Professional Documents
Culture Documents
)حبيب ال الخوئي(
ج 12
عععع ععع ععععععع عع ععع عععع ععع ععععع ع
ع عععععع
ل الّرحمن الّرحيم
بسم ا ّ
ل المضروب عليكم بأحكام طاعة ،و ثلمتم حصن ا ّ أل و إّنكم قد نفضتم أيديكم من حبل ال ّ
ن على جماعة هذه الّمة فيما عقد بينهههم مههن حبههل هههذه ل سبحانه قد امت ّ
نا ّ
الجاهلّية ،و إ ّ
اللفة ،اّلتي ينتقلون » يتقّلبون خ ل « في ظّلها ،و يأوون إلههى كنفههها ،بنعمههة ل يعههرف
ل خطههر و اعلمههوا ل مههن كه ّ
ل ثمن ،و أجه ّ
أحد من المخلوقين لها قيمة ،لّنها أرجح من ك ّ
أّنكم صرتم بعد الهجرة أعرابا ،و بعد الموالة أحزابا ،
ل رسمه ،تقولون :الّنار و ل باسمه ،و ل تعرفون من اليمان إ ّ ما تتعّلقون من السلم إ ّ
ل العار ،كأّنكم تريدون أن تكفؤا السلم على وجهه انتهاكا لحريمه ،و نقضا لميثههاقه ،
ل لكم حرما فهي أرضههه ،و أمنها بيههن خلقهه ،و إّنكهم إن لجهأتم إلههى غيههره اّلذي وضعه ا ّ
حاربكم أهل الكفر ،ثّم ل جبرئيل و ل ميكائيل و ل مهاجرين و ل أنصار ينصرونكم إ ّ
ل
ن عندكم المثال ل بينكم ،و إ ّ
سيف ،حّتى يحكم ا ّالمقارعة بال ّ
][3
ل و قههوارعه ،و أّيههامه و وقههايعه فل تسههتبطؤا وعيههده جهل بأخههذه ،و تهاونهها
من بأس ا ّ
ل سبحانه لم يلعن القرن الماضي » القرون الماضههية خ نا ّ
ببطشه ،و يأسا من بأسه ،فإ ّ
ل لتركهم المر بالمعروف و الّنهي عن المنكر ، ل « بين أيديكم إ ّ
سههفهاء لركههوب المعاصههي ،و الحلمههاء لههترك الّتنههاهي ،أل و قههد قطعتههم قيههد
له ال ّ
فلعن ا ّ
طلتم حدوده ،و أمّتم أحكامه
السلم ،و ع ّ
ععععع
) نفضت ( الورقة من الشجرة أسقطته ،و نفضت الثوب نفضا حّركته ليزول عنه الغبار
و نحوه فهو منتفض و ) ثلمت ( الناء ثلما من باب ضرب كسرته من حافته فهو منثلههم ،
و الثلمة في الحايط و غيره الخلل و الجمع ثلم مثل غرفة و غرف و ) الخطههر ( محّركههة
سبق اّلذى يتراهن عليه ،و خطر الّرجههل خطههرا وزان شههرف شههرفا إذا ارتفههع قهدره وال ّ
طائفههة مههن الّنههاس و تحهّزب القههوم
منزلته فهو خطير و ) الحزاب ( جمع حزب و هههو ال ّ
صاروا أحزابا ،و يوم الحزاب هو يوم الخندق و ) كفات ( الناء قلبته و أكفههأته مثلههه و
سطوة كأبطشههه ،و البطههش الخههذ ) بطش به ( من باب نصر و ضرب أخذه بالعنف و ال ّ
ل شيء و ) تناهوا عن المنكر ( نهي بعضهم بعضا . الشديد في ك ّ
ععععععع
][4
و قوله :الّنار و ل العار منصوبان بفعل مضمر ،أى ادخلوا الّنههار و ل تلههتزموا العههار ،
و انتهاكا مفعول لجله لقوله :تريدون ،أو لقوله :تكفؤا ،و الثاني أظهر و أقرب .
أقول :قال نجم الئمة بعد اشتراط كون اسم ل الّنافية للجنس نكرة :
و اعلم أّنه قد يؤول العلم المشتهر ببعض الخلل بنكرة فينتصب و ينزع منه لم التعريف
إن كهان فيهه ،نحهو ل حسهن فهي الحسهن البصهرى ،و ل صهعق فهي الصهعق ،أو فيمها
اضيف إليه نحو ل امرء قيس و ل ابن زبير ،و لتههأويله بههالمنكر وجهههان :إّمهها أن يقهّدر
غله في البهام ،و إّما أن يجعل العلم لشههتهاره مضاف هو مثل فل يتعّرف بالضافة لتو ّ
ن معني قض هّية و ل أبهها حسههن بتلك الحّلة كاّنه اسم جنس موضوع لفادة ذلك المعني ،ل ّ
سلم كان فيصل في الحكومات على ما قال الّنبي صّلى ا ّ
ل لها ل فيصل لها إذ هو عليه ال ّ
ي ،فصار اسههمه كههالجنس المفيههد لمعنههي الفصههل و القطههع عليه و آله و سّلم :أقضاكم عل ّ
كلفظ الفيصل ،انتهى .
و عليه فالّتاويل في كلمه أن يراد بقوله ل جبرئيههل و ل ميكائيههل أّنههه ل ناصههر لكههم و ل
معاون ،هذا .
و على الّرواية الغير المشهورة فالّرفع في الجميع بالبتداء على أن ل ملغاة عن العمههل ،
ل،و ل با ّ
و هو أحد الوجوه الخمسة اّلتي ذكرها علماء الدب في نحو ل حول و ل قّوة إ ّ
ى تقدير فالخبر محذوف و جملة ينصرونكم وصف أو حال و الّول أظهر و أولههى على أ ّ
شارح البحراني .
من جعلها خبرا أيضا كما ذهب إليه ال ّ
][5
أّما الّنصب فعلي أّنه اسههتثناء مههن السههماء الواقعههة بعههد لء الّتبريههة لعمومههها بعههد تأويههل
ن الكلم بعد التأويل المذكور بمنزلة ل عوان و ل الّولين منها بالّنكرة حسبما عرفت ،فا ّ
ل المقارعههة ،و يجههوز جعههل المسههتثنى منههه ضههمير الجمههع فههي ناصههرين ينصههرونكم إ ّ
ن السههتثناء مّتصههل ظههاهر أ ّ
ى تقههدير فال ّ
ينصرون العايد الى السماء المذكورة ،و على أ ّ
بعد ارتكاب التاويل المذكور ل منقطع كما قاله الّراوندى .
و أّما الّرفع فعلي أّنه بدل من السماء المذكورة على روايتها بالّرفع ،
أو من ضمير ينصرون على روايتههها بالّنصههب ،و الّرفههع هههو المختههار كمهها قهاله علمههاء
ل فههي كلم غيههر ل قليل ،أى فيما إذا وقع المستثنى با ّ ل قليل و إ ّ
الدب في مثل ما فعلوه إ ّ
موجب و ذكر المستثنى منه أّنه يجوز الّنصب و يختار البدل .
خرا مههن و مرادهم بالكلم الغيههر المههوجب كمهها قهاله نجههم الئمههة أن يكههون المسههتثنى مههؤ ّ
ضمير الّراجع قبههل السههتثناء بهها ّ
ل المستثنى منه المشتمل عليه نفى أو نهى ،فيدخل فيه ال ّ
على اسم صالح لن يبدل منه معمول للبتدا أو أحد نواسخه نحو قولك ما أحد ضربته إ ّ
ل
ل زيدا ،فقههد اشههتمل ن المعني ما ضربت أحدا إ ّ زيدا يجوز لك البدال من هاء ضربته ل ّ
النفى على هذا الضمير من حيث المعنى ،
سههلم
فان قلت :فعلى البدال يكون بدل غلط فكيههف بههه فههى كلم أميههر المههؤمنين عليههه ال ّ
اّلذي هو أفصح الكلم ؟
ن نصرة جبرئيل و ميكائيل و المهاجر و النصههار لمهها ل بل هو بدل اشتمال ،ل ّقلت :ك ّ
سيوف حسن ذلك للبدال ،هذا ما يقتضيه النظر الجلى . كان بمقارعة ال ّ
و أّما الذى يقتضيه النظر الّدقيق فهو أن جعل انتصاب المقارعة على رواية النصب
][6
بالمصدر كما قاله الشارح المعتزلي أولى ،لفادته الّدوام و الثبوت .
ن المصدر إذا وقع مثبتا بعد نفي داخههل علههى اسههم ل يكههون خههبرا بيان ذلك أنهم قد قالوا إ ّ
ل سههيرا ،و
ل مجازا لكونه صاحب هذا المصدر يحذف عامله قياسا نحو مهها زيههد إ ّ عنه إ ّ
ن سيرا ل يجوز جعله خيرا عن زيد ،ل ّ
ن ل سيرا ،فا ّ
ل تقّلبا ،و ما كان زيد إ ّ
ما الّدهر إ ّ
ح جعل تقّلبا خبرا عن دهر ،فل بّد من زيدا صاحب السير ل نفس السير ،و هكذا ل يص ّ
ل يسير سيرا ، أن يكون العامل محذوفا أى ما زيد إ ّ
ل تقههارعوا المقارعههة
ل يتقّلب تقّلبا ،و فيما نحن فيه ل أنصههار ينصههرونكم إ ّ
و ما الّدهر إ ّ
بالسيف .
ن المقصود من هذا الحصههر وصههف الشههيء قال نجم الئمة :و إّنما وجب حذف الفعل ل ّ
بدوام حصول الفعل منه و لزومه له ،و وضع الفعههل علههى الحههدوث و التجهّدد فلمها كههان
المراد التنصيص على الّدوام و اللهزوم لههم يسهتعمل العامهل أصههل لكههونه إمهها فعل و هههو
موضع على التجّدد ،أو اسم فاعل و هو مع العمل كالفعل لمشابهته ،فصار العامل لزم
ل سهير كمههاالحذف ،فان أرادوا زيادة المبالغة جعلوا المصدر نفسه خبرا نحهو مهها زيهد إ ّ
ذكرنا فى المبتداء في قولنا إنما هي أقبال و إدبار ،فينمحى إذا عن الكلم معني الحههدوث
أصل لعدم صريح الفعل و عدم المفعول المطلق الّدال عليه ،انتهى .
و به يعلم أنه على رواية الّرفع يجوز أن يكون ارتفاعه علههى الخههبر قصههدا إلههى المبالغههة
ل سير ،فافهم جّيدا .
كما فى ما زيد إ ّ
عععععع
اعلم أّنه لّما أمههر المخههاطبين فههي الفصههل السههابق بالعتبههار بحههال بنههي إسههماعيل و بنههى
سههابقة بقّلههة
إسرائيل ،عاد في هذا الفصل إلى تقريعهم و توبيخهم كما فى أكثر الفصول ال ّ
طاعة و أخذ طريق الجاهلّية فقال : ال ّ
][7
ثّم ينفض يده منه يكون أشّد تخلية ممن ل ينفضها ،بل يقنع بتخليته فقط .
ل للسلم ،
ل المضروب عليكم بأحكام الجاهلّية ( استعار حصن ا ّ
) و ثلمتم حصن ا ّ
ن الحصههن سههبب و رشح بذكر المضروب ،و الجامع بين المستعار منه و المستعار لههه أ ّ
سلمة من ش هّر العههداء فههي الهّدنيا و الحفظ و الوقاية من شّر العداء ،و السلم سبب ال ّ
صهنين فيهه من حّر الّنار في الخرة ،يعني أّنكهم كسهرتم حصهن السهلم اّلهذى كنتهم متح ّ
متحّفظين به بأحكام الجاهلّية و هي التفّرق و الختلف و العصبّية و الستكبار .
غبهم في العتصام و لّما وّبخهم على ترك الطاعة و ثلم السلم بالفتراق و الختلف ر ّ
ل سبحانه بها على عبههاده و
بحبل اليتلف و الجتماع بالّتنبيه على أّنه أعظم نعمة أنعم ا ّ
هو قوله :
و المراد بحبل اللفة هو السلم المههوجب لليتلف و الرتبههاط بينهههم اسههتعار لههه الحبههل
لذلك .
له
و في هذه الفقرات تلميح إلى قوله تعالى في سورة آل عمران يا اّيها اّلذين آمنوا اّتقوا ا ّ
له جميعهها و ل تفّرقههوا و ل و أنتههم مسههلمون .و اعتصههموا بحبههل ا ّ
نإ ّ
ق تقاته و ل تموت ّ
حّ
ل عليكم اذ كنتم أعداًء فأّلف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اذكروا نعمة ا ّ
][8
سههكوا بحبههل
إخوانا و كنتم على شفا حفرة من الّنار فأنقذكم منها 1قال الطبرسي :أي تم ّ
ل و السلم قاله ابن عّباس ، ل و هو دين ا ّا ّ
قيل :أراد ما كان بين الوس و الخزرج من الحروب اّلتي تطاولت مههأة و عشههرين سههنة
ل بين قلوبهم بالسلم فزالت تلك الحقاد .
إلى أن أّلف ا ّ
له و منتهههو قيل :هو ما كان بين مشركى العرب من الطوائل ،و المعنى احفظوا نعمة ا ّ
عليكم بالسلم و باليتلف ،و رفع مها كهان بينكهم مهن التنهازع و الختلف ،فههذا ههو
النفع الحاصل لكم فى العاجل مع مهها أعهّد لكههم مههن الثههواب الجزيههل فههى الجههل ،إذ كنتههم
أعداء فأّلف بين قلوبكم ،بجمعكم على السلم و رفع البغضاء و الشحناء عن قلوبكم .
-----------
) ( 1ه هه ه ه ههه ه هههه هه ه ه هه ه ه ههه ه هه
ههههه ه هه :هههه ه :هههه ه ههههه ه ه ههههه
ه هههههه .
هه هه ههههه ه :هه ه هههه ه ه ه ه ههه هه
هه ههههه هههه هههههههه ه
ههههههههه ه ه هه
][9
ل الموت .
من جهّنم لم يكن بينكم و بينها إ ّ
ل منها بأن أرسل إليكم رسول و هداكم لليمان و دعاكم إليه فنجوتم باجابته مههن
فأنقذكم ا ّ
النار .
و انما قال :فأنقذكم منها و إن لم يكونوا فيها ،لنهم كانوا بمنزلة من هو فيها حيث كانوا
مستحّقين لها .
ن هذه النعمة أعنى نعمة اللفة و المحاّبة على السلم أعظههم نعمههة
و بما ذكرنا كّله علم أ ّ
ل يعرف أحد من المخلوقين لها قيمة .
) لّنها ( موجبة لسعادة النشأتين و عّز الّدارين و للنقاذ مهن النهار و الهّدخول فهى جّنهات
ل ثمن ( كما يشههير
تجرى من تحتها النهار و النزول فى منازل البرار و ) أرجح من ك ّ
ل ألف بينهم
اليه قوله تعالى » لو أنفقت ما فى الرض جميعًا ما أّلفت بين قلوبهم و لكن ا ّ
ل خطر ( و شرف و مزّية لجمعها جميع أقسام الشرف ، ل من ك ّ
) و أج ّ
إذ بها يتمّكن من دركها و تحصيلها و الوصول إليها .
) و اعلموا أنكم صرتم بعد الهجرة أعرابا ( قال الشارح المعتزلى :العراب علههى عهههد
ل عليه و آله و سّلم من آمن به من أهل البادية و لم يهاجر إليه ،و هههم ل صّلى ا ّرسول ا ّ
حشهههم و تشهّتتهم فههي بعههد مههن ناقصوا المرتبههة عههن المهههاجرين لجفههائهم و قسههوتهم و تو ّ
له عليههه و آلههه و سهّلم ،و فيهههم انههزل » :
مخالطة العلماء و سماع كلم الرسول صهّلى ا ّ
ل على رسوله « و ليست العراب أشّد كفرًا و نفاقًا و أجدر أن ل يعلموا حدود ما أنزل ا ّ
صة ببعضهم ،و هم اّلههذين كههانوا حههول المدينههة و ل العراب بل خا ّ هذه الية عاّمة في ك ّ
هم :جهنية ،و أسلم ،و أشجع ،
لعههراب منههافقون « و كيههف و غفار ،و اليهم أشار سبحانه بقوله » و مّمن حههولكم مههن ا َ
ل و اليههوم
ل العراب مذموما و قهد قههال تعههالى » و مههن العههراب مههن يههؤمن بهها ّ يكون ك ّ
له « و صههارت هههذه الكلمههة جاريههة مجههرى المثههل ، الخر و يّتخذ ما ينفق قربات عنههد ا ّ
انتهى و قال الشهيد الثاني :المراد بالعراب من أهل البادية و قد أظهر الشهههادتين علههى
وجه حكم باسههلمه ظههاهرا و ل يعههرف مههن معنههي السههلم و مقاصههده و أحكههامه سههوى
الشهادتين آه .
] [ 10
ن حقيقة المهاجرة هو الهجرة إلى قد ظهر لك في شرح الخطبة المأة و الثامنة و الثمانين أ ّ
جة لمعرفته و العلم بوجوب اطاعته و امتثال أحكامه ،و على هذا فمقصههوده حضور الح ّ
سلم بقوله :صرتم بعد الهجرة أعرابا ،توبيخهم على أّنهم بعد مهها كههانوا عههارفين عليه ال ّ
سلم و وجههوب طههاعته و عههالمين بأحكههام الشههرع و آدابههه و وظههايف به و بمقامه عليه ال ّ
السلم كما هو شأن المهههاجر ،قههد تركههوا ذلههك كّلههه و صههاروا مثههل العههراب اّلههذين ل
له «
ل » أجدر أن ل يعلموا حدود مهها انههزل ا ّ ل ظاهر السلم كما قال عّز و ج ّ يعرفون إ ّ
ل في الفرايض و السنن و الحلل و الحرام . أى أحرى بأن ل يعلموا حدود ا ّ
يعنههي أنكههم قههد صههرتم بالعصههبّية و السههتكبار و العنههاد و إثههارة الفتههن بمنزلههة العههراب
الجاهلين بما لهم و ما عليهم بعد ما كنتم عارفين بذلك كّله .
) و بعههد المهوالت أحزابهها ( أى بعههد اللفههة و الجتمهاع أحزابهها متعاديهة متشهّتتة مختلفههة
ل منكم يخالف آخرين ، الراء ،أى صرتم حزبا حزبا و طائفة طائفة ك ّ
) تقولون الّنار و ل العار ( كلمة جارية مجههرى المثههل يقولههها أهههل الحمّيههة و النفههة مههن
صههته استنهاضهها و الهابهها
تحمل الضيم و الّذل على نفسه أو من ينسب إليه من قومه و خا ّ
ق كان ثوابا و إذا قيلت في باطل كان خطاء . بها إلى النضال و الجدال فاذا قيلت في ح ّ
و لّما كان غرض المخاطبين منههها هههو الشهّر و الفسههاد و إثههارة الفتنههة المخالفههة لوظههايف
السلم شّبه حالهم في أعمالهم و أقوالهم بقوله :
] [ 11
) كأّنكم تريدون أن تكفؤا السلم على وجهه ( بأّنهم يريههدون أن يكّبههوا و يقلبههوا السههلم
على وجهه ،تشبيها له بالناء المقلوب على وجهه فكما أّنههه بعههد قلبههه ل يبقههي فيههه شههيء
أصل و يخرج ما كان فيه من حّيههز النتفههاع ،فكههذلك السههلم اّلههذى لههم يههراع حههدوده و
احكامه كأّنه لهم يبهق منهه شهيء ينتفهع بهه ،و ههو مهن السهتعارة المكنّيهة و ذكهر الكفهاء
تخييل .
ن فعلكم ذلك كاشف عن كون غرضههكم منههه النتهههاك و قوله ) انتهاكا لحريمه ( أراد به أ ّ
ل إبطال السلم و هتههك حريمههه كالكّفار و المنافقين و أعادى الّدين الذين ل غرض لهم إ ّ
) و نقضا لميثههاقه ( و هههى حههدوده و شههرايطه المقهّررة و وظههايفه المههأخوذة فيههه ) الههذى
ل لكم حرما في أرضه ( لمنعه الخذين به و المواظبين له من الّرفث و الفسههوق وضعه ا ّ
و الجدال .
ل منهههم إلههى
) و أمنا بين خلقه ( أى سبب أمن أى أمانا لهم من شّر العداء و من تعّدى ك ّ
الخر .
ل به أن يوصههل ،وو المراد بنقضهم ميثاقه تركهم لوظايفه المقّررة ،و قطعهم لما أمر ا ّ
له
سعيهم في إثارة الفتنة و الفساد و القتل و القتال ،قال سبحانه » اّلذين ينقضههون عهههد ا ّ
له بههه أن يوصههل و يفسهدون فههي الرض أولئك ههم من بعد ميثههاقه و يقطعهون مها أمههر ا ّ
الخاسرون « .
ل وصّيته ل ،أى يهدمونه أى ل يفون به ،و عهد ا ّ ي :الذين ينقضون عهد ا ّ قال الطبرس ّ
إلى خلقه على لسان رسوله بما أمرهم به من طاعته و نهيهم عنه من معصيته و نقضهههم
صافي :أى تغليظه و أحكامه و يقطعون ما لذلك تركهم العمل به من بعد ميثاقه قال في ال ّ
ي و المههؤمنين فقطعههوهم ،و ي :معناه امروا بصلة النب ّ ل به أن يوصل قال الطبرس ّ أمر ا ّ
قيل :امروا بصلة الّرحم و القرابههة فقطعوههها و قيههل :امههروا بههأن يصههلوا القههول بالعمههل
ففّرقوا بينهما بأن قالوا و لم يعملوا و قيل :معناه المر بوصل
] [ 12
ل بصلته من أوليائه و القطع و البرائة من أعدائه ،و هذا أقوى لّنه أعّم .
ل من أمر ا ّ
كّ
صافي أقول :و يدخل في الية التفريق بين النبياء و الكتب في التصديق و تههرك و في ال ّ
موالة المؤمنين و الجمعة و الجماعات المفروضة و ساير ما فيه رفض خيههر أو تعههاطى
ل وصههل ول و بين العبد اّلتى هى المقصههودة بالههذات مههن كه ّ
شّر لّنه يقطع الوصلة بين ا ّ
فصل .
صههافي يفسههدون بسههبب قطههع مهها فههي وصههله نظههام العههالم و صههلحه اولئك هههم و فههي ال ّ
الخاسرون الههذين خسههروا أنفسهههم بمهها صههاروا إلههى النيههران و حرمههوا الجنههان ،فيهها لههها
خسارتا لزمتهم عذاب البد و حّرمتهم نعيم البد .
ثّم حّذرهم و خّوفهم بقوله ) و إّنكم إن لجأتم إلى غيره حاربكم أهل الكفر ( يعنهي أّنكهم إن
سكتم بغيره من حميههة أو جماعههة قطعتم حبل السلم العاقد بينكم و الجامع لجمعّيتكم و تم ّ
ن ذلههك يههوجب أنأو كثرة عشيرة مع الخروج عن طاعة سلطان السلم و التفّرق فيه فهها ّ
يطمع فيكم الكّفار و يحاربونكم .
ثّم ذّكرهم بالعقوبات الّنازلة على المم الماضية في القرون الخالية بخروجهم عههن طاعههة
ل سبحانه فقال :ا ّ
ل لكم بأهل القرون الماضية كما قال » و لقد أنزلنا ن عندكم المثال ( اّلتي ضربها ا ّ
)واّ
اليكم آيات بّينات و مثل من اّلذين خلوا من قبلكم و موعظههة للمّتقيههن « و قههال أيضهها » و
ل ضههربنا لههه المثههال و ك ّ
ل عادًا و ثمود و أصحاب الّرس و قرونًا بين ذلك كههثيرًا .و ك ّ
تّبرنا تتبيرًا «
] [ 13
ل ( و عذابه لهم ) و قوارعه ( أى دواهيه و افزاعه اّلتي كانت تقرع القلههوب ) من بأس ا ّ
ل فيها من القرون الولى .
بشّدتها ) و أّيامه ( اّلتي انتقم ا ّ
له
ل :معناه و أمرناه 1بأن يذّكر قومه وقههايع ا ّ
ي في قوله :و ذّكرهم بأّيام ا ّ
قال الطبرس ّ
في المم الخالية و اهلك من أهلك منهم ليحذروا ذلك .
أقول :و من تلك اليام ما اشير إليه في قوله » اّنا ارسلنا عليهم ريحًا صرصرًا فههي يههوم
نحس مستمّر .تنزع الناس كأّنهم أعجاز نخل منقعر « و في قوله » فأخههذهم عههذاب يههوم
الظّلة إّنه كان عذاب يوم عظيم « و في قوله » و أّما عاد فاهلكوا بريح صرصر عاتيههة .
خرها عليهم سبع ليال و ثمانية أّيام حسوما فترى القوم فيها صرعى كأّنهم أعجاز نخههل سّ
خاوية « .
سههلم مههن التههذكير بهههذه المثههال توعيههد المخههاطبين و تهديههدهم مههن أن
و غرضه عليه ال ّ
يقارفوا ما قارف أهل القرون المتقّدمة من الّذنوب و الثام ،فتنزل عليهم ما نزل بهم من
البأس و العذاب ،و لذلك فّرع عليه قوله :
) فل تستبطؤا وعيده ( أى ل تعّدوا ما أوعدكم به من العذاب بطيئا بعيدا فهاّنه قريهب كمها
قال » إّنهم يرونه بعيدًا و نريه قريبا « .
ن إبطههاءه يههوجب ذهههابه ،و إمهههاله يههوجب و ل تبطؤا إبطاءه للعههذاب طمعهها منكههم فههي أ ّ
ن تأخيره غالبا يوجب عههدم وقههوعه إّمهها إهماله كما هو الغالب في وعيد غيره سبحانه ،فا ّ
لحصول الغفلههة و النسههيان مههن الموعههد ،أو لنههه رّبمهها يفههوته مههن طلههب أو يعجههزه مههن
شديد فهاّنه لبالمرصهاد و ل ى القّيوم القّهار ذو القّوة المتين و البأس ال ّ
ل الح ّهرب ،و أّما ا ّ
يخلف الميعاد ،و المخاطبون لما قاسوه عّز شأنه بغيره و وعيده بوعيد
-----------
هه هههه هه ههههه ه
) ( 1هه هههه هههههه
] [ 14
ن أهل القرون الولى قد وقعوا في الهلك الّدائم و استحقوا العذاب الليم أيضهها مههن كما أ ّ
قوله حه ّن وعههد ا ّ
الجهالة بأخذه كما اشير إليه في الكتاب الكريم في قههوله » و إذا قيههل إ ّ
ل ظنًا و ما نحن بمستيقنين « . نإ ّ
الساعة ل ريب فيها قلتم ما ندرى ما الساعة إن نظ ّ
و من التهاون ببطشه كما حكاه سبحانه عنهم بقوله عقيب هذه الية » و بدا لهم سيئآت ما
عملوا و حاق بهم ما كانوا به يستهزؤن « و بقوله » و لقد استهزء برسل من قبلك فحههاق
بالذين سخروا منهم ما كانوا به يستهزؤن « .
و من اليأس من بأسه كما اخبر عنهم بقوله » فعقروا الناقة و عتوا عن أمر رّبهم و قههالوا
يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت مهن المرسهلين .فأخههذتهم الصههيحة فأصهبحوا فهي دارهههم
جاثمين « .
و أما أهل العرفههان و اليقههان فيعرفههون بنههور اليمههان و اليقيههن بمهها أخههبر بههه النبيههاء و
ن وعده عّز و جلّ و وعيههده واقعههان ل محالههة و أ ّ
ن المرسلين و شهد به الكتاب المكنون أ ّ
ق محّقق ل ريب فيه كمهها قههال » و ل يههرّد بأسههنا عههن أخذه و بطشه و بأسه و إن تأخر ح ّ
القوم المجرمين « و قال » و ل يزال الذين كفههروا تصههيبهم بمهها صههنعوا قارعههة أو تحه ّ
ل
ل ل يخلههف الميعههاد .و لقههد اسههتهزء برسههل مههن نا ّ
لإّ قريبًا من دارهم حتى يأتي وعد ا ّ
قبلك فأمليت لّلذين كفروا ثّم أخذتهم فكيف كان عقاب « .
له
جهل 1ا ّ
ن التأخير و المهال في العقاب لقتضهاء الحكمهة اللهّيهة و لهو يع ّو يعلمون أ ّ
للّناس الشّر استعجالهم بالخير لقضى إليهم أجلهم .
-----------
) ( 1هههه هه ه ه هههه ه ه ه ه ههه ه ههه ) ه (
) ههه (
] [ 15
و لكنههه يمهههل المههؤمنين مههن بههاب الّلطههف حّتههى يتوبههوا و يتههداركوا ال هّذنوب بالنابههة و
الستغفار .
و يمهل الظالمين و يذر الذين ل يرجون لقائه في طغيانهم يعمهههون مههن بههاب السههتدراج
ن الذين كفههروا انمهها نملههى لهههم خيههر لنفسهههم انمهها نملههى لهههم
كما قال تعالى » و ل يحسب ّ
ليزدادوا اثما و لهم عذاب مهين « هذا .
ل سبحانه لههم يلعههن القههرون الماضههية ( و لههم يحرمهههم مههن رحمتههه الواسههعة ) إلّ
نا ّ
) فا ّ
لتركهم المر بالمعروف و النهى عن المنكر ( كمهها اشههير إليههه فههي قههوله سههبحانه » لعههن
الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود و عيسى بن مريم ذلك بما عصههوا و كههانوا
يعتدون .كانوا ل يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون « .
ي :أخبر تعالى عما جرى على أسلفهم فقال :لعن الذين كفروا الية ،معناه
قال الطبرس ّ
لعنوا على لسان داود فصاروا قردة و على لسان عيسى فصاروا خنازير .
سلم و أما داود فانه لعن أهل ايلة لما اعتدوا في سههبتهم قال و قال أبو جعفر الباقر عليه ال ّ
و كان اعتداؤهم في زمهانه فقهال :الّلههم البسهههم اللعنههة مثههل الهّردا و مثههل المنطقهة علهى
سلم فانه لعن الذين انزلت عليهم المائدة ل قردة ،فأّما عيسى عليه ال ّ الحقوين ،فمسخهم ا ّ
ن لهههم
ي :و انما ذكر اللعن على لسههانهما إزالههة للبهههام بههأ ّ ثّم كفروا بعد ذلك قال الطبرس ّ
ل تعالى حالهم فقال :كانوا ل يتنههاهون منزلة بولدة النبياء تنجيهم من العقوبة ،ثّم بّين ا ّ
عن منكر فعلوه ،أى لم يكن ينهى بعضهم بعضا و ل ينتهون أى ل يكّفون عما نهوا عنه
] [ 16
سبت ،و فرقة نهوهم وقال ابن عباس :كان بنو اسرائيل ثلث فرق :فرقة اعتدوا في ال ّ
لكن لم يدعوا مجالستهم و ل مؤاكلتهم ،و فرقة لما رأوههم يعتهدون ارتحهل عنههم و بقهى
الفرقتان المعتدية و الناهية المخالطة فلعنوا جميعا .
ن عههن
ن بههالمعروف و لتنهه ّله عليههه و آلههه و سهّلم :لتههأمر ّ
ل صهّلى ا ّ
و لذلك قال رسول ا ّ
له قلههوب
نا ّق اطههراء أو ليضههرب ّ
المنكر و لتأخذن على يد السفيه و لتاطرنه 1على الحه ّ
بعضكم على بعض و يلعنكم كما لعنهم .
سههلم
ي بن شعبة في تحف العقههول عههن الحسههين عليههه ال ّ و فى الوسائل عن الحسن بن عل ّ
ل ه بههه أوليههاءه مههن
سلم :اعتبروا أيها الناس بمهها وعههظ ا ّي عليه ال ّ قال :و يروى عن عل ّ
سوء ثنائه على الحبار إذ يقول » :لو ل ينهيهم الّرّبانّيون و الحبار عههن قههولهم الثههم «
و قال » لعن الذين كفروا من بني إسرائيل إلى قوله لبئس ما كانوا يفعلون « و إنما عههاب
ل عليهم لنهم كانوا يرون من الظلمة المنكر و الفساد فل ينهونهم عهن ذلههك رغبههة فيمها ا ّ
ل يقول » :فل تخشوا النههاس و اخشههوني كانوا ينالونه منهم ،و رهبة مما يحذرون ،و ا ّ
« و قال » :المؤمنون بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهههون عههن المنكههر «
ل بالمر بالمعروف و النهى عن المنكر فريضة منه لعلمه بأنها إذا اّديت و اقيمههت فبدء ا ّ
ن المههر بههالمعروف و النهههى عههن استقامت الفرايض كّلها و هّينههها و صههعبها ،و ذلههك إ ّ
المنكر دعاء إلى السلم مع رّد المظالم ،و مخالفة الظالم ،و قسههمة الفىء و الغنههايم ،و
أخذ الصدقات من مواضعها و وضعها في حّقها .
و قد تقّدم هذا الحديث مع حديث آخر مناسب للمقام و بعض الكلم في المههر بههالمعروف
و النهى عن المنكر في شههرح الفصههل الثههاني مههن المختههار المههأة و الخههامس و الخمسههين
ل السفهاء ( أى الجّهال ) لركوب المعاصي و الحلماء ( أى ذوى العقول و الناة ) فلعن ا ّ
و في بعض النسخ الحكماء بدله ) لترك التناهى (
-----------
) ( 1ههههه ههه ههههه ه ه
] [ 17
و هذه الجملة إّما اخبارّية أتى بها أيضاحا للجملة المتقّدمة أعنى قوله :
ل لتركهم اه ،و يؤّيده إضمار فاعههل لعههن و إسههقاط لفههظل لم يلعن القرون الماضية إ ّنا ّ
إّ
سلم أتى بها قياما منههه بههوظيفته
الجللة في بعض الّنسخ و إّما انشائّية دعائية منه عليه ال ّ
ن لعنه عليهم نهى لهم عن المنكر و هو مقتضى وظيفة المامة . لزمة ،فا ّ
ال ّ
و علههى الحتمههال الثههاني سههفهاء المخههاطبين و حلمههاءهم ،و أوضههح اسههتحقاقهم لّلعههن و
دخولهم في زمرة الملعونين بقوله :
ععععععع
آگاه باشيد بدرستى كه شما بتحقيههق افشههاندهايد دسههتهاى خههود را از ريسههمان اطههاعت و
بالمّره اعراض كردهايد از آن ،و خراب نمودهايد حصار خدا را كه زده شده است بههر
شما با أحكام جاهلّيت ،و بدرستى خداى تبارك و تعالى مّنت نهاده بر جماعت اين اّمههت
در آنچه منعقد ساخته در ميان ايشان از ريسمان اين الفت ،
] [ 18
كه نمىشناسد احدى از مخلوقان قيمت آن را ،از جهت اينكه آن افزونههتر اسههت از هههر
بهائى ،و بزرگتر است از هر منزلت و مزّيتى .
و بدانيد بدرستى كه شما گرديديد بعد از مهاجرت و معرفت برسومات و آداب شههريعت
مثل عربان باديه نشين بىمعرفت ،و بعههد از دوسههتى و مههوالة طوايههف مختلفههه متعّلههق
نمىشهههويد از اسهههلم مگهههر اسهههم آن را ،و نمىشناسهههيد از ايمهههان مگهههر رسهههم آن را
مىگوئيهد :النهار و ل العهار ،داخههل آتهش بشهويد قبهول ننههگ و عههار ننمائيهد گويها كههه
مىخواهيد برگردانيد اسلم را بر روى آن بجهههت هتههك احههترام آن ،و بجهههت شكسههتن
پيمان آن چنان اسلمى كههه نهههاده اسههت آن را خههداى تعههالى بههراى شههما حههرم در زميههن
خود ،و ايمنى در ميان خلقان خود .
و بدرستى كه اگر شما ملتجى بشويد بسوى غير آن يعنى اگر اعتماد نمائيد بر غير ديههن
اسلم محاربه مىكنند بهها شههما كّفههار ،بعههد از آن نههه جبرئيههل اسههت و نههه ميكائيههل و نههه
مهاجرين و نه انصار كه نصرت كنند شما را مگر كوفتن يكههديگر بهها شمشههير آبههدار تهها
آنكه حكم كند خداوند متعال در ميان شما .
و بدرستى كه در نزد شما اسهت داسهتانها از شهّدت عهذاب خهدا و عقوبهات كوبنهده أو و
روزهاى سخت او و واقعههاى نكال او ،پس بعيد نشماريد وعده عذاب او را از جهههت
جهالت شما بمؤاخذه او ،و از جهت استخفاف بعنف و سطوت او ،و از جهت نوميدى
از عذاب او .
پس بدرستى كه خداوند لعنت نفرمود قرنهاى گذشته را مگر بجهت تههرك كههردن ايشههان
امهر بمعهروف و نههى از منكهر را ،پهس لعنهت كهرده خهدا سهفيهان را بجههت ارتكهاب
معصيتها ،و دانايان را بجهت ترك نهى كردن از مناهى ،آگاه باشيد بدرسهتى كهه شهما
بريديد بند محكم اسلم را ،و معطل كرديد حّدهاى نظههام او را و فههانى نموديههد و باطههل
كرديد أحكام او را .
] [ 19
ععععع عععععع
ل بقتال أهل البغي و الّنكث و الفساد في الرض فأّما الّناكثون فقد قاتلت أل و قد أمرني ا ّ
،و أّما القاسطون فقد جاهدت ،و أّما المارقة فقد دّوخت ،و أّما شيطان الّردهة فقد كفيته
جة صدره ،و بقبت بقّية من أهل البغي و لئن أذن ا ّ
ل بصعقة سمعت لها وجبة قلبه ،و ر ّ
ل ما يتشّذر في أطراف البلد تشّذرا .
ن منهم إ ّ
في الكّرة عليهم لديل ّ
صغر بكلكل العرب ،و كسرت نواجم قرون ربيعة و مضر .
أنا وضعت في ال ّ
و المنزلة الخصيصة ،وضعني في حجره و أنا وليد ،يضّمني إلى صدره ،
له عليههه و آلههه و سهّلم مههن لههدن أن كههان فطيمهها أعظههم ملههك مههن
ل به صّلى ا ّ
و لقد قرن ا ّ
ملئكته ،يسلك به طريق المكارم ،و محاسههن أخلق العههالم ليلههه و نهههاره ،و لقههد كنههت
ل يوم من أخلقه علما ،و يههأمرني بالقتههداء أّتبعه اّتباع الفصيل أثر أّمه ،يرفع لي في ك ّ
به ،و لقد كان يجاور في
] [ 20
كلّ سنة بحراء فأراه و ل يراه غيري ،و لم يجمههع بيههت واحههد يههومئذ فههي السههلم غيههر
ل عليه و آله و خديجة و أنا ثالثهما ،أرى نههور الههوحي و الّرسههالة ،و
ل صّلى ا ّ رسول ا ّ
أشّم ريح الّنبّوة .
ععععع
ل و ) الّردهة ( وزان تمرة حفرة في الجبههل يجتمههع فيههها المههاء و الجمههع رده
) دّوخه ( ذ ّ
كتمر قال في القاموس :و شبه اكمة خشنة و جمعه رده محّركة و ) كفيته ( بالبنههاء علههى
ل مؤنته قتله أو دفع عّنى شّره و ) صعق ( صعقا و صعقا و صههعقة المفعول من كفانى ا ّ
صههاعقة المههوت و ك ه ّ
ل صههوت و ال ّصعق محّركة شّدة ال ّغشى عليه فهو صعق ككتف و ال ّ
عذاب مهلك و صيحة العذاب .
جههة ( الحركههة و الزلزلههة و ) أدلههت (و ) الوجبة ( وزان تمرة الضطراب للقلب و ) الّر ّ
مههن فلن غلبتههه و قهرتههه أى صههرت ذادولههة و ) تش هّذر ( تب هّدد و تف هّرق و ) الكلكههل (
صدور و الواحد الكلكل و ) النواجم ( جمع ناجمة مههن نجههم الشههيء أى طلههع و ظهههر و ال ّ
) القرن ( من الحيوان الّروق و موضعه من رأسنا أو الجانب العلى من الّرأس و الجمع
قرون .
و ) ربيعة و مضر ( وزان صرد قبيلتان من قريش معروفتان يضرب لهما المثل
] [ 21
في الكثرة نسبتهما إلى أبويهما و هما ربيعة و مضرابنا نزار بن معهّد بههن عههدنان و يقههال
ن ربيعههة اعطههي الخيههل مههنللّول ربيعة الفرس و للثاني مضههر الحمههراء بالضههافة ،ل ّ
ميراث أبيه و مضر اعطى الّذهب .
ععععععع
عععععع
سلم لما لم المخاطبين فى الفصول السابقة و وّبخهم على مخالفة شههرايع اعلم أّنه عليه ال ّ
ل سبحانه بالحكمة و الموعظههة الحسههنة ،و الّدين و ترك مراسم السلم ،و دعاهم إلى ا ّ
نصههحهم بههالتى هههى أحسههن ،أردف بهههذا الفصههل المسههوق لبيههان فضههايله و منههاقبه و
صههة و علهّو شهأنه و رفعهة مقهامه ،تنبيهها بههذلك علههى أّنههه إمهام مفههترض
خصايصه الخا ّ
طاعة ، ال ّ
] [ 22
ل بقتال أهل البغى ( و المهراد بههم المجهاوزون عهن الحهّد و العهادلون ) أل و قد أمرنى ا ّ
له عليههه و آلههه مههن الفههرق
ل صّلى ا ّ
سلم بعد رسول ا ّ
عن القصد الخارجون عليه عليه ال ّ
الثلث الذين يصرح بهم تفصيل .
ل سبحانه له بقتالهم إّما بما أنزله سبحانه في ضمن آيات كتابه العزيههز مثههل قههوله و أمر ا ّ
ن بك فاّنا منهم منتقمون « . تعالى » فاّما نذهب ّ
ل عليهفقد روى فى غاية المرام عن يونس بن عبد الّرحمن بن سالم عن أبيه عن أبيعبد ا ّ
له
سلم يههوم البصههرة و هههو اّلههذى وعههد ا ّ
ى عليه ال ّ
ل انتقم بعل ّ
سلم فى هذه الية قال :ا ّال ّ
رسوله .
ى بن ثابت قال :سمعت ابن عباس يقول :ما حسدت قريش عليا بشههىء و فيه عن 1عد ّ
له عليههه و آلههه و سهّلم
له صهّلى ا ّ
مما سبق له أشّد مما وجدت يوما و نحههن عنههد رسههول ا ّ
فقال :كيف أنتم يا معشر قريش لو كفرتم بعدى و رأيتمونى فى كتيبههة أضههرب وجههوهكم
ل أو على . نا ّ
ل أو على فقال إ ّ
نا ّبالسيف ،فهبط جبرئيل فقال :قل ا ّ
له النصههارى و فيه عن الشيخ فى أماليه باسناده عن محّمد بن على عن جهابر بههن عبههد ا ّ
جة الوداع فقال :لعرفنكم ترجعههون بعههدى كفههارا ل فى ح ّ قال :إّنى لدناهم من رسول ا ّ
ل ه لئن فعلتموههها لتعرفههونى فههى الكتيبههة الههتىيضههرب بعضههكم رقههاب بعههض ،و أيههم ا ّ
ن جبرئيههل ي ثلثهها ،فرأينهها أ ّ
ي أو عله ّ
ي أو عله ّ
تضاربكم ،ثّم التفت إلى خلفه فقال :أو عل ّ
ى أو نريّنهك الهذى ن بهك فاّنها منههم منتقمهون بعله ّ
ل عّز و جل » فامها نهذهب ّغمزه فأنزل ا ّ
وعدناهم فاّنا عليهم مقتدرون « .
و مثهل قهوله سهبحانه » و ان طائفتهان مهن المهؤمنين اقتتلهوا فأصهلحوا بينهمها فهان بغهت
ل فان فائت فأصلحوا بينهما
احديهما على الخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء الى أمر ا ّ
ب المقسطين « .
ل يح ّ
نا ّبالعدل إ ّ
ى عن الصادق عن
ى بن إبراهيم القم ّ
روى فى الصافى من الكافى و التهذيب و عل ّ
-----------
) ( 1هه هه هههههه ه ههههه ههه هههههه ه
هههههه هه ههه هههه ههههه ههههه ه ههه
] [ 23
ل عليه و آله :إنّ ل صّلى ا ّسلم فى حديث لما نزلت هذه الية قال رسول ا ّ أبيه عليهما ال ّ
ل عليهههمنكم من يقاتل على التأويل كما قاتلت على التنزيل ،فسئل من هو ؟ فقال صّلى ا ّ
سههلم ،فقههال عمههار بههن ياسههر :قههاتلت و آله :خاصف النعل يعنى أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل لو ضهربونا حّتهى ل عليه و آله ثلثا و هذه الّرابعةو ا ّ ل صّلى ا ّبهذه الّراية مع رسول ا ّ
سيرة فيهههمق و أّنهم على الباطل و كانت ال ّ يبلغوا بنا السعفات من هجر لعلمنا أنا على الح ّ
ل عليه و آله يوم فتح مكة ،فاّنه لم يسب ل صّلى ا ّمن أمير المؤمنين ما كان من رسول ا ّ
منهم ذرّية و قال :من أغلق بابه فهو آمن ،و من ألقى سلحه فهو آمن ،و من دخل دار
سلم يوم البصرة نادى فيهههم :ل أبى سفيان فهو آمن ،و كذلك قال أمير المؤمنين عليه ال ّ
تسبوا لهم ذرّية ،و ل تجهزوا على جريح و ل تتبعوا مههدبرا ،و مههن أغلههق بههابه و ألقههى
سلحه فهو آمن .
سلم إّنما جاء تأويههل هههذه اليههة يههوم البصههرة و هههمو فيه من الكافي عن الصادق عليه ال ّ
سههلم فكههان الههواجب عليهههمأهل هذه الية ،و هم الذين بغوا على أمير المههؤمنين عليههه ال ّ
سلم فيما ل ،و لو لم يفيئوا لكان الواجب عليه عليه ال ّ قتلهم و قتالهم حتى يفيئوا إلى أمر ا ّ
ل أن ل يرفع السيف عنهم حّتى يفيئوا و يرجعوا عن رأيهم ،لّنهم بايعوا طههائعين انزل ا ّ
له عهّز و جههل ،فكههان الههواجب علههى أميههر غير كارهين ،و هى الفئة الباغية كمهها قههال ا ّ
له
له صهّلى ا ّ سلم أن يعدل فيهم حيث كان ظفر بهم كمهها عههدل رسههول ا ّ المؤمنين عليه ال ّ
ن عليهم و عفى ،و كذلك صنع أمير المؤمنين عليههه عليه و آله و سّلم فى أهل مّكة إّنما م ّ
ل عليههه و آلههه بأهههل مّكههة
ى صّلى ا ّ
سلم بأهل البصرة حيث ظفر بهم بمثل ما صنع النب ّ ال ّ
حذو النعل بالنعل .
له بقههوم
و مثل قوله تعالى » يا أّيها الذين آمنوا مهن يرتهّد منكهم عههن دينههه فسهوف يههأتي ا ّ
يحّبهم و يحّبونه أذّلة على المؤمنين أعّزة على الكافرين « .
قال في مجمع البيان في تفسير الية قيل :هم أميههر المههؤمنين و أصههحابه حيههن قاتههل مههن
قههاتله مههن الّنههاكثين و القاسههطين و المههارقين ،و روى ذلههك عههن عمههار و حذيفههة و ابههن
سلم قال و روى ل عليه ال ّ
سلم و أبي عبد ا ّ ى عن أبي جعفر عليه ال ّ عّباس ،و هو المرو ّ
ل ما قوتل أهل هذه الية حّتى اليوم . سلم اّنه قال يوم البصرة :و ا ّ
ي عليه ال ّ
عن عل ّ
-----------
ههه ه ه
) ( 1هههه هه هه
] [ 24
و سيأتي لهذه الية مزيهد تحقيههق و تفصههيل بعههد الفهراغ مههن شهرح هههذا الفصههل فههي أّول
التنبيهات التية .
و شرح الفصل الثاني من المختار المأة و الخامس و الخمسين في الّتنبيه الّول منه ،
و قد عرفت في الّتنبيه الثاني منه و في شرح المختار الثالث و الثلثين تحقيههق الكلم فههي
ن مراجعتههاكفر البغاة و ساير أحكامهم ،فليراجع إلهى المواضهع اّلهتي اشهرنا إليهها ،فها ّ
يوجب مزيد البصيرة في المقام .
سههلم
ن أهل البغى اّلذين كان أمير المؤمنين عليههه ال ّ
و تعرف بما أوردناه هنا و فيما تقّدم أ ّ
مأمورا بقتالهم هم الناكثون و القاسطون و المارقون كما أوضحه بقوله :
) و أّما المارقة ( و هم خوارج النهروان اّلذين مرقههوا مههن الهّدين أى جههازوا منههه مههروق
سههادس و الثلثيههن سهم من الرمية حسبما عرفته في التذييل الّول من شههرح المختههار ال ّ ال ّ
ى ذّللتهم و قهرتهم حسبما عرفته في التذييل الثههانى منههه ) و أّمهها شههيطان
) فقد دّوخت ( أ ّ
ل من شّره ) بصعقة سمعت لها وجبة قلبه ( و اضطرابه ) الّردهة فقد كفيته ( أى كفانى ا ّ
جة صدره ( و زلزاله . ورّ
-----------
) ( 1هه ه هه ه هههه ه ه هه ه ههه ه ه ههههه ه ه
ههه هههه هه ه هه ه هههه ه ه ههههه ه ه ه هه
هههه ههههه ه ههه .
] [ 25
صههاعقة و هههى
ن المههراد بههها ال ّ
سلم عنههه بههها فقههد قيههل :إ ّ
و أّما الصعقة اّلتي كفى عليه ال ّ
ن علّيا لّما قابل القوم صاح بهم فكان ذو الّثدية مّمههن هههرب مههن صيحة العذاب لما روى أ ّ
صيحته حّتى وجد قتيل فى الحفرة المذكورة .
ن شيطان الّردهة أحد البالسة المردة مههن أولد ابليههس الّلعيههن قههال الشههارح و قال قوم :إ ّ
ل عليه و آله و أّنه كان يتعّوذ منههه ،و المعتزلى :ورووا فى ذلك خبرا عن الّنبى صّلى ا ّ
ب العقبههة هههو
ب العقبههة اى شههيطانها و لعههل أز ّ
ل عليه و آله هههذا أز ّ
هذا مثل قوله صّلى ا ّ
شيطان الّردهة بعينه فتارة يعّبر بهذا اللفظ و اخرى بذلك .
ن و يكون الشارة بهذا الكلم إلى ما وقع
أقول :و الظهر أن يكون المراد به شيطان الج ّ
سلم فى بئر ذات العلم .
منه عليه ال ّ
سههند السهّيد هاشههم البحرانههى فههى كتهاب مدينههة المعههاجز عههن ابههن شهههر
فقد روى السهّيد ال ّ
له بهن الحهارث عهن أبيهه ،عهن ابهن آشوب ،عن محّمد بن إسحاق ،عن يحيى بن عبد ا ّ
عّباس و عن أبي عمر و عثمان بن أحمد عن محّمد بن هههارون باسههناده عههن ابههن عبههاس
ل عليه و آلهى صّلى ا ّفى خبر طويل أّنه أصاب الّناس عطش شديد فى الحديبّية فقال الّنب ّ
سقاة إلى بئر ذات العلم فيأتينا بالمههاء و أضههمن لههه علههى
و سّلم هل من رجل يمضى مع ال ّ
ل الجّنة ؟
ا ّ
-----------
) ( 1ههه ههه ههه هههه هه هههه ه ه ه هه ه هه ه
هه ه ههههه هه ه هههههههه هه هه ه هه هه ه
هههه هه ه هههه ههههه ه ه ه هه هه ه ههههه ه :
ههههه ه هههه هه ه ه هههه ه هه هههه ههه ه
ههه هه ه ه هه ه ه ه ههه هه ه ) ه ( هه ه هه ه هه
هههههه هههه ههههه هههههه ه ههه
] [ 26
سا و حركة شديدة و قرع طبول و رأوا نيرانا تتقد بغير حطب فرجعوا خههائفين » خ لحّ
خائبين « .
شجر فاذا بنيران تضطرم بغيهر حطههب و أصههوات هائلهة و رؤوس ثّم مضى فلّما دخلنا ال ّ
جة و هو يقول :اّتبعوني و ل خوف عليكم و ل يلتفت أحد منكم يمينهها و ل طعة لها ض ّ مق ّ
شمال .
شجر و وردنا الماء فأدلى البراء بن عازب دلههوه فههي الهبئر فاسههتقى دلههوا و
فلّما جاوزنا ال ّ
دلوين ثّم انقطع الّدلو فوقع فى القليب ،و القليب ضّيق مظلم بعيد القعر ،
-----------
) ( 1هههههه ههههه ههههه هههههه هههههه هه
ههه ههه هه هههههه هه ههههه ه ههههه ه ههه
-----------
) ( 2ههههه ههه هههه هه ه ههه
] [ 27
سلم :من يرجع الى عسكرنا فيأتينا بدلو و رشا ؟ 1فقال أصحابه عليه
ي عليه ال ّ
فقال عل ّ
سلم :
ال ّ
ل علههوا و جعههل
من يستطيع ذلك ،فائتزر بمئزر و نزل في القليب و مهها تههزداد القهقهههة إ ّ
سلم ينحدر في مراقي القليب إذ زّلت رجله فسقط فيه ،ثّم سههمعنا وجبههة شههديدة و عليه ال ّ
ى عليههه الصههلة واضههطرابا و غطيطههاكغطيط المخلههوق » المخنههوق ظ « ثهّم نههادى عله ّ
ل ،هلّموا قربكم
ل و أخو رسول ا ّ ل أكبر أنا عبد ا ّ
ل أكبر ا ّ
السلم و التحّية و الكرام :ا ّ
فأفعمها و أصعدها على عنقه شيئا فشيئا و مضى بين أيدينا فلم نر شيئا فسمعنا صوتا .
لههههههههههههههههههههههه ذى اليهههههههههههههههههههههههات
مثهههههههههههههههههههههههل رسهههههههههههههههههههههههول ا ّ
ي كاشههههههههههههههههههههههههههههههههف الكربههههههههههههههههههههههههههههههههات
أو كعلهههههههههههههههههههههههههههههههه ّ
سلم
فارتجز أمير المؤمنين عليه ال ّ
صههههههههههههههههههههههههههههههارم القضههههههههههههههههههههههههههههههيبا
إذا هههههههههههههههههههههههههههههههززت ال ّ
أبصرت منه عجبا عجيبا
جة و للسههنتها لجلجههة ،ل عليه و آله و سّلم :أّما الّرؤوس اّلتي رأيتم لها ضه ّ
فقال صّلى ا ّ
ل منهههم صههرفا و ل فذلك مثل قومي معي يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم و ل يقبل ا ّ
عدل و ل يقيم لهم يوم القيامة وزنا .
و أما النيران بغير حطب ففتنة تكون في أمتي بعدي القائم فيها و القاعد سواء
-----------
) ( 1ههههه هههه ه هه هه هه ههه ه ه ههه هه ه ه
ههههه ه ههه
-----------
هه
) ( 2ههههه ه ه هه ههه ههه ههههه هه ه ههه
هههه ههه هههه ههه ههههه هه هههه ه ههه
-----------
) ( 3ههههه هههههه ههههههه ههههه ه ههه .
] [ 28
و أّما الهاتف اّلذى هتف بك فذلك سلقعة و هو سملقة » كذا « بن غههداف الههذى قتههل عههدّو
ل مسعرا شيطان الصنام اّلذى كان يكّلم قرين منها و يشرع في هجائي ،هذا . ا ّ
سلم ) و بقيت بقّية من أهل البغي ( أراد به معاوية و أصحابه لنه لم يكههنو قوله عليه ال ّ
أتى عليهم بأجمعهم ،بل بقيت منهم بقّية بمكيدة التحكيم حسبما عرفته في شههرح المختههار
الخامس و الثلثين .
ى بن حههاتم و كههان معههه ي بن إبراهيم بسنده عن عد ّ سلم عل ّ و نظيره ما رواه عنه عليه ال ّ
سلم فى مردبه » كذا « أن عليا قال ليلة الهريههر بصهّفين حيههن التقههى مههع معاويههة عليه ال ّ
له
ن معاوية و أصحابه ،ثّم قال فى آخر قوله :إنشاء ا ّ رافعا صوته يسمع أصحابه :لقتل ّ
تعالى ،يخفض بها صوته ،و كنت قريبا منه فقلت :يا أمير المؤمنين إّنك حلفت
] [ 29
ل ما يتشّذر فى أطراف الرض تشّذرا ( كلمة ما هنا بمعنى مههن سلم ) :إ ّ
و قوله عليه ال ّ
ل من يتفّرق فى أطرافها تفّرقا ممنّ لم يتههّم
كما فى قوله » :و السماء و ما بناها « ،أى إ ّ
أجله ثّم نّبه على نجدته و شجاعته بقوله :
) أنا وضعت فى الصغر بكلكل العرب ( استعار لفههظ الكلكههل للكههابر و الرؤسههاء مههن
العرب و أشراف القبايل اّلذين قتلهم في صدر السلم ،و الجامع للستعارة كونهم سبب
ن الكلكههل للجمههل كههذلك سههبب
قّوة العرب و مقّدميهم و بهم انتهاضهههم إلههى الحههرب كمهها أ ّ
لنهوضه و قيامه و قوته و مقدم أجزائه .
و يجوز أن يكون من باب الستعارة بالكناية ،بأن يشبه العرب بجمههال مسههتجلت ذوات
الصدور و الكلكل في القّوة ،فيكون اثبات الكلكل تخييل ،و الوضع ترشيحا .
ن إناخة الجمل
سلم بوضعه لهم إلى قهرهم و إذللهم كما أ ّي تقدير فأشار عليه ال ّ
و على أ ّ
يستلزم قهره و إذلله قال الشاعر :
ل مناخهههههههههههههههههههههههة
كإ ّ
مراجيهههههههههههههههههههههههح مههههههههههههههههههههههها تنفههههههههههههههههههههههه ّ
على الحتف أو ترمى بها بلدا قفرا
و إن شئت أن تعرف انموزجا من قتله و قتاله و إذلله للكلكههل و الشههجعان فاسههتمع لمهها
سلم في أّول غزاة كانت في السلم و هي غزوة بدر ،و قههد كههانت تلههك وقع منه عليه ال ّ
الغزوة على رأس ثمانية عشر شهرا من الهجرة كما في كشف الغمة و كههان عمههره عليههه
سلم إذ ذاك سبعة و عشرين سنة .
ال ّ
قال المفيد في الرشاد :و أما الجهاد اّلذى ثبتههت بههه قواعههد السههلم ،و اسههتقّرت بثبههوته
سلم بما اشتهر ذكره في صص منه أمير المؤمنين عليه ال ّ شرايع المّلة و الحكام ،فقد تخ ّ
ص و العاّم ،و لم يختلف فيههه العلمههاء ،و ل تنههازع
النام ،و استفاض الخبر به بين الخا ّ
ل غفل لم يتأّمل في الخبار ،و ل دفعه أحد مّمن نظر ك فيه إ ّ
في صحته الفهماء ،و ل ش ّ
ل معاند بّهات ل يستحيي من العار . في الثار إ ّ
] [ 30
و راموا التأخر عنها لخوفهم منها و كراهتهم لها على ما جاء به محكم الّذكر فى التبيان .
ن المشهركين حضهروا بهدرا مصهّرين علهى القتهال ، و كان من جملهة خهبر ههذه الغهزاة إ ّ
مستظهرين فيه بكثرة الموال ،و العدد و العّدة و الّرجال ،و المسلمون إذ ذاك نفر قليههل
عدد هناك ،و حضرته طوايف منهم بغيههر اختيههار ،و شهههدته علههى الكراهههة منههها لههه و
الضطرار .
فتحّدتهم قريش بالبراز و دعتهههم إلههى المصههافة و النههزال و اقههترحت 1فههي اللقههاء منهههم
ل عليه و آله من ذلههك فقههال
ي صّلى ا ّالكفاء ،و تطاولت النصار لمبارزتهم فمنعهم النب ّ
لهم :
ثّم أمر علّيا أمير المؤمنين بالبروز إليهم ،و دعهها حمههزة بههن عبههد المطلههب و عبيههدة ابههن
ل عليهما أن يبرزا معه ،فلّما اصطفوا لهههم لههم يثبتهههم 2القههوم لنهههم
الحارث رضوان ا ّ
كانوا قد تغّفروا فسألوهم من أنتم ،فانتسبوا لهم ،فقالوا :أكفاء كههرام ،و نشههبت الحههرب
بينهم .
سلم فلم يلبثه حّتى قتله ،و بارز عقبة حمههزة رضههي و بارز الوليد أمير المؤمنين عليه ال ّ
له فهاختلفت بينهمها ضهربة قطعهت ل عنهه فقتلههه حمهزة ،و بهارز شههيبة عبيهدة رحمهه ا ّ
ا ّ
سلم بضربة بدر بها شههيبة فقتلههه ،وإحداهما فخذ عبيدة ،فاستنقذه أمير المؤمنين عليه ال ّ
شركه فى ذلك حمزة .
فكان قتل هؤلء الثلثة أّول وهن لحق المشركين ،و ذلّ دخل عليهم ،و رهبههة اعههتراهم
بها الّرعب من المسلمين ،و ظهر بذلك امارات نصر المسلمين .
ثّم بارز أمير المؤمنين العاص بن سعيد بن العاص بعد أن أحجم عنه من سواء
-----------
) ( 1هه هههه
-----------
) ( 2هه هه هههههه هه ههههههه ه ههه
] [ 31
فلم يلبثه أن قتله ،و برز إليه حنظلة بن أبي سفيان فقتله ،و بههرز إليههه طعيمههة بههن عههدى
فقتله ،و قتل بعده نوفل بن خويلد و كان من شياطين قريش .
سلم يقتل واحدا منهم بعد واحد حّتى أتى على شطر المقتولين منهههم ،و و لم يزل عليه ال ّ
كانوا سبعين رجل توّلى كاّفة من حضر بدرا من المسلمين مع ثلثههة آلف مههن الملئكههة
سلم قتل الشطر الخر وحههده المسّومين قتل الشطر منهم ،و توّلى أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل له و تأييده و توفيقه و نصره و كان الفتح له بذلك على يديه . بمعونة ا ّ
له المهؤمنين
ل وّلهى الهّدبر بهذلك منهزمها ،و كفهى ا ّ
شاهت الوجوه ،فلم يبق أحهد منههم إ ّ
صة الّرسول عليههه و
سلم و شركائه في نصرة الّدين من خا ّ القتال بأمير المؤمنين عليه ال ّ
آله السلم و من أّيدهم به من الملئكة الكرام .
صة معا أسماء اّلذين توّلى أمير المؤمنين عليهه قال المفيد :و قد أثبتت رواة العامة و الخا ّ
سلم قتلهم ببدر من المشركين على اّتفاق فيمهها نقلههوه مههن ذلههك و اصههطلح فكههان مّمههن ال ّ
سّموه :الوليد بن عتبة كما قّدمناه و كان شههجاعا جرئيهها و قاحهها فاتكاتههها بههه الّرجههال ،و
العاص بن سعيد و كان هول عظيمهها تهها بههه البطهال ،و ههو اّلههذى حهاد عنههه عمههر بهن
ى بهن نوفهل و كهان مهن رؤوس أههل الضهلل ،و نوفهل ابهن طاب ،و طعيمة بن عد ّ الخ ّ
له عليههه و آلههه و سهّلم و كههانت ل صّلى ا ّ خويلد و كان من أشّد المشركين عداوة لرسول ا ّ
ظمه و تطيعه و هو اّلههذى قههرن أبهها بكههر و طلحههة قبههل الهجههرة بمكههة و قريش تقّدمه و تع ّ
له
أوثقهما بحبل و عّذبهما يوما إلى الليل حّتههى سههئل فههي أمرهمهها و لّمهها عههرف رسههول ا ّ
ل أن يكفيه أمههره فقههال :الّلههّم اكفنههي نوفههل بههن
ل عليه و آله حضوره بدرا سأل ا ّ صّلى ا ّ
سلم .خويلد ،فقتله أمير المؤمنين عليه ال ّ
و زمعة بن السود ،و عقيل بن السود ،و الحارث بهن زمعهة ،و النضهر بهن الحهارث
ل ،و عثمههان ،و ابن عبد الّدار ،و عمير بن عثمان بن كعب بن تيم عّم طلحة بن عبيد ا ّ
ل ،و مسعود بن أبي امّية بههن المغيههرة ،و قيههس ل أخوا طلحة بن عبيد ا ّ
مالك ابنا عبيد ا ّ
بن الفاكهة ابن المغيرة ،و حذيفة بن أبى حذيفة بن المغيههرة ،و أبههو قيههس بههن الوليههد بههن
المغيرة ،
] [ 32
و حنظلة بن أبي سفيان ،و عمرو بن مخذوم ،و أبو المنذر بن أبي رفاعههة ،و منيههة بههن
سهمي ،و العاص بن منية ،و علقمة بن كلدة ،و أبو العاص بن قيس بن عدى الحجاج ال ّ
ل ه بههن المنههذر بههن
،و معاوية ابن المغيرة بن أبي العاص ،و لوذان بن ربيعة ،و عبههد ا ّ
أبي رفاعة ،
و مسعود بن امّية بن المغيرة ،و حاجب بن السايب بن عويمر ،و اوس بن المغيههرة بههن
لوذان ،و زيد بن مليص ،و عاصم بن أبي عوف ،و سعيد بن وهب حليف بنى عامر ،
سههائبل بن جميل بن زهير بن الحارث بن أسههد ،و ال ّ و معاوية ابن عبد القيس ،و عبد ا ّ
بن مالك ،و أبو الحكم بن الخنس ،و هشام بن أبي امّية بن المغيرة .
سهلم فيهه
فذلك ستة و ثلثون رجل سوى من اختلف فيه أو شرك أمير المههؤمنين عليهه ال ّ
غيره ،و هم أكثر من شطر المقتولين ببدر على ما قّدمناه .
ل دعامههههههههههههههههههة
أيههههههههههههههههههن الكهههههههههههههههههههول و أيههههههههههههههههههن كهههههههههههههههههه ّ
فههههههههههههههههى المعضههههههههههههههههلت و ايههههههههههههههههن زيههههههههههههههههن البطههههههههههههههههح
-----------
) ( 1ههههه ه ههههه ه ه ه ههه هه ههه هه
ههه هه ه هه ه هههه ه هههه ه ه ه ههه هههه ه ه
ههههه هههه هه ههه هههه ه هه ه ههههه ه ه هه
هه ههههه ه ه هههههه هههه هه ههههه هههههه
ه هههه ههههه هه هه ه ه ههه ه هههه ه ه هه ه ه
هههه ه هه هه هه ههههه هه ههه هه ه ه هه ههه
هه هه ههه ه هه ههه ه ه هههه ه ه هههه هه هه ه
ههه ه هه هه ه ههه ههههههه ه هه ه ههههههه ه
ههه هه هههه هههههه ههه هه ههههههه ه هههه هه
هه ه ه ههه ههه ه ههه ه هههه ههه ه هههه ه ه هه
ههه هه هه ه ه هههههه ه ه ههههه هه ه
ههههههههههه ه ه ههههه ههههه هه
] [ 33
) و كسرت نواجم قرون ربيعة و مضههر ( و السههتعارة فههي هههذه القرينههة مثههل اّلههتي فههي
سابقتها ،فتحتمل الستعارة التحقيقية بأن يراد تشبيه رؤساء القبيلههتين و انجههادهم بقههرون
ن القههرن آلههة الحههرب و صولة و المحاربة للقبيلتين كما أ ّ
الحيوان ،لّنهم أسباب القّوة و ال ّ
صيال للكبش .النطح و ال ّ
و تحتمل الستعارة المكنّية بأن يراد تشبيه القبيلتين بالكبش ذوات القرون في الصّههولة و
القّوة ،فيكون اثبات القرن تخييل ،و الكسر و الّنواجم ترشههيحا ،و المههراد بكسههره عليههه
ن الكبش اذا انتطح بكبش آخر فانكسههر قرنههه سلم نواجم قرونهم قهرهم ،و اذللهم ،ل ّ ال ّ
يغلب و يهرب .
ل عليه
ل صّلى ا ّ
سلم من ربيعة و مضر فى مجاهداته بين يدى رسول ا ّ و قد قتل عليه ال ّ
و آله و سّلم و بعده في الجمل و صّفين جما غفيرا يكاد أن يكون أغزر من قطر المطر و
شجر ،و لنعم ما قال كاشف الغّمة :
أكثر من عدد النجم و ال ّ
ثّم ذكر المخاطبين بمناقبه الجميلة و مفاخره الجليلة ،و عّد منههها تسههعا الولههى مهها أشههار
له عليههه و آلههه و سهّلم بالقرابههة
له صهّلى ا ّ
اليه بقوله ) و قد علمتم موضعى مههن رسههول ا ّ
ل و أبا طالب أخوان لب و أّم ،دون غيرهمهها مههن بنههي عبههد ن أبويهما عبد ا ّ
القريبة ( ل ّ
سلم زوج ابنتههه فاطمههة المطلب فهما ابنا عّم مضافا إلى علقة المصاهرة و كونه عليه ال ّ
ل عليها .
سلم ا ّ
و الى هذه القرابة اشيرت في قوله سبحانه » هو اّلذى خلق من الماء بشرًا فجعله نسههبًا و
صهرًا « .
روى في غاية المرام عن المالكي في فصول المهّمة عن محّمد بن سيرين فههي هههذه اليههة
له وي بن أبيطالب ابن عهّم رسهول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم و عل ّ
أّنها نزلت في الّنبي صّلى ا ّ
زوج ابنته فاطمة فكان نسبا و صهرا .
ل عليههه
ل صّلى ا ّ
و فيه عن الشيخ فى أماليه بسنده عن انس بن مالك قال :ركب رسول ا ّ
و آله
] [ 34
ذات يوم بغلته فانطلق الى جبل آل فلن و قال :يا أنس خذ البغلههة و انطلههق إلههى موضههع
كذا و كذا تجد علّيا جالس يسّبح بالحصى ،فاقرءه منى السلم و احمله على البغلة و ايت
ى.به إل ّ
له
قال أنس :فنظرت إلى سحابة قد أظّلتهما و دنت مههن رؤوسههيهما ،فمهّد الّنههبى صهّلى ا ّ
ي و قههال :كههل
عليه و آله و سّلم يده إلى السحابة فتناول عنقود عنب فجعله بينه و بين عل ّ
يا أخي .
له
له صهّلى ا ّ
ل قال :سمعت علّيا ينشههد و رسههول ا ّ
و فى كشف الغمة عن جابر بن عبد ا ّ
عليه و آله و سّلم يسمع :
لهههههههههههههههههه منفههههههههههههههههههرد
جههههههههههههههههههّدي و جههههههههههههههههههّد رسههههههههههههههههههول ا ّ
و فههههههههههههههههههههههاطم زوجههههههههههههههههههههههتى ل قههههههههههههههههههههههول ذي فنههههههههههههههههههههههد
] [ 35
و شرحها بقوله ) وضعني في حجره ( و رّباني ) و أنا وليد ( طفل صغير ) يضّمني إلى
سني جسههده و يش هّمني صدره و يكنفني ( أي يضّمنى إلى كنفه و حضنه ) في فراشه و يم ّ
عرفه ( أى ريحه الطّيب ) و كان يمضغ الشىء ثّم يلقمنيه ( و هههذا كّلههه إشههارة إلههى شهّدة
ل عليه و آله له و قيامه بأمره و يوضههحه مها رواه الشههارح المعهتزلى عههن تربيته صّلى ا ّ
طبرى فى تاريخه قال :حّدثنا ابن حميد قال حّدثنا سلمة قال ح هّدثني محّمههد بههن إسههحاق ال ّ
ل بن نجيح عن مجاهد قال :
قال حّدثنى عبد ا ّ
ل له و أراد به مههن الخيههر ي بن أبيطالب و ما صنع ا ّ ل على عل ّل عّز و ج ّكان من نعمة ا ّ
ل ه ص هّلى
ن قريشا أصابتهم أزمة 1شديدة و كان أبو طالب ذا عيال كثير فقال رسههول ا ّ أّ
ن أخاك أبا طالب كههثير العيههال ل عليه و آله و سّلم للعّباس و كان من أيسر بني هاشم :إ ّا ّ
و قد ترى ما أصاب الّناس من هذه الزمة فانطلق بنا فنخّفف عنه من عياله آخذ من بنيههه
واحدا و تأخذ واحدا فنكفيهما عنه ،فقال العّباس :نعم ،فانطلقا حّتى أتيا أبهها طههالب فقههال
له :إّنا نريد أن نخّفف عنك من عيالك حّتى ينكشف عن الناس ما هم فيه ،
ل عليههه و آلهههل صّلى ا ّفقال لهما :إن تركتما لي عقيل فاصنعا ما شئتما ،فأخذ رسول ا ّ
ي بههن أبههي طههالب و سّلم عليا فضّمه إليه ،و أخذ العّباس جعفرا فضّمه إليه ،فلم يزل عله ّ
سههلمي عليههه ال ّ
له نبّيهها ،فهاتبعه عله ّ
ل عليه و آله و سّلم حّتى بعثه ا ّ
ل صّلى ا ّ
مع رسول ا ّ
فأقّر به و صّدقه ،و لم يزل جعفر عند العّباس حّتى أسلم و استغنى عنه .
لهشارح المعتزلي عن الفضل بن عبههاس قههال :سههألت أبههي عههن ولههد رسههول ا ّ و روى ال ّ
ل عليههه و آلههه و سهّلم أشهّد
ل صّلى ا ّ
ل عليه و آله و سّلم الّذكور أّيهم كان رسول ا ّ صّلى ا ّ
ب إليههه مههن
ي بن أبيطالب ،فقلت :سألت لك عن بنيه ،فقال :إّنه كان أح ّ حّبا ،فقال :عل ّ
ل أن يكههون فههي سههفر بنيه جميعا و أرءف ما رأيناه زايلة يوما من الّدهر منذ كههان طفل إ ّ
شههارح :و ي له قال ال ّ
ي و ل ابنا أطوع لب من عل ّ لخديجة و ما رأينا أبا أبّر بابن منه لعل ّ
روى جبير بن مطعم قال :قال أبي مطعم بن عدي لنا و نحن
-----------
) ( 1ه هه ههههه ههههههه ) ههه (
] [ 36
لت
ب هذا الغلم يعني علّيا لمحّمد و اّتبههاعه لههه دون أبيههه و ال ّ
صبيان بمّكة :أل ترون ح ّ
و العّزى لوددت أّنه ابني بفتيان بني نوفل جميعا .
سلم قال :سمعت زيههدا ي بن الحسين عليه ال ّشارح :و روى الحسين بن زيد بن عل ّ قال ال ّ
ل عليه و آله و سّلم يمضغ الّلحمة و التمرة حّتههى تليههن
ل صّلى ا ّ
أبي يقول :كان رسول ا ّ
ي و هو صغير في حجره . و يجعلهما في فم عل ّ
الثالثة ما أشار إليه بقوله ) و ما و جد لي كذبة في قول و ل خطلة في فعههل ( أى لههم تجههد
مّنى كذبا و خطاء أبدا و لو مهّرة واحههدة ،لوجههود العصههمة المانعههة فيههه و فههي زوجتههه و
ل عليهم أجمعين من القههدام علههى الهّذنوب صههغيرها و كبيرهها الطّيبين من أولده سلم ا ّ
باّتفاق المامّية و حكم آية الّتطهير و غيرها ،فل يقع منهم ذنب أصلل عمدا و ل نسيانا
و ل خطاء .
روى في البحار من الخصال قال :قوله تعالى » ل ينال عهدى الظههالمين « عنههى بههه أنّ
ل طرفهة عيههن و إن أسهلم بعههد المامة ل تصلح لمن قد عبهد صهنما أو وثنها أو أشهرك بها ّ
ل» ل عّز و جهه ّ
شرك قال ا ّ ذلك ،و الظلم وضع الشيء في غير موضعه و أعظم الظلم ال ّ
شرك لظلم عظيم « و كذلك ل تصلح لمن قد ارتكب من المحارم شههيئا صههغيرا كههان ن ال ّ
اّ
أو كبيرا و إن تاب منه بعد ذلك ،و كذلك ل يقيم الحّد من في جانبه حّد .
ل عليههه علههى
ل ع هّز و ج ه ّ
صا ّ
ل بن ّ
ل معصوما ،و ل تعلم عصمته إ ّ فاذا ل يكون المام إ ّ
ن العصههمة ليسهت فهى ظههاهر الخلقهة فههترى له عليهه و آلهه و سهّلم ،ل ّ
لسان نبّيه صهّلى ا ّ
لم الغيوب . ل بتعريف ع ّسواد و البياض و ما أشبه ذلك و هى مغيبة ل تعرف إ ّ كال ّ
و قد مضى وجههوب عصههمة المههام بتقريههر آخههر فههي مقهّدمات الخطبههة الثالثههة المعروفههة
شقشقّية .
بال ّ
] [ 37
ي البههاقر عليهمهها
ن بعض أصحاب أبي جعفر محّمد بن عل ّ شارح المعتزلي :روى ا ّقال ال ّ
ل من ارتضى مههن رسههول ،فههاّنه يسههلك مههن بيههن ل»إ ّ ل عّز و ج ّ
سلم سأله عن قول ا ّ ال ّ
ل بأنبيائه ملئكههة يحصههون أعمههالهم و سلم يوّكل ا ّيديه و من خلفه رصدًا « فقال عليه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم ملكهها عظيمهها منههذيؤّدون إليه تبليغهم الرسالة ،و وّكل بمحّمد صّلى ا ّ
فصههل عههن الّرضهها ) ع ( يرشههده إلههى الخيههرات و مكههارم الخلق و يسهّده عههن الشهّر و
ل و هههو شهها ّ
ب سلم عليك يا محّمد يا رسول ا ّ
مساوى الخلق ،و هو الذي كان يناديه ال ّ
ن ذلك من الحجر و الرض فيتأّمل فل يرى شيئا . نأّ لم يبلغ درجة الّرسالة بعد فيظ ّ
ظاهر على ما يستفاد من الخبار و اشير إليه في غير واحدة مههن اليههات :إنّ أقول :و ال ّ
له عليههه و آلههه و سهّلم و
ي صهّلى ا ّ
المراد بهذا الملك هههو روح القههدس المخصههوص بههالنب ّ
عترته الطهار الخيار .
ي بهن إبراهيهم فهي لمة المجلسي » ره « فى البحار مهن تفسهير عله ّ فقد روى المحّدث الع ّ
قوله » و يسئلونك عن الّروح قل الّروح من أمر رّبي « حّدثنى أبي عههن ابههن أبههي عميههر
سلم قال :هو ملك أعظم من جبرئيل و ميكائيل كان ل عليه ال ّ
عن أبي بصير عن أبيعبد ا ّ
ل عليه و آله و سهّلم و هههو مههع الئمههة ،و فههى خههبر آخههر هههو مههن ل صّلى ا ّمع رسول ا ّ
الملكوت .
و فيه منه فى قوله تعالى » اولئك كتب فى قلوبهم اليمان « هم الئمههة » و أّيههدهم بههروح
ل عليههه و آلههه
ل صّلى ا ّمنه « قال :ملك أعظم من جبرئيل و ميكائيل و كان مع رسول ا ّ
سلم .
و سّلم و هو مع الئمة عليهم ال ّ
و فيه من كتاب الختصاص و بصائر الّدرجات بسندهما عن أبى بصير قال :
ل تبارك و تعالى » و كههذلك أوحينهها إليههك روحهاًسلم عن قول ا ّل عليه ال ّسألت أبا عبد ا ّ
له أعظهم مهنمن أمرنا ما كنت تدرى ما الكتهاب و ل اليمهان « قهال :خلهق مهن خلهق ا ّ
ل عليه و آله و سّلم يخبره و يسّدده و هههول صّلى ا ّجبرئيل و ميكائيل ،كان مع رسول ا ّ
مع الئمة من بعده .
سههلم
له عليههه ال ّ
و فيه من البصاير مسندا عن سماعة بن مهران قههال :سههمعت أبهها عبههد ا ّ
ل ه عليههه و
ل صّلى ا ّ ن الّروح خلق أعظم من جبرئيل و ميكائيل كان مع رسول ا ّ يقول :إ ّ
آله و سّلم
] [ 38
يسّدده و يرشده و هو مع الوصياء من بعههده و فيههه مههن البصههاير عههن الههبرقى عههن أبههى
ل» سلم رجل و أنا حاضر عن قول ا ّ ل عليه ال ّالجهم عن ابن اسباط قال :سأل أبا عبد ا ّ
و كذلك أوحينا إليك روحًا من أمرنا « فقال :
و الخبههار فههى هههذا المعنههى كههثيرة و ل حاجههة إلههى الكثههار و الطالههة ،و المسههتفاد مههن
سههلم فيههها :و
سههلم و قههوله عليههه ال ّ
ي و الئمة عليهههم ال ّ
الّرواية الخيرة اختصاصه بالنب ّ
سههر
ن حصول تلههك المرتبههة الجليلههة و المنقبههة العظيمههة ل يتي ّ ليس كّلما طلب وجد معناه أ ّ
ل يوتيه من يشاء . بالطلب بل ذلك فضل ا ّ
الرابعة ما أشار إليه بقوله ) و لقد كنت اّتبعه اّتباع الفصيل ( و هو ولد الناقة ) أثر اّمههه (
و هو اشارة إلى فرط ملزمته له و عدم مفهارقته إّيههاه ليلههه و نهههاره سهفرا و حضهرا فهي
خلواته و جلواته .
سلم إذا كان ملزما له غيههر مفههارق منههه يكههونن أمير المؤمنين عليه ال ّ
تعرف من ذلك أ ّ
ل عليه و آله و سّلم في سههلوك مسههالك مكههارم الخصههال و محامههد الفعههالتاليا له صّلى ا ّ
مقتبسا من أنواره مقتفيا لثاره كما أوضحه بقوله :
] [ 39
ل سنة بحراء ( و يعتزل عههن الخلههق الخامسة ما أشار إليه بقوله ) و لقد كان يجاور فى ك ّ
و يتخّلههى للعبههادة ) فههأراه و ل يههراه ( أحههد ) غيههرى ( قههال الشههارح المعههتزلى :حههديث
له عليههه و آلههه كههان
مجاورته بحراء مشهور ،قد ورد فههى الكتههب الصههحاح أنههه صهّلى ا ّ
ل سههنة شهههرا ،و كههان يطعههم فههى ذلههك الشهههر مههن جههاءه مههن
يجههاور فههى حههراء مههن كه ّ
المساكين ،فاذا قضى جواره من حراء كان أّول مهها يبههدء بههه إذا انصههرف أن يههأتي بههاب
ل من ذلك ثّم يرجع إلى بيتههه حههتى الكعبة قبل أن يدخل بيته فيطوف بها سبعا أو ما شاء ا ّ
ل فيها بالّرسالة ،فجاور فى حراء شهههر رمضههان و معههه أهلههه جائت السنة التى أكرمه ا ّ
ل عليه و آله ي بن أبيطالب و خادم لهم ،فجاءه جبرئيل بالّرسالة قال صّلى ا ّ خديجة و عل ّ
:جائنى و أنا نائم بنمط فيه كتاب فقال :اقرء ،قلت :ما أقرء ؟ فغشني حّتههى ظننههت أّنههه
الموت ،ثّم أرسلني فقال » اقرء باسم رّبك اّلذي خلق » إلى قههوله « عّلهم النسهان مهها لهم
يعلم « ،فقرأته ثّم انصرف عّنى ،فنّبهت من نومي و كأّنما كتب فى قلبي كتاب الحههديث
ي بههن إبراهيههم و ابههن شهههر
ي عههن عله ّلمههة المجلسه ّ
و في كتاب حيوة القلوب للمحّدث الع ّ
ل ه ص هّلىن رسول ا ّ سرين أ ّآشوب و الطبرسي و الّراوندي و غيرهم من المحّدثين و المف ّ
ل عليه و آله و سّلم كان قبل مبعثه يعتزل عن قومه و يجاور الحراء و يفرغ لعبادة رّبه ا ّ
صههادقة ول يسّدده و يهديه و يرشده بههالّروح القههدس و الرؤيهها ال ّ سبحانه ،و كان عّز و ج ّ
أصوات الملئكة و اللهامات الغيبية ،فيدرج فههي مههدارج المحّبههة و المعرفههة ،و يعههرج
إلى معارج القرب و الّزلفي ،و كان سبحانه يزّينه بالفضههل و العلههم و محامههد الخلق و
محاسن الخصال و ل يراه أحههد فههي أّيههام مجههاورته بههه و خلل تلههك الحههوال غيههر أميههر
سلم و خديجة . المؤمنين عليه ال ّ
له
السادسة ما أشار إليه بقوله ) و لم يجمع بيت واحههد يههومئذ فههي السههلم غيههر رسههول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم و خديجههة و أنها ثالثهمهها ( هههذا الكلم صههريح فهي سههبقه علهى صّلى ا ّ
جميههع مههن سههواه مههن الّرجههال بالسههلم ،و نظيههره قههوله فههي المختههار المههأة و الحههد و
الثلثين :الّلهم إّني أّول من أناب و سمع و أجاب
] [ 40
صلة .
ل عليه و آله بال ّ
ل صّلى ا ّ
ل رسول ا ّ
لم يسبقني إ ّ
و قد تقّدم في شرح المختار المههذكور تحقيههق تقهّدمه بالصّههلة و السههلم كمهها هههو مههذهب
المامية تفصيل و أبطلنا تقّدم اسلم أبي بكر عليه كما ذهب إليه شرذمة مههن العثمانّيههة و
أوردنا ثّمة من الدّلة و الخبار و الشعار في هذا المعنى ما ل مزيد عليه و أقتصههر هنها
على روايتين تقّدمتا هناك اجمال و نرويهما هنا تفصيل .
احداهما عن كاشف الغّمة عن عفيف الكندي قال :كنت امرءا تاجرا فقدمت الح هجّ فههأتيت
له إنهى لعنهدهالعّباس بن عبد المطلب لبتاع منه بعض الّتجارة ،و كان امرءا تاجرا فو ا ّ
بمنى إذ خرج رجل من خباء قريب منه ،فنظر إلى الشمس فلّما رآها قد مالت قام يصّلى
.
قال :ثّم خرجت امرأة من الخباء اّلذى خرج منه ذلههك الّرجههل فقههامت خلفههه فصهّلت ،ثهّم
خرج غلم حين راهق الحلم من ذلك الخباء فقام معه فصّلى .
طلههب ابههن
ل بن عبد الم ّ
قال :فقلت للعباس :من هذا يا عّباس ؟ قال :هذا محّمد بن عبد ا ّ
أخي قال :فقلت :من هذه المرأة ؟ قال :امرأته خديجة بنت خويلد قال :
ي بن أبيطالب ابن عّمه فقلت له :مهها هههذا الههذى يصههنع ؟فقلت :من هذا الفتي ؟ قال :عل ّ
ل امرأته و ابن عّمه هههذا الفههتي وي و لم يتبعه على أمره إ ّ
قال :يصّلي و هو يزعم أّنه نب ّ
هو يزعم أّنه سيفتح عليه كنوز كسرى و قيصر ،و كان عفيف و هو ابن عّم الشعث بن
ل السلم يههومئذ فههأكون قيس يقول بعد ذلك و هو أسلم و حسن إسلمه :لو كان رزقني ا ّ
سلم . ي عليه ال ّ
ثانيا مع عل ّ
قال كاشف الغمة :و قد رواه بطوله أحمد بن حنبل فى مسنده ،نقلته مهن اّلهذى اختهاره و
جمعه عّز الّدين المحّدث ،و تمامه من الخصايص بعد قوله ثّم استقبل الّركن و رفع يههديه
فكّبر ،و قام الغلم و رفع يديه و كّبر ،و رفعت المرأة يديها فكّبههرت و ركههع و ركعهها و
سجد و سجدا و قنت و قنتا ،فرأينا شيئا لم نعرفه أو شيئا حدث بمّكة فأنكرنا ذلك و أقبلنهها
على العّباس فقلنا له يا أبا الفضل الحديث بتمامه .
و الرواية الثانية قّدمناها هناك من البحار من مناقب ابن شهر آشوب من
] [ 41
طههبرىكتاب محّمد بن إسحاق و أرويها هنا بتفصيل من شرح المعتزلي رواها هنا عن ال ّ
عن ابن حميد عن سلمة عن محّمد بن إسحاق ،و رواها أيضا في تاسع المختار من بههاب
سيرة و المغازى لمحّمد بن إسحاق قال الشارح المعهتزلي :فهاّنه كتههاب الكتب من كتاب ال ّ
معتمد عند أصحاب الحديث و المؤّرخين ،و مصّنفه شيخ الّناس كّلهم قال :
ل و رسالة محّمد أحد مههن سلم إلى اليمان با ّقال محّمد بن إسحاق :لم يسبق علّيا عليه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم .ل صّلى ا ّ
ل أن تكون خديجة زوجة رسول ا ّ الّناس ،الّلهّم إ ّ
ل عليه و آله و سّلم يا ن أبا طالب عثر عليهما يوما و هما يصّليان فقال لمحّمد صّلى ا ّ ثّم إ ّ
ل و دين ل عليه و آله و سّلم :أى عّم هذا دين ا ّ ابن أخي ما هذا اّلذى تفعله ؟ فقال صّلى ا ّ
ل ه بههه رسههول إلههى ل عليه و آله بعثنى ا ّ ملئكته و رسله و دين أنبيائه أو كما قال صّلى ا ّ
ي ما هذا اّلذى تصنع قال سلم أى بن ّي عليه ال ّالعباد » إلى أن قال « فزعموا أّنه قال :لعل ّ
ل و رسوله و صههدقته فيمهها جههاء بههه و صههليت إليههه و اّتبعههت قههول نههبّيه :يا أبتاه آمنت با ّ
ل إلى خير فالزمه . فزعموا أّنه قال له أما اّنه ل يدعوك أو لن يدعوك إ ّ
السابعة ما أشار إليه بقوله ) أرى نور الوحى و الّرسالة و أشّم ريح الّنبوة ( قههال الشههارح
البحرانى و هذه أعلى مراتب الولياء ،و استعار لفظ النور لما يشاهده بعين بصيرته من
أسرار الوحي و الّرسههالة و علههوم التنزيههل و دقههايق الّتأويههل و اشههراقها علههى لههوح نفسههه
له إليههه مههن
القدسّية ،و وجه الستعارة كههون هههذه العلههوم و السههرار هاديههة فههي سههبيل ا ّ
طرق المحسوسة ،و رشح ظلمات الجهل كما يهدى النور من ال ّ
] [ 42
أقول :و لقائل أن يقول :ل مانع من ظهور نور محسوس عند نزول الوحي أو في ساير
سههلم بقهّوة قهّوتيه
الوقات أيضهها ،و كههذلك عههرف طيههب يههدركه أميههر المههؤمنين عليههه ال ّ
س بهه غيهره و ل حاجهة علهى ذلهك إلهى الّتأويهل اّلهذى شاّمة و إن لم يكن يح ّ
الباصرة و ال ّ
ذكره .
ى بههن محّمههد
و يشهد بما ذكرته ما رواه فى البحار من أمههالى الشههيخ عههن المفيههد عههن عله ّ
البّزاز عن زكريا بن يحيى الكشحى عن أبى هاشم الجعفرى قههال :سههمعت الّرضهها عليههه
شيطان لها نصيب . سلم يقول :لنا أعين ل تشبه أعين الّناس ،و فيها نور ليس لل ّ ال ّ
سههلم قههال :كههان علهيّ و فى شرح المعتزلى روى عن جعفر بن محّمد الصادق عليهما ال ّ
له عليههه و آلههه قبههل الّرسههالة الضههوء و يسههمع
له صهّلى ا ّ
سلم يههرى مههع رسههول ا ّ عليه ال ّ
ل عليه و آله لو ل أّنى خاتم النبياء لكنت شريكا فههى الّنبههوة فههان صوت ،و قال صّلى ا ّ ال ّ
ي و وارثه بل أنت سّيد الوصياء . ي نب ّل تكن نبّيا فانك وص ّ
له
الثامنة ما أشار إليه بقوله ) و لقد سمعت رّنة الشيطان حين نزل الههوحي عليههه صهّلى ا ّ
شههيطان قههد
صههوت ) فقههال هههذا ال ّ
ل ما هذه الّرنههة ( و ال ّ
عليه و آله و سّلم فقلت يا رسول ا ّ
أيس من عبادته ( أى من أن يعبد له .
صادق عليه
صدوق عن ال ّ
ي في كتاب حيوة القلوب عن ال ّ لمة المجلس ّ
و روى المحّدث الع ّ
ن أربع رّنهات :يهوم لعهن ،و يهوم اهبهط إلهى الرض ،و حيهن بعهث
ن ابليس ر ّ
سلم أ ّ
ال ّ
محّمد على حين فترة من الّرسل ،و حين نزلت اّم الكتاب .
] [ 43
ل عليه و آله و سّلم صبيحة الليلة اّلههتى اسههرى بههه فيههها و هههو
ل صّلى ا ّ
كنت مع رسول ا ّ
بالحجرة يصّلي فلّما قضى صلته و قضيت صلتى سمعت رّنة شديدة فقلت :يها رسههول
ل ما هذه الرّنة :قال :
ا ّ
أل تعلم هذه رّنة الشيطان علم أّني اسرى فى الليلة إلى السماء فآيس من أن يعبد فههى هههذه
الرض .
التاسعة ما أشار إليه بقوله ) إّنك تسمع ما أسمع و ترى ما أرى ( ظههاهر هههذا الكلم يفيههد
ن المام يسمع صوت الملك و يعاينه كالّرسول . أّ
ل ه عليههه
مثل ما فى البحار من أمالى الشيخ باسناده عن أبى حمزة قال :سمعت أبا عبههد ا ّ
ن مّنا لمن يسمع ن مّنا لمن يؤتي في منامه و إ ّ
ن مّنا لمن ينكت فى قلبه و إ ّ سلم يقول :إ ّ ال ّ
ن مّنا لمن يأتيه صورة أعظم مههن جبرئيههل و طشت و أ ّ صوت مثل صوت السلسلة فى ال ّ ال ّ
سلم :مّنا من ينكت فهي قلبههه ،و مّنهها مهن يخهاطب ،و ل عليه ال ّ
ميكائيل و قال أبو عبد ا ّ
سلم : قال عليه ال ّ
و المراد بالمعاينة معاينة روح القدس و هو ليس مههن الملئكههة مههع أّنههه يحتمههل أن يكههون
المعاينة في غير وقت المخاطبة ،انتهى .
ل عليه و آله اّنهك تسههمع مها أسههمع و تههرى مها أرى موهمها
و لما كان ظاهر قوله صّلى ا ّ
ل أّنك لسههت
ل عليه و آله استدرك ذلك بقوله ) إ ّسلم و بينه صّلى ا ّ للمساوات بينه عليه ال ّ
سلم و هو :ي ( و نظير هذا الستدراك قد وقع في كلم الصادق عليه ال ّ بنب ّ
] [ 44
سلم :
ن الّنكث و الّنقر لما كانا مظّنة لن يتوّهم السائل فيهم الّنبّوة قال عليه ال ّ
فا ّ
ي بعد نبّينا ،و يّتضح لك معني هذا الحههديث مّمهها نهورده فهي الّتنههبيه الثههاني إنشههاء
و ل نب ّ
ل.
ا ّ
ثّم إّنه لّما نفي عنه الّنبوة أثبت له الوزارة و هي عاشر المناقب فقههال ) و لكّنههك لههوزير و
صالح لتدبير أمور الّرسالة و المعاون شره بالوزارة و نّبه به على أّنه ال ّ إّنك لعلى خير ( ب ّ
ل عليههه و آلههه و سهّلم فههي نظههم امههور الهّدين و تأسههيس قواعههد شههرع المههبين و
له صّلى ا ّ
اصلح امور السلم و المسلمين ،ثّم شهد به أّنه على خير و أشار به علههى اسههتقراره و
ثباته على ما هو خير الّدنيا و الخرة ،و أّنه مجانب لما هو شّر الّدنيا و الخرة .
شارح البحراني له في ايراد بعض هذه الخبار مع أّنها مضافة إلى و العجب من مبالغة ال ّ
أّنها خلف اصول المامّية مّما تشمئّز عنها الطباع و تنفر عنههها السههماع كمهها هههو غيههر
ي على من لحظ الشرحين بنظر الّدقة و العتبار . خف ّ
ثّم لما بقي هنا بعض مطالب محتاجة إلى بسط من الكلم أردت ايرادها و تحقيههق مهها هههو
ل التوفيق :
محتاج إلى التحقيق في ضمن تنبيهات ثلثة فأقول و با ّ
] [ 45
ععععععع ععععع
له
سهلم فهي فاتحهة هههذا الفصهل :أل و قهد أمرنههي ا ّ اعلم أّنا قد قلنا في شرح قوله عليه ال ّ
ن من جملة الوامر المرة بقتاله لهم قوله » يهها أّيههها اّلههذين آمنههوا مههن بقتال أهل البغى :إ ّ
ل بقوم يحّبهم و يحّبونه أذّلة على المههؤمنين أعهّزة علههى يرتّد منكم عن دينه فسوف يأتي ا ّ
ل يؤتيه من يشههاء و ل و ل يخافون لومة لئم ذلك فضل ا ّ الكافرين .يجاهدون في سبيل ا ّ
ل واسع عليم « . ا ّ
ن الية نههاظرة
صبين من المعتزلة و الشاعرة زعموا أ ّ لكن جمعا من العاّمة العمياء المتع ّ
صههب
حة إمامته ،و قد أفرط فههي هههذا المعنههى الّناصههب المتع ّإلى أبي بكر و داّلة على ص ّ
ل تعالى و حشره مع أوليائه المرتّدين فأحببت أن اورد فخر المشّككين و المضّلين خذله ا ّ
مقالهم و اعّقبه بالتنبيه على خطائهم و ضللهم فأقول :
حة إمامة أبي بكر بهذه الية ،قال قاضههي القضههاة ن أصحابنا قد استدّلوا على ص ّ و اعلم أ ّ
ل تعالى و ل بّد أن يكون كائنا على مهها أخههبر بههه ،و الههذين
في المغنى :و هذا خبر من ا ّ
ل سبحانه بقوله قاتلوا المرتّدين هم أبو بكر و أصحابه فوجب أن يكونوا هم اّلذين عناهم ا ّ
:يحّبهم و يحّبونه ،و ذلك يوجب أن يكون على صواب ،انتهى و قال الفخر الّرازي في
ن اولئك القوم من هم ، تفسير الية :اختلفوا في أ ّ
ي بههن أبيطههالب و الحسههن و القتههادة و الضههحاك و ابههن جريههح :هههم أبههو بكههر و
فقهال عله ّ
ل ه عليههه
ل صّلى ا ّ أصحابه لنهم هم الذين قاتلوا أهل الّرّدة ،قالت عايشة :مات رسول ا ّ
و آله و سّلم و ارتّدت العرب و اشتهر النفاق و نزل بأبي مهها لهو نهزل بالجبهال الّراسههيات
لهاضها .
و قال السدى :نزلت الية فى النصار ،لّنهم هم اّلذين نصروا الّرسول و أعههانوه علههى
اظهار الّدين .
] [ 46
سههلم يههوم
ي عليههه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم لمهها دفههع الّرايههة إلههى عله ّ
الوجه الّول أنه صّلى ا ّ
ل و رسههوله ،و هههذا ل و رسوله و يحّبه ا ّ با ّ ن الّراية غدا إلى رجل يح ّ خيبر قال :لدفع ّ
هو الصفة المذكورة فى الية .
ل و رسههوله اليههة ،و و الوجه الثانى أنه تعالى إنما ذكر بعد هذه الية قوله :إنما ولّيكم ا ّ
سههلم ،
سلم فكان الولى جعل مهها قبلههها أيضهها فههى حّقههه عليههه ال ّي عليه ال ّ
ق عل ّ
هذه فى ح ّ
فهذه جملة القوال فى هذه الية ،و لنا فى هذه الية مقامات :
ن اّلذين أقّروا بخلفة أبى بكر و امامته كّلهم كفروا و صاروا مرتّدين ،
و تقرير مذهبهم إ ّ
سلم .
ي عليه ال ّ
ي على إمامة عل ّ
ص الجل ّ
لّنهم أنكروا الن ّ
ق
ل تعالى بقوم يحاربهم و يقهرهههم و يرّدهههم إلههى الهّدين الحه ّفنقول :لو كان كذلك لجاء ا ّ
له بقهوم ،اليههة ،و كلمههة مههن فهىبدليل قوله :من يرتهّد منكهم عهن دينهه فسهوف يهأتى ا ّ
له
نا ّ ل من صار مرتّدا عن دين السههلم فهها ّ نكّل على أ ّ
معرض الشرط للعموم ،فهي تد ّ
يأتى بقوم يقهرهم و يرّدهم و يبطل شوكتهم فلو كان الذين نصبوا أبا بكههر للخلفههة كههذلك
ل بقوم يقهرهم و يبطل مذهبهم ،و لما لم يكن المر كذلك بل لوجب بحكم الية أن يأتى ا ّ
ن الّروافض هم المقهورون الممنوعون مههن إظههار مقهالتهم الباطلههة أبههدا المر بالضّد فا ّ
منذ كانوا علمنا فساد مذهبهم و مقالتهم ،و هذا كلم ظاهر لمن أنصف .
صة بمحاربة المرتّدين ،و أبو بكر هو الذي توّلى محاربههة ن هذه الية مخت ّ الوجه الول أ ّ
ل عليه و آله و س هّلم ،لنههه لههم
المرتّدين ،و ل يمكن أن يكون المراد هو الّرسول صّلى ا ّ
له ،و هههذا للسههتقبال ل يّتفق له محاربة المرتّدين ،و لنههه تعههالى قههال :فسههوف يههأتى ا ّ
للحال ،
فوجب أن يكون ذلك القوم غير موجودين فى وقت نزول هذا الخطاب .
ن القوم الذين قاتل بهم أبو بكر أهل الرّدة ما كانوا موجههودين فههى الحههال و الّثههانى الول أ ّ
له بقههوم ،قههادرين متمّكنيههن مههن هههذا
له تعههالى قههال :فسههوف يههأتى ا ّ
نا ّ
ن معنى اليههة أ ّ أّ
ل فهى ههذا ل أنهه مها كهان مسهتق ّ
الحراب ،و أبو بكر و إن كان موجودا فى ذلهك الهوقت إ ّ
الوقت بالحراب و المر و الّنهى ،فزال السؤال فثبت أنه ل يمكن أن يكون هههو الّرسههول
ن عليهها لههم
سههلم ل ّ
ى عليه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم و ل يمكن أن يكون المراد هو عل ّ صّلى ا ّ
يّتفق له قتال مع أهل الرّدة فكيف تحمل هذه الية عليه .
ن اسم المرتّد إنما يتناول من كان تاركا للشرايع السلمّية ،و القوم الذين نازعوا الول أ ّ
ي لههم
علّيا ما كانوا كذلك فى الظاهر ،و ما كان أحد يقول إّنهم خرجوا عن السلم و عل ه ّ
له بهههت علههى جميههع
يسّمهم البّتة بالمرتّدين ،فهذا الذى يقههوله هههؤلء الّروافههض لعنهههم ا ّ
سلم أيضا . ي عليه ال ّ
المسلمين و على عل ّ
ل من نازعه في المامة مرتّدا لزم فى أبى بكر و فى قومه أن يكونههوا الثانى أنه لو كان ك ّ
ل بقوم يقهرونهم و يرّدونهههم
مرتّدين ،و لو كان كذلك لوجب بحكم ظاهر الية أن يأتي ا ّ
ي فى المامههة ل يكههون
ن منازعة عل ّ إلى الّدين الصحيح ،و لما لم يوجد ذلك البّتة علمنا أ ّ
ي لّنها نازلة فيمن يحارب المرتّدين .رّدة ،و إذا لم تكن رّدة لم يمكن حمل الية على عل ّ
] [ 48
و ل يمكن أيضا أن يقال :إّنها نازلة في أهل فارس أو في أهل اليمن ،لّنهم لم يّتفق لهههم
محاربة مع المرتّدين ،و بتقدير أّنه اّتفقت لهم هذه المحاربة و لكنهم كانوا رعّية و أتباعها
ن حمل اليههة و أذنابا ،و كان الرئيس المطاع المر في تلك الواقعة هو أبوبكر و معلوم أ ّ
على من كان أصل في هذه العبادة و رئيسا مطاعا فيها أولى مههن حملههها علههى الّرعيههة و
صة بأبي بكر . ن هذه الية مخت ّالتباع و الذناب ،فظهر بما ذكرنا من الّدليل الظاهر أ ّ
ن علّيا قد كان حارب المرتّدين ،و لكن محاربههة أبههى بكههر مههع المرتهّدين
إّنا نقول :هب أ ّ
ي مع من خههالفه فههى المامههة و كانت أعلى حال و أكثر موقعا فى السلم من محاربة عل ّ
ل عليه و آلههه و سهّلم لّمهها تههوّفى اضههطربت العههراب و
ذلك لّنه علم بالتواتر أّنه صّلى ا ّ
ن أبا بكر هو اّلذي قهر مسيلمة و طليحة ،و هو الذى حارب مههانعي الّزكههاة ، تمّردوا و أ ّ
و لّما فعل ذلك استقّر السلم و عظمت شوكته و انبسطت دولته .
ن المقصود من هذه الية تعظيم قوم يسعون فى تقوية الّدين و نصرة السههلم ،
و معلوم أ ّ
و لما كان أبو بكر هو المتوّلى لذلك وجب أن يكون هو المراد بالية .
حة إمامة أبى بكر ،لما المقام الثالث فى هذه الية و هو أّنا نّدعى دللة هذه الية على ص ّ
صة به ،فنقول :إّنههه تعههالى وصههف الههذين أرادهههم بهههذه
ن هذه الية مخت ّ
ثبت بما ذكرنا أ ّ
الية بصفات :
ن قههوله يحّبهههم و
ن المراد بهذه الية هو أبههو بكههر ثبههت أ ّ
ل ،فلّما ثبت أ ّ
أّولها أّنهم يحّبهم ا ّ
ل تعالى بههذلك يمتنههع أن يكههون ظالمهها ،و ذلههك يحّبونه وصف لبى بكر ،و من وصفه ا ّ
ل على أنه كان محّقا في إمامته . يد ّ
] [ 49
و ثانيها قوله :أذّلة على المؤمنين أعّزة على الكافرين ،و هو صفة أبي بكر أيضا للّدليل
اّلذي قّدمناه .
ل به .
فكان قوله :أذّلة على المؤمنين أعّزة على الكافرين ،ل يليق إ ّ
ل و ل يخافون لومة لئم ،فهذا مشترك فيه بيههن أبههىو ثالثها قوله :يجاهدون فى سبيل ا ّ
ظ أبى بكر فيه أتّم و أكمل .
نح ّ
لأّ
ىإ ّ
بكر و عل ّ
ن مجاهدة أبى بكر مع الكفار كان فى أّول البعث ،و هناك السلم كان فى غاية و ذلك ل ّ
ب عههن
الضعف ،و الكفر كان فى غاية القّوة ،و كان يجاهههد الكفههار بمقههدار قههدرته و يههذ ّ
ل عليه و آله و سّلم بغاية وسعه .
ل صّلى ا ّرسول ا ّ
سلم فانه إنما شرع فى الجهاد يوم بدر و أحد ،و فى ذلك الههوقت كههان
ي عليه ال ّ
و أما عل ّ
السلم قوّيا و كانت العساكر مجتمعة .
الّول أنه كان متقّدما عليه فى الّزمان لقوله تعههالى :ل يسههتوى منكههم مههن أنفههق مههن قبههل
ى كههان فههي
الفتح و قاتل و الثاني جهاد أبي بكر كان في وقت ضعف الّرسول و جهاد عل ه ّ
وقت القّوة .
] [ 50
ن هذه الية في أبي بكههر و سعة ،و قد بّينا أ ّ بقوله تعالى :و ل يأتل ُاولو الفضل منكم و ال ّ
ن هههذه اليههة ل بهّد و أن
صفات لبي بكههر أنهها بّينهها بالهّدليل أ ّ
ن جميع هذه ال ّ ل على أ ّ
مّما يد ّ
صههفات ل ب هّد و أن تكههون لبههي تكون في أبي بكر ،و متى كان المر كذلك كانت هههذه ال ّ
حة امهامته ،إذ لهو كهانت باطلهة لمها كهانت ههذه بكر ،و إذا ثبهت ههذا وجهب القطهع بصه ّ
صفات لئقة به .ال ّ
صفات حال حياة الّرسول ثّم بعههد
فان قيل :لم ل يجوز أن يقال :إنه كان موصوفا بهذه ال ّ
صفات و بطلت .وفاته لما شرع في المامة زالت هذه ال ّ
له
سههلم بههدليل أّنههه صهّلى ا ّ
ي عليه ال ّ
ق عل ّ
ن هذه الية في ح ّ لإّأّما قول الّروافض لعنهم ا ّ
ل و رسوله و يحّبه ا ّ
ل با ّ
ن الّراية غدا رجل يح ّ عليه و آله و سّلم قال يوم خيبر :لعطي ّ
سلم .
ي عليه ال ّ
و رسوله ،و كان ذلك هو عل ّ
فنقول :هذا الخبر من باب الحاد و عندهم ل يجوز الّتمسك بهه فهي العمههل فكيهف يجهوز
الّتمسك به في العلم .
سلم ل يوجب انتفاءها عههن أبههي بكههر و بتقههدير ي عليه ال ّن اثبات هذه الصفة لعل ّ و أيضا إ ّ
ل على انتفاء ذلههك المجمههوع عههن أبههي بكههر و مههن جملههة تلههك ل على ذلك لكّنه ل يد ّ أن يد ّ
الصفات كونه كّرارا غير فّرار فلّمها انتفهى ذلهك عهن أبهى بكهر لهم يحصهل مجمهوع تلهك
صفات له فكفى هذا في العمل بدليل الخطاب ،فأّما انتفاء جميع تلك الصههفات فل دللههة ال ّ
صههفة المهذكورة فههى ههذه اليههة حهال اشههتغالهفى الّلفظ عليه فهو تعالى إّنمهها أثبهت ههذه ال ّ
ن تلك الصفة مهها كههانت حاصههلة فههي ذلههك الههوقت فلههم بمحاربة المرتّدين بعد ذلك ،فهب أ ّ
يمنع ذلك من حصولها في الّزمان المستقبل .
] [ 51
ل محّبهها لهههل و رسوله و كون ا ّ و لّنه معارض بالخبار الّدالة على كون أبى بكر محّبا ّ
ل ه عليههه وق أبى بكر :و لسوف يرضى و قههال ص هّلى ا ّ و راضيا عنه ،قال تعالى فى ح ّ
لهه عليههه و صة ،و قال صّلى ا ّ ل يتجّلى للناس عاّمة و يتجّلى لبى بكر خا ّنا ّآله و سّلم إ ّ
ل ذلههك يهد ّ
ل ل و صّبه فى صدر أبهى بكههر ،و كه ّ ل شيئا فى صدرى إ ّ با ّ
آله و سّلم ما ص ّ
ل و رسوله .
ل و رسوله و يحّبه ا ّبا ّ
على أّنه كان يح ّ
و أما الوجه الثانى و هو قولهم :الية الههتى بعههد هههذه اليههة داّلههة علههى امامههة علهيّ عليههه
ي.سلم فوجب أن تكون هذه الية نازلة في عل ّ ال ّ
فجوابنا أنا ل نسّلم دللة الية التي بعد هذه الية على امامته ،و سنذكر الكلم فيه ،فهههذا
ل أعلم ،انتهى كلمه هبط مقامه .
ما فى هذا الموضع من البحث و ا ّ
ن نسبته كون المراد بقوم يحّبهم و يحّبونه هو أبوبكر و أصهحابه إلهى علهيّ الوجه الول أ ّ
سلم و عن حذيفة و عّمار و ابههني عنه عليه ال ّ سلم بهت و افتراء ،و إنما المرو ّعليه ال ّ
سلم و أصحابه . ن المراد به هو عليه ال ّ
عباس حسبما تعرفه أ ّ
ن الية الواقعة بعد هذه الية عنى الثانى ما ذكره من الوجه الثانى من استدلل المامية بأ ّ
سلم فكان الولى جعل ما قبلها أيضا فى حقّههه ي عليه ال ّق عل ّل ،فى ح ّ
قوله :إنما ولّيكم ا ّ
ل فى حّقه لكّنهم لم يسههتدّلوا بههذلك علههى ن أصحابنا و إن قالوا بكون انما ولّيكم ا ّ فاسد ،ل ّ
سههلم و إّنمهها اسههتدّلوا علههى ذلههك ل بقوم ،فيه عليه ال ّ كون هذه الية أعني :فسوف يأتى ا ّ
بالوجه الّول اّلذى حكاه عنهم و يأتي توضهيحه ،و بمها روي عهن أميهر المهؤمنين عليهه
ل ما قوتل أهل الية حّتى اليوم و تلها ،و بما روي عن سلم من قوله يوم البصرة و ا ّ ال ّ
سههلم كمهها قههاله
وجوه الصحابة مثل حذيفة و عّمار و ابن عّباس مههن نزولههها فيههه عليههه ال ّ
المرتضى في الشافي ،
ي بن أبيطالب .
ل بقوم الية ،هو عل ّ
و مثلهم الثعلبى قال فى تفسير قوله :فسوف يأتى ا ّ
ن استدلله على فساد مذهب المامّية بقوله :و تقرير مذهبهم إلى قوله :
الثالث أ ّ
و لما لم يكن كذلك علمنا فساد مذهبهم ،سخيف جّدا ،لّنا ل ننكر ارتداد أبي بكر
] [ 52
ل رسول قد خلت من قبله الّرسههل أ فيكون مساق هذه الية مساق قوله تعالى و ما محّمد إ ّ
له شههيئًا و
فان مات أو قتههل انقلبتههم علههى أعقههابكم و مههن ينقلههب علههى عقههبيه فلههن يضهّر ا ّ
ل الشاكرين « . سيجزى ا ّ
و قد روى ابن شهر آشوب من طريق العاّمة باسناده عن سعيد بن جبير عههن ابههن عبههاس
ي بن أبيطالب و بالمرتّدين على أعقابكم هم الذين ارتّدوا
في هذه الية يعني بالشاكرين عل ّ
سلم .
عنه عليه ال ّ
و قد اعترف الرازى بخبطه من حيث ل يشعر ،فاّنه نقل قبل مهها حكينهها عنههه مههن كلمههه
سههان قههوم
شههاف و ارتضههاه أنّ مههن جملههة المرتهّدين غ ّ
في جملة كلم نقله عن صاحب الك ّ
جبلة بن اليهم على عهد عمر ،و ذلك أ ّ
ن
] [ 53
جبلة أسلم على يد عمر و كان ذات يوم جاّرا رداءه فوطىء رجههل طههرف ردائه فغضههب
ل أن يعفو عنه فقال :
فلطمه ،فتظّلم الّرجل إلى عمر فقضي له بالقصاص عليه إ ّ
أنا اشتريها 1بألف فأبى الّرجل فلم يزل يزيد في الفداء إلى أن بلغ عشرة آلف ،
ل القصاص ،فاستنظر عمر فأنظره فهرب إلى الّروم و ارتّد ،انتهى .
فأبى الّرجل إ ّ
و من جملتهم بنو مدلج و رئيسهههم ذو الحمههار و هههو السهود العنسهي و كهان كاهنهها اّدعها
له
له منههها فكتهب رسهول ا ّ النبّوة في اليمن و استولى على بلدها و أخرج عّمال رسول ا ّ
ل ه علههى يههد فيههروز
ل عليه و آله و سّلم إلى معاذ بن جبل و سادات اليمن فأهلكه ا ّ صّلى ا ّ
له صهّلى ل بقتله ليلة قتل ،فسّر المسلمون و قبض رسول ا ّ الّديلمي فقتله و اخبر رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم من الغد ،و أتههى خههبره فههي آخههر شهههر ربيههع الّول روى ذلههك فههيا ّ
شاف و حكاه عنه الّرازى أيضا . الك ّ
-----------
) ( 1هه هههههه ه ههه
] [ 54
فوجب أن يكون هذا القوم غير موجودين في وقت نزول الخطاب فيه أّنه مسّلم و لكّنههه ل
له
له صهّلى ا ّ ن محاربههة رسههول ا ّ ينافي كون المراد بالمرتّدين بنو مدلج أو قوم مسيلمة فا ّ
ي نزول الخطاب و في آخر عمره الشههريف ،أّمهها بنههو مدلههج عليه و آله لهم كان بعد مض ّ
له عليههه و آلههه لقتلهههله صهّلى ا ّفقد عرفت ،و أّما مسيلمة فقد اّدعى الّنبوة فأنفذ رسههول ا ّ
جماعة من المسلمين و أمرهم أن يفتكوا بههه إن أمكنهههم غيلههة ،و اسههتقّر عليههه قبايههل مههن
ل ه عليههه و آلههه و ل ص هّلى ا ّالعرب و قتل على يدى وحشي قاتل حمزة بعد موت رسول ا ّ
سّلم .
ن القوم اّلذين قاتل بهم أبو بكر أهل الرّدة ما كانوا موجودين في الحال .
السابع قوله :إ ّ
ن المرتهّدين فيه أّول أّنه رجم بالغيب فمن أين له إثبات عدم وجهودهم ،بهل بّيهن الفسهاد ل ّ
ل عليه و آله و سهّلم مثههل خالههد بههن الوليههد و أبههو
هم الذين كانوا في زمن الّرسول صّلى ا ّ
سير .قتادة النصارى و نظرائهم و جّلهم كان جيش اسامة كما يظهر من كتب ال ّ
ن عدم وجودهم ل ينفع بحال أبي بكر على ما زعم مع كههونه موجههودا و ثانيا بعد التنّزل أ ّ
بل يدخل المقاتلون معه في عموم الية لعدم كههونهم موجههودين و يخههرج هههو بنفسههه عنههه
لكونه موجودا ،فافهم جّيدا .
] [ 55
العاشر قوله :اسم المرتّد إنما يتناول من كان تاركا للشرايع السلمّية اه .
ن مهانعي الزكههاة لههم يكونههوا تههاركين فيه أّنه إن أراد به تركه لجميعههها فيتعههرض عليههه بهأ ّ
ل علههى مهها ذكرنهها مههنللجميع و اّنما منعوا الّزكاة فحسب فكيف حكمتم بارتههدادهم ،و يههد ّ
عدم تركهم للجميع ،مضافا إلى ما يأتي قول قاضي القضاة في المغنهي حيهث قهال :فهان
قال قائل فقد كان مالك يصّلي ،قيل له :و كذلك ساير أههل الهّردة و الكفهر و إّنمها كفهروا
بالمتناع من الّزكاة و اعتقاد إسقاط وجوبها دون غيره .
ن المحاربين لمير المههؤمنين عليههه و إن اراد به تناول السم و لو بترك بعضها فنقول :إ ّ
سلم قد كانوا تاركين للبعض ،حيث اّنهم قد كانوا يسههتحّلون قتههاله و قتلههه و قتههل سههاير ال ّ
ي و نقضهم لبيعته . ص الجل ّ
سلم فضل عن إنكارهم الن ّ المؤمنين التابعين له عليه ال ّ
و استحلل قتل المؤمنين و سفك دمائهم فضل عن أكابرهم و أفاضلهم أشّد من اسههتحلل
الخمر و شربه قطعا ،فيكونوا كّفارا مرتّدين .
سلم بل خلف بين أهل النقههل :يهها ل عليه و آله و سّلم قال له عليه ال ّ
ن الّنبي صّلى ا ّ
مع أ ّ
ل التشهبيه فهي ن المقصهود بهه ليهس إ ّ ي حربك حربي و سهلمك سهلمي ،و نحهن نعلهم أ ّ عل ّ
الحكام ،و من أحكام محاربي الّنبي الكفر و الرتداد بالّتفاق .
سلم
ي عليه ال ّ
ق محاربي عل ّ
ن الّردة اّلتي نقولها في ح ّ
صل المرام أ ّ
خص الكلم و مح ّ و مل ّ
ق مانعي الزكاة حرفا بحرف . هي بعينها مثل الّردة اّلتي تقولونها في ح ّ
قال شارح صحيح مسلم في المنهاج في كتاب اليمان كلمهها استحسههنه مههن الخطههابي مهها
هذا لفظه قال بعد تقسيم أهل الّردة إلى ثلثة أقسام :
فأّما مانعوا لزكاة منهههم المقيمههون علههى أصههل الهّدين فههاّنهم أهههل بغههي و لههم يسهّموا علههى
النفراد منهم كفارا و إن كانت الرّدة قد اضيفت إليهم لمشاركتهم المرتّدين في منع بعض
ل مههن انصههرف عههن أمههر ىوكّ ن اسم الّردة اسم لغو ّ ما منعوه من حقوق الّدين ،و ذلك ا ّ
كان مقبل عليه فقد ارتّد عنه ،و قههد وجههد مههن هههولء القههوم النصههراف و منههع الحههق و
انقطع عنهم اسم الثناء و المدح بالّدين و عّلق بهم اسم القبيح لمشاركتهم القهوم اّلهذين كهان
ارتدادهم حّقا ،انتهى .
] [ 56
شارح المعتزلي لرتدادهم أعنى الناكثين و القاسطين و المارقين بههأّنهم ل و أما استبعاد ال ّ
يطلق عليهم لفظ الّردة .
ن أكثر المحاربين لمير المؤمنين قد ولدوا فههى السههلم و لههم يحكههم فيهههم بهههذه
و معلوم أ ّ
الحكام .
له
ل ص هّلى ا ّ
و لذلك قال الشافعي :أخذ المسلمون السيرة فى قتال المشركين من رسول ا ّ
سلم .
ي عليه ال ّ
عليه و آله و سّلم ،و أخذوا السيرة فى قتال البغاة من عل ّ
سلم كفارا مرتّدين لما حاربهم أميههر المههؤمنينو بالجملة فلو لم يكن الباغون عليه عليه ال ّ
له عليههه و
ل تعالى و من رسهوله صهّلى ا ّ ل سفك دمائهم و لم يكن مأمورا من ا ّ و ل استح ّ
له
آله و سّلم بقتالهم على ما صّرح به فى أّول هذا الفصل من كلمه بقوله :و قد أمرنى ا ّ
بقتال أهل البغي اه .
سلم ثبت
إذ المسلم ل يجوز سفك دمه و استحلل قتله فلّما حاربهم أمير المؤمنين عليه ال ّ
] [ 57
و لّما لم يسر فيهم بسيرة ساير الكفار من سبيهم و سبي ذراريهم و غنيمة أموالهم و اّتباع
موّليهم و إجهاز جريحهم ،و لم يسههر فيهههم بسههيرة سههاير المرتهّدين مههن إبانههة امرأتهههم و
تقسيم أموالهم و غيرها من الحكام ،علمنا بذلك اختلف أحكامهم مع أحكام ساير الكفار
له عليههه و
جة مّتبعة مثل الّرسههول صهّلى ا ّ ن فعل المام و سيرته كقوله ح ّ و المرتّدين ،فا ّ
آله و سّلم .
إّنك ل علم لك بما أحدثوا أّنهم ارتّدوا على أدبارهم القهقرى .
و فيه من صحيح البخارى في الجزء الخامس على حّد ثلثه الخيههر فههى تفسههير قههوله » و
كنت عليهم شهيدًا ما دمت فيهم « قال :
حّدثنا شعبة قال أخبرنا المغيرة بن النعمان قال سمعت سعيد بن جبير عههن ابههن عّبههاس »
ل عليه و آله و سّلم قال يا أّيها الّنههاس إّنكههم محشههورون ل صّلى ا ّ رض « خطب رسول ا ّ
ل حفاة عزل ،ثّم قال :كما بدئنا أّول خلق نعيده وعدا علينهها إنهها كّنهها فههاعلين » إلههى إلى ا ّ
ل عليه و آله و سّلم أل و إنّ أّول الخليههق يكسههى يههوم القيامههة آخر الية « ثّم قال صّلى ا ّ
سلم أل و انه يجاء برجال من أمتى فيؤخههذ بهههم ذات الشههمال فههأقول :يهها إبراهيم عليه ال ّ
ربّ أصحابى ،فيقال إنك ل تدرى ما أحدثوا بعهدك ،فهأقول كمها قهال العبهد الصهالح :و
كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلّما توّفيتني كنههت أنههت الّرقيههب عليهههم و أنههت علههى كه ّ
ل
ن هؤلء لم يزالوا مرتّدين على أعقابهم منذ فارقتهم . شىء شهيد ،فقال :إ ّ
] [ 58
و رواه فيه من صحيح مسلم فى الجزء الثالث من أجزاء ثلثة من ثلثه الخير بسنده عههن
ابن عباس نحوه .
و فيه من البخارى من حديث الّزهرى عن سعيد بن المسّيب عن أبي هريرة كههان يح هّدث
عن بعض أصحاب الّنبي قال :يرد على الحوض رجال من اّمتي فيجلون عنههه فههأقول يهها
ب أصههحابي ،فيقههال :إّنههك ل علههم لههك بمهها أحههدثوا بعههدك إّنهههم ارتهّدوا علههى أدبههارهم
ر ّ
القهقرى .
ق و القههرآن
ي مع الح ّل عليه و آله يقول :عل ّ
ل صّلى ا ّ
و اّلذي نفسي بيده سمعت رسول ا ّ
سههلم
ق و القرآن معه و لن يفترقا حّتى يردا على الحوض و من المعلوم أنه عليه ال ّ و الح ّ
إذا كان معهما و كانا معه مصاحبين حّتى يردا على الحوض يكههون مخههالفوه المنحرفههون
ل ذلههك فيكههون
ق و القرآن ،مفترقين عنهما البتة و ليس معنى الرتداد إ ّ
عنه مخالفين للح ّ
المرتّدون المجلون عن الحوض هم هؤلء .
و بمعناه ما رواه إبراهيم بن محّمد الحمويني مسندا عن العمش عن إبراهيم عههن علقمههة
و السود قال :
له تعههالى أكرمههك بنههبّيه حيههث كههاننا ّى و قلنا له :يا أبهها أّيههوب إ ّ
أتينا أبا أّيوب النصار ّ
سلم تقاتل أهل ل إله ي عليه ال ّ ضلك بها أخبرنا بمخرجك مع عل ّ لف ّ ضيفا لك فضيلة من ا ّ
ل عليه و آله فى هذا الههبيت اّلههذى ل صّلى ا ّل لقد كان رسول ا ّ ل ،قال :اقسم لكما با ّ
لا ّ
إّ
ي جههالس عههن ل عليههه و آلههه و عله ّ
ل صّلى ا ّأنتما فيه معى ،و ما فى البيت غير رسول ا ّ
يمينه و أنا جالس عن
] [ 59
ل عليه و آله يوم فتح خيبر :لو ل أن يقول فيههك طوايههف مههن أمّههتي مهها
ي صّلى ا ّ
قال النب ّ
قالت النصارى فى عيسى بن مريم لقلت اليههوم فيههك مقههال بحيههث ل تمهّر علههى ملء مههن
ل أخذوا من تراب رجليك و فضل طهورك ،يستشفعون به و لكههن حسههبك أن المسلمين إ ّ
ل أّنههه ل نههب ّ
ي تكون مّني و أنا منك ترثني و أرثك و أنت مّني بمنزلة هارون من موسى إ ّ
ي أنت تؤّدي ديني و تقاتل على سّنتي و أنت في الخرة أقههرب الّنههاس مّنههي و بعدي يا عل ّ
ي غدا على الحوض خليفههتي تههذود عنههه المنههافقين ،و أنههت أّول مههن يههرد علههى
إّنك يا عل ّ
ن شههيعتك علههى منههابر مههن نههور رواء الحوض و أنت أّول داخل في الجّنة من أّمتي ،و إ ّ
ن أعههداءكضة وجوههم حولي أشفع لهم فيكونون في الجّنة غدا جيراني ،و إ ّ مروّيين مبي ّ
غدا ظماء مظمئين مسّودة وجوههم يتقحمون مقمعون يضربون بالمقامع و هى سياط من
نار مقتحمين ،حربك حربي و سلمك سلمي و سّرك سّري و علنيتك علنيتي و سههريرة
ن ولدك ولدي و لحمك لحمي و دمك دمى صدرك كسريرة صدري و أنت باب علمى و ا ّ
ق على لسانك و في قلبك و بين عينيك ،و اليمان ن الحق معك و الح ّ،وأّ
] [ 60
شههرك أّنههك
ل أمرني أن أب ّ
ل عّز و ج ّ
نا ّ
خالط لحمك و دمك كما خالط لحمي و دمي ،و ا ّ
أنت و عترتك في الجّنة ،و عّدوك في النار ل يرد على الحوض مبغض لك ،و ل يغيب
ب لك .
عنه مح ّ
ي من السههلم
ل تعالى و حمدته على ما أنعم به عل ّسلم فخررت ساجدا ّ ي عليه ال ّ
قال عل ّ
و القرآن و حّببنى إلى خاتم الّنبّيين و سّيد المرسلين .
و قد أوردت هذه الّرواية بطولها لتضّمنها وجوها من الّدللة على الم هّدعى كمهها ل يخفههى
ن المحهاربين لهه عليههعلى المنصف المجانب عن العصبّية و الهوى فقد علم بهذلك كّلهه أ ّ
ي و منكههر ارتههدادهم
ي و الوص ه ّ ل ه و النههب ّ
سلم كالمنتحلين للخلفة مرتّدون على لسان ا ّ
ال ّ
ي.منكر للّنص الجل ّ
ن ارتههدادهم مسهّلم
ل مههن نههازعه فههي المامههة مرتهّدا اه فيههه إ ّ
الحاد يعشر قوله :لو كان كه ّ
ل بقوم يقهرونهم بحكم الية غيههر لزم ،لمهها عرفههت حسبما عرفت و لكن وجوب إتيان ا ّ
ل بقوم يحّبهم و يحّبونه و أيضا من عدم اقتضاء الية ذلك لنه سبحانه قال فسوف يأتي ا ّ
صحيح . لم يقل يقهرونهم و يرّدونهم إلى الّدين ال ّ
لّنا نقول :نعم و لكن تركه لمحاربتهم لّنه لم يجد عونا له على الحرب كمهها أشههار عليههه
سلم إلى ذلك في الخطبة الثالثههة بقههوله :و طفقههت أرتههاي بيههن أن أصههول بيههد جهّذاء أو
ال ّ
أصبر على طخية عمياء فصبرت و في العين قههذى و فههي الحلههق شههجى ،و فههى الفصههل
ل أهل بيتي فضههننت سادسة و العشرين :فنظرت فاذا ليس لي معين إ ّالثاني من الخطبة ال ّ
شجى و صبرت علههى أخههذ الكظههم بهم عن الموت و أغضيت على القذى و شربت على ال ّ
و على أمّر من طعم العلقم .
له
سير أّنه قال عقيب وفاة رسههول ا ّ
و مّما رواه عنه نصر بن مزاحم و كثير من أرباب ال ّ
ل عليه و آله و سّلم :لو وجدت أربعين ذوى عزم
صّلى ا ّ
] [ 61
فيه منع الولوية أّول و منع اقتضاء الولوّية على فرض تسليمه للختصاص ثانيا .
الثالث عشر قوله :و لكن محاربة أبي بكر مع المرتّدين كانت أعلى حههال » إلههى قههوله «
وجب أن يكون هو المراد بالية .
ل ه عليههه و آلههه و س هّلم ول صّلى ا ّ ن محاربة أبي بكر كانت عقيب وفاة رسول ا ّ فيه أّول إ ّ
كان النصهار و المههاجرون و سهاير المسهلمين رغبهاتهم متهوافرة و أيهديهم متناصهرة و
آرائهم مّتفقة و أبدانهم مجتمعة و أهوائهم مّتحدة و كلمتهم واحدة فههي حمايههة ال هّدين و فههي
ذبّ الكفار عن شرع سّيد المرسلين ،و كان المرتّدون شرذمة قليلين ،فحههارب أبههو بكههر
هؤلء الجماعة الكثيرة المّتفقة ذوي الحمّية و العصبّية هههذه الشههرذمة القليلههة مههع مهها بيههن
الطرفين من عداوة الّدين و تضاّد المذهب على رأى المجاهدين المقتضى للج هّد و الثبههات
سلم فقد كان بعد السنين المتطاولة و تعههّود في الحرب و أما حرب أمير المؤمنين عليه ال ّ
سلم فيهم بخلف الناس على محدثات المتخّلفين الثلثة و بدعاتهم مع كون سيرته عليه ال ّ
سيرة الشيخين الموجب لتقاعدهم عنه و مخالفتهم له ،و كون هههوى أكههثرهم فههى البههاطن
سلم و رأيهم مخالفا لرأيه . خلف هوى أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل عايشة و جهاد قوم هم من ك و ترّدد من جواز قتال حرم رسول ا ّ
بل كان أكثرهم فى ش ّ
أهل القبلة على ظاهر السلم و قوم لهم ثفنات فى مسهاجدهم كثفنههات البعيهر أجههد منهههم
عبادة و أكمل قرائة .
] [ 62
فقاتل بهؤلء الجماعة المختلفة الهواء و المشّتتة الراء الضعفاء العتقاد المرتّدين على
كثرتهم بمقتضى تصّلبه في الّدين من دون أن يأخذه لومة لئم غير هائب و ل محتشم .
فحارب مع من حالهم ذلك بالناكثين و قد بلغوا تسعة آلف و بالقاسطين و قد كانوا زهههاء
مأتي ألف ،و بالمارقين و كانوا اثنى عشر ألفا فى أّول أمرهههم و أربعههة آلف فههى آخههره
فانظر ماذا ترى .
ق بههالتعظيم و أن تقصههد
سلم و الحههال بمهها وصههفت أولههى و أحه ّ هل كان محاربته عليه ال ّ
ل بمحض المههر ن محاربة أبى بكر لم تكن إ ّبالية الشريفة أم محاربة أبى بكر ؟ و ثانيا إ ّ
سرايا ،و قد كان جالسا فى كسر بيتههه و حههوله المهههاجر و و النهى و انهاض الجيش و ال ّ
النصار فى أمن و راحة و طيب عيش و دعة على مصداق قوله :
سلم فقد كان شاهرا سيفه واضعا له على عههاتقه فههى حههروب و أما أمير المؤمنين عليه ال ّ
يضطرب لها فؤاد الجليهد ،و يشهيب لههو لهها فههود الوليهد ،و يهذوب لتسهّعر بأسهها زبهر
الحديد ،و يجب منها قلب البطل الصديد .
سهلم الحهرب بنفسهه النفيسهة فخهاض غمارهها و اصهطلى نارهها ،و دّوخ فتولى عليهه ال ّ
أعوانها و أنصارها و أجرى بالّدماء أنهارها ،و حكههم فههى مهههج النههاكثين و القاسههطين و
المارقين فجعل بوارها ،فصارت الفرسان تتحاماه إذا بههدر ،و الشههجعان تلههوذ بالهزيمههة
ل فارقت جسدها ،و ل كافح كتيبة إ ّ
ل إذا زأر عالمة أنه ما صافحت صفحة سيفه مهجة إ ّ
افترس ثعلب رمحه أسدها .
و هذا حكم ثبت له بطريق الجمال و حال اّتصف به بعموم الستدلل .
و أما تفصيله فليطلب من مظانه من الكتاب ،فانه ل يخفههى علههى ذوي البصههاير و أولههى
اللباب .
ل خير الجزاء من تجّنب العصبّية و الهوى الرابع عشر قوله :فلما ثبهت هذا ؟ 1جزى ا ّ
ن قوله :
ن المراد بهذه الية أبو بكر ثبت أ ّ
أّ
ن الستدلل على اّتصاف أبي بكر بهذا الوصههف و مهها يتلههوه مههن الوصههاف بسههبب فيه أ ّ
اختصاص الية به أشبه شيء بالكههل مههن القفههاء ،إذ المناسههب لرسههم المنههاظرة أن يقيههم
ن الية فى حّقه ل ل بذلك على أ ّالدليل أول على اّتصاف أبي بكر بهذه الوصاف ثّم يستد ّ
بالعكس .
مع أنك قد علمت عدم دللة الية على خلفته فضل عن الختصههاص فلههم يثبههت اّتصههافه
بها بما زعمه من الدليل ،بل قد علمت بمهها ذكرنهاه و نهذكره نزولهها فهى أميههر المههؤمنين
سلم و أنه المّتصف بهذه الوصاف ل غير . عليه ال ّ
هذا مسّلم لكن ظلمه محّقق فاّتصافه به ممتنع فمبطلّيته في المامة محّققة ل غبار عليها .
ل و عبادة الوثان كما قال عّز من قههائل » إنّن أعظم الظلم الشرك با ّ
أما تحّقق ظلمه فل ّ
الشرك لظلم عظيم « و أبو بكر قد كان مشركا مّدة مديدة و زمنا طويل من عمره فيكههون
ق المامة بمقتضى قههوله سههبحانه :ل ينههال عهههدى
ظالما البتة ،و من كان كذلك ل يستح ّ
الظالمين .
روى أبو الحسن الفقيه ابن المغازلي الشافعي مسندا حذفت السههناد للختصههار عههن مينهها
له عليههه
ل صّلى ا ّ
ل بن مسعود قال :قال رسول ا ّ
مولى عبد الّرحمن بن عوف عن عبد ا ّ
ل و كيف صرت دعوة أبيك إبراهيم ؟ قال و آله أنا دعوة أبي إبراهيم ،قلت :يا رسول ا ّ
:
ف إبراهيهم الفههرح قهال عليهههل إليه إّنى جاعلههك للنههاس إمامهها ،فاسههتخ ّ
ل عّز و ج ّ
أوحى ا ّ
ل إليه أن يهها إبراهيههم إّنههى ل اعطيههك
ل عّز و ج ّ
سلم و من ذّريتى أئّمة مثلي ،فأوحى ا ّ ال ّ
ب ما العهد الذي ل تفى لى به ؟ قال :اعطيك عهدا لظههالم عهدا ل أفى لك به ،قال :يا ر ّ
من
-----------
) ( 1هه ههه ههه
] [ 64
ب إّنهن أضللن كثيرًا مههن ى ان نعبد الصنام ر ّ ذّريتك قال إبراهيم عندها :و اجنبنى و بن ّ
ي لههم يسههجد أحههدنا
ي و إلههى عله ّ
ل عليه و آله و سّلم فانتهت إله ّ
عبادك ،فقال النبي صّلى ا ّ
لصنم قط فاّتخذنى نبيا و اّتخذ عليا وصيا .
ن فههي ذّريتههه
و قال الواحدي في تفسير قوله تعههالى :ل ينههال عهههدى الظههالمين :اعلمههه أ ّ
الظالم قال و قال السدى عهدى نبّوتى يعنى ل ينال ما عهدت إليههك مههن النب هّوة و المامههة
فى الّدين من كان ظالما فى ولدك .
لنه لم يكن معصوما بالّتفاق حتى يكون له قّوة العصمة المانعة من الظلههم علههى نفسههه و
ن لي شيطانا يعهترينى فهاذا ملهت فسهّد دونهى ،فمهن على غيره ،و قد قال على المنبر :إ ّ
كان محتاجا إلى تسديد الغير عند الميل و النحراف عن الّرشاد كيف يكون مسّددا لغيههره
على ما هى وظيفة المامة .
و من عظيهم ظلمهه الهذي صهار عليهه مهن أعظهم المطهاعن مضهافا إلهى مطهاعنه الخهر
محاربته مانعي الزكاة مع عدم كونهم مرتّدين و تركه إقامة الحهّد و القهود علهى خالهد بهن
الوليد و قد قتل مالك بن نويرة و ضاجع المرئة من ليلته و أشار إليه عمر بقتله و عزله ،
ل على أعدائه و قال عمر مخاطبا لخالد : ل سّله ا ّ
فقال :اّنه سيف من سيوف ا ّ
و قد روى تفصيل ذلك أرباب السير و رواه أصحابنا فى جملة مطاعن أبي بكر
] [ 65
و ل حاجة بنا في هذا المقام إلى ذكر الّتفصيل و إّنما نورد ما له مزيههد مههدخل فههي إثبههات
المّدعى فأقول :
ن مهن روى الطبري في تاريخه و رواه غيره أيضا في جملة مها رواه مهن تلهك القضهّية أ ّ
سرية المبعوثة إلى بني يربوع قوم مالك بن نههويرة أبهها قتههادة الحههارث ابههن ربعههي جملة ال ّ
فكان مّمن شهد أّنهم قد أّذنوا و أقههاموا و صهّلوا ،فحههدث أبههو قتههادة النصههاري خالههد بههن
ن لهم أمانا ،فلم يلتفت خالد إلههى قههوله و أمههر بقتلهههم و ن القوم ماذوا بالسلم و أ ّ الوليد بأ ّ
قسم سبيهم ،فحلف أبو قتادة أن ل يسير تحت لواء خالد في جيههش أبههدا ،و ركههب فرسههه
صة و قال :إّني نهيت خالدا عن قتله فلم يقبل قولي و أخههذ شاّدا إلى أبي بكر و أخبره بالق ّ
ن عمر لّما سمع ذلك تكّلم فيه عنههد أبههي بكههر بشهادة العراب اّلذين غرضهم الغنائم ،و أ ّ
ن القصههاص قههد وجههب عليههه ،و لمهها أقبههل خالههد بههن الوليههد قههافل دخههل فأكثر ،و قال :إ ّ
المسجد و عليه قباء له عليه صداء الحديد معتجرا بعمامة له قد غرز فههي عمههامته أسهههما
ي نفسهههفلما دخل المسجد قام إليه عمر فنزع السهم عن رأسه فحطمها ث هّم قههال :يهها عههد ّ
ل لنرجمّنههك بأحجههارك ،و خالههد عدوت على امرء مسلم فقتلته ثّم نزوت على امرأته و ا ّ
ن رأي أبي بكر مثل ما راى عمر فيه ،حّتى دخل إلى أبي بكههر و لأّنإ ّل يكّلمه و ل يظ ّ
اعتذر إليه فعّذره و تجاوز عنه .
فقال أبو بكر إيها يا عمر ما هو بأّول من أخطأ فارفع لسانك عنهم ،ثّم ودى ذلك من بيت
مال المسلمين ،انتهى .
] [ 66
عرفت حاله من هتكه لناموس السلم و تضييعه لشرع سّيد النههام أفههترى مههن نفسههك أن
ل و محّبه ؟ حاشا ثّم حاشا .
تحكم بأّنه محبوب ا ّ
السادس عشر قوله :أذّلة على المؤمنين أعهّزة علههى الكههافرين ،صههفة لبههي بكههر للهّدليل
اّلذي قّدمناه .
فيه أول أّنك قد عرفت عدم تمامية الهّدليل و عههدم اختصهاص اليههة بهأبي بكهر ،و الخهبر
جههة
اّلذي رواه من قوله :أرحم أّمتي باّمتي أبو بكر .مما تفّرد العاّمة بروايته ل يكههون ح ّ
علينا .
ل عليههه
ل صّلى ا ّ
ب عن رسول ا ّن في أّول المر كيف كان يذ ّن قوله :أل ترى ا ّ و ثانيا أ ّ
ل عليه و آله و لم يكن له نسب
ب منه عنه صّلى ا ّ
و آله و سّلم فيه أّنه لم يسمع إلى الن ذ ّ
معروف ،
و ل حسب مشهور ،و ل فضل مأثور ،و ل صيت مذكور ،و لم يكن يومئذ مّمن يعتنى
له ،أ لهم يكهن يهومئذ مثهل شهيخ ب عن رسهول ا ّ بشأنه و يعبأ به في عداد الّرجال حّتى يذ ّ
ل الغالب أمير المؤمنين ل حمزة و ذي الجناحين جعفر و أسد ا ّ بطحاء أبي طالب و أسد ا ّ
ل عليه و آلههه و س هّلم
و ساير فتية بني هاشم و أنجاد بني عبد مناف محدقين حوله صّلى ا ّ
حامين له ذاّبين عنه حّتى يكون الّذاب عنه مثل أخي تيم الجلف الجافي الّرذل ،و لو كهان
ل عليه و آله عن إبلغ سورة برائة . ل صّلى ا ّ
له تلك المقام و المنزلة لم يعزله رسول ا ّ
و ثالثا قوله :و في آخر المر أصّر على المحاربة مع مانعي الّزكاة .
و رابعا قوله حتى جاء أكابر الصحابة و تضهّرعوا إليههه و منعههوه مههن الهّذهاب النّكههة فههي
حته أّنههم قهد كهانوا عهارفين بجبنهه ،عهالمين بضهعف قلبهه ، منعهم منهه علهى تقهدير صه ّ
مجّربين له في المعارك و المهالك ،و أّنه و صاحبه عمر عند منازلة الشجعان و مبارزة
القران كان شيمتهما الفرار ،و سجّيتهما عدم الحماية للّذمار ،و قد فّرا يوم خيبر و احد
و الحزاب و غزوة ذات السلسلة و غيرها على أقبح الوجوه كما أثبتته
] [ 67
شههارح المعههتزلي
شعراء و الموّرخين شاع و اشههتهر قههال ال ّسير ،و على لسان ال ّ
أرباب ال ّ
سبع العلوّيات :ص فرارهما في قصايد ال ّ
في اقتصاص غزوة خيبر يق ّ
ن الحمههههههههههههههههههههههههههههههام لمبغههههههههههههههههههههههههههههههض
عههههههههههههههههههههههههههههههذرتكما أ ّ
ن بقاء النفس للّنفس مطلوب 1 واّ
فكان تضّرع الصحابة له في الّرجوع و الياب مخافة أن يذهب فيهرب بمجرى عههادته و
ل شههرع سهّيد النههام فتضهّرعوا إليههه
مجرب شيمته ،فيبطل بالمّرة دين السلم و يضههمح ّ
بلسان المقال ،و قالوا له بلسان الحال :
ي و لههم
و يشهد بما ذكرنا أنه لو كان عرف فى نفسه البأس و النجههدة لص هّر علههى المض ه ّ
سلم لما عههزم علههى المسههير إلههىيصغ إلى تضّرعهم ،و كان مثل أمير المؤمنين عليه ال ّ
البصرة تضّرع إليه ابنه الحسن بأن ل يتبع طلحة و الزبير و ل يرصد لهما القتال و بكى
و قال أسألك أن ل تقدم العراق و ل تقتل بمضيعة .
-----------
) ( 1ههه هه هههه ه ه ههههه ه ههههه ه ههه ه
هه هه ههه ه » ه « ه ههههههه ه هه ه ههههه هه ه
هههه هه هههههه ه ه ه ههه ه هههههه ه ه هه ه
ههه ه هه ه ه ههه هه هههه هه ه ه ههه هههه
هههه ه ههه هه ههه هه ه هههه ه ه ههه ه ه
هههههه هههه هههه ه ه ه ه هههه ه ه ههههه هه
ههه هه ههه ههه ههه هه ه ههه ه ههه هه ه
هههه هه ههه هه .ه هههه ه ههه هه ه هههه هه
هه ه هههه هه ه ههههه ه هه هه هه ه ههههه ه
ههههه ههههه هه ه ه ههه ههه ه ههه هه هههه ه
هههه ه هه ه
هه هههههه ه هههه :هههه هههه ههه
هههههه هههه ههه ههه ههههه ه هه ههههههه ه
ههههه هه ههههههه ههههه ه ههه ه ههه ههههه
هه ه ههههههه ) ههه (
هههه ه ههه ههه
] [ 68
ل ل أكون كالضبع تنام على طول الّلدم حّتى يصههل سلم :و ا ّفقال أمير المؤمنين عليه ال ّ
ق المههدبر عنههه ،و
إليههها طالبههها و يختلههها راصههدها ،و لكّنههي أضههرب بالمقبههل إلههى الحه ّ
بالسامع المطيع العاصى المريب أبدا حتى اتى علي يومي ،على ما عرفههت تفصههيله فههي
شرح سادس المختار في باب الخطب .
ل نائبهههههههههههههههة
مهههههههههههههههواطن قهههههههههههههههد علهههههههههههههههت فهههههههههههههههي كههههههههههههههه ّ
على الصحابة لم اكتم و إن كتموا
سلم ذليل على المؤمنين فلما عرفههت فههى تضههاعيف الشههرح و تعرفههه و أما كونه عليه ال ّ
أيضهها مههن مكههارم أخلقههه و محامههد خصههاله الههتى أقهّر بههها المخههالف كههالمؤلف ،و نقلههه
ب و المبغض
صة و العاّمة و تصدقها المح ّ المنحرف كالمعترف ،و اعترف بها الخا ّ
يا أمير المؤمنين جئتك مههن عنههد ألم العههرب » و أبخههل العههرب ظ « و أعيههى العههرب و
ي بههن أبيطههالب ،قههال معاويههة :
أجبن العرب قال :و من هو يا أخا بني تميم ؟ قههال :عله ّ
اسمعوا يا أهل الشام ما يقول أخوكم العراقي ،فابتدروه أّيهم ينزله عليههه و يكرمههه ،فلّمهها
تصّدع الّناس عنه قال له :كيف قلت ؟ فأعاد عليه ،فقال له :ويحك يا جاهل كيف يكون
ل ،و أّنههى ألم العرب و أبوه أبو طالب و جّده عبد المطلب و امرأته فاطمة بنت رسول ا ّ
ل لو كان له بيتان بيت تبن و بيت تبر لنفذ تبره قبههل تبنههه و أّنههىيكون أبخل العرب فو ا ّ
ل كان فارسهم غير مدافع ، طإ ّ
ل ما التقت فئتان ق ّ
يكون أجبن العرب فو ا ّ
] [ 69
شهود .
تعددت ال ّ
ظ أبي بكر فيه أتّم » إلى قوله « يوم بدر واحد .
نح ّ
لأّ
السابع عشر قوله :إ ّ
صههب كيههف أعمتههه العصههبّية إلههى أن أقول :ل يكاد ينقضي عجبي من هذا الّناصب المتع ّ
جح ابن أبي قحافههة علههى أبههي تههراب جاوز حّده و خرج عن زّيه و تكّلم فوق قدره حّتى ر ّ
سراب إلههى الشههراب و أ ّ
ي ي نسبة لل ّ
فواعجبا عجبا كيف يقاس التراب بالتبر المذاب ،و أ ّ
ي تطههابق بيههن الشههجاع المبههارز الغههالب
سيف و العصا ،و أ ّ شبه بين الّدّر و الحصى و ال ّ
ل الثعالب و هذا مقام التمثيل بقول أبي العلء : ل غالب ،و الجبن من ك ّ على ك ّ
سههههههههههههههههههههههههههههماء ترّفعهههههههههههههههههههههههههههها
و طههههههههههههههههههههههههههههاولت الرض ال ّ
و طهههههههههههههههههههههاول شههههههههههههههههههههههبا الحصهههههههههههههههههههههى و الجنهههههههههههههههههههههادل
ن الحيههههههههههههههههههههههاة ذميمههههههههههههههههههههههة
فيهههههههههههههههههههههها مههههههههههههههههههههههوت زر إ ّ
ن دهرك هازل و يا نفس جّدي إ ّ
و قد كانت العساكر في هذه المعارك حسبما قال مجتمعة ،و الصفوف متلصقة ،
و الكتائب مترادفة ،فاختار هو و صاحبه عمر و الحال هذه الفّر على الكّر ،
فيه اّنه إن أراد تقّدمه عليه من حيث الجهاد فقد عرفت بطلنه ،إذ أّول
] [ 70
غههزوة فههي السههلم غههزوة بههدر و قههد كانهها كلهمهها حاضههرين فيههها معهها ،ث هّم فيمهها بيههن
ن أبا بكر لم ينقل منه فيها فرد قتيل ،و أّما أميههر حضوريهما من التفاوت ما ل يخفى ،فا ّ
ن قتله فيها شطر جميههع المقتههولين و سلم فقد روى جمهور المؤّرخين أ ّ المؤمنين عليه ال ّ
كانوا سبعين .
التاسع عشر قوله :جهاد أبي بكر في وقت ضعف الّرسول .
ل غزوات مختصههرة فيه إّنك قد عرفت فساده لّنه لم يكن قبل غزوة بدر غزوة معروفة إ ّ
مثل غزوة بواد بواط و عشيرة و غزوة بدر الصغرى ،و لم ينجّر المر فيها إلههى القتههال
ن حضههور أبههي بكههر فيهها و غيههاب عله ّ
ي فيجاهد أبو بكر و يقعد عنه أمير المؤمنين مههع أ ّ
عنها غير ثابت .
و أيضا لم يكن الّرسول عند المسير إليها ضعيفا ،و إن أراد أّنه كان لبي بكر جهاد قبههل
تلك الوقايع فهو مّما تفّرد به و لم ينقله عن غيره .
ن أمير المؤمنين كان سابقا بالجهاد لّنه جاهد الكّفهار صهبيحة ليلههة بههات فيهها
نعم لو قلنا إ ّ
ل عليه و آله و سّلم لما ذهب إلى الغار ،و جاهههدهم أيضهها ل صّلى ا ّ
على فراش رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم من مّكة إلى المدينة لّما أرادت
عند الهجرة بأهل بيت الّرسول صّلى ا ّ
سير ،و ورد في صحيح الخبر . قريش المنع منها ،لقلنا مقال رواه أرباب ال ّ
لههههههههههههههههههه
ي شهههههههههههههههههههّيدت معهههههههههههههههههههالم ديهههههههههههههههههههن ا ّ بعلههههههههههههههههههه ّ
و الرض بالعنههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههاد تمههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههور
لههههههههههههههههههه
و بهههههههههههههههههههه أيهههههههههههههههههههّد اللهههههههههههههههههههه رسهههههههههههههههههههول ا ّ
إذ ليههههههههههههههههههههههههس فههههههههههههههههههههههههي النههههههههههههههههههههههههام نصههههههههههههههههههههههههير
] [ 71
ن مصداق قوله سبحانه فى الية الشههريفة اذّلههة علههى المههؤمنين أعهّزةفقد ظهر بذلك كّله أ ّ
سلم .ل هو أمير المؤمنين عليه ال ّ على الكافرين يجاهدون فى سبيل ا ّ
و أّما قوله سبحانه ل يخافون لومة لئم فيظهر كونه مصداقا لهه و يصهّدقه قهوله صهريحا
ل لومة لئم .
في الفصل التي :و اّني لمن قوم ل يأخذهم فى ا ّ
ي من قتال من خالف
سلم فى المختار الّرابع و العشرين :و لعمرى ما عل ّو قوله عليه ال ّ
ي من إدهان و ل ايهان . ق و خابط الغ ّالح ّ
سلم في المختار الحادى و التسعين لما اريد على البيعة بعد قتل عثمان :
و قوله عليه ال ّ
دعوني و التمسوا غيرى فانا مستقبلون أمههرا لههه وجههوه و ألههوان ل تقههوم لههه القلههوب و ل
تثبت عليه العقول » إلى قوله « و اعلموا إن أجبتكم ركبت بكم مهها أعلههم و لههم أصههغ إلههى
قول القائل و عتب العاتب .
سلم في المختار المأة و السادسة و العشرين لما عوتب علههى التسههوية فههي و قوله عليه ال ّ
ل ما أطور به مها سهمر العطاء :أ تأمروّني أن أطلب النصر بالجور فيمن وّليت عليه و ا ّ
سماء نجما .
سمير و ما أّم نجم في ال ّ
ل يؤتيه من يشاء و هذا لئق بههأبي بكههر متأّكههد بقههوله و ل العشرون قوله :و ذلك فضل ا ّ
ن هذه الية في أبي بكر . يأتل اولوا الفضل منكم و السعة اه و قد بّينا أ ّ
صههحابة
ض عّما روي عن ابن عباس و غيره من أّنها نزلت في جماعة مههن ال ّ
فيه بعد الغ ّ
أقسموا على أن ل تتصّدقوا على رجل تكّلم بشيء من الفك و ل يواسوهم ،
ن إحههدى اليههتين ل سههرين ،ا ّو البناء على نزولها في أبي بكر كما هو قول جمع مههن المف ّ
ن المراد بالفضل فى الية الثانية هو الغنى و الههثروة ،و بههه فههي ارتباط لها بالخرى ،فا ّ
له و ليهنن محّبتههم ّ له إ ّ
الية الولى الّلطف و التوفيق ،و معنههى قههوله :و ذلهك فضههل ا ّ
ل و توفيق و لطف منههه و مههن جهتههه جانبهم للمؤمنين و شّدتهم على الكافرين فضل من ا ّ
ن به على من يشاء من عباده .يم ّ
] [ 72
فيه أّنك قد عرفت عدم تمامّية الّدليل بما ل مزيد عليه .
فيه منع كههونه مههن الخبههار الحههاد اّلههتي ل يعهّول عليههها ،بههل هههو خههبر مسههتفيض رواه
المخههالف و المؤالههف معتضههد مضههمونه بأخبههار كههثيرة قطعيههة ،و نقتصههر علههى بعههض
جة الخصم . الخبار العامّية لكونه أدحض لح ّ
ل بن أحمد بهن حنبهل بسهنده عهن سهعيد بهن المسهّيب أنّ الّنهبي ففى غاية المرام عن عبد ا ّ
له و رسههوله و ن الّراية إلى رجل يحّبه ا ّ
ل عليه و آله و سّلم قال يوم خيبر :لدفع ّصّلى ا ّ
ل و رسوله ،فدعا علّيا و أّنه لرمد ما يبصر موضع قدميه ،فتفههل فههي عينيههه ثهّم با ّيح ّ
ل عليه .
دفعها إليه ففتح ا ّ
ل بن أحمد بن حنبل عن عبد الّرحمن أبي ليلى و عههن علهيّ عليههه و رواه أيضا عن عبد ا ّ
ل عليه و آله و سّلم .
ل صّلى ا ّ سلم عن رسول ا ّال ّ
ل عليههه و آلههه و س هّلم و عنههه
ل صّلى ا ّ ل بن بريدة عن أبيه عن رسول ا ّ
و عنه عن عبد ا ّ
ل عليه و آله و سهّلم و عنههه بسههند آخههر أيضهها عههن
ل صّلى ا ّ
عن أبي هريرة عن رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم . ل صّلى ا ّ ل بن بريدة عن أبيه بريدة السلمي عن رسول ا ّعبد ا ّ
و رواه أيضا من صحيح البخاري من الجزء الّرابع في رابع كراسههه عههن سههلمة الكههوع
ل عليه و آله و من الجزء الّرابع مههن صههحيح البخههارى أيضهها فههيل صّلى ا ّ
عن رسول ا ّ
ل عليه و آله و من الجزء الخامس ي عن سلمة عنه صّلى ا ّ ثلثه الخير في باب مناقب عل ّ
ل عليه و آله و من صحيح البخاري عههن سهههل بههن سههعد منه أيضا عن سلمة عنه صّلى ا ّ
ل عليه و آله و سّلم .
ل صّلى ا ّ
عن رسول ا ّ
و رواه أيضا من صحيح مسلم من الجزء الرابع في نصف الكراس من أّوله باسهناده عههن
ل عليه و آله و سّلم إلههى عل ه ّ
ي ل صّلى ا ّ
عمر بن الخطاب بعد قتل عامر أرسلني رسول ا ّ
سلم و هو أرمدعليه ال ّ
] [ 73
له
و من صحيح مسلم في آخر كراس من الجزء الرابع منه عن أبي هريرة عن رسههول ا ّ
ل ه ص هّلى
ل عليه و آله و سّلم و من صحيح مسلم عن سهل بن سعد عههن رسههول ا ّصّلى ا ّ
ل عليه و آله و سّلم .ا ّ
و رواه أيضا من تفسير الثعلبي في تفسير قههوله » و يهههديك صههراطًا مسههتقيمًا « باسههناده
ل عليه و آله و سّلم .
ل صّلى ا ّ
عن رسول ا ّ
و رواه أيضا من مناقب ابن المغازلي بسند يرفعه إلى أياس بن سهلمة عههن أبيههه فههي ذكهر
ن الّرايههة اليههوم رجل يحه ّ
ب ل عليه و آله و سّلم لعطي ّ
ي صّلى ا ّ
حديث خيبر قال فقال الّنب ّ
ل و رسوله . ل و رسوله و يحّبه ا ّ
ا ّ
و من مناقبه أيضا عن أبيطالب محّمد بن عثمان يرفعه إلى عمران بن الحصين قال :
ل عليههه
ل صّلى ا ّ
و من المناقب عن سعيد بن المسّيب عن أبي هريرة قال :بعث رسول ا ّ
ن الرايهة
و آله أبا بكر إلى خيبر فلم يفتح عليه ثّم بعث عمر فلم يفتهح عليهه فقهال :لعطيه ّ
ل و رسوله . ل و رسوله و يحّبه ا ّ
با ّ
رجل كّرارا غير فّرار يح ّ
و من المناقب عن أحمد بن محّمد بن عبد الوهاب بن طاران يرفعه إلى أبههي هريههرة قههال
ل و رسههوله با ّ
ن الراية غدا رجل يح ّ ل عليه و آله و سّلم :لعطي ّ
ل صّلى ا ّ
قال رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم فدفعها إلى عل ّ
ي ل صّلى ا ّ
ل فاستشرف لها أصحاب رسول ا ّ و يحّبه ا ّ
بن أبيطالب .
] [ 74
لو ل و رسوله و يحّبه ا ّ با ّن اليوم رجل يح ّ خرج إلى الّناس و معه الّراية فقال :لعطي ّ
له
ل ه ص هّلى ا ّ
رسوله غير فّرار ،فتعّرض لها جميع المهاجرين و النصار فقال رسول ا ّ
ل هو أرمد ،فأرسل إليه أباذر و سلمان فجههاء و ي ،فقالوا :يا رسول ا ّ
عليه و آله أين عل ّ
هو يقاد ل يقدر على أّنه يفتح عينيه ،ثّم قال :الّلهّم اذهب عنههه الّرمههد و الحهّر و الههبرد و
ب رسولك » خ ل رسوله « غير انصره على عدّوه و افتح عليه فاّنه عبدك و يحّبك و يح ّ
سههان بههن
سههلم و اسههتأذنه ح ّل عليه و آله و سّلم الّراية إليههه عليههه ال ّ
فّرار ،ثّم دفع صّلى ا ّ
ثابت في أن يقول فيه شعرا ،
و من المناقب بسند مرفوع إلى عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال سمعت رسههول
له و رسهوله و
با ّ
ن الّرايهة رجل يحه ّ
ل عليه و آله يقول يوم الخيهبر :لعطيه ّ
ل صّلى ا ّ ا ّ
ل و رسوله .يحّبه ا ّ
صحاح السهّتة مههن الصههحيح الترمههدى قههال بالسههناد عههن سههلمة قههال :و من الجمع بين ال ّ
ن الّراية رجل ي و هو أرمد فقال :لعطي ّ ل عليه و آله إلى عل ّل صّلى ا ّ
أرسلني رسول ا ّ
] [ 75
ل و رسوله .
ل و رسوله و يحّبه ا ّ
با ّ
يح ّ
و اقتصرنا على مورد الحاجة في أكثر هذه الّروايات و حذفنا اسناد أكثرههها للختصههار ،
و تركنا الخبار الخاصهّية الههواردة فههي هههذا المعنههى حههذرا مههن الطالههة و دفعهها لمكههابرة
صة من طريههق العاّمههة
الخصم و عناده ،و اّدعى صاحب غاية المرام تواتر الخبر في الق ّ
صة .
و الخا ّ
أقول :و هذه الخبار اّلتى رواها المخالفون في كتبهم فضل عن أخبار الموالين لههه عليههه
سلم كافية لمن راقب العدل و النصههاف ،و جههانب الّتعصههب و العتسههاف فههي إثبههات ال ّ
له عليههه و آلههه و سهّلم
له و رسههوله صهّلى ا ّ
ل و رسوله و كههون ا ّ
سلم محّبا ّ
كونه عليه ال ّ
محّبين له .
صههب الجاحههد و لكّني أضيف إلى هذه الخبار على رغههم الناصههب المعانههد الهّرازى المتع ّ
ل عليه و آلههه :الّله هّم اعطنههي » ايتنههى ظ «
ل صّلى ا ّ
حديث الطير اّلذى قال فيه رسول ا ّ
ب الناس إليك و في بعض روايته :إليك و إلى رسولك يأكههل معههى فجههاء عل هيّ عليههه بأح ّ
سلم و أكل معه و قد رواه في غاية المرام بسّتة و ثلثين طريقا مههن طههرق العاّمههة ،و ال ّ
سدى عن أنس بن مالههك صحابة عن ال ّ من جملتها أبو المظفر السمعاني في كتاب مناقب ال ّ
قال :
و من جملة طرق غاية المرام أيضا القاصم لظهر المكابرين و الّراغهم لنههوف الناصههبين
ما أورده من كتاب المناقب الفاخرة في العترة الطاهرة ،روى أبو جعفر بن
] [ 76
ي ،فلّما وضههع ل عليه و آله إذا هدي إليه طائر مشو ّ ل صّلى ا ّ
بينا نحن قعود مع رسول ا ّ
ل عليه و آلههه حّتههىل صّلى ا ّبين يديه قال لنس :انطلق به إلى المنزل ،و تبعه رسول ا ّ
ي يديه نحو السههماء و قههال :اللههّم
إذا دخل المنزل وضع أنس الطاير بين يديه ،فرفع النب ّ
ب الّناس اليك تحّبه أنت و يحّبه من فههي الرض و مههن فههي السههماوات حّتههى ى بأح ّ
ايت إل ّ
يأكل معي من هذا الطير ،قال أنس :فقلت :اللهّم اجعله من قومي و قالت عايشة :اللهمّ
سههلم فقههال لههه
ي عليههه ال ّ
اجعله أبي و قالت حفصة :اللهّم اجعله أبي فما لبثنا حتى أتى عل ّ
أنس :
ل عليه و آله علههى ركبههتيه و رفههع يهديه إلهى السهماء حّتههى بهان بيههاض
فجثا الّنبي صّلى ا ّ
ب الساعة الساعة ،فما لبثنا أن قرع الباب فقال أنس :من ذا ؟ إبطيه و قال :حاجتي يا ر ّ
ل عليه و آله صوته فقال افتح ،ففتحته ،فلما دخههل و ي صّلى ا ّ ي و سمع النب ّ
فقال :أنا عل ّ
ل عليهههي صّلى ا ّ ن أنس أنه قد أنفذ يده من ظهره ،فلما بصر به النب ّ كز أنس بيده حتى ظ ّ
سلم و آله وثب قائما و قّبل عينيه و قال :ما الذي أبطاك عّني يا قّرة عيني ،فقال عليه ال ّ
ل ه عليههه و آلههه و
ل ص هّلى ا ّل قد أقبلت ثلثا و يرّدني أنس ،فصفق رسول ا ّ :يا رسول ا ّ
سّلم و كان ل يصفق حّتى يغضب ،فقال :
ل إنههي أحببههت أن يكههون رجل مههن قههومي يا أنس حجبت عّني حبيبي ،فقال :يا رسول ا ّ
ب قههومه ،إ ّ
ن ن المرء يح ّ ل عليه و آله و سّلم :يا أنس أما علمت أ ّ ل صّلى ا ّفقال رسول ا ّ
ل ،يا أنس إّني و عليا لم نههزل ننقلههب ل يحّبه و الملئكة تحّبه و يحّبه ا ّ نا ّ
عليا يحّبني و إ ّ
ى فههي صههلب أبههي طههالب و إلى مطّهرات الرحام حّتى نقلنا إلى عبد المطلب فصههار عل ه ّ
ي الوليههة و الوص هّيةي الّنبوة و في عل ّي ،فصارت ف ّ ل عّم عل ّ صرت أنا في صلب عبد ا ّ
ي اسما فس هّماني أحمههدق لى اسما من أسمائه و لعل ّ ل اشت ّل عّز و ج ّ نا ّ
أما علمت يا أنس أ ّ
ي سّماه عليا ،يا أنس كما حجبت عّني عليا ضربك ا ّ
ل ل العل ّ
ي فا ّ
لتحمدني اّمتي و أما عل ّ
ل متبرقع الوجه . بالوضح ،و كان ل يدخل المسجد بعد الّدعوة إ ّ
] [ 77
ي ص هّلى
و هذه الّرواية كما ترى ظاهرة بل صريحة من جهات عديدة في فرط محّبة النههب ّ
ل له .
ل و محّبة ا ّ
ل عليه و آله له و محّبته ّ
ا ّ
و لو أردنا أن نجمع ما نقدر عليه منها لصار كتابا كبير الحجم و لكن اورد منها روايههتين
اختم بهما المقام ليكون ختامه مسكا فأقول :
ن قلبك .
فخاطبتك بلسانه كيما يطمئ ّ
و أخبرنا بهذا الحديث عاليا المام الحافظ سههليمان بههن إبراهيههم الصههفهاني مرفوعهها إلههى
ل عليه و آله و سّلم ،و هو فههى بيههتي لّمهها حضههره
ل صّلى ا ّعايشة ،قالت :قال رسول ا ّ
ل عليه و آله ث هّم
ل صّلى ا ّ ي حبيبي ،فدعوت أبا بكر فنظر إليه رسول ا ّ الموت .ادعوا إل ّ
له
ي بن أبيطههالب فههو ا ّ
ي حبيبي فقلت :ويلكم ادعوا له عل ّ وضع رأسه ،ثّم قال :ادعوا إل ّ
ما يريد غيره ،فلما رآه فرج الثوب الذى كان عليه ثّم ادخله فيه فلهم يههزل يحتضهنه حّتهى
قبض و يده عليه .
ل إلى سلوك صراطه المستقيم إلى الرازى و استمراره على و مع ذلك كّله فانظر هداك ا ّ
ق الليههح ،و تنّكبههه الجههدد
صههبه ،و مكههابرته الحه ّ
غّيه ،و غرقههه فههى سههبيل نصههبه و تع ّ
ق أبي الحسن ،و إرادته الواضح ،و عدوله عن السنن ،و بقائه على غمط 1ح ّ
-----------
) ( 1ههه هه هههه هههه ه
] [ 78
له عههن
ستر الشمس المجّللة بنورها للعالم بالنقاب ،و النير العظههم بالحجههاب ،فجههزاه ا ّ
ل عليهما شّر الجزاء .
رسوله و عن أمير المؤمنين سلم ا ّ
له و
الثالث و العشرون قوله :و لنه معارض بالخبار الّدالة على كون أبههي بكههر محّبهها ّ
ل محّبا له اه .
رسوله و كون ا ّ
ج بههه علههى
له لههه يحته ّ
له أو محّبههة ا ّ
فيه أّول إّنه ليس هنا خبر متضهّمن لمحّبههة أبههي بكههر ّ
المامّية فضل عن الخبار ،و ما رووه فههي هههذا المعنههى مّمهها تفهّردوا بروايتههه ل يكههون
جة علينا .حّ
ب الّنههاس إلههى
سلم أحه ّي عليه ال ّ
و مع ذلك فمعارض بالخبار الكثيرة المتضّمنة لكون عل ّ
ل ه و إلههى رسههوله المستفيضههة بههل المتههواترة معنههى مههن طرقهههم حسههبما عرفههت فههي
ا ّ
العتراض الثاني و العشرين ،و هي أقههوى منههها سههندا و أظهههر دللههة فل يكههاد تكههافوء
الخبار الولة على تقدير وجودها لها كما ل يخفى صدق المّدعى علههى أهههل البصههيرة و
ق أبي بكر و لسوف يرضى . النهى الرابع و العشرون قوله :قال تعالى في ح ّ
غير مسّلم نزولها في أبي بكر و لما نزله الرازى عن ابن الّزبير و عن أبي بكر الباقلني
سرين خلفه ،فقههد روى الواحههدي بالسههناد المّتصههل المرفههوع عههن ي عن المف ّ
،و المرو ّ
عكرمة عن ابن عّباس أّنها نزلت في رجل من النصار ،و عن عطاء قال :اسم الّرجههل
سههلم و قهال بعههض ي عليههه ال ّأبو الّدحداح ،و في بعههض روايههات أصههحابنا أّنههها فههي عله ّ
له مههن
قا ّ ل مههن يعطههي حه ّ سرين :الولى إبقاؤها على العموم فيرجع الضمير إلى ك ّ المف ّ
ل يتجّلههي
نا ّ ماله ابتغاء وجه رّبه ،و إذا جاء الحتمال بطل الستدلل و قوله :و قال :إ ّ
صة أنت خهبير بهأّنه ل غبهار فهي كهونه مهن الحهاديث للناس عامة و يتجّلي لبي بكر خا ّ
سهم مخهالف الموضوعة ،لّنه إن أريد من تجّليهه سهبحانه تجّليهه بهذاته فههو مسهتلزم للتج ّ
ساطعة ،و إن اريد تجّليه ببّره و فضله و عناياته للصول المحكمة و البراهين القاطعة ال ّ
ن التجّلههى بهههذا المعنههى لعمههوم و لطفه المقّرب إلى طاعته و المبعد عن معصيته ،ففيههه أ ّ
الّناس غير جايز إذ فيهم المؤمن و المنافق و المسلم و الكافر ،فكيف يتصّور التجّلى فههي
ق الكافر المنافق
حّ
] [ 79
ل الية على إمامهة أميهر المهؤمنين بمها ذكهره مهن يريد عدم تسليم دللة الية إّنما ولّيكم ا ّ
الوجوه السخيفة في تفسير هذه الية ،و أنت قد عرفههت تمامّيههة دللتههها علههى امههامته فههي
شقشقّية ،كما عرفت بطلن ما ذكره من الدّلة ،لعدم مقّدمات الخطبة الثالثة المعروفة بال ّ
تمامّيتها بما ل مزيد عليه .
] [ 80
ععععععع عععععع
سلم :إّنك تسمع ما أسمع و ترى ما أرى ،أّنه ظاهر فههي قد أشرنا في شرح قوله عليه ال ّ
ي من الملك و رؤيته له مثله ،قد اختلفت الخبار في ذلك فمما سماع المام ما يسمعه النب ّ
ل على سماعه و رؤيته حديث المالى المتقّدم فى شرح الفقرة المذكورة و منه أيضا ما يد ّ
سههلم يقههول :إّنهها
له عليههه ال ّ
في البحار من البصاير عن أبي بصير قال :سمعت أبا عبد ا ّ
نزاد فى الّليل و النهار و لو ل أّنا نزاد لنفد ما عندنا ،فقال أبو بصير :جعلههت فههداك مههن
يأتيكم ؟ قال :إنا منا لمن يعاين معاينة ،و مّنا من ينقر فى قلبه كيت و كيت ،و منهها مههن
ل فداك من يأتيكم بذاك يسمع باذنه وقعا كوقع السلسلة فى الطست ،قال :قلت :جعلنى ا ّ
؟ قال :هو خلق أكبر من جبرئيل و ميكائيل .
سههلم فههى حههديث و من كتاب المحتضر للحسن بههن سههليمان باسههناده عههن الّرضهها عليههه ال ّ
سههلم فههى كلم لههه :و ان شههئتم أخههبرتكم بمهها هههو طويل قال :قال أمير المؤمنين عليههه ال ّ
له
سلم :كنت ذات ليلة تحت سقيفة مههع رسههول ا ّ أعظم من ذلك قالوا :فافعل قال عليه ال ّ
ل وطئة مههن له عليههه و آلههه و انههي لحصههي سههتا و سهّتين وطئة مههن الملئكههة كه ّ صهّلى ا ّ
الملئكة أعرفهم بلغاتهم و صفاتهم و أسمائهم و وطئهم .
ل على السماع فقط من دون الّرؤية مثل مهها فههى الحتجههاج قههال :كههان الصههادق و مما يد ّ
سلم يقول :علمنا غابر و مزبور و نكت فى القلوب و نقههر فههى السههماع ،فسههئل عليه ال ّ
سلم :أما الغابر فالعلم بما يكون ،و أما المزبور فالعلم عن تفسير هذا الكلم فقال عليه ال ّ
بما كان ،و أما النكت فى القلوب فهو اللهام ،و أما النقر فى السههماع فحههديث الملئكههة
نسمع كلمهم و ل نرى أشخاصهم .
ل ه ع هّز و
سلم عههن قههول ا ّ
مثل ما رواه فى الكافى عن زرارة قال سألت أبا جعفر عليه ال ّ
جّ
ل
] [ 81
ل» سلم في قوله عّز و ج ّ ل عليهما ال ّ و فيه عن بريد ) زيد خ ( عن أبي جعفر و أبيعبد ا ّ
ي و ل محهّدث ،قلهت جعلههت فهداك ليسهت ههذه و ما ارسلنا من قبلك مهن رسههول و ل نههب ّ
ي و المحّدث قال :الّرسول اّلذي يظهر له الملك فيكّلمه و الّنههب ّ
ي قرائتنا فما الّرسول و النب ّ
هو اّلذي يرى في منامه و ربما اجتمعت النبّوة و الّرسالة لواحد ،و المحّدث الههذى يسههمع
ن الههذي رأى فههي النههوم ل كيف يعلم أ ّ صورة ،قال :قلت :أصلحك ا ّ الصوت و ل يرى ال ّ
ل بكتابكم الكتب و ختم بنههبّيكم ق و أّنه الملك ؟ قال :يوفق لذلك حّتى يعرفه و لقد ختم ا ّ حّ
يو سههلم عههن الّرسههول و النههب ّ النبياء و فيه عن الحول قههال :سههألت أبهها جعفههر عليههه ال ّ
سلم :الّرسول الذي يأتيه جبرئيل قبل فيراه و يكّلمه فهههذا الّرسههول ، المحّدث قال عليه ال ّ
سههلم و نحههو مهها كههان رأى ي فهو اّلذي يرى في منامه نحو رؤيا إبراهيم عليه ال ّ و أّما الّنب ّ
ل عليه و آله و سّلم من أسباب النبّوة قبل الوحي حّتى أتاه جبرئيل عليه ل صّلى ا ّرسول ا ّ
له عليهه و آلهه حيهن جمهع لهه ل بالّرسالة و كان محّمد صّلى ا ّ ل عّز و ج ّ سلم من عند ا ّ ال ّ
سههلم يكّلمههه بههها
ل يجيئه بها جبرئيههل عليههه ال ّ ل عّز و ج ّ الّنبوة و جاءته الّرسالة من عند ا ّ
قبل ،و من النبياء من جمع له النبّوة و يرى في منامه و يأتيه الهّروح و يكّلمههه و يحههدثه
من غير أن يكون يرى في اليقظة ،و أّما المحّدث فهو اّلذي يحهّدث فيسههمع و ل يعههاين و
ل يرى في منامه .
عععع
سكينة اطمينان القلب و عدم التزلزل ،و الوقار الحالة اّلتي بها يعلم أّنه كلم الملك
ال ّ
] [ 82
له
له صهّلى ا ّ
سهلم قهال :قهال رسهول ا ّ
و من البصاير عن حمران عن أبي جعفر عليه ال ّ
عليه و آله و سّلم :من أهل بيتي اثنى عشر محّدثا .
سلم يقههول الثنههى عشههر الئمههةو من البصاير عن زرارة قال :سمعت أبا جعفر عليه ال ّ
ل عليه و آلههه و
ل صّلى ا ّ
سلم كّلهم محّدث من ولد رسول ا ّ من آل محّمد عليه و عليهم ال ّ
ي هما الوالدان ،فقال عبد الّرحمن بههن زيههدل و عل ّ
سلم فرسول ا ّ ي عليه ال ّ
سّلم و ولد عل ّ
سلم لّمه ،فضرب أبو جعفههر ي بن الحسين عليهما ال ّ و أنكر ) ذكر ( ذلك و كان أخا لعل ّ
سلم فخذه فقال أّما ابن اّمك كان أحدهم . عليه ال ّ
ي عليههه
سلم قال :سههمعته يقههول :كههان عله ّ
ل عليه ال ّ
و منه عن أبي بصير عن أبي عبد ا ّ
ل ملكا يوقر ل قال :يبعث ا ّ ل محّدثا ،قال :قلت له :اشرح لي ذلك أصلحك ا ّسلم و ا ّال ّ
في اذنه كيت و كيت و كيت .
ن علّيهها
سلم :أ لسههت ح هّدثتني أ ّ
و منه عن حمران بن أعين قال :قلت لبي جعفر عليه ال ّ
سلم كان محّدثا ؟ قال :بلى قلت :من يحّدثه ؟ قال :ملك يحّدثه ،قال :
عليه ال ّ
ي أو رسول ؟ قال :ل بل مثله مثههل صههاحب سههليمان و مثههل صههاحب قلت :فأقول إّنه نب ّ
سلم سئل عن ذى القرنين فقالوا كان ن علّيا عليه ال ّ
موسى و مثل ذى القرنين ،أما بلغك أ ّ
ل فناصحه فهذا مثلههه و بمعناههها
ل فأحّبه ،و ناصح ا ّ با ّ
نبّيا ؟ قال :ل ،بل كان عبدا أح ّ
أخبار كثيرة احر تركنا ذكرها حذرا من الطالة
] [ 83
عععع
المراد بصاحب موسى إّما يوشع بن نون كما صّرح به في بعض الخبار ،
ن الّرسول يرى الملك عند إلقاء الحكم ي و المام و بين الّرسول هو أ ّو أّما الفرق بين الّنب ّ
و الّنبي غير الّرسول و المام ل يريانه في تلك الحال و ان رأياه فههي سههاير الحههوال ،و
سلم و يعّم الحوال لكن فيههه أيضهها ص الملك اّلذي ل يريانه بجبرئيل عليه ال ّ يمكن أن يخ ّ
منافاة لبعض الخبار .
ل الفرق بين الئمههة و غيههر اولههى العههزم مههن النبيههاء أنّ و مع قطع النظر من الخبار لع ّ
ل بالنيابههة و أّمهها
له عليههه و آلههه ل يبّلغههون إ ّ
سههلم نهّواب للّرسههول صهّلى ا ّ
الئمة عليهم ال ّ
النبياء و إن كانوا تابعين لشريعة غيرهم لكّنهم مبعوثون بالصالة و إن كانت تلك النيابة
أشرف من تلك الصالة .
سلم أنبياء و بأّنهم أشرف و أفضههل مههن و بالجملة ل بّد من الذعان بعدم كونهم عليهم ال ّ
سلم من النبياء و الوصياء ،و ل نعرف جهة لعههدم اّتصههافهم غير نبّينا عليه و عليهم ال ّ
ل عليه و آله ،و ل يصل عقولنا إلى فرق ل رعاية جللة خاتم النبياء صلوات ا ّ بالّنبّوة إ ّ
ل ه تعههالى يعلههم حقههايق
بّين بين النبّوة و المامة ،و ما دّلت عليه الخبار فقد عرفته ،و ا ّ
له عليههه فههي كتههاب
ل و سههلمه عليهههم أجمعيههن و قهال المفيههد رحمههة ا ّأحوالهم صلوات ا ّ
ن العقل ل يمنع من نزول المقالت :إ ّ
] [ 84
ل إلههى ل ع هّز و ج ه ّ ل عليهم و إن كانوا أئمة غير أنبياء فقد أوحى ا ّ الوحى اليهم صلوات ا ّ
حة ذلك بالوحي و عملت عليه و لم تكههن رسههول أّم موسى أن أرضعيه الية ،فعرفت ص ّ
صههالحين ،و إّنمهها منعههت نههزول الههوحي و ل نبّيا و ل إماما ،و لكّنها كانت مههن عبههاده ال ّ
إليهم و اليحاء بالشياء إليهم للجماع على المنع من ذلك و التفاق على أنه من زعم أ ّ
ن
ل عليه و آله يوحى اليه فقد أخطههأ و كفههر ،و لحصههول العلههم بههذلك أحدا بعد نبّينا صّلى ا ّ
ي بعههد نبّينهها
ن العقل لههم يمنههع مههن بعثههة نههب ّ
ل عليه و آله و سّلم كما أ ّي صّلى ا ّمن دين النب ّ
ل عليه و آله و سّلم و نسخ شرعنا كمهها نسههخ مهها قبلههه مههن شههرايع النبيههاء عليهههم صّلى ا ّ
ل ه عليههه و آلههه و ي ص هّلى ا ّسلم و إنما منع ذلك العلم و الجماع ،فانه خلف دين النههب ّ ال ّ
سّلم من جهة اليقين و ما يقارب الضطرار ، 1و المامّية جميعا علههى مهها ذكههرت ليههس
بينها على ما وصفت خلف .
ل عليه فى شرح عقايد الصدوق عليههه الّرحمههة :أصههل الههوحي هههو الكلم و قال رحمة ا ّ
ل شيء قصد به إفهام المخاطب علههى السههتر لههه عههن غيههره و ي ،ثّم قد يطلق على ك ّ
الخف ّ
ص بههه الّرسههل
ل تعالى كان فيما يخه ّ التخصيص له به دون من سواه ،و إذا اضيف إلى ا ّ
ل عليه و آله و س هّلم » ي صّلى ا ّ صة دون من سواهم على عرف السلم و شريعة النب ّ خا ّ
ح تههأويله و يثبههت حّقههه ،لكّنههه ل
ل فى منامه خلقا كثيرا ما يصه ّ إلى أن قال « و قد يرى ا ّ
ل علهى طلعه ا ّ يطلق بعد استقرار الشريعة عليه اسم الوحي و ل يقال في هذا الوقت لمن ا ّ
ل عليه و آلههه ل تعالى يسمع الحجج بعد نبّيه صّلى ا ّ نا ّ
علم شىء أنه يوحى إليه و عندنا أ ّ
و سّلم كلما يلقيه إليهم أى الوصياء فى علم ما يكون لكّنه ل يطلق عليه اسم الوحى لمهها
ل عليه و آلههه و س هّلم ،قّدمناه من إجماع المسلمين على أنه ل وحي لحد بعد نبّينا صّلى ا ّ
له تعههالى أن يبيههح اطلق الكلم و أنه ل يقال في شيء مما ذكرناه أنه وحي إلى أحد ،و ّ
احيانا ،و يحظره احيانا فأما المعانى فانها ل تتغير عن حقايقها ،انتهى كلمه رفع مقامه
-----------
هه ه ههه
) ( 1هههه ههه هههه هه هههه ههههه
] [ 85
ععععععع عععععع
صههة و
سلم و هى كثيرة جههدا مهن طهرق الخا ّ في ذكر الخبار الواردة في وزارته عليه ال ّ
ل التوفيق :
العاّمة و لنقتصر على بعضهما حذرا من الطالة فأقول و با ّ
فى غاية المرام من مسند أحمد بن حنبل بسنده عن النسيم قههال :سههمعت رجل مههن خثعههم
ل عليهه و آلهه و سهّلم يقهول :اللههّم إّنهي أقهول كمها قهال
ل صّلى ا ّ
يقول :سمعت رسول ا ّ
موسى :
اللهّم اجعل لي وزيرا من أهلى عليا أخي اشدد به أزري و أشركه في أمري كههي نسهّبحك
كثيرا و نذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا .
ل ه ص هّلى
و فيه عن أبى نعيم الحافظ باسناده عن رجاله عن ابن عباس قال :أخذ رسول ا ّ
سلم و بيدي و نحن بمكة و صّلى أربههعي بن أبيطالب عليه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم بيد عل ّ
ا ّ
ركعات ،
و فيه عن أبي الحسن الفقيه من طريق العاّمة باسناده عن الباقر عن أبيه عن جّده الحسين
ل عليه و آله و سّلم :عل ّ
ي ل صّلى ا ّ سلم قال :قال رسول ا ّ ي بن أبيطالب عليهم ال ّبن عل ّ
له و بههابي ،
جتي ،و باب ا ّ
لوحّ جة ا ّل و خليفتي ،و ح ّ
سلم خليفة ا ّبن أبيطالب عليه ال ّ
ل و سيفي ل و خليلي ،و سيف ا ّ ل و حبيبي ،و خليل ا ّل و صفّيي ،و حبيب ا ّ يا ّ
و صف ّ
،و هو أخي و صاحبي ،و وزيرى ،و محّبه محّبي ،و مبغضه مبغضي ،و ولّيه ولّيي
،و عدّوه عدّوي ،
و زوجته ابنتي ،و ولده ولدى ،و حزبه حزبي ،و قوله قههولي ،و أمههره أمهري ،و ههو
سّيد الوصّيين و خير اّمتي و فيه عن ابن شهاذان مهن طريهق العاّمهة بحهذف السهناد عهن
ل عليه و آله و سّلم :اللهّم اجعل لي وزيرا
ل صّلى ا ّ
سعيد بن المسّيب قال :قال رسول ا ّ
من أهل السماء ،و وزيرا من أهل
] [ 86
ل إليه أني قد جعلت وزيرك من أهل السماء جبرائيل ،و وزيرك مههنالرض ،فأوحى ا ّ
سلم .
ى بن أبيطالب عليه ال ّأهل الرض عل ّ
و أقنع من غاية المرام بهذه الحههاديث الربعهة ،و قهد روى فيهه مههن طهرق العاّمهة أحههد
صة بخلفتههه و صة أحدا و عشرين حديثا ،جّلها بل كّلها نا ّ
عشر حديثا ،و من طرق الخا ّ
صلة و السلم .
وصايته عليه ال ّ
ي بههن
ل بههن عّبههاس عههن عله ّ
و روى الشارح المعتزلي عن الطبرى في تاريخه عن عبد ا ّ
سلم قال :
أبيطالب عليه ال ّ
ل عليه و آله و ل صّلى ا ّ
لّما نزلت هذه الية » و أنذر عشيرتك القربين « على رسول ا ّ
ل أمرنى أن انههذر عشههيرتك نا ّ
ىإّ ل عليه و آله و سّلم لى :يا عل ّ
سّلم دعاني فقال صّلى ا ّ
القربين فضقت بذلك ذرعا و إّني علمت متى انههاديهم بهههذا المههر أرى منهههم مهها أكههره ،
سلم فقال :يا محّمهد إّنهك إن لهم تفعهل مها امهرت بهه ت حّتى جاءنى جبرئيل عليه ال ّ فصم ّ
سا من لبن يعّذبك رّبك ،فاصنع لنا صاعا من طعام و اجعل عليه رجل شاة و املء لنا ع ّ
ي عبد المطلب حّتى اكّلمهم و ابّلغهم ما امرت به ،ففعلت ما أمرنى بههه ،ثهّم ،ثّم اجمع بن ّ
دعوتهم و هم يومئذ أربعون رجل يزيدون رجل أو ينقصونه و فيهم أعمامه :أبو طههالب
و حمزة و العباس ،و أبو لهب .
ل عليه و آله و سّلم دعا بالطعام اّلذى صنعت لهههم ،فجئت بههه ،فلما اجتمعوا إليه صّلى ا ّ
ل عليه و آله و سّلم بضعة من اللحم فشّقها بأسنانه ،
ل صّلى ا ّفلّما وضعته تناول رسول ا ّ
ثّم ألقاها فى نواحى الصحفة ،
ل فأكلوا حّتى ما لهم إلى شىء من حاجههة ، ل عليه و آله و سّلم كلوا باسم ا ّثّم قال صّلى ا ّ
ي بيده أن كان الّرجل الواحد منهههم ليأكههل مهها قهّدمته لجميعهههم قههالل اّلذى نفس عل ّ و أيم ا ّ
ل عليه و آله :
صّلى ا ّ
ل ه ان كههان
س فشربوا منه حّتى رووا جميعهها و أيههم ا ّ
ي ،فجئتهم بذلك الع ّ
اسق القوم يا عل ّ
الّرجل الواحد منهم ليشرب مثله .
ل عليه و آله و سّلم أن يكّلمهم بدر أبو لهب إلى الكلم فقههال : ل صّلى ا ّ فلّما أراد رسول ا ّ
له عليههه و آلههه ،
له صهّلى ا ّ
لشّد ما سحركم صاحبكم ،فتفّرق القوم و لم يكّلمهههم رسههول ا ّ
ن هذا الّرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول فتفّرق القههوم قبههل يإّفقال من الغد :يا عل ّ
أن اكّلمهم فعدلنا
] [ 87
اليوم إلى ما سمعت بالمس ثّم اجمعهم لى ،ففعلت ثّم جمعهم ،ثّم دعانى بالطعام فقربتههه
لهم ففعل كما فعل بالمس فأكلوا حّتى ما لهم بشىء حاجة ،ثّم قال :اسقهم فجئتهههم بههذلك
س فشربوا منه جميعا حّتى رووا .
الع ّ
له مها
ي عبههد المطلههب إّنههي و ا ّ ل عليه و آله و سّلم فقال :يها بنه ّل صّلى ا ّثّم تكّلم رسول ا ّ
ن شابا في العرب جههاء قههومه بأفضههل مّمهها جئتكههم بههه ،إّنههي جئتكههم بخيههر الهّدنيا وأعلم أ ّ
ل أن أدعوكم اليه فأّيكم يوازرني علههى هههذا المههر علههى أن يكههون الخرة ،و قد أمرني ا ّ
أخي و وصّيي و خليفتي فيكم ؟
فأحجم القوم عنها جميعا و قلت أنا و إّني لحدثهم سّنا و أرمصهم عينا و أعظمهم بطنا و
ل أكون وزيرك عليه . أحمشهم ساقا :أنا يا رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم برقبتي ثّم قال لهم :هذا أخهي و وصهّيي و خليفههتي فيكهم
فأخذ صّلى ا ّ
فاسمعوا له و أطيعوا ،فقام القوم يضحكون و يقولون لبهي طههالب :قهد أمهرك أن تسههمع
لبنك و تطيع .
سلم و وزارته و خلفته حسههبما أقول و هذه الخبار كما ترى صريحة في إمامته عليه ال ّ
عرفت تحقيقه في مقّدمات الخطبة الثالثة المعروفة بالشقشقية .
سلم بحديث المنزلة :فأوجب له قال المفيد في الرشاد بعد الستدلل على إمامته عليه ال ّ
الوزارة و التخصيص بالموّدة و الفضل على الكاّفة له و الخلفة عليهم فههي حيههاته و بعههد
له عهّز و جه ّ
ل سههلم ،قههال ا ّ
وفاته لشهادة القرآن بذلك كّله لهارون مههن موسههى عليهمهها ال ّ
سلم » و اجعل لي وزيرًا من أهلى هرون أخى اشدد بههه ازرى مخبرا عن موسى عليه ال ّ
و أشركه
-----------
) ( 1هه هههه
] [ 88
صههة أهلههه و عشههيرته فههى ابتههداء ل عليه و آلههه و سهّلم جمههع خا ّن الّنبي صّلى ا ّ
فمن ذلك أ ّ
الدعوة إلى السلم فعرض عليهم اليمان و استنصرهم علهى الكفهر و العهدوان و ضهمن
ل أميههرلهم على ذلك الخطوة 3فههى الهّدنيا و الشههرف و ثههواب الجنههان فلههم يجبههه منهههم إ ّ
سلم فنحله 4بذلك تحقيق الخّوة و الوزارة صلة و ال ّ
ى ابن أبيطالب عليه ال ّالمؤمنين عل ّ
و الوصّية و الوراثة و الخلفة ،و أوجب له به الجّنة .
-----------
) ( 1هه ههههههه ه
-----------
) ( 2هه هههه هه ههه هههه ه
-----------
) ( 3هه ههههههه ه ههههههه
-----------
) ( 4هه ههههه
] [ 89
ل عليه و آله و سّلم بنى عبد المطلب فى دار أبى طالب و هههم أربعههون
ل صّلى ا ّ
رسول ا ّ
رجل يومئذ يزيدون رجل أو ينقصون رجل فيما ذكره الّرواة .
ل عليه و آله و سّلم أن يصنع لهم طعاما فخذ شاة مع مّد من بهّر و يعهّد لهههم
و أمر صّلى ا ّ
ضأن ما له سههنة صاع من الّلبن ،و قد كان الّرجل منهم معروفا بأكل الجذعة و هو من ال ّ
كاملة فى مقام واحد ،و يشرب الفرق 1من الشراب فى ذلك المقعد .
فأراد عليه و آله السلم باعداد قليههل الطعههام و الشههراب لجمههاعتهم إظهههار اليههة لهههم فههى
شبعهم و رّيهم مما كهان ل يشهبع واحهدا منههم و ل يرويهه ثهّم أمهر بتقهديمه لههم ،فهأكلت
الجماعة كّلها من ذلك اليسير حتى تملوا منه و لم يبن ما أكلوه منه و شربوه فيههه فبهرهههم
ل تعالى فيه .
2بذلك و بّين لهم آية نبّوته و علمة صدقه ببرهان ا ّ
له
نا ّ ثّم قال لهم بعد أن شبعوا من الطعام و رووا مههن الشههراب :يهها بنههى عبههد المطلههب إ ّ
صة فقال و انذر عشيرتك القربين و أنهها أدعههوكم بعثنى إلى الخلق كاّفة و بعثنى إليكم خا ّ
إلى كلمتين خفيفتين على الّلسان ثقيلتين فى الميزان تملكون بهما العرب و العجههم و تنقههاد
لهه ،ولا ّلكم بهما المم و تدخلون بهما الجّنة و تنجون بهما من الّنار :شهادة أن ل إله إ ّ
ل ،فمن يجيبنى إلى هذا المر و يوازرنى عليه و على القيام به يكههون أخههى أّنى رسول ا ّ
و وصّيى و وزيرى و خليفتى من بعدى .
ل عليه و آلهه القهول علهى القهوم ثانيهة فاصهمتوا ،فقمهت أنها و قلهت مثهل
ثّم أعاد صّلى ا ّ
مقالتى الولى ،
-----------
هه هه ه هههه
) ( 1ههه ههههه هههههههه ه هه هه
هه هههه ه
ه هه ههه
-----------
) ( 2هه ههههه ه
-----------
) ( 3ههه ههههه هههه ههه هههه ههه هههه هه ه
ههه ه ه ه هههه ه هههه هه هه هه هههه ه ه ه
ههههه ههههه هههه ههه هههه ه ه ه هههه ه ه ه
ههه ههههه ه ههه
] [ 90
ثّم أعاد على القوم ثالثة فلم ينطق أحد منهم بحرف فقمت و قلت :أنهها أوازرك يهها رسههول
ل على هذا المر . ا ّ
ل عليه و آله :اجلس فانت أخى و وصّيى و وزيرى و وارثى و خليفتى مههن فقال صّلى ا ّ
بعدى فنهض القوم و هم يقولون لبي طالب :يا أبا طالب ليهنئك اليوم ان دخلت فى ديههن
ابن اخيك فقد جعل ابنك أميرا عليك .
صههلة
قال المفيد قّدس سّره العزيز :و هذه منقبة جليلة اختصّ بها أمير المؤمنين عليههه ال ّ
سلم و لم يشركه فيها أحد من المهاجرين و النصار و ل أحد مههن أهههل السههلم ،و و ال ّ
سلم عدل لها من الفضل و ل مقارب على حال . ليس لغيره عليه ال ّ
ل ه عليههه و آلههه و
سلم تمّكن الّنبي ص هّلى ا ّ
صلة و ال ّ
ن به عليه ال ّ
و فى الخبر بها ما يفيد أ ّ
سّلم من تبليغ الرسالة و إظهار الّدعوة و الصدع بالسههلم ،و لههوله لههم تثبههت المّلههة و ل
استقّرت الشريعة و ل ظهرت الّدعوة .
ل،
ل عّز و ج ّ
سلم ناصر السلم و وزيره الّداعى اليه من قبل ا ّ
صلة و ال ّ
فهو عليه ال ّ
ي الهدى عليه و آله السلم النصرة ،تّم له فى الّنبوة ما أراد و في ذلههك مههن
و بضمانه لنب ّ
ل.الفضل ما ل توازنه الجبال فضل ،و ل تعادله الفضايل كّلها مح ّ
ععععععع
اين فصل از خطبههه شههريفه مسوقسههت در بيههان منههاقب جليلههه و فضههايل جميلههه خههود آن
بزرگوار ميفرمايد :
آگاه باشيد كه بتحقيق امر فرمود خداوند متعال مرا بقتال و جههدال أههل ظلههم و طغيههان و
أهل نقض بيعت و أهل فساد در زمين ،پس أما ناقضان بيعت كه أهل جمههل بودنههد پههس
ق كههه أهههل صههفين بودنههد پههس
بتحقيق مقاتله كردم با ايشان ،و أّما عدول كنندكان از حه ّ
بتحقيق جهاد كردم با ايشان ،و أّما بيرون روندگان از دين كه أهل نهههروان بودنههد پههس
بتحقيق كه ذليل گردانيدم ايشان را ،و أما شيطان ردهه پس بتحقيق كفايت كرده شدم از
او بآواز مهيبى كه شنيدم بجهت شّدت آن آواز اضطراب
] [ 91
قلب و حركت سينه او را ،و باقى مانده بقّيه از أهل ستم كه معاويه و أهل شههام اسههت و
أگر اذن بدهد خداى تعالى در رجوع بر ايشان هر آينه البته غالب مىشوم بههر ايشههان و
باز گيرم دولت را از ايشان مگر اينكه متفّرق شود در اطراف زمين متفّرق شدنى .
من پست كردم رؤساى عرب را ،شكستم شاخهاى ظاهر شده قبيله ربيعه و مضر را ،
ل عليه و آلههه و
و بتحقيق كه شما دانستهايد مرتبه و مقام مرا در نزد رسول خدا صّلى ا ّ
سّلم با قرابت نزديك و با رتبه و منزلت مخصوصه ،نهاد مرا در كنار تربيت خههود در
حالتى كه طفل بودم ،مىچسباند مرا بسهينه خهود ،و ضهّم مىكهرد مهرا در رختخهواب
س مىكرد بمن بدن شريف خود را ،و مىبوئيد مرا بوى معطر خود را ،و خود ،و م ّ
بود كه مضغ مىفرمود چيزى را از طعام پس مىخوراند بمن آنرا .
پس بتحقيق كه مقرون گردانيد بآن بزرگههوار از وقههتى كههه فطيههم و از شههير واشههده بههود
أعظم ملكى را از ملئكه خود كه مىبرد آنرا براه مكرمتها و خوبترين خلقهاى عالم در
شب و روز او ،و بتحقيق كه تبعّيت مىنمودم او را مثل تبعّيت شتر بچه در عقب مادر
خود ،بلند مىگردانيد از براى من در هر روز رايتى از خلقهاى عظيمه خود ،
و بتحقيق شنيدم ناله شيطان را در وقت نزول وحى بر آن بزرگوار پس گفتم يهها رسههول
ل اين چه ناله است ؟ پس فرمود كه :اين شيطانست بتحقيق نا اميد شده است از اينكههه
ا ّ
عبادت و اطاعت كنند مردمان او را .
بدرستى كه تو اى على مىشنوى آنچه كه مىشنوم من ،و مىبينى آنچه كه مىبينم من
،مگر آنكه تو پيغمبر نيستى ،و لكن تو وزير منى ،و بدرستى كه تو ثههابت هسههتى بههر
خير دنيا و آخرت .
] [ 92
ععععع عععععع
يا محّمد إّنك قد إّدعيت عظيما لم يّدعه آباؤك و ل أحد مههن بيتههك و نحههن نسههئلك أمههرا إن
ي و رسول و إن لم تفعل علمنا أّنك ساحر كّذاب . أجبتنا إليه و أريتناه علمنا أّنك نب ّ
ل عليه و آلهشجرة حّتى تنقلع بعروقها و تقف بين يديك فقال صّلى ا ّ قالوا :تدع لنا هذه ال ّ
ق؟ل ذلههك بكههم أ تؤمنههون و تشهههدون بههالح ّ
ل شيء قدير فإن فعل ا ّ
ل على ك ّ نا ّ و سّلم :إ ّ
قالوا :نعم .قال :فإّني ساريكم ما تطلبون ،و إّنى لعلم أّنكم ل تفيئون إلى خيههر ،و أ ّ
ن
فيكم من يطرح في القليب ،و من يحّزب الحزاب .
ل و اليوم الخههر و
شجرة إن كنت تؤمنين با ّ ل عليه و آله و سّلم :يا أّيتها ال ّ
ثّم قال صّلى ا ّ
ل.ي بإذن ا ّ
ل فانقلعي بعروقك حّتى تقفى بين يد ّ تعلمين أّني رسول ا ّ
] [ 93
فلّما نظر القوم إلى ذلك قالوا علّوا و اسههتكبارا :فمرههها فليأتههك نصههفها و يبقههى نصههفها ،
له
ف برسههول ا ّفأمرها بذلك ،فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال و أشهّده دوّيهها ،فكههادت تلته ّ
ل عليه و آله و سّلم ،فقالوا كفرا و عتّوا فمر هذا الّنصف فليرجع إلى نصههفه كمهها صّلى ا ّ
ل عليه و آله و سّلم فرجع .كان ،فأمره صّلى ا ّ
شجرة فعلت ن ال ّ
ل و أّول من أقّر بأ ّل فإّني أّول مؤمن بك يا رسول ا ّ
لا ّفقلت أنا :ل إله إ ّ
ل تعالى ،تصديقا لنبّوتك و إجلل لكلمتك ،و قال القوم كّلهم :بل سههاحر ما فعلت بأمر ا ّ
ل مثل هذا يعنونني و إّنههي لمههن سحر خفيف فيه و هل يصّدقك في أمرك إ ّ كّذاب عجيب ال ّ
صّديقين ،ل لومة لئم ،سيماهم سيما ال ّ
قوم ل تأخذهم في ا ّ
] [ 94
ععععع
) القليههب ( الههبئر يههذّكر و يههؤّنث أو العادّيههة القديمههة منههها و ) الحههزاب ( جمههع الحههزب
الطائفة و جماعة الناس و تحّزبوا صاروا أحزابا و حّزبتهم تحزيبا جعلتهم حزبا حزبهها و
) القصف و القصيف ( الصوت ،و في بعض النسخ قصههف كقصههف أجنحههة الطيههر ،و
الجميع بمعنى واحد و ) رفرف ( الطاير بجنههاحيه إذا بسههطهما عنههد السههقوط علههى شههيء
ل مههن بههاب قعههد
ل ( يغه ّ
سيما ( بالقصر و المهّد العلمههة و ) غه ّ
يحوم عليه ليقع فوقه ) و ال ّ
ل مههن بههاب ضههرب أى حقههد لغ ّل أو مطلههق الخيانههة و غه ّ
غلول إذا خان في الغنيمة كأغ ّ
حقدا .
ععععععع
قوله :مرفرفة بالنصب حال من فاعل وقفت ،و قوله :و ألقت عطف على وقفت ،
و علّوا و استكبارا منصوبان على المفعول لجله ،و دوّيا منصوب على التميز ،و كفرا
و عتّوا أيضها منصهوبان علهى المفعهول لهه ،و كهذلك تصهديقا و اجلل ،و عّمهار الّليهل
بالّرفع خبر لمبتدء محذوف ،قوله :و أجسادهم فى العمل ،الواو فيههه للعطههف و تحتمههل
الحال .
عععععع
سلم لّما نّبه فى الفصل السابق على علّو مقامه و رفعة شههأنه و صلة و ال ّ
اعلم أّنه عليه ال ّ
شرف محّله ،و ذكر المخاطبين بمناقبه الجميلة و عّد فيه منها تسههعا أردفههه بهههذا الفصههل
ل عليه و آله و سّلم و تصههديقه ل صّلى ا ّتذكيرا لهم بمنقبته العاشرة و هو ايمانه برسول ا ّ
ل و سلمه عليه فى الشجرة لّما كفر بههه غيههره و نسههبوه بالمعجزة الظاهرة منه صلوات ا ّ
سلم :صلة و ال ّ
سحر و الكذب و هو قوله عليه ال ّ إلى ال ّ
] [ 95
ي و رسول ( لتيانههك بمهها أتهى بههه سهاير النبيههاء و الّرسههل مّمهها يعجهز عنههه علمنا أّنك نب ّ
غيرهم من اليات البّينات المصهّدقة لرسههالتهم و نبهّوتهم ) و ان لههم تفعههل علمنهها ( بطلن
ن عدم فعلك لما نسههأله كاشههف عههن عجههزك مههن معههاجزة دعواك و اّنك ساحر كّذاب ( ل ّ
الّنبوة و دلئل الّرسالة .
) قالوا تدع لنا هذه الشجرة حّتى تنقلع بعروقها ( من الرض و تأتى ) و تقف بين يديك (
ل شيء قدير ( ل يعجزه شههيء و ل على ك ّنا ّ
ل عليه و آله إ ّ
إجابة لدعوتك ) فقال صّلى ا ّ
ل ذلك بكم ( و أجاب إلى مسئولكم ) أ تؤمنون ( به ل يقصر قدرته عن شيء ) فان فعل ا ّ
ل و لم ينسبه إلى نفسههه تنبيههها لهههم علههى أ ّ
ن ق ( و إّنما نسب الفعل إلى ا ّ
) و تشهدون بالح ّ
سههلم
له سههبحانه و هههو عليههه ال ّل عليه و آله فاّنما هو فعل ا ّ
ما يفعله و يصدر منه صّلى ا ّ
له رمههى و لههذلك ذكههر أّول عمههوم نا ّ
مظهر له كما قال تعالى و ما رميت اذ رميت و لكه ّ
ل ذلك ،قدرته تعالى و فّرع عليه قوله :فان فعل ا ّ
فان فعلت ذلك مع كونى بشرا مثلكم فاّنما هو بكونى مبعوثهها مههن عنههده خليفههة لههه و كههون
ل.
ل و أّنى رسول ا ّ لا ّ
فعلى فعله أ تؤمنون حينئذ و تشهدون بأن ل إله إ ّ
ل عليه و آله و سّلم فاّنى سههاريكم مهها تطلبههون ( أسههند الرائة إلههى
) قالوا نعم قال صّلى ا ّ
ل ،لما ذكرناه من النكتة ) و إّني لعلم أنكهم ل تفيئون نفسه القدسى بعد اسناد الفعل إلى ا ّ
إلى خير ( أى ل ترجعون إلى السلم الجامع لخير الّدنيا و الخرة و فى تصدير الجملههة
ق و بقائهم على الكفر و الضههلل محقّههق ن عدم رجوعهم إلى الح ّ لم تنبيها على أ ّ
ن و ال ّ
با ّ
ن فيكههم مههن ( يبقههى
ك و ريههب ) و ا ّ
ل عليه و آله بعلم اليقين ليس فيه ش ه ّ معلوم له صّلى ا ّ
على كفره و يقتل و ) يطرح فى القليب ( قليب بدر ) و من ( يستمّر على غّيه و ) يحّزب
الحزاب ( و يجمع جموع الكّفار و المشركين على
] [ 96
ل و اليوم الخر و ل عليه و آله و سّلم يا أيتها الشجرة إن كنت تؤمنين با ّ ) ثّم قال صّلى ا ّ
ل علهى أّنهها صههارت شهجرة بخطههاب ذوي العقههول يههد ّ له ( خطههابه لل ّ
تعلمين أّنى رسول ا ّ
جه نفسه القدسههى إليههها شهاعرة مدركههة قابلههة للخطههاب كسههاير ذوى العقههول المّتصههفة بتو ّ
ل ه شههيئا
ل ه و إذا أراد ا ّ
ل عليه و آله و سّلم مشههية ا ّ
ن مشّيته صّلى ا ّ بالحساس و الحياة ل ّ
أن يقول له كن فيكون .
ل سبحانه للرض و السماء بقوله » يا ارض ابلعى مههاءك و نظير هذا الخطاب خطاب ا ّ
ل و اليههوم الخههر ،دللههة علههى أ ّ
ن و يا سماء اقلعى « و فههي قههوله :ان كنههت تههؤمنين بهها ّ
للنبات و الجماد تكليفا كساير المكّلفين ،و قد مّر بعض الكلم فى ذلك فى شههرح المختههار
المأة و التسعين .
له
ى باذن ا ّ شجرة و قال لها ) فانقلعى بعروقك حّتى تقفى بين يد ّ و كيف كان فقد خاطب ال ّ
ى شههديد ( ق ( نبّيا ) لنقلعت بعروقها و جائت و لها دو ّ ( و مشّيته ف ) و اّلذى بعثه بالح ّ
صوت كصوت الّريح ) و قصف كقصيف ( أى صوت مثل صوت ) أجنحة الطير حههتى
له عليههه و آلههه و سهّلم ( ممتثلههة لمههره منقههادة لحكمههه
له صهّلى ا ّوقفت بين يدى رسول ا ّ
ل عليههه و آلهههل صّلى ا ّ) مرفرفة ( رفرفة الطير ) و ألقت بغصنها العلى على رسول ا ّ
و سّلم ( متثلة لمر منقادة لحكمههه ) مرفوعههة ( رفرقههة الطيههر ) و ألقههت بغضههها العلههى
ل عليه و اله و سهّلم ( إجلل لهه و إعظامها ) و ببعهض أغصهانها ل صّلى ا ّ
على رسول ا ّ
ل عليههه و آلههه و سهّلم
على منكبى ( تكريما و تعظيما ) و كنت ( واقفا ) عن يمينه صّلى ا ّ
له عليهه و آلهه و سهّلم ) علهوا وفلّما نظر القوم إلى ذلك ( العجهاز ) قهالوا ( لهه صهّلى ا ّ
استكبارا ( ل اهتداءا و استرشادا ) فمرها فليأتك نصههفها و يبقههى نصههفها فأمرههها بههذلك (
جة و اكمال للبّينة ) فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال و أشّده دويا ( و هههو كنايههة إتماما للح ّ
عن سرعة إجابتها لمره ) فكادت تلت ّ
ف
] [ 97
) فقال القوم كّلهم بل ساحر كّذاب ( أى أنت ممّوه مههدّلس ل حقيقههة لمهها فعلتههه و إّنمهها هههو
تمويه و تخييل ل أصل له و أّنك كّذاب فيما تدعوننا إليه من التوحيد و اليمان .
ل عنهههم ذلههك بقههوله فههي سههورة ص و عجبههوا أن جههاءهم منههذر منهههم و قههال
و قد حكى ا ّ
ن هذا لشيء عجاب . الكافرون هذا ساحر كّذاب .اجعل اللهة إلها واحدا إ ّ
فقاموا و قالوا :أ جعل اللهة إلها واحدا ،فنزلت هذه اليات ،هذا .
ل عليه و آله و سّلم ساحر و لم يكونوا شاهدين مثل ما أتى ص هّلى و لّما قالوا :إّنه صّلى ا ّ
سحر ( لّنه قههد
ل عليه و آله و سّلم به من غيره أعظموا أمره و وصفوه بأّنه ) عجيب ال ّ ا ّ
أتى بما يعجز عنه غيره و بأّنه ) خفيف فيه ( لّنه فعل ما فعههل سههريعا مههن دون تههراخ و
تأخير .
ل مثل هذا (
ثّم قالوا استحقارا و استصغارا ) :و هل يصّدقك ( و يؤمن بك ) فى أمرك إ ّ
ن ) يعنوننى ( و قد حذا حذو هؤلء الكّفار أتباعهم اّلذين
الغلم الحدث الس ّ
] [ 98
صلها بقوله ) و اّنى لمن قوم ل تأخههذهم فههي سلم إلى مناقب له اخرى و ف ّ
ثّم اشار عليه ال ّ
ل لومة لئم ( أى ل تأخذهم في سلوك سبيله و التقّرب إليه سبحانه و اقامة أحكههام الهّدينا ّ
و اعلء كلمة السلم ،ملمة لئم و وصف هؤلء القوم بعشرة أوصاف :
ى فههي تفسههير صديقين ( أى علمتهم علمة هؤلء قال الطبرس ّ ن ) سيماهم سيما ال ّ أولها أ ّ
له عليهههم مههن النههبّيين و
له و الّرسههول فههاولئك مههع الههذين أنعههم ا ّ
قوله تعالى :مههن يطههع ا ّ
له بههه و بأنبيههائه ل يههدخله
ل ما أمر ا ّ صديق إّنه المصّدق بك ّ صديقين ،قيل :في معنى ال ّ ال ّ
صههديقون و قههال ل و رسوله اولئك هههم ال ّ ك و يؤّيده قوله تعالى و اّلذين آمنوا با ّفي ذلك ش ّ
في قوله :و اذكر في الكتاب إبراهيم إّنه كههان صهّديقا نبيهًا أى كههثير التصههديق فههي امههور
ل.الّدين ،و قيل :صادقا مبالغا في الصدق فيما يخبر عن ا ّ
صدق مبالغا فيه ،و ذلههكأقول :مقتضى كون الصّديق من أبنية المبالغة أن يكون كثير ال ّ
مستلزم لكون عمله مطابقا لقوله مصّدقا له غير مكّذب أى صادقا في أقواله و أفعاله .
ل و اليوم الخههر و الملئكههة وصادقين » و لكن البّر من آمن با ّ قال سبحانه فى وصف ال ّ
الكتاب و النبّيين و آتى المال على حّبه ذوى القربى و اليتامى و المساكين و ابن السبيل و
صههلة و آتههى الزكههاة و الموفههون بعهههدهم إذا عاهههدوا و
السههائلين و فههى الّرقههاب و أقههام ال ّ
الصابرين فى البأساء و الضّراء و حين البأس ُاولئك الذين صدقوا و ُاولئك هم المّتقون «
سلم و فى البحار عن بصاير الّدرجات عن بريد العجلى قال :سألت أبا جعفر عليه ال ّ
] [ 99
سههلم اّيانهها
صادقين « قال عليه ال ّل و كونوا مع ال ّل » يا أّيها الذين آمنوا اّتقوا ا ّ
عن قول ا ّ
سلم عن هذه الية عنى و فيه من البصاير عن أحمد بن محّمد قال :سألت الّرضا عليه ال ّ
قال :الصادقون الئمة الصّديقون بطاعتهم .
و فيه من كنز جامع الفوايد عن عباد بن صهيب عههن جعفههر بههن محّمههد عههن آبههائه عليهههم
ى ليقّبهل يهده ،فقههال لههي ملك له عشرون ألف رأس فوثب النب ّ سلم قال :هبط على النب ّ ال ّ
سماوات و أهل الرضهين ل من أهل ال ّ ل أكرم على ا ّ
الملك :مهل مهل يا محّمد فأنت و ا ّ
ل محّمد رسول ا ّ
ل لا ّ أجمعين و الملك يقال له :محمود ،فاذا بين منكبيه مكتوب ل إله إ ّ
ل ه عليههه و آلههه و
ى ص هّلى ا ّ صديق الكبر ،فقال له الّنب ّ
ى ال ّ
ل عليه و آله و سّلم عل ّ
صّلى ا ّ
له أبههاك بههاثنى
سّلم :حبيبى محمود كم هذا مكتوب بين منكبيك ؟ قال :من قبل أن يخلق ا ّ
عشر ألف عام .
ن المراد بالصّديقين خصوص الئمة أو العهّم منهههم و مههن سههاير فقد علم بما ذكرنا كّله أ ّ
سلم .
ى تقدير فرئيسهم هو أمير المؤمنين عليه ال ّالمّتقين ،و على أ ّ
] [ 100
لفظ الحبل للقرآن باعتبار كونه سببا لمتعّلميه و متدّبريه إلى الترّوى من ماء الحياة الباقية
كالعلوم و الخلق الفاضلة كالحبل هو سبب الرتواء و الستسقاء مههن المههاء أو باعتبههار
سك به صاعدا من دركات الجهل إلى أقصى درجههات العقههل كالحبههل كونه عصمة لمن تم ّ
ن تشبيهه بالحبل لّنه حبل ممههدود مههن يصعد فيه من السفل إلى العلو ،انتهى و الظهر أ ّ
السماء إلى الرض كما فى أخبار الثقلين :من اعتصم به فاز و نجا و ارتقى به إلى مقههام
ل و غوى و فى مهواة المهانة هوى . القرب و الزلفى ،و من تركه و لم يعتصم به ض ّ
ل عليه و آلههه و س هّلم ( أى يقومههون ل و سنن رسوله صّلى ا ّ السادس أّنهم ) يحيون سنن ا ّ
شرع المبين بههأقوالهم و أعمههالهم السههابع أّنهههم بنشر آثار الّدين و يواظبون على وظايف ال ّ
) ل يستكبرون و ل يعلون ( لما قههد علمههوا مههن مخهازي الكههبر و الّترفههع و مفاسههده الههتى
تضّمنتها هذه الخطبة الشريفة و غيرها من الخطب المتقّدمة ) و ( الثامن أّنهم ) ل يغلون
( أى ل يحقدون و ل يحسدون علما منهم برذايل الحقد و الحسهد المتكفلههة لبيانهها الخطبههة
صههفة و دنائتههها أخرجههها سههبحانه مههن الخامسههة و الثمههانون و شههرحها ،و لرذالههة هههذه ال ّ
ل « أى أخرجنا صدور أهل الجّنة كما قال فى وصفهم » و نزعنا ما فى صدورهم من غ ّ
ما في قلوبهم من حقد و حسد و عداوة في الجّنة حّتههى ل يحسههد بعضهههم بعضهها و إن رآه
أرفع درجة منه ،و على كون يغلههون مههن الغلههول فههالمراد براءتهههم مههن وصههف الخيانههة
لمعرفتهم برذالتها .
سههاق و المنههافقين
) و ( التاسع أّنهم ) ل يفسدون ( أى ل يحدثون الفساد لّنه من صههفة الف ّ
لرض قههالوا اّنمهها نحههن مصههلحون اليههة قههال
كما قال تعالى و إذا قيل لهم ل تفسدوا في ا َ
ي :معناه إذا قيل للمنافقين ل تفسدوا في الرض بعمههل المعاصههي و ص هّد النههاس الطبرس ّ
ن فيه توهين السلم أو بتغيير المّلة و تحريف الكتاب . عن اليمان أو بممايلة الكفار فا ّ
جهههة إلههى
ن قلههوبهم متو ّ
ن ) قلوبهم في الجنان و أجسادهم فههي العمههل ( يعنههي أ ّ
و العاشر أ ّ
صههله
الجنان مشتاقة إلى الّرضوان ،فهم و الجّنة كمن قد رآها و هم فيها منّعمون ،و مح ّ
ن نفوسهم بكّليتها معرضة عن الّدنيا مقبلة إلى الخرة ، أّ
] [ 101
و على كون الواو للعطف يكون قوله :و أجسادهم في العمل الوصف الحههادى عشههر ،و
على الحتمالين فالمراد واحد .
ععععع
ل عليه و آله قد روي في ضمن معاجزه على أنحههاء ل صّلى ا ّ حديث الشجرة مع رسول ا ّ
مختلفة ل حاجة بنا إلى روايتها ،و لكّني أحببت أن اورد رواية مروّية في تفسههير المههام
ل عليه و آله و سّلم أوجب مشاهدتها لمشههاهدها علمهها متضمنة لمعجزة شجرية له صّلى ا ّ
ل كفههراسلم لم يزد كّفار قريش إ ّ ن مشاهدة ما رواه أمير المؤمنين عليه ال ّ و ايمانا ،كما أ ّ
سلم و أّمهها دعههاؤهي بن محّمد عليهما ال ّ و عتّوا و طغيانا فاقول :في تفسير المام قال عل ّ
ب الّناس يقال له حارث بن كلههدة ن رجل من ثقيف كان أط ّ ل عليه و آله الشجرة فا ّصّلى ا ّ
ل عليه و آله و سّلم فقههال يهها محّمههد جئت اداويههك مههن
ل صّلى ا ّ الّثقفي ،جاء إلى رسول ا ّ
ل عليه و آلههه :ل صّلى ا ّ جنونك فقد داويت مجانين كثيرا فشفوا على يدي ،فقال رسول ا ّ
يا حارث أنت تفعل فعل المجانين و تنسبني إلى الجنون ،قال الحارث :و ما ذا فعلته من
أفعال المجانين ،قال :نسبتك إّياى إلى الجنون من غيههر محنههة منههك و ل تجربههة و نظههر
في صدقي أو كذبي ،فقال الحارث :
ل عليه و أو ليس قد عرفت كذبك و جنونك بدعويك الّنبّوة التي ل تقدر لها ،فقال صّلى ا ّ
آله و سّلم و قولك ل تقدر لها ،فعل المجههانين ،لّنههك لههم تقههل لههم قلههت كههذا و ل طههالبتني
جة فعجزت عنها ،فقال الحارث :صدقت و أنهها أمتحههن أمههرك بآيههة اطالبههك بههها ،إن بح ّ
شههجرة و أشههار بشههجرة عظيمههة بعيههد عمقههها فههان أتتههك علمههت أّنههك
كنت نبّيا فادع تلك ال ّ
ل فأنت المجنون اّلذي قيل لي . ل و شهدت لك بذلك ،و إ ّ رسول ا ّ
شجرة و أشار إليها أن تعههالى ،ل عليه و آله و سّلم يده إلى تلك ال ّ ل صّلى ا ّ
فرفع رسول ا ّ
شجرة باصولها و عروقههها و جعلههت تخهّد فههي الرض اخههدودا عظيمهها كههالنهر فانقلعت ال ّ
ل عليه و آلههه و سهّلم فههوقفت بيههن يههديه و نههادت بصههوت
ل صّلى ا ّحّتى دنت من رسول ا ّ
ل ما تأمرني ؟ . فصيح :ها أنا ذا يا رسول ا ّ
] [ 102
لهه
ل عليه و آله و سّلم :دعوتك لتشهد لي بالنبّوة بعد شهادتك ّ
ل صّلى ا ّفقال لها رسول ا ّ
ي هههذا بالمامههة و أّنههه سههندي و ظهههري و عضههدي و فخههرى ،و
بالتوحيد ثم تشهدي لعل ّ
ل شيئا مّما خلق .لوله لما خلق ا ّ
ل وحده ل شريك لههه ،و أشهههد أّنههك يهها محّمههد عبههده و رسههوله لا ّ فنادت أشهد أن ل إله إ ّ
ن علّيهها ابههن
ل باذنه و سراجا منيرا ،و أشهههد أ ّ ق بشيرا و نذيرا و داعيا إلى ا ّ أرسلك بالح ّ
ظا ،و أجز لهم من السههلم نصههيبا ، ل من الّدين ح ّعّمك هو أخوك في دينك أوفر خلق ا ّ
و أّنه سندك و ظهرك قاطع أعدائك و ناصر أوليائك ،باب علومك في امتك ،و أشهد أ ّ
ن
أولياءك اّلذين يوالونه و يعادون أعداءه حشو الجّنة ،و أن أعداءك الذين يوالون أعههداءك
و يعادون أولياءك حشو الّنار .
ل عليه و آله إلى الحارث بن كلدة فقال :يا حارث أو مجنونا تعدّ ل صّلى ا ّ
فنظر رسول ا ّ
ب العهالمين و
ل ،و لكّنههي أشهههد أّنهك رسهول ر ّ
ل يا رسول ا ّ
من هذه آياته ؟ فقال :ل و ا ّ
سّيد الخلق أجمعين و حسن اسلمه .
سبعة الول من هذه الخطبة الشريفة كمهها كههانت ن الفصول ال ّل عنه :إ ّقال الشارح عفى ا ّ
قاصعة للمستكبرين المتجّبرين ،راغمة لنفهم ،لطمة لرأسهم بمقامع التوبيخ و الّتقريههع
سههلم مههن و التهديد ،فكذلك الفصل الثامن و التاسع منها قاصعان للمنحرفين عنه عليههه ال ّ
سههلم فيهمهها مههن صههله عليههه ال ّ
غاصبي الخلفة و الّنههاكثين و القاسههطين و المههارقين بمهها ف ّ
سلم :مناقبه و مفاخره ،فتلك المناقب الجميلة له عليه ال ّ
اين فصل آخر از خطبه شهريفه بههاز در ذكههر مفهاخر و منههاقب خهود آن بزرگههوار اسهت
ميفرمايد :
] [ 103
ل عليه و آله و سّلم وقتى كه آمدند نههزد و بتحقيق بودم من با حضرت رسالتمآب صّلى ا ّ
آنحضرت جماعتى از كفههار قريههش پههس گفتنههد او را :أى محّمههد بدرسههتى كههه تههو اّدعهها
كردى أمر عظيمى را كه اّدعا نكرده بود آنرا پدران تو و نه أحدى از خانواده تههو و مهها
خواهش مىكنيم از تو كاريرا اگههر اجههابت كههردى مهها را بههآن كههار و نمههودى آن را بمهها
مىدانيم كه تو پيغمبر مرسلى ،و اگر اجابت نكردى مىدانيم كههه تههو جههادوگر و بسههيار
دروغ گوئى .
پس فرمود آن حضرت بايشان چه خواهش داريد گفتند كه بخوانى بجهت ما اين درخت
را تا پر كنده شود با ريشههههاى خههود و بايسههتد پيههش تههو ،پههس فرمههود آن حضههرت كههه
خداى تعالى بهر چيز قادر است پس اگر بكند خداوند عالم بجهههت شههما آن را آيهها ايمههان
ميآوريد و شهادت ميدهيد بحق ؟ پس گفتند :بلى فرمود پس بدرستى كههه بهزودى بنمهايم
من بشما آن چيزيرا كه طلب مىكنيد و حال آنكه بدرستى كه يقيههن منسهت كهه شههما بههاز
نمىگرديد بسوى اسلم كه خير دنيا و آخرت اسههت ،و بدرسههتيكه در ميههان شههما اسههت
كسى كه انداخته مىشود در چاه بدر ،و كسيكه جمع سازد لشكرهاى كّفار را بمحههاربه
من .
بعد از آن فرمود آنحضرت بطريق خطاب بدرخت كه اى درخت اگر هسههتى كههه ايمههان
دارى بخداى تعالى و بروز آخرت و مىدانى كههه منههم پيغمههبر خههدا پههس بركنههده شههو بهها
ريشههاى خود تا اينكه بايستى پيش من با اذن خدا .
پس قسم بخدائى كه مبعوث فرمود او را بحق هر آينه بر كنهده شههد بها رگ و ريشههههاى
خود و آمد بسوى آن حضرت در حالتى كه مر او را صداى سخت بود ،
و آوازى بود مانند آواز بالهاى مرغان ،تا اينكه ايستاد پيش حضرت رسههالتمآب ص هّلى
ل عليه و آله حركت كنان مثل مرغ بههال زنههان ،و انههداخت شههاخه بلنههدتر خههود را بههر
ا ّ
پيغمبر خدا و بعض شاخهاى خهود را بههر دوش مهن ،و بهودم مههن در جهانب راسهت آن
حضرت .
پس وقتى كه نظر كردند آن جماعت بآن معجزه گفتند از روى تكّبر و گردن كشههى پههس
أمر كن تا بيايد بسوى تو نصف آن و باقى ماند بر جاى خود نصف
] [ 104
ديگر آن ،پس أمر فرمود آن را باين پس پيههش آمههد بسههوى او نصههف آن درخههت ماننههد
عجبتريههن روى آوردن و سههختترين آن از روى آواز پههس نزديههك شههد كههه پيچيههده شههود
بحضرت رسول خدا پس گفتند آن ملعين از روى كفر و ستيزهگى پههس أمههر كههن ايههن
نصف را برگردد بسوى آن نصف ديگر چنانكه در اصل بههود ،پههس أمههر فرمههود او را
پس برگشت .
ل ه و أّول
ل بدرستى كه من أّول ايمان آورندهام بتو يا رسههول ا ّ
لا ّ
پس گفتم من :ل إله إ ّ
كسى هستم كه ايمان آورد باينكه آن درخت كرد آنچه كرد بفرمان خدا از جهت تصديق
پيغمبرى تو و تعظيم فرمايش تو .
پس گفتند آن كّفار شقاوت آثار جميعا كه تو جادوگر دروغ گوئى عجيب و غريب اسههت
سحر تو چابك و سبك دستى در آن ،و تصديق نميكند تو را در پيغمبرى تههو مگههر مثههل
اين و قصد ميكردند در اين حرف مرا و بدرستى كه من از قومى هستم كه اخذ نمىكند
ايشانرا در راه خدا ملمت هيچ ملمت كننده كه علمت ايشان علمت صّديقين اسههت ،
و كلم ايشان كلم نيكوكاران ،آباد كنندگان شبند بعبادت ،و منارهاى روزند بهدايت ،
چنگ زنندگانند بريسمان محكم قرآن ،
زنههده ميكننههد شههريعت إلهههى و سههّنت رسههالت پنههاهى را ،تكّبههر نمىنماينههد ،بلنههدى
نمىجويند ،حقههد و حسههد نمىكننههد ،در راه فسههاد نميپوينههد ،قلبهههاى ايشههان در بهشههت
صلة على محّمد ل و ال ّ
ب العالمين ،و الحمد ّ برينست و بدنهاى ايشان مشغول عبادت ر ّ
و آله .
سادس ل المجلد ال ّهذا آخر المجّلد الخامس 1من مجّلدات منهاج البراعة ،و يتلوه إنشاء ا ّ
سههابغ اتمههامه بعههد
ل بفضله الواسههع ختههامه ،و بكرمههه ال ّ
سر ا ّبتوفيق منه سبحانه ،و قد ي ّ
حصول الياس و تفّرق الحواس و اضطراب الّناس و اختلل الحال بداهية دهيا ،و بلّية
ل أهل بلدنا بها في هذه اليام ،عظمى ،و زلزلة شديدة أّدب ا ّ
-----------
هه هه ه ه ه ه ه ههههه ه
هه ه ه
) ( 1ههه هههههه هه
هههههه
] [ 105
يا لها رجفة ما رأيت مثلها و قد جاوزت خمسين درجة أخذتهم نصههف الليههل بينمهها كههانوا
راقدين فقاموا من مضاجعهم ذعريهن مرعهوبين كهأّنهم مهن الجهداث إلهى رّبههم ينسهلون
ت الكباد ،و تصّدع القلوب ،و تقشعّر الجلود ،
بهول ترتعد منه الفرائص ،و تف ّ
فلو ل أن تداركنا رحمته السابقة على غضبه سبحانه لم يكن لحههد منههها النجههاة و ل لههذى
روح طماعية في الحياة ،و قد حرمنا منذ ليههال مههن سههبت الّرقههاد ،و خرجنهها مههن تحههت
سههقوط و النهههدام ،و اّتخههذنا الخبيههة مسههكنا و
البنية و العروش بعد ما أشرفت علههى ال ّ
المظلة أكنانا ،و الّرجفة في هذه المّدة و قد مضت منذ ظهرت عشرة أّيام تطرقنهها سههاعة
بعد ساعة .
ل أن ل يخاطبنهها بههذنوبنا و ل يؤاخههذنال سههبحانه مههن غضههبه و نسههأله عهّز و جه ّ نعوذ بهها ّ
بأعمالنا و ل يقايسنا بأفعالنا ،و أن يرفع عنا هذه البلية ،و ينجينا من تلك الرزّية بمحّمههد
ن الكريم و الّرؤف الّرحيم . و آله خير البرية ،فاّنه ذو الم ّ
و قد وقع الفراغ منه ثالث عشر شهر ذى القعدة الحرام من سنة سبع عشرة و ثلثمأة بعد
اللف و هذه هى النسخة الصل كتبتها بيمينى و أسأله سبحانه أن يحشرني فههي أصههحاب
ل عليهم أجمعين .
اليمين بجاه محّمد و آله الطاهرين صلوات ا ّ
ل اّلذى شرح صدور المؤمنين بمصابيح العرفان و اليقين ،و نهّور قلههوب المّتقيههن الحمد ّ
جة البيضاء و لزموا الشرع المههبين ،و سههلكوا بأنوار التقوى فى الّدين ،فاهتدوا إلى المح ّ
سكوا بالحبل المتين ،و فاز العههارفون منهههم بعظيههم الزلفههى و حسههن الجاّدة الوسطى و تم ّ
المآب ،و خرجت أرواح الواصلين منهم من أبدانهم خوفا من العقاب و شوقا إلى الثواب
.
] [ 106
و وصّيه و وزيره الوارث لعلمه ،و الحامل لسّره ،و بههاب مدينههة علمههه ،و دار حكمتههه
ي أمير المؤمنين و سّيد الوصههيين ،و آلهمهها الخائضههين فههي بحههار أنههوار الحقههايق ،و
عل ّ
الغائصين في لجج تّيار الّدقائق ،أئمة المسلمين الهداة المههدّيين الطيهبين النجهبين الغهّر
الميامين :
ههههههههههههههههههههم ههههههههههههههههههههداة الهههههههههههههههههههورى و ههههههههههههههههههههم اكهههههههههههههههههههرم
الّنههههههههههههههههههههههاس أصههههههههههههههههههههههول شههههههههههههههههههههههريفة و نفوسهههههههههههههههههههههها
سادس من مجّلدات منهاج البراعة في شهرح نههج البلغهة إملء أما بعد فهذا هو المجّلد ال ّ
ل بن محمد بن هاشم الهاشمي العلوى الموسوى « وّفقههه راجي عفو رّبه الغني » حبيب ا ّ
ي الحسههان و الكريههم المّنههان .قههال
ل لما يتمّنههاه و جعههل عقبههاه خيههرا مههن اوله إّنههه وله ّ
ا ّ
الشريف الرضى قدس سّره العزيز :
و هي مروّية في الكافي في باب علمات المؤمن و صفاته باختلف كثير تطلع عليه بعههد
الفراغ ،من شرح ما أورده السّيد » ره « في المتن .
سلم يقال له هّمام :كان رجل عابدا ن صاحبا لمير المؤمنين عليه ال ّ قال » قده « روى أ ّ
سههلم
فقال له :يا أمير المؤمنين صف لى المّتقين حّتى كأّني أنظر اليهههم ،فتثاقههل عليههه ال ّ
سلم يا هّمام :
عن جوابه ثّم قال عليه ال ّ
] [ 107
و وقفوا أسماعهم على العلم الّنافع لهم ،نزلت أنفسهم منهههم فههي البلء كاّلههذي نزلههت فههي
ل لهم لم تسههتقّر أرواحهههم فههي أجسههادهم طرفههة عيههن
الّرخاء ،و لو ل الجل اّلذي كتب ا ّ
شوقا إلى الّثواب و خوفا عن العقاب .
عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم ،فهم و الجّنة كمن قههد رآههها فهههم فيههها
منّعمون ،و هم و الّنار كمن قد رآها فهم فيههها معهّذبون ،قلههوبهم محزونههة ،و شههرورهم
مأمونة ،و أجسادهم نحيفة ،
و حاجاتهم خفيفة ،و أنفسهم عفيفة ،صبروا أّياما قصيرة أعقبتهم راحة طويلههة ،تجههارة
سرها لهم رّبهم ،أرادتهم الّدنيا فلم
مربحة ي ّ
] [ 108
أّما الّليل فصاّفون أقههدامهم تههالين لجههزاء القههرآن يرّتلههونه تههرتيل يحّزنههون بههه أنفسهههم و
يستثيرون به دوآء دآئههم ،فهإذا مهرّوا بآيهة فيهها تشهويق ركنهوا إليهها طمعها ،و تطّلعهت
نفوسهم إليها شوقا ،و ظّنوا أّنها نصب أعينهههم ،و إذا م هّروا بآيههة فيههها تخويههف أصههغوا
ن زفير جهّنههم و شهههيقها فههي أصههول آذانهههم ،فهههم حههانونإليها مسامع قلوبهم ،و ظّنوا أ ّ
على أوساطهم ،مفترشون لجباههم ،و أكّفهم و ركبهم و أطراف أقدامهم ،يطلبههون إلههى
ل تعالى في فكاك رقابهم . ا ّ
و أّما الّنهار فحلماء ،علماء ،أبرار ،أتقياء ،قد براهم الخوف برى القداح ،ينظر إليهههم
الّناظر فيحسبهم مرضى و ما بالقوم من مرض ،
و يقول :قد خولطوا و قههد خهالطهم أمههر عظيههم ،ل يرضههون مههن أعمههالهم القليههل ،و ل
يستكثرون الكثير ،فهم لنفسهم مّتهمون ،و من أعمالهم مشفقون ،إذا زّكي أحدهم خاف
مّما يقال له فيقول أنا أعلم بنفسي من غيري و رّبي أعلم مّني بنفسهي ،أّللههّم ل تؤاخهذني
بما يقولون ،و اجعلني أفضل مّما يظّنون ،و اغفر لي ما ل يعلمون .
فمن علمة أحدهم أّنك ترى له قّوة في دين ،و حزما في لين ،
] [ 109
و إيمانا في يقين ،و حرصا في علم ،و علما في حلم ،و قصدا في غنى ،
و خشوعا في عبادة ،و تجّمل في فاقة ،و صبرا فهي شهّدة ،و طلبها فهي حلل و نشهاطا
صالحة و هو على وجل ،يمسي و هّمههه في هدى ،و تحّرجا عن طمع ،يعمل العمال ال ّ
شكر ،و يصبح و هّمه الّذكر ،يبيت حذرا ،
ال ّ
و يصبح فرحا :حذرا لما حّذر من الغفلة ،و فرحا بما أصاب من الفضل و الّرحمة ،إن
ب ق هّرة عينههه فيمهها ل يههزول ،و
استصعبت عليه نفسه فيما تكره لم يعطها سؤلها فيما تح ه ّ
زهادته فيما ل يبقى ،يمزج الحلم بالعلم ،
تراه قريبا أمله ،قليل زل ،خاشعا قلبه ،قانعة نفسه ،منزورا أكله » أكلههه خ « ،سهههل
أمره ،حريزا دينه ،مّيتة شهوته ،
بعيدا فحشه ،لّينا قوله ،غائبا منكره ،حاضرا معروفه ،مقبل خيههره مههدبرا ش هّره ،فههي
الّزلزل وقور ،و في المكاره صبور ،و في الّرخآء شكور ل يحيف على مههن يبغههض ،
ب ،يعترف بالحق و ل يأثم فيمن يح ّ
] [ 110
قبل أن يشهد عليه ،ل يضّيع ما استحفظ ،و ل ينسى ما ذّكر ،و ل ينابز باللقاب ،و ل
ق.يضاّر بالجار ،و ل يشمت بالمصائب ،و ل يدخل في الباطل ،و ل يخرج من الح ّ
إن صمت لم يغّمه صمته ،و إن ضحك لم يعل صوته ،و إن بغي عليه صبر حّتى يكون
ل تعالى هو اّلذي ينتقم له ،نفسه منهه فهي عنههاء و الّنهاس منهه فههي راحهة ،أتعهب نفسهه
ا ّ
لخرته ،و أراح الّناس من نفسه ،
بعده عّمن تباعد عنه زهد و نزاهة ،و دنّوه مّمن دنا منه لين و رحمة ،
ليس تباعده بكبر و عظمة ،و ل دنّوه بمكر و خديعة .قال :فصعق همههام صههعقة كههانت
سههلم :
ل لقد كنت أخافها عليه ،ث هّم قههال عليههه ال ّ
نفسه فيها ،فقال أمير المؤمنين :أما و ا ّ
هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها ،فقال له قائل :فما بالك يا أمير المؤمنين ؟ فقال عليه
ل أجل وقتا ل يعدوه ،و سببا ل يتجهاوزه فمهل ل تعهد لمثلهها فانمها ن لك ّ
سلم :ويحك إ ّ
ال ّ
نفث الشيطان على لسانك .
ععععع
) عزم ( على المر يعزم من باب ضرب عزما و معزما و عزمانا و عزيما و عزيمة و
عزمة أراد فعله و قطع عليه أوجّد فيه فهو عازم و عزم المر نفسههه عههزم عليههه و عههزم
علههى الّرجههل اقسههم و ) القتصههاد ( ضهّد الفههراط و ) صههغر ( مههن بههاب شههرف و فههرح
ط قدره فهههو صههغير كحقيههر لفظهها وصغارة و صغرا و صغرا و صغرانا أى حقر و انح ّ
معنا و ) ثار ( ثورا و ثورانا أى هاج و أثار الغبار و استثاره هّيجه .
و ) تطّلع ( الى وروده استشرف و ) صغى ( إلى الشىء كرضى مال إليه و أصغى اليههه
سمعه أى أماله نحوه و ) حنيت ( العود حنوا و حناء عطفتههه فههانحنى و تحّنههى ،و حنههت
ل مهها فيههه اعوجههاج مههن البههدن كعظههم الّلحههى و
الناقة على ولدها حنوا عطفههت و يقههال لكه ّ
الضلع و نحوهما
] [ 111
سهم و العود و القلم يبريها بريا نحتها و ) القداح ( جمع القدح بالكسر فيهمهها
و ) برى ( ال ّ
سهم قبل أن يراش و ينصل و ) اختلط ( فلن و خولط في عقلههه أى فسههد عقلههه و و هو ال ّ
ل فهو خلط بّين الخلطة أى أحمق ،و خالطه مخالطة مازجه و خالطه الههّداء خههامره اخت ّ
و ) تجمل ( فلن تزّين و تكّلف الجميل و ) نزر ( الشيء ككرم نههزرا و نههزارة و نههزورا
قلّ فهو نزر و نزير و منزور أى قليل .
و ) اكلة ( في بعض النسخ بفتح الهمهزة و سههكون الكهاف فيكهون مصهدرا و فههي بعضهها
ظ من الهّدنيا فيكههون اسههما و ) الحريههز ( الحصههين يقههال هههذا
بضّمهما و هو الّرزق و الح ّ
حرز حريز أى حصن حصين و الحريزة من البل اّلتي ل تبههاع نفاسههة و ) المنههابزة ( و
التنابز الّتعاير و التداعى باللقاب و ) صعق ( صعقا كسمع و صعقا بالتحريههك و صههعقة
غشى عليه و الصعق بالتحريك أيضا شّدة الصوت و ) نفههث ( ينفههث مههن بههاب ضههرب و
نصر نفخ .
ععععععع
قوله :حين خلقهم ظرف زمان ،و في بعض النسخ حيث خلقهم بدله ،و قوله :
شراح فههي اعههراب قههوله نزلت أنفسهم منهم في البلء كاّلذي نزلت في الّرخاء ،اختلف ال ّ
كالذي ،فقال الشارح المعتزلي تقدير الكلم من جهة العراب :نزلت أنفسهههم منهههم فههي
حال البلء نزول كالنزول الذي نزلت منهم في حال الّرخاء ،فموضع كاّلذي نصب لّنههه
صفة مصدر محذوف ،و الذي الموصههول قههد حههذف العايههد اليههه و هههو الهههاء فههي نزلتههه
كقولك :ضربت اّلذي ضربت أى ضربت الذي ضربته .
شارح البحراني حيث قال :و اّلذي خلقه مصههدر محههذوف و الضههمير و تبعه على ذلك ال ّ
العايد إليه محذوف أيضا ،و التقدير :نزلت كالّنزول اّلذى نزلتههه فههي الّرخههاء ثهّم احتمههل
وجها آخر و قال :
و يحتمل أن يكون المراد بالذي الذين فحذف الّنون كما في قوله تعههالى كاّلههذي خاضههوا و
يكون المقصود تشبيههم حال نزول أنفسهم منهم في البلء باّلذين نزلت أنفسههم منههم فهي
الّرخاء .
] [ 112
ح،
ن تشبيه الجمع بالواحد ل يص ّ
و قال بعضهم :إّنه ل بّد من تقدير مضاف ل ّ
ل واحد منهم إذا نزلت في البلء يكون كالّرجل الذي نزلت نفسه في الّرخاء و نحوه أى ك ّ
قوله تعالى مثل اّلذين كفروا كمثل اّلذي ينعق .
سليم مضافا إلى ما فى الهوجهن هذه كّلها تكّلفات يأبي عنها الّذوق ال ّ أقول :و أنت خبير بأ ّ
ن المنسههاق
الخر الذي احتمله البحراني و كذلك الوجه الخير الذي حكيناه عن بعضهههم أ ّ
سلم تشههبيه إحههدى حههالتى المّتقيههن بحههالتهم الخههرى ل تشههبيههم
من ظاهر كلمه عليه ال ّ
بغيرهم من أهل الّرخاء .
ض عن ذلك و البناء على ما ذكر فل حاجة في تصهحيح تشهبيه الجمهع بهالمفرد ثّم بعد الغ ّ
حلهه الّول ،أوإلى تأويل ما هو المفرد ظاهرا بالجمع و المصير إلى حذف النون كمها تم ّ
شهمه الخهر ،لجهواز تقهدير تأويل الجمع بالمفرد بالمصهير إلهى تقهدير المضهاف كمها تج ّ
موصوف الذي لفظ الّرهط و الجمع و نحوهما مّما يكون مفردا لفظا و جمعا في المعنى ،
و يكون المعنى نزلت أنفسهم منهم في البلء كالّرهط أو الجمع الههذي نزلههت نفسهههم منهههم
في الّرخاء .
قال نجم الئمة بعد ما قال بأنه قد يحذف نون الذين مستشهدا بقول الشاعر :
و بعد ذلك كّله فالقرب عندي أن يجعل اّلذى مصدرّيا بأن يكون حكمه حكم
] [ 113
ل عبههاده
شر ا ّ
ماء المصدرّية كما ذهب اليه يونس و الخفش في قوله سبحانه ذلك اّلذى يب ّ
ل و كذلك قال في قوله تعالى و خضتم كاّلذى خاضوا و على اّلذين آمنوا أى ذلك تبشير ا ّ
هذا فيكون المعني :نزلت أنفسهم منهم فى البلء مثل نزولها في الّرخهاء و ههذا ل تكّلهف
فيه أصل .
و قوله :تجارة مربحة ،بهالّرفع علههى أّنههه خهبر محههذوف المبتهداء ،أى تجههارتهم تجهارة
مربحة ،و في بعض النسخ بالنصب على المصدر أى اّتجروا تجارة .
و قوله :أّما الليل فصافون ،بالنصب علههى الظههرف ،و الناصههب ،إمهها لتضهّمنها معنههي
الفعل أو الخبر كما في نحو قولك :أما اليوم فأنا ذاهب و أّما إذا قلت اما في الّدار فزيههد ،
فالعامل هو أما ل غير كما فى قولهم أما العبيد فذو عبيد ،أى مهما ذكرت العبيد فهههو ذو
عبيد ،هذا .
و يروى بالّرفع على البتداء فيحتاج إلى العايد في الخبر أى صاّفون أقدامهم فيها و قههوله
:تالين حال من فاعل صاّفون أو من الضمير المجرور بالضههافة فههي أقههدامهم :و الول
أولى ،و جملة يرّتلونه حال من فاعل تههالين ،و فههي بعههض النسههخ يرّتلونههها ،فالضههمير
عايد إلى أجزاء القرآن ،و نصب أعينهم بنصب النصب على الظرفية ،
ل في فكاك رقابهم ،تعدية الطلب بحرف الجّر أعني إلى لتضمينهو قوله :يطلبون إلى ا ّ
معني التضرع و في للظرفية المجازية ،أى يتضّرعون إليه سبحانه في فكاك رقابهم .
] [ 114
ظرف لغو و فى بعضها ظرف مستقّر وصف لسابقه ،فتدّبر تفهم .
عععععع
و في البحار و الظهر أنه همام بن عبادة بن خهثيم ابهن أخ الّربيهع بهن خهثيم أحهد الّزههاد
الثمانية كما رواه الكراجكي في كنزه .
و كيف كان فقد ) كان رجل عابدا ( زاهدا ناسكا ) فقال لهه يهها أميهر المهؤمنين صههف لههى
المّتقين ( و اشرح لي حالهم ) حّتههى كههأنى أنظههر إليهههم ( و ابصههر بهههم لقتفههي آثههارهم و
أقتبس أنوارهم .
سلم تثاقل عنه لمهها رأى مههن اسههتعدادو الولى ما قاله الشارح البحرانى :من أنه عليه ال ّ
ل إلى انزعاج نفسه و صعوقها . نفسه لثر الموعظة و خوفه عليه أن يخرج به خوف ا ّ
سلم بعد تثاقله عن الجواب و وصف حال المّتقين تفصههيل لمهها رآه مههن ) ثّم ( إنه عليه ال ّ
لو المصلحة المقتضية لترك التفصيل أجابه بجواب إجمالى و ) قال ( له ) يا همام اّتق ا ّ
ن الفرض عليك القيام بالتقوى و الخذ بها على قدر ما حصل لك المعرفة أحسن ( يعنى أ ّ
به من معناها و حقيقتها من الكتاب و السنة ،و تبين لك إجمال مههن ماهّيتههها كمهها يعرفههها
جميع المؤمنين ،و الزايد عن ذلك غير مفروض عليك و ل يجب البحث عنه
] [ 115
و قد تقهّدم شههرح معناههها و حقيقتههها و بعههض مهها يههترّتب عليههها مههن الثمههرات الدنيوّيههة و
صههادق عليهههالخروّية في شرح الخطبة الّرابعة و العشههرين ،و قههد روينهها هنههاك عههن ال ّ
ل حيث أمرك و ل يراك حيث نهاك ،هذا . سلم اّنه قال في تفسيرها :أن ل يفقدك ا ّ ال ّ
له
ن معني كلمه أّنههه أمههره بتقههوى ا ّ
و هذا اّلذى قلنا أولى مّما قاله الشارح البحراني من أ ّ
أى في نفسه أن يصيبها فادح بسبب سؤاله ،و أحسن أى أحسن إليها بههترك تكليفههها فههوق
طوقها .
سلم ( و أقسم
) فلم يقنع هّمام بذلك القول ( و لم يكتف بالجمال ) حّتى عزم عليه عليه ال ّ
ح في السؤال . و أل ّ
ل عليه و آله و سّلم لما كان بصدد شرح حال المتقيههن و انما مّهد هذه المقّدمة لنه صّلى ا ّ
ن مها يهأتى بهه تفصيل حسبما اقهترحه همهام و كهان ربمها يسهبق إلهى الوههام القاصهرة أ ّ
ل سبحانه به من محامههد الخصههال و المّتقون من مزايا العمال و الصالحات و ما كّلفهم ا ّ
القربات من أجل حاجة منه تعالى عههن ذلههك إليههها ،قهّدم هههذه المقّدمههة تنبيههها علههى كههونه
سبحانه منّزها عن ذلك ،متعاليا عن صفات النقص و الحاجة في الزل كما في البد ،و
أنه لم يكن غرضه تعالى من الخلق و اليجاد تكميل ذاته بجلههب المنفعههة و دفههع المض هّرة
كما فى ساير الصناع البشرية يعملون الصنايع لفتقارهم إليههها و اسههتكمالهم بههها بمهها فههي
ذاتهم
] [ 116
و هذا معنى قوله ) لنه ل تضّره معصية من عصاه و ل تنفعه طاعة من أطههاعه ( و قههد
ن غرضه من الخلههق و اليجههاد و مههن تقّدم فى شرح الخطبة المأة و الخامسة و الثمانين أ ّ
المر بالطاعة و النقيههاد هههو ايصههال النفههع إلههى العبههاد و إكمههالهم بالتكههاليف الشههرعّية و
رفعهم بالعمل بها إلى حظاير القدس و محافل النس .
سم بينهم معايشهم و وضعهم من الّدنيا مواضعهم ( تفريع على قوله :
و قوله ) فق ّ
خلق الخلق ل تقرير و تاكيد ،لغناه المطلق كما قاله الشارح البحراني .
سم بينهم معيشتهم أى ما يعيشون بههه ل شىء خلقه ثّم هدى و ق ّو المراد أنه تعالى أعطى ك ّ
فههى الحيههاة الهّدنيا مههن أنههواع الهّرزق و الخيههر و المنههافع و النعمههاء ،و وضههع كل منهههم
ليق بحاله من الفقر و اليسار و الغنى و الفتقههار و السههعة و القتههار علههى مهها موضعه ال ّ
ل نحههنيقتضيه حكمته البالغة و توجبه المصلحة الكاملة كما اشير اليه فى قوله ع هّز و ج ه ّ
قسمنا بينهم معيشتهم فى الحياة الّدنيا و رفعنا بعضهم فوق بعض درجات هذا .
سلم هذه الجملة على ما سبق و عّقبه بها لتكون توطئة و تمهيدا بقههوله و انما فّرع عليه ال ّ
ن معهايش الخلهق فهى الهّدنيا لمها كهانت بحسهب ) فالمّتقون فيها هم أهل الفضايل ( يعنهي أ ّ
ل سههبحانه و اقتضههاء حكمتههه اقتضههى العنايههة اللهيههة و النظههم الصههلح فههى حه ّ
ق تقسيم ا ّ
المّتقين بمقتضههى كههونهم مههن أهههل السههبق و القربههى أن يكههون عيشهههم فههى الهّدنيا بخلف
معايش ساير الخلق و يكون حركههاتهم و سههكناتهم و حههالتهم وراء حههالت أبنههاء الهّدنيا ،
صهلها
فاّتصفوا بالفضايل النفسانية و تزّينوا بمكهارم الخلق و محامهد الوصهاف اّلهتي ف ّ
سلم بالبيان البديع و التفصيل العجيب . عليه ال ّ
ن ) منطقهم الصواب ( و هو ضهّد الخطهاء يعنههى أنهههم ل يسههكتون عمهها ينبغهى أن
اولها أ ّ
يقال فيكونون مفّرطين ،و ل يقولون ما ينبغى أن يسكت عنه فيكونون مفرطين
] [ 117
سههر
صلة على نههبّيه و بههه ف ّ ل تعالى و تمجيده و ال ّ
و يحتمل أن يراد به خصوص توحيد ا ّ
ل من أذن له الّرحمن و قال صوابًا .في قوله سبحانه ل يتكّلمون إ ّ
سط بين الفراط و التفريههط ،و فههي السههناد ن ) ملبسهم القتصاد ( أى التو ّ ) و ( الثانى أ ّ
ن لباسهم ليس بثمين جدا مثل لباس المههترفين المتكّبريههن ،و ل بذلههة كلبههاس سع يعنى أ ّتو ّ
سط بين المرين . سة و الّدنائة بل متو ّ
أهل البتذال و الخ ّ
سههع ،يعنههى أنهههم ل يمشههونن ) مشيهم التواضع ( و فههى السههناد أيضهها تو ّ
) و ( الثالث أ ّ
ل سبحانه عن المشى على هذا الوجه فى قوله على وجه الشر و البطر و الخيلء لنهى ا ّ
ل و أمههره
لرض و لههن تبلههغ الجبههال طههو ً لرض مرحًا إنك لن تخههرق ا َ » و ل تمش فى ا َ
بخلفه فى قوله » و اقصد فى مشيك « .
ل ثلثههة
ل عين باكيههة يههوم القيامههة إ ّ
سلم ك ّ
ل عليه ال ّ
و فى الوسائل من الكافى عن أبيعبد ا ّ
له ،و عيهن بكهت فهي ل ،و عيهن سههرت فهي طاعهة ا ّ ضت عن محارم ا ّ أعين :عين غ ّ
ل.جوف الّليل من خشية ا ّ
) و ( الخامس أّنهم ) وقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم ( في الهّدنيا و الخههرة المههوجب
لكمال القّوة النظرية و الحكمة العملّية ،و أعرضوا عن الصههغاء إلههى الّلغههو و الباطيههل
ل سبحانه بذلك فههي قههوله » كالغيبة و الغناء و الفحش و الخناء و نحوها ،و قد وصفهم ا ّ
و اّلذينهم عن الّلغههو معرضههون « و فههي قههوله » و اّلههذين ل يشهههدون الهّزور و إذا مهّروا
بالّلغو مّروا كرامًا « .
و السادس أّنهم ) نزلت أنفسهم منهم في البلء كاّلذى نزلت في الّرخاء ( يعني
] [ 118
ضههراء
سههراء و ال ّ
ل في حّقهم من الشّدة و الّرخاء و ال ّ
طنون أنفسهم على ما قّدره ا ّأّنهم مو ّ
صله وصفهم بالّرضاء بالقضاء . سعة و المنحة و المحنة و مح ّ ضيق و ال ّو ال ّ
ل صّلى الّ سلم قال :بينا رسول ا ّ و عن محّمد بن عذافر عن أبيه عن أبي جعفر عليه ال ّ
ل ه ،فقههال :مهها
سلم عليك يا رسول ا ّ عليه و آله في بعض أسفاره إذ لقيه ركب فقالوا :ال ّ
أنتم ؟ فقالوا :
ل،
ل ،قال :فما حقيقة ايمانكم ؟ قالوا :الّرضا بقضاء ا ّ
نحن المؤمنون يا رسول ا ّ
ل لهم لم تستقّر أرواحهم فههي أجسههادهم طرفههة ) و ( السابع أنه ) لو ل الجل اّلذى كتب ا ّ
عين شوقا إلى الثواب و خوفا من العقاب ( و ههو إشهارة إلهى غايهة نفرتههم عهن الهّدنيا و
فرط رغبتهم إلههى الخههرة لمهها عرفههوا مههن عظمههة وعههده و وعيههده ،يعنههي أّنهههم بكلّيتهههم
جهون إلى العقبى مشتاقون إلى النتقال إليها شّدة الشتياق ،ل مانع لهم مههن النتقههال متو ّ
ل الجال المكتوبة و عدم بلوغها غايتها . إّ
سههلم :مههن
له عليههه ال ّ
روى في الوسائل من الكافي عن أبي حمزة قههال :قههال أبههو عبههد ا ّ
ل سخت نفسه عن الّدنيا . ل و من خاف ا ّل خاف ا ّعرف ا ّ
و الثامن أّنه ) عظم الخههالق فههي أنفسهههم فصههغر مهها دونههه فههي أعينهههم ( علمهها منهههم بههأّنه
سبحانه موصوف بالعظمة و الكبريهاء و الجلل غههالب علهى الشهياء كّلههها ،قهادر قهاهر
ل من سواه مقهور تحت قدرته داخر ذليل في قيد عبودّيته ،فهو نكّعليها ،و ا ّ
] [ 119
ن اعتصههامهم
سلم بهذا الوصف إلى شّدة يقين المّتقين و غايههة تههوّكلهم و أ ّ
و أشار عليه ال ّ
في جميع امورهم به و توكلهم عليه و أنهم ل يهابون معه مّمن سواه .
ل و له حّد
سلم قال :ليس شىء إ ّ ل عليه ال ّ
روى في الكافي عن أبى بصير عن أبي عبد ا ّ
قال :قلت :جعلت فداك فما حّد التوّكل ؟ قال :اليقين ،قلت :فما حّد اليقين ؟
ل شيئا .
ل تخاف مع ا ّ
قال :أ ّ
و لما ذكر في الوصف السابع شّدة اشتياق المّتقين إلى الجّنة و خههوفهم مههن العقههاب أتبعههه
بقوله ) فهم و الجّنة كمن قد رآها فهم فيها منّعمون و هم و النار كمن قد رآههها و هههم فيههها
معّذبون ( إشارة إلى أنهم صاروا فههى مقههام الّرجههاء و الشههوق إلههى الثههواب و قهّوة اليقيههن
س بصههره الجّنههة و سههعادتها ،فتنّعمههوا فيههها و
بحقايق وعده سبحانه بمنزلة مههن رأى بحه ّ
التّذوا بلذائذها ،و فى مقام الخوف من النار و العقاب و كمال اليقين بحقايق وعيده تعالى
بمنزلة من شاهد الّنار و شقاوتها فتعّذبوا بعذابها و تأّلموا بآلمها .
صله جمعهم بين مرتبتي الخوف و الّرجاء و بلوغهم فيه إلى الغاية القصوى ،
و مح ّ
له عليههه و آلههه و سهّلم صهّلى بالّنههاس الصههبح فنظههر إلههى شههاب فههي
ل صّلى ا ّن رسول ا ّ
إّ
المسجد و هو يخفق و يهوى برأسه مصفّرا لونه قد نحف جسمه و غارت عيناه في رأسه
ل عليه و آله :ل صّلى ا ّ ،فقال له رسول ا ّ
] [ 120
له
ل صهّلى ا ّ ل موقنا ،فعجب رسول ا ّ كيف أصبحت يا فلن ؟ قال :أصبحت يا رسول ا ّ
ن يقينهي يهال يقيهن حقيقهة فمها حقيقهة يقينهك ؟ فقهال :إ ّ
ن لكه ّ
عليه و آله من قوله و قال :إ ّ
ل هو اّلذى أحزنني و أسهر ليلى و أظمأ هو اجرى فعزفت نفسي عن الّدنيا و ما رسول ا ّ
فيها حّتى كأّني أنظر إلى عرش رّبي و قد نصههب للحسههاب و حشههر الخليههق لههذلك و أنهها
فيهم ،و كاّني أنظر إلى أهل الجّنة يتنّعمون في الجّنة و يتعارفون على الرائك يتكئون ،
و كأّنى أنظر إلى أهل الّنار و هم فيها معّذبون مصههطرخون ،و كههأّنى الن أسههمع زفيههر
له
ل عليه و آله و سّلم :هذا عبههد ن هّور ا ّل صّلى ا ّ
الّنار يدور فى مسامعى ،فقال رسول ا ّ
شاب :ادع ل عليه و آله و سّلم له :الزم ما أنت عليه ،فقال ال ّقلبه باليمان ثّم قال صّلى ا ّ
ل ه عليههه و آلههه و
ل صّلى ا ّل أن ارزق الشهادة معك ،فدعا له رسول ا ّ ل لى يا رسول ا ّ ا ّ
سّلم فلم يلبههث أن خههرج فههي بعههض غههزوات الّنههبي فاستشهههد بعههد تسههعة نفههر و كههان هههو
العاشر .
و قد مّر هذا الحديث فى شرح الخطبة المأة و الثالثة عشر ،و رويناه هنا أيضا لقتضههاء
المقام كما هو ظاهر .
ل لقد رأيتهههم
يراوحون بين أقدامهم و جباههم ،و يناجون فى فكاك رقابهم من النار ،و ا ّ
مع هذا و هم خائفون مشفقون .
سلم قال :صّلى أمير المؤمنين عليههه ي بن الحسين عليهما ال ّ و فيه عن أبى حمزة عن عل ّ
سلم الفجر و لم يزل فى موضعه حّتى صههارت الشههمس علههى قههدر رمههح و أقبههل علههى ال ّ
ل لقد أدركت أقوامهها يههبيتون لرّبهههم سههجدا و قيامهها يخههالفون بيههن الناس بوجهه فقال :و ا ّ
ل عنههدهم مههادوا كمهها يميههد الشههجرن زفير النار فى آذانهم ،إذا ذكر ا ّ جباههم و ركبهم كأ ّ
سلم :ثّم قام فما رئي ضاحكا حّتى قبض . كأّنما القوم باتوا غافلين ،قال عليه ال ّ
] [ 121
سههلم
ل على ذلك ما رواه فى الكافى عن حمزة بههن حمههران عههن أبههى جعفههر عليههه ال ّ
و يد ّ
قال :
الجّنة محفوفة بالمكاره و الصبر ،فمن صبر على المكاره فى الّدنيا دخل الجّنة ،
و جهّنم محفوفة بالّلذات و الشهوات فمن أعطى نفسه لّذتها و شهوتها دخل النار .
له عليههه و
له صهّلى ا ّ سلم قههال :قههال رسههول ا ّ ل عليه ال ّو فيه عن العزرمي عن أبيعبد ا ّ
ل بالقتههل و الّتجّبههر ،و ل الغنههى إ ّ
ل آله :سههيأتي علههى الّنههاس زمههان ل ينههال فيههه الملههك إ ّ
بالغصب و البخل ،
] [ 122
ل باستخراج الّدين و اتباع الهوى ،فمن أدرك ذلك الّزمان فصبر على الفقر و ل المحّبة إ ّ
و هو يقدر على الغنى ،و صبر على البغضة و هههو يقههدر علههى المحّبههة ،و صههبر علههى
له ثههواب خمسههين صهّديقا مّمههن صهّدق بههي ،هههذا و فههي
الّذل و هو يقدر على العّز آتههاه ا ّ
وصف أّيام الصبر بالقصر و الّراحة بالطول تحريص و ترغيب اليه ،و أّكد ذلك بقوله )
شههح بلفههظ
تجارة مربحة ( استعار لفظ التجارة لكتسابهم الّراحة في مقابههل الصههبر ،و ر ّ
الّربح .
صههبر علههى المكههاره و طههول مهّدة الّراحههة و فنههاءو كونها مربحههة باعتبههار قصههر مهّدة ال ّ
سههعادات الخروّيههة مضههافة إلههى خساسههة شهوات الّدنيوّيههة و الّلههذائذ الّنفسههانّية و بقههاء ال ّ
ال ّ
الولى في نفسها و حقارتها ،و نفاسة الّثانية و شرافتها .
سههعادة
ن فههوزهم بتلههك الّنعمههة العظمههى و ال ّ
سرها لهم رّبهههم ( يعنههي أ ّ
و أّكد ثالثا بقوله ) ي ّ
جه العنايهةله سهبحانه و تأييهده و لطفهه ،ففيهه ايمهاء إلهى تهو ّ الّدائمة قهد حصهل بتوفيهق ا ّ
له و كرامتههه و الّربانّية إليهم و شمول اللطاف اللهّية عليهم و إلى كونهم بعيههن رحمههة ا ّ
الخامس عشر أّنهم ) أرادتهم الّدنيا فلههم يريههدوها ( أى أرادت عجههوزة الهّدنيا أن تفتنهههم و
تغّرهم و أن يتزّوجوا بها ،فأعرضوا عنها و زهدوا فيها بما كانوا يعرفونه مههن حالههها و
أّنها قّتالة غّوالة ظاهرة الغرور كاسفة الّنور يونههق منظرههها و يوبههق مخبرههها قههد تزّينههت
بغرورها و غّرت بزينتها ل تفي بأحد من أزواجها الباقية كما لم تف بأزواجها الماضية .
] [ 123
و إّنما أتى بالواو في قوله :أرادتهم الّدنيا و لم يريدوها ،و بالفاء في قوله :
و أسههرتهم ففههدوا أنفسهههم منههها ،لعههدم الّترتيههب بيههن الجملههتين المتعههاطفتين فههى القرينههة
ن الفدية مترّتبة على السر كما ل يخفى . سابقة ،بخلف هذه القرينة فا ّ ال ّ
صلة و بقوله » أّمن هو قانت آناء سهر في ال ّسلم في تفسيره :هو ال ّصادق عليه ال ّ
قال ال ّ
ن ناشئة الليههل
الليل ساجدًا و قائمًا يحذر الخرة و يرجو رحمة رّبه « و قال تعالى أيضا إ ّ
هي أشّد وطًا و أقوم قيل « .
لل
ل تعالى ع هّز و ج ه ّ
سلم فيه قيام الّرجل عن فراشه يريد به وجه ا ّ
صادق عليه ال ّقال ال ّ
يريد به غيره .
و كفى فى فضله ما رواه في الفقية عن جابر بن إسماعيل عن جعفر بههن محّمهد عهن أبيههه
سههلم ي بن أبيطالب عن قيام الّليل بالقرآن ،فقههال عليههه ال ّ
ن رجل سأل عل ّ
سلم أ ّ
عليهما ال ّ
ابشر :
و من صّلى سبع ليلة خرج من قبره يوم يبعث و وجهه كالقمر ليلة البدر حتى
] [ 124
يمّر على الصراط مع المنين و من صّلى سدس ليلة كتب من الوابين و غفر له ما تق هّدم
خر .
من ذنبه و ما تأ ّ
و من صّلى ربع ليلة كان في أّول الفائزين حتى يمّر علههى الصههراط كالريههح العاصههف و
يدخل الجنة بل حساب .
ى أبههواب
له و قيههل ادخههل مههن أ ّ
ل غبطه لمنزلتههه مههن ا ّ
و من صّلى ثلث ليلة لم يلق ملكا إ ّ
الجنة شئت .
و من صّلى نصف ليلة فلو اعطى ملؤ الرض ذهبا سههبعين ألههف مهّرة لههم يعههدل جههزاه و
سلم .ل أفضل من سبعين رقبة يعتقها من ولد إسماعيل عليه ال ّ كان له بذلك عند ا ّ
و من صّلى ثلثي ليلة كان له من الحسنات قدر رمل عالج أدناها حسنة أثقل من جبل احههد
عشر مّرات .
ل راكعا و ساجدا و ذاكرا اعطى مههن الثههواب مهها أدنههاه و من صّلى ليلة تاّمة تاليا لكتاب ا ّ
له مهن الحسهنات و مثلههها يخرج من الذنوب كما ولدته اّمه ،و يكتهب لهه عههدد مها خلههق ا ّ
درجات و يثبت الّنور في قبره و ينزع الثم و الحسد من قلبه ،و يجار من عذاب القبر و
ب لملئكتههه يهها ملئكههتي انظههروا يعطى براءة من الّنار و يبعث من المنين ،و يقول الر ّ
إلى عبدى أحيا ليله ابتغاء مرضاتي اسكنوه الفردوس و له فيهها مههأة ألههف مدينههة فههى كه ّ
ل
مدينة جميع ما تشتهى النفس و تلّذ العين و لم يخطر على بال سوى ما أعددت لههه مههن
الكرامة و المزيد و القربة ،هذا .
صلة في الّليل أشار إلى قراءتهم و وصف قراءتهم تفصيل بقههوله و لما وصف قيامهم بال ّ
سهماء كمهان الهبيوت اّلهتي يتلهى فيهها القهرآن تضهيء لههل ال ّ ) تالين لجزاء القرآن ( فها ّ
تضيء الكواكب لهل الرض كما روى في غيههر واحههد مههن الخبههار و تكههثر بركتههها و
له
شياطين كما رواه في الكافي عن ابن القداح عن أبيعبد ا ّ تحضرها الملئكة و تهجرها ال ّ
سلم .
سلم عن أمير المؤمنين عليه ال ّ عليه ال ّ
] [ 125
) يرّتلونه ترتيل ( قال في مجمع البحرين :الّترتيل في القههرآن الّتههأني و تههبيين الحههروف
سامع من عّدها .
بحيث يتمّكن ال ّ
سلم :ترتيل القرآن حفظ الوقوف و بيان و فى مجمع البحرين عن أمير المؤمنين عليه ال ّ
سر الوقوف بالوقف التاّم و هو الوقوف على كلم ل تعّلق لههه بمهها بعههده ل الحروف ،و ف ّ
صفات المعتبرة سر الثاني بالتيان بال ّ
لفظا و ل معنا ،و بالحسن و هو اّلذي له تعّلق ،و ف ّ
عند القراءة من الهمس و الجهر و الستعلء و الطباق .
سلم الترتيل أن تتمكث فيه و تحسن به صوتك ،و إذا مررت بآية صادق عليه ال ّ
و عن ال ّ
ل من النار .
ل الجنة ،و إذا مررت بآية فيها ذكر النار فتعّوذ با ّ
فيها ذكر الجنة فاسأل ا ّ
ن المراد بدائهم هو داء الّذنوب المهوجب و قوله ) :و يستثيرون به دواء دائهم ( الظاهر أ ّ
للحرمان من الجّنة و الّدخول في الّنار ،و بدوائه هو الّتدّبر و التفّكر الموجب لقضههاء مهها
ق و سؤال الجّنة و طلب الّرحمة و المغفرة و التعهّوذ مهن الّنههار عنههد قهراءة عليهم من الح ّ
آيتي الوعد و الوعيد .
كما أوضحه و شرحه بقوله ) فاذا مّروا بآية فيها تشويق ( إلى الجّنة ) ركنوا (
] [ 126
أى مالوا و اشتاقوا ) إليها طمعا و تطلعت ( أى أشرفت ) نفوسهم إليها شوقا و ظّنوا أّنهها
ن تلك الية أى الجّنة الموعودة بها معّدة لهم بين أيديهم و إنمهها
نصب أعينهم ( أى أيقنوا أ ّ
ن بمعني اليقين لما قد مّر من اّتصافهم بعين اليقين و أنهم و الجّنة كمن قد رآههها جعلنا الظ ّ
فهم فيها منّعمون .
) و إذا مّروا بآية فيها تخويف ( و تحذير من النار ) أصههغوا ( أى أمههالوا ) إليههها مسههامع
ن زفير جهّنم و شهيقها ( أى صههوت توقههدها ) فههى اصههول قلوبهم و ظّنوا ( أى علموا ) أ ّ
آذانهم ( أو المراد زفير أهلها و شهيقهم ،و الّزفير إدخال النفس و الشهيق إخراجه ،
روى في الوسائل عن الشيخ عن البرقي و ابن أبي عمير جميعا عن بعض أصحابنا عههن
سلم قال :ينبغي للعبد إذا صّلى أن يرّتل في قراءته فاذا مّر بآية فيههها ل عليه ال ّ
أبي عبد ا ّ
ل من النار ،و إذا مّر بيا أيها الناس و يهها
ل الجنة و تعّوذ با ّ
ذكر الجّنة و ذكر النار سأل ا ّ
أيها اّلذين آمنوا يقول لّبيك رّبنا .
سلم وصف قيامهم و قراءتهم أشار إلى ركوعهم بقوله ) فهم حههانون ( و لما ذكر عليه ال ّ
أى عاطفون ) على أوساطهم ( يعني أّنهههم يحنههون ظهرهههم فههى الّركههوع أى يميلههونه فههي
استواء من رقبتهم و من ظهرهم من غير تقويس .
و أشار إلى سجودهم بقوله ) مفترشون لجباههم واه كّفهم و ركبهم و أطراف أقدامهم (
] [ 127
أى باسههطون لهههذه العضههاء السههبعة فههي حالههة السههجدة علههى الرض قهال سههبحانه و ان
ل أحدا .ل فل تدعوا مع ا ّالمساجد ّ
سلم قههال رسههولو فى الوسائل عن الشيخ باسناده عن زرارة قال :قال أبو جعفر عليه ال ّ
ل عليه و آله :السجود على سبعة أعظم :الجبهة ،و اليدين ،و الّركبتين ،
ل صّلى ا ّ
ا ّ
و البهامين من الّرجلين ،و ترغم بأنفك إرغاما أّما الفرض فهذه السههبعة و أّمهها الرغههام
ل عليه و آله و سّلم .
ي صّلى ا ّ
بالنف فسّنة من النب ّ
ل تعالى في فكاك رقابهم ( إشارة إلى العّلة الغائّية لهم سلم ) يطلبون إلى ا ّو قوله عليه ال ّ
حههون فههي فكههاك رقههابهم مههن
من عباداتهم الليلية ،يعنى أنهم يتضّرعون اليه سههبحانه و يل ّ
النار و ادخالهم الجنة .
و الثامن عشر اّتصافهم بأوصاف يطلع عليها الّناظرون لهههم نهههارا ،و إليههه أشههار بقههوله
) و أّما الّنهار فحلماء علماء أبرار أتقياء ( يعني أّنهههم مّتصههفون بههالحلم و العلههم و الههبّر و
الّتقوى .
سطة بيهن رذيلهتي المهانهة و الفهراط فهي الغضهب ،و ههو مهن أما الحلم فهو فضيلة متو ّ
ي فههي الكههافي
سفه و هو من جنود الجهل ،كما فههي الحههديث المههرو ّجنود العقل و يقابله ال ّ
سلم .ل عليه ال ّعن أبي عبد ا ّ
قال صدر المتألهين في شرح الكافي :الحلم الناة و هو من شعب العتدال في الغضب ،
و السفه الخّفة و الطيش ،و سفه فلن رأيه إذا كان مضههطربا ل اسههتقامة لههه فيكههون مههن
شعب الفراط في الغضب ضّد الحلم الذي من شعب العتدال فيه .
و قال بعض شّراح الكافي :الحلم الناة و التثّبت في المور ،و هو يحصل عن العتدال
فى القّوة الغضبية و يمنع من النفعال عن الواردات المكروهة المؤذية ،و من آثاره عدم
جزع النفس عند المور الهايلة و عدم طيشها فى المؤاخذة و عدم صدور
] [ 128
حركات غير منتظمة منها و عدم إظهار المزية على الغير و عههدم التهههاون فههى حفههظ مهها
يجب حفظه شرعا و عقل .
له
له صهّلى ا ّ
سهلم قهال :قهال رسههول ا ّما رواه فى الكافى عن جابر عن أبيجعفر عليه ال ّ
ي الحليم العفيف المتعّفف .
ب الحي ّ
ل يح ّ
نا ّ
عليه و آله و سّلم إ ّ
قال صدر المتألهين فى شرح هذا الحديث من الكافى :الحكمة هى العلههم بحقههايق الشههياء
كما هى بقدر الطاقة و العمل على طبقه ،و الهوى الّرأى الفاسد و اّتباع النفههس شهههواتها
الباطلة ،و يحتمل أن يكون المراد بالحكمة ما يستعمل فههى كتههب الخلق و هههو التوسههط
فى القّوة الفكرّية بين الفراط الذي هو الجربزة و التفريط الذى هو البلهة فيكون المههراد
بالهوى الجربزة بما يلزمها من الراء الفاسدة و العقايد الباطلة ،لّنها تضاّد الحكمة التى
بهذا المعنى ،و كل المعنيين من صفات العقل و ملكاته و مقابلتهما من صفات الجهل و
توابعه .
و أما العلم فهو أيضهها مههن جنههود العقههل ،و يقههابله الجهههل كمهها فههى الحههديث المتقهّدم إليههه
الشارة ،و المراد بكونهم علماء كمهها لهههم فههي القهّوة النظريههة بههالعلم النظههرى الههذي هههو
معرفة الصانع و صفاته و العلم الشرعى الذى هو معرفة تكاليفه و أحكامه .
و أما البر فقد يطلق و يراد به الصادق ،و قد يطلق على الذى من عادته الحسان
] [ 129
و أشار إلى كمال خوفهم بقوله ) قد بريهههم الخههوف بههرى القههداح ( أى نحتهههم مثههل نحههت
سهام و صههاروا مثلههها فهي الّدقههة و النحافههة و إّنمها يفعههل الخهوف ذلهك لشهتغال الّنفههسال ّ
شهههوّية و الغاذيههة عههن أداء
المدّبرة للبدن به عن النظر في صلح البدن و وقوف الق هّوة ال ّ
بدل ما يتحّلل .
ي بن الحسههين عليهمهها السّههلم إذال بن محّمد القرشي قال :كان عل ّ و فيه أيضا عن عبد ا ّ
ضأ يصفّر لونه فيقول له أهله :ما هههذا اّلههذي يغشههاك ؟ فيقههول :أ تههدرون لمههن أتههأّهبتو ّ
للقيام بين يديه .
ي بههن
سههلم فههي حههديث مههدح فيههه عله ّ صادق عليه ال ّو فيه أيضا عن سعيد بن كلثوم عن ال ّ
أبيطالب بما هو أهله و أطراه إلى أن قال :و ما أشبهه من ولده و ل أهل بيته أحد أقههرب
سلم ،و لقد دخل ابنه أبههو جعفههر ي بن الحسين عليهما ال ّ شبها به في لباسه و فقهه من عل ّ
سهههر و رمصههت عليه فاذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد فرآه قد اصفّر لونه مههن ال ّ
سجود و ورمت ساقاه و قدماه من عيناه من البكاء و دبرت جبهته و انخرم أنفه من ال ّ
] [ 130
صلة قال أبو جعفر :فلم أملك حين رأيته بتلك الحال البكاء فبكيههت رحمههة لههه
القيام في ال ّ
الحديث .
كما رواه في الوسايل من الخصال عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه قههال :قههال لههي أبههو
شههاحبون الّنههاحلون الهّذابلون ،ذابلههة
ى ال ّ
سلم يهها أبهها المقههدام إّنمهها شههيعة عله ّ
جعفر عليه ال ّ
شههفاههم خميصههة بطههونهم متغّيههرة ألههوانهم مصههفّرة وجههوههم ،إذا جّنهههم الّليههل اّتخههذوا
الرض فراشا و استقبلوا الرض بجباههم ،كثير سجودهم كثيرة دموعهم كثير دعههاؤهم
كثير بكاؤهم يفرح الّناس و هم محزونون .
و لغلبة الخوف عليهم و نحول أجسادهم و انحلل أعضائهم و شحب ألوانهم مههن الج هّد و
الجتهاد في العبادة ) ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى و ( الحال أنه ) مهها بههالقوم مههن
جه نفوسهم بالملء العلى ،و خروج أفعالهم عن المعتههادة المتعارفههة بيههن مرض و ( لتو ّ
ل عقلهههم و فسههد ) و ( الحههال أنههم
الناس ) يقول ( الناظر لهم إنهم ) قد خولطوا ( أى اخت ّ
ما خولطوا بل ) قد خالطهم ( أى مازجهم ) أمر عظيم ( من الخوف فتولهوا لجله .
التاسع عشر أّنهم ) ل يرضون من أعمالهم القليل ( أى ل يقنعون بالقليههل لعلمهههم بشههرف
الغايات المقصودة من العبادات و عظم ما يترّتب عليها من الثمههرات ،و هههو العتههق مههن
ل الههذي هههو أعظههم الّلههذات و أشههرف
النار و الّدخول فى الجنة و الوصول إلى رضوان ا ّ
الغايات .
] [ 131
ن أولياء الّدين و أئمة التقوى و اليقين كان هممهم مقصورة على الجّد و الجتهاد
و لذلك أ ّ
و التفّرغ للعبادة .
ل عليه و آله و سّلم كما فى رواية الحتجاج عن الكههاظم عههن ل صّلى ا ّو لقد قام رسول ا ّ
سلم عشههر سههنين علههى أطههراف أصههابعه حههتىأبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم ال ّ
ل تعههالى » طههه
توّرمت قدماه و اصفّر وجهه يقوم الّليل أجمع حتى عوتب فى ذلك فقال ا ّ
ما انزلنا عليك القرآن لتشقى « بل لتسعد به .
لهل صّلى ا ّ سلم قال :كان رسول ا ّ و فى رواية الكافى عن أبى بصير عن الباقر عليه ال ّ
ل لم تتعب نفسك و قد غفههر لههك مهها عليه و آله و سّلم عند عايشة ليلتها فقالت :يا رسول ا ّ
ل عليههه و آلههه و سهّلم :يها عايشهة أل أكههون عبهداخر ؟ فقال صّلى ا ّ تقّدم من ذنبك و ما تأ ّ
سلم يصّلي فى اليوم و الّليلههة ألههف ركعههة ،و كههذلك شكورا و كان أمير المؤمنين عليه ال ّ
سلم حسبما عرفت آنفا . ي بن الحسين عليهما ال ّ ولده عل ّ
ي بن الحسههين عليهمهها
و روى فى الوسايل من العلل عن أبى حمزة قال :سألت مولة لعل ّ
سلم فقالت :اطنههب أو ى بن الحسين عليهما ال ّ
سلم بعد موته فقلت :صفى لى امور عل ّ
ال ّ
اختصر ؟
ط.
ط و ل فرشت له فراشا بليل ق ّ
فقلت :بل اختصري ،قال :ما أتيته بطعام نهارا ق ّ
ن الّرضهها
و روى فيه أيضا من العيون عن عبد السههلم بههن صههالح الهههروى فههى حههديث ا ّ
سلم كان ربما يصّلى فى يومه و ليلته ألف ركعة ،و انما ينفتل من صلته سههاعة عليه ال ّ
فى صدر النهار و قبل الّزوال و عند اصفرار الشمس ،فهو فههى ههذه الوقههات قاعههد فههى
صلة » مصله ظ « يناجى ربه .
له عليههه
روى فى الوسههايل مههن العلههل بسههنده عههن جميههل بههن دّراج قههال :قلههت لبيعبههد ا ّ
ل ليعبدون ؟ ن و النس إ ّ ل و ما خلقت الج ّ ل عّز و ج ّسلم :جعلت فداك ما معنى قول ا ّ ال ّ
] [ 132
ل لو حننتهم حنيههن الههوله العجههال و دعهوتهم بههديل الحمهام و جهأرتم جهؤار المتبّتلههي
فو ا ّ
ل من المههوال و الولد التمههاس القربههة اليههه فههي ارتفههاع درجههةالّرهبان و خرجتم إلى ا ّ
عنده أو غفران سيئة أحصتها كتبه و حفظها رسله ،لكان قليل فيما أرجو لكههم مههن ثههوابه
و أخاف عليكم من عقابه ،هذا .
مع ما في استكثار العمل من العجب المههوجب لهبههاطه و للوقههوع فههي الخههزى العظيههم و
العذاب الليم .
] [ 133
سههلم روى في الوسائل عن الكليني عن سعد بن أبي خلف عن أبي الحسن موسى عليه ال ّ
ي عليك بالجّد و ل تخرجنّ نفسك من حّد التقصير في عبههادة
قال :قال لبعض ولده :يا بن ّ
ق عبادته .
ل ل يعبد ح ّ نا ّل عّز و جل فا ّ
ا ّ
سههلم قهال :أكهثر مهن أن تقهول :الّلهههم ل و عن الفضل بن يونس عن أبي الحسن عليه ال ّ
تجعلني من المعارين و ل تخرجنههي مههن التقصههير ،قهال :قلههت لههه :أّمهها المعههارون فقههد
ن الّرجل يعار الّدين ثّم يخرج منه ،فما معني ل تخرجني من التقصير ؟ عرفت إ ّ
ل عليه ول صّلى ا ّ سلم قال :قال رسول ا ّ و عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر عليه ال ّ
ل :ل يّتكل العاملون لي على أعمالهم اّلتي يعملونها لثوابي ، ل عّز و ج ّآله و سّلم :قال ا ّ
صههرين غيهر بهالغين فههيفاّنهم لو اجتهدوا و أّتعبوا أنفسهم أعمارهم في عباداتي كههانوا مق ّ
عبادتهم كنه عبادتي فيما يطلبون عندى من كرامتي و النعيم في جّناتي و رفيع ال هّدرجات
العلي في جوارى و لكن برحمتي فليّتقوا » فليثقواظ « ،و فضلي فليرجوا ،و الى حسههن
ن بي فليطمئّنوا و أّما اشفاقهم من أعمالهم فخوفهم من عدم قبولها أو مههن عههدم كونههها الظ ّ
جامعة
] [ 134
له
صحة و الكمال على الوجه اّلذي يليق به تعههالى فيؤاخههذوا بههه ،و قههد مههدح ا ّ
لشرايط ال ّ
سبحانه المؤمنين بذلك في قوله » و اّلذين يؤتون ما آتوا و قلوبهم وجلة « .
له عليهه
و فى الوسائل من الكافى عن عبد الّرحمهن بهن الحجهاج قهال :قلهت لبهي عبهد ا ّ
سلم الّرجل يعمل العمل و هو خائف مشفق ثّم يعمل شيئا من البّر فيههدخله شههبه العجههب ال ّ
سلم :هو فى حاله الولى و هو خائف أحسن حال منه فى حال عجبه . به فقال عليه ال ّ
الحههادى و العشههرون أّنههه ) إذا زكههي أحههدهم ( أى وصههف و مههدح بمهها فيههه مههن محامههد
الوصاف و مكارم الخلق و مراقبة العبادات و مواظبة الطاعات ) خاف مما يقال له (
و اشمئّز منه ) فيقول أنا أعلم بنفسى ( أى بعيوبها ) من غيري و رّبي أعلم مّني بنفسي (
و إّنما يشمئّز و يخاف من الّتزكيهة لكهون الّرضها بهها مظّنهة العجهاب بهالنفس و الدلل
بالعمل .
و قيل :معناه ل تزكوها بما فيها من الخير ليكون أقرب إلى النسههك و الخشههوع ،و أبعههد
من الّريا هو أعلم بمن بّر و أطاع و أخلص العمل .
و قوله ) اللهّم ل تؤاخذنى بما يقولون و اجعلنى أفضل مما يظّنون و اغفر لى
] [ 135
ما ل يعلمون ( أى ل تؤاخذنى بتزكية المزكين التى هى مظنة العجاب الموجب للسهخط
و المؤاخذة ،و اجعلنى أفضل مما يظّنون فى الّتقوى و الههورع ،و اغفههر لههى الهفههوات و
الثام التى أنت عالم بها و هى مستورة عنهم و على ما ذكرنا فهههذه الجملههة الّدعائيههة متهّم
سلم عنهم ،يعنههى إذا زكههي أحههدهم يخههاف منههه و يجيههب كلم المّتقين الذى حكاه عليه ال ّ
المزّكى بقوله :أنا أعلم بنفسى اه ،
و لما ذكر جملة من أوصافهم الجميلة أردفها بساير أوصافهم الههتى بههها يعرفههون و قههال :
) فمن علمة أحدهم أنك ترى له قّوة فى دين ( أى تراه متصّلبا فيههه ل يههؤّثر فيههه تشههكيك
المشكك و ل ينخدع بخداع الناس .
) و حزما في لين ( أى يكون لينه عن حزم و تثّبت ل عن مهانة و قال الشارح البحرانههي
يكون له الحزم في المور الّدنيوية و الّتثّبت فيها ممزوجا بالّلين للخلق و عدم الفظاظههة ،
و هي فضيلة العدل في المعاملة مع الخلق .
صههانع و الّرسههول ون اليمان و هو معرفههة ال ّ ) و ايمانا في يقين ( أى ايمانا مع يقين ،فا ّ
ضعف ،فتههارة يكههون عههن وجههه ل لما كان قابل للشّدة و ال ّ الّتصديق بما جاء به من عند ا ّ
التقليههد و هههو العتقههاد المطههابق ل لمههوجب ،و اخههرى عههن وجههه العلههم و هههو العتقههاد
ل كههذلك و هههو
المطابق لموجب هو الّدليل ،و ثالثة عن العلم به مع العلههم بههأّنه ل يكههون إ ّ
ن علمهم باصول العقايد علم يقين ل يتطّرق إليه احتمال علم اليقين ،أراد أ ّ
] [ 136
ن اليمههان
سلم :يهها أخهها جعفههي ا ّ
ل عليه ال ّ
و فى الكافي عن جابر قال :قال لي أبو عبد ا ّ
ن اليقين أفضل من اليمان ،و ما من شيء أعّز من اليقين . أفضل من السلم و إ ّ
ي بن إبراهيم عن محّمد بن عيسى عهن يهونس قهال :سهألت أبها الحسهن الّرضها و عن عل ّ
سلم :إّنما هههو السههلم و سلم عن اليمان و السلم فقال :قال أبو جعفر عليه ال ّ عليه ال ّ
اليمان فوقه بدرجة و التقوى فوق اليمان بدرجة ،و اليقين فوق التقههوى بدرجههة ،و لههم
ى شيء اليقين ؟ قههال :التوّكههل علههى ل من اليقين ،قال :قلت :فأ ّ سم بين الّناس شيء أق ّيق ّ
ل ،قلت :فما تفسير ذلك ؟ قال ل ،و التفويض إلى ا ّل ،و الّرضا بقضاء ا ّ ل و التسليم ّ ا ّ
سلم . :هكذا قال أبو جعفر عليه ال ّ
قال بعض شهّراح الكههافي فههي شههرح هههذا الحههديث :السههلم هههو القههرار و اليمههان إمهها
التصديق أو الّتصديق مع القرار ،و على التقديرين فهو فوق السههلم بدرجههة أمهها علههى
ن التصديق القلبي أفضل و أعلى من القههرار الّلسههاني الثاني فظاهر و أّما على الّول فل ّ
ن التقههوى هههو التجّنههب
ن القلب أفضل من الّلسان ،و التقوى فوق اليمان بدرجههة ل ّ كما أ ّ
ن التقهوى قهد ل عّما يضّر في الخرة و إن كان ضرره يسيرا ،و اليقيهن فهوق التقههوى ل ّ
سلم بقوله :يكون في مرتبة اليقين ،و هي اّلتي أشار إليها أمير المؤمنين عليه ال ّ
) و حرصا في علم ( أى و حرصا في طلب العلم الّنافع فههى الخههرة و الزديههاد منههه ) و
علما فى حلم ( أى علما ممزوجا بالحلم و قد مّر توضههيحه فههى شههرح قههوله و أّمهها الّنهههار
فعلماء حلماء .
) و قصدا فى غنى ( يحتمل أن يكون المراد اقتصاده فى طلب المال و تحصيل الههثروة ،
يعنى أّنه ل يجاوز الحّد فى كسب المال و تحصيل الغنى بحيث يؤّدى إلى فوات بعض ما
عليه من الفرايض كما هههو المشههاهد فههي أبنههاء الهّدنيا ،و أن يكههون المههراد أّنههه مههع غنههاه
ن غنههاه لههم يههوجب مقتصد فى حركاته و سكناته و مصارف ماله بل جميع أفعههاله يعنههى أ ّ
ن النسههان ليطغهى ان طغيانه و خروجه عن القصد و تجاوزه عن الحّد كمها قهال تعههالى ا ّ
رآه استغنى .
] [ 137
ل عليه و آله و سّلم رأى رجل يعبث بلحيتههه فههي صههلته فقههال :
ي صّلى ا ّ
ن الّنب ّ
و روى أ ّ
أما اّنه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه .
صلة يكون بالقلب و بالجوارح ،فأّما بههالقلب فهههو ن الخشوع في ال ّ و في هذا دللة على أ ّ
أن يفرغ قلبه بجميههع الهّمههة لههها و العههراض عّمهها سههواها فل يكههون فيههه غيههر العبههادة و
ض البصر و القبال عليها و ترك اللتفات و العبث قال المعبود ،و أّما بالجوارح فهو غ ّ
ابن عّباس خشع فل يعرف من على يمينه و من على يساره .
] [ 138
سههائل
ب الحليههم المتعّفههف مههن عبههاده و يبغهض البههذى ال ّ
و يكره البؤس و الّتباؤس ،و يحه ّ
الملحف ) 1 .و صبرا فى شّدة ( أى يتحّمل على شههدايد الهّدنيا و مكارهههها و يسههتحقرها
صابرين فى كتابه شر به من عظيم الجر لل ّ ل و بما ب ّبجنب ما يتصّوره من الفرحة بلقاء ا ّ
سي و التباع للسلف الصالحين من النبيههاء و المرسههلين المبين مضافا إلى ما فيه من الّتأ ّ
و أولياء الّدين .
-----------
) ( 1ه ه ههه ههه :هه ههه ه هه ه هههه هه ه
ههههه ه ه ههه ه ههه هه ه هههه ههه ه ه هه
ههه ههه ههه هه هههه ه ه ههههه ه هه هه ه ه
ههه ه هههههه ه ه ه ه هه هههه ههه هه ههه :
هههه ههه هههه ههه ه هه ه هه ههه ه هههه ههه
هههههه ه ههههه ه ههه .
] [ 139
) و طلبا فى حلل ( أى يطلب الّرزق من الحلل و يقتصر عليه و ل يطلبه من الحرام .
سههلمى باسناده عن أبى حمزة الثمالى عن أبى جعفر عليههه ال ّ روى فى الوسايل عن الكلين ّ
ن الّروح المين نفث فههى ل عليه و آله فى حجة الوداع :أل إ ّ ل صّلى ا ّ قال :قال رسول ا ّ
ل و أجملوا فى الطلب و ل يخفنكههم روعى أنه ل تموت نفس حتى تستكمل رزقها فاّتقوا ا ّ
سههم الرزاق ل تبارك و تعههالى ق ّ نا ّ ل ،فا ّ
استبطاء شىء من الّرزق أن تطلبوه بمعصية ا ّ
ل برزقه من حّله و من هتك سمها حراما ،فمن اّتقى و صبر آتاه ا ّ بين خلقه حلل و لم يق ّ
ص بههه مههن رزقههه الحلل و حوسههب حجاب السّر » كذا « و عجل فأخذه من غير جّله ق ه ّ
سهلم الهّرزق عليه يوم القيامة و فيه عهن المفيهد فهى المقنعههة قهال :قهال الصهادق عليهه ال ّ
مقسوم على ضربين أحدهما واصل إلى صاحبه و ان لم يطلبه ،و الخر معّلههق بطلبههه ،
سههم لههه بالسههعى فينبغههى أنل حال آتيه و إن لم يسع له ،و الههذى ق ّ سم للعبد على ك ّ
فالذى ق ّ
ل له دون غيره ،فههان طلبههه مههن جهههة الحههرام فوجههده يلتمسه من وجوهه و هو ما أحّله ا ّ
حسب عليه برزقه و حوسب به .
له
) و نشاطا فى هدى ( أى خفة و اسراعا فيه ،و بعبارة اخرى أن يكون سلوكه لسبيل ا ّ
ل سبحانه بطيب النفس
و اتيانه بالعبادات المشروعة الموصلة إلى رضوان ا ّ
] [ 140
و على وجه الخّفة و السهولة ل عن الكسل و التغافل ،و ذلك ينشههأ عههن قهّوة اليقيههن فيمهها
ل المّتقين من الجزاء الجميههل و الجههر العظيههم بخلف أهههل الّريهها فههاّنه يكسههل فههى
وعد ا ّ
الخلوة و ينشط بين الناس .
سلم :ثلث علمات للمرائى :ينشط إذا رأى الناس ،و يكسل قال أمير المؤمنين عليه ال ّ
ب أن يحمد فى جميع اموره .إذا كان وحده ،و يح ّ
) و تحّرجا عن طمع ( أى تجّنبا عنه أى ل يطمع فيمهها فههي أيههدى الّنههاس لعلمههه بههأّنه مههن
الّرذايل الّنفسانّية و منشأ المفاسد العظيمة لّنه يورث الّذل و الستخفاف و الحقد و الحسد
و العداوة و الغيبة و ظهور الفضايح و المداهنة لههل المعاصههي و الّنفهاق و الّريها و سهّد
ل و الّتضرع إليه و عههدم باب الّنهى عن المنكر و المر بالمعروف و ترك الّتوّكل على ا ّ
الّرضا بقسمه إلى غير ذلك مّما ل يحصى .
) يعمل العمال الصالحة و هو على و جل ( أى على خوف من رّدها و عدم قبولها لعدم
اقترانها بالشرايط المقتضية للقبول كما قال تعالى و اّلذين يؤتون ما آتوا و قلوبهم وجلة و
سههلم مههن هههذه الخطبههة :و مههن أعمههالهم
قد مضى توضيح ذلههك فههي شههرح قههوله عليههه ال ّ
مشفقون .
) يمسي و همه الشكر و يصبح و همه الّذكر ( قال الشارح البحراني أى يكون هّمههه عنههد
له
له ليههذكره ا ّ
المساء الشكر على ما رزق بالنهار و ما لم يرزق ،و يصبح و هّمه ذكر ا ّ
فيرزقه من الكمالت النفسانية و البدنّية كما قال تعالى فاذكروني
] [ 141
أذكركم و اشكروا لى و ل تكفرون أقول :ما ذكره ) ره ( قاصر عههن تأديههة المههراد غيههر
واف بافادة نكتة تقييد الهتمام بالذكر بالصباح و الهتمام بالشههكر بالمسههاء ،فههالولى أن
يقال :
ل عليههه مهها
أما كون هّمه مقصورا على الّذكر في الصباح فلتأّكد استحباب الذكر فيه و يههد ّ
رواه في الوسايل من مجالس الصدوق باسناده عن عمير بن ميمون قههال :رأيههت الحسههن
سلم يقعد في مجلسه حين يصّلى الفجر حتى تطلع الشههمس ،و سههمعته ي عليهما ال ّ
بن عل ّ
ل عليه و آله و سّلم يقول :من صّلى الفجر ث هّم جلههس فههي ل صّلى ا ّ
يقول سمعت رسول ا ّ
له مههنل مهن النههار سههتره ا ّ
ل من النار ستره ا ّ
ل حتى تطلع الشمس ستره ا ّ مجلسه يذكر ا ّ
النار .
ل عليه و آلههه و
ل صّلى ا ّو فيه أيضا من المجالس عن أنس في حديث قال :قال رسول ا ّ
له حههتى يطلههع
سّلم لعثمان ابن مظعون :من صهّلى الفجههر فههي جماعههة ثهّم جلههس يههذكر ا ّ
الشمس كان له في الفردوس سبعون درجة بعد مها بيهن درجهتين كحضهر الفهرس الجهواد
المضمر سبعين سنة .
سلم قال :سمعت أبههي عل هيّ ي عليهما ال ّو فيه عن الشيخ عن ابن عمر عن الحسن بن عل ّ
ل عليه و آله و سّلم :أيمهها امههرءل صّلى ا ّسلم يقول :قال رسول ا ّ بن أبي طالب عليه ال ّ
ل حتى تطلههع الشههمس كههان لههه مههن الجههر له الذي صّلى فيه الفجر يذكر ا ّ جلس في مص ّ
ل و غفر له . كحجاج بيت ا ّ
لجلوس الّرجل فى دبر صلة الفجر إلى طلوع الشمس أنفذ في طلب الرزق من
] [ 142
سلم :يدلج فيها و
ركوب البحر ،قلت :قد يكون للرجل الحاجة يخاف فوتها فقال عليه ال ّ
ل فانه في تعقيب ما دام على وضوئه .
ل عّز و ج ّ
ليذكر ا ّ
) يبيت حذرا و يصبح فرحا ( الظاهر عدم القصد إلى تخصيص الحذر بالبيههات و الفههرح
صباح ،و إّنما المراد أّنه يبيت و يصبح جامعا بيههن وظيفههتى الخههوف و الّرجهها ،فعّبههر
بال ّ
عن الخوف بالحذر و عن الّرجاء بالفرح لكونه موجبا للفرح و السرور .
و أشار إلى عّلتهما بقوله ) حذرا لمهها حهّذر ( منههه ) مههن الغفلههة ( و التقصههير فههى رعايههة
وظايف العبوديهة ،لمها عرفهت فهى شهرح قهوله :فههم لنفسههم مّتهمهون و مهن أعمهالهم
مشفقون ،من عدم جواز إخراج الّنفههس مههن حهّد الّتقصههير فههى عبههادته تعههالى و إن بولههغ
فيها .
ل سبحانه و بقوله ) و فرحا بما أصاب من الفضل و الّرحمة ( أى بما وّفق له من فضل ا ّ
سههلم و مهها أتههى
ضل به عليه من دين السلم و موالة محّمد و آل محّمد عليهههم ال ّ و ما تف ّ
لون ذلك كّله فضل منههه ع هّز و ج ه ّ ل عليه و آله و سّلم به من شرايع الحكام ،فا ّ
صّلى ا ّ
ل يؤتيه مههن يشههاء و رحمة يوّفق له من يشاء من عباده كما قال تعالى قل انّ الفضل بيد ا ّ
ل ذو الفضل العظيم . ص برحمته من يشاء و ا ّ
ل واسع عليم .يخت ّ ا ّ
و يحتمهل أن يكهون المهراد بمها أصهاب خصهوص مها أتهى بهه مهن الفروعهات العملّيهة و
ل و رحمته عليه فى الخرة ،فيكون محصههل المههراد العبادات الشرعية الموجبة لفضل ا ّ
بهذه الجملة سروره و فرحه بحسناته ،لما فيها مههن رجههاء الجههر و الثههواب ،و بالجملههة
السابقة مساءته و خوفه من الغفلة لما فيها من الوزر و العقاب .
] [ 143
له عليههه و
سلم قال :سئل الّنههبى صهّلى ا ّ و عن سليمان عّمن ذكره عن أبى جعفر عليه ال ّ
آله عن خيار العبههاد فقههال :اّلههذين إذا احسههنوا استبشههروا ،و إذا أسههاؤا اسههتغفروا ،و إذا
اعطوا شكروا ،
ب ( لمهها كهان مههن شهأن ) ان استصعبت عليه نفسه فيما تكههره لههم يعطههها سهؤلها فيمهها تحه ّ
المّتقى كراهته للمعاصى و محّبته للحسنات ،و من شأن نفسه المارة بالسوء عكس ذلههك
ن نفسههه إن لههم تطعههه و لههم
سههلم إ ّ
أى كراهته للحسنات و محّبته للمعاصههى يقههول عليههه ال ّ
يتمّكن له فى إتيان العبادات و الحسنات التى تكرهها و كان ميلها و محّبتههها فههي السههيئآت
ب، لم يعطها سؤلها و ل يطاوعها فيما تريد ،بل يقهرها على خلف ما تكره و تح ّ
له
روى فى الوسائل عن الكلينى عن أحمد بن محّمد بن خالد رفعه قههال :قههال أبههو عبههد ا ّ
سلم لرجل :اجعل قلبك قرينا بهّرا و ولههدا واصههل و اجعههل علمههك والههدا تتبعههه و
عليه ال ّ
اجعل نفسك عدّوا تجاهده و اجعل مالك عارية ترّدها .
سهلم : صادق جعفر بهن محّمهد عليهمها ال ّ ضل بن عمر قال قال ال ّ
صدوق عن المف ّو عن ال ّ
من لم يكن له واعظ من قلبه و زاجر من نفسه و لم يكن لههه قريههن مرشههد اسههتمكن عههدّوه
من عنقه .
) ق هّرة عينههه فيمهها ل يههزول ( أى سههروره و ابتهههاجه المسههتلزم لق هّرة عينههه فههى الباقيههات
الصالحات و السعادات الخروّية الباقية .
) يمزج الحلم بهالعلم ( قهد مهّر الوصهف بهالحلم و العلهم فهى قهوله :و أمها النههار فحلمهاء
سههلم
علماء ،و قّدمنا هناك تفسير معناهما و ل حاجههة إلههى العههادة و إّنمهها أعههاد عليههه ال ّ
الوصف بهما
] [ 144
قصدا إلى أّنه قد خلط حلمه بعلمه يعنى قد تزّين مع علمههه بههالحلم و الوقههار و ليههس بعههالم
سفيه جّبار .
ل عليه السلم قههال :كههان أميههر المههؤمنينو فيه باسناده عن معاوية بن وهب عن أبيعبد ا ّ
صمت ، ن للعالم ثلث علمات :العلم ،و الحلم ،و ال ّ سلم يقول :يا طالب العلم إ ّ عليه ال ّ
و للمتكّلف ثلث علمات :ينههازع مههن فههوقه بالمعصههية ،و يظلههم مههن دونههه بالغلبههة ،و
ظلمة .
يظاهر ال ّ
سههفه
سههلم ل يكههون ال ّ
سلم قال :قال عليه ال ّ
و فيه بسند مرفوع عن أمير المؤمنين عليه ال ّ
و الغّرة في قلب العالم ،هذا .
و قال بعض الشارحين :معنى قوله يمزج الحلم بالعلم أّنه يحلم مع العلم بفضيلة الحلههم ل
كحلم بعض الجاهلين عن ضعف النفس و عدم المبالت بما قيل له و فعل بهه ،و ل بههأس
به .
) و ( يمزج ) القول بالعمل ( أى يكون عمله موافقا لقههوله بههأن يههأمر بههالمعروف و يههأتي
به ،و ينهى عن المنكر و يتناهي عنه ،و يعد و يفي بوعده ل أن يقول ما ل يفعل و يعههد
ق بذلك السخط العظيم و المقت الشههديد قههال تعههالى يهها اّيههها اّلههذين آمنههوا لههم فيخلف فيستح ّ
ل أن تقولوا ما ل تفعلون « و قال » فكبكبوا فيههها هههم تقولون ما ل تفعلون كبر مقتًا عند ا ّ
و الغاون .
حسبما عرفته تحقيقا و تفصيل في شرح الخطبهة الثانيهة و الربعيهن ،و المهؤمن المّتقهي
لزهده في الّدنيا و نفرته عنها و اشتياقه إلى الخرة ل يطول له المل البّتة كما
] [ 145
هو ظاهر ) قليل زل ( أى خطاه و ذنبههه لمهها لههه مههن ملكههة العدالههة المانعههة مههن ارتكههاب
الكبائر و إصرار الصغائر .
ل صههّلى
سلم قال :قال رسول ا ّ
روى في الكافي باسناده عن جابر عن أبي جعفر عليه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم :
ا ّ
ن الجوع و التقليل مهن الطعهام يهورث رّقهة القلهب و صهفاء ) منزورا اكله ( أى قليل ،فا ّ
الهّذهن و انفهاذ البصههيرة و ايقههاد القريحهة و السهتعداد للهّذة المناجهات و التههأّثر بالهّذكر و
الموعظة ،مضافا إلى ما فيه من المنافع الكثيرة اّلتي أشرنا إليها في شرح الفصل الثههاني
من الخطبة المأة و التاسعة و الخمسين .
] [ 146
و ايمانا في يقين .
) ميتة شهوته ( قال الشارح البحراني لفظ الموت مستعار لخمود شهوته عمها حهّرم عليهه
و يعود إلى العّفة .
ل صّلى سلم قال :قال رسول ا ّ ل عليه ال ّسكوني عن أبيعبد ا ّ أقول روى في الكافي عن ال ّ
لت ن على امتى بعدي :الضللة بعد المعرفههة ،و مضه ّ ل عليه و آله و سّلم ثلث أخافه ّا ّ
الفتن ،و شهوة البطن و الفرج و فيه عههن ميمههون القههداح قههال :سههمعت أبهها جعفههر عليههه
سلم :يقول :ما من عبادة أفضل من عّفة بطن و فرج . ال ّ
) مكظوما غيظه ( أى محبوسا و كظم الغيظ حبسه و تكّلف الحلم عند هياج الغضب قههال
تعالى و الكاظمين الغيظ و العافين عهن الّنهاس مهدحهم بههذه الصهفة يعنهي أّنههم يحبسهون
غيظهم و يتجّرعونه عند القدرة .
ي بن إبراهيم عن أبيه عن بعض أصحابه عههن مالههك بههن حصههين روى في الكافي عن عل ّ
له عهّز و
ل زاده ا ّ
سلم :ما من عبههد كظههم غيظهها إ ّ ل عليه ال ّسكوني قال :قال أبو عبد ا ّال ّ
ل و الكههاظمين الغيهظ و العهافين عهن له عهّز و جه ّ
جلّ عّزا في الّدنيا و الخرة و قد قهال ا ّ
ل مكان غيظه ذلك . ب المحسنين و أثابه ا ّل يح ّالّناس و ا ّ
] [ 147
و الخبار في فضله كثيرة و قد عقد في الكافي بابا عليه و ما أوردناها كافية في المقام .
) و الشّر منه مأمون ( لملكة الّتقوى المانعة من إقدامه على الشرور الباعثههة علههى المههن
من شّره .
ن الغرض به الشارة إلى دوام ذكره ،يعني أّنههه مههع كههونه بيههن أقول :و الظهر عندى أ ّ
ل كغفلتهم عنه ،بل يداوم عليه و يكتب الغافلين و في مجلسهم ل يغفل عن ذكره عّز و ج ّ
ن الّذكر في الغافلين يوجب مزيد الجر .
في زمرة الّذاكرين لعلمه بأ ّ
ي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن الحسين بن و يدل عليه ما في الكافي عن عل ّ
ل فههي الغههافلين كالمقاتههل فههي
له عهّز و جه ّ
سلم قال :الّذاكر ّ
ل عليه ال ّ
مختار عن أبيعبد ا ّ
المحاربين .
له فههي
له عليهه و آلهه و سهّلم :مهن ذكههر ا ّ
و فيه من عّدة الّداعي قال :قال الّنهبي صهّلى ا ّ
ل له يههوم
ل له ألف حسنة و غفر ا ّ السوق مخلصا عند غفلة الناس و شغلهم بما فيه كتب ا ّ
القيامة مغفرة لم تخطر على قلب بشر .
) و إن كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين ( لعههدم غفلتههه عههن الهّذكر ،لنههه مههع عههدم
غفلته عنه مع كونه بين الغافلين كما عرفت آنفا فعدم غفلته عنه إذا كان في
] [ 148
الّذاكرين بطريق اولى ،و يجوز أن يراد به معني آخر و هو الشارة إلى كون ذكره عن
وجه الخلوص و القربة و عدم كتبه من الغافلين لجل ذلك ،و أّما غيره فربما يكتههب مههن
الغافلين و إن كان ذاكرا لعدم كون ذكههره عهن وجهه الخلص بهل بقصههد الّريهها كمهها قهال
صههلة قههاموا
له و هههو خههادعهم و إذا قههاموا إلههى ال ّ
ق المنافقين » يخههادعون ا ّ
تعالى في ح ّ
ل قليل « .
لإ ّكسالي يراؤن الّناس و ل يذكرون ا ّ
ل فهههو
ل ما رّده ا ّ
سرين :إّنما وصف الّذكر بالقّلة لّنه سبحانه لم يقبله و ك ّ
قال بعض المف ّ
قليل .
له
روى الطبرسي في مجمع البيان عن العياشي باسناده عن مسعدة بن زياد عههن أبيعبههد ا ّ
له عليههه و آلههه و سهّلم سههئل فيههم
ل صّلى ا ّ
ن رسول ا ّ
سلم أ ّ
سلم عن آبائه عليهم ال ّ عليه ال ّ
الّنجاة غدا ؟ قال :
ن الهّذكر المشههوب بالّريهها غيهر مكتهوب فهي صههحايف الحسههنات بهل فههي
فقد ظهر بهذلك أ ّ
صحايف السّيئآت ،و الّذاكر كذلك مكتوب في الخائبين الخاسرين فضههل عههن الغههافلين ،
هذا .
و ل يخفى حسن المقابلة و المطابقة بين هذه القرينههة و القرينههة السههابقة مههن كلمههه عليههه
سلم و هي من مقابلة الثلثة بالثلثة .
ال ّ
صههفات الثلث مههن ) يعفو عّمن ظلمه و يعطههي مههن حرمههه و يصههل مههن قطعههه ( هههذه ال ّ
مكارم الخلق و محامد الخصال ،فالولى مندرجة تحت الشههجاعة ،و الثانيههة مندرجههة
تحت السخاء ،و الثالثة مندرجة تحت العّفة ،و قد ورد الخبار في فضلها كثيرا .
] [ 149
و تصل من قطعك ،و الحسان إلى من أساء إليك ،و إعطاء من حرمك .
سلم قال :سمعته يقول :إذا كههان ي بن الحسين عليهما ال ّ و عن أبي حمزة الثمالي عن عل ّ
ل تبارك و تعالى الّولين و الخرين في صعيد واحد ثّم ينادى مناد أين يوم القيامة جمع ا ّ
أهل الفضل ،قال :فيقوم عنق من الّناس فتلّقاهم الملئكة فيقولون :و مهها كههان فضههلكم ؟
فيقولون :كّنا نصل من قطعنا و نعطى من حرمنا و نعفو عمن ظلمنا ،قال :
سههلم قههال :ثلث ل فيقال لهم :صدقتم ادخلوا الجّنة و عن جابر عن أبههى جعفههر عليههه ال ّ
صهلة لمههن
صفح عّمن ظلمه ،و إعطهاء مههن حرمههه ،و ال ّ ل عّزا :ال ّ
ن المرء إ ّ
ل به ّ
يزيد ا ّ
قطعه .
و الخبار في هذا المعنى كثيرة أوردها الكليني في باب العفو من الكافي و ل مهّم بنا إلى
الطالة ،هذا .
ص العفو بمههن ظلمههه لقهّوة الهّداعي الههى النتقههام عنههه و حاجههة العفههو حينئذ إلههى
و اّنما خ ّ
مجاهدة نفسانّية كاملة و كذلك إعطاء من حرمه وصلة من قطعه .
ظلم و الّتجاوز عههن المسههيء ،و قال بعض شّراح الكافي :من صفات الكرام العفو عن ال ّ
من صفات الّلئام النتقام و طلب الّتشفي و المعاقبههة لهدفع الغيههظ و ههو آفههة نفسهانية تغّيههر
ل ما يخالف هواها . الجّهال و الّناقصين من أجل تأّثر نفوسهم عن ك ّ
و أّما إعطاء من حرمك فالمقصود به أّنه إذا أحسنت إلى أحد و لم يقابل إحسانك باحسههان
أو قابلك بالساءة و الكفران ،فل ترغب عن احسانه بكفرانههه ،فههاّنه إذا لههم يشههكرك فقههد
ب المحسنين كما نطق به الكتاب المبين ،و ل يح ّ
نا ّ
يشكرك غيره و لو لم يشكرك أحد فا ّ
كفى شرفا و فضل بأن تخاطب بخطاب أين أهل الفضل يوم حشر الّولين و الخرين .
و أّما صلة من قطعك فالمراد بها وصله بالمههال و اليههد و الّلسههان و مراقبههة أحههواله بقههدر
المكان ل سيما إذا كان من الرحام حسبما عرفت في شرح الفصههل الثههاني مههن الخطبههة
الّثالثة و العشرين على بسط و تفصيل .
] [ 150
من صرف لفظ البعيد عن ظاهره و جعله كناية عن العدم ،و إن ابقى البعد علههى ظههاهره
المفيد لقدامه على الفحش احيانا فل بّد من ارتكاب التأويل في لفظ الفحش و جعل المراد
ل ينههافى ملكههة العدالههة و
به فضول الكلم و القول القبيح الغيههر البههالغ إلههى حهّد الحههرام لئ ّ
الّتقوى اّلتى للمّتقى .
و كيف كان فالفحش بمعناه الظاهر من الموبقات العظيمة ،و قههد حهّذر منههه فههى الخبههار
حاش بالّنار .
شر الف ّ
الكثيرة و ب ّ
له عليههه و
ل صّلى ا ّ
سلم قال :قال رسول ا ّ ل عليه ال ّ
ل بن سنان عن أبيعبد ا ّ
و عن عبد ا ّ
آله و سّلم :إذا رأيتم الّرجل ل يبالى ما قال و ل ما قيل له فاّنه لغّية أو شرك شيطان .
ل عليه و ل صّلى ا ّ سلم قال :قال رسول ا ّ و عن سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه ال ّ
ي قليل الحياء ل يبالى ما قال و ل ما قيل حاش بذ ّ لفّل حّرم الجّنة على ك ّ
نا ّآله و سّلم :إ ّ
له و فههى الّنههاس
ل لغّية أو شههرك شههيطان قيههل :يهها رسههول ا ّ
له ،فاّنك إن فّتشته لم تجده إ ّ
ل عّز و جههل ل عليه و آله و سّلم :أما تقرء قول ا ّ ل صّلى ا ّ
شرك شيطان ؟ فقال رسول ا ّ
و شاركهم فى الموال و الولد قال :و سأل رجل فقيها هل فى الّنههاس مههن ل يبههالى مهها
قيل له ؟ قال :من تعّرض الّناس بشتمهم و هو يعلم اّنهم ل يتركونه فذلك ل يبالى ما قههال
و ل ما قيل له .
ن الّرفق فى القول يوجب المحّبة و ) لّينا قوله ( أى يتكّلم بالّرفق و ل يغلظ فى كلمه ،فا ّ
يجلب اللفة و يدعو إلى الجابة عند المر بالمعروف و النهى عههن المنكههر و لههذلك أمههر
سلم عند بعثهما إلى فرعون بأن يقههول لههه قههول ل عّز و جل موسى و هارون عليهما ال ّ ا ّ
لّينا ليكون أسرع إلى القبول و أبعد من الّنفور .
] [ 151
سلم يقول :ليجتمع فى قلبك الفتقار إلى الّناس و الستغناء عنهم ،
أمير المؤمنين عليه ال ّ
فيكون افتقارك اليهم فى لين كلمك و حسن بشرك ،و يكون استغناؤك عنهههم فههى نزاههة
عرضك و بقاء عّزك .
) غائبا منكره حاضههرًا معروفههه ( أى مفقههودا أعمههاله القبيحههة المحّرمههة موجههودا أعمههاله
الحسنة المتضّمنة للّرجحان الشرعى من الواجبات و المندوبات .
) مقبل خيره مدبرا شّره ( يعنى أّنه من الخيار كثير الخير قليل الشّر كمهها وصههفه سههابقا
بقوله :الخير منه مأمول و الشّر منه مأمون .
ن خيره فى إقبال يزيد شيئا فشيئا و شّره فى إدبار ينقص شههيئا فشههيئا إذصل معناه أ ّ
و مح ّ
ن كههثرة أحههد المتضههاّدين
بقدر الزيادة فى طلب الخير يحصل الّنقيصة فى جههانب الشهّر ل ّ
ضاد قّلة الخر كما هو ظاهر .
توجب بمقتضى الت ّ
شههدايد و الحههوادث العظيمههة الموجبههة ) في الهّزلزل وقههور ( يعنههي أّنههه فهي النههوازل و ال ّ
سههكينة و الّثبههات كالجبههل ل تحّركههه
لضطراب الّناس مّتصف بشّدة الوقار و الّرزانة و ال ّ
العواصف ،و الوقار من جنود العقل و يقابله الخّفههة و هههي الطيههش و العجلههة مههن جنههود
الجهل .
ن اليمههان نصههفان :نصههف صههبر و ) و فههي المكههاره صههبور و فههي الّرخههاء شههكور ( ل ّ
ل ه عليههه و آلههه و
نصف شكر كما في الحديث المرفوع في احياء العلوم عن الّنبي صّلى ا ّ
سّلم و المّتقي بما له من وصف الّتقوى و اليمان قد أكمل بأخذهما كل شطرى اليمان .
ن اليمان الكامل حسبما عرفت فيما تقّدم هو ما تضّمن العلههمو إّنما كانا نصف اليمان ل ّ
ل ما يلقيه العبد من العمال ينقسم الى ما ينفعه في الّدنيا و الخرة و إلههى
و العمل ،و ك ّ
ما يضّره فيهما ،و له بالضافة إلى ما يضّره و يكرهه طبعههه حههال الصههبر و بالضههافة
الى ما ينفعه حال الشكر .
) ل يحيف على من يبغض ( أى ل يظلمه مع قهّوة الهّداعي إلههى الحيههف و هههو البغههض و
ب ( مع قيام الّداعي إلى الثم و هو المحّبة .العداوة ) و ل يأثم فيمن يح ّ
] [ 152
إلى ما يخالفه كما هو شأن قضاة السوء و امراء الجور و وظيفة أهل الهوى و العصبّية .
) و ل ينسى ما ذكهر ( التهذّكر و الّنسهيان أمهران متقهابلن ،و الول مهن جنهود العقهل و
الّثاني من جنود الجهل .
ن الدراك فينهها عبههارة عههن حصههول و توضيح معناهما حسبما أوضحه بعض المحّققين أ ّ
سية فهي قهّوة مهن قوانها ،و تلهك القهّوة ههى المسهّماة بالمدركهة ،و صورة العقلّية أو الح ّ
ال ّ
صههورة فههي قهّوة اخههرى فوقهها هههى المسهّماة بالخزانههة و
الحفظ عبارة عههن وجههود تلههك ال ّ
صههورة مهّرة اخههرى مههن الحافظههة بعههد
الحافظة ،و الّتذّكر عبارة عههن استحضههار تلههك ال ّ
اختزانها فيها ،و الّنسيان عبههارة عههن زوالههها عههن المدركههة و الحافظههة بمهها هههى حافظههة
سهو عبارة عن زوالها من المدركة فقط ل من الحافظة . جميعا ،و ال ّ
له
ن المراد بقوله ل ينسى ما ذكر أّنه ل ينسى المّتقى مهها ذكههره ا ّ
إذا عرفت ذلك فأقول :إ ّ
سبحانه بآيات كتابه الكريم من الفرايض و الحكام و العبر و المثههال و غيرههها مّمهها فيههه
تذكرة و ذكرى لولى اللباب ،بل يعمل بها و يداوم على ملحظتها
] [ 153
) و ل ينابز باللقاب ( لكون الّنبز منهّيا عنه في الكتاب الحكيم قهال سهبحانه و ل تنههابزوا
باللقاب بئس السم الفسوق بعد اليمان أى ل يههدعو بعضههكم بعضهها بههاللقب السههوء مثههل
قول الّرجل للّرجل يا كافر يا فاسق يا منافق بئس الشىء تسميته باسم الفسوق يعني الكفر
بعد اليمان ،و النكتة فى النهى عنه كونه موجبا للتباغض و العداوة و إثارة الفتن .
] [ 154
حههتى ظننههت أنههه سههيجعل لهههم وقتهها إذا بلغههوا ذلههك الههوقت اعتقههوا ،و مهها زال يوصههيني
بالسواك حتى ظننت أنه سيجعله فريضة ،و ما زال يوصيني بقيام الّليل حههتى ظننههت أ ّ
ن
خيار امتي لن يناموا .
ل و قدر
ل عّز و ج ّ
ن المصائب النازلة إنما هى بقضاء من ا ّ
) و ل يشمت بالمصائب ( ل ّ
و الشامت بسبب نزولها بغيره في معرض أن تصيبه مثلها فكيف يشمت و يفرح بمصيبة
نزلت به .
سلم من شمت بمصيبة نزلت بأخيه لم يخرج من الّدنيا حتى يفتتن ،هذا .
و قال عليه ال ّ
ن فههى الشههماتة بههالمؤمن كسههرا لقلبههه و إدخههال للحههزن عليههه ،و هههو خلف
مضافا إلى أ ّ
غرض الشارع .
له و ل ل عليه و آلهه و سهّلم إذا رأيتهم أههل البل فاحمهدوا ا ّل صّلى ا ّو لذلك قال رسول ا ّ
له عليههه
ن ذلك يحزنهم رواه فههى الكههافي عههن حفههص بههن عمههر عههن أبيعبههد ا ّ تسمعوهم فا ّ
ق( ل عليه و آله و سّلم ) و ل يدخل فههى الباطههل و ل يخههرج مههن الحه ّ سلم عنه صّلى ا ّ ال ّ
ل، ق كّلمهها يقههرب منههه عهّز و جه ّ
ل تعالى ،و بالح ّ
الولى أن يراد بالباطل كّلما يبعد من ا ّ
فالمعنى أنه ل يخرج عن سمت الهدى إلى مسلك الضلل و الّردى .
ل مههن الصههمت و الكلم ) إن صمت لم يغمه صمته ( لنه بمقتضى عقله و كماله يضع ك ّ
ليق به و مقامه المناسب لههه ،فل يكههون داع إلههى التكّلههم فههى مقهام مقتهض
فى موضعه ال ّ
للصمت حتى يكون إمساكه عن التكّلم موجبا لغتمامه .
و بعبارة اخههرى الغتمههام بالصههمت إنمهها يكههون ممههن تعههود لسههانه بالهههذر أى الهههذيان و
فضول الكلم و اعتاد الخوض فيما ل يعنى ،و أهل التقوى لعلمهم بما فههى الصههمت مههن
الثمرات الّدنيوية و الخروية ،و بما فى الكلم من المفاسد و الفات الكههثيرة كالخطههاء و
الكذب و الغيبة و النميمة و الّريا و النفاق و الفحش و الجدال و تزكية النفس و الخوض
] [ 155
فى الباطل و الفضول و التحريف و الّزيادة و النقصهان و إيههذاء الخلههق و هتههك العهورات
إلى غير هذه من الفات اعتادوا أن ل يزيدوا فى كلمهم علههى قههدر الحاجههة ،و الههتزموا
ل فى مقام الضرورة .
الصمت إ ّ
ضة فأيقن أن السكوت مههن ذهههب و سلم إن كان كلمك من ف ّ و قال أمير المؤمنين عليه ال ّ
قيل :أليق شىء يكون فى السجن هو اللسان ،و قيل :اللسان صغير الجرم عظيم الجههرم
قال أبوبكر بن عياش :اجتمع أربعة ملوك :ملك الهند و ملك الصين و كسرى و قيصههر
فقال أحدهم :أنا أندم على ما قلت و ل أندم على ما لم أقل ،و قال الثانى :إنى إذا تكّلمت
بكلمة ملكتنى و لم أملكها و إذا لم أتكّلم بها ملكتها و لم تملكنههى ،و قههال الثههالث :عجبههت
للمتكّلم إن رجعت عليه كلمته ضّرته و إن لم ترجع لم تنفعه ،و قال الرابع :أنا علههى رّد
ما لم أقل أقدر منى على رّد ما قلت .
سلم يقول :كان أبو ذر يقول :يا مبتغههى و عن أبى بصير قال :سمعت أبا جعفر عليه ال ّ
ن هذا اللسان مفتاح خير و مفتاح شّر فاختم علههى لسههانك كمهها تختههم علههى ذهبههك و
العلم إ ّ
ورقك .
] [ 156
سههابعة و
إلى غير هذه مّما لم نطل بروايتههها ،و قههد مضههى بعضههها فههي شههرح الخطبههة ال ّ
سبعين .
ال ّ
شيخ عن هارون بن عمرو بن عبد العزيز عن محّمد بههن جعفههر و فيه أيضا من مجالس ال ّ
سههلم قههال :كههان ضههحك النههب ّ
ي ي عليهههم ال ّ
ل عن آبائه عههن عله ّ بن محّمد عن أبيه أبيعبد ا ّ
سم ،فاجتاز ذات يوم بفتية من النصار و إذا هم يتحهّدثون ل عليه و آله و سّلم الّتب ّ
صّلى ا ّ
ل عليه و آله و سّلم :مه يا هؤلء من غ هّره منكههم و يضحكون مل أفواههم ،فقال صّلى ا ّ
صر به في الخير عمله فليطلع القبههور و ليعتههبر بالّنشههور و اذكههروا المههوت فههاّنه أمله و ق ّ
له عليهههصدوق بسنده عن معاوية بن عّمههار عههن أبههي عبههد ا ّ هادم الّلذات و من مجالس ال ّ
طههال يضهحك الّنهاس فقهال :قههد أعيهانى ههذا الّرجههل أن سلم قال كهان بالمدينههة رجهل ب ّ ال ّ
ي بن الحسين عليهمهها سلم ،الحديث و فيه إن عل ّ ي بن الحسين عليهما ال ّ اضحكه يعني عل ّ
ل يوما يخسر فيه المبطلون . ن ّسلم قال :قولوا له :إ ّال ّ
سهلم قهال :قهال و من عيون الخبهار عهن الّرضها عهن أبيهه موسهى بهن جعفهر عليههم ال ّ
سلم :كم مّمن أكثر ضحكه لغيا يكههثر يههوم القيامههة بكههاؤه ،و كههم مّمههن
صادق عليه ال ّ
ال ّ
كثر بكاؤه على ذنبه خائفا يكثر يوم القيامة في الجّنة ضحكه و سروره .
] [ 157
ل حّتى ينتقههم لههه مههن البههاغي ل عّز و ج ّو تعّدى عليه صبر على ذلك و فّوض أمره إلى ا ّ
لّنه تعالى قد وعد له النصرة في كتابه العزيز بقوله » و من عاقب بمثل ما عوقب به ث هّم
له
ل « أى من جازى الظالم بمثل ما ظلمه ثّم ظلههم عليههه لينصههرّنه ا ّ بغى عليه لينصرّنه ا ّ
أى المظلوم اّلذي بغى عليه ل محالة ،و إّنما يصبر المّتقى على بغى الباغي و ل يجازيه
عمل بقههوله سههبحانه و ان عههاقبتم فعههاقبوا بمثههل مهها عههوقبتم بههه و لئن صههبرتم لهههو خيههر
صابرين يعني إن أردتم معاقبة غيركم على وجه المجههازاة و المكافههاة فعههاقبوا بقههدر مهها لل ّ
عوقبتم به و ل تزيدوا عليه و لئن تركتم المكافاة و القصاص و جرعتههم مرارتههه لهههو أى
صابرين لما فيه من جزيل الثواب . صبر خير و أنفع لل ّ ال ّ
) نفسه منه في عناء و الّناس منه في راحة ( أى نفسه منه في تعب و مشّقة لمجاهدته لهها
ب كما عرفت فهي شههرح و مخالفته لهواها و حمله إّياها على ما تكره و ردعه لها عّما تح ّ
ب ،كه ّ
ل سلم :إن استصعبت عليه نفسه فيما تكره لم يعطها سههؤلها فيمهها تح ه ّ قوله عليه ال ّ
سوء و أّنها له عدّو مبين ،و لذلك كههان الّنههاس منههه فههي راحههة ،
ذلك لعلمه بأّنها أّمارة بال ّ
ن ايذاء الّناس من هوى النفس فههاذا كههان قههاهرا لههها علههى خلف هواههها يكههون الّنههاس لّ
مأمونين من شّرها مستريحين من أذاها ) أتعب نفسه لخرته و أراح الّناس من نفسه ( و
سابقة ،لّنه لما قال هناك :نفسه منه في هذه الجملة في الحقيقة تعليل و توضيح للجملة ال ّ
ن إتعابه لنفسه إّنما هو لجل آخرته . عناء ،عّلله هنا بأ ّ
سلم :
صادق عليه ال ّ
صدوق عن شعيب العرقوفي عن ال ّ
فقد روى في الوسائل عن ال ّ
قال :من ملك نفسه إذا رغب و إذا رهب و إذا اشتهى و إذا غضب و إذا رضي حّرم ا ّ
ل
جسده على الّنار .
ن اسههتراحتهم مههن شههرور نفسههه
و لّما قال ثّمة :الّناس منههه فههي راحههة ،أوضههحه هنهها بههأ ّ
لمجاهدته لها .
سهلم فهيكما روى في الوسائل عن الصهدوق عهن جعفهر بهن محّمهد عهن آبهائه عليههم ال ّ
سلم :قال :يها علههى أفضههل الجههادى عليه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم لعل ّ
وصّية الّنبي صّلى ا ّ
من أصبح ل يهّم بظلم أحد
] [ 158
) بعده عّمن تباعد عنه زهد و نزاهة ( يعنى بعده عن أهل الّدنيا و عن مجالسهم من بههاب
الّزهد و التباعد عن مكروههم و أباطيلهم .
) و دنّوه مّمن دنا منه لين و رحمة ( أى قربه من المؤمنين من باب التعاطف و التواصل
ل و اّلذين آمنوا معه أشّداء على الكّفار رحماء بينهم .
كما قال تعالى محّمد رسول ا ّ
قال فى مجمع البيان :قال الحسن :بلغ تشّددهم على الكّفار أن كانوا يتحّرزون من ثيههاب
س أبدانهم ،
المشركين حّتى ل يلتزق بثيابهم ،و عن أبدانهم حّتى ل تم ّ
سلم يقول
ل عليه ال ّ
روى فى الكافى باسناده عن شعيب العقرقوفى قال :سمعت أبا عبد ا ّ
ل متواصلين متراحمين تزاوروا و ل و كونوا اخوة بررة متحاّبين فى ا ّلصحابه :اّتقوا ا ّ
تلقوا و تذاكروا أمرنا و أحيوه .
) قال ( الّراوى للحديث ) فصعق همام صعقة ( أى غشى عليه غشوة من فههزع مهها سههمع
سلم صعقا أى مغشيا عليه من هههول مهها رأىمن الموعظة البالغة كما خّر موسى عليه ال ّ
) كانت نفسه فيها ( أى مات فى تلك الغشوة و خرج روحه من بدنه
] [ 159
أما الحكماء فقالوا :الوجد حالة تحدث للنفس عند انقطاع عليقها عن المحسوسههات بغتههة
إذا كان قد ورد عليها وارد مشّوق ،و قال بعضهههم :الوجههد هههو اّتصههال النفههس بمباديههها
المجّردة عند سماع ما يقتضي ذلك الّتصال .
صوفّية فقد قال بعضهم :الوجد رفع الحجاب و مشاهدة المحبوب و حضور الفهم و أّما ال ّ
و ملحظة الغيب و محادثة السّر و هو فناؤك من حيث أنت أنت ،و قال بعضهم :الوجد
ق يوجب الفناء ،و القوال فيه متقاربههة المعنههى و
ل عند العارفين و مكاشفة من الح ّ سّر ا ّ
ل العبارة ،انتهى .
ان اخت ّ
ل لقد كنت أخافها ( أى تلك الصعقة سلم أما و ا ّو كيف كان ) فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ
سلم :هكههذا تصههنع المههواعظ البالغههة بأهلههها ،
اّلتي فيها موت هّمام ) عليه ثّم قال عليه ال ّ
فقال له قائل :فما بالك يا أمير المؤمنين ( ل تصنع موعظتك بك ما صنعت بهّمام ) فقال
:
خر عنههه
ل أجل ( محتوم ) وقتا ( معّينا ) ل يعههدوه ( أى ل يتجههاوزه و ل يتههأ ّ ن لك ّ
ويحك إ ّ
خر ) و سببا ( أى عّلههة معّينههة ) ل يتجههاوزه ( أى
ل إذا جاء ل يؤ ّن أجل ا ّ
كما قال تعالى إ ّ
ل يتجاوز عنه إلى سبب آخر .
] [ 160
و لم يتعّلق بعد بموتى و لم يحصل سببه ،و ان شئت مزيد توضههيح لههذلك فعليههك بههالكلم
الحادى و السّتين و شرحه ،هذا .
سلم عن اعتراض القائل نهاه عن العود إلى مثههل ذلههك بقههوله ) فمهل و لما أجاب عليه ال ّ
ل تعد لمثلها ( أى ل ترجع إلى مثل تلك الكلمههة ) فانمهها نفههث الشههيطان ( أى نفههخ و تكّلههم
) على لسانك ( .
ععععع
ن هذه الخطبة الشريفة حسبما اشرت اليه سابقا مروّيههة فههي الكههافي بههاختلف كههثير اعلم أ ّ
سند اّلذى فيه و اتباعها ببيان غرايب ألفاظههها فههأقول و بهها ّ
ل جّدا اقتضى المقام روايتها بال ّ
التوفيق :
ل روحه عن محّمد بن يحيى عن جعفر روى ثقة السلم محّمد بن يعقوب الكليني قّدس ا ّ
ل بن زاهر عن الحسن بن يحيى عن قثم بههن أبههي قتههادة عن محّمد بن إسماعيل عن عبد ا ّ
سلم قال :
ل عليه ال ّ
ل بن يونس عن أبي عبد ا ّ الحّراني عن عبد ا ّ
سههلم و هههوقام رجل يقال له هّمام و كان عابدا ناسكا مجتهدا إلى أمير المههؤمنين عليههه ال ّ
سلم : يخطب ،فقال يا أمير المؤمنين صف لنا صفة المؤمن كأّننا ننظر إليه فقال عليه ال ّ
يا همام المؤمن هو الكّيس الفطههن ،بشهره فههي وجههه ،و حزنههه فههي قلبهه ،أوسههع شهيء
ل حسن ،ل حقود ، ل فان ،حاض عن ك ّ ل شيء نفسا ،زاجر عن ك ّ صدرا ،و أذ ّ
و ل حسود ،و ل وّثاب ،و ل سّباب ،و ل عّياب ،و ل مغتاب ،يكره الّرفعة ،و يشههنأ
صمت ،وقور ،ذكور ،شكور ، السمعة ،طويل الغّم ،بعيد الهّم ،كثير ال ّ
مغمهوم بفكهره ،مسهرور بفقهره ،سههل الخليقههة ،ليههن العريكهة ،رصههين الوفهاء ،قليههل
الذى ،ل متأّفك ،و ل متهّتك ،إن ضحك لم يخرق ،و إن غضههب لههم ينههزق ،ضههحكه
سم ،و استفهامه تعّلم ،و مراجعته تفّهم ،كثير علمه ،عظيم حلمه ،كثير الّرحمة ، تب ّ
ل يبخل ،و ل يعجل ،و ل يضجر ،و ل يبطر ،و ل يحيف في حكمه ،و ل يجور فههي
علمه ،
أصلب من الصلد ،و مكادحته أحلى من الشهد ،ل جشع ،و ل هلع ،و ل عنف ،و ل
] [ 161
صههلف ،و ل متكّلههف ،و ل متعّمههق ،جميههل المنازعههة ،كريههم المراجعههة ،عههدل إن
غضب ،
رفيق إن طلب ،ل يتهّور ،و ل يتهّتك ،و ل يتجّبر ،خالص الوّد ،وثيق العههد ،و فهيّ
ل ،مخههالف
ل عّز و ج ه ّ
العقد ،شفيق وصول ،حليم خمول ،قليل الفضول ،راض عن ا ّ
لهواه ،
ل يغلظ على من دونه » ،يؤذيه خ « و ل يخوض فيما ل يعنيههه ،ناصههر لل هّدين ،محههام
عن المؤمنين كهههف للمسههلمين ،ل يخههرق الثنههاء سههمعه ،و ل ينكههى الطمههع قلبههه ،و ل
يصههرف الّلعههب حكمههه ،و ل يطلههع الجاهههل علمههه ،قهّوال ،عمههال ،عههالم ،حههازم ،ل
حاش ،و ل بطّياش ، بف ّ
وصول في غير عنف ،بذول في غير سرف ،ل بخّتار ،و ل بغّدار ،و ل يقتفى اثرا ،
و ل يحيف بشرا ،رفيق بالخلق ،ساع فى الرض ،عون للضعيف ،غوث للملهههوف ،
ل يهتك سترا ،و ل يكشف سّرا ،كثير البلوى ،قليل الشكوى ،إن رأى خيرا ذكههره ،و
ان عاين شّرا ستره ،يستر العيب ،و يحفظ الغيب ،و يقيههل العههثرة ،و يغفههر الّزّلههة ،ل
ي،ي ،نقه ّيطلع على نصح فيذره ،و ل يدع جنح حيف فيصههلحه ،أميههن ،رصههين ،تق ه ّ
ي،زك ّ
ل سههعى أخلههصمذّكر للعالم ،معّلم للجاهل ،ل يتوّقع له بائقة ،و ل يخاف له غائلة ،ك ه ّ
ل نفس أصلح عنده من نفسه ،عالم بعيبه ،شاغل بغّمه ، عنده من سعيه ،و ك ّ
له
ل و يجاهد فههى ا ّب في ا ّل يثق بغير رّبه ،غريب » خ ل قريب « ،وحيد حزين ،يح ّ
ليّتبع رضاه ،و ل ينتقم لنفسه بنفسه ،و ل يوالى فى سخط رّبه ،مجههالس لهههل الفقههر ،
ق ،عههون للغريههب ،أب لليههتيم بعههل للرملههة ،
صدق ،موازر لهل الحه ّمصادق لهل ال ّ
ل كريهة ،مأمول لكل شّدة ،حفي بأهل المسكنة ،مرجو لك ّ
عظيم الحذر ،ل يبخل ،و إن بخل عليه » خ ل عنه « صبر ،عقل فاستحيي ،
و قنع فاستغنى ،حياؤه يعلو شهوته ،و وّده يعلو حسده ،و عفوه يعلو حقده ،
ل القتصاد ،مشيه الّتواضع ،خاضع لرّبه بطاعته ،ل ينطق بغير صواب ،و ل يلبس إ ّ
ش و ل خديعة ،
راض عنه في كل حالته ،نّيته خالصة ،أعماله ليس فيها غ ّ
] [ 162
نظره عبرة ،و سكوته فكرة ،و كلمه حكمة ،مناصحا ،متبادل ،متواخيا ،ناصح فههى
السّر و العلنية ،ل يهجر أخاه ،و ل يغتابه ،و ل يمكر به ،و ل يأسف على مها فهاته ،
و ل يحزن على ما أصابه ،و ل يرجو ما ل يجوز له الّرجا ،و ل يفشههل فههي الش هّدة ،و
ل يبطر في الّرخا ،يمزج العلم بالحلم ،و العقل بالصبر ،تراه بعيدا كسله ،دائما نشاطه
،قريبا أمله ،قليل زل ،متوقعا لجله ،خاشعا قلبههه ،ذاكهرا رّبهه ،قانعههة نفسهه ،منفيهها
جهله ،سهل أمره ،حزينا لذنبه ،ميتة شهوته ،كظوما غيظه ،صافيا خلقههه ،آمنهها منههه
جاره ،ضعيفا كبره ،قانعا بالذى قّدر له ،مبينا » متينا خ « صبره ،محكما أمره كههثيرا
ذكره ،يخالط الّناس ليعلم ،و يصمت ليسلم ،و يسأل ليفهم ،و يّتجههر ليغنههم ،ل ينصههب
للخير ليفخر به ،و ل يتكّلم ليتجّبر به على من سواه ،نفسه منه في عناء ،و النههاس منههه
في راحة ،أتعب نفسه لخرته فأراح الّناس من نفسه ،إن بغي عليه صبر حتى يكون ا ّ
ل
اّلذي ينتصر له ،بعههده مّمههن تباعههد منههه بغههض و نزاهههة ،و دنهّوه مّمههن دنهها منههه ليههن و
رحمة ،ليس تباعده تكّبرا و ل عظمة ،و ل دنّوه خديعة و ل خلبة ،بل يقتدى بمن كان
قبله من أهل الخير ،فهو إمام لمن بعده من أهل البّر .
سههلم :أمهها و
قال :فصاح هّمام صيحة ثّم وقع مغشيا عليه ،فقال أمير المههؤمنين عليههه ال ّ
ل لقد كنت أخافها عليه و قهال :هكهذا تصهنع الموعظهة » المهواعظ خ « البالغهة بأهلهها ا ّ
ل أجل ن لكه ّ
سههلم :إ ّ سلم قائل :فما بالك يا أمير المؤمنين ؟ فقههال عليههه ال ّ
فقال له عليه ال ّ
لن » ل خ « يعدوه و سببا ل يجاوزه ،فمهل ل تعد فانما نفث على لسانك شيطان .
عععع
» الكيس « العاقل من الكيس وزان فلس خلف الحمق و قيل :جودة القريحة و قوله » :
و ل وثاب « أى ليس بخفيههف مههن وثههب وثوبهها قههام بسههرعة قههوله » :وقههور « أى كههثير
الوقار في المور الموجبة لضطراب الّناس .
] [ 163
ق فاه حّتى يبلغ ضحكه القهقهة قوله » إن و أكمله قوله » إن ضحك لم يخرق « أى لم يش ّ
غضب لم ينزق « أى ل يأخههذه الخّفههة و الطيههش عنههد الغضههب قههوله » و ل بطههر « مههن
البطر و هو الطغيان عند النعمة .و قيل الّتجّبر و شّدة النشاط .
صههلب
صههلد الحجههر ال ّ
صلد « أى ل يدخل قلبه ريب و ل جرع ،و ال ّ قوله » أصلب من ال ّ
الملس قوله » مكادحته « أى عمله و سعيه أحلى من العسل قوله » ل جشع و ل هلههع «
طعام و أسوئه ،و الهلع أفحش الجزع قوله » و ل عنف و ل الجشع أشّد الحرص على ال ّ
صههلف
صلف « العنف وزان كتف من ل رفق له فههي قههوله و فعلههه ،و العنيههف مثلههه و ال ّ
ككتف أيضا من ل يتكّلم بما يكرهه صهاحبه و يمهدح نفسهه و ل خيهر عنهده يقهال سهحاب
صلف أى قليل الماء كثير الّرعد .
قوله » ل يتهّور و ل يتهّتك « الّتههّور الوقههوع فههي المههر بقّلههة مبههالة ،و التهّتههك خههرق
ستر و الفتضاح قوله » خمول قليل الفضول « أى خامل الذكر و قليههل فضههول كلمههه ال ّ
ل ه ل للّنههاس ،فل يههؤّثر فيههه ثنههاؤهم و
قههوله » ل يخههرق الّثنههاء سههمعه « لكههون أعمههاله ّ
مدحهم .
قوله » :و ل ينكى الطمع قلبه « أى ل يجرحه و ل يؤّثر فيه تأثير الجههرح قههوله » عههالم
حازم « في بعض الّنسخ بالحاء المهملة من الحزم و هو التثّبههت فههي عههواقب المههور ،و
في بعضها بالجيم قوله » و ل بطّياش « الطيش الّنزق و الخّفة قههوله » و ل بخّتههال « أى
بخّداع من الختل و هو المخادعههة قههوله » و ل يهدع جنههح حيهف فيصههلحه « أى ل يهترك
ظلم ظلم و اصلحه قوله » ل يخرق بههه فههرح « مههن الخههرق بالخههاء المعجمههة و الهّراء
المهملة و هو الحمق و الجهل و ضعف العقل قوله » و ل يطيش به مرح « المههرح ش هّدة
الّنشاط و الفرح .
] [ 164
لم
قههوله » و ل دنهّوه خديعههة و ل خلبههة « الخلبههة بكسههر الخههاء المعجمههة و تخفيههف ال ّ
الخديعة باللسان بالقول اللطيف من خلبه يخلبه من باب قتل و ضرب خدعه ،
ععععععع
از جمله خطب شريفه آن امام دين است در وصف متقين .
سلم همههام نههام كههه شههخصروايت شده كه مصاحبى بود از براى أمير المؤمنين عليه ال ّ
عابدى بود پس گفت بآنحضرت كه يا أميهر المهؤمنين وصهف كهن از بهراى مهن پرهيهز
كاران را تا اينكه گويا من نگاه مينكم بسههوى ايشههان ،پههس سههنگينى ورزيدنههد و درنههگ
كردند آنحضرت از جواب او ،و بعد از آن فرمود اى هّمام بپرهيز از خدا و كههار نيههك
بكن پس بدرستى كه خدايتعالى يار پرهيز كارانست و با نيكو كاران .
پس قناعت نكرد همام باين جواب تا اينكه سوگند داد بر حضههرت در جههواب گفتههن پههس
حضرت حمد و ثناى خدا را بجا آورد و صلوات فرستاد بر پيغمبر و آل او پس گفت :
أما بعد پس بتحقيق كه خداوند سبحانه ايجاد فرمود مخلوقات را وقتى كههه ايجههاد فرمههود
ايشان را در حالتى كه بى نياز بود از طاعت ايشههان ،و ايمههن بههود از ضههرر معصههيت
ايشان ،از جهت اينكه ضرر نمىرساند او را معصيت كسى كه معصيت نمود ،
و منفعت نمىبخشد او را اطاعت كسى كه اطاعت نمود ،پههس قسههمت فرمههود در ميههان
مخلوقات معيشتها و گذرانى ايشان را ،و گذاشت ايشانرا از دنيا در جايگههاه ايشههان كههه
ليق شأن و مناسب حال هر يكى باشد .
پس پرهيز كاران در دنيا ايشانند أهل فضيلتها ،گفتار ايشان راست و درست ،
و لباس ايشان حّد وسههط اسههت ،و رفتههار ايشههان تواضههع و فروتنههى اسههت ،پوشههيدهاند
چشمهاى خود را از چيزى كه خدا حرام كرده برايشان ،و واداشتهاند گوشهاى خود را
بر شنيدن علم منفعت بخشنده از براى ايشان ،نازل شد نفسهاى ايشان از ايشان
] [ 165
در بل و شهّدت مثههل نههزول آنههها در رفههاه و فراخههى يعنههى ايشههان رضهها بقضهها دارنههد و
ق ايشان مقّدر شده اگر نبههود أجههل معّينههى كههه نوشههته
شاكرند بطيب نفس بآنچه كه در ح ّ
شده است از براى ايشان هر آينه قههرار نمىگرفههت روحهههاى ايشههان در بههدنهاى ايشههان
لحظه از جهت اشتياق بثواب و ترسيدن از عقاب .
بزرگ شد خالق تعالى در پيش نفسهاى ايشان پس كوچك شد مهها سههواى خههالق در نظههر
ايشان پس حال ايشان با بهشت حال كسى است بهها رأى العيههن ديههده باشههد او را پههس در
آنجا بناز و نعمت گذرانده باشد ،و حال ايشان با جهنم حهال كسهى اسهت كهه ديهده باشهد
آنرا پس در آنجا معّذب باشهد يعنهى ايشهان در امهر بهشهت و جهنهم اعتقهاد يقينهي دارنهد
بمنزله مشاهده .
قلبهاى ايشان غمگين و محزونست و مردم از شرهاى ايشان آسوده و ايمنند ،
و بدنهاى ايشان لغر و ضعيف ،و حاجت و خاهشات ايشان سهبك و خفيهف ،نفسههاى
ايشان با عفت است ،صبر و تحمل كردند بههر زحمههات چنههد روز كوتههاه كههه عههاقبت آن
راحت و آسايش دراز گرديد ،تجارت با منفعتى است كه ميسر ساخت از بههراى ايشههان
پروردگار ايشان .
خواست ايشان را دنيا پس نخواستند ايشان دنيا را ،و اسير كرد ايشان را دنيا پس دادند
نفسهاى خودشان از دنيا يعني بمقتضاى شههوت و غضهب جبلهى انسهانى كهه در ايشهان
بود نزديك بود كه ايشهان مفتههون دنيهها باشهند و أسههير شهههوات نفسهانيه آن شهوند و ليكهن
ايشان بمقتضاى قّوه عقلنيهه تهرك لذايهذ دنيهويه كهرده خودشهان را از قيهد اسهيرى دنيها
خلص نمودند أما حالت ايشان در شب پس صف زنندگانند بپاهاى خودشههان در حههالتى
كه تلوت كنندگان باشند جزئهاى قرآن را در حالتى كه نيك قههرائت مىكننههد آن را نيههك
قرائت كردنى ،با تأّنى و حفظ وقوف و أداء حروف ،محزون مينمايند بسبب قههراءة آن
نفسهاى خودشان را ،و بهيجان مىآورند با آن دواء درد خودشان را پهس اگهر بگذرنهد
در اثناى قرائت آن بآيه كه در آن تشويقى باشد بسوى بهشت
] [ 166
اعتماد مىكنند بآن و مايل مىشههوند بسههوى آن آيههه از جهههت طمههع آن بشهارت و مطلههع
باشد نفسهايشان بسوى آن از روى شوق و گمان كنند كه آن آيه يعنههى وعههده بهشههت كههه
مضمون آن آيه است پيش چشم ايشان است .
و اگر بگذرند بآيه كه در آن ترساندن از عذاب باشد متوجه باشند بسوى آن با گوشهههاى
قلبهاى خودشان ،و گمان مىكنند كه صداى افروخته شههدن جهنههم و شههيون اهههل آن در
بيخهاى گوشهاى ايشانست ،پس ايشههان خههم شههوندگان باشههند بههر كمرهههاى خههود ،پهههن
سازندگان باشند مر پيشانيهاى خههود را و كفهههاى دسههت خههود را و زانوهههاى خههود را و
سرهاى پاهاى خودشان را ،تضّرع مىكنند بسوى خدا در وا كههردن گردنهههاى ايشههانرا
از زنجير عذاب .
و أما حالت ايشان در روز پس صاحبان حلم و علمند ،نيكو كارانند ،پرهيههز كاراننههد ،
بتحقيق كه باريك كرده و كاهانده است ايشان را ترس خدا مثل باريههك شههدن چههوب تيههر
تراشههيده شههده ،نگههاه مىكنههد بسههوى ايشههان نگههاه كننههده پههس گمههان مىكنههد كههه ايشههان
مريصانند و حال آنكه نيست در اين جماعت مرضى ،و مىگويد كه خبههط آوردهانههد و
حال آنكه هر آينه آميخته بايشان امر بزرگى كه اشتياق و عشق بلقاء خدا باشد .
راضى نمىشوند در عبادات و عملهاى خودشان بأندك ،و بسيار نمىشمارند بسههيار را
،پس ايشان هميشه بنفسهاى خود تهمت مىزنند بجهت قصور در بنههدگى و از عبههادات
خود ترسنا كند ،اگر تزكيه كرده شود يكى از ايشان مىترسههد از آنچيههزى كههه در بههاره
او گفته شده پس مىگويد كه :من داناترم بنفس خودم از غيههر خههودم و پروردگههار مههن
داناتر است از من بنفس من ،با خدايا مؤاخذه مكن مرا بسبب آنچه گفتنهد دربههاره مههن ،
و بگردان مرا بهتر از آنچه گمان بردند در حق من ،و بيامرز از براى مههن گنههاهى را
كه ايشان نمىدانند .
پس از علمت يكى از ايشانست اين كه تو مىبينى از براى او قّوتى در دين ،
و احتياطى در نرمى ،و ايمانى در كمال يقين ،و حرصى در تحصههيل علههم ،و علمههى
در
] [ 167
غههايت حلههم ،و ميههانه روى در بههى نيههازى ،و خضههوع و خشههوعى در عبههادت ،و
اسههتغنائى در عيههن فقههر ،و صههبرى در حههالت شههّدت ،و طلههبى در كسههب حلل ،و
خوشحالى در هدايت ،و كناره جوئى از طمع ،مىكنههد عملهههاى نيكههو را و حههال آنكههه
ترسناك است ،روز را بشب مىآورد و حال آنكه هّمههت او مصههروف بشههكر اسههت ،و
شب را بصبح ميرساند و حال آنكه همتش مصروف ذكر است .
بيتوته مىكند در حالتى كههه ترسههناك اسههت ،صههباح مىكنههد در حههالتى كههه خوشههحال ،
ترسناكى از جهت آنچههه كههه ترسههانده شههده از غفلههت در عبههادت ،و خوشههحالى بجهههت
آنچيزى كه رسيده است از فضل و رحمت ،أگر دشوار بگيرد بر او نفس او در چيزى
كه ناخوش دارد نمىبخشد بنفس خود خواهش او را در چيزى كه دوست دارد آنرا .
چشم روشنى او در نعيم آخرت جاودانيست ،و زهد او در لذت دنياى فانى ،
مخلوط ميكند حلم را بعلم ،و گفتار را بكردار ،مىبينى او را كه نزديكست آرزوى او
،اندك است لغزش او ،ترسانست قلب او ،قانعست نفس او ،اندكست اكل او آسانسههت
كار او ،محفوظست دين او ،مرده است شهوت او ،فرو نشانده شده است خشم او .
خير از او اميد گرفته شده است ،و شّر از او أيمههن شههده ،اگههر در ميههان غههافلن باشههد
نوشته مىشود از ذكر كنندكان ،و اگر در زمره ذاكران باشد نوشته نمىشود از غفلت
كنندگان ،عفو ميكند از كسى كه ظلم نمايد او را ،و عطا ميكند بكسى كه محروم نمايههد
او را ،و صله رحم بجا مىآورد با كسى كه قطع صله رحم او كرده است .
دور است از مردم فحش گفتن او ،نرم و مليمست گفتار او ،غايب اسههت از مردمههان
بدى او ،حاضر است از براى ايشان نيكى او ،اقبال كننده است خير او ،
و در شدايد روزگار صاحب تمكين و وقار است ،و در مصايب صبر كننده و بردبار ،
و در حالت وسعت شاكر ،ظلم نمىكند بر كسى كه دشمن دارد ،و مرتكب
] [ 168
گناه نمىشود درباره كسى كه دوست دارد ،اقههرار بحههق ميكنههد پيههش از اينكههه شهههادت
داده شههود بضههرر او ،ضههايع نمىسههازد چيههزى را كههه طلههب شههده در او حفههظ آن ،و
فراموش نمىكند چيزى را كه ياد آورى او شده ،و نمىخواند مردم را بلقبهههاى بههد ،و
ضرر نميرساند به همسايه ،و شههماتت نمىكنههد بمصههيبتها ،و داخههل نمىشههود در امههر
باطل ،
اگر ساكت شود غمگين نسههازد او را سههكوت او ،و اگههر بخنههدد بلنههد نشههود آواز او ،و
اگر مظلوم شود صبر ميكند تا اينكه باشد خههداى تعههالى او انتقههام مىكشههد از بههراى او ،
نفس او از او در رنج و مشّقت است ،و مردمان از او در آسودگى و راحت ،
بمشّقت انداخته نفس خود را از براى راحت آخرت ،و راحت كرده مردمان را از ش هّر
نفس خود .
دورى او از كسى كه دورى جسته از او از بابت زهد و پههاكى اسههت ،و نزديكههى او از
كسى كه نزديك شده باو از بابت مليمت و دلسوزيست ،نيست دورى جسههتن او بسههبب
كبر و بزرگى ،و نه نزديكى او بسبب مكر و خدعه .
گفت رواى حديث :پس صيحه زد هّمام صيحه كه بود روح او در آن صيحه ،
پس گفت بآن حضرت گوينده :پس چگونه است حال تو أى أمير المؤمنين ؟
پس فرمود :واى بر تو از براى هر مرگى مّدت معّيني است كه تجهاوز نميكنهد از آن ،
پس فرمود :ترك كن اين كلم را و رجههوع مكههن بعههد از ايههن بمثههل آن ،پههس جههز ايههن
نيست كه دميده شيطان ملعون اين كلم را بر زبان تو يعنى اعتراض به امهام از إغهواء
شيطانست .
] [ 169
طاعة ،و ذاد عنه مههن المعصههية ،و نسههئله لمّنتههه تمامهها ،و
نحمده على ما وّفق له من ال ّ
ل عليه و آله و سّلم عبده و رسوله ، ن محّمدا صّلى ا ّ
بحبله اعتصاما ،و نشهد أ ّ
و ضربت إلى محاربته بطون رواحلها ،حّتى أنزلت بساحته عداوتها من أبعد الههّدار ،و
أسحق المزار .
و قولهم شفآء ،و فعلهم الّدآء العياء ،حسدة الّرخآء ،و مؤّكدوا
] [ 170
ل شهجو
ل قلب شهفيع ،و لكه ّ
ل طريق صريع ،و إلى ك ّ البلء ،و مقّنطوا الّرجاء ،لهم بك ّ
دموع ،يتقارضون الّثنآء ،و يتراقبون الجزاء ،
إن سئلوا ألحفوا ،و إن عذلوا كشفوا ،و إن حكموا أسرفوا ،
ي قاتل ،
لح ّ
ل قائم مائل ،و لك ّ
ق باطل ،و لك ّ
لح ّ
قد أعّدوا لك ّ
صلون إلى الطمع باليأس ليقيموا به أسواقهم ل ليل مصباحا ،يتو ّ ل باب مفتاحا ،و لك ّ و لك ّ
طريههق ،و
،و ينّفقوا به أعلقهههم ،يقولههون فيشهّبهون و يصههفون فيمّوهههون ،قههد هّيههؤا ال ّ
شههيطان أل إ ّ
ن شههيطان ،و حّمههة الّنيههران ،أولئك حههزب ال ّ
أضلعوا المضههيق ،فهههم لّمههة ال ّ
شيطان هم الخاسرون . حزب ال ّ
ععععع
ي النهاية :قد تكّرر في الحديث ذكر الّنفاق و ما تصّرف منههه اسههما و فعل ، قال في محك ّ
و هو اسم لم يعرفه العرب بالمعنى المخصوص ،و هو اّلذي يستر كفره و يظهههر ايمههانه
و ان كان أصله فهي اللغهة معروفها يقهال نهافق ينهافق منهافقه و نفاقها ،و ههو مهأخوذ مهن
النافقاء إحد جحرتي اليربوع إذا طلب من واحد هرب إلى الخر و خرج منه ،
سرب فههي
و قال الطريحي :المنافق هو اّلذي يستر الكفر و يظهر غيره من الّنفق و هو ال ّ
سرب .الرض أى يستتر بالسلم كما يستتر في ال ّ
] [ 171
شههارح
ل عمههاد ( قههال ال ّو رجل ) مفنن ( ذو فنههون فههي القههول و غيههره ) و يعمههدونكم بكه ّ
ل عماد أى بأمر المعتزلي :أى يفدحونكم و يهّدونكم يقول عمده المرض يعمده أى هّده بك ّ
فادح و خطب مؤلم ،انتهى .
أقول :و يجوز جعل يعمدونكم بمعنى يقصدونكم و ) رصدته ( رصههدا مههن بههاب قتههل إذا
قعدت له على طريقه تترقبه ،و قعد فلن بالمرصد وزان جعفر و بالمرصاد بالكسههر أى
ب( بطريق الرتقاب و النتظار و ) خفى ( الشههىء يخفههى خفههاء بالفتههح إذا اسههتتر و ) د ّ
شههجر الملتههف الّنمل دبيبا مشى مشيا رويدا و ) الضراء ( بالفتح و تخفيف الراء و الم هّد ال ّ
فى الوادى و ) الّداء العياء ( اّلذى أعيا الطّباء و لم ينجع فيه الّدواء و ) نفق ( البيع نقاقهها
سلعة تنفيقا رّوجها كأنفقها و ) العلق ( جمع علق كأحبار و حههبر كسحاب راج و نّفق ال ّ
ضههة أو ذهههب و ل شيء و ) التمويه ( الههتزيين و م هّوه الشههيء طله بف ّ و هو النفيس من ك ّ
تحته نحاس ليزّينه به .
قوله ) قد هيؤا الطريق ( في بعض النسخ هّيؤا بالهمزة من التهّياء ،و في بعههض بههالّنون
سهل فكاّنه منقول مههن الههواو إلههى اليههاء ،و الصههل هّونههوا الطريههق أى
من الهّين و هو ال ّ
سّهلوها و ) أضلع ( الشيء أماله و جعلهه معوجها و ضهلع الشهيء ضهلعا مهن بهاب تعهب
أعههوج و ) الّلمههة ( بضههّم اللم و فتههح الميههم مخففههة الجماعههة و بالتشههديد الصههاحب و
سفر و المونس يستعمل في الواحد و الجمع و ) حّمههة النيههران ( بالتشههديد الصحاب في ال ّ
معظم حّرها و بالّتخفيف سّم العقرب .
] [ 172
ععععععع
عععععع
ي » قد « بهههذه الخطبههة
سابقة لما كانت في وصف المّتقين عّقبها الّرض ّ ن الخطبة ال ّ
اعلم أ ّ
سلم فيها المنافقين ملحظة لحسههن الّنظههم و بههديع ترتيههب الكتههاب ،و
اّلتي يصف عليه ال ّ
المنافق حسبما عرفت آنفا هو اّلذى يبطن الكفر و يظهر اليمان كما قال الشاعر :
للمهههههههههههههههههههههههههههههههههؤمنين أمهههههههههههههههههههههههههههههههههور محزيهههههههههههههههههههههههههههههههههة
و للمنافق سّر دونه نفق
مثل ما رواه في الكافي في باب أصول الكفر و أركانه عن عّدة مههن أصههحابنا عههن سهههل
سلم قال : ل عليه ال ّ
ل بن سنان عن أبيعبد ا ّ
بن زياد عن بعض أصحابه عن عبد ا ّ
سلم
ي بن الحسين عليهما ال ّ
و فيه في باب النفاق و المنافق باسناده عن أبي حمزة عن عل ّ
قال :
سهلم :
له عليهه و آلهه و سهّلم و مها العهتراض ؟ قهال عليهه ال ّ
له صهّلى ا ّ
يا ابن رسهول ا ّ
اللتفات و إذا ركع ربض ،يمسى و هّمه العشاء و هو مفطر ،و يصهبح و هّمهه النهوم و
لم يسهر ،إن حّدثك كذبك و إن ائتمنته خانك ،و إن غبت اغتابك ،و إن وعدك أخلفك .
] [ 173
سلم قبل أن يأخذ فى وصف المنافقين افتتح كلمه بمهها إذا عرفت ذلك فأقول :إّنه عليه ال ّ
له تعههالى و تعظيمههه و تمجيههدجرى عادته على الفتتاح به فى بههاب الخطابههة مههن ثنههاء ا ّ
ل عليه و آله و سّلم فقال ) بحمده على ما وفق لههه مههن الطاعههة و ذاد عنههه رسوله صّلى ا ّ
من المعصية ( أى نحمده على ما وّفقنا له من طاعههاته الموصههلة الههى جنههانه و المحصههلة
لرضوانه ،و على ما أبعدنا منه من سيئآته المؤدية الى نيرانه ،و الموجبة لخذلنه .
و المراد بنعمته التى سأل تمامها إما خصوص نعمة التوفيق المذكورة فى الجملة السههابقة
أو العّم منها ،و الّول أولى بسبق العهد ،و الثانى أنسب بمقام السؤال فههان قلههت :نعههم
ل ل تحصههوها « فكيههف ل سبحانه غير متناهية كما قال عّز من قائل » ان تعّدوا نعمة ا ّا ّ
ل عن أن تستقصى و أعظم من أن تستتّم . سأل تمامّيتها و هى أج ّ
قلت :إن اريد بمّنته خصوص نعمة التوفيق فل إشكال ،و يراد حينئذ بتمامّيتها كمالههها و
استمرارها إلى آخر العمر ،و إن اريد العّم فيراد بتمامّيتها أن ينضّم ما أنعم به عليه فى
الّدنيا إلى نعمة الخرة أى يصل نعمة الّدنيا بنعمة الخرة كما قههاله بعههض المفسههرين فههى
قوله تعالى و يتّم نعمته عليك و على آل يعقوب كما أتّمها على ابويك مههن قبههل إبراهيههم و
ن المراد بقوله يتّم نعمته أن يصل نعمة الّدنيا بنعمة الخرة بأن يجعلهم أنبياء إسحاق من أ ّ
و ملوكا ثّم ينقلهههم إلههى نعيههم الخههرة و الهّدرجات العلههى مههن الجّنههة ) و ( نسههأله ) بحبلههه
ل المتينسكا بكتابه المبين ،فاّنه حبل ا ّ
اعتصاما ( أى تم ّ
-----------
) ( 1هه ه ه هه :ههه هه هه ههه هههههه ه ه ه
ههههه ههه
] [ 174
له جميعها و ل
و استعير عنه أيضا فهى الكتهاب العزيهز فهى قهوله » و اعتصهموا بحبهل ا ّ
ن العتصهام و التمسهك بالحبهل الوثيهق
تفّرقوا « على أحد تفاسيره ،و وجهه السهتعارة أ ّ
المحكم كما أنه سبب النجههاة مههن المههاوى و المهالهك ،فكهذلك بالتمسهك بهالقرآن يحصههل
النجاة من الكفر و الضلل الموجب للهلك الّدائم و الخزى العظيم .
سلم قال :المام مّنها ى بن الحسين عليهما ال ّو روى الطريحى فى مجمع البحرين عن عل ّ
ل معصههوما و ليسههت العصههمة فههي ظههاهر الخلقههة فتعههرف ،قيههل :فمهها معنههى
ل يكههون إ ّ
ل هو القههرآن ل يفترقهان إلههى
ل ،و حبل ا ّ
سلم :المعتصم بحبل ا ّ
المعصوم ؟ قال عليه ال ّ
يوم القيامة .
ل عليه و آله و سّلم حين أداء الّرسالة فقال ) و لّما شهد برسالته اتبعه بشرح حاله صّلى ا ّ
ل غمرة ( استعار لفظ الغمرة عن غمرة الماء و هههي معظمههه و لكّخاض إلى رضوان ا ّ
ن غمهرة مزدحمه للشدائد و المكاره اّلههتى ابتلههى بههها حيهن بعثتههه ،و الجههامع للسهتعارة أ ّ
ل جانب فكذلك تلك المكاره و الشدائد حسههبما الماء كما تغمر و تغطى الخائض فيها من ك ّ
شههح السههتعارةل طههرف ،و ر ّ ل عليه و آله و سّلم مههن كه ّ تعرف كانت محيطة به صّلى ا ّ
بذكر لفظ الخوض .
] [ 175
ن أقوى عدو الخيل إذا خلعت أعّنتههها و هذان مثلن كّني بهما عن المسارعة إلى حربه ل ّ
أقهوى عهدّو الّرواحهل إذا ضهربت بطونهها و فيهه ايمهاء إلهى أّنههم أتهوه فرسهانا و ركبانها
مسرعين إلى حربه .
) حتى انزلت بساحته ( و منزله ) عداوتها ( أى حربها و اطلقها عليههه مههن بههاب اطلق
ل عليه و آله ) من أبعد الههّدار و
اسم السبب على المسبب ،أى أسرعوا إلى حربه صّلى ا ّ
ن الظعن إلى الحرب مههن مكههان بعيههدأسحق المزار ( و فيه إشارة إلى غاية عداوتهم ،ل ّ
ل عن اهتمام أكيد و عناد عنيد و عداوة شديدة .ل يكون إ ّ
ل عليههه و آلههه
ل صّلى ا ّ
سير علم ما لقى رسول ا ّ قال الشارح المعتزلي :من قرء كتب ال ّ
ل من المشّقة و استهزاء قريش به في أّول الّدعوة و رميهم إّياه بالحجههارة حههتىفي ذات ا ّ
أدموا عقيبه و صياح الصبيان به و القاء فههرث الكههرش علههى رأسههه ،و فتههل الثههوب فههى
عنقه ،
و حصره و حصر أهله في شعب بني هاشم سنين عديدة محّرمهة معهاملتهم و مبهايعتهم و
ن بعض من كان يحنو عليهههم لرحههم مناكحتهم و كلمهم حتى كادوا يموتون جوعا لو ل أ ّ
أو لسبب غيره فهو يسرق الشىء القليل من الّدقيق أو التمر فيلقيه إليهم ليل .
ثّم ضربهم أصحابه و تعذيبهم بالجوع و الوثاق في الشمس و طردهم إياه عن شعاب مكة
ل عليه و آله مسههتجيرا منهههم تههارة
حتى خرج من خرج منهم إلى الحبشة و خرج صّلى ا ّ
بثقيف ،و تارة ببنى عامر ،و تارة بربيعة الفرس و بغيرهم .
ثّم أجمعوا إلى قتله و الفتك به ليل حتى هرب منهم لئذا بالوس و الخزرج ،
تاركا أهله و أولده و ما حوته يده ،ناجيا بحشاشة نفسه حتى وصل إلى المدينة ،
فناصبوه الحرب و رموه بالمناسر و الكتائب ،و ضربوا له آباط البل .
] [ 176
سلم تلك المقّدمة أعني مقّدمة البعثة لّنه لما كان غرضه الصههلى مههن و انما مّهد عليه ال ّ
هذه الخطبة التحذير من المنافقين الذين كهان هّمهههم فههي إبطهال الهّدين و ترويههج الباطهل ،
أراد أن ينّبه على مزيههد خبههث طينتههم المهوجب لمزيهد الحهذر منهههم حيههث إنههم يريهدون
ل ،و يبطلوا الّدين القويم الذى قد قوسي فيه هذه المكاره ، ليطفؤا نور ا ّ
و لما حّذر عن المنافقين اتبعه بذكر مذاّمهم و مثالبهم تنفيرا عنهم و قال ) فاّنهم الضاّلون
( عن الصراط المستقيم و النهج القويم ) المضهّلون ( لغيرههم عنههه بالشهبه و التمههويه ) و
الّزالون المزّلون ( أى الخاطئون الموقعون لغيرهم فى الخطاء أيضا .
] [ 177
) و يفتنون افتنانا ( أى يتشّعبون بأنحاء مختلفة فى القول و العمل علههى مقتضههى اختلف
آرائهم الباطلة .
ن المههرض هههو قال الطبرسههى فهى تفسههير اليهة ،إنمها سههمى الشهك فهي الهّدين مرضهها ل ّ
الخروج عن حّد العتدال ،فالبدن ما لم تصبه آفة يكون صحيحا سوّيا ،و كذلك القلب ما
ك يكون صحيحا ،و قيل :المرض هو الفتور فهو فههي القلههب فتههوره شّلم يصبه آفة من ال ّ
ق كما أّنه في البدن فتور العضاء . عن الح ّ
) و صههفاحهم نقّيههة ( أى صههفحات وجههوههم طههاهرة نظيفههة ،و هههو كنايههة عههن اّتصههاف
صداقة خلف ما في باطنهم مههن الش هّر ظاهرهم بالبشر و البشاشة و المحّبة و الّنصح و ال ّ
و الفساد و الّلدد و العناد .
) يمشههون ( فههي ) الخفههاء ( أى مختفيهها قههال الشههارح البحرانههي :و هههو كنايههة عههن كههون
حركاتهم القولّية و الفعلّية فيما يريدونه في خفاء أفهام الّناس .
ب لههه
ضراء ( و هو مثل يضرب لمن أراد أن يختل صههاحبه يقهال :فلن يههد ّ) و يدّبون ال ّ
شههجر الملتههفضراء إذا أراد بصاحبه سوء و أذى من حيث ل يعلم ،كمن يمشى فههي ال ّ ال ّ
الساتر للصطياد .
) وصفهم دواء و قولهم شفاء و فعلهم الّداء العياء ( يعني أّنهم يّتصفون ظاهرا
] [ 178
بأوصاف أهل اليمان أو أّنهم يصفون من الطاعههات و الخيههرات مهها ههو دواء المهراض
النفسهانية كهالمؤمنين ،و يقولهون مههن القهوال الحسهنة و المههواعظ البالغهة مها هههو شهفاء
صدور كالّناسكين و الّزاهدين ،و يفعلون فعل الفاسقين الفاجرين اّلذى هو الهّداء الكههبرال ّ
المعيي للطباء من العلح .
ل أنّ
صههله أّنهههم يّتصههفون ظههاهرا بصههفات المههؤمنين ،و يتكّلمههون بمثههل كلمهههم إ ّ
و مح ّ
أفعالهم خلف أقوالهم ،و باطنهم مناف لظاهرهم كما قال تعههالى فههي وصههفهم » يقولههون
ل أعلم بما يكتمون « و قال أيضا » و إذا لقوا اّلذين آمنوا بأفواههم ما ليس في قلوبهم و ا ّ
قالوا آمّنا و إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا اّنا معكم اّنما نحن مسههتهزؤن « و فههي سههورة آل
لنامهل مهن الغيهظ قهل موتهوا ضهوا عليكهم ا َ
عمران » و إذا لقوكم قالوا آمّنا و إذا خلهوا ع ّ
صدور « . ل عليم بذات ال ّ نا ّبغيظكم ا ّ
ل سبحانه بههها
) حسدة الّرخاء ( أى إن رأوا لحد سعة و رفاهّية في العيش و نعمة أنعم ا ّ
عليه يحسدونه و يحزنونه به كما قال تعالى ان تمسسكم حسنة تسؤهم و إن تصههبكم سههيئة
يفرحوا بها ) و مؤّكدوا البلء ( يعني إذا وقع أحد في بلء و مكروه يسعون في تأكيههده و
سهعاية و النميمهة و سهاير أسهباب التشهديد ،و ل يسهعون فهي دفعهه و رفعهه و
تشهديده بال ّ
لم و هو ظاهر .اصلحه و في بعض الّنسخ و موّلدوا البلء بال ّ
) و مقنطوا الّرجاء ( قال البحرانههي :أى إذا رجهها راج أمههرا ففههي طبههاعهم أن يقنطههوه و
يؤيسوه ،و هكذا شأن المنافق الكّذاب أن يبّعد القريب و يقّرب البعيد أقول :و يحتمههل أن
لو له عهّز و جه ّيكون المراد أّنهم بمقتضى خبثهم الباطني يقّنطون الّراجين مههن رحمههة ا ّ
ضههلل كمها قهال ي و ال ّ يؤيسونهم منها ،و ذلك لقنوطهم في أنفسهم منها بمها لهههم مههن الغه ّ
ظههاهر أ ّ
ن ل طريههق صههريع ( ال ّ ضههاّلون ) لهههم بكه ّ
ل ال ّ
تعالى و من يقنط من رحمههة رّبههه إ ّ
ل طريق من طرق البّر صرعى أى هلكى لضللهم الّناس عنهها ، ن لهم في ك ّ
المراد به أ ّ
شارح البحراني :إّنه كنايههة عههن كههثرة مههن يقتلههونه أو يههؤذونه بخههديعتهم و كّنههى و قال ال ّ
ل مقصد طريق إّما عن ك ّ بال ّ
] [ 179
ل حيلة احتالوها و مكر مكروه ،فاّنه ل بّد أن يستلزم أذى و الظهر مهها
قصدوه أو عن ك ّ
قلناه .
ل قلب نحوهم و عطفه إليهم وسيلة و واسههطة ، ل قلب شفيع ( أى إلى صرف ك ّ ) و إلى ك ّ
طف و الّتههؤدد و الّتملههق أو المههراد أ ّ
ن و هى خلبة ألسنتهم و ملقهم و ما يظهرونه من الّتل ّ
ى تقدير فههالمراد بههه الّتنههبيه
ق شفيع ،و على أ ّ ل قلب و إضلله عن الح ّ لهم إلى تحريف ك ّ
ى نحو كان . على شّدة استيلئهم على القلوب و تمّكنهم من الّتصّرف فيها بأ ّ
ل محههزون و ل شجو دموع ( يعني أّنهههم يسههكبون دمههوعهم و يبكههون ريههاء عنهد كه ّ ) و لك ّ
صههل إلههى
مصههاب تخييل بههأّنهم مشههاركوهم فههي الحههزن و السههف و قصههدهم بههذلك التو ّ
حصول أغراضهم الفاسدة .
) يتقارضون الّثناء ( أى يثنى أحدهم على الخر ليثنههى الخههر عليههه كههأّنه يقههرض الثنههاء
ليأخذ عوضه .
) إن سألوا ألحفوا ( أى أسّروا في سهؤالهم و ألحهّوا فيهه ) و إن عهذلوا كشهفوا ( يعنهي إن
لموا أحدا ببعض المعايب كشفوا عيههوبه عنههد الجههانب و القههارب ،و ربمهها يظهرونههها
عنهد مهن ل يرضههى بالظهههار عنههده ،و ذلههك لعهدم كهون نصهحهم عهن وجههه الصهدق و
الخلوص حتى يناصحوه في الخلوة ل فى الملء .
) و ان حكموا أسرفوا ( أى إذا ولى أحدهم ولية أسرف فيها بههالظلم و الطغيههان و أفههرط
في الكل و الشرب و النهماك فى شهوات نفسه كما فعل معاوية في ولية الشام .
و يحتمل أن يراد به أنهم إذا فّوض إليهم الحكم تعّدوا فيههه و تجههاوزوا عههن العتههدال كمهها
صدر عن عمرو بن العاص و أبي موسى الشعري في قضّية التحكيم .
] [ 180
ى قاتل ( يحتمل أن يراد به خصوص ذى الحياة من نوع النسان فيراد بالقاتل لح ّ ) و لك ّ
ل ما له قههوام و ثبههات مههن امههورمعناه المعروف و أن يراد به معناه المجازى أى هيؤا لك ّ
سههلم فههي المختههار المههأة و السههابع و
الهّدين مهها يههوجب فسههاده و إبطههاله كمهها قههال عليههه ال ّ
العشرين ،و انما حكم الحكمان ليحييا ما أحيى القرآن و يميتا ما أمههات القههرآن و إحيههاؤه
الجتماع عليه و إماتته الفتراق عنه .
ل أمر مظلم يعيي فيه رأيا يستضاء به فيه و يهتدى بههه إليههه
ل ليل مصباحا ( أى لك ّ
) و لك ّ
كما دّبره ابن العاص عند ضيق الخناق على أهل الشام بصّفين من رفع المصههاحف علههى
الّرماح صبيحة ليلة الهرير ،فأنجاهم بتلك الحيلة و المكيدة عن هذه الورطة العظيمة .
ل المراد أنهم يتزّهدون و يظهرون اليأس و الستغناء صلون إلى الطمع باليأس ( لع ّ
) يتو ّ
عما في أيدى الناس و صلة بهه إلهى مطهامعهم ،و محصهله أنههم يهتركون الهدنيا للهّدنيا و
يستغنون عن الناس تزويرا .
) ليقيموا به أسواقهم و ينفقوا به أعلقهم ( شبههم فى قصدهم إلى إضلل النههاس بالتههاجر
الذي يجلس في السوق و يعرض متاعه على المشههترين و يرغبهههم إليههه بحسههن المعاملههة
قصدا إلى رواج متاعه ،فجعلهم بمنزلة التاجر ،و ما عندهم مههن متههاع الضههلل بمنزلههة
المبيع ،و من يريدون إضلله بمنزلة المشترى ،و ما عنده من الهدى بمنزلة الثمن .
] [ 181
صل المعنى أنهم يظهرون اليأس من الناس جلبا لقلوبهم إليهم ،
فيكون مح ّ
و توصل بههه إلههى مهها يطمعههونه منهههم مههن الضههلل و الغههواء و غرضهههم بههذلك إقامههة
أسواقهم أى انتظام معاملتهم معهم و ترويج ما لديهم من متاع الضلل الذي يزعمون أنههه
متاع نفيس مع أنه خبيث خسيس .
) يقولون فيشبهون ( أى يقولههون قههول فاسههدا فيوقعههون بههه الشههبهة فههي قلههوب الخلههق ) و
ق.
يصفون فيمّوهون ( أى يصفون الباطل و يزّينونه بصورة الح ّ
ل المراد به أنهم جعلهوا الطريهق المهؤّدى إلهى) قد هّينوا الطريق و أضلعوا المضيق ( لع ّ
الضهلل سههل هينها لمهن أرادوا اسهلكهم فيهه بالخهدع و التمويههات ،و جعلهوا المسهلك
الضيق معوجا لمن أراد الخروج من ورطة الضلل بعد تورطه فيههها ،فسهههولة الطريههق
بالنسبة إلى الوارد ،و الضيق و العوجاج بالنسبة إلى الخارج .
) فهم لمة الشيطان ( أى جماعته و أصحابه و أتباعه ) وحمة النيران ( أى معظههم حّرههها
و قال الشارح البحراني مسههتعار لمعظههم شههرورهم ،و وجههه المشههابهة اسههتلزامها للذى
البالغ و كذلك حمة التخفيف .
ن حزب الشيطان ) اولئك حزب الشيطان ( لضللهم الناس عن الهدى إلى الّردى ) أل إ ّ
هم الخاسرون ( اقتباس من الية الشريفة في سورة المجادلههة قههال تعههالى اسههتحوذ عليهههم
ل اولئك حزب الشيطان الية .الشيطان فانسيهم ذكر ا ّ
قال الطبرسي في تفسيره :أى استولي عليهم يعني المنافقين و غلب عليهم لش هّدة اتبههاعهم
ل ه و ل يههذكرونه ،اولئك حههزب الشههيطان أى ل ه حههتى ل يخههافون ا ّ
ايههاه فأنسههاهم ذكههر ا ّ
ن حههزب الشههيطان هههم الخاسههرون ،يخسههرون الجّنههة و يحصههل لهههم بههدلها جنههوده ،أل ا ّ
النار .
أقول :و بعبارة أوضح أنهم فّوتوا على أنفسهم النعيم المؤّبد و عرضوها للعههذاب المخّلههد
بما اّتصفوا به من صفة النفاق .
سلم
روى في الكافي باسناده عن محّمد بن الفضيل قال :كتبت إلى أبي الحسن عليه ال ّ
] [ 182
ععععععع
از جمله خطب شريفه آن حضرتست كه وصف فرموده در آن منافقين را ميفرمايد :
حمههد ميكنههم خههدا را در مقابههل آن چيههزى كههه توفيههق داد مههر آن چيههز را در طههاعت و
فرمانبردارى ،و دفع و منع فرمود بندگان را از آن از معصيت و گردن كشى ،
و در خواست مىكنيم از او تمام كردن مر مّنههت او را ،و چنهگ زدن بريسهمان محكههم
او كه عبارتست از اسلم يا قرآن .
و گواهى ميدهيم اينكه محّمد بنده پسنديده و فرستاده او است ،فرو رفههت در هههر شههدايد
صه در تحصههيل رضههاى إلهههى جه برضاى خدا ،و جرعه جرعه نوشيد هر غ ّ بجهت تو ّ
و حال آنكه متغّير و متلّون الحال شدند از براى او نزديكان و خويشان ،و جمههع گشههتند
بر عداوت او بيگانگان ،و كندند طايفه عرب بسوى حرب او لجامهاى خود را و زدنههد
بر شكمهاى شتران باركش خودشان بجهت رفتن بسوى جنگ او تا آنكههه فههرود آوردنههد
در فضاى خانه و منزل او دشمنى خودشان را از دورترين خانه و دورتريههن زيارتگههاه
وصّيت مىكنم شما را اى بندگان خدا به پرهيزكارى خدا و مىترسههانم شههما را از أهههل
نفاق ،پس بدرستيكه منافقان گمراهان و گمراه كنندگانند ،و لغزندگان و لغزانندگاننههد ،
رنگ برنگ و مختلف الحال مىشوند و خلق را تفتين مىكنند ،
قصد مىكنند شما را بهر أمر سنگين ،و انتظار شما را مىكشند در هر گذر گاهى ،
] [ 183
قلبهاى ايشههان فاسههد اسههت ،و صههفحه روهههاى ايشههان پههاك و نظيههف ،راه مىرونههد در
پنهانى و حركت مىكنند در طرق اذّيت و اضرار .
صفت ايشان دواء است ،و گفتار ايشان شفاء اسههت ،و كههردار ايشههان درد بههى درمههان
حسد كنندگان رفاهّيتند ،و محكم كنندگان بل و معصيبت ،و مههأيوس كننههدگان اميدنههد ،
ايشان را است در هر راهى افتاده ،و بسوى هر قلبى واسطه ،و از براى هر انههدوهى
اشك چشمى ،بقرض ميدهند بيكديگر ثنا و سهتايش را ،و منتظهر مىباشهند از يكهديگر
جزا و احسان را .
اگر سؤال نمايند اصرار مىكنند ،و اگر ملمت نمايند پرده درى مىكنند ،
و اگر حاكم نمايند ايشان را در حكومتى اسراف مىنمايند ،بتحقيق كههه مهّيهها سههاختهاند
از براى هر حق باطلى را ،و از براى هر راست كجى را ،و از براى هر زنده قاتلى
را ،و از براى هر در كليدى را و از براى هر شب چراغى را .
] [ 184
مقل العيون من عجآئب قدرته ،و ردع خطرات هماهم الّنفوس عن عرفان كنه صههفته ،
ل شهادة إيمان و إيقان ،
لا ّ
و أشهد أن ل إله إ ّ
ن محّمدا عبده و رسوله ،أرسله و أعلم الهههدى دارسههة ، و إخلص و إذعان ،و أشهد أ ّ
ق ،و نصههح للخلههق و هههدى إلههى الّرشههد ،و أمههر
و مناهج الهّدين طامسههة ،فصههدع بههالح ّ
ل عليه و آله .
بالقصد صّلى ا ّ
ل أّنه لم يخلقكم عبثهها ،و لههم يرسههلكم همل ،علههم مبلههغ نعمههه عليكههم ،و
و اعلموا عباد ا ّ
أحصى إحسانه إليكم ،فاستفتحوه ،و استنجحوه ،
و اطلبوا إليه ،و استمنحوه ،فما قطعكم عنه حجاب ،و ل أغلق عنكم دونه باب ،و إّنههه
ل حين و أوان » زمان خ « ،
ل مكان ،و في ك ّ لبك ّ
ن ،ل يثلمه العطاء ،و ل ينقصه الحبهآء ،و ل يسهتنفده سههائل ،و ل
ل إنس و جا ّ
و مع ك ّ
يستقصيه نائل ،و ل يلويه شخص عن شخص ،
و ل يلهيه صوت عههن صهوت ،و ل تحجهزه هبهة عههن سههلب ،و ل يشههغله غضهب عههن
ظهههور ،و ل يقطعههه
رحمة ،و ل تولهه رحمههة عههن عقههاب ،و ل يجّنههه البطههون عههن ال ّ
ظهور عن البطون ،قرب فناى ،و عل فدنى ، ال ّ
و ظهر فبطن ،و بطن فعلن ،و دان و لم يدن ،لم يذرء الخلق باحتيال و ل اسههتعان بهههم
لكلل .
] [ 185
ل مهجههة ،
صور فتزهق ك ّ
طل فيه صروم العشار ،و ينفخ في ال ّ و تظلم له القطار ،و تع ّ
شوامخ ،
شّم ال ّ
ل ال ّ
ل لهجة ،و تذ ّ
و تبكم ك ّ
صّم الّرواسخ ،فيصير صلدها سرابا رقرقا ،و معهدها قاعا سملقا ،
و ال ّ
فل شفيع يشفع ،و ل حميم يدفع ،و ل معذرة تنفع .
ععععع
) المقل ( جمع مقلة كغرف و غرفة و هى شحمة العين اّلههتي تجمههع سههوادها و بيضههها و
صههدر
) الهمهمة ( الكلم الخفي أو صوت يسمع و ل يفهم محصوله و ترّدد الزئير فههي ال ّ
من الههّم و نحهوه ،قهاله فهي القهاموس أقهول :و الزئيهر مهأخوذ مهن الهزئر و ههو ترديهد
صوت في الجوف ثّم مّده ، ال ّ
و ) طمست ( الشيء طمسها محههوته و طمههس هههو يتعهّدى و ل يتعهّدي و طمهس الطريههق
ن و ) استمنحوه ( بالّنون من المنحههة و هههى
ن و أبو الج ّ
ن ( اسم جمع للج ّ
درست و ) الجا ّ
العطّية و في بعض الّنسخ باليههاء يقههال اسههتمحت الّرجههل طلبههت عطههاءه و محههت الّرجههل
أعطيته و ) الّثلمة ( في الحههايط و غيههره الخلههل و الجمههع ثلههم كغرفههة و غههرف و ) نفههد (
الشىء ينفد من باب تعب نفادا فنى و انقطع و أنفدته أفنيته و ) الّنائل (
] [ 186
سههلب بالتحريههك
العطاء كالنوال و الّنال و ) سلبت ( ثههوب زيههد مههن بههاب قتههل أخههذته و ال ّ
الختلس و اسم لما يسلب و منه الحديث من قتل قتيل فله سلبه .
و قوله ) و ل يجنه البطون عههن الظهههور و ل يقطعههه الظهههور عههن البطههون ( هكههذا فههي
شارح المعهتزلي بتههذكير الفعليههن ،و عليهها فهالبطون و الظههور مصهدر بطههن و نسخة ال ّ
ظهر ،و في بعض الّنسخ بتأنيثهما و على ذلك فل بّد من جعلهما جمعهها للبطههن و الظهههر
كما هو مقتضى القواعد الدبّية .
و ) الّدين ( الجزاء و منه الحديث كما تدين تدان أى كما تجازى تجازى بما فعلت و يقهال
سلم دّيههان هههذه
ي عليه ال ّ
أيضا على القهر و الغلبة قال ابن الثير :و منه الحديث كان عل ّ
طاعة و في القاموس الّدين الحساب و القهر و الغلبة و الستعلء الّمة أى قاهرهم على ال ّ
سلطان و الملك و الحكم .و ال ّ
صروم ( إّما جمع صرمة بالكسر القطعة من البل ما بين العشههرة إلههى الربعيههن و و ) ال ّ
سحاب و تجمههع علههى صههرم مثههل سههدرة و سههدر و إّمهها جمههع صههرم و هههى
القطعة من ال ّ
طائفة المجتمعة من القوم ينزلون بابلهم ناحية من الماء و يجمع على أصرام مثههل حمههل ال ّ
و أحمال ،أو جمع صرماء و هى الّناقة القليلة الّلبن ،و تجمههع علههى صههرم وزان قفههل و
الخير أظهر .
و ) العشار ( من البل الّنوق أتى عليها من يوم ارسل الفحل فيها عشرة شهر فزال عنههها
اسم المخاض و ل يزال ذلههك اسههمها حّتههى تضههع ،و الواحههدة عشههراء ،و قههال الفيههروز
آبادى و العشراء من الّنوق اّلتى مضى لحملها عشرة أشهر أو ثمانية أو هى كالّنفساء من
النساء و الجمع عشراوات و عشار ،أو العشار اسم يقع على الّنوق حّتى تنتههج بعضههها و
بعضها ينتظر نتاجها .
) و الشّم ( جمع اشم يقول جبل اشم أى فيه شمم و ارتفاع و رجههل اشههم أى بههأنفه ارتفههاع
سراب بالضم ما ترقرق منه أى تحّرك قال في القاموس و ) رقرقان ( ال ّ
] [ 187
و الّرقراقة التى كان المهاء يجهرى فهى وجههها و ) القهاع ( الرض السههلة المطمئنهة قهد
انفرجت عنها الجبال و الكام و ) السملق ( الصفصف و هى المستوى من الرض .
ععععععع
قوله و اطلبوا إليه ،تعدية الطلب لتضمينة معنى التضّرع ،و قوله :تؤل ،
بالجزم لوقوعه في جواب المر كمها فههي نسهخة الشههارح المعهتزلي ،و فهي أكههثر النسههخ
بالرفع و الظاهر أنه على الستيناف البياني ،و قوله :فههي يههوم تشههخص ،متعّلههق بقههوله
تؤل ،و الفاء في قوله :فتزهق ،و قوله :فيصير ،و قوله :فل شفيع ،كّلها فصيحة .
عععععع
ن هذه الخطبة الشريفة مسوقة للنصح و الموعظة و المر بالتقوى مع التنههبيه علههى اعلم أ ّ
ل ،و افتتحههها بحمههده و الثنههاء
له عهّز و جه ّ
جملة من صفات الكمال و العظمههة و الجلل ّ
عليه و الشهادة بالتوحيد و الّرسالة فقال :
) و ردع خطههرات همههاهم النفههوس عههن عرفههان كنههه صههفته ( أى دفههع و منههع الفكههار و
الّرويات التي تخطر بالنفوس و توجب همهمتها عن معرفة كنه صفات جماله و جللههه و
يحتمل أن يراد بالهماهم نفس تلك الفكار على سبيل الستعارة لترّددها في الجههوف مثههل
ترّدد الهماهم .
] [ 188
و كيف كان فالغرض منه التنبيه على عجز العقههول و المشههاعر الظههاهرة و الباطنههة عههن
إدراك حقيقته و ذاته حسبما عرفته فى شرح الفصههل الثههاني مههن الخطبههة التسههعين و فههي
شهادة بتوحيده فقال :
شرح مرارا ،و أردف الّثناء عليه تعالى بال ّ
تضاعيف ال ّ
ل ( و قد مضى الكلم في تحقيههق معناههها و الخبههار الههواردة فههي لا ّ ) و أشهد أن ل إله إ ّ
فضلها بما ل مزيد عليههه فههي شههرح الفصههل الثههاني مههن الخطبههة الثانيههة ،و وصههفها هنهها
بأوصاف أربعة :
أحدها كونها ) شهادة ايمان ( أى يطابق القول فيها للعقد القلبي .
) و ( ثانيها كونها شهادة ) ايقان ( أى صههادرة عههن علههم اليقيههن ل عههن وجههه التقليههد و ل
ل هو مع اعتقاد أّنه ل يمكههن أن يكههون ذلههك المعتقههد إ ّ
ل ل باعتقاد أن ل إله إ ّ
تكون كذلك إ ّ
كذلك .
) و ( ثالثها أن تكون عههن ) اخلص ( أى جعلههها خالصهها عههن شههوب غيههره مههن الّريهها و
ل أمههر عههن درجههة شههارح البحرانههي :هههى أن يحههذف عههن ذلههك المعتقههد كه ّنحوه و قال ال ّ
العتبار و ل يلحظ معه غيره ،انتهى و قد مّر له معنى آخر فههي الخبههار المتقّدمههة فههي
ل.ل عّما حّرم ا ّ لا ّن إخلصها أن حجزه ل إله إ ّ شرح الخطبة الثانية من أ ّ
و أردفها بالشهادة بالّرسالة لما عرفت في الخبار المتقّدمة في شرح الخطبههة الّثانيههة مههن
فضل المقارنة بينهما فقال :
] [ 189
ل فاصهدع بمها تهؤمر و أصهل ق ( امتثال لما كان مامورا به بقوله عّز و جه ّ ) فصدع بالح ّ
صدع عبارة عن كسههر الّزجاجههة و شهّقها و تفريقههها ،فاسههتعير عنههه للبيههان الواضههح و ال ّ
التبليغ الكامل ،و الجامع التأّثر .
ن معناها أبن المر إبانة ل تنمحى كما ل يلتئم كسر الّزجاجههة و قد قيل في تفسير الية :أ ّ
ق جماعاتهم بالّتوحيد أو بالقرآن .
ق و الباطل ،و قيل :ش ّ ،و قيل :أفرق بين الح ّ
) و نصح للخلق ( بصرفهم عن الّردى إلهى الههدى و رّدههم عهن الجحيهم إلهى النعيهم ) و
سهداد فهي القههول و العمههل ) و أمهر بالقصههد ( أى صهواب و ال ّهدى إلى الّرشد ( أى إلى ال ّ
بالعدل في المور المصون عن الفراط و الّتفريط ،و يحتمل أن يكههون المههراد بههه قصههد
ل عليههه و آلههه ( و س هّلم ث هّم نّبههه
صراط المستقيم ) صّلى ا ّق أى ال ّ
السبيل الموصل إلى الح ّ
المخاطبين على عدم كونه تعالى في خلقهم و ايجادهم لغيا عابثا فقههال ) و اعلمههوا عبههاد
ل أّنه لم يخلقكم عبثا ( تعالى عن ذلك علّوا كبيرا ،و انما خلقكم للمعرفة و العبودّية كما ا ّ
ل ليعبدون « .ن و النس إ ّ
قال » و ما خلقت الج ّ
) و لههم يرسههلكم همل ( أى لههم يههترككم سههدى مهمليههن كالبهههايم و النعههام ،و إّنمهها كّلفكههم
بالتكاليف و الحكام ) علم مبلغ نعمه ( و مقدارها كّما و كيفا ) عليكم و أحصى إحسانه (
و فضله ) إليكم ( ليبلوكم أ تشكرونه أم تكفرون و من شكر فاّنما يشكر لنفسه و مههن كفههر
ى كريم ) فاستفتحوه ( أى اطلبوا منه فتح أبواب الّنعم ) و استنجحوه ( أى اطلبههوا فاّنه غن ّ
منه نجاح عوائد المزيد و القسم ) و اطلبوا ( منه متضّرعين ) إليه ( أن يصرف عنكم ما
ل يصرفه أحد غيره من عذاب الّنار و سخط الجّبار .
) و استمنحوه ( أى اطلبوا منههه أن يعطيكههم مهها ل يعطيههه أحههد غيههره مههن فههوز الجنههان و
رضى الّرحمن ،و طلب ذلك كّله منه سبحانه إنما هو بالقيههام بمراسههم الحمههد و الشههكر و
طاعات و القربههات اّلههتي بههها يسههتعّد لفاضههة الّرحمههة و نههزولبالمواظبة على وظايف ال ّ
الخيرات ،هذا .
] [ 190
ل مكان ( بالعلم و الحاطة ل بالتحّيز و الحوايههة ،فل يخفههى عليههه شههيء مههن ) و اّنه لبك ّ
سائلين و إّنما منظره فى القرب و البعد سواء ،لم يبعد منه قريب و لم يقرب منه حوائج ال ّ
بعيد ،و ل يحويه مكان و ل يحيط به مكان حّتههى إذا كههان فههي ذلههك المكههان يحجههب عنههه
أخبار ساير المكنة و المكانّيات .
يوضح ذلك ما رواه في الكافي باسناده عن عيسى بن يونس قال :قال ابههن أبههي العوجههاء
ل فأحلت على غههايب فقههال سلم في بعض ما كان يحاوره :ذكرت ا ّ ل عليه ال ّلبي عبد ا ّ
سلم :ويلك كيف يكون غائبا من هو مع خلقه شاهد و اليهم أقرب من ل عليه ال ّأبو عبد ا ّ
حبل الوريد ،يسمع كلمهم و يرى أشخاصهم و يعلم أسرارهم ،فقال ابن أبى العوجههاء أ
ل مكان أ ليس إذا كان في السماء كيف يكون في الرض و إذا كان فههي الرض هو في ك ّ
سههلم :إنمهها وصههفت المخلههوق الههذي إذا
ل عليه ال ّ
كيف يكون في السماء ؟ فقال أبو عبد ا ّ
انتقل عن مكان اشتغل به مكان و خل منه مكان فل يدرى في المكان الذي صار إليههه مهها
ل العظيم الشأن الملك الّديان فل يخلو منه مكههان و حدث في المكان الذى كان فيه ،فأما ا ّ
ل يشتغل به مكان و ل يكون إلى مكان أقرب منه إلى مكان .
و قد مّر هذا الحديث في شرح الفصل السادس من الخطبة الولى و مّر تحقيق الكلم فههي
تنّزهه سبحانه من المكان في شرح الفصل الخامس منها فليراجع ثّمة
] [ 191
ن الكههون فيهههل حين و زمان ( بالعلم و الحاطة أيضا ل بمعنى ظرفّيته لههه ،ل ّ ) و في ك ّ
بمعنى الظرفية مستلزم للحدوث المنافي للوجوب ،فالواجب الّول تعالى منّزه عن ذلك ،
ل إنههس و قد تقّدم مزيد تحقيق لذلك في شرح الخطبة المأة و الخامسة و الثمانين ) و مع ك ّ
ن ( ل معّية بالقتران بل بمعنى كونه عالما بهم شاهدا عليهم غير غههايب عنهههم كمهها و جا ّ
لرض مهها يكههون مههن ل يعلم ما فههى السههموات و مهها فههي ا َنا ّ
قال عّز من قائل » أ لم تر أ ّ
ل هههول هو سادسهم و ل أدنى من ذلك و ل أكثر إ ّ ل هو رابعهم و ل خمسة إ ّ نجوى ثلثة إ ّ
ل شيء عليههم « و قههد مهّر مزيههد ل بك ّ
نا ّ
معهم أينما كانوا ثّم ينّبئهم بما عملوا يوم القيامة ا ّ
تحقيق لهذا المعنى في شرح الفصل الخامس و السادس من الخطبة الولى ،هذا .
و لما شّوق المخاطبين إلى الطلب و السؤال بالتنبيه على عموم علمه بحههالت السههائلين و
حاجات الطالبين و عدم خفاء شيء منها عليه أكد تشويقهم بالتنبيه على سعة جوده فقال :
) ل يثلمه العطاء و ل ينقصه الحباء ( أى ل يهوجب كهثرة عطهائه و مزيههد حبهائه خلل و
نقصا في خزانة كرمه و بحر جوده ،و ذلك لعدم تناهى مقدوراته .
و بذلك الحديث أيضا اّتضح معنى قههوله ) ل يسههتنفده سههائل و ل يستقصههيه نههائل ( أى ل
ينفى جوده سائل و إن بلغ الغايههة فههى طلبههه و سههؤاله ،و كههذا ل يبلههغ القصههوى و الغايههة
عطاؤه و نواله بل لو وهب ما تنّفست عنه معادن الجبال و ضحكت عنه أصههداق البحههار
من فلّز الّلجين و العقيان و نثارة الّدر و حصيد المرجان ما أّثر ذلك فى جوده و ل
] [ 192
أنفد سعة ما عنده ،و لكان عنده من ذخاير النعام ما ل تنفده مطالب النام ،لّنه الجههواد
حين حسبما مّر في الخطبة الّتسعين خله إلحاح المل ّ
سائلين ،و ل يب ّ
اّلذى ل يغيضه سؤال ال ّ
.
) و ل تحجزه هبة عن سلب ( أى ل يمنعه البذل و النعام عههن سههلب المههال و أخههذه قههال
ن الواحههد مّنهها يصههرفه اهتمههامه بعطّيههة عههن
شارح المعتزلي :أى ليس كالقادرين مّنا فا ّ
ال ّ
ن اشتغال القلب بأحد المرين يشههغله سلب مال عمرو حال ما يكون مهتّما بتلك العطّية ل ّ
عن الخر ،انتهى .
صله أّنه تعالى ل يشغله شأن عن شأن ،و يحتمهل أن يهراد بهه أّنهه تعهالى ل أقول :و مح ّ
يمنعه هبته لحد و إنعامه عليه عن سلب نعمة اخرى عنههه كالواحههد مّنهها إذا وهههب يمنعههه
هبته عن سلبه ،لستلزام الهبة فينا التلطهف و العطهف ،و اسهتلزام السهلب فينها الغيهظ و
الغضب ،و هما أمران متضاّد ان ل يمكن اجتماعهما في شخص واحد في حالة واحدة ،
فل يكون الواهب حال ما هو واهب سالبا و بالعكس ،و أّما الواجب تعههالى فلّمهها لههم يكههن
منشأ هبته و سلبه العطف و الغضب لكونهمهها مههن عههوارض المههزاج الحيههوانى و تنّزهههه
عنها جاز اّتصافه بهما معا .
و هذان الحتمههالن يأتيهان فههي قهوله ) و ل يشهغله غضهب عهن رحمهة ( و المهراد بهمها
غايتهما ،أى العقاب و الحسان ل معناهما المعروف المستلزم للحدوث و الّنقصان .
و أّمها قهوله ) و ل تهولهه رحمهة عهن عقهاب ( فقهد قهال الشهارح المعهتزلي أى ل يحهدث
ق،والّرحمة لمستحقها عنده ولها و هو التحّير و الههترّدد و يصههرفه عههن عقههاب المسههتح ّ
ن الواحد مّنا إذا رحم انسانا حدث عنده رّقة خصوصا إذا توالت منه الّرحمههة لقههومذلك ل ّ
متعّددين فانه يصير الّرحمة كالملكة عنده فل يطيق فى تلك الحال أن ينتقم
] [ 193
و البارى سبحانه بخلف ذلك ،لّنه ليس بذى مزاج سبحانه ،هذا .
ق
ن الغرض بهذه الجملت جميعهها الّتنههبيه علههى كمههال الحه ّ و أقول هنا مزيدا للّتوضيح :إ ّ
ن البطون في الخلق مههانع مهن ل و على تنّزهه من صفات المخلوقين ،فا ّ المتعال عّز و ج ّ
الظهور ،و الظهور من البطون ،و القرب من البعد ،و البعد من القههرب ،و العل هّو مههن
صفات بمعناه المعروف مضادا للخههر ،فل ل من هذه ال ّ
الّدنّو ،و الّدنّو من العلّو لكون ك ّ
ل واحد على يمكن اّتصاف شخص واحد بهما معا في حالة واحدة و ل اجتماعهما في مح ّ
ما هو مقتضى الّتضاّد .
و على ذلك فل يجّنه البطون عن الظهور ،أى ل يستره خفاؤه بذاته عن ظهوره بآيههاته ،
أو ل يستره اختفاؤه عن البصار عن ظهههوره للعقههول و البصههاير ،أو ل يحجبههه خفههاؤه
عن البصار و الوهام بذاته عن قهره و غلبته للشياء بسلطانه و قدرته .
صله أّنه ليس بطونه بلطافههة أو اجتنههان ،و ل ظهههوره برؤيههة و عيههان حّتههى يكههون
و مح ّ
اّتصافه بأحدهما حاجبا و مانعا عن الخر كما في المخلوق .
و على ما في بعض الّنسههخ مههن روايهة ل تجّنهه بصههيغة الّتهأنيث ،فهالمراد أّنههه ل تسهتره
ن علمههه
بههواطن الشههياء عههن ظواهرههها أى ل تحجههب علمههه بطونههها عههن ظهورههها ،ل ّ
ببواطن الشياء ليس على وجه الستبطان و الغور فيها ،و ل علمه بظواهر الشياء مههن
ظهور عن البطون كما فينا . ظهور و ال ّ أجل كونه فوقها حّتى تحجبه البطون عن ال ّ
و يحتمل أن يكون المراد أّنه تعالى حين ما هو عالم بالباطن عالم بالظاهر لكمال علمههه و
عموم إحاطته ،و ليس كالمخلوق حين علمه بأحدهما يغفل عههن الخههر لنقصههان علمههه و
قصوره .
] [ 194
ظهههور عههن البطههون ( و أّمهها قههوله) و ( بذلك كّله ظهر أيضا معنى قوله ) :ل يقطعههه ال ّ
) قرب فنأى ( فالمراد به أّنه قرب من الخلق بالعلم و الحاطة و بالّرحمة و الفاضههة ،و
بعد عنهم بالّذات و الحقيقة و ليس قربه قربهها مكانّيهها حّتههى ينههافي لبعههده ،و ل بعههده بعههدا
مكانّيا بتراخى مسافة حّتى ينافي لقربه .
) و ظهر فبطن ( أى ظهر على الشياء بسلطانه و عظمته ،و بطن في الشياء بعلمههه و
معرفته ) و بطن فعلن ( أى خفى بذاته و كنهه و ظهر بآثاره و آياته ،و هاتههان الفقرتههان
تأكيدتان للفقرتين المتقّدمتين ،فاّنه لّما نّبه فيهما على عهدم حجهب بطهونه عهن ظهههوره و
ظهوره عن بطونه نّبه هنا على ما يستلزمه عدم الحجب و هو اّتصافه بهما معا روى في
له تعهالى و أسهماء المخلهوقين عههن الكافي في باب الفرق بين المعاني اّلتي تحت أسهماء ا ّ
سلم قال :قال : ي بن محّمد مرسل عن أبي الحسن الّرضا عليه ال ّعل ّ
و أّما الظاهر فليس من أجل أّنه عل الشياء بركوب فوقها و قعود عليها و تسّنم لذراها ،
و لكن ذلك لقهره و غلبته الشياء و قدرته عليها ،كقول الّرجل ظهههرت علههى أعههدائى و
له علههى الشههياء ،و ل على خصمى ،يخبر عن الفلج و الغلبة فهكههذا ظهههور ا ّ أظهرنى ا ّ
ى ظههاهر ل ما برء فأ ّظاهر لمن أراده و ل يخفى عليه شيء و أّنه مدّبر لك ّ وجه آخر أّنه ال ّ
جهت و فيههك مههن ل تبارك و تعالى ،لّنك ل تعدم صنعته حيثمهها تههو ّ أظهر و أوضح من ا ّ
ظاهر مّنا البارز بنفسه و المعلوم بحّده فقد جمعنا السم و لم يجمعنهها آثاره ما يغنيك ،و ال ّ
المعنى .
] [ 195
و أّما الباطن فليس على معنى الستبطان في الشياء بههأن يغههور فيههها ،و لكههن ذلههك منههه
على استبطانه للشياء علما و حفظا و تدبيرا كقول القائل أبطنتههه يعنههي خههبرته و علمههت
مكتههوم سهّره ،و البههاطن مّنهها الغههايب فههي الشههيء المسههتتر و قههد جمعنهها السههم و اختلههف
المعنى .
) و ( أّما قوله ) دان و لم يدن ( فأراد به أّنه جزى العباد بأعمههالهم إن خيههرا فخيههرا و إن
شّرا فشّرا ،و لم يجز ،أو أّنه حاسب و لم يحاسههب ،أو أّنههه اسههتعل عليهههم و لههم يسههتعل
ل ما سواه و لم يسّلط عليه ،أو أّنههه ملههك جميههع الخليههق و لههم عليه ،أو أّنه تسّلط على ك ّ
ل إليه و استغنائه عنهم و لم يقهر عليه . ل و غلبهم بافتقار الك ّيملك ،أو أّنه قهر الك ّ
و أما القاهر فاّنه ليس على معنى علج و نصب » و تصهّلب خ « و احتيههال و مههداراة و
مكر كما يقهر العباد بعضهم بعضا و المقهور منهم يعود قاهرا و القاهر يكون مقهههورا ،
ن جميع ما خلق ملبس به الّذل لفههاعله و قّلههة المتنههاع
ل على أ ّ
ل عّز و ج ّ
و لكن ذلك من ا ّ
لما أراد به لم يخرج منه طرفة عين أن يقول له كن فيكون ،و القاهر مّنا على ما ذكههرت
و وصفت فقد جمعنا السم و اختلف المعنى .
) لم يذرء الخلق باحتيال ( أى لم يخلقهم باستخراج وجوه الحيههل و إجالههة الهّرأى و الفكههر
ن الفكههرة و الحركهة القلبيهةفي استخراجها كما ههو شهأن البشهر فهي صههنعهم ،و ذلههك ل ّ
صة بذوى الضماير ،و جلل البارى تعالى شأنه منّزه عنه و إنما أمره إذا أراد شههيئا مخت ّ
أن يقول له كن فيكون .
] [ 196
) فتمسكوا بوثائقها ( أى بعريها الوثيقة و حبالها المحكمة مههن الطاعههات و القربههات الههتي
هي جزؤها .
) و اعتصموا بحقايقها ( أى باصولها الثابتة الموافقة للواقع و المطابقة لغرض الشارع .
و أشار إلى ثمرة التمسك و العتصام بها بقوله ) تؤل بكم ( أى ترجعكم و تقههودكم ) إلهى
أكنههان الّدعههة ( و مههواطن الّراحههة متكئيههن فيههها علههى الرائك ل يههرون فيههها شمسهها و ل
زمهريرا ،و دانية عليهم ظللها و ذللت قطوفها تذليل .
) و أوطان السعة ( أى جنة عرضها السموات و الرض مع عيش سهعيد و أكهل رغيهد ،
فالّداخل فيها في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها دانية كلوا و اشربوا هنيئا بما أسلفتم
في اليام الخالية .
ل ذى ثلث شههعب
) و معاقل الحرز ( المانعة من عذاب النار و من غضب الجبههار و ظ ه ّ
ل ظليل و ل يغنى من الّلهب .
] [ 197
) في يوم ( أى اعتصموا بالتقوى تؤل بكم إلى مساكن المههن و الع هّز و السههعة و الراحههة
في يوم القيامههة و مهها أعظههم شههدايدها و أهوالههها ،و قههد زلزلههت الرض فيههها زلزالههها و
أخرجت الرض أثقالها و قال النسان ما لها .
) تشخص فيه البصار و تظلم له القطار ( أمهها شههخوص البصههار فههي ذلههك اليههوم فهههو
ل عمهها يعمههلله غههاف ً
نا ّص الكتههاب الكريههم قههال تعههالى فههى سههورة إبراهيههم و ل تحسههب ّ
ن ّ
خرهم ليوم تشخص فيه البصار .مهطعين مقنعى رؤسهم ل يرتّد إليهههم الظالمون انما يؤ ّ
طرفهم و أفئدتهم هواء .
مهطعين أى مسرعين ،و قيل :يريد دائمى النظر إلى ما يرون ل يطرفون .
مقنعى رؤسهم ،أى رافعى رؤوسهم إلى السماء حتى ل يرى الّرجل مكان قدمه من ش هّدة
رفع الّرأس ،و ذلك من هول يوم القيامة .
ل يرتّد إليهم طرفهم ،أى ل يرجع إليهم أعينهم و ل يطبقونها و ل يغمضونها ،
و أما ظلمة القطار فقد اشير إليها و إلى ما تقّدم أيضا في قوله تعالى فاذا برق البصههر و
خسف القمر و جمع الشمس و القمر يقول النسان يومئذ أين المفّر .
صافي عن القّمي قال :يبرق البصر فل يقدر أن يطرف و قرء بفتح الّراء و هو لغة
في ال ّ
،أو من البريق من شّدة شخوصه ،و خسف القمر ذهب ضوءه و نوره ،
] [ 198
لرض « و قيل له :فأين الّناس يومئذ ؟ فقال :في الظلمة دون المحشر .
الرض غير ا َ
) و تعطل فيه صروم العشار ( قد مّر تفسيرهما في بيان الّلغة ،و قد ص هّرح بتعطيلههها و
شمس كّورت . اشير إلى ظلمة القطار كليهما في قوله تعالى إذا ال ّ
و إذا الّنجههوم انكههدرت .و إذا الجبههال سهّيرت .و إذا العشههار عطلههت قههال أميههن السههلم
شمس ك هّورت ،أى ذهههب ل سبحانه عن القيامة و شدائدها فقال :إذا ال ّي :أخبر ا ّالطبرس ّ
ضوءها و نورها فاظلمت و اضمحّلت ،و إذا الّنجوم انكدرت ،أى تساقطت و تناثرت ،
و إذا الجبال سّيرت ،عن وجه الرض فصارت هباء منبّثها ،و إذا العشههار عطلهت ،أى
الّنوق الحوامل اّلتي أتت عليها عشرة أشهر ،و هو أنفس مههال عنههد العههرب تركههت همل
بل راع ،هذا .
صور
و لّما ذكر جملة من أوصاف يوم القيامة و أهاويلها تحذيرا منها أردفها بذكر نفخ ال ّ
الذى هو من أشراط الساعة و علماتها الّدالة على قربها تهويل به أيضا فقال :
صور ( و قههد مضههى شههرح وصههفه و تفصههيل كيفّيههة النفههخ فيههه فههي شههرح ) و ينفخ في ال ّ
الفصل الّثالث من الخطبة الّثانية و الثمانين بما ل مزيد عليه .
ل لهجههة ( أىل مهجههة و تبكههم كه ّ
ل عليه قوله ) :فتزهق كه ّ
و أراد به الّنفعة الولى كما يد ّ
ل لسان ،و هو كناية عن هلك العموم ،و قد اشههير ل قلب و تخرس ك ّ ل و تهلك ك ّ تضمح ّ
صور فصعق من في السموات و من في الرض . إليه في قوله تعالى و نفخ في ال ّ
شههامخات العاليههات
شوامخ ( أى الجبال الّراسيات ال ّ شم ال ّ
ل ال ّ
ل عليه أيضا قوله ) و تذ ّ
و يد ّ
ك بعضههها بعضهاصم الّرواسخ ( أى الثابتات المحكمهات الّراسههيات و أراد بههذّلتها د ّ ) و ال ّ
ل و مخوف سلطنته . من هيبة جلله عّز و ج ّ
لرض و الجبال فدّكتا دّكة واحدة .فيومئذ وقعت الواقعة .قههال السهّيد المحهّدث و حملت ا َ
ن النفخة الولى اّلتي هى للهلك تأتى الجزائرى :إ ّ
] [ 199
صههور تقطعههتالّناس بغتة و هم فههي أسههواقهم و طلههب معايشهههم ،فههاذا سههمعوا صههوت ال ّ
ل جللههه فيههأمر عاصههفة
قلوبهم و أكبادهم من شّدته فيموتوا دفعة واحدة ،فيبقى الجّبار ج ّ
فتقطع الجبال من أماكنها و تلقيها في البحار ،و تفور مياه البحههار و كّلمهها فههي الرض و
تسطح الرض كّلها للحساب ،فل يبقى جبل و ل شجر و ل بحر و ل وهههدة و ل تلعههة ،
فتكون أرضا بيضاء حّتى أّنه روي لو وضعت بيضة في المشرق رأيت في المغرب .
سههراب
و إلى ذلك أشار بقوله ) فيصير صلدها سههرابا رقرقهها ( أى يصههير صههلبها مثههل ال ّ
المترقرق المتحّرك .
) و معهدها قاعا سملقا ( أى ما كان منها معهدا للّناس و منزل لهم أرضا خالية صفصههفا
مستوية ليس للجبل فيها أثر .
و قد اشير إلى هذين في قوله تعالى و يسئلونك عن الجبال فقل ينسفها رّبههى نسههفًا فيههذرها
سا فكانت هباًء منبثًا ست الجبال ب ّ قاعًا صفصفًا ل ترى فيها عوجًا و ل أمتًا و في قوله و ب ّ
ل و قههد مضههى تفسههير هههذه لرض و الجبال و كانت الجبال كثيبًا مهي ً و قوله يوم ترجف ا َ
اليات و جملة مّمهها ينفههع فههي هههذا المقههام فههي شههرح الفصههل الثههالث مههن الخطبههة المههأة و
الثامنة ،هذا .
و لّما ذكر جملة من أهوال يوم القيامة و أفزاعها و شههدائدها رّتههب علههى ذلههك قههوله ) فل
شفيع يشفع و ل حميم يدفع و ل معذرة تنفع ( تنبيها بذلك على أنه ل ملجأ من أهاويلههها و
ل منجا ترغيبا به على ملزمة التقوى اّلتي هى الغرض الصلى من سوق هذا الفصل و
النتيجة لتمهيد تلك المقّدمات لّنها المعاذ و الملذ و الملجاء و المنجهها مههن هههذه الهاويههل
سهعة و غرفهات الجنهان و القائدة للخذ بها و الملزم عليها إلى أكنهان الّدعهة و أوطهان ال ّ
منازل الّرضوان كما قال تعالى و أنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلههى رّبهههم ليههس لهههم
ى و ل شفيع لعّلهم يّتقون و قد اشير إلى عدم الشفيع و الحميم في قههوله تعههالى من دونه ول ّ
ل بقلب سليم .و ازلفت الجّنههة ل من اتى ا ّ
في سورة الشعرا يوم ل ينفع مال و ل بنون .إ ّ
للمتقين .و بّرزت .الجحيم للغاوين إلى قوله حكاية عن الغاوين فما لنهها مههن شههافعين .و
ل صديق حميم
] [ 200
و ازلفت الجّنة للمتقين أى قربت لهم ليدخلوها ،و بّرزت الجحيم للغاوين .
ق و الصواب .
أى أظهرت و كشف الغطاء عنها للضالين عن طريق الح ّ
ثّم أظهر الغاوون الحسرة فقالوا :فما لنا من شافعين يشفعون لنا و يسألون فى أمرنهها ،و
ل صديق حميم أى ذى قرابة يهّمه أمرنهها أى مهها لنهها شههفيع مههن الباعههد و ل صههديق مههن
القارب ،و ذلك حين يشفع الملئكة و الّنبيون و المؤمنون .
و اشير إلههى عههدم نفههع المعههذرة فههى سههورة الهّروم بقههوله » فيههومئذ ل ينفههع الههذين ظلمههوا
معذرتهم و ل هم يستعتبون « أى ل ينفع الظالمين اعتذارهم لعدم تمكنهم مههن العتههذار ،
ق،و لو اعتذروا لم يقبل عذرهم و ل يطلب منهم العتاب و الّرجوع إلى الح ّ
و فى سورة المؤمن » يوم ل ينفع الظالمين معذرتهم و لهم اللعنة و لهم سوء الههّدار « أى
ان اعتذروا من كفرهم لم يقبل منهم و إن تابوا لم ينفعهم الّتوبة .
ى :و انما نفى أن ينفعهم المعذرة فى الخرة مع كونها نافعة فههى دار الهّدنيا ،قال الطبرس ّ
ن الخرة دار اللجاء إلى العمل و الملجأ غير محمود علههى العمههل الههذى الجهأ اليههه ،و لّ
لهم اللعنة و البعد من الّرحمة ،و لهم سوء الّدار جهّنم و بئس القرار ،
ن ظاهر قوله :فل شفيع يشفع و ل حميههم يههدفع ،عمههوم انتفههاء النتفههاع بالشههفيع و اعلم أ ّ
الحميم يوم القيامة على ما هو مقتضى القاعههدة الصههولية المقهّررة مههن إفههادة الّنكههرة فههي
سنة قد قامتسياق النفى للعموم ،لكن الدلة القاطعة من الكتاب و ال ّ
] [ 201
ل سبب و نسههب
نكّ على التخصيص أّما القرابة فقد ورد في الخبار الكثيرة المستفيضة أ ّ
ل عليه و آله و سّلم و نسبه .
ل صّلى ا ّ
ل سبب رسول ا ّ منقطع يوم القيامة إ ّ
فأكثر العاّمة على عهدم اختصاصهها بأحهد الفريقيهن ،و ذههب الخهوارج و الوعيدّيهة مهن
المعتزلة إلى اختصاصها بالفرقة الولى .
له عليههم مهن دون خلف بينههم ههو عههدم و الذى ذهبت إليه أصحابنا المامّية رضوان ا ّ
الختصاص ،و قالوا :إّنه تنال الشفاعة للمذنبين من الشيعة و لو كان من أهل الكبههاير و
ل عليههه و آلههه و
ل صّلى ا ّ الذى دلت عليه أخبارهم أيضا عدم اختصاص الشفيع برسول ا ّ
ل عليها و عليهم تترى صديقة الكبرى سلم ا ّ سّلم بل الئّمة الهداة من ذّريته و كذا ابنته ال ّ
شيعة و الصالحين منهههم أيضا شفعاء دار البقاء بل المستفاد من بعض الخبار أنّ علماء ال ّ
أيضا يشفعون .
إذا عرفت ذلك فل بأس بايراد بعض اليات و الخبار الواردة في هذا الباب فأقول :
قال أمين السلم في مجمهع البيهان فههي تفسهير قهوله تعههالى عسهى أن يبعثهك ربهك مقامهًا
لّولون و الخرون ، محمودًا معناه يقيمك ربك مقاما محمودا يحمدك فيه ا َ
شفاعة تشرف فيه على جميع الخليق تسأل فتعطى و تشفع فتشفع .
و هو مقام ال ّ
شفاعة ،و هو المقام الههذى يشههفع
ن المقام المحمود هو مقام ال ّسرون على أ ّو قد أجمع المف ّ
فيه للّناس ،و هو المقهام الهذى يعطهى فيهه لهواء الحمهد فيوضهع فهي كّفهه و يجتمهع تحتهه
النبياء و الملئكة فيكون أّول شافع و أّول مشّفع .
] [ 202
ل عليهه و آلهه و سهّلم يهوم القيامهة قهال يلجهم النهاس يهوم القيامهة ي صّلى ا ّ عن شفاعة النب ّ
سهلم ،سهلم يشهفع لنها ،فيهأتون آدم عليهه ال ّ بالعرق فيقولون انطلقوا بنها إلهى آدم عليهه ال ّ
سههلم ،
ن لههى ذنبهها و خطيئة فعليكههم بنههوح عليههه ال ّ
فيقولون اشفع لنهها عنههد ربههك فيقههول :إ ّ
فيأتون نوحا فيردهم إلى من يليه ،
ي بن إبراهيم أيضا عن أبيه عن محّمد بن أبي عمير عن معاوية و هشههام عههن و روى عل ّ
ل عليه و آله و سّلم :لو قد قمت المقامل صّلى ا ّ
سلم قال :قال رسول ا ّل عليه ال ّ
أبيعبد ا ّ
المحمود لشفعت في أبي و اّمى و عّمي و أخ كان لى في الجاهلّية .
شفاعة .
سلم في هذه الية قال :هى ال ّ
و فى الصافى عن العياشي عن أحدهما عليهما ال ّ
ل عليه و آله إذا قمت المقام المحمود تشّفعت في أصههحاب الكبههاير مههن قال و قال صّلى ا ّ
ي فههي قههوله
له ل تشههفعت فيمههن أذى ذّريههتى و قههال الطبرسه ّ ل فيهم ،و ا ّ
اّمتي فيشفعنى ا ّ
ل لمههن رضههيه له إ ّ
شفاعة عند ا ّ
ل لمن أذن له إّنه ل تنفع ال ّ
تعالى و ل تنفع الشفاعة عنده إ ّ
ل و ارتضاه و أذن له في الشفاعة مثل الملئكة و النبياء و الولياء ،و يجوز أن يكون ا ّ
ل لمههن ارتضههى و ل في أن يشفع له فيكون مثل قوله و ل يشههفعون إ ّ ل لمن أذن ا ّ
المعنى إ ّ
له زلفههى و هههؤلء
ن الكفار كانوا يقولون نعبدهم ليقّربونهها إلههى ا ّ
إّنما قال سبحانه ذلك ،ل ّ
ل ببطلن اعتقاداتهم .ل ،فحكم ا ّ
شفعاؤنا عند ا ّ
له و رسههله يههومى بن إبراهيم في هذه الية قال :ل يشفع أحد من أنبيههاء ا ّ و فى تفسير عل ّ
له قههد أذن لههه
نا ّ
له عليههه و آلههه و سهّلم فهها ّ
ل صهّلى ا ّ
ل رسول ا ّ
ل له إ ّ
القيامة حّتى يأذن ا ّ
ل عليه و آله و سّلم و للئمة من ولههده ، شفاعة من قبل يوم القيامة و الشفاعة له صّلى ا ّال ّ
ثّم بعد ذلك للنبياء صلوات
] [ 203
ل عليهم و على محّمد و آله قال :حّدثنى أبي عن ابن أبى عمير عن معاويههة بههن عّمههار ا ّ
عن أبي العّباس المكّبر قال :
سلم يقههال لههه أبههوسلم على أبيجعفر عليه ال ّ ي بن الحسين عليهما ال ّ دخل مولى لمرأة عل ّ
أيمن فقال :يا أبا جعفر تغتّرون الناس و تقولون شفاعة محّمد شفاعة محّمد ،فغضب أبو
ف بطنههك و سلم حّتى تربد وجهه ثّم قال :ويحك يهها أبها أيمههن أغهّرك أن عه ّ جعفر عليه ال ّ
ل عليهه و آلهه و فرجك أما لو قد رأيت أفزاع القيامة لقد احتجت إلى شفاعة محّمد صّلى ا ّ
ل لمن وجبت له الّنار ،ثّم قال :ما أحد من الّولين و الخريههن إلّ و هههو يلك فهل يشفع إ ّ
ل عليه و آله و سّلم يوم القيامة ث هّم قههال أبههو جعفههر عليههه محتاج إلى شفاعة محّمد صّلى ا ّ
ل عليه و آلههه و سهّلم الشههفاعة فههي اّمتههه و لنهها شههفاعة فههي
ل صّلى ا ّن لرسول ا ّ سلم :إ ّ
ال ّ
ن المؤمن ليشفع فههي مثههل سلم :و إ ّ شيعتنا ،و لشيعتنا شفاعة في أهاليهم ،ثّم قال عليه ال ّ
ق خدمتى كان يقينى بح ّ ن المؤمن ليشفع حّتى لخادمه و يقول :يا ر ّ ربيعة و مضر ،و إ ّ
الحّر و البرد .
ل من اّتخذ عند الّرحمن عهدًا أى ل ل يملكون الشفاعة إ ّ ي فى قوله عّز و ج ّو قال الطبرس ّ
ل يقدرون على الشههفاعة فل يشههفعون و ل يشههفع لهههم حيههن يشههفع أهههل اليمههان بعضهههم
ن تلك الشفاعة على وجهين :أحدهما أن يشفع للغير ، لبعض ،ل ّ
ن ههؤلء الكفههار ل تنفههذ و الخر أن يستدعى الشفاعة مهن غيهره لنفسهه ،فههبّين سههبحانه أ ّ
ل مههن اّتخههذ عنههد
شفاعتهم لغيرهم و ل شفاعة لهم لغيرهم ،ثهّم اسههتثنى سههبحانه فقههال :إ ّ
ل لهههؤلء و العهههد هههو ل هؤلء ،و قيل :ل يشفع إ ّ الّرحمن عهدا ،أى ل يملك الشفاعة إ ّ
ل تعالى و تصديق أنبيائه ،و قيل :ههو شههادة أن ل إلهه إ ّ
ل اليمان و القرار بوحدانّية ا ّ
ل.
لا ّ ل من الحول و القّوة و ل يرجو إ ّ ل و أن يتبّرء إلى ا ّ
ا ّ
] [ 204
له عههدا ؟ قهالوا :و كيهف ذاك ؟ قهال : ل صباح و مسهاء عنهد ا ّ أ يعجز أحدكم أن يّتخذ ك ّ
شهادة إني أعهههد إليههك بههأّنى أشهههد
سموات و الرض عالم الغيب و ال ّ يقول :الّلهّم فاطر ال ّ
له عليههه و آلههه و س هّلم عبههدك و
ن محّمدا صّلى ا ّ ل أنت وحدك ل شريك لك و أ ّ أن ل إله إ ّ
رسولك و أّنك إن تكلني إلى نفسى تقربنى من الشّر و تباعدنى من الخير ،و أّنههى ل أثههق
ل برحمتك ،فاجعل لى عندك عهدا توفينه يوم القيامة إّنهك ل تخلههف الميعههاد ،فهاذا قهال إّ
ذلك طبع عليه بطابع وضع تحت العرش ،فاذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الههذين لهههم
ل عهد فيدخلون الجّنة . عند ا ّ
ي في قوله تعالى فما لنا من شافعين و ل صديق حميههم فههي الخههبر المههأثور و قال الطبرس ّ
له عليههه و آلههه و سهّلم يقههول :إ ّ
ن له صهّلى ا ّ
ل قال :سههمعت رسهول ا ّ
عن جابر بن عبد ا ّ
ل تعههالى :أخرجههوا الّرجل يقول في الجّنة ما فعل صديقى و صديقه في الجحيم ،فيقول ا ّ
له صديقه إلى الجّنة ،فيقول من بقى في الّنار :فما لنا من شافعين و ل صديق حميم .
له
سههلم قههال :و ا ّ
له عليههه ال ّ
ي عن حمههران بههن أعيههن عههن أبيعبههد ا ّ و قال و روى العياش ّ
ن لشيعتنا حّتى يقول الّناس : ل لنشفع ّن لشيعتنا ،و ا ّل لنشفع ّ
ن لشيعتنا ،و ا ّ
لنشفع ّ
صههديق مههن
شههافعون الئّمههة و ال ّ
سههلم ال ّ
و فى الصافى من المحاسن عن الصههادق عليههه ال ّ
ن من المذنبين في شيعتنا حّتى يقول أعداؤنا إذا رأوا ذلك : ل لنشفع ّ
المؤمنين ،و ا ّ
ف عّنههى الذى
ب جارى كان يك ه ّ
ن المؤمن ليشفع في جاره و ما له حسنة فيقول :يا ر ّ وإّ
ق من كافي عنك فيدخله
ل تبارك و تعالى :أنا رّبك و أنا أح ّ
فيشفع فيه فيقول ا ّ
] [ 205
ن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلثين إنسانا فعند ذلههك يقههول ل الجّنة و ماله حسنة ،و إ ّا ّ
أهل النار :فما لنا من شافعين و ل صديق حميم و لنقتصر بذلك فههي هههذا المقههام و نسههأل
سلم أن يثبتنهها علههى القههول الّثههابتل عليه و آله الكرام عليهم ال ّ
ل سبحانه بمحّمد صّلى ا ّ ا ّ
في الحياة الّدنيا ،و أن يخرجنهها منههها إلههى الهّدار الخههرى بمههوالة أئّمههة الهههدى ،و أن ل
ل مههن
يحرمنا من شفاعتهم الكبرى يوم ل ينفع مال و ل بنههون و ل يههدفع صههديق حميههم إ ّ
ل بقلب سليم ،إّنه الغفور الرحيم ذو الفضل العظيم . أتى ا ّ
ععععععع
از جمله خطب شريفه آن بزرگوار اسههت در حمههد و ثنههاى إلهههى و وصهّيت بههه تقههوى و
پرهيزكارى ميفرمايد :
سههپاس خههدا راسههت آنچنههان خههدائى كههه آشههكار كههرد از آثههار پادشههاهى خههود و بزرگههى
بزرگوارى خود آن چيزى را كه متحّير گردانيد ديدهاى عقلههها را از مقههدورات عجيبههه
خههود ،و دفههع نمههود خطههورات فكرهههاى نفسههها را از شناسههائى حقيقههت صههفت خههود و
شهادت ميدهم باينكه معبود بحقى نيست مگر خدا شهههادتى از روى اعتقههاد جههازم ثههابت
له
خالص از شوب ريا ملزم طاعات و عبادات ،و شهادت ميدهم كه محّمههد بههن عبههد ا ّ
ل عليه و آله و سّلم بنده خالص اوست و پيغمبر اوست فرستاد او را در حههالتيكه صّلى ا ّ
نشانهاى هدايت مندرس بود ،و راههاى دين محو شده بود ،پس آشكار كههرد حههق را و
نصيحت كرد خلق را و هدايت نمود براه راست ،و امر نمود بعههدل و قسههط ،صههلوات
خدا بر او و بر أولد او باد .
و بدانيد اى بندگان خدا كه بتحقيق خدا خلق نفرموده شما را عبث و بيفايده و رها نكرده
شما را سر خود ،دانسته است مقدار نعمتهاى خود را بههر شههما ،و شههمرده اسههت انعههام
خود را بر شما ،پس طلب فتح و نصههرت كنيههد از او و طلههب فههوز بمقصههود نمائيههد از
جه شويد بسوى او در مطالب ،و طلب بخشش او كنيد ،پس او ،و متو ّ
] [ 206
نبريده است شما را از او پرده ،و بسته نشده است از شما نزد او هيچ درى ،
و بدرستى كه او در هر مكان و در هر وقت و زمان حاضر ،و بهها هههر انسههان و جهها ّ
ن
مصاحب .
صدمه نميرساند كرم او را بخشش و عطا ،و نقصههان نمىرسههاند خزانههه احسههان او را
كههرم او ،و تمههام نمينمايههد بحههر عطههاى او را هيههچ سههؤال كننههده ،و بپايههان نمىرسههاند
نعمتهههاى او را هيههچ عطيههه ،پيچيههده نمينمايههد او را شخصههى از شخصههى ،و مشههغول
نميگردانهد او را آوازى از آوازى ،و مهانع نميشههود او را بخششهى از ربهودنى ،و رو
گردان نميسازد او را غضبى از رحمتى ،و حيران نميگرداند او را رأفتى از عههذابى ،
و پنهان نميدارد پنهانى ذات او از آشكارى آثار او ،و منقطع نميسازد ظهور آثار او از
خفاء ذات او ،نزديك شد بمخلوقات با علم و قيومّيت پس دور شد از ايشان بحسب ذات
،و بلند شد بهمه چيز با اسههتيل و سههلطنت پههس نزديههك شههد بايشههان بهها علههم و احههاطه و
ظاهر شد پس از كثرت ظهور خفا بهم رساند ،و مخفههى گشههت پههس در خفههايش آشههكار
گرديد ،و لنعم ما قيل :
و جزا داد بهمه عباد و جزا داده نشد ،و خلق نفرمود خلق را با جولن فكههر و تههدبير ،
و طلب اعانت نجست از ايشان بجهت عجز و ضعفى .
وصّيت ميكنم شما را اى بندگان خدا بتقوى و پرهيزكارى خدا پس بدرستى كه آن تقوى
افساريست مانع از دخول هلكتها ،و قوام دين شما با اوست ،پس بچسبيد بريسمانهاى
محكم او ،و چنك بزنيد بحقيقتهاى آن يعنى اعتقادات حقه يقينيه كه راجههع ميسههازد شههما
را بمكانهاى راحههت و وطنهههاى بهها وسههعت و حصههارهاى محكههم و منزلهههاى عههزت در
روزى كه شاخص ميشود در آن ديدها ،و تاريك ميشود بسههبب شههدت آن روز اطههراف
عالم ،و معطل و بى صاحب ميماند در آن روز شتران كم شير كه از مدت حمههل او ده
ماه گذشته باشد و نزديك بزائيدن شود .
و دميده شود در صور اسرافيل پس مضمحل و هلك مىشود هر قلب ،و لل ميشود
] [ 207
هر زبان ،و ذليل مىشههود كوههههاى بلنههد بههال و سههنگهاى سهخت محكههم پههس مىگههردد
سنگهاى صلب آنها مثل سراب متحّرك ،و قرارگاههاى آنها زمين خالى هموار بى بلند
و پست ،پس نباشد شفيعى كه شفاعت نمايههد ،و نههه خويشههى كههه دفههع عههذاب كنههد و نههه
عذرى كه منفعت بخشد .
ع ع ع عععع ع ع ععع ع ععع ععع ع ع ع ععع عع ع
ععع ععع ع عععع ععع ع ع ععععع عع ع ع ع عع
ععععع
بعثه حين ل علم قائم ،و ل منار ساطع ،و ل منهج واضح .
و منهم الّناجي على متون المواج ،تحفزه الّرياح بأذيالها ،و تحمله على أهوالههها ،فمهها
غرق منها فليس بمستدرك ،و ما نجى منها فإلى مهلك .
و العضاء لدنة ،و المنقلب فسيح ،و المجال عريههض ،قبههل إرهههاق الفههوت ،و حلههول
الموت ،فحّققوا عليكم نزوله ،و ل تنتظروا قدومه .
] [ 208
ععععع
) العلم ( محّركة ما ينصب فى الطريق ليهتدى به و يقال أيضا للجبل أو الجبل المرتفع و
الجمع أعلم و ) المنار ( موضع النههور و المسههرجة كالمنههارة و أصههلها منههورة و جمعههه
مناور و ذو المنار أبرهة تّبع بن الّرايهش لّنهه أّول مهن ضهرب المنهار علهى طريقهه فهي
مغازيه ليهتدى به إذا رجع .
و ) سطع ( الشيء من باب منع سطوعا ارتفع و ) شخص ( من باب منع أيضا شخوصا
خرج من موضع إلى غيره و ) نغص ( الّرجل من باب فرح لم يتّم مراده ،
صههفق وو ) قصفه ( يقصفه قصفا كسره ،و في بعض الّنسخ تصفقها بدل تقصفها مههن ال ّ
ضرب يسمع له صوت ،و منه صفق يده على يههده صههفقا و صههفقة أى ضههرب يههده هو ال ّ
على يده ،و ذلك عند وجوب البيع .
جة و هي معظم البحر و ) غرق ( غرقا مههن بههاب فههرح فهههو غههرق و و ) الّلجج ( جمع ل ّ
) وبق ( من باب وعد و وجل و ورث و بوقا و موبقا هلك فهو وبههق و ) حفههزه ( يحفههزه
من باب ضرب دفعه من خلفه و بالّرمح طعنه و عن المر أزعجه و أعجله و حفز الّليل
ل شيء و الجمع لدان ولدن بالض هّم ،و الفعههلالّنهار ساقه و ) الّلدن ( و الّلدنة الّلين من ك ّ
لدن من باب كرم لدانة ولدونة أى لن و ) رهقه ( من باب فرح غشيه و لحقه أو دنا منههه
سواء أخذه أو لم يأخذه ،و الرهاق أن يحمل النسان على ما ل يطيقه .
ععععععع
] [ 209
ظهرف مقهّدم علهى عهامله و ههو متعّلق بمقّدر خبر ما ،و قوله :الن ،منصهوب علهى ال ّ
قوله :فههاعلموا ،و جملههة :و اللسههن مطلقههة ،مههع الجملت الربههع الّتاليههة فههي موضههع
الّنصب حال من فاعل فاعملوا ،و قوله :قبههل ارهههاق الفههوت ،يجههوز تعّلقههه بعريههض و
بقوله فاعلموا ،و الّول أقرب لفظا ،و الثاني أنسب معنا .
عععععع
ن هذه الخطبة مسوقة للوصّية بههالّتقوى و التنفيههر مههن الهّدنيا بههذكر معايبههها المنفههرة اعلم أ ّ
صالحة و المبادرة إليها قبل لحههوق الفههوت و نههزول المههوت ،و عنها و للمر بالعمال ال ّ
ل عليه و آله لكونها أعظم مهها قبل أن يشرع في الغرض افتتح بذكر بعثة الّرسول صّلى ا ّ
ل به على عباده حيث إّنها مبدء جميع اللء و الّنعماء في الخرة ،و منشأ السههعادة نا ّمّ
سلم :الّدائمة فقال عليه ال ّ
) بعثه حين ل علم ( من أعلم الّدين ) قائم ( و استعاره للنبياء و المرسلين لّنههه يسههتدلّ
شههرعل بالعلم فههي طههرق الهّدنيا ) و ل منههار ( لل ّ
بهم في سلوك طريق الخرة كما يستد ّ
المبين ) ساطع ( استعاره لولياء الّدين و قادة اليقين لّنه يهتدى بهم و يقتبس من علومهم
و أنوارهم في ظلمات الجهالة كما يهتدى بالمنار في ورطات الضللة .
و أشار بعدم سطوع المنار و قيام العلم إلى خلّو الرض من الّرسههل و الحجههج و انقطههاع
سههلم فههي
ل عليه و آله ،لّنه كان زمههان فههترة كمهها قههال عليههه ال ّالوحى حين بعثه صّلى ا ّ
الخطبة الثامنة و الثمانين :أرسله على حين فترة من الّرسل و طول هجعههة مههن المههم »
إلى قوله « و الّدنيا كاسهفة الّنههور ظههاهرة الغههرور ،و قهد مضهى فههي شهرحها مها ينفعههك
المراجعة إليه في هذا المقام .
ق و انطمههاس طريههق
) و ل منهج ( لليقين ) واضح ( و أشار بههه إلههى انههدراس نهههج الحه ّ
ل و كون الّناس في خبط و ضللة و غفلة و جهالة . سلوك إلى ا ّ
ال ّ
] [ 210
ل ( فاّنهههال بتقوى ا ّثّم شرع بالوصّية بالتقوى و الّتحذير من الّدنيا فقال ) اوصيكم عباد ا ّ
ل زائل وضوء اليوم الحرز و الجّنة و غدا الطريق إلى الجّنة ) و أحّذركم الّدنيا فاّنها ( ظ ّ
آفل و سناد مائل ) دار شخوص ( و ارتحال ) و محّلههة تنغيههص ( و تكههدير لتكهّدر عيشههه
سههاكن ن ال ّ
باللم و السقام ) ساكنها ظاعن ( مرتحههل ) و قاطنههها بههائن ( مفههترق يعنههي ا ّ
فيها ليس بساكن في الحقيقة ،و المقيم بها منتقل عنها البّتة و ذلك لما بّينهها فههي تضههاعيف
سابقة أنها في الحقيقة سفر الخرة و هى الوطن الصلي للنسان فهو من شرح الخطب ال ّ
أّول يوم خرج من بطن اّمه و وضههع قههدمه فههي هههذه النشههأة دائمهها فههي حركههة و ازيههال و
ازداف و انتقال و ينقضى عمره شيئا فشيئا يبعد من المبدء و يقرب من المنتهى فسههكونها
نفس زوالها ،و اقامتها نفهس ارتحالهها ،و بقاؤهها عيهن انتقالهها و وجودهها حهدوثها ،و
تجّددها فناؤها ،فاّنها عند ذوى العقول كفىء الظل ،بينا تراه سابغا حّتى قلص ،و زايدا
حّتى نقص .
سفينة الّتي في الّلجج حالكونها تضربها الّرياح الشديدة العاصههفة سلم الّدنيا بال ّشّبه عليه ال ّ
سههفينة ،و شههبه تقّلباتههها بأهلههها بههالهموم و الحههزان و الغمههوم و
و شّبه أهل الّدنيا بأهل ال ّ
المحن بميدان السفينة و اضطرابها بأهلها ،و شّبه المراض و اللم و العلههل و السههقام
و نحوها مهن البتلءات الّدنيوّيهة الموجبهة للهمهوم و الغمهوم بالّريهاح العاصهفة الموجبهة
سفينة في لجج البحار الغامرة عنههد هبههوب ن راكبى ال ّ شبه أ ّ
سفينة ،و وجه ال ّ لضطراب ال ّ
الّريح العاصفة و الزعزع القاصفة كما ل ينفّكون من علههز القلههق و غصههص الجههرض ،
فكذلك أهل الّدنيا ل ينفّكون من مقاسات الشدايد و ألم المضض .
] [ 211
فكذلك أهل الّدنيا ينقسههم إلههى قسههمين :أحههدهما الهالههك عههاجل بغمههرات اللم و طههوارق
الوجاع و السقام ،و الّثاني الّنههاجي مههن الهلك بعههد مكابههدة تعههب المههراض و مقاسههاة
مرارة العلل .
فكذلك أهل الّدنيا من مات منهم ل يتدارك و ل يعود ،و من حصل له البرء و الشفاء مههن
مرضه و نجا من الموت عاجل فمآله إليه ل محالة آجل و إن تراخى أجله قليل .
و الغرض من هذه التشبيهات كّلها الّتنفير عن الّدنيا و التنبيه علههى قههرب زوالههها و تكهّدر
عيشها و مرارة حياتها ليرغب بذلك كّله إلى العمل للّدار الخرة ،
ل الن فاعملوا ( أى بادروا العمل و اسهتقربوا الجههل و ل يغّرّنكهم طهول المهل ) عباد ا ّ
) و اللسن مطلقههة ( متمكنههة مههن الّتكلههم بمهها هههو فرضههها مههن القههراءة و الههذكر و المههر
بالمعروف و النهى عن المنكر و نحوها قبل ثقلها و اعتقالها بالمرض الحايل بينها و بيههن
منطقها كما في حالة الحتضار .
] [ 212
القيام بالطاعات و الحسنات قبل يبسها بنوازل السقم و عجزها بحوانى الهرم .
و ) قبههل إرهههاق الفههوت ( و قههدوم الغههائب المنتظههر ) و حلههول المههوت ( و أخههذة العزيههز
المقتدر .
ععععععع
از جمله كلم بلغت نظام آن حضرتست در اشارت به بعثت و وصّيت بتقوى و تحذير
از دنيا ميفرمايد :
مبعوث فرمود حضرت پروردگار رسول مختار را در زمانيكه نبود هيچ علمى بر پهها ،
و نه مناره بلند ،و نه راهههى روشههن وصهّيت مىكنههم شههما را أى بنههدگان خهدا بتقههوى و
پرهيزكارى خههدا ،و ميترسههانم شههما را از دنيههاى بيوفهها ،پههس بدرسههتيكه آن دنيهها خههانه
رحلت است و محّله كدورت ،
ساكن او كوچ كننده است ،و مقيهم او جهدا شهونده ،مضهطرب ميشهود بأههل خهود مثهل
اضطراب كشتى در حالتيكه سخت بوزد به آن كشتى تنههد بادههها در گردابهههاى درياههها ،
پس
] [ 213
بعضى از اهل آن كشتى غرق و هلك شونده باشههد ،و بعضههى ديگههر نجههات يابنههده بههر
بالى موجها در حالتيكه براند او را بادها با دامنهاى خود ،و بر دارد او را به جاهههاى
هولناك دريا ،پس كسيكه غرق شده از آن كشتى درك نميشههود ،و كسههيكه نجههات يههافته
از آن پس عاقبت كار او بهلكت است .
اى بندگان خدا پس مواظب عمل باشيد اين زمان در حههالتيكه زبانههها سههلمت اسههت ،و
بدنها صحيح است ،و عضوها تر و تازه ،و مكان تصّرف وسيع است و مجال عبادت
فراخ ،پيش از احاطه وفات و حلول ممات ،پس محقق انكاريد بخودتان حلههول آن را ،
و منتظر نباشيد بقدم و آمدن آن .
لهه و لل عليه و آله أّني لم أرّد على ا ّو لقد علم المستحفظون من أصحاب محّمد صّلى ا ّ
ط ،و لقد واسيته بنفسي في المواطن اّلهتي تنكهص فيهها البطهال ،و على رسوله ساعة ق ّ
ل عليه و آلههه ول صّلى ا ّ
ل بها ،و لقد قبض رسول ا ّ خر فيها القدام ،نجدة أكرمني ا ّ تتأ ّ
ن رأسه لعلى صدري ،و لقد سالت نفسه في كّفي ،فأمررتها على وجهي ،و لقد وّليههت إّ
جت الّدار و الفنية ،ملء يهبههط ،و ل عليه و آله و الملئكة أعواني ،فض ّ غسله صّلى ا ّ
ملء يعرج ،و ما فارقت سمعي هينمة منهم ،يصّلون عليه حّتى و اريناه في ضههريحه ،
ق به مّني حّيا و مّيتا ،فانفذوا
فمن ذا أح ّ
] [ 214
ل لي و لكم .
و أستغفر ا ّ
ععععع
) المستحفظون ( بصيغة المفعول من استحفظه الشيء أى أودعههه عنههده و طلههب منههه أن
يحفظه فهو مستحفظ و ذاك مستحفظ و ) واسيته ( من المواسههاة يقههال واسههيته و آسههيته و
بالهمزة أفصح و ) نكص ( عن الشيء نكوصا من باب قعد أحجم عنه ،
و نكص على عقبيه رجع قال تعالى فلّما ترائت الفئتان نكص على عقبيه « .
و ) الّنجدة ( البأس و الشّدة و الشجاعة و ) النفس ( بسكون الفاء ال هّدم و بالتحريههك واحههد
النفاس و ) فناء ( الّدار وزان كساء ما اّتسع أمامها أو ما امتّد من جوانبها و الجمع أفنية
صهوت صياح عند المكروه و الجهزع و ) الهينمهة ( بفتهح الههاء ال ّ و فنى و ) الضجيج ( ال ّ
ق وسههطه و الول هههو ضههريح ( القههبر أو الشه ّ
ى ل يفهههم و ) ال ّ
ى و قيههل الكلم الخفه ّ
الخفه ّ
ل فيه قدم النسان كالمزلفة المراد هنا و ) المزّلة ( الموضع الذى تز ّ
ععععععع
لم
الواو في قوله :و لقههد فههي المواضههع الخمسههة كّلههها للقسههم و المقسههم بههه محههذوف و ال ّ
شهارح جواب القسم ،قوله :نجدة ،منصهوب علهى المفعهول لهه و العامهل واسهيته قهال ال ّ
المعتزلي :منصوب على المصدر و العامل محذوف و الّول أظهر .
و قههوله :ملء يهبههط و ملء يعههرج ،مرفوعههان بالبتههداء و ل يض هّر كونهمهها :نكرتيههن
ل النصههب علهى الحهال مههن فاعهل لتضّمن الفايدة العظيمة ،و جملة و ما فارقت ،في مح ّ
ل على الحال يهبط و يعرج ،و جملة يصّلون استينافّية بيانّية و تحتمل النتصاب مح ّ
] [ 215
من هينمة أى ما فارقت سمعى هينمتهم حالكونهم يصّلون ،و الّول أولى لحتياج الّثههاني
إلى نوع تكّلف و قوله :حّيا و مّيتا ،حههالن مههن الضههمير المجههرور فههي بههه و الفههاء فههي
قوله :فانفذوا ،فصيحة
عععععع
صةن هذه الخطبة الشريفة مسوقة لبيان جملة من مناقبة الجميلة و خصايصه المخت ّ اعلم أ ّ
ل عليه و آله و س هّلم و قربههه منههه اسههتدلل
ل صّلى ا ّ
به المفيد لمزيد اختصاصه برسول ا ّ
ل عليه و آله و أّنه علههى الح ه ّ
ق ق و أولى بالخلفة و القيام مقامه صّلى ا ّ
بذلك على أّنه أح ّ
و غيره على الباطل ،و غرضه منه تنبيه المخاطبين على وجههوب إطههاعته فيمها يههأمرهم
به من جهاد العداء المبطلين .
إذا عرفههت ذلههك فههأقول :إّنههه ذكههر خمسهها مههن فضههايله و صهّدر كل بالقسههم البههاّر تأكيههدا
ق ل يعههتريه ريههب و ل ن اّتصافه بها جميعهها حه ّ
للغرض المسوق له الكلم و تنبيها على أ ّ
ك.
يدانيه ش ّ
ل ه عليههه و
اولها ما أشار إليه بقوله ) و لقد علم المستحفظون من أصحاب محّمههد ص هّلى ا ّ
ط ( المراد بالمستحفظون خيار الصحابة ل و ل على رسوله ساعة ق ّ آله اّنى لم أرّد على ا ّ
له عليهه و آلهه و سهّلم و سهيرته و معجزاتهه و له صهّلى ا ّ
المطلعون على أسرار رسول ا ّ
له عليههه و آلههه و سهّلم وكراماته و عهوده و مواثيقه و الملحم الواقعة في زمانه صهّلى ا ّ
ل عليه و آله و سّلم ،في نفسه و في أوصيائه و أتباعه من نحو ذلك مّما يتعّلق به صّلى ا ّ
المور المعظمة اّلتي يهتّم بها في الشريعة و لههها مههدخل فههي قههوام أركههان الهّدين و إعلء
لواء الشرع المبين الذين كّلفوا بحفظ ذلك كّله و امههروا بههأن يبلغوههها و يؤّدوههها فههي مقههام
الضرورة و الحاجة .
ن هههؤلء بمقتضههى تصهّلبهم
ص علم ما ذكره بهؤلء مع عدم اختصاصههه بهههم ل ّ و إّنما خ ّ
في الهّدين ل يكتمههون الشهههادة و ل يغّيرونههها و ل يبهّدلونها فههي مقهام الحاجههة للغههراض
الّدنيوّية الفاسدة كما كتمها جمع منهم مثل زيد بن أرقم و أنس بن مالك و نظرائهم .
] [ 216
له
كما روى في البحار من الخصال و المهالى عهن جهابر الجعفهي عهن جهابر بهن عبههد ا ّ
النصارى قال :
ل النصارى :
قال جابر بن عبد ا ّ
ل لقد رأيت أنس بن مالك قد ابتلى ببرص يغطيه بالعمامة فما يستتره .
وا ّ
ل الذى جعل دعههاء و لقد رأيت الشعث بن قيس و قد ذهبت كريمتاه و هو يقول :الحمد ّ
ى بالعههذاب فههي
سلم بالعمى فى الّدنيا و لم يدع عل ّ
ى بن أبيطالب عليه ال ّ
أمير المؤمنين عل ّ
الخرة فأعّذب .
و أّما خالد بن يزيد فاّنه مات فأراد أهله أن يدفنوه و حفر له في منزله فسمعت بذلك كنههدة
فجائت بالخيل و البل فعقرتها على باب منزله فمات ميتة جاهلية .
] [ 217
لول سلم :لم أرّد على ا ّ شارح المعتزلي :و الظاهر أّنه يرمز في قوله عليه ال ّ و قال ال ّ
على رسوله ساعة قط ،إلى أمور وقعت من غيههره كمهها جهرى يههوم الحديبّيهة عنهد سههطر
ل أ لسنا المسلمين ؟ ن بعض الصحابة أنكر ذلك ،و قال :يا رسول ا ّ صلح ،فا ّ
كتاب ال ّ
ل عليه و آله و سّلم :بلى قال :أ و ليسوا الكافرين ؟ قال :بلى ،قال :فكيههف قال صّلى ا ّ
ل لو أجد أعوانا لم أعط الّدنية أبدا ،فقال أبو بكر لههذا القهائل : نعطي الّدنية من دنيانا و ا ّ
ل ل يضيعه ،ثّم قال له :أ قال لك أّنههه نا ّ لوإّ ل إّنه لرسول ا ّ
ويحك الزم غرزه 1فو ا ّ
ل ه عليههه و آلههه و
ي ص هّلى ا ّ
سيدخلها هذا العام ؟ قال :ل ،قال :فسيدخلها ،فلّما فتح الّنههب ّ
سّلم مّكة و أخذ مفاتيح الكعبة دعاه فقال :هذا اّلذى وعدتم به .
ن هههذا الخههبر صههحيح ل ريههب فيههه ،و الّنههاس كّلهههم رووه و ليههس
شارح :و اعلم أ ّ
قال ال ّ
ل عليههه و آلههه
ل صّلى ا ّعندى بقبيح و ل بمستهجر أن يكون سؤال هذا الشخص رسول ا ّ
ل ه تعههالى
و سّلم عما سأله عنه على سبيل السترشاد و التماسا لطمأنينة الّنفس .فقد قال ا ّ
ن قلبى .
لخليله إبراهيم أو لم تؤمن قال بلى و لكن ليطمئ ّ
] [ 218
قال :و قد كانت وقعت من هذا القههائل أمههور دون هههذا القصههة ،كقههوله :دعنههى أضههرب
ي ،و قوله :دعنى أضههرب ل ابن أب ّ
عنق أبي سفيان ،و قوله :دعنى أضرب عنق عبد ا ّ
ل عليه و آله و سّلم عن الّتسرع إلى ذلك عنق حاطب بن أبي بلتعة ،و نهي الّنبي صّلى ا ّ
ل عليه و آله حين قههام علههى جنههازة ابههن سههلول يصهّلى ول صّلى ا ّو جذبه ثوب رسول ا ّ
قوله :تستغفر لرأس المنافقين .
أقول :مراد الشارح بهذا الّرجل الذى حكى عنه هذه الباطيل هو عمر بههن الخطههاب ،و
سلم :إّنما ترك الّتصريح باسمه ملحظة لجانبه ،و لقد عكس في شرح قوله عليه ال ّ
لهي ص هّلى ا ّ
فصّيرها في حوزة خشناء ،من الخطبة الثالثة و قال هناك :قههال عمههر للّنههب ّ
لهعليه و آله و سّلم لم تقل لنا ستدخلونها فى ألفاظ نكره حكايتها حّتى شكاه النبى ص هّلى ا ّ
لهه
ل إنه لرسول ا ّ عليه و آله و سّلم إلى أبى بكر و حتى قال له أبو بكر :الزم بغرزه فو ا ّ
ل عليه و آله ،انتهى .
صّلى ا ّ
فصّرح باسمه و طوى عن تحصيل مقاله و فضول كلمه استكراها و استهجانا لما صدر
له عليههه و آلههه و اسههتحياء
ل صّلى ا ّ
منه من الّرّد و المخالفة و إساءة الدب على رسول ا ّ
سلم .منه عليه ال ّ
فلقد صدر منه من القول الشنيع القبيح ما هو أشّد و أعظم من ذلك ،و هو ما قاله لرسول
ل عليههه و آلههه :ائتههونى
ل عليه و آله فى مرضه الذى مات فيه لما قال صّلى ا ّ ل صّلى ا ّ
ا ّ
ن الّرجل ليهجر . بكتف و دواة اكتب لكم كتابا ل تضّلوا بعده أبدا ،فقال عمر :إ ّ
] [ 219
ل عليه و آله
ل صّلى ا ّ
ن رسول ا ّ
و فى البحار من المجّلد الثانى من صحيح مسلم فقال :إ ّ
يهجر .
و أما ما اعتذر به الشارح عن مثالبه بأنه ليههس بقبيههح أن يكههون سههؤال هههذا الّرجههل علههى
سبيل السترشاد و التماسا لطمأنينة النفس .
ى صّلى الّ ففيه أنه لو كان غرضه السترشاد دون العتراض ل كتفى بما سمعه من النب ّ
له عليههه و آلههه و سهّلم حههتى
عليه و آله له و أمسك عن فضول كلمه و لم يغضبه صّلى ا ّ
يشكو إلى أبى بكر ،فعلم بذلك أنه أراد التعريض و العتراض كما علم عدم جواز قياس
سلم الذى كان غرضه منه الطمأنينة كمها صهّرح بههه بقهوله : سؤاله بسؤال الخليل عليه ال ّ
ن قلبى ،
بلى و لكن ليطمئ ّ
له
ن سؤالهم ذلك أيضا كان ناشيا عن جهالتهم ،لّنهم لو كانوا معتقدين بمهها أنههزل ا ّ ففيه أ ّ
ن جميههع
ل وحى يوحى ،و مههذعنين بههأ ّ في حّقه من قوله :و ما ينطق عن الهوى إن هو إ ّ
ل ،لهم يكهن لههم حاجهة إلهى ل سهبحانه و اذن منهه عهّز و جه ّ ما يقوله و يفعله بوحى من ا ّ
سؤال ،و لسّلموا في جميع أفعاله و أقواله تسليما . ال ّ
ل عليه و آله قد قامت الدّلة القاطعة من العقل و النقل على عصمته ن الّنبي صّلى ا ّ
ففيه أ ّ
و على رسوخه في الّدين ،و اليههة و إن كههان الخطههاب فيههها ظههاهرا متوجههها إلههى الّنههبي
ن المراد بها اّمته من قبيل اّياك أعنى و اسمعى يا جاره . لأّل عليه و آله و سّلم إ ّ
صّلى ا ّ
له عليههه و آلههه ،هههو تثههبيته بههالّنبوة وو على إبقائه على ظههاهره فههالمراد بتثههبيته صهّلى ا ّ
العصمة و اللطاف الخفّية اللهّية ،لما قد دللنا على أنه كان معصوما ،و أّما عمههر فههأ ّ
ى
ل إنه لرسول ا ّ
ل ن قول أبي بكر له :فو ا ّ دليل على أّنه لم يكن شاكا في الّدين حّتى يقال إ ّ
ك بل لتثبيته على عقيدته ،فافهم جّيدا . ،لم يكن لجل الش ّ
] [ 220
صههلة علههى ابههن
له عليههه و آلههه حيههن إرادتههه ال ّ
ل صّلى ا ّ
و اما دنس جذبه بثوب رسول ا ّ
س.
سلول فل يطهره الّنيل و ل الّر ّ
إذ فيه من القباحة و المخالفة و العتراض و سوء الدب و الّتعريض ما ل مزيد عليه .
ل ه عليههه و آلههه و
ل صّلى ا ّ
مضافا إلى قوله :كيف تستغفر لرأس المنافقين أ كان رسول ا ّ
شههرعى فعّلمههه عمههر ،و قههد كههان معههالم الهّدين منههه ظهههرت و
ل جاهل بتكليفه ال ّ
العياذ با ّ
ل عليه و آله و سّلم شارعها و صادعها . شرع المبين منه اخذت ،و هو صّلى ا ّ أحكام ال ّ
ل بن
ق ولده و هو عبد ا ّ
و قيامه على جنازة ابن سلول و صلته عليه إّما من جهة أداء ح ّ
ل بن أبي سلول فلقد كان مؤمنا .
عبد ا ّ
ي بن إبراهيم عن أبيه عههن ابههن أبههي عميههر و يوضح ما ذكرته ما رواه في الكافي عن عل ّ
ل بن أبههي
سلم قال :لّما مات عبد ا ّ ل عليه ال ّ
عن حماد بن عثمان عن الحلبي عن أبيعبد ا ّ
له :يهها رسههول
ل عليه و آله و سّلم جنازته فقال عمر لرسول ا ّ ي صّلى ا ّسلول حضر الّنب ّ
له أن تقههوم
له أ لههم ينهههك ا ّ
ل أن تقوم على قبره ؟ فسكت فقال :يا رسول ا ّ ل أ لم ينهك ا ّ
ا ّ
على قبره ؟ فقال له :
ويلك و ما يدريك ما قلت إّنى قلت :اللهّم احش جوفه نارا و املء قبره نارا و اصله نارا
ل عليه و آله و سهّلم مها
ل صّلى ا ّ
ل عليه :فأبدى من رسول ا ّ
ل صلوات ا ّ ،قال أبو عبد ا ّ
كان يكره .
ي بن إبراهيم في قوله تعالى استغفر لهم او ل تستغفر لهههم ان و فى الصافى من تفسير عل ّ
ل عليههه و ل صّلى ا ّ ل لهم اّنها نزلت لّما رجع رسول ا ّ تستغفر لهم سبعين مّرة فلن يغفر ا ّ
ي صهّلى ل مؤمنا فجاء إلههى الّنههب ّ
ل بن أبي و كان ابنه عبد ا ّ آله إلى المدينة و مرض عبد ا ّ
ل بأبي أنت و اّمي إن لم تأت أبي كان ل عليه و آله و أبوه يجود بنفسه فقال :يا رسول ا ّ ا ّ
ل عليه و آلههه و سهّلم و المنههافقون عنههده ، ل صّلى ا ّ ذلك عارا علينا ،فدخل عليه رسول ا ّ
ل استغفر له ،فاسههتغفر لههه ،فقههال عمههر :أ لههم ل :يا رسول ا ّ ل بن عبد ا ّفقال ابنه عبد ا ّ
ل أن
ينهك يا رسول ا ّ
] [ 221
ل عليه و آله ،فأعاد عليههه
ل صّلى ا ّ
تصّلي عليهم أو تستغفر لهم ؟ فأعرض عنه رسول ا ّ
ل يقول استغفر لهم أو ل تستغفر لهم ،الية .
نا ّ
،فقال له :ويلك إّنى خّيرت إ ّ
ل عليه و آله فقال :بأبي أنت و اّمههي يهها ل صّلى ا ّل جاء ابنه إلى رسول ا ّ فلّما مات عبد ا ّ
له عليههه و آلههه و سهّلم و قههام
ل صّلى ا ّ
ل أ رأيت تحضر جنازته فحضر رسول ا ّ رسول ا ّ
ل أن تصّلى على أحد منهم مات أبههدا ل أ و لم ينهك ا ّعلى قبره فقال له عمر :يا رسول ا ّ
ل عليه و آله :ويلك و هل تدرى ما قلت ل صّلى ا ّو أن تقوم على قبره ؟ فقال له رسول ا ّ
له صهّلى ،إّنما قلت :اللهّم احش قبره نارا و جوفه نارا و اصله النار ،فبدا من رسههول ا ّ
ب.ل عليه و آله و سّلم ما لم يكن يح ّ
ا ّ
ق علينهها أداء
ن ابنه رجههل مههن المههؤمنين و كههان يحه ّ
ل عليه و آله و سّلم :إ ّ
ثّم قال صّلى ا ّ
حّقه ،فقال عمر :
ل.
ل و سخطك يا رسول ا ّ
ل من سخط ا ّ
أعوذ با ّ
ل:
ل ع هّز و ج ه ّ
ل عليه و آله و سّلم حييا كريما كما قال ا ّ
ل صّلى ا ّ
أقول :و كان رسول ا ّ
ق ،فكان يكره أن يفتضح رجل من أصحابه مّمن ل ل يستحيى من الح ّ فيستحيى منكم و ا ّ
يظهر اليمان ،
ل ه عليههه و آلههه
و كان يدعو على المنافق و يوّرى أّنه يدعو له ،و هذا معنى قوله صّلى ا ّ
لعمر :ما رأيتنا صّلينا له على جنازة و ل قمنا له على قبر ،و كذا معنى قوله في حههديث
سلم باختيار الستغفارالقّمي :خّيرت فاخترت ،فوّرى عليه ال ّ
] [ 222
ل عليه و آله و سّلم فيه :فاستغفر له فلعّله استغفر لبنه لّما سههأل لبيههه
و أّما قوله صّلى ا ّ
ل على ما قلنا قوله :فبدا من رسههول الستغفار و كان يعلم أنه من أصحاب الجحيم ،و يد ّ
ب ،انتهى .
ل عليه و آله و سّلم ما لم يكن يح ّل صّلى ا ّا ّ
و إن لم تكن بالغة إلى تلك المرتبة فذلك العتذار ل يدفع عنه العار و الشنار كما لم يههدفع
عن ابليس استحقاق النار و سخط الجّبار ،و لم يرفههع عنههه لههؤم السههتكبار حيههن اسههتكبر
بمقتضى الجبلة النارية و اعتذر به في قههوله :خلقتنههي مههن نههار و خلقتههه مههن طيههن ،بههل
ق الّلعنة و البعاد إلى يوم الّدين و خّلد في الجحيم أبد البدين .استح ّ
ى حال كان فلقد نال السلم بوليته و خلفته خيرا كثيرا .
و أما قول الشارح و على أ ّ
] [ 223
خلفته و بأمره ،و لكن إذا كان أصل الخلفة باطلة حسبما عرفته في تضههاعيف الشههرح
ي له في هذه الخيرات النائلة منه إلى السلم علههى فههرض تسههليمها ي ثمر اخرو ّ مرارا فأ ّ
ل ما صدر منههه فههي أّيههام وليتههه و خلفتههه و
ل إّنما يتقّبل من المّتقين ،بل ك ّ
لّنه عّز و ج ّ
ل و لرسوله كان عليه وزرا و وبال دون أن يكون له ثوابا و نوال مخالفته ّ
كمطعمههههههههههههههههههة الّرمههههههههههههههههههان مّمهههههههههههههههههها زنههههههههههههههههههت بههههههههههههههههههه
جههههههههههههههههههههههههههههههرت مثل للخههههههههههههههههههههههههههههههائن المتصههههههههههههههههههههههههههههههّدق
بل لو قيست سيئة من سيئآته و هي غصب الخلفة من آل بيت الّرسههول و إحراقههه لبههاب
ابنته البتول و ما كان بههأمره مههن كسههر ضههلعها و سههقوط جنينههها ،و مهها نشههأت مههن تلههك
طههف اّلههذي ل يتص هّور ظلههم ظلم في وقعة ال ّ
الشجرة الملعونة الخبيثة و ثمرته من أعظم ال ّ
فوقه ،
إلى سّيئآت جميع الّمة لرجحت عليها فضل عن ساير جرايمه و بدعاته و محدثاته الههتي
ن أوزارها كاملههة
بقيت على صفحات اليام ،و استمّرت إلى يوم القيامة و القيام ،فليحمل ّ
ى منقلب ينقلبون .و من أوزار اّلذين بها يعملون ،و سيعلم الذين ظلمو آل محّمد حّقهم أ ّ
الثانية ما أشار إليههه بقههوله ) و لقههد واسههيته فههي المههواطن اّلههتي تنكههص ( و ترجههع ) فيههها
له
خر فيها القدام ( من أجل ) نجههدة ( و شههجاعة ) أكرمنههى ا ّ البطال ( و النجاد ) و تتأ ّ
بها ( و جعلها مخصوصة بي و آثرني بها على غيري .
سلم بفضيلته غير مدافعشارح المعتزلي :و هذا يعني المواساة مّما اختصّ عليه ال ّ قال ال ّ
ثبت معه يوم احد و فّر الّناس و ثبت معه يوم حنين و فّر الّناس ،و ثبت تحت رايته يههوم
خيبر حّتى فتحها و فّر من كان بعث من قبله .
أقول :أّول مواساته عليه و آله آلف التحّية و الثناء مبيته على فراش خاتم النبيهاء حهتى
ل تعالى و بذلها لنههبّيه المصههطفى و بههات علههى
ل به ملئكة السماء ،فوهب نفسه ّ باهى ا ّ
فراشه لينجو به من كيد العداء ،و يتّم له بذلك السلمة و البقاء ،و ينتظم له به الغرض
ل عليه و آله و بقههائه
ى صّلى ا ّ
في الّدعاء إلى الحنيفّية البيضاء ،فكان ذلك سبب نجاة النب ّ
و حقن دمه حتى صدع بأمر رّبه .
] [ 224
له عليهه و آلهه و سهّلم التبليهغ و الداء و ل ل صهّلى ا ّ سلم لما تّم لرسول ا ّو لوله عليه ال ّ
استدام له العمر و البقاء و لظفر به الحسدة و العداء فلما أصبحوا و عرفوا تفّرقههوا عنههه
و انصرفوا و قد ضّلت لهم الحيل و انقطههع بهههم المههل و انتقههض مهها بنههوه مههن التههدبير و
خابت لهم الظنون .
و كان بذلك انتظام اليمان و إرغام الشيطان و خذلن أهل الكفر و العدوان ،
سلم فيها أحد من أهل السلم و قد انزل فيه محكههم التبيههانو هذه منقبة لم يشركه عليه ال ّ
ل رؤف بالعبههاد و أمهها لوا ّل و من الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات ا ّ و هو قول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم في مواطن جهاده ،و مواطن ج هّده و اجتهههاده ،ومواساته له صّلى ا ّ
مقامات جداله بالسنة السنة و جلده ،فهو فوق حّد الحصاء ،متجههاوز عههن ح هّد العههدّو
الستقصاء .
منها غزوة بدر التي هّدت قوى الشرك ،و قذفت طواغيته في قليب الهلك ،
و دّوخت مردة الكفار ،و سقتهم كاسات الّدمار و البوار ،و نقلتهم من القليب إلى النار .
أنزل فيه الملئكة لتأييد رسوله تفضيل له على جميع رسله ،و حباه من علّو القدر ما لههم
ينله أحد من قبله ،و أشرب صناديد قريههش كههاس أسههره و قتلههه ،و جبرئيههل ينههادى أقههدم
حيزوم لظهار دينه على الّدين كّله ،و أمير المؤمنين كان فهارس تلهك الملحمهة فمها تعهّد
السد الغضاب بشسع نعله ،و مسّعر تلك الحرب العوان ينصب علههى العههداء انصههباب
السحاب و وبله ،و نار سطوته و نجدته تتسّعر تسعر النار في دقيق الغضا و جزله .
ن نصههفو قد عرفت في شرح الفصل الثههامن مههن الخطبههة المههأة و الحاديههة و التسههعين أ ّ
القتلي في تلك الوقعة و كانوا سبعين رجل كههان قههتيله باشههر بنفسههه قتلههه مههن دون شههركة
غيره له .
و منها غزوة أحد قال في كشف الغّمة في حديث عمران بن حصين قال :
سههلم متقّلههدا
ي عليههه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم جاء عله ّ
ل صّلى ا ّ
لّما تفّرق الّناس عن رسول ا ّ
بسيفه حّتى
] [ 225
ل أرجع كافرا بعد إسلمي فأشار إلى قوم انحدروا مههن الجبههل ،فحمههل عليهههم يا رسول ا ّ
ل قد عجبت الملئكة من حسههن مواسههاة عل ه ّ
ي فهزمهم فجاء جبرئيل ،و قال :يا رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم :ما يمنعه من ذلههك و هههو مّنههي و
ل صّلى ا ّلك بنفسه ،فقال رسول ا ّ
أنا منه فقال جبرئيل :و أنا منكما .
له
له صهّلى ا ّ و فيه عن زيد بن وهب قال :قلت لبن مسعود :انهزم الّناس عن رسههول ا ّ
سلم و أبو دجانة و سهل ؟ قال :انهزم ي عليه ال ّ
ل عل ّ
عليه و آله و سّلم حّتى لم يبق معه إ ّ
ل عليه و آله نفر كههان أّولهههم عاصههم ل صّلى ا ّي وحده ،و ثاب إلى رسول ا ّ ل عل ّ
الّناس إ ّ
له ،فقلههت لههه :فههأين
بن ثابت و أبو دجانة و سهل بن حنيف ،و لحقهم طلحة بههن عبيههد ا ّ
كان أبو بكر و عمر ؟
حى ،فقلت :فأين كان عثمان ؟ قال :جاء بعد ثالثة من الوقعة فقههال لهههقال :كانا فيمن تن ّ
ل عليه و آله :لقد ذهبت فيها عريضة ،قلت :فأين كنت ؟ قال :فيمههن ل صّلى ا ّرسول ا ّ
حى ،قلت :فمن حّدثك بهذا ؟ قال :عاصم بن ثابت و سهل بن حنيف ،قلت : تن ّ
قال كاشف الغمة :و روى عن عكرمة قال :سمعت علّيا يقههول :لّمهها انهههزم الّنههاس عههن
ل عليه و آله و سّلم يوم احد لحقنى من الجزع عليه ما لم أملك نفسي و ل صّلى ا ّ رسول ا ّ
له
ل ه ص هّلى ا ّ
كنت أضرب بسيفي بين يديه فرجعت أطلبه فلم أره فقلت .ما كان رسول ا ّ
سههماء ،فكسههرت عليه و آله و سّلم ليفّر و ما رأيته في القتلي و أظّنه رفع من بيننهها إلههى ال ّ
جفن سيفي و قلت :
ل ه عليههه و
ل ص هّلى ا ّن به حّتى اقتل ،و حملت على القوم فأفرجوا فاذا أنا برسول ا ّ لقاتل ّ
ي ؟ قلت :كفههروا ى و قال :ما فعل الّناس يا عل ّ آله و سّلم و قد وقع مغشّيا عليه ،فنظر إل ّ
ل و وّلوا الّدبر و أسلموك ،فنظههر إلههى كتيبههة قههد أقبلههت فقههال :رّدهههم عّنههي ،
يا رسول ا ّ
فحملت
] [ 226
ل عليه و آله :أما تسمع مديحك فههي عليهم أضربهم يمينا و شمال حّتى فّروا فقال صّلى ا ّ
ي ،فبكيههت
ل عل ه ّ
ل ذو الفقههار و ل فههتى إ ّ
ن ملكا اسمه رضوان ينادى :ل سيف إ ّ سماء إ ّ
ال ّ
ل على نعمته .
سرورا و حمدت ا ّ
سير قتلى احد من المشركين و كان جمهورهم قتلي أميههر المههؤمنين قال :و قد ذكر أهل ال ّ
له عليههه و آلههه إلههى
ي صهّلى ا ّ
سلم و انصرف المشركون إلى مّكة و انصرف النب ّ عليه ال ّ
المدينة فاستقبلته فاطمة و معها إناء فيه ماء فغسل به وجهه ،و لحقه أمير المؤمنين عليه
سلم ، ال ّ
سههيف
و قد خضب الّدم يده إلى كتفه و معه ذو الفقار ،فناوله فاطمة و قال :خههذى هههذا ال ّ
سلم :
فقد صدقنى اليوم و قال عليه ال ّ
ل عليه و آله :خذيه يا فاطمة فقد أّدى بعلك ما عليه ،و قههد قتههل
ل صّلى ا ّو قال رسول ا ّ
ل صناديد قريش بيده .
ا ّ
و منها غزوة الحزاب المعروفة بغزاة خندق قال المفيد فههي الرشههاد :و قههد روى قيههس
سعدى قال :أتيت حذيفة بن اليمههان بن الّربيع قال :حّدثنا أبو هارون العبدى عن ربيعة ال ّ
سههلم و منههاقبه فيقههول لنهها أهههل البصههرة : ي عليه ال ّ
ل إّنا لنتحّدث عن عل ّ
فقلت يا أبا عبد ا ّ
سلم ،فهل أنت تحّدثنى بحديث فيه قال حذيفة :يهها ربيعههة إّنكم لتفرطون في على عليه ال ّ
له
ى فو الذى نفسى بيده لو وضع جميع أعمال أصحاب محّمد صّلى ا ّ و ما تسألنى عن عل ّ
ل محّمدا إلى يوم الناس هذا ،و وضع عمههل عليه و آله و سّلم في كّفة الميزان منذ بعث ا ّ
سههلم علههى جميههع أعمههالهم ، ى عليه ال ّ سلم في الكّفة الخرى لرجح عمل عل ّ ى عليه ال ّ
عل ّ
فقال ربيعة :هذا الذى ل يقام و ل يقعد ،فقال حذيفة :يا لكع و كيف ل يحمل و أين كههان
ل عليه و آلهه و سهّلم يهوم عمهرو أبو بكر و عمر و حذيفة و جميع أصحاب محّمد صّلى ا ّ
بن عبدود و قد دعا إلى المبارزة فأحجم الناس كّلهم ما خل
-----------
) ( 1هههههه ه هههه هه ه ههههه ه هه هه ههههه
ههه هه هههه ههه ه ه .
] [ 227
ل على يده ،و الذى نفس حذيفة بيده لعملههه ذلههك سلم ،فاّنه برز إليه و قتله ا ّ
علّيا عليه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم إلى يوم القيامة قههال اليوم أعظم أجرا من عمل أصحاب محّمد صّلى ا ّ
له عليههه و آلههه قههال حيههن بههارز
ي صّلى ا ّن النب ّ
في كشف الغّمة :رأيت في بعض الكتب أ ّ
ى عمرو بن عبدود :خرج السلم كّله إلى الشرك كّله . عل ّ
ل المؤمنين القتههال بعل هىّ و كههان
ل بن مسعود كان يقرء :و كفى ا ّ
ن عبد ا ّ
قال :و روى أ ّ
ل قوّيا عزيزا .
ا ّ
قال :و لّما بلغ شعر حسان بنى عامر أجابه فتى منهم فقال يرّد عليه فخره :
لههههههههههههههههههههههه ل تقتلوننههههههههههههههههههههههها
كهههههههههههههههههههههههذبتم و بيهههههههههههههههههههههههت ا ّ
و لكهههههههههههههههههههههن بسهههههههههههههههههههههيف الهاشهههههههههههههههههههههمّيين فهههههههههههههههههههههافخروا
ى جولههههههههههههههههههههههههة هاشههههههههههههههههههههههههمّية
فجههههههههههههههههههههههههال علهههههههههههههههههههههههه ّ
فههههههههههههههههههدّمر هههههههههههههههههههم لمهههههههههههههههههها عتههههههههههههههههههوا و تكّبههههههههههههههههههروا
سلم خاصة بعههد أن كههان فيههها مههن غيههره مههن و قد كان الفتح فيها لمير المؤمنين عليه ال ّ
له عليههه و آلههه و سهّلم سههورة و العاديههات
ي صّلى ا ّ الفساد ما كان ،و فيها نزل على النب ّ
فتضّمنت ذكر ما
] [ 228
ل عليه و آلههه و سهّلم قههائل فههي ل صّلى ا ّيا ّقال المفيد :روى عن اّم سلمة قالت :كان نب ّ
له جههارى لكههن هههذا ل جههارك قههال :صههدقت و ا ّ بيتى إذ انتبه فزعا من منامه فقلت له :ا ّ
سههلم ن علينا قادم ،ثّم خرج إلى الناس فأمرهم أن يستقبلوا عليا عليه ال ّ جبرئيل يخبرنى أ ّ
له عليههه و آلههه و سهّلم ،فلمهها بصههر النههب ّ
ى ل صّلى ا ّ فقام المسلمون له صّفين مع رسول ا ّ
جل عن فرسه و أهوى إلى قههدميه يقبلهمهها ،فقههال لههه عليههه ل عليه و آله و سّلم تر ّ
صّلى ا ّ
سههلمل تعالى و رسوله عنك راضيان فبكى أميههر المههؤمنين عليههه ال ّ نا ّ
سلم :اركب فا ّ ال ّ
له
فرحا و انصرف إلى منزله ،و تسّلم المسلمون الغنايم » إلى أن قال « ثّم قهال صهّلى ا ّ
عليه و آله له :يا على لو ل أننى أشفق أن تقول فيك طوايف من امتى ما قالت النصارى
ل أخههذوا الههتراب مههن تحههت فى عيسى بن مريم لقلت فيك اليوم مقال ل تمّر بملء منهم إ ّ
قدميك .
ل ،و لكنه خاصف النعل فى الحجرة ،فتبادر الناس إلههى الحجههرة ينظههرون مههن الّرجههل
سلم رواه المفيد فههى الرشههاد ،و رواه ى بن أبى طالب عليه ال ّ
فاذا هو أمير المؤمنين عل ّ
فى كشف الغمة و صحيح الترمذى نحوه .
و منها غزوة خيبر قال المفيد :ثّم تلت الحديبّية خيبر و كان الفتههح فيههها لميههر المههؤمنين
سلم بل ارتياب فظهر من فضله فى هذه الغزاة ما أجمع عليه نقلة ال هّرواة و تف هّرد عليه ال ّ
فيها مناقب لم يشركه فيها أحد من الناس .
و قال كاشف الغمة :قال ابن طلحة :و تلخيص المقصد فيها على ما ذكره أبو محّمد عبد
الملك بن هشام فى كتاب السيرة النبوّية يرفعه بسنده عن ابن الكوع قال :
] [ 229
ل عليه و آله و سّلم أبا بكر برايته و كانت بيضاء إلههى بعههض حصههون ى صّلى ا ّ
بعث النب ّ
خيبر فقاتل ثّم رجع و لم يكن فتح و قد جهد ،ثّم بعث عمر بن الخطاب فكان كذلك ،فقال
له و رسهوله و با ّن الراية غههدا رجل يحه ّ
ل عليه و آله و سّلم :لعطي ّل صّلى ا ّ
رسول ا ّ
ل على يديه ليس بفّرار ،قال سلمة :فدعا علّيا و هو أرمد فتفههل ل و رسوله يفتح ا ّيحّبه ا ّ
له عليهك ،فخهرج يههرول و أنها في عينيه ثم قال :خذ هذه الّراية فامض بها حّتى يفتهح ا ّ
خلفه نتبع أثره حتى ركز رايته فههي رضههم 1مههن حجههارة تحههت الحصههن ،فههاطلع عليههه
ى من الحصن فقال : يهود ّ
سلم ،في قتل من قتل من قال المفيد ره :و فيما ذكرناه من أعمال أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل عليههه و آلههه و س هّلم علههى
ل صّلى ا ّل بمكة و إخافة من أخاف و معونة رسول ا ّ أعداء ا ّ
له عهّز و جه ّ
ل ل و قطع الرحام في طاعة ا ّ تطهير المسجد من الصنام و شّدة بأسه في ا ّ
أّول دليل على تخصيصه من الفضل بما لم يكن لحد منهم سهم فيه حسبما قدمناه .
-----------
) ( 1ههههه ه هههههه هههه هههه ههه ه ههه هه
ههه ههه هه ههههههه ه ههه .
-----------
) ( 2هه هههههه هههه هههه ههه ههه هه ه ههه .
] [ 230
له
فلم تغن عنكم شيئا و ضاقت عليكم الرض بما رحبههت ثهّم وّليتههم مههدبرين .ثههم أنههزل ا ّ
سلم و من ثبت معه من بني هاشم سكينته على رسوله و على المؤمنين يريد علّيا عليه ال ّ
.
سلم في قال كاشف الغّمة بعد شرح هذه الغزوة :فانظر إلى مفاخر أمير المؤمنين عليه ال ّ
هذه الغههزاة و منههاقبه ،و جههل بفكههرك فههي بههدايع فضههله و عجههايبه ،و احكههم فيههها بههرأى
شجاع على أعقابه ،و لههم ينظههر فههي صحيح الّراى صايبه ،و أعجب من ثباته حين فّر ال ّ
صحبة حين لههم يههر مفارقههة صههاحبه ،و ق بال ّسلم أح ّالمر و عواقبه ،و اعلم أّنه عليه ال ّ
ح ذلك عندك بههدليله و تيّقن أّنه إذا حّم الحمام لم ينتفع المرء بغير أهله و أقاربه ،فاذا ص ّ
ن ثبات من ثبت مههن نتايههج ثبههاته ،و أّنهههم بّيناته ،و عرفته بشواهده و علماته ،فاقطع أ ّ
ن رجوع من رجع من هزيمته فاّنما كان عند ما كانوا أتباعا له في حروبه و مقاماته ،و أ ّ
بان لهم من الّنصر و أماراته .
قال الشارح الفقير :هذا قليهل مهن كهثير و يسهير مهن جهم غفيهر مهن منهاقبه و مفهاخره و
له عليههه و آلههه و سهّلم أوردتهه باقتضهاء المقههام و
ل صّلى ا ّ
مجاهداته و مواساته لرسول ا ّ
سلم :و لقد واسيته في المههواطن اّلهتي تنكهص فيهها البطههال و شرحا لمعنى قوله عليه ال ّ
سلم من الثار و المناقب و الخبههار اّلههتي ل تسههتر ،و تتأخر فيها القدام و كم له عليه ال ّ
سير ،و كم له من المزايهها المفاخر و الفضائل و المجاهدات المثبتة في كتب التواريخ و ال ّ
سههلم ،هههذه الفعههال إ ّ
ل و الخلل و البلء المذكور في الّنزال ،و ل صدرت منه عليه ال ّ
ل لديها الهوال ،و ل تقوم بوصههفها القلم و ل لها البطال ،و تق ّ عن نجدة و شجاعة تذ ّ
شم السههتدلل ،و علههى الجملههة و التفصههيل فمقههام القوال ،و ل يحتاج في اثباتها إلى تج ّ
ضلل .ل ال ّقإ ّبأسه و نجدته ل ينال و ما ذا بعد الح ّ
] [ 231
ل عليه و اله و سّلم في مرضه اّلذى قبههض فيههه و كههان رأسههه فههي ل صّلى ا ّ عند رسول ا ّ
ل عليه و آله ،فاغمى عليه اغمههاء ث هّم ل صّلى ا ّ
ب عن وجه رسول ا ّ حجرى و العّباس يذ ّ
ل اقبل وصّيتى و اضمن دينههى و عههداتى ،فقههال فتح عينه فقال :يا عّباس يا عّم رسول ا ّ
ل أنت أجود من الّريح المرسلة و ليس في مالى وفاء لدينك و عداتك العباس :يا رسول ا ّ
ل ذلك يجيبهههل عليه و آله و سّلم ذلك ثلثا يعيده عليه و العّباس فى ك ّ ،فقال الّنبي صّلى ا ّ
بما قال أّول مّرة .
ل عليههه و آلههه
ل صّلى ا ّ قال :فخنقتنى العبرة و ارتج جسدى و نظرت إلى رأس رسول ا ّ
و سّلم يذهب و يجىء في حجرى فقطرت دموعى على وجهههه و لههم اقههدر أن اجيبههه ،ثهّم
ثّنى فقال :
اقبل وصّيتى و اضههمن دينههى و عههداتى قههال :قلههت :نعههم بههأبي و اّمههى قههال :اجلسههنى ،
فأجلسته فكان ظهره في صدرى فقال :يا على أنت أخي في الّدنيا و الخههرة ،و وص هّيى
و خليفتى في أهلي .
ل عليه و آله :يا بلل هلّم سيفى و درعى و بغلههتى و سههرجها و لجامههها و ثّم قال صّلى ا ّ
منطقتي اّلتي أشّد بها على درعى ،فجاء بلل بهذه الشياء فوقف بالبغلة بين يدى رسول
ل عليه و آله و سّلم فقههال :يهها علههى قههم فههاقبض ،فقههال :قمههت و قههام العّبههاس ل صّلى ا ّا ّ
فجلس مكاني فقمت فقبضت ذلك ،فقال :انطلق به إلى منزلك ،فانطلقت ثهّم جئت فقمههت
ى ثّم عمد إلى خههاتمه فنزعههه ل عليه و آله و سّلم قائما فنظر إل ّ ل صّلى ا ّبين يدى رسول ا ّ
ص من بنههي هاشههم ي هذا لك فى الّدنيا و الخرة و البيت غا ّ ى فقال :هاك يا عل ّ ثّم دفعه إل ّ
و المسلمين .
ي هاشم يا معشر المسلمين ل تخالفوا علّيا فتضّلوا و ل تحسهدوه فتكفهروا ،يها فقال :يا بن ّ
سلم ،فقال :تقيم الشيخ و تجلههس الغلم ؟ فأعادههها ثلث ي عليه ال ّ
عّباس قم من مكان عل ّ
مّرات فقام العّباس فنهض مغضبا و جلست مكانى .
] [ 232
ل عليههه و آلههه و سهّلم يهها علههي أجلسههني ،فأجلسههته و أسههندته إلههىل صّلى ا ّفقال رسول ا ّ
له عليههه و آلههه و سهّلم ليثقههل
ل صّلى ا ّ سلم :فلقد رأيت رسول ا ّ ي عليه ال ّ
صدرى قال عل ّ
ن أخهي و وصهّيي و وزيهري و ضعفا و هو يقول يسمع أههل الهبيت أعلههم و أدنهاهم :إ ّ
سلم ،ي بن أبيطالب عليه ال ّ خليفتي في أهلي عل ّ
يقضي ديني و ينجز وعدي ،يهها بنههي هاشههم يهها بنههي عبههد المطلههب ل تبغضههوا علّيهها و ل
تخالفوا عن أمههره فتضهّلوا ،و ل تحسههدوه و ترغبههوا عنههه فتكفههروا ،أضههجعنى يهها علههي
فأضجعته ،الحديث .
ل و هو مريض فاذا رأسه في حجر رجل أحسن ما رأيت مههن الخلههق و يا ّ
دخلت على نب ّ
ل عليه و آله و سّلم ،قال الّرجل :ادن إلى ابن عّمههكالّنبي نائم ،فلّما دخلت عليه صّلى ا ّ
ق به مّنى ،فههدنوت منهمهها فقههام الّرجههل و جلسههت مكههانه و وضههعت رأس النههب ّ
ي فأنت أح ّ
ل عليه و آله و سّلم في حجرى كما كان فههي حجههر الّرجههل ،فمكههث سههاعة ثهّم إ ّ
ن صّلى ا ّ
ل عليه و آله استيقظ فقال :أين الّرجل اّلذى كان رأسى في حجره ؟ الّنبي صّلى ا ّ
ق به مّنههى ثهّم قههام
فقلت :لّما دخلت عليك دعانى إليك ثّم قال :ادن إلى ابن عّمك فأنت أح ّ
ل عليه و آله و سّلم :فهل تدرى من الّرجل ؟ قلت :ل فجلست مكانه ،فقال الّنبي صّلى ا ّ
ل عليههه و آلههه و سهّلم :ذاك جبرئيههل كههان يحهّدثنى حّتههىبأبي و اّمى ،فقال الّنبي صّلى ا ّ
ف عّنى وجعى و نمت و رأسى في حجره . خ ّ
ي ابههن
ل فمن يغسلك مّنا إذا كههان ذلههك منههك ؟ قههال :ذلههك عله ّ
فداك أبي و اّمي يا رسول ا ّ
ل أعانته الملئكة على ذلك . أبيطالب لّنه ل يهم بعضو من أعضائي إ ّ
] [ 233
ل.
منك ؟ قال :منه رحمك ا ّ
و ل تغال في كفنى و احملونى حّتى تضعونى على شفير قبرى ،فأّول مههن يص هّلى عل هيّ
ل جللههه مههن فههوق عرشههه ،ثهّم جبرئيههل و ميكائيههل و إسههرافيل فههي جنههود مههنالجّبار ج ّ
ل و عهّز ثهّم الحهاّفون بهالعرش ثهّم سهّكان أههل سهماء لجّ لا ّالملئكة ل يحصى عددهم إ ّ
ل أهل بيتي و نسائي القربون فالقربون يؤمههون ايمههاء و يسههلمون تسههليما ل فسماء ثّم ج ّ
ي بالناس ،فههاجتمعيؤذونى بصوت نادبة » نائحة خ « و ل مرّنة ثّم قال :يا بلل هلّم عل ّ
صهبا بعمهامته متههوكئا علههى قوسهه حّتههى
ل عليه و آله متع ّ ل صّلى ا ّالناس فخرج رسول ا ّ
ل و أثني عليه ثّم قال :صعد المنبر فحمد ا ّ
فقام إليه رجل من أقصى القوم يقال له :سوادة بن قيههس فقههال لههه :فههداك أبههي و اّمههى يهها
له إّنههك لّمهها أقبلههت مههن الطههايف اسههتقبلتك و أنههت علههى ناقتههك الغضههباء و بيههدك
رسول ا ّ
القضيب الممشوق ،فرفعت القضيب و أنت تريد الّراحلة فأصاب بطنههى فل أدرى عمههدا
أو خطاء .
-----------
) ( 1هه ههههه ه هههه .
] [ 234
فخرج بلل و هو ينادى في سكك المدينة :معاشر النههاس مههن ذا الههذى يعطههى القصههاص
ل عليه و آله يعطى القصاص مههن نفسههه قبههل من نفسه قبل يوم القيامة فهذا محّمد صّلى ا ّ
يوم القيامة .
سلم و هو يقول :يا فاطمههة قههومى فوالههدك يريههد و طرق بلل الباب على فاطمة عليها ال ّ
سلم و هى تقههول :يهها بلل و مهها يصههنع والههدى القضيب الممشوق فأقبلت فاطمة عليها ال ّ
ن والههدك قههد صههعد
بالقضيب و ليس هذا يوم القضيب ،فقال بلل :يا فاطمة أما علمههت أ ّ
سههلم و قهالت :و اغمههاه المنبر و هو يوّدع أهل الّدين و الّدنيا ،فصاحت فاطمههة عليههها ال ّ
له و حهبيب القلهوب ،ثهّم لغمك يا أبتاه من للفقراء و المسهاكين و ابهن السهبيل يها حهبيب ا ّ
ل عليه و آله و سّلم . ل صّلى ا ّناولت بلل القضيب ،فخرج حّتى ناوله رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم :أين الشيخ ؟ فقال الشيخ :ها أنا ذا يا رسههولل صّلى ا ّ فقال رسول ا ّ
ص مّنههى حههتى ترضههى ،فقههال الشههيخ :فاكشههف لههى عههن
ل بأبي أنت و اّمى فقال :فاقت ّ
ا ّ
ل أ تههأذن
ل ،فكشف عن بطنه فقال الشيخ :بأبي أنت و اّمى يا رسول ا ّ بطنك يا رسول ا ّ
لى أن أضع فمى على بطنك ؟ فأذن له فقال :أعوذ بموضع القصههاص مههن بطههن رسههول
ل عليه و آله و سّلم من النار .
ل صّلى ا ّ
ا ّ
ص ؟ فقههال :
ل عليه و آله و سّلم ،يا سوادة بن قيس أ تعفههو أم تقته ّل صّلى ا ّفقال رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم :اللهّم اعف عن سوادة بن قيههس ل ،فقال صّلى ا ّ بل أعفو يا رسول ا ّ
كما عفى عن محّمد نبيك .
نفسى لنفسك الفداء و وجهى لوجهك الوفاء يا أبتههاه أل تكّلمنههى كلمههة فههانى أنظههر إليههك و
أراك مفارق الّدنيا و أرى عساكر الموت تغشاك شديدا .
ل عليه و آله و سّلم لها :يا بنية إّنى مفارقك فسههلم عليههك مّنههى ،قههالت :يهها
فقال صّلى ا ّ
أبتاه فأين
] [ 235
صههلة
ل عليه و آلههه و سهّلم فههدخل بلل و هههو يقههول :ال ّ
ل صّلى ا ّ
ثّم اغمى على رسول ا ّ
ل،
رحمك ا ّ
صلة .
ل عليه و آله و سّلم و صّلى بالّناس و خّفف ال ّ
ل صّلى ا ّ
فخرج رسول ا ّ
ل عليه و آلهههي بن أبيطالب و اسامة بن زيد ،فجاءا فوضع صّلى ا ّ ثّم قال :ادعوا لى عل ّ
ي و الخرى على اسامة ثّم قال :انطلقا بي إلههى فاطمههة ،فجههاءا
و سّلم يده على عاتق عل ّ
به حتى وضهع رأسهه فهي حجرهها فهاذا الحسههن و الحسههين يبكيهان و يصهطرخان و همها
يقولن :أنفسنا لنفسك الفداء و وجوهنا لوجهك الوقاء .
سههلم :ابنههاك
ي ؟ فقههال عليههه ال ّ
ل عليههه و آلههه :مههن هههذان يهها عله ّ
ل صّلى ا ّ
فقال رسول ا ّ
الحسن و الحسين ،
ف يهها
ل عليه و آله :ك ه ّ
سلم أشّد بكاء فقال صّلى ا ّ فعانقهما و قّبلهما و كان الحسن عليه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم .
ل صّلى ا ّحسن فقد شققت على رسول ا ّ
فخرج ملك الموت و هو يقول :يا محّمداه ،فاستقبله جبرئيل فى الهواء فقال :
يا ملك الموت قبضت روح محّمد ؟ قال :ل يا جبرئيههل سهألنى أن ل أقبضههه حهتى يلقههاك
فتسلم عليه و يسلم عليك ،فقال جبرئيل :يا ملك الموت أمهها تههرى أبههواب السههماء مفّتحههة
ل عليه و آله و سّلم أما ترى الحور العين قد تزّين لروح محّمد صّلى لروح محّمد صّلى ا ّ
ل عليه و آله و سّلم .
ا ّ
ثم نزل جبرئيل فقال :السلم عليك يا أبا القاسم فقال :و عليك السلم يا جبرئيل ادن منى
حبيبى جبرئيل ،فدنا منه ،فنزل ملههك المهوت فقهال لههه جبرئيهل :يها ملههك المههوت احفههظ
ل في روح محّمد ،و كان جبرئيل عن يمينه و ميكائيل عن يساره و ملك الموت وصية ا ّ
] [ 236
ل عليههه و آلههه و سهّلم فهى ذلههك المههرض كهانل صّلى ا ّن رسول ا ّ فروى عن ابن عباس أ ّ
يقول :ادعوا الى حبيبى فجعل يدعا له رجل بعد رجل فيعرض عنه فقيههل لفاطمههة عليههها
ى عليهههي ،فبعث فاطمة إلى عل ّ ل يريد غير عل ّ ى فما نرى رسول ا ّ سلم امضى إلى عل ّ ال ّ
ل عليه و آله و سّلم عينيه و تهّلل وجهه ثههم قههال :ل صّلى ا ّسلم فلما دخل فتح رسول ا ّ ال ّ
ل عليه و آله و سّلم يدنيه حتى أخذه بيده و أجلسهه ي يا علي فما زال صّلى ا ّ ي يا علي إل ّ
إل ّ
سهلم يصهيحان و يبكيهان حههتى عند رأسه ثّم اغمى عليه فجاء الحسن و الحسين عليهما ال ّ
له
ى أن ينحيهما عنههه ص هّلى ا ّل عليه و آله و سّلم ،فأراد عل ّل صّلى ا ّ وقعا على رسول ا ّ
ل عليه و آله ثّم قههال يهها علههى دعنههى أشهّمهما و
ل صّلى ا ّ
عليه و آله و سّلم فأفاق رسول ا ّ
له
يشّمانى و أتزّود منهما و يتزّودان مّني أما أنهما سيظلمان بعدي و يقتلن ظلما فلعنههة ا ّ
على من يظلمهما يقول ذلك ثلثا .
ى فجذبه إليه حتى أدخله تحت ثوبه الذى كان عليههه ،و وضههع فههاه علههى
ثّم مّد يده إلى عل ّ
ل عليه و آله .
فيه و جعل يناجيه مناجاة طويلة حتى خرجت روحه الطيبة صلوات ا ّ
له مههتى
ل عليه و آله و سّلم و قد ثقل فقههال :يهها رسههول ا ّ
ى صّلى ا ّ
دخل أبو بكر على النب ّ
الجل ؟
] [ 237
ل عليه و آلههه و سهّلم :إلههى السههدرة المنتهههى و الجنههة المههأوى و إلههى الرفيههق
قال صّلى ا ّ
ى ،قال أبو بكر :فمن يلى غسههلك ؟ قههال :رجههال العلى و الكاس الوفى و العيش المهن ّ
ي أو فى حّلة يمانيةأهل بيتى الدنى فأدنى قال :ففيم نكفنك ؟ قال :فى ثيابى هذه التي عل ّ
أو في بياض مصر قال :كيف الصلة عليك ؟ فارتجت الرض بالبكاء .
قال أبو بكر :فمن يدخل قبرك ؟ قال :الدنى فالدنى من أهل بيتى مع ملئكة ل ترونهم
،قوموا فأّدوا عّنى إلى من ورائكم فقلت للحههارث بههن مهّرة :مههن حهّدثك بهههذا الحههديث ؟
ى صهّلىسلم قال :كان جبرئيل ينزل على النههب ّ ي عليه ال ّ
ل بن مسعود عن عل ّ
قال :عبد ا ّ
ل يوم و ليلة فيقههول :السههلم عليههكل عليه و آله و سّلم فى مرضه الذى قبض فيه فى ك ّ ا ّ
ن رّبك يقرؤك السلم فيقول :كيف تجدك و هو أعلم بك و لكنه أراد أن يزيدك كرامة و إّ
شرفا إلى ما أعطاك على الخلق و أراد أن يكون عيادة المريض سنة فى امتك .
ل عليه و آله و سّلم إن كان وجعا :يا جبرئيل أجدنى وجعا ،فقههالى صّلى ا ّفيقول له النب ّ
ل لم يشدد عليك و ما من أحد من خلقه أكرم عليههه منههك ،ونا ّ
له جبرئيل اعلم يا محّمد أ ّ
لكنه أح ّ
ب
-----------
) ( 1هه ه ههه ه ه هه هههه ه ه هههه ههه ه هه ه
ههه ه هه ه ه ههه ه ههه ههه هه ه ه هه ههه
هههههه ه ه هههه ههه ه هههههه ه هه هههه ه
ههه ه ه هه ه ههه هه ههه ه ه هه هه ه هه هه هه ه
هههه هه هه هه :ه ههه هه ه ه هههه هه ه ه هه
هه هه ه ه ههه ههه ه هه :ههههه ه هه هه هه ه
هههه ه ههه ههههه ههه هه ) ه ( هه ههه هههه ه :
هههه ) ههه ( .
ههههه ههههههه ه ههههه هههه
] [ 238
أن يسمع صوتك و دعاءك حّتى تلقاه مستوجبا للّدرجة و الثواب الذى أعّد لههك و الكرامههة
و الفضيلة على الخلق .
ل عليه و آله و سّلم :أجدني مريحا في عافيههة قههال لههه :فاحمههد ي صّلى ا ّو إن قال له الّنب ّ
ب أنب أن تحمده و تشكره ليزيههدك إلههى مهها أعطههاك خيههرا فههاّنه يحه ّل على ذلك فاّنه يح ّ ا ّ
يحمد و يزيد من شكر .
سههلمي عليههه ال ّ
سه فقههال عله ّقال :و اّنه نزل عليه في الوقت الذى كان ينزل فيه فعرفنا ح ّ
ن رّبههك يقههرؤك السههلم و فخرج من كان في البيت غيرى ،فقال له جبرئيل :يهها محّمههد إ ّ
ل عليه و آله و سّلم :أجدني مّيتا ي صّلى ا ّ يسألك و هو أعلم بك كيف تجدك ؟ فقال له النب ّ
له إّنمهها أراد أن يبّلغههك بمهها تجههد مهها أعهّد لههك مههن
نا ّ
،قال له جبرئيل :يا محّمد ابشر فهها ّ
ي فأذنت له فدخل و ن ملك الموت استأذن عل ّ ل عليه و آله :إ ّ الكرامة قال له الّنبي صّلى ا ّ
ن ربك إليك مشتاق فما استاذن ملك المههوت استنظرته مجيئك فقال له جبرئيل :يا محّمد إ ّ
ل عليه و آلههه و س هّلم :ل على أحد قبلك و ل يستأذن على أحد بعدك فقال له الّنبي صّلى ا ّ
تبرح يا جبرئيل حّتى يعود .
ثّم أذن للنساء فدخلن عليه فقال لبنته :ادني مّني يا فاطمة فههأكّبت عليههه فناجاههها فرفعههت
رأسها فعيناها تهملن دموعهها ،فقههال لههها :ادنههي مّنههي فههدنت منههه فههأكّبت عليههه فناجاههها
فرفعت رأسها و هي تضحك .
جبنا لما رأينا ،فسألناها فأخبرتنا أّنه نعى إليها نفسه فبكت فقال لها يا بنّيههة ل تجزعههي
فتع ّ
ل أن يجعلك أّول أهل بيتي لحاقا بي فأخبرني أّنه قد اسههتجاب لههي فضههحكت فاّني سألت ا ّ
سههلم فقّبلهمهها و
ل عليه و آله و سّلم الحسن و الحسين عليهما ال ّقال :ثّم دعا الّنبي صّلى ا ّ
شّمهما و جعل يترشفهما و عيناه تهملن .
ل عنه :و لقد كنت عند نقلي هذه الّرواية للثعلبي كههاد أن يشههرح قلههبي
قال الشارح عفى ا ّ
سكاكين مّما تضّمنه صدرها من شههنيع فعهل أبههي بكهر و إصهراره فهى سههؤال الّرسهول بال ّ
ل عليه و آله و سّلم و من أجله و غسله و دفنه و كفنه و منقلبه فى هذه الحال مههن صّلى ا ّ
شّدة
] [ 239
مرضههه و ضههعفه ،و قههد أحههاطت بههه غمههرات اللم ،و غشههيته طههوارق الوجههاع و
السقام ،
و فى البحار من المناقب عن سهل بن أبي صالح عن ابههن عّبههاس أّنههه اغمههى علههى النههبىّ
ق بابه ،فقالت فاطمة :من ذا ؟ قال :أنا رجل غريههب ل عليه و آله فى مرضه فد ّ
صّلى ا ّ
له لحاجتههك ل أ تأذنون لي في الّدخول عليه ؟ فأجابت امض رحمههك ا ّ أتيت أسأل رسول ا ّ
ل عنك مشغول . فرسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم فههاذن لههه فههدخل فجلههسي صّلى ا ّسلم فاستأذن الّنب ّى عليه ال ّ
فدخل عل ّ
ل عليه و آله و سّلم . ل صّلى ا ّ
عند رأس رسول ا ّ
] [ 240
ل الخرة خيهر لهك مهن الولهى و لسهوف يعطيهك ربهك و نزل جبرئيل فقال :يا رسول ا ّ
سلم لقاء رّبي خير لى فههامض لمهها امههرت بههه ،
ل خير لك ،فقال عليه ال ّ
فترضى ،لقاء ا ّ
فقال جبرئيل لملك الموت :ل تعجل حتى أعرج الى السههماء » ربههى خ « و أهبههط ،قههال
ملك الموت :
لقد صارت نفسه في موضع ل أقدر على تأخيرها ،فعند ذلك قال جبرئيل :يا محّمد هههذا
آخر هبوطى إلى الّدنيا إنما كنت أنت حاجتى فيها .
الرابعة ما أشار إليه بقههوله ) و لقههد سههالت نفسههه فههي كفّههى فأمررتههها علههى وجهههى ( قههال
ل عليه و آلههه و س هّلم قههاء
ل صّلى ا ّ
ن رسول ا ّ الشارح البحراني :أراد بنفسه دمه يقال :إ ّ
سههلم مسههح بههذلك الهّدم وجهههه ،و ل ينههافي ذلههك
ن عليهها عليههه ال ّ
وقت موته دما يسيرا و إ ّ
صص دم الّرسول كما روى أن أباطيبة الحجام شرب دمه صّلى نجاسة الّدم لجواز أن يخ ّ
له عليههه و آلههه و سهّلم إذا ل ينجههع بطنههك ،
ل عليه و آله و سّلم حين حجمه فقال صّلى ا ّ
ا ّ
انتهى كلمه ،و مثله الشارح المعتزلي .
ل عليه و آله احتجم مّرة فدفع الّدم الخارج منه إلههى أبههى ل صّلى ا ّ
ن رسول ا ّو أما الّدم فا ّ
ل عليه و آله لههه :مهها صههنعت سعيد الخدرى و قال له :غّيبه ،فذهب فشربه فقال صّلى ا ّ
ل ،قال :أ لم أقل لك غّيبه ؟ فقههال لههه :غّيبتههه فههي وعههاءبه ؟ قال له :شربته يا رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم :إّياك
ل صّلى ا ّ
حريز ،فقال رسول ا ّ
] [ 241
سلم :و لقد سالت نفسه بمعنى الّدم فل يخفهى بعهده بهل و أّما حمل النفس في قوله عليه ال ّ
ضعفه ،و القوى عندى أن يراد بالّنفس نفسه الّناطقههة القدس هّية اّلههتي هههي مبههدء الفكههر و
الّذكر و العلم و الحلم و الّنباهة ،و لها خاصّية الحكمة و الّنزاهة ،
لما فارقت جسده الطاهر فاضت بيدى فمسحت بها على وجهى .
و اّنما مسح بها على وجهه إما تيّمنا أو لحكمة عظيمة ل نعرفها .
ل عليه و آله و سّلم كما رواه فههي البحههار سلم ذلك بوصّية منه صّلى ا ّ و انما فعل عليه ال ّ
ن عايشههة دعههت سههلم أ ّ
من مناقب ابن شهر آشوب قال :و من طريقة أهل البيت عليهم ال ّ
أباها فأعرض عنه و دعت حفصة أباها فأعرض عنه و دعت أّم سلمة علّيا فناجاه طويل
سلم يصيحان و يبكيههان حّتههى وقعهها علههى ثّم اغمى عليه فجاء الحسن و الحسين عليهما ال ّ
حيهما عنههه ،فأفههاق رسههول سلم أن ين ّ
ى عليه ال ّ ل عليه و آله و أراد عل ّ ل صّلى ا ّ رسول ا ّ
ي دعهما أشّمهما و يشّماني و أتزّود منهما و ل عليه و آله و سّلم ثّم قال :يا عل ّل صّلى ا ّا ّ
يتزّودان مّني .
سلم تحت ثوبه و وضع فاه على فيه و جعههل ينههاجيه ،فلّمهها حضههره ثّم جذب علّيا عليه ال ّ
ل فاذا فاضت نفسى فتناولها الموت قال له :ضع رأسى يا على في حجرك فقد جاء أمر ا ّ
ى أّول الّنههاس و ل
ل عل ه ّل أمرى و ص ّ جهنى إلى القبلة و تو ّ
بيدك و امسح بها وجهك ثّم و ّ
ل.
ل عّز و ج ّ
تفارقنى حّتى توارينى في رمسى و استعن با ّ
ى برأسه فوضعه في حجره فاغمي عليه فبكت فاطمة فأومى إليها بالههدنّو منههه ، و أخذ عل ّ
صة .
فأسّر إليها شيئا تهّلل وجهها الق ّ
] [ 242
كما يدل عليه ما رواه في البحار من المناقب عن أبان بن بطة قال يزيد بن بلل قال علىّ
ل طمسههتسله أحد غيههرى فههاّنه ل يههرى عههورتى أحههد إ ّل يغ ّ
سلم :أوصى النّبي أ ّ عليه ال ّ
ل كأّنمهها يقّلبههه معههى ثلثههون رجل حههتى فرغههت مههن
عيناه ،قال :فمهها تنههاولت عضههوا إ ّ
غسله .
سههلم غسههله اسههتدعا الفضههل بههن عبههاس ليعينههه و كههان ى عليههه ال ّ
و روى أّنه لّما أراد عله ّ
سههلم بههذلك إشههفاقا عليههه مههن العمههى ،و فههي هههذا
ى عليههه ال ّمشدود العينين و قد أمره عله ّ
المعنى قال العبدى :
ل عليه و آله :يا على أضمنت دينى تقضيه عّنى ؟ قال :نعم .قال ل صّلى ا ّقال رسول ا ّ
:الّلهّم فاشهد ،ثّم قال :يا على تغسهلنى و ل يغسههلنى غيههرك فيعمههى بصهره ،قهال عله ّ
ى
ل ؟ قال :كذلك قال جبرئيل عههن رّبههى أّنههه ل يههرى عههورتى
سلم و لم يا رسول ا ّ عليه ال ّ
ل عمى غيرك إ ّ
] [ 243
سلم فكيف أقوى عليك وحدي ؟ قال :يعينك جبرئيل و ميكائيل ي عليه ال ّ
بصره ،قال عل ّ
و اسرافيل و ملك الموت و إسماعيل صاحب السماء الّدنيا ،قلت :فمن يناولنى الماء ؟
ل لههه و ل لغيههره مههن قال :الفضل بن العباس من غير أن ينظر إلى شيء مّنى فاّنه ل يح ّ
الّرجال و النساء النظر إلى عورتى ،و هى حرام عليهم ،فاذا فرغت من غسلى فضعنى
ى من بئرى بئر غرس أربعين دلوا مفّتحههة البههواب أو قههال أربعيههن على لوح و أفرغ عل ّ
قربة شككت أنا في ذلك ثهّم ضههع يههدك يهها علههى علههى صههدرى و احضههر معههك فاطمههة و
سلم من غير أن ينظروا إلى شيء مههن عههورتى ث هّم تفّهههم عنههد الحسن و الحسين عليهم ال ّ
ل.
ذلك تفهم ما كان و ما هو كائن إنشاء ا ّ
جت الّدار و الفنية ملء يهبط و ملء يعرج ( نسههبة الضههجيج إلههى الههدار و و قوله ) فض ّ
سع ،و السناد إلى المكان ،و المراد به ضههجيج الملئكههة الّنههازلين فيهمههاالفنية من التو ّ
ل عليه و آله و سّلم و بكاؤهم عليه مثل ضجيج ساير الحاضرين لديه . حين موته صّلى ا ّ
و يشهد بذلك ما في البحههار مههن كتههاب الطههرف لبههن طههاووس فههي الحههديث الههذى قهّدمنا
ل عليه و آله تفهم ما كان و ما هو كائن :أقبلت يا عل ّ
ي روايته آنفا و فيه بعد قوله صّلى ا ّ
؟
ي ما أنت صانع لو قههد تههأّمر القههوم عليههك بعههدي وتقهّدموا عليههك و بعههث إليههك
قال :يا عل ّ
شارد من البل مذموما مخههذول طاغيتهم يدعوك إلى البيعة ثّم لّببت بثوبك تقاد كما يقاد ال ّ
ل.محزونا مهموما و بعد ذلك ينزل بهذه الّذ ّ
ل عليه و آله و سّلم صرخت و بكههت ، ل صّلى ا ّ قال :فلّما سمعت فاطمة ما قال رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم لبكائها و قال :يهها بنّيههة ل تبكيههن و ل تههؤذين
ل صّلى ا ّ
فبكى رسول ا ّ
جلساءك من الملئكة ،هذا جبرئيل
] [ 244
سههماوات
ل إسرافيل ،يا بنية ل تبكين فقهد بكيههت ال ّ
بكى لبكائك و ميكائيل و صاحب سّر ا ّ
و الرض لبكائك .
ل انقاد للقوم و أصبر على ما أصابنى مههن غيههر بيعههة سلم :يا رسول ا ّ ي عليه ال ّ
فقال عل ّ
له عليههه و آلههه :الّلههّم
له صهّلى ا ّ
لهم ما لم اصب أعوانا لم اناجز القههوم ،فقههال رسههول ا ّ
اشهد .
سلم قد عرفت الذى خل بها و أرادها لههه و هههو بعههض مهها كنههت فيههه و ى عليه ال ّ
فقال عل ّ
سههلم :فمها
ي عليههه ال ّ
أبوك و صاحباه مّما قد سّماه ،فوجمت أن ترّد عليههه كلمههة قههال عله ّ
ل عليههه و آلههه و هههو يجههود
سلم فدخلت على الّنبي صّلى ا ّ لبثت أن نادتني فاطمة عليها ال ّ
بنفسه فبكيت و لم أملك نفسى حين رأيته بتلك الحال يجود بنفسه .
ل عليه و آله و سّلم لي :ما يبكيك يهها علهى ليهس ههذا أو ان البكههاء فقهد حهان فقال صّلى ا ّ
ل يا أخى فقد اختار لي رّبي مهها عنههده ،و إنمهها بكههائي والفراق بينى و بينك فاستودعك ا ّ
غّمي و حزنى عليك و على هذه أى فاطمة أن تضيع بعدى ،فقد أجمع القوم على ظلمكههم
ي قد أوصيت فاطمة ابنههتي بأشههياء و أمرتههها ل و قبلكم مّنى وديعة يا عل ّ
و قد استودعكم ا ّ
صادقة المصّدقة .أن تلقيها إليك فأنفذها فهي ال ّ
ثّم ضمها إليه و قّبل رأسها و قال :فداك أبوك يا فاطمة ،فعل صوتها بالبكههاء ثهّم ضههمها
ن لغضبك ،فالويل ثّم الويل للظالمين ثّم بكههى
ل رّبي و ليغضب ّ
نا ّل لينتقم ّ
إليه و قال :و ا ّ
ل عليه و آله و سّلمل صّلى ا ّ رسول ا ّ
] [ 245
ل ه عليههه و
ل لقد حسبت بضعة مّني قد ذهبت لبكائه صّلى ا ّ سلم :فو ا ّ ي عليه ال ّ
و قال عل ّ
آله حّتى هملت عيناه مثل المطر حّتى بّلت دموعه لحيته و ملءة كانت عليه و هههو يلههتزم
فاطمة ل يفارقها و رأسه على صدرى و أنا مسههنده و الحسههن و الحسههين يقبلن قههدميه و
ن جبرئيههل فههي الههبيت لصههدقت سلم :فلو قلههت إ ّ ي عليه ال ّيبكيان بأعلى أصواتهما قال عل ّ
ك فيههها ،
لّنى كنت اسمع بكاء و نغمة ل أعرفها و كنت أعلم أّنها أصوات الملئكة ل أش ّ
له عليههه و آلههه ،و لقههد رأيههت
ي صهّلى ا ّ ن جبرئيل لم يكن في مثل تلك الّليلة يفارق الّنب ّ لّ
سماوات و الرضين قد بكت لها . ن ال ّ
بكاء منها أحسب أ ّ
سههماوات و
له و مهها حههوله مههن الملئكههة و ال ّ
ق لقد بكى لبكائك عرش ا ّ
و اّلذى بعثني بالح ّ
الرضون و ما بينهما .
ق لقد حّرمت الجّنة علههى الخليههق حّتههى أدخلههها و أّنههك لّول
يا فاطمة و الذى بعثني بالح ّ
ل يدخلها بعدى كاسية حالية ناعمة ،يا فاطمة هنيئا لك .خلق ا ّ
ن جهّنههم
قإّ
ق إّنك لسّيدة من يههدخلها مههن الّنسههاء ،و اّلههذى بعثنههي بههالح ّ
و الذى بعثني بالح ّ
ل صعق ،فينادى إليها أن يا جهّنم يقول ى مرسل إ ّ لتزفر زفرة ل يبقى ملك مقّرب و ل نب ّ
لك الجّبار اسكني بعّزى و استقّرى حّتى تجوز فاطمة بنت محّمههد إلههى الجنههان ل يغشههيها
قتر و ل ذّلة .
ل عنه :و إّنما أوردت هذه الّرواية بتمامها و طولها مع كههون موضههع
قال الشارح عفى ا ّ
الحاجة منها بعضها كأكثر الخبار المتقّدمة في شرح هذه الخطبة ،
] [ 246
لكونها متضّمنة مثل ساير ما تقّدم للغرض اّلذى سوق ههذه الخطبهة لجلهه مؤّكهدة لهه ،و
ل عليه و آله و سّلم و قرباه منه
ل صّلى ا ّ
سلم برسول ا ّهو إفادة مزيد اختصاصه عليه ال ّ
له
،على أنا أحببنا أن يكون شرح هذه الخطبة متكفل لجمل أخبار وفاة الّرسههول ص هّلى ا ّ
عليه و آله .
و قوله ) و ما فارقت سمعى هينمة منهم ( أى لم يغب أصههواتهم عههن سههمعى و لههم تخههف
ل عليه عمهوم الخبهار المفيههدة لكهونه محههدثا يسهمع صههوت الملهك و ل يهرى ى ،و يد ّ
عل ّ
شخصه ،و قد تقّدمت جملة منها فى التنبيه الثانى من شههرح الفصههل الثههامن مههن الخطبههة
المأة و الحادية و التسعين .
سلم لهم أيضا فههى تلههك الحههال مهها رواه ل على رؤيته عليه ال ّ
و يدل عليه خصوصا بل يد ّ
فى البحار من كتاب بصاير الّدرجات عن أحمد بن محّمد و أحمد بن اسههحاق عههن القاسههم
سلم قال :
ل عليه ال ّبن يحيى عن بعض أصحابنا عن أبي عبد ا ّ
ل عليههه
ي صّلى ا ّ
سلم رأى منه الحسين مثل ذلك و رأى النب ّحّتى اذا مات الحسن عليه ال ّ
سلم يعينان الملئكة .و آله و عليا عليه ال ّ
] [ 247
سلم مثل ذلك و رأى النبيّ سلم رأى جعفر عليه ال ّى عليهما ال ّ
حتى إذا مات محّمد بن عل ّ
سههلم يعينههون
ى بن الحسين عليهم ال ّل عليه و آله و عليا و الحسن و الحسين و عل ّ
صّلى ا ّ
الملئكة .
سلم منه مثل ذلك ،هكذا يجري إلهى سلم رأى موسى عليه ال ّ
حّتى إذا مات جعفر عليه ال ّ
آخر و قوله ) يصّلون عليه ( صريح في صلة الملئكة ،و قد مّر فههي شههرح قههوله عليههه
سلم :ال ّ
سهلم قهال :لمها قبهض النهبيّ و روى في الكافي بسنده عن جابر عهن أبهي جعفهر عليهه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم صّلت عليه الملئكة و المهاجرون و النصههار فوجهها فوجهها و صّلى ا ّ
ل عليه و آله و سهّلم يقههول ل صّلى ا ّ سلم سمعت رسول ا ّ قال :قال أمير المؤمنين عليه ال ّ
لهه و ل لى :إنّ ا ّ
صلة بعد قبض ا ّ ى في ال ّحته و سلمته :إّنما انزلت هذه الية عل ّ في ص ّ
ي يا أّيها اّلذين آمنوا صّلوا عليه و سّلموا تسليما .
ملئكته يصّلون على الّنب ّ
و فى البحار من الحتجاج و في رواية سليم بن قيس الهللى عن سلمان الفارسي أّنه قال
:
سهله و كّفنهه أدخلنههى و أدخههل أبها ذر و المقههداد و فاطمههة و حسهنا و حسهينا عليهههم
فلّما غ ّ
سلم فتقّدم و صففنا خلفه و صّلى عليه ،و عايشة فى الحجرة ل تعلههم قههد أخههذ جبرئيههل ال ّ
ببصرها ثّم ادخل عشرة عشرة من المهاجرين و النصار فيصّلون و يخرجون ،حتى لم
ل صّلى عليه ،الخبر .
يبق أحد من المهاجرين و النصار إ ّ
سلم قال قههال و من كتاب اعلم الورى قال أبان :و حّدثنى أبو مريم عن أبيجعفر عليه ال ّ
ل عليههه و آلهههل صّلى ا ّسلم :إنّ رسول ا ّي عليه ال ّ
الناس :كيف الصلة عليه ؟ فقال عل ّ
و سّلم إمامنا حيا و ميتا فدخل عليه عشرة عشرة فصّلوا عليهه يهوم الثنيهن و ليلهة الثلثهاء
حّتى صّلى عليه كبيرهم و صغيرهم و ذكرهم و انثاهم و ضواحي المدينة بغير إمام .
] [ 248
ى عليههه سههلم قههال النههاس :كيههف الصههلة ؟ فقههال عله ّو من المناقب قال أبو جعفر عليه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم إمام حيا و ميتا فدخل عليه عشرة عشرة ل صّلى ا ّ
سلم إن رسول ا ّ ال ّ
صباح و يوم الثلثاء حّتى صّلى عليه القرباء فصّلوا عليه يوم الثنين و ليلة الثلثاء حتى ال ّ
سلم أنفذ اليهههم بريههدة ،و إّنمهها
ي عليه ال ّو الخواص ،و لم يحضر أهل السقيفة و كان عل ّ
صههلة علههى سههلم كيههف كههانت ال ّ تّمت بيعتهم بعد دفنه و من المناقب و سئل الباقر عليه ال ّ
جاه و ادخههل ل عليه و آله و سّلم ؟ فقال لّما غسله أمير المؤمنين و كّفنه و س ّ ي صّلى ا ّالنب ّ
له
نا ّ سلم في وسطهم فقههال :إ ّ عليه عشرة فداروا حوله ،ثّم وقف أمير المؤمنين عليه ال ّ
و ملئكته ،الية فيقول القوم مثل ما يقول حّتى صّلى عليه أهل المدينة و أهل العوالى .
قال المحّدث العلمة المجلسي ) قد ( بعد إيراد هذه الخبار في البحار :
لها
سلم صه ّ صلة الحقيقّية هي التي كان أمير المؤمنين عليه ال ّ
ن ال ّ
يظهر من مجموعها أ ّ
أّول مع الستة المذكورين في خبر سليم ،و لم يدخل في ذلك سوى الخواص من أهل بيته
ل يتقّدم أحد من لصههوص الخلفههة فههي الصههلة أو يحضههر أحههد مههن هههؤلء و أصحابه لئ ّ
المنههافقين فيههها ،ثهّم كههان يههدخل عشههرة عشههرة مههن الصههحاب فيقههرء اليههة و يههدعون و
يخرجون من غير صلة .
و قوله ) حّتى و اريناه في ضريحه ( روى فى البحار من المنههاقب قههال :و اختلفههوا أيههن
يدفن فقال بعضهم :في البقيع ،و قال آخرون :في صحن المسجد ،فقال أمير المههؤمنين
ل في أطهههر البقههاع فينبغهي أن يههدفن فهي البقعههة الههتى
ل لم يقبض نبيا إ ّ
نا ّ
سلم :إ ّ
عليه ال ّ
قبض فيها ،فاّتفقت الجماعة على قوله و دفن في حجرته .
سلم فلما أن فرغ من غسله و كفنه أتههاه سلم و قال جعفر عليه ال ّو من فقه الّرضا عليه ال ّ
ل ه عليههه و آلههه و
ي ص هّلى ا ّ ن الناس قد اجتمعوا على أن يدفن النههب ّيإّ العباس فقال :يا عل ّ
سلم إلى الناس فقههال : ى عليه ال ّ سّلم فى بقيع المصّلى و أن يؤّمهم رجل منهم ،فخرج عل ّ
ل عليهههل إمامنا حيا و ميتا و هل تعلمون أنه صّلى ا ّ ن رسول ا ّ
يا أيها الناس أما تعلمون أ ّ
له إلههها و لعههن مههن كسههر و آله و سّلم لعن من جعل القبور مصّلى ،و لعن من جعل مع ا ّ
ق لثته ،قال :فقالوا :المر إليك فاصنع ما رأيت قال :و إنى أدفههن رسههول رباعّيته و ش ّ
ل عليه و آله و سّلم فى البقعة التى قبض فيها ،الحديث . ل صّلى ا ّا ّ
] [ 249
سلم قال :و خاض المسلمون فى موضع دفنههه و من أعلم الورى عن أبى جعفر عليه ال ّ
لو ل لم يقبههض نبيهها فههى مكههان إ ّ
نا ّ
سلم :إ ّ
ى عليه ال ّ ل عليه و آله و سّلم فقال عل ّ
صّلى ا ّ
ارتضاه لرمسه فيه ،و إنى دافنه فى حجرته التى قبض فيها ،فرضى المسلمون بذلك .
فلما صّلى المسلمون عليه أنفذ العباس إلى أبى عبيدة بن الجراح و كان يحفههر لهههل مكههة
و يضههرح ،و أنفههذ إلههى زيههد بههن سهههل أبههي طلحههة و كههان يحفههر لهههل المدينههة و يلحههد
ل ه صهّلىفاستدعاهما و قال :اللهّم خر لنبيك ،فوجد أبو طلحة فقيل له :احفههر لرسههول ا ّ
سههلم و العبههاس و ي عليههه ال ّ
ل عليه و آله و سّلم فحفر له لحدا و دخل أمير المؤمنين عله ّ ا ّ
له عليههه و آلههه و سهّلم ،فنههادتله صهّلى ا ّالفضل و اسامة بن زيد ليتوّلههوا دفههن رسههول ا ّ
له
ل ه صهّلى ا ّل و حّقنا اليوم مههن رسههول ا ّ النصار من وراء البيت :يا على إنا نذكرك ا ّ
ل ه ص هّلى
ظ به من مواراة رسول ا ّ عليه و آله و سّلم أن يذهب ادخل مّنا رجل يكون لنا ح ّ
ل عليه و آله و سّلم ،فقال ليدخل أوس بن خولى رجهل مهن بنهى عهوف بهن الخهزرج و ا ّ
سلم :انههزل القههبر فنههزل ،و وضههع عله ّ
ى ي عليه ال ّ
كان بدريا ،فدخل البيت و قال له عل ّ
ل عليه و آله و سّلم على يديه ثّم وله فى حفرته ،ث هّم قههال لههه :اخههرج ل صّلى ا ّ
رسول ا ّ
جههها
سلم فكشف عن وجهههه و وضههع خهّده علههى الرض مو ّ ى عليه ال ّ فخرج ،و نزل عل ّ
إلى القبلة على يمينه ثّم وضع عليه اللبن و أهال عليه التراب .
] [ 250
ن الممهههههههههههههههههههههههات سهههههههههههههههههههههههبيلنا
فقلهههههههههههههههههههههههت لهههههههههههههههههههههههها إ ّ
و من لم يمت في يومه مات في غد
له
ل ه صهّلى ا ّسلم المقدمات المفيدة لمزيههد اختصاصههه برسههول ا ّ
هذا ،و لّما مّهد عليه ال ّ
عليه و آله و قربه منه في حال حياته و حين ممههاته حسههبما عرفتههه تفصههيل تحقيقهها فهّرع
على ذلك قوله :
) فانفذوا ( أى أسرعوا إلى قتال عدّوكم مستقّرين ) على بصائركم ( و عقايدكم الحّقة ) و
لتصدق نياتكم في جهاد عدّوكم ( أى أنهضوا إلى عدّوكم بنّيههات صههادقة و قلههوب طههاهرة
سالمة من اعتراض الشك و الّريب و الشبهة و ل يوسوسنكم
] [ 251
الشيطان بكونهم من أهل القبلة و السلم غير جايز قتلتهم و قتهالهم ،لنكههم اتبههاع المههام
قو ل هههو إّنههى لعلههي جههاّدة الحه ّ
ل ) الذى ل إله ا ّ
ق و هم تابعوا المام الباطل ) فو ( ا ّ
الح ّ
قو ى مههع الح ه ّاّنهم لعلى مزّلة الباطل ( كما يشهد به الّنبوى المعروف بين الفريقين :عل ه ّ
ى.
ق مع عل ّالح ّ
ق و بين مزّلة الباطههل كمهها ل يخفههى لطههف إضههافة و ل يخفى حسن المقابلة بين جاّدة الح ّ
ق لما كان واضحا جليا ثابتا ن طريق الح ّ ق و إضافة المزّلة إلى الباطل ،ل ّ الجاّدة إلى الح ّ
بالبّينة و البرهان يوصل سالكها إلى منزل الزلفههى و جّنههات النعيههم و طريههق الباطههل لمهها
ل فيههه قههدم سههالكه و يزلههق فيهههوى إلههى دركههاتكان تمويههها و تدليسهها مخالفهها للواقههع يههز ّ
الجحيم .
ل لي و لكم ( .
ق و كلم صدق ) و أستغفر ا ّ
) أقول ما تسمعون ( من قول ح ّ
ععععععع :ععععع
له عليههه و
ل صّلى ا ّ
صة وفاة رسول ا ّ
روى الشارح المعتزلي في شرح هذه الخطبة من ق ّ
صههبينص في الطعن على المتخّلفين المنتحلين للخلفة و على المتع ّآله ما هو ظاهر بل ن ّ
خص ما أورده مما يطعن بههه لهم السالكين لطريقتهم من العاّمة العمياء أحببت أن أذكر مل ّ
عليهم فأقول :
شههكاة اّلههتي
سلم أنه عرضت له ال ّ
ل عليه ال ّ
صة وفاة رسول ا ّ قال الشارح :قد روى من ق ّ
عرضت في أواخر من سنة إحدى عشرة للهجرة فجّهز جيش اسامة بن زيد بالمسير إلههى
البلقاء حيث أصيب زيد و جعفر من الّروم .
ل عليه و آله في تلك الّليلة إلى البقيع و قههال :إّنههى قههد امههرت بالسههتغفارو خرج صّلى ا ّ
ل عليه و آله :يا أهل القبور ليهنكم ما أصبحتم فيه ممهها أصههبح النههاس عليهم فقال صّلى ا ّ
فيه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أّولها ثّم استغفر لهل البقيع طويل .
ثّم انصرف إلى بيته ،فخطب الناس في غده و أعلمهم بموته ثّم نزل فصّلى
] [ 252
ثّم انتقل إلى بيهت عايشهة يعّللههه النسههاء و الّرجهال ،أّمهها النسهاء فهأزواجه و بنتهه ،و أمها
سههلم و العبهاس و الحسهن و الحسهين و كانهها غلميهن يهومئذ و كهان ي عليه ال ّ
الّرجال فعل ّ
الفضل بن العباس يدخل احيانا إليهم .
فأّول ذلك التنازع الواقع يوم قال :ايتوني بدواة و قرطاس ،و تلههى ذلههك حههديث التخّلههف
عن جيش اسامة ،ثّم اشتّد به المرض و كان عند خّفة مرضه يصّلي بالناس بنفسه ،فلمهها
اشتّد به المرض أمر أبا بكر أن يصّلي بالناس .
ل صلة واحدة و هى الصلة ل بهم إ ّو قد اختلف في صلته بهم فالشيعة تزعم أنه لم يص ّ
ي و الفضههل فقههام فههي
له عليههه و آلههه فيههها يتهههادى بيههن عله ّ
ل صهّلى ا ّ
التي خرج رسول ا ّ
خر أبو بكر ،و الصحيح عنهدى و ههو الكهثر الشههر أنهها لهم تكهن المحراب مقامه و تأ ّ
ن أبا بكر صّلى بالناس بعد ذلك يومين . آخر الصلة في حياته بالناس جماعة و أ ّ
ل عليه و آله فمن قائل يقول توّفي لليلتين بقيتا من شهر صفر و هو الههذى ثّم مات صّلى ا ّ
ى أيههام منههه ،و قههد
تقوله الشيعة ،و الكثرون أنه توّفى فههى شهههر ربيههع الّول بعههد مضه ّ
اختلفت الّرواية في موته فأنكر عمر ذلك و قال :إنه لههم يمههت و إنههه غههاب و إنههه سههيعود
فثناه أبو بكر هذا القول و تلى عليه اليههات المتضهّمنة أنههه سههيموت ،فرجههع إلههى قههوله و
سههلم أشههار بههذلك فقبلههوه و أنهها
ن عليا عليه ال ّ
صّلوا عليه ارسال ل يؤّمهم أحد ،و قيل :إ ّ
ن الصلة عليه كانت بعد بيعة أبي بكر فما الذى منهع مهن أن يتقهّدم أبهو أعجب من ذلك ل ّ
بكر فيصّلي عليه إماما و تنازعوا في تلحيده و تضههريحه فأرسههل العبههاس عّمههه إلههى أبههي
عبيدة بن الجراح و كان يحفر لهل مكة و يضرح على عهادتهم رجل و أرسهل إلهى أبهي
طلحة النصهارى و كهان يلحهد لههل المدينهة علهى عهادتهم ،رجل و قهال :اللههّم اخهتر
لنبّيك ،فجاء أبو طلحة فلحد له و ادخل في اللحد و تنازعوا فيمن ينههزل معههه القههبر فمنههع
ى الناس أن ينزلوا معه و قال :ل ينزل
عل ّ
] [ 253
جت
قبره غيرى و غير العباس ،ثّم أذن في نزول الفضل و اسامة بن زيد مولهم ثّم ضهه ّ
النصار و سألت أن ينزل منها رجل في قبره فانزلوا أوس بن خولى و كان بدريا .
ب عليه الماء ،انتهى ما أهّمنا نقلههه مههن
له بيده و كان الفضل يص ّن علّيا تو ّفأّما الغسل فا ّ
كلمه و وجوه الطعن في تلك القضّية على ما صههدر مههن أهههل الخلفههة غيههر خفّيههة علههى
ل أنا ننّبه على بعضها لكونها أشّد تشنيعا و طعنا .الفطن العارف إ ّ
أولها ما أشار إليه الشههارح بقههوله :فههأّول ذلههك التنههازع الواقههع يههوم قههال ايتههونى بههدواة و
له عليههه و آلههه و سهّلم أراد فههي ن الّنههبي صهّلى ا ّ
قرطاس ،فقد روت العاّمههة و الخاصههة أ ّ
ل يضهّلوا بعههده و ل يختلفههوا ،فطلههب دواة و كتفهها أو نحههو مرضه أن يكتب لّمته كتابا لئ ّ
ذلك فمنع عمر من احضار ذلههك و قههال :إنههه ليهجههر ،أو مهها يههؤّدى هههذا المعنههى ،و قههد
ل وحيهها يههوحى ،و كههثر ن كلمههه ليههس إ ّ
ل سبحانه بأنه ل ينطق عههن الهههوى و أ ّ وصفه ا ّ
جر فقال بعضهههم :احضههروا مهها طلههب ،و اختلفهم و ارتفعت أصواتهم حّتى تسأم و تز ّ
ل سبحانه و ما كههان لمههؤمن و ل مؤمنههة إذا قال بعضهم :القول ما قاله عمر ،و قد قال ا ّ
ل ه و رسههوله فقههد ل و رسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم و مههن يعههص ا ّ قضى ا ّ
ل مبينًا و قال تعالى فل و رّبك ل يؤمنون حتى يحّكموك فيما شجر بينهم ث هّم ل ل ضل ً ضّ
يجدوا في انفسهم حرجا مّما قضيت و يسّلموا تسليمًا روى في البحار من كتاب الطرايف
ل عنه أّنه قال :من أعظم طرايف المسلمين أّنهههم شهههدوا ي بن طاووس رضى ا ّ للسّيد عل ّ
ن عمههر بههن ن نبّيهم أراد عند وفاته أن يكتب لهم كتابهها ل يضهّلون بعههده أبههدا ،و أ ّ جميعا أ ّ
ل مههن اّمتههه و سههبب الخطاب كان سبب منعههه مههن ذلههك الكتههاب و سههبب ضههلل مههن ضه ّ
اختلفهم و سفك الّدماء بينهم و تلف الموال و اختلف الشريعة و هلك اثنيههن و سههبعين
فرقة من أصل فرق السلم و سبب خلود من يخلد في النار منهههم ،و مههع هههذا كّلههه فهها ّ
ن
أكثرهم أطاع عمر بن الخطاب الذى قد شهدوا عليه بهذه الحوال في الخلفههة و عظمههوه
و كّفروا بعد ذلك من يطعن فيه و هم من جملة الطاعنين ،و ضّللوا مههن يههذّمه و هههم مههن
ضالين ،
جملة ال ّ
] [ 254
و تبّرءوا ممههن يقّبههح ذكههره و هههم مههن جملههة المقّبحيههن فمههن روايتهههم فههي ذلههك مهها ذكههره
حته مههنالحميدى في الجمع بين الصحيحين في الحديث الّرابع مههن المتفههق عليههه فههي صه ّ
له عليههه و آلههه و سهّلم و فههي بيتههه
ل بن عباس قال :لّما احتضر الّنبي صّلى ا ّ مسند عبد ا ّ
ل عليههه و آلههه و سهّلم :هلّمههوا أكتههب لكههم
رجال فيهم عمر بن الخطاب فقال النبي صّلى ا ّ
كتابا لن تضّلوا بعده أبدا ،فقال عمههر بههن الخطهاب :إنّ الّنههبي قههد غلبهه الوجهع و عنهدكم
القرآن حسبكم كتاب ربكم .
ل عليه و آله فبعضهم يقول :القههول ي صّلى ا ّقال الحميدى :فاختلف الحاضرون عند النب ّ
ل عليه و آله فقّربوا إليه كتابا يكتب لكم ،و منهم مههن يقههول :القههول
ما قاله النبي صّلى ا ّ
ما قاله عمر .
ل بن عباس يههوم
قال راوى الحديث فقلت :يا ابن عباس و ما يوم الخميس ؟ فذكره عبد ا ّ
لهه
ل الّرزية ما حال بين رسول ا ّ
ل من ذلك الكتاب ،و كان يقول :الّرزية ك ّ منع رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم و بين كتابه .
صّلى ا ّ
ن أبا بكر و عمر و عثمان كانوا من جيشههه ،و ثانيها حديث التخّلف عن جيش اسامة ،فا ّ
ل عليه و آله و سّلم لّما اشتّد مرضه المهر بتجهيهز جيشهه و
ل صّلى ا ّو قد كّرر رسول ا ّ
خروا عنه و اشتغلوا بعقد البيعة فى سقيفة بني ساعدة و خالفوا أمرهلعن المتخّلف عنه فتأ ّ
،و شملهم الّلعن و ظهر أّنهم ل يصلحون للخلفة .
قال أصحابنا :و لو تنّزلنا عن هذا المقام و قلنا بما اّدعاه بعضهم من عدم كون أبههي بكههر
ن عمر منهم ،و قد منعه أبو بكر من الّنفههوذ معهههم ،و هههذامن الجيش نقول :ل خلف أ ّ
ل عليه و آله ،
ل صّلى ا ّ
كالّول في كونه معصية و مخالفة لرسول ا ّ
] [ 255
ن كون أبي بكر في جيش أسامة قد ذكره أصحاب السير و التواريخ .
قال ره :إ ّ
ضبط و برىء من ممائلة قال :و قد روى البلدرى فى تاريخه و هو معروف ثقة كثير ال ّ
ن أبا بكههر و عمههر كانهها معهها فههي جيههش اسههامة و اورد روايههات اخههر مههن أراد
الشيعة :إ ّ
الطلع عليها فعليه بالمراجعة إلهى الكتهاب المهذكور ،و سههتطلع عليهه مّمها نحكيههه عهن
المفيد في الرشاد في الطعن التى .
ل عليه و آله بعد تأكيده و تكريره ل صّلى ا ّل فاّنهم لّما خالفوا أمر رسول ا ّ
أّما اللعن من ا ّ
ل ه فههي ال هّدنيا و
ل و رسوله لعنهههم ا ّن الذين يؤّذون ا ّ
آذوه فيدخلون في عموم قوله تعالى إ ّ
له
له صهّلى ا ّ ل لهم عذاب أليم و أّما لعن رسههول ا ّ الخرة و قوله و الذين يؤذون رسول ا ّ
عليه و آله فلما رواه الشهرستانى في كتاب الملل و الّنحل عنههد ذكههر الختلفههات الواقعههة
ل عليه و آله :الخلف الثاني أنه قال جّهههزوا جيههش اسههامة لعههن في مرض الّنبي صّلى ا ّ
ل من تخّلف عن جيش اسامة ،فقال قوم :يجب علينا امتثال أمره و اسامة قههد بههرز مههن ا ّ
المدينة ،و قال قوم :قد اشتّد مرض الّنبي فل تسع قلوبنا لمفارقته و الحال هذه ،فنصههبر
ى شيء يكون من أمره . حتى نبصر أ ّ
صههبح و رسههول و استمّر به المرض في بيت عايشة أّياما و ثقل فجاء بلل عنههد صههلة ال ّ
ل ه ،فههاوذن
ل عليه و آله و سّلم مغمههور بههالمرض فنههادى :الصههلة رحمكههم ا ّ
ل صّلى ا ّ
ا ّ
ل عليه و آله و سّلم بندائه فقال :يصّلي بالناس بعضهههم فههاّني مشههغولل صّلى ا ّرسول ا ّ
بنفسي فقالت عايشة :مروا أبا بكر ،
] [ 256
خر عنههه ، فلّما خرج إلى المسجد وجد أبا بكر قد سبق إلى المحراب فأومأ إليه بيههده أن تههأ ّ
ل عليه و آله مقامه ،فكّبر و ابتدء الصههلة اّلههتي ل صّلى ا ّ
خر أبو بكر ،و قام رسول ا ّ
فتأ ّ
كان قد ابتدأها و لم يبن على ما مضى من أفعاله ،فلّما سّلم انصرف إلى منزله .
و استدعا أبا بكر و عمر و جماعة مّمن حضر بالمسجد من المسلمين ثّم قال :
ثّم اغمي عليه من الّتعب الذى لحقه و السههف الههذى ملكههه فمكههث هنيئة مغمههى عليههه ،و
بكى المسلمون و ارتفع النحيب من أزواجه و ولده و ساء المسههلمين و جميههع مههن حضههر
ل عليه و آله و سّلم فنظر إليهم .ل صّلى ا ّ
من المسلمين ،فأفاق رسول ا ّ
ثّم قال :ايتونى بدواة و كتف لكتب لكم كتابا ل تضّلوا بعههده أبههدا ،ثهّم اغمههى عليههه فقههام
بعض من حضره يلتمس دواة و كتفا فقال له عمر :ارجع فههاّنه يهجههر فرجههع و نههدم مههن
حضر على ما كان منهم من الّتضجيع 1في احضار الّدواة و الكتف و تلومههوا بينهههم و
ل و إّنا إليه راجعون لقد أشفقنا من خلف رسول قالوا :إّنا ّ
-----------
) ( 1هه ههههههه .
] [ 257
ل عنه .
انتهى ما أهّمنا نقله من كلمه رضي ا ّ
و قد ذكرناه بطوله لّنه قد ثبت أنه ثقة مقبول الكلم عند العامة و الخاصههة ل مغمههز فيههه
لحد و ل يطعن بالعصبّية و الهوى .
ثّم أقول :يا اولى البصار انظروا بنظر النصاف و العتبار إلى سههوء حركههات هههؤلء
ل ه فههي تلههك الحههال و قههد اسههتولت عليههه غمههرات
الوغههاد الشههرار كيههف آذوا رسههول ا ّ
المههراض و اللم و طههوارق الوجههاع و السههقام ،و لههم يههتركوه و حههاله ليسههتريح فههي
فراشه و يشغل بنفسه ،حتى ألجأوه إلى الخروج إلى المسجد و رجله يخطان الرض و
كابدوه الغصص بالتخلف عن الجيههش و نسههبوه إلههى الهههذيان عنههد طلهب الكتهف و الههدواة
ل و أبعدهم و عّذبهم عذابا أليما .
لعنهم ا ّ
ل عليه و آله و سّلم و بلوغه في الجهل إلى حيث لم يعلههمرابعها إنكار عمر لموته صّلى ا ّ
ل نفس ذائقة الموت و أنه يجوز الموت عليه و أّنه اسوة النبياء في ذلك ،فقههال :و نكّ بأ ّ
ل ع هّز ول ما مات حّتى يقطع أيدي رجال و أرجلهم ،فقال له أبو بكر أما سمعت قول ا ّ ا ّ
ل رسول قد خلت من قبله الّرسههل أ ل إّنك مّيت و إنهم مّيتون و قوله تعالى و ما محّمد إ ّ
جّ
فان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم .
قال :فلّما سمعت ذلك أيقنت بوفاته و سقطت إلى الرض و علمت أنه قد مههات فمههن بلههغ
من غاية الجهل إلى هذه المرتبة كيف يليق بالخلفة الكّلية و الّرياسة اللهّية ؟
عععععع
لما كان هذه الخطبة الشريفة التي نحن في شرحها مسوقة لذكر مناقبه
] [ 258
ما رواه في البحار من الخصال عن القطان و السنان و الدقاق و المكتب و الوراق جميعا
عن ابن زكرّيا القطان عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن سليمان بههن حكيههم عههن ثههور بههن
سههلم :لقههد علههم
ى بههن أبيطههالب عليههه ال ّ
يزيد عن مكحول قههال :قههال أميههر المههؤمنين عله ّ
ل عليه و آله أنه ليس فيهم رجههل لههه منقبههة ي محّمد صّلى ا ّ المستحفظون من أصحاب النب ّ
ل و قد شركته فيها و فضلته ،و لى سبعون منقبة لم يشركنى فيها أحد منهم ،قلههت :يهها إّ
سلم :ن فقال عليه ال ّ
أمير المؤمنين فأخبرني به ّ
ل عليه و آله أنا مني على فراشه حيث ذهب إلى الغههار و ل صّلى ا ّ
ن رسول ا ّ
و السابعة أ ّ
جانى ببرده فلما جاء المشركون ظّنههوني محّمههدا فهأيقظوني و قهالوا :مها فعهل صههاحبك
سّ
فقلت :ذهب في حاجته ،فقالوا :لو كان هرب لهرب هذا معه .
له
ي إذا حشههر ا ّ
ل عليه و آله و سّلم قال لههي :يهها عل ه ّ
ل صّلى ا ّ
ن رسول ا ّ
و أما التاسعة فا ّ
عّز و جل الّولين و الخرين نصب لي منبرا فوق منابر الّنبّيين و نصب لك منههبرا فههوق
منابر الوصّيين
] [ 259
ي مثلههك فههي
ل عليه و آله يقول :يا عله ّ
ل صّلى ا ّ
و أما الثانية عشرة فاّني سمعت رسول ا ّ
اّمتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجى و من تخّلف عنها غرق .
ل عليه و آله شههربة ،ثهمّل صّلى ا ّ ى من لبنها فسقيت رسول ا ّفمسحت عليها يدي فدّر عل ّ
ل أن يبههاركله عهّز و جه ّ
ل :اّنى سألت ا ّأتت عجوز فشكت الظماء فسقيتها فقال رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم أوصى إل ّ
ي ل صّلى ا ّن رسول ا ّ
فى يدك ففعل و أما الخامسة عشرة فا ّ
ي ل يلي غسلي غيرك ،و ل يواري عورتي غيرك ،فاّنه إن رأى عههورتيو قال :يا عل ّ
غيرك تفقأت عيناه ،
ل زّوجني فاطمة و قد كان خطبها أبو بكر و عمر ، ل عّز و ج ّنا ّو أما السابعة عشرة فا ّ
ل عليه و آله و سّلم :هنيئا لك ل صّلى ا ّل من فوق سبع سماواته فقال رسول ا ّ فزّوجنى ا ّ
ل قد زّوجههك فاطمههة سهّيدة نسههاء أهههل الجّنههة و هههي بضههعة مّنههى
ل عّز و ج ّنا ّ
يا علي فا ّ
ي أنت مّنههى و أنهها منههك كيمينههي مههنل أ و لست منك ؟ قال :بلى يا عل ّ فقلت :يا رسول ا ّ
شمالي ل أستغنى عنك
] [ 260
ي أنت صههاحب ل عليه و آله و سّلم قال :يا عل ّ ل صّلى ا ّ ن رسول ا ّ و أما الثامنة عشرة فا ّ
لواء الحمد في الخرة و أنت يوم القيامة أقرب الخليق مّني مجلسا يبسط لي و يبسط لههك
فأكون في زمرة الّنبّيين و تكون فى زمرة الوصّيين ،و يوضع على رأسك تههاج الّنههور و
ل من حساب الخليههق و ل عّز و ج ّ اكليل الكرامة يحف بك سبعون ألف ملك حّتى يفرغ ا ّ
ل عليه و آله و سّلم قال لي :سههتقاتل الّنههاكثين و ل صّلى ا ّ ن رسول ا ّ أما التاسعة عشرة فا ّ
ل رجهل منهههم شههفاعة فههي مهأة ألههف مههن ن لك بكه ّ القاسطين و المارقين فمن قاتلك منهم فا ّ
ل فمن النههاكثون ؟ قههال :طلحههة و الزبيههر سههيبايعانك بالحجههاز و شيعتك فقلت يا رسول ا ّ
ن فههي قتالهمها طهههارة لههل الرض ،قلههت : ينكثانك بالعراق فاذا فعل ذلك فحاربهما فها ّ
فمن القاسطون ؟ قال :معاوية و أصههحابه ،قلههت :فمههن المههارقون ؟ قههال :أصههحاب ذو
ن فههي قتلهههم فرجههاسهم مههن الرميههة فههاقتلهم فهها ّ الّثدية و هم يمرقون من الّدين كما يمرق ال ّ
ل يوم القيامة . ل عّز و ج ّ جل عليهم و ذخرا لك عند ا ّ لهل الرض و عذابا مؤ ّ
ن الّل عليه و آله و سّلم يقول :إ ّ ل صّلى ا ّ و أما الثانية و العشرون فاّني سمعت رسول ا ّ
ي الحسههن و الحسههين مههن نههور ألقههاه إليههك و إلههى فاطمههة ،و همها
تبارك و تعالى خلق ابن ّ
يهتّزان كما يهتّز القرطان إذا كانا في الذنين ،و نورهما متضههاعف علههى نههور الشهههداء
ل قد وعدني أن يكرمهما كرامة ل يكههرم بههها ل عّز و ج ّنا ّيإّسبعين ألف ضعف ،يا عل ّ
أحدا ما خل النبّيين و المرسلين .
] [ 261
ل أنههزل علههى رسههوله يهها أّيههها اّلههذين آمنههوا إذا ل عّز و جه ّنا ّ و أما الرابعة و العشرون فا ّ
ناجيتم الّرسول فقّدموا بين يدي نجويكم صدقة فكان لي دينار فبعته بعشههرة دراهههم فكنههت
ل ما فعل هذا أحد من أصههحابه قبلههي ل اصدق قبل ذلك بدرهم ،و و ا ّ إذا ناجيت رسول ا ّ
ل ء أشفقتم أن تقهّدموا بيههن يههدي نجههويكم صههدقات فههاذ لههم ل عّز و ج ّ و ل بعدي ،فأنزل ا ّ
ل مههن ذنههب كههان و أمهها الخامسههة و له عليكههم اليههة فهههل تكههون الّتوبههة إ ّتفعلههوا و تههاب ا ّ
ل عليه و آله و سّلم يقول :الجّنههة محّرمههة علههى ل صّلى ا ّالعشرون فاّني سمعت رسول ا ّ
له
نا ّ النبياء حّتى أدخلها أنا و هي محّرمة على الوصياء حتى تدخلها أنههت ،يهها علههي إ ّ
شههرني بأنههك سهّيد الوصههياء و شر بها نبيا قبلي ب ّ شرني فيك ببشرى لم يب ّ تبارك و تعالى ب ّ
ن ابنيك الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة يوم القيامة . أّ
ل ه تعههالى
نا ّل عليه و آله و س هّلم قههال :إ ّ
ل صّلى ا ّ
ن رسول ا ّ
و أما الثامنة و العشرون فا ّ
وعدني فيك وعدا لن يخلفه ،جعلني نبيا و جعلك وصيا ،و ستلقى من اّمتي من بعدي ما
لقى موسى من فرعون فاصبر و احتسب حتى تلقانى ،فههاوالي مههن والك و اعههادى مههن
ل عليه و آلههه يقههول :يهها ل صّلى ا ّ عاداك و أما التاسعة و العشرون فاّني سمعت رسول ا ّ
ي أنت صاحب الحوض ل يملكه غيرك و سيأتيك قوم فيستسقونك فتقول :ل و ل مثل عل ّ
ذّرة ،فينصرفون مسههوّدة وجههوههم و سههترد عليههك شههيعتي و شههيعتك فتقههول رّووا رواء
مروّيين فيردون مبّيضة وجوههم .
] [ 262
ل تبارك و تعالى للربعههة :ارجعههوا ورائكههم فالتمسههوا نههورا فضههرب إمامهم ،ثّم يقول ا ّ
بينهم بسور له باب باطنه فيههه الّرحمههة ،و هههم شههيعتى و مههن والنههي و قاتههل معههي الفئة
الباغية و الناكثة عهن الصهراط ،و بهاب الرحمهة ههم شهيعتى ،فينهادى ههولء أ لهم نكهن
معكم ؟
له
ي حّتى جههاء أمههر ا ّقالوا :بلى و لكنكم فتنتم أنفسكم و ترّبصتم و ارتبتم و غّرتكم المان ّ
ل الغرور ،فاليوم ل يؤخذ منكم فدية و ل من الذين كفههروا مههأويكم النههار هههى و غّركم با ّ
ل عليه و موليكم و بئس المصير ثّم ترد امتي و شيعتي فيروون من حوض محّمد صّلى ا ّ
آله و بيدي عصا عوسج اطرد بها أعدائي طرد غريبة البل .
لهه
نا ّ
ل عليه و آله و سّلم يقول :إ ّ
ل صّلى ا ّ
و أما الثانية و الثلثون فاّني سمعت رسول ا ّ
تبارك و تعالى نصرنى بالّرعب فسألته أن ينصرك بمثله فجعل لههك مههن ذلههك مثههل الههذي
جعله لى .
جههك فيههه
ل فمههن حا ّ
ل عّز و ج ّ ن النصارى اّدعوا أمرا فأنزل ا ّ و أما الرابعة و الثلثون فا ّ
من بعد ما جائك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنهها و أبنههائكم و نسههائنا و نسههائكم و أنفسههنا و
له عليههه و آلههه و سهّلم ،و النسههاء فاطمههة وله صهّلى ا ّ أنفسكم فكانت نفسي نفس رسول ا ّ
البناء الحسن و الحسين ،ثّم ندم القوم فسههألوا العفههاء فأعفههاهم ،و الههذى أنههزل التههوراة
على موسى و الفرقان على محّمد لو باهلوا لمسخوا قردة و خنازير .
جهنى يوم بدر فقال :
ل عليه و آله و ّ
ل صّلى ا ّ
ن رسول ا ّ
و أما الخامسة و الثلثون فا ّ
ف حصياة مجموعة فى مكان واحد ،فأخههذتها ثهّم شههممتها فهاذا هههي طيبههة تفههوح ايتنى بك ّ
منها رايحة المسك ،فأتيته بها فرمى بها وجوه المشركين و تلك الحصيات أربع منها كن
من الفردوس و حصاة من المشرق و حصاة من المغرب و حصاة من تحت العههرش مههع
ل بههذه الفضهيلة أحههدا قبهل و ل له عهّز و جه ّ ل حصاة مأة ألف ملك مددا لنا ،لم يكههرم ا ّكّ
بعد .
] [ 263
ل عليه و آله و سّلم يقول :ويههل ل صّلى ا ّو أما السادسة و الثلثون فاّني سمعت رسول ا ّ
ن عههرش الّرحمههن ليهههتّز لقتلههك فابشههر يهها لقاتلك انه أشقى من ثمود و من عاقر الناقة و إ ّ
على فانك فى زمرة الصديقين و الشهداء و الصالحين .
ل عليه و آله و سّلم يقول :كههذبل صّلى ا ّ و أما التاسعة و الثلثون فاّنى سمعت رسول ا ّ
ل عههّز
نا ّ
ل في قلب مؤمن ،إ ّ من زعم أّنه يحّبنى و يبغض علّيا ،ل يجتمع حّبى و حّبه إ ّ
ل جعل أهل حّبى و حّبك يا علي فهي أّول زمهرة السهابقين إلهى الجّنهة ،و جعهل أههل وجّ
بغضى و بغضك في أّول الضاّلين من اّمتى إلى النار .
-----------
ههه ه هه ههههه ه ههه .
) ( 1هه ههه
] [ 264
ل عليه و آله و سّلم يقول :ابشههر ل صّلى ا ّ و أما الثانية و الربعون فاّني سمعت رسول ا ّ
ن منزلك في الجّنة مواجه منزلي ،و أنت معههي فههي الّرفيههق العلههى فههي أعلههى ي فا ّ
يا عل ّ
ل و ما أعلى علّيون ؟ فقال :قّبههة مههن دّرة بيضههاء لههها سههبعون
علّيين ،قلت :يا رسول ا ّ
ألف مصراع مسكن لي و لك يا علي .
ل عليه و آله و سّلم أمرنههي فههي وص هّيته ل صّلى ا ّ ن رسول ا ّ و أما السابعة و الربعون فا ّ
له قههد علمههت أّنههه ليههس عنههدي مههال ،فقههال :
بقضاء ديونه و عداته ،فقلت :يهها رسههول ا ّ
ل لي حّتى قضههيت ديههونه سره ا ّ ليّل فما أردت أمرا من قضاء ديونه و عداته إ ّ سيعينك ا ّ
و عداته و أحصيت ذلك فبلغ ثمانين ألفا و بقى بقّية فأوصيت الحسن أن يقضيها .
] [ 265
صهني النهبيّ
ل تبهارك و تعهالى خهصّ نهبّيه بهالّنبوة ،و خ ّ نا ّ
و أما التاسعة و الربعون فا ّ
ل عليه و آله و سّلم بالوصّية ،فمن أحّبنههى فهههو سههعيد يحشههر فههي زمههرة النبيههاء
صّلى ا ّ
سلم .
عليهم ال ّ
ل عليه و آله و سّلم بعث ببرائة مع أبي بكر ،فلّمهها ل صّلى ا ّن رسول ا ّو أما الخمسون فا ّ
جهني علههى ل أنت أو رجههل منههك ،فههو ّ
مضى أتى جبرئيل فقال :يا محّمد ل يؤّدي عنك إ ّ
ل بذلك منه . ل عّز و ج ّصني ا ّ
ناقتة الغضباء ،فلحقته بذي الحليفة فأخذتها منه ،فخ ّ
له عليههه و آلههه يقههول :يهها علهىّل صّلى ا ّو أما الرابعة و الخمسون فاّني سمعت رسول ا ّ
سههلم لعنهههمل لعنة ألف لعنة ،فاذا قام القائم عليههه ال ّ
سيلعنك بنو امّية و يرّد عليهم ملك بك ّ
أربعين سنة .
ل عليه و آله و سّلم قال :سيفتتنل صّلى ا ّ
ن رسول ا ّ و أما الخامسة و الخمسون سمعت أ ّ
ل لم يخلف شيئا فبما ذا أوصى علّيهها ،أو ليههسن رسول ا ّفيك طوايف من اّمتى فتقول :إ ّ
ق لن لم تجمعه باتقان ل ،و الذي بعثني بالح ّل عّز و ج ّ
كتاب رّبي أفضل الشياء بعد ا ّ
] [ 266
صحابة .
ل بذلك من دون ال ّ
ل عّز و ج ّ
صني ا ّ
لم يجمع أبدا ،فخ ّ
ل عليه و آلهه كههان فهي بعههض الغهزوات ل صّلى ا ّن رسول ا ّ و أما السابعة و الخمسون فا ّ
ل انفجري إل ّ
ي صخرة و قل :أنا رسول رسول ا ّ ي قم إلى هذه ال ّ
ففقد الماء فقال لي :يا عل ّ
ل الذي أكرمه بالّنبوة لقد أبلغتها الّرسالة فاطلع منها مثل ثدي البقههر فسههال مههن ماء ،فو ا ّ
له عليههه و آلههه فههأخبرته
ي صهّلى ا ّ
ل ثدي منها ماء ،فلّما رأيت ذلههك أسههرعت إلههى الّنههب ّ كّ
ي فخذ مههن المههاء ،فجههاء القهوم حّتههى ملؤا قربههم و أدواتههم و سهقوا فقال :انطلق يا عل ّ
صحابة . ل بذلك من دون ال ّ ل عّز و ج ّصني ا ّضؤا ،فخ ّدوابهم و شربوا و تو ّ
] [ 267
ل سههقيت الرض
ط ،و لم يبارزني أحد إ ّ
و أما الثالثة و الستون فاّني لم أفّر من الّزحف ق ّ
من دمه .
ي مههن
ل عليه و آله و سّلم اتي بطيههر مشههو ّ ل صّلى ا ّن رسول ا ّو أما الرابعة و الستون فا ّ
له تعههالى للهّدخول
ب الخلههق إليههه ،فههوّفقني ا ّ
ل أن يدخل عليه أح ّ ل عّز و ج ّ
الجّنة فدعى ا ّ
عليه حتى أكلت معه من ذلك الطير .
و أما الخامسة و الستون فههاّني كنههت اصهّلي فههي المسههجد فجههاء سههائل فسههأل و أنهها راكههع
له و رسههوله و اّلههذين
ل تبارك و تعالى إّنمهها ولّيكههم ا ّ
فناولته خاتمي من اصبعي ،فأنزل ا ّ
صلوة و يؤتون الّزكوة و هم راكعون . آمنوا الذين يقيمون ال ّ
ل عليه و آله أمر أن ادعى بامرة المؤمنين ل صّلى ا ّن رسول ا ّ و أما السابعة و الستون فا ّ
ن رسول ا ّ
ل في حياته و بعد موته ،و لم يطلق ذلك لحد غيري و أما الثامنة و الستون فا ّ
ي إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العههرش :أيههن ل عليه و آله قال :يا عل ّ
صّلى ا ّ
سّيد النبياء ؟ فأقوم ،ثّم ينادي أين سّيد الوصياء فتقوم و يأتيني رضوان بمفاتيههح الجّنههة
ل جلله أمرنا أن ندفعها إليك و يههأمرك أن لجّ نا ّ
و يأتيني مالك بمقاليد الّنار فيقولن :إ ّ
ي بن أبيطالب ،فتكون يا علي قسيم الجّنة و الّنار . تدفعها إلى عل ّ
ل عليه و آله و سّلم نام و نههوّمنى و زوجهتى فاطمهة ل صّلى ا ّن رسول ا ّو أما السبعون فا ّ
ل تبارك و تعالى إّنمهها يريههد
ي الحسن و الحسين و ألقى علينا عباءة قطوانّية فأنزل ا ّو ابن ّ
ل ليذهب عنكم الّرجس أهل البيت و يطّهركم تطهيرا و قال جبرئيل :أنا منكم يهها محّمههد ا ّ
فكان سادسنا جبرئيل .
] [ 268
ععععععع
از جمله خطب شريفه آن امام مبين است در ذكر مزيد اختصاص خود بحضرت رسول
ل عليه و آله و سّلم ،و أولوّيت خود بخلفت ميفرمايد :
ل صّلى ا ّ
ا ّ
و البته دانستهاند مطلعان بأسرار رسالت كههه مههامور بحفههظ آن بودنههد أز صههحابه محّمههد
ل عليه و آله اينكه بدرستى من رّد ننمودهام بر خداى تعالى و بر رسههول او هههر صّلى ا ّ
ساعتى فرمايش آنها را ،و بتحقيق مواسات نمودم من بهها آن بزرگههوار بنفههس خههودم در
مواردى كه پس برميگشتند در آنها شجاعان ،و تأخير مينمودنههد در آنههها قههدمها بجهههت
سطوت و شجاعتيكه گرامى داشته بود خداى تعالى مرا بآن .
ل عليه و آله و س هّلم درو بتحقيق كه قبض شد روح پر فتوح حضرت رسالتمآب صّلى ا ّ
حالتيكه سر مبارك او بالى سينه من بود ،و بتحقيق كه سيلن نمود نفهس نفيهس آن بهر
گزيده پروردگار در دست من ،پس كشيدم من آن را بر روى خودم .
پس قسم بپروردگارى كه نيست معبود بحقى غير از او ،بدرستيكه مههن بههر راه راسههت
ل لغههزش باطلنههد ،ميگههويم آن چيههزى را كههه ميشههنويد و
حّقم و بدرستيكه ايشان بههر محه ّ
ل از براى خود و از براى شما . طلب مغفرت ميكنم از پروردگار عّز و ج ّ
] [ 269
ععععع ععععع
ل اّلذي ابتههدء خلقكههم ،و إليههه يكههون معههادكم ،و بههه نجههاح
أّما بعد فإّني أوصيكم بتقوى ا ّ
طلبتكم ،و إليه منتهى رغبتكم ،و نحههوه قصههد سههبيلكم ،و إليههه مرامههي مفزعكههم ،فههإ ّ
ن
ل دوآء دآء قلوبكم ،
تقوى ا ّ
و بصر عمى أفئدتكم ،و شفاء مرض أجسادكم ،و صلح فساد صدوركم و طهور دنس
أنفسكم ،و جلء غشاء أبصاركم ،و أمن فزع جاشكم ،
] [ 270
و لطيفا بين أضلعكم ،و أميرا فوق أموركم ،و منهل لحين ورودكم ،
و شفيعا لدرك طلبتكم ،و جّنة ليوم فزعكم ،و مصابيح لبطون قبوركم ،و سههكنا لطههول
وحشتكم ،و نفسا لكرب مواطنكم .
ل حرز من متالف مكتنفة ،و مخاوف متوّقعة ،و أوار نيههران موقههدة ،فمههن ن طاعة ا ّ
فإ ّ
شههدايد بعههد دنّوههها ،و احلههولت لههه المههور بعههد
أخذ بالّتقوى غربت » عزبت خ « عنه ال ّ
صعاب بعههد انصههابها ،و مرارتها ،و انفرجت عنه المواج بعد تراكمها ،و أسهلت له ال ّ
جههرت عليههه هطلت عليه الكرامة بعد قحوطها ،و تحّدبت عليه الّرحمة بعد نفورها ،و تف ّ
الّنعم بعد نضوبها ،و وبلت عليه البركة بعد إرذاذها .
ععععع
جا من باب ضرب و عجيجا أيضا رفع صوته بالّتلبية ،و منههه الحههديث أفضههل ج(عّ )عّ
ج إسههالة ال هّدماء مههن
صوت في الّتلبيههة ،و الث ه ّ
ج رفع ال ّ
ج ،فالع ّ
ج و الث ّ
ل الع ّ
العمال إلى ا ّ
الّذبح و النحر في الضاحي .
و ) الّنينان ( جمع نون و هو الحوت قال تعالى و ذا الّنون اذ ذهب مغاضبا
] [ 271
طيه و يستره ،و غمههره البحههر مههنو نهر ) غامر ( أى كثير الماء يغمر من يدخله أى يغ ّ
لم ما طلبته .
باب نصر أى إذا عله و غطاه و ) الطلبة ( بكسر ا ّ
و ) غشاء ( أبصاركم في بعض النسخ بالغين المعجمة و المّد وزان كسههاء و هههو الغطههاء
قال تعالى فأغشيناهم فهم ل يبصرون أى جعلنهها علههى أبصههارهم غشههاوة و غطههاء و فههي
بعضها بالعين المهملة و القصر سوء البصر بالليههل و الّنهههار مصههدر عشههى يقههال عشههى
عشى من باب تعب ضعف بصره فهو أعشى و المرأة عشواء ،و ) الجاش ( القلب .
شعار ( الّثوب الملصق للبدن و هو الههذي يلههي شههعر الجسههد و ) الهّدثار ( مهها فههوق
و ) ال ّ
شعار من الثياب و ) دخلة ( الّرجل و دخله و دخيلته و دخيلههه نّيتههه و مههذهبه و خلههده و ال ّ
لم
) المنهل ( المشرب و الشههرب و الموضههع الههذى فيههه المشههرب و ) الطلبههة ( بكسههر ال ّ
كالطلب محّركة اسم من طالبه بحقه مطالبة ،و قال الشارح المعتزلي :الطلبة مهها طلبتههه
من شيء فيكون اسم عين .
و ) النفس ( محّركة اسم وضع موضع المصدر الحقيقي من نفس تنفيسا و نفسا أى فههّرج
شمس و العطههش و اللهههب و تفريجا و ) الوار ( بضّم الهمزة وزان غراب حّر الّنار و ال ّ
سماء تهطل من باب ضرب امطرت هطل و هو بالفتح تتابع المطههر المتفهّرق ) هطل ( ال ّ
العظيم القطر و المطر الضعيف الدائم و ) نضب ( الماء نضوبا غار و ) وبلت ( السههماء
تبل امطرت وابل و هو المطر الشديد الضههخم القطههر و ) ارّذت ( السههماء بتشههديد الههذال
ضعيف أو الساكن الدائم الصههغار المعجمة أمطرت رذاذا ،و هو بالفتح كسحاب المطر ال ّ
القطر كالغبار .
ععععععع
الباء في قوله :بالّرياح سببّية و نحوه منصههوب بنههزع الخههافض ،و الفههاء فههي قههوله فهها ّ
ن
ل للتعليل ،و في قوله :فاجعلوا فصيحة .تقوى ا ّ
] [ 272
عععععع
ن الغرض الصلى من هذا الفصل من الخطبة الشههريفة هههو النصههح و الموعظههة و اعلم أ ّ
الوصية بالتقوى و الطاعة و الترغيب عليهما بالتنبيه علههى عظههم مهها يههترتب عليهمهها مههن
الثمرات و المنافع المّرغبة ،و صّدر الفصل باقتضاء صههناعه البلغههة و رعايههة براعههة
ل ل يخفههى الستهلل بذكر إحاطة علمه بجزئيات الموجودات تنبيها به على أنه عّز و ج ّ
سلم :عليه طاعة المطيعين و معصية المذنبين فقال عليه ال ّ
) يعلم عجيج الوحوش في الفلوات ( أى صياحها فيها بالتسبيح و رفع أصههواتها إلههى عهّز
جنهابه تبهارك و تعهالى بالّتقهديس و تضهّرعها إليهه سهبحانه فهي إنجهاح طلباتهها و تنفيهس
كرباتها و سؤالها منه لدفع شدايدها .
ج.
ج و الث ّ
ل الع ّ
و يشهد بذلك الحديث الذي قّدمناه :أفضل العمال إلى ا ّ
له
ن رسههول ا ّ ى فى الوسايل من الكههافي عههن حريههز رفعههه قههال :إ ّ و فى حديث آخر مرو ّ
ج ،و العه ّ
ج ج و الثه ّ
ل عليه و آله لّما أحرم أتاه جبرئيل فقال له :مر أصحابك بالعه ّ صّلى ا ّ
ج نحر البدن .
صوت بالتلبية ،و الث ّ
رفع ال ّ
و فى الكافي في كتاب الّدعاء باسناده عن حنان بن سدير عن أبيه قال :قلت لبههي جعفههر
ل مههن أنله عهّز و جه ّ
ى العبادة أفضل ؟ قال :ما من شههيء أفضههل عنههد ا ّ
سلم :أ ّ
عليه ال ّ
ل مّمن يستكبر عههن عبههادته و ل عّز و ج ّ
يسأل و يطلب مّما عنده ،و ما أحد أبغض إلى ا ّ
ل يسأل ما عنده .
سههلم قههال
ل ه عليههه ال ّ
ي بن إبراهيم عن أبيه عن حّماد بن عيسى عن أبيعبد ا ّ و فيه عن عل ّ
ل ه ع هّز و جه ّ
ل نا ّ ن الّدعاء هو العبادة إ ّ
سمعته يقول :ادع و ل تقل قد فرغ من المر ،فا ّ
ن الذين يستكبرون عن عبادتى سيدخلون جهّنم داخرين و قال : يقول إ ّ
] [ 273
ن عبدا سّدفاه و لم يسأل لم يعط شيئا فاسأل تعط ،يا ميسر إنه ليس من بههاب يقههرع
و لو أ ّ
ل يوشك أن يفتح لصاحبه . إّ
) و ( يعلم ) معاصى العباد في الخلوات ( بمقتضى عموم علمههه بالس هّر و الخفّيههات و مهها
سههماوات ،و فيههه تحههذير للسههامعين عههن ارتكههاب تحههت الههثرى و فههوق الرضههين و ال ّ
ث لهم عن الزعاج مههن السههيئآت و تخصيصههها بههها لكههون الخلههوة مظّنههة الخطيئات و ح ّ
الوقوع في المعصية بعدم وجود الّرادع و الحاجز .
ل رحمة للعالمين ) و سفير وحيه و رسول رحمته ( كما قال عّز من قائل و ما أرسلناك إ ّ
سعادة الدائمههة ون ما بعث به سبب لصلح معاشهم و معادهم موجب لل ّ أى نعمة عليهم ل ّ
كونه رحمة للكّفار أمنهم به من الخسههف و المسههخ و عههذاب الستيصههال قههال فههي مجمههع
البيان :قال ابن عباس :رحمة للبّر و الفاجر و المؤمن و الكافر فهو رحمههة للمههؤمن فههي
الدنيا و الخرة و رحمة للكافر بأن عوفى مّما أصاب المم من الخسف و المسخ .
] [ 274
الطعام إلى جائع فلم يأكل فاّنه منعم عليه و إن لم يقبل .
له الههذى
ل ) ب ( ما ل أزال اوصيكم به أعنههى ) تقههوى ا ّ ) أّما بعد فاّنى اوصيكم ( عباد ا ّ
ابتدء خلقكم ( و فى التيان بهذه الجملة و ما يتلوها مههن الجملت الوصههفية تعظيههم لشههأنه
ن العلم باّتصههافه بهههذه الصههفات يههوجبل و تأكيد للغرض المسوق له الكلم ،ل ّ عّز و ج ّ
مزيد الملزمة بالتقوى و المواظبة على أوامره و نواهيه عّز و تعالى .
) و به نجاح طلبتكم و إليه منتهى رغبتكم ( أى الظفر بمطالبكم و قضاء مقاصدكم و نيههل
حوائجكم ،فاّنه تعالى قاضى حوائج السائلين و منجح طلبات الّراغبين ،و مههن كههان هههذا
شأنه يجب أن يطاع و يعبد ل أن يعصى لحكمه و يتمّرد .
) و نحوه قصد سبيلكم ( لّنه منتهى سير السالكين و غاية مراد المريدين ،
فل بّد من سلوك صراطه المستقيم المؤّدى إلى قربه و زلفههاه ،و هههو صههراط الملزميههن
لطاعته و تقواه و أّما غيرهم فاّنهم عن الصراط لناكبون ،و عن لقائه محرومون .
) و إليه مرامى مفزعكم ( يعنى إذا دهمكم الخوف و الفزع ترميكم الفزاع نحوه ،
لنه يجيب المضطّر إذا دعاه و يكشف السوء عنه إذا ناداه .
له مرمههى ،قههال الطريحههي :أى مقصههد ترمههى إليههه المههال وو فى الحديث ليس وراء ا ّ
سهام ،و إذا كان شأنه العزيز اّنههه
يوجه نحوه الّرجاء ،تشبيها بالهدف اّلتي ترمى إليها ال ّ
سكم الضّر فاليه تجأرون ،فل بّدإذا فاجاكم الفزع فاليه تضّرعون ،و إذا م ّ
] [ 275
ل عّز و عل بأوصاف توجب منه الّتقاء أردفه بالتنبيه على منافع الّتقوى ثّم لّما وصف ا ّ
ث و الترغيب إليها فقال :و الثمرات المترّتبة عليها في الّدين و الّدنيا لمزيد الح ّ
ل دواء داء قلوبكم ( يعنى أّنها رافعة للمراض القلبّية و ال هّرزائل الّنفسههانية
ن تقوى ا ّ
) فا ّ
الموبقة من البخل و الحسد و النفاق و العداوة و البغضاء و غيرها ،لنها مضاّدة لها كما
ن حصول وصف العمى للعمى ن الدواء ضّد الّداء ) و بصر عمى افئدتكم ( بيان ذلك أ ّ
أّ
لّما كان موجبا لعجزه عن إدراكه للمحسوسات ،و سههببا لضههلله عههن الطريههق ،فكههذلك
حصول هذا الوصف للفئدة الناشي من اّتباع الهوى و النهماك فههي الشهههوات ،مههوجب
لقصورها عن إدراك المعقولت ،و عن الهتدا إلى الصراط المستقيم .
س البصههر يرتفههع عمههى البصههار الظههاهرة و يحصههل إدراك المحسوسههات ن بحه ّو كما أ ّ
فكذلك بالتقوى يرتفع عمى الفئدة و يتمّكن من إدراك المعقولت و يهتهدى إلهى الصهراط
المستقيم ،لكونها مانعة من متابعة الهوى و انهماك الشهههوات الموجههبين لعماههها ،و هههذا
معنى كونها بصرا لعمى أبصار الفئدة .
روى في الصافي في تفسير قوله تعالى أ فلم يسيروا في الرض فتكون لهم قلوب يعقلون
بها أو آذان يسمعون بها فانها ل تعمى البصار و لكن تعمههى القلههوب اّلههتي فههي الصههدور
ن للعبد أربع أعين :عينههان يبصههر بهمهها سلم أ ّ
من التوحيد و الخصال عن السجاد عليه ال ّ
له لههه
ل بعبههد خيههرا فتههح ا ّ
أمر دينه و دنياه ،و عينان يبصر بهما أمر آخرته ،فاذا أراد ا ّ
ل به غير ذلههك تههرك العينين الّلتين في قلبه فأبصر بهما الغيب و أمر آخرته ،و إذا أراد ا ّ
القلب بما فيه .
سلم إّنما شيعتنا أصحاب الربعة أعين :عينان فههي و فيه من الكافي عن الصادق عليه ال ّ
ل فتههح
له عهّز و جه ّ
نا ّ
لأّ
ن الخليههق كّلهههم كههذلك إ ّ
الّرأس ،و عينان فههي القلههب ،أل و إ ّ
أبصاركم و أعمى أبصارهم .
] [ 276
الشبع و البطنة و أهل التقوى لكونه مّتصفا بقّلة الكهل و قنهاعته بههالحلل حسههبما عرفهت
في الخطبة المأة و الثانية و الّتسعين و شرحها يسلم جسده غالبا من المراض و السقام .
ن حكيمهها نصههرانيا دخههل و يرشد إلى ذلك ما رواه المحّدث الجزائرى فههي زهههر الّربيههع أ ّ
سلم فقال :أ فى كتاب رّبكم أم فى سّنة نبّيكم شيء من الطب ؟ فقال على الصادق عليه ال ّ
:أمهها فههي كتههاب رّبنهها فقههوله تعههالى كلههوا و اشههربوا و ل تسههرفوا و أمهها فههي سهّنة نبّينهها :
ل دواء . ل داء و الحمّية منه أصل ك ّالسراف في الكل رأس ك ّ
سلم أنه لو سئل أهل القبور عن السههبب و العّلههة فههي مههوتهم لقههال
و فيه أيضا عنه عليه ال ّ
اكثرهم :التخمة .
ن المهؤمن ياكهل فههي معهاء واحههد و الكههافر يها كههل فهي سههبعة
و فيه أيضا قهال :و روى أ ّ
أمعاء .
و قد تقّدم في شرح الفصل الثاني من الخطبة المأة و التاسعة و الخمسين فصههل واف فههي
شبع فليراجع ثمة .
فوايد الجوع و آفات ال ّ
ن فساد الصدور و هو كونها سههاقطة عههن العتبههار خاليههة ) و صلح فساد صدوركم ( ل ّ
ل و الحقههد و الحسههد و نحوههها مههن
عن المنفعة إّنما ينشأ مههن طريههان مهها يفسههدها مههن الغه ّ
الوساوس الّنفسانية عليها ،و بالتقوى يرتفع هذه كّلها و يحصههل صههلحها ،و بههه يظهههر
أيضا معنى قوله :
ن الّتقههوى تجلههو و تكشههف غطههاء أبصههار البصههاير و ) و جلء غشاء أبصاركم ( يعنههى أ ّ
ن الباصههرة إذا ارتفههع حجابههها و انجلههى غشههاوتها
تستعّد بذلك لدراك المعقولت ،كمهها أ ّ
تصلح لدراك المبصرات .
) و أمن فزع جاشكم ( إذ بها تحصل قّوة القلب فهي الهّدنيا ،و ههى أمهان مهن أفهزاع يهوم
القيامة و أخاويفها كما قال تعالى في سورة العراف فمن اّتقى و أصلح
] [ 277
فل خوف عليهم و ل هم يحزنون و في سورة الّنمل من جاء بالحسنة فله خير منها و هههم
من فزع يومئذ آمنون و في سورة النبياء ل يحزنهم الفزع الكبر و تتلّقيهم الملئكة هههذا
ن المراد بالظلمة هههو ظلمهة يومكم الذى كنتم توعدون ) و ضياء سواد ظلمتكم ( الظاهر أ ّ
ن المعاصى تههوجب ظلمههة القلوب الحاصلة لها من اكتساب الثام و انهماك الشهوات ،فا ّ
القلب و اسوداد الوجه ،و بالّتقوى و الطاعة يحصل لههه نههور و ضههياء و اسههتعداد لقبههول
الفاضات اللهّية ،هذا .
شههعار الملصههق للبههدن ل الهّدثار ل شعارا دون دثههاركم ( أى بمنزلههة ال ّ ) فاجعلوا طاعة ا ّ
الههذى فههوق الشههعار ،و هههو إشههارة إلههى المواظبههة عليههها باطنهها ل ظههاهرا فقههط ،و أّكههد
استبطانها بقوله :
) و دخيل دون شعاركم ( أى داخل فههي بههاطنكم تحههت الشههعار ،و بقههوله ) و لطيفهها بيههن
أضلعكم ( و هو غاية المبالغة في ادخالها في الباطن ،و آكد دللههة عليههه مههن سههابقيه و
الغرض منه جعلها مكنونا في الخلد متمّكنا في القلوب .
و قوله ) :و أميرا فوق اموركم ( أى يكههون ورودكههم و صههدوركم فههي امههوركم الدنيوّيههة
بأمره و نهيه كساير المراء بالّنسبة إلى الّرعّية .
) و منهل لحين ورودكم ( أى مشهربا تشهربون مهن صهفوها و عهذبها حيهن الهورود يهوم
ن البرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورًا .القيامة كما قال عّز من قائل ا ّ
] [ 278
له يجعههل لهههإذ بالّتقوى و الطاعة يحصل الستعداد لدركها كمهها قهال تعههالى و مههن يّتههق ا ّ
له بههالغ أمههره
نا ّل فهو حسههبه ا ّ مخرجًا و يرزقه من حيث ل يحتسب و من يتوّكل على ا ّ
ل قوله :يجعل له مخرجا ،علههى أّنههها حصههن حصههين و حههرز حريههز بههها يحصههل فقد د ّ
الّنجاة من الشدايد و الوقاية من المكاره ،و قوله :و يرزقه من حيث ل يحتسب على أّنها
له فهههوكنز كاف بها يههدرك المطههالب و يفههاز بالمههآرب ،و قههوله :و مههن يتوكههل علههى ا ّ
حسبه ،على أّنه تعالى كاف لمهن توّكهل عليهه و اكتفهاه ،قهادر علهى إنجهاح مها يبتغيهه و
يتمّناه ) و جّنة ليوم فزعكم ( أى وقاية يوم القيامههة مههن الّنههار و غضههب الجّبههار كمهها قههال
جي اّلذين اّتقوا .
تعالى ثّم نن ّ
) و سكنا لطول وحشتكم ( أي في القبور فاّنها بيت الغربة و الوحدة و الوحشة و العمال
صالحة كما ورد في أخبار كثيرة تتصّور في صور حسنة يستأنس بها صاحبها و يسكن ال ّ
إليها و يطيب بها نفسه و يرفع عنه وحشة القبر .
لو
سلم قال :ما من موضع قههبر إ ّ ل عليه ال ّ
روى في الكافي بسنده عن سالم عن أبيعبد ا ّ
ل يوم ثلث مّرات :أنا بيت التراب أنا بيت البل أنا بيت الّدود .هو ينطق ك ّ
قال :فيفسح له مّد البصر و يفتح له باب يرى مقعده من الجّنة .
ل مهها رأيههت
ط أحسن منه فيقول :يا عبد ا ّ
قال :و يخرج من ذلك رجل لم تر عيناه شيئا ق ّ
صالح اّلههذى كنههت
شيئا قط أحسن منك فيقول :أنا رأيك الحسن اّلذى كنت عليه و عملك ال ّ
تعمله قال :ثّم يؤخذ روحه فتوضع في الجّنة حيث رأى منزله ثّم يقال له :نم قرير العين
فل تزال نفحة من الجّنة يصيب جسده و يجد لّذتها و طيبها حّتى يبعث .
] [ 279
سلم قال :إذا مات و فى البحار من المحاسن باسناده عن أبي بصير عن أحدهما عليها ال ّ
ن هيئة و
ن وجها و أبهههاه ّ ن صورة أحسنه ّالعبد المؤمن دخل معه في قبره سّتة صور فيه ّ
ن صورة .ن ريحا و أنظفه ّ
أطيبه ّ
قال :فيقف صورة عن يمينه و اخرى عههن يسههاره و اخههرى بيههن يههديه و اخههرى خلفههه و
ن فههوق » رأسههه ظ « ،فههان اتههى عههن يمينههه اخرى عند رجله ،و تقف اّلتى هههي أحسههنه ّ
ت قههال :فتقههول أحسههنه ّ
ن سه ّ منعته اّلتى عن يمينه ،ثم كذلك إلى أن يههؤتى مههن الجهههات ال ّ
ل خيرا ؟ فتقول اّلتى عن يساره :أنهها الزكههاة ،و تقههول اّلههتي صورة :و من أنتم جزاكم ا ّ
ج و العمرة ،و تقول اّلتي عند رجليه : صيام ،و تقول اّلتي خلفه :أنا الح ّ
بين يديه :أنا ال ّ
أنا بّر من وصلت من إخوانك ،ثّم يقلن :من أنت فههأنت أحسههننا وجههها و أطيبنهها ريحهها و
ل عليهم أجمعين . أبهانا هيئة ؟ فتقول :أنا الولية لل محّمد صلوات ا ّ
) و نفسا لكرب مواطنكم ( أى سعة و روحا لكرب منازل الخرة و مواقف القيامة ) فههانّ
ل حرز من متالف مكتنفة ( أى عوذة من المهالك المحيطة ) و مخاوف متوّقعههة ( طاعة ا ّ
أى مخاوف الخرة المنتظره الوقوع ) واوارنيران موقدة ( أراد به حّر نار الجحيم .
شههدائد بعههد
) فمن أخذ بالّتقوى ( و عمل صههالحا ) غربههت ( أى بعههدت و غههابت ) عنههه ال ّ
ن المّتقههى بقنههاعته ودنّوها ( أى شدايد الخرة و أهاويلها ،و يجوز أن يراد بههها العهّم ل ّ
شههدايد
خّفة مؤنته و اعتزاله من مخالطة أبناء الّدنيا و مجالستهم سالم غالبا من المحن و ال ّ
و ايذاء أبناء الّنوع .
) و احلولت له المور بعد مرارتها ( أى صارت المرار الّدنيوية و الخروية حلوا لههه ،
أّما الّدنيوية كضيق العيش و الجوع و الفقر و العرى و مهها ضههاهاها فلمهها لههه مههن الّرضهها
ق الطاعات و العبادات فلكونها أحلى و ألّذ عنده مههن ك ه ّ
ل بالقضاء ،و أما الخروية كمشا ّ
ن هههذهشيء و إن كان مّرا في ذوقه في مبدء السلوك ،و ذلك لمهها لههه مههن علههم اليقيههن بههأ ّ
المشّقة القليلة توجب راحة طويلة ،و تلك المرارة اليسيرة تجلب لّذة دائمة .
] [ 280
) و انفرجهت عنهه المهواج بعهد تراكمهها ( أى انكشهفت عنهه أمهواج الفتهن الّدنيويهة بعهد
ن الخذ بالتقوى لكونه بمعزل مههن الهّدنيا و أهلههها سههالم مههن تراكمها و كثرتها ،و ذلك ل ّ
الفتن و المحن التي ابتلي بها أهلها .
له العزيههز عهّز و جهلّ ن أهل التقوى انصبت عليه و تتابعت فههي حقههه كرامههة ا ّ و المراد أ ّ
بسبب اتصافه بالتقوى بعد احتباسها و منعها عنه ،و ذلههك قبههل أن يسههتعّد بههالتقوى لههها و
له
ن أكرمكم عند ا ّ يشهد بذلك أي بافاضة كرامته على المتقي صريحا نصّ قوله سبحانه ا ّ
اتقيكم .
) و تحدبت عليه الرحمة بعد نفورههها ( أى تعطفههت عليههه الرحمههة اللهيههة بعههد مها كهانت
نافرة عنه حين ما لم يكن متصفا بالتقوى و مستعدا لها ،و هذه الفقرة أيضا مثل سههوابقها
حيث شههبه الرحمههة بالناقههة العاطفههة علههى ولههدها علههى سههبيل السههتعارة بالكنايههة و أثبههت
التحّدب تخييل و النفور ترشيحا .
جرت عليه الّنعهم بعهد نضهوبها ( إّمها اسهتعارة مكنيهة مثهل مها مهّرت تشهبيها للنعهم ) و تف ّ
جههر و النضههوب تخييل و ترشههيحا ،أى بالينههابيع الجاريههة المنفجههرة ،فيكههون ذكههر التف ّ
انفجرت عليه ينابيع النعم بعد اغورارها .
و يجوز أن يراد بالتفجر التتابع بعلقة الملزمههة فيكههون مجههازا مرسههل ،و النعههم قرينههة
التجوز أو اريد بالتفجر الفاضة و الجامع التتابع و الدوام فيكههون اسههتعارة تبعيههة و علههى
هههذين الحتمههالين فيههراد بالنضههوب الفقههدان مجههازا و ل يخفههى علههى المتههدّبر أنّ هههذين
خرة أعنى قوله : الحتمالين يأتيان أيضا في بعض القراين المتقّدمة كالقرينة المتأ ّ
] [ 281
) و وبلت عليه البركة بعد ارذاذها ( فيجوز أن تكون الستعارة بالكناية بأن يشبه البركههة
بالمطر الشديد العظيم القطهر و الوبهل و الرذاذ تخييهل و ترشهيح ،و أن تكهون اسهتعارة
تبعية بأن يستعار الوبل للفيض الكثير و الجامع الكثرة ،و أن يكون مجازا مرسل و يراد
بالوبل النزول ،و على التقديرين فيراد بالرذاذ القّلة و الضعف مجازا .
ثّم بعد التنبيه على جملة من ثمرات التقهوى و المنهافع العظيمهة المترّتبهة عليهها عهاد إلهى
المر بها تأكيدا و تقوية لما قّدم فقال :
ل الذي نفعكم بموعظته ( و هى ما وعظكم بههها فههي كتههابه المههبين و لسههان نههبّيه ) فاّتقوا ا ّ
ى منفعة أعظم من هذه و أنفع . المين و هداكم بها إلى الجّنة و أنقذكم بها من النار و أ ّ
) و وعظكم برسالته ( التي بعث بها رسله و لم يبق عذر لعاذر بعد مواعظهم البليغة فههي
ترك التقوى و الطاعة .
ععععععع
ميداند خداوند تبارك و تعالى صداى وحشهيان را در بيابانهها ،و معصهيتهاى بنهدگان را
در مكههان خلههوت ،و تههرّدد ماهيههان را در درياهههاى گههود ،و تلطههم آب درياههها را بهها
ل و سههلمه عليهه بادهاى تند و زنده ،و شهادت مىدهم باينكه محّمد مصطفى صلوات ا ّ
و آله بنده نجيب خداست و ايلچى وحى او و پيغمبر رحمت اوست .
اما پس از ثناى خدا پس بدرستى كه مههن وص هّيت ميكنههم شههما را بتقههوى و پرهيزكههارى
خداوندى كه ايجاد فرموده خلقت شما را و بسوى اوست بازگشت شما
] [ 282
و با عنايت اوست رسيدن مطالب شما و بطرف اوست قصههد راه شههما و بسههوى اوسههت
نشانگاه فزع و خههوف شههما پههس بدرسههتيكه تقههوى دواى درد قلبهههاى شماسههت ،و چشههم
كورى دلهاى شما ،و شفاى ناخوشى بدنهاى شما ،و صلح فساد سينهاى شما ،
و پاكيزگى كثافت نفسهاى شماست ،و جلى پردهاى بصرهاى شما ،و خههاطر جمعههى
خوف قلبهاى شما ،و روشنى سياهى تاريكى قلب شما است .
پس بگردانيد طاعت و عبادت پروردگار را لباس بههاطنى خودتههان نههه لبههاس ظههاهرى و
داخل در باطن خود نه شعار ظاهرى ،و چيههزى لطيههف در ميههان دنههدهاى خودتههان ،و
أمير حكمران بالى جميع كارهاى خودتان و محل آب خور از بههراى زمههان ورود آن ،
و واسطه از براى درك مطالب خودتان ،و سپر از براى روز فزع خود و چراغههها از
براى بطون قبرهاى خود ،و مايه انس از براى طول وحشت خههود ،و فههرج و راحههت
از براى أندوه و محنت مواطن خودتان .
پس بدرستيكه طاعت خدا حرز است ،از مهلكههههاى محيطههه و از محّلهههاى خههوفى كههه
متوقعست و از حرارت آتشهاى روشن شده ،پس كسيكه اخذ نمود تقههوى را غههايب شههد
از آن شدتها بعد از نزديكى آنههها بههاو ،و شههيرين شههد از بههراى او كارههها بعههد از تلخههى
آنها ،و منكشف شد از او موجها بعد از تراكم و تلطم آنههها ،و آسههان شههد از بههراى او
كارهاى صعب بعد از مشقت انداختن آنها ،و باريد باو بارانهاى كرامت بعد از قحطهى
آن ،و برگشت با مهربانى بر او رحمهت خهدا بعهد از رميهدن آن ،و منفجهر شهد بهر او
چشمهاى نعمتها بعد از نايابى آنها ،و باريد بأو باران بركت با شهّدت بعههد از ضههعف و
قّلت آن .
پس پرهيز نمائيد از خدا چنان خداوندى كه نفع بخشيد بشما بهها مههوعظه بههالغه خههود ،و
موعظه فرمود بشما با رسالت رسولن خود ،و منت گذاشت بر شما بها نعمههت فههراوان
خود ،پس ذليل نمائيد نفسهاى خودتان را با بار عبادت او ،و خارج شويد بسوى او از
حق اطاعت او كه ليق حضرت او است .
] [ 283
ععععع عععععع
ل اّلذي اصطفاه لنفسه ،و اصطنعه على عينههه ،و أصههفاه خيههرة ن هذا السلم دين ا ّثّم إ ّ
ل الديان بعّزته ،و وضههع الملههل برفعههه ،و أهههان خلقه ،و أقام دعائمه على محّبته ،أذ ّ
ضهللة بركنهه ،و سهقى مهن أعدائه بكرامته ،و خذل محاّديه بنصهره ،و ههدم أركهان ال ّ
عطش من حياضه ،و أتاق الحياض بمواتحه .
ك لحلقته ،و ل انهدام لساسه و ل زوال لدعائمه ،و ثّم جعله ل انفصام لعروته ،و ل ف ّ
ل انقلع لشجرته ،و ل انقطههاع لمهّدته ،و ل عفههاء لشههرايعه ،و ل جهّذ لفروعههه ،و ل
ضنك لطرقههه ،و ل وعوثههة لسهههولته و ل سهواد لوضههحه ،و ل عهوج لنتصهابه ،و ل
جه ،و ل انطفآء لمصابيحه ،و ل مرارة لحلوته .
عصل فى عوده ،و ل وعث لف ّ
ق أسناخها ،و ثّبههت لههها أساسههها ،و ينههابيع غههزرت عيونههها ،و
فهو دعائم أساخ في الح ّ
مصابيح شّبت نيرانها ،و منار اقتدى بها سّفارها ،
] [ 284
ععععع
) اصطنعه على عينه ( افتعال من الصنع و الصنع اّتخاذ الخير لصههاحبه كههذا فههي مجمههع
البيان ،و قيل :من الصنيعة و هى العطية و الحسان و الكرامة يقال اصههطنعتك لنفسههى
اخترتك لمر أسههتكفيكه و اصهطنع خاتمهها أمهر أن يصهنع لههه قهال تعهالى فهي سههورة طهه
سلم و اصطنعتك لنفسى .اذهب أنت و أخههوك بآيههاتى .و ل تنيهها مخاطبا لموسى عليه ال ّ
في ذكرى .
و قال الشارح المعتزلى :اصطنعه على عينه كلمههة يقههال لمهها يشههتّد الهتمههام بههه ،تقههول
صههنعة الههتي تصههنعها و أنههاللصانع :اصنع لى خاتما على عينى ،أى اصنعه صههنعة كال ّ
حاضر اشاهدها .
و قال الّزمخشرى في الكشاف في تفسير قوله تعالى و لتصنع على عينى لتربى و يحسن
إليك و أنها مراعيهك و راقبهك كمها يرعهى الّرجهل الشهىء بعينهه إذا اعتنهى بهه ،و تقهول
ل تخهالف بهه عهن مهرادى و ) الخيهرة ( بفتهح للصانع اصنع هذا على عينى أنظر إليك لئ ّ
اليههاء وزان عنبههة كههالخيرة بسههكونها اسههم مههن اخههترت الّرجههل أى فضههلته علههى غيههره و
) الّدعائم ( جمع الّدعامة بالكسر عماد البيت و الخشههب المنصههوب للتعريههش و ) حههاّده (
محاّدة عاّده و غاضبه و خالفه مأخوذ من الحدد و هو الغضب قال تعالى يواّدون من حاّد
ل و رسوله .
ا ّ
و ) تئق ( الحوض من باب فرح امتل مههاء و أتههاق الحيههاض ملههها و ) المواتههح ( جمههع
الماتح و هو الذى يستقى بالّدلو من المتح و هو الستقاء يقال متحت الّدلو
] [ 285
أى استخرجتها و ) عروة ( الكوز مقبضههه و ) الجههذ ( بال هّذال المعجمههة القطههع أو القطههع
المستأصل ،و في بعض النسخ بالحاء المهملة و هو القطع و في بعضههها بهالجيم و الهّدال
المهملة و هو القطع أيضا و الفعل في الجميع كمّد .
ق علهى السهالك فهههو وعهث وو ) وعث ( الطريق و عوثة من بهاب قههرب و تعهب إذا شه ّ
ق من تعههب و
ل أمر شا ّ
قيل :الوعث رمل دقيق تغيب فيه القدام فهو شاق ،ثّم استعير لك ّ
أثم و غير ذلك ،و منه و عثاء السفر أى شّدة النصب و التعب .
ععععععع
قوله :على عينه ظرف مستقّر حال من فاعل اصطنع ،و قهوله :علهى محّبهة يحتمهل أن
له ،و أن يكههون ظرفهها مسههتقّرا
يكون ظرف لغو متعّلق بقوله أقام فالضمير راجههع إلههى ا ّ
حال من فاعل أقام أو من الضمير في دعائمه ،فالضمير فيه على الّول
] [ 286
لم
ل ،و على الثانى فيعود إلى السلم ،و يجوز جعل علههى بمعنههى ال ّأيضا راجع إلى ا ّ
ل على ما هديكم و على ههذا فايضهها ظهرف لغهو و
للتعليل كما فى قوله تعالى و لتكّبروا ا ّ
سههببّية ،و
ل و إلى السلم فتدّبر ،و الباء فهي قههوله :بعّزتههه لل ّ
ح عوده إلى ا ّضمير يص ّال ّ
قوله :ثهّم جعلههه ل انفصههام لعروتههه المفعههول الّثههاني لجعههل محههذوف و جملههة ل انفصههام
لعروته صفة له .
عععععع
ل سوى السلم و هههو الّتوحيههد و ى عند ا ّل ( أى ل دين مرض ّ ن هذا السلم دين ا ّ ) ثّم إ ّ
ل عليه و آله و سهّلم كمهها قههال تعههالى انّ الهّدين
شرع اّلذي جاء به محّمد صّلى ا ّ الّتدّرع بال ّ
ل السلم و قال و من يبتغ غير السلم دينًا فلن يقبههل منههه و هههو فههي الخههرة مههن عند ا ّ
الخاسرين أى من يطلب غيره دينا يدين به لن يقبل منه بل يعاقب عليه و هو من الهالكين
ن الّدين و السلم واحد و هما عبارتان عن معبر واحههد ، في الخرة ،و فيه دللة على أ ّ
ل عليه و آله و سّلم .ي صّلى ا ّو هو الّتسليم و النقياد بما جاء به النب ّ
) و اصطنعه على عينه ( أى اّتخذه صنعة و اختههاره حههالكونه مراعيهها حافظهها لههه مراقبهها
عليه مشاهدا اّياه ،و يجوز جعل العين مجهازا فهي العلهم فيكهون المعنهى أّنهه اصهطنعه و
سس قواعده على ما ينبغههى و علههى علههم منههه بهه أى حهالكونه عالمهها بهدقايقه و نكهاته أوأّ
بشرفه و فضله .
و يحتمل أن يكون معنههى اصههطنعه أّنههه طلههب صههنعته أى اّنههه أمههر بصههنعته و القيههام بههه
ن مههن صهنع لغيهره شههيئا و ههو حالكونه بمرئى منه أى كالمصنوع المشاهد له ،و ذلهك أ ّ
ب و ل يتهّيأ له خلفه أو أّنه أمر بأن يصنع أي بصنعه ينظر إليه صنعه كما يح ّ
] [ 287
ل عليه و آلههه
) و أصفاه خيرة خلقه ( أى آثر و اختار للبعثة به خيرة خلقه محّمدا صّلى ا ّ
و سّلم ،أو جعل خيرة خلقه خالصا لتبليغه دون غيره .
ن مههن أحّبههه
) و أقام دعائمه على محّبته ( أى أثبت أركان السلم فوق محّبته تعالى ،فهها ّ
سبحانه أسلم له ،أو أّنه قام دعائم حالكونه تعالى محّبا له أو حالكون السههلم محبوبهها لههه
تعههالى ،أو لجههل حّبههه إيههاه ،أو لجههل محبههوبّيته عنههده علههى الحتمههالت المتقّدمههة فههي
العراب .
له
ج ،و ولية أمير المههؤمنين و الئّمههة مههن ولههده صههلوات ا ّ
و الّزكاة ،و الصوم ،و الح ّ
ل الديان بعّزته ( أراد بذّلتها نسخها أو المراد ذّلة أهلها علهى حهذف المضهاف عليهم ) أذ ّ
و يحتملهما قوله ) و وضع الملل برفعه ( و يصّدق هاتين القرينتين صههريحا قههوله تعههالى
ق ليظهره على الّدين كّله .
ارسل رسوله بالهدى و دين الح ّ
] [ 288
ضللة بركنه ( ركن الشيء جانبه اّلذى يستند إليه و يقوم بههه ،فاسههتعار ) و هدم أركان ال ّ
ضههللة أو الصههنام ،و أراد بركنههه أركههان الضههللة للعقايههد المض هّلة أو رؤسههاء أهههل ال ّ
أصوله و قواعده أو الّنبي أو كلمة التوحيد .
) و سقى من عطش من حياضه ( المراد بمن عطش الجاهل بقواعد السلم المبتغي له ،
ل عليهم المملوون بمياه العلوم الحّقة ،أو العّم الشامل و بالحياض الّنبي و الئّمة سلم ا ّ
للعلماء الّراشدين أيضا و يسقيه هدايته له إلى السهتفادة و أخههذ علهوم الهّدين عنهههم عليههم
سلم .
ال ّ
سلم مههن زلل المعههارف ) و أتاق الحياض بمواتحه ( أى مل صدور اولى العلم عليهم ال ّ
له تعهالى مهن الملئكهة و روح القهدس و الحّقة و العلهوم الّدينيهة بوسهاطة المبّلغيهن مهن ا ّ
اللهامات اللهّية .و إن اريد بالحياض العّم الشامل للعلماء فيعّمم المواتح للئمههة لنهههم
سههلم و قيههل هنهها :
سههلم و يستضههيئون بههأنوارهم عليهههم ال ّ يستفيدون من علومهم عليهم ال ّ
معان اخر ،و الظهر ما قلناه .
ي فمن يكفههر
) ثّم جعله ( وثيقا ) ل انفصام لعروته ( كما قال تعالى قد تبّين الّرشد من الغ ّ
ل فقد استمسك بالعروة الوثقى ل انفصام لها . بالطاغوت و يؤمن با ّ
ق من الباطل ،
قال أمين السلم الطبرسي » قد « قد ظهر اليمان من الكفر و الح ّ
سهك و اعتصهم ل و بمهها جهاءت بههه رسهله فقههد تم ّل و يصدق با ّفمن يكفر بما خالف أمر ا ّ
بالعصمة الوثيقة و عقد لنفسه من الّدين عقدا وثيقهها ل يحّلههه شههبهة ،ل انفصههام لههها أى ل
سك باليمان ، انقطاع لها كما ل ينقطع من تمسك بالعروة كذلك ل ينقطع أمر من تم ّ
قو
ن من اعتصم بعروة السلم فهي تؤّديه إلى غاية مقصده من رضاء الحهه ّصله أ ّ
و مح ّ
رضوانه و نزول غرفات جنانه لّنها وثيقة ل ينقطع و ل تنفصم .
] [ 289
سههنة
) و ( مشّيدا ) ل انهدام لساسه ( قال البحرانههي :اسههتعار لفههظ السههاس للكتههاب و ال ّ
اّلذين هما أساس السههلم ،و لفههظ النهههدام لضههمحللهما انتهههى ،و ل بههأس بههه ،و قهد
سر في بعض الّروايات بالولية . يف ّ
و هو ما رواه في البحار من أمالي الشيخ باسناده عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر محّمههد
له
له صهّلى ا ّ سلم قال :لّما قضى رسول ا ّ ي بن الحسين عن أبيه عن جّده عليهم ال ّ بن عل ّ
جة الوداع ركب راحلته و أنشأ يقول :ل يههدخل الجّنههة إ ّ
ل عليه و آله و سّلم مناسكه من ح ّ
ل و ما السلم ؟ فقههال ص هّلى من كان مسلما ،فقام اليه أبو ذر الغفارى فقال :يا رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم :السههلم عريههان و لباسههه التقههوى ،و زينتههه الحيههاء ،و ملكههه 1
ا ّ
ل شيء أسههاس و أسههاس السههلم حّبنهها أهههل
الورع و كماله الّدين ،و ثمرته العمل ،و لك ّ
البيت .
) و ( ثابتا ) ل زوال لدعائمه ( قال البحراني :استعار لفظ الهّدعائم لعلمههائه أو للكتههاب و
السنة و قوانينهما ،و أراد بعدم زوالها عدم انقراض العلماء أو عدم القههوانين الشههرعّية ،
انتهى .
) و ( راسخا ) ل انقلع لشجرته ( الظاهر أّنه من قبيهل اضههافة المشهّبه بههه علهى المشهّبه
ن السلم كشجرة ثابتة أصلها ثابت و فرعها فههى السههماء كما في لجين الماء ،و المراد أ ّ
كما اشير اليه في قوله مثل كلمة طّيبة كشجرة طّيبة الية .
ل كشههجرة زاكيههة
لا ّقال الطبرسي :قال ابن عّباس :هي كلمة التوحيد شهادة أن ل إله إ ّ
نامية راسخة اصولها فى الرض عالية أغصانها ،و ثمارها في السماء ،
قال :و قيل :اّنه سبحانه شّبه اليمان بالّنخلة لثبات اليمان في قلب المؤمن كثبات النخلة
في منبتها ،و شّبه ارتفاع عمله إلى السماء بارتفاع فروع النخلة ،
-----------
) ( 1هه ههههه ه ههههه ه
] [ 290
و فى البحار من علل الشرايع باسناده عن معّمر بن قتادة عن أنههس بههن مالههك فههي حههديث
ن مثلسلم :إ ّل عليه و آله و سّلم قال حبيبي جبرئيل عليه ال ّ ل صّلى ا ّ
قال :قال رسول ا ّ
صههلة ،عروقههها ،و الّزكههاة ماؤههها ،و
هذا الّدين كمثل شجرة ثابتة اليمان أصلها ،و ال ّ
ف عن المحارم ثمرها ،فل تكمل شجرة إ ّ
ل صوم سعفها ،و حسن الخلق ورقها ،و الك ّ ال ّ
ف عن المحارم . ل بالك ّ
بالثمر كذلك اليمان ل يكمل إ ّ
) و ( متماديا ) ل انقطاع لمّدته ( لستمراره و بقائه إلى يوم القيامة .
ي اّلذى يجدونه مكتوب هًا عنههدهم فههي التوريههة وقال تعالى اّلذين يّتبعون الّرسول الّنبي الم ّ
ل لهههم الطّيبههات و يحهّرم عليهههم
النجيل يأمرهم بههالمعروف و ينهيهههم عههن المنكههر و يحه ّ
الخبائث و يضع عنهم اصرهم و الغلل اّلتي كانت عليهم .
قال أمين السلم الطبرسي :معناه يبيح لهم المستلّذات الحسنة و يح هّرم عليهههم القبايههح و
ل لهم ما اكتسبوه من وجه طّيب و يحّرم عليهم مهها اكتسههبوه ما تعافه النفس ،و قيل :يح ّ
ل لهم ما حّرمه عليهم رهبانّيهم و أحبارهم و ما كان يحّرمههه من وجه خبيث ،و قيل :يح ّ
أهل الجاهليههة مههن البحههائر و السههوائب و غيرههها ،و يحهّرم عليهههم الميتههة و الهّدم و لحههم
الخنزير و ما ذكر معها .
و يضع عنهم إصرهم أى ثقلهم شّبه ما كان على بني إسرائيل من التكليف الشديد
] [ 291
ل سبحانه جعل توبتهم أن يقتل بعضهم و جعل توبهة ههذه الّمهة النهدم بالثقل ،و ذلك إن ا ّ
ل عليه و آله و سّلم .
بالقلب حرمة للّنبي صّلى ا ّ
و الغلل اّلتي كانت عليهم قيل :يريد بالغلل ما امتحنوا به من قتل نفوسهم في التوبة
سبت و تحريم العروق و قرض ما يصيبه البول من أجسادهم و ما أشبه ذلك من تحريم ال ّ
و الشحوم و قطع العضاء الخاطئة و وجوب القصاص دون الّدية انتهى .
و قيل :الصر الثقل اّلذى يأصر حامله أى يحبسه فى مكانه لفرط ثقله .
حة
و قال الّزمخشرى :هو مثل لثقل تكليفهم و صعوبته نحو اشتراط قتل النفس فههى ص ه ّ
شههاقة نحههو بههت القضههاء
توبتهم ،و كذلك الغلل مثل لما كان فى شرايعهم من الشياء ال ّ
بالقصاص عمدا كان أو خطاء من غير شرع الّدية ،و قطع العضاء الخاطئة ،
و قرض موضع الّنجاسة من الجلد و الثوب و إحراق الغنايم ،و تحريم العروق فى الّلحم
و تحريم السبت .
و عههن عطهها كههانت بنههو اسههرائيل إذا قههامت تص هّلى لبسههوا المسههوح و غّلههوا أيههديهم إلههى
سههارية
سلسههلة و أوثقههها إلههى ال ّ
العناق ،و رّبما ثقب الّرجل ترقوته و جعل فيها طرف ال ّ
يحبس نفسه على العبادة .
) و ( سهل ) ل وعوثة لسهولته ( يعني أّنه على حّد العتدال من السهولة ،و ليس سهل
ق المشى فيه لرسوب القدام .سر سلوكه و يش ّ مفرطا كالوعث من الطريق يتع ّ
بعثت اليكم بالحنيفّية السهمحقة السهههلة البيضههاء ،و بياضهه كنايههة عههن صهفائه عهن كههدر
الباطل .
) و ( مستقيما ) ل عوج لنتصابه ( أى ل اعوجاج لقيامه كما قال تعالى قل اّننههى هههدانى
رّبى الى صراط مستقيم .دينًا قيمًا مّلة إبراهيم حنيفًا و مها كهان مهن المشهركين و المهراد
له تعههالى ليههس فيههه عههوج و ل
أّنه صراط مستقيم مؤّد لسههالكه إلههى الجّنههة ،و رضههوان ا ّ
أمت .
ق.
) و ( مستويا ) ل عصل فى عوده ( و هو أيضا كناية عن استقامته و ادائه إلى الح ّ
] [ 292
على المطلق و يمكن إرادة المعنهى الحقيقهى و يكهون النظهر فهى التشهبيه إلهى أنهه الجهاّدة
ج هو الطريق الواسع بين الجبلين . ن الف ّ
الوسطى بين طرفى الفراط و التفريط ،كما أ ّ
ل حلههو ،و
) و ( حلوا ) ل مرارة لحلوته ( لنه أحلى و ألّذ فههى أذواق المتههدّينين مههن ك ه ّ
لذيذ ل يشوبه مرارة مشّقة التكليف .
سلم في قوله تعالى يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام :
كما قال الصادق عليه ال ّ
لّذة ما فى النداء أزال تعب العبادة و العناء .
ن الغرض فيما سبق تشبيه السلم و ال هّدين بههالبيت فههأثبت لههه الهّدعائم
وجه عدم المنافاة أ ّ
على سبيل الستعارة المكنّية التخييلية ،فهو ل ينافى كون السلم نفسه أيضا دعائم لكههن
للعبودّية .
ى تقدير فلّما كان قوام السلم بتلك الّدعائم و ثباته عليها حّتى أّنه بدونها ل ينتفع
و على أ ّ
بشيء من أجزائه فجعله نفس تلك الّدعائم مبالغة من باب زيد عدل .
] [ 293
ق يعنهي أّنهه
ق أسناخها ،فمعناه أّنه تعالى أثبت اصولها في الحه ّ و أما قوله :أساخ في الح ّ
ق و ثبت قوائمة عليههه دون الباطههل كمهها قههال تعههالى فههأقم وجهههك
بناء محكم بني على الح ّ
له ذلهك الهّدين القّيهم أى ذلهكل اّلتي فطر الّناس عليها ل تبديل لخلهق ا ّ
للّدين حنيفًا فطرة ا ّ
ق.الّدين المستقيم الح ّ
) و ينابيع غزرت عيونها ( يعني جداول و أنهار كثيرة ماء عيونها اّلههتى تجريههان منهها ،
ن السههلم بمهها تضهّمنه مههن الحكههام الكههثيرة
و الظاهر أّنه من الّتشبيه البليغ ،و المههراد أ ّ
ن الينابيع منبع ماّدة حياة البههدان
شبه أ ّ
السلمّية بمنزلة ينابيع وصفها ما ذكر ،و وجه ال ّ
له
و الحكههام السههلمّية منشههأ مههاّدة حيههاة الرواح ،إذ بامتثالههها يحصههل القههرب مههن ا ّ
صل لحياة البد .المح ّ
و في وصف المشّبه به بغزارة العيون إشارة إلى ملحظة ذلك الوصف في جانب المشّبه
ن الحكام السلمّية صادرة عن صدر الّنبّوة و صدور الئمههة اّلههتي هههى معههادن أيضا ل ّ
العلوم اللهّية و عيونها ،و كفى بها كثرة و غزارة .
ن السلم بما فيههه مههن ) و مصابيح شّبت نيرانها ( و هو أيضا من الّتشبيه البليغ ،يعني أ ّ
طاعات و العبادات اّلتي من وظايفه مثل المصابيح الموقدة الّنيههران المشههتعلة اّلههتي هههي ال ّ
ن المصابيح اّلتي وصههفها ذلههك كمهها أنههها ترفههع الظلم شبه أ ّ
في غاية الضاءة ،و وجه ال ّ
المحسوسة ،فكذلك الطاعات الموظفة في دين السلم إذا اقيسههت عليههها تنهّور القلههوب و
تجلو ظلمتها المعقولة .
و مثله قوله ) و أعلم قصد بها فجاجها ( أى مثل أعلم قصد بنصب تلك العلم
] [ 294
) و مناهل روى بها وّرادها ( يعني أّنههه بمهها فيههه مههن العلههوم السههلمّية النقلّيههة و العقلّيههة
بمنزلة مشارب تروى بمائها العطاش الواردون إليها .
ل فيه منتهى رضوانه ( أى غاية رضاه لكونه أتّم الوسايل و أكملها في اليصال ) جعل ا ّ
إلى قربه و زلفاه كما اشههير إليههه فههي قههوله أكملههت لكههم دينكههم و اتممههت عليكههم نعمههتي و
ل السلم . ن الّدين عند ا ّرضيت لكم السلم دينًا و قوله ا ّ
ن المراد بالدعائم العبادات التي بنيت عليها بيههت العبودّيههة ، ) و ذروة دعائمه ( الظاهر أ ّ
و لما كان دين السههلم أشههرف الديههان و أفضههلها تكههون العبههادات الموظفههة فيههه أفضههل
ل من باب الّتشههريف و التكريههم باعتبههار أّنههها
العبادات و أعلها ،و إضافة الدعائم إلى ا ّ
مجعولت له سبحانه أو من أجل كونها مطلوبة له تعالى .
ن ذروة
و به يظهر أيضا معنههى قههوله ) و سههنام طههاعته ( و يسههتفاد مههن بعههض الخبههار أ ّ
السلم و سنامه هو خصوص الجهاد .
سلم
و هو ما رواه في البحار من الكافي باسناده عن سليمان بن خالد عن أبيجعفر عليه ال ّ
قال :أل اخبرك بأصل السلم و فرعه و ذروة سنامه ؟ قلت :بلى جعلت فداك ،
سههنام الههذى
قال المحّدث العلمة المجلسي :الضافة في ذروة سنامه بيانّيههة أو لمّيههة إذ لل ّ
هو ذروة البعير ذروة أيضا هو أرفع أجزائه ،و إنما صارت الصلة أصل السههلم لنههه
بدونها ل يثبت على ساق ،و الّزكاة فرعه لنه بدونها ل تتّم ،و الجهاد ذروة سنامه لنه
سبب لعلّوه و ارتفاعه ،و قيل :لنه فوق كل بّر كما ورد في الخههبر و كيههف كههان ) فهههو
ل وثيق الركان ( لبتنائه على أدّلة محكمة و اصول متقنة ) رفيههع البنيههان ( كنايههة عند ا ّ
عن علّو شأنه و رفعة قدره على ساير الديان .
) منير البرهههان ( أى الهّدليل الهّدال علههى حقّيتههه مههن اليههات و المعجههزات البههاهرة منيههر
واضح .
) مضيء النيران ( كناية عن كون أنواره أى العلوم و الحكم الثاقبة التي فيه في غاية
] [ 295
) مشرف المنار ( أى مرتفع المنارة قههال الشههارح البحرانههي :و كنههى بههه عههن علهّو قههدر
علمائه و أئمته و انتشار فضلهم و الهداية بهم .
) معوز المثار ( قيل :أى يعجز الناس ازعههاجه و إثههارته لقهّوته و ثبههاته و متههانته و قههال
البحراني :أى يعجز الخلق إثارة دفائنه و استخراج ما فيه من كنوز الحكمة و ل يمكنهههم
استقصاؤها ،و في بعض النسخ معوز المثال أى يعجز الخلق عن التيههان بمثلههه ،و فههي
بعضها معوز المنال أى يعجزون عن النيل و الوصول إلى نكاته و دقائقه و أسراره .
ظموه و عّدوه شريفا و اعتقدوه كذلك ) و اّتبعههوه و أّدوا إليههه حّقههه ( أى
) فشّرفوه ( أى ع ّ
ف عن تغيير أحكامه و العلم ما يحّقه من الّتباع الكامل ) و ضعوه مواضعه ( أراد به الك ّ
ل له ،أو العمل بجميع ما تضّمنه من الوامر و النههواهي ،
بمرتبته و مقداره الذى جعله ا ّ
ل عليه و عليهم .
ل لذلك بجاه محّمد و آله سلم ا ّ
و ّفقنا ا ّ
ععععععع
فصل ثانى از اين خطبه شريفه در وصف اسلم است و ذكر فضايل آن ميفرمايد :
پس بدرستى اين اسلم دين خداست كه پسند فرمههوده آنههرا از بههراى خههودش و برگزيههده
آنرا در حالتى كه عالمست بفضيلت آن ،و خالص گردانيده بأو بهترين خلق خود را كه
ل عليه و آله باشد ،و بر پا داشته سههتونهاى آن را بههر بههالى
پيغمبر آخر الّزمان صّلى ا ّ
محّبت خود ،ذليل نموده دينها را بسبب عزيهزى آن ،و پسهت فرمهوده مّلتهها را بجههت
بلندى آن ،و خوار نمهوده دشهمنهاى خهود را بجههت گرامهى داشهتن آن ،و ذليهل كهرده
معاندين خود را با يارى كههردن آن ،و خههراب كههرده أركههان ضههللت و گمراهههى را بهها
ركن آن ،و سيراب فرموده تشنگان را از حوضهاى آن ،و پر كرده حوضها را
] [ 296
پس گردانيده آن را كه گسيخته نمىشود جاى دسههتگير آن ،و فههك نميشههود حلقههه آن ،و
خرابى نيست اساس آن را و زوال نيست ستونهاى آن را ،و بر كنههدگى نيسههت درخههت
آن را ،و انقطههاع نيسههت م هّدت او را ،و انههدراس نيسههت شههريعتهاى او را و بريههدگى
نيست شاخهاى او را ،و تنگى نيست راههاى آنرا ،و دشوارى نيست أز براى سهولت
آن ،و سههياهى نيسههت از بههراى سههفيدى آن ،و كجههى نيسههت أز بههراى اسههتقامت آن و
اعوجاج نيست از براى چوب آن ،و صعوبت نيست از براى راههاى آن ،
ق اصهلهاى آنهها را ،و پس آن اسلم ستونهائيسهت كهه ثهابت و محكهم كهرده خهدا در حه ّ
بغايت مستحكم نموده از براى آنها بنيانهههاى آنههها را ،و نهرهههاى پههر آبيسههت كههه زيههاده
اسههت آبهههاى چشههمهاى آنههها ،و چراغهائيسههت كههه أفروختههه شههده آتشهههاي آنههها و
منارههائيست كه هدايت يافته با آنها مسافران آنها ،و علمهائيست كه قصد كرده شده با
آنها راه روندگان گدوكهاى آنها ،و سرچشمهائيست كه سيراب شده با آنها واردين بآنها
،گردانيده است خداوند تبارك و تعالى در او غايت رضاى خود را ،و بلندتر ستونهاى
خود را ،و كوهان طاعت خود را .
پس او است در نزد خدا كه محكم است ركنهاى آن ،و بلند است بنائى آن نورانى است
دليل آن ،روشن است آتشهاى آن ،عزيز اسهت سهلطنت آن ،بلنهد اسهت منهاره آن ،نها
يابست معارضه گرى آن ،پس مشّرف و گرامى داريد او را ،و تبعّيت نمائيههد بههآن ،و
ق او را و بگذاريد او را جائيكه ليق او است .
أدا كنيد بأو ح ّ
] [ 297
عع
ععععع عععععع ع عععععع عع عععع ععععع ع ع
عع ع عع ع ع ع عع ععع
ععع ع ععع ع ع عع ع ع ع ع
عععععع
له عليههه و آلهه حيههن دنها مههن الهّدنيا النقطهاع ،و أقبههل مههن
ل بعث محّمدا صّلى ا ّ
نا ّ
ثّم إ ّ
طلع ،و أظلمت بهجتها بعههد إشهراق ،و قهامت بأهلههها علهى سهاق ،و خشهن الخرة ال ّ
منها مهاد ،و أزف منها قياد ،في انقطاع من مّدتها ،
و اقهتراب مهن أشهراطها ،و تصهّرم مهن أهلهها ،و انفصهام مهن حلقتهها ،و انتشهار مهن
له
شههف مههن عوراتههها ،و قصههر مههن طولههها جعلههه ا ّ سببها ،و عفآء من أعلمههها ،و تك ّ
سبحانه بلغا لرسالته ،و كرامههة لّمتههه ،و ربيعهها لهههل زمههانه ،و رفعههة لعههوانه ،و
شرفا لنصاره .
ثّم أنزل عليه الكتاب نورا ل تطفا مصابيحه ،و سراجا ل يخبههو توّقههده و بحههرا ل يههدرك
ل نهجه ،و شعاعا ل يظلم ضههوئه و فرقانهها ل يخمههد برهههانه ،و
قعره ،و منهاجا ل يض ّ
بنيانا ل تهدم أركانه ،و شفآء ل تخشى أسقامه و عّزا ل تهزم أنصاره ،و حّقهها ل تخههذل
أعوانه .
فهو معدن اليمان و بحبوحته ،و ينابيع العلههم و بحههوره ،و ريههاض العههدل و غههدرانه و
ق و غيطانه ،و بحر ي السلم و بنيانه ،و أودية الح ّ
أثاف ّ
] [ 298
صلحاء ،و دوآءج لطرق ال ّل رّيا لعطش العلمآء ،و ربيعا لقلوب الفقهاء ،و محا ّ
جعله ا ّ
ليس معه » بعهده خ ل « داء ،و نهورا ليهس معههه ظلمهة و حبل وثيقها عروتههه ،و معقل
له ،و سلما لمن دخله ،و هدى لمن ائتّم بههه ،و عههذرا لمههن منيعا ذروته ،و عّزا لمن تو ّ
ج بهه ،و حهامل انتحله ،و برهانا لمن تكّلم به ،و شاهدا لمن خاصم به ،و فلجا لمن حها ّ
سههم ،و جّنههة لمههن اسههتلم ،و علمهها لمههن
لمن حمله ،و مطّية لمن أعمله ،و آيههة لمههن تو ّ
وعى ،و حديثا لمن روى ،و حكما لمن قضى .
ععععع
سهاق شهّدة قهال تعهالى و التّفهت ال ّسهاق ( ال ّ) الطلع ( الشراف مهن موضهع عهال و ) ال ّ
بالساق أى اّتصلت آخر شّدة الّدنيا بأّول شّدة الخرة و ) المهاد ( بالكسههر كالمهههد موضههع
صبي و الفراش و ) قاد ( الّرجل الفرس قودا مههن بههاب قههال و قيههادا بالكسههر و هههو يهّيا لل ّ
سهوق أن سوق قال الخليل :القود أن يكون الّرجل أمام الّدابهة آخهذا بقيادهها ،و ال ّ نقيض ال ّ
يكون خلفها ،فان قادها لنفسه قيل :اقتادها ،و المقود بالكسههر الحبههل يقههاد بههه ،و القيههاد
مثله مثل لحاف و ملحف .
] [ 299
طول بالضّم امتّد و خلف العرض ،و في بعههض النسههخ مههن طولههها وزان عنههب و هههو
حبل تشّد به قائمة الّدابة أو تشّد و تمسك طرفه و ترسلها ترعى ،و طال طولك و طيلههك
و طيالك أى عمرك أو مكثك أو غيبتك .
و ) الغدران ( جمع الغدير و هو النهر و ) الثافي ( بفتههح الهمههزة و تشههديد اليههاء كاثههاف
جمع الثفية بالضّم و بالكسر و هو الحجر يوضع عليه القدر و الثافي الحجار الموضع
عليها القدر على شكل مثّلث و ) نضب ( الماء نضوبا من بههاب قعههد غههار فههي الرض و
ينضب بالكسر من باب ضرب لغة .
ل ،و قيل :شرفة كالّرابية و هههو مهها اجتمههع مههن الحجههارة فههي
و ) الكمة ( بالتحريك الت ّ
مكان واحد ،و رّبما غلظ و الجمع اكم و اكمات مثل قصبة و قصههب و قصههبات و جمههع
الكم اكام مثل جبل و جبال ،و جمع الكام اكم بضّمتين مثل كتاب و كتب و جمع الكههم
أكام مثل عنق و أعناق هكذا قال الفيومي .
ععععععع
قوله :في انقطاع من مّدتها ظرف لغو متعّلق بقوله أزف و فههي بمعنههى مههع و يحتمههل أن
يكون ظرفا مستقّرا متعّلقا بمقّدر حال من قياد ،و قوله :نورا بدل من الكتاب ،و قوله :
ل نهجه إن كان من باب الفعال فنهجه منصوب على و منهاجا ل يض ّ
] [ 300
المفعول و الفاعل ضههمير مسههتكن راجههع إلههى منهاجهها ،و إن كههان بصههيغة المجهّرد فهههو
مرفوع على الفاعل و اسههناد الفعههل اليههه مههن المجههاز العقلههي أو المصههدر بمعنههى الفاعههل
ي و السناد حينئذ على حقيقته . فمجاز لغو ّ
عععععع
سابق فضل السلم و شرفه أردفه بهذا الفصل سلم لّما ذكر في الفصل ال ّ
اعلم أّنه عليه ال ّ
و أشار فيه إلى بعثة من جاء بالسلم ،و شرح حال زمان البعثة تنبيها بذلك علههى عظههم
ل عليه و آله و سّلم من الفوائد العظيمة ،ثّم عّقب بذكر أعظههم
ما ترّتب على بعثه صّلى ا ّ
ل به على عباده ببعثه و هو تنزيل الكتاب العزيز و ذلك قوله : نعمة أنعم ا ّ
ق ) حيههن دنهها مههن ل عليه و آله و سّلم ( بالهدى و دين الح ّل بعث محّمدا صّلى ا ّ
) ثّم إن ا ّ
ن المراد به قههرب انقطههاع دنيهها كه ّ
ل الّدنيا النقطاع و أقبل من الخرة الطلع ( الظاهر أ ّ
اّمة و إقبال آخرتهم بحضور موتهم حسبما عرفت تفصيله فى شرح قههوله :أّمهها بعههد فهها ّ
ن
ن الخههرة قههد أقبلههت و أشههرفت بههاطلع ،مههن الخطبههة الّدنيا قد أدبرت و آذنت بوداع و أ ّ
الثامنة و العشرين .
و يحتمل أن يراد به قرب زوالها بالكّلية و إشراف الخرة و القيامة الكبرى بناء علههى أ ّ
ن
ما مّر من عمر الّدنيا أكثر مّما بقى ،و يعضده بعض الخبار .
ي ابن الحسين
مثل ما رواه في البحار من البرسي في مشارق النوار عن الثمالي عن عل ّ
ل خلق محّمدا و علّيا و الطّيبين من ذرّيتهما مهن نههور عظمتههه و
نا ّ
سلم قال :إ ّ
عليهما ال ّ
له لقههد
ل لم يخلههق خلقهها سههواكم بلههى و ا ّ
نا ّ
نإّأقامهم أشباحا قبل المخلوقات ،ثّم قال الظ ّ
ل في آخر تلك العوالم . ل ألف ألف آدم و ألف ألف عالم و أنت و ا ّ خلق ا ّ
] [ 301
و يعبدون غيرى خمسين ألف عام ،ثّم امّتهم كّلهههم فههي سهاعة واحههدة ،ثهّم خربههت الهّدنيا
خمسين ألف عام ،ثّم بدءت في عمارتها فمكثت عامرة خمسين ألف عام ،ثّم خلقت فيههها
بحرا فمكث البحر خمسين ألف عام ل شيء مجاجا من الّدنيا يشههرب ،ث هّم خلقههت داّبههة و
سّلطتها على ذلك البحر فشربه بنفس واحد ،ثّم خلقت خلقهها أصههغر مههن الّزنبههور و أكههبر
ق فسّلطت ذلك الخلق على هذه الّداّبة فلدغها و قتلها ،فمكثت الّدنيا خرابهها خمسههين من الب ّ
ألف عام ،ثّم بدءت في عمارتها فمكثت خمسين ألف سههنة ،ثهّم جعلههت الهّدنيا كّلههها آجههام
سلحف و سّلطتها عليها فأكلتها حّتى لم يبق منههها شههيء ،ث هّم أهلكتههها القصب و خلقت ال ّ
في ساعة واحدة فمكثت الّدنيا خرابا خمسين ألههف عههام ،ثهّم بههدءت فههي عمارتههها فمكثههت
عامرة خمسين ألف عام ،ثّم خلقت ثلثين آدم ثلثين ألف سنة من آدم إلى آدم ألف سنة ،
ضههة البيضههاء ،و فأفنيتهم كّلهم بقضائي و قدرى ،ثّم خلقت فيها ألف ألههف مدينههة مههن الف ّ
ل مدينة مأة ألف ألف قصهر مهن الهّذهب الحمهر ،فملئت المهدن خهردل عنهد خلقت في ك ّ
الهواء يومئذ ألّذ من الشهد و أحلى من العسل و أبيض من الثلج ،ثّم خلقت طيرا أعمى و
ل ألف سنة حّبة من الخردل أكلها كّلها حّتى فنيت ،ثّم خّربتها فمكثت جعلت طعامه في ك ّ
خرابا خمسين ألف عام ثّم بدءت في عمارتها فمكثت عامرة خمسين ألف عام ،ثّم خلقههت
أباك آدم بيدى يوم الجمعة وقت الظهر و لم أخلق من الطين غيره ،و أخرجت من صلبه
ل عليه و آله و سّلم .
ي محّمدا صّلى ا ّالنب ّ
و هذان الخبران كما ترى يعضدان ما ذكرناه من كون الغابر من الّدنيا أكثر من الباقي .
لكن العلمة المجلسي » قد « قال في المجّلد التاسع من البحار بعد ايراد رواية البرسههي :
ل أعتمد على ما تفّرد بنقله ،و قال في المجّلد الّرابع عشر بعد روايههة الخههبر الثههاني مههن
جامع الخبار :هذه من روايات المخالفين أوردها صاحب الجامع فأوردتههها و لههم أعتمههد
عليها .
فعلى ذلك ل يمكن التعويل عليهما مع منافاتهما لما رواه المحّدث الجزائرى
] [ 302
ن عمر الّدنيا مأة ألف سنة يكون منها عشرون ألف فى النوار عن ابن طاووس » ره « أ ّ
له
سنة ملك جميع أهل الّدنيا ،و يكون ثمانون ألف سنة منها مهّدة ملههك آل محّمههد صهّلى ا ّ
سلم هذا .ل و الّراسخون فى العلم عليهم ال ّعليه و آله و سّلم و الولى رّد علم ذلك إلى ا ّ
ل عليههه وو قوله ) و أظلمت بهجتها بعد اشراق ( أراد به أّنه سبحانه بعث محّمدا صّلى ا ّ
آله و سّلم على حين فترة من الّرسل بعد ما كانت الّدنيا مبتهجة بوجودهم مشههرقة مضههيئة
بأنوار هههدايتهم ،فههأظلمت بهجتههها أى ذهههب حسههنها و نضههارتها بطههول زمههان الفههترة و
تمادى مّدة الغفلة و الضللة .
) و قامت بأهلها على ساق ( قد مضى تحقيق معنى هذه الجملة في شرح الخطبة المههأة و
صل المراد بلوغها حين بعثته إلى غاية الشّدة بأهلههها الثامنة و الثلثين فليراجع ثّمة و مح ّ
ضههر و الحههروب و القتههل و الغههارة و لما كانت عليه العرب حينئذ من ضههيق العيههش و ال ّ
سادسههة و سههلم فههي الخطبههة ال ّ
إثارة الفتههن و تهييههج الشههرور و المفاسههد كمهها قههال عليههه ال ّ
ل عليههه و آلههه و سهّلم نههذيرا للعههالمين و أمينهها علههى ل بعث محّمدا صّلى ا ّ نا ّالعشرين :إ ّ
التنزيل ،و أنتم معشر العرب على شّر دين و فى شّر دار منيخون بيههن حجههارة خشههن و
حيات صّم ،تشربون الكدر ،و تأكلون الجشب ،
) و خشن منها مهاد ( كناية عن عدم الستقرار بها و فقدان طيب العيش و الّراحة ،
ن ذلك إّنما يتّم بانتظام الشرايع و ثبات قوانين العدل و يرتفع بارتفاعها .
لّ
) و أزف منها قياد ( أى قرب منها اقتياد أهلها و تعريضهم بالهلك و الفناء ،أو انقيادها
بنفسها للعدم و الّزوال ،و الثاني أظهر بملحظة الظروف اّلتي بعدها أعني قوله .
) و اقتراب من أشراطها ( أي آياتها و علماتها الّداّلة على زوالها ،و المراد بها أشههراط
سههاعة أن تههأتيهم بغتههة فقههد جههاء
ل ال ّ
ساعة اّلتي اشير اليها في قوله تعالى فهل ينظرون ا ّ ال ّ
سههماء بههدخان مههبين .ن بها و قههوله يههوم تههأتي ال ّ
أشراطها و قوله اّنه لعلم للساعة فل تمتر ّ
يغشي الّناس هذا عذاب اليم .
] [ 303
ساعة لوقوعها في الّدنيا مع أّنها كما و اّنما جعلها من أشراط الّدنيا مع كونها من أشراط ال ّ
ل على انقطههاع الهّدنيا و تمامههها ،فتكههون أشههراطا لهمهها معهها ،و
تدلّ على قرب القيامة تد ّ
مضى تفصيل هذه الشراط في شرح الخطبة المأة و التاسعة و الثمانين .
له عليههه و آلههه و سهّلم أّنههه قههال : و فى البحار من مجمع البيان و روى عن الّنبي صهّلى ا ّ
جال ،و ال هّدخان ،و بادروا بالعمال سّتا :طلوع الشمس من مغربههها ،و الّداّبههة ،و ال هّد ّ
خويصة أحدكم أى موته ،و أمر العاّمة يعني القيامة .
) و عفههاء مههن اعلمههها ( أى دروس منههها و هههو كنايههة عههن فقههدان النبيههاء و العلمههاء
ضللة .صالحين الذين يهتدى بهم في ظلمات الجهالة و يستضاء بأنوارهم في بوادى ال ّ ال ّ
ل سبحانه بلغا لرسالته ( أى تبليغا لها كما في قوله تعههالى و مهها علههى الّرسههول) جعله ا ّ
ل أداء الّرسالة و بيان الشريعة أو كفاية لها كما في قوله
ل البلغ أى إ ّ
اّ
] [ 304
تعالى في وصف القرآن هذا بلغ للّناس و لينذروا به أى موعظة بالغة كافية ،
ل مبّلغا للرسالة
و على المعنيين فل بد من جعل المصدر بمعنى الفاعل أى جعله عّز و ج ّ
ل عليه و آله خههاتم
أو كافيا لها أى غير محتاج معه إلى رسول آخر ،و لذلك كان صّلى ا ّ
الّنبوة .
له
ل بجعله رسول لهههم و جعلهههم اّمههة لههه صهّلى ا ّ
) و كرامة لّمته ( أى أكرمهم عّز و ج ّ
ضلهم بذلك على ساير المم .
عليه و آله و ف ّ
) و ربيعا لهل زمانه ( تشبيهه بالّربيع إّما من أجل ابتهاجهم ببهجة جمههاله و بههديع مثههاله
ن أهههل زمههانه قههد خرجههوا كما يبتهج الّناس بالّربيع و نضراته و طراوته ،أو مههن أجههل أ ّ
ن النههاس يخرجههون فههي بوجوده الشريف من ضنك المعيشة إلههى الّرخهها و السههعة ،كمهها أ ّ
الّربيع من جدب الشتاء و ضيق عيشها إلى الّدعة و الرفاهة .
ل عليه و آله و أشار إلى بعض فوايد بعثه أردفه بذكر أعظم
و لّما ذكر بعثة الّنبي صّلى ا ّ
معجزات الّنبوة و هو الكتاب العزيز ،و أشار إلى جملة من أوصافه و مزاياه تنبيها على
علّو قدره و عّزة شأنه فقال :
أولها كونه ) نورا ل تطفى مصابيحه ( أّما أّنه نور فلهتداء الّناس به من ظلمات الجهههل
ن هذا القرآن يهدى لّلتي هي أقوم
كما يهتدى بالنور المحسوس في ظلمة الّليل قال تعالى إ ّ
و أّما مصابيحه فاستعارة لطرق الهتداء و فنون العلوم اّلتي تضّمنها القرآن .
] [ 305
) و ( الثانية كونه ) سراجا ل يخبو توقده ( أّما أّنه سراجا فلما مّر آنفا ،
و أّما ،أّنه ل يخبو توّقده فالمراد به عدم انقطاع اهتداء الّناس به و استضاءتهم بنوره .
) و ( الثالثة كونه ) بحرا ل يدرك قعره ( استعارة البحر له باعتبار اشتماله على النكههات
البديعة و السرار الخفّية و دقهايق العلهوم اّلهتي ل يهدركها بعهد الهمهم و ل ينالهها غهوص
الفطن كما ل يدرك الغائص قعر البحر العميق .
قل
ل نهجهه ( أى طريقها واضهحا مسهتقيما إلهى الحه ّ
) و ( الرابعة كونه ) منهاجا ل يضه ّ
ل سلوكه .
ل سالكه أو ل يض ّ يض ّ
و ل كذب في اخباره و ل يعارض و ل يزاد فيهه و ل يغّيههر بههل ههو محفههوظ حجهة علههى
المكّلفين إلى يوم القيامة ،و يؤّيده قوله تعالى اّنا نحن نّزلنا الّذكر و اّنا له لحافظون .
ق و الباطههل و فاصههل
) و ( السادسة كونه ) فرقانا ل يخمد برهههانه ( أى فارقهها بيههن الح ه ّ
بينهما ل ينتفي براهينه الجلّية و بّيناته اّلتي بها يفرق بينهما كما قال تعالى اّنه لقول فصل
و ما هو بالهزل و قال هدى للّناس و بّينات من الهدى و الفرقان .
) و ( السههابعة كههونه ) بنيانهها ل تهههدم أركههانه ( شهّبهه ببنيههان مرصههوص وثيههق الركههان
فاستعار له لفظه و الجامع انتظام الجزاء و اّتصههال بعضههها ببعههض ،و قههوله :ل تهههدم
أركانه ،
) و ( الثامنة كونه ) شفاء ل تخشى أسقامه ( يعني اّنه شفاء للبدان و الرواح .
ص أكهثر اليهات
أّما البدان فبالتجربة و العيان مضهافا إلههى الحهاديث الهواردة فههي خهوا ّ
المفيدة للستشفاء و التعويذ بها .
] [ 306
سلم يقول :من قههرء آيههة الكرسههيو عن إبراهيم مهزم عن رجل سمع أبا الحسن عليه ال ّ
ل فريضة لم يضّره ذوحمة . ل ،و من قرءها في دبر ك ّ عند منامه لم يخف الفالج انشاء ا ّ
يا جابر أل اخبرك عنها ؟ قال :بلى بأبى أنت و اّمى فأخبرني ،فقال :هى شفاء من ك ه ّ
ل
سام الموت ،إلى غير هذه مّما ل حاجة إلى ايرادها .سام ،و ال ّ
ل ال ّ
داء إ ّ
و أّما الرواح فلّنه بما تضّمنه من فنون العلوم شفاء لمراض الجهل .
ل شههك و
فقد ظهر بذلك كونه شفاء للبدان من الوجاع و السقام ،و شفاء للقلوب من ك ه ّ
ريب و شبهة ،و يصدق ذلك قوله تعالى في سورة السههجدة قههل ههو لّلههذين آمنههوا ههدى و
شفاء و في سورة بني اسرائيل و ننّزل من القرآن ما هو شفاء و رحمة للمؤمنين .
ل خسارًا .
و ل يزيد الظالمين ا ّ
ك.
منها ما فيه من البيان اّلذى يزيل عمى الجهل و حيرة الش ّ
ل علهى صهدق و منها ما فيه من النظم و التأليف و الفصاحة البالغة حّد العجاز اّلهذى يهد ّ
ك و العمى في
ل عليه و آله و سّلم فهو من هذه الجهة شفاء من الجهل و الش ّ الّنبي صّلى ا ّ
الّدين و يكون شفاء للقلوب .
ل به كهثيرا
و منها أّنه يتبّرك به و بقراءته و يستعان به على دفع العلل و السقام و يدفع ا ّ
من المكاره و المضاّر على ما يقتضيه الحكمة .
و منها ما فيه من أّدلة التوحيد و العدل و بيان الشرايع فهو شفاء للّناس في دنياهم
] [ 307
) و ( العاشرة كونه ) حّقا ل تخذل أعوانه ( و المههراد بههأعوانه و أنصههاره هههم المسههلمون
له
ص قوله تعالى لن يجعل ا ّ العارفون بحّقه العاملون بأحكامه و عدم هزمهم و خذلنهم ن ّ
ل.للكافرين على المؤمنين سبي ً
ل يحكم بينهم يوم و قيل :لن يجعل لهم في الخرة عليهم سبيل لّنه مذكور عقيب قوله فا ّ
ل سبحانه أّنه إن يثبت لهم سبيل على المههؤمنين فههي ال هّدنيا بالقتههل و القهههر و
القيامة بّين ا ّ
النهب و السر و غير ذلك من وجوه الغلبة فلن يجعل لهم يوم القيامة عليهم سبيل .
و الحادية عشر ما أشار إليه بقوله ) فهو معدن اليمان و بحبوحته ( .
ضهة ون المعهدن عبهارة عهن منبهت الجهوهر مهن ذههب و ف ّ أّمها أّنهه معهدن اليمهان ،فل ّ
ل و رسوله جوهرا نفيسا ل جههوهر أنفههس منههه و ل أغلههى
نحوهما ،و لّما كان اليمان با ّ
عند ذوى العقول ،و كان يستفاد من القرآن و يستخرج منه جعله معدنا له .
] [ 308
ن العلوم بجميع أقسامه منه تفيض كالعيون الجارية منها الماء .
أّما أّنه ينابيع العلم فل ّ
و أّما أّنه بحوره فلحتوائه بفنون العلم كاحتواء البحر بمعظم الماء ) و ( الثالثة عشر أّنههه
) رياض العدل و غدرانه ( .
ن الّرياض عبارة عن مجامع الّنبات و الّزهر و الّرياحين اّلههتي أّما كونه رياض العدل فل ّ
تبتهج النفوس بخضرتها و نضرتها ،و تستلّذ الطباع بحسنها و بهجتها كما قههال تعههالى و
حدائق ذات بهجة فشّبه الّتكاليف الشرعّية المجعولة عن وجه العههدل و الحكمههة بههالّزهر و
النبات الحسن ليجابههها لهّذة البههد و جعههل الكتههاب العزيههز رياضهها لههها لجتماعههها فيههه و
استنباطها منه .
ن الغدير عبارة عن مجمع الماء فشّبه الحكام العدلّية بالمههاء و أّما كونه غدران العدل فل ّ
ن بالماء حياة البدان و جعله غديرا لجامعّيته لها .
لما فيها من حياة الرواح كما أ ّ
ن الثافي عبارة عههن ي السلم و بنيانه ( لما قد عرفت من أ ّ ) و ( الرابعة عشر أّنه ) أثاف ّ
الحجار اّلتي عليها القدر ،فجعله أثافى للسلم لسههتقراره و ثبههاته عليههه مثههل اسههتقرار
القدر على الثافي .
و بهذا العتبار أيضا جعل الصلة و الّزكاة و الولية أثافية في حديث البحار من الكههافي
سلم قال :أثهافي السههلم ثلثهة :الصهلة ،و الزكهاة ،و الوليهة لصادق عليه ال ّ
عن ال ّ
ل بصاحبتها .
نإ ّح واحدة منه ّ
تص ّ
ل على اشههتراط قبههولي :و إّنما اقتصر عليها لنها أهّم الجزاء و يد ّ
لمة المجلس ّ
قال الع ّ
حة الخريين . كلّ منها بالخرين ،و ل ريب في كون الولية شرطا لص ّ
] [ 309
سههالكين
ل نهجها المسافرون ( يعنههي أّنههه منههازل ال ّ
) و ( التاسعة عشر أّنه ) منازل ل يض ّ
ل مسافروه منهاج تلك المنازل لكونه واضحا جلّيهها و جههاّدة مسههتقيمة ) و ( ل ل يض ّ إلى ا ّ
سائرون ( لستنارتها و اضاءتها . العشرون أّنه ) أعلم ل يعمى عنها ال ّ
ل تعالى رّيا لعطش العلماء ( ش هّبه ش هّدة اشههتياق نفههوس و الثانية و العشرون أّنه ) جعله ا ّ
ن الكتههاب
العلماء و حرصهم على المعههارف الحّقههة اللهّيههة بعطههش العطههاش ،و حيههث إ ّ
العزيز كان رافعا لغللهم جعله مروّيا لهم كما يروى الماء الغليل .
) و ( الثالثة و العشرون أّنه جعله سبحانه ) ربيعا لقلوب الفقهههاء ( لبتهههاج قلههوبهم بههه و
استلذاذهم منه كما يبتهج الّناس بالّربيع .
ج لطرق الصلحاء ( أى جواد واضحة مستقيمة ) و ( الرابعة و العشرون أّنه جعله ) محا ّ
ل عوج فيها و ل خفاء ،لّنه يهدى لّلتي هي أقوم .
) و ( الخامسة و العشههرون أّنههه جعلههه ) دواء ليههس معههه داء ( حسههبما عرفتههه فههي شههرح
قوله :و شفاء ل تخشى أسقامه .
) و ( السادسة و العشرون أّنه جعله ) نههورا ليههس معههه ظلمههة ( أى حّقهها ل يشههوبه باطههل
حسبما عرفته في شرح قوله ،و شعاعا ل يظلم نوره .
] [ 310
) و ( السابعة و العشرون أّنه جعلههه ) حبل وثيقهها عروتههه ( ل يخشههى مههن انفصههامه مههن
سك به و اّتبع بأحكامه نجا و من تركه هلك .تم ّ
) و ( الثامنة و العشرون أّنه جعله ) معقل منيعا ذروته ( أى ملجأ و حصنا حصينا يمنههع
الملتجى إليه من أن يناله المكروه و سوء العذاب .
) و ( الحادية و الثلثون أّنه جعله ) هدى لمن ائتّم به ( و هو واضح كما قال تعههالى ذلههك
الكتاب ل ريب فيه هدى للمّتقين .
ل المراد كونه عذرا منجيا من ) و ( الثانية و الثلثون أنه جعله ) عذرا لمن انتحله ( و لع ّ
ن مههن انتسههب اليههه بههأن
ن المههراد أ ّ
العذاب يوم القيامة لمن دان به و جعله نحلته و قيل :إ ّ
جعل نفسه من أهل القرآن و افتخر بذلك كان القرآن نفسه عذرا له ،
] [ 311
ل.
) و ( الرابعة و الثلثون أنه جعله ) شاهدا لمن خاصم به ( أى دليل محكما للمستد ّ
ل صههّلى
سلم قال :قال رسول ا ّ
روى في الكافي باسناده عن جابر عن أبي جعفر عليه ال ّ
ل عليه و آله :
ا ّ
ل ه عليههه و
ل ه ص هّلى ا ّ
سلم قال :قال رسول ا ّ
ل عليه ال ّ
و فيه عن السكونى عن أبي عبد ا ّ
آله و سّلم :حملة القرآن عرفاء أهل الجّنة و المجتهدون قّواد أهل الجّنة و الّرسل سههادات
أهل الجّنة .
له عليههه و
ل صهّلى ا ّ
سلم قال :قال رسول ا ّ
ل عليه ال ّ
و عن عمرو بن جميع عن أبيعبد ا ّ
آله و سّلم :
ل به ،
ل به و ل تزّين به للّناس فيشينك ا ّ
ل يزّينك ا ّ
يا حامل القرآن تزّين به ّ
من ختم القرآن فكأّنما ادرجت الّنبوة بين جنبيه و لكّنه ل يوحى إليه ،و من جمههع القههرآن
فنوله ل يجهل مع من يجهل عليه و ل يغضب فيمن يغضب عليه و ل يحّد فيمن
] [ 312
يحّد عليه و لكّنه يعفو و يصفح و يغفر و يحلم لتعظيم القرآن ،و مههن اوتهى القهرآن فظه ّ
ن
ل.
ظم ا ّ
ل ،و حّقر ما ع ّظم ما حّقر ا ّ
ن أحدا من الّناس اوتى أفضل مّما اوتى فقد ع ّ
أّ
سير يبلههغ بمههن
) و ( السابعة و الثلثون أّنه جعله ) مطّية لمن أعمله ( أى مركبا سريع ال ّ
أعمله إلى منزله و مقصده ،و هو حظاير القدس و مجالس النس ،و المراد باعماله هو
حفظه و المواظبة عليه و عدم الغفلة عنه .
سورة ثّم نسيها و تركها و دخل الجّنة أشرفت عليه من فههوق فههى ن الّرجل إذا كان يعلم ال ّ
إّ
أحسن صورة فتقول :تعرفني ؟ فيقول :ل ،فتقول :أنا سورة كذا و كذا لههم تعمههل بههي و
ل لو عملت بي لبلغت بك هذه الّدرجة ، تركتني أما و ا ّ
) و ( التاسعة و الثلثون أنه جعله ) جّنة لمن استلم ( أى وقاية و سلحا لطالب
] [ 313
الّدرع و السلح ،و المراد كههونه وقايههة لقههارئه مههن مكههاره الهّدنيا و الخههرة أمهها الخههرة
ل جلله . فواضحة ،لنه يوجب النجاة من النار و الخلص من غضب الجبار ج ّ
ل على كونه وقاية مههن مكارهههها صههريح قههوله تعههالى و إذا قههرأت القههرآن
و أما الّدنيا فيد ّ
جعلنا بينك و بين الذين ل يؤمنون بالخرة حجابًا مستورًا .
ي :و هم أبو سفيان و الّنضر بن الحرث و أبو جهل و اّم جميههل ي :قال الكلب ّ
قال الطبرس ّ
له رسههوله عههن أبصههارهم و كههانوا يههأتونه و يمهّرون بههه و ل
امرأة أبههي لهههب ،حجههب ا ّ
يرونه .
ل هذه اّم جميل منخفضة أو مغضبة تريدك و معها حجههر تريههد أن ترميههك بههه يا رسول ا ّ
ل عليه و آله و سّلم :إّنها ل تراني ،فقالت لبي بكر :أين صهاحبك ؟ قهال :
فقال صّلى ا ّ
ل،حيث شاء ا ّ
قال :فقام اليه رجل فقال :يا أمير المؤمنين أخبرني عّما يؤمن من الحرق و الغرق فقههال
ل الذى نّزل الكتاب و هو يتوّلى الصالحين .
سلم :اقرء هذه اليات ا ّ
عليه ال ّ
ق قدره الى قوله سبحانه و تعالى عما يشركون فمن قرأها فقد أمههن مههن
لح ّو ما قدروا ا ّ
الحرق و الغرق ،قال :فقرأها رجل و اضطرمت النار في بيوت جيرانه و بيته وسههطها
فلم يصبه شيء .
] [ 314
ي و أنهها منههها علههى
ن دابتي استصعبت عل ه ّ
ثّم قام اليه رجل آخر فقال :يا أمير المؤمنين إ ّ
سموات و الرض طوعًا و كرههًا و وجل فقال :اقرء في اذنها اليمني و له أسلم من في ال ّ
اليه ترجعون فقرأها فذّلت له داّبته .
ن السباع تغشههى منزلههي ن أرضي أرض مسبعة إ ّ و قام إليه آخر فقال :يا أمير المؤمنين إ ّ
و ل تجوز حتى تأخذ فريستها فقال :اقرء لقد جائكم رسول مههن انفسههكم عزيههز عليههه مهها
ل هههو عليهههل ل اله إ ّ
عنّتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم .فان توّلوا فقل حسبى ا ّ
ب العرش العظيم فقرأهما الّرجل فاجتنبته السباع . توّكلت و هو ر ّ
فقال :نعم بل درهم و ل دينار و لكن اكتب على بطنك آية الكرسههي و تغسههلها و تشههربها
ل.ل ،ففعل الّرجل فبرء باذن ا ّ
ل عّز و ج ّ
و تجعلها ذخيرة في بطنك فتبرء باذن ا ّ
سههرق فههاّنه ل يههزال قههد يسههرق لههي ثّم قام إليه آخر فقال :يا أمير المؤمنين أخبرني عن ال ّ
له أو ادعههوا
الشيء بعد الشيء ليل ،فقال له :اقرء إذا آويت إلى فراشههك » قههل ادعههوا ا ّ
سلم :من بات بأرض قفر الّرحمن إلى قوله فكّبره تكبيرًا « ثّم قال أمير المؤمنين عليه ال ّ
لرض في سّتة أّيههام ث هّم اسههتوى علههى سموات و ا َ
ل اّلذى خلق ال ّن رّبكم ا ّ
فقرء هذه الية ا ّ
شياطين .ب العالمين حرسته الملئكة و تباعدت عنه ال ّ لر ّ العرش إلى قوله تبارك ا ّ
شههياطينقال :فمضى الّرجل فاذا هو بقرية خراب فبات فيها و لم يقرء هذه الية فغشاه ال ّ
و إذا هههو آخههذ بخطمههه فقههال لههه صههاحبه :انظههره ،و اسههتيقظ الّرجههل فقههرء اليههة فقههال
ل أنفك احرسه الن حّتى يصبح . الشيطان لصاحبه :ارغم ا ّ
] [ 315
سلم فأخبره فقال له رأيت فههي كلمههك الشههفاءفلّما أصبح رجع الى أمير المؤمنين عليه ال ّ
شياطين مجتمعا في الرض . صدق و مضى بعد طلوع الشمس فاذا هو بأثر شعر ال ّ و ال ّ
) و ( الربعون أّنه جعله ) علما لمن وعى ( أى علما كامل بالمبدء و المعاد لمههن حفظههه
ل قلبا وعي القرآنو عقله و جعله في وعاء قلبه قال الطريحي :و في الحديث ل يعّذب ا ّ
،أى عقل القرآن ايمانا منه و عمل ،فأّما من حفظ ألفاظه و ضّيع حدوده فهههو غيههر واع
له ،و فيه :خير القلوب أوعاها ،أى أحفظها للعلم و أجمعها له .
) و ( الحادية و الربعون أّنه جعله ) حديثا لمن روى ( قال أمين السههلم الطبرسههي فههي
ل نّزل احسن الحهديث كتابها متشهابهًا مثهاني تقشهعّر منهه جلهود اّلهذين تفسير قوله تعالى ا ّ
ل و الكلم سّمى حديثا كمهها ل حديثا لّنه كلم ا ّ يؤمنون رّبهم يعنى القرآن ،و إّنما سّماه ا ّ
ى حديثا ،لنه حديث التنزيل بعد ما تقّدمه من الكتب المنزلة على النبياء يسّمى كلم النب ّ
،و هههو أحسههن الحههديث لفههرط فصههاحته و لعجههازه و لشههتماله علههى جميههع مهها يحتههاج
المكّلف إليه من التنبيه على أدّلة التوحيد و العدل و بيان أحكام الشههرايع و غيههر ذلههك مههن
المواعظ و قصص النبياء و الترغيب و الترهيب ،كتابا متشابها يشههبه بعضههه بعضهها و
له المتقّدمهة و
يصدق بعضه بعضا ليس فيه اختلف و تناقض ،و قيل :إنه يشهبه كتهب ا ّ
ان كان أعم و أجمع و أنفع .
) و ( الثانية و الربعون أنه جعله ) حكما لمههن قضههى ( يعنههى مههن يقضههى بيههن النههاس ،
ق و غيره باطل كمها قهال تعههالى و مهن لهمفالقرآن حكم له ل حكم له غيره لنه الحكم الح ّ
ل فاولئك هم الظالمون و فى آية اخرى فاولئك هم الفاسههقون و فههى ثالثههةيحكم بما أنزل ا ّ
فاولئك هم الكافرون .
و قد تقّدم في شرح الفصل السابع عشر من الخطبة الولى و غيره فصل واف في فضههل
ل سبحانه أن يجعلنا من العههارفين
الكتاب العزيز و ما يتعّلق به فليراجع هناك ،و نسأل ا ّ
بفضله ،و العاملين بأحكامه ،و الواعين لعلمه ،و الّراوين لحديثه ،و القاضين
] [ 316
ععععععع
له وفصل سّيم و چهههارم از ايههن خطبههة در بيههان بعثههت حضههرت رسههالتمآب صههلوات ا ّ
سلمه عليه و آله و اشاره بر فوايد بعثت اسههت و ذكههر نههزول كتههاب كريههم و إشههاره بههر
مناقب آن ميفرمايد :
ل عليههه و آلههه را بهها
ل صّلى ا ّ
پس بدرستيكه خداوند تعالى مبعوث فرمود محّمد بن عبد ا ّ
ق هنگامى كه نزديك شده از دنياى فانى بريده شدن آن ،و اقبال كرده بههود از آخههرت حّ
مشرف بودن آن ،و ظلمانى شده بود شكفتگى دنيا بعد از روشنائى آن ،و بر پا ايستاده
بود بأهل خود بغايت شّدت ،و ناهموار شده بود از آن بساط آن ،و نزديك شههده بههود از
آن انقياد آن بزوال در انقطاع مّدت آن ،و نزديكى علمتهههاى فنههاى آن ،و بريههده شههدن
أهل آن ،و گسيخته شههدن حلقههه آن ،و تفهّرق ريسههمان آن ،و انههدراس علمهههاى آن ،و
انكشاف قبايح آن ،و كوتاهى درازى آن .
گردانيد او را حق تعالى كفايت كننده از براى رسالت خود ،و كرامت از براى اّمت او
،و بهار از براى أهل زمان او ،و سر بلندى بجهت اعوان او ،و شرف مههر يههاران او
را .
پههس نههازل فرمههود بههر آن بزرگههوار كتههاب عزيههز خههود را نههوريكه خههاموش نميباشههد
چراغهاى آن ،و چراغى كه نابود نمىگردد اشتعال آن ،و دريائى كه درك نميشود تههه
آن ،و جههاده واضههحى كههه ضههللت نمىافتههد سههالك آن ،و شههعائى كههه تاريههك نميباشههد
روشنائى آن ،و فرقانى كه خههاموش نميشههود برهههان و دليههل آن ،و بنيههادى كههه خههراب
نميشود ركنهاى آن ،و شفائى كه ترسيده نميشود مرضهاى آن ،و عزيزى كههه مغلههوب
نميباشد ناصران آن ،و حقى كه خوار نمىباشد ياران آن .
پس آن كتههاب معههدن ايمههان و وسههط او اسههت ،و چشههمهاى علههم و درياههاى او اسههت و
باغهاى عدالت و گودالهاى آب او است ،و پايهاى اسلم و بنيان او است ،و بيابانهاى
] [ 317
گردانيد خداوند آن را سيرابى از براى تشنگى عالميان ،و بهار از براى قلبهاى فقيهان
،و راههاى روشن از براى طرق صههالحان ،و دوائى كههه نيسههت بعههد از آن دردى ،و
نورى كه نيست با وجود آن ظلمتى ،و ريسمانى كه محكههم اسههت جههاى دسههتگير آن ،و
پناهگاهى كه مانع است بلندى آن ،و عزيزى از براى كسى كه آنرا بجهت خود دوست
اخذ نموده باشد ،و أمن امان أز براى كسى كه داخل آن شود و هههدايت از بههراى كسههى
كه اقتدا نمايد بآن ،و عذر از براى كسى كه نسبت آنرا بخههود بدهههد ،و برهههان واضههح
بجهت كسيكه با آن تكّلم نمايد ،و شاهد صادق بجهت كسيكه مخاصههمه نمايههد بهها آن ،و
غلبه و ظفر براى كسيكه احتجاج كند با آن ،و بردارنده مر حاملن خود را ،و مركب
از براى كسيكه إعمال نمايد آنههرا ،و علمههت از بههراى كسههيكه تفكههر نمايههد ،و زره از
براى كسيكه طالب سلح باشد ،و علم كامل كسيرا كه حفظ كند آنرا ،و حديث صههحيح
كسى را كه روايت نمايد ،و حكم بحق از براى كسيكه حكم نمايد .
ى في الكافي ببسط و اختلف كثير تطلع عليه بعد الفراغ من شههرح مهها أوردهو هو مرو ّ
السّيد ) ره ( هنا
] [ 318
صلة و حافظوا عليها ،و استكثروا منها ،و تقّربوا بها ،فاّنها كانت على تعاهدوا أمر ال ّ
المؤمنين كتابا موقوتا ،أل تسمعون إلههى جههواب أهههل الّنههار حيههث سههئلوا مهها سههلككم فههي
ت الههورق ،و تطلقههها إطلق ت الهّذنوب حه ّ سقر ،قالوا لم نههك مههن المصهّلين و اّنههها لتحه ّ
ل عليه و آله و سّلم بالحّمة تكون على بههاب الّرجههل ، ل صّلى ا ّالّربق ،و شّبهها رسول ا ّ
فهو يغتسل منها في اليوم و الّليلة خمس مّرات ،فما عسى أن يبقى عليههه مههن ال هّدرن ،و
قد عرف حّقها رجال من المؤمنين اّلذين ل تشغلهم عنها زينة متاع ،و ل ق هّرة عيههن مههن
له َو ِإقههاِم
ن ِذْكهِر ا ِّ
عه ْ
ل ل ُتْلهيُههْم ِتجههاَرٌة َو ل َبْيهٌع َ ل سبحانه ِ :رجا ٌولد و ل مال ،يقول ا ّ
صلة بعد ل عليه و آله و سّلم نصبا بال ّ ل صّلى ا ّ صلوِة و ِإيتاِء الّزكوِة « و كان رسول ا ّ ال ّ
عَلْيهها « فكهان طِبْر َصه َ
صهَلوِة َو ا ْ
ك ِبال ّ ل سهبحانه » َو ْأُمهْر َأْهَله َ الّتبشير له بالجّنة ،لقول ا ّ
يأمر أهله و يصّبر عليها نفسه .
صلة قربانا لهل السلم ،فمن أعطيها طّيب الّنفههس بههها فإّنههها ن الّزكاة جعلت مع ال ّثّم إ ّ
ن عليههها تعجل له كّفارة ،و من الّنار حجازا و وقاية ،فل يتبعّنها أحههد نفسههه ،و ل يكههثر ّ
ن من أعطاها غير طّيب الّنفس بها يرجو بها مهها هههو أفضههل منههها ،فهههو جاهههل لهفه ،فا ّ
ل العمل ،طويل الّندم .
سّنة ،مغبون الجر ،ضا ّ بال ّ
] [ 319
سههماوات المبنّيههة ،وثّم أدآء المانة فقد خاب من ليس من أهلههها ،إّنههها عرضههت علههى ال ّ
طههول المنصههوبة فل أطههول ،و ل أعههرض ،و ل الرضين المههدحّوة ،و الجبههال ذات ال ّ
أعلههى ،و ل أعظههم منههها ،و لههو امتنههع شههيء بطههول ،أو عههرض ،أو ق هّوة ،أو ع هّز ،
ن ،و هههو
لمتنعن و لكن أشههفقن مههن العقوبههة ،و عقلههن مهها جهههل مههن هههو أضههعف منهه ّ
النسان إّنه كان ظلوما جهول .
لطف به خبرا ،و أحاط به علما ،أعضائكم شهوده ،و جوارحكم جنههوده ،و ضههمائركم
عيونه ،و خلواتكم عيانه .
ععععع
صلة ( و روى تعّهدوا بدله يقال تعّهدت الشيء و تعاهدته ترّددت إليه و) تعاهدوا أمر ال ّ
تفّقدته و أصلحته ،و حقيقته تجديد العهد به ،و فى الّدعاء عند الحجر السود :
له عليههه
ميثاقي تعّهدته لتشهد لي بالموافاة يوم القيامة ،و فههي روايههة العلههل عههن أبيعبههد ا ّ
سلم تعاهدته بدله ،أى جّددت العهد به ،قال الفيومي :قههال الفههارابى :تعّهههدته أفصههح ال ّ
ل مههن اثنيههن ون التعاهههد ل يكههون إ ّمن تعاهدته ،و قال ابن فارس و ل يقال تعاهدته ،ل ّ
سههلم علههى روايههة السهّيد ،و دعههاء الحجههر علههى روايههة يرّده كلم أمير المؤمنين عليه ال ّ
العلل و ما في الحديث من قوله :تعاهدوا نعالكم عند أبواب مساجدكم .
ت ( الّرجل الورق من الشجر حتا من باب مّد أسقطه و أزاله ،و تحاتت
و)ح ّ
] [ 320
شجرة تساقط ورقها و ) الّربق ( وزان عنب جمههع ربههق بالكسههر وزان حمههل حبههل فيههه ال ّ
ل عين فيهههال عروة ربقة و ) الحمة ( بفتح الحاء المهملة ك ّ
عّدة عرى يشّد به البهم ،و ك ّ
ماء حاّر ينبع يستشفى بها العلء ،و في بعض الّنسخ بالجيم و هى البئر الكثيرة الماء و
) الّدرن ( محّركة الوسخ .
صلة ( أصله إقوام مصهدر أقهوم مثهل أكهثر أكهرم إكرامها ،و الّتهاء فهي إقامهةو ) اقام ال ّ
ساقط بالعلل ،فلما اضيفت اقيمت الضافة مقام حرف الّتعههويض و عوض من العين ال ّ
) نصب ( نصبا كتعب وزنا و معنى فهو نصب .
صههبر
صبر من ص هّبرته أى حملتههه علههى ال ّو ) يصّبر عليها نفسه ( بالتثقيل أى يأمرها بال ّ
بوعد الجر ،و قلت له :اصبر و يروى بالّتخفيف أى يحبس عليههها نفسههه و ) القربههان (
ل من أعمال البّر .
كفرقان اسم لما يتقّرب به إلى ا ّ
و قوله ) فل يتبعّنها ( بنون الّتوكيد مثّقلة من اتبعت فلنا لحقته قال تعالى فأتبعهم فرعون
ك فههي
بجنوده أى لحقهم و ) العيان ( بالكسر المعاينههة يقههال لقههاه عيانهها أى معاينههة لههم يشه ّ
رؤيته إّياه .
ععععععع
قوله :على المؤمنين ،متعّلق بقوله :موقوتا قوله :فما عسى أن يبقى عليه مههن ال هّدرن ،
كلمة ما نافية و عسى تاّمة بمعنى كهاد ،و أن يبقههى عليههه ،فههي موضهع رفهع بههأّنه فاعههل
عسى كما في قوله تعالى عسى أن تكرهوا شيئًا و فاعل يبقى محذوف و من ال هّدرن بيههان
للفاعل المحذوف أى يبقى عليه شيء من الّدرن .
و قوله تعالى :رجال ،فاعل يسّبح المذكور قبل ذلك ،قال سبحانه يسّبح له فيها بالغدّو و
الصال رجال ل تلهيهم و على قراءة يسّبح مبنّيا للمفعهول فالجههار و المجهرور أعنههي لههه
نايب عن الفاعل و رجال مرفوع بفعل محذوف يدل عليه الفعل المذكور كأّنه بعد ما قيههل
يسّبح له سئل عن المسّبح فقيل :رجال ،أى يسّبح له
] [ 321
شاعر :
رجال على حّد قول ال ّ
أى يبكيه ضارع ،و قوله :طّيب الّنفس ،منصوب على الحال من فاعل أعطى ،
و قوله :غير طّيب الّنفس ،و جملة يرجو بها منصوبان لفظا و محل أيضا على الحال و
قوله :ل يخفى عليه ما العباد مقترفون ،كلمة ما موصولة منصهوبة محل مفعهول يخفههى
و ما بعدها صلة لها و العايد محذوف أى مقترفون له .
عععععع
شريف على فصول ثلثة الفصههل الول فههي المههر بالصّههلة و ن مدار هذا الكلم ال ّ
اعلم أ ّ
ث عليها و الفصل الثانى في الترغيب في الّزكهاة و اللهزام بهها و الفصهل الثهالث فهيالح ّ
التحضيض على أداء المانة و الّتحذير من المعاصي .
ععع ععععع ععععع
فهههو قههوله ) تعاهههدوا أمههر الصههلة ( أى جهّددوا العهههد بههها و راقبههوا عليههها فههي أوقاتههها
المخصوصة و ل تضّيعوها و ل تغفلوا عنها ،لنها عماد الّدين ،و معراج المؤمنين ،
ل أقواما توانوا عنها و استهانوا بأوقاتها فقههال » :فويههل للمص هّلين الههذينهم عههن و قد ذّم ا ّ
سههلم فههي روايههة الخصههال :يعنههي أنهههمصلواتهم ساهون « قهال أميههر المههؤمنين عليههه ال ّ
غافلون استهانوا بأوقاتها .
] [ 322
ل عليه و آله و سّلم من ترك صلته متعّمدا فقد هدم دينه .
ل صّلى ا ّ
فلقد قال رسول ا ّ
له
ن مههن ضههيع صههلته حشههره ا ّ ل عليه و آله و سّلم ل تضيعوا صلتكم فا ّ
و قال صّلى ا ّ
له أن يههدخله
ل و أخزاهم و كههان حقهها علههى ا ّتعالى مع قارون و فرعون و هامان لعنهم ا ّ
النار مع المنافقين فالويل لمن لم يحافظ على صلته .
صههلوات و
ل عّز و جل بمحافظتها في الكتاب العزيز بقههوله :حههافظوا علههى ال ّ
و قد أمر ا ّ
ل قانتين .
الصلوة الوسطى و قوموا ّ
قال أمين السلم الطبرسى :أى داومههوا علههى الصههلوات المكتوبههات فههي مواقيتههها بتمههام
صههلوة الوسههطى و قههال المحهّدث أركانها ،ثّم خههص الوسههطى تفخيمهها لشههأنها فقههال :و ال ّ
ل بناء على كون المر مطلقا أو خصوص أمههر القههرآن للوجههوب لمة المجلسى :و يد ّ الع ّ
ل بههها
ل ما أخرجههها الههدليل ،و ربمهها يسههتد ّ صلوات إ ّ على وجوب المحافظة على جميع ال ّ
على وجوب صلة الجمعة و العيدين و اليات ،
صلوات الخمس ،و على تقههدير العمههوم يمكههن
ن المراد بها ال ّ
و لكن في بعض الّروايات أ ّ
تعميمها بحيث يشمل الّنوافل و الّتطّوعات أيضا ،فل يكون المر على الوجوب ،
ص الصلة الوسطى بذلك بعههد التعميههم لشهّدة الهتمههام بههها لمزيههد فضههلها أو لكونههها وخ ّ
ضياع من بينها فهى الوسطى بين الصلة وقتا أو عددا او الفضههلى مههن قههولهم معرضة لل ّ
للفضل الوسط .
فقال الشيخ في الخلف :إّنها الظهر و تبعه جماعة من أصحابنا و به قهال زيهد بهن ثهابت
ل بن شداد ،لّنها بين صلتين بالّنهار ،و لّنها فى وسط الّنهار ،و لّنها
عايشة و عبد ا ّ
تقع
] [ 323
ق،و فى شّدة الحّر و الهاجرة وقت شّدة تنازع النسههان إلههى الّنههوم و الّراحههة فكههانت أشه ّ
ق أنسب و أه هّم و لّنههها أّول
أفضل العبادات أحمزها ،و أيضا المر بمحافظة ما كان أش ّ
صلة فرضت و لنها في الساعة اّلههتي يفتههح فيهها أبههواب السهماء فل تغلههق حّتهى تصهّلى
الظهر و يستجاب فيها الّدعاء .
قال في المنتهى :و العطف يقتضى المغايرة ل يقال :الواو زايدة كما فههي قههوله تعههالى و
ل لموجب ل و خاتم الّنبيين لّنا نقول :الّزيادة منافية للصل فل يصار إليه إ ّ
لكن رسول ا ّ
و المثال الذى ذكروه نمنع زيادة الواو فيه بل هههى للعطههف علههى بابههها و قهال فهي مجمههع
سههلم و روى فيههه عههن ي عن الباقر و الصههادق عليهمهها ال ّ
البيان :كونها الظهر هو المرو ّ
سلم أّنها الجمعة يوم الجمعة و الظهر فى ساير اليام . ي عليه ال ّ
عل ّ
و قال السيد المرتضى هى صلة العصهر و تبعهه جماعهة مهن أصههحابنا ،و بههه قهال أبهو
ضههحاك و أبههو حنيفههة وهريرة و أبههو أّيههوب و أبههو سههعيد عبيههدة السههلمانى و الحسههن و ال ّ
سههلم قهالوا لّنهها بيههن صههلتي ليههل و
ي عليههه ال ّ
أصحابه و أحمد و نقله الجمهور عن عله ّ
صلتي نهار .
و في الوسائل بعد رواية الخبار الّداّلههة علههى أّنههها الظهههر قههال :و تقهّدم مهها يشههعر بأنههها
العصر ،و هو محمول على الّتقية في الّرواية .
] [ 324
المكتوبة ليحافظوا على جميعها كما أخفى ليلة القدر فههي ليههالى شهههر رمضههان ،و اسههمه
العظم في جميع السماء ،و ساعة الجابههة فههي سههاعات الجمعههة لئل يتطهّرق الّتشههاغل
ل فيدرك كمال الفضل . بغيرها بل يهتّم غاية الهتمام بالك ّ
روى في البحار من البصاير عن محّمد بن الحسين عن عبد الّرحمن بههن أبههي هاشههم ابههن
ن فى كتههاب سلم و ذكر عنده الصلة فقال :إ ّ العتبة العابدة قال :سمعت أبا جعفر عليه ال ّ
له ل يعهّذب علههى نا ّل عليه و آله و سهّلم إ ّ
ل صّلى ا ّ سلم الذى إمل رسول ا ّي عليه ال ّ
عل ّ
كثرة الصلة و الصيام و لكن يزيده جزاء » خيرا خ « و فى الوسايل عن الشيخ باسههناده
سلم قال :عن محّمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه ال ّ
و فيه عن الصدوق باسناده عن أبي جعفر العطار قال :سمعت الصادق جعفر ابن محّمههد
له عليههه و آلههه و سهّلم فقههال :يهها
له صهّلى ا ّ
سلم يقول :جاء رجل إلى رسول ا ّ عليهما ال ّ
له عليههه و آلههه :أكههثرل صهّلى ا ّ ل كثرت ذنوبى و ضعف عملى ،فقال رسول ا ّ رسول ا ّ
ت الّريح ورق الشجر .
ط الذنوب كما تح ّ
سجود فاّنه يح ّال ّ
ى.
ل تق ّ
ل سبحانه فاّنها قربان ك ّ
) و تقّربوا بها ( إلى ا ّ
سلم قال
كما رواه في البحار من العيون باسناده عن محّمد بن الفضيل عن الّرضا عليه ال ّ
ى. ل تق ّ
:الصلة قربان ك ّ
ل مؤمن .
صلة الّنوافل قربان ك ّ
له
ل عليه ما رواه في الكافى باسناده عن معاوية بن وهههب قههال :سههألت أبهها عبههد ا ّ كما يد ّ
سلم عن أفضل ما يتقّرب به العباد إلى رّبهههم فقههال :مهها أعلههم شههيئا بعههد المعرفههةعليه ال ّ
سلم قههال :و ن العبد الصالح عيسى بن مريم عليهما ال ّ أفضل من هذه الصلة ،أل ترى أ ّ
أوصانى
] [ 325
أحدها قوله ) فاّنها كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ( اقتباس من الية الشريفة فى سورة
النساء .
ن الصههلة كههانت علههى المههؤمنين واجبههة قال في مجمع البيان :اختلف في تأويله فقيههل :إ ّ
سههلم ،و قيههل :معنههاه فرضهها
ي عههن البههاقر و الصههادق عليهمهها ال ّ
مفروضة و هو المههرو ّ
موقوتا أى منجما تؤّدونها في أنجمها .
سلم في هذه الية أى كتابا موجوبا » موجبا خ ل و فيه عن زرارة عن أبي جعفر عليه ال ّ
« هذا و تخصيص المؤمنين بالذكر في الية الشريفة لتحريصهم و ترغيبهم على حفظههها
و حفظ أوقاتها حالتى المن و الخوف و مراعاة جميع حههدودها فههي حههال المههن و ايمههاء
ن الّتسههاهل فيههها يخ ه ّ
ل ن ذلك من مقتضى اليمان و شعار أهله فل يجوز أن تفههوتهم و إ ّ بأ ّ
حتها من غيرهم .
باليمان و اّنهم هم المنتفعون بها لعدم ص ّ
الثانى قوله ) أل تسمعون إلى جواب أهل النههار ( و السههتفهام للتقريههر بمهها بعههد الّنفههى أو
ن تههرك الصههلة يههوجب دخههول للتوبيخ و التقريع ،و الغرض منه تنبيه المخاطبين على أ ّ
النار و سخط الجبار ليتحرزوا من تركها و يحافظوا عليها .
ل عنهم في سورة
ن أهل النار ) حين سئلوا ( أى سألهم أهل الجّنة على ما حكى ا ّ
و ذلك ا ّ
ل أصحاب اليمين .ل نفس بما كسبت رهينة .ا ّ
المّدثر بقوله :ك ّ
] [ 326
و لم نك نطعم المسكين .و كّنا نخوض مع الخائضهين .و كّنها نكهّذب بيهوم الهّدين .حهتى
أتينا اليقين .
ل نفهس بمها كسهبت رهينهة أى محبوسهة قال أمين السلم الطبرسى في تفسهير اليهة :كه ّ
بعملها مطالبة بما كسبته من طاعة أو معصية ،ثّم استثنى سبحانه أصههحاب اليميههن وهههم
سلم نحن و شيعتنا أصحاب اليمين . الذين يعطون كتبهم بأيمانهم و قال الباقر عليه ال ّ
في جّنات يتسائلون ،أى يسأل بعضهههم بعضهها و قيههل :يسههألون عههن المجرميههن أى عههن
حالهم و عن ذنوبهم اّلتي استحقوا بها النار .
ما سلككم في سقر ،هذا سؤال توبيخ أى تطلع أهل الجّنهة علهى أههل النهار فيقولهون :مها
أوقعكم في النار .
قالوا لم نك من المصّلين ،أى كنا ل نصّلى الصلة المكتوبة على مهها قّررههها الشههرع ،و
ق به الّذم و العقاب ،
ن الخلل بالواجب يستح ّ
في هذا دللة على أ ّ
لنهم عّلقوا اسههتحقاقهم العقههاب بههالخلل بالصههلة ،و فيههه دللههة أيضهها علههى أنّ الكفههار
مخاطبون بالعبادات الشرعّية ،لنه حكايههة عههن الكفههار بههدليل قههوله :و كنهها نكهّذب بيههوم
الّدين .
و قوله :و لم نك نطعم المسكين ،معناه لم نك نخرج الّزكوات اّلتى كانت واجبههة علينهها ،
و الكفارات التى وجب دفعها إلى المساكين ،و هم الفقراء .
و كّنا نخوض مع الخائضين أى كّلما غوى غاو بالّدخول في الباطل غوينا معه و المعنههى
كنا نلوث أنفسنا في المرور بالباطل كتلويث الّرجل بالخوض ،فهؤلء لما كانوا يجههرون
ق مشيعين لهم فى القول كانوا خائضين معهم .مع من يكّذب بالح ّ
و كنا نكّذب بيوم الّدين ،مع ذلك أى نجحد يوم الجزاء و هو يوم القيامة .
حّتى أتينا اليقين ،أى أتانا الموت على هذه الحالة ،و قيل :حّتههى جاءنهها علههم اليقيههن مههن
ذلك بأن عايّناه ،هذا .
] [ 327
ل فيهم :و السهابقون السهابقون اولئك سلم :لم نك من أتباع الئمة الذين قال ا ّ
قال عليه ال ّ
المقّربون ،أما ترى الناس يسّمون الذى يلى السابق في الحلبة مصّليا ،فههذلك الههذى عنههى
حيث قال :لم نك من المصّلين أى لم نك من أتباع السابقين .
) و تطلقها إطلق الّربق ( و الكلم على القلههب و المههراد أّنههها تطلههق أعنههاق النفههوس أى
تفّكها من أغلل الّذنوب إطلق أعناق البهايم من الرباق .
و قد تقّدم في شرح الخطبة المأة و التاسههعة روايههة متههن الحههديث الّنبههوى مههن الفقيههه عههن
ل عليه و آله و س هّلم إّنمهها مثههل الصههلة فيكههمسلم قال :قال الّنبي صّلى ا ّ
الصادق عليه ال ّ
كمثل السرى و هو النهر على باب أحدكم يخرج إليه في اليوم و الّليلة يغتسل منههه خمههس
مّرات فلم يبق الدرن على الغسل خمس مّرات ،و لههم يبههق الههذنوب علههى الصههلة خمههس
مّرات .
] [ 328
و الرابع ما أشار إليه بقوله ) و قد عرف حّقها ( و قدرها ) رجال مههن المههؤمنين ( و هههو
سهلم رئيسههم و سهّيدهم و أفضهلهم حسهبما تطلهع عليهه فهي الخبهار التيهة و ههم عليه ال ّ
ن المههال و
) الذين ل تشغلهم عنها زينة متاع و ل قّرة عين من ولد و ل مال ( لعلمهههم بههأ ّ
البنين زينة الحياة الدنيا و الباقيات الصالحات خير عند ربهم ثوابا و خير أمل .
له أن ترفههع و يههذكر ل سبحانه ( في وصفهم في سورة الّنههور :فههي بيههوت أذن ا ّ
) يقول ا ّ
فيها اسمه يسّبح له فيها بالغدّو و الصال ) رجال ل تلهيهم تجارة و ل بيههع ( مههن عطههف
له و إقههام الصّههلوة و
الخاص على العام لشمول التجارة ساير أنواع المكاسب ) عن ذكر ا ّ
ايتاء الزكوة ( يخافون يوما تتقّلب فيه القلوب و البصار .
و يذكر فيها اسمه أى يتلى فيههها كتههابه يسهّبح لههه فيههها بالغههدّو و الصههال أى يصهّلى فيههها
بالبكر و العشايا ،رجال ل تلهيهم ،أى ل تشههغلهم و ل تصههرفهم ،تجههارة و ل بيههع عههن
له و قيهل صهلة و ايتهاء الزكهاة أى إخلص الطاعهة ّ ل و إقام الصلة ،أى إقامة ال ّ ذكر ا ّ
يريد الزكاة المفروضة .
و روى في كتاب غاية المرام من تفسير مجاهد و الى يوسف يعقوب بههن سههفين » كههذا «
ضوا إليها و تركوك قائم هًا إ ّ
ن قال ابن عّباس في قوله تعالى :و إذا رأوا تجارة أو لهوًا انف ّ
شههام بالمسههيرة فنههزل عنههد أحجههار الّزيههت ثهّم ضههرب
دحية الكلبي جاء يوم الجمعة مههن ال ّ
ى و الحسن و الحسين و فاطمة و سلمان ل عل ّ
بالطبول ليأذن بقدومه و مضوا الّناس اليه إ ّ
ل عليه و آله و سّلم قائما يخطب علههى
و أبوذر و المقداد و صهيب و تركوا الّنبي صّلى ا ّ
المنبر ،
ل يوم الجمعة إلى مسجدى فلو ل هههؤلءل عليه و آله و سّلم لقد نظر ا ّ
فقال الّنبي صّلى ا ّ
الثّمانية اّلذين جلسوا في مسجدى لضطرمت المدينة على أهلها نارا و حصبوا بالحجارة
كقوم لوط ،
] [ 329
له عهّز و جهلّ سلم فههي قههول ا ّ داود قال :حّدثنا المام موسى بن جعفر عن أبيه عليهما ال ّ
له عليههه و آلههه و سهّلم بيههتل أن ترفع الية قال :بيوت آل محّمد صهّلى ا ّ في بيوت أذن ا ّ
سههلم ،قلههت :بالغههدّو وي و فاطمههة و الحسههن و الحسههين و حمههزة و جعفههر عليهههم ال ّ
عله ّ
صلة في أوقاتها ،
الصال ،قال :ال ّ
له و إقههام
ل عّز و جهل :رجهال ل تلهيههم تجهارة و ل بيهع عههن ذكههر ا ّ قال :ثّم وصفهم ا ّ
الصلوة و ايتاء الّزكوة يخافون يوما تتقّلب فيه القلوب و البصار ،قال :هههم الّرجههال لههم
له أحسهن مهها عملهوا و يزيههدهم مههن فضهله ، ل معهم غيرهم ،ثّم قال :ليجزيههم ا ّيخلط ا ّ
قال :
له
حتى روى اّنه كان يصّلى الّليل كّله و يعّلق صدره بحبل حّتههى ل يغلبههه الّنههوم فعههاتبه ا ّ
على ذلك و أنزل عليه » طه ما أنزلنا عليههك القههرآن لتشههقى « و أمههره بههأن يخّفههف علههى
ل هذا الّتعب .
نفسه و ذكر أّنه ما أنزل عليه الوحى ليتعب ك ّ
-----------
) ( 1هه ه ههههه ه هههه ه ههههه ه هههههه ه
هههه ه ههههه ههههه .
] [ 330
) و أمر أهلك بالصلة و اصطبر عليها ( ل نسئلك رزقا .نحن نرزقك و العاقبههة للّتقههوى
.
قال في مجمع البيان :معناه و أمر يا محّمد أهل بيتك و أهل دينك بالصلة و اصبر علههى
فعلها ،و فى الصافى و داوم عليها ،ل نسألك أن تههرزق نفسههك و ل أهلههك ،بههل كّلفنههاك
العبادة و أداء الّرسالة و ضمنا رزق الجميع ،نحن نرزقك و إّياهم ففّرغ بالك للخرة ،
له
قال فى مجمع البيان روى أبو سعيد الخدرى قال :لّما نزلت هههذه اليههة كههان رسههول ا ّ
ل صلة فيقههول :الصههلة ي تسعة أشهر عند ك ّ ل عليه و آله يأتي باب فاطمة و عل ّ صّلى ا ّ
ل ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطّهركم تطهيرًا . ل إّنما يريد ا ّ
رحمكم ا ّ
ن لهله
ص أهله دون الّناس ليعلم الّناس أ ّ
ل أن يخ ّ سلم أمره ا ّ
قال و قال أبو جعفر عليه ال ّ
صة .ل منزلة ليست للّناس ،فأمرهم مع الّناس عاّمة ثّم أمرهم خا ّعند ا ّ
له هههذه
صههنا ا ّ
سههلم فههي هههذه اليههة قههال :خ ّ
و فى الصافى من العيون عن الّرضا عليه ال ّ
له
صنا مههن دون الّمههة فكههان رسههول ا ّ صلة ثّم خ ّ الخصوصّية إذ أمرنا مع الّمة باقامة ال ّ
ى و فاطمة بعد نزول هذه الية تسعة أشهر ل عليه و آله و سّلم يجىء إلى باب عل ّ صّلى ا ّ
له
له و مهها أكههرم ا ّ
صلة رحمكههم ا ّ ل صلة خمس مّرات فيقول :ال ّ ل يوم عند حضور ك ّ كّ
صنا مههن دون جميههع أهههل أحدا من ذرارى النبياء بمثل هذه الكرامة اّلتي أكرمنا بها و خ ّ
بيتهم .
ل عليه و آله و سّلم ) يأمر ( بها ) أهله و يصّبر عليها نفسههه ( أى يههأمر
) فكان ( صّلى ا ّ
نفسه بالصبر و التحّمل على تعبها ،هذا .
صههلة و آدابههها و
و قد تقّدم في شرح الخطبة المأة و التاسههعة تفصههيل الكلم فههي فضههل ال ّ
أسرارها و عقاب تاركها .فليراجع هناك .
] [ 331
صلة في أكثر آيات كتههابه العزيههز بههالمر ل على ذلك أّنه سبحانه عّقب المر باقام ال ّ و يد ّ
صلة في المطلوبّية . بايتاء الّزكاة ،فجعل الزكاة تالي ال ّ
شهادتين ،و القرينتين ،قيل له :أّما الشهادتان فقد عرفناهما ،فما القرينتان ؟
على ال ّ
ج الههبيت مههن
ل بالخرى ،و الصههيام و ح ه ّ
صلة و الّزكاة ،فاّنه ل يقبل إحداهما إ ّ
قال :ال ّ
استطاع إليه سبيل ،و ختم ذلك بالولية .
و قد مضي الكلم في فضلها و عقوبة تاركها و أقسامها في شرح الخطبة المأة و التاسعة
بما ل مزيد عليه فليراجع ثّمة .
و لما ذكر كونها قربانا لهل السلم نّبه على شرط قربانّيتها و هو كون اتيانها عن وجه
الخلوص و طيب النفس ،و سّر ذلك مهها قهّدمناه فههي شههرح الخطبههة اّلههتي أشههرنا اليههه ،و
ل و كمال توحيده عبههارة ب عّز و ج ّ
ن السلم موقوف على توحيد الر ّ صل ما قّدمناه أ ّ
مح ّ
عن الخلص له ،و معنى الخلص إفراده بالمعبودّية و المحبوبّية و اخلء القلههب عههن
محّبة ما سواه فل يجتمع محبة المال مع محّبته تعالى .
ن ) من أعطاها طّيب النفس بها ( حّبها لهه تعهالى و امتثهال لمهره و ) ف ( علم من ذلك أ ّ
ل ) فانها ( حينئذ تقّربه إليه و توجب حّبه تعههالى لههه
ابتغاء لمرضاته و تقّربا إليه عّز و ج ّ
و القرب و الّزلفى لديه و ) تجعل له ( من الّذنوب ) كفارة و من النههار حجههازا و وقايههة (
أى حاجزا مانعا من النار و وقاية من غضب الجبار .
] [ 332
سلم لجميل :يا جميل أخبر بهذا غرر 1أصحابك ،قلت :
و دخول الجنان ثّم قال عليه ال ّ
جعلت فداك من غرر أصحابي ؟ قال :هم الباّرون بالخوان فى العسر و اليسر ،ثّم قههال
ل فى ذلك صههاحب القليههل ن صاحب الكثير يهّون عليه ذلك و إنما مدح ا ّ :يا جميل اعلم أ ّ
فقال فى كتابه و يؤثرون علههى انفسهههم و لههو كههان بهههم خصاصههة و مههن يههوق شهحّ نفسههه
فاولئك هم المفلحون .
لزم أن ) ل يتبعنها أحد ( من المعطين لها ) نفسه و ل يكثرنّ عليههها و بعد ذلك ) ف ( ال ّ
ن اتباع الّنفس و إكثههار الّلهههف كاشههف عههن محّبتههه لههها و هههو ينههافى سره ،ل ّ لهفه ( و تح ّ
ن مههنمحّبتههه تعههالى فكيههف يتقهّرب باعطائههها إليههه و يبتغههي القههرب و الّزلفههى لههديه ) فهها ّ
أعطاها ( على وجه الكراه ) غير طّيب الّنفس بها ( و الحال أّنه ) يرجو ( و يتوّقع ) بها
ل تعالى و الخلد في جنهانه ) فههو ( كهاذب فهى دعهوى ما هو أفضل منها ( من رضوان ا ّ
له
سنة فى أدائها أن يكههون بطيههب النفههس ،و لههذلك مههدح ا ّ ن ال ّ
سنة ( ل ّ
المحّبة ) جاهل بال ّ
الباذلين للمال كههذلك بقههوله و يههؤثرون علههى أنفسهههم و لههو كههان بهههم خصاصههة و قههوله و
ل ه ل نريههد منكههم يطعمون الطعام على حّبه مسكينًا و يتيمًا و أسيرًا .إّنما نطعمكم لوجه ا ّ
جزاًء و ل شكورًا .
ن الجر مترّتب على العمل ،فاذا كههان العمههل ل علههى وجههه الّرضهها) مغبون الجر ( ل ّ
يكون الجزاء المترّتب عليه كذلك ،و من هنا قيل :كما تدين تدان ،و قههد قههال سههبحانه و
ل و ما آتيتم من زكوة تريدون وجه ما آتيتم من ربا ليربو فى أموال الناس فل يربو عند ا ّ
ل فاولئك هم المضعفون . ا ّ
ل العمل ( حيث أتا به على غير الوجه المطلوب شرعا ) طويل الّندم ( فههي الخههرة) ضا ّ
على ما فّوته على نفسه من الجر الجزيل و الجزاء الجميل
-----------
هه ههه هه ه هههه ه
) ( 1ههه ههه ه هه هههه ه ه ه
ه
] [ 333
له و
سههلم يقههول :اّتقههوا ا ّ
و من المالى عن عمر بن يزيد قال :سمعت الصههادق عليههه ال ّ
ن قاتل أمير المؤمنين ائتمننى على أمانة لّديتها عليكم بأداء المانة إلى من ائتمنكم .فلو أ ّ
إليه .
سههلم يقههول
سههلم قههال :سههمعته عليههه ال ّي بههن الحسههين عليهمهها ال ّ
و عههن الثمههالى عههن عله ّ
ن قاتههل أبههي الحسههين بههن
ق نبّيا لو أ ّ
لشيعته :عليكم بأداء المانة فو الذى بعث محّمدا بالح ّ
سلم ائمننى على السيف الذى قتله به لّديته إليه . ي عليهما ال ّ عل ّ
سههلم عههن الّنههبيو عن أحمد بن محّمد الهمداني عن أبي جعفر الّثانى عههن آبههائه عليهههم ال ّ
جو
ل عليه و آله و سّلم قال :ل تنظروا إلى كثرة صلتهم و صومهم و كثرة الح ه ّ صّلى ا ّ
المعروف و طنطنتهم بالّليل ،و لكن انظروا إلى صدق الحديث و أداء المانة .
ب العباد إلى
سلم قال :سمعته يقول :أح ّ و عن الحسين بن أبي العل عن الصادق عليه ال ّ
ل عليه مع أداءل رجل صدوق في حديثه محافظ على صلته و ما افترض ا ّ ل عّز و ج ّ ا ّ
ل ألف عقدة من عنقه من سلم :من اؤتمن على أمانة فأّداها فقد ح ّ المانة ،ثّم قال عليه ال ّ
ن من اؤتمن على أمانة وّكل بههه إبليههس مههأة شههيطان عقد الّنار ،فبادروا بأداء المانة ،فا ّ
ل.ل عّز و ج ّل من عصم ا ّ من مردة أعوانه ليضّلوه و يوسوسوا إليه حّتى يهلكوه إ ّ
] [ 334
) فقد ( علم من ذلك أّنه ) خاب من ليس من أهلها ( أى خسر في الدنيا و في الخههرة مههن
ن الخيانة حسبما عرفههت تجلههب الفقههر فههي
لم يكن من أهلها ،بل كان من أهل الخيانة ،فا ّ
الّدنيا و النار في العقبى و خسر أهلها خسرانا عظيما .
و ان شئت أن تعرف عظم الخطب و مزيد ثقل الّتكليف فيها فاستمع لمهها يتلههى عليههك مههن
قوله :
سماوات المبنّية و الرضين المهدحّوة ( المبسههوطة علههى المههاء ) و ) إّنها عرضت على ال ّ
الجبال ( الّراسيات ) ذات الطول المنصوبة ( المرفوعههة علههى الرض و لكّنههها مههع أّنههها
ل في الكههون ) فل أطههول و ل أعههرض و ل أعلههى و ل أعظههم ل عّز و ج ّأعظم ما خلق ا ّ
منها ( امتنعههن مههن حمهل هههذا التكليهف ،أى تكليهف المانهة و أبيههن أن يحملنهها لثقلههها و
صعوبتها ل للعظمة و الستكبار عن الطاعة ،بل للخوف و الشفاق من المعصية .
ل تعالى في سورة الحزاب إّنا عرضنا المانة على السههموات و الرض و الجبههال قال ا ّ
ل.فأبين أن يحملنها و أشفقن منها و حملها النسان اّنه كان ظلومًا جهو ً
] [ 335
ععععع
ل بههه مهن طهاعته و نهههى عنههه مهن معصهيته ،و بعبههارة اخهرى ههى
فقيل :هي ما أمر ا ّ
ل سهبحانه لمها اقتضهت عنهايته
التكاليف و الحكام الشرعّية المطلوبة من النسان ،فانّ ا ّ
ليجاد هذه العبادة المخصوصة ،و أن يجعل في الرض خليفة لعمارتها ،خلق النسههان
و جعله واسطة بين الملك و الحيوان .فهو كالحيوان في الشهههوة و الغضههب و التناسههل و
ساير القوى البدنّية المخصوصة بالحيوان ،و كالملك في العقل و العلم و العبههادة و سههاير
الكمالت النفسانّية ،فلو كان خاليا من العقل و الفهم لم يتأهل لمعرفته و عبههادته الخاصههة
كساير أصناف الحيوان ،و لو كان خاليهها عهن الشهههوة و الغضهب مثههل الملهك لههم يصهلح
له للملئكههة إّنههى أعلههم مهها ل تعلمههون فههاذا هههذه
لعمارة الرض و خلفته .و لههذلك قهال ا ّ
ل النسان ،و هى المراد بالمانة في الية . العبادة الخاصة ل يصلح لها إ ّ
له
و يؤيده ما فى البحار من مشكاة النوار نقل من كتاب المحاسن قال :و سئل أبو عبد ا ّ
ن؟ل إّنا عرضنا المانة الية ما الذى عرض عليه ّ
ل عّز و ج ّ
سلم عن قول ا ّعليه ال ّ
] [ 336
له
نا ّل للئّمههة ا ّ
ل عّز و ج ّ
ن المانة هى المامة قول ا ّو المر و الّنهى ،و الدليل على أ ّ
يأمركم أن تؤّدوا المانات إلى أهلها يعنى المامة ،فالمانة هههى المامههة عرضههت علههى
السماوات و الرض و الجبال فأبين أن يحملنها أن يّدعوها أو يغصههبوها أهلههها و أشههفقن
منها ،و حملها النسان ،يعنى الّول إّنه كان ظلوما جهول ،انتهى .
و يدل على ذلك أخبار كثيرة مثل ما فى البحار من كنز الفوايد عن إسحاق ابن عّمار عن
سلم فى هذه الية ،قال :يعنى ولية أمير المؤمنين .
ل عليه ال ّ
أبى عبد ا ّ
سههلم عههن
و من جامع الخبار و العيون عن الحسين بن خالد قال :سألت الّرضا عليههه ال ّ
ق فقد
ل إّنا عرضننا المانة الية قال :المانة الولية من اّدعاها بغير ح ّ
ل عّز و ج ّ
قول ا ّ
كفر .
ل ه عهّز
سلم عن قول ا ّل عليه ال ّ
و من جامع الخبار عن أبي بصير قال :سألت أبا عبد ا ّ
ل إّنا عرضنا المانة الية قال :المانة الولية و النسان أبو الشرور المنافق .
وجّ
سلم يكون ي بعد رواية هذه الّروايات :على تأويلهم عليهم ال ّ قال المحّدث العلمة المجلس ّ
اللم في النسان للعهد و هو أبو الشرور أى أبو بكر أو للجنس و مصداقه الّول في هههذا
الباب أبو بكهر ،و المهراد بالحمهل الخيانهة ،و المهراد بالوليهة الخلفهة و ادعائهها بغيهر
سماوات و الرض أو عليهما بأن يبّين لهههم عقوبههة ذلههك و ق ،فعرض ذلك على أهل ال ّ حّ
ل هذا المنافق و أضرابه حيث حملوا ذلك مع مهها بّيههن قيل لهم :هل تحملون ذلك ،فأبوا إ ّ
لهم من العقاب المترّتب عليه
عععععع
] [ 337
و يشهد به أيضا ما رواه فى البحار و غايهة المهرام مهن منهاقب أبهى بكهر الشهيرازى فهى
سلم بالسناد عن مقاتل عن محّمد بن حنفّية عهن أميهر ى عليه ال ّ
نزول القرآن فى شأن عل ّ
له أمههانتي علههى السههماوات السههبع المؤمنين فى قههوله » إّنهها عرضههنا المانههة « عههرض ا ّ
بالثواب و العقاب فقلن ربنا ل نحملنههها بههالثواب و العقههاب و لكنهها نحملههها بل ثههواب و ل
ل عرض أمانتي و وليتي على الطيور ،فأّول من آمن بها الهبزاة الهبيض نا ّ
عقاب ،و ا ّ
ل تعالى من بين الطيور ،فأما اليههوم و القنابر و أّول من جحدها البوم و العنقا ،فلعنهما ا ّ
له
نا ّ فل تقدر أن تظهر بالنهار لبغض الطيههر لههها ،و أمهها العنقهها فغههابت فههى البحههار و إ ّ
ل بقعة آمنت بوليتى جعلها طيبة زكية و جعههل نباتهها و عرض أمانتى على الرضين فك ّ
ل بقعههة جحههدت إمههامتى و أنكههرت وليههتى ثمرتها حلوا عذبا و جعههل ماءههها زلل ،و كه ّ
جعلها سبخا و جعل نباتها مّرا علقما ،و جعل ثمرها العوسج و الحنظل ،و جعهل ماءهها
ملحا اجاجا ثّم قال :و حملها النسان ،يعنى امتك يا محّمد ولية أمير المؤمنين و امامته
بما فيها من الثواب و العقاب ،إنه كان ظلومهها لنفسههه جههول لمههر رّبههه ،مهن لهم يؤّدههها
بحّقها ظلوم غشوم .
ن المراد بالمانة التكليف بالعبودّية على وجهها و التقّرب بههها إلههىصل هذا القول أ ّ
و مح ّ
ل عبد بحسب استعداده لها ،و أعظمها الولية و الخلفة اللهّيههة ل سبحانه كما ينبغى لك ّ
ا ّ
،ثّم تسليم من لم يكن من أهلها لهلها و عدم اّدعاء منزلتها لنفسه ،ثّم ساير
] [ 338
التكههاليف الشههرعية ،و المههراد بعرضههها علههى السههماوات و الرض و الجبههال اعتبارههها
ن البهاء الطهبيعى الهذى ههو عبهارة عهن عهدم الّلياقهة و
ن و بابائه ّ
بالضافة إلى استعداده ّ
الستعداد ،
و بحمل النسان قابلّيته و استعداده لها و تحّمله إياها و كونه ظلوما جهول ،تقصيره فههى
أدائها لما غلب عليه من القّوة الشهوّية و الغضبية .
ن المراد العرض على أهلها فحذف المضاف و اقيم المضاف اليه مقامه ،
و قيل :إ ّ
ن في تضييع المانة الثم العظيم ،و كذلك فى تههرك و عرضها عليهم هو تعريفها إياهم ا ّ
ل و احكامه ،فبّين سبحانه جرءة النسان على المعاصههى و اشههفاق الملئكههة مههن أوامر ا ّ
ذلههك ،فيكههون المعنههى عرضههنا المانههة علههى أهههل السههماوات و الرض و الجبههال مههن
ن أن يحملوا تركههها و عقابههها و المههآثم فيههها و أشههفقن
ن و النس فابى أهله ّ الملئكة و الج ّ
أهلها من حملها ،و حملها النسان إنههه كهان ظلومهها لنفسههه بارتكهاب المعاصههى ،جههول
بموضع المانة فى استحقاق العقاب على الخيانة فيها .
عععععع
له عليههه والمراد بالنسان إّما نوع النسان أى بنو آدم ،أو خصوص اّمة محّمههد صهّلى ا ّ
آله و سّلم ،فالمراد بحملهم لها قبولهم للتيان بما كّلف عليهم من الطاعات و العبههادات و
التسليم لمامة أئمة الدين ،و كونه ظلوما جهول لعدم خروجهم عن عهدة التكليف و عدم
وفائهم بما حملوه من طاعة الئّمة و تقصيرهم فههي أداء المانههة ،و هههو وصههف للجنههس
باعتبههار أغلههب أفههراده إذ النبيههاء و الوليههاء و المؤمنههون القههائمون بوظههايف العبودّيههة
الّراعون
] [ 339
و إّما خصوص فرد منه و هو أبو بكر حسبما تقّدم في الخبههار ،و عليههه فههالمراد بحملههه
للمانة أى الخلفة اّدعائه لها لنفسه من غير استحقاق و أهلّية ،و بعبارة اخرى خيانته و
تقصيره فيها و ظلمه على من كان مستحّقا به و جهله بمرتبة نفسه حيث وضعها موضعا
ليس له .
سلم ،و اعترض عليه في مجمع البيههان بقههوله ن المراد بالنسان هو آدم عليه ال ّ
و قيل :إ ّ
ل أصطفى آدم « فكيف يكههون نا ّ
و ل يجوز أن يكون النسان محمول على آدم لقوله » ا ّ
ل من بين خلقه موصوفا بالظلم و الجهل . من اصطفاه ا ّ
هذا تفصيل ما قيل أو يقال في تفسير الية الشريفة ،و قد ظهر منه اختلفهههم فههي المههراد
بالمانة المذكورة فيها على أقوال .
ن المهراد بهها خصهوص المانهة سهلم فالظهاهر أ ّو أّمها فهي كلم أميهر المهؤمنين عليهه ال ّ
ن الظههاهر ذلههك ،المعهودة بين الخلق حسبما عرفتها فى الخبار المتقّدمة ،و اّنما قلنا :إ ّ
لشعار تقديم ذكر الصلة و الزكههاة عليههها علههى عههدم كههون المههراد بههها مطلههق التكههاليف
صلة و الزكاة القسيم لهما . الشرعّية ،بل التكليف المخصوص اّلذى في عداد ال ّ
ن وصّيته بهذا الكلم إلى أصحابه كان في مقام لكن الظهر بمقتضى الحال و المقام ،و أ ّ
الحرب مع الّنههاكثين و القاسهطين و المهارقين حسههبما تعرفهه فههى التكملهة التيهة ههو :أ ّ
ن
المراد بها المامة و الولية ،فيكون غرضه بقوله :ثّم أداء المانة فقد خاب من ليس من
أهلها آه الطعههن و التعريههض علههى المعارضههين لههه و الجاحههدين لههوليته و الّناصههبين لههه
العداوة من معاوية و طلحة و الّزبيههر و أتبههاعهم و أهههل النهههر و أمثههالهم بكههونهم خههائبين
خاسرين ،لعدم كونهم أهل للمانة أى الخلفة و الولية ،و بأّنهم حملوا و اّدعوا ما أبت
السماوات و الرض و الجبال على كبر أجرامهما مههن حملههها و اّدعائههها ،و أشههفقن مههن
سههلم حّقههه و جهلههواظلم و الجهههل حيههث ظلمههوه عليههه ال ّ ذلك ،و بأّنهم كانوا مّتصفين بههال ّ
بشأنه و مقامه .
] [ 340
ل ه سههبحانه ل يخفههى عليههه ( و ل يعههزب عههن علمههه ) مهها العبههاد مقههترفون ( أى
نا ّ
)إّ
ن الليل و النهههار
مكتسبون له من خير أو شّر حسن أو قبيح ) فى ليلهم و نهارهم ( يعني أ ّ
سّيان بالنسبة إلى علمه ،و ليس كغيره من مخلوقاته يكون إدراكههه للمحسوسههات بطريههق
الحساس حّتى تكون ظلمة الّليل حجابا و حجازا عن إدراكه .
و قّدم الليل على النهار لمزيد الهتمام من حيث كونها مظّنههة لختفههاء مهها يفعههل فيههها مههن
المعاصي ،و أردف بالنهار لدفع توّهم الختصاص .
) لطف به خبرا ( أراد به علمه بخفّيات أفعال العباد و خهبروّيته بهها ،و الّلطيههف الخهبير
حسبما تقّدم في شرح الخطبة السابقة من جملة أسمائه الحسنى عّز و عل .
و تسميته بالّلطيف من جهة علمه بالشيء الّلطيف مثل البعوضة و أخفههى منههها و موضههع
النشوء منها و العقل و الشهوة للفساد و الحدب على نسلها و نقلها الطعام و الشههراب إلههى
أولدها في المفاوز و الودية و القفار .
و معنى الخبير هو اّلههذى ل تعههزب عنههه الخبههار الباطنههة فل يجههرى شههيء فههي الملههك و
ل و يكون عنده خبره ، نإ ّ
الملكوت و ل تتحّرك ذّرة و ل تضطرب نفس و ل تطمئ ّ
ن العلههم إذا اضههيف إلههى الخفايهها الباطنههة سهّمى خههبرة ،و قههد مهّر
لأّ
و هو بمعنى العليم إ ّ
تفصيل نفاذ علمه في خفاء الشياء في الفصل الثامن من الخطبة التسعين .
) و أحاط به علما ( و قد تقّدم في شرح غير واحدة من الخطب المتقّدمة كالخطبة الولههى
و الخطبة التاسعة و الربعين و الخامسة و الثمانين و غيرها تحقيق إحاطههة علمههه تعههالى
بالكّليات و الجزئيات و ل حاجة إلى العادة .
) أعضاؤكم شهوده ( يعني أّنها تشهد على العباد بما اقترفوه من المعاصي و الثام .
ن جنود
) و جوارحكم جنوده ( يعني أّنها تكون معينة له عليهم ،و ذلك ل ّ
] [ 341
الملههك عبههارة عههن أعههوانه علههى أعههدائه فتلههك العضههاء و الجههوارح لمهها شهههدت علههى
المجرمين بما فعلوه صارت بمنزلة المعين له بذلك العتبار .
ل عّز و جل الخلق يههوم القيامههة دفههع إلههى ك هلّ ي بن إبراهيم القّمي قال :إذا جمع ا ّقال عل ّ
انسان كتابه فينظرون فيه فينكرون أّنهههم عملههوا مههن ذلههك شههيئا ،فتشهههد عليهههم الملئكههة
ب ملئكتك يشهدون لك ،ثّم يحلفون أّنهم لههم يعملههوا مههن ذلههك شههيئا و هههو فيقولون :يا ر ّ
ل جميعًا فيحلفون له كما يحلفون لكم فاذا فعلههوا ذلههك ختههم ل يوم يبعثهم ا ّ
ل عّز و ج ّقول ا ّ
صهلت و ل على ألسنتهم و تنطق جوارحهم بما كانوا يكسبون و قهال تعهالى فهي سهورة ف ّ ا ّ
ل إلى الّنار فيهم يوزعون .حّتى .إذا ما جآؤها شهد عليهههم سههمعهم و يوم يحشر أعداء ا ّ
لهأبصارهم و جلودهم بما كانوا يعملون .و قالوا لجلودهم لم شهدتم علينها قههالوا أنطقنهها ا ّ
ل شيء و هو خلقكم أّول مّرة و إليه ترجعون .و ما كنتم تستترون أن يشهد اّلذى أنطق ك ّ
ل ل يعلم كثيرًا مما تعملون . نا ّ
عليكم سمعكم و ل أبصاركم و ل جلودكم و لكن ظننتم أ ّ
ي :أى يحبس أّولهم على آخرهم ليتلحقوا و ل يتفّرقوا ،حّتههى قال أمين السلم الطبرس ّ
إذا جاؤا الّنار اّلتي حشههروا إليههها شهههد عليهههم سههمعهم بمهها قرعههه مههن الهّدعاء إلههى الحه ّ
ق
له
فأعرضوا عنه و لم يقبلوه ،و أبصههارهم بمهها رأوا مههن اليههات الّداّلههة علههى وحدانّيههة ا ّ
تعالى فلم يؤمنوا ،و ساير جلودهم بما باشروه من المعاصي و الفعال القبيحة .
ي و يلجئههها إلههى
ل تعههالى يبّينههها بّينههة الحه ّ
نا ّو قيل في شهادة الجوارح قولن :أحدهما أ ّ
ل يفعل فيها الشهادة أى يجعل فيها نا ّ
العتراف و الشهادة بما فعله أصحابها ،و الخر أ ّ
ل من جهتها . كلما ،و إّنما نسب الكلم إليها لّنه ل يظهر إ ّ
ل تعالى يجعل
نا ّ
ن معنى شهادتها و كلمها أ ّ
و قيل فيه وجه ثالث :و هو أ ّ
] [ 342
له
ل ألسنتهم فيقولون لجلودهم :لم شههدتم علينها ،فتقهول فهي جهوابهم أنطقنها ا ّ
ثّم أنطق ا ّ
ل شهيء ،ثهّم قهال سهبحانه :و ههو خلقكهم اليهة ،و ليهس ههذا مهن جهواب اّلذى أنطق كه ّ
الجلود .
و قوله :و ما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم و ل أبصاركم و ل جلودكم ،
معناه و ما كنتم تستخفون أى لم يكن يتهّيههأ لكههم أن تسههتتروا أعمههالكم عههن هههذه العضههاء
ل ل يعلههمنا ّ
ل شاهدة عليكم يوم القيامة ،و لكن ظننتم أ ّ لّنكم كنتم بها تعملون ،فجعلها ا ّ
كثيرا مّما تعملون فههاجترأتم علههى المعاصههي لههذلك ،و قيههل :بههل معناهمهها كنتههم تههتركون
المعاصي حذرا أن يشهد عليكم جوارحكم بها لنكم ما كنتم تظّنون ذلك ،و لكن ظننتم أ ّ
ن
ل فهان عليكم ارتكاب المعاصي لذلك ،هذا . ل ل يعلم كثيرا مّما تعملون ،لجهلكم با ّا ّ
سلم و ليست تشهد الجوارح على مههؤمن إّنمهها و فى الصافى من الكافى عن الباقر عليه ال ّ
ل ه ع هّز و
تشهد على من حّقت عليه كلمة العذاب ،فأّما المؤمن فيعطى كتابه بيمينه قههال ا ّ
ل«. ل فاّما من اوتى كتابه بيمينه فاولئك يقرؤن كتابهم و ل يظلمون فتي ً
جّ
و قوله ) و ضمائركم عيهونه ( قهال الشهارح البحرانهي :أي طليعهه و جواسيسهه كقهوله
تعالى و شهدوا على انفسهم اّنهم كانوا كافرين و تلك الشهادة بلسان الحال ،
انتهى .
ن من
ن الضماير ل تخفى ما فيها من السرار و ل تكتمها عليه تعالى كما أ ّأقول :يعني أ ّ
شأن الجاسوس المراقب بشيء أن ل يكتمه مّمن و كّله به ،و على ذلك
] [ 343
و العيون جمع العين بمعنى الحاضر و هو أحد معانيه كما في القاموس و غيره ،
ن جميع ما أضمره نفوسكم فهو حاضر لديه سههبحانه غيههر محجههوب عنههه فيكون المعنى أ ّ
كما قال تعالى و أعلم ما تبدون و ما كنتم تكتمون و قال قل إن تخفوا ما في صههدوركم أو
ل.تبدوه يعلمه ا ّ
صل المراد أّنه ل يخفى ما في النفوس عليه عّز و جل كما يخفى على غيره ،
و مح ّ
و قوله ) و خلواتكم عيانه ( قال البحراني :كني بالخلوات عّما يفعل فيها من معاصي الّ
مجازا ،و إّنما خصصها لنها مظّنة المعصية ،و يحتمل أن يريد بههالخلوة مصههدر قولههك
ل أى معاينة له .
خلوت اخلو ل المكان ،فيكون حقيقة ،و ظاهر كونها عيانا ّ
ل ذلك تحذير و تنفير عن تحريك الجوارح و الخلوة بها فيما ل ينبغي من المعاصي ،
وكّ
ل التوفيق و العصمة .
و با ّ
ععععع
سههلم فههي هههذا الكلم علههى وجههوب المحافظههة الية اّلتي استدل بها أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل بههاعلى الصلة أعني قوله تعالى حكاية عن المجرمين لم نك مههن المصهّلين ممها اسههتد ّ
ن الكفار مكّلفههون بههالفروع حسههبما أشههار إليههه
أكثر أصحابنا الصولّيون كالمعتزلة على أ ّ
ي » ره « أيضا في تفسير الية على ما حكيناه عنه سابقا ، أمين السلم الطبرس ّ
ن هذه المسألة من المسائل الغامضة المعظمة ،و يتفّرع عليها كثير من الحكههام
و حيث إ ّ
الشرعّية فل بأس بتحقيق الكلم و بسطه فيها لكونها حقيقا بذلك .
] [ 344
ل التوفيق :
فأقول و با ّ
ن الكّفههار مكّلفههون بفههروع العبههادات كمهها المشهور بين أصحابنا بل كاد أن يكون اجماعا أ ّ
أّنهم مكّلفون باصول العتقادات و هههو مههذهب جمهههور العاّمههة أيضهها ،و لههم ينقلههوا فيههها
ل شههرذمة مههن الخبارّيههة كههالمين ل عن أبي حنيفة و لم أجههد مّنهها مخالفهها أيضهها إ ّ
خلفا إ ّ
ق الموافق للتحقيق ، السترابادى و صاحب الحدايق و صاحب الوافي ،و هو الح ّ
ل له بوجوه :
و استد ّ
ل ليعبههدون
ن و النههس إ ّ الول عموم الدّلة على التكاليف مثل قوله تعالى و ما خلقت الجه ّ
ج البيت و قوله يا أّيها الّناس اعبدوا رّبكم و يا اّيها الّناس اّتقههوا
ل على الّناس ح ّ
و قوله و ّ
رّبكم و غيرها ،فاّنها يشمل الكافر مثل شمولها للمؤمن .
و العتراض عليه بحملها على المؤمنين حمل للمطلق على المقّيد و العاّم علههى الخهها ّ
ص
كما في الحدائق فاسد ،لما تطلع عليه عند ذكر أدّلة الخصم .
ل علههى التكليههف بههالفروع عههام و ل يمنههع مههن ذلههك عههدم التمكههن مههن
ن مهها د ّ
صله أ ّ
و مح ّ
ن اليمهان مهن ن المتنهاع بالختيهار ل ينهافى الختيهار ،علهى أ ّ الصهحيح حهال الكفهر ل ّ
شرايط الوجود اّلههتي يجههب تحصههيلها علههى المكّلههف ل شههرايط الوجههوب ،فل مههانع مههن
التكليف حال عدمها مع التمّكن منها .
الثالث قوله تعالى لم نك من المصّلين فاّنه حكاية عن الكّفار و أّنهههم عّللههوا دخههولهم الّنههار
صلة على ما تقّدم تفصيله سابقا .
بتركهم لل ّ
] [ 345
و اعههترض صههاحب الحههدائق أيضهها مهها يحمههل علههى المخههالفين المقّريههن بالسههلم إذ ل
ي بن إبراهيم مههن تفسهيرها باّتبههاع
ل عليه ما ورد في تفسير عل ّ تصريح فيه بالكّفار ،و يد ّ
سههلم حسههبما عرفههت ى عن الصادق عليه ال ّ الئمة ،أى لم نك من أتباع الئمة و هو مرو ّ
ي محّمههد مههن بعههده و لههم نصه ّ
ل ل وصه ّ
سههلم يعنههي أّنهها لههم نتههو ّ
سابقا و عن الكاظم عليه ال ّ
عليهم .
ن الصلة حقيقة شرعّية في الركههان المخصوصههة و ظههاهر معنههى المصهّلين هههو و فيه إ ّ
المقيمون للصلة أى الركههان المخصوصههة و الحمههل علههى المعنههى الّلغههوى أى التههابعين
خلف الظاهر المتبههادر منههه فل وجههه لحملههها علههى المخههالفين ،و إنكههار التصههريح فيههه
ن قوله حكاية عنهم :و كّنا نكّذب بيوم الّدين ،صههريح فههي كههونهم جب ل ّ بالكفار مورد تع ّ
كافرين منكريههن للمعههاد فكيههف يكونههون مقّريههن بالسههلم و أّمهها الخههبران المرّويههان عههن
سلم فل دللة فيهما ،لكونهما تفسيرا بالباطن كمهها قلنههاه عنههد صادق و الكاظم عليهما ال ّ ال ّ
شرح المتن فل يوجبان رفع اليد عن الظاهر ،و يشهد بذلك استدلل أمير المؤمنين عليههه
السّههلم فههي هههذا الكلم اّلههذى نحههن فههي شههرحه بظاهرههها علههى وجههوب المحافظههة علههى
الصلوات الخمس و تعاهدها .
الرابع قوله تعالى فل صّدق و ل صّلى .و لكن كّذب و توّلى .
و فيه أّول منع كون الية من المتشههابهات اّلههتي يّتبعههها اّلههذين فههي قلههوبهم زيههغ ،بههل مههن
ن اّم الكتاب ،و ظاهر الية كما ترى أّنه لههم يصهّدق المحكمات اّلتي تؤخذ بظواهرها و ه ّ
ل ه و لكههن ك هّذب بالكتههاب و الّرسههول و أعههرض عههن ل ه و رسههوله و ل ص هّلى ّ
بكتههاب ا ّ
اليمان ،و هذا وصف الكافر ل المخالف .
] [ 346
ل ه عليههه
ل صّلى ا ّ ن رسول ا ّ ل على ذلك ما فى مجمع البيان قال :و جاءت الّرواية أ ّ و يد ّ
و آله و سّلم أخذ بيد أبى جهل ثّم قال له :أولى لك 1فأولى .ثّم أولى لك فأولى فقال أبههو
ى شىء تهّددنى ل تستطيع أنت و رّبك أن تفعل بى شيئا و اّني لع هّز أهههل هههذا جهل :بأ ّ
ل عليه و آله و سّلم هذا .ل صّلى ا ّل سبحانه كما قال له رسول ا ّ
الوادى ،فأنزل ا ّ
له
له صهّلى ا ّن رسههول ا ّ
ى بن إبراهيم من أنه كههان سههبب نزولههها أ ّ
و أّما ما فى تفسير عل ّ
ى مهها أراد أن
ى يوم غدير خم فلّما بّلغ الناس و أخبرهم فى عل ّ عليه و آله دعا إلى بيعة عل ّ
يخبر رجع الناس فاتكى معاوية على المغيرة بن شعبة و أبههى موسههى الشههعرى ثهّم أقبههل
له
ى أبدا و ل نصّدق محّمدا مقالته ،فأنزل ا ّ طى 2نحوه و يقول :ما نقّربا لولية لعل ّ يتم ّ
له عليههه و آلههه و سهّلم
له صهّلى ا ّ
ل ذكره فل صّدق و ل صّلى اليات ،فصعد رسول ا ّ جّ
ل ل تحّرك به لسههانك لتعجههل بههه فسههكت ل عّز و ج ّالمنبر و هو يريد البراءة منه فأنزل ا ّ
ل عليه و آله و سّلم .
ل صّلى ا ّ
رسول ا ّ
ن ظاهر قوله سبحانه :فل صّدق و ل صّلى و لكن كّذب و توّلى ،
فالجواب عنه أ ّ
صههلة بههل كهّذب و أعههرض يفيد أّنه لم يصهّدق أصههل ل ظههاهرا و ل باطنهها ،و لههم يقههم ال ّ
ظههاهرا و باطنهها ،و هههذا شههأن الكههافر ل المخههالف المص هّدق ظههاهرا فقههط ،و المك هّذب
المعرض باطنا فقط .
لزم ترجيح الّرواية المفيدة لكون المراد بهذه الية هو أبو جهل الكافر كما و على ذلك فال ّ
ن فههى الخهذ
ى المفيهد كهون المهراد بهها معاويههة ل ّ
فى مجمع البيهان علهى مها تفسهير القمه ّ
بالّرواية الولى إبقاء الية على ظاهرها و الخذ بالثانى يوجب صرفها إلى خلف ما هو
الظاهر المتبادر .
ن هذه الية فى سورة القيامة و هى مكّية كما ص هّرح بههه و يؤيد كون المراد به أبو جهل أ ّ
فى مجمع البيان فى تفسير هذه السورة و رواه أيضا فى تفسير سورة هل أتى فههاّنه يقههوى
له
ق معاويههة ،و ا ّق أبههى جهههل ل فهى غههدير خهم فههى حه ّ
ن بكون نزولها بمّكة فهى حه ّ
الظ ّ
العالم .
-----------
) ( 1هه ههه هه ه ه
-----------
) ( 2هههههه ههههههه ه ههه
] [ 347
ص صههريح فههي
الخامس قوله تعالى و ويههل للمشههركين الههذين ل يؤتههون الّزكههوة و هههو نه ّ
المطلوب .
ل عليههه و آلههه
ل صّلى ا ّ
صافي :روي أنها نزلت في ثقيف حين أمرهم رسول ا ّ قال في ال ّ
صلة فقالوا ل نحنى ،و في رواية ل نجّبى فاّنها سّبة ،رواها في المجمع قال :
و سّلم بال ّ
فقال :ل خير في دين ليس فيه ركوع و سجود أقول :أى ل نحنهى بالمهملههة و الّنهون أى
ب علههى
حههدة المشهّددة أى ل ننكه ّ
ل نعطههف ظهورنهها و علههى الّروايههة بههالجيم و البههاء المو ّ
وجوهنا و هما متقاربان .
الول عدم الّدليل على الّتكليف المههذكور و هههو دليههل العههدم كمهها هههو مسهّلم بينهههم ،و مهها
استدّلوا به هما سيأتى ذكره مدخول بما سنذكره .
أقههول :و فيههه انههك قههد عرفههت الدّلههة المحكمههة علههى هههذا التكليههف كمهها عرفههت انههدفاع
العتراضات التي اعترض بها عليها .
] [ 348
الثانى الخبار الّدالة على توقف التكليهف علهى القهرار و التصهديق بالشههادتين منهها مها
سهلم :أخههبرني عههن رواه فى الكافى في الصحيح عههن زرارة قهال :قلهت للبههاقر عليهه ال ّ
لهل تعالى بعههث محّمههدا ص هّلى ا ّ نا ّ معرفة المام منكم واجبة على جميع الخلق ؟ قال :إ ّ
ل على خلقه فهي أرضهه ،فمهن آمهن جة ّ عليه و آله و سّلم إلى الناس أجمعين رسول و ح ّ
ن معرفههة المههام ل عليه و آله و سّلم و اتبعه و صهّدقه فهها ّ ل صّلى ا ّ
ل و بمحّمد رسول ا ّ
با ّ
ل و رسوله و لم يتبعههه و لههم يص هّدقه و يعههرف حّقهمهها مّنا واجبة عليه ،و من لم يؤمن با ّ
ل و رسوله و يعرف حّقهما الحديث . فكيف يجب عليه معرفة المام ،و هو ل يؤمن با ّ
و هو كما ترى صريح الّدللة على خلف ما ذكروه و أنه متى لم يجب معرفة المام قبل
ل و رسوله فبالطريق الولى معرفة ساير الفروع التى هي متلّقاة مههن المههام ،
اليمان با ّ
و الحديث صحيح السند باصههطلحهم صههريح الّدللههة فل وجههه لههرّده و طرحههه و العمههل
ل مع الغفلة عن الوقوف عليه .
بخلفه إ ّ
قال :و إلى العمل بالخبر المذكور ذهب المحّدث الكاشاني حيث قال في الوافي بعههد نقلههه
ن الكفار ليسههوا مكّلفيههن بشههرايع السههلم كمهها
ما صورته :و في هذا الحديث دللة على أ ّ
ق ،خلفا لما اشتهر بين أصحابنا ،انتهى .
هو الح ّ
قال :و يظهر ذلك أيضا من المين السترابادى في الفوايد المدنّية حيث صّرح فيها بههأنّ
ل اقتضت أن يكون تعّلق التكاليف بالناس على التدريج بههأن يكّلفههوا أّول بههالقرارحكمة ا ّ
ل ه عليههه و
ي ص هّلى ا ّبالشهادتين ثّم بعد صدور القرار عنهم يكّلفون بساير ما جاء به النب ّ
آله .
و من الحاديث الّدالة على ذلك صحيحة زرارة في الوافي ثّم ساق الّرواية بتمامها .
قال :و قال أيضا بعد نقل جملة مهن أخبهار الميثهاق المهأخوذ علهى العبهاد فهي عهالم الهّذرّ
بالتوحيد و المامة و نقل جملة من الخبار الّدالة علههى فطههرة النههاس علههى التوحيههد و أ ّ
ن
ل تعالى ما لفظه :أقول :هنا فوائد إلى أن قال :
المعرفة من صنع ا ّ
] [ 349
ن له رضا و سخطا و أنه ل بّد لههه مههن معّلههم مههن سبق معرفة إلهامية بحقايق العالم ،و بأ ّ
جهته ليعّلم الناس ما يصلحهم و ما يفسدهم كاف فههي تعّلههق التكليههف لهههم ليههس بصههحيح ،
ن الستدلل يتوقههف علههى القيههاس بطريههق الولههى ،و هههو انتهى و اعترض عليه أّول بأ ّ
ممن أنكره في مقّدمات الكتاب و أنكره أشّد النكار فكيف يجههوز لههه التمسههك بههه فههي هههذا
ق الحقيههق بالتبههاع الموافههق لليههة و جيته كمهها هههو الحه ّ
المقام مضافا إلى أنه مع القول بح ّ
ل في مواضع عديدة و منها هذا للخبار المسّلم عند كاّفة علمائنا البرار حتى عند المستد ّ
الموضع يتوّقف على ثبوت الحكم في المقيههس عليههه و مسههلمّيته و قبههوله و عههدم مخههالفته
للضرورة ،و المر في المقام ليس كذلك و ذلك فاّنه ل خلف و ل إشكال عند أحد حّتههى
ل نزاعههه مههع كاّفههة العلمهاء عهدا أبهي حنيفههة فههي خصهوص ل حيث جعههل محه ّ عند المستد ّ
الفروع ،و المامة من الصول ل من الفروع إجماعا منه و من علمائنا .
لول بتصديق ا ّ ن مقتضى هذه الصحيحة عدم التكليف بالمامة و ساير الفروع إ ّ و ثانيا أ ّ
رسوله و هو حقيقة في الّتصديق و الذعههان القلههبي ل مج هّرد القههرار بالّلسههان ،و علههى
سلم و يعرف حّقهما ، تقدير تسليم العموم فالمراد هنا الّتصديق القلبي جزما لقوله عليه ال ّ
ي جزمهها و إذعههان صة بل هو أمر قلب ّ ن المعرفة ليس مّما يتوّهم فيه حصوله بالّلسان خا ّ فا ّ
ن المنافقين و منهم الخلفاء الثلثة لم يكونوا ل هذه الصحيحة على أ ّ ي قطعا فحينئذ تد ّ
نفسان ّ
مأمورين بالمامة و ل ساير الفروع ،و مقتضى هذا أّنه لم يكههن عليهههم اثههم فههي غصههب
سلم و غصههب الخلفة و ساير ما فعلوه بالّنسبة إلى أهل البيت من ضرب فاطمة عليها ال ّ
حّقها و إضرام الّنار حههول بيتههها و إلقههاء الحبههل علههى رقبههة مولينهها أميههر المههؤمنين عليههه
سلم و غير ذلك مّما فعلوه بالّنسبة إليهههم و إلههى غيرهههم مههن البههدع اّلههتي ابتههدعوها فههي ال ّ
الّدين و تضييع دين خاتم الّنبيين و سهّيد المرسههلين ،و كههذا مهها فعلههه يزيههد و سههاير جنههود
المخالفين مع سبط الّرسول المين و ما فعله المخالفون بالنسبة إلى شيعتهم و غير ذلههك ،
و في جميع ذلك لم يكونوا مأثومين أصل بل هههم و غيرهههم مههن الكّفههار اّلههذين لههم يصههدر
ل و رسوله ،و ذلك منهم شيء من ذلك متساويين في عقاب واحد ،و هو عدم اليمان با ّ
ل و رسوله و معرفة حّقهما فاّنهم من حيث عدم تصديقهم ّ
] [ 350
ل و رسههوله ،و يعههرف حّقهمهها ،و ذلههك فكيف يجب عليه معرفة المام و هو ل يؤمن با ّ
ن مقتضههاها أ ّ
ن بالّتقريب الذى تقّدم ،و نزيد حينئذ وجههه دللتههه علههى ذلههك هنهها فنقههول :إ ّ
ل و رسوله و هو على ما عرفوه و ورد به الخبر و قد الّتكليف بالمامة فرع اليمان با ّ
] [ 351
صلة هو القرار بالّلسان و التصديق بالجنان و العمههل بالركههان و ذكره في أّول كتاب ال ّ
ق الخلفههاء الثلث لعههدم تصههديقهم بالجنههان ،هههذا أ ن ذلههك لههم يتحّقههق فههي حه ّ
ل ريب في أ ّ
له عليههه و آلههه و سهّلم و الكاسههرينن الكّفار المحاربين للّنههبي صهّلى ا ّ فتجّوز أّيها العاقل أ ّ
ل عليه و آلههه و المتص هّدين ليقههاع البليهها ولسنانه و القاتلين للمسلمين في زمنه صّلى ا ّ
له عليههن دعاءه صّلى ا ّ المحن عليه أن يكونوا في جميع ذلك معذورين غير مأثومين و أ ّ
ن المنشأ هههو عههدم القههرار و آله عليهم في بعض الحروب كان عبثا و لغوا بل منشاء و أ ّ
له عليههه و آلههه و سهّلم عليهههم فههي ذلههك الحيههن خاصّههة دونمع أّنه ل وجه لدعائه صّلى ا ّ
غيرهم أولهم في غير تلك الحال .
ن الجزية واجبة على جميع ن هذه الصحيحة معارضة بما في التهذيب في باب أ ّ و رابعا أ ّ
ي بن إبراهيههم عههن أبيههه عههن حمههاد عههنأهل الكتاب عن محّمد بن يعقوب الكليني عن عل ّ
سلم عن صدقات أهل الّذّمة و ما يؤخذ من جزيتهههم ل عليه ال ّ
حريز قال :سألت أبا عبد ا ّ
سهلم :عليههم الجزيهة فهي من ثمهن خمهورهم و لحهم خنهازيرهم و ميتتههم ،قهال عليهه ال ّ
أموالهم يؤخذ منهم من ثمن لحم الخنزير أو خمر كل ما أخذوا منهم من ذلههك فههوزر ذلههك
عليهم و ثمنه للمسلمين حلل ،يأخذونه في جزيتهم .
و هذا الخبر ليس في سنده من يتوّقف فيه سوى إبراهيم بههن هاشههم و هههو علههى المشهههور
ل و ارتضهاه ثقهة ،و خرين كمها ذكهره المسهتد ّ حسن كالصحيح و عند المحّققين مهن المتهأ ّ
سند ل يتوّقف فيه صحيح ،هذا مع أّنههه لههم سند المشتمل عليه إذا كان الباقي من رجال ال ّ ال ّ
له سهعيهم ،فالحهديث خر و أصحابنا شكر ا ّ يقل بهذا الصطلح الذى تصّدى لنا سلبه متأ ّ
جة عنده و لو كان راويه من أكذب البرّية و صّرح بكههذبه الئمههة و تصههحيح سههنده مّنهها حّ
سند بعد وقوع المعارضههة صحة فى ال ّي و سّد لباب فرار الخصم لو اّدعى مراعاة ال ّ تبرع ّ
حة سنده كما ترى صريح في ثبوت الوزر عليهههم فههي ح سنده ،و مع ص ّ بينه و بين ما ص ّ
ل ثمنه في مّلة السلم و مع ثبوت الوزر عليهم في ذلك يثبت في استحللهم ثمن ما ل يح ّ
سك بههها فههي اثبههات المعاصى اّلتي ذكرناها اّلتي هى أشّد منها و مقتضى الولوّية اّلتي تم ّ
مطلبه ثبوت الوزر عليهم في المعاصى التي هى أشّد بطريق الولوّية هذا ،مضههافا إلههى
عدم القول بالفصل
] [ 352
قال المحّقق الثاني المحقق الشيخ على بعد ذكر هذا الخبر :
ن مهها
ن الكافر يؤخذ بما يسههتحّله إذا كههان حرامهها فههي شههريعة السههلم و أ ّ
فيه دللة على أ ّ
ل حلل علينا و إن كان ذلك الخذ حراما عندنا . يأخذونه على اعتقاد الح ّ
و مراده بقوله :يؤخذ بما يستحّله المؤاخههذة عليههه و ايجههاب ذلههك العقههاب ل أخههذ الجزيههة
لتبادر الّول من العبارة .
و به اعترف من كتاب الّزكاة في مسألة استحباب ما سوى الّزكههاة مههن الحقههوق الههتي فههى
ضغث بعد الضغث و الحفنههة بعههد الحفنههة يههوم الجههذاذ حيههث إنههه مههن القههائلين المال من ال ّ
سههلم
بالستحباب مستندا إلههى روايههة معاويههة بههن شههريح قههال :سههمعت الصههادق عليههه ال ّ
ق تعطيه . ق تؤخذ به و ح ّ
يقول :في الّزرع ح ّ
حيث قال :المتبادر من ههذه العبهارة العقهاب علهى تركهه ،و ههو كنايهة عهن الوجهوب و
اللزام به شرعا .
و استشهد لذلك بما في المصباح المنير من قوله :و أخذ بذنبه ،عاقبه عليه ،
ل على أّنهم مكّلفون بشريعة السلم و فروعها زيادة على اليمان قوله عّز من قههائل و يد ّ
ل و ل يدينون دين ل و ل باليوم الخر و ل يحّرمون ما حّرم ا ّ
:قاتلوا الذين ل يؤمنون با ّ
ق من الذين اوتوا الكتاب حّتى يعطوا الجزية عن يدوهم صاغرون الح ّ
] [ 353
ل ه و الّتههدين
ل تعالى إلى ظهور هذه الية في كونهم مكّلفين بتحريم ما حّرم ا ّ انظر اّيدك ا ّ
بدين الحق بل و صراحتها في ذلك ،فاّنهم لو لههم يكونههوا مكّلفيههن بههذلك لمهها كههان لرداف
ل و ل بههاليوم الخههر و ل ،إلى آخههره بقههوله :ل يؤمنههون بهها ّ
قوله :ل يحّرمون ما حّرم ا ّ
إيراد ذلك في بيان منشاء مقابلتهم و أخذ الجزية منهم وجه ،إذ كان عدم اليمان كافيا في
له عههن ذلههك ذلك ،فيصير الرداف المذكور لغوا بحتا و خاليا عن الفايدة بالمّرة تعههالى ا ّ
علّوا كبيرا .
له
ل إلها آخر و ل يقتلون الّنفهس اّلهتي حهّرم ا ّ و قال سبحانه أيضا و الذين ل يدعون مع ا ّ
ل بالحق و ل يزنون و من يفعل ذلك يلق أثاما .يضاعف لههه العههذاب يههوم القيامههة انظههر إّ
إلى صراحة هذه الية أيضا فجعل العذاب المضاعف جزاء لهم على الفعال المذكورة و
ن كل من المور المههذكورة يصههير سههببا لضههعف من جملتها قتل النفس و الّزنا ،فلو ل أ ّ
العذاب يوم القيامة أو المجموع من حيث المجموع لما كان لتأخير الشارة أى لفظة ذلههك
عن جميع ذلك وجه ،بل كان المناسب بهل اللزم دفعها لتهوّهم الشهتراك إردافهها بهالمر
سببّية .
شرك ليفيد إنفراده في ال ّالّول فقط و هو ال ّ
ى عاقههل
صحيحة يوجب رّدها بأجمعههها و أ ّ و اليات الظاهرة في ذلك كثيرة ،و العمل بال ّ
سهلم فهي أخبهار كهثيرة مستفيضهة بالخهذ بمها وافهق يرضهى بههذا و قهد أمهروا عليههم ال ّ
صحيحة الموافقة له و هى مهها الكتاب ،و هذه الخبار متلّقاة بالقبول حّتى عند المستدلّ فال ّ
جح على الصحيحة المخالفة له و هى ما ذكرها . ذكرناها تر ّ
له العههالم و
ل و ذكره ،بههل المههراد منههها و ا ّ الذى يفهم من الصحيحة غير ما فهمه المستد ّ
ل و رسهوله إلهى معرفهة المههام ن مخاطبة الكّفار المنكرين غير المقّريههن بها ّ
قائله أعلم :أ ّ
الذى هو نائبه و خليفته و من تجب إطاعته و توجيه الخطهاب بههذلك إليهههم يكههاد أن يكهون
ذلك لغوا ،و ذلك ل يستلزم عدم إرادتها و مطلوبّيتها منهم .
] [ 354
و لذلك مثال في العرف كأن يكون لشههخص عبههد ل يطيعههه و يعصههيه فل يههأمره باطاعههة
جهههه ل يطيعههه جزمهها ،وكيله مثل ،و ل يوجه إليه الخطاب باطاعة الوكيل مع أّنه لههو و ّ
ن ذلههك ل يههوجب عههدم المطلوبّيههة منههه و عههدم إرادتههه علههى وجههه الوجههوب و اللههزوم
فهها ّ
ى.
ل عليه المر الخطاب ّ لينحصرا فيما د ّ
ن المر بالشيء عند المحّققيهن ل يسهتلزم المهر بمها ههو مقّدمهة و لذلك مثال آخر و هو أ ّ
ن الخطههاب لوجوده ،و يقولون بعدم حرمته مههن حيههث إّنههها مقّدمههة و مههع ذلههك يقولههون إ ّ
بالباحة و عدم الحرمة يكون لغههوا و إن كههان مهها تضهّمنه الخطههاب حّقهها ،و يكههون مثلههه
ن الّنائم ل يبصر و السود الّزنجى ل يعلم الغيوب و أمثال ذلك ، كبيان الواضحات مثل أ ّ
جه الخطاب من حيث القبح في الصدور ل يسههتلزم عههدم مهها تضهّمنه لههو صههدر و فعدم تو ّ
قبحه و ذلك واضح ل يخفى .
و منها ما رواه الثقة الجليل أحمد بن أبيطالب الطبرسي في الحتجاج عن أمير المههؤمنين
سلم في حديث الّزنديق الذى جاء إليه مستّدل عليه بآى القههرآن قههد اشهتبهت حيهث عليه ال ّ
سلم :
قال عليه ال ّ
ل ،فلّما أقّروا لا ّفكان أّول ما قّيدهم به القرار بالوحدانّية و الّربوبّية و شهادة أن ل إله إ ّ
ل عليههه و آلههه بههالّنبوة و الشهههادة بالّرسههالة ،فلّمهها انقههادوا
بذلك تله بالقرار لنبّيه صّلى ا ّ
ج ،الحديث . لذلك فرض عليهم الصلة ثّم الصوم ثّم الح ّ
جيته بحسب السند حيث إّنه ليس من أخبار الكتب التي يدعى قطعّيتها ،
و فيه بعد تسليم ح ّ
ن التكليفات في صدر السلم و أّول البعثة صدرت تدريجا و لم ينسخ أّ
] [ 355
ل النزاع في شههيء ، الشريعة السابقة دفعة ،بل إّنما نسخ شيئا فشيئا ،و ليس ذلك من مح ّ
ل عليه و آله و سّلم لههم فاّنه ل ريب أّنهم متعّبدون بشريعتهم السابقة ،و لكن الّنبي صّلى ا ّ
ينسخها عنهم دفعة بل أبقاهم فههي أّول الشههريعة علههى شههريعتهم و نسههخ منههها شههيئا فشههيئا
فأوجب عليهم بعض التكاليف تدريجا ،و ذلك ل يستلزم عدم كونها مكّلفين بالتكاليف فههي
شريعتنا بعد انتساخ شريعتهم ،قال :
سههلم
ى بن إبراهيم القّمى في تفسيره عن الصههادق عليههه ال ّ
و منها ما رواه الثقة الجليل عل ّ
في تفسير قوله تعالى و ويل للمشركين اّلذين ل يؤتون الّزكوة و هم بالخرة هههم كههافرون
سلم :حيث قال عليه ال ّ
ل طلب من المشركين زكاة أموالهم و هم يشركون به حيث يقههول : ل عّز و ج ّ نا ّأ ترى أ ّ
له العبههاد
و ويل للمشركين الذين ل يؤتون الّزكوة و هم بالخرة هم كافرون ،إّنما دعى ا ّ
ل و رسوله افترض عليهم الفرض . لليمان به فاذا آمنوا با ّ
قال المحّدث الكاشاني في كتاب الصافي بعد نقل الحديث المذكور :
سند الحمل على الّتقّية لكونه مذهب أبي حنيفة كمهها اعههترف ،و هههو قههد
و فيه بعد تسليم ال ّ
سلم و من تلمههذته ،و مههذهبه كهان مشهههورا بينهههم
كان في زمان مولينا الصادق عليه ال ّ
في زمانه .
و الشاهد على الحمل على الّتقّية و تعّينه أّنه مع عدم هذا الحمههل يلههزم مناقضههة مضههمون
ن المراد بالمشههركين هههم الكّفههار الههذين ل يؤمنههون
ص الية ،فاّنها صريحة فى أ ّ
الخبر لن ّ
بالخرة حيث وصفهم فيها بقوله :و هم بالخرة هم كافرون .
ن مورد الية إّما المسلمون أو الذين ل نعرفهم أول مورد لههها ، و حينئذ فمقتضى الخبر أ ّ
و الخيههران بههاطلن جزمهها و كههذلك الّول لّنههه يلههزم أن يكههون المسههلمون و المؤمنههون
مشركين كافرين بيوم الخر ،فيحكم بنجاستهم و كفرهم و عدم قربهم من المسجد الحرام
ل في الحكم و غير ذلك من أحكام الكفر ،كما فعل ذلك المستد ّ
] [ 356
بكفر المخالفين من حيهث إطلق الكفهر عليههم فهي الخبهار و جعلههم بهذلك كفهارا حقيقهة
بالكفر المقابل للسههلم فههاذا كههان مههؤمن ل يههؤتى الّزكههاة يلههزم الحكههم بكفههره و شههركه و
ل ،هذا .
ل و عند الك ّ
ى الفساد عند المستد ّ نجاسته و استحقاقه للخلود في النار و هو قطع ّ
ن الشرك و الكفر بالخرة الواقعين في الية وصفا لمن ل يؤتي الزكههاة حقيقههة فيمههن
مع أ ّ
صدر عنه هذان الوصفان ،و ليس المسلم كذلك جزما و وجدانا ،
و حينئذ فالعمل بالخبر يستلزم إلغاء الية و عدم وجود مصداق لها أو القول بكفههر مههن ل
يؤت الّزكاة من المؤمنين و شركه و ترّتب أحكامهما عليه و ل أراه يقول به .
و بالجملة ظاهر الخبر مناقض لصههريح اليههة و قههد قههالوا فههي أخبههار كههثيرة :مهها خههالف
ى مخالفة أشّد من هذه المخالفة . الكتاب فاضربوه على الحائط ،و أ ّ
و لو قيل بكون هذا الخبر تفسيرا لها و وجوب المصير إليه لزم منه طرح تلك الخبههار و
يلزم منه أن ل يوجد مصداق تلك الخبار المرة لضرب المخالف للقرآن على الحههائط إذ
ى خبر يعلم منهل خبر مخالف يحتمل أن يكون تفسيرا للقرآن و إن لم يرد في تفسيره فأ ّ كّ
المخالفة للقرآن .
ل رأس ك ه ّ
ل و بمقتضى جميع ما ذكر يتعّين الحمل على التقّية اّلتي هي بههاعتراف المسههتد ّ
آفة و بلّية .
مع أّنه يحتمل أن يكون المراد بهذا الخبر ما قّدمناه في العتراض على الخههبر الّول مههن
جه الخطاب إليهم ل ينافي مطلوبّيته منهم ،أو ما قهّدمناه فهي العهتراض علهى ن عدم تو ّ
أّ
الخبر الثاني من أّنهم فههي صههدر السههلم و أّول البعثههة لههم يههؤمروا بههذلك ،و إّنمهها كّلفههوا
ل ه العبههادسلم في آخر الخبر :إّنما دعهها ا ّ بالتكاليف شيئا فشيئا ،و إليه يشير قوله عليه ال ّ
لليمان ،و على ذلك فل دللة فيه على ما رامه .
له و
سلم في تفسهير قهوله تعهالى أطيعهوا ا ّ
ل على ذلك ما ورد عن الباقر عليه ال ّ
و مما يد ّ
خص في أطيعوا الّرسول و ُاولى المر منكم حيث قال :كيف يأمر بطاعتهم و ير ّ
] [ 357
سههلمأقول :تمام الحديث ما رواه في الكافي عن بريد العجلى قال :تل أبو جعفر عليه ال ّ
ل و أطيعوا الّرسول و اولى المر منكم فان خفتم تنازعا في المر فارجعوه إلى أطيعوا ا ّ
خههص فههي ل و إلى الّرسول و إلى اولى المر منكم ،ثّم قال :كيف يأمر بطههاعتهم و ير ّ ا ّ
ل و أطيعوا الّرسول .
منازعتهم إنما قال ذلك للمأمورين الذين قيل لهم أطيعوا ا ّ
صل معناه أّنههه كههان فههي ل بوجه ،بل مح ّ و هو كما ترى ل دللة فيه على ما رامه المستد ّ
ن قههوله
سلم فارجعوه مكان فرّدوه و يحتمل أن يكون تفسههيرا لههه كمهها أ ّ مصحفهم عليهم ال ّ
فان خفتم تنازعا للمر تفسير لقوله فان تنازعتم في شيء ،و يستفاد منههه أيضهها أّنههه كههان
ل على أّنه ل يدخل اولوا المر في المخههاطبين في مصحفهم و إلى اولى المر منكم ،فيد ّ
سرون من المخالفين ،فقوله : بقوله :إن تنازعتم ،كما زعمه المف ّ
الثالث لزوم تكليف ما ل يطاق إذ تكليف الجاهل بما هو جاهل به تصّورا و تصديقا عيههن
تكليف مها ل يطهاق ،و ههو مّمها منعتهه الدلهة العقلّيهة و الّنقليهة لعيهن مها تقهّدم فهي حكهم
معذورية الجاهل ،و إليه يشير كلم الذخيرة في مسألة الصلة مع الّنجاسههة عامههدا حيههث
نقل عن بعضهم الشكال في إلحاق الجاهل بالعامد ،و قال بعده :
ل لههزم تكليههف
ن التكليف متعّلق بمقّدمات الفعل كالّنظر و السعى و التعّلم ،و إ ّ
و الظاهر أ ّ
الغافل أو التكليف بما ل يطاق ،و العقاب يترّتب على ترك النظههر » إلههي أن قههال « و ل
يخفى أّنه يلزم على هذا أن ل يكون الكّفار مخاطبين بالحكام و إّنما يكونون
] [ 358
ل عنهههم و تحقيههق
مخاطبين بمقّدمات الحكام ،و هذا خلف ما قّرره الصحاب رضي ا ّ
المقام من المشكلت .
ل سبحانه فيما ذكره بعد ورود الخبار بمعذورّية الجاهل حسبما مهّر ،و ل إشكال بحمد ا ّ
شهرة في جميع الحكام ورودها بخصوص الكافر كما نقلنا هنا ،و لكّنهم يدورون مدار ال ّ
و إن خلت عن الّدليل في المقام سّيما مع عدم الوقوف علههى مهها يضههاّدها مههن أخبههار أهههل
سلم .الذكر عليهم ال ّ
و ثانيا إن كان مههراده بههذلك الجاهههل المستضههعف الههذى ل يعههرف السههلم ،و لههم يسههمع
صيته أصل فل كلم فيه .
و إن أراد من سمع صيت السلم و عرفه فل نسلم أّنههه جاهههل تصهّورا و تصههديقا بههل ل
شرايع الموظفة و لو إجمال .
ريب أّنه عالم بال ّ
نعم ليس عالما بذلك تفصيل فهو متصّور لما في السلم من شريعة و أحكام كما أّنا مثل
ن لهم شرايع و أحكامهها و إن كّنهها جههاهلين بههذلك تفصههيل ،و
عارفون بدين أهل الكفر و أ ّ
هذا القدر من العلم يكفى .
ن أصحابنا ل يعذرون الجاهل في الحكام نظرا إلى علمه بذلك إجمههال و لههو لههم و لذلك ا ّ
ل و رسههوله بمعرفههة المههام و الفههروع أصههل
يكف هذا المقدار لزم أن ل يكّلف المقهّر بهها ّ
ج و ل يعاقب بتركها أيضا ،و يكون المر بالمعرفة الههواردة صلة و الّزكاة و الح ّحّتى ال ّ
في الخبار ليس فيه فايدة ،و من الفروع وجوب تحصههيل المعرفههة بالحكههام و علههى مهها
ذكههره يلههزم أن ل يكونههوا مكّلفيههن ،و هههو مّمههن يقههول بوجههوب تحصههيل المعرفههة علههى
المسلمين .
و على قوله لم يكن فرق بينها و بين ساير الواجبات و المحّرمات إذ الجهل الذى هو عّلههة
لعدم تعّلق التكليف بما وراء المعرفة من حيث استلزامه التكليف بما
] [ 359
ح ما ذكر يلزم قبح التكليف بالصول أيضا لّتحاد العّلة بل ازديادههها فيههها ،
مع أّنه لو ص ّ
ن من تيّقن بطلن السلم فضل عن أن يجهله مكّلههف بالصههول جزمهها فتكليههف و ذلك فا ّ
من هو جاهل بها أولى كما ل يخفى .
و يلزم على ذلك خروج اكثر الكفههار لههو لههم يكههن كّلهههم عههن التكليههف بالسههلم لسههتحالة
ل من ش هّذ مههتيّقن بههدينه
ل من دان بدين إ ّ
نكّ تكليف الجاهل فضل عن العالم ،و ل ريب أ ّ
حته ،ففي حال الجزم و اليقين كيف يكّلف بههالعلم ببطلن مهها علمههه و فسههاد مهها جازم بص ّ
تيّقن به .
ل ل يقول به ،
ن المستد ّ
و بذلك يظهر أّنهم ليسوا مكّلفين بالصول و الحال أ ّ
و ليت شعرى كيف ل يلتزم به مع اقتضاء دليله ذلك و جريانه فيه بل أولى بالجريان كما
عرفت ،هذا .
ن الكهافر غيهر
و قد يقّرر هذا الّدليل أعني لزوم التكليف بما ل يطهاق بهوجه آخهر و ههو أ ّ
صحيحة المشروطة باليمان . قادر على التيان بالعبادة ال ّ
و اجيب عنه بأّنا نقول اّنهم مكّلفون بههالفروع حههال الكفههر ل بشههرط الكفههر فههالكفر ظههرف
للّتكليف ل للمكّلف فل يلزم التكليف بما ل يطاق .
الخامس اختصاص الخطاب القرآنى بالذين آمنوا ،و ورود يا أّيها الّناس في بعض و هو
ل يحمل على المؤمنين حمل للمطلق على المقّيد و العام على الخاص كما هو القاعههدة الق ّ
المسّلمة بينهم .
] [ 360
ععععع
صلة و حههافظوا عليههها ،و اسههتكثروا منههها ،و تقّربههوا بههها فاّنههها كههانت علههى تعاهدوا ال ّ
المؤمنين كتابا موقوتا ،و قد علم ذلك الكّفار حين سئلوا ،ما سلككم في سقر قالوا لههم نههك
من المصّلين و قد عرف حّقها من طرقها و أكرم بها من المؤمنين الذين ل يشههغلهم عنههها
ل :رجال ل تلهيهم تجههارة و ل عّز و ج ّ زين متاع و ل قّرة عين من مال و ل ولد يقول ا ّ
ل عليه و آله و س هّلم منصههبا ل صّلى ا ّ صلوة ،و كان رسول ا ّ ل و إقام ال ّ
ل بيع عن ذكر ا ّ
صلوة و اصطبر ل :و أمر أهلك بال ّ 1لنفسه بعد البشرى له بالجّنة من رّبه فقال عّز و ج ّ
عليها ،الية ،فكان يأمر بها أهله و يصبر عليها نفسه .
ن الزكاة جعلت مع الصلة قربانا لهل السلم على أهل السههلم ،و مههن لههم يعطههها ثّم إ ّ
طيب الّنفس بها يرجو بها من الّثمن ما هو أفضل منها فاّنه جاهههل بالسههنة مغبههون الجههر
له
ل و الرغبهة عّمها عليههه صههالحو عبهاد ا ّل عّز و ج ّ
ل العمر طويل الّندم بترك أمر ا ّضا ّ
ل :و من يّتبع غير سبيل المؤمنين نوّله ما توّلى من المانههة فقههد خسههر ل عّز و ج ّ
يقول ا ّ
سهماوات المبنّيهة و الرض المههاد و ل عملههه عرضههت علهى ال ّمن ليس مهن أهلههها و ضه ّ
الجبال المنصوبة فل أطول و ل أعرض و ل أعلى و ل أعظم و لو امتنعن » امتنعههت خ
ل « من طول أو عرض أو عظم أو قّوة أو عّزة امتنعن ،و لكن أشفقن من العقوبة .
ن الجهاد أشرف العمال بعد السلم ،و هو قوام الّدين و الجر فيه عظيم مع العههّزة ثّم إ ّ
شهادة و بالّرزق غدا عند الّرب
و المنعة و هو الكّرة فيه الحسنات و البشرى بالجّنة بعد ال ّ
ن الذين قتلوا
ل :و ل تحسب ّ
ل عّز و ج ّ
و الكرامة يقول ا ّ
-----------
) ( 1هه ههههه .
] [ 361
ق للجهاد و المتوازرين على الضلل ضلل في ن الّرعب و الخوف من جهاد المستح ّ ثّم إ ّ
صغار ،و فيه استيجاب النههار بههالفرار مههن الّزحههف عنههد ل و ال ّ
الّدين و سلب للّدنيا مع الذ ّ
ل :يا أّيههها الههذين آمنههوا إذا لقيتههم الههذين كفههروا زحفهًا فل
ل عّز و ج ّ حضرة القتال يقول ا ّ
لدبار .
توّلوهم ا َ
صههبر عليههها كههرم و سههعادة ،و ل في هذه المواطن اّلتي ال ّ ل عّز و ج ّ فحافظوا على أمر ا ّ
ل ل يعبأ بمهها العبههاد
ل عّز و ج ّنا ّ
نجاة في الّدنيا و الخرة من فظيع الهول و المخافة ،فا ّ
مقترفون ليلهم و نهارهم لطف به علمهها ،و كههان » كههل خ ل « ذلههك فههي كتههاب ل يضه ّ
ل
رّبى و ل ينسى ،فاصبروا و صابروا و اسألوا الّنصر ،و وطنوا أنفسههكم علههى القتههال و
ل مع اّلذين اّتقوا و اّلذينهم محسنون .
نا ّ ل ،فا ّ
ل عّز و ج ّ
اّتقوا ا ّ
عععع
قوله :من طرقها ،لعّله من الطروق بمعنى التيان بالّليل أى واظب عليها فههي الّليههالى و
قيل :أى جعلها دأبه و صنعته من قولهم هذا طرقة رجل أى صنعته .
و ل يخفههى مهها فيههه و ل يبعههد أن يكههون تصههحيف طهّوق بههها علههى المجهههول أى ألزمههها
طوق بقرينة اكرم بها على بناء المجهول أيضا . كال ّ
قوله على أهل السلم ،الظاهر أّنه سقط هنا شيء قوله :من المانة ،لعّلههه بيههان لسههبيل
سههلم و هههي المانههة المؤمنين ،أى المههراد بسههبيل المههؤمنين وليههة أهههل الههبيت عليهههم ال ّ
المعروفة .
سلم :و هو الكّرة ،أى الحملة على العدّو و هي في نفسها أمر مرغوب فيههه قوله عليه ال ّ
ل مّرة واحدة و حملة فيها سعادة البد ،و يمكن أن يقرء الكّرة بالهاء ،
اذ ليس هو ا ّ
أى هو مكروه للطباع فيكون إشارة إلى قوله تعالى :كتب عليكم القتال و هو كره لكم ،و
لعّله أصوب .
] [ 362
و قال الجوهرى :زحف إليه زحفا ،مشى و الّزحف الجيش يزحفون إلى العدّو ،و قوله
:لطف به ،الضمير راجع إلى الموصول في قوله :ما العباد مقترقون .
ععععععع
از جمله كلم بلغت نظام آن امام است وصّيت ميكرد با آن أصحاب خود را مىفرمود
:
مواظبت نمائيد بأمر نماز و محافظت نمائيد بر آن و بسيار كنيد از گههذاردن آن و تقهّرب
جوئيد بدرگاه پروردگار با آن ،پس بدرستى كه بوده است آن نمههاز بههر مههؤمنين فههرض
واجب ،آيا گوش نميكنيد بسوى جواب اهل آتههش وقههتى كههه سههؤال كههرده شههدند كههه چههه
باعث شد بآمدن شما در دوزخ ،گفتند نبوديم ما در دنيا از نماز گذارندگان ،و بدرستى
كه آن نماز مىريزد گناهانرا مثل ريختن برك از درختان و بر ميدارد قيد گناهان را از
گردن گناه كاران مثل برداشتن بند ريسمان از گردن حيوان .
ل ه و سههلمه و تشبيه فرموده است نمازهاى پنج گانه را حضههرت رسههالتمآب صههلوات ا ّ
عليه و آله بچشمه آب گرمى كه باشد در خانه مرد پس بشويد آن مههرد بههدن خههود را در
آن چشمه در روز و شب پنچ دفعه ،پس نزديك نيست كه باقى ماند بر بدن او چركى و
كثافتى ،و بتحقيق كه شناخت قدر نماز را مردانى از مؤمنين كه مشغول نميكنههد ايشههان
را از آن نمههاز زينههت متههاع دنيهها و نههه چشههم روشههنى از اولد و نههه مههال آن ميفرمايههد
حقتعالى در شان ايشان :رجال ل تلهيهم الية ،يعنى تسبيح كند خداوند را مردانههى كههه
مشغول نمىنمايد ايشان را تجارت و خريد و فروش از ذكر پروردگار و از اقامه نماز
و از دادن زكاة و بود حضرت رسههول خههدا بغههايت متحمههل بمشهّقت و زحمههت نمههاز بهها
وجود اينكه بشارت بهشت داده بود او را بجهت فرمايش خههدا كههه خطههاب فرمههود او را
كه :امر كن اهل خود را بنمههاز و صههبر كههن برحمههت آن ،پههس بههود آن بزرگههوار امهر
مىفرمود اهل خود را و وادار مينمود نفس خود را بر آن .
] [ 363
پس از آن بدرستيكه زكاة گردانيده شده با نماز مايه تقّرب خدا از براى اهل اسههلم پههس
كسيكه عطا نمايد زكاة را در حالتى كه با طيب نفس بدهد آنرا پس بدرستى كه باشههد آن
از براى او كّفاره گناهان و حاجب و مانع از آتش سوزان ،
پس البّته نبايد احدى چشمش بر پشت آن بدوزد ،و البتهه نبايهد غمگيهن و پريشهان شهود
بآن از جهت اين كه هر كسى كههه بدهههد زكههاة را بهها وجههه إكههراه و عههدم طيههب نفههس در
حالتى كه اميههدوار باشههد بجهههت دادن آن ثههوابى را كههه أفضههل باشههد از آن پههس آن كههس
جاهلست بسّنت ،مغبونست در اجههرت ،گمراهسههت در عمههل ،دراز اسههت پشههيمانى و
ندامت آن .
پههس از آن أداء أمههانت اسههت پههس بتحقيههق كههه نوميههد شههد كسههى كههه نبههوده از أهههل آن ،
بدرستيكه آن امانت اظهار شد بر آسمانهاى بنا شده ،و بر زمينهاى فرش شده ،
و بر كوههائى كه صاحب بلندى و منصوبست بر زمين ،پس نيست هيچ چيههز درازتههر
و پهنتر و بلندتر و بزرگتر از آنها ،و اگر امتناع مىنمههودى چيههزى بجهههت درازى يهها
پهنى يا بجهت قّوت يا عّزت هر آينه آنههها امتنههاع ميكردنههد ،و لكههن ترسههيدند از عههذاب
پروردگار ،و فهميدند چيزى را كه جاهل شههد بههآن كسههيكه ضههعيفتر از ايشههان بههود كههه
عبارت باشد از انسان ،بدرستى كه آن انسان بسيار ظالمست بسيار نادان ،
بدرستى كه خداى تعالى مخفى نمىماند بر او چيههزى كههه بنههدگان كسههب نماينههد آنههرا در
شب و روز خودشان ،لطيف خبير است بههه كههار ايشههان ،و محيههط اسههت بهها علههم خههود
بآن ،
أعضاء شما شاهدان اويند ،و جوارح شما لشكران او ،و قلبهاى شما جاسوسان او ،
] [ 364
ل ما معاوية بأدهى مّني ،و لكّنه يغههدر و يفجههر ،و لههو ل كراهّيههة الغههدر لكنههت مههنوا ّ
ل غههادر لههواء يعههرف بهههل فجرة كفرة ،و لكه ّ ل غدرة فجرة ،و ك ّ نكّأدهى الّناس ،و لك ّ
شديدة .
ل ما أستغفل بالمكيدة ،و ل أستغمز بال ّيوم القيامة ،و ا ّ
ععععع
) الّدهي ( بسكون الهاء و الّدهاء الفكر و الرب و جودة الّرأي و ) غدر ( غدرا من باب
ضرب و نصر نقض عهده و ) فجر ( يفجر من بههاب قتههل و ) الغههدرة ( و ) الفجههرة ( و
) الكفرة ( كّلها في بعض النسخ بفتح الفاء و سكون العين وزان تمرة فالّتاء للمّرة ،
و في بعضها بتحريك الفاء و العين وزان مردة فيكون جمع غادر و فاجر و كافر ،و في
بعضها بضّم الفاء و فتح العين وزان همزة فالّتاء للمبالغههة أى الكههثير الغههدر و الفجههور و
الكفر ،فان أسكنت العين فالبناء للمفعول تقول :رجل سخرة ،كهمزة يسخر من الناس ،
و سخرة كغرفة من يسخر منه .
) و ل أستغمز ( بالزاء المعجمة من الغمز و هو العصر باليد يقال غمزه غمزا مههن بههاب
ضرب ،و الغمز محّركة الّرجل الضعيف قال الشارح البحراني :و روى بالّراء المهملة
أى ل استجهل بشدايد المكايد ،انتهى .و لعّله من الغمر بالتحريك و هههو مههن لههم يج هّرب
المور و الّول أصوب و أنسب .
] [ 365
ععععععع
الباء في قوله :بأدهى زايدة في الخبر جىء بها لتأكيد معني الّنفي كما فههي قههوله تعههالى و
ل بغافل عّمها تعملهون و قهوله :بالشهديدة ،صهفة محذوفهة الموصهوف أى بالهّدواهى ما ا ّ
الشديدة و نحو ذلك .
عععععع
ل ما معاوية بأدهى مّني ( أي ليس بأجود رأيا و أحسن تدبيرا و أبعد غورا و أعمق )وا ّ
سههر الهّدهاء بخصههوص اسههتعمال العقههل و الهّرأى فيمهها ل فكرا و أشّد دهاء مّنههي ،و إن ف ّ
سههلمينبغي فعله من المور الّدنيوّية المعّبر عنه بالّنكراء فل ب هّد مههن جعههل قههوله عليههه ال ّ
أدهى بمعنى أعرف بطرق الّدهاء و أبصر بها ،لعدم اّتصافه بالّدهاء بهذا المعنى فضههل
عن كونه أدهى .
) و لكّنه يغدر و يفجر ( أى يستعمل الغدر فههي امههوره السّياسهّية فيزعههم أهههل الجهههل أّنههه
أدهى .
و قوله :و يفجر ،إشارة إلى نتيجة الغدر يعنهي أّنهه مهن أجهل إقهدامه علهى الغهدر يكهون
ن الغدر مقابل الوفاء ،و الوفاء فضيلة داخلة تحت العّفة ،
فاجرا ،و ذلك ل ّ
و لقد أصبحنا في زمان قد اّتخذ أكثر أهله الغدر كيسا و نسبهم أهل الجهل فيه إلههى حسههن
ل قد يرى الحّول القّلب وجه الحيلة و دونهالحيلة ،ما لهم قاتلهم ا ّ
] [ 366
ما العقل ؟ قال :ما عبد به الّرحمن و اكتسب بههه الجنههان ،قههال :قلههت :فاّلههذى كههان فههي
شيطنة ،و هي شبيهة بالعقل و ليست بالعقل . معاوية ؟ فقال :تلك النكراء تلك ال ّ
ن اّتصاف معاوية بالّدهاء من جهة عدم مبالته بالغههدر و الفجههور ،عّقبههه و لّما نّبه على أ ّ
سلم به مع كونه أعرف و أغدر به منه فقال بالّتنبيه على ما هو المانع من اّتصافه عليه ال ّ
:
و المراد بالكراهة هنا الحرمة ل معناها المعروف في مصطلح المتشّرعة كما صهّرح بههه
في عبارته اّلتي نقلناها آنفا من الخطبة الحادية و الربعين أعني قوله :
ل و نهيههه فيههدعها رأى عيههن بعههد
قد يرى الحّول القّلب وجه الحيلة و دونه مانع من أمر ا ّ
القدرة عليها .
ي بن إبراهيم عن أبيه عههن ابههن أبههى عميههر عههنو أصرح منه ما رواه فى الكافى عن عل ّ
ن المكر و الخديعة فههى سلم :لو ل أ ّ
هشام بن سالم رفعه قال :قال أمير المؤمنين عليه ال ّ
الّنار لكنت أمكر الّناس .
ل فجرة كفرة ( و قد روى نظير هههذه ل غدرة فجرة و ك ّو أصرح منهما قوله ) :و لكن ك ّ
سلم فى الكافى باسناده عن الصبغ بن نباته قال :قال أمير المههؤمنين العبارة عنه عليه ال ّ
سلم ذات يوم و هو يخطب على المنبر بالكوفة :أّيها الناس لههو ل كراهّيههة الغههدر عليه ال ّ
ن الغهدر و الفجهور و ل فجرة كفرة ،أل و إ ّ ل غدرة فجرة و لك ّ
ن لك ّ
كنت أدهى الّناس أل إ ّ
الخيانة فى الّنار .
] [ 367
التأكيد ،و قوله :الغدر و الخيانة فى الّنار ،إّما على حذف المضاف أى صاحبها ،
ل غههدرة فجههرة
سلم :و لكن ك ه ّ
فان قلت :استلزام الغدر للفجور المستفاد من قوله عليه ال ّ
قد عرفنا وجهه سابقا ،و أّما استلزام الفجور للكفر المستفاد من قوله :
] [ 368
شارح المعتزلي :حديث صههحيحل غادر لواء يعرف به يوم القيامة ( قال ال ّو قوله ) و لك ّ
ل عليه و آله و سّلم أقول :و هو تنفير عن الغدر .
ي صّلى ا ّ
ي عن الّنب ّ
مرو ّ
ن معاوية ليس بأدهى منه و نّبه على معرفتههه بطههرق ال هّدهاء و خههبروّيته بههها
و لّما ذكر أ ّ
أّكده بقوله :
ن معاويههة كههان
ل الوضوح بما أتى به في هذا الكلم بطلن توّهم مههن زعههم أ ّ فقد اّتضح ك ّ
ح تدبيرا .
سلم و أص ّ
أدهى منه عليه ال ّ
صهل
و قد بسط الكلم فى هذا المرام أبو عثمان الجهاحظ علههى أحسههن تقريهر و تبيهان و ف ّ
الشارح المعتزلى تفصيل عجيبا أحببت نقل ما قال ،لنه من لسانهما أحلى فأقول :
ي كلمه :
أما الجاحظ فقد قال في محك ّ
و ربما رأيت بعض من بطن بنفسه العقل و التحصيل و الفهم و التمييز و هو مههن العامههة
ح فكرا و أجود
ن معاوية كان أبعد غورا و أص ّن أنه من الخاصة يزعم أ ّ
و يظ ّ
] [ 369
ق مسلكا ،و ليس المههر كههذلك و سههاري إليههك بجملههة تعههرف بههها
روّية و أبعد غاية و أد ّ
موضع غلطه و المكان اّلذى دخل عليه الخطاء من قبله .
سههلم يقههول :ل تبههدؤا بالقتههال حّتههى يبههدؤكم ،و ل تتبعههوا مههدبرا ،و ل
ي عليههه ال ّ
و عل ه ّ
تجهزوا على جريح ،و ل تفتحوا بابهها مغلقهها ،و هههذه سههيرته فههي ذى الكلع و فههي أبههي
أعور السّلمي ،
و أصههحاب الحههروب إن قههدروا علههى البيههات تههبّيتوا .و إن قههدروا علههى رضههخ الجميههع
خروا الحههرق إلههى وقههت
بالجندل و هم نيام فعلوا و إن أمكن ذلك فى طرفة عين ،و لم يؤ ّ
الغههرق ،و إن أمكههن الهههدم لههم يتكّلفههوا الحصههار ،و لههم يههدعوا أن ينصههبوا المجههانيق و
سههموم و لس ال ّ
العههراوات و الّنقههب و الشههريب و الههّدبابات و الكميههن ،و لههم يههدعوا د ّ
سههعايات و تههوهيم المههور و
التضريب بين الّناس بالكذب و طرح الكتب في عساكرهم بال ّ
ل آلههة و حيلههة كيهف وقهع القتههل و كيههف دارت بههم ايحاش بعضهم من بعض و قتلههم بكه ّ
الحال .
ل على ما في الكتاب و السّنة و كان قد منع نفسه الطويل فمن اقتصر من التدبير حفظك ا ّ
صهدق و الحههرام
العريض من التّدبير و ما ل يتناهي مههن المكايههد ،و الكههذب أكههثر مههن ال ّ
ق و الباطل ،
أكثر عددا من الحلل ،و كذلك اليمان و الكفر و الطاعة و المعصية و الح ّ
صواب و الخطاء .سقم و ال ّ
صحة و ال ّ
و كذلك ال ّ
ل رضى ،
ل عّز و ج ّ
ل ما هو ّ
سلم كان ملجما بالورع عن جميع القول إ ّ
ي عليه ال ّ
فعل ّ
] [ 370
فلّما أبصرت العوام كثرة بوادر معاوية فى المكايد ،و كثرة غرايبه فى الخدع ،
ن ذلههك مههن
ى ،ظّنوا بقصر عقولهم أ ّ و ما اّتفق له و تهّيأ على يده ،و لم يروا ذلك من عل ّ
ل رفههع
ى فقههالوا لههو لههم مهها يعهّد لههه مههن الخههدع إ ّ
رجحان عند معاويههة و نقصههان عنههد عله ّ
المصاحف .
ي و خالف أمره ،فان زعمت أّنه قد نههال مهها ل من عصى رأى عل ّ ثّم انظر هل خدع بها إ ّ
أراد من الختلف فقد صدقت و ليس فى هذا اختلفنهها ،و ل عههن غههرارة أصههحاب عل ه ّ
ى
سلم و عجلتهم و تسّرعهم و تنازعهم دفعنا ،و إّنما كان قولنهها فههى التميههز بينهمهها عليه ال ّ
حة الّرأى و العقل .
فى الّدهاء و النكراء و ص ّ
على أّنا ل نصف الصالحين بالّدهاء و النكراء ،و ل يقول أحد عنههده شههىء مههن الخيههر :
ل عليه و آله و سّلم أدهى العرب و العجههم و أنكههر قريههش و أنكههر
ل صّلى ا ّ
كان رسول ا ّ
كنانة .
ن هذه الكلمة إّنما وضعت فى مديح أصحاب الرب و من يتعّمق فى الههرأى فههى توكيههد لّ
أمر الّدنيا و زبرجها و تشديد أركانها .
فأّما أصحاب الخرة اّلذين يرون الّناس ل يصلحون على تههدبير البشههر و اّنمهها يصههلحون
ل ليعطههوا أفضههلعلى تدبير خالق البشر ل يمههدحون بالهّدهاء و النكههراء ،و لههم يمنعههوا إ ّ
منه .
سلم كان مقّيدا بقيود الشريعة ،مدفوعا إلى اّتباعها و رفههض مهها و أمير المؤمنين عليه ال ّ
يصلح من آراء الحرب و الكيد و التدبير إذا لم يكن للشههرع موافقهها ،فلههم يكههن قاعههدة فههى
خلفته قاعدة غيره مّمن لم يلتزم بذلك .
] [ 371
سوط من يتغّلب على ظّنه أّنه يستوجب ذلك ، أمراءه بالكيد و الحيلة ،و يؤّدب بالّدّرة و ال ّ
ل ذلك بقّوة اجتهاده و ما يؤّديه
و يصفح عن آخرين قد اجترموا ما يستحّقون به الّتأديب ك ّ
إليه نظره .
سلم يرى ذلك ،و كان يقف مع النصوص و الظههواهر و و لم يكن أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل يتعّداها إلى الجتهاد و القيسة ،و يطّبق امور الّدنيا على امور الّدين ،و يسوق الكهه ّ
ل
ص ،فاختلف طريقتاهما فى الخلفة ل بالكتاب و الّن ّمساقا واحدا ،و ل يضع و ل يرفع إ ّ
سياسة .
و ال ّ
ل ذلك المور مههؤثرة فههى ثّم تلى تلك الفتنة فتنة الجمل و فتنة صّفين ثّم فتنة الّنهروان و ك ّ
اضطراب أمر الوالى و اغلل معاقد ملكه ،و لم يّتفق لعمر شههىء مههن ذلههك فش هّتان بيههن
حة تدبير الخلفة .الخلفتين فيما يعود إلى انتظام المملكة و ص ّ
و كان أبو جعفر بن أبى زيد الحسنى نقيب البصرة إذا حّدثناه فى هذا يقول :
سههلم لههم
ن علّيهها عليههه ال ّ
و بين سيرة أمير المؤمنين و سياسة أصحابه أّيام حيههاته ،فكمهها أ ّ
يزل أمره مضطربا معهم بالمخالفة و العصيان و الهرب إلههى أعههدائه و كههثرة اختلفههه و
الحروب
] [ 372
ثّم ذكر كثيرا مهن اليهات المتضههمّنة لنفهاق المنههافقين و الشههكوى منهههم ل حاجهة بنها إلههى
ذكرها ثّم قال :
له
ل عليه مع أصحابه كيف كانت و لم ينقلهه ا ّ فمن تأّمل كتاب العزيز علم حاله صلوات ا ّ
ل و هو مع المنافقين له و المظهرين خلف مهها يضههمرون مههن تصههديقه فههي إلى جواره إ ّ
جهاد شديد ،حّتى لقد كاشفوه مرارا فقال لهم يوم الحديبّية :احلقوا و انحروا ،فلم يحلقوا
و لم ينحروا و لم يتحّرك أحد منهم عنههد قههوله ،و قههال لههه بعضهههم و هههو يقسههم الغنههائم :
له
اعدل يا محّمد فاّنك لم تعدل ،و قالت النصار له مواجهة يوم حنين أ تأخذ مهها أفشههاه ا ّ
علينا بسيوفنا فتدفعه إلى أقاربك من أهل مكة ،حتى أفضى إلههى أن قههال لهههم فههي مههرض
موته :ايتونى بدواة و كتف أكتب لكم ما ل تضّلون بعده ،فعصوه و لم يأتوه بذلك وليتهم
اقتصروا على عصيانه و لم يقولوا له ما قالوا و هو يسمع قال :
و كان أبو جعفر يقول من هذا ما يطول شرحه و القليل منه ينبىء عن الكثير و كان يقول
:
ل ه عليههه و آلههه و س هّلم
ل بعد موته صّلى ا ّ
ن السلم ما جل عندهم و ل ثبت في قلوبهم إ ّ إّ
حين فتح عليهم الفتوح و جائتهم الغنائم و الموال و كثرت عليهههم المكاسههب و ذاقههو الهّذة
الحياة و عرفوا لّذة الّدنيا و لبسوا الناعم و أكلههوا الطيهب و تمّتعهوا بنسهاء الهّروم و ملكهوا
شههف و اللبههس الخشههن و أكههل الضههباب و القنافههذ و خههزائن كسههرى ،و تب هّدلوا بههذلك التق ّ
صوف و الكرابيس أكل الّلوز ينجههات و الفالوزجههات و لبههس الحريههر و اليرابيع و لبس ال ّ
حة الّدعوة و صدق الّرسالة . ل عليهم و أتاخه لهم على ص ّ الّديباج فاستدّلوا بما فتحه ا ّ
ل عليه و آله و سّلم ،وعدهم بأّنه سيفتح عليهم كنوز كسرى و قيصههر ،
و قد كان صّلى ا ّ
فلما
] [ 373
ظمهوه و أحّبهوه و له عليهه و آلهه و سهّلم ع ّ وجدوا المر قد وقع بمهوجب مها قهاله صهّلى ا ّ
انقلبت تلك الشكوى و ذلك النفاق و ذلك الستهزاء إيمانا و يقينا و إخلصا ،و طاب لهههم
ظمههوا ناموسههه ،و بههالغوا
سكوا بالدين لّنهم رأوه طريقا إلى نيل الهّدنيا ،فع ّ
العيش ،و تم ّ
في إجلله و إجلل الرسول الذى جاء به .
ثّم انقرض السلف و جاء الخلف على عقيدة ممّهدة و أمر أخهذوه تقليهدا مهن أسهلفهم
الذين دّبوا في حجورهم ،ثّم انقرض ذلك القرن و جاء من بعدهم كذلك و هلم جّرا قال :
] [ 374
ثّم كان من صحيفة الصلح و الحكومة يوم صههفين نظيههر مهها كههان مههن صههحيفة الصههلح و
سهلم إلهى نفسهه و تسهّمى ي عليهه ال ّ
الهدنة يوم الحديبّية ثّم دعا معاويهة فهي آخهر أّيهام عله ّ
له
ن مسيلمة و السود العنسى دعههوا إلههى أنفسهههما فههي آخههر أّيههام رسههول ا ّ بالخلفة كما أ ّ
سلم ذلك كما اشههتّد ي عليه ال ّل عليه و آله و سّلم و تسّميا بالّنبوة ،و اشتّد على عل ّ صّلى ا ّ
ل عليه و آله أمهر السهود و مسهيلمة ،و بطهل أمرهمها بعهد وفهاة ل صّلى ا ّعلى رسول ا ّ
ي عليهل عليه و آله و سّلم و كذلك بطل أمر معاوية و بني امية بعد وفاة عل ّ الّنبي صّلى ا ّ
سلم . ال ّ
و هذا لم يههتزّوج علههى خديجههة اّم أولده حّتههى مههاتت ،و هههذا لههم يههتزّوج علههى فاطمههة أّم
أشرف أولده حّتى ماتت .
سلم عههن
ي عليه ال ّ
ل عليه و آله عن ثلث و سّتين سنة و مات عل ّ
ل صّلى ا ّ
مات رسول ا ّ
مثلها ،و كان يقول :
و هذا عالم بالشهرايع و المهور اللهيهة و ههذا عهالم بهالفقه و الشهريعة و المهور الدقيقهة
الغامضة و هذا زاهد في الّدنيا غيرنهم عليههها و ل مسههتكثر منههها و هههذا زاهههد فههي الهّدنيا
صلة و العبادة و هذا مثلههه ،و هههذا تارك لها غير متمّتع بلّذاتها ،و هذا مذيب نفسه في ال ّ
ل النسههاء و هههذا مثلهه ،و ههذا ابههن ابههن عبههد
ب إليه شيء مهن المههور العاجلههة إ ّغير مح ّ
المطلب بن هاشم وهذا في تعداده ،و أبوهما أخوان لب واحد دون غيرهما من بني عبد
ل عليه و آله و سّلم في حجههر والههده هههذا و هههو أبههو طههالب المطلب و رّبى محّمد صّلى ا ّ
ب و كبر استخلص من بنههي أبههي طههالب و فكان عنده جاريا مجرى أحد أولده ،ثّم لّما ش ّ
هههو غلم فرّبههاه فههي حجههره مكافههاة لصههنيع أبيطههالب بههه ،فههامتزج الخلقههان و تمههاثلت
سجّيتان ،و إذا كان القرين
ال ّ
] [ 375
ل عليه و آله و سّلم كأخلق أبيطههالب ،و أن يكههون فوجب أن يكون أخلق محّمد صّلى ا ّ
ل عليه و آله و سّلم مرّبيهه و أن ى كأخلق أبيطالب أبيه و أخلق محّمد صّلى ا ّ أخلق عل ّ
ل شههيمة واحههدة وسوسهها واحههدا و طينههة مشههتركة و نفسهها غيههر منقسههمة و ل يكههون الك ه ّ
له اخته ّ
ص نا ّ متجزّية ،و أن ل يكون بين بعض هؤلء و بعض فرق و ل فصهل لههو ل أ ّ
ل عليه و آله برسالته و اصطفاه لوحيه لما يعلمههه مههن مصههالح البريههة فههي محّمدا صّلى ا ّ
صههك بههالّنبوة فل نبهّوة
له عليههه و آلههه و سهّلم بقههوله :أخ ّله صهّلى ا ّذلك ،فامتاز رسول ا ّ
له عليههه و آلههه و سهّلم لههه أيضهها :أنههت مّنههيبعدى ،و تخصم الّناس بسبع و قال صهّلى ا ّ
ى بعدي ،فأبان نفسه بههالّنبوة و أثبههت لههه مهها عههداها ل أّنه ل نب ّ
بمنزلة هارون من موسى إ ّ
من جميع الفضايل و الخصايص مشتركا بينهما .
صب للمذهب و و كان الّنقيب أبو جعفر غزير العلم صحيح العقل منصفا بالجدل غير متع ّ
شيخين و يقول :إنهما مّهههدا صحابة و يثنى على ال ّ
إن كان علويا و كان يعترف بفضايل ال ّ
له
له صهّلى ا ّ دين السلم و أرسيا قواعده و لقد كان شديد الضطراب في حياة رسههول ا ّ
سر للعرب من الفتههوح و الغنههايم فههي دولتهمهها و كههان
عليه و آله و سّلم و إّنما مّهداه بما تي ّ
ن الدولة فى أّيامه كانت على إقبالها و علّو جّدها بل كانت الفتههوح فههي يقول في عثمان :إ ّ
أّيامه أكثر و الغنهايم أعظهم لهو ل أّنهه لهم يهراع نهاموس الشهيخين و لهم يسهتطع أن يسهلك
ب لهلهه و اتيهح لهه مهن مسلكهما و كان مضعفا في أصل القاعدة مغلوبا عليه و كثير الح ّ
مروان وزير سوء ما أفسد القلوب عليه و حمل الّناس على خلعه و قتله .
شارح :و كان أبو جعفر ل يجحد الفاضل فضله و الحديث ذو شجون قلت له مّرة :
قال ال ّ
] [ 376
بضروراته ،و يرى غيره و هو جبان فشل ينفر من ظّله مالكا بقطر عظيههم مههن ال هّدنيا و
قطعة وافرة من المال و الرزق .
و عاقل سديد الّرأى صحيح العقل قد قدر عليه رزقه و هو يههرى غيههره أحمههق مايقهها تههدرّ
عليه الخيرات له أخلف الّرزق و ذى دين قويم و عبادة حسنة و اخلص و توحيد و هو
محروم ضيق الرزق و يرى غيره يهودّيا أو نصرانيا أو زنديقا كثير المههال حسههن الحههال
ن هذه الطبقات المستحّقة يحتاجون في أكثر الوقت إلى الطبقههات اّلههتي ل اسههتحقاق
حّتى أ ّ
لها ،
و أما الذين ليسوا من أهل الفضايل كحثو العاّمههة فههاّنهم أيضهها ل يخلههون مههن الحقههد علههى
الّدنيا و الذّم لها و الحنق و الغيظ منها لما يلحقهم من حسد أمثههالهم و جيرانهههم و ل تههرى
أحدا منهم قانعا بعيشه و ل راضيا بحاله يتزّيد و يطلب حال فوق حاله قال :
] [ 377
سلم كان مسههتحقا محرومهها بههل هههو أميههر ن علّيا عليه ال ّ
فاذا عرفت هذه المقّدمة فمعلوم أ ّ
ن اّلههذين يلحقهههم الّنزلههة و ينههالهم
المستحّقين المحرومين و سّيدهم و كههبيرهم ،و معلههوم أ ّ
صب بعضهم لبعض و يكونون البا و يدا واحدة على المرزوقيهن اّلههذين ظفههروا ضيم يتع ّ
ال ّ
ضهههم ،و اشههتراكهم فههي ضهههم و م ّبالّدنيا لشتراكهم في المر الذى ألمهم و سههاءهم و ع ّ
النفة و الحمية و الغضب و المنافسة لمههن عليهههم و قهههر عليهههم و بلههغ مههن الهّدنيا مهها لههم
يبلغوه .
صههب بعضهههم فاذا كان هههؤلء أعنههي المحروميههن متسههاوين فههي المنزلههة و المرتبههة و تع ّ
لبعض فما ظّنك بما إذا كان رجل عظيم القدر جليل الخطر كامل الشرف جامع للفضههايل
محتههو علههى الخصههايص و المنههاقب و هههو مههع ذلههك محههروم محههدود قههد جّرعتههه ال هّدنيا
علقمها ،و علته علل بعد نهل من صابها و صبرها ،و لقى منها برحهها بارحهها و جهههدا
جهيدا و عل عليه من هو دونه و حكم فيه و في بيته و أهله و رهطه من لم يكههن مهها نههاله
سلطان في حسابه ،و ل دائرا في خلده ،و ل خاطرا بباله ،و ل كان أحد من المرة و ال ّ
من الناس يرتقب ذلك له و ل يراء له ،ثم كان في آخر المر أن قتل هههذا الرجههل الجليههل
في محرابه و قتل بنوه بعده و سبى حريمههه و نسهاؤه و تّتبههع أهلههه و بنههو عّمههه بههالطرد و
سجون مع فضلهم و زهدهم و عبادتهم و سخائهم و انتفاع الخلق بهم . شريد و ال ّالقتل و ال ّ
طبايع مخلوق في الغرائز كما يشاهد الّناس علههى الجههرف إنسههانا و هذا أمر مركوز في ال ّ
طبع البشههرى يرّقههون عليههه رّقههة
سباحة فاّنهم بال ّ
قد وقع في الماء العميق و هو ل يحسن ال ّ
شديدة .
و قد بلغني أّنه رمى قوم منهم أنفسهم في الماء نحوه يطلبون تخليصه و ل يتوّقعون علههى
ذلك مجازاة منه بمال أو شكر و ل ثواب فهي الخهرة فقهد يكههون منهههم مهن ل يعتقهد أمههر
الخرة ،و لكّنها رّقة بشرّية و كان الواحد منهم يتخّيل في نفسه أّنه ذلك الغريق
] [ 378
فكما يطلب خلص نفسه لو كان هذا الغريق كذلك يطلب تخليص من هو فههي تلههك الحههال
صعبة للمشاركة الجنسّية .
ال ّ
صب بعضهههم
ن ملكا ظلم أهل بلد من بلده ظلما عنيفا لكان أهل ذلك البلد يتع ّ
و كذلك لو أ ّ
لبعض في النتصار من ذلك الملك و الستعداء عليه .
شأن قد ظلمه الملك أكثر من ظلمههه إّيههاهم و فلو كان من جملتهم رجل عظيم القدر جليل ال ّ
أخذ أمواله و ضياعه و قتل أولده و أهله كان لياذهم به و انضوائهم إليههه و اجتمههاعهم و
طبيعة البشرّية تههدعو إلههى ذلههك علههى سههبيل اليجههاب ون ال ّ
التفافهم به أعظم و أعظم ،ل ّ
الضطرار و ل يستطيع النسان منه امتناعا .
شارح :هذا محصول قول النقيب أبي جعفر قد حكيته و اللفاظ لي و المعنى له ،و قال ال ّ
صحابة ما يعتقده أكثر المامّية فيهم و يسّفه رأى مههن يههذهب فيهههم إلههى كان ل يعتقد في ال ّ
الّنفاق و الّتكفير ،و كههان يقههول :حكمهههم حكههم مسههلم مههؤمن عصههى فههي بعههض الفعههال
ل إن شاء أخهذه و إن شهاء غفههر لهه قلهت لههه مهّرة :أ فتقههول إّنهمها مهن أهههل
فحكمه إلى ا ّ
الجّنة ؟
ل عنهما ابتداء أو بشفاعة الّرسههول ص هّلى ل أعتقد ذلك لّنهما إّما أن يعفو ا ّفقال :إى و ا ّ
ى أو يؤاخذهم بعقاب أو عتاب ثّم ينقلهما إلههى الجنههة لل عليه و آله و سّلم أو بشفاعة عل ّ ا ّ
حة
له عليههه و آلههه و صه ّ ل صّلى ا ّ
ك في ايمانهما برسول ا ّ استريب في ذلك أصل و ل أش ّ
عقيدتهما فقلت له :فعثمان ؟
و لكن عقيدته لم تكن صحيحة و ل ايمانه حقا كان من رؤوس المنافقين هو و أبوه ،
] [ 379
قوله و ما حفظ من كلم يقتضي فساد العقيدة شيئا كثيرا ليس هنا موضع ذكههره فههأذكره و
ل أن يثبت معاوية في جريدة الشيخين الفاضلين أبههي بكههر و عمههر وقال لي مّرة :حاش ّ
ل كالّدرهم الزايف أو قال كالّدرهم القمي .
ل كالّذهب البريز و ل معاوية إ ّ
ل ما هما إ ّ
ا ّ
قلت :أما الذى استقّر عليه رأى المعتزلة بعد اختلف كثير بيههن قههدمائهم فههى التفضههيل و
سلم أفضل الجماعة و إّنهم تركوا الفضل لمصلحة رأوها و إنه لههم ن عليا عليه ال ّ
غيره إ ّ
ص قاطع العذر و إنما كههانت إشههارة و ايمههاء ل يتضهّمن شههيء منههها صههريح يكن هناك ن ّ
حة
ن عليا نازع ثّم بايع ،و جمح ثّم اسحب ،و لو قام على المتناع لم نقل بصهه ّ صوإّالن ّ
ل مههن
البيعة له و ل بلزومها ،و لو جّرد السيف كما جّرده في آخر المههر لقلنهها بفسههق كه ّ
خالفه على الطلق إنه فاسق كافر و لكن رضي بالبيعههة أخيههرا و دخههل فههى الطاعههة ،و
ق و المتعّين فان شههاء أخههذهن المر كان له و كان هو المستح ّبالجملة أصحابنا يقولون :إ ّ
له غيره فلما رأيناه قد وافق على ولية غيره اتبعناه و رضيناه . بنفسه و إن شاء و ّ
ص عندنا بطريق يوجب العلم ،و مهها تههذكرونه أنتههم صههريحا فههانتم
فقلت :إنه لم يثبت الن ّ
تنفردون بنقله ،و ما عدا ذلك من الخبار التي نشارككم فيها فلها تأويلت معلومة .
له
لا ّ فقال و هو ضجر :يا فلن لو فتحنا بههاب التههأويلت لجههاز أن نتههأّول قولنهها ل إلههه إ ّ
ل ،دعني من التههأويلت البههاردة الههتى تعلههم القلههوب و النفههوس أنههها غيههر محّمد رسول ا ّ
سههفوها ،فانمهها أنهها و أنههت فههى الهّدار و ل ثههالث لنهها
ن المتكّلميههن تكّلفوههها و تع ّ
مههرادة و أ ّ
فيستحيى أحدنا من صاحبه أو يخافه .
قال الشههارح :فلمهها بلغنهها إلههى هههذا الموضههع دخههل قههوم ممههن كههان يخشهاه ،فتركنهها ذلههك
السلوب من الحديث و خضنا في غيره ،انتهى .
] [ 380
له عنهههم لههو ل إنكههار الّول للّنههص شيعة المامّية رضي ا ّ و أفصحا عن صريح مذهب ال ّ
ق الشيخين و قوله :بأّنهما من أهل الجّنههة بشههفاعة الّرسههول صب الّثاني في ح ّ
الجلي و تع ّ
شههيخينسلم و بعبارة اخرى عدم تبّريه من ال ّ ي عليه ال ّ
ل عليه و آله أو بشفاعة عل ّ
صّلى ا ّ
مع توّليه لمير المؤمنين فان كان مهها قهاله مقتضههى الّتقّيههة اّلههتي هههي شههعار المامّيههة أى
يكون ما أضههمراه خلف مهها أظهههراه ،فطههوبى لهههم و حسههن مهآب و جّنهات خلههد مفّتحههة
البواب .
و إن كان سههريرتهما وفههق علنيتهمهها فويههل لهمهها مههن دّيههان الهّدين يههوم حشههر الّوليههن و
الخرين .
ب العههالمين وو ما أدرى ما ذا يعتذران به إذا لقيا أمير المههؤمنين فههي موقههف حسههاب ر ّ
ص مع وجود الّنصوص القاطعة المتواترة العامية و الخاصّية حسبما كيف يمكن إنكار الن ّ
عرفت في تضاعيف الشرح و تعرف أيضا في المواقع الليقههة ،أم كيههف يمكههن اجتمههاع
له
سلم و محّبته في القلههب مههع محّبههة الشههيخين و مهها جعههل ا ّ
ولية أمير المؤمنين عليه ال ّ
لرجل في جوفه من قلبين و لنعم ما قال مجنون العامرى :
و قد تقّدم في شرح الخطبهة المهأة و السهابعة و الربعيهن أخبهار كهثيرة فهى عهدم اجتمهاع
سلم مع محّبة غيره فليتذّكر ،هذا .
محّبته عليه ال ّ
ص الذى هو مسّلم النقيب كما أنه مثبت لخلفة أمير المؤمنين نههاف لخلفههة
مضافا إلى الن ّ
المنتحلين المبطلين ،و بالجملة لزمة الولية الحّقة الثبات في عداوة الثلثة .
] [ 381
روحه و قال :ما قول سيدى و سههندى فههي هههذه البيههات لبعههض النواصههب فالمههأمول أن
تشرفوا بجواب منظوم يكسر سورته :
ل بقههاك
ي أطال ا ّي الوف ّ
فأجابه الشيخ قّدس سّره العزيز :التمست أيها الخ الفضل الصف ّ
و أدام فى معارج العّز ارتقاك الجابة عما هذر به هذا المخذول فقابلت التماسههك بههالقبول
و طفقت أقول :
ي و لههههههههههههههم
ب الوصهههههههههههههه ّ
يهههههههههههههها أيههههههههههههههها المههههههههههههههّدعي حهههههههههههههه ّ
ب أبهههههههههههههههههي بكهههههههههههههههههر و ل عمهههههههههههههههههرا
تسهههههههههههههههههمح بسههههههههههههههههه ّ
مىفرمايد قسم بخدا نيست معاويه زيركتر از من در تدبير امورات دنيوّيه ،
] [ 382
و لكن آن ملعون مكر و حيله ميكند و مرتكب فسق و فجور مىشود ،و اگر حيله كردن
حرام نمىشد هر آينه مىبودم مههن از زيركههترين خلهق و لكههن هههر حيلهه كننههده فاسهق و
فاجر است ،و هر فاسق و فههاجر كههافر ،و هههر صههاحب حيلههه را علمههى اسههت شههناخته
مىشود با او در روز قيامت ،بخدا سوگند طلب نمىشههود غفلههت از مههن بجهههت كيههد و
حيله و طمع نمىشود در ضعف من بجهت شدايد و سختيهاى روزگار .
عععع ع عع ععععع عع ع ع
ع عع عععع عع عععع ععع
ععععععع عع ععع ععععع
أّيها الّناس ل تستوحشوا في طريق الهدى لقّلة أهله ،فانّ الّنههاس قهد اجتمعههوا علههى مههائدة
سههخط ،و إّنمهها شبعها قصير ،وجوعها طويل ،أّيها الّناس إّنما يجمع الّنههاس الّرضهها و ال ّ
ل بالعذاب لّما عّموه بالّرضا ،فقههال سههبحانه َفَعَقُروههها عقر ناقة ثمود رجل واحد فعّمهم ا ّ
سّكة المحماة في الرض ل أن خارت أرضهم بالخسفة خوار ال ّ ن فما كان إ ّ
حوا ناِدمي َ
َفَاصَْب ُ
طريق الواضح ورد الماء ،و من خالف وقع في الّتيه . الخّوارة أّيها الّناس من سلك ال ّ
ععععع
قال الزهرى ) العقر ( عند العرب قطع عرقوب الّناقة ثّم جعل الّنحر عقرا
] [ 383
سهههم ون ناحر البعير يعقره ثّم ينحههره و ) الخههوار ( بالضهّم صههوت البقههر و الغنههم و ال ّ
لّ
الحور المنخفض من الرض ،و الرض الخّوارة الكههثيرة الخههوار و ) خسههف ( المكههان
سهكة ( بالكسهر حديهدة الفهّدان اّلهتي ل يتعّدى و ل يتعّدى و ) ال ّ
غار في الرض و خسفه ا ّ
تثير بها الرض و ) حميت ( الحديدة تحمى من بههاب تعههب فهههى حاميههة إذا اشههتّد حّرههها
بالّنار و يعّدى بالهمزة فيقال أحميتها فهي محماة و ) الّتيهه ( بكسهر الّتهاء المفهازة اّلهتي ل
ل عن الطريق . علمة فيها يهتدى بها ،و تاه النسان في المفازة يتيه ض ّ
ععععععع
ثمود بالفتحة قبيلة من العرب الولى و هم قوم صالح و صالح من ولد ثمههود س هّموا باسههم
أبيهم الكبر ثمود بن عائر بن ارم بن سام بن نوح يصرف و ل يصرف ،فمن جعله اسم
ى أو واد صرفه لّنه حينئذ مذّكر ،و من جعله اسم قبيلة أو أرض لم يصرفه للّتأنيث و حّ
العلمّية ،و أرض ثمود قريبههة مهن تبههوك ،و لّمها عّمههوه فههي بعهض النسههخ بتشههديد الميهم
لم و تخفيف الميم فتكههون مهها مصههدرّية ، فتكون ظرفّية بمعني إذ ،و في بعضها بكسر ال ّ
و قوله :فأصبحوا نادمين إن كان أصبح ناقصة بمعني صار فنادمين خبرها ،
عععععع
ن الغرض من هذا الكلم ترغيهب أصههحابه علهى الّثبهات علهى مها كهانوا عليهه مهن اعلم أ ّ
ق ،و لّما كههانت العههادة جاريههة بههأن يسههتوحش الّنههاس مههن الوحههدة و قّلههة
سلوك سبيل الح ّ
الّرفيق في الطريق ل سّيما إذا كان طويل صعبا غير مأنوس فنهى عههن السههتيحاش فههي
تلك الطريق و قال :
) أّيها الّناس ل تستوحشوا في طريق الهدى لقّلة أهله ( و كّنى به عّما عساه
] [ 384
ن الناس اجتمعوا علههى مههائدة ( اسههتعارها للهّدنيا و الجههامع كونهمهها مجتمههع الّلههذات و) فا ّ
ن ) شبعها قصير وجوعها طويههل ( و كّنههى بقصههر شههبعها عههن قصههر مهّدتها و تفرعها بأ ّ
بطول جوعها عن استعقاب النهماك فيها للعذاب الطويل في الخرة .
قال الشارح البحرانى :لفظ الجههوع مسههتعار للحاجههة الطويلههة بعههد المههوت إلههى المطههاعم
الحقيقية الباقية من الكمالت النفسانية الفانية بسبب الغفلة فى الّدنيا ،
و كيف كان ففيه تنفير للمخاطبين من الجتماع على تلك المائدة مع المجتمعين عليها مههن
ث لهههم علههى الجتمههاع علههى مههائدة شههبعها طويههل وجوعههها قصههير مههع
أهههل الهّدنيا و حه ّ
المجتمعين عليها من أهل الخرة .
و انما يحصل ذلك بسلوك صراطهم المستقيم المؤّدى إلى جّنة النعيم عرضههها السههماوات
و الرض اعّدت للمتقين ،اولئك لهم رزق معلوم ،فواكه و هم مكرمون ،
على سرر متقابلين ،يطاف عليهم بكأس من معين ،بيضاء لّذة للشاربين ،و فاكهههة ممهها
يتخّيرون ،و لحم طير مما يشتهون ،يسقون من رحيق مختوم ،ختامه مسك و فههى ذلههك
فليتنافس المتنافسون ،هذا .
و أما قّلة أهل الهدى فقد اشير إليها فى كثير من آيههات الكتههاب العزيههز و فههى أخبههار أهههل
ل القليل و ذّم الكثير فى كثير من آى التنزيل قههال تعههالى سلم ،و قد مدح ا ّ
البيت عليهم ال ّ
ل قليههل و قهال بههل
و قليل من عبادى الشكور و قال و قليل ما هم و قههال و مها آمههن معههه ا ّ
أكثرهم ل يعقلون و قال و اكثرهم ل يشعرون .
] [ 385
و الغرض منها رفع ما يسبق الى الوهام العامية من أنّ الكثرة دليل الحقّيههة و القّلههة دليههل
ن فههى أعصههار جميههع النبيههاء البطلن ،و لذا يميل أكثر الناس إلى السواد العظههم مههع أ ّ
كان أعداؤهم أضعاف أتباعهم و أوليائهم .
روى فى البحار من الكافى باسناده عن سماعة بن مهران قال :قال لي عبد صههالح عليههه
له لقهد كههانت الهّدنيا و مها فيهها إ ّ
ل سلم يا سماعة امنوا على فرشهم و أخههافونى أمها و ا ّال ّ
ل عّز و جلّ إليه حيث يقول : ل و لو كان معه غيره لضافه ا ّواحد يعبد ا ّ
ل،
ل حنيفًا و لم يك من المشركين فصبر بذلك ما شاء ا ّ
ن إبراهيم كان امة قانتًا ّ
اّ
ن أهههل
ن المههؤمن لقليههل و إ ّ
له إ ّ
ل آنسه باسماعيل و إسحاق فصاروا ثلثة أمهها و ا ّ
ثّم إن ا ّ
الكفر كثير أتدرى لم ذلك ؟ فقلت :ل أدرى جعلت فداك ،فقال :صههيروا انسهها للمههؤمنين
يبّثون إليهم ما فى صدورهم فيستريحون إلى ذلك و يسكنون إليه .
ي بعد نقله :قوله :و أخافوني ،أى بالذاعة و تههرك التقّيههة ، قال المحّدث العلمة المجلس ّ
و الضمير في أمنوا راجع إلى المّدعين للتشّيع اّلذين لم يطيعوا أئمتهههم فههي التقّيههة و تههرك
ن أههل الكفهر كهثير المهراد الذاعة و أشار بذلك إلى أّنههم ليسهوا بشهيعة لنها ،و قهوله و إ ّ
ل إلّ و هههم بههالكفر هنهها المقابههل لليمههان الكامههل كمهها قهال تعههالى و مهها يههؤمن أكههثرهم بهها ّ
مشههركون و قههوله :أ تههدرى لههم ذاك ؟ أى قّلههة عههدد المههؤمنين مههع أّنهههم بحسههب الظههاهر
له جعههل هههؤلء نا ّ
ل لم جعل هؤلء في صورة المههؤمنين ،و المعنههي أ ّ نا ّ كثيرون أو ل ّ
ل يستوحشوا لقّلتهم أو يكون عّلة لخروج هؤلء عههن اليمههان ، المتشّيعة انسا للمؤمنين لئ ّ
فالمعني أّنه جعل المخالفين انسهها للمههؤمنين فيبّثههون أى المؤمنههون إلههى المخههالفين أسههرار
أئّمتهم فبذلك خرجوا عن اليمان .
سههلم
ى بن جعفر قال :سمعت أبا الحسههن عليههه ال ّو يؤيد الحتمالت المتقّدمة ما رواه عل ّ
ل من يقول بوليتنا مؤمنا و لكن جعلوا انسا للمؤمنين .
يقول :ليس ك ّ
سلم :
و فى البحار من الكافى عن حمران بن أعين قال :قلت لبى جعفر عليه ال ّ
] [ 386
سخط ( أى يجمعهم في العههذاب رضههاهم و قوله ) أّيها الّناس إّنما يجمع الّناس الّرضا و ال ّ
بههالمنكرات و فههي الخلص منههه سههخطهم لههها كمهها أّنههه يجمعهههم فههي الّثههواب رضههاهم
ن الّراضى بفعل قوم كالداخل معهم فيهه ، صالحات و في الحرمان منه سخطهم لها ،ل ّ بال ّ
ل على ذلك أخبار كثيرة . و يد ّ
مثل ما في الوسايل عن البرقي في المحاسن عن محّمد بن مسلم قال :قال أمير المههؤمنين
سههخط فمههن رضههى أمههرا فقههد دخههل فيههه و مههن
سلم إّنما يجمع الّنههاس الّرضهها و ال ّ
عليه ال ّ
سخطه فقد خرج منه .
سلم بن صالح الهروى قال قلت لبي الحسن و فيه من العيون و العلل باسناده عن عبد ال ّ
له مهها تقههول فههي حههديث روى عههنسلم يا ابههن رسههول ا ّ ي بن موسى الّرضا عليهما ال ّ عل ّ
سههلم قتههل ذرارى قتلههة الحسههين عليههه
سلم قال :إذا خرج القههائم عليههه ال ّصادق عليه ال ّ
ال ّ
ل و ل تههزر وازرة وزر له عهّز و جه ّسلم بفعال آبائها فقال :هو كذلك ،فقلت :قههول ا ّ ال ّ
اخرى ما معناه ؟
ل في جميع أقواله ،و لكههن ذرارى قتلههة الحسههين يرضههون بفعههال آبههائهم و قال :صدق ا ّ
ن رجل قتهل بالمشههرق فرضههي يفتخرون بها ،و من رضي شيئا كان كمههن أتهاه ،و لهو أ ّ
سلمل شريك القاتل ،و إنما يقتلهم القائم عليه ال ّ بقتله رجل بالمغرب لكان الّراضي عند ا ّ
إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم .
-----------
) ( 1ه ههه ه هه هه هه هه ه ه هههه هه هههه ه ه
هههههه هه ههههههه هههههه ههههه هه ه هه ه
هههه ه ه ه هههه هههه هه » ه « ه ههه ههه
ههههههه ه :ه هههه ه ه هه ههه ه ه هههه ههه »
هههه «
] [ 387
سههلم و فيهههم الطفههال و مههن ل ل الّدنيا كّلها في زمن نوح عليه ال ّ ل عّز و ج ّ عّلة أغرق ا ّ
ل عّز و جلّ أعقم أصلب قوم نههوح و أرحههام نا ّ
ذنب له ؟ فقال :ما كان فيهم الطفال ل ّ
ل ليهلك بعذابه من ل نسائهم أربعين عاما فانقطع نسلهم فغرقوا و ل طفل فيهم ،ما كان ا ّ
له نههوح عليههه السّههلم و
يا ّ
ذنب له ،و أّما البههاقون مههن قههوم نههوح فههاغرقوا بتكههذيبهم لنههب ّ
سائرهم اغرقوا برضاهم بتكذيب المكّذبين ،و من غاب عن أمههر فرضههي بههه كههان كمههن
شهده و أتاه .
له عليهههو فيه عن العّياشي في تفسيره عن محّمد بههن هاشههم عّمههن حهّدثه عههن أبههي عبههد ا ّ
سلم قال :لّما نزلت هذه الية قل قد جائكم رسهل مههن قبلهي بالبّينهات و باّلههذى قلتههم فلهم ال ّ
له مهها قتلنهها و ل شهههدنا ،و إّنمهها قيههل
قتلتموهم ان كنتم صادقين و قد علم أن قد قههالوا و ا ّ
لهم :ابرأوا من قتلتهم ،فأبوا .
ترون قتلة الحسين بين أظهركم ؟ قال :قلت :جعلت فداك ما بقى منهم أحد ،قال :
ل قههل قههد جههائكم
ل من قتل أو من ولي القتل أ لم تسمع إلى قول ا ّ فأنت إذا ل ترى القاتل إ ّ
ى رسول قتههل الههذين رسل من قبلى بالبّينات و بالذى قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين فأ ّ
ل عليه و آله و سّلم بين أظهرهم و لم يكن بينه و بين عيسى رسول ، كان محّمدا صّلى ا ّ
صههة ثمههود
ن الّنههاس يجمعهههم الّرضهها و السههخط استشهههد عليههه بق ّ
سلم إ ّ
و لّما ذكر عليه ال ّ
فقال :
] [ 388
) فعقروها ( نسب العقر إلهى جميعههم لمها ذكهر ) فأصهبحوا نهادمين ( علهى عقرهها عنهد
معاينة العذاب .
صيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين 1و في سورةو في سورة هود و اخذ الذين ظلموا ال ّ
العراف فأخذتهم الّرجفة فأصبحوا في ديارهم جاثمين .
أقول :و يؤّيد الّول قوله تعالى في سورة الحجر فأخذتهم الصيحة مصههبحين و سههتعرف
ل.
صتهم و تمام الية المذكورة في المتن في الّتذنيب التى إنشاء ا ّ
تفصيل ق ّ
ل أن ( أخذتهم الّرجفهة و ) خهارت أرضههم بالخسهفة ( ) فما كان ( عقوبتهم بعد العقر ) إ ّ
سكة المحماة فههي الرض الخههوارة ( أى أى صوتت بسبب الخسف في الرض ) خوار ال ّ
صههلبة
مثل تصويت السكة المحّددة الههتي هههى أقههوى صههوتا و أشهّد غوصهها فههي الرض ال ّ
صوت فاريه بالمحماة المحّددة مجازا بعلقة ما كان لّنها تحمههى فههي النههار أّول الكثيرة ال ّ
ثّم تحّدد أو بعلقة الملزمة .
و أبقاه الشارح المعتزلي على معناه الحقيقى و قال :إّنما جعلها محماة لنه يكون أبلغ في
سكة المحماة تخرق الرض بشيئين : ن ال ّ
ذهابها في الرض ،ل ّ
ن الجسم المحّدد إذا اعتمههد عليههه فههي الرض أحدهما تحّدد رأسها ،و الثانى حرارته ،فا ّ
اقتضت الحرارة إعانة ذلك الطرف المحّدد على الّنفههوذ بتحليلههها مهها يلقههى مههن صههلبته
ن شأن الحرارة التحليل ،فيكون غوص ذلك الجسم المحّدد في الرض ،ل ّ
-----------
) ( 1هه ه ههه هه ههه هه ههه ه هه ه ه هه ه
هههههه هههههه ههههههه ه ههه .
] [ 389
و لّما افتتح كلمه بالّنهى عن الستيحاش في سلوك طريق الهدى ،ختمههه بههالترغيب فههي
سلوكه بالتنبيه على ما فيه من المنافع فقال :
) أّيها الناس من سلك الطريق الواضح ورد الماء و من خالف وقع في الّتيههه ( و هههو مههن
ن سالك الجاّدة الوسطى يصل المنزل و يرد الماء ،و الخههذ بههاليمين
قبيل إسارل المثل فا ّ
ل عنها و يقع في المفازة الخالية من الماء و الكلء و يهلك من العطش . شمال يض ّ
و ال ّ
صراط المستقيم يصل إلى جنههات النعيههم و يشههرب ن ناهج المنهج القويم و ال ّ
و المراد به أ ّ
من كوثر و تسنيم ،و التارك له صار إلى الجحيم ،و وقههع فههي العههذاب الليههم و الخههزى
ل من اّتباع الهوى و من الضلل بعد الهدى . العظيم ،نعوذ با ّ
ععععع
سلم جريا على مقتضى ظههاهره المسههوق سههوق ما أوردته في شرح هذا الكلم له عليه ال ّ
سلم فيه إلى أمر الخلفة و الح ه ّ
ث ن نظره عليه ال ّ العموم ،و الذى يقتضيه النظر الّدقيق أ ّ
ضلل . على متابعته و التحذير و التنفير من متابعة أئّمة ال ّ
فيكون محصل المعنى علههى ذلههك أمههر المخههاطبين بعههدم السههتيحاش مههن متههابعته و مههن
ن النههاس المجتمعيههن علههى
تخليص اليمان بههوليته لقّلههة المههؤمنين و كههثرة المنههافقين ،ل ّ
عوائد أئمة الضلل و موائدهم و المنتفعون من عطّياتهم و جوائزهم
] [ 390
ل خضم البههل نبتههة الّربيههع قههد ل سّيما ما كان في زمن عثمان و معاوية من خضم مال ا ّ
شههبع القصههير و اجتمعوا على مائدة فيها الّلذة العاجلة القليلة و الّنقمههة الجلههة الكههثيرة و ال ّ
ضلل من الظلم في حّقههه مضههافا إلههى الجوع الطويل ،و حّذرهم عن الّرضا بفعل أئّمة ال ّ
البدع و المنكرات اّلتي أحدثوها أن يعّمهم العذاب و يحيط بهم كما أحههاط بقههوم ثمههود مههن
سههلمل و الظلم في حّقها ث هّم أّكههد عليههه ال ّأجل رضاهم بما فعله واحد منهم من عقر ناقة ا ّ
ن سههالك ذلك أى وجوب متابعته و حرمة مخالفته و العدول عنه إلى غيره بههالّتنبيه علههى أ ّ
ضههلل سبيل وليته يشرب من الّرحيق المختوم ،و العادل عنه إلى غيره تاه في أوديههة ال ّ
و يسقى من الضريع و الّزقوم .
أشقى الخرين من يخضب هذه من هذه و أشار إلى لحيته و رأسه .
سههلم فههي
له عليههه ال ّ
و فى البحار أيضا من قصص النبياء عههن الشههحام عههن أبههي عبههد ا ّ
ل عليهما في هذه الّمة سلم و القائم صلوات ا ّ ى عليه ال ّ
حديث طويل قال :و إّنما مثل عل ّ
سلم . مثل صالح عليه ال ّ
ععععع
ل سبحانه ههذه القصهة فهي عهّدة سهور مهن كتهابه العزيهز فهي بعضهها إجمهال و قد ذكر ا ّ
بعضها تفصيل و هي سورة العراف و هههو و الحجههر و الشههعراء و النمههل و السههجدة و
شمس ،و نحن نورد اليات المتضمّنة لها في الذاريات و القمر و الحاّقة و الفجر و ال ّ
] [ 391
شعراء تبعا للمتن ،و نعقبها بالخبار الواردة في تلك القصة قال تعالى :
سورة ال ّ
كّذبت ثمود المرسلين .إذ قال لهم أخوهم صالح أل تّتقههون .إّنههي لكههم رسههول .أميههن » .
له وأطيعههون .و ل تطيعههوا أمههر المسههرفين .الههذين يفسههدون فههي . الى أن قال « فاّتقوا ا ّ
ل بشر مثلنا فائت بآيههة .حرين .ما أنت إ ّ لرض و ل يصلحون .قالوا إّنما أنت من المس ّ اَ
صادقين .قال هذه ناقة لها شرب و لكم شرب يههوم معلههوم .و ل تمسّههوها . إن كنت من ال ّ
بسوء فيأخذكم عذاب يوم عظيم .فعقروها فأصههبحوا نههادمين .فأخههذهم العههذاب انّ .فههي
ن رّبههك لهههو العزيههز الّرحيههم روى الكلينههي فههي ذلك لية و ما كان أكههثرهم مههؤمنين .و إ ّ
ى بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبهوب عهن أبهي كتاب الّروضة من الكافي عن عل ّ
ل عليه و آلههه سههأل جبرئيههلل صّلى ا ّ ن رسول ا ّ سلم قال :إ ّحمزة عن أبي جعفر عليه ال ّ
ن صالحا بعههث إلههى قههومه و هههو ابههن سه ّ
ت كيف كان مهلك قوم صالح ؟ فقال :يا محّمد إ ّ
عشرة سنة ،فلبث فيهم حّتى بلغ عشرين و مأة سنة ل يجيبونه إلى خير .
ل عّز ذكره فلما رأى ذلك منهم قال يهها قال :و كان لهم سبعون صنما يعبدونها من دون ا ّ
ت عشرة سنة و قههد بلغههت عشههرين و مههأة سههنة و انهها أعههرض
قوم بعث اليكم و انا ابن س ّ
ساعة و إن شئتم عليكم أمرين إن شئتم فاسألونى حّتى أسأل إلهي فيجيبكم فيما سألتموني ال ّ
سألت آلهتكم فان أجابتني بالذى أسألها خرجت عنكم فقد سئمتكم و سئمتمونى 1قالوا :قد
أنصفت يا صالح فاتعدو اليوم يخرجون فيه .
قال :فخرجوا بأصنامهم إلى ظهرهم 2ثّم قّربوا طعامهم و شرابهم فأكلوا و شربوا فلمهها
أن فرغوا دعوه فقالوا يا صالح سل ،فدعا صالح كبير أصنامهم فقال :
ما اسم هذا ؟ فأخبروه باسمه ،فناداه باسمه فلم يجب ،فقال صالح :ما له ل يجيب ،
-----------
) ( 1هه هههه هههه ه ههههه ههه ه ههه .
-----------
) ( 2هه هههه ههههه ه ههه .
] [ 392
قال :فدعاها كّلها فلم يجبه منها شيء 1فقال :يا قوم قد ترون قد دعههوت أصههنامكم فلههم
ساعة فأقبلوا على أصههنامهم فقههالوا يجبنى واحد منهم فاسألونى حّتى أدعو إلهى فيجيبكم ال ّ
ح عّنهها و دعنهها و أصههنامنا
ن ل تجبن صالحا فلم تجب ،فقالوا :يهها صههالح تنه ّ
لها :ما بالك ّ
قليل .
قال :فرموا بتلك البسط اّلتي بسطوها و بتلك النية و نحو الّثياب و تمّرغههوا فههي الّتههراب
ن ثهّم دعههوه
و طرحوا الّتراب على رؤوسهم و قههالوا لههها :لئن لههم تجبههن صههالحا لنفضههح ّ
فقالوا :يا صالح تعالى فاسألها ،فعاد فسألها فلم تجبه ،فقال لهم :يا قوم قهد ذههب صهدر
النهار و ل أرى آلهتكم تجيبنى فاسألونى حّتى ادعوا إلهى فيجيبكم الساعة .
فانتدب له منهم سبعون رجل من كبرائهم و عظمائهم و المنظور اليهههم منهههم ،فقههالوا يهها
صالح نحن نسألك فان أجابنا رّبك تبعنههاك و أجبنههاك و بايعههك جميههع أهههل قريتنهها ،فقههال
لهم :سلونى ما شئتم ،فقالوا :تقّدم بنهها إلههى هههذا الجبههل ،و كههان الجبههل قريبهها ،فههانطلق
معهم صالح فلّما انتهوا إلى الجبل قالوا :يا صالح ادع لنا رّبك يخرج لنا مههن هههذا الجبههل
ساعة ناقهة حمهراء شهقراء و بهراء عشهراء 2بيهن جنبيهها ميهل ،فقهال لههم صهالح قهد ال ّ
ل و عّز و تعالى .
ي و يهون على رّبي ج ّ سألتمونى شيئا يعظم عل ّ
ل تبارك و تعالى صالح ذلك فانصدع الجبل صدعا كادت تطير منه عقههولهم قال :فسأل ا ّ
لّما سمعوا ذلك ،ثّم اضطرب الجبل اضطرابا شديدا كالمرأة إذا أخذها المخاض ،ث هّم لههم
صدع ،فما استتّمت رقبتها حّتههى اجههترت ل و رأسها قد طلع عليهم من ذلك ال ّ
يفجاهم 3إ ّ
ثّم خرج ساير جسدها ثّم استوت قائمة على الرض .
فلّما رأوا ذلك قالوا :يا صالح ما أسرع ما أجابك رّبك ادع لنا يخرج
-----------
) » ( 1ههه هههه هههه هههه ه ه «
-----------
) ( 2ههه هههه ههه هههه هههه هه هه ههههه
ههه هههه هه ههه هههه ههه هه هه هه ه هه ه
ههههه هههه هههه ه ههه
-----------
) ( 3هه هه ههه ه هههه ه ه هه ه ه ههه هههه ههه
ههههه .ه
] [ 393
لنا فصيلها .
قالوا :ل انطلق بنا إلى قومنا نخبرهم بما رأينا و يؤمنون » يؤمنوا « بك .
قال :فرجعوا فلم يبلغ السبعون إليهم حّتى ارتّد منهم أربعة و سّتون رجل و قالوا :سحر
و كذب .
فانصرفوا على ذلك ثّم ارتابت من السّتة واحد و كان فيمن عقرها .
قال ابن محبوب :فحّدثت بهذا الحديث رجل من أصحابنا يقال له سعد بن يزيد فههأخبرني
ك الجبل فأّثر جنبها فيههه و جبههل
أّنه رأى الجبل اّلذى خرجت منه بالشام فرأى جنبها قد ح ّ
آخر بينه و بين هذا ميل .
ل قوما قط حّتى يبعث إليهم قبههل ذلههك سلم :هذا بما كّذبوا صالحا و ما أهلك ا ّقال عليه ال ّ
له فلههم يجيبههوه و
ل إليهههم صههالحا فههدعاهم إلههى ا ّل عّز و ج ّ
جوا عليهم فبعث ا ّالّرسل فيحت ّ
صخرة ناقة عشههراء ،و عتوا عليه عتّوا و قالوا :لن نؤمن لك حّتى تخرج إلينا من هذه ال ّ
ل سههنة و يجتمعههون ظمونها و يعبههدونها و يههذبحون عنههدها فههي رأس كه ّ صخرة يع ّ كانت ال ّ
عندها فقالوا له :إن كنت كما تزعم نبّيا رسول فادع لنهها إلهههك حّتههى يخههرج لنهها مههن هههذه
ل كما طلبوا منه . صماء ناقة عشراء ،فأخرجها ا ّ صخرة ال ّ ال ّ
] [ 394
ل و مشى بعضهم إلى بعض و قالوا :اعقروا ل ثّم إّنهم عتوا على ا ّ
فمكثوا بذلك ما شاء ا ّ
هذه الناقة و استربحوا منها ل نرضى أن يكون لنا شرب يوم و لها شرب يوم ،ث هّم قههالوا
ب ،فجاءهم رجل أحمر أشقر أزرق ولد زنا ل من اّلذى يلي قتلها و نجعل له جعل ما أح ّ
ي مههن الشههقياء مشههئوم عليهههم ،فجعلههوا لههه جعل ،فلّمههايعرف له أب يقال لههه قههدار شههق ّ
جهت الناقة إلى الماء اّلذى كانت ترده تركها حّتى شربت المههاء و أقبلههت راجعههة فقعههد تو ّ
لها في طريقها فضربها بالسيف ضربة فلم تعمههل شهيئا فضههربها ضههربة اخههرى فقتلهها و
خّرت إلى الرض على جنبها و هرب فصيلها حتى صعد إلى الجبههل فرغهها ثلث مههرات
ل شههركه فههي ضههربته و اقتسههموا لحمههها فيمهها إلى السماء و أقبل قوم صالح فلم يبق أحد إ ّ
ل أكل منها .بينهم فلم يبق منهم صغير و ل كبير إ ّ
فلما رأى ذلك صالح أقبل عليهم فقال :يا قوم ما دعاكم إلى ما صنعتم أعصيتم رّبكم ؟
جههة
ل ه إليهههم ح ّ
ن قومك قد طغوا و بغوا و قتلوا ناقة بعثههها ا ّ ل تعالى إلى صالح إ ّ
فأوحى ا ّ
عليهم و لم يكن عليهم منها ضرر و كان لهم فيههها أعظههم المنفعههة فقههل لهههم :إنههي مرسههل
عليكم عذابى إلى ثلثة أيام فان هم تابوا و رجعوا قبلت توبتهم و صددت عنهههم و إن هههم
لم يتوبوا و لم يرجعوا بعثت عليهم عذابى فى اليوم الثالث .
فأتاهم صالح فقال لهم يا قوم إّني رسول ربكم اليكم و هو يقول لكم إن أنتم تبتم و رجعتههم
و استغفرتم غفرت لكم و تبت لكم .
فلما قال لهم ذلك كانوا أعتى ما كانوا و أخبث و قالوا :يا صالح ائتنا بمهها تعههدنا إن كنههت
من الصههادقين قههال :يهها قههوم إنكههم تصههبحون غههدا و وجههوهكم مصههفّرة ،و اليههوم الثههانى
وجوهكم محمّرة ،و اليوم الثالث وجوهكم مسّودة .
فلما أن كان أّول يوم أصبحوا و وجوههم مصفّرة فمشى بعضهم إلى بعههض و قههالوا :قههد
جاءكم ما قال لكم صالح فقال العتاة منهم :ل نسمع قول صالح و ل نقبل قههوله و إن كههان
عظيما .
] [ 395
فلّما كان اليوم الثاني أصبحت وجوههم محمّرة فمشى بعضهم إلى بعض فقههالوا :يهها قههوم
قد جاءكم ما قال لكم صالح فقال العتاة منهم :لو أهلكنا جميعا ما سمعنا قول صههالح و مهها
تركنا آلهتنا اّلتي كان آباؤنها يعبهدونها و لهم يتوبهوا و لهم يرجعهوا فلّمها كهان اليهوم الثهالث
أصبحوا و وجوههم مسوّدة فمشى بعضهم إلههى بعههض فقههال :يهها قههوم أتههاكم مهها قههال لكههم
صالح فقال العتاة منهم :قد أتانا ما قال لنا صالح .
صرخة سلم فصرخ بهم صرخة خرقت تلك ال ّ فلّما كان نصف الّليل أتاهم جبرئيل عليه ال ّ
أسماعهم و فلقت قلوبهم و صدعت أكبادهم و قد كانوا في تلك الثلثههة أيههام قههد تحّنطههوا و
ن العذاب نازل بهم فماتوا أجمعين في طرفههة عيههن صههغيرهم و كههبيرهم تكّفنوا و علموا أ ّ
ل فأصبحوا في ديارهم و مضاجعهم ل أهلكه ا ّفلم يبق منهم ناعقة و ل راعية و ل شيء إ ّ
صيحة الّنار من السههماء فههأحرقتهم أجمعيههن ،و
ل عليهم مع ال ّ
موتى أجمعين ،ثّم أرسل ا ّ
صتهم . كانت هذه ق ّ
واحدا ،منفردا ل تابع له أو من آحادهم دون أشرافهم ،نّتبعه إذا لفي ضلل و سعر ،
كأّنهم عكسوا عليه فرّتبههوا علههى اّتبههاعهم إّيههاه مهها رّتههب علههى تههرك اّتبههاعهم لههه ،ء القههي
ق منه بههذلك ،بههل هههو ك هّذاب الّذكر ،الكتاب و الوحى ،عليه من بيننا ،و فينا من هو أح ّ
أشر ،حمله بطره على الّرفع علينا باّدعائه .
و الشرب بالكسر النصيب من الماء ،و الشقر من الّناس ،من تعلو بياضه حمرة ،
ل يعرف له أب أى كان ولد زنا ،و اّنما كان ينسب » الى سالف ظ « لّنه كان ولد على
فراشه ،
قال الجوهرى :قدار بضّم القاف و تخفيف الّدال يقال له أحمر ثمود و عاقر ناقة
] [ 396
و في مجمع البيان فاذا كان يوم الّناقة وضعت رأسها في مههائهم فمهها ترفعههه حّتههى تشههرب
ل ما فيه ثّم ترفع رأسها فتفجج لهم فيحتلبون ما شاؤا من لبن فيشربون و يّدخرون حّتههى كّ
يملؤا أوانيهم كّلها .
قال الحسن بن محبوب :حّدثني رجل من أصحابنا يقههال لههه سههعيد بههن يزيههد قههال :أتيههت
أرض ثمود فذرعت مصدر الناقة بين الجبلين و رأيت أثر جنبيها فوجههدته ثمههانين ذراعهها
ج اّلذى منه وردت ،و ل تقدر على أن تصدر مههن حيههث تههرد و كانت تصدر من غير الف ّ
لّنه يضيق عنها و كانوا في سعة و دعة منههها ،و كههانوا يشههربون المههاء يههوم الناقههة مههن
ق ذلك عليهم و كانت مواشيهم تنفر عنها لعظمها فهّموا بقتلها . الجبال و المغارات ،فش ّ
قالوا :و كانت امرأة جميلة يقال لها :صدوف ،ذات مال من إبل و بقههر و غنههم و كههانت
سلم فدعت رجل يقال له :مصدع بن مهرج ، أشّد الّناس عداوة لصالح عليه ال ّ
و جعلت له نفسها على أن يعقر الناقة ،و امرأة اخرى يقال لها :عنيزة ،دعت قههدار بههن
سالف و كان أحمر أزرق قصيرا و كان ولد زنا و لم يكن لسالف اّلذى يّدعى اليه و لكنههه
ى بناتي شههئت علههى أن تعقههر الناقههة و كههان قههدار
ولد على فراشه ،و قالت له :اعطيك أ ّ
عزيزا منيعا في قومه ،فانطلق قدار بن سالف و مصههدع فاسههتغويا غههواة ثمههود فاتبعهمهها
سبعة نفر و أجمعوا على عقر الناقة .
قال السدى :و لمهها ولههد قههدار و كههبر جلههس مههع انههاس يشههربون الشههراب ،فههأرادوا مههاء
يمزجون به شرابهم و كان ذلك اليوم شرب الناقة فوجدوا الماء قد شربته الناقة ،
فاشتّد ذلك عليهم فقال قدار :هل لكم في أن أعقرها لكم ؟ قالوا :نعم .
] [ 397
ن امرأة يقال لها :ملكههاء كههانت قههد ملكههت ثمههود ، و قال كعب :كان سبب عقرهم الناقة أ ّ
فلما أقبل الناس على صالح و صارت الرياسة إليه حسدته ،فقالت لمرأة يقههال لههها قطهام
و كانت معشوقة قدار بن سالف ،و لمرأة اخرى يقال لها اقبال و كانت معشوقة مصدع
ل ليلة و يشربون الخمر فقالت لهما ملكههاء :إذا ،و كان قدار و مصدع يجتمعان معهما ك ّ
ن الملكههاء حزينههة لجههل الناقههة و
أتاكما الليلة القدار و مصدع فل تطيعاهما و قول لهمهها إ ّ
لجل صالح ،فنحن ل نطيعكما حتى تعقرا الناقة ،
فلما أتياهما قالتا هذه المقالة لهما ،فقال :نحن نكون من وراء عقرها .
قالوا :فانطلق قدار و مصدع و أصحابهما السبعة فرصدوا الناقة حين صدرت عن الماء
،و قد كمن لها قدار في أصل صخرة على طريقها ،و كمن مصهدع فهي أصهل اخهرى ،
فمّرت على مصدع فرمى بسهههم فههانتظم بههه عضههلة و خرجههت عنيههزة و أمههرت ابنتههها و
سههيف فكشههف كانت من أحسن النههاس فأسههفرت لقههد ارثهّم زّمرتههه 1فشهّد علههى الناقههة بال ّ
عرقوبها فخّرت و رغت رغاة واحدة تحههذر سههقبها » سههقيتها خ « ،ثهّم طعههن فههى لّبتههها
فنحرها و خرج أهل البلدة و اقتسموا لحمها و طبخوه .
ثهّم قههال يهها قههوم إنكههم تصههبحون غههدا و وجههوهكم مصههفّرة ،و اليههوم الثههاني تصههبحون و
وجوهكم محمّرة ،و اليوم الثالث وجوهكم مسوّدة .
-----------
ههه ه
هههه ه هه
) ( 1ههههه هه هه
] [ 398
فلّما كان أّول يوم أصبحت وجوهم مصفّرة فقالوا جاءكم ما قال لكم صالح ،
و لّما كان اليوم الثاني احمّرت وجوههم ،و اليوم الّثالث اسوّدت وجوههم .
سلم فصرخت بهم صرخة خرقههت أسههماعهم و لّما كان نصف الليل أتاهم جبرئيل عليه ال ّ
ن العذاب نازل و صدعت أكبادهم و فلقت قلوبهم ،و كانوا قد تحنطوا و تكّفنوا و علموا أ ّ
له منهههم ثاغيههة و لبهم فماتوا أجمعين في طرفة عيههن صههغيرهم و كههبيرهم ،فلههم يبههق ا ّ
ل إليهم
ل أهلكها فأصبحوا في ديارهم موتى جاثمين ،ثّم أرسل ا ّ راغية و ل شيئا يتنّفس إ ّ
صيحة النار من السماء فأحرقتهم أجمعين . مع ال ّ
سل إليه بمحّمد و آله أن ل يؤاخذنا بأعمالنا ،ول و سخطه ،و نتو ّ ل من غضب ا ّ نعوذ با ّ
ن ،و حسههن التجههاوز ،و وله ّ
ي صفح ،و عظيههم المه ّأن يغفر لنا و يصفح عّنا فاّنه كريم ال ّ
ل شيء قدير ،و بالجابة جدير . الحسان ،و الكرم و المتنان ،و على ك ّ
ععععععع
سهلم اسهت در تحريهص مردمهان بهراهاز جمله كلم بلغت نظهام آن امهام أنهام عليهه ال ّ
هدايت و تحذير ايشان از طريق ضللت مىفرمايد .
أى مردمان مستوحش نباشيد در راه هدايت بجهت كمى اهل آن پههس بدرسههتى كههه خلههق
جمههع شههدهاند بههر طعههامى كههه سههير بههودن از آن زمههانش كوتههاه و گرسههنگى آن مهّدتش
طولنيست ،اى مردمان بدرستي كه جمههع ميكنههد خلههق را در عههذاب الهههي رضهها شههدن
ايشان بمناهي و خشمناك بودن ايشان بطاعات ،و جز اين نيست كه پى نمههود نههاقه قههوم
سلم را يكنفر از ايشان ،پس شامل كرد خداى تعالى بجميع ايشان صالح پيغمبر عليه ال ّ
عذاب را وقتى كه همه ايشان راضى شدند بفعل قبيح آن يك نفههر ،پههس فرمههود خداونههد
در كتاب مجيد خود فعقروها فأصبحوا نادمين يعني پى كردنههد و كشههتند آن قههوم نههاقه را
پس صباح نمودند در حالتيكه پشيمان بودند ،پس نشد مؤاخذه
] [ 399
و انتقام ايشان مگر اينكه صدا كرد زمين ايشههان بجهههت زلزلههه شههديده و فههرو رفتههن در
زمين مثل صداى آهن تيز شده كه زمين را با آن شخم ميكنند در زمينى كه بسيار صههدا
كننده باشد هنگههام شههخم ،أى مردمههان هههر كههه راه بههرود در راه آشههكار و راسههت وارد
مىشود بآب ،و هر كه تخّلف نمايد مىافتد بههه بيابههان گمراهههى و هلكههت .هنهها انتهههى
الجزء الثانى عشر من هذه الطبعة النفيسة القّيمة ،و قد تهّم تصههحيحه و تهههذيبه و ترتيبههه
بيد العبد السيد ابراهيم الميانجى عفى عنه و عن والديه ،و ذلك فى 25من شهر شههعبان
سنة 1382و يليه انشاء ال الجزء الثالث عشر و أّوله :
له أول و
سهلم عنهد دفهن الّزههراء سهلم اله عليهها « و الحمهد ّ
» و من كلم له عليهه ال ّ
آخرا .