذين غفلسوا عّمسا اريسد منهسم مسن المعسارف الحّقسة و التكساليف
الشسسرعية و لسسم يغفسسل عنهسسم و عّمسسا فعلسسوا ،لكسسون أعمسسالهم مكتوبسسة محفوظسسة فسسي الّلسسوح
ل صغير و كسسبير مسسستطر ) و ل ما فعلوه في الزبر و ك ّ
المحفوظ و صحائف العمال و ك ّ
التاركون ( لما امروا به من الفرائض و الواجبات ) المسسأخوذ منهسسم ( مسسا اغسستّروا بسسه مسسن
ل ذاهبين ( كناية عن اعراضسسهمالهل و المال و الزخارف و القينات ) مالى أراكم عن ا ّ
ل سبحانه و التفاتهم إلى غيره تعالى ) و إلى غيره راغبين ( إشارة إلى رغبتهم فسسي عن ا ّ
زهرة الحياة الّدنيا و إعجابهم بها .
سره الشارح البحراني بالراعى أي اّلذي يراعي النعم و يحفظها و يواظب عليهسسا مسسن وفّ
الرعاية و هو المراعاة و الملحظة قال :شّبههم بالّنعم اّلتي أراح بها راعيها إلى مرعسسى
كثير الوباء و الّداء ،و وجه الشبه أنهم لغفلتهم كالّنعم و نفوسهم الّمسسارة القسسائدة لهسسم إلسسى
ى و لسسذات السّدنيا و مشسستهياتها و كسون تلسك المعاصى كسالراعي القسائد إلسسى المرعسسى السوب ّ
ى تشسسبهل الثام اّلسستي هسسي مظّنسسة الهلك الخسسروى و السسداء السّدو ّ الّلذات و المشتهيات مح ّ
ي انتهى .
ي و المشرب الدو ّ المرعى الوب ّ
ن لفظ السسسائم
أقول :و هذا أقرب لفظا و ما قاله الشارح المعتزلي أقرب معنى ،و ذلك ل ّ
على قول المعتزلي بمعنى الراعى من الرعى و هذا ل غبار عليسسه مسسن حيسسث المعنسسى إ ّ
ل
أنه يحتاج حينئذ إلى حذف الموصوف أى حيوان سائم و نحسسوه و هسسو خلف الصسسل ،و
ن كسسون السسسائم بمعنسسى الراعسسى مسسن لأّ
أّما على قسسول البحرانسسي فل حاجسسة إلسسى الحسسذف إ ّ
الرعاية مما لم يقل بسه أحسد ،و كيسف كسان فالمقصسود تشسبيههم بأنعسام اشستغلت بالمساء و
الكلء و غفلت عّما في باطنهما من السّم الناقع و دوى الّداء .
] [ 180
) إنما هى كالمعلوفة للمدى ( و السكاكين ) ل تعرف ماذا يراد بهسسا إذا احسسسن إليهسسا ( أى
ن الغسسرض مسسن ذلسسك هسسو ن العلف إحسان إليها على الحقيقسسة و ل تعسسرف أ ّ
نأّ
تزعم و تظ ّ
الذبح و الهلك ) تحسب يومها دهرها ( يعني أنها لكثرة إعجابها لعلفهسا فسي يومهسا تظس ّ
ن
نأّ
ن ن دهرها مقصور على ذلك اليوم ليس لها وراءه يوم آخسسر ،و قيسسل معنسساه أنهسسا تظس ّ أّ
ذلك العلف و الطعام كما هو حاصل لها ذلك اليوم يكون حاصل لها أبدا .
ن غسسرض صسساحبها
ن انحصار أمرها و شأنها فسسي الشسسبع مسسع أ ّ) و شبعها أمرها ( أى تظ ّ
من إطعامها و إشباعها أمر آخر .
ععععع عععععع عع ععععععع ععع عع ع عع عععع
ععععععع ع ععععععع ععععععع
و هو قوله :
ل رجل منكم بمخرجه و مولجه و جميع شأنه لفعلسست ( اى لسسو ل لو شئت أن اخبر ك ّ )وا ّ
ل واحد منكم بأّنه من اين خسسرج و أيسسن دخسسل و كيفّيسسة خروجسسه و ولسسوجه و
أشاء لخبر ك ّ
اخبر بجميع شأنه و شغله من أفعاله و أقواله و مطعمه و مشربه و مسسا أكلسسه و مسسا اّدخسسره
في بيته و غير ذلك مما أضمروه في قلوبهم و أسّروه في ضمائرهم كما قال المسيح عليه
سلم ُ » :انّبئكم بما تأكلون و تّدخرون في بيوتكم « .
ال ّ
] [ 181
سلم بكفرهم فيه كفرهم باسناد التقصير إلى النبيّ أقول :و يحتمل أن يكون مراده عليه ال ّ
سلم و علّو شأنه و سمّو مقامه ،و من ذلك ل عليه و آله في إظهار جللته عليه ال ّ صّلى ا ّ
سسسلم نسسسبه المنسسافقون
ل عليه و آله لما أفصح عن بعض فضايله عليسسه ال ّ ي صّلى ا ّن النب ّ
أّ
لس تعسالى فقسال :و مسسا ينطسق عسن إلى الضلل و إلى أّنه ينطق عن الهوى حّتسسى كسّذبهم ا ّ
ل وحى يوحى . الهوى إن هو إ ّ
صافي من المجالس عن ابن عباس قال :صّلينا العشسساء الخسسرة ذات ليلسسة مسسع روى في ال ّ
ل عليه و آله و سّلم فلّما سّلم أقبل علينسسا بسسوجهه ثسّم قسسال :إنسسه سسسينقض
ل صّلى ا ّ رسول ا ّ
سماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم فمن سقط ذلك الكوكب فسسي داره كوكب من ال ّ
ل واحد مّنسسا فسسي داره فهو وصّيي و خليفتي و المام بعدى ،فلما كان قرب الفجر جلس ك ّ
ينتظر سقوط الكوكب في داره و كان أطمع القوم في ذلك أبي العّباس بن عبسسد المطلسسب ،
سسسلم ،ي بسسن أبيطسسالب عليسسه ال ّ
ض الكوكب من الهوا فسقط في دار علس ّ فلما طلع الفجر انق ّ
ي و اّلذي بعثني بسسالنبّوة لقسسدسلم :يا عل ّ ي عليه ال ّ
ل عليه و آله لعل ّل صّلى ا ّ
فقال رسول ا ّ
ي و أصحابه ل بن أب ّ
وجبت لك الوصّية و المامة و الخلفة بعدي ،فقال المنافقون عبد ا ّ
لس
ل بسسالهوى ،فسأنزل ا ّ ل محّمد في محّبة ابن عّمه و غوى و ما ينطسسق فسسي شسأنه إ ّ لقد ض ّ
ل و خسالق الّنجسم إذا هسوى » مسا ضس ّ
ل تبارك و تعالى :و الّنجم إذا هوى يقسول عسّز و جس ّ
سلم » و مسسا غسسوى و مسسا ينطسسق عسسن ي بن أبيطالب عليه ال ّ صاحبكم « يعني في محّبة عل ّ
ل وحى يوحى « . الهوى « يعني في شأنه » إن هو إ ّ
ل عليسسه و ل صّلى ا ّو من هذا الباب أيضا ما في الكافي عن أبي بصير قال :بينا رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم : ل صّلى ا ّ
سلم فقال رسول ا ّ آله جالس إذ أقبل أمير المؤمنين عليه ال ّ
سلم لسسو ل أن يقسسول فيسسك طوايسسف مسسن اّمسستي مسسا ن فيك شبها من عيسى بن مريم عليه ال ّ إّ
سلم لقلت فيك قول ل تمّر بملء من الّناس إ ّ
ل قالت النصارى في عيسى بن مريم عليه ال ّ
أخذوا التراب من تحت قدمك ،قال :
فغضب العرابّيان و المغيرة بن شسسعبة و عسّدة مسسن قريسسش معهسسم فقسسالوا :مسسا رضسسى أن
ل على نبّيه » و لّما ضرب بن مريم ل عيسى بن مريم ،فأنزل ا ّ يضرب لبن عّمه مثل إ ّ
ل بل هم قوم
ل جد ًمثل إذا قومك منه يصّدون و قالوا ء آلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إ ّ
] [ 182
ل عبد أنعمنا عليه و جعلناه مثل لبني إسرائيل و لو نشاء لجعلنا منكم « خصمون إن هو إ ّ
يعني من بني هاشم » ملئكة في الرض يخلفسسون « قسسال :فغضسسب الحسسارث بسسن عمسسرو
ن بني هاشسسم يتوارثسسون هسسرقل ق من عندك « إ ّ الفهرى فقال » :الّلهم إن كان هذا هو الح ّ
ل عليه مقالةسماء أو ائتنا بعذاب أليم « فأنزل ا ّ بعد هرقل » 1فأمطر علينا حجارة من ال ّ
ل معّذبهم و هسسمل ليعّذبهم و أنت فيهم و ما كان ا ّ الحارث و نزلت هذه الية » و ما كان ا ّ
سلم له يا بن عمرو إّما تبسست و إّمسسا رحلسست ،فسسدعى براحلتسسه يستغفرون « ثّم قال عليه ال ّ
لس عليسسه
ل صّلى ا ّ ضت هامته فقال رسول ا ّ فركبها فلما صار بظهر المدينة أتته جندلة فر ّ
ل عسّز و جسسلو آله لمن حوله من المنافقين :انطلقوا إلى صاحبكم فقد أتانا استفتح ،قال ا ّ
ل جبار عنيد « هذا . » و استفتحوا و خاب ك ّ
ن إخباره ببعسض المغيبسسات مسسؤّد إلسى الكفسر و الضسسلل لقصسسور السستعداد و و لما ذكر أ ّ
القابلّية لكثر النفوس البشرّية عن تحّمل السرار الغيبّية استدرك ذلسسك بقسسوله ) إل و اّنسسي
ص أصسسحابي صة ( أى إلى خوا ّ مفضيه ( أى مفض به و موصل له و مؤّد إياه ) إلى الخا ّ
) مّمن يؤمن ذلك ( أى الغلّو و الكفر ) منه ( بمسسا لسسه مسسن السسستعداد ) و اّلسسذى بعثسسه ( أى
ل صسسادقا و لقسسد
ق و اصطفاه على الخلق ما انطق إ ّ ل عليه و آله ) بالح ّ
ل صّلى ا ّ رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم ) بذلك كّله ( أى بجميع ما اخبر بسسه ) و ل صّلى ا ّى ( رسول ا ّ عهد إل ّ
بمهلك من يهلك و منجى من ينجو ( أى بهلك الهالكين و نجاة الّناجين أو بمكان هلكهسسم
و مكان نجاتهم أو زمانهما .
و المسسراد بسسالهلك إّمسسا الهلك ال سّدنيوى أى المسسوت أو القتسسل أو الهلك الخسسروى أعنسسى
الضلل و الشقاء و كذلك النجاة ) و ( ب ) مآل هذا المر ( أي أمسسر الخلفسسة أو ال سّدين و
ملك السلم و مآله انتهائه بظهور القائم و ما يكون فسسي آخسسر الزمسسان ) و مسسا أبقسسى ( أى
ل عليه و آله و سّلم ) شيئا يمسّر علسسى رأسسسي ( مسسن اغتصسساب الخلفسسة و الّرسول صّلى ا ّ
خروج الّناكثين و القاسطين و المارقين و قتالهم و من الشهادة بضربة ابن ملجم المرادى
ل أفرغه ( أى صّبه ) في اذنى و أفضي ل و غير ذلك مما جرى عليه بعده ) إ ّ لعنه ا ّ
-----------
) ( 1لل للل ل لل ل لل ل ل للللل ل لل ل لل للل
) للل (
] [ 183
ى.
ى ( و أعلمني به و أسّره إل ّ
به ( أى أوصله و ألقاه ) إل ّ
ععععع
سسسلم بسسالغيب قسد مسّر تحقيسسق الكلم فيسسه فسيما تضّمنه ذيل هذه الخطبة من علمه عليسسه ال ّ
شرح الفصل الثاني من الخطبة المأة و الّثامنسسة و العشسسرين و أوردنسسا ثّمسسة بعسسض اخبسساره
الغيبّية و قّدمنا فصل مشبعا من اخباره عن الغيوب في شرح الكلم السسسادس و الخمسسسين
و شرح الخطبة الثانية و التسعين ،و أحببت أن أورد طرفا صالحا منها هنسسا ممسسا يناسسسب
سسّيد السسسند الشسسارح المحسّدث السسّيد هاشسسم
المقام نقل من كتسساب مدينسسة المعسساجز تسسأليف ال ّ
البحراني قّدس سّره فأقول :
ن علّيسسا عليسسه
منها ما رواه عن ابن شهر آشوب بسنده عن إسماعيل بن أبسسي زيسساد قسسال :إ ّ
يل سسسلم و أنسست حس ّ سلم قال للبراء بن عسسازب :يسسا بسسراء يقتسسل ابنسسي الحسسسين عليسسه ال ّ
ال ّ
تنصره ،
سلم و ل أمير المؤمنين عليه ال ّسلم كان البراء يقول :صدق و ا ّ فلما قتل الحسين عليه ال ّ
جعل يتلّهف و منها ما رواه عسن ابسن شسهر آشسوب عسن سسفيان بسن عيينسة عسن طساووس
سلم لحجر البدري :يا حجر إذا وقعت على منسسبر صسسنعاء و ي عليه ال ّاليماني أّنه قال عل ّ
ل س إّنسسه
سسسلم و ا ّ
ل من ذلك ،قال عليه ال ّ
امرت بسّبي و البراءة مّني قال :فقلت :أعوذ با ّ
لكائن ،
فاذا كان كذلك فسّبني و ل تتبّرء مّني فانه من تبّرء مّني في الّدنيا تبّرأت منه في الخرة .
ل.
ن أميركم هذا أمرني أن ألعن علّيا فالعنوه لعنه ا ّ
أّيها الّناس إ ّ
] [ 184
سلم و كأّني به و قد خدع ،قلت :يسسا أميسسر المسسؤمنين فلسسم تسسوجهه و فلما أدبر قال عليه ال ّ
لس فسسي خلقسسه بعلمسسه مسسا احتس ّ
ج ي لو عمسسل ا ّ
سلم :يا بن ّ
أنت تعلم أّنه مخدوع ؟ فقال عليه ال ّ
عليهم بالّرسل .
سلم أخسسبر بقتسسل جماعسسة منهسسم حجسسر بسسن و منها ما رواه عن ابن شهر آشوب أنه عليه ال ّ
ى و رشيد الهجرى و كميل بن زياد و ميثم الّتمار و محّمد بن اكثم و خالد بن مسسسعود عد ّ
و حبيب بن المظاهر و حويرثه و عمرو بن الحمق و مزرع و غيرهم ،و وصف قسساتلهم
لس
و كيفّية قتلهم .عبد العزيز بن صهيب عن أبي العالية قال :حسّدثنى مسسزرع بسسن عبسسد ا ّ
ن جيش حتى إذا كان بالبيسسداء ل ليقبل ّ
سلم يقول أما و ا ّ قال :سمعت أمير المؤمنين عليه ال ّ
ن ما أخبرني به أمير المسسؤمنين عليسسه ل ليكون ّخسف بهم فقلت :هذا علم غيب ،قال :و ا ّ
ن بين شرفتين من شرف هذا المسجد ،فقلت : ن و ليصلب ّ ن رجل فليقتل ّ
سلم و ليأخذ ّال ّ
و منها ما رواه عسن البرسسي عسن محّمسد بسن سسنان و سساق الحسديث قسال :سسمعت أميسر
سلم يقول لعمر : 1يا عمر يا مغرور إني أراك في الّدنيا قتيل بجراحة
المؤمنين عليه ال ّ
من عبد اّم معمر تحكم عليه جورا فيقتلك توقيعا يدخل بذلك الجّنة على رغم منك .
ن أمير و منها ما رواه عن ثاقب المناقب عن إبراهيم بن محّمد الشعري عّمن رواه قال إ ّ
سلم أراد أن يبعث بمال إلى البصرة فعلم ذلك رجل من أصحابه فقال لو المؤمنين عليه ال ّ
ى أخذت طريسسق المكرجسسة فسسذهبت بسسه ، أتيته فسألته أن يبعث معى بهذا المال فاذا دفعه إل ّ
سلم و قال :بلغنى أنك تريد أن تبعث بمال إلسسى البصسسرة ،قسسال :نعسسم قسسال : فأتاه عليه ال ّ
ى فابلغه تجعل لي ما تجعل لمن تبعثه فقد عرفت صحبتي قال :فقال فادفعه إل ّ
-----------
) ( 1لل للل لل لللللل .
] [ 185
مّر ميثم التمار على فرس له فاستقبل حبيب بن مظاهر عند مجلس بني أسد فتح سّدثا حّتسسى
التقت أعناق فرسيهما ،ثّم قال حبيب :لكأّنى برجل أصلع ضخم البطن يبيع البطيسسخ عنسسد
لس عليسسه و آلسسه و يبقسسر بطنسسه
ل صسّلى ا ّ
ب أهل بيت رسول ا ّ
دار الّرزق و قد صلب في ح ّ
على الخشبة ،
فقال ميثم :و إّنى لعرف رجل أحمر له ضفيرتان يخرج لنصرة ابن بنست نسبّيه فيقتسل و
يجال برأسه بالكوفة و اجيز اّلذي جاء به ثّم افترقا ،فقال أهل المجلس :ما رأينسسا أعجسسب
سسلم أعلمهسم بسالغيب ،فلسم يفسترق أهسل ن عليسا عليسه ال ّ
من أصحاب أبي تراب يقولسون إ ّ
المجلس حّتى أقبل رشيد الهجري ليطلبهما فسأل أهل المجلس عنهمسسا فقسسالوا قسسد افترقسسا و
ل ميثما و حبيبا قد نسى أّنه يزاد فسسي سمعناهما يقولن كذا و كذا ،قال رشيد لهم :رحم ا ّ
ل أكذبهم ،فما عطاء اّلذي يجيء برأسه مأة درهم ،ثّم وّلى ،فقال أهل المجلس :هذا و ا ّ
مّرت الّيام حّتى رأى أصحاب المجلس ميثما مصلوبا علسى بساب عمسرو بسن حريسث ،و
سلم إلسسى ي عليهما ال ّ جيء برأس حبيب بن مظاهر من كربل و قد قتل مع الحسين بن عل ّ
ل ،و زيد في عطاء الذي حمل رأس حبيب مأة درهم كما ذكسسر و ل بن زياد لعنه ا ّ
عبيد ا ّ
سلم سلم أخبرهم به أمير المؤمنين عليه ال ّ رؤى كّلما قاله أصحاب أمير المؤمنين عليه ال ّ
.
لس
و منها مسسا رواه عسسن الخصسسيبي مسسسندا عسسن أبسسي حمسسزة الّثمسسالي عسسن جسابر بسسن عبسسد ا ّ
ل عليه و آله و سّلم سرية فقال :تصلون ساعة ل صّلى ا ّ النصاري قال :أرسل رسول ا ّ
كذا و كذا من الّليل أرضا ل تهتدون فيها سيرا فاذا وصلتم إليها فخذوا ذات الشمال فسسانكم
تمّرون برجل فاضل خّير فتسترشدونه فيأبي أن يرشدكم حّتى تأكلوا مسسن طعسسامه و يذبسسح
سسسلم و أعلمسسوه
لكم كبشا فيطعمكم ثّم يقوم معكم فيرشدكم على الطريسسق فسساقرءوه مّنسسي ال ّ
أّني قد ظهرت في المدينة .
فمضوا فلّما وصلوا إلى الموضع في الوقت ضّلوا ،فقال قائل منهم :ألم يقل لكسسم رسسسول
ل عليه و آله خذوا ذات الشمال ،ففعلوا فمّروا بالرجل اّلذي وصفه رسول ا ّ
ل ل صّلى ا ّ ا ّ
ل عليه و آله فاسترشدوه الطريق فقال :إّني ل ارشدكم حّتسسى تسسأكلوا مسسن طعسساميصّلى ا ّ
ي صلوات فذبح لهم كبشا فأكلوا من طعامه و قام معهم فأرشدهم الطريق فقال :أظهر النب ّ
ل عليه و آله ا ّ
] [ 186
لس
بالمدينة ؟ فقالوا :نعم ،فأبلغوه سلمه فخّلف في شأنه من خّلف و مضى إلى رسسسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم ،و هو عمرو بن الحمق الخزاعى ابن الكاهن بسسن حسسبيب بسسن
صّلى ا ّ
سسلم مسا شساءعمرو بن القين بن دّراج بن عمرو بن سعد بن كعسب ،فلبسث معسه عليسه ال ّ
ل.ا ّ
ى منسسه فسساذا
ل عليه و آله ارجع إلى الموضع الذي هاجرت إلس ّ ل صّلى ا ّ
ثّم قال له رسول ا ّ
سلم الكوفة و جعلها دار هجرته فآته .
نزل أخى أمير المؤمنين عليه ال ّ
قال :نعم ،قال :بعها و اجعلها في الزد فاني غدا لو قد غبت عنكم لطلبت فتتبعك الزد
جها نحو الموصل .حّتى تخرج من الكوفة متو ّ
ي فتقعد عنده فتستسقيه الماء فيسسسقيكه و يسسسألك عسسن شسسأنك فتخسسبره و فتمّر برجل نصران ّ
ستصادفه مقعدا فادعه إلى السلم فساّنه يسسلم فساذا أسسلم فسامرر بيسدك علسى ركبستيه فساّنه
ينهض صحيحا سليما ،و يتبعك .
صسستك وو تمّر برجل محجوب جالس على الجاّدة فتستسقيه الماء فيسقيك و يسسسألك عسسن ق ّ
لون معاوية طلبك ليقتلسسك و يمثسسل بسسك ليمانسسك بسسا ّ
ما اّلذي أخافك و مّمن تتوقع فحّدثه بأ ّ
لس
ل عليه و آله و سّلم و طاعتك لسسي و إخلصسسك فسسي وليسستي و نصسسحك ّ رسوله صّلى ا ّ
تعالى في دينك فادعه إلى السلم فاّنه يسلم ،فامرر يدك على عينيه فسسانه يرجسسع بصسسيرا
ل فيّتبعانك و يكونان معك و هما الّلذان يواريان جّثتك في الرض . باذن ا ّ
ن فيه صسسديقا عنسسده مسسن علسسم المسسسيح عليسسه ثّم تصير إلى الّدير على نهر يدعى بالّدجلة فا ّ
ل لك فسساذا أحسّسست بسسكل ليهديه ا ّسلم ما تجده لك أعون العوان على سّرك و ما ذاك إ ّ ال ّ
شرطة ابن اّم الحكم و هو خليفة معاوية بالجزيرة و يكون مسسكنه بالموصسل فاقصسد إلسى
لس السسذى
صديق الذي في الّدير في أعلى الموصل فنسساده فسسانه يمتنسسع عليسسك فسساذكر اسسسم ا ّ ال ّ
ن الّدير يتواضع لك حّتى تصير في ذروته فاذا رآك ذلسسك الراهسسب الصسسديق عّلمتك إّياه فا ّ
قال لتلميذ معه ليس هذا أوان المسيح هذا شخص كريم و محّمد قد
] [ 187
ل و وصّيه قد استشهد بالكوفة و هذا من حواريه ثّم ياتيك ذليل خاشسسعا فيقسسول لسسك توفاه ا ّ
أّيها الشخص العظيم قد أهلتني لما لم اسسستحّقه فبسسم تسسأمرني ؟ فتقسسول اسسستر تلميسسذي هسسذين
عندك و تشرف على ديرك هذا فانظر مسساذا تسسرى ،فسساذا قسسال لسسك إّنسسى أرى خيل غسسامرة
نحونا .
فخّلف تلميذيك عنده و انسسزل و اركسسب فرسسسك و اقصسسد نحسسو غسسار علسسى شسساطىء الّدجلسسة
ن و النسسس ،فسساذا اسسستترت فيسسه
تستتر فيه فاّنه ل بّد من أن يسترك و فيسسه فسسسقة مسسن الجس ّ
ن يظهر لك بصورة تّنين فينهشك نهشا يبالغ في اضعافك فينفر عرفك فاسق من مردة الج ّ
فرسك فتبدر بك الخيل فيقولون هذا فرس عمرو و يقفون اثره .
فاذا أحسست بهم دون الغار فابرز إليهم بين دجلة و الجاّدة فقف لهم فسسي تلسسك البقعسسة فسسانّ
لس فسساذا
ل جعلها حفرتك و حرمك فالقهم بسيفك فاقتل منهم ما استطعت حّتى يأتيك أمر ا ّ ا ّ
غلبوك حّزوا رأسك و شهروه على قناة إلى معاوية و رأسك أّول رأس يشهر في السلم
من بلد إلى بلد .
ل عليه و آلسه
ل صّلى ا ّ
سلم و قال :بنفسى ريحانة رسول ا ّ ثّم بكى أمير المؤمنين عليه ال ّ
و ثمرة فؤاده و قّرة عينه ابني الحسين فاّنى رأيتسه يسسير و ذراريسه بعسدك يسا عمسرو مسن
ل.
كربل بغربى الفرات إلى يزيد بن معاوية عليهما لعنة ا ّ
ثّم ينزل صاحبك المحجوب و المقعد فيواريان جسسسدك فسسي موضسسع مصسسرعك و هسسو مسسن
الدير و الموصل على مأة و خمسين خطوة من الّدير .
إلى غير هذه مما ل نطيل بروايتها ،و قد وضح و اّتضح لسسك ممسسا أوردنسساه مسسن الخبسسار
سسسلم بسسالغيب و أنسسه يعلسسم
سلم في هذه الخطبة من علمسسه عليسسه ال ّ
تصديق ما ذكره عليه ال ّ
أعمال الناس و أفعالهم و يطلع على ما أعلنوه و ما أسّروه ،و يعرف مهلسسك مسسن يهلسسك و
صه و بطسسانته سسسلم منجى من ينجو ،و يخبر من ذلك ما يتحّمل على من يتحّمل من خوا ّ
ل عليه و آله و شيعته .
ا ّ
ععععععع
] [ 188
اى غافلني كه غفلت كرده نشده از رفتار و كردار ايشان ،و اى ترك كننسدگان تكساليف
خود كه أخذ خواهد شد از ايشان آنچه بايشان دادهاند از متاع دنيا ،
چيست مرا كه ميبينم شما از خداوند تبسسارك و تعسسالى كنسسار روندگانيسسد و بسسسوى غيسسر او
رغبت كنندگان ،گويا كه شما چهار پايانيد كه برده باشد شبانگاه آنها را بسسسوى چراگسساه
و با آرنده و شرابگاه بيمار كننده جز اين نيست كه آن چهار پايان مثل حيسسواني ميباشسسند
كه علف داده شده از براى كاردها يعني از بسسراى كشسستن كسسه نميشناسسسند چسسه چيسسز اراده
ميشود بآنها چون احسسان ميشسسود بآنهسا ،گمسسان ميكننسد كسه روزگسسار ايشسسان هميسن روز
ايشان است و بس ،و مىپندارند كه كار ايشان منحصسسر بسسسير بسسودن آنهسسا اسسست ،قسسسم
ل دخسسول آن و بخدا اگر بخواهم كه خبر دهم هر مردى را از شما بمكسسان خسسروج و مح س ّ
بهمه شغل و شأن آن هر اينه ممكن است بمن اينكار ،و لكن ميترسم كه كسسافر شسسويد در
ل عليسسه و آلسسه آگسساه باشسسيد بدرسسستيكه مسسن رسسسانندهام ايسسن
حق من برسول مختار صّلى ا ّ
اخبار غيبي را بخواص أصحاب خود از آن اشخاصسسيكه أيمنسسي شسسده باشسسد ايسسن كفسسر از
ايشان .
و قسم بذاتى كه مبعوث فرموده پيغمبر را براستي و برگزيسسده او را بجميسسع خلسسق سسسخن
نمىگويم مگر در حالت راستي و صدق و بتحقيسق كسسه عهسد فرمسوده حضسسرت رسسسالت
ل عليه و آله و سّلم بسوى من بهمه اين اخبار و بهلكت كسى كه هلك ميشود و صّلى ا ّ
بنجات يافتن كسيكه نجات خواهد يافت ،و به عاقبت اين امسسر خلفسست و بسساقي نگذاشسست
چيزى را كه خواهد گذشت بر سر من از حوادث روزگسار مگسر اينكسه ريخست آنسرا در
گوشهاى من و رسانيد آن را بمن ،أى مردمان بحق خدا تحريسسص نمىكنسسم شسسما را بسسر
طاعتي مگر اينكه سبقت مىنمسسايم بشسسما بسسسوى آن طسساعت ،و نهسسى نميكنسسم شسسما را از
معصيتي مگر اينكه خود دارى ميكنم پيش از شما از آن معصيت .
] [ 189
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
و هى المأة و الخامسة و السبعون من المختار في باب الخطسسب قسسال الشسسارح البحرانسسي :
ن هذه الخطبة من أوايل الخطب السستي خطسسب بهسسا أّيسسام بويسسع بعسسد قتسسل عثمسسان ،و
روى ا ّ
شرحها في فصلين :
ععععع ععععع
ن الّنسسار
ن الجّنة حّفت بالمكاره و إ ّ
ل عليه و آله و سّلم كان يقول :إ ّ
ل صّلى ا ّن رسول ا ّ فإ ّ
شهوات . حّفت بال ّ
ل يأتي
ل شيء إ ّ
ل يأتي في كره ،و ما من معصية ا ّ
ل شيء إ ّ
و اعلموا أّنه ما من طاعة ا ّ
ل رجل نزع عن شهوته ، في شهوة ،فرحم ا ّ
ن هذه الّنفس أبعد شيء منزعا ،و إّنها ل تزال تنسسزع إلسسى معصسسية
و قمع هوي نفسه ،فإ ّ
في هوى .
] [ 190
ي المنازل .
و الماضين أمامكم ،قّوضوا من الّدنيا تقويض الّراحل ،و طووها ط ّ
و اعلموا أّنه ليس علسسى أحسسد بعسسد القسسرآن مسسن فاقسسة ،و ل لحسسد قبسسل القسسرآن مسسن غنسسى ،
فاستشفوه من أدوائكم ،و استعينوا به على لوائكم ،فإنّ فيه شفاء مسسن أكسسبر السّداء و هسسو
جهوا إليه بحّبه ،و ل تسسسئلوا بسسه
ل به ،و تو ّضلل ،فاسئلوا ا ّ ي و ال ّالكفر و الّنفاق و الغ ّ
خلقه ،
ل.
جه العباد بمثله إلى ا ّ
إّنه ما تو ّ
و اعلموا أنه شافع مشّفع ،و قائل مصّدق ،و أّنه من شفع له يوم القيمة شّفع فيسه ،و مسن
محل به القرآن يوم القيمة صّدق عليه ،
ل حارث مبتلسسى فسسي حرثسسه و عاقبسسة عملسسه ،غيسسر نكّ فإّنه ينادي مناد يوم القيمة :أل و إ ّ
حرثة القرآن فكونوا من حرثتسسه و أتبسساعه ،و اسسستدّلوه علسسى رّبكسسم ،و استنصسسحوه علسسى
شوا فيه أهواءكم .أنفسكم ،و اّتهموا عليه آرائكم ،و استغ ّ
] [ 191
صسبر ،و السورع صسبر ال ّ العمل العمل ،ثّم الّنهاية الّنهاية ،و الستقامة السستقامة ،ثسّم ال ّ
ن للسسسلم ن لكم علما فاهتدوا بعلمكم ،و إ ّ ن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم ،و إ ّ الورع ،إ ّ
ل مّما افترض عليكم من حّقه ،و بّيسسن لكسسم مسسن غاية فانتهوا إلى غايته ،و اخرجوا إلى ا ّ
سسسابق قسسد وقسسع ،و ن القسسدر ال ّ وظائفه ،أنا شاهد لكم ،و حجيج يوم القيمسسة عنكسسم ،أل و إ ّ
ن قسسالُوا
ن اّلذي َ ل تعالى ِ :إ ّ جته ،قال ا ّ لوحّ القضاء الماضي قد توّرد ،و إّني متكّلم بعدة ا ّ
جّنسِة اّلسستي
شسُروا ِباْل َحَزنسُوا َو أْب ِل َتخاُفوا َو ل َت ْ
عَلْيِهُم اْلَملِئَكُة أ ّ
ل َ
سَتقاُموا َتَتَنّز ُ
ل ُثّم ا َْرّبَنا ا ّ
ل ،فاستقيموا على كتابه ،و على منهاج أمره ،و علسسى ن ،و قد قلتم :رّبنا ا ّ عُدو َ ُكْنُتْم ُتو َ
صالحة من عبادته ،ثّم ل تمرقوا منها ، طريقة ال ّ ال ّ
ععععع
ف و قلسسع عنسسه و) نزع ( عن المعاصي نزوعا انتهى عنها و نزع عن الشسسيء نزوعسسا كس ّ
المنزع يحتمل المصدر و المكان و نزع الى أهله نزاعة و نزاعا اشتاق إليه ،و نازعتني
نفسى إلى كذا اشتاقت إليه قال في مجمع البحرين :في الحديث الّنفس الّمارة أبعد شسسيء
منزعسا ،أى رجوعسا عسسن المعصسسية اذ هسى مجبولسسة علسسى محّبسسة الباطسل ،و أّمسا تفسسسير
الشارح المعتزلي منزعا بمذهبا فل يخفى بعده .
] [ 192
و ) الظنون ( و زان صبور إّما مبالغة من الظّنة بالكسر بمعنى التهمة يقال :
ظننت فلنا أى اّتهمته فل يحتاج حينئذ إلسسى الخسسبر أو بمعنسسى الضسسعيف و قليسسل الحيلسسة و
جعل الشارح المعتزلي الظنون بمعنى البئر ل يدرى فيها ماء أم ل غير مناسسسب للمقسسام و
إن كان أحد معانيه .
و ) قسساض ( البنسساء و قوضسسه أى هسسدمه أو التقسسويض نقسسض مسسن غيسسر هسسدم أو هسسو نقسسض
لواء ( و زان شسسا خلف نصسسحه و ) ال ّ شسسه كمسّد يمسّد غ ّ
شه ( يغ ّ
العواد و الطناب و ) غ ّ
صحراء الشّدة و ضيق المعيشة و فسسي مجمسسع البحريسسن فسسي الحسسديث و مسسن ) محسسل بسسه (
القرآن يوم القيامة صدق أى سعى به يقال محل بفلن اذا قال عليه قول يوقعه في مكسروه
و ) تورد ( الخيل البلد دخله قليل قليل .
ععععععع
ل لها من العراب ،و أو في قسسوله بزيسسادة أو نقصسسان جملة قّوضوا استيناف بياني ل مح ّ
بمعنى الواو كما في قوله :لنفسي تقاها أو عليها فجورها .
و يؤّيده قوله زيادة في هدى ،و نقصسسان بسسالواو ،أو أنّ الترديسسد لمنسسع الخلسّو و الفسساء فسسي
ن فيه شفاء للتعليل و قوله :العمسسل العمسسل و مسسا قوله :فاستشفوه فصيحة ،و في قوله :فا ّ
يتلوه من المنصوبات المكّررة انتصابها جميعا على الغراء أو عامسسل النصسسب محسسذوف
أى ألزموا العمل فحذف العامل و ناب أّول الّلفظين المكّررين منابه .
عععععع
ن مسسدار هسسذا الفصسسل مسسن الخطبسسة الشسسريفة علسسى الموعظسسة و النصسسيحة و ترغيسسباعلم أ ّ
سيئآت و التنبيه على جملسسة مسسن فضسسايل كتسساب طاعات و تحذيرهم عن ال ّ المخاطبين في ال ّ
الكريم و خصايص الذكر الحكيسسم ،و صسّدر الفعسسل بسسالمر بالنتفسساع بأفضسسل البيانسسات و
الّتعاظ بأحسن المواعظ و القبول لكمل النصايح فقال » :ج « 12
] [ 193
ل ( لتفوزوا جّنة النعيم و الفوز العظيم ،و تنجوا من نار الجحيسسم و) و اّتعظوا بمواعظ ا ّ
ل ( فاّنها مؤّدية إلى درجات الجنات منجية مسسن دركسسات العذاب الليم ) و اقبلوا نصيحة ا ّ
الهلكسسات ،و التيسسان بلفسسظ الجللسسة و التصسسريح باسسسمه سسسبحانه فسسي جميسسع الجملت مسسع
اقتضساء ظساهر المقسام للتيسان بالضسمير ليهسام السستلذاذ و لدخسال السّروع فسي ضسمير
المخاطبين و تربية المهابة و تقوية داعى المأمورين لمتثال المأمور به ،و قول الشارح
ن ذلك أى تعدية السم صريحا للتعظيم فليس بشيء . البحراني بأ ّ
ل قد أعذر إليكم بالجلّية ( يعنسسي أّنسسه سسسبحانه
نا ّ
و لما أمر بالّتعاظ و النتصاح علله ) فا ّ
قد أبدى العذر اليكم في عقاب العاصين منكم بالعذار الجلّيسسة و السسبراهين الواضسسحة مسسن
ل ما اتيها ليهلك من هلك عسسن بّينسسة و يحيسسى مسسن حس ّ
ى اليات الكريمة لّنه ل يكّلف نفسا إ ّ
عن بّينة .
جسة علسسىجسسة ( بارسسال الّرسسسول و إنسسزال الكتسساب يعنسسي أّنسسه أتسّم الح ّ
) و اّتخذ عليكسسم الح ّ
المكّلفين بما اتاهم و عّرفهم حتى ل يكون لهم عذر في تسسرك التكسساليف و ل يكسسون للّنسساس
جة بعد الّرسل قال عّز من قائل :و ما كّنا معّذبين حّتى نبعث رسول ) و بّين لكسسم عليه ح ّ
محاّبه من العمال و مكارهه منها ( أى بّين في كتاب العزيز الفرايسض و الواجبسات مسن
صسالحات المطلوبسة لسه و صسلة و غيرهسا مسسن العمسسال ال ّ ج و الجهساد و الصسسوم و ال ّ الحس ّ
المحبوبة عنده ،و المحظورات من الكسسذب و الغيبسسة و النميمسسة و السسسعاية و غيرهسسا مسسن
الفعال القبيحة المبغوضة له المكروهة لديه .
ب العمسسال ) و تجتنبسسوا هسسذه ( أى مكارههسسا ) فسسانّ و اّنما بّينها ) لتّتبعسسوا هسسذه ( أى محسا ّ
ب و وجوب اجتنسساب المكسساره ل عليه و آله ( تعليل لوجوب اّتباع المحا ّ ل صّلى ا ّ رسول ا ّ
ن الجّنسسة حّفسست بالمكسساره و إن الّنسسار حّفسست بالشسسهوات ( يعنسسي أنّ الجّنسسة
) كسسان يقسسول :إ ّ
ف عسسن لسسذائذ السسّيئآت و كلهمسسا مكسسروه ق الطاعسسات و الكس ّ محفوفسسة بالصسسبر علسسى مشسسا ّ
للّنفس ،
] [ 194
فمن صبر على ذلك المكروه يكون مصيره إلى الجّنة و كذلك النار محفوفة باطلق عنان
النفس و ارتكاب ما تشتهيها و تتمناها من الشهوات و المحّرمات ،فمن أقدم عليها و أتسسى
بها يكون عاقبته إلى النار و كفى بالجّنة ثوابا و نوال في تسسسهيل تحّمسل تلسسك المكسساره ،و
كفى بالنار عقابا و وبال في التنفير عن هذه الشهوات .
ثّم بعد تسهيل المكاره التي يشتمل عليها الطاعات يكون غايتها أشسسرف الغايسسات و تحقيسسر
س الغايات نّبه علسسى أّنسسه ل تسسأتى طسساعته
الشهوات اّلتي يريد التنفير عنها يكون غايتها أخ ّ
ل شيء ل في شهوة ،و هو قوله ) و اعلموا أنه ما من طاعة ا ّ ل في كره و ل معصيته إ ّ إّ
ن الّنفس للقّوة الشسسهوّية
ل يأتي في شهوة ( ل ّ ل شيء إ ّل يأتي في كره و ما من معصية ا ّ إّ
أطوع من القّوة العاقلة خصوصا فيما هو أقرب إليها من الّلذات المحسوسسسة اّلسستي يلحقهسسا
العقاب عليها .
ف ) عن شهوته و قمع ( أى قلع ) هوى نفسه فان هذه النفس ل رجل نزع ( و ك ّ ) فرحم ا ّ
( الّمارة بالسوء ) أبعد شيء منزعا ( أى كفا و انتهاء عن شسسهوة و معصسسية ) و أنهسسا ل
تزال تنزع ( أى تشتاق و تميل ) إلى معصية فسسي هسسوى ( نّبسسه علسسى وصسسف المسسؤمنين و
سسسي بهسسم و تحريصسسا لهسسم علسسى اقتفسساء
كيفّية معاملتهم مع نفوسهم جذبا للسامعين إلسسى التأ ّ
آثارهم و هو قوله :
) فكونوا كالسابقين قبلكم ( إلى الجّنة ) و الماضين أمامكم ( مسسن المسسؤمنين الزاهسسدين فسسي
الّدنيا و الّراغبين في الخرة ) قّوضسسوا مسسن السّدنيا تقسسويض الّراحسسل ( يعنسسي أنهسسم قطعسسوا
ن الّراحسسل إذا أراد الرتحسسال يقسّوض متسساعه و عليق الّدنيا و ارتحلوا إلى الخسسرة كمسسا أ ّ
ى المنازل ( أى طووا أيام ينقض خيمته و يهدم بناءه ) و طووها ط ّ
] [ 195
ن السابقين الّولين من المقّربين و أصحاب اليمين لمسسا عرفسسوا بعيسسن صل الجملتين أ ّو مح ّ
ن الّدنيا ليست لهم بدار و أن الخرة دار قرار ل جرم كانت هّمتهسسم مقصسسورة بصائرهم أ ّ
في الوصول إليها ،فجعلوا أنفسهم في الّدنيا بمنزلة المسسسافر ،و جعلوهسسا عنسسدهم بمنزلسسة
المنازل فاخذوا من ممّرهم ما يبلغهم إلى مقّرهم فلما ارتحلوا عنها لم يبق لهم علقة فيهسسا
ن المسافر إذا ارتحل من منزل ل يبقى له شيء فيه فأمر المخاطبين بأن يكونوا مثل كما أ ّ
هؤلء في الّزهد في السّدنيا و تسسرك العليسسق و المنّيسسات و الرغبسسة فسسي العقسسبي و الجّنسسات
العاليات و هي أحسن منزل و مقيل .
ثّم شرع في ذكر فضل القرآن و بيسسان ممسسادحه ترغيبسسا فسسي الهتسسداء بسسه و القتبسساس مسسن
ن هذا القرآن هو الناصح ( المشفق ) اّلسسذي ل سلم ) و اعلموا أ ّ ضياء أنواره فقال عليه ال ّ
ن الناصسسح الصسسديق شسسأنه ذلسسك ) و الهسسادى ش ( في إرشاده إلى وجوه المصسسالح كمسسا أ ّ يغ ّ
ل ( من اهتدى به . اّلذي ل يض ّ
سلم
ل عليه ال ّ) و المحّدث اّلذي ل يكذب ( في قصصه و أحاديثه و أخباره قال أبو عبد ا ّ
ن العزيسز الجّبسار أنسزل
سسلم ا ّ
فيما روى في الكافي عن سماعة بسن مهسران عنسه عليسه ال ّ
صادق الباّر فيه خبركم و خسسبر مسسن قبلكسسم و خسبر مسسن بعسسدكم و خسسبر
عليكم كتابه و هو ال ّ
جبتم .
السماء و الرض و لو أتاكم من يخبركم لذلك تع ّ
) و ما جالس هذا القرآن أحد ( استعار لفظ المجالسسسة لمصسساحبته و ملزمتسسه و قرائتسسه و
ل قام عنه ( استعار لفظ القيام لترك قرائته و الفراغ عنها و التدّبر في ألفاظه و معانيه ) إ ّ
ن المقابلسسة بيسسن الفعليسسن فسسي
ل يخفى ما في مقابلة الجلوس بالقيام من الّلطف و الحسسسن فسسا ّ
معنييهما الحقيقين و المجازين كليهما على حّد قوله تعالى :أ و من كان مّيتا فأحييناه
] [ 196
ن من قام عن القرآن بعد قضاء وطسسره منسسه فانمسسا يقسسوم ) بزيسسادة أو و كيف كان فالمراد أ ّ
نقصسسان زيسسادة فسسي هسسدى و نقصسسان مسسن عمسسى ( اذ فيسسه مسسن اليسسات البّينسسات و السسبراهين
الباهرات ما يزيد في بصيرة المستبصر ،و ينقص من جهالة الجاهل .
) و اعلموا أنه ليس لحد بعد القرآن من ( فقر و ) فاقة و ل لحد قبل القرآن مسسن غنسسى (
ن من قرء القرآن و عرف ما فيه و تدّبر في معانيه و عمل ن المراد به أ ّ
و ثروة الظاهر أ ّ
بأحكامه يتّم له الحكمة النظرّية و العملّية و ل يبقى له بعده إلى شيء حاجة و ل فقر و ل
فاقة و من لم يكن كذلك فهو أحوج المحتاجين .
قال الشاحر البحراني في شرح ذلك :نّبههم على أّنه ليس بعده على أحد فقر أى ليس بعد
نزوله للّناس و بيانه الواضح حاجة بالّناس إلى بيان حكم في إصلح معاشهم و معادهم ،
و ل لحد قبله من غني أى قبل نزوله ل غني عنه للّنفوس الجاهلة انتهى ،و الظهسسر مسسا
قلناه .
] [ 197
لس
ى و الضلل ( قال أبو عبسسد ا ّ ن فيه شفاء من أكبر الّداء و هو الكفر و الّنفاق و الغ ّ )واّ
لس ل يرجسسع المسسر و الخلفسسة ي في الكافي مرفوعسسا ل و ا ّ سلم في الحديث المرو ّ عليه ال ّ
إلى آل أبى بكر و عمر و ل إلى بني امّية أبدا و ل فسسي ولسسد طلحسسة و الزبيسسر أبسسدا و ذلسسك
طلوا الحكام . سنن و ع ّإنهم نبذوا القرآن و أبطلوا ال ّ
ل عليه و آله و سّلم القرآن هدى من الضللة و تبيان مسن العمسى ل صّلى ا ّ و قال رسول ا ّ
و استقالة من العثرة و نور من الظلمة و ضيآء من الحداث و عصمة من الهلكة و رشسسد
من الغواية و بيان من الفتن و بلغ من الّدنيا إلى الخرة ،و فيه كمال دينكسسم و مسسا عسسدل
ل إلى النار .
أحد عن القرآن إ ّ
جهوا إليه بحّبه ( يحتمل أن يكون المراد به جعله وسيلة إليه سسسبحانهل به و تو ّ
) فاسألوا ا ّ
جه لسسه
ب السائل المتو ّ
جه إليه بحّبه أى بح ّ
في نيل المسائل لكونه أقوى الوسائل ،و أن يتو ّ
ل تعالى في انجاح السؤلت و قضاء أو بكونه محبوبا ّ
] [ 198
الحاجات ،و أن يكون المراد به اعداد النفوس و إكمالها بما اشتمل عليسسه الكتسساب العزيسسز
من الكمالت النفسانّية ثّم يطلب الحاجات و يستنزل الخيرات بعد حصول الكمال لهسسا ،و
جه إليه بحّبه تأكيسسد السسستكمال اذ مسسن أحّبسسه اسسستكمل بمسسا فيسسه
على هذا فالمقصود من التو ّ
جهه إليسسه تعسسالى و الظهسسر هسسو الحتمسسال الّول بقرينسسة قسسوله ) و ل تسسسألوا بسسه فحسن تو ّ
ن المراد به هو النهى عن جعله وسيلة للمسألة إلى الخلق . خلقه ( لظهوره في أ ّ
سسسلم :إنّ سلم في رواية الكافي عن يعقوب الحمر عنسسه عليسسه ال ّ ل عليه ال ّ
قال أبو عبد ا ّ
من الناس من يقرء القرآن ليقال فلن قارىء ،و منهم من يقرء القرآن ليطلب به الّدنيا و
ل خير في ذلك ،و منهم من يقرء القرآن لينتفع به في صلته و ليله و نهاره .
لس
ن لسسه كرامسة عنسد ا ّ لس بمثلسه ( ل ّ
جه العباد إلى ا ّ ل به بأنه ) ما تو ّ
و عّلل المر بسؤال ا ّ
سبحانه و مقاما يغبطه به الّولون و الخرون حسبما تعرفه في الخبار التية فهو أفضل
جه بسسه إليسسه
الوسائل للسائل في انجاح المقاصد و المسسسائل الدنيوّيسسة و الخروّيسسة ،فسسالمتو ّ
سبحانه ل يرّد دعاؤه و ل يخيب رجاؤه .
) و اعلموا أّنه شافع مشّفع و قائل مصّدق ( يعني أنه يشفع لقّرائه و العاملين به الحسساملين
ق هسسؤلء بخيسسر و فسسي حس ّ
ق له يوم القيامة فيقبل شفاعته في حّقهم ،و يقول و يشهد في حس ّ
التاركين له و النابذين به وراء ظهورهم بشّر فيصدق فيهما كما أشار إليه بقوله :
] [ 199
) و أنه من شفع لسسه القسسرآن يسسوم القيامسسة شسسفع فيسسه ( أى قبلسست شسسفاعته ) و مسسن محسسل بسسه
ل تعالى و قال في حّقه قول يضّره و يوقعه في المكروه ) يسسوم القرآن ( أى سعى به إلى ا ّ
القيامة صّدق عليه ( .
سلم لفظى الشافع و المشفع و وجه السستعارة كسون قال الشارح البحراني استعار عليه ال ّ
تدّبره و العمل بما فيه ماحيا لما يعرض للنفس من الهيئآت الردّية من المعاصي ،و ذلسسك
ل كما يمحو الشفيع المشّفع أثسسر السسذنب عسسن قلسسب المشسسفوع إليسسه و مستلزم لمحو غضب ا ّ
كذلك لفظ القائل المصّدق و وجه الستعارة كونه ذا ألفساظ إذا نطسق بهسا ل يمكسن تكسذيبها
كالقائل الصادق ،ثّم أعاد معنى كونه شسسافعا مشسّفعا يسسوم القيامسسة ثسّم اسسستعار لفسسظ المحسسل
ل و حضسسرة ربسسوبّيته علسسى ن لسان حال القرآن شاهد في علم ا ّ للقرآن و وجه الستعارة أ ّ
من أعرض عنسسه بعسسدم اتبسساعه و مخسسالفته لمسسا اشسستمل عليسسه فبسسالواجب أن يصسّدق فأشسسبه
ق غيره بما يضّره انتهى . سلطان في ح ّ ساعي إلى ال ّ
ال ّ
ن حمل الكلم على المجاز مع التمّكن من إرادة الحقيقسسة ل معنسى لسه أقول :و النصاف أ ّ
كما قلناه في شرح الفصل السادس من الخطبة الثانية و الثمانين ،و الحمسسل علسسى الحقيقسسة
هنا ممكن بل متعّين لدللة غير واحد من الّروايات على أّنسسه يسسأتي يسسوم القيامسسة بصسسورت
ق المعرضسسين ق قّرائه العاملين به ،و يسعى في ح ّ إنسان في أحسن صورة و يشفع في ح ّ
عنه ،و على هذا فل وجه لحمل لفظ الشفاعة و القول و المحل على معناهسسا المجسسازي و
ل على ذلك فأقول :ل بأس بالشارة إلى بعض ما يد ّ
] [ 200
لس
لا ّ
ف الشسسهداء فينظسسر إليسسه الشسسهداء ثسسم يقولسسون :ل إلسسه إ ّ
ثّم يجوز حّتى يأتي على ص ّ
ن هذا الّرجل من الشهداء نعرفه بسمته و صفته غير أنه من شسسهداء البحسسر ب الرحيم إ ّ
الّر ّ
فمن هناك اعطى من البهاء و الفضل ما لم نعطه .
جبهسسم و
ف شسسهداء البحسسر فينظسسر إليسسه شسسهداء البحسسر فيكسسثر تع ّ
قال فيجاوز حّتى يأتى صس ّ
ن الجزيسرة الستي أصسيب ن هذا من شهداء البحر نعرفه بسسمته و صسفته غيسر أ ّ يقولون :إ ّ
فيها كانت أعظم هول من الجزيرة التي أصبنا فيها فمن هناك أعطى من البهاء و الجمال
و النور ما لم نعطه .
ي مرسسسل فينظسر الّنسبّيون و ف النبّيين و المرسلين فسسي صسورة نسسب ّثّم يجاوز حّتى يأتي ص ّ
ي»ن هسسذا النسسب ّ
ل الحليم الكريم إ ّ لا ّ
جبهم و يقولون :ل إله إ ّ
المرسلون إليه فيشتّد لذلك تع ّ
ي خ « مرسل نعرفه بصفته و سسمته غيسر أنسه أعطسى فضسل كسثيرا قسال :فيجتمعسون لنب ّ
ل عليه و آله و سّلم فيسألونه و يقولون :يا محّمد من هذا ؟ ل صّلى ا ّ فيأتون رسول ا ّ
ل عليه و آله لهم :أو ما تعرفونه ؟ فيقولون ما نعرفسه هسذا مسن لسم يغضسب فيقول صّلى ا ّ
لس علسسى خلقسسه
جسسة ا ّ
ل عليسسه و آلسسه :هسسذا ح ّ
ل صّلى ا ّ
ل عليه ،فيقول رسول ا ّ
ل عّز و ج ّا ّ
فيسلم .
ف الملئكة في صورة ملك مقّرب فينظر إليه الملئكة فيشتدّ ثّم يجاوز حّتى يأتي على ص ّ
ن هذا العبد جبهم و يكبر ذلك عليهم لما رأوا من فضله و يقولون :تعالى رّبنا و تقّدس إ ّ تع ّ
ل عسسز و ج سلّ مقامسسامن الملئكة نعرفه بسمته و صفته غير أنه كان أقرب الملئكة إلى ا ّ
فمن هناك البس من الّنور و الجمال ما لم نلبس .
] [ 201
سلم يا أبا جعفر في أىّ قال :فيرفع القرآن رأسه في صورة اخرى قال :فقلت له عليه ال ّ
صورة يرجع ؟ قال :في صورة رجل شاحب متغّيسسر يبصسسره » ينكسسره خ « أهسسل الجمسسع
فيأتي الّرجل من شيعتنا الذي كان يعرفه و يجادل به أهل الخلف فيقوم بيسسن يسسديه فيقسسول
ل.ما تعرفنى ؟ فينظر إليه الرجل فيقول :ما أعرفك يا عبد ا ّ
قال :فيرجع في صورته اّلتي كانت في الخلق الّول فيقول :مسسا تعرفنسسي ؟ فيقسسول نعسسم ،
ي الذى و رجمسست فيقول القرآن :أنا اّلسسذي أسسسهرت ليلسسك و أنصسسبت عينسسك و سسسمعت فس ّ
ل تاجر قد استوفي تجارته و أنا وراءك اليوم ،قال فينطلسسق بسسه إلسسى نكّ ي أل و إ ّ
بالقول ف ّ
ب عبدك و أنت أعلم به قد كان نصسسبا بسسي مواظبسسا ب العّزة تبارك و تعالى فيقول :يا ر ّر ّ
ل ادخلسسوا عبسسدي جّنسستي ولس عسّز و جس ّ
ي و يبغض ،فيقسسول ا ّ بف ّ
ى يعادي بسببي و يح ّ عل ّ
اكسوه حّلة من حلل الجّنة ،و تّوجوه بتاج .
فاذا فعل به ذلك عرض على القرآن فيقال له :هل رضيت بما فعل بولّيك فيقول :يا ربّ
ل هذا له فزده مزيد الخير كّله ،فيقسسول عسّز و جسلّ :و عّزتسسي و جللسسي و علسّوى و أستق ّ
ن له اليوم خمسة أشياء مع المزيد لسسه و لمسسن كسسان بمنزلتسسه :أل إنهسسم ارتفاع مكاني لنحل ّ
حاء ل يسسسسقمون ،و أغنيسسساء ل يفتقسسسرون ،و فرحسسسون ل شسسسباب ل يهرمسسسون ،و أصسسس ّ
سلم هذه الية :ل يذوقون فيسسه المسسوت إ ّ
ل يحزنون ،و أحياء ل يموتون ،ثّم تلى عليه ال ّ
الموتة الولى .
لس الضسسعفاء سلم ثسّم قسسال :رحسسم ا ّسم عليه ال ّقال قلت يا با جعفر و هل يتكّلم القرآن ؟ فتب ّ
صلة تتكّلم و لهسسا صسسورة و خلسسق من شيعتنا إّنهم أهل تسليم ،ثّم قال :نعم يا أبا سعد و ال ّ
تأمر و تنهى ،قال سعد :فتغّير لذلك لوني و قلت :هسسذا شسسيء ل أسسستطيع التكّلسسم بسسه فسسي
صسسلة فقسسد
ل شيعتنا فمن لسسم يعسسرف ال ّ سلم :و هل الّناس إ ّ الّناس ،فقال أبو جعفر عليه ال ّ
أنكر حقنا .
صسسلة
ن ال ّ
سلم إ ّ
ثّم قال :يا سعد اسمعك كلم القرآن ؟ قال سعد :فقلت :بلى فقال عليه ال ّ
ل أكبر ،فالّنهى كلم و الفحشاء و المنكر
تنهى عن الفحشاء و المنكر و لذكر ا ّ
] [ 202
ن السّدواوين يسسوم
سسسلم إ ّلس عليسسه ال ّ
و فيه بسنده عن يونس بن عّمار قسال :قسال أبسسو عبسسد ا ّ
القيامة ثلثة :ديوان فيه النعم ،و ديوان فيه الحسسسنات ،و ديسسوان فيسسه السسسيئآت ،فيقابسسل
بين ديوان النعم و ديوان الحسنات ،فيستغرق النعم عاّمة الحسنات ،
و يبقى ديوان السيئآت فيدعى بابن آدم المسسؤمن للحسسسنات » للحسسساب خ « فيتقسّدم القسسرآن
ب أنا القرآن و هذا عبدك المؤمن قد كان يتعب نفسه أمامه في أحسن صورة فيقول :يا ر ّ
جد ،فارضه كما أرضاني قال :فيقول بتلوتي و يطيل ليله بترتيلي و تفيض عيناه إذا ته ّ
لس العزيسز الجّبسار ،و يملسؤ
العزيز الجّبار :عبدى ابسط يمينك ،فيملوها مسن رضسوان ا ّ
ل ،ثّم يقال :هذه الجّنة مباحة لك فاقرء و اصسسعد فسساذا قسسرء آيسسة صسسعد
شماله من رحمة ا ّ
درجة .
ل عسسّز و
سلم :إذا جمع ا ّ
ل عليه ال ّ
و فيه مسندا عن إسحاق بن غالب قال :قال أبو عبد ا ّ
ل الّولين و الخرين إذا هم بشخص قد أقبل لم ير قط أحسن صورة منه ، جّ
فاذا نظر إليه المؤمنون و هو القرآن قالوا هذا مّنسسا هسسذا أحسسسن شسسيء رأينسسا ،فسساذا انتهسسى
إليهم جازهم ،ثّم ينظسر إليسه الشسهداء حّتسى إذا انتهسى إلسى آخرهسم جسازهم فيقولسون هسذا
القرآن فيجوزهم كّلهم حّتى إذا انتهى إلى المرسلين فيقولسون هسذا القسرآن فيجسوزهم حّتسى
ينتهى إلى الملئكة فيقولون هذا القرآن فيجوزهم ثّم ينتهى حّتى يقف عن يميسسن العسسرش ،
ن مسسن
ن اليوم من أكرمك و لهين س ّ فيقول الجّبار و عّزتي و جللي و ارتفاع مكاني لكرم ّ
أهانك .
لس
سسسلم قسسال :قسسال رسسسول ا ّ
ل عليسسه ال ّ
و فيه عن الفضيل بن يسار باسناده عن أبي عبد ا ّ
ل عليه و آله و سّلم :تعّلموا القرآن فاّنه يأتي يوم القيامة صاحبه في صورة شاب صّلى ا ّ
جميل شاحب الّلون فيقول له :أنا القرآن اّلذي كنت أسهرت ليلسسك و أظمسسأت هسسواجرك و
ل تاجر من وراء تجارته و أنسسا أجففت ريقك و أسلت دمعتك أؤل معك حيث ما الت ،و ك ّ
ل فابشر .
ل عّز و ج ّ ل تاجر ،و سيأتيك كرامة من ا ّ اليوم لك من وراء تجارة ك ّ
فيؤتى بتاج فيوضع على رأسه و يعطى المان بيمينه و الخلد في الجنان بيساره
] [ 203
و يكسى حّلتين ثّم يقال له :اقرء و ارق ،كّلما قرء آية صعد درجة و يكسى أبواه حّلسستين
إن كانا مؤمنين ثّم يقال لهما :هذا لما عّلمتماه القرآن .
إلى غيره مما ل نطيل بروايتها فقد ظهر منهم أّنه يجيء يوم القيامة في صسسورة انسسسان و
ق المراقسسبين لسسه
له لسان يشهد للناس و عليهم و يقبل شهادته نفعا و ضّرا و شفاعته في ح ّ
و ينتفع به الخذون له و العاملون به .
ب العسّزة ،و
ن المنادى مسسن الملئكسسة مسسن عنسسد ر ّ ) فانه ينادى مناد يوم القيامة ( الظاهر أ ّ
ل حسسارث ( ن كس ّ
قول الشارحين انه لسان حال العمسسال تأويسسل ل داعسسى إليسسه ) أل ( و ) إ ّ
أصل الحرث إثارة الرض للزراعة و المراد هنا مطلق الكسسسب و الّتجسسارة ) مبتلسسى فسسي
حرثه و عاقبة عمله غير حرثة القرآن ( .
ل حارث من كان حرثه للّدنيا فهسسو مبتلسسى أى سلم :ك ّ و اّلذي عندي أن يراد بقوله عليه ال ّ
ممتحن في حرثه لنه إن كان من حلل ففيه حساب و إن كان من حرام ففيه عقاب و أمسسا
ن حرثه ل فل ابتلء له ل ّ
ل عّز و ج ّحارث القرآن لجل أنه قرآن و كلم ا ّ
] [ 204
ل تعالى » :من كان يريد حرث الخرة نزد له في حرثسسه على ذلك إّنما هو للخرة قال ا ّ
و من كان يريد حرث الّدنيا نؤته منها و ما له في الخرة من نصيب « فتأّمل .
سلم على عدم ابتلء حرثة القرآن أمر بحرثه بقوله ) فكونوا من حرثتسسه و لما نّبه عليه ال ّ
و أتباعه ( و أردفه بقوله ) و استدلوه على ربكم ( أى اجعلوه دليل عليسسه سسسبحانه و قسائدا
إليه تعالى لشتماله على جميع صفات الجمال و الجلل و أوصاف الكبرياء و العظمسسة و
الكمال ) و استنصحوه على أنفسكم ( أى اّتخذوه ناصحا لكم رادعا لنفسسسكم الّمسسارة عسسن
سوء و الفحشاء و المنكر لتضّمنه اليات الناهية المحذرة و الوعيدات الزاجسسرة المنسسذرة ال ّ
) و اّتهموا عليه آرائكم ( أى إذا أدت آرائكم إلى شسسيء مخسسالف للقسسرآن فاجعلوهسسا مّتهمسسة
عندكم ) و استغشوا فيه أهوائكم ( .
فجاز ان يكون حقا و جاز أن يكون باطل فكان بالتهمة أولى .
ثّم تخّلسص مسسن أوصساف القسسرآن و فضسايله إلسسى المسسر بملزمسسة العمسسال فقسال ) العمسسل
صسالح و رافبسسوا عليسسه ) ثسّم النهايسسة النهايسسة ( أى بعسسد القيسسام
العمل ( أى لزمسوا العمسل ال ّ
بالعمال الصالحة لحظوا نهايتها و خاتمتهسا و جسّدوا فسي الوصسول إليهسا ) و السستقامة
الستقامة ( و هو أمر بالستقامة على الجاّدة الوسطى من العمل و الثبات علسسى الصسسراط
المستقيم المؤّدى إلى غاية الغايات و أشرف النهايات أعني روضات الجنات ) ثّم الصسسبر
صبر و الورع الورع ( أى بعد مواظبة العمال الصالحة و ملحظة نهاياتهسسا و الثبسسات ال ّ
شسسهوات و ف عن ال ّ على ما يوصل إليها من العمال ل بّد من الصبر عن المعاصي و الك ّ
ل.
الورع عن محارم ا ّ
و مما ذكرناه ظهر لك نكتة العطف في ثاني المكّررات الخمسة و رابعها بثّم و في ثالثهسسا
ن النهاية لما كانت متراخية عسسن العمسسل عطفهسسا بثسّم ،وو خامسها بالواو ،توضيح ذلك أ ّ
الستقامة لما كانت كيفّية العمل عطفها بالواو ،و هذه الثلثة أعني العمل و الّنهاية
] [ 205
صسسبر بثسمّ
شارح البحرانسسي حيسسث قسسال :و إّنمسسا عطسسف النهايسسة و ال ّو هذا أولى مما قاله ال ّ
ك عن صبر أمرا عدمّيا و هو في معنى المتراخي و المنف ّ خر نهاية العمل عنه و كون ال ّ لتأ ّ
ي ،بخلف الستقامة على العمل فانه كيفيسسة لسسه و السسورع فسسانه العمل اّلذى هو أمر وجود ّ
جزء منه ،انتهى هذا .
ل المّنان
ن لكم نهاية ( و هى غرفات الجنان و رضوان من ا ّ صل ما أجمل لقوله و ) إ ّ
وف ّ
ن لكسسم علمسسا ( هاديسسا إلسسى تلسسك النهايسسة و هسسو
) فانتهوا إلى نهايتكم ( و امضوا إليهسسا ) و إ ّ
شسسرع المسسبين ) فاهتسسدواالّرسول المين و أولياء الّدين أو العم منهم و من سسساير دلئل ال ّ
ن للسلم غاية فانتهوا إلى غايته ( و هي النهايسسة المسسذكورة بعلمكم ( للوصول إليها ) و إ ّ
ل مما افترض عليكم مسسن حّقسسه و بيسسن لكسسم مسسن وظسسايفه ( أى أخرجسسوا ) و اخرجوا إلى ا ّ
جهين إليه سبحانه مّما فرضه عليكم من حقوقه الواجبة و أوضحه لكم مسسن عبسساداته و متو ّ
تكاليفه الموظفة المقّررة في ساعات الّليالي و الّيام .
و قوله ) أنا شاهد لكم و حجيج يوم القيامة عنكم ( تأكيد لداء الفرايض و الواجبات يعني
ل من حقوقه و وظايفه فأنا أشهد لكم يوم القيامسسة بخروجكسسم منهسسا و انكم إذا خرجتم إلى ا ّ
جة عن جانبكم بأّنكم أقمتم بها ،و قد مضى تفصيل تلك الشهادة و الحتجسساج فسسي مقيم للح ّ
سبعين .
شرح الخطبة الحادية و ال ّ
ن القدر السابق قد وقع و القضاء الماضي قد توّرد ( قد عرفسست معنسسى القضسساء و ) أل و إ ّ
ن المسسراد بهمسساصل في شرح الفصسسل التاسسسع مسسن الخطبسسة الولسسى ،و الظسساهر أ ّ القدر مف ّ
ى و المقّدر كما استظهرنا هذا المعنى منهما فيما تقّدم أيضا بسسالتقريب اّلسسذي قسّدمناه المقض ّ
ل سسسبحانه وقسسوعه قسسد وقسسع ،و المقضس ّ
ى ن المقّدر السابق في علم ا ّ
ثّمة ،فيكون المعنى أ ّ
الماضي أى المحتوم النافذ قد توّرد أى دخل في الوجود شيئا فشيئا .
] [ 206
و إلى ما ذكرنا ينظر ما قاله بعض الشارحين مسسن أّنسسه أراد بالقسسدر السسسابق خلفتسسه عليسسه
سلم و بالقضاء الماضي الفتن و الحروب الواقعة فسسي زمسسانه أو بعسسده اّلسستي دخلسست فسسي ال ّ
سسسلم ذلسسك بقرينسسة
الوجود شيئا فشيئا و هو المعّبر عنه بسسالتورد ،و قسسوى ارادتسسه عليسسه ال ّ
سلم خطب بهذه الخطبة في أّيام بيعته بعد قتل عثمان . المقام و أنه عليه ال ّ
جته ( المراد بعدته سسسبحانه مسسا وعسسد بسسهلوحّ سلم ) :و اّني متكّلم بعدة ا ّ و قوله عليه ال ّ
في الية الشريفة للمؤمنين المعترفين بالّربوبّية الموصوفين بالستقامة من تنّزل الملئكة
جته أيضسا نفسس هسذه ن المراد بح ّ
و بشارتهم بالجّنة و بعدم الخوف و الحزن ،و الظاهر أ ّ
لس علسى خلقسه أو أنهسا داّلسة بمنطوقهسا علسى أ ّ
ن جسة ا ّ
ل و هو ح ّ الية نظرا إلى أنها كلم ا ّ
ن الكسسافرين و غيسسر حسسدين المسسستقيمين و بمفهومهسسا علسسى أ ّ دخسسول الجّنسسة إنمسسا هسسو للمو ّ
ل يقولوا يوم القيامة اّنا كّنا عن هذا غافلين .
جة عليهم لئ ّ المستقيمين ل يدخلونها فهى ح ّ
سسلم عسن
و في المجمع عن محّمد بسسن الفضسسيل قسال :سسألت أبسا الحسسسن الّرضسا عليسه ال ّ
ل ما أنتم عليه .
الستقامة فقال :هي و ا ّ
] [ 207
و عياله قد بقيت في نفسه حسراتها اقتطع دون أمانّيه فلم ينلها ،فيقول له ملك المسسوت مسسا
لك تجرع غصصك قال :لضطراب أحوالي و اقتطاعك لي دون آمالي ،فيقول له ملسسك
الموت :و هل يحزن عاقل لفقد درهم زائف و اعتياض ألف ألف ضعف الّدنيا ؟ فيقول :
ل ،فيقول ملك الموت :فانظر فوقك ،فينظسسر فيسسرى درجسسات الجنسسان و قصسسورها السستي
يقصر دونها الماني فيقول ملك الموت :تلك منازلك و نعمك و أموالك و أهلك و عيالسسك
و من كان من أهلك ههنا و ذّريتك صالحا فهم هنالك معك أفترضى بهم بدل ممسسا ههنسسا ؟
ل ،ثّم يقول :انظر ،فينظسسر فيسسرى محّمسسدا و علّيسسا و الطّيسسبين مسسن آلهمسسافيقول :بلى و ا ّ
ل عليهم أجمعين فسسي أعل عّلييسسن فيقسسول :أو تراهسسم هسسؤلء سسساداتك و أئمتسسك هسسم سلم ا ّ
هنالك جلسك و اناسك أفما ترضى بهم بدل مما تفارق هنا ؟ فيقسول :بلسى و رّبسسي فسذلك
ل ثّم استقاموا تتنّزل عليهم الملئكة ألّ تخافوا ن اّلذين قالوا رّبنا ا ّ
ل:اّ
ل عّز و ج ّ
ما قال ا ّ
و ل تحزنوا فيما أمامكم مسسن الهسسوال فقسسد كفيتموهسسا و ل تحزنسسوا علسسى مسسا تخلفسسونه مسسن
الذراري و العيال فهذا اّلذي شاهدتموه في الجنان بدل منهم ،
» و ابشروا بالجّنة اّلتي كنتم توعدون « هذه منازلكم و هؤلء ساداتكم اناسكم و جلسسسكم
هذا .
] [ 208
ععععععع
منتفع باشيد با بيان خدا و مّتعظ باشيد با موعظهاى خدا و قبول نمائيد نصيحت خدا را ،
پس بدرستيكه خدا اظهار فرموده عذر خود را بشما با آيههاى واضحه ،
جت را و بيان كرد از براى شما محبوب داشته شدههاى خود را و اخذ فرمود بر شما ح ّ
از عملها و مكروهها داشته شدهاى خود را از آنها تا اينكه متابعت نمائيسسد بسسآن عملهسساى
محبوبه و اجتناب نمائيد از اين عملهاى مكروهه .
و بدانيد كه بدرستيكه نيست از اطاعت خدا چيزى مگر اينكه ميآيد با كراهت طسسبيعت ،
و نيست در معصيت خدا چيزى مگر اينكه ميآيد با شهوت و رغبت ،پس رحمسست خسسدا
مردى را كه بر كند از شهوت خود ،و قلع كند خواهشات نفس خود را پس بدرستى كه
اين نفس دورترين چيزيست از حيثّيت كنده شدن از شهوت ،
بدرستيكه اين نفس هميشه اشتياق دارد و ميل كند بسسسوى معصسيت در آرزو و خسسواهش
نفسانى .
و بدانيد اى بندگان خدا بدرستيكه مسسؤمن نسسه روز را بشسب ميسسآورد و نسسه شسب را بسروز
مگر اينكه نفس او مّتهمست نزد او ،پس هميشه آن مؤمن ايراد كننده
] [ 209
است بر نفس خود ،و طلب كننده اسست از بسراى او زيسادة خيسرات و مسبّرات را ،پسس
باشيد مثل سابقانى كه پيش از شما بودند و مثل گذشتگان در پيسسش از شسما بسسر كندنسد از
دنياى فاني همچو بر كندن كوچ كننده ،و درنورديدند دنيا را مثل درنورديدن منزلها .
و هدايت كنندهايست كه گمراه نميسازد ،و خبر دهندهايست كه دروغ نميگويد ،
و همنشين نشد اين قرآن را أحدى از شما مگر اينكه برخاست از آن با زيادتي يا كمى ،
زيادتي در هدايت و كمى از كورى و ضللت .
و بدانيد نيست بر أحدى بعد از قرآن حاجتى ،و نه مر أحديرا پيش از قرآن از دولتي ،
پس طلب شفا نمائيد از او از دردهاى ظاهرى و باطني خودتان ،و طلب يارى كنيد بسسا
او بر شّدتهاى خودتان ،پس بدرستى كه در او است شفا از بزرگترين دردها و آن كفسسر
است و نفاق و گمراهى است و ضللت ،پس مسسسألت نمائيسسد از خسسدا بوسسسيله قسسرآن .و
جه باشسسيد بوسسسى پروردگسسار بسسا محبسست قسسرآن ،و سسسؤال ننمائيسسد بوسسساطت قسسرآن از
متو ّ
جه نشد بندگان بسوى خدا با مثل قرآن . مخلوقي ،بدرستيكه متو ّ
و بدانيسسد كسسه بدرسسستيكه قسسرآن شسسفاعت كننسسده اسسست و مقبسسول الشسسفاعة ،و گوينسسده اسسست
تصديق شده ،و بدرستيكه كسيكه شفاعت نمايد مر او را قرآن در روز قيسسامت شسسفاعت
او قبول ميشود در حق آن ،و كسيكه بدگوئي نمايد از او قرآن در روز قيسسامت تصسسديق
شده ميشود بر ضرر آن .
پس بدرستيكه ندا كند ندا كننده در روز قيامت اينكه آگاه باشيد بدرستيكه هر كشسست كسسار
امتحان خواهد شد در كشت خود و در عاقبت عمل خسسود غيسسر از كشسست كننسسدگان قسسرآن
پس باشيد از كشتكاران قرآن و تبعّيت كنندگان او و دليل أخذ نمائيد او را بر پروردگار
خود ،و طلب نصيحت كنيد از او بر نفسهاى خود ،و مّتهم داريد رأيهسساى خسسود را كسسه
بر خلف او است ،و مغشوش شماريد در مقابل قرآن خواهشات خود را .
] [ 210
مواظبت نمائيد بر عملها و مسارعت نمائيد بنهسسايت و عسساقبت كسسار ،و ملزمسست نمائيسسد
براسسستكارى پسسس از آن و منصسسف باشسسيد بسسا صسسبر و تحمسسل ،و تسسرك نكنيسسد ورع و
پرهيزكارى را ،بدرستى كه شما راست نهايت و عاقبتي پس منتهى شويد بسوى نهايت
خود ،و بدرستى كه شما راست علم و نشانه پس هدايت يابيد با علم خود ،
و بدرستيكه مر اسسسلم راسسست غسسايت و نهسسايتي پسسس منتهسسى شسسويد بسسسوى غسسايت او ،و
خارج بشويد بسوى خداوند تعالى از چيزى كه واجب نموده بر شما از حق خود و بيان
جسست آورنسسدهام
نموده است شما را از وظيفهاى خود ،من شاهد هستم از براى شما و ح ّ
در روز قيامت از جانب شما .
آگاه باشيد بدرستيكه آنچه مقّدر شده بود سابقا بتحقيق واقع گرديد ،
و قضاى الهى كسه نافسذ و ممضسى اسست تسدريجا بوجسود درآيسد ،و بدرسستيكه مسن تكّلسسم
جت او فرموده است خسسدا در كتسساب عزيسسز خسسود :بدرسسستى كسسه
كنندهام بوعده خدا و بح ّ
آنكسانى كه گفتند كه پروردگار مسسا خداسسست پسسس در آن مسسستقيم شسسدند نسسازل ميشسسود بسسر
ايشان ملئكه كه نترسيد و محزون نباشيد و بشارت دهيد ببهشت عنسسبر سرشسست كسسه در
دنيا وعده داده شده بوديد .
و بتحقيق كه گفتيد شما پروردگار ما خداست پس مستقيم باشيد بر كتاب كريم او ،و بر
راه روشن امر او و بر طريقه شايسته از عبادت و بندگي او ،پس از آن خسسارج نشسسويد
و بيرون مرويد از آن طريقه و احداث بدعت نكنيسسد در آن و مخسسالفت نكنيسسد در آن پسسس
بدرستيكه أهل خروج از عبادت بهم بريده شدهاند از ثواب دائمي نسسزد خسسداى تعسسالى در
روز قيامت .
] [ 211
ثّم إّياكم و تهزيع الخلق و تصريفها ،و اجعلوا الّلسان واحدا ،
ل ما أرى عبسسدا يّتقسسي تقسسوى ن هذا الّلسان جموح بصاحبه ،و ا ّ و ليختزن الّرجل لسانه فإ ّ
ن قلب المنافق من وراء ن لسان المؤمن من وراء قلبه ،و إ ّ تنفعه حّتى يختزن لسانه ،و إ ّ
ن المؤمن إذا أراد أن يتكّلم بكلم تدّبره في نفسه فإن كان خيرا أبسسداه و إن كسسان لسانه ،ل ّ
ن المنافق يتكّلم بما أتى على لسانه ل يدري ماذا له و ما ذا عليسسه ،و لقسسد شّرا واراه ،و إ ّ
ل عليه و آله :ل يستقيم إيمان عبد حّتى يستقيم قلبسسه ،و ل يسسستقيم ل صّلى ا ّ قال رسول ا ّ
ي الّراحسسة مسسن
لس سسسبحانه و هسسو نقس ّقلبه حّتى يستقيم لسانه ،فمن استطاع منكم أن يلقسسى ا ّ
دماء المسلمين و أموالهم ،سليم الّلسان من أعراضهم فليفعل .
فقد جّربتم المور و ضّرستموها و وعظتم بمن كان قبلكم ،و ضربت
] [ 212
ل أصسّم ،و ل يعمسسى عنسسه المثال لكم ،و دعيتم إلى المر الواضح ،فل يصّم عن ذلك إ ّ
لس بسالبلء و الّتجسارب لسسم ينتفسسع بشسيء مسسن العظسسة ،و أتسساه
ل أعمى ،و من لسم ينفعسه ا ّ
إّ
الّتقصير من أمامه حّتى يعرف ما أنكر ،
ن الّناس رجلن :مّتبع شرعة ،و مبتدع بدعة ،
و ينكر ما عرف ،فإ ّ
جة .
ل برهان سّنة ،و ل ضياء ح ّ
ليس معه من ا ّ
ل المتين ،و سببه الميسسن ،و ل سبحانه لم يعظ أحدا بمثل هذا القرآن ،فاّنه حبل ا ّ نا ّ وإّ
فيه ربيع القلب ،و ينابيع العلم ،و ما للقلب جلء غيره ،مع أّنه قد ذهب المتذّكرون ،و
بقي الّناسون أو المتناسون ،فسسإذا رأيتسسم خيسسرا فسسأعينوا عليسسه ،و إذا رأيتسسم شسّرا فسساذهبوا
ل عليه و آله و سّلم كان يقول :يا ابن آدم إعمل الخير و دع ل صّلى ا ّن رسول ا ّعنه ،فإ ّ
الشّّر فإذا أنت جواد قاصد .
ظلم ثلثة :فظلم ل يغفسسر ،و ظلسسم ل يسسترك ،و ظلسسم مغفسسور ل يطلسسب ،فأّمسسا ن ال ّ
أل و إ ّ
ك ِبسسه ،و
شَر َ
ن ُي ْ
ل ل َيْغِفُر َأ ْن ا َّ
ل سبحانه ِ :إ ّ
ل سبحانه قال ا ّ
شرك با ّ
ظلم اّلذي ل يغفر ال ّال ّ
ظلم اّلذي ل يسسترك فظلسسم ظلم اّلذي يغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات ،و أّما ال ّ أّما ال ّ
العباد بعضهم بعضا ،القصاص هناك شديد ،ليس هو جرحا بالمدى ،
] [ 213
لس ،فسسإنّ
سياط ،و لكّنه ما يستصغر ذلك معه ،فإّياكم و الّتلسّون فسسي ديسسن ا ّ
و ل ضربا بال ّ
ل س سسسبحانهنا ّق خير من فرقة فيما تحّبون من الباطسسل ،و إ ّ جماعة فيما تكرهون من الح ّ
لم يعط أحدا بفرقة خيرا مّما مضى و ل مّما بقي .
يا أّيها الّناس طوبى لمن شغله عيبه عن عيسسوب الّنسساس ،و طسسوبى لمسسن لسسزم بيتسسه و أكسسل
قوته و اشتغل بطاعة رّبه و بكى على خطيئته ،
ععععع
] [ 214
و منه يقال مكث هنيهة أى ساعة لطيفة ،و في لغسسة هسسي واو فيصسّغر فسسي المسسؤّنث علسسى
هنية و الهمز خطاء إذ ل وجه له و جمعها هنوات و ربما جمعت على هنات مثسل عسدات
هكذا في المصباح و ضبطه الفيروزآبادى بفتح الهاء و هكذا فيما رأيته من نسخ النهسسج و
) طوبى ( وزان فعلى اسم من الطيب و الواو منقلبة عن ياء و قيل اسم شجرة فسسي الجّنسسة
كما سنشير إليه في بيان معناه .
ععععععع
قوله :و إّياكم و تهزيع الخلق ،انتصاب تهزيع على التحذير قسسال الشسسارح المعسستزلي :
و حقيقته تقدير فعل و صورته جّنبوا أنفسكم تهزيع الخلق فاّياكم قسسائم مقسسام أنفسسسكم ،و
الواو عوض عن الفعل المقّدر و قد جاء بغير واو في قول الشاعر :
ن الصسسحيح أ ّ
ن قوله :عاما أّول بدون تنوين لّنه غير منصرف للوصفّية و وزن الفعل فا ّ
أصله أوءل على وزن أفعل مهموز الوسط فقلبت الهمزة الّثانية واوا و ادغمت .
ل على ذلك قولهم :هذا أّول منك ،و الجمسسع الوائل و الوالسسى أيضسسا ي و يد ّ
قال الجوهر ّ
على القلب ،قال الشهيد في تمهيد القواعد :و له استعمالن أحدهما أن يكون اسما فيكون
ن هسسذا
مصروفا و منه قولهم ماله أّول و ل آخر ،قال في الرتشسساف :و فسسي محفسسوظى أ ّ
يؤنث بالتاء و يصرف أيضا فيقال أولسسة و آخسسرة بسسالتنوين ،و الثسساني أن يكسسون صسسفة أى
أفعل التفضيل بمعنى السبق فيعطى حكم غيره من صيغ أفعل التفضيل كمنع الصرف و
عدم تأنيثه بالتاء و دخول من عليه .
عععععع
] [ 215
فقال :
) ثّم إّياكم و تهزيع الخلق ( و تفريقها ) و تصسسريفها ( و تقليبهسسا و نقلهسسا مسسن حسال إلسسى
حال كما هو شأن المنافق ،فاّنه ل يبقى على خلق و ل يسسستمّر علسى حالسسة واحسسدة بسل قسسد
يكون صادقا و قد يكون كاذبا ،و تارة وفّيا و اخرى غادرا ،و مع الظالمين ظالما و مسسع
العدول عادل .
سلم أسأله عن روى في الكافي عن محّمد بن الفضيل قال :كتبت إلى أبي الحسن عليه ال ّ
صلة قسساموا
ل و هو خادعهم و إذا قاموا إلى ال ّ ن المنافقين يخادعون ا ّ
ىإّ مسألة ،فكتب إل ّ
ل قليل مذبذبين بيسن ذلسسك ل إلسسى هسسؤلء و ل إلسسى لإ ّ
كسالى يرآؤن الّناس و ل يذكرون ا ّ
ل فلم تجد له سبيل ،ليسسسوا مسسن الكسسافرين و ليسسسوا مسسن المسسؤمنين و
هؤلء و من يضلل ا ّ
ل.
ليسوا من المسلمين يظهرون اليمان و يصيرون إلى الكفر و التكذيب لعنهم ا ّ
و لما حّذر عن تصريف الخلق و الّنفساق أمسر بقسوله ) و اجعلسوا الّلسسان واحسدا ( علسى
اّتحاد الّلسان اذ تعّدد الّلسان من وصف المنافق يقول في السّر غير ما يقوله فى العلنية ،
و في الغياب خلف ما يقوله في الحضور ،و يتكّلم مع هذا غير ما يتكّلم مع ذلك .
] [ 216
و لما أمرهم بجعل لسانهم واحدا أردفه بالمر بحفظه و حرزه فقسسال ) و ليخسستزن الّرجسسل
ن هذا الّلسسسان جمسسوح بصسساحبه ( يقحمسسه فسسي المعسساطب و
صمت ) فا ّ
لسانه ( أى ليلزم ال ّ
ل عليه و آله و سّلم إن كان في شيء الشسسوم ففسسىل صّلى ا ّ المهالك ،و لذلك قال رسول ا ّ
الّلسان ،
ل عليه و آلسسه :نجسساة المسسؤمن مسسن حفسسظ لسسسانه رواهمسسا فسسيو في حديث آخر قال صّلى ا ّ
سسسبعينل عليه و آله و سّلم ،و قد تقّدم فسسي شسسرح كلمسساته السسسابعة و ال ّالكافي عنه صّلى ا ّ
صمت و آفات الّلسان و أوردنا بعض مسسا ورد فيسسه مسسن الخبسسار و فصل واف في فوائد ال ّ
أقول هنا :
سلم :من علمات الفقسسه و عن أحمد بن محّمد بن أبي نصر قال :قال أبو الحسن عليه ال ّ
صمت يكسب المحّبة إّنسسه
ن ال ّ
صمت باب من أبواب الحكمة إ ّ ن ال ّ
صمت إ ّ
العلم و الحلم و ال ّ
ل خير .
دليل على ك ّ
سلم يقول :كان أبو ذر يقول :يا مبتغسسى و عن أبي بصير قال :سمعت أبا جعفر عليه ال ّ
ن هذا الّلسان مفتاح خير و مفتاح شّر فاختم علسسى لسسسانك كمسسا تختسسم علسسى ذهبسسك و
العلم إ ّ
ورقك .
ن نجاته من وبال
ن سلمة النسان في حفظ الّلسان و أ ّ
فقد علم بذلك كّله أ ّ
] [ 217
و لما أمر باختزان اللسان و نّبه على توّقسف التقسوى الّنسافع عليسه أردفسه بسالتنبيه علسى أنّ
ص المسسؤمن و عسسدم اخسستزانه مسسن اختزانه من فضول الكلم و سسسقطات اللفسساظ مسسن خسسوا ّ
ن لسسسانه تسسابع
ن لسان المؤمن من وراء قلبه ( يعنسسي أ ّ أوصاف المنافق و ذلك قوله ) :و ا ّ
ن قلب المنافق من وراء لسانه ( يعني قلبه تابع للسانه . لقلبه ) و ا ّ
ن المؤمن إذا أراد أن يتكّلم بكلم تدّبره في نفسه ( و تفّكر في بيان ذلك ما أشار بقوله ) ل ّ
عاقبته ) فان كان خيرا ( و رشدا تكّلسسم بسسه أى أظهسسره و ) أبسسداه و ان كسسان شسّرا ( و غّيسسا
اختزن لسانه عنه أى ) واراه ( و أخفاه فكان لسانه تابع قلبه حيث انه نطسسق بسسه بعسسد حكسسم
ن المنافق ( يسسسبق حسسذفات لسسسانه و فلتسسات كلمسسه مراجعسسة فكسسره و العقل و إجازته ) و ا ّ
) يتكّلم ( من دون فكر و روّية ) بما أتى على لسانه ل يدرى ماذا له و ماذا عليسسه ( فكسسان
ن مسسا تكّلسسم
قلبه تابع لسانه لنه بادر إلى التكّلم من غير ملحظة ثّم رجع إلى قلبه فعرف أ ّ
به مضّرة له .
ن اليمان حسبما عرفت في شرح الخطبسسة أّما ترّتب الّول على الّثاني فل غبار عليه ،ل ّ
المأة و التاسعة عبارة عن العتراف بالّلسان و الذعان بالجنان فاستقامة
] [ 218
القلب جزء من مفهومه و هو جهة الفرق بينه و بين السلم كما أنه ل غبسار علسى ترّتبسه
على الثالث على قول من يجعل العمل بالركان أيضا شطرا منه .
ن الّلسان ترجمسسان و أّما ترّتب الثانى على الثالث فل يخلو من اشكال و اغلق ،لظهور أ ّ
القلب فاستقامته موقوفة على استقامته ل بالعكس ،و بعسسد التنسّزل عسسن ذلسسك فغايسسة المسسر
ل منهما بالخر ،و أّما التوّقف فل .
تلزمهما و ارتباط ك ّ
ن القلب لما كان رئيس العضاء و الجسوارح و مسن جملتهسا الّلسسان كسان و وجه التلزم أ ّ
استقامته مسسستلزمة لسسستقامتها و كسسذلك اسسستقامتها مسسستلزمة لسسستقامته لنهسسا لسسو لسسم تكسسن
مستقيمة بأن صدر منه الذنب و الباطل يسرى عدم استقامتها أى فسادها إلى القلب فيفسسسد
بفسادها .
ل بسسل ران
ل»ك ّ
ل عّز و ج ّ
فاذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبدا و هو قول ا ّ
على قلوبهم ما كانوا يكسبون « .
ن هذه الّرواية و الية المستشهد بها كما ترى مضسسافة إلسسى الروايسسات الخسسر تسسدل علسسى
فا ّ
صسادرة مسن الجسوارح ،فيسوجب عسسدم اسسستقامتها لعسدماسوداد لوح القلب بكثرة الذنوب ال ّ
استقامته و استقامتها لستقامته .
] [ 219
ن معنسسى الحسسديث أّنسسه لل الشسسكال السسسابق أ ّو بعد الّلتيا و اّلتي فاّلذي يخطر بالبال في ح ّ
ل بسأن يعسرف اسستقامة قلبسه ،و ل يعسرف اسستقامة قلبسه إ ّ
ل يعرف اسستقامة ايمسان عبسد إ ّ
ق أى بتنطقسسه علسسى كلمسسة التوحيسسد و ل باسسستقامة الّلسسسان علسسى الحس ّ
باستقامة لسانه ،فيستد ّ
النبّوة و الولية ،و بامساكه عن الغيبة و النميمة و الكذب و غيرهسسا مسسن هفسسوات الّلسسسان
على استقامة القلب أى علسسى إذعسسانه بمسسا ذكسسر و علسسى خلسّوه عسسن المسسراض النفسسسانية و
ن العبد مؤمن كامل . ل باستقامته على استقامة اليمان أى على أ ّ يستد ّ
ن قلسسب
ن لسان المسسؤمن مسسن وراء قلبسسه و أ ّ
سلم لما ذكر أ ّ
و يقرب هذا التوجيه أّنه عليه ال ّ
المنافق من وراء لسانه عّقبه بهذا الحديث ليمّيسز بيسن المسؤمن و المنسافق ،و يحصسل لسك
ق المعرفة فيسهل عليك التشخيص إذا بينهما إذ تعرف بعسسد ذلسسك البيسسان أ ّ
ن المعرفة بها ح ّ
مستقيم الّلسان مؤمن و غير مستقيمه منافق .
قال الشارح الفقير الغريق في بحسسر السّذنب و التقصسسير :إّنسسي قسسد أطلسست فكسسرى و أتعبسست
نظري في توجيه معنى الحديث و أسهرت ليلتي هذه و هي الّليلة الثالثسسة عشسسر مسسن شسسهر
ت مسسا سسسنح
ل إشكاله حّتى مضسست مسسن أّول الّليسسل ثمسساني سسساعات و أثبس ّ
ل المبارك في ح ّ ا ّ
ل سبحانه و مّنته نسسور العرفسسان مسسن بالخاطر و أّدى إليه الّنظر القاصر ،ثّم تجّلى بحمد ا ّ
ألطاف صاحب الولية المطلقة على القلب القاسى فأسفر عنه الظلم و اهتسسدى إلسسى وجسسه
المرام فسنح بالبال توجيه وجيه هو أعذب و أحلى ،و معنى لطيف هو أمتسسن و أصسسفى و
هو أن يقال :
ن مسن ن مسسراده أ ّ
سلم كّنى باستقامة اليمان و القلسسب و الّلسسان عسسن كمالهسسا و أ ّ
إنه عليه ال ّ
أراد أن يكون ايمانه كامل أى ايمانا نافعا فسسي العقسسبى ل بسّد مسسن أن يكمسسل قلبسسه أى يكسسون
بريئا سالما من المراض النفسانّية ،و من أراد كمال قلبه فل بّد لسسه مسسن أن يكمسسل لسسسانه
ل عن خير ،ففى الحقيقسسة الغسسرض مسسن الحسسديث أى يكون محفوظا من العثرات مختزنا إ ّ
الّتنبيه و الرشاد إلى تكميل القلب و الّلسان لتحصيل كمال اليمان .
] [ 220
و على هذا التوجيه التأم أجزاء كلم المام على أحسن ايتلف و انسجام إذ يكون الحديث
سلم لما أمر بأن يختزن الرجل لسانه و أّكده بسسأن حينئذ أشّد ارتباطا بسابقه ،لنه عليه ال ّ
خزن الّلسان من وظايف المؤمن لكون لسانه من وراء قلبه ،عّقبه بهسسذا الحسسديث تأييسسدا و
تقوية و استشهادا على ما أمر به من اختزان الّلسان و يكون مناسبته للحقه أيضا أكثر و
هو قوله :
ل حال ،وجوب تركها حّتى مسسع أقول :الظاهر من قوله :و إن كان واجب الترك على ك ّ
عسسدم السسستطاعة و هسسو باطسسل ،أو السسستطاعة مسسساوق للقسسدرة و هسسى شسسرط فسسي جميسسع
ل ص سّلىل وسعها « و قال رسول ا ّ ل نفسا إ ّ
ل تعالى » ل يكّلف ا ّ
التكاليف الشرعية قال ا ّ
ل عليه و آله إذا أمرتكم بشىء فائتوا منه ما استطعتم .
ا ّ
سلم نّبه على بطلن العمل بالرأى و المقاييس و نهى عن متابعة البدع فقال
ثّم إّنه عليه ال ّ
:
] [ 221
الن ،و ل يخالف الحكم الّثابت و ل يتعّدى عنه بالرأى و القياس و هكسسذا سسساير الحكسسام
الشرعية .
و ما أحدثه عمر من صلة التراويح ،و من وضع الخراج على أرض السواد ،
و ما أبدعه عثمان من التفضيل في العطاء و إحداثه الذان يسسوم الجمعسسة زايسسدا عّمسسا سسّنه
صسسلة
ل عليه و آله و سّلم ،و تقديمه الخطبتين في العيدين مسسع كسسون ال ّ ل صّلى ا ّ
رسول ا ّ
صسسلة بمنسسى مسسع كسسونه ل عليه و آله ،و إتمسسامه ال ّ
مقّدمة عليها في زمان الرسول صّلى ا ّ
صدقة المقاتلة و غيرها ،و حمايته لحمسسى المسسسلمين مسافرا ،و إعطائه من بيت المال ال ّ
ل عليه و آله جعلهم شسسرعا سسسواء فسسي المسساء و الكلء إلسسى غيسسر ل صّلى ا ّن رسول ا ّمع أ ّ
لس عليهسسم فسسي ذيسسل
صلها أصحابنا رضسسوان ا ّ
هذه من البدعات اّلتي أحدثوها في الّدين و ف ّ
مطاعنهم .
ل لكمل لكم شيئا مما حّرم عليكم ( و ل يحّرم شيئا عليكم مما أح ّ ن شيئا من ذلك ) ل يح ّ
فا ّ
،يعني قول هؤلء المبدعين المغّيرين للحكام ل يوجب تغييرها فسسي الواقسسع ،فل يجسسوز
لس اليهسسود و الّنصسسارى بسسأّنهم اّتخسسذوا
العتماد على أقوالهم و العتقاد بآرائهم ،و قد ذّم ا ّ
ل ،فالخذون بقسسول هسسؤلء المبسسدعين يكونسسون مثسسل أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون ا ّ
اليهود و الّنصارى .
ل.
فكانوا أربابا لهم من دون ا ّ
] [ 222
يعبدونهم ،و لكن كانوا إذا أحّلوا لهم شيئا استحّلوها ،و إذا حّرموا عليهم حّرموها .
شعراء يّتبعهم الغسساون « قسسال : ي بن إبراهيم عند تفسير قوله تعالى » و ال ّو في تفسير عل ّ
لس ،هسسل
ل و خالفوا مسسا أمسسر ا ّ
سلم :نزلت في اّلذين غّيروا دين ا ّل عليه ال ّ
قال أبو عبد ا ّ
رأيتم شاعرا قط تبعه أحد إنما عني بذلك اّلذين وضعوا دينسا بسآرائهم فتبعهسم الّنساس علسى
ذلك .
ل واد يهيمسسون « يعنسسى ينسساظرون بالباطيسسل و و يؤّكد ذلسسك قسسوله » أ لسسم تسسر أّنهسسم فسسي كس ّ
ل مذهب يذهبون » و أنهم يقولون ما ل يفعلون « قسسال يجادلون بالحجج المضّلين و فى ك ّ
سلم يعظون الّناس و ل يّتعظون و ينهسسون عسسن المنكسسر و ل ينتهسسون ،و يسسأمرون عليه ال ّ
ل فيهم :
بالمعروف و ل يعملون ،و هم اّلذين قال ا ّ
] [ 223
ل عليه و آله و سّلم حلل إلى يوم القيامة و حرامه حرام إلى يوم القيامة .
محّمد صّلى ا ّ
سلم ن هذه الخطبة إن كان صدورها بعد قتل عثمان و البيعة له عليه ال ّ و ل يخفى عليك أ ّ
بالخلفة كما حكيناه سابقا عن بعض الشارحين ،فالشبه على ذلسسك أن يكسسون قسسوله عليسسه
ن ما أحدث الّناس إلى آخره توطئة و تمهيدا لما كان مكنونسسا فسسي خساطره مسسن سلم :و أ ّ
ال ّ
تغيير البدعات المحدثات في أيام خلفة الثلثة و إجسسراء الحكسسام الشسسرعّية علسسى وجههسسا
بعد استقرار أمر خلفته لو كان متمّكنسسا منسسه حّتسسى ل يعسسترض عليسسه الّنسساس و ل يطعنسسوا
عليه ،كما بان عنه في بعض كلماته التية في الكتاب حيث قال :لسسو قسسد اسسستوت قسسدماى
سلم لم يتمّكن من التغيير .
من هذه المداحض لغّيرت أشياء ،و لكّنه عليه ال ّ
-----------
) ( 1للل لل للل للللل للللل للللل لل ل للل
للللللل لل لل للللل للل ) للل لل (
] [ 224
و المقصود من هذه الجملت تنبيه المخاطبين على أنهم بعد مسسا حصسسل لهسسم هسسذه المسسور
أعنى تجربة المسسور و أحكامهسسا و الموعظسسة و ضسسرب المثسسال الظسساهرة و السّدعوة إلسسى
ق المعرفسة ،و أن يمّيسزوا بيسن ق لهسم أن يعرفسوا أحكسام الشسريعة حس ّالمسر الواضسح يحس ّ
سنن إذ تلك المور معّدة لحصول المعرفة و لوضسسوح الفسسرق بيسسن البدعسسة و البدعات و ال ّ
السّنة و بين المجعولة و الحقيقة .
) فل يصّم عن ذلك ( أى ل يغفل عن ما ذكسسر مسسن المسسور أو عسسن المسسر الواضسسح اّلسسذى
ل ( من هو ) أصّم ( أى الغافل البالغ في غفلتسسه النهايسسة و التنسسوين للتفخيسسم و
دعوا إليه ) إ ّ
التعظيم كما في قوله تعالى » :و على أبصارهم غشاوة « أى غشاوة عظيمة و هكذا فسسي
قوله :
و قوله ) حّتسسى يعسرف مسا أنكسسر و ينكسسر مسسا عسرف ( إشسارة إلسى غايسسة نقصسسانه ،و هسسى
الختلط و الحكسسم علسسى غيسسر بصسسيرة ،فتسسارة يتخّيسسل فيمسسا أنكسسره و جهلسسه أّنسسه عسسارف
بحقيقته ،و تارة
] [ 225
شارح المعتزلي :حّتى يتخّيل فيما أنكره أّنه قد عرفه و ينكر ما قد كان عارفا بسسه و
قال ال ّ
سّمى اعتقاد العرفان و تخّيله عرفانا على المجاز .
ن النسساس رجلن متبسسع سلم ) فا ّ ثّم فّرع على ما ذكر انقسام الناس إلى قسمين فقال عليه ال ّ
شرعة ( أى متشّرع آخذ بشرايع الّدين ،و سالك لمنهسساج الشسسرع المسسبين ،و هسسو العامسسل
ل سبحانه و سسّنته و المقتبسسس مسسن نورهمسسا و المنتفسسع بمسسا فيهمسسا مسسن النصسسايح و بكتاب ا ّ
ل فيهسسم » و تلسسك المثسسال نضسسربها المواعظ و المثال المضروبة ،و هو من اّلذين قال ا ّ
ل العالمون « . للناس و ما يعقلها إ ّ
) و مبتدع بدعة ( و هو اّلذي لم ينتفع بهما بل نبذ أحكامهمسسا ورائه و اّتبسسع هسسويه و عمسسل
ق و أصّمه عن استماعه كما قال : ل قلبه عن معرفة الح ّبآرائه و مقايسه فأعمى ا ّ
جسسة
سسسكون بسسه و ل نسسور ح ّ ن أصسسحاب البسسدع ليسسس لهسسم دليسسل مسسن س سّنة يتم ّ و لمسسا ذكسسر أ ّ
ق و الّنسسور
يستضسسيئون بسسه أردفسسه بسسذكر ممسسادح القسسرآن تنبيهسسا علسسى كسسونه البرهسسان الح س ّ
ق بالتباع و الهتداء ،و أجسسدر أن يقتبسسس مسسن أنسسواره و يّتعسسظ بمسسواعظه و المضيء أح ّ
ن الراغبين عنه التابعين لهوائهم و الخذين بالراء نصايحه ،و على أ ّ
] [ 226
ن الغسرض مسسن جميسع المسواعظ ل سسسبحانه لسسم يعسسظ أحسدا بمثسسل هسسذا القسرآن ( ل ّنا ّ
)وإّ
ق و الرشسساد المتضّمنة للوعد و الوعيد و الترغيب و التهديد هو الجذب إلسسى طسسرف الح س ّ
إلى حظيرة القدس ،و القرآن أبلغ منها كّلها في إفادة ذلك الغسسرض و أكمسسل فسسي تحصسسيل
سك به نجا و من تركه فقد هسسوى ،و وصسسفه ل المتين ( من تم ّ ذلك المقصود ) فانه حبل ا ّ
بالمتانة و الحكام لنه حبل ممدود من الرض إلى السماء من استمسك بسسه فقسسد استمسسسك
بسسالعروة السسوثقى ل انفصسسام لهسسا ) و سسسببه الميسسن ( و وصسسفه بالمانسسة لنسسه ل يخسسون
ق ) و فيسسه ربيسسعصل به في ايصاله إلى حظاير القدس و مجالس النس و قرب الح س ّ المتو ّ
ن القلوب تلتسّذ و تنشسط و ترتساح بتلوة آيساته و تسدّبر مسا فيهسا مسن المحاسسن و القلب ( ل ّ
المزايا و تفّكر ما تضّمنته تلك اليات مسسن النكسسات البديعسسة و اللطسسايف العجيبسسة ،كمسسا أ ّ
ن
النفوس تلتّذ بأزهار الربيع و أنواره .
) و ( فيه ) ينابيع العلم ( استعارة بالكناية حيث شّبه العلم بالماء إذ بسسه حيسساة الرواح كمسسا
ن بالمآء حياة البدان ،و ذكر الينابيع تخييل ،و فسي نسسخة الشسارح بسدل ينسابيع العلسم : أّ
ينابيع العلوم و المقصود واحد ،و إنما كسسان ينسسابيع العلسسوم اذ جميسسع العلسسوم خارجسسة منسسه
لتضّمنه علم ما كان و ما هو كائن و ما يكون كما قال عّز من قائل :
) و ما للقلب جلء غيره ( إذ فيه منار الهدى و مصابيح الّدجى و التفّكر فيه يجلو القلوب
من رين الشكوكات و يرتفع به عنها صدا الشبهات كما يجلو الصيقل المرآت .
فان قلت :لم جعل الجلء مقصورا فيه مع حصوله بغيره من العلوم الحّقة ؟
قلت :لما كان القرآن ينابيع جميسسع العلسسوم حسسسبما عرفسست يسسؤل حصسسول الجلء بهسسا إلسسى
ن المراد نفى الكمال أى ليس للقلب جلء كامل غيره . الجلء به في الحقيقة ،أو أ ّ
] [ 227
ل من القسسرآن
سلم و لم يكن في هذا الزمان علم مدّون و ل استفادة للمسلمين إ ّ
عنه عليه ال ّ
الكريم ،فلم يكن إذا جلء للقلب غيره .
) مسع أنسه قسد ذهسب المتسذّكرون ( بسالقرآن المتسدّبرون فسي معسانيه المستضسيئون بضسيائه
المقتبسون من أنواره ) و بقى الناسون ( له حقيقسسة ) أو المتناسسسون ( المظهسسرون للنسسسيان
لغراض دنيوّية .
و ارتباط هذا الكلم أعنى قوله :مع أنه آه بما سبق أنه لما ذكر ممادح القرآن و أنسسه أبلسسغ
ث المخاطبين و تحريصهم علسسى اّتبسساعه المواعظ و أجلى للقلوب ،و كان الغرض منه ح ّ
و التذّكر به أتبعه بذلك أسفا على الماضين و تقريعا على الباقين بسسأّنهم ل يتسسذّكرون بسسه و
ل يّتبعونه و ل يّتعظون بمواعظه .
صله إظهار اليأس من قبولهم للموعظة و اسسستبعاد ذلسسك لمسسا تفسّرس منهسسم مسسن فسسساد
و مح ّ
النيات و متابعة الهوى و الشهوات .
و يحتمل أن يكون توطئة و تمهيدا لما كان يريده من أمرهم باعانة الخير و تجّنب الشّر ،
ل الغافلون الجاهلون و تأثير ن المتذّكرين و أولى البصاير قد مضوا و لم يبق إ ّ يعني مع أ ّ
الموعظة فيهم صعب جدا ،مع ذلك أعظكم و اذّكركم و إن لم تنفع الذكرى بقسسولى ) فسساذا
رأيتم خيرا فأعينوا عليه و إذا رأيتسسم شسّرا فسساذهبوا عنسسه ( لفسسظ الخيسسر و الشسّر و إن كسسان
ن الشبه أن يكون نظسسره فيهمسسا إلسسى الخيسسر و لأّ ل خير و شّر ،إ ّ مطلقا شامل باطلقه لك ّ
الشّر المخصوصين .
بأن يكون مراده من الخير الخير اّلذي كان يريده في حّقهم و إن كان مكروها و كانوا لهم
ق،و متنفّرين عنه بطبعهم من التسوية في العطاء و الحمل على جاّدة الوسطى و مّر الح ّ
ل ما يأمر و ينهى و رضاهميكون المراد باعانتهم عليه تسليمهم له في ك ّ
] [ 228
و أن يكون مراده من الشّر ما تفّرس منهم بل شاهده مسسن قصسسدهم لنكسسث البيعسسة و ثسسوران
الفتنة ،و يكون المراد بالّذهاب عنه العراض عنه و الترك له .
ل عليه و آله فقسسالي صّلى ا ّ سلم بما أمر أّكده بالحديث النبو ّ و كيف كان فلما أمر عليه ال ّ
ل عليه و آله كان يقول :يا ابن آدم اعمل الخير و دع الشّر ( أى ل صّلى ا ّ
ن رسول ا ّ) فا ّ
اتركه ) فاذا أنت جواد قاصد ( يحتمل أن يكسسون المسسراد بالقاصسسد الراشسسد الغيسسر المجسساوز
سسسير فيفسسوت
سير فيتعب بسسسرعته ،و ل بطىء ال ّ عن الحّد في سيره بأن ل يكون سريع ال ّ
الغرض ببطوئه ،
و تشبيه عامل الخير و تارك الشّر به على الّول من أجسسل اّتصسسافه بالعسسدل فسسي أمسسوره و
برائته من الفراط و التفريط ،و على الثاني من أجل كون سلوكه علسسى الجسساّدة الوسسسطى
و الصراط المستقيم الموصل به إلى نضرة الّنعيم و الفوز العظيم .
ن ظلمتسسه ل
سسسلم و تنبيهسسا علسسى أ ّ
ثّم نّبه على أقسام الظلم تلميحا إلسسى مظلسسوميته عليسسه ال ّ
ن الظلم ثلثة فظلم ل يغفر ،و ظلم ل يترك ،و ظلم مغفور ل يطلب تترك فقال ) أل و ا ّ
،
] [ 229
ن حمله على صورة التوبة يوجب عدم الفرق بينسسه و بيسسن القسسسم الّول لمسسا عرفسست على أ ّ
هناك من الجماع على غفران الشرك أيضا بالتوبة كسسساير المعاصسسي صسسغيرة أو كسسبيرة
فل يكون على ذلك للتفكيك بين القسمين وجه .
ل ؟ قال :
سلم سئل هل تدخل الكباير في مشّية ا ّ
و فيه منه و من الفقيه أّنه عليه ال ّ
ي بن إبراهيم عند تفسير هذه الية قال :حّدثني أبسسي عسسن ابسسن أبسسي عميسسرو في تفسير عل ّ
سلم قال :قلت له :دخلت الكبائر في الستثناء ؟ ل عليه ال ّ
عن هشام عن أبي عبد ا ّ
ل ل يغفر أن يشرك به أحد و ل نا ّي في مجمع البيان في تفسيرها :معناها أ ّ قال الطبرس ّ
يغفر ذنب المشرك لحد و يغفر ما دون الشرك من الّذنوب لمن يريد قال المحّققون :هذه
ن فيه إدخال ما دون الشرك من جميع المعاصي في مشسسّية الية أرجى آية في القرآن ،ل ّ
حدين بهسسذه اليسسة بيسسن الخسسوف و الّرجسساء و بيسسن العسسدل و
ل المؤمنين المو ّ
الغفران وقف ا ّ
سلم :لو وزن رجاء المسسؤمن الفضل ،و ذلك صفة المؤمن ،و لذلك قال الصادق عليه ال ّ
و خوفه لعتدل .
و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ،أّنه يغفر ما دون الشرك من الذنوب بغير توبة لمن يشسساء
من المذنبين غير الكافرين .
ن في حمل الية علسسى ظاهرهسسا و إدخسسال مسسا دون الشسسرك فسسيو ل معنى لقول المعتزلة إ ّ
ن الغراء إّنما يحصل بالقطع على الغفران فأّما إذا كان المشّية إغراء على المعصية ،ل ّ
الغفران معّلقا بالمشّية فل إغراء فيه .بل يكون العبسد بسه واقفسا بيسن الخسوف و الرجساء و
ص و العاّم ،و انعقد عليه اجمسساع سسسلف أهسسل
بهذا وردت الخبار الكثيرة من طريق الخا ّ
السلم .
و مسن قسال فسي غفسسران ذنسسوب البعسسض دون البعسسض ميسسل و محابسساة و ل يجسوز الميسل و
ل.
المحاباة على ا ّ
ضل على قسسوم دون قسسوم و انسسسان دون ضل أن يتف ّ ضل بالغفران و للمتف ّ
ل متف ّ
نا ّ
فجوابه أ ّ
انسان ،و هو عادل في تعذيب من يعسّذبه ،و ليسسس يمنسسع العقسسل و الشسسرع مسسن الفضسسل و
العدل .
ن لفظة ما دون ذلك و إن كانت عامة في الذنوب اّلسستي هسسى دون الشسسرك و من قال منهم أ ّ
صها و نحملها علسسى الصسسغائر أو مسسا يقسسع منسسه التوبسسة لجسسل عمسسوم ظسساهر آيسساتفانما نخ ّ
الوعيد .
صصوا ظواهر تلك اليات لعموم هسذه اليسة و فجوابه إنا نعكس عليكم ذلك فنقول :بل خ ّ
ن هذه الية استثناء على جميع القسسرآن يريسسد بسسه و
هذا أولى لما روى عن بعض أّنه قال إ ّ
ل أعلم جميع آيات الوعيد .
ا ّ
صغاير يرتفع عندكم محبطسسة و ل تجسسوز المؤاخسسذة بهسسا ،و مسسا هسسذا حكمسسه و أيضا فان ال ّ
ن أحسدا ل يقسول إنسي أفعسل السواجب إن شسئت و أرّد الوديعسة إن فكيسف تعّلسق بالمشسّية فسا ّ
شئت ،انتهى .
ن الكبائر حكمهسسا
و بما ذكرنا ظهر لك فساد ما توّهمه الشارح المعتزلي فاّنه بعد ما ذكر أ ّ
حكم الشرك عند أصحابه المعتزلة في عدم المغفرة اعترض على
] [ 231
ن المراد من لفسسظ خصه أ ّ ن الية صريحة في التفكيك بينها و بينه ،و أجاب بما مل ّ نفسه بأ ّ
ل ل يستر في موقف القيامسسة مسسن مسسات نا ّ الغفران هو الستر في موقف القيامة و المراد أ ّ
مشركا بل يفضحه على رؤوس الشهاد ،و أّما من مات على كبيرة من أهل السلم فا ّ
ن
ل يستره في الموقف و ل يفضحه بين الخليق و إن كان من أهل النار ،و قد يكون مسسن ا ّ
ل في الموقسسف كمسسا يفضسسح أهل الكبائر مّمن يقّر بالّذنوب من تعظم كبائره جّدا فيفضحه ا ّ
المشرك ،فهذا معنى قوله » :و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء « انتهى .
ضسسالين المض سّلين و انحرافهسسمسكهم بحجزة خلفائهم ال ّ و أقول على رغم المعتزلة أنهم لتم ّ
ب العسسالمين و حكمسسوا فسسي مرتكسسبي الكبسساير مسسن
لر ّ عسسن أوليسساء السّدين أسسساؤوا ظّنهسسم بسسا ّ
لس سسسبحانه مجسسازيهم علسسى المسلمين بكونهم في النار معّذبين كالكّفسسار و المشسسركين ،و ا ّ
نّياتهم و عقيدتهم و حاشرهم يوم القيامة مع من يتوّلونه ثّم يرّدهم إلى أسفل السسسافلين مسسن
الجحيم مخّلدين فيها و ل هم عنها يخرجون .
و أّما نحن فلعتصامنا بالعروة الوثقى و الحبل المتين أعني ولية أمير المؤمنين و ولية
ل و نرجو غفرانه و عفوه و الحشر مع أوليائنسسا و إن كسسان آله المعصومين نحسن ظّننا با ّ
ق رّبنسا الغفسسور الّرحيسسم اّنسسه يسسسمع فسي النسسار
ن في حس ّ
في بحار الّذنوب مغرقين ،و ل نظ ّ
صوت عبد مسلم سجن فيها بمخالفته و ذاق طعم عذابها بمعصسسيته و حبسسس بيسسن أطباقهسسا
ج إليه ضجيج مؤّمل لرحمته و ينساديه بلسسان أهسل توحيسده و بجرمه و جريرته و هو يض ّ
سل إليه بربوبّيته ،فكيف يبقى في العذاب و هو يرجو ما سلف من حلمه و رأفتسسه ،أم يتو ّ
كيف تؤلمه الّنار و هو يأمل فضله و رحمته ،أم كيف يحرقه لهبها و هو يسمع صسسوته و
يرى مكانه ،أم كيف يشتمل عليه زفيرها و هو يعلم ضعفه أم كيف يتغلغل بين أطباقها و
هو يعلم صدقه ،أم كيف تزجره زبانيتها و هو يناديه يا رّبه ،أم كيف يرجو فضله في
] [ 232
ن به و ل المعروف من فضله ،و ل مشبه لمسسا عتقه منها فيتركه فيها هيهات ما هكذا الظ ّ
حدين من بّره و إحسانه ،فباليقين نقطع لو ل ما حكم به من تعذيب جاحسسديه عامل به المو ّ
و قضى به من إخلد معانديه لجعل النار كّلها بردا و سسسلما و مسسا كسسان لحسسد مسسن شسسيعة
أمير المؤمنين و محّبيه مقّرا و ل مقاما 1 .و لقد روى في الفقيه عن أمير المؤمنين عليه
ن المسسؤمن ل عليسسه و آلسسه يقسسول :لسسو أ ّ
ل صّلى ا ّ
سلم قال :و لقد سمعت حبيبي رسول ا ّ ال ّ
خرج من الّدنيا و عليه مثل ذنوب أهل الرض لكان الموت كّفسسارة لتلسسك السّذنوب ثسّم قسسال
ل باخلص فهسسو بسسرىء مسسن الشسسرك ،و مسسن لا ّل عليه و آله :و من قال ل إله إ ّصّلى ا ّ
ل عليه و آلسسه هسسذه اليسسة » :
ل شيئا دخل الجّنة ثّم تلى صّلى ا ّخرج من الّدنيا ل يشرك با ّ
ل ل يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء « من شيعتك و محّبيك يا علي نا ّإّ
ل عليه ول هذا لشيعتي ؟ قال صّلى ا ّ سلم :فقلت :يا رسول ا ّ قال أمير المؤمنين عليه ال ّ
آله و سّلم اى و رّبي هذا لشيعتك ،هذا .
) و أّما الظلم اّلذى ل يترك فظلم العباد بعضهم بعضسسا ( فقسسد روى فسسي الكسسافي عسسن شسسيخ
جساج إلسىسلم إني لسسم أزل واليسسا منسسذ زمسن الح ّ
عن النخعي قال :قلت لبي جعفر عليه ال ّ
يومي هذا فهل لي من توبة ؟ قال :فسكت ثّم أعدت عليه فقسسال :ل حّتسسى تسسؤّدى إلسسى كس ّ
ل
ق حّقه .
ذى ح ّ
لس
لس و عسن أميسر المسؤمنين صسسلوات ا ّ
سسسلم عسن رسسول ا ّ
ل عليه ال ّ
و فيه عن أبي عبد ا ّ
ف عن ظلم الناس .عليهما و على آلهما :من خاف القصاص ك ّ
-----------
) ( 1للل للللللل لللللل لل لللل للل ل لل ل
لل للل ) للل لل ( للل
] [ 233
لس سسبحانه و ) ليسس هسو ( أى قصاصسه و و يوم المظلوم الّدنيا و الخرة و المنتقسم هسو ا ّ
سسسياط ( و العصسسا و نحسسو ذلسسك مسسن
سكاكين ) و ل ضربا بال ّ انتقامه ) جرحا بالمدى ( و ال ّ
مولمات الّدنيا ) و لكّنه ما يستصغر ذلك معه ( هو نار الجحيم و العذاب الليسسم و الخسسزى
العظيم .
فأقول :روى في البحار مسسن كتسساب الحتجسساج عسسن سسسليم بسسن قيسسس الهللسسى عسسن سسسلمان
سلم في يوم بيعة أبسسي بكسسر :لسسست بقسسائل غيسسر الفارسي قال :قال أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل أّيها الربعة يعنيني و الزبير و أبسسا ذر و المقسسداد أسسسمعتم رسسسول شيء واحدا ذّكركم با ّ
ن تابوتا من النار فيه اثنى عشر رجل ،س سّتة مسسن ل عليه و آله و سّلم يقول :إ ّل صّلى ا ّ
ا ّ
ب فسسي قعسسر جهّنسسم فسسي تسسابوت مقفسسل علسسى ذلسسك الجس ّ
ب الّولين و سّتة من الخرين في جس ّ
ب فاسسستعاذت جهّنسسم
ل أن يسعر جهّنم كشف تلك الصخرة عن ذلسسك الج س ّ صخرة إذا أراد ا ّ
ب.من وهيج ذلك الج ّ
سسسلم اّلسسذي قتسسل أخسساه ،و فرعسسون الفراعنسسة ،و اّلسسذي حسسا ّ
ج أّما الّولين فابن آدم عليسسه ال ّ
إبراهيم في رّبه ،و رجلن من بني اسرائيل بّدل كتابهما و غّير اسّنتهما أّما أحدهما
] [ 234
سلم في قوله تعسسالى » قسسل أعسسوذ بسسربّ صادق عليه ال ّى بن إبراهيم عن ال ّ و في تفسير عل ّ
ل س أنب في جهّنم يتعّوذ أهل الّنار من شّدة حّره سسسأل ا ّ سلم :الفلق ج ّ الفلق « قال عليه ال ّ
سسسلم :و فسسي ذلسسك الجس ّ
ب يأذن له فيتنّفس فسسأذن لسسه فتنّفسسس فسسأحرق جهّنسسم ،فقسسال عليسسه ال ّ
صسسندوق و هسسو التسسابوت و فسسي ذلسسك ب من حّر ذلك ال ّ صندوق من نار يتعّوذ منه أهل الج ّ
سّتة من الّولين و سّتة من الخرين .
فأّما السّتة اّلتي من الّولين فابن آدم اّلذي قتل أخاه ،و نمرود إبراهيم اّلذي ألقسسى إبراهيسسم
في النار ،و فرعون موسى ،و السامرى اّلسسذي اّتخسسذ العجسسل ،و اّلسسذي هسّود اليهسسود ،و
صر النصارى . اّلذي ن ّ
و أّمسسا السسسّتة مسسن الخريسسن فهسسو الّول ،و الثسساني ،و الثسسالث ،و الرابسسع ،و صسساحب
سلم :اّلذي يلقى الج ّ
ب الجوارح ،و ابن ملجم » و من شّر غاسق إذا وقب « قال عليه ال ّ
يقب فيه .
و في البحار من الخصال و عقاب العمال عن إسحاق بن عّمسسار عسن موسسى بسن جعفسسر
لس لسسو
ن في الّنار لواديا يقال له سقر لم يتنّفس منذ خلق ا ّ سلم قال لي يا اسحاق إ ّ عليهما ال ّ
ن أهل النار ل له في التنفس بقدر مخيط حرق ما على وجه الرض ،و إ ّ ل عّز و ج ّ أذن ا ّ
ن فسي ذلسك لس فيسه لهلسه ،و ا ّليتعّوذون من حّر ذلك السوادى و نتنسه و قسذره و مسا أعسّد ا ّ
لسس
الوادي جبل يتعّوذ جميع أهل ذلك الجبل من حّر ذلك الشعب و نتنه و قذره و ما أعّد ا ّ
ن في ذلك الشعب لقليبا يتعّوذ جميع أهل ذلك الشعب من حّر ذلك القليب و فيه لهله ،و ا ّ
ن في ذلك القليب لحّية يتعّوذ أهل ذلك القليب مسسن ل فيه لهله ،و ا ّ
نتنه و قذره و ما أعّد ا ّ
ن في جوف ل في أنيابها من السّم للذعها ،و ا ّ خبث تلك الحّية و نتنها و قذرها و ما أعّد ا ّ
تلك الحّية سبعة صناديق فيها خمسة من المم السالفة و اثنان
] [ 235
لس
و فيه من عقاب العمال عن حّنان بن سدير قال :حّدثني رجل من أصحاب أبي عبد ا ّ
ن أشّد الناس عذابا يوم القيامة لسسسبعة نفسسر أّولهسسم ابسسن آدم سلم قال :سمعته يقول إ ّعليه ال ّ
ج إبراهيم فسسي رّبسسه ،و اثنسسان فسسي بنسسي اسسسرائيل هسّودا
اّلذي قتل أخاه ،و نمرود اّلذي حا ّ
صسسراهما ،و فرعسسون اّلسسذي قسال أنسسا ربكسسم العلسسى ،و اثنسسان فسسي هسسذه المسسة
قومهما و ن ّ
أحدهما شّرهما في تابوت من قوارير تحت الفلق في بحار من نار .
ل عليسسه
و فيه من كتاب الختصاص عن يحيى بن محّمد الفارسي عن أبيه عن أبي عبد ا ّ
ل عليسسه و آلسسه قسسال :خرجسست ذات يسسوم إلسسى
سلم عن أبيه عن أمير المؤمنين صلوات ا ّ ال ّ
ل لك يسسا أميسسر
ى قنبر فقلت يا قنبر ترى ما أرى ؟ فقال :قد ضوء ا ّ ظهر الكوفة و بين يد ّ
المؤمنين عّما عمى عنه بصرى ،فقلت :يا أصحابنا ترون ما أرى ؟ فقالوا :
ل لك يا أمير المؤمنين عّما عمى عنه أبصسسارنا فقلسست و اّلسسذي فلسسق الحّبسسة و
ل قد ضوء ا ّ
ن كلمه كما أسمع .
برىء النسمة لترونه كما أراه و لتسمع ّ
سلم عليك يا أمير المؤمنين فما لبثنا أن طلع شيخ عظيم الهامة له عينان بالطول فقال :ال ّ
ل و بركاته فقلت :من أين أقبلت يا لعين ؟ قال :من الثام ،
و رحمة ا ّ
فقلت :و أين تريد ؟ فقال :الثام ،فقلت .بئس الشيخ أنت ،فقال :تقسسول :هسسذا يسسا أميسسر
ل ما بيننا ثسسالث ،فقلسست عنسسك عسسنل عّز و ج ّ
ل لحّدثنك بحديث عّنى عن ا ّ المؤمنين فو ا ّ
ل ما بينكما ثالث ؟ قال :نعم .
ل عّز و ج ّ
ا ّ
قال :اّنه لما هبطت بخطيئتي إلى السماء الرابعة ناديت إلهى و سّيدى مسسا أحسسسبك خلقسست
ل تبارك و تعالى بلى قد خلقت من هو من هو أشقى مّني ،فأوحى ا ّ
] [ 236
سسسلم و
سسسلم يقسسرئك ال ّ
أشقى منك فانطلق إلى مالك يريكه ،فانطلقت إلى مالسسك فقلسست :ال ّ
يقول :أرنى من هو أشقى مّنى ،فانطلق بي مالك إلى الّنار فرفع الطبق العلى فخرجت
نار سوداء ظننت أنها قد أكلتني و أكلت مالكا ،فقال لها :اهدئى ،
فهدأت ،ثّم انطلق بى إلى الطبق الثاني فخرجت نار هي أشّد من تلك سوادا و أشسّد حمسى
ل نسسار يخسسرج مسسن طبسسق فقال لها :أخمدى ،فخمدت ،إلى أن انطلق بي إلى السسسابع و ك س ّ
يخرج أشّد من الولى فخرجت نار ظننت أنها قد أكلتنى و أكلت مالكسسا و جميسسع مسسا خلقسسه
ل خمدت فقال ل فوضعت يدى على عيني و قلت :مرها يا مالك أن تخمد و إ ّ ل عّز و ج ّ ا ّ
:أنت لم تخمد إلى الوقت المعلوم ،فأمرها فخمدت ،فرأيت رجلين في أعناقهما سلسسسل
الّنيران معّلقين بها إلى فوق و على رؤوسهما قوم معهم مقسسامع النيسسران يقمعونهمسسا بهسسا ،
فقلت :يا مالك من هذان ؟ فقال :أو ما قرئت في ساق العرش و كنت قرأته قبل أن يخلق
ى ،فقال :ل أّيدته و نصرته بعل ّ ل محّمد رسول ا ّ
لا ّل الّدنيا بألفي عام ل إله إ ّ
ا ّ
لس
سلم من بعضهم توّقفهم فسسي بيعتسسه كعبسسد ا ّ
و الظاهر أنه راجع الى جماعة بلغه عليه ال ّ
سان بن ثابت و اسامة بسسن زيسسد و أضسسرابهم ،و عسسن ابن عمر و سعد بن أبي وقاص و ح ّ
بعضهم إرادة النكث و النقض للبيعة بعد توكيدها مثل طلحة و الزبير و أتباعهما .
ل المنافقين على ذلك بقوله » مذبذبين بين ذلك ل إلى هؤلء و ل إلسسى هسسؤلء و و قد ذّم ا ّ
ن اّلسذين آمنسوا ثسّم كفسروا ثسّم آمنسوا ثسّم
ل فلن تجد له سبيل « و قال أيضسا » إ ّ من يضلل ا ّ
ن لهسمشسر المنسافقين بسأ ّل ليغفر لهسم و ل ليهسديهم سسبيل ب ّ كفروا ثّم ازدادوا كفرًا لم يكن ا ّ
عذابًا أليمًا اّلذين يّتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين «
] [ 237
ن اّلسسذين آمنسسوا «
سلم فسسي قسسوله » :إ ّ
صادق عليه ال ّ
صافي عن العياشي عن ال ّ
روى في ال ّ
قال هما و الثالث و الرابع و عبد الرحمان و طلحة و كانوا سبعة الحديث .
لس
لس صسّلى ا ّ سلم نزلت فسسي فلن و فلن و فلن آمنسسوا برسسسول ا ّ صادق عليه ال ّو عن ال ّ
عليه و آله و سّلم في أّول المر » ثّم كفروا « حين عرضت عليهم الولية حيث قال مسسن
سسسلم حيسسث قسسالوا لسسه
ي موله » ثّم آمنوا « بالبيعة لمير المؤمنين عليسسه ال ّ كنت موله فعل ّ
ل عليه و آله ل صّلى ا ّل و أمر رسوله فبايعوه » ثّم كفروا « حيث مضى رسول ا ّ بأمر ا ّ
فلم يقّروا بالبيعة » ثّم ازدادوا كفرًا « بأخذهم من بايعوه بالبيعة لهسسم فهسسؤلء لسسم يبسسق مسسن
اليمان شيء و كيف .
ن جماعسسة فيمسسا تكرهسسونفلما حّذرهم عن التلّون الملزم للنفاق و التفّرق عّلله بقسسوله ) فسا ّ
ق خيسسر مسسن
ق خيره من فرقة فيما تحّبون من الباطل ( يعنسسي الجتمسساع علسسى الح س ّ من الح ّ
الفتراق على الباطل و إن كان الّول مكروها لكم و الثاني محبوبا لديكم ،
ن اجتماعكم على بيعتي و ثباتكم عليه خير لكم عاجل و آجل من افسستراقكم ل المراد أ ّ
و لع ّ
عنها ابتغاء للفتنة و حّبا لها .
سلم في كلمه المأة و السابع و العشسسرين :و الزمسسوا السسسواد العظسسم و لذلك قال عليه ال ّ
ن الشسساّذ مسسن
ن الشاّذ من الناس للشيطان كما أ ّ
ل على الجماعة و اياكم و الفرقة فا ّ ن يد ا ّ
فا ّ
الغنم للذئب .
ل عليه و آله و سّلم من فارق الجماعة قدر شسسبر فقسسد خلسسع ربقسسة
ل صّلى ا ّ و قال رسول ا ّ
السلم عن عنقه هذا .
] [ 238
و لكثرة فوائد الجتماع و اليتلف و عظم ما يسترّتب عليهسا مسن الثمسرات الّدنيوّيسة حسبّ
ث و السسترغيب عليهمسسا فسسوق ح سّدمؤّكدا فعل الجمعة و الجماعة و الخبار الواردة في الح ّ
الحصاء .
) أّيها الّناس طوبى لمن شغله عيبه ( و محاسبة نفسه ) عن عيب الناس ( و غيبتهم روى
سلم قال :
في عقاب العمال عن الحسن بن زيد عن جعفر عن أبيه عليهما ال ّ
و كفى بالمرء عيبا أن ينظر من الّناس إلى ما يعمى عينه من نفسه ،و يعير الناس بمسسا ل
يستطيع تركه و يؤذى جليسه بما ل يعنيه .
قال الطريحي في قسسوله تعسسالى » طسسوبى لهسسم و حسسسن مسآب « أى طيسسب العيسسش ،و قيسسل
طوبى الخير و أقصى المنية ،و قيل اسم للجّنة بلغة أهل الهند ،و في الخبر عسسن النسسب ّ
ي
ل عليه و آله و سّلم أنها شجرة في الجّنة أصلها في دارى و فرعهسسا فسسي دار علس ّ
ي صّلى ا ّ
ي في الجّنة بمكان واحسسد ،قسسال و فسسيسلم فقيل له في ذلك فقال :داري و دار عل ّ عليه ال ّ
لو ل عليه و آله و ليس مؤمن إ ّ ي صّلى ا ّ الحديث هي شجرة في الجّنة أصلها في دار النب ّ
ن راكبسسا مج سّدا
ل أتاه ذلك الغصن ،و لو أ ّفي داره غصن منها ل يخطر على قلبه شهوة إ ّ
سار في ظّلها مأة عام ما خرج و لو طار مسسن أسسفلها غسسراب مسا بلسغ أعلهسا حّتسسى سسقط
هرما .
) و طوبى لمن لزم بيتسسه ( قسسد مسّر الكلم مشسسبعا فسسي فوايسسد العزلسسة و ثمراتهسسا فسسي شسسرح
الفصل الثاني من الخطبة المأة و الثانية .
فان قلت :أ ليس العتزال و ملزمة البيت ملزما للفرقسسة اّلسستي نهسسى عنهسسا سسسابقا فكيسسف
ث على العزلة المستفاد من هذه الجملة الخبرّية ؟ يجتمع النهي عن الفرقة مع الح ّ
ل عليه قوله ) و أكل قوته و اشتغل بطاعة رّبه و بكى على ( سالف
كما يد ّ
] [ 239
) خطيئته ( و موبق معصيته ) فكان من نفسه في شغل و الّناس منه في راحة ( أى يدا و
لسانا .
ل عليهل صّلى ا ّ سلم قال :قال رسول ا ّو فيه عن عثمان بن جبلة عن أبي جعفر عليه ال ّ
ل س يسسوم ل ظ س ّ
ل ل عرش ا ّن كان في ظ ّن فيه أو واحدة منه ّ
و آله و سّلم ثلث خصال من ك ّ
ل ظّله :
إّ
خر رجل حسستى رجل أعطى الّناس من نفسه ما هو سائلهم ،و رجل لم يقدم رجل و لم يؤ ّ
ل رضى ،و رجل لم يعب أخاه المسسسلم بعيسسب حّتسسى ينفسسى ذلسسك العيسسب عسسن ن ذلك ّ يعلم أ ّ
ل بدا له عيب و كفى بالمرء شغل بنفسه عن الناس نفسه فاّنه ل ينفى منها عيبا إ ّ
ععععععع
پس از آن حذر نمائيد از متفّرق ساختن خلقها و از برگرداندن آنها و بگردانيد زبسسان را
يك زبان ،و بايد كه حفظ نمايد مرد زبان خود را از جهة اينكه اين زبان سسسركش اسسست
بصاحب خود ،قسم بخدا نميبينم بنده را پرهيز كند پرهيز كارى كه منفعت بخشسسد او را
تا اينكه نگه دارد زبسانش را ،پسس بدرسستي كسه زبسان مسؤمن از پشست قلسب او اسست و
بدرستي كه قلب منافق از پشت زبسسان او اسسست ،بجهسسة اينكسسه اگسسر مسسؤمن بخواهسسد تكّلسسم
بنمايد بسخني انديشه ميكند آن را در پيش نفس خود پس اگر خوب باشد آن سخن اظهار
مينمايد آن را ،و اگر بد باشد پنهان ميسازد او را ،و بدرستيكه منافق تكّلم مينمايد بهسسر
چه زبان او ميآيد و نميداند چه چيزى منفعت دارد باو و چه چيز ضرر دارد بر او .
-----------
) ( 1للللل للللل ل ل للل للل لل لل لللللل ل
ل ل لل ل ل للل ل لل ل ل لل ل لل للل ل للل لل »
للل لل «
] [ 240
مستقيم نشود ايمان بنده مگر اينكه مستقيم شود قلسسب او ،و مسسستقيم نشسسود قلسسب او مگسسر
اينكه مستقيم شود زبان او ،پس هر كس قدرت داشته باشد از شسسما بسساينكه ملقسسات كنسسد
پروردگار خود را در حالتيكه پاك باشد دست او از خونهاى مسلمانان و مالهسساى ايشسسان
و سالم باشد زبان او از عرضهاى ايشان پس بايد كه بكند آنرا .
و بدانيد اى بندگان خدا كه بدرستي مرد صاحب ايمان حلل ميسازد امسسسال آن چيزيسسرا
كه حلل دانسته در سال گذشته و حرام ميشمارد امسال چيزى را كسسه حسسرام شسسمرده در
سال گذشته ،و بدرستي چيزيكه تازه احداث كسسرده اسسست آن را مردمسسان حلل نمينمايسسد
از براى شما هيچ چيز از آنچسسه كسسه حسسرام گردانيسسده شسسده اسسست بسسر شسسما ،و لكسسن حلل
منحصر است بآنچه كه خدا حلل فرموده ،و حرام منحصر است بآنچه كسسه خسسدا حسسرام
فرموده .
پس بتحقيق كه تجربه كردهايد كارها را ،و محكم گردانيدهايد آنها را ،
و نصيحت داده شدهايد با كساني كه بودهانسسد پيسسش از شسسما ،و زده شسسده از بسسراى شسسما
مثلها ،
و دعوت شدهايد بسوى أمر روشن ،پس كر نمىشسود در آن مگسر كسسى كسه زيساد كسر
باشد ،و كور نميشود از آن مگر كسى كه بغايت كور باشد ،و آنكسسسى كسسه نفسسع نسسداد او
را خداى تعالى با امتحان و تجربها منتفع نشد بچيزى از مسسوعظه و آمسسد او را ضسسرر و
تقصير از پيش او تا اينكه خيال ميكند معرفت چيزيرا كه انكسسار داشسست او را ،و انكسسار
مينمايد چيزيرا كه معرفت داشت باو .
پس بدرستى كه مردمان دو مردند :يكى آنكه پيروى كننده است شسسريعت را و ديگسسرى
آنكه اختراع كننده است بدعت را در حالتى كه نيسسست بسسا او از جسانب خداونسسد دليلسسي از
سّنت ،و نه روشني دليلي .
و بدرستيكه خداى تعالى موعظه نفرموده هيچ أحدى را بمثل اين قرآن ،
پس بدرستيكه قرآن ريسمان محكم خداست و ريسسماني اسست كسه ايمسن اسست ،و در او
است بهار قلبهسا و چشسمهاى علمهسا ،و نيسست مسر قلسب را جلء و صسيقلى غيسر آن بسا
وجود » ج « 15
] [ 241
اينكه رفتند صاحبان تذّكر ،و باقي مانده است صاحبان نسسسيان و فراموشسسي يسسا خسسود را
بفراموشي زنندگان ،پس چون ببينيد چيز نيكوئى را پس اعانت نمائيد بر او ،
و چون مشاهده كنيد چيز بدى را پس كنارهجوئى كنيد از آن پس بدرستي كسسه حضسسرت
ل عليه و آله و سّلم مىفرمود كه اى پسر آدم عمل كن خير را و ترك رسالتمآب صّلى ا ّ
كن شّر را ،پس اين هنگام تو ميباشي پسنديده رفتار و پسنديده كردار .
آگاه باشيد بدرستيكه ظلم سه قسم است :ظلميست كه آمرزيده نميشود ،
و ظلمى است كه ترك كرده نمىشود ،و ظلميست كه آمرزيده خواهد شد .
پس أما ظلمى كه بخشيده نخواهد شد پس عبارتست از شرك آوردن بخدا خداوند تعسسالى
فرموده :بدرستيكه خدا نمىبخشد در اينكه شرك آورده بسساو ،و امسسا ظلمسسى كسسه بخشسسيده
خواهد شد پس آن ظلم كردن بنده است بر نفس خود در بعض اعمال قبيحه و معاصي ،
و أما ظلميكه متروك نمىشود پس آن ظلسسم بنسسدگان اسست بعضسي بسر بعضسي ،و ديگسر
قصاص ظالم در آخرت سخت و با شّدتست نه از قبيل زخم زدن است بسسا كاردهسسا و نسسه
زدن با تازيانها و ليكن عذابيست كه كوچك شمرده ميشود اين زخسسم و ضسسرب در جنسسب
او پس بترسيد از متلّون شدن و دو رنگ بسسودن در ديسسن خسسداى تعسسالى ،پسسس بدرسسستيكه
اتفاق كردن در چيزيكه نساخوش ميداريسسد از أمسسر حسسق بهسستر اسسست از متفسّرق گشسستن در
چيزيكه دوست ميداريد از أمر باطل ،و بدرستى كه خداى تعالى عطسسا نكسسرد أحسسدى را
بسبب افتراق و اختلف خير و منفعتي نه از گذشتگان و نه از آيندگان .
اى مردمان خوشا مر آنكسى را كه مشغول سازد او را عيب او از عيبهاى مردمان ،و
خوشا مر آنكسى را كه ملزم بشود خانه خود يعني منزوى شسسود و بخسسورد قسسوت حلل
خود را و مشغول شود بطاعت پروردگار خود و گريه كند بگناهان خود ،پس باشسسد از
نفس خود در شغليكه مشغول او شود و مردمان از او در راحت .
] [ 242
و هو المأة و السادس و السبعون من المختار في باب الخطب فأجمع رأي ملكم على أن
اختاروا رجلين فأخذنا عليهما أن يجعجعا عنسسد القسسرآن و ل يجسساوزاه ،و تكسسون ألسسسنتهما
ق و همسسا يبصسسرانه ،و كسسان الجسسور
معسسه ،و قلوبهمسسا تبعسسه ،فتاهسسا عنسسه ،و تركسسا الح س ّ
هواهما ،
ق سسسوء
و العوجاج رأيهما ،و قد سبق استثنآؤنا عليهما في الحكم بالعدل و العمسسل بسسالح ّ
ق ،و أتيا بمسسا ل
رأيهما ،و جور حكمهما ،و الّثقة في أيدينا لنفسنا حين خالفا سبيل الح ّ
يعرف من معكوس الحكم .
ععععع
) الملء ( أشراف الّناس و رؤساهم و مقّدموهم اّلذين يرجسع إلسى قسولهم قسال فسي محكسىّ
سسسلم أن ) يجعجعسا عنسد القسرآن ( أى يقيمسا عنسسده يقسال :
ي عليه ال ّ
النهاية :في حديث عل ّ
جعجع القوم إذا أنسساخوا بالجعجسساع ،و هسسى الرض و الجعجسساع أيضسسا الموضسسع الضسسيق
الخشن و ) التبع ( محّركة التابع يكون مفردا و جمعسسا و يجمسسع علسسى أتبسساع مثسسل سسسبب و
أسباب .
ععععععع
سوء رأيهما بالّنصب مفعول استثنائنا أو سبق أيضا على سبيل التنسسازع و الّول أظهسسر و
قوله :في الحكم ،متعّلق بقوله :سبق .
] [ 243
عععععع
قال الشارح البحراني :هذا الفصل من خطبة خطبها لما بلغه أمر الحكمين .
أقول :و الظاهر أنه ره توّهم من قول السّيد ره و من كلم له في معنى الحكمين أّنه تكّلسسم
به حين بلغه أمرهما ،فان كان ظفر بتمام الخطبسسة و اطلسسع علسسى أنسسه خطبهسسا حيسسن بلسسوغ
ن هذا الكلم مسسن فصسسول الحتجاجسسات اّلسستي كسسانت لسسه مسسع
ل فالظاهر أ ّ
أمرهما فهو ،و إ ّ
الخوارج و قد مّر نظير هذا الكلم منه في ذيل الكلم المأة و السابع و العشرين .
و بالمراجعسسة إلسسى شسسرح الكلم المسسذكور و شسسرح الكلم المسسأة و الخسسامس و العشسسرين
المتضّمنين لحتجاجاته معهم يظهر لك توضيح ما ذكره في هذا المقام و تعرف أنه ناظر
لس و لسسم
جوا به عليه و هو :أنك قد حكمت الّرجال فسسي ديسسن ا ّ
إلى رّد احتجاجهم اّلذي احت ّ
يكن ذلك إليك ثّم أنكرت حكمهما لما حكموا عليك .
ل قوله لبن الكوا في النهروان في الّرواية اّلتي رويناها من كشف الغّمة في شسسرح كما يد ّ
سسسلم الخطبة السادسة و الثلثين حيث إّنه لما اعترض عليسسه بسسأمر الحكميسسن قسسال عليسسه ال ّ
ن الحرب قد عضتهم فذرونى انسساجزهم ن أهل الشام يخدعونكم بها 1فا ّله :أ لم أقل لكم إ ّ
ل أبسسا
ل بن العّبسساس و قلسست اّنسسه ل ينخسسدع فسسأبيتم إ ّ
فأبيتم ألم ارد نصب ابن عّمي أى عبد ا ّ
موسى و قلتم رضينا به حكما فأجبتكم كارها و لو وجدت في ذلك السسوقت أعوانسسا غيركسسم
لما أجبتكم .
) فأخذنا عليهما ( أى على الّرجلين الحكمين ) أن يجعجعا عند القسسرآن ( أى يقفسسا دونسسه و
يجسسب نفسسسهما عليسسه ) و ل يجسساوزاه ( أى ل يتجسساوزا عسسن أوامسسره و نسسواهيه ) و يكسسون
ألسنتهما معه و قلوبهما تبعه ( أى يكونان تابعين له و يعملن بحكمه ) فتاها ( أى ض ّ
ل
-----------
) ( 1لل لللللللل ل للللل للل
] [ 244
ق اّلسذي هسو
ق و هما يبصرانه ( أى عدل عن القرآن و عسن حكمسه الحس ّ ) عنه و تركا الح ّ
خلفته مع علمهما و معرفتهما بحقيته كمسسا عرفسست تفصسسيل ذلسسك كّلسسه فسسي شسسرح الخطبسسة
الخامسة و الثلثين .
ق عمدا عن علم ل عن جهل و لم يكن ذلك فتنة منهما بسسل كسسان و الحاصل أّنهما تركا الح ّ
بنائهمسسا مسسن أّول المسسر علسسى ذلسسك ) و كسسان الجسسور ( و الحيسسف فسسي الحكسسم ) هواهمسسا و
ق و النحراف عن الّدين ) رأيهما ( و في بعض النسخ دأبهما و هسسو العوجاج ( عن الح ّ
أولسسى أى لسسم يكسسن ذلسسك أّول حيفهمسسا بسسل كسسان ديسسدنا و عسسادة لهمسسا و شسسيمة طبعسست عليهسسا
قلوبهما .
ثّم أجاب عّما نقموا عليه من إنكاره التحكيم بعسد رضسساه بسسه بقسسوله ) و قسسد سسبق اسسستثناؤنا
ق سوء رأيهما و جسسور حكمهمسسا ( أراد بسسه مسسا كسسان عليهما في الحكم بالعدل و العمل بالح ّ
لس
شرطه على الحكمين حين عزموا على التحكيم أن يحكما بما حكم القرآن و بما أنسسزل ا ّ
ل فل ينفذ حكمهما فيه و في أصحابه ، فيه من فاتحته إلى خاتمته و إ ّ
) و الثقة في أيدينا لنفسنا ( أى إّنا على برهان و ثقة من امورنسسا و ليسسس يلزم لنسسا اتبسساع
ق ( و انحرفا عن سواء السبيل ) و أتيا بما ل يعسسرف ( أى حكمهما ) حين خالفا سبيل الح ّ
لس وراء ظهسسورهم و خالفسساه و ل يصدق به ) من معكوس الحكم ( يعني أنهما نبذا كتاب ا ّ
حكما بعكس حكم الكتاب و قد استحّقا به الّلؤم و العقاب يوم الحساب
ععععععع
پس مّتفق شد رأى رؤساء و أشراف شما بر اينكه اختيار كردند دو مرد را كه
] [ 245
يكى أبو موسى أشعرى بود و يكى عمرو بن عاص پس عهد و ميثاق گرفسستيم بسسر ايشسسان
كه وا ايستند و حبس كنند نفس خود را در نزد قرآن و تجاوز نكنند از آن و باشسسد زبسسان
ايشان با آن قرآن و قلبهاى شان تابع آن ،پس هر دو گمراه شدند از قرآن و ترك كردند
حق را و حال آنكه هر دو ميديدند حق را ،و بود جور و ظلم آرزوى ايشسسان و كجسسى و
اعوجاج رأى ايشان .
و بتحقيق كه سابق شده بود استثنا كردن ما بر آن دو مرد در خصسسوص حكسسم كسسردن بسسا
عسسدالت و عمسسل كسسردن بحسسق بسسدى رأى ايشسسانرا و سسستم كسسردن ايشسسان را در حكمسسى كسسه
مينمايند ،يعني استثناء كرده بوديم كه ايشان با رأى فاسسسد خسسود رفتسسار نكننسسد و بسسا حكسسم
جور حكم ننمايند ،و وثوق و اعتماد در دسسست مسا اسسست از بسسراى نفسسسهاى خسود مسا در
وقتيكه مخالفت راه حق كردند و آوردنسسد چيزيسسرا كسسه غيسسر معسسروف بسسود از حكمسسى كسسه
بعكس حكم قرآن بود و بر خلف شرط ما .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
و هى المأة و السابعة و السبعون من المختار في باب الخطب خطبها بعد قتل عثمان فسسي
أّول خلفته كما في شرح المعتزلي و البحراني .
ل يشغله شأن ،و ل يغّيره زمان ،و ل يحويه مكان ،و ل يصفه لسان ،ل يعسسزب عنسسه
سماء ،و ل سوا في الّريسسح فسسي الهسسواء ،و ل دبيسسب الّنمسسل عدد قطر الماء ،و ل نجوم ال ّ
ي طسسرف ظلماء ،يعلم مسسساقط الوراق ،و خف س ّ صفآء ،و ل مقيل الّذّر في الّليلة ال ّ
على ال ّ
الحداق .
] [ 246
ن الّدنيا تغّر المؤّمسسل لهسسا ،و المخلسسد إليهسسا ،و ل تنفسسس بمسسن نسسافس فيهسسا ،و
أّيها الّناس إ ّ
تغلب من غلب عليها .
] [ 247
ععععع
) سفت ( الريح التراب أى ذرته و ) الّدخلة ( بالكسر و الضّم باطن الشيء و ) المعتسسام (
بالتاء المثناة فاعل من اعتام أى اختار مأخوذ من العتمة و هو خيار المال و ) الغربيسسب (
وزان قنديل السود شديد السواد قال سبحانه :و غرابيب سود .
ععععععع
الظاهر تعّلق قوله في الّليلة الظلماء بالّدبيب و المقيل على سبيل التنازع ،
ض نعمسسة ،للظرفّيسسة
لس ،و فسسي فسسي قسسوله :فسسي غس ّ
و غير معدول بنصب غير حال من ا ّ
المجازية ،
ل لهسسا
ل عما سلف و غسسايته ل مح س ّو الباء في قوله :بصدق ،للمصاحبة ،و جملة عفى ا ّ
ل الّنصب مقولة من العراب و على ذلك فمقول قلت محذوف ،و يجوز أن يكون في مح ّ
للقول و الثاني أظهر لحتياج الّول إلى الحذف و الصل عدمه .
عععععع
بجملة من أوصاف الجلل و صفات الجمال و هو قوله ) ل يشسسغله شسسأن ( عسسن شسسأن أى
ن الشغل عن الشيء بشيء آخر إّما لنقصان القسسدرة أو العلسسم و هسسو تعسسالىأمر عن أمر ل ّ
ل شيء محيط ،فل يشغله مقدور ل شيء قدير و بك ّعلى ك ّ
] [ 248
عن مقدور و ل معلسسوم عسسن معلسسوم ) و ل يغّيسسره زمسسان ( لّنسسه تعسسالى واجسسب الوجسسود و
المتغّير في ذاته أو صفاته ل يكون واجبا فل يلحقه التغّير و لنه خالق الّزمان و ل زمان
يلحقه فل تغّير يلحقه بتغّيره ) و ل يحويه مكان ( اذ لو كان محويا يلزم أن يكون محدودا
ل محدود جسم ،و قد عرفت فسسي شسرح الفصسسل الخسامس مسسن الخطبسسة الولسى و فسسي وكّ
شرح الخطبة المأة و الثانية و الخمسين تحقيق الكلم في تنّزهه عن المكان و عن الحدود
بما ل مزيد عليه فليراجع المقامين .
أحدها أّنه تعالى كان و ل عرش و ل مكان ،و لما خلق الخلق لم يحتسسج إلسسى مكسسان غنّيسسا
ل شسسيء كسسالعرش و هسسو ل أن يقال لم يزل مع ا ّ
صفة التي كان لم يزل عليها إ ّ
عنه فهو بال ّ
أيضا باطل لنه يلزم أن يخلو عن المكان عند ارتحساله عسن بعضسها إلسى بعسض فيختلسف
نحو وجوده بالحاجة إلى المكان و الستغناء عنه و هو محال .
ن الجالس على العرش إمسسا أن يكسسون متمكنسسا مسسن النتقسسال و الحركسسة عنسسه أم ل ،
ثانيها أ ّ
فعلى الّول يلزم ما ذكرنا مسن السستغناء و الختلف فسي نحسو الوجسود أعنسى التجسّرد و
سم .
التج ّ
ل يقال :هذا منقوض بانتقال النسان مثل من مكان إلى مكان .
ك عسسن المكسسان و قلنا إّنه ينتقل على الّتصال من مكان إلى مكان و هو فيما بينهما لسسم ينف س ّ
ل ذكره فالمكان اّلذي ينتقل إليه مخلوق له فل بّد أن يخلقسسه أّول حسستى يمكسسنأّما البارى ج ّ
انتقاله إليه فهو فيما بين مجّرد عن المكان و على الثاني يكون كالّزمن بل أسوء حال منسسه
ن الجسسالس
،فان الّزمن يتمّكن من الحركة على رأسه و معبسسودهم غيسسر متمّكسسن و ثالثهسسا أ ّ
على العرش لبّد و أن يكون الجزء الحاصل منه في يمين
] [ 249
العرش غير الجزء الحاصسسل منسسه فسسي شسسمال العسسرش فيكسسون مرّكبسسا مؤلفسسا مسسن الجسسزاء
ل من كان كذلك يحتاج إلى مؤّلسسف و مرّكسسب و المقدارية و مركبا من صورة زيادة ،و ك ّ
الحاجة من أوصاف الممكن ،هذا .
و هذه الدّلة الثلث كما يبطل كونه جالسا على العرش كذلك تبطل كسسونه محويسسا للمكسسان
ى على الفطن العارف فتدّبر .
ى مكان كان كما هو غير خف ّ
أ ّ
ن الّلسان إّنمسسا هسسو ترجمسسان
) و ل يصفه لسان ( أى ل يقدر لسان على وصفه و مدحه ل ّ
للقلب معّبر عن المعاني المخزونة فيه ،و القلب إذا كان عاجزا عن البلوغ إلى وصسسفه و
عن تعّقل صفاته فالّلسان أعجز و ألكن .
ن وصف الشيء و الّثناء عليه إّنما يتصّور إذا كسسان مطابقسسا لمسسا هسسو عليسسه فسسي بيان ذلك أ ّ
ل بتعّقل ذاته و كنهه ،لكسسن ل يمكسسن للعقسسول تعّقسسل ذاتسسه نفس المر ،و ذلك غير ممكن إ ّ
ن ذلسسك التعّقسسل إّمسسا بحصسسولسبحانه و تعّقل ما له من صفات الكمال و نعوت الجلل ،ل ّ
صورة مساوية لذاته تعالى و صسسفاته الحقيقّيسسة الذاتّيسسة أو بحضسسور حقيقتسسه و شسسهود ذاتسسه
ن كسس ّ
ل المقّدسة و الّول محال إذ ل مثل لذاته كما قال عّز من قائل :ليس كمثله شيء ،ل ّ
ما له مثل أو صورة مساوية له فهو ذو جهة كّلية و هو تعالى ل مهّية له ،
ل ما سواه من العقول و النفوس و الّذوات و الهوّيات معلسسول لسسه و الثاني أيضا كذلك إذ ك ّ
مقهور تحت جلله و عظمته و كبريائه كانقهسسار عيسسن الخّفسساش تحسست نسسور الشسسمس ،فل
يمكن للعقسسول لقصسسورها عسسن درجسسة الكمسسال الواجسسبي إدراك ذاتسسه علسسى وجسسه الكتنسساه و
ل عقل له مقام معلوم ل يقدر على التعّدي عنه إلى ما فسسوقه ،و لهسسذا قسسال الحاطة ،بل ك ّ
جبرئيل المين لما تخّلف عن خير المرسلين ليلة المعراج :لسسو دنسسوت أنملسسة لحسسترقت ،
صفات الحدّية على مسسا هسسى عليسسه فأّنى للعقول البشرّية الطلع على النعوت اللهّية و ال ّ
من كمالها .
فالقول و الكلم و إن كان فسي غايسسة الجسودة و البلغسسة و الّلسسسان و البيسسان و إن كسان فسسي
نهاية الحّدة و الفصاحة يقف دون أدنى مراتب مدحه ،و المادحون و إن صرفوا جهسسدهم
و بذلوا وسعهم و طاقتهم في وصفه و الثناء عليه فهم بمراحل البعد عّما هو ثناء عليه
] [ 250
و لهذا قال سّيد الّنبّيين و أكمل المادحين :ل احصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
.
ثّم وصفه باحاطة علمه سبحانه بجميع الجزئّيات و خفّيات ما في الكون ،و قد عرفت في
شرح الفصل السابع من الخطبة الولى عموم علمه تعالى بجميع الموجودات و عسسدد مسسن
ذلك هنا أشياء فقال ) ل يعزب عنه ( أى ل يغيب عن علمه ) عسسدد قطسسر المسساء ( المنسسزل
سماء و الراكد فسسي مسستراكم البحسسار و الغسسدران و البسسار و الجسسارى فسسي الجسسداول و من ال ّ
سسسيار ) و ل سسسوافي الّريسسح فسسي
سسسماء ( مسسن الثسسوابت و ال ّ
النهار ) و ل ( عدد ) نجسسوم ال ّ
الهواء ( أى التي تسفو التراب و تذروه .
و تخصيصها بالذكر من جهة أنها غالب أفرادها ،فل دللة فيهسسا علسسى اختصسساص علمسسه
جسسة كمسسا صسّرح بسسه علمسساء
ن الوصف السسوارد مسسورد الغلبسسة ليسسس مفهسسومه ح ّ
بها فقط ،ل ّ
لتسسي فسسي جحسسوركم « ،و يمكسسن أن يكسسون الصولية و مثله قوله تعالى » :و ربسسآئبكم ال ّ
غرضه الشارة إلى أنه ل يخفى عليه سبحانه السوافي مسع مسا تسسفوه مسن الستراب ،فسا ّ
ن
ل سبحانه لا ّالتراب اّلذي تحمله الّريح و تبّثه في الجّو ل يعلم مقداره و أجزائه و ذراته إ ّ
ل شيء . العالم بك ّ
) و ل ( يعزب عنه ) دبيب النمل على الصفا و ل مقيل اّلسسذر فسسي الّليلسسة الظلمسساء ( أى ل
ل قيلولة صغارصخر الملس في الّليلة المظلمة ،و ل مح ّ يخفى حركة آحاد النمل على ال ّ
الّنمل فيها مع فرط اختفائهما عليه سسبحانه بسل علمسه تعسالى محيسط بهمسا و بغيرهمسا مسن
خفّيات الموجودات و خبياتها .
قيل :لعدم التأّثر بالّدبيب كالتراب إذ يمكن في التراب و نحوه أن يعلم الّدبيب بالثر .
ن حصول العلم به بذلك الثر إّما أن يكون لأّن بقاء أثر الّدبيب في التراب مسّلم إ ّ
و فيه إ ّ
ن ظلمة الليل المظلم مانعة
في الّليل أو في النهار ،و الّول ممنوع ل ّ
] [ 251
عن مشاهدة الثر كنفس المؤثر و الصفا و التراب سّيان في اختفاء الّدبيب فيها علسسى ك سلّ
ل أحد و معلسسوم بنفسسسه مسسنل أّنه إذا كان في الّنهار فهو مشاهد لك ّ
منهما ،و الثاني مسّلم إ ّ
صسسفا و
دون حاجة إلى الستدلل بالثر من غير فرق أيضا في ظهوره بين كونه علسسى ال ّ
بين كونه على التراب .
ل أن يقال :إّنه مع كونه في الّليل على التراب يبقى أثره إلى النهار فيمكن حصول العلمإّ
صفا فل يكون له أثسر أصسل حّتسى يبقسى إلسى النهسار و
به منه ،بخلف ما إذا كان على ال ّ
صل منه العلم .
يتح ّ
ن ظاهر القضّية أّنه ل يخفسسى عليسسه دبيبسسه حيسسن دّبسسه أعنسسى فسسي الّليلسسةجه عليه إ ّ
و لكن يتو ّ
المظلمة و ل مقيل الذّر حين قيلولتها .
فان قلت :هذا مسّلم لو جعلنا قوله :في الّليلة الظلماء قيدا لكل المرين ،
ن غسسالب أفسسراد الحيسسوان و منهسسا النمسسل إذاو اّلذي يلوح للخاطر في سّر التخصيص هسسو أ ّ
سارت بالليل على التراب ل يظهسسر صسسوت قوائمهسسا و حوافرهسسا لليسسن السستراب ،فيختفسسى
صفا فيطلع عليه الّناس لظهور صسسوت سيرها غالبا على الناس ،و أّما إذا صارت على ال ّ
الحوافر و القدام ،و أّما النمل فل يظهر دبيبه عليه أيضا لخّفسسة جرمسسه و صسسغر جّثتسسه ،
صفا على الّناس فضسسل عسسن السستراب ن النمل اّلذى اختفى دبيبه على ال ّ
ل سبحانه بأ ّ
فمدح ا ّ
لم يعزب عليه سبحانه دبيبه مع فرط خفائه فافهم جّيدا .
فانقدح منه أنه سبحانه ) يعلم مساقط الوراق ( عدل عن نفى المعزوب إلسسى إثبسسات العلسسم
على قاعدة اليقين و تصديق علمه بمساقط الوراق مضافة إلى غيرها قوله
] [ 252
ل أيضسسا لعمسسومه علسسى أّنسسه يعلسم ) خفسى طسرف الحسسداق ( و أراد بسالطرف
) و ( هو يسد ّ
انطباق أحد الجفنين على الخر أى يعلم ما خفى من ذلك على الّنسساس كمسسا قسسال سسسبحانه :
يعلم خائنة العين و ما تخفى الصدور .
ل عليه صريحا ما قّدمنا روايته في شرح الفصل الثاني من الخطبة الثانية مسسن ثسسواب و يد ّ
ل جللسسه ل س جس ّ
ل عليه و آله قال :قسسال ا ّ
ي صّلى ا ّ العمال عن أبي سعيد الخدري عن النب ّ
ن عندى و الرضين السّسسبع فسسي سماوات و عامريه ّ ن ال ّ
لموسى بن عمران :يا موسى لو أ ّ
ل.
لا ّن ل إله إ ّ ل في كّفة مالت به ّ
لا ّ
كّفة و ل إله إ ّ
] [ 253
ن محّمدا عبده و رسسسوله المجتسسبى ( المصسسطفى ) مسسن خلئقسسه ( و قسسد عرفسست ) و أشهد أ ّ
توضيحه في شسسرح الخطبسسة الّثالثسسة و التسسسعين ) و المعتسسام لشسسرح حقسسايقه ( أى المختسسار
ص بعقسسائل كرامسساته ( النفيسسسةلشرح حقايق توحيده أى ليضاح العلوم اللهّية ) و المخت س ّ
من الكمالت النفسانّية و الخلق الكريمة اّلتي اقتدر معهسسا علسسى هدايسسة النسسام و تأسسسيس
أساس السلم ) و المصطفى لكرايم رسالته ( أى لرسالته الكريمسسة الشسسريفة و جمعهسسا
ل أمسسر أمسسر بتبليغسسه و أدائه
ن كس ّ
باعتبار تعّدد أفراد الوامر و الحكسسام النازلسسة عليسسه ،فسسا ّ
رسالة مستقّلة و ان كان باعتبار المجموع رسالة واحدة ) و الموضحة به أشراط الهدى (
أى أعلم الهداية فقد أوضح بقسسوله و فعلسسه و تقريسسره مسسا يسسوجب هدايسسة النسسام إلسسى النهسسج
القسسويم و الصسسراط المسسستقيم ) و المجلسّو بسسه غربيسسب العمسسى ( أى المنكشسسف بنسسور نبسّوته
ظلمات الجهالة .
ل فأقسم بالقسم
و استدراكها بالفزع إلى ا ّ
-----------
) ( 1للل لللللل لل للل للل للل لل ل للل .
] [ 254
سلم محمسسول علسسى الغسسالب و إن كسسان ظسساهره ن هذا الكلم منه عليه ال ّو ل يخفى عليك أ ّ
ل نعمتهم بالنقمة و رخسسائهم بالش سّدة و منحتهسسم
ن كثيرا من العباد يبّدل ا ّ
العموم ،و ذلك ل ّ
سسسيئات و إضسسعافا بالمحنسسة مسسن بسساب البتلء و المتحسسان إعلء لل سّدرجات و إحباطسسا لل ّ
للحسنات كما قال عّز من قائل » :و لنبلوّنكم بشيء مسسن الخسسوف و الجسسوع و نقسسص مسسن
الموال و النفس و الثمرات « الية .
ن عّلة زوال النعمة و نزول النقمة اكتساب المعصية أرشدهم إلسسى طريسسق و لّما نّبه على أ ّ
ن الناس حين تنزل بهم النقم و تزول عنهم النعم فزعوا إلى رّبهم ( تداركها بقوله ) و لو أ ّ
و تضّرعوا إليه سبحانه ) بصدق من نّياتهم ( أى باخلصها و إخلئها من شوب العجسسب
و الّريا ) و وله من قلوبهم ( أى بتحّير منهسسا فسسي محّبتسسه سسسبحانه و لسّذة مناجسساته و تفريسسغ
ل شسسارد ( مسسن النعسسم ) و أصسسلح لهسسم كس ّ
ل ل ما سواه تعالى ) لسسرّد عليهسسم كس ّ ساحتها عن ك ّ
فاسد ( من المور .
ثّم تخلص إلى تعريض المخاطبين بالشارة إلى بعض حالتهم الغير المحمودة التي كانوا
عليها حثا لهم على الرتداع عنها فقال ) :و إّنى لخشى عليكم أن تكونوا فسي فسترة ( أى
في حالة فترة مثل حالة أهل الجاهلّية اّلذين كانوا على فترة مسسن الّرسسسل أى أخسساف عليكسسم
صبات الباطلسسة بحسسسب الهسسواء المختلفسسة و غلبسسة الجهسسل وأن تكونوا مثل هؤلء في التع ّ
ضلل على الكثرين ) و قد كانت أمور مضت ( و هو تخليفهم للفساق و تقسسديم أجلف ال ّ
العرب الثلثة عليه و أتباعهم بهم .
] [ 255
و حملها على اختيارهم لعثمان فقط و عدولهم عنه يوم الشورى كما فسي شسسرح المعستزلي
خلف ظاهر الّلفظ المسوق على نحو الطلق معتضدا بقوله ) ملتم فيها ميلسسة كنتسسم فيهسسا
ل من الثلثة و التبسساع عليسسه مسسالوا عسسن نهسسج عندى غير محمودين ( لّنهم بسبب تقديم ك ّ
صواب و استحقوا الّلوم و العتاب . ق و عدلوا عن منهج ال ّ
الح ّ
ل س عليسسه و) و لئن رّد عليكم أمركم ( أى شغلكم اّلذى كنتم عليه في زمن الّرسول صّلى ا ّ
ل الجهسسد ( أى ىإ ّ
آله ) انكم لسعداء ( أى تكونون سعيدا بعد اتصافكم بالشقاوة ) و مسسا علس ّ
بذل الوسع و الطاقة في الصلح و النصيحة ) و لو أشآء أن أقول ( و أشسسرح مسسا جسسرى
ي ) لقلت ( ذلك و شسسرحته و من الظلم و العدوان و ما وقع منكم من التفريط و التقصير ف ّ
لكّنسسى ل استصسسلحه لتض سّمنه التعريسسض علسسى المتخّلفيسسن و التقريسسع علسسى المخسساطبين و
لس عّمسسا
ن الصسسفح حسسسن و العفسسو جميسسل فقسسد ) عفسسي ا ّ
صلح في العفسسو و الغمسساض ل ّ ال ّ
لس
ل عّما سلف و من عاد فينتقسسم ا ّ سلف ( اقتباس من الكتاب العزيز قال تعالى » :عفى ا ّ
ل عزيز ذو انتقام « .منه و ا ّ
ن مسسا جسسرى مسسن عبسسد ل على مذهب أصحابنا في أ ّ قال الشارح المعتزلي :و هذا الكلم يد ّ
الّرحمان و غيره يوم الشورى ،و إن كان لم يقسسع علسسى السسوجه الفضسسل فسساّنه معفسّو عنسسه
لس
سلم :عفسسى ا ّ مغفور لفاعله لّنه لو كان فسقا غير مغفور لم يقل أمير المؤمنين عليه ال ّ
عّما سلف .
جه عليه أّنه بعد العتراف بكون ما صدر عسسن ابسسن عسسوف و أضسسرابه فسسسقا أقول :و يتو ّ
سلم فهذا الكلم ل دللة فيسسه علسسى العفسسو كما هو كذلك لكونه ظلما فاحشا في حّقه عليه ال ّ
ن هذا الكلم كما يحتمل أن يكون جملة إنشسسائية أو غايبسسة أو اخباريسسة عنه و الغفران له ل ّ
مسوقة لبيان حسن العفو و دليل عليه كما عليه مبنى كلم الشارح ،
فكذلك يحتمل أن يكون مقول لقوله :قلت و مّتصل به ل مقطوعا عنه .
لس عّمسسا سسلف لقلتسه أى لسو أحببست أن صل الكلم أّني لو شئت أن أقول عفسسى ا ّ
فيكون مح ّ
أدعو بالعفو لدعوت ،فعلى هذا كمسسا يصسسدق الشسسرطّية باسسستثناء عيسسن المقسّدم ينتسسج عيسسن
التالي فكذلك يصدق برفع المقّدم المفيد لرفع التالي ،أى لكّنى لم أشاء ذلك
] [ 256
سلم دللة على ما رامه الشارح لو لم يكسسن دللسسة
فل قلته و حينئذ ل يكون لكلمه عليه ال ّ
صر .
على خلفه أظهر ،فافهم و تب ّ
ععععععع
ي مختار است در وصف حضرت كردگسسار و از جمله خطب شريفه آن بزرگوار و وص ّ
نعت حضرت ختم النبّيين و نصيحت و ملمت مخاطبين ميفرمايد كه :
مشغول نمينمايد حقتعالى را امرى از امر ديگر ،و تغيير نميدهد او را زماني و احاطه
نميكند او را هيچ مكاني ،و وصف نميتواند بكند او را هيسچ زبسانى ،غسسايب نميشسسود از
علم او عدد قطرهاى آب و نه ستارهاى آسمان ،و نه بادهاى سخت وزنده و نه حركسست
مورها بر روى سنگها و نه خوابگاه مورچها در شب تاريك ،و ميداند مواضسسع افتسسادن
برگهاى درختان ،و پنهان نگريستن چشمان را .
و شهادت ميدهم باينكه هيچ معبود بحقى نيست مگر خداونسسد متعسسال در حسسالتى كسسه هيسسچ
برابر كرده نشد باو چيزى و شك كرده نشسد در وجسود او و انكسار كسرده نشسد ديسن او و
جحود نشد ايجاد و تكوين او ،مثل شهادت كسى كه صادق بشود نّيت او و صافي باشسسد
باطن او و خالص گردد يقين او و سنگين شود ميزان اعمال او .
و روشن كرده شده بساو علمتهسساى هسسدايت ،و جل داده شسسد بنسور او سسسوادى و سسسياهي
ضللت .
اى گروه مردمان بدرستى دنيسسا فريسسب ميدهسسد اميسسد دارنسسده او را و آرام گيرنسسده او را و
بخل نميكند بكسى كه بخيل باشد در محّبت او و غلبه مينمايد بر كسيكه غلبه كند بر او .
» ج « 16
] [ 257
و قسم بخدا كه نبودند هيچ قومى هرگز در طسسراوت نعمست از زنسدگانى دنيسا پسسس زوال
يافت آن نعمت از ايشسان مگسر بسسبب گناههسائى كسه كسسب گردنسد آن را از جهسة اينكسه
خداوند عالم نيسسست صسساحب ظلسسم بسسر بنسسدگان ،و اگسسر مردمسسان در وقسستيكه نسسازل بشسسود
بايشان عقوبتها و زايل بشود از ايشان نعمتها پنسساه ببرنسسد بسسسوى پروردگسسار براسسستى از
نّيتهاى خودشان و فرط محّبت از قلبهاشان ،هسسر اينسسه بسساز گردانسسد حسسق سسسبحانه بسسسوى
ايشان هر رميده از نعمتها را ،و اصلح ميفرمايد از براى ايشان هر فاسد از اموراترا
،و بدرستى كه من ميترسم بر شما اينكه باشيد در حالت أهل جاهلّيت ،
و بتحقيق كه واقع شد كارهائى كه گذشت ميل كرديد در آن امور از جاّده شسسريعت ميسسل
كردني ،در حالتى كه بوديد در آن امور در نزد ما پسنديده ،و اگر بسساز گردانيسسده شسسود
بر شما كار شما هر آينه ميباشيد از أهل سسسعادت ،و نيسسست بسسر مسسن مگسسر بسسذل وسسسع و
طاقت ،و اگر بخواهم بگويم هر آينه ميگفتم كه عفسسو فرمسسود خسسداى تعسسالى از آنچسسه كسسه
گذشت .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
ى فسسي الصسسول
و هو المأة و الثامن و السبعون من المختار في باب الخطب و هسسو مسسرو ّ
المعتبرة كالكافي و التوحيد و الحتجسساج و الرشسساد بطسسرق مختلفسسة باجمسسال و تفصسسيل و
اختلف تطلع عليه بعد الفراغ من شرح ما أورده السّيد ) ره ( .
سلم :
سلم :أفأعبد ما ل أرى قال :و كيف تراه ؟ قال عليه ال ّ
فقال عليه ال ّ
] [ 258
اليمان ،قريب من الشياء غير ملمس ،بعيد منها غير مبائن ،
متكّلم ل برّوية ،مريد بل هّمة ،صانع ل بجارحة ،لطيف ل يوصف بالخفاء ،كسسبير ل
سسسة ،رحيسسم ل يوصسسف بالّرّقسسة ،تعنسسو الوجسسوه
يوصف بالجفاء ،بصير ل يوصف بالحا ّ
لعظمته ،و تجب القلوب من مخافته .
ععععع
) الذعلب ( في الصل الناقة السريعة ثّم صسسار علمسسا للنسسسان كمسسا نقلسسوا بكسسرا عسسن فسستى
البل إلى بكر بن وابل و ) اليماني ( منسوب إلسسى اليمسسن اقليسسم معسسروف سسّمى بسسه لكسسونه
ي بتشديد الياء ثّم جعلوا اللف بدل عسسن اليسساء الثانيسسة فقسسالوا
على يمين الكعبة و أصله يمن ّ
ي و ) جفوت ( الرجل أعرضت عنسسه أو طردتسسه و قسسد يكسسون مسسع يماني بالتخفيف في يمن ّ
بغض و جفا الثوب يجفو إذا غلظ فهو جاف ،و منه جفاء اليد و هو غلظتهسسم و فظسساظتهم
ل و خضع و السم العنسساء بالفتسسح و المسّد فهسسو عسسان و
و ) عنا ( يعنو عنوا من باب قعد ذ ّ
) وجب ( الحايط و نحوه وجبة سقط و وجب القلب وجبا و وجيبا رجف .
ععععععع
قوله :أفأعبد استفهام على سبيل النكار و البطال و قوله :قريب خبر لمبتسسداء محسسذوف
و قوله :غير ملمس بنصب غير كما في أكثر النسخ حال من فاعل قريب المستتر و في
بعضها بالّرفع فيكون صفة لقريب ،و كذلك قوله غير مباين ،و مثلهما جملة ل يوصسسف
ل الّرفع على الوصف . ل النصب على الحال ،و في مح ّتحتمل أن تكون في مح ّ
عععععع
] [ 259
سلوني قبل أن تفقدوني ،قام إليه ذعلب و كان رجل ذرب الّلسان بليغا في الخطب شجاع
القلب فقال :لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة لخجلّنسسه اليسسوم لكسسم فسسي مسسسألتي إّيسساه
فقال له ) هل رأيت رّبك يا أمير المؤمنين ( و كان هسسذا السسسؤال منسسه مسسن بسساب التعّنسست و
ل عليسسه أّول كلمسسه اّلسسذى التقرير بقصد التعجيز عن الجواب ل الستفهام الحقيقي كما يسسد ّ
حكيناه .
ن العبسسادة متضسّمنة
سلم أفأعبد ما ل أرى ( إنكسسار لعبسسادة مسسا ل يسسدرك ،ل ّ
) فقال عليه ال ّ
للسؤال و المخاطبة و المكالمة و طلب الرحمسسة و المغفسسرة و غيسسر ذلسسك مسسن الخضسسوع و
الخشوع و التضّرع و التمّلق و الستكانة و هذه كّلها تستدعى حضور المعبسسود و إدراكسسه
و رؤيته .
ن رؤيتسسه ليسسست
سسسلم ل تسسدركه العيسسون بمشسساهدة العيسان ( يعنسسى أ ّ
فأجابه و ) قال عليه ال ّ
ن هذه غير جايزة كما عرفت تحقيقسسه فسسي بالعين و بمشاهدة القّوة البصرية الجسمانية ،فا ّ
شرح الخطبة التاسعة و الربعين ،و هو صريح في بطلن مذهب الشسساعرة و المشسسبهة
و الكرامّية المجّوزين للرؤية ) و لكن تدركه القلوب بحقايق اليمان ( أى تسسدركه العقسسول
الصافية عن ملبسسسة البسسدان و غواشسسي الطبسسايع و الجسسرام بحقسسايق اليمسسان أى بسسأنوار
العقلّية الناشئة من اليمان و الذعان الخالص كما مّر تحقيقه في شرح الخطبة التاسعة و
الربعين أيضا .
لس و
و قال الشسسارح البحرانسسي :أراد بحقسسايق اليمسسان أركسسانه و هسسى التصسسديق بوجسسود ا ّ
وحدانّيته و ساير صفاته و اعتبارات أسمائه الحسنى .
و قال العلمة المجلسى ره في مرآت العقول :حقايق اليمان العقايد اّلتى هى حقسسايق أى
عقايد عقلية ثابتة يقينّية ل يتطّرق إليها الزوال و التغير أى أركان
] [ 260
اليمسسان أى النسسوار و الثسسار اّلسستي حصسسلت فسسي القلسسب مسسن اليمسسان او التصسسديقات و
ق أن تسّمى ايمانا .الذعانات اّلتى تح ّ
ن الحقيقسسة مسسا
أو المراد بحقايق اليمان ما ينتمى إليه تلك العقايد من البراهين العقلّية ،فسسا ّ
ق المر و وجوبه ذكره المطرزى في الغريبين انتهى . يصير إليه ح ّ
أقول :هذه المعانى كّلها صحيحة محتملة لكسسن الظهسسر هسسو المعنسسى الثسسانى المطسسابق لمسسا
ذكرناه .
لس
سسسلم أنسه سسأله زنسسديق كيسف يعبسد ا ّ لس عليسسه ال ّ
و يؤّيده ما في الحتجاج عن أبي عبد ا ّ
سلم :رأته القلوب بنسسور اليمسسان و أثبتتسسه العقسسول بيقظهسسا الخلق و لم يروه ؟ قال عليه ال ّ
إثبات العيان ،و أبصرته البصار بمسسا رأت مسسن حسسسن السستركيب و احكسسام التسسأليف ،ثسّم
الّرسل و آياتها و الكتب و محكماتها واقتصرت العلمسساء علسسى مسسا رأت مسسن عظمتسسه دون
رؤيته قال :أليس هو قادر أن يظهر لهم حّتى يروه فيعرفوه فيعبد على يقيسن ؟ قسسال عليسه
سلم :ليس للمحال جواب ،هذا . ال ّ
و لما نّبه على كونه سبحانه مدركا بالعقول عّقبه بذكر جملة من صسفات كمساله السستى هسسى
ن قربسسه منهسسا بالحاطسسة و جهات ادراكه فقال ) قريب من الشياء غير ملمسسس ( يعنسسى أ ّ
القيومّية ل باللتصاق و الملمسة اّلتى هى من عوارض الجسمّية ) بعيد منها غير مباين
ن بعده منها بنفس ذاته المقّدسة ل بعنوان التعانسسد و المضسساّدة ،و قسسد مسّر تحقيسسق
( يعنى أ ّ
سلم :ذلك مع سابقه في شرح الفصل السادس من الخطبة الولى عند شرح قوله عليه ال ّ
قال الشارح البحراني :و كلمه تعالى يعود إلى علمه بصور الوامر و النواهى و سسساير
أنواع الكلم عند قوم و إلى المعنى النفسانى عند الشعرى و إلسسى خلقسسه الكلم فسسي جسسسم
ى عند المعتزلة .
النب ّ
] [ 261
أقول :و ستعرف تحقيق معنى كلمه و تكّلمه سبحانه فانتظر .
قال الشارح المعتزلى قوله :بل هّمة ،أى بل عسسزم ،و العسسزم عبسسارة عسسن إرادة متقّدمسسة
ح ذلك على للفعل تفعل توطينا للنفس على الفعل و تمهيدا للرادة المقارنة له ،و إنما يص ّ
ح ذلك فيه .
الجسم اّلذي يترّدد فيها يدعوه إليه الّدواعى ،فأّما العالم لذاته فل يص ّ
) صسسانع ل بجارحسسة ( أى ليسسست صسسنعته بالعضسساء و الجسسوارح اّلسستى هسسى مسسن لواحسسق
الجسمّية و إنماه أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكسسون ) لطيسسف ل يوصسسف بالخفسساء (
ى اللطيف يطلسسق و يسسراد بسسه رقيسسق القسسوام و يسسراد بسسه صسسغير الجسسسم
قال الشارح البحران ّ
المستلزمين للخفاء و عديم الّلون من الجسام و المحكم من الصنعة ،و هسسو تعسسالى من سّزه
عن اطلقه بأحد هذه المعانى لستلزام الجسمّية و المكان فيبقى إطلقها عليه باعتبسسارين
:
أحدهما تصّرفه في الّذوات و الصفات تصسّرفا خفّيسسا يفعسسل السسسباب المعسّدة لهسسا لفاضسسة
كمالتها .
الثاني جللة ذاته و تنزيهها عن قبسسول الدراك البصسسرى ،يعنسسى لسسستحالة رؤيتسسه شسسابه
الجسام اللطيفة فاطلق عليه لفظ الّلطيف بهذا العتبار .
أقول :و هنا اعتبار ثالث ذكره الشارح المعتزلى و غيره ،و هو أنسسه لطيسسف بعبسساده كمسسا
في الكتاب العزيز أى يفعل اللطاف المقربة لهم من الطاعة المبعدة لهم عسسن المعصسسية ،
أو لطيف بهم بمعنى أنه يرحمهم و يرفق بهم .
و اعتبار رابع و هو علمه بالشياء اللطيف رواه في الكافى مرفوعا عن أبى جعفر الثانى
سلم قال :و كذلك سّميناه لطيفا لعلمه بالشىء الّلطيف مثل البعوضة و أخفسسى مسسن
عليه ال ّ
ذلك و موضع النشوء منها و العقل و الشهوة للسفاد و الحدب على نسسسلها و اقسسام بعضسسها
على بعض و نقلها الطعام و الشراب إلى أولدها في الجبال و المفاوز و الودية و القفار
ن خالقها لطيف بل كيف ،و إنما الكيفّية للمخلوق المكّيف .
فعلمنا أ ّ
و رواه أيضا فيه مع اعتبار خامس عن الفتح بن يزيد الجرجانى عن أبى الحسن
] [ 262
سسلم عسن تفسسير معنسى الواحسد و سلم فسي حسديث طويسل سسأل فيسه عنسه عليسه ال ّ عليه ال ّ
ل عنسك فقولسك الّلطيسف وحدانّيته تعالى إلى أن قال قلت :جعلت فداك فّرجت عنى فّرج ا ّ
ن لطفسسه علسسى خلف لطسسف خلقسسه للفصسسل سرت الواحد فاّنى أعلسسم أ ّ سره لى كما ف ّ
الخبير ف ّ
سسسلم :يسسا فتسسح إنمسسا قلنسسا الّلطيسسف للخلسسق ب أن تشرح لسسي ذلسسك فقسسال عليسسه ال ّغير أّنى اح ّ
لس و ثّبتسسك إلسسى أثسسر صسسنعه فسسي الّنبسسات الّلطيف لعلمه بالشىء الّلطيف أو ل ترى وّفقسسك ا ّ
صسسغار و مسسن البعسسوض و الّلطيف و غير الّلطيف و من الخلق الّلطيسسف و مسسن الحيسسوان ال ّ
الجرجس و ما هو أصغر منها ما ل يكاد تستبينه العيون بل ل يكاد يستبان لصغره الذكر
سفاد و من النثى و الحدث المولود من القديم ،فلّما رأينا صغر ذلك في لطفه و اهتدائه لل ّ
الهرب من الموت و الجمع لما يصلحه و ما في لجسسج البحسسار و مسا فسسي لحسساء الشسسجار و
المفاوز و القفار و افهام بعضها عن بعض منطقهسسا و مسسا يفهسسم بسسه أولدهسسا عنهسسا و نقلهسسا
للغذاء إليها ثّم تأليف ألوانها حمرة مع صفرة و بياض مع حمرة و أنه مسسا ل تكسساد عيوننسسا
ن خسسالق هسسذا الخلسسق لطيسسف تستبينه لدمامة خلقها ل تراه عيوننا و ل تلمسه أيدينا علمنسسا أ ّ
ل صانع شيء فمن شىء صنع و ا ّ
ل نكّ بخلق ما سّميناه بل علج و ل أداة و ل آلة ،و أ ّ
ن اطلق اسسسم سسسلم أ ّ
خالق الّلطيف الجليسسل خلسسق و صسسنع ل مسسن شسسىء فقسسد قسّرر عليسسه ال ّ
الّلطيف عليه سبحانه بوجهين .
أحدهما للخلق الّلطيف يعنى لخلقسسه الشسسياء الّلطيفسسة و العتبسسار الّول اّلسسذى حكينسساه عسسن
البحرانى يعود إلى ذلك أو قريب منه .
و ثانيهما لعلمه بالشياء الّلطيفة ) كبير ل يوصف بالجفاء ( يعنى أّنه موصوف بالكبرياء
و العظمة لجللة شأنه و عظمة سلطانه ،و منّزه عّما عليه ساير الكبراء و العسساظم مسسن
المخلوقين كالملوك و السلطين من الفظاظة و غلظ الطبيعة و الجفاء لمن تحسست وليتهسسم
من الّرعية .
و قال الشارح المعتزلي :لما كان لفظ الكبير إذا استعمل في الجسم أفاد تباعسسد افكسساره ث سمّ
ل لفظسسة كسسبير عليسسه إذا اسسستعمل فسسي
وصف البسسارى بسسأنه كسسبير ،أراد أن ينّزهسسه عّمسسا تسسد ّ
الجسام ،انتهى و الظهر ما قلناه .
] [ 263
) بصير ل يوصف بالحاسة ( أما أنه بصير فقد مّر تحقيقه في شرح الفصل السسسادس مسسن
س فلّنها من صسسفات الجسسسم ) رحيسسم ل يوصسسف الخطبة الولى ،و أّما تنّزهه عن الحوا ّ
بالرقة ( لما كان الرحمة في الخلق عبارة عن رّقة القلب و النفعال النفسسساني و همسسا مسسن
أوصاف الممكن فحيثما يطلق عليه لفظ الرحيم يراد به ما هو لزم الرحمة من النعسسام و
ح اّتصسسافه تعسسالى بهسسا باعتبسسار مباديهسسا
الفضال ،و كذلك سساير الوصسساف اّلسستي ل يصس ّ
ل عليهم « ،فيراد به النتقام يوصف بها باعتبار غاياتها كالغضب في قوله » :غضب ا ّ
ل خير الماكرين « فيراد به لوا ّ و العقوبة لستلزامه له ،و المكر في قوله » :و مكر ا ّ
جزائه سبحانه لمكرهم بالجزاء السوء .
ل موجسسود و ممكسسن و
ل و تخضسسع لنسسه اللسسه المطلسسق لكس ّ
) تعنو الوجوه لعظمته ( أى تسسذ ّ
ل مقهور تحت مشّيته و إرادته و داخر تحسست جللسسه و جسسبروته و عظمتسسه العظيم الذي ك ّ
) و تجب القلوب من مخافته ( أى ترجف و تضطرب من هيبتسسه عنسسد ملحظتهسسا لعظمسسة
سلطانه و علّو شأنه .
ععععع
قد تواترت النباء عن النبياء و الّرسل ،و أطبقت الشرايع و الملل على كونه عّز و جلّ
متكّلما ل خلف لحد في ذلسسك ،و إنمسسا الخلف فسسي معنسسى كلمسسه تعسسالى و فسسي قسسدمه و
حدوثه .
ن كلمسسه تعسسالى مؤّلسسف مسسن حسسروف و فذهب أهل الحق من المامية وفاقا للمعتزلة إلى أ ّ
أصوات قائمسسة بجسسوهر الهسسواء ،و معنسسى كسسونه متكّلمسسا أنسسه موجسسد للكلم فسسي جسسسم مسسن
الجسام كالملك و الشجر و نحو ذلسسك ،و علسسى مسسذهبهم فسالكلم حسادث لنسه مؤّلسسف مسن
ل ما هو كذلك فهو حادث . أجزاء مترّتبة متعاقبة في الوجود ،و ك ّ
و قالت الحنابلة :كلمه تعالى حروف و أصوات يقومان بذاته و أنه قديم ،و قد
] [ 264
بالغ بعضهم حّتى قال جهل بقدم الجلد و الغلف أيضا فضل عن المصحف .
ل أّنهسسم
ن كلمسسه حسسروف و أصسسوات و أنهسسا قائمسسة بسسذاته تعسسالى إ ّ
و الكرامية وافقهم فسسي أ ّ
خالفوهم في القول بقدمها و قالوا بأنها حادثة لتجويزهم قيام الحوادث بذاته تعالى .
ن كلمه تعالى ليس من جنس الحروف و الصوات بل هو معنى و ذهبت الشاعرة إلى أ ّ
قسسديم قسسائم بسسذاته تعسسالى يسسّمى الكلم النفسسسي و هسسو مسسدلول الكلم الّلفظسسي المركسسب مسسن
الحروف .
ى على قياسسسين متعارضسسين احسسدهما قال الشارح الجديد للتجريد :و اختلف الحوال مبن ّ
ن كلمسسه ن كلمه تعالى صفة له و كّلما هو صفة لسسه فهسسو قسسديم فكلمسسه قسسديم و ثانيهمسسا أ ّ أّ
مؤّلف من أجسسزاء مترّتبسسة متعاقبسسة فسسي الوجسسود ،و كّلمسسا هسسو كسسذلك فهسسو حسسادث فكلمسسه
حادث ،فاضطّروا إلى القدح في أحسسد القياسسسين و منسسع بعسسض المقسّدمات لسسستحالة حقّيسسة
المتناقضين .
ححوا
ححوا القياس الثاني و قدحوا في صغرى القيسساس الّول و الحنابلسسة صس ّ فالمعتزلة ص ّ
ححوا القياس الثسسانى و قسسدحوا
القياس الّول و منعوا كبرى القياس الثاني ،و الكرامّية ص ّ
ححوا القياس الّول و منعوا من صغرى القياس في كبرى القياس الّول ،و الشاعرة ص ّ
الّثاني .
ق الموافق للتحقيق من هذه القوال كما قلنا هو القسسول الّول ، اذا عرفت ذلك فنقول :الح ّ
ن المتبادر إلى الفهم عند اطلق لفسسظ الكلم هسسو المؤلّسسف مسسن الحسسروف و اللفسساظ دون لّ
المعنى ،و التبادر علمة الحقيقة ،و اطلق لفسسظ المتكّلسسم عليسسه سسسبحانه علسسى ذلسسك ليسسس
باعتبار قيام الكلم به ،لستلزامه إثبات الجوارح ،بل باعتبار خلقسه الكلم فسي الجسسسام
سسسبب ،النباتّية و الجمادّية و ألسن الملئكة إّما مجازا من باب اطلق اسم المسّبب على ال ّ
ق مسسن التكّلسسم أو مسسن الكلم بمعنسساه المصسسدرى ن المتكّلسسم مشسست ّ
أو حقيقة كما هو الظهر ل ّ
ن ايجسساده
كأّسلم و نحوه ،و التكّلم و الكلم بهذا المعنى بمعنى ايجاد الّلفسسظ ،و ل شس ّ كال ّ
ن التأثير قائم بالمؤّثر
قائم بالموجد كما أ ّ
] [ 265
فالمتكّلم بصيغة الفاعل عبارة عن منشسيء الكلم و موجسسده ،و إنشساء الكلم و ايجساده ل
ل بالفاعل ،كما أّنه بصيغة المفعول عبارة عن نفس الكلم المؤّلسسف و ل قيسسام لسسه
قيام له إ ّ
ل بجوهر الهواء . إّ
قال صدر المتأّلهين في كتاب المبدء و المعاد :المتكّلم عبارة عن محدث الكلم في جسسسم
من الجسام كالهواء و غيرها ،فاّنا إذا تكّلمنا أحدثنا الكلم فسسي بعسسض الجسسسام اّلسستى لنسسا
قدرة على تحريكها ،فالمتكّلم ما قام به التكّلم ل ما قام به الكلم كما توّهم ،
و التكّلم بمعنى ما به يحصل الكلم فينا ملكة قائمة بذواتنا بها نتمّكن من إفسسادة مخزوناتنسسا
العلمّية على غيرنا ،و في السسواجب تعسسالى عيسسن ذاتسسه مسسن حيسسث اّنسسه يخلسسق الصسسوات و
ى موضع كان من الجسام لفادة ما في قضائه السابق على مسسن يشسساء مسسن الحروف في أ ّ
عباده .
صسل فيرجسع إلسسى خطسرات و ما أثبته المتكّلمون من الكلم النفسى فان كان لسسه معنسسى مح ّ
ك في برائته تعالى عنسسه و عسن سساير مسسا
الوهام ،أو يحتمل ما يوجد من الكلم ،و ل ش ّ
يتخّيله العوام .
] [ 266
ن حسسدوثهن كونه حرفا و صوتا يستلزم حسسدوثه بالضسسرورة و تعليسسل قسسدمه بسسأ ّو الجواب أ ّ
مستلزم لحد القسام الثلثة الباطلة فيه ان منع بطلن القسم الثسسانى لسسم ل يجسسوز أن يقسسوم
بغيره و ان اشتق له منه خلقه و ل امتناع في ذلك حسبما عرفت .
و أما الكرامية فبطلن مذهبهم بعد بطلن جواز حلول الحوادث علسسى السسذات واضسسح ،و
ل علسسى تغّيسسره و ن حدوث الحوادث فيه يسسد ّ
ن وجوب الوجود ينافي ذلك ،ل ّ جهة بطلنه أ ّ
ن المقتضى لذلك الحادث إن كان ذاتسسه لسسم يكسسن انفعاله و ذلك ينافي الوجوب الّذاتي ،و ل ّ
ن الحادث إن كان صفة نقص اسسستحال اّتصسساف حادثا و إن كان غيره يلزم الفتقار ،و ل ّ
الذات بها و إن كان صفة كمال امتنع خلّوه عنها و المفروض أنها حادثة أى موجودة بعسد
العدم فحيث كانت معدومة كان الذات خالية عنها .
و أما الشاعرة فبّينوا مرادهم من الكلم النفساني أول و استّدلوا على اثباته ثانيا و اثبتسسوا
كونه قديما ثالثا ،ثّم قالوا إنه واحد مع أنه أمر و نهى و خبر و استخبار و غيرها .
و هو ما يجده النسان من نفسه إذا أمر غيره أو نهاه أو أخسسبره أو اسسستخبر منسسه ،و هسسذه
ل عليها بالعبارات و ينّبه عليها بالشارات .
المعانى هي اّلتي يد ّ
ل س سسسبحانه متكّلسسم
و قال عمر النسفى و هو من أعاظم الشاعرة في عقايسسده :و هسسو أى ا ّ
لس متكّلسم بهسا آمرنسساه
بكلم هو صفة له أزلّية ليس من جنس الحسروف و الصسوات ،و ا ّ
ل غير مخلوق ،و هسسو مكتسسوب فسسي مصسساحفنا محفسسوظ فسسي قلوبنسسا مخبر و القرآن كلم ا ّ
مقرّو بألسنتنا مسموع بآذاننا غير حال فيها .
] [ 267
ببعضها مشروط بانقضاء الخر بل عّبر عنها بها و يسسّمى المعّبسسر بسسه بسسالقرآن المرّكسسب
من الحروف و هي صفة واحدة تتكّثسسر إلسسى المسسر و النهسسي و الخسسبر بسساختلف التعّلقسسات
كالعلم و القدرة و ساير الصفات ،فهذه الصفة الواحدة باعتبسار تعّلقهسا بشسسيء علسسى وجسه
مخصوص يكون خبرا ،و باعتبار تعّلقها بشيء آخر على وجه آخر يكون أمرا و هكذا .
ل سبحانه القائم بذاته غير حادث و مكتوب في مصاحفنا بأشكال و القرآن اّلذى هو كلم ا ّ
الكتابة و صور الحروف الّدالة عليه محفوظ فسسي قلوبنسسا بألفسساظ المخيلسسة ،مقسسرّو بألسسسنتنا
بحروفه الملفوظة المسموعة ،مسموع بآذاننا بهذه أيضا .
و مع ذلك كّله ليس حال في المصاحف و ل في القلوب و اللسنة و الذهسسان ،بسسل معنسسى
ل عليه و يحفظ بالنظم المخيل و يكتسسب ل سبحانه يلفظ و يسمع بالنظم الدا ّ
قديم قائم بذات ا ّ
بالنقوش و صور و أشكال موضوعة للحروف الداّلة عليه كما يقسسال النسسار جسسوهر مجسّرد
يذكر بالّلفظ و تكتب بالقلم و ل يلزم منه كون حقيقة النار صوتا و حرفا .
ن للشىء وجودا في العيان ،و وجسسودا فسسي الذهسسان و وجسسودا فسسي العبسسارة و و تحقيقه ا ّ
ل على العبارة و هي على ما في الذهان و هو علسسى مسسا فسسي وجودا في الكتابة فالكتابة تد ّ
العيان فحيث يوصف القرآن بما هو من لوازم القديم كما في قولنا :القرآن غير مخلسسوق
،فالمراد حقيقته الموجودة في الخارج ،و حيث يوصف بما هو من صفات المخلوقات و
المحدثات يراد بسه اللفساظ المنطوقسة المسسموعة كمسا فسي قولنسا قسرأت نصسف القسرآن أو
المخّيلة كما في قولنا حفظت القرآن أو الشكال المنقوشسسة كمسسا فسسي قولنسسا يحسسرم للمحسسدث
س القرآن .
م ّ
و لمسا كسسان دليسل الحكسام الشسسرعّية هسسو الّلفسظ دون المعنسسى القسديم عّرفسه أئمسسة الصسسول
بالمكتوب في المصاحف المنقول بالتواتر و جعلوه اسما للنظم و المعنى جميعا أى للنظسسم
من حيث الّدللة على المعنى ل لمجّرد المعنى .
] [ 268
القديم و معنى الضافة كونه صفة له و بين الّلفظى الحادث و معنى الضافة أنه مخلسسوق
ل.
ح نفى كونه كلم ا ّ
ل تعالى ليس من تأليفات المخلوقين فل يص ّ
ا ّ
و مسا فسسي عبسارة بعسض المشسايخ مسن أّنسه مجساز فليسس معنساه أنسسه غيسر موضسوع للنظسسم
ن الكلم في التحقيسسق و بالسسذات اسسسم للمعنسسى القسسائم بسسالنفس و تسسسميةالمؤّلف ،بل معناه أ ّ
اللفظ به و وضعه لذلك إنما هسو باعتبسسار دللتسسه علسى معنسى ،انتهسى مسا أهّمنسسا نقلسه مسن
صل كلمه بعد رّد أّوله إلى آخسسره ،و هسسذا القسسدر كسساف فسسي بيسسان مرادهسسم مسسن الكلم مح ّ
النفسى .
ن اللفسساظ السسذى تتكّلسسم بهسسا مسسدلولت قائمسسة بسسالنفس ،و هسسذه المسسدلولت هسسي الكلم
و بسسأ ّ
النفساني و هو أمر غير العلم مدلول الخبر إذا أخبر بشىء إذ ربمسسا يخسسبر الرجسسل عمسسا ل
ك فيه ،فالخبر عن الشىء غير العلم بسسه و غيسسر الرادة أيضسسا يعلمه بل يعلم خلفه أو يش ّ
عندنا أمر لنه قسد يسأمر بمسا ل يريسده كسالمختبر لعبسده هسل يطيعسه أم ل و كالمعتسذر مسن
ضرب عبده بعصيانه فانه قد يأمره و هو يريد أن ل يفعل المأمور به ليظهسسر عسسذره عنسسد
ن مقصسسود المتكّلسسم فسسي هسسذين المريسسن ليسسس التيسسان بالمسسأمور بسسل مجسسرد
من يلومه ،فسا ّ
الختبار و العتذار و غير الكراهة أيضا إذا نهى لّنه قد ينهى الرجل عما ل يكرهسسه بسسل
يريده في صورتى الختبار و العتذار .
جسسة
و اعترض على دليلهم الّول بمنع كون البيت من الخطل ،و علسسى تسسسليمه فليسسس ح ّ
ى على اعتقاده ثبوت الكلم النفسى تقليدا أو علسسى أنسسه لمسسا كسسان مسسا فسسي الضسسمير لّنه مبن ّ
مدلول عليه بالكلم فاطلق عليه من باب اطلق اسسسم السّدال علسسى المسسدلول و حصسسره فيسسه
ق لسم تلك اللة . صل بها إليه فكاّنه المستح ّ
تنبيها على أنه آلة يتو ّ
] [ 269
هو ادراك مدلول الخبر أعنى حصوله في الّذهن مطلقا يقينّيسسا كسسان أو مشسسكوكا فل يكسسون
ل على مغايرته للعلم اليقينى ل للعلم المطلق ، ن هذا إنما يد ّ
مغايرا للعلم و بعبارة اخرى ا ّ
ل عاقل تصّدى للخبار يحصل فسي ذهنسسه صسورة مسسا اخسبر بسسه و منسسع انسه ضرورة أن ك ّ
مغاير للرادة و الكراهة عند المر أو النهى ،إذ ما تشّبثوا بسسه مسسن صسسورتى الختبسسار و
صسورتين صسيغة المسر و النهسى ل حقيقتهسا إذ ل ن الموجسود فسي هساتين ال ّ
العتذار فيه إ ّ
طلب فيهما أصل و ل إرادة و ل كراهة قطعا ،و بالجملة فما يّدعونه غيسسر معقسسول لنسسه
ليس له تعالى صفة زايدة على الذات أصل و لو كان عيسسن السسذات فمرجعسسه السسى العلسسم أو
الرادة أو الكراهة أو ساير الصفات .
توضيح ذلك أنه اذا صدر عن المتكّلم خبر فهناك ثلثة أشسياء احسدها العبسسارة الصسسادرة و
الثانى علمه بثبوت النسبة أو انتفائها بين طرفسسى القض سّية و الثسسالث ثبسسوت تلسسك النسسسبة أو
انتفائها في الواقع ،و الخيران ليسا كلما حقيقّيسسا اتفاقسسا ،فتعّيسسن الّول و إذا صسسدر عنسسه
أمر أو نهى فهناك شيآن احدهما لفظ صسسادر عنسسه و الثسسانى إرادة أو كراهسسة قائمسسة بنفسسسه
ى عنه و ليستا أيضا كلما حقيقّيا اّتفاقا فتعّين الّول . متعّلقة بالمأمور به أو بالمنه ّ
و استدّلوا على اّتحاده بأنه اذا ثبت الكلم النفسى كان كساير الصفات مثل العلسسم و القسسدرة
ن العلم صفة واحدة تتعّلق بمعلومات متعّددة و كذا القدرة كذلك الكلم صسسفة واحسسدة فكما أ ّ
تنقسم إلى المر و النهى و الخبر و الستفهام و النداء و هسسذا بحسسسب التعّلسسق فسسذلك الكلم
باعتبار تعّلقه بشيء على وجه مخصوص يكون خبرا ،و باعتبسسار تعّلقسسه بشسسيء آخسسر أو
على وجه آخر يكون أمرا و كذا البواقي .
ن وحدته متفّرعة علسسى ثبسسوت أصسسله و حيسسث عرفسست فسساد الصسسل ففسسساد الفسسرع
و فيه ا ّ
ظاهر .
] [ 270
الحروف و الصوات المسموعة و هذه الحسسروف المسسسموعة إّنمسسا تتسّم كلمسسا مفهومسسا إذا
كان النتظام على أحد الوجوه اّلتى يحصل لها الفهام ،و ذلك بأن يكون خبرا أو مسرا أو
جب و القسسسم و النسسداء ،و جى و التع ّنهيا أو استفهاما أو تنبيها و هو الشامل للتمّنى و التر ّ
ل في هذه الجزئيات . ل وجود له إ ّ
و اّلذين اثبتوا قدم الكلم اختلفوا فذهب بعضسسهم إلسسى أنّ كلمسسه تعسسالى واحسسد مغسساير لهسسذه
المعاني ،و ذهب آخرون إلسسى تعسّدده ،و اّلسسذين أثبتسسوا وحسسدته خسسالفوا جميسسع العقلء فسسي
ل وصفا ل يعقلسسه ل يتصسّوره اثبات شيء ل يتصّورونه هم و ل خصومهم ،و من أثبت ّ
هو و ل غيره كيف يجوز أن يجعل إماما يقتدى به و يناط بكلمه لحكام .
ععععع
سلم في غير واحد من الصسسول المعتسسبرة ى عنه عليه ال ّن هذا الكلم مرو ّ
قد اشرنا إلى أ ّ
من ؟ ؟ طرق مختلفة مع اختلف في متنه ،و ينبغسسي أن نسسروى مسسا فيهسسا علسسى مسسا جسسرى
عليه ديدننا ؟ ؟ ؟ في هذا الشرح فأقول :
ل روحه في بسساب جوامسسع التوحيسسد عسسن ي قّدس ا ّروى ثقة السلم محّمد بن يعقوب الكلين ّ
سلم قال :بينسسا أميسسر المسسؤمنين عليسسه
ل عليه ال ّ
ل رفعه عن أبي عبد ا ّ محّمد بن أبي عبد ا ّ
سلم يخطب على منبر الكوفة إذ قام إليه رجل يقال له ذعلب ذو لسان بليغ فسي الخطسسب ال ّ
شجاع القلب فقال :
سلم :ويلك يا ذعلب مسسا كنسست أعبسسد رّبسسا لسسم أمير المؤمنين هل رأيت رّبك ؟ فقال عليه ال ّ
أره ،فقسسال :يسسا أميسسر المسسؤمنين كيسسف رأيتسسه ؟ فقسسال :ويلسسك يسسا ذعلسسب لسسم تسسره العيسسون
ن رّبسسي بمشاهدة ؟ ؟ ؟ البصار و لكن رأته القلسسوب بحقسسايق اليمسسان ،ويلسسك يسسا ذعلسسب إ ّ
لطيف الطافة ؟ ؟ ل يوصف بالّلطف ،عظيم العظمة ل يوصف بالعظم ،كسسبير الكبريسساء
ل شيء ل يقال شيء قبلسسه ،و ل يوصف بالكبر ،جليل الجللة ل يوصف بالغلظ ،قبل ك ّ
ل شيء ل يقال له بعد ،شاء الشياء ل بهّمة ،دّراك ل بخديعة ،فسسي الشسسياء كّلهسسا
بعد ك ّ
غير متمازج
] [ 271
ل ل باستهلل رؤية ،نسساء ل بمسسسافة بها و ل باين منها ،ظاهر ل بتأويل المباشرة ،متج ّ
سم ،موجود ل بعد عدم ،فاعسسل ل باضسسطرار ،مق سّدر ل قريب ل بمداناة ،لطيف ل بتج ّ
بحركسسة ،مريسسد ل بهمامسسة ،سسسميع ل بآلسسة ،بصسسير ل بسسأداة ،ل تحسسويه المسساكن ،و ل
سنات ،سبق الوقات كونه ،و العدم صفات ،و ل تأخذه ال ّ تضمنه الوقات ،و ل تحّده ال ّ
وجوده ،و البتداء أزله ،بتشعيره المشاعر عرف أن ل مشعر له ،و بتجهيره الجسسواهر
عرف أن ل جوهر له ،و بمضاّدته بين الشسياء عسرف أن ل ضسّد لسه ،و بمقسارنته بيسن
الشياء عرف أن ل قرين له ،ضاّد الّنور بالظلمة ،و اليبس بالبلل ،و الخشن بالّلين ،و
الصرد بالحرور ،مؤّلسسف بيسسن متعادياتهسسا ،مفسّرق بيسسن متسسدانياتها ،داّلسسة بتفريقهسسا علسسى
ل شيء خلقنا زوجين لعّلكم مفّرقها و بتأليفها على مؤّلفها ،و ذلك قوله تعالى » :و من ك ّ
تذّكرون « ،ففّرق بين قبل و بعد ليعلم أن ل قبل له و ل بعد له ،شسساهدة بغرايزهسسا أن ل
غريزة لمغرزها ،مخبرة بتوقيتها أن ل وقت لموقتها ،حجب بعضها عن بعض ليعلم أن
ل حجاب بينه و بين خلقه ،كسسان رّبسسا إذ ل مربسسوب ،و إلهسسا إذ ل مسسألوه ،و عالمسسا إذ ل
معلوم ،و سميعا إذ ل مسموع .
ل أرأيته حين عبدته ؟ فقال أمير المسسؤمنين :لسسم أك بالسسذى يا أمير المؤمنين أخبرني عن ا ّ
أعبد من لم أره فقال له :كيف رأيته يا أمير المؤمنين ؟ فقال لسسه :ويحسسك لسسم تسسره العيسسون
بمشسساهدة العيسسان و لكسسن رأتسسه العقسسول بحقسسايق اليمسسان ،معسسروف بالسسّدللت منعسسوت
س.
بالعلمات ،ل يقاس بالناس ،و ل يدرك بالحوا ّ
و في الرشاد للمفيد روى أهل السيرة و علماء النقلة أنّ رجل جآء و سسساق الحسسديث إلسسى
قوله حيث يجعل رسالته نحو ما رويناه عن الحتجاج .
و في الكافي في باب إبطال الرؤية عن عّدة من أصحابنا ،عن أحمد بن محّمسسد بسسن خالسسد
سسسلمل عليسسه ال ّ
ي عن أبي عبد ا ّ
عن أحمد بن محّمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الموصل ّ
قال :
] [ 272
سسلم فقسال يسا أميسر المسؤمنين هسل رأيست رّبسك حيسن
جاء حبر إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ
عبدته ؟
قال :فقال :ويلك ما كنت أعبد رّبا لم أره ،قال :و كيف رأيتسسه ؟ قسسال :ويلسسك ل تسسدركه
العيون في مشاهدة البصار و لكن رأته القلوب بحقايق اليمان .
ععععععع
سلم است كسسه فرمسسوده اسسست صلة و ال ّ از جمله كلم بلغت نظام آن مقتداى أنام عليه ال ّ
آن را در حالتيكه سؤال كرد از آن بزرگوار ذعلب يماني پس گفت آيسسا ديسسده پروردگسسار
خسسود را اى أميسسر مؤمنسسان ؟ پسسس فرمسسود آنحضسسرت :آيسسا عبسسادت ميكنسسم چيزيسسرا كسسه
نمىبينم ؟ گفت ذعلب :چطور ميبيني او را ؟ فرمود :
درك نميتوانسسد بكنسسد او را چشسسمها بسسا مشسساهده معسساينه و لكسسن درك ميكنسسد او را قلبهسسا بسسا
نورهاى ايمان ،نزديك است پروردگار عالمين از أشياء در حالتيكه چسبان نيست بآنهسسا
،دور است أز آنها در حالتيكه جدا نيست ،صاحب تكّلم است نه با فكر و رويسسه ،اراده
كننده است بدون عزم و هّمت صاحب صنعت است نه با اعضا و جوارح ،
لطيف است كه مّتصف نيست به پنهاني ،بزرگ است كه مّتصف نميشسسود بسسا غلظسست و
خشونت طبيعت ،بيننده است مّتصف نميشود بسسا حاسسسه بصسسر ،رحيسسم اسسست موصسسوف
نميشود با رّقت قلب ،ذليل ميشود رويهاى مخلوقات از براى عظمت او ،و مضسسطرب
ميشود قلبهاى خلق از ترس او .
عععع عع عع عععععع
ع عع عععع عع عععع ععع
] [ 273
أمهلتم خضتم ،و إن حوربتم خرتم ،و إن اجتمع الّنساس علسى إمسام طعنتسم ،و إن أجبتسم
إلى مشآّقة نكصتم ،ل أبا لغيركم ،ما تنتظرون بنصركم ،و الجهاد على حّقكم ،ألمسسوت
ن بيني و بينكم و أنا لصحبتكم قال ،و ي ليفّرق ّ
ل لئن جآء يومي و ليأتين ّ
ل لكم ،فو ا ّ
أو الّذ ّ
ن معاويسسة
ل أنتم أما دين يجمعكم ،و ل حمّية تشحذكم ،أو ليسسس عجبسسا أ ّ بكم غير كثير ّ ،
طغام فيّتبعونه على غير معونة و ل عطاء ، يدعو الجفاة ال ّ
و أنسسا أدعسسوكم و أنتسسم تريكسسة السسسلم و بقّيسسة الّنسساس إلسسى المعونسسة أو طائفسسة مسسن العطسساء
ي ،إّنسسه ل يخسسرج إليكسسم مسسن أمسسري رضسسا فترضسسونه ،و ل فتفّرقون عّني و تختلفون عل ّ
ى المسسوت ،قسسد دارسسستكم الكتسساب ،وب مسسا أّنسسا لق إلس ّن أحس ّ
سخط فتجتمعسسون عليسسه ،و إ ّ
فاتحتكم الحجاج ،
ععععع
] [ 274
و ) النكوص ( الرجوع إلى ما وراء قال تعالى » :فلما ترآءت الفئتان نكص على عقسسبيه
« و ) شحذت ( النصل و السسسكين حسّدتهما و ) الجفسساة ( جمسسع الجسسافي و هسسو الغليسسظ مسسن
الناس و ) الطغام ( بالطاء المهملة و الغيسسن المعجمسسة أراذل النسساس و أوغسسادهم الواحسسد و
الجمع سواء و ) التريكة ( بيضة النعامة يتركهسسا فسسي مجثمهسسا و ) درس ( الكتسساب قسسرأ و
) ساغ ( الشراب دخل في الحلق بسهولة قال الشاعر :
ععععععع
يحتمل أن يكون ما في قوله :على ما قضا ،مصدرّية و موصولة فيكون العايد محذوفا .
و قوله :ل أبا لغيركم قال الشارح البحراني :أصله ل أب و اللسسف زايسسدة إّمسسا لسسستثقال
لم للتأكيد .
توالى أربع فتحات ،أو لّنهم قصدوا الضافة و أتوا بال ّ
لم فسسي ل أبالسسك و قسسالأقول :و يؤّيد الثاني ما حكاه نجم الئمة عن سيبويه مسسن زيسسادة ال ّ
الشارح المعسستزلي :الفصسسح ل أب بحسسذف اللسف ،و أّمسسا قسولهم ل أبالسسك باثبسساته فسدون
لم مزيدة مؤكدة الّول في الفصاحة ،كأّنهم قصدوا الضافة و أقحموا ال ّ
] [ 275
ن حكم ل أن تعمسسل فسسي النكسسرة فقسسط و حكسسم ى 1و هو غريب ل ّ كما قالوا :يا تيم تيم عد ّ
اللف أن تثبت مع الضافة و الضافة تعرف فاجتمع حكمان متنافيان فصار مسسن الشسسواذ
و قال أبو البقاء يجوز فيها وجهان آخران :أحدهما أنه أشبع فتحة البسساء فنشسسأت اللسسف و
السم باق على تنكيره و الثانى أن يكون أبا لغة من قال لها أبا فسسي جميسسع أحوالهسسا ،مثسسل
ن أباها و أبا أباها .
عصا و منه :إ ّ
و قوله :الموت أو الّذل لكم ،في أكثر النسخ برفعهما و في بعضسسها بالّنصسسب أّمسسا الرفسسع
ل لهسسا مسسن العسسراب ،و أّمسسا النصسسب
فعلى البتداء و لكسسم خسسبر و الجملسسة دعائّيسسة ل محس ّ
فبتقدير أرجو و أطلب فتكون دعائية أيضا ،و تحتمل الستفهام أى أ تنتظرون .
-----------
) ( 1ل لل لل ل للللل ل لللل للل لللل لل للل
لل لللل ل للل لللل ل للل للل لل ل لل للل للل
للللل للل لللل للل للل ل لللل ل ل ل ل ل ل ل
لل لللل ل للللل للل :لللل
ل للل :
للل ل لللللللل لل ل لل ل لل ل
للل لللل للللل
للللل للل
] [ 276
لم ههنا فيها معنى ل أبوك ،و ال ّ ل بلد فلن ،و ّ ل دّر فلن ،و ّ الذى هو أنتم ،و مثله ّ
ل س دّرك ،أى عملسسك ل عملكم كمسسا قسسالوا ّ :ل سعيكم أو ّ ل أنتم ّ جب ،و المراد بقوله ّ التع ّ
فحذف المضاف و أقام الضمير المنفصل المضاف اليه مقسسامه قسسال الشسسارح :و ل يجىء
ل ،انتهسسى
ل في اسم ا ّن تاء القسم لم تأت إ ّ ل كما أ ّ
جب في غير لفظ ا ّ لم بمعنى التع ّ
هذه ال ّ
جسسب يعنسسون المسسرن لم القسم يسسستعمل فسسي مقسسام التع ّ و قال نجم الئمة الّرضي :قولهم إ ّ
لس لقسد قسسام زيسد ،بسسل يسستعمل فسي المسسور جب منه فل يقسسال ّ ق أن يتع ّالعظيم اّلذى يستح ّ
لم في ليلف قريش ،و للفقراء اّلذين ُأحصسسروا « ، ن ال ّن ،و قيل إ ّل لتبعث ّ
العظام نحو ّ
ل فسي القسسم انتهسىجب ا ّ جب ،و الولى أن يقال إّنها للختصاص إذ لم يثبت لم التع ّ للتع ّ
كلمه رفع مقامه .
و قد تدخل على غيره كما في » ليلف قريش « أى اعجبوا ليلف قريش كما حكاه في
شاف عن بعضهم و في قوله :الك ّ
] [ 277
ن نجسسسسسسسسسسسسسسسسومه
فيسسسسسسسسسسسسسسسسا لسسسسسسسسسسسسسسسسك مسسسسسسسسسسسسسسسسن ليسسسسسسسسسسسسسسسسل كسسسسسسسسسسسسسسسسأ ّ
ل مغار القتل بشّدت بيذبل بك ّ
لسس ل
صة بالّدخول على لفظ الجللة كما في ّ
جب و القسم معا ،و هذه مخت ّ و قد تكون للتع ّ
ن « و قول الشاعر :
ل لتبعث ّ
خر الجل ،و قوله تعالى ّ » : يؤ ّ
جب في هذه الموارد فهسو مسا أشسار إليسه الّرضسي فيمسا حكسى عنسه و أما تحقيق معنى التع ّ
ضسسرع مسسنل دّرك ،فالّدر في الصل ما يسسدّر أى ينسسزل مسسن ال ّ بقوله :و أّما معنى قولهم ّ
الّلبن و من الغيم من المطر و هو هنا كناية عسسن فعسسل الممسسدوح و الصسسادر عنسسه ،و إنمسسا
ل شسسيء عظيسسم لس تعسسالى منشسسيء العجسسائب ،فكس ّنا ّ
جب منسسه ل ّ نسب فعله إليه قصدا للتع ّ
لس
لس أنسست ،و ّ جب منه ينسبونه إليسسه تعسسالى و يضسسيفونه إليسسه نحسسو قسسولهم ّ :يريدون التع ّ
ل دّره ما أعجب فعله . أبوك ،فمعنى ّ
جب ل دّره كلم معناه التع ّ ى كلمه من شرح الهادى ّ : و قال عز الّدين الزنجاني في محك ّ
ن هسسذا الشسسيء
ل تعالى ايذانا بأ ّ
،و العرب إذا أعظموا الشيء غاية العظام أضافوه إلى ا ّ
جب منه لّنه صسسادر عسسن فاعسسل ن هذا جدير بأن يتع ّ
ل تعالى و بأ ّ
لا ّ
ل يقدر على ايجاده إ ّ
قادر مصدر للشياء العجيبة هذا .
سلم :أما دين يجمعكم ،قال الشارح المعتزلي ارتفاع دين على أنسسه فاعسسل و قوله عليه ال ّ
سر للّول كما قسسدرناه بعسسد إذا فسسي
فعل مقّدر أى ما يجمعكم دين يجمعكم ،الّلفظ الثاني مف ّ
سماء انشّقت « ،و يجوز أن يكون حمية مبتدء و الخبر محذوف تقديره أما قوله » :إذا ال ّ
لكم حمية ،انتهى .
أقول :لزوم تقدير الفعل بعد أما إنما هو مسلم إن جعل أما مركبة حسسرف عسسرض بمنزلسسة
صسة بالسّدخول عليسه ،و لسذلك
ن اذا مخت ّ
لو ل ،لختصاصها بالسّدخول علسى الفعسل كمسا أ ّ
احتيج الى تقديره في الية الشريفة ،و أما إذا جعلنا الهمزة للستفهام على سسبيل النكسسار
التوبيخى أو على سبيل التقرير و ما حرف نفى فل حاجة إلى تقدير
] [ 278
ن ما على ذلك ماء حجازية بمعنى ليس و دين اسمها و يجمعكم خبرها .
الفعل ل ّ
و الظاهر من قول الشارح :أى ما يجمعكم أنه ل يجعلها حرف عسسرض و حينئذ فتقسسديره
ن الصل عدم الحذف ن تجويزه كون حمية مبتدء و الخبر محذوفا فيه أ ّ للفعل باطل ،ثّم إ ّ
حة بالقواعسسد الدبّيسسة
صالحة للخبرّية ،و إن أراد بالتجويز مجّرد الصس ّ
مع وجود الجملة ال ّ
فل بأس به .
و الضمير في قوله :إنه للشأن ،و جواب لو فسسي قسسوله لسسو كسسان العمسسى يلحسسظ أو النسسائم
ن قرآنا سسّيرت بسسه الجبسسال أويستيقظ محذوف بدللة الكلم كما في قوله تعالى » :و لو أ ّ
لرض أو كّلم به الموتى « ،أى لكان هذا القرآن . طعت به ا َ
قّ
جسسب و البسسآء زايسسدة كمسسا فسسي
ل ،فعسسل تع ّ
سلم :و أقرب بقوم من الجهل بسا ّ و قوله عليه ال ّ
أحسن بزيد قال سيبويه افعل صورته أمر و معنسساه الماضسسي مسسن افعسسل أى صسسار ذا فعسسل
كألحم أى صار ذا لحسسم ،و البسساء بعسسده زايسسدة فسسي الفاعسسل لزمسسة ،و قسسد يحسسذف إن كسسان
جب منه أن وصلتها نحو أحسن أن يقوم أى أن يقوم على ما هو القياس . المتع ّ
ن المر بمعنى الماضى مما لسسم يعهسسد بسسل الماضسسي يجيء بمعنسسى المسسر و ضّعف قوله بأ ّ
ن افعل بمعنى صار ذا فعل قليل و لو كان منه لجاز ألحم بزيسسد مثل اّتقى امرؤ رّبه ،و بأ ّ
ن زيادة الباء في الفاعل قليل و المطرد زيادتها في المفعول .و أشحم به ،و بأ ّ
و قال الفراء و تبعه الزمخشري و غيره ان احسن امر لكل احد بأن يجعل زيدا حسنا ،و
ن فيه منه كسس ّ
ل انما يجعله كذلك بأن يصفه بالحسن فكأنه قيل :صفه بالحسن كيف شئت فا ّ
ما يمكن أن يكون في شخص كما قال الشاعر :
] [ 279
جب بخلف تقدير سيبويه و أيضا همزة الجعسسل أكسسثر مسسن همسسزة و هذا معنى مناسب للتع ّ
صار كذا و ان لم يكن شيء منهما قياسا مطردا ،و علسسى ذلسسك فهمسسزة أحسسسن بسسه للجعسسل
كهمزة ما أحسن و الباء مزيدة في المفعول و هو كثير مطرد هذا .
جسسب ل ن فعسل التع ّو إنما لم يجمع لفظ أقرب مع كون المقصود بالخطاب غيسسر مفسرد ،ل ّ
يتصّرف فيه فل يقال أحسسنا و أحسسنوا و أحسسنى و إن خسوطب بسه مثّنسى أو مجمسوع أو
جب و لسسم يبسسق فيسسهمؤّنث ،و سهل ذلك انمحاء معنى المر فيه اريد به محض انشاء التع ّ
معنى الخطاب حّتى يثّنى أو يجمع أو يؤّنث .
صا فل يقسسال مسا أحسسسن رجل ،لعسسدم الفسسائدة فسسانجب منه مخت ّ ثّم إّنه يجب أن يكون المتع ّ
صصته بوصف نحو رجل رأيناه في موضع كذا جاز ،و لذلك أتسسى بالجملسسة الوصسسفية خ ّ
ل يخلو عن الفسسائدة ،فالجملسسة علسسى ذلسسك فسسيأعنى قوله قائدهم معاوية بعد قوله بقوم ،لئ ّ
ل الجّر على الصفة فافهم ذلك كّله و اغتنم .مح ّ
عععععع
سسلم كمسا نّبسه عليسه السسّيد ) ره ( وارد فسي ذّم أصسحابه و ن هذا الكلم لسه عليسه ال ّ
اعلم أ ّ
سلم قاله بعد الّتحكيسسم و انقضسساء أمسسر الحكميسسن تقريعسسا
التوبيخ لهم ،و الشبه أنه عليه ال ّ
لس تعسسالى و ثنسسائه علسسى مسسا
لصحابه على القعود عن قتال معاوية ،فافتتح كلمه بحمسسد ا ّ
جرى عليه سيرته في أغلب كلماته الواردة في مقام الخطابة فقال :
ل على ما قضا من أمر و قدر من فعل ( يحتمل أن يريد بقوله قضا و قدر معنى ) الحمد ّ
واحدا و كذلك المسسر و الفعسسل فيكونسسان مسسترادفين كسسالفعلين ،و أن يريسسد بالقضسساء الحكسسم
سره بقسسوله :مسسن أمسسر ،واللهى بوجود الشياء ،و بعبارة اخرى هو عالم المر و لذا ف ّ
بالقدر ما قدره من الخلق و اليجاد و بعبارة اخرى هو عالم الخلق و لذا بّينه بقسسوله :مسسن
ل على قضائه و قدره أى على أمره و فعله أو على مسسا قضسساه فعل ،فيكون المعنى الثناء ّ
و قدره على مقتضياته من الوامر و الحكام ،و على مقدراته من الصسنايع و الفعسال و
قد مضى تفصيل الكلم مشبعا في معنى القضاء و القدر في شرح الفصل
] [ 280
ن القضاء سلم هذا مؤّيد لما ذهب إليه اتباع الشراقّيين من أ ّ ن قوله عليه ال ّ
و أقول هنا :إ ّ
عبارة عن وجود الصور العقلية لجميع الموجودات فايضة عنه تعالى على سبيل البسسداع
لس تعسسالى المباينسسة و ذاتهسسا
دفعة بل زمان ،لكونها عندهم من جملة العسسالم و مسسن أفعسسال ا ّ
شائين كالشيخ الرئيس و من يحذو حسسذوه فسسانه عنسسدهم عبسسارة عسسن لذاته ،خلفا لتباع الم ّ
صور علمية لزمة لذاته بل جعل و تأثير و تأّثر ،و ليست من أجزاء العالم ،
و أّما القدر فهو عبارة عسسن وجسسود صسسور الموجسسودات فسسي العسسالم السسسماوى علسسى السسوجه
الجزئي مطابقة لما في مواّدها الخارجية الشخصسّية مسستندة إلسى أسسبابها و عللهسا لزمسة
خصة هذا .
لوقاتها المعّينة و أمكنتها المش ّ
فان قلت :فما معنى حمده على وقوع هذا المر مع أنسه ليسس نعمسة موجبسة للثنساء قلست :
لس علسسى
لزم على العبد الكامل في مقام العبودّية و البسالغ فسسي مقسام العرفسسان أن يحمسسد ا ّ ال ّ
ل سبحانه كما يحمد على نعمائه حسبما عرفت توضيحه في شرح قوله : بلء ا ّ
نحمده على آلئه كما نحمده على بلئه في الخطبة المأة و الحدى و الثلثين ،و لما كسسان
ل سبحانه على ذلك .
سلم في الحقيقة ل جرم حمد ا ّوقوع ما وقع بلّية له عليه ال ّ
و يفيد ذلك أيضا قوله ) و على ابتلئى بكم ( خصوصا ما يروى في بعسسض النسسسخ علسسى
ما ابتلنى بكم ) أّيتها الفرقة السستى إذا أمسسرت لسسم تطسسع و اذا دعسسوت لسسم تجسسب ( و التيسسان
بالموصول لزيادة التقرير أعنى تقرير الغرض المسوق لسسه الكلم ،فسسانه لمسسا بّيسسن ابتلئه
بهم إجمال عّقبه بتفصيل جهات البتلء ،و هو كونهم مخالفين له في
] [ 281
جميع الحوال متمّردين عن طاعته عند المر بالقتال ،متثاقلين عن إجسسابته عنسسد ال سّدعوة
إلى الحرب و الجدال .
) إن امهلتم ( و عن بعض النسسسخ إن اهملتسسم أى تركتسسم علسسى حسسالكم ) خضسستم ( فسسي لهسسو
الحديث و فى الضللة و الهواء الباطلة ) و إن حوربتم خرتسسم ( أى ضسسعفتم و جبنتسسم أو
صحتم ضياح الثور ،و عن بعض النسخ جرتم بالجيم أى عدلتم عسسن الحسسرب فسسرارا ) و
إن اجتمع الناس على إمام ( أراد به نفسه ) طعنتسسم ( علسسى المجتمعيسسن ) و إن اجبتسسم السسى
مشاقة ( عدّو أى مقاطعته و مصارمته ) نكصتم ( على أعقسسابكم و رجعتسسم محجميسسن ) ل
طسسف لهسسم حيسسث قسسال لغيركسسم و لسسم يقسسل لكسسم ) مسساأبا لغيركم ( دعاء بالسّذل و فيسسه نسسوع تل ّ
ى شىء تنتظرونه ) بنصسسركم ( أى تنتظرون ( استفهام على سبيل التقريع و التوبيخ أى أ ّ
لزم عليكسسم و هسسو إعلء ل ) و ( بتأخير ) الجهاد علسسى حقكسسم ( ال ّ بتأخير نصرتكم لدين ا ّ
ل ) الموت أو الّذل لكم ( قال الشسسارح المعسستزلى :دعسساء عليهسسم بسسأن يصسسيبهم أحسسد كلمة ا ّ
المرين كأّنه شرع داعيا عليهم بالفناء الكّلى و هو الموت ثّم استدرك فقال أو الّذل ،لّنه
سسسلم بالسسدعوة صورة دونه ،و لقد اجيب دعائه عليه ال ّ نظير الموت في المعنى لكنه في ال ّ
ن شيعته ذّلوا بعده في اليام الموّية . الثانية فا ّ
أقول :و قد مضي له معني آخر في بيان العراب و على ذلك المعني ففيه اشارة إلى أنّ
تأخير الجهاد إّما مؤّد إلى الموت على الفراش أو الّذل العظيم على سسسبيل منسسع الخل سّو ،و
أهل الفتّوة و المرّوة ل يرضي بشيء منهما ،و القتسسل بالسسسيف فسسي الجهسساد عنسسدهم ألسّذ و
أشهى كما مّر بيانه في شرح المختار المأة و الثاني و العشرين .
لس
ثّم اقسم بالقسم الباّر بأنه إذا جاء موته ليكون مفارقته لهم عن قلى و بغض فقال ) فسسو ا ّ
لئن جسساء يسسومي ( الموعسسود ) و ليسسأتيّنى ( جملسسة معترضسسة أتسسي بهسسا لسسدفع ايهسسام خلف
المقصود .
ن لفظة إن و إذا الشرطّيتين تشتركان في إفادة الشرط في الستقبال لكن أصسسل بيان ذلك أ ّ
إن أن يستعمل في مقام عدم الجزم بوقوع الشرط و أصل إذا أن يستعمل في مقسسام الجسسزم
بوقوعه ،و لذلك كان الحكم النادر الوقوع موقعا لن لكونه غير مقطوع
] [ 282
به في الغالب ،و الحكم الغالب الوقوع موردا لذا و غلب لفظ الماضي معها لدللته على
الوقوع قطعا نظرا إلى نفس اللفظ و إن نقل ههنا الى معني السسستقبال قسسال سسسبحانه مبّينسسا
سلم » :فاذا جسساءتهم الحسسسنة قسسالوا لنسسا هسسذه و إن تصسسبهم سسّيئةلحال قوم موسى عليه ال ّ
ن المسسراديطّيروا بموسى و من معه « جىء في جسسانب الحسسسنة بلفسسظ الماضسسي مسسع إذا ل ّ
ن وقسسوع الجنسسس و الحسنة المطلقة التي وقوعها مقطوع به و لذلك عرفت بلم الجنسسس ل ّ
الماهية كالواجب لكثرته و وسعته ،و في جانب السيئة بلفظ المضارع مسسع إن لنسسدرتها و
قّلتها و لذلك نكرت لدللة التنكير على التقليل .
فاستدرك ذلك أّول بالعدول في الشرط عن الستقبال إلى الماضي حيث قال :
جاء يومي و لم يقل يجىء إبسسرازا لغيسر الحاصسل فسسي معسرض الحاصسسل و كسسون مسسا هسو
للوقوع كالواقع بقسّوة أسسسبابه المعسّدة لسسه مسع مسسا فيسه مسسن إظهسار الرغبسة و الشستياق السى
ن الطالب إذا عظمت رغبته في حصول أمر يكثر تصّوره إياه فربمسسا حصول الشرط ،فا ّ
يخيل ذلك المر إليه حاصل فيعتبر عنه بلفظ الماضي .
سلم بهذين السسستدراكين علسسى أّنسسه جسسازم و استدركه ثانيا بقوله :و ليأتيّني ،فنّبه عليه ال ّ
ن مجيئه قريب الوقوع و هو مشتاق اليه و أشّد حّبا لسسه بمجيء يومه الموعود قاطع به و أ ّ
من الطفل بثدى اّمه كما صّرح به في غير واحدة من كلماته ،و هذا من لطسسايف البلغسسة
سلم هذا .
ل مثله عليه ال ّسناتها البديعة اّلتي ل يلتفت إليها إ ّو مح ّ
ن بيني و بينكم و أنا بصحبتكم قال ( يعني إذا جاء مماتى يكون فارقسا بيننسا و قوله ) ليفرق ّ
و الحال أنى مبغض لكم مسسستنكف عسسن مصسساحبتكم ) و بكسسم غيسسر كسسثير ( أى غيسسر كسسثير
ى كالحجر في جنب النسان ل أعوان صدق عند مبارزة ن نسبتكم إل ّ
بسببكم قّوة و عدة ل ّ
ل دّركسسم و هسسول أنتم ( أى ّ الشجعان ،و ل إخوان ثقة يوم الكريهة و مناضلة القران ) ّ
جسسب علسسى لمسسة المجلسسسي ره :و لعّلسسه للتع ّ
جب و المدح تلطفا قسسال الع ّ دار و في مقام التع ّ
سبيل الذّم .
] [ 283
ل فهو خلف ما اصسسطلحوا عليسسه
أقول :إن أراد انفهام الذّم منه بقرينة المقام فل بأس و إ ّ
من استعمالها في مقام المدح حسبما عرفته تفصيل في شرح العراب .
و قوله ) أما دين يجمعكم و ل حمّية تشحذكم ( أى تحددكم في معنسسى الطلسسب و السسترغيب
على الجتماع على الّدين و ملزمة الحمّية سواء جعلنا أما حرف عرض و تحضيض أو
الهمزة للستفهام التوبيخي أو التقريرى و ما حرف نفي .
ض علسسى الفعسسل و ن معني التحضسسيض فسسي المضسسارع هسسو الحس ّ أّما على الول فواضح ل ّ
ل في موضع التوبيخ و الّلوم علسسى مسساالطلب له فهو فيه بمعنى المر و قّلما يستعمل فيه إ ّ
كان يجب أن يفعله المخاطب قبل أن يطلب .
و أّما على جعل الهمزة للنكار التوبيخى فكذلك لقتضائه وقوع ما بعسسدها و كسسون فسساعله
ملوما و لوم المخاطبين و توبيخهم على عدم الّدين و ترك الحمّية مستلزم لطلسسب ال سّدين و
الحمّية منهم .
ن معني التقرير هو حمل المخسساطب علسسى القسسرار بسسأمر قسسد و أّما على جعلها للتقرير فل ّ
استقّر عنده ثبوته أو نفيه ،و المراد هنا التقريسسر بمسسا بعسسد النفسسي أى تقريسسر المخسساطبين و
حملهم على العتراف بالّدين الجامع و الحمّية الشاحذة و حملهم على العتراف بذلك في
معنى طلبه منهم و حملهم عليهم حتى ل يكونوا كاذبين .
ل كسساف عبسسده ،لنّ ل بكاف « ،أى ا ّ و فيه أيضا و من مجيء الهمزة للنكار » أ ليس ا ّ
ن الهمسسزة للتقريسسر
إنكار النفي نفي له و نفي النفي إثبات ،و هذا المعني مراد من قسسال :إ ّ
بما بعد النفي النفي ل بالنفي ،و هكذا أ لم نشرح لك صدرك ،و أ لم يجدك يتيمًا ،و ما
-----------
) ( 1لل للل لللل للل ل ل
] [ 284
ى تقدير فالمقصود من الكلم بقرينة الحال و المقسسام حّثهسسم علسسى رفسسع مسسا أوجسسبو على أ ّ
جب عن قبلهم و هو تفّرقهم عنه و اختلفهم عليه . التع ّ
ن معاوية يدعو الجفاة الطعام ( أى الراذل و الوغاد مسسن كما أشار إلى تفصيله بقوله ) إ ّ
النسساس ) فيّتبعسسونه ( و يجيبسسون دعسسوته ) علسسى غيسسر معونسسة و ل عطسساء ( قسسال الشسسارح
ن المعونة إلى أنجسسد شسسىء يسسسير مسسن المسسال يرسسسم لهسسم لسسترميمالمعتزلي :الفرق بينهما ا ّ
أسلحهتم و إصلح دوابهم و يكون ذلك خارجسسا عسسن العطسساء المفسسروض شسسهرا فشسسهرا و
العطاء المفروض شهرا فشهرا يكون شيئا له مقدار يصرف في أثمان القسسوات و معونسسة
العيال و قضاء الّديون .
فان قلت :كيف يجتمع قوله فيّتبعونه على غير معونة و ل عطاء بما هسسو المعسسروف مسسن
بذل معاوية و أنه يمّد جيشه بالموال و الرغايب .
ن معاوية لم يكن يعطى جنده على وجسسه المعونسسة قلت :قد أجاب عنه الشارح المعتزلي بأ ّ
و العطاء ،و إنما كان يعطي رؤساء القبايل مسسن اليمسسن و سسساكني الشسسام المسسوال الجليلسسة
تستعبدهم بها و يدعو أولئك الرؤساء أتباعهم من العرب فيطيعسسونه ،فمنهسسم مسسن يطيعهسسم
حمية و منهم من يطيعهم دينا للطلب بدم عثمان ،و لم يكن يصل إلى هسسولء التبسساع مسسن
أموال معاوية قليل و ل كثير ،و أما أمير المؤمنين فانه كان يقسم بين الرؤساء و التباع
على وجه العطاء و الرزق ل يرى شريف على مشروف فضل
] [ 285
و إلى ذلك أشار بقوله ) و أنا أدعوكم و أنتم تريكة السلم و بقّية ( المسلمين من ) الّناس
( ل يخفى ما في التيان بهذه الجملة من النكتة الّلطيفة و هو اللهاب لهم و التهييسسج علسسى
المتابعة و استعار لهم لفظ التريكة لكونهم خلسسف السسسلم و بقّيتسسه كالتريكسسة السستي يتركهسسا
النعامة ،أى أدعوكم مع كونكم خلف السلم و بقّيسة السسّلف و أولسى الّنساس بالقيسام علسى
مراسمه و بسلوك نهج السلف ) إلى المعونة أو طائفسسة مسسن العطسساء فتفّرقسسون عّنسسي ( و
ى ( و ل تجتمعون . تقاعدون ) و تختلفون عل ّ
و عمدة أسباب التفّرق و التقاعد هو ما أشرنا إليه هنا إجمال و قسّدمناه فسي شسرح الخطبسة
سلم في العطاء بيسن الشسريف و الوضسيع و الرابعة و الثلثين تفصيل من تسويته عليه ال ّ
الّرئيس و المرؤوس و الموالي و العبيسسد ،فكسسان الرؤسسساء مسسن ذلسسك واجسسدين فسسي أنفسسسهم
س التباع بتخسساذل الّرؤسسساء تخسساذلوا أيضسسا
فيخذلونه باطنا و ينصرونه ظاهرا ،و إذا أح ّ
ن قتال التباع ل يتصّور سلم لما أعطى التباع من الّرزق ثمرة ،ل ّ فلم يكن يجد عليه ال ّ
وقوعه مع تخاذل الّرؤساء فكان يذهب ما يعطيهم ضياعا ،هذا .
ن داعيهم معاويسة إمسام القاسسطين و داعسي هسؤلء أميسر المسؤمنين إمسام المّتقيسن و
أّولها أ ّ
الّول يدعوهم إلى درك الجحيم و الّثاني يدعوهم إلى نضرة النعيم .
ن المدعّو هناك الوغاد الطغام مع خلسّوهم غالبسسا عسسن الغيسسرة و الحمّيسسة و ههنسسا و ثانيها أ ّ
تريكة السلم و بقّية أهل التقوى و المرّوة .
و ثالثهسسا متابعسسة الّوليسسن علسسى إمسسامهم مسسن غيسسر معونسسة و ل عطسساء و مخالفسسة الخريسسن
لمامهم مع المعونة و العطاء .
] [ 286
المخالفة و التفّرق على الحالين أى ل تقبلون من أمرى و ما أقول لكم شيئا سواء كان فيسه
الّرضا أو السخط .
و قوله ) لو كان العمى يلحظ أو النائم يستيقظ ( أى لو كان العمى يلحظ لبصسسرتم ،و
ن لهسسم أعينسسا ل يبصسسرون بهسسا ،ولو كان النائم يستيقظ لنتبهتم ،و هو تعريض عليهم بأ ّ
آذانا ل يسمعون بها ،و قلوبا ل يفقهسسون بهسسا ،فهسسم صسّم بكسسم عمسسى و هسسم ل يعقلسسون ثسّم
جب من حال أهل الشام و متابعتهم على معاوية فقسسال ) و أقسسرب بقسسوم ( قسسد مسّر لطسسف تع ّ
جب في بيان العسراب أى مسا أشسّد قسرب قسوم ) مسن هذه الّلفظة و افادتها للمبالغة في التع ّ
ل ( و بشرايعه و بأحكامه ) قائدهم معاوية ( المنافق بن الكسسافر ) و مسسؤّدبهم ( و الجهل با ّ
مشيرهم ) ابن النابغة ( الغادر الفاجر ،و أراد به عمرو بن العاص الّلعيسسن و طسسوى عسسن
سسسته و دنسائته ،و قسدحا فسي نسسسبه علسى مسا عرفتسسه ذكر اسمه تحقيرا و تعريضسا علسى خ ّ
تفصيل في شرح المختار الثالث و الثمانين .
] [ 287
ععععععع
حمد و ثنا ميكنم معبود بحق را بر آنچسسه قضسا فرمسسود از هسسر أمسر و تقسدير كسرد از هسر
فعل ،و بر امتحان شدن من بشما اى گروهى كه چون أمر مىكنم مرا اطاعت نمينمائيد
،و اگر دعوت بكنم اجابت نميكنيد ،و اگر مهمل گذاشته شويد يا مهلت داده شده باشسسيد
غوص ميكنيد در لغو و باطسسل ،و اگسسر محسساربه كسسرده شسسويد ضسسعيف ميباشسسيد يسسا صسسدا
ميكنيد مثل صداى گاو ،و اگر جمعيت نماينسسد مسسردم بسسر امسسامي طعنسسه ميزنيسسد يسسا اينكسسه
مفارقت مينمائيد ،و اگر خوانده شويد يا ملجسسأ شسسويد بسسسوى مشسّقت يعنسسي محسساربه بسساز
ميگرديد .
بىپدر باشد غير شما چه انتظار ميكشيد با تأخير يارى كردن و مجاهده نمودن بسسر حسسق
خودتان ،مرگ يا ذّلت باد از براى شما ،پس سوگند بخدا اگر بيايسسد روز وفسسات مسسن و
البته خواهد آمد هر آينه جدائى ميأندازد ميسسان مسسن و ميسسان شسسما در حسسالتيكه مسسن دشسسمن
گيرنده باشسسم صسحبت شسما را ،و در حسالتيكه مسن بسسبب شسسما صساحب كسسثرت قسّوت و
زيادتي شوكت نميباشم ،از براى خدا است خير شما آيا نيست دينى كه جمع نمايسسد شسسما
را ،آيا نيست حمّيت غيرتي كه باعث حّدت شما بشود ،آيا نيست عجيب اينكسسه معسساويه
دعوت ميكند جفا كاران و فرومايگان را پس متابعت ميكنند بر او بسسدون اينكسسه جيسسره و
مواجبي بآنها بدهد ،و من دعوت ميكنم شما را در حسالتى كسسه شسسما پسسس مانسسده اسسسلم و
بقيه مردمان هستيد بسسسوى معسسونت يسسا طسسائفه از عطسساء پسسس متفسّرق ميشسسويد و اختلف
ميورزيد بر من .
بدرستيكه خارج نميشود بسوى شما از امر من چيزيكه متض سّمن رضسسا و خوشنوديسسست
پس خوشنود بشويد از آن ،يا چيزى كه متضّمن سخط و خشم است پس اجتمسساع نمائيسسد
بر آن ،و بدرستى كه دوستترين چيزى كه من ملقات كنندهام بسوى من مرگ اسسست ،
بتحقيق كه من درس گفتم شما را كتاب خدا را و محاكمه
] [ 288
كردم با شما با اجتماع و شناساندم شما را چيزى را كه نميدانستيد ،و گسسوارا سسساختم از
براى شما چيزى را كه از دهان انداخته بوديسسد اگسسر نابينسسا ميديسسد يسسا اينكسسه خسسواب كننسسده
بيدار ميشد ،چه قدر نزديك است قومى از جهالت بخدا كه پيشواى ايشان معسساويه اسسست
و أدب دهنده ايشان پسر زن زناكار كه عبارت است از عمرو بن عاص بيدين .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
قال السّيد ره و قد أرسل رجل من أصحابه يعلم لسسه علسسم قسسوم مسسن جنسسد الكوفسسة قسسد همسسوا
سسسلم فلمسسا عسساد إليسسه الّرجسسل قسسال عليسسه
بالّلحاق بالخوارج و كانوا على خوف منه عليه ال ّ
سلم له :
ال ّ
ءأمنوا فقطنوا أّم جبنوا فظعنوا ؟ فقسسال الرجسسل بسسل ظعنسسوا يسسا أميسسر المسسؤمنين فقسسال عليسسه
سلم :ال ّ
] [ 289
ععععع
) يعلم له ( مضارع علم و ) قطن ( بالمكان من باب قعد أقسسام بسسه و تسّوطنه فهسسو قسساطن و
) ظعن ( ظعنا من باب منع ارتحل و السسسم ظعسسن بفتحسستين ) و بعسسد ( بالضسّم بعسسدا ضسّد
ي عليسسه السّسسلم و
قرب فهو بعيد و بالكسر من باب تعب هلك و ) ثمود ( قوم صسسالح النسسب ّ
سّموا باسم أبيهم الكبر و هو ثمود بن عامر بن ارم بسسن سسسام بسسن نسسوح ،و قيسسل :سسّميت
القبيلة بذلك لقّلة مائها من الثمد و هو الماء القليل و كانت مسسساكنها بيسسن الحجسساز و الشسسام
إلى وادى القرى و ) أشرعت ( الرمسسح إلسسى زيسسد سسسددته و صسّوبته نحسسوه و ) الهامسسات (
ل شيء قال الشاعر :
جمع الهامة رأس ك ّ
و في بعضها بالقاف أى حملهم قال سبحانه :أقّلت سحابا ثقال ،أو اّتخسسذهم قليل و سسسهل
عليهم أمرهم ،و في بعضها استفّزهم أى استخّفهم ،و في بعضها استقبلهم أى قبلهم .
و ) الركس ( قال الجوهرى هو رّد الشيء مقلوبا ،و ارتكس فلن في أمسسر كسسان قسسد نجسسا
منه و قال الفيومي :ركست الشىء ركسا من باب قتل قلبته و رددت أّوله على آخره ،و
أركسته باللف رددته على رأسه و ) جمح ( الفرس من بسساب منسسع اعسستز فارسسسه و غلبسسه
فهو جموح .
ععععععع
بعدا لهسم منصسوب علسى المصسدر ،و ثمسود بسدون التنسوين غيسر مصسروف إذا اريسد بسه
ي ،أو باعتبار الصل لنه اسسسم أبيهسسم القبيلة ،و مع التنوين على النصراف و إرادة الح ّ
الكبر قاله الزمخشرى في الكشاف في تفسير قوله تعسسالى و إلسسى ثمسسود أخسساهم صسسالحا و
بهما قرء أيضا في الية ،و الباء في قوله :بخروجهم ،زايدة كما زيدت في كفى با ّ
ل
عععععع
] [ 290
ل بن قعين ) يعلم له علم قوم ( و في بعض النسخ علم أحسسوال قسسوم أصحابه ( و هو عبد ا ّ
أى أرسله ليعلم حالهم فيخبره به و هم خريت بن راشسد أحسد بنسى ناحيسة مسع جماعسة مسن
سسسلم صسسفين حسسسبما عرفتسسه فسسي
أصحابه و كانوا ) من جند الكوفة ( شهدوا معه عليسسه ال ّ
شرح المختار الرابع و الربعين و تعرفه هنا أيضا تفصيل .
) هّموا ( بعد انقضاء صسفين و بعسد تحكيسم الحكميسن ) بالّلحساق بسالخوارج و كسانوا علسى
سلم له :
سلم ) الرجل قال عليه ال ّ سلم فلما عاد ( أى رجع اليه عليه ال ّ خوف منه عليه ال ّ
أأمنوا ( و في بعض النسخ باسقاط همسزة السستفهام كمسا فسي قسوله تعسالى :سسواء عليهسم
أنذرتهم ،علسسى قسسراءة ابسسن محيسسص قسسال :اّنسسه بهمسسزة واحسسدة علسسى لفسسظ الخسسبر و همسسزة
ن أم يعادل الهمزة ،و الستفهام مرادة و لكن حذفها تخفيفا لدللة :أم لم تنذرهم ،عليه ل ّ
قرء الكثرون على لفظ الستفهام .
و قوله ) فقطنوا ( أى أقاموا ) أم جبنوا فظعنوا ( أى ارتحلوا ) فقال الرجسسل :بسسل ظعنسسوا
ل من رحمته بعدا سلم :بعدا لهم ( أى هلكا لهم أو أبعدهم ا ّ يا أمير المؤمنين فقال عليه ال ّ
و المعنيسسان متلزمسسان ) كمسسا بعسسدت ثمسسود ( بكسسسر العيسسن فسسي أكسسثر النسسسخ و كسسذا فسسي
المصاحف .
ثّم أخبر عن مستقبل حالهم بأنهم يندمون علسسى تفريطهسسم فقسسال ) أمسسا لسسو اشسسرعت السسّنة
صب اّلذى هو حقيقة في صبّ المسساء إليهم و صّبت السيوف على هاماتهم ( استعار لفظ ال ّ
لكثرة وقع السيوف على الرؤوس ،و الجامع سرعة الوقوع ،يعنى أنهم لو عاينوا القتسسال
و الهجسوم عليهسم بالقتسل و الستيصسال ) لقسد نسدموا ( حينئذ ) علسى مسا كسان منهسم ( مسن
التقصير و الخطاء .
ن ما صدر عنهم من الظعن و الّلحاق بالخوارج إنما هو مسسن عمسسل الشسسيطان ثّم نّبه على أ ّ
ن الشسسيطانسسسلم ) إ ّيقول للنسان اكفر فلما كفر قال إني برىء منك و هسسو قسسوله عليسسه ال ّ
اليوم قد استفّلهم ( أى وجدهم بمعزل من الخير فزّيسسن لهسسم الّلحسسوق بأوليسسائه ) و هسسو غسسدا
متبرىء منهم و مخل عنهم ( اى تارك لهم كما شأنه مع ساير أوليائه قال تعالى و إذ زّين
لهم الشيطان أعمالهم و قال ل غالب لكم اليوم من الناس و اّني جار لكم فلما
] [ 291
ترائت الفئتان نكص على عقبيه و قال إّني برىء منكم إّنى أرى ما ل تسسرون إّنسسي أخسساف
ل شديد العقاب .
لوا ّ
ا ّ
) فحسبهم بخروجهم من الهدى ( أى يكفيهم خروجهم منه عذابا و وبال ) و ارتكاسهم في
الضّسسلل و العمسسى ( أى رجسسوعهم إلسسى الضسسلل القسسديم و الجهسسل اّلسسذى كسسانوا عليسسه بعسسد
ق( سلم ) و صّدهم ( أى إعراضهم ) عن الح ّ خروجهم منه و نجاتهم عنه بهدايته عليه ال ّ
ضسسلل أو لزم عليهم و هو طاعة إمامهم المفترض طاعته ) و جماحهم في السستيه ( و ال ّ ال ّ
مفازة المعصية ،هذا .
صة هؤلء القوم اّلذين هّموا بالّلحاق بالخوارج فقد مضسسى طسسرف منهسسا فسسي شسسرح و أما ق ّ
الكلم الرابع و الربعين لرتبسساطه بسسه ،و أورد هنسسا باقتضسساء المقسسام مسسا لسسم يتقسّدم ذكسسره
فأقول :
لمة المجلسى ره في كتاب البحار و الشارح المعتزلي جميعا من كتاب الغارات روى الع ّ
ل س بسسن قعيسسن
لبراهيم الثقفي بتلخيص مّني عن الحارث بن كعب الزدى عن عّمه عبسسد ا ّ
سسسلم صسسفين ،فجسساء ي عليسسه ال ّ
قال :كان الخريت بن راشد أحد بنى ناجية قد شهد مع عل ّ
اليه بعد انقضاء صفين و بعد تحكيم الحكمين في ثلثين من أصحابه يمشي بينهم حّتى قام
ل ل اطيع أمرك و ل اصّلي خلفك و إّني غدا لمفارق لك . بين يديه فقال :ل و ا ّ
ل نفسسك
سسلم :ثكلتسك اّمسك إذا تنقسض عهسدك و تعصسي رّبسك و ل تضسّر إ ّ
فقال عليسه ال ّ
أخبرني لم تفعل ذلك ؟
] [ 292
قال :فخرجت حّتى أتيت إلى منزله و قسسد سسسبقنى فقمسست عنسسد بسساب داره فيهسسا رجسسال مسسن
ل ما رجع و ل ندم على ما أصحابه لم يكونوا شهدوا معه دخوله على أمير المؤمنين فو ا ّ
سلم و ل رّد عليه و لكنه قال لهم :يا هؤلء إّني قد رأيسست إن قال لمير المؤمنين عليه ال ّ
ل المفارقة فقال لهأنا أفارق هذا الّرجل و قد فارقته على أن أرجع إليه من غد و ل أرى إ ّ
أكثر أصحابه :ل تفعل حّتى تأتيه فان أتاك بأمر تعرفه قبلت منه و إن كانت الخرى فما
أقدرك على فراقه قال لهم نعم ما رأيتم .
ى فأقبلت على ابن عّمسه و هسو مسدرك بسن الريسان النساجى و قال فاستاذنت عليهم فأذنوا إل ّ
ق المسسسلم علسسى
ى حقسا لحسسانك و وّدك و حس ّ ن لسسك علس ّ
كان من كبراء العرب فقال لسه :إ ّ
ن ابن عمك كان منه ما قد ذكرك فاخل به فاردد عليه رأيه و عظم عليه ما أتسسى ، المسلم ا ّ
سلم أن يقتلك و نفسه و عشيرته ،فقال و اعلم أّني خائف إن فارق أمير المؤمنين عليه ال ّ
سلم ففسسي ذلسسك هلكسسه و إنل خيرا من أخ إن أراد فراق أمير المؤمنين عليه ال ّ :جزاك ا ّ
ظه و رشده . اختار مناصحته و القامة معه ففي ذلك ح ّ
] [ 293
ى برأسسه فسأخبرته بمسا و ل يزداد الناس إل كثرة ،فدنوت منه فجلست ورائه فأصسغي الس ّ
سسسلم :دعسسه فسسان قبسسلى فقال عليسسه ال ّ
سمعته من الخريت و ما قلت لبن عّمه و ما رّد عل ّ
سلم لسسم ل تأخسسذه الحق و رجع عرفنا له ذلك و قبلناه منه فقلت :يا أمير المؤمنين عليه ال ّ
الن و تستوثق منه ؟
سلم لي :ادن مّني ، حيت و جلست مع أصحابي هنيئة فقال عليه ال ّ قال :فسّكت عنه و تن ّ
فدنوت فقال لي :سر إلى منزل الّرجل فاعلم ما فعل فاّنه قل يوم لم يكسسن يسسأتيني فيسسه قبسسل
هذه الساعة ،فأتيت إلى منزله فاذا ليس فسسي منزلسسه منهسسم دّيسسار فسسدرت علسسى أبسسواب دور
أخرى كان فيهسسا طائفسسة مسسن أصسسحابه فسساذا ليسسس فيهسسا داع و ل مجيسسب فسسأقبلت إلسسى أميسسر
سلم . المؤمنين عليه ال ّ
فقال لي حين رآنى :أقطنوا فأقاموا أم جبنوا فظعنوا ؟ قلسست :ل بسسل ظعنسسوا فقسسال أبعسسدهم
ل لو اشرعت لهم السّنة و صّبت علسسى هامسساتهم السسسيوف لقسسد ل كما بعدت ثمود أما و ا ّ ا ّ
ن الشيطان قد استهواهم و أضّلهم و هو متبّرىء منهم و مخل عنهم فقام إليه زيسساد ندموا إ ّ
ل فراقهم إّيانا لم يعظسسم بن حفصة فقال يا أمير المؤمنين إنه لو لم يكن من مضّرة هؤلء إ ّ
ل ما يزيسسدون فسسي عسسددنا لسسو أقسساموا معنسسا و قّلمسسا ينقصسسون مسسن عسسددنا
فقدهم علينا فاّنهم ق ّ
بخروجهم مّنا ،و لكنا نخاف أن يفسدوا علينا جماعة كثيرة مّمن يقدمون عليهم مسسن أهسسل
سلم له :فسساخرج ل فقال عليه ال ّ
طاعتك ،فائذن لي في اّتباعهم حّتى أرّدهم عليك انشاء ا ّ
جه القسسوم ؟
سلم له :و هل تسسدرى أيسسن تسسو ّ في آثارهم راشدا فلّما ذهب ليخرج قال عليه ال ّ
ل حّتى تنسسزل ديسسر ل و لكّنى أخرج فأسأل و اتبع الثر ،فقال اخرج رحمك ا ّ قال :ل و ا ّ
أبي موسى ثّم ل تبرحه حّتى يأتيك أمرى فانهم ان خرجسسوا ظسساهرين بسسارزين للنسساس فسسي
ى بذلك ،و إن كانوا ن عّمالي ستكتب إل ّ جماعة فا ّ
] [ 294
متفّرقين مستخفين فذلك أخفى لهم و سأكتب إلى من حولى من عّمالى فيهم .
فخرج زياد بن حفصة حّتى أتى داره و جمع أصحابه و أخذ معه منهم مأة و ثلثين رجل
و خرج حّتى أتى دير أبى موسى .
ل بن وال التيمي قال إّني لعند أمير المؤمنين إذا فيسسج قسسد جسساءه
و روى باسناده عن عبد ا ّ
يسعى بكتاب من قرظة كعب النصارى و كان أحد عّماله فيه .
أما بعد فاّني اخبر أمير المؤمنين أن خيل مّرت من قبل الكوفسسة متّوجهسسة و إن رجل مسسن
دهاقين أسفل الفرات قد أسلم و صّلي يقال له زاذان فروخ أقبل من عنسسد اخسسوال لسسه فلقسسوه
سلم قال :أقول فيسسه ى عليه ال ّ
فقالوا أمسلم أنت أم كافر قال بل مسلم قالوا فما تقول في عل ّ
ل عليه و آله فقالوا ل صّلى ا ّ ي رسول ا ّخيرا أقول إّنه أمير المؤمنين و سّيد البشر و وص ّ
طعوه بأسيافهم و أخذوا معه رجل مسسن ل ثّم حملت عليه عصابة منهم فق ّ :كفرت يا عدّو ا ّ
ي ،فقالوا :خّلوا سبيل هذا ل سبيل لكم
أهل الذّمة يهودّيا ،فقالوا له :ما دينك ؟ قال يهود ّ
عليه ،فأقبل إلينا ذلك الّذمي فأخبرنا الخبر و قد سألت عنهم فلم يخبرني أحد عنهم بشيء
ل.
سلم فيهم برأيه أنته إليه إنشاء ا ّ
ى أمير المؤمنين عليه ال ّ فليكتب إل ّ
سلم أّما بعد فقد فهمت ما ذكرت من أمر العصسسابة اّلسستي فكتب إليه أمير المؤمنين عليه ال ّ
مسسرت بعلمسسك فقتلسست السسبّر المسسسلم و امسسن عنسسدهم المخسسالف المشسسرك ،و ان اولئك قسسوم
ل يكسسون فتنسسة فعمسسوا و صسّموا فاسسسمع بهسسم و
استهواهم الشيطان فضّلوا كالسسذين حسسسبوا أ ّ
ابصر يوم يحشر أعمالهم فالزم عملك و اقبل على خراجك ،فانك كما ذكرت في طاعتك
سلم .
و نصيحتك ،و ال ّ
] [ 295
أما بعد فقد كنت أمرتك أن تنزل دير أبي موسسسى حّتسسى يأتيسسك أمسسرى دونسسك إنسسي لسسم أكسسن
جه القوم و قد بلغنى أنهم أخذوا نحو قرية من قسسرى السسسواد فسساّتبع آثسسارهم و علمت أين تو ّ
سل عنهم فانهم قد قتلوا رجل من أهل السواد مسلما مصّليا فاذا أنت لحقست بهسم فسارددهم
ق و سفكوا السّدم الحسسرام و ل عليهم فانهم قد فارقوا الح ّ
ى فان أبوا فناجزناهم و استعن با ّ إل ّ
سلم .سبيل ،و ال ّ
أخافوا ال ّ
سلم و أنا يومئذ شاب حدث فمضيت غيسسر ل بن وال فأخذت الكتاب منه عليه ال ّ
قال عبد ا ّ
بعيد ثّم رجعت إليه فقلت يا أمير المؤمنين أل أمضى مع زياد بن حفصسسة إلسسى عسسدّوك إذا
دفعت عليه كتابك ؟ فأذن و دعا لى ثّم مضيت إلى زياد بالكتاب ،فقال لى زيسساد :يسسا ابسسن
ب أن تكون معى في وجهى هذا ، ل مالي عنك من غنى و إنى اح ّ أخى و ا ّ
ثّم خرجنا حّتى أتينا الموضع الذي كانوا فيه فلحقناهم و هم نزول بالمداين و قد أقاموا بها
يوما و ليلة و قد استراحوا و علفسسوا دوابهسسم و خيسسولهم و أتينسساهم و قسسد تقطعنسسا و تعبنسسا و
نصبنا ،فلما رأونا وثبوا على خيولهم فاستووا عليها فجئنا حّتى انتهينا إليهم .
فقال له زياد و كان مجربا رفيقا ،قد ترى ما بنا من النصب و الّلغوب و اّلذي جئنا لسسه ل
يصلح فيه الكلم علنية و لكن تنزلون و ننزل ثّم نخلو جميعا فنذاكر أمرنسسا و ننظسسر فيسسه
فان رأيت ما جئنا له حظا لنفسك قبلته و إن رأيت فيما اسمع منك أمرا أرجو فيسسه العافيسسة
لنا و لك لم ارد عليك .
فقال الخّريت انزل ،فنزلنسسا و نسسزل و تفّرقنسسا و تحلقنسسا عشسسرة و تسسسعة و ثمانيسسة و سسسبعة
ل حلقة طعامها بين أيديها فتأكل ثّم تقوم إلى الماء فتشرب ،و قال لنا زيسساد علفسسوا تضع ك ّ
خيولكم فعلقنا عليها مخاليها 1و وقف زياد في خمسة فوارس أحدهم
-----------
) ( 1للللللل للل للللل ) ل (
] [ 296
ضأ و مّنا من يشرب و مّنا من يسقى فرسه حّتى إذا فرغنا مسسن ذلسسك فأسرعنا فمّنا من يتو ّ
ل رجسسل منكسسم بعنسسان فرسسسه فسساذا دنسسوت منهسسم و كلمسستأتينا زيسسادا فقسسال زيسساد :ليأخسسذ كس ّ
ل فاذا دعوتكم فاستووا على متون خيولكم ثسّم اقبلسسوا صاحبهم فان تابعنى على ما اريد و إ ّ
معا غير متفّرقين .
ثّم استقدم أمامنا و أنا معه و دعى صاحبهم الخّريسست فقسسال لسسه :اعسستزل ننظسسر فسسي أمرنسسا
فأقبل إليه في خمسة نفر فقلت لزياد :أدعو لك ثلثة نفسر مسن أصسحابك حستى تلقساهم فسي
عددهم فقال :ادع من أحببت ،فدعوت له ثلثة فكّنا خمسة .
فقال :لم أرض صاحبكم إماما و لم أرض بسيرتكم سيرة فرأيت أن أعسستزل و أكسسون مسسع
من يدعو إلى الشورى بين الّناس ،فاذا اجتمع الناس على رجل هو لجميسسع الّمسسة رضسسى
كنت مع الّناس .
لس و
ل و بكتسساب ا ّ
فقال زياد :ويحكم و هل يجتمع الناس على رجل يدانى عليسسا عالمسسا بسسا ّ
سّنة رسوله مع قرابته و سابقته في السلم ؟ .
فقال الخّريت ما أنا قتلته قتلته طائفة من أصحابي ،قال :فادفعهم إلينا قال :
ما إلى ذلك من سبيل ،قال :أو هكذا أنت فاعل ؟ قال :هو ما تسمع .
] [ 297
و قتل مّنا رجلن مولى لزياد كانت معه رايته يدعى سسسويدا ،و رجسسل آخسسر يسسدعى واقسسد
لس كرهونسسا وابن بكر ،و صرع منهسسم خمسسسة نفسسر و حسسال الّليسسل بيننسسا و بينهسسم و قسسد و ا ّ
كرهناهم و هزمونا و هزمناهم و قد جرح زياد و جرحت .
حسسوا فمكثسسوا سساعة مسسن الّليسسل ثسّم مضسسوا فسسذهبوا ،و أصسسبحنا ثّم إنسسا بتنسسا فسسي جسانب و تن ّ
ل ما كرهنسسا ذلسسك فمضسسينا حّتسسى أتينسسا البصسسرة و بلغنسسا أنهسسم أتسسوافوجدناهم قد ذهبوا فو ا ّ
الهواز فنزلوا في جانب منها و تلحق بهم ناس مسن أصسحابهم نحسو مسأتين كسانوا معهسم
بالكوفة لم يكن لهم من القّوة ما ينهضون معهم حين نهضوا ،فسساتبعوهم مسسن بعسسد لحسسوقهم
بالهواز فأقاموا معهم .
ل س النسساجي و أصسسحابه بالمسسداين سلم أما بعد فاّنا لقينا عدّو ا ّ ي عليه ال ّ
و كتب زياد إلى عل ّ
ق و أخسسذتهم الع سّزة بسسالثم و
سواء فتوّلوا عن الح س ّ ق و الكلمة ال ّ
فدعوناهم إلى الهدى و الح ّ
سبيل فقصدونا ،و صمدنا صمدهم فاقتتلنسسا قتسسال زّين لهم الشيطان أعمالهم فصّدهم عن ال ّ
شديدا ما بين قائم الظهسر إلسسى أن دلكسست 1الشسسمس ،و استشسهد مّنسسا رجلن صسالحان و
اصيب منهم خمسة نفر و خلوا لنا المعركة و قد فشت فينا و فيهسم الجسراح ،ثسّم إنّ القسوم
لما ادركوا الّليل خرجوا من تحته متنّكرين إلى أرض الهواز و قد بلغني أنهم نزلسسوا مسسن
سلم . ل و ال ّ
الهواز جانبا و نحن بالبصرة نداوى جراحنا و ننتظر أمرك رحمك ا ّ
فلما أتاه الكتاب قرأه على الّناس ،فقام إليه معقسسل بسسن قيسسس الّريسساحي إلسسى آخسسر مسسا قسّدمنا
ذكره في شرح المختار الرابع و الربعين فليراجع هناك .
ععععععع
از جمله كلم آن بزرگوار است در حالتى كه فرستاده بود مردى را از أصحاب خود تا
بداند خبر طايفه از لشگر كوفه را كه قصد كسرده بودنسد آن طسايفه ملحسق شسدن خسوارج
را ،و بودند آن گروه ترسان و هراسان از آن حضرت ،چون بازگشت
-----------
) ( 1لللل للللل لللل لل للللل ) ل (
] [ 298
آن مرد بسوى آن حضرت فرمود او را آيا ايمن شدند پس اقامت كردند يا اينكه ترسيدند
پس كوچ كردند ؟ پس گفت آنمرد كوچ كردند اى أمير مؤمنان پس فرمود :
هلك كند خداوند ايشان را هلك كردني چنانچه هلك شدند قوم ثمود ،
آگاه باش كه اگر راست كرده شسسود نيزهسسا بسسسوى ايشسسان و ريختسسه گسسردد شمشسسيرها بسسر
فرقهاى آن مردودان ،هسر آينسسه البتسسه پشسسيمان خواهنسد شسسد بسر آن چيسزى كسسه از ايشسسان
سرزد ،بدرستيكه شيطان ملعون امرور ايشان را بى خير و منفعت يافت جلوه داد كوچ
كردن را در نظر ايشان ،و او فسسردا بىزارى خواهسسد جسسست از ايشسسان و تسسارك ايشسسان
خواهد گشت ،پس بس است خارج بودن ايشان از طريسسق هسسدايت ،و بازگشسستن ايشسسان
در ضللت و كورى ،و اعراض ايشان از حق ،و سركشى ايشان در بيابان حيراني و
سرگرداني .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
ععععع ععععع
سسلم و روى عن نوف البكالي قال :خطبنا بهذه الخطبة بالكوفسة أميسر المسؤمنين عليسه ال ّ
هو قائم على حجارة نصبها له جعدة بن هبيرة المخزومي و عليه مدرعسسة مسسن صسسوف و
ن جسسبينه ثفنسسة بعيسسر فقسسال عليسسه
حمايل سيفه من ليف و فسسي رجليسسه نعلن مسسن ليسسف و كسسأ ّ
سلم :
ال ّ
] [ 299
ل اّلذي إليه مصآئر الخلق ،و عواقب المر ،نحمده على عظيم إحسسسانه ،و نّيسسر ألحمد ّ
برهانه ،و نوامي فضسله و امتنسانه ،حمسسدا يكسسون لحّقسه قضسسآء ،و لشسسكره أدآء ،و إلسى
ثوابه مقّربا ،و لحسن مزيده موجبا ،و نستعين به استعانة راج لفضله ،مؤّمل لنفعه ،
] [ 300
فسسسبحان مسسن ل يخفسسى عليسسه سسسواد غسسسق داج ،و ل ليسسل سسساج فسسي بقسساع الرضسسين
سماء ،
سفع المتجاورات ،و ما يتجلجل به الّرعد في أفق ال ّ المتطأطئات ،و ل في يفاع ال ّ
و ما تلشت عنه بروق الغمسسام ،و مسسا تسسسقط مسسن ورقسسة تزيلهسسا عسسن مسسسقطها عواصسسف
سماء ،
النواء و انهطال ال ّ
و يعلم مسقط القطرة و مقّرها ،و مسسسحب السّذّرة و مجّرهسسا ،و مسسا يكفسسى البعوضسسة مسسن
قوتها ،و ما تحمل النثى في بطنها .
و ل يشغله سآئل ،و ل ينقصه نسائل ،و ل ينظسر بعيسن ،و ل يحسّد بسأين ،و ل يوصسف
س ،و ل يقسساس بالّنسساس ،اّلسسذي كّلسسم
بسسالزواج ،و ل يخلسسق بعلج ،و ل يسسدرك بسسالحوا ّ
موسسسى تكليمسسا ،و أراه مسسن آيسساته عظيمسسا ،بل جسسوارح و ل أدوات ،و ل نطسسق و ل
لهوات .
بسسل إن كنسست صسسادقا أّيهسسا المتكّلسسف لوصسسف رّبسسك ،فصسسف جبرئيسسل و ميكائيسسل و جنسسود
الملئكة المقّربين في حجرات القدس مرجحّنين ،
] [ 301
صسسفات ذووا الهيئات و
متوّلهسسة عقسسولهم أن يحسسّدوا أحسسسن الخسسالقين ،و إّنمسسا يسسدرك بال ّ
ل ظلم ،ل هو ،أضاء بنوره ك ّالدوات ،و من ينقضي إذا بلغ أمد حّده بالفناء ،فل إله إ ّ
ل نور .
و أظلم بظلمته ك ّ
ععععع
) البكالي ( بكسر الباء قال في القاموس :و بنو بكال ككتاب بطن مسسن حميسسر منهسسم نسسوف
ى من همدان ،و عن الجوهرى أّنه بفتح الباء ،
بن فضالة التابعي و كأمير ح ّ
ى مسسن
ن بكال و بكيسسل شسسيء واحسسد و هسسو اسسسم حس ّ
و عن قطب الراوندي في شرح النهج أ ّ
همدان و بكيل أكثر ،و الصواب كما قاله الشارح المعتزلي ما في القاموس .
س الرض مسسن كركرتسسه و سسسعداناته و اصسسول و ) ثفنة ( البعير بالكسسسر ركبتسسه و مسسا مس ّ
أفخاذه ،و ثفنت يده من باب فرح غلظت و ) العمد ( جمع عماد على خلف القياس قسسال
ل و عنسسه أبطسأ و ) الطواعيسة ( وزان ثمانيسسة
سبحانه :في عمد ممّددة و ) تلكأ ( عليه اعت ّ
ج ( الطريق الطاعة و ) المختلف ( الختلف و الترّدد أو موضعه أو من المخالفة و ) الف ّ
الواسع بين الجبلين و ) القطر ( الجانب و الناحية و ) السجف ( بالفتح و الكسر السسستر و
الجمع سجوف و أسجاف و ) الحنادس ( جمع الحندس وزان زبرج الّليل شديد الظلمسسة و
ل و ) السفع ( بالضّم جمع سفعة و هو من اللوان ما اشسسرب ) اليفاع ( و اليفع محّركة الت ّ
حمرة و ) المسقط ( اسم مكان كمقعد و مجلس .
و ) النواء ( جمسسع نسسوء و هسسو سسسقوط النجسسم مسسن منسسازل القمسسر الثمانيسسة و العشسسرين فسسي
المغرب من الفجر و طلوع رقيبه مسسن المشسسرق مقسسابل لسسه مسسن سسساعته و سسستعرف زيسسادة
تحقيق له في بيان المعنى و ) الّلهسسوات ( و الّلهيسسات جمسسع الّلهسساة و هسسي الّلحمسسة المشسسرفة
ن(على الحلق أو بيسن منقطسع اصسل الّلسسان و منقطسع القلسب مسن أعلسى الفسم و ) ارجحس ّ
ن الشيء إذا مال من ثقله و تحّرك . ن كاقشعّر مال و اهتّز و عن الجزرى أرجح ّ يرجح ّ
] [ 302
ععععععع
صالح من خلقه ،ابتدائّية نشوّية ،و قوله :فى مختلف فجاج آه ،من في قوله :و العمل ال ّ
ل ،قوله :لم يمنع ضوء نورها ادلهمام ، متعّلق بالحيران أو بقوله :يستد ّ
في أكثر النسخ برفع ادلهمام على أّنه فاعل يمنع و نصب ضوء على أّنه مفعسسوله ،و فسسي
بعض النسخ بالعكس قال الشارح المعتزلي :و هذا أحسسسن و سسستعرف وجسسه الحسسسن فسسي
بيان المعنى .
و أو في قوله :أو عرش و ما بعدها بمعنسسى السسواو ،و قسسوله :ل يحسّد بسسأين قسسال الشسسارح
المعتزلي :لفظة أين في الصل مبنّية على الفتح فسساذا نكرتهسسا صسسارت اسسسما متمّكنسسا مسسن
سسسلم تكّلسسم بالصسسطلح الحكمسسى و اليسسن عنسسدهم العراب ،و إن شئت قلت بأّنه عليه ال ّ
حصول الجسم في المكان و هو أحد المقولت العشر و قوله :في حجسسرات القسسدس ،إّمسسا
متعّلق بالمقّربين أو بمرجحنيسسن ،و الّول أقسسرب لفظسسا و الثسساني معنسسي ،و الضسسافة فسسي
قوله :
عععععع
قال السّيد ره ) روى عن نوف ( بن فضالة ) البكالى ( الحميسسرى اّنسسه ) قسال خطبنسسا بهسذه
سلم بالكوفة ( الظاهر أنّ المراد بجامع الكوفة ) و هو قائم الخطبة أمير المؤمنين عليه ال ّ
على حجارة نصبها له جعدة بن هبيرة المخزومى ( و هو ابن اخت أميسسر المسسؤمنين عليسسه
سلم و اّمه اّم هاني بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم و أبوه كما قاله السّيد ره : ال ّ
هبيرة و هو ابن أبي وهب بن عمسسرو بسسن عايسذ بسسن عمسسران بسسن مخسزوم ،و كسان فارسسا
سسسلم ،و مسسن شسسعره اّلسسذى
شجاعا فقيها والى خراسان من جانب أميسسر المسسؤمنين عليسسه ال ّ
يباهى فيه بنسبه قوله :
ى بخسسسسسسسسسسسسسسسسسساله
فمسسسسسسسسسسسسسسسسسسن ذا اّلسسسسسسسسسسسسسسسسسسذى بسسسسسسسسسسسسسسسسسساهي علسسسسسسسسسسسسسسسسسس ّ
ى ذى الندى و عقيل كخالى عل ّ
] [ 303
ن جسسبينه ( مسسن طسسول ) و في رجليه نعلن مسسن ليسسف ( أيضسسا و كفسسي بسسذلك زهسسدا ) و كسسأ ّ
سسسلم ابسسن ابنسسه علس ّ
ى السجود ) ثفنة بعير ( و كفى به عناء و عبادة و قد ورثه منه عليه ال ّ
ل عليه و على آبائه و أبنائه أجمعيسسن بن الحسين زين العابدين و سّيد الساجدين صلوات ا ّ
جاد ذى الثفنات قال دعبل الخزاعى في قصيدته المعروفة : حّتى اشتهر و لّقب بالس ّ
ى و الحسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسين و جعفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسر
ديسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسار علسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ّ
جاد ذى الثفنات و حمزة و الس ّ
ل الذى إليه مصائر الخلق و عسواقب المسر ( أى إليسه مرجسع الخليسق فسي ) فقال الحمد ّ
ن علينسا
ن إلينا إيسابهم ثسّم إ ّ
المبدء و المآب و عواقب امرهم يوم الحساب كما قال تعالى :إ ّ
ن المصسسدر سسسلم بلفسسظ الجمسسع مسسع أ ّ
ل المصير إنما أتى عليسسه ال ّ
حسابهم ،و قال :و إلى ا ّ
صا في العموم مفيدا ح إطلقه على القليل و الكثير باعتبار كونه أى الجمع المضاف ن ّ يص ّ
لكون جميع رجوعات المخلوقسات إليسه سسبحانه فسي جميسع حسالتهم لفتقسار الممكسن السى
الواجب و حاجته اليه في الوجود و البقاء و الفناء فهو أّول الّولين و آخر الخرين و إليه
المصير و المنقلب .
) نحمده على عظيم احسانه ( الذى أحسن إلينا بسسه و هسسو معرفتسسه و توحيسسده إذ ل إحسسسان
أعظم من ذلك ،و قول الشارح المعتزلي :إنه اصول نعمه كالحياة و القدرة و الشسسهوة و
نحوها ،و كذا قول الشارح البحراني إنه الخلق و اليجسساد علسسى وفسسق الحكمسسة و المنفعسسة
ن المراد به الدّلسسة الواضسسحةفليسا بشيء و يؤّيد ما قلناه تعقيبه بقوله ) و نّير برهانه ( فا ّ
اّلتى أقامها في الفاق و النفس و من طريق العقسسل و النقسسل للّدللسسة علسسى ذاتسسه و صسسفات
جماله و جلله ) و نوامى فضله و امتنانه ( أراد بها نعمه النامية الزاكية اّلتي أفضل بهسسا
ن بها عليهم باقتضاء ربوبّيته و حفظا لبقاء النوع . على عباده و امت ّ
و قوله ) حمدا يكون لحقه قضاء و لشكره أداء ( من باب المبالغة في كمال ثنسسائه سسسبحانه
ل فالحمد اّلذي يقضي حّقه كما في قولهم حمدا ملء السماوات و الرض ،و إ ّ
] [ 304
و يؤّدى شكره على ما هو أهل له و مسسستحّقه فهسسو خسسارج عسسن وسسسع البشسسر كمسسا عرفسست
تحقيق ذلك في شرح الفصل الّول من المختار الّول و شرح المختار السسسابع و السسسبعين
أيضا ) و إلى ثوابه مقّربا ( لّنه سبحانه وعد الثواب للشاكر و قال :فاشكروني أشسسكركم
،من باب المشاكلة أى اثيبكم على شكركم 1و معلسسوم أنسسه سسسبحانه منجسسز لوعسسده و مسسن
ل ) و لحسن مزيده موجبا ( لنه أخبر عن ايجاب الشكر لزيسسادة النعمسسة أوفي بعهده من ا ّ
و وعد به و قال :لئن شكرتم لزيدّنكم ،و معلوم أنه صادق في وعده ل يخلف الميعاد .
) و نستعين به استعانة ( صادرة عسسن صسسميم القلسسب و كمسسال الرجسسا و الوثسسوق باعسسانته و
لذلك وصفها بكونها مثل استعانة ) راج لفضله مؤّمل لنفعه واثق بسسدفعه ( فسسان المسسستعين
ل على وجه الكمسال إذ رجساه للفضسل و أملسه المّتصف بهذه الوصاف ل تكون استعانته إ ّ
ليصال المنافع و وثوقه بدفع المضاّر إنما هو فرع المعرفة بفضله و إحسانه و بقدرته و
ن بيسسده خسسزائن الملسسك ول شيء ،و بأنه ل راّد لحكمه و ل دافع لقضسسائه و أ ّ
قهره على ك ّ
ل تعالى بذلك يكون طلبه للعانة آكسسد و أشسسد ،و هسسذه ن من عرف ا ّ الملكوت ،و معلوم أ ّ
الوصسساف الثلثسسة فسسي الحقيقسسة مظّنسسة للعانسسة باعتبسسار صسسفات العظمسسة و الكمسسال فسسي
المستعان .
ثّم وصفها بوصسسفين آخريسسن همسسا مظّنسسة للعانسسة باعتبسسار وصسسف السّذل و السسستكانة فسسي
ن مسسن اعسسترفالمستعين و هو قوله ) معترف له بالطّول مذعن لسسه بالعمسسل و القسسول ( فسسا ّ
ل و انقاد على ربوبّيته و أسرع إلى طاعته قول و لطوله و إفضاله و أذعن أى خضع و ذ ّ
عمل فحقيق على العانة و جدير بالفضال .
ثّم أردف ذلك بسالعتراف باليمسان الكامسل فقسال ) و نسؤمن بسه ( ايمانسا كسامل مسستجمعا
لصفات الكمال و انمسسا يكسسون كسسذلك إذا كسسان مثسسل ) ايمسسان مسسن رجسساه ( للمطسسالب العاليسسة
) موقنا ( بأنه أهله لقدرته على إنجاح المأمول و قضاء المسئول ) و أناب إليه مؤمنا (
-----------
) ( 1ل ل ل لل للللللل ل ل لللل لللل ل ل لل
لللل » لللللل «
] [ 305
ن مرجع العبد إلى سّيده و معّوله إلى موله ) و خنع ( أى خضع ) له مذعنا ( علما منه بأ ّ
ن رّبه جليل مّتصف بالعّزة و العظمسسة ن نفسه ذليل أسير في ربق الفتقار و المكان و أ ّ بأ ّ
و السلطان ) و أخلص له موحدا ( اى أخلص لسسه العبودّيسسة حسسال كسسونه معتقسسدا بوحسسدانّيته
ن من كان يرجو لقاء رّبه فليعمل عمل صسسالحا و ل يشسسرك بعبسسادة رّبسسه أحسسدا علما منه بأ ّ
ظمسسه بصسسفات الع سّز و الكبريسساء و الجلل حسسال التمجيسسد لسسه جسسدا ( أى ع ّ
ظمسسه مم ّ)وع ّ
بأوصاف القدرة و العظمة و الكمال ) و لذ به ( أى لجأ إليه ) راغبا مجتهدا ( أى راغبسسا
في اللجاء مجّدا في الرغبة و اللتجاء علما منه بأّنه الملذ و الملجسساء ،هسسذا و لمسسا حمسسد
ل سبحانه و استعان منه و امن به أخذ في تنزيهه و تقديسه باعتبارات سسسلبّية و إضسسافية ا ّ
حدين فقسال ) لسم يولسد سسبحانه فيكسون فسي هي غاية وصف الواصفين و منتهى درك المو ّ
العّز مشاركا ( أى ليس له والد حّتى يكسسون لسسه شسسريك فسسي العسّز و الملسسك لجريسسان العسسادة
بكون والد العزيز عزيزا غالبا ) و لم يلد فيكسسون موروثسسا هالكسا ( أى ليسس لسه ولسد حّتسسى
يهلك و يرثه ولده كما هو الغالب عادة من موت الوالسسد قبسسل الولسسد و وارثسسة الولسسد عنسسه و
برهان تنّزهه سبحانه عنهما أنهما من لواحق الحيوانية المستلزمة للجسمّية فهو يفيد لنفسسي
توّلده سبحانه عن شيء و نفى توّلد شيء عنه بالمعنى المعروف في الحيوان .
ل على تنّزهه سبحانه عن ذلك مطلقا ما رواه في البحار و الصافى من كتاب التوحيد و يد ّ
صدوق بسنده عن وهب بن وهب القرشي قال :حّدثنى الصسسادق جعفسسر بسسن محّمسسد عسسنلل ّ
سسسلم
ى عليسسه ال ّ
ن أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن عل ّ
سلم أ ّأبيه الباقر عن أبيه عليهم ال ّ
صمد ،فكتب إليهم : يسألونه عن ال ّ
ل الّرحمن الّرحيم أّما بعد فل تخوضوا فى القرآن و ل تجادلوا فيه و ل تتكّلموا فيسسه بسم ا ّ
ل عليه و آلسه و سسّلم يقسول :مسن قسال فسي ل صّلى ا ّبغير علم ،فقد سمعت جّدى رسول ا ّ
لس
لس أحسسد ا ّ
سر الصمد فقسسال ا ّ القرآن بغير علم فليتبوء مقعده في النار ،و أنه سبحانه قد ف ّ
سره فقال لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوًا احد ،لم يلسسد لسسم يخسسرج منسسه شسسيء
الصمد ثّم ف ّ
كثيف كالولد و ساير الشياء الكثيفة اّلتى تخرج من المخلوقين و ل شيء لطيف كالنفس
] [ 306
و ل ينشعب منه البدوات كالسّنة و النوم و الخطرة و الهّم و الحزن و البهجسسة و الضسسحك
سامة و الجوع و الشسسبع تعسسالى أن يخسسرج منسسه و البكاء و الخوف و الرجاء و الرغبة و ال ّ
شيء و أن يتوّلد منه شيء كثيف ،أو لطيف ،و لم يولد لم يتوّلسسد مسسن شسسيء و لسم يخسرج
من شىء كما يخسسرج الشسسياء الكثيفسسة مسسن عناصسسرها كالشسسيء مسسن الشسسىء و الداّبسسة مسسن
الداّبة ،
و النبات من الرض ،و المساء مسن الينسابيع ،و الثمسار مسن الشسجار ،و ل كمسا تخسرج
سسسمع مسسن الذن ،و الشسّم مسسن الشسسياء اللطيفسسة مسسن مراكزهسسا كالبصسسر مسسن العيسسن ،و ال ّ
النف ،و الذوق من الفم ،و الكلم من اللسان ،و المعرفة و التميز من القلب ،و كالنار
صمد اّلذى ل من شىء و ل في شىءو ل على شيء ،مبسسدع ل ال ّ
من الحجر ،ل بل هو ا ّ
الشياء و خالقها و منشيء الشياء بقدرته يتلشى ما خلق للفناء بمشّيته و يبقي مسسا خلسسق
لس الصسمد اّلسسذى لسسم يلسد و لسم يولسسد عسسالم الغيسسب و الشسسهادة الكسسبير
للبقاء بعلمسه ،فسذلكم ا ّ
المتعال ،و لم يكن له كفوا أحد ) و لم يتقّدمه وقت و ل زمان ( قسسال الشسسارح المعسستزلي :
الوقت هو الزمان و إنما خالف بين اللفظين و أتى بحرف العطف تفّننسسا ،و قسسال الشسسارح
لمة المجلسي ره :و يمكن حمل أحدهما على البحراني :الوقت جزء الزمان ،و قال الع ّ
ى تقسسدير فهسسو خالقهمسسا و مبسسدعهما و مقسّدم الموجسسود و الخسسر علسسى الموهسسوم ،و علسسى أ ّ
عليهما فكيف يتصّور تقّدمهما عليه تعالى .
] [ 307
) بل ظهر للعقول ( و تجّلى للبصائر ) بما أرانا من علمات التدبير المتقن ( المحكم ) و
( آيسسات ) القضسساء المسسبرم ( فسسي النفسسس و الفسساق فسسي أصسسناف الموجسسودات و أنسسواع
المصنوعات المبدعة على أحسن نظام و أتقن انتظام على ما عرفت تفصيل و تحقيقا في
شرح المختار التاسع و الربعين .
سسلم للمفضسل بسن عمسر فسي حسديثه و نزيد عليه ايضاحا و تاكيدا ما قاله الصادق عليه ال ّ
ل قدسه تهيئة هذا العسسالم و تسأليفضل أّول العبر و الدّلة على البارى ج ّ المعروف :يا مف ّ
أجزائه و نظمها على ما هى عليه ،فاّنك إذا تأّملت العالم بفكرك و مّيزتسسه بعقلسسك وجسسدته
سقف و الرض سماء مرفوعة كال ّ ى المعّد فيه جميع ما يحتاج إليه عباده ،فال ّ
كالبيت المبن ّ
ممدودة كالبساط ،و النجوم منضودة كالمصابيح ،و الجواهر مخزونة كالذخاير ،و ك س ّ
ل
شىء فيها لشأنه معّد ،و النسان كالمملك ذلك البيت و المخّول جميع ما فيه ،و ضروب
النبات مهّيأة لمآربه ،و صنوف الحيوان مصروفة فى مصالحه و منافعه ،ففي هذا دللة
ن الخالق له واحد ،و ن العالم مخلوق بتقدير و حكمة و نظام و مليمة و أ ّ واضحة على أ ّ
ل قدسسسه و تعسسالى جسّده و كسسرم وجهسسه و ل إلسسههو اّلذى ألفه و نظمه بعضا إلى بعسسض جس ّ
ل و عظم عما ينتحله الملحدون ،هذا . غيره ،تعالى عّما يقول الجاحدون و ج ّ
و لما ذكر اجمال أّنه تعالى تجّلي للعقول بما أظهر من آيات القدرة و علمات التّدبر أراد
أن يشير إلى بعض تلك اليات تفصيل و هو خلق السماوات .
فقال ) فمن شواهد خلقه ( أى آيسسات البسسداع و علمسسات التسسدّبر المحكسسم أو مسسا يشسسهد مسسن
الخلق بوجوده سبحانه و تدبيره و علمه أو ما حضر من خلقه أى ظهسسر وجسسوده بحيسث ل
يمكن لحد إنكاره من آيات تدبيره تعالى ) خلق السماوات ( و تخصيصها من بيسسن سسساير
الشواهد بالبيان لكونها من أعظم شواهد القدرة ،و أظهر دليل الّربوبّية ،
و أوضح علئم التدبير حيث خلقت ) موطدات ( أى محكمات الخلقة مثبتسسات فسسي محالهسسا
على وفق النظام و الحكمة ) بل عمد ( ترونها و ل دسار ينتظمهسسا ) قائمسسات ( فسسي الجسّو
ن ( سسسبحانه فقسسال لهسسا و للرض ) بل سند ( يكون عليه استنادها و به اعتمادهسسا ) دعسساه ّ
ائتيا
] [ 308
طوعًا أو كرهًا ) فأجبن طائعات ( كما قال حكاية عنها و عن الرض :قالتا أتينا طائعين
سلم إّما محمولن على حقايقهما نظسسرا إلسسى و لفظ الّدعا و الجابة في كلم المام عليه ال ّ
سماوات أرواحا مدّبرة عاقلة كما هو قول بعض الحكماء و المتكّلميسسن أو نظسسرا إلسسى ن لل ّ
أّ
أّنه تعالى خاطبها و أقدرها على الجواب .
و إّما محمولن على المجاز و الستعارة تشبيها لتأثير قدرته تعسسالى فيهسسا و تأّثرهسسا عنهسسا
بأمر المطاع و إجابة المطيع الطائع كقوله :كن فيكون ،و هسذا هسو الظهسر و يؤّيسده مسا
حكي عن ابن عباس في تفسير الية المتقّدمة أعني قسسوله :أتينسسا طسسائعين ،أنسسه قسسال أتسست
السماء بما فيها من الشمس و القمسسر و النجسسوم ،و أتسست الرض بمسسا فيهسسا مسسن النهسسار و
الشجار و الثمار ،و ليس هناك أمر ما بقسسول حقيقسسة و ل جسسواب لسسذلك القسسول بسسل أخسسبر
سبحانه عن اختراعه للسماوات و الرض و إنشائه لهمسسا مسسن غيسسر تع سّذر و ل كلفسسة و ل
ن و هسسو كقسسوله :إنمسسامشّقة بمنزلة ما يقال افعل فيفعل من غير تلّبث و ل توّقسسف و ل تسسأ ّ
أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون .
ن مسسن
ن قوله ) :مسسذعنات غيسسر متلّكئات و ل مبطئات ( أراد بسسه انقيسساده ّ
و من ذلك علم أ ّ
ق المكان و الحاجسسة و اعسسترافه ّ
ن ن في ر ّ
غير توّقف و ل إبطاء في الصابة و خضوعه ّ
بلسان الّذل و الفتقار بوجوب وجود مبدعها و عظمة سلطان مبدئها .
] [ 309
و المراد لصعودهما صعود الكتبة بصحايف العمال إليها و إليه الشارة بقوله سبحانه و
صسسالح يرفعسسه ،هسسذا و قسسد تقسّدم فسسي تسسذييلت
تعالى :إليه يصعد الكلم الطّيسسب و العمسسل ال ّ
الفصل الثامن من الخطبة الولى و في شرح الفصل الرابسسع مسسن الخطبسسة التسسسعين فصسسل
ل سبحانه فيها من دلئل القدرة و آيات التدبير واف في عجائب خلقة السماء و ما أبدعه ا ّ
سسسلم هنسسا
ص عليسسه ال ّ
و الحكمة فسسانظر مسساذا تسسرى ،و لشسسرافتها و كسسون ماّدتهسسا أقبسسل خس ّ
طاعتها بالذكر و إن كانت الرض مشاركة لها في الطاعة مذكورة معها في الية .
و لما ذكر خلق السماوات و كونها من شواهد الّربوبّية و أدّلة التوحيد اسسستطرد إلسسى ذكسسر
النجوم و الكواكب لما فيها من بدايع التدبير و عجايب التقدير ،
و قد مسّر فسسي الفصسسل الثسسامن مسسن فصسسول المختسسار الّول و الفصسسل الرابسسع مسسن المختسسار
سلم و مّنا جملة وافية من الكلم عليها و أشسسار هنسسا إلسسىالتسعين و شرحيهما منه عليه ال ّ
بعض منافعها فقال :
ل بها الحيسسران ( أى جعلهسا علمسسات يهتسدى بهسا المتحّيسسرون ) جعل نجومها أعلما يستد ّ
كما قال عّز من قائل :و علمات و بالّنجم ُهم يهتدون ) في مختلف فجسساج القطسسار ( أى
ل اختلفهسسا أو فسسي ل بها الحيارى في اختلف فجاج القطار و ترّددهسسا ،أو فسسي محس ّيستد ّ
ل منهسسا إلسسى جهسسة
حال مخالفة الفجاج الموجودة في أقطار الرض و نواحيها و ذهسساب كس ّ
غير ما يذهب إليه الخر .
) لم يمنع ضوء نورها ادلهمام سجف الليل المظلم ( أى شّدة ظلمة ستر الّليسسل ذى الظلمسسة
ن ضوء نورها لم تكن مانعة من إضائة النجوم ،و على رواية ادلهمام بالنصب فالمعنى أ ّ
لم يمنع من ظلمة الليل .
) و ل استطاعت جلبيب سواد الحنادس ( أى أثواب سواد الليال المظلمة شسسديدة الظلمسسة
لم تكن مستطيعة من ) أن ترّد ما شاع ( و ظهر ) في السماوات من تللؤ نور
] [ 310
قال الشارح المعتزلي بعد روايته عن البعض نصب لفظ الدلهمام :و هذه الرواية أحسن
في صناعة الكتابة لمكان الزدواج أى ل القمر و الكواكب تمنع الليلة مسسن الظلمسسة ،و ل
سلم إ ّ
ن صل مقصود المام عليه ال ّ الليل يمنع الكواكب و القمر من الضاءة أقول :و مح ّ
ل سبحانه لما قّدر بلطيف حكمته أن يجعل الليل سباتا و راحة للخلق جعلهسسا مظلمسسة ل ّ
ن ا ّ
كثيرا من الناس لو ل ظلمتها لم يكن لهم هدء و ل قرار حرصا علسسى الكسسسب و الجمسسع و
سسسهم و انبعسساثالدخار مع عظم حاجتهم إلى الهدؤ و الراحة لسكون أبدانهم و جموم حوا ّ
القّوة الهاضمة لهضم الطعام و تنفيذ الغذاء إلى العضاء و لما كان شّدة ظلمتهسسا و كونهسسا
داحية مدلهمة مانعة عن جميسسع العمسسال و ربمسسا كسسان النسساس محتسساجين إلسسى العمسسل فيهسسا
لضيق الوقت عليهم في تقضى العمال بالنهار أو شّدة الحّر و إفراطه المانع مسسن السسزرع
و الحرث و قطع الفيافي و السفار جعل ببديع صنعه فيها كواكب مضسسيئة و قمسسرا منيسسرا
و ليهتدى بها في ظلمات البّر و البحر و الطرق المجهولة ،و يقام بالعمال من الزرع و
الغرس و الحرث و غيرها عند مسيس الحاجة ،
و جعل نورها ناقصا من نور الشمس كيل يمنع من الهدؤ و الراحة .
) فسبحان من ( جعسسل النسسور و الظلم علسسى تضسساّدهما منقسسادين متظسساهرين علسسى مسسا فيسسه
ل شىء محيط حّتسسى ل يعسسزب عنسسه مثقسسال ذّرة صلح العالم و قوامه و سبحان من هو بك ّ
في الرض و ل فسسي السسسماء و ) ل يخفسسى عليسسه سسسواد غسسسق داج ( أى ظلمسسة مظلمسسة و
سسعالعطف للمبالغة من قبيل شعر شساعر ) و ل ليسل سساج ( أى سساكن و فسى السسناد تو ّ
باعتبار سكون الناس و هدؤهم فيها ) في بقاع الرضين المتطسساطئات ( المنخفضسسات ) و
ل في يفاع السفع المتجاورات ( أى في مرتفع الجبال المتجاورة و انما عسسبر عسسن الجبسسال
ن لونها غالبا مشرب حمرة ،و ل يخفى مسسا فيمسسا بيسسن لفسسظ البقسساع و اليفسساع مسسنبالسفع ل ّ
جناس الخط و هو من محاسن البديع حسبما عرفته في ديباجة الشرح .
] [ 311
و قال الرازى :في قوله تعالى و يسّبح الرعد بحمده أقوال :
صوت المسموع هو صوت ذلك الملك بالتسبيح ن الّرعد اسم ملك من الملئكة و ال ّ الول أ ّ
ل عليه و آله عن الّرعسسد مسسا هسسوي صّلى ا ّ ن اليهود سألت النب ّ
و التهليل عن ابن عباس ،أ ّ
فقال :ملك من الملئكة موّكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسسسوق بهسسا السسسحاب حيسسث
صوت اّلذى نسمع ؟ قال :زجره السحاب ،و عن الحسسسن أّنسسه خلسسق ل قالوا :فما ال ّ
شاء ا ّ
ل ليس بملك فعلى هذا القول الّرعد هو الملك الموّكل بالسحاب و صوته تسبيح من خلق ا ّ
صوت أيضا يسمى بالّرعد و يؤّكد هذا ما روى عن ابن عباس كان اذا ل تعالى و ذلك ال ّ ا ّ
لسس
نا ّ
ل عليه و آله قال :إ ّي صّلى ا ّ سمع الّرعد قال :سبحان اّلذى سّبحت له ،و عن النب ّ
ينشىء السحاب الثقال فينطق أحسن المنطق و يضحك أحسن الضسسحك ،فنطقسسه الّرعسسد و
ن عند أهل السّنة البنية ليسسست ن هذا القول غير مستبعد ،و ذلك ل ّ ضحكه البرق و اعلم أ ّ
ل تعالى أن يخلق الحياة و العلسسم و القسدرة و النطسسق شرطا لحصول الحياة ،فل يبعد من ا ّ
في أجزاء السحاب ،فيكون هذا الصوت المسموع فعل له .
ن السمندر يتوّلد في النار ،و الضفادع تتوّلد في الماء
و كيف يستبعد ذلك ؟ و نحن نرى أ ّ
البارد ،و الدودة العظيمة ربما تتوّلد في الثلوج العظيمة .
و على هذا القول فهذا الشيء المسّمى بالّرعد ملك أو ليس بملك فيه قولن :
] [ 312
أحدهما أّنه ليس بملك لّنه عطف عليه الملئكة فقال :و الملئكة من خيفته .
و الثاني أّنه ل يبعد أن يكون من جنس الملئكة و إنمسسا حسسسن إفسسراده بالسسذكر علسسى سسسبيل
التشريف كما في قوله :و ملئكته و رسله و جبرئيل و ميكائيل ،و في قوله :
لس
ن الّرعسسد يسسّبح ا ّ
ن الّرعد اسم لهذا الصسسوت المخصسسوص و مسسع ذلسسك فسسا ّ القول الثانى أ ّ
ل علسىل وجسود لفسظ يسد ّ ن التسسبيح و التقسديس و مسا يجسرى مجراهسا ليسس إ ّ سسبحانه ،ل ّ
صسسوت دليل علسسى وجسسود ل سبحانه و تعالى ،فلما كان هسسذا ال ّ
حصول التنزيه و التقديس ّ
موجود متعال عن النقص و المكان كان ذلك في الحقيقة تسبيحا و هو معنى قوله :و إن
ل يسّبح بحمده .من شيء إ ّ
لس
ن مسن يسسمع الّرعسسد فساّنه يسسّبح ا ّ
ن المسسراد مسن كسسون الّرعسسد مسسّبحا أ ّ
و القول الثالث أ ّ
تعالى ،فلهذا المعنى اضيف هذا التسبيح إليه .
) و ( ل يعزب عنه ) ما تلشت ( و اضمحّلت عنه ) بسسروق الغمسسام ( يعنسسي أّنسسه سسسبحانه
ل عنها البرق بعد ما كانت مضيئة به ،و تخصيص ما تلشت عالم بالقطار التي يضمح ّ
عنه بالذكر مع اشتراك غير المتلشية عنه معه في إحاطة علمه سبحانه به كالّول ،ل ّ
ن
ى به و لم يضمحل عنسسه ي بالبرق أعجب و أغرب ،و أّما ما هو مض ّ علمه بما ليس بمض ّ
فيمكن إدراك غيره سبحانه له من اولى البصار الصحيحة ،هذا .
و أعجب من ذلك ما في نفس البرق من عظيم القدرة و دللته على عظمة بارئه .
ن أمر الصاعقة عجيسسب جسّدا ،و ذلسسك لّنهسسا نسسار تتوّلسسد مسسن
قال الفخر الرازي :و اعلم أ ّ
السحاب و إذا نزلت من السحاب فربما غاصسست فسسي البحسسر و أحرقسست الحيتسسان فسسي قعسسر
ن النسار حساّرة يابسسة و البحر و الحكماء بسالغوا فسي وصسف قّوتهسا ،و وجسه السستدلل أ ّ
طبيعتها ضّد طبيعة السحاب ،فوجب أن تكون طبيعتها فسسي الحسسرارة و اليبوسسسة أضسسعف
من طبيعة النيران الحادثة عندنا ،لكنه ليس المر كذلك ،فانها أقوى نيران هسسذا العسسالم ،
ن اختصاصها بمزيد تلك القّوة ل بّد و أن يكون بسبب تخصيص الفاعل فثبت أ ّ
] [ 313
و الّنوء سقوط نجم من منازل القمر الثمانية و العشرين اّلسستي عرفتهسسا تفصسسيل فسسي شسسرح
الفصل الرابع من فصول المختار التسعين في المغرب 1مع الفجر و طلسسوع رقيبسسه مسسن
ل نجم منهسسا إلسسى
ل ليلة إلى ثلثة عشر يوما ،و هكذا ك ّ المشرق من ساعته مقابل له في ك ّ
ن لها أربعة عشر يوما . ل الجبهة فا ّ
انقضاء السنة إ ّ
ل ثلث عشرة ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر و يطلع آخسسر يقسسابله يسقط منها في ك ّ
في المشرق من ساعته ،و كلهما معلوم مسّمى و انقضاء هذه الثمانية و العشسسرين كّلهسسا
مع انقضاء السنة ،ثّم يرجع المر إلى النجم الّول مع استيناف السنة المقبلة و كانت فسسي
الجاهلية إذا سقط منها نجم و طلع آخر قالوا :ل بسّد أن يكسسون عنسسد ذلسسك ريسساح و مطسسر ،
ل غيث يكون عند ذلك إلى ذلك النجم الذي يسسسقط حينئذ فيقولسسون مطرنسسا بنسسوء فينسبون ك ّ
الثرّيا و الّدبران و السماك ،و ما كان من هذه النجوم فعلى هذا فهذه هي النواء واحسسدها
نوء و إنما سّمى نوء لنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشسسرق بسسالطلوع و
ل ناهض ينتقل بابطسساء هو ينوء نوء ،و ذلك النهوض هو النوء فسّمى النجم به و كذلك ك ّ
ل تبارك و تعالى :فاّنه ينوء عند نهوضه ،قال ا ّ
و فيه عن الجزرى في النهاية قال :قسسد تكسّرر ذكسسر النسسوء و النسسواء فسسي الحسسديث و منسسه
ل عليه و آله في أمسسر النسسواء ،ي صّلى ا ّ الحديث :مطرنا بنوء كذا قال :و إنما غّلظ النب ّ
لّ
ن
-----------
) ( 1للللل للللل ) للل ( .
] [ 314
ل شسسريكا ل أو يجعل ا ّ و قال ابن العربى من انتظر المطر منها على أنها فاعلة من دون ا ّ
فيها فهو كافر .و من انتظر منها على اجراء العادة فل شيء عليسسه هسسذا و مسسن ذلسسك كّلسسه
ن العسسرب تضسسيف الثسسار سلم العواصف إلسسى النسسواء مسسن جهسسة أ ّن إضافته عليه ال ّ علم أ ّ
العلوّيسسة مسسن الّريسساح و المطسسار و كسسذلك الحسّر و السسبرد إليهسسا ) و يعلسسم مسسسقط القطسسرة و
ل سسقوطها و موضسع قرارهسا ) و مسسحب السّذرة و مجّرهسا ( أى محس ّ
ل مقّرهسا ( أى محس ّ
سحب صغار النمل و جّرها ) و ما يكفى البعوضسسة مسسن قوتهسسا ( قسسال السّدميرى فسسي حيسساة
ل أّنه أكثر أعضسساء مسسن الحيوان :البعوضة واحدة البعوض و البعوض على خلقة الفيل إ ّ
ن للفيل أربع أرجل و خرطوما و ذنبا ، الفيل ،فا ّ
و له مع هسسذه العضسساء رجلن زايسسدتان و أربعسسة أجنحسسة ،و خرطسسوم الفيسسل مصسسمت و
خرطومه مجّوف نافذ للجوف فأذا طعن به جسد النسان استقى الّدم و قذف به جوفه فهو
ضسسها و قسسويت علسسى خسسرق الجلسسود الغلظ ،و ممسسا
له كالبلعوم و الحلقوم و لذلك اشسستّد ع ّ
خى بخرطسسومه المسسسام ل أّنه اذا جلس على عضو من أعضاء النسان ل يزال يتو ّ ألهمه ا ّ
ق بشرة من جلد النسان فاذا وجدها وضع خرطومه فيها اّلتى يخرج منها العرق لّنها أر ّ
،
ل في مقدم دماغها قّوة الحفظ و في وسطه قال :و البعوضة على صغر جرمها قد أودع ا ّ
سسسة الّلمسسس ،و
سسسة البصسسر ،و حا ّ
خره قسّوة السسذكر ،و خلسسق لهسسا حا ّ
قّوة الفكر ،و في مؤ ّ
سة الشم ،و خلق لها منفذا للغذاء ،و مخرجسسا للفضسسلة ،و خلسسق لهسسا جوفسسا و أمعسساء و حا ّ
عظاما ،فسبحان من قّدر فهدى ،و لم يخلق شيئا من المخلوقات سدى .
] [ 315
عّز من قائل :و يعلم ما في الرحام .
لس
ل سبحانه باعتبار تقّدم وجوده على ساير مخلوقسساته فقسسال ) و الحمسسد ّ ثّم عاد إلى حمد ا ّ
ن أو
ي أو عسسرش أو سسسماء أو أرض أو جسسا ّ الكسسائن ( أى الموجسسود ) قبسسل أن يكسسون كرسس ّ
انس ( ل يخفى ما في هذه العبارة من حسن التأدية .
قال الطبرسي :من مارج من نار أى نار مختلط أحمسسر و أسسسود و أبيسسض عسسن مجاهسسد و
قيل المارج الصافي من لهب النار اّلذي ل دخان فيه .
و قال البيضاوي في تفسير قوله :من نار السموم ،من نار شديد الحّر النافذ في المسام و
ل يمتنع خلق الحياة في الجرام البسيط كما ل يمتنع خلقها فسسي الجسسواهر المجسّردة فضسسل
عن الجساد المؤّلفة اّلتي الغالب فيها الجزء النارى فانها أقبل لهسسا مسسن اّلسستي الغسسالب فيهسسا
الجزء الرضي ،و قوله :من نار ،باعتبار الغالب كقوله :خلقكم من تراب .
ثّم نزهه تعالى باعتبارات سلبّية أحدها أّنه ) ل يسدرك بسوهم ( كمسا نقسل عسن البساقر عليسه
ق معانيه فهو مخلوق مثلكم مردود إليكم . سلم من قوله :كّلما مّيزتموه بأوهامكم في أد ّال ّ
] [ 316
) و ( الثانى أنه ) ل يقّدر بفهم ( أى ل يحّد بفهم العقسسول ،و المسراد بسه و بسسابقه تنزيهسسه
سبحانه عن إدراك العقول و الوهام لذاته و قصورها عسسن الوصسسول إلسسى حقيقتسسه ،و قسسد
مّر برهان ذلك في شرح الفصل الثاني من الخطبة الولى و غيره أيضا .
و أّما عدم إمكان تحديد العقول فلّنه 1ل جزء له و ما ل جزء له ل حّد لسسه حّتسسى يمكسسن
تحديده .
و أيضا فهو سبحانه غاية الغايات فليس لذاته حّد و نهاية حّتى يكون له ح سّد معّيسسن و قسسدر
معلوم يمكن تقديره و تحديده كما لساير الممكنات ،قال عّز من قائل :
ق قدره .
لح ّ
و ما قدروا ا ّ
-----------
) ( 1ل للل للل للللللل لللللللل لللللللل
ل لل لل لللل لللللل » للل لل «
] [ 317
فقد علم بذلك أّنه ل يقّدر بالحدود و النهايات الجسمانّية كمسسا أنسسه ل يق سّدر و ل يح سّد بالحسدّ
العقلى المرّكب من الجنس و الفصل و أما التأكيد فعلى أن يراد بالوهم في الجملة الولسسى
المعنى العّم من القسّوة الوهمّيسسة المتعّلقسسة بالمحسوسسسات جميعسسا و القسّوة العقلّيسسة المتعّلقسسة
بالمعقولت و اطلق الوهم على ذلسسك المعنسسى شسسايع فسسي السسستعمال وارد فسسى كسسثير مسسن
الخبار .
ن جوهر الوهم بعينه هو جوهر العقسسل و مسسدركاته بعينسسه هسسو قال بعض المحققين :اعلم أ ّ
مدركات العقل ،و الفرق بينهما بالقصور و الكمال ،فما دامت القّوة العقلّية ناقصة كانت
ل متعّلقة بالمواّد مضافةذات علقة بالمواّد الحسّية منتكسة النظر إليها ل تدرك المعانى إ ّ
س و المحسوسسسات عليهسسا ، س لضسسعفها و غلبسسة الحسسوا ّ
إليها ،و ربمسسا تسسذعن لحكسسام الحس ّ
فتحكم على غير المحسوس حكمها على المحسوس ،فما دامت في هذا المقام اطلق عليها
اسم الوهم ،فاذا استقام و قوى صار الوهم عقل و خلص عن الزيغ و الضلل و الفسسة و
الوبال ،انتهى .
و على ذلك فيكون المقصود بالفهم في الجملة الثانية المعنى العّم أيضا ،
و يكون حاصل المراد بالجملتين عجسسز الوهسسام أى القسّوة الوهمّيسسة و العقلّيسسة جميعسسا عسن
ن تعّقله إّما بحصول صورة مساوية لذاته تعالى ، إدراك ذاته و تعّقل حقيقته ،ل ّ
ل ما له مثلأو بحضور ذاته المقّدسة و شهود حقيقته ،و الّول محال إذ ل مثل لذاته و ك ّ
أو صورة مساوية له فهو ذو ماهّية كّلية و هو تعالى ل ماهّية له ،و الثسساني محسسال أيضسسا
ل ما سواه من العقول و النفوس و الّذوات و الهوّيات فوجسوده منقهسر تحسست جللسه و إذ ك ّ
عظمتسسه و سسسلطانه القهسسار عيسسن الخفسساش فسسي مشسسهد نسسور الشسسمس ،فل يمكسسن للعقسسول
لقصورها عن درجة الكمال الواجبى إدراك ذاته علسسى وجسسه الكتنسساه و الحاطسسة بنعسسوت
جلله و صفات جماله .
ل شسسأنه و عظسسم
فاّتضح من ذلك كّله أّنه سبحانه ل يدرك بالوهام ،و ل يقّدر بالفهام ج س ّ
سلطانه .
) و ( الثالث أّنه ) ل يشغله سائل ( عن سائل آخر كما يشغل السائل من المخلوق
] [ 318
لس الحسيّ
جهه إلى سائل آخر ،و ذلسك لقصسور ذواتنسا و قسدرتنا و علمنسسا ،و أّمسسا ا ّعن تو ّ
القّيوم فلكمال ذاته و عموم قدرته و إحاطته فل يمنعه سؤال عن سسسؤال و ل يشسسغله شسسأن
عن شأن .
أل ترى أّنه يرزق الخليق جميعا على قدر استحقاقهم في ساعة واحدة ،و كذا يحاسسسبهم
ل كلمسسح يوم القيامة دفعة كما قال عسّز مسسن قسسائل فسسي سسسورة النحسسل :و مسسا أمسسر السسساعة إ ّ
ل شسسيء قسسدير ،أي كرجسسع الطسسرف علسسى الحدقسسة إلسسى ل على ك ّ نا ّ
البصر أو هو أقرب إ ّ
ل واحسسدة كلمسسح أسفلها أو هو أقرب لنه يقع دفعة و قال في سسسورة القمسسر :و مسسا أمرنسسا إ ّ
بالبصر ،قال القّمى :يعنى يقول كن فيكون .
) و ( الرابع أنه ) ل ينقصه نائل ( و عطاء كملوك الّدنيا إذ مقدوراته تعالى غير متناهيسسة
ل يد ،و هسسو نظيسسر قسسوله فسسيفكرمه ل يضيق عن سؤال أحد ،و يده بالعطاء أعلى من ك ّ
الفصل الّول من المختار التسعين :ل يعّزه المنع و الجمود و ل يكديه العطاء و الجسسود
ن أّولكسسم و ،و قد مّر في شرحه رواية الحديث القدسى و هو قوله سبحانه :يا عبادى لو أ ّ
ل إنسسسان مسسسألته مسسا
آخركم و انسكم و جّنكم قاموا في صعيد واحد فسسسألونى فسسأعطيت ك س ّ
ل كما ينقص المخيط إذا دخل البحسسر أى ل تنقصسسه شسسيئا فسسا ّ
ن نقص ذلك مما عندى شيئا إ ّ
المخيط و إن كان يرجع بشىء محسوس قليل ،لكّنه لقّلته ل يعّد شيئا فكأّنه لم ينقص منسسه
سسسة البصسسر و إن كسسان شسسىء ) و ( الخسامس أّنسسه ) ل ينظسسر بعيسسن ( أى ليسسس إدراكسسه بحا ّ
س.بصيرا لتنّزهه عن المشاعر و الحوا ّ
ن الين عبسسارة عسسن نسسسبة الجسسسم إلسسى المكسسان و هسسو) و ( السادس أنه ) ل يحّد بأين ( ل ّ
لس
سبحانه منّزه عن ذلك لبرائته عن التحّيز روى في البحار من التوحيسد عسن أبسي عبسد ا ّ
ل عليه و آله و سّلم يهودى يقال له شجت فقال : ل صّلى ا ّسلم قال :أتى رسول ا ّعليه ال ّ
ل رجعت ،فقسسال لسسه :سسسل يا محّمد جئت أسألك عن رّبك فان أجبتنى عما أسألك عنه و إ ّ
ل مكان و ليسس هسو فسي شسىء مسن المكسان عما شئت ،فقال :أين رّبك ؟ فقال :هو في ك ّ
بمحدود ،قال :فكيف هو ؟ فقال :و كيف أصف رّبى بالكيف
] [ 319
لمة المجلسى ره :أى ل يوصف بالمثسسال أو الضسسداد أو بصسسفات الزواج أوو قال الع ّ
ن له صاحبة .
ليس فيه تركب و ازدواج أمرين أو بأ ّ
) و ( الثسسامن أنسسه ) ل يخلسسق بعلج ( أى ل يحتسساج فسسي خلقسسه للمخلوقسسات إلسسى مزاولسسة و
معالجة و آلة و حيلة كساير أرباب الصنايع ،و إنما أمسره إذا أراد شسيئا أن يقسول لسه كسن
فيكون .
] [ 320
سسسلم
ل س عليسسه ال ّ
ل بن جوين العبدى عن أبي عبد ا ّروى في البحار من التوحيد عن عبد ا ّ
س الخمسسس س و ل يدرك بالحوا ّ س و ل يم ّ
س و ل يج ّل الذي ل يح ّ
أّنه كان يقول :الحمد ّ
س أو لمسته اليدى فهو ل شيء حسسته الحوا ّو ل يقع عليه الوهم و ل تصفه اللسن و ك ّ
مخلوق .
) و ( العاشر أنه ) ل يقاس بالّناس ( أى ل يشبه شيئا من خلقه في جهة من الجهسسات كمسسا
سمة .
يزعمه المشّبهة و المج ّ
سسلم
لس عليسه ال ّ
ضل بن عمر عسن أبسي عبسد ا ّ
روى في البحار من التوحيد بسنده عن المف ّ
ل تبارك و تعالى ل يشبه شيئا و ل يشبهه شسسيء نا ّل بخلقه فهو مشرك إ ّ
قال :من شّبه ا ّ
و كّلما وقع في الوهم فهو بخلفه .
لس تبسارك و تعسالى قسديم أّنسسه لسو كسان حادثسا لسوجب أن يكسسون لسسه نا ّو من السّدليل علسسى أ ّ
ل بفاعل و لكسسان القسسول فسسي محسسدثه كسسالقول فيسسه و فسسي هسسذا
ن الفعل ل يكون إ ّ محدث ،ل ّ
وجود حادث قبل حادث ل الى أّول و هو محال ،فيصسح أّنسه لبسّد مسن صسانع قسديم و إذا
ل عليسسه يسسوجب قسدم صسسانعنا و يسد ّ
ل كان ذلك كذلك فاّلذي يسسوجب قسدم ذلسسك الصسسانع و يسد ّ
عليه .
و الحاديعشر أّنه متكّلم ل كتكّلم المخلوقين و إليه أشار بقوله ) اّلذي كّلم » ج « 20
] [ 321
سلم في شاطىء الوادي اليمسن فسي البقعسسة المباركسسة ) تكليمسا ( أتسى بسه موسى ( عليه ال ّ
تأكيدا و دفعا لتوهم السامع التجّوز في كلمه سبحانه ،و قد عرفت تحقيق معنى كلمه و
كونه متكّلما في شرح المختار المأة و الّثامن و السبعين .
و قوله ) و أراه من آياته عظيما ( يحتمل أن يراد بها اليات التسع المشار إليها فسسي قسسوله
سسلم :هسسى الجسراد و تعالى :و لقد آتينا موسى تسع آيات بّينسسات ،قسال الصسادق عليسه ال ّ
صسسافيالقّمل و الضفادع و الّدم و الطوفان و البحر و الحجر و العصا و يده ،رواه في ال ّ
سلم مثله . سلم و من العياشي عن الباقر عليه ال ّ من الخصال عنه عليه ال ّ
العصا و إخراجه يده من جيبه بيضاء و الجراد و القّمل و الضفادع و الّدم و رفع الطسسور
ن و السلوى آيسسة واحسسدة و فلسسق البحسسر قسسالوا :صسسدقت و أن يسسراد بهسسا اليسسات اّلسستي
و الم ّ
ست و مسسن رؤيتسسه نسسارا بيضسساء تتقسسدظهرت عند التكليم من سماع الصوت من الجهات ال ّ
من شجرة خضراء ل خضروية الشجر تطفى النار و ل النار توقد الشجرة .
سلم فأقبل نحو الّنار يقتبس فاذا شجرة و نسسار تلتهسسب عليهسسا فلمسسا ذهسسب قال الباقر عليه ال ّ
نحو الّنار يقتبس منها أهوت إليه ففزع و عدا و رجعت النار إلى الشجرة فسسالتفت إليهسسا و
قد رجعت إلى الشجرة ،فرجع الثانية ليقتبس فأهوت إليسسه فعسسدا و تركهسسا ثسّم التفسست و قسسد
رجعت إلى الشجرة ،فرجع إليها الثالثة فأهوت إليه فعدا و لم يعّقسسب أى لسسم يرجسسع فنسساداه
ب العالمين قال موسى :فمسسا ال سّدليل علسسى ذلسسك ؟ لر ّ ل أن يا موسى إّني أنا ا ّ ل عّز و ج ّ
ا ّ
ل :ما في يمينك يا موسى قال :هى عصاى قال :ألقها يا موسى فألقيها فاذا قال عّز و ج ّ
ل خسذها و ل تخسسف اّنسسك مسسن لس عسّز و جس ّهسسى حّيسسة تسسسعى ،ففسسزع منهسسا و عسسدا فنسساداه ا ّ
المنين ،هذا .
و يؤّيد الحتمال الثاني أى كون المراد من اليات اليات الظاهرة عند التكّلسسم قسسوله عليسسه
سلم ) بل جوارح و ل أدوات و ل نطق و ل لهوات ( إذ الظاهر تعّلقه بالتكليم و على ال ّ
] [ 322
ي.
الحتمال الّول يلزم الفصل بين المتعّلق و المتعّلق بالجنب ّ
ن كلمسسه مسسع موسسسى ليسسس ككلم البشسسر صسسادرا عسسن الحنجسسرة و اللسسسان و
و المراد به أ ّ
اللهوات أى اللحمات في سقف أقصى الفم و عن مخارج الحروف و غيرها بسل كّلسم معسه
بأن أوجد الكلم في الشجرة كما هو صريح قوله سبحانه :فلما أتيهسا نسسودى مسسن شساطىء
الوادى اليمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى هذا .
و في كلمه دللة على عسدم جسواز وصسفه بسالنطق و لعّلسه لصسراحة النطسق فسي إخسراج
الحروف من المخارج ،بخلف الكلم .
سسسر فيسسه أيضسسا صسسراحة التلفسسظ فسسي اعتمسساد اللفسسظ علسسى مقطسسع الفسسم و اسسستلزامه
ل ال ّ
و لع ّ
للدوات دون القول .
ثّم نّبه على عجز القوى البشرّية عن وصف كماله تعالى بقوله ) بل إن كنت صسسادقا أّيهسسا
المتكّلف ( أى المتحّمل للكلفة و المشسّقة ) لوصسسف رّبسك ( فسي وصسسفه ) فصسف ( بعسض
خلقه و هو ) جبرئيل و ميكائيل و جنسود الملئكسسة المقّربيسن ( و المسسر للتعجيسسز كمسسا فسي
قوله تعالى :فأتوا بسورة من مثله .
شارح البحراني :هى صورة قياس استثنائى مّتصل نّبه بسسه علسسى عجسسز مسسن يسّدعى قال ال ّ
وصف رّبه كما هو ،و تقديره إن كنسست صسسادقا فسسي وصسسفه فصسسف بعسسض خلقسسه و ينتسسج
باستثناء نقيض تاليه أى لكّنك ل يمكنك وصف هؤلء بالحقيقة فل يمكنك وصفه تعسسالى ،
ن وصفه تعالى إذا كان ممكنا لك فوصف بعض آثاره أسهل عليك ،و أما بيان الملزمة أ ّ
ن حقيقة جبرئيل و ميكائيل و سائر الملئكة المقّربين غيسسر معلومسسة لحسسدبطلن التالي فا ّ
من البشر ،و من عجز عن وصف بعض آثاره فهو عن وصفه أعجز .
أقول :و يشهد بما ذكره هنا من عدم امكان وصف الملئكة على ما هى عليه ما تقّدم منه
سلم و مّنا في الفصل الخامس من فصول المختار التسعين و شرحه ،فقد
عليه ال ّ
] [ 323
مضى هناك انموزج من وصف الملئكة يتحّيسسر فيسسه العقسسول و يسسدهش الفهسسام و يقشسسعّر
الجلود فكيف إذا أريد البلوغ إلى غاية أوصافهم .
و قوله ) في حجرات القدس ( أى منازل الطهارة عن العلقات العنصرّية و مقسساّر التنسّزه
عن تعّلقات النفس الّمارة .
لمسسة المجلسسسي
و قسسوله ) مرجحّنيسسن ( أى خاضسسعين تحسست سسسلطانه و عظمتسسه و قسسال الع ّ
) ره ( أى ما يلين إلى جهة التحسست خضسسوعا لجلل البسسارى ع سّز سسسلطانه ،و يحتمسسل أن
يكون كناية عن عظمة شأنهم و ازانة قدرهم أو عن نزولهم وقتا بعد وقت بأمره تعالى .
و لما نّبه على عجز العقول عن وصسسف كمسساله أردفسسه بسسالتنبيه علسسى مسسا يسسدرك مسسن جهسسة
الوصف فقال ) و انما يسسدرك بالصسسفات ( و يعسسرف بسسالكنه ) ذوو الهيئات و الدوات ( و
الجوارح و اللت اّلتي يحيط بها الفهام ،فيدركون و يعرفون من جهتها .
) و ( كذا يدرك ) من ينقضي إذا بلغ أمد حّده بالفنا ( أى من ينقضي و يفنى إذا بلغ غايته
ل س سسسبحانه فلتنّزهسسه
،فانه تقف الفهام عليه و تحّلله إلى أجزائه فتطلع على كنهه ،فأّما ا ّ
صسسفات الزايسسدة و وجسسوب وجسسوده و عسسدم امكسسان تطسّرق الفنسساء و العسسدم
عن الهيئات و ال ّ
عليه ،فيستحيل الطلع على كنه ذاته و حقيقة صفاته .
ل ظلم و أظلسم
ل هسو أضساء بنسوره كس ّثّم عّقب ذلك التنزيسه بالتوحيسد و قسال ) :فل إلسه إ ّ
ل نور ( ل يخفى حسن المقابلة و التطبيق بين القرينتين . بظلمته ك ّ
و النور و الظلم في القرينة الولى يحتملن المحسسسوس و غيسسره ،فسسان اريسسد بسسه الظلم
المحسوس فالمراد إضسسائته بسسأنوار الكسسواكب و النيريسسن ،و إن اريسسد بسسه الظلم المعقسسول
أعنى ظلمة الجهل فالمراد إضائته بأنوار العلم و الشرايع .
] [ 324
ن جميع النوار المحسوسة أو المعقولة مضمحّلة في و أّما القرينة الثانية و المقصود بها أ ّ
نور علمه و ظلم بالنسبة إلى نور براهينسسه فسسي جميسسع مخلوقسساته الكاشسسفة عسسن وجسسوده و
كمال جوده هكذا قال الشارح البحراني .
ل نور بل قال :أظلم بظلمته ،و هو ينافي هسسذا سلم لم يقل أظلم بنوره ك ّ و فيه إنه عليه ال ّ
ح ذلسسك التأويسسل فسسي
المعنى فالنسب أن يسسراد بسسالنور و الظلمسسة الوجسسود و العسسدم ،و يصس ّ
القرينة الولى أيضا فيكون الضاءة و الظلم فيهما كنايتين عن اليجاد و العدام قيل :
ل نور لتق سّدمه رتبسسة
و يحتمل على بعد أن يكون الضمير في قوله :بظلمته ،راجعا إلى ك ّ
ن النور هو ما ينسب إليه تعالى فتلك الجهة نور و أما فيرجع حاصل الفقرتين حينئذ إلى أ ّ
الجهات الراجعة إلى الممكنات فكّلها ظلمة .
ععععععع
از جمله خطب شريفه آنحضرت است روايت شده از نوف بكالى كه گفته خطبه فرمسسود
ل عليه و آله در كسسوفه در حسسالتيكه ايسسستاده بسسود آن
ما را باين خطبه أمير مؤمنان سلم ا ّ
حضسسرت بسسر سسسنگي كسسه نصسسب كسسرده بسسود آن سسسنگ را از بسسراى او جعسسدة بسسن هسسبيره
مخزومى پسر خواهر آنحضرت در حالتيكه در تن مبارك او دّراعه از پشم و دوالهسساى
شمشير او از ليف خرما بسسود ،و بسسر دو پسساى آن حضسسرت بسسود نعلينسسي از ليسسف و گويسسا
پيشاني مبارك او از كثرت سجود مانند زانوى شتر بود پس فرمود آن بزرگوار :
حمد و ثناء معبود بحّقى را سزاست كه بسوى او است بازگشستهاى مخلوقسات و عسواقب
امسسورات ،حمسسد ميكنيسسم مسسا او را بسسر بزرگسسى احسسسان او و برهسسان نسسورانى او و بسسر
ق او قضسسا ،و از بسسراىافزونيهاى فضل و منت او چنان حمدى كسسه بشسسود از بسسراى ح س ّ
شكر او أداء ،و بسوى ثواب او نزديك كننده ،و زيادتى نيكوئى او را واجب سسسازنده و
طلب إعانت ميكنيم از او مثل طلسسب اعسسانت كسسسيكه اميسسد دارنسسده فضسسل او باشسسد ،آرزو
كننده منفعت او ،اعتماد كننده بدفع او ،اعتراف كننده بافضال و كرم او ،گردن
] [ 325
و ايمان ميآوريم او را مثل ايمان آوردن كسيكه اميدوار باشد باو در حالتيكه يقيسسن كننسسده
باشد ،و باز گردد بسوى او در حالتيكه ايمان آورنده باشسسد ،و خضسسوع خشسسوع كنسسد او
حد باشد را در حالتيكه گردن نهنده باشد ،و اخلص ورزد از براى او در حالتى كه مو ّ
،و تعظيم كند او را در حالتيكه تمجيد كننده شود ،و پنساه بسبرد بساو در حسالتيكه رغبست
كننده و سعى نماينده باشد .
متولد نشد حق سبحانه و تعالى تا اينكه در عّزت شريك داشسسته باشسسد ،و پسسسر نسسدارد تسسا
اينكه ميراث برده شده و هالك گردد ،و مقّدم نشسسده بسسر او هيسسچ وقسست و زمسساني و نسسوبه
نوبه فراهم نيامده او را هيچ زيادتي و نقصاني ،بلكه آشكار شد بعقلهسسا بسسا آنچسسه نمايسسان
كرد ما را از علمات تدبير محكم و قضاء متقن .
پسسس از جملسسه شسسواهد خلسسق او اسسست خلقسست آسسسمانها در حسسالتيكه ثسسابت و محكمانسسد
بىستونى ،و ايستادهاند بدون تكيهگاهى دعوت فرمسسود آنهسسا را پسسس اجسسابت كردنسسد در
حالتيكه اطاعت كننده بودند و انقياد نماينده بدون اينكه توّقف داشته باشند يا تأخير كننسسده
باشند ،و اگر نبود اقرار آنها بربسسوبّيت او و انقيسساد آنهسسا بطسساعت او نميگردانيسسد آنهسسا را
ل صسسعود كلمسسات طّيبسسات و ل عرش خود ،و نه مسكن از براى فرشتگان ،و نه مح ّ مح ّ
أعمال صالحه از خلق .
گردانيد ستارهاى آسمانها را علمتها تا راه بيابد بسسا آنهسسا شسسخص متحّيسسر سسسرگردان در
محسسل اختلف راههسساى أطسسراف زميسسن ،مسسانع نشسسد از روشسسنى نسسور آن سسستارها شسّدت
تاريكى شب تيره ،و متمّكن نشد لباسهاى سياه ظلمتهسساى بسسا شسّدت از اينكسسه بسسر گردانسسد
آنچه كه شايع و ظاهر شده در آسمانها از درخشيدن نور ماه .
پس تنزيه ميكنم آنكسى را كه پوشيده نميشود بر او سياهى ظلمت با شّدت و نسسه سسسياهى
شب آرميده در بقعهاى زمينها كه منخفض و پستاند ،و نه در كوههاى بلند سسسياه رنسسگ
مايل بسرخى كه قريب بيكديگرند ،و مخفى نميشود بر او آنچه
] [ 326
كسسه آواز كنسسد بسسر او رعسسد در افسسق آسسسمان ،و آنچسسه كسسه متلشسسى و نسسابود ميشسسود از او
برقهاى أبر و بر آنچه كه ميافتسسد از بسسرگ درختسسان كسسه زايسسل ميگردانسسد آن بسسرگ را از
ل افتادن تند بادها كه حاصل ميشود بسبب سقوط نجوم ساقط از منازل قمر و بسسسبب مح ّ
ريخته شدن باران از آسمان و ميدانسسد جسساى افتسسادن قطرهسساى بسساران و قرارگسساه آن را و
ل كشيدن مورچهاى كوچك و مكان جّر آنرا و چيسسزى را كسسه كفسسايت كنسسد پشسسه را از مح ّ
خوراك آن و چيزى كه حمل نموده است آن را ماده در شكم خود .
ستايش مر خدايراست كه موجود بود پيسسش از ايسسن كسسه بسسوده باشسسد كرسسسى يسسا عسسرش يسسا
آسمان يا زمين يا جان يسسا انسسان درك نميشسسود آن پروردگسسار بسسا وهسسم و گمسسان و أنسسدازه
كرده نميشود با فهم عقلها ،و مشغول نميگرداند او را سائلى از سائل ديگر ،
و كم نميگرداند بحر كرم او را هيچ عطائى ،و نگاه نميكند با چشم ،و محدود نميگردد
بامكسسان ،و موصسسوف نميشسسود بسسا جفتهسسا ،و نميآفرينسسد بمعسسالجه و مباشسسرت ،و ادراك
نميشود با حواس ظاهره و باطنه ،و قياس كرده نميشود بخلق آنچنسسان پروردگسسارى كسسه
سسسلم سسسخن گفتنسسي ،و نمايانيسسد او را أز علمتهسساىسخن گفت با جناب موسسسى عليسسه ال ّ
قدرت خود چيز بزرگى بى أعضا و جوارحى و بدون نطسسق و گوشسست پارهسسائى كسسه در
آخر دهن است و با آن نطق حاصل ميشود .
بلكه أگر راست گوينده باشي تو اى مشقت كشنده در وصف پروردگار خود پس وصف
كن جبرئيل و ميكائيل و لشكرهاى فرشتگان را كه مقّرب درگاه اويند در منزلهاى قدس
و طهارت خاضع و مايلند بزير أز خضوع در حالتيكه متحّير اسسست عقلهسساى ايشسسان در
اينكه حدى قرار بدهند بهترين آفرينندهگان را ،و جز ايسسن نيسسست كسسه ادراك ميشسسود بسسا
صفتها صاحبان صورتها و آلتها و آنكسى كه منقضى ميشسسود بفنسسا و نيسسستى زمسسانى كسسه
برسد بغايت حد خود ،پس نيست هيچ معبود بحّقى غيسسر او كسسه روشسسن فرمسسود بسسا نسسور
خود هر تاريكى ،و تاريك گردانيد با تاريكى خود هر روشنى را .
] [ 327
ععععع عععععع
ن أحسسدا
ل اّلذي ألبسكم الّرياش ،و أسبغ عليكم المعاش ،و لسسو أ ّ
ل بتقوى ا ّ
أوصيكم عباد ا ّ
يجد إلى البقاء سّلما ،أو لدفع الموت سبيل ،
طلسسة ،و
ي الفنآء بنبال المسسوت ،و أصسسبحت السّديار منسسه خاليسسة ،و المسسساكن مع ّ
رمته قس ّ
سالفة لعبرة ، ن لكم في القرون ال ّ
ورثها قوم آخرون ،و إ ّ
أيسسن العمالقسسة و ابنسسآء العمالقسسة ؟ أيسسن الفراعنسسة و أبنسساء الفراعنسسة ؟ أيسسن أصسسحاب مسسداين
س ؟ اّلذين قتلوا الّنبّيين ،و أطفؤا سسنن المرسسلين ،و أحيسوا سسنن الجّبسارين ،و أيسن الّر ّ
اّلذين ساروا بالجيوش ،و هزموا اللوف ،
ععععع
) الرياش ( و الريش ما ظهر من اللبسساس ،و قيسسل :الريسساش جمسسع الريسسش و هسسو اللبسساس
الفاخر و ) المعاش ( و المعيشة مكتسب النسان اّلسسذى يعيسسش بسسه و ) السسّلم ( كسسّكر مسسا
سهام العربّية ل واحد لها من لفظها ى ( جمع القوس 1و ) النبل ( ال ّ
يرتقى عليه و ) القس ّ
-----------
) ( 1ل للللل لللل للل لللل لللل ل لللل للل
لل لل لللل لل ل لل ل لل لل
للل ل ل لللل لللل
لللل للللل للل ل لل للل للل لل لل ل لل للل
للل للل للللل للل ل للل للل لللللل .
] [ 328
و ) العمالقة ( و العماليق أولد عمليسق وزان قنسديل أو عملق كقرطساس و هسسو مسن ولسد
سسسين
س ( بتشسسديد ال ّ
سلم حسبما تعرف و ) الفراعنة ( جمع فرعسسون و ) ال سّر ّ نوح عليه ال ّ
نهر عظيم بين آذربيجان و ارمينية و هو المعروف الن بالرس مبدؤه من مدينسسة طسسراز
و ينتهى إلى شهر الكّر فيختلطان و يصّبان في البحر ،و قسسال فسسي القسساموس :بئر كسسانت
صرها .
سوه في بئر و ) مّدن ( المداين تمدينا م ّلبقّية من ثمود كّذبوا نبّيهم و ر ّ
ععععععع
الباء في قوله بنبال الموت زايدة في المفعول ،و المداين مفعول لقسسوله مسّدنوا ل فيسسه كمسسا
هو واضح .
عععععع
ل سبحانه و تمجيده و ذكر جملة مسسن صسسفات جللسسه و اعلم أنه لما افتتح الخطبة بتحميد ا ّ
نعوت جماله و أشار إلى عجائب قدرته و بدايع حكمتسسه فسسي ملكسسه و ملكسسوته فسسي الفصسسل
السابق منها ،أتبعسسه بهسسذا الفصسسل تسسذكرة و موعظسسة للمخسساطبين ،فأوصسسى بمسسا ل يسسزال
يوصى به و قال :
و انما عّقب بالموصول أعني قوله ) اّلذي ألبسكم الرياش و أسبغ عليكم المعسساش ( تأكيسسدا
للغرض المسوق له الكلم ،و تنبيها على أّنه سبحانه مع عظيم احسانه و مزيسسد فضسسله و
انعامه حيث أنعم عليكم باللباس و الرياش و أكمل عليكم المعاش اّلذين هما سببا حياتكم و
بهما بقاء نوعكم ،كيف يسوغ كفران نعمته بالعصيان ،و مقابلة عطوفته بالخطيئة ،بسسل
لزم مكافاة نعمائه بالتقوى ،و عطاياه بالحسنى .
ال ّ
ضسللة الركسون
ب الّدنيا و كان عمدة أسباب الغفلسة و ال ّ
ل خطيئة هو ح ّ ثّم لما كان رأس ك ّ
ن أحدا يجداليها و طول المل فيها نّبه على فنائها و زوالها بقوله ) و لو أ ّ
] [ 329
إلى البقاء سّلما ( و وسيلة ) أو لدفع الموت سبيل ( و سببا ) لكسسان ذلسسك سسسليمان بسسن داود
سلطنة و الملك العظيم حيسسث ص من ساير الخلق لكمال ال ّ
سلم ( لّنه ) اّلذي ( اخت ّعليه ال ّ
ن و النس ( و الوحش و الطير فهم يوزعسسون حسسسبما تعرفسسه تفصسسيل خر له ملك الج ّ
)سّ
ق سبحانه .
عن قريب ) مع النبّوة و عظيم الزلفة ( و القربى إلى الح ّ
ن الّنبوة و التقّرب و المنزلة من الوسائل إلى البقاء لستجابة الّدعاء معهما فهما و معلوم أ ّ
ن الملك و السلطنة مظّنة لن تكون وسيلة إليسسه فسسي صل إليه في الباطن كما أ ّ مظّنتان للتو ّ
الظاهر لكّنه مع نبّوته و عظم سلطانه و قدرته على ما لم يقدر عليه غيره لسم يجسسد وسسيلة
سلم لسسم يجسسد وسسسيلة إلسسى
إلى البقاء ،فليس لحد بعده أن يطمع في وجدانه أما انه عليه ال ّ
ذلك ) ف ( لنه ) لما اسسستوفى طعمتسسه ( أى رزقسسه المقسّدر ) و اسسستكمل مسّدته ( المقسّررة
ي من المجاز العقلي و النسبة إلى ي الفناء بنبال الموت ( إسناد الّرمى إلى القس ّ ) رمته قس ّ
ى و النبسسال اسسستعارة لمرامسسى المسسراض و اللسسة ،قسسال الشسسارح البحرانسسي :و لفسسظ القسس ّ
طلسسة و ورثهسساأسبابها اّلتي هي نبال الموت ) و أصبحت الّديار منه خاليسسة و المسسساكن مع ّ
قوم آخرون ( .
فلما كان من الغد أخذ عصاه بيده و صعد إلى أعلى موضع من قصره و وقف متكئا على
عصاه ينظر إلى ممالكه مسرورا بما أوتى فرحا بما أعطى ،إذ نظر إلى
] [ 330
ب حسن الوجه و الّلباس قد خرج عليه من بعض زوايا قصره ،فلما بصر به سسسليمان شا ّ
سلم قال :من أدخلك إلى هذا القصر ؟ و قد أردت أن أخلسسو فيسسه اليسسوم فبسساذن مسسن عليه ال ّ
سسسلم :رّبسسه
دخلت ؟ فقال الشاب :أدخلنى هذا القصر رّبه و باذنه دخلسست ،فقسسال عليسسه ال ّ
ق به مّنى فمن أنت ؟ قال :أنا ملك الموت ،قسال :و فيمسا جئت ؟ قسال :جئت لقبسض أح ّ
ل أن يكسسون لسسي لس عسّز و جس ّ روحك قال :امض لما امرت به فهذا يوم سسسرورى و أبسسي ا ّ
سرورى دون لقائه ،فقبض ملك الموت روحه و هو متكىء على عصاه .
ل الرضة فدبت فسسي عصساه ،فلمسا أكلسست جوفهسا انكسسسرت ل عّز و ج ّ فلما اختلفوا بعث ا ّ
العصا و خّر سليمان من قصره على وجهه فشكر الجنّ للرضة صنيعها فلجسسل ذلسسك ل
ل :فلما قضينا ل عّز و ج ّ
ل و عندها مآء و طين ،و ذلك قول ا ّ توجد الرضة في مكان إ ّ
ل داّبسسة الرض تأكسسل منسسسأته ،يعنسسي عصسساه فلّمسسا خسّر
عليه الموت ما دّلهم على مسسوته إ ّ
ن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين . تبّينت الج ّ
سلم على العتبار بأحوال القرون الخالية و المم الماضية فقال :
ثّم نّبه عليه ال ّ
ن لكم في القرون السسسالفة لعسسبرة ( و أشسسار إلسسى وجسسه العسسبرة علسسى سسسبيل السسستفهام
)واّ
التقريرى قصدا للتذكير و التذّكر بقوله ) أين العمالقة و أبناء العمالقة ( .
سسلم كسسان
شارح المعتزلي :العمالقة أولد لوز بن ارم بسن سسالم بسسن نسوح عليسه ال ّ
قال ال ّ
الملك باليمن و الحجاز و ما تاخم ذلك من القاليم فمنهم عملق بن لوز ،و منهسسم طسسسم
بن لوز أخوه ،و منهم جديس بن لوز أخوهما ،و كسسان الع سّز و الملسسك بعسسد عملق بسسن
لور في طسم ،فلما ملكهم عملق بن طسم بغى و أكثر الفساد في الرض حّتى كان
] [ 331
ففعل ذلك بامرأة من جديس يقال لها غفيرة بنت غفار ،فخرجت إلى قومها و هي تقول :
ل مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسديس
ل أحسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد أذ ّ
أهكذا يفعل بالعروس
فغضب لها أخوها السود بن غفار و تابعه قومه على الفتك بعملق بن طسم و أهل بيتسسه
فصنع السود طعاما و دعى العملق إليه ثّم وثب به و بطسم فأتى على رؤسسسائهم و نجسسا
منهم رباح بن مز فصار إلى ذى جيشان بن تبع الحميرى ملك اليمن ،فاستغاث بسسه علسسى
جديس فصار ذو جيشان في حمير فأتى بلد جّو و هي قصبة اليمامة و استأصسسل جسسديس
ل اليسير منهم ثّم ملك بعد طسم و كّلها و أخرب اليمامة فلم يبق لجديس باقية و ل لطسم إ ّ
جديس و باز بن ايم » بن ظ « لوز بن ارم فسار بولده و أهله و نزل برمل عالسسج فبغسسوا
ل ،ثّم ملك الرض بعد وباز عبد صحم بن اثيف بسسن لوز في الرض حينا حّتى أفناهم ا ّ
فنزلوا بالطايف حينا ثّم بادوا .
قال الشارح :و ممن يعّد من العمالقة عاد و ثمود .
فأّما عاد فهو ابن عويص بن ارم بن سام بن نوح كان يعبد القمر يقسال إّنسه كسان رأى مسن
صلبه أولدا و أولد أولد أربعسة آلف ،و أّنسه نكسح ألسف جاريسة و كسان بلده الحقساف
المذكورة في القرآن ، 1و هي من شجر عّمان إلى حضرموت ،و من أولده شّداد ابسسن
عاد صاحب المدينة المذكورة في سورة الفجر .
) أين الفراعنة و ابناء الفراعنسسة ( و هسسم ملسسوك مصسسر فمنهسسم الوليسسد بسسن الريسسان فرعسسون
سلم ،و منهم الوليسسد بسسن مصسسعب فرعسسون موسسسى ،و منهسسم فرعسسون بسسن يوسف عليه ال ّ
العرج اّلذي غزا بني إسرائيل و أخرب بيت المقّدس .
-----------
) ( 1ل لل لل للل :ل للل ل لل ل ل لل لل لل لل
لللل لللللللل ل للل لل لللل لللللل ل :ل ل
لل ل لل ل ل ل ل لللل ل لللل لل ل لل ل لل لل
للللللل لللللل للل ل ل للل ل لل لل ل لل لل
لل للل لل ل لللل ل لللل لل ل ل لللل لللل ل
) للل لل ( .
] [ 332
) أين أصسسحاب مسسداين السّرس ( و سسستعرف انبسسائهم فسسي التسسذييل التسسي ،و هسسم ) اّلسسذين (
ب العالمين و ) قتلوا النبّيين ( مظلومين ) و أطفسسؤا سسسنن المرسسسلين ( و شسسرايع جحدوا ر ّ
السّدين ) و أحيسسوا سسسنن الجّبسسارين ( و بسسدع الشسسياطين ) و أيسسن ( الملسسوك ) اّلسسذين سسساروا
بالجيوش و هزموا اللوف ( و فتحوا المصار ) و عسسسكروا العسسساكر ( و جمعسسوهم ) و
مّدنوا المداين ( و بنوها .
و ينبغى
ععععع ععع ععععع عع عععععع عععععع
ععععع عع ععععع ععععع ععع عععععع ع ع عععع
عععع
عععع ععع
المشار إليه في هذا الفصل قال تعالى في سورة النمل :و لقد آتينسسا داود و سسسليمان فضسسل
ضلنا على كثير من عباده المسسؤمنين ،و ورث سسسليمان داود و قسسال ل اّلذي ف ّ
و قال الحمد ّ
ن هذا لهو الفضل المسسبين .و فسسي ل شيء إ ّ
يا أّيها الّناس عّلمنا منطق الطير و ُأوتينا من ك ّ
سورة سبأ :و لسليمان الريح غدّوها شهر و رواحها شهر و أسلنا لسسه عيسسن القطسسر و مسسن
ن من يعمل بين يديه باذن رّبه و من يزغ منهم عن أمرنسسا نسسذقه مسسن عسسذاب السّسسعير ، الج ّ
يعملون له ما يشاء من محاريب و تماثيل و جفان كسالجواب و قسسدرو راسسسيات اعملسسوا آل
داود شكرًا و قليل من عبادى الشكور .
سلم في روايسسة اكمسسال السسدين إنّ صادق عليه ال ّقوله سبحانه :و ورث سليمان داود قال ال ّ
ل أوحى إليه يأمره بسسذلك فلمسسا ل عّز و ج ّ نا ّ
سلم أراد أن يستخلف سليمان ل ّ داود عليه ال ّ
جوا من ذلك و قالوا :يستخلف علينا حدثا و فينا من هو أكبر منه ، أخبر بني إسرائيل ض ّ
ى عصا أثمسسرت فدعى أسباط بني إسرائيل فقال لهم :قد بلغنى مقالتكم فأرونى عصّيكم فأ ّ
ل واحسد منكسم اسسمه علسى ي المر بعدي ،فقالوا :رضينا ،و قال :ليكتب ك ّ فصاحبها ول ّ
عصاه ،فكتبوا ثّم جاء سليمان بعصاه فكتب عليها اسمه ثّم ادخلسست بيتسسا و اغلسسق البسساب و
حرسه رؤوس أسباط بني إسرائيل :فلما أصبح صّلى بهم الغداة ثّم
] [ 333
أقبل ففتح لهم الباب فأخرج عصّيهم و قد ورقت عصا سليمان و قد أثمرت ،فسّلموا ذلسسك
سلم .
لداود عليه ال ّ
استخلف داود سليمان و هو ابن ثلثة عشر سنة ،و مكث في ملكه أربعين سنة .
ل أنّ
ص بالنسسسان إ ّ ن الّنطسسق عبسسارة و هسسو مختس ّ و قوله » :عّلمنا منطق الطير « قيل :إ ّ
طيسسر
ي بن عيسسسى إن ال ّ سليمان لما فهم معنى صوت الطير سّماه منطقا مجازا ،و قال عل ّ
سلم معجزة له كما أخبر عن الهدهد ،و منطسسق الطيسسر صسسوت كانت تكّلم سليمان عليه ال ّ
يتفاهم به معانيها على صيغة واحدة بخلف منطق الناس اّلذي يتفاهمون به المعاني علسسى
ن أفهامهسساصيغ مختلفة ،و لذلك لم نفهم عنها مع طول مصاحبتها و لم يفهم هي عنسسا ،ل ّ
مقصورة على تلك المور المخصوصسسة ،و لّمسسا جعسسل سسسليمان يفهسسم عنهسسا كسسان قسسد علسسم
منطقها .
ل شيء تؤتى النبياء و الملوك ،
ل شيء أى من ك ّ
قوله :و ُأوتينا من ك ّ
خرنا
و قسسوله :و لسسسليمان الّريسسح غسسدّوها شسسهر و رواحهسسا شسسهر قسسال الطبرسسسي أى و سس ّ
خرة مسير شهر و مسير رواحها مسير شسسهر ، لسليمان الريح مسير غدّو تلك الريح المس ّ
و المعنى أنها كانت تسير في اليوم مسيرة شهرين للّراكب قال قتادة :
كانت تغدو مسيرة شهر إلى نصف النهار و يروح مسيرة شهر إلى آخسسر النهسسار ،و قسسال
الحسن :كانت تغدو من دمشق فيقبل باصطخر من أرض اصفهان و بينهما مسيرة شسسهر
للمستريح ،و تروح من اصطخر فتبيت بكابسسل و بينهمسسا مسسيرة شسهر تحملسسه الّريسح مسسع
ل الّريح بدل من الصافنات الجياد .
جنوده أعطاه ا ّ
] [ 334
خر له .
من هو غير مس ّ
» و من يزغ منهم عن أمرنا نذقه مسن عسذاب السسعير « أى مسن يعسدل مسن هسؤلء الجسنّ
خرناهم لسليمان عما أمرناهم بسسه مسسن طاعسسة سسسليمان نسسذقه مسسن عسسذاب النسسار فسسي
اّلذين س ّ
لس سسسبحانه وّكسسل بهسسم
نا ّ
الخرة عن أكثر المفسرين ،و قيل :نذقه العذاب فسسي السّدنيا و أ ّ
ملكا بيده سوط من نار فمن زاغ منهم من طاعة سليمان ضربه ضربة أحرقته .
» يعملسسون لسسه مسسا يشسساء مسسن محسساريب « و هسسى السسبيوت الشسسريفة الشسسريعة قيسسل :و هسسى
القصور و المساجد يتعّبد فيها عن قتادة و الجبائي ،قال :و كان مما عملوا بيت المقسسّدس
ل سّلط على بني اسرائيل الطاعون فهلك خلق كسسثير فسسي يسسوم واحسسد ل عّز و ج ّ
و قد كان ا ّ
لس
صعيد بالّذرارى و الهلين و يتضّرعوا إلسسى ا ّ فأمرهم داود أن يغتسلوا و يبرزوا الى ال ّ
تعالى لعّله يرحمهم ،و ذلك صعيد بيت المقدس قبسسل بنسساء المسسسجد ،و ارتفسسع داود عليسسه
لس سسسبحانه و سسسجدوا معسسه ،فلسسم يرفعسسواصخرة فخسّر سسساجدا يبتهسسل إلسسى ا ّ سلم فوق ال ّال ّ
ل عنهم الطاعون . رؤوسهم حتى كشف ا ّ
ل تعالى قسسد
نا ّل داود في بني اسرائيل جمعهم داود بعد ثلث و قال لهم :إ ّ فلما أن شفع ا ّ
ن عليكم و رحمكم فجّددوا شكرا بأن تّتخذوا من هذا الصعيد السسذي رحمكسسم فيسسه مسسسجدا مّ
سسسلم ينقسسل الحجسسارة لهسسم علسسى ففعلوا ،و أخذوا في بناء بيت المقدس فكسسان داود عليسسه ال ّ
سسسلم يسسومئذ سسسبع وعاتقة ،و كذلك خيار بني اسرائيل حّتى رفعوه قامة و لسسداود عليسسه ال ّ
ن تمام بنائه يكون علسسى يسسد سلم أ ّ ل تعالى إلى داود عليه ال ّ
عشرون و مأة سنة ،فأوحى ا ّ
ابنه سليمان .
ب إتمام بيت ل تعالى و استخلف سليمان فأح ّ فلما صار داود ابن أربعين و مأة سنة توّفاه ا ّ
ل طائفسسة منهسسم بعمسسل ،ص كس ّ
ن و الشسسياطين فقسسسم عليهسسم العمسسال يخس ّ
المقدس فجمع الج ّ
ن و الشياطين في تحصيل الرخام و المها البيض الصافي من معسسادنه و أمسسر فأرسل الج ّ
ل ربض منها سبطا ببناء المدينة من الرخام و الصفاح و جعلها اثنا عشر ربضا و أنزل ك ّ
من السباط .
] [ 335
جه الشسسياطين فرقسسا فرقسسة يسسستخرجون فلما فرغ من بناء المدينة ابتدء في بناء المسجد فسسو ّ
الذهب و اليواقيت من معادنها ،و فرقة يقلعون الجواهر و الحجار من أماكنها ،و فرقة
يأتونه بالمسك و العنبر و ساير الطيب ،و فرقة يأتونه بالدّر من البحسسار فساوتى مسسن ذلسسك
ل تعالى ثسّم احضسسر الصسسناع و أمرهسسم بنحسست تلسسك الحجسسار حّتسسى لا ّبشيء ل يحصيه إ ّ
يصيروها ألواحا و معالجة تلك الجواهر و الللي .
و بنى سليمان المسجد بالرخسسام البيسض و الصسسفر و الخضسر و عمسسده بأسساطين المهسسا
الصسسافي و سسسقفه بسسألواح الجسسواهر و فضسسض سسسقوفه و حيطسسانه بسسالللي و اليسسواقيت و
الجواهر و بسط أرضه بألواح الفيروزج ،فلم يكن في الرض بيت أبهى منسسه و ل أنسسور
من ذلك المسجد كان يضىء في الظلمة كالقمر ليلة البدر .
فلم يزل بيت المقدس على ما بناه سسسليمان حّتسسى غسسزا بخسست نصسسر بنسسي اسسسرائيل فخسسرب
المدينة و هدمها و نقض المسجد و أخسسذ مسسا فسسي سسسقوفه و حيطسسانه مسسن السّذهب و السّدر و
اليواقيت و الجواهر ،فحملها إلى دار مملكته من أرض العراق .
قال سعيد بن المسّيب لما فرغ سليمان من بناء بيت المقدس تغلقت أبوابه فعالجها سسسليمان
ل فتحت البسسواب ففسسرغ لسسه
سلم إ ّ
فلم تنفتح حّتى قال في دعائه بصلوات أبي داود عليه ال ّ
عشرة آلف من قرآء بني اسرائيل خمسة آلف بالليسسل و خمسسسة آلف بالنهسسار و ل يسسأتي
ل فيها .
ل و يعبد ا ّ
ساعة من ليل و نهار إ ّ
ن تعملها ،ثّم اختلفوا فقال» و تماثيل « يعني صورا من نحاس و شبه و زجاج كانت الج ّ
سسسباع و البهسسايم
بعضهم كانت صورا للحيوانات ،و قال آخسسرون كسسانوا يعملسسون صسسور ال ّ
على كرسّيه ليكون أهيب له .
فذكروا أّنهم صّوروا أسدين أسفل كرسّيه و نسرين فوق عمودى كرسّيه فكان إذا أراد أن
يصعد الكرسي بسط السدان ذراعيهما ،و إذا عل على الكرسي نشر النسران أجنحتهما
ن ذلك كان مما ل يعرفه أحد
شمس ،و يقال :إ ّ
فظّلله من ال ّ
] [ 336
فلما حاول بخت نصر صعود الكرسي بعد سليمان حين غلب على بني إسرائيل لم يعرف
كيف كان يصعد سليمان ،فرفع السد ذراعيه فضرب ساقه فقّدها فوقع مغشسّيا عليسسه فمسسا
جسر أحد بعده أن يصعد ذلك الكرسي .
لس
قال الحسن و لم يكن يومئذ التصاوير محرمة و هى محظورة في شريعة نبّينسا صسّلى ا ّ
ل المصّورين ،و يجوز أن يكره ذلك فسسي زمسسن دون
عليه و آله و سّلم ،فانه قال :لعن ا ّ
زمن ،
طيسسر
ل من الطيسسن كهيئة ال ّ
سلم كان يصّور بأمر ا ّ ن المسيح عليه ال ّ
ل سبحانه أ ّ
و قد بّين ا ّ
و قال ابن عّباس كانوا يعملون صور النبياء و العّباد في المساجد ليقتدى بهم .
» و جفان كسالجواب « أى صسحاف كالحيساض اّلستي يجسبى فيهسسا المساء أى يجمسع و كسسان
سلم يصلح طعام جيشه في مثل هذه الجفسسان ،فسسانه لسسم يمكنسسه أن يطعمهسسم سليمان عليه ال ّ
ل جفنة ألسسف رجسسل يسسأكلون في مثل قصاع الناس لكثرتهم ،و قيل :انه كان يجمع على ك ّ
من بين يديه .
] [ 337
و ما يحتاجون إليه ،ثّم أمر الريح فسار في غدوته مسيرة شهر و في روحته كذلك ،
و فيه من كتاب قصص النبياء بالسناد عن أبي حمزة عن الصبغ بن نباته قال :
خرج سليمان بن داود من بيت المقّدس مع ثلثمائة ألف كرسى عن يمينه عليها النسسس و
ن ،و أمر الطير فسسأظّلتهم و أّمسسا الريسسح فحملتهسسم
ثلثمأة ألف كرسى عن يساره عليها الج ّ
حّتى وردت بهم المداين ،ثسّم رجسع و بسات فسي اصسطخر ،ثسّم غسدا فسانتهى إلسى جزيسرة
بركاوان ،ثّم أمر الريسسح فخفضسستهم حّتسسى كسسادت أقسسدامهم يصسسيبها المسساء ،فقسسال بعضسسهم
لبعض :هل رأيتم ملكا أعظم من هذا ؟ فنسسادى ملسسك :لثسسواب تسسسبيحة واحسسدة أعظسسم ممسسا
رأيتم .
سسسلم كسسان
ن سليمان بن داود عليسسه ال ّ
و فيه عن الطبرسي قال :قال محّمد بن كعب بلغنا أ ّ
ن و خمسسسة و عسسسكره مسسأة فرسسسخ خمسسسة و عشسسرون للنسسس و خمسسسة و عشسسرون للج س ّ
عشرون للوحش و خمسة و عشرون للطير و كان له ألف بيت من القوارير على الخشب
فيها ثلثمأة مهيرة و سبعمأة سرية فيأمر الريح العاصف فترفعه و يأمر الّرخاء فتسير به
،
ل إليه و هو يسير بين السماء و الرض أنى قد زدت في ملكك اّنه ل يتكّلسسم أحسسد
فأوحى ا ّ
ل جآئت الريح فأخبرتك .
من الخليق بشيء إ ّ
و قال مقاتل :نسجت الشياطين لسليمان بساطا فرسخ في فرسخ ذهبا فسسي ابريسسسم و كسسان
يوضع فيه منبر من ذهب في وسط البساط فيقعسسد عليسسه و حسسوله ثلثسسة آلف كرسسسي مسسن
ضسسة و
ي الف ّ
ذهب و فضة ،فيقعد النبيسساء علسسى كراسسسي السسذهب ،و العلمسساء علسسى كراسس ّ
طير بأجنحتها حّتى ل تقع عليهسسم ن و الشياطين و تظّلها ال ّ
حولهم الناس و حول الناس الج ّ
الشمس ،و ترفع ريح الصبا البساط مسيرة شهر من الصباح إلى الرواح ،و من الرواح
إلى الصباح .
] [ 338
فاذا استوى بأعله أخذ النسسران الّلسذان علسى النخلستين تساج سسليمان فوضسعاه علسى رأس
سليمان ثّم يستدير الكرسي بما فيه و يدور معه النسران و الطاووسان و السدان مسسايلت
برؤوسها إلى سليمان ينضحن عليه من أجوافها المسك و العنبر .
ثّم تناولت حمامة من ذهسسب قائمسسة علسسى عمسسود مسسن جسسوهر مسسن أعمسسدة الكرسسسي التسسوراة
فيفتحها سليمان و يقرئها على الناس و يدعوهم إلى فصل القضاء ،و يجلس عظماء بنسسي
ي عسسن يمينسسه ،وصصة بالجوهر و هي ألسسف كرس س ّ ي من الذهب المف ّ إسرائيل على كراس ّ
ى حسساّفين جميعسسا
ضة على يساره و هي ألف كرس ّ ي الف ّ
تجيء عظماء و تجلس على كراس ّ
ف بهم الطير فتظّلهم و تتقّدم إليه الناس للقضاء .
به ثّم يح ّ
ي بما فيه مع جميع ما
فاذا دعى البّينات و الشهود لقامة الشهادات درا الكرس ّ
] [ 339
حوله دوران الرحا المسسسرعة و يبسسسط السسسدان أيسسديهما و يضسسربان الرض بأذنابهمسسا و
ينشر النسران و الطاووسان أجنحتهما فيفزع منه الشهود و يدخلهم مسسن ذلسسك رعسسب و ل
ق.ل بالح ّ
يشهدون إ ّ
و كان سليمان إذا أصبح تصفح وجوه الغنياء و الشراف حّتسسى يجيء إلسسى المسسساكين و
يقعد معهم و يقول مسكين مع المساكين .
و من ارشاد القلوب كان سليمان مع ما هو فيه من الملك يلبس الشعر و اذا جّنه الّليل شسسدّ
يديه إلى عنقه فل يزال قائما حّتى يصبح باكيا و كان قسسوته مسسن سسسفايف الخسسوص يعملهسسا
بيده و إنما سأل الملك ليقهر ملوك الكفر .
قال تعالى في سسورة الفرقسان » و عسادًا و ثمسود و أصسحاب السّرس « و فسسي سسورة ق »
ي :أي و أهلكنا عسسادا و ثمسسود وكّذبت قبلهم قوم نوح و أصحاب الّرس « 1قال الطبرس ّ
سوا فيها نبّيهم أى ألقوه فيها عن عكرمسسة و قيسسل انهسسم كسسانوا
أصحاب الّرس ،و هو بئر ر ّ
ل س إليهسسم شسسعيبا
أصحاب مواش و لهم بئر يقعدون عليها و كانوا يعبدون الصنام فبعسسث ا ّ
سلم فكّذبوه فانهار البئر و انخسف بهم الرض فهلكوا عن وهب . عليه ال ّ
-----------
لل للللل لللل لل للل للللل للل ل لل) ( 1للل
للللل ) لللل لللللل ( .
] [ 340
ل عن قتادة .
و قيل الّرس قرية باليمامة يقال لها فلج قتلوا نبّيهم فأهلكهم ا ّ
سلم .
ل عليه ال ّ
حاقات عن أبي عبد ا ّ
و قيل أصحاب الّرس كان نساؤهم س ّ
و من معاني الخبار معنى أصحاب الّرس أّنهم نسبوا إلى نهر يقال له :
سسسلمسوا نبّيهم بعد سليمان بن داود عليه ال ّن أصحابه ر ّ ن الّرس هو البئر و إ ّ و قد قيل :إ ّ
و كانوا قوما يعبدون شجرة صنوبرة يقال لها شسساه درخسست كسسان غرسسسها يسسافث ابسسن نسسوح
سلم بعد الطوفان و كان نساؤهم يشتغلن بالنساء عن الّرجسسال فعسّذبهم فانبتت لنوح عليه ال ّ
ل بريح عاصف شديد الحمرة و جعل الرض من تحتهم حجر كسسبريت يتوقسسد ل عّز و ج ّا ّ
و أظّلتهم سحابة سوداء مظلمة فانكفت عليهم كالقّبة جمرة تلتهب فذابت أبدانهم كما يذوب
الّرصاص في النار .
ل أخسسبرفقال سعيد بن جبير و الكلبي و الخليل بن أحمد دخل كلم بعضهم في بعض و ك س ّ
س بقّيسسة ثمسسود و قسسوم صسسالح و هسسم أصسسحاب السسبئر اّلسستي
بطائفة من حديث :أصحاب الّر ّ
طلة و قصر مشسسيد « و كسسانوا بفليسسج اليمامسسة نسسزول ل تعالى في قوله » و بئر مع ّ ذكرها ا ّ
ي يقسال لسه ل ركّية لم تطو بالحجسارة و الجسر فهسو بئر و كسان لهسم نسب ّ على تلك البئر و ك ّ
حنظلة بن صفوان ،و كان بأرضهم جبل يقال له فتح مصعدا في السسسماء ميل ،و كسسانت
العنقاء تنتابه و هى كأعظم ما يكون من الطير و فيها من ك ّ
ل
] [ 341
لون و سّموها العنقسسآء لطسسول عنقهسسا و كسانت تكسسون فسسي ذلسك الجبسل تنقسسض علسى الطيسر
ي فسسذهبت بسسه ،ثسّم إنهسسا
طيسسر فانقضسست علسسى صسسب ّ
تأكلها ،فجسساعت ذات يسسوم فاعوزهسسا ال ّ
انقضت على جارية حين ترعرعت فأخذتها فض سّمتها إلسسى جنسساحين لهسسا صسسغيرين سسسوى
الجناحين الكبيرين ،فشكوا إلى نبّيهم فقال :الّلهّم خذها و اقطع نسسسلها و سسّلط عليهسسا آيسسة
يذهب بها ،فأصابتها صاعقة فاحترقت فلم ير لها أثر فضربتها العرب مثل في أشسسعارها
لس تعسسالى و قسسال بعسسض
ن أصسسحاب السّرس قتلسسوا نسسبّيهم فسسأهلكهم ا ّ
و حكمها و أمثالها ثسّم إ ّ
سان .
العلماء :بلغني أنه كان ر ّ
ل إليهم نبّيا فقتلوه ثّم بعث إليهمأما أحدهما فكان أهله بدد و أصحاب غنم و مواش فبعث ا ّ
ي حّتى أفحمهم و كسسانوا يقولسسون ي فقتلوا الّرسول و جاهدهم الول ّ رسول آخر و عضده بول ّ
ل شسسهر خرجسسة إلهنا في البحر و كسانوا علسسى شسسفيرة و كسسان يخسسرج إليهسسم شسسيطان فسسي كس ّ
ىو ي أرأيتسسم إن خسسرج إلهكسسم اّلسسذي تسسدعونه إلس ّ
فيذبحون و يّتخسسذونه عيسسدا فقسسال لهسسم السسول ّ
أطاعني أتجيبونني إلى ما دعسسوتكم إليسسه ؟ فقسسالوا :بلسسى ،و أعطسسوه علسسى ذلسسك العهسسود و
المواثيق .
فانتظر حّتى خسرج ذلسسك الشسسيطان علسى صسورة حسسوت راكبسا أربعسة أحسوات و لسه عنسسق
ي إليه فقالجدا و خرج الول ّ مستعلية و على رأسه مثل التاج ،فلّما نظروا إليه خّروا له س ّ
ل الكريم ،فنزل عند ذلسسك عسسن أحسسواته فقسسال لسسه السسوليّ ائتنسسي
ائتني طوعا أو كرها بسم ا ّ
ك فاتى الحوت و اتين به حّتى افضين به الى البّر ل يكون من القوم في أمري ش ّ ن لئ ّ
عليه ّ
يجّرونه .
ل تعالى إليهم ريحا فقسسذفهم فسسي البحسسر وفكّذبوه بعد ما رأوا ذلك و نقضوا العهد فأرسل ا ّ
ي الصالح إلى البحر حّتى ضة ،فأتى الول ّ
مواشيهم جميعا و ما كانوا يملكون من ذهب و ف ّ
صسسغير منهسسم و الكسسبير و
سم على أصحابه بالسوّية على ال ّ ضة و الوانى فق ّ
أخذ التبر و الف ّ
انقطع هذا النسل .
] [ 342
فاذا قطعته مدبرا دخلت في حّد ارمنّية و إذا قطعته مقبل دخلت في حّد آذربيجان يعبدون
ن ثلثسسون سسسنة قتلوهسسا و
النيران و كانوا يعبدون الجوارى » الفذاري « فاذا تّمت لحديه ّ
ل يوم و ليلة حّتىاستبدلوا غيرها و كان عرض نهرهم ثلثة فراسخ ،و كان يرتفع في ك ّ
يبلغ أنصاف الجبال اّلتي حوله ،و كان ل ينصب في بسّر و ل بحسسر إذا خسسرج مسسن حسّدهم
يقف و يدور ثّم يرجع إليهم .
ل نبّيا و أّيده
ل عّز و ج ّ
ل تعالى ثلثين نبّيا في شهر واحد فقتلوهم جميعا ،فبعث ا ّ
فبعث ا ّ
ق جهاده .
لح ّبنصره و بعث معه ولّيا فجاهدهم في ا ّ
ب فسسي السسزرع ،و ل تعالى إليه ميكائيل حين نابذوه و كان ذلك في أوان وقوع الح ّ
فبعث ا ّ
كانوا إذ ذاك أحوج ما كانوا من الماء ،ففجر نهرهم في البحر فانص سّبت مسسا فسسي أسسسفله و
أتى عيونه من فوق فسّدها و بعث إليه خمسمأة ألف من الملئكة أعوانا له ففّرقوا ما بقسسى
فى وسط النهر .
ل عّز و جسسلّ ل أيبسه بإذن ا ّل جبرئيل فنزل فلم يدع في أرضهم عينا و ل نهرا إ ّ ثّم أمر ا ّ
و أمر ملك الموت فانطلق إلى المواشسسي فأمسساتهم ربضسسة واحسسدة ،و أمسسر الريسساح الربسسع
لس عسّز و جس ّ
ل صبا فضمت ما كان لهم من متاع و ألقسسى ا ّ الجنوب و الشمال و الّدبور و ال ّ
سبات ،ثّم حفت الرياح الربع المتاع أجمسع فنهبتسه فسي رؤوس الجبسال و بطسون عليهم ال ّ
الودية .
ثّم عاد القوم إلى منازلهم فوجدوها قد صار أعلها أسفلها فدعا القوم عند ذلسسك مخلصسسين
ل تعالى
ل يطغوا ،فأجابهم ا ّ
أن يجيهم » ينجيهم « بزرع و ماء و ماشية و يجعله قليل لئ ّ
صسسدق و آلسسوا أن ل يبعسسث رسسسول ممسسن
إلى ذلك لما علم من صدق نّياتهم و علسسم منهسسم ال ّ
ل لهم نهرهم
صدق فأطلق ا ّ ل منهم ال ّل أعانوه و عضدوه ،و علم ا ّ قاربهم إ ّ
] [ 343
ل تعسسالىل في الظاهر و نافقوه في الباطن فأملى ا ّ و حدث بعدهم من نسلهم قوم أطاعوا ا ّ
ل س ع سّز و
ل تعسسالى فبعسسث ا ّ
لهم و كان عليهم قادرا ،ثّم كثرت معاصيهم و خالفوا أولياء ا ّ
ل عليهمجلّ عدّوهم ممن فارقهم و خالفهم فأسرع فيهم القتل و بقيت منهم شرذمة فسّلط ا ّ
لس
الطاعون فلم يبق منهم أحدا و بقى نهرهم و منازلهم مأتي عام ل يسكنها أحد ثسّم أتسسى ا ّ
بقرن بعد ذلك فنزلوها و كانوا صالحين سنين ثّم أحدثوا فاحشة جعل الرجل بنتسسه و اختسسه
صلة .
و زوجته فينيلها جاره و أخاه و صديقه يلتمس بذلك البّر و ال ّ
ثّم ارتفعوا من ذلك إلى نوع آخسسر تسسرك الّرجسسال النسسساء حّتسسى شسسبقن و اسسستغنوا بالّرجسسال
ن في صورة و هى السّدلهاث بنسست ابليسسس و هسسى اخسست الشيصسساء و فجائت النساء شيطانه ّ
ن كيسسف يصسسنعن ن بعضا و علمه س ّ كانت في بيضة واحدة فشهت إلى النساء ركوب بعضه ّ
ل على ذلك القرن صسساعقة فسسي ن بعضا من الّدلهاث ،فسّلط ا ّ فأصل ركوب النساء بعضه ّ
أّول الّليل و خسفا فسسي آخسسر الّليسسل ،و صسسيحة مسسع الشسسمس فلسسم يبسسق منهسسم باقيسسة و بسسادت
مساكنهم و ل احسب منازلهم اليوم تسكن .
سلم قبل مقتله بثلثة أيام رجل من أشسسراف تميسسم يقسسال لسسه
ي بن أبي طالب عليه ال ّ
أتى عل ّ
ى عصسسر كسسانوا و أيسسن عمرو فقال :يا أمير المؤمنين أخبرني عن أصسسحاب السّرس فسسي أ ّ
ل إليهم رسول أم ل ؟ل عّز و ج ّ
كانت منازلهم و من كان ملكهم ؟ و هل بعث ا ّ
سلم لقد سألت عن حديث ما سألني عنه أحد قبلك و ل يحدثك به أحد ي عليه ال ّ
فقال له عل ّ
ى مكان
ل و أنا أعرف تفسيرها و في أ ّ ل آية إ ّ
ل عّز و ج ّ
ل عّني ،و ما في كتاب ا ّ بعدي إ ّ
ن ههنا لعلما جّما
ى وقت من ليل أو نهار و إ ّ نزلت من سهل أو جبل و في أ ّ
] [ 344
صتهم يا أخا تميم أنهم كانوا قوما يعبدون شجرة صنوبر يقسسال لهسسا شسساه درخسست كان من ق ّ
كان يافث بن نوح غرسها على شفير عين يقال لهسسا روشسساب » دوشسساب « كسسانت انبعسست
سسسوا نسسبّيهم فسسي
سلم بعسسد الطوفسسان ،و إنمسسا سسّموا أصسسحاب السّرس لنهسسم ر ّ
لنوح عليه ال ّ
سلم . الرض و ذلك بعد سليمان بن داود عليه ال ّ
و كانت لهم اثنتا عشرة قرية على شاطىء نهر يقسسال لسسه السّرس مسسن بلد المشسسرق و بهسسم
سّمى ذلك النهر و لم يكن يومئذ في الرض نهسسر أغسسزر منسسه و ل أعسسذب منسسه و ل قسسرى
ن أبان ،و الثانية ،آذر ،و الّثالثة دى ،
أكثر و ل أعمر منها تسّمى إحديه ّ
و الّرابعة بهمن ،و الخامسة اسفندار ،و السادسة فروردين ،و السابعة اردى بهشت ،
و الثامنة خسسرداد ،و التاسسسعة مسسرداد ،و العاشسسرة تيسسر ،و الحاديعشسسرة مهسسر ،و الثسساني
عشرة شهريور .
و كانت أعظم مداينهم اسفندار و هي اّلتي ينزلها ملكهم ،و كسسان تركسسوز بسسن غسسابور بسسن
يارش بن شازن بن نمسسرود بسسن كنعسسان فرعسسون إبراهيسسم و بهسسا العيسسن و الصسسنوبرة و قسسد
صسسنوبرة ،و أجسسروا إليهسسا نهسسرا مسسن العيسسن
ل قرية منها حّبة من طلع تلك ال ّ
غرسوا في ك ّ
التي عند الصنوبرة .
فنبتت الحّبة و صارت شجرة عظيمة و حّرموا ماء العين و النهسسار فل يشسسربون منهسسا و
ل أنعامهم ،و من فعل ذلك قتلوه و يقولون هو حياة آلهتنا فل ينبغي لحد أن ينقسسص مسسن
حياتها و يشربون هم و أنعامهم من نهر الّرس اّلذي عليه قراهم .
صور ثّم يأتون بشاة و فيضربون علي الشجرة التى بها كّلة 1من حرير فيها من أنواع ال ّ
بقر فيذبحونهما قربانا للشسسجرة و يشسسعلون فيهسا النيسسران بسسالحطب فسساذا سسسطع دخسسان تلسسك
جدا يبكسسون وسسسماء خسّروا سس ّ
الذبايح و قتارها في الهواء و حال بينهم و بين النظر إلسسى ال ّ
يتضّرعون إليها أن ترضى عنهم .
-----------
) ( 1لللل ل للللل ل للل لل للللل ل لل لل
لل للل لل لللل ) لللل ( .
لللللل لللل
] [ 345
و انما سّمت العجم شهورها بأبان ماه و آذرماه و غيرهما اشتقاقا مسسن أسسسماء تلسسك القسسرى
لقول أهلها بعضهم لبعض هذا عيد شهر كذا و عيد شهر كذا .
حّتى اذا كان عيد قريتهم العظمى اجتمع إليها صغيرهم و كبيرهم فضربوا عند الصنوبرة
ل بساب
و العين سرادقا من ديباج عليه من أنواع الصسور و جعلسوا لسه اثنسى عشسر بابسا كس ّ
لهل قرية منهم و يسجدون للصنوبرة خارجا من السرادق و يقّربون لها الّذبايح أضعاف
ما قّربوا للشجرة اّلتي في قراهم .
فيجيء ابليس عند ذلك فيحّرك الصنوبرة تحريكا شديدا و يتكّلم من جوفها كلما جهورّيسسا
و يعدهم و يمّنيهم بأكثر ما وعدتهم و منتهم الشياطين كّلها فيرفعون رؤوسهم من السجود
و بهم من الفرح و النشاط ما ل يفيقون و ل يتكّلمون من الشرب و العزف .
فأصبح القوم و قد يبس شسسجرهم كّلهسسا فهسسالهم ذلسسك و فظسسع بهسسم و صسساروا فرقسستين فرقسسة
ب السسسماء و الرض إليكسسم قسسالت :سسسحر آلهتكسسم هسسذا الرجسسل اّلسسذي زعسسم أنسسه رسسسول ر ّ
ل ،و فرقة قالت :ل بل غضبت آلهتكم حين ليصرف وجوهكم عن آلهتكم إلى ا ّ
] [ 346
رأت هذا الّرجل يعيبها و يقع فيها و يدعوكم إلى عبادة غيرهسسا فحجبسست حسسسنها و بهائهسسا
لكى تغضبوا لها فتنصروا منه .
فأجمع رأيهم على قتله فاّتخذوا أنابيب طوال من رصاص واسعة الفواه ثّم أرسسسلوها فسسي
قرار العين إلى أعل الماء واحدة فوق الخرى مثل البرانسسج » اليسسراع خ « و نزحسسوا مسسا
فيها من الماء ثّم حفروا فسسي قرارهسسا بئرا ضسّيقة المسسدخل عميقسسة و أرسسسلوا فيهسسا نسسبّيهم و
ألقموا فاها صخرة عظيمة ثّم أخرجوا النابيب من المسساء و قسسالوا نرجسسو الن أن ترضسسى
عّنا آلهتنا إذا رأت أنا قد قتلنا من كان يقع فيها و يصّد عن عبادتها و دفّنسساه تحسست كبيرهسسا
يتشفى منه فيعود لنا نورها و نضرتها كما كان .
سلم و هو يقول سيدي قد ترى ضيق مكاني فبقوا عامة يومهم يسمعون أنين نبّيهم عليه ال ّ
خر إجابسسة
جل بقبسسض روحسسى و ل تسسؤ ّ
و شّدة كربي فارحم ضعف ركنى و قّلة حيلتى و ع ّ
سلم .دعوتي حّتى مات عليه ال ّ
ن عبادى هؤلء اّلذين غّرهم حلمسسى و امنسسوا ل جلله لجبرئيل :يا جبرئيل أيظ ّ
لجّ فقال ا ّ
مكرى و عبدوا غيرى و قتلوا رسولي أن يقوموا بغضبي و يخرجوا من سلطاني كيف و
أنا المنتقم مّمن عصاني و لم يخش عقابي و انسسي حلفسست بعّزتسسي لجعلّنهسسم عسسبرة و نكسسال
للعالمين .
ل ريح عاصفة شديدة الحمرة فتحّيروا فيها و ذعروا منهسا فلم يرعهم في يوم عيدهم ذلك إ ّ
و تضام بعضهم إلى بعض ،ثسّم صسسارت الرض تحتهسسم حجسسر كسسبريت يتوّقسسد و أظّلتهسسم
سحابة سوداء فألقت عليهم كالقّبة جمرا يتلّهسسب » يلتهسسب خ « فسذابت أبسسدانهم كمسسا يسسذوب
ل تعالى ذكره مسسن غضسسبه و نسسزول نقمتسسه و ل حسسول و ل
الّرصاص في الّنار ،فنعوذ با ّ
ي العظيم .
ل العل ّ
ل با ّ
قّوة إ ّ
ععععععع
] [ 347
بشما لباس فاخر ،و واسع گردانيده بر شما أسباب معيشت را ،پس اگر احدى مىيسسافت
بسوى بقا نردبساني يسا از بسراى دفسع مسرگ وسسيله و راهسى هسر آينسه بسودى آن شسخص
ن و انسان بسسا منصسسب خر شد از براى او پادشاهى ج ّ سلم كه مس ّسليمان بن داود عليه ال ّ
پيغمسسبرى و بزرگسسي قسسرب و منزلسست ،پسسس زمسسانى كسسه اسسستيفا نمسسود طعمسسه خسسود را و
استكمال كرد مّدت عمر خود را انداخت او را كمانهسساى فنسسا بتيرهسساى مسسرگ .و گرديسسد
شهرها از وجود او خالى و مسكنها از او معطل و وارث گرديد آنهسسا را قسسوم ديگسسر ،و
بدرستى كه مر شما را در روزگارهاى سابقه هر آينه عبرتى است .
كجايند طايفه عمالقه و پسران عمالقه كجايند فراعنه و پسران فراعنسسه كجاينسسد أصسسحاب
س كه كشتند پيغمبران را و خاموش كردند روشنائى طريقهاى مرسسسلين را و مدينهاى ر ّ
زنده كردند طريقهاى گردن كشان را و كجايند آنكسسسانى كسسه سسسير كردنسسد بسسا لشسسگرها و
غلبه كردند با هزاران قشون و جمع آوردند لشگرها و بنا كردند شهرها را .
قد لبس للحكمة جّنتها ،و أخذها بجميسسع أدبهسسا ،مسسن القبسسال عليهسسا ،و المعرفسسة بهسسا ،و
الّتفّرغ لها ،و هسسي عنسسد نفسسسه ضسساّلته اّلسستي يطلبهسسا ،و حسساجته اّلسستي يسسسئل عنهسسا ،فهسسو
مغترب إذا اغترب السلم ،
جته ،
و ضرب بعسيب ذنبه و ألصق الرض بجرانه ،بقّية من بقايا ح ّ
سلم :
ثّم قال عليه ال ّ
] [ 348
أّيها الّناس إّني قد بثثت لكم المواعظ اّلتي وعظ بها النبياء أممهم ،
و أّديت إليكسسم مسسا أّدت الوصسسياء إلسسى مسسن بعسسدهم ،و أّدبتكسسم بسسسوطي فلسسم تسسستقيموا ،و
طريسسق ،ول أنتسسم أتتّوقعسسون إمامسسا غيسسري يطسسأ بكسسم ال ّ
حدوتكم بالّزواجر فلم تستوسقوا ّ ،
سبيل ،أل إّنه قد أدبر من الّدنيا ما كان مقبل ،و أقبل منهسسا مسا كسان مسسدبرا ،و يرشدكم ال ّ
ل الخيار ،و باعوا قليل من الّدنيا ل يبقسسى ،بكسسثير مسسن الخسسرة ل أزمع الّترحال عباد ا ّ
يفنى .
ل يكونسوا اليسوم أحيساء ،يسسيغون ما ضسّر إخواننسا اّلسذين سسفكت دمسائهم و هسم بصسّفين أ ّ
ل فوّفاهم أجورهم ،و أحّلهم دار المن بعسسد ل لقوا ا ّ
الغصص ،و يشربون الّرنق ،قدو ا ّ
ق ؟ أين عّمسسار ؟ و أيسسن ابسسن
طريق و مضوا على الح ّ خوفهم ،أين إخواني اّلذين ركبوا ال ّ
الّتّيهان ؟
شهادتين ؟ و أين نظراؤهم من إخسوانهم اّلسذين تعاقسدوا علسى المنّيسة ،و أبسرد
و أين ذوا ال ّ
برؤوسهم إلى الفجرة .
سلم :
قال :ثّم ضرب يده على لحيته الشريفة الكريمة فأطال البكاء ثّم قال عليه ال ّ
سّنة ،و
أوه على إخواني اّلذين تلوا القرآن فأحكموه ،و تدّبروا الفرض فأقاموه ،أحيوا ال ّ
أماتوا البدعة ،دعوا للجهاد فأجابوا ،
و وثقوا بالقائد فاّتبعوه ،ثّم نادى بأعلى صوته :الجهاد الجهاد عباد
] [ 349
ل فليخرج .
ل أل و إّني معسكر في يومي هذا فمن أراد الّرواح إلى ا ّ
ا ّ
سلم في عشرة آلف ،و لقيس بن سعد ) ره ( في عشرة قال نوف و عقد للحسين عليه ال ّ
آلف ،و لبي أّيوب النصاري في عشرة آلف ،و لغيرهم على أعداد اخر و هو يريسسد
ل فسستراجعتالّرجعة إلى صّفين ،فما دارت الجمعة حّتى ضربه الملعون ابن ملجم لعنه ا ّ
ل مكان .
العساكر فكّنا كأغنام فقدت راعيها تختطفها الذئاب من ك ّ
ععععع
) الجّنة ( بالضم نوع من السلح ) عسيب الّذنب ( قسسال الشسسارح المعسستزلي أصسسله و قسسال
الفيروزآبادي :العسيب عظم الذنب أو منبت الشسسعر منسسه و ) جسسران ( البعيسسر صسسدره أو
مقسسدم عنقسسه و ) الحسسدا ( سسسوق البسسل و الغنسسا لهسسا و ) الترحسسال ( مبالغسسة فسسي الرحلسسة و
صة و هى ما يعسسترض فسسي الحلسسق و ) الرنسسق ( بالفتسسح و التحريسسك
) الغصص ( جمع الغ ّ
الكدر من الماء ،و في بعض النسخ بالكسر و ل بأس به قال فسسي القسساموس :رنسسق المسساء
كفرح و نصر رنقا و رنقا و رنوقا كدر فهو رنق كعدل و كتف و جبل .
و ) ابن التيهان ( قال الشارح باليآء المنقوطة باثنتين تحتها المشّددة المكسورة و قبلها تآء
لمسسة المجلسسسي ) ره ( :و المضسسبوط فسسي أكسسثر النسسسخ
منقوطة باثنتين فوقها ،و قسسال الع ّ
بالياء الساكنة و فتح التاء و كسرها معا ،و فى القاموس و تّيهان مشّددة اليسساء و يكسسسر و
تيهان بالسكون .
جع و فيها لغات اخسسر قسسال فسسيو ) اوه ( على إخوانى بسكون الواو و كسر الهاء كلمة تو ّ
القاموس :اوه كجير و حيث و أيسسن واه و إوه بكسسسر الهسساء و السسواو المش سّددة واو بحسسذف
الهاء و اّوه بفتح الواو المشّددة و اووه بضّم الواو واه بكسر الهاء منّونة
] [ 350
واو بكسر الواو منّونة و غير منّونة و أوتاه بفتح الهمزة و الواو و المثّناة الفوقّية و اويسساه
جع اه اوها واه تاوها و تاّوه قالهسسا 1 .بتشديد المثناة التحتية كلمة يقال عند الشكاية أو التو ّ
و ) تختطفها ( من الختطاف و هو أخذ الشيء بسرعة و في بعض النسخ تتخطفها
ععععععع
ل أنتم ،قد مضى تحقيق الكلم فيه في شسسرح قوله :بقّية خبر لمبتدء محذوف ،و قوله ّ :
المختار المسسأة و التاسسسع و السسسبعين ،و مسسا فسسي قسسوله مسسا ضسّر إخواننسسا ،نافيسسة و يحتمسسل
ل يكونوا و جملسة الستفهام على سبيل النكار ،و اخواننا بالنصب مفعول ضّر و فاعله أ ّ
ل الّنصب صفة للحياء ،و الجهاد الجهاد بالنصب على الغراء يسيغون في مح ّ
عععععع
-----------
) ( 1لل للل للل ) للل ( .
] [ 351
جة باعتبار قول أولئك ،لكنه لما تعّذرت معرفتهم بأعيانهم اعتبر اجماع الجميع و انمسسا
حّ
الصل قول أولئك .
سلم فهو كما ذكره غير بعيسسد لظهسسور أقول :أما ما ذكره من كون المراد به القائم عليه ال ّ
سلم بهذه الوصاف و كونه مظهرا لها ،و أما ما زعمه كساير المعتزلسسة اّتصافه عليه ال ّ
ل في آخر الزمان فهسسو زعسسم فاسسسد و سلم غير موجود الن و انما يخلقه ا ّ من أّنه عليه ال ّ
جة لنخسسسفت ن الرض لو تبقى بغير ح ّ وهم باطل ،لقيام البراهين العقلية و النقلية على أ ّ
ل عصر و زمان ،و أنه إما ظسساهر مشسسهور و ساخت ،و على أّنه ل بد من وجوده في ك ّ
ل عليه و آله مخلوق من غابر الزمان ن القائم من آل محّمد صّلى ا ّ أو غايب مستور ،و أ ّ
و موجود الن و هو غايب مستور لمصالح مقتضية لغيبتسسه و النتفسساع بوجسسوده الشسسريف
حال الغيبة كالنتفاع بالشمس المجّللة للعالم المحجوبة بالسحاب .
و بعد قيام الدّلة المحكمسسة علسسى ذلسسك كّلسسه فل يعبسسأ بالسسستبعادات الوهميسسة للمنكريسسن ،و
الستدللت السخيفة الهّينسسة للمبطليسسن علسى مسا اشسسير اليهسا فسي كتسسب أصسسحابنا المامّيسة
المؤّلفة في الغيبة مع أجوبتها المتقنة ،و قد مضى طرف من الكلم على هذا المسسرام فسسي
شرح الفصل الّول من المختار المأة و الّثامن و الّثلثين فليراجع ثمة ،هذا .
و الحكمة اسم لمجامع الخيسسر كّلسسه قسسال أبسسو البقسساهى فسسي عسسرف العلمسساء اسسستعمال النفسسس
النسانية باقتبساس العلسسوم النظرّيسة و اكتسسساب الملكسة التاّمسة علسى الفعسال الفاضسسلة قسسدر
طاقتها .
و قال بعضهم :هي معرفة الحقايق على ما هى عليه بقدر الستطاعة و هي العلسسم النسسافع
المعّبر عنها بمعرفة ما لها و معرفة ما عليها .
] [ 352
ل ما يؤّدى إلى ما يلزمه أو يمنع من قبيح ،و قيل :ما يتضّمن صلح
و قال ابن دريد :ك ّ
الّنشأتين .
و قال في البحار :العلوم الحّقسسة النافعسسة مسسع العمسسل بمقتضسساها ،قسسال :و قسسد يطلسسق علسسى
العلوم الفايضة من جنابه تعالى على العبد بعد العمل بما علم .
لس و
سسسر بسأنه معرفسسة ا ّ
أقول :و المعاني متقاربة و اليها يرجع تفاسيره المختلفسة ،فقسد يف ّ
سر في قوله تعسسالى سر بأنه العلم الذي يرفع النسان عن فعل القبيح ،و ف ّ طاعته ،و قد يف ّ
بالحكمسسة و الموعظسسة الحسسسنة بسسالنبّوة و فسسي قسسوله :و يعّلمسسه الكتسساب و الحكمسسة بسسالفقه و
المعرفة ،و في قوله :و يعّلمهم الكتاب و الحكمة بالقرآن و الشريعة ،
و في قوله :يؤتى الحكمة من يشاء من عباده و من يؤتي الحكمة فقد ُأوتى خيرًا كسسثيرًا و
ل ُأولوا اللباب بتحقيق العلم و إتقان العمل و في الصافي مسسن الكسسافي و تفسسسير
ما يذّكر إ ّ
ل و معرفة المام . سلم في تفسير هذه الية قال :طاعة ا ّ
صادق عليه ال ّ
العياشي عن ال ّ
سلم الحكمة ضياء المعرفة و ميراث التقسسوى و ثمسرة و عن مصباح الشريعة عنه عليه ال ّ
ل على عباده بنعمة أنعم و أعظم و أرفع و أجزل و أبهسسى مسسن الصدق و لو قلت ما أنعم ا ّ
ل يؤتى الحكمة من يشاء و من يؤت الحكمة فقد ُأوتى خيسسرًا كسسثيرًا و الحكمة لقلت ،قال ا ّ
ل مسسن استخلصسسته ل ُأولوا اللباب أى ل يعلم ما أودعت و هيسسأت فسسي الحكمسسة إ ّ ما يذّكر إ ّ
لنفسي و خصصته بها و الحكمة هي الكتاب و صفة الحكيم الثبسسات عنسسد أوائل المسسور و
ل.ل إلى ا ّ
الوقوف عند عواقبها و هو هادى خلق ا ّ
ل.
ل عليه و آله رأس الحكمة مخافة ا ّ
ي صّلى ا ّ
و عن الخصال عن النب ّ
ل عليه و آله أنه كان ذات يوم في بعسسض أسسسفاره اذ لقسساه و عنه و عن الكافي عنه صّلى ا ّ
لس ،فسسالتفت إليهسسم و قسسال :مسسا أنتسسم ؟ فقسسالوا :
سسسلم عليسسك يسسا رسسسول ا ّ
ركسسب فقسسالوا :ال ّ
مؤمنون ،
] [ 353
لس
ل و التفويض إلى ا ّ ل و التسليم لمر ا ّ
قال :فما حقيقة ايمانكم ؟ قالوا :الّرضا بقضاء ا ّ
ل عليه و آله :علماء حكماء كادوا أن يكونوا من الحكمسسة أنبيسساء ل صّلى ا ّ ،فقال رسول ا ّ
ل س اّلسسذي
فان كنتم صادقين فل تبنوا ما ل تسكنون ،و ل تجمعوا ما ل تأكلون ،و اّتقسسوا ا ّ
إليه ترجعون .
إذا عرفت ذلك فأقول :قوله :قد لبس للحكمة جّنتها الظاهر أنه أراد بجّنة الحكمة مخافسسة
ي جعلها رأسها في رواية الخصال المتقّدمة ،ن النب ّ
ل كما أ ّ
ا ّ
ن مخافته سبحانه و وجود وصف الّتقسسوى المسسوجب لقمسسع فاستعار لفظ الجّنة لها باعتبار أ ّ
النفس عن الشهوات و قلعها عن العليق و المنيات مانع عن كون الحكمسسة غرضسسا عسسن
ن الجّنة و هسسو مسسا يسسستتر بسسه
الهام الهوى و عن وقوع الحكيم في الهلكة و الّردى ،كما أ ّ
سلح كالّدرع و نحوه مانعة للبسها عن اصابة سهام العداء . ال ّ
ل س سسسبحانه و خشسسيته السستي هسسي ن ذلك الحكيم قد اّتصف بمخافة ا ّ صل المعنى أ ّ
فيكون مح ّ
بمنزلة الجّنة للحكمة لجل حفظ حكمته و كونها وقايسسة لهسسا عمسسا يصسسادمها كمسسا أنّ الجّنسسة
تحفظ النسان عن صدمات العداء .
و بما ذكرنا يظهر مسا فسي كلم الشسارح البحرانسي ،فساّنه قسال :لفسظ الجّنسة مسستعار فسي
ل س ،و وجسسه
الستعداد للحكمة بالزهد و العبادة الحقيقين و المواظبة على العمل بسسأوامر ا ّ
ن بذلك الستعداد يأمن إصابة سهام الهوى و ثوران دواعى الشسسهوات القسسائدة الستعارة أ ّ
ن مفسساده كمسسا تسسرى
إلى النار كما يأمن لبس الجّنة من أذى الضرب و الجرح ،انتهسسى فسسا ّ
ن لفسسظ الجّنسسة مسسستعار للسسستعداد الحاصسسل مسسن الزهسسد و العبسسادة و المواظبسسة علسسى
هسسو أ ّ
التكاليف الشرعّية .
ن الستعداد المذكور ل يكون جّنة للحكمة على مسسا ذكسسره ،إّنمسسا جه عليه حينئذ أّول أ ّ
فيتو ّ
يكون جّنة للنسان من الوقوع في النار ،و ظاهر كلم المسسام يفيسسد تلبسسسه بجّنسسة الحكمسسة
لجل الحكمة ل لجل نفسه .
ن السسستعداد و التهّيسسوء للشسسيء قبسسل وجسسود الشسسيء ،فلسسو جعسسل الجّنسسة اسسستعارة
و ثانيسسا أ ّ
سلم عدم اّتصاف الّرجل الموصوف للستعداد للحكمة لكان مفاد كلمه عليه ال ّ
] [ 354
ل على ذلك أيضا أى على الّتصاف بالفعل صريح قوله ) و أخذها بجميع أدبها ( أى و يد ّ
أخذ الحكمة على وجه الكمال و قام بآدابها ) من القبال عليها و المعرفة بها و التفّرغ لها
( يعني أّنه لما علم أنه ل خصلة أعظم و أشرف و أرفع و أبهى من الحكمة و عسسرف أنسسه
من يؤتها فقد أوتى خيرا كثيرا أقبسسل الكّليسسة عليهسسا و قصسسر هّمتسسه و نهمتسسه فيهسسا و عسسرف
شرفها و قدرها و نفاستها و تفّرغ لها و تخّلى عن جميع العليق الدنيوية التي تضسساّدها و
ل ما سواها .
حى عن ك ّ تن ّ
) فهى عند نفسه ضاّلته اّلستي يطلبهسا و حساجته اّلستي يسسأل عنهسا ( ذلسك مثسل قسسوله عليسه
سلم في أواخر الكتاب :الحكمة ضاّلة المؤمن . ال ّ
فان قلت :قسسوله يطلبهسسا و يسسأل عنهسسا صسسريحان فسسي عسسدم حصسسولها لسسه فعل فينسافي مسسا
سلم السابق .استظهرت آنفا من كلمه عليه ال ّ
سلم اسسستعار لهسسا لفسسظ الضسساّلة و جملسسة يطلبهسسا وصسسفقلت :ل منافاة بينهما لنه عليه ال ّ
شسحة ل للمستعار منه ل للمستعار له ،إذ من شسأن الضسللة أن تطلسب فهسى اسستعارة مر ّ
استعارة مجّردة ،و الجامع شّدة الشسسوق و فسسرط الرغبسسة و المحّبسسة ل الطلسسب كمسسا زعمسسه
الشارح البحراني حيث قال استعار لها لفظ الضاّلة لمكان انشاده لهسسا و طلبسسه كمسسا تطلسسب
سلم :يسأل عنها ظهسسوره فيمسسا أفسساده الشسسارح ،لكسسن الضاّلة من البل ،نعم قوله عليه ال ّ
تأويله على وجه يوافق ما ذكرناه سهل فتأمل ،هذا .
ن جعل الكلم من باب السسستعارة إّنمسسا هسسو جريسسا علسسى مسسذاق الشسسارح
و ل يخفى عليك أ ّ
ل فقد علمت في ديباجة الشرح أنه من باب التشبيه البليغ حيث ذكر المشّبه البحراني ،و إ ّ
و المشّبه به و حذف الداة فيكون الوصف بالطلب ترشيحا للتشبيه ل للستعارة .
] [ 355
) فهو مغترب ( يعني هذا الشخص يخفى نفسه و يختار العزلة ،و هسسو إشسسارة إلسسى غيبسسة
سلم ) إذا اغترب السلم ( أى إذا ظهسسر الجسسور و الفسسساد و صسسار السسسلم القائم عليه ال ّ
ل عليه و آلسسه :
ل صّلى ا ّ
غريبا ضعيفا بسبب اغتراب الصلح و السداد كما قال رسول ا ّ
بدء السلم غريبا و سيعود غريبا كما بدء .
ثّم شّبه السلم بالبعير البسارك فسي قّلسة النفسع و الضسعف علسى سسبيل السستعارة بالكنايسة
ن البعير إذا أعيسسى و تسسأّذى
فأثبت له لوازم المشّبه به و قال ) :و ضرب بعسيب ذنبه ( ل ّ
ضسسرب بسسذنبه ) و ألصسسق الرض بجرانسسه ( أى مق سّدم عنقسسه فل يكسسون لسسه تص سّرف و ل
ل أن يكون له نفع حال بروكه ،هذا .
نهوض ،و ق ّ
سلم بلبسه لجّنة الحكمة و ايثاره العزلة و الغيبة عّرفه بأنه ) بقّية من و لما وصفه عليه ال ّ
جته ( علسسى عبسساده و ) خليفسسة مسن خلئف أنبيسائه ( فسي بلده ،و هسذان الوصسفان بقايا ح ّ
سلم بما أورده في هذا الفصل إلسسى القسسائم المنتظسسر عليسسهن بكون نظره عليه ال ّ يقويان الظ ّ
سلم .سلم و آبائه الطاهرين عليهم ال ّ ال ّ
جيسسة إجمسساع
جسسة ،و ح ّ
و أما غيرهسسم فليسسس بمعصسسوم بالّتفسساق فل يكسسون قسسوله و فعلسسه ح ّ
ل مسننك ّالعلماء أيضا باعتبار دخسول قسول المعصسوم فسي جملسة أقسوالهم ل مسن حيسث إ ّ
جة . العلماء من حيث إّنه عالم قوله ح ّ
] [ 356
سلم و من هذا كّله ظهر ما في كلم الشارح البحراني أيضا فاّنه بعد ما جعل قوله عليه ال ّ
قد لبس للحكمة جّنتها إشارة إلى العسسارف مطلقسسا و نفسسى ظهسسور كسسونه إشسسارة إلسسى المسسام
سلم قال في شرح هذا المقسسام :قسسوله :بقّيسسة مسسن بقايسسا حججسسه ،أى علسسى المنتظر عليه ال ّ
ل في الرض على عباده ،و ظاهر كسسونه خليفسسة مسسن خلقه إذ العلماء و العارفون حجج ا ّ
ل عليه و آله العلماء ورثة النبياء ،انتهى . خلفاء أنبيائه لقوله صّلى ا ّ
العلماء ورثة النبياء و استظهاره من ذلك كون المراد بالخليفسسة فسسي كلم أميسسر المسسؤمنين
سلم هؤلء ل وجه له . عليه ال ّ
] [ 357
سلم في نصح المخاطبين و موعظتهم و تسسذكيرهم و تسسوبيخهم و ) قسسال ) ثّم ( أخذ عليه ال ّ
سلم أّيها الّناس إّني قد بثثت ( أى نشرت و فّرقت ) لكم المسواعظ اّلستي وعسظ بهسا عليه ال ّ
لس و معرفتسسه و طسساعته و القسسائدة إلسسى
النبياء أممهم ( و هي المواعظ الجاذبسسة لهسسم إلسسى ا ّ
صراط المستقيم ) و أّديت إليكم ما أّدت الوصياء إلسسى مسسن بعسسدهم ( مسسنالنهج القويم و ال ّ
السرار اللهّية و التكاليف الشرعّية .
قال الشارح المعتزلي :و الوصياء السسذين يسسأتمنهم النبيسساء علسسى السسسرار اللهّيسسة و قسسد
يمكن أن ل يكونوا خلفاء بمعنى المارة و الولية ،فانّ مرتبتهم أعلى من مراتب الخلفاء
،انتهى .
ن الوصاية عبارة عن الئتمان على السرار اللهّية و هسسو غيسر ملزم صل تأويله أ ّ
و مح ّ
سسسلم و كسسونه أولسسى
للخلفة و الولية ،فل يكسسون فسسي الكلم دللسة علسسى خلفتسه عليسسه ال ّ
ل على كونه وصّيا مؤتمنا على السرار فقط . بالتصّرف ،و انما يد ّ
فإّما أن يكون غرضه من ذلك أداء وصّية تلسسك السسسرار و الحكسسام إلسسى أّمتسسه و إبلغهسسا
اليهم .
أو يكون غرضه منه كونه فقط عالما بها و مكّلفا في نفسه على العمل بتلك
] [ 358
الحكام و القيام بوظايف هذه السرار من دون أن يكون مأذونا في الداء إليهم .
ل لما جاز أن سلم بل صريحه كون وصايته على الوجه الّول و إ ّ و ظاهر كلمه عليه ال ّ
يؤّدى ما أوصى به إلى المكّلفين فحيث أّداه إليهم علم منه كونه مأذونا فسسي الداء و مكّلفسسا
ل لكسسان الداء عبثسسا ،و ل ريسسب أ ّ
ن به ،و حيث كان مكّلفا بسسه وجسسب عليهسسم اطسساعته و إ ّ
ي بهذا المعنى أى المؤتمن على السرار و الحكام و المكّلف على أدائها إلى المة الوص ّ
ي.و الواجب على المة قبول قوله و طاعته ملزم بل مرادف للخليفة و المير و الول ّ
لنه إن أراد بالخلفة و المارة و الولية المعنى اّلذي يقول به الشسيعة و يصسفون أئّمتهسم
لس عليسه و آلسه و سسّلم و السسلطنة اللهّيسة و الولويسة به أعنى النيابة عن الّرسول صّلى ا ّ
ن الوصساية و هسسي الئتمسان بالسسسرار أعلسسى رتبسسة منهسسا بسل المسسر بالتصّرف فل نسسّلم أ ّ
ن الوصاية بالمعنى المذكور من شئونات الولية المطلقة ،و الولياء مضسافا بالعكس ،ل ّ
إلى كونهم مسسؤتمنين علسسى السسسرار أولسسو المسسر و الّنهسسى و أولسسى بالتصسّرف فسسي أمسسوال
المؤمنين و أنفسهم .
و إن أراد بها المعنى الّلغوي أعنى المسسارة علسسى السسسرايا مثل و الوليسسة أى كسسونه واليسسا
على قوم أو بلد و نحوه فكون رتبة الوصاية أعلى من ذلك مسسّلم و غنسسي عسسن البيسسان ل ّ
ن
الطلع و الئتمان على السرار اللهّية ل نسبة لهما قطعا إلى أّمارة جيش و ولية قسسوم
سسسلم ل يريسسدون ن المامّية حيث يطلقون هذه اللفاظ في مقام وصف الئمة عليهم ال ّ لأّإّ
بها تلك المعاني قطعا ،فل داعى إلى ما تكّلفه الشارح و ل حاجة إليه فافهم جّيدا ،هذا .
سلم :
و قد مضى في شرح الفصل الخامس من المختار الثاني عند شرح قوله عليه ال ّ
ق الولية و فيهم الوصّية و الوراثة ،ما لسسه مزيسسد نفسسع فسسي هسسذا المقسسام
و لهم خصايص ح ّ
فليراجع ثّمة .
] [ 359
و قوله ) و أّدبتكم بسوطي ( الظاهر أّنه كناية عن تأديبه لهسم بسسالقوال الغيسر اللينسسة ) فلسم
ق ) و حسسدوتكم بسسالّزواجر ( أى بسسالنواهى و البعسسادات ) فلسسم تسسستقيموا ( علسسى نهسسج الح س ّ
جبا منكم ) أتتوّقعسسون ل أنتم ( أى تع ّتستوسقوا ( أى لم تجتمعوا على التمكين و الطاعة ) ّ
إماما غيري ( استفهام على سبيل التقرير لغرض التقريع أو على سبيل النكار و التوبيخ
.
ن الستفهام اّلذي هو للنكار التوبيخي يقتضسسي أن يكسسون مسسا بعسسده واقعسسا مسسع فان قلت :إ ّ
أنهم لم يكونوا متوّقعين لمام غيره إذ قد علموا أنه ل إمام وراه .
ل يخفى ما في هذه العبارة من الّلطافة و حسن التعبير في التنفيسر عسن السّدنيا و السترغيب
إلى الخرى ،حيث وصف الولى مع قّلتها بالفناء ،و وصف الثانية مع كثرتها بالبقاء و
ن العقلء ل يرضون الولى بالثانية بدل . معلوم أ ّ
و أّكد هذا المعنى بقوله ) ما ضّر إخواننا ( المؤمنين ) اّلسسذين سسسفكت دمسساؤهم بصسّفين ألّ
يكونوا اليوم أحياء ( مثل حياتنسا ) يسسيغون الغصسص ( و يتجّرعسون الهمسسوم مسسن تسسوارد
اللم ) و يشربون الرنق ( أى الكدر من كثرة مشاهدة المنكرات .
و لما نفى تضّررهم بعدم الحياة نّبه على ما حصل لهم من عظيم المنفعة بالممات
] [ 360
ثّم استفهم عن بعض من مضى بعينه و سسّماه بخصوصسسه لكسسونه مسسن أعيسسان الصسسحابة و
ي و امّسسه أمسسة
ي قحطسسان ّ
أكابرهم فقال ) أين عمار ( و هو ابن ياسر المعروف و أبوه عربس ّ
لبي حذيفة بن المغيرة المخزومي ولدت عمارا فاعتقه أبو حذيفة فمن هنسساك كسسان عّمسسار
مولى لبني مخزوم .
قال الشارح المعتزلي :و للحلف و الولء اّلذين بين بني مخزوم و بين عّمار و أبيه ياسر
كان اجتماع بني مخزوم على عثمسسان حيسسن نسسال مسسن عمسسار غلمسسان عثمسسان مسسا نسسالوا مسسن
الضرب حّتى انفتق له فتق في بطنه زعموا و كسروا ضلعا من أضلعه ،فاجتمعت بنسسو
ل لئن مات ل قتلنا به أحدا غير عثمان . مخزوم فقالوا :و ا ّ
ل ثّم أعطسساهم مسسا أرادوا
قال أبو عمرو بن عبد البّر :كان عّمار بن ياسر مّمن عّذب في ا ّ
ن باليمسسان « و هسسذا ممسسال مسسن ُأكسسره و قلبسسه مطمئ ّ
بلسانه مع اطمينان قلبه فنزل فيسسه » إ ّ
أجمع عليه أهل التفسير و هاجر إلى أرض الحبشة و صّلى القبلتين و هو من المهسساجرين
الّولين و شهد بدرا و المشاهد كّلها و أبلى بلء حسنا ثّم شهد اليمامة فأبلى فيهسسا أيضسسا و
يومئذ قطعت أذنه .
و قال ابن عّباس في قوله تعالى أو من كان ميتًا فَأحييناه و جعلنا لسسه نسسورًا يمشسسي بسسه فسسي
الناس أنه عمار بن ياسر » كمن مثله فسسي الظلمسسات ليسسس بخسسارج منهسسا « أبسسو جهسسل ابسسن
هشام .
لس
ل س ص سّلى ا ّ
و روى أبو عمرو عن عايشة أنها قالت :ما من أحد من أصحاب رسسسول ا ّ
لس
ل ص سّلى ا ّ
ل عّمار بن ياسر ،فإّني سمعت رسول ا ّعليه و آله أشاء أن أقول فيه لقلت إ ّ
عليه و آله و سّلم يقول :إّنه ملىء إيمانا إلى أخمص قدميه .
] [ 361
ل.
عمارا أبغضه ا ّ
ل س ص سّلى
ن عمارا جاء يستأذن رسول ا ّ سلم إ ّ
ي بن ابيطالب عليه ال ّ
قال :و من حديث عل ّ
ل عليه و آله و سّلم يوما فعرف صوته فقال :مرحبا بالطّيب المطّيب ،يعني عّمارا .ا ّ
قال أبو عمرو :و فضايل عّمار كثير يطول ذكرها .
ل تعالى
أقول :و قد مضى جملة من فضائله و مجاهداته بصفّين و كيفّية شهادته رضى ا ّ
عنه هنالك في تذييل المختار الخامس و السّتين و كان سّنه يوم قتل نيفا و تسعين .
) و أين ابن التيهان ( و اسمه مالك و اسم أبيه مالك ايضا ،و قال أبو نعيم :
أبو الهيثم بن التيهان اسمه مالك و اسم التيهسسان عمسسرو بسسن الحسسارث كسسان » رض « أحسسد
النقباء ليلة العقبة و شهد بدرا و الكثر علسسى أنسسه أدرك صسّفين مسسع أميسسر المسسؤمنين عليسسه
لس عليسسه و آلسسه ،قسسال أبسسو
لس صسّلى ا ّ
سلم و قتل بها ،و قيل :توّفى في حيسساة رسسسول ا ّ
ال ّ
عمسسرو :و هسسذا القسسول لسسم يتسسابع عليسسه قسسائله ،و قيسسل :تسسوّفى سسسنة عشسسرين أو إحسسدى و
عشرين .
) و أين ذو الشهادتين ( و هو خزيمة بن ثابت النصاري يكّنى أبا عمارة شهد بدرا و مسسا
سلم فلما قتل عّمار بن ياسر قاتسسل » رهي عليه ال ّ
بعدها من المشاهد و شهد صفين مع عل ّ
ستين .
« حّتى قتل حسبما عرفته في تذييل المختار الخامس و ال ّ
ل بن أحمد ال سّذهلي و انما لّقب بذو الشهادتين لما رواه الصدوق في الفقيه بسنده عن عبد ا ّ
لس
ي صسّلى ا ّن عّمه حّدثه و هو من أصحاب النسسب ّ قال :حّدثنا عمارة بن خزيمة بن ثابت أ ّ
لس
ي صسّلى ا ّي فأسرع النسسب ّ ل عليه و آله ابتاع فرسا من أعراب ّ ي صّلى ا ّ ن النب ّ
عليه و آله أ ّ
عليه و آله و سّلم المشي ليقضيه ثمن فرسه فأبطسسأ العرابسسي ،فطفسسق رجسسال يعترضسسون
سسسلم ابتسساعه ،حّتسسى زادي عليسسه ال ّ
ن النب ّ
العرابي فيساومونه بالفرس و هم ل يشعرون أ ّ
سسوم علسى الثمسن فنسادى العرابسي فقسال :إن كنست مبتاعسا لهسذا بعضهم العرابي فسي ال ّ
ل عليه و آله حين سسسمع العرابسسي فقسسال :أو ي صّلى ا ّ ل بعته ،فقام الّنب ّالفرس فابتعه و إ ّ
ل عليه و آله و سّلم و بسسالعرابي ي صّلى ا ّ ليس قد ابتعته منك ،فطفق الناس يلوذون بالنب ّ
و هما يتشاجران ،فقال العرابي :هلسّم شسسهيدا يشسسهد أّنسسى قسسد بايعتسسك ،و مسسن جسسآء مسسن
ل حّقا حّتىل عليه و آله و سّلم لم يكن ليقول إ ّ ي صّلى ا ّ ن النب ّ
المسلمين قال للعرابي إ ّ
] [ 362
ل عليه و آله و سّلم و العرابي فقسسال ي صّلى ا ّ جاء خزيمة بن ثابت فاستمع لمراجعة النب ّ
ل عليه و آله على خزيمسسة فقسسال :بسسم ي صّلى ا ّ خزيمة إّني أشهد أنك قد بايعته ،فأقبل الّنب ّ
لس عليسسه و آلسسه و سسّلم شسسهادةي صسّلى ا ّ لس فجعسسل النسسب ّ تشهد ؟ قال :بتصديقك يا رسول ا ّ
صة في الكافي بنحسسو آخسسر خزيمة بن ثابت شهادتين و سّماه ذو الشهادتين و روى هذه الق ّ
ي بن إبراهيم عن محّمد بن عيسى عن معاوية بسسن وهسسب قسال :كسان البلط حيسسث عن عل ّ
ل عليه و آله و سّلم يسّمى البطحاء ل صّلى ا ّ يصّلى على الجنايز سوقا على عهد رسول ا ّ
ن أعرابيا أتى بفرس له فأوثقه فاشتراه منه رسسسول سمن و القط و أ ّ يباع فيها الحليب و ال ّ
ل عليه و آله ،ثّم دخل ليأتيه بالثمن فقام ناس من المنسسافقين فقسسالوا :بكسسم بعسست ل صّلى ا ّ ا ّ
لس
ن رسسسول ا ّ فرسك ؟ قال :بكذا و كذا ،قالوا :بئس ما بعت ،فرسك خير مسسن ذلسسك و أ ّ
ل عليه و آله و سّلم خرج إليه بسسالثمن وافيسسا طّيبسسا ،فقسسال العرابسسي :مسسا بعتسسك و صّلى ا ّ
ل، ا ّ
-----------
) ( 1لللل لل لللل لللللل ل لللللل للل لل ل
للل للللل ل للل لل لل لل لللللل لل ل لل لل
ل لللل لل ل للللل لللللل ل للل لل للل ل
للللل » للل لل « .
] [ 363
سلم يده إلى لحيته فأطال البكاء ( من تقّلب الزمسسان و ) قال ( الّراوى ) ثّم ضرب عليه ال ّ
سرا .
جعا و تح ّ
فقد الخوان و تراكم الهموم و الحزان ) ثّم قال ( تو ّ
) اوه على إخسوانى اّلسسذين تلسسوا القسسرآن فسأحكموه ( أى أحسسسنوا تلوتسسه و مبسسانيه و فهمسوا
مقاصده و معانيه و عملوا بمقتضاه و مؤّداه ) و تدّبروا الفرض فأقاموه ( أى تفكروا فسسي
علل الواجبسسات و أسسسرار العبسسادات فواظبسسوا عليهسسا و قسساموا بوظايفهسسا تحصسسيل للغسسرض
ل اّلسذي هسو أشسرف الّلسذات و ل و القربى إلى رضوان ا ّ القصى منها و هو الزلفى إلى ا ّ
سّنة ( يحتمل أن يكون المراد بهسسا المسسستحّبات فيكسسون ذكرهسساأعلى الدرجات و ) أحيوا ال ّ
ل عليه و آله إنما العلم ثلثسسة :آيسسة
ي صّلى ا ّ
بعد القرآن و الفرض نظير ما روى عن الّنب ّ
ن فهو فضل . محكمة أو فريضة عادلة أو سّنة قائمة و ما خله ّ
ن المتشسسابه و المنسسسوخ أى العلم النافع آية محكمة أى واضحة الّدللة أو غير منسوخة فسسا ّ
ل ينتفع بهما غالبا ،و فريضة عادلة أى الواجبات المصونة مسسن الفسسراط و التفريسسط ،و
سّنة قائمة أى المندوبات الباقية غيسسر المنسسسوخة ،و علسسى هسسذا الحتمسسال فسسالمراد باحيسساء
السّنة التيان بها و المراقبة عليها .
ن الظهر بقرينة المقابلة بينه و بين قوله ) :و أماتوا البدعة ( أن يراد بالس سّنة مقابسسل
لأّ
إّ
ل عليه و آله و الشريعة اّلتي شرعها . ل صّلى ا ّ
البدعة ،يعني السنة اّلتي سّنها رسول ا ّ
روى في البحار من معاني الخبار مرفوعا قسسال :جسساء رجسسل إلسسى أميسسر المسسؤمنين عليسسه
سلم فقال :أخسسبرني عسسن السسّنة و البدعسسة و عسسن الجماعسسة و عسسن الفرقسسة ،فقسسال أميسسرال ّ
ل عليه و آله ،و البدعة ما أحدث مسسن بعسسده ،و ل صّلى ا ّ
ن رسول ا ّ المؤمنين السّنة ما س ّ
ق و إن كانوا قليل ،و الفرقة أهل الباطل و إن كانوا كثيرا . الجماعة أهل الح ّ
و على هذا فالمراد باحياء السّنة أخذ أحكام الشرع و العمل عليها .
لس
سلم قال :قال رسول ا ّ روى في البحار من المحاسن عن أبي جعفر عن أبيه عليهما ال ّ
سك بسّنتي في اختلف أّمتي كان له أجر مأة شهيد . ل عليه و آله و سّلم من تم ّ
صّلى ا ّ
] [ 364
ي بن إبراهيم قال في رواية أبسسي الجسسارود عسسن أبسسي جعفسسر روى في البحار من تفسير عل ّ
سلم في قوله تعالى :و اّلذين كسبوا السيئات جزآء سيئة بمثلها و ترهقهسسم ذّلسسة مسسا عليه ال ّ
لس وجسسوههم ثسّم ل من عاصم هؤلء أهل البسسدع و الشسسبهات و الشسسهوات يسسّود ا ّ لهم من ا ّ
يلقونه .
) دعوا للجهاد فأجابوا ( و نهضوا إليه ) و وثقسسوا ( أى اطمسأنوا و اّتكلسوا ) بالقسسائد ( أراد
ق ) فاّتبعوه ( .
به نفسه الشريف لكونه قائدا لهم إلى سبيل الح ّ
شرهم و أنذر و
غب المخاطبين و رّهب و وعظهم و ذّكر و ب ّسلم لما ر ّ
) ثّم ( إّنه عليه ال ّ
سر تخّلص إلى أصل غرضه . جع من مفارقة أصحابه و تح ّ تو ّ
ل ( أى اسرعوا إليسسه و انهضسسوا بسسه ) أل و و ) نادى بأعل صوته :الجهاد الجهاد عباد ا ّ
لس (اني معسكر في يومي هذا ( أى جامع للعساكر في المعسكر ) فمن أراد الرواح إلى ا ّ
أى الذهاب إلى الفوز برضوانه أو إلى لقائه تعالى بالشهادة ) فليخسسرج ( ) قسسال نسسوف :و
سلم ( راية ) في عشسسرة آلف و لقيسسس بسسن سسسعد ( ابسسن عبسسادة ) فسسي عقد للحسين عليه ال ّ
عشرة آلف ( و كان سعد أبو قيس رئيس الخزرج و لم يبايع أبا بكسسر و مسسات علسسى عسسدم
ن و افتروا شعرا من لسان الجسس ّ
ن البيعة و المشهور أّنهم قتلوه لذلك و أحالوا قتله على الج ّ
كما مسّر فسي المقّدمسة الثالثسة مسن مقسّدمات الخطبسة الثالثسة و فسي التنسبيه الّول مسن شسرح
المختار السابع و السّتين .
ل صّلى الّ شارح المعتزلي :سعد هو اّلذي حاول إقامته في الخلفة بعد رسول ا ّ و قال ال ّ
عليه و آله و لم يبايع أبا بكر حين بويع و خرج إلى حوران فمات بهسسا ،قيسسل قتلتسسه الج س ّ
ن
لنه بال قايما في الصحراء ليل و رووا بيتي شسسعر قيسسل إنهمسسا سسسمعا ليلسسة قتلسسه و لسسم يسسر
قائلهما
ن أمير الشام يسسومئذ كمسسن لسسه مسسن رمسساه ليل و هسسو خسسارج إلسسى الصسسحراء
و يقول قوم :إ ّ
خرين :بسهمين فقتله لخروجه عن طاعته ،و قد قال بعض المتأ ّ
] [ 365
ن قلبسسسسسسسسسسسسسسسسسسه
يقولسسسسسسسسسسسسسسسسسسون سسسسسسسسسسسسسسسسسسسعد شسسسسسسسسسسسسسسسسسسّكت الجسسسسسسسسسسسسسسسسسس ّ
ححت ذنبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسك بالعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذر أل رّبمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ّ
و قد مّر في التنبيه الثاني من شرح المختار السابع و السّتين ما يفصح عن جللة شسسأنه و
رفعة مقامه و أحببت أن أورد هنا روايسة مفيسدة لخلسوص عقيسدته علسى وجسه الكمسال مسع
سلم .
تضّمنها لعجاز غريب لمير المؤمنين عليه ال ّ
ل النصاري و عبسسد فأقول :روى في البحار من كتاب إرشاد القلوب عن جابر بن عبد ا ّ
ل بن عباس قال :كّنا جلوسا عند أبي بكر في وليته و قد أضحى النهار و إذا بخالد بسسن
ا ّ
الوليد المخزومي قد وافي في جيش قام غباره و كثر صهيل أهل خيله ،
ى في عنقه قد فتل فتل فأقبل حّتى نزل عن جواده و دخسسل المسسسجدو إذا بقطب رحى ملو ّ
و وقف بين يدي أبي بكر فرمقه الناس بأعينهم فهالهم منظره .
ثّم قال :اعدل يا ابن أبي قحافة حيث جعلك الناس في هسذا الموضسع اّلسذى لسست لسه أنست
سمك على المسساء ،و انمسسا
ل كما يرتفع الطافى من ال ّ
بأهل ،و ما ارتفعت إلى هذا المكان إ ّ
يطفو و يعلو حين ل حراك به ،مالك و سياسة الجيسسوش و تقسديم العسسساكر و أنسست بحيسسث
أنت من دنائة الحسب و منقوص النسب و ضعف القوى و قّلة التحصيل ل تحمسسى ذمسسارا
ل أخا ثقيف و ولد صّهاك خيرا . و ل تضرم نارا فل جزى ا ّ
ى بسسن أبيطسسالب عليسسهإّنى رجعت متكفأ من الطايف إلى جدة فى طلب المرتّدين فرأيت عل ّ
سلم و معه عتاة من الّدين حماليق شزرات أعينهم مسسن حسسسدك و بسسدرت حنقسسا عليسسك و ال ّ
قرحت آماقهم لمكانك ،منهم ابن ياسر و المقداد و ابن جنادة أخسسو غفسسار و ابسسن العسسوام و
غلمان أعرف أحدهما بوجهه ،و غلم أسمر لعّله من ولد عقيل أخيه .
شح عل ّ
ى فتبّين لى المنكر في وجوههم و الحسد في احمرار أعينهم ،و قد تو ّ
] [ 366
لس عليسسه و آلسسه و لبسسس ردائه السسسحاب و لقسسد اسسسرج لسسه داّبتسسه
لس صسّلى ا ّ
بسسدرع رسسسول ا ّ
ى على عين ماء اسمها روية ،فلما رآنى اشمأّز و بربسسر و أطسسرق العقاب ،و لقد نزل عل ّ
موحشا يقبض على لحيته .
فبسادرته بالسسسلم اسسستكفاء و اّتقسساء و وحشسسة ،فاسسستغنمت سسسعة المنسساخ و سسسهولة المنسسزل
فنزلت و من معى بحيسسث نزلسسوا اّتقسساء عسسن مراوغتسسه ،فبسسدانى ابسسن ياسسسر بقبيسسح لفظسسه و
محض عداوته فقر عنى هزؤا بما تقّدمت به إلى بسوء رأيك .
ى أصلع الرأس و قد ازدحم الكلم فى حلقه كهمهمة السد أو كقعقعة الّرعد فقال فالتفت إل ّ
لي بغضب منه :أو كنت فاعل يا با سليمان ؟
ل لو أقام على رأيه لضربت اّلذي فيه عيناك ،فأغضبه قولي إذ صسسدقته
فقلت له :إى و ا ّ
و أخرجه إلى طبعه الذي أعرفه به عند الغضب .
فقال :يا ابن الّلخناء مثلك من يقدر على مثلي أو يجسر أو يدير اسمى في لهواته اّلسستي ل
عهد لها بكلمة حكمة ،ويلك إني لست مسسن قتلك و ل مسسن قتل صسساحبك و انسسي لعسسرف
بمنيتي منك بنفسك .
ثّم ضرب بيده إلى ترقوتي فنكسنى عن فرسي و جعل يسوقني دعا الى رحى للحارث بن
كلدة الثقفي ،فعمد إلى القطب الغليظ فمسّد عنقسسى بكلتسسا يسسديه و أداره فسسى عنقسسى ينفتسسل لسسه
كالعلك المسخن .
لس
و أصحابى هؤلء وقوف ،ما أغنوا عّني سطوته ،و ل كّفوا عّنى شرته فل جزاهسسم ا ّ
عنى خيرا ،فانهم لما نظروا اليه كأنما نظروا إلى ملك موتهم ،فو اّلذي رفسع السسماء بل
ك هذا القطب مأة » ألف خ « رجل أو يزيدون من أشّد العرب فما اعماد لقد اجتمع على ف ّ
قدروا على فّكه فدّلنى عجز الناس عن فّكه أنه سحر منه أو قّوة ملك قد ركبت فيه ،ففّكسسه
ل لحقت بدار عّزى و مستقّر الن عّنى إن كنت فاّكه ،و خذ لى بحّقى إن كنت آخذه ،و إ ّ
مكرمتى ،قد ألبسنى ابن أبى طالب من العار ما صرت به ضحكة لهل الّديار .
فالتفت أبو بكر إلى عمر فقال :ما ترى إلى ما يخرج من هذا الّرجل كأ ّ
ن
] [ 367
فالتفت إليه عمر فقال :فيسسه دعابسسة ل تسسدعها حّتسسى تسسورده فل تصسسدره » و جهسسل خ « و
حسد قد استحكما في خلده فجريا منه مجرى الّدماء ل يدعانه حّتى يهنا منزلته و يورطسساه
ورطة الهلكة .
ثّم قال أبو بكر لمن بحضرته :ادعوا لي قيس بن سعد بن عبادة النصاري ،
قال :فما ل يقدر عليه أبو سليمان و هو نجم عسكركم و سيفكم على أعسسدائكم كيسسف أقسسدر
عليه أنا .
ل فكرها .
فقال له :إن كان طوعا و إ ّ
ن كرشسسك
ن بطنسسك لعظيمسسة و إ ّ
لس مسسن يكرهسسه مثلسسك إ ّ
حاك خسسذل ا ّ
قال قيس :يسسا ابسسن صس ّ
لكبيرة ،فلو فعلت أنت ذلك ما كان منك .
فقال أبو بكر :و ما بذلك منه ،اقصد لما سئلت .
ل لو أقدر على ذلك لما فعلت ،فدونكم و حّدادى المدينة فساّنهم أقسدر علسى فقال قيس :و ا ّ
ذلك مّني ،فأتوا بجماعة من الحّدادين فقالوا :ل ينفتح حّتى نحميه بالّنار .
] [ 368
ل ما بك من ضعف من فّكه و لكّنك ل تفعسسل فالتفت أبو بكر إلى قيس مغضبا ،فقال :و ا ّ
ن أبسساك رام الخلفسسة فعل يعيبك فيه إمامك و حبيبك أبو الحسن ،و ليس هذا بأعجب من أ ّ
ل شوكته و أذهسسب نخسوته و أعسّز السسلم لسولّيه و أقسام دينسسه ليبتغى السلم عوجا فحّد ا ّ
بأهل طاعته ،و أنت الن في حال كيذ و شقاق .
ن لسسك جوابسسا
قال :فاستشاط قيس بن سعد غضبا و امتل غيظا ،فقال :يا ابن أبي قحافة إ ّ
لس لن ى ،لول البيعسسة اّلسستي لسسك فسسي عنقسسى سسسمعته مّنسسى و ا ّ
حميا بلسان طلق و قلب جر ّ
ى بعد يسسوم الغسسدير و ل كسسانتجة لى فى عل ّ بايعتك يدي لم يبايعك قلبى و ل لسانى و ل ح ّ
ل كاّلتى نقضت غزلها من بعد قّوة أنكاثا ،أقول قولى هذا غير هائب منك ،و بيعتى لك إ ّ
ل خائف من معرتك ،و لو سمعت هذا القول منك بدأة لما فتح لك مّنى صالحا .
إن كان أبي رام الخلفة فحقيق أن يرومها بعد من ذكرته ،لنه رجل ل يقعقع بالشسسنآن و
ل يغمز جانبه كغمز التينة ضخم صنديد و سمك منيف و عز بازخ اشوس ،
ل س لنبخلفك أّيها النعجة العرجاء و الديك النافش ل عن صميم و ل حسب كريم و أيم ا ّ
ج فوك منه دما ،دعنا نخسسوض فسسي عمايتسسك عاودتنى في أبى للجمّنك بلجام من القول يم ّ
ق و اّتباع الباطل .
و نترّدى في غوايتك على معرفة مّنا بترك الح ّ
ن علّيا إمامى مسسا انكسسر إمسسامته و ل أعسسدل عسسن وليتسسه و كيسسف انقسسض و قسسد
و أما قولك إ ّ
ى من ب إل ّ
ل بنقض بيعتك أح ّ ل عهدا بامامته و وليته يسألنى عنه فأنا إن ألقى ا ّ أعطيت ا ّ
انقض عهده و عهد رسوله و عهد وصّيه و خليله .
لس ممسسا
ل أميسسر قومسسك إن شسساؤوا تركسسوك و إن شسساؤوا عزلسسوك ،فتسسب إلسسى ا ّ
و ما أنسست إ ّ
صل إليه مما ارتكبته ،سّلم المر إلى من هو أولى منك بنفسك ،فقد ركبسست اجترمته و تن ّ
عظيما بوليتك دونه و جلوسك في موضعه و تسميتك باسمه ،و كأنك بالقليل من دنيسساك
ى الفريقين شّر مكانا و أضعف جندا و قد انقشع عنك كما ينقشع السحاب و تعلم أ ّ
] [ 369
ل مولى و مولك و مولى المؤمنين أجمعيسسن آه آه و أّما تعييرك إّياى باّنه مولى هو و ا ّ
ل ذلك يكون قريبا أّنى لي بثبات قدم أو تمّكن وطأ حّتى الفظك لفظ المنجنيق الحجرة و لع ّ
و تكتفى بالعيان عن الخبر .
ثّم قام و نفض ثوبه و مضسسى ،و نسسدم أبسسو بكسسر عّمسسا أسسسرع إليسسه مسسن القسسول إلسسى قيسسس ،
الحديث .
قال نوف ) و ( عقد ) لبي أّيوب النصاري ( أيضا ) في عشرة آلف ( و أبو أّيوب هسسو
خالد بن زيد بن كعب الخزرجي من بنى النجار شهد العقبة و بدرا و ساير المشاهد ،
) فتراجعت العساكر ( من المعسكر إلى الكوفة قال الّراوي ) فكّنسا كأغنسام فقسدت راعيهسا
ل مكان ( كما قال الفرزدق :
تختطفها الذئاب من ك ّ
و المراد من اختطاف الذئاب إّمسسا النهسسب و القتسسل و الذلل أو الغسسواء و الضسسلل قسسال
سسسلمن هذه الخطبة آخر خطبة خطبها أمير المسسؤمنين عليسسه ال ّ الشارح المعتزلي :يقال :إ ّ
قائما .
ععععععع
] [ 370
و بزند اطراف دم خود را و بچسباند بزميسسن سسسينه خسسود را ،آنحضسسرت بقّيسسه ايسسست از
جت خدا ،و خليفهايست از خليفهاى پيغمبران حقتعالى . باقى ماندگان ح ّ
پسسس فرمسسود آن حضسسرت :اى مردمسسان بدرسسستى كسسه مسسن منتشسسر كسسردم از بسسراى شسسما
موعظهائى كه موعظه فرمودند با آنها پيغمبران امتهاى خودشان را ،و رساندم بسسسوى
شما چيزيرا كه رساند وصيهاى پيغمبران بكسانى كه بودند بعد از ايشان ،
و ادب دادم بشما با تازيانه خودم پس مستقيم نشسسديد ،و رانسسدم شسسما را بسسدلئل مسسانعه از
جب ميكنم از شما آيا توقع ميكنيد امامى را غيسسر از راه ناصواب پس منتظم نگشتيد ،تع ّ
من كه ببرد شما را بجاّده حق ،و ارشاد نمايد شما را براه راست .
آگاه باشيد بدرستيكه ادبار كرده است از دنيا چيزيكه اقبال نموده بود ،
و اقبال كرده است از آن چيزيكه ادبار كرده بود ،و عزم برحلت كردند بندگان پسنديده
خدا و عوض كردند قليسسل از دنيسسا را كسه بسساقى نخواهسد مانسسد بكسثير از آخسسرت كسه فسانى
نخواهد شد ،ضرر نرساند برادران ما را كه ريخته شد خونهاى ايشان در جنگ صفين
اينكه نشدند امروز زنده كه گوارا كنند غصهها را و بياشامند آب كدورت آميز انسسدوه را
بتحقيق قسم بذات حق كه ملقات كردند پروردگار را پس بتمام و كمال رسسسانيد بايشسسان
اجرهسساى ايشسسان را ،و فسسرود آورد ايشسسان را در سسسراى امسسن و امسسان بعسسد از خسسوف و
هراس ايشان .
كجايند برادران من كه سوار شدند بر راه صدق ،و گذشتند بر طريق حق ،
كجا است عمار ياسر كجا است ابي الهيثسسم بسسن التيهسسان كجسسا اسسست خزيمسسة بسسن ثسسابت ذو
الشهادتين و كجاينسسد امثسسال ايشسسان از بسسرادران مسسؤمنين ايشسسان كسسه عهسسد بسسسته بودنسسد بسسا
همديگر بر مردن در راه دين ،و فرستاده شد سرهاى ايشسسان بسسا قاصسسد بسسسوى فسساجران
پس از آن زد آن حضرت دست خود را بمحاسن شريف خود ،پس بسيار گريسسست بعسسد
از آن فرمود :
] [ 371
و تفكر كردند در واجبسسات پسسس برپسسا داشسستند آن را ،و زنسسده كردنسسد سسّنت پيغمسسبر را و
كشتند بدعت را ،خوانده شدند از براى جهاد پس اجسسابت كردنسسد ،و اعتمسساد نمودنسسد بسسه
پيشوا پس متابعت كردند او را .
بعد از آن ندا فرمود آن حضرت بآواز بلند و فرمسسود :بشسستابيد بسسسوى جهسساد و قتسسال اى
بندگان خدا ،آگاه باشيد كه اردو درست كننسدهام در هميسسن روز پسس هسر كسسه اراده كنسد
جه نمودن بسوى پروردگار خود بس بايد كه خارج بشود باردوگاه . تو ّ
گفت نوف بكالي :و عقد فرمود حضرت أمير مؤمنان از براى پسسسر خسسود امسسام حسسسين
سلم در ده هزار نفر ،و معين فرمسسود از بسسراى قيسسس بسسن سسعد بسسن عبسسادة در ده
عليه ال ّ
هزار ،و از براى أبو أيوب انصاري در ده هزار ،و از بسسراى سسسايرين بسسر شسسمارهاى
ديگر و اراده داشت كه بر گردد بسوى صفين پس بر نگرديد روز جمعه همان هفتسه تسا
آنكه ضربت زد آن بزرگوار را ملعون ابن ملجم مرادي ،خدا لعنت كنسسد او را پسسس بسسر
گشتند لشگريان پس شديم ما بمنزلسسه گوسسسفندانى كسسه گسسم كسسرده باشسسند شسسبان خسسود را در
حالتى كه بربايند آنها را گرگان از هر مكان .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
] [ 372
ليكشسسفوا لهسسم عسسن غطائهسسا ،و ليح سّذروهم مسسن ضسسرائها ،و ليضسسربوا لهسسم أمثالهسسا ،و
حها و أسسسقامها ،و صسسروهم عيوبهسسا ،و ليهجمسسوا عليهسسم بمعتسسبر مسسن تص سّرف مصسسا ّ
ليب ّ
حللها و حرامها ،و ما أعّد سبحانه للمطيعين منهم و العصاة من جّنة و نسار ،و كرامسة
ل قدر أجل ل شيء قدرا ،و لك ّ و هوان ،أحمده إلى نفسه كما استحمد إلى خلقه ،جعل لك ّ
ل أجل كتابا .
،و لك ّ
منها :في ذكر القرآن فالقرآن آمر زاجر ،و صامت ناطق ،
ل على خلقه ،أخذ عليهم ميثاقه ،و ارتهن عليه أنفسسسهم ،أتسّم نسسوره ،و أكسسرم بسسه جة ا ّحّ
ل عليسسه و آلسسه و قسد فسسرغ إلسسى الخلسسق مسسن أحكسسام الهسسدى بسسه ،
دينه ،و قبض نبّيه صّلى ا ّ
ظم من نفسه ،فإّنه لم يخف عنكسسم شسسيئا مسسن دينسسه ،و لسسم يسسترك ظموا منه سبحانه ما ع ّفع ّ
ل و جعل له علما باديا ،و اية محكمة تزجر عنسسه أو تسسدعو إليسسه ، شيئا رضيه أو كرهه إ ّ
فرضاه فيما بقي واحد ،و سخطه فيما بقي واحد .
و اعلموا أّنه لن يرض عنكم بشيء سخطه على من كان قبلكم ،
و لن يسسخط عليكسم بشسيء رضسيه مّمسن كسان قبلكسم ،و إّنمسا تسسيرون فسي أثسر بّيسن ،و
تتكّلمون برجع قول قد قاله الّرجال من قبلكم ،قد
] [ 373
شسسكر ،و افسسترض مسسن ألسسسنتكم السّذكر ،و أوصسساكم
كفاكم مؤنة دنياكم ،و حّثكسسم علسسى ال ّ
بالّتقوى و جعلها منتهى رضاه ،و حاجته من خلقه ،
ل اّلذي أنتم بعينه ،و نواصيكم بيده ،و تقّلبكم في قبضته ،
فاّتقوا ا ّ
إن أسررتم علمه ،و إن أعلنتم كتبه ،قد وّكل بكم حفظة كراما ،
ن الّناس يوشك أن ينقطع بهم المل ،و يرهقهم الجل ،و يسّد عنهم بسساب الّتوبسسة ،فقسسد فإ ّ
أصبحتم في مثل ما سأل إليه الّرجعة من كان قبلكم ،و أنتم بنو سبيل علسسى سسسفر مسسن دار
ليست بداركم ،و قد أوذنتم منها بالرتحال ،و أمرتم فيها بالّزاد .
و اعلمسسوا أّنسسه ليسسس لهسسذا الجلسسد الّرقيسسق صسسبر علسسى الّنسسار ،فسسارحموا نفوسسسكم فسسإّنكم قسسد
شوكة تصيبه ،و العسسثرة تسسدميه ، جّربتموها في مصائب الّدنيا أ فرأيتم جزع أحدكم من ال ّ
و الّرمضآء تحرقه ،فكيف إذا
] [ 374
ن مالكسسا إذا غضسسب كان بين طابقين من نار ،ضجيع حجر ،و قرين شسسيطان ،أعلمتسسم أ ّ
على الّنار حطسسم بعضسسها بعضسسا لغضسسبه ،و إذا زجرهسسا تسسوّثبت بيسسن أبوابهسسا جزعسسا مسسن
زجرته ،أّيها اليفن الكبير اّلذي قد لهزه القتير ،كيف أنت إذا التحمت أطواق الّنار بعظام
سواعد .
العناق ،و نشبت الجوامع حّتى أكلت لحوم ال ّ
سقم ،
حة قبل ال ّ
صّل معشر العباد و أنتم سالمون في ال ّ
لا ّ
فا ّ
ضيق ،فاسعوا في فكاك رقابكم من قبسل أن تغلسق رهائنهسسا ،أسسهروا و في الفسحة قبل ال ّ
عيسسونكم ،و أضسسمروا بطسسونكم ،و اسسستعملوا أقسسدامكم و أنفقسسوا أمسسوالكم ،و خسسذوا مسسن
لس سسسبحانه ِإ ْ
ن أجسادكم ما تجسسودوا بهسسا علسسى أنفسسسكم و ل تبخلسسوا بهسسا عنهسسا ،فقسسد قسسال ا ّ
سسنًاحَلس َقْرضسًا َ
ضا ّ
ن َذا اّلسذي ُيْقسِر ُت َأْقسسداَمُكْم و قسسال َ :مس ْ
صسْرُكْم َو ُيَثّبس ْلس َيْن ُ صسُروا ا ّ َتْن ُ
ل، ل ،و لسسم يستقرضسسكم مسسن ق س ّ ج سٌر َكري سٌم فلسسم يستنصسسركم مسسن ذ ّ عَفُه َل سُه َو َل سُه َأ ْ
َفُيضسسا ِ
سسسموات و الرض و هسسو العزيسسز الحكيسسم ،و استقرضسسكم و لسسه استنصركم و له جنسسود ال ّ
ي الحميسسد ،و إّنمسسا أراد أن يبلسسوكم أّيكسسم أحسسسن
سسسموات و الرض و هسسو الغن س ّ
خسسزائن ال ّ
ل في داره ،رافق بهم رسله ،و أزارهم عمل ،فبادروا بأعمالكم ،تكونوا مع جيران ا ّ
] [ 375
ملئكته ،و أكرم أسماعهم أن تسمع حسيس نار أبدا ،و صان أجسادهم أن تلقى لغوبسسا و
لس
ل اْلَعظيسِم أقسسول مسسا تسسسمعون ،و ا ّ
ضس ِ
لس ُذو اْلَف ْ
ن َيشاُء َو ا ّ
ل ُيْؤتيِه َم ْ
لا ّ
ضُك َف ْ
نصبا ذِل َ
المستعان على نفسي و أنفسكم ،
ععععع
) نصب ( نصبا من باب تعب أعيا و عيش ناصب و ذو منصبة فيه ك سّد و جهسسد و نصسسبه
الهّم أتعبه و ) هجمت ( عليه هجوما من باب قعد دخلت على غفلة منه ،و هجمسست علسسى
حة
حة مفعلة من الص ّ القوم جعلت يهجم عليهم يتعّدي و ل يتعّدى و ) المصاح ( جمع مص ّ
ح بسسه
حة أو يص ّ
حة بفتح الصاد و كسرها أى فيه ص ّصوم مص ّكمضار جمع مضّرة ،و ال ّ
و ) سخط ( سخطا من باب تعب غضب .
ن الترديسسد معنسسى
و ) رجع قول ( قال الشارح البحراني أى المسسردد منسسه ،و لعّلسسه وهسسم ل ّ
صسسوت و هسسو تحريكسسه ،و ترجيسسع الذان و الترجيح مصدر باب التفعيل و منه ترجيسسع ال ّ
هو تكرير فصوله ،و في القاموس الرجيع من الكلم المسسردود إلسسى صسساحبه و السسروث و
كلّ مردود و لم يذكر في معاني رجع الترديد ،فالظاهر أنه بمعنى النفع مسسن قسسولهم ليسسس
له منه رجع أى نفع و فائدة قال في القاموس :الرجع النفع و رجع كلمي فيه أفاد .
و ) يوشك ( أن يكون كذا بكسر الشين من أفعال المقاربة مضارع أو شك يفيد السسدنّو مسسن
الشيء ،و قال الفارابي اليشاك السراع ،و قسسال النحسساة اسسستعمال المضسسارع أكسسثر مسسن
الماضي و استعمال اسم الفاعل قليل و قد استعملوا ماضيا ثلثيا فقالوا و شسسك مثسسل قسسرب
و شكا ،و في القاموس و شك المر ككرم سرع كوشك و أوشك أسرع السسير كواشسك و
يوشك المر أن يكون و أن يكون المر و ل تفتح شينه أو لغة رديئة
] [ 376
و ) رهقت ( الشيء رهقا من باب تعب قربت منه ،قسسال أبسسو زيسسد :طلبسست الشسسيء حّتسسى
رهقته و كدت آخذه أو أخذته ،و قال :رهقته أدركته و رهقه الّدين غشسسيه و ) الطسسابق (
وزان هاجر و صاحب و رويسا معسسا الجسر الكسسبير ،و ظسرف يطبسخ فيسسه معسرب تسابه و
الجمع طوابيق و ) اليفن ( محّركة الشيخ الكبير و ) لغب ( لغبا من باب قتل و تعب لغوبا
أعيا و تعب .
ععععععع
سلم :بمعتبر ،للمصاحبة أو التعدية ،و من في قوله :من تصّرف الباء في قوله عليه ال ّ
لس ،بيانية ،و حللها بالجّر عطف على تصّرف أو على أسقامها ،و قسسوله :و مسسا أعسّد ا ّ
إما عطف على معتبر أو على عيوبها ،و الى في قوله :أحمده إلى نفسه ،لنتهاء الغايسسة
لس ،أى انهسى كما في نحو المر إليك أى منته إليك قال ابن هشام :و يقولون أحمد إليك ا ّ
حمده إليك آه ،و في قوله كما استحمد إلى خلقه ،لنتهاء الغاية أيضا أو بمعنسسى مسسن كمسسا
في قول الشاعر :
أى مّنى ،و من في قسوله :فعظمسوا منسه زايسدة أى عظمسوه ،و مسا فسي قسوله :مسا عظسم
مصدرية ،
ل عليه المصدر
و قوله :من ألسنتكم الذكر ،قال الشارح المعتزلي من متعّلقة بمحذوف د ّ
المتأخر ،تقديره :و افترض عليكم الذكر من ألسنتكم .
ن المصدر في تقدير أن و الفعل ،و ان موصول حرفي ل يتقسّدم أقول :و كأّنه نظر إلى أ ّ
ن الظسسرف و جه عليسسه أ ّ
ل أنسسه يتسسو ّ
معموله عليه فل يجوز تعّلقه بنفس المصدر المسسذكور إ ّ
الجاّر و المجرور يّتسع فيه ما ل يّتسسسع فسسي غيسسره كمسسا صسّرح بسسه المحّققسسون مسسن علمسساء
ح فيهما تعّلقهما بالمصدر المذكور و سعى فيص ّ الدبية ،و مثله قوله تعالى فلّما بلغ معه ال ّ
ل حاجة إلى التقدير .
] [ 377
ل تعمل في الحال كما نسب إلى المحّققين من علماء الدبّيسسة فل بسّد مسسن جعسسل كسسان تامسسة
بمعنى وجد ،و على ذلك فيكون قوله :بين طابقين ظرفا لغوا متعّلقا بكان .
ل ،و هذا الفعل المحسسذوف هسسو متعّلسسق ل ،نصب على الغراء أى اتقوا ا ّ لا ّ
و قوله :فا ّ
حة ،و قوله :قبل السقم إّما بدل مسسن قسسولهقوله في الصحة أى اّتقوه سبحانه في حال الص ّ
حة ،و قوله :خذوا من أجسادكم ،حرف من نشوية ، في الصحة أو حال مؤكدة من الص ّ
ل فأجاب ي فكأنه سئل عن ثمرة الكون مع جيران ا ّ و جملة :وافق بهم رسله استيناف بيان ّ
ن ثمرته مرافقة الّرسل و زيارة الملئكة و غيرهما . بأ ّ
و قوله :و نعم الوكيل ،عطف إّما على جملة هو حسبنا ،فيكون المخصسوص محسذوفا ،
و إّما على حسبنا أى هو نعم الوكيل ،فيكسسون المخصسسوص هسسو الضسسمير المتقسّدم و علسسى
التقديرين و هو من عطف النشاء على الخبار و ل بأس به كما صّرح بسسه ابسسن هشسسام و
غيره .
عععععع
لس سسسبحانه و وصسسف الكتسساب العزيسسز و ن هذه الخطبة الشريفة مسوقة للثناء على ا ّ اعلم أ ّ
موعظسسة المخسساطبين و وعسسدهم بالجّنسسة و وعيسسدهم مسسن النسسار و افتتحهسسا بمسسا هسسو أح س ّ
ق
بالفتتاح .
ص بسسه لختصسساص ق لسسه سسسبحانه و مختس ّ ل ( أى الثناء و الذكر الجميسسل حس ّفقال ) الحمد ّ
صسسفات فقسسال
أوصسساف الجمسسال و نعسسوت الكمسسال بسسذاته و أشسسار إلسسى جملسسة مسسن تلسسك ال ّ
) المعروف من غير رؤية ( أى معروف باليسسات ،موصسسوف بالعلمسسات ،مشسسهود بمسسا
سسسماوات ،و ليسسست أبسسدعه مسسن عجسسايب القسسدرة و شسسواهد العظمسسة فسسي الرضسسين و ال ّ
معروفّيتسسه كمعروفّيسسة الجسسسام و الجسسسمانّيات ،و ذوى الكيفّيسسات و الهيئآت بسسأن يعسسرف
برؤية العيون بمشاهدة العيان لكونه تعالى شأنه منّزها عن المقابلة و الجهة و المكان ،
و غيرها من لواحق المكان ،و انما تعرفه القلوب بحقايق اليمان على مسسا عرفسست ذلسسك
كّله تفصيل و تحقيقا في شسرح المختسار التاسسع و الربعيسن و المختسار المسأة و الّثسامن و
سبعين .
ال ّ
] [ 378
و ) الخالق من غيسسر منصسسبة ( يعنسسي أنسسه خسالق للمخلوقسسات بل آلت و أدوات فل يلحقسسه
ضعف و تعب و اعياء و نصب .
و انما ) خلق الخليق ب ( نفس ) قدرته ( الباهرة و مشّيته القاهرة المضمرة بين الكسساف
و النون ،فأمره إذا أراد شيئا أن يقسسول لسسه كسسن فيكسسون ) و اسسستعبد الربسساب بعّزتسسه ( أى
طلب العبودّية من السادات و الملسسوك بقهسسره و غلبتسسه ) و سسساد العظمسساء بجسسوده ( إذ كس ّ
ل
عظيم فهو بمقتضا امكانه داخر عند وجوده مفتقر إلى إفاضته وجوده .
ن و النسسس ل داّبسسة ) و بعسسث إلسسى الجس ّ
ث فيهسسا مسسن كس ّ
) و هو اّلذي أسكن الّدنيا خلقه ( و ب ّ
رسله ( بمقتضى الّلطف و الحكمة و واتر إليهسسم أنبيسسائه ) ليكشسسفوا لهسسم عسسن غطائهسسا ( و
يرفعوا عنها سترها و حجابها و يسفروا عن وجهها نقابها ) و ليحذروهم ( منهسسا و ) مسسن
ضّرائها ( و ليرغبوهم في الخرة و في سّرائها ) و ليضربوا لهم أمثالها ( .
ق،
و لما كان عمدة الغرض من بعث الّرسل و النبياء هو جذب الناس إلى طرف الح ّ
و كان حصول ذلك الغرض موقوفا على التنفيسسر عسسن السّدنيا و السسترغيب إلسسى الخسسرى ل
جرم أكثروا لها من المثال المنفرة ،فشّبهوها فسسي وقاحتهسسا و قباحتهسسا بسسالعجوز الهتمسساء
ل السسزائل و الضسسوء الفسسل ،و فسسي حسسسن الشمطآء ،و في سرعة الفناء و النقضاء بالظس ّ
سسسها و القاتسسل سسّمها إلسسى غيسسر هسسذه مسسن المثسسال
صورتها و قبيح باطنهسسا بالحّيسسة الّليسسن م ّ
المضروبة لها في الكتاب العزيز و الخبار و كلمات النبيسساء و الوليسساء الخيسسار ،و قسسد
مضت جملة من تلك المثال في شرح الفصل الثاني من المختار الثاني و الثمانين .
صروهم عيوبها ( حّتى يشاهدوا معايبها و يروا معاطبها و يعلموا أّنها و إن كسسانت ) و ليب ّ
ل أنها يوبق مخبرها مسسع تضسّمنها لقسسرب الزيسسال و ازف النتقسسال و علسسز
يونق منظرها إ ّ
القلق و ألم المضض و غصص الجرض .
] [ 379
حها و اسقامها ( أى ليدخلوا عليهم على حين ) و ليهجموا عليهم بمعتبر من تصّرف مصا ّ
حة و السقم و الّلسسذة
غفلة منهم بما يوجب عبرتهم من تقّلباتها و تصّرفاتها على أهلها بالص ّ
و اللم ،فعن قليل ترى المرحوم مغبوطا ،و المغبوط مرحوما و تسسرى أهلهسسا يمسسسون و
يصبحون على أحوال شّتى ،فصحيح مشعوف بها مشغول بزخارفها ،و مريض مبتل ،
ن في ذلسسك تسسذكرة وو مّيت يبكى ،و آخر يعّزى ،و عائد يعود ،و آخر بنفسه يجود ،فا ّ
ذكرى و عبرة لولى النهى إذ على أثر الماضي يمضسسى البسساقي ،و سسسبيل السسسلف يسسسلك
الخلف .
ن الكتساب من الحلل يوجب في الّدنيا زيادة المال و بركة له ،و في الخسسرة يصسسون بأ ّ
من غضب الّرب ،و القتحام في الحرام يسسورث فسسي السّدنيا تلسسف المسسال و ذهسسابه ،و فسسي
الخرة يعّقب الحسرة و الندامة و العطب .
-----------
) ( 1للللل لللللل لل ل ل لل لللللل لل للل ل
لل ) للل ( .
للل للل
-----------
) ( 2ل لل ل للل لل ل لللللل لل للللل لل لل
لللل لللل لللللللل ) للل ( .
-----------
) ( 3ل لل ل للل لل ل لللللل لل للل للل لل لل
لل لل لللللل لللللللل ) للل لل ( . للل
] [ 380
ن الحلل ربما يتبّدل بالحرام بالظلم و الثسسام كمسسا قسسال عسّز مسسن قسسائل » :فبظلسسم مسسن
و بأ ّ
ن الحرام قد يتبّدل بسالحلل اذا اقتضسست اّلذين هادوا حّرمنا عليهم طّيبات أحّلت لهم « و بأ ّ
ضرورة كحالة الضطرار و المخمصة و نحو ذلك مما يوجب العتبسسار بهمسسا و يبعسسث ال ّ
ف عن الحرام .
على القناعة بالحلل و الك ّ
و أبلغ التذكر و العبرة بتصاريف الحلل و الحرام ما نطق به القسرآن قسال سسبحانه و لقسد
سبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين فجعلناهسا نكسال لمسا بيسنعلمتم اّلذين اعتدوا منكم في ال ّ
ل ) سبحانه للمطيعين منهسسم ( .أى مسسن
يديها و ما خلفها و موعظة للمّتقين ) و ما أعّد ( ا ّ
ن و النس ) و العصاة من جّنة و نار ( نشر على ترتيسسب الّلسسف أى جّنسسة للمطيعيسسن و
الج ّ
نار للعاصين ) و كرامة ( و رضوان للّولين و ذّلة ) و هوان ( للخرين .
جها به إليه تعالى أو منهيا حمدى إلى ) أحمده إلى نفسه ( أى أحمده سبحانه متقّربا أو متو ّ
ل ) كمسسا اسسستحمد إلسسى خلقسسه (
نفسه أى يكون حمدي منتهيا إليه و مخصوصا به عّز و جس ّ
جهسسا طلبسسه إلسسى
أى يكون حمدى إّياه في الكيفّية و الكمّية على الوجه اّلذي طلب الحمسسد مو ّ
خلقه أو على الوجه اّلذي طلبه منهم و المآل واحد ،
و المراد بيان فضل الحمد و كونه على وجه الكمال و خلوصه عن شوب الشرك و الريسسا
ل شسسيء قسسدرًا أى مقسسدارا لس لكس ّ
ل شيء قدرا ( كقوله تعالى :قسسد جعسسل ا ّ
و قوله ) جعل لك ّ
ل قسسدر أجل ( معّينا من الكيفّية و الكمّية ينتهى إليه ،و حّدا محدودا يقف عنده ذّله ) و لك س ّ
ل أجل كتابال شيء مقّدر وقتا مخصوصا يكون فيه انقضاؤه و فناؤه اذا بلغه ) و لك ّ أى لك ّ
( أى رقوما تعرفها الملئكة و تعلم بها انقضاء أجل من ينقضى أجله .
و قال الشارح البحراني :المراد بالكتاب العلم اللهي المعّبر عنه بالكتاب المبين و الّلسسوح
ل شيء ،انتهى ،و الظهر ما قلناه . ل شيء ،و فيه رقم ك ّالمحفوظ المحيط بك ّ
] [ 381
قال السّيد ) ره ( ) منها ( أى بعض فصول هذه الخطبسسة الشسسريفة ) فسسى ذكسسر القسسرآن ( و
بعض أوصافه .
لس
ن المر و الناهي هسسو ا ّ
) فالقرآن آمر زاجر ( وصفه بهما من باب التوسع و المجاز ل ّ
ن القرآن لما كان متضّمنا لمره و نهيه اطلق عليه لفسظ المسر و النساهي مسن
لأّ
سبحانه إ ّ
باب اطلق اسم السبب على المسّبب كما قاله الشارح البحراني ،أو من باب سيف قاتل ،
و إنما القاتل الضارب كما قاله الشارح المعتزلي يعني تسمية اللة باسم ذى اللة .
أقول :لّما كان القرآن مظهرا لمرّيته و زاجرّيته سبحانه يكفى هذا المقدار من العلقة و
حل إدخالها في إحدى العلئق المعروفسسة ،
حة التجّوز ،و ل حاجة الى تم ّ
الرتباط في ص ّ
و قد عرفت تحقيق ذلك في ديباجة الشرح .
صمت لّنه كلم مؤّلف من حروف و أصوات صسسامتة لنّ ) و صامت ناطق ( وصفه بال ّ
ن النطق إنمسسا يحصسسل بسسالداة و الّلهسسوات و الكلم و
العرض يستحيل أن يكون ناطقا ،ل ّ
الحروف يستحيل أن يكون ذا أداة تنطق بالكلم .
صمت عبسسارة عسسن عسسدم النطسسق ن ال ّ
و يحتمل أن يكون وصفه به من باب المجاز إن قلنا إ ّ
عّمن من شأنه أن يكون ناطقا بأن يكون النسبة بينهما مقابلة العدم و الملكة ،و علسسى هسسذا
فيكون وصفه به من باب الستعارة تشبيها له بالحيوان الغير الناطق .
و أما وصفه بالنطق فهو من باب الستعارة التبعّيسسة أو المكنّيسسة مثسسل قسسولهم نطقسست المسسال
بكذا و الحال ناطقة بكذا ،و قد عرفت شرحه في ديباجة الشرح في المسسألة السسابعة مسن
مسائل المجاز ،و في التقسيم الثانى من تقسيمات الستعارة فليراجع ثّمة .
ج على العباد بما أتاهم و عّرفهم به و بسسالقرآن ل سبحانه يحت ّ نا ّل على خلقه ( ل ّ جة ا ّ
)حّ
عرف الحكام و أبسسان مسسسائل الحلل و الحسسرام و أزال العسسذر بسسه عسسن نفسسسه فسسي عقسساب
العاصين أن يقولوا يوم القيامة إّنا كّنا عن هذا غافلين .
] [ 382
جة بعسسد
لحّ
ل يكون للناس على ا ّ
ى عن بّينة ،و لئ ّ
ليهلك من هلك عن بّينة و يحيى من ح ّ
الّرسل .
) أخذ عليهم ميثاقه ( أى أخذ الميثاق و العهد من المكّلفين على العمسسل بسسه و بأحكسسامه ،و
ث و الترغيب عليه و المراد به ما ورد في بعض اليات و صدر عن لسان النبّوة من الح ّ
المر باجلله و إعظامه و القيام بمعالمه و أحكامه .
) و ارتهن عليه أنفسهم ( لما كان ذمم المكّلفين مشغولة بما تضّمنه القرآن من التكاليف و
لزم عليهم الخروج عن عهدة التكليسسف و تحصسسيل بسسراءة الّذمسسة شسّبههم الحكام و كان ال ّ
ق صسساحب السّدين ك رهانتها موقسسوف علسسى أداء حس ّ
نف ّ
بالعين المرهونة لدين المرتهن ،فا ّ
ك رهانة هؤلء موقوف على عملهم بالتكاليف الشرعّية و الوامر المطلوبة . فكذا ف ّ
ل عليه و آله في الخطبة اّلتي خطب بهسسا فسسي فضسسيلة شسسهر ي صّلى ا ّو هو نظير قول النب ّ
ن أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففّكوهسسا باسسستغفاركم ،و ظهسسوركم ثقيلسسة
رمضان أّيها الناس إ ّ
من ذنوبكم فخففوا عنها بطول سجودكم .
] [ 383
) و ( بذلك العتبار أيضا ) أكرم به دينسسه ( أى جعلسسه مكرمسسا معسّززا بسسه ) و قبسسض نسسبّيه
ل عليه و آله و قد فرغ إلى الخلق من أحكام الهدى به ( يجسسوز أن يكسسون الحكسسام صّلى ا ّ
بكسر الهمزة أى فرغ من جعل الهداية بالقرآن محكمة أى متقنة مثبتة في قلوب المؤمنين
ل س عليسسه و آلسسه
ن المضبوط فيما رأيته من النسخ بفتحها ،فيكون المراد فراغته صّلى ا ّ لك ّ
من أحكام الهداية أى من التكاليف اّلتي يتوّقف الهداية به عليها ،مثسسل قرائتسسه و تعليمسسه و
تفسير معانيه و توضيح مبانيه ،و اللزام على العمل باحكامه و نحو ذلك مما يحصل به
الهتداء .
لس لسسم
سسسلم أّنسسه قسسال :إنّ ا ّروى في الكافي عن عبد العزيز بن مسلم عن الّرضسسا عليسسه ال ّ
ل عليه و آله حّتى أكمل له الّدين و أنسسزل عليسسه القسسرآن فيسسه تبيسسان كس ّ
ل يقبض نبّيه صّلى ا ّ
شيء بّين فيه الحلل و الحرام و الحدود و الحكسسام و جميسسع مسسا يحتسساج إليسسه النسساس كمل
جسسة السسوداع و هسسى آخسسر ل :ما فّرطنا في الكتسساب مسسن شسسيء و أنسسزل فسسي ح ّ فقال عّز و ج ّ
ل عليه و آله و سّلم » :اليوم أكملست لكسم دينكسم و أتممست عليكسم نعمستي و عمره صّلى ا ّ
رضيت لكم السلم دينًا « و أمر المامة من تمام الّدين و لم يمض حّتى بّين لّمته معسسالم
سسسلم ق و أقسسام لهسسم علّيسسا عليسسه ال ّدينهم و أوضح لهم سبيلهم و تركهم على قصد سبيل الح ّ
لس لسسم يكمسسل دينسسه فقسسد رّد نا ّ ل بّينه ،فمسسن زعسسم أ ّ
إماما و ما ترك شيئا يحتاج إليه المة إ ّ
ل فهو كافر .
ل ،و من رّد كتاب ا ّ كتاب ا ّ
و قد مّر تمام تلك الرواية في شرح الفصل الخامس من المختار الثالث .
] [ 384
شرعّيات مسا هسسو مقسّرب إلسسى الثسسواب مبّعسسد مسسنصلحهم فقد أحسن إليهم ،و من جملة ال ّ
العقاب ،و هذا أبلغ ما يكون من الحسان و المحسن يجب تعظيمه و شكره بقدر المكان
ل سّيما إذا كان إحسانه بالنعم العظام و العطايا الجسام .
) و ( أّكد عدم إخفائه شيئا من دينه بأنه ) لم يسسترك شسسيئا رضسسيه ( و أّدى إلسسى ثسسوابه ) أو
ل ( و عّرفسسه و بّينسسه ) و جعسسل لسسه علمسسا باديسسا ( أى علمسسة
كرهه ( و قرب من عقسسابه ) إ ّ
ظاهرة ) و آية محكمة ( واضحة ) تزجر ( و تنهى ) عنه ( لكونه مكروها ) أو ( تامر و
) تدعو إليه ( لكونه مرضّيا .
ل واقعسسة حكمسسا
ل سبحانه فسسي كس ّ
و هذا هو مذهب أهل الصواب من المخطئة القائلين بأنّ ّ
ن المصيب إليه من المجتهدين واحد و غيره خاطىء . معّينا واحدا و أ ّ
خلفسسا لهسسل الخطسساء مسسن المصسّوبة القسسائلين بتعسّدد الحكسسام و كثرتهسسا و اختلفهسسا علسسى
اختلف آراء المجتهدين ،و قد عرفت تفصيل الكلم في تحقيق التخطئة و التصويب فسسي
شرح المختار الثامن عشر المسوق فسسي ذّم اختلف العلمسساء فسسي الفتسسوى ،و هنسساك فوايسسد
نفيسة نافعة لتوضيح المقام .
ل سبحانه واحد بالنسبة إلى الشخاص نّبه علسسى اّتحسساده بالنسسسبة إلسسى
ن حكم ا ّ
و لما ذكر أ ّ
الزمان فقال ) و اعلموا أّنه لن يرض عنكم بشيء سخطه على من كان قبلكم ،
ن ما كان محّرما علسسى السسسالفين و لن يسخط عليكم بشيء رضيه مّمن كان قبلكم ( يعني أ ّ
ل عليه و آلسسه و س سّلم فهسسو مح سّرم علسسى الغسسابرين
ل صّلى ا ّ الحاضرين في زمان رسول ا ّ
ن شرع العامين » الغائبين ظ « ،و ما كان واجبا على الّولين فواجب على الخرين ،ل ّ
ل عليه و آله و سّلم مستمّر إلى يوم القيامة و حكمه على الواحد حكسسم علسسى محّمد صّلى ا ّ
الجماعة ،فل يجوز تغيير الحكام الثابتة بالكتاب
] [ 385
سلم في الفصل الّثاني من المختار المأة و الخسسامس و هذا الكلم نظير ما تقّدم منه عليه ال ّ
ل عامسسا أّول ول العسسام مسسا اسسستح ّ
ن المؤمن يستح ّ لأّ سبعين من قوله :و اعلموا عباد ا ّ و ال ّ
ل لكسسم شسسيئا ممسسا ح سّرم عليكسسم ون ما أحدث الّناس ل يح ّ يحّرم العام ما حّرم عاما أّول و إ ّ
ل ،و قد مضسسى منسسا فسسي شسسرح هسسذا الكلم مسسا ل و الحرام ما حّرم ا ّ لا ّ
ن الحلل ما أح ّ لك ّ
يوجب زيادة البصيرة في المقام هذا .
و قد اضطرب أنظار الشارح البحراني و المعتزلي في شرح هذه الفقرة و الفقرة السسسابقة
عليه و قصرت يدهما عن تناول المراد كما يظهر ذلك لمن راجسسع إلسى شسرحيهما ثسّم إّنسه
بّيسن اشستراك المخساطبين مسع السسسابقين الّوليسسن فسسي التكساليف و الحكسام و أّنسه تعسسالى ل
ل بما سخط به عن الولين أّكسسد ل بما كان رضيه عنهم و ل يسخط عليهم إ ّ يرضى منهم إ ّ
ذلك بقوله ) و انما تسيرون في اثر بّين و تتكّلمون برجع قول قد قاله الرجال من قبلكسسم (
و هو جملة خبرّية في معنى النشاء .
يعني اذا كان تكليفكم مّتحدا مع السابقين فل بّد لكم أن تسلكوا منهجهم و تحذوا حسسذوهم و
تسيروا في آثارهم البّينة الّرشد و تعملوا بما علموه من الحكسسام الواضسسحة مسسن الكتسساب و
السّنة ،و أن تتكّلموا بقول نافع قد قالوه قبلكم و تنطقوا بكلم يعود منفعتسسه و فايسسدته إليكسسم
و إلى غيركم .
ل كما ذهب اليه الشارح المعتزلي ل دليل عليسسه لا ّ و تخصيصه بكلمة التوحيد أى ل إله إ ّ
صسسل المسسراد بسسالجملتين أمسسر المخساطبين بموافقسة السسلف
مع اقتضساء الصسل عسدمه فمح ّ
الصالحين فعل و قول .
) قد كفاكم مؤنة دنياكم ( قال الشارح البحراني :و تلك الكفاية إّمسسا بخلقهسسا و ايجادهسسا ،و
ل ما كتب في الّلوح المحفوظ .إّما برزقه بك ّ
] [ 386
و اجعسل مسسا صسرحت بسه مسسن عسسدتك فسسي وحيسسك و اتبعتسسه مسسن قسسمك فسي كتابسسك قاطعسسا
لهتمامنا بالرزق الذي تكّفلت به ،و حسسسما للشسستغال بمسسا ضسسمنت الكفايسسة لسسه ،فقلسست و
سسسماء رزقكسسم و مسسا ق الصسسدق و أقسسسمت و قسسسمك البسّر الوفسسي » و فسسى ال ّ قولسسك الحس ّ
ق مثل ما أّنكم تنطقون « . سماء و الرض إّنه لح ّ ب ال ّ
توعدون « ثّم قلت » :فو ر ّ
سماء تقدير رزقكم أى ما قسمته لكم مكتوب في أّم الكتسساب اّلسسذي هسسو فسسي
و قيل :و في ال ّ
سماء .
ال ّ
سماء فيخرج به أقوات العالم و قوله سلم الّرزق المطر ينزل من ال ّ صادق عليه ال ّ
و قال ال ّ
سلم هو أخبار القيامة و الّرجعة و الخبار اّلسستي صادق عليه ال ّ » :و ما توعدون « قال ال ّ
سماء السابعة و تحت العرش ،ثّم أقسم سبحانه بسسأ ّ
ن سماء ،و قيل :هو الجّنة فوق ال ّ في ال ّ
ق مثسسل مسسا أنكسسم تنطقسسون ،قسسال الزمخشسسري و هسسذا ما ذكره من أمر الرزق الموعود لحس ّ
ق كما أنك ترى و تسمع و مثل ما أنك ههنسسا ،قيسسل إّنسسه لّمسسا نزلسست ن هذا لح ّكقول الّناس إ ّ
هذه الية قالت الملئكة هلك بنو آدم اغضبوا الّرب حّتى أقسم لهسسم علسسى أرزاقهسسم و نقسسل
ي على قعود فقسسال : في الكشاف عن الصمعي قال أقبلت من جامع البصرة و طلع أعراب ّ
من الّرجل ؟ قلت :من بني اصمع ،قال :من أين اقبلت ؟ قلت :
] [ 387
سماء رزقكم و مسسا توعسسدون « قسسال :حسسسبك ،فقسسام إلسسى نسساقته فنحرهسسا و
قوله » و في ال ّ
وضعها على من أقبل و أدبر ،و عمد إلى سيفه و قوسه فكسرهما و وّلي .
فلّما حججت مع الّرشيد طفقت أطوف فاذا أنا بمن يهتف بي بصوت دقيق ،
سورة فلّما بلغت اليسسة صسساح و ى و استقرء ال ّ
فاذا أنا بالعرابي قد نحل و اصفّر فسّلم عل ّ
قال » :قد وجدنا ما وعد رّبنسسا حّقسسا « ،ثسّم قسسال :و هسسل غيسسر ذلسسك ؟ فقسسرأت » فسسو ر ّ
ب
لس مسسن ذا
ق مثل ما أنكم تنطقون « فصسساح و قسسال :يسسا سسسبحان ا ّ سماء و الرض اّنه لح ّال ّ
اّلذي أغضب الجليل حّتى حلف لم يصّدقوه بقوله حّتى ألجأوه إلسى اليميسن ،قالهسا ثلثسا و
خرجت معها نفسه .
ن شكره سسسبحانه مسسوجب ) و حثكم على الشكر ( لطفا بكم و رأفة لكم و رحمة عليكم ،ل ّ
ن كفرانها موجب لنقصانها قال عّز من قائل » :لئن شسسكرتم لزيسسدّنكملزيادة نعمته كما أ ّ
ن عذابي لشديد « . و لئن كفرتم إ ّ
) و افترض من ألسنتكم الذكر ( أى أوجب عليكم أن تذكروه سبحانه بألسنتكم كمسا قسال »
فاذكروني أذكركم و اشكروا لي و ل تكفرون « و قال » و اذكر رّبك في نفسك تضسسّرعا
و خيفة و دون الجهر من القول بالغدّو و الصال « و قد مضى تفصسيل الكلم فسي ذكسسره
ث و الترغيب عليسسه فسسي التنسسبيه الثسساني مسسن شسسرح تعالى و الدّلة الواردة في فضله و الح ّ
الفصل السادس من فصول المختار الثاني و الثمانين .
لس سسسبحانه مؤّديسسة إلسسى رضسسوانه) و جعلها منتهى رضاه ( فاّنها لما كانت موصلة إلسسى ا ّ
ح بهذا العتبار جعلها منتهى رضاه من خلقه كمسسا قسسال ع سّز و موجبة لمحّبته و رضاه ص ّ
ب المّتقين « و قسسال » لّلسسذين اّتقسسوا عنسسد رّبهسسم جّنسسات تجسسرى مسسن تحتهسسا
ل يح ّ
نا ّ
ل»إّ
جّ
ل بصير بالعباد « . لوا ّ النهار خالدين فيها و أزواج مطّهرة و رضوان من ا ّ
] [ 388
ض عليها و تكّرر منه تعسسالى طلبهسسا و المسسر ث و الح ّالمؤّكد فاّنه سبحانه لما بالغ في الح ّ
بها في غيسسر واحسسدة مسسن اليسسات شسّبهها بالحاجسسة اّلسستي يفتقسسر إليهسسا المحتسساج و يبسسالغ فسسي
تحصيلها و الوصول إليها و الجامع المطلوبّية المتأّكدة .
و لّما نّبه على كونها سببا للوصول إلى رضوانه و غاية المطلوب من خلقه عّقبسسه بسسالمر
ل اّلذي أنتم بعينه ( أى بعلمه فاطلق العين و أريد العلم مجازا من بسساب بها فقال ) فاتقوا ا ّ
لزم باسسسم الملسسزوم إذ رؤيسسة الشسسيء سسسبب للعلسسم بسسه و
تسمية المسّبب باسم السّبب ،أو ال ّ
مستلزم له .
و في التيان بالموصول تأكيد الغرض المسوق له الكلم ،فانه لما أمر بسسالتقوى و كسسانت
ل حيث أمرك و ل يراك سلم عبارة عن أن ل يفقدك ا ّ التقوى حسبما قاله الصادق عليه ال ّ
ل عالم بكم خسسبير بسسأحوالكم نا ّحيث نهاك ،أتى بالجملة الموصولة الوصفّية تنبيها على أ ّ
ق تقسساته إذ ل
بصير بأعمالكم سميع لقوالكم ،و من كان هذا شأنه فل بّد أن يّتقى منسسه ح س ّ
يعزب عنه شيء من المعاصي و ل يخفى عليه شيء من الخطايا كمسسا يخفسسى علسسى سساير
الموالي بالنسبة من عبيدهم .
و أّكده اخرى بقسسوله ) و نواصسسيكم بيسسده ( يعنسسي أنسسه قسساهر لكسسم قسسادر عليكسسم متمّكسسن مسسن
ى نحو أراد ل راّد لحكمه و ل دافع لسخطه و نواصسسيكم بيسسد التصّرف فيكم كيف شاء و أ ّ
قدرته ،ل يفوته من طلب و ل ينجو منه من هرب .
و أّكده ثالثة بقوله ) و تقّلبكم في قبضته ( أى تصّرفكم في حركاتكم و سكناتكم تحت ملكه
و قدرته و اختياره .
و قوله ) إن أسسسررتم علمسسه و إن أعلنتسسم كتبسسه ( هسسو أيضسسا فسسي معنسسى التأكيسسد و أن غيسسر
السلوب على اقتضاء التفّنن ،يعني أّنه عالم بالسسسرائر خسسبير بالضسسمائر سسسواء عليسسه مسسا
ظهر منكم و ما بطن ل يحجب عنه شيء مّما يسّر و ما يعلن كما قال عّز من قائل :
] [ 389
و عّقب قوله :كتبه بقوله ) قد وكل بكم حفظة كراما ( من باب الحسستراس فسسانه لمسسا كسسان
بظاهره متوّهما لكونه تعالى شأنه بنفسه كاتبا أتا بهذه الجملة دفعا لذلك التسسوّهم ،و تنبيهسسا
ن الموّكل بذلك الملئكة الحافظون لعمال العباد . على أ ّ
ن عليكم لحافظين كرامًا كاتبين « و هم طائفتان ملئكة اليميسسن للحسسسنات قال تعالى » و ا ّ
ل » إذ يتلّقى المتلّقيسسان عسسن اليميسسن و عسسن الشسسمال
و ملئكة الشمال للسيئات قال عّز و ج ّ
ل لديه رقيب عتيد « هذا .قعيد ما يلفظ من قول إ ّ
ل تعالى
و في وصف الحفظة بالكرام 1و تعظيمهم بالثناء تفخيم لما وّكلوا به و أنه عند ا ّ
من جلئل المور حيث يستعمل فيه هؤلء الكرام ،و فيه من التهويل من المعاصي ما ل
يخفى .
و لهذه النكتة أيضا وصفهم ثانيا بقوله ) ل يسفطون حّقا و ل يثبتون باطل ( أى ل يسسسقط
ن المكّلسسف
من قلمهم ما هو ثابت له أو عليه ،و ل يكتبون ما ل أصل له ،و من المعلوم أ ّ
إذا التفت إلى ذلك و تنّبه على شّدة محافظة الحفظة عليه و على أّنهم ل يتركون شيئا ممسسا
هو له أو عليسسه كسسان ذلسسك أقسسوى داعيسسا لسسه علسسى الزعسساج عسسن المعاصسسي و القلع عسسن
السيئات .
-----------
) ( 1ل لللل لللل ل ل لللل ل لل ل للل لللل ل ل
للل للل ) ل ( لل للللللل ل للللل ل لل ل
للل للل لل لللل ل لل ) ل ( ل ل ل للل لللل للل
للل ل للل لللللل ل للل للل لل لل ل للل ل ل ل
للللل لللل للل لللللللل لللللل لل ل لل ل
للل للل ل للللل ل للل للل لل لللل للل
للل للل لللل لل ل ل للل ل لللل ل ل ل للل لل
لللللل
] [ 390
أشّد انقباضا ،و كم من عبد هّم بمعصيته فسسذكر مكسسانهم فسسارعوى ،و كيسسف فيقسسول رّبسسي
ى بذلك تشهد ،هذا .
يراني و حفظتي عل ّ
و لما امر بالتقوى و أردفه بذكر ما يحذر من تركها عّقبه بذكر مسسا يرغسسب فسسي الملزمسسة
ل يجعل له مخرجا من الفتسن ( الموجبسة للضسللة ) و ن من يّتق ا ّ
عليها فقال ) و اعلموا أ ّ
نورا من الظلم ( أى من ظلمسسات الجهالسسة ،و هسسو اقتبسساس مسسن اليسسة الشسسريفة فسسي سسسورة
ل يجعل له مخرجًا و يرزقه من حيث ل يحتسب « . الطلق قال سبحانه » :و من يّتق ا ّ
) و يخلده فيما اشتهت نفسه ( و هو أيضا اقتباس من الية في سورة النبياء قال تعالى »
و هم فيما اشتهت أنفسهم خالدون ل يحزنهم الفزع الكبر و تتّلقيهسسم الملئكسسة هسسذا يسسومكم
اّلذي كنتم توعدون « .
) و ينزله منزل الكرامة عنده ( أى في منزل أهله معّززون مكّرمون عنده سبحانه ) فسسي
صها بكرامته كمسسا قسسال سسسبحانه
دار اصطنعها لنفسه ( أى اّتخذها صنعه و خالصته و اخت ّ
ل مسسن التقريسسبلموسى بن عمران » :و اصطنعتك لنفسي « قيل :هو تمثيل لما أعطاه ا ّ
و التكريم .
قال الشارح البحراني :و الّدار اّلتي اصطنعها لنفسه كناية عن الجّنة و نسسسبها إلسسى نفسسسه
ن الجّنسسة المحسوسسسة أشسسرف دار تعظيما لها و ترغيبا فيها ،و ظاهر حسن تلك النسبة فسسا ّ
رّتبت لشرف المخلوقات ،و أما المعقولة فيعود إلى درجات الوصول و الستغراق فسسي
المعارف اللهّية اّلتي بها السعادة و البهجة و الّلذة التاّمة ،و هي جسسامع العتبسسار العقلسسي
ن الملسسك
صسسته و مقامسسات ملئكتسسه و رسسسله ،و مسسن المتعسسارف أ ّ
لس و خا ّ لمنازل أوليسساء ا ّ
صته أن يقال اّنه تخت ّ
ص العظيم اذا صرف عنايته الى بناء دار يسكنها هو و خا ّ
] [ 391
ل :و سارعوا إلى مغفرة من رّبكسسم و جّنسسة عرضسسها قال الّرازي في تفسير قوله عّز و ج ّ
سموات و الرض :و ههنا سسسؤالت » إلسسى أن قسسال « السسسؤال الّثسسالث أنتسسم تقولسسون إ ّ
ن ال ّ
سماء .
سماء فكيف يكون عرضها كعرض ال ّ الجّنة في ال ّ
ن اليمان بالجّنة و النار على ما وردتا في اليسسات و الخبسسار مسسن غيسسر تأويسسل مسسن
اعلم أ ّ
ضروريات الّدين و منكرهما أو مأّولهما بما اّولت به الفلسفة خارج من الّدين .
فانهم يقولون :سيخلقان يوم القيامة ،و اليات و الخبار المتسسواترة دافعسسة لقسسولهم مزيفسسة
ل ما ينسب إلسسى لمذهبهم و الظاهر أنه لم يذهب إلى هذا القول السخيف أحد من المامّية إ ّ
ل علسسى أنّ الجّنسسة ن الخبسسار تسسد ّ
ل عنه و أما مكانهما فقسسد عرفسست أ ّي رضي ا ّ السيد الّرض ّ
فوت السماوات السبع و النار في الرض السابعة ،و نقل عن شارح المقاصد أنسسه قسسال :
ن الجّنسسة فسسوقلم يرد نقسسل صسسريح فسسي تعييسسن مكسسان الجّنسسة و النسسار ،و الكسسثرون علسسى أ ّ
السماوات السبع و تحت العرش تشّبثا بقوله تعالى عند سدرة المنتهى عندها جّنة المسسأوى
سلم :
و قوله عليه ال ّ
] [ 392
) و نورها بهجته ( قسسال الطريحسسي و البهجسسة الحسسسن و منسسه رجسسل ذو بهجسسة ،و البهجسسة
سرور و منه الّدعاء :و بهجة ل تشبه بهجات الّدنيا ،أى مسّرة ل تشبه مسّرات الّدنيا ، ال ّ
و فيه :
ن نور الجّنة أى منّورها جمسساله سسسبحانه عظمسسه اّلسستي أقول :فعلى المعنى الّول فالمراد أ ّ
ل النسسوار دونهسسا ،فأهسسل الجّنسسة مسسستغرقة فسسي شسسهود جمسساله ،و نفوسسسهم مشسسرقة تضمح ّ
سسسموات و الرض « أى ل س نسسور ال ّ
باشسسراق أنسسوار كمسساله كمسسا قسسال ع سّز مسسن قسسائل » ا ّ
ل شيء استنار منهما و استضاء فبقدرته و جوده و افضاله . نكّمنّورهما ،فا ّ
ى بسن إبراهيسم القّمسي عسن أبيسه عسن ابسن أبسي نجسران عسن روى في البحار من تفسير عل ّ
ل كرامة في عبسساده المسسؤمنين فسسي ن ّ
سلم قال :إ ّ ل عليه ال ّعاصم بن حميد عن أبي عبد ا ّ
ل إلى المؤمن ملكا معسسه حّلسسة فينتهسسى إلسسى بسساب ل يوم جمعة فاذا كان يوم الجمعة بعث ا ّ كّ
الجّنة فيقول :استاذنوا لى على فلن ،فيقال هذا رسول رّبك على الباب فيقسسول لزواجسسه
أىّ شيء ترين على أحسن ،فيقلن يا سّيدنا و اّلذي أباحك الجّنة ما رأينا عليك شيئا أحسن
ل أضساء لسه طسف بسالخرى فل يمسّر بشسيء إ ّ من هذا بعث إليك رّبك فيّتزر بواحسدة و يتع ّ
حتى ينتهى إلى الموعد فاذا اجتمعوا تجّلسسى لهسسم السّرب تبسسارك و تعسسالى فسساذا نظسسروا إليسسه
جدا ،فيقول عبادي ارفعسسوا رؤوسسسكم ليسسس هسسذا يسسوم سسسجود و ل يسسوم عبسسادة قسسد خّروا س ّ
ي شيء أفضل مما أعطيتنا ،أعطيتنسسا الجّنسسة ، بوأ ّ رفعت عنكم المؤنة ،فيقولون :يا ر ّ
ل جمعسسة سسسبعين ضسسعفا فيقول لكم مثل ما في أيديكم سبعين ضعفا ،فيرجع المؤمن في ك س ّ
ن ليلهسا ليلسة غسّراء ومثل ما في يديه و هو قسوله » و لسدينا مزيسد « و هسو يسوم الجمعسة إ ّ
صسسلةل س و ال ّ يومها يوم أزهر فأكثروا فيها من التسبيح و التكبير و التهليل و الثناء على ا ّ
على محّمد و آله .
] [ 393
لمة المجلسي ) ره ( قسسوله تجّلسسى لهسسم السّرب أى بسسأنوار جللسسه و آثسسار رحمتسسه و قال الع ّ
ن نور افضاله فاذا نظروا إليه أى إلى ما ظهر لهم من ذلك و على المعنى الثاني فالمراد أ ّ
ل سبحانه بها و بهم أما وصفه سبحانه بالبتهاج و البهجة فلما قسسال الجّنة و أهلها ابتهاج ا ّ
ن أجل مبتهسسج هسسو المبسسدء الّول
الحكماء و المتكّلمون المثبتون له تعالى الّلذة العقلّية من أ ّ
ن البتهاج و الّلذة عبارة عن إدراك الكمال فمن أدرك كمال في ذاتسسه ابتهسسج بسسه و بذاته ل ّ
ل الكمالت و إدراكه أقوى الدراكات فوجب أن يكون لّذاته أقوى التّذ ،و كماله تعالى أج ّ
الّلذات .
ق الّول ،لنه أشّد إدراكا لعظم مدرك له ل مبتهج بذاته هو الح ّ قال صدر المتأّلهين :أج ّ
الشسسرف الكمسسل و النسسور النسسور و الجلل الرفسسع ،و هسسو الخيسسر المحسسض و بعسسده فسسي
الخيرّية و الوجود و الدراك هو الجواهر العقلّية و الرواح النورّيسسة و الملئكسسة القدسسّية
المبتهجون به تعالى ،و بعسسد مرتبتهسسم مرتبسسة النفسسوس البشسسرّية و السسسعداء مسسن أصسسحاب
ل.
اليمين على مراتب ايمانهم با ّ
ب الشسسياء لنه لما ثبت أنه أشّد مبتهج بذاته لما لسسه مسسن الشسسرف و الكمسسال كسسان ذاتسسه أحس ّ
ل مسسا هسسو
ب جميع أفعاله و آثاره لجل ذلك المحبوب ،و كس ّ ب شيئا أح ّ
ل من أح ّ إليه ،و ك ّ
ب اليه و ابتهاجه به أكمل . أقرب إليه فهو أح ّ
لس سسسبحانه مبتهسسج بالجّنسسة و أهلهسسا لنهسسا دار كرامتسسه و رحمتسسه و أقسسرب
نا ّ
فثبت بذلك أ ّ
المجعولت إليه ،و كذلك أهلها لنهم مقّربو حضرته و محبوبسسون إليسسه و مكّرمسسون لسسديه
كما أنهم مبتهجون به سبحانه و محّبون إّياه .
] [ 394
ن بهجته تعالى نور لها أى لهلها فلكون محّبته و ابتهسساجه سسسببا لسسستنارة نفوسسسهم و أما أ ّ
بمسسا يفسساض عليهسسم مسسن النسسوار الملكوتّيسسة اّلسستي تغشسسى أبصسسار البصسساير و يسسستغرق فسسي
البتهاج بها الولياء المقّربون ،و على ذلك فتسمية البهجة بالنور من باب تسمية السسسبب
باسم المسّبب ،هذا .
ص بهجته بالذكر لنها حسبما عرفسست ملزمسسة للمحّبسسة ،و محّبتسسه تعسسالى لهسسم و
و انما خ ّ
رضوانه عنهم أعظم الخيرات و أفضل الكمالت .
فيعود عليهم بالقول ،فيقولون :رّبنا نعم ،فأتنا بخير مما نحن فيه ،فيقسول لهسم تبسارك و
تعالى :رضاى عنكم و محّبتي لكم خير و أعظم ممسسا أنتسسم فيسسه ،فيقولسسون :نعسسم يسسا رّبنسسا
سسسلم ي بن الحسسسين عليسسه ال ّ رضاك عّنا و محّبتك لنا خير لنا و أطيب لنفسنا ،ثّم قرء عل ّ
لنهار خالدين فيهسسا و ل المؤمنين و المؤمنات جّنات تجري من تحتها ا َ هذه الية » وعد ا ّ
ل أكبر ذلك هو الفوز العظيم « . مساكن طّيبة في جّنات عدن و رضوان من ا ّ
ن الملئكة يزورون ساكنيها تعظيما لهم و تشريفا و تكريمسسا
) و زّوارها ملئكته ( يعني أ ّ
حسبما عرفت الشارة إليه في الرواية اّلتي رويناها من روضة الكافي في شسسرح الفصسسل
التاسع من المختار الول .
] [ 395
ل تعالى و كذا أمير المؤمنين أهل الطاعة و الّتقوى بهذا الوعسسد و مسسا أحسسسنه مسسن رغب ا ّ
وعد و هو كونهم رفيسق الّنسبيين اّلسذينهم فسسي أعل عّلييسسن و الصسّديقين اّلسذين صسسدقوا فسسي
أقسوالهم و أفعسالهم ،و الشسهداء المقتسول أنفسسسهم و أبسسدانهم بالجهساد الكسسبر و الصسغر و
الصالحين اّلذين صلحت حالهم و استقامت طريقتهم .
لسس
سلم :المؤمن مؤمنان :مؤمن وفى ّ صافي من الكافي عن الصادق عليه ال ّ روى في ال ّ
صسسالحين وبشروطه اّلتي اشسسترطها عليسسه فسسذلك مسسع الّنسسبيين و الصسّديقين و الشسسهداء و ال ّ
حسن اولئك رفيقا ،و ذلك مّمن يشفع و ل يشفع له ،و ذلك مّمن ل يصيبه أهوال الّدنيا و
ل أهوال الخرة ،و مؤمن زّلت به قدم فذلك كخامة الزرع كيفما كفتسسه الريسسح انكفسسى ،و
ذلك مّمن يصيبه أهوال الّدنيا و أهوال الخرة و يشفع له و هو على خير .
ل تعسسالى قسسوله » و حسسسن ُاولئك رفيقسًا « و لجزالة هذا الوعد أعنى مرافقة الّنبيين عّقب ا ّ
ل عليمسا « و قسد مضسى بعسض الكلم فسي وصسف ل و كفسى بسا ّبقوله » ذلك الفضل من ا ّ
ل نيلهسسا بمّنسسه
الجّنة و نعيمها في شرح الفصل الثالث من المختار الثامن و المأة ،رزقنا ا ّ
و جوده .
سسسلم لمسسا أمسسر بسسالتقوى و نّبسسه علسسى فضسسلها و عظسسم مسسا يسسترّتب عليهسسا مسسن
ثّم إنه عليه ال ّ
الثمرات الّدنيوّية و الخروّية رّتسسب عليسسه قسسوله ) فبسسادروا المعسساد و سسسابقوا الجسسال ( أى
سارعوا إلى المعاد بالمغفرة و الّتقوى لّنها خير الّزاد و استبقوا إلى الجال بسسالخيرات و
صالح العمال .
و المراد بالمعاد هو العسسود إلسسى الفطسسرة الولسسى بعسسد النتقسسال منهسسا و النسسزول إلسسى السّدنيا
ل اّلتي فطر الناس عليها « » و قد خلقتك من فالشارة إلى البتداء بقوله تعالى » فطرة ا ّ
ل وجهه « ل شيء هالك إ ّ قبل و لم تك شيئًا « و الشارة إلى النتهاء » ك ّ
] [ 396
ل مسسن عليهسسا فسسان و يبقسسى وجسسه رّبسسك ذي الجلل و الكسسرام « فالبسسدو و الّرجسسوع » و كس ّ
ص الّول للنسان هو الجّنة متقابلن قال تعالى » كما بدءنا أّول خلق نعيده « فالعدم الخا ّ
سلم و أّمنا حّوا ،و الوجود بعد العدم هو الهبوط منها إلسسى اّلتي كان فيها أبونا آدم عليه ال ّ
الّدنيا » اهبطوا منها جميعًا « و العدم الثاني من هذا الوجسسود هسسو الفنسساء فسسي الّتوحيسسد ،و
صسسعود ،و البدايسسة النسسزول عسسن الّول هو النزول و الهبوط ،و الثسساني هسسو العسسروج و ال ّ
الكمال إلى النقص ،و النهاية المعسساد مسسن النقصسسان إلسسى الكمسسال و اليسسه الشسسارة بقسسوله »
ارجعي إلى رّبك راضية مرضّية فادخلي في عبادي و ادخلي جّنتي « هذا .
سلم بالمبادرة إلى المعاد و المسابقة إلى الجال عّلله بقوله ) فانّ الناس و لما أمر عليه ال ّ
يوشك أن ينقطع بهم المل و يرهقهم الجل ( يعني أنه تقريب انقطسساع آمسالهم الخادعسسة و
مفاجاة آجالهم المستورة ) و ( أن ) يسّد عنهم باب ( النابة و ) التوبسسة ( و مسسن كسسان هسسذا
شأنه فل بسّد أن يّتقسسى رّبسسه و ينصسسح نفسسسه و يقسّدم تسسوبته و يغلسسب شسسهوته و يسسستغفر مسسن
ن أجله مستور عنه و أمله خادع له ، خطيئته و يستقيل من معصيته ،فا ّ
و الشيطان موّكل به يزّين له المعصية ليركبها و يّمنيه التوبة ليسسّوفها حّتسسى يهجسسم منيتسسه
عليه أغفل ما يكون عليها .
) فقد أصبحتم في مثل ما سأل إليه الّرجعة من كان قبلكم ( أى أصبحتم في حال الحيسساة و
حة و سلمة المشاعر و القوى و البنية و ساير السباب اّلسستي يتمّنسسى مسسن كسسان قبلكسسم الص ّ
ب ارجعسسون لت و الهفسسوات ،و قسسال » :ر ّ الرجعة إليها لتدارك مسسا فسسات و اصسسلح السسز ّ
ل إنهاي أعمل صالحًا فيما تركت « ،و لكّنهم قد حيل بينهم و بين ما يشتهون و قيل ك ّ لعل ّ
كلمة هو قائلها و من ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون .
فالن و الخناق مهمل ،و الروح مرسل ،في راحة الجساد ،و باحة الحتشاد و انتظار
التوبة ،و انفساح الحوبة ،ل بّد من اغتنام الفرصة و النابة من الخطيئة قبسسل الضسسنك و
الضيق ،و الّروع و الزهوق ،و قبل أن يروع من الّرجعة و يعظم الحسرة
] [ 397
) و أنتم بنو سبيل على سفر من دار ليست بداركم ( شّبههم بأبناء السسسبيل تنبيهسسا علسسى أنّ
ن وطنهم الصسلي هسو السّدار الخسرة و أنهسم مسسافرون كونهم في هذه الّدار بالعرض و أ ّ
إليها .
) و ( قوله ) قد أوذنتم منها بالرتحال و أمرتم فيها بسسالزاد ( قسسد تقسّدم فسسي شسسرح المختسسار
ن المسسراد بسسالزاد
الثالث و السّتين و غيره توضيح معنى الفقرة الولى ،و مّر غيسسر مسّرة أ ّ
ن خيسسر السّزاد الّتقسسوى « ول » و تسسزّودوا فسسا ّ
اّلذي أمروا بأخذها هو التقوى قال عسّز و جس ّ
الغرض من هاتين الفقرتين و سابقتهما التنفير عن الّدنيا و الترغيب إلى الخرى و تنسسبيه
المخاطبين من نوم الغفلة و الجهالة و إرشادهم إلى الستعداد و تهيئة الزاد لسلوك مسالك
الخرة .
و الخلق ما داموا في الّدنيا و لم يصلوا إلسسى أوطسسانهم الصسسلّية ،فهسسم فسسي الظلمسسات علسسى
حالت متفاوتة مختلفة ،فمنهم نائمون ،الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا ،الّدنيا منام و العيش
فيها كالحلم ،و منهم موتى لقوله تعالى » أموات غير أحياء « .
فمن مات عن هذه الحياة المجازية الموسومة بالّلعب و الّلهو كما قال تعالى » إنما الحيسسوة
ى بالحياة البدّية .
الّدنيا لعب و لهو « فقد انتبه عن نوم الغفلة و ح ّ
] [ 398
ل من مات بسالموت الرادى أى قلسع قلبسسه عسن العليسق و المنّيسات و نهسى نفسسه عسسن فك ّ
سرمدّية الطبيعّية .
ى بالحياة ال ّ
الهوى و الشهوات فقد ح ّ
ل مسسن مسات بسالموت الطسسبيعي فقسسد هلسسك
قال أفلطن :مت بالرادة تحيى بالطبيعة ،و كس ّ
ل ضلل بعيدا و من كان في هذه أعمى فهسسو فسسي الخسسرة أعمسسى و هلكا أبدّيا عقل و ض ّ
ل سبيل ،هذا . أض ّ
شر بما رّتب عليها مسسن الثسسواب و حسسسن المسسآب أردف سلم بالتقوى و ب ّ و لما أمر عليه ال ّ
ذلك بالنذار و الوعيد من أليسسم السسسخط و العسسذاب فقسسال ) و اعلمسسوا أنسسه ليسسس لهسسذا الجلسسد
الرقيق صبر على النار ( اّلتي قعرها بعيد ،و حّرها شديد ،و شرابها صديد ،و عسسذابها
جديد ،و مقامعها حديد ،ل يفسستر عسسذابها ،و ل يمسسوت سساكنها ،كّلمسسا نضسسجت جلسسودهم
ل كان عزيزا حكيما . نا ّ
بّدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إ ّ
ي بن إبراهيم عن ابن أبي عمير عن أبسسى بصسسير عسسن أبسسي روى في البحار من تفسير عل ّ
ن قلبيل عليه و آله خّوفني فا ّل صّلى ا ّ سلم قال :قلت له :يا بن رسول ا ّ ل عليه ال ّ
عبد ا ّ
ل صّلى ن جبرئيل جاء إلى رسول ا ّ قد قسى ،فقال :يا با محّمد استعد للحياة الطويلة ،فا ّ
ل ص سّلىسم ،فقال رسول ا ّ ل عليه و آله و هو قاطب و قد كان قبل ذلك يجىء و هو متب ّ ا ّ
ل عليه و آله و سّلم :يا جبرئيل جئتني اليوم قاطبا فقسسال :يسسا محّمسسد قسسد وضسسعت منافسسخ ا ّ
ل عليه و آله :و ما منافخ النار يا جبرئيل ؟ فقال : النار ،فقال صّلى ا ّ
ضست ،ثسّم نفسخ عليهسا ل أمر بالّنار فنفخ عليها ألف عسام حّتسى ابي ّ ل عّز و ج ّ
نا ّ
يا محّمد إ ّ
ألف عام حّتى احمّرت ،ثّم نفخ عليها ألف عام حّتى اسوّدت ،فهى سوداء مظلمسسة لسسو أ ّ
ن
ن حلقسسةقطرة من الضريع قطرت في شراب أهسسل السسدنيا لمسسات أهلهسسا مسسن نتنهسسا ،و لسسو أ ّ
واحدة من السلسلة اّلتي طولها سبعون ذراعا وضعت على الّدنيا لذابت الّدنيا من حّرهسسا ،
ن سربال من سرابيل أهل النار عّلق بيسسن السسسماء و الرض لمسسات أهسسل السّدنيا مسسن و لو أ ّ
ريحه .
] [ 399
ن جهّنمن أهل الجّنة يعظمون الجّنة و النعيم و إ ّ ن أهل النار يعظمون الّنار ،و إ ّثّم قال :إ ّ
إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاما فاذا بلغوا علهسسا قمعسسوا بمقسسامع الحديسسد ،فهسسذه
ل كّلما أرادوا أن يخرجوا منها من غّم أعيدوا فيهسسا و ذوقسسوا ل عّز و ج ّ
حالهم و هو قول ا ّ
لس عليسهعذاب الحريق « ثّم تبّدل جلودهم غير الجلود اّلتي كانت عليهم ،قسال أبسو عبسد ا ّ
سلم حسبك ؟ قلت :حسبي حسبى . ال ّ
) فارحموا نفوسكم ( إلسسى مصسسير هسسذه الّنسسار اّلسستي علمسست وصسسفها و عرفسست حسسال أهلهسسا
) فاّنكم قد جّربتموها فسي مصسائب السّدنيا ( و لسم تصسبروا علسى أهسون مصسائبها و أحقسر
آلمها ) أفرأيتم جزع أحدكم من الشوكة تصيبه و العثرة تدميه و الّرمضاء ( أى الرض
الشديدة الحرارة ) تحرقه فكيف ( حاله و تحّمله ) إذا كان بين طابقين مسسن نسسار ( يغشسسيهم
العذاب من فوقهم و من تحت أرجلهم و يقول ذوقسسوا مسسا كنتسسم تعملسسون ) ضسسجيع حجسسر (
أشير إليه في قوله :وقودها الناس و الحجارة قال ابن عّباس و ابن مسعود :إّنها حجسسارة
الكبريت لّنها أحّر شيء إذا احميت و قيل إنهم يعّذبون بالحجارة المحمية بالّنار .
) و قرين شيطان ( و هو المشار إليسه فسي قسوله سسبحانه و مسن يعسش عسن ذكسر الرحمسن
نقيض له شيطانا فهو له قرين ،و قال قرينه رّبنا ما أطغيته و لكن كان فسسي ضسسلل بعيسسد
قال ابن عباس و غيره :أى شيطانه اّلذي أغسسواه و إنمسسا سسّمى قرينسسه لنسسه يقسسرن بسسه فسسي
العذاب .
ي بن إبراهيسسم فسي روايسسة أبسسي الجسارود عسن أبسي جعفسسر عليسه و في البحار من تفسير عل ّ
سسسلم أمسسا أهسسل الجّنسسة فزّوجسسوا
سلم في قوله تعسسالى و إذا النفسسوس زّوجسست قسال عليسسه ال ّ
ال ّ
ل إنسان منهم شيطان يعني قرنت نفوس الكافرين الخيرات الحسان و أما أهل النار فمع ك ّ
و المنافقين بالشياطين فهم قرناؤهم .
ن مالكا ( و هو اسم مقّدم خزنة النسار و الملئكسة المسوّكلين لمرهسا قسال تعسالى
) أعلمتم أ ّ
لس عليسه و آلسه أنسه قسال :و اّلسذي
لس صسّلى ا ّ
عليها ملئكة غلظ شداد روى عن رسول ا ّ
نفسى
] [ 400
ي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عميسسر عسسن هشسام بسسن سسالم و في البحار من تفسير عل ّ
ل عليه و آلسسه :فصسسعد ي صّلى ا ّسلم في خبر المعراج قال :قال النب ّ صادق عليه ال ّ عن ال ّ
ل و هو ضاحك مستبشر حّتسسى جبرئيل و صعدت حّتى دخلت سماء الّدنيا فما لقيني ملك إ ّ
لقيني ملك من الملئكة لم أر أعظم خلقا منه كريه المنظر ظاهر الغضب فقال لي مثل ما
ل أّنه لم يضحك و لم أر فيه الستبشار ما رأيت مّمن ضحك من الملئكة قالوا من الّدعا إ ّ
فقلت :من هذا يا جبرئيل ؟ فاّنى قد فزعت منه ،فقال :يجوز أن تفسسزع منسسه فكّلنسسا نفسسزع
ل يسوملس جهّنسم يسزداد كس ّ ن هذا مالك خازن النار لم يضحك قط و لم يزل منسذ وله ا ّ منه إ ّ
ل به منهم و لو ضحك إلى أحد كان ل و أهل معصيته فينتقم ا ّ غضبا و غيظا على أعداء ا ّ
قبلك أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك لضحك إليسسك ،و لكّنسه ل يضسسحك فسسّلمت عليسسه فسرّد
شرني بالجّنة .
ىوبّ
السلم عل ّ
لس » مطسساع ثسّم أميسسن « :أل تسسأمره أن فقلت لجبرئيل و جبرئيسسل بالمكسسان اّلسسذي وصسسفه ا ّ
لس عليسسه و آلسسه النسسار ،فكشسسف
يريني النار ؟ فقال له جبرئيل :يا مالك أر محّمدا صسّلى ا ّ
سماء و فارت و ارتفعسست حّتسسى منها غطائها و فتح بابا منها فخرج منها لهب ساطع في ال ّ
ظننت ليتناولنى مما رأيت ،فقلت :يا جبرئيل قل له :فليرد عليها غطائها ،فأمرها فقسسال
لها :ارجعى فرجعت إلى مكانها اّلذي خرجت منه ،الحديث ،فقد علم بسسه زيسسادة قسّوته و
شّدة غيظه و غضبه .
) إذا غضب على النار حطم بعضها بعضا لغضبه ( أى أكله أو كسره و منه الحطمة اسم
ن فيهسسا قسسال مقاتسسل و هسسى تحطسسم
ن في الحطمة أى ليطرح ّ من أسماء جهنم قال تعالى لينبذ ّ
العظام و تأكل اللحوم حّتى تهجم على القلوب و لتفخيم أمرها قال تعسسالى و مسا أدريسسك مسسا
ججسة أضسسافها سسبحانه إلسى نفسسه ليعلسسم أنهسا ليسسست كنيسرانل الموقسدة المؤ ّ
الحطمة نار ا ّ
الّدنيا .
» ج « 25
] [ 401
) و اذا زجرها توّثبت بين أبوابها جزعا من زجرته ( و لّمسسا ح سّذر مسسن أهسسوال الجحيسسم و
أفزعهم بذكر وصف مالك خازنها حّذرهم بأسلوب آخر و أّيهم بقوله :
) أّيها اليفسن ( أى الشسيخ ) الكسبير اّلسذي قسد لهسزه ( أى خسالطه ) القستير ( و المشسيب ،و
تخصيصه بالخطاب من بين ساير المخاطبين لكونه أولى بالحذر و القلع عن المعصية
و الخطاء لشراف عمره على الزوال و النقضاء و قرب توّرطه في ورطات الخرى .
) كيسسف أنسست ( اسسستفهام علسسى سسسبيل التقريسسر تقريعسسا علسسى المعصسسية ) إذا التحمسست ( أى
التصقت و انضّمت ) أطواق النار بعظسسام العنسساق ( كمسسا قسسال تعسسالى فسسسوف يعلمسسون إذ
سلسل يسحبون في الحميم ثّم في الّنار يسجرون . الغلل في أعناقهم و ال ّ
) و نشبت الجوامسسع ( أى علقسست الغلل الجامعسسة بيسسن اليسسدي و العنسساق ) حّتسسى أكلسست
سسسواعد ( قسسال تعسسالى فسسي سسسورة الّرحمسسن يعسسرف المجرمسسون بسسسيماهم فيؤخسسذ لحسسوم ال ّ
ي أى تأخذهم الّزبانيسسة فيجتمسسع بيسسن نواصسسيهم و أقسسدامهم بالنواصي و القدام قال الطبرس ّ
ل ،و في سورة الفرقان و إذا ُالقوا منهسسا مكانسًا ضسّيقا مقّرنيسسن دعسسوا هنالسسك ثبسسورًا لبالغ ّ
ي مقّرنيسسن أى مص سّفدين قرنسست تدعوا اليوم ثبورًا واحدا و ادعوا ثبورًا كثيرًا قال الطبرس ّ
أيديهم إلى أعناقهم في الغلل .
حة قبسسل السسسقم ( أى
ل ( أى اّتقوه سبحانه يا ) معشر العباد و أنتم سالمون في الص ّ لا ّ
) فا ّ
سسسقم ) و فسسي الفسسسحة قبسسل الضسسيق ( أى فسسى سسسعة
حتكم قبل أن ينسسزل بكسسم ال ّ
في زمان ص ّ
العمار قبل أن تبدل بالضيق ) فاسسعوا فسي فكساك رقسابكم ( مسسن الّنسسار بالتوبسة و التقسوى
) من قبل أن تغلق رهائنها ( أصل غلق الّرهن عبارة عن بقائه فسسي يسسد المرتهسسن ل يقسسدر
راهنه على انتزاعه .
ن ذمم المكّلفين لكونها مشغولة بالتكاليف الشرعّية المطلوبة منهم إذا عرفت ذلك فأقول :إ ّ
ن انتزاع الّرهن من يد المرتهن و التمّكسسن مسسن الّتصسسرف فيسسه
فكأّنها رهن عليها ،و كما أ ّ
موقوف على أداء الّدين ،فكذلك تخليص الّرقاب موقوف على
] [ 402
ك تفصسسيل و لكمسسال
سسسعى فسسي الفكسساك إجمسسال أشسار إلسسى مسسا بسسه يحصسسل الفس ّ
و لما أمر بال ّ
الّتصال بين الجملتين ترك العاطف فقال :
جد و صلة الّليل و ساير النوافل و قد تقّدم بعض الخبار في) أسهروا عيونكم ( أى بالته ّ
فضلها في شرح الفصل السادس من المختار الثاني و الثمانين .
ل بسسن سسسنان
صدوق في ثواب العمال عن عبد ا ّ و أقول هنا مضافا إلى ما سبق :روى ال ّ
سلم قال :شسسرف المسسؤمن صسسلة الّليسسل و عسّز المسسؤمن كّفسسه عسسن
ل عليه ال ّ
عن أبي عبد ا ّ
الّناس .
ن الحسنات يذهبن
لإّ
ل عّز و ج ّل في قول ا ّ
و عن إبراهيم بن عمرو رفعه إلى أبي عبد ا ّ
السيئآت قال :صلة المؤمن بالّليل تذهب بما عمل من ذنب بالنهار .
ل عن سلمة بن الخطاب عسسن محّمسسد بسسن الليسسث و فيه عن أبيه قال :حّدثني سعد بن عبد ا ّ
ن رجل سسسأل أميسسر سسسلم أ ّ
عن جعفر بن إسماعيل عن جعفر بن محّمد عن أبيه عليهمسسا ال ّ
سلم ابشر : سلم عن قيام الّليل بالقرآن ،فقال له عليه ال ّ
المؤمنين عليه ال ّ
] [ 403
و من صّلى سبع ليله خرج من قبره يوم القيامة و وجهه كالقمر ليلة البدر حّتى يمّر علسسى
الصراط مع المنين .
خر .
و من صّلى سدس ليله كتب مع الّوابين و غفر له ما تقّدم من ذنبه و ما تأ ّ
ل في قّبته .
و من صّلى خمس ليله زاحم إبراهيم خليل ا ّ
ل عسّز و جس ّ
ل ل غبطه بمنزلته من ا ّ
و من صّلى ثلث ليله لم يلق ملكا » لم يبق ملك خ « إ ّ
ى أبواب الجّنة الّثمانية شئت .
و قيل له ادخل من أ ّ
و من صّلى نصف ليله فلو اعطى ملء الرض ذهبا سبعين ألف مّرة لم يعسسدل أجسسره ،و
كان له بذلك أفضل من سبعين رقبة يعتقها من ولد إسماعيل .
و من صّلى ثلثى ليله كان له من الحسنات قدر رمل عالج أدناها حسنة أثقل من جبل أحسسد
عشر مّرات .
ل ذكره راكعا و ساجدا و ذاكرا اعطسسى مسسن ل عّز و ج ّ و من صّلى ليلة تاّمة تاليا لكتاب ا ّ
لس مسسن
الثواب أدناها أن يخرج مسسن السّذنوب كمسسا ولسسدته أّمسسه و يكتسسب لسسه عسسدد مسسا خلسسق ا ّ
ث النسور فسي قسبره و ينسزع الثسم و الحسسد مسن قلبسه ،و الحسنات و مثلها درجات ،و يب ّ
يجار من عذاب القبر و يعطى براءة من النار و يبعث من المنين و يقول الّرب تبارك و
تعالى لملئكته :ملئكتي انظروا إلى عبدي أحيى ليله ابتغاء مرضاتي أسكنوه الفسسردوس
ل مدينة جميع ما يشتهى النفس و له فيها مأة ألف مدينة في ك ّ
-----------
) ( 1للللل للللل للللل لللللل لل لل للل ) ل
(.
] [ 404
و تلّذ العين و ما ل يخطر على بال سوى ما أعددت له من الكرامة و المزيد و القربة .
) و أضمروا بطونكم ( أى بالصيام و الجوع و قد مضى الخبسسار فسسي فضسسل الصسسوم فسسي
شرح المختار المأة و التاسع ) و استعملوا أقدامكم ( أى في القيام إلى الصلوات أو مطلسسق
سسسعى إلسسى المسسساجد و المشسسى إلسسى المشسساهد
القربات كاسسستعمالها فسسي تشسسييع الجنسسايز و ال ّ
المشّرفة و نحوها .
روى في ثواب العمال باسناده عسسن الصسسبغ بسسن نباتسسة قسسال :قسسال أميسسر المسسؤمنين عليسسه
ل ليهّم أن يعّذب أهل الرض جميعا حّتى ل يتحاشسسى منهسسم أحسسدا ل عّز و ج ّ
نا ّ
سلم :إ ّ ال ّ
إذا عملسسوا بالمعاصسسي و اجسسترحوا السسسيئات ،فسساذا نظسسر إلسسى الشسّيب نسساقلى أقسسدامهم إلسسى
خر ذلك عنهم . صلة و الولدان يتعّلمون القرآن رحمهم فأ ّ ال ّ
) و أنفقوا أموالكم ( أى في الزكاة و الصدقات و صنايع المعروف ،و قسسد عرفسست فضسسل
هذه كّلها في شرح المختار المأة و التاسع أيضا ) و خذوا من أجسادكم فجسسودوا بهسسا علسسى
أنفسكم ( و هو كناية عن إتعاب البدان و إذابتها بالعبادات و الّرياضات و سلوك مسسسالك
ن الخذ من الجساد بهذه القربات جود بها على النفوس و لذلك قال الخيرات ،و معلوم أ ّ
ق سسسبحانه :جودوا بها عليها ) و ل تبخلوا بها عنها ( ثّم اشتشهد على ما رامه بكلم الح س ّ
و قال :
ل ينصركم و ل عليه و آله ) إن تنصروا ا ّ ل سبحانه ( في سورة محّمد صّلى ا ّ
) فقد قال ا ّ
ل س بالقتسسال و الجهسساد
يا ّ
ل و نسسب ّ
يثّبت أقدامكم ( قال في مجمع البيان أى إن تنصروا دين ا ّ
ينصركم على عدّوكم و يثّبت أقدامكم إى يشجعكم و يقوى قلوبكم لتثبتوا ،و قيل :
ينصركم في الخرة و يثّبت أقدامكم عند الحساب و على الصراط ،و قيل :ينصركم فسسي
الّدنيا و الخرة و يّثبت أقدامكم في الّدارين و هو الوجه .
ل ينصسسركم و أن يزيسسد
ل أن ينصر من نصره لقوله :إن تنصروا ا ّ ق على ا ّ
قال قتاده :ح ّ
من شكره لقوله :لئن شكرتم لزيدّنكم ،و أن يذكر من ذكره لقوله :
] [ 405
ل قرضًا حسنًا فيضاعفه لسسه و لسسه أجسسر) و قال ( في سورة الحديد ) من ذا اّلذي يقرض ا ّ
ن فيها بدل قوله :و له أجر كريم :
لأّ
كريم ( و نحوه في سورة البقرة إ ّ
لس أى
ل سبحانه على النفاق فقسسال مسسن ذا اّلسسذى يقسسرض ا ّ
قال في مجمع البيان :ثّم حث ا ّ
ل و طاعته ،و المراد به المر » قرضسًا حسسسنًا « و القسسرض الحسسسن أن ينفق في سبيل ا ّ
ن و ل أذى ،و قيل :هو أن يكون محتسبا طّيبا به نفسه ،و ينفق من حلل و ل يفسده بم ّ
قيل :هو أن يكون حسن الموقع عند النفاق فل يكون خسيسا ،
و الولى أن يكون جامعا لهذه المور كّلها فل تنافي بينها » فيضاعفه له « أى يضسساعف
له الجزاء من بين سبع إلى سبعين إلى سبعمأة » و له أجسسر كريسسم « أى جسسزاء خسسالص ل
يشوبه صفة نقص ،فالكريم اّلذي من شأنه أن يعطى الخير الكثير فلمسسا كسسان ذلسسك الجسسر
يعطى النفع العظيم وصف بالكريم و الجر الكريم هو الجّنة .
و لما كان ظاهر النصرة موهما لكونها من الذّلة ،و ظاهر القرض موهما لكونه من القّلة
ل( ل و لم يستقرضسسكم مسسن ق س ّ
أردف ذلك من باب الحتراس بقوله ) فلم يستنصركم من ذ ّ
أى ليس استنصاره و استقراضه من أجل الذّلة و القّلة حسبما زعمته اليهود و قالوا :إنما
لس
ل سبحانه لقسسد سسسمع ا ّ
يستقرض مّنا رّبنا عن عوز فانما هو فقير و نحن أغنياء فأنزل ا ّ
ل فقير و نحن َأغنياء بل سّمى نصرة دينه و نبّيه نصرة له و النفاق نا ّقول اّلذين قالوا إ ّ
طفا للّدعاء إلى فعلهما و تأكيدا للجزاء عليهما ،
في سبيله قرضا تل ّ
ي بنفسسسه
ي الحميد ( يعنسسي غن س ّ
سموات و الرض و هو الغن ّ
) و استقرضكم و له خزائن ال ّ
عن غيره غير مفتقر إلى شيء من مخلوقاته و محمود في أفعاله و صنايعه و أحكامه
] [ 406
و أوامره .
) و انما أراد ( باستقراضه و استنصسساره ) أن يبلسسوكم أّيكسسم أحسسسن عمل ( و قسسد مسّر فسسي
ل سبحانه أى ابتلئه و اختباره . شرح المختار الثاني و السّتين معنى بلء ا ّ
ل في داره ( و المسسراد بهسسم أوليسساؤه) فبادروا بأعمالكم ( إلى آجالكم ) تكونوا مع جيران ا ّ
المّتقون اّلذين ل خوف عليهسسم و ل هسسم يحزنسسون ،و اسسستعار لفسسظ الجيسسران لهسسم باعتبسسار
ن الجسسار ينسسال الكرامسسة مسسن جسساره و
صة اللهّية لهم كما أ ّ
شمول اللطاف و العنايات الخا ّ
الضافة فيه و في تاليه للتشريف و التكريم .
) رافق بهم رسله و أزارهم ملئكته ( حسبما عرفت ذلك في شرح هذه الخطبة و غيرهسسا
ن اّلسسذين سسسبقت لهسسم
) و أكرم أسماعهم أن تسمع حسيس نار أبدا ( كما قال عّز من قائل إ ّ
مّنا الحسنى ُأولئك عنها مبعدون ل يسمعون حسيسها و هم فيما اشتهت أنفسهم خالدون .
س.
ي أى يكونون بحيث ل يسمعون صوتها اّلذي يح ّ
قال الطبرس ّ
سسسلمي عليسسه ال ّ
ل عليه و آله إّنه قال لعلس ّ
ي صّلى ا ّ
صافي من المحاسن عن الّنب ّ
روى في ال ّ
ي أنسست و شسسيعتك علسسى الحسسوض تسسسقون مسسن أحببتسسم و تمنعسسون مسسن كرهتسسم و أنتسسميا عل ّ
ل العرش يوم يفزع الناس و ل تفزعون ،و يحزن الّناس المنون يوم الفزع الكبر في ظ ّ
ن اّلذين سبقت لهم مّنا الحسنى الية ، و ل تحزنون ،و فيكم نزلت هذه الية إ ّ
) و صان أجسادهم أن تلقى لغوبا و نصبا ( كما قال سبحانه حكاية عنهم و قالوا الحمد ّ
ل
ن رّبنا لغفور شكور اّلذي أحّلنا دار المقامة من
اّلذي أذهب عّنا الحزن إ ّ
] [ 407
قال في مجمع البيان أى أنزلنا دار الخلود يقيمون فيها أبدا ل يموتون و ل يتحّولون عنهسسا
سسسنا فيهسسا نصسسب « ل يصسسيبنا فسسي الجّنسسة
ضله و كرمسسه » ل يم ّ
» من فضله « أى ذلك بتف ّ
سنا فيها لغوب « أى و ل يصسيبنا فيهسا إعيساء و متعبسة فسي طلسسب عناء و مشّقة » و ل يم ّ
المعاش و غيره .
صافي عن القّمي قال :الّنصب العناء و الّلغوب الكسسسل و الضسسجر و دار المقامسسة
و في ال ّ
دار البقاء ،و قال صاحب الصافي :الّنصب الّتعب و الّلغوب الكلل إذ ل تكليسسف فيهسسا و
ل كّد اتبع نفى النصب بنفى ما يتبعه مبالغة .
ععععععع
حمد و ثنا مر خداونديرا سزاست كه شناخته شده بسسدون رؤيسست ،و خلسسق فرمسسوده بسسدون
رنج و مشقت آفريد مخلوقات را بقدرت كامله خود ،و طلب بندگى نمود از سسسلطين و
ملوك با عّزت قاهره خود ،و مالك واجب الطاعة شد بسسر بزرگسسان بسسا بخشسسش فسسراوان
خود ،و اوست آنكسيكه ساكن فرمود در دنيا آفريدگان خود را ،و مبعوث كسسرد بسسسوى
ن و انسسس پيغمسسبران خسسود را ،تسسا اينكسسه كشسسف كننسسد مرايشسسانرا از پردهسساى دنيسسا ،و
جس ّ
بترسانند ايشانرا از پريشسسانيهاى دنيسسا ،و بيسسان كننسسد از بسسراى ايشسسان مثلهسساى آن را ،و
بنمايند بر ايشان عيبهاى آن را ،و تا هجوم آور بشوند بسسر ايشسسان بسسا چيسسزى كسسه بسساعث
حتهاى آن و بيماريهاى آن ،و حلل آن و حرام آن عبرت ايشان بشود از ص ّ
] [ 408
و با آنچه كه مهّيا فرموده خداوند تعالى از براى اطاعت كنندگان از ايشان ،و معصيت
كنندگان ايشان از بهشت و جهّنم ،و عّزت و خواري .
حمد ميكنم او را در حالتيكه قصد تقّرب ميكنم بسوى او چنان حمدى كه طلسسب كسسرده از
مخلوقات خود گردانيد از براى هر چيزى اندازه معّيني ،و از بسسراى هسسر انسسدازه م سّدت
خصي . مخصوصي ،و از براى هر مّدت نوشته مش ّ
بعضى ديگر از اين خطبه در ذكر قرآن كريم است ميفرمايد :
پس قرآن امر كننده اسست و نهسى كننسده ،و سساكت اسست بحسسب ظساهر و نساطق اسست
جت پروردگار است بر خلقان او أخذ فرموده است بر او عهد و پيمان بحسب باطن ،ح ّ
ايشانرا ،و رهن كرده است در مقابل او نفسسسهاى ايشسسان را ،تمسسام فرمسسود نسسور آنسسرا و
ي خود را در حسسالتي كسسه فسسارغ شسسده گرامى داشت با آن دين خود را ،و قبض فرمود نب ّ
بود بسوى خلق از احكام هدايت با آن .
پس بدرستيكه پنهان نداشسسته اسسست حقتعسسالى از شسسما چيزيسسرا از ديسسن ،و فسسرو نگذاشسسته
چيزيرا كه پسنديده يا ناخوش گرفته مگر اينكه گردانيسسده از بسسراى آن علمسستى ظسساهر و
آيه محكم كه منع نمايد از آن يا دعوت كند بسوى او پس رضاى خسسدا در چيزيكسسه بسساقي
مانده يكى است و سخط و غضب او در چيزيكه باقي مانده يكى است .
و بدانيد كه حقتعالى هرگز راضى نميباشد از شما بچيزيكه دشمن گرفته اسسست آنسسرا بسسر
كسانى كه بودند پيش از شما ،و هرگز غضب نميكند بر شما بچيزيكه رضا داشته بسسأو
از كسانى كه بودند پيش از شما ،و جز اين نيست كسه بايسد سسير نمائيسد در أثسر واضسح
گذشتگان ،و تكّلم نمائيد بكلم با منفعت كسسه گويسسا شسسدند بسسآن مردانسسى كسسه پيسسش از شسسما
بودند .
بتحقيق كه كفايت كرد خداوند عالم معيشت دنياى شسسما را ،و تحريسسص فرمسسود شسسما را
بر شكر ،و واجب كرد از زبانهاى شما ذكر را ،و وصّيت فرمود شما را
] [ 409
بتقوى و پرهيزكاري ،و گردانيد آنرا منتهى خوشسنودي و حساجت خسود از خلسق ،پسس
بپرهيزيد از خدائيكه شما در پيش نظر اوئيد ،و پيشانيهاي شما در يد قدرت او اسسست و
گرديدن شما در قبضه اقتدار او است ،هر گسساه پنهسسان داريسسد چيزيسسرا در قلسسب خودتسسان
ميداند آنرا ،و اگر اظهار نمائيد أعمال خود را نويسد آنرا ،بتحقيق موّكل فرمسسوده بسسآن
نوشتن ملئكه كه حافظاننسسد بسسا كرامسست در حسسالتيكه اسسسقاط حسسق نميكننسسد و إثبسسات باطسسل
نمينمايند ،يعني چيز بي اصل را نمينويسند .
و بدانيد بدرستيكه هر كس بترسد از خدا و صاحب تقوى باشد قرار ميدهد خدا از براى
او بيسسرون آمسسدني از فتنهسسا ،و روشسسنى از ظلمتهسسا ،و مخّلسسد مينمايسسد او را در چيزيكسسه
خواهش دارد نفس او ،و نازل ميفرمايد او را در منزل كرامت در نسسزد خسسود در خسسانه
كه اختيار فرموده آنرا از براى خود ،چنان خانه كه سقف آن عسسرش او اسسست ،و نسسور
آن جمال او است ،و زيارت كنندگان آن ملكهاى او است ،و رفيقهسساى آن پيغمسسبران او
است .
پس بشتابيد بسوى معاد ،و سبقت كنيد بسوى أجلها از جهسست اينكسسه مردمسسان نزديكسسست
كه بريده شود از ايشان آرزوها ،و در يابد ايشانرا أجلها ،و بسسسته شسسود بسسروى ايشسسان
در توبه .
پسسس بتحقيسسق كسسه صسسباح كرديسسد در مثسسل چيزيكسسه سسسؤال كردنسسد بسسر گشسستن بسسسوى آنسسرا
سبيل هسسستيد بسسر سسسفر كسسردن از خسسانه كسسه
اشخاصيكه بودند پيش از شما ،و شما أبناء ال ّ
نيست خانه شما ،بتحقيق كه اعلم كرده شديد بكسسوچ كسسردن از آن ،و مسسأمور شسسديد در
آن بأخذ كردن توشه .
و بدانيد بدرستيكه نيست مر اين پوست لطيف را صبر كردن بر آتش سوزان پس رحسسم
نمائيد نفسهاى خود را پس بدرستيكه شما تجربسسه نموديسسد نفسسوس خسسود را در مصسسائب و
صدمات دنيا ،پس ديدهايسسد جسسزع و فسسزع يكسسى از شسسما را از خسسارى كسسه برسسسد بسسأو يسسا
لغزيدني كه خون آلود سازد او را ،يا زمين بسيار گرمى كه بسوزاند او را ،پس
] [ 410
چگونه باشد حال او زمانى كه بشود در ميان دو تابه يا دو طبقه از آتش كسسه همخسسوا بسسه
سنگ سوزان باشد و همنشين شيطان ،آيا دانستهايد اينكه مالسك خسازن جهّنسم هسر وقست
غضب نمايد بر آتش بشكند بعضى از آتش بعضي ديگر را ،و هر گاه زجسسر كنسسد آتسسش
را بر جهد شراره آن از ميان درهاى دوزخ از جهة جزع كردن آن از زجر او .
اى پير بزرگ سال كه آميخته است بأو پيرى و سستى چگونه است حالت تو زمانى كه
مّتصل شود و پيوند گسسردد طوقهسساى آتسسش باسسستخوانهاى گردنهسسا ،و فسسرو رونسسد غلهسساى
جامعه آتش در أعضاء ،تا اينكه بخسسورد گوشسستهاى بازوهسسا را پسسس بترسسسيد از خسسدا أى
حت پيسسش از بيمسسارى و در بنسسدگان خسسدا در حسسالتيكه شسسما سسسلمت هسسستيد در زمسسان صس ّ
ك نمسودن گردنهساى فراخى و وسعت پيش از تنگسى ،پسس سسعى نمائيسد در گشسادن و فس ّ
جد و
خودتان پيش از اينكه بسته شود گروهاى گردنها ،بيدار كنيد چشماى خود را با ته ّ
قيام ،و تهى سازيد شكمهاى خود را با گرسنگى و صسسيام ،و اسسستعمال نمائيسسد قسسدمهاى
خود را در خيرات ،و انفاق كنيد مالهاى خود را در زكاة و صدقات ،و أخذ نمائيسسد از
بدنهاى خودتان تا بخشش نمائيد با آنها بر نفسهاى خود و بخل نورزيد بآنها .
ل س ينصسسركم و
پس بتحقيق كه فرموده است حقتعالى در كلم مجيد خود » إن تنصسسروا ا ّ
يثّبت أقدامكم « يعني اگر يارى كنيد خدا را يارى ميكنسسد خسسدا شسسما را و ثسسابت ميفرمايسسد
قدمهاى شما را در مواضع لغيزدن .
پس يارى نخواست خداى تعالى از شما از بابت ذّلت ،و قرض طلسسب نكسسرد از شسسما از
جهت كمسسى و قّلسست ،يسسارى خواسسست از شسسما در حسسالتيكه از بسسراى او اسسست لشسسگرهاى
آسمانها و زمين و حال آنكه او است صاحب عّزت و حكمت ،و طلسسب قسسرض نمسسود از
شما در حالتى كسسه از بسسراى او اسسست خزانهسساى آسسسمانها و زميسسن و حسسال آنكسسه او اسسست
بىنياز و ستوده ،
] [ 411
و جز اين نيست كه اراده فرموده كه امتحان نمايد شما را كه كدام از شما نيكسسوتر اسسست
از حيثّيت عمل .
پس مبادرت نمائيد بسوى عملهاى خودتان تا باشيد با همسسايهاى خسدا در خسانه خسدا كسه
رفيق سسساخته ايشسسانرا بسسا پيغمسسبران خسسود ،و بزيسسارت ايشسسان أمسسر نمسسوده فرشسستگانرا و
گرامسى داشسته گوشسهاى ايشسانرا از اينكسه بشسنوند آواز آتسش را هرگسز ،و نگسه داشسته
جسدهاى ايشانرا از آنكه برسد بمشّقت و كسالت ،اين فضل و احسان خداست كسه عطسا
مىفرمايد آنرا بهر كس كه ميخواهسد از بنسدگان خسود ،و خداونسد اسست صساحب فضسل
عظيم ،من ميگويم چيزيرا كه مىشسسنويد و خداسسست يسسارى خواسسسته شسسده ،يعنسسي از او
استعانت ميكنم بر نفس خودم و بر نفسهاى أّماره شما ،و اوست كفايت كننسسده مسسا و چسسه
خوب وكيل است .
عععع
ع عع عععع عع عععع ععع
طسسائي
و هو المأة و الثالث و الثمانون من المختار في باب الخطب قاله للبرج بن مسهر ال ّ
ل،ل ّ
و قد قال له بحيث يسمعه :ل حكم إ ّ
ععععع
] [ 412
و حقر ،و ضؤل رأيه صغر و ) الماعز ( واجد المعز من الغنم اسم جنس و هسسو خلف
ضأن .
ال ّ
ععععععع
يجوز أن يكون كان ناقصة اسمها تاء الخطاب و ضسسئيل خبرهسسا و فيسسه متعّلقسسا بسسه مقسّدما
سع و شخصك بالّرفع فاعل ضئيل قام مقام الضمير الرابط للجّر إلى السسسم مسسن عليه للتو ّ
أجل اضافته إلى كاف الخطاب اّلذي هو عين السم أو أنه بدل من اسم كان .
و يجوز أن تكون تاّمة و ضئيل حال من فاعلها و شخصك فاعسل الحسال و باضسافته إلسى
كاف الخطاب استغنى أيضا عن الرابط للحال أو أنه حال من شخصك مقّدم على صاحبه
ح من مذهب علمساء الدبّيسسة ي على ما هو الص ّ و شخصك بدل من فاعل كان ،و هذا مبن ّ
ل فيجسسوز علسسى تقسسدير
ل كان و أخواتهسسا و إ ّ
ن العوامل الّلفظّية كّلها تعمل في الحال إ ّ
من أ ّ
كون كان ناقصة جعل ضئيل حال أيضا فيكون فيه خبرها و يكون ظرفا مستقّرا ،فسسافهم
جّيدا .
عععععع
ن هذا الكلم حسبما أشار إليه السّيد ) قسساله للسسبرج بسسن مسسسهر الطسسائى ( علسسى وجسسه
اعلم أ ّ
التعريض و التحقير ) و قد قال له ( البرج بشسسعار الخسسوارج ) بحيسسث يسسسمعه ل حكسسم إ ّ
ل
ل أى ل أنت ) و كان ( السسبرج لا ّل ( أى ل لك ،و في نسخة الشارح البحراني ل حكم إ ّ ّ
ذلك ) من الخوارج ( من شعرائهم المشهورة .
] [ 413
قال الشارح البحرانسسي اسسستعار لفسسظ النعيسسر لظهسسور الباطسسل ملحظسسة لشسسبهه فسسي قسّوته و
ضائل الصائح بكلمه عن جرأة و شجاعة . ظهوره بالرجل ال ّ
) نجمت نجوم قرن الماعز ( أى طلعت بل شرف و ل سابقة و ل شجاعة و ل قدم ،
بل بغتة و على غفلة كما يطلع قسسرن المسساعز ،و الغسسرض مسسن التشسسبيه تسسوهين المشسّبه و
تحقيره حيث شّبهه بأمر حقير .
ععععععع
از جمله كلم آن والمقام است مر برج بن مسهر الطائى را و بتحقيسسق گفسست آن ملعسسون
مر آنحضرت را بحيثى كه ميشنوانيد او را كه :هيچ حكم نيست مگسسر خسسداى را و بسسود
آن ملعون از جمله خوارج نهروان آنحضرت فرمود :
ساكت باش دور گرداند خدا تو را از خير أى دندان افتاده ،پسسس قسسسم بخسسدا كسسه بتحقيسسق
ظاهر شد حق پس بودى تو در آن حقير و نحيف ،شخص تو خفى ،و پنهسسان بسسود آواز
تو تا اينكه نعره زد باطل طلوع كردى و ظاهر شدى مثسسل ظسساهر شسسدن شسساخ بسسز .هسسذا
آخر المجلد العاشر مسسن هسسذه الطبعسسة الجديسسدة القيمسسة ،و قسسد وفسسق لتصسسحيحه و ترتيبسسه و
تهذيبه العبد الحاج السيد ابراهيم الميانجى عفى عنه و عن والديه ،في اليوم الرابع عشر
ل الجزء الحادى عشر و اوله : من شهر ربيع الول سنة 1382و سيليه انشاء ا ّ
ب العالمين
لر ّ
» المختار المأة و الرابع و الثمانون « و الحمد ّ