You are on page 1of 361

‫منهاج البراعة في شرح نهج البلغة‬

‫)حبيب ال الخوئي(‬
‫ج ‪10‬‬
‫عععع ععع ععععععع عع ععع عععع ععع ععععع ع‬
‫ع عععععع‬

‫ل الّرحمن الّرحيم‬
‫بسم ا ّ‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫ي في إرشاد المفيد‬ ‫و هو المأة و الواحد و الستون من المختار فى باب الخطب و هو مرو ّ‬


‫سسسلم‬
‫صدوق على اختلف تعرفسسه ‪ ،‬قسسال عليسسه ال ّ‬
‫شرايع و أمالي ال ّ‬ ‫و في البحار من علل ال ّ‬
‫ق بسسه ؟‬
‫سلم كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام و أنتم أح ّ‬ ‫لبعض أصحابه و قد سأله عليه ال ّ‬
‫فقال ‪:‬‬

‫ق‬
‫صسهر و حس ّ‬ ‫يا أخا بني أسد إّنك لقلق الوضين ترسل فسي غيسر سسدد و لسك بعسد ذمامسة ال ّ‬
‫المسئلة ‪ ،‬و قد استعلمت فاعلم أّما الستبداد علينسسا بهسسذا المقسسام و نحسسن العلسسون نسسسبا ‪ ،‬و‬
‫حت عليهسسا نفسسوس‬‫ل عليه و آله و سّلم نوطا فإّنها كانت أثرة شس ّ‬ ‫الشّدون بالّرسول صّلى ا ّ‬
‫ل و المعسسود إليسسه القيمسسة و دع ‪ 1‬عنسسك نهبسسا‬ ‫قوم و سخت عنها نفوس آخرين ‪ ،‬و الحكم ا ّ‬
‫صيح في حجراته‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬للل ل ل ل ‪.‬‬

‫]‪[3‬‬

‫لس فيسسا لسسه‬


‫و هلّم الخطب في ابن أبي سفيان فلقد أضحكنى الّدهر بعد إبكآئه و ل غسسرو و ا ّ‬
‫لس مسسن مصسسباحه ‪ ،‬و سسّد‬ ‫خطبا يستفرغ العجب ‪ ،‬و يكثر الود ‪ ،‬حاول القوم إطفاء نور ا ّ‬
‫فّواره من ينبوعه ‪ ،‬و جدحوا بينسسي و بينهسسم شسسربا وبيئا ‪ ،‬فسسإن ترتفسسع عّنسسا و عنهسسم محسسن‬
‫عَلْيِهسْم‬
‫ك َ‬‫سس َ‬
‫ب َنْف ُ‬
‫ق علسسى محضسسه ‪ ،‬و إن تكسسن الخسسرى » َفل َتسْذَه ْ‬ ‫البلوى أحملهم من الحس ّ‬
‫ن«‪.‬‬‫عليٌم ِبما َيصْنُعو َ‬
‫ل َ‬
‫نا ّ‬
‫ت ِإ ّ‬
‫سرا ٍ‬
‫حَ‬
‫َ‬

‫ععععع‬

‫) قلق ( قلقا من باب تعب اضطرب فهو قلق ككتف و ) الوضين ( كما عن الّنهايسسة بطسسان‬
‫سسسرج و ) الرسسسال (‬ ‫منسوج بعضها على بعض يشّد به الّرحسسل علسسى البعيسسر كسسالحزام لل ّ‬
‫صسسسواب و السسسستقامة و‬ ‫سسسسداد ال ّ‬‫سسسسدد ( محّركسسسة كال ّ‬
‫الطلق و اهمسسسال الّتسسسوجيه و ) ال ّ‬
‫) الّذمامة ( بكسر الّذال المعجمة ‪ :‬الحرمة و ) الصهر ( القرابسسة قسسال ابسسن السسّكيت ‪ :‬كس ّ‬
‫ل‬
‫من كان من قبل الّزوج من أبيه أو أخيه أو أعمامه فهم الحماء و من كان من قبل المرئة‬
‫صنفين الصهار ‪.‬‬ ‫فهم الختان ‪ ،‬و تجمع ال ّ‬
‫و ) استبّد ( في المر انفرد به من غير مشارك له فيه و رجل ) يسسستأثر ( علسسى أصسسحابه‬
‫أى يختار لنفسه أشياء حسنة ‪ ،‬و السم الثرة محّركة و الثرة بالضّم و الكسر و الثسسرى‬
‫كالحسنى و ) المعود ( إّما اسم لمكان العود أو مصدر بمعنسساه ‪ .‬و فسسي بعسسض النسسسخ يسسوم‬
‫القيامة باضافة يوم و ) الحجرات ( الّنسسواحي جمسسع حجسسرة كجمسسرة و جمسسرات و ) هّلسسم (‬
‫اسم فعل يستعمل بمعنى هات و تعال ‪ ،‬فعلى الّول متعّد و على الّثسساني لزم يسسستوى فيسسه‬
‫الواحد و الجمع و المذّكر و المؤّنث في لغسسة أهسسل الحجساز ‪ ،‬و أهسسل نجسد يقولسسون هلّمسسا و‬
‫هلّموا ‪.‬‬

‫و ) الود ( محّركة العوجاج و ) فّوار ( الينبوع بفتح الفاء و تشديد الواو‬

‫]‪[4‬‬

‫ثقب البئر و الفوار بالضّم و الّتخفيف ما يفور من حّر القدر و بهما قرء و الّول أظهسسر و‬
‫ظ مسسن المسساء قسسال‬
‫شرب ( بالكسر الح ّ‬
‫) جدحه ( يجدحه من باب منع خلطه و مزجه و ) ال ّ‬
‫تعالى ‪ » :‬لها شرب و لكم شرب يوم معلوم « و ) الوبىء ( ذو الوباء و المرض ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫قوله لقلق الوضين صفة حسذف موصسسوفها للعلسسم بسه ‪ ،‬و جملسسة ترسسل ‪ ،‬فسسي محسلّ الّرفسسع‬
‫ق المسألة مرفوعان على البتسسداء ‪ ،‬و‬ ‫عطف بيان ‪ ،‬و لك خبر مقّدم و ذمامة الصهر و ح ّ‬
‫سع ‪ ،‬و جملة و نحسسن العلسسون فسسي مح س ّ‬
‫ل‬ ‫بعد ‪ ،‬ظرف لغو متعّلق بذمامة تقديمه عليه للّتو ّ‬
‫الّنصب على الحال ‪ ،‬و نسبا و نوطا منصوبان على التميز ‪ ،‬و تعدية سخت بعن لتضمين‬
‫معنى العراض ‪ ،‬و القيامة في بعض الّنسخ بالّرفع و في بعضها بالنصب ‪ ،‬فالّول مبن ّ‬
‫ى‬
‫على أّنه خبر لمعود و جعله اسم مكان ‪ ،‬و الّثاني على كونه ظرفا له و جعله مصدرا ‪.‬‬

‫و البيت أعني قوله ‪ :‬و دع عنك نهبا صيح في حجراته ‪ ،‬مطلع قصيدة لمرء القيسسس ابسسن‬
‫حجر الكندي و تمامه ‪ :‬و لكن حديثا مسسا حسسديث الّرواحسسل ‪ ،‬و قسسد أثبسست المصسسراع الّثسساني‬
‫ل بصسدر السبيت‬ ‫ساخ ‪ ،‬و أّنه لم يتمّثسل إ ّ‬ ‫ظاهر أّنه سهو من الن ّ‬ ‫أيضا في بعض الّنسخ ‪ ،‬و ال ّ‬
‫شسسارح المعسستزلي و‬ ‫و أقام قوله ‪ :‬و هلّم الخطب ‪ ،‬مقام المصسسراع الّثسساني كمسسا نّبسسه عليسسه ال ّ‬
‫غيره ‪.‬‬

‫و كيف كان فقوله ‪ :‬حديثا ما اه انتصب حديثا باضمار فعل أي حّدثنى أو أسمع أو هات ‪،‬‬
‫و يروى بالّرفع على أّنه خبر محذوف المبتداء أى غرضى حديث و ما هيهنسسا تحتمسسل أن‬
‫تكون ابهامّية و هي الّتي إذا اقترنت بنكرة زادته إبهاما و شياعا كقولك ‪:‬‬
‫ى كتاب كان ‪ ،‬و تحتمل أن تكون صلة مؤّكدة كما في قسسوله‬ ‫اعطنى كتابا ما ‪ ،‬تريد ‪ ،‬أى أ ّ‬
‫تعالى » فبما نقضهم ميثاقهم « و أّما حديث الّثاني فقد ينصسسب علسسى البسسدل مسسن الّول ‪ ،‬و‬
‫قد يرفع على أن‬

‫]‪[5‬‬

‫صسسلة‬
‫يكون ما موصولة و صلتها الجملة أي الذي هو حديث الّرواحل ‪ ،‬ثّم حذف صسسدر ال ّ‬
‫ي قسسوله ‪ :‬و ل‬‫كما في » اتماما على الذي أحسن « أو على أن تكسسون اسسستفهامية بمعنسسى أ ّ‬
‫جسسب و التفخيسسم و‬‫غرو ‪ ،‬ل لنفى الجنس محذوف خبرها ‪ ،‬و قوله ‪ :‬فيا له خطبا الّنداء للتع ّ‬
‫خطبا منصوب على التميز من الضمير ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ن المستفاد من روايتي العلل و المالي التيتين أنّ هذا الكلم ) قاله لبعض أصحابه‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫( بصّفين ) و ( ذلك أّنه ) قد سأله ( و قال له ) كيف دفعكسسم قسسومكم عسسن هسسذا المقسسام ( أى‬
‫ق بسه ( منهسم و مسن غيرهسم لعلسّو النسسب و شسرافة‬ ‫مقام الخلفة و الوصساية ) و أنتسم أحس ّ‬
‫سة الّرحم و مزيد التقّرب و غزارة العلسسم و وفسسور الحلسسم و ملكسسة العصسسمة و‬ ‫الحسب و ما ّ‬
‫طهارة و ثبوت الوصّية و حقوق الوراثة و ساير خصايص الولية ) فقسسال عليسسه‬ ‫فضيلة ال ّ‬
‫سائل ) يا أخا بني أسسسد اّنسسك ل ( رجسسل ) قلسسق الوضسسين ( أي مضسسطرب‬ ‫سلم ( مجيبا لل ّ‬ ‫ال ّ‬
‫البطان أراد به خّفته و قّلة ثباته كالحزام إذا كان رخوا ‪ ،‬لّنه قد سأله في غير مقسسامه كمسسا‬
‫جهها في غير‬ ‫أبان عنه بقوله ) ترسل في غير سدد ( أى تطلق عنان داّبتك و تهملها و تو ّ‬
‫مواضعها ‪ ،‬أى تتكّلم فسسي غيسسر موضسسع الكلم ‪ ،‬و تسسسئل مثسسل هسسذا المسسر السسذي ل يمكسسن‬
‫ق بمجمع الّناس ‪ ،‬أو تسئل مثل هذا المر الذي يحتساج إلسى تفصسيل‬ ‫خ الح ّ‬
‫التصريح فيه بم ّ‬
‫الجواب في مقام ل يسع ذلك ‪ ،‬و الخير أظهسسر بملحظسسة مسسا يسسأتي فسسي روايسستي العلسسل و‬
‫المالي من أّنه سأله بينا هو في أصعب موقف بصّفين ‪.‬‬

‫سسسلم علسسى السسسائل يكسسون سسسؤاله فسسي غيسسر مسسوقعه‬‫و كيسسف كسسان فلّمسسا اعسسترض عليسسه ال ّ‬
‫سسسلم ذلسسك‬
‫المناسب ‪ ،‬و لما كان ذلك مظّنة لن ينكسر منه قلسسب السسسائل اسسستدرك عليسسه ال ّ‬
‫صسسهر و حس ّ‬
‫ق‬ ‫طفا ‪ ) :‬و لك بعد ذمامة ال ّ‬ ‫بمقتضى سودده و مكارم خلقه فقال استعطافا و تل ّ‬
‫ق السؤال ‪.‬‬‫المسئلة ( أى حرمة القرابة و ح ّ‬

‫ن زينسسب بنسست جحسسش زوج‬ ‫صسسهر ل ّ‬‫شارح المعتزلي ‪ :‬و إّنما قال ‪ :‬لك بعد ذمامة ال ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫شسسارح علسسى القطسسب‬
‫لس عليسسه و آلسسه و سسّلم كسسانت أسسسدّية ‪ ،‬و شسّنع ال ّ‬
‫لس صسّلى ا ّ‬
‫رسسسول ا ّ‬
‫الّراوندي‬

‫]‪[6‬‬
‫ن علّيا لم يتزّوج فسسي بنسسي أسسسد‬
‫ن أمير المؤمنين قد تزّوج في بني أسد بأ ّ‬
‫حيث عّلل ذلك بأ ّ‬
‫صل أولده و أزواجه ‪ ،‬ثّم قال ‪ :‬فهؤلء أولده و ليس فيهم أحد من أسدّية و ل‬ ‫البّتة ‪ .‬ثّم ف ّ‬
‫بلغنا أّنه تزّوج في بني أسد و لم يولد ‪.‬‬

‫ل مسسا لسسم يبلغنسسا مسسن حسسالهم ل‬


‫ن النكار ل معنى لسسه إذ ليسسس كس ّ‬
‫شارح البحراني بأ ّ‬
‫و رّده ال ّ‬
‫يكون حّقا و يلزم أن ل يصل إلى غيره ‪.‬‬

‫ق مع البحراني إذ عدم نقل التزّوج إلينا ل يكسسون دليل علسسى العسسدم لكّنسسه يبّعسسده‬
‫أقول ‪ :‬الح ّ‬
‫كما ل يخفى هذا ‪.‬‬

‫ق السؤال و إن لم يفرض عليه الجواب لو لسسم‬


‫ن للّرعّية من المام ح ّ‬
‫ق المسئلة فل ّ‬
‫و أّما ح ّ‬
‫يكن فيه المصلحة ‪.‬‬

‫يدلّ على ذلك ما رواه في الكافي عن الحسين بن محّمد عن معّلسسى بسسن محّمسسد عسسن الوشسسا‬
‫ن ُكْنُتسْم ل‬
‫ل السّذْكِر ِإ ْ‬
‫سسَئلُوا َأْهس َ‬
‫سلم فقلت لسسه جعلسست فسسداك » َفا ْ‬
‫قال ‪ :‬سألت الّرضا عليه ال ّ‬
‫سلم ‪ :‬نحن أهل الذكر و نحن المسؤلون ‪ ،‬قلت ‪ :‬أفسسأنتم المسسسؤلون‬ ‫ن « فقال عليه ال ّ‬
‫َتْعَلُمو َ‬
‫و نحن السائلون ؟ قال ‪ :‬نعم فقلت ‪ :‬حّقا علينا أن نسئلكم ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قلسست ‪ :‬حّقسسا عليكسسم‬
‫ل تبارك‬ ‫أن تجيبونا ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬ذاك إلينا إن شئنا فعلنا و إن شئنا لم نفعل أما تسمع قول ا ّ‬
‫و تعالى ‪:‬‬

‫ب«‪.‬‬
‫حسا ٍ‬
‫ك ِبَغْيِر ِ‬
‫س ْ‬
‫ن َأْو َأْم ِ‬
‫عطآُؤنا َفاْمُن ْ‬
‫» هذا َ‬

‫و ما بمعناه أخبار كثيرة مروّية في الكافي و غيره ‪.‬‬

‫سائل لما علم المصلحة في الجواب فقسال ) و قسد اسستعلمت فساعلم أّمسا‬ ‫ثّم تصّدى لجواب ال ّ‬
‫الستبداد علينا بهذا المقام ( أى استقلل الغاصبين للخلفة و تفّردهم بهذا المقام اّلذي هسسو‬
‫ل س عليسسه و‬
‫مقام الوليآء و الوصياء ) و نحن العلون نسبا و الشّدون بالّرسول ص سّلى ا ّ‬
‫ق بسسه بشسسرافة الّنسسسب و شسّدة‬
‫آله و سّلم نوطا ( أى مع كوننا أولى منهم بهسسذا المقسسام و أحس ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم أّما شسسرافة النسسسب فقسسد مسّر فسسي‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫التعّلق و الّلصوق برسول ا ّ‬
‫ديباجة‬

‫]‪[7‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫الشرح ‪ ،‬و أما شّدة العلقة فيكفى في الّدللة عليها جعل النب ّ‬
‫له منه بمنزلة هارون من موسى و تنزيله منزلة نفسه في آية أنفسنا مضافا إلى سسساير مسسا‬
‫لس‬
‫تضّمنت ذلك المعنى مّمسسا عرفتهسسا فسسي تضسساعيف الشسسرح و تعرفهسسا بعسسد ذلسسك انشسساء ا ّ‬
‫تعالى ‪.‬‬
‫) فانها ( أى الخلفة المعلومة من السسسياق ) كسسانت اثسسرة ( أى شسسيئا مرغوبسسا يتنسسافس فيسسه‬
‫حت ( أى بخلسست‬ ‫ص به مسسن دون مشسساركة الغيسسر ) ش س ّ‬
‫ل لنفسه و أن يخ ّ‬ ‫النفوس و يزيده ك ّ‬
‫) عليها نفوس قوم ( أراد بهسسم أهسسل السسسقيفة ) و سسسخت عنهسسا ( أى جسسادت بهسسا و تركتهسسا‬
‫سلم و إعراضهم عنها لعسسدم‬ ‫معرضة عنها ) نفوس آخرين ( أراد بهم أهل البيت عليهم ال ّ‬
‫رغبتهم في الخلفة من حيث إّنها سلطنة ظاهرية و أمارة على الخلق ‪.‬‬

‫سلم لبن عباس في عنوان الخطبة الثالثة و الثلثين ‪:‬‬


‫ل عليه قوله عليه ال ّ‬
‫كما يد ّ‬

‫ل أن اقيم حّقا أو أدفع باطل ‪.‬‬


‫ى من امرتكم إ ّ‬
‫ب إل ّ‬
‫ل لهى أح ّ‬
‫وا ّ‬

‫نعم لو كان متمّكنا من الخلفة و إقامة مراسمها على ما هو حّقها لرغب فيه البّتة لكّنه لسسم‬
‫سسلم فسي الخطبسة الّثالثسة‬ ‫يتمّكن منها لعسدم وجسود الّناصسر كمسا يسؤمى إليسه قسوله عليسه ال ّ‬
‫المعروفة بالشقشقّية ‪ :‬و طفقسست أرتسسأى بيسسن أن أصسسول بيسسد جسّذاء أو أصسسبر علسسى طخيسسة‬
‫ل أهسسل‬ ‫سادسة و العشسسرين ‪ :‬فنظسسرت فسساذا ليسسس لسسي معيسسن إ ّ‬‫عمياء ‪ ،‬و قوله في الخطبة ال ّ‬
‫بيتي فضننت بهم عن الموت اه ‪ ،‬و غير ذلك مّما تضّمن هذا المعنى ‪.‬‬

‫ل ( سبحانه ) و المعود إليه القيامة ( كما قال ‪:‬‬


‫ق و الحاكم العدل هو ) ا ّ‬
‫) و الحكم ( الح ّ‬

‫ن « و يقضسسى بيسسن الخلسسق‬


‫شهاَدِة َفُيَنّبُئُكْم ِبمسسا ُكْنُتسْم َتْعَمُلسسو َ‬
‫ب َو ال ّ‬
‫ن ِإلى عاِلِم اْلَغْي ِ‬
‫» ُثّم ُتَرّدو َ‬
‫سلم بقول امرء القيس فقال ‪:‬‬ ‫ق و يجعل لعنته على الظالمين ‪ ،‬و تمّثل عليه ال ّ‬ ‫بالح ّ‬

‫) و دع عنسسسسسسسسسسسسسسسك نهبسسسسسسسسسسسسسسسا صسسسسسسسسسسسسسسسيح فسسسسسسسسسسسسسسسي حجراتسسسسسسسسسسسسسسسه (‬


‫و لكن حديثا ما حديث الّرواحل‬

‫ن امرء القيس لّما انتقل في أحياء العرب بعسسد قتسسل أبيسسه نسسزل‬
‫شعر أ ّ‬
‫صة هذا ال ّ‬
‫و كان من ق ّ‬
‫على رجل من جذيلة طّيىء يقال له ‪ :‬طريف فأحسن جواره فمدحه فأقام‬

‫]‪[8‬‬

‫عنده ‪ ،‬ثّم إّنه لم يوّله نصيبا فسي الجبليسسن ‪ :‬اجساء و سسسلمى ‪ ،‬فخسساف أن ل يكسسون لسسه منعسة‬
‫فتحّول فنزل على خالد بن سدوس بسسن اصسسمع النبهسساني فأغسسارت بنسسو جذيلسسة علسسى امسسرء‬
‫القيس و هو في جوار خالد بن سدوس فذهبوا بابله و كان الذي أغار عليه منهم باعث بن‬
‫حويص ‪ ،‬فلّما أتى امرء القيس الخبر ذكر ذلك لجاره ‪ ،‬فقال له ‪ :‬اعطنسسى رواحلسسك ألحسسق‬
‫عليها القوم فأرّد عليك ابلك ‪ ،‬ففعل فركب خالد في أثر القوم حّتى أدركهم فقسسال ‪ :‬يسسا بنسسي‬
‫ل و هذه رواحلسسه ‪،‬‬ ‫جذيلة أغرتم على ابل جارى ؟ قالوا ‪ :‬ما هو لك بجار ‪ ،‬قال ‪ :‬بلى و ا ّ‬
‫ن و بالبسسل ‪ ،‬و قيسسل بسسل‬ ‫ن و ذهبوا به ّ‬
‫قالوا ‪ :‬كذلك ‪ ،‬قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فرجعوا إليه فأنزلوه عنه ّ‬
‫انطوى خالد على البل فذهب بهسسا ‪ ،‬فقسسال امسسرء القيسسس ‪ :‬دع عنسسك نهبسسا ‪ ،‬القصسسيدة ‪ .‬أى‬
‫اترك عنك منهوبا يعني غنيمة صيح في جوانبه و نسسواحيه صسسياح الغسسارة ‪ ،‬و لكسسن هسسات‬
‫حديثا الذي هو حديث الّرواحل أي الّنوق الّتي تصلح لن يشّد الّرحل على ظهرها ‪.‬‬

‫ن المتخّلفين الثلثة الماضين قد نهبوا‬ ‫سلم بالتمثيل بالبيت الشارة إلى أ ّ‬


‫و غرضه عليه ال ّ‬
‫تراثسى و أغسساروا علسسى حّقسي مسع صسسياح عنسسد الّنهسب و الغسسارة يريسسد بسه الحتجاجسات و‬
‫شسسورى‬‫سلم و من أتبسساعه بعسسد السسسقيفة و فسسي مجلسسس ال ّ‬
‫المناشدات اّلتي كانت منه عليه ال ّ‬
‫حسبما عرفتها في شرح الخطبة الشقشقّية و غيرها ‪.‬‬

‫سلم ‪ :‬دع عنك ذكر تلك الغارة و حديثها و ل تسسسئل عنهسسا فسساّنه نهسسب صسسيح‬ ‫يقول عليه ال ّ‬
‫في حجراته و مضى و انقضى ) و لكن هلّم الخطب في ابن أبسسي سسسفيان ( أى لكسسن هسسات‬
‫ذكر الحدث الجليل و المر العظيم اّلذي نحن مبتلى به الن في منازعسسة معاويسة بسن أبسسي‬
‫سفيان و طمعه في الخلفة ‪ ،‬فاّنه حديث عجيب ينبغي أن يتحّدث و يذاكر و يستمع ) فلقد‬
‫جسسب مسسن تص سّرفات السّدهر و‬ ‫أضحكنى الّدهر بعد إبكائه ( أى صرت ضسساحكا ضسسحك تع ّ‬
‫طليسق‬‫طليق ابن ال ّ‬
‫تقّلباته و تربيته لراذل الّناس و جعله مثل ابن الّنابغة الكلة للكباد و ال ّ‬
‫ى فسسي الّرياسسسة مسسع غايسسة بعسسده عنهسسا و انحطسساط‬
‫منازعا لي في الخلفة ‪ ،‬و معارضا علس ّ‬
‫رتبته عن الطمع في مثلها بعد ما كانت بي من الكأبة و الحزن لتقّدم من سلف ‪.‬‬

‫]‪[9‬‬

‫جب بعد ما أحزنني لّنه ‪ 1‬أنزلنسسي ث سمّ‬ ‫ن الّدهر أضحكنى من فرط التع ّ‬ ‫صل المراد أ ّ‬ ‫و مح ّ‬
‫ل من تقّلبسسات ال سّدهر‬
‫ل ( أي ل عجب و ا ّ‬ ‫ى ) و ل غرو و ا ّ‬ ‫أنزلني حّتى قيل معاوية و عل ّ‬
‫و أحواله و قّوة الباطل و غلبة أهله فيسسه مّمسسا بسسي نسسزل و إضسسحاكه بسسي بعسسد إبكسسائه ‪ ،‬ل ّ‬
‫ن‬
‫عادته قد جرت دائما على وضع الشراف و رفع الراذل حّتى صار سجّية له و مجبسسول‬
‫سلم ليلة العاشور ‪:‬‬‫عليها ‪ ،‬و إليه ينظر قول مولنا الحسين عليه ال ّ‬

‫ف لسسسسسسسسسسسسسسسسسسسك مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن خليسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل‬


‫يسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا دهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسر ا ّ‬
‫كم لك بالشراق و الصيل‬

‫) فيا له خطبا يستفرغ العجب ( كلم مستأنف لستعظام هذا المر ‪ ،‬و على هسسذا فسسالوقف‬
‫ل ‪ ،‬و يجوز أن ل يكون اسسستينافا بسسل وصسسل علسسى سسسابقه و تفسسسيرا لسسه فسساّنه عليسسه‬ ‫على ا ّ‬
‫ن الّدهر أعجبه أتبعسسه بقسسوله ‪ :‬و ل غسسرو ‪ ،‬أي ليسسس ذلسسك بعجسسب و‬ ‫سلم لّما أشار إلى أ ّ‬‫ال ّ‬
‫سر هذا بقوله ‪ :‬فيا له خطبا يستفرغ العجب ‪ ،‬أى يستنفده و يفنيه أى قد صسار العجسب ل‬ ‫فّ‬
‫جسسب ‪ ،‬و‬ ‫جب فلم يبق منه ما يطلق عليه لفسسظ التع ّ‬ ‫ن هذا الخطب قد استغرق المتع ّ‬ ‫عجب ل ّ‬
‫جسب كقسول ابسن‬ ‫ل عسن التع ّ‬
‫هذا من باب الغراق و المبالغة في المبالغسة أى هسذا أمسر يجس ّ‬
‫هاني ‪:‬‬
‫قسسسسسسسسسسسسسسد صسسسسسسسسسسسسسسرت فسسسسسسسسسسسسسسي الميسسسسسسسسسسسسسسدان يسسسسسسسسسسسسسسوم طرادهسسسسسسسسسسسسسسم‬
‫جب‬‫فعجبت حّتى كدت ل أتع ّ‬

‫ل امرء بعد عن الشسسريعة ازداد‬ ‫هذا ) و ( وصف الخطب أيضا بأّنه ) يكثر الود ( لنّ ك ّ‬
‫ل س مسسن‬
‫المسسر بسسه اعوجاجسسا ) حسساول القسسوم ( أراد بسسه معاويسسة و اتبسساعه ) إطفسساء نسسور ا ّ‬
‫شسسريف الحامسسل لسسذلك‬ ‫لس الوليسسة و الخلفسة و بمصسسباحه نفسسه ال ّ‬ ‫مصسباحه ( أراد بنسسور ا ّ‬
‫ق به‬
‫ن معاوية و من تبعه أرادوا إطفاء نور الولية و إزالة المر عن الح ّ‬ ‫الّنور ‪ ،‬يعني أ ّ‬
‫ن من تقّدم عليهم من المتخّلفين الثلث و أشياعهم و طلحة و الّزبير و أتباعهما كسسان‬ ‫كما أ ّ‬
‫غرضهم إطفاء الّنور هذا ‪.‬‬

‫) و سّد فّواره من ينبسسوعه ( أى سسّد مجسسراه و منبعسسه ) و جسسدحوا ( أى مزجسسوا و خلطسسوا‬


‫) بيني و بينهم شربا وبيئا ( أراد بالشرب السسوبيء الفتنسسة الحاصسسلة مسسن عسسدم انقيسسادهم لسسه‬
‫شرب المخلوط بالسّم ‪.‬‬‫كال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫لل للللل ل لللللل للل ‪.‬‬
‫) ‪ ( 1‬لل‬

‫] ‪[ 10‬‬

‫و قال الشارح البحراني ‪ :‬استعار لفظ الشرب لذلك المر و لفظ الجدح للكدر الواقع بينهم‬
‫و المجاذبة لهذا المر ‪ ،‬و استعار وصف الوبىء لسسه باعتبسسار كسسونه سسسببا للهلك و القتسسل‬
‫بينهم ) فان ترتفسسع عّنسسا و عنهسسم محسسن البلسسوى ( و يجتمعسسوا علسسى رأيسسى و يّتبعسسوا أمسسري‬
‫ق على محضه ( أى خالصه الذي ل يشسسوبه شسسبهة و ريسسب ) و إن تكسسن‬ ‫) أحملهم من الح ّ‬
‫ل هذه الغّمة و كانت الّدولسسة و الغلبسسة لهسسل الضسسلل ) فل‬ ‫الخرى ( أى و إن لم يكشف ا ّ‬
‫ل عليسسم بمسا يصسسنعون ( اقتبسساس مسسن اليسسة الشسسريفة فسسي‬
‫نا ّ‬‫تذهب نفسك عليهم حسرات إ ّ‬
‫سورة الفاطر قال ‪:‬‬

‫ن َيشسآُء َفل َتسْذَه ْ‬


‫ب‬ ‫ن َيشآُء َو َيْهسدي َمس ْ‬
‫ل َم ْ‬
‫ضّ‬‫ل ُي ِ‬
‫ن ا َّ‬
‫سنًا َفِإ ّ‬
‫حَ‬‫عَمِله َفَراُه َ‬
‫سوُء َ‬
‫ن َلُه ُ‬
‫ن ُزّي َ‬
‫َأ َفَم ْ‬
‫ك الية ‪.‬‬ ‫سَ‬ ‫َنْف ُ‬

‫أى ل تهلك نفسك عليهم للحسرات على غّيهم و ضللهم و إصرارهم على التكذيب » إ ّ‬
‫ن‬
‫ل عليم بما يصنعون « فيجازيهم عليه ‪.‬‬
‫ا ّ‬

‫و في الصافي عن القّمي مرفوعا قال ‪ :‬نزلت في زريق و حبتر ‪ ،‬و عليسسه فالقتبسساس بهسسا‬
‫غير خال من الّلطف و المناسبة ‪.‬‬
‫ععععع‬

‫قال الشارح المعتزلي بعد الفراغ مسسن شسسرح هسسذا الكلم ‪ :‬و سسسألت أبسسا جعفسسر يحيسسى ابسسن‬
‫محّمد العلوي نقيب البصرة وقت قرائتي عليه عن هذا الكلم و كان على ما يسسذهب عليسسه‬
‫سلم بقسسوله ‪ :‬كسانت أثسسرة‬‫من مذهب العلوّية منصفا وافر العقل فقلت له ‪ :‬من يعني عليه ال ّ‬
‫حت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس آخرين ؟ و من القسسوم اّلسسذين عنسساهم السسسدى‬ ‫شّ‬
‫بقوله ‪:‬‬

‫ق بسسه ؟ هسسل المسسراد يسسوم السسسقيفة أو يسسوم‬


‫كيسسف دفعكسسم قسسومكم عسسن هسسذا المقسسام و أنتسسم أحس ّ‬
‫ن نفسسسي ل تسسسامحني أن أنسسسب إلسسى الصسسحابة‬ ‫الشسسورى ؟ فقسسال ‪ :‬يسسوم السسسقيفة فقلسست ‪ :‬إ ّ‬
‫ص ‪ ،‬فقال ‪ :‬و أنا فل تسامحنى نفسسسى أن أنسسسب الّرسسسول إلسسى‬ ‫عصيان الرسول و دفع الن ّ‬
‫لو‬‫إهمال أمر المامة و أن يترك الناس سدى مهملين ‪ ،‬و قد كان ل يغيب عسسن المدينسسة إ ّ‬
‫ى ليس بالبعيد عنها ‪ ،‬فكيف ل يؤّمر و هو مّيسست ل يقسسدر علسسى‬ ‫يؤّمر عليها أميرا و هو ح ّ‬
‫استدراك ما يحدث ؟‬

‫] ‪[ 11‬‬

‫ل عليسسه و آلسسه و س سّلم كسسان عسساقل‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫ن رسول ا ّ‬ ‫ك أحد من الناس أ ّ‬
‫ثّم قال ‪ :‬ليس يش ّ‬
‫كامل العقل أّما المسلمون فاعتقسسادهم فيسسه معلسسوم ‪ ،‬و أمّسسا اليهسسود و النصسسارى و الفلسسسفة‬
‫فيزعمون أّنه حكيم تاّم الحكمة سديد الّرأى أقام مّلة و شرع شريعة فاسسستجد ملكسسا عظيمسسا‬
‫بعقله و تدبيره ‪ ،‬و هذا الرجل العاقل الكامل يعسسرف طبسساع العسسرب و غرايزهسسم و طلبهسسم‬
‫بالثارات و الّذحول ‪ 1‬و لو بعد الزمان المتطاولة ‪ ،‬و كان يقتل الّرجل من القبيلسسة رجل‬
‫من بيت آخر ‪ ،‬فل يزال أهل ذلك المقتول و أقاربه يتطّلبون القاتسسل ليقتلسسوه حسستى يسسدركوا‬
‫ثارهم منه ‪ ،‬فان لم يظفروا به قتلوا بعسض أقساربه و أهلسه فسان لسم يظفسروا بأحسدهم قتلسوا‬
‫واحدا أو جماعة من تلك القبيلة و إن لم يكونوا رهطه الدنين ‪،‬‬

‫و السسسلم لسسم يحسسل طبسسايعهم و ل غّيسسر هسسذه السسسجّية المركسسوزة فسسي أخلقهسسم و الغرايسسز‬
‫بحالها ‪.‬‬

‫ن هذا العاقل وتسسر العسسرب و علسى الخصسوص قريشسا و سساعده علسسى‬ ‫فكيف يتوّهم لبيب أ ّ‬
‫سفك الّدماء و إزهاق النفس و تقّلد الضغاين ابن عّمسه الدنسى و صسهره و هسو يعلسم أنسه‬
‫سيموت كما يموت الناس و يتركه بعده و عنده ابنته ولد منها ابنان يجريان عنسسده مجسسرى‬
‫ص عليه و‬ ‫ابنين من ظهره حنوا عليهما و محّبة لهما ‪ ،‬و يعدل عنه في المر بعده و ل ين ّ‬
‫ل يستخلفه ‪ ،‬فيحقن دمه و دم بنيه و أهله باستخلفه ‪.‬‬
‫أل يعلم هذا العاقل الكامل أّنه إذا تركه و ترك بنيه و أهله سوقة رعّية فقد عرض دماءهم‬
‫للراقة بعده ‪ ،‬بل يكون هو اّلذي قتله و أشسساط بسسدمائهم ‪ ،‬لّنهسسم ل يعتصسسمون بعسسده بسسأمر‬
‫طفهسم الّنساس و يبلسغ فيهسم‬
‫يحميهم ‪ ،‬و إّنما يكونون مضغة للكسل و فريسسة للمفسترس يتخ ّ‬
‫الغراض ‪.‬‬

‫سلطان فيهم و المر اليهم فاّنه يكون قد عصمهم و حقن دمسساءهم بالّرياسسسة‬ ‫فأّما إذا جعل ال ّ‬
‫اّلتي يصولون بها ‪ ،‬و يرتدع الّناس عنهم لجلها ‪ ،‬و مثل هذا معلوم بالّتجربة ‪.‬‬

‫ن ملك بغداد أو غيرها من البلد لو قتل الّناس و وترهم و أبقي في‬


‫أل ترى أ ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬لل للل ‪ :‬للل لل لل لل ل لللل لل للللل ل‬
‫للل ل للل ل لل ل لللل للل ل للل ل ل لل ل ل‬
‫للللللل ل للللل ل لللل للللل ل لللل ‪ .‬ل ‪.‬‬

‫] ‪[ 12‬‬

‫نفوسهم الحقاد العظيمة عليه ثّم أهمل أمسسر ولسسده و ذّرّيتسسه مسسن بعسسده ‪ ،‬و فسسسح للّنسساس أن‬
‫يقيموا ملكا من عرضهم و واحدا منهم ‪ ،‬و جعل بنيسه سسوقة كبعسض العاّمسة ‪ ،‬لكسان بنسوه‬
‫بعده قليل بقاؤهم سريعا هلكهم ‪ ،‬و لوثب عليهسم الّنساس ذوو الحقساد و الستراث مسن كس ّ‬
‫ل‬
‫ل شرد ‪.‬‬‫جهة يقتلونهم و يشردونهم ك ّ‬

‫صه و خسسدمه ‪ ،‬و خ سّوله ‪ 1‬بسسامرة بعسسده ‪،‬‬


‫و لو أّنه عّين ولدا من أولده للملك ‪ ،‬و قام خوا ّ‬
‫لحقنت دماء أهل بيته و لم تطل يد أحد من الّناس إليهم لناموس الملسسك و ابهسسة السسسلطنة و‬
‫قّوة الّرياسة و حرمة المارة ‪.‬‬

‫ب أن يستأصل أهله و ذرّيته من بعده و أيسسن‬ ‫ل هذا المعنى أم أح ّ‬ ‫أفترى ذهب عن رسول ا ّ‬
‫ب أن يجعلهسسا‬ ‫شفقة على فاطمة العزيزة عنده الحبيبة إلى قلبه ؟ أتقسسول ‪ :‬إّنسسه أح س ّ‬ ‫موضع ال ّ‬
‫ظسسم عنسسده اّلسسذي‬
‫كواحدة من فقراء المدينة تتكّفسسف الّنسساس ؟ و أن يجعسسل علّيسسا المكسّرم المع ّ‬
‫كانت حاله معه معلومة كأبي هريرة الّدوسي و أنس بن مالسسك النصسساري يحكسسم المسسراء‬
‫في دمه و عرضسسه و نفسسسه و ولسسده فل يسسستطيع المتنسساع و علسسى رأسسسه مسسأة ألسسف سسسيف‬
‫ظى أكباد أصسسحابها عليسسه و يسسوّدون أن يشسسربوا دمسسه بسسأفواههم و يسسأكلوا لحمسسه‬ ‫مسلول يتل ّ‬
‫بأسيافهم قد قتل أبنائهم و اخوانهم و آبائهم و أعمامهم ‪ ،‬و العهسسد لسسم يطسسل ‪ ،‬و القسسروح لسسم‬
‫سلم يد ّ‬
‫ل‬ ‫ن لفظه عليه ال ّ‬ ‫لأّ‬‫تنفرق ‪ ،‬و الجروح لم تندمل ؟ فقلت ‪ :‬لقد أحسنت فيما قلت ‪ :‬إ ّ‬
‫ص عليه ‪ ،‬أل تراه يقول ‪ :‬و نحسسن العلسسون نسسسبا و الشسّدون بالّرسسسول‬ ‫على أّنه لم يكن ن ّ‬
‫ص لقال عسسوض ذلسسك ‪ :‬و‬
‫نوطا ‪ ،‬فجعل الحتجاج بالّنسب و شّدة القرب ‪ ،‬فلو كان عليه ن ّ‬
‫ى المخطوب باسمي ‪.‬‬ ‫أنا المنصوص عل ّ‬

‫فقال ‪ :‬إّنما أتاه من حيث يعلم ل من حيث يجهل ‪ ،‬أ ل ترى أّنه سأله فقال ‪:‬‬

‫ق به ‪ ،‬فهسسو إّنمسسا سسسأل عسسن دفعهسسم عنسسه و هسسم‬


‫كيف دفعكم قومكم عن هذا المقام و أنتم أح ّ‬
‫ص و ل يعتقسسد و ل‬ ‫ق به من جهسسة الّلحمسسة و العسسترة ‪ ،‬و لسسم يكسسن السسسدي يتصسّور النس ّ‬
‫أح ّ‬
‫يخطر بباله ‪ ،‬لنه لو كان هذا في نفسه لقال له ‪ :‬لم دفعك الناس عن هذا المقام‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬لللل للللل للللل لللل لللللل ‪.‬‬

‫] ‪[ 13‬‬

‫ل عليه و آله و سسّلم ‪ ،‬و لسسم يقسسل لسسه هسسذا ‪ ،‬و إنمسسا قسسال‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫ص عليك رسول ا ّ‬ ‫و قد ن ّ‬
‫ق بسسه أي باعتبسسار‬ ‫كلما عاما لبني هاشم كافسسة ‪ :‬كيسسف دفعكسسم قسسومكم عسسن هسسذا و أنتسسم أحس ّ‬
‫الهاشمية و القربى ‪،‬‬

‫فأجابه بجواب أعاد قبله المعنى الذي تعّلق به السدي بعينه تمهيدا للجواب ‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫ل عليه و آله من غيرنا لنهم اسسستأثروا‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫إنما فعلوا ذلك مع أنا أقرب إلى رسول ا ّ‬
‫لس‬
‫ل س ص سّلى ا ّ‬
‫ى المخطوب باسمي في حياة رسول ا ّ‬ ‫علينا و لو قال له ‪ :‬أنا المنصوص عل ّ‬
‫عليه و آله و سّلم لما كان قد أجابه ‪ ،‬لنه ما سأله هسسل أنسست منصسسوص عليسسك أم ل ‪ ،‬و ل‬
‫ل بالخلفة على أحد أم ل ‪ ،‬و إنما قال ‪ :‬لم دفعكسسم قسسومكم عسسن المسسر و‬
‫ص رسول ا ّ‬‫هل ن ّ‬
‫أنتم أقرب إلى ينبوعه و معدنه منهم ‪ ،‬فأجابه جوابا ينطبق على السؤال و يليمه ‪.‬‬

‫ص و يعّرفه تفاصيل باطن المر لنفسسر عنسسه و اّتهمسسه و لسسم‬


‫و أيضا فلو أخذ يصّرح له بالن ّ‬
‫يقبل قوله و لم يتجّذب الى تصديقه فكان أولى المور في حكم السياسة و تدبير النسساس أن‬
‫يجيب بما ل نفرة منه و ل مطعن عليه فيه انتهى ‪.‬‬

‫ل دّر النقيب العلوي فلقد أجاد فيما أفاد ‪ ،‬و نهج منهج الّرشاد ‪،‬‬
‫أقول ‪ :‬و ّ‬

‫و راقب العدل و النصاف ‪ ،‬و جانب العصبّية و العتساف ‪ ،‬و كشسسف الظلم عسسن وجسسه‬
‫المرام و أوضح المقسسام بكلم ليسسس فسسوقه كلم ‪ ،‬أودعسسه مسسن البيسسان و البرهسسان مسسا يجلسسى‬
‫الغشاوة عن أبصار متأّمليه ‪ ،‬و العمى عن عيون متناوليه ‪ ،‬و بعد ذلسسك فسسان كسسان إذعسسانه‬
‫ل فليضسساعف عليسسه‬ ‫لس لسسه الجسسزاء فسسي دار خلسسده و جنسسانه ‪ ،‬و إ ّ‬
‫على طبق بيسسانه فسسأجزل ا ّ‬
‫العذاب فسسي يسسوم الحسسساب ‪ ،‬و لكسسن يبعسسد جسّدا مسسع هسسذا التحقيسسق أن يكسسون معتقسسده خلف‬
‫ق ‪ ،‬بل الظاهر من الشارح المعتزلي أيضا حيث نقل هذا التفصيل عن النقيب‬ ‫المذهب الح ّ‬
‫ن معتقسسده أيضسسا ذلسسك ‪ ،‬و لسسول‬ ‫و سكت مضافا إلى نظايره الكثيرة في تضاعيف الشسسرح أ ّ‬
‫ص فسسي الخلفسسة لحكمنسسا بكسسونه مسسن الفرقسسة‬‫تصريحه في غير موضع من شرحه بعدم الن ّ‬
‫ي المسسذهب إ ّ‬
‫ل‬ ‫ن الشسسارح شسسيع ّ‬ ‫الناجية ‪ ،‬و هو الذي ظّنه بعض أصحابنا في حّقه و قال ‪ :‬إ ّ‬
‫ل العالم بسرائر العباد‬ ‫أنه سلك في الشرح مسلك أهل السنة من باب اللجاء و التقّية ‪ ،‬و ا ّ‬
‫ل العصمة و السداد ‪ ،‬و نعوذ به مسسن الزلسسل‬ ‫ل ما يستحّقه يوم التناد ‪ ،‬نسئل ا ّ‬
‫و المجازي ك ّ‬
‫و الفساد في المذهب و العتقاد ‪.‬‬

‫] ‪[ 14‬‬

‫ععععع‬

‫سسلم بطسرق عديسدة مختلفسة أحببست أن‬


‫ي عنسه عليسه ال ّ‬
‫ن هسذا الكلم مسرو ّ‬‫قد أشرنا إلسى أ ّ‬
‫أوردها جريا على عادتنا المستمّرة فأقول ‪:‬‬

‫ن رجل من بني أسسسد وقسسف علسسى أميسسر‬ ‫قال المفيد ) ره ( في الرشاد ‪ :‬روى نقلة الثار أ ّ‬
‫سلم فقال له ‪ :‬يا أمير المؤمنين العجب فيكم يا بني هاشم كيف عدل بهذا‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل س عليسسه و آلسسه و س سّلم و‬
‫المر عنكم و أنتم العلون نسبا و سببا و نوطا بالّرسول صّلى ا ّ‬
‫سلم ‪ :‬يا ابن دودان إّنك لقلق الوضسسين ‪ ،‬ض سّيق‬ ‫فهما للكتاب ؟ فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ق المسسسئلة ‪ ،‬و قسسد اسسستعلمت فسساعلم ‪:‬‬
‫المخرم ترسل غير ذي مسد لك ذمامة الصسسهر و حس ّ‬
‫حت عليها نفوس آخريسسن فسسدع عنسسك نهبسسا صسسيح فسسي‬ ‫كانت اثرة سخت بها نفوس قوم و ش ّ‬
‫حجراته و هلّم الخطب في أمر ابسن أبسي سسفيان ‪ ،‬فلقسد أضسحكنى السّدهر بعسد إبكسائه و ل‬
‫لس ‪ ،‬و هيهسسات‬ ‫ل من خفضني و هّينني و حاولوا الّدهان فسسي ذات ا ّ‬ ‫غرو ‪ ،‬بئس القوم و ا ّ‬
‫سر عّنا محن البلوى أحملهسسم مسسن‬ ‫ذلك مّني و قد جدحوا بيني و بينهم شربا وبيئا ‪ ،‬فان تتح ّ‬
‫ق على محضه ‪ ،‬و إن تكن الخرى فل تسسذهب نفسسسك عليهسسم حسسسرات فل تسسأس علسسى‬ ‫الح ّ‬
‫القوم الفاسقين ‪.‬‬

‫ل العسسكري عسن إبراهيسم‬ ‫شرايع و المالي عن الحسين بن عبيد ا ّ‬ ‫و فى البحار من علل ال ّ‬


‫بن رعد العبشمي ‪ ،‬عن ثبيت بن محّمد ‪ ،‬عن أبسسي الحسسوص المصسسري عّمسسن حسّدثه عسسن‬
‫سسلم عسن جماعسسة مسن أهسل العلسسم ‪ ،‬عسسن‬ ‫ي عليهمسا ال ّ‬
‫آبائه عن أبي محّمد الحسسن بسسن علس ّ‬
‫سلم قال ‪:‬‬
‫صادق جعفر بن محّمد عن أبيه عن جّده عليهم ال ّ‬ ‫ال ّ‬

‫سلم في أصعب موقف بصفين اذ قام إليه رجل من بنسسي دودان‬ ‫بينا أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫فقال ‪ :‬ما بال قومكم دفعوكم عن هذا المر و أنتسسم العلسسون نسسسبا و اشسّد نوطسسا بالّرسسسول‬
‫سلم ‪ :‬سئلت يا أخا بني‬ ‫ل عليه و آله و سّلم و فهما بالكتاب و السّنة ؟ فقال عليه ال ّ‬
‫صّلى ا ّ‬
‫صهر و إّنك لقلسسق الوضسسين ترسسسل عسسن ذي مسسسد اّنهسسا‬‫ق المسئلة و ذمام ال ّ‬‫دودان و لك ح ّ‬
‫لس فسسدع عنسسك‬
‫حت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس آخريسسن ‪ ،‬و نعسسم الحكسسم ا ّ‬
‫إمرة ش ّ‬
‫نهبا صيح في حجراته‬

‫] ‪[ 15‬‬

‫ل جسسارتي و‬‫و هلّم الخطب في ابن أبي سفيان فلقد أضحكنى الّدهر بعد إبكائه و ل اغزو إ ّ‬
‫لس ‪،‬‬
‫سؤالها الهل لنا أهل سألت كذلك بئس القوم من خفضني و حاولوا الدهان في دين ا ّ‬
‫ق على محضسسه ‪ ،‬و إن تكسسن الخسسرى فل تسسأس‬ ‫فان ترفع عّنا محن البلوى أحملهم من الح ّ‬
‫على » عن خ ل « القوم الفاسقين ‪ ،‬إليك عّني يا أخا بني سيدان ‪.‬‬

‫عععع‬

‫لما في هاتين الّروايتين من اللفاظ الغريبة الّتي لم تكن في رواية السّيد ) ره ( فأقول ‪:‬‬

‫» دودان « بن أسد بن خزيمة بالضّم أبو قبيلة فل ينافي ما في رواية السسّيد أّنسه كسان مسن‬
‫بني أسد و » المحزم « بالحاء المهملة وزان منبر و المحزمة كمكنسسسة و الحسسزام ككتسساب‬
‫ما حزم به قيل ‪ :‬و يقال للّرجل المضطرب في أمره أّنه قلق الوضين أى مضطرب شسسا ّ‬
‫ك‬
‫ل ضيق المحزم كناية عن عدم طرفّيته ‪ 1 .‬و » المسد « حبسسل مفتسسول مسسن ليسسف‬ ‫فيه و لع ّ‬
‫محكم الفتل و يقال على نفس الّليف قال سبحانه ‪ :‬في جيسسدها حبسسل مسسن مسسسد ‪ ،‬فقسسوله فسسي‬
‫رواية الرشاد ‪ » :‬ترسسسل غيسسر ذي مسسسد « أراد بسسه أنسسك تطلسسق عنسسان كلمسسك مسسن غيسسر‬
‫تأّمل ‪ ،‬و قوله في رواية البحار » ترسل عن ذي مسد « أراد به أّنك تطلق حيوانا له مسد‬
‫ربط به ‪ ،‬فيكون كناية عن التكّلم بما له مانع عن التكّلم به ‪.‬‬

‫و » هينني « أي أهانني و استهان و » حسر « الشيء فانحسر كشفه فانكشف و » امرأة‬


‫« في رواية المالي لعّله تصحيف امرة بالكسر أي أمارة و قسسوم » جسسارة « و جسسورة أى‬
‫ش‪.‬‬
‫جائرون و » الدهان « كالمداهنة إظهار خلف ما تضمر و الغ ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جمله كلم آن امسسام انامسسست ببعسسض أصسسحاب خسسود در حسسالتي كسسه سسسؤال كسسرد از آن‬
‫بزرگسسوار چگسسونه دفسسع كردنسسد شسسما را قسسوم شسسما از مقسسام خلفسست و حسسال آنكسسه شسسما‬
‫سزاوارتريد بآن ؟ ‪.‬‬

‫پس فرمود أى برادر بني اسد بدرستي كه تو مردى هستي كه پاردم تو‬

‫‪-----------‬‬
‫للللل ل ل ل لللل لل‬
‫) ‪ ( 1‬ل ل للل للل ل ل ل ل‬
‫لللللل للللللل ل للللل للل ل للللللل ل ل‬
‫للللل ل لللللل لللل ‪.‬‬

‫] ‪[ 16‬‬

‫مضطرب و متحركست ‪ ،‬رها ميكني أفسار گفتار خسسود را در غيسسر صسسواب ‪ ،‬يعنسسي در‬
‫غير موقع مناسب سؤال مىنمائي و با وجود اينكه مر تو راست حرمسست قرابسست و ح س ّ‬
‫ق‬
‫مسألت و بتحقيق كه تو طلب آگاهي نمودي پس بدان و آگاه باش ‪.‬‬

‫أّما استقلل ايشان بر ضرر ما بمقام خلفت و حال آنكه ما بلندتريم از ايشان از حيسسثّيت‬
‫نسب و محكمتريسسم بحضسسرت رسسسالت از حيسسثّيت علقسسه و قسسرب منزلسست ‪ ،‬پسسس جهتسسش‬
‫اينست كه بود خلفت چيز مرغوبي بخيلي كرد بآن نفوس خسيسه طائفه ‪،‬‬

‫و سخاوت كرد و اعراض نمود از آن نفوس نفيسه طسسائفه ديگسسر ‪ ،‬و حسساكم بحسسق خسسداى‬
‫متعالست و بازگشت بسوى او در قيامت است ‪ ،‬و ترك بكن از خودت غارتي را كه در‬
‫أطراف آن صدا بلند شد يعني غارت خلفت را كه پيش از اين ابو بكر و عمر و عثمان‬
‫غارت كردند ‪.‬‬

‫و بيار امر عظيم را يا اينكه بيا بأمر عظيم در خصوص پسر أبو سفيان ملعون ‪،‬‬

‫جب نيسسست‬ ‫پس بدرستى كه خندانيد مرا روزگار بد رفتار بعد از گرياندن او ‪ ،‬و هيچ تع ّ‬
‫جب كنيد باين أمر عظيم و عجيب كسسه‬ ‫قسم بخدا خندانيدن بعد از گريانيدن ‪ ،‬پس بيائيد تع ّ‬
‫جب را ‪ ،‬و بسيار ميكند كجروي را ‪ ،‬طلب كردنسسد مخالفسسان قريسسش خسساموش‬ ‫فاني كند تع ّ‬
‫كردن نور خداوند را از چراغ او ‪ ،‬و بستن فواره آن از چشمه آن ‪ ،‬و آميختند ميان مسسن‬
‫و ميان ايشان شربت و با آورده ‪ ،‬پسسس اگسسر برداشسسته شسسود از مسسا و از ايشسسان محنتهسساى‬
‫بلها حمل مي كنم ايشان را از دين حسسق بسسر خسسالص آن ‪ ،‬و اگسسر باشسسد آن حسسالت ديگسسر‬
‫يعني غلبه أهل ضللت و سلطنت ايشان پس بايد كه هلك نشود نفس تو بر كسسار ايشسسان‬
‫از جهة حسرتها بر ضلل ايشان ‪ ،‬بدرستي كسسه خداونسسد عالمسسست بسسآنچه كسسه مىكننسسد و‬
‫البته جزا خواهد داد بر قبايح أعمال ايشان ‪.‬‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫لس خسالق العبسساد ‪ ،‬و‬


‫و هى المأة و الثانية و الستون من المختار فسسي بساب الخطسسب الحمسسد ّ‬
‫ساطح المهاد ‪ ،‬و مسيل الوهاد ‪ ،‬و‬

‫] ‪[ 17‬‬
‫صب الّنجاد ‪ ،‬ليس لّولّيته ابتدآء ‪ ،‬و ل لزلّيته انقضآء ‪ ،‬هو الّول لم يزل ‪ ،‬و الباقي‬ ‫مخ ّ‬
‫شفاه ‪ ،‬حّد الشيآء عند خلقه لها إبانة له من شبهها‬ ‫حدته ال ّ‬
‫بل أجل ‪ ،‬خّرت له الجباه ‪ ،‬و و ّ‬
‫‪ ،‬ل تقّدره الوهام بالحدود و الحركات ‪ ،‬و ل بالجوارح و الدوات ‪ ،‬ل يقال له مسستى ‪ ،‬و‬
‫ضى ‪،‬‬‫ل يضرب له أمد بحّتى ‪ ،‬الظاهر ل يقال مّما ‪ ،‬و الباطن ل يقال فيما ‪ ،‬ل شبح فيتق ّ‬
‫و ل محجوب فيحوى ‪ ،‬لم يقسسرب مسسن الشسسياء بالتصسساق ‪ ،‬و لسسم يبعسسد عنهسسا بسسافتراق ‪ ،‬ل‬
‫يخفى عليه من عباده شخوص لحظة ‪ ،‬و ل كرور لفظة ‪ ،‬و ل ازدلف ربوة ‪،‬‬

‫و ل انبساط خطوة ‪ ،‬في ليل داج ‪ ،‬و ل غسق ساج ‪ ،‬يتفّيؤ عليسسه القمسسر المنيسسر ‪ ،‬و تعقبسسه‬
‫شمس ذات الّنور ‪ ،‬في الفول و الكرور ‪ ،‬و تقليب الزمنسسة و السّدهور ‪ ،‬مسسن إقبسسال ليسسل‬ ‫ال ّ‬
‫ل إحصآء و عّدة ‪ ،‬تعالى عّما ينحله‬ ‫ل غاية و مّدة ‪ ،‬و ك ّ‬
‫مقبل ‪ ،‬و إدبار نهار مدبر ‪ ،‬قبل ك ّ‬
‫المحّددون من صفات القدار ‪ ،‬و نهايات القطار ‪ ،‬و تأّثل المساكن ‪ ،‬و تمّكسسن المسساكن ‪،‬‬
‫فالحّد لخلقه مضروب ‪ ،‬و إلى غيره منسوب ‪ ،‬لم يخلق الشيآء مسسن أصسسول أزلّيسسة ‪ ،‬و ل‬
‫من أوائل أبدّية ‪ ،‬خلق ما خلق فأقسسام حسّده ‪ ،‬و صسّور مسسا صسّور فأحسسسن صسسورته ‪ ،‬ليسسس‬
‫لشىء منه امتناع ‪،‬‬

‫] ‪[ 18‬‬

‫و ل له بطاعة شىء انتفاع ‪ ،‬علمه بالموات الماضين ‪ ،‬كعلمه بالحيآء الباقين ‪ ،‬و علمسسه‬
‫سفلى ‪.‬‬
‫سموات العلى ‪ ،‬كعلمه بما في الرضين ال ّ‬
‫بما في ال ّ‬

‫ى في ظلمات الرحام ‪،‬‬


‫ى ‪ ،‬و المنشاء المرع ّ‬
‫سو ّ‬
‫منها أّيها المخلوق ال ّ‬

‫و مضاعفات الستار ‪ ،‬بدئت من سللة من طين ‪ ،‬و وضعت في قرار مكيسسن ‪ ،‬إلسسى قسسدر‬
‫معلوم ‪ ،‬و أجل مقسوم ‪ ،‬تمور في بطن أّمك جنينا ‪،‬‬

‫ل تحير دعاء ‪ ،‬و ل تسمع نداء ثّم أخرجت مسن مقسّرك إلسى دار لسم تشسهدها و لسم تعسرف‬
‫سبل منافعها ‪ ،‬فمن هداك لجترار الغذاء من ثدي أّمك ‪،‬‬

‫ن مسسن يعجسسز عسسن صسسفات ذي‬


‫و عّرفك عند الحاجة مواضع طلبسسك و إرادتسسك ‪ ،‬هيهسسات إ ّ‬
‫الهيئة و الدوات ‪ ،‬فهو من صفات خالقه أعجز ‪ ،‬و من تناوله بحدود المخلوقين أبعد ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) المهاد ( بالكسر الفراش و الجمع مهد ككتاب و كتب و ) سال ( الماء سيل و سيلنا إذا‬
‫طغا و جرى و أسلته اسالة أجريته و ) الوهاد ( جمع وهدة و هي الرض المنخفضة و )‬
‫النجد ( الرض المرتفعة و الجمع أنجاد و نجاد و نجود و ) شسسخص ( الّرجسسل بصسسره إذا‬
‫فتح عينيه ل يطسسرف و ) ازدلسسف ( و تزلسسف أى تقسّدم و اقسسترب و المزدلفسسة موضسسع بيسسن‬
‫ل أو لقتراب الناس إلى منى بعد الفاضة‬
‫عرفات و منى سّمى بها لّنه يتقّرب فيها إلى ا ّ‬
‫أو لمجىء الّناس إليها في زلف من الّليل ‪.‬‬

‫و ) الّربوة ( بضّم الّراء و كسرها و الفتح لغة بنى تميم المكان المرتفع‬

‫] ‪[ 19‬‬

‫ل تقّلب و رجع مسسن جسسانب‬ ‫ظلم أو ظلمة أّول الّليل و ) تفّياء ( الظ ّ‬‫و ) الغسق ( محركة ال ّ‬
‫إلى جانب قال سبحانه ‪ » :‬يتفّيؤ ظلله « و ) عقبت ( زيدا عقبا من باب قتسسل و عقوبسسا و‬
‫لس عليسسه و آلسسه و سسّلم العسساقب‬‫ل صسّلى ا ّ‬ ‫عّقبته بالتشديد جئت بعده ‪ ،‬و منه سّمى رسول ا ّ‬
‫شسسمس مضسسارع عقسسب‬ ‫لّنه عقب من كسسان قبلسسه مسسن النبيسساء أي جسساء بعسسدهم ‪ ،‬و تعقبسسه ال ّ‬
‫بالتخفيف و يروى يعّقبه مضارع عّقب بالتضعيف و في نسسخة الشسارح المعستزلي تعّقبسسه‬
‫قال الشارح أى تتعّقبه فحذف إحدى التائين كما قال سبحانه ‪ » :‬اّلذين توّفسساهم الملئكسسة «‬
‫و ) تأّثل ( المال اكتسبه و ) أحار ( جوابا يحيره رّده ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫مسسن فسسي قسسوله ‪ :‬مسسن عبسساده ‪ ،‬ابتدائيسسة ‪ ،‬و قسسوله ‪ :‬فسسي ليسسل ‪ ،‬متعّلسسق بقسسوله ‪ :‬يخفسسى ‪ ،‬أو‬
‫بالشخوص ‪ ،‬و الكسسرور و الزدلف و النبسسساط علسسى سسسبيل التنسسازع و الثسساني أظهسسر و‬
‫أولى كما ل يخفى ‪ ،‬و قوله ‪ :‬في الفول و الكرور ‪ ،‬ظسسرف لغسسو متعّلسسق بتعقسسب ‪ ،‬و قسسال‬
‫الشارح المعتزلي ‪ :‬ظرف مستقّر في موضع نصب على الحال ‪ ،‬أي و تعقبه كسساّرا و آفل‬
‫و من فى قوله ‪ :‬من اقبال ‪ ،‬بيان الّتقليب ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ل سبحانه و تعظيمه و تمجيده بجملة من‬


‫ن هذه الخطبة الشريفة مسوقة للثناء على ا ّ‬
‫اعلم أ ّ‬
‫نعوت جماله و صفات جلله ‪.‬‬

‫سلم عسسن‬ ‫ن هو اّلذي بان به أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫ن هذا الف ّ‬


‫قال الشارح المعتزلى ‪ :‬اعلم أ ّ‬
‫ق بسسه الفضسسل و التقسّدم عليهسسم أجمعيسسن ‪ ،‬و ذلسسك ل ّ‬
‫ن‬ ‫العرب فسسي زمسسانه قاطبسسة ‪ ،‬و اسسستح ّ‬
‫صة التي يتمّيز بها النسان عن البهايم هى العقل و العلم ‪ ،‬أل ترى أّنه يشاركه غيره‬ ‫الخا ّ‬
‫من الحيوانات في الّلحمّية و الّدموّية و القّوة و القدرة و الحركة الكاينة على سبيل الرادة‬
‫ل بالقّوة الناطقة أى العاقلة العالمة ‪ ،‬فكّلما كان النسان أكسسثر‬‫و الختيار ‪ ،‬فليس المتياز إ ّ‬
‫ظا منها كانت انسانّيته أتّم ‪.‬‬
‫حّ‬

‫ن معلسسومه أشسسرف‬
‫ن و هسسو أشسسرف العلسسوم ‪ ،‬ل ّ‬
‫ن هسسذا الّرجسسل انفسسرد بهسسذا الف س ّ‬
‫و معلسسوم أ ّ‬
‫ن حرف واحد‬ ‫المعلومات ‪ ،‬و لم ينقل عن أحد من العرب غيره في هذا الف ّ‬
‫] ‪[ 20‬‬

‫ن منفرد و بغيره مسن الفنسون‬ ‫و ل كانت أذهانهم يصل إلى هذا و ل يفهمونه ‪ ،‬فهو بهذا الف ّ‬
‫و هى العلوم الشرعية مشارك لهم و أرجح عليهسسم ‪ ،‬فكسسان أكمسسل منهسسم ‪ ،‬لنسسا قسسد بّينسسا أ ّ‬
‫ن‬
‫العلم أدخل في صورة النسانية ‪ ،‬و هذا هو معنى الفضلّية انتهى ‪.‬‬

‫سسسلم أفضسسل و أكمسسل‬ ‫أقول ‪ :‬قد مّر غير مّرة أنه بعد العتراف و الذعان بكسسونه عليسسه ال ّ‬
‫من غيره كيف يجّوز تقديم غيره عليه ؟ و بعد القرار باختصاص العلم اللهسسي بسسه عليسسه‬
‫سلم و باشتراكه مع غيره و رجحانه عليهم في ساير العلوم كيسسف يس سّوغ القسسول بحقيسسة‬ ‫ال ّ‬
‫ن ترجيح المرجوح على الّراجح قبيسسح عقل علسسى اصسسول العدلّيسسة‬ ‫امامة غيره ؟ و الحال أ ّ‬
‫فضل عن النقل قال تعالى ‪:‬‬

‫ن « و قال أيضا ‪:‬‬


‫ن ل َيْعَلُمو َ‬
‫ن َو اّلذي َ‬
‫ن َيْعَلُمو َ‬
‫سَتِوي اّلذي َ‬
‫ل َي ْ‬
‫ل َه ْ‬
‫» ُق ْ‬

‫ن ُيْهدى « ‪.‬‬
‫ل أَ ْ‬
‫ن ل َيِهّدي ِإ ّ‬
‫ن ُيّتَبَع َأّم ْ‬
‫قأ ْ‬
‫حّ‬‫ق َأ َ‬
‫حّ‬‫ى اْل َ‬
‫ن َيْهدي ِإل َ‬
‫» َأ َفَم ْ‬

‫فيا عجبا عجبا يقوم بالخلفة من ل يعرف معنى عنبا و أّبا ‪ ،‬و يعتزل في جنسسح بيتسسه مسسن‬
‫ل الشسسكوى مسسن دهسسر يربسسي‬
‫ل باب و إلى ا ّ‬ ‫عنده علم الكتاب و له الفضل على غيره من ك ّ‬
‫الجهل و الضلل ‪ ،‬و يمحق الفضل و الكمال فلنرجع إلى شرح كلمه فأقول ‪:‬‬

‫لس خسسالق العبسساد ( أى‬‫ل سبحانه و أثنسسى عليسسه بأوصسساف كماليسسة فقسسال ) الحمسسد ّ‬
‫إّنه حمد ا ّ‬
‫ن و تخصيصهم من ساير المخلوقسسات بالسسذكر مسسع أنسسه خسسالق كس ّ‬
‫ل‬ ‫الملئكة و النس و الج ّ‬
‫شيء تشّرفهم بشرف التكليف ) و ساطح المهاد ( أى جعل الرض فراشا و بساطا للناس‬
‫و سطحها على الماء بقدرته الكاملة و رحمتسسه السسسابغة ‪ ،‬و فسسي ذلسسك مسسن دلئل القسسدرة و‬
‫آثار الكبرياء و العظمة ما ل يحصى ‪ ،‬و من الفوائد التامة و العوائد العامة اّلتي للناس ما‬
‫ل يستقصى حسبما مّرت الشارة إليها في شسسرح الفصسسل السسسادس مسسن الخطبسسة التسسسعين‬
‫المعروفة بالشباح ‪.‬‬

‫سيل في الراضي المنخفضة و جاعسسل‬ ‫) و مسيل الوهاد و مخصب الّنجاد ( أى مجرى لل ّ‬


‫ب بما أنبت فيها‬
‫المرتفعة ذوات خصب و رفاه ليكمل معاش النسان و الدوا ّ‬

‫] ‪[ 21‬‬

‫ب و الّنبات و الفواكه و الجنات ‪.‬‬


‫من الح ّ‬

‫) ليس لّولّيته ابتداء و ل لزلّيته انقضاء ( لّنه تعالى واجب الوجود لذاته فلو كان لكونه‬
‫أّول للشياء حّد تقف عنده أّوليته و تنتهى به لكان محدثا و ل شيء من المحسسدث بسسواجب‬
‫ن المحدث ما كان مسبوقا بالعدم و واجب الوجود يستحيل عليه العدم أى ذاته‬ ‫الوجود ‪ ،‬ل ّ‬
‫ل مسسا ثبسست قسسدمه امتنسسع‬
‫ل يقبل العدم ‪ ،‬و من ذلك علم أيضا أّنه ليس لزلّيته انقضاء إذ ك س ّ‬
‫سسسر بأّنهسسا المصسساحبة لجميسسع الّثابتسسات‬
‫عسسدمه ‪ ،‬و الزلّيسسة عبسسارة عسسن القسسدم ‪ ،‬و رّبمسسا يف ّ‬
‫المستمّرة الوجود في الّزمان ‪.‬‬

‫) هو الّول لم يسسزل و البسساقي بل أجسسل ( و غايسسة و هاتسسان الجملتسسان مؤّكسسدتان لسسسابقتيهما‬


‫يعني أّنه سبحانه لم يزل و ل يزال إذ وجسسوده أصسسل الحقيقسسة و ذاتسسه عيسسن البقسساء ‪ ،‬و هسسو‬
‫ل شيء و غسسايته ل أّول لّولّيتسسه و ل غايسسة لبقسسائه ) خسّرت لسسه‬ ‫الّول و الخر لّنه مبدء ك ّ‬
‫شسسفاه بتوحيسسده لكمسسال‬
‫شفاه ( أى سسسقطت الجبسساه سسساجدة لسسه ‪ ،‬و نطقسست ال ّ‬
‫حدته ال ّ‬
‫الجباه و و ّ‬
‫الوهّيته و عظمته و استحقاقه للعبودّية و اختصاصه بالفردانّية ) حد الشياء عند خلقه لها‬
‫إبانة له من شبهها ( و إبانة لهسا مسسن شسبهه و قسد تقسّدم توضسيح ذلسسك و تحقيقسه فسي شسسرح‬
‫الخطبة المائة و الثانية و الخمسين فليراجع ثّمة ‪.‬‬

‫) ل تقدّره الوهام بالحدود و الحركات و ل بالجوارح و الدوات ( لّما كسسان شسسأن السسوهم‬
‫بالّنسبة إلى مدركاته أن يدركها بحّد أو حركة أو جارحة أو أداة ‪،‬‬

‫ح بسذلك سسلب‬ ‫ل سبحانه منّزها عنها كّلها ‪ ،‬لكونهسا مسن عسوارض الجسسام ‪ ،‬صس ّ‬ ‫و كان ا ّ‬
‫سسسلم‬
‫إدراك الوهام و تقديرها أي تعيينها و تشخيصها له تعالى ‪ ،‬و قد قال الباقر عليسسه ال ّ‬
‫ق معانيه مصنوع مثلكم مردود إليكم ‪ ،‬و قسسد مسّر فسسي شسسرح‬ ‫كّلما مّيزتموه بأوهامكم في أد ّ‬
‫الفصل الّثاني من الخطبة الولى توضيح هذا المعنى ‪.‬‬

‫) و ل يقال له متى و ل يضسرب لسسه أمسد بحّتسسى ( و قسسد تقسّدم تحقيسسق ذلسك أيضسا هنالسك ‪،‬‬
‫فليراجع إليه ‪.‬‬

‫ن اّتصسسافه بسسالظهور و البطسسون ليسسس‬


‫ظاهر ل يقال مّما و الباطن ل يقال فيما ( يعني أ ّ‬‫) ال ّ‬
‫ن المتبادر من ظهور الجسام‬ ‫بالمعنى المتبادر منهما في غيره ‪ ،‬فا ّ‬

‫] ‪[ 22‬‬

‫لس‬
‫كونها ظاهرة بارزة من ماّدة و أصل ‪ ،‬و من بطونها اختفائهسسا فسسي حّيسسز و مكسسان ‪ ،‬و ا ّ‬
‫ظاهر و الباطن عليه و اّتصافه تعسسالى بهمسسا باعتبسسار‬ ‫سبحانه منّزه عن ذلك ‪ ،‬بل اطلق ال ّ‬
‫آخر عرفته تفصيل في شرح الخطبة الّرابعة و السّتين ‪.‬‬

‫ضى و ل محجوب فيخوى ( أى ليس بجسم و شخص فيتطّرق إليه الفنسساء و‬ ‫) ل شبح فيتق ّ‬
‫ي حّتى يكون الحجاب حاويا له و ساترا ‪.‬‬
‫النقضاء ‪ ،‬و ل مستور بحجاب جسمان ّ‬
‫ن قربسسه و بعسسده‬
‫) لم يقرب من الشياء بالتصاق و لسسم يبعسسد عنهسسا بسسافتراق ( إشسسارة إلسسى أ ّ‬
‫بالنسبة إلى الشياء ليس على نحو اللتصاق و الفتراق كما هو المتصّور في الجسسسام ‪،‬‬
‫بل على وجه آخر تقّدم تحقيقه في شرح الفصل الخامس و السادس من الخطبسسة الولسسى ‪،‬‬
‫و في شرح الخطبة التاسعة و الربعين ‪.‬‬

‫) ل يخفى عليه ( سبحانه شسيء مسن مخلوقساته ‪ ،‬بسل هسو عسالم بهسا كلّياتهسا و جزئّياتهسا ‪،‬‬
‫ذواتها و ماهّياتها ‪ ،‬عوارضها و كيفّياتها ‪ ،‬و صفاتها و حالتهسسا ‪ ،‬فل يعسسزب عنسسه ) مسسن‬
‫عباده شسخوص لحظسة ( أى مسّد البصسر مسسن دون حركسسة جفسسن ) و ل كسسرور لفظسة ( أى‬
‫ن المراد مجىء انسان إليها في زلسسف‬ ‫ظاهر أ ّ‬‫رجوعها و اعادتها ) و ل ازدلف ربوة ( ال ّ‬
‫من الّليل أو تقّدمهم أى صعودهم إليها ‪.‬‬

‫شارح البحراني ‪ :‬ازدلف الّربسسوة تقسّدمها و أراد الّربسسوة المتقّدمسسة أى فسسي الّنظسسر و‬ ‫قال ال ّ‬
‫ن الّربى أّول ما يقع في العيسسن مسسن الرض انتهسسى و هسسو تفسسسير‬ ‫البادية عند مّد العين ‪ ،‬فا ّ‬
‫شسخوص و‬ ‫ن سسوق كلم المفيسد لكسون ال ّ‬ ‫بارد سخيف ‪ ،‬و المتبادر مسا قلنساه مضسافا إلسى أ ّ‬
‫الكرور و النبساط في قوله ) و ل انبساط خطوة ( صفة للعباد كون الزدلف أيضا مسسن‬
‫ن غسسرض أميسسر‬ ‫شارح علسسى أ ّ‬ ‫صفاتهم ل من صفات نفس الّربوة كما هو مقتضى تفسير ال ّ‬
‫صسسفات الشسسارة إلسسى خفايسسا أوصسساف العبسساد و‬ ‫سسسلم مسسن تعسسداد هسسذه ال ّ‬
‫المسسؤمنين عليسسه ال ّ‬
‫حالتهم ‪ ،‬و تقّدم الّربوة في النظر ليس شيئا مخفّيا فافهم ‪1‬‬

‫‪-----------‬‬
‫لل لللللل ل ل‬ ‫) ‪ ( 1‬للللل للل لل للل لللل للل‬
‫للل للل للللل لل لل ل لل ل للل للل ل ل لل ل‬
‫للللل للل لللللل لللل لللللل للل ل لل لل‬
‫لللل ل لل للللل لل للل ل لل ل لل للل ل ‪ .‬لل ل‬
‫لل ‪.‬‬

‫] ‪[ 23‬‬

‫ل باعتبار إحاطة علمه و عدم خفاء شيء مسسن هسسذه‬ ‫و بالجملة فالمقصود بذلك كّله تمجيد ا ّ‬
‫المور عليه سبحانه ) في ليل داج ( ظلماني ) و ل غسق ساج ( ساكن كمسسا يخفسسى فيهمسسا‬
‫ن معرفة غيره تعالى بهذه الشسسياء مسسن العبسساد و إدراكسسه لهسسا‬ ‫على غيره تعالى ‪ ،‬و ذلك ل ّ‬
‫إّنما هو بواسطة آلت جسمانّية كالباصرة ‪ 1‬و السامعة و نحوها ‪،‬‬

‫ي القّيسسوم فل يتفسساوت‬ ‫ل الح ّ‬


‫و أقويها الباصرة ‪ ،‬و الظلمة مانعة عن ادراكها البّتة ‪ ،‬و أّما ا ّ‬
‫عْنسَدُه َمفاِتس ُ‬
‫ح‬ ‫علمه بالنسبة إلى نهار و ليل ‪ ،‬و شهادة و غيب بل يعلسسم السسّر و أخفسسى » َو ِ‬
‫ل َيْعَلُمهسسا َو ل‬
‫ن َوَرَقسٍة ِإ ّ‬
‫ط ِمس ْ‬
‫سسُق ُ‬
‫حِر َو مسسا َت ْ‬‫ل ُهَو َو َيْعَلُم ما ِفي اْلَبّر َو اْلَب ْ‬
‫ب ل َيْعَلُمها ِإ ّ‬
‫اْلَغْي ِ‬
‫ن«‪.‬‬ ‫ب ُمبي ٍ‬‫ل في ِكتا ٍ‬ ‫س ِإ ّ‬
‫ب َو ل ياِب ٍ‬ ‫ط ٍ‬‫ض َو ل َر ْ‬ ‫لْر ِ‬ ‫ت ا َْ‬
‫ظُلما ِ‬ ‫حّبٍة في ُ‬ ‫َ‬

‫) يتفّياء عليه القمر المنير ( أى يتقّلب على الغسق القمر المنير ذاهبسسا و جائيسسا فسسي حسالتي‬
‫ضوء إلى الّتبّدر و أخذه في الّنقص إلى المحاق ) و تعقبه ( أى القمر ) الشمس‬ ‫أخذه في ال ّ‬
‫ذات الّنور ( أى تعاقبه ) في الفول و الكرور ( يعنى أّنها تطلع عنسسد أفسسوله و يطلسسع عنسسد‬
‫افولها ) و تقليب الزمنة و الّدهور من إقبسسال ليسسل مقبسسل و إدبسسار نهسسار مسسدبر ( أى أّنهمسسا‬
‫يتعاقبان و يجىء أحدهما بعسسد الخسسر و يقّلبسسان الزمسسان و يجعلن الّليسسل نهسسارا و الّنهسسار‬
‫ليل ‪.‬‬

‫ل إحصسساء و ع سّدة ( لّنسسه‬‫ل غاية و مّدة و ك ّ‬


‫ثّم عاد إلى وصفه سبحانه أيضا بقوله ) قبل ك ّ‬
‫ل و موجده و مبدئه فوجب تقّدمه و قبلّيته عليه جميعا ) تعالى ( و تقّدس‬ ‫سبحانه خالق الك ّ‬
‫سسسمة ) مسسن‬ ‫) عّما ينحله ( و يعطيه ) المحّددون ( الجاعلون له حدودا من المشّبهة و المج ّ‬
‫صفات القدار ( أى المقادير ) و نهايات القطسسار ( طسسول و عرضسسا و صسسغرا للحجسسم و‬
‫كبرا ) و تأّثل المساكن و تمّكن الماكن ( أى اكتساب‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬للللل للللل لل للللل لل لل ل ل للل‬
‫لل‬ ‫لل ل لللل‬ ‫ل ل لللللل لللل‬ ‫للللل‬
‫لللل لل ل ل للللل للل لللل للللل لل لل ل‬
‫ل للل للللل ل ل ل للل ل للللل للل لل‬
‫للل ل للل ل ل ل للللل ل لل ل لل للل ل ل‬
‫للللل‬
‫للل ل لل للل للللل ل ل لللل ل ل لل ل للل ل‬
‫لل ‪.‬‬‫للل‬

‫] ‪[ 24‬‬

‫المساكن و استقرار الحياز و نحوها مّما هو من صفات المخلوقات المنّزه المتعالى عنها‬
‫خالق الرض و السماوات تنّزها ذاتيا و علّوا كبيرا ‪.‬‬

‫) فالحّد لخلقه مضروب و إلى غيره منسوب ( يعني أنه سبحانه جاعل الحدود و النهايات‬
‫ل منهسسا‬
‫و مبدئها و موجدها فأبدئها و ضربها لمخلوقاته و أضافها إلى مبدعاته و جعل لك س ّ‬
‫حدا معّينا و قدرا معلوما ‪ ،‬فهى أوصاف للممكنات و حضرة القدس مبّراة عنها ‪.‬‬

‫شار الّنيشابوري قال ‪ :‬كتبت إلى الّرجسسل‬


‫روى في الكافي عن سهل بن زياد عن بشر بن ب ّ‬
‫ن من قبلنا قد اختلفوا في الّتوحيد فمنهم من يقول إّنه جسم و منهم من يقول إّنه صسسورة ‪،‬‬
‫أّ‬
‫سلم سبحان من ل يحّد و ل يوصف و ل يشبهه شيء و ليس كمثله شيء و‬‫فكتب عليه ال ّ‬
‫سميع البصير ‪.‬‬ ‫هو ال ّ‬

‫ي رّد علسسى‬
‫لمة المجلس س ّ‬
‫) لم يخلق الشياء من اصول أزلّية و ل من أوائل أبدّية ( قال الع ّ‬
‫الفلسفة القائلين بالعقول و الهيولى القديمة ‪.‬‬

‫طينسة اّلستي يزعمسون‬ ‫شارح المعتزلي ‪ :‬الرّد في هسذا علسى أصسحاب الهيسولى و ال ّ‬ ‫و قال ال ّ‬
‫ي خلق منه مسسن مسساّدة و صسسورة كمسسا‬‫ي أبد ّ‬
‫ن معناه ليس لما خلق أصل أزل ّ‬
‫قدمها و قيل ‪ :‬إ ّ‬
‫زعمت الفلسفة ‪.‬‬

‫شارح البحراني ‪ :‬إّنه لم يخلق ما خلق على مثال سبق يكون أصل ‪.‬‬
‫و قال ال ّ‬

‫ن خلقسسه للشسسياء علسسى محسسض البسسداع و الخسستراع و أن ل مبسسدء‬ ‫صل مسسا ذكسسروه أ ّ‬‫و مح ّ‬
‫ل ذاته ‪ ،‬إذ لو كان خلقه لها مسسسبوقا بمسساّدة أو مثسسال فسسان كانسسا قسسديمين لسسزم تعسّدد‬ ‫لصنعه إ ّ‬
‫ل لزم التسلسل في المثلة و المواّد ‪.‬‬ ‫القدماء ‪ ،‬و إ ّ‬

‫صسور فأحسسن‬ ‫و أوضح هذا المعنسى بقسوله ) بسل خلسق مسا خلسق فأقسام حسّده و صسّور مسا ّ‬
‫صورته ( يعني أّنه المخترع لقامسسة حسسدود الشسسياء علسسى مسسا هسسى عليهسسا مسسن المقسسادير و‬
‫الشكال و النهايات و الجال و الغايات على أبلغ نظام ‪ .‬و مصّورها على أحسن اتقسسان و‬
‫إحكام ) ليس لشيء منه امتناع ( لعموم قدرته و غاية قهره و قّوته ) و ل له بطاعة شيء‬
‫ي المطلق عّما عداه و المتعالى عن الفتقار إلى ما سواه ‪،‬‬ ‫انتفاع ( إذ هو الغن ّ‬

‫] ‪[ 25‬‬

‫فلو كان منتفعا بطاعة مخلوقاته لزم أن يكون مستكمل بغيره فاقدا للكمال بذاته ‪.‬‬

‫و هو أيضا ) علمه بالموات الماضسسين كعلمسسه بالحيسساء البسساقين ( لّنسسه ل يتفسساوت علمسسه‬
‫بالّنسبة إلى الحاضرين الموجودين و الغائبين المعدومين كما يتفاوت في حّقنا و ذلسسك ل ّ‬
‫ن‬
‫ن زيدا معدوم ‪ ،‬فاذا وجد نعلم أّنسسه‬ ‫علمنا بالشياء من الشياء كما أنا نعلم قبل وجود زيد أ ّ‬
‫موجود ثّم إذا عدم بعد وجوده نعلسسم أّنسسه كسسان موجسسودا فقسسد تغّيسسر علمنسسا بتغّيسسر المعلسسوم و‬
‫ن علمنا زماني لنسسه مسسستفاد مسسن الموجسسودات و‬ ‫حصل الّتفاوت بين الحالين و منشأ ذلك أ ّ‬
‫ي مسسن ذاتسسه و ل يجسسوز‬ ‫ي أو كل ّ‬‫ل شيء جزئ ّ‬ ‫ى القّيوم فهو إّنما يعلم ك ّ‬
‫ل الح ّ‬
‫أحوالها و أّما ا ّ‬
‫ل يلزم أن يستفيد علمسسه مسسن غيسسره و يكسسون لسسو ل‬ ‫أن يكون يعلم الشياء من الشياء ‪ ،‬و إ ّ‬
‫امور من خارج لم يكن عالما فيكون لغيره تأثير في ذاته ‪ ،‬و الصول اللهّية تبطسسل ذلسسك‬
‫مضافا إلى استلزامه الّتغّير في ذاته بتغّير معلوماته ‪.‬‬
‫سسسماوات العلسسى كعلمسسه بمسسا فسسي الرضسسين‬ ‫ن ) علمه بمسسا فسسي ال ّ‬‫) و ( من ذلك علم أيضا أ ّ‬
‫سفلى ( مسسن دون تفسساوت بينهمسسا و أّمسسا غيسسره تعسسالى مسسن أهسسل الرض فعلمهسسم بمسسا فسسي‬ ‫ال ّ‬
‫سسماوات أعلسم بهسا مسن أهسل‬ ‫ن أهل ال ّ‬‫سماوات ‪ ،‬كما أ ّ‬ ‫الرضين أقوى من علمهم بما في ال ّ‬
‫ن منشسسأ التفسساوت فيمسسا سسسبق تفساوت‬
‫الرض ‪ ،‬و منشأ ذلك الّتفاوت تفساوت المكنسسة كمسسا أ ّ‬
‫الزمنة قربا و بعدا ‪.‬‬

‫و بالجملسة لمسا كسان نسسبة ذات البساري إلسى جميسع أجسزاء الّزمسان و الّزمانّيسات و جميسع‬
‫أصقاع المكان و المكانّيات علسسى حسّد سسسواء ‪ ،‬كسسان علمسسه بالنسسسبة إلسسى الجميسسع كسسذلك ثسّم‬
‫صسنع و عجسايب البسسداع ليتخّلسسص منسه إلسسى عظمسسة‬ ‫خاطب النسان بما فيسسه مسن بسدايع ال ّ‬
‫ى ( أى مسسستقيم القامسسة‬‫سسسو ّ‬‫المبدع سبحانه و كمال قدرته و جلله فقال ) أّيهسسا المخلسسوق ال ّ‬
‫معتسسدل الخلقسسة ) و المنشسساء المرعسسى ( المحفسسوظ ) فسسي ظلمسسات الرحسسام و مضسساعفات‬
‫الستار ( العطف كالتفسير و المراد بها مسسا اشسسير إليسسه فسسي قسسوله ‪ » :‬يخلقكسسم فسسي بطسسون‬
‫ُاّمهاتكم خلقًا من بعسسد خلسق فسسي ظلمسات ثلسسث « أى ظلمسة البطسسن و الّرحسم و المشسيمة أو‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫ي عن أبي جعفر عليه ال ّ‬ ‫صلب و الّرحم و البطن و الّول مرو ّ‬ ‫ال ّ‬

‫شارح المعتزلي‬
‫) بدئت من سللة من طين و وضعت في قرار مكين ( قال ال ّ‬

‫] ‪[ 26‬‬

‫الكلم الّول لدم اّلذي هو أصل البشر ‪ ،‬و الثاني لذّريته ‪.‬‬

‫سابع من فصول الخطبة الّثانيسسة و‬ ‫أقول ‪ :‬بل كلهما لذّريته كما عرفته في شرح الفصل ال ّ‬
‫الّثمانين ‪ ،‬و المراد بالقرار المكين الّرحم متمّكنة في موضعها برباطاتها ‪ ،‬لّنها لو كسسانت‬
‫متحّركة لتعّذر العلوق أي وضعت في الّرحم منتهيا ) إلى قدر معلوم و أجل مقسوم ( قال‬
‫شارح المعتزلي ‪ :‬أى مقدار معلوم طوله و شكله إلى أجل مقسوم مّدة حياته ‪.‬‬‫ال ّ‬

‫ن المراد بالجل المقسوم هو المسّدة المضسسروبة لبقسسائه فسسي الّرحسسم مسسن‬ ‫ظاهر أ ّ‬
‫أقول ‪ :‬بل ال ّ‬
‫سبعة أشهر أو تسعة و نحوهمسسا ‪ ،‬و بالقسسدر المعلسسوم هسسو صسسغر حجمسسه و كسسبره و مقسسدار‬
‫قطره طول و عرضا إذ كان جنينا في بطن أّمه ‪ ،‬ل الحياة المقسوم له في الّدنيا و مقداره‬
‫سلم لم ينتقل بعسسد إلسسى بيسسان نشسسائته الّدنياوّيسسة‬
‫شارح لّنه عليه ال ّ‬
‫المعلوم فيها كما زعمه ال ّ‬
‫كما يؤمى إليه قوله ) تمور في بطن أّمك جنينا ( أى تضسسطرب و تتحسّرك فيسسه ) ل تحيسسر‬
‫دعاء و ل تسمع نداء ( أى ل تقدر على أن ترّد جوابا لدعوة من دعاك ‪،‬‬

‫و على محاورته كما ل تقدر على سماع ندائه ‪.‬‬

‫) ثّم اخرجت من مقّرك ( أى القرار المكين ) إلى دار لم تشهدها ( أى الّدار اّلتي لسسم تكسسن‬
‫شاهدتها قبل خروجك إليها ) و لم تعرف سبل منافعها ( ثّم اهتديت إليها ‪.‬‬
‫) فمن هداك لجسسترار الغسسذاء مسسن ثسسدى اّمسسك ( و للتقسسام حلمسسة الثسسدي و امتصاصسسها ) و‬
‫ن الهسسادي للجسسترار و المع سّرف‬ ‫عّرفك عند الحاجة مواضع طلبك و إرادتك ( و معلسسوم أ ّ‬
‫ل سبحانه ‪ ،‬فسسالغرض مسسن السسستفهام الّتنسسبيه علسسى وجسسود الخسسالق‬ ‫لا ّ‬
‫ل الطلب ليس إ ّ‬
‫لمحا ّ‬
‫صسسانع ضسسرور ّ‬
‫ي‬ ‫الهادي إلى المطالب ‪ ،‬و المرشد إلى المآرب ‪ ،‬و هذا القدر من العلسسم بال ّ‬
‫في الّنفوس و إن احتاج إلى أدنى تنسسبيه و مسا وراء ذلسك بمعنسى صسفات الكمسال و نعسسوت‬
‫طلع عليها العقول البشرّية بالكنه ‪.‬‬
‫الجلل امور ل ت ّ‬

‫و إليه أشار بقوله ) هيهات ( أي بعد الوصول إلى كنه معرفسة الخسالق و الغسور فسي تّيسار‬
‫ن من يعجز عن ( معرفة ) صفات ( نفسه في حال‬ ‫بحار جلله و كبريائه ف ) ا ّ‬

‫] ‪[ 27‬‬

‫طلع على منافع أجزائه و أعضائه و معرفسسة مسسن هسسو مثلسسه مسسن سسساير ) ذي‬ ‫تخليقه و ال ّ‬
‫الهيئة و الدوات ( و الجسوارح و اللت مسع كونهسا محسوسسة مشساهدة لسه ) فهسو عسن (‬
‫معرفة ) صفات خالقه ( اّلتي هي أبعد الشسياء مناسسبة لسسه ) أعجسسز و مسسن تنساوله بحسدود‬
‫المخلوقين ( و إدراكه له سبحانه بالمقايسة إليهم و التشسسبيه بهسسم ) أبعسسد ( كمسسا هسسو ظسساهر‬
‫ي عن البّينة و البرهان ‪.‬‬
‫بالعيان ‪ ،‬غن ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جمله خطب شريفه آن حضرتست در حمد و ثناى خداوند ذو الجلل و وصسسف او بسسا‬
‫صفات عز و كمال مىفرمايد ‪:‬‬

‫حمسد و سستايش معبسود بحّقسى را سزاسست كسه خسالق بندگانسست و گسستراننده زميسن ‪ ،‬و‬
‫روانكننسسده زمينهسساى نشسسيب اسسست ببسساران ‪ ،‬و فسسراخ سسسالى دهنسسده زمينهسساى بلنسسد اسسست‬
‫برويانيدن گياهان ‪ ،‬نيست أّوليت او را ابتدائى ‪ ،‬و نه ازلّيت او را نهايت و انتهسسائى ‪ ،‬او‬
‫است أّول بىزوال ‪ ،‬و باقى بىغايت ‪ ،‬افتادند از براى سسسجده او پيشسسانيهاى مكّلفسسان ‪ ،‬و‬
‫بتوحيد او مشغول شد لبهاى پيران و جوانان ‪ ،‬حّد معّيني قرار داد همه أشسسياء را هنگسسام‬
‫آفريسسدن آنهسسا بجهسسة ابسسداء مباينسسة و جسسدائى خسسود از مشسسابهت آنهسسا ‪ ،‬تقسسدير و تشسسخيص‬
‫نمىتواند بكند او را و همها بنهايتها و حركتها ‪ ،‬و نه بعضوها و آلتهسسا ‪ ،‬گفتسسه نمىشسسود‬
‫كه او از كيست بجهة تنّزه او از احاطه زمان ‪ ،‬و زده نميشود از بسسراى او مسّدتي بكلمسسه‬
‫حّتى كه افاده انقضاء و انتها مىنمايد ‪ ،‬ظاهر است گفته نميشود از چه ظاهر شد بجهت‬
‫اينكه منّزهست از ماّده و امكان ‪ ،‬و پنهانست گفتسسه نميشسسود كسسه در چسسه پنهانسسست بجهسسة‬
‫اينكه مبّر است از مكان ‪ ،‬نه جّثه و جسمى است كه فانى و منقضى بشود ‪ ،‬و نه مستور‬
‫است و محجوب كه چيزى بر او احاطه نمايسسد نزديسسك نيسسست بأشسسياء بچسسسبيدن ‪ ،‬و دور‬
‫نيست از آنها بجدا شسسدن ‪ ،‬پنهسسان نمىمانسسد بسسر او از بنسسدگان مسّد بصسسرى ‪ ،‬و نسسه مكسّرر‬
‫كردن لفظى و خبرى ‪ ،‬و نه بلند شدن ايشان به پشسته كسوهى ‪ ،‬و نسه گسستردن گسامى در‬
‫شب تاريك ‪ ،‬و نه در ظلمت برقرار كه بر مىگردد بآن ظلمت و تاريكى ماه نور بخش‬
‫و در عقب ماه مىآيد آفتاب صاحب نور‬

‫] ‪[ 28‬‬

‫در غروب و رجوع ‪ ،‬و در برگدانيدن آن زمانها و روزگارهسسا كسسه عبارتسسست از اقبسسال‬
‫كردن شب اقبال كننده ‪ ،‬و از ادبار نمودن روز ادبار نماينده ‪ ،‬موجود اسسست پروردگسسار‬
‫عالم پيش از هر نهايتى و مّدتى ‪ ،‬و قبل از هر شمردني و تعدادى ‪ ،‬منّزهسسست از آنچسسه‬
‫كه بخش مىكنند باو تحديد كنندگان او از صفتهاى مقدارها ‪ ،‬و از جوانب قطرهسسا و از‬
‫كسب نمودن مسكنها ‪ ،‬و تمّكن يافتن وطنها ‪ ،‬پس حّد و نهايت مر خلق او را زده شده و‬
‫بسوى غير او نسبت داده شده ‪ ،‬نيافريد چيزها را از أصلهائى كه ازلى باشسسد ‪ ،‬و نسسه از‬
‫اّولهائى كه ابدى باشد ‪ ،‬بلكه آفريد آنچه كه آفريد پس بر پا داشت ح سّد آنسسرا ‪ ،‬و تصسسوير‬
‫نمود آنچه كه تصوير فرمود پس نيكو گردانيد صورت آنرا ‪ ،‬نيست هيچ چيز را از امر‬
‫او امتناعى ‪ ،‬و نيست مر او را بطاعت چيسسزى انتفسساعى علسسم او بسسر مردگسسان گذشسستگان‬
‫مثل علم او است بر زندگان باقى مانسسدگان ‪ ،‬و احسساطه او بسسآن چيسسزى كسسه در آسسسمانهاى‬
‫بلندها است مثل احاطه او است بچيزهائى كه در زمينهاى پستهاست ‪.‬‬

‫از جمله فقرات اين خطبه است مىفرمايد ‪:‬‬

‫أى مخلوقى كه مستوى العضا است و ايجاد شده كسسه محفسوظ بسوده اسسست در ظلمتهسساى‬
‫رحمها و در پردهاى متضاعفه ‪ ،‬ابتدا كسسرده شسسدى از خلصسسه گسسل ‪ ،‬و نهسساده شسسدى در‬
‫قرار محكم تا اندازه معلوم و مّدت قسمت كرده شده در حالتى كسسه مضسسطرب بسسودى در‬
‫شكم مسادر خسسود در حسالت بچگسسى كسسه نمىتوانسستى جسسواب بسدهى دعسوت كننسده را ‪ ،‬و‬
‫نمىتوانستى بشنوى طلب نماينده را ‪ ،‬پس از آن بيرون آورده شدى از قرارگاه خسسودت‬
‫بسوى خانه كه نديده بودى آن را ‪ ،‬و نه شناخته بودى راههاى منافع آنرا پس كه هدايت‬
‫نمود ترا به كشيدن غذا از پستان مادرت ؟ و شناساند تو را هنگسسام احتيسساج تسسو مواضسسع‬
‫طلب تو و اراده تو را ؟ خيلى دور است معرفت ذات او از جهت اينكه كسى كه عسساجز‬
‫بشود از معرفت صفات صساحب صسورت و أعضسا ‪ ،‬پسس از معرفست صسفات آفريننسده‬
‫خود عاجزتر است ‪ ،‬و از ادراك ذات او بحدود و نهاياتي كه مخلوقات راست دورتر و‬
‫مهجورتر ‪.‬‬

‫] ‪[ 29‬‬
‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫و هو المأة و الثالث و الستون من المختار فى باب الخطب و قد رواه في شرح المعتزلي‬


‫طلع عليسسه ‪،‬‬
‫سيد هنا مع إضافات ت ّ‬ ‫طبرى مثل ما أورده ال ّ‬ ‫عن أبي جعفر محّمد بن جرير ال ّ‬
‫و قد تكّلم بذلك الكلم لّما اجتمع الّناس عليه و شسسكوا مّمسسا نقمسسوه علسسى عثمسسان ‪ ،‬و سسسألوه‬
‫سلم عليه فقال ‪:‬‬ ‫مخاطبته عنهم و استعتابه لهم ‪ ،‬فدخل عليه ال ّ‬

‫لس مسسا أدري مسسا أقسسول لسسك ‪ ،‬مسسا‬


‫ن الّناس ورائي و قد استسسسفروني بينسسك و بينهسسم ‪ ،‬و و ا ّ‬
‫إّ‬
‫أعرف شيئا تجهله ‪ ،‬و ل أدّلك على أمر ل تعرفه ‪ ،‬إّنك لتعلسم مسا نعلسم ‪ ،‬مسا سسبقناك إلسى‬
‫شيء فنخبرك عنه ‪،‬‬

‫لس‬
‫و ل خلونا فنبّلغكه ‪ ،‬و قد رأيت كما رأينا ‪ ،‬و سمعت كمسسا سسسمعنا و صسسحبت رسسسول ا ّ‬
‫طساب أولسى‬ ‫ل عليه و آله و سّلم كما صسحبنا ‪ ،‬و مسا ابسن أبسي قحافسة و ل ابسن الخ ّ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫ل عليه و آله و س سّلم وشسسيجة رحسسم‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ق منك ‪ ،‬و أنت أقرب إلى رسول ا ّ‬ ‫بعمل الح ّ‬
‫صسسر مسسن‬
‫لس مسسا تب ّ‬
‫لس فسسي نفسسسك فإّنسسك و ا ّ‬
‫لا ّ‬‫منهما ‪ ،‬و قد نلت من صهره ما لم ينال ‪ ،‬فا ّ‬
‫ن أعلم الّدين لقائمسسة ‪ ،‬فسساعلم أ ّ‬
‫ن‬ ‫طرق لواضحة ‪ ،‬و إ ّ‬ ‫ن ال ّ‬
‫عمى ‪ ،‬و ل تعّلم من جهل ‪ ،‬و إ ّ‬
‫ل إمام عادل هدي و هدى ‪ ،‬فأقام سّنة معلومة ‪ ،‬و أمات بدعة‬ ‫ل عند ا ّ‬
‫أفضل عباد ا ّ‬

‫] ‪[ 30‬‬

‫ن البدع لظاهرة لها أعلم ‪،‬‬


‫سنن لنّيرة لها أعلم ‪ ،‬و إ ّ‬
‫ن ال ّ‬
‫مجهولة ‪ ،‬و إ ّ‬

‫ل بسه ‪ ،‬فأمسات سسّنة مسأخوذة و أحيسسى بدعسسة‬


‫لوضّ‬
‫ل إمام جائر ض ّ‬
‫ن شّر الّناس عند ا ّ‬
‫وإّ‬
‫متروكة ‪.‬‬

‫لس عليسسه و آلسسه و سسّلم يقسسول ‪ :‬يسسؤتى يسسوم القيمسسة بالمسسام‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫و إّني سمعت رسول ا ّ‬
‫الجائر و ليس معه نصير و ل عاذر فيلقى في نار جهّنم فيدور فيها كما تسسدور الّرحسسى ثسّم‬
‫يرتبط في قعرها ‪.‬‬

‫و إّنى أنشدك أن تكون إمام هذه الّمة المقتول فإنه كان يقال ‪:‬‬

‫يقتل في هذه الّمة إمام يفتح عليها القتل و القتال إلى يوم القيمة و يلّبس أمورهسسا عليهسسا و‬
‫ق من الباطل ‪،‬‬ ‫ث الفتن فيها فل يبصرون الح ّ‬ ‫يب ّ‬

‫ن لمروان سّيقة يسوقك حيث شسساء‬


‫يموجون فيها موجا ‪ ،‬و يمرجون فيها مرجا ‪ ،‬فل تكون ّ‬
‫ضى العمر ‪.‬‬
‫ن و تق ّ‬
‫سّ‬‫بعد جلل ال ّ‬
‫جلوني حّتى أخرج إليهسسم مسسن مظسسالمهم ‪ ،‬فقسسال عليسسه‬
‫فقال له عثمان ‪ :‬كّلم الّناس في أن يؤ ّ‬
‫سلم ‪:‬‬‫ال ّ‬

‫ما كان بالمدينة فل أجل فيه ‪ ،‬و ما غاب فأجله وصول أمرك إليه ‪.‬‬

‫] ‪[ 31‬‬

‫ععععع‬

‫) نقمت ( عليه أمره و نقمت منه نقما من باب ضسسرب و نقومسسا و مسسن بسساب تعسسب لغسسة إذا‬
‫عتبته و كرهته أشّد الكراهة لسوء فعلسسه و ) السسستعتاب ( طلسسب العتسسبى و هسسو الّرضسسا و‬
‫شجرة و الواشجة الّرحم المشتبكة و قد وشجت بسك قرابسة‬ ‫الّرجوع و ) الوشيجة ( عرق ال ّ‬
‫صحاح و ) يرتبط ( أى يشّد و عن بعض النسخ يرتبسسك‬ ‫فلن ‪ ،‬و السم الوشيج كما عن ال ّ‬
‫بدلها أى ينشب و ) يلّبس ( امورها مسسن التلسسبيس و فسسي بعسسض الّنسسسخ تلبسسس أمورهسسا مسسن‬
‫الّلبس بالضّم و هو الشكال و ) مرج ( أمره اختلط و اضطرب و منه الهرج و المسسرج و‬
‫ل جللسسة و‬ ‫ل ( يج س ّ‬
‫ب و ) جس ّ‬
‫) السّيقة ( بتشديد الياء المكسورة ما استاقه العسسدّو مسسن ال سّدوا ّ‬
‫ن‪.‬‬‫جلل أس ّ‬

‫ععععععع‬

‫الواو في قوله ‪ :‬و أنسست أقسسرب ‪ ،‬للحسال و تحتمسسل العطسسف ‪ ،‬و الجملسسة فسسي معنسى الّتعليسل‬
‫ل س منصسسوبان علسسى‬‫لس ا ّ‬‫لسابقه كما هو ظاهر ‪ ،‬و وشيجة رحم منسوب على الّتميسسز ‪ ،‬و ا ّ‬
‫ى لسابقتها و لذلك ترك العاطف و الفاء فسسي‬ ‫التحذير ‪ ،‬و جملة يموجون فيها اه تأكيد معنو ّ‬
‫ن ‪ ،‬فصيحة ‪.‬‬
‫قوله ‪ :‬فل تكون ّ‬

‫عععععع‬

‫اعلم أّنه قد تقّدم في شرح الفصل الّرابسع مسن الخطبسة الثالثسة و الّتسذييل الّثساني مسن شسرح‬
‫ن عثمان أحدث فسسي السّدين أحسسداثا ‪ ،‬و أبسسدع بسسدعا ‪ ،‬و اسسستعمل‬ ‫الكلم الّثالث و الربعين أ ّ‬
‫ساق و أرباب الظلم على المصار ‪ ،‬و تقّدم في شرح الكلم الّثلثين أّنه لّما شاع الظلم‬ ‫الف ّ‬
‫و الفساد منه و من عّمسساله فسسي المدينسسة و سسساير البلد أوجسسب ذلسسك إجلب الّنسساس عليسسه و‬
‫تحريض بعضهم بعضا على خلعه من الخلفة و قتله و أقول هنا ‪ :‬إّنه لّما تكاثرت أحداثه‬
‫و تكاثر طمع الناس فيه كتب جمع من أهل المدينة من الصحابة و غيرهم إلى من بالفاق‬
‫ن دين محّمد قد أفسده خليفتكسسم فسساخلعوه ‪ ،‬فسساختلف‬ ‫إنكم كنتم تريدون الجهاد فهلّموا إلينا فا ّ‬
‫إليه القلوب وجاء المصرّيون و غيرهم إلسى المدينسة فساجتمعوا إلسى أميسر المسؤمنين عليسه‬
‫سلم و كّلموه و سألوه أن يكّلم عثمان ‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫] ‪[ 32‬‬

‫و ) لما اجتمع الناس اليه و شكوا مّما نقموه ( و كرهوه ) على عثمان و سألوا ( منه عليه‬
‫قو‬‫سلم ) مخاطبته عنهسم و اسستعتابه لهسم ( أى أن يطلسب لهسم منسه الّرجسوع إلسى الحس ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سلم مسئلتهم ) فسسدخل عليسسه (‬‫الرتداع عن أحداثه و القلع عن بدعه ‪ ،‬استجاب عليه ال ّ‬
‫و كّلمه بما أورده السيد ) ره ( في الكتاب ‪.‬‬

‫سلم أيضا محّمد بسسن جريسسر الطسسبري فسسي تسساريخه الكسسبير كمسسا فسسي‬ ‫و قد رواه عنه عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله تكسساتبوا فكتسسب‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ن نفرا من أصحاب رسول ا ّ‬ ‫شرح المعتزلي قال ‪ :‬إ ّ‬
‫ن الجهاد بالمدينة ل بالّروم ‪ ،‬فاستطال الناس علسى عثمسان‬ ‫بعضهم إلى بعض أن اقدموا فا ّ‬
‫ل نفر‬‫ب عنه و ل ينهى إ ّ‬ ‫و نالوا منه في سنة أربع و ثلثين و لم يكن أحد من الصحابة يذ ّ‬
‫سسسان بسسن ثسسابت ‪ ،‬فسساجتمع‬‫منهم زيد بن ثابت و أبو أسيد السسساعدي و كعسسب بسسن مالسسك و ح ّ‬
‫سلم (‬ ‫ي بن أبي طالب و سألوه أن يكّلم عثمان فدخل عليه ) فقال عليه ال ّ‬ ‫الناس فكّلموا عل ّ‬
‫له ‪:‬‬

‫لس مسسا‬
‫ن الناس ورائى و قسسد استسسسفروني ( أي اّتخسسذوني سسسفيرا ) بينسسك و بينهسسم و و ا ّ‬‫)إّ‬
‫ى لسان أتكّلم معك يؤّثر فيك ) ما أعرف شسسيئا تجهلسسه و ل أدّلسسك‬ ‫أدرى ما أقول لك ( و بأ ّ‬
‫ن قبايح هسسذه العمسسال و فضسسايح تلسسك البسسدعات ليسسست بحيسسث‬ ‫على أمر ل تعرفه ( يعني أ ّ‬
‫تختفى على أحد ‪ ،‬بل هى واضحة للصبيان غنّية عن التنبيه و البيان ‪.‬‬

‫صة‬‫و هذا هو مراده أيضا بقوله ) إنك لتعلم ما نعلم ( أى تعلم من شناعة تلك الحداث خا ّ‬
‫سسلم كمسا تسسوّهمه‬ ‫ما نعلمه ‪ ،‬و ليس المراد بيان وفور علمه و أنه يعلم كّلما يعلمه عليسه ال ّ‬
‫البحراني حيث قال ‪ :‬و حاصل الكلم استعتابه بالّلين من القول فأثبت له منزلته من العلسسم‬
‫ل س عليسسه و آلسسه و‬
‫أى بأحكام الشريعة و السنن المتداولة بينهم في زمسسان الّرسسسول ص سّلى ا ّ‬
‫ي و مسموع ‪.‬‬ ‫ل ما ظهر عليه من مرئ ّ‬‫الظهور على ك ّ‬

‫) و ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه و ل خلونا بشيء فنبّلغكسسه ( يعنسسي أنسسك قسد أدركسست‬
‫من صحبة الّرسسسول مسسا أدركنساه ‪ ،‬و عرفست مسن سسسيره و سسسلوكه و سياسساته المدنّيسسة مسسا‬
‫عرفناه ‪ ،‬لم نكن منفردين بذلك ‪ ،‬و لم تكن غايبا عن شيء منه حتى نبّلغكه و ندّلك عليه ‪.‬‬
‫»ج‪«2‬‬

‫] ‪[ 33‬‬

‫ل س ص سّلى‬
‫و أّكد ذلك بقوله ) و قد رأيت كما رأينا و سمعت كما سمعنا و صحبت رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله كما صحبنا ( ثّم خرج إلى ذكر الشيخين تهييجا لسسه و الهابسسا فقسسال ) و مسسا (‬
‫ا ّ‬
‫أبو بكر ) ابن أبي قحافة و ل ( عمر ) ابسن الخطساب بسأولى بعمسل الخيسر ( و فسي بعسض‬
‫ل عليسسه و آلسسه‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫ق ) منك و ( ذلك لنك ) أنت أقرب إلى رسول ا ّ‬ ‫النسخ بعمل الح ّ‬
‫سى به من غيره و الخسسذ‬ ‫و سّلم وشيجة رحم منهما ( أى من حيث النسب فأنت أولى بالتأ ّ‬
‫ل عليه و آله و سيرته ‪.‬‬
‫بسّنته صّلى ا ّ‬

‫لس عليسسه و آلسسه و سسّلم فسسي الجسدّ‬


‫لس صسّلى ا ّ‬‫و إّنما جعله أقرب نسبا لشتراكه مع رسول ا ّ‬
‫ل س بسسن‬
‫ل عليه و آله و سّلم هو ابن عبسسد ا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫ن رسول ا ّ‬
‫الدنى أعني عبد مناف ‪ ،‬فا ّ‬
‫عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ‪ ،‬و عثمان هو ابن عّفان بن أبي العاص بن أمّيسسة بسسن‬
‫عبد شمس بن عبد مناف ‪.‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم في الجّد العلى أعني كعب بن لوى‬ ‫و أّما هما فيشتركان معه صّلى ا ّ‬
‫ى بن كلب بن مّرة بن كعسسب ‪ ،‬و أبسسا بكسسر بسسن أبسسي قحافسسة ‪:‬‬ ‫ن عبد مناف هو ابن قص ّ‬‫‪ ،‬فا ّ‬
‫طسساب ‪ :‬إبسسن‬
‫عثمان ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مّرة بن كعب ‪ ،‬و عمر بسسن الخ ّ‬
‫ى بن كعب ‪ ،‬هذا ‪.‬‬ ‫ل بن قرط بن زراح بن عد ّ‬ ‫نفيل ابن عبد العزى بن رياح بن عبد ا ّ‬

‫لس عليسسه و آلسسه فسسي النسسسب إّنمسسا هسسو‬


‫ي صسّلى ا ّ‬
‫ن تشريك الثلثة مع النب ّ‬‫و ل يخفى عليك أ ّ‬
‫ل فقسسد‬
‫بحسب الظاهر و من بسساب المماشسساة و جريسسا بمسسا هسسو المعسسروف عنسسد النسساس ‪ ،‬و إ ّ‬
‫علمت في شرح الفصل الثاني من الخطبة الّثالثسسة الطعسسن فسسي نسسسب عمسسر ‪ ،‬و فسسي شسسرح‬
‫طعن في نسب عثمان و ساير بني امّية فتذّكر ‪.‬‬ ‫الكلم السادس و السبعين ال ّ‬

‫ل عليه و آله ما لم ينسسال‬ ‫ثّم أثبت له القرب بالمصاهرة فقال ) و قد نلت من صهره صّلى ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم و بعسسد موتهسسا عقسسد علسسى بنتسسه‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫( لّنه قد تزّوج رقّية بنت النب ّ‬
‫الخرى أّم كلثوم ‪،‬‬

‫و لذلك لّقب عند العامة بذى النورين ‪ ،‬و أّما عند أصسسحابنا فظلمسسه فسسي حقهمسسا مشسسهور و‬
‫الخبار بذلك عن طريق أهل البيت مأثور ‪.‬‬

‫ن عثمسسان قسسد ضسسرب رقيسسة‬‫صة رووا أ ّ‬


‫ن طوايف العاّمة و الخا ّ‬‫قال المحّدث الجزائري ‪ :‬إ ّ‬
‫زوجته ضربا مبرحا أي مؤلما حتى أثرت السياط في بدنها علسسى غيسسر جنايسة تسستحّقها و‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪:‬‬
‫ل عليه و آله شاكية تكّلم عليها ‪ ،‬و قال صّلى ا ّ‬‫ي صّلى ا ّ‬
‫لما أتت النب ّ‬
‫ل يليق بالمرئة أن تشكو‬

‫] ‪[ 34‬‬

‫لس‬
‫ي صسّلى ا ّ‬‫من زوجها و أمرها بالّرجوع إلى منزله ‪ ،‬ثّم كّرر عليه الضسسرب فسسأتت النسسب ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫ل‬ ‫عليه و آله ثّم رّدها ‪ ،‬ثّم ضربها الضرب الذي كان السبب في موتها فأمر النب ّ‬
‫ل عليه و آله‬
‫ي صّلى ا ّ‬ ‫عليه و آله علّيا أن يخرجها من منزل عثمان فأتى بها إلى بيت النب ّ‬
‫و ماتت فيه ‪.‬‬
‫ل في ( شأن ) نفسسسك‬ ‫لا ّ‬‫ل سبحانه و خّوفه من عقابه فقال ) فا ّ‬ ‫سلم من ا ّ‬‫ثّم حّذره عليه ال ّ‬
‫صر من عمى و ل تعّلم من جهل ( أى ل تحتسساج إلسسى التبصسسرة و التعليسسم‬ ‫ل ما تب ّ‬‫فانك و ا ّ‬
‫ن أعلم الّدين لقائمسسة (‬‫ن الطرق ( أى طرق الشرع المبين ) لواضحة و أ ّ‬ ‫) و ( الحال ) أ ّ‬
‫لم و غيرهما لعدم جرى المخاطب بمقتضى علمه ‪.‬‬ ‫ن و ال ّ‬
‫و التيان بالجملت مؤّكدة با ّ‬

‫و لذلك شّدد التأكيد بالتنبيه على فضل المسسام العسسادل علسسى المسسام الجسسائر تنفيسسرا لسسه عسسن‬
‫ل إمام عادل هدي ( بنسسور الحس ّ‬
‫ق‬ ‫ن أفضل عباد ا ّ‬ ‫الجور و ترغيبا إلى العدل فقال ) فاعلم أ ّ‬
‫ق و به يعدلون « قسسال‬ ‫) و هدى ( غيره كما قال سبحانه ‪ » :‬و ممن خلقنا ُاّمة يهدون بالح ّ‬
‫ل عليهم ) فأقام‬ ‫ل بن سنان ‪ :‬هم الئمة صلوات ا ّ‬ ‫سلم في رواية عبد ا ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬
‫أبو عبد ا ّ‬
‫سّنة معلومة ( بالتصديق على حّقيتها و القيام بوظايفها ) و أمات بدعة مجهولة ( بسسالتنبيه‬
‫ن السنن ( النبوّية و الشرايع المصطفوّية ) لنّيسسرة لهسسا‬ ‫على بطلنها و الرتداع عنها ) و أ ّ‬
‫ن البدع ( المستحدثة ) لظاهرة لهسسا أعلم ( و آثسسار ل يخفسسى مسسا فسسي‬ ‫أعلم ( و منار ) و أ ّ‬
‫حسن التعبير و الخطابة بالنّيرة في السّنن و بالظاهرة في البدع ‪.‬‬

‫ل ( غيسسره ) بسسه ( كمسسا قسسال‬


‫ل ( في نفسسسه ) و ض س ّ‬
‫ل إمام جائر ض ّ‬
‫ن شّر الناس عند ا ّ‬
‫)واّ‬
‫سسسلم فسسي‬‫ل « قال الصادق عليسسه ال ّ‬ ‫ل مّمن اّتبع هويه بغير هدى من ا ّ‬‫تعالى ‪ » :‬و من أض ّ‬
‫رواية معّلى بن خنيس ‪ :‬هو من يّتخذ دينه برأيه بغير هدى إمام من أئمة الهسسدى ) فأمسسات‬
‫ق ) و أحيسسا بدعسسة متروكسسة ( و جسّد فسسي ترويسسج‬‫سّنة ماخوذة ( و سعى فى إطفاء نور الح ّ‬
‫الباطل ‪ ،‬هذا ‪.‬‬

‫و تقسيم المام علسسى القسسسمين أعنسسي المسسام العسادل و المسام الجسسائر قسد ورد فسي الكتسساب‬
‫العزيز و غير واحد من الخبار ‪.‬‬

‫ي بن إبراهيم باسناده عن جعفر بن محّمد‬


‫مثل ما رواه في البحار من تفسير عل ّ‬

‫] ‪[ 35‬‬

‫ل إمامان ‪ :‬إمام عسسدل و إمسسام جسسور ‪ ،‬قسسال‬


‫سلم قال ‪ :‬الئمة في كتاب ا ّ‬
‫عن أبيه عليهما ال ّ‬
‫ل‪:‬‬
‫ا ّ‬

‫لس‬
‫ل قبسسل أمرهسسم و حكسسم ا ّ‬
‫و جعلنا منهم أئّمة يهدون بأمرنا ‪ ،‬ل بأمر الناس يقّدمون أمر ا ّ‬
‫لس و‬
‫قبل حكمهم ‪ ،‬و قال و جعلنسساهم أئّمسسة يسسدعون إلسسى النسسار يقسّدمون أمرهسسم قبسسل أمسسر ا ّ‬
‫ل‪.‬‬‫ل و يأخذون بأهوائهم خلفا لما في كتاب ا ّ‬ ‫حكمهم قبل حكم ا ّ‬

‫سسلم قسال ‪ :‬ل‬‫لس عليسه ال ّ‬


‫و فيه من بصاير الّدرجات مسندا عن أبي بصير عن أبي عبسد ا ّ‬
‫ل قال ‪ :‬و جعلنا منهم أئّمة يهدون‬ ‫ل عّز و ج ّ‬
‫نا ّ‬‫يصلح الناس إل إمام عادل و إمام فاجر إ ّ‬
‫بأمرنا ‪ ،‬و قال ‪ :‬و جعلناهم أئّمة يدعون إلى النار ‪.‬‬
‫ثّم إّنه شّدد التنفير عن الجور بالّتنبيه على عقوبة المام الجائر بما رواه عن النسسبيّ ص سّلى‬
‫ل عليه و آلسسه و س سّلم يقسسول ‪ :‬يسسؤتى‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫ل عليه و آله فقال ) و إّني سمعت رسول ا ّ‬
‫ا ّ‬
‫يوم القيامة بالمام الجائر و ليس معه نصير ( ينجيه من نار الجحيم ) و ل عسساذر ( يسسدفع‬
‫عنه العذاب الليم ) فيلقى في نار جهّنم فيدور فيها كما تسدور الّرحسى ثسّم يرتبسسط ( و يشسّد‬
‫) في قعرها ( فل يكون له مخلص و ل منجاة عنها ‪.‬‬

‫سلم من السباب المؤّدية إليه فقال ‪ ) :‬و اّني انشدك‬ ‫ثّم حّذره عن القتل بما لح له عليه ال ّ‬
‫ل ( أى أسئلك و أقسم عليك ) أن تكون إمام هذه الّمة المقتول ( أراد المام الّداعى إلسسى‬ ‫ا ّ‬
‫ل عليه و آلسسه و أبهسسم لقتضسساء‬ ‫ي صّلى ا ّ‬
‫ن القائل هو النب ّ‬
‫ظاهر أ ّ‬
‫الّنار ) فاّنه كان يقال ( ال ّ‬
‫المصلحة ) يقتل في هذه الّمة إمام يفتح عليها ( أى على هذه الّمة ) باب القتسسل و القتسسال‬
‫إلى يوم القيامة ( بقتله ) و يلّبس امورها عليها ( أى يدّلس ذلك المام و يلّبس امور المة‬
‫ث الفتسن ( و ينشسرها ) فيهسا فل يبصسرون‬ ‫عليهم و يوقعهم فسي الّلبسس و الشسكال ) و يبس ّ‬
‫ق من الباطل يموجون فيها ( أى في تلك الفتن ) موجسسا و يمرجسسون ( أى يختلطسسون و‬ ‫الح ّ‬
‫يضطربون ) فيها مرجا ( ‪.‬‬

‫ل عليسسه و‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫أقول ‪ :‬و قد وقع مصداق هذا الخبر الذي رواه أمير المؤمنين عن النب ّ‬
‫ن عثمان لما وّلي و أوطأ رقاب الناس بنى أبسي معيسط و‬ ‫آله و سّلم على طبق ما رواه ‪ ،‬فا ّ‬
‫لهم على البلد انتشر الهرج و المرج و الفساد ‪ ،‬و تظاهر الفتسن ‪ ،‬و انجسذم‬ ‫بني امية و و ّ‬
‫حبسسل ال سّدين ‪ ،‬و تزعسسزع سسسوارى اليقيسسن ‪ ،‬و خمسسل الهسسدى ‪ ،‬و شسسمل العمسسى ‪ ،‬و ضسساق‬
‫المصدر‬

‫] ‪[ 36‬‬

‫و عمي المخرج ‪ ،‬حّتى اشتّد الظلم و المحن و البلوى ‪ ،‬و بلغ الغاية القصوى كما قال عّز‬
‫طعوا أرحامكم « ‪.‬‬
‫من قائل » فهل ‪ 1‬عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الرض و تق ّ‬

‫إلى أن انتكث على عثمان فتله ‪ ،‬و اجهز عليه عمله ‪ ،‬و كبت به بطنته ‪ ،‬و قتل شّر قتلة ‪،‬‬
‫فكان قتله عنوانا للناكثين و القاسطين و المارقين ‪ ،‬و انفتح على المة باب القتل و القتسسال‬
‫و التخاصم و الجدال إلى أن قام ابن أبي سفيان و آل حرب حزب الشسسيطان بالخلفسسة ‪ ،‬و‬
‫ل بالمارة ‪ ،‬فمنحه الّدنيا دّرها ‪ ،‬و أوردته صفوها ‪ ،‬فتمادى في الظلم و الطغيان ‪ ،‬و‬ ‫استق ّ‬
‫ل استحله ‪ ،‬و ل عقدا إل حّلسسه ‪ ،‬حّتسى لسسم يبسسق بيست مسدر و ل وبسر إ ّ‬
‫ل‬ ‫ل محّرما إ ّ‬
‫لم يدع ّ‬
‫دخله ظلمه ‪ ،‬و نبا به سوء رعيه ‪ ،‬فقتل من المهسساجر و النصسسار و سسساير المسسسلمين مسسأة‬
‫ألف أو يزيدون ‪ ،‬و حذا حذوه ابنه اللعين ‪ ،‬فقتل بالطفّ سسسبط سسسيد المرسسسلين و أنصسساره‬
‫ل كفرًا و أحّلوا ‪2‬‬‫المظلومين ‪ ،‬و تبعهم ساير بني امية و بني مروان » الذين بّدلوا نعمة ا ّ‬
‫قومهم دار البوار جهّنم يصلونها و بئس القرار « ‪.‬‬
‫قو‬‫ثّم إنه لما محض النصح لعثمان و أراه وجه الصواب و السداد و دّلسه علسسى نهسسج الحس ّ‬
‫ب العسسالمين‬
‫الّرشاد و حّذره من القتل ‪ ،‬و كان مروان بسسن الحكسسم الّلعيسسن طريسسد رسسسول ر ّ‬
‫ق إلى الباطل و الضلل ‪،‬‬ ‫أقوى السباب الباعثة لنكيه عن طريق الح ّ‬

‫و ليقاعه في المعاطب و المهالك ‪ .‬ل جرم نهاه عن اّتباعه و الّرجوع إليه و الخذ برأيسسه‬
‫ضسسى‬‫ن ( و كسسبره ) و تق ّ‬
‫ن سّيقة لمروان يسوقك حيث شاء بعد جلل السس ّ‬‫و قال ) فل تكون ّ‬
‫العمر ( و فنائه ‪.‬‬

‫جلسوني ( أى يمهلسوني ) حّتسى أخسرج اليهسم مسن‬


‫) فقسال لسه عثمسان كّلسم النساس فسي أن يؤ ّ‬
‫سلم ما كان بالمدينة فل أجل فيه و ما غاب‬ ‫مظالمهم ( و أرّد ظلمتهم ) فقال عليه ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ل ل لللل لل ل ل للللل لل ل ل ل للل ‪ » :‬لل ل‬
‫للللل لل لللللل « للللل لللل لل للل للل ل‬
‫ل للل لللل ‪.‬‬

‫لللل ‪ :‬لللل لل لل ل للل ل لل ل لللل لل للل ل‬


‫للل لل لللل ‪ .‬للل ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬لل لللللل لل للللللل لل لللل للللللل‬
‫ل ل لل ل ل ل لللل للل ) ل ( ل ل ل للل لل للل ل‬
‫للل لل ل لللل للل للل للل ل لل لل ل‬
‫للللل للل ل ل للل ل لل ل للل ل ل لل ل‬
‫للللللل ‪ .‬للل ‪.‬‬

‫] ‪[ 37‬‬

‫ن الحاضسسر أيّ‬‫فأجله وصول أمسسرك اليسسه ( قسسال الشسسارح المعسستزلي ‪ :‬هسسذا كلم فصسسيح ل ّ‬
‫خر‬‫ن السسسلطان ل يسسؤ ّ‬
‫معنى لتأجيله و الغايب فل عذر بعد وصول المسسر فسسي تسسأخيره ‪ ،‬ل ّ‬
‫أمره ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫في الشرح بعد روايته عن محّمد بن جرير الطبري في تساريخه تمسام هسسذه المخاطبسة بيسن‬
‫سلم و بين عثمان حسبما أشرت إليه و أنهاها إلى آخرها قال ‪:‬‬‫أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل لو كنت مكانى ما عّنفتك و ل عبت‬ ‫ن ما قلت أما و ا ّ‬‫فقال عثمان ‪ :‬و قد علمت أنك لتقول ّ‬
‫عليك و لم آت منكرا إّنما وصلت رحما و سددت خّلة و أويت ضايعا و وّليت شبيها بمسسن‬
‫ن مغيرة بن شعبة ليس هناك ؟ قسسال ‪ :‬بلسسى ‪،‬‬‫ي أل تعلم أ ّ‬
‫ل يا عل ّ‬
‫كان عمر يوّليه ‪ ،‬انشدك ا ّ‬
‫له ؟ قال ‪ :‬بلى ‪ ،‬قال ‪ :‬فلم تلومنى إن وّليت ابن عامر في رحمه‬ ‫ن عمر و ّ‬
‫قال ‪ :‬أفل تعلم أ ّ‬
‫و قرابته ؟ ‪.‬‬

‫ن عمر كان يطاء على صماخ من يوّليه ثّم يبلغ منه إن أنكسسر منسسه‬
‫سلم إ ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫فقال عل ّ‬
‫أمرا أقصى العقوبة و أنت فل تفعل ضعفت و رقبت على أقربائك ‪.‬‬

‫ن عمر وّلى معاوية فقد وّليته ‪.‬‬


‫قال عثمان ‪ :‬أ فل تعلم أ ّ‬

‫ن معاوية كان أخوف لعمر من يرفاء غلمه له‬ ‫ل أ ل تعلم أ ّ‬


‫سلم انشدك ا ّ‬‫ي عليه ال ّ‬
‫قال عل ّ‬
‫ن معاوية يقطع المور دونك و يقول للّناس هذا بسسأمر عثمسسان و أنسست‬ ‫؟ قال ‪ :‬بلى ‪ ،‬قال فا ّ‬
‫تعلم ذلك فل تغّير عليه ‪.‬‬

‫سلم فخرج عثمان على اثره فجلس على المنبر فخطب الّناس و قسسال ‪:‬‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫ثّم قام عل ّ‬
‫ن آفسة هسسذه الّمسة و عاهسة هسسذه الّنعمسة‬
‫ل أمسر عاهسة ‪ ،‬و إ ّ‬
‫ل شيء آفة و لكس ّ‬ ‫ن لك ّ‬
‫أّما بعد فا ّ‬
‫عّيابون طّعانون يرونكم ما تحّبون و يسّرون عنكم ما تكرهسسون ‪ ،‬يقولسسون لكسسم و تقولسسون‬
‫ل نغصا و ل يردون‬ ‫ب مواردها اليها البعيد ل يشربون إ ّ‬ ‫أمثال الّنعام يتبع أّول ناعق ‪ ،‬اح ّ‬
‫ل لقد عبتم على ما أقررتم لبن الخطاب بمثله ‪،‬‬ ‫ل عكرا أما و ا ّ‬ ‫‪.‬ا ّ‬

‫و لكنه وطئكم برجله و ضربكم بيده و قمعكم بلسانه فدنتم له على مسسا أحببتسسم و كرهتسسم و‬
‫ي ‪ ،‬أم و ا ّ‬
‫ل‬ ‫لنت لكم و أوطاتكم كتفى و كففت يدى و لساني عنكم فاجترأتم عل ّ‬

‫] ‪[ 38‬‬

‫لنا أقرب ناصر و أعّز نفرا و أكثر عددا و أحرى إن قلت هلّم أن يجاب صوتي ‪،‬‬

‫و لقد أعددت لكم أقرانا ‪ ،‬و كثرت لكم عن نابي ‪ ،‬و اخرجتم مني خلقسسا لسسم اكسسن احسسسنه و‬
‫منطقا لم اكن انطق ‪ ،‬فكّفوا عّنى ألسنتكم و طعنكم و عيبكم على ولتكم ‪،‬‬

‫ل ما قصرت شيئا عن بلوغ من كان قبلى ‪ ،‬و ما وجدتكم‬


‫فما الذي تفقدون من حقكم ؟ و ا ّ‬
‫تختلفون عليه ‪ ،‬فما بالكم ‪.‬‬

‫فقام مروان بن الحكم فقال ‪ :‬و إن شئتم حّكمنا بيننا و بينكم السيف ‪.‬‬
‫فقال عثمان ‪ :‬اسكت دعنى و أصحابي ما منطقك في هذا ‪ ،‬ألسسم أتقسّدم اليسسك أن ل تنطسسق ؟‬
‫فسكت و نزل عثمان ‪ ،‬هذا ‪.‬‬

‫و فى الشرح أيضا عن الطبري في شرح الكلم الثلثين قال ‪:‬‬

‫سلم يطلب‬ ‫ي عليه ال ّ‬


‫و كان عثمان قد استشار نصحائه في أمره فأشاروا أن يرسل إلى عل ّ‬
‫إليه أن يرّد الناس و يعطيهم ما يرضيهم ليطاولهم حّتى يأتيه المداد فقسال إنهسم ل يقبلسون‬
‫التعليل و قد كان مّنى فسي المسّرة الولسى مسا كسان ‪ ،‬فقسسال مسروان ‪ :‬أعطهسسم مسسا سسألوك و‬
‫طاولهم ما طاولوك فاّنهم قوم قد بغوا عليك و ل عهد لهم ‪.‬‬

‫فدعا عليا و قال له قد ترى ما كسان مسسن النساس و لسسست آمنهسم علسى دمسي فسارددهم فساني‬
‫ق من نفسي و من غيرى ‪.‬‬ ‫أعطيتهم ما يريدون من الح ّ‬

‫ن الناس إلى عدلك أحوج منهم إلى قتلسسك و انهسسم ل يرضسسون إلّ‬
‫سلم ‪ :‬إ ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫فقال عل ّ‬
‫بالّرضا و قد كنت أعطيتهم من قبل عهدا فلم تف به فل تغرر في هذه المّرة فاّنى معطيهم‬
‫ق‪.‬‬
‫عنك الح ّ‬

‫ن لهم ‪.‬‬
‫ل لفي ّ‬
‫قال ‪ :‬أعطهم فو ا ّ‬

‫ق و قسسد أعطيتمسسوه و اّنسسه‬


‫سلم إلى الناس فقال ‪ :‬انكم إّنما تطلبسسون الحس ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫فخرج عل ّ‬
‫منصفكم من نفسه ‪.‬‬

‫فسأله الناس أن يستوثق لهم و قالوا ‪ :‬إنا ل نرضى بقول دون فعل ‪.‬‬

‫سلم إليه فأعلمه ‪.‬‬


‫فدخل عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 39‬‬

‫فقال ‪ :‬اضرب بيني و بين الناس أجل فاني ل أقدر على تبديل ما كرهوا في يوم واحد ‪.‬‬

‫سلم أّما ما كان بالمدينة فل أجل فيه و أما ما غاب فأجله وصول أمرك‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫فقال عل ّ‬
‫إليه ‪.‬‬

‫جلني فيما بالمدينة ثلثة أّيام ‪.‬‬


‫قال ‪ :‬نعم فأ ّ‬

‫ل عامسسل‬
‫ل مظلمسسة و عسسزل كس ّ‬
‫فأجابه إلى ذلك و كتب بينه و بين النسساس كتابسسا علسسى رّد كس ّ‬
‫ف الناس عنه ‪.‬‬
‫كرهوه فك ّ‬
‫و جعل يتأّهب سّرا للقتال و يستند بالسلح و الجند جّدا ‪ ،‬فلّما مضسست اليسسام الثلثسسة و لسسم‬
‫يغّير شيئا ثار به الناس و خرج قوم إلى من بذي خشب من المصسسرّيين فسسأعلموهم الحسسال‬
‫فقدموا المدينة و تكاثر الناس عليه و طلبوا منه عزل عماله و رّد مظالمهم ‪ ،‬فكان جسسوابه‬
‫لهم ‪ :‬إني إن كنت أستعمل من تريسسدون ل مسسن اريسسد فلسسست إذا فسسي شسسيء مسسن الخلفسسة و‬
‫ن أو لنقتلنسسك ‪ ،‬فسسأبى عليهسسم و قسسال ‪ :‬ل أنسسزع سسسربال‬
‫ن أو لتخلعس ّ‬
‫المر أمركم فقالوا لتفعل ّ‬
‫ل ‪ ،‬فحصروه و ضّيقوا الحصار و أّدى المر إلى قتلسسه ‪ ،‬علسسى مسسا مسّر مّنسسا فسسي‬ ‫سربلنيه ا ّ‬
‫شرح الكلم الثلثين ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫از جمله كلم بلغت نظسسام و نصسسيحت انجسسام آن حضرتسسست در حينسسى كسسه جمسسع شسسدند‬
‫مردمان بسوى او و شكايت كردند از چيزى كه ناخوش مىگرفتند بر عثمان ابن عّفسسان‬
‫و خواهش كردند از آن حضرت كه از جانب ايشان سؤال و جواب نمايد ‪،‬‬

‫و طلب كند از عثمان كه رجوع بحق نمايد و ايشان را خوشنود سسسازد ‪ ،‬پسسس داخسسل شسسد‬
‫آن بزرگوار بر عثمان پس فرمود ‪:‬‬

‫بدرستى كه مردمان در عقب منند و بدرستى كه ايلچى أخذ نمودهاند مرا در ميان تسسو و‬
‫ميان خودشان ‪ ،‬و بخدا سسوگند نمىدانسم چسه گسويم تسو را ‪ ،‬و نميسدانم چيسزى را كسه تسو‬
‫نداني آن را ‪ ،‬و نمىتوانم دللت كنم تو را بر چيزي كه نشناسسسى آن را ‪ ،‬بدرسسستيكه تسسو‬
‫ميداني آنچه كه ما ميدانيم ‪ ،‬سبقت نيافتهايم از تو بچيزى تا خبر بدهيم بتو از‬

‫] ‪[ 40‬‬

‫آن ‪ ،‬و تنها نشدهايم بچيزى تا ابلغ بكنيم بتو آن را ‪ ،‬و بتحقيق كه تسسو ديسسده چنسسانچه مسسا‬
‫لس عليسسه و‬‫ديدهايم ‪ ،‬و شنيده چنانچه ما شنيدهايم ‪ ،‬و صحبت كرده با رسول خدا صّلى ا ّ‬
‫آله و سّلم چنانچه ما صحبت داشتهايم و نه بود پسر ابو قحافه و نه پسر خطاب سسسزاوار‬
‫لس عليسسه و آلسسه از‬
‫تر بعمل خير از تو و حال آنكسسه تسسو أقسسرب هسسستى برسسسولخدا صسّلى ا ّ‬
‫حيسسثّيت رگهسساى خويشسسى از ايشسسان ‪ ،‬پسسس بسسترس از خسسداى قّهسسار در نفسسس خسسود ‪ ،‬پسسس‬
‫بدرستى كه تو قسم بخدا بصيرت داده نميشوى از كسسورى ‪ ،‬و تعليسسم يسسافته نمىشسسوى از‬
‫جهالت ‪ ،‬و بدرستى كه راههاى شريعت هر آينسسه واضسسح و هويداسسست ‪ ،‬و بدرسسستى كسسه‬
‫علمتهاى دين هر آينه ثابت و برپاست ‪ ،‬بدرستى أفضل بندگان خسسدا در نسسزد خسسدا امسسام‬
‫عادليست كه هدايت شده باشد و هدايت نمايسسد ‪ ،‬پسسس برپسسا دارد سسّنت و طريقسسه معلسسومه‬
‫را ‪ ،‬و بميراند و بر طرف سازد بدعت مجهوله را ‪ ،‬و بدرستى كه سّنتها هر آينه تابانند‬
‫و درخشان مر آنها را است علمتها ‪ ،‬و بدرستى كسسه بسسدعتها ظسساهر اسسست و هويسسدا مسسر‬
‫آنها راست علمتها ‪ ،‬و بدرستى كه شريرترين مردمان در نزد خدا امسام جائريسست كسه‬
‫گمراه باشد و گمراه شسسوند بسسسبب او ‪ ،‬پسسس بميرانسسد سسّنت مسسأخوذه را ‪ ،‬و زنسسده گردانسسد‬
‫بدعت متروكه را ‪.‬‬

‫ل س عليسسه و آلسسه و س سّلم كسسه‬


‫و بدرسسستيكه مسسن شسسنيدم از حضسسرت ختمسسى مسسآب ص سّلى ا ّ‬
‫مىفرمود ‪ :‬آورده مىشود در روز قيامت امام جور كننسسده ‪ .‬در حسسالتى كسسه نباشسسد بسسا او‬
‫يارى دهنده و نه عذر آورنده پس انسداخته شسود در آتسش دوزخ پسس دور مىكنسد در آن‬
‫آتش چنانچه دور ميكند آسيا پس از آن بسته شود در قعر جهنم ‪.‬‬

‫و بدرستى كه من قسم مىدهم تو را بخدا كه باشى امام اين اّمت كه كشته شوى بواسطه‬
‫ظلم و ستم ‪ ،‬پس بدرستيكه بود گفته مىشد كه كشته خواهد شد در اين اّمسست امسسامى كسسه‬
‫فتح مىشود بر اين امت قتل و قتال تا روز قيامت ‪ ،‬و تلبيس نمايد كارهاى ايشان را بر‬
‫ايشان ‪ ،‬و منتشر و پراكنده مىكند فتنها را در ميسسان ايشسسان ‪ ،‬پسسس نمىبيننسسد حسسق را از‬
‫باطل ‪ ،‬و مضطرب مىشوند در آن فتنها مضطرب شدنى ‪ ،‬و آميخته بهسسم مىشسسوند در‬
‫آن فتن آميختنى ‪ ،‬پس البته مباش اى عثمان از براى مروان بن‬

‫] ‪[ 41‬‬

‫حكم مثل چارپائى كه ميرانند آن را دشمنان هنگام غارت كه براند تو را مروان هر جسسا‬
‫كه بخواهد بعد از بزرگى سن و سال و بسر آمدن عمر ‪.‬‬

‫پس گفت مر آن حضرت را عثمان كه ‪ :‬تكّلم كن با مردمان در ايسسن خصسسوص كسسه مسسرا‬
‫مهلت بدهند تا خارج بشوم بسوى ايشسسان از عهسسده مظلمههسساى ايشسسان پسسس آن حضسسرت‬
‫فرمود ‪:‬‬

‫آنچه كه در مدينه اسسست پسسس مهلسست نيسسست در او ‪ ،‬و آنچسسه كسسه غايبسسست پسسس مهلسست او‬
‫رسيدن حكم تو است بسوى او ‪.‬‬

‫عععع ع ععع ععع ع ععع ع‬


‫ع عع عععع عع عععع ععع‬
‫ععععععع‬

‫و هى المأة و الرابعة و الستون من المختار فى باب الخطب و شرحها فى ضمن فصسسلين‬


‫‪:‬‬

‫ععععع ععععع‬

‫إبتدعهم خلقا عجيبا من حيوان و موات ‪ ،‬و ساكن و ذي حركات ‪،‬‬


‫و أقام من شواهد البّينات على لطيف صنعته و عظيم قدرته ما انقادت له العقول معترفسسة‬
‫به ‪ ،‬و مسّلمة له ‪ ،‬و نعقت فسسي أسسسماعنا دلئلسسه علسسى وحسسدانّيته ‪ ،‬و مسسا ذرء مسسن مختلسسف‬
‫) إختلف ( صور الطيار اّلسستي أسسسكنها أخاديسسد الرض و خسسروق فجاجهسسا ‪ ،‬و رواسسسي‬
‫أعلمها ‪ ،‬من ذوات أجنحة مختلفة ‪ ،‬و هيئآت متباينة ‪ ،‬مص سّرفة فسسي زمسسام الّتسسسخير ‪ ،‬و‬
‫مرفرفة بأجنحتها في مخارق الجّو المنفسح ‪ ،‬و الفضاء المنفرج ‪ ،‬كّونهسسا بعسسد إذ لسسم تكسسن‬
‫في عجائب صور ظاهرة ‪ ،‬و رّكبها في حقاق مفاصل محتجبة‬

‫] ‪[ 42‬‬

‫ف دفيفسا ‪ ،‬و‬
‫سماء ) الهواء ( خفوفا ‪ ،‬و جعله يسد ّ‬
‫و منع بعضها بعبالة خلقه أن يسمو في ال ّ‬
‫نسقها على اختلفها في الصابيغ ‪ ،‬بلطيف قدرته ‪،‬‬

‫و دقيق صنعته ‪ ،‬فمنها مغموس في قالب لون ل يشوبه غير لون ما غمسسس فيسسه ‪ ،‬و منهسسا‬
‫مغموس في لون صبغ قد طّوق بخلف ما صبغ به ‪.‬‬

‫ضسسد ألسسوانه فسسي أحسسسن‬


‫طسساوس اّلسسذي أقسسامه فسسي أحكسسم تعسسديل ‪ ،‬و ن ّ‬
‫و من أعجبهسسا خلقسسا أل ّ‬
‫تنضيد ‪ ،‬بجناح أشرج قصبه ‪ ،‬و ذنب أطال مسحبه ‪،‬‬

‫ي عنجسسه‬‫ل على رأسه ‪ ،‬كأّنه قلع دار ّ‬ ‫و إذا درج إلى النثى نشره من طّيه ‪ ،‬و سما به مظ ّ‬
‫نوتّيه ‪ ،‬يختال بألوانه ‪ ،‬و يميسسس بزيفسانه ‪ ،‬يفضسسي كإفضسساء الّديكسة ‪ ،‬و يسوّر بملقحسة أّر‬
‫الفحول المغتلمه للضّراب ‪ ،‬أحيلك من ذلك على معاينة ل كمن يحيل على ضعيف أسناده‬
‫‪ ،‬و لو كان كزعم من يزعم أّنه يلقح بدمعة تسفحها ) تنشجها ( مدامعه فتقسسف فسسي ضسّفتي‬
‫جس ) المنبجسسس (‬ ‫ن أنثاه تطّعم ذلك ثّم تبّيض ل من لقاح فحل سوى الّدمع المتب ّ‬ ‫جفونه و أ ّ‬
‫لما كان ذلك بأعجب من مطاعمة الغراب ‪،‬‬

‫ضة ‪ ،‬و ما أنبتت عليهسسا مسسن عجيسسب داراتسسه و شموسسسه خسسالص‬


‫تخال قصبه مدارى من ف ّ‬
‫العقيان و فلذ الّزبرجد ‪.‬‬

‫ي جني من زهرة ك ّ‬
‫ل‬ ‫فإن شّبهته بما أنبتت الرض قلت جن ّ‬

‫] ‪[ 43‬‬

‫ي الحلل أو مونق عصب اليمسسن ‪ ،‬و إن شسساكلته‬ ‫ربيع ‪ ،‬و إن ضاهيته بالملبس فهو كموش ّ‬
‫طقسست بسسالّلجين المكّلسسل ‪ ،‬يمشسسي مشسسي المسسرح‬
‫ي فهسسو كفصسسوص ذات ألسسوان قسسد ن ّ‬
‫بسسالحل ّ‬
‫المختال ‪ ،‬و يتصّفح ذنبه و جناحه فيقهقه ضسساحكا لجمسسال سسسرباله ‪ ،‬و أصسسابيغ وشسساحه ‪،‬‬
‫فإذا رمى ببصره إلى قوائمه زقا معول بصوت يكاد يبين عن استغاثته ‪ ،‬و يشهد بصسسادق‬
‫ن قسسوائمه حمسسش كقسسوائم الّديكسسة الخلسسّية ‪ ،‬و قسسد نجمسست مسسن ظنبسسوب سساقه‬
‫جعه ‪ ،‬ل ّ‬
‫تسسو ّ‬
‫صيصية خفّية ‪.‬‬

‫شاة ( ‪ ،‬و مخرج عنقه كسسالبريق ‪ ،‬و‬


‫و له في موضع العرف فنزعة خضراء موشاة ) مو ّ‬
‫مغرزها إلى حيث بطنه كصبغ الوسمة اليمانّية ‪،‬‬

‫ل أّنه يخّيل لكثرة مسسآءه‬


‫أو كحريرة ملّبسة مراتا ذات صقال ‪ ،‬و كأّنه متلّفع بمعجر أسحم إ ّ‬
‫ن الخضرة الّناضرة ممتزجه به ‪،‬‬ ‫و شّدة بريقه أ ّ‬

‫ق القلم في لون القحوان أبيض يقق فهو ببياضه في سواد مسسا‬


‫ط كمستد ّ‬
‫و مع فتق سمعه خ ّ‬
‫هنالك يأتلق ‪.‬‬

‫ل و قد أخذ منه بقسط ‪ ،‬و عله بكثرة صقاله و بريقه ‪ ،‬و بصيص ديبسساجه و‬ ‫ل صبغ إ ّ‬‫وقّ‬
‫سر من‬‫رونقه ‪ ،‬فهو كالزاهير المبثوثة لم ترّبها أمطار ربيع و ل شموس قيظ ‪ ،‬و قد يتح ّ‬
‫ريشه و يعرى من‬

‫] ‪[ 44‬‬

‫ت من قصبه إنحتات أوراق الغصان ‪ ،‬ثّم يتلحسسق‬ ‫لباسه فيسقط تترى و ينبت تباعا فينح ّ‬
‫ناميا حّتى يعود كهيئته قبل سسسقوطه ‪ ،‬ل يخسسالف سسسالف ألسسوانه ‪ ،‬و ل يقسسع لسسون فسسي غيسسر‬
‫مكانه ‪ ،‬و إذا تصّفحت شعرة من شسسعرات قصسسبه أرتسسك حمسسرة ورّديسسة ‪ ،‬و تسسارة خضسسرة‬
‫زبرجدّية ‪ ،‬و أحيانا صفرة عسجدّية ‪.‬‬

‫فكيف تصل إلى صفة هذا عمائق الفطن ‪ ،‬أو تبلغه قرائح العقول ‪،‬‬

‫ل أجسسزائه قسسد أعجسسز الوهسسام أن تسسدركه ‪ ،‬و‬


‫أو تسسستنظم وصسسفه أقسسوال الواصسسفين ‪ ،‬و أقس ّ‬
‫اللسنة أن تصفه ‪.‬‬

‫فسبحان اّلذي بهر العقول عن وصف خلق جله للعيون فأدركته محدودا مكّونا ‪ ،‬و مؤّلفسسا‬
‫ملّونا ‪ ،‬و أعجز اللسن عن تلخيص صفته ‪،‬‬

‫و قعد بها عن تأدية نعته ‪ ،‬و سبحان من أدمج قوائم الّذّرة و الهمجسسة إلسسى مسسا فوقهمسسا مسسن‬
‫لو‬ ‫ل يضسطرب شسسبح مّمسا أولسسج فيسه السّروح إ ّ‬ ‫خلق الحيتان و الفيلة ‪ ،‬و واى على نفسه أ ّ‬
‫جعل الحمام موعده ‪ ،‬و الفناء غايته ‪.‬‬

‫قال السيد ) ره ( بعد إيراد الخطبة بتمامها ‪ :‬تفسسسير مسسا جسساء فيهسسا مسسن الغريسسب » و يسسؤّر‬
‫بملقحة « ألّر كناية عن الّنكاح يقال أّر المرئة يؤّرها إذا نكحها ‪ ،‬و قوله ‪:‬‬
‫ى منسوب إلى داريسسن و هسسى‬ ‫» كأّنه قلع داري عنجه نوتّية « القلع شراع السفينة ‪ ،‬و دار ّ‬
‫طيب ‪ ،‬و عنجه أى عطفه يقال ‪ :‬عنجت الّناقة‬ ‫بلدة على البحر يجلب منها ال ّ‬

‫] ‪[ 45‬‬

‫لح و قسسوله ‪ » :‬ضسّفتى جفسسونه « أراد جسسانبي‬


‫ى الم ّ‬
‫أعنجهسسا عنجسسا إذا عطفتهسسا ‪ ،‬و النسسوت ّ‬
‫ضفتان الجانبان و قوله ‪ » :‬و فلذ الّزبرجد « الفلذ جمع فلذة و هي القطعسسة و‬ ‫جفونه ‪ ،‬و ال ّ‬
‫قسسوله ‪ » :‬كبسسائس الّلؤلسسؤ الرطسسب « الكباسسسة العسسذق » و العسسساليج « الغصسسون واحسسدها‬
‫عسلوج ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫ى أصله حييان و قد تكون بمعنى الحياة و المراد هنا الّول‬ ‫) الحيوان ( محّركة جنس الح ّ‬
‫و ) نعق ( بغنمه من بابي ضرب و منع نعقا و نعيقا و نعاقا صاح بها و زجرها هكذا في‬
‫ن الموجسسود فيمسسا رأيتسسه مسسن‬
‫لأّ‬
‫القاموس ‪ ،‬و في مصباح الّلغة للفيومى من بسساب ضسسرب إ ّ‬
‫نسخ النهج نعقت بكسر العين ‪.‬‬

‫و ) رفرف ( الطاير بسسسط جنسساحيه عنسسد السسسقوط علسسى الشسسيء يحسسوم عليسسه لتقسسع فسسوقه و‬
‫ق بالضسّم رأس السسورك اّلسسذي فيسسه عظسسم الفخسسذ و‬‫) حقاق المفاصل ( بكسر الحاء جمع حس ّ‬
‫شارح المعتزلي ‪ :‬هو مجمع المفصلين مسسن العضسساء‬ ‫رأس العضد الذى فيه الوابلة قال ال ّ‬
‫فيكون أعّم و ) سحبه ( على الرض سحبا من باب منع جّره عليها فانسحب و ) طسسوى (‬
‫ل للكتسب « و اّنسه لحسسن‬ ‫سسج ّ‬
‫ي ال ّ‬
‫سسماء كطس ّ‬
‫صحيفة يطويها طّيا قال سبحانه » نطوى ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫الطّية بالكسر و في بعض النسخ من طيه بالكسر ‪.‬‬

‫ي ( قال الفيومى ‪ :‬القلع شراع السفينة ‪ ،‬و الجمع قلع ‪ ،‬مثل كتساب و كتسب ‪،‬‬ ‫و ) قلع دار ّ‬
‫و القلع مثله ‪ ،‬و الجمع قلوع مثل حمل و حمول ‪ ،‬و فسسي القسساموس القلسسع بالكسسسر الشسسراع‬
‫كالقلعة ككتابة ‪ ،‬و الداري المنسوب إلى دارين قال البحراني ‪:‬‬

‫ن الطيب كان يجلسسب اليهسسا مسسن‬ ‫و هي جزيرة من سواحل القطيف من بلد البحرين يقال إ ّ‬
‫الهند و هي الن خراب ل عمسسارة بهسسا و ل سسسكنى ‪ ،‬و فيهسسا آثسسار قديمسسة و فسسي القسساموس‬
‫الّدارين موضع بالشام ‪.‬‬

‫و ) ماس ( في مشيه تبختر و ) الّزيفان ( التبختر في المشى و ) الملقحسسة ( مفاعلسسة مسسن‬


‫ألقح الفحل الناقة أى أحبلها ‪ ،‬و في بعض النسخ ) بملقحه ( بصيغة الجمع‬

‫] ‪[ 46‬‬
‫مضافا إلى الضمير أى بآلت التناسل و العضاء و ) غلم ( كفرح غلمسسا و غلمسسة بالضسمّ‬
‫و اغتلم غلب شهوة ‪ ،‬و غلم البعير و اغتلم أى هاج من شهوة الضّراب ‪ ،‬فهو غّلم و غّليم‬
‫و الثنى غّلمة و غّليمة و مغتلمة ‪.‬‬

‫و ) سسسفحت ( السّدم أى أرقتسسه و السّدمع أسسسلته و فسسي بعسسض الّنسسسخ تنشسسجها بسسدل تسسسفحها‬
‫مضارع نشج من باب ضرب يقال نشج القدر أى غل ما فيه حّتسسى سسسمع لسسه صسسوت قسسال‬
‫ن الفعل ليس متعّديا بنفسه على مسسا فسسي كتسسب‬ ‫ل الّول أوضح ‪ ،‬فا ّ‬ ‫لمة المجلسى ‪ :‬و لع ّ‬ ‫الع ّ‬
‫جس ( الماء تبجيسسسا فجسسره‬ ‫الّلغة و ) تطّعم ( على صيغة التفّعل بحذف إحدى الّتائين و ) ب ّ‬
‫جس و انبجس ‪ ،‬و في بعض الّنسخ المنبجس من باب النفعال ‪.‬‬ ‫فتب ّ‬

‫و ) المدارى ( بالدال المهملة جمع المدرى قال ابن الثير ‪ :‬المدرى و المدراة شسسيء مسسن‬
‫ن من أسنان المشط و أطسسول منسسه يسسرح بسه الشسسعر الملّبسسد و‬‫حديد أو خشب على شكل س ّ‬
‫شارح البحراني بالّذال المعجمة قال ‪:‬‬
‫يستعمله من ل مشط له ‪ ،‬و في نسخ ال ّ‬

‫طعام ‪.‬‬
‫ف ينقى بها ال ّ‬
‫و هي خشبة ذات أطراف كأصابع الك ّ‬

‫و ) دارات ( جمسسع ال سّدارة دارة القمسسر و غيسسره س سّميت بسسذلك لسسستدارتها و ) العقيسسان (‬
‫ي بالضسّم ‪ :‬السّذهب الخسالص أو السّذهب‬ ‫لمسة المجلسس ّ‬
‫بالكسر كما فسي القساموس و قسال الع ّ‬
‫ي فعيل منه ‪،‬‬
‫الّنابت من الرض و ) جنيت ( الّتمرة و الّزهرة و اجتنيتها و الجن ّ‬

‫شجر ما دام غصسسنا بمعنسسى فعيسسل و‬


‫و فى بعض الّنسخ جنى كحصى و هو ما يجنى من ال ّ‬
‫لفظة الفعل المجهول ليست في بعض الّنسخ ‪.‬‬

‫و ) زهر ( الّنبات بالفتح نوره ‪ ،‬و الواحدة زهرة كتمسسر و تمسسرة قسسالوا و ل يس سّمى زهسسرا‬
‫ى أى‬‫ى وزان مرمس ّ‬‫حتى تفتح و ) وشيت ( الثوب وشيا مسن بساب رمسى نقشسته فهسو موشس ّ‬
‫منّقش ‪ ،‬و الصل على مفعول و ) الحلل ( كصرد جمع حلسسة بالضسّم و هسسي إزار و رداء‬
‫ل من ثوبين أو ثوب له بطانة ‪.‬‬‫من برد أو غيره فل تكون حّلة إ ّ‬

‫و ) العصب ( وزان فلس قال الفيومى برد يصنع غزله ثّم ينسج ‪ ،‬و ل يثنى و ل يجمع و‬
‫إّنمسسا يثنسسى و يجمسسع مسسا يضسساف إليسسه فيقسسال ‪ :‬بسسرد عصسسب و بسسرود عصسسب ‪ ،‬و الضسسافة‬
‫للتخصسيص ‪ ،‬و يجسوز أن يجعسل وصسفا فيقسال ‪ :‬شسريت ثوبسا عصسبا ‪ ،‬و قسال السسهلي ‪:‬‬
‫العصب‬

‫] ‪[ 47‬‬

‫ل باليمن ‪.‬‬
‫صبغ ل ينبت إ ّ‬
‫ى ‪ ،‬و كذا قال‬
‫ص كفلس و فلوس قال ابن السكيت ‪ :‬كسر الفاء رد ّ‬ ‫و ) الفصوص ( جمع ف ّ‬
‫الفارابي ‪ ،‬و في القاموس الفص الخاتم مثلثة و الكسر غير لحن و ) كلل ( فلنا أى ألبسسس‬
‫الكليل و هو بالكسر التاج و شبه عصابة زين بالجوهر و ) الوشاح ( ككتاب شيء ينسج‬
‫صع شبه القلدة تلبسه النساء ‪.‬‬
‫من أديم و ير ّ‬

‫و رجل ) أحمش ( الساقين أى أدّقهما و ) الخلسسسى ( بكسسسر الخسساء المعجمسسة السسديك بيسسن‬
‫دجاجتين هندية و فارسية ‪ ،‬و الولد بين أبوين أبيض و أسود و ) الظنبوب ( حرف العظم‬
‫اليابس من قدم الساق و ) الوسمة ( بكسر السين كما في بعض النسخ و هي لغسسة الحجسساز‬
‫و أفصسسح مسسن السسسكون ‪ ،‬و أنكسسر الزهسسرى السسسكون ‪ ،‬و بالسسسكون كمسسا فسسي بعضسسها و‬
‫) اللفاع ( ككتاب الملحفة أو الكساء أو كلما تتلّفع به المرئة ‪،‬‬

‫و تلفع الّرجل بالثوب إذا اشسستمل بسسه و تغطسسى ‪ ،‬و فسسي بعسسض النسسسخ متقّنسسع مسسن القنسساع و‬
‫) أبيض يقق ( بالتحريك و بالكسر أيضا وزان كتف شديد البياض ‪.‬‬

‫سر البعير أى سسسقط مسسن العيسساء ‪،‬‬ ‫سر ( في بعض النسخ مضارع تفعل يقال ‪ :‬تح ّ‬ ‫و ) يتح ّ‬
‫و في بعض الّنسخ تنحسر على صيغة النفعال تقول ‪ :‬حسره كضربه فانحسسسر أى كشسسفه‬
‫فانكشف و ) سالف ألوانه ( في بعض النسخ بدلها ساير ألوانه و الّول أظهر و ) العسجد‬
‫( كجعفر الّذهب و ) العمق ( بالضّم و الفتح قعر البئر و نحوها و ) الفطن ( كعنسسب جمسسع‬
‫له ( بالّتشسسديد و التخفيسسف علسسى‬
‫فطنة بالكسر و هي الحذق و العلم بوجسسوه المسسور و ) ج ّ‬
‫اختلف الّنسخ أى كشفه و ) الهمجة ( محّركة واحدة الهمج بالّتحريك أيضسسا و هسسو ذبسساب‬
‫صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم و الحمير و النعاج الهرمة ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫قوله ‪ :‬و نعقت جملة مستأنفة ‪ ،‬و تحتمسسل أن تكسسون معطوفسسة علسسى جملسسة انقسسادت و علسسى‬
‫ل ‪ ،‬و على الّثاني فهو راجع إلى ما ‪،‬‬ ‫الّول فالضمير في دلئله راجع إلى ا ّ‬

‫ضمير في دلئله كما قاله‬


‫و قوله ‪ :‬و ما ذرأ ‪ ،‬عطف على قوله ‪ :‬ما انقادت ‪ ،‬أو على ال ّ‬

‫] ‪[ 48‬‬

‫شارح البحراني و قوله ‪ :‬من ذوات ‪ ،‬بيان للطيار ‪ ،‬و مصّرفة ‪ ،‬و مرفرفسسة منصسسوبان‬ ‫ال ّ‬
‫على الحال ‪ ،‬و في بعض الّنسخ بالجّر على أّنهما صفتان لذوات أجنحة ‪.‬‬

‫و جملة كّونها في المعنى تأكيد لجملة ذرأ ‪ ،‬و لكمال التصسسال تسسرك العسساطف بينهمسسا ‪ ،‬و‬
‫تحتمل الستيناف البياني ‪ ،‬و قسوله ‪ :‬فسي لسون صسبغ ‪ ،‬بجّرلسون مضسافا إلسى صسبغ علسى‬
‫الضافة البيانّيسة ‪ ،‬و فسسي بعسض الّنسسخ بسالجّر و الّتنسسوين و صسسبغ علسسى صسسيغة الماضسسي‬
‫المجهول ‪ ،‬أى صسسبغ ذلسسك المغمسسوس ‪ ،‬و السسواو فسسي قسوله ‪ :‬و مسسن أعجبهسا ‪ ،‬اسسستينافّية و‬
‫قوله ‪ :‬بجناح ‪ ،‬إّما بدل من أحكسسم تعسسديل أو عطسسف بيسسان ‪ ،‬و يحتمسسل تعّلقسسه بقسسوله أحسسسن‬
‫تنضيد ‪.‬‬

‫و جملة عنجه ‪ ،‬مرفوعة المحل صفة لقلع ‪ ،‬و مغرزها ‪ ،‬مبتدء خبره كصبغ الوسسسمة ‪ ،‬و‬
‫بطنه بالّرفع مبتدء محذوف الخبر أى مغرزها إلى حيث بطنه موجودا و ممت سّدا و منتهسسى‬
‫إليه كصبغ ‪.‬‬

‫شعر ‪ ،‬و هو في المعنسسى‬ ‫و حيث تضاف إلى الجملة غالبا و إضافتها إلى المفرد تشّذ في ال ّ‬
‫مضافة إلى المصدر اّلذي تضّمنته الجملة قالوا ‪ :‬حيث و إن كانت مضافة الى الجملة فسسي‬
‫ظاهر ‪ ،‬لكن لّما كانت في المعنى مضافة إلى المصدر فاضافتها إليها كل إضافة ‪ ،‬و لذا‬ ‫ال ّ‬
‫بنيت على الضّم كالغايات على العرف قال نجم الئمة ‪ :‬قد حذف خبر المبتدء اّلذي بعسسد‬
‫حيث غير قليل ‪ ،‬و الّتنوين في قوله ‪ :‬بقسط ‪ ،‬للّتفخيم ‪،‬‬

‫و جملة ‪ :‬عله عطف على جملة أخذ ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫شريفة على غاية بلغتها و بديع اسلوبها و عجيسسب نظمهسسا مسسسوقة‬ ‫ن هذه الخطبة ال ّ‬
‫اعلم أ ّ‬
‫طسساؤوس ‪ ،‬و الغسسرض منسسه الّتنسسبيه علسسى عظيسسم قسسدرته‬
‫طيسسر ل سسّيما ال ّ‬
‫لشرح أوصسساف ال ّ‬
‫سبحانه و لطيف صنعته و الشارة إلى عجايب ما أبدعه سبحانه في الملسسك و الملكسسوت ‪،‬‬
‫صل لك كمال المعرفة ‪.‬‬ ‫لتنّبه من رقدة الغفلة ‪ ،‬و يتح ّ‬

‫طسساؤوس فقسسال ) ابتسسدعهم (‬


‫سلم بمطلق دلئل القدرة ثّم تخّلص إلى ذكر ال ّ‬
‫و افتتح عليه ال ّ‬
‫أى أبدع الموجودات ل عن ماّدة أو على غير مثال سابق ) خلقا عجيبا (‬

‫] ‪[ 49‬‬

‫على أصناف مختلفة و أنواع متكّثرة و هيئآت عجيبسسة و أوصسساف بديعسسة ) مسسن حيسسوان و‬
‫موات و سساكن و ذى حركسات ( أى بعضسسها ذو حيسات كأصسسناف الملئكسسة و الحيسوان و‬
‫شجر و الجماد و الّنبسسات و غيرهسسا مّمسسا ليسسس لهسسا‬‫ن و النس ‪ ،‬و بعضها ذو ممات كال ّ‬ ‫الج ّ‬
‫حيسساة ‪ ،‬و بعضسسها مّتصسسفة بالسسسكون كسسالرض و الجبسسال ‪ ،‬و بعضسسها مّتصسسفة بالحركسسة‬
‫الرادّيسسة كالنسسسان و الحيسسوان و نحوهمسسا ‪ ،‬أو طبيعّيسسة كالمسساء و الّنسسار و الكسسواكب و‬
‫الفلك ‪.‬‬

‫) و أقام من شواهد البّينات على لطيف صسسنعته و عظيسسم قسسدرته مسسا ( أي شسساهد صسسدق و‬
‫شساهد أو بسا ّ‬
‫ل‬ ‫شاهد ) العقول معترفة به ( أى بهسذا ال ّ‬
‫برهان حّتى ) انقادت له ( أى لذلك ال ّ‬
‫سبحانه ) و مسّلمة له ( غير جاحدة لحقّيته ) و نعقت ( أى صاحت ) في أسماعنا دلئله (‬
‫شارح البحراني استعار لفظ الّنعيق في السسسماع لظهسسور‬ ‫سبحانه ) على وحدانّيته ( قال ال ّ‬
‫تلك الّدلئل في صماخ العقل ) و ما ذرأ ( أى أقام من شواهد البّينسسات أو نعقسست دلئل مسسا‬
‫ذرئه و خلقه ) من اختلف صور الطيار اّلتي أسكنها أخاديسسد الرض ( كالقطسسا و نحسسوه‬
‫شقوق في الرض ) و خروق فجاجها ( كالقبج و شبهه مّما يسكن الفجاج أى‬ ‫مّما يسكن ال ّ‬
‫صقور تأوى فسسي الجبسسال‬ ‫الطرق الواسعة بين الجبلين ) و رواسى أعلمها ( كالعقبان و ال ّ‬
‫الّراسسسيات أى الّثابتسسات المسسستقّرات ) مسسن ذوات أجنحسسة مختلفسسة و هيئآت متباينسسة ( فهسسذا‬
‫غراب ‪ ،‬و هذا عقاب ‪ ،‬و هذا حمام ‪،‬‬

‫ل سبحانه على أشكال مختلفة و طبايع متضاّدة ‪.‬‬


‫و هذا نعام خلقها ا ّ‬

‫ل القدرة مشسسدودة بربسسق‬


‫و لكّنها كّلها على تباين طبايعها و تضاّد أجناسها مقهورة تحت ذ ّ‬
‫طاعة ) مصّرفة ( و متقّلبة ) في زمام التسخير ( كما قال عّز من قائل ‪:‬‬ ‫ال ّ‬

‫ليساتٍ ِلَقسْوٍم‬
‫ك َ‬
‫ن فسي ذِلس َ‬
‫ل ِإ ّ‬
‫ل ا ُّ‬
‫سُكُهنّ ِإ ّ‬
‫سماِء ما ُيْم ِ‬
‫جّو ال ّ‬
‫ت في َ‬
‫خرا ٍ‬
‫سّ‬‫طْيِر ُم َ‬
‫َأ َلْم َيَرْوا ِإَلى ال ّ‬
‫ن‪.‬‬ ‫ُيْؤِمُنو َ‬

‫طيسسر‬
‫ل و حكمته ‪ :‬فسساّنه لسسول أّنسسه تعسسالى خلسسق ال ّ‬
‫قال الّرازي ‪ :‬هذا دليل على كمال قدرة ا ّ‬
‫طيسسر جناحسسا يبسسسطه مسّرة و‬ ‫طيران فيها لما أمكن ذلك ‪ ،‬فسساّنه أعطسسى ال ّ‬‫خلقة معها يمكنه ال ّ‬
‫سابح في الماء ‪ ،‬و خلق الهواء خلقة‬ ‫يكسره اخرى ‪ ،‬مثل ما يعمل ال ّ‬

‫] ‪[ 50‬‬

‫طيسسر‬
‫طيران ممكنا ‪ ،‬و جسد ال ّ‬‫لطيفة رقيقة يسهل خرقه و الّنفاذ فيه و لو ل ذلك لما كان ال ّ‬
‫جسم ثقيل و الجسم الّثقيل يمتنع بقاؤه في الجّو معّلقا من غيسسر دعامسسة و ل علقسسة فسسوقه ‪،‬‬
‫ل سبحانه ‪.‬‬‫فوجب أن يكون الممسك له في ذلك الجّو هو ا ّ‬

‫) و مرفرفة بأجنحتها في مخارق الجّو المنفسح و الفضاء المنفرج ( أى باسسسطة جناحيهسسا‬


‫في أمكنتها اّلتي تخرق الهواء الواسع فتدخلها قال تعالى ‪:‬‬

‫يٍء‬
‫شس ْ‬
‫ل َ‬
‫ن ِإّنسُه ِبُكس ّ‬
‫حمس ُ‬
‫ل الّر ْ‬
‫ن ِإ ّ‬
‫سسُكُه ّ‬
‫ن مسا ُيْم ِ‬
‫ضس َ‬
‫طْيِر َفْوَقُهْم صاّفات َو َيْقِب ْ‬
‫ى ال ّ‬
‫َأ َو َلْم َيَرْوا ِإل َ‬
‫َبصيٌر « ‪.‬‬

‫ن إذا بسسطنها صسففن‬ ‫ن في الجّو عند طيرانها ‪ ،‬فاّنه ّ‬ ‫قيل في تفسيره ‪ :‬أى باسطات أجنحته ّ‬
‫قوادمها و يقبضن أى و يضممنها إذا ضربن بها جنوبهن وقتسسا بعسسد وقسست للسسستظهار بسسه‬
‫على الّتحّرك ‪ ،‬و لذلك عدل بسسه إلسسى صسسيغة الفعسسل للّتفرقسسة بيسسن الصسسيل فسسي الطيسسران و‬
‫شسسامل رحمتسسه‬
‫ل الّرحمسسن ال ّ‬ ‫نإ ّ‬
‫ن فسسي الجسّو علسسى خلف طبعهس ّ‬ ‫طسسارى عليسسه مسا يمسسسكه ّ‬
‫ال ّ‬
‫ل شسسيء‬
‫ن للحركسسة فسسى الهسسواء إّنسسه بكس ّ‬
‫ن على اشكال و خصايص هيئآته ّ‬ ‫كّلشيء بأن خلقه ّ‬
‫بصير يعلم كيف يخلق الغرائب و يدّبر العجائب ‪.‬‬

‫) كّونها ( كساير المكّونات و المخلوقات ) بعد اذ لم تكن فسي عجسائب صسور ظساهرة ( و‬
‫هيئآت بديعة غير مستورة ) و رّكبها في حقاق مفاصل محتجبة ( مستترة بسالّلحم و الجلسد‬
‫و نحوهما ) و منع بعضها بعبالة خلقسسه ( و ضسسخامة جّثتسسه كالّنعامسسة و الّلقلسسق و نحوهمسسا‬
‫ف دفيفسا ( أى‬‫سماء خفوفا ( أى يعلو في جهة العلّو بسرعة ) و جعلسسه يسسد ّ‬ ‫) أن يسمو في ال ّ‬
‫طيران قال الفيومى ‪ :‬معناه ضرب بهما دّفيه و هما جنباه ‪ ،‬يقال ذلسسك إذا‬ ‫يحّرك جناحيه لل ّ‬
‫ل طيرانا ) و نسسسقها ( أى نظمهسسا ) علسسى‬ ‫أسرع مشيا و رجله على وجه الرض ثّم يستق ّ‬
‫ل منهسسا‬
‫اختلفها في الصابيغ ( و اللوان ) بلطيف قسسدرته و دقيسسق صسسنعته ( أى جعسسل ك ّ‬
‫ص على وفق حكمته البالغة ) فمنها مغموس فسسي قسسالب لسسون ل يشسسوبه غيسسر‬ ‫على لون خا ّ‬
‫لون ما غمس فيه ( أى بعضها ذو لون واحد كالسود و البيسسض و الحمسسر ‪ ،‬فعسسبر عنسسه‬
‫بالغمس في قالب الّلون إشارة إلى‬

‫] ‪[ 51‬‬

‫ب فيسسه‬
‫إحاطة الّلون الواحد به بجميع أجزائه كما يحيط القالب بالشياء المصسسنوعة بالص س ّ‬
‫من نحاس و نحوه ‪.‬‬

‫) و منها مغموس في لون صبغ قد طّوق بخلف ما صّبغ به ( أى بعضسسها ذو لسسونين فمسسا‬
‫زاد كالقبسسج و الفاختسسة و البلبسسل و نحوهسسا مّمسسا يخسسالف لسسون عنقسسه لسسون سسساير جسسسده ‪ ،‬و‬
‫ل سسسبحانه و كمسسال قسسدرته و لطيسسف‬ ‫الغرض بذلك كّله حسبما عرفت الّتنبيه على عظمة ا ّ‬
‫صنعته و بديع حكمته ‪.‬‬

‫ضل ‪.‬‬
‫سلم و أفصح عنه في حديث المف ّ‬
‫صادق عليه ال ّ‬
‫و قد شرحه ال ّ‬

‫طاير و خلقته فاّنه حين قدر أن يكون طسسايرا فسسي‬ ‫ضل جسم ال ّ‬ ‫سلم ‪ :‬تأّمل يا مف ّ‬
‫قال عليه ال ّ‬
‫الجسّو خّفسسف جسسسمه و ادمسسج خلقسسه فاقتصسسر بسسه مسسن القسسوايم الربسسع علسسى اثنسستين ‪ ،‬و مسسن‬
‫الصابع الخمس على أربع ‪ ،‬و من منفذين للّزبل و البول على واحد يجمعهما ‪ ،‬ث سّم خلسسق‬
‫سسسفينة بهسسذه‬
‫ذا جوءجوء محّدد يسهل عليه أن يخرق الهواء كيف ما أخذ فيسسه كمسسا جعسسل ال ّ‬
‫ق الماء و تنفذ فيه ‪ ،‬و جعل في جناحيه و ذنبه ريشات طوال متان لينهسسض بهسسا‬ ‫الهيئة لتش ّ‬
‫طيران ‪ ،‬و كسى كّله الّريش ليداخله » ليتداخله خ ل « الهواء فيقّله ‪.‬‬ ‫لل ّ‬

‫ب و الّلحم يبلعه بلعا بل مضسسغ نقسسص مسن خلقسسة السسنان و‬


‫و لما قّدر أن يكون طعمه الح ّ‬
‫صسسفمن نهسسش‬
‫ب و ل يتق ّ‬
‫خلق له منقار صلبجاس يتناول به طعمه فل ينسحج من لقط الح س ّ‬
‫ب صسسحيحا و الّلحسسم غريضسسا أعيسسن بفضسسل‬
‫الّلحم ‪ ،‬و لما عدم السنان و صار يزدرد الح ّ‬
‫حرارة في الجوف تطحن له الطعم طحنا يستغنى به عن المضغ ‪.‬‬

‫ن عجم العنب و غيره يخرج من أجواف النس صحيحا و يطحن فسسي أجسسواف‬‫و اعتبر بأ ّ‬
‫الطير ل يرى له أثر ‪.‬‬

‫ثّم جعل مما يبيض بيضا و ل يلد ولدة لكيل يثقل عن الطيران ‪ ،‬فانه لو كانت الفرخ فسسي‬
‫جوفه تمكث حتى تستحكم لثقلته و عاقته عن النهوض و الطيران فجعل‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬لل للل لللل ) ل (‬

‫‪-----------‬‬
‫لل ) ل (‬
‫لل للللل‬
‫) ‪ ( 2‬للللل‬

‫] ‪[ 52‬‬

‫ل شىء من خلقه شاكل للمر الذي قّدر أن يكون عليه ‪.‬‬


‫كّ‬

‫ثّم صار الطاير السابح في هذا الجّو يقعد على بيضه فيخّر له اسبوعا و بعضها اسبوعين‬
‫و بعضسسها ثلثسسة أسسابيع حستى يخسسرج الفسسرخ مسسن البيضسسة ‪ ،‬ثسّم يقبسسل عليسسه فيزّقسسه لتّتسسسع‬
‫حوصلته للغذاء ‪ ،‬ثّم يرّبيه و يغذيه بما يعيش به ‪ ،‬فمن كّلفه أن يلفسسظ الطعسسم و يسسستخرجه‬
‫ى معنسسى يحتمسسل هسسذه المشسسقة و ليسسس‬ ‫بعد أن يستقّر في حوصلته و يغذو به فراخه ؟ و ل ّ‬
‫بذى روّية و ل تفّكر ؟ و ل يأمل في فراخه ما يأمل النسان في ولده من العسّز و الّرفسسد و‬
‫بقاء الذكر و هذا من فعل هو يشهد بأنه معطوف علسسى فراخسسه لعّلسسة ل يعرفهسسا و ل يفّكسسر‬
‫ل تعالى ذكره ‪.‬‬
‫فيها و هى دوام النسل و بقاؤه لطفا من ا ّ‬

‫انظر إلى الّدجاجة كيف تهيج لحضن البيض و التفريخ و ليس لها بيض مجتمع و ل وكر‬
‫موطىء بل تنبعث و تنتفخ و تقوقى و تمتنع من الطعم حّتى يجمع لها البيض فتحضسسنه و‬
‫ل لقامة الّنسل ‪ ،‬و من أخذها باقامة النسل ؟‬
‫تفرخ ‪ ،‬فلم كان ذلك منها إ ّ‬

‫و ل روّية و ل فكر لول أنها مجبولة على ذلك ‪.‬‬

‫خ الصسسفر الخسساثر ‪ ،‬و المسساء البيسسض الّرقيسسق‬


‫و اعتبر بخلق البيضسسة و مسسا فيهسسا مسسن المس ّ‬
‫فبعضه لينتشر منه الفرخ ‪ ،‬و بعضه ليغذي به إلى أن تنقاب عنه البيضة ‪ ،‬و ما فسسي ذلسسك‬
‫من التدبير ‪ ،‬فانه لو كان نشوء » نشق خ ل « الفرخ في تلك القشرة المستحضنة السستي ل‬
‫مساغ لشيء اليها لجعل معه في جوفها من الغذاء ما يكتفى إلى وقت خروجسسه منهسا كمسسن‬
‫يحبس في حبس حصين ل يوصل النفقة إلى من فيه فيجعل معه من القوت مسسا يكتفسسى بسسه‬
‫إلى وقت خروجه منه ‪.‬‬

‫ن مسلك الطعسسم إلسسى القانصسسة ضسّيق ل ينفسسذ فيسسه‬ ‫فّكر في حوصلة الطاير و ما قّدر له ‪ ،‬فا ّ‬
‫ل قليل قليل ‪ ،‬فلو كان الطاير ل يلقط حبة ثانية حتى تصل الولى القانصة لطال‬ ‫الطعام إ ّ‬
‫عليه و متى كان يستوفي طعمه ‪ ،‬فانما يختلسه اختلسا لشّدة الحسسذر ‪ ،‬فجعلسست الحوصسسلة‬
‫كالمخلة المعلقة أمامه ليوعى فيها ما أدرك من الطعم بسرعة ثّم تنفذه إلى القانصة علسسى‬
‫ق فراخسسه‬ ‫ن مسسن الطسساير مسسا يحتسساج إلسسى أن يسسز ّ‬
‫مهل ‪ ،‬و في الحوصلة أيضا خّلة اخرى فا ّ‬
‫فيكون رّده للطعم من قرب أسهل عليه ‪.‬‬

‫] ‪[ 53‬‬

‫ن اختلف اللسوان و الشسكال فسي‬ ‫ن قومسا مسن المعطلسة يزعمسون أ ّ‬


‫قال المفضل ‪ :‬فقلت إ ّ‬
‫الطير إنما يكون من قبيل امتزاج الخلط و اختلف مقاديرها بالمزج و الهمال ‪.‬‬

‫ضل هذا الوشى اّلسسذي تسسراه فسسي الطسسواويس و السّدراج و التسسدارج‬


‫سلم ‪ :‬يا مف ّ‬‫فقال عليه ال ّ‬
‫ط بالقلم كيف يسسأتي بسسه المسستزاج المهمسسل علسسى شسسكل‬ ‫على استواء و مقابلة كنحو ما يخ ّ‬
‫واحد ل يختلف ‪ ،‬لو كان بالهمال لعدم الستواء و لكان مختلفا ‪.‬‬

‫تأّمل ريش الطير كيف هو ؟ فاّنك تراه منسوجا كنسسسج الّثسسوب مسسن سسسلوك دقسساق قسسد أّلسسف‬
‫شعرة ‪ ،‬ثّم ترى ذلك الّنسسج إذا‬ ‫شعرة إلى ال ّ‬ ‫بعضه إلى بعض كتأليف الخيط إلى الخيط و ال ّ‬
‫طسائر إذا طسار ‪ ،‬و تسرى فسي وسسط‬ ‫ل ال ّ‬
‫مسددته ينفتسح قليل و ل ينشسق لتسداخله الّريسح فيقس ّ‬
‫شسسعر ليمسسسكه بصسسلبته ‪ ،‬و هسسو‬ ‫الّريشة عمودا غليظا معّينا قد نسج عليه الذي هو مثسسل ال ّ‬
‫طائر و ل يعسسوقه عسسن‬ ‫القصبة التي في وسط الّريشة ‪ ،‬و هو مع ذلك أجوف ليخف على ال ّ‬
‫الطيران ‪.‬‬

‫سسساقين و عرفسست مسسا لسسه مسسن المنفعسسة فسسي طسسول‬


‫طويل ال ّ‬
‫طاير ال ّ‬‫ضل هذا ال ّ‬‫هل رأيت يا مف ّ‬
‫ساقيه ؟ فاّنه أكثر ذلك في ضحضاح ‪ 1‬من المسساء ‪ ،‬فستراه لسساقين طسسويلين كسسانه ربيئة ‪2‬‬
‫ب في الماء ‪ ،‬فاذا رأى مّما يتقسّوت بسسه خطسسا خطسسوات رقيقسسا‬ ‫فوق يرقب و هو يتأّمل ما يد ّ‬
‫صسسيد ليأخسسذه تصسسيب بطنسسه‬
‫ساقين و كسسان يخطسسو نحسسو ال ّ‬ ‫حّتى يتناوله ‪ ،‬و لو كان قصير ال ّ‬
‫الماء فيثور و يذعر منه فيتفّرق عنه ‪ ،‬فخلق له ذلسسك العمسسودان ليسسدرك بهمسسا حسساجته و ل‬
‫يفسد عليه مطلبه ‪.‬‬

‫ساقين طويل العنسسق ‪ ،‬و‬ ‫ل طاير طويل ال ّ‬ ‫طاير فاّنك تجد ك ّ‬


‫تأّمل ضروب الّتدبير في خلق ال ّ‬
‫سسساقين قصسسير العنسسق لمسسا‬
‫ذلك ليتمّكن من تناول طعمه مسسن الرض ‪ ،‬و لسسو كسان طويسل ال ّ‬
‫استطاع أن يتناول شيئا من الرض ‪ ،‬و ربما اعين مع تطول العنق بطول المناقير ليزداد‬
‫المر عليه سهولة له و إمكانا ‪ ،‬أفل ترى أّنك ل تفّتش شيئا‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬للل للللل لللل للللل ) للل (‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬للللللل لللل ل لل لل للل ل للل لل لللل‬
‫للللللل للل ‪.‬‬

‫] ‪[ 54‬‬

‫صواب و الحكمة ؟‬
‫ل وجدته في » على « غاية ال ّ‬
‫من الخلقة إ ّ‬

‫و إذا عرفت وجسسه التسسدبير و الحكمسسة فسسي مطلسسق الطيسسر فلنعسسد إلسسى شسسرح عجسسائب خلقسسة‬
‫سلم بقوله ) و مسسن أعجبهسسا خلقسسا الطسساؤوس السسذي‬‫صله المام عليه ال ّ‬‫الطاووس على ما ف ّ‬
‫ل شيء منه فسسي الخلسسق مسسا يسسستحّقه و‬‫ل سبحانه ) في أحكم تعديل ( أى أعطى ك ّ‬ ‫أقامه ( ا ّ‬
‫ضد ( أى رّتب ) ألوانه في أحسن تنضيد ( و‬ ‫خلقه على وجه الكمال خاليا من نقص ) و ن ّ‬
‫شاعر ‪:‬‬ ‫ترتيب كما قال ال ّ‬

‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسبحان مسسسسسسسسسسسسسسسسسسن مسسسسسسسسسسسسسسسسسسن خلقسسسسسسسسسسسسسسسسسسه الطسسسسسسسسسسسسسسسسسساووس‬


‫طيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسر علسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى أشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسكاله رئيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬

‫كسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسأّنه فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي نقشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه عسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسروس‬


‫فسسسسسسسسسسسسسسسسسسي الّريسسسسسسسسسسسسسسسسسسش منسسسسسسسسسسسسسسسسسسه رّكبسسسسسسسسسسسسسسسسسست فلسسسسسسسسسسسسسسسسسسوس‬

‫تشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرق فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي داراتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسموس‬


‫فسسسسسسسسسسسسسسسسسسي السسسسسسسسسسسسسسسسسسّرأس منسسسسسسسسسسسسسسسسسسه شسسسسسسسسسسسسسسسسسسجر مغسسسسسسسسسسسسسسسسسسروس‬

‫كسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسأّنه بنفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسج يميسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس‬


‫أو هو رهو ‪ 1‬حرم يبيس‬

‫فقد رّتب تعالى ألوانه ) بجناح أشرج قصبه ( أى رّكب عروق جناحه و اصولها بعضسسها‬
‫في بعض كما يشرج العيبة أى يداخل بين أشراجها ) و ذنب أطسسال مسسسحبه ( علسسى وجسسه‬
‫الرض ) و إذا ( أراد السفاد و ) درج إلى النثى نشره ( أى نشر ذنبه ) من طّيه و سسسما‬
‫سسسلم ذنبسسه بشسسراع‬
‫ل ( أى رفعه مشرفا ) على رأسه كأنه قلع داري ( شّبه عليسسه ال ّ‬
‫به مط ّ‬
‫السفينة من باب تشبيه المحسوس بالمحسوس ‪ ،‬لنه عند ارادة السفاد يبسط ذنبه و ينشسسره‬
‫ثّم يرفعه و ينصبه فيسير كهيئة الشراع المرفوع ‪.‬‬

‫لح السسذي يسسدّبر أمسسر السسسفينة‬


‫ن الم ّ‬
‫و أوضح وجه الشبه بقسسوله ) عنجسسه نسسوتّيه ( و ذلسسك ل ّ‬
‫يعطف الشراع و يصرفه تارة بالجذب و تسسارة بالرخسساء و تسسارة بتحسسويله يمينسسا و شسسمال‬
‫بحسب انصرافه من بعض الجهات إلى بعض ) يختال ( أى يتكّبسسر و يعجسسب ) بسسألوانه و‬
‫يميس ( أى يتبختر ) بزيفانه ( و التبختر بمشيته ‪.‬‬

‫سلم هيئة جماعه بقوله ) يفضى ( و يسفد ) كافضاء الّديكة و يسسأّر ( أى‬ ‫ثّم وصف عليه ال ّ‬
‫يجامع ) بملقحة ( مثل ) أّر الفحول المغتلمة ( و ذات الغلم و الشبق ‪.‬‬

‫ثّم أّكد كون سفاده مثلى سفاد الّديك و الفحل بآلت التناسل كساير أصناف‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬لللللللل للللل ‪.‬‬

‫] ‪[ 55‬‬

‫ن سفاده بتطعسم السّدمع فقسال ) احيلسك مسن ذلسك علسى‬‫الحيوان تنبيها به على رّد من زعم أ ّ‬
‫معاينة ( أى مشاهدة برأى العين ) ل كمن يحيل على ضعيف اسناده ( و يزعسسم أن لقسساحه‬
‫بالتطعم اعتمادا على سند ضعيف و إحالة عليه ‪.‬‬

‫ثّم دفع الستبعاد عن ذلك الزعم الفاسد بقوله ) و لو كان ( المر ) كزعسسم مسسن يزعسسم أّنسسه‬
‫يلقسسح ( أى يحبسسل ) بدمعسسة تسسسفحها ( و تسسسكبها ) مسسدامعه فتقسسف فسسي ضسّفتى جفسسونه ( و‬
‫جس ( المنفجسسر‬ ‫ن انثاه تطعم ذلك ثّم تبيض ل من لقاح فحل سوى الّدمع المتب ّ‬ ‫جانبيها ) و أ ّ‬
‫ن قومسسا‬ ‫شسسارح المعسستزلي ‪ :‬و اعلسسم أ ّ‬
‫) لما كان ذلك بأعجب من مطاعمة الغسسراب ( قسسال ال ّ‬
‫ن الطاووس الّذكر يدمع عينه فتقسسف الّدمعسسة بيسسن أجفسسانه فتسسأتي النسسثى فتطعمهسسا‬ ‫زعموا أ ّ‬
‫فتلقح من تلك الّدمعة ‪،‬‬

‫سسسلم لسسم يحسل ذلسسك و لكّنسسه قسال ‪ :‬ليسس بسأعجب مسسن مطاعمسة‬
‫و أميسر المسؤمنين عليسسه ال ّ‬
‫الغراب ‪،‬‬

‫ن الغراب ل يسفد ‪ ،‬و من أمثالهم ‪ :‬أخفى من سفاد الغسسراب ‪ ،‬فيزعمسسون‬ ‫و العرب تزعم أ ّ‬
‫ن الّلقاح من مطاعمة الّذكر و النثى و انتقال جزء من الماء الذي في قانصسسته إليهسسا مسسن‬ ‫أّ‬
‫ل أن يصدقوا بذلك ‪ ،‬على أّنهم قد قالوا في كتبهم مسسا يقسسرب مسسن‬ ‫منقاره ‪ ،‬و أّما الحكماء فق ّ‬
‫ب مسسن ناحيسسة الحجسسل السّذكر و مسسن سسسماع‬
‫هذا ؟ قال ابن سينا ‪ :‬و القبجة تحبلهسسا ريسسح تهس ّ‬
‫صوته ‪ ،‬انتهى ‪.‬‬
‫سلم فل يخفى أنّ ظهوره في كون سفاد الطسساووس‬ ‫أقول ‪ :‬أّما كلم أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫بالّلقاح ‪ ،‬حيث شّبهه بافضسساء الّديكسسة و بسسأّر الفحسسول ‪ ،‬و عّبسسر عسسن القسسول الخسسر بسسالّزعم‬
‫ن الغراب ل يسفد‬ ‫ل على أ ّ‬ ‫كظهوره في كون سفاد الغراب بالمطاعمة ‪ ،‬و أّما المثل فل يد ّ‬
‫ظاهر منه خلفه ‪ ،‬على أّني قد شاهدت عيانا غير مّرة سفاد الغراب البقسسع ‪ ،‬فل ب سّد‬ ‫بل ال ّ‬
‫سلم على ساير أصسسناف الغسسراب و إن كسسان ظسساهره‬ ‫من حمل كلم أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫ل العالم بحقايق الخبيئات و أولياؤه عليهم ال ّ‬ ‫الطلق و ا ّ‬

‫سلم في وصف اجنحة الطاووس فقال ) تخال قصبه ( أي عظام أجنحتسسه )‬ ‫ثّم أخذ عليه ال ّ‬
‫صفاء و البياض ) و ما أنبتت عليها من عجيب داراته و شموسه‬ ‫ضة ( في ال ّ‬
‫مداري من ف ّ‬
‫صفرة الفاقعة و الّرونق و البريق‬
‫( التي في الّريش ) خالص العقيان ( أى الّذهب في ال ّ‬

‫] ‪[ 56‬‬

‫و الجل ) و فلذ الزبرجد ( في الخضرة و الّنضارة ‪.‬‬

‫ي جنى مسسن زهسسرة ك سلّ‬ ‫) فان شّبهته بما أنبتت الرض ( من الزهار و النوار ) قلت جن ّ‬
‫ربيسسع ( و نسسوره فسسي اختلف ألسسوانه و أضسسباعه ) و إن ضسساهيته ( أى شسساكلته و ش سّبهته‬
‫ل نقسسش فسسي البهجسسة و النضسسارة ) أو ( ك‬ ‫ى الحلسسل ( المنّقشسسة بكس ّ‬
‫بسسالملبس ) فهسسو كموشس ّ‬
‫ي فهسسو‬‫ي مصسسبوغ معجسسب ) و ان شسساكلته بسسالحل ّ‬ ‫) مونسسق عصسسب اليمسسن ( أى كسسبرد يمسسان ّ‬
‫ضسسة كالّنطسساق‬ ‫طقت بسالّلجين المكّلسل ( أى جعلسست الف ّ‬ ‫كفصوص ذات ألوان ( مختلفة ) قد ن ّ‬
‫لها ‪.‬‬

‫طقسسة فسسي الفضسسة أى‬


‫قسسال الشسسارح البحرانسسي ‪ :‬ش سّبهه بالفصسسوص المختلفسسة اللسسوان المن ّ‬
‫ضسة و المكّلسل السذي جعسل كالكليسل بسذلك الترصسيع ‪ ،‬فيكسون‬ ‫صسعة فسي صسفايح الف ّ‬ ‫المر ّ‬
‫صسسعت بالفصسسوص‬ ‫ضسسة ر ّ‬‫سلم تشبيهه قصب ريشه بصسسفايح مسسن ف ّ‬ ‫حاصل كلمه عليه ال ّ‬
‫ن المكّلل وصف لّلجيسسن‬ ‫المختلفة اللوان ‪ ،‬فهى كالكليل بذلك الترصيع ‪ ،‬و لكنّ الظهر أ ّ‬
‫فافهم ‪.‬‬

‫سلم ) يمشسى مشسى المسسرح المختسسال ( أى‬ ‫ثّم أخذ في وصف مشيه و ضحكه فقال عليه ال ّ‬
‫كمشى الفرحان المعجب بنفسه ) و يتصسّفح ( أى يقلسسب جنسساحه و ذنبسسه ) فيقهقسسه ضسساحكا‬
‫لجمال سسرباله ( أى حسسسن قميصسه ) و أصسسابيغ وشسساحه ( أى ألسوان لباسسسه ) فساذا رمسسى‬
‫ببصسسره نحسسو قسسوائمه ( و رأى سسسماحتها ) زقسسا ( و صسساح ) معسسول بصسسوت ( أى رافعسسا‬
‫صوته بالبكاء و الّنياح ) يكاد يبين ( أى يظعن و يرتحل و هسسو كنايسسة عسسن المسسوت ) عسسن‬
‫جعسسه و ذلسسك ) ل ّ‬
‫ن‬ ‫جعه ( و يفصسسح عسسن شسّدة تف ّ‬ ‫استغاثته و يشسسهد ( عسسويله ) بصسسادق تسسو ّ‬
‫قوائمه حمش ( دقاق ) كقوائم الّديكة الخلسّية ( التي عرفت معناهسسا ) و قسسد نجمسست ( أى‬
‫طلعت ) من ظنبوب ساقه صيصية ( و هي فسي الصسل شسوكة الحسائك الستي يسسّوى بهسا‬
‫سداة و الّلحمة ‪ ،‬فاستعيرت لصيصية الطاير اّلتي في رجله ) خفّيسسة ( ليسسست بجلّيسسة كمسسا‬
‫ال ّ‬
‫للّديك ‪.‬‬

‫ثّم أخذ في وصف قنزعته بقوله ‪ ) :‬و له في موضع العرف ( مستعار عن عرف الّدابة و‬
‫خر رأسه بارزة‬
‫هو شعر عنقه ) قنزعة ( و هى رويشات يسيرة طوال في مؤ ّ‬

‫] ‪[ 57‬‬

‫شعر يترك على رأسه )‬


‫صبي و هي الخصلة من ال ّ‬
‫عن ريش رأسه استعارة عن قنزعة ال ّ‬
‫خضراء موشاة ( ‪.‬‬

‫ل خروج عنقه كمحسلّ‬ ‫ثّم أخذ في وصف عنقه بقوله ‪ ) :‬و مخرج عنقه كالبريق ( أى مح ّ‬
‫ن عنقسسه كسسالبريق أو أنّ خروجسسه كخسروج عنسق البريسق‬ ‫خروج عنق البريق فيشعر بسأ ّ‬
‫على أنه مصدر فيكون الشعار أقوى ) و مغرزها ( أى مثبت عنقسسه ‪ ،‬و تسسأنيث الضسسمير‬
‫على لغة أهل الحجاز ) إلى حيث بطنسه كصسبغ الوسسمة اليمانّيسة ( فسي الخضسرة الشسديدة‬
‫الضسساربة إلسسى السسسواد ) أو كحريسسرة سسسوداء ملبسسسة مرآتسسا ذات صسسقال ( فسسي لونهسسا‬
‫المخصوص و مخالفة بصيص المرآة لها ) و كأنه متلّفسسع ( أى مكتسسس ) بمعجسسر أسسسحم (‬
‫ن الخضسسرة‬ ‫ل أّنه يخّيل لكثرة مائه و شّدة بريقه أ ّ‬
‫أى بثوب كالعصابة ذي سحم و سواد ) إ ّ‬
‫الّناضرة ممتزجة به ( ‪.‬‬

‫ق‬
‫ط ( دقيق ) كمستد ّ‬‫ل سمعه فقال ‪ ) :‬و مع فتق سمعه خ ّ‬ ‫ط البيض عند مح ّ‬ ‫ثّم وصف الخ ّ‬
‫ط‬
‫القلم في ( لون مثسسل ) لسسون القحسوان ( أى البابونسسج ) أبيسض يقسسق فهسو ( أى ذلسك الخس ّ‬
‫) ببياضه في سواد ما هنالك يأتلق ( و يلمع ‪.‬‬

‫ل و قد أخسذ منسسه بقسسط ( وافسر ) و عله (‬ ‫ل صبغ إ ّ‬ ‫ثّم أجمل في تعديد ألوانه فقال ‪ ) :‬و ق ّ‬
‫أى زاد علسسى الصسسبغ و غلسسب عليسسه ) بكسسثرة صسسقاله و بريقسسه ( أى جلئه و لمعسسانه ) و‬
‫بصيص ديباجه و رونقه ( أى حسنه و بهائه ) فهسسو كسسالزاهير المبثوثسسة ( المتفّرقسسة ) لسسم‬
‫ن تربيتهسسا و كمالهسسا‬ ‫ترّبها أمطار ربيع و ل شموس قيظ ( لمسسا كسسان مسسن شسسأن الزاهيسسر أ ّ‬
‫سلم ألسسوان هسسذا الطسساير بسسالزاهير المبثوثسسة أتسسى بهسسذه‬ ‫شمس و المطر ‪ ،‬و شّبه عليه ال ّ‬ ‫بال ّ‬
‫شسسموس و المطسسار و إّنمسسا هسسي بتسسدبير الفاعسسل‬ ‫الجملسسة تنبيهسسا علسسى أن تربيتهسسا ليسسست بال ّ‬
‫المختار ففيه من الّدللة على عظمة الصانع تعالى و قدرته ما ل يخفى ‪.‬‬

‫شسسموس بتعسّدد الشسسراق فسسي‬


‫ن الجمع في المطار باعتبار السّدفعات ‪ ،‬و فسسي ال ّ‬ ‫و الظاهر أ ّ‬
‫ل يوم فرد على حدة لختلف الّتأثير في تربية‬ ‫شمس الطالع في ك ّ‬ ‫ن ال ّ‬
‫اليام ‪ ،‬أو باعتبار أ ّ‬
‫الزهار و النباتات باختلف الحّر و البرد و غير ذلك ‪.‬‬

‫صانع و قدرته فقال ‪:‬‬


‫ثّم بّين له حالة اخرى هى محل العتبار في حكمة ال ّ‬
‫سر ( و يتعّرى ) من ريشه و يعرى من لباسه ( و ذلك في الخريف عند‬
‫) و قد يتح ّ‬

‫] ‪[ 58‬‬

‫سقوط أوراق الشجار ) فيسقط تترى ( أى شيئا بعد شيء ) و ينبسست تباعسسا ( بسسدون فسسترة‬
‫بينهما ) فينحت ( أى يسقط ) من قصسسبه انحتسات أوراق الغصسسان ثسّم يتلحسسق ناميسسا ( و‬
‫ذلك في الّربيع إذا بدء طلوع الوراق ) حّتى يعود كهيئته قبسسل سسسقوطه ل يخسسالف ( لسسون‬
‫ريشه الّثاني ) سالف ألوانه و ل يقع لون في غير مكانه ( ‪.‬‬

‫صانع المتعال‬ ‫ق مما مضى و أعظم في الّدللة على قدرة ال ّ‬ ‫ثّم أشار إلى ما هو ألطف و أد ّ‬
‫فقال ‪ ) :‬و إذا تصّفحت شعرة واحدة مسسن شسسعرات قصسسبه أرتسسك ( تلسسك الشسسعرة مسسن شسّدة‬
‫بصيصها ألوانا مختلفة فتارة ) حمرة وردّية و تارة ( أخرى ) خضرة زبرجدّية و احيانسسا‬
‫صفرة عسجدّية ( ‪.‬‬

‫ثّم عّقب ذلك باستبعاد وصول الذهان الثاقبة إلى وصفه و قال ‪ ) :‬فكيف تصل إلى صسسفة‬
‫هذا عمائق الفطن ( أى الفطن العميقة التي من شأنها إدراك دقايق الشياء و العلم بوجسسوه‬
‫طبيعسة مسن‬ ‫المور على ما ينبغسي ) أو تبلغسه قسرائح العقسول ( أى تنساله العقسول بجسودة ال ّ‬
‫قولهم لفلن قريحسسة جّيسدة يسسراد اسسستنباط العلسم بجسودة الطبسع ) أو تسسستنظم وصسسفه أقسسوال‬
‫ل أجزائه قد أعجز الوهام أن تدركه و اللسنة أن تصفه ( و‬ ‫ن ) أق ّ‬
‫الواصفين و ( الحال أ ّ‬
‫ل الجزاء اّلتي بها قوام الحيوان ‪.‬‬ ‫شعرة أق ّ‬
‫ن ال ّ‬
‫ل ريب أ ّ‬

‫ل مسسن‬ ‫و المراد بيان عجزها عن ادراك علل هذه اللوان علسسى اختلفهسسا و اختصسساص ك س ّ‬
‫مواضعها بلون غير الخر و علل هيئآتها و ساير ما أشار إليه ‪ ،‬أو إظهسسار عجزهسسا عسسن‬
‫إدراك جزئّيات الوصاف المذكورة و تشريح الهيئآت الظسساهرة و الخصوصسسيات الخفّيسسة‬
‫سلم في هذه الخطبة تشريحه و إن كان علسسى‬ ‫ن ما ذكره عليه ال ّ‬
‫في خلق ذلك الحيوان ‪ ،‬فا ّ‬
‫ن فيه وراء ذلسسك جزئّيسسات لسسم يسسستثبتها‬
‫لأّ‬
‫ل بيان في وصف حاله إ ّ‬ ‫غاية البلغة و فوق ك ّ‬
‫الوصف ‪.‬‬

‫و هذا هو القرب و النسب بما عّقبه به من تنزيهه تعالى أعنسسي قسسوله ‪ ) :‬فسسسبحان اّلسسذي‬
‫بهسر العقسول ( و غلبهسسا ) عسسن وصسف خلسسق جله للعيسون فسأدركته محسسدودا مكّونسسا ( أى‬
‫موصوفا بالحدود و التكوين و ) مؤّلفا ( من الجزاء ) ملّونا ( باللوان المختلفة‬

‫] ‪[ 59‬‬

‫) و أعجز اللسن عن تلخيص صفته و قعد بها عن تأدية نعته ( و الغسسرض الّدللسسة علسسى‬
‫عجز العقول عن إدراك ذاته سبحانه ‪ ،‬فاّنها إذا عجزت عن إدراك مخلوق ظاهر للعيسسون‬
‫على الوصاف المذكورة فهى بالعجز عن إدراكه سبحانه و وصفه أحرى ‪،‬‬
‫و كذلك اللسن عن تلخيص صفته و تأدية نعته أعجز ‪.‬‬

‫) و سبحان من أدمج ( أى أحكم ) قوائم الّذرة ( و هي صغار الّنمسسل ) و الهمجسسة ( و هسسو‬


‫صغير الّذباب ) إلى ما فوقهما من خلق ( البّر و البحر من ) الحيتان و الفيلسسة ( و نحوهسسا‬
‫ل يضطرب شسسبح ( و ل يتحسّرك شسسخص ) ممسسا‬ ‫) و وأى ( أى وعد و ألزم ) على نفسه أ ّ‬
‫ل و جعل الحمام ( و الموت ) موعده و الفناء غايته ( ‪.‬‬ ‫أولج ( أى أدخل ) فيه الّروح إ ّ‬

‫ععععع عع ععععع ععع عععععع‬

‫سلم قال ‪:‬‬


‫روى في الكافي عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن الّرضا عليه ال ّ‬

‫الطاووس مسخ ‪ ،‬كان رجل جميل فكابر امرئة رجل مؤمن تحّبه فوقع بهسسا ‪ ،‬ث سّم راسسسلته‬
‫ل طاووسين انثى و ذكرا فل تأكل لحمه و ل بيضه ‪.‬‬ ‫ل عّز و ج ّ‬
‫بعد ‪ ،‬فمسخهما ا ّ‬

‫و في البحار من الخرايج عسسن محّمسسد بسسن إبراهيسسم الحسسرث الّتميمسسي ‪ ،‬عسسن الحسسسين عليسسه‬
‫سلم أّنه قال ‪ :‬إذا صسساح الطسساووس يقسسول ‪ :‬مسسولى ظلمسست نفسسسى و اغسستررت بزينسستي‬ ‫ال ّ‬
‫فاغفر لي ‪.‬‬

‫قال الّدميري في حياة الحيوان ‪ :‬الطاووس طاير معروف و تصسسغيره طسسويس بعسسد حسذف‬
‫الّزوايد ‪ ،‬و كنيته أبو الحسن و أبو الوشى ‪ ،‬و هو في الطير كالفرس فسسي ال سّدواب عسّزا و‬
‫ب الّزهو بنفسه و الخيلء و العجاب بريشه ‪ ،‬و عقسسده لسسذنبه‬ ‫حسنا و في طبعه العّفة و ح ّ‬
‫طاق ل سّيما إذا كانت النسثى نساظرة إليسه ‪ ،‬و النسثى تسبيض بعسد أن يمضسي لهسا مسن‬ ‫كال ّ‬
‫العمر ثلث سنين ‪ ،‬و في ذلك الوان يكمل ريش الّذكر و يتّم لونه ‪ ،‬و تبيض النثى مسّرة‬
‫ل و أكثر ‪ ،‬ل تبيض متتابعا ‪،‬‬
‫واحدة في السنة اثنتى عشرة بيضة و أق ّ‬

‫شجر ورقه ‪ ،‬فاذا بدأ طلوع‬ ‫و يسفد في أّيام الّربيع ‪ ،‬و يلقى ريشه في الخريف كما يلقى ال ّ‬
‫شجر طلع ريشه ‪ ،‬و هو كسسثير العبسسث بسسالنثى إذا حضسسنت ‪ ،‬و رّبمسسا كسسسر‬
‫الوراق في ال ّ‬
‫البيض و لهذه العّلة يحضن بيضه تحت الّدجاج و ل تقوى الّدجاجة على‬

‫] ‪[ 60‬‬

‫حضن أكثر من بيضتين منه ‪ ،‬و ينبغي أن تتعاهد الّدجاجة بجميع ما تحتاج إليه من الكل‬
‫شرب مخافة أن تقوم عنه فيفسده الهواء ‪ ،‬و الفرخ الذي يخسسرج مسسن حضسسن الّدجاجسسة‬
‫و ال ّ‬
‫يكون قليل الحسن و ناقص الجّثة ‪ ،‬و مّدة حضنه ثلثون يوما ‪،‬‬
‫و فرخه يخرج من البيضة كالفروخ كاسيا كاسيا ‪ ،‬و أعجب المور أّنه مسسع حسسسنه يتشسسأمّ‬
‫سسسلم‬‫ل أعلم إّنه لما كان سببا لدخول إبليس الجّنة و خروج آدم عليه ال ّ‬ ‫به ‪ ،‬و كان هذا و ا ّ‬
‫منها و سببا لخلّو تلك الّدار من آدم مّدة دوام الّدنيا كرهت إقامته في الّدور لذلك‬

‫ععععععع‬

‫از جمله خطب بلغت نظام آن امام است كه ذكسسر مىفرمايسسد در آن عجسسايب و غرايسسب‬
‫خلقت طاووس را باين مضامين ‪.‬‬

‫اختراع كرد و آفريد خداى تعسالى مخلوقسسات را آفريسسدني عجيسسب از ذي روح و از غيسسر‬
‫ذي روح ‪ ،‬و از ساكن و از صسساحب حركسست ‪ ،‬و برپسسا داشسست از علمسسات بسساهرات بسسر‬
‫لطيف صنعت و عظيم قدرت خود شاهد صادقى را كه انقيسساد نمسسود مسسر او را عقلهسسا در‬
‫حالتيكه اعتراف كننده بودند باو ‪ ،‬و گردن نهنده بودند بر او ‪ ،‬و صدا كرد در گوشسسهاى‬
‫مسسا دليلهسساى او بسسر وحسسدانّيت و يگسسانگى او سسسبحانه ‪ ،‬و دليلهسساى آنچسسه كسسه آفريسسده از‬
‫صورتهاى مختلفه مرغهائى كه ساكن گردانيد آنها را در شكافهاى زمين ‪،‬‬

‫و در فرجههساى واقعسه در ميسان كوههساى آن و در سسرهاى كوههساى بلنسد از صساحبان‬


‫بالهسساى گونسساگون ‪ ،‬و هيئتهسساى متبسساين در حسسالتى كسسه متقلبنسسد در افسسسار تسسسخير ‪ ،‬و‬
‫گسترانندهاند بالهاى خود را در شكافهاى هواى فسيح و فضاى وسيع ‪.‬‬

‫ايجاد فرمود آنها را بعد از اينكه موجود نبودند در عجايب صورتهاى آشسسكار و تركيسسب‬
‫داد آنها را در مجامع مفصلهائى كه پوشيدهاند در تحت پردها ‪ ،‬و منع فرمود بعسسض از‬
‫مرغان را بجهة سنگيني و ضخامت جّثه آن از آنكه بلند شود بهوا بسرعت و خّفسست ‪ ،‬و‬
‫گردانيد آن را كه مىپرد بر روى زمين پريدني كه نزديك باشد بزمين تسا بلنسد شسود ‪ ،‬و‬
‫ظم نمود مرغان را با اختلف ايشان در رنگها با قدرت‬
‫من ّ‬

‫] ‪[ 61‬‬

‫لطيفه خود و صنعت دقيقه خود ‪.‬‬

‫پس بعضي از آنها غوطه و رشده در قالب يكرنگى كه أصسسل مخلسسوط نيسسست بسسآن غيسسر‬
‫رنگى كه غوطهور شده در آن ‪ ،‬و بعضى از آنها فسسرو بسسرده شسده در رنگسى كسه طسوق‬
‫گردن آن بخلف رنگى است كه رنگ داده شده بآن ‪.‬‬

‫و از عجبترين مرغان از حيثّيت خلقت طاووس است كه برپا داشسسته او را حقتعسسالى در‬
‫محكمترين تعديل أجزاء ‪ ،‬و ترتيسسب داده رنگهسساى آن را در أحسسسن ترتيسسب بسسا بسسالى كسسه‬
‫درهم كرده قصبها و أصسسلهاى آن را ‪ ،‬و بسسا دمسسى كسسه دراز كسسرده جسساى كشسسيدن آن را ‪،‬‬
‫وقتي كه بگذرد طاووس نر بر طاووس ماده پراكنده سازد آن دم را از پيچيدگى آن ‪ ،‬و‬
‫بلند مىكند آن را در حالتيكه مشرف باشد بر سر آن گويا كه آن دم بادبسسان كشسستى اسسست‬
‫كه منسوبست بشهر دارين كه ميل داده است آنرا كشتيبان آن مىنازد برنگهسساى مختلفسسه‬
‫خسسود ‪ ،‬و مىخرامسسد بنازشسسهاى خسسود ‪ ،‬مباشسسرت ميكنسسد همچسسو مباشسسرت خروسسسان ‪ ،‬و‬
‫مجامعت مىكند با آلت تناسل مثل مجامعت نرهاى شديد الجماع ‪ ،‬حواله مىكنم تسسو را‬
‫از اين أمر مذكور بر ديسدن رأى العيسن نسه ماننسد كسسى كسه حسواله مىكنسد بسر سسندهاى‬
‫ضعيف خود ‪ ،‬و اگر باشد اين امر مثل گمسسان كسسسيكه گمسسان ميكنسسد كسسه طسساووس آبسسستن‬
‫مىسازد ماده خود را با أشگى كسسه مىريسسزد آن را كنجهسساى چشسسم آن پسسس مىايسسستد آن‬
‫أشك در پلكهسساى چشسسم او و آنكسسه مسساده او مىليسسسد آن را پسسس از آن تخسسم مىنهسسد نسسه از‬
‫جماع طاووس نر غير از اشك بيرون آمده از چشم هر آينه نميباشد اين گمان عجبتر از‬
‫مطاعمه زاغها كه نر و ماده منقار بمنقار ميگذارند ‪ ،‬و جزئى از آب كه در سنگدان نر‬
‫است بدهن ماده مىرسسسد و از آن آبسستن ميشسود چنسسانچه اعتقسساد عربهسسا اينسست ‪ ،‬خيسال‬
‫ميكني أصل پردهاى طاووس را شانهها از نقره بيضا و آنچه رسته بر آن از دايرههاى‬
‫عجيبه و شمسههاى غريبه آن طلى خالص و پارهاى زبرجد ‪.‬‬

‫پس اگر تشبيه كنى طاووس را بچيزيكه رويانيده است آنرا زميسسن گسسوئى كسسه گلهائيسسست‬
‫چيده شده از شكوفه هر بهارى ‪ ،‬و اگر تشبيه كنى آن را بلباسها‬

‫] ‪[ 62‬‬

‫پس آن همچو حّلهاى زينت داده شده است باطل ‪ ،‬يسسا همچسسو جامهسساى بسسرد خسسوش آينسسده‬
‫يمن است ‪ ،‬و اگر تمثيل كني آنرا بزيورها پس او مانند نگينهائيست صاحب رنگهسسا كسسه‬
‫كشيده در أطراف آن ‪ ،‬يعنى مدور شده مانند نطاق بنقره مزّين بجواهر ‪.‬‬

‫راه مىرود طاووس مثل راه رفتن شادى كننده متكّبر خرامان ‪ ،‬و مىنگرد بنظسسر دّقسست‬
‫بدم و بال خود پس قهقهه مىزند در حالتى كه خندانست از جهة حسسسن پيراهسسن رنگيسسن‬
‫خود و رنگهاى لباس خود ‪ ،‬پس چون اندازد نظسسر خسسود را بسسسوى پايهساى سسسياه باريسسك‬
‫خود بانگ كند در حالتيكه گريه كننده باشد بآو از بلنسسد كسسه نزديسسك باشسسد روح از بسسدنش‬
‫مفارقت نمايد از شّدت فرياد خود ‪ ،‬زيرا كه پاهاى او زشت است و باريك همچو پاهاى‬
‫خروسان خلسى كه متوّلد مىشوند ميان مرغ هندى و فارسى در حالتيكه برآمده اسسست‬
‫از طرف ساق او خارى كه پنهانست چنانچه در پاى خروسان مىرويد ‪.‬‬

‫و مر او راست در موضع پس گردن كاكلى سبز مزّين با نقش و نگار و موضع بيرون‬
‫آمدن گردن او مانند ابريق است و جاى فرو رفتن گردن آن تا كه منتهسسى شسسود بشسسكم او‬
‫مثل رنگ وسمه يماني است يا همچو حرير پوشيده شده بر آينه صاحب صيقل و جل و‬
‫گويا كه طاووس پيچيده است بمقنعه سياه لكن خيال كسسرده ميشسسود از جهسسة كسسثرت تسسر و‬
‫تازگى او و شدت بّراقى او اينكه سبزى با طراوت آميخته است بآن ‪.‬‬

‫طى مثل باريكى سر قلم در رنگ گل بابونج كه سفيد اسسست‬ ‫و با شكاف گوش او است خ ّ‬
‫در غسسايت روشسسنى ‪ ،‬پسسس آن خسسط بسسسفيدى خسسود در ميسسان سسسياهى آنچسسه كسسه آنجاسسست‬
‫مىدرخشد ‪ ،‬و كم رنگى است از رنگها مگر اينكه اخذ نموده است از آن بنصيب كامل‬
‫‪ ،‬و بلند برآمده و تفّوق پيدا كرده آن رنگ بر او به بسسيارى روشسسنى و درخشسسيدن آن و‬
‫بّراقي زيباى آن و خوبى آن ‪.‬‬

‫پس طاووس مانند شكوفهائيست گسترانيده كه تربيت نسسداده آنسسرا بارانهسساى بهسارى و نسه‬
‫آفتابهاى تابستاني ‪ ،‬و گاهى هست كه عارى مىشود از پر خود و برهنه مىشود‬

‫] ‪[ 63‬‬

‫از لباس خود پس مىافتد آن پرها پياپى ‪ ،‬و ميرويد روئيدني ‪ ،‬پس ميريسسزد آن پرهسسا از‬
‫قلم پر او همچو ريختن برگهاى شاخهاى درخت ‪ ،‬بعد از آن متلحق مىشسسود در عقسسب‬
‫يكديگر در حالتيكه نمو كننده است تسسا آنكسسه بسسر ميگسسردد بهيئت و صسسورتى كسسه پيسسش از‬
‫ريختن داشت ‪ ،‬مخالف نمىباشد رنگهاى لحق برنگهاى سسابق ‪ ،‬و واقسع نميشسود هيسچ‬
‫رنگسسى در غيسسر جسساى خسسود و چسسون نظسسر كنسسى بتأّمسسل در هسسر مسسوئى از موهسساى قلسسم أو‬
‫مىنماياند آن موى تو را سرخى كه بلون گل سرخست و بسسار ديگسسر سسسبزى كسسه برنسسگ‬
‫زبرجد است و گاهى زردى برنگ طلى خالص ‪.‬‬

‫پس چگونه مىرسد بصفت اين مرغ خوش رنگ فكرهاى عميقه ‪ ،‬يسسا چگسسونه مىرسسسد‬
‫بكنه معرفت او عقلهاى با ذكاوت ‪ ،‬يا چگونه بنظم مىآورد وصف آن را أقوال وصسسف‬
‫كنندگان و حال آنكه كمسسترين جزئهسساى او عجسسز آورده اسسست و همهسسا را از ادراك آن و‬
‫زبانها را از وصف آن ‪.‬‬

‫پس پاكا پروردگارى كه غالبشد بعقلها از وصسسف كسسردن مخلسسوقى كسسه روشسسن و آشسسكار‬
‫گردانيد آن را بسسه چشسسمها ‪ ،‬پسسس ادراك كردنسسد آن چشسسمها آن مخلسسوق را در حسسالتى كسسه‬
‫صاحب حّد معينى بود آفريده شده و صاحب تركيبى بود برنگهاى گوناگون ‪.‬‬

‫پس منّزه پروردگارى كه محكم ساخت پاهاى مورچه و پشه كوچك را با آنچه فوق آنها‬
‫است از خلق ماهيها و فيلها ‪ ،‬و وعده كرده و لزم نموده بر نفسس خسود كسه نجنبسد هيسچ‬
‫جنبنده از موجوداتى كه داخل فرموده روحرا در آن مگر اينكه گردانيده مرگ را وعده‬
‫گاه او ‪ ،‬و فنا را پايان كار او ‪.‬‬

‫] ‪[ 64‬‬
‫ععععع عععععع عععع عع ععع ععععع‬

‫فلو رميت ببصر قلبك نحو ما يوصف لك منها ‪ ،‬لعزفت نفسك مسسن بسدايع مسا أخسرج إلسى‬
‫الّدنيا من شهواتها و لّذاتها ‪ ،‬و زخارف مناظرها و لذهلت بسسالفكر فسسي إصسسطفاق أشسسجار‬
‫غّيبت عروقها في كثبان المسك على سواحل أنهارها ‪ ،‬في تعليق كبسسائس الّلؤلسسؤ الّرطسسب‬
‫في عساليجها و أفنانها ‪ ،‬و طلوع تلك الّثمار مختلفة في غلف أكمامهسسا ‪ ،‬تجنسسى مسسن غيسسر‬
‫تكّلف فتسأتي علسى منيسة مجتنيهسا ‪ ،‬و يطساف علسى نّزالهسا فسي أفنيسة قصسورها بالعسسال‬
‫صفقة ‪ ،‬و الخمور المرّوقة ‪ ،‬قوم لم تزل الكرامة تتمادى بهم حّتسسى حلسّوا دار القسسرار ‪،‬‬
‫الم ّ‬
‫و أمنوا نقلة السفار ‪ ،‬فلو شغلت قلبك أّيها المستمع بالوصول إلى ما يهجم عليك من تلسسك‬
‫المناظر المونقة ‪،‬‬

‫لزهقت نفسك شوقا إليها ‪ ،‬و لتحّملت من مجلسي هذا إلى مجاورة أهسسل القبسسور اسسستعجال‬
‫ل و إّياكم مّمن سعى بقلبه إلى منازل البرار برحمته ‪.‬‬
‫بها ‪ ،‬جعلنا ا ّ‬

‫قسسال السسسيد ) ره ( ‪ :‬قسسوله » كبسسائس الّلؤلسسؤ الّرطسسب « الكباسسسة العسسذق » و العسسساليج «‬


‫الغصون واحدها عسلوج ‪ » .‬ج ‪« 4‬‬

‫] ‪[ 65‬‬

‫ععععع‬

‫) عزفسست ( بسسالعين المهملسسة و ال سّزاء المعجمسسة أى زهسسدت و انصسسرفت و ) اصسسطفاق (‬


‫ضرب يسمع له صوت يقال ‪ :‬صفق يده على يسسده‬ ‫صفق و هو ال ّ‬ ‫الشجار اضطرابها من ال ّ‬
‫صفقة أى ضربها عليها ‪ ،‬و ذلك عند وجوب البيع ‪ ،‬و في بعض النسخ اصطفاف أشجار‬
‫أى انتظامها صّفا ‪ ،‬و في بعضها اصطفاف أغصان بدل أشجار ‪.‬‬

‫و ) الكباسة ( العذق التام بشماريخه و رطبه و ) الكمام ( كالكمسة و الكمسام جمسع كسم و‬
‫طلع و غطاء الّنور و ) فناء ( البيت ما اّتسع من أمسسامه‬ ‫كمامة بالكسر فيهما و هو وعاء ال ّ‬
‫شسسراب مسسن إنسساء إلسسى إنسساء ممزوجسسا ليصسسفو و‬
‫و الجمسسع أفنيسسة و ) الّتصسسفيق ( تحويسسل ال ّ‬
‫صافي من الماء و غيره و المعجب و ) الّنقلة ( بالضّم النتقال ‪.‬‬ ‫) الّرواق ( ال ّ‬

‫ععععععع‬

‫قوله ‪ :‬رميت ببصر قلبك ‪ ،‬الباء زايدة ‪ ،‬و في تعليسسق ‪ ،‬عطسسف علسسى قسسوله فسسي اصسسطفاق‬
‫ل حال من الّثمار ‪ ،‬و قوم ‪ ،‬خبر محسسذوف المبتسسدا و‬
‫أشجار ‪ ،‬و جملة تجنى منصوبة المح ّ‬
‫ل لها من العراب ‪ ،‬و قوله ‪ :‬برحمته ‪ ،‬متعّلق بقوله جعلنا‬ ‫ل ‪ ،‬دعائّية ل مح ّ‬
‫جملة جعلنا ا ّ‬
‫أو بقوله ‪ :‬سعى ‪.‬‬
‫عععععع‬

‫ي وارد فسسي صسسفة الجّنسسة دار الّنعيسسم و‬


‫ن هذا الفصل من الخطبة حسبما ذكره الرض ّ‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫سلم ) فلو رميت ببصر قلبك ( أى نظرت بعيسسن بصسسيرتك ) نحسسو مسسا‬ ‫الّرحمة قال عليه ال ّ‬
‫ل لك و رسوله في الكتسساب و السسّنة مسسن نعيسسم‬ ‫يوصف لك منها ( أى إلى جهة ما وصف ا ّ‬
‫ل فيها لوليائه المؤمنين ) لعزفت نفسسسك ( و اعرضسست ) عسسن بسسدايع مسسا‬ ‫الجّنة و ما أعّد ا ّ‬
‫أخرج إلى الّدنيا من شهواتها و لّذاتها و زخارف مناظرها ( و لم تجسسد لشسسيء منهسسا وقعسسا‬
‫عندها ) و لذهلت ( مغمورة ) بالفكر في ( عظيم مسا اعسّد فسي دار الخلسد مسن ) اصسطفاق‬
‫أشجار ( و اهتزازها بريح ) غّيبت عروقها في كثبان المسسسك ( أى فسسي تلل مسسن المسسسك‬
‫بدل الّرمل ) على سواحل أنهارها ( و لذهلت بالفكر ) في تعليق‬

‫] ‪[ 66‬‬

‫كبائس الّلؤلؤ الّرطب في عساليجها و أفنانها ( أى فروعها و اغصانها ‪.‬‬

‫) و ( في ) طلوع تلك الثمار ( و ظهورها ) مختلفة في غلسسف أكمامهسسا ( يجسسوز أن يسسراد‬


‫شسسجر نوعسسا‬ ‫ل نسسوع مسسن ال ّ‬
‫باختلف الثمار اختلفها باعتبار اختلف الشجار بأن يحمل ك ّ‬
‫من الثمر كما في أشجار الّدنيا فيكون ذكر الختلف اشارة إلى عدم انحصار ثمسسر الجّنسسة‬
‫شجرة ‪،‬‬
‫بنوع أو نوعين ‪ ،‬و أن يراد به اختلفها مع وحدة ال ّ‬

‫فذكر الختلف للّدللة على عظيم قدرة المبدء سبحانه ‪.‬‬

‫سلم في قسسوله تعسسالى و‬ ‫ل على الحتمال الّول ما في البحار من تفسير المام عليه ال ّ‬ ‫و يد ّ‬
‫سلم ‪ :‬هي شسجرة تمّيسزت بيسن سساير أشسجار الجّنسة إ ّ‬
‫ن‬ ‫شجرة قال عليه ال ّ‬‫ل تقربوا هذه ال ّ‬
‫ل نسسوع منهسسا يحمسسل نوعسسا مسسن الثمسسار و المسسأكول و كسسانت هسسذه‬‫ساير أشجار الجّنة كان ك ّ‬
‫شجرة و جنسها تحمل البّر و العنب و التين و العّناب و ساير أنواع الفسسواكه و الثمسسار و‬ ‫ال ّ‬
‫الطعمة ‪ ،‬فلذلك اختلف الحاكون بذكر الشجرة فقال بعضهم ‪ :‬هسسى بسّرة و قسسال آخسسرون ‪:‬‬
‫هي عنبة ‪ ،‬و قال آخرون ‪ :‬هى عّنابة ‪.‬‬

‫سلم بن صالح الهسسروي قسسال ‪:‬‬ ‫صافي من العيون باسناده إلى عبد ال ّ‬‫و على الثاني ما في ال ّ‬
‫شجرة اّلتى نهي منها آدم و حّواء‬ ‫ل أخبرني عن ال ّ‬ ‫سلم يا ابن رسول ا ّ‬‫قلت للّرضا عليه ال ّ‬
‫ما كانت ؟ فقد اختلف الّناس فيها ‪ ،‬فمنهم من يروي أّنها الحنطة ‪ ،‬و منهم من يسسروى أّنهسسا‬
‫ق ‪ ،‬قلسست ‪:‬‬‫ل ذلسسك حس ّ‬ ‫سلم ‪ :‬كس ّ‬
‫العنب ‪ ،‬و منهم من يروى أّنها شجرة الحسد ‪ ،‬فقال عليه ال ّ‬
‫ن شسسجرة الجّنسسة‬‫سلم ‪ :‬يا أبسسا الصسسلت إ ّ‬‫فما معنى هذه الوجوه على اختلفها ؟ فقال عليه ال ّ‬
‫تحمل أنواعا ‪ ،‬و كانت شجرة الحنطة ‪ ،‬و فيها عنب ليست كشجرة الّدنيا فافهم ‪.‬‬
‫) تجنى من غير تكّلف فتأتى على منية مجتنيها ( حسبما تشسستهيه نفسسسه ل يسسترك لسسه منيسسة‬
‫ي بسن إبراهيسم القّمسي ‪ :‬قسال ‪ :‬دليست‬ ‫أصل كما قال سبحانه َو ُذّللت ُقطوُفها تذليل قسال علس ّ‬
‫عليهم ثمارها ينالها القائم و القاعد ‪.‬‬

‫ي َو ُذّللت ُقطوُفها تذليل من قربها منهم يتنسساول المسسؤمن‬


‫و في الصافي من الكافي عن النب ّ‬
‫من النوع الذي يشتهيه من الثمار و هو مّتكىء ‪.‬‬

‫] ‪[ 67‬‬

‫ى أى تسسدنو‬‫و قال تعالى أيضا و جنا الجّنتين دان قال في مجمع البيان ‪ :‬الجنى الثمر المجن ّ‬
‫ل إن شاء قائما و إن شاء قاعدا عن ابسسن عبسساس ‪ ،‬و قيسسل أثمسسار‬
‫ىا ّ‬‫الثمرة حّتى يجنيها ول ّ‬
‫الجّنتين دانية إلى أفواه أربابها ‪ ،‬فيتناولونها مّتكئين ‪ ،‬فاذا اضطجعوا نزلت بازاء أفواههم‬
‫فيتناولونها مضطجعين ‪ ،‬ل يرّد أيديهم عنها بعد و ل شوك عن مجاهد ‪.‬‬

‫) و يطاف على نّزالهسسا فسسي أفنيسسة قصسسورها بالعسسسال المصسسفقة ( المصسسفاة ) و الخمسسور‬
‫المرّوقة ( المّتصفة بالصفاء ‪.‬‬

‫ضسسة و أكسسواب‬
‫كما أخبر به سبحانه في كتابه العزيز بقوله » و يطاف عليهسسم بآنيسسة مسسن ف ّ‬
‫ضة قّدروها تقديرًا ‪ ،‬و يسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجسسبيل‬ ‫كانت قوارير قوارير من ف ّ‬
‫ل«‪.‬‬ ‫‪ ،‬عينا فيها تسّمى سلسبي ً‬

‫و قوله » يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لّذة للشاربين ل فيهسسا غسسول و ل هسسم عنهسسا‬
‫ينزفون « أى يطوف عليهم ولدان مخّلدون بكأس من خمسسر معيسسن ظسساهر للعيسسون جاريسسة‬
‫في أنهار ظاهرة ‪ ،‬و قيل شديدة الجرى ‪ ،‬و وصفها بكونها بيضاء لنها في نهاية الرّقة و‬
‫الصفاء و الّلطافة النورية اّلتي بها لذيذة للشاربين ليسسس فيهسسا مسسا يعسسترى خمسسر السّدنيا مسسن‬
‫المرارة و الكراهة ‪ ،‬ل فيها غول أى ل يغتسسال عقسسولهم فيسسذهب بهسسا ‪ ،‬و ل يصسسيبهم منهسسا‬
‫وجع في البطن و ل في الّرأس و يقال للوجع غول لّنه يؤّدى إلى الهلك ‪ ،‬و ل هم عنها‬
‫ينزفون من نزف الّرجل فهو منزوف و نزيف إذا ذهب عقله بالسكر ‪.‬‬

‫سسسلم‬
‫ل بها على نازليها أشار إلى نّزالهسسا فقسسال عليسسه ال ّ‬
‫نا ّ‬
‫و لما وصف نعيم الجنة و ما م ّ‬
‫سعة فسسي‬‫) قوم ( أى هم قوم ) لم تزل الكرامة تتمادى بهم ( أى متمادية بهم ممتّدة لهم متو ّ‬
‫حّقهم ) حّتى حّلوا ( و نزلوا ) دار القرار و أمنوا نقلة السفار ( أى من انتقالها ‪.‬‬

‫و هو كناية عسسن خلصسسهم عسسن مكسساره عسسوالم المسسوت و السسبرزخ و القيامسسة و شسسدايدها و‬
‫أهوالها روى في البحار من معاني الخبار عن ابن عباس أنه قسسال ‪ :‬دار السسسلم الجّنسسة و‬
‫أهلها ‪.‬‬
‫لهم السلمة من جميسسع الفسسات و العاهسسات و المسسراض و السسسقام ‪ ،‬و لهسسم السسسلمة مسسن‬
‫الهرم و الموت و تغّير الحوال عليهم ‪ ،‬و هم المكّرمون اّلذين ل يهانون أبدا ‪ ،‬و هم‬

‫] ‪[ 68‬‬

‫العّزاء اّلذين ل يذّلون أبدا ‪ ،‬و هم الغنياء اّلذين ل يفقرون أبدا ‪ ،‬و هم السعداء اّلذين ل‬
‫يشقون أبدا ‪ ،‬و هم الفرحون المسرورون اّلذين ل يغتّمون و ل يهتمون أبدا ‪،‬‬

‫و هم الحياء اّلذين ل يموتون أبدا فمنهم من في قصور الدّر و المرجان أبوابهسسا مشسسرعة‬
‫إلى عرش الّرحمان ‪ ،‬و الملئكة يدخلون عليهم من كلّ باب سلم عليكم بما صبرتم فنعسم‬
‫عقبى الّدار ‪.‬‬

‫ثّم أخذ في تحضيض المخاطبين و تشويقهم إلى طلسسب الجّنسسة و القصسسد اليهسسا بقسسوله ) فلسسو‬
‫شغلت قلبك أّيها المستمع بالوصول إلى ما يهجم عليك ( أى يدخل عليك على غفلة منك )‬
‫من تلك المناظر المونقة ( المعجبة ) لزهقت نفسك ( أى بطلست و هسو كنايسة عسن المسوت‬
‫) شوقا إليها ( و حرصا عليها ) و لتحملت ( و ارتحلت ) من مجلسسسى هسسذا إلسسى مجسساورة‬
‫أهل القبور استعجال بها ( أى بتلك المناظر المونقة ‪.‬‬

‫لس سسسبحانه فيهسسا لوليسسائه‬


‫صل المراد أنك لو تفّكرت في درجات الجنان و مسسا أعسّد ا ّ‬‫و مح ّ‬
‫ت مسسن فسسرط‬ ‫المقّربين ‪ ،‬و عباده الصالحين من جميع ما تشتهيه النفس و تل سّذ العيسسن لم س ّ‬
‫الشوق و الشعف و لزعجت بكّليتك عن الّدنيا ‪ ،‬و ساكنت المقابر و جاورت أهل القبسسور‬
‫انتظارا للموت الممّد اليها ‪.‬‬

‫ل و إّياكم ممن سعى إلسى منسازل البسرار ( و‬


‫سلم له و لهم بقوله ) جعلنا ا ّ‬‫ثّم دعا عليه ال ّ‬
‫ي الحسان و الكرم و المتنان ‪.‬‬ ‫مساكن الخيار ) برحمته ( و مّنته إّنه ول ّ‬

‫ععععع‬

‫آيات الكتسساب العزيسسز و الخبسسار المتضسّمنتان لوصسسف الجنسسة و التشسسويق إليهسسا فسسوق حسدّ‬
‫الحصاء و لنورد بعض الخبار المتضسّمنة لسه و المشستملة علسى منساقب أميسسر المسسؤمنين‬
‫سلم و بعض فضايل شيعته لعدم خلّوه عن مناسبة المقام فأقول ‪:‬‬ ‫عليه ال ّ‬

‫روى الشارح المعتزلي عن الزمخشري في ربيع البرار قال ‪ :‬و مذهبه فسسي العسستزال و‬
‫لس‬
‫ن رسسول ا ّ‬ ‫نصرة أصحابنا معلوم و كذا في انحرافه عن الشسيعة و تسسخيفه لمقسالتهم إ ّ‬
‫قال ‪ :‬لما اسري بي أخذني جبرئيل فأقعدني علسسى درنسسوك مسسن درانيسسك الجنسسة ثسّم نسساولني‬
‫سفرجلة فبينما أنا أقلبها انقلقت فخرجت منها جارية لم أر أحسن‬
‫] ‪[ 69‬‬

‫منها فسّلمت فقلت من أنت ؟ قال أنا الّراضية المرضّية خلقني الجّبار مسسن ثلثسسة أصسسناف‬
‫أعلي من عنبر و أوسطي من كافور و أسفلي من مسك ثّم عجنني بمسساء الحيسسوان و قسسال‬
‫ي بن أبيطالب ‪.‬‬
‫لي كوني فكنت خلقنى لخيك و ابن عّمك عل ّ‬

‫سلم لموفق بن أحمسسد‬‫أقول و رواه في غاية المرام من كتاب مناقب أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫صدوق بتفاوت‬ ‫صدوق نحوه و من أمالي ال ّ‬ ‫أخطب خوارزم مثله ‪ ،‬و عن عيون الخبار لل ّ‬
‫يسير و زيادة قليلة ‪.‬‬

‫و روى في البحار من كشف الغّمة عن موّفق بن أحمد الخوارزمي أيضا بسنده عسسن بكسسر‬
‫سلم عن أبيها و عّمها الحسن‬ ‫ي عن فاطمة بنت الحسين عليه ال ّ‬ ‫بن أحمد عن محّمد بن عل ّ‬
‫سسسلم قسسال قسسال‬‫ي بن أبيطالب عليه ال ّ‬‫سلم قال أخبرنا أمير المؤمنين عل ّ‬ ‫ي عليهما ال ّ‬‫بن عل ّ‬
‫ي و الحلسسل‬ ‫ل عليه و آله لما أدخلسست الجّنسسة رأيسست الشسسجرة تحمسسل الحلس ّ‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫أسفلها خيل بلق ‪ ،‬و أوسطها حور العين ‪ ،‬و في أعلها الّرضسسوان قلسست يسسا جبرئيسسل لمسسن‬
‫لس الخليقسة‬‫ي بسن أبيطسالب إذا أمسر ا ّ‬‫هذه الشجرة قال هذه لبسن عّمسك أميسر المسؤمنين علس ّ‬
‫سسلم حّتسى ينتهسسى بهسسم إلسسى هسسذه الشسجرة ‪،‬‬ ‫ي عليسسه ال ّ‬
‫بالّدخول إلى الجنة يؤتى بشيعة علس ّ‬
‫ي و الحلسسل ‪ ،‬و يركبسسون الخيسسل البلسسق و ينسسادى منسساد ‪ :‬هسسؤلء شسسيعة علس ّ‬
‫ي‬ ‫فيلبسسسون الحلس ّ‬
‫صبروا في الّدنيا على الذى فحبوا هذا اليوم ‪.‬‬

‫و في البحار من تفسير فرات بن إبراهيم عن الحسين بن سعيد معنعنا عن ابن عّباس قال‬
‫ن في الجّنسسة لشسسجرة يقسسال لهسسا طسسوبى مسسا فسسي‬
‫ل عليه و آله و سّلم إ ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫قال رسول ا ّ‬
‫شهد و ألين من الّزبد أصسسلها فسسي داري‬ ‫ل فيها غصن من أغصانها أحلى من ال ّ‬ ‫الجّنة دار إ ّ‬
‫ي بن أبيطالب ‪.‬‬‫و فرعها في دار عل ّ‬

‫و فيه منه أيضا عن إسماعيل بن إسحاق بن إبراهيم الفارسي معنعنا عسسن أبيجعفسسر محّمسسد‬
‫ل عليه و آله لما اسرى بي إلى‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫سلم قال قال رسول ا ّ‬ ‫ي عن آبائه عليهم ال ّ‬
‫بن عل ّ‬
‫سادسسسة فسساذا أنسسا بشسسجرة لسسم أر‬
‫سماء فصرت في سماء الّدنيا حّتى صرت فسسي السسسماء ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫شجرة أحسن منها فقلت لجبرئيل يا حبيبي ما هذه الشجرة ؟ قال هسسذه طسسوبى يسسا حبيسسبي ‪،‬‬
‫قال ‪ :‬قلت ‪:‬‬

‫] ‪[ 70‬‬

‫ى شيء يقول ؟ قال ‪:‬‬


‫ما هذا الصوت العالى الجهوري ؟ قال ‪ :‬هذا صوت طوبى قلت ‪ :‬أ ّ‬

‫ي بن أبي طالب ‪.‬‬


‫يقول وا شوقاه إليك يا عل ّ‬
‫ي بن حمدون‬ ‫و فيه منه أيضا عن الحسين بن القاسم و الحسين بن محّمد بن مصعب و عل ّ‬
‫و زاد بعضهم الحرف و الحرفين و نقسسص بعضسسهم الحسسرف و الحرفيسسن و المعنسسى واحسسد‬
‫ل‪.‬‬
‫إنشاء ا ّ‬

‫سلم قسال‬ ‫ي بن أبيطالب عليه ال ّ‬ ‫قالوا حّدثنا عيسى بن مهران معنعنا عن أمير المؤمنين عل ّ‬
‫ل عليه و آله » طوبى لهم و حسن مآب « قام مقداد بسسن‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫لّما نزلت على رسول ا ّ‬
‫ل و ما طوبى ؟ قسسال‬ ‫ل عليه و آله و سّلم فقال يا رسول ا ّ‬‫ي صّلى ا ّ‬ ‫السود الكندي إلى النب ّ‬
‫يا مقداد شجرة في الجّنة لو يسير الّراكب الجواد لسار في ظّلها مأة عام قبل أن يقطعهسسا ‪،‬‬
‫ورقها و قشورها برد خضر و زهرها رياش صفر ‪ ،‬و أفنانها سندس و استبرق و ثمرها‬
‫حلل خضر ‪ ،‬و طعمها زنجبيل و عسل و بطحائها ياقوت أحمر و زمّرد أخضر و ترابها‬
‫جسسر مسسن أصسسلها‬‫جج من غير وقسسود ‪ ،‬و يتف ّ‬ ‫مسك و عنبر و حشيشها منيع و النجوج ‪ 1‬يتأ ّ‬
‫ي بسسن‬
‫السلسبيل و الّرحيق و المعين و ظّلها مجلس من مجالس شسسيعة أميسسر المسسؤمنين علس ّ‬
‫سلم يألفونه و يتحّدثون بجمعهسم و بينساهم فسسي ظّلهسا يتحسّدثون إذ جسائتهم‬ ‫أبيطالب عليه ال ّ‬
‫الملئكة يقودون نجباء جبلت من الياقوت ثّم نفخ الروح فيها مزمومة بسلسل مسسن ذهسسب‬
‫ن وجوهها المصابيح نضارة و حسنا و بّزها حّز أحمر و مزعزى ‪ 2‬أبيض مختلطتان‬ ‫كأ ّ‬
‫لم ينظر الناظرون إلى مثله حسنا و بهاء و ذّلل مسن غيسر مهلسة نجبساء مسن غيسر رياضسة‬
‫ضضسسة بسسالّلؤلؤ و المرجسسان صسسفايحها مسسن‬‫عليها رحال ألواحها مسسن السّدر و اليسساقوت المف ّ‬
‫ي و الرجوان فأناخوا تلك النجائب إليهم ‪.‬‬ ‫الذهب الحمر ملّبسة بالعبقر ّ‬

‫ثّم قالوا لهم ‪ :‬رّبكم يقرئكم السلم و يريكم و ينظر إليكم و يحّبكم و تحّبونه و يزيسسدكم مسسن‬
‫ل رجل منهم على راحلتسسه‬ ‫فضله و رحمته فاّنه ذو رحمة واسعة و فضل عظيم فيتحّول ك ّ‬
‫ل أتحفتهسسم بثمارهسسا و‬
‫فينطلقون صفا واحدا معتدل و ل يمّرون بشجرة من أشجار الجّنة إ ّ‬
‫رحلت لهم عن طريقهم كراهية أن يثلم بطريقتهم و أن يفّرق‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬لللللل ل ل لل ل ل للل ل لللل ل لللل لل ل‬
‫لللللل للل لللللل ) لللل (‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬للللللل ل ل لل ل للل لل ل ل ل ل للل ل‬
‫للللل لل لللل للللل لل لل لل ل ل لل لللل ل‬
‫) لللل ( ‪.‬‬

‫] ‪[ 71‬‬

‫بين الّرجل و رفيقه ‪.‬‬


‫ق الجلل و الكسسرام‬ ‫ل جللسه قسالوا رّبنسا أنست السسسلم و لسك يحس ّ‬‫فلما وقعوا إلى الجّبار جس ّ‬
‫ل تعالى مرحبا بعبادى اّلذين حفظوا وصّيتي في أهل بيت نسسبّيي و رعسسوا حّقسسي و‬ ‫فيقول ا ّ‬
‫ل حال مشسفقين قسالوا و عّزتسك و جللسك مسا قسدرناك‬ ‫خافوني بالغيب و كانوا مّني على ك ّ‬
‫ل حقك فأذن لنا بالسجود قسسال لهسسم ربهسسم إنسسى وضسسعت عنكسسم‬ ‫حق قدرك ‪ ،‬و ما أّدينا لك ك ّ‬
‫مؤنة العبادة و أرحت عليكم أبدانكم و طال ما نصبتم لي البدان ‪ ،‬و عنّتسسم الوجسسوه فسسالن‬
‫ي اعطكسسم أمسسانيكم فسساني لسسن‬
‫أفضيتم إلى روحي و رحمتي فاسئلوني ما شئتم ‪ ،‬و تمّنوا عل ّ‬
‫اجزيكم اليوم بأعمالكم و لكن برحمتي و كرامتي و طولي و ارتفاع مكاني و عظيم شأني‬
‫و لحبكم بأهل بيت نبّيي ‪.‬‬

‫ن المقصر مسسن‬ ‫ي بن أبيطالب في العطايا و المواهب حتى ا ّ‬ ‫فل يزال يرفع أقدار محّبي عل ّ‬
‫ل إلى يوم فنائها فيقول لهم رّبهسسم لقسسد‬
‫شيعته ليتمّنى في امنيته مثل جميع الّدنيا منذ خلقها ا ّ‬
‫ق لكم فانظروا إلى مواهب رّبكم ‪.‬‬ ‫قصرتم في أمانيكم و رضيتم بدون ما يح ّ‬

‫فاذا بقباب و قصور في أعل عّلّيين من الياقوت الحمر و الخضر و الصفر و البيض‬
‫خرة إذا للمعت ‪ 1‬البصسسار منهسسا فمسسا مسسن تلسسك القصسسور مسسن‬
‫يزهو نورها فلو ل أنها مس ّ‬
‫الياقوت الحمر فهو مفروش بالعبقري الحمر و ما كان منها من الياقوت الخضسسر فهسسو‬
‫مفروش بالسندس الخضر و ما كان منها مسسن اليسساقوت البيسسض فهسسو مفسسروش بسسالحرير‬
‫البيض و ما كان فيها من اليسساقوت الصسسفر فهسسو مفسسروش بالريسساش الصسسفر ‪ 2‬مبثوثسسة‬
‫ضة البيضاء و الّذهب الحمر ‪ ،‬قواعدها و أركانها مسسن‬ ‫مطّرزة بالزمّرد الخضر ‪ ،‬و الف ّ‬
‫الجوهر يثور من أبوابها و أعراصها نور ‪ ،‬شعاع الشمس عندها مثل الكوكب الّدري فسي‬
‫النهار المضيء ‪.‬‬

‫ضسساختان ‪ ،‬و‬
‫و إذا على باب كل قصر من تلك القصور جّنتان مدهاّمتان ‪ ،‬فيهما عينسسان ن ّ‬
‫ل فاكهة زوجان ‪.‬‬
‫فيهما من ك ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬للل لللللل للل لل ) لللل ( ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬لللللل لللللل لللللل ) لللل ( ‪.‬‬

‫] ‪[ 72‬‬

‫فلّما أرادوا أن ينصرفوا إلى منازلهم ركبوا على برازين من نور بأيدي ولسسدان مخّلسسدين ‪،‬‬
‫ضسة‬
‫ل واحسسد منهسم حكمسسة ‪ 1‬بسسرزون مسن تلسسك السسبرازين ‪ ،‬لجمهسا و أعّنتهسسا مسسن الف ّ‬
‫بيد ك ّ‬
‫البيضاء ‪ ،‬و أثفارها من الجوهر ‪.‬‬
‫فلّما دخلوا منازلهم وجدوا الملئكة يهّنؤنهم بكرامسة رّبهسم ‪ ،‬حّتسى إذا اسستقّروا قرارهسم ‪،‬‬
‫قيل لهم هل وجدتم ما وعدكم رّبكم حّقا قالوا نعم رّبنا رضسسينا فسسارض عّنسسا قسسال برضسساى‬
‫عنكم و بحّبكم أهل بيت نبّيي أحللتم داري ‪ ،‬و صافحتم الملئكة فهنيئا هنيئا غير محسسذور‬
‫ن رّبنا لغفور شكور ‪.‬‬ ‫ل الذي أذهب عّنا الحزن إ ّ‬ ‫و ليس فيه تنغيص فعندها قالوا الحمد ّ‬

‫قال أبو موسى فحّدثت به أصحاب الحديث عن هؤلء الثمانية فقلت لهم أنا أبرأ اليكم مسسن‬
‫ن فيه قوما مجهولين و لعّلهم لم يكونوا صادقين فرأيت ليلتي أو بعسسده‬ ‫عهدة هذا الحديث ل ّ‬
‫كأّنه أتاني آت و معه كتاب فيه من مخول بن إبراهيم و الحسن بن الحسين ‪ ،‬و يحيسسى بسسن‬
‫ي بن القاسم ‪ ،‬و عّدة بعد لم أحفظ‬ ‫ي بن القاسم الكندي ‪ ،‬و لم ألق عل ّ‬ ‫الحسن بن فرات و عل ّ‬
‫أساميهم كتبنا إليك من تحت شجرة طوبى و قد انجز لنا رّبنا ما وعدنا فاستمسك بما عنسسد‬
‫ل أشرقت له الجّنة ‪.‬‬
‫الكتب ‪ ،‬فانك لن تقرء منها كتابا إ ّ‬

‫ععععععع‬

‫فصل ثاني از اين خطبه در فضل بهشت عنبر سرشت است ميفرمايد ‪:‬‬

‫پس اگر بيندازي تو ديده قلب خود را بجانب چيزى كه وصف كرده ميشود از براى تسسو‬
‫از بهشت هر اينه اعراض كند نفس تو از عجايب آنچه كه بيرون آورده بسسسوى دنيسسا از‬
‫پرده غيب از شهوات و لذات آن و زينتهاى منظرههاى آن و هر اينه غفلت كنى بسسسبب‬
‫فكر كردن در آواز كردن و بهم خوردن درختاني كه غسسايب شسسدهاند ريشسسههاى آنهسسا در‬
‫تّلهاى مشك بر اطراف نهرهاى آن و در آويختن خوشههاى مرواريد تر‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬لللللل للللل لل لللل للللل للل لل ل ل‬
‫للللل ل لللل لللللللل ل لللل ل للللللل ل‬
‫ل لل لللل للللل لل لللل للللل ) لللل ( ‪.‬‬

‫] ‪[ 73‬‬

‫و تازه در شاخهاى بزرگ آنها و شاخهاى كوچسسك آنهسسا و در ظسساهر شسسدن آن ميوهسسا در‬
‫حالتى كه مختلفند در لون و طعم در غلفها و غنچههاى آن ميوهسسا در حسسالتي كسسه چيسسده‬
‫ميشوند بي زحمت و مشقت پس ميآيند آن ميوها بر خواهش چينندههاى خسسود و طسسواف‬
‫كرده مىشسسوند بسسر نسسازلن آن پيرامسسن قصسسرهاى آن بسسا عسسسلهاى صسساف كسسرده شسسده از‬
‫كدورات و خمرهاى صافيه ‪ ،‬ايشان جماعتى هستند كه هميشسه كرامسست كشسيده مىشسسود‬
‫بايشان تا فرود آيند بسراى برقرارى ‪ ،‬و ايمسسن شسسوند از انتقسسال جسسائى بجسسائى پسسس اگسسر‬
‫مشغول گردانى قلب خود را اى گوش دهنده برسيدن بسوى آنچه هجوم آور مىشود از‬
‫آن منظرهاى تعجب آورنده خوش آينده هر آينه بر آيد جان تو بجهة اشتياق بسوى آن و‬
‫هر آبنه متوجه مىشوى از اين مجلس من بهمسايگى أهل قبرستان از جهة شسستافتن بسسآن‬
‫نعيم بيپايان ‪ ،‬بگرداند خداى تعالى ما را و شما را از كسانى كه سعى مىكند بمنزلهسساى‬
‫نيكوكاران برحمة بينهايت و بخشش بيغايت خود ‪.‬‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫و هى المأة و الخامسة و الستون من المختار في باب الخطب و الظاهر أنها ملتقطسسة مسسن‬
‫خطبة طويلة قّدمنا روايتها في شرح الخطبة السابعة و الثمانين من الكافي فليراجع هنسساك‬
‫و هذه متضّمن لفصلين ‪:‬‬

‫ععععع ععععع‬

‫س صغيركم بكبيركم ‪ ،‬و ليرؤف كبيركم بصغيركم ‪ ،‬و ل تكونوا كجفاة الجاهلّيسسة ‪ ،‬ل‬ ‫ليتأ ّ‬
‫ل تعقلون ‪ ،‬كقيض بيض في أداح يكون كسسسرها وزرا ‪ ،‬و‬ ‫في الّدين تتفّقهون ‪ ،‬و ل عن ا ّ‬
‫يخرج حضانها شّرا ‪.‬‬

‫] ‪[ 74‬‬

‫ععععع عععععع عععع‬

‫إفترقوا بعد ألفتهم ‪ ،‬و تشّتتوا عن أصلهم ‪ ،‬فمنهم آخذ بغصن أينما مسسال مسسال معسسه ‪ ،‬علسسى‬
‫ل س بينهسسم ثسّم‬
‫ل تعالى سيجمعهم لشّر يوم لبني أمّية كما تجتمع قزع الخريف ‪ ،‬يؤّلف ا ّ‬ ‫نا ّ‬
‫أّ‬
‫لس لهسسم أبوابسسا يسسسيلون مسسن مسسستثارهم كسسسيل‬
‫سسسحاب ‪ ،‬ثسّم يفتسسح ا ّ‬
‫يجعلهم ركاما كركسسام ال ّ‬
‫ص طسود و ل‬ ‫الجّنتين حيث لم تسلم عليه قارة ‪ ،‬و لم تثبست لسه أكمسة ‪ ،‬و لسم يسرّد سسننه ر ّ‬
‫ل في بطون أوديته ثّم يسسسلكهم ينسسابيع فسسي الرض ‪ ،‬يأخسسذ بهسسم‬ ‫حداب أرض ‪ ،‬يذعذعهم ا ّ‬
‫من قوم حقوق قوم ‪ ،‬و يمّكن لقوم في ديار قوم ‪.‬‬

‫ن ما في أيديهم بعد العلّو و الّتمكين ‪ ،‬كما تذوب اللية على الّنار ‪.‬‬
‫ل ليذوب ّ‬
‫و أيم ا ّ‬

‫ق ‪ ،‬و لم تهنوا عسسن تسسوهين الباطسسل ‪ ،‬لسسم يطمسسع‬


‫يا أّيها الّناس لو لم تتخاذلوا عن نصر الح ّ‬
‫فيكم من ليس مثلكم ‪ ،‬و لم يقو من قوي عليكم ‪،‬‬

‫ن لكسم الّتيسه ‪ ،‬مسن بعسدي أضسعافا خّلفتسم الحس ّ‬


‫ق‬ ‫تهتم متاه بنى إسرائيل ‪ ،‬و لعمرى ليضسّعف ّ‬
‫ورآء ظهوركم ‪ ،‬و قطعتم الدنى و وصلتم البعد ‪،‬‬

‫ل عليه و آله ‪،‬‬


‫و اعلموا أّنكم إن اّتبعتم الّداعي لكم ‪ ،‬سلك بكم منهاج الّرسول صّلى ا ّ‬
‫] ‪[ 75‬‬

‫و كفيتم مؤنة العتساف ‪ ،‬و نبذتم الّثقل الفادح عن العناق ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) تتفّقهون ( و ) تعقلون ( في بعض النسخ بصيغة الخطاب و في بعضها بصيغة الغيبة و‬


‫) قيض البيض ( بالفتح قشرة البيض العليا اليابسة و قيل اّلتي خرج ما فيها من فرخ ‪.‬‬

‫و قال الشسسارح البحرانسسي تبعسسا للشسسارح المعسستزلي ‪ :‬قيسسض السسبيض ‪ ،‬كسسسره تقسسول قضسست‬
‫سسرت فلقسا‬‫البيضة كسرتها و ) انقاضست ( تصسّدعت مسن غيسر كسسر ‪ ،‬و ) تقّيضست ( تك ّ‬
‫فعلى قولهما يكون القيض مصدرا و على ما ذكرنسساه اسسسما و هسسذا أظهسسر و أولسسى بقرينسسة‬
‫سلم يكون كسرها وزرا فافهم ‪.‬‬ ‫قوله عليه ال ّ‬

‫و ) الداح ( مخّفف أداحي جمع اداحى بالضسّم مثسسل خرطسسوم و خراطيسسم ‪ ،‬و عرقسسوب و‬
‫عراقيب ‪ ،‬و قد يكسر و هو الموضع اّلذي تبيض فيه الّنعامة و تفرخ ‪ ،‬و هسسو افعسسول مسسن‬
‫ش و ) حضسن (‬ ‫دحوت لّنها تدحوه برجلهسا أى تبسسطه ثسّم تسبيض فيسه و ليسس للنعسام عس ّ‬
‫الطاير بيضه حضنا و حضانا بكسرهما ضسّمه تحسست جنسساحه فهسسى حاضسسن لّنسسه وصسسف‬
‫ص و حكى ) حاضسسنة ( علسسى الصسسل و ) القسسزع ( القطسسع مسسن السسسحاب المتفّرقسسة و‬ ‫مخت ّ‬
‫الواحدة قزعة مثل قصب و قصبة و ) الركام ( بالضّم ما تراكم من السحاب و كثف منها‬
‫و بالفتسسح جمسسع شسسيء فسسوق آخسسر و الموجسسود فسسي النسسسخ بالضسّم و ) المسسستثار ( موضسسع‬
‫صغير و ) الحداب ( بالكسر جمع حدبة و‬ ‫الثوران و الهيجان و ) القارة ( بالقاف الجبل ال ّ‬
‫نو‬ ‫سسُلو َ‬
‫ب َيْن ِ‬
‫حسَد ٍ‬
‫ل َ‬
‫ن ُكس ّ‬
‫هى كالحدب محّركة ما ارتفع من الرض قال سبحانه ‪َ :‬و ُهسْم ِمس ْ‬
‫) اللية ( بفتح الهمسسزة و جمعهسسا أليسسات بالتحريسسك و التثنيسسة أليسسان بغيسسر تسساء و ) المتسساه (‬
‫ي بمعنى التيه و ) فدحه ( الّدين أثقله ‪.‬‬
‫مصدر ميم ّ‬

‫ععععععع‬

‫الضمير في كسرها راجع إلى القيض و الّتانيث اّما لكونها بمعنى القشرة أو‬

‫] ‪[ 76‬‬

‫طسسردة قسال الشسساعر كمسسا شسسرقت‬ ‫باعتبار كسبها التأنيث عن المضاف إليه و هسسي قاعسسدة م ّ‬
‫لس «‬‫نا ّ‬
‫صدر القناة من الّدم و حضانها بالضسّم فاعسسل يخسسرج و علسسى فسسي قسسوله » علسسى ا ّ‬
‫حّبِه و قوله كقيض بيسسض بسسدل مسسن‬ ‫على ُ‬ ‫طعام َ‬‫ن ال ّ‬
‫طِعمُو َ‬
‫بمعنى مع كما في قوله تعالى َو ُي ْ‬
‫قوله كجفاة الجاهلّية و الباقي واضح ‪.‬‬
‫عععععع‬

‫ل على فصلين ‪:‬‬


‫ن مدار هذه الخطبة على ما التقطها السيد رحمه ا ّ‬
‫اعلم أ ّ‬

‫ععععع ععععع‬

‫مسوق لنصح المخاطبين و هدايتهم على ما فيه انتظام امورهم و صلح عملهم من حيسسث‬
‫سسسي الكبسسار ل ّ‬
‫ن‬ ‫س صسسغيركم بكسسبيركم ( أمسسر الصسسغار بتأ ّ‬‫الّدين و الّدنيا و هو قوله ) ليتسسأ ّ‬
‫سى به ) و ليرؤف كسسبيركم بصسسغيركم ( أمسسر‬ ‫الكبير أكثر تجربة و أكيس فهو أليق بأن يتأ ّ‬
‫ق بسسأن يرحسسم عليسسه و‬
‫ن الصسسغير مظّنسسة الضسسعف فهسسو أحس ّ‬ ‫الكبار بالّرأفة على الصسسغار ل ّ‬
‫يرأف ‪.‬‬

‫س من صغر منزلته في العلم و العمل بمن له متانة‬ ‫ى كلمه أى ليتأ ّ‬ ‫قال الكيدري في محك ّ‬
‫ل مسسن دونسسه ) و ل‬ ‫ل من له جاه و منزلسسة فسسي السّدنيا بالمسسال و القسّوة كس ّ‬ ‫فيهما ‪ ،‬و ليرحم ك ّ‬
‫تكونوا كجفاة الجاهلّية ( أى كأهل الجاهليسسة الموصسسوفين بالجفسساء و القسسسوة و الفظاظسسة و‬
‫شسسبه الجسسامع بيسسن‬
‫ل تعقلون ( أشار إلى وجسسه ال ّ‬ ‫الغلظة ) ل في الّدين تتفّقهون ‪ ،‬و ل عن ا ّ‬
‫ب العالمين قال تعالى صُّم ُبكٌم‬ ‫الفرقتين و هو جهلهم بمعالم الّدين ‪ ،‬و غفلتهم عن أحكام ر ّ‬
‫ن و قسسوله ‪ ) :‬كقيسسض بيسسض فسسي أداح يكسسون كسسسرها وزرا و يخسسرج‬ ‫ى َفُهسْم ل َيْعِقلسُو َ‬
‫عْمس ٌ‬
‫ُ‬
‫حضانها شّرا ( قال الشارح المعتزلي وجسه الشسبه أنهسا إن كسسرها كاسسر أثسم لّنسه يظّنسه‬
‫بيض النعام و إن لم يكسسسر يخسسرج حضسسانها شسسرا اذ يخسسرج أفعيسسا قسساتل ‪ ،‬و اسسستعار لفسسظ‬
‫ل للنعام ‪.‬‬‫ن الداحى ل تكون إ ّ‬ ‫الداحى للعشاش مجازا ل ّ‬

‫] ‪[ 77‬‬

‫سلم أن يشبهوا جفاة الجاهلّية فسسي عسسدم تفّقههسسم فسسي‬ ‫و قال الشارح البحراني نهاهم عليه ال ّ‬
‫شسسبه أنسسه إن كسسسر كاسسسر أثسسم‬
‫الدين ‪ ،‬فيشبهون إذا بيض الفاعى فسسي أعشاشسسها و وجسسه ال ّ‬
‫ل أذيهسم لحرمسة ظساهر‬ ‫لتأّذى الحيوان بسه فكسذلك هسؤلء إذا شسّبهوا جفساة الجاهلّيسة ل يحس ّ‬
‫السلم ‪ ،‬و إن اهملوا و تركوا على الجهل خرجوا شياطين ‪.‬‬

‫ن في كسرها سلمة من شّر ما يخرج منها‬ ‫ن بيض الفاعى كما أ ّ‬ ‫أقول ‪ :‬و ببيان أوضح إ ّ‬
‫ن فيه وزرا على كاسرها و في عدم كسرها ل يكسسون علسسى أحسسد‬ ‫لأّ‬ ‫لو أبقيت على حالها إ ّ‬
‫شسرور و الذى فكسسذلك هسؤلء إن اقيمست فيهسم‬ ‫ن ما يخرج منهسا تكسسون منشسسأ ال ّ‬ ‫لأّ‬ ‫وزر إ ّ‬
‫سياسسسة المدنّيسسة بالّتسسأديب و التعزيسسر و الّتعسسذيب لسسستقامت المسسور و انتظمسست‬ ‫مراسسسم ال ّ‬
‫لس سسسبحانه أو‬
‫ن فيسسه مخالفسسة لمسسر ا ّ‬ ‫وظايف الخلفة لكن في اقامتها وزرا علسسى المقيسسم ل ّ‬
‫سلم في الكلم الثامن و السسّتين ‪ :‬و اّنسسي لعسسالم بمسسا يصسسلحكم و يقيسسم‬ ‫نهيه كما قال عليه ال ّ‬
‫أودكسسم و لكّنسسي ل أرى إصسسلحكم بافسسساد نفسسسي ‪ ،‬و إن تركسسوا علسسى حسسالهم كسسانوا منشسسأ‬
‫سبيل ‪.‬‬‫الشرور و المفاسد فيضّلون كثيرا و يضّلوا عن سواء ال ّ‬

‫ع ععععع عععععع عععع‬

‫اشارة إلى اختلف شيعته و أصحابه من بعده و هو قوله ) افسسترقوا بعسسد الفتهسسم ( أى بعسسد‬
‫ق‬
‫ق السسذي يح س ّ‬
‫ي ) و تشّتتوا عن أصلهم ( أى تفّرقوا عن امام الح س ّ‬ ‫ايتلفهم و اجتماعهم عل ّ‬
‫الئتمام به ‪ ،‬فصار بعضهم كيسانّيا و بعضهم زيديا و بعضسسهم فطحّيسسا و غيرهسسا ) فمنهسسم‬
‫آخذ بغصن أينما مال مال معه ( ‪.‬‬

‫سك بمن أخلفه من بعدي مسسن ذّريسسة الّرسسسول‬ ‫شارح المعتزلي أى يكون منهم من يتم ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم أينما سلكوا سلكوا معهم و تقدير الكلم ‪ :‬و منهم مسسن ل يكسون‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫هذه حاله لكّنه لم يذكره اكتفاء بذكر القسم الّول لّنه دالّ على القسم الّثاني ‪.‬‬

‫ل ( سسبحانه ) سسسيجمعهم لشسّر‬


‫نا ّ‬
‫ن الفريقين يجتمعان فقال ) على أ ّ‬
‫سلم أ ّ‬
‫ثّم أخبر عليه ال ّ‬
‫يوم لبني امّية ( ‪.‬‬

‫قال الشارح المعتزلي و كذا كان حال الشيعة الهاشمّية اجتمعت على إزالة‬

‫] ‪[ 78‬‬

‫سلم و من حسساد‬ ‫ي بن أبي طالب عليه ال ّ‬


‫ملك بني مروان من كان منهم ثابتا على ولية عل ّ‬
‫منهم عن ذلك ‪ ،‬و ذلك في أواخر أّيام مروان الحمار عند ظهور الّدعوة الهاشمّية ‪.‬‬

‫سلم بسسه قسسد وقسسع‬


‫ن ما أخبر عليه ال ّ‬
‫أقول ‪ :‬قد تقّدم في شرح الخطبة السابعة و الثمانين ‪ ،‬أ ّ‬
‫فسسي سسسنة اثنيسسن و ثلثيسسن و مسسأة عنسسد ظهسسور أبسسي مسسسلم المسسروزي الخراسسساني صسساحب‬
‫الّدعوة ‪ ،‬و في هذه السنة ظهر السّفاح بالكوفة ‪ ،‬و بويع له بالخلفة و كان استيصال بنسسي‬
‫امية بيده كما عرفت تفصيل في شرح الخطبة المأة و الرابعة ‪.‬‬

‫و يعجبني أن اورد هنا نادرة لم يسبق ذكرها أوردها الّدميرى في حيساة الحيسوان قسال لمسا‬
‫قتل إبراهيم بن الوليد بويع لمروان بن محّمد المنبوز بالحمار بالخلفة و فسسي أّيسسامه ظهسسر‬
‫لس‬
‫أبو مسلم الخراساني ‪ ،‬و ظهر السّفاح بالكوفة ‪ ،‬و بويع له بالخلفة و جّهز عّمه عبسسد ا ّ‬
‫ل بن عبسساس لقتسسال مسسروان بسسن محّمسسد ‪ ،‬فسسالتقى الجمعسسان بسسالزاب زاب‬‫ي بن عبد ا ّ‬‫بن عل ّ‬
‫الموصل ‪ ،‬و اقتتلوا قتال شديدا فانهزم مروان و قتل من عسكره و غرق ما ل يحصسسى و‬
‫ل إلى أن وصل إلى نهسسر الرون فلقسسي جماعسسة مسسن بنسسي اميسسة و كسسانوا نّيفسسا و‬‫تبعه عبد ا ّ‬
‫ثمانين رجل فقتلهم عن آخرهم ‪.‬‬
‫لس و قسسد نسسازل‬
‫ي على طريق السماوة فلحق بأخيه عبد ا ّ‬ ‫ثّم جّهز السفاح عّمه صالح بن عل ّ‬
‫لس ثورهسسا حجسسرا حجسسرا و هسسرب‬ ‫دمشق ففتحها عنوة و أباحها ثلثة أّيسسام و نقسسض عبسسد ا ّ‬
‫مروان إلى مصر فتبعه صالح حتى وصل الى أبي صير و هي قرية عند الفيوم ‪ ،‬قال مسسا‬
‫ل المصير ‪.‬‬‫اسم هذه القرية قالوا أبو صير قال فالى ا ّ‬

‫ل لسسسانه و القسسى‬
‫ن خادما نّم عليه فأمر به فقطع رأسه و س ّ‬‫ثّم دخل الكنيسة اّلتي بها فبلغه أ ّ‬
‫على الرض فجائت هّرة فأكلته ثّم بعد أيام هجم على الكنيسة التى كسان نسسازل بهسا عسسامر‬
‫بن إسماعيل فخرج مروان من باب الكنيسة و في يسسده سسسيف و قسسد أحسساطت بسسه الجنسسود و‬
‫جاج بن حكيم السلمي و هو ‪:‬‬ ‫خفقت حوله الطبول فتمّثل ببيت الح ّ‬

‫متقّلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدين صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسفايحا هنديسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسة‬


‫يتركن من ضربوا كأن لم يولد‬

‫ل لسسانه و القسسى علسسى‬ ‫ثّم قاتل حتى قتل فسأمر عسامر برأسسه فقطسسع فسي ذلسسك المكسسان و سس ّ‬
‫الرض فجائت تلك الهّرة بعينها فخطفته فأكلته فقال عامر لو لم يكن في الّدنيا‬

‫] ‪[ 79‬‬

‫ل هذا لكان كافيا لسان مروان في فم هّرة ؟ و قال في ذلك شاعرهم ‪:‬‬
‫عجب إ ّ‬

‫لسسسسسسسسسسسسسسس مصسسسسسسسسسسسسسسسرا عنسسسسسسسسسسسسسسسوة لكسسسسسسسسسسسسسسسم‬ ‫سسسسسسسسسسسسسسسسر ا ّ‬


‫قسسسسسسسسسسسسسسسد ي ّ‬
‫و أهلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسك الكسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسافر الجبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسار إذ ظلمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا‬

‫فلك مقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوله هسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسّر يجرجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسره‬


‫و كان رّبك من ذى الظلم منتقما‬

‫قال الّدميري و كان قتل مروان في سنة ثلث و ثلثين و مأة و هو آخر خلفسساء بنسسي اميسسة‬
‫و أّولهم معاوية بن أبي سفيان و كانت مّدة خلفتهم نّيفا و ثمانين سنة و هى ألسسف شسسهر و‬
‫ل قاطبة ‪.‬‬
‫بقتل مروان انقرضت دولة بني أمية لعنهم ا ّ‬

‫ل بينهم ( و هو كنايسسة عسسن اتفسساق‬


‫) كما تجتمع قزع الخريف ( من ههنا و هناك ) يؤّلف ا ّ‬
‫آرائهم و كلمتهم على ازالة ملك بني امية ) ثّم يجعلهم ركاما كركام السحاب ( أى يجعلهم‬
‫متراكمين مشتركين مجتمعين منضما بعضهم إلى بعض كالمتراكم من السحاب ) ثّم يفتح‬
‫ل لهم أبوابا ( ‪.‬‬
‫ا ّ‬

‫قال الشارح البحراني البواب إشارة إّمسسا إلسسى وجسسوه الراء اّلسستي تكسسون أسسسباب الغلبسسة و‬
‫النبعاث على الجتماع أو أعّم منهسسا كسسساير السسسباب للغلبسسة مسسن إعانسسة بعضسسهم لبعسسض‬
‫بالنفس و الموال و غير ذلك ) يسيلون من مستثارهم ( استعارة تبعّية أى يخرجون مسسن‬
‫لس بهمسسا فسسي كتسسابه العزيسسز و‬‫موضع ثورانهم و هيجانهم ) كسيل الجّنتين ( الّلتين أخسسبر ا ّ‬
‫شبه الشّدة في الخروج و إفساد ما يأتون إليه كق سّوة ذلسسك‬ ‫صتها تفصيل و وجه ال ّ‬‫ستعرف ق ّ‬
‫ل)و‬ ‫السيل ) حيث لو تسلم عليه قارة و لم تثبت عليه اكمة ( أى لم يقاوم لسسه جبسسل و ل تس ّ‬
‫ص طسسود ( أى جبسسل مرصسسوص شسسديد اللتصسساق ) و ل‬ ‫لسسم يسسرّد سسسننه ( أى طريقسسه ) ر ّ‬
‫ل في بطون أوديتسسه ثسّم يسسسلكهم ينسسابيع‬ ‫حداب أرض ( أى الّروابي و النجا ) و يذعذعهم ا ّ‬
‫في الرض ( ‪.‬‬

‫لس‬
‫نا ّ‬‫ل أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فسسي الرض و المسسراد أ ّ‬ ‫نا ّ‬ ‫قال سبحانه ألم تر أ ّ‬
‫سماء مسساء فيكّنسسه فسسي أعمسساق الرض ثسّم يظهسسر منهسسا ينسسابيع إلسسى‬
‫سبحانه كما ينزل من ال ّ‬
‫ل في بطون الودية و غوامض الرض ثّم يظهرهسسم‬ ‫ظاهرها كذلك هؤلء القوم يفّرقهم ا ّ‬
‫بعد الختفاء أو كناية عن إخفائهم بين الّناس في البلد ثّم اظهارهم بالعانة و التأييد ف )‬
‫يأخذ بهم من قوم ( ظالمين ) حقوق قوم ( مظلومين‬

‫] ‪[ 80‬‬

‫ل عليه و آله ) و يمّكن لقوم ( من بني هاشسسم ) فسسي ديسسار‬


‫و المراد بهم آل الّرسول صّلى ا ّ‬
‫قوم ( من بني امّية ‪.‬‬

‫ن مسسا فسسي أيسسديهم ( أى أيسسدي بنسسي امّيسسة أو بنسسي‬


‫ل ليذوب ّ‬
‫ثّم أقسم بالقسم الباّر فقال ) و أيم ا ّ‬
‫العباس من الملك و السلطنة ) كما يذوب اللية علسسى الّنسسار ( وجسسه الشسسبه الضسسمحلل و‬
‫الفناء ‪.‬‬

‫ق ( أراد بسسه‬ ‫ثّم عاد إلى توبيخ المخاطبين فقال ‪ ) :‬أّيها الناس لو لم تتخاذلوا عن نصر الح ّ‬
‫ق كما ورد في صحيح الخبر ) و لسسم تهنسسوا عسسن تسسوهين‬ ‫ق معه و هو مع الح ّ‬‫ن الح ّ‬
‫نفسه ل ّ‬
‫الباطل ( أراد به معاوية و أصحابه ) لم يطمع فيكم ( و في بلدكم ) من ليس مثلكم ( فسسي‬
‫ن الغارات علسسى بلدكسسم و أصسسقاعكم و‬ ‫البأس و القّوة ) و لم يقومن قوي عليكم ( و لم يش ّ‬
‫ل س بعسسد‬
‫لكّنكم ) تهتم متاه بني إسرائيل ( أى تحّيرتم مثل تحّيرهم و ستعرف تيههم إنشاء ا ّ‬
‫ن لكم الّتيه ( و الضلل ) من بعدي أضعافا (‬ ‫الفراغ من شرح الخطبة ) و لعمري ليضعف ّ‬
‫ن تيه بني إسرائيل كان أربعين سنة و تيسسه هسسؤلء جسساوز الثمسسانين مسّدة ملسسك‬ ‫و كذا كان ل ّ‬
‫بني امية بل زاد على سّتمأة مّدة ملك بني العباس بل ممّد إلى ظهسسور الّدولسسة القائميسسة بمسسا‬
‫ق وراء ظهسوركم ( و نكبتسم عسن الصسراط المسستقيم ) و قطعتسم الدنسى ( أى‬ ‫) خّلفتم الح ّ‬
‫ل عليه و آلسسه نسسسبا و صسسهرا و أراد بسسه نفسسسه ) و وصسسلتم‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫القرب من رسول ا ّ‬
‫البعد ( أراد به معاوية أو من تقّدم عليه من المتخّلفين ‪.‬‬
‫ثّم أرشدهم إلى وجه الّرشاد و السداد فقال ‪ ) :‬و اعلموا اّنكم إن اّتبعتم ال سّداعي لكسسم ( أراد‬
‫سلم و في بعض النسسسخ الّراعسسي بسسالراء و قسسد تقسّدم فيمسسا ذكرنسساه‬‫به نفسه أو القائم عليه ال ّ‬
‫ن المام راع لرعّيته ‪ ،‬و ظهر لك وجه المناسبة فسسي إطلق الّراعسسي عليسسه ) سسسلك‬ ‫سابقا ا ّ‬
‫بكم منهاج الرسول ( أى جاّدة الشريعة ) و كفيتم مؤنسسة العتسسساف ( فسسي طسسرق الضسسلل‬
‫) و نبذتم الثقل الفادح ( أى الثم و العذاب في الخرة ) عن العناق ( ‪.‬‬

‫ععععععع‬
‫ععععع عع ععع ععع ععع ع ععع ععععععع‬

‫قال تعالى ‪ :‬لقد كان لسباء في مسكنهم آية جّنتان عن يمين و شمال كلوا‬

‫] ‪[ 81‬‬

‫ب غفور فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العسسرم‬ ‫من رزق رّبكم و اشكروا له بلدة طّيبة و ر ّ‬
‫و بّدلناهم بجنّتيهم جنّتين ذواتي اكل خمط و أثل و شيء من سدر قليل ذلسسك جزينسساهم بمسسا‬
‫ل الكفور ‪.‬‬‫كفروا و هل نجازي إ ّ‬

‫سسسلم أمسسر‬‫ن بحرا كان في اليمن و كسسان سسسليمان عليسسه ال ّ‬‫ي قال إ ّ‬
‫ي بن إبراهيم القم ّ‬‫قال عل ّ‬
‫جنوده أن يجروا لهم خليجا من البحر العذب إلى بلد هند ‪ ،‬ففعلوا ذلك و عقدوا لسسه عقسسدة‬
‫عظيمة من الصخر و الكلس حّتى تفيض على بلدهم ‪ ،‬و كانوا إذا أرادوا أن يرسلوا منه‬
‫الماء أرسلوه بقدر ما يحتاجون إليه و كسانت لهسم جّنتسان عسن يميسن و شسمال عسن مسسيرة‬
‫عشرة أّيام فيها يمّر الماّر ل تقع عليه الشمس من التفافها ‪.‬‬

‫فلّما عملوا بالمعاصي و عتوا عن أمر رّبهم و نهاهم الصالحون فلم ينتهوا ‪،‬‬

‫صسسخرة السستي ل يسسستقّلها‬


‫ل على ذلك السّد الجرذ و هي الفارة الكبيرة فكانت تقلسسع ال ّ‬ ‫بعث ا ّ‬
‫الّرجل و ترمى به فلّما رأى ذلسك قسوم منهسم هربسوا و تركسوا البلد فمسا زال الجسرذ تقلسع‬
‫سسسيل و خسسرب بلدهسسم و قلسسع‬ ‫الحجر حّتى خربوا ذلسسك السسّد فلسسم يشسسعروا حّتسسى غشسسيهم ال ّ‬
‫أشجاهم ‪.‬‬

‫صسسة سسسبأ بمسسا دلّ‬‫و قال الطبرسي في مجمع البيان في تفسير الية ثّم أخبر سبحانه عسسن ق ّ‬
‫شكور و سوء عاقبة الكفور فقال لقد كان لسباء المراد بسبا هنا القبيلسسة‬ ‫على حسن عاقبة ال ّ‬
‫جسسة‬
‫اّلذينهم أولد سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان في مسكنهم أى في بلسسدهم آيسسة أى ح ّ‬
‫سسسر سسبحانه‬ ‫ل و كمال قدرته و علمة علسسى سسسبوغ نعمتسه ثسّم ف ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫على وحدانّية ا ّ‬
‫الية فقال ‪ :‬جّنتان عن يمين و شمال أى بستانان عن يمين من أتاهما و شماله و قيل عسسن‬
‫يمين البلد و شماله ‪.‬‬
‫و قيل اّنه لم يرد جّنتين اثنسستين و المسسراد إنسسه كسانت ديسسارهم علسسى وتيسسرة واحسسدة إذ كسسانت‬
‫ن المسسرئة‬
‫البساتين عن يمينهم و شمالهم مّتصلة بعضها ببعض و كسسانت مسسن كسسثرة الّنعسسم أ ّ‬
‫س بيدها شيئا ‪.‬‬‫تمشى و المكتل على رأسها فيمتلى بالفواكه من غير أن تم ّ‬

‫و قيل الية المذكورة هي أّنه لم يكسسن فسسي قريتهسسم بعوضسسة و ل ذبسساب و ل برغسسوث و ل‬
‫ب ماتت‬
‫عقرب و ل حّية ‪ ،‬و كان الغريب إذا دخل بلدهم و في ثيابه قّمل و دوا ّ‬

‫] ‪[ 82‬‬

‫عن ابن زيد ‪.‬‬

‫ن المراد باليسسة خسسروج الزهسسار و الّثمسسار مسسن الشسسجار علسسى اختلف ألوانهسسا و‬
‫و قيل ا ّ‬
‫طعومها ‪.‬‬

‫ل سبحانه يقولون لهم‬‫ي يدعوهم إلى ا ّ‬ ‫ل قرية نب ّ‬


‫و قيل ‪ :‬انها كانت ثلث عشرة قرية في ك ّ‬
‫لس فسي هسذه الجنسان و اشسكروا لسه‬ ‫كلوا من رزق رّبكم و اشكروا له أى كلوا مّما رزقكم ا ّ‬
‫صبة نزهة أرضسسها عذبسسة‬‫يزدكم من نعمه و استغفروه يغفر لكم بلدة طّيبة أى هذه بلدة مخ ّ‬
‫تخرج الّنبات و ليست بسبخة و ليس فيها شيء من الهواّم الموذية ‪.‬‬

‫حة هواها و عذوبة مائها و سلمة تربتها و أّنه ليس فيها حّر يسسؤذى فسسي‬ ‫و قيل أراد به ص ّ‬
‫ب غفور أي كثير المغفرة لل سّذنوب فأعرضسسوا عسسن‬ ‫القيظ ‪ ،‬و ل برد يؤذى في الشتاء و ر ّ‬
‫ل مسسن أنبيسسائه فأرسسسلنا عليهسسم‬
‫ل سبحانه و لم يقبلوا مّمن دعاهم إلى ا ّ‬
‫ق و لم يشكروا ا ّ‬
‫الح ّ‬
‫ن الماء كان يأتي أرض سسسبأ مسسن أوديسسة اليمسسن ‪ ،‬و كسسان هنسساك جبلن‬ ‫سيل العرم و ذلك أ ّ‬
‫يجتمع ماء المطر و السيول بينهما فسّدوا ما بين الجبلين فاذا احتاجوا إلى الماء نقبوا السّد‬
‫ل س بعسسث‬
‫بقدر الحاجة فكانوا يسقون زروعهم و بساتينهم فلّما كّذبوا رسلهم و تركوا أمر ا ّ‬
‫ل جرذا نقب ذلك الّردم و فاض الماء عليهم فأغرقهم عن وهب ‪.‬‬ ‫ا ّ‬

‫صعب من عرم الرجل فهو عسسارم‬ ‫و قال البيضاوي سيل العرم أى سيل المر العرم أى ال ّ‬
‫و عرم إذا شرس خلقه و صعب أو المطر الشديد أو الجرذ أضاف إليسسه لّنسسه نقسسب عليهسسم‬
‫سسكرا ضسربت لهسم بلقيسس ‪ ،‬فحقنست بسه مساء الشسجر و تركست فيسه نقبسا علسى مقسدار مسا‬
‫يحتاجون إليه أو المسناة التي عقدت سكرا على أّنه جمع عرمة و هي الحجارة المركومة‬
‫‪.‬‬

‫و قيل اسم واد جاء السيل من قبله و كان ذلك بين عيسى و محّمد و بّدلناهم بجّنتيهم الّلتين‬
‫ن الخمسسط كس ّ‬
‫ل‬ ‫فيهما أنواع الفواكه و الخيرات جّنتين أخراوين ذواتي ُاكل خمط مّر بشع فا ّ‬
‫نبت أخذ طعما من مرارة ‪.‬‬
‫] ‪[ 83‬‬

‫ل شجر له شوك و أثل و شيء من سدر قليل و الثل الطرفا ‪،‬‬


‫و قيل الراك أو ك ّ‬

‫ل ثمر له ‪ ،‬و وصف السدر بالقّلة فان جناه و هو النبق مّما يطيب أكله و لذلك يغرس في‬
‫البساطين ذلك جزيناهم بما كفروا بكفرانهم الّنعمة أو بكفرهسسم بالّرسسسل و هسسل نجسسازي إ ّ‬
‫ل‬
‫الكفور أى البليغ في الكفران أو الكفر ‪.‬‬

‫عععععع عع ععع ععع ععع ععععععع‬

‫لس‬
‫لرض المقّدسسسة السستي كتسسب ا ّ‬ ‫قال تعالى حكاية عن موسى إذ قال لقومه يا قوم ادخلسسوا ا َ‬
‫ن فيها قومًا جّبسسارين ‪ ،‬و‬ ‫لكم و ل ترتّدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين ‪ ،‬قالوا يا موسى ِإ ّ‬
‫إّنا لن ندخلها حّتى يخرجوا منها فان يخرجسسوا منهسسا فانسسا داخلسسون قسسال رجلن مسسن اّلسسذين‬
‫لس‬
‫ل عليهما ادخلسسوا عليهسسم البسساب ‪ ،‬فسساذا دخلتمسسوه فسسانكم غسسالبون و علسسى ا ّ‬‫يخافون أنعم ا ّ‬
‫فتوّكلوا إن كنتم مؤمنين قالوا يا موسى اّنا لن نسسدخلها أبسسدًا مسسا دامسسوا فيهسسا فسساذهب أنسست و‬
‫ل نفسسسي و أخسسى فسسافرق بيننسسا و بيسسن‬ ‫ب اّني ل أملسسك إ ّ‬‫رّبك فقاتل اّنا هيهنا قاعدون قال ر ّ‬
‫لرض فل تسسأس علسسى‬ ‫القوم الفاسقين قال فاّنها محّرمة عليهسسم أربعيسسن سسسنة يسستيهون فسسي ا َ‬
‫القوم الفاسقين ‪.‬‬

‫لس‬
‫لس صسّلى ا ّ‬ ‫سسسلم قسسال قسسال رسسسول ا ّ‬
‫صافي عن العياشي ‪ ،‬عن الباقر عليه ال ّ‬ ‫روى في ال ّ‬
‫ن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل ‪ ،‬و القّذة بالقّذة‬ ‫عليه و آله و اّلذي نفسي بيده لتركب ّ‬
‫حّتى ل تخطاؤن طريقهم ‪ ،‬و ل تخطأكم سّنة بني إسرائيل ‪.‬‬

‫سلم قال موسى لقومه يا قوم ادخلوا الرض المقّدسة اّلسستي كتسسب‬ ‫ثّم قال أبو جعفر عليه ال ّ‬
‫ن فيها قومسسا جّبسسارين اليسسات قسسال‬‫ل لكم فرّدوا عليه و كانوا سّتمأة ألف فقالوا يا موسى إ ّ‬ ‫ا ّ‬
‫لس‬
‫فعصى أربعون ألفا و سلم هارون و ابناه و يوشع بن نون و كالب بن يوحّنسسا فسسّماهم ا ّ‬
‫فاسقين فقال ل تأس على القوم الفاسسقين فتساهوا أربعيسن سسنة لّنهسم عصسوا فكسانوا حسذو‬
‫يو‬ ‫ل علس ّ‬
‫لس إ ّ‬
‫ل عليه و آله لما قبض لم يكن على أمر ا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ن رسول ا ّ‬ ‫النعل بالنعل أ ّ‬
‫ي فقاتسل مسسن‬‫الحسن و الحسين و سلمان و المقداد و أبو ذر فمكثسسوا أربعيسسن حّتسسى قسام علس ّ‬
‫خالفه ‪.‬‬

‫] ‪[ 84‬‬

‫خصسسه ‪ :‬قسسوله حكايسسة عسسن خطسساب موسسسى‬


‫و قال الطبرسي و غيره في تفسير الية مسسا مل ّ‬
‫سسسلم‬
‫لقومه يا قوم ادخلوا الرض المقّدسة هي بيت المقدس و العياشي عن الباقر عليسسه ال ّ‬
‫ل لكم أن تكون مسكنا و ل ترتّدوا على أدباركم أى ل ترجعوا عن‬ ‫يعني الشام اّلتي كتب ا ّ‬
‫الرض التي امرتم بدخولها مدبرين فتنقلبوا خاسرين عن ثواب السدارين قسالوا يسا موسسسى‬
‫ن فيها قوما جّبارين شديد البطش و البأس ل يتأّتى لنا مقاومتهم ‪.‬‬
‫اّ‬

‫قال ابن عباس بلغ من جبرّية هؤلء القوم أّنه لّما بعث موسى من قومه اثنسسى عشسسر نقيبسسا‬
‫ليخبروه خبرهم أهّم رجل من الجبارين يقال له عوج فأخذهم في كّمه مع فاكهة كّلها كسسان‬
‫جبسسا منهسسم هسسؤلء‬
‫يحملها من بستانه و أتى بهسسم الملسسك فنسسثرهم بيسسن يسسديه و قسسال للملسسك تع ّ‬
‫يريدون قتالنا ؟ فقال الملك ارجعوا إلى صاحبكم فأخبروه خبرنا ‪.‬‬

‫قال و كان فاكهتهم ل يقدر على حمل عنقود منها خمسسسة رجسسال بالخشسسب ‪ ،‬و يسسدخل فسسي‬
‫قشر نصف رمانة خمسة رجال و اّنا لن ندخلها حّتى يخرجوا منها فان يخرجوا منها فاّنسسا‬
‫داخلون قال رجلن هما يوشع بن نون و كالب بن يوحنا ابن عّمسسه كسسذا عسسن البسساقر عليسسه‬
‫لس عليهمسسا باليمسسان و التثبسست ادخلسسوا عليهسسم‬
‫ل و يّتقونه أنعسسم ا ّ‬
‫سلم من اّلذين يخافون ا ّ‬
‫ال ّ‬
‫الباب باب قريتهم فاذا دخلتموه فانكم غالبون لتعسر الكم عليهسسم فسسي المضسسايق مسسن عظسسم‬
‫ل فتوّكلوا فسسي نصسسرته علسسى الجبسسارين ان‬ ‫أجسامهم و لنهم أجسام ل قلوب فيها و على ا ّ‬
‫كنتم مؤمنين به و مصّدقين لوعده ‪.‬‬

‫قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدًا ما داموا فيها فاذهب أنت و ربك فقاتل إّنا هيهنا قاعدون‬
‫ل نفسسسي و أخسسي‬‫ب إّنسسي ل أملسسك إ ّ‬
‫ل و رسوله و عدم مبالة بهما قسسال ر ّ‬ ‫قالوها استهانة با ّ‬
‫لنه يجيبنسسي إذا دعسسوته فسسافرق بيننسسا و بيسسن القسسوم الفاسسسقين قسسال فاّنهسا محّرمسسة عليهسسم ل‬
‫يدخلونها و ل يملكونها بسبب عصيانهم أربعين سسسنة يسستيهون فسسي الرض يسسسيرون فيهسسا‬
‫متحّيرين فل تأس على القوم الفاسقين لّنهم أحّقاء بذلك لفسقهم ‪.‬‬

‫] ‪[ 85‬‬

‫سسسلم و بنسسو إسسسرائيل البحسسر و هلسسك‬


‫ي قال المفسرون لما عبر موسى عليه ال ّ‬‫قال الطبرس ّ‬
‫ل سبحانه بدخول الرض المقّدسة فلما نزلوا على نهر الردن خافوا عن‬ ‫فرعون أمرهم ا ّ‬
‫ل تعالى في قوله و بعثنا منهم اثنسسى‬ ‫ل سبط رجل و هم الذين ذكرهم ا ّ‬ ‫الدخول فبعث من ك ّ‬
‫عشر نقيبًا فعاينوا من عظم شأنهم و قّوتهم شيئا عجيبا فرجعوا إلى بني إسرائيل فسسأخبروا‬
‫موسى بذلك فأمرهم أن يكتموا فوفى اثنان منهم يوشع بن نون من سبط ابن يسسامين و قيسسل‬
‫سلم و كالب بن يوحنا من سبط يهودا و عصى العشرة و‬ ‫انه كان من سبط يوسف عليه ال ّ‬
‫اخبروا بذلك ‪.‬‬

‫و قيل كتم الخمسة منهم و أظهر الباقون و فشا الخسسبر فسسي النسساس فقسسالوا إن دخلنسسا عليهسسم‬
‫تكون نسائنا و أهالينا اغنمة لهم ‪ ،‬و هموا بالنصراف إلى مصر و هموا بيوشع و كسسالب‬
‫ل نفسسسي و‬ ‫ب اني ل أملك إ ّ‬ ‫و أرادوا أن يرجموهما بالحجارة فاغتاظ لذلك موسى و قال ر ّ‬
‫ل إليه إنهم يتيهون في الرض أربعين سنة و إنما يخرج منهم من لم يعص‬ ‫أخي فأوحى ا ّ‬
‫ل في ذلك فبقوا في التيه أربعين سنة في سسستة عشسسر فرسسسخا و قيسسل تسسسع فراسسسخ و هسسم‬
‫ا ّ‬
‫ن و السلوى ‪.‬‬ ‫ستمأة ألف مقاتل ل تتخّرق ثيابهم و تثبت معهم و ينزل عليهم الم ّ‬

‫ن و السلوى ‪ :‬و كان السبب فسسي إنسسزال‬ ‫و قال الطبرسي في تفسير قوله و أنزلنا عليكم الم ّ‬
‫ل بالتيه إذ قالوا لموسى اذهسسب أنسست و ربسسك فقسساتل‬‫ن و السلوى عليهم أنه لما ابتلهم ا ّ‬
‫الم ّ‬
‫إّنا هيهنا قاعدون حين أمرهم بالمسير إلى بيت المقدس و حرب العمالقة فوقعوا في السستيه‬
‫صاروا كّلما ساروا تاهوا في قدر خمسة فراسسخ أو سسّتة فكّلمسا أصسبحوا صساروا عسادين‬
‫فأمسوا فاذاهم في مكانهم الذي ارتحلوا منه كذلك حّتى تّمت المّدة و بقوا في التيه أربعيسسن‬
‫سنة ‪.‬‬

‫لس عليهسم أى دخسول‬ ‫سسلم قسال فحسّرم ا ّ‬‫و في الصافي عن العياشي عسسن الصسادق عليسسه ال ّ‬
‫الرض المقّدسة أربعين سنة و تيههم فكسسان إذا كسسان العشسساء و أخسسذوا فسسي الّرحيسسل نسسادوا‬
‫الّرحيل الّرحيل الوحا الوحا ‪ ،‬فلم يزالسوا كسذلك حّتسى تغيسسب الشسسمس حّتسسى إذا ارتحلسسوا و‬
‫استوت بهم الرض‬

‫] ‪[ 86‬‬

‫ل تعالى للرض ديرى بهم ‪ ،‬فلم يزالوا كسسذلك حّتسسى إذا سسسحروا ‪ ،‬و قسسارب الصسسبح‬ ‫قال ا ّ‬
‫ن هذا الماء قد أتيتموه فانزلوا فاذ اتيههم و منازلهم اّلتي كانوا فيها بالمس ‪،‬‬
‫قالوا إ ّ‬

‫فيقول بعضهم لبعض يا قوم لقد ضللتم و أخطأتم الطريق فلم يزالسوا كسذلك حستى أذن لهسم‬
‫فدخلوها ‪.‬‬

‫لس مسسات فسسي السستيه فصسساح‬


‫ن موسسسى كليسسم ا ّ‬
‫ل عليسسه و آلسسه إ ّ‬‫ي صّلى ا ّ‬
‫و في الكافي عن النب ّ‬
‫ى نفس ل تموت ؟ ‪.‬‬ ‫صائح في السماء مات موسى و أ ّ‬

‫ل لهم بالغمام لّمسسا شسسكوا‬


‫قال الطبرسي فلّما حصلوا في الّتيه ندموا على ما فعلوا فألطف ا ّ‬
‫ن من وقست طلسوع الفجسر‬ ‫ن و السلوى فكان يسقط عليهم الم ّ‬ ‫حّر الشمس و أنزل عليهم الم ّ‬
‫لس تعسالى يبعسث لهسم‬ ‫شسمس فكسانوا يأخسذون منهسا مسا يكفيسه ليسومهم و كسان ا ّ‬ ‫إلى طلوع ال ّ‬
‫سسسماء عمسسودا مسسن‬‫سحاب بالّنهار فيدفع عنهم حّر الشمس و كان ينزل عليهم بالّليل من ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سراج و إذا ولد فيهم مولود كان عليه ثوب بطوله كالجلسسد و يسسأتي‬ ‫نور يضيء لهم مكان ال ّ‬
‫ن و السلوى في شرح الخطبة المأة و الحادية و التسعين ‪.‬‬ ‫ل تفصيل الم ّ‬ ‫إنشاء ا ّ‬

‫و ماتت النقباء غير يوشع بن نون و كالب و مات أكثرهم و نشأ ذراريهم و خرجسسوا إلسسى‬
‫حرب أريحا و فتحوها ‪.‬‬
‫ععععععع‬

‫ي مؤمنين است در نصيحت مخاطبين و إخبسسار‬


‫از جمله خطب شريفه آن امام مبين و ول ّ‬
‫از وقايع آتيه روزگار ميفرمايد ‪:‬‬

‫بايد كه متابعت نمايد كوچكان شما ببزرگان شما ‪ ،‬و بايد كه مهرباني نمايد بزرگان شما‬
‫بر كوچكان شما ‪ ،‬و نباشيد مثل جفاكاران أّيام جاهليت كه نه در دين دانا شسسويد و نسسه از‬
‫خداى تعالى كسب معرفت نمائيد ‪ ،‬مانند پوست بيسسرون تخمهسسا در مواضسسع بچسسه بيسسرون‬
‫آوردن كه ميباشد شكستن آن تخمها وزر و وبال و بيرون ميآيد بچههاى آنها شسسرارت و‬
‫فساد ‪.‬‬

‫و از جمله فقرات اين خطبه است ميفرمايد ‪:‬‬

‫] ‪[ 87‬‬

‫متفّرق ميشوند بعد از ايتلف ايشان و پراكنده مىشوند از أصل خودشان ‪،‬‬

‫يعنى از امام مفترض الطاعة ‪ ،‬پسس بعضسى از ايشسان أخسذ كننسده باشسد شساخه را از آن‬
‫أصل كه هر جا ميل كند آن شاخه آن هم ميل مىكند با او با وجود اينكه بدرستى خسسداى‬
‫تبارك و تعالى زود باشد كه جمع كند ايشانرا از براى بدترين روزى از براى بني اميسسه‬
‫ملعونين چنانچه مجتمع مىشود ابرهاى متفرقه در فصل پائيز ‪.‬‬

‫الفت ميدهد خداى تعالى در ميان ايشسان پسس مىگردانسد مستراكم و بسسر هسسم نشسسته مثسسل‬
‫ل از بسسراى ايشسسان درهسسائى كسسه روان‬ ‫أبرهاى متراكم پس از آن بگشايد خداوند عّز و ج ّ‬
‫شوند از جاى هيجان ايشان مانند سيل دوبستان شهر سبا ‪ ،‬بحيثّيتي كه سلمت نماند بسسر‬
‫آن سيل كوه كوچكى و ثابت نشود مر آن را تّلي و باز نگرداند راه آن را كوه محكمي و‬
‫نه پشتهاى زميني ‪ ،‬متفّرق ميسازد ايشانرا خسسداى تعسسالى در درونهسساى واديهسساى خسسود ‪،‬‬
‫پس در برد ايشان را در چشمهاى زمين و بگيرد بايشان از قومى حقهاى قوم ديگسسر را‬
‫و جاى دهد قومى را در ممالك قومى ‪ ،‬و سوگند بخدا هر آينه البته گداخته مىشود آنچه‬
‫كه در دست بنى اميه است از ملك و سلطنت چنانچه گداخته شود دنبه بر آتش ‪.‬‬

‫اى مردمسسان اگسسر خسسذلن نميورزيديسسد از نصسسرت حسسق و سسسستى نمىكرديسسد از اهسسانت‬
‫باطل ‪ ،‬هر آينه طمع نمىكرد در شما كسانى كسسه مثسسل شسسما نبودنسسد ‪ ،‬و قسسوت نمىيسسافت‬
‫كسى كه قّوت يافت بر شما ‪ ،‬و لكن شسسما حيسسران و سسسرگردان شسسديد مثسسل حيرانسسى بنسسي‬
‫إسرائيل ‪ ،‬و قسم بزندگانى خودم هر آينسسه افسسزون كسسرده شسسود از بسسراى شسسما حيرانسسى و‬
‫سرگرداني بعد از من افزونى فراوان بسبب اينكه واپس گذاشتيد حق را در پس پشتهاى‬
‫خود و بريديد نزديكتر بسوى پيغمبر را و پيوند كرديد دورتر از آن را ‪.‬‬
‫و بدانيد اينكه اگر شما تبعيت نمائيد دعوت كننده خودتان را كسسه منسسم بسسبرد شسسما را بسسراه‬
‫راست پيغمبر خدا و كفايت كرده شويد از مشقت كجروى ‪ ،‬و مىاندازيد بار گران ثقيل‬
‫را كه عبارت است از وزر و عذاب آخرت از گردنهاى خودتان ‪.‬‬

‫] ‪[ 88‬‬

‫ل عنه ليكن هسسذا آخسسر هسذا المجّلسسد و هسسو المجّلسسد الّرابسع مسسن مجّلسدات‬
‫شارح عفى ا ّ‬‫قال ال ّ‬
‫منهاج البراعة ‪ ،‬في شرح نهج البلغة و قد طال بنا شرح مسسا تض سّمنه هسسذا المجّلسسد حّتسسى‬
‫بلغت مّدة الشتغال به ضعفى مّدة الشتغال بساير المجّلدات لبتلئي بأمور تشيب الوليسسد‬
‫‪ ،‬و تذيب الحديد ‪ ،‬و تعجز الجليد ‪ ،‬و برزايا لم يكد يشسساهد مثلهسسا علسسى صسسفايح الّيسسام أو‬
‫صحايف بالمخابر و القلم بل قّلما أن يؤثر نظيرها عسسن المسسم الماضسسية أو‬ ‫يثبت على ال ّ‬
‫ينقسسل قرينهسسا عسسن القسسرون الخاليسسة و أعظسسم تلسسك المصسسائب الحسسسد و الذى مسسن أقسسارب‬
‫ى كتيبة و كتائب ‪.‬‬‫كالعقارب ‪ ،‬و اجلبهم عل ّ‬

‫رمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسانى السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسّدهر بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسالرزاء حّتسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى‬


‫فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسؤادي فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي غشسسسسسسسسسسسسسسسسسسساء مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن نبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسال‬

‫فصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرت إذا أصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسابتني سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسهام‬


‫سرت الّنصال على الّنصال‬ ‫تك ّ‬

‫ل أشكو من دهر إذا أساء أصّر على إسائته ‪ ،‬و إذا أحسسسن نسسدم مسسن سسساعته ‪ ،‬و مسسن‬ ‫إلى ا ّ‬
‫ل أسئل دفسسع‬ ‫ل صناعتهم الّلدد و الفساد ‪ ،‬و من ا ّ‬ ‫ل بضاعتهم الود و العناد ‪ ،‬و ك ّ‬‫معشر ج ّ‬
‫كيد الخسائنين و اصسلح نفسوس الحاسسدين ‪ ،‬و انقطساع ألسسن المعانسدين و أسسئله التوفيسق‬
‫لس‬
‫نا ّ‬ ‫طسساهرة و قسد مس ّ‬
‫ل عليه و آلسسه و عسسترته ال ّ‬‫لشرح المجّلدات التية بجاه محّمد صّلى ا ّ‬
‫ى بالفراغ من هذا المجّلد بعد الياس لتفّرق الحواس صبيحة يوم الثنين و هسسو الّرابسسع‬ ‫عل ّ‬
‫و العشرون من شهر جمادى الخرة من شهور ثلث عشسسرة و ثلثمسسأة و ألسسف سسسنة مسسن‬
‫ب العسسالمين و‬‫لس ر ّ‬
‫الهجرة النبوّية على مهاجرهسسا ألسسف صسسلة و سسسلم و تحّيسسة و الحمسسد ّ‬
‫سلم على محّمد و آله الطيبين ‪.‬‬ ‫صلة و ال ّ‬‫ال ّ‬

‫] ‪[ 89‬‬

‫لس‬
‫هذا هو المجلسسد الخسامس مسن مجلسسدات منهسساج البراعسة فسسى شسرح نهسج البلغسسة بسسم ا ّ‬
‫ل اّلذي سلك بنا نهج البلغة للهتدآء إلى مناهج البيسسان ‪ ،‬و ألهمنسسا‬ ‫الّرحمن الّرحيم ألحمد ّ‬
‫سلم علسى دوحسة الّنبسّوة اّلستي‬ ‫صلوة و ال ّ‬
‫منهاج البراعة للرتقاء إلى معارج المعان ‪ ،‬و ال ّ‬
‫سسسيادة و‬‫طسسابت فرعسسا و أصسسل ‪ ،‬و وشسسيجة الّرسسسالة اّلسستى سسسمت رفعسسة و نبل ‪ ،‬عيسسن ال ّ‬
‫شرف اّلسسذي أظهسسر الخيلء فسسي مضسسر و نسسزار ‪ ،‬محّمسسد المختسسار مسسن‬ ‫الفخار ‪ ،‬و خدين ال ّ‬
‫سسسللة عسسدنان ‪ ،‬و أحمسسد المسسستأثر بمكرمسسات الفرقسسان ‪ ،‬و آلسسه الموصسسوفين بالعصسسمة و‬
‫طهارة ‪،‬‬‫ال ّ‬

‫و المهتوفين بالحكمة و الفخارة ‪ ،‬و الموسومين بالخلفة و المامة ‪،‬‬

‫شرافة و الكرامة ‪ ،‬ل سّيما إبن عّمه و أخيه المنتجب و وزيره و وصسسّيه‬
‫و المرسومين بال ّ‬
‫شرف ‪،‬‬ ‫سبق في مضمار العّز و ال ّ‬‫المنتخب ‪ ،‬الحآئز قصب ال ّ‬

‫سؤدد فما له عنه منصرف ‪ ،‬المخصوص بإمسسارة المسسؤمنين ‪،‬‬ ‫و البارع على القران في ال ّ‬
‫ل ناصسسب جاحسسد ‪ ،‬و عمسسى‬
‫ب العسسالمين ‪ ،‬علسسى رغسسم كس ّ‬
‫و المنصوص بالمامة من عند ر ّ‬
‫ل منافق معاند ‪.‬‬
‫عين ك ّ‬

‫] ‪[ 90‬‬

‫يسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا آل طسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسه الكرميسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن ألّيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسة‬


‫بكسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم و مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا دهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسري يميسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن فجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسار‬

‫إّنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي منحتكسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم المسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوّدة راجيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا‬


‫نيلسسسسسسسسسسسسسسسسسى المنسسسسسسسسسسسسسسسسسى فسسسسسسسسسسسسسسسسسي الخمسسسسسسسسسسسسسسسسسسة الشسسسسسسسسسسسسسسسسسبار‬

‫سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسلم فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسأنتم‬
‫فعليكسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم مّنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي ال ّ‬
‫أقصى رجاى و منتهى ايثاري‬

‫أما بعد فهذا هو المجّلد الخامس من مجّلدات منهاج البراعة في شرح نهسسج البلغسسة املء‬
‫ل بن محّمد بسسن هاشسسم الهاشسسمي العلسسوي الموسسسوي‬
‫ي حبيب ا ّ‬‫المفتاق إلى غفران رّبه الغن ّ‬
‫ل سبحانه و أعانه على اتمامه و ختامه ‪ ،‬ببداعة اسسسلوبه و نظسسامه و جعلسسه ممحسساة‬ ‫وّفقه ا ّ‬
‫لذنوبه و آثامه ‪ ،‬يوم حشره و قيامه ‪ ،‬اّنه لما يشاء قدير ‪ ،‬و بالجابة حقيق جدير ‪.‬‬

‫ل عنه ‪:‬‬
‫ي رضي ا ّ‬
‫فأقول ‪ :‬قال السّيد الّرض ّ‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫و هى المأة و السادسة و الستون من المختار فى باب الخطسسب و هسسي مرويسسة فسسي البحسسار‬
‫ل‪.‬‬
‫طلع عليه إنشاء ا ّ‬
‫من كامل ابن الثير بيسير اختلف و تغيير حسبما ت ّ‬
‫شسّر ‪ ،‬فخسسذوا نهسسج الخيسسر تهتسسدوا ‪ ،‬و‬‫ل سبحانه أنزل كتابا هاديا بّيسسن فيسسه الخيسسر و ال ّ‬
‫نا ّ‬
‫إّ‬
‫ل تسسؤّدكم إلسسى الجّنسسة ‪،‬‬
‫شّر تقصدوا و الفرائض الفرائض أّدوها إلى ا ّ‬ ‫اصدفوا عن سمت ال ّ‬
‫ل حّرم حراما غير مجهول ‪،‬‬ ‫نا ّ‬
‫إّ‬

‫ضل حرمة المسلم على الحسسرم كّلهسسا و شسّد بسسالخلص و‬ ‫ل حلل غير مدخول ‪ ،‬و ف ّ‬ ‫و أح ّ‬
‫الّتوحيد حقوق المسلمين في معاقدها ‪ ،‬فالمسلم من سلم‬

‫] ‪[ 91‬‬

‫ل بمسسا يجسسب ‪ ،‬بسسادروا أمسسر‬


‫ل أذى المسسسلم إ ّ‬
‫ق ‪ ،‬و ل يح ّ‬ ‫ل بالح ّ‬
‫المسلمون من لسانه و يده إ ّ‬
‫سسساعة تحسسدوكم ‪ ،‬تخّففسسوا‬
‫ن ال ّ‬
‫ن الّناس أمسسامكم و إ ّ‬
‫صة أحدكم و هو الموت ‪ ،‬فإ ّ‬ ‫العاّمة و خا ّ‬
‫تلحقوا ‪ ،‬فإّنما ينتظر بأّولكم اخركم ‪،‬‬

‫لس و ل‬
‫ل في عباده و بلده ‪ ،‬فإّنكم مسئولون حّتسسى عسسن البقسساع و البهسسائم أطيعسسوا ا ّ‬ ‫إّتقوا ا ّ‬
‫شّر فاصدفوا عنه ‪.‬‬ ‫تعصوه و إذا رأيتم الخير فخذوا به و إذا رأيتم ال ّ‬

‫ععععع‬

‫) صدفت ( عنه أصدف من باب ضرب أعرضت و ) قصد ( في المسسر قصسسدا مسسن بسساب‬
‫سط و طلب السّد و لم يجاوز الحّد و هو على قصسسد أى رصسسد و طريسسق‬ ‫ضرب أيضا تو ّ‬
‫قصد أى سهل و ) دخل ( عليه بالبناء على المفعول إذا سبق وهمه إلسسى شسسيء فغلسسط فيسسه‬
‫من حيث ل يشعر و ) البقعة ( من الرض القطعة و تضّم الباء فسسي الكسسثر فتجمسسع علسسى‬
‫بقع مثل غرفة و غرف و تفتح فتجمع على بقاع بالكسر مثل كلبة و كلب ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫سسسلم فالمسسسلم‬‫قوله و الفرائض الفرائض بالنصب على الغراء ‪ ،‬و الفاء في قوله عليه ال ّ‬
‫ن الّنسساس تعليسسل و كسسذا‬
‫صة أحدكم عطف على أمر و الفاء في قوله فا ّ‬‫فصيحة ‪ ،‬و قوله خا ّ‬
‫في قوله فانكم مسؤلون ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ن هذه الخطبة الشريفة كما قاله السّيد » ره « و غيره خطب بها فسسي أّول خلفتسسه ‪،‬‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫ل سبحانه أنسسزل ( علسسى نسسبّيه‬
‫نا ّ‬‫و صّدر كلمه بالتنبيه على فضل الكتاب المجيد فقال ) إ ّ‬
‫ق اليقين ‪ ،‬كما قال‬‫أشرف المرسلين ) كتابا هاديا ( إلى نهج الح ّ‬

‫] ‪[ 92‬‬
‫ى للمّتقين « ) بّين فيه الخير ( المق سّرب إلسسى رضسسوانه ) و‬
‫عّز من قائل » ل ريب فيه هد ً‬
‫الشّر ( المبّعد عن جنانه ) فخذوا نهج الخير ( ل ) تهتدوا ( إلى الصراط المستقيم المؤّدى‬
‫إلى نضرة النعيم ) و اصدفوا عن سمت الشّر ( أى أعرضوا عسسن طريقسسه ل ) تقصسسدوا (‬
‫أى تطلبوا السداد ‪ ،‬و تسلكوا سبيل الّرشاد ‪.‬‬

‫ث على مواظبة الفرائض و الواجبات و المراقبة عليها في جميع الحالت فقال عليسسه‬ ‫ثّم ح ّ‬
‫لس تسؤّدكم إلسى الجّنسة ( أى أوصسلوها إليسه‬ ‫سلم ‪ ) :‬و الفسرائض الفسرائض أّدوهسا إلسى ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫لسس التق سّرب‬
‫سبحانه لتوصلكم إلى الجّنة ‪ ،‬و هو من باب المشاكلة إذ المراد بايصالها إلى ا ّ‬
‫بها إليه و طلب الّزلفى بها لديه ‪ ،‬و نسبة التأدية إلى الجّنة إليها من باب المجاز العقلسسي و‬
‫ل س عليسسه و آلسسه ) حرامسسا‬ ‫ل حّرم ( في كتابه و سّنة نسسبّيه ص سّلى ا ّ‬‫نا ّ‬‫السناد إلى السبب ) إ ّ‬
‫ل حلل غيسسر‬ ‫ي فل عسسذر لمسسن جهلسسه ) و أحس ّ‬ ‫ي بل هو واضسسح جلس ّ‬‫غير مجهول ( و ل خف ّ‬
‫ضل حرمة المسسسلم‬ ‫مدخول ( أى ليس فيه عيب و ل ريب ‪ ،‬فل بأس على من تناوله ) و ف ّ‬
‫ل عليسسه و آلسسه ‪ :‬حرمسسة المسسسلم‬ ‫على الحرم كّلها ( كما أفصح عنه لسان النبّوة قال صّلى ا ّ‬
‫ل حرمة دمه و ماله و عرضه ) و شّد بالخلص و التوحيد حقسسوق المسسسلمين فسسي‬ ‫فوق ك ّ‬
‫حسسدين المحافظسسة‬ ‫معاقدها ( أي ربطها بهما في مرابطهسسا ‪ ،‬فسسأوجب علسسى المخلصسسين المو ّ‬
‫لمسسة‬‫علسسى حقسسوق المسسسلمين و مراعسسات مواضسسعها هكسسذا قسسال الشسسارح البحرانسسي و الع ّ‬
‫ق‬
‫المجلسي » ره « و هو ظاهر الشارح المعتزلي ‪ ،‬و يجوز أن يصوبه أنه سبحانه شّد ح ّ‬
‫ن إسسسلمه و‬ ‫ل سسسبحانه ‪ 1 .‬يعنسسي أ ّ‬ ‫المسلم في معقده بسبب اخلصه الوحدانّية و توحيده ّ‬
‫سسسلم فسسي روايسسة‬ ‫توحيده أوجسسب ترتيسسب أحكسسام السسسلم عليسسه كمسسا قسسال الصسسادق عليسسه ال ّ‬
‫ل بسسه‬
‫ضل المروّية في الكسسافي ‪ :‬السسسلم يحقسسن بسسه السّدم و تسسؤّدى بسسه المانسسة و تسسستح ّ‬ ‫المف ّ‬
‫الفروج ‪.‬‬

‫سلم قسسال ‪ :‬السسسلم شسسهادة أن ل إلسسه‬


‫و في رواية اخرى عن سماعة عن الصادق عليه ال ّ‬
‫لا ّ‬
‫ل‬ ‫إّ‬

‫‪-----------‬‬
‫لل ل‬
‫) ‪ ( 1‬لل لل ‪ :‬ل للل لل لل ل ل ل لل لل للللل‬
‫للللللل ) لل ( ل لللللللل ل لل ل ل ل لللل لل‬
‫لل للل لل ل ل ل للل ) ل ( ل للللللل ل لل لل ل‬
‫لل ل للل ل‬
‫للل للللل ل للل لل لللل لل لل للل‬
‫للللللل ل للللللل للل للل لل لللللل ل لل‬
‫لللللللل ل لل ل ل ل لل للل ل لل لللل للللل‬
‫للل لللللل للللل لللل ) للل ( ‪.‬‬

‫] ‪[ 93‬‬
‫ل عليه و آله و سّلم به حقنت الدماء و عليه جرت المناكح‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫و التصديق برسول ا ّ‬
‫و المسسواريث هسسذا و لكسسن الظهسسر مسسا ذكسسروه بقرينسسة التفريسسع بقسسوله ) فالمسسسلم مسسن سسسلم‬
‫ق ( و إن كان يمكن توجيهه على ما ذكرناه أيضا بنوع‬ ‫ل بالح ّ‬
‫المسلمون من لسانه و يده إ ّ‬
‫تكّلف فافهم هذا ‪.‬‬

‫ق عسسدمه و‬‫ف اليد و الّلسان عن المسلم إذا استح ّ‬ ‫ق تنبيه على أّنه ل يجب ك ّ‬
‫ل بالح ّ‬
‫و قوله إ ّ‬
‫قد ورد نظير هذا الستثناء في الكتاب العزيز قال تعالى ‪ :‬و ل تقتلوا النفس التى حّرم ا ّ‬
‫ل‬
‫سرون أى بإحدى ثلث إّما زنا بعد إحصان أو كفسسر بعسسد إيمسسان أو قتسسل‬ ‫ق قال المف ّ‬
‫ل بالح ّ‬
‫إّ‬
‫المؤمن عمدا ظلما ‪.‬‬

‫ن الماء مصسسدرية أى‬


‫ل بما يجب ( تأكيد لما سبق على أ ّ‬
‫ل أذى المسلم إ ّ‬
‫و قوله ‪ ) :‬و ل يح ّ‬
‫ق‪،‬‬
‫ل بالح ّ‬
‫ل مع وجوبه ‪ ،‬فيكون مساقه مساق قوله إ ّ‬ ‫ل يجوز أذاه إ ّ‬

‫ف عنسسه عنسسد‬
‫ل الكلم السسسابق علسسى جسسواز عسسدم الكس ّ‬
‫و يجوز أن يكون تأسيسسسا فسسانه لمسسا د ّ‬
‫ل بمسسا يجسسب مسسن‬
‫الستحقاق نّبه بهذا الكلم على أنه ل يجوز أذاه عند السسستحقاق أيضسسا إ ّ‬
‫صله التنبيه على جسسواز أذّيتسسه مسسن بسساب المسسر‬
‫الذى كما و كيفا فتكون ما موصولة و مح ّ‬
‫صة تسسستحّقها علسسى‬
‫بالمعروف و النهى عن المنكر بمقدار مخصوص يستحّقه أو كيفّية خا ّ‬
‫ما تقّرر في باب الحسبة هذا ‪.‬‬

‫سسسلم وجسسوب مراعسسات حرمسسة المسسسلم و المحافظسسة علسسى‬ ‫و قد تلخص مما ذكسسره عليسسه ال ّ‬
‫سلم ‪:‬‬
‫حقوقه و قد اشير إليها في أخبار أهل البيت عليهم ال ّ‬

‫سسسلم قسسال المسسسلم أخسسو‬


‫لس عليسسه ال ّ‬
‫ي عن أبي المعزا عن أبي عبد ا ّ‬‫ففي الوسائل عن الكلين ّ‬
‫ق على المسلمين الجتهاد فسسي التواصسسل و‬ ‫المسلم ل يظلمه و ل يخذله و ل يخونه ‪ ،‬و يح ّ‬
‫التعاون على التعاطف ‪ ،‬و المواساة لهل الحاجة ‪ ،‬و تعاطف بعضهم على بعض ‪،‬‬

‫ل رحماء بينكم متراحمين مغتمين لما غاب عنكم مسسن‬


‫ل عّز و ج ّ‬
‫حتى تكونوا كما أمركم ا ّ‬
‫ل عليه و آلسسه و‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫أمرهم ‪ ،‬على ما مضى عليه معشر النصار على عهد رسول ا ّ‬
‫سّلم ‪.‬‬

‫ق المسسلم علسى‬
‫سلم قال ‪ :‬قلت لسه ‪ :‬مسا حس ّ‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫و عن معّلى بن خنيس عن أبي عبد ا ّ‬
‫ل و هو عليه واجب ‪ ،‬إن‬ ‫قإ ّ‬
‫نح ّ‬‫المسلم ؟ قال ‪ :‬له سبع حقوق واجبات ما منه ّ‬

‫] ‪[ 94‬‬

‫ل فيه من نصيب قلت له ‪:‬‬


‫ل و طاعته ‪ ،‬و لم يكن ّ‬
‫ضيع منها شيئا خرج من ولية ا ّ‬
‫جعلت فداك و ما هي ؟ قال يا معّلى إّني عليك شفيق أخاف أن تضّيع و ل تحفسسظ أو تعلسسم‬
‫ل‪.‬‬‫ل با ّ‬
‫و ل تعمل قلت ‪ :‬ل قّوة إ ّ‬

‫ق‬
‫ب لنفسسسك ‪ ،‬و تكسسره لسسه مسسا تكسسره لنفسسسك و الحس ّ‬
‫ب له ما تحس ّ‬
‫ق منها أن تح ّ‬
‫قال ‪ :‬أيسر ح ّ‬
‫الثاني أن تجتنب سخطه و تّتبع مرضاته و تطيع أمره ‪.‬‬

‫ق الثالث أن تعينه بنفسك و مالك و لسانك و يدك و رجلك ‪.‬‬


‫و الح ّ‬

‫ق الّرابع أن تكون عينه و دليله و مرآته ‪.‬‬


‫و الح ّ‬

‫ق الخامس أن ل تشبع و يجوع ‪ ،‬و ل تروى و يظماء ‪ ،‬و ل تلبس و يعرى ‪.‬‬
‫و الح ّ‬

‫سسسل‬
‫سادس أن يكون لك خادم و ليس لخيك خادم فسسوجب أن تبعسسث خادمسسك فيغ ّ‬ ‫ق ال ّ‬
‫و الح ّ‬
‫ثيابه ‪ ،‬و يصنع طعامه ‪ ،‬و يمّهد فراشه ‪.‬‬

‫ق السابع أن تبّر قسمه ‪ ،‬و تجيب دعوته ‪ ،‬و تعود مريضسسه ‪ ،‬و تشسسهد جنسسازته و إذا‬ ‫و الح ّ‬
‫ن له حاجة تبادره إلى قضائها و ل تلجئه إلسسى أن يسسسئلكها و لكسسن تبسسادره مبسسادرة‬
‫علمت أ ّ‬
‫فاذا فعلت ذلك وصلت وليتك بوليته و وليته بوليتك ‪.‬‬

‫ي الكراجكى في كنز الفوائد عسسن الحسسسين بسسن محمّسسد ابسسن‬ ‫و في الوسائل عن محّمد بن عل ّ‬
‫ي الجعابي عن القاسم بسسن محّمسسد بسسن جعفسسر العلسسوي عسسن‬ ‫صيرفي عن محّمد بن عل ّ‬ ‫ي ال ّ‬
‫عل ّ‬
‫لس عليسسه و آلسسه و سسّلم‬
‫لس صسّلى ا ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬قسسال رسسسول ا ّ‬‫ي عليه ال ّ‬
‫أبيه عن آبائه عن عل ّ‬
‫ل بالداء أو العفو ‪:‬‬
‫للمسلم على أخيه ثلثون حّقا ل براءة له منها إ ّ‬

‫يغفر زّلته ‪ ،‬و يرحم عبرته ‪ ،‬و يستر عورته ‪ ،‬و يقيل عثرته ‪ ،‬و يقبل معذرته ‪،‬‬

‫و يرّد غيبته ‪ ،‬و يديم نصسسيحته ‪ ،‬و يحفسسظ خّلتسسه ‪ ،‬و يرعسسى ذّمتسسه ‪ ،‬و يعسسود مرضسسته ‪ ،‬و‬
‫يشهد ميتته ‪ ،‬و يجيب دعوته ‪ ،‬و يقبل هديته ‪ ،‬و يكافي صلته ‪ ،‬و يشكر نعمته ‪ ،‬و يحسن‬
‫نصرته و يحفظ حليلته ‪ ،‬و يقضى حاجته ‪ ،‬و يشفع مسئلته ‪ ،‬و يسّمت عطسته ‪ ،‬و يرشسسد‬
‫ضالته و يرّد سلمه ‪ ،‬و يطيب كلمه ‪ ،‬و يبّر إنعامه ‪ ،‬و يصّدق أقسامه ‪ ،‬و يوالي ولّيه ‪،‬‬

‫و يعادى عدّوه و ينصره ظالما و مظلوما فأّمسسا نصسسرته ظالمسسا فيسسرّده عسسن ظلمسسه ‪ ،‬و أّمسسا‬
‫نصرته‬

‫] ‪[ 95‬‬

‫ب له من الخير ما يحبّ لنفسه‬


‫مظلوما فيعينه على أخذ حّقه ‪ ،‬و ل يسلمه و ل يخذله و يح ّ‬
‫‪ ،‬و يكره له من الشّر ما يكره لنفسه ‪.‬‬
‫ن أحسسدكم ليسسدع مسسن‬
‫لس عليسسه و آلسسه يقسسول ‪ :‬إ ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫سلم سمعت رسول ا ّ‬‫ثّم قال عليه ال ّ‬
‫حقوق أخيه شيئا فيطالب به يوم القيامة فيقضى له و عليه ‪.‬‬

‫سلم بالمبادرة إلى الموت مؤّيدا به البدار إلى تهّية أسبابه فقال ‪:‬‬
‫ثّم أمر عليه ال ّ‬

‫صة أحدكم و هو ( أى ذلك المر ) الموت ( ‪.‬‬


‫) و بادروا أمر العاّمة و خا ّ‬

‫صسسة أحسسدكم‬
‫شارح المعتزلي سّماه المواقعة العاّمة لّنه يعّم الحيوان كّله ثّم س سّماه خا ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫ل انسسسان بعينسسه خصوصسّية زايسسدة علسسى ذلسسك العمسسوم‬ ‫ن له مع كس ّ‬
‫لأّ‬ ‫لّنه و إن كان عاّما إ ّ‬
‫ن الباس أمامكم بالباء‬ ‫ن الناس أمامكم ( أى سبقوكم إلى الموت ‪ ،‬و في بعض النسخ فا ّ‬ ‫) فا ّ‬
‫ن الساعة تحدوكم ( أى يسوقكم من خلفكم ) تخّففوا ( بالقناعة مسسن‬ ‫حدة أى الفتنة ) و إ ّ‬‫المو ّ‬
‫ن المسسسافر الخفيسف‬ ‫الّدنيا باليسير و ترك الحرص عليهسا و ارتكساب المسآثم ) تلحقسوا ( فسا ّ‬
‫أحرى بلحوق أصحابه و بالنجاة ) فاّنما ينتظر بأّولكم آخركم ( أى للبعث و النشور ‪.‬‬

‫و قد مضى هذا الكلم بعينه في الخطبة الحاديسة و العشسرين و تقسّدم شسرحه هنساك بمسا ل‬
‫مزيد عليه ‪.‬‬

‫ل فسسي عبسساده ( و رعايسسة مسسا يجسسب‬‫ثّم أمرهم بالتقوى لّنه الّزاد إلى المعاد فقال ‪ ) :‬اّتقوا ا ّ‬
‫ل تعالى تلك الّدار الخرة‬ ‫مراعاته من حقوقهم ) و بلده ( بترك العلّو و الفساد فيها قال ا ّ‬
‫لرض و ل فسادًا و العاقبة للمّتقين ) فسساّنكم مسسسؤلون (‬ ‫نجعلها لّلذين ل يريدون علّوا في ا َ‬
‫ن عما كنتم تعملون و قوله ‪ :‬و قفوهم إّنهسسم مسسسؤلون ) حّتسسى عسسن البقسساع (‬ ‫لقوله ‪ :‬و لتسئل ّ‬
‫فيقال لم استوطنتم هذه و تركتم هذه ‪.‬‬

‫و قد ورد الّنهى عن إقامة بلد الشرك مع إمكان الخروج منها و اذا لسسم يتمّكسن مسن القيسام‬
‫بوظائف السلم و كذا عن مجالسة أهل البدع و المعاصي كما مّر في‬

‫] ‪[ 96‬‬

‫شرح الخطبة الخامسة و الثمانين ) و البهائم ( فيقال ‪ :‬لم ضربتم هذه و أوجعتم هسسذه فسساّنه‬
‫تعالى قد جعل للبهائم حّقا على صاحبها ‪.‬‬

‫لس‬
‫صدوق عن حفص بن البختري عن أبسسي عبسسد ا ّ‬ ‫روى في الوسائل من عقاب العمال لل ّ‬
‫ن امرأة عذبت في هّرة ربطتها حّتى ماتت عطشا ‪.‬‬
‫سلم قال ‪ :‬إ ّ‬
‫عليه ال ّ‬

‫صسسادق‬
‫و من مكارم الخلق للحسن بن الفضل الطبرسي نقل من كتاب المجسسالس عسسن ال ّ‬
‫سلم قال أقذر الّذنوب قتل البهيمة ‪ ،‬و حبس مهر المرأة ‪ ،‬و منع الجير أجره ‪.‬‬
‫عليه ال ّ‬
‫ل س عليسسه و آلسسه‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫ن النب ّ‬
‫و في الوسائل عن الصدوق باسناده عن السكوني باسناده أ ّ‬
‫ل عليه و آله و س سّلم ‪ :‬أيسسن صسساحبها مسسروه‬ ‫أبصر ناقة معقولة عليها جهازها فقال صّلى ا ّ‬
‫فليستعّد غدا للخصومة ‪.‬‬

‫ي عسسن أبيسسه قسسال‬


‫و فيه عن محّمد بن محّمد المفيد في الرشاد مسندا عسسن إبراهيسسم بسسن علس ّ‬
‫سلم فالتسساثت عليسسه الّناقسسة فسسي سسسيرها فأشسسار إليهسسا‬
‫ي بن الحسين عليهما ال ّ‬
‫حججت مع عل ّ‬
‫بالقضيب ‪ ،‬ثّم قال آه لول القصاص و رّد يده عنها ‪.‬‬

‫سسسلم قسسال اضسسربوها علسسى‬


‫لس عليسسه ال ّ‬
‫صدوق قال ‪ :‬روى أنه يعني أبسسا عبسسد ا ّ‬
‫و فيه عن ال ّ‬
‫العثار و ل تضربوها على النفار ‪ ،‬فاّنها ترى ما ل ترون ‪.‬‬

‫صدوق باسناده عن اسماعيل بن أبي زياد باسناده عسسن جعفسسر بسسن محّمسسد عسسن‬‫و فيه عن ال ّ‬
‫ل عليه و آله للداّبة على صسساحبها خصسسال‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬قال رسول ا ّ‬
‫آبائه عليهم ال ّ‬
‫يبدء بعلفها اذا نزل ‪ ،‬و يعرض عليها الماء اذا مّر به ‪ ،‬و ل يضرب وجههسسا فاّنهسسا تس سّبح‬
‫بحمد رّبها ‪،‬‬

‫ل و ل يحّملها فوق طاقتها و ل يكّلفها مسسن المشسسى إ ّ‬


‫ل‬ ‫ل في سبيل ا ّ‬
‫و ل يقف في ظهرها ا ّ‬
‫ما تطيق ‪.‬‬

‫ل س عليسسه‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬قال رسول ا ّ‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫صدوق مرسل عن أبي عبد ا ّ‬ ‫و عن ال ّ‬
‫ب و ل تّتخذوا ظهورها مجالس ‪.‬‬ ‫و آله ‪ :‬ل تتوّركوا على الدوا ّ‬

‫لس و ل‬
‫ثّم أمرهم بالطاعة و نهاهم عن المعصية على سبيل الجمسسال فقسسال ‪ ) :‬أطيعسسوا ا ّ‬
‫تعصوه و إذا رأيتم الخير فخذوا به ( لّنه ينفعكم في العاجل و الجل‬

‫] ‪[ 97‬‬

‫) و إذا رأيتم الشّر فأعرضوا عنه ( لنه يسوقكم الى الجحيم و يؤّدى إلى العذاب الليم ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫روى في مجّلد الفتن من البحار من كامل ابن الثير هذه الخطبة باختلف يسير قال ‪ :‬قال‬
‫جة من سنة خمس و ثلثين مسسن‬ ‫سلم يوم الجمعة لخمس بقين من ذى الح ّ‬‫‪ :‬و بويع عليه ال ّ‬
‫ل و أثنى عليه ثّم قسسال عليسسه‬
‫سلم حين استخلف حمد ا ّ‬‫الهجرة و أّول خطبة خطبها عليه ال ّ‬
‫سلم ‪.‬‬‫ال ّ‬
‫ل أنزل كتابا هاديا بّيسن فيسه الخيسر و الشسّر فخسذوا الخيسر ‪ ،‬و دعسوا الشسّر الفسرائض‬
‫نا ّ‬‫إّ‬
‫ل حّرم حرمات غير مجهولة ‪،‬‬ ‫نا ّ‬
‫ل تؤّدكم إلى الجّنة إ ّ‬‫أّدوها إلى ا ّ‬

‫ضل حرمة المسلم على الحرم كّلهسسا ‪ ،‬و ش سّد بسسالخلص و التوحيسسد حقسسوق المسسسلمين‬
‫وف ّ‬
‫ل بما يجب‬ ‫ل دم امرء مسلم إ ّ‬‫ق و ل يح ّ‬
‫ل بالح ّ‬
‫فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده إ ّ‬
‫‪.‬‬

‫سسساعة‬
‫ن الّنسساس أمسسامكم و إّنمسسا خلفكسسم ال ّ‬
‫صسسة أحسسدكم المسسوت ‪ ،‬فسسا ّ‬
‫بادروا أمر العاّمسسة و خا ّ‬
‫تحدوكم ‪ ،‬تخّففوا تلحقوا فانما ينتظر الناس بآخركم ‪.‬‬

‫ل في عباده و بلده ‪ ،‬إّنكم مسؤلون حّتى عن البقاع و البهائم و أطيعوا ا ّ‬


‫ل‬ ‫ل عباد ا ّ‬
‫اّتقوا ا ّ‬
‫و ل تعصوه و إذا رأيتم الخير فخذوه و إذا رأيتم الشّر فدعوه ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫ي كردگار است در اّول خلفت خود فرموده ‪:‬‬


‫از جمله خطب شريفه آن بزرگوار و ول ّ‬

‫بدرستى كه خداى عّز و عل نازل فرموده كتابى كه هدايت كننده است بيسسان فرمسسوده در‬
‫آن نيك و بد را ‪ ،‬پس أخذ نمائيد راه خير را تا هدايت يابيد ‪،‬‬

‫و اعراض كنيد از راه شر تا ميانهرو باشسسيد مسسواظبت نمائيسسد بفسسرائض مسسواظبت نمائيسسد‬
‫بفرائض برسانيد آنها را بسوى پروردگار تا اينكه برساند آنها شما را بسوى‬

‫] ‪[ 98‬‬

‫بهشت عنبر سرشت ‪.‬‬

‫بدرستى كه خداوند تبارك و تعالى حرام فرموده حراميكه مجهول نيسسست و حلل كسسرده‬
‫حلليرا كه بىعيب است ‪ ، .‬و تفضيل داده احترام مسلمان را بر جميع حرمتهسسا و بسسسته‬
‫باخلص و توحيد حقهاى مسلمانان را در مواضع بستن آنها ‪ ،‬پس مرد مسسسلمان آنكسسسى‬
‫اسسست كسسه سسسلمت باشسسند مسسسلمانان از زبسسان آن و از دسسست آن مگسسر بسسوجه حقسسانيت و‬
‫حلل ‪ ،‬نيست اذيت و آزار مسلمان مگر بآنچه كه واجب باشد ‪.‬‬

‫مبادرت نمائيد بر كاريكه عام است و شامل بهمه عالميان ‪ ،‬و بر آنچه كه مختص اسسست‬
‫بهر يكى از شما و آن مرگست پس بدرستيكه مردم در پيش شمايند و بدرسسستيكه سسساعت‬
‫ميراند شسسما را از پسسس شسسما بسسآخرت ‪ ،‬سسسبكبار بشسسويد تسسا لحسسق باشسسيد بگذشسستگان پسسس‬
‫بدرستى كه انتظار مىكشد بسبب اّول شما آخر شما ‪.‬‬
‫بپرهيزيد و بترسيد از خدا در خصوص بنسسدهاى او ‪ ،‬و شسسهرهاى او ‪ ،‬پسسس بتحقيسسق كسسه‬
‫شما مسؤل خواهيد شد از هر خوب و بد حّتى از بقعهاى زمين و از چهار پايان ‪.‬‬

‫اطاعت كنيد خدا را و معصيت ننمائيد و زمانى كه به بينيد خير و خوبي را پس بگيريد‬
‫آن را و أخذ نمائيد و چون مشاهده كنيد بد را پس اعراض كنيد از آن و اجتناب نمائيد ‪.‬‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫و هو المأة و السابع و الستون من المختار في باب الخطب بعد ما بويع بالخلفة و قد قال‬
‫سلم ‪:‬‬
‫صحابة لو عاقبت قوما مّمن أجلب على عثمان فقال عليه ال ّ‬
‫له قوم من ال ّ‬

‫يا إخوتاه إّني لست أجهل ما تعلمون و لكسسن كيسسف لسسي بقسّوة و القسسوم المجلبسسون علسسى حسّد‬
‫شوكتهم يملكوننا و ل نملكهم و ها هم‬

‫] ‪[ 99‬‬

‫هؤلء قد ثارت معهم عبدانكم و التّفت إليهم أعرابكم و هم خللكم يسسسومونكم مسسا شسساؤا و‬
‫ن لهسسؤلء‬‫ن هسسذا المسسر أمسسر جاهلّيسسة و إ ّ‬
‫هل ترون موضعا لقدرة على شيء تريسسدونه و إ ّ‬
‫ن الّناس من هذا المر إذا حّرك على أمور ‪ :‬فرقسسة تسسرى مسسا تسسرون ‪ ،‬و فرقسسة‬ ‫القوم ماّدة إ ّ‬
‫ترى ما ل ترون ‪،‬‬

‫و فرقة ل ترى هذا ‪ ،‬و ل هذا ‪ ،‬فاصبروا حّتسى يهسدء الّنساس ‪ ،‬و تقسع القلسوب مواقعهسا و‬
‫تؤخذ الحقوق مسمحة فاهّدؤا عّني و انظسسروا مسسا ذا يسسأتيكم بسسه أمسسري ‪ ،‬و ل تفعلسسوا فعلسسة‬
‫تضعضع قّوة و تسقط مّنة و تورث وهنا و ذّلة ‪ ،‬و سامسك المر ما استمسك و إذ لم أجد‬
‫ي‪.‬‬‫بّدا فآخر الّدواء الك ّ‬

‫ععععع‬

‫ل شيء حّدته ‪ ،‬و‬ ‫) أجلبوا ( عليه أى تأّلبوا و اجتمعوا ) و الحّد ( منتهى الشيء ‪ ،‬و من ك ّ‬
‫في بعض النسخ ) على جّد ( بالجيم المكسورة اسم من جّد في المسسر مسسن بسساب ضسسرب و‬
‫قتل اذا اجتهد و سعى فيه ‪ ،‬و منه يقال فلن محسن جّدا أى نهايسسة و مبالغسسة ) و عبسسدان (‬
‫بالكسر جمع عبد مثل جحش و جحشان و الضّم أيضا مثسسل تمسر و تمسران و الشسسهر فسي‬
‫جمعه أعبد و عبيد و عبساد و ) سسام ( فلنسا المسسر إذا كّلفسه إّيسساه ‪ ،‬أكسسثر مسا يسسستعمل فسسي‬
‫العذاب و الشّر قال سبحانه يسومونكم سوء العذاب يذّبحون أبنائكم و يستحيون نسسساءكم و‬
‫) هدأ ( القوم و الصوت يهدء من بسساب منسسع سسسكن و ) سسسمح ( سسسماحة جسساد و أعطسسى أو‬
‫وافق ما اريد منه و أسمح باللف لغة و قال الصمعي سمح ثلثيا بماله و أسمح بقيسساده و‬
‫) المّنة ( بالضّم كالقّوة لفظا و معنى ‪.‬‬
‫] ‪[ 100‬‬

‫ععععععع‬

‫سسسكت ‪،‬‬ ‫جواب لو في قوله لو عاقبت محذوف ‪ ،‬بقرينة المقام و الهاء في قوله يا إخوتاه لل ّ‬
‫سكت فهى هاء تزاد في آخر الكلمة الموقسسوف عليهسسا إذا‬ ‫قال نجم الئمة الّرضي أّما هآء ال ّ‬
‫كان آخرها ألفا و الكلمة حرف أو اسسسم عريسسق فسسي البنسساء نحسسو ل و ذا و هنسسا و ذلسسك ل ّ‬
‫ن‬
‫اللف حرف خفّية فاريد بيانها فاذا جئت بعدها بهاء ساكنة فل بّد من م سّد اللسسف إذا جئت‬
‫بعدها و ذلك في الوصل بحرف آخر تبّين النطق بها و إذا لم تأت بعدها بشيء و ذلك في‬
‫ن أن آخر الكلمة مفتوحة فلذا وصلت ليبّين جوهرها ‪.‬‬ ‫الوقف خفيت حّتى ظ ّ‬

‫و اختاروا أن يكون ذلك الحرف هآء لمناسبتها بالخفاء لحرف الّلين فاذا جائت ساكنة بعد‬
‫اللف فل بّد من تمكين مّد اللف ليقسوم ذلسك مقسسام الحركسة فيمكسن الجمسسع بيسسن سساكنين ‪،‬‬
‫فيبقين اللف بذلك التمكين و المّد ‪.‬‬

‫و قال في باب المنادى المندوب و إذا ندبت يا غلمي بسكون الياء فكذا تقول عند سيبويه‬
‫ن أصلها الفتح عنده و أجاز المبّرد يا غلماه بحذف الياء للسسساكنين قسسال ابسسن‬
‫يا غلمياه ل ّ‬
‫الحاجب و الحذف ليس بوجه و قال نحو وا غلميه أوجه ‪.‬‬

‫سلم مؤّيد لقول المبّرد و شاهد له ‪.‬‬


‫أقول ‪ :‬و قول أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫سكت بعد زيادة الندبة ‪ 1‬واوا كانت أو ياء أو ألفسسا جسسايز فسسي‬ ‫قال نجم الئمة إلحاق هاء ال ّ‬
‫ل يلتبس المندوب بالمضاف إلى ياء المتكّلم المقلوبة‬ ‫الوقف ل واجب و بعضهم يوجبها لئ ّ‬
‫ألفا نحو يا غلما ‪ ،‬و ينبغي أن ل يجب عند هذا القائل مع واو لنها يكفى في الفسسرق بيسسن‬
‫ن اللف المنقلبة عن ياء المتكّلم قد يلحقها الهآء فسسي‬‫الندبة و الندا ‪ ،‬و ليس ما قال بوجه ل ّ‬
‫الوقف كما مّر فاللبس إذا حاصل مع الهاء أيضا و الفارق هو القرينة ‪.‬‬

‫ن اللف فيه مقلوبة عن ياء‬


‫سلم يا إخوتاه فا ّ‬‫أقول ‪ :‬و يكفى في رّد هذا القائل قوله عليه ال ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫سكت كما قاله الّرض ّ‬ ‫المتكّلم و قد لحقها هاء ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬لل للللللل لل لل ل ل لللل للل لللل للل‬
‫لل للللل لل للللل لل للللل ‪.‬‬

‫] ‪[ 101‬‬
‫سلم على حّد شوكتهم ظرف مستقّر حال مسسن ضسسمير المجلبسسون و إضسسافة‬ ‫و قوله عليه ال ّ‬
‫حّد إلى شوكتهم لمّية على رواية حّد بالحاء و بمعنى في على روايته بالجيم كما هو غير‬
‫ي‪.‬‬‫خف ّ‬

‫سلم و ها هم هؤلء للّتنبيه و هى تدخل الجمل و تدخل في جميسسع‬ ‫و الهاء في قوله عليه ال ّ‬
‫المفردات أسماء الشارة نحو هذا و هاتسا و هسسؤلء و كسسثيرا مسسا يفصسل بينهسا و بيسسن اسسسم‬
‫ل ذا و بالضمير المرفوع المنفصل نحو ها أنتم اولء و بغيرهمسسا‬ ‫الشارة بالقسم نحو ها ا ّ‬
‫قليل نحو قولهم هذا لها ها و ذا ليا أى و هذا ليا ‪.‬‬

‫ن هاء المقّدمة في جميسسع ذلسسك كسسانت مّتصسسلة باسسسم الشسسارة أى كسسان‬


‫و ذهب الخليل إلى أ ّ‬
‫ل هذا ‪ ،‬و أنتم هؤلء ‪ ،‬و الّدليل على أّنه فصل حرف التنبيه عن اسم الشارة مسسا‬ ‫القياس ا ّ‬
‫حكى أبو الخطاب عّمن يوّثق به هذا أنا أفعل في موضع ها أنا ذا أفعسسل ‪ ،‬و حسّدث يسسونس‬
‫هذا أنت تقول ذا ‪.‬‬

‫ي دخولها علسسى ذا‬‫و جّوز بعضهم أن يكون هاء المقّدمة في نحو ها أنت ذا تفعل غير منو ّ‬
‫استدلل بقوله تعالى ها أنتم هؤلء و لو كانت هي اّلتي كانت مع اسم الشارة لم تعد بعسسد‬
‫أنتم ‪.‬‬

‫ن تلك العادة للبعد بينهما كما اعيسسد فسسي » فل‬‫قال نجم الئمة و يجوز أن يعتذر للخليل بأ ّ‬
‫ن اّلذين يبخلون « و أيضا قوله » ثّم أنتسسم هسسؤلء تقتلسسون‬
‫تحسبّنهم « بعد قوله » فل تحسب ّ‬
‫ن المقّدم » في ها أنتم اولء « هو اّلذي كان مع اسم الشارة ‪،‬‬ ‫« دليل على أ ّ‬

‫و لو كان في صدر الجملة من الصل لجاز من غير اسم اشارة ها أنت زيد ‪.‬‬

‫و ما حكى الزمخشري من قولهم ها أن زيدا منطلق ‪ ،‬و ها أنا أفعل كذا ممسسا لسسم أعسسثر لسسه‬
‫ص باسم الشارة ‪ ،‬و قد يفصل منه كمسسا م سّر و‬ ‫على شاهد فالولى أن نقول ها التنبيه مخت ّ‬
‫لم يثبت دخوله في غيره ‪.‬‬

‫و قسال نجسم الئمسة أيضسا و اعلسم اّنسه ليسس المسراد مسن قولسك هسا أنسا ذا أفعسل أن تعسّرف‬
‫ن هذا محال بل المعنى فيه و في هسسا أنسست‬‫المخاطب نفسك و أن تعلمه أنت لست غيرك ل ّ‬
‫ذا تقول و ها هو ذا يفعل استغراب وقوع مضمون ذلك الفعل المذكور بعد اسم الشارة‬

‫] ‪[ 102‬‬

‫ن معنى ها أنت ذا تقول أو يضربك زيد ‪ ،‬أنسست هسسذا‬ ‫من المتكّلم أو المخاطب أو الغائب كأ ّ‬
‫الذي أرى من كّنا نتوّقع منه أن ل يقع منه أو عليه مثل هذا الغريب ثّم بّينت بقولسسك تقسسول‬
‫و قولك يضربك زيد اّلذي استغربته و لم تتوّقعه ‪.‬‬
‫قال تعالى ها أنتم ُاولء تحّبونهم فالجملة بعد اسم الشارة لزمة لبيان الحال المستغربة و‬
‫ل لها إذ هي مستأنفة ‪.‬‬‫ل مح ّ‬

‫ل الّنصسسب علسسى‬
‫و قوله ‪ :‬و هم خللكم يسومونكم جملة هم يسومون مبتدء و خبر في محس ّ‬
‫سع ‪.‬‬
‫الحال و خللكم ظرف مستقّر حال من مفعول يسومون قّدمت على ذيها للتو ّ‬

‫عععععع‬

‫سسسلم أّول مسسسير طلحسسة و‬ ‫ن هذا الكلم قاله عليسسه ال ّ‬


‫ن المستفاد من شرح المعتزلي أ ّ‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫الزبير إلى البصرة ) بعد ما بويع بالخلفة و قد قال له قوم من الصحابة لسسو عسساقبت قومسسا‬
‫مّمن أجلب و أعان على ( قتل ) عثمان ( لكان حسنا لمسسا فيسسه مسسن قطسسع عسسذر النسساكثين اذ‬
‫سسسلم ‪ ( :‬معتسسذرا عّمسسا‬‫سكهم في النكت كان المطالبة بدم عثمسسان ) فقسسال عليسسه ال ّ‬ ‫عمدة متم ّ‬
‫اشير عليه ) يا إخوتاه ( إّني على غزارة علمى ) لست أجهسسل مسسا تعلمسسون ( بسسل أعلسسم مسسا‬
‫كان و ما هو كائن و ما يكون ) و لكن كيف لي بقّوة ( على القصاص و النتقام ) و القوم‬
‫المجلبون ( المجتمعون المتسسأّلبون ) علسسى حسّد شسسوكتهم ( أى علسسى غايسسة شسسوكتهم أو مسسع‬
‫كسسونهم مج سّدين فسسي الشسسوكة مبسسالغين فسسي ش سّدة البسسأس ) يملكوننسسا و ل نملكهسسم ( أى هسسم‬
‫سسسلم فسسي هسسذا الجسسواب ظسساهر ل ّ‬
‫ن‬ ‫مسّلطون علينا و لسنا مسّلطين عليهم و صدقه عليه ال ّ‬
‫أكثر أهل المدينة كانوا من المجلبين عليه ‪ ،‬و كان من أهل مصر و من الكوفسسة و غيرهسسم‬
‫خلق عظيم ‪ ،‬حضروا من بلدهم و قطعوا المسافة البعيدة لذلك ‪،‬‬

‫و انضّم إليسه أعسراب الباديسة و عبيسد المدينسة ‪ ،‬و ثساروا ثسورة واحسدة فكسانوا علسسى غايسسة‬
‫سلم بعدم التمّكن و القّوة ‪.‬‬
‫الشوكة و لذلك اعتذر عليه ال ّ‬

‫سلم جمسسع الّنساس و وعظهسم ثسّم قسال لتقسم قتلسسة عثمسسان فقسام الّنسساس‬
‫و قد روى أّنه عليه ال ّ‬
‫ل القليل و كان ذلك الفعل استشهادا منه على صدق قوله ‪ ،‬و نّبه أيضا على‬ ‫بأسرهم إ ّ‬

‫] ‪[ 103‬‬

‫سلم باحالة المشسسيرين عليسسه إحالسسة معاينسسة و باشسسارة حضسسورّية إلسسى كسسثرة‬ ‫صدقه عليه ال ّ‬
‫سسسلم ‪ ) :‬و هسسا هسسم هسسؤلء قسسد ثسسارت ( و هسساجت ) معهسسم‬ ‫المجلبين و شّدتهم فقال عليسسه ال ّ‬
‫عبدانكم و التّفت ( و انضّمت ) إليهم أعرابكسسم و هسسم خللكسسم ( أى بينكسسم غيسسر متباعسسدين‬
‫عنكم ) يسومونكم ما شاؤا ( كيف شاؤا ليس لهم رادع و ل دافع ) و هل ترون ( و الحال‬
‫هذه ) موضعا لقدرة على شيء تريدونه ( ‪.‬‬

‫ن قتلهسسم لعثمسسان كسسان عسسن‬


‫ن هذا المر ( أى أمر المجلبين ) أمسسر جاهلّيسسة ( ل ّ‬‫ثّم قال ‪ ) :‬إ ّ‬
‫ل و إن كان في الواقع مطابقا له ‪.‬‬ ‫عصبّية و حمّية ل لطاعة أمر ا ّ‬
‫صسسبكم‬
‫ن ما تريدون من معاقبة القوم أمر جاهلّية نشسسأ عسسن تع ّ‬ ‫و يمكن أن يكون المراد به أ ّ‬
‫ن الّول أنسسسب‬‫و حمّيتكم و أغراضسسكم الباطلسسة و فيسسه إثسسارة للفتنسسة ‪ ،‬و تهييسسج للشسّر ‪ ،‬لكس ّ‬
‫بسياق الكلم إذ غرضه من إيراد تلك الوجوه إسكات الخصم و عدم تقوية شبه المخسسالفين‬
‫الطالبين لدم عثمان ‪.‬‬

‫ن لهسسؤلء القسسوم مسساّدة ( أى مسسددا و معينيسسن و ) إنّ‬


‫و أّكد تأكيد تضعيف رأيهم بقوله ) و إ ّ‬
‫الّناس من هذا المر إذا حّرك ( عن موضعه و اريد معاقبة المجلبين ) على امور ( ثلثة‬
‫أشار إليها بقوله ) فرقة منهم ترى ما ترون ( و يحكمون بحسن العقاب ) و فرقة ترى ما‬
‫صواب ) و فرقة ( ثالثة ) ل ترى هذا و ل‬ ‫ن في العقاب عدول عن ال ّ‬ ‫ل ترون ( و تزعم أ ّ‬
‫هذا ( و ل يحكمون فيه بصواب و ل خطاء ‪.‬‬

‫و لما بّين اختلف الراء و تشّتت الهواء في التخطئة و التصويب و كان القتصسساص و‬
‫النتقام مسع وجسود هسذا الختلف مظّنسة فتنسة اخسرى كسالولى بسل و أعظسم منهسا و كسان‬
‫الصوب في التدبير و اّلذي يسسوجبه العقسسل و الشسسرع الصسسبر و إمسسساك النكيسسر إلسسى حيسسن‬
‫صبر فقال ‪:‬‬ ‫سكون الفتنة ‪ ،‬و تفّرق تلك الشعوب من المدينة ‪ ،‬ل جرم أمرهم بال ّ‬

‫) فاصبروا حّتى يهدء الناس ( و يسكنوا ) و تقع القلسوب مواقعهسسا ( و تسسؤوب إلسسى النسساس‬
‫أحلمهم ) و تؤخذ الحقوق مسمحة ( منقادة بسهولة ) فاهدؤا ( متفّرقين ) عّنى و انظسسروا‬
‫ماذا يأتيكم به أمسسرى ( و ل تسسستعجلوه و ل تسسسرعوا ) و ل تفعلسسوا فعلسسة ( أى نسسوع فعسسل‬
‫ن المسور مرهونسة‬ ‫) تضعضع ( و تهسسدم ) قسّوة و تسسسقط مّنسة و تسورث وهنسا و ذّلسسة ( فسا ّ‬
‫بأوقاتها و مجتنى‬

‫] ‪[ 104‬‬

‫ل مرارة منها ‪.‬‬


‫الثمرة لغير وقت إيناعها ل تذوق إ ّ‬

‫سلم يؤّمل أن يطيعسسه معاويسسة و غيسسره و أن يحضسسر‬ ‫قال الشارح المعتزلي و كان عليه ال ّ‬
‫بنو عثمان عنسسده يطسسالبون بسسدم أبيهسم و يعّينسسون قومسسا بأعيسسانهم بعضسسهم للقتسسل و بعضسهم‬
‫للتسّور كما جرت عادة المتظّلمين إلى المام و القاضي فحينئذ يتمّكن من العمل بحكم ا ّ‬
‫ل‬
‫شسسام و التجسسأ ورثسسة عثمسسان إليسسه و‬
‫فلم يقع المر بموجب ذلك و عصسسى معاويسسة و أهسسل ال ّ‬
‫سلم و لم يطالبوا القصاص طلبا شرعّيا و إّنما طلبوه‬ ‫فارقوا حوزة أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫مغالبة و جعلها معاوية عصبّية الجاهلية و لم يأت أحد منهم المر من بابه ‪.‬‬

‫و قبل ذلك ما كان من أمر طلحة و الّزبيسسر و نقضسسهما البيعسسة و نهبهمسسا أمسسوال المسسسلمين‬
‫صسسالحين مسسن أهلهسسا و جسسرت امسسور كّلهسسا يمنسسع المسسام عسسن التصسّدي‬
‫بالبصرة و قتلهما ال ّ‬
‫للقصاص و اعتماد مسسا يجسسب اعتمسساده لسسو كسسان المسسر وقسسع علسسى القاعسسدة الصسسحيحة مسسن‬
‫المتطالبة بذلك على وجه السكوت و الحكومة ‪.‬‬

‫سلم لمعاوية و أما طلبك قتلة عثمان فادخل في الطاعة و حاكم القوم‬ ‫و قد قال هو عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله هذا ‪.‬‬
‫ل و سّنة رسوله صّلى ا ّ‬
‫إلىّ أحملك و إّياهم على كتاب ا ّ‬

‫ى(‬
‫سلم ) و سأمسك المر ما استمسك و إذا لم أجد بّدا فآخر الّدواء الك ّ‬ ‫و أّما قوله عليه ال ّ‬
‫هكذا في نسخة الشارحين البحراني و المعتزلي ‪ ،‬قال ثانيهما و هو مثسسل مشسسهور و يقسسال‬
‫ي ليس من الّداء ليكون آخره ‪.‬‬ ‫ب و يغلط فيه العاّمة فيقول ‪ :‬آخر الّداء ‪ ،‬و الك ّ‬‫آخر الط ّ‬

‫ي ) ره ( هكسسذا فسسي أكسسثر النسسسخ‬


‫لمسسة المجلسس ّ‬
‫و فسسي نسسسخة البحسسار ‪ :‬آخسسر السّداء قسسال الع ّ‬
‫ي إذا اشتّد الداء و لم يزل بأنواع المعالجات فيسسزول‬ ‫ل المعنى بعد الّداء الك ّ‬ ‫ححة و لع ّ‬‫المص ّ‬
‫ي و ينتهى أمره إليه ‪.‬‬‫بالك ّ‬

‫ثّم قال الشارح المعتزلي و ليس معناه و سأصبر عن معاقبة هؤلء ما أمكسسن الصسسبر فسساذا‬
‫لم أجد بّدا عاقبتهم و لكّنه كلم قساله أّول مسسير طلحسسة و الّزبيسسر إلسسى البصسسرة فساّنه حينئذ‬
‫أشار عليه قوم بمعاقبة المجلبين فاعتذر بما قد ذكر ‪.‬‬

‫ثّم قال و سأمسك المر ما استمسك أى أمسك نفسي عن محاربة هؤلء‬

‫] ‪[ 105‬‬

‫الّناكثين للبيعة ما أمكن و أدفع الّيام بمراسلتهم و تخويفهم و إنذارهم و أجتهسد فسسي رّدهسم‬
‫ي أي‬‫الى الطاعة بالترغيب و الترهيب ‪ ،‬فاذا لسسم أجسسد بسّدا مسسن الحسسرب فسسآخر السسدواء الكس ّ‬
‫الحرب لّنها الغاية التي ينتهى أمر العصاة إليها ‪.‬‬

‫ي » ره « بعد حكاية ما حكيناه عن الشارح أقول ‪ :‬و يحتمل أن يكون‬ ‫لمة المجلس ّ‬‫قال الع ّ‬
‫سلم ليفهم بعض المخاطبين المعنى الّول و مراده المعنى الثاني ‪.‬‬
‫ذلك تورية منه عليه ال ّ‬

‫سسسلم كسسان بنسسائه علسسى إبهسسام‬


‫أقول ‪ :‬قد تقّدم في شرح الكلم الّثلثين تفصسسيل أّنسسه عليسسه ال ّ‬
‫المرام ‪ ،‬و استعمال التورية في الكلم ‪ ،‬في أمر عثمان لمصالح قاضية بسسذلك مانعسسة عسسن‬
‫البانة و التصريح فليراجع ثّمة ‪.‬‬
‫ععععععع‬

‫سلم بعد از اينكه بيعسست كسسرده‬


‫صلة و ال ّ‬
‫از جمله كلم بلغت نظام آن امام است عليه ال ّ‬
‫شد بخلفت در حالتيكه گفتند او را گروهي از صحابه اگر عقاب بفرمسسائى قسسومى را از‬
‫آن كسانى كه جمعيت نمودند بر قتل عثمان خوب ميشود ‪.‬‬

‫پس فرمود آن حضرت در جواب ايشان ‪ :‬اى برادران من بدرستيكه من نيستم كسسه نسسدانم‬
‫چيزيرا كه شما ميدانيد و ليكن چگونه مرا قّوت باشسسد در انتقسسام و حسسال آنكسسه قسسومى كسسه‬
‫جمعيت كردند بر غايت شوكت ايشان مسّلط و مالك هستند و ما بر ايشان تسّلط نداريم ‪،‬‬
‫و بدانيد كه ايشان اين جماعتاند كه هيجسسان آمدهانسسد بسسا ايشسسان بنسسدگان شسسما و پيوسسستهاند‬
‫بايشان أعراب باديهنشينان شما و حال آنكه ايشسسان در ميسسان شسسما تكليسسف مىكننسسد بشسسما‬
‫آنچه دلشان بخواهد ‪ ،‬و آيا مىبينيد با وجود اين حالت محلى از براى قدرت بر چيزيكه‬
‫مىخواهيد ؟ بدرستى كه اين كار كار جاهليت است و بدرستى كه از براى آن قوم است‬
‫ماده بسيار از أعوان و أنصار ‪.‬‬

‫بدرستي كه مردمان در اين كار هر گاه حركسست داده شسسود بسر چنسسد أمسر ميباشسند طسسايفه‬
‫رأى ايشان مطابق رأى شما خواهد شد و طايفه ديگر ايشان مخالف رأى شما‬

‫] ‪[ 106‬‬

‫ميباشد و طايفه سّوم رأيشان نه اينست و نه آن ‪ ،‬پس صبر و تحّمل نمائيد تا آرام گيرنسسد‬
‫مردمان و واقع شود قلبها در مواضع وقوع خود و گرفته شود حّقها بسهولت و آساني ‪،‬‬
‫پس آرام گيريد و كنار شويد از من و نظر كنيد بآنچيزى كه بيايد بشما فرمان من بسسآن و‬
‫نكنيد كارى را كه ويران كند قّوت و قدرت را ‪ ،‬و بيندازد طاقت و توانسسائى را و بسساعث‬
‫بشود بسستي و ذّلت و البته نگاهدارى ميكنم ايسسن امسسر را مسساداميكه نگسساه داشسسته شسسود و‬
‫چون چاره نيابم پس آخر دوا داغ است يعنسي غيسر از محساربه علجسى نيسابم ل بسّد بايسد‬
‫محاربه كنم ‪.‬‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫و هى المأة و الثامنة و الستون من المختار في باب الخطب عنسسد مسسسير أصسسحاب الجمسسل‬
‫إلى البصرة ‪:‬‬

‫ن المبتدعات‬‫ل هالك و إ ّ‬
‫ل بعث رسول هاديا بكتاب ناطق و أمر قائم ‪ ،‬ل يهلك عنه إ ّ‬ ‫نا ّ‬‫إّ‬
‫ل عصمة لمركم فسسأعطوه‬ ‫ن في سلطان ا ّ‬ ‫ل منها و إ ّ‬‫ل ما حفظ ا ّ‬
‫ن المهلكات إ ّ‬
‫المشّبهات ه ّ‬
‫ل عنكم سلطان السلم ث سّم‬ ‫نا ّ‬‫ن أو لينقل ّ‬
‫ل لتفعل ّ‬
‫طاعتكم غير ملومة ‪ ،‬و ل مستكره بها و ا ّ‬
‫ن هؤلء قد تمالؤا على سسسخطة إمسسارتي و‬ ‫ل ينقله إليكم أبدا حّتى يأرز المر إلى غيركم إ ّ‬
‫سأصبر ما لم أخف علسى جمساعتكم فسإّنهم إن تّممسوا علسى فيالسة هسذا السّرأي انقطسع نظسام‬
‫المسلمين و إّنما طلبوا هذه الّدنيا حسدا‬

‫] ‪[ 107‬‬

‫ل س و س سّنة‬
‫ل عليه فأرادوا رّد المور على أدبارها و لكم علينا العمل بكتسساب ا ّ‬ ‫لمن أفائها ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم و القيام بحّقه و الّنعش لسّنته ‪.‬‬
‫رسوله صّلى ا ّ‬

‫ععععع‬

‫) المشّبهات ( في بعض النسخ بصيغة المفعول و في بعضها بصيغة الفاعل و في بعضها‬


‫) المشتبهات ( بدلها يقال شّبهت الشيء بالشيء أى جعلته شسسبيها بسسه فهسسو مشسّبه بالفتسسح و‬
‫شّبهته عليه تشبيها مثل لّبسته تلبيسا وزنا و معنى فأنا مشّبه بالكسر و اشسستبهت المسسور و‬
‫تشابهت التبست فلم تتمّيز و لم تظهر قسال سسبحانه ‪ :‬إنّ البقسر تشسابه علينسا و قسال ‪ :‬و مسا‬
‫قتلوه و ما صلبوه و لكن شّبه لهم ‪.‬‬

‫و ) غيسسر ملومسسة ( فسسي بعسسض النسسسخ بسسالتخفيف مسسن لم يلسسوم و فسسي بعضسسها بالّتضسسعيف‬
‫للمبالغة ‪ ،‬و في بعضها ) ملوّية ( بسسدلها أى غيسسر معّوجسسة مسسن لسّويت العسسود إذا عطفتسسه و‬
‫) أرز ( يسسأرز مسسن بسساب ضسسرب انقبسسض و اجتمسسع و أرزت الحّيسسة أي لذت بجحرهسسا و‬
‫ن السلم ليأرز إلسسى المدينسسة كمسسا يسسأرز‬‫ل عليه و آله إ ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫رجعت إليه قال رسول ا ّ‬
‫الحّية على جحرها و ) و تمالؤا ( على المر تعاونوا ‪.‬‬

‫و قال ابن السكيت اجتمعوا و ) فال ( رأيه يفيسسل فيلولسسة و فيلسسة أخطسسأ و ضسسعف كتفّيسسل و‬
‫رجل فيل الّرأى بالكسر و الفتح ككيس و فاله وفاء لسسه و فسساءل مسسن غيسسر اضسسافة ضسسعيفة‬
‫جمعه أفيال و في رواية بدل فيالة ) فيولة ( ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫الباء في قوله بكتاب للمصاحبة كما في دخلت عليه بثياب السفر ‪ ،‬و غير ملومة بالنصسسب‬
‫حال من الطاعة و السين في قوله و سأصبر ليست لتخليص المضارع للستقبال كما هسسو‬
‫غالب موارد استعمالها و انما هي لتأكيد وقوع الصبر كما نّبه به الّزمخشسسري حيسسث قسسال‬
‫انها إذا دخلت على فعل محبوب أو مكروه أفادت أنه واقع ل محالة ‪.‬‬

‫] ‪[ 108‬‬

‫ن ذلك كاين ل محالة و إن تأخر‬ ‫ل « معنى السين أ ّ‬‫و قال في تفسير قوله ‪ » :‬فسيكفيكهم ا ّ‬
‫ل « السين مفيدة وجسسود الرحمسسة ل محالسسة و‬
‫إلى حين ‪ ،‬و في تفسير » ُاولئك سيرحمهم ا ّ‬
‫هي تؤّكد الوعد كما تؤّكد الوعيد إذا قلت سأنتقم منك ‪ ،‬و حسسسدا منصسسوب علسسى المفعسسول‬
‫لجله ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ي خطبها عند مسير أصحاب الجمل إلى البصسسرة‬ ‫ن هذه الخطبة حسبما ذكره الرض ّ‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫و الغرض منها التنبيه على ضلل الناكثين و الكشف عن فساد نّيتهسسم و سسسوء عقيسسدتهم و‬
‫سلم هو الّدنيا ل الّدين و ص سّدرها بسسامور‬
‫ن مقصودهم في الخروج و البغي عليه عليه ال ّ‬ ‫أّ‬
‫ضللة و ايقاظا من رقدة الجهالة ‪.‬‬‫نفعها عاّم تذكيرا للمخاطبين و انقاذا لهم من ال ّ‬

‫ل بعث رسول هاديا ( إلى شرايع الّدين و معالم الشرع المبين )‬ ‫نا ّ‬
‫سلم ‪ ) :‬إ ّ‬‫فقال عليه ال ّ‬
‫صدق ) و أمر قائم ( مستقيم ليس بسسذي عسسوج أو بسساق حكمسسه‬ ‫ق لهج بال ّ‬
‫بكتاب ناطق ( بالح ّ‬
‫ل هالك ( أى من بلغ الغاية‬ ‫بين الّمة مستمّرا إلى يوم القيامة ) ل يهلك ( معرضا ) عنه إ ّ‬
‫ل ظّنا « ‪.‬‬
‫نإ ّ‬‫في الهلك فالتنكير لقصد النوع كما في قوله تعالى ‪ » :‬إن نظ ّ‬

‫ضعف فسسالمفعول‬ ‫ن مّما يقبل الشّدة و ال ّ‬‫لمة التفتازاني أى ظّنا حقيرا ضعيفا اذ الظ ّ‬ ‫قال الع ّ‬
‫ح وقوعه بعد الستثناء مفّرغا مع امتناع‬ ‫المطلق هنا للنوعية ل للتأكيد و بهذا العتبار ص ّ‬
‫ل ضربا على أن يكون المصدر للتأكيسسد لنّ مصسسدر ضسسربته ل يحتمسسل غيسسر‬ ‫ما ضربته إ ّ‬
‫الضسسرب و المسسستثنى منسسه يجسسب أن يكسسون متعسسّددا يحتمسسل المسسستثنى و غيسسره ) و إ ّ‬
‫ن‬
‫ل س عليسسه‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫المبتدعات المشّبهات ( أى البدعات المحدثات في السلم بعد رسول ا ّ‬
‫سنن و ليس منها و الملّبسسسات المسسر علسسى النسساس أو الملتبسسسات‬ ‫و آله و سّلم المشّبهات بال ّ‬
‫ن المهلكسات ( فسي الخسرة لخروجهسا‬ ‫عليهم على اختلف روايات المتن حسبما تقسّدم ) هس ّ‬
‫ل س منهسسا ( اسسستثناء مسسن بعسسض متعّلقسسات‬
‫ل مسسا حفسسظ ا ّ‬
‫عسسن الكتسساب و الس سّنة و قسسوله ‪ ) :‬إ ّ‬
‫ل منها بالعصمة عسسن ارتكابهسسا‬ ‫ل حال حفظ ا ّ‬ ‫المهلكات أى إّنها مهلكة في جميع الحوال إ ّ‬
‫ل سبحانه‬ ‫ل من حفظه ا ّ‬ ‫ل أحد إ ّ‬
‫ن ما بمعنى من أى مهلكة لك ّ‬ ‫أو ا ّ‬

‫] ‪[ 109‬‬

‫ل و هو سلطان السلم الذي سيص سّرح‬ ‫ل ( أى سلطان دين ا ّ‬ ‫ن في سلطان ا ّ‬ ‫ثّم قال ‪ ) :‬و إ ّ‬
‫لس فسسي عبسساده و بلده و ولس ّ‬
‫ي‬ ‫به أو أراد به السلطنة اللهّية اّلتي قوامها به لكسسونه خليفسسة ا ّ‬
‫أمره في أرضه فالضافة من باب التشريف و العتزاز ) عصمة لمركسسم ( و حفظسسا لسسه‬
‫عن التزلزل و الختلل ) فأعطوه طاعتكم غير ملومسسة ( صسساحبها ) و ل مسسستكره بهسسا (‬
‫أي أطيعوه طوعا و بالخلص عن صميم القلسسب ل كرهسسا و جسسبرا ينسسسب صسساحبها السسى‬
‫لس عنكسسم‬‫نا ّ‬‫ن ) أو لينقل س ّ‬
‫ن ( و لتطيع س ّ‬ ‫ل لتفعل س ّ‬
‫ق اللؤم و الملم ) و ا ّ‬
‫الّريآء و النفاق فيستح ّ‬
‫سلطان السلم ( أى الخلفة ) ثسّم ل ينقلسسه إليكسسم أبسسدا حّتسسى يسسأرز المسسر ( أى ينقبسسض و‬
‫يرجع ) إلى غيركم ( ‪.‬‬
‫سلم ل ينقله إليكم أبدا و قد عساد إليهسم بالّدولسة العّباسسية قلنسا قسد‬
‫فان قيل كيف قال عليه ال ّ‬
‫أجيب عنه بوجوه ‪:‬‬

‫ن الشرط لم يقع و هو عدم الطاعة ‪،‬‬


‫شارح المعتزلي و هو أ ّ‬
‫أولها ‪ ،‬ما قاله ال ّ‬

‫ن أكسسثرهم أطسساعوه غيسسر ملومسسة و ل مسسستكره بهسسا و اذا لسسم يتحّقسسق الشسسرط لسسم يتحّقسسق‬
‫فسسا ّ‬
‫المشروط ‪.‬‬

‫الثانى انه خاطب به الشيعة الطالبّية فقال إن لم تعطوني الطاعة المحضة نقل الخلفة عن‬
‫هذا البيت حّتى يأرز و ينضّم إلى بيت آخر و هكذا وقع فانها انضّمت إلى بيسست آخسسر مسسن‬
‫بني هاشم ‪.‬‬

‫الثالث أنه أراد بقوله أبدا المبالغة كما تقول ‪ :‬احبس هذا الغريم أبدا و المراد بسالقوم اّلسسذين‬
‫لس الخلفسسة عنكسسم حّتسسى يجعلهسسا فسسي قسسوم‬
‫يأرز إليهم بنو امّية كأّنه قال إن لم تفعلسسوا نقسسل ا ّ‬
‫شام و بني امّية و ل يعيدها إليكم إلى م سّدة طويلسسة و هكسسذا‬ ‫آخرين و هم أعدائكم من أهل ال ّ‬
‫وقع ‪.‬‬

‫الرابع انه قيد بالغاية فقال ل يصير اليهم حّتى يصير في قوم آخريسسن و ظسساهر أّنسسه كسسذلك‬
‫بانتقاله إلى بني امّية ‪.‬‬

‫ن القوم اّلذين خاطبهم من أصحابه بهذا الخطساب لسم ترجسع الّدولسة اليهسم أبسدا‬ ‫و الخامس أ ّ‬
‫ن اولئك بعد انقضاء دولة بني امّية لم يبق منهم ثّم لم يرجع‬
‫فا ّ‬

‫] ‪[ 110‬‬

‫إلى أحد من أولدهم أصل ‪.‬‬

‫ي علسسى الّناقسسد‬
‫أقول و أحسنها الوجه الثالث و الّرابع و أحسنهما ثانيهما كما هسسو غيسسر خفس ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫الزك ّ‬

‫ن هؤلء القوم قد تمالؤا‬ ‫ثّم نبه على ضلل طلحة و الّزبير و عائشة و إّياهم أراد بقوله ) إ ّ‬
‫( أى تعاونوا و تساعدوا و اجتمعوا ) على سخطة إمسسارتي ( و كراهّيتهسسا سسسخيمة و مقتسسا‬
‫) و سأصبر ( على بغيهم و خروجهم ) ما لسم أخسف علسى ( حسوزة ) جمساعتكم ( و علسى‬
‫انفصام حبل السلم ) فانهم إن تّمموا ( ما أرادوه و بّلغوه أجله مستقّرين ) على فيالة هذا‬
‫الّرأى ( يعني أنهم إن أتّموا ما تصّدوه في مسسسيرهم و مخسسالفتهم و بقسسوا علسسى هسسذا السّرأى‬
‫الضعيف ) انقطع نظام المسلمين ( و انفصم حبل الّدين ‪،‬‬
‫و تضعضع سوارى المتقين ‪.‬‬

‫ن علة تمسسالؤهم عل سيّ‬


‫ثّم بّين عّلة سخطهم لمارته بقوله ) و إنما طلبوا هذه الّدنيا ( يعني أ ّ‬
‫ليست ما أظهروه من الطلب بدم عثمان و إنما هي تنافسهم في الّدنيا و طلبهم لها ) حسسسدا‬
‫ل عليه ( و رّدها إليه ‪.‬‬
‫لمن أفائها ا ّ‬

‫قال الشارح المعتزلي بعد تفسير الفيء بمعنى الرجوع و هسسذا الكلم ل يشسسعر بسسأنه عليسسه‬
‫ن المر له و أنه غلب عليه ثّم رجع إليه و لكنه محمول على أنسسه مسسن‬ ‫سلم كان يقتصد أ ّ‬‫ال ّ‬
‫ل و أنهمسسا مسسن جسسوهر واحسسد‬
‫ل عليه و آله و سّلم بمنزلة الجزء من الكس ّ‬‫ل صّلى ا ّ‬
‫رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ثّم تخلل بين وليتهما و‬‫ل صّلى ا ّ‬‫فلما كان الوالي قديما هو و رسول ا ّ‬
‫ل يات غريبة سّمى وليته فيئا و رجوعا لنها رجعت الى الّدوحة الهاشمّية انتهى ‪.‬‬

‫سلم صريح فسسي مسسا ذكسسره الشسسارح أّول و انكسسار الشسسارح‬ ‫ن كلمه عليه ال ّ‬
‫و أنت خبير بأ ّ‬
‫سسسلم فسسي هسسذا الكتسساب مسسن‬
‫حله غريب ‪ ،‬و كم له عليه ال ّ‬
‫للشعار عجيب و الحمل الذي تم ّ‬
‫كلم صريح في اغتصاب الخلفة ‪ ،‬و انتهاب الوراثة ‪ ،‬و كفى بذلك شهيدا الخطبة الثالثة‬
‫‪ ،‬و الكلم السادس ‪ ،‬و الخطبة السادسة و العشرين ‪ ،‬فضل عن غيرها ‪.‬‬

‫بل قد اّدعى الشارح نفسه في شسسرح الخطبسسة المسسأة و الحسسدى و السسسبعين تسسواتر الخبسسار‬
‫سلم في هذا المعنى و هو كذلك و سنحكى كلمه إذا بلغ الشرح‬ ‫الواردة عنه عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 111‬‬

‫شارح للجواب يوم الحساب ‪ ،‬مسسع علمسسه بالخبسسار المتسسواترة‬‫محّله و ما أدرى ماذا أعّده ال ّ‬
‫حله من التكّلفات و التأويلت ‪ ،‬تقّية من ذوى الذنسساب ‪ ،‬و‬‫في هذا الباب ‪ ،‬لو لم يكن ما يم ّ‬
‫ل عالم بالسرائر خبير بالضمائر هذا ‪.‬‬ ‫ا ّ‬

‫و قوله ) فسسأرادوا رّد المسسور علسسى أدبارهسسا ( أى أرادوا انسستزاع أمسسر الخلفسسة منسسه عليسسه‬
‫سلم بعد إقباله إليه كما انتزعت أّول أسوة بما وقع من قبسسل ثسّم أخسسبر بمسسا لهسسم عليسسه إن‬ ‫ال ّ‬
‫لس‬
‫لس تعسالى و سسيرة رسسول ا ّ‬ ‫قاموا بوظايف الطاعة فقال ) و لكسم علينسا العمسل بكتساب ا ّ‬
‫ل عليه و آله الواجب‬ ‫ل عليه و آله و سّلم و القيام بحقه ( أى بحق الّرسول صّلى ا ّ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫لس و‬‫علينسسا القيسسام بسسه ) و النعسسش لسسّنته ( أى الرفسسع لشسسريعته و العلء لكلمتسسه صسسلواة ا ّ‬
‫سلمه عليه و آله ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫ي خاتم النبّيين اسسست نسسزد رفتسسن أصسسحاب‬


‫ي مؤمنين و وص ّ‬
‫از جمله خطب فصيحه آن ول ّ‬
‫جمل بسوى بصره ميفرمايد ‪:‬‬
‫بدرستيكه خداى تعالى مبعوث فرمود پيغمبر را كسسه هسسدايت كننسسده بسسود بطريسسق نجسساة بسسا‬
‫ق ‪ ،‬و با شريعتى كه باقي بسسود تسسا قيسسامت ‪ ،‬هلك نمىشسسود از آن‬ ‫كتابي كه ناطق بود بح ّ‬
‫مگر كسيكه بالغ شود بمنتهاى هلكت ‪ ،‬آگاه باشسسيد و بدرسسستى كسسه بسسدعتهائى كسسه تشسسبيه‬
‫شدهاند بسنت آنهايند هلك كنندها مگر آنچه كه خدا حفظ فرمايد از آن ‪.‬‬

‫و بدرستيكه حجت خدا نگسسه داشسستن اسسست مسسر كسسار شسسما را ‪ ،‬پسسس ببخشسسيد بسسأو اطسساعت‬
‫خودتان را در حالتي كه ملمت كرده نشسسده اسسست و بكراهسست داشسسته نشسسده بسسآن و بخسسدا‬
‫ل هر آينه محققا نقسسل ميكنسسد خسسدايتعالى از شسسما‬‫سوگند البته بايد اطاعت آن را نمائيد و ا ّ‬
‫سلطنت اسلم را ‪ ،‬پس از آن نقل نميكند آن را بسوى شما هرگز تسسا اينكسسه پنسساه بسسبرد آن‬
‫أمر خلفت بسوى غير شما ‪.‬‬

‫] ‪[ 112‬‬

‫و بدرستيكه اين قوم جمل اجتماع كردهاند و معين همديگر شدهاند بر غضسسب و بغسسض‬
‫إمارت و خلفت من ‪ ،‬و البته صبر مىكنم بر ايسسن حركسست ايشسسان مسساداميكه نترسسسم بسسر‬
‫جماعت شما پس بدرستى كه ايشان اگر بأنجام برسسسانند مقصسسود خودشسسان را بسسالى آن‬
‫رأى ضعيف كه دارند ‪ ،‬بريده شود نظام مسلمانان و غير از اين نيست كه ايشسسان طلسسب‬
‫كردهاند اين دنيا را از روى حسد بردن بر كسى كه برگردانده حق تعالى آنرا بأو ‪ ،‬پس‬
‫اراده كردند باز گردانيدن كارها را بر پشتهاى آن ‪ ،‬و مر شما راست بسر ذمسه مسا عمسل‬
‫ق آن بزرگسسوار ‪ ،‬و‬ ‫نمودن بكتاب إلهي و طريقه حضرت رسالت پناهى و قائم شسسدن بح س ّ‬
‫بلند كردن سّنت آن برگزيده پروردگار ‪.‬‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫و هو المأة و التاسع و السّتون من المختار في باب الخطسسب كّلسسم بسسه بعسسض العسسرب و قسسد‬
‫سسسلم حقيقسسة حسساله مسسع‬ ‫أرسله قوم من أهل البصرة لّما قرب منهسسا ليعلسسم لهسسم منسسه عليسسه ال ّ‬
‫أصحاب الجمل لتزول الشبهة من نفوسهم ‪ ،‬فبين له من أمره معهم مسسا علسسم بسسه اّنسسه علسسى‬
‫سلم له ‪ :‬بايع فقال ‪ :‬إّني رسسسول قسسوم و ل احسسدث حسسدثا حّتسسى أرجسسع‬ ‫ق ثّم قال عليه ال ّ‬
‫الح ّ‬
‫إليهم فقال ‪:‬‬

‫ن اّلذين وراءك بعثوك رائدا تبتغي لهم مساقط الغيث فرجعت إليهسسم فسسأخبرتهم‬
‫أرأيت لو أ ّ‬
‫عن الكلء و الماء فخالفوا إلى المعاطش و المجادب ما كنت صانعا ؟ فقال كنسست تسساركهم‬
‫و مخالفهم إلى الكلء و الماء ‪،‬‬

‫ل س مسسا اسسستطعت أن أمتنسسع عنسسد قيسسام‬


‫سلم ‪ :‬فامدد إذا يدك ‪ ،‬فقال الّرجل ‪ :‬و ا ّ‬
‫فقال عليه ال ّ‬
‫ي فبايعته ‪.‬‬
‫جة عل ّ‬
‫الح ّ‬
‫و الّرجل يعرف بكليب الجرمي ‪.‬‬

‫] ‪[ 113‬‬

‫ععععع‬

‫) الرائد ( المرسل في طلب الكلء ) و الكلء ( بالهمز العشسب رطبسا كسان أو يابسسا نقلسسه‬
‫الفّيومى عن ابن فارس و غيره و الجمع أكلء مثل سبب و أسباب ‪.‬‬

‫و قال الشارح المعتزلي الكلء النبت إذا طال و أمكن أن يرعسسى و أّول مسسا يظهسسر يسسّمى‬
‫الّرطب فاذا طال قليل فهو الخلء فاذا طال شيئا آخر فهو الكلء فاذا يبس فهسسو الحشسسيش‬
‫) و الجرمى ( منسوب إلى الجرم بالفتح و هو ابن زبان بطن في قضاعة ‪.‬‬

‫شارح المعتزلي ‪ :‬منسسسوب إلسسى بنسسي جسرم بسسن زبسسان و هسو علف بسسن حلسوان ابسن‬
‫قال ال ّ‬
‫عمران ابن الحافى بن قضاعة من حمير ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫ل النصسب صسفة لسرائدا جيئت بهسا‬ ‫الهمزة في قوله أرأيت للتقرير و جملة تبتغسى فسي محس ّ‬
‫لليضاح و جملة ما كنسست صسسانعا جسسواب لسسو ‪ ،‬و قسسوله فامسسدد إذا يسسدك قسسال ابسسن هشسسام و‬
‫ن نونها أى نون إذن تبدل عند الوقف عليها الفا و قيل يوقف عليها بالّنون لّنها‬ ‫صحيح أ ّ‬
‫ال ّ‬
‫سسسمت‬‫كنون ان و لن روى عن المازني و المبّرد ‪ ،‬و الجمهور يكتبونهسسا بسساللف و كسسذا ر ّ‬
‫في المصاحف و المازني و المبّرد ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫سلم به بعض العسسرب ( و هسسو الكليسسب‬ ‫ن هذا الكلم كما ذكره الّرضي ) كّلم عليه ال ّ‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫الجرمي الذي صّرح الّرضي به آخرها ) و قد أرسله قوم من أهل البصرة ( إلى حضسسرة‬
‫سسسلم حقيقسة حساله مسسع‬ ‫سلم منها ليعلسم لهسم منسسه عليسسه ال ّ‬ ‫أمير المؤمنين ) لّما قرب عليه ال ّ‬
‫سسسلم (‬‫أصحاب الجمل لتزول الشبهة من نفوسهم ( أى نفوس أهل البصرة ) فبّين عليه ال ّ‬
‫للرجل المرسل ) من أمره معهم ( أي مع أهل الجمل ) ما ( أي برهانا وافيا و دليل شافيا‬
‫ق(وأّ‬
‫ن‬ ‫سسسلم علسسى الحس ّ‬‫) علم به ( أي علم الرجل بذلك البيسسان و البرهسسان ) أنسسه عليسسه ال ّ‬
‫سلم له بايع ف ( اعتذر الّرجل و ) قال إّني‬ ‫أصحاب الجمل على الباطل ) ثّم قال عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 114‬‬
‫رسول قوم و ل ( ينبغي أن ) أحدث حدثا حّتى أرجع إليهم ( و اخبرهم بما جرى بينسسي و‬
‫بينك ‪.‬‬

‫جسسة ل محيسسص عنهسسا و ضسسرب مثل هسسو ألطسسف المثسسال و‬ ‫فلما سمع عسسذره أراد دفعسسه بح ّ‬
‫أوضحها و أحسنها في مقام الحتجسساج ) فقسسال أرأيسست ( أى أخسسبرني مسساذا رأيسسك ) لسسو أ ّ‬
‫ن‬
‫اّلذين ورائك ( أي خلفك ) بعثوك رائدا تبتغى لهم مساقط الغيسسث ( و المرعسسى ) فرجعسست‬
‫إليهم فأخبرتهم عن الكلء و الماء فخالفو ( ك و ظعنو ) ا إلى المعاطش و المجادب ( أي‬
‫مواضع العطش و الجدب ) ما كنت صانعا ( أتتركهم و تخسسالفهم و تطلسسب مسسا شسساهدت و‬
‫رأيت الماء و الكلء أم تذهب معهم إلى المجادب و المعاطش ؟ ) فقسسال ( الّرجسسل ) كنسست‬
‫سسسلم فامسسدد إذا يسسدك (‬‫جها ) إلسسى الكلء و المسساء ‪ ،‬فقسسال عليسسه ال ّ‬
‫تاركهم و مخالفهم ( متو ّ‬
‫لّنك إذا كنت تارك أصسحابك و مفسارقهم عنسد وجسدان الكلء و المساء الّلسذين بهمسا غسذاء‬
‫البدان و ماّدة حيسساة الجسسسام فتركسسك إّيسساهم و مفارقتسسك منهسسم عنسسد وجسسدان نسسور العلسسم و‬
‫المعرفة و الهداية الذي هو ماّدة حياة الرواح و النفوس أحرى و أولى ‪ ) ،‬فقال الّرجسسل ‪:‬‬
‫ي فبايعته ( ‪.‬‬ ‫جة عل ّ‬‫ل ما استطعت أن أمتنع ( من البيعة ) عند قيام الح ّ‬ ‫وا ّ‬

‫ل س المثسسال ‪،‬‬
‫ل لنوره من يشاء ‪ ،‬و يضرب ا ّ‬
‫أقول ‪ :‬هكذا يؤثر الموعظة لهلها و يهدي ا ّ‬
‫و مثل إهتداء هذا الّرجل رسول أهل البصرة بنور الولية اهتداء رسول عايشة و إهتسسداء‬
‫رجل آخر من بني عبد قيس رسول الّزبير و طلحة و استبصارهما بعد ما قسسامت عليهمسسا‬
‫الحجة ‪.‬‬

‫أّما رسول عائشة فقد روى في مجّلد الفتن من البحار و في كتسساب مدينسسة المعسساجز تسسأليف‬
‫السّيد المحّدث السّيد الهاشم البحراني جميعا عن محّمد بسسن الحسسسن الصسّفار فسسي البصسسائر‬
‫ي بن النعمان عن أبيه عن محّمد بن سنان رفعه قال ‪:‬‬ ‫عن أحمد بن محّمد الحسن بن عل ّ‬

‫ن عايشة قالت التمسوا لي رجل شديد العداوة لهذا الرجل حّتى أبعثه إليه قسسال فسسأتيت بسسه‬
‫إّ‬
‫فمثل بين يديها فرفعت إليه رأسها فقالت له ما بلغت من عداوتك لهذا الّرجل ؟‬

‫فقال كثيرا ما أتمّنى على رّبي أّنه و أصحابه في وسطي فضربت ضسسربة بالسسسيف يسسسبق‬
‫سيف الّدم قالت فأنت له ‪ ،‬اذهب بكتابي هذا فادفعه إليه‬
‫» يصبغ خ ل « ال ّ‬

‫] ‪[ 115‬‬

‫لس‬
‫ل ص سّلى ا ّ‬ ‫ظاعنا رأيته أو مقيما أما أّنك إن رأيته ظاعنا رأيته راكبا على بغلة رسول ا ّ‬
‫عليه و آله و سّلم متنّكبا قوسه معّلقا كنانته على قربوس سرجه ‪ ،‬و أصسسحابه خلفسسه كسسأنهم‬
‫ن منسسه شسسيئا‬
‫ف فتعطيه كتابي هذا و إن عرض عليك طعامه و شرابه فل تنسساول ّ‬ ‫طير صوا ّ‬
‫سحر ‪.‬‬‫ن فيه ال ّ‬
‫فا ّ‬
‫ض خاتمه ثّم قرأه فقال ‪ :‬تبلغ إلى منازلنسسا فتصسسيب‬ ‫قال ‪ :‬فاستقبلته راكبا فناولته الكتاب فف ّ‬
‫ل س مسسا ل يكسسون قسسال ‪ :‬فسسساّر‬
‫من طعامنا و شرابنا ‪ ،‬فنكتب جواب كتابك ‪ ،‬فقال ‪ :‬هسسذا و ا ّ‬
‫خلفه و أحدق به أصحابه ثّم قال له ‪ :‬أسألك ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬و تجيبني ؟‬

‫قال ‪ :‬نعم ‪.‬‬

‫ل هل قسالت ‪ :‬التمسسوا لسى رجل شسديد العسداوة لهسذا الّرجسل فسأتيت بسك ؟‬ ‫قال ‪ :‬فنشدتك ا ّ‬
‫فقالت لك ما بلغ من عداوتك لهذا الّرجل فقلت كثيرا ما أتمّنى علسسى رّبسسي أّنسسه و أصسسحابه‬
‫سيف الّدم ؟ قال ‪ :‬الّلهّم نعم ‪.‬‬
‫في وسطى و اّني ضربت ضربة سبق » صبغ خ ل « ال ّ‬

‫ل أقالت لك ‪ :‬اذهب بكتابي هذا فادفعه إليه ظاعنا كان أو مقيما أما إنك إن‬ ‫قال ‪ :‬فنشدتك ا ّ‬
‫لس عليسسه و آلسسه و سسّلم متنّكبسسا قوسسسه معّلقسسا‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫رأيته راكبا رأيته على بغلة رسول ا ّ‬
‫كنانته بقربوس سرجه و أصحابه خلفه كأنهم طير صواف قال ‪ :‬الّلهّم نعم ‪.‬‬

‫ل هل قالت لك إن عرض عليسك طعسامه و شسرابه فل تنساول ّ‬


‫ن‬ ‫سلم ‪ :‬فنشدتك ا ّ‬‫قال عليه ال ّ‬
‫ن فيه السحر ؟ قال ‪ :‬الّلهّم نعم ‪.‬‬
‫منه شيئا فا ّ‬

‫قال ‪ :‬فتبلغ أنت عني ؟ فقال ‪ :‬الّلهّم نعم فاني قد أتيتك و ما في الرض خلسسق أبغسسض إل س ّ‬
‫ى‬
‫ى منك فمر بي بما شئت ‪.‬‬
‫ب إل ّ‬
‫منك و أنا الساعة ما في الرض خلق أح ّ‬

‫لس و ل رسسسوله حيسث‬ ‫سلم ‪ :‬ارجع اليها بكتسابي هسذا ‪ ،‬و قسل لهسا مسسا أطعست ا ّ‬
‫قال عليه ال ّ‬
‫لس و‬‫ل بلزوم بيتك فخرجست ترّدديسسن فسسي العسسكر ‪ ،‬و قسل لهمسسا ‪ 1‬مسا أنصسسفتما ا ّ‬ ‫أمرك ا ّ‬
‫ل عليه و آلسسه‬‫ل صّلى ا ّ‬‫رسوله ‪ ،‬حيث خلفتم حلئلكم في بيوتكم و أخرجتم حليلة رسول ا ّ‬
‫و سّلم ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬فجاء بكتابه فطرحه إليها و أبلغها مقالته ثّم رجع إليه فاصيب بصّفين ‪،‬‬

‫ل أفسده علينا ‪.‬‬


‫فقالت ما نبعث إليه بأحد إ ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬لل لللل ل لللللل ‪.‬‬

‫] ‪[ 116‬‬

‫ي ابسسن‬
‫ي عسسن علس ّ‬‫و أّما رسول طلحة و الّزبير ففي الكسسافي عسسن محّمسسد بسسن يعقسسوب الكلينس ّ‬
‫لس ‪ ،‬و محّمسسد بسسن‬
‫لم بسسن عبسسد ا ّ‬
‫ابراهيم بن هاشم ‪ ،‬عن أبيه ‪ ،‬عن ابسسن محبسسوب ‪ ،‬عسسن سس ّ‬
‫ي الشعري ‪ ،‬عن محّمد بن حسان جميعا ‪،‬‬ ‫ي بن سهل بن زياد ‪ ،‬و أبو عل ّ‬ ‫الحسن ‪ ،‬و عل ّ‬
‫ي قسسال محّمسسد بسسن‬
‫لس الهاشسسم ّ‬
‫ي بن أسباط عسسن سسسلم بسسن عبسسد ا ّ‬
‫ي عن عل ّ‬
‫عن محّمد بن عل ّ‬
‫ي‪:‬‬
‫عل ّ‬

‫سلم قال ‪:‬‬


‫ل عليه ال ّ‬
‫و قد سمعته منه عن أبي عبد ا ّ‬

‫سسسلم‬
‫بعث طلحة و الّزبير رجل من عبد القيس يقال له خداش إلى أمير المؤمنين عليسسه ال ّ‬
‫سحر و الكهانسسة و أنسست أوثسسق‬
‫و قال له ‪ :‬إّنا نبعثك إلى رجل طال ما نعرفه و أهل بيته بال ّ‬
‫جه لنا حّتى تقفه على أمر معلوم ‪.‬‬ ‫من بحضرتنا من أنفسنا من أن تمتنع من ذلك و أن تحا ّ‬

‫و اعلم أّنه أعظم الّناس دعوى فل يكسسسرّنك ذلسسك عنسسه ‪ ،‬و مسسن البسسواب السستي يخسسدع بهسسا‬
‫الّناس الطعام و الشراب و العسل و الّدهن و أن يخالي الرجل فل تأكسسل لسسه طعامسسا ‪ ،‬و ل‬
‫س له عسل و ل دهنا ‪ ،‬و ل تخل معه ‪ ،‬و احذر هذا كّله منسسه و‬ ‫تشرب له شرابا ‪ ،‬و ل تم ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫انطلق على بركة ا ّ‬

‫شيطان ‪،‬‬
‫ل من كيده و كيد ال ّ‬
‫فاذا رأيته فاقرأ آية السخرة ‪ 1‬و تعّوذ با ّ‬

‫ن أخويك في الّدين و‬ ‫فاذا جلست إليه فل تمّكنه من بصرك كّله و ل تستأنس به ثّم قل له إ ّ‬
‫ابني عّمك في القرابة يناشدانك القطيعة ‪ ،‬و يقولن لك أما تعلسسم أنسسا تركنسا النسساس لسسك ‪ ،‬و‬
‫ل عليه و آلسسه فلّمسسا نلسست أدنسسى‬
‫ل محّمدا صّلى ا ّ‬
‫ل عّز و ج ّ‬
‫خالفنا عشائرنا فيك منذ قبض ا ّ‬
‫مناك ضّيعت حرمتنا ‪ ،‬و قطعت رجائنا ‪.‬‬

‫ثّم قد رأيت أفعالنا فيك ‪ ،‬و قدرتنا على الناس عنك ‪ ،‬و سعة البلد دونك ‪،‬‬

‫ل لك نفعا و أضعف عنك دفعا مّنا ‪،‬‬


‫ن من كان يصرفك عنا و عن صلتنا كان أق ّ‬
‫واّ‬

‫و قد وضح الصبح لذى عينين ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬للل للل لللل ل لللل للل ل لل ل للللل ل‬
‫لل ل لللل للللل ) لللل ل لل ( ل لللل ل ل ل‬
‫ل للل لل للل لل للل ل للل ل لل لل لل ل‬
‫للل للللل ل للللل لل ل ل للل لل للل للللل‬
‫ل ل لللل ل لل ل ل ل ل للللل للل ل ل لللل ل‬
‫) ل للل لللللل للللل ( ل ل ل لللللل ل لل ل‬
‫لللل لللل لل لللللللل ) للل لل ( ‪.‬‬

‫] ‪[ 117‬‬
‫و قد بلغنا انتهاك لنا و دعاء علينا فما اّلذي يحملك على ذلك ؟ فقسسد كّنسسا نسسرى أنسسك أشسسجع‬
‫ن ذلك يكسرنا عنك ؟ ‪.‬‬
‫فرسان العرب أتّتخذ الّلعن دينا و ترى أ ّ‬

‫ي عليسسه‬
‫سلم صنع ما أمراه فلّمسسا نظسسر إليسسه علس ّ‬ ‫فلما أتى خداش إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫سلم ‪ :‬ههنا يا أخا عبد قيس و أشار له إلى‬ ‫سلم و هو يناجي نفسه ضحك و قال عليه ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سلم بسسل‬ ‫مجلس قريب منه ‪ ،‬فقال ‪ :‬ما أوسع المكان اريد أن اؤّدى إليك رسالة قال عليه ال ّ‬
‫تطعم و تشرب و تحل » تخلى خ ل « ثيابك و تسّدهن ‪ ،‬ثسّم تسسؤّدى رسسسالتك ‪ ،‬قسسم يسسا قنسسبر‬
‫فأنزله ‪.‬‬

‫ل سّر لي علنيسسة قسسال فانشسسدك‬


‫قال ما بى إلى شيء مما ذكرت حاجة قال فأخلو بك قال ك ّ‬
‫ل الذي هو أقرب إليك من نفسك ‪ ،‬الحائل بينك و بين قلبك ‪ ،‬اّلذي يعلم خائنة العيسسن و‬
‫با ّ‬
‫ما تخفى الصدور ‪ ،‬أتقّدم عليك الزبير بما عرضت عليك ؟ قال ‪:‬‬

‫اللهّم نعم ‪.‬‬

‫ل هسسل عّلمسسك كلمسسا تقسسوله إذا‬


‫قال ‪ :‬لو كتمت بعد ما سألتك ما ارتّد إليك طرفك فأنشدك ا ّ‬
‫سلم آية السخرة ؟ قال نعم ‪.‬‬
‫أتيتني ؟ قال ‪ :‬اللهّم نعم ‪ ،‬قال عليه ال ّ‬

‫حح عليه إذا أخطسأ‬


‫سلم يكّررها و يرّددها و يص ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫قال ‪ :‬فاقرأها فقرأها و جعل عل ّ‬
‫حّتى إذا قرئها سبعين مّرة ‪.‬‬

‫سلم بترّددها سبعين مّرة ‪ ،‬قال له ‪ :‬أتجسسد قلبسسك‬ ‫قال الّرجل ما يرى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ن ؟ قال ‪ :‬أي و اّلذي نفسي بيده قال ‪ :‬فما قال لسك ؟ فسأخبره ‪ ،‬فقسال ‪ :‬قسل لهمسا كفسى‬ ‫اطمأ ّ‬
‫ل ل يهدي القوم الظالمين زعمتما أنكما أخواى فسسي ال سّدين‬ ‫نا ّ‬‫جة عليكما و لك ّ‬
‫بمنطقكما ح ّ‬
‫لس‬
‫ل مسسا وصسسله ا ّ‬‫و ابنا عّمي في النسب فأّما النسب فل أنكره و إن كان النسب مقطوعسسا إ ّ‬
‫لس‬
‫بالسلم و أّما قولكما أنكما أخواى في الّدين ‪ ،‬فان كنتما صادقين فقسسد فارقتمسسا كتسساب ا ّ‬
‫ل فقسد كسذبتما و افتريتمسا‬ ‫ل ‪ ،‬و عصيتما أمره بأفعالكما في أخيكما في الّدين ‪ ،‬و إ ّ‬ ‫عّز و ج ّ‬
‫باّدعائكما أنكما أخواى في الّدين ‪.‬‬

‫لس عليسسه و آلسسه و سسّلم فسان كنتمسسا‬


‫لس محّمسسدا صسّلى ا ّ‬
‫و أّما مفارقتكمسسا النسساس منسسذ قبسسض ا ّ‬
‫ق بفراقكما إّياى أخيرا و إن فارقتماهم بباطل فقد وقع‬ ‫ق فقد نقضتما ذلك الح ّ‬ ‫فارقتماهم بح ّ‬
‫إثم ذلك الباطل عليكما مع الحدث اّلذي أحدثتما ‪.‬‬

‫] ‪[ 118‬‬

‫ل لطمع الّدنيا ‪ ،‬زعمتما و ذلك قولكمسسا فقطعسست‬


‫ن صفتكما بمفارقتكما الناس لم يكن إ ّ‬‫مع أ ّ‬
‫ل من ديني شيئا ‪.‬‬
‫رجائنا ‪ ،‬ل تعيبان بحمد ا ّ‬
‫ق و حملكمسسا علسسى خلعسسه مسسن‬ ‫و أّما اّلذي صرفني عن صلتكما فاّلسسذي صسسرفكما عسسن الحس ّ‬
‫ل رّبي ل اشرك به شيئا فل تقسسول أق سلّ نفعسسا و‬ ‫رقابكما كما يخلع الحرون لجامه ‪ ،‬و هو ا ّ‬
‫أضعف دفعا فتستحّقا اسم الشرك مع النفاق ‪.‬‬

‫ل موقسسف‬ ‫ن لكس ّ‬
‫و أّما قولكما إّني أشجع فرسان العرب و هربكما مسسن لعنسسي و دعسسائي ‪ ،‬فسسا ّ‬
‫لس‬
‫عمل و اذا اختلفت السّنة و ماجت لبود الخيل و مل سحرا كما أجوافكما فثّم يكفينسسي ا ّ‬
‫بكمال القلب ‪.‬‬

‫ل فل تجزعا من أن يدعو عليكما رجل ساحر من قوم سسسحرة‬


‫و أّما اذا أبيتما بأنى أدعو ا ّ‬
‫زعمتما ‪.‬‬

‫الّلهم أقعصالزبير بشّر قتلة ‪ ،‬و اسفك دمه على ضللة ‪ ،‬و عسّرف طلحسسة المذّلسسة و اّدخسسر‬
‫ي و كتما شهادتهما و عصياك و‬ ‫لهما في الخرة شرا من ذلك ان كانا ظلماني و افتريا عل ّ‬
‫ي ‪ ،‬قل آمين قال خداش ‪ :‬آمين ‪.‬‬
‫عصيا رسولك ف ّ‬

‫جة ينقض بعضها بعضا لسسم‬


‫ط أبين خطأ منك حامل ح ّ‬
‫ثّم قال خداش لنفسه ما رأيت لحية ق ّ‬
‫ل منهما ‪.‬‬
‫ل لها مساكاأنا أبرء إلى ا ّ‬
‫يجعل ا ّ‬

‫لس أن‬
‫لس حّتسى تسسسئل ا ّ‬
‫سلم ارجع إليهما و أعلمهما مسا قلسست قسال ‪ :‬ل و ا ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫قال عل ّ‬
‫يرّدني إليك عاجل و ان يوّفقني لرضاه فيك ‪ ،‬ففعل فلم يلبث أن انصرف و قتل معسسه يسوم‬
‫ل‪.‬‬‫الجمل رحمه ا ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جمله كلم آن حضرتست كه تكّلم فرموده بآن با بعض عسسرب كسسه كليسسب جرمسسى بسسود‬
‫وقتيكه فرستاده بود او را قومي از اهل بصره زماني كه آنحضرت نزديك بصره بود تا‬
‫بداند از براى ايشان از راى آنحضرت حقيقت حال او را با أصحاب جمل تا زايل شسسود‬
‫شبهه از نفوس ايشان ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬للللل للل لللل لللل للللل ) ل (‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬لللللل لل لللل للللل لللل لل للللللل‬
‫)ل(‬

‫] ‪[ 119‬‬
‫پس بيان فرمود بسسأو از كسسار خسسود بسسا ايشسسان آن چيزيسسرا كسسه دانسسست او بسسآن چيسسز اينكسسه‬
‫آنحضرت بحق است و ايشان بباطل بعد از آن فرمود باو كه بيعت كن پس گفت باو كسسه‬
‫من ايلچى قومى هستم كسسارى نميكنسسم بيمشسسورت ايشسسان تسسا برگسسردم بطسسرف ايشسسان پسسس‬
‫فرمود آنحضرت ‪:‬‬

‫خبر ده مرا اگر كساني كه در پس توأند بفرستند ترا در حالتيكه طلسسب كننسسده آب و گيسساه‬
‫باشي كه طلب نمائي از براى ايشان مواضع افتادن باران را پس برگردى بسوى ايشان‬
‫و خبر دهى ايشان را از آب و گياه پس مخالفت نمايند ‪ ،‬و متوجه شوند بمكانهاى بىآب‬
‫و علف ‪ ،‬چه كار خواهى كرد در اين صورت ؟ ‪.‬‬

‫عرض كرد كه ميباشم ترك كننده ايشان و مخالف ايشان ‪ ،‬و ميروم بسسسوى آب و گيسساه ‪،‬‬
‫پس فرمود حال كه اينطور است دراز كن دست خود را يعني بيعت نما ‪،‬‬

‫جت بر من پس‬
‫پس گفت آن مرد قسم بحق خدا نتوانستم خود دارى كنم نزد تمام شدن ح ّ‬
‫بيعت نمودم با آن حضرت ‪.‬‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫و هى المأة و السبعون من المختار فى باب الخطب و ذلسسك فسسي اليسوم الّرابسع مسسن الوقعسة‬
‫سابع شهر صفر من سنة سبع و ثلثين على ما يأتي في رواية نصر بن مزاحم و رويتسسه‬
‫عنه باختلف تطلع عليه ‪.‬‬

‫سقف المرفوع ‪ ،‬و الجّو المكفسسوف ‪ ،‬اّلسسذي جعلتسسه مغيضسسا لّليسسل و الّنهسسار ‪ ،‬و‬ ‫ب ال ّ‬
‫ألّلهّم ر ّ‬
‫سّيارة ‪،‬‬ ‫شمس و القمر ‪ ،‬و مختلفا للّنجوم ال ّ‬ ‫مجرى لل ّ‬

‫و جعلت سكانه سبطا من ملئكتك ل يسأمون من عبادتك ‪.‬‬

‫ب هذه الرض اّلتي جعلته قرارا للنام ‪ ،‬و مدرجا للهواّم و‬


‫ور ّ‬

‫] ‪[ 120‬‬

‫النعام ‪ ،‬و ما ل يحصى مّما يرى و ما ل يرى ‪.‬‬

‫ب الجبال الّرواسي اّلتي جعلتها للرض أوتادا ‪ ،‬و للخلسسق اعتمسسادا إن أظهرتنسسا علسسى‬ ‫ور ّ‬
‫شسسهادة ‪ ،‬و‬‫ق ‪ ،‬و إن أظهرتهسسم علينسسا فارزقنسسا ال ّ‬
‫عسسدّونا فجّنبنسسا عسسن البغسسي و س سّددنا للح س ّ‬
‫اعصمنا من الفتنة ‪.‬‬
‫أين المانع للّذمار ‪ ،‬و الغسائر عنسد نسزول الحقسائق مسن أهسل الحفساظ ألعسار ) الّنسار خ ل (‬
‫وراءكم و الجّنة أمامكم ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫ل و نقص قال سبحانه و غيض المسسآء و قسسال و‬ ‫) غاض ( الماء يغيض غيضا و مغاضا ق ّ‬
‫لرحام أى ما تنقص من تسسسعة أشسسهر و الغيضسسة الجمسسة و مجتمسسع الشسسجر و‬
‫ما تغيض ا َ‬
‫) الّذمار ( ما يلزمك حفظه من الهل و المال و الولد و ) غار ( على امرأته و هي عليسسه‬
‫تغار غيرة و غيرا و غارا و غيارا فهو غائر و غيران و هي غيرى ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫ل الّنصب صفة لقسسوله سسسبطا أو حسسال لّنسسه نكسسرة غيسسر محضسسة ‪،‬‬
‫جملة ل يسأمون في مح ّ‬
‫فيجوز في الجملة التالية لها الوجهان كما صّرح به علماء الدبّية و لو وقعت بعسسد النكسسرة‬
‫ط و بعد المعرفة المحضة فحال ل غير ‪.‬‬ ‫المحضة فوصف فق ّ‬

‫عععععع‬

‫جهه فسسي جميسسع حسسالته مسسن الشسّدة و الّرخسساء ‪ ،‬و‬


‫لزم على العبسسد أن يكسسون تسسو ّ‬
‫ن ال ّ‬
‫اعلم أ ّ‬
‫السّراء ‪ ،‬و الضّراء ‪ ،‬و الضيق و السعة ‪ ،‬إلى معبوده ل سّيما حالة البؤس‬

‫] ‪[ 121‬‬

‫ضرر الموجسسود و المتوّقسسع واجسسب عقل و نقل مسسع القسسدرة ‪ ،‬و السّدعاء‬
‫ن دفع ال ّ‬
‫و الشّدة ل ّ‬
‫صل لذلك و هو مقدور فيجب المصير إليه ‪.‬‬ ‫مح ّ‬

‫صل لسسذلك فلمسسا دّلسست عليسسه الدّلسسة النقلّيسسة مسسن‬


‫أّما مقدورّيته فل غبار عليه ‪ ،‬و أّما أنه مح ّ‬
‫الكتاب و السّنة من أّنه يدفع به البلء الحاصل ‪ ،‬و يكشف به السوء النازل ‪.‬‬

‫قال سبحانه ‪ :‬و ادعوه خوفسًا و طمعسًا و قسسال ‪ :‬أّمسسن يجيسسب المضسسطّر إذا دعسساه و يكشسسف‬
‫السوء ‪.‬‬

‫ل يرّد البلء و قد قسّدر‬


‫طلب إلى ا ّ‬
‫ن الدعاء و ال ّ‬
‫سلم عليكم بالّدعاء فا ّ‬
‫و قال الكاظم عليه ال ّ‬
‫ل و سئل صرفه صرفه ‪.‬‬ ‫ل إمضاؤه فاذا دعى ا ّ‬ ‫و قضى فلم يبق إ ّ‬

‫سلم قال ‪ :‬أل أدّلكم على شيء لم يستثن فيه رسسسول‬ ‫و روى زرارة عن أبي جعفر عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله قلت ‪ :‬بلى ‪ ،‬قال ‪ :‬الّدعاء يرّد القضسساء و قسسد ابسسرم إبرامسسا و ضسّم‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫ا ّ‬
‫أصابعه ‪.‬‬
‫ن السّدعاء‬
‫ن الّدعاء و البلء ليتواقفسان إلسى يسوم القيامسة إ ّ‬
‫سلم إ ّ‬‫و عن سّيد العابدين عليه ال ّ‬
‫ليرّد البلء و قد ابرم إبراما ‪.‬‬

‫سلم الّدعاء يدفع البلء النازل ‪ ،‬و ما لم ينزل ‪.‬‬


‫و عنه عليه ال ّ‬

‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬أل أدّلكم على سلح ينجيكم من أعسسدائكم و‬


‫ل صّلى ا ّ‬‫و قال رسول ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬قال ‪ :‬تدعون رّبكم بالّليل و النهار و قسال ‪ :‬سسلح‬
‫يدّر أرزاقكم ؟ قالوا بلى يا رسول ا ّ‬
‫المؤمن الّدعاء ‪.‬‬

‫سلم الّدعاء ترس المسسؤمن ‪ ،‬و مسستى تكسسثر قسسرع البسساب يفتسسح‬
‫و قال أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫لك ‪.‬‬

‫سلم الّدعاء أنفذ من السنان الحديد ‪.‬‬


‫صادق عليه ال ّ‬
‫و قال ال ّ‬

‫سادس و الربعين من الدّلة السسواردة فسسي‬


‫هذا كّله مضافا إلى ما تقّدمت في شرح الكلم ال ّ‬
‫ث و الترغيب عليه ‪.‬‬ ‫الح ّ‬

‫إذا عرفت ذلك فأقول ‪ :‬لما كان مقام الحرب و الجدال ‪ ،‬و لقاء الشجعان و البطسسال أح س ّ‬
‫ق‬
‫جه له ‪ ،‬و كان الّدعاء‬
‫ل بالتخّلص إليه ‪ ،‬و التو ّ‬
‫المواقع اّلتي يتوسل فيها إلى ا ّ‬

‫] ‪[ 122‬‬

‫سابقة أفضل مسسا يتسسوّقى بسسه مسسن السّدواهي و المكسساره ‪ ،‬و تسسرس مسسن‬ ‫إليه بمقتضى الدّلة ال ّ‬
‫سسنان الحديسد ‪ ،‬و أشسّد تسأثيرا مسن‬‫العداء و جّنة ل شيء أوقى منه ‪ ،‬و أنفذ عليهسم مسن ال ّ‬
‫جه أميسسر‬
‫ي و المهّنسسد و الطعسسن بسسالخطى و القنسسى المس سّدد ل جسسرم تسسو ّ‬‫الضسسرب بالمشسسرف ّ‬
‫سلم إليه سبحانه بالّدعاء لما عزم لقاء القوم بصّفين ‪ 1‬فقال ‪:‬‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬

‫سماء اّلتي رفعها بغير عمد ترونها ‪،‬‬


‫ب السقف المرفوع ( أى ال ّ‬
‫) ألّلهّم ر ّ‬

‫و إطلق السقف عليهسا إّمسا حقيقسة أو مسن بسساب السستعارة تشسبيها لهسسا بسسقف السسبيت فسي‬
‫الرتفاع و الحاطة ) و الجسّو المكفسسوف ( أى الفضسساء السسذي كّفهسسا بقسسدرته و جعلسسه مح ّ‬
‫ل‬
‫لسماواته و أرضه ‪.‬‬

‫سسماء و كسسذلك الجسّو المكفسوف قسال‬


‫شارح البحراني بعد تفسير السسقف المرفسوع بال ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫سماء أيضا كّفه أى جمعه و ضّم بعضه إلى بعض ‪ ،‬و‬ ‫الشارح المعتزلي الجّو المكفوف ال ّ‬
‫سماء هواء جامد أو ماء جامد انتهى ‪.‬‬ ‫ن ال ّ‬
‫سلم نحو هذا و أ ّ‬‫يمّر في كلمه عليه ال ّ‬
‫ن الجسّو غيسسر‬
‫و فيه نظر لما قد دّلت عليسسه الفصسسل الثسسامن مسسن الخطبسسة الولسسى صسسريحا أ ّ‬
‫سلم هناك ‪:‬‬ ‫ل لها حيث قال عليه ال ّ‬ ‫سماء و أّنه مح ّ‬
‫ال ّ‬

‫ق الرجسساء و سسسكائك الهسسواء إلسسى أن قسسال ‪ :‬فرفعسسه فسسي‬


‫ثّم أنشأ سبحانه فتق الجواء و شس ّ‬
‫هواء منفتق ‪ ،‬و جّو منفهق فسّوى منه سبع سماوات ‪ .‬فانظر ماذا ترى ‪ ،‬هذا ‪.‬‬

‫ن كون الجّو بمعنى السماء لم يذكره أحد من الّلغوّيين و غيرهسسم فيمسسا رأيتهسسم‬ ‫مضافا إلى أ ّ‬
‫سسسماء و الرض‬ ‫سر بالفضسساء و بعضسسهم بمسسا بيسسن ال ّ‬
‫سر له بالهواء و بين مف ّ‬
‫بل هم بين مف ّ‬
‫سمآء مجازا‬ ‫جه ما ذكره الشارحان بأّنه اريد منه في خصوص هذا المقام ال ّ‬ ‫ل أن يو ّ‬
‫الّلهّم إ ّ‬
‫بعلقة الحال و المحل أو المجاورة بقرينة قوله ) الذي جعلته‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬لل لللللل لل لل ل ل ل لللللل ل ل ل للل ل‬
‫لل للللللل لل للللللل لل للل للل للل ل ) ل‬
‫( ل لل ل لل للل ل للل للللل ) ل ( للللل لل‬
‫لل لللل لل ل للل ل ‪ :‬لل ل ل لللل للل للل ل ل‬
‫لل ل لللللل ل ل لل ل ل للل لللل ل ل ل لل ل‬
‫للل للللللل ) للل ( ‪.‬‬
‫لللللل لللل‬

‫] ‪[ 123‬‬

‫سسسماء‬‫ن هذه كّلها مسسن أوصسساف ال ّ‬‫مغيضا لّليل و النهار ( مع المعطوفات عليه التالية له فا ّ‬
‫ح الوصسسف بهسا إذ علسسى إرادة الحقيقسسة امتنسع جعلهسسا‬ ‫فل بّد من ارتكاب المجاز حّتسسى يصس ّ‬
‫صفاتا له و احتمال كونها صفاتا للسقف المرفوع مدفوع باستلزامه الفصسسل بيسسن التسسابع و‬
‫ي و هو خلف القواعد الدبّية فافهم ‪.‬‬ ‫المتبوع بالجنب ّ‬

‫ل منهمسا مسع زيسادة‬ ‫ل لنقصسان كس ّ‬ ‫و كيف كان فمعنى كونه مغيضا لّليسل و النهسار أّنسه محس ّ‬
‫شمس عن فوق الرض إلى مسسا تحتهسسا ‪،‬‬ ‫ن حصول الّليل إّنما هو بحركة ال ّ‬ ‫الخر و ذلك ل ّ‬
‫و حصول الّنهار بحركتها عن تحتها إلى ما فوقها ‪ ،‬و بكيفّية حركتهسسا فسسي الفلسسك يختلفسسان‬
‫زيادة و نقصانا ‪.‬‬

‫فكّلما قرب الشمس إلى المعّدل يطول النهار و يقصر الّليل و كّلمسسا بعسسدت يكسسون بسسالعكس‬
‫ل يولج الّليل في النهار و يولج النهار فسسي الّليسسل‬
‫نا ّ‬‫قال سبحانه في سورة لقمان ‪ :‬ألم تر أ ّ‬
‫ل بلسسد يكسسون‬‫و في الّزمر يكّور الّليل على الّنهار و يكّور الّنهار على الّليل و لذلك ترى ك س ّ‬
‫صيفية أقصر و أّيسسامه و ليسساليه‬
‫صيفّية أطول و لياليه ال ّ‬‫عرضه الشمالي أكثر يكون أّيامه ال ّ‬
‫الشتوية بالضّد من ذلك ‪.‬‬
‫فلما كان ظلم الّليل و ضوء الّنهار و اختلفهما في الطول و القصر و الزيادة و النقصان‬
‫ح بسسذلك العتبسسار جعلسسه‬
‫سسسماء صس ّ‬ ‫ل الحركسسة هسسو ال ّ‬
‫شمس ‪ ،‬و كسسان محس ّ‬
‫باختلف حركة ال ّ‬
‫مغيضا لهما ‪ .‬و يقرب مّما ذكرته ما قسساله الشسسارح البحرانسسي فسساّنه بعسسد تفسسسيره المغيسسض‬
‫ن الفلك بحركته المستلزمة لحركة الشمس إلى وجه الرض يكسسون سسسببا‬ ‫بالمغيب قال ‪ :‬ل ّ‬
‫لغيبوبة الليل و استلزام حركته لحركتها عن وجه الرض يكون سببا لغيبوبة النهار فكان‬
‫كالمغيض لهما فاستعار له لفظ المغيض ‪.‬‬

‫ن معنساه أّنسه جعلسسه غيضسة لهمسسا و هسي فسسي الصسل‬ ‫و أّما ما قاله الشارح المعتزلي مسن أ ّ‬
‫الجمة يجتمع إليها الماء و ينبت فيها الشجر كأّنه جعل الفلك كالغيضسسة و الّليسسل و الّنهسسار‬
‫كالشجر النابت فيها ‪ ،‬و وجه المشاركة توّلد الشجر من الغيضة و توّلد الّليل و النهار من‬
‫جريان الفلك فليس بشيء كما ل يخفى هذا ‪.‬‬

‫ل لجريانهما قد ظهر تفصيل الكلم‬


‫و قوله ‪ ) :‬و مجرى للشمس و القمر ( أى مح ّ‬

‫] ‪[ 124‬‬

‫فيه في شرح الفصل الثامن من الخطبة الولسسى كمسسا تقسّدم تفصسسيل و الكلم فسسي قسسوله ) و‬
‫سسسير بالسسسرعة و البطسسؤ و الحركسسة‬‫ل لختلفهسسا فسسي ال ّ‬
‫مختلفسسا للنجسسوم الس سّيارة ( أى مح ّ‬
‫ل منها في شرح الفصل المذكور أيضا و كذا في شرح الفصل الرابع مسسن‬ ‫المخصوصة لك ّ‬
‫الخطبة التسعين فليراجع المقامين ) و جعلت سسّكانه سسسبطا ( أى قسسبيل ) مسسن ملئكتسسك ل‬
‫يسأمون من » عن خ « عبادتك ( و قد عرفت أيضا شرح حال الملئكة و اختلف فرقها‬
‫ب سسسبحانه فسسي شسسرح الفصسسل التاسسسع مسسن الخطبسسة الولسسى و‬
‫و عدم مللهم من عبادة الر ّ‬
‫الفصل الخامس من الخطبة التسعين ‪.‬‬

‫ب هسسذه الرض اّلسستي جعلتهسسا قسسرارا للنسسام و مسسدرجا للهسسواّم ( و الحشسسرات ) و‬


‫)ور ّ‬
‫النعام ( و البهايم ) و مسسا ل يحصسسى ( مسن المصسسنوعات العجيبسسة و المخلوقسسات الغريبسة‬
‫) مّما يرى و مّما ل يرى ( و تقّدم الكلم في عجائب خلقة الرض و دحوها على الماء و‬
‫المنافع التي للّناس فيها في شرح الفصل السادس من الخطبة التسعين ‪.‬‬

‫شارح البحراني قال بعض العلماء من أراد أن يعرف حقيقة قسسوله مسسا يسسرى و مسسا ل‬
‫قال ال ّ‬
‫يرى فليوقد نارا صغيرة في فلة في ليلسة صسيفّية و ينظسر مسا يجتمسع عليهسا مسن غسرائب‬
‫أنواع الحيوان العجيبة الخلق لم يشاهدها هو و ل غيره قال الشارح و أقول ‪:‬‬

‫و يحتمل أن يريد بقوله و ما ل يرى ما ليس مسن شسأنه أن يسسرى إّمسسا لصسغره أو لشسّفافّيته‬
‫ب الجبال الّرواسي ( أى الثابتات ) اّلتي جعلتهسسا للرض أوتسسادا ( كمسسا عرفسست فسسي‬‫)ور ّ‬
‫ن فيهسسا ينسسابيع المعسسادن و‬
‫شرح الفصل الّثالث من الخطبة الولى ) و للخلسسق اعتمسسادا ( ل ّ‬
‫معسسادن الينسسابيع و فيهسسا المرابسسض و المراتسسع ‪ ،‬يرعسسون فيهسسا النعسسام و يسسسرحون فيهسسا‬
‫صسسيف و الشسستاء و‬
‫الغنام ‪ ،‬و قد جعل فيها أكنانسسا و كهوفسسا و غيرانسسا يسسأوون فيهسسا فسسي ال ّ‬
‫يتوّقون بها في شّدة الحّر و صبارة القّر ‪.‬‬

‫ح بسسذلك كونهسسا‬
‫و يزرعون فيها الزراعسسات الّديمّيسسة ‪ ،‬و ينسسالون منهسسا بركسسات كسسثيرة فصس ّ‬
‫اعتمادا للخليق و كون اّتكالهم عليها بما لهم فيها من المعايش و المرافق هذا و لما نسسادى‬
‫ل على اّتصافه بالقدرة و العظمة و الجلل‬ ‫ب المتعال بما تد ّ‬
‫الر ّ‬

‫] ‪[ 125‬‬

‫تخّلص الى ما دعاه لجله ‪ 1‬فقال ‪ ) :‬إن أظهرتنا ( و نصرتنا ) على عدّونا فجّنبنا عن (‬
‫ق ( و ل تجعلنسسا كسسساير المحسساربين مسسن‬‫الظلم و ) البغى و سسّددنا ل ( لصسسواب و ا ) لحس ّ‬
‫الملوك و السلطين يحاربون العداء للّدنيا ل للّدين فاذا غلبسسوا أعسسداءهم يظلمسسون و عسسن‬
‫البغي و الطغيان ل يمسكون ) و إن أظهرتهم ( و جعلتهم غالبين ) علينا فارزقنا ( عظيم‬
‫الزلفى و ) الشهادة و اعصمنا من ( الضلل و ) الفتنة ( ‪.‬‬

‫ثّم أخذ في تحريض أصحابه على القتال بلفظ مهيج لهم على ايقاد نار الحرب و إضرامها‬
‫لم للجنسسس و السسستفهام لللهسساب ) و الغسسائر عنسسد نسسزول‬ ‫فقال ‪ ) :‬أيسسن المسسانع للسّذمار ( ال ّ‬
‫الحقايق من أهل الحفاظ ( أي صسساحب الغيسسرة و الحمّيسسة مسسن أهسسل المحافظسسة عنسسد نسسزول‬
‫الشدائد و النوازل الثابتة ) العار وراءكم ( و في بعض النسخ النار بسسدل العسسار ) و الجّنسسة‬
‫أمامكم ( يعنى في الهرب و الدبار من الحرب عار في العقسساب و نسسار يسسوم الحسسساب و‬
‫في القبال و التقدم عليه الجّنة و حسن المآب ‪ ،‬فمن توّلى عنه خسر و خاب و مسسن سسسعى‬
‫إليه نال عظيم الثواب ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫سسسلم مسسن كتسساب صسّفين‬ ‫ي ) ره ( في البحسسار هسسذا الكلم لسسه عليسسه ال ّ‬‫لمة المجلس ّ‬
‫روى الع ّ‬
‫لنصر بن مزاحم قال ‪ :‬قال نصر حّدثنا عمر بن سعد عن عبسسد الّرحمسسان بسسن جنسسدب عسسن‬
‫أبيه قال ‪ :‬لما كان غداة الخميس لسبع خلون من صفر سنة سسسبع و ثلثيسسن و ص سّلى علس ّ‬
‫ى‬
‫سلم غّلس بالغداة أشّد من تغليسسسه يسسومئذ و‬ ‫سلم الغداة فغّلس ما رأيت علّيا عليه ال ّ‬‫عليه ال ّ‬
‫شام فزحف نحوهم و كان هو يبسدئهم و يسسير إليهسم فساذا رأوه قسد‬ ‫خرج بالناس إلى أهل ال ّ‬
‫زحف استقبلوه بزحوفهم ‪.‬‬

‫سلم‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫و عن عمر بن سعد عن مالك بن أعين عن زيد بن وهب قال لّما خرج عل ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ل لل ل للل ل ل لللل لل لللل ل ل لللل‬
‫لللل للللل لللللل ل ل لللل لل للل ل لل ل‬
‫ل لل لل ل لل ل للل ل للل ل للل للل ل ل لللل ل‬
‫لللللل للل لل ل لل للل للللل ل لللل ل لل ل‬
‫للل ل لللللل للل للللل للل للل لللللل لل‬
‫للل لللل لل ل ل ل ل ل لللللل للل ل ل ل لل لل‬
‫للل ل ل للل لللل ل للللل ل للل للل للل ل‬
‫للللل ل لللل لل ل لل لللل ل للل لل للل ل ‪.‬‬
‫لللللل ) للل لل ( ‪.‬‬

‫] ‪[ 126‬‬

‫إليهم غداة ذلك اليوم فاستقبلوه رفع يديه إلى السماء فقال ‪:‬‬

‫ب هذا السقف المحفوظ المكفوف ‪ ،‬الذي جعلته مغيضا لّليل و الّنهار و جعلت فيسسه‬ ‫الّلهّم ر ّ‬
‫مجرى الشمس و القمر ‪ ،‬و منازل الكواكب و النجوم ‪ ،‬و جعلسست س سّكانه مسسن الملئكسسة ل‬
‫يسأمون العبادة ‪.‬‬

‫ب هذه الرض التي جعلتها قرارا للنسسام و الهسسواّم و النعسسام ‪ ،‬و مسسا ل يحصسسى مّمسسا‬‫ور ّ‬
‫يرى و مّما ل يرى من خلقك العظيم ‪.‬‬

‫سماء و‬ ‫خر بين ال ّ‬ ‫سحاب المس ّ‬ ‫ب ال ّ‬


‫ب الفلك اّلتي تجرى في البحر بما ينفع الّناس ‪ ،‬و ر ّ‬ ‫ور ّ‬
‫ب الجبسسال الّرواسسسى اّلسستي جعلهسسا‬‫ب البحر المسسسجور المحيسسط بالعسسالمين و ر ّ‬‫الرض و ر ّ‬
‫ق و إن‬‫للرض أوتادا و للخلق متاعا إن أظهرتنا على عدّونا فجّنبنسسا البغسسي و س سّددنا للح س ّ‬
‫شهادة و اعصم بقّية أصحابي من الفتنة ‪.‬‬ ‫أظهرتهم علينا فارزقنا ال ّ‬

‫ل بن بسسديل و‬
‫قال ‪ :‬فلّما رأوه قد أقبل تقّدموا إليه بزحوفهم و كان على ميمنته يومئذ عبد ا ّ‬
‫سلم في القلب في أهسسل المدينسسة جمهسورهم‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫الّناس على راياتهم و مراكزهم و عل ّ‬
‫النصار و معه من خزاعة و كنانة عدد حسن ‪.‬‬

‫قال نصر ‪ :‬و رفع معاوية قّبة عظيمة و ألقى عليه الكرابيسسس و جلسسس تحتهسسا و كسسان لهسسم‬
‫قبل هذا اليوم ثلثة أّيام و هو اليوم الّرابع مسن صسسفر ‪ ،‬فخسسرج فسي هسسذا اليسوم محّمسد ابسن‬
‫ل بسسن عمسسر بسسن الخطسساب فسسي‬ ‫الحنفّية في جمع من أهل العراق فأخرج إليه معاوية عبيد ا ّ‬
‫ل محّمدا إلى المبارزة فلّما خرج إليه دعساه علس ّ‬
‫ي‬ ‫جمع من أهل الشام فاقتتلوا فطلب عبيد ا ّ‬
‫ل ل حاجسسة‬ ‫سلم و خرج بنفسه راجل بيده سيفه و قال أنا أبارزك فهلّم فقال عبيد ا ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫سلم إلى صّفه هذا ‪.‬‬‫بي إلى مبارزتك فرجع عليه ال ّ‬
‫و قد تقّدم جمل وقايع صفين في شرح الكلم الخامس و السّتين و غيره مّما نّبهنسساك عليسسه‬
‫هناك ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫از جمله كلم بلغت نظام آن امام أنام است در حيني كه عزم فرمود بملقات نمودن بسسا‬
‫قوم شام در جنگ صّفين كه بأين مضامين دعا نمود ‪:‬‬

‫] ‪[ 127‬‬

‫بار إلها اى پروردگار سقف برافراشته و آسمان باز داشته ‪ ،‬چنان آسماني كه گردانيسسدى‬
‫ل جريسسان از بسسراى مهسسر و مسساه و محس ّ‬
‫ل‬ ‫ل نقصان از براى شسسب و روز ‪ ،‬و محس ّ‬ ‫آنرا مح ّ‬
‫اختلف از براى ستارهاى سير كننسسده ‪ ،‬و گردانيسسدى سسساكنان آن را قسسبيله از فرشسستگان‬
‫خود در حالتيكه ملل نميآورند از عبادت تو ‪.‬‬

‫ل رفتسسار‬
‫و اى پروردگار اين زمين كه گردانيدي آن را قرار گاه از براى مردمان و مح ّ‬
‫حشرات زمين و چهارپايان و آنچه كه شمرده نميشود از مخلوقاتي كه ديسسده ميشسسود ‪ ،‬و‬
‫از مخلوقاتى كه ديده نميشود ‪.‬‬

‫و اى پروردگار كوههاى ثابت استوار كه گردانيدي آنها را از براى زميسسن ميخهسسا و از‬
‫براى خلق تكيهگاه اگر غالب گردانى ما را بسر دشسمنان مسا پسس كنسار گسردان مسا را از‬
‫ق ‪ ،‬و اگر غالب گردانسى ايشسان را بسر مسا‬‫تعّدى و ستم ‪ ،‬و راست دار ما را از براى ح ّ‬
‫پس روزي كن بما شهادت را ‪ ،‬و حفظ كن ما را از ضللت و فتنه ‪.‬‬

‫كجا اسسست منسسع كننسسده چيزيكسسه لزم اسسست بسسر جسسوانمرد حفسسظ كسسردن آن ؟ و كجسسا اسسست‬
‫صاحب غيرت هنگام نازل شدن شسسدايد امسسور كسسه كاشسسف اسسست از حقسسايق كسسار از أهسسل‬
‫حمّيت و فتّوت ؟ عار و سرزنش در پشت شما است اگر رو گردان باشسسيد از محسساربه ‪،‬‬
‫و بهشت عنبر سرشت در پيش شما است اگر اقدام نمائيد بر مقاتله ‪.‬‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫سبعون من المختار فى باب الخطب و الظاهر أّنها ملتقطسسة مسسن‬ ‫و هى المأة و الحادية و ال ّ‬
‫الخطبة الطويلسسة اّلسستي قسسدمنا روايتهسسا فسسي شسسرح الفصسسل الّثسسالث مسسن الخطبسسة السادسسسة و‬
‫ل سبحانه ليس فيها ‪.‬‬ ‫ن صدرها المتضّمن للحمد على ا ّ‬ ‫لأّ‬ ‫العشرين إ ّ‬

‫ل اّلذي ل تواري عنه سماء سماء ‪ ،‬و ل أرض أرضا ‪.‬‬


‫ألحمد ّ‬
‫] ‪[ 128‬‬

‫لس‬
‫منها ‪ :‬و قد قال لي قائل إّنك يا بن أبيطالب على هذا المر لحريص فقلسست بسسل أنتسسم و ا ّ‬
‫ص و أقرب و إّنما طلبت حّقا هو لي ‪ ،‬و أنتم تحولون بيني و بينه‬ ‫أحرص و أبعد و أنا أخ ّ‬
‫ب ) بهسست خ ل (‬ ‫جة في الملء الحاضرين ه ّ‬‫‪ ،‬و تضربون وجهي دونه ‪ ،‬فلّما قرعته بالح ّ‬
‫كأّنه ل يدري ما يجيبني به ‪.‬‬

‫الّلهّم إّنى أستعديك علسسى قريسسش و مسسن أعسسانهم ‪ ،‬فسسإّنهم قطعسسوا رحمسسي و صسّغروا عظيسسم‬
‫ق أن نأخسسذه ‪ ،‬و‬
‫ن فسسي الحس ّ‬
‫منزلتي ‪ ،‬و أجمعوا على منازعتي أمرا هو لي ‪ ،‬ثّم قسسالوا أل إ ّ‬
‫ق أن تتركه ‪.‬‬
‫في الح ّ‬

‫و منها في ذكر أصحاب الجمل ‪:‬‬

‫لس عليسسه و آلسسه كمسسا تجسّر المسسة عنسسد شسسرائها‬


‫لس صسّلى ا ّ‬
‫فخرجوا يجّرون حرمة رسول ا ّ‬
‫لسس‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫جهين بها إلى البصرة فحبسا نسائهما في بيوتهما و أبرزا حبيس رسول ا ّ‬ ‫متو ّ‬
‫طاعسسة و سسسمح لسسي‬‫ل و قد أعطسساني ال ّ‬ ‫عليه و آله لهما و لغيرهما في جيش ما منهم رجل إ ّ‬
‫بالبيعة طائعا غير مكره فقدموا على عاملي بها ‪ ،‬و خّزان بيت مسسال المسسسلمين و غيرهسسم‬
‫ل لو لم يصيبوا مسسن المسسسلمين إلّ رجل‬ ‫من أهلها و قتلوا طائفة صبرا و طائفة غدرا فو ا ّ‬
‫ل لي قتل ذلك الجيش كّله إذ حضروه فلسسم ينكسسروا‬ ‫واحدا معتمدين لقتله بل جرم جّره ‪ ،‬لح ّ‬
‫و لم يدفعوا بلسان و ل يد ‪،‬‬

‫] ‪[ 129‬‬

‫دع ما أّنهم قد قتلوا من المسلمين مثل العّدة اّلتي دخلوا بها عليهم ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) الملء ( وزان جبسسل وجسسوه الّنسساس و أشسسرافهم اّلسسذين يرجسسع إليهسسم لمتلئهسسم بسسالرأى و‬
‫ب ( من النوم انتبه و تنّبه و ) سمح ( الّرجل من باب منع سسسماحا و سسسماحة‬ ‫التدبير و ) ه ّ‬
‫جاد و كرم ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫شارح فأن زايدة و يجوز أن‬ ‫ل أن لو لم يصيبوا ‪ .‬قال ال ّ‬‫شارح المعتزلي ‪ :‬فو ا ّ‬ ‫في نسخة ال ّ‬
‫ل لسي جسواب للقسسم اسستغنى بسه عسن جسواب الشسرط‬ ‫يكون مخّففة من الّثقيلة ‪ ،‬و جملة لح ّ‬
‫ل س خيسسر و قولسسك و‬ ‫لقيامه مقامه كما في قوله تعالى ‪ :‬و لو أّنهم آمنوا و اّتقوا لمثوبة عند ا ّ‬
‫لم جواب القسم ل جواب لو قال نجم الئمسسة إذا تقسّدم القسسسم أّول‬ ‫ل لو جئتني لجئتك ‪ ،‬فال ّ‬‫ا ّ‬
‫الكلم ظاهرا أو مقّدرا و بعده كلمة الشرط سواء كانت أن أو لسسو أو لسسول أو اسسسم الشسسرط‬
‫فالكثر و الولى اعتبار القسم دون الشرط فيجعل الجواب للقسم ‪ ،‬و ما فسسي قسسوله دع مسسا‬
‫ل و مّما خطيئاتهم و مثل ما أّنكم تنطقون‬ ‫أّنهم زايدة كما في قوله تعالى ‪ :‬فبما رحمة من ا ّ‬
‫و قيل ‪ :‬إّنها نكرة و المجرور بدل منها ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫سلم في المتن يدور على فصول ثلثة‬


‫ن ما أورده السّيد » ره « من خطبته عليه ال ّ‬
‫اعلم أ ّ‬
‫‪.‬‬

‫ععععع ععععع‬

‫سماوات و الرضين فقال ‪:‬‬


‫ل سبحانه باعتبار احاطة علمه بال ّ‬
‫افتتح كلمه بحمد ا ّ‬

‫ل الذي ل توارى ( أى ل تحجب و ل تستر عنه ) سمآء سماء و ل أرض أرضا‬ ‫) الحمد ّ‬
‫( لكونه منّزها عن وصف المخلوقين الذين في إدراكهم لبعض الجرام السماوّية‬

‫] ‪[ 130‬‬

‫و الرضية محجوبون عّما ورائها و ذلك لقصور ذاتهم و قصسسور ق سّوتهم المدركسسة و أّمسسا‬
‫سادس و‬ ‫ل ما سواء كما قد عرفت في شرح الفصل ال ّ‬ ‫ب تعالى فلكمال ذاته فله العلم بك ّ‬‫الر ّ‬
‫سابع من الخطبة الولى و في شرح الخطبة التاسعة و الربعين و غيرهما ‪.‬‬ ‫الفصل ال ّ‬

‫لس عليسه‬
‫و أقول هنا مضافا إلى ما سبق روى في الكسافي عسسن ابسسن اذينسسة عسن أبسي عبسد ا ّ‬
‫ل هو سادسهم « فقال عليه‬ ‫ل هو رابعهم و ل خمسة إ ّ‬ ‫سلم » ما يكون من نجوى ثلثة إ ّ‬
‫ال ّ‬
‫سلم ‪:‬‬
‫ال ّ‬

‫ل شيء محيط بالشسسراف‬ ‫ى الذات باين من خلقه ‪ ،‬و بذلك وصف نفسه و هو بك ّ‬ ‫هو واحد ّ‬
‫سماوات و ل فسسي الرض و ل أصسسغر‬ ‫و الحاطة و القدرة ل يعزب عنه مثقال ذّرة في ال ّ‬
‫ن الماكن محدودة تحويهسسا حسسدود أربعسسة‬ ‫من ذلك و ل أكبر بالحاطة و العلم ل بالّذات ل ّ‬
‫فاذا كان بالذات لزمته ‪.‬‬

‫يعني أّنه سبحانه لوحدانّية ذاته و مباينته من خلقه كما وصف به نفسسسه فسسي كتسسابه العزيسسز‬
‫ن غيسسره مسسن المخلوقسسات لكسسونه‬‫ل شيء محيط « ل ّ‬
‫حيث قال ‪ » :‬ليس كمثله شيء فهو بك ّ‬
‫ن حصوله في مكان و حضوره عند جماعة يستلزم خلّو ساير المكنة عنسسه‬ ‫مكانيا يلزمه أ ّ‬
‫و غيبته عن جماعة اخرى كما هو شأن المكانّيات و هو ليس كذلك بسسل حصسسوله هيهنسسا و‬
‫حضوره لهؤلء النفس حصوله هناك و حضوره لولئك ‪.‬‬
‫ن الماكن محدودة بحدود أربعة و هي ‪:‬‬
‫و قوله ل بالّذات يعني أّنه ليست بالّذات ل ّ‬

‫ل بالعتبار عّد الجميسسع ح سّدين و‬ ‫شمال ‪ ،‬لعدم تحّيزها إ ّ‬‫القّدام ‪ ،‬و الخلف ‪ ،‬و اليمين ‪ ،‬و ال ّ‬
‫الفوق و الّتحت حّدين فصارت أربعة فلو كانت إحسساطته بالسّذات بسسأن كسسانت بالسّدخول فسسي‬
‫المكنسة لسزم كسونه محاطسا بالمكسان كسالمتمّكن و إن كسانت بالنطبساق لسزم كسونه محيطسا‬
‫بالتمكن كالمكان و كلهما باطل هذا ‪.‬‬

‫ل علسى اثبسات أرضسين‬ ‫و قوله ‪ :‬و ل أرض أرضا قسال الشسارح المعستزلي هسذا الكلم يسد ّ‬
‫ل علسسى هسسذا‬
‫ن السماوات كذلك و لم يأت في الكتاب العزيز ما يد ّ‬ ‫بعضها فوق بعض كما أ ّ‬
‫ن و هسو قسول كسثير مسن‬ ‫ل اّلذي خلق سبع سماوات و مسن الرض مثلهس ّ‬ ‫ل قوله تعالى ‪ :‬ا ّ‬
‫إّ‬
‫المسلمين و قد تأّول ذلك أرباب المذاهب الخر القائلون بأنها‬

‫] ‪[ 131‬‬

‫أرض واحدة فقالوا إنها سبعة أقاليم فالمثلّية من هذا الوجه هي ل من تعّدد الرضسسين فسسي‬
‫ذاته ‪.‬‬

‫سلم فيقال إنهسسا و إن كسسانت أرضسسا‬


‫و يمكن أن يتأّول مثل ذلك كلم أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫واحدة لكنها أقاليم و أقطار مختلفة ‪ ،‬و هى كرية الشكل فمن على حدبة الكرة ل يرى مسسن‬
‫لس‬
‫تحته و من تحته ل يراه و من على أحد جانبيها ل يسسرى مسسن علسسى الجسسانب الخسسر و ا ّ‬
‫يدرك ذلك كّله أجمع ل يحجب عنه بشيء منها شيء منها انتهى ‪.‬‬

‫ن فسسي‬‫ي في تفسير الية حيث قال ‪ :‬أى و فسسي الرض خلسسق مثلهس ّ‬ ‫و نحو ذلك قال الطبرس ّ‬
‫ن كيفّية السماء مخالفة لكيفّيسسة الرض و ليسسس فسسي القسسرآن آيسسة تسسد ّ‬
‫ل‬ ‫العدد ل في الكيفية ل ّ‬
‫ل هذه الية و ل خلف في السماوات أنهسسا سسسماء‬ ‫ن الرضين سبع مثل السماوات إ ّ‬ ‫على أ ّ‬
‫فسسوق سسسماء و أمسسا الرضسسون فقسسال قسسوم إنهسسا سسسبع أرضسسين طباقسسا بعضسسها فسسوق بعسسض‬
‫لس‬
‫ل أرض خلسسق خلقهسسم ا ّ‬ ‫كالسماوات لنها لو كانت مصمتة لكانت أرضا واحدة و فسسي كس ّ‬
‫كيف شاء ‪.‬‬

‫و روى أبو صالح عن ابن عباس أنها سبع أرضين ليس بعضها فوق بعض يفسسرق بينهسنّ‬
‫حة ما استأثر بعلمسسه و اشسستبه علسسى‬
‫ل سبحانه أعلم بص ّ‬
‫سماء و ا ّ‬
‫ن ال ّ‬
‫البحار و تظّلل جميعه ّ‬
‫خلقه ‪.‬‬

‫ي ‪ :‬خلق سبع سسسماوات بعسسض فسسوق بعسسض كالقّبسسة و مسسن‬ ‫ي ‪ :‬قال الكلب ّ‬
‫و قال الفخر الّراز ّ‬
‫ن الرض ثلث طبقسسات‬ ‫ن في كونها طبقسسات متلصسسقة كمسسا هسسو المشسسهور أ ّ‬ ‫الرض مثله ّ‬
‫طبقة أرضية محضة ‪ ،‬و طبقة طيّنية و هى غير محضة و طبقة منكشفة بعضها في السسبّر‬
‫ن كونهسسا‬
‫و بعضها في البحر ‪ ،‬و هي كالمعمورة و ل يبعد مسسن قسسوله و مسسن الرض مثلهس ّ‬
‫ل واحسسد مسسن‬
‫ن لك ّ‬
‫سبعة أقاليم على سبع سماوات و سبعة كواكب فيها ‪ ،‬و هي السيارة ‪ ،‬فا ّ‬
‫ل أقساليم الرض فتصسسير سسبعة بهسسذا‬ ‫ص في ك ّ‬‫ص تظهر آثار تلك الخوا ّ‬
‫هذه الكواكب خوا ّ‬
‫العتبار ‪.‬‬

‫ععععع عععععع ععع ع ع ع عع ع ع ع ع عع ع ع ع عع‬


‫عععععع‬

‫بعد مقتل عمر ) و قد قال لي قائل إّنك‬

‫] ‪[ 132‬‬

‫يا بن أبي طالب على هذا المر لحريص ( أى على أمر الخلفة قال الشارح المعسستزلي و‬
‫اّلذي قال له ذلك سعد بن أبي وقاص مع روايته فيه أنت مّني بمنزلة هارون من موسى و‬
‫صو‬‫ل أحسسرص و أبعسسد و أنسسا أخس ّ‬ ‫سلم بقوله ) فقلت بل أنتم و ا ّ‬ ‫هذا عجب فأجاب عليه ال ّ‬
‫أقرب ( فليس للبعيد التعريض على القريب و التعيير بكثرة الحرص و أراد بكونه أخ ّ‬
‫ص‬
‫ل عليه و آله و سّلم و شّدة قربه منه ) و إنما‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫و أقرب مزيد اختصاصه برسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله ) و أنتسسم تحولسسون بينسسي و بينسسه و‬‫ص الّرسول صّلى ا ّ‬ ‫طلبت حقا هو لي ( بن ّ‬
‫تضربون وجهي دونه ( كناية عن منعهم منه و دفعهم له عنه ) فلّما قرعته ( أى صسسدمته‬
‫ب ( أى انتبه و استيقظ عن غفلته ) كأّنه بهت ( هكذا‬ ‫جة في المل الحاضرين ( ) ه ّ‬ ‫) بالح ّ‬
‫في نسخة الشارح المعتزلي بزيسسادة بهسست بعسسد لفظسسة كسسأّنه أى صسسار مبهوتسسا متحّيسسرا ) ل‬
‫يدرى ما يجيبني ( به ‪.‬‬

‫ل سبحانه و استمّد منه فقال ‪ ) :‬الّلهّم إّني أستعديك على قريش ( أى‬ ‫ثّم إّنه شكى بّثه إلى ا ّ‬
‫أستغيثك و أستنصر منك عليهسسم ) و ( علسسى ) مسسن أعسسانهم ( مسسن غيرهسسم ) فسساّنهم قطعسسوا‬
‫ل عليه و آله و سّلم ) و صّغروا عظيم‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫رحمي ( و لم يراعوا قربي من رسول ا ّ‬
‫منزلسستي ( حيسسث جعلسسوني قرينسسا للدغسسال و الطغسسام و السسسفلة الرذال ) و أجمعسسوا علسسى‬
‫ص بسسي بالنصسسوص‬ ‫ق لسسي و مخت س ّ‬
‫منازعتي أمرا هو لي ( أى في أمر الخلفة الذي هو ح ّ‬
‫شارح المعتزلي‬ ‫ط كما زعمه ال ّ‬‫المستفيضة بل المتواترة الواردة فيه ل بمجّرد الفضلّية فق ّ‬
‫وفاقا لساير المعتزلة ‪.‬‬

‫ق أن‬ ‫ن في الح ّ‬ ‫) ثّم ( إّنهم لم يقتصروا على أخذ حّقي ساكتين عن الّدعوى بل ) قالوا أل إ ّ‬
‫ى أن أتسسرك‬ ‫ن السسواجب عل س ّ‬ ‫ن الحسسق لهسسم و أ ّ‬
‫ق أن تسستركه ( أي اّدعسسوا أ ّ‬
‫نأخسسذه و فسسي الح س ّ‬
‫المنازعة فيه معهم فليتهم أخذوه مذعنين بأنه حّقي فكسانت المصسسيبة أهسسون و التحمّسسل بهسسا‬
‫أسهل ‪.‬‬
‫قسسال الشسسارح البحرانسسي ‪ :‬و روى نأخسسذه و نسستركه بسسالنون فسسي الكلمسستين ‪ ،‬و عليسسه نسسسخة‬
‫الّرضي و المراد أنا نتصّرف فيه كما نشاء بالخذ و الترك دونك ‪.‬‬

‫ععععع عععععع عععع ع ع عع ع عع ععع عععع ع ع‬


‫ععععععع ععع عععععع‬

‫) فخرجوا يجّرون حرمة‬

‫] ‪[ 133‬‬

‫ل انتهسساكه ‪ ،‬و كّنسسى‬‫ل عليه و آله ( أى حرمه و هو في الصل ما ل يح ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬


‫رسول ا ّ‬
‫ن بسسايع‬
‫به هنا عن زوجته عايشة ) كما تجّر المة عند شرائها ( أى بيعها و وجسسه الشسسبه أ ّ‬
‫المة يجّرها من بلد إلى بلد و يديرها في السسسواق و يعرضسسها علسسى المشسسترين ‪ ،‬فكسسذلك‬
‫هؤلء أخرجوها و أداروها في البلدان و شّهروها في الصقاع لينالوا بذلك إلى ما راموه‬
‫جهين بها إلى البصرة فحبسا ( أى طلحة و الزبيسسر ) نسسسائهما فسسي بيوتهمسسا و أبسسرزا‬ ‫) متو ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ( و هو أيضا كنايسسة عنهسسا و فسسي ذلسسك أيضسسا‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫حبيس رسول ا ّ‬
‫ل عليسسه و آلسسه‬‫ن الّرسول صّلى ا ّ‬ ‫من الّدللة على فرط ضللهما و خطائهما ما ل يخفى ل ّ‬
‫ن و ل تسسبّرجن تسسبّرج‬ ‫أمرها بالحتباس في بيتها بمقتضى قوله تعالى ‪ :‬و قسسرن فسسي بيسسوتك ّ‬
‫ل عليسسه و آلسسه‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫الجاهلّية الولى فهؤلء مضافا إلى عدم رعايتهم لحرمة رسول ا ّ‬
‫لس سسسبحانه و نبسسذوا كتسسابه وراء‬ ‫و حمايتهم عن عرضه و مخسسالفتهم لمسسره خسسالفوا أمسسر ا ّ‬
‫ل و قسسد‬‫ظهورهم حيث أبرزاها ) لهما و لغيرهما ( من الناس ) في جيش ما منهم رجسسل إ ّ‬
‫أعطاني الطاعة و سمح ( أى جاد ) لي بالبيعة ( و هذا إشارة إلى وجه ثان لضسسللهم ‪ ،‬و‬
‫هو نقضهم للعهد بعد التوكيد و نكثهم للطاعة بعد البيعة ‪.‬‬

‫و قوله ‪ ) :‬طائعا غير مكره ( من باب الحتراس اّلسذي مسّر ذكسره فسي ضسمن المحسسنات‬
‫البديعية في ديباجة الشرح و الغرض إبطال تسسوّهم كسسون بيعتهسسم علسسى وجسسه الكسسراه كمسسا‬
‫اّدعاه طلحة و الزبير حسبما عّرفه في شرح الكلم الثامن و غيره ) فقدموا علسسى عسساملى‬
‫بها ( و هو عثمان بن حنيف النصاري كان عامله يومئذ بالبصسسرة ) و خسّزان بيسست مسسال‬
‫المسلمين ( و هم سبعون رجل أو أربعمأة رجسسل كمسسا فسسي روايسسة أبسسي مخنسسف التيسسة ) و‬
‫غيرهم من أهلها فقتلوا طائفة ( منهم ) صبرا ( ‪.‬‬

‫قال شيخنا في الجواهر بعد قول المحّقق و يكره قتله أى الكافر صسسبرا ل أجسسد فيسسه خلفسسا‬
‫ل عليه و آله و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫سلم لم يقتل رسول ا ّ‬ ‫صادق عليه ال ّ‬‫لما في صحيح الحلبي عن ال ّ‬
‫سّلم رجل صبرا غير عقبة بن ابي معيط و طعن ابن ابي خلف فمات بعسسد ذلسسك ضسسرورة‬
‫ل س عليسسه و آلسسه المحتمسسل‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫إشعاره بمرجوحّيته اّلتي ل ينافيها وقوعه من رسول ا ّ‬
‫ن الحكم مّما يتسامح في مثله ‪.‬‬
‫رجحانه لمقارنة أمر آخر على أ ّ‬
‫] ‪[ 134‬‬

‫قال ‪ :‬و المراد بالقتل صبرا أن يقّيد يداه و رجله مثل حسسال قتلسسه و حينئذ فسساذا اريسسد عسسدم‬
‫سره به غير واحسسد بسسل نسسسبه بعسسض إلسسى‬ ‫ل هذا هو المراد مّما ف ّ‬
‫الكراهة أطلقه و قتله و لع ّ‬
‫المشهور من أنه الحبس للقتل ‪.‬‬

‫و في القاموس ‪ :‬و صبر النسان و غيره على القتل أن يحبس و يرمى حّتى يموت ‪.‬‬

‫و أّما ما قيل من أّنه التعذيب حّتى يموت أو القتل جهسسرا بيسسن النسساس أو التهديسسد بالقتسسل ثسمّ‬
‫القتل أو القتل و ينظر إليه آخر أو ل يطعم و ل يسقى حّتى يموت بسالعطش و الجسوع فلسم‬
‫أجد ما يشهد لها بل الخير منها مناف لما سمعته من وجوب الطعام و السقى ‪.‬‬

‫سلم فقتلوا طائفة صسسبرا مسسن الّدللسسة علسسى‬ ‫ن في قوله عليه ال ّ‬


‫و كيف كان فقد ظهر بذلك أ ّ‬
‫عظم خطيئتهم ما ل يخفى لنه إذا كان قتل الكّفار المحسساربين بهسسذه الكيفيسسة المخصوصسسة‬
‫صبر ‪ 1‬فكيسسف بسسالمؤمنين مضسسافا إلسسى أّنهسسم لسسم‬ ‫مكروها أو حراما على اختلف تفسير ال ّ‬
‫ل عليسسه‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫يقنعوا بذلك بل ) و ( قتلوا ) طائفة ( اخرى ) غدرا ( و قد قال رسول ا ّ‬
‫ل غادر بامام يوم القيامة مائل شدقه حّتى يدخل الّنار ‪.‬‬
‫و آله يجيء ك ّ‬

‫سلم فسسي حسسديث اصسسبغ بسسن نبسساته و هسسو يخطسسب علسسى منسسبر‬
‫و قال أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل غدرة فجرة ‪،‬‬‫ن لك ّ‬
‫الكوفة أّيها الّناس لول كراهة الغدر لكنت من أدهى الناس ال إ ّ‬

‫ص عليسسك قتلهسسم‬
‫ن الغدر و الفجور و الخيانة في الّنار هذا و سنق ّ‬
‫ل فجرة كفرة ال و إ ّ‬
‫و لك ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫طائفة صبرا و طائفة غدرا في ثاني التنبيهين التيين إنشاء ا ّ‬

‫سلم لما أبدى العذر في قتالهم و وجسسوب قتلهسسم بثلث كبسساير موبقسسة إحسسديها‬ ‫ثّم إّنه عليه ال ّ‬
‫لس عليسسه و آلسسه و هتكهسسم لناموسسسه ‪ ،‬و ثانيتهسسا نكثهسسم‬
‫ل صسّلى ا ّ‬ ‫إخراجهم لحبيس رسول ا ّ‬
‫البيعة بعد سماحهم للطاعة ‪ ،‬و ثالثها قتلهسسم للمسسسلمين صسسبرا و غسسدرا أقسسسم بالقسسسم البسساّر‬
‫بحّلّية قتلهم ازاحة للشبهة عّمن كان في قلبه مرض فقال ‪:‬‬

‫ل رجل واحدا معتمدين لقتله ( أى‬


‫ل لو لم يصيبوا من المسلمين إ ّ‬
‫) فو ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬لللل للللللل لللللل لللل للللل ل للل‬
‫لللل لللل لللللل للل لل لللل ) للل لل (‬

‫] ‪[ 135‬‬
‫ل لسسي قتسسل ذلسسك‬
‫معتمدين له ) بل جرم جّره ( أى بدون استحقاقه للقتل بجرم اجتراه ) لحس ّ‬
‫ل علسسى جسسواز قتسسل جميسسع الجيسسش بقتسسل واحسسد مسسن‬
‫الجيسسش كّلسسه ( هسسذا الكلم بظسساهره يسسد ّ‬
‫المسلمين معّلل بقوله ) إذ حضروه فلم ينكروا و لم يدفعوا عنسسه بلسسسان و ل يسسد ( فيسسستفاد‬
‫منه جواز قتل من ترك النهى عن المنكر مع التمّكن من إنكاره و دفعه ‪.‬‬

‫ل عليه ذلك الكلم ؟‬


‫فان قلت ‪ :‬أفتحكمون بجواز ذلك حسبما يد ّ‬

‫ن المر بالمعروف و النهى عن المنكر واجبسسان شسسرعا فالتسسارك لهمسسا تسسارك‬ ‫قلت ‪ :‬نعم ل ّ‬
‫ي وجسسه أمكسسن كسسساير‬ ‫سلم ردعه عنسسه بسسأ ّ‬ ‫للواجب و عامل للمنكر ‪ ،‬فيجوز للمام عليه ال ّ‬
‫من ترك الواجبات و أتى بالمحّرمات فاذا علم من أّول المر أنه ل يجسسدى فسسي ال سّردع إ ّ‬
‫ل‬
‫القتل لجاز ذلك للمام اّتفاقا و ان اختلف الصحاب في جواز ذلك أى القتل الذي هو آخر‬
‫ل علسسى‬ ‫سلم من دون اذنه و يد ّ‬ ‫مراتب المر بالمعروف و النهى عن المنكر لغيره عليه ال ّ‬
‫ن فسسي تسسرك إنكسسار المنكسسر إخلل بسسالواجب و إقسسدام علسسى المنكسسر مسسا رواه‬ ‫ما ذكرته من أ ّ‬
‫الصدوق ) ره ( في عقاب العمال مسندا عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمّسسد عسسن‬
‫ل ل يعسّذب‬ ‫لس عسّز و جس ّ‬
‫نا ّ‬ ‫سسلم ‪ :‬أيهسسا النساس إ ّ‬ ‫ي عليسسه ال ّ‬
‫سلم قال قال علس ّ‬
‫أبيه عليهما ال ّ‬
‫صسة بسالمنكر سسّرا مسن غيسر أن تعلسم العاّمسة ‪ ،‬فساذا‬ ‫صسة إذا عملست الخا ّ‬ ‫العاّمة بذنب الخا ّ‬
‫ل عسسّز‬‫صة بالمنكر جهارا فلم يغّير ذلك العاّمة استوجب الفريقان العقوبة من ا ّ‬ ‫عملت الخا ّ‬
‫ل‪.‬‬‫وجّ‬

‫ن أحدكم رجل يضربه سسسلطان جسسائر ظلمسسا و عسسدوانا و ل‬


‫سلم ‪ :‬ل يحضر ّ‬ ‫و قال عليه ال ّ‬
‫ن نصرة المؤمن فريضة واجبة ‪ ،‬فاذا هسسو حضسسره و‬ ‫مقتول و ل مظلوما إذا لم ينصره ل ّ‬
‫جة الحاضرة ‪.‬‬
‫العافية أوسع ما لم يلزمك الح ّ‬

‫قال ‪ :‬و لما وقع التقصير في بني إسرائيل جعل الّرجل منهم يرى أخاه على الذنب فينهسساه‬
‫لس عسّز و جس ّ‬
‫ل‬ ‫فل ينتهى فل يمنعه ذلك أن يكون أكيله و جليسه و شسسريبه حّتسسى ضسسرب ا ّ‬
‫ل لعن اّلذين كفروا مسسن بنسسي‬
‫قلوب بعضهم ببعض و نزل فيهم القرآن حيث يقول عّز و ج ّ‬
‫اسرائيل على لسان داود و عيسى بن مريم ذلك بما عصوا و كانوا‬

‫] ‪[ 136‬‬

‫يعتدون ‪ ،‬كانوا ل يتناهون عن منكر فعلوه « الية ‪.‬‬

‫ل على جواز قتل فاعل المنكر ما يأتي في أواخر الكتاب فسسي ضسسمن كلمسساته القصسسار‬ ‫و يد ّ‬
‫من قوله أّيها المؤمنون إّنه من رأى عدوانا يعمل به و منكرا يدعى إليه فسسأنكره بقلبسسه فقسسد‬
‫سسسيف‬ ‫سلم و برء ‪ ،‬و من أنكره بلسانه فقد أجر و هو أفضل مسسن صسساحبه و مسسن أنكسسره بال ّ‬
‫سفلى فذلك اّلذي أصاب سبيل الهدى ‪ ،‬و قسسام‬ ‫ل هي العليا و كلمة الظالمين ال ّ‬
‫لتكون كلمة ا ّ‬
‫على الطريق و نّور في قلبه اليقين و رواه في الوسايل مسسن روضسسة السسواعظين مرسسسل و‬
‫يدلّ عليه أخبار اخر ل حاجة بنا إلى روايتها ‪.‬‬

‫ل قتل الجيش بحضورهم قتل المسلم مسسن دون‬ ‫سلم ح ّ‬ ‫ن تعليله عليه ال ّ‬
‫فقد ظهر بذلك كّله أ ّ‬
‫إنكار له و دفع عنه موافسق بظساهره لصسول المسذهب و لقواعسد الشسرع و ل حاجسة إلسى‬
‫حسسل التسسأويلت اّلسستي تكّلفهسسا شسسراح النهسسج كالشسسارح المعسستزلي و القطسسب‬‫التسسوجيه و تم ّ‬
‫خسص كلمهسم و التنسبيه علسسى مسا‬‫الراوندي و الشارح البحراني و ل بأس بالشارة إلى مل ّ‬
‫جه عليهم فاقول ‪:‬‬ ‫يتو ّ‬

‫ل رجل واحسدا لحسلّ‬ ‫سلم لسو لسم يصسيبوا إ ّ‬


‫قال الشارح المعتزلي و يسئل عن قوله عليه ال ّ‬
‫لي قتل ذلك الجيش بأسره لّنهم حضروه فلم ينكروا فيقال أيجوز قتل من لم ينكر المنكسسر‬
‫مع تمّكنه من إنكاره ‪.‬‬

‫و الجواب أّنه يجوز قتلهم لّنهم اعتقسسدوا ذلسسك القتسسل مباحسا فسساّنهم إذا اعتقسسدوا إبسساحته فقسسد‬
‫ن شسسرب الخمسسر‬ ‫ن الّزنا مبسساح و أ ّ‬ ‫ل فيكون حالهم حال من اعتقد أ ّ‬ ‫اعتقدوا إباحة ما حّرم ا ّ‬
‫مباح ‪.‬‬

‫ن القتل و إن وجسسب علسسى مسسن اعتقسسد إباحسسة مسسا علسسم‬


‫و اعترض عليه الشارح البحراني بأ ّ‬
‫تحريمه من الّدين ضرورة كشرب الخمر و الّزنا فلم قلت أّنه يجب على من اعتقسسد إباحسسة‬
‫ما علم تحريمه من الّدين بالتأويل كقتل هؤلء القوم لمن قتلوا ‪،‬‬

‫ن جميع ما فعلوه كان بتأويل لهسسم و ان كسسان معلسسوم الفسسساد‬ ‫و خروجهم لما خرجوا له ؟ فا ّ‬
‫ل الخمر و الّزنا و بين اعتقسساد هسسؤلء لباحسسة مسسا فعلسسوه انتهسسى‬‫فظهر الفرق بين اعتقاد ح ّ‬
‫أقول ‪ :‬و أنت خبير بما في هذا الجواب و العتراض كليهما من الضعف‬

‫] ‪[ 137‬‬

‫و الفساد ‪:‬‬

‫ن اعتقاد اباحة ما علم حرمته من الّدين ضرورة كقتسسل المسسسلم عمسسدا و إن‬ ‫أما الجواب فل ّ‬
‫سلم لم يعّلل جوازه بذلك ‪ ،‬بل عّلله بالحضور علسسى‬ ‫ل أّنه عليه ال ّ‬
‫كان مجّوزا للقتل البّتة إ ّ‬
‫قتل المسلم و عدم النكار ‪ ،‬و هو أعّم من اعتقاد الباحة و عدمه ‪،‬‬

‫ن مجّرد ذلك كاف في جواز القتل من باب المر بالمعروف و النهسى عسن‬ ‫و قد ظهر لك أ ّ‬
‫المنكر و ل حاجة إلى التقييد أو التخصيص بصسسورة العتقسساد مسسع عسسدم السسداعي اليهمسسا و‬
‫كونهما خلف الصل ‪.‬‬
‫ن خروج الناكثين و قتلهم للمسسسلمين إّنمسسا‬
‫خص كلم المعترض أ ّ‬ ‫ن مل ّ‬
‫و أما العتراض فل ّ‬
‫نشاء من زعمهم جواز ذلك و اعتقادهم حّله لشبهة سنحت لهسسم و ان كسسان زعمسسا فاسسسدا و‬
‫اعتقادا كاسدا ‪.‬‬

‫و فيه أّول منع كون خروجهم عسسن وجسسه الشسسبهة و التأويسسل و انمسسا كسسان خسسروج خسسوارج‬
‫سسستين » ل‬ ‫سسسلم فسسي الكلم ال ّ‬
‫النهروان بالتأويل و زعمهم الباطل حّقا و لذلك قال عليسسه ال ّ‬
‫ق فأخطأه كمسن طلسب الباطسل فسأدركه « و ثانيسا‬ ‫تقتلوا الخوارج بعدي فليس من طلب الح ّ‬
‫ن خروجهم كان بالتأويل و شبهة مطالبة دم عثمان ظاهرا و أّما قتلهم للمسلمين فأ ّ‬
‫ى‬ ‫هب أ ّ‬
‫ن المقتولين لم يكونوا قاتلي عثمان و ل من الحاضسسرين لقتلسسه و ل‬ ‫تأويل يتصّور فيه مع أ ّ‬
‫ناصرين لقاتليه ‪ ،‬و لم يقع بعد حرب الجمل عند قتلهسسم طائفسسة صسسبرا و طائفسسة غسسدرا فلسسم‬
‫ل عن محض البغى و العدوان و التعّدي و الطغيان ‪ ،‬و متعّمدين فيه ‪،‬‬ ‫يكن قتلهم لهؤلء إ ّ‬
‫ل الخمر و الّزنا ‪.‬‬
‫فجاز قتلهم لذلك كما يجوز قتل معتقد ح ّ‬

‫ن أميسر المسؤمنين‬‫ن التأويل المتصّور في قتلهم هو أّنهسم لمسا زعمسسوا أ ّ‬


‫ل أن يقال ‪ :‬إ ّ‬
‫الّلهّم إ ّ‬
‫سلم بحمايته عن قتلة عثمان خلفته خلفة باطلة و إمامته إمامة جور و بيعة إمام‬ ‫عليه ال ّ‬
‫الجور و متابعته باطلة ل جرم زعموا اباحة قتسسل خسّزان بيسست المسسال و مسسن حسسذا حسسذوهم‬
‫سسسلم و حفسسظ‬‫باعتبار كونهم من مبايعيه و متابعيه ‪ ،‬مستحفظين لبيت المال لجله عليه ال ّ‬
‫بيت المال لجل المام الجائر إعانة الثم على زعمهم الباطل فافهم جّدا ‪.‬‬

‫] ‪[ 138‬‬

‫ن التأويل إذا كان معلسسوم الفسسساد حسسسبما اعسسترف بسسه‬ ‫ض عن جميع ذلك أقول ‪ :‬إ ّ‬ ‫و بعد الغ ّ‬
‫الشارح نفسه لم يبق موقع للتأّمل في جواز القتسسل ‪ ،‬و لسسذلك أمسسر سسسبحانه بقتلهسسم و قتسسالهم‬
‫مطلقا في قوله ‪ :‬و إن طائفتان من المؤمنين اقتتلسسوا فأصسسلحوا بينهمسسا فسسان بغسست إحسسديهما‬
‫ل‪.‬‬ ‫لخرى فقاتلوا اّلتي تبغى حّتى تفىء إلى أمر ا ّ‬ ‫على ا ُ‬

‫ل قتلهم لدخولهم في عمسسوم قسسوله تعسسالى ‪ :‬إّنمسسا جسسزاء السسذين‬


‫و قال القطب الّراوندي إن ح ّ‬
‫ل و رسوله و يسعون في الرض فسادًا أن يقّتلوا أو يصّلبوا الية ‪.‬‬ ‫يحاربون ا ّ‬

‫سلم عّلل استحلل قتلهم بسسأّنهم لسسم ينكسسروا‬


‫و اعترض عليه الشارح المعتزلي بأّنه عليه ال ّ‬
‫المنكر و لم يعّلل بعموم الية ‪.‬‬

‫ن قتل المسسسلم السسذى ل ذنسسب لسسه عمسسدا إذا‬


‫ن له أن يقول إ ّ‬
‫و أورد عليه الشارح البحراني بأ ّ‬
‫صدر من بعض الجيش و لم ينكر الباقون مع تمّكنهم و حضسورهم كسان ذلسك قرينسة داّلسة‬
‫علسى الرضسا مسن جميعهسم و الراضسى بالقتسل شسريك القاتسل خصوصسا إذا كسان معروفسا‬
‫بصحبته و الّتحاد به كاّتحاد بعض الجيش ببعض فكان خروج ذلك الجيسسش علسسى المسسام‬
‫ل و رسوله ‪ ،‬و قتلهم لعامله و خّزان بيت مسسال المسسسلمين و تفريسسق كلمسسة‬
‫العادل محاربة ّ‬
‫أهل المصر و فساد نظامهم سعى في الرض بالفساد و ذلك عين مقتضى الية ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬أّما ما قاله الراوندى فل غبار عليه و أّما اعتراض الشارح المعتزلي فل وجسسه لسسه‬
‫سلم و إن عّلل استحلل القتسسل بالحضسسور و عسسدم النكسسار و لسسم يعّللسسه لعمسسوم‬‫لّنه عليه ال ّ‬
‫ن مرجع العّلة المذكورة‬ ‫ن مآل العّلتين واحد ‪ ،‬و مقصود الراوندي التنبيه على أ ّ‬
‫لأّ‬ ‫الية إ ّ‬
‫في كلمه إلى عموم الية ففي الحقيقة التعليل بتلك العّلة تعليل بذلك العموم ‪.‬‬

‫ن قتل خّزان بيت المسسال و إتلف مسسا فيسسه مسسن المسسوال لسسم‬
‫و هذا مما ل ريب فيه لظهور أ ّ‬
‫سلم و كونهم فسسي مقسسام المحاربسسة‬ ‫ل من أجل نصبهم العداوة لمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫يكن إ ّ‬
‫معه ‪ ،‬فيدخلون في عموم الية ‪.‬‬

‫ل و رسوله فيها هو محاربة المسلمين ‪ ،‬جعل محاربتهم‬


‫ن المراد بمحاربة ا ّ‬
‫لّ‬

‫] ‪[ 139‬‬

‫محاربة لهما تعظيما للفعل و تكريما للمسلم ‪ ،‬فيجوز حينئذ قتلهم بحكم الية ‪.‬‬

‫سلم في كلمه لجاز أيضا قتسسل‬ ‫ل واحدا كما فرضه عليه ال ّ‬ ‫بل و لو لم يكن المقتول منهم إ ّ‬
‫لس و رسسسوله و‬ ‫ن قتسسل ذلسسك الواحسسد إّنمسسا كسسان محسساّدة ّ‬
‫ن المفروض أ ّ‬‫جميع الجيش كّلهم ل ّ‬
‫ن الباقين حضروا ذلك القتل و‬ ‫ي المؤمنين و لمن ائتّم به من المسلمين فحيث إ ّ‬ ‫محاربة لول ّ‬
‫لم ينكروه و لم يدفعوا عنه مع تمّكنهم منه يكون ذلك كاشفا عن كونهم في مقسسام المحاربسسة‬
‫أيضا ‪.‬‬

‫ل هذا هو مراد الشارح البحراني باليراد اّلسذي أورده علسى الشسارح المعستزلي و إن‬ ‫و لع ّ‬
‫ن صدور قتل المسسسلم عسسن بعسسض الجيسسش‬ ‫كانت عبارته قاصرة عن تأدية المراد لظهور أ ّ‬
‫لأّ‬
‫ن‬ ‫مع حضور الخرين و عدم إنكار منهم و إن كان قرينة على رضسسا الجميسسع بالقتسسل إ ّ‬
‫ذلك بمجّرده ل يكفى في جواز قتل الّراضين حّتى ينضّم إليه المقّدمة الخرى أعني كسسون‬
‫صدور القتل عن وجه المحاربة ‪ ،‬و كون رضاهم بذلك كاشفا عن كونهم محاربين جميعا‬
‫كما قلناه ‪.‬‬

‫و على هذا فان كان مسسراده بقسسوله و الراضسسى بالقتسسل شسسريك القاتسسل هسسو مسسا ذكرنسساه فنعسسم‬
‫جه عليه أّنه إن أراد المشاركة في الثم فهو مسّلم لما ورد في غير واحد‬ ‫ل فيتو ّ‬
‫الوفاق و إ ّ‬
‫ن العامل بالظلم و الراضى بسسه‬ ‫ن الراضى بفعل قوم كالداخل فيهم ‪ ،‬و أ ّ‬ ‫من الّروايات من أ ّ‬
‫ن من رضي أمرا فقد دخل فيه و من سخطه فقسسد خسسرج منسسه‬ ‫و المعين به شركاء ثلثة و أ ّ‬
‫ن هذه المشاركة ل تنفعه في دفع العتراض ‪.‬‬ ‫لأّ‬‫إّ‬
‫و إن أراد المشاركة في جواز قتل الّراضى كما يجوز قتل القاتل فهو على إطلقه ممنوع‬
‫ن قتل القاتل بعنوان القصاص جايز دون الراضي ‪.‬‬‫لّ‬

‫نعم يجوز قتله من باب الحسبة على ما قلنا و من أجل كونه في مقام المحاربة حسبما قاله‬
‫سلم‬ ‫الراوندي كما يجوز قتل القاتل بهذين الوجهين أيضا فافهم جّيدا هذا و لما نّبه عليه ال ّ‬
‫على جواز قتل الجيش جميعا بقتسسل واحسسد مسسن المسسسلمين أردف ذلسسك بسسالتنبيه علسسى مزيسسد‬
‫استحقاقهم له من حيث إقدامهم على جمع كسسثير منهسسم فقسسال ‪ ) :‬دع مسسا أّنهسسم قسسد قتلسسوا مسسن‬
‫المسلمين مثل العّدة اّلتي دخلوا بها عليهم ( ‪.‬‬

‫] ‪[ 140‬‬

‫ععععععع‬
‫ععععع‬

‫شارح المعتزلي بعد الفراغ من شرح الفصل الّثاني من هذه الخطبة ما هسسذه عبسسارته‬ ‫قال ال ّ‬
‫سلم‬‫سلم بنحو من هذا القول نحو قوله عليه ال ّ‬ ‫و اعلم أّنه قد تواترت الخبار عنه عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله حّتسسى يسسوم النسساس هسسذا و قسسوله‬
‫ل رسوله صّلى ا ّ‬ ‫ما زلت مظلوما منذ قبض ا ّ‬
‫سلم ألّلهّم اجز قريشا فاّنها منعتني حّقي و غصبتني أمري ‪.‬‬ ‫عليه ال ّ‬

‫سسسلم فجسسزت قريشسسا عّنسسي الجسسوازي فساّنهم ظلمسسوني حّقسسي و اغتصسسبوني‬


‫و قوله عليسسه ال ّ‬
‫سلطان ابن اّمي ‪.‬‬

‫سسسلم هّلسسم فلنصسسرخ‬


‫سلم و قد سمع صارخا ينادي أنا مظلوم فقسسال عليسسه ال ّ‬‫و قوله عليه ال ّ‬
‫معا فاّني ما زلت مظلوما ‪.‬‬

‫سلم‬
‫ل القطب من الّرحى و قوله عليه ال ّ‬‫ن محّلي منها مح ّ‬
‫سلم و إّنه ليعلم أ ّ‬
‫و قوله عليه ال ّ‬
‫أرى تراثي نهبا و قوله ‪ :‬اصفيا بانائنا و حمل الناس على رقابنا ‪.‬‬

‫ن لنا حّقا إن نعطه نأخذه و ان نمنعه نركب أعجاز البل و إن طال‬


‫سلم ‪ :‬إ ّ‬
‫و قوله عليه ال ّ‬
‫السرى ‪.‬‬

‫ي مدفوعا عّما أستحّقه و أستوجبه ‪.‬‬


‫سلم ‪ :‬ما زلت مستأثرا عل ّ‬
‫و قوله عليه ال ّ‬

‫قال الشارح و أصحابنا يحملون ذلك كّله على اّدعسسائه المسسر بالفضسسلّية و الحقّيسسة و هسسو‬
‫ن حمله على الستحقاق تكفير و تفسيق لوجوه المهاجرين و النصار‬ ‫صواب فا ّ‬
‫ق و ال ّ‬
‫الح ّ‬
‫ن المامّية و الزيدّية حملوا هذه القوال على ظواهرها و ارتكبسسوا بهسسا مركبسسا صسسعبا و‬ ‫لك ّ‬
‫ن ما يقوله القوم لكن تصسّفح القسسوال يبطسسل‬ ‫ن هذه اللفاظ موهمة مغلبة على الظ ّ‬ ‫لعمري إ ّ‬
‫ن و يدرء ذلك الوهم فوجب أن يجرى مجرى اليات المتشابهات الموهمسسة مسسا ل‬ ‫ذلك الظ ّ‬
‫يجوز على الباري فساّنه ل نعمسسل بهسا و ل نعسّول علسسى ظواهرهسسا لّنسا لمسسا تصسّفحنا أدّلسسة‬
‫العقول اقتضت العدول عن ظاهر الّلفظ و أن نحمل على التأويلت المذكورة في الكتب ‪.‬‬

‫ي الحنبلي المعروف بابن عاليسسة سسساكن قطفثسسا‬


‫قال الشارح و حّدثني يحيى بن سعيد بن عل ّ‬
‫بالجانب الغربي من بغداد واحد الشهود المعدلين بها قال كنت‬

‫] ‪[ 141‬‬

‫ي الحنبلسسي الفقيسسه المعسسروف بغلم ابسسن المنسسى و كسسان‬


‫حاضرا عند الفخر إسماعيل بن عل ّ‬
‫الفخر إسماعيل هذا مقّدم الحنابلسسة ببغسسداد فسسي الفقسسه و الخلف و يشسستغل بشسسيء فسسي علسسم‬
‫المنطق و قد كان حلو العبارة و قد رأيته أنسا و حضسرت عنسده و سسمعت كلمسه و تسوّفى‬
‫سنة عشرة و سّتمأة ‪.‬‬

‫قال ابن عالية و نحن عنده نتحّدث إذ دخل شخص من الحنابلة قد كان له دين على بعسسض‬
‫ي المسسذكور‬‫أهل الكوفة فانحدر إليه يطالبه به و اّتفق أن حضره زيارة يوم الغدير و الحنبل ّ‬
‫جسسة و يجتمسسع بمشسسهد أميسسر‬
‫بالكوفة و هذه الزيارة هي اليوم الثامن عشر من شهر ذي الح ّ‬
‫سلم من الخليق جموع عظيمة يتجاوز حّد الحصاء ‪.‬‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬

‫شخص ما فعلت ما رأيت ؟‬


‫قال ابن عالية ‪ :‬فجعل الشيخ الفخر يسائل ذلك ال ّ‬

‫هل وصل مالك إليك ؟ هل بقى منه بقّية عند غريمك ؟ و ذلك الشخص يجاوبه حّتسسى قسسال‬
‫ي بن أبيطالب عليه‬ ‫له يا سّيدي لو شاهدت يوم الزيارة يوم الغدير و ما يجرى عند قبر عل ّ‬
‫ب الصحابة جهارا بأصوات مرتفعة مسسن غيسسر‬ ‫شنيعة و س ّ‬ ‫سلم من الفضايح و القوال ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫مراقبة و ل خيفة ‪.‬‬

‫ل صسساحب‬ ‫ل ما جراهم على ذلك و ل فتح لهم هذا البسساب إ ّ‬ ‫ي ذنب لهم و ا ّ‬‫فقال إسماعيل أ ّ‬
‫سسسلم‬
‫ي بن أبيطالب عليسسه ال ّ‬ ‫ذلك القبر ‪ ،‬فقال ذلك الشخص ‪ :‬و من صاحب القبر قال ‪ :‬عل ّ‬
‫ل‪.‬‬ ‫ن لهم ذلك و عّلمهم إّياه و طرقهم إليه ؟ قال نعم و ا ّ‬
‫قال ‪ :‬يا سّيدي هو اّلذي س ّ‬

‫له‬‫قال ‪ :‬يا سّيدي فان كان محّقا فما لنا نتوّلى فلنسسا و فلنسسا و إن كسسان مبطل فمسسا لنسسا نتسسو ّ‬
‫لس‬
‫ينبغي أن نبرء إّما منه أو منهما ‪ ،‬قال ابن عالية فقام اسسسماعيل مسسسرعا و قسال ‪ :‬لعسسن ا ّ‬
‫اسماعيل الفاعل ابن الفاعل إن كان يعرف جواب هذه المسئلة و دخسسل دار حرمسسه و قمنسسا‬
‫نحن فانصرفنا انتهى كلم الشارح ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬قد مّر في تضاعيف الشرح ل سّيما مقسّدمات الخطبسسة الثالثسة المعروفسة بالشقشسقّية‬
‫سسسلم و بطلن خلفسسة غيسسره مضسسافا إلسسى الدّلسسة‬ ‫الّنصسسوص الداّلسسة علسسى خلفتسسه عليسسه ال ّ‬
‫العقلّية ‪.‬‬

‫و العجب من الشارح المعتزلي أّنه بعد اعترافه بتواتر الخبار الظاهرة في‬

‫] ‪[ 142‬‬

‫اغتصاب الخلفة و التظّلم و الشكوى من أئمة الجور كيف يصسسرفها عسسن ظواهرهسسا مسسن‬
‫سسسك‬
‫ل دليسسل لتم ّ‬
‫سبيل و لو كان هناك أق س ّ‬ ‫ي داع له الى النحراف عن قصد ال ّ‬ ‫غير دليل و أ ّ‬
‫به مقّدم الحنابلة اسماعيل ‪ ،‬و لم يعي عسسن الجسسواب ‪ ،‬و لسسم يقسسم مسسن مجلسسسه مسسسرعا إلسسى‬
‫ل لعن نفسه بالفاعل ابن الفاعسل‬ ‫الذهاب ‪ ،‬فحيث عجز عن جواب القائل ضاق به الخناق إ ّ‬
‫‪.‬‬

‫ن حملها على ظواهرهسسا يسسوجب تكفيسسر وجسسوه‬‫شارح أنه يعّلل ذلك تارة بأ ّ‬
‫ثّم العجب من ال ّ‬
‫ن تص سّفح القسسوال‬
‫صحابة و تفسيقها و هو كما ترى مصادرة على المّدعى ‪ ،‬و اخرى بأ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ى قول أوجب الخروج عن تلك الظواهر ‪.‬‬ ‫ن الحاصل منها و ليت شعرى أ ّ‬ ‫يبطل الظ ّ‬

‫فان أراد قول أهل السّنة فليس له اعتبار و ل وقع له عند اولسسي البصسسار و إن أراد قسسول‬
‫ي المختسار و آلسه الطهسار فعليسسه البيسسان و علينسسا التسسليم و‬
‫من يعّول علسسى قسسوله مسسن النسب ّ‬
‫سير و الخبار و الثر فما ظفرنا بعد إلسسى‬ ‫الذعان ‪ ،‬مع أّنا قد تصّفحنا كتب التواريخ و ال ّ‬
‫الن على خبر واحد معتبر و ل حديث صحيح يسسؤثر بسسل الحسساديث الصسسحيحة النبوّيسسة و‬
‫غير النبوّية العامّية و الخاصسّية علسسى بطلن دعسسويهم متظسسافرة و إبطسسال خلفسسة الخلفسساء‬
‫متواترة متظاهرة ‪.‬‬

‫ل كسلّ‬‫و قياس ظواهر تلك الّروايات على اليات المتشابهات قياس مع الفارق ل يقيسسسها إ ّ‬
‫بايد ناهق ‪ ،‬لقيام الدّلة القاطعة من العقل و النقل على وجوب تأويل هذه اليات و قيامهسسا‬
‫على لزوم تعويل ظواهر تلك الروايات ‪.‬‬

‫ق مسسع‬‫و كفى بذلك شهيدا فضل عن غيره مّما تقسّدم و يسسأتي و حسديث الثقليسسن و خسبر الحس ّ‬
‫لس‬
‫ي ص سّلى ا ّ‬ ‫ق المعروف بين الفريقين و رواية ورود الّمة على النسسب ّ‬‫ي مع الح ّ‬
‫ي و عل ّ‬
‫عل ّ‬
‫عليه و آله على خمس رآيات و افتراق الّمة علسسى ثلث و سسسبعين فرقسسة كّلهسسا فسسي النسسار‬
‫غير واحدة ‪.‬‬

‫و نعم ما قيل ‪:‬‬


‫إذا افسسسسسسسسسسسسسسسسسترقت فسسسسسسسسسسسسسسسسسي السسسسسسسسسسسسسسسسسّدين سسسسسسسسسسسسسسسسسسبعين فرقسسسسسسسسسسسسسسسسسة‬
‫و نيفا كما قد جاء في واضح النقل‬

‫] ‪[ 143‬‬

‫و لسسسسسسسسسسسسسسسم يسسسسسسسسسسسسسسسك منهسسسسسسسسسسسسسسسم ناجيسسسسسسسسسسسسسسسا غيسسسسسسسسسسسسسسسر واحسسسسسسسسسسسسسسسد‬


‫فسسسسسسسسسسسسسسسسسسبّين لنسسسسسسسسسسسسسسسسسسا يسسسسسسسسسسسسسسسسسسا ذا النباهسسسسسسسسسسسسسسسسسسة و الفضسسسسسسسسسسسسسسسسسسل‬

‫لك آل محّمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد‬ ‫أ فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي الفرقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسة اله ّ‬


‫أم الفرقسسسسسسسسسسسسسسسسسسة النسسسسسسسسسسسسسسسسسساجون أّيهمسسسسسسسسسسسسسسسسسسا قسسسسسسسسسسسسسسسسسسل لسسسسسسسسسسسسسسسسسسي‬

‫لكسسسسسسسسسسسسسسسسسا كفسسسسسسسسسسسسسسسسسرت و إن نجسسسسسسسسسسسسسسسسسوا‬


‫فسسسسسسسسسسسسسسسسسان قلسسسسسسسسسسسسسسسسست ه ّ‬
‫فلما ذا قّدم الغير بالفضل‬

‫ععععععع عععععع‬

‫في ذكر خروج عائشة و طلحة و الزبير الى البصرة ‪ ،‬و قتلهم طائفة مسن المسسلمين فيهسا‬
‫سلم إليه في كلمه و تفصيل لما أجمله ‪.‬‬ ‫صبرا و طائفة غدرا توضيحا لما أشار عليه ال ّ‬

‫فأقول ‪ :‬روى الشارح المعتزلي عن أبي مخنف أّنه قسال ‪ :‬حسّدثنا إسسماعيل بسن خالسد عسن‬
‫ي عن أبي صالح عن ابن عّباس و روى جرير ابن يزيسسد‬ ‫قيس بن أبي حازم و روى الكلب ّ‬
‫عن عامر الشسسعبي ‪ ،‬و روى محّمسسد بسسن إسسسحاق عسسن حسسبيب بسسن عميسسر قسسالوا جميعسسا لّمسسا‬
‫خرجت عائشة و طلحة و الّزبير من مّكة إلى البصرة طرقت ماء الحوأب ‪ 1‬و هسسو مسساء‬
‫ل س الحسسوأب‬ ‫لبني عامر بن صعصعة فنبحهم الكلب فنفرت صعاب إبلهم فقال قائل لعسسن ا ّ‬
‫ما أكثر كلبها ‪.‬‬

‫فلّما سمعت عائشة ذكر الحوأب قالت ‪ :‬أ هذا ماء الحوأب ؟ قالوا نعم ‪ ،‬فقالت ‪:‬‬

‫ل صّلى الّ‬ ‫رّدوني رّدوني ‪ ،‬فسألوها ما شأنها ؟ ما بدا لها ؟ فقالت ‪ :‬إّني سمعت رسول ا ّ‬
‫عليه و آله و سّلم يقول ‪ :‬كأّنى بكلب ماء يدعا الحوأب قسسد نبحسست بعسسض نسسسائي ثسّم قسسال‬
‫ل عليه و آله لي ‪:‬‬
‫صّلى ا ّ‬

‫يا حميراء إّياك أن تكونيها ‪.‬‬

‫ل فانا قد جزنا ماء الحوأب بفراسخ كثيرة ‪،‬‬


‫فقال لها الزبير مهل يرحمك ا ّ‬
‫ن هذه الكلب النابحة ليست على ماء الحوأب فلفق لهسسا الزبيسسر‬ ‫فقالت ‪ :‬أعندك من يشهد أ ّ‬
‫ن هسسذا المسساء ليسسس بمسساء‬
‫و طلحة خمسين أعرابيسسا جعل لهسسم جعل فحلفسسوا لهسسا و شسسهدوا أ ّ‬
‫الحوأب فكانت هذه أّول شهادة زور في السلم ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬بل أّول شهادة الزور في السلم ما وقعت يوم السقيفة حيسسث شسسهد منسافقوا قريسسش‬
‫لس لسسم يكسسن‬
‫نا ّ‬
‫لس عليسسه و آلسسه أنسسه يقسسول ‪ :‬إ ّ‬
‫ل صسّلى ا ّ‬
‫لبي بكر بأنهم سمعوا من رسول ا ّ‬
‫ليجمع‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ل لل للل لللل للل للل للل لل ل للل ل ل ل‬
‫لللل لللل لل للللللل ) للل (‬

‫] ‪[ 144‬‬

‫لنسسا أهسسل السسبيت النبسّوة و الخلفسسة حسسسبما تقسّدم فسسي المقّدمسسة الثالثسسة مسسن مقسّدمات الخطبسسة‬
‫الشقشقّية من غاية المرام من كتاب سليم بن قيس الهللي ‪.‬‬

‫ل صّلى‬ ‫ن رسول ا ّ‬ ‫قال أبو مخنف ‪ :‬و حّدثنا عصام بن قدامة عن عكرمة عن ابن عّباس أ ّ‬
‫ن عنسسده جميعسسا ليسست شسسعري أّيتكسسن صسساحبة الجمسسل‬ ‫ل عليه و آله قال يومسسا لنسسسائه و هس ّ‬
‫ا ّ‬
‫الدبب تنبحها كلب الحوأب يقتل عن يمينها و شمالها قتلى كثير كّلهم فسسي الّنسسار و تنجسسو‬
‫بعد ما كادت ‪.‬‬

‫قال الشارح المعتزلي ‪ :‬قلت ‪ :‬أصحابنا المعتزلة يحملون قسسوله و تنجسسو علسسى نجاتهسسا مسسن‬
‫ن لفظسسة فسسي النسسار‬
‫النار و المامّية يحملون ذلك على نجاتها من القتل و محملنسسا أرجسسح ل ّ‬
‫ن نحسساة البصسسريين‬ ‫أقرب إليه من لفظة القتلى و القسسرب معتسسبر فسسي هسسذا البسساب أل تسسرى أ ّ‬
‫أعملوا أقرب العاملين نظرا إلى القرب ‪.‬‬

‫شارح من ذكر الختلف في محمل الحديث و ترجيح محمسسل‬


‫أقول ‪ :‬ل أدرى ماذا يريد ال ّ‬
‫المعتزلة على محمل المامية ؟‬

‫سكهم به على كون عايشسسة فسسي النسسار حيسسث‬ ‫فان كان مقصوده بذلك الرّد على المامية لتم ّ‬
‫سكوا به أبدا علسسى‬ ‫ن المامّية لم يتم ّ‬
‫حملوا النجاة فيه على النجاة من القتل دون الّنار ففيه أ ّ‬
‫ل عليه و آله كّلهم في الّنار راجع الى المقتولين عن اليميسسن و‬ ‫ن قوله صّلى ا ّ‬
‫كونها فيها ل ّ‬
‫سكوا به بسل دليلهسم علسى ذلسك مضسافا السى أخبسارهم‬ ‫الشمال ل ربط له بها بوجه حّتى يتم ّ‬
‫الكثيرة هو خروجها و بغيها على المام العادل ‪ ،‬و الخسسوارج و البغسساة كّلهسسم فسسي النسسار و‬
‫عليه أيضا بناء المعتزلة كما صّرح به الشارح في ديباجة شرحه و إن توّهمسسوا خروجهسسا‬
‫مع طلحة و الزبير من هذه الكّلية لدليل فاسد ‪.‬‬
‫ن قسسوله‬‫و إن كان مقصوده به اثبات نجاة عائشة من النسسار ففيسسه أّنسسه ل ينهسسض لثباتهسسا ل ّ‬
‫ل عليه و آله » تنجو بعد ما كادت « يحتاج إلى إضمار المتعّلق و لفظة فسسي النسسار‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫ن القرب الّلفظي ل يكفى فسي جعسل متعّلقسه الّنسار بسل المسدار فسي‬ ‫و إن كانت أقرب إليه لك ّ‬
‫ي على المنصف الخسسبير بأسسساليب » ج ‪9‬‬ ‫أمثال المقام على القرب العتباري ‪ ،‬و غير خف ّ‬
‫«‬

‫] ‪[ 145‬‬

‫ن المتعّلق لفظة من القتل ‪ ،‬و سوق الكلم أيضا‬


‫ن المتبادر من اطلق العبارة هو أ ّ‬
‫الكلم أ ّ‬
‫يفيد ذلك ‪.‬‬

‫سلم يقتل عن يمينها و شسسمالها قتلسسى كسسثير و كسسان هنسساك‬ ‫و ذلك لّنه لّما أخبر بأنه عليه ال ّ‬
‫مظّنة إصابة القتسسل إليهسسا لقربسسه منهسسا و إشسسرافها عليسسه ‪ ،‬اسسستدرك بقسسوله و تنجسسو بعسسد مسا‬
‫كادت ‪ ،‬و هذا بخلف قوله كّلهم في الّنار فاّنه لم يكسسن موهمسا لشسسمولها حّتسسى يحتساج إلسسى‬
‫الستدراك ‪.‬‬

‫ن المسسراد منسسه‬
‫ن الظاهر من مساق الكلم مضافا إلى التبسسادر عرفسسا هسسو أ ّ‬ ‫فانقدح من ذلك أ ّ‬
‫النجاة من القتل ل النجاة من النار كما يقوله المعتزلة ‪.‬‬

‫ن الّلفظ مجمسسل محتمسسل للمريسسن فل يكسسافؤ‬


‫و على التنّزل و المماشاة أقول ‪ :‬غاية المر أ ّ‬
‫الدّلة القاطعة المسّلمة عند أصحابنا و المعتزلة على كون البغاة جميعهم في النسسار ‪ ،‬و ل‬
‫يجوز رفع اليد عسن عمسوم تلسك الدّلسة و تخصيصسها بهسذا الّلفسظ المجمسل و العجسب مسن‬
‫ن المسألة النحوّية أيضا‬
‫ل على مسألة اصولية كلمّية بمسألة نحوية مع أ ّ‬ ‫الشارح أنه يستد ّ‬
‫غير مسّلمة عند علماء الدبّية و البصرّيون و إن أعملوا أقرب العاملين نظرا إلى القسسرب‬
‫ن الكوفّيين اعملوا الّول منهما نظرا إلى السبق قال ابن مالك ‪:‬‬‫لك ّ‬

‫إن عسسسسسسسسسسسسسسسسساملن اقتضسسسسسسسسسسسسسسسسسيا فسسسسسسسسسسسسسسسسسي اسسسسسسسسسسسسسسسسسسم عمسسسسسسسسسسسسسسسسسل‬


‫قبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل فللواحسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد منهمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا العمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل‬

‫فالثسسسسسسسسسسسسسسسسسساني أولسسسسسسسسسسسسسسسسسسى عنسسسسسسسسسسسسسسسسسسد أهسسسسسسسسسسسسسسسسسسل البصسسسسسسسسسسسسسسسسسسرة‬


‫و اختار عكسا غيرهم ذا أسرة‬

‫ي ‪ ،‬و أّما ما يقتضيه النظر الّدقيق فهسسو حمسسل الحسسديث‬ ‫هذا كّله على ما يقتضيه النظر الجل ّ‬
‫سسسلم‬‫ن قسسوله عليسسه ال ّ‬
‫على ما يقوله أصحابنا المامية و بطلن محمل المعتزلة ‪ ،‬و ذلك ل ّ‬
‫» و تنجو بعد ما كادت « يفيد نجاتها بعد قربها ‪ ،‬فان اريد بها النجاة من القتل بعد القرب‬
‫ح لنّ نجاتهسسا‬ ‫منه كما يقوله المامّية فل غبار عليه ‪ ،‬و إن اريد النجاة مسسن الّنسسار فل يصس ّ‬
‫منها على زعم المعتزلة كانت بسبب التوبة و لزم ذلك أّنها قبل التوبة كانت هالكة واقعة‬
‫في النار أعني الستحقاق بالفعل لها ‪ ،‬و وقوعها فيها غير قربها منها ‪ ،‬كما هو مفاد قوله‬
‫‪ :‬بعد ما كادت ‪.‬‬

‫] ‪[ 146‬‬

‫ن القرب من النار كما هو مضمون الرواية على قول المعتزلة ينسسافي الكسسون‬‫و الحاصل أ ّ‬
‫فيها على ما هو لزم محملهم فافهم جّيدا ‪.‬‬

‫ل فأقول ‪ :‬الظاهر أّنه وقع فيه سقط مسسن السسرواة‬


‫حة متن الحديث و إ ّ‬‫هذا كّله على تسليم ص ّ‬
‫ل عليه ما فى البحار عن المنسساقب لبسسن شسسهر آشسسوب‬ ‫عمدا أو سهوا أو من النساخ كما يد ّ‬
‫قال ‪:‬‬

‫ذكر ابن العثم في الفتوح ‪ ،‬و الماوردي في أعلم النبّوة ‪ ،‬و شسسيرويه فسسي الفسسردوس ‪ ،‬و‬
‫أبو يعلي في المسند ‪ ،‬و ابن مردويه في فضايل أمير المؤمنين ‪ ،‬و الموّفق في الربعين ‪،‬‬
‫و شعبة و الشعبي و سالم بن أبي الجعد في أحاديثهم و البلذرى و الطبري في تاريخهمسسا‬
‫ل و إّنا إليه‬
‫ي ماء هذا ؟ فقالوا الحوأب قالت إّنا ّ‬‫ن عايشة لّما سمعت نباح الكلب قالت أ ّ‬
‫أّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم و عنده نسسساؤه يقسسول ‪:‬‬‫ل صّلى ا ّ‬‫راجعون إّني لهيه قد سمعت رسول ا ّ‬
‫ن تنبحها كلب الحوأب ‪.‬‬
‫ليت شعري أّيتك ّ‬

‫ن صاحبة الجمل الدبسب تخسرج فتنبحهسسا كلب الحسوأب يقتسل‬ ‫و في رواية الماوردى أيتك ّ‬
‫من يمينها و يسسسارها قتلسسي كسسثير و تنجسسو بعسسد مسسا كسسادت تقتسسل و هسسذه الّروايسسة كمسسا تسسرى‬
‫ن نجاتها من القتل ‪.‬‬ ‫صريحة في أ ّ‬

‫ن ما تكّلفه الشارح في إنجائها من النار فاّنما يجسسرى فسسي‬ ‫ي عليك أ ّ‬


‫و بعد هذا كّله فغير خف ّ‬
‫ن مسسذهبه وفاقسسا لصسسحابه‬ ‫ق طلحة و الزبير فسسا ّ‬
‫حّقها فقط ‪ ،‬و ليت شعرى ماذا يقول في ح ّ‬
‫ن كّلهسسم فسسي الّنسسار و ل‬
‫ن الرواية كما ترى مصسّرحة بسسأ ّ‬ ‫المعتزلة نجاتهما أيضا مثلها مع أ ّ‬
‫ك في شمول هذه القضية الكّلية للّرجلين فان زعم استثنائهما أيضا من هذه الكّلية بسسدليل‬ ‫شّ‬
‫ل على توبتهما فقسسد علمسست فسسي شسسرح بعسسض الخطسسب‬ ‫منفصل مثل حديث العشرة أو ما د ّ‬
‫السابقة المتقّدمة فساده بما ل مزيد عليه ‪ ،‬هذا فلنرجع إلى ما كنا فيه ‪.‬‬

‫ن طلحسسة و الزبيسسر أغسسذا‬


‫قال أبو مخنف حّدثني الكلبي عن أبسسي صسسباح عسسن ابسسن عّبسساس أ ّ‬
‫سير لعايشة حّتى انتهوا إلى حفر أبي موسى الشعرى و هو قريب مسسن البصسسرة و كتبسسا‬ ‫ال ّ‬
‫سلم على البصرة أن اخل لنا‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫إلى عثمان بن حنيف النصاري و هو عامل عل ّ‬

‫] ‪[ 147‬‬
‫دار المارة ‪.‬‬

‫ن هؤلء القوم قدموا علينسسا و‬ ‫فلّما وصل كتابهما إليه بعث إلى الحنف بن قيس فقال له ‪ :‬إ ّ‬
‫ل عليه و آله و الّناس إليها سراع كما ترى ‪ ،‬فقال الحنف‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫معهم زوجة رسول ا ّ‬
‫إّنهم جاؤك بها للطلب بدم عثمان و هم اّلسسذين ألّبسسوا علسسى عثمسسان النسساس و سسسفكوا دمسسه و‬
‫ل س سسسيركبون‬‫ل ل يزالونا حّتى يلقوا العداوة بيننا و يسفكوا دمائنسسا و أظّنهسسم و ا ّ‬ ‫أراهم و ا ّ‬
‫صة ما ل قبل لك بسسه و إن لسسم تتسسأّهب لهسسم بسسالّنهوض إليهسسم فيمسسن معسسك مسسن أهسسل‬
‫منك خا ّ‬
‫البصرة فاّنك اليوم الوالي عليهم و أنت فيهم مطاع فسسسر إليهسسم بالنسساس و بسسادرهم قبسسل أن‬
‫يكونوا معك في دار واحدة فيكون الناس أطوع منهم لك ‪.‬‬

‫فقال عثمسان بسن حنيسف ‪ :‬السرأى مسا رأيست لكّننسي أكسره أن أبسدهم بسه و أرجسو العافيسة و‬
‫سلم و رأيه فأعمل به ‪.‬‬ ‫سلمة إلى أن يأتيني كتاب أمير المؤمنين عليه ال ّ‬‫ال ّ‬

‫ثّم أتاه بعد الحنف حكيم بن جبلة العبدى فأقرأه كتاب طلحة و الزبير فقسسال لسسه مثسسل قسسول‬
‫الحنف و أجابه عثمان مثل جوابه للحنف فقسال لسه حكيسسم ‪ :‬فسأذن لسي حّتسسى أسسير اليهسم‬
‫ل فانابذهم على سواء ‪.‬‬ ‫سلم و إ ّ‬
‫بالّناس فان دخلوا في طاعة أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫لس إن دخلسسوا عليسسك‬ ‫فقال عثمان ‪ :‬لو كان ذلك رأى لسرت إليهم بنفسي قال حكيم ‪ :‬أما و ا ّ‬
‫ن قلوب كثير من الّناس إليسسه و يزيلّنسسك عسسن مجلسسسك هسسذا و أنسست أعلسسم ‪،‬‬
‫هذا المصر لتنقل ّ‬
‫فأبى عليه عثمان ‪.‬‬

‫لس علسيّ أميسسر‬ ‫ي إلى عثمان لّما بلغه مشارفة القسسوم البصسسرة ‪ :‬مسسن عبسسد ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬و كتب عل ّ‬
‫جهسسوا إلسسى‬
‫لس ثسّم نكثسسوا و تو ّ‬
‫ن البغاة عاهدوا ا ّ‬ ‫المؤمنين إلى عثمان بن حنيف فأّما بعد ‪ :‬فا ّ‬
‫لس أشسّد باسسسا و أشسّد تنكيل فسساذا‬‫ل بسسه و ا ّ‬
‫مصرك و ساقهم الشيطان لطلب ما ل يرضى ا ّ‬
‫قدموا عليك فادعهم إلى الطاعة و الرجوع إلى الوفاء بالعهد و الميثاق اّلذي فارقونا عليسسه‬
‫سسسك بحبسسل النكسسث و الخلف‬ ‫ل التم ّ‬
‫فان أجابوا فأحسن جوارهم ما داموا عندك و إن أبوا إ ّ‬
‫ل بينك و بينهم و هو خير الحسساكمين و كتبسست كتسسابي هسسذا إليسسك مسسن‬ ‫فناجزهم حّتى يحكم ا ّ‬
‫تو‬ ‫ل بن أبسسي رافسسع فسسي سسسنة سس ّ‬ ‫ل و كتب عبيد ا ّ‬ ‫جل المسير اليك إنشاء ا ّ‬‫الّربذة و أنا مع ّ‬
‫ثلثين ‪.‬‬

‫] ‪[ 148‬‬

‫سسسلم إلسسى عثمسسان أرسسسل إلسسى أبسسي السسسود السّدئلي و‬


‫ي عليسسه ال ّ‬
‫قال ‪ :‬فلّما وصل كتاب عل ّ‬
‫عمران بن الحصين الخزاعي فأمرهما أن يسيرا حّتى يأتياه بعلم القوم و ما اّلذي أقدمهم ‪.‬‬

‫فانطلقا حّتى اذا أتيا حفر أبي موسى و بسسه معسسسكر القسسوم فسسدخل علسسى عايشسسة فسسسألها و‬
‫ل فقالت لهما ألقيا طلحة و الزبير ‪.‬‬‫وعظاها و أذكراها و ناشداها ا ّ‬
‫فقاما من عندها و لقيا الّزبير فكّلماه فقال لهما ‪ :‬إّنا جئنا للطلب بدم عثمان و نسسدعو الّنسساس‬
‫ن عثمسسان لسسم يقتسسل‬ ‫الى أن يرّدوا أمر الخلفة شورى ليختسسار الّنسساس لنفسسسهم فقسسال لسسه ‪ :‬إ ّ‬
‫بالبصرة ليطلب دمه فيها و أنت تعلم قتلة عثمان مسسن هسسم و أيسن هسم و أّنسك و صساحبك و‬
‫عايشة كنتم أشّد الناس عليه و أعظمهم إغراء بدمه فأقيدوا مسسن أنفسسسكم و أّمسسا إعسسادة أمسسر‬
‫سلم طائعين غير مكرهين و أنت يا أبا عبد‬ ‫الخلفة شورى فكيف و قد بايعتم علّيا عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آلسسه و س سّلم‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ل لم تبعد العهد لقيامك دون هذا الّرجل يوم مات رسول ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ق بالخلفة منه و ل أولى بها منسسه ‪ ،‬و امتنعسست مسسن‬ ‫و أنت آخذ قائم سيفك تقول ما أحد أح ّ‬
‫بيعة أبي بكر فأين ذلك الفعل من هذا القول ؟ فقال لهما ‪ :‬اذهبا فألقيا طلحة ‪.‬‬

‫ي العزم في إثارة الفتنسسة و إضسسرام‬


‫فقاما إلى طلحة فوجداه خشن الملمس شديد العريكة قو ّ‬
‫نار الحرب ‪ ،‬فانصرفا إلى عثمان بن حنيف فأخبراه و قال له أبو السود ‪:‬‬

‫يسسسسسسسسسسسسسسسسا بسسسسسسسسسسسسسسسسن حنيسسسسسسسسسسسسسسسسف قسسسسسسسسسسسسسسسسد أتيسسسسسسسسسسسسسسسست فسسسسسسسسسسسسسسسسانفر‬


‫و طسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساعن القسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوم و جالسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد و اصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسبر‬

‫و ابرز لها مستلهما و شّمر‬

‫ن و أمسسر منسساديه فنسسادى فسسي النسساس السسسلح‬


‫ب الحرميسسن لفعلس ّ‬
‫فقال ابسسن حنيسسف ‪ :‬اى و ر ّ‬
‫السلح ‪ ،‬فاجتمعوا إليه ‪.‬‬

‫قال أبو مخنف ‪ :‬و أقبل القوم فلما انتهوا إلى المربسسد قسام رجسسل مسسن بنسسي جشسسم فقسال أيهسسا‬
‫الناس أنا فلن الجشمي و قد أتاكم هؤلء القسسوم فسسان كسسانوا أتسسوكم خسسائفين لقسسد أتسسوكم مسسن‬
‫المكان اّلذي يأمن فيه الطير و الوحش و السباع و إن كانوا انما أتوكم للطلب بسسدم عثمسسان‬
‫فغيرنا ولى قتله فأطيعوني أيها الناس و رّدوهسسم مسسن حيسسث أقبلسسوا فسسانكم إن لسسم تفعلسسوا لسسم‬
‫تسلموا من الحرب الضروس و الفتنة الصماء اّلتى ل تبقى و ل تذر ‪ ،‬قال ‪ :‬فحصبه ناس‬
‫من‬

‫] ‪[ 149‬‬

‫أهل البصرة فأمسك ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬و اجتمع أهل البصرة إلى المربد حّتى ملؤه مشاة و ركبانا فقام طلحة و أشسسار إلسسى‬
‫الناس بالسكوت ليخطب فسكتوا بعد جهد فخطب خطبة ذكسر فيهسا قتسل عثمسان و حسّرض‬
‫الناس على الطلب بدمه ‪ ،‬و على جعل أمر الخلفة شورى ‪.‬‬
‫ثّم قام الزبير فتكّلم بمثل كلم طلحة فقام إليهما نسساس مسسن أهسسل البصسسرة فقسسالوا لهمسسا ‪ :‬ألسسم‬
‫سلم فيمن بايعه ؟ ففيم بايعتما ثّم نكثتما ؟ فقسسال ‪ ،‬مسسا بايعنسساه و ل لحسسد‬‫تبايعا علّيا عليه ال ّ‬
‫في أعناقنا بيعة و إّنما استكرهنا على بيعته ‪.‬‬

‫فقال ناس ‪ :‬قد صدقا و أحسنا القول و قطعنا بالصواب ‪ ،‬و قال ناس ما صدقا و ل أصسسابا‬
‫في القول حّتى ارتفعت الصوات ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬ثّم أقبلت عايشة على جملها فنادت بصوت مرتفع ‪ :‬أّيها الناس أقّلوا الكلم و اسكتوا‬
‫‪ :‬فأسكت الناس لها فقالت في جملة كلم تحّرضهم فيه على القتسسال و الجلب علسسى قتلسسة‬
‫ن عثمان قتل مظلوما فاطلبوا قتلته فاذا ظفرتم بهم فاقتلوهم ثّم اجعلوا المسسر‬‫عثمان ‪ :‬أل إ ّ‬
‫طسساب و ل يسسدخل فيهسسم مسسن شسسرك فسسي دم‬
‫شورى بين الّرهط اّلذين اختارهم عمر بسسن الخ ّ‬
‫عثمان ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬فماج الناس و اختلطوا فمن قائل يقول القول ما قالت و من قسائل يقسسول و مسا هسسى و‬
‫هذا المر إّنما هي امرأة مأمورة بلزوم بيتها ‪ ،‬و ارتفعسست الصسسوات و كسسثر اللغسسط حسستى‬
‫تضاربوا بالنعال و تراموا بالحصى ‪.‬‬

‫ن الّناس تمايزوا فصاروا فريقين فريق مع عثمسسان بسسن حنيسسف و فريسسق مسسع عايشسسة و‬
‫ثّم إ ّ‬
‫أصحابها ‪.‬‬

‫قال أبو مخنف ‪ :‬حّدثنا الشعث عن محّمد بن سيرين عن أبي الجليل قال ‪ :‬لّما نزل طلحة‬
‫لس‬
‫ل و صسسحبة رسسسول ا ّ‬ ‫و الّزبير المربد أتيتهما فوجدتهما مجتمعين فقلت لهما ناشدتكما ا ّ‬
‫ل عليه و آله ما اّلذي أقدمكما أرضنا هذه ؟ فلم يتكّلما فأعدت عليهما فقال بلغنا أ ّ‬
‫ن‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫بأرضكم هذه دنيا فجئنا نطلبها ‪.‬‬

‫قال الشارح المعتزلي ‪ :‬و قد روى قاضي القضاة في كتاب المغني عن وهب بن‬

‫] ‪[ 150‬‬

‫ن لكمسسا فضسسل و صسسحبة‬‫جرير قسسال ‪ :‬قسسال رجسسل مسسن أهسسل البصسسرة لطلحسسة و الّزبيسسر ‪ ،‬إ ّ‬
‫ل عليه و آله و‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫فأخبراني عن مسيركما هذا و قتالكما أ شيء أمركما به رسول ا ّ‬
‫سّلم أم رأى رأيتماه ؟ فأّما طلحة فسكت فجعل ينكت الرض ‪ ،‬و أّما الزبير فقال ‪ :‬ويحك‬
‫ن ههنا دراهم كثيرة فجئنا لنأخذ منها ‪.‬‬ ‫حّدثنا أ ّ‬

‫ن الّزبيسر لسم‬
‫ن طلحسة تساب و إ ّ‬
‫جسة فسي أ ّ‬
‫قال الشارح ‪ :‬و جعل قاضي القضاة هذا الخبر ح ّ‬
‫يكن مصّرا على الحرب ‪.‬‬
‫ح هو و ما قبله إّنسسه لسسدليل‬
‫قال ‪ :‬و الحتجاج بهذا الخبر على هذا المعنى ضعيف و إن ص ّ‬
‫على حمق شديد ‪ ،‬و ضعف عظيم و نقص ظاهر ‪ ،‬و ليت شعري ما اّلذي أخرجهمسسا إلسسى‬
‫ل كتماه ‪.‬‬
‫هذا القول و إذا كان هذا في أنفسهما فه ّ‬

‫أقول ‪ :‬أّما اعتبار الخبرين فل غبار عليه لعتضادهما بأخبار اخسسر فسسي هسسذا المعنسسى ‪ ،‬و‬
‫أّما دللتهما على حمق الّرجلين كما قاله الشسسارح فل خفساء فيسسه ‪ ،‬و أّمسسا سسسكوت طلحسسة و‬
‫ن السائل ل يبقى و ل يذر و لم يكن له عن الجواب محيسسص‬ ‫نكته الرض فلّنه لما رأى أ ّ‬
‫لس قلبسسه و أجسسرى مكنسسون خسساطره علسسى‬‫و ل مفّر فبهت الذي كفر ‪ ،‬و أّما الزبير فأعمى ا ّ‬
‫لسانه إبانة عن انحطاط مقامه ‪ ،‬و دناءة شأنه ‪.‬‬

‫قال أبو مخنف ‪ :‬فلّما أقبسسل طلحسة و الّزبيسسر المربسد يريسدان عثمسسان بسن حنيسسف فوجسداه و‬
‫سسكك فمضسوا حّتسى انتهسوا إلسى موضسع السّدباغين فاسستقبلهم‬ ‫أصحابه قسد أخسذوا بسأفواه ال ّ‬
‫أصحاب ابن حنيف فشجرهم طلحة و الزبير و أصحابهما بالّرماح فحمل عليهم حكيم بسسن‬
‫جبلة فلم يزل و أصحابه يقاتلونهم حّتى أخرجوهم من جميع السكك و رمسساهم النسسساء مسسن‬
‫فوق البيوت بالحجارة ‪.‬‬

‫فأخذوا إلى مقبرة ابن بني مازن فوقفوا بها ملّيا حّتسسى ثسسابت إليهسسم خيلهسسم ثسّم أخسسذوا علسسى‬
‫مسناة البصرة حّتى انتهوا إلى الرابوقة ثم أتوا سبخة دار البرزق فنزلوها ‪.‬‬

‫ل بن حكيم لما نزل السبخة بكتب كانا كتباها إليه فقال ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬و أتاهما عبد ا ّ‬

‫لطلحة ‪ :‬يا با محّمد أما هذه كتبك ؟ قال ‪ :‬بلى ‪ ،‬قال ‪ :‬فكتبت أمس تدعونا إلى خلع عثمان‬
‫ل هذه الّدنيا‬
‫و قتله حّتى إذا قتلته أتيتنا ثائرا بدمه فلعمرى ما هذا رأيك ل تريد إ ّ‬

‫] ‪[ 151‬‬

‫سلم ما عرض عليك من البيعسسة فبسسايعته‬‫ي عليه ال ّ‬


‫مهل إذا كان هذا رأيك فلم قبلت من عل ّ‬
‫طائعا راضيا ثّم نكثت بيعتك ثّم جئت لتدخلنا في فتنتك ‪.‬‬

‫ن علّيا دعاني إلى البيعة بعد ما بايع فعلمت أّني لو لم أقبل ما عرضه علىّ لسم يتسّم‬
‫فقال ‪ :‬إ ّ‬
‫لي ثّم يغرى لي من معه ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬ثّم أصبحا مسسن غسد فصسّفا للحسسرب و خسسرج عثمسان بسسن حنيسف إليهمسا فسي أصسسحابه‬
‫سلم فقال نحن نطلسب بسدم عثمسسان‬ ‫ل و السلم و أذكرهما بيعتهما علّيا عليه ال ّ‬ ‫فناشدهما ا ّ‬
‫ل و لكنكمسسا‬
‫لوا ّ‬‫ق به منكم ك ّ‬
‫فقال لهما و ما أنتما و ذاك اين بنوه اين بنو عّمه اّلذينهم أح ّ‬
‫حسدتماه حيث اجتمع الّناس عليه و كنتما ترجوان هذا المر و تعملن له و هل كان أحسسد‬
‫أشّد على عثمان قول منكما ‪.‬‬
‫ل لو ل صفّية و مكانها من رسول الّ‬ ‫فشتماه شتما قبيحا و ذكرا اّمه فقال للّزبير ‪ :‬أما و ا ّ‬
‫ن المر بيني و بينك يسسا بسسن الصسسبغة‬ ‫لوإّ‬ ‫ل عليه و آله و سّلم فانها أدنتك إلى الظ ّ‬‫صّلى ا ّ‬
‫يعني طلحة أعظم من القول لعلمتكما من أمركما ما يسوءكما اللهّم إّني قسسد أعسسذرت إلسسى‬
‫هذين الرجلين ‪.‬‬

‫ثّم حمل عليهم و اقتتل الّناس قتال شديدا ثّم تحسساجزوا و اصسسطلحوا علسسى أن يكتسسب بينهسسم‬
‫كتاب صلح فكتب ‪:‬‬

‫هذا ما اصطلح عليه عثمان بن حنيف النصاري و من معه من المؤمنين من شيعة أميسسر‬
‫سلم و طلحسة و الزبيسر و مسن معهمسا مسن المسؤمنين و‬ ‫ي بن أبيطالب عليه ال ّ‬‫المؤمنين عل ّ‬
‫ن لعثمان بن حنيف دار المارة و الرحبة و المسجد و بيت المسسال‬ ‫المسلمين من شيعتهما ا ّ‬
‫ن لطلحة و الّزبير و من معهما ان ينزلوا حيث شسساؤا مسسن البصسسرة ل يضسساّر‬ ‫و المنبر و إ ّ‬
‫بعضهم بعضا في طريق و ل فرضة ‪ 1‬و ل سوق و ل شريعة حّتى يقدم أمير المسسؤمنين‬
‫سلم فان أحّبوا دخلوا فيما دخلت فيسسه الّمسسة ‪ ،‬و إن أحّبسسوا الحسسق‬ ‫ي بن أبيطالب عليه ال ّ‬‫عل ّ‬
‫ل قوم بهواهم و ما أحّبوا ‪ :‬من قتال أو سلم ‪ ،‬و خروج أو إقامسسة ‪ ،‬و علسسى الفريقيسسن بمسسا‬ ‫كّ‬
‫كتبوا عهد ا ّ‬
‫ل‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬للللل ل لللل ل للل ل ل ل لللل ل لل للل‬
‫لللل ل ل لل للللل للل للللل ‪.‬‬

‫] ‪[ 152‬‬

‫ي من أنبيائه من عهد و ذّمة ‪ ،‬و ختم الكتاب ‪.‬‬


‫و ميثاقه و أشّد ما أخذه على نب ّ‬

‫لس‬
‫و رجع عثمان بن حنيف حّتى دخسسل دار المسسارة و قسسال لصسسحابه ‪ :‬الحقسسوا رحمكسسم ا ّ‬
‫بأهلكم وضعوا سلحكم و داووا جرحاكم ‪ ،‬فمكثوا كذلك أّياما ‪.‬‬

‫ي و نحسسن علسسى هسسذه الحسسال مسسن القّلسسة و الضسسعف‬


‫ن طلحة و الّزبير قال ‪ :‬إن قسسدم علس ّ‬‫ثّم إ ّ‬
‫ن بأعناقنا ‪ ،‬فأجمعا علسسى مراسسسلة القبايسسل ‪ ،‬و اسسستمالة العسسرب فأرسسلوا إلسى وجسوه‬ ‫ليأخذ ّ‬
‫سلم‬‫ي عليه ال ّ‬
‫الّناس و أهل الّرياسة و الشرف ‪ ،‬يدعوهم إلى الطلب بدم عثمان و خلع عل ّ‬
‫و إخراج ابن حنيف من البصرة ‪.‬‬

‫ل الّرجسل و الّرجليسن مسن القبيلسة‬


‫فبسايعهم علسسى ذلسسك الزد و ضسّبة و قيسس عيلن كّلهسسا إ ّ‬
‫كرهوا أمرهم فتواروا عنهم ‪.‬‬
‫و أرسلوا إلى هلل بن وكيع التميمي فلم يأتهم فجاءه طلحسسة و الزبيسسر إلسسى داره فتسسواري‬
‫عنهما فقالت اّمه ما رأيت مثلك أتاك شيخا قريش فتواريت عنهما فلم تزل به حّتسسى ظهسسر‬
‫ن عسامتهم‬
‫ل بنسسي يربسسوع فسا ّ‬
‫لهما و بايعهما و معه بنو عمرو بن تميم كّلهم و بنو حنظلسة إ ّ‬
‫ل نفرا من بني مجاشع ذوى دين و‬ ‫سلم و بايعهم بنو دارم كّلهم إ ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫كانوا شيعة لعل ّ‬
‫فضل ‪.‬‬

‫فلّما استوثق بطلحة و الزبير أمرهما خرجا في ليلسسة مظلمسسة ذات ريسسح و مطسسر و معهمسسا‬
‫أصحابهما قد ألبسوهم الدروع و ظاهروا فوقها بالثياب فانتهوا إلى المسسسجد وقسست صسسلة‬
‫خره‬ ‫صلة فتقّدم عثمان ليصّلي بهسسم فسسأ ّ‬ ‫الفجر و قد سبقهم عثمان بن حنيف إليه و اقيمت ال ّ‬
‫سسيابجة ‪ 1‬و هسسم الشسسرط حسرس بيست‬ ‫أصحاب طلحة و الّزبير و قّدموا الّزبيسسر فجسسائت ال ّ‬
‫خروا عثمان ‪.‬‬ ‫خروا الّزبير و قّدموا عثمان فغلبهم أصحاب الّزبير فقّدموه و أ ّ‬ ‫المال فأ ّ‬

‫فلم يزالوا كذلك حّتى كادت الشمس تطلع و صسساح بهسسم أهسسل المسسسجد أل تّتقسسون أصسسحاب‬
‫شمس فغلب الّزبير فصّلى بالّناس فلّما انصرف من صلته‬ ‫محّمد و قد طلعت ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬للل للللل للل ل لللل ل ل ل لللل ل‬
‫للل لللل ل ل لل لل للل للل ل لل ل ل ل لل ل ل‬
‫للل لل ل لللل للللل لل لللللل ل ل للل‬
‫للللل ل للل للل لللللل ‪.‬‬

‫] ‪[ 153‬‬

‫صاح بأصحابه المستسلحين أن خذوا عثمان بن حنيف ‪ ،‬فأخسسذوه بعسسد أن تضسسارب هسسو و‬
‫مروان بن الحكم بسيفهما ‪.‬‬

‫ل شسعرة فسي وجهسه و‬


‫فلّما اسر ضرب ضرب الموت و نتف حاجباه و أشفار عينيسه و كس ّ‬
‫رأسه و أخذوا السيابجة و هم سبعون رجل فانطلقوا بهم و بعثمان بن حنيف إلى عايشة ‪.‬‬

‫ن النصسار قتلست أبسساك و أعسسان علسسى‬


‫فقالت لبان بن عثمان اخرج إليه فاضرب عنقه فسا ّ‬
‫ي بسسن‬
‫ن أخي سهل بن حنيف خليفسسة علس ّ‬ ‫قتله فنادى عثمان يا عايشة و يا طلحة و يا زبير إ ّ‬
‫ن السيف في بني أبيكم‬ ‫ل إن قتلتموني ليضع ّ‬ ‫سلم على المدينة و اقسم با ّ‬‫أبي طالب عليه ال ّ‬
‫و أهليكم و رهطكم فل يبقى منكم أحدا ‪.‬‬

‫فكّفوا عنه و خافوا أن يوقع سهل بن حنيف بعيالتهم و أهلهم بالمدينسسة فسستركوه و أرسسسلت‬
‫عايشة إلى الزبير أن اقتل السيابجة فاّنه قد بلغني اّلذي صنعوا بك ‪.‬‬
‫ل ابنه و هسسم سسسبعون رجل‬ ‫ل الزبير كما يذبح الغنم ولي ذلك منهم عبد ا ّ‬
‫قال ‪ :‬فذبحهم و ا ّ‬
‫و بقيت منهم طائفة مستمسكين ببيت المال قالوا ل ندفعه إليكم حّتسسى يقسسدم أميسسر المسسؤمنين‬
‫سلم فسارت إليهم الزبيسر فسي جيسش ليل فسأوقع بهسم و أخسذ منهسم خمسسين أسسيرا‬ ‫عليه ال ّ‬
‫فقتلهم صبرا ‪.‬‬

‫قال أبو مخنف ‪ :‬و حّدثنا الصقعب بن زهيسسر قسسال كسسانت السسسيابجة القتلسسي يسسومئذ أربعمسسأة‬
‫رجل قال ‪ :‬فكان غدر طلحة و الزبيسر بعثمسان بسن حنيسف أّول غسدر فسي السسلم و كسان‬
‫السيابجة أّول قوم ضربت أعناقهم من المسلمين صبرا ‪.‬‬

‫سسسلم فاختسسار الّرحيسسل‬


‫ي عليسسه ال ّ‬‫قال ‪ :‬و خّيروا عثمان بن حنيف بين أن يقيم أو يلحق بعل ّ‬
‫سلم فلما رآه بكى و قال لسسه فارقتسسك شسسيخا و جئتسسك أمسسرد‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫فخّلوا سبيله فلحق بعل ّ‬
‫ل و إّنا اليه راجعون قالها ثلثا ‪.‬‬‫سلم ‪ :‬إّنا ّ‬‫ي عليه ال ّ‬
‫فقال عل ّ‬

‫صسسلة فسساراد ك سلّ منهمسسا‬


‫قال أبو مخنف ‪ :‬فلّما صفت البصرة لطلحة و الزبير اختلفا في ال ّ‬
‫أن يؤّم بالناس و خاف أن يكون صلته خلف صاحبه تسليما و رضسسى بتق سّدمه فأصسسلحت‬
‫ل بن زبير و محّمد بن طلحة يصّليان الناس هذا‬ ‫بينهما عايشة بأن جعلت عبد ا ّ‬

‫] ‪[ 154‬‬

‫يوما و هذا يوما ‪.‬‬

‫قال أبو مخنف ‪ :‬ثّم دخل بيت مال البصسرة فلّمسا رأوا مسا فيسه مسن المسوال قسال الّزبيسر ‪:‬‬
‫ق بهسسا مسسن أهسسل البصسسرة فأخسسذا‬
‫جل لكم هذه فنحن أحس ّ‬‫ل مغانم كثيرة تأخذونها فع ّ‬‫وعدكم ا ّ‬
‫سسسمها فسسي‬
‫سلم رّد تلك الموال إلسسى بيسست المسسال و ق ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫ذلك المال كّله فلّما غلب عل ّ‬
‫المسلمين هذا ‪.‬‬

‫سسسلم و هسسو ثسسامن المختسسار مسسن الخطسسب كيفّيسسة وقعسسة‬


‫و قد تقّدم في شرح كلم له عليسسه ال ّ‬
‫الجمل و مقتل الّزبير فاّرا عن الحرب و تقّدم نوادر تلك الوقعة في شرح ساير الخطب و‬
‫لحقة فلتطلب من مظاّنها ‪.‬‬ ‫الكلمات في مواقعها ال ّ‬

‫ععععععع‬

‫ي وال مقام است مشتمل بر سه فصل ‪:‬‬


‫از جمله خطب شريفه آن امام انام و وص ّ‬

‫فصل اول متضمن حمد و ثنا است مر حقتعالى را ميفرمايسسد ‪ :‬شسسكر و سسسپاس خداونسسدى‬
‫را سزاست كه نمىپوشد از او آسماني آسمان ديگر را و نه زميني زمين ديگر را ‪.‬‬
‫فصل دوم متضّمن شكايتست از اهل شورى و غاصبان خلفت ‪ ،‬ميفرمايد ‪:‬‬

‫و گفت بمن گوينده كه سعد وقاص ملعسسون بسسود اى پسسسر ابسسو طسسالب بدرسسستيكه تسسو بسسأمر‬
‫ق خسسدا حريصسستريد و دورتسسر و مسسن‬ ‫خلفت بسيار حريصى ‪ ،‬پس گفتم من بلكه شما بحس ّ‬
‫اختصاصم بيشتر است و نزديكيم زيادتر ‪ ،‬و جز اين نيست كه طلب ميكنم حقسسى را كسسه‬
‫ص است بمن و شما حايل و حاجب ميشويد ميان من و ميان آن ‪،‬‬ ‫مخت ّ‬

‫و دست رّد ميزنيد بروى من نزد آن ‪ ،‬پس زمسسانى كسسه كسسوفتم آن گوينسسده را بسسا حجسست و‬
‫دليل در ميان جماعت حاضران بيدار شد از خواب غفلت گوئيا كه او نميداند چه جواب‬
‫بدهد بمن ‪.‬‬

‫بار خدايا بدرستيكه من طلب اعانت ميكنم از تو بر طايفه قريش و بر كساني كه اعسسانت‬
‫كردند ايشانرا پس بدرستيكه ايشان بريدند خويشى مرا و حقير شمردند‬

‫] ‪[ 155‬‬

‫بزرگي مرتبه مرا و اتفاق كردند بمنازعه من در كسسارى كسسه آن اختصسساص بمسسن داشسست‬
‫ق است ترك كردن تو‬ ‫پس از آن گفتند بدان كه در حق است أخذ كردن ما آن را و در ح ّ‬
‫آن را ‪.‬‬

‫فصسسل سسسوم در ذكسسر اصسسحاب جمسسل اسسست ميفرمايسسد ‪ :‬پسسس خسسروج كردنسسد در حسسالتيكه‬
‫ميكشيدند حرم پيغمبر خدا را يعنى عايشه خاطئه را چنانچه كشسيده ميشسود كنيسز هنگسام‬
‫جه شدند با او بسوى بصره ‪ ،‬پس حبس كردند و نگه داشسستند‬ ‫فروختن او در حالتيكه متو ّ‬
‫طلحسه و زبيسر زنسان خودشسان را در خسانه خسود ‪ ،‬و بيسرون آوردنسد زن محبسوس شسده‬
‫حضرت رسالتمآب را از براى خودشان و از براى غير خودشسان ‪ ،‬در لشسگريكه نبسود‬
‫از ايشان هيچ مردى مگر اينكه عطا كرده بود بمن اطاعت خود را ‪،‬‬

‫و بخشيده بود بمن بيعت خود را ‪ ،‬در حالتى كه بيعتشان از روى طوع و رغبت بود نه‬
‫با جبر و اكراه ‪.‬‬

‫پس آمدند بر حاكم من كه در بصره بود و بر خازنان بيسست المسسال مسسسلمانان و بسسر غيسسر‬
‫ايشان از اهل بصره پسسس كشسستند طسسائفه را بسسا صسسبر و اسسسيرى ‪ ،‬و طسسائفه را بسا مكسسر و‬
‫حيله ‪ ،‬پس قسم بخدا اگر نمىرسيدند از مسلمانان مگر به يكنفر مرد در حالتيكه متعّمسسد‬
‫بودند در قتل آن بدون گناه و تقصيرى كسه كسسب نمسوده آن را هسر آينسه حلل بسود مسرا‬
‫كشتن جميع ايسسن لشسسكر از جهسسة اينكسسه حاضسسر شسسدند بكشسستن او و انكسسار نكردنسسد و دفسسع‬
‫نكردند از او كشتن را با زباني و نه با دستى بگذار كه ايشان بقتل آوردنسسد از مسسسلمانان‬
‫مثل عدديرا كه داخل شده بودند با ايشان بر ايشان ‪.‬‬
‫] ‪[ 156‬‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫و هى المأة و الثانية و السبعون من المختار في باب الخطب أمين وحيه ‪ ،‬و خاتم رسله ‪،‬‬
‫ق الّنسساس بهسسذا المسسر أقسسوايهم عليسسه و‬
‫ن أحس ّ‬
‫و بشير رحمته ‪ ،‬و نذير نقمته ‪ ،‬أّيها الّنسساس إ ّ‬
‫لس فيسسه فسسإن شسسغب شسساغب أسسستعتب و إن أبسسى قوتسسل و لعمسسري لئن كسسانت‬ ‫أعلمهم بسأمر ا ّ‬
‫المامة ل تنعقد حّتى تحضرها عآّمة الّناس ما إلى ذلك سبيل و لكن أهلها يحكمسسون علسسى‬
‫من غاب عنها ثّم ليس للشاهد أن يرجع و ل للغائب أن يختار ‪.‬‬

‫أل و إّني أقاتل رجلين ‪ :‬رجل اّدعى ما ليس له و آخر منع اّلذي عليه ‪.‬‬

‫ل فإّنها خير ما تواصى العباد به ‪ ،‬و خير عواقب المسسور عنسسد‬ ‫ل بتقوى ا ّ‬‫أوصيكم عباد ا ّ‬
‫ل أهسسل البصسسر و‬
‫ل ‪ ،‬و قد فتح باب الحرب بينكم و بين أهل القبلة و ل يحمل هذا العلم إ ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ق ‪ ،‬فامضوا لما تؤمرون به ‪ ،‬و قفوا عند ما تنهسسون عنسسه ‪ ،‬و‬ ‫صبر ‪ ،‬و العلم بمواقع الح ّ‬
‫ال ّ‬
‫ل أمر تنكرونه غيرا ‪.‬‬‫ن لنا مع ك ّ‬
‫ل تعجلوا في أمر حّتى تتبّينوا فإ ّ‬

‫ن هسسذه السسّدنيا اّلسستي أصسسبحتم تتمّنونهسسا و ترغبسسون فيهسسا و أصسسبحت تغضسسبكم و‬


‫أل و إ ّ‬
‫ترضيكم ‪ ،‬ليست بداركم و ل منزلكم اّلذي خلقتم له ‪ ،‬و ل‬

‫] ‪[ 157‬‬

‫اّلذي دعيتم إليه ‪ ،‬أل و إّنها ليست بباقية لكم ‪ ،‬و ل تبقون عليها ‪ ،‬و هي و إن غّرتكم منها‬
‫فقد حّذرتكم شّرها ‪.‬‬

‫فدعوا غرورها لتحذيرها ‪ ،‬و إطماعها لتخويفها ‪ ،‬و سسسابقوا فيهسسا إلسسى السّدار اّلسستي دعيتسسم‬
‫إليها ‪ ،‬و انصرفوا بقلوبكم عنها و ل يحّنن أحدكم حنين المة على ما زوي عنه منها ‪ ،‬و‬
‫لس ‪ ،‬و المحافظسسة علسى مسا اسسستحفظكم مسن‬ ‫صبر علسى طاعسة ا ّ‬
‫ل عليكم بال ّ‬
‫استتّموا نعمة ا ّ‬
‫كتابه ‪.‬‬

‫أل و إّنه ل يضّركم شيء من دنياكم بعد حفظكم قآئمة دينكم ‪.‬‬

‫أل و إّنه ل ينفعكم بعد تضييع دينكم شيء حافظتم عليه من أمر دنياكم ‪.‬‬

‫صبر ‪.‬‬
‫ق ‪ ،‬و ألهمنا و إّياكم ال ّ‬
‫ل بقلوبنا و قلوبكم إلى الح ّ‬
‫أخذ ا ّ‬
‫ععععع‬

‫ن ( يح سنّ‬
‫) خاتم رسله ( بفتح التآء و كسرها و ) أطمعه ( إطماعا أوقعه في الطمع و ) ح ّ‬
‫شوق و شّدة البكاء و الطرب أو صوت الطسسرب عسسن حسسزن أو‬ ‫حنينا استطرب و الحنين ال ّ‬
‫فرح ‪ ،‬و في بعض النسخ بالخاء المعجمة قال في القاموس و الحنين كالبكسساء أو الضسسحك‬
‫ن ‪ ،‬و قال علم الهدى في كتاب الغرر و الّدرر في قول ابسسن أراكسسة‬‫ن يخ ّ‬
‫في النف و قد خ ّ‬
‫الثقفي ‪:‬‬

‫ن باكيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا‬
‫لسسسسسسسسسسسسسسسسسسس إذ حسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ّ‬
‫فقلسسسسسسسسسسسسسسسسسسست لعبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد ا ّ‬
‫تعسسسسسسسسسسسسسسسسسّز و مسسسسسسسسسسسسسسسسساء العيسسسسسسسسسسسسسسسسسن منهمسسسسسسسسسسسسسسسسسر يجسسسسسسسسسسسسسسسسسرى‬

‫تسسسسسسسسسسسسسسسسسسبين فسسسسسسسسسسسسسسسسسسان كسسسسسسسسسسسسسسسسسسان البكسسسسسسسسسسسسسسسسسساء رّد هالكسسسسسسسسسسسسسسسسسسا‬


‫على أحد فاجهد بكاك على عمرو‬

‫] ‪[ 158‬‬

‫ن باكيا رفع صوته بالبكاء و قال ‪ :‬قال قوم الخنين بالخاء المعجمة مسسن النسسف و‬
‫قوله ‪ :‬ح ّ‬
‫ل واحسسد منهمسسا و ) زوى ( الشسسيء زّيسسا و‬
‫صدر ‪ ،‬و هو صوت يخرج من كس ّ‬‫الحنين من ال ّ‬
‫زوّيا جمعه و قبضه ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫الضمير في قوله زوى عنه راجع إلى أحدكم و في بعسض النسسخ بسدله عنهسا فيرجسع إلسى‬
‫الّمة و الّول أظهر ‪ ،‬و إضافة قائمة إلى دينكم لمّية و تحتمل أن تكون بيانّية كما نشسسير‬
‫اليه في شرح معناه ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ن مدار هذه الخطبة الشريفة على فصول ‪:‬‬


‫اعلم أ ّ‬

‫عع‬
‫عع عع ع ع‬
‫ععععع ععععع عع ععع ع ع عع ععع ععع‬
‫عع‬
‫عع عععع ع ععع ع عع‬
‫ععع‬

‫و هو ) أمين وحيه ( أى مأمون على ما اوحسسى إليسسه مسسن الكتسساب الكريسسم و شسسرايع السّدين‬
‫لو‬‫القويم من التحريف و التبديل فيما امر بتبليغه لمكان العصمة الموجودة فيه صلوات ا ّ‬
‫سلمه عليه و آله ) و خاتم رسله ( أى آخرهم ليس بعده رسول كما قال سبحانه ‪ :‬ما كان‬
‫صافي ‪ :‬آخرهم السسذي‬
‫ل و خاتم النبّيين قال في ال ّ‬‫محّمد أبا أحد من رجالكم و لكن رسول ا ّ‬
‫ختمهم أو ختموا به على اختلف القرائتين ‪.‬‬

‫و في مجمع البحرين ‪ :‬و محّمد خاتم الّنبّيين يجوز فيه فتح التسآء و كسسرها فالفتسح بمعنسى‬
‫الزينة مأخوذ من الخاتم الذي هو زينة للبسه و بالكسر اسم فاعل بمعنى الخر ) و بشير‬
‫شسسر برحمتسسه الواسسسعة ‪ ،‬و الثسسواب الجزيسسل و مخسّوف مسسن‬
‫رحمته و نسسذير نقمتسسه ( أى مب ّ‬
‫عقوبته الّدائمة و العذاب الوبيل كما قال عّز من قائل ‪:‬‬

‫ق بشيرًا و نذيرًا ‪.‬‬


‫إّنا أرسلناك بالح ّ‬

‫ععععع عععععع ع ع عععع ععع عع ع عع ع عع ععع‬


‫ععععععع‬

‫سلم ) أّيها‬
‫و هو قوله عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 159‬‬

‫ق الّناس بهذا المر ( أى أمر الخلفة و المامة ) أقسسواهم عليسسه ( أى أكملهسسم‬ ‫ن أح ّ‬‫الّناس إ ّ‬
‫لس فيسسه (‬
‫قدرة و قّوة على السياسة المدنّية و على كيفّية تدبير الحسسرب ) و أعلمهسسم بسسأمر ا ّ‬
‫لس‬
‫أى أكثرهم علما بأحكامه سبحانه في هذا المر و في بعض الّنسخ » و أعملهسسم بسسأمر ا ّ‬
‫ق بالرياسة من غيسسره صسسريحا‬ ‫ل على ذلك أعني كون القوى و العلم أح ّ‬ ‫« بدله هذا و يد ّ‬
‫ي لهم ابعث لنسسا‬ ‫قوله سبحانه الم تر إلى الملء من بني إسرائيل من بعد موسى إذ قالوا لنب ّ‬
‫ل قد بعث لكم طالوت ملكًا قالوا أّنى يكون له‬ ‫نا ّ‬
‫ل و قال لهم نبّيهم إ ّ‬‫ملكًا نقاتل في سبيل ا ّ‬
‫ل اصطفيه عليكم و‬ ‫نا ّ‬‫ق بالملك منه و لم يؤت سعة من المال قال إ ّ‬ ‫الملك علينا و نحن أح ّ‬
‫لس واسسسع عليسسم فقسسد رّد‬ ‫لس يسسؤتي ملكسسه مسسن يشسسآء و ا ّ‬
‫زاده بسسسطة فسسي العلسسم و الجسسسم و ا ّ‬
‫لس و قسسد اختسساره عليكسسم و هسسو أعلسسم‬‫ن العمدة في ذلك اصطفآء ا ّ‬ ‫استبعادهم لتمّلكه بفقره بأ ّ‬
‫ن الشرط فيه وفور العلم ليتمّكن به من معرفة المور السياسية ‪ ،‬و جسامة‬ ‫بالمصالح و بأ ّ‬
‫البدن ‪ ،‬ليكون أعظم وقعا في القلوب و أقوى على مقاومة العسسدّو و مكايسسدة الحسسروب ‪ ،‬ل‬
‫ما ذكرتم ‪.‬‬

‫سسسلم علسسى بطلن ملسسك‬ ‫و كيف كسسان فقسسد دّلسست هسسذه اليسسة الشسسريفة كقسسول المسسام عليسسه ال ّ‬
‫ق ان يتبسسع اّمسسن ل‬
‫ق اح ّ‬
‫المفضول و خلفته مضافين إلى قوله تعالى ‪ :‬افمن يهدى إلى الح ّ‬
‫ل ان يهدي و قوله ‪ :‬قل هل يستوى اّلذين يعلمون و اّلذين ل يعلمون ‪.‬‬ ‫يهّدى إ ّ‬

‫ل علسسى‬
‫سسسلم ل يسسد ّ‬
‫فانقدح من ذلك فساد ما توّهمه الشارح المعتزلي مسسن أنّ قسسوله عليسسه ال ّ‬
‫ن امامة غير القسوى فاسسدة و لكنسه قسال‬ ‫سلم ما قال إ ّ‬
‫بطلن امامة المفضول لّنه عليه ال ّ‬
‫ق ممن تقّدمه بالمامة مع قولهم‬
‫سلم أح ّ‬‫ق و أصحابنا ل ينكرون أنه عليه ال ّ‬‫ن القوى أح ّ‬‫إّ‬
‫حة إمامة غيره ‪.‬‬‫ق و بين ص ّ‬
‫حة امامة المتقّدمين لنه ل منافاة بين كونه أح ّ‬
‫بص ّ‬

‫ن أحّقيته و إن كانت ل تنافي بحسب الوضع الّلغوي حقيقّية غيره كما‬


‫وجه انقداح الفساد أ ّ‬
‫ن الظاهر عدم إرادة الفضلّية هنا بل نفسسس الفضسسل‬
‫لأّ‬
‫هو مقتضى وضع أفعل التفضيل إ ّ‬
‫كما في قوله ‪ :‬و اُولو الرحام بعضهم أولى ببعض حيث يستدّلون به‬

‫] ‪[ 160‬‬

‫ق متبعسسو غيسسر‬‫ل لمسسا اسستح ّ‬‫ق أن يّتبسع و إ ّ‬


‫على حجب القرب للبعد و كذلك في قسسوله أحس ّ‬
‫ق بالتوبيخ و الملم المستفاد من ظاهر الستفهام ‪ ،‬مضافا إلسسى تشسسديد التقريسسع بقسسوله‬ ‫الح ّ‬
‫عقيب الية فما لكم كيف تحكمون ‪.‬‬

‫ل عليه فمسسا‬
‫ل بقرينة تد ّ‬
‫فان قلت ‪ :‬حمل أفعل على غير معناه الّلغوي مجاز ل يصار إليه إ ّ‬
‫القرينة عليه ؟‬

‫قلت ‪ :‬القراين المنفصلة من العقل و النقل فوق حّد الحصاء و أّما القرينة المّتصسسلة فهسسي‬
‫قوله ‪ ) :‬فان شغب شاغب ( أي أثار الشّر و الفساد ) استعتب ( و طلب عتبسساه و رجسسوعه‬
‫ل لعسسدم جسسواز عسسدوله عسسن‬‫ن جواز قتال البي و قتله ليس إ ّ‬
‫ق ) فان أبى قوتل ( فا ّ‬
‫إلى الح ّ‬
‫ن غيره غير حقيق للقيام بالمر كما ل يخفى ‪ ،‬فسسافهم و تسسدّبر‬ ‫ق إلى غيره فيعلم منه أ ّ‬
‫الح ّ‬
‫هذا ‪.‬‬

‫سسسلم و نكسسث عسسن بيعتسسه‬ ‫شسسام و أكسسثر مسسن عسسدل عنسسه عليسسه ال ّ‬
‫و لما كان معاوية و أهسسل ال ّ‬
‫قادحين في خلفته طاعنين في امامته بأّنه لم يكن عقد بيعتسسه برضسسا العاّمسسة و حضسسورها‬
‫أشار إلى بطلن زعمهم و فسسساده بقسسوله ‪ ) :‬و لعمسسري لئن كسسانت المامسسة ل تنعقسسد حّتسسى‬
‫ى ) مسسا ( كسسان ) إلسسى ذلسسك‬‫جسسون بسسه علس ّ‬
‫تحضرها عاّمة الّناس ( كما يزعمه هسسؤلء و يحت ّ‬
‫سبيل ( لتعّذر اجتماع المسلمين على كثرتهم و انتشارهم في مشسسارق الرض و مغاربهسسا‬
‫ل و العقسسد يعقسسدون‬‫) و لكن أهلها ( أى أهل المامسسة أو البيعسسة الحاضسسرون مسسن أهسسل الحس ّ‬
‫البيعة و ) يحكمون على من غاب عنها ثّم ليس للشاهد أن يرجسسع ( عسن بيعتسه كمسا رجسع‬
‫زبير و طلحة ) و ل للغائب ( كمعاوية و أتباعه ) أن يختار ( أى يكسون لهسم اختيسار بيسن‬
‫التسليم و المتناع ‪.‬‬

‫سلم و لعمسسرى إلسسى آخسسره تصسسريح‬


‫شارح المعتزلي و هذا الكلم أعنى قوله عليه ال ّ‬‫قال ال ّ‬
‫ن الختيسار طريسق إلسى المامسة و مبطسل لمسا يقسوله الماميسة مسن‬‫بمذهب أصحابنا مسن أ ّ‬
‫ص أو المعجز انتهى ‪.‬‬‫دعوى الّنص عليه و من قولهم ل طريق الى المامة سوي الن ّ‬
‫ج عليهم بالجماع إلزاما لهم لّتفسساقهم علسسى‬ ‫سلم إّنما احت ّ‬
‫و فيه نظر أّما أّول فلّنه عليه ال ّ‬
‫ص لعلمسه بعسدم » ج‬ ‫سلم بسالن ّ‬‫سكه عليه ال ّ‬
‫العمل به في خلفة أبي بكر و أخويه و عدم تم ّ‬
‫‪« 10‬‬

‫] ‪[ 161‬‬

‫لس‬
‫التفاتهم إليه كيف و قد أعرضوا عنه في أّول المر مع قسسرب العهسسد بالرسسسول صسّلى ا ّ‬
‫ص نفيا‬
‫سلم لم يتعّرض للن ّ‬ ‫سلم و أّما ثانيا فلّنه عليه ال ّ‬
‫عليه و آله و سماعهم منه عليه ال ّ‬
‫ص‪.‬‬‫و ل إثباتا فكيف يكون مبطل لما اّدعاه المامّية من الن ّ‬

‫و العجب أّنه جعل هذا تصريحا بكون الختيار طريقا إلى المامة و نفى الدللة في قسسوله‬
‫ق الّناس بهذا المر اه ‪ ،‬على نفى إمامة المفضول مع أّنسه لسم يصسّرح‬‫ن أح ّ‬
‫سلم ‪ :‬إ ّ‬‫عليه ال ّ‬
‫ن المامة تنعقد بالختيار بل قال ل يشترط في انعقاد المامة حضور العامة و ل ريسسب‬ ‫بأ ّ‬
‫سلم ‪.‬‬
‫ل بمفهومه على ذلك و هذا تقّية منه عليه ال ّ‬‫في ذلك نعم يد ّ‬

‫و ل يخفى على من تتّبع سيره أّنه لم يكن يمكنه إنكار خلفتهم و القدح فيهسسا صسسريحا فسسي‬
‫سسسلم ‪ :‬و أهلهسسا يحكمسسون و إن كسسان‬
‫المحافل فلذا عّبر بكلم مسسوهم لسسذلك و قسسوله عليسسه ال ّ‬
‫موهما له أيضا لكن يمكن أن يكون المراد بالهل الحّقآء بالمامة و يكسسون الضسسمير فيسسه‬
‫راجعا إليهم ‪.‬‬

‫ن عسسدم‬
‫ق الّنسساس أقسسواهم يشسسعر بسسأ ّ‬
‫ن أح س ّ‬
‫سلم أول بقسسوله ‪ :‬إ ّ‬
‫ن ما مهّده عليه ال ّ‬
‫و ل يخفى أ ّ‬
‫ق دون غيسسره‬ ‫حة رجوع الشاهد و اختيار الغايب إّنما هو في صورة التفاق على الح س ّ‬ ‫صّ‬
‫فتأمل ‪.‬‬

‫سلم قتاله فقسسال ‪ ) :‬أل و إّنسسي اقاتسسل رجليسسن رجل اّدعسسى مسسا‬
‫ثّم ذكر من يسوغ له عليه ال ّ‬
‫ليس له و آخر منع اّلسسذي عليسسه ( يحتمسسل أن يكسسون الّول إشسسارة إلسسى أصسسحاب الجمسسل و‬
‫الثاني إلى معاوية و أتباعه و يحتمل العكس ‪.‬‬

‫فعلى الّول فالمراد من اّدعائهم ما ليس لهم الخلفة أو المطالبة بدم عثمسسان فسسانه لسسم يكسسن‬
‫لهم ذلك و إنما كان ذلك حّقا لوارثه و من منعهم بما وجب عليهم هو البيعة و بذل الطاعة‬
‫‪.‬‬

‫و على الثاني فالمراد من ما ليس له أيضا الخلفة أو دعوى الولية لدم عثمان و المطالبة‬
‫ي على البيعة و السسستمرار عليسسه أو سسساير الحقسسوق‬
‫به و من منع ما وجب عليه هو المض ّ‬
‫الواجبة عليهم ‪.‬‬
‫عع ععع عع عععع ععع ع‬
‫ععععع عععععع عع ععععع‬
‫عع ع ععععععع ععع ععععع عععععع‬

‫] ‪[ 162‬‬

‫ل ( اّلتي هي الزاد و بها المعاد‬ ‫ل بتقوى ا ّ‬‫سلم ) اوصيكم عباد ا ّ‬ ‫إجمال و هو قوله عليه ال ّ‬
‫ل ( يعني أّنهسسا خيسسر أواخسسر‬‫) فاّنها خير ما تواصى العباد به و خير عواقب المور عند ا ّ‬
‫المور لكونها خير ما ختم به العمل في دار الّدنيا أو أنّ عاقبتها خير العواقب ) و قد فتسسح‬
‫باب الحرب بينكم و بين أهل القبلة ( أى الخذين بظاهر السلم ) و ل يحمل هذا العلم (‬
‫أى العلم بوجوب قتال أهل القبلة و بشرايطه و في بعض الّنسخ هذا العلم محّركسسة فيكسسون‬
‫ل أهسسل‬‫إشارة إلى حرب أهل القبلة و القيام به أى ل يحمسسل علسسم الحسسرب و ل يحسسارب ) إ ّ‬
‫صسسبر و التحّمسل علسى المكساره ) و‬ ‫البصر و الصبر ( أى أهل البصيرة و العقل و أهسل ال ّ‬
‫ن المسلمين كانوا يستعظمون حرب أهسسل القبلسسة و مسسن أقسسدم‬ ‫ق ( و ذلك ل ّ‬‫العلم بمواقع الح ّ‬
‫سلم إنّ هذا العلم ليس يدركه كلّ أحسسد و‬ ‫منهم عليه أقدم على خوف و حذر ‪ ،‬فقال عليه ال ّ‬
‫صصون ‪.‬‬ ‫إّنما له قوم مخ ّ‬

‫سلم لما علم شيء من أحكام أهسسل البغسسى و هسسو كمسسا قسسال‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫شافعي ‪ :‬لول عل ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫) فامضوا لما تؤمرون به و قفوا عند ما تنهون عنه و ل تعجلوا في أمسسر ( و ل تسسسرعوا‬
‫في إنكاره و رّده إذا استبعدتموه بأوهامكم ) حّتى تتبّينوا ( و تثّبتوا و تسألوا عن فايسسدته و‬
‫ل أمر تنكرونه ( و تستبعدونه ) غيرا ( ‪.‬‬ ‫ن لنا مع ك ّ‬
‫عّلته ) فا ّ‬

‫ل مسسا‬
‫شارح المعتزلي أى لست كعثمان اصّر على ارتكاب ما أنهى عنه بل أغيسسر كس ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫ينكره المسلمون و يقتضى الحال و الشرع تغييره ‪.‬‬

‫ل أمر تنكرونه قّوة على التغيير إن لسسم يكسسن فسسي‬ ‫ن لنا مع ك ّ‬


‫و قال الشارح البحرانى ‪ :‬أى إ ّ‬
‫ذلك المر مصلحة في نفس المسسر فل تسسسرعوا إلسسى إنكسسار أمسسر لفعلسسه حستى تسسألوا عسسن‬
‫فائدته فانه يمكن أن يكون انكاركم لعدم علمكم بوجهه ‪.‬‬

‫ل أمر تنكرونه تغييسسرا‬ ‫ن لنا مع ك ّ‬


‫ي » ره « و يمكن أن يكون المعنى أ ّ‬ ‫لمة المجلس ّ‬‫قال الع ّ‬
‫سسسيوف‬ ‫ساطعة أو العم منهسسا و مسسن ال ّ‬ ‫أى ما يغّير إنكاركم ‪ ،‬و يمنعكم عنه من البراهين ال ّ‬
‫القاطعة إن لم ينفعكم البراهين ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬و ذلك مثل ما وقع منه في أمر الخوارج فاّنهم لّما نقموا عليه ما نقموا رّوعهم عن‬
‫النكار عليه بالبيانات الشافية و الحجج الوافية حّتى ارتدع منهم ثمانية‬

‫] ‪[ 163‬‬
‫آلف و كانوا اثنى عشر ألفا و لّما أصّر البسساقون و هسسم أربعسسة آلف علسسى الّلجسساج ‪ ،‬و لسسم‬
‫ينفعهم الحتجاج ‪ ،‬قطع دابرهم بسيف يفلق الهام ‪ ،‬و يطيح السواعد و القدام ‪.‬‬

‫تسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذر الجمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساجم ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساحيا هاماتهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا‬


‫ف ‪ .‬كأّنها لم تخلق‬ ‫بله الك ّ‬

‫حسب ما عرفته تفصيل فى شرح الخطبة السادسة و الثلثين و غيرها ‪.‬‬

‫ن هسسذه السّدنيا ( التيسسان باسسسم‬


‫ثّم أخذ في التنفير عن السّدنيا و الّتزهيسسد فيهسسا بقسسوله ) أل و إ ّ‬
‫الشارة للتحقير كما في قوله تعالى ‪ :‬أ هذا اّلذي يذكر آلهتكم ‪ ،‬و فسسي التيسسان بالموصسسول‬
‫أعني قوله ‪ ) :‬اّلتي أصبحتم تتمّنونها و ترغبون فيهسسا و أصسسبحت تغضسسبكم و ترضسسيكم (‬
‫تنبيه على خطاء المخاطبين ‪ ،‬و توبيخ لهم بأّنهم يرغبون في شيء يخلصون المحّبة لسسه و‬
‫هو ل يراعي حّقهم بل يغضبهم تارة ‪ ،‬و يرضيهم اخرى و نظير هذا الموصول المسسسوق‬
‫للتنبيه على الخطاء ما في قوله ‪:‬‬

‫ن اّلسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذين ترونهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم إخسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسوانكم‬


‫إّ‬
‫يشفى غليل صدورهم أن تصرعوا‬

‫ن هذه الّدنيا مع تمّنيكم لها و فرط رغبتكم فيهسسا و مسسع عسسدم إخلصسسها المحّبسسة لكسسم‬
‫يعني أ ّ‬
‫ق أن تسكنوا فيها ) و ل منزلكم الذي خلقتم له ( و للقامة فيه )‬ ‫) ليست بداركم ( اّلتي يح ّ‬
‫و ل اّلذي دعيتم إليه ( و إلى التوطن فيه ) أل و إّنها ليست بباقية لكم و ل تبقون عليهسسا (‬
‫سلم ‪:‬‬
‫و إلى هذا ينظر قوله عليه ال ّ‬

‫أرى السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسّدنيا سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسستؤذن بسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسانطلق‬


‫مشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسّمرة علسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى قسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسدم و سسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساق‬

‫فل السسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسّدنيا بباقيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسة لحسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ّ‬


‫ي‬
‫ى على الّدنيا بباق‬ ‫ولح ّ‬

‫يعني أّنها دار فناء ل تسسدوم لحسسد و ل يسسدوم أحسسد فيهسسا ) و هسسى و إن غّرتكسسم منهسسا ( بمسسا‬
‫زينتكم من زخارفها و إغفالكم عن فنائها ) فقد حّذرتكم ش سّرها ( بمسسا أرتكسسم مسسن آفاتهسسا و‬
‫فنائها و ما ابتليتم فيها من فسسراق الحّبسسة و الولد و نحوهسسا ) فسسدعوا غرورهسسا ( اليسسسير‬
‫صادق ‪.‬‬‫) لتحذيرها ( الكثير ) و أطماعها ( الكاذب ) لتخويفها ( ال ّ‬

‫صالحات ) إلى الّدار اّلسستي دعيتسسم إليهسسا ( و هسسي‬


‫) و سابقوا فيها ( بالخيرات و العمال ال ّ‬
‫سماوات ) و انصرفوا بقلوبكم عنها ( إلسسى مسسا لسسم يخطسسر‬ ‫الجّنة اّلتي عرضها الرض و ال ّ‬
‫على قلب بشر مّما تشتهيه النفسسس و تلسّذ العيسسن و جميسسع المنّيسسات ) و ل يحنسسن أحسسدكم‬
‫حنين المة على ما زوي ( و صرف ) عنه منها ( و هو نهى عن السف على الّدنيا‬

‫] ‪[ 164‬‬

‫و الحزن و البكاء على ما فاته منها ‪ ،‬و قبض عنه من قيناتها و زخارفها ‪.‬‬

‫نو‬ ‫ن المسساء كسسثيرا مسسا يضسسربن و يبكيسسن و يسسسمع الحنيسسن منهس ّ‬ ‫و التشبيه بحنين المسسة ل ّ‬
‫لس (‬‫صبر علسسى طاعسسة ا ّ‬‫ل عليكم بال ّ‬ ‫الحرائر يأنفن من البكاء و الحنين ) و استتّموا نعمة ا ّ‬
‫ق العبادات أو بالصبر على المصائب و البليسسا طاعسسة لسسه‬ ‫أى بالصبر و التحّمل على مشا ّ‬
‫ى حال فهو من الشكر الموجب للمزيد ) و ( به يطلب تمام النعمسسة فسسي‬ ‫سبحانه ‪ ،‬و على أ ّ‬
‫الدنيا و الخرة كما قال عز من قائل ‪ » :‬إنما يوّفى الصابرون أجرهم بغير حساب « كما‬
‫يطلب تمامها ب ) المحافظة على ما استحفظكم من كتابه ( أى بالمواظبة علسسى مسسا طلسسب‬
‫منكسسم حفظسسه و المواظبسسة عليسسه مسسن التكسساليف الشسسرعّية السسواردة فسسي كتسسابه العزيسسز ل ّ‬
‫ن‬
‫المواظبة على التكاليف و الطاعات سبب عظيم لفاضة النعماء و الخيرات ‪.‬‬

‫و أّكد المر بالمحافظة بقوله ) أل و إّنه ل يضّركم تضييع شيء مسسن دنيسساكم بعسسد حفظكسسم‬
‫ل المراد بقائمة الّدين اصوله و ما يقرب منها و على كون الضافة بيانّية‬ ‫قائمة دينكم ( لع ّ‬
‫فالمراد بقائمته نفس الّدين إذ به قوام أمر الّدنيا و الخرة ‪.‬‬

‫ثّم نّبه على عدم المنفعة في الّدنيا مع فوات الّدين فقال ‪ ) :‬أل و إّنه ل ينفعكم بعسسد تضسسييع‬
‫ن أمسسور الّدنياوّيسسة مسسع تضسسييع‬
‫دينكم شيء حافظتم عليه من أمر دنياكم ( و ذلك واضح ل ّ‬
‫الّدين ل تنتفع بشيء منها في الخرة البتة ‪.‬‬

‫ق ( و هسسدانا‬‫ل بقلوبنا و قلوبكم إلسسى الحس ّ‬


‫و ختم الكلم بالّدعاء لنفسه و لهم و قال ‪ ) :‬أخذ ا ّ‬
‫ن مسسن‬‫إلى سلوك سبيله ) و ألهمنا و إّياكم الصبر ( على مصيبته و طسساعته و معصسسيته ل ّ‬
‫ل له ثلثمأة درجسسة مسسا بيسسن الّدرجسسة‬‫صبر عند المصيبة حتى يرّدها بحسن عزائها كتب ا ّ‬
‫لس لسسه سسستمأة‬
‫الى الّدرجة كما بين السسسماء و الرض ‪ ،‬و مسسن صسسبر علسسى الطاعسسة كتسسب ا ّ‬
‫درجة ما بين الّدرجة الى الّدرجة كما بين تخوم الرض إلى العسسرش ‪ ،‬و مسسن صسسبر عسسن‬
‫ل له تسعمأة درجة ما بين الّدرجة إلى الّدرجة كما بين تخوم الرض إلى‬ ‫المعصية كتب ا ّ‬
‫منتهى العرش ‪.‬‬

‫ل س عليسسه و‬
‫ي ص سّلى ا ّ‬
‫سلم عن النب ّ‬
‫رواه في الوسائل من الكافي عن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫آله و سّلم و قد تقّدم روايته مع أخبار اخر في فضل الصبر في شرح الخطبسسة الخامسسسة و‬
‫سبعين و وعدنا هناك إشباع الكلم فيه أى في الصبر و فضله و أقسسسامه فهسسا نحسسن الن‬ ‫ال ّ‬
‫ل سبحانه و من مّنه ‪.‬‬
‫نفي بما وعدناك بتوفيق من ا ّ‬
‫] ‪[ 165‬‬

‫ن الصبر على ما عرفت فيما تقّدم عبارة عن ملكة راسخة في النفس يقتدر معها‬ ‫فاقول ‪ :‬إ ّ‬
‫شسسر الصّسسابرين‬ ‫ل سبحانه من مدحه في كتابه العزيز ‪ ،‬و ب ّ‬ ‫على تحّمل المكاره و قد أكثر ا ّ‬
‫و ذّكرهم في آيات تنيف على سبعين قال سسسبحانه ‪ :‬إّنمسسا يسسوّفى الصسسابرون أجرهسسم بغيسسر‬
‫لس و إّنسسا إليسسه‬
‫صسسابرين اّلسسذين إذا أصسسابتهم مصسسيبة قسالوا إّنسسا ّ‬
‫شسسر ال ّ‬
‫حساب ‪ ،‬و قسسال ‪ :‬و ب ّ‬
‫راجعون ‪ ،‬و قال ‪ :‬و جعلنا منهم أئّمة يهدون بأمرنا لّما صبروا ‪ ،‬و قال ‪:‬‬

‫و جزيهم رّبهم بما صبروا جّنة و حريرًا ‪ ،‬إلى غير هذه مما ل نطيل بذكرها ‪.‬‬

‫صابرين فهى فوق حّد الحصاء منها ما في الكافي عن‬ ‫و أما الخبار في فضله و فضل ال ّ‬
‫صبر مسسن اليمسسان بمنزلسسة السسرأس‬
‫سلم قال ‪ :‬ال ّ‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫العلء بن الفضيل عن أبي عبد ا ّ‬
‫صبر ذهب اليمان ‪.‬‬ ‫من الجسد فاذا ذهب الرأس ذهب الجسد كذلك إذا ذهب ال ّ‬

‫ن الحسّر حسّر علسى جميسع‬ ‫سسلم يقسول إ ّ‬ ‫لس عليسه ال ّ‬


‫و عن أبي بصير قال ‪ :‬سمعت أبا عبد ا ّ‬
‫أحواله إن نابته نائبة صبر لها و إن تداّكت عليه المصائب لم يكسره و إن اسسسر و قهسسر و‬
‫سلم لسسم يضسسرره حرّيتسسه أن‬ ‫استبدل باليسر عسرا كما كان يوسف الصديق المين عليه ال ّ‬
‫ل و عسّز‬ ‫لس جس ّ‬
‫نا ّ‬
‫ب و وحشته و ما ناله أن م ّ‬ ‫استعبد و قهر و اسر و لم يضرره ظلمة الج ّ‬
‫صسسبر‬
‫ل و كسسذلك ال ّ‬ ‫عليه فجعل الجّبار العاتي له عبدا بعد إذ كان مالكا فأرسله و رحم به ا ّ‬
‫صبر توجروا ‪.‬‬ ‫طنوا أنفسكم على ال ّ‬ ‫يعّقب خيرا فاصبروا و و ّ‬

‫سسسلم قسال ‪ :‬الجّنسسة محفوفسسة بالمكسساره و‬


‫و عن حمزة بن حمسسران عسسن أبسسي جعفسسر عليسسه ال ّ‬
‫صبر ‪ ،‬فمسن صسبر علسى المكساره فسي السّدنيا دخسل الجّنسة ‪ ،‬و جهّنسم محفوفسة بالّلسذات و‬ ‫ال ّ‬
‫الشهوات فمن أعطى نفسه لّذتها و شهوتها دخل الّنار ‪.‬‬

‫سسسلم قسسال ‪ :‬قسسال لسسي ‪ :‬مسسا حبسسسك عسسن‬


‫و عن سماعة بن مهران عن أبسسي الحسسسن عليسسه ال ّ‬
‫ج؟‬‫الح ّ‬

‫ى دين كثير و ذهب مالي ‪ ،‬و ديني اّلسسذى قسسد لزمنسسي هسسو‬ ‫قال ‪ :‬قلت ‪ :‬جعلت فداك وقع عل ّ‬
‫ن رجل مسسن أصسسحابي أخرجنسسي مسسا قسسدرت أن أخسسرج فقسسال‬ ‫أعظم من ذهاب مالى فلول أ ّ‬
‫ل مقاديرها راضيا كنت أم كارها ‪.‬‬ ‫ل تصبر ينفذ ا ّ‬
‫سلم ‪ :‬إن تصبر تغتبط و إ ّ‬ ‫عليه ال ّ‬

‫سسسلم مسسن ابتلسسى مسسن المسسؤمنين‬


‫ل عليسسه ال ّ‬
‫و عن أبي حمزة الثمالي قال ‪ :‬قال لي أبو عبد ا ّ‬
‫ببلء فصبر عليه كان له مثل أجر ألف شهيد ‪.‬‬

‫سلم فشكى إليه رجل الحاجة‬


‫ل عليه ال ّ‬
‫و عن محّمد بن عجلن قال ‪ :‬كنت عند أبي عبد ا ّ‬
‫] ‪[ 166‬‬

‫ل سيجعل لك فرجا قال ‪ :‬ثّم سكت ساعة ثّم أقبسسل علسسى الرجسسل فقسسال ‪:‬‬ ‫نا ّ‬ ‫فقال ‪ :‬اصبر فا ّ‬
‫ل ضّيق منتن و أهله بأسوء حسسال ‪،‬‬ ‫أخبرني عن سجن الكوفة كيف هو ؟ فقال ‪ :‬أصلحك ا ّ‬
‫ن ال سّدنيا‬
‫سلم ‪ :‬فاّنما أنت في السجن فتريد أن تكون فيه في سسسعة أمسسا علمسست أ ّ‬ ‫قال عليه ال ّ‬
‫سجن المؤمن ‪ ،‬إلى غير هذه مّما ل نطيل بذكرها ‪.‬‬

‫صبر من اليمان بمنزلة الّرأس من الجسد ؟‬


‫فان قلت ‪ :‬ما معنى قوله في الحديث الّول ال ّ‬

‫قلت ‪ :‬لما كان قوام الجسد و تمامه و كماله إّنما هو بالرأس و بسسه يتسّم تصسّرفاته و يتمّكسسن‬
‫صسسبر بسسالّرأس و اليمسسان بالجسسسد ل ّ‬
‫ن‬ ‫سلم ال ّ‬ ‫من الثار المترّتبة عليه ل جرم شّبه عليه ال ّ‬
‫ن اليمان عبارة عن مجمسسوع العقايسسد‬ ‫كمال اليمان و تمامه إنما هو به ‪ ،‬أّما على القول بأ ّ‬
‫ن العمسل ليسس جسزء منسسه بسل هسسو شسسرط‬ ‫الحّقة و العمال فواضح ‪ ،‬و أّما علسسى القسسول بسأ ّ‬
‫شسسبه هسسو وصسسف‬ ‫ن الجسد إّنما يكمل بالرأس كمسسا أنسسه يوجسسد بوجسسوه ‪ ،‬فسسوجه ال ّ‬
‫الكمال فل ّ‬
‫الكمال فقط و ل يجب في تشبيه شيء بشيء وجود جميع أوصاف المشّبه به في المشّبه ‪.‬‬

‫ن الظاهر من قوله ‪ :‬كذلك إذا ذهب الصبر ذهب اليمان هسسو كسسون العمسسل هسسو جسسزء‬ ‫و لك ّ‬
‫ل أن يراد منه اليمان بالكمال و قد تقّدم تحقيق الكلم‬
‫من اليمان المستلزم ذهابه لذهابه ا ّ‬
‫فيه فيما سبق ‪.‬‬

‫ن الصسبر‬ ‫لس عليسه و آلسه مسن أ ّ‬ ‫ي صسّلى ا ّ‬


‫و مما ذكرنا أيضا ظهر وجه مسا روى عسن النسب ّ‬
‫ن اليمان إذا كان عبارة عن مجمسسوع المعسسارف اليقينّيسسة الحّقسسة و‬‫نصف اليمان و ذلك ل ّ‬
‫ن العمسسل أعنسسى‬ ‫عن العمل بمقتضى تلك المعارف ‪ ،‬فيكون حينئذ مركبا منهما ‪ ،‬و معلوم أ ّ‬
‫ق الطاعسسة‬ ‫ل بالصبر على مشا ّ‬ ‫ف عن المعاصي ل يحصل إ ّ‬ ‫المواظبة على الطاعات و الك ّ‬
‫لليقين بكونها نافعة ‪ ،‬و ترك لذائذ المعصية لليقين بكونها ضاّرة فعلى هذا العتبار يص س ّ‬
‫ح‬
‫كونه نصف اليمان ‪.‬‬

‫صسسله أن يجعسسل المسسراد مسسن اليمسسان الحسسوال المشسسمئزة‬


‫و ذكر الغزالي له وجها آخر مح ّ‬
‫للعمال و جميع ما يلقي العبد ينقسم إلى ما ينفعه في الّدنيا و الخرة أو يض سّره فيهمسسا ‪،‬‬
‫و له بالضافة إلى ما يضّره حال الصبر ‪ ،‬و بالضافة إلى ما ينفعه حال الشكر ‪ ،‬فيكسسون‬
‫ن الشكر شطره الخر و لذلك‬ ‫الصبر أحد شطرى اليمان كما أ ّ‬

‫] ‪[ 167‬‬

‫ل عليه و آله مرفوعا اليمان نصسسفان ‪ :‬نصسسف صسسبر ‪ ،‬و نصسسف‬


‫ي صّلى ا ّ‬
‫روى عن النب ّ‬
‫شكر ‪.‬‬
‫ثسسم ان الصسسبر تختلسسف أسسساميه بسساختلف مسسوارده و بالضسسافة إلسسى مسسا يصسسبر عنسسه مسسن‬
‫مشتهيات الطبع و مقتضيات الهوى ‪ ،‬و ما يصبر عليه مما ينفّر عنه الطبع من المكاره و‬
‫الذي ‪.‬‬

‫فان كان صبرا عن شهوة الفرج و البطسسن ‪ ،‬سسّمي عفسسة ‪ ،‬و إن كسسان فسسي مصسسيبة اقتصسسر‬
‫صبر و تضاّده حالة تسمى الجزع ‪ ،‬و إن كان في احتمال الغنسسى س سّمى ضسسبط‬ ‫على اسم ال ّ‬
‫النفس و يضاّده البطر ‪ ،‬و إن كان في حرب و مقاتلة سّمى شجاعة و يضاّده الجبسسن و إن‬
‫كان في كظم الغيظ و الغضب سّمى حلما و يضاّده التذّمر و السفه و إن كان في نائبة من‬
‫صدر ‪ ،‬و إن كان في إخفسساء‬ ‫صدر و يضاّده الضجر و ضيق ال ّ‬ ‫نوائب الّزمان سّمى سعة ال ّ‬
‫كلم سّمى كتمان السّر و إن كان عن فضول العيش سّمى زهدا ‪ ،‬و يضاّده الحرص و إن‬
‫شره ‪.‬‬
‫كان على قدر يسير من الحظوظ سّمى قناعة و يضاّده ال ّ‬

‫لس‬
‫ي صسّلى ا ّ‬
‫صبر و لجل ذلسسك لّمسسا سسسئل النسسب ّ‬
‫و بالجملة فأكثر مكارم اليمان داخل في ال ّ‬
‫صبر لنه اكثر أعماله و أعّزها هذا ‪.‬‬ ‫عليه و آله مّرة عن اليمان فقال ‪ :‬هو ال ّ‬

‫ن جميع مسسا‬‫خصها أ ّ‬ ‫صلها أبو حامد الغزالي في كتاب احياء العلوم و مل ّ‬


‫و أما أقسامه فقد ف ّ‬
‫يلقى العبد في هذه الحياة ل يخلو من نوعين أحدهما هو اّلسسذي يوافسسق هسسواه و الخسسر هسسو‬
‫صبر ‪.‬‬
‫ط عن ال ّ‬ ‫ل منهما فهو إذا ل يستغنى ق ّ‬ ‫اّلذي يخالفه ‪ ،‬و هو محتاج إلى الصبر في ك ّ‬

‫صحة و السلمة و المال و الجاه و كسسثرة العشسسيرة و‬ ‫النوع الول ما يوافق الهوى و هو ال ّ‬
‫اتساع السسسباب و كسسثرة التبسساع و النصسسار و جميسسع ملّذ السّدنيا و مسسا أحسسوج العبسسد إلسسى‬
‫الصبر على هذه المور فانه إن لم يضبط نفسه عن الّركون إليها و النهماك فسسي ملّذهسسا‬
‫ن النسان ليطغى أن رآه استغنى ‪.‬‬ ‫المباحة أخرجه ذلك إلى البطر و الطغيان ‪ ،‬فا ّ‬

‫النوع الثانى ما ل يوافق الهوى و هو على ثلثة أقسام لنسسه إّمسسا أن يرتبسط باختيسسار العبسسد‬
‫كالطاعات و المعاصسسي ‪ ،‬و إّمسسا أن ل يرتبسسط باختيسساره كسساللم و المصسسائب و إّمسسا أن ل‬
‫يرتبط باختياره و لكن له اختيار في إزالته كالتشّفى من المؤذي بالنتقام منه ‪.‬‬

‫أما القسم الول و هو ما يرتبط باختيار العبد فعلى ضربين ‪.‬‬

‫الضرب الول الطاعات و العبد يحتاج إلى الصبر عليها ‪ ،‬و التحّمل عن مشاّقها‬

‫] ‪[ 168‬‬

‫ن النفس بالطبع تنفّر عن العبودّية و تشتهى الّربوبّية ‪ ،‬و لذلك قسسال بعسض العسارفين مسا‬
‫لّ‬
‫ل و هى مضمرة ما أظهره فرعون من قوله أنسسا رّبكسسم العلسسى و لكسسن فرعسسون‬ ‫من نفس إ ّ‬
‫ل و يسسدعى ذلسسك مسسع‬
‫وجد له مجال و قبول من قومه ‪ ،‬فأظهره و أطاعوه و ما مسسن أحسسد إ ّ‬
‫ل من هو تحت قهره و طاعته و إن كان ممتنعا من إظهاره ‪.‬‬ ‫عبده و خادمه و أتباعه و ك ّ‬

‫صسسلة و إّمسسا بسسسبب البخسسل كالزكسساة أو‬


‫ثّم نفرة الّنفسسس عسسن العبسسادة إّمسسا بسسسبب الكسسسل كال ّ‬
‫صبر في جميعها ‪.‬‬ ‫ج و الجهاد و العبد محتاج إلى ال ّ‬ ‫بسببهما كالح ّ‬

‫ف عنها أصعب عن النفس لرغبتها بسسالطبع إليهسسا‬ ‫الضرب الثانى المعاصي و تركها و الك ّ‬
‫فيحتاج إلسى الصسبر عنهسا و أشسّد أنسواع الصسبر عسن المعاصسي الصسبر علسى المعاصسي‬
‫المألوفة المعتادة كحصائد اللسنة من الكذب و الغيبة و البهتان و نحوهسسا فمسسن لسسم يتمكسسن‬
‫صسسبر‬
‫صبر على النفراد أهون من ال ّ‬ ‫ن ال ّ‬
‫صبر عنها فيجب عليه العزلة و النفراد ل ّ‬ ‫من ال ّ‬
‫صبر في آحاد المعاصسسي بسساختلف دواعسسي‬ ‫على السكوت مع المخالطة ‪ ،‬و تختلف شّدة ال ّ‬
‫المعصية قّوة و ضعفا ‪.‬‬

‫و أما القسم الثانى و هو ما ل يرتبط باختيار العبد أصل فكالمصسسائب و البليسسا و اللم و‬
‫حة بسالمرض و الغنسسى‬ ‫السقام من فقد الحّبة و موت العّزة و ذهاب المسسال و تبسّدل الصس ّ‬
‫شسسر الموصسسوفون بسسه‬ ‫صبر على هذه هسسو السسذي ب ّ‬ ‫بالفقر ‪ ،‬و البصر بالعمى ‪ ،‬و غيرها و ال ّ‬
‫في الية الكريمة بقوله سسسبحانه ‪ :‬و لنبلسسوّنكم بشسسيء مسسن الخسسوف و الجسسوع و نقسسص مسسن‬
‫لسس و‬‫صابرين ‪ ،‬اّلذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إّنا ّ‬ ‫شر ال ّ‬‫الموال و النفس و الثمرات و ب ّ‬
‫سلم يا داود ‪ :‬تريد و اريد و إّنما يكون‬ ‫إّنا إليه راجعون و أوحى سبحانه إلى داود عليه ال ّ‬
‫ما اريد فان سّلمت لما اريد كفيتك ما تريد و إن لم تسلم لما اريسد أتعبتسك فيمسا تريسد ثسّم ل‬
‫ل ما اريد ‪.‬‬
‫يكون إ ّ‬

‫و أما القسم الثالث و هو ما ل يرتبط هجومه باختياره و له اختيار في دفعه كمسسا لسسو اوذى‬
‫صبر على ذلك بترك المكافاة ‪،‬‬ ‫بفعل أو قول و جنى عليه في نفسه أو ماله أو نحو ذلك فال ّ‬
‫و النتقام تارة يكون واجبا و تارة يكون مندوبا قال تعالى ‪:‬‬

‫و إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به و لئن صبرتم فهو خير للصابرين ‪.‬‬

‫ن الس ّ‬
‫ن‬ ‫سلم ‪ :‬لقد قيل لكم من قبل إ ّ‬
‫و عن النجيل قال عيسى بن مريم عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 169‬‬

‫ن و النف بالنف و أنا أقول لكم ل تقاوموا الشّر بالشّر بل من ضرب خ سّدك اليمسسن‬ ‫بالس ّ‬
‫خرك لتسسسير معسسه ميل‬
‫فحّول إليه الخّد اليسر و من أخذ رداءك فسسأعطه إزارك و مسسن سس ّ‬
‫صبر على الذى ‪.‬‬ ‫ل ذلك أمر بال ّ‬
‫فسر معه ميلين ‪ ،‬و ك ّ‬
‫ن مسسن‬‫سسسلم يسسا حفسسص ‪ :‬إ ّ‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫و في الكافي عن حفص بن غياث قال ‪ :‬قال أبو عبد ا ّ‬
‫صسسبر فسسي جميسسع امسسورك‬‫ن من جزع جزع قليل ‪ .‬ثّم قال ‪ :‬عليسسك بال ّ‬ ‫صبر صبر قليل و إ ّ‬
‫ل عليه و آلسسه فسسأمره بالصسسبر و الرفسسق فقسسال ‪ » :‬و‬‫ل بعث محّمدا صّلى ا ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫نا ّ‬‫فا ّ‬
‫اصبر على ما يقولون و اهجرهم هجرًا جميل و ذرنى و المكّذبين ُاولى النعمسسة « و قسسال‬
‫سيئة فاذا اّلذي بينك و بينه عداوة كأّنه وليّ حميم‬ ‫تبارك و تعالى ‪ :‬ادفع باّلتي هي أحسن ال ّ‬
‫ظ عظيم ‪.‬‬ ‫ل ذو ح ّ‬‫ل الذين صبروا و ما يلّقيها إ ّ‬‫و ما يلّقيها إ ّ‬

‫ل عليه و آله حّتسسى نسسالوه بالعظسسائم و رمسسوه بهسسا فضسساق صسسدره‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫فصبر رسول ا ّ‬
‫ل و عّز و لقد نعلم أّنك يضيق صدرك بما يقولون فسّبح بحمد رّبك و كن من‬ ‫لجّ‬ ‫فأنزل ا ّ‬
‫ساجدين ‪.‬‬‫ال ّ‬

‫ل ‪ :‬قسسد نعلسسم‬
‫ل عسّز و جس ّ‬ ‫ل عليه و آله و سّلم فأنزل ا ّ‬‫ثّم كّذبوه و رموه فحزن لذلك صّلى ا ّ‬
‫لس يجحسدون و لقسد‬ ‫ن الظسالمين بآيسات ا ّ‬‫إّنه ليحزنك اّلذي يقولسون فساّنهم ل يكسّذبونك و لكس ّ‬
‫كّذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كّذبوا و ُاوذوا حّتى أتاهم نصرنا فألزم النبيّ صّلى‬
‫ل و كسسذبوه فقسسال ‪ :‬قسسد‬‫لس عسّز و جس ّ‬
‫صسسبر فتعسّدوا ‪ ،‬فسسذكروا ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم نفسه ال ّ‬
‫ا ّ‬
‫ل‪:‬‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫صبرت في نفسي و أهلي و عرضي و ل صبر لي على ذكر إلهي فأنزل ا ّ‬

‫سسسنا مسسن لغسسوب فاصسسبر‬


‫سماوات و الرض و ما بينهما في سّتة أّيسسام و مسسا م ّ‬ ‫و لقد خلقنا ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم في جميع أحواله ‪.‬‬ ‫على ما يقولون فصبر صّلى ا ّ‬

‫ل ثناؤه » و جعلنا منهسسم أئّمسسة يهسسدون‬ ‫صبر فقال ج ّ‬ ‫شر في عترته بالئمة و وصفوا بال ّ‬ ‫ثّم ب ّ‬
‫لس عليسسه و آلسسه‬
‫ي صسّلى ا ّ‬ ‫بأمرنا لّما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنسسون « فعنسسد ذلسسك قسسال الّنسسب ّ‬
‫ل ‪ :‬و تّمسست كلمسسة‬ ‫ل له فأنزل ا ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫الصبر من اليمان كالرأس من الجسد ‪ ،‬فشكر ا ّ‬
‫رّبك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا و دّمرنا ما كان يصنع فرعون و قسسومه و مسسا‬
‫ل عليه و آله إّنه بشرى و انتقام ‪.‬‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫كانوا يعرشون فقال النب ّ‬

‫] ‪[ 170‬‬

‫ل قتال المشركين فأنزل ‪ :‬اقتلوا المشركين حيسسث وجسسدتموهم و خسسذوهم‬ ‫ل عّز و ج ّ‬‫فأباح ا ّ‬
‫لس علسسى يسسدى‬
‫ل مرصسسد و اقتلسسوهم حيسسث ثقفتمسسوهم فقتلهسسم ا ّ‬
‫و احصروهم و اقعدوا لهم ك ّ‬
‫ل الثواب‬‫جل ا ّ‬‫ل عليه و آله و سّلم و أحبائه و جعل له ثواب صبره » و ع ّ‬ ‫رسوله صّلى ا ّ‬
‫ل جس ّ‬
‫ل‬ ‫خ « مع ما اّدخر له في الخرة فمن صبر و احتسب لم يخرج من الّدنيا حّتى يقّر ا ّ‬
‫و عّز عينه في أعدائه مع ما يّدخر له في الخرة ‪.‬‬

‫الّلهّم اجعلنا صابرين على بلئك ‪ ،‬راضين بقضائك ‪ ،‬شاكرين على نعمائك ‪،‬‬
‫طسساهرين‬
‫سكين بالعروة الوثقى و الحبل المسستين مسسن وليسسة أوليسسائك محّمسسد و عسسترته ال ّ‬
‫متم ّ‬
‫صلواتك عليهم أجمعين ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫ي خاتم النسسبّيين اسسست متضسّمن مدايسسح‬


‫ب العالمين و وص ّ‬
‫از جمله خطب شريفه آن ولي ر ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم و مبّين بعض وظايف امسسامت و مشسستمل بسسر‬ ‫حضرت رسالت صّلى ا ّ‬
‫فضيلت تقوى و پرهيزكارى و مذّمت بيوفائى دنياى فاني ميفرمايد ‪:‬‬

‫ل عليه و آله اميسسن وحسسى پروردگسسار اسسست ‪ ،‬و ختسسم كننسسده پيغمسسبران‬
‫پيغمبر خدا صّلى ا ّ‬
‫حضرت آفريدگار ‪ ،‬و مژده دهنده است برحمت او ‪ ،‬و ترسسساننده اسسست از عقسسوبت آن ‪،‬‬
‫اى مردمان بدرستى قابل و ليق مردمان باين أمر خلفت قوىترين ايشان اسسست بسسر او‬
‫و داناترين ايشان است بأوامر خدا در آن ‪ ،‬پس اگر كسى مهّيج شّر و فساد بشسسود طلسسب‬
‫مىشود رجوع او بسوى حق ‪ ،‬و اگر امتناع نمايد بايد مقاتله بشود ‪.‬‬

‫قسم بزندگاني خودم اگر باشد امسسامت اينكسه منعقسد نباشسسد تسا اينكسسه حاضسر بشسود عمسسوم‬
‫خليق نيست بسوى او هيچ طريق ‪ ،‬و ليكن أهل امامت حكم ميكنند بهر كس كسسه غسسايب‬
‫بشود در مجلس بيعت پس از آن نيست حاضر را اينكه رجوع نمايد از بيعتي كه نمسسوده‬
‫و نه غايب را اينكه صاحب اختيار باشد ‪.‬‬

‫ق‬
‫آگاه باشيد كه بدرستيكه من مقاتله ميكنم با دو كس يكى آنكه اّدعا نمايد چيزى را كه ح ّ‬
‫او نيست و ديگرى آنكه منع نمايد حّقي را كه بر ذمه او است ‪.‬‬

‫] ‪[ 171‬‬

‫وصّيت ميكنم من شما را اى بندگان خسسدا بتقسسوى و پرهيزكسسارى خسسدا پسسس بدرسسستيكه آن‬
‫تقوى بهترين چيزيست كه وصيت كردهاند بندگان بآن ‪ ،‬و بهسسترين عسسواقب اموراتسسست‬
‫نزد خدا ‪ ،‬و بتحقيق مفتوح شد باب جنگ در ميان شما و در ميسسان أهسسل قبلسسه ‪ ،‬و حامسسل‬
‫نميشود اين علم بوجوب قتال أهل قبله را مگر أهل بصيرت و صبر ‪،‬‬

‫و مگر صاحب علم بمواضع حق پس امضاء بكنيد هر چيزى را كه مأمور ميشويد بسسآن‬
‫و توقف نمائيد نزد چيزيكه نهى كرده ميشويد از آن ‪ ،‬و تعجيل نكنيد در كارى تسسا اينكسسه‬
‫درست بفهميد حقيقت آن را پس بدرستيكه ما راست با هر چيزى كسسه شسسما انكسسار نمائيسسد‬
‫آن را تغيير و تبديلي ‪.‬‬

‫آگاه باشيد بدرسسستيكه ايسسن دنيسسا كسسه صسسباح كرديسسد شسسما در حسسالتيكه آرزو ميكنيسسد آنسسرا و‬
‫رغبت مينمائيد در آن ‪ ،‬و صباح كرد آن در حسسالتيكه شسسما را گسساهى بغضسسب ميسسآورد و‬
‫گاهى خوشنود مينمايد ‪ ،‬نيست آن خانه شما و نه منزل شما كه خلق شدهايد از براى آن‬
‫منزل ‪ ،‬و نه جائيكه خوانده شدهايد بسوى آن ‪.‬‬

‫آگاه باشيد كه آن دنيا باقي نخواهد ماند از براى شما ‪ ،‬و نه شما باقي خواهيد ماند بر آن‬
‫‪ ،‬و آن اگر چه مغرور ساخته است شما را از طرف خسسود ‪ ،‬پسسس بتحقيسسق كسسه ترسسساننده‬
‫است شما را از شّر خود ‪ ،‬پس ترك نمائيد فريفتن آنرا از بسسراى ترسسساندن آن ‪ ،‬و طمسسع‬
‫آوردن او را از براى تخويف آن ‪ ،‬و سبقت نمائيد در آن بسوى خانه كه دعوت شسسدهايد‬
‫بسوى آن و رجوع نمائيد با قلبهاى خودتان از آن دنيا ‪.‬‬

‫و البته بايد ناله نكند هيچ يك از شما مثل ناله كردن كنيز بآنچه كه بر چيده شده است از‬
‫او از دنيا ‪ ،‬و طلب نمائيد تمامّيت نعمت خدا را بر خودتان بسسا صسسبر كسسردن بسسر طسساعت‬
‫خدا و با محافظت كردن بر چيزى كه خدا طلب كسسرده اسسست از شسسما محسسافظت آنسسرا در‬
‫كتاب عزيز خود ‪.‬‬

‫آگاه باشيد بدرستيكه ضرر نميرساند بشما ضايع نمودن چيزى از دنياى خودتان بعسسد از‬
‫اينكسه شسما حفسظ نمسسوده باشسسيد سستون ديسسن خسسود را ‪ ،‬آگساه باشسسيد كسه بدرسستيكه منفعسست‬
‫نميبخشد بشما بعد از ضايع كردن دين خود چيزيكه محافظت‬

‫] ‪[ 172‬‬

‫نمائيد بآن از أمر دنياى خود ‪.‬‬

‫فرا گيرد خداى تبارك و تعالى قلبهاى ما و قلبهاى شما را بسوى حق و إلهام فرمايد بمسسا‬
‫و شما صبر و بردبارى را ‪.‬‬

‫عععع عع عععع ععع ع ع ع‬


‫ع عع عععع عع عععع ععع‬
‫عع‬
‫عععع ععع‬

‫و هى المأة و الثالثة و السبعون من المختار في باب الخطب قد كنت و ما أهّدد بالحرب ‪،‬‬
‫ل ما استعجل متجسسّردا‬ ‫ضرب ‪ ،‬و أنا على ما وعدني رّبي من الّنصر ‪ ،‬و ا ّ‬ ‫و ل أرّهب بال ّ‬
‫ل خوفا من أن يطالب بدمه ‪ ،‬لّنه مظّنته ‪ ،‬و لم يكن في القوم أحرص‬ ‫طلب بدم عثمان إ ّ‬‫لل ّ‬
‫ل ما صنع في‬ ‫ك‪،‬ووا ّ‬ ‫شّ‬‫عليه منه ‪ ،‬فأراد أن يغالط بما أجلب فيه ليلّبس المر ‪ ،‬و يقع ال ّ‬
‫أمر عثمان واحدة من ثلث ‪ :‬لئن كان ابن عفان ظالما كما كان يزعم لقسسد كسسان ينبغسسي لسسه‬
‫أن يوازر قاتليه و أن ينابسذ ناصسريه ‪ ،‬و لئن كسان مظلومسا كسان ينبغسي لسه أن يكسون مسن‬
‫المنهنهين عنه ‪،‬‬
‫ك من الخصلتين لقد كان ينبغي لسسه أن يعسستزله و يركسسد‬ ‫و المعذرين فيه ‪ ،‬و لئن كان في ش ّ‬
‫جانبا و يدع الّناس معه فما فعل واحدة من الّثلث ‪،‬‬

‫و جاء بأمر لم يعرف بابه و لم تسلم معاذيره ‪.‬‬

‫] ‪[ 173‬‬

‫ععععع‬

‫ن فيسسه‬
‫ظسساء الموضسسع اّلسسذي يظس ّ‬
‫) تجّرد ( زيد لمره جّد فيه و ) مظّنسسة ( الشسسيء بكسسسر ال ّ‬
‫سسسلم أراد‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫ى الّنهاية في حديث عل ّ‬ ‫وجوده ) و أجلب ( فيه قال ابن الثير في محك ّ‬
‫أن يغالط بما أجلب فيه يقال أجلبوا عليه إذا تجّمعسسوا و تسسأّلبوا و أجلبسسه أى أعسسانه و أجلسسب‬
‫عليه إذا صاحه و استحّثه ) و لبس ( عليه المسسر يلبسسسه مسسن بسساب حسسسب خلطسسه و ألبسسسه‬
‫غطسساه و أمسسر ملبسسس و ملتبسسس بسسالمر مشسستبه و ) نهنهسسه ( عسسن المسسر كّفسسه و زجسسره و‬
‫) عذرته ( فيما صنع أى رفعت عنه الّلوم فهو معذور أى غير ملوم و أعذرته لغة ‪.‬‬

‫شارح البحراني المعذرين بالّتخفيف المعتذرين عنه و بالّتشسسديد المظهريسسن للعسسذر‬


‫و قال ال ّ‬
‫مع أّنه ل عذر ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫سلم ‪ :‬قد كنت قال الشارح المعتزلي كان هنا تاّمة أى خلقت و وجسسدت و أنسسا‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫بهذه الصفة و يجوز أن تكون الواو زايدة و يكون كان ناقصة و خبرها ما اه سّدد كمسسا فسسي‬
‫المثل » لقد كنت و ما أخشسسى السسذئب « و جملسسة و أنسسا علسسى مسسا وعسسدنى يحتمسسل الحسسال و‬
‫الستيناف ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫سلم حين بلغسه خسروج طلحسة و‬


‫قال الشارح البحراني و هذا الفصل من كلم قاله عليه ال ّ‬
‫سلم بالحرب ‪.‬‬ ‫الزبير إلى البصرة و تهديدهم له عليه ال ّ‬

‫أقول ‪ :‬و قد مضى في شرح الخطبة الثانية و العشرين ما ينفعك ذكسسره فسسي هسسذا المقسسام إذ‬
‫الخطبتان مسوقتان لغرض واحد ‪ ،‬و متطابقتان في بعض الفقرات ‪،‬‬

‫فليراجع ثّمة ‪.‬‬

‫سلم ) قد كنسست و مسسا اهسّدد بسسالحرب و ل أرّهسسب‬ ‫ن قوله عليه ال ّ‬


‫إذا عرفت ذلك ظهر لك أ ّ‬
‫سسسلم أن أبسسرز‬
‫بالضرب ( جواب عن تهديدهم له و ترهيبهم إّياه ‪ ،‬فقد بعثسسوا إليسسه عليسسه ال ّ‬
‫ق‬
‫ن التهديسسد و السسترهيب إّنمسسا هسسو فسسي حس ّ‬
‫سسسلم بسسأ ّ‬
‫للطعان و اصبر للجلد فأجسساب عليسسه ال ّ‬
‫الجبان‬

‫] ‪[ 174‬‬

‫سسسلم فسسي‬‫ق الشسسجعان ذوى الّنجسسدة و المسسراس و حسساله عليسسه ال ّ‬


‫الضعيف الجاش ل في حس ّ‬
‫سسسير فاسسستوى فسسي‬ ‫الشجاعة كان أمرا قد اشتهر ‪ ،‬و بان و ظهر ‪ ،‬و تضّمنته الخبسسار و ال ّ‬
‫العلم به البعيد و القريب ‪ ،‬و اّتفق على القرار بسسه البغيسسض و الحسسبيب ‪ .‬و مسسن كسسان هسسذا‬
‫شأنه فل يليق له التخويف و الترغيب ‪.‬‬

‫و أّكد الجواب بقوله ) و أنا على ما وعدنى رّبي من الّنصسر ( يعنسي أّنسي علسى يقيسن بمسا‬
‫وعدني رّبي من النصرة و الغلبة ‪ ،‬و من كان قاطعا بذلك فل يحذر و ل يخاف البتة ‪.‬‬

‫ل ما استعجل متجّردا للطلسسب بسسدم‬ ‫ثّم أشار إلى نكتة خروج طلحة إلى البصرة بقوله ) و ا ّ‬
‫ن عّلة خروجه و اسسستعجاله‬ ‫ل خوفا من أن يطالب بدمه ( يعني أ ّ‬ ‫عثمان ( أى مجّدا فيه ) إ ّ‬
‫ن عثمسسان قتسسل مظلومسسا و يجسسب‬ ‫في طلب الّدم و تجّرده له ليست ما شهره بين الناس من أ ّ‬
‫النتصار للمظلوم من الظالم حسبة ‪ ،‬و إّنما عّلته هو الخسسوف علسسى نفسسسه مسسن أن يطسسالب‬
‫من دمه ) لّنه ( كان ) مظّنته و لم يكن في القوم أحرص عليه ( أى على دم عثمان ) منه‬
‫( لما قد عرفت في شرح الخطبة الثانية و العشرين و شرح الكلم الثلثيسسن أّنسسه كسسان أّول‬
‫من أّلب الناس على عثمان و أغرى بدمه و أشّدهم إجلبا عليه ‪.‬‬

‫و أقول ‪ :‬هنا مضافا إلى ما سبق أّنه قال الشارح المعتزلي قد كان طلحة أجهسسد نفسسسه فسسي‬
‫أمر عثمان و الجلب عليه و الحصر له و الغراء به ‪ ،‬و مّنته نفسه الخلفة ‪ ،‬بل تلّبس‬
‫ل أن‬‫بها و تسّلم بيوت المسسوال و أخسسذ مفاتيحهسسا و قابسسل النسساس و أحسسدقوا بسسه و لسسم يبسسق إ ّ‬
‫يصفق بالخلفة على يده ‪.‬‬

‫ن طلحة منع من دفنه ثلثة أّيام و أنّ‬ ‫قال الشارح و روى المدايني في كتاب مقتل عثمان أ ّ‬
‫ن حكيسم ابسن حسزام و‬ ‫ل بعد قتل عثمسان بخمسسة أّيسام و أ ّ‬ ‫سلم لم يبايع الناس إ ّ‬
‫عليا عليه ال ّ‬
‫سلم على دفنسسه فأقعسسد طلحسة لهسسم فسسي الطريسق ناسسا‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫جبير بن مطعم استنجدا بعل ّ‬
‫بالحجارة فخرج به نفر يسير مسسن اهلسسه و هسسم يريسسدون بسسه حايطسسا بالمدينسسة تعسسرف بحس ّ‬
‫ش‬
‫كوكب ‪ ،‬كانت اليهود يدفن فيه موتاهم فلما صار هنا رجم سريره و هّموا بطرحه‬

‫] ‪[ 175‬‬

‫سلم إلى الناس يعزم عليهم لتكّفوا عنه فكّفوا ‪ ،‬فانطلقوا به حّتى دفنوه‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫فأرسل عل ّ‬
‫في حش كوكب ‪.‬‬
‫قال و روى الواقدي قال لما قتل عثمان تكّلموا في دفنه فقال طلحة ‪ :‬يدفن بدير سلع يعني‬
‫مقابر اليهود ‪.‬‬

‫سلم لم يكن في القوم أحرص علسسى قتسسل عثمسسان منسسه لكنسسه‬ ‫و بالجملة فهو كما قال عليه ال ّ‬
‫أراد أن يشبه علي الناس ) فأراد أن يغسسالط ( أى يوقسسع فسسي الغلسسط ) بمسسا أجلسسب فيسسه ( أى‬
‫بسبب اعانته في دمه و حّثه على قتله ) ليلبس المسسر ( و يخلطسسه و فسسي نسسسخة البحرانسسي‬
‫سسلم و أبطسل‬ ‫ج عليسه ال ّ‬ ‫ك ( في دخوله في قتله ثّم احتس ّ‬ ‫ليلتبس المر أى يشتبه ) و يقع الش ّ‬
‫ن عثمسسان عنسسده و‬ ‫صسسلها أ ّ‬
‫عذره في الخروج و الطلب بسسدمه بقضسّية شسسرطّية منفصسسلة مح ّ‬
‫ل مسسن‬‫على زعمه إّما أن يكون ظالما أو مظلوما و إّما أن يكون مجهول الحال ‪ ،‬و على ك ّ‬
‫لزم عليه القيام بما يقتضيه مع أنه لم يقم به كمسسا يفصسسح عنسسه قسسوله‬ ‫التقادير الثلثة كان ال ّ‬
‫ل ما صنع في أمر عثمان ( خصلة ) واحدة مسسن (‬ ‫سلم مؤّكدا بالقسم الباّر ) و و ا ّ‬‫عليه ال ّ‬
‫خصال ) ثلث ( هسى مقتضسيات التقسادير الثلثسة اّلستي اشسرنا إليهسا إجمسال و أشسار إلسى‬
‫ل دمه ) كما كان يزعسسم ( ذلسسك‬ ‫تفصيلها بقوله ) لئن كان ابن عّفان ظالما ( ظلما يوجب ح ّ‬
‫حين قتله ) لقد كان ينبغي له ( و يجب عليه ) أن يسسوازر قسساتليه ( أى يسسساعدهم و يحسسامي‬
‫عنهم بعد قتل عثمان ) و أن ينابذ ناصريه ( و يعانسدهم و يستركهم بوجسوب النكسار علسى‬
‫فاعل المنكر مع أّنه قد عكس المر لّنه نابسسذ قساتليه و وازر ناصسسريه ‪ ،‬و ثسسار معهسسم فسسي‬
‫طلب دمه ) و لئن كان مظلوما ( محسّرم القتسسل كمسسا يقسسوله الن و يشسّهره بيسسن الّنسساس لقسسد‬
‫ك مسسن‬‫) كان ينبغي له أن يكسسون مسسن المنهنهيسسن عنسسه و المعسسذرين فيسسه و لئن كسان فسسي شس ّ‬
‫الخصلتين لقد كان ينبغي له أن يعتزله و يركد ( أى ليكسسن ) جانبسسا ( أى يتباعسسد عنسسه و ل‬
‫يأمر بقتله و ل ينهى عنه ) و يدع الناس معه ( يفعلون مسا يشسآؤن مسع أّنسه لسم يفعسل ذلسك‬
‫أيضا بل أضرم نار الفتنة و صلى بها و أصسسلها غيسسره ) فمسسا فعسسل واحسسدة مسسن الثلث و‬
‫جاء بأمر لم يعرف بابه و لم تسلم معاذيره ( أى أتى بأمر لم يعسسرف وجهسسه و اعتسسذر فسسي‬
‫نكثه و خروجه بمعاذير لم تكن سالمة إذ قد عرفت في تضاعيف الشرح‬

‫] ‪[ 176‬‬

‫ن عمدة معذرته في البغى و الخروج هو المطالبة بسسدم عثمسسان و أّنسسه قتسسل مظلومسسا و قسسد‬ ‫أّ‬
‫سلم اعتذاره بذلك هنا بما عرفت ‪.‬‬
‫أبطل عليه ال ّ‬

‫ععععععع‬

‫از جمله خطب شريفه آن بزرگوار است كه توجيه خطاب در آن بسوى طلحة ابن عبيسسد‬
‫ل است ميفرمايد ‪:‬‬
‫ل خذله ا ّ‬
‫ا ّ‬

‫بتحقيق كه موجود بودم در حالتى كه تهديد كرده نشدهام بجنگ و تخويف كرده نشسسدهام‬
‫بزدن ‪ ،‬و من ثابت هستم بر چيزيكه وعده داده است مسسرا پروردگسسار مسسن از نصسسرت و‬
‫ق خدا تعجيل نكرد طلحة در حسسالتيكه مجسّد و مصسّر بسسود از بسسراى مطسسالبه‬
‫يارى ‪ ،‬و بح ّ‬
‫خون عثمان مگر از براى ترس از اينكه مطالبه كرده شسسود بخسسون او ‪ ،‬از جهسست اينكسسه‬
‫او مورد تهمت آن خون بود ‪ ،‬و نبود در ميان قوم حريصتر بر قتسسل عثمسسان از طلحسسه ‪،‬‬
‫پس خواست او كه مردم را بغلط افكند بسبب اعانت و جمع آورى او در قتل آن تا اينكه‬
‫بپوشد و خلط نمايد امر را بر مردمان ‪ ،‬و واقع شود شك ‪.‬‬

‫و بحق خدا ننمود طلحه در كار عثمان يكى از سه خصلت را اگر بود پسر عفسسان ظسسالم‬
‫و ستم كار چنانچه طلحه گمان ميبرد هر آينه بود سزاوار او را آنكه حمايت بكند قسساتلين‬
‫آن را ‪ ،‬يا دشمنى آشكارا نمايد با ناصرين آن ‪ ،‬و اگر بود مظلوم و ستم رسيده هر آينسسه‬
‫بود سزاوار از براى او آنكه باشد از باز دارندگان مردم از كشسستن او و از عسسذر آورنسسد‬
‫كان در حق او ‪ ،‬و اگر بود در شك از ايسسن دو خصسسلت يعنسسي در ظسسالمّيت و مظلسسومّيت‬
‫عثمان هر آينه بود سزاوار مسسر او را آنكسسه اعسستزال ورزد و بايسسستد در كنسسار و بگسسذارد‬
‫مردمان را با عثمان بحسسال خودشسسان ‪ ،‬پسسس نكسسرد هيسسچ يسسك از ايسسن سسسه كسسار را و آورد‬
‫كارى را كه شناخته نشد در آن و بسلمت نماند عذر خواهىهاى او ‪.‬‬

‫] ‪[ 177‬‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫و هى المأة و الرابعة و السبعون من المختار في باب الخطب أّيها الغافلون غير المغفسسول‬
‫عنهم ‪ ،‬و الّتاركون المأخوذ منهم ‪،‬‬

‫ل ذاهبين ‪ ،‬و إلى غيره راغبين ‪ ،‬كأّنكم نعم أراح بها سآئم إلسسى مرعسسي‬ ‫ما لي أريكم من ا ّ‬
‫ي ‪ ،‬إّنما هي كالمعلوفة للمدى ل تعرف ما ذا يراد بها إذا أحسن إليهسسا‬ ‫ي ‪ ،‬و مشرب دو ّ‬ ‫وب ّ‬
‫ل رجسسل منكسسم‬ ‫لس لسسو شسسئت أن أخسسبر كس ّ‬‫‪ ،‬تحسسسب يومهسسا دهرهسسا ‪ ،‬و شسسبعها أمرهسسا ‪ ،‬و ا ّ‬
‫لس صسّلى‬ ‫ي برسسسول ا ّ‬ ‫بمخرجه و مولجه و جميع شأنه لفعلت ‪ ،‬و لكن أخاف أن تكفروا فس ّ‬
‫صة مّمن يسسؤمن ذلسسك منسسه ‪ ،‬و اّلسسذي بعثسسه‬ ‫ل عليه و آله و سّلم أل و إّني مفضيه إلى الخا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ي بذلك كّله و بمهلسسك مسسن‬ ‫ل صادقا ‪ ،‬و لقد عهد إل ّ‬ ‫ق و اصطفاه على الخلق ما أنطق إ ّ‬ ‫بالح ّ‬
‫ل أفرغه فسسي‬ ‫يهلك و منجى من ينجو و مآل هذا المر ‪ ،‬و ما أبقى شيئا يمّر على رأسي إ ّ‬
‫ل و أسسبقكم إليهسا ‪ ،‬و ل‬ ‫ل ما أحّثكم على طاعسة إ ّ‬ ‫ي ‪ ،‬أّيها الّناس و ا ّ‬
‫ي ‪ ،‬و أفضى به إل ّ‬‫أذن ّ‬
‫ل و أتناهى قبلكم عنها ‪.‬‬ ‫أنهيكم عن معصية إ ّ‬

‫ععععع‬

‫) النعم ( بالتحريك جمع ل واحد له من لفظه و أكثر اطلقه على البل‬

‫] ‪[ 178‬‬
‫و ) أراح ( البل رّدها إلى المراح و هو بالضّم مأوى الماشسسية بالّليسسل و بالفتسسح الموضسسع‬
‫اّلذي يروح منه القوم أو يروحسسون إليسسه و ) سسسامت ( الماشسسية سسسوما رعسست بنفسسسها فهسسي‬
‫ي ( بالتشديد ذو الوباء و‬ ‫سائمة و تتعّدى بالهمزة فيقال أسامها راعيها أى أرعيها و ) الوب ّ‬
‫ي دوى بالتخفيف و لكّنسسه‬ ‫المرض و أصله الهمزة و ) الّدوى ( ذو الداء و الصل في الدو ّ‬
‫شسسّدد للزدواج قسسال الجسسوهري ‪ :‬رجسسل دو بكسسسر السسواو أى فاسسسد الجسسوف مسسن داء و‬
‫) المدى ( بالضّم جمع مدية و هى السكين و ) الشبع ( وزان عنب ضّد الجوع ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫غله فسسي النكسسارة و‬‫حة كون غير صسسفة للمعرفسسة مسسع تسسو ّ‬ ‫غير المغفول صفة للغافلون و ص ّ‬
‫عدم قبوله للتعريف و لو اضيف إلى المعارف من حيث إّنه لم يرد بالغافلين طائفة معّينسسة‬
‫ح بذلك وصفه بالنكرة كما فسسي قسسوله ‪ :‬صسسراط اّلسسذين أنعمسست‬ ‫فكان فيه شائبة البهام و ص ّ‬
‫عليهم غير المغضسوب عليهسم علسى قسول مسن يجعسل غيسر وصسفا لّلسذين ل بسدل منسه ‪ ،‬و‬
‫جب كما في قوله ‪ :‬مسسا لسسى ل أرى الهدهسسد و سسسائم‬ ‫الستفهام في قوله ‪ :‬ما لى أراكم ‪ ،‬للتع ّ‬
‫فاعل أراح كما يستفاد من شرح البحراني ‪ ،‬أو صسسفة للفاعسسل المحسسذوف كمسسا يسسستفاد مسسن‬
‫ي » ره « ‪.‬‬ ‫لمة المجلس ّ‬‫شرح المعتزلي و الع ّ‬

‫ن يومها ثسساني مفعسسول تحسسسب و‬


‫و قوله ‪ :‬تحسب يومها دهرها و شبعها أمرها ‪ ،‬الظاهر أ ّ‬
‫كذلك شبعها و التقديم على الّول لقصد الحصر ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ن مدار هذه الخطبة الشريفة على فصلين ‪:‬‬


‫اعلم أ ّ‬

‫عععع ع ععععع ع ع ععع عع ععع ععععع ع عع ععع‬


‫عععععععع عع عععع عععععع ع ععععععع‬

‫و هو قوله ‪:‬‬

‫ل من اّتصف‬
‫ن الخطاب لك ّ‬
‫) أّيها الغافلون غير المغفول عنهم ( الظاهر أ ّ‬

‫] ‪[ 179‬‬

‫بالغفلسة مسن المكّلفيسن أى اّلسذين غفلسوا عّمسا اريسد منهسم مسن المعسارف الحّقسة و التكساليف‬
‫الشسسرعية و لسسم يغفسسل عنهسسم و عّمسسا فعلسسوا ‪ ،‬لكسسون أعمسسالهم مكتوبسسة محفوظسسة فسسي الّلسسوح‬
‫ل صغير و كسسبير مسسستطر ) و‬ ‫ل ما فعلوه في الزبر و ك ّ‬
‫المحفوظ و صحائف العمال و ك ّ‬
‫التاركون ( لما امروا به من الفرائض و الواجبات ) المسسأخوذ منهسسم ( مسسا اغسستّروا بسسه مسسن‬
‫ل ذاهبين ( كناية عن اعراضسسهم‬‫الهل و المال و الزخارف و القينات ) مالى أراكم عن ا ّ‬
‫ل سبحانه و التفاتهم إلى غيره تعالى ) و إلى غيره راغبين ( إشارة إلى رغبتهم فسسي‬ ‫عن ا ّ‬
‫زهرة الحياة الّدنيا و إعجابهم بها ‪.‬‬

‫ى ( شّبههم بأنعام ذهب بها سسسائم‬


‫ى و مشرب دو ّ‬ ‫) كأّنكم نعم أراح بها سائم إلى مرعى وب ّ‬
‫إلى مرعى و مشرب وصسسفهما مسسا ذكسسر و المسسراد بالسسسائم حيسسوان يسسسوم و يرعسسى و هسسو‬
‫المستفاد من الشارح المعتزلي حيث قال ‪ :‬شّبههم بالّنعم اّلتي تتبع نعمسسا اخسسرى سسسائمة أى‬
‫راعية ‪ ،‬و إنما قال ذلك لّنها إذا تبعت أمثالها كان أبلغ في ضرب المثل بجهلها من البل‬
‫اّلتى يسميها راعيها ‪ ،‬انتهى ‪.‬‬

‫سره الشارح البحراني بالراعى أي اّلذي يراعي النعم و يحفظها و يواظب عليهسسا مسسن‬ ‫وفّ‬
‫الرعاية و هو المراعاة و الملحظة قال ‪ :‬شّبههم بالّنعم اّلتي أراح بها راعيها إلى مرعسسى‬
‫كثير الوباء و الّداء ‪ ،‬و وجه الشبه أنهم لغفلتهم كالّنعم و نفوسهم الّمسسارة القسسائدة لهسسم إلسسى‬
‫ى و لسسذات السّدنيا و مشسستهياتها و كسون تلسك‬ ‫المعاصى كسالراعي القسائد إلسسى المرعسسى السوب ّ‬
‫ى تشسسبه‬‫ل الثام اّلسستي هسسي مظّنسسة الهلك الخسسروى و السسداء السّدو ّ‬ ‫الّلذات و المشتهيات مح ّ‬
‫ي انتهى ‪.‬‬
‫ي و المشرب الدو ّ‬ ‫المرعى الوب ّ‬

‫ن لفظ السسسائم‬
‫أقول ‪ :‬و هذا أقرب لفظا و ما قاله الشارح المعتزلي أقرب معنى ‪ ،‬و ذلك ل ّ‬
‫على قول المعتزلي بمعنى الراعى من الرعى و هذا ل غبار عليسسه مسسن حيسسث المعنسسى إ ّ‬
‫ل‬
‫أنه يحتاج حينئذ إلى حذف الموصوف أى حيوان سائم و نحسسوه و هسسو خلف الصسسل ‪ ،‬و‬
‫ن كسسون السسسائم بمعنسسى الراعسسى مسسن‬ ‫لأّ‬
‫أّما على قسسول البحرانسسي فل حاجسسة إلسسى الحسسذف إ ّ‬
‫الرعاية مما لم يقل بسه أحسد ‪ ،‬و كيسف كسان فالمقصسود تشسبيههم بأنعسام اشستغلت بالمساء و‬
‫الكلء و غفلت عّما في باطنهما من السّم الناقع و دوى الّداء ‪.‬‬

‫] ‪[ 180‬‬

‫) إنما هى كالمعلوفة للمدى ( و السكاكين ) ل تعرف ماذا يراد بهسسا إذا احسسسن إليهسسا ( أى‬
‫ن الغسسرض مسسن ذلسسك هسسو‬ ‫ن العلف إحسان إليها على الحقيقسسة و ل تعسسرف أ ّ‬
‫نأّ‬
‫تزعم و تظ ّ‬
‫الذبح و الهلك ) تحسب يومها دهرها ( يعني أنها لكثرة إعجابها لعلفهسا فسي يومهسا تظس ّ‬
‫ن‬
‫نأّ‬
‫ن‬ ‫ن دهرها مقصور على ذلك اليوم ليس لها وراءه يوم آخسسر ‪ ،‬و قيسسل معنسساه أنهسسا تظس ّ‬ ‫أّ‬
‫ذلك العلف و الطعام كما هو حاصل لها ذلك اليوم يكون حاصل لها أبدا ‪.‬‬

‫ن غسسرض صسساحبها‬
‫ن انحصار أمرها و شأنها فسسي الشسسبع مسسع أ ّ‬‫) و شبعها أمرها ( أى تظ ّ‬
‫من إطعامها و إشباعها أمر آخر ‪.‬‬
‫ععععع عععععع عع ععععععع ععع عع ع عع عععع‬
‫ععععععع ع ععععععع ععععععع‬

‫و هو قوله ‪:‬‬

‫ل رجل منكم بمخرجه و مولجه و جميع شأنه لفعلسست ( اى لسسو‬ ‫ل لو شئت أن اخبر ك ّ‬ ‫)وا ّ‬
‫ل واحد منكم بأّنه من اين خسسرج و أيسسن دخسسل و كيفّيسسة خروجسسه و ولسسوجه و‬
‫أشاء لخبر ك ّ‬
‫اخبر بجميع شأنه و شغله من أفعاله و أقواله و مطعمه و مشربه و مسسا أكلسسه و مسسا اّدخسسره‬
‫في بيته و غير ذلك مما أضمروه في قلوبهم و أسّروه في ضمائرهم كما قال المسيح عليه‬
‫سلم ‪ُ » :‬انّبئكم بما تأكلون و تّدخرون في بيوتكم « ‪.‬‬
‫ال ّ‬

‫لس عليسه و آلسه و سسّلم ( قسال الشسارح‬


‫لس صسّلى ا ّ‬
‫ي برسسول ا ّ‬
‫) و لكن أخاف أن تكفروا فس ّ‬
‫المعتزلي ‪:‬‬

‫ل س عليسسه و آلسسه ‪،‬‬


‫ل ص سّلى ا ّ‬
‫ضلوني على رسول ا ّ‬‫أى أخاف عليكم الغلّو في أمري و أن تف ّ‬
‫ي اللهّية كما اّدعت النصارى ذلسسك فسسي المسسسيح لّمسسا أخسسبرهم‬
‫بل أخاف عليكم أن تّدعوا ف ّ‬
‫ل عليه‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫بامور الغايبة و مع أّنه قد كتم ما علمه حذرا من أن يكفروا فيه برسول ا ّ‬
‫و آله فقد كفر كثير منهم و اّدعوا فيه النبّوة و اّدعوا فيه أّنه شريك الّرسول في الّرسسسالة و‬
‫اّدعوا فيه أّنه هو كان الرسول و لكن الملك غلط فيه و اّدعوا أّنه اّلذي بعث محّمدا صسسّلى‬
‫ل عليه و آله الى الّناس و اّدعوا فيه الحلول و اّدعوا فيه الّتحاد و لم يسستركوا نوعسسا مسسن‬
‫ا ّ‬
‫ل و قالوه و اعتقدوه ‪.‬‬‫أنواع الضللة فيه إ ّ‬

‫] ‪[ 181‬‬

‫سلم بكفرهم فيه كفرهم باسناد التقصير إلى النبيّ‬ ‫أقول ‪ :‬و يحتمل أن يكون مراده عليه ال ّ‬
‫سلم و علّو شأنه و سمّو مقامه ‪ ،‬و من ذلك‬ ‫ل عليه و آله في إظهار جللته عليه ال ّ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫سسسلم نسسسبه المنسسافقون‬
‫ل عليه و آله لما أفصح عن بعض فضايله عليسسه ال ّ‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫ن النب ّ‬
‫أّ‬
‫لس تعسالى فقسال ‪ :‬و مسسا ينطسق عسن‬ ‫إلى الضلل و إلى أّنه ينطق عن الهوى حّتسسى كسّذبهم ا ّ‬
‫ل وحى يوحى ‪.‬‬ ‫الهوى إن هو إ ّ‬

‫صافي من المجالس عن ابن عباس قال ‪ :‬صّلينا العشسساء الخسسرة ذات ليلسسة مسسع‬ ‫روى في ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم فلّما سّلم أقبل علينسسا بسسوجهه ثسّم قسسال ‪ :‬إنسسه سسسينقض‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫سماء مع طلوع الفجر فيسقط في دار أحدكم فمن سقط ذلك الكوكب فسسي داره‬ ‫كوكب من ال ّ‬
‫ل واحد مّنسسا فسسي داره‬ ‫فهو وصّيي و خليفتي و المام بعدى ‪ ،‬فلما كان قرب الفجر جلس ك ّ‬
‫ينتظر سقوط الكوكب في داره و كان أطمع القوم في ذلك أبي العّباس بن عبسسد المطلسسب ‪،‬‬
‫سسسلم ‪،‬‬‫ي بسسن أبيطسسالب عليسسه ال ّ‬
‫ض الكوكب من الهوا فسقط في دار علس ّ‬ ‫فلما طلع الفجر انق ّ‬
‫ي و اّلذي بعثني بسسالنبّوة لقسسد‬‫سلم ‪ :‬يا عل ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله لعل ّ‬‫ل صّلى ا ّ‬
‫فقال رسول ا ّ‬
‫ي و أصحابه‬ ‫ل بن أب ّ‬
‫وجبت لك الوصّية و المامة و الخلفة بعدي ‪ ،‬فقال المنافقون عبد ا ّ‬
‫لس‬
‫ل بسسالهوى ‪ ،‬فسأنزل ا ّ‬ ‫ل محّمد في محّبة ابن عّمه و غوى و ما ينطسسق فسسي شسأنه إ ّ‬ ‫لقد ض ّ‬
‫ل و خسالق الّنجسم إذا هسوى » مسا ضس ّ‬
‫ل‬ ‫تبارك و تعالى ‪ :‬و الّنجم إذا هوى يقسول عسّز و جس ّ‬
‫سلم » و مسسا غسسوى و مسسا ينطسسق عسسن‬ ‫ي بن أبيطالب عليه ال ّ‬ ‫صاحبكم « يعني في محّبة عل ّ‬
‫ل وحى يوحى « ‪.‬‬ ‫الهوى « يعني في شأنه » إن هو إ ّ‬

‫ل عليسسه و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫و من هذا الباب أيضا ما في الكافي عن أبي بصير قال ‪ :‬بينا رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪:‬‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫سلم فقال رسول ا ّ‬ ‫آله جالس إذ أقبل أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫سلم لسسو ل أن يقسسول فيسسك طوايسسف مسسن اّمسستي مسسا‬ ‫ن فيك شبها من عيسى بن مريم عليه ال ّ‬ ‫إّ‬
‫سلم لقلت فيك قول ل تمّر بملء من الّناس إ ّ‬
‫ل‬ ‫قالت النصارى في عيسى بن مريم عليه ال ّ‬
‫أخذوا التراب من تحت قدمك ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫فغضب العرابّيان و المغيرة بن شسسعبة و عسّدة مسسن قريسسش معهسسم فقسسالوا ‪ :‬مسسا رضسسى أن‬
‫ل على نبّيه » و لّما ضرب بن مريم‬ ‫ل عيسى بن مريم ‪ ،‬فأنزل ا ّ‬ ‫يضرب لبن عّمه مثل إ ّ‬
‫ل بل هم قوم‬
‫ل جد ً‬‫مثل إذا قومك منه يصّدون و قالوا ء آلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إ ّ‬

‫] ‪[ 182‬‬

‫ل عبد أنعمنا عليه و جعلناه مثل لبني إسرائيل و لو نشاء لجعلنا منكم «‬ ‫خصمون إن هو إ ّ‬
‫يعني من بني هاشم » ملئكة في الرض يخلفسسون « قسسال ‪ :‬فغضسسب الحسسارث بسسن عمسسرو‬
‫ن بني هاشسسم يتوارثسسون هسسرقل‬ ‫ق من عندك « إ ّ‬ ‫الفهرى فقال ‪ » :‬الّلهم إن كان هذا هو الح ّ‬
‫ل عليه مقالة‬‫سماء أو ائتنا بعذاب أليم « فأنزل ا ّ‬ ‫بعد هرقل ‪ » 1‬فأمطر علينا حجارة من ال ّ‬
‫ل معّذبهم و هسسم‬‫ل ليعّذبهم و أنت فيهم و ما كان ا ّ‬ ‫الحارث و نزلت هذه الية » و ما كان ا ّ‬
‫سلم له يا بن عمرو إّما تبسست و إّمسسا رحلسست ‪ ،‬فسسدعى براحلتسسه‬ ‫يستغفرون « ثّم قال عليه ال ّ‬
‫لس عليسسه‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ضت هامته فقال رسول ا ّ‬ ‫فركبها فلما صار بظهر المدينة أتته جندلة فر ّ‬
‫ل عسّز و جسسل‬‫و آله لمن حوله من المنافقين ‪ :‬انطلقوا إلى صاحبكم فقد أتانا استفتح ‪ ،‬قال ا ّ‬
‫ل جبار عنيد « هذا ‪.‬‬ ‫» و استفتحوا و خاب ك ّ‬

‫ن إخباره ببعسض المغيبسسات مسسؤّد إلسى الكفسر و الضسسلل لقصسسور السستعداد و‬ ‫و لما ذكر أ ّ‬
‫القابلّية لكثر النفوس البشرّية عن تحّمل السرار الغيبّية استدرك ذلسسك بقسسوله ) إل و اّنسسي‬
‫ص أصسسحابي‬ ‫صة ( أى إلى خوا ّ‬ ‫مفضيه ( أى مفض به و موصل له و مؤّد إياه ) إلى الخا ّ‬
‫) مّمن يؤمن ذلك ( أى الغلّو و الكفر ) منه ( بمسسا لسسه مسسن السسستعداد ) و اّلسسذى بعثسسه ( أى‬
‫ل صسسادقا و لقسسد‬
‫ق و اصطفاه على الخلق ما انطق إ ّ‬ ‫ل عليه و آله ) بالح ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ) بذلك كّله ( أى بجميع ما اخبر بسسه ) و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ى ( رسول ا ّ‬ ‫عهد إل ّ‬
‫بمهلك من يهلك و منجى من ينجو ( أى بهلك الهالكين و نجاة الّناجين أو بمكان هلكهسسم‬
‫و مكان نجاتهم أو زمانهما ‪.‬‬

‫و المسسراد بسسالهلك إّمسسا الهلك ال سّدنيوى أى المسسوت أو القتسسل أو الهلك الخسسروى أعنسسى‬
‫الضلل و الشقاء و كذلك النجاة ) و ( ب ) مآل هذا المر ( أي أمسسر الخلفسسة أو ال سّدين و‬
‫ملك السلم و مآله انتهائه بظهور القائم و ما يكون فسسي آخسسر الزمسسان ) و مسسا أبقسسى ( أى‬
‫ل عليه و آله و سّلم ) شيئا يمسّر علسسى رأسسسي ( مسسن اغتصسساب الخلفسسة و‬ ‫الّرسول صّلى ا ّ‬
‫خروج الّناكثين و القاسطين و المارقين و قتالهم و من الشهادة بضربة ابن ملجم المرادى‬
‫ل أفرغه ( أى صّبه ) في اذنى و أفضي‬ ‫ل و غير ذلك مما جرى عليه بعده ) إ ّ‬ ‫لعنه ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬لل للل ل لل ل لل ل ل للللل ل لل ل لل للل‬
‫) للل (‬

‫] ‪[ 183‬‬

‫ى‪.‬‬
‫ى ( و أعلمني به و أسّره إل ّ‬
‫به ( أى أوصله و ألقاه ) إل ّ‬

‫ل أسبقكم إليها و ل أنهاكم عسسن معصسسية‬ ‫ل ما أحّثكم على طاعة إ ّ‬


‫ثّم قال ‪ ) :‬أيها الّناس و ا ّ‬
‫ن المر بالمعروف بعد التيان بسسه و الّنهسسي عسسن المنكسسر بعسسد‬ ‫ل و أتناهي قبلكم عنها ( ل ّ‬ ‫إّ‬
‫الّتناهى عنه أقوى تأّثرا و أكثر ثمرا كما مّر في شرح الفصل الثاني مسسن الخطبسسة المسسأة و‬
‫الّرابعة ‪ ،‬و قد لعن المرين بالمعروف التاركين له و الناهين عن المنكر العاملين بسسه فسسي‬
‫الخطبة المأة و التاسعة و العشرين ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫سسسلم بسسالغيب قسد مسّر تحقيسسق الكلم فيسسه فسي‬‫ما تضّمنه ذيل هذه الخطبة من علمه عليسسه ال ّ‬
‫شرح الفصل الثاني من الخطبة المأة و الّثامنسسة و العشسسرين و أوردنسسا ثّمسسة بعسسض اخبسساره‬
‫الغيبّية و قّدمنا فصل مشبعا من اخباره عن الغيوب في شرح الكلم السسسادس و الخمسسسين‬
‫و شرح الخطبة الثانية و التسعين ‪ ،‬و أحببت أن أورد طرفا صالحا منها هنسسا ممسسا يناسسسب‬
‫سسّيد السسسند الشسسارح المحسّدث السسّيد هاشسسم‬
‫المقام نقل من كتسساب مدينسسة المعسساجز تسسأليف ال ّ‬
‫البحراني قّدس سّره فأقول ‪:‬‬

‫ن علّيسسا عليسسه‬
‫منها ما رواه عن ابن شهر آشوب بسنده عن إسماعيل بن أبسسي زيسساد قسسال ‪ :‬إ ّ‬
‫يل‬ ‫سسسلم و أنسست حس ّ‬ ‫سلم قال للبراء بن عسسازب ‪ :‬يسسا بسسراء يقتسسل ابنسسي الحسسسين عليسسه ال ّ‬
‫ال ّ‬
‫تنصره ‪،‬‬
‫سلم و‬ ‫ل أمير المؤمنين عليه ال ّ‬‫سلم كان البراء يقول ‪ :‬صدق و ا ّ‬ ‫فلما قتل الحسين عليه ال ّ‬
‫جعل يتلّهف و منها ما رواه عسن ابسن شسهر آشسوب عسن سسفيان بسن عيينسة عسن طساووس‬
‫سلم لحجر البدري ‪ :‬يا حجر إذا وقعت على منسسبر صسسنعاء و‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫اليماني أّنه قال عل ّ‬
‫ل س إّنسسه‬
‫سسسلم و ا ّ‬
‫ل من ذلك ‪ ،‬قال عليه ال ّ‬
‫امرت بسّبي و البراءة مّني قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬أعوذ با ّ‬
‫لكائن ‪،‬‬

‫فاذا كان كذلك فسّبني و ل تتبّرء مّني فانه من تبّرء مّني في الّدنيا تبّرأت منه في الخرة ‪.‬‬

‫سلم فصعد المنبر و قال ‪:‬‬


‫ب علّيا عليه ال ّ‬
‫جاج على أن يس ّ‬
‫قال طاووس فأخذه الح ّ‬

‫ل‪.‬‬
‫ن أميركم هذا أمرني أن ألعن علّيا فالعنوه لعنه ا ّ‬
‫أّيها الّناس إ ّ‬

‫] ‪[ 184‬‬

‫لس بسن أبسي رافسع قسال ‪ :‬حضسرت أميسر‬


‫و منها ما رواه عن ابن شسهر آشسوب عسن عبسد ا ّ‬
‫ل و ل تجاوزه‬
‫جه أبا موسى الشعري فقال له احكم بكتاب ا ّ‬ ‫سلم و قد و ّ‬
‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫‪،‬‬

‫سلم و كأّني به و قد خدع ‪ ،‬قلت ‪ :‬يسسا أميسسر المسسؤمنين فلسسم تسسوجهه و‬ ‫فلما أدبر قال عليه ال ّ‬
‫لس فسسي خلقسسه بعلمسسه مسسا احتس ّ‬
‫ج‬ ‫ي لو عمسسل ا ّ‬
‫سلم ‪ :‬يا بن ّ‬
‫أنت تعلم أّنه مخدوع ؟ فقال عليه ال ّ‬
‫عليهم بالّرسل ‪.‬‬

‫سلم أخسسبر بقتسسل جماعسسة منهسسم حجسسر بسسن‬ ‫و منها ما رواه عن ابن شهر آشوب أنه عليه ال ّ‬
‫ى و رشيد الهجرى و كميل بن زياد و ميثم الّتمار و محّمد بن اكثم و خالد بن مسسسعود‬ ‫عد ّ‬
‫و حبيب بن المظاهر و حويرثه و عمرو بن الحمق و مزرع و غيرهم ‪ ،‬و وصف قسساتلهم‬
‫لس‬
‫و كيفّية قتلهم ‪ .‬عبد العزيز بن صهيب عن أبي العالية قال ‪ :‬حسّدثنى مسسزرع بسسن عبسسد ا ّ‬
‫ن جيش حتى إذا كان بالبيسسداء‬ ‫ل ليقبل ّ‬
‫سلم يقول أما و ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬سمعت أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ن ما أخبرني به أمير المسسؤمنين عليسسه‬ ‫ل ليكون ّ‬‫خسف بهم فقلت ‪ :‬هذا علم غيب ‪ ،‬قال ‪ :‬و ا ّ‬
‫ن بين شرفتين من شرف هذا المسجد ‪ ،‬فقلت ‪:‬‬ ‫ن و ليصلب ّ‬ ‫ن رجل فليقتل ّ‬
‫سلم و ليأخذ ّ‬‫ال ّ‬

‫سسسلم قسسال أبسسو العاليسسة فمسسا‬


‫ي بن أبي طالب عليسسه ال ّ‬‫هذا ثان ‪ ،‬قال حّدثني الثقة المأمون عل ّ‬
‫أتت علينا جمعة حتى اخذ مزرع و صلب بين الشرفتين ‪.‬‬

‫و منها ما رواه عسن البرسسي عسن محّمسد بسن سسنان و سساق الحسديث قسال ‪ :‬سسمعت أميسر‬
‫سلم يقول لعمر ‪ : 1‬يا عمر يا مغرور إني أراك في الّدنيا قتيل بجراحة‬
‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫من عبد اّم معمر تحكم عليه جورا فيقتلك توقيعا يدخل بذلك الجّنة على رغم منك ‪.‬‬
‫ن أمير‬ ‫و منها ما رواه عن ثاقب المناقب عن إبراهيم بن محّمد الشعري عّمن رواه قال إ ّ‬
‫سلم أراد أن يبعث بمال إلى البصرة فعلم ذلك رجل من أصحابه فقال لو‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ى أخذت طريسسق المكرجسسة فسسذهبت بسسه ‪،‬‬ ‫أتيته فسألته أن يبعث معى بهذا المال فاذا دفعه إل ّ‬
‫سلم و قال ‪ :‬بلغنى أنك تريد أن تبعث بمال إلسسى البصسسرة ‪ ،‬قسسال ‪ :‬نعسسم قسسال ‪:‬‬ ‫فأتاه عليه ال ّ‬
‫ى فابلغه تجعل لي ما تجعل لمن تبعثه فقد عرفت صحبتي قال ‪ :‬فقال‬ ‫فادفعه إل ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬لل للل لل لللللل ‪.‬‬

‫] ‪[ 185‬‬

‫سلم ‪ :‬خذ طريق المكرجة ‪.‬‬


‫له أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫و منها ما رواه عن الخصيبي في هدايته باسناده عن فضيل بن الزبير قال ‪:‬‬

‫مّر ميثم التمار على فرس له فاستقبل حبيب بن مظاهر عند مجلس بني أسد فتح سّدثا حّتسسى‬
‫التقت أعناق فرسيهما ‪ ،‬ثّم قال حبيب ‪ :‬لكأّنى برجل أصلع ضخم البطن يبيع البطيسسخ عنسسد‬
‫لس عليسسه و آلسسه و يبقسسر بطنسسه‬
‫ل صسّلى ا ّ‬
‫ب أهل بيت رسول ا ّ‬
‫دار الّرزق و قد صلب في ح ّ‬
‫على الخشبة ‪،‬‬

‫فقال ميثم ‪ :‬و إّنى لعرف رجل أحمر له ضفيرتان يخرج لنصرة ابن بنست نسبّيه فيقتسل و‬
‫يجال برأسه بالكوفة و اجيز اّلذي جاء به ثّم افترقا ‪ ،‬فقال أهل المجلس ‪ :‬ما رأينسسا أعجسسب‬
‫سسلم أعلمهسم بسالغيب ‪ ،‬فلسم يفسترق أهسل‬ ‫ن عليسا عليسه ال ّ‬
‫من أصحاب أبي تراب يقولسون إ ّ‬
‫المجلس حّتى أقبل رشيد الهجري ليطلبهما فسأل أهل المجلس عنهمسسا فقسسالوا قسسد افترقسسا و‬
‫ل ميثما و حبيبا قد نسى أّنه يزاد فسسي‬ ‫سمعناهما يقولن كذا و كذا ‪ ،‬قال رشيد لهم ‪ :‬رحم ا ّ‬
‫ل أكذبهم ‪ ،‬فما‬ ‫عطاء اّلذي يجيء برأسه مأة درهم ‪ ،‬ثّم وّلى ‪ ،‬فقال أهل المجلس ‪ :‬هذا و ا ّ‬
‫مّرت الّيام حّتى رأى أصحاب المجلس ميثما مصلوبا علسى بساب عمسرو بسن حريسث ‪ ،‬و‬
‫سلم إلسسى‬ ‫ي عليهما ال ّ‬ ‫جيء برأس حبيب بن مظاهر من كربل و قد قتل مع الحسين بن عل ّ‬
‫ل ‪ ،‬و زيد في عطاء الذي حمل رأس حبيب مأة درهم كما ذكسسر و‬ ‫ل بن زياد لعنه ا ّ‬
‫عبيد ا ّ‬
‫سلم‬ ‫سلم أخبرهم به أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫رؤى كّلما قاله أصحاب أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫‪.‬‬

‫لس‬
‫و منها مسسا رواه عسسن الخصسسيبي مسسسندا عسسن أبسسي حمسسزة الّثمسسالي عسسن جسابر بسسن عبسسد ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم سرية فقال ‪ :‬تصلون ساعة‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫النصاري قال ‪ :‬أرسل رسول ا ّ‬
‫كذا و كذا من الّليل أرضا ل تهتدون فيها سيرا فاذا وصلتم إليها فخذوا ذات الشمال فسسانكم‬
‫تمّرون برجل فاضل خّير فتسترشدونه فيأبي أن يرشدكم حّتى تأكلوا مسسن طعسسامه و يذبسسح‬
‫سسسلم و أعلمسسوه‬
‫لكم كبشا فيطعمكم ثّم يقوم معكم فيرشدكم على الطريسسق فسساقرءوه مّنسسي ال ّ‬
‫أّني قد ظهرت في المدينة ‪.‬‬

‫فمضوا فلّما وصلوا إلى الموضع في الوقت ضّلوا ‪ ،‬فقال قائل منهم ‪ :‬ألم يقل لكسسم رسسسول‬
‫ل عليه و آله خذوا ذات الشمال ‪ ،‬ففعلوا فمّروا بالرجل اّلذي وصفه رسول ا ّ‬
‫ل‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ل عليه و آله فاسترشدوه الطريق فقال ‪ :‬إّني ل ارشدكم حّتسسى تسسأكلوا مسسن طعسسامي‬‫صّلى ا ّ‬
‫ي صلوات‬ ‫فذبح لهم كبشا فأكلوا من طعامه و قام معهم فأرشدهم الطريق فقال ‪ :‬أظهر النب ّ‬
‫ل عليه و آله‬ ‫ا ّ‬

‫] ‪[ 186‬‬

‫لس‬
‫بالمدينة ؟ فقالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬فأبلغوه سلمه فخّلف في شأنه من خّلف و مضى إلى رسسسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ ،‬و هو عمرو بن الحمق الخزاعى ابن الكاهن بسسن حسسبيب بسسن‬
‫صّلى ا ّ‬
‫سسلم مسا شساء‬‫عمرو بن القين بن دّراج بن عمرو بن سعد بن كعسب ‪ ،‬فلبسث معسه عليسه ال ّ‬
‫ل‪.‬‬‫ا ّ‬

‫ى منسسه فسساذا‬
‫ل عليه و آله ارجع إلى الموضع الذي هاجرت إلس ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫ثّم قال له رسول ا ّ‬
‫سلم الكوفة و جعلها دار هجرته فآته ‪.‬‬
‫نزل أخى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫سسسلم أتسساه فأقسسام‬


‫فانصرف عمرو بن الحمق إلى شأنه حّتى إذا نزل أمير المؤمنين عليسسه ال ّ‬
‫معه في الكوفة ‪.‬‬

‫سلم جالس و عمرو بين يديه فقال له يا عمرو ألك دار ؟‬


‫فبينا أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬بعها و اجعلها في الزد فاني غدا لو قد غبت عنكم لطلبت فتتبعك الزد‬
‫جها نحو الموصل ‪.‬‬‫حّتى تخرج من الكوفة متو ّ‬

‫ي فتقعد عنده فتستسقيه الماء فيسسسقيكه و يسسسألك عسسن شسسأنك فتخسسبره و‬ ‫فتمّر برجل نصران ّ‬
‫ستصادفه مقعدا فادعه إلى السلم فساّنه يسسلم فساذا أسسلم فسامرر بيسدك علسى ركبستيه فساّنه‬
‫ينهض صحيحا سليما ‪ ،‬و يتبعك ‪.‬‬

‫صسستك و‬‫و تمّر برجل محجوب جالس على الجاّدة فتستسقيه الماء فيسقيك و يسسسألك عسسن ق ّ‬
‫لو‬‫ن معاوية طلبك ليقتلسسك و يمثسسل بسسك ليمانسسك بسسا ّ‬
‫ما اّلذي أخافك و مّمن تتوقع فحّدثه بأ ّ‬
‫لس‬
‫ل عليه و آله و سّلم و طاعتك لسسي و إخلصسسك فسسي وليسستي و نصسسحك ّ‬ ‫رسوله صّلى ا ّ‬
‫تعالى في دينك فادعه إلى السلم فاّنه يسلم ‪ ،‬فامرر يدك على عينيه فسسانه يرجسسع بصسسيرا‬
‫ل فيّتبعانك و يكونان معك و هما الّلذان يواريان جّثتك في الرض ‪.‬‬ ‫باذن ا ّ‬
‫ن فيه صسسديقا عنسسده مسسن علسسم المسسسيح عليسسه‬ ‫ثّم تصير إلى الّدير على نهر يدعى بالّدجلة فا ّ‬
‫ل لك فسساذا أحسّسست بسسك‬‫ل ليهديه ا ّ‬‫سلم ما تجده لك أعون العوان على سّرك و ما ذاك إ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫شرطة ابن اّم الحكم و هو خليفة معاوية بالجزيرة و يكون مسسكنه بالموصسل فاقصسد إلسى‬
‫لس السسذى‬
‫صديق الذي في الّدير في أعلى الموصل فنسساده فسسانه يمتنسسع عليسسك فسساذكر اسسسم ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ن الّدير يتواضع لك حّتى تصير في ذروته فاذا رآك ذلسسك الراهسسب الصسسديق‬ ‫عّلمتك إّياه فا ّ‬
‫قال لتلميذ معه ليس هذا أوان المسيح هذا شخص كريم و محّمد قد‬

‫] ‪[ 187‬‬

‫ل و وصّيه قد استشهد بالكوفة و هذا من حواريه ثّم ياتيك ذليل خاشسسعا فيقسسول لسسك‬ ‫توفاه ا ّ‬
‫أّيها الشخص العظيم قد أهلتني لما لم اسسستحّقه فبسسم تسسأمرني ؟ فتقسسول اسسستر تلميسسذي هسسذين‬
‫عندك و تشرف على ديرك هذا فانظر مسساذا تسسرى ‪ ،‬فسساذا قسسال لسسك إّنسسى أرى خيل غسسامرة‬
‫نحونا ‪.‬‬

‫فخّلف تلميذيك عنده و انسسزل و اركسسب فرسسسك و اقصسسد نحسسو غسسار علسسى شسساطىء الّدجلسسة‬
‫ن و النسسس ‪ ،‬فسساذا اسسستترت فيسسه‬
‫تستتر فيه فاّنه ل بّد من أن يسترك و فيسسه فسسسقة مسسن الجس ّ‬
‫ن يظهر لك بصورة تّنين فينهشك نهشا يبالغ في اضعافك فينفر‬ ‫عرفك فاسق من مردة الج ّ‬
‫فرسك فتبدر بك الخيل فيقولون هذا فرس عمرو و يقفون اثره ‪.‬‬

‫فاذا أحسست بهم دون الغار فابرز إليهم بين دجلة و الجاّدة فقف لهم فسسي تلسسك البقعسسة فسسانّ‬
‫لس فسساذا‬
‫ل جعلها حفرتك و حرمك فالقهم بسيفك فاقتل منهم ما استطعت حّتى يأتيك أمر ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫غلبوك حّزوا رأسك و شهروه على قناة إلى معاوية و رأسك أّول رأس يشهر في السلم‬
‫من بلد إلى بلد ‪.‬‬

‫ل عليه و آلسه‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫سلم و قال ‪ :‬بنفسى ريحانة رسول ا ّ‬ ‫ثّم بكى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫و ثمرة فؤاده و قّرة عينه ابني الحسين فاّنى رأيتسه يسسير و ذراريسه بعسدك يسا عمسرو مسن‬
‫ل‪.‬‬
‫كربل بغربى الفرات إلى يزيد بن معاوية عليهما لعنة ا ّ‬

‫ثّم ينزل صاحبك المحجوب و المقعد فيواريان جسسسدك فسسي موضسسع مصسسرعك و هسسو مسسن‬
‫الدير و الموصل على مأة و خمسين خطوة من الّدير ‪.‬‬

‫إلى غير هذه مما ل نطيل بروايتها ‪ ،‬و قد وضح و اّتضح لسسك ممسسا أوردنسساه مسسن الخبسسار‬
‫سسسلم بسسالغيب و أنسسه يعلسسم‬
‫سلم في هذه الخطبة من علمسسه عليسسه ال ّ‬
‫تصديق ما ذكره عليه ال ّ‬
‫أعمال الناس و أفعالهم و يطلع على ما أعلنوه و ما أسّروه ‪ ،‬و يعرف مهلسسك مسسن يهلسسك و‬
‫صه و بطسسانته سسسلم‬ ‫منجى من ينجو ‪ ،‬و يخبر من ذلك ما يتحّمل على من يتحّمل من خوا ّ‬
‫ل عليه و آله و شيعته ‪.‬‬
‫ا ّ‬
‫ععععععع‬

‫ى رسول مختار است‬


‫از جمله خطب شريفه آن برگزيده پروردگار و وص ّ‬

‫] ‪[ 188‬‬

‫در نصيحت مخاطبين و اظهار بعض مناقب خود مىفرمايد ‪.‬‬

‫اى غافلني كه غفلت كرده نشده از رفتار و كردار ايشان ‪ ،‬و اى ترك كننسدگان تكساليف‬
‫خود كه أخذ خواهد شد از ايشان آنچه بايشان دادهاند از متاع دنيا ‪،‬‬

‫چيست مرا كه ميبينم شما از خداوند تبسسارك و تعسسالى كنسسار روندگانيسسد و بسسسوى غيسسر او‬
‫رغبت كنندگان ‪ ،‬گويا كه شما چهار پايانيد كه برده باشد شبانگاه آنها را بسسسوى چراگسساه‬
‫و با آرنده و شرابگاه بيمار كننده جز اين نيست كه آن چهار پايان مثل حيسسواني ميباشسسند‬
‫كه علف داده شده از براى كاردها يعني از بسسراى كشسستن كسسه نميشناسسسند چسسه چيسسز اراده‬
‫ميشود بآنها چون احسسان ميشسسود بآنهسا ‪ ،‬گمسسان ميكننسد كسه روزگسسار ايشسسان هميسن روز‬
‫ايشان است و بس ‪ ،‬و مىپندارند كه كار ايشان منحصسسر بسسسير بسسودن آنهسسا اسسست ‪ ،‬قسسسم‬
‫ل دخسسول آن و‬ ‫بخدا اگر بخواهم كه خبر دهم هر مردى را از شما بمكسسان خسسروج و مح س ّ‬
‫بهمه شغل و شأن آن هر اينه ممكن است بمن اينكار ‪ ،‬و لكن ميترسم كه كسسافر شسسويد در‬
‫ل عليسسه و آلسسه آگسساه باشسسيد بدرسسستيكه مسسن رسسسانندهام ايسسن‬
‫حق من برسول مختار صّلى ا ّ‬
‫اخبار غيبي را بخواص أصحاب خود از آن اشخاصسسيكه أيمنسسي شسسده باشسسد ايسسن كفسسر از‬
‫ايشان ‪.‬‬

‫و قسم بذاتى كه مبعوث فرموده پيغمبر را براستي و برگزيسسده او را بجميسسع خلسسق سسسخن‬
‫نمىگويم مگر در حالت راستي و صدق و بتحقيسق كسسه عهسد فرمسوده حضسسرت رسسسالت‬
‫ل عليه و آله و سّلم بسوى من بهمه اين اخبار و بهلكت كسى كه هلك ميشود و‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫بنجات يافتن كسيكه نجات خواهد يافت ‪ ،‬و به عاقبت اين امسسر خلفسست و بسساقي نگذاشسست‬
‫چيزى را كه خواهد گذشت بر سر من از حوادث روزگسار مگسر اينكسه ريخست آنسرا در‬
‫گوشهاى من و رسانيد آن را بمن ‪ ،‬أى مردمان بحق خدا تحريسسص نمىكنسسم شسسما را بسسر‬
‫طاعتي مگر اينكه سبقت مىنمسسايم بشسسما بسسسوى آن طسساعت ‪ ،‬و نهسسى نميكنسسم شسسما را از‬
‫معصيتي مگر اينكه خود دارى ميكنم پيش از شما از آن معصيت ‪.‬‬

‫] ‪[ 189‬‬
‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫و هى المأة و الخامسة و السبعون من المختار في باب الخطسسب قسسال الشسسارح البحرانسسي ‪:‬‬
‫ن هذه الخطبة من أوايل الخطب السستي خطسسب بهسسا أّيسسام بويسسع بعسسد قتسسل عثمسسان ‪ ،‬و‬
‫روى ا ّ‬
‫شرحها في فصلين ‪:‬‬

‫ععععع ععععع‬

‫لس قسسد أعسسذر إليكسسم‬


‫نا ّ‬
‫لس فسسإ ّ‬
‫ل ‪ ،‬و اقبلوا نصسسيحة ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬و اّتعظوا بمواعظ ا ّ‬
‫انتفعوا ببيان ا ّ‬
‫جة ‪ ،‬و بّين لكم محسآّبه مسسن العمسال و مكسارهه منهسسا لتّتبعسوا‬ ‫بالجلّية ‪ ،‬و اّتخذ عليكم بالح ّ‬
‫هذه و تجتنبوا هذه ‪،‬‬

‫ن الّنسسار‬
‫ن الجّنة حّفت بالمكاره و إ ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم كان يقول ‪ :‬إ ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫ن رسول ا ّ‬ ‫فإ ّ‬
‫شهوات ‪.‬‬ ‫حّفت بال ّ‬

‫ل يأتي‬
‫ل شيء إ ّ‬
‫ل يأتي في كره ‪ ،‬و ما من معصية ا ّ‬
‫ل شيء إ ّ‬
‫و اعلموا أّنه ما من طاعة ا ّ‬
‫ل رجل نزع عن شهوته ‪،‬‬ ‫في شهوة ‪ ،‬فرحم ا ّ‬

‫ن هذه الّنفس أبعد شيء منزعا ‪ ،‬و إّنها ل تزال تنسسزع إلسسى معصسسية‬
‫و قمع هوي نفسه ‪ ،‬فإ ّ‬
‫في هوى ‪.‬‬

‫ل و نفسسسه ظنسسون عنسسده ‪ ،‬فل يسسزال‬


‫ن المسسؤمن ل يصسسبح و ل يمسسسي إ ّ‬ ‫لأّ‬‫و اعلموا عباد ا ّ‬
‫سابقين قبلكم ‪،‬‬
‫زاريا عليها و مستزيدا لها ‪ ،‬فكونوا كال ّ‬

‫] ‪[ 190‬‬

‫ي المنازل ‪.‬‬
‫و الماضين أمامكم ‪ ،‬قّوضوا من الّدنيا تقويض الّراحل ‪ ،‬و طووها ط ّ‬

‫ل ‪ ،‬و المح سّدث‬


‫ش ‪ ،‬و الهادي اّلذي ل يض س ّ‬
‫ن هذا القرآن هو الّناصح اّلذي ل يغ ّ‬
‫و اعلموا أ ّ‬
‫ل قام عنه بزيادة أو نقصان ‪ ،‬زيادة في هدى‬ ‫اّلذي ل يكذب ‪ ،‬و ما جالس هذا القرآن أحد إ ّ‬
‫‪ ،‬و نقصان من عمى ‪.‬‬

‫و اعلموا أّنه ليس علسسى أحسسد بعسسد القسسرآن مسسن فاقسسة ‪ ،‬و ل لحسسد قبسسل القسسرآن مسسن غنسسى ‪،‬‬
‫فاستشفوه من أدوائكم ‪ ،‬و استعينوا به على لوائكم ‪ ،‬فإنّ فيه شفاء مسسن أكسسبر السّداء و هسسو‬
‫جهوا إليه بحّبه ‪ ،‬و ل تسسسئلوا بسسه‬
‫ل به ‪ ،‬و تو ّ‬‫ضلل ‪ ،‬فاسئلوا ا ّ‬ ‫ي و ال ّ‬‫الكفر و الّنفاق و الغ ّ‬
‫خلقه ‪،‬‬

‫ل‪.‬‬
‫جه العباد بمثله إلى ا ّ‬
‫إّنه ما تو ّ‬
‫و اعلموا أنه شافع مشّفع ‪ ،‬و قائل مصّدق ‪ ،‬و أّنه من شفع له يوم القيمة شّفع فيسه ‪ ،‬و مسن‬
‫محل به القرآن يوم القيمة صّدق عليه ‪،‬‬

‫ل حارث مبتلسسى فسسي حرثسسه و عاقبسسة عملسسه ‪ ،‬غيسسر‬ ‫نكّ‬ ‫فإّنه ينادي مناد يوم القيمة ‪ :‬أل و إ ّ‬
‫حرثة القرآن فكونوا من حرثتسسه و أتبسساعه ‪ ،‬و اسسستدّلوه علسسى رّبكسسم ‪ ،‬و استنصسسحوه علسسى‬
‫شوا فيه أهواءكم ‪.‬‬‫أنفسكم ‪ ،‬و اّتهموا عليه آرائكم ‪ ،‬و استغ ّ‬

‫] ‪[ 191‬‬

‫صسبر ‪ ،‬و السورع‬ ‫صسبر ال ّ‬ ‫العمل العمل ‪ ،‬ثّم الّنهاية الّنهاية ‪ ،‬و الستقامة السستقامة ‪ ،‬ثسّم ال ّ‬
‫ن للسسسلم‬ ‫ن لكم علما فاهتدوا بعلمكم ‪ ،‬و إ ّ‬ ‫ن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم ‪ ،‬و إ ّ‬ ‫الورع ‪ ،‬إ ّ‬
‫ل مّما افترض عليكم من حّقه ‪ ،‬و بّيسسن لكسسم مسسن‬ ‫غاية فانتهوا إلى غايته ‪ ،‬و اخرجوا إلى ا ّ‬
‫سسسابق قسسد وقسسع ‪ ،‬و‬ ‫ن القسسدر ال ّ‬ ‫وظائفه ‪ ،‬أنا شاهد لكم ‪ ،‬و حجيج يوم القيمسسة عنكسسم ‪ ،‬أل و إ ّ‬
‫ن قسسالُوا‬
‫ن اّلذي َ‬ ‫ل تعالى ‪ِ :‬إ ّ‬ ‫جته ‪ ،‬قال ا ّ‬ ‫لوحّ‬ ‫القضاء الماضي قد توّرد ‪ ،‬و إّني متكّلم بعدة ا ّ‬
‫جّنسِة اّلسستي‬
‫شسُروا ِباْل َ‬‫حَزنسُوا َو أْب ِ‬‫ل َتخاُفوا َو ل َت ْ‬
‫عَلْيِهُم اْلَملِئَكُة أ ّ‬
‫ل َ‬
‫سَتقاُموا َتَتَنّز ُ‬
‫ل ُثّم ا ْ‬‫َرّبَنا ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬فاستقيموا على كتابه ‪ ،‬و على منهاج أمره ‪ ،‬و علسسى‬ ‫ن ‪ ،‬و قد قلتم ‪ :‬رّبنا ا ّ‬ ‫عُدو َ‬ ‫ُكْنُتْم ُتو َ‬
‫صالحة من عبادته ‪ ،‬ثّم ل تمرقوا منها ‪،‬‬ ‫طريقة ال ّ‬ ‫ال ّ‬

‫ل يوم القيامة ‪.‬‬


‫ن أهل المروق منقطع بهم عند ا ّ‬
‫و ل تبتدعوا فيها ‪ ،‬و ل تخالفوا عنها ‪ ،‬فإ ّ‬

‫ععععع‬

‫ف و قلسسع عنسسه و‬‫) نزع ( عن المعاصي نزوعا انتهى عنها و نزع عن الشسسيء نزوعسسا كس ّ‬
‫المنزع يحتمل المصدر و المكان و نزع الى أهله نزاعة و نزاعا اشتاق إليه ‪ ،‬و نازعتني‬
‫نفسى إلى كذا اشتاقت إليه قال في مجمع البحرين ‪ :‬في الحديث الّنفس الّمارة أبعد شسسيء‬
‫منزعسا ‪ ،‬أى رجوعسا عسسن المعصسسية اذ هسى مجبولسسة علسسى محّبسسة الباطسل ‪ ،‬و أّمسا تفسسسير‬
‫الشارح المعتزلي منزعا بمذهبا فل يخفى بعده ‪.‬‬

‫] ‪[ 192‬‬

‫و ) الظنون ( و زان صبور إّما مبالغة من الظّنة بالكسر بمعنى التهمة يقال ‪:‬‬

‫ظننت فلنا أى اّتهمته فل يحتاج حينئذ إلسسى الخسسبر أو بمعنسسى الضسسعيف و قليسسل الحيلسسة و‬
‫جعل الشارح المعتزلي الظنون بمعنى البئر ل يدرى فيها ماء أم ل غير مناسسسب للمقسسام و‬
‫إن كان أحد معانيه ‪.‬‬
‫و ) قسساض ( البنسساء و قوضسسه أى هسسدمه أو التقسسويض نقسسض مسسن غيسسر هسسدم أو هسسو نقسسض‬
‫لواء ( و زان‬ ‫شسسا خلف نصسسحه و ) ال ّ‬ ‫شسسه كمسّد يمسّد غ ّ‬
‫شه ( يغ ّ‬
‫العواد و الطناب و ) غ ّ‬
‫صحراء الشّدة و ضيق المعيشة و فسسي مجمسسع البحريسسن فسسي الحسسديث و مسسن ) محسسل بسسه (‬
‫القرآن يوم القيامة صدق أى سعى به يقال محل بفلن اذا قال عليه قول يوقعه في مكسروه‬
‫و ) تورد ( الخيل البلد دخله قليل قليل ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫ل لها من العراب ‪ ،‬و أو في قسسوله بزيسسادة أو نقصسسان‬ ‫جملة قّوضوا استيناف بياني ل مح ّ‬
‫بمعنى الواو كما في قوله ‪ :‬لنفسي تقاها أو عليها فجورها ‪.‬‬

‫و يؤّيده قوله زيادة في هدى ‪ ،‬و نقصسسان بسسالواو ‪ ،‬أو أنّ الترديسسد لمنسسع الخلسّو و الفسساء فسسي‬
‫ن فيه شفاء للتعليل و قوله ‪ :‬العمسسل العمسسل و مسسا‬ ‫قوله ‪ :‬فاستشفوه فصيحة ‪ ،‬و في قوله ‪ :‬فا ّ‬
‫يتلوه من المنصوبات المكّررة انتصابها جميعا على الغراء أو عامسسل النصسسب محسسذوف‬
‫أى ألزموا العمل فحذف العامل و ناب أّول الّلفظين المكّررين منابه ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ن مسسدار هسسذا الفصسسل مسسن الخطبسسة الشسسريفة علسسى الموعظسسة و النصسسيحة و ترغيسسب‬‫اعلم أ ّ‬
‫سيئآت و التنبيه على جملسسة مسسن فضسسايل كتسساب‬ ‫طاعات و تحذيرهم عن ال ّ‬ ‫المخاطبين في ال ّ‬
‫الكريم و خصايص الذكر الحكيسسم ‪ ،‬و صسّدر الفعسسل بسسالمر بالنتفسساع بأفضسسل البيانسسات و‬
‫الّتعاظ بأحسن المواعظ و القبول لكمل النصايح فقال ‪ » :‬ج ‪« 12‬‬

‫] ‪[ 193‬‬

‫ل س عليسسه و آلسسه و س سّلم‬


‫ل ( أى بما بّينه في كتابه و على لسان نبّيه صّلى ا ّ‬ ‫) انتفعوا ببيان ا ّ‬
‫فاّنه لقول فصل و ما هو بالهزل ‪ ،‬و فيه تذكرة و ذكري لولى اللباب و هسسدى و بشسسرى‬
‫بحسن المآب فمنفعته أتّم المنافع ‪ ،‬و فايدته أعظم الفوايد ‪.‬‬

‫ل ( لتفوزوا جّنة النعيم و الفوز العظيم ‪ ،‬و تنجوا من نار الجحيسسم و‬‫) و اّتعظوا بمواعظ ا ّ‬
‫ل ( فاّنها مؤّدية إلى درجات الجنات منجية مسسن دركسسات‬ ‫العذاب الليم ) و اقبلوا نصيحة ا ّ‬
‫الهلكسسات ‪ ،‬و التيسسان بلفسسظ الجللسسة و التصسسريح باسسسمه سسسبحانه فسسي جميسسع الجملت مسسع‬
‫اقتضساء ظساهر المقسام للتيسان بالضسمير ليهسام السستلذاذ و لدخسال السّروع فسي ضسمير‬
‫المخاطبين و تربية المهابة و تقوية داعى المأمورين لمتثال المأمور به ‪ ،‬و قول الشارح‬
‫ن ذلك أى تعدية السم صريحا للتعظيم فليس بشيء ‪.‬‬ ‫البحراني بأ ّ‬
‫ل قد أعذر إليكم بالجلّية ( يعنسسي أّنسسه سسسبحانه‬
‫نا ّ‬
‫و لما أمر بالّتعاظ و النتصاح علله ) فا ّ‬
‫قد أبدى العذر اليكم في عقاب العاصين منكم بالعذار الجلّيسسة و السسبراهين الواضسسحة مسسن‬
‫ل ما اتيها ليهلك من هلك عسسن بّينسسة و يحيسسى مسسن حس ّ‬
‫ى‬ ‫اليات الكريمة لّنه ل يكّلف نفسا إ ّ‬
‫عن بّينة ‪.‬‬

‫جسة علسسى‬‫جسسة ( بارسسال الّرسسسول و إنسسزال الكتسساب يعنسسي أّنسسه أتسّم الح ّ‬
‫) و اّتخذ عليكسسم الح ّ‬
‫المكّلفين بما اتاهم و عّرفهم حتى ل يكون لهم عذر في تسسرك التكسساليف و ل يكسسون للّنسساس‬
‫جة بعد الّرسل قال عّز من قائل ‪ :‬و ما كّنا معّذبين حّتى نبعث رسول ) و بّين لكسسم‬ ‫عليه ح ّ‬
‫محاّبه من العمال و مكارهه منها ( أى بّين في كتاب العزيز الفرايسض و الواجبسات مسن‬
‫صسالحات المطلوبسة لسه و‬ ‫صسلة و غيرهسا مسسن العمسسال ال ّ‬ ‫ج و الجهساد و الصسسوم و ال ّ‬ ‫الحس ّ‬
‫المحبوبة عنده ‪ ،‬و المحظورات من الكسسذب و الغيبسسة و النميمسسة و السسسعاية و غيرهسسا مسسن‬
‫الفعال القبيحة المبغوضة له المكروهة لديه ‪.‬‬

‫ب العمسسال ) و تجتنبسسوا هسسذه ( أى مكارههسسا ) فسسانّ‬ ‫و اّنما بّينها ) لتّتبعسسوا هسسذه ( أى محسا ّ‬
‫ب و وجوب اجتنسساب المكسساره‬ ‫ل عليه و آله ( تعليل لوجوب اّتباع المحا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ن الجّنسسة حّفسست بالمكسساره و إن الّنسسار حّفسست بالشسسهوات ( يعنسسي أنّ الجّنسسة‬
‫) كسسان يقسسول ‪ :‬إ ّ‬
‫ف عسسن لسسذائذ السسّيئآت و كلهمسسا مكسسروه‬ ‫ق الطاعسسات و الكس ّ‬ ‫محفوفسسة بالصسسبر علسسى مشسسا ّ‬
‫للّنفس ‪،‬‬

‫] ‪[ 194‬‬

‫فمن صبر على ذلك المكروه يكون مصيره إلى الجّنة و كذلك النار محفوفة باطلق عنان‬
‫النفس و ارتكاب ما تشتهيها و تتمناها من الشهوات و المحّرمات ‪ ،‬فمن أقدم عليها و أتسسى‬
‫بها يكون عاقبته إلى النار و كفى بالجّنة ثوابا و نوال في تسسسهيل تحّمسل تلسسك المكسساره ‪ ،‬و‬
‫كفى بالنار عقابا و وبال في التنفير عن هذه الشهوات ‪.‬‬

‫ثّم بعد تسهيل المكاره التي يشتمل عليها الطاعات يكون غايتها أشسسرف الغايسسات و تحقيسسر‬
‫س الغايات نّبه علسسى أّنسسه ل تسسأتى طسساعته‬
‫الشهوات اّلتي يريد التنفير عنها يكون غايتها أخ ّ‬
‫ل شيء‬ ‫ل في شهوة ‪ ،‬و هو قوله ) و اعلموا أنه ما من طاعة ا ّ‬ ‫ل في كره و ل معصيته إ ّ‬ ‫إّ‬
‫ن الّنفس للقّوة الشسسهوّية‬
‫ل يأتي في شهوة ( ل ّ‬ ‫ل شيء إ ّ‬‫ل يأتي في كره و ما من معصية ا ّ‬ ‫إّ‬
‫أطوع من القّوة العاقلة خصوصا فيما هو أقرب إليها من الّلذات المحسوسسسة اّلسستي يلحقهسسا‬
‫العقاب عليها ‪.‬‬

‫ف ) عن شهوته و قمع ( أى قلع ) هوى نفسه فان هذه النفس‬ ‫ل رجل نزع ( و ك ّ‬ ‫) فرحم ا ّ‬
‫( الّمارة بالسوء ) أبعد شيء منزعا ( أى كفا و انتهاء عن شسسهوة و معصسسية ) و أنهسسا ل‬
‫تزال تنزع ( أى تشتاق و تميل ) إلى معصية فسسي هسسوى ( نّبسسه علسسى وصسسف المسسؤمنين و‬
‫سسسي بهسسم و تحريصسسا لهسسم علسسى اقتفسساء‬
‫كيفّية معاملتهم مع نفوسهم جذبا للسامعين إلسسى التأ ّ‬
‫آثارهم و هو قوله ‪:‬‬

‫ل و نفسسسه ظنسسون ( أى مّتهمسسة‬‫ن المسسؤمن ل يصسسبح و ل يمسسسى إ ّ‬


‫لس أ ّ‬
‫) و اعلمسسوا عبسساد ا ّ‬
‫) عنده ( أى أنها ضعيفة قليلة الحيلة ل تقدر على أن تحتال و تعالج في أن تغره و تورده‬
‫ل حال ) فل يزال زاريا ( أى عايبا ) عليهسسا ( فسسي‬ ‫موارد الهلكة بل هو غالب عليها في ك ّ‬
‫كلّ حين ) و مستزيدا لها ( أى مراقبا لحوالها طالبا للزيادة لها من العمال الصالحة في‬
‫جميع الوقات ‪.‬‬

‫) فكونوا كالسابقين قبلكم ( إلى الجّنة ) و الماضين أمامكم ( مسسن المسسؤمنين الزاهسسدين فسسي‬
‫الّدنيا و الّراغبين في الخرة ) قّوضسسوا مسسن السّدنيا تقسسويض الّراحسسل ( يعنسسي أنهسسم قطعسسوا‬
‫ن الّراحسسل إذا أراد الرتحسسال يقسّوض متسساعه و‬ ‫عليق الّدنيا و ارتحلوا إلى الخسسرة كمسسا أ ّ‬
‫ى المنازل ( أى طووا أيام‬ ‫ينقض خيمته و يهدم بناءه ) و طووها ط ّ‬

‫] ‪[ 195‬‬

‫الّدنيا و مّدة عمرهم كما يطوى المسافر منازل طريقه ‪.‬‬

‫ن السابقين الّولين من المقّربين و أصحاب اليمين لمسسا عرفسسوا بعيسسن‬ ‫صل الجملتين أ ّ‬‫و مح ّ‬
‫ن الّدنيا ليست لهم بدار و أن الخرة دار قرار ل جرم كانت هّمتهسسم مقصسسورة‬ ‫بصائرهم أ ّ‬
‫في الوصول إليها ‪ ،‬فجعلوا أنفسهم في الّدنيا بمنزلة المسسسافر ‪ ،‬و جعلوهسسا عنسسدهم بمنزلسسة‬
‫المنازل فاخذوا من ممّرهم ما يبلغهم إلى مقّرهم فلما ارتحلوا عنها لم يبق لهم علقة فيهسسا‬
‫ن المسافر إذا ارتحل من منزل ل يبقى له شيء فيه فأمر المخاطبين بأن يكونوا مثل‬ ‫كما أ ّ‬
‫هؤلء في الّزهد في السّدنيا و تسسرك العليسسق و المنّيسسات و الرغبسسة فسسي العقسسبي و الجّنسسات‬
‫العاليات و هي أحسن منزل و مقيل ‪.‬‬

‫ثّم شرع في ذكر فضل القرآن و بيسسان ممسسادحه ترغيبسسا فسسي الهتسسداء بسسه و القتبسساس مسسن‬
‫ن هذا القرآن هو الناصح ( المشفق ) اّلسسذي ل‬ ‫سلم ) و اعلموا أ ّ‬ ‫ضياء أنواره فقال عليه ال ّ‬
‫ن الناصسسح الصسسديق شسسأنه ذلسسك ) و الهسسادى‬ ‫ش ( في إرشاده إلى وجوه المصسسالح كمسسا أ ّ‬ ‫يغ ّ‬
‫ل ( من اهتدى به ‪.‬‬ ‫اّلذي ل يض ّ‬

‫ن هذا القسسرآن فيسسه‬ ‫سلم قال ‪ :‬إ ّ‬‫ل عليه ال ّ‬


‫روى في الكافي عن طلحة بن زيد عن أبي عبد ا ّ‬
‫منار الهدى و مصابيح الّدجى ‪ ،‬فليجل جسسال بصسسره و يفتسسح للضسسياء نظسسره ‪ ،‬فسسانّ التفّكسسر‬
‫ظلمات بالنور ‪.‬‬‫حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في ال ّ‬

‫سلم‬
‫ل عليه ال ّ‬‫) و المحّدث اّلذي ل يكذب ( في قصصه و أحاديثه و أخباره قال أبو عبد ا ّ‬
‫ن العزيسز الجّبسار أنسزل‬
‫سسلم ا ّ‬
‫فيما روى في الكافي عن سماعة بسن مهسران عنسه عليسه ال ّ‬
‫صادق الباّر فيه خبركم و خسسبر مسسن قبلكسسم و خسبر مسسن بعسسدكم و خسسبر‬
‫عليكم كتابه و هو ال ّ‬
‫جبتم ‪.‬‬
‫السماء و الرض و لو أتاكم من يخبركم لذلك تع ّ‬

‫) و ما جالس هذا القرآن أحد ( استعار لفظ المجالسسسة لمصسساحبته و ملزمتسسه و قرائتسسه و‬
‫ل قام عنه ( استعار لفظ القيام لترك قرائته و الفراغ عنها و‬ ‫التدّبر في ألفاظه و معانيه ) إ ّ‬
‫ن المقابلسسة بيسسن الفعليسسن فسسي‬
‫ل يخفى ما في مقابلة الجلوس بالقيام من الّلطف و الحسسسن فسسا ّ‬
‫معنييهما الحقيقين و المجازين كليهما على حّد قوله تعالى ‪ :‬أ و من كان مّيتا فأحييناه‬

‫] ‪[ 196‬‬

‫ن الموت و الحياء متقابلن كتقابل الضللة و الهدايسسة و مسسا ذكرنساه‬


‫أى ضال فهديناه ‪ ،‬فا ّ‬
‫أظهر و أولى مما قاله الشارح البحراني من أنه كّنى بمجالسة القرآن عن مجالسسسة حملتسسه‬
‫و قرائه لستماعه منهم و تدّبره عنهم ‪ ،‬لحتياجه إلى الحذف و التكّلف اّلذي ل حاجة إليه‬
‫‪.‬‬

‫ن من قام عن القرآن بعد قضاء وطسسره منسسه فانمسسا يقسسوم ) بزيسسادة أو‬ ‫و كيف كان فالمراد أ ّ‬
‫نقصسسان زيسسادة فسسي هسسدى و نقصسسان مسسن عمسسى ( اذ فيسسه مسسن اليسسات البّينسسات و السسبراهين‬
‫الباهرات ما يزيد في بصيرة المستبصر ‪ ،‬و ينقص من جهالة الجاهل ‪.‬‬

‫) و اعلموا أنه ليس لحد بعد القرآن من ( فقر و ) فاقة و ل لحد قبل القرآن مسسن غنسسى (‬
‫ن من قرء القرآن و عرف ما فيه و تدّبر في معانيه و عمل‬ ‫ن المراد به أ ّ‬
‫و ثروة الظاهر أ ّ‬
‫بأحكامه يتّم له الحكمة النظرّية و العملّية و ل يبقى له بعده إلى شيء حاجة و ل فقر و ل‬
‫فاقة و من لم يكن كذلك فهو أحوج المحتاجين ‪.‬‬

‫سسلم مسسن قسسرء‬


‫لس عليسه ال ّ‬
‫روى في الكافي عن معاوية بن عمار قال ‪ :‬قال لسي أبسو عبسد ا ّ‬
‫ل ما به غني ‪.‬‬
‫ي و ل فقر بعده و إ ّ‬
‫القرآن فهو عن ّ‬

‫قال الشاحر البحراني في شرح ذلك ‪ :‬نّبههم على أّنه ليس بعده على أحد فقر أى ليس بعد‬
‫نزوله للّناس و بيانه الواضح حاجة بالّناس إلى بيان حكم في إصلح معاشهم و معادهم ‪،‬‬
‫و ل لحد قبله من غني أى قبل نزوله ل غني عنه للّنفوس الجاهلة انتهى ‪ ،‬و الظهسسر مسسا‬
‫قلناه ‪.‬‬

‫) فاستشفوه من أدوائكم ( أى من أمراضكم الظاهرة و الباطنة و الّروحانية و الجسمانّية ‪،‬‬


‫ل ذلك قال سبحانه ‪ :‬و ننّزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة ‪.‬‬
‫ن فيه شفآء من ك ّ‬
‫فا ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬شكى رجل‬ ‫ل عن آبائه عليهم ال ّ‬
‫سكوني عن أبي عبد ا ّ‬
‫و روى في الكافي عن ال ّ‬
‫ل عّز‬
‫نا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم وجعا في صدره فقال ‪ :‬استشف بالقرآن فا ّ‬ ‫ي صّلى ا ّ‬
‫إلى النب ّ‬
‫ل يقول ‪ :‬و شفاء لما في الصدور ‪.‬‬‫وجّ‬

‫) و استعينوا به من لوائكم ( أى من شدائد الّدهر و محن الزمان و طوارق‬

‫] ‪[ 197‬‬

‫البليا و الحدثان ‪.‬‬

‫سسسلم يقسسول مسسن‬


‫روى في الكافي عسسن أحمسسد المنقسسري قسسال ‪ :‬سسسمعت أبسسا إبراهيسسم عليسسه ال ّ‬
‫استكفى بآية من القرآن من المشرق إلى المغرب كفى إذا كان بيقين ‪.‬‬

‫سلم أّنه قال ‪ :‬و اّلذي بعسسث محّمسسدا‬


‫و فيه عن الصبغ بن نباتة عن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ق و أكرم أهل بيته ما من شيء تطلبونه من حرز مسسن حسسرق أو‬ ‫ل عليه و آله بالح ّ‬
‫صّلى ا ّ‬
‫ل و هو في القسسرآن فمسسن أراد‬‫غرق أو سرق أو إفلت داّبة من صاحبها أو ضاّلة أو آبق إ ّ‬
‫ذلك فليسألني عنه الحديث ‪.‬‬

‫سور و اليات تجد أنها كنز ل يفنسسى و‬ ‫ص ال ّ‬


‫و أنت إذا لحظت الروايات الواردة في خوا ّ‬
‫ل لمسسم و‬
‫ل غّم و عسسوذة مسسن ك س ّ‬
‫ل هّم و نجاة من ك ّ‬‫ن فيها ما به نجاة من ك ّ‬
‫بحر ل ينفد ‪ ،‬و أ ّ‬
‫ل داهيسسة و مصسسيبة و فسسرج مسسن‬ ‫ل شّدة و مناص مسسن كس ّ‬‫سلمة من كل ألم و خلص من ك ّ‬
‫ضيق المعيشة و مخرج إلى سعة العيشة إلى غير هذه مما هو خارج عن حّد الحصاء و‬
‫متجاوز عن طور الستقصاء ‪ ،‬فل شيء أفضل منه للستشسسفاء مسسن السسسقام و الدواء و‬
‫ل للستعانة من الشدائد و اللواء ‪.‬‬

‫لس‬
‫ى و الضلل ( قال أبو عبسسد ا ّ‬ ‫ن فيه شفاء من أكبر الّداء و هو الكفر و الّنفاق و الغ ّ‬ ‫)واّ‬
‫لس ل يرجسسع المسسر و الخلفسسة‬ ‫ي في الكافي مرفوعسسا ل و ا ّ‬ ‫سلم في الحديث المرو ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫إلى آل أبى بكر و عمر و ل إلى بني امّية أبدا و ل فسسي ولسسد طلحسسة و الزبيسسر أبسسدا و ذلسسك‬
‫طلوا الحكام ‪.‬‬ ‫سنن و ع ّ‬‫إنهم نبذوا القرآن و أبطلوا ال ّ‬

‫ل عليه و آله و سّلم القرآن هدى من الضللة و تبيان مسن العمسى‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫و قال رسول ا ّ‬
‫و استقالة من العثرة و نور من الظلمة و ضيآء من الحداث و عصمة من الهلكة و رشسسد‬
‫من الغواية و بيان من الفتن و بلغ من الّدنيا إلى الخرة ‪ ،‬و فيه كمال دينكسسم و مسسا عسسدل‬
‫ل إلى النار ‪.‬‬
‫أحد عن القرآن إ ّ‬
‫جهوا إليه بحّبه ( يحتمل أن يكون المراد به جعله وسيلة إليه سسسبحانه‬‫ل به و تو ّ‬
‫) فاسألوا ا ّ‬
‫جه لسسه‬
‫ب السائل المتو ّ‬
‫جه إليه بحّبه أى بح ّ‬
‫في نيل المسائل لكونه أقوى الوسائل ‪ ،‬و أن يتو ّ‬
‫ل تعالى في انجاح السؤلت و قضاء‬ ‫أو بكونه محبوبا ّ‬

‫] ‪[ 198‬‬

‫الحاجات ‪ ،‬و أن يكون المراد به اعداد النفوس و إكمالها بما اشتمل عليسسه الكتسساب العزيسسز‬
‫من الكمالت النفسانّية ثّم يطلب الحاجات و يستنزل الخيرات بعد حصول الكمال لهسسا ‪ ،‬و‬
‫جه إليه بحّبه تأكيسسد السسستكمال اذ مسسن أحّبسسه اسسستكمل بمسسا فيسسه‬
‫على هذا فالمقصود من التو ّ‬
‫جهه إليسسه تعسسالى و الظهسسر هسسو الحتمسسال الّول بقرينسسة قسسوله ) و ل تسسسألوا بسسه‬ ‫فحسن تو ّ‬
‫ن المراد به هو النهى عن جعله وسيلة للمسألة إلى الخلق ‪.‬‬ ‫خلقه ( لظهوره في أ ّ‬

‫سسسلم ‪ :‬إنّ‬ ‫سلم في رواية الكافي عن يعقوب الحمر عنسسه عليسسه ال ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬
‫قال أبو عبد ا ّ‬
‫من الناس من يقرء القرآن ليقال فلن قارىء ‪ ،‬و منهم من يقرء القرآن ليطلب به الّدنيا و‬
‫ل خير في ذلك ‪ ،‬و منهم من يقرء القرآن لينتفع به في صلته و ليله و نهاره ‪.‬‬

‫سسسلم قسسال ‪ :‬قسّراء القسسرآن ثلثسسة ‪ :‬رجسسل قسسرء القسسرآن‬


‫ل عليه ال ّ‬
‫و فيه أيضا عن أبي عبد ا ّ‬
‫فاّتخذه بضاعة و استدّر به الملوك و استطال به على الّناس ‪ ،‬و رجل قرء القسسرآن فحفسسظ‬
‫ل هؤلء من حملسة القسرآن ‪ .‬و رجسل‬ ‫حروفه و ضّيع حدوده و أقامه إقامة القدح فل كثر ا ّ‬
‫قرء القرآن فوضع دواء القرآن على داء قلبه فأسهر به ليله و أظمأ به نهاره و قام به فسسي‬
‫ل العزيز الجّبار البلء ‪ ،‬و باولئك يديل ا ّ‬
‫ل‬ ‫مساجده و تجافي به عن فراشه فباولئك يدفع ا ّ‬
‫لس‬
‫لس تبسسارك و تعسسالى الغيسسث مسسن السسسماء فسسو ا ّ‬
‫ل من العداء ‪ ،‬و باولئك ينسسزل ا ّ‬‫عّز و ج ّ‬
‫لهؤلء في قّراء القرآن أعّز من الكبريت الحمر ‪.‬‬

‫لس‬
‫ن لسسه كرامسة عنسد ا ّ‬ ‫لس بمثلسه ( ل ّ‬
‫جه العباد إلى ا ّ‬ ‫ل به بأنه ) ما تو ّ‬
‫و عّلل المر بسؤال ا ّ‬
‫سبحانه و مقاما يغبطه به الّولون و الخرون حسبما تعرفه في الخبار التية فهو أفضل‬
‫جه بسسه إليسسه‬
‫الوسائل للسائل في انجاح المقاصد و المسسسائل الدنيوّيسسة و الخروّيسسة ‪ ،‬فسسالمتو ّ‬
‫سبحانه ل يرّد دعاؤه و ل يخيب رجاؤه ‪.‬‬

‫) و اعلموا أّنه شافع مشّفع و قائل مصّدق ( يعني أنه يشفع لقّرائه و العاملين به الحسساملين‬
‫ق هسسؤلء بخيسسر و فسسي حس ّ‬
‫ق‬ ‫له يوم القيامة فيقبل شفاعته في حّقهم ‪ ،‬و يقول و يشهد في حس ّ‬
‫التاركين له و النابذين به وراء ظهورهم بشّر فيصدق فيهما كما أشار إليه بقوله ‪:‬‬

‫] ‪[ 199‬‬
‫) و أنه من شفع لسسه القسسرآن يسسوم القيامسسة شسسفع فيسسه ( أى قبلسست شسسفاعته ) و مسسن محسسل بسسه‬
‫ل تعالى و قال في حّقه قول يضّره و يوقعه في المكروه ) يسسوم‬ ‫القرآن ( أى سعى به إلى ا ّ‬
‫القيامة صّدق عليه ( ‪.‬‬

‫سلم لفظى الشافع و المشفع و وجه السستعارة كسون‬ ‫قال الشارح البحراني استعار عليه ال ّ‬
‫تدّبره و العمل بما فيه ماحيا لما يعرض للنفس من الهيئآت الردّية من المعاصي ‪ ،‬و ذلسسك‬
‫ل كما يمحو الشفيع المشّفع أثسسر السسذنب عسسن قلسسب المشسسفوع إليسسه و‬ ‫مستلزم لمحو غضب ا ّ‬
‫كذلك لفظ القائل المصّدق و وجه الستعارة كونه ذا ألفساظ إذا نطسق بهسا ل يمكسن تكسذيبها‬
‫كالقائل الصادق ‪ ،‬ثّم أعاد معنى كونه شسسافعا مشسّفعا يسسوم القيامسسة ثسّم اسسستعار لفسسظ المحسسل‬
‫ل و حضسسرة ربسسوبّيته علسسى‬ ‫ن لسان حال القرآن شاهد في علم ا ّ‬ ‫للقرآن و وجه الستعارة أ ّ‬
‫من أعرض عنسسه بعسسدم اتبسساعه و مخسسالفته لمسسا اشسستمل عليسسه فبسسالواجب أن يصسّدق فأشسسبه‬
‫ق غيره بما يضّره انتهى ‪.‬‬ ‫سلطان في ح ّ‬ ‫ساعي إلى ال ّ‬
‫ال ّ‬

‫ن حمل الكلم على المجاز مع التمّكن من إرادة الحقيقسسة ل معنسى لسه‬ ‫أقول ‪ :‬و النصاف أ ّ‬
‫كما قلناه في شرح الفصل السادس من الخطبة الثانية و الثمانين ‪ ،‬و الحمسسل علسسى الحقيقسسة‬
‫هنا ممكن بل متعّين لدللة غير واحد من الّروايات على أّنسسه يسسأتي يسسوم القيامسسة بصسسورت‬
‫ق المعرضسسين‬ ‫ق قّرائه العاملين به ‪ ،‬و يسعى في ح ّ‬ ‫إنسان في أحسن صورة و يشفع في ح ّ‬
‫عنه ‪ ،‬و على هذا فل وجه لحمل لفظ الشفاعة و القول و المحل على معناهسسا المجسسازي و‬
‫ل على ذلك فأقول ‪:‬‬‫ل بأس بالشارة إلى بعض ما يد ّ‬

‫ي بن العباس عن الحسسسين‬ ‫ي بن محّمد عن عل ّ‬ ‫روى ثقة السلم الكليني في الكافي عن عل ّ‬


‫بن عبد الّرحمان عن صفوان الحريرى عسسن أبيسسه عسسن سسسعد الخفسساف عسسن أبيجعفسسر عليسسه‬
‫ن القرآن يأتي يسسوم القيامسسة فسسي أحسسسن صسسورة نظسسر‬ ‫سلم قال ‪ :‬يا سعد تعّلموا القرآن فا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ف مسن اّمسة محّمسد‬ ‫ف ثمانون ألف ص ّ‬ ‫إليها الخلق و الّناس صفوف عشرون و مأة ألف ص ّ‬
‫ف مسسن سسساير المسسم فيسسأتي علسسى صس ّ‬
‫ف‬ ‫ل عليه و آلسسه و سسّلم و أربعسسون ألسسف صس ّ‬
‫صّلى ا ّ‬
‫ل س الحليسسم الكريسسم إ ّ‬
‫ن‬ ‫لا ّ‬‫المسلمين في صورة رجل فيسلم فينظرون إليه ثّم يقولون ل إله إ ّ‬
‫هذا الّرجل من المسلمين نعرفه بنعته و صفته غير أنه كان أش سّد اجتهسسادا مّنسسا فسسي القسسرآن‬
‫فمن هناك اعطى من‬

‫] ‪[ 200‬‬

‫البهاء و الجمال و النور ما لم نعطه ‪.‬‬

‫لس‬
‫لا ّ‬
‫ف الشسسهداء فينظسسر إليسسه الشسسهداء ثسسم يقولسسون ‪ :‬ل إلسسه إ ّ‬
‫ثّم يجوز حّتى يأتي على ص ّ‬
‫ن هذا الّرجل من الشهداء نعرفه بسمته و صفته غير أنه من شسسهداء البحسسر‬ ‫ب الرحيم إ ّ‬
‫الّر ّ‬
‫فمن هناك اعطى من البهاء و الفضل ما لم نعطه ‪.‬‬
‫جبهسسم و‬
‫ف شسسهداء البحسسر فينظسسر إليسسه شسسهداء البحسسر فيكسسثر تع ّ‬
‫قال فيجاوز حّتى يأتى صس ّ‬
‫ن الجزيسرة الستي أصسيب‬ ‫ن هذا من شهداء البحر نعرفه بسسمته و صسفته غيسر أ ّ‬ ‫يقولون ‪ :‬إ ّ‬
‫فيها كانت أعظم هول من الجزيرة التي أصبنا فيها فمن هناك أعطى من البهاء و الجمال‬
‫و النور ما لم نعطه ‪.‬‬

‫ي مرسسسل فينظسر الّنسبّيون و‬ ‫ف النبّيين و المرسلين فسسي صسورة نسسب ّ‬‫ثّم يجاوز حّتى يأتي ص ّ‬
‫ي»‬‫ن هسسذا النسسب ّ‬
‫ل الحليم الكريم إ ّ‬ ‫لا ّ‬
‫جبهم و يقولون ‪ :‬ل إله إ ّ‬
‫المرسلون إليه فيشتّد لذلك تع ّ‬
‫ي خ « مرسل نعرفه بصفته و سسمته غيسر أنسه أعطسى فضسل كسثيرا قسال ‪ :‬فيجتمعسون‬ ‫لنب ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم فيسألونه و يقولون ‪ :‬يا محّمد من هذا ؟‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫فيأتون رسول ا ّ‬

‫ل عليه و آله لهم ‪ :‬أو ما تعرفونه ؟ فيقولون ما نعرفسه هسذا مسن لسم يغضسب‬ ‫فيقول صّلى ا ّ‬
‫لس علسسى خلقسسه‬
‫جسسة ا ّ‬
‫ل عليسسه و آلسسه ‪ :‬هسسذا ح ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل عليه ‪ ،‬فيقول رسول ا ّ‬
‫ل عّز و ج ّ‬‫ا ّ‬
‫فيسلم ‪.‬‬

‫ف الملئكة في صورة ملك مقّرب فينظر إليه الملئكة فيشتدّ‬ ‫ثّم يجاوز حّتى يأتي على ص ّ‬
‫ن هذا العبد‬ ‫جبهم و يكبر ذلك عليهم لما رأوا من فضله و يقولون ‪ :‬تعالى رّبنا و تقّدس إ ّ‬ ‫تع ّ‬
‫ل عسسز و ج سلّ مقامسسا‬‫من الملئكة نعرفه بسمته و صفته غير أنه كان أقرب الملئكة إلى ا ّ‬
‫فمن هناك البس من الّنور و الجمال ما لم نلبس ‪.‬‬

‫ب العّزة تبارك و تعالى فيخّر تحت العسسرش فينسساديه تبسسارك و‬


‫ثّم يجاوز حّتى ينتهى إلى ر ّ‬
‫صادق و النسساطق ارفسسع رأسسسك سسسل تعسسط و اشسسفع‬
‫جتي في الرض و كلمي ال ّ‬ ‫تعالى يا ح ّ‬
‫ل تبارك و تعالى ‪ :‬كيف رأيت عبادي ؟ فيقول ‪:‬‬ ‫تشّفع ‪ ،‬فيرفع رأسه فيقول ا ّ‬

‫ى و لم يضّيع شيئا ‪ ،‬و منهسسم مسسن ضسّيعني و اسسستخفّ‬


‫ب منهم من صانني و حافظ عل ّ‬ ‫يا ر ّ‬
‫ل تبارك و تعسسالى ‪ :‬و عّزتسسي و‬
‫جتك على جميع خلقك ‪ ،‬فيقول ا ّ‬ ‫بحّقي و كّذب بي و أنا ح ّ‬
‫ن عليك اليوم‬‫ن عليك اليوم أحسن الثواب ‪ ،‬و لعاقب ّ‬
‫جللي و ارتفاع مكاني لثيب ّ‬

‫] ‪[ 201‬‬

‫أليم العقاب ‪.‬‬

‫سلم يا أبا جعفر في أىّ‬ ‫قال ‪ :‬فيرفع القرآن رأسه في صورة اخرى قال ‪ :‬فقلت له عليه ال ّ‬
‫صورة يرجع ؟ قال ‪ :‬في صورة رجل شاحب متغّيسسر يبصسسره » ينكسسره خ « أهسسل الجمسسع‬
‫فيأتي الّرجل من شيعتنا الذي كان يعرفه و يجادل به أهل الخلف فيقوم بيسسن يسسديه فيقسسول‬
‫ل‪.‬‬‫ما تعرفنى ؟ فينظر إليه الرجل فيقول ‪ :‬ما أعرفك يا عبد ا ّ‬
‫قال ‪ :‬فيرجع في صورته اّلتي كانت في الخلق الّول فيقول ‪ :‬مسسا تعرفنسسي ؟ فيقسسول نعسسم ‪،‬‬
‫ي الذى و رجمسست‬ ‫فيقول القرآن ‪ :‬أنا اّلسسذي أسسسهرت ليلسسك و أنصسسبت عينسسك و سسسمعت فس ّ‬
‫ل تاجر قد استوفي تجارته و أنا وراءك اليوم ‪ ،‬قال فينطلسسق بسسه إلسسى‬ ‫نكّ‬ ‫ي أل و إ ّ‬
‫بالقول ف ّ‬
‫ب عبدك و أنت أعلم به قد كان نصسسبا بسسي مواظبسسا‬ ‫ب العّزة تبارك و تعالى فيقول ‪ :‬يا ر ّ‬‫ر ّ‬
‫ل ادخلسسوا عبسسدي جّنسستي و‬‫لس عسّز و جس ّ‬
‫ي و يبغض ‪ ،‬فيقسسول ا ّ‬ ‫بف ّ‬
‫ى يعادي بسببي و يح ّ‬ ‫عل ّ‬
‫اكسوه حّلة من حلل الجّنة ‪ ،‬و تّوجوه بتاج ‪.‬‬

‫فاذا فعل به ذلك عرض على القرآن فيقال له ‪ :‬هل رضيت بما فعل بولّيك فيقول ‪ :‬يا ربّ‬
‫ل هذا له فزده مزيد الخير كّله ‪ ،‬فيقسسول عسّز و جسلّ ‪ :‬و عّزتسسي و جللسسي و علسّوى و‬ ‫أستق ّ‬
‫ن له اليوم خمسة أشياء مع المزيد لسسه و لمسسن كسسان بمنزلتسسه ‪ :‬أل إنهسسم‬ ‫ارتفاع مكاني لنحل ّ‬
‫حاء ل يسسسسقمون ‪ ،‬و أغنيسسساء ل يفتقسسسرون ‪ ،‬و فرحسسسون ل‬ ‫شسسسباب ل يهرمسسسون ‪ ،‬و أصسسس ّ‬
‫سلم هذه الية ‪ :‬ل يذوقون فيسسه المسسوت إ ّ‬
‫ل‬ ‫يحزنون ‪ ،‬و أحياء ل يموتون ‪ ،‬ثّم تلى عليه ال ّ‬
‫الموتة الولى ‪.‬‬

‫لس الضسسعفاء‬ ‫سلم ثسّم قسسال ‪ :‬رحسسم ا ّ‬‫سم عليه ال ّ‬‫قال قلت يا با جعفر و هل يتكّلم القرآن ؟ فتب ّ‬
‫صلة تتكّلم و لهسسا صسسورة و خلسسق‬ ‫من شيعتنا إّنهم أهل تسليم ‪ ،‬ثّم قال ‪ :‬نعم يا أبا سعد و ال ّ‬
‫تأمر و تنهى ‪ ،‬قال سعد ‪ :‬فتغّير لذلك لوني و قلت ‪ :‬هسسذا شسسيء ل أسسستطيع التكّلسسم بسسه فسسي‬
‫صسسلة فقسسد‬
‫ل شيعتنا فمن لسسم يعسسرف ال ّ‬ ‫سلم ‪ :‬و هل الّناس إ ّ‬ ‫الّناس ‪ ،‬فقال أبو جعفر عليه ال ّ‬
‫أنكر حقنا ‪.‬‬

‫صسسلة‬
‫ن ال ّ‬
‫سلم إ ّ‬
‫ثّم قال ‪ :‬يا سعد اسمعك كلم القرآن ؟ قال سعد ‪ :‬فقلت ‪ :‬بلى فقال عليه ال ّ‬
‫ل أكبر ‪ ،‬فالّنهى كلم و الفحشاء و المنكر‬
‫تنهى عن الفحشاء و المنكر و لذكر ا ّ‬

‫] ‪[ 202‬‬

‫ل و نحن أكبر ‪.‬‬


‫رجال و نحن ذكر ا ّ‬

‫ن السّدواوين يسسوم‬
‫سسسلم إ ّ‬‫لس عليسسه ال ّ‬
‫و فيه بسنده عن يونس بن عّمار قسال ‪ :‬قسال أبسسو عبسسد ا ّ‬
‫القيامة ثلثة ‪ :‬ديوان فيه النعم ‪ ،‬و ديوان فيه الحسسسنات ‪ ،‬و ديسسوان فيسسه السسسيئآت ‪ ،‬فيقابسسل‬
‫بين ديوان النعم و ديوان الحسنات ‪ ،‬فيستغرق النعم عاّمة الحسنات ‪،‬‬

‫و يبقى ديوان السيئآت فيدعى بابن آدم المسسؤمن للحسسسنات » للحسسساب خ « فيتقسّدم القسسرآن‬
‫ب أنا القرآن و هذا عبدك المؤمن قد كان يتعب نفسه‬ ‫أمامه في أحسن صورة فيقول ‪ :‬يا ر ّ‬
‫جد ‪ ،‬فارضه كما أرضاني قال ‪ :‬فيقول‬ ‫بتلوتي و يطيل ليله بترتيلي و تفيض عيناه إذا ته ّ‬
‫لس العزيسز الجّبسار ‪ ،‬و يملسؤ‬
‫العزيز الجّبار ‪ :‬عبدى ابسط يمينك ‪ ،‬فيملوها مسن رضسوان ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬ثّم يقال ‪ :‬هذه الجّنة مباحة لك فاقرء و اصسسعد فسساذا قسسرء آيسسة صسسعد‬
‫شماله من رحمة ا ّ‬
‫درجة ‪.‬‬

‫ل عسسّز و‬
‫سلم ‪ :‬إذا جمع ا ّ‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫و فيه مسندا عن إسحاق بن غالب قال ‪ :‬قال أبو عبد ا ّ‬
‫ل الّولين و الخرين إذا هم بشخص قد أقبل لم ير قط أحسن صورة منه ‪،‬‬ ‫جّ‬

‫فاذا نظر إليه المؤمنون و هو القرآن قالوا هذا مّنسسا هسسذا أحسسسن شسسيء رأينسسا ‪ ،‬فسساذا انتهسسى‬
‫إليهم جازهم ‪ ،‬ثّم ينظسر إليسه الشسهداء حّتسى إذا انتهسى إلسى آخرهسم جسازهم فيقولسون هسذا‬
‫القرآن فيجوزهم كّلهم حّتى إذا انتهى إلى المرسلين فيقولسون هسذا القسرآن فيجسوزهم حّتسى‬
‫ينتهى إلى الملئكة فيقولون هذا القرآن فيجوزهم ثّم ينتهى حّتى يقف عن يميسسن العسسرش ‪،‬‬
‫ن مسسن‬
‫ن اليوم من أكرمك و لهين س ّ‬ ‫فيقول الجّبار و عّزتي و جللي و ارتفاع مكاني لكرم ّ‬
‫أهانك ‪.‬‬

‫لس‬
‫سسسلم قسسال ‪ :‬قسسال رسسسول ا ّ‬
‫ل عليسسه ال ّ‬
‫و فيه عن الفضيل بن يسار باسناده عن أبي عبد ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬تعّلموا القرآن فاّنه يأتي يوم القيامة صاحبه في صورة شاب‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫جميل شاحب الّلون فيقول له ‪ :‬أنا القرآن اّلذي كنت أسهرت ليلسسك و أظمسسأت هسسواجرك و‬
‫ل تاجر من وراء تجارته و أنسسا‬ ‫أجففت ريقك و أسلت دمعتك أؤل معك حيث ما الت ‪ ،‬و ك ّ‬
‫ل فابشر ‪.‬‬
‫ل عّز و ج ّ‬ ‫ل تاجر ‪ ،‬و سيأتيك كرامة من ا ّ‬ ‫اليوم لك من وراء تجارة ك ّ‬

‫فيؤتى بتاج فيوضع على رأسه و يعطى المان بيمينه و الخلد في الجنان بيساره‬

‫] ‪[ 203‬‬

‫و يكسى حّلتين ثّم يقال له ‪ :‬اقرء و ارق ‪ ،‬كّلما قرء آية صعد درجة و يكسى أبواه حّلسستين‬
‫إن كانا مؤمنين ثّم يقال لهما ‪ :‬هذا لما عّلمتماه القرآن ‪.‬‬

‫إلى غيره مما ل نطيل بروايتها فقد ظهر منهم أّنه يجيء يوم القيامة في صسسورة انسسسان و‬
‫ق المراقسسبين لسسه‬
‫له لسان يشهد للناس و عليهم و يقبل شهادته نفعا و ضّرا و شفاعته في ح ّ‬
‫و ينتفع به الخذون له و العاملون به ‪.‬‬

‫ب العسّزة ‪ ،‬و‬
‫ن المنادى مسسن الملئكسسة مسسن عنسسد ر ّ‬ ‫) فانه ينادى مناد يوم القيامة ( الظاهر أ ّ‬
‫ل حسسارث (‬ ‫ن كس ّ‬
‫قول الشارحين انه لسان حال العمسسال تأويسسل ل داعسسى إليسسه ) أل ( و ) إ ّ‬
‫أصل الحرث إثارة الرض للزراعة و المراد هنا مطلق الكسسسب و الّتجسسارة ) مبتلسسى فسسي‬
‫حرثه و عاقبة عمله غير حرثة القرآن ( ‪.‬‬

‫ل عمل تطلب به غاية و تسسستخرج منسسه ثمسسرة و البتلء‬


‫قال الشارح البحراني ‪ :‬الحرث ك ّ‬
‫ههنا ما يلحق النفس على العمال و عواقبها من العذاب بقدر الخروج فيها عن طاعة ا ّ‬
‫ل‬
‫ن حرث القرآن و البحث عن مقاصده لغاية الستكمال بسسه بسسرىء مسسن لواحسسق‬
‫‪ .‬و ظاهر أ ّ‬
‫العقوبات انتهى ‪.‬‬

‫ل س فعسسامله مع سّذب و مبتلسسى سسسواء‬


‫ل عمل كان فيه الخروج عن طاعة ا ّ‬ ‫نكّ‬ ‫أقول ‪ :‬و فيه أ ّ‬
‫كان ذلك العمل مما ل يتعّلق بالقرآن أو كان متعّلقا بسسه كقرائتسسه و البحسسث عسسن مقاصسسده و‬
‫ل عمل اريسسد‬ ‫الحفظ له و نحو ذلك و إذا كان على وجه الرياء أو تحصيل حطام الّدنيا و ك ّ‬
‫ل و كان الغاية منه الستكمال فعامله مأجور و مثاب مسسن دون فسسرق فيسسه أيضسسا‬ ‫به وجه ا ّ‬
‫ل حارث سواء كان حارث القرآن أو غيسسره إن لسسم‬ ‫بين القرآن و غيره ‪ ،‬و بعبارة اخرى ك ّ‬
‫ن حرثهسم‬ ‫ل فل ‪ ،‬فتعليل عسسدم ابتلء حرثسسة القسسرآن بسسأ ّ‬‫يقصد بحرثه الخلوص فمبتلى ‪ ،‬و إ ّ‬
‫ن في حرثهم خروجا من الطاعة شطط مسسن الكلم كمسسا‬ ‫للستكمال به و ابتلء الخرين بأ ّ‬
‫ل يخفى ‪.‬‬

‫ل حارث من كان حرثه للّدنيا فهسسو مبتلسسى أى‬ ‫سلم ‪ :‬ك ّ‬ ‫و اّلذي عندي أن يراد بقوله عليه ال ّ‬
‫ممتحن في حرثه لنه إن كان من حلل ففيه حساب و إن كان من حرام ففيه عقاب و أمسسا‬
‫ن حرثه‬ ‫ل فل ابتلء له ل ّ‬
‫ل عّز و ج ّ‬‫حارث القرآن لجل أنه قرآن و كلم ا ّ‬

‫] ‪[ 204‬‬

‫ل تعالى ‪ » :‬من كان يريد حرث الخرة نزد له في حرثسسه‬ ‫على ذلك إّنما هو للخرة قال ا ّ‬
‫و من كان يريد حرث الّدنيا نؤته منها و ما له في الخرة من نصيب « فتأّمل ‪.‬‬

‫سلم على عدم ابتلء حرثة القرآن أمر بحرثه بقوله ) فكونوا من حرثتسسه‬ ‫و لما نّبه عليه ال ّ‬
‫و أتباعه ( و أردفه بقوله ) و استدلوه على ربكم ( أى اجعلوه دليل عليسسه سسسبحانه و قسائدا‬
‫إليه تعالى لشتماله على جميع صفات الجمال و الجلل و أوصاف الكبرياء و العظمسسة و‬
‫الكمال ) و استنصحوه على أنفسكم ( أى اّتخذوه ناصحا لكم رادعا لنفسسسكم الّمسسارة عسسن‬
‫سوء و الفحشاء و المنكر لتضّمنه اليات الناهية المحذرة و الوعيدات الزاجسسرة المنسسذرة‬ ‫ال ّ‬
‫) و اّتهموا عليه آرائكم ( أى إذا أدت آرائكم إلى شسسيء مخسسالف للقسسرآن فاجعلوهسسا مّتهمسسة‬
‫عندكم ) و استغشوا فيه أهوائكم ( ‪.‬‬

‫ن الهسسوا هسسو ميسسل‬


‫قال الشارح البحراني ‪ :‬و انما قال هنا استغشوا و في الراء اّتهموا ‪ ،‬ل ّ‬
‫النفس الّمارة من غير مراجعة العقل فاذا حكمسست النفسسس عسسن متابعتهسسا بحكسسم فهسسو غس ّ‬
‫ش‬
‫صراح ‪ ،‬و أّما الرأى فقد يكون بمراجعة العقل و حكمه و قد يكون بدونه ‪،‬‬

‫فجاز ان يكون حقا و جاز أن يكون باطل فكان بالتهمة أولى ‪.‬‬

‫ثّم تخّلسص مسسن أوصساف القسسرآن و فضسايله إلسسى المسسر بملزمسسة العمسسال فقسال ) العمسسل‬
‫صسالح و رافبسسوا عليسسه ) ثسّم النهايسسة النهايسسة ( أى بعسسد القيسسام‬
‫العمل ( أى لزمسوا العمسل ال ّ‬
‫بالعمال الصالحة لحظوا نهايتها و خاتمتهسا و جسّدوا فسي الوصسول إليهسا ) و السستقامة‬
‫الستقامة ( و هو أمر بالستقامة على الجاّدة الوسطى من العمل و الثبات علسسى الصسسراط‬
‫المستقيم المؤّدى إلى غاية الغايات و أشرف النهايات أعني روضات الجنات ) ثّم الصسسبر‬
‫صبر و الورع الورع ( أى بعد مواظبة العمال الصالحة و ملحظة نهاياتهسسا و الثبسسات‬ ‫ال ّ‬
‫شسسهوات و‬ ‫ف عن ال ّ‬ ‫على ما يوصل إليها من العمال ل بّد من الصبر عن المعاصي و الك ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫الورع عن محارم ا ّ‬

‫و مما ذكرناه ظهر لك نكتة العطف في ثاني المكّررات الخمسة و رابعها بثّم و في ثالثهسسا‬
‫ن النهاية لما كانت متراخية عسسن العمسسل عطفهسسا بثسّم ‪ ،‬و‬‫و خامسها بالواو ‪ ،‬توضيح ذلك أ ّ‬
‫الستقامة لما كانت كيفّية العمل عطفها بالواو ‪ ،‬و هذه الثلثة أعني العمل و الّنهاية‬

‫] ‪[ 205‬‬

‫صبر متعّلقا بالمعصية عطفه بثسسم‬


‫و الستقامة كّلها ناظرة إلى طرف العبادة ‪ ،‬و لما كان ال ّ‬
‫صبر و الورع تلزمسسا عطسسف‬ ‫لغاية الفتراق بين العبادات و المعاصي ‪ ،‬و لما كان بين ال ّ‬
‫الورع بالواو أيضا ‪.‬‬

‫صسسبر بثسمّ‬
‫شارح البحرانسسي حيسسث قسسال ‪ :‬و إّنمسسا عطسسف النهايسسة و ال ّ‬‫و هذا أولى مما قاله ال ّ‬
‫ك عن‬ ‫صبر أمرا عدمّيا و هو في معنى المتراخي و المنف ّ‬ ‫خر نهاية العمل عنه و كون ال ّ‬ ‫لتأ ّ‬
‫ي ‪ ،‬بخلف الستقامة على العمل فانه كيفيسسة لسسه و السسورع فسسانه‬ ‫العمل اّلذى هو أمر وجود ّ‬
‫جزء منه ‪ ،‬انتهى هذا ‪.‬‬

‫ل المّنان‬
‫ن لكم نهاية ( و هى غرفات الجنان و رضوان من ا ّ‬ ‫صل ما أجمل لقوله و ) إ ّ‬
‫وف ّ‬
‫ن لكسسم علمسسا ( هاديسسا إلسسى تلسسك النهايسسة و هسسو‬
‫) فانتهوا إلى نهايتكم ( و امضوا إليهسسا ) و إ ّ‬
‫شسسرع المسسبين ) فاهتسسدوا‬‫الّرسول المين و أولياء الّدين أو العم منهم و من سسساير دلئل ال ّ‬
‫ن للسلم غاية فانتهوا إلى غايته ( و هي النهايسسة المسسذكورة‬ ‫بعلمكم ( للوصول إليها ) و إ ّ‬
‫ل مما افترض عليكم مسسن حّقسسه و بيسسن لكسسم مسسن وظسسايفه ( أى أخرجسسوا‬ ‫) و اخرجوا إلى ا ّ‬
‫جهين إليه سبحانه مّما فرضه عليكم من حقوقه الواجبة و أوضحه لكم مسسن عبسساداته و‬ ‫متو ّ‬
‫تكاليفه الموظفة المقّررة في ساعات الّليالي و الّيام ‪.‬‬

‫و قوله ) أنا شاهد لكم و حجيج يوم القيامة عنكم ( تأكيد لداء الفرايض و الواجبات يعني‬
‫ل من حقوقه و وظايفه فأنا أشهد لكم يوم القيامسسة بخروجكسسم منهسسا و‬ ‫انكم إذا خرجتم إلى ا ّ‬
‫جة عن جانبكم بأّنكم أقمتم بها ‪ ،‬و قد مضى تفصيل تلك الشهادة و الحتجسساج فسسي‬ ‫مقيم للح ّ‬
‫سبعين ‪.‬‬
‫شرح الخطبة الحادية و ال ّ‬
‫ن القدر السابق قد وقع و القضاء الماضي قد توّرد ( قد عرفسست معنسسى القضسساء و‬ ‫) أل و إ ّ‬
‫ن المسسراد بهمسسا‬‫صل في شرح الفصسسل التاسسسع مسسن الخطبسسة الولسسى ‪ ،‬و الظسساهر أ ّ‬ ‫القدر مف ّ‬
‫ى و المقّدر كما استظهرنا هذا المعنى منهما فيما تقّدم أيضا بسسالتقريب اّلسسذي قسّدمناه‬ ‫المقض ّ‬
‫ل سسسبحانه وقسسوعه قسسد وقسسع ‪ ،‬و المقضس ّ‬
‫ى‬ ‫ن المقّدر السابق في علم ا ّ‬
‫ثّمة ‪ ،‬فيكون المعنى أ ّ‬
‫الماضي أى المحتوم النافذ قد توّرد أى دخل في الوجود شيئا فشيئا ‪.‬‬

‫] ‪[ 206‬‬

‫و إلى ما ذكرنا ينظر ما قاله بعض الشارحين مسسن أّنسسه أراد بالقسسدر السسسابق خلفتسسه عليسسه‬
‫سلم و بالقضاء الماضي الفتن و الحروب الواقعة فسسي زمسسانه أو بعسسده اّلسستي دخلسست فسسي‬ ‫ال ّ‬
‫سسسلم ذلسسك بقرينسسة‬
‫الوجود شيئا فشيئا و هو المعّبر عنه بسسالتورد ‪ ،‬و قسسوى ارادتسسه عليسسه ال ّ‬
‫سلم خطب بهذه الخطبة في أّيام بيعته بعد قتل عثمان ‪.‬‬ ‫المقام و أنه عليه ال ّ‬

‫جته ( المراد بعدته سسسبحانه مسسا وعسسد بسسه‬‫لوحّ‬ ‫سلم ‪ ) :‬و اّني متكّلم بعدة ا ّ‬ ‫و قوله عليه ال ّ‬
‫في الية الشريفة للمؤمنين المعترفين بالّربوبّية الموصوفين بالستقامة من تنّزل الملئكة‬
‫جته أيضسا نفسس هسذه‬ ‫ن المراد بح ّ‬
‫و بشارتهم بالجّنة و بعدم الخوف و الحزن ‪ ،‬و الظاهر أ ّ‬
‫لس علسى خلقسه أو أنهسا داّلسة بمنطوقهسا علسى أ ّ‬
‫ن‬ ‫جسة ا ّ‬
‫ل و هو ح ّ‬ ‫الية نظرا إلى أنها كلم ا ّ‬
‫ن الكسسافرين و غيسسر‬ ‫حسسدين المسسستقيمين و بمفهومهسسا علسسى أ ّ‬ ‫دخسسول الجّنسسة إنمسسا هسسو للمو ّ‬
‫ل يقولوا يوم القيامة اّنا كّنا عن هذا غافلين ‪.‬‬
‫جة عليهم لئ ّ‬ ‫المستقيمين ل يدخلونها فهى ح ّ‬

‫ل فاستقيموا ‪،‬‬‫جته اّلتي تكّلم بها هو قوله ‪ :‬و قد قلتم رّبنا ا ّ‬


‫نحّ‬‫و قال الشارح البحراني ‪ :‬إ ّ‬
‫لس‬
‫إلى آخر ما يأتي ‪ ،‬و الظهر ما قلنساه إذا عرفست ذلسك فلنعسد إلسى تفسسير اليسة ) قسال ا ّ‬
‫ل ( اعترافا بربوبّيته و إقرارا بوحدانّيته ) ثّم اسسستقاموا ( علسسى‬
‫ن اّلذين قالوا رّبنا ا ّ‬
‫تعالى إ ّ‬
‫مقتضاه ‪.‬‬

‫سسلم عسن‬
‫و في المجمع عن محّمد بسسن الفضسسيل قسال ‪ :‬سسألت أبسا الحسسسن الّرضسا عليسه ال ّ‬
‫ل ما أنتم عليه ‪.‬‬
‫الستقامة فقال ‪ :‬هي و ا ّ‬

‫سسسلم علسسى الئّمسسة واحسسدا بعسسد واحسسد » تتنسّزل عليهسسم‬


‫و في الكافي عسسن الصسسادق عليسسه ال ّ‬
‫ل تخسسافوا « مسسا‬
‫سسسلم » أ ّ‬
‫صسسادق عليسسه ال ّ‬‫الملئكة « عند الموت رواه فسسي المجمسسع عسسن ال ّ‬
‫تقدمون عليه » و ل تحزنوا « مسسا خّلفتسم » و ابشسسروا بالجّنسسة اّلستي كنتسسم توعسدون « فسسي‬
‫الّدنيا ‪.‬‬

‫لس عليسه و آلسه ‪ :‬ل يسزال‬‫ل صّلى ا ّ‬


‫صافي عن تفسير المام قال ‪ :‬قال رسول ا ّ‬
‫روى في ال ّ‬
‫ل حّتى يكون وقت نسسزع‬ ‫المؤمن خائفا من سوء العاقبة و ل يتيّقن الوصول إلى رضوان ا ّ‬
‫ن ملك الموت يرد على المسسؤمن و هسسو فسسي شسّدة‬
‫روحه و ظهور ملك الموت له ‪ ،‬و ذلك إ ّ‬
‫عّلته و عظيم ضيق صدره بما يخلفه من أمواله و بما هو عليه من اضطراب أحواله مسسن‬
‫معامليه‬

‫] ‪[ 207‬‬

‫و عياله قد بقيت في نفسه حسراتها اقتطع دون أمانّيه فلم ينلها ‪ ،‬فيقول له ملك المسسوت مسسا‬
‫لك تجرع غصصك قال ‪ :‬لضطراب أحوالي و اقتطاعك لي دون آمالي ‪ ،‬فيقول له ملسسك‬
‫الموت ‪ :‬و هل يحزن عاقل لفقد درهم زائف و اعتياض ألف ألف ضعف الّدنيا ؟ فيقول ‪:‬‬
‫ل ‪ ،‬فيقول ملك الموت ‪ :‬فانظر فوقك ‪ ،‬فينظسسر فيسسرى درجسسات الجنسسان و قصسسورها السستي‬
‫يقصر دونها الماني فيقول ملك الموت ‪ :‬تلك منازلك و نعمك و أموالك و أهلك و عيالسسك‬
‫و من كان من أهلك ههنا و ذّريتك صالحا فهم هنالك معك أفترضى بهم بدل ممسسا ههنسسا ؟‬
‫ل ‪ ،‬ثّم يقول ‪ :‬انظر ‪ ،‬فينظسسر فيسسرى محّمسسدا و علّيسسا و الطّيسسبين مسسن آلهمسسا‬‫فيقول ‪ :‬بلى و ا ّ‬
‫ل عليهم أجمعين فسسي أعل عّلييسسن فيقسسول ‪ :‬أو تراهسسم هسسؤلء سسساداتك و أئمتسسك هسسم‬ ‫سلم ا ّ‬
‫هنالك جلسك و اناسك أفما ترضى بهم بدل مما تفارق هنا ؟ فيقسول ‪ :‬بلسى و رّبسسي فسذلك‬
‫ل ثّم استقاموا تتنّزل عليهم الملئكة ألّ تخافوا‬ ‫ن اّلذين قالوا رّبنا ا ّ‬
‫ل‪:‬اّ‬
‫ل عّز و ج ّ‬
‫ما قال ا ّ‬
‫و ل تحزنوا فيما أمامكم مسسن الهسسوال فقسسد كفيتموهسسا و ل تحزنسسوا علسسى مسسا تخلفسسونه مسسن‬
‫الذراري و العيال فهذا اّلذي شاهدتموه في الجنان بدل منهم ‪،‬‬

‫» و ابشروا بالجّنة اّلتي كنتم توعدون « هذه منازلكم و هؤلء ساداتكم اناسكم و جلسسسكم‬
‫هذا ‪.‬‬

‫جسة أمسسر المخسساطبين بالقيسام‬


‫سلم بالية الشسسريفة المتضسّمنة للعسدة و الح ّ‬
‫و لما تكّلم عليه ال ّ‬
‫ل ( و ل بّد لكم من اكمال هذا‬ ‫على مفادها و العمل على مقتضاها بقوله ) و قد قلتم رّبنا ا ّ‬
‫القرار بالستقامة لستحقاق انجاز الوعد و البشارة ) فاستقيموا علسسى كتسابه ( بساجلله و‬
‫اعظامه و العمل بتكاليفه و أحكامه ) و علسسى منهسساج أمسسره ( بسسسلوكه و اتبسساعه ) و علسسى‬
‫صالحة من عبادته ( باتيانها على وجه الخلسسوص جامعسسة لشسسرايطها المقسّررة و‬ ‫الطريقة ال ّ‬
‫حسسدودها الموظفسسة ) ث سّم ل تمرقسسوا ( أى ل تخرجسسوا ) منهسسا ( و ل تتع سّدوا عنهسسا ) و ل‬
‫تبتدعوا فيها ( أى ل تحدثوا فيها بدعة ) و ل تخالفوا عنها ( أى ل تعرضوا عنها يمينسسا و‬
‫لس‬
‫شمال مخالفين لها ‪ ،‬فانكم إذا أقمتم على ذلك كّله حصل لكم شرط السسستحقاق فينجسسز ا ّ‬
‫شركم الملئكة و تدخلون الجّنة البّتة ‪ ،‬و ان لم تقيموا عليه فقسسدتم الشسسرط و‬ ‫لكم وعده و تب ّ‬
‫بفقدانه و انتفائه ينتفى المشروط ل محالة ‪.‬‬

‫] ‪[ 208‬‬

‫لس يسوم القيامسة ( يعنسي أّنهسم ل‬


‫ن أهل المسروق منقطسع بهسم عنسد ا ّ‬
‫و هو معنى قوله ‪ ) :‬فا ّ‬
‫يجدون بلغا يوصلهم إلى المقصد ‪ ،‬روى في مجمسع البيسسان عسسن أنسس قسال ‪ :‬قسرء علينسسا‬
‫لس عليسسه و آلسسه و‬
‫ل عليه و آله هذه الية أى الية المتقّدمة قسسال صسّلى ا ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫رسول ا ّ‬
‫سّلم ‪ :‬قد قالها ناس ثّم كفر أكثرهم فمن قالها حّتى يموت فهو مّمن استقام عليها ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫ي مؤمنين است در نصيحت مخاطبين ميفرمايد‬


‫از جمله خطب شريفه آن امام مبين و ول ّ‬
‫‪:‬‬

‫منتفع باشيد با بيان خدا و مّتعظ باشيد با موعظهاى خدا و قبول نمائيد نصيحت خدا را ‪،‬‬
‫پس بدرستيكه خدا اظهار فرموده عذر خود را بشما با آيههاى واضحه ‪،‬‬

‫جت را و بيان كرد از براى شما محبوب داشته شدههاى خود را‬ ‫و اخذ فرمود بر شما ح ّ‬
‫از عملها و مكروهها داشته شدهاى خود را از آنها تا اينكه متابعت نمائيسسد بسسآن عملهسساى‬
‫محبوبه و اجتناب نمائيد از اين عملهاى مكروهه ‪.‬‬

‫ل و سسسلمه عليسسه و آلسسه ميفرمسسود كسسه بهشسست‬


‫پس بدرستى كه حضرت رسول صلوات ا ّ‬
‫محفوف شده است با دشواريها و آتش محفوف شده است با شهوتها ‪،‬‬

‫و بدانيد كه بدرستيكه نيست از اطاعت خدا چيزى مگر اينكه ميآيد با كراهت طسسبيعت ‪،‬‬
‫و نيست در معصيت خدا چيزى مگر اينكه ميآيد با شهوت و رغبت ‪ ،‬پس رحمسست خسسدا‬
‫مردى را كه بر كند از شهوت خود ‪ ،‬و قلع كند خواهشات نفس خود را پس بدرستى كه‬
‫اين نفس دورترين چيزيست از حيثّيت كنده شدن از شهوت ‪،‬‬

‫بدرستيكه اين نفس هميشه اشتياق دارد و ميل كند بسسسوى معصسيت در آرزو و خسسواهش‬
‫نفسانى ‪.‬‬

‫و بدانيد اى بندگان خدا بدرستيكه مسسؤمن نسسه روز را بشسب ميسسآورد و نسسه شسب را بسروز‬
‫مگر اينكه نفس او مّتهمست نزد او ‪ ،‬پس هميشه آن مؤمن ايراد كننده‬

‫] ‪[ 209‬‬

‫است بر نفس خود ‪ ،‬و طلب كننده اسست از بسراى او زيسادة خيسرات و مسبّرات را ‪ ،‬پسس‬
‫باشيد مثل سابقانى كه پيش از شما بودند و مثل گذشتگان در پيسسش از شسما بسسر كندنسد از‬
‫دنياى فاني همچو بر كندن كوچ كننده ‪ ،‬و درنورديدند دنيا را مثل درنورديدن منزلها ‪.‬‬

‫و بدانيد كه اين قرآن كريم او نصيحت كنندهايست كه خيانت نمىكند ‪،‬‬

‫و هدايت كنندهايست كه گمراه نميسازد ‪ ،‬و خبر دهندهايست كه دروغ نميگويد ‪،‬‬
‫و همنشين نشد اين قرآن را أحدى از شما مگر اينكه برخاست از آن با زيادتي يا كمى ‪،‬‬
‫زيادتي در هدايت و كمى از كورى و ضللت ‪.‬‬

‫و بدانيد نيست بر أحدى بعد از قرآن حاجتى ‪ ،‬و نه مر أحديرا پيش از قرآن از دولتي ‪،‬‬
‫پس طلب شفا نمائيد از او از دردهاى ظاهرى و باطني خودتان ‪ ،‬و طلب يارى كنيد بسسا‬
‫او بر شّدتهاى خودتان ‪ ،‬پس بدرستى كه در او است شفا از بزرگترين دردها و آن كفسسر‬
‫است و نفاق و گمراهى است و ضللت ‪ ،‬پس مسسسألت نمائيسسد از خسسدا بوسسسيله قسسرآن ‪ .‬و‬
‫جه باشسسيد بوسسسى پروردگسسار بسسا محبسست قسسرآن ‪ ،‬و سسسؤال ننمائيسسد بوسسساطت قسسرآن از‬
‫متو ّ‬
‫جه نشد بندگان بسوى خدا با مثل قرآن ‪.‬‬ ‫مخلوقي ‪ ،‬بدرستيكه متو ّ‬

‫و بدانيسسد كسسه بدرسسستيكه قسسرآن شسسفاعت كننسسده اسسست و مقبسسول الشسسفاعة ‪ ،‬و گوينسسده اسسست‬
‫تصديق شده ‪ ،‬و بدرستيكه كسيكه شفاعت نمايد مر او را قرآن در روز قيسسامت شسسفاعت‬
‫او قبول ميشود در حق آن ‪ ،‬و كسيكه بدگوئي نمايد از او قرآن در روز قيسسامت تصسسديق‬
‫شده ميشود بر ضرر آن ‪.‬‬

‫پس بدرستيكه ندا كند ندا كننده در روز قيامت اينكه آگاه باشيد بدرستيكه هر كشسست كسسار‬
‫امتحان خواهد شد در كشت خود و در عاقبت عمل خسسود غيسسر از كشسست كننسسدگان قسسرآن‬
‫پس باشيد از كشتكاران قرآن و تبعّيت كنندگان او و دليل أخذ نمائيد او را بر پروردگار‬
‫خود ‪ ،‬و طلب نصيحت كنيد از او بر نفسهاى خود ‪ ،‬و مّتهم داريد رأيهسساى خسسود را كسسه‬
‫بر خلف او است ‪ ،‬و مغشوش شماريد در مقابل قرآن خواهشات خود را ‪.‬‬

‫] ‪[ 210‬‬

‫مواظبت نمائيد بر عملها و مسارعت نمائيد بنهسسايت و عسساقبت كسسار ‪ ،‬و ملزمسست نمائيسسد‬
‫براسسستكارى پسسس از آن و منصسسف باشسسيد بسسا صسسبر و تحمسسل ‪ ،‬و تسسرك نكنيسسد ورع و‬
‫پرهيزكارى را ‪ ،‬بدرستى كه شما راست نهايت و عاقبتي پس منتهى شويد بسوى نهايت‬
‫خود ‪ ،‬و بدرستى كه شما راست علم و نشانه پس هدايت يابيد با علم خود ‪،‬‬

‫و بدرستيكه مر اسسسلم راسسست غسسايت و نهسسايتي پسسس منتهسسى شسسويد بسسسوى غسسايت او ‪ ،‬و‬
‫خارج بشويد بسوى خداوند تعالى از چيزى كه واجب نموده بر شما از حق خود و بيان‬
‫جسست آورنسسدهام‬
‫نموده است شما را از وظيفهاى خود ‪ ،‬من شاهد هستم از براى شما و ح ّ‬
‫در روز قيامت از جانب شما ‪.‬‬

‫آگاه باشيد بدرستيكه آنچه مقّدر شده بود سابقا بتحقيق واقع گرديد ‪،‬‬

‫و قضاى الهى كسه نافسذ و ممضسى اسست تسدريجا بوجسود درآيسد ‪ ،‬و بدرسستيكه مسن تكّلسسم‬
‫جت او فرموده است خسسدا در كتسساب عزيسسز خسسود ‪ :‬بدرسسستى كسسه‬
‫كنندهام بوعده خدا و بح ّ‬
‫آنكسانى كه گفتند كه پروردگار مسسا خداسسست پسسس در آن مسسستقيم شسسدند نسسازل ميشسسود بسسر‬
‫ايشان ملئكه كه نترسيد و محزون نباشيد و بشارت دهيد ببهشت عنسسبر سرشسست كسسه در‬
‫دنيا وعده داده شده بوديد ‪.‬‬

‫و بتحقيق كه گفتيد شما پروردگار ما خداست پس مستقيم باشيد بر كتاب كريم او ‪ ،‬و بر‬
‫راه روشن امر او و بر طريقه شايسته از عبادت و بندگي او ‪ ،‬پس از آن خسسارج نشسسويد‬
‫و بيرون مرويد از آن طريقه و احداث بدعت نكنيسسد در آن و مخسسالفت نكنيسسد در آن پسسس‬
‫بدرستيكه أهل خروج از عبادت بهم بريده شدهاند از ثواب دائمي نسسزد خسسداى تعسسالى در‬
‫روز قيامت ‪.‬‬

‫] ‪[ 211‬‬

‫ععععع عععععع عععع‬

‫ثّم إّياكم و تهزيع الخلق و تصريفها ‪ ،‬و اجعلوا الّلسان واحدا ‪،‬‬

‫ل ما أرى عبسسدا يّتقسسي تقسسوى‬ ‫ن هذا الّلسان جموح بصاحبه ‪ ،‬و ا ّ‬ ‫و ليختزن الّرجل لسانه فإ ّ‬
‫ن قلب المنافق من وراء‬ ‫ن لسان المؤمن من وراء قلبه ‪ ،‬و إ ّ‬ ‫تنفعه حّتى يختزن لسانه ‪ ،‬و إ ّ‬
‫ن المؤمن إذا أراد أن يتكّلم بكلم تدّبره في نفسه فإن كان خيرا أبسسداه و إن كسسان‬ ‫لسانه ‪ ،‬ل ّ‬
‫ن المنافق يتكّلم بما أتى على لسانه ل يدري ماذا له و ما ذا عليسسه ‪ ،‬و لقسسد‬ ‫شّرا واراه ‪ ،‬و إ ّ‬
‫ل عليه و آله ‪ :‬ل يستقيم إيمان عبد حّتى يستقيم قلبسسه ‪ ،‬و ل يسسستقيم‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫قال رسول ا ّ‬
‫ي الّراحسسة مسسن‬
‫لس سسسبحانه و هسسو نقس ّ‬‫قلبه حّتى يستقيم لسانه ‪ ،‬فمن استطاع منكم أن يلقسسى ا ّ‬
‫دماء المسلمين و أموالهم ‪ ،‬سليم الّلسان من أعراضهم فليفعل ‪.‬‬

‫ل عاما أّول ‪،‬‬


‫ل العام ما استح ّ‬
‫ن المؤمن يستح ّ‬
‫لإّ‬
‫و اعلموا عباد ا ّ‬

‫ل لكم شيئا مّما حّرم عليكم ‪،‬‬


‫ن ما أحدث الّناس ل يح ّ‬ ‫و يحّرم العام ما حّرم عاما أّول ‪ ،‬و إ ّ‬
‫ل‪،‬‬‫ل ‪ ،‬و الحرام ما حّرم ا ّ‬ ‫لا ّ‬
‫ن الحلل ما أح ّ‬ ‫و لك ّ‬

‫فقد جّربتم المور و ضّرستموها و وعظتم بمن كان قبلكم ‪ ،‬و ضربت‬

‫] ‪[ 212‬‬

‫ل أصسّم ‪ ،‬و ل يعمسسى عنسسه‬ ‫المثال لكم ‪ ،‬و دعيتم إلى المر الواضح ‪ ،‬فل يصّم عن ذلك إ ّ‬
‫لس بسالبلء و الّتجسارب لسسم ينتفسسع بشسيء مسسن العظسسة ‪ ،‬و أتسساه‬
‫ل أعمى ‪ ،‬و من لسم ينفعسه ا ّ‬
‫إّ‬
‫الّتقصير من أمامه حّتى يعرف ما أنكر ‪،‬‬
‫ن الّناس رجلن ‪ :‬مّتبع شرعة ‪ ،‬و مبتدع بدعة ‪،‬‬
‫و ينكر ما عرف ‪ ،‬فإ ّ‬

‫جة ‪.‬‬
‫ل برهان سّنة ‪ ،‬و ل ضياء ح ّ‬
‫ليس معه من ا ّ‬

‫ل المتين ‪ ،‬و سببه الميسسن ‪ ،‬و‬ ‫ل سبحانه لم يعظ أحدا بمثل هذا القرآن ‪ ،‬فاّنه حبل ا ّ‬ ‫نا ّ‬ ‫وإّ‬
‫فيه ربيع القلب ‪ ،‬و ينابيع العلم ‪ ،‬و ما للقلب جلء غيره ‪ ،‬مع أّنه قد ذهب المتذّكرون ‪ ،‬و‬
‫بقي الّناسون أو المتناسون ‪ ،‬فسسإذا رأيتسسم خيسسرا فسسأعينوا عليسسه ‪ ،‬و إذا رأيتسسم شسّرا فسساذهبوا‬
‫ل عليه و آله و سّلم كان يقول ‪ :‬يا ابن آدم إعمل الخير و دع‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ن رسول ا ّ‬‫عنه ‪ ،‬فإ ّ‬
‫الشّّر فإذا أنت جواد قاصد ‪.‬‬

‫ظلم ثلثة ‪ :‬فظلم ل يغفسسر ‪ ،‬و ظلسسم ل يسسترك ‪ ،‬و ظلسسم مغفسسور ل يطلسسب ‪ ،‬فأّمسسا‬ ‫ن ال ّ‬
‫أل و إ ّ‬
‫ك ِبسسه ‪ ،‬و‬
‫شَر َ‬
‫ن ُي ْ‬
‫ل ل َيْغِفُر َأ ْ‬‫ن ا َّ‬
‫ل سبحانه ‪ِ :‬إ ّ‬
‫ل سبحانه قال ا ّ‬
‫شرك با ّ‬
‫ظلم اّلذي ل يغفر ال ّ‬‫ال ّ‬
‫ظلم اّلذي ل يسسترك فظلسسم‬ ‫ظلم اّلذي يغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنات ‪ ،‬و أّما ال ّ‬ ‫أّما ال ّ‬
‫العباد بعضهم بعضا ‪ ،‬القصاص هناك شديد ‪ ،‬ليس هو جرحا بالمدى ‪،‬‬

‫] ‪[ 213‬‬

‫لس ‪ ،‬فسسإنّ‬
‫سياط ‪ ،‬و لكّنه ما يستصغر ذلك معه ‪ ،‬فإّياكم و الّتلسّون فسسي ديسسن ا ّ‬
‫و ل ضربا بال ّ‬
‫ل س سسسبحانه‬‫نا ّ‬‫ق خير من فرقة فيما تحّبون من الباطسسل ‪ ،‬و إ ّ‬ ‫جماعة فيما تكرهون من الح ّ‬
‫لم يعط أحدا بفرقة خيرا مّما مضى و ل مّما بقي ‪.‬‬

‫يا أّيها الّناس طوبى لمن شغله عيبه عن عيسسوب الّنسساس ‪ ،‬و طسسوبى لمسسن لسسزم بيتسسه و أكسسل‬
‫قوته و اشتغل بطاعة رّبه و بكى على خطيئته ‪،‬‬

‫فكان من نفسه في شغل و الّناس منه في راحة ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫سسسرته و فّرقتسسه و ) خسسزن ( المسسال و اخسستزنه أحسسرزه و‬ ‫) هزعسست ( الشسسجر تهزيعسسا ك ّ‬


‫) ضّرسته ( الحروب أى جّربته و أحكمته و ) صّمت ( الذن صمما من باب تعب بطسسل‬
‫سره الزهرى و غيره ‪ ،‬و يسند الفعل إلى الشخص أيضا فيقال ‪ :‬صّم يصّم‬ ‫سمعها هكذا ف ّ‬
‫صمما ‪ ،‬فالذكر أصسّم و النسثى صسّماء و الجمسع صسّم مثسل أحمسر و حمسراء و حمسر ‪ ،‬و‬
‫ل و ربمسسا اسسستعمل الربسساعي لزمسسا علسسى قّلسسة و ل يسسستعمل‬
‫يتعّدى بالهمزة فيقال أصّمه ا ّ‬
‫ل الذن و ل يبنى للمفعول فل يقال صّمت الذن ‪.‬‬ ‫الثلثي متعّديا فل يقال صّم ا ّ‬

‫صسسل بسسه إلسسى‬


‫ل ما يتو ّ‬
‫صل به إلى الستعلء ثّم استعير لك ّ‬ ‫سبب ( الحبل و هو ما يتو ّ‬
‫و ) ال ّ‬
‫المور فقيل هذا ‪ :‬سبب هذا و هذا مسّبب عن هسسذا و ) الجسسواد ( الفسسرس السسسابق الجيسسد و‬
‫) هن ( بالتخفيف كأخ كناية عن كل اسم جنسسس كمسسا فسسي مصسسباح اللغسسة للفيسسومى أو عمسسا‬
‫يستقبح ذكره و لمها محذوفة ففى لغة هى ها فيصّغر على هنيهة‬

‫] ‪[ 214‬‬

‫و منه يقال مكث هنيهة أى ساعة لطيفة ‪ ،‬و في لغسسة هسسي واو فيصسّغر فسسي المسسؤّنث علسسى‬
‫هنية و الهمز خطاء إذ ل وجه له و جمعها هنوات و ربما جمعت على هنات مثسل عسدات‬
‫هكذا في المصباح و ضبطه الفيروزآبادى بفتح الهاء و هكذا فيما رأيته من نسخ النهسسج و‬
‫) طوبى ( وزان فعلى اسم من الطيب و الواو منقلبة عن ياء و قيل اسم شجرة فسسي الجّنسسة‬
‫كما سنشير إليه في بيان معناه ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫قوله ‪ :‬و إّياكم و تهزيع الخلق ‪ ،‬انتصاب تهزيع على التحذير قسسال الشسسارح المعسستزلي ‪:‬‬
‫و حقيقته تقدير فعل و صورته جّنبوا أنفسكم تهزيع الخلق فاّياكم قسسائم مقسسام أنفسسسكم ‪ ،‬و‬
‫الواو عوض عن الفعل المقّدر و قد جاء بغير واو في قول الشاعر ‪:‬‬

‫إّيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساك أن ترضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسحابة نسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساقص‬


‫فتنحط قدرا من علك و تحقرا‬

‫ن الصسسحيح أ ّ‬
‫ن‬ ‫قوله ‪ :‬عاما أّول بدون تنوين لّنه غير منصرف للوصفّية و وزن الفعل فا ّ‬
‫أصله أوءل على وزن أفعل مهموز الوسط فقلبت الهمزة الّثانية واوا و ادغمت ‪.‬‬

‫ل على ذلك قولهم ‪ :‬هذا أّول منك ‪ ،‬و الجمسسع الوائل و الوالسسى أيضسسا‬ ‫ي و يد ّ‬
‫قال الجوهر ّ‬
‫على القلب ‪ ،‬قال الشهيد في تمهيد القواعد ‪ :‬و له استعمالن أحدهما أن يكون اسما فيكون‬
‫ن هسسذا‬
‫مصروفا و منه قولهم ماله أّول و ل آخر ‪ ،‬قال في الرتشسساف ‪ :‬و فسسي محفسسوظى أ ّ‬
‫يؤنث بالتاء و يصرف أيضا فيقال أولسسة و آخسسرة بسسالتنوين ‪ ،‬و الثسساني أن يكسسون صسسفة أى‬
‫أفعل التفضيل بمعنى السبق فيعطى حكم غيره من صيغ أفعل التفضيل كمنع الصرف و‬
‫عدم تأنيثه بالتاء و دخول من عليه ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫سسسابق بسسالمر بالسسستقامة و النهسسى عسسن المسسروق و‬


‫سلم لما ختم الفصل ال ّ‬
‫اعلم أّنه عليه ال ّ‬
‫الخروج عن جاّدة الشريعة أردفه بالتحذير عن تهزيع الخلق الملزم للّنفاق‬

‫] ‪[ 215‬‬
‫فقال ‪:‬‬

‫) ثّم إّياكم و تهزيع الخلق ( و تفريقها ) و تصسسريفها ( و تقليبهسسا و نقلهسسا مسسن حسال إلسسى‬
‫حال كما هو شأن المنافق ‪ ،‬فاّنه ل يبقى على خلق و ل يسسستمّر علسى حالسسة واحسسدة بسل قسسد‬
‫يكون صادقا و قد يكون كاذبا ‪ ،‬و تارة وفّيا و اخرى غادرا ‪ ،‬و مع الظالمين ظالما و مسسع‬
‫العدول عادل ‪.‬‬

‫سلم أسأله عن‬ ‫روى في الكافي عن محّمد بن الفضيل قال ‪ :‬كتبت إلى أبي الحسن عليه ال ّ‬
‫صلة قسساموا‬
‫ل و هو خادعهم و إذا قاموا إلى ال ّ‬ ‫ن المنافقين يخادعون ا ّ‬
‫ىإّ‬ ‫مسألة ‪ ،‬فكتب إل ّ‬
‫ل قليل مذبذبين بيسن ذلسسك ل إلسسى هسسؤلء و ل إلسسى‬ ‫لإ ّ‬
‫كسالى يرآؤن الّناس و ل يذكرون ا ّ‬
‫ل فلم تجد له سبيل ‪ ،‬ليسسسوا مسسن الكسسافرين و ليسسسوا مسسن المسسؤمنين و‬
‫هؤلء و من يضلل ا ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫ليسوا من المسلمين يظهرون اليمان و يصيرون إلى الكفر و التكذيب لعنهم ا ّ‬

‫و لما حّذر عن تصريف الخلق و الّنفساق أمسر بقسوله ) و اجعلسوا الّلسسان واحسدا ( علسى‬
‫اّتحاد الّلسان اذ تعّدد الّلسان من وصف المنافق يقول في السّر غير ما يقوله فى العلنية ‪،‬‬
‫و في الغياب خلف ما يقوله في الحضور ‪ ،‬و يتكّلم مع هذا غير ما يتكّلم مع ذلك ‪.‬‬

‫سلم قسسال ‪ :‬بئس العبسسد عبسسد يكسسون ذا وجهيسسن و ذا‬


‫روى في الكافي عن أبي جعفر عليه ال ّ‬
‫لسانين يطرى أخاه شاهدا و يأكله غايبا ‪ ،‬إن أعطى حسده و إن ابتلى خذله ‪.‬‬

‫ي بن أسباط عن عبد الّرحمان بن حّمسساد رفعسسه‬ ‫ي بن إبراهيم عن أبيه عن عل ّ‬ ‫و فيه عن عل ّ‬


‫سسسلم ‪ :‬يسسا عيسسسى ليكسسن لسسسانك فسسي السسّر و‬
‫ل تبارك و تعالى لعيسسسى عليسسه ال ّ‬
‫قال ‪ :‬قال ا ّ‬
‫العلنية لسانا واحدا و كذلك قلبك إّني احذرك نفسك و كفى بي خبيرا ل يصلح لسانان في‬
‫فم واحد و ل سيفان في غمد واحد و ل قلبان في صدر واحد و كذلك الذهان ‪.‬‬

‫لس تعسسالى بثلث خصسسال هسسي اّمهسسات جميسسع الخصسسال‬


‫قال بعض شسّراح الكسسافي ‪ :‬أمسسره ا ّ‬
‫الفاضلة و العمال الصالحة ‪:‬‬

‫ق و يتكّلم به فل يقسسول فسسي السسّر‬


‫الّول أن يكون لسانه في جميع الحوال واحدا يقول الح ّ‬
‫ن ذلك خدعة‬ ‫خلف ما يقول في العلنية كما هو شأن الجهال ‪ ،‬ل ّ‬

‫] ‪[ 216‬‬

‫و نفاق و حيلة و تفريق بين العباد و إغراء بينهم ‪.‬‬

‫ق وحسسده غيسسر متلسّوث بالحيسسل و ل متلسّوث بسسالمكر و‬


‫الثاني أن يكون قلبه واحدا قابل للح ّ‬
‫ق و يورثه أمراضا مهلكة ‪.‬‬ ‫ن ذلك يميت القلب و يبعده من الح ّ‬‫الختل ‪ ،‬فا ّ‬
‫ل المراد به هنا الفكر في المور‬ ‫الثالث أن يكون ذهنه واحدا و هو الذكاء و الفطنة ‪ ،‬و لع ّ‬
‫الحّقة النافعة و مباديها ‪ ،‬و بوحدته خلوصه عن الفكر فسسي الباطسسل و الشسسرور و تحصسسيل‬
‫مباديها و كيفّية الوصول إليها ‪ ،‬و بالجملسة أمسره أن يكسون لسسانه واحسدا و قلبسه واحسدا و‬
‫ذهنه واحدا و مطلبه واحدا هذا ‪.‬‬

‫و لما أمرهم بجعل لسانهم واحدا أردفه بالمر بحفظه و حرزه فقسسال ) و ليخسستزن الّرجسسل‬
‫ن هذا الّلسسسان جمسسوح بصسساحبه ( يقحمسسه فسسي المعسساطب و‬
‫صمت ) فا ّ‬
‫لسانه ( أى ليلزم ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم إن كان في شيء الشسسوم ففسسى‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫المهالك ‪ ،‬و لذلك قال رسول ا ّ‬
‫الّلسان ‪،‬‬

‫ل عليه و آلسسه ‪ :‬نجسساة المسسؤمن مسسن حفسسظ لسسسانه رواهمسسا فسسي‬‫و في حديث آخر قال صّلى ا ّ‬
‫سسسبعين‬‫ل عليه و آله و سّلم ‪ ،‬و قد تقّدم فسسي شسسرح كلمسساته السسسابعة و ال ّ‬‫الكافي عنه صّلى ا ّ‬
‫صمت و آفات الّلسان و أوردنا بعض مسسا ورد فيسسه مسسن الخبسسار و‬ ‫فصل واف في فوائد ال ّ‬
‫أقول هنا ‪:‬‬

‫سلم قال ‪ :‬قال لقمان لبنه ‪:‬‬


‫ل عليه ال ّ‬
‫روى في الكافي عن ابن القداح عن أبي عبد ا ّ‬

‫ن السكوت من ذهب ‪.‬‬


‫ضة فا ّ‬
‫ن الكلم من ف ّ‬
‫ي إن كنت زعمت أ ّ‬
‫يا بن ّ‬

‫سلم ‪ :‬من علمات الفقسسه‬ ‫و عن أحمد بن محّمد بن أبي نصر قال ‪ :‬قال أبو الحسن عليه ال ّ‬
‫صمت يكسب المحّبة إّنسسه‬
‫ن ال ّ‬
‫صمت باب من أبواب الحكمة إ ّ‬ ‫ن ال ّ‬
‫صمت إ ّ‬
‫العلم و الحلم و ال ّ‬
‫ل خير ‪.‬‬
‫دليل على ك ّ‬

‫سلم يقول ‪ :‬كان أبو ذر يقول ‪ :‬يا مبتغسسى‬ ‫و عن أبي بصير قال ‪ :‬سمعت أبا جعفر عليه ال ّ‬
‫ن هذا الّلسان مفتاح خير و مفتاح شّر فاختم علسسى لسسسانك كمسسا تختسسم علسسى ذهبسسك و‬
‫العلم إ ّ‬
‫ورقك ‪.‬‬

‫سسسلم قسسال ‪ :‬ل‬


‫لس عليسسه ال ّ‬
‫ي بن حسن بن رباط عن بعض رجاله عن أبسسي عبسسد ا ّ‬‫و عن عل ّ‬
‫يزال العبد المؤمن يكتب محسنا ما دام ساكتا فاذا تكّلم كتب محسنا أو مسيئا ‪.‬‬

‫ن نجاته من وبال‬
‫ن سلمة النسان في حفظ الّلسان و أ ّ‬
‫فقد علم بذلك كّله أ ّ‬

‫] ‪[ 217‬‬

‫لس مسسا أرى‬


‫الّدنيا و نكال الخرة في المساك عن فضول الكلم ‪ ،‬و إليه أشار بقسسوله ) و ا ّ‬
‫ن التقوى النافع هسو مسا يحفظسه مسسن غضسسب‬ ‫عبدا يتقى تقوى تنفعه حّتى يختزن لسانه ( فا ّ‬
‫ل بالّتقسساء مسسن جميسسع المحّرمسسات و‬
‫صسسل ذلسسك إ ّ‬
‫الجّبار و ينجيه من عذاب الّنار ‪ ،‬و ل يح ّ‬
‫الموبقات الموقعة في الجحيم و السخط العظيم ‪ ،‬و الكذب و الغيبة و الهجسساء و السّسسعاية و‬
‫سب و نحوها من حصائد اللسنة من أعظسسم تلسسك الموبقسسات ‪ ،‬فل ب سّد‬ ‫الّنميمة و القذف و ال ّ‬
‫من الّتقاء منها و اختزان الّلسان عنها ‪.‬‬

‫و لما أمر باختزان اللسان و نّبه على توّقسف التقسوى الّنسافع عليسه أردفسه بسالتنبيه علسى أنّ‬
‫ص المسسؤمن و عسسدم اخسستزانه مسسن‬ ‫اختزانه من فضول الكلم و سسسقطات اللفسساظ مسسن خسسوا ّ‬
‫ن لسسسانه تسسابع‬
‫ن لسان المؤمن من وراء قلبه ( يعنسسي أ ّ‬ ‫أوصاف المنافق و ذلك قوله ‪ ) :‬و ا ّ‬
‫ن قلب المنافق من وراء لسانه ( يعني قلبه تابع للسانه ‪.‬‬ ‫لقلبه ) و ا ّ‬

‫ن المؤمن إذا أراد أن يتكّلم بكلم تدّبره في نفسه ( و تفّكر في‬ ‫بيان ذلك ما أشار بقوله ) ل ّ‬
‫عاقبته ) فان كان خيرا ( و رشدا تكّلسسم بسسه أى أظهسسره و ) أبسسداه و ان كسسان شسّرا ( و غّيسسا‬
‫اختزن لسانه عنه أى ) واراه ( و أخفاه فكان لسانه تابع قلبه حيث انه نطسسق بسسه بعسسد حكسسم‬
‫ن المنافق ( يسسسبق حسسذفات لسسسانه و فلتسسات كلمسسه مراجعسسة فكسسره و‬ ‫العقل و إجازته ) و ا ّ‬
‫) يتكّلم ( من دون فكر و روّية ) بما أتى على لسانه ل يدرى ماذا له و ماذا عليسسه ( فكسسان‬
‫ن مسسا تكّلسسم‬
‫قلبه تابع لسانه لنه بادر إلى التكّلم من غير ملحظة ثّم رجع إلى قلبه فعرف أ ّ‬
‫به مضّرة له ‪.‬‬

‫ن اسستقامة اليمسسان إّنمسا هسسو‬


‫لس عليسسه و آلسسه علسسى أ ّ‬
‫ثسّم استشسسهد بالحسديث النبسوى صسّلى ا ّ‬
‫ل س ص سّلى‬‫ق و خزنه عن الباطل و هو قوله ) و لقد قال رسسسول ا ّ‬ ‫باستقامه اللسان على الح ّ‬
‫ل عليه و آله ل يستقيم ايمان عبد حّتى يستقيم قلبه و ل يستقيم قلبه حّتى يسسستقيم لسسسانه (‬ ‫ا ّ‬
‫ظاهر هذا الحديث يفيد ترّتب استقامة اليمان على استقامة القلب و ترّتب اسسستقامة القلسسب‬
‫على استقامة الّلسان ‪.‬‬

‫ن اليمان حسبما عرفت في شرح الخطبسسة‬ ‫أّما ترّتب الّول على الّثاني فل غبار عليه ‪ ،‬ل ّ‬
‫المأة و التاسعة عبارة عن العتراف بالّلسان و الذعان بالجنان فاستقامة‬

‫] ‪[ 218‬‬

‫القلب جزء من مفهومه و هو جهة الفرق بينه و بين السلم كما أنه ل غبسار علسى ترّتبسه‬
‫على الثالث على قول من يجعل العمل بالركان أيضا شطرا منه ‪.‬‬

‫ن الّلسان ترجمسسان‬ ‫و أّما ترّتب الثانى على الثالث فل يخلو من اشكال و اغلق ‪ ،‬لظهور أ ّ‬
‫القلب فاستقامته موقوفة على استقامته ل بالعكس ‪ ،‬و بعسسد التنسّزل عسسن ذلسسك فغايسسة المسسر‬
‫ل منهما بالخر ‪ ،‬و أّما التوّقف فل ‪.‬‬
‫تلزمهما و ارتباط ك ّ‬

‫ن القلب لما كان رئيس العضاء و الجسوارح و مسن جملتهسا الّلسسان كسان‬ ‫و وجه التلزم أ ّ‬
‫استقامته مسسستلزمة لسسستقامتها و كسسذلك اسسستقامتها مسسستلزمة لسسستقامته لنهسسا لسسو لسسم تكسسن‬
‫مستقيمة بأن صدر منه الذنب و الباطل يسرى عدم استقامتها أى فسادها إلى القلب فيفسسسد‬
‫بفسادها ‪.‬‬

‫سسسلم قسسال ‪ :‬مسسا مسسن‬


‫ل على ذلك ما رواه في الكافي عن زرارة عن أبي جعفر عليه ال ّ‬
‫و يد ّ‬
‫ل و في قلبه نكتة بيضاء فاذا أذنب ذنبا خرج في النكتة نكتة سوداء ‪ ،‬فان تاب ذهب‬ ‫عبد إ ّ‬
‫ذلك السواد ‪ ،‬و إن تمادى في الّذنوب زاد ذلك السواد حّتى يغطى البياض ‪،‬‬

‫ل بسسل ران‬
‫ل»ك ّ‬
‫ل عّز و ج ّ‬
‫فاذا غطى البياض لم يرجع صاحبه إلى خير أبدا و هو قول ا ّ‬
‫على قلوبهم ما كانوا يكسبون « ‪.‬‬

‫ن هذه الّرواية و الية المستشهد بها كما ترى مضسسافة إلسسى الروايسسات الخسسر تسسدل علسسى‬
‫فا ّ‬
‫صسادرة مسن الجسوارح ‪ ،‬فيسوجب عسسدم اسسستقامتها لعسدم‬‫اسوداد لوح القلب بكثرة الذنوب ال ّ‬
‫استقامته و استقامتها لستقامته ‪.‬‬

‫ن عسدم اسستقامتها سسبب لعسدم‬


‫صسل مسن هسذا التقريسر أ ّ‬
‫ن غايسة مسا يتح ّ‬
‫جه عليسه أ ّ‬ ‫لكنه يتسو ّ‬
‫ن استقامتها سبب لستقامته فل فافهم جّيدا ‪.‬‬ ‫استقامته ‪ ،‬و أّما أ ّ‬

‫ن مرجع صدور الّذنب عنها الموجب لعدم استقامتها فسسي الحقيقسسة‬


‫ن لقائل أن يقول ‪ :‬إ ّ‬
‫مع أ ّ‬
‫ن القلب إذا كان سالما مستقيما ل يعزم على معصية و ل يريسسدها ‪ ،‬و‬ ‫إلى عدم استقامته ل ّ‬
‫مع عدم إرادتها ل يصدر ذنب عن العضاء حّتى يسرى ظلمته و رينه إلى القلب ‪.‬‬

‫ن استقامة الّلسان كساير العضاء موقوفة على استقامة‬


‫فقد علم من ذلك كّله أ ّ‬

‫] ‪[ 219‬‬

‫القلب و مترّتبة عليها ل بالعكس ‪.‬‬

‫ن معنسسى الحسسديث أّنسسه ل‬‫ل الشسسكال السسسابق أ ّ‬‫و بعد الّلتيا و اّلتي فاّلذي يخطر بالبال في ح ّ‬
‫ل بسأن يعسرف اسستقامة قلبسه ‪ ،‬و ل يعسرف اسستقامة قلبسه إ ّ‬
‫ل‬ ‫يعرف اسستقامة ايمسان عبسد إ ّ‬
‫ق أى بتنطقسسه علسسى كلمسسة التوحيسسد و‬ ‫ل باسسستقامة الّلسسسان علسسى الحس ّ‬
‫باستقامة لسانه ‪ ،‬فيستد ّ‬
‫النبّوة و الولية ‪ ،‬و بامساكه عن الغيبة و النميمة و الكذب و غيرهسسا مسسن هفسسوات الّلسسسان‬
‫على استقامة القلب أى علسسى إذعسسانه بمسسا ذكسسر و علسسى خلسّوه عسسن المسسراض النفسسسانية و‬
‫ن العبد مؤمن كامل ‪.‬‬ ‫ل باستقامته على استقامة اليمان أى على أ ّ‬ ‫يستد ّ‬

‫ن قلسسب‬
‫ن لسان المسسؤمن مسسن وراء قلبسسه و أ ّ‬
‫سلم لما ذكر أ ّ‬
‫و يقرب هذا التوجيه أّنه عليه ال ّ‬
‫المنافق من وراء لسانه عّقبه بهذا الحديث ليمّيسز بيسن المسؤمن و المنسافق ‪ ،‬و يحصسل لسك‬
‫ق المعرفة فيسهل عليك التشخيص إذا بينهما إذ تعرف بعسسد ذلسسك البيسسان أ ّ‬
‫ن‬ ‫المعرفة بها ح ّ‬
‫مستقيم الّلسان مؤمن و غير مستقيمه منافق ‪.‬‬

‫قال الشارح الفقير الغريق في بحسسر السّذنب و التقصسسير ‪ :‬إّنسسي قسسد أطلسست فكسسرى و أتعبسست‬
‫نظري في توجيه معنى الحديث و أسهرت ليلتي هذه و هي الّليلة الثالثسسة عشسسر مسسن شسسهر‬
‫ت مسسا سسسنح‬
‫ل إشكاله حّتى مضسست مسسن أّول الّليسسل ثمسساني سسساعات و أثبس ّ‬
‫ل المبارك في ح ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ل سبحانه و مّنته نسسور العرفسسان مسسن‬ ‫بالخاطر و أّدى إليه الّنظر القاصر ‪ ،‬ثّم تجّلى بحمد ا ّ‬
‫ألطاف صاحب الولية المطلقة على القلب القاسى فأسفر عنه الظلم و اهتسسدى إلسسى وجسسه‬
‫المرام فسنح بالبال توجيه وجيه هو أعذب و أحلى ‪ ،‬و معنى لطيف هو أمتسسن و أصسسفى و‬
‫هو أن يقال ‪:‬‬

‫ن مسن‬ ‫ن مسسراده أ ّ‬
‫سلم كّنى باستقامة اليمان و القلسسب و الّلسسان عسسن كمالهسسا و أ ّ‬
‫إنه عليه ال ّ‬
‫أراد أن يكون ايمانه كامل أى ايمانا نافعا فسسي العقسسبى ل بسّد مسسن أن يكمسسل قلبسسه أى يكسسون‬
‫بريئا سالما من المراض النفسانّية ‪ ،‬و من أراد كمال قلبه فل بّد لسسه مسسن أن يكمسسل لسسسانه‬
‫ل عن خير ‪ ،‬ففى الحقيقسسة الغسسرض مسسن الحسسديث‬ ‫أى يكون محفوظا من العثرات مختزنا إ ّ‬
‫الّتنبيه و الرشاد إلى تكميل القلب و الّلسان لتحصيل كمال اليمان ‪.‬‬

‫] ‪[ 220‬‬

‫لس عليسسه و آلسسه ‪ :‬أمسسسك‬


‫لس صسّلى ا ّ‬
‫و نظيره ما رواه عن الحلبي رفعه قال ‪ :‬قال رسسسول ا ّ‬
‫لسانك فاّنها صدقة تصدق به على نفسك ثّم قسسال ‪ :‬و ل يعسسرف عبسسد حقيقسسة اليمسسان حّتسسى‬
‫يخزن من لسانه ‪.‬‬

‫و على هذا التوجيه التأم أجزاء كلم المام على أحسن ايتلف و انسجام إذ يكون الحديث‬
‫سلم لما أمر بأن يختزن الرجل لسانه و أّكده بسسأن‬ ‫حينئذ أشّد ارتباطا بسابقه ‪ ،‬لنه عليه ال ّ‬
‫خزن الّلسان من وظايف المؤمن لكون لسانه من وراء قلبه ‪ ،‬عّقبه بهسسذا الحسسديث تأييسسدا و‬
‫تقوية و استشهادا على ما أمر به من اختزان الّلسان و يكون مناسبته للحقه أيضا أكثر و‬
‫هو قوله ‪:‬‬

‫ف ) من دمآء المسلمين‬ ‫ى الراحة ( و الك ّ‬


‫ل سبحانه و هو نق ّ‬ ‫) فمن استطاع منكم أن يلقى ا ّ‬
‫( أى سالما من قتلهم ) و أموالهم سليم الّلسسسان مسسن اعراضسسهم ( أى متجّنبسسا مسسن الغيبسسة و‬
‫ن ذلسسك مسسن شسسرايط السسلم و لسوازم‬ ‫الفحش و النميمة و الهجسساء و نحوهسا ) فليفعسسل ( ل ّ‬
‫ن المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده ‪.‬‬ ‫اليمان فا ّ‬
‫ف عن دماء المسسسلمين و أمسسوالهم و أعراضسسهم‬‫قال الشارح البحراني و شرط ذلك أى الك ّ‬
‫ف عسن‬‫ل حسال و أشسّدها الكس ّ‬
‫بالستطاعة لعسره و شّدته و إن كان واجسب السترك علسى كس ّ‬
‫الغيبة فاّنه يكاد أن ل يستطاع انتهى ‪.‬‬

‫ل حال ‪ ،‬وجوب تركها حّتى مسسع‬ ‫أقول ‪ :‬الظاهر من قوله ‪ :‬و إن كان واجب الترك على ك ّ‬
‫عسسدم السسستطاعة و هسسو باطسسل ‪ ،‬أو السسستطاعة مسسساوق للقسسدرة و هسسى شسسرط فسسي جميسسع‬
‫ل ص سّلى‬‫ل وسعها « و قال رسول ا ّ‬ ‫ل نفسا إ ّ‬
‫ل تعالى » ل يكّلف ا ّ‬
‫التكاليف الشرعية قال ا ّ‬
‫ل عليه و آله إذا أمرتكم بشىء فائتوا منه ما استطعتم ‪.‬‬
‫ا ّ‬

‫سلم نّبه على بطلن العمل بالرأى و المقاييس و نهى عن متابعة البدع فقال‬
‫ثّم إّنه عليه ال ّ‬
‫‪:‬‬

‫ل عاما أّول و يح سّرم العسسام مسسا حسّرم‬


‫ل العام ما استح ّ‬
‫ن المؤمن يستح ّ‬‫لأّ‬ ‫) و اعلموا عباد ا ّ‬
‫ن المسؤمن إذا ثبست عنسسده سسابقا حّليسسة شسيء بالكتسساب أو السسّنة و حكسسم‬
‫عاما أّول ( يعني أ ّ‬
‫ص فيحكم بحلّيته الن ‪ ،‬و ل ينقض الحكم الثابت بالّنص برأيسسه و اجتهسساده و‬ ‫بحّليته عن ن ّ‬
‫كذلك إذا ثبت عنده سابقا حرمة شيء بهما و حكم بحرمته عن دليل فيحكم بحرمته‬

‫] ‪[ 221‬‬

‫الن ‪ ،‬و ل يخالف الحكم الّثابت و ل يتعّدى عنه بالرأى و القياس و هكسسذا سسساير الحكسسام‬
‫الشرعية ‪.‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم ‪:‬‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫ن ما أحدث الناس ( من البدع بعد رسول ا ّ‬
‫)واّ‬

‫لس عليهسسا فسسي بسساب فسسدك مسسع‬


‫مثل ما صدر عن أبي بكر من طلب البّينة من فاطمة سلم ا ّ‬
‫ص الكتاب و الّرسول ص سّلى‬ ‫كون البّينة على المّدعي ‪ ،‬و غصب فدك عنها مع مخالفته لن ّ‬
‫ل عليه و آله ‪.‬‬
‫ا ّ‬

‫و ما أحدثه عمر من صلة التراويح ‪ ،‬و من وضع الخراج على أرض السواد ‪،‬‬

‫ل عليه و آله ‪.‬‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫و ازدياده أى أخذه الزيادة الجزية عما قّررها رسول ا ّ‬

‫و ما أبدعه عثمان من التفضيل في العطاء و إحداثه الذان يسسوم الجمعسسة زايسسدا عّمسسا سسّنه‬
‫صسسلة‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ ،‬و تقديمه الخطبتين في العيدين مسسع كسسون ال ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫رسول ا ّ‬
‫صسسلة بمنسسى مسسع كسسونه‬ ‫ل عليه و آله ‪ ،‬و إتمسسامه ال ّ‬
‫مقّدمة عليها في زمان الرسول صّلى ا ّ‬
‫صدقة المقاتلة و غيرها ‪ ،‬و حمايته لحمسسى المسسسلمين‬ ‫مسافرا ‪ ،‬و إعطائه من بيت المال ال ّ‬
‫ل عليه و آله جعلهم شسسرعا سسسواء فسسي المسساء و الكلء إلسسى غيسسر‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ن رسول ا ّ‬‫مع أ ّ‬
‫لس عليهسسم فسسي ذيسسل‬
‫صلها أصحابنا رضسسوان ا ّ‬
‫هذه من البدعات اّلتي أحدثوها في الّدين و ف ّ‬
‫مطاعنهم ‪.‬‬

‫ل لكم‬‫ل لكم شيئا مما حّرم عليكم ( و ل يحّرم شيئا عليكم مما أح ّ‬ ‫ن شيئا من ذلك ) ل يح ّ‬
‫فا ّ‬
‫‪ ،‬يعني قول هؤلء المبدعين المغّيرين للحكام ل يوجب تغييرها فسسي الواقسسع ‪ ،‬فل يجسسوز‬
‫لس اليهسسود و الّنصسسارى بسسأّنهم اّتخسسذوا‬
‫العتماد على أقوالهم و العتقاد بآرائهم ‪ ،‬و قد ذّم ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬فالخذون بقسسول هسسؤلء المبسسدعين يكونسسون مثسسل‬ ‫أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون ا ّ‬
‫اليهود و الّنصارى ‪.‬‬

‫سلم قال ‪ :‬سسسألته‬ ‫ل عليه ال ّ‬


‫روى في الوسائل عن تفسير العّياشي عن جابر عن أبي عبد ا ّ‬
‫سلم أمسسا أّنهسسم‬ ‫ل « قال عليه ال ّ‬ ‫ل » اّتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابًا من دون ا ّ‬
‫عن قول ا ّ‬
‫ل أّنهم أحّلوا لهم حلل فأخذوا به ‪ ،‬و حّرموا حراما فأخذوا به ‪،‬‬ ‫لم يّتخذوهم آلهة إ ّ‬

‫ل‪.‬‬
‫فكانوا أربابا لهم من دون ا ّ‬

‫ل ‪ » :‬اّتخذوا « الية ‪ ،‬فقال لم يكونوا‬


‫ل عّز و ج ّ‬
‫و عن حذيفة قال ‪ :‬سألته عن قول ا ّ‬

‫] ‪[ 222‬‬

‫يعبدونهم ‪ ،‬و لكن كانوا إذا أحّلوا لهم شيئا استحّلوها ‪ ،‬و إذا حّرموا عليهم حّرموها ‪.‬‬

‫سلم قال ‪ :‬قلسست لسسه ‪ :‬اّتخسسذوا اليسسة ‪،‬‬‫ل عليه ال ّ‬


‫و في الكافي عن أبي بصير عن أبي عبد ا ّ‬
‫ل ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم و لو دعوهم مسسا أجسسابوهم ‪ ،‬و لكسسن أحّلسسوا لهسسم‬
‫فقال أما و ا ّ‬
‫حراما و حّرموا عليهم حلل فعبدوهم من حيث ل يشعرون ‪.‬‬

‫شعراء يّتبعهم الغسساون « قسسال ‪:‬‬ ‫ي بن إبراهيم عند تفسير قوله تعالى » و ال ّ‬‫و في تفسير عل ّ‬
‫لس ‪ ،‬هسسل‬
‫ل و خالفوا مسسا أمسسر ا ّ‬
‫سلم ‪ :‬نزلت في اّلذين غّيروا دين ا ّ‬‫ل عليه ال ّ‬
‫قال أبو عبد ا ّ‬
‫رأيتم شاعرا قط تبعه أحد إنما عني بذلك اّلذين وضعوا دينسا بسآرائهم فتبعهسم الّنساس علسى‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫ل واد يهيمسسون « يعنسسى ينسساظرون بالباطيسسل و‬ ‫و يؤّكد ذلسسك قسسوله » أ لسسم تسسر أّنهسسم فسسي كس ّ‬
‫ل مذهب يذهبون » و أنهم يقولون ما ل يفعلون « قسسال‬ ‫يجادلون بالحجج المضّلين و فى ك ّ‬
‫سلم يعظون الّناس و ل يّتعظون و ينهسسون عسسن المنكسسر و ل ينتهسسون ‪ ،‬و يسسأمرون‬ ‫عليه ال ّ‬
‫ل فيهم ‪:‬‬
‫بالمعروف و ل يعملون ‪ ،‬و هم اّلذين قال ا ّ‬

‫ل مسسذهب مسسذهبون » و أّنهسسم‬


‫ل واد يهيمسسون « أى فسسي كس ّ‬
‫» أ لم تر « فيهسسم » أنهسسم فسسي كس ّ‬
‫يقولون ما ل يفعلون « و هم اّلذين غصبوا آل محّمد حّقهم ‪.‬‬
‫ن متابعة هؤلء حرام ‪ ،‬و استحللهم استحلل مسا أحّلسوه و اسستحرام مسا‬ ‫فظهر بذلك كّله أ ّ‬
‫ي و ضلل ‪ ،‬إذ ليس لهم أن يغّيروا الحكام من تلقاء أنفسهم ‪،‬‬ ‫حّرموه غ ّ‬

‫و ل أن يبّدلوا الحلل بالحرام و الحرام بالحلل ‪.‬‬

‫لم فسسي لفظسسي‬ ‫ل س ( ال ّ‬‫ل و الحرام مسسا حسّرم ا ّ‬ ‫لا ّ‬


‫كما أشار إليه بقوله ) و لكن الحلل ما أح ّ‬
‫الحلل و الحرام للجنس فتفيد قصر المسند اليسسه فسسي المسسسند كمسسا تقسّدم تحقيقسسه فسسي شسسرح‬
‫سسسلم ‪ :‬ان الئمسسة مسسن قريسسش ‪ ،‬و‬ ‫الكلم المأة و الرابع و الربعين عند شرح قوله عليه ال ّ‬
‫يحتمل أن تكون للعهد فتفيد الحصر أيضا كما عرفته في شسسرح الخطبسسة المسسأة و الثالثسسة و‬
‫سسسلم ‪ :‬نحسسن الشسسعار و الصسسحاب ‪ ،‬فيكسسون المعنسسى أ ّ‬
‫ن‬ ‫الخمسين عند شرح قوله عليسسه ال ّ‬
‫ماهية الحلل و الحرام و حقيقتهما إذا الحلل المعهود الثابت من الشريعة أى اّلذي يجوز‬
‫لسس‬
‫تناوله و الحرام المعهود الثابت منها أى اّلذى ل يجوز ارتكابه هو منحصر فيما أحّله ا ّ‬
‫سبحانه و حّرمه و أفصح عن حلّيته و حرمته في كتابه الكريم و لسان نبّيه الحكيم ‪ ،‬فغير‬
‫ذلك مما أحّله الناس و حّرموه ليس حلل و ل حراما إذ حلل‬

‫] ‪[ 223‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم حلل إلى يوم القيامة و حرامه حرام إلى يوم القيامة ‪.‬‬
‫محّمد صّلى ا ّ‬

‫سسسلم عسسن‬‫لس عليسسه ال ّ‬


‫ل عليه ما رواه في الكافي عن زرارة قال ‪ :‬سسسألت أبسسا عبسسد ا ّ‬‫كما يد ّ‬
‫سلم ‪ :‬حلل محّمد حلل أبدا إلى يوم القيامة و حرام محّمسسد‬ ‫الحلل و الحرام فقال عليه ال ّ‬
‫حرام أبدا إلى يوم القيامة ل يكون غيره و ل يجيء غيره ‪.‬‬

‫ل ترك بها سّنة ‪ ،‬هذا ‪.‬‬


‫سلم ‪ :‬ما أحد يبدع بدعة إ ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫و قال ‪ :‬قال عل ّ‬

‫سلم‬ ‫ن هذه الخطبة إن كان صدورها بعد قتل عثمان و البيعة له عليه ال ّ‬ ‫و ل يخفى عليك أ ّ‬
‫بالخلفة كما حكيناه سابقا عن بعض الشارحين ‪ ،‬فالشبه على ذلسسك أن يكسسون قسسوله عليسسه‬
‫ن ما أحدث الّناس إلى آخره توطئة و تمهيدا لما كان مكنونسسا فسسي خساطره مسسن‬ ‫سلم ‪ :‬و أ ّ‬
‫ال ّ‬
‫تغيير البدعات المحدثات في أيام خلفة الثلثة و إجسسراء الحكسسام الشسسرعّية علسسى وجههسسا‬
‫بعد استقرار أمر خلفته لو كان متمّكنسسا منسسه حّتسسى ل يعسسترض عليسسه الّنسساس و ل يطعنسسوا‬
‫عليه ‪ ،‬كما بان عنه في بعض كلماته التية في الكتاب حيث قال ‪ :‬لسسو قسسد اسسستوت قسسدماى‬
‫سلم لم يتمّكن من التغيير ‪.‬‬
‫من هذه المداحض لغّيرت أشياء ‪ ،‬و لكّنه عليه ال ّ‬

‫ضال عن أحمد بن الحسن عن‬ ‫ي بن الحسن بن ف ّ‬


‫و قد روى في البحار من التهذيب عن عل ّ‬
‫سسسلم‬
‫لس عليسسه ال ّ‬
‫عمرو بن سعيد المدايني عن مصّدق بن صدقة عن عّمار عن أبي عبسسد ا ّ‬
‫سسسلم‬
‫قال ‪ :‬سألته عن صلة في رمضان في المساجد قال ‪ :‬لما قدم أمير المؤمنين عليسسه ال ّ‬
‫سسلم أن ينسادى فسي الّنساس ل صسلة ‪ 1‬فسي شسهر‬ ‫ي عليهمسا ال ّ‬
‫الكوفة أمر الحسن بسن علس ّ‬
‫سسسلم بمسسا أمسسره‬‫ي عليهمسسا ال ّ‬
‫رمضان في المساجد جماعة ‪ ،‬فنادى في الّناس الحسن بن عل ّ‬
‫سسسلم ‪،‬‬‫ي عليهمسسا ال ّ‬ ‫سلم ‪ ،‬فلما سمع الناس مقالة الحسسسن بسسن علس ّ‬ ‫به أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫سلم قال له ‪:‬‬ ‫صاحوا ‪ :‬وا عمراه وا عمراه فلما رجع الحسن إلى أمير المؤمنين عليهما ال ّ‬
‫صوت ؟ فقال ‪ :‬يا أمير المسسؤمنين الّنسساس يصسسيحون وا عمسسراه وا عمسسراه ‪ ،‬فقسسال‬ ‫ما هذا ال ّ‬
‫سلم ‪ :‬قل لهم ‪ :‬صّلوا ‪ ،‬هذا ‪.‬‬ ‫أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫لس سسبحانه و حّرمسه أردفسه بقسوله ) فقسد‬


‫و لما بّين انحصار الحلل و الحرام فيمسا أحّلسه ا ّ‬
‫جّربتم المور و ضّرستموها ( أى أحكمتموها بالتجربة و الممارسة ‪ ،‬و ظهر لكم جّيسسدها‬
‫من ردّيها و حّقها من باطلها ) و وعظتم بمن كان قبلكم ( أى وعظكم ا ّ‬
‫ل‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬للل لل للل للللل للللل للللل لل ل للل‬
‫للللللل لل لل للللل للل ) للل لل (‬

‫] ‪[ 224‬‬

‫ق المسسؤمنين منهسسم مسسن الجسسزاء‬


‫سبحانه في كتابه بالمم الماضية و بما جسسرى منسسه فسسي حس ّ‬
‫ق العاصين منهم من العذاب الوبيسسل ) و ضسسربت ( فسسي الفرقسسان‬ ‫الجميل و ما جرى في ح ّ‬
‫ق من الباطل و الفارقة بينهما ) و دعيتم إلى‬ ‫الحكيم ) المثال لكم ( الكثيرة الموضحة للح ّ‬
‫ل و سّنة رسسسوله ح س ّ‬
‫ق‬ ‫المر الواضح ( أى إلى أمر الّدين و السلم اّلذي أوضحه كتاب ا ّ‬
‫الوضوح و لم يبق عليه سترة و ل حجاب ‪.‬‬

‫و المقصود من هذه الجملت تنبيه المخاطبين على أنهم بعد مسسا حصسسل لهسسم هسسذه المسسور‬
‫أعنى تجربة المسسور و أحكامهسسا و الموعظسسة و ضسسرب المثسسال الظسساهرة و السّدعوة إلسسى‬
‫ق المعرفسة ‪ ،‬و أن يمّيسزوا بيسن‬ ‫ق لهسم أن يعرفسوا أحكسام الشسريعة حس ّ‬‫المسر الواضسح يحس ّ‬
‫سنن إذ تلك المور معّدة لحصول المعرفة و لوضسسوح الفسسرق بيسسن البدعسسة و‬ ‫البدعات و ال ّ‬
‫السّنة و بين المجعولة و الحقيقة ‪.‬‬

‫) فل يصّم عن ذلك ( أى ل يغفل عن ما ذكسسر مسسن المسسور أو عسسن المسسر الواضسسح اّلسسذى‬
‫ل ( من هو ) أصّم ( أى الغافل البالغ في غفلتسسه النهايسسة و التنسسوين للتفخيسسم و‬
‫دعوا إليه ) إ ّ‬
‫التعظيم كما في قوله تعالى ‪ » :‬و على أبصارهم غشاوة « أى غشاوة عظيمة و هكذا فسسي‬
‫قوله ‪:‬‬

‫ل من هسسو شسسديد الضسسلل و‬


‫ل عنه و ل يجهل به إ ّ‬
‫ل أعمى ( أى ل يض ّ‬
‫) و ل يعمى عنه إ ّ‬
‫الجهالة ‪.‬‬
‫لسس بسسالبلء ( أى بمسسا بله بسسه مسسن المكسساره و المصسسائب ) و ( ب‬
‫) و مسسن لسسم ينفعسسه ا ّ‬
‫) التجارب ( المكتسبة من مزاولة المور و مقاساة الشدائد ) لم ينتفع بشيء مسسن العظسسة (‬
‫ن تأثير البلء و الّتجارب في النفس أشّد و أقسسوى مسسن تسسأثير النصسسح و الموعظسسة ‪ ،‬ل ّ‬
‫ن‬ ‫لّ‬
‫س فمسسن ل ينفعسسه القسسوى ل‬‫الموعظة احالة على الغايب ‪ ،‬و البلية و التجربة مدركة بالح ّ‬
‫ينفعه الضعف بالطريق الولى ) و أتاه النقص من أمامه ( أى من بين يديه ‪.‬‬

‫جه إليها بوجه عقله تفوته لنقصسسان تجربتسسه‬


‫ن الكمالت اّلتي يتو ّ‬
‫قال الشارح البحراني ‪ :‬ل ّ‬
‫و وقوف عقله عنها فأشبه فوتها له مع طلبه لها إتيان النقص له من أمامه ‪.‬‬

‫و قوله ) حّتسسى يعسرف مسا أنكسسر و ينكسسر مسسا عسرف ( إشسارة إلسى غايسسة نقصسسانه ‪ ،‬و هسسى‬
‫الختلط و الحكسسم علسسى غيسسر بصسسيرة ‪ ،‬فتسسارة يتخّيسسل فيمسسا أنكسسره و جهلسسه أّنسسه عسسارف‬
‫بحقيقته ‪ ،‬و تارة‬

‫] ‪[ 225‬‬

‫حته لخيال يطرء عليه ‪.‬‬


‫ينكر ما كان يعرفه و يحكم بص ّ‬

‫شارح المعتزلي ‪ :‬حّتى يتخّيل فيما أنكره أّنه قد عرفه و ينكر ما قد كان عارفا بسسه و‬
‫قال ال ّ‬
‫سّمى اعتقاد العرفان و تخّيله عرفانا على المجاز ‪.‬‬

‫ن النسساس رجلن متبسسع‬ ‫سلم ) فا ّ‬ ‫ثّم فّرع على ما ذكر انقسام الناس إلى قسمين فقال عليه ال ّ‬
‫شرعة ( أى متشّرع آخذ بشرايع الّدين ‪ ،‬و سالك لمنهسساج الشسسرع المسسبين ‪ ،‬و هسسو العامسسل‬
‫ل سبحانه و سسّنته و المقتبسسس مسسن نورهمسسا و المنتفسسع بمسسا فيهمسسا مسسن النصسسايح و‬ ‫بكتاب ا ّ‬
‫ل فيهسسم » و تلسسك المثسسال نضسسربها‬ ‫المواعظ و المثال المضروبة ‪ ،‬و هو من اّلذين قال ا ّ‬
‫ل العالمون « ‪.‬‬ ‫للناس و ما يعقلها إ ّ‬

‫) و مبتدع بدعة ( و هو اّلذي لم ينتفع بهما بل نبذ أحكامهمسسا ورائه و اّتبسسع هسسويه و عمسسل‬
‫ق و أصّمه عن استماعه كما قال ‪:‬‬ ‫ل قلبه عن معرفة الح ّ‬‫بآرائه و مقايسه فأعمى ا ّ‬

‫ل س ( سسسبحانه ) برهسسان س سّنة و ل‬


‫صّم بكم عمى فهم ل يرجعون ) ليس معه من ( عند ) ا ّ‬
‫جة بّينة واضحة‬ ‫جة ( أى ليس له فيما أحدثه من البدعة دليل عليه من سّنة و ل ح ّ‬
‫ضياء ح ّ‬
‫من الكتاب الكريم تنجيه لوضوحها و ضيائها من ظلمة الجهل و الضلل ‪.‬‬

‫ن أصسسحاب المقسساييس‬ ‫سسسلم يقسسول ‪ :‬إ ّ‬


‫ل عليه ال ّ‬
‫قال أبو شيبة الخراساني ‪ :‬سمعت أبا عبد ا ّ‬
‫لس ل يصسساب‬ ‫ن ديسسن ا ّ‬
‫ل بعسسدا و ا ّ‬
‫قإ ّ‬
‫طلبوا العلم بالمقاييس فلسسم تزدهسسم المقسساييس مسسن الحس ّ‬
‫بالعقول ‪ ،‬رواه في الكافي ‪.‬‬
‫ل رفعه عن يونس بن عبد الّرحمان قال ‪ :‬قلسست لبسسي‬ ‫و فيه أيضا عن محّمد بن أبي عبد ا ّ‬
‫ن مبتسسدعا‬
‫ل ؟ فقسسال ‪ :‬يسسا يسسونس ل تكسسون ّ‬
‫ل عّز و ج ّ‬
‫حد ا ّ‬
‫سلم ‪ :‬بما او ّ‬ ‫الحسن الّول عليه ال ّ‬
‫ل ‪ ،‬و مسسن‬‫ل عليه و آله و سسّلم ضس ّ‬ ‫من نظر برأيه هلك ‪ ،‬و من ترك أهل بيت نبّيه صّلى ا ّ‬
‫ل و قول نبّيه كفر ‪.‬‬ ‫ترك كتاب ا ّ‬

‫جسسة‬
‫سسسكون بسسه و ل نسسور ح ّ‬ ‫ن أصسسحاب البسسدع ليسسس لهسسم دليسسل مسسن س سّنة يتم ّ‬ ‫و لمسسا ذكسسر أ ّ‬
‫ق و الّنسسور‬
‫يستضسسيئون بسسه أردفسسه بسسذكر ممسسادح القسسرآن تنبيهسسا علسسى كسسونه البرهسسان الح س ّ‬
‫ق بالتباع و الهتداء ‪ ،‬و أجسسدر أن يقتبسسس مسسن أنسسواره و يّتعسسظ بمسسواعظه و‬ ‫المضيء أح ّ‬
‫ن الراغبين عنه التابعين لهوائهم و الخذين بالراء‬ ‫نصايحه ‪ ،‬و على أ ّ‬

‫] ‪[ 226‬‬

‫و المقاييس تائهون في بوادى الجهالة ‪ ،‬هائمون في فيافي الضللة فقال ‪:‬‬

‫ن الغسرض مسسن جميسع المسواعظ‬ ‫ل سسسبحانه لسسم يعسسظ أحسدا بمثسسل هسسذا القسرآن ( ل ّ‬‫نا ّ‬
‫)وإّ‬
‫ق و الرشسساد‬ ‫المتضّمنة للوعد و الوعيد و الترغيب و التهديد هو الجذب إلسسى طسسرف الح س ّ‬
‫إلى حظيرة القدس ‪ ،‬و القرآن أبلغ منها كّلها في إفادة ذلك الغسسرض و أكمسسل فسسي تحصسسيل‬
‫سك به نجا و من تركه فقد هسسوى ‪ ،‬و وصسسفه‬ ‫ل المتين ( من تم ّ‬ ‫ذلك المقصود ) فانه حبل ا ّ‬
‫بالمتانة و الحكام لنه حبل ممدود من الرض إلى السماء من استمسك بسسه فقسسد استمسسسك‬
‫بسسالعروة السسوثقى ل انفصسسام لهسسا ) و سسسببه الميسسن ( و وصسسفه بالمانسسة لنسسه ل يخسسون‬
‫ق ) و فيسسه ربيسسع‬‫صل به في ايصاله إلى حظاير القدس و مجالس النس و قرب الح س ّ‬ ‫المتو ّ‬
‫ن القلوب تلتسّذ و تنشسط و ترتساح بتلوة آيساته و تسدّبر مسا فيهسا مسن المحاسسن و‬ ‫القلب ( ل ّ‬
‫المزايا و تفّكر ما تضّمنته تلك اليات مسسن النكسسات البديعسسة و اللطسسايف العجيبسسة ‪ ،‬كمسسا أ ّ‬
‫ن‬
‫النفوس تلتّذ بأزهار الربيع و أنواره ‪.‬‬

‫) و ( فيه ) ينابيع العلم ( استعارة بالكناية حيث شّبه العلم بالماء إذ بسسه حيسساة الرواح كمسسا‬
‫ن بالمآء حياة البدان ‪ ،‬و ذكر الينابيع تخييل ‪ ،‬و فسي نسسخة الشسارح بسدل ينسابيع العلسم ‪:‬‬ ‫أّ‬
‫ينابيع العلوم و المقصود واحد ‪ ،‬و إنما كسسان ينسسابيع العلسسوم اذ جميسسع العلسسوم خارجسسة منسسه‬
‫لتضّمنه علم ما كان و ما هو كائن و ما يكون كما قال عّز من قائل ‪:‬‬

‫ل في كتاب مبين « ‪.‬‬


‫» و ل رطب و ل يابس إ ّ‬

‫) و ما للقلب جلء غيره ( إذ فيه منار الهدى و مصابيح الّدجى و التفّكر فيه يجلو القلوب‬
‫من رين الشكوكات و يرتفع به عنها صدا الشبهات كما يجلو الصيقل المرآت ‪.‬‬

‫فان قلت ‪ :‬لم جعل الجلء مقصورا فيه مع حصوله بغيره من العلوم الحّقة ؟‬
‫قلت ‪ :‬لما كان القرآن ينابيع جميسسع العلسسوم حسسسبما عرفسست يسسؤل حصسسول الجلء بهسسا إلسسى‬
‫ن المراد نفى الكمال أى ليس للقلب جلء كامل غيره ‪.‬‬ ‫الجلء به في الحقيقة ‪ ،‬أو أ ّ‬

‫ن هذا الكلم صدر‬


‫و هذا الجواب أولى مما أجاب به الشارح البحراني من أ ّ‬

‫] ‪[ 227‬‬

‫ل من القسسرآن‬
‫سلم و لم يكن في هذا الزمان علم مدّون و ل استفادة للمسلمين إ ّ‬
‫عنه عليه ال ّ‬
‫الكريم ‪ ،‬فلم يكن إذا جلء للقلب غيره ‪.‬‬

‫ن الحاديث النبوّية كانت موجودة بأيسسديهم يسسومئذ و السسستفادة منهسسا كسسانت‬


‫وجه الولوّية أ ّ‬
‫ممكنة لمن أرادها ‪ ،‬و أما غير المريد لها من اّلذين على قلوبهم أقفالها فالقرآن و الحسسديث‬
‫بالنسبة إليهم أيضا على حّد سواء كما ل يخفى ‪.‬‬

‫) مسع أنسه قسد ذهسب المتسذّكرون ( بسالقرآن المتسدّبرون فسي معسانيه المستضسيئون بضسيائه‬
‫المقتبسون من أنواره ) و بقى الناسون ( له حقيقسسة ) أو المتناسسسون ( المظهسسرون للنسسسيان‬
‫لغراض دنيوّية ‪.‬‬

‫و ارتباط هذا الكلم أعنى قوله ‪ :‬مع أنه آه بما سبق أنه لما ذكر ممادح القرآن و أنسسه أبلسسغ‬
‫ث المخاطبين و تحريصهم علسسى اّتبسساعه‬ ‫المواعظ و أجلى للقلوب ‪ ،‬و كان الغرض منه ح ّ‬
‫و التذّكر به أتبعه بذلك أسفا على الماضين و تقريعا على الباقين بسسأّنهم ل يتسسذّكرون بسسه و‬
‫ل يّتبعونه و ل يّتعظون بمواعظه ‪.‬‬

‫صله إظهار اليأس من قبولهم للموعظة و اسسستبعاد ذلسسك لمسسا تفسّرس منهسسم مسسن فسسساد‬
‫و مح ّ‬
‫النيات و متابعة الهوى و الشهوات ‪.‬‬

‫و يحتمل أن يكون توطئة و تمهيدا لما كان يريده من أمرهم باعانة الخير و تجّنب الشّر ‪،‬‬
‫ل الغافلون الجاهلون و تأثير‬ ‫ن المتذّكرين و أولى البصاير قد مضوا و لم يبق إ ّ‬ ‫يعني مع أ ّ‬
‫الموعظة فيهم صعب جدا ‪ ،‬مع ذلك أعظكم و اذّكركم و إن لم تنفع الذكرى بقسسولى ) فسساذا‬
‫رأيتم خيرا فأعينوا عليه و إذا رأيتسسم شسّرا فسساذهبوا عنسسه ( لفسسظ الخيسسر و الشسّر و إن كسسان‬
‫ن الشبه أن يكون نظسسره فيهمسسا إلسسى الخيسسر و‬ ‫لأّ‬ ‫ل خير و شّر ‪ ،‬إ ّ‬ ‫مطلقا شامل باطلقه لك ّ‬
‫الشّر المخصوصين ‪.‬‬

‫بأن يكون مراده من الخير الخير اّلذي كان يريده في حّقهم و إن كان مكروها و كانوا لهم‬
‫ق‪،‬و‬ ‫متنفّرين عنه بطبعهم من التسوية في العطاء و الحمل على جاّدة الوسطى و مّر الح ّ‬
‫ل ما يأمر و ينهى و رضاهم‬‫يكون المراد باعانتهم عليه تسليمهم له في ك ّ‬
‫] ‪[ 228‬‬

‫ل ما يفعل و يريد ‪ ،‬و سعيهم في مقاصده و مآربه ‪.‬‬


‫بك ّ‬

‫و أن يكون مراده من الشّر ما تفّرس منهم بل شاهده مسسن قصسسدهم لنكسسث البيعسسة و ثسسوران‬
‫الفتنة ‪ ،‬و يكون المراد بالّذهاب عنه العراض عنه و الترك له ‪.‬‬

‫ن هذه الخطبة خطب بها فسسي‬


‫ن الشبه ذلك لما حكيناه عن بعض الشراح من أ ّ‬ ‫و إّنما قلنا إ ّ‬
‫أوائل البيعة فقرينة الحال و المقام تشعر بما ذكرناه ‪.‬‬

‫ل عليه و آله فقسسال‬‫ي صّلى ا ّ‬ ‫سلم بما أمر أّكده بالحديث النبو ّ‬ ‫و كيف كان فلما أمر عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله كان يقول ‪ :‬يا ابن آدم اعمل الخير و دع الشّر ( أى‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫ن رسول ا ّ‬‫) فا ّ‬
‫اتركه ) فاذا أنت جواد قاصد ( يحتمل أن يكسسون المسسراد بالقاصسسد الراشسسد الغيسسر المجسساوز‬
‫سسسير فيفسسوت‬
‫سير فيتعب بسسسرعته ‪ ،‬و ل بطىء ال ّ‬ ‫عن الحّد في سيره بأن ل يكون سريع ال ّ‬
‫الغرض ببطوئه ‪،‬‬

‫سبيل أى غير الخارج عن الجاّدة الوسطى ‪،‬‬


‫و أن يكون المراد به السائر في قصد ال ّ‬

‫و تشبيه عامل الخير و تارك الشّر به على الّول من أجسسل اّتصسسافه بالعسسدل فسسي أمسسوره و‬
‫برائته من الفراط و التفريط ‪ ،‬و على الثاني من أجل كون سلوكه علسسى الجسساّدة الوسسسطى‬
‫و الصراط المستقيم الموصل به إلى نضرة الّنعيم و الفوز العظيم ‪.‬‬

‫ن ظلمتسسه ل‬
‫سسسلم و تنبيهسسا علسسى أ ّ‬
‫ثّم نّبه على أقسام الظلم تلميحا إلسسى مظلسسوميته عليسسه ال ّ‬
‫ن الظلم ثلثة فظلم ل يغفر ‪ ،‬و ظلم ل يترك ‪ ،‬و ظلم مغفور ل يطلب‬ ‫تترك فقال ) أل و ا ّ‬
‫‪،‬‬

‫ل ل يغفر أن يشرك به (‬ ‫نا ّ‬


‫ل سبحانه إ ّ‬
‫ل ( لما ) قال ا ّ‬
‫شرك با ّ‬
‫فأّما الظلم اّلذي ل يغفر فال ّ‬
‫ل يغفسسره بالتوبسسة‬
‫نا ّ‬
‫ن المة أجمعت على أ ّ‬ ‫عدم الغفران بالشرك مشروط بعدم التوبة ‪ ،‬ل ّ‬
‫ضسسل‬‫و إن كان الغفران مع التوبة عند المعتزلة على وجه الوجوب و عندنا على وجه التف ّ‬
‫و النعام كما يأتي التصريح بذلك عن مجمع البيان ‪.‬‬

‫ل المسسراد بسسذلك البعسسض‬


‫) و أّما الظلم اّلذي يغفر فظلم العبد نفسه عند بعض الهنسسات ( لع س ّ‬
‫ن الجتناب عن الكباير يكون كفارة لها كما قال تعالى ‪:‬‬ ‫الصغاير ل ّ‬

‫» إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكّفر عنكم سيئاتكم « ‪.‬‬


‫ن المغفرة بهما ل اختصاص لها ببعض‬‫و أّما حمله على المغفرة بالتوبة أو الشفاعة ففيه ا ّ‬
‫سيئات بل جميع المعاصي تكون مغفورة بعد حصول التوبة و الشفاعة‬ ‫الهنات ال ّ‬

‫] ‪[ 229‬‬

‫ن حمله على صورة التوبة يوجب عدم الفرق بينسسه و بيسسن القسسسم الّول لمسسا عرفسست‬ ‫على أ ّ‬
‫هناك من الجماع على غفران الشرك أيضا بالتوبة كسسساير المعاصسسي صسسغيرة أو كسسبيرة‬
‫فل يكون على ذلك للتفكيك بين القسمين وجه ‪.‬‬

‫ن الشسسرك و غيسسره مشسستركان فسسي الغفسسران بالتوبسسة و فسسي عسسدمه بعسسدمها إ ّ‬


‫ل‬ ‫و الحاصسسل أ ّ‬
‫الصغاير فاّنها تغفر مع عدمها أيضا إذا حصل الجتناب عن الكباير هذا ‪.‬‬

‫ل ل يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمسسن يشسسآء «‬


‫نا ّ‬
‫و لكن ظاهر قوله تعالى » إ ّ‬
‫هو غفران ما دون الشرك مطلقا صغيرا كان أو كبيرا ‪ ،‬بل صّرح به في بعض الخبار ‪.‬‬

‫سلم في هذه الية قال ‪:‬‬


‫صادق عليه ال ّ‬
‫صافي من الكافي عن ال ّ‬
‫و هو ما رواه في ال ّ‬

‫الكبائر فما سواها ‪.‬‬

‫ل ؟ قال ‪:‬‬
‫سلم سئل هل تدخل الكباير في مشّية ا ّ‬
‫و فيه منه و من الفقيه أّنه عليه ال ّ‬

‫ل إن شآء عّذب و إن شاء عفى عنها ‪.‬‬


‫نعم ذاك إليه عّز و ج ّ‬

‫ي بن إبراهيم عند تفسير هذه الية قال ‪ :‬حّدثني أبسسي عسسن ابسسن أبسسي عميسسر‬‫و في تفسير عل ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬قلت له ‪ :‬دخلت الكبائر في الستثناء ؟‬ ‫ل عليه ال ّ‬
‫عن هشام عن أبي عبد ا ّ‬

‫قال ‪ :‬نعم ‪.‬‬

‫ل ل يغفر أن يشرك به أحد و ل‬ ‫نا ّ‬‫ي في مجمع البيان في تفسيرها ‪ :‬معناها أ ّ‬ ‫قال الطبرس ّ‬
‫يغفر ذنب المشرك لحد و يغفر ما دون الشرك من الّذنوب لمن يريد قال المحّققون ‪ :‬هذه‬
‫ن فيه إدخال ما دون الشرك من جميع المعاصي في مشسسّية‬ ‫الية أرجى آية في القرآن ‪ ،‬ل ّ‬
‫حدين بهسسذه اليسسة بيسسن الخسسوف و الّرجسساء و بيسسن العسسدل و‬
‫ل المؤمنين المو ّ‬
‫الغفران وقف ا ّ‬
‫سلم ‪ :‬لو وزن رجاء المسسؤمن‬ ‫الفضل ‪ ،‬و ذلك صفة المؤمن ‪ ،‬و لذلك قال الصادق عليه ال ّ‬
‫و خوفه لعتدل ‪.‬‬

‫ل يغفر الّذنوب مسسن غيسسر توبسسة أنسسه نفسسى‬


‫نا ّ‬
‫ي ‪ :‬و وجه الستدلل بهذه على أ ّ‬ ‫قال الطبرس ّ‬
‫ن المسة‬ ‫ل حال بل نفى أن يغفر مسن غيسر توبسة ل ّ‬ ‫غفران الشرك و لم ينف غفرانه على ك ّ‬
‫ل يغفره بالتوبة و إن كان الغفران عند المعتزلة على‬
‫نا ّ‬‫اجتمعت على أ ّ‬
‫] ‪[ 230‬‬

‫ضل ‪ ،‬و على هذا يجب أن يكون المراد بقوله ‪:‬‬


‫وجه الوجوب و عندنا على وجه التف ّ‬

‫و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ‪ ،‬أّنه يغفر ما دون الشرك من الذنوب بغير توبة لمن يشسساء‬
‫من المذنبين غير الكافرين ‪.‬‬

‫ن في حمل الية علسسى ظاهرهسسا و إدخسسال مسسا دون الشسسرك فسسي‬‫و ل معنى لقول المعتزلة إ ّ‬
‫ن الغراء إّنما يحصل بالقطع على الغفران فأّما إذا كان‬ ‫المشّية إغراء على المعصية ‪ ،‬ل ّ‬
‫الغفران معّلقا بالمشّية فل إغراء فيه ‪ .‬بل يكون العبسد بسه واقفسا بيسن الخسوف و الرجساء و‬
‫ص و العاّم ‪ ،‬و انعقد عليه اجمسساع سسسلف أهسسل‬
‫بهذا وردت الخبار الكثيرة من طريق الخا ّ‬
‫السلم ‪.‬‬

‫و مسن قسال فسي غفسسران ذنسسوب البعسسض دون البعسسض ميسسل و محابسساة و ل يجسوز الميسل و‬
‫ل‪.‬‬
‫المحاباة على ا ّ‬

‫ضل على قسسوم دون قسسوم و انسسسان دون‬ ‫ضل أن يتف ّ‬ ‫ضل بالغفران و للمتف ّ‬
‫ل متف ّ‬
‫نا ّ‬
‫فجوابه أ ّ‬
‫انسان ‪ ،‬و هو عادل في تعذيب من يعسّذبه ‪ ،‬و ليسسس يمنسسع العقسسل و الشسسرع مسسن الفضسسل و‬
‫العدل ‪.‬‬

‫ن لفظة ما دون ذلك و إن كانت عامة في الذنوب اّلسستي هسسى دون الشسسرك‬ ‫و من قال منهم أ ّ‬
‫صها و نحملها علسسى الصسسغائر أو مسسا يقسسع منسسه التوبسسة لجسسل عمسسوم ظسساهر آيسسات‬‫فانما نخ ّ‬
‫الوعيد ‪.‬‬

‫صصوا ظواهر تلك اليات لعموم هسذه اليسة و‬ ‫فجوابه إنا نعكس عليكم ذلك فنقول ‪ :‬بل خ ّ‬
‫ن هذه الية استثناء على جميع القسسرآن يريسسد بسسه و‬
‫هذا أولى لما روى عن بعض أّنه قال إ ّ‬
‫ل أعلم جميع آيات الوعيد ‪.‬‬
‫ا ّ‬

‫صغاير يرتفع عندكم محبطسسة و ل تجسسوز المؤاخسسذة بهسسا ‪ ،‬و مسسا هسسذا حكمسسه‬ ‫و أيضا فان ال ّ‬
‫ن أحسدا ل يقسول إنسي أفعسل السواجب إن شسئت و أرّد الوديعسة إن‬ ‫فكيسف تعّلسق بالمشسّية فسا ّ‬
‫شئت ‪ ،‬انتهى ‪.‬‬

‫ن الكبائر حكمهسسا‬
‫و بما ذكرنا ظهر لك فساد ما توّهمه الشارح المعتزلي فاّنه بعد ما ذكر أ ّ‬
‫حكم الشرك عند أصحابه المعتزلة في عدم المغفرة اعترض على‬

‫] ‪[ 231‬‬
‫ن المراد من لفسسظ‬ ‫خصه أ ّ‬ ‫ن الية صريحة في التفكيك بينها و بينه ‪ ،‬و أجاب بما مل ّ‬ ‫نفسه بأ ّ‬
‫ل ل يستر في موقف القيامسسة مسسن مسسات‬ ‫نا ّ‬ ‫الغفران هو الستر في موقف القيامة و المراد أ ّ‬
‫مشركا بل يفضحه على رؤوس الشهاد ‪ ،‬و أّما من مات على كبيرة من أهل السلم فا ّ‬
‫ن‬
‫ل يستره في الموقف و ل يفضحه بين الخليق و إن كان من أهل النار ‪ ،‬و قد يكون مسسن‬ ‫ا ّ‬
‫ل في الموقسسف كمسسا يفضسسح‬ ‫أهل الكبائر مّمن يقّر بالّذنوب من تعظم كبائره جّدا فيفضحه ا ّ‬
‫المشرك ‪ ،‬فهذا معنى قوله ‪ » :‬و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء « انتهى ‪.‬‬

‫ل أّنسسه فسسي اليسسات و‬


‫ن الغفر و إن كان فسسي الّلغسسة بمعنسسى السسستر و التغطيسسة إ ّ‬
‫وجه الفساد أ ّ‬
‫الخبار حيثما يطلق يراد به التجاوز عن الخطايا و العفسسو عسسن السسذنوب و السسستر عليهسسا ‪،‬‬
‫فحمله على الستر المخصوص بالموقف خلف ظسساهر الطلق ‪ ،‬و الصسسل عسسدم التقييسسد‬
‫فل داعي إلى المصير إليه ‪.‬‬

‫ضسسالين المض سّلين و انحرافهسسم‬‫سكهم بحجزة خلفائهم ال ّ‬ ‫و أقول على رغم المعتزلة أنهم لتم ّ‬
‫ب العسسالمين و حكمسسوا فسسي مرتكسسبي الكبسساير مسسن‬
‫لر ّ‬ ‫عسسن أوليسساء السّدين أسسساؤوا ظّنهسسم بسسا ّ‬
‫لس سسسبحانه مجسسازيهم علسسى‬ ‫المسلمين بكونهم في النار معّذبين كالكّفسسار و المشسسركين ‪ ،‬و ا ّ‬
‫نّياتهم و عقيدتهم و حاشرهم يوم القيامة مع من يتوّلونه ثّم يرّدهم إلى أسفل السسسافلين مسسن‬
‫الجحيم مخّلدين فيها و ل هم عنها يخرجون ‪.‬‬

‫و أّما نحن فلعتصامنا بالعروة الوثقى و الحبل المتين أعني ولية أمير المؤمنين و ولية‬
‫ل و نرجو غفرانه و عفوه و الحشر مع أوليائنسسا و إن كسسان‬ ‫آله المعصومين نحسن ظّننا با ّ‬
‫ق رّبنسا الغفسسور الّرحيسسم اّنسسه يسسسمع فسي النسسار‬
‫ن في حس ّ‬
‫في بحار الّذنوب مغرقين ‪ ،‬و ل نظ ّ‬
‫صوت عبد مسلم سجن فيها بمخالفته و ذاق طعم عذابها بمعصسسيته و حبسسس بيسسن أطباقهسسا‬
‫ج إليه ضجيج مؤّمل لرحمته و ينساديه بلسسان أهسل توحيسده و‬ ‫بجرمه و جريرته و هو يض ّ‬
‫سل إليه بربوبّيته ‪ ،‬فكيف يبقى في العذاب و هو يرجو ما سلف من حلمه و رأفتسسه ‪ ،‬أم‬ ‫يتو ّ‬
‫كيف تؤلمه الّنار و هو يأمل فضله و رحمته ‪ ،‬أم كيف يحرقه لهبها و هو يسمع صسسوته و‬
‫يرى مكانه ‪ ،‬أم كيف يشتمل عليه زفيرها و هو يعلم ضعفه أم كيف يتغلغل بين أطباقها و‬
‫هو يعلم صدقه ‪ ،‬أم كيف تزجره زبانيتها و هو يناديه يا رّبه ‪ ،‬أم كيف يرجو فضله في‬

‫] ‪[ 232‬‬

‫ن به و ل المعروف من فضله ‪ ،‬و ل مشبه لمسسا‬ ‫عتقه منها فيتركه فيها هيهات ما هكذا الظ ّ‬
‫حدين من بّره و إحسانه ‪ ،‬فباليقين نقطع لو ل ما حكم به من تعذيب جاحسسديه‬ ‫عامل به المو ّ‬
‫و قضى به من إخلد معانديه لجعل النار كّلها بردا و سسسلما و مسسا كسسان لحسسد مسسن شسسيعة‬
‫أمير المؤمنين و محّبيه مقّرا و ل مقاما ‪ 1 .‬و لقد روى في الفقيه عن أمير المؤمنين عليه‬
‫ن المسسؤمن‬ ‫ل عليسسه و آلسسه يقسسول ‪ :‬لسسو أ ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬و لقد سمعت حبيبي رسول ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫خرج من الّدنيا و عليه مثل ذنوب أهل الرض لكان الموت كّفسسارة لتلسسك السّذنوب ثسّم قسسال‬
‫ل باخلص فهسسو بسسرىء مسسن الشسسرك ‪ ،‬و مسسن‬ ‫لا ّ‬‫ل عليه و آله ‪ :‬و من قال ل إله إ ّ‬‫صّلى ا ّ‬
‫ل عليه و آلسسه هسسذه اليسسة ‪» :‬‬
‫ل شيئا دخل الجّنة ثّم تلى صّلى ا ّ‬‫خرج من الّدنيا ل يشرك با ّ‬
‫ل ل يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء « من شيعتك و محّبيك يا علي‬ ‫نا ّ‬‫إّ‬
‫ل عليه و‬‫ل هذا لشيعتي ؟ قال صّلى ا ّ‬ ‫سلم ‪ :‬فقلت ‪ :‬يا رسول ا ّ‬ ‫قال أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫آله و سّلم اى و رّبي هذا لشيعتك ‪ ،‬هذا ‪.‬‬

‫) و أّما الظلم اّلذى ل يترك فظلم العباد بعضهم بعضسسا ( فقسسد روى فسسي الكسسافي عسسن شسسيخ‬
‫جساج إلسى‬‫سلم إني لسسم أزل واليسسا منسسذ زمسن الح ّ‬
‫عن النخعي قال ‪ :‬قلت لبي جعفر عليه ال ّ‬
‫يومي هذا فهل لي من توبة ؟ قال ‪ :‬فسكت ثّم أعدت عليه فقسسال ‪ :‬ل حّتسسى تسسؤّدى إلسسى كس ّ‬
‫ل‬
‫ق حّقه ‪.‬‬
‫ذى ح ّ‬

‫سلم قال ‪ :‬من ظلم مظلمة أخذ بها في نفسسسه‬


‫ل عليه ال ّ‬
‫و عن هشام بن سالم عن أبي عبد ا ّ‬
‫أو في ماله أو في ولده ‪.‬‬

‫لس مسسن ظسسالم إ ّ‬


‫ل‬ ‫سلم قسسال ‪ :‬قسسال ‪ :‬مسسا انتصسسر ا ّ‬
‫و عن أبي بصير ‪ ،‬عن أبي جعفر عليه ال ّ‬
‫ل » و كذلك نوّلي بعض الظالمين بعضًا « ‪.‬‬ ‫ل عّز و ج ّ‬
‫بظالم و ذلك قول ا ّ‬

‫لس‬
‫لس و عسن أميسر المسؤمنين صسسلوات ا ّ‬
‫سسسلم عسن رسسول ا ّ‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫و فيه عن أبي عبد ا ّ‬
‫ف عن ظلم الناس ‪.‬‬‫عليهما و على آلهما ‪ :‬من خاف القصاص ك ّ‬

‫ن ) القصاص هناك ( أى في الخرة مضافا إلى قصاص الّدنيا ) شديد ( ‪،‬‬


‫)ف(اّ‬

‫ن يوم الظالم الّدنيا فقط ‪،‬‬


‫و يوم المظلوم على الظالم أشّد من يوم الظالم على المظلوم ‪ ،‬ل ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬للل للللللل لللللل لل لللل للل ل لل ل‬
‫لل للل ) للل لل (‬ ‫للل‬

‫] ‪[ 233‬‬

‫لس سسبحانه و ) ليسس هسو ( أى قصاصسه و‬ ‫و يوم المظلوم الّدنيا و الخرة و المنتقسم هسو ا ّ‬
‫سسسياط ( و العصسسا و نحسسو ذلسسك مسسن‬
‫سكاكين ) و ل ضربا بال ّ‬ ‫انتقامه ) جرحا بالمدى ( و ال ّ‬
‫مولمات الّدنيا ) و لكّنه ما يستصغر ذلك معه ( هو نار الجحيم و العذاب الليسسم و الخسسزى‬
‫العظيم ‪.‬‬

‫ن فسسي ذكسره أقسسسام الظلسم و مسا يسسترّتب عليهسا مسسن‬


‫قال الشسسارح ‪ :‬قسد أشسرت سسابقا إلسى أ ّ‬
‫ن الظلم الذي وقع في حّقه ليس‬ ‫سلم و تنبيها على أ ّ‬ ‫العقوبات تلميحا إلى مظلومّيته عليه ال ّ‬
‫لس‬
‫ص من ظالميه البّتة و ينتقسسم بمقتضسسى العسسدل و ا ّ‬ ‫بحيث يترك و يرفع اليد عنه ‪ ،‬بل يقت ّ‬
‫ل عليه و آله و س سّلم أعظسسم مسسا وقسسع‬‫ن ظلمة آل محّمد صّلى ا ّ‬ ‫عزيز ذو انتقام ‪ ،‬و حيث إ ّ‬
‫في الرض من المظالم حيث غصبوا خلفتهم و أحرقوا باب بيتهم و أسقطوا محسسسنهم و‬
‫سسسلم بالسسّم و سسسيف العسسدوان و‬ ‫قتلوا أمير المؤمنين و ابنيسسه الحسسسن و الحسسسين عليهسسم ال ّ‬
‫أداروا رأسسسه و رأس أصسسحابه علسسى الرمسساح و السسسنان ‪ ،‬و شسسهروا نسسساءه و بنسساته فسسي‬
‫الصقاع و البلدان إلى غير ذلك من الظلم و الطغيان اّلسسذي يعجسسز عسسن تقريسسره الّلسسسان و‬
‫يضيق عنه البيان ‪ ،‬فل بّد أن يكون قصسساص ظلمسساتهم أشسّد و عقوبسسة ظسسالميهم أعظسسم و‬
‫أخزى و أحببت أن اورد بعض ما ورد فيه من الخبار باقتضاء المقام ‪.‬‬

‫فأقول ‪ :‬روى في البحار مسسن كتسساب الحتجسساج عسسن سسسليم بسسن قيسسس الهللسسى عسسن سسسلمان‬
‫سلم في يوم بيعة أبسسي بكسسر ‪ :‬لسسست بقسسائل غيسسر‬ ‫الفارسي قال ‪ :‬قال أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل أّيها الربعة يعنيني و الزبير و أبسسا ذر و المقسسداد أسسسمعتم رسسسول‬ ‫شيء واحدا ذّكركم با ّ‬
‫ن تابوتا من النار فيه اثنى عشر رجل ‪ ،‬س سّتة مسسن‬ ‫ل عليه و آله و سّلم يقول ‪ :‬إ ّ‬‫ل صّلى ا ّ‬
‫ا ّ‬
‫ب فسسي قعسسر جهّنسسم فسسي تسسابوت مقفسسل علسسى ذلسسك الجس ّ‬
‫ب‬ ‫الّولين و سّتة من الخرين في جس ّ‬
‫ب فاسسستعاذت جهّنسسم‬
‫ل أن يسعر جهّنم كشف تلك الصخرة عن ذلسسك الج س ّ‬ ‫صخرة إذا أراد ا ّ‬
‫ب‪.‬‬‫من وهيج ذلك الج ّ‬

‫ل عليه و آله ‪:‬‬


‫فسألناه عنهم و أنتم شهود ‪ ،‬فقال النبي صّلى ا ّ‬

‫سسسلم اّلسسذي قتسسل أخسساه ‪ ،‬و فرعسسون الفراعنسسة ‪ ،‬و اّلسسذي حسسا ّ‬
‫ج‬ ‫أّما الّولين فابن آدم عليسسه ال ّ‬
‫إبراهيم في رّبه ‪ ،‬و رجلن من بني اسرائيل بّدل كتابهما و غّير اسّنتهما أّما أحدهما‬

‫] ‪[ 234‬‬

‫صر النصارى و إبليس سادسهم و الّدجال في الخرين ‪.‬‬


‫فهّود اليهود و الخر ن ّ‬

‫صسسحيفة اّلسسذين تعاهسسدوا و تعاقسسدوا علسسى عسسداوتك يسسا أخسسى و‬


‫و هؤلء الخمسة أصحاب ال ّ‬
‫التظاهر عليك بعدي هذا و هذا حّتى عّدهم و سّماهم ‪ ،‬فقال سلمان ‪ :‬فقلنا صدقت نشهد أّنا‬
‫ل عليه و آله ‪.‬‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫سمعنا ذلك من رسول ا ّ‬

‫سلم في قوله تعسسالى » قسسل أعسسوذ بسسربّ‬ ‫صادق عليه ال ّ‬‫ى بن إبراهيم عن ال ّ‬ ‫و في تفسير عل ّ‬
‫ل س أن‬‫ب في جهّنم يتعّوذ أهل الّنار من شّدة حّره سسسأل ا ّ‬ ‫سلم ‪ :‬الفلق ج ّ‬ ‫الفلق « قال عليه ال ّ‬
‫سسسلم ‪ :‬و فسسي ذلسسك الجس ّ‬
‫ب‬ ‫يأذن له فيتنّفس فسسأذن لسسه فتنّفسسس فسسأحرق جهّنسسم ‪ ،‬فقسسال عليسسه ال ّ‬
‫صسسندوق و هسسو التسسابوت و فسسي ذلسسك‬ ‫ب من حّر ذلك ال ّ‬ ‫صندوق من نار يتعّوذ منه أهل الج ّ‬
‫سّتة من الّولين و سّتة من الخرين ‪.‬‬
‫فأّما السّتة اّلتي من الّولين فابن آدم اّلذي قتل أخاه ‪ ،‬و نمرود إبراهيم اّلذي ألقسسى إبراهيسسم‬
‫في النار ‪ ،‬و فرعون موسى ‪ ،‬و السامرى اّلسسذي اّتخسسذ العجسسل ‪ ،‬و اّلسسذي هسّود اليهسسود ‪ ،‬و‬
‫صر النصارى ‪.‬‬ ‫اّلذي ن ّ‬

‫و أّمسسا السسسّتة مسسن الخريسسن فهسسو الّول ‪ ،‬و الثسساني ‪ ،‬و الثسسالث ‪ ،‬و الرابسسع ‪ ،‬و صسساحب‬
‫سلم ‪ :‬اّلذي يلقى الج ّ‬
‫ب‬ ‫الجوارح ‪ ،‬و ابن ملجم » و من شّر غاسق إذا وقب « قال عليه ال ّ‬
‫يقب فيه ‪.‬‬

‫و في البحار من الخصال و عقاب العمال عن إسحاق بن عّمسسار عسن موسسى بسن جعفسسر‬
‫لس لسسو‬
‫ن في الّنار لواديا يقال له سقر لم يتنّفس منذ خلق ا ّ‬ ‫سلم قال لي يا اسحاق إ ّ‬ ‫عليهما ال ّ‬
‫ن أهل النار‬ ‫ل له في التنفس بقدر مخيط حرق ما على وجه الرض ‪ ،‬و إ ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫أذن ا ّ‬
‫ن فسي ذلسك‬ ‫لس فيسه لهلسه ‪ ،‬و ا ّ‬‫ليتعّوذون من حّر ذلك السوادى و نتنسه و قسذره و مسا أعسّد ا ّ‬
‫لسس‬
‫الوادي جبل يتعّوذ جميع أهل ذلك الجبل من حّر ذلك الشعب و نتنه و قذره و ما أعّد ا ّ‬
‫ن في ذلك الشعب لقليبا يتعّوذ جميع أهل ذلك الشعب من حّر ذلك القليب و‬ ‫فيه لهله ‪ ،‬و ا ّ‬
‫ن في ذلك القليب لحّية يتعّوذ أهل ذلك القليب مسسن‬ ‫ل فيه لهله ‪ ،‬و ا ّ‬
‫نتنه و قذره و ما أعّد ا ّ‬
‫ن في جوف‬ ‫ل في أنيابها من السّم للذعها ‪ ،‬و ا ّ‬ ‫خبث تلك الحّية و نتنها و قذرها و ما أعّد ا ّ‬
‫تلك الحّية سبعة صناديق فيها خمسة من المم السالفة و اثنان‬

‫] ‪[ 235‬‬

‫من هذه المة ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬قلت ‪ :‬جعلت فداك و من الخمسة ؟ و من الثنان ؟‬

‫ج إبراهيم في رّبه و قال أنسسا‬


‫قال ‪ :‬فأّما الخمسة فقابيل اّلذي قتل هابيل ‪ ،‬و نمرود اّلذي حا ّ‬
‫أحيي و أميت ‪ ،‬و فرعون اّلذي قال أنا رّبكم العلى ‪ ،‬و يهود اّلذي هّود اليهود ‪ ،‬و بولس‬
‫صر النصارى ‪ ،‬و من هذه المة ‪ :‬العرابّيان ‪.‬‬ ‫اّلذي ن ّ‬

‫ل طرفة عين ‪.‬‬


‫أقول ‪ :‬العرابّيان ‪ :‬الّول و الّثاني الّلذان لم يؤمنا با ّ‬

‫لس‬
‫و فيه من عقاب العمال عن حّنان بن سدير قال ‪ :‬حّدثني رجل من أصحاب أبي عبد ا ّ‬
‫ن أشّد الناس عذابا يوم القيامة لسسسبعة نفسسر أّولهسسم ابسسن آدم‬ ‫سلم قال ‪ :‬سمعته يقول إ ّ‬‫عليه ال ّ‬
‫ج إبراهيم فسسي رّبسسه ‪ ،‬و اثنسسان فسسي بنسسي اسسسرائيل هسّودا‬
‫اّلذي قتل أخاه ‪ ،‬و نمرود اّلذي حا ّ‬
‫صسسراهما ‪ ،‬و فرعسسون اّلسسذي قسال أنسسا ربكسسم العلسسى ‪ ،‬و اثنسسان فسسي هسسذه المسسة‬
‫قومهما و ن ّ‬
‫أحدهما شّرهما في تابوت من قوارير تحت الفلق في بحار من نار ‪.‬‬
‫ل عليسسه‬
‫و فيه من كتاب الختصاص عن يحيى بن محّمد الفارسي عن أبيه عن أبي عبد ا ّ‬
‫ل عليسسه و آلسسه قسسال ‪ :‬خرجسست ذات يسسوم إلسسى‬
‫سلم عن أبيه عن أمير المؤمنين صلوات ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ل لك يسسا أميسسر‬
‫ى قنبر فقلت يا قنبر ترى ما أرى ؟ فقال ‪ :‬قد ضوء ا ّ‬ ‫ظهر الكوفة و بين يد ّ‬
‫المؤمنين عّما عمى عنه بصرى ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا أصحابنا ترون ما أرى ؟ فقالوا ‪:‬‬

‫ل لك يا أمير المؤمنين عّما عمى عنه أبصسسارنا فقلسست و اّلسسذي فلسسق الحّبسسة و‬
‫ل قد ضوء ا ّ‬
‫ن كلمه كما أسمع ‪.‬‬
‫برىء النسمة لترونه كما أراه و لتسمع ّ‬

‫سلم عليك يا أمير المؤمنين‬ ‫فما لبثنا أن طلع شيخ عظيم الهامة له عينان بالطول فقال ‪ :‬ال ّ‬
‫ل و بركاته فقلت ‪ :‬من أين أقبلت يا لعين ؟ قال ‪ :‬من الثام ‪،‬‬
‫و رحمة ا ّ‬

‫فقلت ‪ :‬و أين تريد ؟ فقال ‪ :‬الثام ‪ ،‬فقلت ‪ .‬بئس الشيخ أنت ‪ ،‬فقال ‪ :‬تقسسول ‪ :‬هسسذا يسسا أميسسر‬
‫ل ما بيننا ثسسالث ‪ ،‬فقلسست عنسسك عسسن‬‫ل عّز و ج ّ‬
‫ل لحّدثنك بحديث عّنى عن ا ّ‬ ‫المؤمنين فو ا ّ‬
‫ل ما بينكما ثالث ؟ قال ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫ل عّز و ج ّ‬
‫ا ّ‬

‫قال ‪ :‬اّنه لما هبطت بخطيئتي إلى السماء الرابعة ناديت إلهى و سّيدى مسسا أحسسسبك خلقسست‬
‫ل تبارك و تعالى بلى قد خلقت من هو‬ ‫من هو أشقى مّني ‪ ،‬فأوحى ا ّ‬

‫] ‪[ 236‬‬

‫سسسلم و‬
‫سسسلم يقسسرئك ال ّ‬
‫أشقى منك فانطلق إلى مالك يريكه ‪ ،‬فانطلقت إلى مالسسك فقلسست ‪ :‬ال ّ‬
‫يقول ‪ :‬أرنى من هو أشقى مّنى ‪ ،‬فانطلق بي مالك إلى الّنار فرفع الطبق العلى فخرجت‬
‫نار سوداء ظننت أنها قد أكلتني و أكلت مالكا ‪ ،‬فقال لها ‪ :‬اهدئى ‪،‬‬

‫فهدأت ‪ ،‬ثّم انطلق بى إلى الطبق الثاني فخرجت نار هي أشّد من تلك سوادا و أشسّد حمسى‬
‫ل نسسار يخسسرج مسسن طبسسق‬ ‫فقال لها ‪ :‬أخمدى ‪ ،‬فخمدت ‪ ،‬إلى أن انطلق بي إلى السسسابع و ك س ّ‬
‫يخرج أشّد من الولى فخرجت نار ظننت أنها قد أكلتنى و أكلت مالكسسا و جميسسع مسسا خلقسسه‬
‫ل خمدت فقال‬ ‫ل فوضعت يدى على عيني و قلت ‪ :‬مرها يا مالك أن تخمد و إ ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫ا ّ‬
‫‪ :‬أنت لم تخمد إلى الوقت المعلوم ‪ ،‬فأمرها فخمدت ‪ ،‬فرأيت رجلين في أعناقهما سلسسسل‬
‫الّنيران معّلقين بها إلى فوق و على رؤوسهما قوم معهم مقسسامع النيسسران يقمعونهمسسا بهسسا ‪،‬‬
‫فقلت ‪ :‬يا مالك من هذان ؟ فقال ‪ :‬أو ما قرئت في ساق العرش و كنت قرأته قبل أن يخلق‬
‫ى ‪ ،‬فقال ‪:‬‬‫ل أّيدته و نصرته بعل ّ‬ ‫ل محّمد رسول ا ّ‬
‫لا ّ‬‫ل الّدنيا بألفي عام ل إله إ ّ‬
‫ا ّ‬

‫هذان عّدوا ذلك و ظالماهم ‪.‬‬


‫ل س ( تحسسذير لهسسم عسسن‬
‫ثّم إّنه حّذرهم عن التلّون في الّدين فقال ) فاياكم و التلّون في ديسسن ا ّ‬
‫عدم الثبات على خلق واحد فسسي أمسسر السّدين و عسسن التقلّسسب و التذبسسذب فسسي أحكسسام الشسسرع‬
‫المبين ‪.‬‬

‫لس‬
‫سلم من بعضهم توّقفهم فسسي بيعتسسه كعبسسد ا ّ‬
‫و الظاهر أنه راجع الى جماعة بلغه عليه ال ّ‬
‫سان بن ثابت و اسامة بسسن زيسسد و أضسسرابهم ‪ ،‬و عسسن‬ ‫ابن عمر و سعد بن أبي وقاص و ح ّ‬
‫بعضهم إرادة النكث و النقض للبيعة بعد توكيدها مثل طلحة و الزبير و أتباعهما ‪.‬‬

‫ن المنسافق ل يسستقيم علسى‬


‫و مرجع هذا التحذير في الحقيقة إلسى التحسذير عسن الّنفساق ‪ ،‬ل ّ‬
‫رأى واحد ‪.‬‬

‫ل المنافقين على ذلك بقوله » مذبذبين بين ذلك ل إلى هؤلء و ل إلسسى هسسؤلء و‬ ‫و قد ذّم ا ّ‬
‫ن اّلسذين آمنسوا ثسّم كفسروا ثسّم آمنسوا ثسّم‬
‫ل فلن تجد له سبيل « و قال أيضسا » إ ّ‬ ‫من يضلل ا ّ‬
‫ن لهسم‬‫شسر المنسافقين بسأ ّ‬‫ل ليغفر لهسم و ل ليهسديهم سسبيل ب ّ‬ ‫كفروا ثّم ازدادوا كفرًا لم يكن ا ّ‬
‫عذابًا أليمًا اّلذين يّتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين «‬

‫] ‪[ 237‬‬

‫ن اّلسسذين آمنسسوا «‬
‫سلم فسسي قسسوله ‪ » :‬إ ّ‬
‫صادق عليه ال ّ‬
‫صافي عن العياشي عن ال ّ‬
‫روى في ال ّ‬
‫قال هما و الثالث و الرابع و عبد الرحمان و طلحة و كانوا سبعة الحديث ‪.‬‬

‫لس‬
‫لس صسّلى ا ّ‬ ‫سلم نزلت فسسي فلن و فلن و فلن آمنسسوا برسسسول ا ّ‬ ‫صادق عليه ال ّ‬‫و عن ال ّ‬
‫عليه و آله و سّلم في أّول المر » ثّم كفروا « حين عرضت عليهم الولية حيث قال مسسن‬
‫سسسلم حيسسث قسسالوا لسسه‬
‫ي موله » ثّم آمنوا « بالبيعة لمير المؤمنين عليسسه ال ّ‬ ‫كنت موله فعل ّ‬
‫ل عليه و آله‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ل و أمر رسوله فبايعوه » ثّم كفروا « حيث مضى رسول ا ّ‬ ‫بأمر ا ّ‬
‫فلم يقّروا بالبيعة » ثّم ازدادوا كفرًا « بأخذهم من بايعوه بالبيعة لهسسم فهسسؤلء لسسم يبسسق مسسن‬
‫اليمان شيء و كيف ‪.‬‬

‫ن جماعسسة فيمسسا تكرهسسون‬‫فلما حّذرهم عن التلّون الملزم للنفاق و التفّرق عّلله بقسسوله ) فسا ّ‬
‫ق خيسسر مسسن‬
‫ق خيره من فرقة فيما تحّبون من الباطل ( يعنسسي الجتمسساع علسسى الح س ّ‬ ‫من الح ّ‬
‫الفتراق على الباطل و إن كان الّول مكروها لكم و الثاني محبوبا لديكم ‪،‬‬

‫ن اجتماعكم على بيعتي و ثباتكم عليه خير لكم عاجل و آجل من افسستراقكم‬ ‫ل المراد أ ّ‬
‫و لع ّ‬
‫عنها ابتغاء للفتنة و حّبا لها ‪.‬‬

‫ل سبحانه لم يعط أحدا بفرقة خيسسرا مّمسسا مضسسى و ل ممسسا بقسسى (‬


‫نا ّ‬
‫و أّكد ذلك بقوله ) و ا ّ‬
‫لفظة با في الموضعين إّما بمعنى من و يؤّيده ما في أكثر النسخ من لفظة من بدلها فيكون‬
‫سلف و ل من الخلف خيرا بسسبب الفستراق ‪ ،‬و إّمسا بمعناهسا‬ ‫المراد أنه لم يعط أحدا من ال ّ‬
‫الصلي فيكون المعنى أّنه تعالى لم يعط أحدا بسسسبب الفسستراق خيسسرا مسسن السّدنيا و ل مسسن‬
‫العقبى ‪.‬‬

‫ى بالطبع محتاج في اصلح أمر معاشه و معاده و انتظسسام اوله و‬


‫ن النسان مدن ّ‬
‫و ذلك ل ّ‬
‫اخراه إلى التعاون و الجتماع و اليتلف ‪.‬‬

‫سلم في كلمه المأة و السابع و العشسسرين ‪ :‬و الزمسسوا السسسواد العظسسم‬ ‫و لذلك قال عليه ال ّ‬
‫ن الشسساّذ مسسن‬
‫ن الشاّذ من الناس للشيطان كما أ ّ‬
‫ل على الجماعة و اياكم و الفرقة فا ّ‬ ‫ن يد ا ّ‬
‫فا ّ‬
‫الغنم للذئب ‪.‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم من فارق الجماعة قدر شسسبر فقسسد خلسسع ربقسسة‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫و قال رسول ا ّ‬
‫السلم عن عنقه هذا ‪.‬‬

‫] ‪[ 238‬‬

‫و لكثرة فوائد الجتماع و اليتلف و عظم ما يسترّتب عليهسا مسن الثمسرات الّدنيوّيسة حسبّ‬
‫ث و السسترغيب عليهمسسا فسسوق ح سّد‬‫مؤّكدا فعل الجمعة و الجماعة و الخبار الواردة في الح ّ‬
‫الحصاء ‪.‬‬

‫) أّيها الّناس طوبى لمن شغله عيبه ( و محاسبة نفسه ) عن عيب الناس ( و غيبتهم روى‬
‫سلم قال ‪:‬‬
‫في عقاب العمال عن الحسن بن زيد عن جعفر عن أبيه عليهما ال ّ‬

‫ن أسسسرع الش سّر‬


‫ن أسرع الخير ثوابا البّر و إ ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬إ ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫قال رسول ا ّ‬
‫عقابا البغى ‪،‬‬

‫و كفى بالمرء عيبا أن ينظر من الّناس إلى ما يعمى عينه من نفسه ‪ ،‬و يعير الناس بمسسا ل‬
‫يستطيع تركه و يؤذى جليسه بما ل يعنيه ‪.‬‬

‫قال الطريحي في قسسوله تعسسالى » طسسوبى لهسسم و حسسسن مسآب « أى طيسسب العيسسش ‪ ،‬و قيسسل‬
‫طوبى الخير و أقصى المنية ‪ ،‬و قيل اسم للجّنة بلغة أهل الهند ‪ ،‬و في الخبر عسسن النسسب ّ‬
‫ي‬
‫ل عليه و آله و سّلم أنها شجرة في الجّنة أصلها في دارى و فرعهسسا فسسي دار علس ّ‬
‫ي‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫ي في الجّنة بمكان واحسسد ‪ ،‬قسسال و فسسي‬‫سلم فقيل له في ذلك فقال ‪ :‬داري و دار عل ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫لو‬ ‫ل عليه و آله و ليس مؤمن إ ّ‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫الحديث هي شجرة في الجّنة أصلها في دار النب ّ‬
‫ن راكبسسا مج سّدا‬
‫ل أتاه ذلك الغصن ‪ ،‬و لو أ ّ‬‫في داره غصن منها ل يخطر على قلبه شهوة إ ّ‬
‫سار في ظّلها مأة عام ما خرج و لو طار مسسن أسسفلها غسسراب مسا بلسغ أعلهسا حّتسسى سسقط‬
‫هرما ‪.‬‬
‫) و طوبى لمن لزم بيتسسه ( قسسد مسّر الكلم مشسسبعا فسسي فوايسسد العزلسسة و ثمراتهسسا فسسي شسسرح‬
‫الفصل الثاني من الخطبة المأة و الثانية ‪.‬‬

‫فان قلت ‪ :‬أ ليس العتزال و ملزمة البيت ملزما للفرقسسة اّلسستي نهسسى عنهسسا سسسابقا فكيسسف‬
‫ث على العزلة المستفاد من هذه الجملة الخبرّية ؟‬ ‫يجتمع النهي عن الفرقة مع الح ّ‬

‫ن النهى السسسابق محمسسول علسسى الفسستراق لثسارة الفتنسسة و طلسسب‬


‫قلت ‪ :‬ل تنافي بينهما ‪ ،‬ل ّ‬
‫قو‬
‫الباطل كما يشعر به كلمه السابق أيضا ‪ ،‬و هذا محمول علسسى العسستزال لطلسسب الحس ّ‬
‫مناجاة الّرب و تزكية النفس من رزائل الخلق ‪.‬‬

‫ل عليه قوله ) و أكل قوته و اشتغل بطاعة رّبه و بكى على ( سالف‬
‫كما يد ّ‬

‫] ‪[ 239‬‬

‫) خطيئته ( و موبق معصيته ) فكان من نفسه في شغل و الّناس منه في راحة ( أى يدا و‬
‫لسانا ‪.‬‬

‫ل عليه و آلسسه و‬‫ي صّلى ا ّ‬‫ي إلى النب ّ‬


‫روى في الكافي عن أبي البلد رفعه قال ‪ :‬جاء أعراب ّ‬
‫ل عليه و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫سّلم و هو يريد بعض غزواته فاخذ بغرز ‪ 1‬راحلته فقال ‪ :‬يا رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله ما أحببت أن يأتيه الناس إليسسك‬ ‫آله عّلمني عمل أدخل به الجّنة ‪ ،‬فقال صّلى ا ّ‬
‫ل سبيل الراحلة ‪.‬‬‫فأته إليهم ‪ ،‬و ما كرهت أن يأتيه الناس إليك فل تأته إليهم ‪ ،‬خ ّ‬

‫ل عليه‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫سلم قال ‪ :‬قال رسول ا ّ‬‫و فيه عن عثمان بن جبلة عن أبي جعفر عليه ال ّ‬
‫ل س يسسوم ل ظ س ّ‬
‫ل‬ ‫ل عرش ا ّ‬‫ن كان في ظ ّ‬‫ن فيه أو واحدة منه ّ‬
‫و آله و سّلم ثلث خصال من ك ّ‬
‫ل ظّله ‪:‬‬
‫إّ‬

‫خر رجل حسستى‬ ‫رجل أعطى الّناس من نفسه ما هو سائلهم ‪ ،‬و رجل لم يقدم رجل و لم يؤ ّ‬
‫ل رضى ‪ ،‬و رجل لم يعب أخاه المسسسلم بعيسسب حّتسسى ينفسسى ذلسسك العيسسب عسسن‬ ‫ن ذلك ّ‬ ‫يعلم أ ّ‬
‫ل بدا له عيب و كفى بالمرء شغل بنفسه عن الناس‬ ‫نفسه فاّنه ل ينفى منها عيبا إ ّ‬

‫ععععععع‬

‫پس از آن حذر نمائيد از متفّرق ساختن خلقها و از برگرداندن آنها و بگردانيد زبسسان را‬
‫يك زبان ‪ ،‬و بايد كه حفظ نمايد مرد زبان خود را از جهة اينكه اين زبان سسسركش اسسست‬
‫بصاحب خود ‪ ،‬قسم بخدا نميبينم بنده را پرهيز كند پرهيز كارى كه منفعت بخشسسد او را‬
‫تا اينكه نگه دارد زبسانش را ‪ ،‬پسس بدرسستي كسه زبسان مسؤمن از پشست قلسب او اسست و‬
‫بدرستي كه قلب منافق از پشت زبسسان او اسسست ‪ ،‬بجهسسة اينكسسه اگسسر مسسؤمن بخواهسسد تكّلسسم‬
‫بنمايد بسخني انديشه ميكند آن را در پيش نفس خود پس اگر خوب باشد آن سخن اظهار‬
‫مينمايد آن را ‪ ،‬و اگر بد باشد پنهان ميسازد او را ‪ ،‬و بدرستيكه منافق تكّلم مينمايد بهسسر‬
‫چه زبان او ميآيد و نميداند چه چيزى منفعت دارد باو و چه چيز ضرر دارد بر او ‪.‬‬

‫ل و سلمه عليه و آله كه ‪:‬‬


‫و بتحقيق فرموده است حضرت رسالتمآب صلوات ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬للللل للللل ل ل للل للل لل لل لللللل ل‬
‫ل ل لل ل ل للل ل لل ل ل لل ل لل للل ل للل لل »‬
‫للل لل «‬

‫] ‪[ 240‬‬

‫مستقيم نشود ايمان بنده مگر اينكه مستقيم شود قلسسب او ‪ ،‬و مسسستقيم نشسسود قلسسب او مگسسر‬
‫اينكه مستقيم شود زبان او ‪ ،‬پس هر كس قدرت داشته باشد از شسسما بسساينكه ملقسسات كنسسد‬
‫پروردگار خود را در حالتيكه پاك باشد دست او از خونهاى مسلمانان و مالهسساى ايشسسان‬
‫و سالم باشد زبان او از عرضهاى ايشان پس بايد كه بكند آنرا ‪.‬‬

‫و بدانيد اى بندگان خدا كه بدرستي مرد صاحب ايمان حلل ميسازد امسسسال آن چيزيسسرا‬
‫كه حلل دانسته در سال گذشته و حرام ميشمارد امسال چيزى را كسسه حسسرام شسسمرده در‬
‫سال گذشته ‪ ،‬و بدرستي چيزيكه تازه احداث كسسرده اسسست آن را مردمسسان حلل نمينمايسسد‬
‫از براى شما هيچ چيز از آنچسسه كسسه حسسرام گردانيسسده شسسده اسسست بسسر شسسما ‪ ،‬و لكسسن حلل‬
‫منحصر است بآنچه كه خدا حلل فرموده ‪ ،‬و حرام منحصر است بآنچه كسسه خسسدا حسسرام‬
‫فرموده ‪.‬‬

‫پس بتحقيق كه تجربه كردهايد كارها را ‪ ،‬و محكم گردانيدهايد آنها را ‪،‬‬

‫و نصيحت داده شدهايد با كساني كه بودهانسسد پيسسش از شسسما ‪ ،‬و زده شسسده از بسسراى شسسما‬
‫مثلها ‪،‬‬

‫و دعوت شدهايد بسوى أمر روشن ‪ ،‬پس كر نمىشسود در آن مگسر كسسى كسه زيساد كسر‬
‫باشد ‪ ،‬و كور نميشود از آن مگر كسى كه بغايت كور باشد ‪ ،‬و آنكسسسى كسسه نفسسع نسسداد او‬
‫را خداى تعالى با امتحان و تجربها منتفع نشد بچيزى از مسسوعظه و آمسسد او را ضسسرر و‬
‫تقصير از پيش او تا اينكه خيال ميكند معرفت چيزيرا كه انكسسار داشسست او را ‪ ،‬و انكسسار‬
‫مينمايد چيزيرا كه معرفت داشت باو ‪.‬‬
‫پس بدرستى كه مردمان دو مردند ‪ :‬يكى آنكه پيروى كننده است شسسريعت را و ديگسسرى‬
‫آنكه اختراع كننده است بدعت را در حالتى كه نيسسست بسسا او از جسانب خداونسسد دليلسسي از‬
‫سّنت ‪ ،‬و نه روشني دليلي ‪.‬‬

‫و بدرستيكه خداى تعالى موعظه نفرموده هيچ أحدى را بمثل اين قرآن ‪،‬‬

‫پس بدرستيكه قرآن ريسمان محكم خداست و ريسسماني اسست كسه ايمسن اسست ‪ ،‬و در او‬
‫است بهار قلبهسا و چشسمهاى علمهسا ‪ ،‬و نيسست مسر قلسب را جلء و صسيقلى غيسر آن بسا‬
‫وجود » ج ‪« 15‬‬

‫] ‪[ 241‬‬

‫اينكه رفتند صاحبان تذّكر ‪ ،‬و باقي مانده است صاحبان نسسسيان و فراموشسسي يسسا خسسود را‬
‫بفراموشي زنندگان ‪ ،‬پس چون ببينيد چيز نيكوئى را پس اعانت نمائيد بر او ‪،‬‬

‫و چون مشاهده كنيد چيز بدى را پس كنارهجوئى كنيد از آن پس بدرستي كسسه حضسسرت‬
‫ل عليه و آله و سّلم مىفرمود كه اى پسر آدم عمل كن خير را و ترك‬ ‫رسالتمآب صّلى ا ّ‬
‫كن شّر را ‪ ،‬پس اين هنگام تو ميباشي پسنديده رفتار و پسنديده كردار ‪.‬‬

‫آگاه باشيد بدرستيكه ظلم سه قسم است ‪ :‬ظلميست كه آمرزيده نميشود ‪،‬‬

‫و ظلمى است كه ترك كرده نمىشود ‪ ،‬و ظلميست كه آمرزيده خواهد شد ‪.‬‬

‫پس أما ظلمى كه بخشيده نخواهد شد پس عبارتست از شرك آوردن بخدا خداوند تعسسالى‬
‫فرموده ‪ :‬بدرستيكه خدا نمىبخشد در اينكه شرك آورده بسساو ‪ ،‬و امسسا ظلمسسى كسسه بخشسسيده‬
‫خواهد شد پس آن ظلم كردن بنده است بر نفس خود در بعض اعمال قبيحه و معاصي ‪،‬‬
‫و أما ظلميكه متروك نمىشود پس آن ظلسسم بنسسدگان اسست بعضسي بسر بعضسي ‪ ،‬و ديگسر‬
‫قصاص ظالم در آخرت سخت و با شّدتست نه از قبيل زخم زدن است بسسا كاردهسسا و نسسه‬
‫زدن با تازيانها و ليكن عذابيست كه كوچك شمرده ميشود اين زخسسم و ضسسرب در جنسسب‬
‫او پس بترسيد از متلّون شدن و دو رنگ بسسودن در ديسسن خسسداى تعسسالى ‪ ،‬پسسس بدرسسستيكه‬
‫اتفاق كردن در چيزيكه نساخوش ميداريسسد از أمسسر حسسق بهسستر اسسست از متفسّرق گشسستن در‬
‫چيزيكه دوست ميداريد از أمر باطل ‪ ،‬و بدرستى كه خداى تعالى عطسسا نكسسرد أحسسدى را‬
‫بسبب افتراق و اختلف خير و منفعتي نه از گذشتگان و نه از آيندگان ‪.‬‬

‫اى مردمان خوشا مر آنكسى را كه مشغول سازد او را عيب او از عيبهاى مردمان ‪ ،‬و‬
‫خوشا مر آنكسى را كه ملزم بشود خانه خود يعني منزوى شسسود و بخسسورد قسسوت حلل‬
‫خود را و مشغول شود بطاعت پروردگار خود و گريه كند بگناهان خود ‪ ،‬پس باشسسد از‬
‫نفس خود در شغليكه مشغول او شود و مردمان از او در راحت ‪.‬‬

‫] ‪[ 242‬‬

‫عععع عع عععع ععععععع‬


‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫و هو المأة و السادس و السبعون من المختار في باب الخطب فأجمع رأي ملكم على أن‬
‫اختاروا رجلين فأخذنا عليهما أن يجعجعا عنسسد القسسرآن و ل يجسساوزاه ‪ ،‬و تكسسون ألسسسنتهما‬
‫ق و همسسا يبصسسرانه ‪ ،‬و كسسان الجسسور‬
‫معسسه ‪ ،‬و قلوبهمسسا تبعسسه ‪ ،‬فتاهسسا عنسسه ‪ ،‬و تركسسا الح س ّ‬
‫هواهما ‪،‬‬

‫ق سسسوء‬
‫و العوجاج رأيهما ‪ ،‬و قد سبق استثنآؤنا عليهما في الحكم بالعدل و العمسسل بسسالح ّ‬
‫ق ‪ ،‬و أتيا بمسسا ل‬
‫رأيهما ‪ ،‬و جور حكمهما ‪ ،‬و الّثقة في أيدينا لنفسنا حين خالفا سبيل الح ّ‬
‫يعرف من معكوس الحكم ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) الملء ( أشراف الّناس و رؤساهم و مقّدموهم اّلذين يرجسع إلسى قسولهم قسال فسي محكسىّ‬
‫سسسلم أن ) يجعجعسا عنسد القسرآن ( أى يقيمسا عنسسده يقسال ‪:‬‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫النهاية ‪ :‬في حديث عل ّ‬
‫جعجع القوم إذا أنسساخوا بالجعجسساع ‪ ،‬و هسسى الرض و الجعجسساع أيضسسا الموضسسع الضسسيق‬
‫الخشن و ) التبع ( محّركة التابع يكون مفردا و جمعسسا و يجمسسع علسسى أتبسساع مثسسل سسسبب و‬
‫أسباب ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫سوء رأيهما بالّنصب مفعول استثنائنا أو سبق أيضا على سبيل التنسسازع و الّول أظهسسر و‬
‫قوله ‪ :‬في الحكم ‪ ،‬متعّلق بقوله ‪ :‬سبق ‪.‬‬

‫] ‪[ 243‬‬

‫عععععع‬

‫قال الشارح البحراني ‪ :‬هذا الفصل من خطبة خطبها لما بلغه أمر الحكمين ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬و الظاهر أنه ره توّهم من قول السّيد ره و من كلم له في معنى الحكمين أّنه تكّلسسم‬
‫به حين بلغه أمرهما ‪ ،‬فان كان ظفر بتمام الخطبسسة و اطلسسع علسسى أنسسه خطبهسسا حيسسن بلسسوغ‬
‫ن هذا الكلم مسسن فصسسول الحتجاجسسات اّلسستي كسسانت لسسه مسسع‬
‫ل فالظاهر أ ّ‬
‫أمرهما فهو ‪ ،‬و إ ّ‬
‫الخوارج و قد مّر نظير هذا الكلم منه في ذيل الكلم المأة و السابع و العشرين ‪.‬‬

‫و بالمراجعسسة إلسسى شسسرح الكلم المسسذكور و شسسرح الكلم المسسأة و الخسسامس و العشسسرين‬
‫المتضّمنين لحتجاجاته معهم يظهر لك توضيح ما ذكره في هذا المقام و تعرف أنه ناظر‬
‫لس و لسسم‬
‫جوا به عليه و هو ‪ :‬أنك قد حكمت الّرجال فسسي ديسسن ا ّ‬
‫إلى رّد احتجاجهم اّلذي احت ّ‬
‫يكن ذلك إليك ثّم أنكرت حكمهما لما حكموا عليك ‪.‬‬

‫سلم بقوله ) فأجمع رأى ملكم ( أى عسسزم رؤسسساءكم و كسسبراءكم و اّتفسسق‬


‫فأجابهم عليه ال ّ‬
‫آراءهم ) على أن اختاروا رجلين ( هما أبو موسى الشعرى و عمرو بن العاص لعنهمسسا‬
‫ل تعالى من غير رضى مّنى بتحكيمهما بل على غاية كره مّنى بذلك ‪.‬‬ ‫ا ّ‬

‫ل قوله لبن الكوا في النهروان في الّرواية اّلتي رويناها من كشف الغّمة في شسسرح‬ ‫كما يد ّ‬
‫سسسلم‬ ‫الخطبة السادسة و الثلثين حيث إّنه لما اعترض عليسسه بسسأمر الحكميسسن قسسال عليسسه ال ّ‬
‫ن الحرب قد عضتهم فذرونى انسساجزهم‬ ‫ن أهل الشام يخدعونكم بها ‪ 1‬فا ّ‬‫له ‪ :‬أ لم أقل لكم إ ّ‬
‫ل أبسسا‬
‫ل بن العّبسساس و قلسست اّنسسه ل ينخسسدع فسسأبيتم إ ّ‬
‫فأبيتم ألم ارد نصب ابن عّمي أى عبد ا ّ‬
‫موسى و قلتم رضينا به حكما فأجبتكم كارها و لو وجدت في ذلك السسوقت أعوانسسا غيركسسم‬
‫لما أجبتكم ‪.‬‬

‫) فأخذنا عليهما ( أى على الّرجلين الحكمين ) أن يجعجعا عند القسسرآن ( أى يقفسسا دونسسه و‬
‫يجسسب نفسسسهما عليسسه ) و ل يجسساوزاه ( أى ل يتجسساوزا عسسن أوامسسره و نسسواهيه ) و يكسسون‬
‫ألسنتهما معه و قلوبهما تبعه ( أى يكونان تابعين له و يعملن بحكمه ) فتاها ( أى ض ّ‬
‫ل‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬لل لللللللل ل للللل للل‬

‫] ‪[ 244‬‬

‫ق اّلسذي هسو‬
‫ق و هما يبصرانه ( أى عدل عن القرآن و عسن حكمسه الحس ّ‬ ‫) عنه و تركا الح ّ‬
‫خلفته مع علمهما و معرفتهما بحقيته كمسسا عرفسست تفصسسيل ذلسسك كّلسسه فسسي شسسرح الخطبسسة‬
‫الخامسة و الثلثين ‪.‬‬

‫ق عمدا عن علم ل عن جهل و لم يكن ذلك فتنة منهما بسسل كسسان‬ ‫و الحاصل أّنهما تركا الح ّ‬
‫بنائهمسسا مسسن أّول المسسر علسسى ذلسسك ) و كسسان الجسسور ( و الحيسسف فسسي الحكسسم ) هواهمسسا و‬
‫ق و النحراف عن الّدين ) رأيهما ( و في بعض النسخ دأبهما و هسسو‬ ‫العوجاج ( عن الح ّ‬
‫أولسسى أى لسسم يكسسن ذلسسك أّول حيفهمسسا بسسل كسسان ديسسدنا و عسسادة لهمسسا و شسسيمة طبعسست عليهسسا‬
‫قلوبهما ‪.‬‬
‫ثّم أجاب عّما نقموا عليه من إنكاره التحكيم بعسد رضسساه بسسه بقسسوله ) و قسسد سسبق اسسستثناؤنا‬
‫ق سوء رأيهما و جسسور حكمهمسسا ( أراد بسسه مسسا كسسان‬ ‫عليهما في الحكم بالعدل و العمل بالح ّ‬
‫لس‬
‫شرطه على الحكمين حين عزموا على التحكيم أن يحكما بما حكم القرآن و بما أنسسزل ا ّ‬
‫ل فل ينفذ حكمهما فيه و في أصحابه ‪،‬‬ ‫فيه من فاتحته إلى خاتمته و إ ّ‬

‫سسسلم إليهمسسا أن ل يعمل برأيهمسسا و هواهمسسا و ل يحكمسسا بشسسيء مسسن تلقسساء‬


‫فقد قّدم عليه ال ّ‬
‫أنفسهم الّمارة بالسوء ‪.‬‬

‫) و الثقة في أيدينا لنفسنا ( أى إّنا على برهان و ثقة من امورنسسا و ليسسس يلزم لنسسا اتبسساع‬
‫ق ( و انحرفا عن سواء السبيل ) و أتيا بما ل يعسسرف ( أى‬ ‫حكمهما ) حين خالفا سبيل الح ّ‬
‫لس وراء ظهسسورهم و خالفسساه و‬ ‫ل يصدق به ) من معكوس الحكم ( يعني أنهما نبذا كتاب ا ّ‬
‫حكما بعكس حكم الكتاب و قد استحّقا به الّلؤم و العقاب يوم الحساب‬

‫ععععععع‬

‫سلم است در ذكسسر أمسسر حكميسسن كسسه خطسساب‬


‫از جمله كلم فصاحت نظام آن امام عليه ال ّ‬
‫فرموده بآن خوارج نهروان را در مقام اجتماع با ايشان ميفرمايد ‪:‬‬

‫پس مّتفق شد رأى رؤساء و أشراف شما بر اينكه اختيار كردند دو مرد را كه‬

‫] ‪[ 245‬‬

‫يكى أبو موسى أشعرى بود و يكى عمرو بن عاص پس عهد و ميثاق گرفسستيم بسسر ايشسسان‬
‫كه وا ايستند و حبس كنند نفس خود را در نزد قرآن و تجاوز نكنند از آن و باشسسد زبسسان‬
‫ايشان با آن قرآن و قلبهاى شان تابع آن ‪ ،‬پس هر دو گمراه شدند از قرآن و ترك كردند‬
‫حق را و حال آنكه هر دو ميديدند حق را ‪ ،‬و بود جور و ظلم آرزوى ايشسسان و كجسسى و‬
‫اعوجاج رأى ايشان ‪.‬‬

‫و بتحقيق كه سابق شده بود استثنا كردن ما بر آن دو مرد در خصسسوص حكسسم كسسردن بسسا‬
‫عسسدالت و عمسسل كسسردن بحسسق بسسدى رأى ايشسسانرا و سسستم كسسردن ايشسسان را در حكمسسى كسسه‬
‫مينمايند ‪ ،‬يعني استثناء كرده بوديم كه ايشان با رأى فاسسسد خسسود رفتسسار نكننسسد و بسسا حكسسم‬
‫جور حكم ننمايند ‪ ،‬و وثوق و اعتماد در دسسست مسا اسسست از بسسراى نفسسسهاى خسود مسا در‬
‫وقتيكه مخالفت راه حق كردند و آوردنسسد چيزيسسرا كسسه غيسسر معسسروف بسسود از حكمسسى كسسه‬
‫بعكس حكم قرآن بود و بر خلف شرط ما ‪.‬‬
‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫و هى المأة و السابعة و السبعون من المختار في باب الخطب خطبها بعد قتل عثمان فسسي‬
‫أّول خلفته كما في شرح المعتزلي و البحراني ‪.‬‬

‫ل يشغله شأن ‪ ،‬و ل يغّيره زمان ‪ ،‬و ل يحويه مكان ‪ ،‬و ل يصفه لسان ‪ ،‬ل يعسسزب عنسسه‬
‫سماء ‪ ،‬و ل سوا في الّريسسح فسسي الهسسواء ‪ ،‬و ل دبيسسب الّنمسسل‬ ‫عدد قطر الماء ‪ ،‬و ل نجوم ال ّ‬
‫ي طسسرف‬ ‫ظلماء ‪ ،‬يعلم مسسساقط الوراق ‪ ،‬و خف س ّ‬ ‫صفآء ‪ ،‬و ل مقيل الّذّر في الّليلة ال ّ‬
‫على ال ّ‬
‫الحداق ‪.‬‬

‫ل غير معدول به ‪ ،‬و ل مشكوك فيه ‪،‬‬


‫لا ّ‬
‫ن ل إله إ ّ‬
‫و أشهد أ ّ‬

‫] ‪[ 246‬‬

‫و ل مكفور دينه ‪ ،‬و ل مجحود تكوينه ‪ ،‬شهادة من صدقت نّيته ‪،‬‬

‫و صفت دخلته ‪ ،‬و خلص يقينه ‪ ،‬و ثقلت موازينه ‪.‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم عبده و رسوله ‪ ،‬المجتبى من خليقه ‪،‬‬


‫ن محّمدا صّلى ا ّ‬
‫و أشهد أ ّ‬

‫ص بعقايل كراماته ‪ ،‬و المصطفى لكسسرائم رسسسالته ‪ ،‬و‬


‫و المعتام لشرح حقايقه ‪ ،‬و المخت ّ‬
‫الموضحة به أشراط الهدى ‪ ،‬و المجلّو به غريب العمى ‪.‬‬

‫ن الّدنيا تغّر المؤّمسسل لهسسا ‪ ،‬و المخلسسد إليهسسا ‪ ،‬و ل تنفسسس بمسسن نسسافس فيهسسا ‪ ،‬و‬
‫أّيها الّناس إ ّ‬
‫تغلب من غلب عليها ‪.‬‬

‫ل بذنوب اجترحوها ‪ ،‬لنّ‬ ‫ض نعمة من عيش فزال عنهم إ ّ‬ ‫ط في غ ّ‬ ‫ل ما كان قوم ق ّ‬


‫و أيم ا ّ‬
‫ن الّناس حين تنزل بهم الّنقم ‪ ،‬و تزول عنهم الّنعم ‪ ،‬فزعسسوا‬ ‫لم للعبيد ‪ ،‬و لو أ ّ‬
‫ل ليس بظ ّ‬‫ا ّ‬
‫ل شارد ‪ ،‬و أصسسلح لهسسم كس ّ‬
‫ل‬ ‫إلى رّبهم بصدق من نّياتهم ‪ ،‬و وله من قلوبهم ‪ ،‬لرّد عليهم ك ّ‬
‫فاسد ‪ ،‬و إّني لخشى عليكم أن تكونوا في فترة ‪ ،‬و قد كانت أمور مضت ملتسسم فيهسسا ميلسسة‬
‫يإ ّ‬
‫ل‬ ‫كنتم فيها عندي غيسسر محمسسودين ‪ ،‬و لئن رّد عليكسسم أمركسسم إّنكسسم لسسسعدآء ‪ ،‬و مسسا علس ّ‬
‫ل عّما سلف ‪.‬‬ ‫الجهد ‪ ،‬و لو أشاء أن أقول لقلت ‪ :‬عفى ا ّ‬

‫] ‪[ 247‬‬
‫ععععع‬

‫) سفت ( الريح التراب أى ذرته و ) الّدخلة ( بالكسر و الضّم باطن الشيء و ) المعتسسام (‬
‫بالتاء المثناة فاعل من اعتام أى اختار مأخوذ من العتمة و هو خيار المال و ) الغربيسسب (‬
‫وزان قنديل السود شديد السواد قال سبحانه ‪ :‬و غرابيب سود ‪.‬‬

‫ل الجهسسد ( فسسي نسسسخة‬ ‫يإ ّ‬


‫و ) أخلد إلى الرض ( أى ركن إليها و اعتمد عليها ) و ما عل س ّ‬
‫الشسسارح البحرانسسي بفتسسح الجيسسم و ضسسبطه الشسسارح المعسستزلي بالض سّم و بهمسسا قسسرء قسسوله‬
‫ل جهدهم ‪ ،‬قال الفيومى ‪ :‬الجهد بالضّم في الحجاز و بالفتسسح‬ ‫سبحانه ‪ :‬و اّلذين ل يجدون إ ّ‬
‫في لغة غيرهم الوسع و الطاقة ‪ ،‬و قيل ‪ :‬المضموم الطاقسسة و المفتسسوح المشسّقة ‪ ،‬و الجهسسد‬
‫بالفتح ل غير الغاية و النهاية ‪ ،‬و هو مصدر من جهد فسسي المسسر جهسسدا مسسن بسساب نفسسع إذا‬
‫طلب حّتى بلغ غايته في الطلب ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫الظاهر تعّلق قوله في الّليلة الظلماء بالّدبيب و المقيل على سبيل التنازع ‪،‬‬

‫ض نعمسسة ‪ ،‬للظرفّيسسة‬
‫لس ‪ ،‬و فسسي فسسي قسسوله ‪ :‬فسسي غس ّ‬
‫و غير معدول بنصب غير حال من ا ّ‬
‫المجازية ‪،‬‬

‫ل لهسسا‬
‫ل عما سلف و غسسايته ل مح س ّ‬‫و الباء في قوله ‪ :‬بصدق ‪ ،‬للمصاحبة ‪ ،‬و جملة عفى ا ّ‬
‫ل الّنصب مقولة‬ ‫من العراب و على ذلك فمقول قلت محذوف ‪ ،‬و يجوز أن يكون في مح ّ‬
‫للقول و الثاني أظهر لحتياج الّول إلى الحذف و الصل عدمه ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ن مدار هذه الخطبة على فصول أربعة‬


‫اعلم أ ّ‬

‫عع عععععع ع عععععع‬


‫ععععع ععععع ععع‬

‫بجملة من أوصاف الجلل و صفات الجمال و هو قوله ) ل يشسسغله شسسأن ( عسسن شسسأن أى‬
‫ن الشغل عن الشيء بشيء آخر إّما لنقصان القسسدرة أو العلسسم و هسسو تعسسالى‬‫أمر عن أمر ل ّ‬
‫ل شيء محيط ‪ ،‬فل يشغله مقدور‬ ‫ل شيء قدير و بك ّ‬‫على ك ّ‬

‫] ‪[ 248‬‬

‫عن مقدور و ل معلسسوم عسسن معلسسوم ) و ل يغّيسسره زمسسان ( لّنسسه تعسسالى واجسسب الوجسسود و‬
‫المتغّير في ذاته أو صفاته ل يكون واجبا فل يلحقه التغّير و لنه خالق الّزمان و ل زمان‬
‫يلحقه فل تغّير يلحقه بتغّيره ) و ل يحويه مكان ( اذ لو كان محويا يلزم أن يكون محدودا‬
‫ل محدود جسم ‪ ،‬و قد عرفت فسسي شسرح الفصسسل الخسامس مسسن الخطبسسة الولسى و فسسي‬ ‫وكّ‬
‫شرح الخطبة المأة و الثانية و الخمسين تحقيق الكلم في تنّزهه عن المكان و عن الحدود‬
‫بما ل مزيد عليه فليراجع المقامين ‪.‬‬

‫ن المشسّبهة قسد تعّلقست بقسوله سسبحانه ‪ :‬الّرحمسن علسى‬


‫و أقول هنا مضافا إلى مسا سسبق ‪ :‬إ ّ‬
‫ن معبودهم جالس على العرش و قد تقّدم في شرح الفصل الخسسامس‬ ‫العرش استوى ‪ ،‬في أ ّ‬
‫سسسكهم بهسسا ‪ ،‬و قسسد‬
‫من الخطبة الولى تأويل هذه الية و ظهر لك فساد قسسولهم و بطلن تم ّ‬
‫أقام المتكّلمون المتألهون أدّلة عقلّية و نقلّية على فساد مذهبهم و على استغنائه تعالى عسسن‬
‫المكان ل بأس بالشارة إلى جملة منها ‪.‬‬

‫أحدها أّنه تعالى كان و ل عرش و ل مكان ‪ ،‬و لما خلق الخلق لم يحتسسج إلسسى مكسسان غنّيسسا‬
‫ل شسسيء كسسالعرش و هسسو‬ ‫ل أن يقال لم يزل مع ا ّ‬
‫صفة التي كان لم يزل عليها إ ّ‬
‫عنه فهو بال ّ‬
‫أيضا باطل لنه يلزم أن يخلو عن المكان عند ارتحساله عسن بعضسها إلسى بعسض فيختلسف‬
‫نحو وجوده بالحاجة إلى المكان و الستغناء عنه و هو محال ‪.‬‬

‫ن الجالس على العرش إمسسا أن يكسسون متمكنسسا مسسن النتقسسال و الحركسسة عنسسه أم ل ‪،‬‬
‫ثانيها أ ّ‬
‫فعلى الّول يلزم ما ذكرنا مسن السستغناء و الختلف فسي نحسو الوجسود أعنسى التجسّرد و‬
‫سم ‪.‬‬
‫التج ّ‬

‫ل يقال ‪ :‬هذا منقوض بانتقال النسان مثل من مكان إلى مكان ‪.‬‬

‫ك عسسن المكسسان و‬ ‫قلنا إّنه ينتقل على الّتصال من مكان إلى مكان و هو فيما بينهما لسسم ينف س ّ‬
‫ل ذكره فالمكان اّلذي ينتقل إليه مخلوق له فل بّد أن يخلقسسه أّول حسستى يمكسسن‬‫أّما البارى ج ّ‬
‫انتقاله إليه فهو فيما بين مجّرد عن المكان و على الثاني يكون كالّزمن بل أسوء حال منسسه‬
‫ن الجسسالس‬
‫‪ ،‬فان الّزمن يتمّكن من الحركة على رأسه و معبسسودهم غيسسر متمّكسسن و ثالثهسسا أ ّ‬
‫على العرش لبّد و أن يكون الجزء الحاصل منه في يمين‬

‫] ‪[ 249‬‬

‫العرش غير الجزء الحاصسسل منسسه فسسي شسسمال العسسرش فيكسسون مرّكبسسا مؤلفسسا مسسن الجسسزاء‬
‫ل من كان كذلك يحتاج إلى مؤّلسسف و مرّكسسب و‬ ‫المقدارية و مركبا من صورة زيادة ‪ ،‬و ك ّ‬
‫الحاجة من أوصاف الممكن ‪ ،‬هذا ‪.‬‬

‫و هذه الدّلة الثلث كما يبطل كونه جالسا على العرش كذلك تبطل كسسونه محويسسا للمكسسان‬
‫ى على الفطن العارف فتدّبر ‪.‬‬
‫ى مكان كان كما هو غير خف ّ‬
‫أ ّ‬
‫ن الّلسان إّنمسسا هسسو ترجمسسان‬
‫) و ل يصفه لسان ( أى ل يقدر لسان على وصفه و مدحه ل ّ‬
‫للقلب معّبر عن المعاني المخزونة فيه ‪ ،‬و القلب إذا كان عاجزا عن البلوغ إلى وصسسفه و‬
‫عن تعّقل صفاته فالّلسان أعجز و ألكن ‪.‬‬

‫ن وصف الشيء و الّثناء عليه إّنما يتصّور إذا كسسان مطابقسسا لمسسا هسسو عليسسه فسسي‬ ‫بيان ذلك أ ّ‬
‫ل بتعّقل ذاته و كنهه ‪ ،‬لكسسن ل يمكسسن للعقسسول تعّقسسل ذاتسسه‬ ‫نفس المر ‪ ،‬و ذلك غير ممكن إ ّ‬
‫ن ذلسسك التعّقسسل إّمسسا بحصسسول‬‫سبحانه و تعّقل ما له من صفات الكمال و نعوت الجلل ‪ ،‬ل ّ‬
‫صورة مساوية لذاته تعالى و صسسفاته الحقيقّيسسة الذاتّيسسة أو بحضسسور حقيقتسسه و شسسهود ذاتسسه‬
‫ن كسس ّ‬
‫ل‬ ‫المقّدسة و الّول محال إذ ل مثل لذاته كما قال عّز من قائل ‪ :‬ليس كمثله شيء ‪ ،‬ل ّ‬
‫ما له مثل أو صورة مساوية له فهو ذو جهة كّلية و هو تعالى ل مهّية له ‪،‬‬

‫ل ما سواه من العقول و النفوس و الّذوات و الهوّيات معلسسول لسسه‬ ‫و الثاني أيضا كذلك إذ ك ّ‬
‫مقهور تحت جلله و عظمته و كبريائه كانقهسسار عيسسن الخّفسساش تحسست نسسور الشسسمس ‪ ،‬فل‬
‫يمكن للعقسسول لقصسسورها عسسن درجسسة الكمسسال الواجسسبي إدراك ذاتسسه علسسى وجسسه الكتنسساه و‬
‫ل عقل له مقام معلوم ل يقدر على التعّدي عنه إلى ما فسسوقه ‪ ،‬و لهسسذا قسسال‬ ‫الحاطة ‪ ،‬بل ك ّ‬
‫جبرئيل المين لما تخّلف عن خير المرسلين ليلة المعراج ‪ :‬لسسو دنسسوت أنملسسة لحسسترقت ‪،‬‬
‫صفات الحدّية على مسسا هسسى عليسسه‬ ‫فأّنى للعقول البشرّية الطلع على النعوت اللهّية و ال ّ‬
‫من كمالها ‪.‬‬

‫فالقول و الكلم و إن كان فسي غايسسة الجسودة و البلغسسة و الّلسسسان و البيسسان و إن كسان فسسي‬
‫نهاية الحّدة و الفصاحة يقف دون أدنى مراتب مدحه ‪ ،‬و المادحون و إن صرفوا جهسسدهم‬
‫و بذلوا وسعهم و طاقتهم في وصفه و الثناء عليه فهم بمراحل البعد عّما هو ثناء عليه‬

‫] ‪[ 250‬‬

‫بما هو أهله و مستحقه ‪.‬‬

‫و لهذا قال سّيد الّنبّيين و أكمل المادحين ‪ :‬ل احصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك‬
‫‪.‬‬

‫ثّم وصفه باحاطة علمه سبحانه بجميع الجزئّيات و خفّيات ما في الكون ‪ ،‬و قد عرفت في‬
‫شرح الفصل السابع من الخطبة الولى عموم علمه تعالى بجميع الموجودات و عسسدد مسسن‬
‫ذلك هنا أشياء فقال ) ل يعزب عنه ( أى ل يغيب عن علمه ) عسسدد قطسسر المسساء ( المنسسزل‬
‫سماء و الراكد فسسي مسستراكم البحسسار و الغسسدران و البسسار و الجسسارى فسسي الجسسداول و‬ ‫من ال ّ‬
‫سسسيار ) و ل سسسوافي الّريسسح فسسي‬
‫سسسماء ( مسسن الثسسوابت و ال ّ‬
‫النهار ) و ل ( عدد ) نجسسوم ال ّ‬
‫الهواء ( أى التي تسفو التراب و تذروه ‪.‬‬
‫و تخصيصها بالذكر من جهة أنها غالب أفرادها ‪ ،‬فل دللة فيهسسا علسسى اختصسساص علمسسه‬
‫جسسة كمسسا صسّرح بسسه علمسساء‬
‫ن الوصف السسوارد مسسورد الغلبسسة ليسسس مفهسسومه ح ّ‬
‫بها فقط ‪ ،‬ل ّ‬
‫لتسسي فسسي جحسسوركم « ‪ ،‬و يمكسسن أن يكسسون‬ ‫الصولية و مثله قوله تعالى ‪ » :‬و ربسسآئبكم ال ّ‬
‫غرضه الشارة إلى أنه ل يخفى عليه سبحانه السوافي مسع مسا تسسفوه مسن الستراب ‪ ،‬فسا ّ‬
‫ن‬
‫ل سبحانه‬ ‫لا ّ‬‫التراب اّلذي تحمله الّريح و تبّثه في الجّو ل يعلم مقداره و أجزائه و ذراته إ ّ‬
‫ل شيء ‪.‬‬ ‫العالم بك ّ‬

‫) و ل ( يعزب عنه ) دبيب النمل على الصفا و ل مقيل اّلسسذر فسسي الّليلسسة الظلمسساء ( أى ل‬
‫ل قيلولة صغار‬‫صخر الملس في الّليلة المظلمة ‪ ،‬و ل مح ّ‬ ‫يخفى حركة آحاد النمل على ال ّ‬
‫الّنمل فيها مع فرط اختفائهما عليه سسبحانه بسل علمسه تعسالى محيسط بهمسا و بغيرهمسا مسن‬
‫خفّيات الموجودات و خبياتها ‪.‬‬

‫صص دبيب النمل بكونه على الصفا ؟‬


‫فان قلت ‪ :‬لم خ ّ‬

‫قيل ‪ :‬لعدم التأّثر بالّدبيب كالتراب إذ يمكن في التراب و نحوه أن يعلم الّدبيب بالثر ‪.‬‬

‫ن حصول العلم به بذلك الثر إّما أن يكون‬ ‫لأّ‬‫ن بقاء أثر الّدبيب في التراب مسّلم إ ّ‬
‫و فيه إ ّ‬
‫ن ظلمة الليل المظلم مانعة‬
‫في الّليل أو في النهار ‪ ،‬و الّول ممنوع ل ّ‬

‫] ‪[ 251‬‬

‫عن مشاهدة الثر كنفس المؤثر و الصفا و التراب سّيان في اختفاء الّدبيب فيها علسسى ك سلّ‬
‫ل أحد و معلسسوم بنفسسسه مسسن‬‫ل أّنه إذا كان في الّنهار فهو مشاهد لك ّ‬
‫منهما ‪ ،‬و الثاني مسّلم إ ّ‬
‫صسسفا و‬
‫دون حاجة إلى الستدلل بالثر من غير فرق أيضا في ظهوره بين كونه علسسى ال ّ‬
‫بين كونه على التراب ‪.‬‬

‫ل أن يقال ‪ :‬إّنه مع كونه في الّليل على التراب يبقى أثره إلى النهار فيمكن حصول العلم‬‫إّ‬
‫صفا فل يكون له أثسر أصسل حّتسى يبقسى إلسى النهسار و‬
‫به منه ‪ ،‬بخلف ما إذا كان على ال ّ‬
‫صل منه العلم ‪.‬‬
‫يتح ّ‬

‫ن ظاهر القضّية أّنه ل يخفسسى عليسسه دبيبسسه حيسسن دّبسسه أعنسسى فسسي الّليلسسة‬‫جه عليه إ ّ‬
‫و لكن يتو ّ‬
‫المظلمة و ل مقيل الذّر حين قيلولتها ‪.‬‬

‫فان قلت ‪ :‬هذا مسّلم لو جعلنا قوله ‪ :‬في الّليلة الظلماء قيدا لكل المرين ‪،‬‬

‫أّما لو جعلناه قيدا للخير فقط لرتفع الشكال ‪.‬‬


‫ل أحسسد و‬
‫قلت ‪ :‬لبّد من إرجاع القيد إليهما جميعا إذ الّدبيب الحاصل في النهار مشاهد لك س ّ‬
‫ل سبحانه حّتى يتمّدح به ‪.‬‬
‫ى معلوم و ل اختصاص لعدم اختفائه با ّ‬ ‫مرئ ّ‬

‫ن غسسالب أفسسراد الحيسسوان و منهسسا النمسسل إذا‬‫و اّلذي يلوح للخاطر في سّر التخصيص هسسو أ ّ‬
‫سارت بالليل على التراب ل يظهسسر صسسوت قوائمهسسا و حوافرهسسا لليسسن السستراب ‪ ،‬فيختفسسى‬
‫صفا فيطلع عليه الّناس لظهور صسسوت‬ ‫سيرها غالبا على الناس ‪ ،‬و أّما إذا صارت على ال ّ‬
‫الحوافر و القدام ‪ ،‬و أّما النمل فل يظهر دبيبه عليه أيضا لخّفسسة جرمسسه و صسسغر جّثتسسه ‪،‬‬
‫صفا على الّناس فضسسل عسسن السستراب‬ ‫ن النمل اّلذى اختفى دبيبه على ال ّ‬
‫ل سبحانه بأ ّ‬
‫فمدح ا ّ‬
‫لم يعزب عليه سبحانه دبيبه مع فرط خفائه فافهم جّيدا ‪.‬‬

‫سلم هنا و ما ذكرناه و مّمسسا قسسدمه‬


‫و كيف كان فقد ظهر من ذلك كّله أى مما ذكره عليه ال ّ‬
‫سماوات و ل في الرض و ل أصغر من ذلسسك‬ ‫و قّدمناه أّنه ل يعزب عنه مثقال ذّرة في ال ّ‬
‫ل في كتاب مبين ‪.‬‬
‫و ل أكبر إ ّ‬

‫فانقدح منه أنه سبحانه ) يعلم مساقط الوراق ( عدل عن نفى المعزوب إلسسى إثبسسات العلسسم‬
‫على قاعدة اليقين و تصديق علمه بمساقط الوراق مضافة إلى غيرها قوله‬

‫] ‪[ 252‬‬

‫ل هو و يعلم ما فى البّر و البحسر و مسا تسسقط مسن‬


‫تعالى ‪ :‬و عنده مفاتح الغيب ل يعلمها إ ّ‬
‫ل في كتاب مبين ‪.‬‬‫ل يعلمها و ل حّبة في ظلمات الرض و ل رطب و ل يابس إ ّ‬ ‫ورقة إ ّ‬

‫ل أيضسسا لعمسسومه علسسى أّنسسه يعلسم ) خفسى طسرف الحسسداق ( و أراد بسالطرف‬
‫) و ( هو يسد ّ‬
‫انطباق أحد الجفنين على الخر أى يعلم ما خفى من ذلك على الّنسساس كمسسا قسسال سسسبحانه ‪:‬‬
‫يعلم خائنة العين و ما تخفى الصدور ‪.‬‬

‫عععع ع ععع ععع ع ع ععع عععع ععععععع ع ع‬


‫ععععععع‬

‫لس ( مضسسى تحقيسسق الكلم فيسسه بمسسا ل مزيسسد عليسسه فسسي‬‫لا ّ‬


‫و هو قوله ) و أشهد أن ل إله إ ّ‬
‫شرح الفصل الثاني من الخطبة الثانية فليراجع ثّمة و أّكد الشهادة بالوحدانّية بقوله ) غيسسر‬
‫معدول به ( أى حالكونه سبحانه لم يجعل لسه مثسل و عسديل ) و ل مشسكوك فيسه ( أى فسي‬
‫ك فيسسه بالشسسهادة بوحسسدانّيته ) و ل مكفسسور دينسسه ( لملزمسسة التصسسديق‬
‫وجسسوده لمنافسساة الشس ّ‬
‫ل على التلزم ما مّر في الفصل الرابع‬ ‫بالوحدانّية بالعتراف بالّدين المنافي للجحود و يد ّ‬
‫من الخطبة الولى من قوله ‪ :‬أّول السّدين معرفتسسه و كمسسال معرفتسسه التصسسديق بسسه و كمسسال‬
‫التصديق به توحيده ) و ل مجحود تكوينه ( أى اّتحاده للموجودات و تكوينه لها لشهادتها‬
‫جميعا بوجود مبدعها و وحدانّية بارئها ‪.‬‬
‫و وصف شهادته بكونها مثل ) شهادة من صدقت نّيته ( أى صادرة عسسن صسسميم القلسسب و‬
‫عن اعتقاد جسازم ) وصسفت دخلتسه ( أى موصسسوفة بصسسفاء البساطن و سسسلمتها مسن كسسدر‬
‫الّرياء و النفاق ) و خلص يقينه ( مسسن ريسسن الشسسكوك و الشسسبهات ) و ثقلسست مسسوازينه ( إذ‬
‫الشهادة إذا كان على وجه الكمال توجب ثقل ميزان العمال ‪.‬‬

‫ل عليه صريحا ما قّدمنا روايته في شرح الفصل الثاني من الخطبة الثانية مسسن ثسسواب‬ ‫و يد ّ‬
‫ل جللسسه‬ ‫ل س جس ّ‬
‫ل عليه و آله قال ‪ :‬قسسال ا ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬ ‫العمال عن أبي سعيد الخدري عن النب ّ‬
‫ن عندى و الرضين السّسسبع فسسي‬ ‫سماوات و عامريه ّ‬ ‫ن ال ّ‬
‫لموسى بن عمران ‪ :‬يا موسى لو أ ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫لا ّ‬‫ن ل إله إ ّ‬ ‫ل في كّفة مالت به ّ‬
‫لا ّ‬
‫كّفة و ل إله إ ّ‬

‫] ‪[ 253‬‬

‫ن محّمدا عبده و رسسسوله المجتسسبى ( المصسسطفى ) مسسن خلئقسسه ( و قسسد عرفسست‬ ‫) و أشهد أ ّ‬
‫توضيحه في شسسرح الخطبسسة الّثالثسسة و التسسسعين ) و المعتسسام لشسسرح حقسسايقه ( أى المختسسار‬
‫ص بعقسسائل كرامسساته ( النفيسسسة‬‫لشرح حقايق توحيده أى ليضاح العلوم اللهّية ) و المخت س ّ‬
‫من الكمالت النفسانّية و الخلق الكريمة اّلتي اقتدر معهسسا علسسى هدايسسة النسسام و تأسسسيس‬
‫أساس السلم ) و المصطفى لكرايم رسالته ( أى لرسالته الكريمسسة الشسسريفة و جمعهسسا‬
‫ل أمسسر أمسسر بتبليغسسه و أدائه‬
‫ن كس ّ‬
‫باعتبار تعّدد أفراد الوامر و الحكسسام النازلسسة عليسسه ‪ ،‬فسسا ّ‬
‫رسالة مستقّلة و ان كان باعتبار المجموع رسالة واحدة ) و الموضحة به أشراط الهدى (‬
‫أى أعلم الهداية فقد أوضح بقسسوله و فعلسسه و تقريسسره مسسا يسسوجب هدايسسة النسسام إلسسى النهسسج‬
‫القسسويم و الصسسراط المسسستقيم ) و المجلسّو بسسه غربيسسب العمسسى ( أى المنكشسسف بنسسور نبسّوته‬
‫ظلمات الجهالة ‪.‬‬

‫عععع ع ععع ععع ع ع عع ععع ععععععع ع عع ع‬


‫عععع ع ععععع عععععععع عع عععععع‬‫ععع‬

‫ن الّدنيا تغّر المؤّمل لها و المخلد إليها ( و ذلسسك مشسسهود بالعيسسان‬


‫و هو قوله ) أّيها الناس إ ّ‬
‫معلوم بالتجربة و الوجدان ‪ ،‬فاّنا نرى كثيرا من المؤّملين لها و الراكنين إليها تعرض لهم‬
‫مطالب وهمّية خيالّية فتسسوجب ذلسك طسول أملهسسم فيختطفهسسم المسوت دون نيلهسسا و ينكشسسف‬
‫بطلن تلك الخيالت ‪ ،‬و قد تقّدم تفصيل ذلك في شرح الخطبة الثانيسسة و الربعيسسن ) و ل‬
‫تنفس بمن نافس فيها ( أى ل تضنن مّمن ضننبها لنفاستها ‪ ،‬بل ترميه بالنوائب و اللم و‬
‫بسهام المصائب و السقام ) و تغلب من غلب عليهسسا ( أى مسسن ملكهسسا و أخسسذها بسسالقهر و‬
‫الغلبة فعن قليل تقهره و تهلكه ‪.‬‬
‫عععع ع ععععع ع ع ع عععع ععع عع ع عع عع ع عع‬
‫ععععع‬

‫ل فأقسم بالقسم‬
‫و استدراكها بالفزع إلى ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬للل لللللل لل للل للل للل لل ل للل ‪.‬‬

‫] ‪[ 254‬‬

‫ض نعمسسة مسسن عيسش فسزال عنهسم إلّ‬ ‫ط فسسي غس ّ‬


‫ل ما كسان قسسوم قس ّ‬
‫الباّر و هو قوله ) و أيم ا ّ‬
‫ن زوال النعمة الطرّية و رغيد العيش عن العباد ليس سسسببه إ ّ‬
‫ل‬ ‫بذنوب اجترحوها ( على أ ّ‬
‫ل ل يغّير ما بقسسوم حّتسسى‬
‫نا ّ‬
‫كفران النعم و الّذنوب اّلتي اكتسبوها كما قال عّز من قائل ‪ :‬إ ّ‬
‫يغّيروا ما بأنفسهم ‪ ،‬و ذلك لنهم لو استحّقوا مع الكفران و اكتساب الثام لفاضة النعمآء‬
‫لس سسسبحانه‬‫ق المستعّد و ذلك عين الظلم و هو محسسال علسسى ا ّ‬ ‫لكان منعهم منها منعا للمستح ّ‬
‫ن سبب زوال النعمسسة و حصسسول النقمسسة ليسسس‬ ‫لم للعبيد ( فعلم من ذلك أ ّ‬ ‫ل ليس بظ ّ‬‫نا ّ‬
‫)لّ‬
‫ل الّذنوب المكتسبة هذا ‪.‬‬
‫إّ‬

‫سلم محمسسول علسسى الغسسالب و إن كسسان ظسساهره‬ ‫ن هذا الكلم منه عليه ال ّ‬‫و ل يخفى عليك أ ّ‬
‫ل نعمتهم بالنقمة و رخسسائهم بالش سّدة و منحتهسسم‬
‫ن كثيرا من العباد يبّدل ا ّ‬
‫العموم ‪ ،‬و ذلك ل ّ‬
‫سسسيئات و إضسسعافا‬ ‫بالمحنسسة مسسن بسساب البتلء و المتحسسان إعلء لل سّدرجات و إحباطسسا لل ّ‬
‫للحسنات كما قال عّز من قائل ‪ » :‬و لنبلوّنكم بشيء مسسن الخسسوف و الجسسوع و نقسسص مسسن‬
‫الموال و النفس و الثمرات « الية ‪.‬‬

‫ن عّلة زوال النعمة و نزول النقمة اكتساب المعصية أرشدهم إلسسى طريسسق‬ ‫و لّما نّبه على أ ّ‬
‫ن الناس حين تنزل بهم النقم و تزول عنهم النعم فزعوا إلى رّبهم (‬ ‫تداركها بقوله ) و لو أ ّ‬
‫و تضّرعوا إليه سبحانه ) بصدق من نّياتهم ( أى باخلصها و إخلئها من شوب العجسسب‬
‫و الّريا ) و وله من قلوبهم ( أى بتحّير منهسسا فسسي محّبتسسه سسسبحانه و لسّذة مناجسساته و تفريسسغ‬
‫ل شسسارد ( مسسن النعسسم ) و أصسسلح لهسسم كس ّ‬
‫ل‬ ‫ل ما سواه تعالى ) لسسرّد عليهسسم كس ّ‬ ‫ساحتها عن ك ّ‬
‫فاسد ( من المور ‪.‬‬

‫ثّم تخلص إلى تعريض المخاطبين بالشارة إلى بعض حالتهم الغير المحمودة التي كانوا‬
‫عليها حثا لهم على الرتداع عنها فقال ‪ ) :‬و إّنى لخشى عليكم أن تكونوا فسي فسترة ( أى‬
‫في حالة فترة مثل حالة أهل الجاهلّية اّلذين كانوا على فترة مسسن الّرسسسل أى أخسساف عليكسسم‬
‫صبات الباطلسسة بحسسسب الهسسواء المختلفسسة و غلبسسة الجهسسل و‬‫أن تكونوا مثل هؤلء في التع ّ‬
‫ضلل على الكثرين ) و قد كانت أمور مضت ( و هو تخليفهم للفساق و تقسسديم أجلف‬ ‫ال ّ‬
‫العرب الثلثة عليه و أتباعهم بهم ‪.‬‬

‫] ‪[ 255‬‬

‫و حملها على اختيارهم لعثمان فقط و عدولهم عنه يوم الشورى كما فسي شسسرح المعستزلي‬
‫خلف ظاهر الّلفظ المسوق على نحو الطلق معتضدا بقوله ) ملتم فيها ميلسسة كنتسسم فيهسسا‬
‫ل من الثلثة و التبسساع عليسسه مسسالوا عسسن نهسسج‬ ‫عندى غير محمودين ( لّنهم بسبب تقديم ك ّ‬
‫صواب و استحقوا الّلوم و العتاب ‪.‬‬ ‫ق و عدلوا عن منهج ال ّ‬
‫الح ّ‬

‫ل س عليسسه و‬‫) و لئن رّد عليكم أمركم ( أى شغلكم اّلذى كنتم عليه في زمن الّرسول صّلى ا ّ‬
‫ل الجهسسد ( أى‬ ‫ىإ ّ‬
‫آله ) انكم لسعداء ( أى تكونون سعيدا بعد اتصافكم بالشقاوة ) و مسسا علس ّ‬
‫بذل الوسع و الطاقة في الصلح و النصيحة ) و لو أشآء أن أقول ( و أشسسرح مسسا جسسرى‬
‫ي ) لقلت ( ذلك و شسسرحته و‬ ‫من الظلم و العدوان و ما وقع منكم من التفريط و التقصير ف ّ‬
‫لكّنسسى ل استصسسلحه لتض سّمنه التعريسسض علسسى المتخّلفيسسن و التقريسسع علسسى المخسساطبين و‬
‫لس عّمسسا‬
‫ن الصسسفح حسسسن و العفسسو جميسسل فقسسد ) عفسسي ا ّ‬
‫صلح في العفسسو و الغمسساض ل ّ‬ ‫ال ّ‬
‫لس‬
‫ل عّما سلف و من عاد فينتقسسم ا ّ‬ ‫سلف ( اقتباس من الكتاب العزيز قال تعالى ‪ » :‬عفى ا ّ‬
‫ل عزيز ذو انتقام « ‪.‬‬‫منه و ا ّ‬

‫ن مسسا جسسرى مسسن عبسسد‬ ‫ل على مذهب أصحابنا في أ ّ‬ ‫قال الشارح المعتزلي ‪ :‬و هذا الكلم يد ّ‬
‫الّرحمان و غيره يوم الشورى ‪ ،‬و إن كان لم يقسسع علسسى السسوجه الفضسسل فسساّنه معفسّو عنسسه‬
‫لس‬
‫سلم ‪ :‬عفسسى ا ّ‬ ‫مغفور لفاعله لّنه لو كان فسقا غير مغفور لم يقل أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫عّما سلف ‪.‬‬

‫جه عليه أّنه بعد العتراف بكون ما صدر عسسن ابسسن عسسوف و أضسسرابه فسسسقا‬ ‫أقول ‪ :‬و يتو ّ‬
‫سلم فهذا الكلم ل دللة فيسسه علسسى العفسسو‬ ‫كما هو كذلك لكونه ظلما فاحشا في حّقه عليه ال ّ‬
‫ن هذا الكلم كما يحتمل أن يكون جملة إنشسسائية أو غايبسسة أو اخباريسسة‬ ‫عنه و الغفران له ل ّ‬
‫مسوقة لبيان حسن العفو و دليل عليه كما عليه مبنى كلم الشارح ‪،‬‬

‫فكذلك يحتمل أن يكون مقول لقوله ‪ :‬قلت و مّتصل به ل مقطوعا عنه ‪.‬‬

‫لس عّمسسا سسلف لقلتسه أى لسو أحببست أن‬ ‫صل الكلم أّني لو شئت أن أقول عفسسى ا ّ‬
‫فيكون مح ّ‬
‫أدعو بالعفو لدعوت ‪ ،‬فعلى هذا كمسسا يصسسدق الشسسرطّية باسسستثناء عيسسن المقسّدم ينتسسج عيسسن‬
‫التالي فكذلك يصدق برفع المقّدم المفيد لرفع التالي ‪ ،‬أى لكّنى لم أشاء ذلك‬

‫] ‪[ 256‬‬
‫سلم دللة على ما رامه الشارح لو لم يكسسن دللسسة‬
‫فل قلته و حينئذ ل يكون لكلمه عليه ال ّ‬
‫صر ‪.‬‬
‫على خلفه أظهر ‪ ،‬فافهم و تب ّ‬

‫ععععععع‬

‫ي مختار است در وصف حضرت كردگسسار و‬ ‫از جمله خطب شريفه آن بزرگوار و وص ّ‬
‫نعت حضرت ختم النبّيين و نصيحت و ملمت مخاطبين ميفرمايد كه ‪:‬‬

‫مشغول نمينمايد حقتعالى را امرى از امر ديگر ‪ ،‬و تغيير نميدهد او را زماني و احاطه‬
‫نميكند او را هيچ مكاني ‪ ،‬و وصف نميتواند بكند او را هيسچ زبسانى ‪ ،‬غسسايب نميشسسود از‬
‫علم او عدد قطرهاى آب و نه ستارهاى آسمان ‪ ،‬و نه بادهاى سخت وزنده و نه حركسست‬
‫مورها بر روى سنگها و نه خوابگاه مورچها در شب تاريك ‪ ،‬و ميداند مواضسسع افتسسادن‬
‫برگهاى درختان ‪ ،‬و پنهان نگريستن چشمان را ‪.‬‬

‫و شهادت ميدهم باينكه هيچ معبود بحقى نيست مگر خداونسسد متعسسال در حسسالتى كسسه هيسسچ‬
‫برابر كرده نشد باو چيزى و شك كرده نشسد در وجسود او و انكسار كسرده نشسد ديسن او و‬
‫جحود نشد ايجاد و تكوين او ‪ ،‬مثل شهادت كسى كه صادق بشود نّيت او و صافي باشسسد‬
‫باطن او و خالص گردد يقين او و سنگين شود ميزان اعمال او ‪.‬‬

‫ل و سلمه عليه و آلسسه بنسسده او اسسست و‬


‫و شهادت ميدهم باينكه محّمد مصطفى صلوات ا ّ‬
‫رسول برگزيده از مخلوقات او و اختيار كرده شده از براى كشف حقسايق توحيسد او ‪ ،‬و‬
‫مخصوص شده بكرامتهاى نفيسه او ‪ ،‬و برگزيده شده برسالت كريمه او ‪،‬‬

‫و روشن كرده شده بساو علمتهسساى هسسدايت ‪ ،‬و جل داده شسسد بنسور او سسسوادى و سسسياهي‬
‫ضللت ‪.‬‬

‫اى گروه مردمان بدرستى دنيسسا فريسسب ميدهسسد اميسسد دارنسسده او را و آرام گيرنسسده او را و‬
‫بخل نميكند بكسى كه بخيل باشد در محّبت او و غلبه مينمايد بر كسيكه غلبه كند بر او ‪.‬‬

‫» ج ‪« 16‬‬

‫] ‪[ 257‬‬

‫و قسم بخدا كه نبودند هيچ قومى هرگز در طسسراوت نعمست از زنسدگانى دنيسا پسسس زوال‬
‫يافت آن نعمت از ايشسان مگسر بسسبب گناههسائى كسه كسسب گردنسد آن را از جهسة اينكسه‬
‫خداوند عالم نيسسست صسساحب ظلسسم بسسر بنسسدگان ‪ ،‬و اگسسر مردمسسان در وقسستيكه نسسازل بشسسود‬
‫بايشان عقوبتها و زايل بشود از ايشان نعمتها پنسساه ببرنسسد بسسسوى پروردگسسار براسسستى از‬
‫نّيتهاى خودشان و فرط محّبت از قلبهاشان ‪ ،‬هسسر اينسسه بسساز گردانسسد حسسق سسسبحانه بسسسوى‬
‫ايشان هر رميده از نعمتها را ‪ ،‬و اصلح ميفرمايد از براى ايشان هر فاسد از اموراترا‬
‫‪ ،‬و بدرستى كه من ميترسم بر شما اينكه باشيد در حالت أهل جاهلّيت ‪،‬‬

‫و بتحقيق كه واقع شد كارهائى كه گذشت ميل كرديد در آن امور از جاّده شسسريعت ميسسل‬
‫كردني ‪ ،‬در حالتى كه بوديد در آن امور در نزد ما پسنديده ‪ ،‬و اگر بسساز گردانيسسده شسسود‬
‫بر شما كار شما هر آينه ميباشيد از أهل سسسعادت ‪ ،‬و نيسسست بسسر مسسن مگسسر بسسذل وسسسع و‬
‫طاقت ‪ ،‬و اگر بخواهم بگويم هر آينه ميگفتم كه عفسسو فرمسسود خسسداى تعسسالى از آنچسسه كسسه‬
‫گذشت ‪.‬‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫ى فسسي الصسسول‬
‫و هو المأة و الثامن و السبعون من المختار في باب الخطب و هسسو مسسرو ّ‬
‫المعتبرة كالكافي و التوحيد و الحتجسساج و الرشسساد بطسسرق مختلفسسة باجمسسال و تفصسسيل و‬
‫اختلف تطلع عليه بعد الفراغ من شرح ما أورده السّيد ) ره ( ‪.‬‬

‫و قد سئله ذعلب اليماني فقال ‪ :‬هل رأيت رّبك يا أمير المؤمنين ؟‬

‫سلم ‪:‬‬
‫سلم ‪ :‬أفأعبد ما ل أرى قال ‪ :‬و كيف تراه ؟ قال عليه ال ّ‬
‫فقال عليه ال ّ‬

‫ل تدركه العيون بمشاهدة العيان ‪ ،‬و لكن تدركه القلوب بحقايق‬

‫] ‪[ 258‬‬

‫اليمان ‪ ،‬قريب من الشياء غير ملمس ‪ ،‬بعيد منها غير مبائن ‪،‬‬

‫متكّلم ل برّوية ‪ ،‬مريد بل هّمة ‪ ،‬صانع ل بجارحة ‪ ،‬لطيف ل يوصف بالخفاء ‪ ،‬كسسبير ل‬
‫سسسة ‪ ،‬رحيسسم ل يوصسسف بالّرّقسسة ‪ ،‬تعنسسو الوجسسوه‬
‫يوصف بالجفاء ‪ ،‬بصير ل يوصف بالحا ّ‬
‫لعظمته ‪ ،‬و تجب القلوب من مخافته ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) الذعلب ( في الصل الناقة السريعة ثّم صسسار علمسسا للنسسسان كمسسا نقلسسوا بكسسرا عسسن فسستى‬
‫البل إلى بكر بن وابل و ) اليماني ( منسوب إلسسى اليمسسن اقليسسم معسسروف سسّمى بسسه لكسسونه‬
‫ي بتشديد الياء ثّم جعلوا اللف بدل عسسن اليسساء الثانيسسة فقسسالوا‬
‫على يمين الكعبة و أصله يمن ّ‬
‫ي و ) جفوت ( الرجل أعرضت عنسسه أو طردتسسه و قسسد يكسسون مسسع‬ ‫يماني بالتخفيف في يمن ّ‬
‫بغض و جفا الثوب يجفو إذا غلظ فهو جاف ‪ ،‬و منه جفاء اليد و هو غلظتهسسم و فظسساظتهم‬
‫ل و خضع و السم العنسساء بالفتسسح و المسّد فهسسو عسسان و‬
‫و ) عنا ( يعنو عنوا من باب قعد ذ ّ‬
‫) وجب ( الحايط و نحوه وجبة سقط و وجب القلب وجبا و وجيبا رجف ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫قوله ‪ :‬أفأعبد استفهام على سبيل النكار و البطال و قوله ‪ :‬قريب خبر لمبتسسداء محسسذوف‬
‫و قوله ‪ :‬غير ملمس بنصب غير كما في أكثر النسخ حال من فاعل قريب المستتر و في‬
‫بعضها بالّرفع فيكون صفة لقريب ‪ ،‬و كذلك قوله غير مباين ‪ ،‬و مثلهما جملة ل يوصسسف‬
‫ل الّرفع على الوصف ‪.‬‬ ‫ل النصب على الحال ‪ ،‬و في مح ّ‬‫تحتمل أن تكون في مح ّ‬

‫عععععع‬

‫سلم من كلماته المعروفة و قد ظهر لك في شرح الخطبة‬


‫ن هذا الكلم له عليه ال ّ‬
‫اعلم أ ّ‬

‫] ‪[ 259‬‬

‫سلم قّدمنا روايته هنسساك مسسن توحيسسد‬


‫الّثانية و التسعين أّنه ملتقط من كلم طويل له عليه ال ّ‬
‫سلم كّلم به مع ذعلب ‪ ،‬فانه لما قال على المنبر غير مّرة ‪:‬‬ ‫صدوق كما ظهر أّنه عليه ال ّ‬
‫ال ّ‬

‫سلوني قبل أن تفقدوني ‪ ،‬قام إليه ذعلب و كان رجل ذرب الّلسان بليغا في الخطب شجاع‬
‫القلب فقال ‪ :‬لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة لخجلّنسسه اليسسوم لكسسم فسسي مسسسألتي إّيسساه‬
‫فقال له ) هل رأيت رّبك يا أمير المؤمنين ( و كان هسسذا السسسؤال منسسه مسسن بسساب التعّنسست و‬
‫ل عليسسه أّول كلمسسه اّلسسذى‬ ‫التقرير بقصد التعجيز عن الجواب ل الستفهام الحقيقي كما يسسد ّ‬
‫حكيناه ‪.‬‬

‫ن العبسسادة متضسّمنة‬
‫سلم أفأعبد ما ل أرى ( إنكسسار لعبسسادة مسسا ل يسسدرك ‪ ،‬ل ّ‬
‫) فقال عليه ال ّ‬
‫للسؤال و المخاطبة و المكالمة و طلب الرحمسسة و المغفسسرة و غيسسر ذلسسك مسسن الخضسسوع و‬
‫الخشوع و التضّرع و التمّلق و الستكانة و هذه كّلها تستدعى حضور المعبسسود و إدراكسسه‬
‫و رؤيته ‪.‬‬

‫ن مراده به رؤية البصر أعاد السسسؤال و ) قسال‬


‫سلم أ ّ‬
‫و لما توّهم السائل من كلمه عليه ال ّ‬
‫ن رؤيته غير ممكنة فكيف اّدعيتها ‪.‬‬‫و كيف تراه ( على سبيل الستفهام التوبيخي يعني أ ّ‬

‫ن رؤيتسسه ليسسست‬
‫سسسلم ل تسسدركه العيسسون بمشسساهدة العيسان ( يعنسسى أ ّ‬
‫فأجابه و ) قال عليه ال ّ‬
‫ن هذه غير جايزة كما عرفت تحقيقسسه فسسي‬ ‫بالعين و بمشاهدة القّوة البصرية الجسمانية ‪ ،‬فا ّ‬
‫شرح الخطبة التاسعة و الربعين ‪ ،‬و هو صريح في بطلن مذهب الشسساعرة و المشسسبهة‬
‫و الكرامّية المجّوزين للرؤية ) و لكن تدركه القلوب بحقايق اليمان ( أى تسسدركه العقسسول‬
‫الصافية عن ملبسسسة البسسدان و غواشسسي الطبسسايع و الجسسرام بحقسسايق اليمسسان أى بسسأنوار‬
‫العقلّية الناشئة من اليمان و الذعان الخالص كما مّر تحقيقه في شرح الخطبة التاسعة و‬
‫الربعين أيضا ‪.‬‬

‫لس و‬
‫و قال الشسسارح البحرانسسي ‪ :‬أراد بحقسسايق اليمسسان أركسسانه و هسسى التصسسديق بوجسسود ا ّ‬
‫وحدانّيته و ساير صفاته و اعتبارات أسمائه الحسنى ‪.‬‬

‫و قال العلمة المجلسى ره في مرآت العقول ‪ :‬حقايق اليمان العقايد اّلتى هى حقسسايق أى‬
‫عقايد عقلية ثابتة يقينّية ل يتطّرق إليها الزوال و التغير أى أركان‬

‫] ‪[ 260‬‬

‫اليمسسان أى النسسوار و الثسسار اّلسستي حصسسلت فسسي القلسسب مسسن اليمسسان او التصسسديقات و‬
‫ق أن تسّمى ايمانا ‪.‬‬‫الذعانات اّلتى تح ّ‬

‫ن الحقيقسسة مسسا‬
‫أو المراد بحقايق اليمان ما ينتمى إليه تلك العقايد من البراهين العقلّية ‪ ،‬فسسا ّ‬
‫ق المر و وجوبه ذكره المطرزى في الغريبين انتهى ‪.‬‬ ‫يصير إليه ح ّ‬

‫أقول ‪ :‬هذه المعانى كّلها صحيحة محتملة لكسسن الظهسسر هسسو المعنسسى الثسسانى المطسسابق لمسسا‬
‫ذكرناه ‪.‬‬

‫لس‬
‫سسسلم أنسه سسأله زنسسديق كيسف يعبسد ا ّ‬ ‫لس عليسسه ال ّ‬
‫و يؤّيده ما في الحتجاج عن أبي عبد ا ّ‬
‫سلم ‪ :‬رأته القلوب بنسسور اليمسسان و أثبتتسسه العقسسول بيقظهسسا‬ ‫الخلق و لم يروه ؟ قال عليه ال ّ‬
‫إثبات العيان ‪ ،‬و أبصرته البصار بمسسا رأت مسسن حسسسن السستركيب و احكسسام التسسأليف ‪ ،‬ثسّم‬
‫الّرسل و آياتها و الكتب و محكماتها واقتصرت العلمسساء علسسى مسسا رأت مسسن عظمتسسه دون‬
‫رؤيته قال ‪ :‬أليس هو قادر أن يظهر لهم حّتى يروه فيعرفوه فيعبد على يقيسن ؟ قسسال عليسه‬
‫سلم ‪ :‬ليس للمحال جواب ‪ ،‬هذا ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫و لما نّبه على كونه سبحانه مدركا بالعقول عّقبه بذكر جملة من صسفات كمساله السستى هسسى‬
‫ن قربسسه منهسسا بالحاطسسة و‬ ‫جهات ادراكه فقال ) قريب من الشياء غير ملمسسس ( يعنسسى أ ّ‬
‫القيومّية ل باللتصاق و الملمسة اّلتى هى من عوارض الجسمّية ) بعيد منها غير مباين‬
‫ن بعده منها بنفس ذاته المقّدسة ل بعنوان التعانسسد و المضسساّدة ‪ ،‬و قسسد مسّر تحقيسسق‬
‫( يعنى أ ّ‬
‫سلم ‪:‬‬‫ذلك مع سابقه في شرح الفصل السادس من الخطبة الولى عند شرح قوله عليه ال ّ‬

‫ل شىء ل بمقارنة و غير كّلشىء ل بمزايلة ‪.‬‬


‫مع ك ّ‬
‫ن تكّلمه تعالى ليس بسسالفكر و السسترّوى كسساير آحساد النسساس فسانّ‬
‫) متكّلم ل بروية ( يعنى أ ّ‬
‫كلمهم تابع للترّوى و الفكار يتفّكرون أّول فسسي نظسسم اللفسساظ و ترتيبهسسا و دللتهسسا علسسى‬
‫ل سبحانه منّزه عن ذلك ‪.‬‬ ‫المعانى المقصودة ثّم يتكّلمون و ا ّ‬

‫قال الشارح البحراني ‪ :‬و كلمه تعالى يعود إلى علمه بصور الوامر و النواهى و سسساير‬
‫أنواع الكلم عند قوم و إلى المعنى النفسانى عند الشعرى و إلسسى خلقسسه الكلم فسسي جسسسم‬
‫ى عند المعتزلة ‪.‬‬
‫النب ّ‬

‫] ‪[ 261‬‬

‫أقول ‪ :‬و ستعرف تحقيق معنى كلمه و تكّلمه سبحانه فانتظر ‪.‬‬

‫) مريد بل هّمة ( أى ليست إرادته كإرادتنا مسبوقة بالعزم و الهّمة ‪.‬‬

‫قال الشارح المعتزلى قوله ‪ :‬بل هّمة ‪ ،‬أى بل عسسزم ‪ ،‬و العسسزم عبسسارة عسسن إرادة متقّدمسسة‬
‫ح ذلك على‬ ‫للفعل تفعل توطينا للنفس على الفعل و تمهيدا للرادة المقارنة له ‪ ،‬و إنما يص ّ‬
‫ح ذلك فيه ‪.‬‬
‫الجسم اّلذي يترّدد فيها يدعوه إليه الّدواعى ‪ ،‬فأّما العالم لذاته فل يص ّ‬

‫) صسسانع ل بجارحسسة ( أى ليسسست صسسنعته بالعضسساء و الجسسوارح اّلسستى هسسى مسسن لواحسسق‬
‫الجسمّية و إنماه أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكسسون ) لطيسسف ل يوصسسف بالخفسساء (‬
‫ى اللطيف يطلسسق و يسسراد بسسه رقيسسق القسسوام و يسسراد بسسه صسسغير الجسسسم‬
‫قال الشارح البحران ّ‬
‫المستلزمين للخفاء و عديم الّلون من الجسام و المحكم من الصنعة ‪ ،‬و هسسو تعسسالى من سّزه‬
‫عن اطلقه بأحد هذه المعانى لستلزام الجسمّية و المكان فيبقى إطلقها عليه باعتبسسارين‬
‫‪:‬‬

‫أحدهما تصّرفه في الّذوات و الصفات تصسّرفا خفّيسسا يفعسسل السسسباب المعسّدة لهسسا لفاضسسة‬
‫كمالتها ‪.‬‬

‫الثاني جللة ذاته و تنزيهها عن قبسسول الدراك البصسسرى ‪ ،‬يعنسسى لسسستحالة رؤيتسسه شسسابه‬
‫الجسام اللطيفة فاطلق عليه لفظ الّلطيف بهذا العتبار ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬و هنا اعتبار ثالث ذكره الشارح المعتزلى و غيره ‪ ،‬و هو أنسسه لطيسسف بعبسساده كمسسا‬
‫في الكتاب العزيز أى يفعل اللطاف المقربة لهم من الطاعة المبعدة لهم عسسن المعصسسية ‪،‬‬
‫أو لطيف بهم بمعنى أنه يرحمهم و يرفق بهم ‪.‬‬

‫و اعتبار رابع و هو علمه بالشياء اللطيف رواه في الكافى مرفوعا عن أبى جعفر الثانى‬
‫سلم قال ‪ :‬و كذلك سّميناه لطيفا لعلمه بالشىء الّلطيف مثل البعوضة و أخفسسى مسسن‬
‫عليه ال ّ‬
‫ذلك و موضع النشوء منها و العقل و الشهوة للسفاد و الحدب على نسسسلها و اقسسام بعضسسها‬
‫على بعض و نقلها الطعام و الشراب إلى أولدها في الجبال و المفاوز و الودية و القفار‬
‫ن خالقها لطيف بل كيف ‪ ،‬و إنما الكيفّية للمخلوق المكّيف ‪.‬‬
‫فعلمنا أ ّ‬

‫و رواه أيضا فيه مع اعتبار خامس عن الفتح بن يزيد الجرجانى عن أبى الحسن‬

‫] ‪[ 262‬‬

‫سسلم عسن تفسسير معنسى الواحسد و‬ ‫سلم فسي حسديث طويسل سسأل فيسه عنسه عليسه ال ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫ل عنسك فقولسك الّلطيسف‬ ‫وحدانّيته تعالى إلى أن قال قلت ‪ :‬جعلت فداك فّرجت عنى فّرج ا ّ‬
‫ن لطفسسه علسسى خلف لطسسف خلقسسه للفصسسل‬ ‫سرت الواحد فاّنى أعلسسم أ ّ‬ ‫سره لى كما ف ّ‬
‫الخبير ف ّ‬
‫سسسلم ‪ :‬يسسا فتسسح إنمسسا قلنسسا الّلطيسسف للخلسسق‬ ‫ب أن تشرح لسسي ذلسسك فقسسال عليسسه ال ّ‬‫غير أّنى اح ّ‬
‫لس و ثّبتسسك إلسسى أثسسر صسسنعه فسسي الّنبسسات‬ ‫الّلطيف لعلمه بالشىء الّلطيف أو ل ترى وّفقسسك ا ّ‬
‫صسسغار و مسسن البعسسوض و‬ ‫الّلطيف و غير الّلطيف و من الخلق الّلطيسسف و مسسن الحيسسوان ال ّ‬
‫الجرجس و ما هو أصغر منها ما ل يكاد تستبينه العيون بل ل يكاد يستبان لصغره الذكر‬
‫سفاد و‬ ‫من النثى و الحدث المولود من القديم ‪ ،‬فلّما رأينا صغر ذلك في لطفه و اهتدائه لل ّ‬
‫الهرب من الموت و الجمع لما يصلحه و ما في لجسسج البحسسار و مسا فسسي لحسساء الشسسجار و‬
‫المفاوز و القفار و افهام بعضها عن بعض منطقهسسا و مسسا يفهسسم بسسه أولدهسسا عنهسسا و نقلهسسا‬
‫للغذاء إليها ثّم تأليف ألوانها حمرة مع صفرة و بياض مع حمرة و أنه مسسا ل تكسساد عيوننسسا‬
‫ن خسسالق هسسذا الخلسسق لطيسسف‬ ‫تستبينه لدمامة خلقها ل تراه عيوننا و ل تلمسه أيدينا علمنسسا أ ّ‬
‫ل صانع شيء فمن شىء صنع و ا ّ‬
‫ل‬ ‫نكّ‬ ‫بخلق ما سّميناه بل علج و ل أداة و ل آلة ‪ ،‬و أ ّ‬
‫ن اطلق اسسسم‬ ‫سسسلم أ ّ‬
‫خالق الّلطيف الجليسسل خلسسق و صسسنع ل مسسن شسسىء فقسسد قسّرر عليسسه ال ّ‬
‫الّلطيف عليه سبحانه بوجهين ‪.‬‬

‫أحدهما للخلق الّلطيف يعنى لخلقسسه الشسسياء الّلطيفسسة و العتبسسار الّول اّلسسذى حكينسساه عسسن‬
‫البحرانى يعود إلى ذلك أو قريب منه ‪.‬‬

‫و ثانيهما لعلمه بالشياء الّلطيفة ) كبير ل يوصف بالجفاء ( يعنى أّنه موصوف بالكبرياء‬
‫و العظمة لجللة شأنه و عظمة سلطانه ‪ ،‬و منّزه عّما عليه ساير الكبراء و العسساظم مسسن‬
‫المخلوقين كالملوك و السلطين من الفظاظة و غلظ الطبيعة و الجفاء لمن تحسست وليتهسسم‬
‫من الّرعية ‪.‬‬

‫و قال الشارح المعتزلي ‪ :‬لما كان لفظ الكبير إذا استعمل في الجسم أفاد تباعسسد افكسساره ث سمّ‬
‫ل لفظسسة كسسبير عليسسه إذا اسسستعمل فسسي‬
‫وصف البسسارى بسسأنه كسسبير ‪ ،‬أراد أن ينّزهسسه عّمسسا تسسد ّ‬
‫الجسام ‪ ،‬انتهى و الظهر ما قلناه ‪.‬‬
‫] ‪[ 263‬‬

‫) بصير ل يوصف بالحاسة ( أما أنه بصير فقد مّر تحقيقه في شرح الفصل السسسادس مسسن‬
‫س فلّنها من صسسفات الجسسسم ) رحيسسم ل يوصسسف‬ ‫الخطبة الولى ‪ ،‬و أّما تنّزهه عن الحوا ّ‬
‫بالرقة ( لما كان الرحمة في الخلق عبارة عن رّقة القلب و النفعال النفسسساني و همسسا مسسن‬
‫أوصاف الممكن فحيثما يطلق عليه لفظ الرحيم يراد به ما هو لزم الرحمة من النعسسام و‬
‫ح اّتصسسافه تعسسالى بهسسا باعتبسسار مباديهسسا‬
‫الفضال ‪ ،‬و كذلك سساير الوصسساف اّلسستي ل يصس ّ‬
‫ل عليهم « ‪ ،‬فيراد به النتقام‬ ‫يوصف بها باعتبار غاياتها كالغضب في قوله ‪ » :‬غضب ا ّ‬
‫ل خير الماكرين « فيراد به‬ ‫لوا ّ‬ ‫و العقوبة لستلزامه له ‪ ،‬و المكر في قوله ‪ » :‬و مكر ا ّ‬
‫جزائه سبحانه لمكرهم بالجزاء السوء ‪.‬‬

‫ل موجسسود و ممكسسن و‬
‫ل و تخضسسع لنسسه اللسسه المطلسسق لكس ّ‬
‫) تعنو الوجوه لعظمته ( أى تسسذ ّ‬
‫ل مقهور تحت مشّيته و إرادته و داخر تحسست جللسسه و جسسبروته و عظمتسسه‬ ‫العظيم الذي ك ّ‬
‫) و تجب القلوب من مخافته ( أى ترجف و تضطرب من هيبتسسه عنسسد ملحظتهسسا لعظمسسة‬
‫سلطانه و علّو شأنه ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫ن كلمسسه سسسبحانه حسسادث أو قسسديم‬


‫قد وعدناك تحقيق الكلم في معنسسى متكّلمّيتسسه تعسسالى و أ ّ‬
‫فنقول ‪:‬‬

‫قد تواترت النباء عن النبياء و الّرسل ‪ ،‬و أطبقت الشرايع و الملل على كونه عّز و جلّ‬
‫متكّلما ل خلف لحد في ذلسسك ‪ ،‬و إنمسسا الخلف فسسي معنسسى كلمسسه تعسسالى و فسسي قسسدمه و‬
‫حدوثه ‪.‬‬

‫ن كلمسسه تعسسالى مؤّلسسف مسسن حسسروف و‬ ‫فذهب أهل الحق من المامية وفاقا للمعتزلة إلى أ ّ‬
‫أصوات قائمسسة بجسسوهر الهسسواء ‪ ،‬و معنسسى كسسونه متكّلمسسا أنسسه موجسسد للكلم فسسي جسسسم مسسن‬
‫الجسام كالملك و الشجر و نحو ذلسسك ‪ ،‬و علسسى مسسذهبهم فسالكلم حسادث لنسه مؤّلسسف مسن‬
‫ل ما هو كذلك فهو حادث ‪.‬‬ ‫أجزاء مترّتبة متعاقبة في الوجود ‪ ،‬و ك ّ‬

‫و قالت الحنابلة ‪ :‬كلمه تعالى حروف و أصوات يقومان بذاته و أنه قديم ‪ ،‬و قد‬

‫] ‪[ 264‬‬

‫بالغ بعضهم حّتى قال جهل بقدم الجلد و الغلف أيضا فضل عن المصحف ‪.‬‬
‫ل أّنهسسم‬
‫ن كلمسسه حسسروف و أصسسوات و أنهسسا قائمسسة بسسذاته تعسسالى إ ّ‬
‫و الكرامية وافقهم فسسي أ ّ‬
‫خالفوهم في القول بقدمها و قالوا بأنها حادثة لتجويزهم قيام الحوادث بذاته تعالى ‪.‬‬

‫ن كلمه تعالى ليس من جنس الحروف و الصوات بل هو معنى‬ ‫و ذهبت الشاعرة إلى أ ّ‬
‫قسسديم قسسائم بسسذاته تعسسالى يسسّمى الكلم النفسسسي و هسسو مسسدلول الكلم الّلفظسسي المركسسب مسسن‬
‫الحروف ‪.‬‬

‫ى على قياسسسين متعارضسسين احسسدهما‬ ‫قال الشارح الجديد للتجريد ‪ :‬و اختلف الحوال مبن ّ‬
‫ن كلمسسه‬ ‫ن كلمه تعالى صفة له و كّلما هو صفة لسسه فهسسو قسسديم فكلمسسه قسسديم و ثانيهمسسا أ ّ‬ ‫أّ‬
‫مؤّلف من أجسسزاء مترّتبسسة متعاقبسسة فسسي الوجسسود ‪ ،‬و كّلمسسا هسسو كسسذلك فهسسو حسسادث فكلمسسه‬
‫حادث ‪ ،‬فاضطّروا إلى القدح في أحسسد القياسسسين و منسسع بعسسض المقسّدمات لسسستحالة حقّيسسة‬
‫المتناقضين ‪.‬‬

‫ححوا‬
‫ححوا القياس الثاني و قدحوا في صغرى القيسساس الّول و الحنابلسسة صس ّ‬ ‫فالمعتزلة ص ّ‬
‫ححوا القياس الثسسانى و قسسدحوا‬
‫القياس الّول و منعوا كبرى القياس الثاني ‪ ،‬و الكرامّية ص ّ‬
‫ححوا القياس الّول و منعوا من صغرى القياس‬ ‫في كبرى القياس الّول ‪ ،‬و الشاعرة ص ّ‬
‫الّثاني ‪.‬‬

‫ق الموافق للتحقيق من هذه القوال كما قلنا هو القسسول الّول ‪،‬‬ ‫اذا عرفت ذلك فنقول ‪ :‬الح ّ‬
‫ن المتبادر إلى الفهم عند اطلق لفسسظ الكلم هسسو المؤلّسسف مسسن الحسسروف و اللفسساظ دون‬ ‫لّ‬
‫المعنى ‪ ،‬و التبادر علمة الحقيقة ‪ ،‬و اطلق لفسسظ المتكّلسسم عليسسه سسسبحانه علسسى ذلسسك ليسسس‬
‫باعتبار قيام الكلم به ‪ ،‬لستلزامه إثبات الجوارح ‪ ،‬بل باعتبار خلقسه الكلم فسي الجسسسام‬
‫سسسبب ‪،‬‬‫النباتّية و الجمادّية و ألسن الملئكة إّما مجازا من باب اطلق اسم المسّبب على ال ّ‬
‫ق مسسن التكّلسسم أو مسسن الكلم بمعنسساه المصسسدرى‬ ‫ن المتكّلسسم مشسست ّ‬
‫أو حقيقة كما هو الظهر ل ّ‬
‫ن ايجسساده‬
‫كأّ‬‫سلم و نحوه ‪ ،‬و التكّلم و الكلم بهذا المعنى بمعنى ايجاد الّلفسسظ ‪ ،‬و ل شس ّ‬ ‫كال ّ‬
‫ن التأثير قائم بالمؤّثر‬
‫قائم بالموجد كما أ ّ‬

‫] ‪[ 265‬‬

‫فالمتكّلم بصيغة الفاعل عبارة عن منشسيء الكلم و موجسسده ‪ ،‬و إنشساء الكلم و ايجساده ل‬
‫ل بالفاعل ‪ ،‬كما أّنه بصيغة المفعول عبارة عن نفس الكلم المؤّلسسف و ل قيسسام لسسه‬
‫قيام له إ ّ‬
‫ل بجوهر الهواء ‪.‬‬ ‫إّ‬

‫ل يقال ‪ :‬التكّلم بمعنى ايجاد الكلم لم يجىء فى الّلغة ‪.‬‬


‫ل بهسذا العتبسار و‬‫لّنا نقول ‪ :‬ذلك غير مسّلم كيف و التكّلم الّلفظي عند الشساعرة ليسس إ ّ‬
‫هم قد صّرحوا بكون الكلم مشتركا لفظا بين الّلفظى و النفسى كمسسا سستعرفه و علسسى هسسذا‬
‫فيكون إطلق المتكّلم عليه بمعنى موجد الكلم حقيقة ل مجازا ‪.‬‬

‫قال صدر المتأّلهين في كتاب المبدء و المعاد ‪ :‬المتكّلم عبارة عن محدث الكلم في جسسسم‬
‫من الجسام كالهواء و غيرها ‪ ،‬فاّنا إذا تكّلمنا أحدثنا الكلم فسسي بعسسض الجسسسام اّلسستى لنسسا‬
‫قدرة على تحريكها ‪ ،‬فالمتكّلم ما قام به التكّلم ل ما قام به الكلم كما توّهم ‪،‬‬

‫و التكّلم بمعنى ما به يحصل الكلم فينا ملكة قائمة بذواتنا بها نتمّكن من إفسسادة مخزوناتنسسا‬
‫العلمّية على غيرنا ‪ ،‬و في السسواجب تعسسالى عيسسن ذاتسسه مسسن حيسسث اّنسسه يخلسسق الصسسوات و‬
‫ى موضع كان من الجسام لفادة ما في قضائه السابق على مسسن يشسساء مسسن‬ ‫الحروف في أ ّ‬
‫عباده ‪.‬‬

‫صسل فيرجسع إلسسى خطسرات‬ ‫و ما أثبته المتكّلمون من الكلم النفسى فان كان لسسه معنسسى مح ّ‬
‫ك في برائته تعالى عنسسه و عسن سساير مسسا‬
‫الوهام ‪ ،‬أو يحتمل ما يوجد من الكلم ‪ ،‬و ل ش ّ‬
‫يتخّيله العوام ‪.‬‬

‫ن كلمه مسموع و ل‬ ‫ن كلمه مؤّلف من الحروف و الصوات بأ ّ‬ ‫و استدل الحنابلة على أ ّ‬


‫صغرى فلقسسوله‬ ‫صوت أما ال ّ‬ ‫ل الحروف و ال ّ‬ ‫صوت فكلمه ليس إ ّ‬ ‫ل الحروف و ال ّ‬ ‫مسموع إ ّ‬
‫لس « ‪ ،‬و أّمسسا‬‫تعسسالى ‪ » :‬و إن أحسسد مسسن المشسسركين اسسستجارك فسسأجره حّتسسى يسسسمع كلم ا ّ‬
‫الكبرى فظاهرة ‪ ،‬ثّم أثبتوا كونه قديما بأنه لو كان حادثا لكان إّما قائما بسسذاته أو بغيسسره أو‬
‫ل للحسسوادث‬ ‫ل و القسام الثلثة كّلها باطلة أّما الّول فلستلزامه كون الذات مح ّ‬ ‫ل في مح ّ‬
‫و هو حينئذ كما سسستعرفه ‪ ،‬و أّمسسا الثسساني فلمتنسساع ان يقسسوم صسسفة الشسسىء بغيسسره ‪ ،‬و أّمسسا‬
‫ل فثبت أّنه‬
‫الثالث فلستحالة قيام العرض في الوجود بل مح ّ‬

‫] ‪[ 266‬‬

‫صفة قديمة ‪.‬‬

‫ن حسسدوثه‬‫ن كونه حرفا و صوتا يستلزم حسسدوثه بالضسسرورة و تعليسسل قسسدمه بسسأ ّ‬‫و الجواب أ ّ‬
‫مستلزم لحد القسام الثلثة الباطلة فيه ان منع بطلن القسم الثسسانى لسسم ل يجسسوز أن يقسسوم‬
‫بغيره و ان اشتق له منه خلقه و ل امتناع في ذلك حسبما عرفت ‪.‬‬

‫و أما الكرامية فبطلن مذهبهم بعد بطلن جواز حلول الحوادث علسسى السسذات واضسسح ‪ ،‬و‬
‫ل علسسى تغّيسسره و‬ ‫ن حدوث الحوادث فيه يسسد ّ‬
‫ن وجوب الوجود ينافي ذلك ‪ ،‬ل ّ‬ ‫جهة بطلنه أ ّ‬
‫ن المقتضى لذلك الحادث إن كان ذاتسسه لسسم يكسسن‬ ‫انفعاله و ذلك ينافي الوجوب الّذاتي ‪ ،‬و ل ّ‬
‫ن الحادث إن كان صفة نقص اسسستحال اّتصسساف‬ ‫حادثا و إن كان غيره يلزم الفتقار ‪ ،‬و ل ّ‬
‫الذات بها و إن كان صفة كمال امتنع خلّوه عنها و المفروض أنها حادثة أى موجودة بعسد‬
‫العدم فحيث كانت معدومة كان الذات خالية عنها ‪.‬‬

‫و أما الشاعرة فبّينوا مرادهم من الكلم النفساني أول و استّدلوا على اثباته ثانيا و اثبتسسوا‬
‫كونه قديما ثالثا ‪ ،‬ثّم قالوا إنه واحد مع أنه أمر و نهى و خبر و استخبار و غيرها ‪.‬‬

‫ل المعني القائم بالنفس ‪،‬‬


‫قال المدى ‪ :‬ليس المراد من إطلق لفظ الكلم إ ّ‬

‫و هو ما يجده النسان من نفسه إذا أمر غيره أو نهاه أو أخسسبره أو اسسستخبر منسسه ‪ ،‬و هسسذه‬
‫ل عليها بالعبارات و ينّبه عليها بالشارات ‪.‬‬
‫المعانى هي اّلتي يد ّ‬

‫ل س سسسبحانه متكّلسسم‬
‫و قال عمر النسفى و هو من أعاظم الشاعرة في عقايسسده ‪ :‬و هسسو أى ا ّ‬
‫لس متكّلسم بهسا آمرنسساه‬
‫بكلم هو صفة له أزلّية ليس من جنس الحسروف و الصسوات ‪ ،‬و ا ّ‬
‫ل غير مخلوق ‪ ،‬و هسسو مكتسسوب فسسي مصسساحفنا محفسسوظ فسسي قلوبنسسا‬ ‫مخبر و القرآن كلم ا ّ‬
‫مقرّو بألسنتنا مسموع بآذاننا غير حال فيها ‪.‬‬

‫ن الجماع و التواتر قسسد قسسام علسسى كسسونه تعسسالى‬‫صله ‪ :‬إ ّ‬


‫و قال التفتازانى في شرحه ما مح ّ‬
‫ق مسن غيسر قيسام مأخسذ الشستقاق‬ ‫متكّلما بكلم هو صفة له ‪ ،‬ضرورة امتناع اثبات المشست ّ‬
‫لس‬
‫به ‪ ،‬و هذه الصفة معنى قائم بالذات و قديمة ‪ ،‬ضرورة امتنسساع قيسسام الحسسوادث بسسذات ا ّ‬
‫ن التكّلم‬
‫سبحانه ‪ ،‬و ليس من جنس الحروف و الصوات ‪ ،‬ضرورة حدوثها ل ّ‬

‫] ‪[ 267‬‬

‫ببعضها مشروط بانقضاء الخر بل عّبر عنها بها و يسسّمى المعّبسسر بسسه بسسالقرآن المرّكسسب‬
‫من الحروف و هي صفة واحدة تتكّثسسر إلسسى المسسر و النهسسي و الخسسبر بسساختلف التعّلقسسات‬
‫كالعلم و القدرة و ساير الصفات ‪ ،‬فهذه الصفة الواحدة باعتبسار تعّلقهسا بشسسيء علسسى وجسه‬
‫مخصوص يكون خبرا ‪ ،‬و باعتبار تعّلقها بشيء آخر على وجه آخر يكون أمرا و هكذا ‪.‬‬

‫ل سبحانه القائم بذاته غير حادث و مكتوب في مصاحفنا بأشكال‬ ‫و القرآن اّلذى هو كلم ا ّ‬
‫الكتابة و صور الحروف الّدالة عليه محفوظ فسسي قلوبنسسا بألفسساظ المخيلسسة ‪ ،‬مقسسرّو بألسسسنتنا‬
‫بحروفه الملفوظة المسموعة ‪ ،‬مسموع بآذاننا بهذه أيضا ‪.‬‬

‫و مع ذلك كّله ليس حال في المصاحف و ل في القلوب و اللسنة و الذهسسان ‪ ،‬بسسل معنسسى‬
‫ل عليه و يحفظ بالنظم المخيل و يكتسسب‬ ‫ل سبحانه يلفظ و يسمع بالنظم الدا ّ‬
‫قديم قائم بذات ا ّ‬
‫بالنقوش و صور و أشكال موضوعة للحروف الداّلة عليه كما يقسسال النسسار جسسوهر مجسّرد‬
‫يذكر بالّلفظ و تكتب بالقلم و ل يلزم منه كون حقيقة النار صوتا و حرفا ‪.‬‬
‫ن للشىء وجودا في العيان ‪ ،‬و وجسسودا فسسي الذهسسان و وجسسودا فسسي العبسسارة و‬ ‫و تحقيقه ا ّ‬
‫ل على العبارة و هي على ما في الذهان و هو علسسى مسسا فسسي‬ ‫وجودا في الكتابة فالكتابة تد ّ‬
‫العيان فحيث يوصف القرآن بما هو من لوازم القديم كما في قولنا ‪ :‬القرآن غير مخلسسوق‬
‫‪ ،‬فالمراد حقيقته الموجودة في الخارج ‪ ،‬و حيث يوصف بما هو من صفات المخلوقات و‬
‫المحدثات يراد بسه اللفساظ المنطوقسة المسسموعة كمسا فسي قولنسا قسرأت نصسف القسرآن أو‬
‫المخّيلة كما في قولنا حفظت القرآن أو الشكال المنقوشسسة كمسسا فسسي قولنسسا يحسسرم للمحسسدث‬
‫س القرآن ‪.‬‬
‫م ّ‬

‫و لمسا كسسان دليسل الحكسام الشسسرعّية هسسو الّلفسظ دون المعنسسى القسديم عّرفسه أئمسسة الصسسول‬
‫بالمكتوب في المصاحف المنقول بالتواتر و جعلوه اسما للنظم و المعنى جميعا أى للنظسسم‬
‫من حيث الّدللة على المعنى ل لمجّرد المعنى ‪.‬‬

‫ل اسم مشترك بين الكلم الّنفسى‬


‫ن كلم ا ّ‬
‫ثّم قال في آخر كلمه ‪ :‬و التحقيق ا ّ‬

‫] ‪[ 268‬‬

‫القديم و معنى الضافة كونه صفة له و بين الّلفظى الحادث و معنى الضافة أنه مخلسسوق‬
‫ل‪.‬‬
‫ح نفى كونه كلم ا ّ‬
‫ل تعالى ليس من تأليفات المخلوقين فل يص ّ‬
‫ا ّ‬

‫و مسا فسسي عبسارة بعسض المشسايخ مسن أّنسه مجساز فليسس معنساه أنسسه غيسر موضسوع للنظسسم‬
‫ن الكلم في التحقيسسق و بالسسذات اسسسم للمعنسسى القسسائم بسسالنفس و تسسسمية‬‫المؤّلف ‪ ،‬بل معناه أ ّ‬
‫اللفظ به و وضعه لذلك إنما هسو باعتبسسار دللتسسه علسى معنسى ‪ ،‬انتهسى مسا أهّمنسسا نقلسه مسن‬
‫صل كلمه بعد رّد أّوله إلى آخسسره ‪ ،‬و هسسذا القسسدر كسساف فسسي بيسسان مرادهسسم مسسن الكلم‬ ‫مح ّ‬
‫النفسى ‪.‬‬

‫و استدّلوا على إثباته بقول الخطل ‪:‬‬

‫ن الكلم لفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى الفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسؤاد و إّنمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا‬


‫إّ‬
‫جعل الّلسان على الفؤاد دليل‬

‫و قول القائل ‪ :‬في نفسى كلم أريد أن أذكره لك ‪.‬‬

‫ن اللفسساظ السسذى تتكّلسسم بهسسا مسسدلولت قائمسسة بسسالنفس ‪ ،‬و هسسذه المسسدلولت هسسي الكلم‬
‫و بسسأ ّ‬
‫النفساني و هو أمر غير العلم مدلول الخبر إذا أخبر بشىء إذ ربمسسا يخسسبر الرجسسل عمسسا ل‬
‫ك فيه ‪ ،‬فالخبر عن الشىء غير العلم بسسه و غيسسر الرادة أيضسسا‬ ‫يعلمه بل يعلم خلفه أو يش ّ‬
‫عندنا أمر لنه قسد يسأمر بمسا ل يريسده كسالمختبر لعبسده هسل يطيعسه أم ل و كالمعتسذر مسن‬
‫ضرب عبده بعصيانه فانه قد يأمره و هو يريد أن ل يفعل المأمور به ليظهسسر عسسذره عنسسد‬
‫ن مقصسسود المتكّلسسم فسسي هسسذين المريسسن ليسسس التيسسان بالمسسأمور بسسل مجسسرد‬
‫من يلومه ‪ ،‬فسا ّ‬
‫الختبار و العتذار و غير الكراهة أيضا إذا نهى لّنه قد ينهى الرجل عما ل يكرهسسه بسسل‬
‫يريده في صورتى الختبار و العتذار ‪.‬‬

‫جسسة‬
‫و اعترض على دليلهم الّول بمنع كون البيت من الخطل ‪ ،‬و علسسى تسسسليمه فليسسس ح ّ‬
‫ى على اعتقاده ثبوت الكلم النفسى تقليدا أو علسسى أنسسه لمسسا كسسان مسسا فسسي الضسسمير‬ ‫لّنه مبن ّ‬
‫مدلول عليه بالكلم فاطلق عليه من باب اطلق اسسسم السّدال علسسى المسسدلول و حصسسره فيسسه‬
‫ق لسم تلك اللة ‪.‬‬ ‫صل بها إليه فكاّنه المستح ّ‬
‫تنبيها على أنه آلة يتو ّ‬

‫ن مدلول الخسسبر غيسسر العلسسم معّلل بسسأنه قسسد يخسسبر‬


‫و على دليلهم الثانى بمنع ما ذكروه من أ ّ‬
‫ن المعني النفسى الذى يّدعون أنه غير العلم‬ ‫عما ل يعلمه ‪ ،‬إذ لقائل إن يقول ‪ :‬إ ّ‬

‫] ‪[ 269‬‬

‫هو ادراك مدلول الخبر أعنى حصوله في الّذهن مطلقا يقينّيسسا كسسان أو مشسسكوكا فل يكسسون‬
‫ل على مغايرته للعلم اليقينى ل للعلم المطلق ‪،‬‬ ‫ن هذا إنما يد ّ‬
‫مغايرا للعلم و بعبارة اخرى ا ّ‬
‫ل عاقل تصّدى للخبار يحصل فسي ذهنسسه صسورة مسسا اخسبر بسسه و منسسع انسه‬ ‫ضرورة أن ك ّ‬
‫مغاير للرادة و الكراهة عند المر أو النهى ‪ ،‬إذ ما تشّبثوا بسسه مسسن صسسورتى الختبسسار و‬
‫صسورتين صسيغة المسر و النهسى ل حقيقتهسا إذ ل‬ ‫ن الموجسود فسي هساتين ال ّ‬
‫العتذار فيه إ ّ‬
‫طلب فيهما أصل و ل إرادة و ل كراهة قطعا ‪ ،‬و بالجملة فما يّدعونه غيسسر معقسسول لنسسه‬
‫ليس له تعالى صفة زايدة على الذات أصل و لو كان عيسسن السسذات فمرجعسسه السسى العلسسم أو‬
‫الرادة أو الكراهة أو ساير الصفات ‪.‬‬

‫توضيح ذلك أنه اذا صدر عن المتكّلم خبر فهناك ثلثة أشسياء احسدها العبسسارة الصسسادرة و‬
‫الثانى علمه بثبوت النسبة أو انتفائها بين طرفسسى القض سّية و الثسسالث ثبسسوت تلسسك النسسسبة أو‬
‫انتفائها في الواقع ‪ ،‬و الخيران ليسا كلما حقيقّيسسا اتفاقسسا ‪ ،‬فتعّيسسن الّول و إذا صسسدر عنسسه‬
‫أمر أو نهى فهناك شيآن احدهما لفظ صسسادر عنسسه و الثسسانى إرادة أو كراهسسة قائمسسة بنفسسسه‬
‫ى عنه و ليستا أيضا كلما حقيقّيا اّتفاقا فتعّين الّول ‪.‬‬ ‫متعّلقة بالمأمور به أو بالمنه ّ‬

‫ل بسسه الحنابلسسة مسسن السّدليل اّلسسذى قسّدمناه و الجسسواب‬


‫و اسسستدّلوا علسسى قسسدمه بمثسسل مسسا اسسستد ّ‬
‫الجواب ‪.‬‬

‫و استدّلوا على اّتحاده بأنه اذا ثبت الكلم النفسى كان كساير الصفات مثل العلسسم و القسسدرة‬
‫ن العلم صفة واحدة تتعّلق بمعلومات متعّددة و كذا القدرة كذلك الكلم صسسفة واحسسدة‬ ‫فكما أ ّ‬
‫تنقسم إلى المر و النهى و الخبر و الستفهام و النداء و هسسذا بحسسسب التعّلسسق فسسذلك الكلم‬
‫باعتبار تعّلقه بشيء على وجه مخصوص يكون خبرا ‪ ،‬و باعتبسسار تعّلقسسه بشسسيء آخسسر أو‬
‫على وجه آخر يكون أمرا و كذا البواقي ‪.‬‬

‫ن وحدته متفّرعة علسسى ثبسسوت أصسسله و حيسسث عرفسست فسساد الصسسل ففسسساد الفسسرع‬
‫و فيه ا ّ‬
‫ظاهر ‪.‬‬

‫ل روحه ‪ :‬المعقول من الكلم على ما تقّدم أّنه‬


‫لمة الحّلي قّدس ا ّ‬
‫قال الع ّ‬

‫] ‪[ 270‬‬

‫الحروف و الصوات المسموعة و هذه الحسسروف المسسسموعة إّنمسسا تتسّم كلمسسا مفهومسسا إذا‬
‫كان النتظام على أحد الوجوه اّلتى يحصل لها الفهام ‪ ،‬و ذلك بأن يكون خبرا أو مسرا أو‬
‫جب و القسسسم و النسسداء ‪ ،‬و‬ ‫جى و التع ّ‬‫نهيا أو استفهاما أو تنبيها و هو الشامل للتمّنى و التر ّ‬
‫ل في هذه الجزئيات ‪.‬‬ ‫ل وجود له إ ّ‬

‫و اّلذين اثبتوا قدم الكلم اختلفوا فذهب بعضسسهم إلسسى أنّ كلمسسه تعسسالى واحسسد مغسساير لهسسذه‬
‫المعاني ‪ ،‬و ذهب آخرون إلسسى تعسّدده ‪ ،‬و اّلسسذين أثبتسسوا وحسسدته خسسالفوا جميسسع العقلء فسسي‬
‫ل وصفا ل يعقلسسه ل يتصسّوره‬ ‫اثبات شيء ل يتصّورونه هم و ل خصومهم ‪ ،‬و من أثبت ّ‬
‫هو و ل غيره كيف يجوز أن يجعل إماما يقتدى به و يناط بكلمه لحكام ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫سلم في غير واحد من الصسسول المعتسسبرة‬ ‫ى عنه عليه ال ّ‬‫ن هذا الكلم مرو ّ‬
‫قد اشرنا إلى أ ّ‬
‫من ؟ ؟ طرق مختلفة مع اختلف في متنه ‪ ،‬و ينبغسسي أن نسسروى مسسا فيهسسا علسسى مسسا جسسرى‬
‫عليه ديدننا ؟ ؟ ؟ في هذا الشرح فأقول ‪:‬‬

‫ل روحه في بسساب جوامسسع التوحيسسد عسسن‬ ‫ي قّدس ا ّ‬‫روى ثقة السلم محّمد بن يعقوب الكلين ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬بينسسا أميسسر المسسؤمنين عليسسه‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫ل رفعه عن أبي عبد ا ّ‬ ‫محّمد بن أبي عبد ا ّ‬
‫سلم يخطب على منبر الكوفة إذ قام إليه رجل يقال له ذعلب ذو لسان بليغ فسي الخطسسب‬ ‫ال ّ‬
‫شجاع القلب فقال ‪:‬‬

‫سلم ‪ :‬ويلك يا ذعلب مسسا كنسست أعبسسد رّبسسا لسسم‬ ‫أمير المؤمنين هل رأيت رّبك ؟ فقال عليه ال ّ‬
‫أره ‪ ،‬فقسسال ‪ :‬يسسا أميسسر المسسؤمنين كيسسف رأيتسسه ؟ فقسسال ‪ :‬ويلسسك يسسا ذعلسسب لسسم تسسره العيسسون‬
‫ن رّبسسي‬ ‫بمشاهدة ؟ ؟ ؟ البصار و لكن رأته القلسسوب بحقسسايق اليمسسان ‪ ،‬ويلسسك يسسا ذعلسسب إ ّ‬
‫لطيف الطافة ؟ ؟ ل يوصف بالّلطف ‪ ،‬عظيم العظمة ل يوصف بالعظم ‪ ،‬كسسبير الكبريسساء‬
‫ل شيء ل يقال شيء قبلسسه ‪ ،‬و‬ ‫ل يوصف بالكبر ‪ ،‬جليل الجللة ل يوصف بالغلظ ‪ ،‬قبل ك ّ‬
‫ل شيء ل يقال له بعد ‪ ،‬شاء الشياء ل بهّمة ‪ ،‬دّراك ل بخديعة ‪ ،‬فسسي الشسسياء كّلهسسا‬
‫بعد ك ّ‬
‫غير متمازج‬

‫] ‪[ 271‬‬

‫ل ل باستهلل رؤية ‪ ،‬نسساء ل بمسسسافة‬ ‫بها و ل باين منها ‪ ،‬ظاهر ل بتأويل المباشرة ‪ ،‬متج ّ‬
‫سم ‪ ،‬موجود ل بعد عدم ‪ ،‬فاعسسل ل باضسسطرار ‪ ،‬مق سّدر ل‬ ‫قريب ل بمداناة ‪ ،‬لطيف ل بتج ّ‬
‫بحركسسة ‪ ،‬مريسسد ل بهمامسسة ‪ ،‬سسسميع ل بآلسسة ‪ ،‬بصسسير ل بسسأداة ‪ ،‬ل تحسسويه المسساكن ‪ ،‬و ل‬
‫سنات ‪ ،‬سبق الوقات كونه ‪ ،‬و العدم‬ ‫صفات ‪ ،‬و ل تأخذه ال ّ‬ ‫تضمنه الوقات ‪ ،‬و ل تحّده ال ّ‬
‫وجوده ‪ ،‬و البتداء أزله ‪ ،‬بتشعيره المشاعر عرف أن ل مشعر له ‪ ،‬و بتجهيره الجسسواهر‬
‫عرف أن ل جوهر له ‪ ،‬و بمضاّدته بين الشسياء عسرف أن ل ضسّد لسه ‪ ،‬و بمقسارنته بيسن‬
‫الشياء عرف أن ل قرين له ‪ ،‬ضاّد الّنور بالظلمة ‪ ،‬و اليبس بالبلل ‪ ،‬و الخشن بالّلين ‪ ،‬و‬
‫الصرد بالحرور ‪ ،‬مؤّلسسف بيسسن متعادياتهسسا ‪ ،‬مفسّرق بيسسن متسسدانياتها ‪ ،‬داّلسسة بتفريقهسسا علسسى‬
‫ل شيء خلقنا زوجين لعّلكم‬ ‫مفّرقها و بتأليفها على مؤّلفها ‪ ،‬و ذلك قوله تعالى ‪ » :‬و من ك ّ‬
‫تذّكرون « ‪ ،‬ففّرق بين قبل و بعد ليعلم أن ل قبل له و ل بعد له ‪ ،‬شسساهدة بغرايزهسسا أن ل‬
‫غريزة لمغرزها ‪ ،‬مخبرة بتوقيتها أن ل وقت لموقتها ‪ ،‬حجب بعضها عن بعض ليعلم أن‬
‫ل حجاب بينه و بين خلقه ‪ ،‬كسسان رّبسسا إذ ل مربسسوب ‪ ،‬و إلهسسا إذ ل مسسألوه ‪ ،‬و عالمسسا إذ ل‬
‫معلوم ‪ ،‬و سميعا إذ ل مسموع ‪.‬‬

‫سلم فقال ‪:‬‬


‫ن رجل جاء إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫و في الحتجاج روى أهل السير أ ّ‬

‫ل أرأيته حين عبدته ؟ فقال أمير المسسؤمنين ‪ :‬لسسم أك بالسسذى‬ ‫يا أمير المؤمنين أخبرني عن ا ّ‬
‫أعبد من لم أره فقال له ‪ :‬كيف رأيته يا أمير المؤمنين ؟ فقال لسسه ‪ :‬ويحسسك لسسم تسسره العيسسون‬
‫بمشسساهدة العيسسان و لكسسن رأتسسه العقسسول بحقسسايق اليمسسان ‪ ،‬معسسروف بالسسّدللت منعسسوت‬
‫س‪.‬‬
‫بالعلمات ‪ ،‬ل يقاس بالناس ‪ ،‬و ل يدرك بالحوا ّ‬

‫ل أعلم حيث يجعل رسالته ‪.‬‬


‫فانصرف الّرجل و هو يقول ‪ :‬ا ّ‬

‫و في الرشاد للمفيد روى أهل السيرة و علماء النقلة أنّ رجل جآء و سسساق الحسسديث إلسسى‬
‫قوله حيث يجعل رسالته نحو ما رويناه عن الحتجاج ‪.‬‬

‫و في الكافي في باب إبطال الرؤية عن عّدة من أصحابنا ‪ ،‬عن أحمد بن محّمسسد بسسن خالسسد‬
‫سسسلم‬‫ل عليسسه ال ّ‬
‫ي عن أبي عبد ا ّ‬
‫عن أحمد بن محّمد بن أبي نصر عن أبي الحسن الموصل ّ‬
‫قال ‪:‬‬

‫] ‪[ 272‬‬
‫سسلم فقسال يسا أميسر المسؤمنين هسل رأيست رّبسك حيسن‬
‫جاء حبر إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫عبدته ؟‬

‫قال ‪ :‬فقال ‪ :‬ويلك ما كنت أعبد رّبا لم أره ‪ ،‬قال ‪ :‬و كيف رأيتسسه ؟ قسسال ‪ :‬ويلسسك ل تسسدركه‬
‫العيون في مشاهدة البصار و لكن رأته القلوب بحقايق اليمان ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫سلم است كسسه فرمسسوده اسسست‬ ‫صلة و ال ّ‬ ‫از جمله كلم بلغت نظام آن مقتداى أنام عليه ال ّ‬
‫آن را در حالتيكه سؤال كرد از آن بزرگوار ذعلب يماني پس گفت آيسسا ديسسده پروردگسسار‬
‫خسسود را اى أميسسر مؤمنسسان ؟ پسسس فرمسسود آنحضسسرت ‪ :‬آيسسا عبسسادت ميكنسسم چيزيسسرا كسسه‬
‫نمىبينم ؟ گفت ذعلب ‪ :‬چطور ميبيني او را ؟ فرمود ‪:‬‬

‫درك نميتوانسسد بكنسسد او را چشسسمها بسسا مشسساهده معسساينه و لكسسن درك ميكنسسد او را قلبهسسا بسسا‬
‫نورهاى ايمان ‪ ،‬نزديك است پروردگار عالمين از أشياء در حالتيكه چسبان نيست بآنهسسا‬
‫‪ ،‬دور است أز آنها در حالتيكه جدا نيست ‪ ،‬صاحب تكّلم است نه با فكر و رويسسه ‪ ،‬اراده‬
‫كننده است بدون عزم و هّمت صاحب صنعت است نه با اعضا و جوارح ‪،‬‬

‫لطيف است كه مّتصف نيست به پنهاني ‪ ،‬بزرگ است كه مّتصف نميشسسود بسسا غلظسست و‬
‫خشونت طبيعت ‪ ،‬بيننده است مّتصف نميشود بسسا حاسسسه بصسسر ‪ ،‬رحيسسم اسسست موصسسوف‬
‫نميشود با رّقت قلب ‪ ،‬ذليل ميشود رويهاى مخلوقات از براى عظمت او ‪ ،‬و مضسسطرب‬
‫ميشود قلبهاى خلق از ترس او ‪.‬‬

‫عععع عع عع عععععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫لس علسسى مسسا قضسسى‬


‫و هى المأة و التاسعة و السبعون من المختار في باب الخطب أحمسسد ا ّ‬
‫من أمر ‪ ،‬و قّدر من فعل ‪ ،‬و على ابتلئي بكم أّيتها الفرقة اّلتي إذا أمرت لم تطسسع ‪ ،‬و إذا‬
‫دعوت لم تجب ‪ ،‬إن‬

‫] ‪[ 273‬‬

‫أمهلتم خضتم ‪ ،‬و إن حوربتم خرتم ‪ ،‬و إن اجتمع الّنساس علسى إمسام طعنتسم ‪ ،‬و إن أجبتسم‬
‫إلى مشآّقة نكصتم ‪ ،‬ل أبا لغيركم ‪ ،‬ما تنتظرون بنصركم ‪ ،‬و الجهاد على حّقكم ‪ ،‬ألمسسوت‬
‫ن بيني و بينكم و أنا لصحبتكم قال ‪ ،‬و‬ ‫ي ليفّرق ّ‬
‫ل لئن جآء يومي و ليأتين ّ‬
‫ل لكم ‪ ،‬فو ا ّ‬
‫أو الّذ ّ‬
‫ن معاويسسة‬
‫ل أنتم أما دين يجمعكم ‪ ،‬و ل حمّية تشحذكم ‪ ،‬أو ليسسس عجبسسا أ ّ‬ ‫بكم غير كثير ‪ّ ،‬‬
‫طغام فيّتبعونه على غير معونة و ل عطاء ‪،‬‬ ‫يدعو الجفاة ال ّ‬
‫و أنسسا أدعسسوكم و أنتسسم تريكسسة السسسلم و بقّيسسة الّنسساس إلسسى المعونسسة أو طائفسسة مسسن العطسساء‬
‫ي ‪ ،‬إّنسسه ل يخسسرج إليكسسم مسسن أمسسري رضسسا فترضسسونه ‪ ،‬و ل‬ ‫فتفّرقون عّني و تختلفون عل ّ‬
‫ى المسسوت ‪ ،‬قسسد دارسسستكم الكتسساب ‪ ،‬و‬‫ب مسسا أّنسسا لق إلس ّ‬‫ن أحس ّ‬
‫سخط فتجتمعسسون عليسسه ‪ ،‬و إ ّ‬
‫فاتحتكم الحجاج ‪،‬‬

‫و عّرفتكم ما أنكرتم ‪ ،‬و سّوغتكم ما مججتم لو كان العمى يلحظ ‪،‬‬

‫ل قائدهم معاوية ‪،‬‬


‫أو الّنائم يستيقظ ‪ ،‬و أقرب بقوم من الجهل با ّ‬

‫و مؤّدبهم ابن الّنابغة ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫خره و فسسي بعسسض النسسسخ أهملتسسم أى تركتسسم و ) خرتسسم ( بالخسساء‬


‫) أمهله ( اى رفق به و أ ّ‬
‫المعجمة و الراء المهملة من الخور بمعنى الضعف أو من خوار الثور و هو صياحه قال‬
‫تعالى ‪ » :‬عجل جسدًا له خوار « ‪ ،‬و عن بعض النسخ جرتم بالجيم من جار أى عدل‬

‫] ‪[ 274‬‬

‫ق و ) طعنتم ( في بعض النسسسخ بالظسساء المعجمسسة ارتحلتسسم و فسسارقتم و ) أجبتسسم (‬


‫عن الح ّ‬
‫بالجيم و الباء المعجمة على البناء على المعلوم من أجسساب إجابسسة ‪ ،‬و فسسي نسسسخة الشسسارح‬
‫المعتزلي اجئتم بالهمزة الساكنة بعد الجيسم المكسسورة و البنساء علسى المجهسول أى الجئتسم‬
‫قال تعالى ‪ » :‬فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة « ‪.‬‬

‫و ) النكوص ( الرجوع إلى ما وراء قال تعالى ‪ » :‬فلما ترآءت الفئتان نكص على عقسسبيه‬
‫« و ) شحذت ( النصل و السسسكين حسّدتهما و ) الجفسساة ( جمسسع الجسسافي و هسسو الغليسسظ مسسن‬
‫الناس و ) الطغام ( بالطاء المهملة و الغيسسن المعجمسسة أراذل النسساس و أوغسسادهم الواحسسد و‬
‫الجمع سواء و ) التريكة ( بيضة النعامة يتركهسسا فسسي مجثمهسسا و ) درس ( الكتسساب قسسرأ و‬
‫) ساغ ( الشراب دخل في الحلق بسهولة قال الشاعر ‪:‬‬

‫فسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساغ لسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسي الشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسراب و كنسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسست قبل‬


‫ص بالماء الفرات‬ ‫أكاد أغ ّ‬

‫و ) مججته ( من فمى أى رميت به ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫يحتمل أن يكون ما في قوله ‪ :‬على ما قضا ‪ ،‬مصدرّية و موصولة فيكون العايد محذوفا ‪.‬‬
‫و قوله ‪ :‬ل أبا لغيركم قال الشارح البحراني ‪ :‬أصله ل أب و اللسسف زايسسدة إّمسسا لسسستثقال‬
‫لم للتأكيد ‪.‬‬
‫توالى أربع فتحات ‪ ،‬أو لّنهم قصدوا الضافة و أتوا بال ّ‬

‫لم فسسي ل أبالسسك و قسسال‬‫أقول ‪ :‬و يؤّيد الثاني ما حكاه نجم الئمة عن سيبويه مسسن زيسسادة ال ّ‬
‫الشارح المعسستزلي ‪ :‬الفصسسح ل أب بحسسذف اللسف ‪ ،‬و أّمسسا قسولهم ل أبالسسك باثبسساته فسدون‬
‫لم مزيدة مؤكدة‬ ‫الّول في الفصاحة ‪ ،‬كأّنهم قصدوا الضافة و أقحموا ال ّ‬

‫] ‪[ 275‬‬

‫ن حكم ل أن تعمسسل فسسي النكسسرة فقسسط و حكسسم‬ ‫ى ‪ 1‬و هو غريب ل ّ‬ ‫كما قالوا ‪ :‬يا تيم تيم عد ّ‬
‫اللف أن تثبت مع الضافة و الضافة تعرف فاجتمع حكمان متنافيان فصار مسسن الشسسواذ‬
‫و قال أبو البقاء يجوز فيها وجهان آخران ‪ :‬أحدهما أنه أشبع فتحة البسساء فنشسسأت اللسسف و‬
‫السم باق على تنكيره و الثانى أن يكون أبا لغة من قال لها أبا فسسي جميسسع أحوالهسسا ‪ ،‬مثسسل‬
‫ن أباها و أبا أباها ‪.‬‬
‫عصا و منه ‪ :‬إ ّ‬

‫و قوله ‪ :‬الموت أو الّذل لكم ‪ ،‬في أكثر النسخ برفعهما و في بعضسسها بالّنصسسب أّمسسا الرفسسع‬
‫ل لهسسا مسسن العسسراب ‪ ،‬و أّمسسا النصسسب‬
‫فعلى البتداء و لكسسم خسسبر و الجملسسة دعائّيسسة ل محس ّ‬
‫فبتقدير أرجو و أطلب فتكون دعائية أيضا ‪ ،‬و تحتمل الستفهام أى أ تنتظرون ‪.‬‬

‫ن جواب للقسم و اسسستغنى‬ ‫ن آه ‪ ،‬جملة ليفرق ّ‬


‫ل لئن جاء يومى و ليأتّينى ليفرق ّ‬
‫و قوله ‪ :‬فو ا ّ‬
‫بها عن جسواب الشسرط ‪ ،‬و جملسة و ليسأتيّنى معترضسة بيسن القسسم و الشسرط و جوابيهمسا‬
‫المذكور و المحذوف و تعرف نكتة العتراض في بيان المعنى و جملة ‪ :‬و أنا لصسسحبتكم‬
‫سع ‪.‬‬‫ل على الحال ‪ ،‬و بكم متعّلق بغير كثير قّدم عليه للتو ّ‬ ‫قال ‪ ،‬منصوبة المح ّ‬

‫ل في موضع رفع لّنه خبر عن المبتدا‬


‫ل أنتم ‪ ،‬قال الشارح المعتزلى ‪ّ :‬‬
‫و قوله ‪ّ :‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ل لل لل ل للللل ل لللل للل لللل لل للل‬
‫لل لللل ل للل لللل ل للل للل لل ل لل للل‬ ‫للل‬
‫للللل للل لللل للل للل ل لللل ل ل ل ل ل ل ل‬
‫لل لللل ل للللل للل ‪:‬‬‫لللل‬

‫ل‬ ‫ل لل‬ ‫لل لل لل‬ ‫لل‬ ‫ل لل‬ ‫ل لل‬ ‫ل‬


‫لل للللللل لل لللل للل‬

‫ل للل ‪:‬‬
‫للل‬ ‫ل لللللللل لل‬ ‫ل لل‬ ‫ل لل‬ ‫ل‬
‫للل لللل للللل‬
‫للللل للل‬

‫لل للللل لللل للللل لل لل‬ ‫للل لللل لل لللل‬


‫للللل ل ل لللللل للل لللل ل لل للل لل لل ل‬
‫لل لل لل‬
‫ل ل ل للل ل ل ل للل ل ل لل ل لل ل لللل‬
‫ل للللل لل ل للل للل للل ل لل ل لللل لل ل‬
‫لل‬
‫لللللل لللل ل ل لل للللل لللل لللل لللل‬
‫ل ل ل ل ل ل ل لللل ل لللل للل للللل ل لل‬
‫لللللل ل للللل ل ل ل للللل ل للل ل لل ل‬
‫لل ل‬
‫لللل‬

‫ل لللل ل لللل ل لللللل ل ل للل لل للللل ل‬


‫لل لل للل لللل للل لللل للل‬ ‫للل ل لل لللل‬
‫للللل لللللل ل‬

‫لل للل للل للللل ل ل ل للل ل للللل ل للللل‬


‫للللللل للل لللل لل ل لللل لل للل ل ل ل لل‬
‫للل ) للل (‬
‫للللل لللللل للللل للللل‬

‫] ‪[ 276‬‬

‫لم ههنا فيها معنى‬ ‫ل أبوك ‪ ،‬و ال ّ‬ ‫ل بلد فلن ‪ ،‬و ّ‬ ‫ل دّر فلن ‪ ،‬و ّ‬ ‫الذى هو أنتم ‪ ،‬و مثله ّ‬
‫ل س دّرك ‪ ،‬أى عملسسك‬ ‫ل عملكم كمسسا قسسالوا ‪ّ :‬‬‫ل سعيكم أو ّ‬ ‫ل أنتم ّ‬ ‫جب ‪ ،‬و المراد بقوله ّ‬ ‫التع ّ‬
‫فحذف المضاف و أقام الضمير المنفصل المضاف اليه مقسسامه قسسال الشسسارح ‪ :‬و ل يجىء‬
‫ل ‪ ،‬انتهسسى‬
‫ل في اسم ا ّ‬‫ن تاء القسم لم تأت إ ّ‬ ‫ل كما أ ّ‬
‫جب في غير لفظ ا ّ‬ ‫لم بمعنى التع ّ‬
‫هذه ال ّ‬
‫جسسب يعنسسون المسسر‬‫ن لم القسم يسسستعمل فسسي مقسسام التع ّ‬ ‫و قال نجم الئمة الّرضي ‪ :‬قولهم إ ّ‬
‫لس لقسد قسسام زيسد ‪ ،‬بسسل يسستعمل فسي المسسور‬ ‫جب منه فل يقسسال ّ‬ ‫ق أن يتع ّ‬‫العظيم اّلذى يستح ّ‬
‫لم في ليلف قريش ‪ ،‬و للفقراء اّلذين ُأحصسسروا « ‪،‬‬ ‫ن ال ّ‬‫ن ‪ ،‬و قيل إ ّ‬‫ل لتبعث ّ‬
‫العظام نحو ّ‬
‫ل فسي القسسم انتهسى‬‫جب ا ّ‬ ‫جب ‪ ،‬و الولى أن يقال إّنها للختصاص إذ لم يثبت لم التع ّ‬ ‫للتع ّ‬
‫كلمه رفع مقامه ‪.‬‬

‫صسسة بال سّدخول علسسى لفسسظ‬


‫جسسب مخت ّ‬
‫ن لم التع ّ‬
‫ص كلم الشسسارح أ ّ‬
‫أقسسول ‪ :‬المسسستفاد مسسن ن س ّ‬
‫لس دّره و‬‫الجللة ‪ ،‬و من ظاهر كلم الّرضي أّنها ملزمة للقسم ‪ ،‬و يشكل ذلك فسي نحسو ّ‬
‫جب مع أّنسسه ل‬
‫ل أنتم و ما ضاهاها ‪ ،‬لنهم اّتفقوا على أّنها في هذه المثلة للتع ّ‬ ‫ل أبوك و ّ‬‫ّ‬
‫معنى للقسم بل ل تصوير له فيها إذ لو كانت للقسم لحتاجت إلى الجواب و ليس فليس ‪.‬‬
‫لسس‬
‫ن معني ّ‬ ‫ى نفسه في مبحث التميز من شرح مختصر ابن الحاجب بأ ّ‬ ‫و قد صّرح الرض ّ‬
‫جسسب و القسسسم‬
‫جسسب فقسسط ل للتع ّ‬
‫دّره فارسا ‪ ،‬عجبا من زيد فارسا و هو يعطى أّنها فيه للتع ّ‬
‫ل خبرا مقّدما و دّره مبتدء و ل يكون للّدّر عامل رفسسع‬ ‫على أنها لو جعلت للقسم ل يكون ّ‬
‫كما هو ظاهر ل يخفى ‪.‬‬

‫جسسب مجسّردة عسسن القسسسم و ل‬


‫لم قد تكون للتع ّ‬
‫ن ال ّ‬
‫و بعد الّلتيا و الّلتي فالتحقيق أن يقال ‪ :‬إ ّ‬
‫لس‬
‫يلزم دخولها على لفظ الجللة كما زعمه الشارح المعتزلي بل قد تدخل عليه كمسسا فسسي ّ‬
‫ل أنت و قوله ‪:‬‬ ‫دّره فارسا و ّ‬

‫شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسباب و شسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسيب و افتقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسار و ثسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسروة‬


‫فلّله هذا الّدهر كيف ترّددا‬

‫و قد تدخل على غيره كما في » ليلف قريش « أى اعجبوا ليلف قريش كما حكاه في‬
‫شاف عن بعضهم و في قوله ‪:‬‬‫الك ّ‬

‫] ‪[ 277‬‬

‫ن نجسسسسسسسسسسسسسسسسومه‬
‫فيسسسسسسسسسسسسسسسسا لسسسسسسسسسسسسسسسسك مسسسسسسسسسسسسسسسسن ليسسسسسسسسسسسسسسسسل كسسسسسسسسسسسسسسسسأ ّ‬
‫ل مغار القتل بشّدت بيذبل‬ ‫بك ّ‬

‫لسس ل‬
‫صة بالّدخول على لفظ الجللة كما في ّ‬
‫جب و القسم معا ‪ ،‬و هذه مخت ّ‬ ‫و قد تكون للتع ّ‬
‫ن « و قول الشاعر ‪:‬‬
‫ل لتبعث ّ‬
‫خر الجل ‪ ،‬و قوله تعالى ‪ّ » :‬‬ ‫يؤ ّ‬

‫لسسسسسسسسسسسسسسسسسسس يبقسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى علسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى الّيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسام ذو حيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد‬


‫ّ‬
‫بمسمخّر به الظبيان و الس‬

‫جب غير ملزم للقسم كما زعمسسه‬ ‫جب و لم التع ّ‬


‫ن لم القسم ملزم للتع ّ‬
‫فقد ظهر من ذلك أ ّ‬
‫الّرضى و ل للّدخول على لفظ الجللة كما زعمه الشارح المعتزلي هذا ‪.‬‬

‫جب في هذه الموارد فهسو مسا أشسار إليسه الّرضسي فيمسا حكسى عنسه‬ ‫و أما تحقيق معنى التع ّ‬
‫ضسسرع مسسن‬‫ل دّرك ‪ ،‬فالّدر في الصل ما يسسدّر أى ينسسزل مسسن ال ّ‬ ‫بقوله ‪ :‬و أّما معنى قولهم ّ‬
‫الّلبن و من الغيم من المطر و هو هنا كناية عسسن فعسسل الممسسدوح و الصسسادر عنسسه ‪ ،‬و إنمسسا‬
‫ل شسسيء عظيسسم‬ ‫لس تعسسالى منشسسيء العجسسائب ‪ ،‬فكس ّ‬‫نا ّ‬
‫جب منسسه ل ّ‬ ‫نسب فعله إليه قصدا للتع ّ‬
‫لس‬
‫لس أنسست ‪ ،‬و ّ‬ ‫جب منه ينسبونه إليسسه تعسسالى و يضسسيفونه إليسسه نحسسو قسسولهم ‪ّ :‬‬‫يريدون التع ّ‬
‫ل دّره ما أعجب فعله ‪.‬‬ ‫أبوك ‪ ،‬فمعنى ّ‬
‫جب‬ ‫ل دّره كلم معناه التع ّ‬ ‫ى كلمه من شرح الهادى ‪ّ :‬‬ ‫و قال عز الّدين الزنجاني في محك ّ‬
‫ن هسسذا الشسسيء‬
‫ل تعالى ايذانا بأ ّ‬
‫‪ ،‬و العرب إذا أعظموا الشيء غاية العظام أضافوه إلى ا ّ‬
‫جب منه لّنه صسسادر عسسن فاعسسل‬ ‫ن هذا جدير بأن يتع ّ‬
‫ل تعالى و بأ ّ‬
‫لا ّ‬
‫ل يقدر على ايجاده إ ّ‬
‫قادر مصدر للشياء العجيبة هذا ‪.‬‬

‫سلم ‪ :‬أما دين يجمعكم ‪ ،‬قال الشارح المعتزلي ارتفاع دين على أنسسه فاعسسل‬ ‫و قوله عليه ال ّ‬
‫سر للّول كما قسسدرناه بعسسد إذا فسسي‬
‫فعل مقّدر أى ما يجمعكم دين يجمعكم ‪ ،‬الّلفظ الثاني مف ّ‬
‫سماء انشّقت « ‪ ،‬و يجوز أن يكون حمية مبتدء و الخبر محذوف تقديره أما‬ ‫قوله ‪ » :‬إذا ال ّ‬
‫لكم حمية ‪ ،‬انتهى ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬لزوم تقدير الفعل بعد أما إنما هو مسلم إن جعل أما مركبة حسسرف عسسرض بمنزلسسة‬
‫صسة بالسّدخول عليسه ‪ ،‬و لسذلك‬
‫ن اذا مخت ّ‬
‫لو ل ‪ ،‬لختصاصها بالسّدخول علسى الفعسل كمسا أ ّ‬
‫احتيج الى تقديره في الية الشريفة ‪ ،‬و أما إذا جعلنا الهمزة للستفهام على سسبيل النكسسار‬
‫التوبيخى أو على سبيل التقرير و ما حرف نفى فل حاجة إلى تقدير‬

‫] ‪[ 278‬‬

‫ن ما على ذلك ماء حجازية بمعنى ليس و دين اسمها و يجمعكم خبرها ‪.‬‬
‫الفعل ل ّ‬

‫و الظاهر من قول الشارح ‪ :‬أى ما يجمعكم أنه ل يجعلها حرف عسسرض و حينئذ فتقسسديره‬
‫ن الصل عدم الحذف‬ ‫ن تجويزه كون حمية مبتدء و الخبر محذوفا فيه أ ّ‬ ‫للفعل باطل ‪ ،‬ثّم إ ّ‬
‫حة بالقواعسسد الدبّيسسة‬
‫صالحة للخبرّية ‪ ،‬و إن أراد بالتجويز مجّرد الصس ّ‬
‫مع وجود الجملة ال ّ‬
‫فل بأس به ‪.‬‬

‫سسسلم ‪ :‬علسسى غيسسر‬


‫و قوله ‪ :‬أو ليسسس عجبسسا اسسستفهام تقريسسرى ‪ ،‬و علسسى فسسي قسسوله عليسسه ال ّ‬
‫معونة ‪،‬‬

‫ن رّبسسك لسسذو مغفسسرة‬


‫بمعنى مع كما في قوله تعالى ‪ » :‬و آتسسى المسسال علسسى حّبسسه « ‪ » ،‬و إ ّ‬
‫للناس على ظلمهم « ‪ ،‬و إلى في قوله ‪ :‬إلى المعونة ‪ ،‬متعّلق بقوله ادعوكم ‪ ،‬و جملسسة ‪ :‬و‬
‫ل من العراب ‪ ،‬و يحتمل كونها في‬ ‫انتم تريكة السلم آه ‪ ،‬معترضة بينهما فليس لها مح ّ‬
‫ل الّنصب على الحالية من مفعول أدعوكم و لكن الّول أظهر ‪.‬‬ ‫مح ّ‬

‫و الضمير في قوله ‪ :‬إنه للشأن ‪ ،‬و جواب لو فسسي قسسوله لسسو كسسان العمسسى يلحسسظ أو النسسائم‬
‫ن قرآنا سسّيرت بسسه الجبسسال أو‬‫يستيقظ محذوف بدللة الكلم كما في قوله تعالى ‪ » :‬و لو أ ّ‬
‫لرض أو كّلم به الموتى « ‪ ،‬أى لكان هذا القرآن ‪.‬‬ ‫طعت به ا َ‬
‫قّ‬
‫جسسب و البسسآء زايسسدة كمسسا فسسي‬
‫ل ‪ ،‬فعسسل تع ّ‬
‫سلم ‪ :‬و أقرب بقوم من الجهل بسا ّ‬ ‫و قوله عليه ال ّ‬
‫أحسن بزيد قال سيبويه افعل صورته أمر و معنسساه الماضسسي مسسن افعسسل أى صسسار ذا فعسسل‬
‫كألحم أى صار ذا لحسسم ‪ ،‬و البسساء بعسسده زايسسدة فسسي الفاعسسل لزمسسة ‪ ،‬و قسسد يحسسذف إن كسسان‬
‫جب منه أن وصلتها نحو أحسن أن يقوم أى أن يقوم على ما هو القياس ‪.‬‬ ‫المتع ّ‬

‫ن المر بمعنى الماضى مما لسسم يعهسسد بسسل الماضسسي يجيء بمعنسسى المسسر‬ ‫و ضّعف قوله بأ ّ‬
‫ن افعل بمعنى صار ذا فعل قليل و لو كان منه لجاز ألحم بزيسسد‬ ‫مثل اّتقى امرؤ رّبه ‪ ،‬و بأ ّ‬
‫ن زيادة الباء في الفاعل قليل و المطرد زيادتها في المفعول ‪.‬‬‫و أشحم به ‪ ،‬و بأ ّ‬

‫و قال الفراء و تبعه الزمخشري و غيره ان احسن امر لكل احد بأن يجعل زيدا حسنا ‪ ،‬و‬
‫ن فيه منه كسس ّ‬
‫ل‬ ‫انما يجعله كذلك بأن يصفه بالحسن فكأنه قيل ‪ :‬صفه بالحسن كيف شئت فا ّ‬
‫ما يمكن أن يكون في شخص كما قال الشاعر ‪:‬‬

‫و قسسسسسسسسسسسسسسسسسد وجسسسسسسسسسسسسسسسسسدت مكسسسسسسسسسسسسسسسسسان القسسسسسسسسسسسسسسسسسول ذا سسسسسسسسسسسسسسسسسسعة‬


‫فان وجدت لسانا قائل فعل‬

‫] ‪[ 279‬‬

‫جب بخلف تقدير سيبويه و أيضا همزة الجعسسل أكسسثر مسسن همسسزة‬ ‫و هذا معنى مناسب للتع ّ‬
‫صار كذا و ان لم يكن شيء منهما قياسا مطردا ‪ ،‬و علسسى ذلسسك فهمسسزة أحسسسن بسسه للجعسسل‬
‫كهمزة ما أحسن و الباء مزيدة في المفعول و هو كثير مطرد هذا ‪.‬‬

‫جسسب ل‬ ‫ن فعسل التع ّ‬‫و إنما لم يجمع لفظ أقرب مع كون المقصود بالخطاب غيسسر مفسرد ‪ ،‬ل ّ‬
‫يتصّرف فيه فل يقال أحسسنا و أحسسنوا و أحسسنى و إن خسوطب بسه مثّنسى أو مجمسوع أو‬
‫جب و لسسم يبسسق فيسسه‬‫مؤّنث ‪ ،‬و سهل ذلك انمحاء معنى المر فيه اريد به محض انشاء التع ّ‬
‫معنى الخطاب حّتى يثّنى أو يجمع أو يؤّنث ‪.‬‬

‫صا فل يقسسال مسا أحسسسن رجل ‪ ،‬لعسسدم الفسسائدة فسسان‬‫جب منه مخت ّ‬ ‫ثّم إّنه يجب أن يكون المتع ّ‬
‫صصته بوصف نحو رجل رأيناه في موضع كذا جاز ‪ ،‬و لذلك أتسسى بالجملسسة الوصسسفية‬ ‫خ ّ‬
‫ل يخلو عن الفسسائدة ‪ ،‬فالجملسسة علسسى ذلسسك فسسي‬‫أعنى قوله قائدهم معاوية بعد قوله بقوم ‪ ،‬لئ ّ‬
‫ل الجّر على الصفة فافهم ذلك كّله و اغتنم ‪.‬‬‫مح ّ‬

‫عععععع‬

‫سسلم كمسا نّبسه عليسه السسّيد ) ره ( وارد فسي ذّم أصسحابه و‬ ‫ن هذا الكلم لسه عليسه ال ّ‬
‫اعلم أ ّ‬
‫سلم قاله بعد الّتحكيسسم و انقضسساء أمسسر الحكميسسن تقريعسسا‬
‫التوبيخ لهم ‪ ،‬و الشبه أنه عليه ال ّ‬
‫لس تعسسالى و ثنسسائه علسسى مسسا‬
‫لصحابه على القعود عن قتال معاوية ‪ ،‬فافتتح كلمه بحمسسد ا ّ‬
‫جرى عليه سيرته في أغلب كلماته الواردة في مقام الخطابة فقال ‪:‬‬

‫ل على ما قضا من أمر و قدر من فعل ( يحتمل أن يريد بقوله قضا و قدر معنى‬ ‫) الحمد ّ‬
‫واحدا و كذلك المسسر و الفعسسل فيكونسسان مسسترادفين كسسالفعلين ‪ ،‬و أن يريسسد بالقضسساء الحكسسم‬
‫سره بقسسوله ‪ :‬مسسن أمسسر ‪ ،‬و‬‫اللهى بوجود الشياء ‪ ،‬و بعبارة اخرى هو عالم المر و لذا ف ّ‬
‫بالقدر ما قدره من الخلق و اليجاد و بعبارة اخرى هو عالم الخلق و لذا بّينه بقسسوله ‪ :‬مسسن‬
‫ل على قضائه و قدره أى على أمره و فعله أو على مسسا قضسساه‬ ‫فعل ‪ ،‬فيكون المعنى الثناء ّ‬
‫و قدره على مقتضياته من الوامر و الحكام ‪ ،‬و على مقدراته من الصسنايع و الفعسال و‬
‫قد مضى تفصيل الكلم مشبعا في معنى القضاء و القدر في شرح الفصل‬

‫] ‪[ 280‬‬

‫التاسع من الخطبة الولى ‪.‬‬

‫ن القضاء‬ ‫سلم هذا مؤّيد لما ذهب إليه اتباع الشراقّيين من أ ّ‬ ‫ن قوله عليه ال ّ‬
‫و أقول هنا ‪ :‬إ ّ‬
‫عبارة عن وجود الصور العقلية لجميع الموجودات فايضة عنه تعالى على سبيل البسسداع‬
‫لس تعسسالى المباينسسة و ذاتهسسا‬
‫دفعة بل زمان ‪ ،‬لكونها عندهم من جملة العسسالم و مسسن أفعسسال ا ّ‬
‫شائين كالشيخ الرئيس و من يحذو حسسذوه فسسانه عنسسدهم عبسسارة عسسن‬ ‫لذاته ‪ ،‬خلفا لتباع الم ّ‬
‫صور علمية لزمة لذاته بل جعل و تأثير و تأّثر ‪ ،‬و ليست من أجزاء العالم ‪،‬‬

‫إذ ليست لها جهة عدمية و ل إمكانات واقعية ‪.‬‬

‫و أّما القدر فهو عبارة عسسن وجسسود صسسور الموجسسودات فسسي العسسالم السسسماوى علسسى السسوجه‬
‫الجزئي مطابقة لما في مواّدها الخارجية الشخصسّية مسستندة إلسى أسسبابها و عللهسا لزمسة‬
‫خصة هذا ‪.‬‬
‫لوقاتها المعّينة و أمكنتها المش ّ‬

‫سسسلم بعسسد التحكيسسم فيجسسوز أن أن‬


‫و على ما استظهرناه من ورود هذا الكلم عنسسه عليسسه ال ّ‬
‫يراد بما قضاه و قدره خصوص ما وقع من أمر الحكمين و إفضاء المسسر إلسسى معاويسسة ‪،‬‬
‫ل س و قسسدر ‪ ،‬فيكسسون مسسساق هسسذا الكلم‬‫ل بقضاء مسسن ا ّ‬‫ن كل ما يقع في العالم فل يكون إ ّ‬ ‫فإ ّ‬
‫لس و ان أتسسى السّدهر‬
‫سسسلم فسسي الخطبسسة الخامسسسة و الثلثيسسن ‪ :‬الحمسسد ّ‬
‫مساق قسسوله عليسسه ال ّ‬
‫بالخطب الفادح و الحدث الجليل ‪.‬‬

‫فان قلت ‪ :‬فما معنى حمده على وقوع هذا المر مع أنسه ليسس نعمسة موجبسة للثنساء قلست ‪:‬‬
‫لس علسسى‬
‫لزم على العبد الكامل في مقام العبودّية و البسالغ فسسي مقسام العرفسسان أن يحمسسد ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ل سبحانه كما يحمد على نعمائه حسبما عرفت توضيحه في شرح قوله ‪:‬‬ ‫بلء ا ّ‬
‫نحمده على آلئه كما نحمده على بلئه في الخطبة المأة و الحدى و الثلثين ‪ ،‬و لما كسسان‬
‫ل سبحانه على ذلك ‪.‬‬
‫سلم في الحقيقة ل جرم حمد ا ّ‬‫وقوع ما وقع بلّية له عليه ال ّ‬

‫و يفيد ذلك أيضا قوله ) و على ابتلئى بكم ( خصوصا ما يروى في بعسسض النسسسخ علسسى‬
‫ما ابتلنى بكم ) أّيتها الفرقة السستى إذا أمسسرت لسسم تطسسع و اذا دعسسوت لسسم تجسسب ( و التيسسان‬
‫بالموصول لزيادة التقرير أعنى تقرير الغرض المسوق لسسه الكلم ‪ ،‬فسسانه لمسسا بّيسسن ابتلئه‬
‫بهم إجمال عّقبه بتفصيل جهات البتلء ‪ ،‬و هو كونهم مخالفين له في‬

‫] ‪[ 281‬‬

‫جميع الحوال متمّردين عن طاعته عند المر بالقتال ‪ ،‬متثاقلين عن إجسسابته عنسسد ال سّدعوة‬
‫إلى الحرب و الجدال ‪.‬‬

‫) إن امهلتم ( و عن بعض النسسسخ إن اهملتسسم أى تركتسسم علسسى حسسالكم ) خضسستم ( فسسي لهسسو‬
‫الحديث و فى الضللة و الهواء الباطلة ) و إن حوربتم خرتسسم ( أى ضسسعفتم و جبنتسسم أو‬
‫صحتم ضياح الثور ‪ ،‬و عن بعض النسخ جرتم بالجيم أى عدلتم عسسن الحسسرب فسسرارا ) و‬
‫إن اجتمع الناس على إمام ( أراد به نفسه ) طعنتسسم ( علسسى المجتمعيسسن ) و إن اجبتسسم السسى‬
‫مشاقة ( عدّو أى مقاطعته و مصارمته ) نكصتم ( على أعقسسابكم و رجعتسسم محجميسسن ) ل‬
‫طسسف لهسسم حيسسث قسسال لغيركسسم و لسسم يقسسل لكسسم ) مسسا‬‫أبا لغيركم ( دعاء بالسّذل و فيسسه نسسوع تل ّ‬
‫ى شىء تنتظرونه ) بنصسسركم ( أى‬ ‫تنتظرون ( استفهام على سبيل التقريع و التوبيخ أى أ ّ‬
‫لزم عليكسسم و هسسو إعلء‬ ‫ل ) و ( بتأخير ) الجهاد علسسى حقكسسم ( ال ّ‬ ‫بتأخير نصرتكم لدين ا ّ‬
‫ل ) الموت أو الّذل لكم ( قال الشسسارح المعسستزلى ‪ :‬دعسساء عليهسسم بسسأن يصسسيبهم أحسسد‬ ‫كلمة ا ّ‬
‫المرين كأّنه شرع داعيا عليهم بالفناء الكّلى و هو الموت ثّم استدرك فقال أو الّذل ‪ ،‬لّنه‬
‫سسسلم بالسسدعوة‬ ‫صورة دونه ‪ ،‬و لقد اجيب دعائه عليه ال ّ‬ ‫نظير الموت في المعنى لكنه في ال ّ‬
‫ن شيعته ذّلوا بعده في اليام الموّية ‪.‬‬ ‫الثانية فا ّ‬

‫أقول ‪ :‬و قد مضي له معني آخر في بيان العراب و على ذلك المعني ففيه اشارة إلى أنّ‬
‫تأخير الجهاد إّما مؤّد إلى الموت على الفراش أو الّذل العظيم على سسسبيل منسسع الخل سّو ‪ ،‬و‬
‫أهل الفتّوة و المرّوة ل يرضي بشيء منهما ‪ ،‬و القتسسل بالسسسيف فسسي الجهسساد عنسسدهم ألسّذ و‬
‫أشهى كما مّر بيانه في شرح المختار المأة و الثاني و العشرين ‪.‬‬

‫لس‬
‫ثّم اقسم بالقسم الباّر بأنه إذا جاء موته ليكون مفارقته لهم عن قلى و بغض فقال ) فسسو ا ّ‬
‫لئن جسساء يسسومي ( الموعسسود ) و ليسسأتيّنى ( جملسسة معترضسسة أتسسي بهسسا لسسدفع ايهسسام خلف‬
‫المقصود ‪.‬‬
‫ن لفظة إن و إذا الشرطّيتين تشتركان في إفادة الشرط في الستقبال لكن أصسسل‬ ‫بيان ذلك أ ّ‬
‫إن أن يستعمل في مقام عدم الجزم بوقوع الشرط و أصل إذا أن يستعمل في مقسسام الجسسزم‬
‫بوقوعه ‪ ،‬و لذلك كان الحكم النادر الوقوع موقعا لن لكونه غير مقطوع‬

‫] ‪[ 282‬‬

‫به في الغالب ‪ ،‬و الحكم الغالب الوقوع موردا لذا و غلب لفظ الماضي معها لدللته على‬
‫الوقوع قطعا نظرا إلى نفس اللفظ و إن نقل ههنا الى معني السسستقبال قسسال سسسبحانه مبّينسسا‬
‫سلم ‪ » :‬فاذا جسساءتهم الحسسسنة قسسالوا لنسسا هسسذه و إن تصسسبهم سسّيئة‬‫لحال قوم موسى عليه ال ّ‬
‫ن المسسراد‬‫يطّيروا بموسى و من معه « جىء في جسسانب الحسسسنة بلفسسظ الماضسسي مسسع إذا ل ّ‬
‫ن وقسسوع الجنسسس و‬ ‫الحسنة المطلقة التي وقوعها مقطوع به و لذلك عرفت بلم الجنسسس ل ّ‬
‫الماهية كالواجب لكثرته و وسعته ‪ ،‬و في جانب السيئة بلفظ المضارع مسسع إن لنسسدرتها و‬
‫قّلتها و لذلك نكرت لدللة التنكير على التقليل ‪.‬‬

‫سلم لما كان أمرا محّققا معلوم الوقوع كان المقام‬


‫ن موته عليه ال ّ‬
‫اذا عرفت ذلك فنقول ‪ :‬إ ّ‬
‫سلم به ‪.‬‬‫مقتضيا للتيان باذا ‪ ،‬لكنه أتى بان الموهمة لعدم جزمه عليه ال ّ‬

‫فاستدرك ذلك أّول بالعدول في الشرط عن الستقبال إلى الماضي حيث قال ‪:‬‬

‫جاء يومي و لم يقل يجىء إبسسرازا لغيسر الحاصسل فسسي معسرض الحاصسسل و كسسون مسسا هسو‬
‫للوقوع كالواقع بقسّوة أسسسبابه المعسّدة لسسه مسع مسسا فيسه مسسن إظهسار الرغبسة و الشستياق السى‬
‫ن الطالب إذا عظمت رغبته في حصول أمر يكثر تصّوره إياه فربمسسا‬ ‫حصول الشرط ‪ ،‬فا ّ‬
‫يخيل ذلك المر إليه حاصل فيعتبر عنه بلفظ الماضي ‪.‬‬

‫سلم بهذين السسستدراكين علسسى أّنسسه جسسازم‬ ‫و استدركه ثانيا بقوله ‪ :‬و ليأتيّني ‪ ،‬فنّبه عليه ال ّ‬
‫ن مجيئه قريب الوقوع و هو مشتاق اليه و أشّد حّبا لسسه‬ ‫بمجيء يومه الموعود قاطع به و أ ّ‬
‫من الطفل بثدى اّمه كما صّرح به في غير واحدة من كلماته ‪ ،‬و هذا من لطسسايف البلغسسة‬
‫سلم هذا ‪.‬‬
‫ل مثله عليه ال ّ‬‫سناتها البديعة اّلتي ل يلتفت إليها إ ّ‬‫و مح ّ‬

‫ن بيني و بينكم و أنا بصحبتكم قال ( يعني إذا جاء مماتى يكون فارقسا بيننسا‬ ‫و قوله ) ليفرق ّ‬
‫و الحال أنى مبغض لكم مسسستنكف عسسن مصسساحبتكم ) و بكسسم غيسسر كسسثير ( أى غيسسر كسسثير‬
‫ى كالحجر في جنب النسان ل أعوان صدق عند مبارزة‬ ‫ن نسبتكم إل ّ‬
‫بسببكم قّوة و عدة ل ّ‬
‫ل دّركسسم و هسسو‬‫ل أنتم ( أى ّ‬ ‫الشجعان ‪ ،‬و ل إخوان ثقة يوم الكريهة و مناضلة القران ) ّ‬
‫جسسب علسسى‬ ‫لمسسة المجلسسسي ره ‪ :‬و لعّلسسه للتع ّ‬
‫جب و المدح تلطفا قسسال الع ّ‬ ‫دار و في مقام التع ّ‬
‫سبيل الذّم ‪.‬‬

‫] ‪[ 283‬‬
‫ل فهو خلف ما اصسسطلحوا عليسسه‬
‫أقول ‪ :‬إن أراد انفهام الذّم منه بقرينة المقام فل بأس و إ ّ‬
‫من استعمالها في مقام المدح حسبما عرفته تفصيل في شرح العراب ‪.‬‬

‫و قوله ) أما دين يجمعكم و ل حمّية تشحذكم ( أى تحددكم في معنسسى الطلسسب و السسترغيب‬
‫على الجتماع على الّدين و ملزمة الحمّية سواء جعلنا أما حرف عرض و تحضيض أو‬
‫الهمزة للستفهام التوبيخي أو التقريرى و ما حرف نفي ‪.‬‬

‫ض علسسى الفعسسل و‬ ‫ن معني التحضسسيض فسسي المضسسارع هسسو الحس ّ‬ ‫أّما على الول فواضح ل ّ‬
‫ل في موضع التوبيخ و الّلوم علسسى مسسا‬‫الطلب له فهو فيه بمعنى المر و قّلما يستعمل فيه إ ّ‬
‫كان يجب أن يفعله المخاطب قبل أن يطلب ‪.‬‬

‫و أّما على جعل الهمزة للنكار التوبيخى فكذلك لقتضائه وقوع ما بعسسدها و كسسون فسساعله‬
‫ملوما و لوم المخاطبين و توبيخهم على عدم الّدين و ترك الحمّية مستلزم لطلسسب ال سّدين و‬
‫الحمّية منهم ‪.‬‬

‫ن معني التقرير هو حمل المخسساطب علسسى القسسرار بسسأمر قسسد‬ ‫و أّما على جعلها للتقرير فل ّ‬
‫استقّر عنده ثبوته أو نفيه ‪ ،‬و المراد هنا التقريسسر بمسسا بعسسد النفسسي أى تقريسسر المخسساطبين و‬
‫حملهم على العتراف بالّدين الجامع و الحمّية الشاحذة و حملهم على العتراف بذلك في‬
‫معنى طلبه منهم و حملهم عليهم حتى ل يكونوا كاذبين ‪.‬‬

‫ن العرض مولد من السسستفهام أى ليسسس‬ ‫لمة التفتازاني ‪ :‬من أ ّ‬


‫و إلى ذلك ينظر ما قاله الع ّ‬
‫بابا على حدة ‪ ،‬فالهمزة فيه همزة الستفهام دخلت على النفي و امتنع حملهسسا علسسى حقيقسسة‬
‫الستفهام لنه يعرف عدم النزول مثل فالسسستفهام عنسسه يكسسون طلبسسا للحاصسسل فتولسسد منسسه‬
‫بقرينة الحال عرض النزول على المخاطب و طلبه ‪ ،‬و هي في التحقيق همسسزة النكسسار ‪،‬‬
‫أى ل ينبغي لك أن ل تنزل ‪ 1‬و إنكار النفي إثبات ‪.‬‬

‫ل كسساف عبسسده ‪ ،‬لنّ‬ ‫ل بكاف « ‪ ،‬أى ا ّ‬ ‫و فيه أيضا و من مجيء الهمزة للنكار » أ ليس ا ّ‬
‫ن الهمسسزة للتقريسسر‬
‫إنكار النفي نفي له و نفي النفي إثبات ‪ ،‬و هذا المعني مراد من قسسال ‪ :‬إ ّ‬
‫بما بعد النفي النفي ل بالنفي ‪ ،‬و هكذا أ لم نشرح لك صدرك ‪ ،‬و أ لم يجدك يتيمًا ‪ ،‬و ما‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬لل للل لللل للل ل ل‬

‫] ‪[ 284‬‬

‫ن الهمزة للنكار و قد يقال إنها للتقرير و كلهما حسن انتهى ‪.‬‬


‫أشبه ذلك ‪ ،‬فقد يقال ‪ :‬إ ّ‬
‫ن الهمسزة فسسي قسوله ) أو ليسس عجبسا ( أيضسا تحتمسسل النكسار و التقريسر‬ ‫و من ذلك علسم أ ّ‬
‫ن النكار في السابق للتوبيخ و هنا للبطسسال ‪،‬‬ ‫ن بينهما فرقا ‪ ،‬و هو أ ّ‬
‫لأّ‬‫كالجملة السابقة إ ّ‬
‫و مقتضاه أن يكون ما بعده غير واقع و مدعيه كاذبا فيكون مفاده إنكار عدم العجب و أ ّ‬
‫ن‬
‫ن نفي النفي إثبات كما مّر في نحسسو ‪:‬‬ ‫من اّدعى عدمه فهو كاذب و يلزمه ثبوت العجب ل ّ‬
‫ل بكاف عبده ‪ ،‬و أّما على كونها للتقرير فل فرق بينهما لنها هنسسا أيضسسا للتقريسسر‬ ‫أ ليس ا ّ‬
‫بما بعد النفي أى حملهم على القرار بثبوت العجب ‪.‬‬

‫ى تقدير فالمقصود من الكلم بقرينة الحال و المقسسام حّثهسسم علسسى رفسسع مسسا أوجسسب‬‫و على أ ّ‬
‫جب عن قبلهم و هو تفّرقهم عنه و اختلفهم عليه ‪.‬‬ ‫التع ّ‬

‫ن معاوية يدعو الجفاة الطعام ( أى الراذل و الوغاد مسسن‬ ‫كما أشار إلى تفصيله بقوله ) إ ّ‬
‫النسساس ) فيّتبعسسونه ( و يجيبسسون دعسسوته ) علسسى غيسسر معونسسة و ل عطسساء ( قسسال الشسسارح‬
‫ن المعونة إلى أنجسسد شسسىء يسسسير مسسن المسسال يرسسسم لهسسم لسسترميم‬‫المعتزلي ‪ :‬الفرق بينهما ا ّ‬
‫أسلحهتم و إصلح دوابهم و يكون ذلك خارجسسا عسسن العطسساء المفسسروض شسسهرا فشسسهرا و‬
‫العطاء المفروض شهرا فشهرا يكون شيئا له مقدار يصرف في أثمان القسسوات و معونسسة‬
‫العيال و قضاء الّديون ‪.‬‬

‫فان قلت ‪ :‬كيف يجتمع قوله فيّتبعونه على غير معونة و ل عطاء بما هسسو المعسسروف مسسن‬
‫بذل معاوية و أنه يمّد جيشه بالموال و الرغايب ‪.‬‬

‫ن معاوية لم يكن يعطى جنده على وجسسه المعونسسة‬ ‫قلت ‪ :‬قد أجاب عنه الشارح المعتزلي بأ ّ‬
‫و العطاء ‪ ،‬و إنما كان يعطي رؤساء القبايل مسسن اليمسسن و سسساكني الشسسام المسسوال الجليلسسة‬
‫تستعبدهم بها و يدعو أولئك الرؤساء أتباعهم من العرب فيطيعسسونه ‪ ،‬فمنهسسم مسسن يطيعهسسم‬
‫حمية و منهم من يطيعهم دينا للطلب بدم عثمان ‪ ،‬و لم يكن يصل إلى هسسولء التبسساع مسسن‬
‫أموال معاوية قليل و ل كثير ‪ ،‬و أما أمير المؤمنين فانه كان يقسم بين الرؤساء و التباع‬
‫على وجه العطاء و الرزق ل يرى شريف على مشروف فضل‬

‫] ‪[ 285‬‬

‫و إلى ذلك أشار بقوله ) و أنا أدعوكم و أنتم تريكة السلم و بقّية ( المسلمين من ) الّناس‬
‫( ل يخفى ما في التيان بهذه الجملة من النكتة الّلطيفة و هو اللهاب لهم و التهييسسج علسسى‬
‫المتابعة و استعار لهم لفظ التريكة لكونهم خلسسف السسسلم و بقّيتسسه كالتريكسسة السستي يتركهسسا‬
‫النعامة ‪ ،‬أى أدعوكم مع كونكم خلف السلم و بقّيسة السسّلف و أولسى الّنساس بالقيسام علسى‬
‫مراسمه و بسلوك نهج السلف ) إلى المعونة أو طائفسسة مسسن العطسساء فتفّرقسسون عّنسسي ( و‬
‫ى ( و ل تجتمعون ‪.‬‬ ‫تقاعدون ) و تختلفون عل ّ‬
‫و عمدة أسباب التفّرق و التقاعد هو ما أشرنا إليه هنا إجمال و قسّدمناه فسي شسرح الخطبسة‬
‫سلم في العطاء بيسن الشسريف و الوضسيع و‬ ‫الرابعة و الثلثين تفصيل من تسويته عليه ال ّ‬
‫الّرئيس و المرؤوس و الموالي و العبيسسد ‪ ،‬فكسسان الرؤسسساء مسسن ذلسسك واجسسدين فسسي أنفسسسهم‬
‫س التباع بتخسساذل الّرؤسسساء تخسساذلوا أيضسسا‬
‫فيخذلونه باطنا و ينصرونه ظاهرا ‪ ،‬و إذا أح ّ‬
‫ن قتال التباع ل يتصّور‬ ‫سلم لما أعطى التباع من الّرزق ثمرة ‪ ،‬ل ّ‬ ‫فلم يكن يجد عليه ال ّ‬
‫وقوعه مع تخاذل الّرؤساء فكان يذهب ما يعطيهم ضياعا ‪ ،‬هذا ‪.‬‬

‫سسسلم أو ليسسس عجبسسا ‪ ،‬إلسسى قسسوله ‪ :‬تختلفسسون علسسى أنّ منشسسأ‬


‫صل من قوله عليسسه ال ّ‬ ‫و قد تح ّ‬
‫سلم أمور ‪:‬‬ ‫جبه عليه ال ّ‬
‫تع ّ‬

‫ن داعيهم معاويسة إمسام القاسسطين و داعسي هسؤلء أميسر المسؤمنين إمسام المّتقيسن و‬
‫أّولها أ ّ‬
‫الّول يدعوهم إلى درك الجحيم و الّثاني يدعوهم إلى نضرة النعيم ‪.‬‬

‫ن المدعّو هناك الوغاد الطغام مع خلسّوهم غالبسسا عسسن الغيسسرة و الحمّيسسة و ههنسسا‬ ‫و ثانيها أ ّ‬
‫تريكة السلم و بقّية أهل التقوى و المرّوة ‪.‬‬

‫و ثالثهسسا متابعسسة الّوليسسن علسسى إمسسامهم مسسن غيسسر معونسسة و ل عطسساء و مخالفسسة الخريسسن‬
‫لمامهم مع المعونة و العطاء ‪.‬‬

‫سلم في جميسسع الحسسوال فقسسال ) إنسسه ل يخسسرج إليكسسم مسسن‬


‫ثّم أشار إلى مخالفتهم له عليه ال ّ‬
‫أمرى رضا فترضونه و ل سخط فتجتمعون عليه ( أى ل يخرج إليكسسم مسسن أمسسرى شسسيء‬
‫من شأنه أن يرضى به كالمعونة و العطاء فترضونه أو من شأنه أن يسخط منه كسسالحرب‬
‫ب البقاء فتجتمعون عليه ‪ ،‬بل ل بّد لكم من‬ ‫و الجهاد لكراهة الموت و ح ّ‬

‫] ‪[ 286‬‬

‫المخالفة و التفّرق على الحالين أى ل تقبلون من أمرى و ما أقول لكم شيئا سواء كان فيسه‬
‫الّرضا أو السخط ‪.‬‬

‫ى لقاء الموت قسسال الشسسارح‬


‫ب الشياء إل ّ‬
‫ى الموت ( أى أح ّ‬ ‫ب ما أنالق إل ّ‬
‫ن أح ّ‬
‫ثّم قال ) و إ ّ‬
‫المعتزلي ‪ :‬و هذه الحال اّلتي ذكرها أبو الطّيب فقال ‪:‬‬

‫كفسسسسسسسسسسسسسسسسسى بسسسسسسسسسسسسسسسسسك داء أن تسسسسسسسسسسسسسسسسسرى المسسسسسسسسسسسسسسسسسوت شسسسسسسسسسسسسسسسسسافيا‬


‫ن أمانيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا‬
‫و حسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسب المنايسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا أن يكسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ّ‬

‫تمّنيتهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا لمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا تمّنيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسست أن أرى‬


‫صديقا فأعيا أو عدّوا مراجيا‬
‫سلم إلى جهة محّبته للقاء الموت و كراهته لصحبتهم ‪ ،‬و هو تثقسسالهم مسسن‬ ‫ثّم أشار عليه ال ّ‬
‫ق و عسسدم قبسسولهم لمسسواعظه و نصسسايحه ‪ ،‬و ذلسسك معنسسى قسسوله ‪ ) :‬قسسد دارسسستكم‬ ‫إجابة الحس ّ‬
‫ى للتعّلم ) و فسساتحتكم الحجسساج ( أى حسساكمتكم‬ ‫الكتاب ( أى قرأته عليكم للتعليم و قرأتم عل ّ‬
‫جة و المجادلة ) و عرفتكم ما أنكرتم ( أى عرفتكم ما كانت منكرة مجهولة عنسسدكم‬ ‫بالمحا ّ‬
‫سداد و ما فيه انتظام أمركم في المعاش و المعاد ) و س سّوغتكم مسسا‬ ‫صلح و ال ّ‬‫من طريق ال ّ‬
‫مججتسسم ( أى أعطيتكسسم مسسن الرزاق و المسسوال مسسا كنتسسم محروميسسن عنهسسا فاسسستعار لفسسظ‬
‫ج و هسسو الّلفسسظ مسسن الفسسم‬
‫التسويغ للعطاء ‪ ،‬و الجامع سهولة التناول كما استعار لفسسظ المس ّ‬
‫للحرمان ‪ ،‬و الجامع امتناع النتفاع ‪.‬‬

‫و قوله ) لو كان العمى يلحظ أو النائم يستيقظ ( أى لو كان العمى يلحظ لبصسسرتم ‪ ،‬و‬
‫ن لهسسم أعينسسا ل يبصسسرون بهسسا ‪ ،‬و‬‫لو كان النائم يستيقظ لنتبهتم ‪ ،‬و هو تعريض عليهم بأ ّ‬
‫آذانا ل يسمعون بها ‪ ،‬و قلوبا ل يفقهسسون بهسسا ‪ ،‬فهسسم صسّم بكسسم عمسسى و هسسم ل يعقلسسون ثسّم‬
‫جب من حال أهل الشام و متابعتهم على معاوية فقسسال ) و أقسسرب بقسسوم ( قسسد مسّر لطسسف‬ ‫تع ّ‬
‫جب في بيان العسراب أى مسا أشسّد قسرب قسوم ) مسن‬ ‫هذه الّلفظة و افادتها للمبالغة في التع ّ‬
‫ل ( و بشرايعه و بأحكامه ) قائدهم معاوية ( المنافق بن الكسسافر ) و مسسؤّدبهم ( و‬ ‫الجهل با ّ‬
‫مشيرهم ) ابن النابغة ( الغادر الفاجر ‪ ،‬و أراد به عمرو بن العاص الّلعيسسن و طسسوى عسسن‬
‫سسسته و دنسائته ‪ ،‬و قسدحا فسي نسسسبه علسى مسا عرفتسسه‬ ‫ذكر اسمه تحقيرا و تعريضسا علسى خ ّ‬
‫تفصيل في شرح المختار الثالث و الثمانين ‪.‬‬

‫] ‪[ 287‬‬

‫ععععععع‬

‫سسسلم در مسسذّمت أصسسحاب‬


‫صسسلة و ال ّ‬
‫از جمله كلم بلغت نظام آن امام أنام است عليه ال ّ‬
‫خود ميفرمايد ‪:‬‬

‫حمد و ثنا ميكنم معبود بحق را بر آنچسسه قضسا فرمسسود از هسسر أمسر و تقسدير كسرد از هسر‬
‫فعل ‪ ،‬و بر امتحان شدن من بشما اى گروهى كه چون أمر مىكنم مرا اطاعت نمينمائيد‬
‫‪ ،‬و اگر دعوت بكنم اجابت نميكنيد ‪ ،‬و اگر مهمل گذاشته شويد يا مهلت داده شده باشسسيد‬
‫غوص ميكنيد در لغو و باطسسل ‪ ،‬و اگسسر محسساربه كسسرده شسسويد ضسسعيف ميباشسسيد يسسا صسسدا‬
‫ميكنيد مثل صداى گاو ‪ ،‬و اگر جمعيت نماينسسد مسسردم بسسر امسسامي طعنسسه ميزنيسسد يسسا اينكسسه‬
‫مفارقت مينمائيد ‪ ،‬و اگر خوانده شويد يا ملجسسأ شسسويد بسسسوى مشسّقت يعنسسي محسساربه بسساز‬
‫ميگرديد ‪.‬‬

‫بىپدر باشد غير شما چه انتظار ميكشيد با تأخير يارى كردن و مجاهده نمودن بسسر حسسق‬
‫خودتان ‪ ،‬مرگ يا ذّلت باد از براى شما ‪ ،‬پس سوگند بخدا اگر بيايسسد روز وفسسات مسسن و‬
‫البته خواهد آمد هر آينه جدائى ميأندازد ميسسان مسسن و ميسسان شسسما در حسسالتيكه مسسن دشسسمن‬
‫گيرنده باشسسم صسحبت شسما را ‪ ،‬و در حسالتيكه مسن بسسبب شسسما صساحب كسسثرت قسّوت و‬
‫زيادتي شوكت نميباشم ‪ ،‬از براى خدا است خير شما آيا نيست دينى كه جمع نمايسسد شسسما‬
‫را ‪ ،‬آيا نيست حمّيت غيرتي كه باعث حّدت شما بشود ‪ ،‬آيا نيست عجيب اينكسسه معسساويه‬
‫دعوت ميكند جفا كاران و فرومايگان را پس متابعت ميكنند بر او بسسدون اينكسسه جيسسره و‬
‫مواجبي بآنها بدهد ‪ ،‬و من دعوت ميكنم شما را در حسالتى كسسه شسسما پسسس مانسسده اسسسلم و‬
‫بقيه مردمان هستيد بسسسوى معسسونت يسسا طسسائفه از عطسساء پسسس متفسّرق ميشسسويد و اختلف‬
‫ميورزيد بر من ‪.‬‬

‫بدرستيكه خارج نميشود بسوى شما از امر من چيزيكه متض سّمن رضسسا و خوشنوديسسست‬
‫پس خوشنود بشويد از آن ‪ ،‬يا چيزى كه متضّمن سخط و خشم است پس اجتمسساع نمائيسسد‬
‫بر آن ‪ ،‬و بدرستى كه دوستترين چيزى كه من ملقات كنندهام بسوى من مرگ اسسست ‪،‬‬
‫بتحقيق كه من درس گفتم شما را كتاب خدا را و محاكمه‬

‫] ‪[ 288‬‬

‫كردم با شما با اجتماع و شناساندم شما را چيزى را كه نميدانستيد ‪ ،‬و گسسوارا سسساختم از‬
‫براى شما چيزى را كه از دهان انداخته بوديسسد اگسسر نابينسسا ميديسسد يسسا اينكسسه خسسواب كننسسده‬
‫بيدار ميشد ‪ ،‬چه قدر نزديك است قومى از جهالت بخدا كه پيشواى ايشان معسساويه اسسست‬
‫و أدب دهنده ايشان پسر زن زناكار كه عبارت است از عمرو بن عاص بيدين ‪.‬‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫و هو المأة و الثمانون من المختار في باب الخطب و هو مروى في البحسسار و فسسي شسسرح‬


‫المعتزلي و في شرح المختار الرابع و الربعين جميعا من كتسساب الغسسارات لبراهيسسم بسسن‬
‫محّمد الثقفى باختلف تطلع عليه ‪.‬‬

‫قال السّيد ره و قد أرسل رجل من أصحابه يعلم لسسه علسسم قسسوم مسسن جنسسد الكوفسسة قسسد همسسوا‬
‫سسسلم فلمسسا عسساد إليسسه الّرجسسل قسسال عليسسه‬
‫بالّلحاق بالخوارج و كانوا على خوف منه عليه ال ّ‬
‫سلم له ‪:‬‬
‫ال ّ‬

‫ءأمنوا فقطنوا أّم جبنوا فظعنوا ؟ فقسسال الرجسسل بسسل ظعنسسوا يسسا أميسسر المسسؤمنين فقسسال عليسسه‬
‫سلم ‪:‬‬‫ال ّ‬

‫سيوف علسسى هامسساتهم لقسسد‬


‫بعدا لهم كما بعدت ثمود أما لو أشرعت السّنة إليهم و صّبت ال ّ‬
‫شيطان اليوم قد استفّلهم و هو غدا متبّريء منهم ‪ ،‬و مخ س ّ‬
‫ل‬ ‫ن ال ّ‬
‫ندموا على ما كان منهم ‪ ،‬إ ّ‬
‫ضلل و العمى و صّدهم عن الحسس ّ‬
‫ق‬ ‫عنهم فحسبهم بخروجهم من الهدى و ارتكاسهم في ال ّ‬
‫و جماحهم في الّتيه‬

‫] ‪[ 289‬‬

‫ععععع‬

‫) يعلم له ( مضارع علم و ) قطن ( بالمكان من باب قعد أقسسام بسسه و تسّوطنه فهسسو قسساطن و‬
‫) ظعن ( ظعنا من باب منع ارتحل و السسسم ظعسسن بفتحسستين ) و بعسسد ( بالضسّم بعسسدا ضسّد‬
‫ي عليسسه السّسسلم و‬
‫قرب فهو بعيد و بالكسر من باب تعب هلك و ) ثمود ( قوم صسسالح النسسب ّ‬
‫سّموا باسم أبيهم الكبر و هو ثمود بن عامر بن ارم بسسن سسسام بسسن نسسوح ‪ ،‬و قيسسل ‪ :‬سسّميت‬
‫القبيلة بذلك لقّلة مائها من الثمد و هو الماء القليل و كانت مسسساكنها بيسسن الحجسساز و الشسسام‬
‫إلى وادى القرى و ) أشرعت ( الرمسسح إلسسى زيسسد سسسددته و صسّوبته نحسسوه و ) الهامسسات (‬
‫ل شيء قال الشاعر ‪:‬‬
‫جمع الهامة رأس ك ّ‬

‫تسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذر الجمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساجم ضسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسساحيا هاماتهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا‬


‫بله الكف كأّنها لم تخلق‬

‫ل ل خير فيهم أو مفلولين منهزمين ‪،‬‬


‫) قد استفّلهم ( في أكثر النسخ بالفاء أى وجدهم ف ّ‬

‫و في بعضها بالقاف أى حملهم قال سبحانه ‪ :‬أقّلت سحابا ثقال ‪ ،‬أو اّتخسسذهم قليل و سسسهل‬
‫عليهم أمرهم ‪ ،‬و في بعضها استفّزهم أى استخّفهم ‪ ،‬و في بعضها استقبلهم أى قبلهم ‪.‬‬

‫و ) الركس ( قال الجوهرى هو رّد الشيء مقلوبا ‪ ،‬و ارتكس فلن في أمسسر كسسان قسسد نجسسا‬
‫منه و قال الفيومي ‪ :‬ركست الشىء ركسا من باب قتل قلبته و رددت أّوله على آخره ‪ ،‬و‬
‫أركسته باللف رددته على رأسه و ) جمح ( الفرس من بسساب منسسع اعسستز فارسسسه و غلبسسه‬
‫فهو جموح ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫بعدا لهسم منصسوب علسى المصسدر ‪ ،‬و ثمسود بسدون التنسوين غيسر مصسروف إذا اريسد بسه‬
‫ي ‪ ،‬أو باعتبار الصل لنه اسسسم أبيهسسم‬ ‫القبيلة ‪ ،‬و مع التنوين على النصراف و إرادة الح ّ‬
‫الكبر قاله الزمخشرى في الكشاف في تفسير قوله تعسسالى و إلسسى ثمسسود أخسساهم صسسالحا و‬
‫بهما قرء أيضا في الية ‪ ،‬و الباء في قوله ‪ :‬بخروجهم ‪ ،‬زايدة كما زيدت في كفى با ّ‬
‫ل‬
‫عععععع‬

‫سلم ) و قد أرسل رجل من‬


‫ن هذا الكلم كما أشار إليه السّيد قاله عليه ال ّ‬
‫اعلم أ ّ‬

‫] ‪[ 290‬‬

‫ل بن قعين ) يعلم له علم قوم ( و في بعض النسخ علم أحسسوال قسسوم‬ ‫أصحابه ( و هو عبد ا ّ‬
‫أى أرسله ليعلم حالهم فيخبره به و هم خريت بن راشسد أحسد بنسى ناحيسة مسع جماعسة مسن‬
‫سسسلم صسسفين حسسسبما عرفتسسه فسسي‬
‫أصحابه و كانوا ) من جند الكوفة ( شهدوا معه عليسسه ال ّ‬
‫شرح المختار الرابع و الربعين و تعرفه هنا أيضا تفصيل ‪.‬‬

‫) هّموا ( بعد انقضاء صسفين و بعسد تحكيسم الحكميسن ) بالّلحساق بسالخوارج و كسانوا علسى‬
‫سلم له ‪:‬‬
‫سلم ) الرجل قال عليه ال ّ‬ ‫سلم فلما عاد ( أى رجع اليه عليه ال ّ‬ ‫خوف منه عليه ال ّ‬
‫أأمنوا ( و في بعض النسخ باسقاط همسزة السستفهام كمسا فسي قسوله تعسالى ‪ :‬سسواء عليهسم‬
‫أنذرتهم ‪ ،‬علسسى قسسراءة ابسسن محيسسص قسسال ‪ :‬اّنسسه بهمسسزة واحسسدة علسسى لفسسظ الخسسبر و همسسزة‬
‫ن أم يعادل الهمزة ‪ ،‬و‬ ‫الستفهام مرادة و لكن حذفها تخفيفا لدللة ‪ :‬أم لم تنذرهم ‪ ،‬عليه ل ّ‬
‫قرء الكثرون على لفظ الستفهام ‪.‬‬

‫و قوله ) فقطنوا ( أى أقاموا ) أم جبنوا فظعنوا ( أى ارتحلوا ) فقال الرجسسل ‪ :‬بسسل ظعنسسوا‬
‫ل من رحمته بعدا‬ ‫سلم ‪ :‬بعدا لهم ( أى هلكا لهم أو أبعدهم ا ّ‬ ‫يا أمير المؤمنين فقال عليه ال ّ‬
‫و المعنيسسان متلزمسسان ) كمسسا بعسسدت ثمسسود ( بكسسسر العيسسن فسسي أكسسثر النسسسخ و كسسذا فسسي‬
‫المصاحف ‪.‬‬

‫ثّم أخبر عن مستقبل حالهم بأنهم يندمون علسسى تفريطهسسم فقسسال ) أمسسا لسسو اشسسرعت السسّنة‬
‫صب اّلذى هو حقيقة في صبّ المسساء‬ ‫إليهم و صّبت السيوف على هاماتهم ( استعار لفظ ال ّ‬
‫لكثرة وقع السيوف على الرؤوس ‪ ،‬و الجامع سرعة الوقوع ‪ ،‬يعنى أنهم لو عاينوا القتسسال‬
‫و الهجسوم عليهسم بالقتسل و الستيصسال ) لقسد نسدموا ( حينئذ ) علسى مسا كسان منهسم ( مسن‬
‫التقصير و الخطاء ‪.‬‬

‫ن ما صدر عنهم من الظعن و الّلحاق بالخوارج إنما هو مسسن عمسسل الشسسيطان‬ ‫ثّم نّبه على أ ّ‬
‫ن الشسسيطان‬‫سسسلم ) إ ّ‬‫يقول للنسان اكفر فلما كفر قال إني برىء منك و هسسو قسسوله عليسسه ال ّ‬
‫اليوم قد استفّلهم ( أى وجدهم بمعزل من الخير فزّيسسن لهسسم الّلحسسوق بأوليسسائه ) و هسسو غسسدا‬
‫متبرىء منهم و مخل عنهم ( اى تارك لهم كما شأنه مع ساير أوليائه قال تعالى و إذ زّين‬
‫لهم الشيطان أعمالهم و قال ل غالب لكم اليوم من الناس و اّني جار لكم فلما‬

‫] ‪[ 291‬‬
‫ترائت الفئتان نكص على عقبيه و قال إّني برىء منكم إّنى أرى ما ل تسسرون إّنسسي أخسساف‬
‫ل شديد العقاب ‪.‬‬
‫لوا ّ‬
‫ا ّ‬

‫) فحسبهم بخروجهم من الهدى ( أى يكفيهم خروجهم منه عذابا و وبال ) و ارتكاسهم في‬
‫الضّسسلل و العمسسى ( أى رجسسوعهم إلسسى الضسسلل القسسديم و الجهسسل اّلسسذى كسسانوا عليسسه بعسسد‬
‫ق(‬ ‫سلم ) و صّدهم ( أى إعراضهم ) عن الح ّ‬ ‫خروجهم منه و نجاتهم عنه بهدايته عليه ال ّ‬
‫ضسسلل أو‬ ‫لزم عليهم و هو طاعة إمامهم المفترض طاعته ) و جماحهم في السستيه ( و ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫مفازة المعصية ‪ ،‬هذا ‪.‬‬

‫صة هؤلء القوم اّلذين هّموا بالّلحاق بالخوارج فقد مضسسى طسسرف منهسسا فسسي شسسرح‬ ‫و أما ق ّ‬
‫الكلم الرابع و الربعين لرتبسساطه بسسه ‪ ،‬و أورد هنسسا باقتضسساء المقسسام مسسا لسسم يتقسّدم ذكسسره‬
‫فأقول ‪:‬‬

‫لمة المجلسى ره في كتاب البحار و الشارح المعتزلي جميعا من كتاب الغارات‬ ‫روى الع ّ‬
‫ل س بسسن قعيسسن‬
‫لبراهيم الثقفي بتلخيص مّني عن الحارث بن كعب الزدى عن عّمه عبسسد ا ّ‬
‫سسسلم صسسفين ‪ ،‬فجسساء‬ ‫ي عليسسه ال ّ‬
‫قال ‪ :‬كان الخريت بن راشد أحد بنى ناجية قد شهد مع عل ّ‬
‫اليه بعد انقضاء صفين و بعد تحكيم الحكمين في ثلثين من أصحابه يمشي بينهم حّتى قام‬
‫ل ل اطيع أمرك و ل اصّلي خلفك و إّني غدا لمفارق لك ‪.‬‬ ‫بين يديه فقال ‪ :‬ل و ا ّ‬

‫ل نفسسك‬
‫سسلم ‪ :‬ثكلتسك اّمسك إذا تنقسض عهسدك و تعصسي رّبسك و ل تضسّر إ ّ‬
‫فقال عليسه ال ّ‬
‫أخبرني لم تفعل ذلك ؟‬

‫ق اذ جسّد الجسّدور كنسست إلسسى القسسوم السسذين‬


‫قال ‪ :‬لّنك حكمت في الكتاب و ضعفت عن الح ّ‬
‫ظلموا أنفسهم فأنا عليك راّد و عليهم ناقم و لكم جميعا مباين ‪.‬‬

‫سنن و افاتحسسك أمسسورا‬


‫ى ادارسك و أناظرك في ال ّ‬
‫سلم ‪ :‬ويحك هلّم إل ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫فقال له عل ّ‬
‫ق أنا أعلم بها منك فلعّلك تعرف ما أنت الن له منكر ‪ ،‬و تبصر ما أنت الن عنه‬ ‫من الح ّ‬
‫غافل ‪ ،‬و به جاهل ‪.‬‬

‫] ‪[ 292‬‬

‫سلم اغد و ل يسسستهويّنك الشسسيطان و‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫فقال الخريت ‪ :‬فانا غاد عليك غدا فقال عل ّ‬
‫ل إن استرشدتنى‬ ‫سوء و ل يستخقّنك الجهلء الذين ل يعلمون ‪ ،‬فو ا ّ‬ ‫ن بك رأى ال ّ‬‫ل يقتحم ّ‬
‫و استنصحتنى و قبلت مّني لهدينك سبيل الّرشاد ‪.‬‬

‫فخرج الخريت من عنده منصرفا إلى أهله ‪.‬‬


‫ل بن قعين فعجلت في أثره مسرعا و كان لي من بني عّمسسه صسسديق فسسأردت أن‬ ‫قال عبد ا ّ‬
‫سسلم و آمسر ابسن‬
‫القي ابن عّمه في ذلك فاعلمه بما كان في قوله لميسر المسؤمنين عليسه ال ّ‬
‫سسسلم و مناصسسحته و‬ ‫عّمه أن يشتّد بلسانه عليه و أن يأمره بطاعة أمير المسسؤمنين عليسسه ال ّ‬
‫ن ذلك خير له في عاجل الّدنيا و آجل الخرة ‪.‬‬ ‫يخبره أ ّ‬

‫قال ‪ :‬فخرجت حّتى أتيت إلى منزله و قسسد سسسبقنى فقمسست عنسسد بسساب داره فيهسسا رجسسال مسسن‬
‫ل ما رجع و ل ندم على ما‬ ‫أصحابه لم يكونوا شهدوا معه دخوله على أمير المؤمنين فو ا ّ‬
‫سلم و ل رّد عليه و لكنه قال لهم ‪ :‬يا هؤلء إّني قد رأيسست إن‬ ‫قال لمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل المفارقة فقال له‬‫أنا أفارق هذا الّرجل و قد فارقته على أن أرجع إليه من غد و ل أرى إ ّ‬
‫أكثر أصحابه ‪ :‬ل تفعل حّتى تأتيه فان أتاك بأمر تعرفه قبلت منه و إن كانت الخرى فما‬
‫أقدرك على فراقه قال لهم نعم ما رأيتم ‪.‬‬

‫ى فأقبلت على ابن عّمسه و هسو مسدرك بسن الريسان النساجى و‬ ‫قال فاستاذنت عليهم فأذنوا إل ّ‬
‫ق المسسسلم علسسى‬
‫ى حقسا لحسسانك و وّدك و حس ّ‬ ‫ن لسسك علس ّ‬
‫كان من كبراء العرب فقال لسه ‪ :‬إ ّ‬
‫ن ابن عمك كان منه ما قد ذكرك فاخل به فاردد عليه رأيه و عظم عليه ما أتسسى ‪،‬‬ ‫المسلم ا ّ‬
‫سلم أن يقتلك و نفسه و عشيرته ‪ ،‬فقال‬ ‫و اعلم أّني خائف إن فارق أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫سلم ففسسي ذلسسك هلكسسه و إن‬‫ل خيرا من أخ إن أراد فراق أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫‪ :‬جزاك ا ّ‬
‫ظه و رشده ‪.‬‬ ‫اختار مناصحته و القامة معه ففي ذلك ح ّ‬

‫سسسلم لعلمسسه اّلسسذى كسسان ثسّم اطمسسأننت إلسسى قسسول‬


‫ي عليسسه ال ّ‬
‫قال ‪ :‬فأردت الرجوع إلى علس ّ‬
‫ت ثّم أصبحت فلمسسا ارتفسسع النهسسار أتيسست أميسسر المسسؤمنين‬ ‫صاحبي فرجعت إلى منزلى ‪ ،‬فب ّ‬
‫سلم فجلست عنده سسساعة و أنسسا اريسسد أن أحسّدثه باّلسسذى كسسان علسسى خلسسوة ‪ ،‬فسسأطلت‬‫عليه ال ّ‬
‫الجلوس‬

‫] ‪[ 293‬‬

‫ى برأسسه فسأخبرته بمسا‬ ‫و ل يزداد الناس إل كثرة ‪ ،‬فدنوت منه فجلست ورائه فأصسغي الس ّ‬
‫سسسلم ‪ :‬دعسسه فسسان قبسسل‬‫ى فقال عليسسه ال ّ‬
‫سمعته من الخريت و ما قلت لبن عّمه و ما رّد عل ّ‬
‫سلم لسسم ل تأخسسذه‬ ‫الحق و رجع عرفنا له ذلك و قبلناه منه فقلت ‪ :‬يا أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫الن و تستوثق منه ؟‬

‫ل من يّتهم من الناس ملنا السجون منهم و ل أراني‬


‫سلم ‪ :‬إنا لو فعلنا هذا بك ّ‬
‫فقال عليه ال ّ‬
‫يسعني الوثوب بالناس و الحبس لهم و عقوبتهم حّتى يظهروا لى الخلف ‪.‬‬

‫سلم لي ‪ :‬ادن مّني ‪،‬‬ ‫حيت و جلست مع أصحابي هنيئة فقال عليه ال ّ‬ ‫قال ‪ :‬فسّكت عنه و تن ّ‬
‫فدنوت فقال لي ‪ :‬سر إلى منزل الّرجل فاعلم ما فعل فاّنه قل يوم لم يكسسن يسسأتيني فيسسه قبسسل‬
‫هذه الساعة ‪ ،‬فأتيت إلى منزله فاذا ليس فسسي منزلسسه منهسسم دّيسسار فسسدرت علسسى أبسسواب دور‬
‫أخرى كان فيهسسا طائفسسة مسسن أصسسحابه فسساذا ليسسس فيهسسا داع و ل مجيسسب فسسأقبلت إلسسى أميسسر‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬

‫فقال لي حين رآنى ‪ :‬أقطنوا فأقاموا أم جبنوا فظعنوا ؟ قلسست ‪ :‬ل بسسل ظعنسسوا فقسسال أبعسسدهم‬
‫ل لو اشرعت لهم السّنة و صّبت علسسى هامسساتهم السسسيوف لقسسد‬ ‫ل كما بعدت ثمود أما و ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ن الشيطان قد استهواهم و أضّلهم و هو متبّرىء منهم و مخل عنهم فقام إليه زيسساد‬ ‫ندموا إ ّ‬
‫ل فراقهم إّيانا لم يعظسسم‬ ‫بن حفصة فقال يا أمير المؤمنين إنه لو لم يكن من مضّرة هؤلء إ ّ‬
‫ل ما يزيسسدون فسسي عسسددنا لسسو أقسساموا معنسسا و قّلمسسا ينقصسسون مسسن عسسددنا‬
‫فقدهم علينا فاّنهم ق ّ‬
‫بخروجهم مّنا ‪ ،‬و لكنا نخاف أن يفسدوا علينا جماعة كثيرة مّمن يقدمون عليهم مسسن أهسسل‬
‫سلم له ‪ :‬فسساخرج‬ ‫ل فقال عليه ال ّ‬
‫طاعتك ‪ ،‬فائذن لي في اّتباعهم حّتى أرّدهم عليك انشاء ا ّ‬
‫جه القسسوم ؟‬
‫سلم له ‪ :‬و هل تسسدرى أيسسن تسسو ّ‬ ‫في آثارهم راشدا فلّما ذهب ليخرج قال عليه ال ّ‬
‫ل حّتى تنسسزل ديسسر‬ ‫ل و لكّنى أخرج فأسأل و اتبع الثر ‪ ،‬فقال اخرج رحمك ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬ل و ا ّ‬
‫أبي موسى ثّم ل تبرحه حّتى يأتيك أمرى فانهم ان خرجسسوا ظسساهرين بسسارزين للنسساس فسسي‬
‫ى بذلك ‪ ،‬و إن كانوا‬ ‫ن عّمالي ستكتب إل ّ‬ ‫جماعة فا ّ‬

‫] ‪[ 294‬‬

‫متفّرقين مستخفين فذلك أخفى لهم و سأكتب إلى من حولى من عّمالى فيهم ‪.‬‬

‫ى أميسسر المسسؤمنين إلسسى مسسن قسسرء‬


‫ل عل ّ‬
‫فكتب نسخة واحدة و أخرجها إلى العّمال من عبد ا ّ‬
‫ن رجال لنا عندهم تبعة خرجوا هرابا نظّنهم خرجوا‬ ‫عليه كتابى هذا من العّمال أّما بعد فا ّ‬
‫ل ناحية من أرضك‬ ‫نحو بلد البصرة فاسأل عنهم أهل بلدك و اجعل عليهم العيون في ك ّ‬
‫ى بما ينتهى إليك عنهم ‪.‬‬ ‫ثّم اكتب إل ّ‬

‫فخرج زياد بن حفصة حّتى أتى داره و جمع أصحابه و أخذ معه منهم مأة و ثلثين رجل‬
‫و خرج حّتى أتى دير أبى موسى ‪.‬‬

‫ل بن وال التيمي قال إّني لعند أمير المؤمنين إذا فيسسج قسسد جسساءه‬
‫و روى باسناده عن عبد ا ّ‬
‫يسعى بكتاب من قرظة كعب النصارى و كان أحد عّماله فيه ‪.‬‬

‫أما بعد فاّني اخبر أمير المؤمنين أن خيل مّرت من قبل الكوفسسة متّوجهسسة و إن رجل مسسن‬
‫دهاقين أسفل الفرات قد أسلم و صّلي يقال له زاذان فروخ أقبل من عنسسد اخسسوال لسسه فلقسسوه‬
‫سلم قال ‪ :‬أقول فيسسه‬ ‫ى عليه ال ّ‬
‫فقالوا أمسلم أنت أم كافر قال بل مسلم قالوا فما تقول في عل ّ‬
‫ل عليه و آله فقالوا‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ي رسول ا ّ‬‫خيرا أقول إّنه أمير المؤمنين و سّيد البشر و وص ّ‬
‫طعوه بأسيافهم و أخذوا معه رجل مسسن‬ ‫ل ثّم حملت عليه عصابة منهم فق ّ‬ ‫‪ :‬كفرت يا عدّو ا ّ‬
‫ي ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬خّلوا سبيل هذا ل سبيل لكم‬
‫أهل الذّمة يهودّيا ‪ ،‬فقالوا له ‪ :‬ما دينك ؟ قال يهود ّ‬
‫عليه ‪ ،‬فأقبل إلينا ذلك الّذمي فأخبرنا الخبر و قد سألت عنهم فلم يخبرني أحد عنهم بشيء‬
‫ل‪.‬‬
‫سلم فيهم برأيه أنته إليه إنشاء ا ّ‬
‫ى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫فليكتب إل ّ‬

‫سلم أّما بعد فقد فهمت ما ذكرت من أمر العصسسابة اّلسستي‬ ‫فكتب إليه أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫مسسرت بعلمسسك فقتلسست السسبّر المسسسلم و امسسن عنسسدهم المخسسالف المشسسرك ‪ ،‬و ان اولئك قسسوم‬
‫ل يكسسون فتنسسة فعمسسوا و صسّموا فاسسسمع بهسسم و‬
‫استهواهم الشيطان فضّلوا كالسسذين حسسسبوا أ ّ‬
‫ابصر يوم يحشر أعمالهم فالزم عملك و اقبل على خراجك ‪ ،‬فانك كما ذكرت في طاعتك‬
‫سلم ‪.‬‬
‫و نصيحتك ‪ ،‬و ال ّ‬

‫] ‪[ 295‬‬

‫ل بن وال التيمي كتابا نسخته ‪.‬‬


‫سلم إلى زياد بن حفصة مع عبد ا ّ‬
‫قال ‪ :‬فكتب عليه ال ّ‬

‫أما بعد فقد كنت أمرتك أن تنزل دير أبي موسسسى حّتسسى يأتيسسك أمسسرى دونسسك إنسسي لسسم أكسسن‬
‫جه القوم و قد بلغنى أنهم أخذوا نحو قرية من قسسرى السسسواد فسساّتبع آثسسارهم و‬ ‫علمت أين تو ّ‬
‫سل عنهم فانهم قد قتلوا رجل من أهل السواد مسلما مصّليا فاذا أنت لحقست بهسم فسارددهم‬
‫ق و سفكوا السّدم الحسسرام و‬ ‫ل عليهم فانهم قد فارقوا الح ّ‬
‫ى فان أبوا فناجزناهم و استعن با ّ‬ ‫إل ّ‬
‫سلم ‪.‬‬‫سبيل ‪ ،‬و ال ّ‬
‫أخافوا ال ّ‬

‫سلم و أنا يومئذ شاب حدث فمضيت غيسسر‬ ‫ل بن وال فأخذت الكتاب منه عليه ال ّ‬
‫قال عبد ا ّ‬
‫بعيد ثّم رجعت إليه فقلت يا أمير المؤمنين أل أمضى مع زياد بن حفصسسة إلسسى عسسدّوك إذا‬
‫دفعت عليه كتابك ؟ فأذن و دعا لى ثّم مضيت إلى زياد بالكتاب ‪ ،‬فقال لى زيسساد ‪ :‬يسسا ابسسن‬
‫ب أن تكون معى في وجهى هذا ‪،‬‬ ‫ل مالي عنك من غنى و إنى اح ّ‬ ‫أخى و ا ّ‬

‫سلم في ذلك فأذن لي فسّر بذلك ‪.‬‬


‫فقلت ‪ :‬إّني قد استأذنت أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫ثّم خرجنا حّتى أتينا الموضع الذي كانوا فيه فلحقناهم و هم نزول بالمداين و قد أقاموا بها‬
‫يوما و ليلة و قد استراحوا و علفسسوا دوابهسسم و خيسسولهم و أتينسساهم و قسسد تقطعنسسا و تعبنسسا و‬
‫نصبنا ‪ ،‬فلما رأونا وثبوا على خيولهم فاستووا عليها فجئنا حّتى انتهينا إليهم ‪.‬‬

‫فنادى الخّريت بن راشد أخبرونا ما تريدون ؟‬

‫فقال له زياد و كان مجربا رفيقا ‪ ،‬قد ترى ما بنا من النصب و الّلغوب و اّلذي جئنا لسسه ل‬
‫يصلح فيه الكلم علنية و لكن تنزلون و ننزل ثّم نخلو جميعا فنذاكر أمرنسسا و ننظسسر فيسسه‬
‫فان رأيت ما جئنا له حظا لنفسك قبلته و إن رأيت فيما اسمع منك أمرا أرجو فيسسه العافيسسة‬
‫لنا و لك لم ارد عليك ‪.‬‬
‫فقال الخّريت انزل ‪ ،‬فنزلنسسا و نسسزل و تفّرقنسسا و تحلقنسسا عشسسرة و تسسسعة و ثمانيسسة و سسسبعة‬
‫ل حلقة طعامها بين أيديها فتأكل ثّم تقوم إلى الماء فتشرب ‪ ،‬و قال لنا زيسساد علفسسوا‬ ‫تضع ك ّ‬
‫خيولكم فعلقنا عليها مخاليها ‪ 1‬و وقف زياد في خمسة فوارس أحدهم‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬للللللل للل للللل ) ل (‬

‫] ‪[ 296‬‬

‫حوا فنزلوا و أقبل إلينا زياد ‪.‬‬


‫ل بن وال بيننا و بين القوم و انطلق القوم فتن ّ‬
‫عبد ا ّ‬

‫ن هسسؤلء جسساؤكم علسسى هسسذه‬‫ل لو أ ّ‬


‫ل أنتم أصحاب حرب و ا ّ‬ ‫فلما رأى تفّرقنا قال سبحان ا ّ‬
‫جلوا قوموا إلى خيولكم ‪.‬‬ ‫الحالة ما أرادوا من عزتكم أفضل من حالكم اّلتي أنتم عليها فع ّ‬

‫ضأ و مّنا من يشرب و مّنا من يسقى فرسه حّتى إذا فرغنا مسسن ذلسسك‬ ‫فأسرعنا فمّنا من يتو ّ‬
‫ل رجسسل منكسسم بعنسسان فرسسسه فسساذا دنسسوت منهسسم و كلمسست‬‫أتينا زيسسادا فقسسال زيسساد ‪ :‬ليأخسسذ كس ّ‬
‫ل فاذا دعوتكم فاستووا على متون خيولكم ثسّم اقبلسسوا‬ ‫صاحبهم فان تابعنى على ما اريد و إ ّ‬
‫معا غير متفّرقين ‪.‬‬

‫ثّم استقدم أمامنا و أنا معه و دعى صاحبهم الخّريسست فقسسال لسسه ‪ :‬اعسستزل ننظسسر فسسي أمرنسسا‬
‫فأقبل إليه في خمسة نفر فقلت لزياد ‪ :‬أدعو لك ثلثة نفسر مسن أصسحابك حستى تلقساهم فسي‬
‫عددهم فقال ‪ :‬ادع من أحببت ‪ ،‬فدعوت له ثلثة فكّنا خمسة ‪.‬‬

‫سلم و علينا حّتى فارقتنا ؟ ‪.‬‬


‫فقال له زياد ‪ :‬ما اّلذي نقمت على أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫فقال ‪ :‬لم أرض صاحبكم إماما و لم أرض بسيرتكم سيرة فرأيت أن أعسستزل و أكسسون مسسع‬
‫من يدعو إلى الشورى بين الّناس ‪ ،‬فاذا اجتمع الناس على رجل هو لجميسسع الّمسسة رضسسى‬
‫كنت مع الّناس ‪.‬‬

‫لس و‬
‫ل و بكتسساب ا ّ‬
‫فقال زياد ‪ :‬ويحكم و هل يجتمع الناس على رجل يدانى عليسسا عالمسسا بسسا ّ‬
‫سّنة رسوله مع قرابته و سابقته في السلم ؟ ‪.‬‬

‫فقال الخّريت هو ما أقول لك ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬ففيم قتلتم الّرجل المسلم ؟‬

‫فقال الخّريت ما أنا قتلته قتلته طائفة من أصحابي ‪ ،‬قال ‪ :‬فادفعهم إلينا قال ‪:‬‬
‫ما إلى ذلك من سبيل ‪ ،‬قال ‪ :‬أو هكذا أنت فاعل ؟ قال ‪ :‬هو ما تسمع ‪.‬‬

‫ل ما رأيسست قتسسال مثلسسه منسسذ‬


‫قال ‪ :‬فدعونا أصحابنا و دعى الخّريت أصحابه ثّم اقتتلنا فو ا ّ‬
‫ل لقد تطاعّنا بالّرماح حّتى لم يبق في أيدينا رمح ‪ ،‬ثسّم اضسطربنا بالسسيوف حّتسى‬ ‫خلقنى ا ّ‬
‫اثخنت و عقرت عامة خيلنا و خيلهم و كثرت الجراح فيما بيننا و بينهم‬

‫] ‪[ 297‬‬

‫و قتل مّنا رجلن مولى لزياد كانت معه رايته يدعى سسسويدا ‪ ،‬و رجسسل آخسسر يسسدعى واقسسد‬
‫لس كرهونسسا و‬‫ابن بكر ‪ ،‬و صرع منهسسم خمسسسة نفسسر و حسسال الّليسسل بيننسسا و بينهسسم و قسسد و ا ّ‬
‫كرهناهم و هزمونا و هزمناهم و قد جرح زياد و جرحت ‪.‬‬

‫حسسوا فمكثسسوا سساعة مسسن الّليسسل ثسّم مضسسوا فسسذهبوا ‪ ،‬و أصسسبحنا‬ ‫ثّم إنسسا بتنسسا فسسي جسانب و تن ّ‬
‫ل ما كرهنسسا ذلسسك فمضسسينا حّتسسى أتينسسا البصسسرة و بلغنسسا أنهسسم أتسسوا‬‫فوجدناهم قد ذهبوا فو ا ّ‬
‫الهواز فنزلوا في جانب منها و تلحق بهم ناس مسن أصسحابهم نحسو مسأتين كسانوا معهسم‬
‫بالكوفة لم يكن لهم من القّوة ما ينهضون معهم حين نهضوا ‪ ،‬فسساتبعوهم مسسن بعسسد لحسسوقهم‬
‫بالهواز فأقاموا معهم ‪.‬‬

‫ل س النسساجي و أصسسحابه بالمسسداين‬ ‫سلم أما بعد فاّنا لقينا عدّو ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫و كتب زياد إلى عل ّ‬
‫ق و أخسسذتهم الع سّزة بسسالثم و‬
‫سواء فتوّلوا عن الح س ّ‬ ‫ق و الكلمة ال ّ‬
‫فدعوناهم إلى الهدى و الح ّ‬
‫سبيل فقصدونا ‪ ،‬و صمدنا صمدهم فاقتتلنسسا قتسسال‬ ‫زّين لهم الشيطان أعمالهم فصّدهم عن ال ّ‬
‫شديدا ما بين قائم الظهسر إلسسى أن دلكسست ‪ 1‬الشسسمس ‪ ،‬و استشسهد مّنسسا رجلن صسالحان و‬
‫اصيب منهم خمسة نفر و خلوا لنا المعركة و قد فشت فينا و فيهسم الجسراح ‪ ،‬ثسّم إنّ القسوم‬
‫لما ادركوا الّليل خرجوا من تحته متنّكرين إلى أرض الهواز و قد بلغني أنهم نزلسسوا مسسن‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫ل و ال ّ‬
‫الهواز جانبا و نحن بالبصرة نداوى جراحنا و ننتظر أمرك رحمك ا ّ‬

‫فلما أتاه الكتاب قرأه على الّناس ‪ ،‬فقام إليه معقسسل بسسن قيسسس الّريسساحي إلسسى آخسسر مسسا قسّدمنا‬
‫ذكره في شرح المختار الرابع و الربعين فليراجع هناك ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫از جمله كلم آن بزرگوار است در حالتى كه فرستاده بود مردى را از أصحاب خود تا‬
‫بداند خبر طايفه از لشگر كوفه را كه قصد كسرده بودنسد آن طسايفه ملحسق شسدن خسوارج‬
‫را ‪ ،‬و بودند آن گروه ترسان و هراسان از آن حضرت ‪ ،‬چون بازگشت‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬لللل للللل لللل لل للللل ) ل (‬
‫] ‪[ 298‬‬

‫آن مرد بسوى آن حضرت فرمود او را آيا ايمن شدند پس اقامت كردند يا اينكه ترسيدند‬
‫پس كوچ كردند ؟ پس گفت آنمرد كوچ كردند اى أمير مؤمنان پس فرمود ‪:‬‬

‫هلك كند خداوند ايشان را هلك كردني چنانچه هلك شدند قوم ثمود ‪،‬‬

‫آگاه باش كه اگر راست كرده شسسود نيزهسسا بسسسوى ايشسسان و ريختسسه گسسردد شمشسسيرها بسسر‬
‫فرقهاى آن مردودان ‪ ،‬هسر آينسسه البتسسه پشسسيمان خواهنسد شسسد بسر آن چيسزى كسسه از ايشسسان‬
‫سرزد ‪ ،‬بدرستيكه شيطان ملعون امرور ايشان را بى خير و منفعت يافت جلوه داد كوچ‬
‫كردن را در نظر ايشان ‪ ،‬و او فسسردا بىزارى خواهسسد جسسست از ايشسسان و تسسارك ايشسسان‬
‫خواهد گشت ‪ ،‬پس بس است خارج بودن ايشان از طريسسق هسسدايت ‪ ،‬و بازگشسستن ايشسسان‬
‫در ضللت و كورى ‪ ،‬و اعراض ايشان از حق ‪ ،‬و سركشى ايشان در بيابان حيراني و‬
‫سرگرداني ‪.‬‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫و هى المأة و الواحدة و الثمانون من المختار في باب الخطب و شرحها في فصول ‪:‬‬

‫ععععع ععععع‬

‫سسلم و‬ ‫روى عن نوف البكالي قال ‪ :‬خطبنا بهذه الخطبة بالكوفسة أميسر المسؤمنين عليسه ال ّ‬
‫هو قائم على حجارة نصبها له جعدة بن هبيرة المخزومي و عليه مدرعسسة مسسن صسسوف و‬
‫ن جسسبينه ثفنسسة بعيسسر فقسسال عليسسه‬
‫حمايل سيفه من ليف و فسسي رجليسسه نعلن مسسن ليسسف و كسسأ ّ‬
‫سلم ‪:‬‬
‫ال ّ‬

‫] ‪[ 299‬‬

‫ل اّلذي إليه مصآئر الخلق ‪ ،‬و عواقب المر ‪ ،‬نحمده على عظيم إحسسسانه ‪ ،‬و نّيسسر‬ ‫ألحمد ّ‬
‫برهانه ‪ ،‬و نوامي فضسله و امتنسانه ‪ ،‬حمسسدا يكسسون لحّقسه قضسسآء ‪ ،‬و لشسسكره أدآء ‪ ،‬و إلسى‬
‫ثوابه مقّربا ‪ ،‬و لحسن مزيده موجبا ‪ ،‬و نستعين به استعانة راج لفضله ‪ ،‬مؤّمل لنفعه ‪،‬‬

‫طول ‪ ،‬مذعن له بالعمل و القول ‪ ،‬و نؤمن به إيمان من رجسساه‬


‫واثق بدفعه ‪ ،‬معترف له بال ّ‬
‫موقنا ‪ ،‬و أناب إليه مؤمنا ‪ ،‬و خنع له مذعنا ‪،‬‬

‫جدا ‪ ،‬و لذ به راغبا مجتهدا ‪ ،‬لسسم يولسسد سسسبحانه فيكسسون‬


‫ظمه مم ّ‬
‫و أخلص له مّوحدا ‪ ،‬و ع ّ‬
‫في العّز مشاركا ‪ ،‬و لم يلد فيكون موروثا هالكا ‪،‬‬
‫و لم يتقّدمه وقت و ل زمان ‪ ،‬و لم يتعاوره زيادة و ل نقصان ‪ ،‬بل ظهر للعقول بما أرانا‬
‫من علمات الّتدبير المتقن ‪ ،‬و القضآء المبرم ‪.‬‬

‫طسدات بل عمسد ‪ ،‬قائمسات بل سسند ‪ ،‬دعساهنّ فسأجبن‬


‫سسموات مو ّ‬‫فمن شواهد خلقه خلسق ال ّ‬
‫طآئعات مذعنات ‪ ،‬غير متلّكئات و ل مبطئات ‪،‬‬

‫ن موضعا لعرشسسه ‪ ،‬و ل‬ ‫طواعية ‪ ،‬لما جعله ّ‬ ‫ن بال ّ‬


‫ن له بالّربوبّية ‪ ،‬و إذعانه ّ‬
‫و لول إقراره ّ‬
‫طّيسسب و العمسسل الصّسسالح مسسن خلقسسه ‪ ،‬جعسسل نجومهسسا‬
‫مسكنا لملئكته ‪ ،‬و ل مصعدا للكلم ال ّ‬
‫ل بها الحيران فسي مختلسسف فجساج القطسار ‪ ،‬لسسم يمنسسع ضسوء نورهسا ادلهمسام‬ ‫أعلما يستد ّ‬
‫سجف الّليل‬

‫] ‪[ 300‬‬

‫سسسموات مسسن تللسسؤ‬


‫المظلم ‪ ،‬و ل استطاعت جلبيب سواد الحنادس أن ترّد ما شاع فسسي ال ّ‬
‫نور القمر ‪.‬‬

‫فسسسبحان مسسن ل يخفسسى عليسسه سسسواد غسسسق داج ‪ ،‬و ل ليسسل سسساج فسسي بقسساع الرضسسين‬
‫سماء ‪،‬‬
‫سفع المتجاورات ‪ ،‬و ما يتجلجل به الّرعد في أفق ال ّ‬ ‫المتطأطئات ‪ ،‬و ل في يفاع ال ّ‬
‫و ما تلشت عنه بروق الغمسسام ‪ ،‬و مسسا تسسسقط مسسن ورقسسة تزيلهسسا عسسن مسسسقطها عواصسسف‬
‫سماء ‪،‬‬
‫النواء و انهطال ال ّ‬

‫و يعلم مسقط القطرة و مقّرها ‪ ،‬و مسسسحب السّذّرة و مجّرهسسا ‪ ،‬و مسسا يكفسسى البعوضسسة مسسن‬
‫قوتها ‪ ،‬و ما تحمل النثى في بطنها ‪.‬‬

‫ي ‪ ،‬أو عرش ‪ ،‬أو سماء ‪،‬‬


‫ل الكائن قبل أن يكون كرس ّ‬
‫و الحمد ّ‬

‫ن ‪ ،‬أو إنس ‪ ،‬ل يدرك بوهم ‪ ،‬و ل يقّدر بفهم ‪،‬‬


‫أو أرض ‪ ،‬أو جآ ّ‬

‫و ل يشغله سآئل ‪ ،‬و ل ينقصه نسائل ‪ ،‬و ل ينظسر بعيسن ‪ ،‬و ل يحسّد بسأين ‪ ،‬و ل يوصسف‬
‫س ‪ ،‬و ل يقسساس بالّنسساس ‪ ،‬اّلسسذي كّلسسم‬
‫بسسالزواج ‪ ،‬و ل يخلسسق بعلج ‪ ،‬و ل يسسدرك بسسالحوا ّ‬
‫موسسسى تكليمسسا ‪ ،‬و أراه مسسن آيسساته عظيمسسا ‪ ،‬بل جسسوارح و ل أدوات ‪ ،‬و ل نطسسق و ل‬
‫لهوات ‪.‬‬

‫بسسل إن كنسست صسسادقا أّيهسسا المتكّلسسف لوصسسف رّبسسك ‪ ،‬فصسسف جبرئيسسل و ميكائيسسل و جنسسود‬
‫الملئكة المقّربين في حجرات القدس مرجحّنين ‪،‬‬

‫] ‪[ 301‬‬
‫صسسفات ذووا الهيئات و‬
‫متوّلهسسة عقسسولهم أن يحسسّدوا أحسسسن الخسسالقين ‪ ،‬و إّنمسسا يسسدرك بال ّ‬
‫ل ظلم ‪،‬‬‫ل هو ‪ ،‬أضاء بنوره ك ّ‬‫الدوات ‪ ،‬و من ينقضي إذا بلغ أمد حّده بالفناء ‪ ،‬فل إله إ ّ‬
‫ل نور ‪.‬‬
‫و أظلم بظلمته ك ّ‬

‫ععععع‬

‫) البكالي ( بكسر الباء قال في القاموس ‪ :‬و بنو بكال ككتاب بطن مسسن حميسسر منهسسم نسسوف‬
‫ى من همدان ‪ ،‬و عن الجوهرى أّنه بفتح الباء ‪،‬‬
‫بن فضالة التابعي و كأمير ح ّ‬

‫ى مسسن‬
‫ن بكال و بكيسسل شسسيء واحسسد و هسسو اسسسم حس ّ‬
‫و عن قطب الراوندي في شرح النهج أ ّ‬
‫همدان و بكيل أكثر ‪ ،‬و الصواب كما قاله الشارح المعتزلي ما في القاموس ‪.‬‬

‫س الرض مسسن كركرتسسه و سسسعداناته و اصسسول‬ ‫و ) ثفنة ( البعير بالكسسسر ركبتسسه و مسسا مس ّ‬
‫أفخاذه ‪ ،‬و ثفنت يده من باب فرح غلظت و ) العمد ( جمع عماد على خلف القياس قسسال‬
‫ل و عنسسه أبطسأ و ) الطواعيسة ( وزان ثمانيسسة‬
‫سبحانه ‪ :‬في عمد ممّددة و ) تلكأ ( عليه اعت ّ‬
‫ج ( الطريق‬ ‫الطاعة و ) المختلف ( الختلف و الترّدد أو موضعه أو من المخالفة و ) الف ّ‬
‫الواسع بين الجبلين و ) القطر ( الجانب و الناحية و ) السجف ( بالفتح و الكسر السسستر و‬
‫الجمع سجوف و أسجاف و ) الحنادس ( جمع الحندس وزان زبرج الّليل شديد الظلمسسة و‬
‫ل و ) السفع ( بالضّم جمع سفعة و هو من اللوان ما اشسسرب‬ ‫) اليفاع ( و اليفع محّركة الت ّ‬
‫حمرة و ) المسقط ( اسم مكان كمقعد و مجلس ‪.‬‬

‫و ) النواء ( جمسسع نسسوء و هسسو سسسقوط النجسسم مسسن منسسازل القمسسر الثمانيسسة و العشسسرين فسسي‬
‫المغرب من الفجر و طلوع رقيبه مسسن المشسسرق مقسسابل لسسه مسسن سسساعته و سسستعرف زيسسادة‬
‫تحقيق له في بيان المعنى و ) الّلهسسوات ( و الّلهيسسات جمسسع الّلهسساة و هسسي الّلحمسسة المشسسرفة‬
‫ن(‬‫على الحلق أو بيسن منقطسع اصسل الّلسسان و منقطسع القلسب مسن أعلسى الفسم و ) ارجحس ّ‬
‫ن الشيء إذا مال من ثقله و تحّرك ‪.‬‬ ‫ن كاقشعّر مال و اهتّز و عن الجزرى أرجح ّ‬ ‫يرجح ّ‬

‫] ‪[ 302‬‬

‫ععععععع‬

‫صالح من خلقه ‪ ،‬ابتدائّية نشوّية ‪ ،‬و قوله ‪ :‬فى مختلف فجاج آه ‪،‬‬‫من في قوله ‪ :‬و العمل ال ّ‬
‫ل ‪ ،‬قوله ‪ :‬لم يمنع ضوء نورها ادلهمام ‪،‬‬ ‫متعّلق بالحيران أو بقوله ‪ :‬يستد ّ‬

‫في أكثر النسخ برفع ادلهمام على أّنه فاعل يمنع و نصب ضوء على أّنه مفعسسوله ‪ ،‬و فسسي‬
‫بعض النسخ بالعكس قال الشارح المعتزلي ‪ :‬و هذا أحسسسن و سسستعرف وجسسه الحسسسن فسسي‬
‫بيان المعنى ‪.‬‬
‫و أو في قوله ‪ :‬أو عرش و ما بعدها بمعنسسى السسواو ‪ ،‬و قسسوله ‪ :‬ل يحسّد بسسأين قسسال الشسسارح‬
‫المعتزلي ‪ :‬لفظة أين في الصل مبنّية على الفتح فسساذا نكرتهسسا صسسارت اسسسما متمّكنسسا مسسن‬
‫سسسلم تكّلسسم بالصسسطلح الحكمسسى و اليسسن عنسسدهم‬ ‫العراب ‪ ،‬و إن شئت قلت بأّنه عليه ال ّ‬
‫حصول الجسم في المكان و هو أحد المقولت العشر و قوله ‪ :‬في حجسسرات القسسدس ‪ ،‬إّمسسا‬
‫متعّلق بالمقّربين أو بمرجحنيسسن ‪ ،‬و الّول أقسسرب لفظسسا و الثسساني معنسسي ‪ ،‬و الضسسافة فسسي‬
‫قوله ‪:‬‬

‫أمد حّده ‪ ،‬بيانّية و قوله ‪ :‬بالفناء متعّلق بقوله ‪ :‬ينقضى‬

‫عععععع‬

‫قال السّيد ره ) روى عن نوف ( بن فضالة ) البكالى ( الحميسسرى اّنسسه ) قسال خطبنسسا بهسذه‬
‫سلم بالكوفة ( الظاهر أنّ المراد بجامع الكوفة ) و هو قائم‬ ‫الخطبة أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫على حجارة نصبها له جعدة بن هبيرة المخزومى ( و هو ابن اخت أميسسر المسسؤمنين عليسسه‬
‫سلم و اّمه اّم هاني بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم و أبوه كما قاله السّيد ره ‪:‬‬ ‫ال ّ‬

‫هبيرة و هو ابن أبي وهب بن عمسسرو بسسن عايسذ بسسن عمسسران بسسن مخسزوم ‪ ،‬و كسان فارسسا‬
‫سسسلم ‪ ،‬و مسسن شسسعره اّلسسذى‬
‫شجاعا فقيها والى خراسان من جانب أميسسر المسسؤمنين عليسسه ال ّ‬
‫يباهى فيه بنسبه قوله ‪:‬‬

‫أبسسسسسسسسسسسسسسى مسسسسسسسسسسسسسسن بنسسسسسسسسسسسسسسى مخسسسسسسسسسسسسسسزوم إن كنسسسسسسسسسسسسسست سسسسسسسسسسسسسسسائل‬


‫و مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن هاشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم أّمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسى لخيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسر قبيسسسسسسسسسسسسسسسسسسسل‬

‫ى بخسسسسسسسسسسسسسسسسسساله‬
‫فمسسسسسسسسسسسسسسسسسسن ذا اّلسسسسسسسسسسسسسسسسسسذى بسسسسسسسسسسسسسسسسسساهي علسسسسسسسسسسسسسسسسسس ّ‬
‫ى ذى الندى و عقيل‬ ‫كخالى عل ّ‬

‫سلم مدرعة ( أى جّبة تدّرع بها ) من صوف و حمائل سيفه من ليسسف (‬


‫) و عليه عليه ال ّ‬
‫النخل‬

‫] ‪[ 303‬‬

‫ن جسسبينه ( مسسن طسسول‬ ‫) و في رجليه نعلن مسسن ليسسف ( أيضسسا و كفسسي بسسذلك زهسسدا ) و كسسأ ّ‬
‫سسسلم ابسسن ابنسسه علس ّ‬
‫ى‬ ‫السجود ) ثفنة بعير ( و كفى به عناء و عبادة و قد ورثه منه عليه ال ّ‬
‫ل عليه و على آبائه و أبنائه أجمعيسسن‬ ‫بن الحسين زين العابدين و سّيد الساجدين صلوات ا ّ‬
‫جاد ذى الثفنات قال دعبل الخزاعى في قصيدته المعروفة ‪:‬‬ ‫حّتى اشتهر و لّقب بالس ّ‬
‫ى و الحسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسين و جعفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسر‬
‫ديسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسار علسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ّ‬
‫جاد ذى الثفنات‬ ‫و حمزة و الس ّ‬

‫ل الذى إليه مصائر الخلق و عسواقب المسر ( أى إليسه مرجسع الخليسق فسي‬ ‫) فقال الحمد ّ‬
‫ن علينسا‬
‫ن إلينا إيسابهم ثسّم إ ّ‬
‫المبدء و المآب و عواقب امرهم يوم الحساب كما قال تعالى ‪ :‬إ ّ‬
‫ن المصسسدر‬ ‫سسسلم بلفسسظ الجمسسع مسسع أ ّ‬
‫ل المصير إنما أتى عليسسه ال ّ‬
‫حسابهم ‪ ،‬و قال ‪ :‬و إلى ا ّ‬
‫صا في العموم مفيدا‬ ‫ح إطلقه على القليل و الكثير باعتبار كونه أى الجمع المضاف ن ّ‬ ‫يص ّ‬
‫لكون جميع رجوعات المخلوقسات إليسه سسبحانه فسي جميسع حسالتهم لفتقسار الممكسن السى‬
‫الواجب و حاجته اليه في الوجود و البقاء و الفناء فهو أّول الّولين و آخر الخرين و إليه‬
‫المصير و المنقلب ‪.‬‬

‫) نحمده على عظيم احسانه ( الذى أحسن إلينا بسسه و هسسو معرفتسسه و توحيسسده إذ ل إحسسسان‬
‫أعظم من ذلك ‪ ،‬و قول الشارح المعتزلي ‪ :‬إنه اصول نعمه كالحياة و القدرة و الشسسهوة و‬
‫نحوها ‪ ،‬و كذا قول الشارح البحراني إنه الخلق و اليجسساد علسسى وفسسق الحكمسسة و المنفعسسة‬
‫ن المراد به الدّلسسة الواضسسحة‬‫فليسا بشيء و يؤّيد ما قلناه تعقيبه بقوله ) و نّير برهانه ( فا ّ‬
‫اّلتى أقامها في الفاق و النفس و من طريق العقسسل و النقسسل للّدللسسة علسسى ذاتسسه و صسسفات‬
‫جماله و جلله ) و نوامى فضله و امتنانه ( أراد بها نعمه النامية الزاكية اّلتي أفضل بهسسا‬
‫ن بها عليهم باقتضاء ربوبّيته و حفظا لبقاء النوع ‪.‬‬ ‫على عباده و امت ّ‬

‫و قوله ) حمدا يكون لحقه قضاء و لشكره أداء ( من باب المبالغة في كمال ثنسسائه سسسبحانه‬
‫ل فالحمد اّلذي يقضي حّقه‬ ‫كما في قولهم حمدا ملء السماوات و الرض ‪ ،‬و إ ّ‬

‫] ‪[ 304‬‬

‫و يؤّدى شكره على ما هو أهل له و مسسستحّقه فهسسو خسسارج عسسن وسسسع البشسسر كمسسا عرفسست‬
‫تحقيق ذلك في شرح الفصل الّول من المختار الّول و شرح المختار السسسابع و السسسبعين‬
‫أيضا ) و إلى ثوابه مقّربا ( لّنه سبحانه وعد الثواب للشاكر و قال ‪ :‬فاشكروني أشسسكركم‬
‫‪ ،‬من باب المشاكلة أى اثيبكم على شكركم ‪ 1‬و معلسسوم أنسسه سسسبحانه منجسسز لوعسسده و مسسن‬
‫ل ) و لحسن مزيده موجبا ( لنه أخبر عن ايجاب الشكر لزيسسادة النعمسسة‬ ‫أوفي بعهده من ا ّ‬
‫و وعد به و قال ‪ :‬لئن شكرتم لزيدّنكم ‪ ،‬و معلوم أنه صادق في وعده ل يخلف الميعاد ‪.‬‬

‫) و نستعين به استعانة ( صادرة عسسن صسسميم القلسسب و كمسسال الرجسسا و الوثسسوق باعسسانته و‬
‫لذلك وصفها بكونها مثل استعانة ) راج لفضله مؤّمل لنفعه واثق بسسدفعه ( فسسان المسسستعين‬
‫ل على وجه الكمسال إذ رجساه للفضسل و أملسه‬ ‫المّتصف بهذه الوصاف ل تكون استعانته إ ّ‬
‫ليصال المنافع و وثوقه بدفع المضاّر إنما هو فرع المعرفة بفضله و إحسانه و بقدرته و‬
‫ن بيسسده خسسزائن الملسسك و‬‫ل شيء ‪ ،‬و بأنه ل راّد لحكمه و ل دافع لقضسسائه و أ ّ‬
‫قهره على ك ّ‬
‫ل تعالى بذلك يكون طلبه للعانة آكسسد و أشسسد ‪ ،‬و هسسذه‬ ‫ن من عرف ا ّ‬ ‫الملكوت ‪ ،‬و معلوم أ ّ‬
‫الوصسساف الثلثسسة فسسي الحقيقسسة مظّنسسة للعانسسة باعتبسسار صسسفات العظمسسة و الكمسسال فسسي‬
‫المستعان ‪.‬‬

‫ثّم وصفها بوصسسفين آخريسسن همسسا مظّنسسة للعانسسة باعتبسسار وصسسف السّذل و السسستكانة فسسي‬
‫ن مسسن اعسسترف‬‫المستعين و هو قوله ) معترف له بالطّول مذعن لسسه بالعمسسل و القسسول ( فسسا ّ‬
‫ل و انقاد على ربوبّيته و أسرع إلى طاعته قول و‬ ‫لطوله و إفضاله و أذعن أى خضع و ذ ّ‬
‫عمل فحقيق على العانة و جدير بالفضال ‪.‬‬

‫ثّم أردف ذلك بسالعتراف باليمسان الكامسل فقسال ) و نسؤمن بسه ( ايمانسا كسامل مسستجمعا‬
‫لصفات الكمال و انمسسا يكسسون كسسذلك إذا كسسان مثسسل ) ايمسسان مسسن رجسساه ( للمطسسالب العاليسسة‬
‫) موقنا ( بأنه أهله لقدرته على إنجاح المأمول و قضاء المسئول ) و أناب إليه مؤمنا (‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ل ل ل لل للللللل ل ل لللل لللل ل ل لل‬
‫لللل » لللللل «‬

‫] ‪[ 305‬‬

‫ن مرجع العبد إلى سّيده و معّوله إلى موله ) و خنع ( أى خضع ) له مذعنا (‬ ‫علما منه بأ ّ‬
‫ن رّبه جليل مّتصف بالعّزة و العظمسسة‬ ‫ن نفسه ذليل أسير في ربق الفتقار و المكان و أ ّ‬ ‫بأ ّ‬
‫و السلطان ) و أخلص له موحدا ( اى أخلص لسسه العبودّيسسة حسسال كسسونه معتقسسدا بوحسسدانّيته‬
‫ن من كان يرجو لقاء رّبه فليعمل عمل صسسالحا و ل يشسسرك بعبسسادة رّبسسه أحسسدا‬ ‫علما منه بأ ّ‬
‫ظمسسه بصسسفات الع سّز و الكبريسساء و الجلل حسسال التمجيسسد لسسه‬ ‫جسسدا ( أى ع ّ‬
‫ظمسسه مم ّ‬‫)وع ّ‬
‫بأوصاف القدرة و العظمة و الكمال ) و لذ به ( أى لجأ إليه ) راغبا مجتهدا ( أى راغبسسا‬
‫في اللجاء مجّدا في الرغبة و اللتجاء علما منه بأّنه الملذ و الملجسساء ‪ ،‬هسسذا و لمسسا حمسسد‬
‫ل سبحانه و استعان منه و امن به أخذ في تنزيهه و تقديسه باعتبارات سسسلبّية و إضسسافية‬ ‫ا ّ‬
‫حدين فقسال ) لسم يولسد سسبحانه فيكسون فسي‬ ‫هي غاية وصف الواصفين و منتهى درك المو ّ‬
‫العّز مشاركا ( أى ليس له والد حّتى يكسسون لسسه شسسريك فسسي العسّز و الملسسك لجريسسان العسسادة‬
‫بكون والد العزيز عزيزا غالبا ) و لم يلد فيكسسون موروثسسا هالكسا ( أى ليسس لسه ولسد حّتسسى‬
‫يهلك و يرثه ولده كما هو الغالب عادة من موت الوالسسد قبسسل الولسسد و وارثسسة الولسسد عنسسه و‬
‫برهان تنّزهه سبحانه عنهما أنهما من لواحق الحيوانية المستلزمة للجسمّية فهو يفيد لنفسسي‬
‫توّلده سبحانه عن شيء و نفى توّلد شيء عنه بالمعنى المعروف في الحيوان ‪.‬‬

‫ل على تنّزهه سبحانه عن ذلك مطلقا ما رواه في البحار و الصافى من كتاب التوحيد‬ ‫و يد ّ‬
‫صدوق بسنده عن وهب بن وهب القرشي قال ‪ :‬حّدثنى الصسسادق جعفسسر بسسن محّمسسد عسسن‬‫لل ّ‬
‫سسسلم‬
‫ى عليسسه ال ّ‬
‫ن أهل البصرة كتبوا إلى الحسين بن عل ّ‬
‫سلم أ ّ‬‫أبيه الباقر عن أبيه عليهم ال ّ‬
‫صمد ‪ ،‬فكتب إليهم ‪:‬‬ ‫يسألونه عن ال ّ‬

‫ل الّرحمن الّرحيم أّما بعد فل تخوضوا فى القرآن و ل تجادلوا فيه و ل تتكّلموا فيسسه‬ ‫بسم ا ّ‬
‫ل عليه و آلسه و سسّلم يقسول ‪ :‬مسن قسال فسي‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫بغير علم ‪ ،‬فقد سمعت جّدى رسول ا ّ‬
‫لس‬
‫لس أحسسد ا ّ‬
‫سر الصمد فقسسال ا ّ‬ ‫القرآن بغير علم فليتبوء مقعده في النار ‪ ،‬و أنه سبحانه قد ف ّ‬
‫سره فقال لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوًا احد ‪ ،‬لم يلسسد لسسم يخسسرج منسسه شسسيء‬
‫الصمد ثّم ف ّ‬
‫كثيف كالولد و ساير الشياء الكثيفة اّلتى تخرج من المخلوقين و ل شيء لطيف كالنفس‬

‫] ‪[ 306‬‬

‫و ل ينشعب منه البدوات كالسّنة و النوم و الخطرة و الهّم و الحزن و البهجسسة و الضسسحك‬
‫سامة و الجوع و الشسسبع تعسسالى أن يخسسرج منسسه‬ ‫و البكاء و الخوف و الرجاء و الرغبة و ال ّ‬
‫شيء و أن يتوّلد منه شيء كثيف ‪ ،‬أو لطيف ‪ ،‬و لم يولد لم يتوّلسسد مسسن شسسيء و لسم يخسرج‬
‫من شىء كما يخسسرج الشسسياء الكثيفسسة مسسن عناصسسرها كالشسسيء مسسن الشسسىء و الداّبسسة مسسن‬
‫الداّبة ‪،‬‬

‫و النبات من الرض ‪ ،‬و المساء مسن الينسابيع ‪ ،‬و الثمسار مسن الشسجار ‪ ،‬و ل كمسا تخسرج‬
‫سسسمع مسسن الذن ‪ ،‬و الشسّم مسسن‬ ‫الشسسياء اللطيفسسة مسسن مراكزهسسا كالبصسسر مسسن العيسسن ‪ ،‬و ال ّ‬
‫النف ‪ ،‬و الذوق من الفم ‪ ،‬و الكلم من اللسان ‪ ،‬و المعرفة و التميز من القلب ‪ ،‬و كالنار‬
‫صمد اّلذى ل من شىء و ل في شىءو ل على شيء ‪ ،‬مبسسدع‬ ‫ل ال ّ‬
‫من الحجر ‪ ،‬ل بل هو ا ّ‬
‫الشياء و خالقها و منشيء الشياء بقدرته يتلشى ما خلق للفناء بمشّيته و يبقي مسسا خلسسق‬
‫لس الصسمد اّلسسذى لسسم يلسد و لسم يولسسد عسسالم الغيسسب و الشسسهادة الكسسبير‬
‫للبقاء بعلمسه ‪ ،‬فسذلكم ا ّ‬
‫المتعال ‪ ،‬و لم يكن له كفوا أحد ) و لم يتقّدمه وقت و ل زمان ( قسسال الشسسارح المعسستزلي ‪:‬‬
‫الوقت هو الزمان و إنما خالف بين اللفظين و أتى بحرف العطف تفّننسسا ‪ ،‬و قسسال الشسسارح‬
‫لمة المجلسي ره ‪ :‬و يمكن حمل أحدهما على‬ ‫البحراني ‪ :‬الوقت جزء الزمان ‪ ،‬و قال الع ّ‬
‫ى تقسسدير فهسسو خالقهمسسا و مبسسدعهما و مقسّدم‬ ‫الموجسسود و الخسسر علسسى الموهسسوم ‪ ،‬و علسسى أ ّ‬
‫عليهما فكيف يتصّور تقّدمهما عليه تعالى ‪.‬‬

‫) و لم يتعاوره ( أى لسسم يختلسسف و لسسم يتنسساوب عليسسه ) زيسسادة و ل نقصسسان ( لسسستلزامهما‬


‫ل عنه ‪.‬‬ ‫التغير المستلزم للمكان المنّزه قدسه عّز و ج ّ‬

‫ن التعاور يقتضسي الضسّدين معسا كمسا أ ّ‬


‫ن‬ ‫لزم أن يقال زيادة و نقصان ل ّ‬
‫فان قلت ‪ :‬كان ال ّ‬
‫الختلف كذلك تقول ‪ :‬لم يختلف زيد و عمرو و ل تقول لم يختلف زيد و ل عمرو ‪.‬‬
‫ن مراتب الزيادة لما كانت مختلفة جاز أن يقسسال ‪ :‬ل‬
‫قلت ‪ :‬أجاب عنه الشارح المعتزلي بأ ّ‬
‫ل واحد من النوعين مجسسرى‬ ‫يعتوره الزيادة ‪ ،‬و كذلك القول في جانب النقصان و جرى ك ّ‬
‫أشياء متنافية يختلف على الموضع الموصوف بها ‪.‬‬

‫] ‪[ 307‬‬

‫) بل ظهر للعقول ( و تجّلى للبصائر ) بما أرانا من علمات التدبير المتقن ( المحكم ) و‬
‫( آيسسات ) القضسساء المسسبرم ( فسسي النفسسس و الفسساق فسسي أصسسناف الموجسسودات و أنسسواع‬
‫المصنوعات المبدعة على أحسن نظام و أتقن انتظام على ما عرفت تفصيل و تحقيقا في‬
‫شرح المختار التاسع و الربعين ‪.‬‬

‫سسلم للمفضسل بسن عمسر فسي حسديثه‬ ‫و نزيد عليه ايضاحا و تاكيدا ما قاله الصادق عليه ال ّ‬
‫ل قدسه تهيئة هذا العسسالم و تسأليف‬‫ضل أّول العبر و الدّلة على البارى ج ّ‬ ‫المعروف ‪ :‬يا مف ّ‬
‫أجزائه و نظمها على ما هى عليه ‪ ،‬فاّنك إذا تأّملت العالم بفكرك و مّيزتسسه بعقلسسك وجسسدته‬
‫سقف و الرض‬ ‫سماء مرفوعة كال ّ‬ ‫ى المعّد فيه جميع ما يحتاج إليه عباده ‪ ،‬فال ّ‬
‫كالبيت المبن ّ‬
‫ممدودة كالبساط ‪ ،‬و النجوم منضودة كالمصابيح ‪ ،‬و الجواهر مخزونة كالذخاير ‪ ،‬و ك س ّ‬
‫ل‬
‫شىء فيها لشأنه معّد ‪ ،‬و النسان كالمملك ذلك البيت و المخّول جميع ما فيه ‪ ،‬و ضروب‬
‫النبات مهّيأة لمآربه ‪ ،‬و صنوف الحيوان مصروفة فى مصالحه و منافعه ‪ ،‬ففي هذا دللة‬
‫ن الخالق له واحد ‪ ،‬و‬ ‫ن العالم مخلوق بتقدير و حكمة و نظام و مليمة و أ ّ‬ ‫واضحة على أ ّ‬
‫ل قدسسسه و تعسسالى جسّده و كسسرم وجهسسه و ل إلسسه‬‫هو اّلذى ألفه و نظمه بعضا إلى بعسسض جس ّ‬
‫ل و عظم عما ينتحله الملحدون ‪ ،‬هذا ‪.‬‬ ‫غيره ‪ ،‬تعالى عّما يقول الجاحدون و ج ّ‬

‫و لما ذكر اجمال أّنه تعالى تجّلي للعقول بما أظهر من آيات القدرة و علمات التّدبر أراد‬
‫أن يشير إلى بعض تلك اليات تفصيل و هو خلق السماوات ‪.‬‬

‫فقال ) فمن شواهد خلقه ( أى آيسسات البسسداع و علمسسات التسسدّبر المحكسسم أو مسسا يشسسهد مسسن‬
‫الخلق بوجوده سبحانه و تدبيره و علمه أو ما حضر من خلقه أى ظهسسر وجسسوده بحيسث ل‬
‫يمكن لحد إنكاره من آيات تدبيره تعالى ) خلق السماوات ( و تخصيصها من بيسسن سسساير‬
‫الشواهد بالبيان لكونها من أعظم شواهد القدرة ‪ ،‬و أظهر دليل الّربوبّية ‪،‬‬

‫و أوضح علئم التدبير حيث خلقت ) موطدات ( أى محكمات الخلقة مثبتسسات فسسي محالهسسا‬
‫على وفق النظام و الحكمة ) بل عمد ( ترونها و ل دسار ينتظمهسسا ) قائمسسات ( فسسي الجسّو‬
‫ن ( سسسبحانه فقسسال لهسسا و للرض‬ ‫) بل سند ( يكون عليه استنادها و به اعتمادهسسا ) دعسساه ّ‬
‫ائتيا‬

‫] ‪[ 308‬‬
‫طوعًا أو كرهًا ) فأجبن طائعات ( كما قال حكاية عنها و عن الرض ‪ :‬قالتا أتينا طائعين‬
‫سلم إّما محمولن على حقايقهما نظسسرا إلسسى‬ ‫و لفظ الّدعا و الجابة في كلم المام عليه ال ّ‬
‫سماوات أرواحا مدّبرة عاقلة كما هو قول بعض الحكماء و المتكّلميسسن أو نظسسرا إلسسى‬ ‫ن لل ّ‬
‫أّ‬
‫أّنه تعالى خاطبها و أقدرها على الجواب ‪.‬‬

‫و إّما محمولن على المجاز و الستعارة تشبيها لتأثير قدرته تعسسالى فيهسسا و تأّثرهسسا عنهسسا‬
‫بأمر المطاع و إجابة المطيع الطائع كقوله ‪ :‬كن فيكون ‪ ،‬و هسذا هسو الظهسر و يؤّيسده مسا‬
‫حكي عن ابن عباس في تفسير الية المتقّدمة أعني قسسوله ‪ :‬أتينسسا طسسائعين ‪ ،‬أنسسه قسسال أتسست‬
‫السماء بما فيها من الشمس و القمسسر و النجسسوم ‪ ،‬و أتسست الرض بمسسا فيهسسا مسسن النهسسار و‬
‫الشجار و الثمار ‪ ،‬و ليس هناك أمر ما بقسسول حقيقسسة و ل جسسواب لسسذلك القسسول بسسل أخسسبر‬
‫سبحانه عن اختراعه للسماوات و الرض و إنشائه لهمسسا مسسن غيسسر تع سّذر و ل كلفسسة و ل‬
‫ن و هسسو كقسسوله ‪ :‬إنمسسا‬‫مشّقة بمنزلة ما يقال افعل فيفعل من غير تلّبث و ل توّقسسف و ل تسسأ ّ‬
‫أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون ‪.‬‬

‫ن مسسن‬
‫ن قوله ‪ ) :‬مسسذعنات غيسسر متلّكئات و ل مبطئات ( أراد بسسه انقيسساده ّ‬
‫و من ذلك علم أ ّ‬
‫ق المكان و الحاجسسة و اعسسترافه ّ‬
‫ن‬ ‫ن في ر ّ‬
‫غير توّقف و ل إبطاء في الصابة و خضوعه ّ‬
‫بلسان الّذل و الفتقار بوجوب وجود مبدعها و عظمة سلطان مبدئها ‪.‬‬

‫ن بالمكسسان‬ ‫ن له بالربوبّية ( و القدرة و العظمة و لنفسه ّ‬ ‫ن و ) اقراره ّ‬ ‫) و لول ( اعترافه ّ‬


‫ن موضسسعا‬ ‫ن ) لمسسا جعلهس ّ‬
‫ن بالطواعيسسة ( و المتثسسال لبسسارئه ّ‬‫ل و الحاجسسة ) و اذعسسانه ّ‬
‫و الذ ّ‬
‫ن بالّربوبّية راجع إلى شهادة لسسان الحسسال الممكسن‬ ‫لعرشه ( قال الشارح البحراني إقراره ّ‬
‫بالحاجة إلى الّرب و النقياد لحكم قدرته ‪ ،‬و ظاهر أنه لو ل امكانها و انفعالها عن قدرته‬
‫و تدبيره لم يكن فيها عرش و لم يكن أهل لسكنى الملئكة و صعود الكلم الطّيسسب المشسسار‬
‫ن منهسسم مسسن‬‫ل المسسراد بهسسم المقّربسسون أو الكسسثر ل ّ‬
‫اليه بقوله ) و ل مسكنا لملئكته ( و لع ّ‬
‫يسكن الهواء و الرض و الماء ) و ل مصعدا للكلم الطّيسسب ( و هسسو شسسهادة أن ل إلسسه إ ّ‬
‫ل‬
‫ل عليه و آله و سّلم ) و العمل الصالح ( الصادر ) مسسن‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ن محّمدا رسول ا ّ‬ ‫لوأّ‬ ‫ا ّ‬
‫خلقه ( و هو‬

‫] ‪[ 309‬‬

‫الخيرات و الحسنات من الفرايض و المندوبات ‪.‬‬

‫و المراد لصعودهما صعود الكتبة بصحايف العمال إليها و إليه الشارة بقوله سبحانه و‬
‫صسسالح يرفعسسه ‪ ،‬هسسذا و قسسد تقسّدم فسسي تسسذييلت‬
‫تعالى ‪ :‬إليه يصعد الكلم الطّيسسب و العمسسل ال ّ‬
‫الفصل الثامن من الخطبة الولى و في شرح الفصل الرابسسع مسسن الخطبسسة التسسسعين فصسسل‬
‫ل سبحانه فيها من دلئل القدرة و آيات التدبير‬ ‫واف في عجائب خلقة السماء و ما أبدعه ا ّ‬
‫سسسلم هنسسا‬
‫ص عليسسه ال ّ‬
‫و الحكمة فسسانظر مسساذا تسسرى ‪ ،‬و لشسسرافتها و كسسون ماّدتهسسا أقبسسل خس ّ‬
‫طاعتها بالذكر و إن كانت الرض مشاركة لها في الطاعة مذكورة معها في الية ‪.‬‬

‫و لما ذكر خلق السماوات و كونها من شواهد الّربوبّية و أدّلة التوحيد اسسستطرد إلسسى ذكسسر‬
‫النجوم و الكواكب لما فيها من بدايع التدبير و عجايب التقدير ‪،‬‬

‫و قد مسّر فسسي الفصسسل الثسسامن مسسن فصسسول المختسسار الّول و الفصسسل الرابسسع مسسن المختسسار‬
‫سلم و مّنا جملة وافية من الكلم عليها و أشسسار هنسسا إلسسى‬‫التسعين و شرحيهما منه عليه ال ّ‬
‫بعض منافعها فقال ‪:‬‬

‫ل بها الحيسسران ( أى جعلهسا علمسسات يهتسدى بهسا المتحّيسسرون‬ ‫) جعل نجومها أعلما يستد ّ‬
‫كما قال عّز من قائل ‪ :‬و علمات و بالّنجم ُهم يهتدون ) في مختلف فجسساج القطسسار ( أى‬
‫ل اختلفهسسا أو فسسي‬ ‫ل بها الحيارى في اختلف فجاج القطار و ترّددهسسا ‪ ،‬أو فسسي محس ّ‬‫يستد ّ‬
‫ل منهسسا إلسسى جهسسة‬
‫حال مخالفة الفجاج الموجودة في أقطار الرض و نواحيها و ذهسساب كس ّ‬
‫غير ما يذهب إليه الخر ‪.‬‬

‫) لم يمنع ضوء نورها ادلهمام سجف الليل المظلم ( أى شّدة ظلمة ستر الّليسسل ذى الظلمسسة‬
‫ن ضوء نورها‬ ‫لم تكن مانعة من إضائة النجوم ‪ ،‬و على رواية ادلهمام بالنصب فالمعنى أ ّ‬
‫لم يمنع من ظلمة الليل ‪.‬‬

‫) و ل استطاعت جلبيب سواد الحنادس ( أى أثواب سواد الليال المظلمة شسسديدة الظلمسسة‬
‫لم تكن مستطيعة من ) أن ترّد ما شاع ( و ظهر ) في السماوات من تللؤ نور‬

‫] ‪[ 310‬‬

‫القمر ( و لمعانه ‪.‬‬

‫قال الشارح المعتزلي بعد روايته عن البعض نصب لفظ الدلهمام ‪ :‬و هذه الرواية أحسن‬
‫في صناعة الكتابة لمكان الزدواج أى ل القمر و الكواكب تمنع الليلة مسسن الظلمسسة ‪ ،‬و ل‬
‫سلم إ ّ‬
‫ن‬ ‫صل مقصود المام عليه ال ّ‬ ‫الليل يمنع الكواكب و القمر من الضاءة أقول ‪ :‬و مح ّ‬
‫ل سبحانه لما قّدر بلطيف حكمته أن يجعل الليل سباتا و راحة للخلق جعلهسسا مظلمسسة ل ّ‬
‫ن‬ ‫ا ّ‬
‫كثيرا من الناس لو ل ظلمتها لم يكن لهم هدء و ل قرار حرصا علسسى الكسسسب و الجمسسع و‬
‫سسسهم و انبعسساث‬‫الدخار مع عظم حاجتهم إلى الهدؤ و الراحة لسكون أبدانهم و جموم حوا ّ‬
‫القّوة الهاضمة لهضم الطعام و تنفيذ الغذاء إلى العضاء و لما كان شّدة ظلمتهسسا و كونهسسا‬
‫داحية مدلهمة مانعة عن جميسسع العمسسال و ربمسسا كسسان النسساس محتسساجين إلسسى العمسسل فيهسسا‬
‫لضيق الوقت عليهم في تقضى العمال بالنهار أو شّدة الحّر و إفراطه المانع مسسن السسزرع‬
‫و الحرث و قطع الفيافي و السفار جعل ببديع صنعه فيها كواكب مضسسيئة و قمسسرا منيسسرا‬
‫و ليهتدى بها في ظلمات البّر و البحر و الطرق المجهولة ‪ ،‬و يقام بالعمال من الزرع و‬
‫الغرس و الحرث و غيرها عند مسيس الحاجة ‪،‬‬

‫و جعل نورها ناقصا من نور الشمس كيل يمنع من الهدؤ و الراحة ‪.‬‬

‫) فسبحان من ( جعسسل النسسور و الظلم علسسى تضسساّدهما منقسسادين متظسساهرين علسسى مسسا فيسسه‬
‫ل شىء محيط حّتسسى ل يعسسزب عنسسه مثقسسال ذّرة‬ ‫صلح العالم و قوامه و سبحان من هو بك ّ‬
‫في الرض و ل فسسي السسسماء و ) ل يخفسسى عليسسه سسسواد غسسسق داج ( أى ظلمسسة مظلمسسة و‬
‫سسع‬‫العطف للمبالغة من قبيل شعر شساعر ) و ل ليسل سساج ( أى سساكن و فسى السسناد تو ّ‬
‫باعتبار سكون الناس و هدؤهم فيها ) في بقاع الرضين المتطسساطئات ( المنخفضسسات ) و‬
‫ل في يفاع السفع المتجاورات ( أى في مرتفع الجبال المتجاورة و انما عسسبر عسسن الجبسسال‬
‫ن لونها غالبا مشرب حمرة ‪ ،‬و ل يخفى مسسا فيمسسا بيسسن لفسسظ البقسساع و اليفسساع مسسن‬‫بالسفع ل ّ‬
‫جناس الخط و هو من محاسن البديع حسبما عرفته في ديباجة الشرح ‪.‬‬

‫] ‪[ 311‬‬

‫ل أيضسسا ) مسسا يتجلجسسل ( و يصسسوت ) بسه الّرعسد فسي افسسق‬


‫) و ( ل يخفسسي عليسه عسّز و جس ّ‬
‫السماء ( و أراد بتجلجله تسبيحه المشار إليه في قوله تعالى ‪ :‬و يسّبح الّرعسسد بحمسسده قسسال‬
‫ل تعالى و وجوب حمده فكأنه هسسو المس سّبح ‪،‬‬ ‫الطبرسى ‪ :‬تسبيح الّرعد دللته على تنزيه ا ّ‬
‫ل و يحمده‬ ‫ن الّرعد هو الملك اّلذى يسوق السحاب و يزجره بصوته فهو يسّبح ا ّ‬ ‫و قيل ‪ :‬إ ّ‬
‫‪.‬‬

‫و قال الرازى ‪ :‬في قوله تعالى و يسّبح الرعد بحمده أقوال ‪:‬‬

‫صوت المسموع هو صوت ذلك الملك بالتسبيح‬ ‫ن الّرعد اسم ملك من الملئكة و ال ّ‬ ‫الول أ ّ‬
‫ل عليه و آله عن الّرعسسد مسسا هسسو‬‫ي صّلى ا ّ‬ ‫ن اليهود سألت النب ّ‬
‫و التهليل عن ابن عباس ‪ ،‬أ ّ‬
‫فقال ‪ :‬ملك من الملئكة موّكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسسسوق بهسسا السسسحاب حيسسث‬
‫صوت اّلذى نسمع ؟ قال ‪ :‬زجره السحاب ‪ ،‬و عن الحسسسن أّنسسه خلسسق‬ ‫ل قالوا ‪ :‬فما ال ّ‬
‫شاء ا ّ‬
‫ل ليس بملك فعلى هذا القول الّرعد هو الملك الموّكل بالسحاب و صوته تسبيح‬ ‫من خلق ا ّ‬
‫صوت أيضا يسمى بالّرعد و يؤّكد هذا ما روى عن ابن عباس كان اذا‬ ‫ل تعالى و ذلك ال ّ‬ ‫ا ّ‬
‫لسس‬
‫نا ّ‬
‫ل عليه و آله قال ‪ :‬إ ّ‬‫ي صّلى ا ّ‬ ‫سمع الّرعد قال ‪ :‬سبحان اّلذى سّبحت له ‪ ،‬و عن النب ّ‬
‫ينشىء السحاب الثقال فينطق أحسن المنطق و يضحك أحسن الضسسحك ‪ ،‬فنطقسسه الّرعسسد و‬
‫ن عند أهل السّنة البنية ليسسست‬ ‫ن هذا القول غير مستبعد ‪ ،‬و ذلك ل ّ‬ ‫ضحكه البرق و اعلم أ ّ‬
‫ل تعالى أن يخلق الحياة و العلسسم و القسدرة و النطسسق‬ ‫شرطا لحصول الحياة ‪ ،‬فل يبعد من ا ّ‬
‫في أجزاء السحاب ‪ ،‬فيكون هذا الصوت المسموع فعل له ‪.‬‬
‫ن السمندر يتوّلد في النار ‪ ،‬و الضفادع تتوّلد في الماء‬
‫و كيف يستبعد ذلك ؟ و نحن نرى أ ّ‬
‫البارد ‪ ،‬و الدودة العظيمة ربما تتوّلد في الثلوج العظيمة ‪.‬‬

‫سسسلم و ل تسسسبيح الحصسسى فسسي‬


‫و أيضا فاذا لم يبعد تسبيح الجبسسال فسسي زمسسن داود عليسسه ال ّ‬
‫ل عليه و آله فكيف يستبعد تسبيح السحاب ‪.‬‬ ‫زمان محّمد صّلى ا ّ‬

‫و على هذا القول فهذا الشيء المسّمى بالّرعد ملك أو ليس بملك فيه قولن ‪:‬‬

‫] ‪[ 312‬‬

‫أحدهما أّنه ليس بملك لّنه عطف عليه الملئكة فقال ‪ :‬و الملئكة من خيفته ‪.‬‬

‫و الثاني أّنه ل يبعد أن يكون من جنس الملئكة و إنمسسا حسسسن إفسسراده بالسسذكر علسسى سسسبيل‬
‫التشريف كما في قوله ‪ :‬و ملئكته و رسله و جبرئيل و ميكائيل ‪ ،‬و في قوله ‪:‬‬

‫و إذ أخذنا من الّنبيين ميثاقهم و منك و من نوح ‪.‬‬

‫لس‬
‫ن الّرعسسد يسسّبح ا ّ‬
‫ن الّرعد اسم لهذا الصسسوت المخصسسوص و مسسع ذلسسك فسسا ّ‬ ‫القول الثانى أ ّ‬
‫ل علسى‬‫ل وجسود لفسظ يسد ّ‬ ‫ن التسسبيح و التقسديس و مسا يجسرى مجراهسا ليسس إ ّ‬ ‫سسبحانه ‪ ،‬ل ّ‬
‫صسسوت دليل علسسى وجسسود‬ ‫ل سبحانه و تعالى ‪ ،‬فلما كان هسسذا ال ّ‬
‫حصول التنزيه و التقديس ّ‬
‫موجود متعال عن النقص و المكان كان ذلك في الحقيقة تسبيحا و هو معنى قوله ‪ :‬و إن‬
‫ل يسّبح بحمده ‪.‬‬‫من شيء إ ّ‬

‫لس‬
‫ن مسن يسسمع الّرعسسد فساّنه يسسّبح ا ّ‬
‫ن المسسراد مسن كسسون الّرعسسد مسسّبحا أ ّ‬
‫و القول الثالث أ ّ‬
‫تعالى ‪ ،‬فلهذا المعنى اضيف هذا التسبيح إليه ‪.‬‬

‫) و ( ل يعزب عنه ) ما تلشت ( و اضمحّلت عنه ) بسسروق الغمسسام ( يعنسسي أّنسسه سسسبحانه‬
‫ل عنها البرق بعد ما كانت مضيئة به ‪ ،‬و تخصيص ما تلشت‬ ‫عالم بالقطار التي يضمح ّ‬
‫عنه بالذكر مع اشتراك غير المتلشية عنه معه في إحاطة علمه سبحانه به كالّول ‪ ،‬ل ّ‬
‫ن‬
‫ى به و لم يضمحل عنسسه‬ ‫ي بالبرق أعجب و أغرب ‪ ،‬و أّما ما هو مض ّ‬ ‫علمه بما ليس بمض ّ‬
‫فيمكن إدراك غيره سبحانه له من اولى البصار الصحيحة ‪ ،‬هذا ‪.‬‬

‫و أعجب من ذلك ما في نفس البرق من عظيم القدرة و دللته على عظمة بارئه ‪.‬‬

‫ن أمر الصاعقة عجيسسب جسّدا ‪ ،‬و ذلسسك لّنهسسا نسسار تتوّلسسد مسسن‬
‫قال الفخر الرازي ‪ :‬و اعلم أ ّ‬
‫السحاب و إذا نزلت من السحاب فربما غاصسست فسسي البحسسر و أحرقسست الحيتسسان فسسي قعسسر‬
‫ن النسار حساّرة يابسسة و‬ ‫البحر و الحكماء بسالغوا فسي وصسف قّوتهسا ‪ ،‬و وجسه السستدلل أ ّ‬
‫طبيعتها ضّد طبيعة السحاب ‪ ،‬فوجب أن تكون طبيعتها فسسي الحسسرارة و اليبوسسسة أضسسعف‬
‫من طبيعة النيران الحادثة عندنا ‪ ،‬لكنه ليس المر كذلك ‪ ،‬فانها أقوى نيران هسسذا العسسالم ‪،‬‬
‫ن اختصاصها بمزيد تلك القّوة ل بّد و أن يكون بسبب تخصيص الفاعل‬ ‫فثبت أ ّ‬

‫] ‪[ 313‬‬

‫المختار ) و ( ل يغيب عنه ) ما تسقط من ورقة تزيلها عن مسقطها عواصسسف النسسواء و‬


‫انهطال السماء ( أى الرياح الشديدة المنسوبة إلى النواء و انصباب المطار ‪.‬‬

‫و الّنوء سقوط نجم من منازل القمر الثمانية و العشرين اّلسستي عرفتهسسا تفصسسيل فسسي شسسرح‬
‫الفصل الرابع من فصول المختار التسعين في المغرب ‪ 1‬مع الفجر و طلسسوع رقيبسسه مسسن‬
‫ل نجم منهسسا إلسسى‬
‫ل ليلة إلى ثلثة عشر يوما ‪ ،‬و هكذا ك ّ‬ ‫المشرق من ساعته مقابل له في ك ّ‬
‫ن لها أربعة عشر يوما ‪.‬‬ ‫ل الجبهة فا ّ‬
‫انقضاء السنة إ ّ‬

‫سسلم قسسال ‪ :‬ثلثسة مسن عمسسل‬


‫و فى البحار من معسساني الخبسار مسسسندا عسسن البساقر عليسه ال ّ‬
‫الجاهلية ‪ :‬الفخر بالنساب ‪ ،‬و الطعن في الحساب ‪ ،‬و الستسقاء بالنواء ‪.‬‬

‫ي بسسن عبسد العزيسز عسسن‬


‫صدوق ) ره ( أخبرني محّمد بن هارون الزنجاني عسسن علس ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫ن النواء ثمانية و عشرون نجمسسا‬ ‫أبي عبيد أّنه قال ‪ :‬سمعت عّدة من أهل العلم يقولون ‪ :‬إ ّ‬
‫صيف و الشتاء و الّربيع و الخريف ‪،‬‬ ‫معروفة المطالع في أزمنة السنة كّلها من ال ّ‬

‫ل ثلث عشرة ليلة نجم في المغرب مع طلوع الفجر و يطلع آخسسر يقسسابله‬ ‫يسقط منها في ك ّ‬
‫في المشرق من ساعته ‪ ،‬و كلهما معلوم مسّمى و انقضاء هذه الثمانية و العشسسرين كّلهسسا‬
‫مع انقضاء السنة ‪ ،‬ثّم يرجع المر إلى النجم الّول مع استيناف السنة المقبلة و كانت فسسي‬
‫الجاهلية إذا سقط منها نجم و طلع آخر قالوا ‪ :‬ل بسّد أن يكسسون عنسسد ذلسسك ريسساح و مطسسر ‪،‬‬
‫ل غيث يكون عند ذلك إلى ذلك النجم الذي يسسسقط حينئذ فيقولسسون مطرنسسا بنسسوء‬ ‫فينسبون ك ّ‬
‫الثرّيا و الّدبران و السماك ‪ ،‬و ما كان من هذه النجوم فعلى هذا فهذه هي النواء واحسسدها‬
‫نوء و إنما سّمى نوء لنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء الطالع بالمشسسرق بسسالطلوع و‬
‫ل ناهض ينتقل بابطسساء‬ ‫هو ينوء نوء ‪ ،‬و ذلك النهوض هو النوء فسّمى النجم به و كذلك ك ّ‬
‫ل تبارك و تعالى ‪:‬‬‫فاّنه ينوء عند نهوضه ‪ ،‬قال ا ّ‬

‫لتنوء بالعصبة ُاولي القّوة ‪.‬‬

‫و فيه عن الجزرى في النهاية قال ‪ :‬قسسد تكسّرر ذكسسر النسسوء و النسسواء فسسي الحسسديث و منسسه‬
‫ل عليه و آله في أمسسر النسسواء ‪،‬‬‫ي صّلى ا ّ‬ ‫الحديث ‪ :‬مطرنا بنوء كذا قال ‪ :‬و إنما غّلظ النب ّ‬
‫لّ‬
‫ن‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬للللل للللل ) للل ( ‪.‬‬

‫] ‪[ 314‬‬

‫ل س و أراد بقسسوله مطرنسسا‬


‫العرب كانت تنسب المطر إليها ‪ ،‬فأما من جعل المطر من فعل ا ّ‬
‫لس تعسسالى قسسد‬
‫نا ّ‬
‫ن ذلسسك جسسايز ‪ ،‬أى إ ّ‬
‫بنوء كذا أى في وقت كذا و هو هذا النوء الفلنى فسسا ّ‬
‫أجرى العادة أن يأتى المطر في هذه الوقات ‪ ،‬انتهى ‪.‬‬

‫ل شسسريكا‬ ‫ل أو يجعل ا ّ‬ ‫و قال ابن العربى من انتظر المطر منها على أنها فاعلة من دون ا ّ‬
‫فيها فهو كافر ‪ .‬و من انتظر منها على اجراء العادة فل شيء عليسسه هسسذا و مسسن ذلسسك كّلسسه‬
‫ن العسسرب تضسسيف الثسسار‬ ‫سلم العواصف إلسسى النسسواء مسسن جهسسة أ ّ‬‫ن إضافته عليه ال ّ‬ ‫علم أ ّ‬
‫العلوّيسسة مسسن الّريسساح و المطسسار و كسسذلك الحسّر و السسبرد إليهسسا ) و يعلسسم مسسسقط القطسسرة و‬
‫ل سسقوطها و موضسع قرارهسا ) و مسسحب السّذرة و مجّرهسا ( أى محس ّ‬
‫ل‬ ‫مقّرهسا ( أى محس ّ‬
‫سحب صغار النمل و جّرها ) و ما يكفى البعوضسسة مسسن قوتهسسا ( قسسال السّدميرى فسسي حيسساة‬
‫ل أّنه أكثر أعضسساء مسسن‬ ‫الحيوان ‪ :‬البعوضة واحدة البعوض و البعوض على خلقة الفيل إ ّ‬
‫ن للفيل أربع أرجل و خرطوما و ذنبا ‪،‬‬ ‫الفيل ‪ ،‬فا ّ‬

‫و له مع هسسذه العضسساء رجلن زايسسدتان و أربعسسة أجنحسسة ‪ ،‬و خرطسسوم الفيسسل مصسسمت و‬
‫خرطومه مجّوف نافذ للجوف فأذا طعن به جسد النسان استقى الّدم و قذف به جوفه فهو‬
‫ضسسها و قسسويت علسسى خسسرق الجلسسود الغلظ ‪ ،‬و ممسسا‬
‫له كالبلعوم و الحلقوم و لذلك اشسستّد ع ّ‬
‫خى بخرطسسومه المسسسام‬ ‫ل أّنه اذا جلس على عضو من أعضاء النسان ل يزال يتو ّ‬ ‫ألهمه ا ّ‬
‫ق بشرة من جلد النسان فاذا وجدها وضع خرطومه فيها‬ ‫اّلتى يخرج منها العرق لّنها أر ّ‬
‫‪،‬‬

‫ق و يموت أو إلى أن يعجز عن الطيران و ذلك‬


‫ص الّدم إلى أن ينش ّ‬
‫و فيه من الشره أن يم ّ‬
‫سبب هلكه ‪.‬‬

‫ل في مقدم دماغها قّوة الحفظ و في وسطه‬ ‫قال ‪ :‬و البعوضة على صغر جرمها قد أودع ا ّ‬
‫سسسة الّلمسسس ‪ ،‬و‬
‫سسسة البصسسر ‪ ،‬و حا ّ‬
‫خره قسّوة السسذكر ‪ ،‬و خلسسق لهسسا حا ّ‬
‫قّوة الفكر ‪ ،‬و في مؤ ّ‬
‫سة الشم ‪ ،‬و خلق لها منفذا للغذاء ‪ ،‬و مخرجسسا للفضسسلة ‪ ،‬و خلسسق لهسسا جوفسسا و أمعسساء و‬ ‫حا ّ‬
‫عظاما ‪ ،‬فسبحان من قّدر فهدى ‪ ،‬و لم يخلق شيئا من المخلوقات سدى ‪.‬‬

‫) و ( يعلم ) ما تحمل النثى ( من البعوضة و من غيرها ) في بطنها ( كما قال‬

‫] ‪[ 315‬‬
‫عّز من قائل ‪ :‬و يعلم ما في الرحام ‪.‬‬

‫لس‬
‫ل سبحانه باعتبار تقّدم وجوده على ساير مخلوقسساته فقسسال ) و الحمسسد ّ‬ ‫ثّم عاد إلى حمد ا ّ‬
‫ن أو‬
‫ي أو عسسرش أو سسسماء أو أرض أو جسسا ّ‬ ‫الكسسائن ( أى الموجسسود ) قبسسل أن يكسسون كرسس ّ‬
‫انس ( ل يخفى ما في هذه العبارة من حسن التأدية ‪.‬‬

‫ن خلقناه من قبل‬ ‫سر قوله تعالى ‪ :‬و الجآ ّ‬ ‫ن ‪ ،‬و بهما ف ّ‬


‫ن إما إبليس أو أبو الج ّ‬ ‫و المراد بالجا ّ‬
‫ن من هو قال عطا‬ ‫ن الجا ّ‬
‫سموم ‪ ،‬قال الرازى في تفسير هذه الية ‪ :‬اختلفوا في أ ّ‬ ‫من نار ال ّ‬
‫عن ابن عباس ‪ :‬يريد إبليس و هسو قسول الحسسن و مقاتسل و قتسادة و قسال ابسن عبساس فسي‬
‫ن و هو قول الكثرين و سّمى جانا لتواريه عسسن العيسسن‬ ‫ن هو أبو الج ّ‬ ‫رواية اخرى ‪ :‬الجا ّ‬
‫ن فسسي الّلغسسة‬
‫سبب و الجنين متوار فسسي بطسسن أّمسسه و معنسسى الجسسا ّ‬ ‫ن جّنا لهذا ال ّ‬
‫كما سّمى الج ّ‬
‫ن المذكور هنا يحتمل أن يكون جانا لنه يسسستر نفسسسه‬ ‫ن الشيء إذا ستر فالجا ّ‬ ‫الساتر من ج ّ‬
‫عن بني آدم ‪ ،‬أو يكون الفاعل يراد به المفعول كما في ماء دافق و عيشة راضية ‪.‬‬

‫سسلم قسال ‪ :‬سسأل الشسام ّ‬


‫ي‬ ‫و في البحار من العلل و العيون عن الرضا عن آبسائه عليهسم ال ّ‬
‫ن فقال شومان و هو اّلذى خلق من مارج ‪.‬‬ ‫سلم عن اسم أبى الج ّ‬
‫أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫قال الطبرسي ‪ :‬من مارج من نار أى نار مختلط أحمسسر و أسسسود و أبيسسض عسسن مجاهسسد و‬
‫قيل المارج الصافي من لهب النار اّلذي ل دخان فيه ‪.‬‬

‫و قال البيضاوي في تفسير قوله ‪ :‬من نار السموم ‪ ،‬من نار شديد الحّر النافذ في المسام و‬
‫ل يمتنع خلق الحياة في الجرام البسيط كما ل يمتنع خلقها فسسي الجسسواهر المجسّردة فضسسل‬
‫عن الجساد المؤّلفة اّلتي الغالب فيها الجزء النارى فانها أقبل لهسسا مسسن اّلسستي الغسسالب فيهسسا‬
‫الجزء الرضي ‪ ،‬و قوله ‪ :‬من نار ‪ ،‬باعتبار الغالب كقوله ‪ :‬خلقكم من تراب ‪.‬‬

‫ثّم نزهه تعالى باعتبارات سلبّية أحدها أّنه ) ل يسدرك بسوهم ( كمسا نقسل عسن البساقر عليسه‬
‫ق معانيه فهو مخلوق مثلكم مردود إليكم ‪.‬‬ ‫سلم من قوله ‪ :‬كّلما مّيزتموه بأوهامكم في أد ّ‬‫ال ّ‬

‫] ‪[ 316‬‬

‫) و ( الثانى أنه ) ل يقّدر بفهم ( أى ل يحّد بفهم العقسسول ‪ ،‬و المسراد بسه و بسسابقه تنزيهسسه‬
‫سبحانه عن إدراك العقول و الوهام لذاته و قصورها عسسن الوصسسول إلسسى حقيقتسسه ‪ ،‬و قسسد‬
‫مّر برهان ذلك في شرح الفصل الثاني من الخطبة الولى و غيره أيضا ‪.‬‬

‫ن الجملة الّثانية يحتمل أن تكون تأكيدا للجملة الولى ‪،‬‬


‫و أقول هنا إ ّ‬

‫و يحتمل أن تكون تأسيسا ‪.‬‬


‫أما التأسيس فعلى أن يراد بالجملة الولى عدم إمكان إدراك القّوة الوهمّية لسسه و هسسى ق سّوة‬
‫جسمانّية للنسان محّلهسسا آخسسر التجويسسف الوسسسط مسسن السّدماغ مسسن شسسأنها إدراك المعسساني‬
‫الجزئية المتعّلقة بالمحسوسات كشجاعة زيد و سخاوته ‪ ،‬و هذه القّوة هي اّلتي تحكسسم فسسي‬
‫ن الولسسد معطسسوف عليسسه ‪ ،‬و هسسى حاكمسسة علسسى القسسوى‬ ‫ن السسذئب مهسسروب عنسسه و أ ّ‬‫الشاة بأ ّ‬
‫الجسمانية كّلها مستخدمة إياها استخدام العقل للقوى العقلّية ‪ ،‬و يراد بالجملة الثانيسسة عسسدم‬
‫امكان تقديره و تحديده بالقّوة العقلية ‪.‬‬

‫ن مسدركاتها منحصسرة علسى عسالم المحسوسسات و‬


‫أّما عسدم إمكسان إدراك الوهسام لسه فل ّ‬
‫ل سبحانه متعال عن ذلك ‪.‬‬ ‫الجسام و الجسمانيات ‪ ،‬و ا ّ‬

‫و أّما عدم إمكان تحديد العقول فلّنه ‪ 1‬ل جزء له و ما ل جزء له ل حّد لسسه حّتسسى يمكسسن‬
‫تحديده ‪.‬‬

‫و أيضا فهو سبحانه غاية الغايات فليس لذاته حّد و نهاية حّتى يكون له ح سّد معّيسسن و قسسدر‬
‫معلوم يمكن تقديره و تحديده كما لساير الممكنات ‪ ،‬قال عّز من قائل ‪:‬‬

‫ق قدره ‪.‬‬
‫لح ّ‬
‫و ما قدروا ا ّ‬

‫سلم في خطبة لسسه مرويسسة عسسن التوحيسسد لمسسا شسسبهه العسسادلون‬


‫و قال أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫بالخلق المبعض المحدود في صفاته ذي القطار و النواحى المختلفسسة فسسي طبقسساته و كسسان‬
‫ق قدره فقال تنزيها لنفسه عن‬ ‫عّز و جل الموجود بنفسه ل بأداته انتفى أن يكون قّدروه ح ّ‬
‫مشاركة النداد و ارتفاعها عن قياس المقّدرين له بالحدود من كفرة العبسساد ‪ :‬و مسسا قسسدروا‬
‫ق قدره ‪.‬‬
‫لح ّ‬‫ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ل للل للل للللللل لللللللل لللللللل‬
‫ل لل لل لللل لللللل » للل لل «‬

‫] ‪[ 317‬‬

‫فقد علم بذلك أّنه ل يقّدر بالحدود و النهايات الجسمانّية كمسسا أنسسه ل يق سّدر و ل يح سّد بالحسدّ‬
‫العقلى المرّكب من الجنس و الفصل و أما التأكيد فعلى أن يراد بالوهم في الجملة الولسسى‬
‫المعنى العّم من القسّوة الوهمّيسسة المتعّلقسسة بالمحسوسسسات جميعسسا و القسّوة العقلّيسسة المتعّلقسسة‬
‫بالمعقولت و اطلق الوهم على ذلسسك المعنسسى شسسايع فسسي السسستعمال وارد فسسى كسسثير مسسن‬
‫الخبار ‪.‬‬
‫ن جوهر الوهم بعينه هو جوهر العقسسل و مسسدركاته بعينسسه هسسو‬ ‫قال بعض المحققين ‪ :‬اعلم أ ّ‬
‫مدركات العقل ‪ ،‬و الفرق بينهما بالقصور و الكمال ‪ ،‬فما دامت القّوة العقلّية ناقصة كانت‬
‫ل متعّلقة بالمواّد مضافة‬‫ذات علقة بالمواّد الحسّية منتكسة النظر إليها ل تدرك المعانى إ ّ‬
‫س و المحسوسسسات عليهسسا ‪،‬‬ ‫س لضسسعفها و غلبسسة الحسسوا ّ‬
‫إليها ‪ ،‬و ربمسسا تسسذعن لحكسسام الحس ّ‬
‫فتحكم على غير المحسوس حكمها على المحسوس ‪ ،‬فما دامت في هذا المقام اطلق عليها‬
‫اسم الوهم ‪ ،‬فاذا استقام و قوى صار الوهم عقل و خلص عن الزيغ و الضلل و الفسسة و‬
‫الوبال ‪ ،‬انتهى ‪.‬‬

‫و على ذلك فيكون المقصود بالفهم في الجملة الثانية المعنى العّم أيضا ‪،‬‬

‫و يكون حاصل المراد بالجملتين عجسسز الوهسسام أى القسّوة الوهمّيسسة و العقلّيسسة جميعسسا عسن‬
‫ن تعّقله إّما بحصول صورة مساوية لذاته تعالى ‪،‬‬ ‫إدراك ذاته و تعّقل حقيقته ‪ ،‬ل ّ‬

‫ل ما له مثل‬‫أو بحضور ذاته المقّدسة و شهود حقيقته ‪ ،‬و الّول محال إذ ل مثل لذاته و ك ّ‬
‫أو صورة مساوية له فهو ذو ماهّية كّلية و هو تعالى ل ماهّية له ‪ ،‬و الثسساني محسسال أيضسسا‬
‫ل ما سواه من العقول و النفوس و الّذوات و الهوّيات فوجسوده منقهسر تحسست جللسه و‬ ‫إذ ك ّ‬
‫عظمتسسه و سسسلطانه القهسسار عيسسن الخفسساش فسسي مشسسهد نسسور الشسسمس ‪ ،‬فل يمكسسن للعقسسول‬
‫لقصورها عن درجة الكمال الواجبى إدراك ذاته علسسى وجسسه الكتنسساه و الحاطسسة بنعسسوت‬
‫جلله و صفات جماله ‪.‬‬

‫ل شسسأنه و عظسسم‬
‫فاّتضح من ذلك كّله أّنه سبحانه ل يدرك بالوهام ‪ ،‬و ل يقّدر بالفهام ج س ّ‬
‫سلطانه ‪.‬‬

‫) و ( الثالث أّنه ) ل يشغله سائل ( عن سائل آخر كما يشغل السائل من المخلوق‬

‫] ‪[ 318‬‬

‫لس الحسيّ‬
‫جهه إلى سائل آخر ‪ ،‬و ذلسك لقصسور ذواتنسا و قسدرتنا و علمنسسا ‪ ،‬و أّمسسا ا ّ‬‫عن تو ّ‬
‫القّيوم فلكمال ذاته و عموم قدرته و إحاطته فل يمنعه سؤال عن سسسؤال و ل يشسسغله شسسأن‬
‫عن شأن ‪.‬‬

‫أل ترى أّنه يرزق الخليق جميعا على قدر استحقاقهم في ساعة واحدة ‪ ،‬و كذا يحاسسسبهم‬
‫ل كلمسسح‬ ‫يوم القيامة دفعة كما قال عسّز مسسن قسسائل فسسي سسسورة النحسسل ‪ :‬و مسسا أمسسر السسساعة إ ّ‬
‫ل شسسيء قسسدير ‪ ،‬أي كرجسسع الطسسرف علسسى الحدقسسة إلسسى‬ ‫ل على ك ّ‬ ‫نا ّ‬
‫البصر أو هو أقرب إ ّ‬
‫ل واحسسدة كلمسسح‬ ‫أسفلها أو هو أقرب لنه يقع دفعة و قال في سسسورة القمسسر ‪ :‬و مسسا أمرنسسا إ ّ‬
‫بالبصر ‪ ،‬قال القّمى ‪ :‬يعنى يقول كن فيكون ‪.‬‬
‫) و ( الرابع أنه ) ل ينقصه نائل ( و عطاء كملوك الّدنيا إذ مقدوراته تعالى غير متناهيسسة‬
‫ل يد ‪ ،‬و هسسو نظيسسر قسسوله فسسي‬‫فكرمه ل يضيق عن سؤال أحد ‪ ،‬و يده بالعطاء أعلى من ك ّ‬
‫الفصل الّول من المختار التسعين ‪ :‬ل يعّزه المنع و الجمود و ل يكديه العطاء و الجسسود‬
‫ن أّولكسسم و‬‫‪ ،‬و قد مّر في شرحه رواية الحديث القدسى و هو قوله سبحانه ‪ :‬يا عبادى لو أ ّ‬
‫ل إنسسسان مسسسألته مسسا‬
‫آخركم و انسكم و جّنكم قاموا في صعيد واحد فسسسألونى فسسأعطيت ك س ّ‬
‫ل كما ينقص المخيط إذا دخل البحسسر أى ل تنقصسسه شسسيئا فسسا ّ‬
‫ن‬ ‫نقص ذلك مما عندى شيئا إ ّ‬
‫المخيط و إن كان يرجع بشىء محسوس قليل ‪ ،‬لكّنه لقّلته ل يعّد شيئا فكأّنه لم ينقص منسسه‬
‫سسسة البصسسر و إن كسسان‬ ‫شسسىء ) و ( الخسامس أّنسسه ) ل ينظسسر بعيسسن ( أى ليسسس إدراكسسه بحا ّ‬
‫س‪.‬‬‫بصيرا لتنّزهه عن المشاعر و الحوا ّ‬

‫ن الين عبسسارة عسسن نسسسبة الجسسسم إلسسى المكسسان و هسسو‬‫) و ( السادس أنه ) ل يحّد بأين ( ل ّ‬
‫لس‬
‫سبحانه منّزه عن ذلك لبرائته عن التحّيز روى في البحار من التوحيسد عسن أبسي عبسد ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم يهودى يقال له شجت فقال ‪:‬‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫سلم قال ‪ :‬أتى رسول ا ّ‬‫عليه ال ّ‬
‫ل رجعت ‪ ،‬فقسسال لسسه ‪ :‬سسسل‬ ‫يا محّمد جئت أسألك عن رّبك فان أجبتنى عما أسألك عنه و إ ّ‬
‫ل مكان و ليسس هسو فسي شسىء مسن المكسان‬ ‫عما شئت ‪ ،‬فقال ‪ :‬أين رّبك ؟ فقال ‪ :‬هو في ك ّ‬
‫بمحدود ‪ ،‬قال ‪ :‬فكيف هو ؟ فقال ‪ :‬و كيف أصف رّبى بالكيف‬

‫] ‪[ 319‬‬

‫ل ل يوصف بخلقه ‪.‬‬


‫و الكيف مخلوق و ا ّ‬

‫ل من شىء فقسسد جعلسسه محسسدثا ‪ ،‬و مسسن‬


‫نا ّ‬
‫سلم أيضا من زعم أ ّ‬‫ل عليه ال ّ‬
‫و عن أبي عبد ا ّ‬
‫زعم أّنه في شىء فقد جعله محصورا ‪ ،‬و من زعم أنه على شىء فقد جعله محمول قسسوله‬
‫سلم ‪ :‬محصورا أى عاجزا ممنوعا عن الخروج عن المكان ‪ ،‬أو محصورا بسسذلك‬ ‫عليه ال ّ‬
‫الشيء و محّويا به فيكون له انقطاع و انتهاء فيكون ذا حدود و أجزاء و قوله ‪:‬‬

‫محمول أى محتاجا إلى ما يحمله ‪.‬‬

‫ن الماكن كّلها حادثسسة و قسسد‬ ‫ل ل في مكان إ ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬


‫نا ّ‬
‫قال الصدوق ره ‪ :‬الدليل على أ ّ‬
‫ل قسسديم سسسابق للمسساكن ‪ ،‬و ليسسس يجسسوز أن يحتسساج الغنسسى‬ ‫ل عّز و جس ّ‬ ‫نا ّ‬‫قام الّدليل على أ ّ‬
‫ح اليسسوم أنسسه ل‬
‫القديم إلى ما كان غنّيا عنه ‪ ،‬و ل أن يتغّير عما لم يزل موجودا عليه فص س ّ‬
‫في مكان كما أّنه لم يزل كذلك و تصديق ذلك ما حّدثنا به القطان عن ابسن زكريسا القطسان‬
‫عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن أبيه عن سليمان المروزى عن سليمان بن مهران قال ‪:‬‬
‫ل في مكان ؟ فقال‬ ‫ل عّز و ج ّ‬‫نا ّ‬‫سلم ‪ :‬هل يجوز أن نقول إ ّ‬ ‫قلت لجعفر ابن محّمد عليه ال ّ‬
‫ن الكسسائن فسسي مكسسان‬‫ل و تعالى عن ذلك إنه لو كان في مكسسان لكسسان محسسدثا ‪ ،‬ل ّ‬ ‫‪ :‬سبحان ا ّ‬
‫محتاج إلى المكان و الحتياج من صفات الحدث ل القديم ‪.‬‬
‫) و ( السابع أّنه ) ل يوصف بالزواج ( و هي نفى الكمّيسسة المنفصسسلة عنسسه أى ليسسس فيسسه‬
‫اثنينية و تعّدد ‪.‬‬

‫لمة المجلسى ره ‪ :‬أى ل يوصف بالمثسسال أو الضسسداد أو بصسسفات الزواج أو‬‫و قال الع ّ‬
‫ن له صاحبة ‪.‬‬
‫ليس فيه تركب و ازدواج أمرين أو بأ ّ‬

‫) و ( الثسسامن أنسسه ) ل يخلسسق بعلج ( أى ل يحتسساج فسسي خلقسسه للمخلوقسسات إلسسى مزاولسسة و‬
‫معالجة و آلة و حيلة كساير أرباب الصنايع ‪ ،‬و إنما أمسره إذا أراد شسيئا أن يقسول لسه كسن‬
‫فيكون ‪.‬‬

‫] ‪[ 320‬‬

‫س ( لختصاص إدراكها بالجسام و الجسمانّيات و ا ّ‬


‫ل‬ ‫) و ( التاسع أنه ) ل يدرك بالحوا ّ‬
‫سبحانه منّزه عن الجسمّية و لواحقها ‪.‬‬

‫سسسلم‬
‫ل س عليسسه ال ّ‬
‫ل بن جوين العبدى عن أبي عبد ا ّ‬‫روى في البحار من التوحيد عن عبد ا ّ‬
‫س الخمسسس‬ ‫س و ل يدرك بالحوا ّ‬ ‫س و ل يم ّ‬
‫س و ل يج ّ‬‫ل الذي ل يح ّ‬
‫أّنه كان يقول ‪ :‬الحمد ّ‬
‫س أو لمسته اليدى فهو‬ ‫ل شيء حسسته الحوا ّ‬‫و ل يقع عليه الوهم و ل تصفه اللسن و ك ّ‬
‫مخلوق ‪.‬‬

‫) و ( العاشر أنه ) ل يقاس بالّناس ( أى ل يشبه شيئا من خلقه في جهة من الجهسسات كمسسا‬
‫سمة ‪.‬‬
‫يزعمه المشّبهة و المج ّ‬

‫سسلم‬
‫لس عليسه ال ّ‬
‫ضل بن عمر عسن أبسي عبسد ا ّ‬
‫روى في البحار من التوحيد بسنده عن المف ّ‬
‫ل تبارك و تعالى ل يشبه شيئا و ل يشبهه شسسيء‬ ‫نا ّ‬‫ل بخلقه فهو مشرك إ ّ‬
‫قال ‪ :‬من شّبه ا ّ‬
‫و كّلما وقع في الوهم فهو بخلفه ‪.‬‬

‫لس سسسبحانه ل يشسسبه شسسيئا مسسن خلقسسه مسسن جهسسة مسسن‬


‫نا ّ‬‫صدوق ) ره ( السّدليل علسسى أ ّ‬‫قال ال ّ‬
‫ل علسسى‬‫ل و هسى تسسد ّ‬‫ل محدثسة ‪ ،‬و ل جهسة محدثسة إ ّ‬ ‫الجهات أنه ل جهة لشيء من أفعسساله إ ّ‬
‫ل ثناؤه يشبه شسسيئا منهسسا لسسدّلت علسسى حسسدوثه مسسن حيسسث‬‫لجّ‬ ‫حدوث من هى له ‪ ،‬فلو كان ا ّ‬
‫دّلت على حدوث من هى له ‪ ،‬إذ المتماثلين في العقول يقتضسسيان حكمسسا واحسسدا مسسن حيسسث‬
‫ل قديم ‪ ،‬و محال أن يكون قديما مسسن جهسسة‬ ‫ل عّز و ج ّ‬‫نا ّ‬ ‫تماثل منها و قد قام الّدليل على أ ّ‬
‫حادثا من اخرى ‪.‬‬

‫لس تبسارك و تعسالى قسديم أّنسسه لسو كسان حادثسا لسوجب أن يكسسون لسسه‬ ‫نا ّ‬‫و من السّدليل علسسى أ ّ‬
‫ل بفاعل و لكسسان القسسول فسسي محسسدثه كسسالقول فيسسه و فسسي هسسذا‬
‫ن الفعل ل يكون إ ّ‬ ‫محدث ‪ ،‬ل ّ‬
‫وجود حادث قبل حادث ل الى أّول و هو محال ‪ ،‬فيصسح أّنسه لبسّد مسن صسانع قسديم و إذا‬
‫ل عليسسه يسسوجب قسدم صسسانعنا و يسد ّ‬
‫ل‬ ‫كان ذلك كذلك فاّلذي يسسوجب قسدم ذلسسك الصسسانع و يسد ّ‬
‫عليه ‪.‬‬

‫و الحاديعشر أّنه متكّلم ل كتكّلم المخلوقين و إليه أشار بقوله ) اّلذي كّلم » ج ‪« 20‬‬

‫] ‪[ 321‬‬

‫سلم في شاطىء الوادي اليمسن فسي البقعسسة المباركسسة ) تكليمسا ( أتسى بسه‬ ‫موسى ( عليه ال ّ‬
‫تأكيدا و دفعا لتوهم السامع التجّوز في كلمه سبحانه ‪ ،‬و قد عرفت تحقيق معنى كلمه و‬
‫كونه متكّلما في شرح المختار المأة و الّثامن و السبعين ‪.‬‬

‫و قوله ) و أراه من آياته عظيما ( يحتمل أن يراد بها اليات التسع المشار إليها فسسي قسسوله‬
‫سسلم ‪ :‬هسسى الجسراد و‬ ‫تعالى ‪ :‬و لقد آتينا موسى تسع آيات بّينسسات ‪ ،‬قسال الصسادق عليسه ال ّ‬
‫صسسافي‬‫القّمل و الضفادع و الّدم و الطوفان و البحر و الحجر و العصا و يده ‪ ،‬رواه في ال ّ‬
‫سلم مثله ‪.‬‬ ‫سلم و من العياشي عن الباقر عليه ال ّ‬ ‫من الخصال عنه عليه ال ّ‬

‫سلم و قد سأله نفر من اليهود عنها فقال ‪:‬‬


‫و فيه من قرب السناد عن الكاظم عليه ال ّ‬

‫العصا و إخراجه يده من جيبه بيضاء و الجراد و القّمل و الضفادع و الّدم و رفع الطسسور‬
‫ن و السلوى آيسسة واحسسدة و فلسسق البحسسر قسسالوا ‪ :‬صسسدقت و أن يسسراد بهسسا اليسسات اّلسستي‬
‫و الم ّ‬
‫ست و مسسن رؤيتسسه نسسارا بيضسساء تتقسسد‬‫ظهرت عند التكليم من سماع الصوت من الجهات ال ّ‬
‫من شجرة خضراء ل خضروية الشجر تطفى النار و ل النار توقد الشجرة ‪.‬‬

‫سلم فأقبل نحو الّنار يقتبس فاذا شجرة و نسسار تلتهسسب عليهسسا فلمسسا ذهسسب‬ ‫قال الباقر عليه ال ّ‬
‫نحو الّنار يقتبس منها أهوت إليه ففزع و عدا و رجعت النار إلى الشجرة فسسالتفت إليهسسا و‬
‫قد رجعت إلى الشجرة ‪ ،‬فرجع الثانية ليقتبس فأهوت إليسسه فعسسدا و تركهسسا ثسّم التفسست و قسسد‬
‫رجعت إلى الشجرة ‪ ،‬فرجع إليها الثالثة فأهوت إليه فعدا و لم يعّقسسب أى لسسم يرجسسع فنسساداه‬
‫ب العالمين قال موسى ‪ :‬فمسسا ال سّدليل علسسى ذلسسك ؟‬ ‫لر ّ‬ ‫ل أن يا موسى إّني أنا ا ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬
‫ا ّ‬
‫ل ‪ :‬ما في يمينك يا موسى قال ‪ :‬هى عصاى قال ‪ :‬ألقها يا موسى فألقيها فاذا‬ ‫قال عّز و ج ّ‬
‫ل خسذها و ل تخسسف اّنسسك مسسن‬ ‫لس عسّز و جس ّ‬‫هسسى حّيسسة تسسسعى ‪ ،‬ففسسزع منهسسا و عسسدا فنسساداه ا ّ‬
‫المنين ‪ ،‬هذا ‪.‬‬

‫و يؤّيد الحتمال الثاني أى كون المراد من اليات اليات الظاهرة عند التكّلسسم قسسوله عليسسه‬
‫سلم ) بل جوارح و ل أدوات و ل نطق و ل لهوات ( إذ الظاهر تعّلقه بالتكليم و على‬ ‫ال ّ‬

‫] ‪[ 322‬‬
‫ي‪.‬‬
‫الحتمال الّول يلزم الفصل بين المتعّلق و المتعّلق بالجنب ّ‬

‫ن كلمسسه مسسع موسسسى ليسسس ككلم البشسسر صسسادرا عسسن الحنجسسرة و اللسسسان و‬
‫و المراد به أ ّ‬
‫اللهوات أى اللحمات في سقف أقصى الفم و عن مخارج الحروف و غيرها بسل كّلسم معسه‬
‫بأن أوجد الكلم في الشجرة كما هو صريح قوله سبحانه ‪ :‬فلما أتيهسا نسسودى مسسن شساطىء‬
‫الوادى اليمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى هذا ‪.‬‬

‫و في كلمه دللة على عسدم جسواز وصسفه بسالنطق و لعّلسه لصسراحة النطسق فسي إخسراج‬
‫الحروف من المخارج ‪ ،‬بخلف الكلم ‪.‬‬

‫سلم آتيسسة فسسي الكتسساب و مروّيسسة فسسي الحتجسساج أيضسسا عسسدم‬


‫و يستفاد من خطبة له عليه ال ّ‬
‫جواز وصفه بالّلفظ أيضا بخلف القول حيث قال فيها ‪ :‬يخبر ل بلسان و لهوات و يسسسمع‬
‫ل بخروق و أدوات يقول و ل يلفظ و يحفظ و ل يتحّفظ ‪.‬‬

‫سسسر فيسسه أيضسسا صسسراحة التلفسسظ فسسي اعتمسساد اللفسسظ علسسى مقطسسع الفسسم و اسسستلزامه‬
‫ل ال ّ‬
‫و لع ّ‬
‫للدوات دون القول ‪.‬‬

‫ثّم نّبه على عجز القوى البشرّية عن وصف كماله تعالى بقوله ) بل إن كنت صسسادقا أّيهسسا‬
‫المتكّلف ( أى المتحّمل للكلفة و المشسّقة ) لوصسسف رّبسك ( فسي وصسسفه ) فصسف ( بعسض‬
‫خلقه و هو ) جبرئيل و ميكائيل و جنسود الملئكسسة المقّربيسن ( و المسسر للتعجيسسز كمسسا فسي‬
‫قوله تعالى ‪ :‬فأتوا بسورة من مثله ‪.‬‬

‫شارح البحراني ‪ :‬هى صورة قياس استثنائى مّتصل نّبه بسسه علسسى عجسسز مسسن يسّدعى‬ ‫قال ال ّ‬
‫وصف رّبه كما هو ‪ ،‬و تقديره إن كنسست صسسادقا فسسي وصسسفه فصسسف بعسسض خلقسسه و ينتسسج‬
‫باستثناء نقيض تاليه أى لكّنك ل يمكنك وصف هؤلء بالحقيقة فل يمكنك وصفه تعسسالى ‪،‬‬
‫ن وصفه تعالى إذا كان ممكنا لك فوصف بعض آثاره أسهل عليك ‪ ،‬و أما‬ ‫بيان الملزمة أ ّ‬
‫ن حقيقة جبرئيل و ميكائيل و سائر الملئكة المقّربين غيسسر معلومسسة لحسسد‬‫بطلن التالي فا ّ‬
‫من البشر ‪ ،‬و من عجز عن وصف بعض آثاره فهو عن وصفه أعجز ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬و يشهد بما ذكره هنا من عدم امكان وصف الملئكة على ما هى عليه ما تقّدم منه‬
‫سلم و مّنا في الفصل الخامس من فصول المختار التسعين و شرحه ‪ ،‬فقد‬
‫عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 323‬‬

‫مضى هناك انموزج من وصف الملئكة يتحّيسسر فيسسه العقسسول و يسسدهش الفهسسام و يقشسسعّر‬
‫الجلود فكيف إذا أريد البلوغ إلى غاية أوصافهم ‪.‬‬
‫و قوله ) في حجرات القدس ( أى منازل الطهارة عن العلقات العنصرّية و مقسساّر التنسّزه‬
‫عن تعّلقات النفس الّمارة ‪.‬‬

‫لمسسة المجلسسسي‬
‫و قسسوله ) مرجحّنيسسن ( أى خاضسسعين تحسست سسسلطانه و عظمتسسه و قسسال الع ّ‬
‫) ره ( أى ما يلين إلى جهة التحسست خضسسوعا لجلل البسسارى ع سّز سسسلطانه ‪ ،‬و يحتمسسل أن‬
‫يكون كناية عن عظمة شأنهم و ازانة قدرهم أو عن نزولهم وقتا بعد وقت بأمره تعالى ‪.‬‬

‫حالكونهم ) متوّلهة عقولهم ( أى متحّيرة متشّتتة ) أن يحّدوا أحسن الخالقين ( أى يسسدركوا‬


‫سلم في الفصل التاسع من‬ ‫حقيقته بحّد و يعرفوا كنه ذاته سبحانه و هو نظير قوله عليه ال ّ‬
‫المختار الّول ‪ :‬ل يتوّهمون رّبهم بالتصوير ‪ ،‬و ل يجرون عليه صفات المصنوعين ‪ ،‬و‬
‫ل يحّدونه بالماكن ‪ ،‬و ل يشيرون إليه بالنظاير ‪.‬‬

‫و لما نّبه على عجز العقول عن وصسسف كمسساله أردفسسه بسسالتنبيه علسسى مسسا يسسدرك مسسن جهسسة‬
‫الوصف فقال ) و انما يسسدرك بالصسسفات ( و يعسسرف بسسالكنه ) ذوو الهيئات و الدوات ( و‬
‫الجوارح و اللت اّلتي يحيط بها الفهام ‪ ،‬فيدركون و يعرفون من جهتها ‪.‬‬

‫) و ( كذا يدرك ) من ينقضي إذا بلغ أمد حّده بالفنا ( أى من ينقضي و يفنى إذا بلغ غايته‬
‫ل س سسسبحانه فلتنّزهسسه‬
‫‪ ،‬فانه تقف الفهام عليه و تحّلله إلى أجزائه فتطلع على كنهه ‪ ،‬فأّما ا ّ‬
‫صسسفات الزايسسدة و وجسسوب وجسسوده و عسسدم امكسسان تطسّرق الفنسساء و العسسدم‬
‫عن الهيئات و ال ّ‬
‫عليه ‪ ،‬فيستحيل الطلع على كنه ذاته و حقيقة صفاته ‪.‬‬

‫ل ظلم و أظلسم‬
‫ل هسو أضساء بنسوره كس ّ‬‫ثّم عّقب ذلك التنزيسه بالتوحيسد و قسال ‪ ) :‬فل إلسه إ ّ‬
‫ل نور ( ل يخفى حسن المقابلة و التطبيق بين القرينتين ‪.‬‬ ‫بظلمته ك ّ‬

‫و النور و الظلم في القرينة الولى يحتملن المحسسسوس و غيسسره ‪ ،‬فسسان اريسسد بسسه الظلم‬
‫المحسوس فالمراد إضسسائته بسسأنوار الكسسواكب و النيريسسن ‪ ،‬و إن اريسسد بسسه الظلم المعقسسول‬
‫أعنى ظلمة الجهل فالمراد إضائته بأنوار العلم و الشرايع ‪.‬‬

‫] ‪[ 324‬‬

‫ن جميع النوار المحسوسة أو المعقولة مضمحّلة في‬ ‫و أّما القرينة الثانية و المقصود بها أ ّ‬
‫نور علمه و ظلم بالنسبة إلى نور براهينسسه فسسي جميسسع مخلوقسساته الكاشسسفة عسسن وجسسوده و‬
‫كمال جوده هكذا قال الشارح البحراني ‪.‬‬

‫ل نور بل قال ‪ :‬أظلم بظلمته ‪ ،‬و هو ينافي هسسذا‬ ‫سلم لم يقل أظلم بنوره ك ّ‬ ‫و فيه إنه عليه ال ّ‬
‫ح ذلسسك التأويسسل فسسي‬
‫المعنى فالنسب أن يسسراد بسسالنور و الظلمسسة الوجسسود و العسسدم ‪ ،‬و يصس ّ‬
‫القرينة الولى أيضا فيكون الضاءة و الظلم فيهما كنايتين عن اليجاد و العدام قيل ‪:‬‬
‫ل نور لتق سّدمه رتبسسة‬
‫و يحتمل على بعد أن يكون الضمير في قوله ‪ :‬بظلمته ‪ ،‬راجعا إلى ك ّ‬
‫ن النور هو ما ينسب إليه تعالى فتلك الجهة نور و أما‬ ‫فيرجع حاصل الفقرتين حينئذ إلى أ ّ‬
‫الجهات الراجعة إلى الممكنات فكّلها ظلمة ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫از جمله خطب شريفه آنحضرت است روايت شده از نوف بكالى كه گفته خطبه فرمسسود‬
‫ل عليه و آله در كسسوفه در حسسالتيكه ايسسستاده بسسود آن‬
‫ما را باين خطبه أمير مؤمنان سلم ا ّ‬
‫حضسسرت بسسر سسسنگي كسسه نصسسب كسسرده بسسود آن سسسنگ را از بسسراى او جعسسدة بسسن هسسبيره‬
‫مخزومى پسر خواهر آنحضرت در حالتيكه در تن مبارك او دّراعه از پشم و دوالهسساى‬
‫شمشير او از ليف خرما بسسود ‪ ،‬و بسسر دو پسساى آن حضسسرت بسسود نعلينسسي از ليسسف و گويسسا‬
‫پيشاني مبارك او از كثرت سجود مانند زانوى شتر بود پس فرمود آن بزرگوار ‪:‬‬

‫حمد و ثناء معبود بحّقى را سزاست كه بسوى او است بازگشستهاى مخلوقسات و عسواقب‬
‫امسسورات ‪ ،‬حمسسد ميكنيسسم مسسا او را بسسر بزرگسسى احسسسان او و برهسسان نسسورانى او و بسسر‬
‫ق او قضسسا ‪ ،‬و از بسسراى‬‫افزونيهاى فضل و منت او چنان حمدى كسسه بشسسود از بسسراى ح س ّ‬
‫شكر او أداء ‪ ،‬و بسوى ثواب او نزديك كننده ‪ ،‬و زيادتى نيكوئى او را واجب سسسازنده و‬
‫طلب إعانت ميكنيم از او مثل طلسسب اعسسانت كسسسيكه اميسسد دارنسسده فضسسل او باشسسد ‪ ،‬آرزو‬
‫كننده منفعت او ‪ ،‬اعتماد كننده بدفع او ‪ ،‬اعتراف كننده بافضال و كرم او ‪ ،‬گردن‬

‫] ‪[ 325‬‬

‫نهنده بر او با كردار و گفتار ‪.‬‬

‫و ايمان ميآوريم او را مثل ايمان آوردن كسيكه اميدوار باشد باو در حالتيكه يقيسسن كننسسده‬
‫باشد ‪ ،‬و باز گردد بسوى او در حالتيكه ايمان آورنده باشسسد ‪ ،‬و خضسسوع خشسسوع كنسسد او‬
‫حد باشد‬ ‫را در حالتيكه گردن نهنده باشد ‪ ،‬و اخلص ورزد از براى او در حالتى كه مو ّ‬
‫‪ ،‬و تعظيم كند او را در حالتيكه تمجيد كننده شود ‪ ،‬و پنساه بسبرد بساو در حسالتيكه رغبست‬
‫كننده و سعى نماينده باشد ‪.‬‬

‫متولد نشد حق سبحانه و تعالى تا اينكه در عّزت شريك داشسسته باشسسد ‪ ،‬و پسسسر نسسدارد تسسا‬
‫اينكه ميراث برده شده و هالك گردد ‪ ،‬و مقّدم نشسسده بسسر او هيسسچ وقسست و زمسساني و نسسوبه‬
‫نوبه فراهم نيامده او را هيچ زيادتي و نقصاني ‪ ،‬بلكه آشكار شد بعقلهسسا بسسا آنچسسه نمايسسان‬
‫كرد ما را از علمات تدبير محكم و قضاء متقن ‪.‬‬

‫پسسس از جملسسه شسسواهد خلسسق او اسسست خلقسست آسسسمانها در حسسالتيكه ثسسابت و محكمانسسد‬
‫بىستونى ‪ ،‬و ايستادهاند بدون تكيهگاهى دعوت فرمسسود آنهسسا را پسسس اجسسابت كردنسسد در‬
‫حالتيكه اطاعت كننده بودند و انقياد نماينده بدون اينكه توّقف داشته باشند يا تأخير كننسسده‬
‫باشند ‪ ،‬و اگر نبود اقرار آنها بربسسوبّيت او و انقيسساد آنهسسا بطسساعت او نميگردانيسسد آنهسسا را‬
‫ل صسسعود كلمسسات طّيبسسات و‬ ‫ل عرش خود ‪ ،‬و نه مسكن از براى فرشتگان ‪ ،‬و نه مح ّ‬ ‫مح ّ‬
‫أعمال صالحه از خلق ‪.‬‬

‫گردانيد ستارهاى آسمانها را علمتها تا راه بيابد بسسا آنهسسا شسسخص متحّيسسر سسسرگردان در‬
‫محسسل اختلف راههسساى أطسسراف زميسسن ‪ ،‬مسسانع نشسسد از روشسسنى نسسور آن سسستارها شسّدت‬
‫تاريكى شب تيره ‪ ،‬و متمّكن نشد لباسهاى سياه ظلمتهسساى بسسا شسّدت از اينكسسه بسسر گردانسسد‬
‫آنچه كه شايع و ظاهر شده در آسمانها از درخشيدن نور ماه ‪.‬‬

‫پس تنزيه ميكنم آنكسى را كه پوشيده نميشود بر او سياهى ظلمت با شّدت و نسسه سسسياهى‬
‫شب آرميده در بقعهاى زمينها كه منخفض و پستاند ‪ ،‬و نه در كوههاى بلند سسسياه رنسسگ‬
‫مايل بسرخى كه قريب بيكديگرند ‪ ،‬و مخفى نميشود بر او آنچه‬

‫] ‪[ 326‬‬

‫كسسه آواز كنسسد بسسر او رعسسد در افسسق آسسسمان ‪ ،‬و آنچسسه كسسه متلشسسى و نسسابود ميشسسود از او‬
‫برقهاى أبر و بر آنچه كه ميافتسسد از بسسرگ درختسسان كسسه زايسسل ميگردانسسد آن بسسرگ را از‬
‫ل افتادن تند بادها كه حاصل ميشود بسبب سقوط نجوم ساقط از منازل قمر و بسسسبب‬ ‫مح ّ‬
‫ريخته شدن باران از آسمان و ميدانسسد جسساى افتسسادن قطرهسساى بسساران و قرارگسساه آن را و‬
‫ل كشيدن مورچهاى كوچك و مكان جّر آنرا و چيسسزى را كسسه كفسسايت كنسسد پشسسه را از‬ ‫مح ّ‬
‫خوراك آن و چيزى كه حمل نموده است آن را ماده در شكم خود ‪.‬‬

‫ستايش مر خدايراست كه موجود بود پيسسش از ايسسن كسسه بسسوده باشسسد كرسسسى يسسا عسسرش يسسا‬
‫آسمان يا زمين يا جان يسسا انسسان درك نميشسسود آن پروردگسسار بسسا وهسسم و گمسسان و أنسسدازه‬
‫كرده نميشود با فهم عقلها ‪ ،‬و مشغول نميگرداند او را سائلى از سائل ديگر ‪،‬‬

‫و كم نميگرداند بحر كرم او را هيچ عطائى ‪ ،‬و نگاه نميكند با چشم ‪ ،‬و محدود نميگردد‬
‫بامكسسان ‪ ،‬و موصسسوف نميشسسود بسسا جفتهسسا ‪ ،‬و نميآفرينسسد بمعسسالجه و مباشسسرت ‪ ،‬و ادراك‬
‫نميشود با حواس ظاهره و باطنه ‪ ،‬و قياس كرده نميشود بخلق آنچنسسان پروردگسسارى كسسه‬
‫سسسلم سسسخن گفتنسسي ‪ ،‬و نمايانيسسد او را أز علمتهسساى‬‫سخن گفت با جناب موسسسى عليسسه ال ّ‬
‫قدرت خود چيز بزرگى بى أعضا و جوارحى و بدون نطسسق و گوشسست پارهسسائى كسسه در‬
‫آخر دهن است و با آن نطق حاصل ميشود ‪.‬‬

‫بلكه أگر راست گوينده باشي تو اى مشقت كشنده در وصف پروردگار خود پس وصف‬
‫كن جبرئيل و ميكائيل و لشكرهاى فرشتگان را كه مقّرب درگاه اويند در منزلهاى قدس‬
‫و طهارت خاضع و مايلند بزير أز خضوع در حالتيكه متحّير اسسست عقلهسساى ايشسسان در‬
‫اينكه حدى قرار بدهند بهترين آفرينندهگان را ‪ ،‬و جز ايسسن نيسسست كسسه ادراك ميشسسود بسسا‬
‫صفتها صاحبان صورتها و آلتها و آنكسى كه منقضى ميشسسود بفنسسا و نيسسستى زمسسانى كسسه‬
‫برسد بغايت حد خود ‪ ،‬پس نيست هيچ معبود بحّقى غيسسر او كسسه روشسسن فرمسسود بسسا نسسور‬
‫خود هر تاريكى ‪ ،‬و تاريك گردانيد با تاريكى خود هر روشنى را ‪.‬‬

‫] ‪[ 327‬‬

‫ععععع عععععع‬

‫ن أحسسدا‬
‫ل اّلذي ألبسكم الّرياش ‪ ،‬و أسبغ عليكم المعاش ‪ ،‬و لسسو أ ّ‬
‫ل بتقوى ا ّ‬
‫أوصيكم عباد ا ّ‬
‫يجد إلى البقاء سّلما ‪ ،‬أو لدفع الموت سبيل ‪،‬‬

‫ن و النسسس مسسع الّنبسّوة و‬


‫خر لسسه ملسسك الجس ّ‬
‫سلم اّلسسذي سس ّ‬
‫لكان ذلك سليمان بن داود عليه ال ّ‬
‫عظيم الّزلفة ‪ ،‬فلّما استوفى طعمته ‪ ،‬و استكمل مّدته ‪،‬‬

‫طلسسة ‪ ،‬و‬
‫ي الفنآء بنبال المسسوت ‪ ،‬و أصسسبحت السّديار منسسه خاليسسة ‪ ،‬و المسسساكن مع ّ‬
‫رمته قس ّ‬
‫سالفة لعبرة ‪،‬‬ ‫ن لكم في القرون ال ّ‬
‫ورثها قوم آخرون ‪ ،‬و إ ّ‬

‫أيسسن العمالقسسة و ابنسسآء العمالقسسة ؟ أيسسن الفراعنسسة و أبنسساء الفراعنسسة ؟ أيسسن أصسسحاب مسسداين‬
‫س ؟ اّلذين قتلوا الّنبّيين ‪ ،‬و أطفؤا سسنن المرسسلين ‪ ،‬و أحيسوا سسنن الجّبسارين ‪ ،‬و أيسن‬ ‫الّر ّ‬
‫اّلذين ساروا بالجيوش ‪ ،‬و هزموا اللوف ‪،‬‬

‫و عسكروا العساكر ‪ ،‬و مّدنوا المداين ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) الرياش ( و الريش ما ظهر من اللبسساس ‪ ،‬و قيسسل ‪ :‬الريسساش جمسسع الريسسش و هسسو اللبسساس‬
‫الفاخر و ) المعاش ( و المعيشة مكتسب النسان اّلسسذى يعيسسش بسسه و ) السسّلم ( كسسّكر مسسا‬
‫سهام العربّية ل واحد لها من لفظها‬ ‫ى ( جمع القوس ‪ 1‬و ) النبل ( ال ّ‬
‫يرتقى عليه و ) القس ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ل للللل لللل للل لللل لللل ل لللل للل‬
‫لل لل لللل لل ل لل ل لل لل‬
‫للل ل ل لللل لللل‬
‫لللل للللل للل ل لل للل للل لل لل ل لل للل‬
‫للل للل للللل للل ل للل للل لللللل ‪.‬‬
‫] ‪[ 328‬‬

‫و ) العمالقة ( و العماليق أولد عمليسق وزان قنسديل أو عملق كقرطساس و هسسو مسن ولسد‬
‫سسسين‬
‫س ( بتشسسديد ال ّ‬
‫سلم حسبما تعرف و ) الفراعنة ( جمع فرعسسون و ) ال سّر ّ‬ ‫نوح عليه ال ّ‬
‫نهر عظيم بين آذربيجان و ارمينية و هو المعروف الن بالرس مبدؤه من مدينسسة طسسراز‬
‫و ينتهى إلى شهر الكّر فيختلطان و يصّبان في البحر ‪ ،‬و قسسال فسسي القسساموس ‪ :‬بئر كسسانت‬
‫صرها ‪.‬‬
‫سوه في بئر و ) مّدن ( المداين تمدينا م ّ‬‫لبقّية من ثمود كّذبوا نبّيهم و ر ّ‬

‫ععععععع‬

‫الباء في قوله بنبال الموت زايدة في المفعول ‪ ،‬و المداين مفعول لقسسوله مسّدنوا ل فيسسه كمسسا‬
‫هو واضح ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ل سبحانه و تمجيده و ذكر جملة مسسن صسسفات جللسسه و‬ ‫اعلم أنه لما افتتح الخطبة بتحميد ا ّ‬
‫نعوت جماله و أشار إلى عجائب قدرته و بدايع حكمتسسه فسسي ملكسسه و ملكسسوته فسسي الفصسسل‬
‫السابق منها ‪ ،‬أتبعسسه بهسسذا الفصسسل تسسذكرة و موعظسسة للمخسساطبين ‪ ،‬فأوصسسى بمسسا ل يسسزال‬
‫يوصى به و قال ‪:‬‬

‫ل ( اّلتي هي الزاد و بها المعاد زاد مبّلغ و معاد منجح و هسسى‬


‫ل بتقوى ا ّ‬
‫) أوصيكم عباد ا ّ‬
‫أن ل يراك حيث نهاك و ل يفقدك حيث أمرك ‪.‬‬

‫و انما عّقب بالموصول أعني قوله ) اّلذي ألبسكم الرياش و أسبغ عليكم المعسساش ( تأكيسسدا‬
‫للغرض المسوق له الكلم ‪ ،‬و تنبيها على أّنه سبحانه مع عظيم احسانه و مزيسسد فضسسله و‬
‫انعامه حيث أنعم عليكم باللباس و الرياش و أكمل عليكم المعاش اّلذين هما سببا حياتكم و‬
‫بهما بقاء نوعكم ‪ ،‬كيف يسوغ كفران نعمته بالعصيان ‪ ،‬و مقابلة عطوفته بالخطيئة ‪ ،‬بسسل‬
‫لزم مكافاة نعمائه بالتقوى ‪ ،‬و عطاياه بالحسنى ‪.‬‬
‫ال ّ‬

‫ضسللة الركسون‬
‫ب الّدنيا و كان عمدة أسباب الغفلسة و ال ّ‬
‫ل خطيئة هو ح ّ‬ ‫ثّم لما كان رأس ك ّ‬
‫ن أحدا يجد‬‫اليها و طول المل فيها نّبه على فنائها و زوالها بقوله ) و لو أ ّ‬

‫] ‪[ 329‬‬

‫إلى البقاء سّلما ( و وسيلة ) أو لدفع الموت سبيل ( و سببا ) لكسسان ذلسسك سسسليمان بسسن داود‬
‫سلطنة و الملك العظيم حيسسث‬ ‫ص من ساير الخلق لكمال ال ّ‬
‫سلم ( لّنه ) اّلذي ( اخت ّ‬‫عليه ال ّ‬
‫ن و النس ( و الوحش و الطير فهم يوزعسسون حسسسبما تعرفسسه تفصسسيل‬ ‫خر له ملك الج ّ‬
‫)سّ‬
‫ق سبحانه ‪.‬‬
‫عن قريب ) مع النبّوة و عظيم الزلفة ( و القربى إلى الح ّ‬

‫ن الّنبوة و التقّرب و المنزلة من الوسائل إلى البقاء لستجابة الّدعاء معهما فهما‬ ‫و معلوم أ ّ‬
‫ن الملك و السلطنة مظّنة لن تكون وسيلة إليسسه فسسي‬ ‫صل إليه في الباطن كما أ ّ‬ ‫مظّنتان للتو ّ‬
‫الظاهر لكّنه مع نبّوته و عظم سلطانه و قدرته على ما لم يقدر عليه غيره لسم يجسسد وسسيلة‬
‫سلم لسسم يجسسد وسسسيلة إلسسى‬
‫إلى البقاء ‪ ،‬فليس لحد بعده أن يطمع في وجدانه أما انه عليه ال ّ‬
‫ذلك ) ف ( لنه ) لما اسسستوفى طعمتسسه ( أى رزقسسه المقسّدر ) و اسسستكمل مسّدته ( المقسّررة‬
‫ي من المجاز العقلي و النسبة إلى‬ ‫ي الفناء بنبال الموت ( إسناد الّرمى إلى القس ّ‬ ‫) رمته قس ّ‬
‫ى و النبسسال اسسستعارة لمرامسسى المسسراض و‬ ‫اللسسة ‪ ،‬قسسال الشسسارح البحرانسسي ‪ :‬و لفسسظ القسس ّ‬
‫طلسسة و ورثهسسا‬‫أسبابها اّلتي هي نبال الموت ) و أصبحت الّديار منه خاليسسة و المسسساكن مع ّ‬
‫قوم آخرون ( ‪.‬‬

‫ي بن إبراهيم عسسن‬ ‫روى في البحار من العلل و العيون عن أحمد بن زياد الهمداني عن عل ّ‬


‫ي بسسن موسسسى الّرضسسا‬ ‫ي بن معبد عن الحسسسين بسسن خالسسد عسسن أبسسي الحسسسن علس ّ‬ ‫أبيه عن عل ّ‬
‫سسسلم‬‫سلم عن أبيه موسى بن جعفر » عن أبيه جعفسسر خ « بسسن محّمسسد عليهسسم ال ّ‬ ‫عليهما ال ّ‬
‫لس تبسسارك و تعسسالى قسسد‬ ‫نا ّ‬‫سلم قال ذات يوم لصسسحابه ‪ :‬إ ّ‬ ‫ن سليمان بن داود عليه ال ّ‬ ‫قال إ ّ‬
‫ن و الطيسسر و‬ ‫خر لسسي الّريسسح و النسسس و الجس ّ‬
‫وهب لي ملكا ل ينبغسسي لحسسد مسسن بعسسدى سس ّ‬
‫ل شيء و مع جميع ما اوتيت من الملسسك مسسا تسّم‬ ‫الوحوش و عّلمني منطق الطير و آتاني ك ّ‬
‫لي سرور يوم إلى الّليل ‪ ،‬و قد أحببت أن أدخل قصرى في غد فأصعد أعله و أنظر إلى‬
‫ل يرد على ما ينقص على يومى ‪ ،‬قالوا ‪ :‬نعم ‪.‬‬ ‫ي لئ ّ‬
‫ممالكي فل تأذنوا لحد عل ّ‬

‫فلما كان من الغد أخذ عصاه بيده و صعد إلى أعلى موضع من قصره و وقف متكئا على‬
‫عصاه ينظر إلى ممالكه مسرورا بما أوتى فرحا بما أعطى ‪ ،‬إذ نظر إلى‬

‫] ‪[ 330‬‬

‫ب حسن الوجه و الّلباس قد خرج عليه من بعض زوايا قصره ‪ ،‬فلما بصر به سسسليمان‬ ‫شا ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬من أدخلك إلى هذا القصر ؟ و قد أردت أن أخلسسو فيسسه اليسسوم فبسساذن مسسن‬ ‫عليه ال ّ‬
‫سسسلم ‪ :‬رّبسسه‬
‫دخلت ؟ فقال الشاب ‪ :‬أدخلنى هذا القصر رّبه و باذنه دخلسست ‪ ،‬فقسسال عليسسه ال ّ‬
‫ق به مّنى فمن أنت ؟ قال ‪ :‬أنا ملك الموت ‪ ،‬قسال ‪ :‬و فيمسا جئت ؟ قسال ‪ :‬جئت لقبسض‬ ‫أح ّ‬
‫ل أن يكسسون لسسي‬ ‫لس عسّز و جس ّ‬ ‫روحك قال ‪ :‬امض لما امرت به فهذا يوم سسسرورى و أبسسي ا ّ‬
‫سرورى دون لقائه ‪ ،‬فقبض ملك الموت روحه و هو متكىء على عصاه ‪.‬‬

‫ل و الّناس ينظرون إليه و هم يقّدرون‬


‫فبقى سليمان متكئا على عصاه و هو مّيت ما شآء ا ّ‬
‫ن سليمان قد بقى متكئا على عصسساه هسسذه‬
‫ى ‪ ،‬فافتتنوا فيه و اختلفوا فمنهم من قال ‪ :‬إ ّ‬
‫أّنه ح ّ‬
‫اليام الكثيرة و لم يتعب و لم ينم و لم ياكل و لسسم يشسسرب إّنسسه لرّبنسسا السسذي يجسسب علينسسا أن‬
‫ن سليمان ساحر إّنه يرينسا أنسسه واقسسف و متكىء علسى عصساه يسسحر‬ ‫نعبده ‪ ،‬و قال قوم ‪ :‬إ ّ‬
‫ل بما شآء ‪.‬‬‫ل و نبّيه يدّبر ا ّ‬‫ن سليمان هو عبد ا ّ‬ ‫أعيننا و ليس كذلك ‪ ،‬فقال المؤمنون ‪ :‬إ ّ‬

‫ل الرضة فدبت فسسي عصساه ‪ ،‬فلمسا أكلسست جوفهسا انكسسسرت‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫فلما اختلفوا بعث ا ّ‬
‫العصا و خّر سليمان من قصره على وجهه فشكر الجنّ للرضة صنيعها فلجسسل ذلسسك ل‬
‫ل ‪ :‬فلما قضينا‬ ‫ل عّز و ج ّ‬
‫ل و عندها مآء و طين ‪ ،‬و ذلك قول ا ّ‬ ‫توجد الرضة في مكان إ ّ‬
‫ل داّبسسة الرض تأكسسل منسسسأته ‪ ،‬يعنسسي عصسساه فلّمسسا خسّر‬
‫عليه الموت ما دّلهم على مسسوته إ ّ‬
‫ن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ‪.‬‬ ‫تبّينت الج ّ‬

‫سلم على العتبار بأحوال القرون الخالية و المم الماضية فقال ‪:‬‬
‫ثّم نّبه عليه ال ّ‬

‫ن لكم في القرون السسسالفة لعسسبرة ( و أشسسار إلسسى وجسسه العسسبرة علسسى سسسبيل السسستفهام‬
‫)واّ‬
‫التقريرى قصدا للتذكير و التذّكر بقوله ) أين العمالقة و أبناء العمالقة ( ‪.‬‬

‫سسلم كسسان‬
‫شارح المعتزلي ‪ :‬العمالقة أولد لوز بن ارم بسن سسالم بسسن نسوح عليسه ال ّ‬
‫قال ال ّ‬
‫الملك باليمن و الحجاز و ما تاخم ذلك من القاليم فمنهم عملق بن لوز ‪ ،‬و منهسسم طسسسم‬
‫بن لوز أخوه ‪ ،‬و منهم جديس بن لوز أخوهما ‪ ،‬و كسسان الع سّز و الملسسك بعسسد عملق بسسن‬
‫لور في طسم ‪ ،‬فلما ملكهم عملق بن طسم بغى و أكثر الفساد في الرض حّتى كان‬

‫] ‪[ 331‬‬

‫ضها قبل وصولها إلى البعل ‪،‬‬


‫يطأ العروس ليلة إهدائها إلى بعلها و إن كانت بكرا افت ّ‬

‫ففعل ذلك بامرأة من جديس يقال لها غفيرة بنت غفار ‪ ،‬فخرجت إلى قومها و هي تقول ‪:‬‬

‫ل مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن جسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسديس‬
‫ل أحسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسد أذ ّ‬
‫أهكذا يفعل بالعروس‬

‫فغضب لها أخوها السود بن غفار و تابعه قومه على الفتك بعملق بن طسم و أهل بيتسسه‬
‫فصنع السود طعاما و دعى العملق إليه ثّم وثب به و بطسم فأتى على رؤسسسائهم و نجسسا‬
‫منهم رباح بن مز فصار إلى ذى جيشان بن تبع الحميرى ملك اليمن ‪ ،‬فاستغاث بسسه علسسى‬
‫جديس فصار ذو جيشان في حمير فأتى بلد جّو و هي قصبة اليمامة و استأصسسل جسسديس‬
‫ل اليسير منهم ثّم ملك بعد طسم و‬ ‫كّلها و أخرب اليمامة فلم يبق لجديس باقية و ل لطسم إ ّ‬
‫جديس و باز بن ايم » بن ظ « لوز بن ارم فسار بولده و أهله و نزل برمل عالسسج فبغسسوا‬
‫ل ‪ ،‬ثّم ملك الرض بعد وباز عبد صحم بن اثيف بسسن لوز‬ ‫في الرض حينا حّتى أفناهم ا ّ‬
‫فنزلوا بالطايف حينا ثّم بادوا ‪.‬‬
‫قال الشارح ‪ :‬و ممن يعّد من العمالقة عاد و ثمود ‪.‬‬

‫فأّما عاد فهو ابن عويص بن ارم بن سام بن نوح كان يعبد القمر يقسال إّنسه كسان رأى مسن‬
‫صلبه أولدا و أولد أولد أربعسة آلف ‪ ،‬و أّنسه نكسح ألسف جاريسة و كسان بلده الحقساف‬
‫المذكورة في القرآن ‪ ، 1‬و هي من شجر عّمان إلى حضرموت ‪ ،‬و من أولده شّداد ابسسن‬
‫عاد صاحب المدينة المذكورة في سورة الفجر ‪.‬‬

‫سلم ‪ ،‬و كانت ديسساره بيسسن الشسسام‬


‫و أّما ثمود فهو ابن عابر بن ارم بن سام بن نوح عليه ال ّ‬
‫و الحجاز إلى ساحل بحر الحبشة ‪.‬‬

‫) أين الفراعنة و ابناء الفراعنسسة ( و هسسم ملسسوك مصسسر فمنهسسم الوليسسد بسسن الريسسان فرعسسون‬
‫سلم ‪ ،‬و منهم الوليسسد بسسن مصسسعب فرعسسون موسسسى ‪ ،‬و منهسسم فرعسسون بسسن‬ ‫يوسف عليه ال ّ‬
‫العرج اّلذي غزا بني إسرائيل و أخرب بيت المقّدس ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ل لل لل للل ‪ :‬ل للل ل لل ل ل لل لل لل لل‬
‫لللل لللللللل ل للل لل لللل لللللل ل ‪ :‬ل ل‬
‫لل ل لل ل ل ل ل لللل ل لللل لل ل لل ل لل لل‬
‫للللللل لللللل للل ل ل للل ل لل لل ل لل لل‬
‫لل للل لل ل لللل ل لللل لل ل ل لللل لللل ل‬
‫) للل لل ( ‪.‬‬

‫] ‪[ 332‬‬

‫) أين أصسسحاب مسسداين السّرس ( و سسستعرف انبسسائهم فسسي التسسذييل التسسي ‪ ،‬و هسسم ) اّلسسذين (‬
‫ب العالمين و ) قتلوا النبّيين ( مظلومين ) و أطفسسؤا سسسنن المرسسسلين ( و شسسرايع‬ ‫جحدوا ر ّ‬
‫السّدين ) و أحيسسوا سسسنن الجّبسسارين ( و بسسدع الشسسياطين ) و أيسسن ( الملسسوك ) اّلسسذين سسساروا‬
‫بالجيوش و هزموا اللوف ( و فتحوا المصار ) و عسسسكروا العسسساكر ( و جمعسسوهم ) و‬
‫مّدنوا المداين ( و بنوها ‪.‬‬

‫و ينبغى‬
‫ععععع ععع ععععع عع عععععع عععععع‬
‫ععععع عع ععععع ععععع ععع عععععع ع ع عععع‬
‫عععع‬
‫عععع ععع‬

‫المشار إليه في هذا الفصل قال تعالى في سورة النمل ‪ :‬و لقد آتينسسا داود و سسسليمان فضسسل‬
‫ضلنا على كثير من عباده المسسؤمنين ‪ ،‬و ورث سسسليمان داود و قسسال‬ ‫ل اّلذي ف ّ‬
‫و قال الحمد ّ‬
‫ن هذا لهو الفضل المسسبين ‪ .‬و فسسي‬ ‫ل شيء إ ّ‬
‫يا أّيها الّناس عّلمنا منطق الطير و ُأوتينا من ك ّ‬
‫سورة سبأ ‪ :‬و لسليمان الريح غدّوها شهر و رواحها شهر و أسلنا لسسه عيسسن القطسسر و مسسن‬
‫ن من يعمل بين يديه باذن رّبه و من يزغ منهم عن أمرنسسا نسسذقه مسسن عسسذاب السّسسعير ‪،‬‬ ‫الج ّ‬
‫يعملون له ما يشاء من محاريب و تماثيل و جفان كسالجواب و قسسدرو راسسسيات اعملسسوا آل‬
‫داود شكرًا و قليل من عبادى الشكور ‪.‬‬

‫سلم في روايسسة اكمسسال السسدين إنّ‬ ‫صادق عليه ال ّ‬‫قوله سبحانه ‪ :‬و ورث سليمان داود قال ال ّ‬
‫ل أوحى إليه يأمره بسسذلك فلمسسا‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫نا ّ‬
‫سلم أراد أن يستخلف سليمان ل ّ‬ ‫داود عليه ال ّ‬
‫جوا من ذلك و قالوا ‪ :‬يستخلف علينا حدثا و فينا من هو أكبر منه ‪،‬‬ ‫أخبر بني إسرائيل ض ّ‬
‫ى عصا أثمسسرت‬ ‫فدعى أسباط بني إسرائيل فقال لهم ‪ :‬قد بلغنى مقالتكم فأرونى عصّيكم فأ ّ‬
‫ل واحسد منكسم اسسمه علسى‬ ‫ي المر بعدي ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬رضينا ‪ ،‬و قال ‪ :‬ليكتب ك ّ‬ ‫فصاحبها ول ّ‬
‫عصاه ‪ ،‬فكتبوا ثّم جاء سليمان بعصاه فكتب عليها اسمه ثّم ادخلسست بيتسسا و اغلسسق البسساب و‬
‫حرسه رؤوس أسباط بني إسرائيل ‪ :‬فلما أصبح صّلى بهم الغداة ثّم‬

‫] ‪[ 333‬‬

‫أقبل ففتح لهم الباب فأخرج عصّيهم و قد ورقت عصا سليمان و قد أثمرت ‪ ،‬فسّلموا ذلسسك‬
‫سلم ‪.‬‬
‫لداود عليه ال ّ‬

‫سلم قال ‪:‬‬


‫و في البحار من محاسن البرقي عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه ال ّ‬

‫استخلف داود سليمان و هو ابن ثلثة عشر سنة ‪ ،‬و مكث في ملكه أربعين سنة ‪.‬‬

‫ل أنّ‬
‫ص بالنسسسان إ ّ‬ ‫ن الّنطسسق عبسسارة و هسسو مختس ّ‬ ‫و قوله ‪ » :‬عّلمنا منطق الطير « قيل ‪ :‬إ ّ‬
‫طيسسر‬
‫ي بن عيسسسى إن ال ّ‬ ‫سليمان لما فهم معنى صوت الطير سّماه منطقا مجازا ‪ ،‬و قال عل ّ‬
‫سلم معجزة له كما أخبر عن الهدهد ‪ ،‬و منطسسق الطيسسر صسسوت‬ ‫كانت تكّلم سليمان عليه ال ّ‬
‫يتفاهم به معانيها على صيغة واحدة بخلف منطق الناس اّلذي يتفاهمون به المعاني علسسى‬
‫ن أفهامهسسا‬‫صيغ مختلفة ‪ ،‬و لذلك لم نفهم عنها مع طول مصاحبتها و لم يفهم هي عنسسا ‪ ،‬ل ّ‬
‫مقصورة على تلك المور المخصوصسسة ‪ ،‬و لّمسسا جعسسل سسسليمان يفهسسم عنهسسا كسسان قسسد علسسم‬
‫منطقها ‪.‬‬
‫ل شيء تؤتى النبياء و الملوك ‪،‬‬
‫ل شيء أى من ك ّ‬
‫قوله ‪ :‬و ُأوتينا من ك ّ‬

‫ل شيء يطلبه طالب لحاجته اليه و انتفاعه به ‪.‬‬


‫و قيل ‪ :‬من ك ّ‬

‫خرنا‬
‫و قسسوله ‪ :‬و لسسسليمان الّريسسح غسسدّوها شسسهر و رواحهسسا شسسهر قسسال الطبرسسسي أى و سس ّ‬
‫خرة مسير شهر و مسير رواحها مسير شسسهر ‪،‬‬ ‫لسليمان الريح مسير غدّو تلك الريح المس ّ‬
‫و المعنى أنها كانت تسير في اليوم مسيرة شهرين للّراكب قال قتادة ‪:‬‬

‫كانت تغدو مسيرة شهر إلى نصف النهار و يروح مسيرة شهر إلى آخسسر النهسسار ‪ ،‬و قسسال‬
‫الحسن ‪ :‬كانت تغدو من دمشق فيقبل باصطخر من أرض اصفهان و بينهما مسيرة شسسهر‬
‫للمستريح ‪ ،‬و تروح من اصطخر فتبيت بكابسسل و بينهمسسا مسسيرة شسهر تحملسسه الّريسح مسسع‬
‫ل الّريح بدل من الصافنات الجياد ‪.‬‬
‫جنوده أعطاه ا ّ‬

‫» و أسلنا له عين القطر « أى أذبنا له عين النحاس و أظهرناها له ‪.‬‬

‫ن مسسن بحضسسرته‬ ‫خرنا له من الج ّ‬


‫ن من يعمل بين يديه باذن رّبه « المعنى و س ّ‬‫» و من الج ّ‬
‫و امام عينه ما يأمرهم به من العمال كما يعمل الدمى بين يدى الدمى بأمر رّبه تعسسالى‬
‫‪ ،‬و كان يكّلفهم العمال الشاّقة ‪ ،‬و فيه دللة على أّنه قد كان من الج ّ‬
‫ن‬

‫] ‪[ 334‬‬

‫خر له ‪.‬‬
‫من هو غير مس ّ‬

‫» و من يزغ منهم عن أمرنا نذقه مسن عسذاب السسعير « أى مسن يعسدل مسن هسؤلء الجسنّ‬
‫خرناهم لسليمان عما أمرناهم بسسه مسسن طاعسسة سسسليمان نسسذقه مسسن عسسذاب النسسار فسسي‬
‫اّلذين س ّ‬
‫لس سسسبحانه وّكسسل بهسسم‬
‫نا ّ‬
‫الخرة عن أكثر المفسرين ‪ ،‬و قيل ‪ :‬نذقه العذاب فسسي السّدنيا و أ ّ‬
‫ملكا بيده سوط من نار فمن زاغ منهم من طاعة سليمان ضربه ضربة أحرقته ‪.‬‬

‫» يعملسسون لسسه مسسا يشسساء مسسن محسساريب « و هسسى السسبيوت الشسسريفة الشسسريعة قيسسل ‪ :‬و هسسى‬
‫القصور و المساجد يتعّبد فيها عن قتادة و الجبائي ‪ ،‬قال ‪ :‬و كان مما عملوا بيت المقسسّدس‬
‫ل سّلط على بني اسرائيل الطاعون فهلك خلق كسسثير فسسي يسسوم واحسسد‬ ‫ل عّز و ج ّ‬
‫و قد كان ا ّ‬
‫لس‬
‫صعيد بالّذرارى و الهلين و يتضّرعوا إلسسى ا ّ‬ ‫فأمرهم داود أن يغتسلوا و يبرزوا الى ال ّ‬
‫تعالى لعّله يرحمهم ‪ ،‬و ذلك صعيد بيت المقدس قبسسل بنسساء المسسسجد ‪ ،‬و ارتفسسع داود عليسسه‬
‫لس سسسبحانه و سسسجدوا معسسه ‪ ،‬فلسسم يرفعسسوا‬‫صخرة فخسّر سسساجدا يبتهسسل إلسسى ا ّ‬ ‫سلم فوق ال ّ‬‫ال ّ‬
‫ل عنهم الطاعون ‪.‬‬ ‫رؤوسهم حتى كشف ا ّ‬
‫ل تعالى قسسد‬
‫نا ّ‬‫ل داود في بني اسرائيل جمعهم داود بعد ثلث و قال لهم ‪ :‬إ ّ‬ ‫فلما أن شفع ا ّ‬
‫ن عليكم و رحمكم فجّددوا شكرا بأن تّتخذوا من هذا الصعيد السسذي رحمكسسم فيسسه مسسسجدا‬ ‫مّ‬
‫سسسلم ينقسسل الحجسسارة لهسسم علسسى‬ ‫ففعلوا ‪ ،‬و أخذوا في بناء بيت المقدس فكسسان داود عليسسه ال ّ‬
‫سسسلم يسسومئذ سسسبع و‬‫عاتقة ‪ ،‬و كذلك خيار بني اسرائيل حّتى رفعوه قامة و لسسداود عليسسه ال ّ‬
‫ن تمام بنائه يكون علسسى يسسد‬ ‫سلم أ ّ‬ ‫ل تعالى إلى داود عليه ال ّ‬
‫عشرون و مأة سنة ‪ ،‬فأوحى ا ّ‬
‫ابنه سليمان ‪.‬‬

‫ب إتمام بيت‬ ‫ل تعالى و استخلف سليمان فأح ّ‬ ‫فلما صار داود ابن أربعين و مأة سنة توّفاه ا ّ‬
‫ل طائفسسة منهسسم بعمسسل ‪،‬‬‫ص كس ّ‬
‫ن و الشسسياطين فقسسسم عليهسسم العمسسال يخس ّ‬
‫المقدس فجمع الج ّ‬
‫ن و الشياطين في تحصيل الرخام و المها البيض الصافي من معسسادنه و أمسسر‬ ‫فأرسل الج ّ‬
‫ل ربض منها سبطا‬ ‫ببناء المدينة من الرخام و الصفاح و جعلها اثنا عشر ربضا و أنزل ك ّ‬
‫من السباط ‪.‬‬

‫] ‪[ 335‬‬

‫جه الشسسياطين فرقسسا فرقسسة يسسستخرجون‬ ‫فلما فرغ من بناء المدينة ابتدء في بناء المسجد فسسو ّ‬
‫الذهب و اليواقيت من معادنها ‪ ،‬و فرقة يقلعون الجواهر و الحجار من أماكنها ‪ ،‬و فرقة‬
‫يأتونه بالمسك و العنبر و ساير الطيب ‪ ،‬و فرقة يأتونه بالدّر من البحسسار فساوتى مسسن ذلسسك‬
‫ل تعالى ثسّم احضسسر الصسسناع و أمرهسسم بنحسست تلسسك الحجسسار حّتسسى‬ ‫لا ّ‬‫بشيء ل يحصيه إ ّ‬
‫يصيروها ألواحا و معالجة تلك الجواهر و الللي ‪.‬‬

‫و بنى سليمان المسجد بالرخسسام البيسض و الصسسفر و الخضسر و عمسسده بأسساطين المهسسا‬
‫الصسسافي و سسسقفه بسسألواح الجسسواهر و فضسسض سسسقوفه و حيطسسانه بسسالللي و اليسسواقيت و‬
‫الجواهر و بسط أرضه بألواح الفيروزج ‪ ،‬فلم يكن في الرض بيت أبهى منسسه و ل أنسسور‬
‫من ذلك المسجد كان يضىء في الظلمة كالقمر ليلة البدر ‪.‬‬

‫ل س تعسسالى و اّتخسسذ ذلسسك اليسسوم‬


‫فلما فرغ منه جمع إليه خيار بني إسرائيل فأعلمهم أنه بناه ا ّ‬
‫الذي فرغ منه عيدا ‪.‬‬

‫فلم يزل بيت المقدس على ما بناه سسسليمان حّتسسى غسسزا بخسست نصسسر بنسسي اسسسرائيل فخسسرب‬
‫المدينة و هدمها و نقض المسجد و أخسسذ مسسا فسسي سسسقوفه و حيطسسانه مسسن السّذهب و السّدر و‬
‫اليواقيت و الجواهر ‪ ،‬فحملها إلى دار مملكته من أرض العراق ‪.‬‬

‫قال سعيد بن المسّيب لما فرغ سليمان من بناء بيت المقدس تغلقت أبوابه فعالجها سسسليمان‬
‫ل فتحت البسسواب ففسسرغ لسسه‬
‫سلم إ ّ‬
‫فلم تنفتح حّتى قال في دعائه بصلوات أبي داود عليه ال ّ‬
‫عشرة آلف من قرآء بني اسرائيل خمسة آلف بالليسسل و خمسسسة آلف بالنهسسار و ل يسسأتي‬
‫ل فيها ‪.‬‬
‫ل و يعبد ا ّ‬
‫ساعة من ليل و نهار إ ّ‬

‫ن تعملها ‪ ،‬ثّم اختلفوا فقال‬‫» و تماثيل « يعني صورا من نحاس و شبه و زجاج كانت الج ّ‬
‫سسسباع و البهسسايم‬
‫بعضهم كانت صورا للحيوانات ‪ ،‬و قال آخسسرون كسسانوا يعملسسون صسسور ال ّ‬
‫على كرسّيه ليكون أهيب له ‪.‬‬

‫فذكروا أّنهم صّوروا أسدين أسفل كرسّيه و نسرين فوق عمودى كرسّيه فكان إذا أراد أن‬
‫يصعد الكرسي بسط السدان ذراعيهما ‪ ،‬و إذا عل على الكرسي نشر النسران أجنحتهما‬
‫ن ذلك كان مما ل يعرفه أحد‬
‫شمس ‪ ،‬و يقال ‪ :‬إ ّ‬
‫فظّلله من ال ّ‬

‫] ‪[ 336‬‬

‫من الّناس ‪.‬‬

‫فلما حاول بخت نصر صعود الكرسي بعد سليمان حين غلب على بني إسرائيل لم يعرف‬
‫كيف كان يصعد سليمان ‪ ،‬فرفع السد ذراعيه فضرب ساقه فقّدها فوقع مغشسّيا عليسسه فمسسا‬
‫جسر أحد بعده أن يصعد ذلك الكرسي ‪.‬‬

‫لس‬
‫قال الحسن و لم يكن يومئذ التصاوير محرمة و هى محظورة في شريعة نبّينسا صسّلى ا ّ‬
‫ل المصّورين ‪ ،‬و يجوز أن يكره ذلك فسسي زمسسن دون‬
‫عليه و آله و سّلم ‪ ،‬فانه قال ‪ :‬لعن ا ّ‬
‫زمن ‪،‬‬

‫طيسسر‬
‫ل من الطيسسن كهيئة ال ّ‬
‫سلم كان يصّور بأمر ا ّ‬ ‫ن المسيح عليه ال ّ‬
‫ل سبحانه أ ّ‬
‫و قد بّين ا ّ‬
‫و قال ابن عّباس كانوا يعملون صور النبياء و العّباد في المساجد ليقتدى بهم ‪.‬‬

‫ل ما هى تماثيل النساء و الرجسسال و لكنهسسا‬


‫سلم انه قال ‪ :‬و ا ّ‬
‫صادق عليه ال ّ‬
‫و روى عن ال ّ‬
‫الشجر و ما أشبهه ‪.‬‬

‫» و جفان كسالجواب « أى صسحاف كالحيساض اّلستي يجسبى فيهسسا المساء أى يجمسع و كسسان‬
‫سلم يصلح طعام جيشه في مثل هذه الجفسسان ‪ ،‬فسسانه لسسم يمكنسسه أن يطعمهسسم‬ ‫سليمان عليه ال ّ‬
‫ل جفنة ألسسف رجسسل يسسأكلون‬ ‫في مثل قصاع الناس لكثرتهم ‪ ،‬و قيل ‪ :‬انه كان يجمع على ك ّ‬
‫من بين يديه ‪.‬‬

‫ن ‪ ،‬عن قتادة و كانت باليمن‬‫ن لعظمه ّ‬


‫» و قدور راسيات « أى ثابتات ل يزلن عن أمكنته ّ‬
‫سلم يطعم جنده ‪.‬‬‫و قيل كانت عظيمة كالجبال يحملونها مع أنفسهم و كان سليمان عليه ال ّ‬
‫سسسلم‬‫و فى البحار عن صاحب الكامل قال ‪ :‬لما توّفى داود ملك بعده ابنه سسسليمان عليسسه ال ّ‬
‫خر له الجسس ّ‬
‫ن‬ ‫على بني إسرائيل و كان عمره ثلث عشر سنة ‪ ،‬و أتاه مع الملك النبّوة و س ّ‬
‫و النس و الشياطين و الطير و الريح ‪ ،‬فكان إذا خرج من بيته إلى مجلسسسه عكفسست عليسسه‬
‫ن و الشسسياطين‬ ‫ن متى يجلس فيه ‪ ،‬قيل ‪ :‬أنه سخر له الريح و الج ّ‬ ‫الطير و قام النس و الج ّ‬
‫ل إليه و كان أبيسسض جسسيما كسسثير الشسعر‬ ‫و الطير و غير ذلك بعد أن زال ملكه و أعاده ا ّ‬
‫يلبس البياض ‪ ،‬و كان يأكل من كسبه ‪ ،‬و كان كسسثير الغسزو ‪ ،‬و كسسان إذا أراد الغسزو أمسر‬
‫فعمل بساط من خشب يسع عسكره فيركبون عليه هم و دوابهم » ج ‪« 21‬‬

‫] ‪[ 337‬‬

‫و ما يحتاجون إليه ‪ ،‬ثّم أمر الريح فسار في غدوته مسيرة شهر و في روحته كذلك ‪،‬‬

‫لس أخيسرا أنسه ل يتكّلسم أحسد بشسيء إ ّ‬


‫ل‬ ‫و كان له ثلثمأة زوجة و سبعمأة سرية و أعطساه ا ّ‬
‫حملته الريح فيعلم ما يقول ‪.‬‬

‫و فيه من كتاب قصص النبياء بالسناد عن أبي حمزة عن الصبغ بن نباته قال ‪:‬‬

‫خرج سليمان بن داود من بيت المقّدس مع ثلثمائة ألف كرسى عن يمينه عليها النسسس و‬
‫ن ‪ ،‬و أمر الطير فسسأظّلتهم و أّمسسا الريسسح فحملتهسسم‬
‫ثلثمأة ألف كرسى عن يساره عليها الج ّ‬
‫حّتى وردت بهم المداين ‪ ،‬ثسّم رجسع و بسات فسي اصسطخر ‪ ،‬ثسّم غسدا فسانتهى إلسى جزيسرة‬
‫بركاوان ‪ ،‬ثّم أمر الريسسح فخفضسستهم حّتسسى كسسادت أقسسدامهم يصسسيبها المسساء ‪ ،‬فقسسال بعضسسهم‬
‫لبعض ‪ :‬هل رأيتم ملكا أعظم من هذا ؟ فنسسادى ملسسك ‪ :‬لثسسواب تسسسبيحة واحسسدة أعظسسم ممسسا‬
‫رأيتم ‪.‬‬

‫سلم قال ‪ :‬كان ملك سليمان ما بين الشسسامات‬


‫و فيه منه عن الثمالي عن أبي جعفر عليه ال ّ‬
‫إلى بلد اصطخر ‪.‬‬

‫سسسلم كسسان‬
‫ن سليمان بن داود عليسسه ال ّ‬
‫و فيه عن الطبرسي قال ‪ :‬قال محّمد بن كعب بلغنا أ ّ‬
‫ن و خمسسسة و‬ ‫عسسسكره مسسأة فرسسسخ خمسسسة و عشسسرون للنسسس و خمسسسة و عشسسرون للج س ّ‬
‫عشرون للوحش و خمسة و عشرون للطير و كان له ألف بيت من القوارير على الخشب‬
‫فيها ثلثمأة مهيرة و سبعمأة سرية فيأمر الريح العاصف فترفعه و يأمر الّرخاء فتسير به‬
‫‪،‬‬

‫ل إليه و هو يسير بين السماء و الرض أنى قد زدت في ملكك اّنه ل يتكّلسسم أحسسد‬
‫فأوحى ا ّ‬
‫ل جآئت الريح فأخبرتك ‪.‬‬
‫من الخليق بشيء إ ّ‬
‫و قال مقاتل ‪ :‬نسجت الشياطين لسليمان بساطا فرسخ في فرسخ ذهبا فسسي ابريسسسم و كسسان‬
‫يوضع فيه منبر من ذهب في وسط البساط فيقعسسد عليسسه و حسسوله ثلثسسة آلف كرسسسي مسسن‬
‫ضسسة و‬
‫ي الف ّ‬
‫ذهب و فضة ‪ ،‬فيقعد النبيسساء علسسى كراسسسي السسذهب ‪ ،‬و العلمسساء علسسى كراسس ّ‬
‫طير بأجنحتها حّتى ل تقع عليهسسم‬ ‫ن و الشياطين و تظّلها ال ّ‬
‫حولهم الناس و حول الناس الج ّ‬
‫الشمس ‪ ،‬و ترفع ريح الصبا البساط مسيرة شهر من الصباح إلى الرواح ‪ ،‬و من الرواح‬
‫إلى الصباح ‪.‬‬

‫] ‪[ 338‬‬

‫سلم لما ملك بعد أبيه أمر باتخاذ‬


‫ن سليمان عليه ال ّ‬
‫و فيه من تفسير الثعلبي قال ‪ :‬و روى أ ّ‬
‫ى ليجلس عليه للقضاء و أمر بأن يعمل بديعا مهول بحيث أن لو رآه مبطل أو شاهد‬ ‫كرس ّ‬
‫زور ارتدع و تهيب ‪.‬‬

‫صصوه بالياقوت و الّلؤلسسؤ و الّزبرجسسد و أنسسواع‬‫قال ‪ :‬فعمل له كرسي من أنياب الفيلة و ف ّ‬


‫الجواهر و حفظوه بأربع نخلت من ذهب شماريخها الياقوت الحمر و الّزمّرد الخضر‬
‫على رأس نخلتين منهسسا طاووسسسان مسسن ذهسسب و علسسى رأس الخريسسن نسسسران مسسن ذهسسب‬
‫ل واحد‬ ‫بعضها مقابل لبعض ‪ ،‬و جعلوا من جنبي الكرسي أسدين من الذهب على رأس ك ّ‬
‫منهما عمود من الّزمّرد الخضر و قسسد عقسسدوا علسسى النخلت أشسسجار كسسروم مسسن السسذهب‬
‫ل عريسسش الكسسروم النخسسل و‬ ‫الحمر و اّتخسسذوا عناقيسسدها مسسن اليسساقوت الحمسسر بحيسسث يظس ّ‬
‫الكرسي ‪.‬‬

‫سسسلم إذا أراد صسسعوده وضسسع قسسدميه علسسى الدرجسسة السسسفلى‬


‫قال ‪ :‬و كسسان سسسليمان عليسسه ال ّ‬
‫فيستدير الكرسي كّله بما فيه دوران الرحى المسرعة و تنشسر تلسك النسسور و الطسواويس‬
‫أجنحتهمسسا و تبسسسط السسسدان أيسسديهما فتضسسربان الرض بأذنابهمسسا ‪ ،‬فكسسذلك ك سلّ درجسسة‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫يصعدها سليمان عليه ال ّ‬

‫فاذا استوى بأعله أخذ النسسران الّلسذان علسى النخلستين تساج سسليمان فوضسعاه علسى رأس‬
‫سليمان ثّم يستدير الكرسي بما فيه و يدور معه النسران و الطاووسان و السدان مسسايلت‬
‫برؤوسها إلى سليمان ينضحن عليه من أجوافها المسك و العنبر ‪.‬‬

‫ثّم تناولت حمامة من ذهسسب قائمسسة علسسى عمسسود مسسن جسسوهر مسسن أعمسسدة الكرسسسي التسسوراة‬
‫فيفتحها سليمان و يقرئها على الناس و يدعوهم إلى فصل القضاء ‪ ،‬و يجلس عظماء بنسسي‬
‫ي عسسن يمينسسه ‪ ،‬و‬‫صصة بالجوهر و هي ألسسف كرس س ّ‬ ‫ي من الذهب المف ّ‬ ‫إسرائيل على كراس ّ‬
‫ى حسساّفين جميعسسا‬
‫ضة على يساره و هي ألف كرس ّ‬ ‫ي الف ّ‬
‫تجيء عظماء و تجلس على كراس ّ‬
‫ف بهم الطير فتظّلهم و تتقّدم إليه الناس للقضاء ‪.‬‬
‫به ثّم يح ّ‬
‫ي بما فيه مع جميع ما‬
‫فاذا دعى البّينات و الشهود لقامة الشهادات درا الكرس ّ‬

‫] ‪[ 339‬‬

‫حوله دوران الرحا المسسسرعة و يبسسسط السسسدان أيسسديهما و يضسسربان الرض بأذنابهمسسا و‬
‫ينشر النسران و الطاووسان أجنحتهما فيفزع منه الشهود و يدخلهم مسسن ذلسسك رعسسب و ل‬
‫ق‪.‬‬‫ل بالح ّ‬
‫يشهدون إ ّ‬

‫سلم مّر في مسسوكبه‬ ‫ن سليمان بن داود عليه ال ّ‬


‫و فى البحار من كتاب تنبيه الخاطر روى أ ّ‬
‫ن و النس عن يمينه و عن شماله بعابد من عّباد بني إسرائيل فقسسال ‪:‬‬ ‫و الطير تظّله و الج ّ‬
‫ل ملكا عظيما ‪ ،‬فسمعه سليمان فقسسال ‪ :‬للتسسسبيحة فسسي صسسحيفة‬‫ل يا ابن داود لقد أتاك ا ّ‬
‫وا ّ‬
‫ن التسبيحة تبقى ‪.‬‬
‫ن ما أعطى ابن داود تذهب و أ ّ‬ ‫مؤمن خير مما اعطى ابن داود و إ ّ‬

‫و كان سليمان إذا أصبح تصفح وجوه الغنياء و الشراف حّتسسى يجيء إلسسى المسسساكين و‬
‫يقعد معهم و يقول مسكين مع المساكين ‪.‬‬

‫و من ارشاد القلوب كان سليمان مع ما هو فيه من الملك يلبس الشعر و اذا جّنه الّليل شسسدّ‬
‫يديه إلى عنقه فل يزال قائما حّتى يصبح باكيا و كان قسسوته مسسن سسسفايف الخسسوص يعملهسسا‬
‫بيده و إنما سأل الملك ليقهر ملوك الكفر ‪.‬‬

‫عععععع عع عععع ععععع عععع ع ععع ععععععع‬

‫قال تعالى في سسورة الفرقسان » و عسادًا و ثمسود و أصسحاب السّرس « و فسسي سسورة ق »‬
‫ي ‪ :‬أي و أهلكنا عسسادا و ثمسسود و‬‫كّذبت قبلهم قوم نوح و أصحاب الّرس « ‪ 1‬قال الطبرس ّ‬
‫سوا فيها نبّيهم أى ألقوه فيها عن عكرمسسة و قيسسل انهسسم كسسانوا‬
‫أصحاب الّرس ‪ ،‬و هو بئر ر ّ‬
‫ل س إليهسسم شسسعيبا‬
‫أصحاب مواش و لهم بئر يقعدون عليها و كانوا يعبدون الصنام فبعسسث ا ّ‬
‫سلم فكّذبوه فانهار البئر و انخسف بهم الرض فهلكوا عن وهب ‪.‬‬ ‫عليه ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫لل للللل لللل لل للل للللل للل ل لل‬‫) ‪ ( 1‬للل‬
‫للللل ) لللل لللللل ( ‪.‬‬

‫] ‪[ 340‬‬

‫ل عن قتادة ‪.‬‬
‫و قيل الّرس قرية باليمامة يقال لها فلج قتلوا نبّيهم فأهلكهم ا ّ‬

‫ي يسّمى حنظلة فقتلوه فاهلكوا عن سعيد بن جبير و الكلبي ‪.‬‬


‫و قيل كان لهم نب ّ‬
‫س و الّرس بئر بانطاكية قتلوا فيهسسا حبيبسسا النجسسار فنسسسبوا إليهسسا عسسن‬
‫و قيل هم أصحاب ر ّ‬
‫كعب و مقاتل ‪.‬‬

‫سلم ‪.‬‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫حاقات عن أبي عبد ا ّ‬
‫و قيل أصحاب الّرس كان نساؤهم س ّ‬

‫س هسسم اّلسسذين هلكسسوا لّنهسسم اسسستغنوا‬


‫ي بن ابراهيم أصحاب السسر ّ‬
‫و في البحار من تفسير عل ّ‬
‫الّرجال بالّرجال و الّنساء بالّنساء ‪.‬‬

‫و من معاني الخبار معنى أصحاب الّرس أّنهم نسبوا إلى نهر يقال له ‪:‬‬

‫الّرس من بلد المشرق ‪.‬‬

‫سسسلم‬‫سوا نبّيهم بعد سليمان بن داود عليه ال ّ‬‫ن أصحابه ر ّ‬ ‫ن الّرس هو البئر و إ ّ‬ ‫و قد قيل ‪ :‬إ ّ‬
‫و كانوا قوما يعبدون شجرة صنوبرة يقال لها شسساه درخسست كسسان غرسسسها يسسافث ابسسن نسسوح‬
‫سلم بعد الطوفان و كان نساؤهم يشتغلن بالنساء عن الّرجسسال فعسّذبهم‬ ‫فانبتت لنوح عليه ال ّ‬
‫ل بريح عاصف شديد الحمرة و جعل الرض من تحتهم حجر كسسبريت يتوقسسد‬ ‫ل عّز و ج ّ‬‫ا ّ‬
‫و أظّلتهم سحابة سوداء مظلمة فانكفت عليهم كالقّبة جمرة تلتهب فذابت أبدانهم كما يذوب‬
‫الّرصاص في النار ‪.‬‬

‫ل » و عادًا و ثمسسود و أصسسحاب السّرس « و‬


‫ل عّز و ج ّ‬
‫و من العرايس للثعلبي قال ‪ :‬قال ا ّ‬
‫قسسال » ك سّذبت قبلهسسم قسسوم نسسوح و أصسسحاب ال سّرس « اختلسسف أهسسل التفسسسير و أصسسحاب‬
‫القاصيص فيهم ‪.‬‬

‫ل أخسسبر‬‫فقال سعيد بن جبير و الكلبي و الخليل بن أحمد دخل كلم بعضهم في بعض و ك س ّ‬
‫س بقّيسسة ثمسسود و قسسوم صسسالح و هسسم أصسسحاب السسبئر اّلسستي‬
‫بطائفة من حديث ‪ :‬أصحاب الّر ّ‬
‫طلة و قصر مشسسيد « و كسسانوا بفليسسج اليمامسسة نسسزول‬ ‫ل تعالى في قوله » و بئر مع ّ‬ ‫ذكرها ا ّ‬
‫ي يقسال لسه‬ ‫ل ركّية لم تطو بالحجسارة و الجسر فهسو بئر و كسان لهسم نسب ّ‬ ‫على تلك البئر و ك ّ‬
‫حنظلة بن صفوان ‪ ،‬و كان بأرضهم جبل يقال له فتح مصعدا في السسسماء ميل ‪ ،‬و كسسانت‬
‫العنقاء تنتابه و هى كأعظم ما يكون من الطير و فيها من ك ّ‬
‫ل‬

‫] ‪[ 341‬‬

‫لون و سّموها العنقسسآء لطسسول عنقهسسا و كسانت تكسسون فسسي ذلسك الجبسل تنقسسض علسى الطيسر‬
‫ي فسسذهبت بسسه ‪ ،‬ثسّم إنهسسا‬
‫طيسسر فانقضسست علسسى صسسب ّ‬
‫تأكلها ‪ ،‬فجسساعت ذات يسسوم فاعوزهسسا ال ّ‬
‫انقضت على جارية حين ترعرعت فأخذتها فض سّمتها إلسسى جنسساحين لهسسا صسسغيرين سسسوى‬
‫الجناحين الكبيرين ‪ ،‬فشكوا إلى نبّيهم فقال ‪ :‬الّلهّم خذها و اقطع نسسسلها و سسّلط عليهسسا آيسسة‬
‫يذهب بها ‪ ،‬فأصابتها صاعقة فاحترقت فلم ير لها أثر فضربتها العرب مثل في أشسسعارها‬
‫لس تعسسالى و قسسال بعسسض‬
‫ن أصسسحاب السّرس قتلسسوا نسسبّيهم فسسأهلكهم ا ّ‬
‫و حكمها و أمثالها ثسّم إ ّ‬
‫سان ‪.‬‬
‫العلماء ‪ :‬بلغني أنه كان ر ّ‬

‫ل إليهم نبّيا فقتلوه ثّم بعث إليهم‬‫أما أحدهما فكان أهله بدد و أصحاب غنم و مواش فبعث ا ّ‬
‫ي حّتى أفحمهم و كسسانوا يقولسسون‬ ‫ي فقتلوا الّرسول و جاهدهم الول ّ‬ ‫رسول آخر و عضده بول ّ‬
‫ل شسسهر خرجسسة‬ ‫إلهنا في البحر و كسانوا علسسى شسسفيرة و كسسان يخسسرج إليهسسم شسسيطان فسسي كس ّ‬
‫ىو‬ ‫ي أرأيتسسم إن خسسرج إلهكسسم اّلسسذي تسسدعونه إلس ّ‬
‫فيذبحون و يّتخسسذونه عيسسدا فقسسال لهسسم السسول ّ‬
‫أطاعني أتجيبونني إلى ما دعسسوتكم إليسسه ؟ فقسسالوا ‪ :‬بلسسى ‪ ،‬و أعطسسوه علسسى ذلسسك العهسسود و‬
‫المواثيق ‪.‬‬

‫فانتظر حّتى خسرج ذلسسك الشسسيطان علسى صسورة حسسوت راكبسا أربعسة أحسوات و لسه عنسسق‬
‫ي إليه فقال‬‫جدا و خرج الول ّ‬ ‫مستعلية و على رأسه مثل التاج ‪ ،‬فلّما نظروا إليه خّروا له س ّ‬
‫ل الكريم ‪ ،‬فنزل عند ذلسسك عسسن أحسسواته فقسسال لسسه السسوليّ ائتنسسي‬
‫ائتني طوعا أو كرها بسم ا ّ‬
‫ك فاتى الحوت و اتين به حّتى افضين به الى البّر‬ ‫ل يكون من القوم في أمري ش ّ‬ ‫ن لئ ّ‬
‫عليه ّ‬
‫يجّرونه ‪.‬‬

‫ل تعالى إليهم ريحا فقسسذفهم فسسي البحسسر و‬‫فكّذبوه بعد ما رأوا ذلك و نقضوا العهد فأرسل ا ّ‬
‫ي الصالح إلى البحر حّتى‬ ‫ضة ‪ ،‬فأتى الول ّ‬
‫مواشيهم جميعا و ما كانوا يملكون من ذهب و ف ّ‬
‫صسسغير منهسسم و الكسسبير و‬
‫سم على أصحابه بالسوّية على ال ّ‬ ‫ضة و الوانى فق ّ‬
‫أخذ التبر و الف ّ‬
‫انقطع هذا النسل ‪.‬‬

‫س ينسبون إليه و كان فيهسسم أنبيسساء كسسثيرة قس ّ‬


‫ل‬ ‫و أما الخر فهم قوم كان لهم نهر يدعى الر ّ‬
‫ل قتل و ذلك النهر بمنقطع آذربيجان بينها و بين أرمنّية‬
‫يإ ّ‬
‫يوم يقوم نب ّ‬

‫] ‪[ 342‬‬

‫فاذا قطعته مدبرا دخلت في حّد ارمنّية و إذا قطعته مقبل دخلت في حّد آذربيجان يعبدون‬
‫ن ثلثسسون سسسنة قتلوهسسا و‬
‫النيران و كانوا يعبدون الجوارى » الفذاري « فاذا تّمت لحديه ّ‬
‫ل يوم و ليلة حّتى‬‫استبدلوا غيرها و كان عرض نهرهم ثلثة فراسخ ‪ ،‬و كان يرتفع في ك ّ‬
‫يبلغ أنصاف الجبال اّلتي حوله ‪ ،‬و كان ل ينصب في بسّر و ل بحسسر إذا خسسرج مسسن حسّدهم‬
‫يقف و يدور ثّم يرجع إليهم ‪.‬‬

‫ل نبّيا و أّيده‬
‫ل عّز و ج ّ‬
‫ل تعالى ثلثين نبّيا في شهر واحد فقتلوهم جميعا ‪ ،‬فبعث ا ّ‬
‫فبعث ا ّ‬
‫ق جهاده ‪.‬‬
‫لح ّ‬‫بنصره و بعث معه ولّيا فجاهدهم في ا ّ‬

‫ب فسسي السسزرع ‪ ،‬و‬ ‫ل تعالى إليه ميكائيل حين نابذوه و كان ذلك في أوان وقوع الح ّ‬
‫فبعث ا ّ‬
‫كانوا إذ ذاك أحوج ما كانوا من الماء ‪ ،‬ففجر نهرهم في البحر فانص سّبت مسسا فسسي أسسسفله و‬
‫أتى عيونه من فوق فسّدها و بعث إليه خمسمأة ألف من الملئكة أعوانا له ففّرقوا ما بقسسى‬
‫فى وسط النهر ‪.‬‬

‫ل عّز و جسسلّ‬ ‫ل أيبسه بإذن ا ّ‬‫ل جبرئيل فنزل فلم يدع في أرضهم عينا و ل نهرا إ ّ‬ ‫ثّم أمر ا ّ‬
‫و أمر ملك الموت فانطلق إلى المواشسسي فأمسساتهم ربضسسة واحسسدة ‪ ،‬و أمسسر الريسساح الربسسع‬
‫لس عسّز و جس ّ‬
‫ل‬ ‫صبا فضمت ما كان لهم من متاع و ألقسسى ا ّ‬ ‫الجنوب و الشمال و الّدبور و ال ّ‬
‫سبات ‪ ،‬ثّم حفت الرياح الربع المتاع أجمسع فنهبتسه فسي رؤوس الجبسال و بطسون‬ ‫عليهم ال ّ‬
‫الودية ‪.‬‬

‫ل س تعسسالى أمسسر الرض فسسابتلعته فأصسسبحوا و ل‬ ‫نا ّ‬


‫فأّما ما كان من علي أو تبرأ أو آنية فا ّ‬
‫شاء عندهم و ل بقرة و ل مال يعودون و ل ماء يشربونه و ل طعام يأكلونه ‪ ،‬فسآمن بسا ّ‬
‫ل‬
‫عند ذلك قليل منهم و هداهم إلى غار في جبل له طريق الى خلفسسه فنجسسوا و كسسانوا أحسسدا و‬
‫عشرين رجل و أربع نسوة و صبّيين و كان عّدة الباقين من الّرجال و النساء و الذراري‬
‫سّتمأة ألف فماتوا عطشا و جوعا و لم يبق منهم باقية ‪.‬‬

‫ثّم عاد القوم إلى منازلهم فوجدوها قد صار أعلها أسفلها فدعا القوم عند ذلسسك مخلصسسين‬
‫ل تعالى‬
‫ل يطغوا ‪ ،‬فأجابهم ا ّ‬
‫أن يجيهم » ينجيهم « بزرع و ماء و ماشية و يجعله قليل لئ ّ‬
‫صسسدق و آلسسوا أن ل يبعسسث رسسسول ممسسن‬
‫إلى ذلك لما علم من صدق نّياتهم و علسسم منهسسم ال ّ‬
‫ل لهم نهرهم‬
‫صدق فأطلق ا ّ‬ ‫ل منهم ال ّ‬‫ل أعانوه و عضدوه ‪ ،‬و علم ا ّ‬ ‫قاربهم إ ّ‬

‫] ‪[ 343‬‬

‫ل ظاهرا و باطنا حّتى مضسسوا‬


‫ل عّز و ج ّ‬
‫و زادهم على ما سألوا ‪ ،‬فأقام اولئك في طاعة ا ّ‬
‫و انقرضوا ‪.‬‬

‫ل تعسسالى‬‫ل في الظاهر و نافقوه في الباطن فأملى ا ّ‬ ‫و حدث بعدهم من نسلهم قوم أطاعوا ا ّ‬
‫ل س ع سّز و‬
‫ل تعسسالى فبعسسث ا ّ‬
‫لهم و كان عليهم قادرا ‪ ،‬ثّم كثرت معاصيهم و خالفوا أولياء ا ّ‬
‫ل عليهم‬‫جلّ عدّوهم ممن فارقهم و خالفهم فأسرع فيهم القتل و بقيت منهم شرذمة فسّلط ا ّ‬
‫لس‬
‫الطاعون فلم يبق منهم أحدا و بقى نهرهم و منازلهم مأتي عام ل يسكنها أحد ثسّم أتسسى ا ّ‬
‫بقرن بعد ذلك فنزلوها و كانوا صالحين سنين ثّم أحدثوا فاحشة جعل الرجل بنتسسه و اختسسه‬
‫صلة ‪.‬‬
‫و زوجته فينيلها جاره و أخاه و صديقه يلتمس بذلك البّر و ال ّ‬

‫ثّم ارتفعوا من ذلك إلى نوع آخسسر تسسرك الّرجسسال النسسساء حّتسسى شسسبقن و اسسستغنوا بالّرجسسال‬
‫ن في صورة و هى السّدلهاث بنسست ابليسسس و هسسى اخسست الشيصسساء و‬ ‫فجائت النساء شيطانه ّ‬
‫ن كيسسف يصسسنعن‬ ‫ن بعضا و علمه س ّ‬ ‫كانت في بيضة واحدة فشهت إلى النساء ركوب بعضه ّ‬
‫ل على ذلك القرن صسساعقة فسسي‬ ‫ن بعضا من الّدلهاث ‪ ،‬فسّلط ا ّ‬ ‫فأصل ركوب النساء بعضه ّ‬
‫أّول الّليل و خسفا فسسي آخسسر الّليسسل ‪ ،‬و صسسيحة مسسع الشسسمس فلسسم يبسسق منهسسم باقيسسة و بسسادت‬
‫مساكنهم و ل احسب منازلهم اليوم تسكن ‪.‬‬

‫ي عن أبيه عسن الهسروي عسن‬


‫و فى البحار من كتابي العيون و العلل عن الهمداني عن عل ّ‬
‫سلم قال ‪:‬‬‫ي عليهم ال ّ‬
‫سلم عن آبائه عن الحسين بن عل ّ‬
‫الرضا عليه ال ّ‬

‫سلم قبل مقتله بثلثة أيام رجل من أشسسراف تميسسم يقسسال لسسه‬
‫ي بن أبي طالب عليه ال ّ‬
‫أتى عل ّ‬
‫ى عصسسر كسسانوا و أيسسن‬ ‫عمرو فقال ‪ :‬يا أمير المؤمنين أخبرني عن أصسسحاب السّرس فسسي أ ّ‬
‫ل إليهم رسول أم ل ؟‬‫ل عّز و ج ّ‬
‫كانت منازلهم و من كان ملكهم ؟ و هل بعث ا ّ‬

‫ل تعالى ذكرهم و ل أجد خبرهم ‪.‬‬


‫و بما ذا اهلكوا ؟ فاّنى أجد في كتاب ا ّ‬

‫سلم لقد سألت عن حديث ما سألني عنه أحد قبلك و ل يحدثك به أحد‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫فقال له عل ّ‬
‫ى مكان‬
‫ل و أنا أعرف تفسيرها و في أ ّ‬ ‫ل آية إ ّ‬
‫ل عّز و ج ّ‬
‫ل عّني ‪ ،‬و ما في كتاب ا ّ‬ ‫بعدي إ ّ‬
‫ن ههنا لعلما جّما‬
‫ى وقت من ليل أو نهار و إ ّ‬ ‫نزلت من سهل أو جبل و في أ ّ‬

‫] ‪[ 344‬‬

‫لبه يسير و عن قليل يندمون لو فقدوني ‪.‬‬


‫و أشار إلى صدره و لكن ط ّ‬

‫صتهم يا أخا تميم أنهم كانوا قوما يعبدون شجرة صنوبر يقسسال لهسسا شسساه درخسست‬ ‫كان من ق ّ‬
‫كان يافث بن نوح غرسها على شفير عين يقال لهسسا روشسساب » دوشسساب « كسسانت انبعسست‬
‫سسسوا نسسبّيهم فسسي‬
‫سلم بعسسد الطوفسسان ‪ ،‬و إنمسسا سسّموا أصسسحاب السّرس لنهسسم ر ّ‬
‫لنوح عليه ال ّ‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫الرض و ذلك بعد سليمان بن داود عليه ال ّ‬

‫و كانت لهم اثنتا عشرة قرية على شاطىء نهر يقسسال لسسه السّرس مسسن بلد المشسسرق و بهسسم‬
‫سّمى ذلك النهر و لم يكن يومئذ في الرض نهسسر أغسسزر منسسه و ل أعسسذب منسسه و ل قسسرى‬
‫ن أبان ‪ ،‬و الثانية ‪ ،‬آذر ‪ ،‬و الّثالثة دى ‪،‬‬
‫أكثر و ل أعمر منها تسّمى إحديه ّ‬

‫و الّرابعة بهمن ‪ ،‬و الخامسة اسفندار ‪ ،‬و السادسة فروردين ‪ ،‬و السابعة اردى بهشت ‪،‬‬

‫و الثامنة خسسرداد ‪ ،‬و التاسسسعة مسسرداد ‪ ،‬و العاشسسرة تيسسر ‪ ،‬و الحاديعشسسرة مهسسر ‪ ،‬و الثسساني‬
‫عشرة شهريور ‪.‬‬

‫و كانت أعظم مداينهم اسفندار و هي اّلتي ينزلها ملكهم ‪ ،‬و كسسان تركسسوز بسسن غسسابور بسسن‬
‫يارش بن شازن بن نمسسرود بسسن كنعسسان فرعسسون إبراهيسسم و بهسسا العيسسن و الصسسنوبرة و قسسد‬
‫صسسنوبرة ‪ ،‬و أجسسروا إليهسسا نهسسرا مسسن العيسسن‬
‫ل قرية منها حّبة من طلع تلك ال ّ‬
‫غرسوا في ك ّ‬
‫التي عند الصنوبرة ‪.‬‬

‫فنبتت الحّبة و صارت شجرة عظيمة و حّرموا ماء العين و النهسسار فل يشسسربون منهسسا و‬
‫ل أنعامهم ‪ ،‬و من فعل ذلك قتلوه و يقولون هو حياة آلهتنا فل ينبغي لحد أن ينقسسص مسسن‬
‫حياتها و يشربون هم و أنعامهم من نهر الّرس اّلذي عليه قراهم ‪.‬‬

‫ل قرية عيدا يجتمع إليه أهلها ‪،‬‬


‫ل شهر من السنة في ك ّ‬
‫و قد جعلوا في ك ّ‬

‫صور ثّم يأتون بشاة و‬ ‫فيضربون علي الشجرة التى بها كّلة ‪ 1‬من حرير فيها من أنواع ال ّ‬
‫بقر فيذبحونهما قربانا للشسسجرة و يشسسعلون فيهسا النيسسران بسسالحطب فسساذا سسسطع دخسسان تلسسك‬
‫جدا يبكسسون و‬‫سسسماء خسّروا سس ّ‬
‫الذبايح و قتارها في الهواء و حال بينهم و بين النظر إلسسى ال ّ‬
‫يتضّرعون إليها أن ترضى عنهم ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬لللل ل للللل ل للل لل للللل ل لل لل‬
‫لل للل لل لللل ) لللل ( ‪.‬‬
‫لللللل لللل‬

‫] ‪[ 345‬‬

‫صسسبي أن قسسد رضسسيت‬


‫فكان الشيطان يجىء فيحّرك أغصانها و يصيح من ساقها صياح ال ّ‬
‫عنكم فطيبوا نفسا و قّروا عينا فيرفعون رؤوسهم عند ذلك و يشربون الخمر و يضسسربون‬
‫بالمعازف و يأخذون الدستبند فيكون على ذلك يومهم و ليلتهم ثّم ينصرفون ‪.‬‬

‫و انما سّمت العجم شهورها بأبان ماه و آذرماه و غيرهما اشتقاقا مسسن أسسسماء تلسسك القسسرى‬
‫لقول أهلها بعضهم لبعض هذا عيد شهر كذا و عيد شهر كذا ‪.‬‬

‫حّتى اذا كان عيد قريتهم العظمى اجتمع إليها صغيرهم و كبيرهم فضربوا عند الصنوبرة‬
‫ل بساب‬
‫و العين سرادقا من ديباج عليه من أنواع الصسور و جعلسوا لسه اثنسى عشسر بابسا كس ّ‬
‫لهل قرية منهم و يسجدون للصنوبرة خارجا من السرادق و يقّربون لها الّذبايح أضعاف‬
‫ما قّربوا للشجرة اّلتي في قراهم ‪.‬‬

‫فيجيء ابليس عند ذلك فيحّرك الصنوبرة تحريكا شديدا و يتكّلم من جوفها كلما جهورّيسسا‬
‫و يعدهم و يمّنيهم بأكثر ما وعدتهم و منتهم الشياطين كّلها فيرفعون رؤوسهم من السجود‬
‫و بهم من الفرح و النشاط ما ل يفيقون و ل يتكّلمون من الشرب و العزف ‪.‬‬

‫سنة ثّم ينصرفون ‪.‬‬


‫فيكونون على ذلك اثنى عشر يوما و لياليها بعدد أعيادهم ساير ال ّ‬
‫ل إليهسسم نبّيسسا مسسن بنسسي‬
‫ل عسّز و جس ّ‬‫ل و عبادتهم غيره بعث ا ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬‫فلما طال كفرهم با ّ‬
‫ل س ع سّز و‬
‫إسرائيل من ولد يهودا بن يعقوب ‪ ،‬فلبث فيهم زمانا طويل يدعوهم إلى عبادة ا ّ‬
‫ى و الضسسلل و تركهسسم‬ ‫جلّ و معرفة ربوبّيته فل يّتبعونه ‪ ،‬فلما رأى شّدة تماديهم فسسي الغس ّ‬
‫بإّ‬
‫ن‬ ‫قبول ما دعاهم إليه من الّرشد و النجاح و حضر عيسسد قريتهسسم العظمسسى قسسال ‪ :‬يسسا ر ّ‬
‫عبسادك أبسوا إل تكسذيبى و الكفسر بسك و غسدوا يعبسدون شسجرة ل تنفسع و ل تضسّر فسأيبس‬
‫شجرهم أجمع و أرهم قدرتك و سلطانك ‪.‬‬

‫فأصبح القوم و قد يبس شسسجرهم كّلهسسا فهسسالهم ذلسسك و فظسسع بهسسم و صسساروا فرقسستين فرقسسة‬
‫ب السسسماء و الرض إليكسسم‬ ‫قسسالت ‪ :‬سسسحر آلهتكسسم هسسذا الرجسسل اّلسسذي زعسسم أنسسه رسسسول ر ّ‬
‫ل ‪ ،‬و فرقة قالت ‪ :‬ل بل غضبت آلهتكم حين‬ ‫ليصرف وجوهكم عن آلهتكم إلى ا ّ‬

‫] ‪[ 346‬‬

‫رأت هذا الّرجل يعيبها و يقع فيها و يدعوكم إلى عبادة غيرهسسا فحجبسست حسسسنها و بهائهسسا‬
‫لكى تغضبوا لها فتنصروا منه ‪.‬‬

‫فأجمع رأيهم على قتله فاّتخذوا أنابيب طوال من رصاص واسعة الفواه ثّم أرسسسلوها فسسي‬
‫قرار العين إلى أعل الماء واحدة فوق الخرى مثل البرانسسج » اليسسراع خ « و نزحسسوا مسسا‬
‫فيها من الماء ثّم حفروا فسسي قرارهسسا بئرا ضسّيقة المسسدخل عميقسسة و أرسسسلوا فيهسسا نسسبّيهم و‬
‫ألقموا فاها صخرة عظيمة ثّم أخرجوا النابيب من المسساء و قسسالوا نرجسسو الن أن ترضسسى‬
‫عّنا آلهتنا إذا رأت أنا قد قتلنا من كان يقع فيها و يصّد عن عبادتها و دفّنسساه تحسست كبيرهسسا‬
‫يتشفى منه فيعود لنا نورها و نضرتها كما كان ‪.‬‬

‫سلم و هو يقول سيدي قد ترى ضيق مكاني‬ ‫فبقوا عامة يومهم يسمعون أنين نبّيهم عليه ال ّ‬
‫خر إجابسسة‬
‫جل بقبسسض روحسسى و ل تسسؤ ّ‬
‫و شّدة كربي فارحم ضعف ركنى و قّلة حيلتى و ع ّ‬
‫سلم ‪.‬‬‫دعوتي حّتى مات عليه ال ّ‬

‫ن عبادى هؤلء اّلذين غّرهم حلمسسى و امنسسوا‬ ‫ل جلله لجبرئيل ‪ :‬يا جبرئيل أيظ ّ‬
‫لجّ‬ ‫فقال ا ّ‬
‫مكرى و عبدوا غيرى و قتلوا رسولي أن يقوموا بغضبي و يخرجوا من سلطاني كيف و‬
‫أنا المنتقم مّمن عصاني و لم يخش عقابي و انسسي حلفسست بعّزتسسي لجعلّنهسسم عسسبرة و نكسسال‬
‫للعالمين ‪.‬‬

‫ل ريح عاصفة شديدة الحمرة فتحّيروا فيها و ذعروا منهسا‬ ‫فلم يرعهم في يوم عيدهم ذلك إ ّ‬
‫و تضام بعضهم إلى بعض ‪ ،‬ثسّم صسسارت الرض تحتهسسم حجسسر كسسبريت يتوّقسسد و أظّلتهسسم‬
‫سحابة سوداء فألقت عليهم كالقّبة جمرا يتلّهسسب » يلتهسسب خ « فسذابت أبسسدانهم كمسسا يسسذوب‬
‫ل تعالى ذكره مسسن غضسسبه و نسسزول نقمتسسه و ل حسسول و ل‬
‫الّرصاص في الّنار ‪ ،‬فنعوذ با ّ‬
‫ي العظيم ‪.‬‬
‫ل العل ّ‬
‫ل با ّ‬
‫قّوة إ ّ‬

‫ععععععع‬

‫فصل دويم از اين خطبه در وصّيت بتقوى و پرهيزكاريست مىفرمايد ‪:‬‬

‫وصّيت مىكنم شما را أى بندگان خدا بپرهيزكارى خداوندى كه پوشانيده‬

‫] ‪[ 347‬‬

‫بشما لباس فاخر ‪ ،‬و واسع گردانيده بر شما أسباب معيشت را ‪ ،‬پس اگر احدى مىيسسافت‬
‫بسوى بقا نردبساني يسا از بسراى دفسع مسرگ وسسيله و راهسى هسر آينسه بسودى آن شسخص‬
‫ن و انسان بسسا منصسسب‬ ‫خر شد از براى او پادشاهى ج ّ‬ ‫سلم كه مس ّ‬‫سليمان بن داود عليه ال ّ‬
‫پيغمسسبرى و بزرگسسي قسسرب و منزلسست ‪ ،‬پسسس زمسسانى كسسه اسسستيفا نمسسود طعمسسه خسسود را و‬
‫استكمال كرد مّدت عمر خود را انداخت او را كمانهسساى فنسسا بتيرهسساى مسسرگ ‪ .‬و گرديسسد‬
‫شهرها از وجود او خالى و مسكنها از او معطل و وارث گرديد آنهسسا را قسسوم ديگسسر ‪ ،‬و‬
‫بدرستى كه مر شما را در روزگارهاى سابقه هر آينه عبرتى است ‪.‬‬

‫كجايند طايفه عمالقه و پسران عمالقه كجايند فراعنه و پسران فراعنسسه كجاينسسد أصسسحاب‬
‫س كه كشتند پيغمبران را و خاموش كردند روشنائى طريقهاى مرسسسلين را و‬ ‫مدينهاى ر ّ‬
‫زنده كردند طريقهاى گردن كشان را و كجايند آنكسسسانى كسسه سسسير كردنسسد بسسا لشسسگرها و‬
‫غلبه كردند با هزاران قشون و جمع آوردند لشگرها و بنا كردند شهرها را ‪.‬‬

‫ععععع عععععع عععع‬

‫قد لبس للحكمة جّنتها ‪ ،‬و أخذها بجميسسع أدبهسسا ‪ ،‬مسسن القبسسال عليهسسا ‪ ،‬و المعرفسسة بهسسا ‪ ،‬و‬
‫الّتفّرغ لها ‪ ،‬و هسسي عنسسد نفسسسه ضسساّلته اّلسستي يطلبهسسا ‪ ،‬و حسساجته اّلسستي يسسسئل عنهسسا ‪ ،‬فهسسو‬
‫مغترب إذا اغترب السلم ‪،‬‬

‫جته ‪،‬‬
‫و ضرب بعسيب ذنبه و ألصق الرض بجرانه ‪ ،‬بقّية من بقايا ح ّ‬

‫خليفة من خلئف أنبيائه ‪.‬‬

‫سلم ‪:‬‬
‫ثّم قال عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 348‬‬
‫أّيها الّناس إّني قد بثثت لكم المواعظ اّلتي وعظ بها النبياء أممهم ‪،‬‬

‫و أّديت إليكسسم مسسا أّدت الوصسسياء إلسسى مسسن بعسسدهم ‪ ،‬و أّدبتكسسم بسسسوطي فلسسم تسسستقيموا ‪ ،‬و‬
‫طريسسق ‪ ،‬و‬‫ل أنتسسم أتتّوقعسسون إمامسسا غيسسري يطسسأ بكسسم ال ّ‬
‫حدوتكم بالّزواجر فلم تستوسقوا ‪ّ ،‬‬
‫سبيل ‪ ،‬أل إّنه قد أدبر من الّدنيا ما كان مقبل ‪ ،‬و أقبل منهسسا مسا كسان مسسدبرا ‪ ،‬و‬ ‫يرشدكم ال ّ‬
‫ل الخيار ‪ ،‬و باعوا قليل من الّدنيا ل يبقسسى ‪ ،‬بكسسثير مسسن الخسسرة ل‬ ‫أزمع الّترحال عباد ا ّ‬
‫يفنى ‪.‬‬

‫ل يكونسوا اليسوم أحيساء ‪ ،‬يسسيغون‬ ‫ما ضسّر إخواننسا اّلسذين سسفكت دمسائهم و هسم بصسّفين أ ّ‬
‫ل فوّفاهم أجورهم ‪ ،‬و أحّلهم دار المن بعسسد‬ ‫ل لقوا ا ّ‬
‫الغصص ‪ ،‬و يشربون الّرنق ‪ ،‬قدو ا ّ‬
‫ق ؟ أين عّمسسار ؟ و أيسسن ابسسن‬
‫طريق و مضوا على الح ّ‬ ‫خوفهم ‪ ،‬أين إخواني اّلذين ركبوا ال ّ‬
‫الّتّيهان ؟‬

‫شهادتين ؟ و أين نظراؤهم من إخسوانهم اّلسذين تعاقسدوا علسى المنّيسة ‪ ،‬و أبسرد‬
‫و أين ذوا ال ّ‬
‫برؤوسهم إلى الفجرة ‪.‬‬

‫سلم ‪:‬‬
‫قال ‪ :‬ثّم ضرب يده على لحيته الشريفة الكريمة فأطال البكاء ثّم قال عليه ال ّ‬

‫سّنة ‪ ،‬و‬
‫أوه على إخواني اّلذين تلوا القرآن فأحكموه ‪ ،‬و تدّبروا الفرض فأقاموه ‪ ،‬أحيوا ال ّ‬
‫أماتوا البدعة ‪ ،‬دعوا للجهاد فأجابوا ‪،‬‬

‫و وثقوا بالقائد فاّتبعوه ‪ ،‬ثّم نادى بأعلى صوته ‪ :‬الجهاد الجهاد عباد‬

‫] ‪[ 349‬‬

‫ل فليخرج ‪.‬‬
‫ل أل و إّني معسكر في يومي هذا فمن أراد الّرواح إلى ا ّ‬
‫ا ّ‬

‫سلم في عشرة آلف ‪ ،‬و لقيس بن سعد ) ره ( في عشرة‬ ‫قال نوف و عقد للحسين عليه ال ّ‬
‫آلف ‪ ،‬و لبي أّيوب النصاري في عشرة آلف ‪ ،‬و لغيرهم على أعداد اخر و هو يريسسد‬
‫ل فسستراجعت‬‫الّرجعة إلى صّفين ‪ ،‬فما دارت الجمعة حّتى ضربه الملعون ابن ملجم لعنه ا ّ‬
‫ل مكان ‪.‬‬
‫العساكر فكّنا كأغنام فقدت راعيها تختطفها الذئاب من ك ّ‬

‫ععععع‬

‫) الجّنة ( بالضم نوع من السلح ) عسيب الّذنب ( قسسال الشسسارح المعسستزلي أصسسله و قسسال‬
‫الفيروزآبادي ‪ :‬العسيب عظم الذنب أو منبت الشسسعر منسسه و ) جسسران ( البعيسسر صسسدره أو‬
‫مقسسدم عنقسسه و ) الحسسدا ( سسسوق البسسل و الغنسسا لهسسا و ) الترحسسال ( مبالغسسة فسسي الرحلسسة و‬
‫صة و هى ما يعسسترض فسسي الحلسسق و ) الرنسسق ( بالفتسسح و التحريسسك‬
‫) الغصص ( جمع الغ ّ‬
‫الكدر من الماء ‪ ،‬و في بعض النسخ بالكسر و ل بأس به قال فسسي القسساموس ‪ :‬رنسسق المسساء‬
‫كفرح و نصر رنقا و رنقا و رنوقا كدر فهو رنق كعدل و كتف و جبل ‪.‬‬

‫و ) ابن التيهان ( قال الشارح باليآء المنقوطة باثنتين تحتها المشّددة المكسورة و قبلها تآء‬
‫لمسسة المجلسسسي ) ره ( ‪ :‬و المضسسبوط فسسي أكسسثر النسسسخ‬
‫منقوطة باثنتين فوقها ‪ ،‬و قسسال الع ّ‬
‫بالياء الساكنة و فتح التاء و كسرها معا ‪ ،‬و فى القاموس و تّيهان مشّددة اليسساء و يكسسسر و‬
‫تيهان بالسكون ‪.‬‬

‫جع و فيها لغات اخسسر قسسال فسسي‬‫و ) اوه ( على إخوانى بسكون الواو و كسر الهاء كلمة تو ّ‬
‫القاموس ‪ :‬اوه كجير و حيث و أيسسن واه و إوه بكسسسر الهسساء و السسواو المش سّددة واو بحسسذف‬
‫الهاء و اّوه بفتح الواو المشّددة و اووه بضّم الواو واه بكسر الهاء منّونة‬

‫] ‪[ 350‬‬

‫واو بكسر الواو منّونة و غير منّونة و أوتاه بفتح الهمزة و الواو و المثّناة الفوقّية و اويسساه‬
‫جع اه اوها واه تاوها و تاّوه قالهسسا ‪1 .‬‬‫بتشديد المثناة التحتية كلمة يقال عند الشكاية أو التو ّ‬
‫و ) تختطفها ( من الختطاف و هو أخذ الشيء بسرعة و في بعض النسخ تتخطفها‬

‫ععععععع‬

‫ل أنتم ‪ ،‬قد مضى تحقيق الكلم فيه في شسسرح‬ ‫قوله ‪ :‬بقّية خبر لمبتدء محذوف ‪ ،‬و قوله ‪ّ :‬‬
‫المختار المسسأة و التاسسسع و السسسبعين ‪ ،‬و مسسا فسسي قسسوله مسسا ضسّر إخواننسسا ‪ ،‬نافيسسة و يحتمسسل‬
‫ل يكونوا و جملسة‬ ‫الستفهام على سبيل النكار ‪ ،‬و اخواننا بالنصب مفعول ضّر و فاعله أ ّ‬
‫ل الّنصب صفة للحياء ‪ ،‬و الجهاد الجهاد بالنصب على الغراء‬ ‫يسيغون في مح ّ‬

‫عععععع‬

‫ن السّيد ) ره ( قد سلك في هذا الفصل من الخطبسسة مسسسلك اللتقسساط و أسسسقط صسسدر‬‫اعلم أ ّ‬


‫الكلم فالتبس المر في قوله ‪ ) :‬قد لبس للحكمة جّنتها ( حيث اشتبه المرجع لفاعسسل لبسسس‬
‫ل على زعمسسه‬ ‫سره ك ّ‬
‫ن الموصوف بتلك الجملة و ما يتلوها من هو ‪ ،‬فمن ذلك ف ّ‬ ‫و لم يدر أ ّ‬
‫و اعتقاده ‪.‬‬

‫سسسلم و نقلسسه الشسسارح المعسستزلي‬


‫ي ) ره ( إّنه إشارة إلى القائم عليسسه ال ّ‬
‫لمة المجلس ّ‬ ‫قال الع ّ‬
‫عن الشيعة المامّية ‪.‬‬
‫ل في الرض و عندهم ل يخلسسو السّدنيا مسسن‬
‫يا ّ‬
‫سلم يعني به ول ّ‬
‫صوفّية إنه عليه ال ّ‬
‫و قال ال ّ‬
‫البدال و الولياء ‪.‬‬

‫سلم به العارف ‪.‬‬


‫ن مراده عليه ال ّ‬
‫و قالت الفلسفة ‪ :‬إ ّ‬

‫ل ل يخلى المة مسسن‬


‫نا ّ‬
‫و قالت المعتزلة ‪ :‬انه يريد به العالم بالعدل و التوحيد و زعموا أ ّ‬
‫ن الجماع إنما يكون‬‫جماعة من المؤمنين العلماء بالتوحيد و العدل و ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬لل للل للل ) للل ( ‪.‬‬

‫] ‪[ 351‬‬

‫جة باعتبار قول أولئك ‪ ،‬لكنه لما تعّذرت معرفتهم بأعيانهم اعتبر اجماع الجميع و انمسسا‬
‫حّ‬
‫الصل قول أولئك ‪.‬‬

‫سلم به القائم من‬


‫شارح المعتزلي بعد نقل هذه القوال ‪ :‬و ليس يبعد أن يريد عليه ال ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫ل تعالى و إن لم يكسسن الن‬‫ل عليه و آله و سّلم في آخر الوقت إذا خلقه ا ّ‬‫آل محّمد صّلى ا ّ‬
‫ل على وجوده الن ‪ ،‬و قد وقع اّتفاق الفرق من المسسسلمين‬ ‫موجودا ‪ ،‬فليس في الكلم ما يد ّ‬
‫ل عليه ‪ ،‬انتهى ‪.‬‬
‫ن الّدنيا و التكليف ل ينقضي إ ّ‬
‫أجمعين على أ ّ‬

‫سلم فهو كما ذكره غير بعيسسد لظهسسور‬ ‫أقول ‪ :‬أما ما ذكره من كون المراد به القائم عليه ال ّ‬
‫سلم بهذه الوصاف و كونه مظهرا لها ‪ ،‬و أما ما زعمه كساير المعتزلسسة‬ ‫اّتصافه عليه ال ّ‬
‫ل في آخر الزمان فهسسو زعسسم فاسسسد و‬ ‫سلم غير موجود الن و انما يخلقه ا ّ‬ ‫من أّنه عليه ال ّ‬
‫جة لنخسسسفت‬ ‫ن الرض لو تبقى بغير ح ّ‬ ‫وهم باطل ‪ ،‬لقيام البراهين العقلية و النقلية على أ ّ‬
‫ل عصر و زمان ‪ ،‬و أنه إما ظسساهر مشسسهور‬ ‫و ساخت ‪ ،‬و على أّنه ل بد من وجوده في ك ّ‬
‫ل عليه و آله مخلوق من غابر الزمان‬ ‫ن القائم من آل محّمد صّلى ا ّ‬ ‫أو غايب مستور ‪ ،‬و أ ّ‬
‫و موجود الن و هو غايب مستور لمصالح مقتضية لغيبتسسه و النتفسساع بوجسسوده الشسسريف‬
‫حال الغيبة كالنتفاع بالشمس المجّللة للعالم المحجوبة بالسحاب ‪.‬‬

‫و بعد قيام الدّلة المحكمسسة علسسى ذلسسك كّلسسه فل يعبسسأ بالسسستبعادات الوهميسسة للمنكريسسن ‪ ،‬و‬
‫الستدللت السخيفة الهّينسسة للمبطليسسن علسى مسا اشسسير اليهسا فسي كتسسب أصسسحابنا المامّيسة‬
‫المؤّلفة في الغيبة مع أجوبتها المتقنة ‪ ،‬و قد مضى طرف من الكلم على هذا المسسرام فسسي‬
‫شرح الفصل الّول من المختار المأة و الّثامن و الّثلثين فليراجع ثمة ‪ ،‬هذا ‪.‬‬
‫و الحكمة اسم لمجامع الخيسسر كّلسسه قسسال أبسسو البقسساهى فسسي عسسرف العلمسساء اسسستعمال النفسسس‬
‫النسانية باقتبساس العلسسوم النظرّيسة و اكتسسساب الملكسة التاّمسة علسى الفعسال الفاضسسلة قسسدر‬
‫طاقتها ‪.‬‬

‫و قال بعضهم ‪ :‬هي معرفة الحقايق على ما هى عليه بقدر الستطاعة و هي العلسسم النسسافع‬
‫المعّبر عنها بمعرفة ما لها و معرفة ما عليها ‪.‬‬

‫] ‪[ 352‬‬

‫ل ما يؤّدى إلى ما يلزمه أو يمنع من قبيح ‪ ،‬و قيل ‪ :‬ما يتضّمن صلح‬
‫و قال ابن دريد ‪ :‬ك ّ‬
‫الّنشأتين ‪.‬‬

‫و قال في البحار ‪ :‬العلوم الحّقسسة النافعسسة مسسع العمسسل بمقتضسساها ‪ ،‬قسسال ‪ :‬و قسسد يطلسسق علسسى‬
‫العلوم الفايضة من جنابه تعالى على العبد بعد العمل بما علم ‪.‬‬

‫لس و‬
‫سسسر بسأنه معرفسسة ا ّ‬
‫أقول ‪ :‬و المعاني متقاربة و اليها يرجع تفاسيره المختلفسة ‪ ،‬فقسد يف ّ‬
‫سر في قوله تعسسالى‬ ‫سر بأنه العلم الذي يرفع النسان عن فعل القبيح ‪ ،‬و ف ّ‬ ‫طاعته ‪ ،‬و قد يف ّ‬
‫بالحكمسسة و الموعظسسة الحسسسنة بسسالنبّوة و فسسي قسسوله ‪ :‬و يعّلمسسه الكتسساب و الحكمسسة بسسالفقه و‬
‫المعرفة ‪ ،‬و في قوله ‪ :‬و يعّلمهم الكتاب و الحكمة بالقرآن و الشريعة ‪،‬‬

‫و في قوله ‪ :‬يؤتى الحكمة من يشاء من عباده و من يؤتي الحكمة فقد ُأوتى خيرًا كسسثيرًا و‬
‫ل ُأولوا اللباب بتحقيق العلم و إتقان العمل و في الصافي مسسن الكسسافي و تفسسسير‬
‫ما يذّكر إ ّ‬
‫ل و معرفة المام ‪.‬‬ ‫سلم في تفسير هذه الية قال ‪ :‬طاعة ا ّ‬
‫صادق عليه ال ّ‬
‫العياشي عن ال ّ‬

‫ل عليها النار ‪.‬‬


‫سلم معرفة المام و اجتناب الكبائر التي أوجب ا ّ‬
‫و عنه عليه ال ّ‬

‫سلم ‪ :‬الحكمة المعرفة و الفقه في الّدين و مسسن فقسسه منكسسم فهسسو‬


‫و عن العياشي عنه عليه ال ّ‬
‫حكيم ‪.‬‬

‫سلم الحكمة ضياء المعرفة و ميراث التقسسوى و ثمسرة‬ ‫و عن مصباح الشريعة عنه عليه ال ّ‬
‫ل على عباده بنعمة أنعم و أعظم و أرفع و أجزل و أبهسسى مسسن‬ ‫الصدق و لو قلت ما أنعم ا ّ‬
‫ل يؤتى الحكمة من يشاء و من يؤت الحكمة فقد ُأوتى خيسسرًا كسسثيرًا و‬ ‫الحكمة لقلت ‪ ،‬قال ا ّ‬
‫ل مسسن استخلصسسته‬ ‫ل ُأولوا اللباب أى ل يعلم ما أودعت و هيسسأت فسسي الحكمسسة إ ّ‬ ‫ما يذّكر إ ّ‬
‫لنفسي و خصصته بها و الحكمة هي الكتاب و صفة الحكيم الثبسسات عنسسد أوائل المسسور و‬
‫ل‪.‬‬‫ل إلى ا ّ‬
‫الوقوف عند عواقبها و هو هادى خلق ا ّ‬

‫ل‪.‬‬
‫ل عليه و آله رأس الحكمة مخافة ا ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫و عن الخصال عن النب ّ‬
‫ل عليه و آله أنه كان ذات يوم في بعسسض أسسسفاره اذ لقسساه‬ ‫و عنه و عن الكافي عنه صّلى ا ّ‬
‫لس ‪ ،‬فسسالتفت إليهسسم و قسسال ‪ :‬مسسا أنتسسم ؟ فقسسالوا ‪:‬‬
‫سسسلم عليسسك يسسا رسسسول ا ّ‬
‫ركسسب فقسسالوا ‪ :‬ال ّ‬
‫مؤمنون ‪،‬‬

‫] ‪[ 353‬‬

‫لس‬
‫ل و التفويض إلى ا ّ‬ ‫ل و التسليم لمر ا ّ‬
‫قال ‪ :‬فما حقيقة ايمانكم ؟ قالوا ‪ :‬الّرضا بقضاء ا ّ‬
‫ل عليه و آله ‪ :‬علماء حكماء كادوا أن يكونوا من الحكمسسة أنبيسساء‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫‪ ،‬فقال رسول ا ّ‬
‫ل س اّلسسذي‬
‫فان كنتم صادقين فل تبنوا ما ل تسكنون ‪ ،‬و ل تجمعوا ما ل تأكلون ‪ ،‬و اّتقسسوا ا ّ‬
‫إليه ترجعون ‪.‬‬

‫إذا عرفت ذلك فأقول ‪ :‬قوله ‪ :‬قد لبس للحكمة جّنتها الظاهر أنه أراد بجّنة الحكمة مخافسسة‬
‫ي جعلها رأسها في رواية الخصال المتقّدمة ‪،‬‬‫ن النب ّ‬
‫ل كما أ ّ‬
‫ا ّ‬

‫ن مخافته سبحانه و وجود وصف الّتقسسوى المسسوجب لقمسسع‬ ‫فاستعار لفظ الجّنة لها باعتبار أ ّ‬
‫النفس عن الشهوات و قلعها عن العليق و المنيات مانع عن كون الحكمسسة غرضسسا عسسن‬
‫ن الجّنة و هسسو مسسا يسسستتر بسسه‬
‫الهام الهوى و عن وقوع الحكيم في الهلكة و الّردى ‪ ،‬كما أ ّ‬
‫سلح كالّدرع و نحوه مانعة للبسها عن اصابة سهام العداء ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫ل س سسسبحانه و خشسسيته السستي هسسي‬ ‫ن ذلك الحكيم قد اّتصف بمخافة ا ّ‬ ‫صل المعنى أ ّ‬
‫فيكون مح ّ‬
‫بمنزلة الجّنة للحكمة لجل حفظ حكمته و كونها وقايسسة لهسسا عمسسا يصسسادمها كمسسا أنّ الجّنسسة‬
‫تحفظ النسان عن صدمات العداء ‪.‬‬

‫و بما ذكرنا يظهر مسا فسي كلم الشسارح البحرانسي ‪ ،‬فساّنه قسال ‪ :‬لفسظ الجّنسة مسستعار فسي‬
‫ل س ‪ ،‬و وجسسه‬
‫الستعداد للحكمة بالزهد و العبادة الحقيقين و المواظبة على العمل بسسأوامر ا ّ‬
‫ن بذلك الستعداد يأمن إصابة سهام الهوى و ثوران دواعى الشسسهوات القسسائدة‬ ‫الستعارة أ ّ‬
‫ن مفسساده كمسسا تسسرى‬
‫إلى النار كما يأمن لبس الجّنة من أذى الضرب و الجرح ‪ ،‬انتهسسى فسسا ّ‬
‫ن لفسسظ الجّنسسة مسسستعار للسسستعداد الحاصسسل مسسن الزهسسد و العبسسادة و المواظبسسة علسسى‬
‫هسسو أ ّ‬
‫التكاليف الشرعّية ‪.‬‬

‫ن الستعداد المذكور ل يكون جّنة للحكمة على مسسا ذكسسره ‪ ،‬إّنمسسا‬ ‫جه عليه حينئذ أّول أ ّ‬
‫فيتو ّ‬
‫يكون جّنة للنسان من الوقوع في النار ‪ ،‬و ظاهر كلم المسسام يفيسسد تلبسسسه بجّنسسة الحكمسسة‬
‫لجل الحكمة ل لجل نفسه ‪.‬‬

‫ن السسستعداد و التهّيسسوء للشسسيء قبسسل وجسسود الشسسيء ‪ ،‬فلسسو جعسسل الجّنسسة اسسستعارة‬
‫و ثانيسسا أ ّ‬
‫سلم عدم اّتصاف الّرجل الموصوف‬ ‫للستعداد للحكمة لكان مفاد كلمه عليه ال ّ‬
‫] ‪[ 354‬‬

‫بالحكمة فعل ‪.‬‬

‫ل علسسى تلبسسسه و اّتصسسافه بالسسستعداد فقسسط ل بالحكمسسة نفسسسها مسسع أنّ‬


‫و بعبسسارة اخسسرى يسسد ّ‬
‫الغرض من الكلم الوارد في مقام المدح إفادة اّتصافه بها و كونهسسا حاصسسل لسسه بالفعسسل ل‬
‫بالقّوة ‪ ،‬إذ كمال المدح إنما هو في ذلك ‪.‬‬

‫ل على ذلك أيضا أى على الّتصاف بالفعل صريح قوله ) و أخذها بجميع أدبها ( أى‬ ‫و يد ّ‬
‫أخذ الحكمة على وجه الكمال و قام بآدابها ) من القبال عليها و المعرفة بها و التفّرغ لها‬
‫( يعني أّنه لما علم أنه ل خصلة أعظم و أشرف و أرفع و أبهى من الحكمة و عسسرف أنسسه‬
‫من يؤتها فقد أوتى خيرا كثيرا أقبسسل الكّليسسة عليهسسا و قصسسر هّمتسسه و نهمتسسه فيهسسا و عسسرف‬
‫شرفها و قدرها و نفاستها و تفّرغ لها و تخّلى عن جميع العليق الدنيوية التي تضسساّدها و‬
‫ل ما سواها ‪.‬‬
‫حى عن ك ّ‬ ‫تن ّ‬

‫) فهى عند نفسه ضاّلته اّلستي يطلبهسا و حساجته اّلستي يسسأل عنهسا ( ذلسك مثسل قسسوله عليسه‬
‫سلم في أواخر الكتاب ‪ :‬الحكمة ضاّلة المؤمن ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫فان قلت ‪ :‬قسسوله يطلبهسسا و يسسأل عنهسسا صسسريحان فسسي عسسدم حصسسولها لسسه فعل فينسافي مسسا‬
‫سلم السابق ‪.‬‬‫استظهرت آنفا من كلمه عليه ال ّ‬

‫سلم اسسستعار لهسسا لفسسظ الضسساّلة و جملسسة يطلبهسسا وصسسف‬‫قلت ‪ :‬ل منافاة بينهما لنه عليه ال ّ‬
‫شسحة ل‬ ‫للمستعار منه ل للمستعار له ‪ ،‬إذ من شسأن الضسللة أن تطلسب فهسى اسستعارة مر ّ‬
‫استعارة مجّردة ‪ ،‬و الجامع شّدة الشسسوق و فسسرط الرغبسسة و المحّبسسة ل الطلسسب كمسسا زعمسسه‬
‫الشارح البحراني حيث قال استعار لها لفظ الضاّلة لمكان انشاده لهسسا و طلبسسه كمسسا تطلسسب‬
‫سلم ‪ :‬يسأل عنها ظهسسوره فيمسسا أفسساده الشسسارح ‪ ،‬لكسسن‬ ‫الضاّلة من البل ‪ ،‬نعم قوله عليه ال ّ‬
‫تأويله على وجه يوافق ما ذكرناه سهل فتأمل ‪ ،‬هذا ‪.‬‬

‫ن جعل الكلم من باب السسستعارة إّنمسسا هسسو جريسسا علسسى مسسذاق الشسسارح‬
‫و ل يخفى عليك أ ّ‬
‫ل فقد علمت في ديباجة الشرح أنه من باب التشبيه البليغ حيث ذكر المشّبه‬ ‫البحراني ‪ ،‬و إ ّ‬
‫و المشّبه به و حذف الداة فيكون الوصف بالطلب ترشيحا للتشبيه ل للستعارة ‪.‬‬

‫] ‪[ 355‬‬

‫) فهو مغترب ( يعني هذا الشخص يخفى نفسه و يختار العزلة ‪ ،‬و هسسو إشسسارة إلسسى غيبسسة‬
‫سلم ) إذا اغترب السلم ( أى إذا ظهسسر الجسسور و الفسسساد و صسسار السسسلم‬ ‫القائم عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آلسسه ‪:‬‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫غريبا ضعيفا بسبب اغتراب الصلح و السداد كما قال رسول ا ّ‬
‫بدء السلم غريبا و سيعود غريبا كما بدء ‪.‬‬

‫ثّم شّبه السلم بالبعير البسارك فسي قّلسة النفسع و الضسعف علسى سسبيل السستعارة بالكنايسة‬
‫ن البعير إذا أعيسسى و تسسأّذى‬
‫فأثبت له لوازم المشّبه به و قال ‪ ) :‬و ضرب بعسيب ذنبه ( ل ّ‬
‫ضسسرب بسسذنبه ) و ألصسسق الرض بجرانسسه ( أى مق سّدم عنقسسه فل يكسسون لسسه تص سّرف و ل‬
‫ل أن يكون له نفع حال بروكه ‪ ،‬هذا ‪.‬‬
‫نهوض ‪ ،‬و ق ّ‬

‫سلم بلبسه لجّنة الحكمة و ايثاره العزلة و الغيبة عّرفه بأنه ) بقّية من‬ ‫و لما وصفه عليه ال ّ‬
‫جته ( علسسى عبسساده و ) خليفسسة مسن خلئف أنبيسائه ( فسي بلده ‪ ،‬و هسذان الوصسفان‬ ‫بقايا ح ّ‬
‫سلم بما أورده في هذا الفصل إلسسى القسسائم المنتظسسر عليسسه‬‫ن بكون نظره عليه ال ّ‬ ‫يقويان الظ ّ‬
‫سلم ‪.‬‬‫سلم و آبائه الطاهرين عليهم ال ّ‬ ‫ال ّ‬

‫جة و الخليفة مشسسعرا بمسسا يقسسوله المامّيسسة‬


‫قال الشارح المعتزلي ‪ :‬فان قلت ‪ :‬أليس لفظ الح ّ‬
‫سلم ‪.‬‬
‫أى كون المراد بها المام القائم عليه ال ّ‬

‫جة و خليفة و كسسذلك الفلسسسفة و أصسسحابنا‬


‫ن أهل التصّوف يسّمون صاحبهم ح ّ‬ ‫قلت ‪ :‬ل ل ّ‬
‫لس‬
‫ل عصسسر لّنهسسم حجسسج ا ّ‬
‫ل يمتنعون من إطلق هذه اللفاظ على العلماء المؤمنين في ك ّ‬
‫ل في أرضه ليحكموا بحكمه ‪.‬‬ ‫جة و قد استخلفهم ا ّ‬
‫أى إجماعهم ح ّ‬

‫لس و خليفتسسه علسسى غيسسر النبيسساء و الوصسسياء إذ‬


‫جة ا ّ‬
‫حة اطلق ح ّ‬
‫أقول ‪ :‬فيه أّول منع ص ّ‬
‫ص الحجّية و الخلفة بهم لمكان العصمة اّلتي فيهم ‪،‬‬ ‫العصمة منحصرة فيهم فيخت ّ‬

‫جيسسة إجمسساع‬
‫جسسة ‪ ،‬و ح ّ‬
‫و أما غيرهسسم فليسسس بمعصسسوم بالّتفسساق فل يكسسون قسسوله و فعلسسه ح ّ‬
‫ل مسن‬‫نك ّ‬‫العلماء أيضا باعتبار دخسول قسول المعصسوم فسي جملسة أقسوالهم ل مسن حيسث إ ّ‬
‫جة ‪.‬‬ ‫العلماء من حيث إّنه عالم قوله ح ّ‬

‫] ‪[ 356‬‬

‫ن أميسسر المسسؤمنين عليسسه‬


‫حة اطلقه على غيرهسسم ا ّ‬ ‫و ثانيا على فرض التنّزل و التسليم لص ّ‬
‫سلم ليس بمعتزلي المذهب و ل صسسوفي المسسذاق و ل فلسسسفى المسسسلك ‪ ،‬فل يحمسسل لفسسظ‬ ‫ال ّ‬
‫سسسلم علسسى اصسسطلحاتهم و إنمسسا يحمسسل علسسى المعنسسى‬ ‫جة و الخليفة في كلمه عليسسه ال ّ‬
‫الح ّ‬
‫ى علسى المتتّبسع‬
‫سسلم ‪ ،‬و غيسر خفس ّ‬ ‫الغالب إرادتسه مسن هسذه اللفظسة فسي كلمساتهم عليهسم ال ّ‬
‫بأحاديثهم و كثير النس بأخبارهم أّنهم كثيرا ما يطلقون لفظ الحجج و يريدون بسسه الئمسسة‬
‫الثنى عشر ‪ ،‬و قد يطلقونه و يريدن بسسه سسساير المعصسسومين مسسن النبيسساء و الوصسسياء و‬
‫جة أيضا احيانا بالقراين على العقل و القرآن ‪ ،‬و لم نر إلى الن أن يطلق‬ ‫يطلقون لفظ الح ّ‬
‫هذا اللفظ في كلمهم على العارف أو العالم غير المعصوم أو أحد البدال المصسسطلح فسسي‬
‫لسان الفلسفة و المعتزلة و المتصّوفة ‪.‬‬

‫ل في كلمهم خاليا عسسن القرايسسن فل بسّد مسسن حملسسه‬ ‫جة ا ّ‬


‫و على ذلك فحيث ما اطلق لفظ ح ّ‬
‫ن يلحسسق الشسسيء بسسالعّم‬‫ن الظس ّ‬‫على المعنى الكثير الدوران في ألسسسنتهم و هسسو المسسام ‪ ،‬ل ّ‬
‫الغلب ‪.‬‬

‫سلم‬ ‫و من هذا كّله ظهر ما في كلم الشارح البحراني أيضا فاّنه بعد ما جعل قوله عليه ال ّ‬
‫قد لبس للحكمة جّنتها إشارة إلى العسسارف مطلقسسا و نفسسى ظهسسور كسسونه إشسسارة إلسسى المسسام‬
‫سلم قال في شرح هذا المقسسام ‪ :‬قسسوله ‪ :‬بقّيسسة مسسن بقايسسا حججسسه ‪ ،‬أى علسسى‬ ‫المنتظر عليه ال ّ‬
‫ل في الرض على عباده ‪ ،‬و ظاهر كسسونه خليفسسة مسسن‬ ‫خلقه إذ العلماء و العارفون حجج ا ّ‬
‫ل عليه و آله العلماء ورثة النبياء ‪ ،‬انتهى ‪.‬‬ ‫خلفاء أنبيائه لقوله صّلى ا ّ‬

‫ن استدلله على خلفة العلماء و العرفاء بقوله ‪:‬‬


‫و يرد عليه مضافا إلى ما مّر أ ّ‬

‫العلماء ورثة النبياء و استظهاره من ذلك كون المراد بالخليفسسة فسسي كلم أميسسر المسسؤمنين‬
‫سلم هؤلء ل وجه له ‪.‬‬ ‫عليه ال ّ‬

‫ص من الّدعوى لفسسادته وراثسسة العلمسساء فقسسط دون العرفسساء مسسع أ ّ‬


‫ن‬ ‫ن الّدليل أخ ّ‬
‫أّما أّول فل ّ‬
‫المّدعى أعّم ‪.‬‬

‫سلم العلماء ورثة النبياء لم يرد به الوراثة الحقيقيسسة قطعسسا و إنمسسا‬


‫ن قوله عليه ال ّ‬
‫و ثانيا إ ّ‬
‫ن أموال المورث ينتقل‬ ‫ن علومهم انتقل إليهم كما أ ّ‬
‫هو من باب التشبيه و المجاز يعني أ ّ‬

‫] ‪[ 357‬‬

‫إلى الوارث فكانوا بمنزلة الورثة ‪.‬‬

‫ن وراثسسة العلمسساء للنبيسساء و خلفتهسسم عنهسسم علسسى سسسبيل المجسساز و‬


‫و على ذلك فسسأقول ‪ :‬إ ّ‬
‫سلم و خلفته على سبيل الحقيقة ‪ ،‬فل بّد من‬ ‫الستعارة ‪ ،‬و وراثة المام المنتظر عليه ال ّ‬
‫ن الّلفسسظ إذا دار بيسسن أن‬
‫سلم عليسسه ل علسسى العسسالم ‪ ،‬ل ّ‬
‫حمل لفظ الخليفة في كلمه عليه ال ّ‬
‫يراد منه معناه الحقيقي و معناه المجازي فالصل الحقيقة كما برهن في علم الصول ‪.‬‬

‫سلم في نصح المخاطبين و موعظتهم و تسسذكيرهم و تسسوبيخهم و ) قسسال‬ ‫) ثّم ( أخذ عليه ال ّ‬
‫سلم أّيها الّناس إّني قد بثثت ( أى نشرت و فّرقت ) لكم المسواعظ اّلستي وعسظ بهسا‬ ‫عليه ال ّ‬
‫لس و معرفتسسه و طسساعته و القسسائدة إلسسى‬
‫النبياء أممهم ( و هي المواعظ الجاذبسسة لهسسم إلسسى ا ّ‬
‫صراط المستقيم ) و أّديت إليكم ما أّدت الوصياء إلسسى مسسن بعسسدهم ( مسسن‬‫النهج القويم و ال ّ‬
‫السرار اللهّية و التكاليف الشرعّية ‪.‬‬

‫قال الشارح المعتزلي ‪ :‬و الوصياء السسذين يسسأتمنهم النبيسساء علسسى السسسرار اللهّيسسة و قسسد‬
‫يمكن أن ل يكونوا خلفاء بمعنى المارة و الولية ‪ ،‬فانّ مرتبتهم أعلى من مراتب الخلفاء‬
‫‪ ،‬انتهى ‪.‬‬

‫سسسلم لمسسا‬‫ن كلمه عليه ال ّ‬


‫أقول ‪ :‬غرض الشارح من هذا الكلم اصلح مذهبه الفاسد ‪ ،‬فا ّ‬
‫كان ظاهرا في وصايته المساوقة للخلفة و الولية كما هو مسسذهب الشسسيعة المامّيسسة أراد‬
‫الشارح صرفه عن ظاهره و أّوله بما يوافق مذهب العتزال ‪.‬‬

‫ن الوصاية عبارة عن الئتمان على السرار اللهّية و هسسو غيسر ملزم‬ ‫صل تأويله أ ّ‬
‫و مح ّ‬
‫سسسلم و كسسونه أولسسى‬
‫للخلفة و الولية ‪ ،‬فل يكسسون فسسي الكلم دللسة علسسى خلفتسه عليسسه ال ّ‬
‫ل على كونه وصّيا مؤتمنا على السرار فقط ‪.‬‬ ‫بالتصّرف ‪ ،‬و انما يد ّ‬

‫ي علسسى السسسرار و الحكسسام و‬


‫ل عليه و آلسسه إذا ائتمسسن الوص س ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫ن النب ّ‬
‫و فيه أّول أ ّ‬
‫عّلمه إّياها ‪،‬‬

‫فإّما أن يكون غرضه من ذلك أداء وصّية تلسسك السسسرار و الحكسسام إلسسى أّمتسسه و إبلغهسسا‬
‫اليهم ‪.‬‬

‫أو يكون غرضه منه كونه فقط عالما بها و مكّلفا في نفسه على العمل بتلك‬

‫] ‪[ 358‬‬

‫الحكام و القيام بوظايف هذه السرار من دون أن يكون مأذونا في الداء إليهم ‪.‬‬

‫ل لما جاز أن‬ ‫سلم بل صريحه كون وصايته على الوجه الّول و إ ّ‬ ‫و ظاهر كلمه عليه ال ّ‬
‫يؤّدى ما أوصى به إلى المكّلفين فحيث أّداه إليهم علم منه كونه مأذونا فسسي الداء و مكّلفسسا‬
‫ل لكسسان الداء عبثسسا ‪ ،‬و ل ريسسب أ ّ‬
‫ن‬ ‫به ‪ ،‬و حيث كان مكّلفا بسسه وجسسب عليهسسم اطسساعته و إ ّ‬
‫ي بهذا المعنى أى المؤتمن على السرار و الحكام و المكّلف على أدائها إلى المة‬ ‫الوص ّ‬
‫ي‪.‬‬‫و الواجب على المة قبول قوله و طاعته ملزم بل مرادف للخليفة و المير و الول ّ‬

‫ل أّنه غير مراد في كلمسسه‬


‫نعم الوصاية على الوجه الثاني غير ملزم للخلفة و الولية إ ّ‬
‫سلم قطعا لما ذكرنا ‪.‬‬
‫عليه ال ّ‬
‫ي فغير مفهوم‬
‫ي أعلى مرتبة من الخليفة أى المير و الول ّ‬
‫ن الوص ّ‬
‫ن ما ذكره من أ ّ‬
‫و ثانيا أ ّ‬
‫المراد ‪.‬‬

‫لنه إن أراد بالخلفة و المارة و الولية المعنى اّلذي يقول به الشسيعة و يصسفون أئّمتهسم‬
‫لس عليسه و آلسه و سسّلم و السسلطنة اللهّيسة و الولويسة‬ ‫به أعنى النيابة عن الّرسول صّلى ا ّ‬
‫ن الوصساية و هسسي الئتمسان بالسسسرار أعلسسى رتبسسة منهسسا بسل المسسر‬ ‫بالتصّرف فل نسسّلم أ ّ‬
‫ن الوصاية بالمعنى المذكور من شئونات الولية المطلقة ‪ ،‬و الولياء مضسافا‬ ‫بالعكس ‪ ،‬ل ّ‬
‫إلى كونهم مسسؤتمنين علسسى السسسرار أولسسو المسسر و الّنهسسى و أولسسى بالتصسّرف فسسي أمسسوال‬
‫المؤمنين و أنفسهم ‪.‬‬

‫و إن أراد بها المعنى الّلغوي أعنى المسسارة علسسى السسسرايا مثل و الوليسسة أى كسسونه واليسسا‬
‫على قوم أو بلد و نحوه فكون رتبة الوصاية أعلى من ذلك مسسّلم و غنسسي عسسن البيسسان ل ّ‬
‫ن‬
‫الطلع و الئتمان على السرار اللهّية ل نسبة لهما قطعا إلى أّمارة جيش و ولية قسسوم‬
‫سسسلم ل يريسسدون‬ ‫ن المامّية حيث يطلقون هذه اللفاظ في مقام وصف الئمة عليهم ال ّ‬ ‫لأّ‬‫إّ‬
‫بها تلك المعاني قطعا ‪ ،‬فل داعى إلى ما تكّلفه الشارح و ل حاجة إليه فافهم جّيدا ‪ ،‬هذا ‪.‬‬

‫سلم ‪:‬‬
‫و قد مضى في شرح الفصل الخامس من المختار الثاني عند شرح قوله عليه ال ّ‬

‫ق الولية و فيهم الوصّية و الوراثة ‪ ،‬ما لسسه مزيسسد نفسسع فسسي هسسذا المقسسام‬
‫و لهم خصايص ح ّ‬
‫فليراجع ثّمة ‪.‬‬

‫] ‪[ 359‬‬

‫و قوله ) و أّدبتكم بسوطي ( الظاهر أّنه كناية عن تأديبه لهسم بسسالقوال الغيسر اللينسسة ) فلسم‬
‫ق ) و حسسدوتكم بسسالّزواجر ( أى بسسالنواهى و البعسسادات ) فلسسم‬ ‫تسسستقيموا ( علسسى نهسسج الح س ّ‬
‫جبا منكم ) أتتوّقعسسون‬ ‫ل أنتم ( أى تع ّ‬‫تستوسقوا ( أى لم تجتمعوا على التمكين و الطاعة ) ّ‬
‫إماما غيري ( استفهام على سبيل التقرير لغرض التقريع أو على سبيل النكار و التوبيخ‬
‫‪.‬‬

‫ن الستفهام اّلذي هو للنكار التوبيخي يقتضسسي أن يكسسون مسسا بعسسده واقعسسا مسسع‬ ‫فان قلت ‪ :‬إ ّ‬
‫أنهم لم يكونوا متوّقعين لمام غيره إذ قد علموا أنه ل إمام وراه ‪.‬‬

‫ل أنهم لما لم يقوموا بمقتضسسى علمهسسم و لسسم يمحضسسوا‬


‫قلت ‪ :‬نعم انهم كانوا عالمين بذلك إ ّ‬
‫سلم نّزلهسم منزلسة الجاهسل المتوّقسع لمسام آخسر ‪ ،‬فسأنكر ذلسك عليهسم و‬
‫الطاعة له عليه ال ّ‬
‫لمهم عليه ‪.‬‬
‫سلم ) يطا بكسسم الطريسق ( أى يسذهب بكسسم فسسي طريسق النجساة ) و يرشسدكم‬ ‫و قوله عليه ال ّ‬
‫صراط ) أل إّنه قد أدبر من الّدنيا ما كسسان مقبل ( و هسسو‬ ‫السبيل ( أى يهديكم إلى مستقيم ال ّ‬
‫لس عليسسه و آلسسه و سسّلم أو فسسي أّيسسام‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫صلح و الرشاد الذي كان في أيام رسول ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سلم فيكون إشارة إلى قرب ارتحاله من دار الفناء ) و أقبسل منهسسا مسا كسسان‬ ‫خلفته عليه ال ّ‬
‫مسسدبرا ( و هسسو الضسسلل و الفسسساد اّلسسذي حصسسل باسسستيلء معاويسسة علسسى البلد ) و أزمسسع‬
‫ل الخيار و باعوا ( أى استبدلوا‬ ‫الترحال ( أى عزم على الرحلة إلى دار القرار ) عباد ا ّ‬
‫) قليل من الّدنيا ل يبقى بكثير من الخرة ل يفنى ( ‪.‬‬

‫ل يخفى ما في هذه العبارة من الّلطافة و حسن التعبير في التنفيسر عسن السّدنيا و السترغيب‬
‫إلى الخرى ‪ ،‬حيث وصف الولى مع قّلتها بالفناء ‪ ،‬و وصف الثانية مع كثرتها بالبقاء و‬
‫ن العقلء ل يرضون الولى بالثانية بدل ‪.‬‬ ‫معلوم أ ّ‬

‫و أّكد هذا المعنى بقوله ) ما ضّر إخواننا ( المؤمنين ) اّلسسذين سسسفكت دمسساؤهم بصسّفين ألّ‬
‫يكونوا اليوم أحياء ( مثل حياتنسا ) يسسيغون الغصسص ( و يتجّرعسون الهمسسوم مسسن تسسوارد‬
‫اللم ) و يشربون الرنق ( أى الكدر من كثرة مشاهدة المنكرات ‪.‬‬

‫و لما نفى تضّررهم بعدم الحياة نّبه على ما حصل لهم من عظيم المنفعة بالممات‬

‫] ‪[ 360‬‬

‫ل فوّفاهم اجورهم ( بغيسسر حسسساب ) و أحّلهسسم فسسي دار المسسن (‬


‫ل لقوا ا ّ‬
‫فقال و ل ) قد و ا ّ‬
‫مفّتحة لهم البواب ) بعد خوفهم ( من سوء المآل و فتن أهل الضلل ‪.‬‬

‫سسسلف الصسسالحين و قسسال ) أيسسن إخسسوانى اّلسسذين ركبسسوا‬


‫سسسرا عسسن ال ّ‬
‫جعسسا و تح ّ‬
‫ثّم اسسستفهم تو ّ‬
‫ق ( أى المعرفة و الولية ‪.‬‬ ‫الطريق ( أى جاّدة الشريعة ) و مضوا على الح ّ‬

‫ثّم استفهم عن بعض من مضى بعينه و سسّماه بخصوصسسه لكسسونه مسسن أعيسسان الصسسحابة و‬
‫ي و امّسسه أمسسة‬
‫ي قحطسسان ّ‬
‫أكابرهم فقال ) أين عمار ( و هو ابن ياسر المعروف و أبوه عربس ّ‬
‫لبي حذيفة بن المغيرة المخزومي ولدت عمارا فاعتقه أبو حذيفة فمن هنسساك كسسان عّمسسار‬
‫مولى لبني مخزوم ‪.‬‬

‫قال الشارح المعتزلي ‪ :‬و للحلف و الولء اّلذين بين بني مخزوم و بين عّمار و أبيه ياسر‬
‫كان اجتماع بني مخزوم على عثمسسان حيسسن نسسال مسسن عمسسار غلمسسان عثمسسان مسسا نسسالوا مسسن‬
‫الضرب حّتى انفتق له فتق في بطنه زعموا و كسروا ضلعا من أضلعه ‪ ،‬فاجتمعت بنسسو‬
‫ل لئن مات ل قتلنا به أحدا غير عثمان ‪.‬‬ ‫مخزوم فقالوا ‪ :‬و ا ّ‬
‫ل ثّم أعطسساهم مسسا أرادوا‬
‫قال أبو عمرو بن عبد البّر ‪ :‬كان عّمار بن ياسر مّمن عّذب في ا ّ‬
‫ن باليمسسان « و هسسذا ممسسا‬‫ل مسسن ُأكسسره و قلبسسه مطمئ ّ‬
‫بلسانه مع اطمينان قلبه فنزل فيسسه » إ ّ‬
‫أجمع عليه أهل التفسير و هاجر إلى أرض الحبشة و صّلى القبلتين و هو من المهسساجرين‬
‫الّولين و شهد بدرا و المشاهد كّلها و أبلى بلء حسنا ثّم شهد اليمامة فأبلى فيهسسا أيضسسا و‬
‫يومئذ قطعت أذنه ‪.‬‬

‫و قال ابن عّباس في قوله تعالى أو من كان ميتًا فَأحييناه و جعلنا لسسه نسسورًا يمشسسي بسسه فسسي‬
‫الناس أنه عمار بن ياسر » كمن مثله فسسي الظلمسسات ليسسس بخسسارج منهسسا « أبسسو جهسسل ابسسن‬
‫هشام ‪.‬‬

‫لس‬
‫ل س ص سّلى ا ّ‬
‫و روى أبو عمرو عن عايشة أنها قالت ‪ :‬ما من أحد من أصحاب رسسسول ا ّ‬
‫لس‬
‫ل ص سّلى ا ّ‬
‫ل عّمار بن ياسر ‪ ،‬فإّني سمعت رسول ا ّ‬‫عليه و آله أشاء أن أقول فيه لقلت إ ّ‬
‫عليه و آله و سّلم يقول ‪ :‬إّنه ملىء إيمانا إلى أخمص قدميه ‪.‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم قال ‪:‬‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫ن رسول ا ّ‬
‫قال أبو عمرو و من حديث خالد بن الوليد أ ّ‬
‫من أبغض‬

‫] ‪[ 361‬‬

‫ل‪.‬‬
‫عمارا أبغضه ا ّ‬

‫ل س ص سّلى‬
‫ن عمارا جاء يستأذن رسول ا ّ‬ ‫سلم إ ّ‬
‫ي بن ابيطالب عليه ال ّ‬
‫قال ‪ :‬و من حديث عل ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم يوما فعرف صوته فقال ‪ :‬مرحبا بالطّيب المطّيب ‪ ،‬يعني عّمارا ‪.‬‬‫ا ّ‬

‫ل عليه و آله اشسستاقت الجّنسسة إلسسى أربعسسة ‪ :‬علس ّ‬


‫ي‬ ‫ي صّلى ا ّ‬
‫قال ‪ :‬و من حديث أنس عن الّنب ّ‬
‫سلم و عّمار ‪ ،‬و سلمان ‪ ،‬و بلل ‪.‬‬
‫عليه ال ّ‬

‫قال أبو عمرو ‪ :‬و فضايل عّمار كثير يطول ذكرها ‪.‬‬

‫ل تعالى‬
‫أقول ‪ :‬و قد مضى جملة من فضائله و مجاهداته بصفّين و كيفّية شهادته رضى ا ّ‬
‫عنه هنالك في تذييل المختار الخامس و السّتين و كان سّنه يوم قتل نيفا و تسعين ‪.‬‬

‫) و أين ابن التيهان ( و اسمه مالك و اسم أبيه مالك ايضا ‪ ،‬و قال أبو نعيم ‪:‬‬

‫أبو الهيثم بن التيهان اسمه مالك و اسم التيهسسان عمسسرو بسسن الحسسارث كسسان » رض « أحسسد‬
‫النقباء ليلة العقبة و شهد بدرا و الكثر علسسى أنسسه أدرك صسّفين مسسع أميسسر المسسؤمنين عليسسه‬
‫لس عليسسه و آلسسه ‪ ،‬قسسال أبسسو‬
‫لس صسّلى ا ّ‬
‫سلم و قتل بها ‪ ،‬و قيل ‪ :‬توّفى في حيسساة رسسسول ا ّ‬
‫ال ّ‬
‫عمسسرو ‪ :‬و هسسذا القسسول لسسم يتسسابع عليسسه قسسائله ‪ ،‬و قيسسل ‪ :‬تسسوّفى سسسنة عشسسرين أو إحسسدى و‬
‫عشرين ‪.‬‬

‫) و أين ذو الشهادتين ( و هو خزيمة بن ثابت النصاري يكّنى أبا عمارة شهد بدرا و مسسا‬
‫سلم فلما قتل عّمار بن ياسر قاتسسل » ره‬‫ي عليه ال ّ‬
‫بعدها من المشاهد و شهد صفين مع عل ّ‬
‫ستين ‪.‬‬
‫« حّتى قتل حسبما عرفته في تذييل المختار الخامس و ال ّ‬

‫ل بن أحمد ال سّذهلي‬ ‫و انما لّقب بذو الشهادتين لما رواه الصدوق في الفقيه بسنده عن عبد ا ّ‬
‫لس‬
‫ي صسّلى ا ّ‬‫ن عّمه حّدثه و هو من أصحاب النسسب ّ‬ ‫قال ‪ :‬حّدثنا عمارة بن خزيمة بن ثابت أ ّ‬
‫لس‬
‫ي صسّلى ا ّ‬‫ي فأسرع النسسب ّ‬ ‫ل عليه و آله ابتاع فرسا من أعراب ّ‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫ن النب ّ‬
‫عليه و آله أ ّ‬
‫عليه و آله و سّلم المشي ليقضيه ثمن فرسه فأبطسسأ العرابسسي ‪ ،‬فطفسسق رجسسال يعترضسسون‬
‫سسسلم ابتسساعه ‪ ،‬حّتسسى زاد‬‫ي عليسسه ال ّ‬
‫ن النب ّ‬
‫العرابي فيساومونه بالفرس و هم ل يشعرون أ ّ‬
‫سسوم علسى الثمسن فنسادى العرابسي فقسال ‪ :‬إن كنست مبتاعسا لهسذا‬ ‫بعضهم العرابي فسي ال ّ‬
‫ل عليه و آله حين سسسمع العرابسسي فقسسال ‪ :‬أو‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫ل بعته ‪ ،‬فقام الّنب ّ‬‫الفرس فابتعه و إ ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم و بسسالعرابي‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫ليس قد ابتعته منك ‪ ،‬فطفق الناس يلوذون بالنب ّ‬
‫و هما يتشاجران ‪ ،‬فقال العرابي ‪ :‬هلسّم شسسهيدا يشسسهد أّنسسى قسسد بايعتسسك ‪ ،‬و مسسن جسسآء مسسن‬
‫ل حّقا حّتى‬‫ل عليه و آله و سّلم لم يكن ليقول إ ّ‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫ن النب ّ‬
‫المسلمين قال للعرابي إ ّ‬

‫] ‪[ 362‬‬

‫ل عليه و آله و سّلم و العرابي فقسسال‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫جاء خزيمة بن ثابت فاستمع لمراجعة النب ّ‬
‫ل عليه و آله على خزيمسسة فقسسال ‪ :‬بسسم‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫خزيمة إّني أشهد أنك قد بايعته ‪ ،‬فأقبل الّنب ّ‬
‫لس عليسسه و آلسسه و سسّلم شسسهادة‬‫ي صسّلى ا ّ‬ ‫لس فجعسسل النسسب ّ‬ ‫تشهد ؟ قال ‪ :‬بتصديقك يا رسول ا ّ‬
‫صة في الكافي بنحسسو آخسسر‬ ‫خزيمة بن ثابت شهادتين و سّماه ذو الشهادتين و روى هذه الق ّ‬
‫ي بن إبراهيم عن محّمد بن عيسى عن معاوية بسسن وهسسب قسال ‪ :‬كسان البلط حيسسث‬ ‫عن عل ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم يسّمى البطحاء‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫يصّلى على الجنايز سوقا على عهد رسول ا ّ‬
‫ن أعرابيا أتى بفرس له فأوثقه فاشتراه منه رسسسول‬ ‫سمن و القط و أ ّ‬ ‫يباع فيها الحليب و ال ّ‬
‫ل عليه و آله ‪ ،‬ثّم دخل ليأتيه بالثمن فقام ناس من المنسسافقين فقسسالوا ‪ :‬بكسسم بعسست‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫لس‬
‫ن رسسسول ا ّ‬ ‫فرسك ؟ قال ‪ :‬بكذا و كذا ‪ ،‬قالوا ‪ :‬بئس ما بعت ‪ ،‬فرسك خير مسسن ذلسسك و أ ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم خرج إليه بسسالثمن وافيسسا طّيبسسا ‪ ،‬فقسسال العرابسسي ‪ :‬مسسا بعتسسك و‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫ل‪،‬‬ ‫ا ّ‬

‫لس لقسسد بعتنسسي ‪ ،‬و ارتفعسست‬ ‫لس بلسسى و ا ّ‬


‫لس عليسسه و آلسسه ‪ :‬سسسبحان ا ّ‬
‫ل صسّلى ا ّ‬
‫فقال رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله يقسساول العرابسسي ‪ ،‬فسساجتمع نسساس‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫الصوات فقال الناس ‪ :‬رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم إذ أقبل خزيمة بسسن ثسسابت‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫ل ‪ 1‬و مع النب ّ‬ ‫كثير فقال أبو عبد ا ّ‬
‫لس عليسسه و آلسسه فقسسال ‪ :‬اشسسهد يسسا‬
‫ي صّلى ا ّ‬ ‫النصاري ففرج الناس بيده حّتى انتهى إلى النب ّ‬
‫ى صّلى‬ ‫ل لقد اشتريته منه ‪ ،‬فقال العرابي ‪ :‬أتشهد و لم تحضرنا ‪ ،‬و قال له النب ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ل و لكّنى علمت أّنك قد اشسستريت‬ ‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬أشهدتنا ؟ فقال له ‪ :‬ل يا رسول ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫لس و ل اصسّدقك علسسى هسسذا العرابسسي الخسسبيث ؟ قسسال ‪:‬‬ ‫أ فاصّدقك بما جئت به مسسن عنسسد ا ّ‬
‫لس عليسسه و آلسسه و سسّلم فقسسال لسسه ‪ :‬يسسا خزيمسسة شسسهادتك شسسهادة‬‫ل صّلى ا ّ‬
‫فعجب له رسول ا ّ‬
‫رجلين ‪.‬‬

‫) و أين نظراؤهم ( و أشباههم ) من إخوانهم اّلذين تعاقدوا ( و تعاهدوا ) على المنّيسسة ( و‬


‫جّدوا فى المقاتلة حّتى قتلوا بصّفين كابن بديل و هاشم بن عتبة و غيرهما مّمن تقّدم ذكره‬
‫فسسي تسسذييل المختسسار الخسسامس و الس سّتين ) و أبسسرد برؤوسسسهم إلسسى الفجسسرة ( أى ارسسسلت‬
‫رؤوسهم مع البريد للبشارة بها إلى الفسقة الطغام من أمراء الشام ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬لللل لل لللل لللللل ل لللللل للل لل ل‬
‫للل للللل ل للل لل لل لل لللللل لل ل لل لل‬
‫ل لللل لل ل للللل لللللل ل للل لل للل ل‬
‫للللل » للل لل « ‪.‬‬

‫لللل ‪ :‬ل ل للل للل للللل لل للل لل ل ‪ 400‬ل ‪401‬‬


‫ل ‪ 7‬للل للل لل لل ‪ :‬لل لل لل ل لل ل للل ل ) ل ( ل‬
‫لل للللل » ل « لللللل » للل « ل للل لل للل ل ‪:‬‬
‫ل ل ل للل ل لل ل ل للل ‪ :‬ل ل للل ل ل ل للل ل ل ل‬
‫للل لل لللل ‪ :‬ل للل ل ل لل ل للل ‪ :‬لل لل ل ل ‪ .‬ل‬
‫لل لللللل للل ‪ :‬لل للل لل للللللل لل ل للل‬
‫لل «‬
‫لل للل للل ل لل للل لللللل ‪ » .‬للللل‬

‫] ‪[ 363‬‬

‫سلم يده إلى لحيته فأطال البكاء ( من تقّلب الزمسسان و‬ ‫) قال ( الّراوى ) ثّم ضرب عليه ال ّ‬
‫سرا ‪.‬‬
‫جعا و تح ّ‬
‫فقد الخوان و تراكم الهموم و الحزان ) ثّم قال ( تو ّ‬

‫) اوه على إخسوانى اّلسسذين تلسسوا القسسرآن فسأحكموه ( أى أحسسسنوا تلوتسسه و مبسسانيه و فهمسوا‬
‫مقاصده و معانيه و عملوا بمقتضاه و مؤّداه ) و تدّبروا الفرض فأقاموه ( أى تفكروا فسسي‬
‫علل الواجبسسات و أسسسرار العبسسادات فواظبسسوا عليهسسا و قسساموا بوظايفهسسا تحصسسيل للغسسرض‬
‫ل اّلسذي هسو أشسرف الّلسذات و‬ ‫ل و القربى إلى رضوان ا ّ‬ ‫القصى منها و هو الزلفى إلى ا ّ‬
‫سّنة ( يحتمل أن يكون المراد بهسسا المسسستحّبات فيكسسون ذكرهسسا‬‫أعلى الدرجات و ) أحيوا ال ّ‬
‫ل عليه و آله إنما العلم ثلثسسة ‪ :‬آيسسة‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫بعد القرآن و الفرض نظير ما روى عن الّنب ّ‬
‫ن فهو فضل ‪.‬‬ ‫محكمة أو فريضة عادلة أو سّنة قائمة و ما خله ّ‬

‫ن المتشسسابه و المنسسسوخ‬ ‫أى العلم النافع آية محكمة أى واضحة الّدللة أو غير منسوخة فسسا ّ‬
‫ل ينتفع بهما غالبا ‪ ،‬و فريضة عادلة أى الواجبات المصونة مسسن الفسسراط و التفريسسط ‪ ،‬و‬
‫سّنة قائمة أى المندوبات الباقية غيسسر المنسسسوخة ‪ ،‬و علسسى هسسذا الحتمسسال فسسالمراد باحيسساء‬
‫السّنة التيان بها و المراقبة عليها ‪.‬‬

‫ن الظهر بقرينة المقابلة بينه و بين قوله ‪ ) :‬و أماتوا البدعة ( أن يراد بالس سّنة مقابسسل‬
‫لأّ‬
‫إّ‬
‫ل عليه و آله و الشريعة اّلتي شرعها ‪.‬‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫البدعة ‪ ،‬يعني السنة اّلتي سّنها رسول ا ّ‬

‫روى في البحار من معاني الخبار مرفوعا قسسال ‪ :‬جسساء رجسسل إلسسى أميسسر المسسؤمنين عليسسه‬
‫سلم فقال ‪ :‬أخسسبرني عسسن السسّنة و البدعسسة و عسسن الجماعسسة و عسسن الفرقسسة ‪ ،‬فقسسال أميسسر‬‫ال ّ‬
‫ل عليه و آله ‪ ،‬و البدعة ما أحدث مسسن بعسسده ‪ ،‬و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫ن رسول ا ّ‬ ‫المؤمنين السّنة ما س ّ‬
‫ق و إن كانوا قليل ‪ ،‬و الفرقة أهل الباطل و إن كانوا كثيرا ‪.‬‬ ‫الجماعة أهل الح ّ‬

‫و على هذا فالمراد باحياء السّنة أخذ أحكام الشرع و العمل عليها ‪.‬‬

‫لس‬
‫سلم قال ‪ :‬قال رسول ا ّ‬ ‫روى في البحار من المحاسن عن أبي جعفر عن أبيه عليهما ال ّ‬
‫سك بسّنتي في اختلف أّمتي كان له أجر مأة شهيد ‪.‬‬ ‫ل عليه و آله و سّلم من تم ّ‬
‫صّلى ا ّ‬

‫و المراد باماتة البدعة إبطالها و تركها و العراض عنها و عن أهلها ‪.‬‬

‫] ‪[ 364‬‬

‫ي بن إبراهيم قال في رواية أبسسي الجسسارود عسسن أبسسي جعفسسر‬ ‫روى في البحار من تفسير عل ّ‬
‫سلم في قوله تعالى ‪ :‬و اّلذين كسبوا السيئات جزآء سيئة بمثلها و ترهقهسسم ذّلسسة مسسا‬ ‫عليه ال ّ‬
‫لس وجسسوههم ثسّم‬ ‫ل من عاصم هؤلء أهل البسسدع و الشسسبهات و الشسسهوات يسسّود ا ّ‬ ‫لهم من ا ّ‬
‫يلقونه ‪.‬‬

‫سلم قال ‪ :‬من مشى إلسسى صسساحب بدعسسة‬


‫ل عليه ال ّ‬
‫و فيه من ثواب العمال عن أبي عبد ا ّ‬
‫فوّقره فقد مشي في هدم السلم ‪.‬‬

‫) دعوا للجهاد فأجابوا ( و نهضوا إليه ) و وثقسسوا ( أى اطمسأنوا و اّتكلسوا ) بالقسسائد ( أراد‬
‫ق ) فاّتبعوه ( ‪.‬‬
‫به نفسه الشريف لكونه قائدا لهم إلى سبيل الح ّ‬
‫شرهم و أنذر و‬
‫غب المخاطبين و رّهب و وعظهم و ذّكر و ب ّ‬‫سلم لما ر ّ‬
‫) ثّم ( إّنه عليه ال ّ‬
‫سر تخّلص إلى أصل غرضه ‪.‬‬ ‫جع من مفارقة أصحابه و تح ّ‬ ‫تو ّ‬

‫ل ( أى اسرعوا إليسسه و انهضسسوا بسسه ) أل و‬ ‫و ) نادى بأعل صوته ‪ :‬الجهاد الجهاد عباد ا ّ‬
‫لس (‬‫اني معسكر في يومي هذا ( أى جامع للعساكر في المعسكر ) فمن أراد الرواح إلى ا ّ‬
‫أى الذهاب إلى الفوز برضوانه أو إلى لقائه تعالى بالشهادة ) فليخسسرج ( ) قسسال نسسوف ‪ :‬و‬
‫سلم ( راية ) في عشسسرة آلف و لقيسسس بسسن سسسعد ( ابسسن عبسسادة ) فسسي‬ ‫عقد للحسين عليه ال ّ‬
‫عشرة آلف ( و كان سعد أبو قيس رئيس الخزرج و لم يبايع أبا بكسسر و مسسات علسسى عسسدم‬
‫ن و افتروا شعرا من لسان الجسس ّ‬
‫ن‬ ‫البيعة و المشهور أّنهم قتلوه لذلك و أحالوا قتله على الج ّ‬
‫كما مسّر فسي المقّدمسة الثالثسة مسن مقسّدمات الخطبسة الثالثسة و فسي التنسبيه الّول مسن شسرح‬
‫المختار السابع و السّتين ‪.‬‬

‫ل صّلى الّ‬ ‫شارح المعتزلي ‪ :‬سعد هو اّلذي حاول إقامته في الخلفة بعد رسول ا ّ‬ ‫و قال ال ّ‬
‫عليه و آله و لم يبايع أبا بكر حين بويع و خرج إلى حوران فمات بهسسا ‪ ،‬قيسسل قتلتسسه الج س ّ‬
‫ن‬
‫لنه بال قايما في الصحراء ليل و رووا بيتي شسسعر قيسسل إنهمسسا سسسمعا ليلسسة قتلسسه و لسسم يسسر‬
‫قائلهما‬

‫نحسسسسسسسسسسسن قتلنسسسسسسسسسسسا سسسسسسسسسسسسّيد الخسسسسسسسسسسسزرج سسسسسسسسسسسسعد بسسسسسسسسسسسن عبسسسسسسسسسسسادة‬


‫و رميناه بسهمين فلم يخط فؤاده‬

‫ن أمير الشام يسسومئذ كمسسن لسسه مسسن رمسساه ليل و هسسو خسسارج إلسسى الصسسحراء‬
‫و يقول قوم ‪ :‬إ ّ‬
‫خرين ‪:‬‬‫بسهمين فقتله لخروجه عن طاعته ‪ ،‬و قد قال بعض المتأ ّ‬

‫] ‪[ 365‬‬

‫ن قلبسسسسسسسسسسسسسسسسسسه‬
‫يقولسسسسسسسسسسسسسسسسسسون سسسسسسسسسسسسسسسسسسسعد شسسسسسسسسسسسسسسسسسسّكت الجسسسسسسسسسسسسسسسسسس ّ‬
‫ححت ذنبسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسك بالعسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسذر‬ ‫أل رّبمسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا صسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسس ّ‬

‫و مسسسسسسسسسسسسسسسا ذنسسسسسسسسسسسسسسسب سسسسسسسسسسسسسسسسعد أّنسسسسسسسسسسسسسسسه بسسسسسسسسسسسسسسسال قائمسسسسسسسسسسسسسسسا‬


‫ن سسسسسسسسسسسسسسسسعدا لسسسسسسسسسسسسسسسم يبسسسسسسسسسسسسسسسايع أبسسسسسسسسسسسسسسسا بكسسسسسسسسسسسسسسسر‬
‫و لكسسسسسسسسسسسسسسس ّ‬

‫و قسسسسسسسسسسسسسسد صسسسسسسسسسسسسسسبرت مسسسسسسسسسسسسسسن لسسسسسسسسسسسسسسّذة العيسسسسسسسسسسسسسسش أنفسسسسسسسسسسسسسسس‬


‫و ما صبرت عن لّذة الّنهى و المر‬
‫ل عليه و آله و كبار شيعة أمير المؤمنين عليه‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫و كان قيس من صحابة رسول ا ّ‬
‫سلم حروبه كّلهسسا ‪ ،‬و‬
‫سلم ‪ ،‬و كان طوال جوادا شجاعا شهد مع أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫كان مخلصا في اعتقاده ثابت الرأى في التشّيع و المحّبة ‪.‬‬

‫و قد مّر في التنبيه الثاني من شرح المختار السابع و السّتين ما يفصح عن جللة شسسأنه و‬
‫رفعة مقامه و أحببت أن أورد هنا روايسة مفيسدة لخلسوص عقيسدته علسى وجسه الكمسال مسع‬
‫سلم ‪.‬‬
‫تضّمنها لعجاز غريب لمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫ل النصاري و عبسسد‬ ‫فأقول ‪ :‬روى في البحار من كتاب إرشاد القلوب عن جابر بن عبد ا ّ‬
‫ل بن عباس قال ‪ :‬كّنا جلوسا عند أبي بكر في وليته و قد أضحى النهار و إذا بخالد بسسن‬
‫ا ّ‬
‫الوليد المخزومي قد وافي في جيش قام غباره و كثر صهيل أهل خيله ‪،‬‬

‫ى في عنقه قد فتل فتل فأقبل حّتى نزل عن جواده و دخسسل المسسسجد‬‫و إذا بقطب رحى ملو ّ‬
‫و وقف بين يدي أبي بكر فرمقه الناس بأعينهم فهالهم منظره ‪.‬‬

‫ثّم قال ‪ :‬اعدل يا ابن أبي قحافة حيث جعلك الناس في هسذا الموضسع اّلسذى لسست لسه أنست‬
‫سمك على المسساء ‪ ،‬و انمسسا‬
‫ل كما يرتفع الطافى من ال ّ‬
‫بأهل ‪ ،‬و ما ارتفعت إلى هذا المكان إ ّ‬
‫يطفو و يعلو حين ل حراك به ‪ ،‬مالك و سياسة الجيسسوش و تقسديم العسسساكر و أنسست بحيسسث‬
‫أنت من دنائة الحسب و منقوص النسب و ضعف القوى و قّلة التحصيل ل تحمسسى ذمسسارا‬
‫ل أخا ثقيف و ولد صّهاك خيرا ‪.‬‬ ‫و ل تضرم نارا فل جزى ا ّ‬

‫ى بسسن أبيطسسالب عليسسه‬‫إّنى رجعت متكفأ من الطايف إلى جدة فى طلب المرتّدين فرأيت عل ّ‬
‫سلم و معه عتاة من الّدين حماليق شزرات أعينهم مسسن حسسسدك و بسسدرت حنقسسا عليسسك و‬ ‫ال ّ‬
‫قرحت آماقهم لمكانك ‪ ،‬منهم ابن ياسر و المقداد و ابن جنادة أخسسو غفسسار و ابسسن العسسوام و‬
‫غلمان أعرف أحدهما بوجهه ‪ ،‬و غلم أسمر لعّله من ولد عقيل أخيه ‪.‬‬

‫شح عل ّ‬
‫ى‬ ‫فتبّين لى المنكر في وجوههم و الحسد في احمرار أعينهم ‪ ،‬و قد تو ّ‬

‫] ‪[ 366‬‬

‫لس عليسسه و آلسسه و لبسسس ردائه السسسحاب و لقسسد اسسسرج لسسه داّبتسسه‬
‫لس صسّلى ا ّ‬
‫بسسدرع رسسسول ا ّ‬
‫ى على عين ماء اسمها روية ‪ ،‬فلما رآنى اشمأّز و بربسسر و أطسسرق‬ ‫العقاب ‪ ،‬و لقد نزل عل ّ‬
‫موحشا يقبض على لحيته ‪.‬‬

‫فبسادرته بالسسسلم اسسستكفاء و اّتقسساء و وحشسسة ‪ ،‬فاسسستغنمت سسسعة المنسساخ و سسسهولة المنسسزل‬
‫فنزلت و من معى بحيسسث نزلسسوا اّتقسساء عسسن مراوغتسسه ‪ ،‬فبسسدانى ابسسن ياسسسر بقبيسسح لفظسسه و‬
‫محض عداوته فقر عنى هزؤا بما تقّدمت به إلى بسوء رأيك ‪.‬‬
‫ى أصلع الرأس و قد ازدحم الكلم فى حلقه كهمهمة السد أو كقعقعة الّرعد فقال‬ ‫فالتفت إل ّ‬
‫لي بغضب منه ‪ :‬أو كنت فاعل يا با سليمان ؟‬

‫ل لو أقام على رأيه لضربت اّلذي فيه عيناك ‪ ،‬فأغضبه قولي إذ صسسدقته‬
‫فقلت له ‪ :‬إى و ا ّ‬
‫و أخرجه إلى طبعه الذي أعرفه به عند الغضب ‪.‬‬

‫فقال ‪ :‬يا ابن الّلخناء مثلك من يقدر على مثلي أو يجسر أو يدير اسمى في لهواته اّلسستي ل‬
‫عهد لها بكلمة حكمة ‪ ،‬ويلك إني لست مسسن قتلك و ل مسسن قتل صسساحبك و انسسي لعسسرف‬
‫بمنيتي منك بنفسك ‪.‬‬

‫ثّم ضرب بيده إلى ترقوتي فنكسنى عن فرسي و جعل يسوقني دعا الى رحى للحارث بن‬
‫كلدة الثقفي ‪ ،‬فعمد إلى القطب الغليظ فمسّد عنقسسى بكلتسسا يسسديه و أداره فسسى عنقسسى ينفتسسل لسسه‬
‫كالعلك المسخن ‪.‬‬

‫لس‬
‫و أصحابى هؤلء وقوف ‪ ،‬ما أغنوا عّني سطوته ‪ ،‬و ل كّفوا عّنى شرته فل جزاهسسم ا ّ‬
‫عنى خيرا ‪ ،‬فانهم لما نظروا اليه كأنما نظروا إلى ملك موتهم ‪ ،‬فو اّلذي رفسع السسماء بل‬
‫ك هذا القطب مأة » ألف خ « رجل أو يزيدون من أشّد العرب فما‬ ‫اعماد لقد اجتمع على ف ّ‬
‫قدروا على فّكه فدّلنى عجز الناس عن فّكه أنه سحر منه أو قّوة ملك قد ركبت فيه ‪ ،‬ففّكسسه‬
‫ل لحقت بدار عّزى و مستقّر‬ ‫الن عّنى إن كنت فاّكه ‪ ،‬و خذ لى بحّقى إن كنت آخذه ‪ ،‬و إ ّ‬
‫مكرمتى ‪ ،‬قد ألبسنى ابن أبى طالب من العار ما صرت به ضحكة لهل الّديار ‪.‬‬

‫فالتفت أبو بكر إلى عمر فقال ‪ :‬ما ترى إلى ما يخرج من هذا الّرجل كأ ّ‬
‫ن‬

‫] ‪[ 367‬‬

‫وليتى ثقل على كاهله أو شجى فى صدره ‪.‬‬

‫فالتفت إليه عمر فقال ‪ :‬فيسسه دعابسسة ل تسسدعها حّتسسى تسسورده فل تصسسدره » و جهسسل خ « و‬
‫حسد قد استحكما في خلده فجريا منه مجرى الّدماء ل يدعانه حّتى يهنا منزلته و يورطسساه‬
‫ورطة الهلكة ‪.‬‬

‫ثّم قال أبو بكر لمن بحضرته ‪ :‬ادعوا لي قيس بن سعد بن عبادة النصاري ‪،‬‬

‫ك هذا القطب غيره ‪.‬‬


‫فليس لف ّ‬
‫لس عليسسه و آلسسه و سسّلم و كسسان رجل طسسويل طسسوله‬
‫ي صسّلى ا ّ‬
‫قال ‪ :‬و كان قيس سّياف الّنب ّ‬
‫ثمانية عشر شبرا في عرض خمسة أشبار و كان أشّد الناس في زمانه بعد أمير المؤمنين‬
‫سلم ‪.‬‬
‫عليه ال ّ‬

‫ك هسسذا القطسسب مسسن عنسسق‬


‫فحضر قيس فقال له ‪ :‬يا قيس إنك من شّدة البدن بحيث أنسست فف س ّ‬
‫أخيك خالد ‪.‬‬

‫فقال قيس ‪ :‬و لم ل يفّكه خالد عن عنقه ؟‬

‫قال ‪ :‬ل يقدر عليه ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬فما ل يقدر عليه أبو سليمان و هو نجم عسكركم و سيفكم على أعسسدائكم كيسسف أقسسدر‬
‫عليه أنا ‪.‬‬

‫قال عمر ‪ :‬دعنا من هزؤك و هزلك و خذ فيما حضرت له ‪.‬‬

‫فقال ‪ :‬لمسألة ‪ :‬تسألونها طوعا أو كرها تجبروني عليه ‪.‬‬

‫ل فكرها ‪.‬‬
‫فقال له ‪ :‬إن كان طوعا و إ ّ‬

‫ن كرشسسك‬
‫ن بطنسسك لعظيمسسة و إ ّ‬
‫لس مسسن يكرهسسه مثلسسك إ ّ‬
‫حاك خسسذل ا ّ‬
‫قال قيس ‪ :‬يسسا ابسسن صس ّ‬
‫لكبيرة ‪ ،‬فلو فعلت أنت ذلك ما كان منك ‪.‬‬

‫فخجل عمر من قيس بن سعد فجعل ينكث أسنانه بأنامله ‪.‬‬

‫فقال أبو بكر ‪ :‬و ما بذلك منه ‪ ،‬اقصد لما سئلت ‪.‬‬

‫ل لو أقدر على ذلك لما فعلت ‪ ،‬فدونكم و حّدادى المدينة فساّنهم أقسدر علسى‬ ‫فقال قيس ‪ :‬و ا ّ‬
‫ذلك مّني ‪ ،‬فأتوا بجماعة من الحّدادين فقالوا ‪ :‬ل ينفتح حّتى نحميه بالّنار ‪.‬‬

‫] ‪[ 368‬‬

‫ل ما بك من ضعف من فّكه و لكّنك ل تفعسسل‬ ‫فالتفت أبو بكر إلى قيس مغضبا ‪ ،‬فقال ‪ :‬و ا ّ‬
‫ن أبسساك رام الخلفسسة‬ ‫فعل يعيبك فيه إمامك و حبيبك أبو الحسن ‪ ،‬و ليس هذا بأعجب من أ ّ‬
‫ل شوكته و أذهسسب نخسوته و أعسّز السسلم لسولّيه و أقسام دينسسه‬ ‫ليبتغى السلم عوجا فحّد ا ّ‬
‫بأهل طاعته ‪ ،‬و أنت الن في حال كيذ و شقاق ‪.‬‬
‫ن لسسك جوابسسا‬
‫قال ‪ :‬فاستشاط قيس بن سعد غضبا و امتل غيظا ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا ابن أبي قحافة إ ّ‬
‫لس لن‬ ‫ى ‪ ،‬لول البيعسسة اّلسستي لسسك فسسي عنقسسى سسسمعته مّنسسى و ا ّ‬
‫حميا بلسان طلق و قلب جر ّ‬
‫ى بعد يسسوم الغسسدير و ل كسسانت‬‫جة لى فى عل ّ‬ ‫بايعتك يدي لم يبايعك قلبى و ل لسانى و ل ح ّ‬
‫ل كاّلتى نقضت غزلها من بعد قّوة أنكاثا ‪ ،‬أقول قولى هذا غير هائب منك ‪ ،‬و‬ ‫بيعتى لك إ ّ‬
‫ل خائف من معرتك ‪ ،‬و لو سمعت هذا القول منك بدأة لما فتح لك مّنى صالحا ‪.‬‬

‫إن كان أبي رام الخلفة فحقيق أن يرومها بعد من ذكرته ‪ ،‬لنه رجل ل يقعقع بالشسسنآن و‬
‫ل يغمز جانبه كغمز التينة ضخم صنديد و سمك منيف و عز بازخ اشوس ‪،‬‬

‫ل س لن‬‫بخلفك أّيها النعجة العرجاء و الديك النافش ل عن صميم و ل حسب كريم و أيم ا ّ‬
‫ج فوك منه دما ‪ ،‬دعنا نخسسوض فسسي عمايتسسك‬ ‫عاودتنى في أبى للجمّنك بلجام من القول يم ّ‬
‫ق و اّتباع الباطل ‪.‬‬
‫و نترّدى في غوايتك على معرفة مّنا بترك الح ّ‬

‫ن علّيا إمامى مسسا انكسسر إمسسامته و ل أعسسدل عسسن وليتسسه و كيسسف انقسسض و قسسد‬
‫و أما قولك إ ّ‬
‫ى من‬ ‫ب إل ّ‬
‫ل بنقض بيعتك أح ّ‬ ‫ل عهدا بامامته و وليته يسألنى عنه فأنا إن ألقى ا ّ‬ ‫أعطيت ا ّ‬
‫انقض عهده و عهد رسوله و عهد وصّيه و خليله ‪.‬‬

‫لس ممسسا‬
‫ل أميسسر قومسسك إن شسساؤوا تركسسوك و إن شسساؤوا عزلسسوك ‪ ،‬فتسسب إلسسى ا ّ‬
‫و ما أنسست إ ّ‬
‫صل إليه مما ارتكبته ‪ ،‬سّلم المر إلى من هو أولى منك بنفسك ‪ ،‬فقد ركبسست‬ ‫اجترمته و تن ّ‬
‫عظيما بوليتك دونه و جلوسك في موضعه و تسميتك باسمه ‪ ،‬و كأنك بالقليل من دنيسساك‬
‫ى الفريقين شّر مكانا و أضعف جندا‬ ‫و قد انقشع عنك كما ينقشع السحاب و تعلم أ ّ‬

‫] ‪[ 369‬‬

‫ل مولى و مولك و مولى المؤمنين أجمعيسسن آه آه‬ ‫و أّما تعييرك إّياى باّنه مولى هو و ا ّ‬
‫ل ذلك يكون قريبا‬ ‫أّنى لي بثبات قدم أو تمّكن وطأ حّتى الفظك لفظ المنجنيق الحجرة و لع ّ‬
‫و تكتفى بالعيان عن الخبر ‪.‬‬

‫ثّم قام و نفض ثوبه و مضسسى ‪ ،‬و نسسدم أبسسو بكسسر عّمسسا أسسسرع إليسسه مسسن القسسول إلسسى قيسسس ‪،‬‬
‫الحديث ‪.‬‬

‫قال نوف ) و ( عقد ) لبي أّيوب النصاري ( أيضا ) في عشرة آلف ( و أبو أّيوب هسسو‬
‫خالد بن زيد بن كعب الخزرجي من بنى النجار شهد العقبة و بدرا و ساير المشاهد ‪،‬‬

‫ل عليه و آله حين قدم المدينسسة و شسسهد مسسع أميسسر المسسؤمنين‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫و عليه نزل رسول ا ّ‬
‫مشاهده كّلها و كان على مقدمته يوم النهروان ‪.‬‬
‫سلم يريد الّرجعة إلى صفين فما دارت‬ ‫) و ( عقد ) لغيرهم على اعداد اخر و هو عليه ال ّ‬
‫الجمعة حّتى ضربه الملعون ( أشقى الولين و الخريسسن شسسقيق عساقر ناقسسة صسسالح ) ابسسن‬
‫ل ( حسبما عرفت تفصيل ضربته فسسي شسسرح المختسسار التاسسسع و‬ ‫ملجم ( المرادي ) لعنه ا ّ‬
‫السّتين ‪.‬‬

‫) فتراجعت العساكر ( من المعسكر إلى الكوفة قال الّراوي ) فكّنسا كأغنسام فقسدت راعيهسا‬
‫ل مكان ( كما قال الفرزدق ‪:‬‬
‫تختطفها الذئاب من ك ّ‬

‫فل غسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرو للشسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسراف إن ظفسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسرت لهسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسا‬


‫ذئاب العسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسادى مسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسن فصسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسيح و أعجسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسسم‬

‫ى سسسسسسسسسسسسسسسسسسقت حمسسسسسسسسسسسسسسسسسزة السسسسسسسسسسسسسسسسسّردى‬


‫فحربسسسسسسسسسسسسسسسسسة وحشسسسسسسسسسسسسسسسسس ّ‬
‫ى من حسام مصّمم‬ ‫و قتل عل ّ‬

‫و المراد من اختطاف الذئاب إّمسسا النهسسب و القتسسل و الذلل أو الغسسواء و الضسسلل قسسال‬
‫سسسلم‬‫ن هذه الخطبة آخر خطبة خطبها أمير المسسؤمنين عليسسه ال ّ‬ ‫الشارح المعتزلي ‪ :‬يقال ‪ :‬إ ّ‬
‫قائما ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫سسسلم ميفرمايسسد كسسه بتحقيسسق‬


‫فصل سّيم از اين خطبه اشارتست بصفات امام زمان عليه ال ّ‬
‫كه پوشيده است آن بزرگوار از براى حفظ حكمت سپروزره آنسسرا و أخسسذ كسسرده حكمسست‬
‫را با جميع آدابهاى آن كه عبارتند از اقبال كردن بر آن‬

‫] ‪[ 370‬‬

‫و شسسناختن قسسدر و منزلسست آن و فسسارغ شسسدن از بسسراى آن ‪ ،‬پسسس آن حكمسست در پيسسش‬


‫آنحضرت بمنزله گم شده او است كسسه طلسسب مينمايسسد آنسسرا ‪ ،‬و حسساجت اوسسست كسسه سسسؤال‬
‫ميكند از آن ‪ ،‬پس آنحضرت اختيار غربت و غيبت كننده است زمانى كسسه غريسسب شسسود‬
‫اسلم ‪،‬‬

‫و بزند اطراف دم خود را و بچسباند بزميسسن سسسينه خسسود را ‪ ،‬آنحضسسرت بقّيسسه ايسسست از‬
‫جت خدا ‪ ،‬و خليفهايست از خليفهاى پيغمبران حقتعالى ‪.‬‬ ‫باقى ماندگان ح ّ‬

‫پسسس فرمسسود آن حضسسرت ‪ :‬اى مردمسسان بدرسسستى كسسه مسسن منتشسسر كسسردم از بسسراى شسسما‬
‫موعظهائى كه موعظه فرمودند با آنها پيغمبران امتهاى خودشان را ‪ ،‬و رساندم بسسسوى‬
‫شما چيزيرا كه رساند وصيهاى پيغمبران بكسانى كه بودند بعد از ايشان ‪،‬‬
‫و ادب دادم بشما با تازيانه خودم پس مستقيم نشسسديد ‪ ،‬و رانسسدم شسسما را بسسدلئل مسسانعه از‬
‫جب ميكنم از شما آيا توقع ميكنيد امامى را غيسسر از‬ ‫راه ناصواب پس منتظم نگشتيد ‪ ،‬تع ّ‬
‫من كه ببرد شما را بجاّده حق ‪ ،‬و ارشاد نمايد شما را براه راست ‪.‬‬

‫آگاه باشيد بدرستيكه ادبار كرده است از دنيا چيزيكه اقبال نموده بود ‪،‬‬

‫و اقبال كرده است از آن چيزيكه ادبار كرده بود ‪ ،‬و عزم برحلت كردند بندگان پسنديده‬
‫خدا و عوض كردند قليسسل از دنيسسا را كسه بسساقى نخواهسد مانسسد بكسثير از آخسسرت كسه فسانى‬
‫نخواهد شد ‪ ،‬ضرر نرساند برادران ما را كه ريخته شد خونهاى ايشان در جنگ صفين‬
‫اينكه نشدند امروز زنده كه گوارا كنند غصهها را و بياشامند آب كدورت آميز انسسدوه را‬
‫بتحقيق قسم بذات حق كه ملقات كردند پروردگار را پس بتمام و كمال رسسسانيد بايشسسان‬
‫اجرهسساى ايشسسان را ‪ ،‬و فسسرود آورد ايشسسان را در سسسراى امسسن و امسسان بعسسد از خسسوف و‬
‫هراس ايشان ‪.‬‬

‫كجايند برادران من كه سوار شدند بر راه صدق ‪ ،‬و گذشتند بر طريق حق ‪،‬‬

‫كجا است عمار ياسر كجا است ابي الهيثسسم بسسن التيهسسان كجسسا اسسست خزيمسسة بسسن ثسسابت ذو‬
‫الشهادتين و كجاينسسد امثسسال ايشسسان از بسسرادران مسسؤمنين ايشسسان كسسه عهسسد بسسسته بودنسسد بسسا‬
‫همديگر بر مردن در راه دين ‪ ،‬و فرستاده شد سرهاى ايشسسان بسسا قاصسسد بسسسوى فسساجران‬
‫پس از آن زد آن حضرت دست خود را بمحاسن شريف خود ‪ ،‬پس بسيار گريسسست بعسسد‬
‫از آن فرمود ‪:‬‬

‫] ‪[ 371‬‬

‫آه بر برادران من كه تلوت كردند قرآن را پس محكم ساختند آنرا ‪،‬‬

‫و تفكر كردند در واجبسسات پسسس برپسسا داشسستند آن را ‪ ،‬و زنسسده كردنسسد سسّنت پيغمسسبر را و‬
‫كشتند بدعت را ‪ ،‬خوانده شدند از براى جهاد پس اجسسابت كردنسسد ‪ ،‬و اعتمسساد نمودنسسد بسسه‬
‫پيشوا پس متابعت كردند او را ‪.‬‬

‫بعد از آن ندا فرمود آن حضرت بآواز بلند و فرمسسود ‪ :‬بشسستابيد بسسسوى جهسساد و قتسسال اى‬
‫بندگان خدا ‪ ،‬آگاه باشيد كه اردو درست كننسدهام در هميسسن روز پسس هسر كسسه اراده كنسد‬
‫جه نمودن بسوى پروردگار خود بس بايد كه خارج بشود باردوگاه ‪.‬‬ ‫تو ّ‬

‫گفت نوف بكالي ‪ :‬و عقد فرمود حضرت أمير مؤمنان از براى پسسسر خسسود امسسام حسسسين‬
‫سلم در ده هزار نفر ‪ ،‬و معين فرمسسود از بسسراى قيسسس بسسن سسعد بسسن عبسسادة در ده‬
‫عليه ال ّ‬
‫هزار ‪ ،‬و از براى أبو أيوب انصاري در ده هزار ‪ ،‬و از بسسراى سسسايرين بسسر شسسمارهاى‬
‫ديگر و اراده داشت كه بر گردد بسوى صفين پس بر نگرديد روز جمعه همان هفتسه تسا‬
‫آنكه ضربت زد آن بزرگوار را ملعون ابن ملجم مرادي ‪ ،‬خدا لعنت كنسسد او را پسسس بسسر‬
‫گشتند لشگريان پس شديم ما بمنزلسسه گوسسسفندانى كسسه گسسم كسسرده باشسسند شسسبان خسسود را در‬
‫حالتى كه بربايند آنها را گرگان از هر مكان ‪.‬‬

‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫ل المعروف من غيسسر‬ ‫و هى المأة و الثانية و الثمانون من المختار فى باب الخطب ألحمد ّ‬


‫رؤية ‪ ،‬الخالق من غير منصسسبة ‪ ،‬خلسسق الخلئق بقسسدرته ‪ ،‬و اسسستعبد الربسساب بعّزتسسه ‪ ،‬و‬
‫ساد العظماء بجوده ‪،‬‬

‫ن و النس رسله ‪،‬‬


‫و هو اّلذي أسكن الّدنيا خلقه ‪ ،‬و بعث إلى الج ّ‬

‫] ‪[ 372‬‬

‫ليكشسسفوا لهسسم عسسن غطائهسسا ‪ ،‬و ليح سّذروهم مسسن ضسسرائها ‪ ،‬و ليضسسربوا لهسسم أمثالهسسا ‪ ،‬و‬
‫حها و أسسسقامها ‪ ،‬و‬ ‫صسسروهم عيوبهسسا ‪ ،‬و ليهجمسسوا عليهسسم بمعتسسبر مسسن تص سّرف مصسسا ّ‬
‫ليب ّ‬
‫حللها و حرامها ‪ ،‬و ما أعّد سبحانه للمطيعين منهم و العصاة من جّنة و نسار ‪ ،‬و كرامسة‬
‫ل قدر أجل‬ ‫ل شيء قدرا ‪ ،‬و لك ّ‬ ‫و هوان ‪ ،‬أحمده إلى نفسه كما استحمد إلى خلقه ‪ ،‬جعل لك ّ‬
‫ل أجل كتابا ‪.‬‬
‫‪ ،‬و لك ّ‬

‫منها ‪ :‬في ذكر القرآن فالقرآن آمر زاجر ‪ ،‬و صامت ناطق ‪،‬‬

‫ل على خلقه ‪ ،‬أخذ عليهم ميثاقه ‪ ،‬و ارتهن عليه أنفسسسهم ‪ ،‬أتسّم نسسوره ‪ ،‬و أكسسرم بسسه‬ ‫جة ا ّ‬‫حّ‬
‫ل عليسسه و آلسسه و قسد فسسرغ إلسسى الخلسسق مسسن أحكسسام الهسسدى بسسه ‪،‬‬
‫دينه ‪ ،‬و قبض نبّيه صّلى ا ّ‬
‫ظم من نفسه ‪ ،‬فإّنه لم يخف عنكسسم شسسيئا مسسن دينسسه ‪ ،‬و لسسم يسسترك‬ ‫ظموا منه سبحانه ما ع ّ‬‫فع ّ‬
‫ل و جعل له علما باديا ‪ ،‬و اية محكمة تزجر عنسسه أو تسسدعو إليسسه ‪،‬‬ ‫شيئا رضيه أو كرهه إ ّ‬
‫فرضاه فيما بقي واحد ‪ ،‬و سخطه فيما بقي واحد ‪.‬‬

‫و اعلموا أّنه لن يرض عنكم بشيء سخطه على من كان قبلكم ‪،‬‬

‫و لن يسسخط عليكسم بشسيء رضسيه مّمسن كسان قبلكسم ‪ ،‬و إّنمسا تسسيرون فسي أثسر بّيسن ‪ ،‬و‬
‫تتكّلمون برجع قول قد قاله الّرجال من قبلكم ‪ ،‬قد‬

‫] ‪[ 373‬‬
‫شسسكر ‪ ،‬و افسسترض مسسن ألسسسنتكم السّذكر ‪ ،‬و أوصسساكم‬
‫كفاكم مؤنة دنياكم ‪ ،‬و حّثكسسم علسسى ال ّ‬
‫بالّتقوى و جعلها منتهى رضاه ‪ ،‬و حاجته من خلقه ‪،‬‬

‫ل اّلذي أنتم بعينه ‪ ،‬و نواصيكم بيده ‪ ،‬و تقّلبكم في قبضته ‪،‬‬
‫فاّتقوا ا ّ‬

‫إن أسررتم علمه ‪ ،‬و إن أعلنتم كتبه ‪ ،‬قد وّكل بكم حفظة كراما ‪،‬‬

‫ل يسقطون حّقا ‪ ،‬و ل يثبتون باطل ‪.‬‬

‫ظلسسم ‪ ،‬و يخّلسسده فيمسسا‬


‫ل يجعل له مخرجا من الفتسسن ‪ ،‬و نسسورا مسسن ال ّ‬
‫ن من يّتق ا ّ‬
‫و اعلموا أ ّ‬
‫اشتهت نفسه ‪ ،‬و ينّزله منزلة الكرامة عنده في دار اصسسطنعها لنفسسسه ‪ ،‬ظّلهسسا عرشسسه ‪ ،‬و‬
‫نورهسسا بهجتسسه ‪ ،‬و زّوارهسسا ملئكتسسه ‪ ،‬و رفقاءهسسا رسسسله ‪ ،‬فبسسادروا المعسساد ‪ ،‬و سسسابقوا‬
‫الجال ‪،‬‬

‫ن الّناس يوشك أن ينقطع بهم المل ‪ ،‬و يرهقهم الجل ‪ ،‬و يسّد عنهم بسساب الّتوبسسة ‪ ،‬فقسسد‬ ‫فإ ّ‬
‫أصبحتم في مثل ما سأل إليه الّرجعة من كان قبلكم ‪ ،‬و أنتم بنو سبيل علسسى سسسفر مسسن دار‬
‫ليست بداركم ‪ ،‬و قد أوذنتم منها بالرتحال ‪ ،‬و أمرتم فيها بالّزاد ‪.‬‬

‫و اعلمسسوا أّنسسه ليسسس لهسسذا الجلسسد الّرقيسسق صسسبر علسسى الّنسسار ‪ ،‬فسسارحموا نفوسسسكم فسسإّنكم قسسد‬
‫شوكة تصيبه ‪ ،‬و العسسثرة تسسدميه ‪،‬‬ ‫جّربتموها في مصائب الّدنيا أ فرأيتم جزع أحدكم من ال ّ‬
‫و الّرمضآء تحرقه ‪ ،‬فكيف إذا‬

‫] ‪[ 374‬‬

‫ن مالكسسا إذا غضسسب‬ ‫كان بين طابقين من نار ‪ ،‬ضجيع حجر ‪ ،‬و قرين شسسيطان ‪ ،‬أعلمتسسم أ ّ‬
‫على الّنار حطسسم بعضسسها بعضسسا لغضسسبه ‪ ،‬و إذا زجرهسسا تسسوّثبت بيسسن أبوابهسسا جزعسسا مسسن‬
‫زجرته ‪ ،‬أّيها اليفن الكبير اّلذي قد لهزه القتير ‪ ،‬كيف أنت إذا التحمت أطواق الّنار بعظام‬
‫سواعد ‪.‬‬
‫العناق ‪ ،‬و نشبت الجوامع حّتى أكلت لحوم ال ّ‬

‫سقم ‪،‬‬
‫حة قبل ال ّ‬
‫صّ‬‫ل معشر العباد و أنتم سالمون في ال ّ‬
‫لا ّ‬
‫فا ّ‬

‫ضيق ‪ ،‬فاسعوا في فكاك رقابكم من قبسل أن تغلسق رهائنهسسا ‪ ،‬أسسهروا‬ ‫و في الفسحة قبل ال ّ‬
‫عيسسونكم ‪ ،‬و أضسسمروا بطسسونكم ‪ ،‬و اسسستعملوا أقسسدامكم و أنفقسسوا أمسسوالكم ‪ ،‬و خسسذوا مسسن‬
‫لس سسسبحانه ِإ ْ‬
‫ن‬ ‫أجسادكم ما تجسسودوا بهسسا علسسى أنفسسسكم و ل تبخلسسوا بهسسا عنهسسا ‪ ،‬فقسسد قسسال ا ّ‬
‫سسنًا‬‫حَ‬‫لس َقْرضسًا َ‬
‫ضا ّ‬
‫ن َذا اّلسذي ُيْقسِر ُ‬‫ت َأْقسسداَمُكْم و قسسال ‪َ :‬مس ْ‬
‫صسْرُكْم َو ُيَثّبس ْ‬‫لس َيْن ُ‬ ‫صسُروا ا ّ‬ ‫َتْن ُ‬
‫ل‪،‬‬ ‫ل ‪ ،‬و لسسم يستقرضسسكم مسسن ق س ّ‬ ‫ج سٌر َكري سٌم فلسسم يستنصسسركم مسسن ذ ّ‬ ‫عَفُه َل سُه َو َل سُه َأ ْ‬
‫َفُيضسسا ِ‬
‫سسسموات و الرض و هسسو العزيسسز الحكيسسم ‪ ،‬و استقرضسسكم و لسسه‬ ‫استنصركم و له جنسسود ال ّ‬
‫ي الحميسسد ‪ ،‬و إّنمسسا أراد أن يبلسسوكم أّيكسسم أحسسسن‬
‫سسسموات و الرض و هسسو الغن س ّ‬
‫خسسزائن ال ّ‬
‫ل في داره ‪ ،‬رافق بهم رسله ‪ ،‬و أزارهم‬ ‫عمل ‪ ،‬فبادروا بأعمالكم ‪ ،‬تكونوا مع جيران ا ّ‬

‫] ‪[ 375‬‬

‫ملئكته ‪ ،‬و أكرم أسماعهم أن تسمع حسيس نار أبدا ‪ ،‬و صان أجسادهم أن تلقى لغوبسسا و‬
‫لس‬
‫ل اْلَعظيسِم أقسسول مسسا تسسسمعون ‪ ،‬و ا ّ‬
‫ضس ِ‬
‫لس ُذو اْلَف ْ‬
‫ن َيشاُء َو ا ّ‬
‫ل ُيْؤتيِه َم ْ‬
‫لا ّ‬
‫ضُ‬‫ك َف ْ‬
‫نصبا ذِل َ‬
‫المستعان على نفسي و أنفسكم ‪،‬‬

‫و هو حسبنا و نعم الوكيل ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) نصب ( نصبا من باب تعب أعيا و عيش ناصب و ذو منصبة فيه ك سّد و جهسسد و نصسسبه‬
‫الهّم أتعبه و ) هجمت ( عليه هجوما من باب قعد دخلت على غفلة منه ‪ ،‬و هجمسست علسسى‬
‫حة‬
‫حة مفعلة من الص ّ‬ ‫القوم جعلت يهجم عليهم يتعّدي و ل يتعّدى و ) المصاح ( جمع مص ّ‬
‫ح بسسه‬
‫حة أو يص ّ‬
‫حة بفتح الصاد و كسرها أى فيه ص ّ‬‫صوم مص ّ‬‫كمضار جمع مضّرة ‪ ،‬و ال ّ‬
‫و ) سخط ( سخطا من باب تعب غضب ‪.‬‬

‫ن الترديسسد معنسسى‬
‫و ) رجع قول ( قال الشارح البحراني أى المسسردد منسسه ‪ ،‬و لعّلسسه وهسسم ل ّ‬
‫صسسوت و هسسو تحريكسسه ‪ ،‬و ترجيسسع الذان و‬ ‫الترجيح مصدر باب التفعيل و منه ترجيسسع ال ّ‬
‫هو تكرير فصوله ‪ ،‬و في القاموس الرجيع من الكلم المسسردود إلسسى صسساحبه و السسروث و‬
‫كلّ مردود و لم يذكر في معاني رجع الترديد ‪ ،‬فالظاهر أنه بمعنى النفع مسسن قسسولهم ليسسس‬
‫له منه رجع أى نفع و فائدة قال في القاموس ‪ :‬الرجع النفع و رجع كلمي فيه أفاد ‪.‬‬

‫و ) يوشك ( أن يكون كذا بكسر الشين من أفعال المقاربة مضارع أو شك يفيد السسدنّو مسسن‬
‫الشيء ‪ ،‬و قال الفارابي اليشاك السراع ‪ ،‬و قسسال النحسساة اسسستعمال المضسسارع أكسسثر مسسن‬
‫الماضي و استعمال اسم الفاعل قليل و قد استعملوا ماضيا ثلثيا فقالوا و شسسك مثسسل قسسرب‬
‫و شكا ‪ ،‬و في القاموس و شك المر ككرم سرع كوشك و أوشك أسرع السسير كواشسك و‬
‫يوشك المر أن يكون و أن يكون المر و ل تفتح شينه أو لغة رديئة‬

‫] ‪[ 376‬‬

‫و ) رهقت ( الشيء رهقا من باب تعب قربت منه ‪ ،‬قسسال أبسسو زيسسد ‪ :‬طلبسست الشسسيء حّتسسى‬
‫رهقته و كدت آخذه أو أخذته ‪ ،‬و قال ‪ :‬رهقته أدركته و رهقه الّدين غشسسيه و ) الطسسابق (‬
‫وزان هاجر و صاحب و رويسا معسسا الجسر الكسسبير ‪ ،‬و ظسرف يطبسخ فيسسه معسرب تسابه و‬
‫الجمع طوابيق و ) اليفن ( محّركة الشيخ الكبير و ) لغب ( لغبا من باب قتل و تعب لغوبا‬
‫أعيا و تعب ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫سلم ‪ :‬بمعتبر ‪ ،‬للمصاحبة أو التعدية ‪ ،‬و من في قوله ‪ :‬من تصّرف‬ ‫الباء في قوله عليه ال ّ‬
‫لس ‪،‬‬‫بيانية ‪ ،‬و حللها بالجّر عطف على تصّرف أو على أسقامها ‪ ،‬و قسسوله ‪ :‬و مسسا أعسّد ا ّ‬
‫إما عطف على معتبر أو على عيوبها ‪ ،‬و الى في قوله ‪ :‬أحمده إلى نفسه ‪ ،‬لنتهاء الغايسسة‬
‫لس ‪ ،‬أى انهسى‬ ‫كما في نحو المر إليك أى منته إليك قال ابن هشام ‪ :‬و يقولون أحمد إليك ا ّ‬
‫حمده إليك آه ‪ ،‬و في قوله كما استحمد إلى خلقه ‪ ،‬لنتهاء الغاية أيضا أو بمعنسسى مسسن كمسسا‬
‫في قول الشاعر ‪:‬‬

‫تقسسسسسسسسسسسسسسسسسول و قسسسسسسسسسسسسسسسسسد عسسسسسسسسسسسسسسسسساليت بسسسسسسسسسسسسسسسسسالكور فوقهسسسسسسسسسسسسسسسسسا‬


‫ى ابن احمرا‬ ‫أيسقى فل يروى إل ّ‬

‫أى مّنى ‪ ،‬و من في قسوله ‪ :‬فعظمسوا منسه زايسدة أى عظمسوه ‪ ،‬و مسا فسي قسوله ‪ :‬مسا عظسم‬
‫مصدرية ‪،‬‬

‫و حاجته بالنصب عطف على منتهى ‪.‬‬

‫ل عليه المصدر‬
‫و قوله ‪ :‬من ألسنتكم الذكر ‪ ،‬قال الشارح المعتزلي من متعّلقة بمحذوف د ّ‬
‫المتأخر ‪ ،‬تقديره ‪ :‬و افترض عليكم الذكر من ألسنتكم ‪.‬‬

‫ن المصدر في تقدير أن و الفعل ‪ ،‬و ان موصول حرفي ل يتقسّدم‬ ‫أقول ‪ :‬و كأّنه نظر إلى أ ّ‬
‫ن الظسسرف و‬ ‫جه عليسسه أ ّ‬
‫ل أنسسه يتسسو ّ‬
‫معموله عليه فل يجوز تعّلقه بنفس المصدر المسسذكور إ ّ‬
‫الجاّر و المجرور يّتسع فيه ما ل يّتسسسع فسسي غيسسره كمسسا صسّرح بسسه المحّققسسون مسسن علمسساء‬
‫ح فيهما تعّلقهما بالمصدر المذكور و‬ ‫سعى فيص ّ‬ ‫الدبية ‪ ،‬و مثله قوله تعالى فلّما بلغ معه ال ّ‬
‫ل حاجة إلى التقدير ‪.‬‬

‫ن كان الناقصة و أخواتها‬


‫و قوله ‪ :‬ضجيع حجر حال من اسم كان ‪ ،‬و على القول بأ ّ‬

‫] ‪[ 377‬‬

‫ل تعمل في الحال كما نسب إلى المحّققين من علماء الدبّيسسة فل بسّد مسسن جعسسل كسسان تامسسة‬
‫بمعنى وجد ‪ ،‬و على ذلك فيكون قوله ‪ :‬بين طابقين ظرفا لغوا متعّلقا بكان ‪.‬‬
‫ل ‪ ،‬و هذا الفعل المحسسذوف هسسو متعّلسسق‬ ‫ل ‪ ،‬نصب على الغراء أى اتقوا ا ّ‬ ‫لا ّ‬
‫و قوله ‪ :‬فا ّ‬
‫حة ‪ ،‬و قوله ‪ :‬قبل السقم إّما بدل مسسن قسسوله‬‫قوله في الصحة أى اّتقوه سبحانه في حال الص ّ‬
‫حة ‪ ،‬و قوله ‪ :‬خذوا من أجسادكم ‪ ،‬حرف من نشوية ‪،‬‬ ‫في الصحة أو حال مؤكدة من الص ّ‬
‫ل فأجاب‬ ‫ي فكأنه سئل عن ثمرة الكون مع جيران ا ّ‬ ‫و جملة ‪ :‬وافق بهم رسله استيناف بيان ّ‬
‫ن ثمرته مرافقة الّرسل و زيارة الملئكة و غيرهما ‪.‬‬ ‫بأ ّ‬

‫و قوله ‪ :‬و نعم الوكيل ‪ ،‬عطف إّما على جملة هو حسبنا ‪ ،‬فيكون المخصسوص محسذوفا ‪،‬‬
‫و إّما على حسبنا أى هو نعم الوكيل ‪ ،‬فيكسسون المخصسسوص هسسو الضسسمير المتقسّدم و علسسى‬
‫التقديرين و هو من عطف النشاء على الخبار و ل بأس به كما صّرح بسسه ابسسن هشسسام و‬
‫غيره ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫لس سسسبحانه و وصسسف الكتسساب العزيسسز و‬ ‫ن هذه الخطبة الشريفة مسوقة للثناء على ا ّ‬ ‫اعلم أ ّ‬
‫موعظسسة المخسساطبين و وعسسدهم بالجّنسسة و وعيسسدهم مسسن النسسار و افتتحهسسا بمسسا هسسو أح س ّ‬
‫ق‬
‫بالفتتاح ‪.‬‬

‫ص بسسه لختصسساص‬ ‫ق لسسه سسسبحانه و مختس ّ‬ ‫ل ( أى الثناء و الذكر الجميسسل حس ّ‬‫فقال ) الحمد ّ‬
‫صسسفات فقسسال‬
‫أوصسساف الجمسسال و نعسسوت الكمسسال بسسذاته و أشسسار إلسسى جملسسة مسسن تلسسك ال ّ‬
‫) المعروف من غير رؤية ( أى معروف باليسسات ‪ ،‬موصسسوف بالعلمسسات ‪ ،‬مشسسهود بمسسا‬
‫سسسماوات ‪ ،‬و ليسسست‬ ‫أبسسدعه مسسن عجسسايب القسسدرة و شسسواهد العظمسسة فسسي الرضسسين و ال ّ‬
‫معروفّيتسسه كمعروفّيسسة الجسسسام و الجسسسمانّيات ‪ ،‬و ذوى الكيفّيسسات و الهيئآت بسسأن يعسسرف‬
‫برؤية العيون بمشاهدة العيان لكونه تعالى شأنه منّزها عن المقابلة و الجهة و المكان ‪،‬‬

‫و غيرها من لواحق المكان ‪ ،‬و انما تعرفه القلوب بحقايق اليمان على مسسا عرفسست ذلسسك‬
‫كّله تفصيل و تحقيقا في شسرح المختسار التاسسع و الربعيسن و المختسار المسأة و الّثسامن و‬
‫سبعين ‪.‬‬
‫ال ّ‬

‫] ‪[ 378‬‬

‫و ) الخالق من غيسسر منصسسبة ( يعنسسي أنسسه خسالق للمخلوقسسات بل آلت و أدوات فل يلحقسسه‬
‫ضعف و تعب و اعياء و نصب ‪.‬‬

‫و انما ) خلق الخليق ب ( نفس ) قدرته ( الباهرة و مشّيته القاهرة المضمرة بين الكسساف‬
‫و النون ‪ ،‬فأمره إذا أراد شيئا أن يقسسول لسسه كسسن فيكسسون ) و اسسستعبد الربسساب بعّزتسسه ( أى‬
‫طلب العبودّية من السادات و الملسسوك بقهسسره و غلبتسسه ) و سسساد العظمسساء بجسسوده ( إذ كس ّ‬
‫ل‬
‫عظيم فهو بمقتضا امكانه داخر عند وجوده مفتقر إلى إفاضته وجوده ‪.‬‬
‫ن و النسسس‬ ‫ل داّبسسة ) و بعسسث إلسسى الجس ّ‬
‫ث فيهسسا مسسن كس ّ‬
‫) و هو اّلذي أسكن الّدنيا خلقه ( و ب ّ‬
‫رسله ( بمقتضى الّلطف و الحكمة و واتر إليهسسم أنبيسسائه ) ليكشسسفوا لهسسم عسسن غطائهسسا ( و‬
‫يرفعوا عنها سترها و حجابها و يسفروا عن وجهها نقابها ) و ليحذروهم ( منهسسا و ) مسسن‬
‫ضّرائها ( و ليرغبوهم في الخرة و في سّرائها ) و ليضربوا لهم أمثالها ( ‪.‬‬

‫ل فسسي مسسواّد محسوسسسة‬


‫ن أكثر الفهام لما كسسانت قاصسسرة عسسن إدراك ماهّيسسات الشسسياء إ ّ‬
‫لّ‬
‫ل سبحانه و عادة رسله و أنبيائه في تبليغ الحكام و بيان التكاليف و الكشف‬ ‫جرت عادة ا ّ‬
‫عن ماهّيات الشياء على ضرب المثال تقريبا للفهام حسسسبما عرفسست توضسسيح ذلسك فسي‬
‫شرح الفصل الثالث من المختار المأة و الثنين و السبعين ‪.‬‬

‫ق‪،‬‬
‫و لما كان عمدة الغرض من بعث الّرسل و النبياء هو جذب الناس إلى طرف الح ّ‬

‫و كان حصول ذلك الغرض موقوفا على التنفيسسر عسسن السّدنيا و السسترغيب إلسسى الخسسرى ل‬
‫جرم أكثروا لها من المثال المنفرة ‪ ،‬فشّبهوها فسسي وقاحتهسسا و قباحتهسسا بسسالعجوز الهتمسساء‬
‫ل السسزائل و الضسسوء الفسسل ‪ ،‬و فسسي حسسسن‬ ‫الشمطآء ‪ ،‬و في سرعة الفناء و النقضاء بالظس ّ‬
‫سسسها و القاتسسل سسّمها إلسسى غيسسر هسسذه مسسن المثسسال‬
‫صورتها و قبيح باطنهسسا بالحّيسسة الّليسسن م ّ‬
‫المضروبة لها في الكتاب العزيز و الخبار و كلمات النبيسساء و الوليسساء الخيسسار ‪ ،‬و قسسد‬
‫مضت جملة من تلك المثال في شرح الفصل الثاني من المختار الثاني و الثمانين ‪.‬‬

‫صروهم عيوبها ( حّتى يشاهدوا معايبها و يروا معاطبها و يعلموا أّنها و إن كسسانت‬ ‫) و ليب ّ‬
‫ل أنها يوبق مخبرها مسسع تضسّمنها لقسسرب الزيسسال و ازف النتقسسال و علسسز‬
‫يونق منظرها إ ّ‬
‫القلق و ألم المضض و غصص الجرض ‪.‬‬

‫] ‪[ 379‬‬

‫حها و اسقامها ( أى ليدخلوا عليهم على حين‬ ‫) و ليهجموا عليهم بمعتبر من تصّرف مصا ّ‬
‫حة و السقم و الّلسسذة‬
‫غفلة منهم بما يوجب عبرتهم من تقّلباتها و تصّرفاتها على أهلها بالص ّ‬
‫و اللم ‪ ،‬فعن قليل ترى المرحوم مغبوطا ‪ ،‬و المغبوط مرحوما و تسسرى أهلهسسا يمسسسون و‬
‫يصبحون على أحوال شّتى ‪ ،‬فصحيح مشعوف بها مشغول بزخارفها ‪ ،‬و مريض مبتل ‪،‬‬

‫ن في ذلسسك تسسذكرة و‬‫و مّيت يبكى ‪ ،‬و آخر يعّزى ‪ ،‬و عائد يعود ‪ ،‬و آخر بنفسه يجود ‪ ،‬فا ّ‬
‫ذكرى و عبرة لولى النهى إذ على أثر الماضي يمضسسى البسساقي ‪ ،‬و سسسبيل السسسلف يسسسلك‬
‫الخلف ‪.‬‬

‫سلم ليدخلوا ‪ 1‬عليهسسم‬


‫و قوله ) و حللها و حرامها ( قال الشارح المعتزلي يقول عليه ال ّ‬
‫ل و ما حّرم على طريق البتلء به ‪.‬‬ ‫حة و السقم و ما أح ّ‬
‫بما في تصاريف الّدنيا من الص ّ‬
‫و قال الشارح البحراني بعد ما وافسسق الشسسارح المعسستزلي فسسي هسسذا المعنسسى ‪ :‬و يحتمسسل أن‬
‫ن الحلل و الحسرام مسن تصساريف السّدنيا ‪ ،‬و بيسانه أ ّ‬
‫ن‬ ‫يكون عطفا على أسقامها باعتبار أ ّ‬
‫ي قبلسسه و بسسالعكس ‪ ،‬و ذلسسك تسسابع لمصسسالح‬
‫ي كسسانت حلل مسسن نسسب ّ‬ ‫كثيرا من المحّرمات لنب ّ‬
‫الخلق بمقتضى تصاريف أوقاتهم و أحوالهم اّلتي هى تصساريف السّدنيا ‪ .‬انتهسى أقسول ‪ :‬و‬
‫ححان كون الحلل ‪ 2‬و الحرام ممسسا هجسسم بسسه‬ ‫ن هذين المعنيين و إن كانا يص ّ‬ ‫أنت خبير بأ ّ‬
‫ل أنهما على هذين ل يكونان مما يوجب العبرة‬ ‫النبياء و كونهما ‪ 3‬من تصاريف الّدنيا إ ّ‬
‫كما ل يخفى و قد جعلهما بيانا لقوله معتبر فل بّد أن يكون المعنى دخسسولهم علسسى المسسم و‬
‫تذكيرهم بتصاريف الحلل و الحرام على وجه يوجب العتبار مثل أن يذكروهم ‪:‬‬

‫ن الكتساب من الحلل يوجب في الّدنيا زيادة المال و بركة له ‪ ،‬و في الخسسرة يصسسون‬ ‫بأ ّ‬
‫من غضب الّرب ‪ ،‬و القتحام في الحرام يسسورث فسسي السّدنيا تلسسف المسسال و ذهسسابه ‪ ،‬و فسسي‬
‫الخرة يعّقب الحسرة و الندامة و العطب ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬للللل لللللل لل ل ل لل لللللل لل للل ل‬
‫لل ) للل ( ‪.‬‬
‫للل للل‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ل لل ل للل لل ل لللللل لل للللل لل لل‬
‫لللل لللل لللللللل ) للل ( ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 3‬ل لل ل للل لل ل لللللل لل للل للل لل لل‬
‫لل لل لللللل لللللللل ) للل لل ( ‪.‬‬ ‫للل‬

‫] ‪[ 380‬‬

‫ن الحلل ربما يتبّدل بالحرام بالظلم و الثسسام كمسسا قسسال عسّز مسسن قسسائل ‪ » :‬فبظلسسم مسسن‬
‫و بأ ّ‬
‫ن الحرام قد يتبّدل بسالحلل اذا اقتضسست‬ ‫اّلذين هادوا حّرمنا عليهم طّيبات أحّلت لهم « و بأ ّ‬
‫ضرورة كحالة الضطرار و المخمصة و نحو ذلك مما يوجب العتبسسار بهمسسا و يبعسسث‬ ‫ال ّ‬
‫ف عن الحرام ‪.‬‬
‫على القناعة بالحلل و الك ّ‬

‫و أبلغ التذكر و العبرة بتصاريف الحلل و الحرام ما نطق به القسرآن قسال سسبحانه و لقسد‬
‫سبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين فجعلناهسا نكسال لمسا بيسن‬‫علمتم اّلذين اعتدوا منكم في ال ّ‬
‫ل ) سبحانه للمطيعين منهسسم ‪ ( .‬أى مسسن‬
‫يديها و ما خلفها و موعظة للمّتقين ) و ما أعّد ( ا ّ‬
‫ن و النس ) و العصاة من جّنة و نار ( نشر على ترتيسسب الّلسسف أى جّنسسة للمطيعيسسن و‬
‫الج ّ‬
‫نار للعاصين ) و كرامة ( و رضوان للّولين و ذّلة ) و هوان ( للخرين ‪.‬‬

‫جها به إليه تعالى أو منهيا حمدى إلى‬ ‫) أحمده إلى نفسه ( أى أحمده سبحانه متقّربا أو متو ّ‬
‫ل ) كمسسا اسسستحمد إلسسى خلقسسه (‬
‫نفسه أى يكون حمدي منتهيا إليه و مخصوصا به عّز و جس ّ‬
‫جهسسا طلبسسه إلسسى‬
‫أى يكون حمدى إّياه في الكيفّية و الكمّية على الوجه اّلذي طلب الحمسسد مو ّ‬
‫خلقه أو على الوجه اّلذي طلبه منهم و المآل واحد ‪،‬‬

‫و المراد بيان فضل الحمد و كونه على وجه الكمال و خلوصه عن شوب الشرك و الريسسا‬
‫ل شسسيء قسسدرًا أى مقسسدارا‬ ‫لس لكس ّ‬
‫ل شيء قدرا ( كقوله تعالى ‪ :‬قسسد جعسسل ا ّ‬
‫و قوله ) جعل لك ّ‬
‫ل قسسدر أجل (‬ ‫معّينا من الكيفّية و الكمّية ينتهى إليه ‪ ،‬و حّدا محدودا يقف عنده ذّله ) و لك س ّ‬
‫ل أجل كتابا‬‫ل شيء مقّدر وقتا مخصوصا يكون فيه انقضاؤه و فناؤه اذا بلغه ) و لك ّ‬ ‫أى لك ّ‬
‫( أى رقوما تعرفها الملئكة و تعلم بها انقضاء أجل من ينقضى أجله ‪.‬‬

‫و قال الشارح البحراني ‪ :‬المراد بالكتاب العلم اللهي المعّبر عنه بالكتاب المبين و الّلسسوح‬
‫ل شيء ‪ ،‬انتهى ‪ ،‬و الظهر ما قلناه ‪.‬‬ ‫ل شيء ‪ ،‬و فيه رقم ك ّ‬‫المحفوظ المحيط بك ّ‬

‫] ‪[ 381‬‬

‫قال السّيد ) ره ( ) منها ( أى بعض فصول هذه الخطبسسة الشسسريفة ) فسسى ذكسسر القسسرآن ( و‬
‫بعض أوصافه ‪.‬‬

‫لس‬
‫ن المر و الناهي هسسو ا ّ‬
‫) فالقرآن آمر زاجر ( وصفه بهما من باب التوسع و المجاز ل ّ‬
‫ن القرآن لما كان متضّمنا لمره و نهيه اطلق عليه لفسظ المسر و النساهي مسن‬
‫لأّ‬
‫سبحانه إ ّ‬
‫باب اطلق اسم السبب على المسّبب كما قاله الشارح البحراني ‪ ،‬أو من باب سيف قاتل ‪،‬‬
‫و إنما القاتل الضارب كما قاله الشارح المعتزلي يعني تسمية اللة باسم ذى اللة ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬لّما كان القرآن مظهرا لمرّيته و زاجرّيته سبحانه يكفى هذا المقدار من العلقة و‬
‫حل إدخالها في إحدى العلئق المعروفسسة ‪،‬‬
‫حة التجّوز ‪ ،‬و ل حاجة الى تم ّ‬
‫الرتباط في ص ّ‬
‫و قد عرفت تحقيق ذلك في ديباجة الشرح ‪.‬‬

‫صمت لّنه كلم مؤّلف من حروف و أصوات صسسامتة لنّ‬ ‫) و صامت ناطق ( وصفه بال ّ‬
‫ن النطق إنمسسا يحصسسل بسسالداة و الّلهسسوات و الكلم و‬
‫العرض يستحيل أن يكون ناطقا ‪ ،‬ل ّ‬
‫الحروف يستحيل أن يكون ذا أداة تنطق بالكلم ‪.‬‬
‫صمت عبسسارة عسسن عسسدم النطسسق‬ ‫ن ال ّ‬
‫و يحتمل أن يكون وصفه به من باب المجاز إن قلنا إ ّ‬
‫عّمن من شأنه أن يكون ناطقا بأن يكون النسبة بينهما مقابلة العدم و الملكة ‪ ،‬و علسسى هسسذا‬
‫فيكون وصفه به من باب الستعارة تشبيها له بالحيوان الغير الناطق ‪.‬‬

‫و أما وصفه بالنطق فهو من باب الستعارة التبعّيسسة أو المكنّيسسة مثسسل قسسولهم نطقسست المسسال‬
‫بكذا و الحال ناطقة بكذا ‪ ،‬و قد عرفت شرحه في ديباجة الشرح في المسسألة السسابعة مسن‬
‫مسائل المجاز ‪ ،‬و في التقسيم الثانى من تقسيمات الستعارة فليراجع ثّمة ‪.‬‬

‫ج على العباد بما أتاهم و عّرفهم به و بسسالقرآن‬ ‫ل سبحانه يحت ّ‬ ‫نا ّ‬‫ل على خلقه ( ل ّ‬ ‫جة ا ّ‬
‫)حّ‬
‫عرف الحكام و أبسسان مسسسائل الحلل و الحسسرام و أزال العسسذر بسسه عسسن نفسسسه فسسي عقسساب‬
‫العاصين أن يقولوا يوم القيامة إّنا كّنا عن هذا غافلين ‪.‬‬

‫ل س عليسسه و آلسسه و قسسد‬


‫ي ص سّلى ا ّ‬
‫جة في صدقها » كذا « النب ّ‬‫و أيضا فهو معجزة للنبّوة و ح ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم‬
‫بعث رسوله صّلى ا ّ‬

‫] ‪[ 382‬‬

‫جة بعسسد‬
‫لحّ‬
‫ل يكون للناس على ا ّ‬
‫ى عن بّينة ‪ ،‬و لئ ّ‬
‫ليهلك من هلك عن بّينة و يحيى من ح ّ‬
‫الّرسل ‪.‬‬

‫) أخذ عليهم ميثاقه ( أى أخذ الميثاق و العهد من المكّلفين على العمسسل بسسه و بأحكسسامه ‪ ،‬و‬
‫ث و الترغيب عليه و‬ ‫المراد به ما ورد في بعض اليات و صدر عن لسان النبّوة من الح ّ‬
‫المر باجلله و إعظامه و القيام بمعالمه و أحكامه ‪.‬‬

‫صسسة الذّريسة قبسل خلسسق آدم‬


‫قال الشارح المعتزلي ‪ :‬و من الناس من يقول ‪ :‬المسسراد بسسذلك ق ّ‬
‫سر قوم عليه الية انتهى ‪ ،‬و الولى ما قلناه ‪.‬‬ ‫سلم كما ورد في الخبار و ف ّ‬
‫عليه ال ّ‬

‫) و ارتهن عليه أنفسهم ( لما كان ذمم المكّلفين مشغولة بما تضّمنه القرآن من التكاليف و‬
‫لزم عليهم الخروج عن عهدة التكليسسف و تحصسسيل بسسراءة الّذمسسة شسّبههم‬ ‫الحكام و كان ال ّ‬
‫ق صسساحب السّدين‬ ‫ك رهانتها موقسسوف علسسى أداء حس ّ‬
‫نف ّ‬
‫بالعين المرهونة لدين المرتهن ‪ ،‬فا ّ‬
‫ك رهانة هؤلء موقوف على عملهم بالتكاليف الشرعّية و الوامر المطلوبة ‪.‬‬ ‫فكذا ف ّ‬

‫ل عليه و آله في الخطبة اّلتي خطب بهسسا فسسي فضسسيلة شسسهر‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫و هو نظير قول النب ّ‬
‫ن أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففّكوهسسا باسسستغفاركم ‪ ،‬و ظهسسوركم ثقيلسسة‬
‫رمضان أّيها الناس إ ّ‬
‫من ذنوبكم فخففوا عنها بطول سجودكم ‪.‬‬

‫) أتّم نوره ( أى جعل نوره تاّما كامل ‪.‬‬


‫ى ينكشف به أحوال المبدء و المعاد يهتدى به في ظلمات بسرّ‬ ‫أّما كونه نورا فلنه نور عقل ّ‬
‫ل نور و كتسساب مسسبين يهسسدى بسسه‬ ‫ل قد جاءكم من ا ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬
‫الجسام و بحر النفوس قال ا ّ‬
‫سلم و يخرجهم من الظلمات إلى الّنور و أّما تمامّيته فلكسسونه‬ ‫ل من اّتبع رضوانه سبل ال ّ‬
‫ا ّ‬
‫أكمل أسباب الهداية أما في بدو السلم فلكونه أقوى المعجزات الموجبسسة لخسسروج الّنسساس‬
‫من ظلمة الكفر إلى نور السلم ‪ ،‬و أّما بعده فلبقائه بين المة إلى يوم القيامة و اهتسسدائهم‬
‫به إلى معالم الّدين و مناهج الشرع المبين يوما فيوما ‪.‬‬

‫] ‪[ 383‬‬

‫) و ( بذلك العتبار أيضا ) أكرم به دينسسه ( أى جعلسسه مكرمسسا معسّززا بسسه ) و قبسسض نسسبّيه‬
‫ل عليه و آله و قد فرغ إلى الخلق من أحكام الهدى به ( يجسسوز أن يكسسون الحكسسام‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫بكسر الهمزة أى فرغ من جعل الهداية بالقرآن محكمة أى متقنة مثبتة في قلوب المؤمنين‬
‫ل س عليسسه و آلسسه‬
‫ن المضبوط فيما رأيته من النسخ بفتحها ‪ ،‬فيكون المراد فراغته صّلى ا ّ‬ ‫لك ّ‬
‫من أحكام الهداية أى من التكاليف اّلتي يتوّقف الهداية به عليها ‪ ،‬مثسسل قرائتسسه و تعليمسسه و‬
‫تفسير معانيه و توضيح مبانيه ‪ ،‬و اللزام على العمل باحكامه و نحو ذلك مما يحصل به‬
‫الهتداء ‪.‬‬

‫ل بعد هداية النسساس‬


‫ل عليه و آله لم يمض من الّدنيا إ ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫ن الّنب ّ‬
‫و كيف كان فالمراد أ ّ‬
‫بالقرآن إلى معالم السلم ‪.‬‬

‫لس لسسم‬
‫سسسلم أّنسسه قسسال ‪ :‬إنّ ا ّ‬‫روى في الكافي عن عبد العزيز بن مسلم عن الّرضسسا عليسسه ال ّ‬
‫ل عليه و آله حّتى أكمل له الّدين و أنسسزل عليسسه القسسرآن فيسسه تبيسسان كس ّ‬
‫ل‬ ‫يقبض نبّيه صّلى ا ّ‬
‫شيء بّين فيه الحلل و الحرام و الحدود و الحكسسام و جميسسع مسسا يحتسساج إليسسه النسساس كمل‬
‫جسسة السسوداع و هسسى آخسسر‬ ‫ل ‪ :‬ما فّرطنا في الكتسساب مسسن شسسيء و أنسسزل فسسي ح ّ‬ ‫فقال عّز و ج ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ » :‬اليوم أكملست لكسم دينكسم و أتممست عليكسم نعمستي و‬ ‫عمره صّلى ا ّ‬
‫رضيت لكم السلم دينًا « و أمر المامة من تمام الّدين و لم يمض حّتى بّين لّمته معسسالم‬
‫سسسلم‬ ‫ق و أقسسام لهسسم علّيسسا عليسسه ال ّ‬‫دينهم و أوضح لهم سبيلهم و تركهم على قصد سبيل الح ّ‬
‫لس لسسم يكمسسل دينسسه فقسسد رّد‬ ‫نا ّ‬ ‫ل بّينه ‪ ،‬فمسسن زعسسم أ ّ‬
‫إماما و ما ترك شيئا يحتاج إليه المة إ ّ‬
‫ل فهو كافر ‪.‬‬
‫ل ‪ ،‬و من رّد كتاب ا ّ‬ ‫كتاب ا ّ‬

‫و قد مّر تمام تلك الرواية في شرح الفصل الخامس من المختار الثالث ‪.‬‬

‫ل مثسسل تعظيمسسه لنفسسسه ‪ ،‬و‬ ‫ظموه عّز و ج ّ‬


‫ظموا منه سبحانه ما عظم من نفسه ( أى ع ّ‬ ‫) فع ّ‬
‫المراد به وصفه بصفات الجلل و العظام و أوصاف الكمال و الكسسرام اّلسستي نطسسق بهسسا‬
‫الكتاب ‪ ،‬و أفصحت عنها السّنة النبوّية ‪.‬‬
‫سلم وجوب تعظيمه بقوله ‪ ) :‬فاّنه لم يخف عنكسسم شسسيئا مسسن دينسسه ( و عّلسسة‬
‫و عّلل عليه ال ّ‬
‫ن الشرعيات مصالح المكّلفين و إذا فعل الحكيم سبحانه بهم ما فيه‬ ‫ذلك باعتبار أ ّ‬

‫] ‪[ 384‬‬

‫شرعّيات مسا هسسو مقسّرب إلسسى الثسسواب مبّعسسد مسسن‬‫صلحهم فقد أحسن إليهم ‪ ،‬و من جملة ال ّ‬
‫العقاب ‪ ،‬و هذا أبلغ ما يكون من الحسان و المحسن يجب تعظيمه و شكره بقدر المكان‬
‫ل سّيما إذا كان إحسانه بالنعم العظام و العطايا الجسام ‪.‬‬

‫) و ( أّكد عدم إخفائه شيئا من دينه بأنه ) لم يسسترك شسسيئا رضسسيه ( و أّدى إلسسى ثسسوابه ) أو‬
‫ل ( و عّرفسسه و بّينسسه ) و جعسسل لسسه علمسسا باديسسا ( أى علمسسة‬
‫كرهه ( و قرب من عقسسابه ) إ ّ‬
‫ظاهرة ) و آية محكمة ( واضحة ) تزجر ( و تنهى ) عنه ( لكونه مكروها ) أو ( تامر و‬
‫) تدعو إليه ( لكونه مرضّيا ‪.‬‬

‫ل عليسسه و آلسسه و سسّلم بعسسد مسسا فسسرغ مسسن بيسسان‬


‫ل سبحانه قبض نبّيه صّلى ا ّ‬ ‫نا ّ‬‫و لما ذكر أ ّ‬
‫الحكام و أّنه لم يخف شيئا من مراسم الّدين و معالم السلم فّرع عليه قسسوله ‪ ) :‬فرضسساه‬
‫ن مرضّيه فيما بقى واحسد و سسخطه فيمسا‬ ‫فيما بقى واحد و سخطه فيما بقى واحد ( يعني أ ّ‬
‫لس عليسسه و آلسسه واحسسد ‪ ،‬و كسسذلك‬ ‫ى الّنسسبي صسّلى ا ّ‬‫بقسسى مسسن الحكسسام بيسسن المسسة بعسسد مضس ّ‬
‫مسخوطه فيها واحد ‪.‬‬

‫ل واقعسسة حكمسسا‬
‫ل سبحانه فسسي كس ّ‬
‫و هذا هو مذهب أهل الصواب من المخطئة القائلين بأنّ ّ‬
‫ن المصيب إليه من المجتهدين واحد و غيره خاطىء ‪.‬‬ ‫معّينا واحدا و أ ّ‬

‫خلفسسا لهسسل الخطسساء مسسن المصسّوبة القسسائلين بتعسّدد الحكسسام و كثرتهسسا و اختلفهسسا علسسى‬
‫اختلف آراء المجتهدين ‪ ،‬و قد عرفت تفصيل الكلم في تحقيق التخطئة و التصويب فسسي‬
‫شرح المختار الثامن عشر المسوق فسسي ذّم اختلف العلمسساء فسسي الفتسسوى ‪ ،‬و هنسساك فوايسسد‬
‫نفيسة نافعة لتوضيح المقام ‪.‬‬

‫ل سبحانه واحد بالنسبة إلى الشخاص نّبه علسسى اّتحسساده بالنسسسبة إلسسى‬
‫ن حكم ا ّ‬
‫و لما ذكر أ ّ‬
‫الزمان فقال ) و اعلموا أّنه لن يرض عنكم بشيء سخطه على من كان قبلكم ‪،‬‬

‫ن ما كان محّرما علسسى السسسالفين‬ ‫و لن يسخط عليكم بشيء رضيه مّمن كان قبلكم ( يعني أ ّ‬
‫ل عليه و آلسسه و س سّلم فهسسو مح سّرم علسسى الغسسابرين‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫الحاضرين في زمان رسول ا ّ‬
‫ن شرع‬ ‫العامين » الغائبين ظ « ‪ ،‬و ما كان واجبا على الّولين فواجب على الخرين ‪ ،‬ل ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم مستمّر إلى يوم القيامة و حكمه على الواحد حكسسم علسسى‬ ‫محّمد صّلى ا ّ‬
‫الجماعة ‪ ،‬فل يجوز تغيير الحكام الثابتة بالكتاب‬
‫] ‪[ 385‬‬

‫و السّنة بالراء و المقائيس و استحسانات العقلّية ‪.‬‬

‫سلم في الفصل الّثاني من المختار المأة و الخسسامس‬ ‫و هذا الكلم نظير ما تقّدم منه عليه ال ّ‬
‫ل عامسسا أّول و‬‫ل العسسام مسسا اسسستح ّ‬
‫ن المؤمن يستح ّ‬ ‫لأّ‬ ‫سبعين من قوله ‪ :‬و اعلموا عباد ا ّ‬ ‫و ال ّ‬
‫ل لكسسم شسسيئا ممسسا ح سّرم عليكسسم و‬‫ن ما أحدث الّناس ل يح ّ‬ ‫يحّرم العام ما حّرم عاما أّول و إ ّ‬
‫ل ‪ ،‬و قد مضسسى منسسا فسسي شسسرح هسسذا الكلم مسسا‬ ‫ل و الحرام ما حّرم ا ّ‬ ‫لا ّ‬
‫ن الحلل ما أح ّ‬ ‫لك ّ‬
‫يوجب زيادة البصيرة في المقام هذا ‪.‬‬

‫و قد اضطرب أنظار الشارح البحراني و المعتزلي في شرح هذه الفقرة و الفقرة السسسابقة‬
‫عليه و قصرت يدهما عن تناول المراد كما يظهر ذلك لمن راجسسع إلسى شسرحيهما ثسّم إّنسه‬
‫بّيسن اشستراك المخساطبين مسع السسسابقين الّوليسسن فسسي التكساليف و الحكسام و أّنسه تعسسالى ل‬
‫ل بما سخط به عن الولين أّكسسد‬ ‫ل بما كان رضيه عنهم و ل يسخط عليهم إ ّ‬ ‫يرضى منهم إ ّ‬
‫ذلك بقوله ) و انما تسيرون في اثر بّين و تتكّلمون برجع قول قد قاله الرجال من قبلكسسم (‬
‫و هو جملة خبرّية في معنى النشاء ‪.‬‬

‫يعني اذا كان تكليفكم مّتحدا مع السابقين فل بّد لكم أن تسلكوا منهجهم و تحذوا حسسذوهم و‬
‫تسيروا في آثارهم البّينة الّرشد و تعملوا بما علموه من الحكسسام الواضسسحة مسسن الكتسساب و‬
‫السّنة ‪ ،‬و أن تتكّلموا بقول نافع قد قالوه قبلكم و تنطقوا بكلم يعود منفعتسسه و فايسسدته إليكسسم‬
‫و إلى غيركم ‪.‬‬

‫ق و يهدى إلى الصراط المستقيم و النهج القويم ‪،‬‬


‫ل كلم يفضى إلى الح ّ‬
‫و هو ك ّ‬

‫ل كما ذهب اليه الشارح المعتزلي ل دليل عليسسه‬ ‫لا ّ‬ ‫و تخصيصه بكلمة التوحيد أى ل إله إ ّ‬
‫صسسل المسسراد بسسالجملتين أمسسر المخساطبين بموافقسة السسلف‬
‫مع اقتضساء الصسل عسدمه فمح ّ‬
‫الصالحين فعل و قول ‪.‬‬

‫) قد كفاكم مؤنة دنياكم ( قال الشارح البحراني ‪ :‬و تلك الكفاية إّمسسا بخلقهسسا و ايجادهسسا ‪ ،‬و‬
‫ل ما كتب في الّلوح المحفوظ ‪.‬‬‫إّما برزقه بك ّ‬

‫سسسلم المتقسّدم فسسي الفصسسل الّول مسسن‬


‫أقول ‪ :‬الظاهر هو الّثاني و هسسو نظيسسر قسسوله عليسسه ال ّ‬
‫المختار التسعين ‪ :‬عياله الخلق ضمن أرزاقهم و قّدر أقواتهم ‪ ،‬و قد تقّدم في شرحه‬

‫] ‪[ 386‬‬

‫فوايد نافعة ههنا ‪.‬‬


‫سسسلم فسسي‬
‫و أقول مضافا إلى ما سبق قال المام س سّيد العابسسدين و زيسسن السسساجدين عليسسه ال ّ‬
‫دعائه التاسع و العشرين من الصحيفة الكاملة ‪:‬‬

‫و اجعسل مسسا صسرحت بسه مسسن عسسدتك فسسي وحيسسك و اتبعتسسه مسسن قسسمك فسي كتابسسك قاطعسسا‬
‫لهتمامنا بالرزق الذي تكّفلت به ‪ ،‬و حسسسما للشسستغال بمسسا ضسسمنت الكفايسسة لسسه ‪ ،‬فقلسست و‬
‫سسسماء رزقكسسم و مسسا‬ ‫ق الصسسدق و أقسسسمت و قسسسمك البسّر الوفسسي » و فسسى ال ّ‬ ‫قولسسك الحس ّ‬
‫ق مثل ما أّنكم تنطقون « ‪.‬‬ ‫سماء و الرض إّنه لح ّ‬ ‫ب ال ّ‬
‫توعدون « ثّم قلت ‪ » :‬فو ر ّ‬

‫سسسماء رزقكسسم « أى أسسسباب رزقكسسم بسسأن يرسسسل سسسبحانه الّريسساح فتسسثير‬


‫قسسوله ‪ » :‬و فسسي ال ّ‬
‫سماء فينزل الغيث و المطر فيخرج به من الرض أنسسواع القسسوات‬ ‫السحاب فيبسطه في ال ّ‬
‫و الملبس و المعايش ‪.‬‬

‫سماء تقدير رزقكم أى ما قسمته لكم مكتوب في أّم الكتسساب اّلسسذي هسسو فسسي‬
‫و قيل ‪ :‬و في ال ّ‬
‫سماء ‪.‬‬
‫ال ّ‬

‫سسسماء الّرابعسسة تنسسزل بقسسدر و‬


‫سلم ‪ :‬أرزاق الخليق في ال ّ‬
‫و في حديث أهل البيت عليهم ال ّ‬
‫تبسط بقدر ‪.‬‬

‫سماء فيخرج به أقوات العالم و قوله‬ ‫سلم الّرزق المطر ينزل من ال ّ‬ ‫صادق عليه ال ّ‬
‫و قال ال ّ‬
‫سلم هو أخبار القيامة و الّرجعة و الخبار اّلسستي‬ ‫صادق عليه ال ّ‬‫‪ » :‬و ما توعدون « قال ال ّ‬
‫سماء السابعة و تحت العرش ‪ ،‬ثّم أقسم سبحانه بسسأ ّ‬
‫ن‬ ‫سماء ‪ ،‬و قيل ‪ :‬هو الجّنة فوق ال ّ‬ ‫في ال ّ‬
‫ق مثسسل مسسا أنكسسم تنطقسسون ‪ ،‬قسسال الزمخشسسري و هسسذا‬ ‫ما ذكره من أمر الرزق الموعود لحس ّ‬
‫ق كما أنك ترى و تسمع و مثل ما أنك ههنسسا ‪ ،‬قيسسل إّنسسه لّمسسا نزلسست‬ ‫ن هذا لح ّ‬‫كقول الّناس إ ّ‬
‫هذه الية قالت الملئكة هلك بنو آدم اغضبوا الّرب حّتى أقسم لهسسم علسسى أرزاقهسسم و نقسسل‬
‫ي على قعود فقسسال ‪:‬‬ ‫في الكشاف عن الصمعي قال أقبلت من جامع البصرة و طلع أعراب ّ‬
‫من الّرجل ؟ قلت ‪ :‬من بني اصمع ‪ ،‬قال ‪ :‬من أين اقبلت ؟ قلت ‪:‬‬

‫ى ‪ ،‬فتلوت ‪ :‬و الذاريات ‪ ،‬فلّما بلغت‬


‫من موضع يتلى فيه كلم الّرحمان ‪ ،‬قال ‪ :‬اتل عل ّ‬

‫] ‪[ 387‬‬

‫سماء رزقكم و مسسا توعسسدون « قسسال ‪ :‬حسسسبك ‪ ،‬فقسسام إلسسى نسساقته فنحرهسسا و‬
‫قوله » و في ال ّ‬
‫وضعها على من أقبل و أدبر ‪ ،‬و عمد إلى سيفه و قوسه فكسرهما و وّلي ‪.‬‬

‫فلّما حججت مع الّرشيد طفقت أطوف فاذا أنا بمن يهتف بي بصوت دقيق ‪،‬‬
‫سورة فلّما بلغت اليسسة صسساح و‬ ‫ى و استقرء ال ّ‬
‫فاذا أنا بالعرابي قد نحل و اصفّر فسّلم عل ّ‬
‫قال ‪ » :‬قد وجدنا ما وعد رّبنسسا حّقسسا « ‪ ،‬ثسّم قسسال ‪ :‬و هسسل غيسسر ذلسسك ؟ فقسسرأت » فسسو ر ّ‬
‫ب‬
‫لس مسسن ذا‬
‫ق مثل ما أنكم تنطقون « فصسساح و قسسال ‪ :‬يسسا سسسبحان ا ّ‬ ‫سماء و الرض اّنه لح ّ‬‫ال ّ‬
‫اّلذي أغضب الجليل حّتى حلف لم يصّدقوه بقوله حّتى ألجأوه إلسى اليميسن ‪ ،‬قالهسا ثلثسا و‬
‫خرجت معها نفسه ‪.‬‬

‫ن شكره سسسبحانه مسسوجب‬ ‫) و حثكم على الشكر ( لطفا بكم و رأفة لكم و رحمة عليكم ‪ ،‬ل ّ‬
‫ن كفرانها موجب لنقصانها قال عّز من قائل ‪ » :‬لئن شسسكرتم لزيسسدّنكم‬‫لزيادة نعمته كما أ ّ‬
‫ن عذابي لشديد « ‪.‬‬ ‫و لئن كفرتم إ ّ‬

‫) و افترض من ألسنتكم الذكر ( أى أوجب عليكم أن تذكروه سبحانه بألسنتكم كمسا قسال »‬
‫فاذكروني أذكركم و اشكروا لي و ل تكفرون « و قال » و اذكر رّبك في نفسك تضسسّرعا‬
‫و خيفة و دون الجهر من القول بالغدّو و الصال « و قد مضى تفصسيل الكلم فسي ذكسسره‬
‫ث و الترغيب عليسسه فسسي التنسسبيه الثسساني مسسن شسسرح‬ ‫تعالى و الدّلة الواردة في فضله و الح ّ‬
‫الفصل السادس من فصول المختار الثاني و الثمانين ‪.‬‬

‫صينا اّلذين ُأوتوا الكتساب مسن قبلكسم و ايساكم أن‬


‫) و أوصاكم بالتقوى ( في قوله » و لقد و ّ‬
‫ل « و غيرها من اليات اّلتي تقّدمت في شرح المختار الّرابع و العشرين ‪.‬‬ ‫اّتقوا ا ّ‬

‫لس سسسبحانه مؤّديسسة إلسسى رضسسوانه‬‫) و جعلها منتهى رضاه ( فاّنها لما كانت موصلة إلسسى ا ّ‬
‫ح بهذا العتبار جعلها منتهى رضاه من خلقه كمسسا قسسال ع سّز و‬ ‫موجبة لمحّبته و رضاه ص ّ‬
‫ب المّتقين « و قسسال » لّلسسذين اّتقسسوا عنسسد رّبهسسم جّنسسات تجسسرى مسسن تحتهسسا‬
‫ل يح ّ‬
‫نا ّ‬
‫ل»إّ‬
‫جّ‬
‫ل بصير بالعباد « ‪.‬‬ ‫لوا ّ‬ ‫النهار خالدين فيها و أزواج مطّهرة و رضوان من ا ّ‬

‫) و ( جعلها ) حاجته من خلقه ( استعار لفظ الحاجة لتأّكد الطلب أى طلبه‬

‫] ‪[ 388‬‬

‫ض عليها و تكّرر منه تعسسالى طلبهسسا و المسسر‬ ‫ث و الح ّ‬‫المؤّكد فاّنه سبحانه لما بالغ في الح ّ‬
‫بها في غيسسر واحسسدة مسسن اليسسات شسّبهها بالحاجسسة اّلسستي يفتقسسر إليهسسا المحتسساج و يبسسالغ فسسي‬
‫تحصيلها و الوصول إليها و الجامع المطلوبّية المتأّكدة ‪.‬‬

‫و لّما نّبه على كونها سببا للوصول إلى رضوانه و غاية المطلوب من خلقه عّقبسسه بسسالمر‬
‫ل اّلذي أنتم بعينه ( أى بعلمه فاطلق العين و أريد العلم مجازا من بسساب‬ ‫بها فقال ) فاتقوا ا ّ‬
‫لزم باسسسم الملسسزوم إذ رؤيسسة الشسسيء سسسبب للعلسسم بسسه و‬
‫تسمية المسّبب باسم السّبب ‪ ،‬أو ال ّ‬
‫مستلزم له ‪.‬‬
‫و في التيان بالموصول تأكيد الغرض المسوق له الكلم ‪ ،‬فانه لما أمر بسسالتقوى و كسسانت‬
‫ل حيث أمرك و ل يراك‬ ‫سلم عبارة عن أن ل يفقدك ا ّ‬ ‫التقوى حسبما قاله الصادق عليه ال ّ‬
‫ل عالم بكم خسسبير بسسأحوالكم‬ ‫نا ّ‬‫حيث نهاك ‪ ،‬أتى بالجملة الموصولة الوصفّية تنبيها على أ ّ‬
‫ق تقسساته إذ ل‬
‫بصير بأعمالكم سميع لقوالكم ‪ ،‬و من كان هذا شأنه فل بّد أن يّتقى منسسه ح س ّ‬
‫يعزب عنه شيء من المعاصي و ل يخفى عليه شيء من الخطايا كمسسا يخفسسى علسسى سساير‬
‫الموالي بالنسبة من عبيدهم ‪.‬‬

‫و أّكده اخرى بقسسوله ) و نواصسسيكم بيسسده ( يعنسسي أنسسه قسساهر لكسسم قسسادر عليكسسم متمّكسسن مسسن‬
‫ى نحو أراد ل راّد لحكمه و ل دافع لسخطه و نواصسسيكم بيسسد‬ ‫التصّرف فيكم كيف شاء و أ ّ‬
‫قدرته ‪ ،‬ل يفوته من طلب و ل ينجو منه من هرب ‪.‬‬

‫و أّكده ثالثة بقوله ) و تقّلبكم في قبضته ( أى تصّرفكم في حركاتكم و سكناتكم تحت ملكه‬
‫و قدرته و اختياره ‪.‬‬

‫و قوله ) إن أسسسررتم علمسسه و إن أعلنتسسم كتبسسه ( هسسو أيضسسا فسسي معنسسى التأكيسسد و أن غيسسر‬
‫السلوب على اقتضاء التفّنن ‪ ،‬يعني أّنه عالم بالسسسرائر خسسبير بالضسسمائر سسسواء عليسسه مسسا‬
‫ظهر منكم و ما بطن ل يحجب عنه شيء مّما يسّر و ما يعلن كما قال عّز من قائل ‪:‬‬

‫» سواء منكم من أسّر القول و من جهر به و من هو مستخف بالّليل و سسسارب بالنهسسار «‬


‫ل قوله ‪ :‬إن أعلنتم كتبه بمفهومه على أّنه ل يكتب ما ل يعلن و إن كسسان يعلمسسه ‪،‬‬
‫هذا و يد ّ‬
‫فيفيد عدم المؤاخذة على نّية المعصية بمجّردها ‪ ،‬و قد مضى تحقيق الكلم‬

‫] ‪[ 389‬‬

‫فيه في شرح الفصل الخامس من المختار الثالث فليتذّكر ‪.‬‬

‫سلم إن أسسسررتم آه‬


‫ن قوله عليه ال ّ‬
‫شارح المعتزلي حيث قال ‪ :‬إ ّ‬
‫و بذلك ظهر ما في قول ال ّ‬
‫ن الّلفظ مختلف انتهى فتدّبر‬
‫ن الكتابة غير العلم ‪ ،‬بل هما شيء واحد و لك ّ‬
‫ل على أ ّ‬
‫ليس يد ّ‬
‫‪.‬‬

‫و عّقب قوله ‪ :‬كتبه بقوله ) قد وكل بكم حفظة كراما ( من باب الحسستراس فسسانه لمسسا كسسان‬
‫بظاهره متوّهما لكونه تعالى شأنه بنفسه كاتبا أتا بهذه الجملة دفعا لذلك التسسوّهم ‪ ،‬و تنبيهسسا‬
‫ن الموّكل بذلك الملئكة الحافظون لعمال العباد ‪.‬‬ ‫على أ ّ‬

‫ن عليكم لحافظين كرامًا كاتبين « و هم طائفتان ملئكة اليميسسن للحسسسنات‬ ‫قال تعالى » و ا ّ‬
‫ل » إذ يتلّقى المتلّقيسسان عسسن اليميسسن و عسسن الشسسمال‬
‫و ملئكة الشمال للسيئات قال عّز و ج ّ‬
‫ل لديه رقيب عتيد « هذا ‪.‬‬‫قعيد ما يلفظ من قول إ ّ‬
‫ل تعالى‬
‫و في وصف الحفظة بالكرام ‪ 1‬و تعظيمهم بالثناء تفخيم لما وّكلوا به و أنه عند ا ّ‬
‫من جلئل المور حيث يستعمل فيه هؤلء الكرام ‪ ،‬و فيه من التهويل من المعاصي ما ل‬
‫يخفى ‪.‬‬

‫و لهذه النكتة أيضا وصفهم ثانيا بقوله ) ل يسفطون حّقا و ل يثبتون باطل ( أى ل يسسسقط‬
‫ن المكّلسسف‬
‫من قلمهم ما هو ثابت له أو عليه ‪ ،‬و ل يكتبون ما ل أصل له ‪ ،‬و من المعلوم أ ّ‬
‫إذا التفت إلى ذلك و تنّبه على شّدة محافظة الحفظة عليه و على أّنهم ل يتركون شيئا ممسسا‬
‫هو له أو عليسسه كسسان ذلسسك أقسسوى داعيسسا لسسه علسسى الزعسساج عسسن المعاصسسي و القلع عسسن‬
‫السيئات ‪.‬‬

‫ل أى الكرام الكاتبين بذلك ‪ ،‬و جعلهم شسسهودا علسسى‬


‫سلم ‪ :‬استعبدهم ا ّ‬
‫صادق عليه ال ّ‬
‫قال ال ّ‬
‫ل مواظبة و عن معصيته‬ ‫خلقه ليكون العباد لملزمتهم إّياهم أشّد على طاعة ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ل لللل لللل ل ل لللل ل لل ل للل لللل ل ل‬
‫للل للل ) ل ( لل للللللل ل للللل ل لل ل‬
‫للل للل لل لللل ل لل ) ل ( ل ل ل للل لللل للل‬
‫للل ل للل لللللل ل للل للل لل لل ل‬ ‫للل ل ل ل‬
‫للللل لللل للل لللللللل لللللل لل ل لل ل‬
‫للل للل ل للللل ل للل للل لل لللل للل‬
‫للل للل لللل لل ل ل للل ل لللل ل ل ل للل لل‬
‫لللللل‬

‫] ‪[ 390‬‬

‫أشّد انقباضا ‪ ،‬و كم من عبد هّم بمعصيته فسسذكر مكسسانهم فسسارعوى ‪ ،‬و كيسسف فيقسسول رّبسسي‬
‫ى بذلك تشهد ‪ ،‬هذا ‪.‬‬
‫يراني و حفظتي عل ّ‬

‫و لما امر بالتقوى و أردفه بذكر ما يحذر من تركها عّقبه بذكر مسسا يرغسسب فسسي الملزمسسة‬
‫ل يجعل له مخرجا من الفتسن ( الموجبسة للضسللة ) و‬ ‫ن من يّتق ا ّ‬
‫عليها فقال ) و اعلموا أ ّ‬
‫نورا من الظلم ( أى من ظلمسسات الجهالسسة ‪ ،‬و هسسو اقتبسساس مسسن اليسسة الشسسريفة فسسي سسسورة‬
‫ل يجعل له مخرجًا و يرزقه من حيث ل يحتسب « ‪.‬‬ ‫الطلق قال سبحانه ‪ » :‬و من يّتق ا ّ‬

‫سلم قال ‪ :‬في دنياه ‪ ،‬و من المجمع عن‬


‫صادق عليه ال ّ‬
‫صافي عن القّمي عن ال ّ‬ ‫روى في ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم أّنه قرأها فقال ‪ :‬مخرجا من شبهات الّدنيا و من غمرات‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫النب ّ‬
‫سلم إّني لعلم آية لو أخذ بها الّناس كفتهسسم » و‬‫الموت و شدايد يوم القيامة و عنه عليه ال ّ‬
‫ل « الية ‪ ،‬فما زال يقولها و يعيدها ‪.‬‬ ‫من يّتق ا ّ‬

‫) و يخلده فيما اشتهت نفسه ( و هو أيضا اقتباس من الية في سورة النبياء قال تعالى »‬
‫و هم فيما اشتهت أنفسهم خالدون ل يحزنهم الفزع الكبر و تتّلقيهسسم الملئكسسة هسسذا يسسومكم‬
‫اّلذي كنتم توعدون « ‪.‬‬

‫) و ينزله منزل الكرامة عنده ( أى في منزل أهله معّززون مكّرمون عنده سبحانه ) فسسي‬
‫صها بكرامته كمسسا قسسال سسسبحانه‬
‫دار اصطنعها لنفسه ( أى اّتخذها صنعه و خالصته و اخت ّ‬
‫ل مسسن التقريسسب‬‫لموسى بن عمران ‪ » :‬و اصطنعتك لنفسي « قيل ‪ :‬هو تمثيل لما أعطاه ا ّ‬
‫و التكريم ‪.‬‬

‫قال الشارح البحراني ‪ :‬و الّدار اّلتي اصطنعها لنفسه كناية عن الجّنة و نسسسبها إلسسى نفسسسه‬
‫ن الجّنسسة المحسوسسسة أشسسرف دار‬ ‫تعظيما لها و ترغيبا فيها ‪ ،‬و ظاهر حسن تلك النسبة فسسا ّ‬
‫رّتبت لشرف المخلوقات ‪ ،‬و أما المعقولة فيعود إلى درجات الوصول و الستغراق فسسي‬
‫المعارف اللهّية اّلتي بها السعادة و البهجة و الّلذة التاّمة ‪ ،‬و هي جسسامع العتبسسار العقلسسي‬
‫ن الملسسك‬
‫صسسته و مقامسسات ملئكتسسه و رسسسله ‪ ،‬و مسسن المتعسسارف أ ّ‬
‫لس و خا ّ‬ ‫لمنازل أوليسساء ا ّ‬
‫صته أن يقال اّنه تخت ّ‬
‫ص‬ ‫العظيم اذا صرف عنايته الى بناء دار يسكنها هو و خا ّ‬

‫] ‪[ 391‬‬

‫بالملك و اّنه بناها ‪.‬‬

‫سماوات و تحت العرش و اليسسه ذهسسب‬


‫ن الجّنة فوق ال ّ‬
‫ل على أ ّ‬
‫و قوله ‪ ) :‬ظّلها عرشه ( يد ّ‬
‫الكثر ‪.‬‬

‫ل ‪ :‬و سارعوا إلى مغفرة من رّبكسسم و جّنسسة عرضسسها‬ ‫قال الّرازي في تفسير قوله عّز و ج ّ‬
‫سموات و الرض ‪ :‬و ههنا سسسؤالت » إلسسى أن قسسال « السسسؤال الّثسسالث أنتسسم تقولسسون إ ّ‬
‫ن‬ ‫ال ّ‬
‫سماء ‪.‬‬
‫سماء فكيف يكون عرضها كعرض ال ّ‬ ‫الجّنة في ال ّ‬

‫سماوات و تحت العرش قال فسسي‬ ‫سماء أّنها فوق ال ّ‬


‫ن المراد من قولنا أنها في ال ّ‬
‫و الجواب أ ّ‬
‫صفة الفردوس ‪ :‬سقفها عرش الرحمن ‪ ،‬و قسال ‪ :‬و سسئل أنسس بسن مالسك عسن الجّنسة فسي‬
‫ى أرض و سماء تسع الجّنة ‪ ،‬قيل ‪:‬‬ ‫سماء ؟ قال ‪ :‬فأ ّ‬
‫الرض أم في ال ّ‬

‫فأين هي ؟ قال فوق السماوات السبع و تحت العرش ‪.‬‬


‫لمة المجلسي ) ره ( في البحار بعد ذكر اليات و الخبار في وصسسف الجّنسسة و‬
‫و قال الع ّ‬
‫نعيمها ‪:‬‬

‫ن اليمان بالجّنة و النار على ما وردتا في اليسسات و الخبسسار مسسن غيسسر تأويسسل مسسن‬
‫اعلم أ ّ‬
‫ضروريات الّدين و منكرهما أو مأّولهما بما اّولت به الفلسفة خارج من الّدين ‪.‬‬

‫ل شرذمة من المعتزلة ‪،‬‬


‫و أما كونهما مخلوقتان الن فقد ذهب إليه جمهور المسلمين إ ّ‬

‫فانهم يقولون ‪ :‬سيخلقان يوم القيامة ‪ ،‬و اليات و الخبار المتسسواترة دافعسسة لقسسولهم مزيفسسة‬
‫ل ما ينسب إلسسى‬ ‫لمذهبهم و الظاهر أنه لم يذهب إلى هذا القول السخيف أحد من المامّية إ ّ‬
‫ل علسسى أنّ الجّنسسة‬ ‫ن الخبسسار تسسد ّ‬
‫ل عنه و أما مكانهما فقسسد عرفسست أ ّ‬‫ي رضي ا ّ‬ ‫السيد الّرض ّ‬
‫فوت السماوات السبع و النار في الرض السابعة ‪ ،‬و نقل عن شارح المقاصد أنسسه قسسال ‪:‬‬
‫ن الجّنسسة فسسوق‬‫لم يرد نقسسل صسسريح فسسي تعييسسن مكسسان الجّنسسة و النسسار ‪ ،‬و الكسسثرون علسسى أ ّ‬
‫السماوات السبع و تحت العرش تشّبثا بقوله تعالى عند سدرة المنتهى عندها جّنة المسسأوى‬
‫سلم ‪:‬‬
‫و قوله عليه ال ّ‬

‫ق تفسسويض ذلسسك إلسسى‬


‫سقف الجّنة عرش الّرحمن ‪ ،‬و النار تحت الرضين السسسبع ‪ ،‬و الحس ّ‬
‫علم‬

‫] ‪[ 392‬‬

‫العليم الخبير انتهى ‪.‬‬

‫ي في مجمع البيسسان إلسسى صسسحيح‬


‫سماء الرابعة نسبه الطبرس ّ‬
‫و ذهب بعضهم إلى أّنها في ال ّ‬
‫ل أعلم ‪.‬‬
‫الخبر ‪ ،‬و ا ّ‬

‫) و نورها بهجته ( قسسال الطريحسسي و البهجسسة الحسسسن و منسسه رجسسل ذو بهجسسة ‪ ،‬و البهجسسة‬
‫سرور و منه الّدعاء ‪ :‬و بهجة ل تشبه بهجات الّدنيا ‪ ،‬أى مسّرة ل تشبه مسّرات الّدنيا ‪،‬‬ ‫ال ّ‬
‫و فيه ‪:‬‬

‫سبحان ذي البهجة و الجمال ‪ ،‬يعني الجليل تعالى انتهى ‪.‬‬

‫ن نور الجّنة أى منّورها جمسساله سسسبحانه عظمسسه اّلسستي‬ ‫أقول ‪ :‬فعلى المعنى الّول فالمراد أ ّ‬
‫ل النسسوار دونهسسا ‪ ،‬فأهسسل الجّنسسة مسسستغرقة فسسي شسسهود جمسساله ‪ ،‬و نفوسسسهم مشسسرقة‬ ‫تضمح ّ‬
‫سسسموات و الرض « أى‬ ‫ل س نسسور ال ّ‬
‫باشسسراق أنسسوار كمسساله كمسسا قسسال ع سّز مسسن قسسائل » ا ّ‬
‫ل شيء استنار منهما و استضاء فبقدرته و جوده و افضاله ‪.‬‬ ‫نكّ‬‫منّورهما ‪ ،‬فا ّ‬
‫ى بسن إبراهيسم القّمسي عسن أبيسه عسن ابسن أبسي نجسران عسن‬ ‫روى في البحار من تفسير عل ّ‬
‫ل كرامة في عبسساده المسسؤمنين فسسي‬ ‫ن ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬إ ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬‫عاصم بن حميد عن أبي عبد ا ّ‬
‫ل إلى المؤمن ملكا معسسه حّلسسة فينتهسسى إلسسى بسساب‬ ‫ل يوم جمعة فاذا كان يوم الجمعة بعث ا ّ‬ ‫كّ‬
‫الجّنة فيقول ‪ :‬استاذنوا لى على فلن ‪ ،‬فيقال هذا رسول رّبك على الباب فيقسسول لزواجسسه‬
‫أىّ شيء ترين على أحسن ‪ ،‬فيقلن يا سّيدنا و اّلذي أباحك الجّنة ما رأينا عليك شيئا أحسن‬
‫ل أضساء لسه‬ ‫طسف بسالخرى فل يمسّر بشسيء إ ّ‬ ‫من هذا بعث إليك رّبك فيّتزر بواحسدة و يتع ّ‬
‫حتى ينتهى إلى الموعد فاذا اجتمعوا تجّلسسى لهسسم السّرب تبسسارك و تعسسالى فسساذا نظسسروا إليسسه‬
‫جدا ‪ ،‬فيقول عبادي ارفعسسوا رؤوسسسكم ليسسس هسسذا يسسوم سسسجود و ل يسسوم عبسسادة قسسد‬ ‫خّروا س ّ‬
‫ي شيء أفضل مما أعطيتنا ‪ ،‬أعطيتنسسا الجّنسسة ‪،‬‬ ‫بوأ ّ‬ ‫رفعت عنكم المؤنة ‪ ،‬فيقولون ‪ :‬يا ر ّ‬
‫ل جمعسسة سسسبعين ضسسعفا‬ ‫فيقول لكم مثل ما في أيديكم سبعين ضعفا ‪ ،‬فيرجع المؤمن في ك س ّ‬
‫ن ليلهسا ليلسة غسّراء و‬‫مثل ما في يديه و هو قسوله » و لسدينا مزيسد « و هسو يسوم الجمعسة إ ّ‬
‫صسسلة‬‫ل س و ال ّ‬ ‫يومها يوم أزهر فأكثروا فيها من التسبيح و التكبير و التهليل و الثناء على ا ّ‬
‫على محّمد و آله ‪.‬‬

‫] ‪[ 393‬‬

‫ل أضساء لسه حّتسى ينتهسى إلسى أزواجسه ‪ ،‬فيقلسن و اّلسذي‬


‫قال فيمّر المؤمن فل يمّر بشيء إ ّ‬
‫أباحنا الجّنة يا سّيدنا ما رأيناك قط أحسن منك الساعة فيقول ‪ :‬إّني قد نظسسرت بنسسور رّبسسي‬
‫الحديث ‪.‬‬

‫لمة المجلسي ) ره ( قسسوله تجّلسسى لهسسم السّرب أى بسسأنوار جللسسه و آثسسار رحمتسسه و‬ ‫قال الع ّ‬
‫ن نور‬ ‫افضاله فاذا نظروا إليه أى إلى ما ظهر لهم من ذلك و على المعنى الثاني فالمراد أ ّ‬
‫ل سبحانه بها و بهم أما وصفه سبحانه بالبتهاج و البهجة فلما قسسال‬ ‫الجّنة و أهلها ابتهاج ا ّ‬
‫ن أجل مبتهسسج هسسو المبسسدء الّول‬
‫الحكماء و المتكّلمون المثبتون له تعالى الّلذة العقلّية من أ ّ‬
‫ن البتهاج و الّلذة عبارة عن إدراك الكمال فمن أدرك كمال في ذاتسسه ابتهسسج بسسه و‬ ‫بذاته ل ّ‬
‫ل الكمالت و إدراكه أقوى الدراكات فوجب أن يكون لّذاته أقوى‬ ‫التّذ ‪ ،‬و كماله تعالى أج ّ‬
‫الّلذات ‪.‬‬

‫ق الّول ‪ ،‬لنه أشّد إدراكا لعظم مدرك له‬ ‫ل مبتهج بذاته هو الح ّ‬ ‫قال صدر المتأّلهين ‪ :‬أج ّ‬
‫الشسسرف الكمسسل و النسسور النسسور و الجلل الرفسسع ‪ ،‬و هسسو الخيسسر المحسسض و بعسسده فسسي‬
‫الخيرّية و الوجود و الدراك هو الجواهر العقلّية و الرواح النورّيسسة و الملئكسسة القدسسّية‬
‫المبتهجون به تعالى ‪ ،‬و بعسسد مرتبتهسسم مرتبسسة النفسسوس البشسسرّية و السسسعداء مسسن أصسسحاب‬
‫ل‪.‬‬
‫اليمين على مراتب ايمانهم با ّ‬

‫و أما المقّربون من النفوس البشرّية و هم أصحاب المعارج الروحانّية فحالهم في الخسسرة‬


‫كحال الملئكة المقّربين في العشق و البتهاج به تعالى ‪.‬‬
‫ل بمخلوقاته راجع إلى ابتهاجه بذاته ‪،‬‬
‫ن ابتهاج ا ّ‬
‫إذا عرفت ذلك ظهر لك أ ّ‬

‫ب الشسسياء‬ ‫لنه لما ثبت أنه أشّد مبتهج بذاته لما لسسه مسسن الشسسرف و الكمسسال كسسان ذاتسسه أحس ّ‬
‫ل مسسا هسسو‬
‫ب جميع أفعاله و آثاره لجل ذلك المحبوب ‪ ،‬و كس ّ‬ ‫ب شيئا أح ّ‬
‫ل من أح ّ‬ ‫إليه ‪ ،‬و ك ّ‬
‫ب اليه و ابتهاجه به أكمل ‪.‬‬ ‫أقرب إليه فهو أح ّ‬

‫لس سسسبحانه مبتهسسج بالجّنسسة و أهلهسسا لنهسسا دار كرامتسسه و رحمتسسه و أقسسرب‬
‫نا ّ‬
‫فثبت بذلك أ ّ‬
‫المجعولت إليه ‪ ،‬و كذلك أهلها لنهم مقّربو حضرته و محبوبسسون إليسسه و مكّرمسسون لسسديه‬
‫كما أنهم مبتهجون به سبحانه و محّبون إّياه ‪.‬‬

‫] ‪[ 394‬‬

‫ن بهجته تعالى نور لها أى لهلها فلكون محّبته و ابتهسساجه سسسببا لسسستنارة نفوسسسهم‬ ‫و أما أ ّ‬
‫بمسسا يفسساض عليهسسم مسسن النسسوار الملكوتّيسسة اّلسستي تغشسسى أبصسسار البصسساير و يسسستغرق فسسي‬
‫البتهاج بها الولياء المقّربون ‪ ،‬و على ذلك فتسمية البهجة بالنور من باب تسمية السسسبب‬
‫باسم المسّبب ‪ ،‬هذا ‪.‬‬

‫ص بهجته بالذكر لنها حسبما عرفسست ملزمسسة للمحّبسسة ‪ ،‬و محّبتسسه تعسسالى لهسسم و‬
‫و انما خ ّ‬
‫رضوانه عنهم أعظم الخيرات و أفضل الكمالت ‪.‬‬

‫سسسلم قسال ‪ :‬إذا‬‫ي بسسن الحسسسين عليهمسسا ال ّ‬


‫روى في البحار عن العياشي عن ثسسوير عسسن علس ّ‬
‫ل مسسؤمن منهسسم‬ ‫ل إلى جنانه و مساكنه ‪ ،‬و اتكى ك ّ‬ ‫يا ّ‬ ‫صار أهل الجّنة في الجّنة و دخل ول ّ‬
‫جسسرت حسسوله العيسسون و جسسرت مسسن تحتسسه‬ ‫أريكته حّفته خسّدامه و تهسّدلت عليسسه الثمسسار و تف ّ‬
‫النهار و بسطت له الّزرابي ‪ ،‬و صففت له النمارق و أتته الخّدام بما شسسائت شسسهوته مسسن‬
‫قبل أن يسألهم ذلك قال ‪ :‬و يخرج عليهم الحور العين من الجنان فيمكثسسون بسسذلك مسسا شسساء‬
‫ن الجّبار يشرف عليهم فيقول لهم ‪ :‬أوليائي و أهسسل طسساعتي و سسسكان جّنسستي فسسي‬ ‫ل ‪ ،‬ثّم إ ّ‬
‫ا ّ‬
‫ى شيء خير مما نحن فيسسه ؟‬ ‫جواري أل هل انبئكم بخير مما أنتم فيه ؟ فيقولون ‪ :‬رّبنا و أ ّ‬
‫نحن فيما اشتهت أنفسنا و لّذت أعيننا من النعم في جوار الكريم ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫فيعود عليهم بالقول ‪ ،‬فيقولون ‪ :‬رّبنا نعم ‪ ،‬فأتنا بخير مما نحن فيه ‪ ،‬فيقسول لهسم تبسارك و‬
‫تعالى ‪ :‬رضاى عنكم و محّبتي لكم خير و أعظم ممسسا أنتسسم فيسسه ‪ ،‬فيقولسسون ‪ :‬نعسسم يسسا رّبنسسا‬
‫سسسلم‬ ‫ي بن الحسسسين عليسسه ال ّ‬ ‫رضاك عّنا و محّبتك لنا خير لنا و أطيب لنفسنا ‪ ،‬ثّم قرء عل ّ‬
‫لنهار خالدين فيهسسا و‬ ‫ل المؤمنين و المؤمنات جّنات تجري من تحتها ا َ‬ ‫هذه الية » وعد ا ّ‬
‫ل أكبر ذلك هو الفوز العظيم « ‪.‬‬ ‫مساكن طّيبة في جّنات عدن و رضوان من ا ّ‬
‫ن الملئكة يزورون ساكنيها تعظيما لهم و تشريفا و تكريمسسا‬
‫) و زّوارها ملئكته ( يعني أ ّ‬
‫حسبما عرفت الشارة إليه في الرواية اّلتي رويناها من روضة الكافي في شسسرح الفصسسل‬
‫التاسع من المختار الول ‪.‬‬

‫ل و الّرسسسول فسُاولئك مسسع اّلسسذين‬


‫) و رفقاؤها رسله ( كما قال عّز من قائل » و من يطع ا ّ‬
‫صديقين و الشهداء و الصالحين و حسن ُاولئك رفيقاً «‬ ‫ل عليهم من الّنبّيين و ال ّ‬
‫أنعم ا ّ‬

‫] ‪[ 395‬‬

‫ل تعالى و كذا أمير المؤمنين أهل الطاعة و الّتقوى بهذا الوعسسد و مسسا أحسسسنه مسسن‬ ‫رغب ا ّ‬
‫وعد و هو كونهم رفيسق الّنسبيين اّلسذينهم فسسي أعل عّلييسسن و الصسّديقين اّلسذين صسسدقوا فسسي‬
‫أقسوالهم و أفعسالهم ‪ ،‬و الشسهداء المقتسول أنفسسسهم و أبسسدانهم بالجهساد الكسسبر و الصسغر و‬
‫الصالحين اّلذين صلحت حالهم و استقامت طريقتهم ‪.‬‬

‫لسس‬
‫سلم ‪ :‬المؤمن مؤمنان ‪ :‬مؤمن وفى ّ‬ ‫صافي من الكافي عن الصادق عليه ال ّ‬ ‫روى في ال ّ‬
‫صسسالحين و‬‫بشروطه اّلتي اشسسترطها عليسسه فسسذلك مسسع الّنسسبيين و الصسّديقين و الشسسهداء و ال ّ‬
‫حسن اولئك رفيقا ‪ ،‬و ذلك مّمن يشفع و ل يشفع له ‪ ،‬و ذلك مّمن ل يصيبه أهوال الّدنيا و‬
‫ل أهوال الخرة ‪ ،‬و مؤمن زّلت به قدم فذلك كخامة الزرع كيفما كفتسسه الريسسح انكفسسى ‪ ،‬و‬
‫ذلك مّمن يصيبه أهوال الّدنيا و أهوال الخرة و يشفع له و هو على خير ‪.‬‬

‫ل في كتابه فقال ‪:‬‬


‫سلم لقد ذكركم ا ّ‬
‫صادق عليه ال ّ‬
‫و فيه من الكافي و العياشي عن ال ّ‬

‫لس عليسسه و آلسسه و سسّلم فسسي اليسة‬


‫لس صسّلى ا ّ‬
‫ل « الية ‪ ،‬فرسول ا ّ‬
‫» ُاولئك مع اّلذين أنعم ا ّ‬
‫صسسلح‬‫صالحون فتسّموا بال ّ‬ ‫النبّيون و نحن في هذا الموضع الصّديقون و الشهداء و أنتم ال ّ‬
‫ل ‪ ،‬هذا ‪.‬‬
‫كما سّماكم ا ّ‬

‫ل تعسسالى قسسوله » و حسسسن ُاولئك رفيقسًا «‬ ‫و لجزالة هذا الوعد أعنى مرافقة الّنبيين عّقب ا ّ‬
‫ل عليمسا « و قسد مضسى بعسض الكلم فسي وصسف‬ ‫ل و كفسى بسا ّ‬‫بقوله » ذلك الفضل من ا ّ‬
‫ل نيلهسسا بمّنسسه‬
‫الجّنة و نعيمها في شرح الفصل الثالث من المختار الثامن و المأة ‪ ،‬رزقنا ا ّ‬
‫و جوده ‪.‬‬

‫سسسلم لمسسا أمسسر بسسالتقوى و نّبسسه علسسى فضسسلها و عظسسم مسسا يسسترّتب عليهسسا مسسن‬
‫ثّم إنه عليه ال ّ‬
‫الثمرات الّدنيوّية و الخروّية رّتسسب عليسسه قسسوله ) فبسسادروا المعسساد و سسسابقوا الجسسال ( أى‬
‫سارعوا إلى المعاد بالمغفرة و الّتقوى لّنها خير الّزاد و استبقوا إلى الجال بسسالخيرات و‬
‫صالح العمال ‪.‬‬
‫و المراد بالمعاد هو العسسود إلسسى الفطسسرة الولسسى بعسسد النتقسسال منهسسا و النسسزول إلسسى السّدنيا‬
‫ل اّلتي فطر الناس عليها « » و قد خلقتك من‬ ‫فالشارة إلى البتداء بقوله تعالى » فطرة ا ّ‬
‫ل وجهه «‬ ‫ل شيء هالك إ ّ‬ ‫قبل و لم تك شيئًا « و الشارة إلى النتهاء » ك ّ‬

‫] ‪[ 396‬‬

‫ل مسسن عليهسسا فسسان و يبقسسى وجسسه رّبسسك ذي الجلل و الكسسرام « فالبسسدو و الّرجسسوع‬ ‫» و كس ّ‬
‫ص الّول للنسان هو الجّنة‬ ‫متقابلن قال تعالى » كما بدءنا أّول خلق نعيده « فالعدم الخا ّ‬
‫سلم و أّمنا حّوا ‪ ،‬و الوجود بعد العدم هو الهبوط منها إلسسى‬ ‫اّلتي كان فيها أبونا آدم عليه ال ّ‬
‫الّدنيا » اهبطوا منها جميعًا « و العدم الثاني من هذا الوجسسود هسسو الفنسساء فسسي الّتوحيسسد ‪ ،‬و‬
‫صسسعود ‪ ،‬و البدايسسة النسسزول عسسن‬ ‫الّول هو النزول و الهبوط ‪ ،‬و الثسساني هسسو العسسروج و ال ّ‬
‫الكمال إلى النقص ‪ ،‬و النهاية المعسساد مسسن النقصسسان إلسسى الكمسسال و اليسسه الشسسارة بقسسوله »‬
‫ارجعي إلى رّبك راضية مرضّية فادخلي في عبادي و ادخلي جّنتي « هذا ‪.‬‬

‫سلم بالمبادرة إلى المعاد و المسابقة إلى الجال عّلله بقوله ) فانّ الناس‬ ‫و لما أمر عليه ال ّ‬
‫يوشك أن ينقطع بهم المل و يرهقهم الجل ( يعني أنه تقريب انقطسساع آمسالهم الخادعسسة و‬
‫مفاجاة آجالهم المستورة ) و ( أن ) يسّد عنهم باب ( النابة و ) التوبسسة ( و مسسن كسسان هسسذا‬
‫شأنه فل بسّد أن يّتقسسى رّبسسه و ينصسسح نفسسسه و يقسّدم تسسوبته و يغلسسب شسسهوته و يسسستغفر مسسن‬
‫ن أجله مستور عنه و أمله خادع له ‪،‬‬ ‫خطيئته و يستقيل من معصيته ‪ ،‬فا ّ‬

‫و الشيطان موّكل به يزّين له المعصية ليركبها و يّمنيه التوبة ليسسّوفها حّتسسى يهجسسم منيتسسه‬
‫عليه أغفل ما يكون عليها ‪.‬‬

‫) فقد أصبحتم في مثل ما سأل إليه الّرجعة من كان قبلكم ( أى أصبحتم في حال الحيسساة و‬
‫حة و سلمة المشاعر و القوى و البنية و ساير السباب اّلسستي يتمّنسسى مسسن كسسان قبلكسسم‬ ‫الص ّ‬
‫ب ارجعسسون‬ ‫لت و الهفسسوات ‪ ،‬و قسسال ‪ » :‬ر ّ‬ ‫الرجعة إليها لتدارك مسسا فسسات و اصسسلح السسز ّ‬
‫ل إنها‬‫ي أعمل صالحًا فيما تركت « ‪ ،‬و لكّنهم قد حيل بينهم و بين ما يشتهون و قيل ك ّ‬ ‫لعل ّ‬
‫كلمة هو قائلها و من ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ‪.‬‬

‫فالن و الخناق مهمل ‪ ،‬و الروح مرسل ‪ ،‬في راحة الجساد ‪ ،‬و باحة الحتشاد و انتظار‬
‫التوبة ‪ ،‬و انفساح الحوبة ‪ ،‬ل بّد من اغتنام الفرصة و النابة من الخطيئة قبسسل الضسسنك و‬
‫الضيق ‪ ،‬و الّروع و الزهوق ‪ ،‬و قبل أن يروع من الّرجعة و يعظم الحسرة‬

‫] ‪[ 397‬‬
‫) و أنتم بنو سبيل على سفر من دار ليست بداركم ( شّبههم بأبناء السسسبيل تنبيهسسا علسسى أنّ‬
‫ن وطنهم الصسلي هسو السّدار الخسرة و أنهسم مسسافرون‬ ‫كونهم في هذه الّدار بالعرض و أ ّ‬
‫إليها ‪.‬‬

‫) و ( قوله ) قد أوذنتم منها بالرتحال و أمرتم فيها بسسالزاد ( قسسد تقسّدم فسسي شسسرح المختسسار‬
‫ن المسسراد بسسالزاد‬
‫الثالث و السّتين و غيره توضيح معنى الفقرة الولى ‪ ،‬و مّر غيسسر مسّرة أ ّ‬
‫ن خيسسر السّزاد الّتقسسوى « و‬‫ل » و تسسزّودوا فسسا ّ‬
‫اّلذي أمروا بأخذها هو التقوى قال عسّز و جس ّ‬
‫الغرض من هاتين الفقرتين و سابقتهما التنفير عن الّدنيا و الترغيب إلى الخرى و تنسسبيه‬
‫المخاطبين من نوم الغفلة و الجهالة و إرشادهم إلى الستعداد و تهيئة الزاد لسلوك مسالك‬
‫الخرة ‪.‬‬

‫ل تعسسالى عسسالمين ‪ :‬عسالم السّدنيا و عسسالم الخسسرة و‬


‫ن ّ‬
‫و بيان ذلك بلسان الرمز و الشارة أ ّ‬
‫ن الناس في مبدء تكّونهم مخلوقسسون مسسن‬ ‫نشأتين ‪ :‬الغيب و الشهادة و الملك الملكوت ‪ ،‬و أ ّ‬
‫مواّد العالم السفل و لهم الرتقاء بحسب الفطرة الولى اّلتي فطر الناس عليها إلى جوار‬
‫ل سبحانه قاله سبحانه برحمته و عنايته ‪ ،‬خلق النبياء و بعثهم ليكونوا هداة الخلسسق إلسسى‬ ‫ا ّ‬
‫معادهم و قوادهم في السفر إليه و سابقوهم إلى منازلهم ‪ ،‬كرؤساء القوافل و أنزل الكتسسب‬
‫ليعّلمهم و يبّين لهم كيفّية السفر و الرتحال و أخذ الزاد و الراحلة و تعريف الحوال عند‬
‫الوصول إلى منازلهم في الخرة ‪.‬‬

‫و الخلق ما داموا في الّدنيا و لم يصلوا إلسسى أوطسسانهم الصسسلّية ‪ ،‬فهسسم فسسي الظلمسسات علسسى‬
‫حالت متفاوتة مختلفة ‪ ،‬فمنهم نائمون ‪ ،‬الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا ‪ ،‬الّدنيا منام و العيش‬
‫فيها كالحلم ‪ ،‬و منهم موتى لقوله تعالى » أموات غير أحياء « ‪.‬‬

‫فمن مات عن هذه الحياة المجازية الموسومة بالّلعب و الّلهو كما قال تعالى » إنما الحيسسوة‬
‫ى بالحياة البدّية ‪.‬‬
‫الّدنيا لعب و لهو « فقد انتبه عن نوم الغفلة و ح ّ‬

‫سسسلم ‪ :‬موتسسوا قبسسل أن‬


‫ن الموت على ضربين أحدهما الرادى المشار إليه بقوله عليه ال ّ‬‫فا ّ‬
‫تموتوا ‪ ،‬و الخر الطبيعي و إليه الشارة بقوله تعالى ‪ » :‬أينما تكونوا يسسدرككم المسسوت «‬
‫‪.‬‬

‫] ‪[ 398‬‬

‫ل من مات بسالموت الرادى أى قلسع قلبسسه عسن العليسق و المنّيسات و نهسى نفسسه عسسن‬ ‫فك ّ‬
‫سرمدّية الطبيعّية ‪.‬‬
‫ى بالحياة ال ّ‬
‫الهوى و الشهوات فقد ح ّ‬
‫ل مسسن مسات بسالموت الطسسبيعي فقسسد هلسسك‬
‫قال أفلطن ‪ :‬مت بالرادة تحيى بالطبيعة ‪ ،‬و كس ّ‬
‫ل ضلل بعيدا و من كان في هذه أعمى فهسسو فسسي الخسسرة أعمسسى و‬ ‫هلكا أبدّيا عقل و ض ّ‬
‫ل سبيل ‪ ،‬هذا ‪.‬‬ ‫أض ّ‬

‫شر بما رّتب عليها مسسن الثسسواب و حسسسن المسسآب أردف‬ ‫سلم بالتقوى و ب ّ‬ ‫و لما أمر عليه ال ّ‬
‫ذلك بالنذار و الوعيد من أليسسم السسسخط و العسسذاب فقسسال ) و اعلمسسوا أنسسه ليسسس لهسسذا الجلسسد‬
‫الرقيق صبر على النار ( اّلتي قعرها بعيد ‪ ،‬و حّرها شديد ‪ ،‬و شرابها صديد ‪ ،‬و عسسذابها‬
‫جديد ‪ ،‬و مقامعها حديد ‪ ،‬ل يفسستر عسسذابها ‪ ،‬و ل يمسسوت سساكنها ‪ ،‬كّلمسسا نضسسجت جلسسودهم‬
‫ل كان عزيزا حكيما ‪.‬‬ ‫نا ّ‬
‫بّدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب إ ّ‬

‫ي بن إبراهيم عن ابن أبي عمير عن أبسسى بصسسير عسسن أبسسي‬ ‫روى في البحار من تفسير عل ّ‬
‫ن قلبي‬‫ل عليه و آله خّوفني فا ّ‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫سلم قال ‪ :‬قلت له ‪ :‬يا بن رسول ا ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬
‫عبد ا ّ‬
‫ل صّلى‬ ‫ن جبرئيل جاء إلى رسول ا ّ‬ ‫قد قسى ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا با محّمد استعد للحياة الطويلة ‪ ،‬فا ّ‬
‫ل ص سّلى‬‫سم ‪ ،‬فقال رسول ا ّ‬ ‫ل عليه و آله و هو قاطب و قد كان قبل ذلك يجىء و هو متب ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سّلم ‪ :‬يا جبرئيل جئتني اليوم قاطبا فقسسال ‪ :‬يسسا محّمسسد قسسد وضسسعت منافسسخ‬ ‫ا ّ‬
‫ل عليه و آله ‪ :‬و ما منافخ النار يا جبرئيل ؟ فقال ‪:‬‬ ‫النار ‪ ،‬فقال صّلى ا ّ‬

‫ضست ‪ ،‬ثسّم نفسخ عليهسا‬ ‫ل أمر بالّنار فنفخ عليها ألف عسام حّتسى ابي ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬
‫نا ّ‬
‫يا محّمد إ ّ‬
‫ألف عام حّتى احمّرت ‪ ،‬ثّم نفخ عليها ألف عام حّتى اسوّدت ‪ ،‬فهى سوداء مظلمسسة لسسو أ ّ‬
‫ن‬
‫ن حلقسسة‬‫قطرة من الضريع قطرت في شراب أهسسل السسدنيا لمسسات أهلهسسا مسسن نتنهسسا ‪ ،‬و لسسو أ ّ‬
‫واحدة من السلسلة اّلتي طولها سبعون ذراعا وضعت على الّدنيا لذابت الّدنيا من حّرهسسا ‪،‬‬
‫ن سربال من سرابيل أهل النار عّلق بيسسن السسسماء و الرض لمسسات أهسسل السّدنيا مسسن‬ ‫و لو أ ّ‬
‫ريحه ‪.‬‬

‫لس إليهمسا‬‫ل عليه و آله و بكى جبرئيسسل ‪ ،‬فبعسث ا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬


‫سلم فبكى رسول ا ّ‬ ‫قال عليه ال ّ‬
‫ملكا فقال لهما ‪ :‬ربكما يقرئكما السلم و يقول قد امنتكما أن تذنبا ذنبا اعّذبكما عليسسه فقسسال‬
‫سسسما‬
‫ل عليه و آله و سّلم جبرئيل متب ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫سلم ‪ :‬فما رأى رسول ا ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬‫أبو عبد ا ّ‬
‫بعد ذلك ‪.‬‬

‫] ‪[ 399‬‬

‫ن جهّنم‬‫ن أهل الجّنة يعظمون الجّنة و النعيم و إ ّ‬ ‫ن أهل النار يعظمون الّنار ‪ ،‬و إ ّ‬‫ثّم قال ‪ :‬إ ّ‬
‫إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاما فاذا بلغوا علهسسا قمعسسوا بمقسسامع الحديسسد ‪ ،‬فهسسذه‬
‫ل كّلما أرادوا أن يخرجوا منها من غّم أعيدوا فيهسسا و ذوقسسوا‬ ‫ل عّز و ج ّ‬
‫حالهم و هو قول ا ّ‬
‫لس عليسه‬‫عذاب الحريق « ثّم تبّدل جلودهم غير الجلود اّلتي كانت عليهم ‪ ،‬قسال أبسو عبسد ا ّ‬
‫سلم حسبك ؟ قلت ‪ :‬حسبي حسبى ‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫) فارحموا نفوسكم ( إلسسى مصسسير هسسذه الّنسسار اّلسستي علمسست وصسسفها و عرفسست حسسال أهلهسسا‬
‫) فاّنكم قد جّربتموها فسي مصسائب السّدنيا ( و لسم تصسبروا علسى أهسون مصسائبها و أحقسر‬
‫آلمها ) أفرأيتم جزع أحدكم من الشوكة تصيبه و العثرة تدميه و الّرمضاء ( أى الرض‬
‫الشديدة الحرارة ) تحرقه فكيف ( حاله و تحّمله ) إذا كان بين طابقين مسسن نسسار ( يغشسسيهم‬
‫العذاب من فوقهم و من تحت أرجلهم و يقول ذوقسسوا مسسا كنتسسم تعملسسون ) ضسسجيع حجسسر (‬
‫أشير إليه في قوله ‪ :‬وقودها الناس و الحجارة قال ابن عّباس و ابن مسعود ‪ :‬إّنها حجسسارة‬
‫الكبريت لّنها أحّر شيء إذا احميت و قيل إنهم يعّذبون بالحجارة المحمية بالّنار ‪.‬‬

‫) و قرين شيطان ( و هو المشار إليسه فسي قسوله سسبحانه و مسن يعسش عسن ذكسر الرحمسن‬
‫نقيض له شيطانا فهو له قرين ‪ ،‬و قال قرينه رّبنا ما أطغيته و لكن كان فسسي ضسسلل بعيسسد‬
‫قال ابن عباس و غيره ‪ :‬أى شيطانه اّلذي أغسسواه و إنمسسا سسّمى قرينسسه لنسسه يقسسرن بسسه فسسي‬
‫العذاب ‪.‬‬

‫ي بن إبراهيسسم فسي روايسسة أبسسي الجسارود عسن أبسي جعفسسر عليسه‬ ‫و في البحار من تفسير عل ّ‬
‫سسسلم أمسسا أهسسل الجّنسسة فزّوجسسوا‬
‫سلم في قوله تعسسالى و إذا النفسسوس زّوجسست قسال عليسسه ال ّ‬
‫ال ّ‬
‫ل إنسان منهم شيطان يعني قرنت نفوس الكافرين‬ ‫الخيرات الحسان و أما أهل النار فمع ك ّ‬
‫و المنافقين بالشياطين فهم قرناؤهم ‪.‬‬

‫ن مالكا ( و هو اسم مقّدم خزنة النسار و الملئكسة المسوّكلين لمرهسا قسال تعسالى‬
‫) أعلمتم أ ّ‬
‫لس عليسه و آلسه أنسه قسال ‪ :‬و اّلسذي‬
‫لس صسّلى ا ّ‬
‫عليها ملئكة غلظ شداد روى عن رسول ا ّ‬
‫نفسى‬

‫] ‪[ 400‬‬

‫ل يسسوم يسسزدادون ق سّوة إلسسى‬


‫بيده لقد خلقت ملئكة جهنم قبل أن تخلق جهّنم بألف عام فهم ك ّ‬
‫قّوتهم ‪.‬‬

‫ي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عميسسر عسسن هشسام بسسن سسالم‬ ‫و في البحار من تفسير عل ّ‬
‫ل عليه و آلسسه ‪ :‬فصسسعد‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫سلم في خبر المعراج قال ‪ :‬قال النب ّ‬ ‫صادق عليه ال ّ‬ ‫عن ال ّ‬
‫ل و هو ضاحك مستبشر حّتسسى‬ ‫جبرئيل و صعدت حّتى دخلت سماء الّدنيا فما لقيني ملك إ ّ‬
‫لقيني ملك من الملئكة لم أر أعظم خلقا منه كريه المنظر ظاهر الغضب فقال لي مثل ما‬
‫ل أّنه لم يضحك و لم أر فيه الستبشار ما رأيت مّمن ضحك من الملئكة‬ ‫قالوا من الّدعا إ ّ‬
‫فقلت ‪ :‬من هذا يا جبرئيل ؟ فاّنى قد فزعت منه ‪ ،‬فقال ‪ :‬يجوز أن تفسسزع منسسه فكّلنسسا نفسسزع‬
‫ل يسوم‬‫لس جهّنسم يسزداد كس ّ‬ ‫ن هذا مالك خازن النار لم يضحك قط و لم يزل منسذ وله ا ّ‬ ‫منه إ ّ‬
‫ل به منهم و لو ضحك إلى أحد كان‬ ‫ل و أهل معصيته فينتقم ا ّ‬ ‫غضبا و غيظا على أعداء ا ّ‬
‫قبلك أو كان ضاحكا إلى أحد بعدك لضحك إليسسك ‪ ،‬و لكّنسه ل يضسسحك فسسّلمت عليسسه فسرّد‬
‫شرني بالجّنة ‪.‬‬
‫ىوبّ‬
‫السلم عل ّ‬

‫لس » مطسساع ثسّم أميسسن « ‪ :‬أل تسسأمره أن‬ ‫فقلت لجبرئيل و جبرئيسسل بالمكسسان اّلسسذي وصسسفه ا ّ‬
‫لس عليسسه و آلسسه النسسار ‪ ،‬فكشسسف‬
‫يريني النار ؟ فقال له جبرئيل ‪ :‬يا مالك أر محّمدا صسّلى ا ّ‬
‫سماء و فارت و ارتفعسست حّتسسى‬ ‫منها غطائها و فتح بابا منها فخرج منها لهب ساطع في ال ّ‬
‫ظننت ليتناولنى مما رأيت ‪ ،‬فقلت ‪ :‬يا جبرئيل قل له ‪ :‬فليرد عليها غطائها ‪ ،‬فأمرها فقسسال‬
‫لها ‪ :‬ارجعى فرجعت إلى مكانها اّلذي خرجت منه ‪ ،‬الحديث ‪ ،‬فقد علم بسسه زيسسادة قسّوته و‬
‫شّدة غيظه و غضبه ‪.‬‬

‫) إذا غضب على النار حطم بعضها بعضا لغضبه ( أى أكله أو كسره و منه الحطمة اسم‬
‫ن فيهسسا قسسال مقاتسسل و هسسى تحطسسم‬
‫ن في الحطمة أى ليطرح ّ‬ ‫من أسماء جهنم قال تعالى لينبذ ّ‬
‫العظام و تأكل اللحوم حّتى تهجم على القلوب و لتفخيم أمرها قال تعسسالى و مسا أدريسسك مسسا‬
‫ججسة أضسسافها سسبحانه إلسى نفسسه ليعلسسم أنهسا ليسسست كنيسران‬‫ل الموقسدة المؤ ّ‬
‫الحطمة نار ا ّ‬
‫الّدنيا ‪.‬‬

‫» ج ‪« 25‬‬

‫] ‪[ 401‬‬

‫) و اذا زجرها توّثبت بين أبوابها جزعا من زجرته ( و لّمسسا ح سّذر مسسن أهسسوال الجحيسسم و‬
‫أفزعهم بذكر وصف مالك خازنها حّذرهم بأسلوب آخر و أّيهم بقوله ‪:‬‬

‫) أّيها اليفسن ( أى الشسيخ ) الكسبير اّلسذي قسد لهسزه ( أى خسالطه ) القستير ( و المشسيب ‪ ،‬و‬
‫تخصيصه بالخطاب من بين ساير المخاطبين لكونه أولى بالحذر و القلع عن المعصية‬
‫و الخطاء لشراف عمره على الزوال و النقضاء و قرب توّرطه في ورطات الخرى ‪.‬‬

‫) كيسسف أنسست ( اسسستفهام علسسى سسسبيل التقريسسر تقريعسسا علسسى المعصسسية ) إذا التحمسست ( أى‬
‫التصقت و انضّمت ) أطواق النار بعظسسام العنسساق ( كمسسا قسسال تعسسالى فسسسوف يعلمسسون إذ‬
‫سلسل يسحبون في الحميم ثّم في الّنار يسجرون ‪.‬‬ ‫الغلل في أعناقهم و ال ّ‬

‫) و نشبت الجوامسسع ( أى علقسست الغلل الجامعسسة بيسسن اليسسدي و العنسساق ) حّتسسى أكلسست‬
‫سسسواعد ( قسسال تعسسالى فسسي سسسورة الّرحمسسن يعسسرف المجرمسسون بسسسيماهم فيؤخسسذ‬ ‫لحسسوم ال ّ‬
‫ي أى تأخذهم الّزبانيسسة فيجتمسسع بيسسن نواصسسيهم و أقسسدامهم‬ ‫بالنواصي و القدام قال الطبرس ّ‬
‫ل ‪ ،‬و في سورة الفرقان و إذا ُالقوا منهسسا مكانسًا ضسّيقا مقّرنيسسن دعسسوا هنالسسك ثبسسورًا ل‬‫بالغ ّ‬
‫ي مقّرنيسسن أى مص سّفدين قرنسست‬ ‫تدعوا اليوم ثبورًا واحدا و ادعوا ثبورًا كثيرًا قال الطبرس ّ‬
‫أيديهم إلى أعناقهم في الغلل ‪.‬‬
‫حة قبسسل السسسقم ( أى‬
‫ل ( أى اّتقوه سبحانه يا ) معشر العباد و أنتم سالمون في الص ّ‬ ‫لا ّ‬
‫) فا ّ‬
‫سسسقم ) و فسسي الفسسسحة قبسسل الضسسيق ( أى فسسى سسسعة‬
‫حتكم قبل أن ينسسزل بكسسم ال ّ‬
‫في زمان ص ّ‬
‫العمار قبل أن تبدل بالضيق ) فاسسعوا فسي فكساك رقسابكم ( مسسن الّنسسار بالتوبسة و التقسوى‬
‫) من قبل أن تغلق رهائنها ( أصل غلق الّرهن عبارة عن بقائه فسسي يسسد المرتهسسن ل يقسسدر‬
‫راهنه على انتزاعه ‪.‬‬

‫ن الراهن إذا لم يؤّد مسسا عليسسه فسسي السسوقت المعّيسسن‬


‫قال ابن الثير و كان من فعل الجاهلّية أ ّ‬
‫ملك المرتهن الّرهن فأبطله السلم ‪.‬‬

‫ن ذمم المكّلفين لكونها مشغولة بالتكاليف الشرعّية المطلوبة منهم‬ ‫إذا عرفت ذلك فأقول ‪ :‬إ ّ‬
‫ن انتزاع الّرهن من يد المرتهن و التمّكسسن مسسن الّتصسسرف فيسسه‬
‫فكأّنها رهن عليها ‪ ،‬و كما أ ّ‬
‫موقوف على أداء الّدين ‪ ،‬فكذلك تخليص الّرقاب موقوف على‬

‫] ‪[ 402‬‬

‫سسعى فسي فكاكهسا و‬ ‫سسلم بال ّ‬


‫الخروج مسن عهسدة التكساليف ‪ ،‬فمسن أجسل ذلسك أمسر عليسه ال ّ‬
‫استخلصها و على ذلك فالضافة في رهائنها من قبيل إضسافة المشسّبه بسه إلسى المشسّبه و‬
‫ذكر الغلق ترشيح للتشبيه ‪.‬‬

‫ك تفصسسيل و لكمسسال‬
‫سسسعى فسسي الفكسساك إجمسسال أشسار إلسسى مسسا بسسه يحصسسل الفس ّ‬
‫و لما أمر بال ّ‬
‫الّتصال بين الجملتين ترك العاطف فقال ‪:‬‬

‫جد و صلة الّليل و ساير النوافل و قد تقّدم بعض الخبار في‬‫) أسهروا عيونكم ( أى بالته ّ‬
‫فضلها في شرح الفصل السادس من المختار الثاني و الثمانين ‪.‬‬

‫ل بسسن سسسنان‬
‫صدوق في ثواب العمال عن عبد ا ّ‬ ‫و أقول هنا مضافا إلى ما سبق ‪ :‬روى ال ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬شسسرف المسسؤمن صسسلة الّليسسل و عسّز المسسؤمن كّفسسه عسسن‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫عن أبي عبد ا ّ‬
‫الّناس ‪.‬‬

‫سلم قسسال ‪ :‬عليكسسم‬


‫ل عليه ال ّ‬
‫و فيه عن معاوية بن عمار عن بعض أصحابه عن أبي عبد ا ّ‬
‫بصلة الّليل فانها سّنة نبّيكم و دأب الصالحين قبلكم و مطردة الداء عن أجسادكم ‪.‬‬

‫سلم صلة الّليل تبيض الوجه و صسسلة الّليسسل‬


‫ل عليه ال ّ‬
‫و بهذا السناد قال ‪ :‬قال أبو عبد ا ّ‬
‫تطيب الّريح ‪ ،‬و صلة الّليل تجلب الّرزق ‪.‬‬
‫سلم قال ‪ :‬حّدثني أبي عسن جسّدي عسن آبسائه‬‫ل عليه ال ّ‬
‫و فيه عن أبي بصير عن أبي عبد ا ّ‬
‫سك بسسأخلق‬ ‫ب ‪ ،‬و تم ّ‬
‫حة للبدن ‪ ،‬و رضاء الّر ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬قيام الّليل مص ّ‬
‫ي عليهم ال ّ‬
‫عن عل ّ‬
‫ل تعالى ‪.‬‬
‫النبّيين ‪ ،‬و تعّرض لرحمة ا ّ‬

‫ن الحسنات يذهبن‬
‫لإّ‬
‫ل عّز و ج ّ‬‫ل في قول ا ّ‬
‫و عن إبراهيم بن عمرو رفعه إلى أبي عبد ا ّ‬
‫السيئآت قال ‪ :‬صلة المؤمن بالّليل تذهب بما عمل من ذنب بالنهار ‪.‬‬

‫ل عن سلمة بن الخطاب عسسن محّمسسد بسسن الليسسث‬ ‫و فيه عن أبيه قال ‪ :‬حّدثني سعد بن عبد ا ّ‬
‫ن رجل سسسأل أميسسر‬ ‫سسسلم أ ّ‬
‫عن جعفر بن إسماعيل عن جعفر بن محّمد عن أبيه عليهمسسا ال ّ‬
‫سلم ابشر ‪:‬‬ ‫سلم عن قيام الّليل بالقرآن ‪ ،‬فقال له عليه ال ّ‬
‫المؤمنين عليه ال ّ‬

‫لس ظ « عسّز و جسلّ‬ ‫لس » يقسسول ا ّ‬


‫ل مخلصسسا ابتغسساء ثسسواب ا ّ‬
‫من صّلى من الّليل عشر ليله ّ‬
‫لملئكته اكتبوا لعبدي هذا من الحسنات عدد ما انبت من النباتات فسسي النيسسل » الّليسسل خ «‬
‫من حّبة‬

‫] ‪[ 403‬‬

‫ل قصبة و خوطة ‪ 1‬و مرعى ‪.‬‬


‫و ورقة و شجرة و عدد ك ّ‬

‫ل عشر دعوات مستجابات و أعطاه كتابه بيمينه يوم القيامة‬


‫و من صّلى تسع ليله أعطاه ا ّ‬
‫‪.‬‬

‫ل أجر شهيد صابر صادق النّية و شسسفع فسسي أهسسل‬


‫ل عّز و ج ّ‬
‫و من صّلى ثمن ليله أعطاه ا ّ‬
‫بيته ‪.‬‬

‫و من صّلى سبع ليله خرج من قبره يوم القيامة و وجهه كالقمر ليلة البدر حّتى يمّر علسسى‬
‫الصراط مع المنين ‪.‬‬

‫خر ‪.‬‬
‫و من صّلى سدس ليله كتب مع الّوابين و غفر له ما تقّدم من ذنبه و ما تأ ّ‬

‫ل في قّبته ‪.‬‬
‫و من صّلى خمس ليله زاحم إبراهيم خليل ا ّ‬

‫صراط كالّريح العاصف و يدخل‬


‫و من صّلى ربع ليله كان أّول الفايزين حّتى يمّر على ال ّ‬
‫الجّنة بغير حساب ‪.‬‬

‫ل عسّز و جس ّ‬
‫ل‬ ‫ل غبطه بمنزلته من ا ّ‬
‫و من صّلى ثلث ليله لم يلق ملكا » لم يبق ملك خ « إ ّ‬
‫ى أبواب الجّنة الّثمانية شئت ‪.‬‬
‫و قيل له ادخل من أ ّ‬
‫و من صّلى نصف ليله فلو اعطى ملء الرض ذهبا سبعين ألف مّرة لم يعسسدل أجسسره ‪ ،‬و‬
‫كان له بذلك أفضل من سبعين رقبة يعتقها من ولد إسماعيل ‪.‬‬

‫و من صّلى ثلثى ليله كان له من الحسنات قدر رمل عالج أدناها حسنة أثقل من جبل أحسسد‬
‫عشر مّرات ‪.‬‬

‫ل ذكره راكعا و ساجدا و ذاكرا اعطسسى مسسن‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫و من صّلى ليلة تاّمة تاليا لكتاب ا ّ‬
‫لس مسسن‬
‫الثواب أدناها أن يخرج مسسن السّذنوب كمسسا ولسسدته أّمسسه و يكتسسب لسسه عسسدد مسسا خلسسق ا ّ‬
‫ث النسور فسي قسبره و ينسزع الثسم و الحسسد مسن قلبسه ‪ ،‬و‬ ‫الحسنات و مثلها درجات ‪ ،‬و يب ّ‬
‫يجار من عذاب القبر و يعطى براءة من النار و يبعث من المنين و يقول الّرب تبارك و‬
‫تعالى لملئكته ‪ :‬ملئكتي انظروا إلى عبدي أحيى ليله ابتغاء مرضاتي أسكنوه الفسسردوس‬
‫ل مدينة جميع ما يشتهى النفس‬ ‫و له فيها مأة ألف مدينة في ك ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬للللل للللل للللل لللللل لل لل للل ) ل‬
‫(‪.‬‬

‫] ‪[ 404‬‬

‫و تلّذ العين و ما ل يخطر على بال سوى ما أعددت له من الكرامة و المزيد و القربة ‪.‬‬

‫) و أضمروا بطونكم ( أى بالصيام و الجوع و قد مضى الخبسسار فسسي فضسسل الصسسوم فسسي‬
‫شرح المختار المأة و التاسع ) و استعملوا أقدامكم ( أى في القيام إلى الصلوات أو مطلسسق‬
‫سسسعى إلسسى المسسساجد و المشسسى إلسسى المشسساهد‬
‫القربات كاسسستعمالها فسسي تشسسييع الجنسسايز و ال ّ‬
‫المشّرفة و نحوها ‪.‬‬

‫روى في ثواب العمال باسناده عسسن الصسسبغ بسسن نباتسسة قسسال ‪ :‬قسسال أميسسر المسسؤمنين عليسسه‬
‫ل ليهّم أن يعّذب أهل الرض جميعا حّتى ل يتحاشسسى منهسسم أحسسدا‬ ‫ل عّز و ج ّ‬
‫نا ّ‬
‫سلم ‪ :‬إ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫إذا عملسسوا بالمعاصسسي و اجسسترحوا السسسيئات ‪ ،‬فسساذا نظسسر إلسسى الشسّيب نسساقلى أقسسدامهم إلسسى‬
‫خر ذلك عنهم ‪.‬‬ ‫صلة و الولدان يتعّلمون القرآن رحمهم فأ ّ‬ ‫ال ّ‬

‫) و أنفقوا أموالكم ( أى في الزكاة و الصدقات و صنايع المعروف ‪ ،‬و قسسد عرفسست فضسسل‬
‫هذه كّلها في شرح المختار المأة و التاسع أيضا ) و خذوا من أجسادكم فجسسودوا بهسسا علسسى‬
‫أنفسكم ( و هو كناية عن إتعاب البدان و إذابتها بالعبادات و الّرياضات و سلوك مسسسالك‬
‫ن الخذ من الجساد بهذه القربات جود بها على النفوس و لذلك قال‬ ‫الخيرات ‪ ،‬و معلوم أ ّ‬
‫ق سسسبحانه‬‫‪ :‬جودوا بها عليها ) و ل تبخلوا بها عنها ( ثّم اشتشهد على ما رامه بكلم الح س ّ‬
‫و قال ‪:‬‬
‫ل ينصركم و‬ ‫ل عليه و آله ) إن تنصروا ا ّ‬ ‫ل سبحانه ( في سورة محّمد صّلى ا ّ‬
‫) فقد قال ا ّ‬
‫ل س بالقتسسال و الجهسساد‬
‫يا ّ‬
‫ل و نسسب ّ‬
‫يثّبت أقدامكم ( قال في مجمع البيان أى إن تنصروا دين ا ّ‬
‫ينصركم على عدّوكم و يثّبت أقدامكم إى يشجعكم و يقوى قلوبكم لتثبتوا ‪ ،‬و قيل ‪:‬‬

‫ينصركم في الخرة و يثّبت أقدامكم عند الحساب و على الصراط ‪ ،‬و قيل ‪ :‬ينصركم فسسي‬
‫الّدنيا و الخرة و يّثبت أقدامكم في الّدارين و هو الوجه ‪.‬‬

‫ل ينصسسركم و أن يزيسسد‬
‫ل أن ينصر من نصره لقوله ‪ :‬إن تنصروا ا ّ‬ ‫ق على ا ّ‬
‫قال قتاده ‪ :‬ح ّ‬
‫من شكره لقوله ‪ :‬لئن شكرتم لزيدّنكم ‪ ،‬و أن يذكر من ذكره لقوله ‪:‬‬

‫فاذكروني أذكركم ‪.‬‬

‫] ‪[ 405‬‬

‫ل قرضًا حسنًا فيضاعفه لسسه و لسسه أجسسر‬‫) و قال ( في سورة الحديد ) من ذا اّلذي يقرض ا ّ‬
‫ن فيها بدل قوله ‪ :‬و له أجر كريم ‪:‬‬
‫لأّ‬
‫كريم ( و نحوه في سورة البقرة إ ّ‬

‫أضعافا كثيرة ‪.‬‬

‫لس أى‬
‫ل سبحانه على النفاق فقسسال مسسن ذا اّلسسذى يقسسرض ا ّ‬
‫قال في مجمع البيان ‪ :‬ثّم حث ا ّ‬
‫ل و طاعته ‪ ،‬و المراد به المر » قرضسًا حسسسنًا « و القسسرض الحسسسن أن‬ ‫ينفق في سبيل ا ّ‬
‫ن و ل أذى ‪ ،‬و قيل ‪ :‬هو أن يكون محتسبا طّيبا به نفسه ‪ ،‬و‬ ‫ينفق من حلل و ل يفسده بم ّ‬
‫قيل ‪ :‬هو أن يكون حسن الموقع عند النفاق فل يكون خسيسا ‪،‬‬

‫و الولى أن يكون جامعا لهذه المور كّلها فل تنافي بينها » فيضاعفه له « أى يضسساعف‬
‫له الجزاء من بين سبع إلى سبعين إلى سبعمأة » و له أجسسر كريسسم « أى جسسزاء خسسالص ل‬
‫يشوبه صفة نقص ‪ ،‬فالكريم اّلذي من شأنه أن يعطى الخير الكثير فلمسسا كسسان ذلسسك الجسسر‬
‫يعطى النفع العظيم وصف بالكريم و الجر الكريم هو الجّنة ‪.‬‬

‫و لما كان ظاهر النصرة موهما لكونها من الذّلة ‪ ،‬و ظاهر القرض موهما لكونه من القّلة‬
‫ل(‬ ‫ل و لم يستقرضسسكم مسسن ق س ّ‬
‫أردف ذلك من باب الحتراس بقوله ) فلم يستنصركم من ذ ّ‬
‫أى ليس استنصاره و استقراضه من أجل الذّلة و القّلة حسبما زعمته اليهود و قالوا ‪ :‬إنما‬
‫لس‬
‫ل سبحانه لقسسد سسسمع ا ّ‬
‫يستقرض مّنا رّبنا عن عوز فانما هو فقير و نحن أغنياء فأنزل ا ّ‬
‫ل فقير و نحن َأغنياء بل سّمى نصرة دينه و نبّيه نصرة له و النفاق‬ ‫نا ّ‬‫قول اّلذين قالوا إ ّ‬
‫طفا للّدعاء إلى فعلهما و تأكيدا للجزاء عليهما ‪،‬‬
‫في سبيله قرضا تل ّ‬

‫ن الّنصر يوجب المكافاة و القرض يوجب العوض ‪.‬‬


‫فا ّ‬
‫سسسموات و الرض و هسسو العزيسسز الحكيسسم (‬ ‫و إليه أشار بقوله ) استنصركم و لسسه جنسسود ال ّ‬
‫يعني أّنه عزيز في سلطانه أي قادر قاهر ل يتمّكسسن أحسسد أن يمنعسسه مسسن عسسذاب مسسن يريسسد‬
‫ل منها في مقسسام‬‫عذابه ‪ ،‬ذو قدرة على النتقام من أعدائه ‪ ،‬و اّنه حكيم في أفعاله واضع ك ّ‬
‫صالح له و ليق به ‪.‬‬

‫ي بنفسسسه‬
‫ي الحميد ( يعنسسي غن س ّ‬
‫سموات و الرض و هو الغن ّ‬
‫) و استقرضكم و له خزائن ال ّ‬
‫عن غيره غير مفتقر إلى شيء من مخلوقاته و محمود في أفعاله و صنايعه و أحكامه‬

‫] ‪[ 406‬‬

‫و أوامره ‪.‬‬

‫) و انما أراد ( باستقراضه و استنصسساره ) أن يبلسسوكم أّيكسسم أحسسسن عمل ( و قسسد مسّر فسسي‬
‫ل سبحانه أى ابتلئه و اختباره ‪.‬‬ ‫شرح المختار الثاني و السّتين معنى بلء ا ّ‬

‫ل في داره ( و المسسراد بهسسم أوليسساؤه‬‫) فبادروا بأعمالكم ( إلى آجالكم ) تكونوا مع جيران ا ّ‬
‫المّتقون اّلذين ل خوف عليهسسم و ل هسسم يحزنسسون ‪ ،‬و اسسستعار لفسسظ الجيسسران لهسسم باعتبسسار‬
‫ن الجسسار ينسسال الكرامسسة مسسن جسساره و‬
‫صة اللهّية لهم كما أ ّ‬
‫شمول اللطاف و العنايات الخا ّ‬
‫الضافة فيه و في تاليه للتشريف و التكريم ‪.‬‬

‫) رافق بهم رسله و أزارهم ملئكته ( حسبما عرفت ذلك في شرح هذه الخطبة و غيرهسسا‬
‫ن اّلسسذين سسسبقت لهسسم‬
‫) و أكرم أسماعهم أن تسمع حسيس نار أبدا ( كما قال عّز من قائل إ ّ‬
‫مّنا الحسنى ُأولئك عنها مبعدون ل يسمعون حسيسها و هم فيما اشتهت أنفسهم خالدون ‪.‬‬

‫س‪.‬‬
‫ي أى يكونون بحيث ل يسمعون صوتها اّلذي يح ّ‬
‫قال الطبرس ّ‬

‫سسسلم‬‫ي عليسسه ال ّ‬
‫ل عليه و آله إّنه قال لعلس ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫صافي من المحاسن عن الّنب ّ‬
‫روى في ال ّ‬
‫ي أنسست و شسسيعتك علسسى الحسسوض تسسسقون مسسن أحببتسسم و تمنعسسون مسسن كرهتسسم و أنتسسم‬‫يا عل ّ‬
‫ل العرش يوم يفزع الناس و ل تفزعون ‪ ،‬و يحزن الّناس‬ ‫المنون يوم الفزع الكبر في ظ ّ‬
‫ن اّلذين سبقت لهم مّنا الحسنى الية ‪،‬‬ ‫و ل تحزنون ‪ ،‬و فيكم نزلت هذه الية إ ّ‬

‫و فيكم نزلت ل يحزنهم الفزع الكبر الية ‪.‬‬

‫ل يبعث شسسيعتنا يسسوم القيامسسة علسسى‬


‫نا ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬إ ّ‬
‫صادق عليه ال ّ‬‫و فيه من المحاسن عن ال ّ‬
‫ضة وجوههم مستورة عوراتهم آمنسسة روعتهسسم قسسد سسسهلت‬ ‫ما فيهم من الّذنوب أو غيره مبي ّ‬
‫لهم الموارد و ذهبت عنهم الشدائد ‪ ،‬يركبون نوقا مسن يساقوت فل يزالسون يسدورون خلل‬
‫الجّنة عليهم شرك من نور يتلل توضع لهسسم المسسوائد فل يزالسسون يطعمسسون و النسساس فسسي‬
‫ن اّلذين سبقت لهم الية ‪.‬‬ ‫ل تبارك و تعالى إ ّ‬
‫الحساب ‪ ،‬و هو قول ا ّ‬

‫) و صان أجسادهم أن تلقى لغوبا و نصبا ( كما قال سبحانه حكاية عنهم و قالوا الحمد ّ‬
‫ل‬
‫ن رّبنا لغفور شكور اّلذي أحّلنا دار المقامة من‬
‫اّلذي أذهب عّنا الحزن إ ّ‬

‫] ‪[ 407‬‬

‫سنا فيها لغوب ‪.‬‬


‫سنا فيها نصب و ل يم ّ‬
‫فضله ل يم ّ‬

‫قال في مجمع البيان أى أنزلنا دار الخلود يقيمون فيها أبدا ل يموتون و ل يتحّولون عنهسسا‬
‫سسسنا فيهسسا نصسسب « ل يصسسيبنا فسسي الجّنسسة‬
‫ضله و كرمسسه » ل يم ّ‬
‫» من فضله « أى ذلك بتف ّ‬
‫سنا فيها لغوب « أى و ل يصسيبنا فيهسا إعيساء و متعبسة فسي طلسسب‬ ‫عناء و مشّقة » و ل يم ّ‬
‫المعاش و غيره ‪.‬‬

‫صافي عن القّمي قال ‪ :‬الّنصب العناء و الّلغوب الكسسسل و الضسسجر و دار المقامسسة‬
‫و في ال ّ‬
‫دار البقاء ‪ ،‬و قال صاحب الصافي ‪ :‬الّنصب الّتعب و الّلغوب الكلل إذ ل تكليسسف فيهسسا و‬
‫ل كّد اتبع نفى النصب بنفى ما يتبعه مبالغة ‪.‬‬

‫ضسسل منسسه سسسبحانه ) يسسؤتيه مسسن‬


‫لس ( أى تف ّ‬
‫) ذلك ( المذكور من النعسسم العظيمسسة ) فضسسل ا ّ‬
‫ضسسل بمسسا ل يقسسدر عليسسه غيسسره و يعطسسى‬
‫ل ذو الفضل العظيسسم ( يتف ّ‬ ‫يشاء ( من عباده ) و ا ّ‬
‫ل المستعان على نفسي و أنفسسكم ( فسي حفظهسا عسسن‬ ‫الكثير بالقليل ) أقول ما تسمعون و ا ّ‬
‫متابعة الهوى و الشهوات و وقايتها من المعاصي و الهفوات ) و هو حسبنا و نعم الوكيل‬
‫( و نعم المعين و نعم النصير ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫ي پروردگار است ميفرمايد ‪:‬‬


‫ي مختار و ول ّ‬
‫از جمله خطب شريفه آن وص ّ‬

‫حمد و ثنا مر خداونديرا سزاست كه شناخته شده بسسدون رؤيسست ‪ ،‬و خلسسق فرمسسوده بسسدون‬
‫رنج و مشقت آفريد مخلوقات را بقدرت كامله خود ‪ ،‬و طلب بندگى نمود از سسسلطين و‬
‫ملوك با عّزت قاهره خود ‪ ،‬و مالك واجب الطاعة شد بسسر بزرگسسان بسسا بخشسسش فسسراوان‬
‫خود ‪ ،‬و اوست آنكسيكه ساكن فرمود در دنيا آفريدگان خود را ‪ ،‬و مبعوث كسسرد بسسسوى‬
‫ن و انسسس پيغمسسبران خسسود را ‪ ،‬تسسا اينكسسه كشسسف كننسسد مرايشسسانرا از پردهسساى دنيسسا ‪ ،‬و‬
‫جس ّ‬
‫بترسانند ايشانرا از پريشسسانيهاى دنيسسا ‪ ،‬و بيسسان كننسسد از بسسراى ايشسسان مثلهسساى آن را ‪ ،‬و‬
‫بنمايند بر ايشان عيبهاى آن را ‪ ،‬و تا هجوم آور بشوند بسسر ايشسسان بسسا چيسسزى كسسه بسساعث‬
‫حتهاى آن و بيماريهاى آن ‪ ،‬و حلل آن و حرام آن‬ ‫عبرت ايشان بشود از ص ّ‬
‫] ‪[ 408‬‬

‫و با آنچه كه مهّيا فرموده خداوند تعالى از براى اطاعت كنندگان از ايشان ‪ ،‬و معصيت‬
‫كنندگان ايشان از بهشت و جهّنم ‪ ،‬و عّزت و خواري ‪.‬‬

‫حمد ميكنم او را در حالتيكه قصد تقّرب ميكنم بسوى او چنان حمدى كه طلسسب كسسرده از‬
‫مخلوقات خود گردانيد از براى هر چيزى اندازه معّيني ‪ ،‬و از بسسراى هسسر انسسدازه م سّدت‬
‫خصي ‪.‬‬ ‫مخصوصي ‪ ،‬و از براى هر مّدت نوشته مش ّ‬

‫بعضى ديگر از اين خطبه در ذكر قرآن كريم است ميفرمايد ‪:‬‬

‫پس قرآن امر كننده اسست و نهسى كننسده ‪ ،‬و سساكت اسست بحسسب ظساهر و نساطق اسست‬
‫جت پروردگار است بر خلقان او أخذ فرموده است بر او عهد و پيمان‬ ‫بحسب باطن ‪ ،‬ح ّ‬
‫ايشانرا ‪ ،‬و رهن كرده است در مقابل او نفسسسهاى ايشسسان را ‪ ،‬تمسسام فرمسسود نسسور آنسسرا و‬
‫ي خود را در حسسالتي كسسه فسسارغ شسسده‬ ‫گرامى داشت با آن دين خود را ‪ ،‬و قبض فرمود نب ّ‬
‫بود بسوى خلق از احكام هدايت با آن ‪.‬‬

‫ق سبحانه و تعالى مثل تعظيم كردن او ذات خود را ‪،‬‬


‫پس تعظيم نمائيد از ح ّ‬

‫پس بدرستيكه پنهان نداشسسته اسسست حقتعسسالى از شسسما چيزيسسرا از ديسسن ‪ ،‬و فسسرو نگذاشسسته‬
‫چيزيرا كه پسنديده يا ناخوش گرفته مگر اينكه گردانيسسده از بسسراى آن علمسستى ظسساهر و‬
‫آيه محكم كه منع نمايد از آن يا دعوت كند بسوى او پس رضاى خسسدا در چيزيكسسه بسساقي‬
‫مانده يكى است و سخط و غضب او در چيزيكه باقي مانده يكى است ‪.‬‬

‫و بدانيد كه حقتعالى هرگز راضى نميباشد از شما بچيزيكه دشمن گرفته اسسست آنسسرا بسسر‬
‫كسانى كه بودند پيش از شما ‪ ،‬و هرگز غضب نميكند بر شما بچيزيكه رضا داشته بسسأو‬
‫از كسانى كه بودند پيش از شما ‪ ،‬و جز اين نيست كسه بايسد سسير نمائيسد در أثسر واضسح‬
‫گذشتگان ‪ ،‬و تكّلم نمائيد بكلم با منفعت كسسه گويسسا شسسدند بسسآن مردانسسى كسسه پيسسش از شسسما‬
‫بودند ‪.‬‬

‫بتحقيق كه كفايت كرد خداوند عالم معيشت دنياى شسسما را ‪ ،‬و تحريسسص فرمسسود شسسما را‬
‫بر شكر ‪ ،‬و واجب كرد از زبانهاى شما ذكر را ‪ ،‬و وصّيت فرمود شما را‬

‫] ‪[ 409‬‬

‫بتقوى و پرهيزكاري ‪ ،‬و گردانيد آنرا منتهى خوشسنودي و حساجت خسود از خلسق ‪ ،‬پسس‬
‫بپرهيزيد از خدائيكه شما در پيش نظر اوئيد ‪ ،‬و پيشانيهاي شما در يد قدرت او اسسست و‬
‫گرديدن شما در قبضه اقتدار او است ‪ ،‬هر گسساه پنهسسان داريسسد چيزيسسرا در قلسسب خودتسسان‬
‫ميداند آنرا ‪ ،‬و اگر اظهار نمائيد أعمال خود را نويسد آنرا ‪ ،‬بتحقيق موّكل فرمسسوده بسسآن‬
‫نوشتن ملئكه كه حافظاننسسد بسسا كرامسست در حسسالتيكه اسسسقاط حسسق نميكننسسد و إثبسسات باطسسل‬
‫نمينمايند ‪ ،‬يعني چيز بي اصل را نمينويسند ‪.‬‬

‫و بدانيد بدرستيكه هر كس بترسد از خدا و صاحب تقوى باشد قرار ميدهد خدا از براى‬
‫او بيسسرون آمسسدني از فتنهسسا ‪ ،‬و روشسسنى از ظلمتهسسا ‪ ،‬و مخّلسسد مينمايسسد او را در چيزيكسسه‬
‫خواهش دارد نفس او ‪ ،‬و نازل ميفرمايد او را در منزل كرامت در نسسزد خسسود در خسسانه‬
‫كه اختيار فرموده آنرا از براى خود ‪ ،‬چنان خانه كه سقف آن عسسرش او اسسست ‪ ،‬و نسسور‬
‫آن جمال او است ‪ ،‬و زيارت كنندگان آن ملكهاى او است ‪ ،‬و رفيقهسساى آن پيغمسسبران او‬
‫است ‪.‬‬

‫پس بشتابيد بسوى معاد ‪ ،‬و سبقت كنيد بسوى أجلها از جهسست اينكسسه مردمسسان نزديكسسست‬
‫كه بريده شود از ايشان آرزوها ‪ ،‬و در يابد ايشانرا أجلها ‪ ،‬و بسسسته شسسود بسسروى ايشسسان‬
‫در توبه ‪.‬‬

‫پسسس بتحقيسسق كسسه صسسباح كرديسسد در مثسسل چيزيكسسه سسسؤال كردنسسد بسسر گشسستن بسسسوى آنسسرا‬
‫سبيل هسسستيد بسسر سسسفر كسسردن از خسسانه كسسه‬
‫اشخاصيكه بودند پيش از شما ‪ ،‬و شما أبناء ال ّ‬
‫نيست خانه شما ‪ ،‬بتحقيق كه اعلم كرده شديد بكسسوچ كسسردن از آن ‪ ،‬و مسسأمور شسسديد در‬
‫آن بأخذ كردن توشه ‪.‬‬

‫و بدانيد بدرستيكه نيست مر اين پوست لطيف را صبر كردن بر آتش سوزان پس رحسسم‬
‫نمائيد نفسهاى خود را پس بدرستيكه شما تجربسسه نموديسسد نفسسوس خسسود را در مصسسائب و‬
‫صدمات دنيا ‪ ،‬پس ديدهايسسد جسسزع و فسسزع يكسسى از شسسما را از خسسارى كسسه برسسسد بسسأو يسسا‬
‫لغزيدني كه خون آلود سازد او را ‪ ،‬يا زمين بسيار گرمى كه بسوزاند او را ‪ ،‬پس‬

‫] ‪[ 410‬‬

‫چگونه باشد حال او زمانى كه بشود در ميان دو تابه يا دو طبقه از آتش كسسه همخسسوا بسسه‬
‫سنگ سوزان باشد و همنشين شيطان ‪ ،‬آيا دانستهايد اينكه مالسك خسازن جهّنسم هسر وقست‬
‫غضب نمايد بر آتش بشكند بعضى از آتش بعضي ديگر را ‪ ،‬و هر گاه زجسسر كنسسد آتسسش‬
‫را بر جهد شراره آن از ميان درهاى دوزخ از جهة جزع كردن آن از زجر او ‪.‬‬

‫اى پير بزرگ سال كه آميخته است بأو پيرى و سستى چگونه است حالت تو زمانى كه‬
‫مّتصل شود و پيوند گسسردد طوقهسساى آتسسش باسسستخوانهاى گردنهسسا ‪ ،‬و فسسرو رونسسد غلهسساى‬
‫جامعه آتش در أعضاء ‪ ،‬تا اينكه بخسسورد گوشسستهاى بازوهسسا را پسسس بترسسسيد از خسسدا أى‬
‫حت پيسسش از بيمسسارى و در‬ ‫بنسسدگان خسسدا در حسسالتيكه شسسما سسسلمت هسسستيد در زمسسان صس ّ‬
‫ك نمسودن گردنهساى‬ ‫فراخى و وسعت پيش از تنگسى ‪ ،‬پسس سسعى نمائيسد در گشسادن و فس ّ‬
‫جد و‬
‫خودتان پيش از اينكه بسته شود گروهاى گردنها ‪ ،‬بيدار كنيد چشماى خود را با ته ّ‬
‫قيام ‪ ،‬و تهى سازيد شكمهاى خود را با گرسنگى و صسسيام ‪ ،‬و اسسستعمال نمائيسسد قسسدمهاى‬
‫خود را در خيرات ‪ ،‬و انفاق كنيد مالهاى خود را در زكاة و صدقات ‪ ،‬و أخذ نمائيسسد از‬
‫بدنهاى خودتان تا بخشش نمائيد با آنها بر نفسهاى خود و بخل نورزيد بآنها ‪.‬‬

‫ل س ينصسسركم و‬
‫پس بتحقيق كه فرموده است حقتعالى در كلم مجيد خود » إن تنصسسروا ا ّ‬
‫يثّبت أقدامكم « يعني اگر يارى كنيد خدا را يارى ميكنسسد خسسدا شسسما را و ثسسابت ميفرمايسسد‬
‫قدمهاى شما را در مواضع لغيزدن ‪.‬‬

‫ل قرضًا حسنًا فيضاعقه له و له أجر كريم « يعنسسي‬


‫و باز فرموده » من ذا اّلذي يقرض ا ّ‬
‫كسيست آنكسى كه قرض دهد خدا را قرضدادن نيكو پس زياده گرداند آنرا از بسسراى او‬
‫و مر او راست أجر با كراهت ‪.‬‬

‫پس يارى نخواست خداى تعالى از شما از بابت ذّلت ‪ ،‬و قرض طلسسب نكسسرد از شسسما از‬
‫جهت كمسسى و قّلسست ‪ ،‬يسسارى خواسسست از شسسما در حسسالتيكه از بسسراى او اسسست لشسسگرهاى‬
‫آسمانها و زمين و حال آنكه او است صاحب عّزت و حكمت ‪ ،‬و طلسسب قسسرض نمسسود از‬
‫شما در حالتى كسسه از بسسراى او اسسست خزانهسساى آسسسمانها و زميسسن و حسسال آنكسسه او اسسست‬
‫بىنياز و ستوده ‪،‬‬

‫] ‪[ 411‬‬

‫و جز اين نيست كه اراده فرموده كه امتحان نمايد شما را كه كدام از شما نيكسسوتر اسسست‬
‫از حيثّيت عمل ‪.‬‬

‫پس مبادرت نمائيد بسوى عملهاى خودتان تا باشيد با همسسايهاى خسدا در خسانه خسدا كسه‬
‫رفيق سسساخته ايشسسانرا بسسا پيغمسسبران خسسود ‪ ،‬و بزيسسارت ايشسسان أمسسر نمسسوده فرشسستگانرا و‬
‫گرامسى داشسته گوشسهاى ايشسانرا از اينكسه بشسنوند آواز آتسش را هرگسز ‪ ،‬و نگسه داشسته‬
‫جسدهاى ايشانرا از آنكه برسد بمشّقت و كسالت ‪ ،‬اين فضل و احسان خداست كسه عطسا‬
‫مىفرمايد آنرا بهر كس كه ميخواهسد از بنسدگان خسود ‪ ،‬و خداونسد اسست صساحب فضسل‬
‫عظيم ‪ ،‬من ميگويم چيزيرا كه مىشسسنويد و خداسسست يسسارى خواسسسته شسسده ‪ ،‬يعنسسي از او‬
‫استعانت ميكنم بر نفس خودم و بر نفسهاى أّماره شما ‪ ،‬و اوست كفايت كننسسده مسسا و چسسه‬
‫خوب وكيل است ‪.‬‬
‫عععع‬
‫ع عع عععع عع عععع ععع‬

‫طسسائي‬
‫و هو المأة و الثالث و الثمانون من المختار في باب الخطب قاله للبرج بن مسهر ال ّ‬
‫ل‪،‬‬‫ل ّ‬
‫و قد قال له بحيث يسمعه ‪ :‬ل حكم إ ّ‬

‫و كان من الخوارج ‪:‬‬

‫ق فكنت فيه ضئيل شخصك ‪ ،‬خفّيا صسسوتك ‪،‬‬


‫ل لقد ظهر الح ّ‬
‫ل يا أثرم فو ا ّ‬
‫أسكت قّبحك ا ّ‬
‫حّتى إذا نعر الباطل نجمت نجوم قرن الماعز ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫حدة و الراء المهملة ثّم الجيسسم و ) مسسسهر ( بض سّم الميسسم و كسسسر‬


‫) البرج ( بضّم الباء المو ّ‬
‫حاك و قيل ‪ :‬من قبحت الجسسوزة كسسسرتها و‬ ‫ل ( بالتخفيف و التشديد أى ن ّ‬‫الهاء و ) قّبحك ا ّ‬
‫) الثرم ( بالفتح سقوط السنان و ) ضؤل ( الّرجل بالضّم ضؤلة نحف‬

‫] ‪[ 412‬‬

‫و حقر ‪ ،‬و ضؤل رأيه صغر و ) الماعز ( واجد المعز من الغنم اسم جنس و هسسو خلف‬
‫ضأن ‪.‬‬
‫ال ّ‬

‫ععععععع‬

‫ل لها من العراب و قوله ‪ :‬كنت فيه ضئيل شخصك ‪:‬‬


‫ل دعائّية ل مح ّ‬
‫جملة قّبحك ا ّ‬

‫يجوز أن يكون كان ناقصة اسمها تاء الخطاب و ضسسئيل خبرهسسا و فيسسه متعّلقسسا بسسه مقسّدما‬
‫سع و شخصك بالّرفع فاعل ضئيل قام مقام الضمير الرابط للجّر إلى السسسم مسسن‬ ‫عليه للتو ّ‬
‫أجل اضافته إلى كاف الخطاب اّلذي هو عين السم أو أنه بدل من اسم كان ‪.‬‬

‫و يجوز أن تكون تاّمة و ضئيل حال من فاعلها و شخصك فاعسل الحسال و باضسافته إلسى‬
‫كاف الخطاب استغنى أيضا عن الرابط للحال أو أنه حال من شخصك مقّدم على صاحبه‬
‫ح من مذهب علمساء الدبّيسسة‬ ‫ي على ما هو الص ّ‬ ‫و شخصك بدل من فاعل كان ‪ ،‬و هذا مبن ّ‬
‫ل فيجسسوز علسسى تقسسدير‬
‫ل كان و أخواتهسسا و إ ّ‬
‫ن العوامل الّلفظّية كّلها تعمل في الحال إ ّ‬
‫من أ ّ‬
‫كون كان ناقصة جعل ضئيل حال أيضا فيكون فيه خبرها و يكون ظرفا مستقّرا ‪ ،‬فسسافهم‬
‫جّيدا ‪.‬‬
‫عععععع‬

‫ن هذا الكلم حسبما أشار إليه السّيد ) قسساله للسسبرج بسسن مسسسهر الطسسائى ( علسسى وجسسه‬
‫اعلم أ ّ‬
‫التعريض و التحقير ) و قد قال له ( البرج بشسسعار الخسسوارج ) بحيسسث يسسسمعه ل حكسسم إ ّ‬
‫ل‬
‫ل أى ل أنت ) و كان ( السسبرج‬ ‫لا ّ‬‫ل ( أى ل لك ‪ ،‬و في نسخة الشارح البحراني ل حكم إ ّ‬ ‫ّ‬
‫ذلك ) من الخوارج ( من شعرائهم المشهورة ‪.‬‬

‫حساك عسسن الخيسسر أو كسسسرك ) يسسا أثسسرم ( أى‬


‫لس ( أى ن ّ‬
‫سلم ) اسسسكت قّبحسسك ا ّ‬‫فقال عليه ال ّ‬
‫الساقط الثنية دعاه بآفته إهانة و تحقيرا كمسسا هسسو العسسادة فسسي تنقيسسص صسساحب العاهسسات و‬
‫ق فكنسست فيسسه ( أى‬ ‫ل لقد ظهر الح ّ‬
‫إهانتهم ‪ ،‬فيقال ‪ :‬يا أعور و يا أعرج و نحو ذلك ) فو ا ّ‬
‫ق و قّوة السلم و زمان العدل ) ضئيل شخصك ( أى حقيرا خامل السسذكر‬ ‫في ظهور الح ّ‬
‫جه‬
‫) خفّيا صوتك ( كناية عن عدم التفات أحد إلى أقواله و عدم الستماع و التو ّ‬

‫] ‪[ 413‬‬

‫إليها ) حّتى إذا نعر الباطل ( أى صاح ‪.‬‬

‫قال الشارح البحرانسسي اسسستعار لفسسظ النعيسسر لظهسسور الباطسسل ملحظسسة لشسسبهه فسسي قسّوته و‬
‫ضائل الصائح بكلمه عن جرأة و شجاعة ‪.‬‬ ‫ظهوره بالرجل ال ّ‬

‫) نجمت نجوم قرن الماعز ( أى طلعت بل شرف و ل سابقة و ل شجاعة و ل قدم ‪،‬‬

‫بل بغتة و على غفلة كما يطلع قسسرن المسساعز ‪ ،‬و الغسسرض مسسن التشسسبيه تسسوهين المشسّبه و‬
‫تحقيره حيث شّبهه بأمر حقير ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫از جمله كلم آن والمقام است مر برج بن مسهر الطائى را و بتحقيسسق گفسست آن ملعسسون‬
‫مر آنحضرت را بحيثى كه ميشنوانيد او را كه ‪ :‬هيچ حكم نيست مگسسر خسسداى را و بسسود‬
‫آن ملعون از جمله خوارج نهروان آنحضرت فرمود ‪:‬‬

‫ساكت باش دور گرداند خدا تو را از خير أى دندان افتاده ‪ ،‬پسسس قسسسم بخسسدا كسسه بتحقيسسق‬
‫ظاهر شد حق پس بودى تو در آن حقير و نحيف ‪ ،‬شخص تو خفى ‪ ،‬و پنهسسان بسسود آواز‬
‫تو تا اينكه نعره زد باطل طلوع كردى و ظاهر شدى مثسسل ظسساهر شسسدن شسساخ بسسز ‪ .‬هسسذا‬
‫آخر المجلد العاشر مسسن هسسذه الطبعسسة الجديسسدة القيمسسة ‪ ،‬و قسسد وفسسق لتصسسحيحه و ترتيبسسه و‬
‫تهذيبه العبد الحاج السيد ابراهيم الميانجى عفى عنه و عن والديه ‪ ،‬في اليوم الرابع عشر‬
‫ل الجزء الحادى عشر و اوله ‪:‬‬ ‫من شهر ربيع الول سنة ‪ 1382‬و سيليه انشاء ا ّ‬
‫ب العالمين‬
‫لر ّ‬
‫» المختار المأة و الرابع و الثمانون « و الحمد ّ‬

You might also like