Professional Documents
Culture Documents
)حبيب ال الخوئي(
ج 16
عععع ععع ععععععع عع ععع عععع ععع ععععع ع
ع عععععع
عع ع ع ع عععععع ع عععععع ععع ع ععععع
ععععععع
عععع عععععع
عع ععع ععععععع ع عع ععع ععععع
ل الّرحمن الّرحيم
بسم ا ّ
ل ملهم الصواب ،و الصلة على حججه اّلذين اوتطوا الحكمطة و فصطل الخططاب ، الحمد ّ
ى المرتضى و بعد فهططذا سيما على سّيد النبياء محّمد المصطفى ،و أفضل الوصياء عل ّ
هو المجلد الثانى من » تكملة منهاج البراعة في شرح نهج البلغة « فهو المجلد السادس
ل تعالى التوفيق و السداد و الهداية إلى الخير و الرشاد .
عشر من المنهاج و نسأل ا ّ
سلم ) :جفاة طغام عبيد اقزام ( صّدر كلمه بمذام أهططل الشططام تنفيططرا عنهططم قوله عليه ال ّ
أى هم قوم غلظ الطبع قساة القلططب افظططاظ ،و طغططام اى هططم اوغططاد النططاس و اراذلهططم و
طعام خلف الهمام ،و عبيد انما لم يذكر متعّلططق العبيططد ليفيططد التعميططم و يططذهبالطغام كال ّ
ل مذهب ممكن اى هم عبيد الدينار و عبيد الدنيا و عبيد النفس و الهوى . السامع إلى ك ّ
و قيل :او لن بعضهم لم يكونوا أحططرارا و كططانوا عبيططدا حقيقططة و حيططث ان اللفططظ مهمططل
يصدق بالبعض .
ل شوب ( هاتان الجملتططان كأّنمططا ل أوب و تلقطوا من ك ّ سلم ) :جمعوا من ك ّقوله عليه ال ّ
ل ناحيططة و تلقطططوا مططن فططرق
لن على معنى واحد و مطلب فارد اى هم جمعططوا مططن كط ّ تد ّ
مختطلة يعني اّنهم ليسوا بقوم أصيل بل تلقط بعضهم من ههنا و بعضهم مطن ههنططا و فطي
الجملة الخيرة إشارة لطيفة أيضا إلى أّنهم أوباش الّناس و أسقاطهم .
سلم ) :مّمن ينبغى أن يفّقه و يؤّدب و يعّلم و يدّرب ( يعني اّنهم قططوم جّهططال قوله عليه ال ّ
ق و غيططربمعططزل عططن الكتططاب و الططدين فينبغططى ان يفقهططوا ،و غيططر متططأدبين بططآداب الحط ّ
معتادين بالعادات الجميلة من محاسن الفعال و مكارم الخلق فينبغى ان يؤّدبوا أي
][3
يعّلموا الدب و يدّربوا أى يعّودوا بتلك العادات الحسنة .
و قريء يطذّرب بالطذال المعجمطة أيضطا يقطال ذّرب المطرأة طفلهطا تطذريبا إذا حملتطه حّتطى
يقضى حاجته و هذه القراءة تناسب الجملة التالية التية اى اّنهم صبيان صططغار و اطفططال
ب و يعيشوا فططي حضططانة حاضططن و ل يقدرون على شيء و ينبغى أن يربوا في حجر مر ّ
المراد ان القوم اّلذين لم يتفقهوا في الّدين و ل يعلمون شيئا ينبغى أن يعّلموا و يدّربوا بططل
صبيان ينبغي أن يذربوا فأّنى لهم ان تقوموا مقطام الصططديقين و يجلسطوا مجلطس النطبيين و
ل و رسوله و يأخذوا ازمة امور الّناس و يلوا امططورهم أفمططن يعّرفوا انفسهم بأّنهم خليفة ا ّ
ل أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ؟ . ق أن يّتبع أمن ل يهّدى إ ّ
ق أح ّ
يهدى إلى الح ّ
و قد قال عمار في خطبة خطب بها أهل الكوفة يستنفر الّنططاس إلططى أميططر المططؤمنين علطىّ
سلم :أّيها الّناس عليكم بإمام ل يؤدب و فقيططه ل يعلططم و صططاحب بططأس ل ينكططل و عليه ال ّ
ذي سابقة في السلم ليست لحد ،الخ .و قد برهن في محّله أن من أوصاف المام اّنططه
يجب أن يكون أفضل من جميع الرعايا فططي جميططع الصططفات الكماليططة فهططو ل يططؤدب و ل
ل.
يعلم و سيأتي تحقيقه في شرح الخطبة التالية إنشاء ا ّ
سلم ) :و يولى عليه و يؤخذ على يديه ( قرىء يولى بالتشديد و التخفيططف و قوله عليه ال ّ
له المر تولية إذا جعله واليا عليه ،و علططى الثططاني يقططال اولططى فلنططا
على الّول يقال :و ّ
على اليتيم إذا أوصاه عليطه و اوله المطر ايلء إذا جعلطه واليطا عليططه .و هطذا كنايططة عطن
كونهم سفهاء ل يستحقون أن يلوا أمرا و يفوض اليهم فان العقل و النقل معاضططدان علططى
قبح تولية المور بأيدى السفهاء و وليتهم عليها قال عّز من قائل :
ل لكم قيامًا « فكيطف الحكطام اللهّيطة و المطور » و ل تؤتوا السفهاء أموالكم اّلتي جعل ا ّ
الشرعّية و ما فيها مصالح العاّمة و حقوق الرعّية بل ينبغططي أن يمنعططوا مططن التصطّرف و
صبي و السفيه لعدم رشدهم يقططال :أخططذ علططى يططد فلن إذا
يحجر عليهم كما يحجر على ال ّ
منعه عما يريد أن يفعله فمن بلغ في الغباوة و السفاهة إلى هذا الحّد فكيف يرضططى العقططل
و يمضي أن يقتدى به و هل هذا إل ظلم عظيم ،أل و ان الرعّية الفاجرة تهلك
][4
سلم ) :ليسوا من المهاجرين و النصطار و ل مططن اّلطذين تبطّوأوا الططدار ( أى قوله عليه ال ّ
سكنوها و هي إشارة إلى قوله تعالى في سورة الحشر » و اّلذين تب طّوأوا الططدار و اليمططان
من قبلهم « الية و لذا جاء في بعض نسخ الخطبة :و ل من اّلذين تبّوأوا الدار و اليمان
و أجمططع المفسططرون بططأن الططدار هططي المدينططة و هططي دار الهجططرة تبّوأهططا النصططار قبططل
المهاجرين و كانوا من أهل المدينة اسططلموا بهططا قبططل هجططرة الرسططول بسططنتين و بنططوا بهططا
المساجد و أثنى عليهم بقوله عّز مططن قططائل » و اّلططذين تبطّوأوا الططدار و اليمططان مططن قبلهططم
يحّبون من هاجر اليهم و ل يجدون في صدورهم حاجة مما ُاوتوا و يؤثرون على أنفسهم
ح نفسه فاولئك هم المفلحطون « فالطذين تبطّوأوا الطدار و لو كان بهم خصاصة و من يوق ش ّ
هم طائفة من النصار فكّرر ذكرهم تأكيدا .
ل مططنو قال الفاضل الشارح المعتزلي بقوله :و أيضا فان لفظة النصار واقعططة علططى ك ط ّ
لط عليطه و آلططه ولط صطّلى ا ّ
كان من الوس و الخزرج اّلذين أسلموا علطى عهطد رسططول ا ّ
اّلذين تبّوأوا الدار و اليمططان فططي اليططة قططوم مخصوصططون منهططم و هططم أهططل الخلص و
اليمان التام فصار ذكر الخطاص بعطد العططام كططذكره تعططالى جبرئيطل و ميكطال ثطّم قطال :و
الملئكة بعد ذلك ظهيرا و هما من الملئكة .
لطو أقول :أّما المهاجرون فهم اّلذين هاجروا بلدهم أى تركوها و صاروا إلى رسططول ا ّ
ل عليه و آله و أّما اّلططذين اسططلموا مططن أهططل المدينططة الرسططول قبططل هجرتططه او بعططد
صّلى ا ّ
هجرته فيسّمون أنصارا و قد اشبعنا الكلم فيه قبل و الططذين تب طّوأوا الططدار و اليمططان قططوم
ل عليططه و آلططه و لططذا قيططدنا كلمنططا
مخصوص منهم و هم اّلذين أسلموا قبل هجرته صّلى ا ّ
بقولنا هم طائفة من النصار فصار ذكر الخاص بعد العام بهذا المعنى .
ثّم على نسخة و اليمان يكون اليمان متبوءا على الستعارة و في الكططافي عططن الصططادق
سلم :اليمان بعضه من بعض و هططو دار و كططذلك السططلم دار و الكفططر دار ،و عليه ال ّ
لما اّنهم ثبتوا على اليمان و اطمأنت قلوبهم به سّماه متبططوءا و منططزل لهططم .و قطّدر غيططر
واحد من المفسرين في الية لزموا و نظائره اى تبّوأوا الدار و لزموا اليمان مثل قوله
:
][5
اى معتقل رمحا لن الرمح ل يتقلد به بل يعتقل به يقال :فلن تقّلد سيفه و اعتقل رمحططه
و كقول الشاعر :
اى علفتها تبنا و سقيتها ماءا باردا و إّنما كان قططوله هططذا ذّمططا لهططم لن عططدم اتصططافهم بهططا
نقصان لهم بالقيططاس إلططى المتصططفين بهططا ،و مططن تتبططع آثططار السططلف يجططد أن السططابقة فططي
السلم و الهجرة تعّد من الفضائل و المفاخر و المدائح و من كططان اسططبق اسططلما و اقططدم
هجرة من الخر يفضل عليه .
سطلم ) :ال و ان القططوم اختطاروا لنفسطهم اقطرب القططوم ممطا يحبطون و انكطم
قوله عليطه ال ّ
اخترتم لنفسكم اقرب القوم مما تكرهون ( .
يعني بالقوم الّول أهل الشططام و بططالخيرين الّنططاس و مططا كططانوا يحّبططونه الغلبططة علططى أهططل
العراق و الظفر بهم و اقرب الّناس لهم من غرضهم ذلك هططو عمططرو بططن العططاص و إّنمططا
كان اقرب الّناس إلى وصول غرضططهم بمكططره و حيلططه و خططدائعه و ميلططه إلططى معاويططة و
اّتباعه اثره اتباع الكلب للضرغام يلوذ إلى مخالبه و ينتظر ما يلقى اليه من فضل فريسته
.
و الخطاب في انكم و اخواته إلى أهل العراق و ما يكرهه أهل العراق هو بعينه مططا يحّبططه
أهل الشام و هو صيرورة المر إلى معاوية بخططذلن أهططل العططراق و انكسططارهم و اقططرب
الناس منه أبو موسى الشعرى إّما لغباوته و سفاهته و فساد رأيططه لّنططه كططان رجل كليططل
الشفرة قريب القعر مدهوش الجنان و هو كما عّرفه عمرو بن العاص حين تشاجرا :
سلم و انحرافه عنه لنه و اّنما مثله مثل الحمار يحمل اسفار الية أو لبغضه علّيا عليه ال ّ
سلم عزله عن الكوفة لما قتل عثمان لما دريت من ترجمة الرجططل مططن قبططل و مططا عليه ال ّ
قال حذيفة فيه و غير ذلك مما قدمنا ذكره .
-----------
) ( 1ممم ممممم مم مممم ممممممم مم مممم م م
م م مممممم ممممم ممم مممم :
][6
أوتاركم و شيموا سيوفكم فان كان صادقا فقد اخطأ بمسيره غير مستكره و إن كططان كاذبططا
ل بن قيس هو أبو موسططى الشططعرى كمططا دريططت مططن ترجمتططه و فقد لزمته التهمة ( عبد ا ّ
المراد بالمس واقعة الجمل فاّنها كانت قبل واقعططة صططفين و التعططبير بططالمس كنايططة عططن
ي زمان طويل منها و عن انهم قريب العهد بها فل يتأتى لهططم انكططار مططا سططمعوا عدم مض ّ
من أبي موسى في المس و ادعاء الغفلطة و النسطيان عنطه و كطان أبطو موسطى ينهطى أهطل
سلم عند مسيره إلى أهططل البصططرة و يططأمرهم بططالعتزال عططن العراق عن نصرته عليه ال ّ
الحرب و كان يرى أن قتططال أهططل القبلططة فتنططة يجططب العططتزال عنهططا و يقططول :انهططا فتنططة
طعوا أوتاركم يعني أوتار قسّيكم و شيموا سيوفكم اى اغمدوها ،كناية عن تططرك القتططال فق ّ
و الجتناب عنه .
سلم لمططا تططوجه مططن المدينططة إلططى البصططرةقال أبو مخنف :ان أمير المؤمنين علّيا عليه ال ّ
سلم و عّمار بططن ياسططر أهططل الكوفططة يسططتنفران الّنططاس إلططىي عليه ال ّ
خطب الحسن بن عل ّ
سلم و بعد ما نقل خطبتهما قال :حّدثنا الكلبي عن أبي صالح أن أبططا موسططى ي عليه ال ّ
عل ّ
الشعرى لّما سمع خطبة الحسن و عّمار قام فصعد المنبر و قال :
ل اّلذي أكرمنا بمحّمد فجمعنا بعد الفرقططة و جعلنططا إخوانططا متحططابين بعططد العططداوة و الحمد ّ
لط سططبحانه » ل تططأكلوا أمططوالكم بينكططم بالباطططل « و قططال حّرم علينا دمائنا و أموالنا قال ا ّ
لط ولط عبططاد ا ّتعالى » :و من يقتل مؤمنطًا معتمططدًا فجططزاءه جهّنططم خالططدًا فيهططا « فطاّتقوا ا ّ
ل ط باديططا و
ضعوا أسلحتكم و كّفوا عن قتال إخوانكم ،أّما بعد يا أهل الكوفططة إن تطيعططوا ا ّ
تطيعوني ثانيا تكونوا جرثومططة مططن جراثيططم العططرب يططأوى إليكططم المضطططّر و يططأمن فيكططم
لط
ي رسططول ا ّ الخائف ،إن عليا إّنما يستنفركم لجهاد اّمكم عائشة و طلحة و الّزبير حوار ّ
ل عليه و آله و من معهم من المسلمين و أنا أعلم بهذه الفتن ، صّلى ا ّ
أّنها إذا أقبلت شبهت و إذا أدبرت أسفرت .إّني أخاف عليكم أن يلتقي غاران منكم فيقتتل
ثّم يتركا كالحلس الملقاة بنجوة من الرض ثّم يبقى رجرجة من
][7
الّناس ل يأمرون بالمعروف و ل ينهون عن منكر إنها قد جائتكم فتنة كافرة ل يدرى مططن
ل عليه و آله بطالمس يطذكر الفتطن ل صّلى ا ّأين تؤتى ،تترك حيران كأني أسمع رسول ا ّ
فيقول :أنت فيها نائما خير منك قاعدا و أنت فيها جالسا خير منك قائما و أنت فيها قائمططا
خير منك ساعيا فشيموا سيوفكم و قصفوا رماحكم و انصلوا سهامكم و قطعوا أوتاركم و
خّلوا قريشا ترتق فتقها و تراب صدعها فططان فعلططت فلنفسططها مططا فعلططت و إن أبططت فعلططى
أنفسها ما جنت ،سمها في أديمها استنصحوني و ل تستغثوني و أطيعوني و ل تعصوني
يتبين لكم رشدكم و تصّلي هذه الفتنة من جناها .
لط عليططه و آلططه يقططول
ل صطّلى ا ّ
قال :فقام إليه عمار بن ياسر فقال :أنت سمعت رسول ا ّ
ذلك ؟
قال :نعم ،هذه يدى بما قلت :فقال :إن كنططت صططادقا فإّنمططا عنططاك بططذلك وحططدك و اتخططذ
ل ط عليططه
ل صّلى ا ّ
عليك الحجة فالزم بيتك و ل تدخلن في الفتنة أما اّني أشهد أن رسول ا ّ
و آله أمر عليا بقتال الناكثين و سّمي لي فيهم من سّمى و أمره بقتال القاسطين و إن شئت
ل عليه و آله إّنما نهاك وحططدك و حططذرك ل صّلى ا ّ
ن لك شهودا يشهدون أن رسول ا ّ لقيم ّ
من الدخول في الفتنة ثّم قال له :أعطنى يدك على ما سمعت فمّد إليه يده فقال له عّمططار :
ل من غالبه و جاحده ثّم جذبه فنزل عن المنبر . غلب ا ّ
أقول :و سطيأتي تمطام الكلم فطي شطرح الكتطاب الّول مطن بطاب المختطار مطن كتبطه عليطه
سلم .
الصلة و ال ّ
سلم هذا احتجاج عليهم في اختيارهم أبططا موسططى للحكومططة و صططورة ن كلمه عليه ال ّ
ثّم إ ّ
الحتجاج :انكم يا أهل العراق قريبو العهد بقول أبي موسى يقول لكم عنططد مسططيرى إلططى
أهل البصرة :هذه هي الفتنة اّلتي وعدنا بها و أمرنا بالعتزال عنهططا فقطعططوا أوتططاركم و
شيموا سطيوفكم ،فطان كطان أبطو موسطى فطي قطوله هطذا صطادقا فقطد أخططأ بمسطيره الينطا و
حضوره معنا في صفين و تكثيره سواد أهل العراق حالكونه غير مستكره في ذلك أي لم
يكرهه و لم يجبره أحد في ذلك حّتى يقال اّنه حضره مستكرها و إن لم يحارب و لم يسط ّ
ل
السيف ،و إن كان كاذبا و مختلفا فيه فقد لزمته التهمة أى الكذب و الختلق فهططو فاسططق
بكذبه ،فعلى التقديرين صدق ام كذب قبح جعله حكما و ل ينبغى
][8
حة إحططدى سططلم يؤّكططد ص ط ّو قططال الشططارح الفاضططل المعططتزلي :هططذا الكلم منططه عليططه ال ّ
الروايتين في أمر أبي موسى فاّنه قد اختلفت الرواية هططل حضططر حططرب صططفين مططع أهططل
العططراق أم ل ؟ فمططن قططال :حضططر قططال :حضططر و لططم يحططارب و مططا طلبططه يمططانّيون مططن
ل و هططو حاضططر سلم ليجعلوه حكمططا كالشططعث بططن قيططس و غيططره إ ّ ي عليه ال ّ
أصحاب عل ّ
معهم في الصف و لم يكن منهم على مسافة و لو كان منهم على مسافة لما طلبوه و لكططان
سططلم علططى ي عليططه ال ّ
لهم فيمن حضر غناء عنططه ،و لططو كططان علططى مسططافة لمططا وافططق علط ّ
سلم مّمن يحكم من لم يحضر معططه و قططال الكططثرون :إّنططه ي عليه ال ّتحكيمه و ل كان عل ّ
كان معتزل للحرب بعيدا عن أهل العراق و أهل الشام .
سلم فإن كان صططادقا فقططد أخططأ بسطيره غيطر ثّم قال :فإن قلت :فلم ل يحمل قوله عليه ال ّ
سلم و أهل العراق حيث طلبوه ليفّوضططوا مستكره على مسيره إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ
إليه أمر الحكومة ؟
سلم على هذا لم يكن لزما لبي موسى و كان الجواب عنه قلت :لو حملنا كلمه عليه ال ّ
هّينا و ذلك لن أبا موسى يقول :إّنما أنكطرت الحطرب و مطا سطرت لحطارب و ل لشطهد
الحرب و ل لغرى بالحرب و إّنما سرت للصلح بين الّناس و اطفاء نائرة الفتنة فليس
يناقض ما رويته عن الرسول من خبر الفتنة و ل مططا قلتططه فططي الكوفططة فططي واقعططة الجمططل
فقطعوا أوتار قسيكم .انتهى ما اردنا من نقل كلمه .
][9
على مسافة لما طلبوه و لكان لهم فيمن حضر غناء عنه ،بديهي البطلن و يظهططر وهنططه
بأدنى تأّمل على أن ما سمعت من أهل النقل و حملططة الثططار مططن أن أهططل الشططام لمططا رأوا
انكسارهم و خذلنهم رفعوا المصاحف بالرماح خديعططة و دهططاء و مكيططدة حّتططى أن أجمططع
ل فريططق إلططى الفريقان على أن يحييا ما أحيى القرآن و أن يميتا ما أمات القرآن ثّم رجع ك ّ
أصحابه و قال الّناس :قد رضينا بحكم القرآن فقال أهل الشام :فانا قد رضططينا و اخترنططا
عمرو بن العاص و قال الشعث و القراء اّلذين صاروا خوارج فيما بعد :فانا قد رضططينا
سلم :إّني ل أرضططي بططأبى موسططى و ي عليه ال ّ
و اخترنا أبا موسى الشعرى فقال لهم عل ّ
ل أرى أن أوليه فقال الشعث و يزيد بن حصين الطائى و مسعر بططن فططدكى فططي عصططابة
من القراء :إنا ل نرضي إل به فاّنه قد حذرنا ما وقعنا فيه فعمططدة مططا استمسططكوا بهططا فططي
اختيارهم أبا موسى اّنه حذرهم عن الحرب و غير ذلك مما مّر و ل فططائدة فططي العططادة و
الطالة و ل يخفى ان حضوره عندهم و غيابه عنهم سّيان في غرضهم ذلك فالحتمالت
اّلتي ذكرها القائل واهية موهونة جّدا .
سططلم علططى تحكيمططه و ل ي عليططه ال ّ
و أوهن منها ما قال :لو كان على مسافة لما وافق عل ّ
سلم كان كارها و مستكرها و غيطر ى مّمن يحكم من لم يحضر معه ،لّنه عليه ال ّكان عل ّ
موافق في أبي موسى و حكينا من نصر و أبي جعفططر الطططبرى و غيرهمططا آنفططا اّنططه عليططه
سلم قال :
ال ّ
فان أبا موسى ليس لي برضا و قد فارقني و خذل الّناس عّني ث طّم هططرب حّتططى أمنتططه بعططد
ل ما نبططالي أنططت كنططت او ابططن عّبططاس ل أشهر و لكن هذا ابن عّباس اوليه ذلك قالوا :و ا ّ
ل رجل هو منك و من معاوية سواء ليس إلى واحططد منكمططا بططأدنى مططن الخططر قططال نريد إ ّ
ي :فاني أجعل الشتر قال الشططعث :و هططل سطّعر الرض علينططا غيططر الشططتر و هططل عل ّ
سلم :و ما حكمه ؟ قال :حكمططه ان يضططرب ي عليه ال ّ
ل في حكم الشتر قال له عل ّ نحن إ ّ
سيوف حّتى يكونن ما أردت و ما أراد إلى آخر مططا نقلنططا .و يقططول عليططه بعضنا بعضا بال ّ
سلم :ال ّ
ل بن العّباس .
في هذه الخطبة أيضا :فادفعوا في صدر عمرو بن العاص بعبد ا ّ
ط و مططا
و مع الغماض و الصفح عن ذلك كّله و لو قيل إن أبا موسى لم يحضر صفين قط ّ
شهد حربا قلنا فقد أخطأ أيضا بمسيره إلى القوم ليفوضوا اليه أمر الحكومة
] [ 10
و لزمته التهمة لّنه روى كما نقلنا من قبل عن ابن عبد البر في الستيعاب و المسططعودى
في مروج الذهب و نصر بن مزاحم في كتاب صفين و أبي محّمد بن متططويه المعططتزلي و
غيرهم عن سويد بن غفلة حيث قال :كنت مع أبى موسى على شاطي الفرات في خلفططة
ل عليه و آله قططال :سططمعته يقططول :إن بنططي
ل صّلى ا ّ
عثمان فروى لي خبرا عن رسول ا ّ
ل مططن
ل و أضط ّ إسرائيل اختلفوا فلم يزل الختلف بينهم حّتى بعثططوا حكميططن ضططالين ضط ّ
لن مطن تبعهمطا فقلطت لطه : لن و يض ّ اتبعهما و ل ينفك امر امتي حّتى يبعثوا حكمين يض ّ
ل من ذلك كمططا ابططرءاحذر يا أبا موسى أن تكون أحدهما فخلع قميصه و قال :ابرء إلى ا ّ
من قميصى هذا .
لول المض ط ّ
فنقول :إّما أن يكون في نقل الخبر صادقا او كاذبا فان كان صادقا فهو الضا ّ
قد اخطأ بمسيره اليهم و دخوله في الحكومة فكيف يجوز أن يقول :اّنما سرت للصططلح
بين الّنطاس و اطفطاء نطائرة الفتنطة مطن شطهد علطى نفسطه بالضطلل و الضطلل و كيطف ل
ل التهافت .
يناقض بعض قوله بعضا و هل هذا إ ّ
و إن كان كاذبا فقد لزمته التهمططة فهططو فاسططق فل ينبغطي العتمطاد عليطه فطي هططذا الخططب
الخطير و قد كان في القوم من لم يكن فيه تلك التهمة و سوء الظن مع قوة العقل و صحة
النظر و ظهطور النصطح مطع جطواز أن يكطون رضطاه لحطب الحكومطة فطان الملطك عقيطم و
سلم لما قد نقلنا من ابن عبد الطبر و غيطره بعطد ذكطر عزلطه عليطه
ى عليه ال ّ
للنتقام من عل ّ
سلم حّتى جاء فيه ما قال حذيفة :
ى عليه ال ّ
سلم اّياه عن الكوفة فلم يزل واجدا على عل ّ ال ّ
سططلم مططن
سلم الثالث و الستين اليه قوله عليططه ال ّ
و سيأتى تمام الكلم فيه في كتابه عليه ال ّ
ل بن قيس أّما بعد فقد بلغنى الخ فارتقب . ى أمير المؤمنين إلى عبد ا ّل عل ّ
عبد ا ّ
بيان في مروج الذهب للمسعودى نقلت الرواية عن سويد بن علقمة و في غيره عن سويد
بن غفلة و الخير صواب و ما في مروج الذهب تصحيف من النساخ قال العلمة الحّلططى
سططلم و هططوقدس سره في الخلصة :قال البرقى إنه مططن اوليططاء أميططر المططؤمنين عليططه ال ّ
سويد بن غفلططة الجعفططى ،و فططي منتهطى المقطال فططي أحطوال الرجططال لبطى علطى نقل عطن
مختصر تذكرة الذهبى :ولد عام الفيل او بعده بعامين و أسلم و قد شاخ فقدم المدينة
] [ 11
إن معاوية لم يكن ليضع لهذا المر أحدا هو أوثق برأيه و نظره من عمرو بن العططاص و
لط بطن العبطاس فطارموه بطه فطان عمطرا ل يعقطد ل مثله فعليكم بعبد ا ّاّنه ل يصلح للقرشي إ ّ
ل عقدها و ل يبرم أمرا إل نقضه و ل ينقض أمرا ل عقدة إ ّل و ل يح ّ ل حّلها عبد ا ّعقدة إ ّ
ل ل يحكم فينا مضريان حّتى تقوم الساعة و لكن اجعلططه ل أبرمه ،فقال الشعث :ل و ا ّ إّ
سططلم :إّنططي أخططاف أن ي عليططه ال ّ
رجل من أهل اليمن إذا جعلوا رجل من مضر فقططال علط ّ
لط فططي شططيء حططتى إذا كطان لططه فططي أمططر هططواه فقططال
يخدع يمنّيكم فططان عمططرا ليططس مططن ا ّ
الشعث :
ب الينا من أن يكون ما نحبّ ل لن يحكما ببعض ما نكره و أحدهما من أهل اليمن أح ّ وا ّ
ل أبا موسى قالوا :نعم ،
سلم :قد أبيتم إ ّ
ي عليه ال ّ
في حكمهما و هما مضريان ،قال عل ّ
قال :فاصنعوا ما أردتم ،و في رواية اخرى فاصنعوا ما شئتم الّلهم إّنططي أبططرء إليططك مططن
صنيعهم .
سلم ) :و خذوا مهططل اليططام ( اى ل تهملططوا المهلططة فططاغتنموا سططعة اليططام و
قوله عليه ال ّ
فسحتها قبل أن تضيق و تفوت عنكم فاعملوا فيها ما ينبغي لكم .
ى و أبطرزي صديق لطي كتابطا أظهطر فيطه شطكوى إلط ّ أقول :لّما بلغ شرحنا إلى هنا كتب إل ّ
حاجة ،و طلب الفتططاء فططي رؤيططاء ،و الّرجططل و إن كططان ذا فضططل لكنططه لططم يكططن عارفططا
بالعلوم العربية حّتى النحو و لغة العرب فذهبت إليه فأشكيته ثّم انجطّر الكلم إلططى مكتططوبه
فقال :أما الشكوى فإن بي شكاة مدة شهرين و لم تعدني ،فأعذرته
] [ 12
بعدم العلم به ،فقال :أّما الحاجة فإلى مجلد من ناسخ التواريططخ فططي ترجمططة عيسططى روح
سلم ،و أّما الرؤياء فرأيت في المنام أني اسافر معططك حّتططى انتهينططا إلططى ثقططب
ل عليه ال ّ
ا ّ
جبل فجاوزناه فآوينا إلى ناحية فاذن ان بي حيرة في أمري اقّدم رجل و أؤخططر اخططرى و
لكنك جالس فرحا مبتهجا و حولك كتب كثيرة و أمعنت فططي الكتابططة كأنططك شططاغل بتططأليف
كتاب فاسترقت البصر فرأيت أنك كتبت » حوطو « .
سطلم » :حوططوا قواصطي السطلم « فلّما أخبرته بشرحنا هذا و أّنه بلغ إلى قوله عليه ال ّ
عجب ،و عجبت أيضا و لعمرى أن الّرجل لم يكن مطّلعا على أمرى و كنت غائبططا عنططه
منذ سنة و بذلك تفألت بالخير في اقبالي إلى هذا الشرح المنيططف و إقططدامي عليططه و أرجططو
ل أن يوّفقني للتمام فانه ولي التوفيق و أن يجعل نفعه أعم و فائدته أتم .من ا ّ
ن الصفاة سلم ) :أل ترون إلى بلدكم تغزى و إلى صفاتكم ترمي ( قد مّر ا ّ قوله عليه ال ّ
في الصل الحجر الصلد الضخم ل ينبت و ل تنفذ فيها السهام و هططذه الكلمططة كمططا يسططتفاد
من مواضع كثيرة مططن اسططتعمالهم يكّنططي بهططا عططن عططرض الّرجططل و حيطتططه و حططوزته و
نظائرها مما لها شأن و يقال :فلن رمي صفاة فلن إذا دهاه بداهيططة قططال ابططن عطّم لبططي
موسى مخاطبا إياه كما في كتاب صفين لنصر ) ص 300الطبع الناصري ( :
سططلم أل
و فلن ل تقرع له صططفاة اى ل ينططاله أحططد بسططوء و ل يطمططع فيططه فقططوله عليططه ال ّ
ترون إلى آخره ترغيب لهم في حفظ حوزة السلم و صيصيته و حياطططة قواصططي بلده
و تهييج لهم في دفع أيدى الجانب عن بيضة السلم و أهله .
سلم نفوسهم بأن العدو طمع فيهم و قصد بلدهم و رمي صفاتهم حّتططى ل فاستثار عليه ال ّ
تفرق كلمتهم و ل تشتت وحططدتهم فتططذهب ريحهططم و العططدو هططو معاويططة الطغططام و أتبططاعه
الفجرة اللئام من أهل الشام .
] [ 13
ل على أن هططذه سلم ال ترون إلى آخره يد ّ ثّم قال الشارح الفاضل المعتزلي :قوله عليه ال ّ
الخطبة بعد انقضاء أمر التحكيم لن معاوية بعد أن تّم على أبى موسى من الخديعة ما ت طّم
سلم ،يقول :قد بلغت غارات أهططل ي عليه ال ّاستعجل أمره و بعث السرايا إلى اعمال عل ّ
الشام حدود الكوفة اّلتي هي دار الملك و سرير الخلفة و ذلططك ل يكططون إل بعططد الثخططان
في غيرها من الطراف .
ل على أن الخطبة قبل انقضططاء أمططر سلم عليهم يد ّ بل الظاهر من صورة احتجاجه عليه ال ّ
سلم توبيخا لهم بسوء رأيهم و قبح اختيارهم في أبي موسى و التحكيم و إنما قالها عليه ال ّ
ن ابن العّباس ينبغى أن يجعططل قبططال ابططن العططاص و ل ينططافي هططذا قططوله عليططه تنبيها لهم بأ ّ
سلم أ ل ترون إلى بلدكم تغزى و إلى صفاتكم ترمى لن أهل الشام قبل انقضططاء أمططر ال ّ
التحكيم أيضا كانوا يغزون بلدهم و يرمون صفاتهم و طمعوا فيهم حّتى فعلوا ما فعلوا ،
على انه يمكن أن يكون على صورة الخبار حّثالهم على اغتنام الفرصة و حياطة بيضططة
السلم و ايقاظا لهم بان العداء قد أشرفوا عليهم لو ذهبوا إلططى رأيهططم الفاسططد و نظرهططم
الكاسد .
» ععع ععععع «
» ععع ععععععع عع عععع ع عععععع عع ععع ععع
ععععععع ععع ععععع « » عع ععععع ع عععع ع
ععععععع عع عععععع «
] [ 14
ل:
نكتفي بمجرد نقلها عنه من غير بسط و زيادة مّنا قال رحمه ا ّ
» ععععععع عععععع «
سلم أبا موسى الشعرى و عمططرو بططن العططاص و فان قيل :فما الوجه في تحكيمه عليه ال ّ
ل علططى شطّكه فططي امططامته و حططاجته إلططى
ما العذر في أن حّكم في الّدين الّرجال ؟ و هذا يد ّ
علم ) علمه خ ل ( بصحة طريقته .
ثّم ما الوجه في تحكيمه فاسقين عنططده عططدّوين لططه ؟ أو ليططس قططد تعططرض بططذلك لن يخلعططا
امامته و يشّككا الّناس فيه و قد مكنهما من ذلك بأن حّكمهما و كانا غير متمكنين منه و ل
أقوالهما حجة في مثله ؟ .
ثّم ما العططذر فططي تططأخيره جهططاد المرقططة الفسططقة و تططأجيله ذلططك مططع امكططانه و اسططتظهاره و
حضور ناصره ؟
ثّم ما الوجه في محو اسمه من الكتاب بالمامة و تنظره بمعاويططة فططي ذكططر نفسططه بمجططرد
السم المضاف إلى الب كما فعل ذلك به و أنتم تعلمون أن بهذه المور ضطّلت الخطوارج
مع شّدة تخشنها في الدين و تمسكها بعلئقه و وثائقه ؟
ل أمر ثبت بدليل قاطع غير محتمل فليس يجوز أن نرجع عنه و نتشكك فيه لجل قلنا :ك ّ
سلم و عصمته و طهارته من الخطاء أمر محتمل و قد ثبتت امامة أمير المؤمنين عليه ال ّ
و برائته من الذنوب و العيوب بأدلة عقلية و سمعّية فليس يجوز أن نرجع عن ذلك أجمططع
و ل عن شيء منه لمططا وقططع مططن التحكيططم المحتمططل للصططواب بظططاهره و قبططل النظططر فيططه
كاحتماله للخطاء و لو كان ظاهره أقرب إلطى الخططاء و أدنطى إلطى مخالفطة الصطواب بطل
الواجب في ذلك القطع على مطابقة ما ظهر من المحتمل لما ثبت بالدليل و صرف ما لططه
ظاهر عن ظاهره و العدول به إلططى موافقططة مططدلول الدللططة اّلططتي ل يختلططف مططدلولها و ل
يتطرق عليها التأويل و هذا فعلنا فيما ورد مططن آى القططرآن اّلطتي تخطالف بظاهرهطا الدّلططة
العقلّية مما يتعلق به الملحدون او المجبرة او المشبهة ،و هذه جملة قد كّررنا ذكرهططا فططي
ل هذه الشبهة عليها كتابنا هذا لجللة موقعها من الحجة و لو اقتصرنا في ح ّ
] [ 15
لكانت مغنية كافية كما أنها كذلك فيما ذكرناه من الصول لكّنا نزيد وضوحا في تفصيلها
و ل نقتصر عليها كما لم نفعططل ذلططك فيمططا صطّدرنا بططه هططذا الكتططاب مططن الكلم فططي تنزيططه
سلم عن المعاصي . النبياء عليهم ال ّ
سلم ما حّكم مختارا بل احوج إلى التحكيم و الجيء إليه ن أمير المؤمنين عليه ال ّ فنقول :إ ّ
سلم كانوا من التخاذل و التقاعد و التواكطل إل القليطل منهطم علطى مطا لن أصحابه عليه ال ّ
ل الخطططب مّلطوا ذلططك و طلبططوا هو معروف مشهور و لّما طالت الحرب و كثر القتل و جط ّ
مخرجا من مقارعة السيوف و اتفق من رفع أهل الشططام المصططاحف و التماسططهم الرجططوع
ل عمططرو ابططن العططاص اليها و اظهارهم الرضا بما فيها ما اتفق بالحيلة اّلتي نصبها عدو ا ّ
س بططالبوار و علطّو كلمططة أهططل الحططق و أن معاويططة و جنططده و المكيدة اّلتي كادبهططا لّمططا أحط ّ
مأخوذون قد علتهم السيوف و دنت منهم الحتوف فعند ذلططك وجططد هططؤلء الغنططام طريقططا
ل منهم من دخلت عليه الشبهة لبعده عن إلى الفرار و سبيل إلى وقوف أمر المناجزة و لع ّ
ف الحططرب علططى الحق و علظ فهمه و ظن أن اّلذي دعى اليه أهل الشام مطن التحكيططم و كط ّ
جة ل على وجه المكيدة و الخديعطة فططالبوه عليطه ق و الستسلم للح ّ سبيل البحث عن الح ّ
سطلم مطن ذلطك امتنطاع عطالم ف الحرب و الّرضا بما بطذله القطوم فطامتنع عليطه ال ّ سلم بك ّ ال ّ
جططوا فأشططفق عليططه بالمكيدة ظاهر على الحيلة و صّرح لهم بأن ذلك مكر و خداع فأبوا و ل ّ
سلم في المتناع عليهم و الخلف لهم و هم جمة عسططكره و أصططحابه مططن فتنططة صطّماء ال ّ
هي أقرب اليه من حرب عدّوه و لم يأمن أن يتعّدى ما بينططه و بينهططم إلططى أن يسططلموه إلططى
عدّوه أو يسفكوا دمه .فأجاب إلى التحكيططم علططى مضططض و وّد مططن كططان قططد أخططذ بخنططاق
معاوية و قارب تناوله و أشرف على التمكن منه ) منهم خ ل ( حّتططى أّنهططم قططالوا للشططتر
س بالظفر و أيقططن بالنصططر :أ ل تعالى و قد امتنع من أن يكف عن القتال و قد أح ّ رحمه ا ّ
لط و سلم عنططد رفعهططم المصططاحف اّتقططوا ا ّ ب اّنك ظفرت ههنا و أمير المؤمنين عليه ال ّ تح ّ
امضوا على حّقكم فان القوم ليسوا بأصحاب ديططن و ل قططرآن و أنططا أعططرف بهططم منكططم قططد
ل مططا رفعططوا المصططاحف صحبتهم اطفال و رجال فكانوا شّر أطفال و شّر رجال اّنهم و ا ّ
سلم إلى التحكيم ليعملوا بها و اّنما رفعوها خديعة و دهاء و مكيدة ،فأجاب عليه ال ّ
] [ 16
ى بالشّر الضعيف و تلفيا للضرر العظم بتحمل الضرر اليسر .
دفعا للشّر القو ّ
جططوا
جوا كمطا ل ّ
ل عليه فأبوا عليه و ل ّ ل بن العّباس رحمة ا ّ و أراد أن يحّكم من جهته عبد ا ّ
سلم :فضّموا الشططتر ى فقال عليه ال ّ
ي مع مصر ّ في أصل التحكيم و قالوا :ل بّد من يمان ّ
و هو يماني إلى عمرو فقال الشعث بن قيس :الشتر هو اّلذى طرحنا فيمططا نحططن فيططه و
سلم ملزمين له تحكيمططه فحّكمهمططا بشططرط أن اختاروا أبا موسى مقترحين له عليه عليه ال ّ
لط تعططالى و ل يتجططاوزاه و انهمططا مططتى تعطّدياه فل حكططم لهمططا و هططذا غايططةيحكما بكتاب ا ّ
التحرز و نهاية التيقظ لنا نعلم أنهما لو حكمطا بمطا فطي الكتطاب لصطابا الحطق و علمطا أن
ظ لمعاوية و ذويططه فططي شططيء سلم أولى بالمر و أّنه لح ّ أمير المؤمنين عليه الصلة و ال ّ
منه ،و لّما عدل إلى طلب الّدنيا و مكططر أحططدهما بصططاحبه و نبططذا الكتططاب و حكمططه وراء
ظهورهما خرجا من التحكيم و بطل قولهما و حكمهما و هذا بعينه موجود في كلم أميططر
ل ما ذكرنططاه فططي جوا عليه في التحكيم و ك ّ سلم لّما ناظر الخوارج و احت ّ المؤمنين عليه ال ّ
هذا الفصل من ذكر العذار في التحكيم و الوجطوه المحسطنة لطه مطأخوذ مطن كلمطه عليطه
صل مشروحا . سلم مف ّ سلم و قد روى عنه عليه ال ّ ال ّ
فأّما تحكيمهما مع علمه بفسقهما فل سؤال فيه إذ كّنا قد بينططا أن الكططراه وقططع علططى أصططل
سططلم الجيء إليططه جملططة ثطّم إلططى تفصططيله و لططو خّلططي عليططه
الختيار و فرعه و أنه عليه ال ّ
سلم و اختياره ما أجططاب إلططى التحكيططم أصططل و ل رفططع السططيف ) السططيوف خ ل ( عططن ال ّ
أعناق القوم لكّنه أجاب اليه ملجئا كما أجاب إلى من اختططاره و بعينططه كططذلك و قططد صطّرح
سلم بذلك في كلمه حيث يقطول :لقطد أمسطيت أميطرا و أصطبحت مطأمورا و كنطت عليه ال ّ
ل على الشك و سلم دا ّ أمس ناهيا و أصبحت اليوم منهّيا و كيف يكون التحكيم منه عليه ال ّ
ل ذلططك
سلم ناه عنه و غير راض به و مصّرح بما فيه من الخديعططة و إّنمططا يططد ّ هو عليه ال ّ
ك من حمله عليه و قاده اليه .على ش ّ
ل على الشك إذا كّنا ل نعرف سببه و الحامططل عليططه او كططان ل ن التحكيم يد ّ
و إّنما يقال :إ ّ
ل ما يقتضي الشك ،فأّما إذا كنا قد عرفنا ما اقتضاه و ادخل وجه له إ ّ
] [ 17
ل لدفع الضرر العظيم و لن يزول الشبهة عن سلم ما أجاب اليه إ ّ فيه و علمنا اّنه عليه ال ّ
سلم أنه ل يرضى بالكتاب و ل يجيب إلى تحكيمه ،فل وجه لمططا ن به عليه ال ّقلب من ظ ّ
سلم عن هذه الشبهة بعينها في مناظرتهم لما قالوا له : ذكروه ،و قد أجاب عليه ال ّ
ل عليططه و آلططه
ي صّلى ا ّ سلم أنا أولى بأن ل أشك في ديني أم النب ّ أشككت ؟ فقال :عليه ال ّ
ل هو أهدى منهمططا أّتبعططه إن كنتططم ب من عند ا ّ
ل تعالى لرسوله :قل فأتوا بكتا ٍ أو ما قال ا ّ
صادقين .
سلم تعرض لخلططع امططامته و مّكططن الفاسططقين مططن أن يحكمططا و أّما قول السائل فاّنه عليه ال ّ
سلم إنما حّكمهما بشططرط لططو ل أن يكون كذلك لنا قد بّينا أّنه عليه ال ّ عليه بالباطل فمعاذ ا ّ
وفيا به و عمل عليه لقّرا امامته و أوجبا طططاعته لكّنهمططا عططدل عنططه فبطططل حكمهمططا فمططا
مّكنهما مع خلع امامته و ل تعرض منهما لططذلك و نحططن نعلططم أن مططن قّلططد حاكمططا أو ولططي
أميرا ليحكم بالحق و يعمل بالواجب فعدل عّما شرطه و خططالفه ل يسططوغ القططول بططأن مططن
له عرضه للباطل و مّكنه من العدول عن الواجب و لم يلحقه شيء من الّلططوم بططذلك بططل وّ
كان الّلوم عائدا على من خالف ما شرط عليه .
فأّما تأخيره جهاد الظططالمين و تأجيططل مططا يططأتي مططن استيصططالهم فقططد بينططا العططذر فيططه و أن
سلم تخاذلوا و تواكلوا و اختلفوا و أن الحرب بل أنصار و بغيططر أعططوان أصحابه عليه ال ّ
ل يمكن و المتعرض لها مغرر بنفسه و أصحابه .
فأّما عدوله عن التسمية بأمير المؤمنين و اقتصاره على التسمية المجردة فضرورة الحال
لط عليططه و
لط صطّلى ا ّ دعت اليها و قد سبقه إلى مثل ذلك سّيد الّولين و الخرين رسول ا ّ
سططلم بطأّنه سططيدعي إلططى آله في عام الحديبية و قصته مع سهل بن عمرو و أنططذره عليططه ال ّ
ل ط عليططه و آلططه و
ل صّلى ا ّ مثل ذلك و يجيب على مضض فكان كما أنذر و خّبر رسول ا ّ
ل عليه و آله و هذه جملططة تفصططيلها الّلوم بل اشكال زائل عما اقتدى فيه بالرسول صّلى ا ّ
يطول يطول و فيها لمن أنصف من نفسه بلغ و كفاية .
» ععععععع ععععععع «
سلم مططن أمططر التحكيططم علططى ثقططة و يقيططن فلططم روى عنططه عليططه
فان قيل :فإذا كان عليه ال ّ
سلمال ّ
] [ 18
أّنه كان يقول بعد التحكيم في مقطام بعطد آخطر :لقطد عطثرت عطثرة ل أنحطبر سطوف أكيطس
بعدها و أستمّر و أجمع الرأى ) الشمل خ ل ( الشتيت المنتشططر أ و ليططس هططذا إذعانطا بططأن
التحكيم جرى على خلف الصواب ؟
» عععععع «
سططلم و أهلططه و ل عاقل قد سمع الخبار ضرورة أن أمير المؤمنين عليه ال ّ قلنا :قد علم ك ّ
خلصاء شيعته و أصحابه كانوا من أشطّد الّنططاس إظهططارا لوقططوع التحكيططم مططن الصططواب و
ط
سلم ما اعترف ق ّ السداد موقعه و أن اّلذى دعى اليه حسن و التدبير أوجبه و اّنه عليه ال ّ
بخطاء فيه و ل أغضي عن الحتجاج فيمن شططك فيططه و ضطّعفه كيططف ؟ و الخططوارج إّنمططا
ضّلت عنه و عصته ) عاصته خ ل ( و خرجت عليه لجل أنها أرادتططه علططى العططتراف
ل امتناع و أبى أشّد إباء و قططد كططانوا يقنعططون منططه و يعططاودون بالزلل في التحكيم فامتنع ك ّ
سلم من القرار بالخطططاء و اظهططار طاعته و نصرته بدون هذا اّلذي أضافوه اليه عليه ال ّ
الّتندم و كيف يمتنع من شيء و يعترف بأكثر منه و يغضب من جططزء و يجيططب إلططى ك ط ّ
ل
ق معرفته . سلم أحد مّمن يعرفه ح ّ هذا مّما ل يظنه عليه ال ّ
و هذا الخبر شاّذ ضعيف فإّما أن يكون باطل موضططوعا أو يكططون الغططرض فيططه غيططر مططا
سططلم معنططي هططذا
ظّنه القوم من العتراف بالخطاء فططي التحكيططم .فقططد روى عنططه عليططه ال ّ
الخبر و تفسير مراده منه و نقل من طرق معروفة موجودة في كتب أهل السير أّنه عليططه
ى محّمد بن أبي بكر بأن أكتب له كتابا سلم لما سئل عن مراده بهذا الكلم قال :كتب إل ّ ال ّ
في القضاء يعمل عليه فكتبت له ذلك و أنفذته اليه فاعترضه معاوية فأخططذه فتأسططف عليططه
سلم ) فاسف خ ل ( على ظفر عدّوه بذلك و أشفق من أن يعمل بما فيططه مططن الحكططام و ال ّ
يوهم ضعفة أصحابه أن ذلك من علمه و من عنده فتقوى الشبهة به عليهططم ،و هططذا وجططه
ن تنطّدمهصحيح يقتضى التأسف و التنّدم و ليس في الخبر المتضمن للشططعر مططا يقتضططى أ ّ
سططلم كططان الخططذكان على التحكيم دون غيره و إذا جائت رواية بتفسير ذلك عنه عليه ال ّ
بها أولى .
ل تعالى .
انتهى كلمه رحمه ا ّ
] [ 19
ععععع ع ععععع
سططلم ي عليه ال ّ
قد ذكرنا بعضا من الشعار القديمة مّمن شهد صّفين مع أمير المؤمنين عل ّ
ل عليه و آله و عّرفوه بطذلك و قائلوهطا ل صّلى ا ّي رسول ا ّسلم باّنه وص ّوصفوه عليه ال ّ
سططنام المسططلمين مططن الصططحابة و غيرهططم و كبططارهم فططي صططدر السططلم و عليهططم تثّنططى
ل عن الحصاء المقولة فططي وقعططة الجمططل و الخناصر ،و كذا نرى كثيرا من الشعار يج ّ
لط عليططه و آلططه و مططن نظططر ل صطّلى ا ّ ي رسول ا ّ سلم وص ّ غيرها المتضمنة كونه عليه ال ّ
ق ما ذهب اليه الطائفة الحّقططة المحّقططة إلمامّيططة فيها بعين الدراية و النصاف رأى أن الح ّ
سططلم لن هططذه الكلمططة الصططادرة الثنا عشرية و قاطبة الشيعة في خلفته و إمامته عليه ال ّ
ل عليه و آله بططل ادراك كططثير منهططم
ل صّلى ا ّ
من هؤلء العظام مع قربهم بزمان رسول ا ّ
ق و يبحث عنه و نحن نذكر شر ذمة منها ههنططا جلها من يطلب الح ّ
اّياه مّما يعتني بها و يب ّ
تذكرة و تنبيها لولى الدراية و النهى و نذكر الشعار و ندع ذكر الوقائع اّلتي قيل الشعر
فيها ففي كتاب صّفين لنصر بن مزاحم المنقرى و هططو مططن قططدماء رجططال الحططديث مططدحه
الفريقان بالتوثيق ) ص 12الطبع الناصرى ( قال جرير أبياتا منها :
ي فلططططططططططططططططططططططططططم
أتانططططططططططططططططططططططططططا كتططططططططططططططططططططططططططاب علطططططططططططططططططططططططططط ّ
نططططططططططططططططططططططططرّد الكتططططططططططططططططططططططططاب بططططططططططططططططططططططططأرض العجططططططططططططططططططططططططم
ي الّنططططططططططططططططططططططططبيّ
علّيططططططططططططططططططططططططا عنيططططططططططططططططططططططططت وصطططططططططططططططططططططططط ّ
يجالطططططططططططططططططططططططططد عنطططططططططططططططططططططططططه غطططططططططططططططططططططططططوات المطططططططططططططططططططططططططم
ي الّنطططططططططططططططططططططططب ّ
ي ي وصططططططططططططططططططططططط ّ
رسطططططططططططططططططططططططول الوصططططططططططططططططططططططط ّ
له الفضل و السبق في المؤمنينا
ثّم قال :و مما قيل على لسان الشعث أيضا :
ي النطططططططططططططططططططططططب ّ
ي ي وصططططططططططططططططططططططط ّ
رسطططططططططططططططططططططططول الوصططططططططططططططططططططططط ّ
و خير البرّية من قائم
] [ 20
وزيطططططططططططططططططططططططططططططططر النطططططططططططططططططططططططططططططططبي و ذى صطططططططططططططططططططططططططططططططهره
و خيطططططططططططططططططططططططططر البريطططططططططططططططططططططططططة فطططططططططططططططططططططططططي العطططططططططططططططططططططططططالم
و في بعض النسخ :و فارسه الحامي به يضرب المثل و فيه ) ص ( 73قال النجاشي :
ي لنطططططططططططططططا بطططططططططططططططه
رضطططططططططططططططينا بمطططططططططططططططا يرضطططططططططططططططى علططططططططططططططط ّ
و إن كطططططططططططططططططان فيمطططططططططططططططططا يطططططططططططططططططأت جطططططططططططططططططدع المنطططططططططططططططططاخر
لطططططططططططططططططط قططططططططططططططططططائدكم
ي رسططططططططططططططططططول ا ّ فيكططططططططططططططططططم وصطططططططططططططططططط ّ
لططططططططططططططططططط قطططططططططططططططططططد نشطططططططططططططططططططرا
و أهلطططططططططططططططططططه و كتطططططططططططططططططططاب ا ّ
ي امامنططططططططططططططططططططططا
كيططططططططططططططططططططططف التفططططططططططططططططططططططرق و الوصطططططططططططططططططططططط ّ
ل حيطططططططططططططططططططططططططططططططرة و تخطططططططططططططططططططططططططططططططاذل
ل كيطططططططططططططططططططططططططططططططف إ ّ
ي و تطططططططططططططططططططططططططططططابعوا
و ذروا معاويطططططططططططططططططططططططططططططة الغطططططططططططططططططططططططططططططو ّ
ي لتحمدوه آجل دين الوص ّ
] [ 21
ي اليططططططططططططططططططططططططك حّتططططططططططططططططططططططططى
يقططططططططططططططططططططططططودهم الوصطططططططططططططططططططططططط ّ
يرّدك عن غواتك و ارتياب
حططططططططططططططططططططططططططططططططططد النقّيططططططططططططططططططططططططططططططططططا
المططططططططططططططططططططططططططططططططططؤمن المو ّ
ل خططططططططططططططططططططططططططططططططل الطططططططططططططططططططططططططططططططرأي و ل غوّيطططططططططططططططططططططططططططططططا
و ما قال خزيمة بن ثابت النصاري ذو الشهادتين و كان بدرّيا فططي يططوم الجمططل يخططاطب
عائشة من ابيات بعضها :
ي و عيبططططططططططططططططططه
أعططططططططططططططططططايش خّلططططططططططططططططططي عططططططططططططططططططن علطططططططططططططططططط ّ
بمططططططططططططططططا ليططططططططططططططططس فيططططططططططططططططه إّنمططططططططططططططططا انططططططططططططططططت والططططططططططططططططده
سلم :
ي عليهما ال ّ
و ما قال عمرو بن اجنحة يوم الجمل خطابا للحسن بن عل ّ
] [ 22
ي لططططططططططططططططططك الخيططططططططططططططططططر
ان شخصططططططططططططططططططا بيططططططططططططططططططن الّنططططططططططططططططططب ّ
ي غير مشوب و بين الوص ّ
و قال الفضل بن عباس ) كما في تاريططخ الطططبري ص 449ج 3طبططع مصططر 1357ه (
في ابيات له :
و قال عّمار بن ياسر في الخطبططة اّلططتى اسططتنفر أهططل الكوفططة إلططى أميططر المططؤمنين وصطيّ
ل عليه و آله قال في أبيات له كما نقله الشيخ الجططل المفيططد فططي الجمططل ل صّلى ا ّ
رسول ا ّ
ص 117طبع النجف :
] [ 23
ي امامنططططططططططططططططططططططططططططططططا و ولينططططططططططططططططططططططططططططططططا
ان الوصطططططططططططططططططططططططططططططططط ّ
برح الخفا و باحث السرار
و ما قال عمر بن حارثة النصارى في محّمد بن الحنفية يوم الجمل من أبيات بعضها :
ب فططططططططططططططي عنقططططططططططططططي
تلططططططططططططططك الططططططططططططططدماء معططططططططططططططا يططططططططططططططا ر ّ
ثّم اسقني مثلها آمين آمينا
و أتى بكثير من هذه البيات الشارح المعتزلي في ذيططل شططرح الخطبططة الثانيططة مططن النهططج
أيضا و نقلها عنه المجلسي الثاني في المجلد التاسع من بحططار النططوار ) ص 364الطبططع
الكمپططاني ( .و السططّيد عبططد الحسططين شططرف الططدين الموسططوى فططي كتططاب المراجعططات
) المراجعة ( 108و كذا نرى كثيرا من الخبار و الروايططات المنقولططة مططن الفريقيططن اّنططه
ي عند المسلمين في صدر السططلم بططل صططدر منططه بعططض سلم كان يعرف بالوص ّ عليه ال ّ
ي و كفى في ذلك حديث الراهططب اّلططذي بلططغ ي أو وص ّ
ل من نب ّ
المعجزات اّلذي ل يصدر إ ّ
في
] [ 24
الشهرة حّد الشمس في وسط السماء و أتى بططه علمططاء الكلم فططي كتبهططم الكلمّيططة و منهططم
نصير الملة و الّدين المحقق الطوسططى فططي التجريططد و ذكططره فططي الشططرح شططراح الفريقيططن
كالعلمة الحّلى و شمس الدين محمود بن أحمد الصبهانى و الفاضل القوشجى و غيرهم
و قد أومأنا من قبل فذلكة ذلك الحديث من القوشجى و ل بأس بططذكرها تفصططيل لشططتماله
ي خاتم النبيططاء فأسططلم الراهططب فاهتططدى هكططذاعلى ضروب من المعجز ظهرت من وص ّ
ق بأهله و أتى به نصر المتقّدم ذكره في كتاب صفين و المجلسى فطي البحطار و يصنع الح ّ
الشارح المعتزلى في شرح النهج و الشيخ السديد المقلططب بالمفيططد فططي الرشططاد و غيرهططم
مما يطول الكلم بعّدها و احصائها فقال الشيخ المفيد :
و من ذلططك مطا رواه أهططل السططير و اشططتهر الخططبر بططه فططي العامططة و الخاصططة حّتططى نظمططه
الشعراء و خطب به البلغاء و رواه الفهماء و العلماء من حديث الراهطب بطأرض كطربلء
و الصخرة و شهرته يغنى عن تكلف ايراد السناد له ،و ذلك ان الجماعة روت أن أمير
جه إلططى صطّفين لحططق أصططحابه عطططش شططديد و نفططد مططا كططان سلم لما تططو ّ المؤمنين عليه ال ّ
عندهم من الماء فأخذوا يمينا و شمال يلتمسون الماء فلم يجططدوا لططه أثططرا فعططدل بهططم أميططر
سلم عن الجاّدة و سار قليل فلح لهم ديططر فططي وسططط البرّيططة فسططار بهططم المؤمنين عليه ال ّ
نحوه حّتى إذا صار في فنائه أمر من نادى ساكنه بالطلع اليه فنططادوه فططاطلع ،فقططال لططه
سلم :هل قرب قائمك هذا من ماء يتغوث به هؤلء القوم ؟ فقال : أمير المؤمنين عليه ال ّ
هيهات بينى و بين الماء أكثر من فرسخين و ما بالقرب مّنى شيء من الماء و لو ل إننى
سططلمل شهر على التقتير لتلفت عطشططا .فقططال أميططر المططؤمنين عليططه ال ّ أوتى بما يكفينى ك ّ
أسمعتم ما قال الراهب ؟ قالوا :نعم ،أفتأمرنا بالمسير إلططى حيططث أومططا إليططه لعّلنططا نططدرك
سلم :ل حاجططة لكططم إلططى ذلططك و ل طّوى عنططق الماء و بنا قّوة ؟ فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ
بغلته نحو القبلة و أشار بهم إلى مكان يقرب من الدير فقال لهم :اكشفوا الرض في هططذا
المكان فعدل منهم جماعة إلى الموضع فكشفوه بالمسطاحى فظهطرت لهطم صطخرة عظيمطة
تلمع ،فقالوا :يا أمير المؤمنين ههنا صخرة ل تعمل فيها المساحى .فقال لهم :
ن هذه الصخرة على الماء فان زالت عن موضعها وجدتم الماء فاجتهدوا في قلعها
إّ
] [ 25
فاجتمع القوم و راموا تحريكها فلم يجدوا إلى ذلك سبيل و استصططعبت عليهططم فلّمططا رآهططم
سلم قد اجتمعوا و بذلوا الجهد في قلع الصخرة و استصعب عليهم لّوى رجله عن عليه ال ّ
سرجه حّتى صططار علططى الرض ثطّم حسططر عططن ذراعيططه و وضططع أصططابعه تحططت جططانب
الصخرة فحّركها ثّم قلعها بيده و دحى بها أذرعا كثيرة فلّما زالططت مططن مكانهططا ظهططر لهططم
بياض الماء فبادروا إليه فشربوا منه فكان أعذب ماء شطربوا منطه فططي سطفرهم و أبطرده و
أصفاه فقال لهم :تزّودوا و ارتووا ففعلوا ذلك .
سلم إلى الصخرة فتناولها بيده و وضعها حيث كانت فأمر أن يعفي أثرهططا ثّم جاء عليه ال ّ
بالتراب و الراهب ينظر مططن فططوق ديططره فلّمططا اسططتوفي علططم مططا جططرى نططادى أّيهططا الّنططاس
سلم فقال له : أنزلوني أنزلوني فاحتالوا في إنزاله فوقف بين يدى أمير المؤمنين عليه ال ّ
ي مرسل ؟ قال :ل .قال :فملك مقرب ؟ قال :ل قال :فمن أنت :قال :
يا هذا أنت نب ّ
] [ 26
مذكورا .
سلم الّناس فقال لهم :اسمعوا ما يقططول أخططوكم المسططلم ،فسططمعوا مقططاله و ثّم دعى عليه ال ّ
ق أميططر
لط و شططكرهم علططى النعمططة اّلططتي أنعططم بهططا عليهططم فططي معرفتهططم بحط ّكثر حمططدهم ّ
سلم .ثّم ساروا و الراهب بين يديه فططي جملططة أصططحابه حّتططى لقططي أهططل المؤمنين عليه ال ّ
سلم الصلة عليه و دفنططه و الشام و كان الراهب في جملة من استشهد معه فتولى عليه ال ّ
أكثر من الستغفار له و كان إذا ذكره يقول :ذاك مولى .
ل تعالى :و في هذا الخبر ضروب من المعجز أحدها علم الغيططب و ثّم قال المفيد رحمه ا ّ
الثاني القوة اّلتي خرق العادة بها و تميز بخصوصّيتها مططن النططام مططع مططا فيططه مططن ثبططوت
ل الولى و ذلك مصداق قوله تعالى ذلك مثلهم فطي التططوراة و مثلهطم البشارة به في كتب ا ّ
ل في قصيدته في النجيل و في مثل ذلك يقول السّيد إسماعيل بن محّمد الحميرى رحمه ا ّ
البائية المذهّبة :
ف خططططططططططططططططططططططططزّور
فكأنهططططططططططططططططططططططططا كططططططططططططططططططططططططرة بكطططططططططططططططططططططططط ّ
عبططططططططططططططل الططططططططططططططذراع دحطططططططططططططططى بهطططططططططططططططا فططططططططططططططي ملعطططططططططططططططب
] [ 27
ي و مططططططططططططططن يقططططططططططططططل
أعنططططططططططططططي ابططططططططططططططن فاطمططططططططططططططة الوصطططططططططططططط ّ
فطططططططططططططططططططططططي فضطططططططططططططططططططططططله و فعطططططططططططططططططططططططاله ل يكطططططططططططططططططططططططذب
ثّم الظاهر من كتاب صفين لنصر أن هذه الرواية اّلتي نقلناها من الشيخ المفيد قّدس س طّره
ملفّقة من روايتين و كذا الظاهر أن إحداهما ما نظمها الحميرى و الخرى ما نظمها ابططن
صخرة و لططم يططذكر إن ميمونة ،و ذلك لن نصر بن مزاحم روى أّول رواية الراهب و ال ّ
سلم بصّفين .ثّم روى رواية اخرى من راهب آخر فططي هذا الراهب استشهد معه عليه ال ّ
مكان آخر لم يكن فيه ذكر صخرة و ماء أصل بل الراهب أتى بكتططاب فقططرأه عنططده عليططه
سلم .ال ّ
و بعض ما ذكرنا من المفيد في ذيل تلك الرواية أتى به نصر فططي ذيططل هططذه الروايططة و ل
بعد في تعدد تلك الواقعة لنه كانت في نواحي الجزيرة و بلدها الواقعة في مسيره عليططه
صت بذلك الكتب الجغرافّية القديمططة وسلم ديورة كثيرة و فيها رهبان كما صّرحت و ن ّ ال ّ
منها كتاب حدود العالم من المشرق إلى المغرب المؤلف في 372من الهجططرة ) ص 91
طبع الطهران 1352ه ( مع أن إحداهما وقعت في ظهر الكوفططة مططن العططراق و الخططرى
في الرقة من بلد الجزيرة .
و ل بأس بنقل ما في كتاب نصر ) ص 77الطبع الناصرى ( لن كتاب الراهب يليق أن
يقرأ على ظهر القلب :نصر عبد العزيز بن سباء عن حبيب بن أبي ثابت قال أبططو سططعيد
ي في مسيره إلى الشام حّتى إذا كنا بظهر التميمى المعروف بعقيصا : 1قال :كنا مع عل ّ
الكوفة من جانب هذا السواد قال :عطش الناس و احتاجوا إلى
-----------
) ( 1ممم مم مممم مممم ممم م م م م مم مم م ممم
مممممم مم مممم مم مم م مممم مم م مم مم ممم
مممممم م م مممم م ممممم مم م ممممم م م مم :
مممممم ممم مممم ممم م مم مممم م مم م م ممم
مم مممم ممم مممم مم مم مم مم م مممم م مممم
مممممم ممممم ممممم ممممم .
] [ 28
سططلم حّتططى أتانططا علططى صططخرة ضططرس مططن الرض كاّنهططا ي عليططه ال ّ
الماء فانطلق بنا عل ّ
ربضة عنز ثّم أمرنا فأكفاناها عليه و سار الّناس حّتى إذا مضططينا قليل ،قططال عل طيّ عليططه
سلم منكم أحد يعلم مكان هذا الماء اّلططذى شططربتم منططه ؟ قططالوا :نعططم يططا أميططر المططؤمنين ال ّ
فانطلقوا اليه فانطلق منا رجال ركبانا و مشاتا فاقتصصنا الطريق حّتى انتهينا إلى المكان
اّلذى نرى اّنه فيه قال :فطلبناها فلم نقدر على شيء حّتى إذا عيل علينا انطلقنططا إلططى ديططر
قريب مّنا فسألناهم أين الماء اّلذى هو عندكم ؟ قالوا :ما قربنا ماء قالوا :
ل لططذلك
بلى إنا شربنا منه ،قالوا :انتم شربتم منه ؟ قلنا نعم .قططال :مططا بنططى هططذا الططدير إ ّ
ي.ي نب ّ
ي أو وص ّ
ل نب ّالماء و ما استخرجه إ ّ
سلم حّتى نزل بأرض الجزيطرة فاسطتقبله بنطو قال نصر :ثّم مضى أمير المؤمنين عليه ال ّ
سططلم حّتططى اتططى الرقططة و
تغلب و النمر بن قاسط بالجزيرة ثّم سار أمير المؤمنين عليططه ال ّ
جلّ أهلها عثمانية إلى أن قال :قال عمر بن سططعد :حطّدثني مسططلم الملئى عططن حبططة عططن
سلم قال :لما نزل على الّرقة بمكان يقال له :بليخ على جانب الفرات فنططزل ي عليه ال ّ
عل ّ
ي :ان عندنا كتابا توراثناه عن آبائنططا كتبططه عيسططى بططن مريططمراهب من صومعة فقال لعل ّ
سلم :نعم فما هو ؟ قال الراهب : ي عليه ال ّ
أعرضه عليك ؟ قال عل ّ
ل الّرحمن الّرحيم اّلذى قضى فيما قضى و سطر فيما سطر أّنه بططاعث فططي الّمييططن بسم ا ّ
ظ و ل غليططظ و ل لط ل فط ّرسططول منهططم يعّلمهططم الكتططاب و الحكمططة و يططدّلهم علططى سططبيل ا ّ
خاب في السواق و ل يجططزى بالسطّيئة السطّيئة و لكططن يعفططو و يصططفح اّمتططه الحّمططادون صّ
ل صعود و هبوط تذل ألسنتهم بالتهليل و التكبير و ل نشز و في ك ّ ل في ك ّاّلذين يحمدون ا ّ
ل اختلفت اّمته ثّم اجتمعت فلبثططت بططذلك مططا شططاء ل من ناواه فإذا توفاه ا ّل على ك ّ ينصره ا ّ
ل ثّم اختلفت فيمّر رجل من اّمتططه بشطاطيء هططذا الفططرات يططأمر بططالمعروف و ينهططى عططن ا ّ
ق و ل يرتشى فططي الحكططم .الطّدنيا أهططون عليططه مططن الرمططاد فططي يططوم المنكر و يقضى بالح ّ
لط فططي السطّر وعصفت الريح و الموت أهون عليه من شرب الماء على الظمططاء يخططاف ا ّ
ي من أهل هذه البلد ل لومة لئم من أدرك ذلك النب ّ ينصح له في العلنية و ل يخاف في ا ّ
فآمن به كان ثوابه رضواني و الجّنة و من أدرك ذلك العبد
] [ 29
الصالح فلينصره فان القتل معه شهادة .
ثم قال الراهب :فانا مصاحبك غير مفارقك حّتى يصيبني ما أصابك ،قططال حّبططة :فبكططي
ل اّلذى ذكرني فططي ل اّلذى لم يجعلني عنده منسّيا الحمد ّ سلم ثّم قال :الحمد ّي عليه ال ّ
عل ّ
ي و يتعشططي حّتططى كتب البرار .و مضى الراهب معه و كان فيما ذكروا يتغطّدى مططع علط ّ
سططلم :اطلبططوه فلّمططاي عليططه ال ّ
اصيب يوم صّفين فلّما خرج الّناس يدفنون قتلهم قططال علط ّ
وجدوه صّلي عليه و دفنه و قال :هذا مّنا أهل البيت و استغفر له مرارا .
جين موضططع علططى الفططرات مططن الجططانب الغربططى صّفين بكسر الصططاد و تشططديد الفططاء كسط ّ
بطرف الشام كما في مجمع البحرين للطريحططي و فططي كتططاب حططدود العططالم السططابق ذكططره
قال :الرقة و الرائقة بلدتان عظيمتان مخضّرتان متصلتان على شاطي الفططرات و وقعططت
حرب صّفين في حدودهما من الجطانب الخططر مطن الفططرات .و هطي اسطم غيططر منصططرف
للتأنيث و التعريف و ل تقبل حرف التعريف اعنى كلمة أل و الشططواهد فططي ذلططك مططا قططال
عمرو بن الحمق الخزاعي :
ل يقال :تأنيثها غير لزم لجواز أن تعّبططر بالمكططان و الموضططع و نظائرهمططا لنططا نقططول :
إّنهم لما وجدوها غير منصرف و فحصوا عن العلتين المانعتين عن الصرف و لم يجططدوا
غير العلمّية سببا آخر عّبروها بالرض و البقعة و نظائرها حّتى يتطّم السطببان كمطا فعلطوا
بعمر و زفر .و اختلفوا في نونها أ هي أصلية أم زائدة فمال الجوهري في
] [ 30
الصحاح و الفيروزآبادي في القاموس و الكثر إلى الّول حيث ذكروهططا فططي بططاب النططون
من كتبهم اللغوّية و الدبّية فعلى هذا وزنها فّعيل كضّليل مططن صططفن الفططرس صططفونا مططن
باب ضرب إذا قام على ثلث قوائم و طرف حافر الرابعة أو من صططفن القططوم إذا صططفوا
ف قدميه و الخططرون إلططى لقدامهم ل يخرج بعضها من بعض و من صفن الّرجل إذا ص ّ
ف كالغسلين من الغسل حيث ذكروها في باب الفاء .فعلططي أنها زائدة فهي فعلين من الص ّ
الول صيغت للمبالغة كنظائرها من سّكيت و خّريت و ظّليططم و ضطّليل ،لكططثرة الخيططل و
الّرجال في تلك الواقعة الدالة بالكناية على كثرة الفارس و الراجل ،و على الثططاني أيضططا
يمكن أن يقال إن الياء و النون زيد تافيها مبالغططة لكططثرة الصططفوف فططي تلططك الوقعططة علططى
ل على كثرة المعاني فعلى التقديرين التسمّية بها تكون بعد وقططوع ضابطة كثرة المباني تد ّ
ن قبططل هططذه الّتسططمية بمططا ذا
تلك الوقعة العظيمة فيها و كم لها من نظير و إّنما الكلم في ا ّ
كانت سّميت هل كان لها اسم فترك أو لم تسّم باسم خاصّ رأسططا ؟ فحصططنا و لططم نجطد فططي
ذلك شيئا و كلما وجدنا في تسميتها بصّفين إّنما كان متأخرا عن تلك الواقعة ،على اّنه ل
ل تعالى .
يهّمنا و العلم عند ا ّ
و إّنما اطلنا الكلم في شرح هذه الخطبة لشتمال تلك الوقعة على مطالب أنيقة مفيدة مططن
ن كثيرا من كتبه عليه اخلقية و اجتماعّية و حكمّية و كلمّية ينتفع الكل بذى الموائد و ل ّ
سلم و رسائله التية ككثير من خطبه الماضية تتعلق بصّفين و بذلك سهل الخطططب لنططا ال ّ
ل المعين الوّهاب ،مع أنا فيما قدمنا أتينا بكططثير مططن خطبططه و
في تفسير ما يأتي إن شاء ا ّ
ل عليه في النهج و كم من خطبة و كتاب و كلماته لم يأت بها الشريف الرضي رضوان ا ّ
سلم جمعنا مع السطانيد و المصطادر و كطذا وجطدنا مصطادر كطثير كلمة حكمة منه عليه ال ّ
مّما في النهج و السند ) ) ها ( ( فيها يكون ببالى ان الحقها في آخططر شططرحنا علططى النهططج
بعنوان مستدرك النهج و مصادرها إن أخذ التوفيق بيدى و ساعدني الدهر بعون رّبي .
ععععععع
] [ 31
) شاميان از پيروان معاوية بن ابططى سططفيان بودنططد و بقتططال بططا أميططر مؤمنططان علططى عليططه
سلم برخاستند و در صفين م طّدتى مديططد كططارزارى شططديد كردنططد و از دو سططپاه بسططيار ال ّ
ل عليه و آله كه عمططار ياسططر از كشته شدند و بيست و پنج تن از صحابه پيغمبر صّلى ا ّ
آنجمله بود و در ركاب ظفر انتساب أمير المؤمنين در إعلى كلمه حق و نصططرت ديططن
جهاد مىكردند بدرجه رفيعه شهادت رسيدند ،و رسول اكرم باتفاق شيعه و سّنى بعّمار
فرمودند :إّنما تقتلك الفئة الباغية يعنططى اى عمططار تططو را گططروه سططتمكار ميكشططند كططه در
جنگ صفين لشكر معاويه وى را بكشتند .سططرانجام لشططكر معططاويه شكسططت خوردنططد و
ل و انكسار در خطود مشطاهده كردنطد بحيلطت و خطدعت عمطرو عطاص عّيطار چون آثار ذ ّ
ل بيننا و بينكم ،اهل عططراق كططه قرآنها بر سر نيزهها برافراشتند و فرياد زدند :كتاب ا ّ
سططلم بودنططد جططز تنططى چنططد آن پيشططنهاد را پذيرفتنططد و هططر چططه اميططر
لشكر علططى عليططه ال ّ
المؤمنين ايشان را نصيحت كرد كه اين خدعت است و فريب نخوريد فايده نكرد عاقبت
در حباله حيلت عمرو درافتادند ،و اتفاق كردند كه هططر يططك از فريقيططن حكمططى انتخططاب
كنند و بحكم آن دو تسليم شوند ،أهل شام عمرو عاص را برگزيدنططد و أهططل عططراق ابططو
موسى را أمير المططؤمنين از ايططن رأى روى درهططم كشططيد و موافططق رأى بلنططدش نيامططد و
ل بن عّبططاس ،ولططى سططربازان گططول از گفت :فادفعوا في صدر عمرو بن العاص بعبد ا ّ
رأى أمير سر باز زدند تا ديدند آنچه كه ديدند ( اهل شططام سططتمكارانى نططاكس و بنططدگانى
پستاند ،گرد آمده از هر سوى و برچيده از هر آميختهاند ،گروهى كه بايد آنان را دين
ى گمططارد و دستشططان را و ادب و دانش آموخت و بكارهاى ستوده واداشت و بر آنان ولط ّ
گرفت تا خودسرى و خودكامى كططارى نكننططد ) يعنططى كودكططان و سططفيهانند كجططا آنططان را
رسد كه زمام امور اّمت در دست گيرند و در كار دين و مّلططت پططاى پيططش نهنططد ( نططه از
لط عليططه
مهاجرند و نه از انصار و نه از آن انصارى كه پيش از هجرت پيغمبر صّلى ا ّ
و آله در مدينه بودند و اسلم آوردند .
آگاه باشيد كه اين قوم يعنى اهل شام حكم براى خودشان عمرو عاص را
] [ 32
برگزيدند كه نزديكترين مردم است بدانچه كططه دوسططت دارنططد ،و شططما اى مططردم عططراق
حكم براى خودتان ابو موسى را اختيار كرديططد كططه نزديكتريططن مططردم اسططت بططدآنچه كططه
ناخوش داريد ) اهل شام دوست داشططتند كططه بططر مططردم عططراق مسططتولى گردنططد و عمططرو
عاص در وصول به اين غرض از همه بهتر و نزديكتر براى آنان بططود و مططردم عططراق
از همان كه شاميان ميخواستند كراهت داشتند و ابو موسى نزديكترين افراد بططود بططآنچه
كه اينان ناخوش مىداشتند يعنى ابو موسى به پيروزى اهل شام و شكسططت اهططل عططراق
از همه مايلتر و نزديكتر بود يا از بلهت غريططزى او كططه بططالخره در دام مكططر و حيلططه
سلم داشت در كمين عمرو عاص افتاد و يا از عداوتى كه با امير المؤمنين على عليه ال ّ
انتقام بود چنانكه در تفسير خطبه شرح دادهايم ( سپس حضرت در مقام احتجاج برآمده
و فرمود :
ل بن قيططس اسططت ( ديططروز ) يعنططى
ل قيس ) ابو موسى اشعرى عبد ا ّ ياد داريد كه عبد ا ّ
در جنگ جمل ( ميگفت :اين فتنهايست ،پططس زههططاى كمططان را ببريططد و شمشططيرها را
در غلف كنيد ) كنايه از اينكه از جنگ حذر كنيد و دست بداريد ،
در اين باره از پيغمبر روايتى نقل كرده كه در شرح تذكر دادهايططم ( اگططر راسططت گفططت
پس اينكه بدون اكراه آمد و در فتنه افتاد و بلشططكر عططراق پيوسططت بخطططا رفططت ،و اگططر
دروغ گفت ،فاسق است ) در هر حال چنين كسططى را در امططر ديططن و مّلططت حكططم قططرار
دادن و به او اعتماد كردن قبيح است ( پس دفع كنيد ) بزنيد و دور سازيد ( سينه عمرو
ل بن عباس را حكم قرار دهيططد كططه او ميتوانططد بططا
ل عباس ) يعنى عبد ا ّعاص را بعبد ا ّ
عمرو بن عاص برابططرى كنططد و بططا او برآيطد و از اغططراض شططومش جلططوگيرى كنططد ( و
فرصت را از دست مدهيد و مرزهاى كشورهاى اسلمى را حفظ كنيد آيا نمىبينيططد كططه
دشمنان به شهرهاى شما روى آوردند و سنگ شما را هططدف گرفتهانططد ) يعنططى در شططما
طمع كردهاند كه آهنگ جنگ و قصد اضمحلل استقلل شما دارند ( .
] [ 33
هم عيش العلم و موت الجهل .يخبركم حلمهم عن علمهم و صمتهم عن حكم ) أو حكم (
ق و ل يختلفون فيه .هططم دعططائم السططلم .و ولئج العتصططام .
منطقهم .ل يخالفون الح ّ
ق في نصابه ،و انزاح الباطل عن مقامه ،و انقطع لسانه عن منبته . بهم عاد الح ّ
ععععع
) دعائم ( جمع الدعامة بكسر الدال و هي عماد البيت يقططال دعططم الشططيء دعمططا مططن بططاب
ل تعالى :
منع إذا اسنده عند ميله او لئل يميل و ) العتصام ( التمسك .قال ا ّ
] [ 34
و شروحها المتداولة هكذا :عقلوا الدين عقل وعاية و رعاية ل عقل سماع و رواية .
و لكن الصواب ما ضبطناه في المتن اعنططى كططون كلمططة » وعططاء « مكططان » وعايططة « و
وعاية تحريططف و تصططحيف مططن النسططاخ و لمططا رأوا كلمططة رعايططة بعططدها غّيططر و الوعططاء
ن الكلم يزيد به حسنا و أن الصل كان كما ظّنوا و كم من نظير لّمططا بالوعاية ظّنا منهم ا ّ
ساخ و تحريفهم و هم يحسبون اّنهم يحسنون صططنعا ،و مططا علمططوا أن ذكرنا من خطاء الن ّ
سلم مشابهة قوله » وعططاء و رعايططة « بقططوله » من المحسنات البديعّية في كلمه عليه ال ّ
سماع و رواية « فإن الجمع بين وعاء و سماع مّما يسمى في علم البديع جناس مضططارع
لتقارب الهمزة و العين في المخرج نحو قوله تعالى » و هم ينهون عنه و ينأون عنه « و
ل عليه و آله الخيل معقود بنواصيها الخير .و الجمع بيططن رعايططة و روايططة كقوله صّلى ا ّ
يسمى طباقا .على أن اللغة ل تساعد ما في النسخ و كم فحصنا في كثير من كتططب الدب
و المعاجم المتداولة فما وجدنا من وعي أن يأتي وعاية مصدرا أو غير مصدر .
ععععععع
الضميران في مقامه و منبته يرجعان إلى الباطل و يمكن أن يرجعططا إلططى الحططق و سططيعلم
ل تعالى .
الوجه فيها عند الشرح إن شاء ا ّ
ل عليه مططا
سلم :فإن رواة العلم كثير فصيحة تنبيء عن محذوف يد ّ الفاء في قوله عليه ال ّ
ن الجملة جواب عن سؤال مقّدر و التقدير :إّنما وصفهم بأّنهم عقلوا الدين هكذا قبلها و كأ ّ
ن رواة العلم كثير و رعاته قليل .سلم :ل ّ
،فاجيب بقوله عليه ال ّ
و جططاء فططي بعططض النسططخ :كلمططة الططواو مكططان الفططاء ،أى و إن رواة العلططم كططثير و لكططن
الصواب ما اخترناه .
عععععع
سلم قريبا من هذه الخطبة في ذيل الخطبة الخامسة و الربعيططن و المططأة و قد ذكر عليه ال ّ
سلم :و اعلموا أنكم لن تعرفوا الرشد حّتططى تعرفططوا اّلططذي تركططه ،و لططن
هو قوله عليه ال ّ
تأخذوا بميثاق الكتاب حّتى تعرفوا اّلذي نقضه ،و لن تمسكوا به حّتى تعرفطوا اّلطذي نبطذه
فالتمسوا ذلك من عند أهله فانهم عيش العلم و موت الجهل هم اّلذين يخبركم حكمهططم عططن
علمهم و صمتهم عن منطقهم و ظاهرهم
] [ 35
عن باطنهم ل يخالفون الّدين و ل يختلفون فيه فهو بينهم شاهد صادق و صامت ناطق .
عع
» ععع ععععع عع ععععع عع ععععع عع عععع عع
عع عععع ع ععع «
ععع
) ( 1في آخر الخطبة الثانية :هم موضع سّره و لجاء أمره و عيبة علمه و موئل حكمه
و كهوف كتبه و جبال دينه بهم أقام انحناء ظهره و أذهب ارتعاد فرائصه .
) ( 3الخطبة الّرابعة :بنا اهتديتم في الظلماء و تسنمتم العلياء و بنا انفجرتم عن السرار
وقر سمع لم يفقه الواعية إلى أن قال في آخرها :ما شككت في الحق مطذاريته لطم يطوجس
لل اليطوم تواقفنطا علطى سطبيل
ضط ّ
موسى خيفة على نفسه اشفق من غلبة الجّهطال و دول ال ّ
ق و الباطل من وثق بماء لم يظمأ .الح ّ
) ( 4في ذيل الخطبة الخامسة و التسعين :و إّني لعلى بّينة من رّبي و منهاج من نبّيي و
إّني لعلى الطريق الواضح القطه لقطا ،انظروا أهل بيت نبّيكم فططالزموا سططمتهم و اتبعططوا
اثرهم فلن يخرجوكم من هطدى و لطن يعيططدوكم فططي ردى فطان لبططدوا فالبططدوا و ان نهضطوا
فانهضوا و ل تسبقوهم فتضّلوا و ل تتأخروا عنهططم فتهلكططوا .لقططد رأيططت أصططحاب محّمططد
ل عليه و آله فما أرى أحدا منكم يشبههم لقد كانوا يصبحون شططعثا غططبرا قططد بططاتوا
صّلى ا ّ
جدا و قياما يراوحون بين جباهم و خدودهم و يقفون على مثل الجمر من ذكططر معططادهم سّ
لط هملططت أعينهططم حّتططى تبط ّ
ل كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سططجودهم إذا ذكططر ا ّ
جيوبهم و مادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفا من العقاب و رجاء للثواب .
) ( 6في الخطبة الثانية و الربعين و المأة :أين اّلذين زعموا أنهم الراسخون فططي العلططم
ل و وضعهم و أعطانططا و حرمهططم و أدخلنططا و أخرجهططم دوننا كذبا و بغيا علينا أن رفعنا ا ّ
ن الئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم بنا يستعطي الهدى و يستجلي العمى إ ّ
ل تصلح على سواهم و ل تصلح الولة من غيرهم .
) ( 7في ذيل الخطبة الخمسين و المأة :قد طلع طالع و لمع لمططع و لح لئح و اعتططدل
ل بقول قوما و بيوم يوما و انتظرنا الغير انتظار المجدب المطططر و إّنمططا مائل و استبدل ا ّ
ل من عرفهم و عرفططوه و ل على خلقه و عرفاءه على عباده ل يدخل الجّنة إ ّ الئمة قّوام ا ّ
صكم بالسططلم و استخلصططكم لططه و ل تعالى خ ّ نا ّ
ل من أنكرهم و أنكروه إ ّ ل يدخل الّنار إ ّ
ل تعالى منهجه و بّيططن حججططه مططن ظططاهر ذلك لّنه اسم سلمة و جماع كرامة اصطفى ا ّ
علم و باطن حكم ل تفني غرائبه و ل تنقضي عجائبه فيه مرابيع النعم و مصططابيح الظلططم
ل بمصابيحه قد أحمى حمططاه و ارعططى ل بمفاتحه و ل تكشف الظلمات إ ّ ل تفتح الخيرات إ ّ
مرعاه فيه شفاء المشتفى و كفاية المكتفى .
) ( 9في ذيل هذه الخطبططة أيضططا فططي فصططل عليحططدة :فيهططم كططرائم القططرآن و هططم كنططوز
الّرحمان ان نطقوا صدقوا و إن صمتوا لم يسبقوا إلى آخرها .
ل عليطه و آلطه
ل سبحانه إلى محّمد صّلى ا ّ
) ( 10في الخطبة : 92حّتى أفضت كرامة ا ّ
فأخرجه من أفضل المعادن منبتا و أعز الرومات مغرسا من الشطجرة الّتطي صطدع منهطا
انبياءه و انتجب منها امناءه ،عططترته خيططر العططتر و اسططرته خيططر السططر و شططجرته خيططر
الشجر نبتت في حرم و بسقت في كرم لها فروع طوال و ثمرة ل تنال إلى آخر الخطبة .
] [ 37
الرض فمن عرفها و أقّر بها فهو مهاجر ،و ل يقططع اسططم الستضططعاف علططى مططن بلغتططه
ل عبططدن أمرنا صعب مستصططعب ل يحتملططه إ ّ الحجة فسمعتها اذنه و وعاها قلبه لليمان إ ّ
ل صدور أمينة و أحلم رزينة أّيها الّناس ل قلبه لليمان و ل يعي حديثنا إ ّمؤمن امتحن ا ّ
سططماء أعلططم مّنططي بطططرق الرض قبططل أن تشططغر
سلوني قبططل أن تفقططدوني فلنططا بطططرق ال ّ
برجلها فتنة تطأ في خطامها و تذهب بأحلم قومها .
ق رّبه
) ( 12في ذيل الخطبة : 188فاّنه من مات منكم على فراشه و هو على معرفة ح ّ
ل .إلى آخرها .
ق رسوله و أهل بيته مات شهيدا و وقع أجره على ا ّ
وح ّ
لط بحجططة إمططا ظططاهرا) ( 13في الحكمططة : 147الّلهطّم بلططى ل تخلططوا الرض مططن قطائم ّ
لط
ل و بيناته و كططم ذا و أيططن اولئك اولئك و ا ّ
مشهورا أو خائفا مغمورا لئل تبطل حجج ا ّ
ل بهم حججه و بيناته حّتى يودعوها نظراءهططم و القلون عددا و العظمون قدرا يحفظ ا ّ
يزرعوها في قلوب أشباههم هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة و باشططروا روح اليقيططن و
استلنوا ما استوعره المططترفون و أنسططوا بمططا اسططتوحش منططه الجططاهلون و صططحبوا الططدنيا
ل في أرضه و الططدعاة إلططى دينططه آه آه
بابدان أرواحها معلقة بالمحل العلى اولئك خلفاء ا ّ
شوقا إلى رؤيتهم .
ل عليه و آله بأوصططاف ينبغططي سلم في هذه الخطب آل محّمد صّلى ا ّ فنقول :ذكر عليه ال ّ
للقارى العالم البصير الطالب للحق أن ينظر فيها نظر دقططة و تأمططل و فكططرة حّتططى يططزداده
ق و يهديه فرقانا .و المقام يناسب البحث و التحقيق في بصيرة و إيمانا و يهديه سبيل الح ّ
المامة و اختيار القول الصدق و المذهب الحق .
و اعلم ان هذه المسألة من أعظم المسائل الخلفّية بين المسلمين بل ل يبعططد أن يقططال :إن
جميع الختلفات الدينّية متفرع عليها و قال محّمد الشهرستاني الشعرى
] [ 38
المتوفى 548ه في أوائل الملل و النحل :أّول شبهة وقعت في الخليقة شطبهة ابليطس لعنطه
ل و مصدرها استبدادها بالرأى في مقابلة النص و اختياره الهوى في معارضة المر و ا ّ
سططلم و هططي الطيططن إلططى استكباره بالمادة اّلتي خلق منها و هي الّنار على مادة آدم عليه ال ّ
سططلم لط عليططه و آلططه ( عليططه ال ّل صّلى ا ّأن قال :فأّول تنازع في مرضه ) يعني رسول ا ّ
لط بططن عّبططاس قططال :لمّططا اشططتّد
فيما رواه محّمد بن إسماعيل البخارى بإسططناده عططن عبططد ا ّ
ل عليه و آله مرضه اّلذى مات فيه قال :ائتوني بداوة و قرطاس اكتب لكم
ي صّلى ا ّ
بالّنب ّ
كتابا ل تضّلوا بعدى فقال :
سلم :
ل و كثر اللغط فقال الّنبي عليه ال ّ
ل قد غلبه الوجع حسبنا كتاب ا ّ
عمر إن رسول ا ّ
ل يخفطى أن المسطلمين بطل سطاير المطم أيضطا متفقطون فطي افتقطار الّنطاس إلطى إمطام للعلطم
الضرورى ،من أن حال الّناس عند وجود الرؤسطاء المططاعين و انبسطاط أيطديهم و نفطوذ
ل و العقد و القبض و البسط و الحسان و السائة و أوامرهم و نواهيهم و تمكنهم من الح ّ
غيرها مما ينتظم به امططور معاشططهم و مصططالح معططادهم ل يجططوزان يكططون كحططالهم إذا لططم
يكونوا في الصلح و الفساد و هذا مما جّبل عليه الّناس و استقر في عقططولهم و قلططوبهم و
ل قططوم يلتجئون إلططى ل يصل اليه يد انكار و ل يكابر فيه أحد و لذا ترى ان العقلء من ك ط ّ
نصب الرؤساء دفعا للمفاسططد الناشططئة علططى فططرض عططدمهم و إّنمططا الكلم فططي الرؤسططاء و
ل عليه العقل الناصع سواء كان في ذلك سمع أو لططم يكططن فالمسططألة يحتططاج صفاتهم مما يد ّ
إلى تجريد للعقل و تصفية للفكر و تدقيق للنظر و مجانبة المراء و تقليد الباء فان التقليططد
الططداء العّيططاء و الحططذر عططن التعصططب و الخيلء و النقطططاع عططن الوسططاوس و الهططواجس
ق الوضوح .و نعم ما قال الشاعر ق التأّمل في المسألة حّتى يتضح الحق ح ّ العامّية ،و ح ّ
:
] [ 39
فنقول :ان العقل حاكم بحسن البعثة لشتمالها على فوايد كثيرة و سنذكر طائفة منهطا مطن
ل تعالى لشتمالها على اللطف و اللطف واجب .و ل ،و بوجوبها علي ا ّذي قبل انشاء ا ّ
لط تعططالى و مبعوثططا مططن عنططده بالبّينططات و
بأن الّنبي يجب أن يكون منصوصا عليططه مططن ا ّ
ل ما ينفر الطبع عنه ،و أفضل معصوما من العصيان و السهو و النسيان و منزها عن ك ّ
ن القلوب اليه و من سائر الّناس في جميع الصفات الكمالّية من النفسانّية و البدنّية حّتى تح ّ
يتّم الحجة على الّناس .
ل عليه و آله و شريعته نسططخت سططائرثّم نعلم أن الّنبوة ختمت بخاتم الّنبّيين محّمد صّلى ا ّ
ق و حلله حلل إلى يوم القيامة و حرامه حرام إلى يوم القيامططة و الشرايع و دينه هو الح ّ
القرآن هو المعجزة الباقية إلى قيام الساعة ل يططأتيه الباطططل مططن بيططن يططديه و ل مططن خلفططه
ن على أن تنزيل من حكيم حميد بمعانيه و حقائقه و الفاظه » و لئن اجتمعت النس و الج ّ
ياتوا بمثل هذا القرآن ل يأتون بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيرًا « و إذا جّرنا العقططل
ن المستقر إلى هنا فنقول اول لبد للدين من حافظ في كل عصر و ثانيا على ما علم قبل أ ّ
في العقول إذا كان للّنططاس امططام مرشططد مطططاع فططي كططل عصططر يخططافون سطططوته ينتصططف
للمظلوم من الظالم و يردع الظالم عن ظلمه و يحفظ الدين و يمنع الناس عططن التهططاوش و
التحارب و ما تتسارع إليه الطبططاع مططن المططراء و النططزاع و يحرضططهم علططى التناصططف و
التعادل و القواعد العقلية و الوظائف الدينّية و يدرء المفاسد الموجبة لختلل النظططام فططي
امورهم عنهم و يحفظ المصالح و يلّم شعث الجتماع و يدعوهم إلى وحدة الكلمة و يقططوم
بحماية الحوزة و رعاية البيضة و انتظطام امططور المعططاش و المعطاد و يكطون لهطم فططي كطل
عططدهم علططى المعاصططي و يحملهططم واقعة دينّية و دنيوّية حصن حصين و حافظ أمين و يتو ّ
لط
على الطاعات و يعدهم عليها و يصدع بالحق إذا تشاجر الناس فططي حكططم مططن أحكططام ا ّ
لكانوا إلى الصلح اقرب و من الفساد ابعد حتى قيل :إن ما يزع السلطان أكثر مما يططزع
القرآن و ما يلتئم بالسططنان ل ينتظططم بالبرهططان و بالجملططة فططي وجططوده اسططتجلب منططافع ل
تحصى و استدفاع مضار ل تخفى .
] [ 40
انه كان الّناس إلى فعل الطاعة أقرب و من فعل المعصية أبعد و لنسّم ما يقرب العبد إلططى
ل أم ل الطاعة و يبّعده عن المعصية من غير الجاء باللطف و هل هو واجب عقل على ا ّ
؟ إن قلنا ل يجب عليه تعالى مع ان ايقاع الطاعة و ارتفاع المعصية يتوقفان على اللطف
كما علمت و مع انه تعالى يريططد الولططى و يكططره الثانيططة و يعلططم أن المكلططف ل يطيعططه إ ّ
ل
بالّلطف فكان ناقضا لغرضه و نقض الغططرض قبيططح عقل و العقلء يططذمون مططن اراد مططن
ل مع اعلمه أو ارسال إليه و امثططال غيره فعل و هو يعلم أن ذلك الغير ل يفعل مطلوبه إ ّ
ذلك ،مّما يتوقف حصول المطلوب عليه و ل يعمل ما يعلم بتوقف المطلططوب عليططه ،فل
ل القول بوجوبه عليه تعالى عقل و لذلك ان العقل يحكم بأن البعثة لطف فواجبة محيص إ ّ
ل تعالى من خير و صلح في نظام العالم و انتظططام ل ما يعلمه ا ّل تعالى على ان ك ّعلى ا ّ
امور بني آدم يجب منه تعالى صدوره لن علمه بوجوه الخير و النظام سبب لليجططاب و
ل زمان . ل سبحانه في ك ّ اليجاد فيجب نصب المام من ا ّ
ن النبّوة رئاسة عاّمة الهّية في امور الّدين و الّدنيا و كذلك لمن يقوم مقططامه نيابططة
فلو قلنا ا ّ
ل على وجطوب الّنبطوة و نصطب عنه بعده رئاسة عامة الهّية فيهما لما قلنا شططا فكل ما د ّ
ل في تلقي الوحى اللهططي و ل فهو دال كذلك على القائم مقامه بعده إ ّ النبي و تعيينه على ا ّ
ي بالمام و ان كان النبي اماما أيضا بذلك المعنططى الططذي اشططير إليططه و لنسّم القائم مقام النب ّ
سيأتي البحث فططي تحقيططق معنططى المامططة و الّنبطّوة فططي تفسططير قططوله تعططالى » و إذا ابتلططى
ل تعالى .
ن قال اّني جاعلك للّناس امامًا « الية .إنشاء ا ّ إبراهيم رّبه بكلمات فأتمه ّ
سر له الستبصططار فططي هططذا و إن شئنا ثنينا عنان البيان على التفصيل و التبيين فإن من تي ّ
المر الخطير فقد فاز فوزا عظيما و ال فقد خسر خسرانا مبينا فنقول :إن العقططل لمططا دل
على أن وجود المام لطف للّناس في ارتفاع القبيح و فعل الواجب و حفظ الططدين و حمططل
الرعّية على ما فيه مصالحهم و ردعهم عمططا فيططه مفاسططدهم فهططل يجطّوزه العقططل أن يكططون
عالما ببعض الحكام دون بعض ،و ان يكون في الّناس من هو أعلم و أفضل
] [ 41
لط بالطاعططة المطلقططة لمططن يجططوز عليططه الخطططاء و منه في الصفات الكمالّية و هططل يططأمر ا ّ
يصدر عنه الذنوب ،و يسهو و ينسى ،و يرتكب ما ينفر الطبع عنه ،و من يكون نقططص
في خلقته و عيوب في بدنه ينزجر و ينفر النفس عن مصططاحبته و مجالسططته و مكططالمته و
من يكون غير منصوص عليه منه تعططالى أو مططن نططبّيه ؟ فهططذه امططور فططي المقططام يليططق ان
يبحث عنها من حيث اقتضاء العقل و حكمه فان العقل هو المتبع في أمثال تلك المور .
فنقول :بعد ما اسططتقرت الشططريعة و ثبتططت العبططادة بالحكططام و أن المططام إمططام فططي جميططع
المور و هو الحاكم الحاسم لمواّد النزاع و متطولي الحكطم فطي سطائر الطّدين و القطائم مقطام
يو ي و فرعه و خليفته و حجة في الشرع فل بّد من أن يكون موصططوفا بصططفات الّنططب ّ الّنب ّ
ح كونه خليفطة لطه و يحسطم شبيها له في الصفات الكمالية و عالما بجميع الحكام حّتى يص ّ
ل فيقبح عند العقلء خلفة من ليططس به النزاع في حكم من الحكام و في سائر المور و إ ّ
بصفات المستخلف لن غرضه ل يتّم به و ذلك كما أن ملكا من الملططوك إن اسططتوزر مططن
ليس بعارف بأمر السياسة اّلتي بها تنتظم امور مملكته و جيوشه و رعاياه و غيرها ذّمططه
العقلء بل عّدوه من السفهاء بططل كمططا أن أحططدنا لططو يفططوض صططنعة إلططى رجططل ل يعرفهططا
ن المقام اهّم بمراتب منهما كمططا ل استحق اللوم و الزارء من العقلء فكذا في المقام مع ا ّ
يخفى على البصير العاقل و هذا مّما مجرد العقل كاف في ايجابه .
و أيضا ان أحد ما احتيج فيه إلى المام كونه مبينا للشططرع و كاشططفا عططن ملتبططس الططدين و
لط
غامضه فلبد من أن يكون في ضروب العلم كامل غير مفتقر إلى غيططره فططولة أمططر ا ّ
لط و لطذا صطّرح الشطيخ خزنة علمه و عيبة وحيه و إل يتطّرق التغيير و التبديل في دين ا ّ
ن المططام مسططتقل بالسياسططة و أّنططهالرئيس في آخر الشفاء في الفصل في الخليفة و المام أ ّ
أصيل العقل حاصل عنده الخلق الشريفة من الشططجاعة و العّفططة و حسططن التططدبير و أّنططه
عارف بالشريعة حّتى ل أعرف منه .
ن المامة رئاسة عاّمة فلو لم يكن المام متصفا بجميع الكمططالت و الفضططائل و أكمططل
ثّم إ ّ
ل واحد من أهل زمانه و كان في الرعّية من هو أفضل و أفضل من ك ّ
] [ 42
ن العقلء ل منه للزم تقديم المفضول على الفضل و هل يرتضى العقل بططذلك ؟ أ رأيططت أ ّ
ن على من مارسه و جح المفضول على الفاضل ؟ و هل تقّدم أنت مبتدأ في ف ّ يّذمون من ر ّ
لط الحكيطم يقطّدم المفضطول المحتطاج إلطى حر فيه ؟ و هل يجطّوز عقلطك و يرضطي بطان ا ّ تب ّ
التكميل على الفاضل المكّمططل ؟ جطّرد نفسططك عططن العصططبّية و المططراء و تقليططد المهططات و
ق أن ق أح ط ّالباء فانظر بنور البصيرة و الحجى في كلمه تعالى » أ فمن يهدى إلططى الح ط ّ
ل أن يهدي فما لكم كيف تحكمون « و لما كططان المطلططوب مططن إرسططال يتبع أّمن ل يهّدى إ ّ
الرسل و انزال الكتب و نصب الحجج تعليططم الّنططاس الحكمططة و تزكيتهططم مططن الرجططاس و
ى مصلحة يقتضيها التكليف في تقططديم المفضططول علططى الفضططل اقبالهم إلى عالم القدس فأ ّ
لطل ما فيططه مفسططدة ؟ أرأيططت هططل قطّدم رسططول ا ّ أليس هذا العمل نفسه بقبيح و هل القبيح إ ّ
ل عليه و آله و غيره من النبيططاء و الكمليططن و اولططى النهططى و الملططوك و المططراء صّلى ا ّ
ط و لو فعل واحد ذلك أما يلومه العقلء ؟ هل تجد خططبرا مفضول على فاضل في واقعة ق ّ
سطلم ي عليطه ال ّل عليه و آله قطّدم علطى أميطر المطؤمنين علط ّ ل صّلى ا ّو رواية أن رسول ا ّ
ل عليه عثمان بن مظعون مثل و نعلم أن رسول ا ّ
ل غيره ،و هل قّدم على سلمان سلم ا ّ
ل عليه و آله لّما نعيت إليه نفسه أمر اسامة علططى أبططي بكططر و عمططر و حططث علططى صّلى ا ّ
ل من المدينة و لعن المتخلف عن جيش اسامة فكان اسامة فططي أمططر الحططرب و خروج الك ّ
ل لما قّدمه عليهما و لو كان بالفرض علطط ّ
ي سياسة الجند و تدبير العسكر أفضل منهما و إ ّ
سلم ؟ ي عليه ال ّل عليه و آله اسامة على عل ّ ل صّلى ا ّ سلم معهم هل يقّدم رسول ا ّ عليه ال ّ
سلم و اسامة أن يرضى بذلك بل يعططده قبيحططا ج طّدا ي عليه ال ّما أرى مسلما بصيرا في عل ّ
سلم كان بين الصحابة ن أمير المؤمنين علّيا عليه ال ّ فاّنه ل يشك ذو بصيرة و دراية في أ ّ
كالمعقول بين المحسوس و نسططبته اليهطم كنسططبة النطور إلطى الظلمطات و نسططبة الحيطاة إلططى
الممات فتشهد الفطرة السليمة على قبح تقديم المفضول على الفاضل .
ل تعالى و مذنبا سواء كانت الذنوب صططغيرة أو كططبيرة ثّم لو كان المام عاصيا عن أمر ا ّ
فنقول أّول اّنه لما كانت العلة المحوجة إلى المام هي رّد الظالم عن ظلمططه و النتصططاف
للمظلوم منه و حمل الرعّية على ما فيططه مصططالحهم و ردعهططم عمططا فيططه مفاسططدهم و نظططم
الشمل و جمع الكلمة فلو كان مخطئا مذنبا لحتاج إلى آخر يردعه عن ظلمه
] [ 43
ل لزم عدم
فان الذنب ظلم و ننقل الكلم إلى ذلك الخر فان كان معصوما من الذنوب و إ ّ
تناهي الئمة .
ل تعالى لعن الظالم و نهى عن الظلم و حّذر عن الركون إلى الظلمة بقوله » نا ّو أيضا إ ّ
و ل تركنوا إلى اّلذين ظلموا فتمسكم الّنار « و كذا أمر بالطاعة المطلقة للمططام فلططو كططان
المام مذنبا لكان ظالما فيلزم التناقض في قوله تعالى عن ذلك .
و أيضا لو صدرت المعصططية عنطه هطل يجططب النكطار عليططه أم ل ؟ فعلطى الّول يلطزم أن
يكون مأمورا و منهيا عنه مع اّنه إمام آمروناه فيلزم إذا سقوط محله من القلوب فل تنقاده
النفوس في أمره و نهيه فتنفي الفائدة المطلوبة من نصبه ،و على الثاني يلزم القول بعططدم
وجوب المر بالمعروف و النهى عن المنكر مع اّنهما واجبان عقل و سمعا و أجمع الك ّ
ل
ل ممططن ل يكططون بوجوبهما و معلوم بالضرورة أن فعل القبيح و ترك الواجب ل يصدر إ ّ
معصوما فان العصمة هي القّوة القدسية النورّية العلميططة اللئحططة مططن صططبح أزل العنايططة
الموجبة للعتدال الخلقطي و الخلقطي و المزاجططي المتعلقططة بمثططالب العصططيان فطي الططدارين
الحاصلة بشّدة التصال و كمال الرتباط بمبدء العالم و عالم الرواح فمططن بلططغ إلططى تلططك
الغاية و رزق تلك القّوة ل يحوم حول العصيان و ل يتطرق إلى حريططم وجططوده السططهو و
النسيان فان تلك القّوة رادعة إياه عن العصيان و ذلك العلم الحضورى و النكشاف التططام
يمنعه عن السهو و النسيان فلو لم يكن المام ذا عصططمة ليصططدر منططه القبيططح قططول و فعل
فاذن لبد أن يكون معصوما .
ل المتكلم النحرير هشام بن الحكم على عصمة المام فلنططذكره لعظططم فطائدته
و نعم ما استد ّ
في المقام .
] [ 44
من كتابه المسمى بالخصال عن محّمد بن أبي عمير قططال :مططا سططمعت و ل اسططتفدت مططن
هشام ابن الحكم في صحبتي له شيئا أحسن من هذا الكلم في عصطمة المطام فطاني سطألته
يوما عن المام أهو معصوم ؟ فقال :نعم ،فقلت :فمطا صططفة العصططمة فيطه و بططأي شطيء
يعططرف ؟ فقططال :إن جميططع الططذنوب أربعططة أوجططه ل خططامس لهططا :الحططرص و الحسططد و
الغضب و الشهوة فهذه منفية عنططه .ل يجططوز أن يكططون حريصططا علططى هططذه الطّدنيا و هططي
تحت خاتمه لّنه خازن المسلمين فعلى ماذا يحرص ؟
و ل يجوز أن يكون حسودا لن النسان إّنمططا يحسططد مططن فططوقه و ليططس فططوقه أحططد فكيططف
يحسد من هو دونه ؟
لط
ل فططان ا ّ
ل ط ع طّز و ج ط ّ
ل أن يكون غضبه ّ و ل يجوز أن يغضب لشيء من امور الّدنيا إ ّ
ل لومة لئم و ل رأفة في دينططه ل قد فرض عليه إقامة الحدود و أن ل تأخذه في ا ّ عّز و ج ّ
ل.
ل عّز و ج ّ
حّتى يقيم حدود ا ّ
ل حّبب اليه الخرة كما حّبب الينا الّدنيا و هو ينظر ب امور الّدنيا لن ا ّو ل يجوز أن يح ّ
إلى الخرة كما ننظر إلى الّدنيا فهل رأيت أحططدا تططرك وجهطا حسططنا لططوجه قبيططح و طعامططا
طّيبا لطعام مّر و ثوبا لّينا لثوب حسن و نعمة دائمة باقية لدنيا زائلة فانية ؟ انتهطى كلمطه
ل دّره .
رفع مقامه و ّ
ن الشيخ الرئيس كاّنما أخذ من هذا ما قال في النمط التاسع من الشارات في مقامططات ثّم إ ّ
جطل الصطغير مطن تواضطعه كمطا ش بسطام يب ّ
ش بط ّ
العارفين حيث قال في آخره :العارف ه ّ
ش و هططو فرحططان جل الكبير و ينبسط من الخامل مثل ما ينبسط من الّنبيه و كيططف ل يهط ّ يب ّ
ق و كيططف ل يسططتوى و الجميططع عنططده سواسططية أهططل ل شيء فاّنه يرى فيه الح ّ
ق و بك ّ
بالح ّ
الرحمة قد شغلوا بالباطل إلى أن قال :العارف شجاع و كيف ل و هطو بمعططزل عططن تقّيططة
الموت ،و جواد و كيف ل و هو بمعزل عن محبة الباطل ،و صفاح و كيططف ل و نفسططه
ق إلططى ساء للحقططاد و كيططف ل و ذكططره مشططغول بططالح ّأكبر من أن تخرجها زّلة بشر ،و ن ّ
آخر ما قال .
] [ 45
ن المام حجة في الشرع و بقاء الدين و الشريعة موقوف على وجططوده وجططب ثّم إذا ثبت أ ّ
ل فططاذا حكططم فططي
عقل أن ينفى عنه ما يقدح في ذلك و ينفر عنه منها السهو و النسيان و إ ّ
ل ل تطمئن به القلوب لمكان السهو و النسططيان فيططه فططاذا كططان حافظططا واقعة و بّين حكم ا ّ
للشرع و لم يكن معصوما منهما لما آمن في الشرع مططن الزيططادة و النقصططان و التغييططر و
التبديل .و لم يحصل الوثوق بقوله و فعله و ذلك ينافي الغرض من التكليف ،و كذلك إذا
لم يكن منزهططا مططن سططائر مططا تنفططر الطبططاع عنهططا ل تميططل النفططوس اليهططا و ل تشططتاق إلططى
ل على خلقه بل الفطططرة السططليمة و حضرته لنيل السعادات و درك الحقائق فل يتم حجة ا ّ
الروّية المستقيمة و النفوس الكريمة تأبى عن طاعة من ارتكب مططا تنفططر عنططه مططن أنططواع
المعاصي و الفواحش الكبائر و الصغائر و لو في سالف عمره و تاب بعد ذلك .
و أيضا ل خلف بين المسلمين ان المام هو المقتدا به في جميع الشريعة و إّنمططا الخلف
في كيفيته فاذا كان هو المقتدا به في جميع الشريعة و واجب علينا القتداء به فلو لططم يكططن
مأمونا منه فعل القبيح لم نأمن فططي جميططع افعططاله و ل أقططل فططي بعضططها مّمططا يأمرنططا بططه و
يدعونا اليه في الحدود و الططديات و القصططاص و سططاير أحكططام العبططادات و المعططاملت أن
يكون قبيحا و من هو مأمون منه فعل القبيح هو المعصوم ل غير فيجب أن يكططون المططام
معصوما .
لط
ل أو من رسول ا ّ ثّم إذا علم معني العصمة فلبد من أن يكون المام منصوبا من عند ا ّ
ل عليه و آله أو من إمام قبله لن العصططمة أمططر خفططى بططاطنى تمييططزه خططارج عططنصّلى ا ّ
لط تعطالى علططى أّنططه ل خلف و ل لا ّ
طوق البشر و ل اطلع لحدهم عليها و ل يعلمها إ ّ
ن المامة دافعة للضرر و أّنها واجبة و إّنما النزاع في تفططويض ذلططك نزاع بين المة في أ ّ
إلى الخلق لما في ذلك من الختلف الواقع في تعيين الئمة فيؤّدى إلى الضرر المطلوب
زواله و لذا قال الشيخ الرئيس في آخطر الهيطات الشطفاء فطي الفصطل الخطامس مطن المقالطة
العاشططرة فططي الخليفططة و المططام :و السططتخلف بططالنص أصططوب فططان ذلططك ل يططؤّدى إلططى
التشعب و التشاغب و الختلف .
] [ 46
و لمططا كططانت هططذه المسططألة مططن أهططم المسططائل و اكتفططى بعططض النططاس فيهططا بالقناعيططات و
الخطابيات بل بالوهميات اّلططتي ل اعتططداد بهططا فططي نصططب المططام و اطفططأوا نططور العقططل و
عطلوه عن الحكم و القضاء و مالوا عن الجادة الوسطى و جانبوا الدّلة القطعيططة العلميططة
و الصول اليقينّية البرهانية الهمت أن أسلك طريقة اخرى عقلية في تقريرها و تحريرها
ل التوفيطق و بيططده أزمططة التحقيطق :العقططول سر لليسططرى فنقططول و بطا ّ
عسى أن يذّكر من تي ّ
ن أحوال العالم كّلها إنما قطامت علطى العدالطة و بطأن النبيطاء بعثططوا ليقططوم الّنططاسحاكمة بأ ّ
بالقسط و بالعدل قامت السماوات و الرض و به ينتظم جميططع امططور الّنططاس و بططه يصططير
ل ذي حطق حّقططه و بطه تحصططل الكمططالت المدينة مدينة فاضلة و بالعدالة المطلقة يعطى كط ّ
العلمّية و العملّية المستلزمة لنيل السعادة البدية و القرب إلى عالم القدس و اليصال إلى
المعبود الحق و هو سبب الفوز و النجاة في الّدنيا و الخططرة و لططو ل العططدل لختططل نظططام
العالم و نظم اجتماع بني آدم و تعطل الحدود و الحقوق و استولى الهرج و المرج و فسططد
أمططر المعططاش و المعططاد و لططزم غيرهططا مططن المفاسططد اّلططتي ل تع طّد و ل تحصططى ،فالنططاس
ل زمان إلى امام خّير مطاع حافظ للدين عن التغيير و التبديل و الزيادة و يحتاجون في ك ّ
النقصان و يكون هادى المة إلططى مططا فيططه الفلح و النجططاح و رادعهططم عططن العططدول عططن
الصراط المستقيم و النحططراف عططن النهططج القططويم و عططن الميططل إلططى الهططواء المرديططة و
الراء المغوية و سائقهم إلى طريق السططتقامة اّلططتي ل ميططل فيهططا إلططى جططانبي الفططراط و
ق حّقططه و
ل ذي ح ّ التفريط فان اليمين و الشمال مضّلة و الوسطى هي الجاّدة ،و معطي ك ّ
ل شيء هو وضع ذلك الشيء في موضعه أي مقيم الحدود و مؤدى الحقوق و العدل في ك ّ
ق حّقططه يحتططاج
ل ذي حط ّق حّقه بحسب استعداده و استحقاقه و إعطططاء كط ّ
ل ذي ح ّ إعطاء ك ّ
إلى العلم بحقائقهم و قدر استحقاقهم و استعدادهم و الطلع على الكّليططات و الجزئيططات و
لط تعططالى و لخلفططائه
ل ّ
إحاطتها على ما هي عليه و هى غير متناهية فهي غيططر معلومططة إ ّ
الذين اصطفاهم ،فالمام
] [ 47
اّلذي بيده أزّمططة العططدل و الحكططم و الكتططاب يجططب أن يكططون خليفتططه فططي الرض و خليفتططه
منصوب من عنده و معصوم من العيوب مطلقا .
و كذا مستكن في القلوب و متقرر في الحكمة المتعالية أن النفس بالطبع منجذبة إلى محبة
مشاهدة النور الكمل و العلم التّم و كلما كان الكمال أعلى و النططور اسططنى و العلططم اتطّم و
النفس أطهر كانت النفوس إليه أطوع و ميلها إليه أشّد و أكثر ،و لما كانت العصمة هططي
العدالة المطلقة الرادعة عن النحراف و الظلم و كان الغرض القصى مططن الخلفططة هططو
تكميل النفوس بانقيادهططا للمططام فيجططب أن يكططون المططام معصططوما حّتططى يتحقططق الغططرض
المطلوب منه و غير المعصوم ناقص بالضرورة عن كمططال العتططدال فططي القططوى الثلث
ل عططن أي الحكمة و الشجاعة و العفة المستلزمة للعدالة المطلقة فاذا كان ناقصا عنه يضطط ّ
لط المسططتقيم و لططو فططي حكططم جططزئي و النططاقص المشططتمل علططى النحططراف عططن
صططراط ا ّ
ق و قائما بهدايتهم و بالجملة إن الصراط المستقيم ل يليق أن يكون واسطة الخلق إلى الح ّ
المامة منصب إلهى يتوقف على كمال عقله النظرى و العملي و السلمة عن العيططوب و
ي عن بّينة و إلى ما حققنططاه و العصمة عن الذنوب ليهلك من هلك عن بّينة و يحيى من ح ّ
حّررناه اشار طائفة من المتألهين من الحكماء في أسفارهم بأن الرض ل يخلو من حجطة
إلهّية قط .
قال الشيخ الرئيس في آخر الفصل الخامس مططن المقالططة العاشططرة مططن إلهيططات الشططفاء فططي
الخليفة و المام و وجوب طاعتهما بعططد البحططث عططن الفضططائل :و رؤوس هططذه الفضططائل
عفة و حكمة و شجاعة و مجموعها العدالة و هططي خارجططة عططن الفضططيلة النظريططة و مططن
اجتمعت له معها الحكمة النظرّية فقد سعد و من فطاز مطع ذلططك بططالخواص النبوّيططة كطاد أن
لط تعططالى و هططو سططلطان العططالم الرضططي و يصير رّبا إنسانيا و كاد أن يحل عبادته بعد ا ّ
ل فيه .
خليفة ا ّ
ل على خلقه لما كان بشرا واسطة بين بيان :إّنما عبر المام بقوله رّبا إنسانيا لن حجة ا ّ
ل و عباده لبد من أن يكون مؤيدا من عند الحكيم العليم بالحكمة العملية و النظرّية غير ا ّ
مشارك للناس على مشاركته لهم في الخلق بكرامات إلهّية و امور
] [ 48
قدسّية و صفات ملكوتية فعّبر الشيخ عن الجهتين أعني الجهة البشرّية و الجهططة اللوهّيططة
بقوله :رّبا إنسانيا .
قال الشططيخ شططهاب الططدين السططهروردى :ل يخلططو العططالم مططن الخليفططة اّلططذي سططماه أربططاب
المكاشفة و أرباب المشاهدة القطب ،فله الرياسة و إن كان في غاية الخمططول و إن كططانت
السياسة بيده كان الزمان نورانيا و إذا خلي الزمان عن تدبير مّدبر إلهى كططانت الظلمططات
غالبة .
و قال في شرح النصوص :ل يزال العططالم محفوظطا مططا دام فيطه هططذا النسططان الكامطل ان
ل يحفظ صورة خلقه في العالم فططاّنه طلسططم الخليفة ظاهر بصورة مستخلفه في خزائنه و ا ّ
الحفظ من حيث مظهرّيته لسمائه واسطة تدبيره بظهور تأثيرات أسمائه فيها .
سلم لكميل بن زياد :الّلهم بلططى ل تخلططو الرض و سيأتي من كلم أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل و بّينططاته و كططم
ل تبطل حجج ا ّ جة إّما ظاهرا مشهورا أو خائفا مغمورا لئ ّ ل بح ّمن قائم ّ
لط بهططم حججططه و ل القلون عططددا و العظمططون قططدرا يحفططظ ا ّ ذا و أين اولئك .اولئك و ا ّ
بّيناته حّتى يودعوها نظرائهم و يزرعوها في قلوب أشباههم هجم بهططم العلططم علططى حقيقططة
البصيرة و باشروا روح اليقين و استلنوا ما استوعره المترفون و أنسططوا بمططا اسططتوحش
لط فططي
ل العلى اولئك خلفططاء ا ّ منه الجاهلون و صحبوا الّدنيا بأبدان أرواحها معّلقة بالمح ّ
أرضه و الّدعاة إلى دينه .
تنبيه :قد علم مما قدمنا في الحجج اللهية أن العقل ل يجوز تأثير السحر فيهم و غاية مططا
يستفاد من الخبار المذكورة في جوامع الفريقين أن بعض الناس كلبيد ابن أعصم اليهططود
ل عليه و آله و أّما أن سحره أثر فيه أثططرا فممنططوع فططانل صّلى ا ّ
مثل إّنما سحر رسول ا ّ
ل يعرض عنه .و ما ورد من تططأثير الصل المتبع في تلك المور هو العقل فما وافقه و إ ّ
ل عليه و آلططه مططرض مططن سططحر لبيططد بططن
ل صّلى ا ّ السحر فيهم كما في نقل :أن رسول ا ّ
أعصم ،
ل عليه و آله يرى أّنططه يجططامع و ليططس يجططامع و كططان يريططد ي صّلى ا ّ
و في آخر :كان الّنب ّ
الباب و ل يبصره حّتي يلمسه بيده ،مططن زيططادات النقلططة و الططروات فططان دأب الّنططاس فططي
أمثال
] [ 49
هذه الواقعة على زيادة ما يستغرب و يتعجب منه .
و من تدّبر و تأمل فيما حّررنا من وجود المام و أوصافه عقل درى اّنه يجططب أن يكططون
ل ما يحتاج اليه النططاس فططي تكميطل نفوسطهم و
عالما بالسياسة و بجميع أحكام الشريعة و ك ّ
ل واحطد مطن رعّيطة عصطره و أن وجطوده لططف فيجطب أن نظام امورهم ،و أفضل من ك ّ
ل تعالى و معصوما عططن الططذنوب و منزهططا عططن يكون منصوبا عليه و منصوبا من عند ا ّ
ل فمطن لطم
ل ما يتنفر عنه الطبع السليم .فمن أخذت الفطانة بيده سطعد و إ ّ
العيوب و عن ك ّ
ل له نورا فما له من نور .
يجعل ا ّ
و اعلم اّنما حداني على التيان بتلك الخبار و البحث عنها ما رأيت فيها مططن احتجاجططات
أنيقة مشتملة على براهين كلية عقلية في اثبات المطلوب ،ل من حيث اّنهططا أخبططار أردنططا
سداد لططو تططدّبرنا
ايرادها في المقام و التمسك بها تعبدا ،كما أن اليتين وافيتان للرشاد و ال ّ
فيهما بالعقل و الجتهاد و المرجّو أن ينظر فيها القارى الكريم الطالب للرشاد حق النظر
ق واحطد قطال و يتدّبر فيها حق التدبر لعله يوفق بالوصول إلى الدين الحق فطان الطدين الحط ّ
ل الضلل و ل تّتبعوا السبل فتفرق بكم عن سططبيله « قإ ّ
عّز من قائل » :و ما ذا بعد الح ّ
.ثّم ليعلم أن اليات و الخبار في الدللة على ذلططك أكططثر منهططا و لكّنططا اكتفينططا بهططا رومططا
للختصار .
] [ 50
ن قال إّني جاعلك للّنططاس إمامطًا قطال و مططن ذّريطتي قطال ل ينطال عهططدى
رّبه بكلمات فأتمه ّ
الظالمين « .
أقول :المام هو المقتدى به كما يقال إمام الصلة لّنه يقتدى به و يططأتم بططه و كططذلك يقططال
للخشبة اّلتي يعمل عليها السكاف امام من حيث يحذو عليها و للشاقول اّلذي في يد البناء
لط تعططالى
إمام من حيث إّنه يبنى عليه و يقططدر بططه و ل كلم فططي ان المططام اّلططذي نصططبه ا ّ
لط تعططالى ولعباده مقتدى به في جميع الشريعة و به يهتدون و المام هادى الّنططاس بططأمر ا ّ
كفى في ذلك شاهدا قوله تعالى في كتابه الكريم » :و وهبنا له إسطحاق و يعقطوب نافلطة و
كلّ جعلنا صالحين .و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا « ) النبياء ( 73و قوله تعالى » :و
جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لّما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون « ) السططجدة ( 24حيططث
ل تعالى أى المططام يهططدى الّنططاس إلططى سططواء السططبيل
قرن المامة بالهداية اّلتي هي بأمر ا ّ
بأمره تعالى و سنوضح ذلك مزيد ايضاح .
ثّم اّنه ذكر غير واحد من المفسرين كالنيسابورى و صاحب المنار و غيرهمططا أن المططراد
بالمامة الرسالة و الّنبوة و قال الّول :الكثرون على أن المططام ههنطا الّنططبي لّنططه جعلطه
ل بشططرع كططان تابعططا لرسططول و يبطططل العمططوم ،و لن ل الّناس فلو لم يكططن مسططتق ّ
إماما لك ّ
ل شيء و اّلذي يكون كذلك ل ب طّد أن يكططون نبّيططا ،و ل على أّنه إمام في ك ّ اطلق المام يد ّ
ل تعالى سّماه بهذا السم في معرض المتنان فينبغططي أن يحمططل علططى أجططل مراتططب لن ا ّ
المامة كقوله تعالى » و جعلناهم ائمة يهدون بأمرنا « ل على من هو أدون ممن يستحق
ل تعالى هططذا القتداء به في الدين كالخليفة و القاضي و الفقيه و امام الصلة و لقد أنجز ا ّ
ظمه في عيون أهل الديان كّلها و قد اقتدى به من بعده من النبيططاء فططي اصططول الوعد فع ّ
مللهم ثّم أوحينا اليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا و كفى به فضل أن جميع امة محّمد ص طّلى
ل عليه و آله يقولون في صلتهم :الّلهم صل على محّمد و آل محّمططد كمططا صطّليت علططى ا ّ
سططلم فطاز بالمامطة إبراهيم و آل إبراهيم ) .انتهى ( أقول :الصواب أن إبراهيطم عليططه ال ّ
بعد ما كان نبّيا و المامة في الية غير النبّوة و ذلك لوجهين :الّول أن جاعل عمططل فططي
قوله تعالى إماما اعني
] [ 51
إن اماما مفعول ثان لقوله جاعلك و اسم الفاعل اّنما يعمل عمل الفعل و ينصب مفعوله و
ل يضاف اليه إذا كان بمعني الحال أو الستقبال و أما إذا كان بمعني الماضططي فل يعمططل
عمل الفعل كذلك و ل يقال زيد ضارب عمرا أمس نعم إذا كططان صططلة لل فيعمططل مطلقططا
كما حقق في محّله .
حكى اّنه اجتمع الكسائي و أبو يوسف القاضي عند الرشيد فقال الكسائي :
أبا يوسف لو قتل غلمك فقال رجططل أنططا قاتططل غلمططك بالضططافة ،و قططال آخططر أنططا قاتططل
غلمك بالتنوين فأيهما كنت تأخذ به ؟ فقال القاضي كنت أخذتهما جميعا .فقططال الكسططائي
أخطأت إّنما يؤخذ بالقتل اّلذي جّر دون النصب .و الوجه فيططه أن اسططم الفاعططل المضططاف
بمعنى الماضي فيكون إقرارا و غير المضاف يحتمل الحال و الستقبال أيضططا فل يكططون
إقرارا .و ما نحن فيه من قبيل الثاني كما ل يخفى .
و بالجملة إذا كان اسم الفاعل يعمل عمل فعله إذا لم يكن بمعني الماضي فالية تدل علططى
اّنه تعالى جعل ابراهيم إمامطا إمطا فطي الحطال أو السطتقبال و علطى أى حطال كطانت الّنبطوة
حاصلة له قبل المامة فل يكون المراد بالمامة في الية النبوة .
لط تبططارك و
نا ّسلم و فططي الططوافي ص 17م ( 2قططال إ ّ و في الكافي عن الصادق عليه ال ّ
ل اتخذه نبّيا قبل أن يتخططذه رسططول و أن تعالى اتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبّيا و أن ا ّ
لط اتخططذه خليل قبططل أن يتخططذه ) أن يجعلططه خل اتخذه رسول قبل أن يتخذه خليل و أن ا ّ ا ّ
ل ( إماما فلما جمع له الشياء قال إّني جاعلك للناس إماما فمن عظمها في عيططن إبراهيططم
قال و من ذريتي قال ل ينطال عهططدى الظططالمين قطال ل يكططون السططفيه إمططام التقطى .انتهطى
ل لحق منها على سابقه مع زيادة حتى فرتب هذه الخصال بعضها على بعض لشتمال ك ّ
انتهى إلى المامة المشتملة على جميعها فهى أشرف المقامات و أفضلها .
] [ 52
في منامه و يسمع الصوت و يعاين الملك و قد ارسطل إلطى طائفطة قّلطوا أو كطثروا كيطونس
ل تعالى ليونس :و أرسلناه إلى مأة ألف أو يزيدون و قططال :يزيططدون ثلثيططن ألفططا و قال ا ّ
عليه إمام ،و اّلذى يرى في منامه و يسمع الصوت و يعاين فططي اليقظططة و هططو إمططام مثططل
لط إّنططي جاعلطك سططلم نبّيططا و ليطس بامطام حّتططى قطال ا ّ
اولى العزم و قد كان إبراهيم عليه ال ّ
ل ل ينال عهدى الظالمين مططن عبططد صططنما او وثنططا ل للناس إماما قال و من ذرّيتي فقال ا ّ
يكون إماما .
ل تعالى لما ابتله و اختبره بانواع البلء جعلطه إمامططا ل على أن ا ّالوجه الثاني ان الية تد ّ
و من ابين البلء له ذبح ولده إسماعيل كما قططال تعططالى » فبشططرناه بغلم حليططم .فلمططا بلططغ
ي إّني أرى في المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى إلى أن قال إن هططذا معه السعى قال يا بن ّ
ل إسماعيل في كبره كما قال في السورة لهو البلء المبين « ) الصافات ( 107و وهبه ا ّ
ل اّلذى وهب لي على الكبر إسماعيل و إسططحاق ان رّبططي لسططميع المسماة باسمه » الحمد ّ
سلم نبّيا قبل أن كان إماما . الدعاء « ) إبراهيم ( 43 :فكان عليه ال ّ
ل تعالى :
ل تعالى به قضّية ابتلئه بالصنام و قال ا ّ
و كذلك نقول :إن مما ابتله ا ّ
و اذكر في الكتاب إبراهيم إّنه كان صديقا نبّيا .إذ قال لبيه يا أبت لم تعبد مطا ل يسططمع و
لط وهبنططا
ل يبصر و ل يغني عنك شيئا إلى أن قال :فلّما اعتزلهم و ما يعبدون من دون ا ّ
لط تعططالى بطاّنه كطان حيطن
صا ّ
لطه إسططحق و يعقططوب و كل جعلنططا نبّيطا ) مريطم ( 51 :فنط ّ
يخاطب أباه صديقا نبّيا و قال في الية الولى و إذ ابتلى إبراهيم رّبه بكلمات فأتمهن قططال
إّني جاعلك للّناس إماما فلم يكن حين ابتلئه بالصنام إماما بل كطان نبّيططا و رزق المامططة
بعد ذلك .
فاذا ساقنا الدليل إلى أن المامة في الية غير الّنبوة فنقول كما في المجمع :
ان المستفاد من لفظ المام أمران :أحدهما اّنه المقتدى به في أفعططاله و أقططواله ،و الثططاني
اّنه اّلذي يقوم بتدبير المة و سياستها و القيام بامورها و تأديب جناتهططا و توليططة ولتهططا و
إقامة الحدود على مستحقيها و محاربة من يكيدها و يعاديها ،فعلى الوجه الّول
] [ 53
ي أن
ل نططب ّ
ل و هو إمام ،و علططى الططوجه الثططاني ل يجططب فططي كط ّ ي من النبياء إ ّ
ل يكون نب ّ
يكون إماما إذ يجوز أن ل يكون مططأمورا بتططأديب الجنططاة و محاربططة العططداة و الططدفاع عططن
حوزة الدين و مجاهدة الكافرين .
ن معنى المامة في الية ليس مجرد مفهوم اللفظ منها بل هططي الموهبططة اللهيططة يهططب ثّم إ ّ
لمن يشاء من عباده الصابرين الموقنين كما قال عز من قائل و جعلنططا منهططم أئمططة يهططدون
بأمرنا لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون ) السجدة ( 24 :و إّنما اطلق الصبر و لم يططذكر
لط
متعلقه بأّنهم صبروا فيماذا ؟ ليعّم صبرهم في أنواع البلء .فالمامة هي الولية مططن ا ّ
ل تعالى اّلتي توجب لصاحبها التصرف في العالم العنصططرى و تعالى لهداية الّناس بأمر ا ّ
تدبيره باصلح فساده و اظهار الكمالت فيه لختصاص صاحبها بعناية الهية تططوجب لططه
قوة في نفسه ل يمنعهططا الشططتغال بالبططدن عططن التصططال بالعططالم العلططوى و اكتسططاب العلططم
الغيبي منه ،فبططذلك التحقيططق و بمططا بينططاه فططي أبحاثنططا الماضططية يظهططر جططواب مططا اسططتد ّ
ل
ي.النيسابورى و غيره على ان المراد بالمام هو الّنب ّ
ل على أن المام الهادى للناس بأمره تعالى يجططب أن يكططون منصوصططا مططن ثّم ان الية تد ّ
ل تعالى حيث قال تعالى :إّني جاعلك للناس إمامًا كما ل يخفطى علطى مطن لطه أدنطى عند ا ّ
دربة في اساليب الكلم .و العجب من النيسابورى حيث قال في تفسيره :ثّم القائلون بأن
ص تمسكوا بهذه الية و أمثالهططا مططن نحططو :إّنططي جاعططل فططي ل بالن ّ
المام ل يصير إماما إ ّ
ي سططلمنا ان
الرض خليفة يا داود إنا جعلناك خليفة ،و منع بأن المام يراد بططه ههنططا الّنططب ّ
ص طريق المامة و ذلك لنزاع فيه إّنما ل على ان الن ّ
المراد به مطلق المام لكن الية تد ّ
ص و ل دللة في الية على ذلك انتهططى .و بمططا النزاع في اّنه ل طريق للمامة سوى الن ّ
حققناه و بّيناه في المقام يظهر لك أن كلمه هذا في غايططة السططقوط .نعططم اّنططه أنصططف فططي
المقام و قال :
سلم كان معصوما عن جميططع الططذنوب لّنططه لططو صططدرت و في الية دليل على اّنه عليه ال ّ
عنه معصية لوجب علينا القتداء به و ذلك يططؤّدى إلططى كططون الفعططل الواحططد ممنوعططا منططه
مندوبا إليه و ذلك محال .
] [ 54
قوله تعالى :و من ذريتي قال ل ينال عهدى الظالمين .عطف على الكاف من جاعلططك و
ان شئت قلت :و من ذريتي تتعلق بمحذوف تدل عليه كلمططة جاعلططك و مططن للتبعيططض أى
اجعل بعض ذريتي إماما كما يقال ساكرمك فتقططول و زيططدا و إّنمططا طلططب المامططة لبعططض
ذريته لعلمه بان كّلهم ل يليق بها لن ناسا غير محصورين ل يخلو فيهم مططن ظططالم غالبططا
ل تعالى :سلم على إبراهيم .كذلك نجزى المحسنين .إّنه .من عبادنططا المططؤمنين .قال ا ّ
و بشرناه باسحق نبّيا من الصالحين .و باركنا عليه و على إسحق و من ذريتهمططا محسطن
و ظالم لنفسه مبين ) الصافات . ( 115
و أفاد بعض المفسرين اّنه قد جرى إبراهيم على سنة الفطرة في دعائه هذا فططان النسططان
ب أن تكون ذريته على أحسن حططال يكططون هططو عليهططا لما يعلم من أن بقاء ولده بقاء له يح ّ
لط عنطه فططيليكون له حظ من البقاء جسطدا و روحططا .و مطن دعطاء إبراهيططم اّلططذي حكطاه ا ّ
ب اجعلنططي مقيططم الصططلوة و مططن ذّريططتي ) إبراهيططم ( 40 :و قططدالسورة المسماة باسمه ر ّ
راعي الدب في طلبه فلم يطلب المامة لجميع ذّريته بططل لبعضططها لنططه الممكططن ،و فططي
هذا مراعاة لسنن الفطرة أيضا و ذلك من شروط الططدعاء و آدابططه فمططن خططالف فططي دعططائه
ل في خليقته او في شريعته فهو شريعته فهططو غيططر جططدير بالجابططة بططل هططو سططييء سنن ا ّ
ل تعالى لنه يدعوه لن يبطل لجله سنته اّلتي ل تتبّدل و ل تتحطّول أو ينسططخ الدب مع ا ّ
شريعته بعد ختم الّنبوة و اتمام الدين .
ل تعالى إبراهيم و إّنما سميت تلك الرياسة اللهية و العهد في الية المامة اّلتي اعطاها ا ّ
ل تعالى إلى بني آدم كقوله تعططالى و لقططد عهططدنا
ل عهد عهد به ا ّ ل لشتمالها على ك ّعهد ا ّ
إلى آدم من قبل و إذ أخذنا من النبّيين ميثاقهم .
ل تعالى بططأنو من عظمها و شرافتها في عين إبراهيم سأل المامة لبعض ذريته فأجابه ا ّ
المامة عهده و ل يناله الظالمون يقال :نال خيرا ينال نيل أى أصاب و بلغ منه .و بيططن
ن عهده ذو مقام منيع و درجة رفيعة ل يصل اليه يد الظالم القاصرة .ل تعالى ا ّ
ا ّ
ل لن الظالم ليس
و أيضا دّلت الية على أن بعض ذريته الظالم ل ينال عهد ا ّ
] [ 55
ل ينال عهدى ذّريتك مثل بل ذكر المانع من النيل إلى ذلك المنصب اللهي مطلقططا و هططو
ل جعل المامة في بعض أولده و احفاده كاسماعيل و إسحاق الظلم و ذلك كما ترى أن ا ّ
و يعقوب و يوسف و موسططى و هططارون و داود و سططليمان و أّيططوب و يططونس و زكريططا و
ل تعالى اثنى ل عليه و آله و ا ّيحيى و عيسى و الياس ثّم أفضلهم و أشرفهم محّمد صّلى ا ّ
ل على ان المامة اّلتي جعلهططا لبراهيططم عليططه عليهم في الكتاب بثناء مستطاب .فالية تد ّ
سلم ل ينالها من كان ظالما من ذّريتططه فعلططم مططن اليططة أمططران :أحططدهما أن المامططة ل ال ّ
لط مطن هطو موصطوف بطالظلم منهطم . ل في ذّريته ،و الثاني اّنه ل ينالها من عند ا ّ يكون إ ّ
لط و ل ل ظالم من ذّرية إبراهيم ل يصلح أن ينال المامططة و الوليططة مططن قبططل ا ّ فعلم أن ك ّ
ل ظططالمل بامامته و وليته و إل لزم الكذب فططي خططبره هططذا خلططف فك ط ّ يكون مّمن رضي ا ّ
لطط وتولى امور المسلمين باستيلئه و قهره و كثرة أعوانه و أنصاره ل يكون إماما من ا ّ
ل بإمامته و ال لكان قد جعله إماما و كذا ل تكون مجعول من رسله و ل ل ممن رضي ا ّ
ل تعططالى ل يجعططل المامطة و ل ينالهططا منطه نا ّ
ل على أ ّص الية الدا ّ
ص أوليائه لن ّ من خوا ّ
من كان ظالما .
ل معصطوما عطن ن أصطحابنا الماميطة اسطتدلوا بهطذه اليطة علطى أن المطام ل يكطون إ ّثّم إ ّ
ل سبحانه نفي أن ينال عهده اّلذي هو المامة ظالم فمن ليططس بمعصططوم فهططو نا ّ
القبايح ل ّ
ظالم إّما لنفسه و إّما لغيره و من لم يتصططف بالعصططمة ل يتصططف بالسططتقامة و العتططدال
ل فيتحقق الميططل عططن الوسططط و الخططروج عططن الصططراط المتصفين بهما أهل الولية عن ا ّ
المستقيم فيكون من أحد الجانبين إّما من المغضوب عليهم أو الضالين فان قيل :إّنما نفططي
أن يناله ظالم في حال ظلمه فاذا تاب ل يسمى ظالما فيصح أن يناله .فالجواب أن الظططالم
و ان تاب فل يخرج من أن تكون الية قد تناولته في حال كونه ظالمططا فططاذا نفططي أن ينططاله
فقد حكم عليه بأنه ل ينالها و الية مطلقططة غيططر مقّيطدة بطوقت دون وقطت فيجططب أن تكططون
محمولة على الوقات كّلها فل ينالها الظالم و ان تاب فيما بعد ) قاله في المجمع ( .
] [ 56
و بالجملة ان عموم ظاهر الية يقتضي ان الظالم في حال من الحوال ل ينال المامططة و
من تاب بعد كفر أو فسق و إن كان بعد التوبة ل يوصف باّنه ظالم فقططد كططان ممططن تنططاوله
السم و دخل تحت الية و إذا حملناها على أن المطراد بهطا مطن دام علطى ظلمطه و اسطتمر
عليه كان هذا تخصيصا بغير دليل .
سططلم لنهططم كططانوا مشططركين قبططل ي عليططه ال ّ
ل على ابطال إمامططة غيططر علط ّ
أقول :فالية تد ّ
لط تعططالى ان الشططرك لظلططمل مشرك ظططالم و قططال ا ّ السلم و عبدوا الصنام بالتفاق و ك ّ
سلم :من عبد صططنما أو ل ظالم ل ينال عهد المامة .و لذا قال الصادق عليه ال ّ عظيم فك ّ
وثنا ل يكون إماما و نعم ما نظم الحسين بن علي الكاشفي حيث قال في قصيدة فارسية له
:
و قال الزمخشرى في الكشاف في بيان قوله تعالى و ل ينال عهدى الظالمين :
اى من كان ظالما من ذّريتك ل يناله استخلفي و عهططدى اليططه بالمامططة و إّنمططا ينططال مططن
كان عادل بريئا من الظلم و قالوا :في هذا دليل على ان الفاسق ل يصلح للمامة و كيف
يصلح لهطا مططن ل يجطوز حكمططه و شططهادته و ل تجططب ططاعته و ل يقبطل خطبره و ل يقططدم
لط عليهمططا و ي رضططوان ا ّ للصلة و كان أبو حنيفة يفتي سّرا بوجوب نصرة زيططد بططن علط ّ
حمل المال اليه و الخروج معه على الّلص المتغلب المتسمى بالمام و الخليفة كالدوانيقي
لط
و أشباهه و قالت له امرأة :أشرت على ابني بالخروج مع إبراهيم و محّمد ابنى عبططد ا ّ
بن الحسن حّتى قتل فقال :ليتني مكان ابنك ،و كان يقول فططي المنصططور و أشططياعه :لططو
أرادوا بناء مسجد و أرادوني على عد آجره لمططا فعلططت .و عططن ابططن عيينططة ) و عططن ابططن
عباس خ ل ( ل يكون الظالم إماما قط و كيف يجوز نصب الظالم للمامططة و المططام إّنمططا
هو لكف الظلمة فاذا نصب من كان ظالما في نفسه فقد جاء المثل السططائر :مططن اسططترعى
الذئب ظلم .انتهى .
ل تعالى حكى
نا ّ
ل اّلذي هو المامة مع أ ّ
ل عليه نال عهد ا ّ
إن قلت :إن يونس صلوات ا ّ
عنه أّنه قال :سبحانك إّني كنت من الظالمين ) النبياء ( 89 :
] [ 57
ل عليه حيث قال أقول :ان الظلم فيه محمول على ترك الولى كما في حق آدم صلوات ا ّ
:رّبنا ظلمنا أنفسنا و بالجملة ما ورد في القرآن و الخبار مّما يططوهم صططدور الططذنب عططن
ل العقطل عليطه و بيطن
النبياء و خلفائهم الحق محمول على تطرك الولطى جمعطا بيطن مطا د ّ
ل ما ثبت بططدليل
صحة النقل لن المتبع في اصول العقائد هو العقل و هو الصل فيها و ك ّ
قاطع فل يجوز الرجوع عنه على أن لتلك اليات و الخبار ذكرت وجوه و محامططل أتططى
بها العلماء في مواضعه و عليك في ذلك بكتاب تنزيه النبياء للسيد المرتضى علم الهدى
فانه شفاء العليل .
و من أحسن ما قيل في المقام :ان تلك الظواهر داّلة على عظم شأنهم و علططو مرتبتهططم إذ
معاتبة الحكيم لهم على تلك الفعال اّلتي هي فطي الحقيقطة ل تطوجب العصطيان و المخالفطة
ل يقتضططي تلططك المعاتبططة تنزيهططا لهططم و تفخيمططا لمرهططم و تعظيمططا
دليل على أّنهم في محط ّ
لشأنهم عن ملبسة ما ل يليق بمراتبهم إذ هططم دائمططا فططي مرتبططة الحضططور الموجبططة لعططدم
ق و كططان وقططوع ذلططك منهططم فططي بعططض الحططالت أو مططع شططيء مططن التفاتهم إلى غيططر الحط ّ
الشتغالت البدنّية و النجططذاب فططي بعططض الحيططان إلططى المططور و المادّيططة موجبططا لتلططك
المعاتبة .
ل ط تعططالى و كمططال التصططال و بالجملة ان الحجج اللهّية لما كانوا في نهاية القططرب مططن ا ّ
بجنابه و تمام الحضور إلى حضرته و كانوا أيضا مع تلك المرتبة الشططامخة فططي العططوائق
و العلئق البدنّية اللزمة للبشرية رين مع الرعّية للرشاد و التبليغ قططد يعططرض لهططم فططي
تلك الطوار و الشئونات البشرّية امور يعدونه سيئات و إن لم تكن فططي الحقيقططة بقبططائح و
ل تعططالى بقططولهم رّبنططا ظلمنططا أنفسططنا أو سططبحانك إّنططي كنططت مططن
سيئآت فيتضرعون إلى ا ّ
الظالمين .فان المخلصين على خطر عظيم .
سلم لما طلب المامة لبعض ذريته فكطان يكفطي فططي جطوابه انثّم اعلم أن إبراهيم عليه ال ّ
يقال :نعم ،مثل لكّنه لما لم يكن نصا في ان الظالم ل ينال المامة لنه كان
] [ 58
يشمل حينئذ الظالم و غيره و كذا لو قال ينال عهدى المؤمنين مثل لما كان أيضا نصا في
ص بالظالم لخروجه عططن نيططل عهططد خروج الظالم غاية ما يقال حينئذ خروجه بالمفهوم فن ّ
ص أيضططا بططأن أمطر الظطالم ل تعالى اعني المامة بقوله ل ينال عهدى الظالمين .كمطا نط ّ ا ّ
ليس برشيد و من اتبعه فجزاءه جهنم ،في قوله :و لقططد أرسططلنا موسططى بآياتنططا و سططلطان
مبين .إلى فرعون و ملئه فاتبعوا أمر فرعون و ما أمططر فرعططون برشططيد .يقططدم .قططومه
يوم القيامة فأوردهم الّنار و بئس الورد المورود .و اتبعططوا فططي هططذه لعنططة و يططوم القيامططة
بئس الرفد المرفود ) هود . ( 102 :
ل تعالى ذكر في كتابه العزيز كثيرا من صفات من جعله إماما للّناس بقوله :
نا ّ
ثّم إ ّ
1ل ينال عهدى الظالمين .فرتبة المامة و درجطة الوليططة اعلططى و ارفطع مططن أن ينالهططا
الظالم و بهذه الية بين أيضا أن المام منصوب من عنده كما دريت .
ل حنيفًا و لم يكن من المشركين .شططاكرًا .لنعمططه اجتططبيه و 2إن إبراهيم كان ُامة قانتًا ّ
هديه إلى صطراط مسطتقيم .و آتينطاه فطي الطّدنيا حسطنة و اّنطه فطي الخطرة لمطن الصطالحين
ص فططي ان المططام
لط فهططو نط ّ ) النحل ( 125 :فمن صفات المام أن يكططون ممططن اجتبططاه ا ّ
لط تعططالى إلططى صططراط لط تعططالى و أن يكططون مهططديا بهططدى ا ّ
يجب أن يكون منصوبا من ا ّ
مستقيم و أن ل يكون من المشركين .فافهم و تدّبر حق التدبر .
4و لقد آتينا إبراهيم رشده من قبل و كّنا به عالمين ) النبياء . ( 54 :
ل جعلنا صالحين .و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا 5و وهبنا له إسحق و يعقوب نافلة و ك ّ
و أوحينا اليهم فعل الخيرات و إقام الصلوة و ايتاء الزكوة و كانوا لنا عابدين ) النبيططاء :
( 75فالمام يهدى بأمره تعالى و يوحى اليه فعل الخيرات .
6و جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لّما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون ) السجدة . ( 26 :
] [ 59
فمن اتصف بهذه الوصاف الملكوتية و اّيد بهذه التأييدات السماوية فهو إمام فطوبى لمططن
عقل الدين عقل رعاية و دراية .
ل و قوله تعالى :و مطا آتطاكم الرسطول فخطذوه و مطا نهطاكم و من يطع الّرسول فقد أطاع ا ّ
ل وحططى يططوحى فقططد أخطططا مططن عنه فانتهوا و قوله تعالى و ما ينطق عن الهططوى إن هططو ا ّ
ل عليه و آله .
ل صّلى ا ّ ل و اعرض عن قول رسول ا ّ قال :حسبنا كتاب ا ّ
ل تعالى أوجب على الّنططاس اطاعططة أولططى المططر كمططا أوجططب اطططاعته و المر الثانى أن ا ّ
اطاعة رسوله فالحرى بالطالب نهج القويم أن يرى بعين العلم و المعرفة رأيه فططي معنططى
اولى المر و مراده عّز و جل منهططم فنقططول :قططد فسططر بعضططهم اولططى المططر بططالمراء و
بعض آخر و منهم الفخر الرازى في تفسيره بالعلماء و ل يخفى أن المعنى الثططاني عططدول
ل و العقططد وعن الصواب جّدا فان اولى المر هم مالكو المر و مالك المر من بيده الح ط ّ
المر و النهى و التدبير و السياسة و ما فيططه تنظيططم امططور النططاس دينّيططة كططان أو دنيوّيططة ،
ل اّلذى هو فططي غايططة الفصططاحة و فكيف يجوز تفسير اولى المر بالعلماء سّيما في كلم ا ّ
ل الخططروج عططن مجططرى الفصططاحة و نهاية البلغططة و معجططزة النبطّوة الباقيططة و هططل هططذا ا ّ
الورود في مورد السخافة .
] [ 60
ل من اولى المر فنقول :إنا نعلم بّتا أن كططثيرا مططن الخلفططاء و المططراء أّما مراده عّز و ج ّ
جاج و آل امّية و بني مروان و الخلفاء العّباسّيين و أمثالهم كمعاوية و يزيد و الوليد و الح ّ
ل سخريا و فعلوا من الفواحش و المنكرات و قديما و حديثا لعبوا بالّدين و اتخذوا كتاب ا ّ
فنون الظلم و المنهّيات مططن سططفك الططدماء و أخططذ أمططوال الرعيططة ظلمططا و شططرب الخمططر و
نحوها .مطا يتعططذر عطّدها و تشططمئز النفططوس المطمئنططة السططليمة عططن اسططتماعها و تسططتقبح
ذكرها ،و لو نذكر معشارا من ظلمهم و سطائر فواحشطهم و مقطابحهم ممططا نقطل فططي كتطب
القوم و مصنفاتهم لبلغ مبلغا عظيما و هذا هو الوليد بن يزيد نذكر فعل مططن أفعططاله يكططون
انموزجا لسائر آثاره و ان بلغ في الفسق و الفجور إلى حد ل يناله يططد انكططار و ل يرتططاب
فيه أحد و لعمرى أنى أستحيى من نقل هذه القضّية الصادرة منططه و لكنططى أقططول :ان مططن
جطانب المططراء و اللططداد و تقليطد البطاء و الجططداد و اعططرض عطن الغطراض النفسططانية و
العصبّية و نظر بعين العلم و البصيرة و تفكر ساعة في معاني اليات و الخبار و تأمططل
في غرض البعثة و تكليف العبططاد و أراد ان يسططلك مسططلك السططداد و الرشططاد هططل يرضططى
ل يقضططى بأمارة من يرتكب من المعاصططى و الفططواحش مططا يسططتحيى بططذكره النسططان و ه ّ
عقله بأّنه لو كان الوليد و أشياعه مالكي ازمة المور و القططائمين مقططام الرسططول لمططا كططان
ل اللهو و العبث و اللعب .ِإرسال الرسل و إنزال الكتب إ ّ
قال أبو الفرج الصبهاني في الغاني ) ص 174ج 19طبع ساسي ( في ترجمة عمططار
ذى كناز باسناده عن العمرى أّنه قال :استقدمني الوليد بن يزيد بعد هشام بن عبططد الملططك
ثّم قال لي :هل عندك شيء من شعر عمار ذى كناز ؟ فقلت :نعم ،أنا أحفططظ قصططيدة لططه
و كنت لكثرة عبثي به قد حفظتها فانشدته قصيدته اّلتي يقول فيها :
ل صططحيفتيإلى آخر القصيدة و أنا اعرضت عططن التيططان بهططا لشططناعتها و قباحتهططا و اجط ّ
ل و هي شططرح كتططاب علططوى عجططز المكّرمة عن أن تمل بتلك القصائد المنسية عن ذكر ا ّ
الدهر أن يأتى بمثله .
و بالجملة قال العمرى بعد ذكر القصيدة :فضحك الوليد حّتى سقط على
] [ 61
قفاه و صفق بيديه و رجليه و أمر بالشراب فاحضر و أمرني بالنشاد فجعلت انشده هططذه
البيات و اكررها عليه و هو يشرب و يصفق حّتى سكر و أمر لي بحلتين و ثلثين ألططف
درهم فقبضتها ثّم قال :ما فعل عّمار ؟ فقلت حي كميت قد غشي بصره و ضعف جسططمه
ل حراك به فأمر له بعشرة آلف درهم فقلت له :أل أخبر أمير المؤمنين بشيء يفعلططه ل
ب إلى عّمار من الدنيا بحذافيرها لو سيقت اليه ؟ فقال :
ضرر عليه فيه و هو أح ّ
و مططا ذاك ؟ قلططت :إّنططه ل يططزال ينصططرف مططن الحانططات و هططو سططكران فططترفعه الشططرط
فيضرب الحد فقد قطع بالسياط و ل يدع الشراب و ل يكف عنه فتكتب بأن ل يعرض لططه
فكتب إلى عامله بالعراق أن ل يرفع اليه أحد من الحرس عمارا فططي سططكر و ل غيططره إ ّ
ل
ضرب الرافع له حّدين و أطلق عّمارا .إلى آخر ما قال .
و في المجلس التاسع من أمالي الشريف المرتضى :أن وليد بن يزيد بن عبططد الملططك ابططن
مروان كان مشهورا باللحاد متظاهرا بالعناد غيططر محتشططم فططي اطططراح الططدين أحططدا و ل
مراقب فيه بشرا و قد عزم على أن يبنى فوق البيت الحرام قبة يشططرب عليهططا الخمططور و
يشرف على الططواف و نشطر يومطا المصطحف و كطان خططه كطاّنه إصطبع و جعطل يرميطه
بالسهام و هو يقول :
ل جبطططططططططططططططططططططططططار عنيطططططططططططططططططططططططططد
أتوعطططططططططططططططططططططططططد كططططططططططططططططططططططططط ّ
فهطططططططططططططططططططططططططا أنطططططططططططططططططططططططططا ذاك جبطططططططططططططططططططططططططار عنيطططططططططططططططططططططططططد
] [ 62
الكعبة البيت الحرام قياما للّناس فلو أمر الّناس باطاعة الحجططاج فططي أفعططاله فططأمرهم بهططدم
ل حّرم عليهم هتك حرمتها و هل هذا ال التناقض نا ّ
الكعبة فيجب عليهم هدم الكعبة مع أ ّ
و كذا في أفعال الوليد ،تعالى عن ذلك علوا كبيرا .
ل تعالى عادل في حكمه و فعله و قوله و ليس بظلم للعبيد فتعططالى عططن نا ّ
و نعلم قطعا ا ّ
أن يوجب اطاعة المراء الظلمة و هو تعالى يقول و ل تركنوا إلى الذين ظلمططوا فتمسططكم
ل على الظططالمين ل و رسوله فان له نار جهنم و لعنة ا ّالّنار ثّم ل تنصرون و من يعص ا ّ
« و غيرها من اليات بهذا المضمون .فالعقل الناصع يحكم بأن مططراده تعططالى مططن اليططة
ليس مطلق اولى المر و ل تشمل الظالمين منهم قضاء لحق البرهان العقلي ،جلّ جناب
الرب أن يوجب على الّناس اّتباع هؤلء الظلمة و اتباعهم و ما أحلى قول الشاعر :
ثّم نقول :العصططمة ملكططة تمنططع عططن الفجططور مططع القططدرة عليهططا و تحصططل بططالعلم بمثططالب
ل تعالى أنالمعاصى و مناقب الطاعات و تتأكد بتتابع الوحى بالوامر و النواهي فعلى ا ّ
يعّرف اولى المر لّنه خارج عططن طططوق البشططر و وسططعهم فططان العصططمة أمططر بططاطنى ل
لط علططى أنططا نقططول كمططا ان الملططوك مثل إذا امططروا النططاس باطاعططة المططراء و
لا ّيعلمها إ ّ
القضاة فمعلوم بالضرورة و مستقر في النفوس ان مرادهم بذلك وجوب اطاعة المراء و
لط ل يططأمر
القضاة الذين نصبهم و عّينهم على الّناس ل غير و كططذا فططي المقططام نقططول ان ا ّ
باطاعة كل من صار أو جعل أمير المسلمين و لو ظلما و زورا بل باطاعة المراء الذين
ل تعالى و نصبهم لذلك . عّينهم ا ّ
] [ 63
ل ط تبططارك و تعططالىالمر الثالث أن الّزمان ل يخلو من إمام معصوم منصوب مططن عنططد ا ّ
لّنه عّز و جل أوجب اطاعة اولى المر و نعلم بالضرورة أن امره تعالى في ذلططك ليططس
ل عليه و آلططه لن حلل محّمططد حلل إلططى يططوم القيامططة و ي صّلى ا ّ
مقصورا في زمن الّنب ّ
لط و رسطوله ل يختطص ن إطاعطة ا ّ
حرامه حرام إلى يوم القيامة و هو خاتم الّنبّيين فكمطا أ ّ
ل عليه و آله بل هما واجبتان إلططى قيططام السططاعة فكططذا إطاعططة اولططي المططر بزمانه صّلى ا ّ
ل عصطر لبطد مطن المقرونة باطاعتهما و حيطث ان المطر باطاعطة المعطدوم قبيطح ففطي كط ّ
ل علططى الئّمططة مطن آل محّمطد صاحب أمر حّتى يصلح المر باطططاعته و هططذا ل يصطدق إ ّ
ل طاعتهم بالطلق بالبرهان اّلذي قدمنا . أوجب ا ّ
و في المجمع :بعد ما نقل القولين في معنى اولى المر أحدهما المراء و الخر العلمططاء
سططلم أن اولططى المططر هططمصادق عليهما ال ّقال :و أّما أصحابنا فاّنهم رووا عن الباقر و ال ّ
ل طاعتهم بالطلق كما أوجططب طططاعته ل عليه و آله أوجب ا ّ الئمة من آل محّمد صّلى ا ّ
ل طاعة أحد على الطلق ال من ثبتططت عصططمته و طاعة رسوله و ل يجوز أن يوجب ا ّ
و علم أن بططاطنه كظططاهره و أمططن منططه الغلططط و المططر بالقبيططح و ليططس ذلططك بحاصططل فططي
ل أن يأمر بطاعة مططن يعصططيه أو بالنقيططاد للمختلقيططن لا ّالمراء و ل العلماء سواهم ،ج ّ
في القول و الفعل لّنه محال أن يطاع المختلفون كما أّنه محال أن يجتمع ما اختلفوا فيه .
ل تعالى لم يقرن طاعططة اولططى المططر بطاعططة رسططوله كمططا نا ّل على ذلك أيضا ا ّ و مّما يد ّ
لطقرن طاعة رسوله بطاعته ال و اولو المر فوق الخلق جميعا كما أن الّرسول ص طّلى ا ّ
عليه و آله فوق اولى المر و فوق سائر الخلططق و هططذه صططفة أئمططة الهططدى مططن آل محّمططد
الذين ثبتت امامتهم و عصمتهم و اتفقت المة على علوّ رتبتهم و عدالتهم .
سططلم قطائمون مقطام الّرسططول و
ثّم نقول :لما علم ان الئمة الهدى مططن آل محّمططد عليهططم ال ّ
ل عليه و آلطه ان تنطازع الّنطاس فطي شطيء حجج في الشرع فكما في زمن الّرسول صّلى ا ّ
ل و الّرسول و كذلك بعطد وفطاته يجطب عليهطم الطّرد من امور الدين يجب عليهم الرد إلى ا ّ
إلى المعصومين القائمين مقامه و الذين هم الخلفاء في امته و الحططافظون لشططريعته بططأمره
ظمططه بقططوله
ل عليه و آله و اّكد سبحانه ذلك و ع ّ فالرد إليهم مثل الرد إلى الرسول صّلى ا ّ
عز من
] [ 64
لط و
ل أى الططرّد إلططى ا ّ
ل و اليوم الخططر ذلططك خيططر و أحسططن تططأوي ً
قائل إن كنتم تؤمنون با ّ
الّرسول و القائمين مقام الرسول خير لكم و أحسن من تأويلكم .
ل عليه و آله في زمنه كمعططاذو ان قلت :كما أن المراء المنصوبين من الرسول صّلى ا ّ
بن جبل ارسله واليا إلى اليمن و غيره من الولة الذين كانت اطاعتهم واجبة علططى النططاس
ل عليه و آله لم يكونوا معصومين من الططذنوب و الخططأ و السططهو
ل صّلى ا ّبأمر رسول ا ّ
و النسيان و غيرها كذلك الحكم في اولي المر بعده فما اوجب عصمة اولى المر الططذين
ل عليه و آله ؟
بعده صّلى ا ّ
أقول :هذا قياس مع الفارق جّدا و بينهما بون بعيد و امد مديد و ذلك لن في عهد رسول
ل عليه و آله لو تنازع النططاس فططي شطيء مطن امططور الطّدين و اقبطل أمططر مشططتبه ل صّلى ا ّا ّ
ل لكططان رسططول ل عليه و آله في أحكام ا ّللحكام و القضاة و الولة المنصوبين منه صّلى ا ّ
ل عليه و آله يكشف عنه و يزيل الشبهة و يقضى بالفصل و يصدع بالحق كما ل صّلى ا ّا ّ
لط عليططه و آلططه
ل و الرسول في الية و أّما بعد وفاته صطّلى ا ّ ل برّد التنازع إلى ا ّ
امرهم ا ّ
ل و رسططوله لو لم يكن صاحب المر القائم مقامه في كل عصر معصوما و منصوبا من ا ّ
لو أقبل تنازع في الّدين فمططن يزيططل الشططبهة و يبيططد الغائلططة ؟ و كططذا الكلم فططي المططراء و
ن المام عالم بجميع الحكططام ،فبوجططوده يرتفططع التشططاجر و يقلططع الحكام من قبل المام فا ّ
التنازع .
ل ط و اطيعططوا
ل قال :لما نزل قوله تعالى يا أّيها الذين آمنططوا اطيعططوا ا ّ
عن جابر بن عبد ا ّ
لط و رسططوله فمططن اولططى المططر لط عرفنططا ا ّ
الّرسول و اولي المر منكم قلت :يا رسططول ا ّ
ل طاعتهم بطاعتكم ؟ فقال :هم خلفائي يا جابر و أئمة المسلمين بعدي أّولهططم الذين قرن ا ّ
ي بن أبيطالب ثّم الحسن ثّم الحسين ثّم عّد تسعة من ولد الحسين . عل ّ
عععععع ععععع
ن الرض ل تخلططو ل عليه في باب أ ّ روى ثقة السلم محّمد بن يعقوب الكليني رضوان ا ّ
لط عليططه
جة من الكافي بإسناده عن جعفر بن محّمد عن كرام قططال :قططال أبططو عبططد ا ّ من ح ّ
ن آخر من يموت المام سلم :لو كان الّناس رجلين لكان أحدهما المام ،و قال :ا ّال ّ
] [ 65
ل عليه .
جة ّ
ل تعالى انه تركه بغير ح ّ
لئل يحتج أحد على ا ّ
سططلم تقططرب مططن الحططديث المططذكور مفططاداأقول :أتى أيضا بعّدة روايات اخر عنه عليه ال ّ
جططة ،و قططوله عليططه
سلم :لو لم يبق في الرض إل اثنان لكططان أحططدهما الح ّ كقوله عليه ال ّ
سلم :
ال ّ
لو لططم يكططن فططي الرض إل اثنططان لكططان المططام أحططدهما ،و غيرهمططا و الغططرض منهططا أن
العناية اللهية كما اقتضططت وجططود هططذا العططالم و خلقططة بنططي آدم فهططي يقتضططى صططلحه و
لط و
صلح اّنما يثم و يدوم بوجططود انسططان رّبططاني مؤّيططد بططروح القططدس و مسطّدد بنططور ا ّال ّ
ل و يؤديها إلى أهلها عند ل ما يقدح في الغرض من وجوده ،يقوم بحجج ا ّ معصوم من ك ّ
ل و معالم الطّدين و بططه يتصططل فيططض البططاري علططى الحتياج اليها و يعّرفهم الطريق إلى ا ّ
ل رجلن لكططان أحططدهما ل و عباده و لو لم يبططق فططي الرض إ ّ الخلق إذ هو الواسطة بين ا ّ
ذلك المام يجب على الخر القتداء به في استكمال نفسه و الهتداء إلى جناب رّبه حّتى
لط تعططالى أجططل ونا ّ
لط عليططه ا ّ
جططة ّ
ل انه تركططه بغيططر ح ّ
جة عليه و ل يحتج على ا ّ يتّم الح ّ
أعظم من أن يترك الرض بغير إمام عادل و قال عز من قائل :
و لو أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا رّبنا لو ل ارسلت إلينا رسول فنتبع آياتك من قبططل أن
ل حجة بعد الرسل ) ل و نخزى ) طه آية ( 134و قال تعالى :لئل يكون للّناس على ا ّ نذ ّ
النساء آية ( 163فتابى العناية اللهّية الزلية عن ان يترك عبططاده بل هططاد و مرشططد فططان
ل ليس بظلم للعبيد .
ا ّ
لط تعططالى عططن أن يظلططم سلم :ان آخر من يموت المام و ذلك لما علم أن ا ّ ثّم قال عليه ال ّ
جة إلهّية لزم الظلم فططي حّقططه فالحكمططة الكاملططة
أحدا فلو بقى في الرض رجل واحد بل ح ّ
جة بعد الخلق حّتى ل يبقى واحد بل إمام اللهّية و رحمته الواسعة تقتضى بقاء وجود الح ّ
جة قبل ايجاد الخلق و لذا خلق الخليفة أّول و المام آخر من يموت كما اقتضت وجود الح ّ
لط الصطادق ثّم خلق الخليفة كما قال :إّني جاعل في الرض خليفطة و لطذا قطال أبطو عبطد ا ّ
سلم في حديث آخر مروي في الكافي أيضا : عليه ال ّ
طططالب للرشططاد و
الحجة قبل الخلق و مع الخلق و بعد الخلق ،فارجع البصر كّرتين أّيها ال ّ
سداد في هذا الحديث اّلذي كاّنه عقل تمثل باللفاظ و اقم و استقم
الباغى لل ّ
] [ 66
عععععع عععععع
ل بن أقول :و كذا جائت روايات اخر فيه أيضا تقرب منه مضمونا ،منها ما روى عبد ا ّ
جة ل فيها الح ّلو ّ سلم قال :ما زالت الرض إ ّ ل عليه ال ّ
سليمان العامري عن أبي عبد ا ّ
ل ،و منها عن أبي بصير عن أحططدهما يعّرف الحلل و الحرام و يدعو الّناس إلى سبيل ا ّ
ل لم يدع الرض بغير عالم و لططو ل ذلططك لططم يعططرف الحططق مططن نا ّ
سلم قال :ا ّ
عليهما ال ّ
الباطل و الغرض ان المام يجب أن يكون عالما بجميع الحكام اللهّية و عارفا بططالحلل
و الحرام بحيث ل يشذ عنه حكم جزئي منها فاّنه لو لم يكن متصفا بهذه الصططفة لمططا يقططدر
أن يرد شيئا إن زاده المؤمنططون أو أتّمططه ان نقصططوه فيلططزم التغييططر و التبططديل و الزيططادة و
ل فل يكمل نظام النوع النساني به بل يلزم الهرج و المططرج المهلكططان النقصان في دين ا ّ
فالمططام مسططتجمع للغايططة القصططوى مططن الصططدق و المانططة و بالغططا فططي العلططوم الربانّيططة و
المعارف اللهية و تمهيد المصالح الدينّية و الّدنيوية مرتبطة النهايطة علطى أن العقطل حطاكم
لط عططن ذلططك ،فالمططام لكططونه حافظططا بقبح استكفاء المر و توليته من ل يعلمه و تعططالى ا ّ
للدين و مقتدا الناس في جميع الحكام الظاهرية و الباطنّية و الكّلّية و الجزئية و الّدنيوّيططة
و الخروّية و العبادّية و غيرها يجب أن يكون عالمططا بجميعهططا كمططا هططو الحكططم الصططريح
للعقل السليم ،و ليس لحد أن يقول اّنه إمام فيمططا يعلطم دون مطا ل يعلططم لظهططور قبططح هطذا
القول و شناعتها و المفاسد التالية عليه مّما يدركها من كططان لططه أدنططى بصططيرة فططي معنططى
المام و غرض وجوده في النام .فاذا علم بحكم العقل أن المام يجب أن يكون مقتدا بططه
في جميع الشريعة وجب أن يكون معصوما لنه لو لم يكن معصوما لططم نططأمن فططي بعططض
ل تعالى الحكيططم ل يططوجب أفعاله أن يكون قبيحا و الفرض ان القتداء به واجب علينا و ا ّ
لط و المططبين علينا القتداء بما هو قبيح ،على أن المام إذا كان داعي الّنططاس إلططى سططبيل ا ّ
الحلل و الحرام و حافظ الّدين عن
] [ 67
ل ذي حططق حقططه بحسططب اسططتحقاقه و هططو كمططا
الزيادة و النقصان يستلزم العلم باعطططاء كط ّ
حققناه قبل يستلزم الطلع على الكليات و الجزئيات مما يحتاج اليها الّنططاس و هططي غيططر
ل تعالى و لخلفائه المعصومين المنصوبين من عنده . ل ّمتناهية فهي غير معلومة إ ّ
عععععع عععععع
قال الشريف المرتضى علم الهدى في المجلس الثاني عشططر مططن أمططاليه :روى أن هشططام
بن الحكم قدم البصرة فطأتى حلقطة عمططرو بططن عبيطد فجلططس فيهططا و عمطرو ل يعرفطه فقططال
ل لك عينين ؟ قال :بلى .قال :و لم ؟ قال :لعمرو :أليس قد جعل ا ّ
لنظر بهما في ملكوت السماوات و الرض فاعتبره قال :و جعل لك فما ؟ قال :
نعم ،قال :و لم ؟ قال :لذوق الطعام و اجيب الداعي .ثّم عّدد عليه الحواس كّلهططا ،ث طمّ
قال :و جعل لك قلبا ؟ قال :نعم ،قططال :و لططم ؟ قططال :لتططؤدى اليططه الحططواس مططا أدركتططه
فيمّيز بينها .قال :فأنت لم يرض لك رّبك تعالى إذ خلق لك خمس حواس حّتى جعل لهططا
ل يجعطل لهطم إمامطا يرجعطون إماما ترجع اليه أترضى لهذا الخلق اّلذين جشأ بهطم العطالم أ ّ
إليه ؟ فقال له عمطرو :ارتفططع حّتططى ننظطر فطي مسططألتك و عرفططه ثطّم دار هشطام فططي حلططق
البصرة فما أمسى حّتى اختلفوا .
أقول :و رواه الكليني قدس سّره مفصل في الكافي باسناده عن يونس بططن يعقططوب قططال :
سلم جماعة من أصحابه منهم حمران بن اعين و محّمد ابططن ل عليه ال ّ
كان عند أبي عبد ا ّ
ب فقال أبو عبد النعمان و هشام بن سالم و الطيار و جماعة فيهم هشام بن الحكم و هو شا ّ
سلم :يا هشام أل تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد و كيف سألته ؟ ل عليه ال ّ
ا ّ
سلم :إذا أمرتكم بشيء فافعلوا قططال هشططام :بلغنططي مططا كططان فيططه
ل عليه ال ّ
فقال أبو عبد ا ّ
ى فخرجطت اليطه و دخلطت عمرو بن عبيطد و جلوسطه فطي مسطجد البصطرة فعظطم ذلطك علط ّ
البصرة يوم الجمعة فأتيت مسجد البصرة فاذا أنا بحلقططة عظيمططة فيهططا عمططرو بططن عبيططد و
عليه شملة سوداء متزربها من صططوف و شططملة مرتططد بهططا و الّنططاس يسططألونه فاسططتفرجت
الّناس فأفرجوا لى ثّم قعدت في آخر القوم على ركبتي ثّم قلت :أّيها العالم إّني
] [ 68
رجل غريب تأذن لي في مسألة ؟ فقال لي :نعم ،فقلت له :ألك عين ؟ فقال :
ي أي شيء هذا من السؤال و شيء تراه كيف تسأل عنه ؟ فقلت :هكذا مسألتي .
يا بن ّ
ي سل و ان كانت مسألتك حمقاء .قلت :أجبني فيها ؟ قال لي :سل .
فقال :يا بن ّ
قلت :ألك عين ؟ قال :نعم ،قلت :فما تصنع بها ؟ قال :أرى بها اللططوان و الشططخاص
قلت :فلك أنف ؟ قال :نعم ،قلت :فما تصنع بطه ؟ قطال :أشطم بطه الرائحطة .قلطت :ألطك
فم ؟ قال :نعم ،قلت :فما تصنع به ؟ قال :أذوق به الطعم .
قلت :فلك اذن ؟ قال :نعم ،قلت فما تصنع بها ؟ قال :أسمع بها الصوت .قلت :
ل ما ورد على هذه الجوارح وألك قلب ؟ قال نعم ،قلت :فما تصنع به ؟ قال :اميز به ك ّ
الحواس .قلت :أو ليس في هذه الجوارح غني عن القلب ؟ فقال :ل ،قلت :
ي إن الجوارح إذا شططكت فططي شططيء شطّمتة و كيف ذلك و هي صحيحة سليمة ؟ قال :يا بن ّ
ك ،قططال هشططام : أو رأته أو ذاقته أو سمعته رّدته إلى القلب فتسططتيقن اليقيططن و تبطططل الشط ّ
ل لططم
ك الجوارح ؟ قال :نعم ،قلت :لبططد مططن القلططب و إ ّ ل القلب لش ّ
فقلت له :فاّنما أقام ا ّ
ل تعالى لم يترك جوارحك حّتططى تستيقن الجوارح ؟ قال :نعم ،فقلت له :يا أبا مروان فا ّ
حح لها الصحيح و يتيقن مططا شططكت فيططه و يططترك هططذا الخلططق كّلهططم فططي جعل لها إماما يص ّ
حيرتهم و شّكهم و اختلفهم ل يقيم لهم إماما يرّدون إليه شّكهم و حيرتهم و يقيم لك إمامطا
ي فقططال :لجوارحك ترّد اليه حيرتك و شّكك ؟ قال :فسكت و لم يقل لي شيئا ثّم التفططت إل ط ّ
أنت هشام بن الحكم ؟ فقلت :ل ،فقال :أمن جلسائه ؟ قلت :ل ،قال :فمططن أيططن أنططت ؟
قال :قلت :من أهل الكوفة .قال :
فاذن أنت هو ثّم ضمني اليه و أقعدني في مجلسه و زال عن مجلسه و ما نطق حّتى قمت
سلم و قال :يا هشططام مططن عّلمططك هططذا ؟ قلططت :شططيء
ل عليه ال ّ
.قال :فضحك أبو عبد ا ّ
ل مكتوب في صحف إبراهيم و موسى . أخذته منك فقال :هذا و ا ّ
لط
بيان الغرض من احتجاج هشام بن الحكم على عمرو بن عبيططد وجططوب اللطططف علططى ا ّ
تعالى فاّنه كما اقتضى لطفه خلق القلب إماما لقططوى الجططوارح و العضططاء ترجططع إليططه و
ليست في غنى عنه فكذلك اقتضى جعل إمام للّناس يرجعون
] [ 69
ل ما يحتاجون اليه .و وصف المسألة بالحمقططاء تج طّوز كقططولهم نهططاره صططائم و
اليه في ك ّ
التصغير للتحقير .
ن المراد بالقلب في اليات و الخبار هو اللطيفة الرّبانّية القدسّية يعّبر بالقّوة العقلّية و
ثّم إ ّ
بالعقل و بالروح و بالنفس الناطقة أيضا و في الفارسّية بروان و قد ذكططر الشططيخ كمططا فططي
الفصل الخر من الباب الخامس من السفر الّرابططع مططن السططفار فططي بعططض رسططائله بلغططة
الفرس بهططذه العبططارة :روح بخططارى را جطان گوينططد و نفططس نططاطقه را روان ،ل الجسططم
لط
سططلم :هططذا و ا ّ
اللحمي الصنوبري اّلذي في الحيوانات العجم أيضا و إّنما قططال عليططه ال ّ
ن الحكططم العقلططي ل يتغّيططر بمضططي الططدهور و ل مكتوب في صططحف إبراهيططم و موسططى ل ّ
يتبّدل بتبّدل الزمان و ل يختلف باختلف المم فهذا الحكم الكلططي العقلططي اللهططي مكتططوب
في الصحف الولى صحف إبراهيم و موسى و مستكن في عقول الّنططاس و الخلططق جّبلططوا
عليه أزل و أبدا .
ن ما تططدركه هططذه القططوى صططور صططرفة و تصطّورات محضططة ل توصططل إلططى معرفططة ثّم إ ّ
الغائبات فلبّد للتصديق و اليقين و اليصال إلى معرفة الغائبات من أن تكون قّوة اخططرى
حاكمة عليها و تلك القّوة الحاكمة هو العقل و تلك القوى من شئونه في الحقيقطة تنشطأ منطه
بل هي تفاصيل ذاته و شروح هويته و هو أصلها و متنها و لوله لفسدت القططوى و انهططدم
البدن و كذا لو ل الحجة لساخت الرض بأهله .
و قول هشام :شطيء أخطذته منطك ،كطان هشطام مطن أصطحاب الصطادق و الكطاظم عليهمطا
سلم و اقتبس من مشكاة وجودهما علوما جمة و الف كتبطا كطثيرة قيمطة و كطان ثقطة فطي ال ّ
الروايات حسن التحقيق بهذا المر و كان ممن فتططق الكلم فططي المامططة و هططذب المططذهب
صططادق
بالنظر و كان حاذقا بصناعة الكلم و كان في مبدء أمططره مططن الجهمّيططة ثطّم لقططى ال ّ
سلم فاستبصر بهديه و لحق به .
عليه ال ّ
] [ 70
الزواهططر و كططان آبططاؤك بططدورا بططواهر و امهاتططك عقيلت عبططاهر و عنصططرك مططن أكططرم
العناصر و إذا ذكر العلماء فعليك تثني الخناصر خبرنا أّيها البحر الزاخر ما الدليل علططي
ل فأوضحت و قلت فأحسنت حدوث العالم إلى أن قال :فقال أبو شاكر :دّللت يا أبا عبد ا ّ
ل مططا أدركنططاه بأبصططارنا أو سططمعناه بآذاننططا أوو ذكرت فأوجزت و قد علمت أنا ل نقبل إ ّ
سططلم :ذكططرت ل عليططه ال ّ
ذقناه بأفواهنا أو شممناه بأنوفنا أو لمسناه ببشرتنا فقال أبو عبد ا ّ
ل بدليل كما ل تقطع الظلمة بغير مصباح . الحواس الخمس و هي ل تنفع في الستنباط إ ّ
عععععع عععععع
أقول :الغرض من هذا الحديث العقلي البرهاني المشططتمل علططى مسططائل عظيمططة و فططوائد
سططداد
جة يهدى الّناس إلى سبيل الّرشاد و ال ّ مهّمة أن الرض ما دامت باقية ل تخلو من ح ّ
ل من الجهالة و حيرة الضللة مبتنيا على مقدمات عقلية و ليس الغططرض و يستنقذ عباد ا ّ
من التيان بهذه الحاديث كما اشرنا إليه آنفا التمسك بها تعبدا حططتى يلططزم الططدور بططل لمططا
رأينا من أنها احتجاجات على اساس عقلى برهاني
] [ 71
اردنا ذكره لنجاز المقصود و اليصال إلى المطلوب و بالفرض لططو لططم تكططن أمثططال هططذا
سلم لكان استدللت تاّمة و احتجاجات وافية في المقصود الحديث صادرة عنهم عليهم ال ّ
و هذه الحاديث و امثالها معاضدات للعقل في حكمه و ارشططادات لططه فططي قضططائه و نحططن
ل نأتي في بيطان الحطديث بطائفطة مطن المططالب المختطارة الحكميطة العقليطة ليطزداد بعون ا ّ
الطالب بصيرة إلى الفلح و هداية إلى النجاة و النجاح .
لط تعططالى
سلم :انا لما اثبتنا ان لنططا خالقططا صططانعا .فيططه اشططارة إلططى معرفططة ا ّ
قوله عليه ال ّ
بالعقل و النظر و البرهان ل بتقليد الباء و الّمهات و العلماء و الساتيذ و غيرهم .
ن ما سواه تعالى مخلوقه و معلوله سلم :متعاليا عّنا و عن جميع ما خلق .فا ّ قوله عليه ال ّ
ن الممكطن فطي اتصططافه بطالوجود ممكن في ذاته و محتاج في وجوده و بقائه إلى جنطابه فطا ّ
ل عرضططى يحتاج إلى جاعل مرجح يخرجه مطن العططدم و يجعلططه متصططفا بطالوجود فطان كط ّ
معّلل و لما كططانت العلططة المحوجططة إليططه تعططالى هططو المكططان و ان المكططان ل يططزول عططن
الممكن الموجود أيضا فمفتقر إلى علته في بقائه و وجود العلطة فطوق وجططود المعلطول فططي
سم و التعّلق بالمواد و الجسام و عن ك طلّ حططد و وجوده و جميع صفاته و متعال عن الّتج ّ
صمة يتطرق في معلولته .
ن إتقان صنعه في مخلططوقه علططى سلم :و كان ذلك الصانع حكيما متعاليا ،فإ ّ قوله عليه ال ّ
قدر لئق لكل شيء و النظام الكمل التّم المشهور في الكططون المحيططر للعقططول و المططور
الغريبة الحاصلة في خلق السماوات و الرض و العجائب المودعططة فططي بنيططة النسططان و
ن الحكمة هو العدل و الحق و الصواب و ل على كمال حكمة بارئه فا ّالحيوان و النبات تد ّ
الحكيم هططو العططالم الططذى يضططع الشططياء مواضططعها ،أو لططم يتفّكططروا فططي أنفسططهم مططا خلططق
ل بالحق ،الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى فططي خلططق الرحمططن السموات و الرض إ ّ
من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ،ثّم ارجع البصر كّرتين ينقلب إليك البصر
خاسئا و هو حسير ،و بالعدل قامت السماوات و الرض .ثم ان الصانع الحكيم ل يترك
الّناس سدى و ل يهملهم فلبّد من أن يكون له سفراء في خلقه .
] [ 72
سلم :لم يجز أن يشاهده خلقه اه :فان ما تدركه البصار و يباشطره النسطان قوله عليه ال ّ
بالحواس الجسم و الجسططمانيات أو المتجسططم و المتجسططد و المتمثططل مططن المجطّردات و مططا
يقرب منها كالجّنة و هو عز و جل متعال عن ذلك علوا كبيرا .
سلم :ثبت أن له سفراء في خلقه إلى آخره .دليل على وجوب بعثططة النبيططاءقوله عليه ال ّ
لط
و هذا الطريق هو الذي أتى به الحكماء في اسفارهم في وجوب إرسطال الرسطل علطى ا ّ
تعالى بل هو امتن و أدق و أكمل منه .
و اعلم انه ذهب ارباب الملل و أكثر الفلسفة إلى حسن بعثة النبياء خلفا للبراهمططة مططن
ن مططا يجيء بططه الّرسططول إن
الهند و من يحذو حططذوهم فططاّنهم منعططوا مططن حسططنها و قططالوا إ ّ
خالف العقل فهو مردود و إن وافق ففي العقل غنية عنه فل وجه لحسنها .
ن العقل ل يدرك جميع ما يصلح له و ينفعه و يضره علططى البسططط و و هذا القول باطل ل ّ
التفصيل بطل كططثيرا منهططا علطى الجمطال و البهططام أيضطا ،علطى أن الفططوائد اّلططتي ذكرهطا
المتكّلمون و الحكماء في حسطن بعثططة النبيططاء تطرّد مطا ذهطب إليطه البراهمطة قطال المحقطق
الطوسي في تجريد العتقاد :
ثّم على تقدير حسنها هل هي واجبة هي الحكمة قال العدلية اعنططي المامّيططة و المعتزلططة :
نعم ،و منعت الشاعرة من وجوبها بناء على أصلهم الفاسد .
ثّم تقرير الطريق الذي اتى به الحكماء على الجمال هو أن نقول كلما كان صلح النططوع
ل تعالى كانت الشريعة واجبة و كلما كانت الشططريعة واجبططة كطانت البعثططة واجبطة مطلوبا ّ
فكلما كان صلح النوع مطلوبا فالبعثة واجبططة و علططى التفصططيل مططا ذكططره زينططون الكططبير
تلميذ ارسطاطاليس في رسالته في المبدء و المعاد و ما ذكره الشيخ فططي المقالططة العاشططرة
من إلهيات الشفاء من الفصل الّثاني إلى الخامس و في
] [ 73
الشططارة الولططى مططن النمططط الّتاسططع مططن الشططارات و التنبيهططات و غيرهططم مططن الحكمططاء
الشامخين في مؤلفططاتهم الحكميططة و نططأتي بمططا فططي الشططارات و شططرحه للعلمططة الطوسططي
شيخ :
فانهما وافيان في المقصود مع جزالة الّلفظ و رزانة النظم قال ال ّ
و قال المحقق الطوسي في شرحه :اثبت النبّوة و الشريعة و ما يتعّلق بهما علططى طريقططة
الحكماء و ذلك مبني على قواعطد و تقريرهطا أن نقطول :النسطان ل يسطتقل وحطده بطامور
معاشه لّنه يحتاج إلى غذاء و مسكن و سلح لنفسه و لمططن يعططوله مططن أولده الصططغار و
غيرهم و كّلها صناعّية ل يمكن أن يرتبها صانع واحد إل في مّدة ل يمكن أن يعيش تلططك
سططر لجماعططة يتعططاونون و يتشططاركون فططي
المدة فاقططدا إياهططا أو يتعسططر إن أمكططن لكّنهططا تتي ّ
ل واحططد تحصيلها يفزع كل واحد منهم لصاحبه عن ذلك فيتم بمعارضة و هي أن يعمل ك ّ
ل واحد صاحبه مططن عملططه بططازاء مططا
مثل ما يعمله الخر ،و معاوضة و هي أن يعطى ك ّ
يأخذه منه من عمله فاذن النسان بالطبع محتاج في تعيشه إلى الجتماع مؤد إلى صططلح
حاله و هو المراد من قولهم النسان مططدنى بطالطبع ،و التمططدن فططي اصطططلحهم هططو هططذا
الجتماع فهذه قاعدة .
ثّم نقول :و اجتماع الّناس على التعاون ل ينتظم إل إذا كان بينهم معاملة
] [ 74
ل واحد يشتهى ما يحتاج إليه و يغضب على من يزاحمه فطي ذلططك و تططدعوه نكّو عدل ل ّ
شهوته و غضبه إلى الجور على غيره فيقع من ذلك الهرج و يختل أمر الجتماع أمططا إذا
كان معاملة و عدل متفق عليهما لططم يكططن كططذلك فطاذن لبططد منهمططا و المعاملططة و العططدل ل
يتناولن الجزئيات الغير المحصورة إل إذا كانت لها قوانين كّلية و هى الشرع فاذن لب طّد
من شريعة ،و الشريعة في الّلغة مورد الشاربة و اّنما سمى المعنى المذكور بها لستواء
الجماعة في النتفاع منه و هذه قاعدة ثانية .
ثّم نقول :و الشرع لبّد له من واضع يقّنن تلك القوانين و يقّررها على الوجه الذى ينبغى
ن الّناس لو تنازعوا في وضع الشرع لوقع الهرج المحذور منه فططاذن شارع ،ثّم إ ّ
و هو ال ّ
يجب أن يمتاز الشارع منهططم باسططتحقاق الطاعططة ليطيعططه البططاقون فططي قبططول الشططريعة .و
ل علطى كطون تلطك الشطريعة مطن عنطد رّبطه ،و تلطك استحقاق الطاعة إّنما يتقرر بآيات تطد ّ
ص للقولّيطة أططوع ،و العطوام
اليات هي معجزاته و هي إّما قوليطة و إّمطا فعليطة و الخطوا ّ
ن النبّوة و العجاز ل يحصططلن مططن للفعلية أطوع .و ل يتم الفعلية مجّردة عن القولّية ل ّ
ي ذو معجزة و هذه قاعدة ثالثة . غير دعوة إلى خير فاذن لبّد من شارع هو نب ّ
ن العوام و ضعفاء العقول يستحقرون اختلل عدل الّنططافع فططي امططور معاشططهم بحسططب ثّم ا ّ
الّنوع عند استيلء الشوق عليهم إلى مططا يحتططاجون إليططه بحسططب الشططخص فيقططدمون علططى
مخالفة الشرع ،و إذا كان للمطيع و العاصي ثواب و عقاب أخرويان يحملهططم الرجططاء و
الخوف على الطاعة و ترك المعصية ،فالشريعة ل تنتظم بدون ذلططك انتظامهططا بططه فططاذن
وجب أن يكون للمحسن و للمسيء جزاء من عند الله القدير على مجازاتهم ،الخبير بما
يبدونه أو يخفونه من أفكارهم و أقوالهم و أفعالهم و وجططب أن يكططون معرفططة المجططازي و
الشارع واجبة على الممتثلين للشريعة في الشريعة ،
و المعرفة العامية قلما تكون يقينّية فل تكون ثابتة فوجب أن يكون معها سبب حافظ لها و
هو التذكار المقرون بالتكرار و المشتمل عليهما إنما تكون عبادة مطذكرة للمعبطود مكطررة
في أوقات متتالية كالصلوات و ما يجرى مجراها فاذن يجب أن
] [ 75
يكون النبي داعيا إلى التصديق بوجود خالق مدبر خبير ،و إلى اليمان بشططارع مبعططوث
من قبله صادق ،و إلى العتراف بوعد و وعيد اخرويين ،و إلططى القيططام بعبططادات يططذكر
فيهططا الخططالق بنعططوت جللططه ،و إلططى النقيططاد لقططوانين شططرعّية يحتططاج إليهططا الّنططاس فططي
معاملتهم حّتى يستمّر بذلك الّدعوة إلى العدل المقيم لحياة الّنوع و هذه قاعدة رابعة .
ن جميع ذلك مقططدر فططي العنايططة الولططى لحتيططاج الخلططق إليططه فهططو موجططود فططي جميططع
ثّم إ ّ
الوقات و الزمنة و هو المطلوب و هو نفع ل يتصور نفع اعّم منه .
و قد اضيف لممتثلي الشططرع إلططى هططذا النفططع العظيططم الططدنياوي الجططر الجزيططل الخططروي
حسططب مطا وعططدوه و اضطيف للعططارفين منهططم إلطى النفطع العاجطل و الجططر الجطل الكمططال
الحقيقي المذكور ،فانظر إلى الحكمة و هي تبقية النظام على هذا الوجه ،
ثّم إلى الّرحمة و هو إيفاء الجر الجزيل بعد النفع العظيم ،و إلى النعمة و هططي البتهططاج
الحقيقي المضاف إليهما ،تلحظ جنططاب مفيططض هططذه الخيططرات جنابططا تبهططرك عجططائبه أي
تغلبططك و تدهشططك .ث طّم أقططم أي أقططم الشططرع ،و اسططتقم أي فططي التططوجه إلططى ذلططك الجنططاب
المقدس .
سططلم :يعّبططرون عنططه و إذا علم ذلك فلنرجع إلى بيان سائر فقرات الحديث ،قوله عليططه ال ّ
صططحاح :عّبططرت عططن فلن إذا تكلمططت عنططه ،و إلى خلقه و عباده .قال الجوهرى فططي ال ّ
ن المعّدل اللهططي هطو إيقططاظ فططرة الّنطاس مطن المراد أن الصل الّول فيما يسّنه هذا السا ّ
ل و إنارة عقولهم من أنوار المعرفة به تعططالى و إثططارة نوم الغفلة عن مبدء العالم عّز و ج ّ
ل أصططل شططجرة الطّدين و نفوسهم إلى الوصول ببابه و الحضور إلى جنابه فان اليمان بططا ّ
ل حط ّ
ق أساس بنيان السنة و الشريعة و سائر الصول و الفروع متفرع عليه فمن عرف ا ّ
معرفته عرف ان له صفات عليا و أسماء حسنى لئقة بذاته و اّنه تعالى واجب الوجود ل
يشارك شيئا من الشياء في ماهيته و قيوم برىء عططن جميططع انحططاء التعلططق بططالغير و أّنططه
ن العبططث قبيططح ل يتعاطططاه المبططدء الحكيططم ،و المبططدء
تعالى لم يخلق العططالم و آدم عبثططا فططا ّ
الحكيم تعالى عن أن يترك الّناس حياري و ل
] [ 76
يهديهم سبيل الخير و الهدى و ما يوجب لهم عنده الزلفى ،فلبد من وجوب التكليطف فطي
ل لكان مغريا بالقبيح تعالى عن ذلك لّنه خلق في العبططد الشططهوة و الميططل إلططى الحكمة و إ ّ
القبائح و النفرة و التأبي عن الحسن فلو لم يقرر عبده عقله و لم يكّلفه بوجوب الططواجب و
قبح القبيح و يعده و يتوعده لكان مغريا له بالقبيح و الغراء بالقبيح قبيح و التكليف ل يتم
ل بارسططال الّرسططل المططؤدبين بططآدابه المؤيططدين مططن عنططده بططامور
ل بالعلم و هو ل يتم إ ّإّ
قدسّية و كرامات الهية و معجزات و خوارق عادات .
ب هدى إلى ما يتفرع عليه فقد افلح و سططعد و فططاز و بالجملة من هدى عقله إلى جناب الر ّ
لط و المططروي عططنلا ّلط كلمططة ل إلططه إ ّ
و لذا ترى من سنة النبياء أن أّول ما لقنوا عباد ا ّ
ل تفلحوا .
لا ّ
ل عليه و آله قولوا ل إله إ ّخاتمهم صّلى ا ّ
ن تلقين جميع الّناس معرفته تعططالى علططى الططوجه الططذي ل يفهمططه إلّ
نعم ل يجب على السا ّ
الوحدى من الّناس الحكيم المتأله المرتاض في الفنون و العلوم فان معاشر النبياء بعثوا
ليكلموا الّناس على قدر عقولهم ،و ل ريب أن الدراكات و النيل إلى المعارف و العلططوم
يتفاوت بحسب مراتب الّناس في صفاء نفوسهم و صقالتها قال الشيخ في إلهيات الشفاء :
و يكون الصل الّول فيما يسنه تعريفه إّياهم أن لهم صانعا واحدا قادرا و أّنه عالم بالسرّ
و العلنية و أّنه من حّقه أن يطاع أمره فاّنه يجب أن يكون المر لمن له الخلق ،و أنه قد
أعّد لمن أطاعه المعاد المسعد و لمن عصاه المعاد المشطقي حّتطى يتلقطى الجمهطور رسطمه
المنزل على لسانه من الله و الملئكة بالسمع و الطاعة و ل ينبغي له أن يشططغلهم بشططيء
ل فوق معرفة أّنه واحد حق ل شبيه له . من معرفة ا ّ
فأّما ان يعدي بهم إلى أن يكلفهم أن يصّدقوا بوجوده و هو غير مشار إليه فططي مكططان و ل
منقسم بالقول و ل خارج العالم و ل داخله و ل شيء من هططذا الجنططس ،فقططد عظططم عليهططم
ل لمططن كططان المعططان
الشغل و شوش فيما بين أيديهم الّدين و أوقعهم فيما ل تخلططص عنططه إ ّ
الموفق الذي يشذ وجوده و يندر كونه ،فاّنه ل يمكنهم أن يتصططوروا هططذه الحططوال علططى
ل بكّد و إّنما يمكن القليل منهم أن يتصوروا حقيقة هذا
وجهها إ ّ
] [ 77
التوحيد و التنزيه فل يلبثوا أن يكذبوا بمثل هذا الموجود و يقعططوا فططي تنططازع و ينصططرفوا
إلى المباحثات و المقايسات بمثل اّلتي تصّدهم عن أعمالهم المدنيطة ،و ربمططا أوقعهطم فطي
آراء مخالفة لصلح المدينططة و منافيططة لططواجب الحططق و كططثرت فيهططم الشططكوك و الشططبه و
سططر لططه فططي الحكمططة اللهّيططة و ل السططا ّ
ن ن في ضبطهم فما كططل بمي ّ
صعب المر على السا ّ
يصلح له أن يظهر أن عنده حقيقة يكتمها عن العاّمة بل يجب أن ل يرخططص فططي تعططرض
ل تعالى و عظمته برموز و أمثلة من الشياء شيء من ذلك .بل يجب أن يعرفهم جلل ا ّ
اّلتي هي عندهم جليلة و عظيمة و يلقى إليهم مع هذا هذا القدر أعني اّنه ل نظيططر لططه و ل
شريك له و ل شبيه .
و كذلك يجطب أن يقطرر عنطدهم أمطر المعطاد علطى وجطه يتصطورون كيفيتطه و يسطكن إليطه
نفوسهم و يضرب للسعادة و الشقاوة أمثال مّما يفهمونه و يتصططورونه .و أّمططا الحططق فططي
ذلك فلو يلوح لهم منه إل أمرا مجمل و هو أن ذلك شيء ل عين رأت و ل أذن سمعته و
أن هناك من اللّذة ما هو ملك عظيم و من اللم ما هو عذاب مقيم .
و كذا قال زينون الكبير تلميذ ارسطاطا ليس في رسالته في المبدأ و المعاد :
ي يضع السططنن و الشططرايع و يأخططذ المططة بططالترغيب و الططترهيب يعّرفهططم أن لهططم الهططا
النب ّ
مجازيا لهم على أفعالهم يثيب الخير و يعاقب على الشر و ل يكّلفهم بعلم مططا ل يحتملططونه
ل أحططد .ثطّم قططال :قططال معلمططي
فان هذه الرتبة هي رتبة العلم أعلى من أن يصططل إليهططا كط ّ
ن شاهق المعرفة أشمخ من أن يطيططر إليططه كط ّ
ل ارسطاطاليس حكاية عن معلمه افلطن :إ ّ
ل سائر .طائر و سرادق البصيرة أحجب من أن يحوم حوله ك ّ
أقول :و كأن الشيخ الّرئيس قد لحظ عبارة زينون فيما قاله فططي آخططر النمططط التاسططع مططن
ل واحطدا بعطدطلع عليطه إ ّق عن أن يكون شريعة لكل وارد أو ي ّ الشارات :جل جناب الح ّ
واحد .
سططلم :و يططدلونهم علططى مصططالحهم و منططافعهم و مططا بططه بقططاؤهم و فططي تركططه
قوله عليه ال ّ
فناؤهم ذلك لما مّر آنفا من أن النسان مدني بالطبع محتاج في تعيشه و بقائه إلى اجتمططاع
ن معّدل يدّبر امورهم و يعّلمهم طريق المعيشة في الّدنيا فل بد لهم من سا ّ
] [ 78
صل وجوده أشطّد مططن الحاجططة إلططى فالحاجة إلى هذا النسان في أن يبقى نوع الناس و يتح ّ
انبات الشعر على الشفار على الحاجبين و تقعير الخمص من القططدمين و اشططياء اخططرى
من المنافع اّلتي ل ضرورة فيها في البقاء بل أكثر ما لها أّنها ينفططع فططي البقططاء ،و وجططود
ن و يعدل ممكن فل يجوز أن تكون العنايططة الولططى تقتضططى تلططك النسان الصالح لن يس ّ
سها ،و ل أن يكون المبدء الّول و الملئكة بعده يعلطم المنافع و ل تقتضى هذه اّلتى هى ا ّ
ذلك و ل يعلم هذا ،و ل أن يكون ما يعلمه في نظططام الخيططر الممكططن وجططوده الضططرورى
حصوله لتمهيد نظام الخير ل يوجد بل كيف يجوز أن ل يوجد ،و ما هو متعلق بوجططوده
ى.مبنى على وجوده موجود فواجب إذن أن يوجد نب ّ
سلم :يدلونهم على مصالحهم ،إشارة إلى ما ذهب إليه العدلية مططن
ن في قوله عليه ال ّ
ثّم ا ّ
ن الحكام اللهّية متفرعة على مصالح و المفاسد ل كما مال اليه الشعرى . أّ
سلم :فثبتت المرون و الناهون عن الحكيم العليم في خلقه و المعّبرون عنه قوله عليه ال ّ
سططلم مططن المقططدمات البرهانيططة العقليططة المسططتحكمة
جلّ و عّز .هذه نتيجة ما قطّدم عليططه ال ّ
المباني :الولى أن لنا صانعا ،و الّثانية اّنه متعال عططن أوصططاف مخلططوقه .فلططم يجططز أن
يشاهده خلقه و يباشروه فل بد من وسائط ،الثالثة اّنه حكيم عالم بوجوه الخيططر و المنفعططة
في الّنظام و سبيل المصلحة للخلئق في المعيشططة و القططوم و البقططاء و الططدوام و الحكيططم ل
ن معدل . ل بالواجب ،الرابعة ان النسان مدنى بالطبع فلبّد له من سا ّ يخ ّ
سطلم
سلم :هم النبياء و صفوته من خلقه إلى قوله :ثطّم ثبططت .بّيططن عليطه ال ّ قوله عليه ال ّ
ي لبد أن يكون بشرا حيث قططال :علططى مشططاركتهم ن الّنب ّ
في هذه الفقرات أمرين :الّول ا ّ
لهم في الخلق و التركيب .الّثاني انه مع البشرّية يجب أن يكون متميزا مططن سططائر الّنططاس
باوصاف قدسية خلقا و خلقا حيث قال :غير مشاركين
] [ 79
أّما الّول اعنى كونه من جنس البشططر فلوجططوه :الّول انططس الّنططاس بططه فططان الجنططس إلططى
الجنس يميل و لنعم ما نظم العارف الرومي في المقام :
و الوجه الثاني الّناس في حالتهم العادية ل يستطيعون أن يططروا الملططك فططي صططورته اّلططتي
خلق عليها لنه روحاني الذات و القوة البشرية ل تقوى على رؤية الملك بل الجطن مطا لطم
يتجسما و يتمثل بالجسام الكثيفة و المثال المرئية و ان كانططا يرانططا كمططا قططال تعططالى فططي
الشيطان » انه يراكم هو و قبيله من حيث ل ترونهم « بل ابصارنا ل تقططوى علططى رؤيططة
بعض الجسام من عالمنا هذا أيضا كالهواء و العناصر البسيطة اّلتي يتألف منهططا الهططواء
فكيف تقدر على رؤية ما هو ألطف من الهواء كالج ّ
ن
] [ 80
الوجه الثالث النبي لو كان ملكا و إن تجسم بشرا لما يتططم الحجططة علططى الّنططاس و ل يسططلمه
العقول و ل تنقاده النفوس لنه ان ظهرت أية معجزة منه لقالوا لو كطان لنططا مثطل مطا كطان
لك من القدرة و القوة و العلم و غيرها من الصفات القاهرة على صفات البشر لفعلنا مثططل
فعلك فتقوى الشبهات من هذه الجهة و بططذلك علططم ضططعف مططا تخّيططل ضططعفاء العقططول مططن
ن النبياء إذا كانوا من طائفة الملئكة من حيث إن علومهم أكثر و قدرتهم أشططّد و الّناس أ ّ
مهابتهم أعظم و امتيازهم عن الخلق أكمل و الشبهات و الشططكوك فططي نبطّوتهم و رسططالتهم
ل شيء كان أشّد إفضاء إلى تحصيل ذلك المطلططوب أقل و الحكيم إذا أراد تحصيل مهم فك ّ
كان أولى .
] [ 81
ل بن أبططي أمّيططة المخزومططي و كططان معهططم جمططع مّمططنو العاص بن وائل السهمي و عبد ا ّ
لط و ل عليه و آله في نفر من أصحابه يقرأ عليهم كتططاب ا ّ ل صّلى ا ّ
يليهم كثير و رسول ا ّ
ل أمره و نهيه فقال المشركون بعضهم لبعض :لقد استفحل أمططر محّمططد يؤدي إليهم عن ا ّ
و عظم خطبه فتعالوا نبدأ بتقريعه و تبكيته و توبيخه و الحتجاج عليه و ابطططال مططا جططاء
به ليهون خطبه على أصحابه و يصغر قدره عندهم فلعّله ينزع عّما هططو فيططه مططن غّيططه و
ل عاملنا بالسطيف البطاتر .قطال أبطو جهطل :فمطن باطله و تمّرده و طغيانه ،فان انتهى و إ ّ
ل بن أبطي امّيطة المخزومططي :أنططا إلطى ذلطك ،أفمططا
الذي يلى كلمه و مجادلته ؟ قال عبد ا ّ
ترضاني له قرنا حسيبا و مجادل كفّيا ؟ قال أبو جهل :بلى .فططأتوه بططأجمعهم فابتططدء عبططد
ل بن أبي امّية المخزومي فقال :
ا ّ
ب العالمين لر ّ يا محمد لقد ادعيت دعوى عظيمة و قلت مقال هائل زعمت أنك رسول ا ّ
ب العالمين و خالق الخلق أجمعين أن يكون مثلك رسوله بشططرا مثلنططا تأكططل و ما ينبغي لر ّ
مّما نأكل و تمشى في السواق كما نمشى و ساق الحديث إلى أن قال قال المخزومططي :و
ل أن يبعث إلينا نبّيا لكططان إّنمططا
لو كنت نبّيا لكان معك ملك يصدقك و نشاهده بل لو أراد ا ّ
ل مسحورا و لست نبّيا و ساق الحديث إلى يبعث إلينا ملكا ل بشرا مثلنا ما أنت يا محّمد إ ّ
أن قال :
ل عليه و آله :و أّما قولك » :و لو كنططت نبّيططا لكططان معططك ملططك
ل صّلى ا ّثّم قال رسول ا ّ
يصدقك و نشاهده بل لو اراد أن يبعث إلينا نبّيا لكان إّنما يبعث لنا ملكا ل بشرا مثلنا « و
الملك ل تشاهده حواسكم لنه من جنس هذا الهواء ل عيان منه و لو شاهدتموه بططأن يططزاد
في قوى أبصاركم لقلتم ليس هذا ملكا بل هذا بشر لنه إّنما كان يظهر لكم بصورة البشططر
الذي قد ألفتموه لتفهموا عنه مقالته و تعرفوا خطابه و مراده فكيططف كنتططم تعلمططون صططدق
ل بشرا و أظهر على يده المعجزات اّلتي ليسططت ن ما يقوله حق ؟ بل إّنما بعث ا ّالملك و ا ّ
في طبايع البشر الذين قد علمتم ضمائر قلوبهم فتعلمون بعجزكم عما جاء به أّنططه معجططزة
ل بالصدق له و لو ظهر لكم ملك و ظهر علططى يططده مططا تعجططز عنططه و أن ذلك شهادة من ا ّ
البشر لم يكن في ذلك ما يدلكم ان ذلك لكم
] [ 82
ن الطيططور
ليس في طبايع سائر أجناسه من الملئكة حّتى يصير ذلططك معجططزا أل تططرون أ ّ
ن آدمّيا طارن لها أجناسا تقع منها مثل طيرانها و لو أ ّاّلتي تطير ليس ذلك منها بمعجز ل ّ
ل سّهل عليكم المططر و جعلططه بحيططث يقططوم عليكططم
ل عّز و ج ّكطيرانها كان ذلك معجزا فا ّ
جة فيه .
صعب اّلذي ل ح ّجته و أنتم تقترحون عمل ال ّحّ
ن النبياء لكونهم سفراء له تعالى إلى خلقه و امناءه على وحيه و خلفاءه لبّد من و اعلم أ ّ
ن الخليفططة
أن يكونوا متصفين بالوصاف القدسّية اللهّية و متخّلقين بالخلق الّربوبّية فططا ّ
لبّد و أن يكون موصوفا بصفات المستخلف حّتى يتحقق له اسم الخلفة و العناية الزلّية
تأبى بعث من لم يكن كذلك لبعده عن التصاف بصفات الحق و التصال بحضرة القططدس
ص بهططا أن
ن الّنفططس الناطقططة كمالهططا الخططا ّ
شططفاء ا ّ
شططيخ فططي ال ّ
.و قد قال الحكماء و منهم ال ّ
ل و الخيططر الفططائض ل و الّنظام المعقول فططي الك ط ّ
يصير عالما عقليا مرتسما فيها صور الك ّ
في الكل و أفضل الّناس من استكملت نفسه عقل بالفعططل محصططل و للخلق اّلططتي تكططون
فضائل عملّية و أفضل هؤلء هو
] [ 83
المسططتعّد لمرتبططة النبطّوة و هططو اّلططذي فططي قططواه الّنفسططانّية خصططائل ثلث :أن يعلططم جميططع
ل ،و أن يسمع كلم ل ،و أن يطيعه مادة الكائنات باذن ا ّ المعلومات أو أكثرها من عند ا ّ
ل. ل و يرى ملئكة ا ّ ا ّ
أّما العلم بجميع المعلومات و الطلع على المور الغايبة من غير كسب و فكر فيحصططل
من صفاء جوهر الّنفس و شّدة صقالتها و نورانّيتها الموصططل لهطا إلططى المبططادي العاليططة و
شدة الّتصال بها .
و أّما اطاعة ماّدة الكائنات فبسبب شطّدة انسططلخهم عططن النواسططيت النسططانّية تططدوم عليهططم
الشراقات العلوّية بسبب الستضاءة بضوء القدس و اللف بسططنا المجططد فتطيعهططم المططادة
العنصرّية القابلة للصور المفارقة فيتأثر المواد عن أنفسهم كما يتأّثر أبدانهم عنها ،فلهططذا
لق يكون دعاؤهم مسموعا في العالم العلى و القضاء السابق و يتمكن في أنفسهم نور خ ّ
به يقدرون على بعض الشياء اّلتي يعجز عنها غيرهم .
ل إلى بني إسرائيل أّني قد جئتكططم سلم و رسو ً ل تعالى في عيسى بن مريم عليهما ال ّ قال ا ّ
لط وبآية من رّبكم أّني أخلق لكم من الطين كهيئة الطيططر فأنفططخ فيططه فيكططون طيططرًا بططإذن ا ّ
ل و ُأنبئكم بما تأكلون و ما تّدخرون فططي ُابرىء الكمه و البرص و ُأحيى الموتى باذن ا ّ
ن في ذلك لية لكم ان كنتم مؤمنين ) آل عمران .الية . ( 44 بيوتكم إ ّ
] [ 84
ل جعل المزاج النسطاني أعطدل المزجطة لتسطتوكره نفسطه الناطقطة اّلطتي هطي نا ّ
و اعلم أ ّ
أشرف الّنفوس و لبّد أن يكون وكرها لئقا لها و قال المعّلم الّثاني أبو نصر الفارابي في
المختصر الموسوم بعيون المسائل كما نقله عنه المحّقق الطوسي فططي آخططر الّنمططط الّثططاني
من شرحه على الشارات :حكمة الباري تعالى في الغاية لّنه خلق الصول ) يعني بهططا
العناصر ( و أظهر منها المزجة المختلفة و خص كل مزاج بنططوع مططن النططواع و جعططل
ل نطوع كطان أبعططد عطن الكمطال و جعطل الّنططوع كلّ مزاج كان أبعد عطن العتطدال سطبب كط ّ
القرب من العتدال مزاج البشر حّتى يصلح لقبول الّنفس الّناطقة انتهى .
ص بها و لبد أن يكون ن النفس الناطقة ممّيزة عن سائر النفوس بآثار و أفعال تخ ّ و كما أ ّ
مزاجها المتعلق بهطا اعططدل مطن غيطره كطذلك النبيطاء الّططذين غيططر مشططاركين للّنططاس علططى
مشاركتهم لهم في الخلق و التركيب في شيء مططن أحططوالهم و أفعططالهم لبطّد مططن أن يكططون
مزاجهم أعدل المزجة النسانّية اللئق بنفوسهم القدسية .
سلم بعضهم أفضل مطن بعطض كمطا قطال تعطالى :تلطك الّرسطل و لّما كان النبياء عليهم ال ّ
لط و رفطع بعضطهم درجطات اليطة ) البقطرة : ضلنا بعضهم علطى بعطض منهطم مطن كلطم ا ّ ف ّ
( 255فلبّد من أن يكونوا متفاوتين في اعتدال المزاج و صفاء الّنفس الّناطقة القدسية و
سعتها الوجودّية و كذا الكلم في خاتمهم اّلذي هططو أكمططل موجططود فططي الّنططوع النسططاني و
اوتى جوامع الكلم اّلتي هي اّمهات الحقائق اللهّية و الكونّية ،و لذا كان الّروح المحّمدي
ل بمربططوبه و مظهططره و ب ل يظهططر إ ّن الططر ّ
ل عليه و آلططه أّول دليططل علططى رّبططه ل ّ
صّلى ا ّ
ل عليه و آله :كمالت الذات بأجمعها اّنما تظهر بوجوده الكمل .و المروي عنه صّلى ا ّ
ل أن يتبعني .
ل له إ ّل لو كان موسى حّيا بين أظهركم ما ح ّ وا ّ
ل تعالى في الحكمة يقال :أّدبه سلم :حكماء مؤّدبين في الحكمة .أي أّدبهم ا ّ
قوله عليه ال ّ
إذا هّذبه و راض أخلقه و أّد به في أمر إذا عّلمه و راضه حّتى تأّدب فيططه و فططي الجططامع
صغير في أحاديث البشير النذير نقل عن ابن عدي في الكامل عن ال ّ
] [ 85
ل عليه و آله قال :أّدبني رّبي فأحسططن تططأديبي .و مططن حيططث اّنهططم ابن مسعود اّنه صّلى ا ّ
ل أمطر فهطم سلم حكماء مؤّدبين في الحكمة و الحكمة هو العطدل و الوسطط فطي كط ّ عليهم ال ّ
ل بالستقامة فيها فمن اقتدى بهم و اقتفططى آثططارهم على الجادة الوسطى اّلتي ليست الّنجاة إ ّ
ي كط ّ
ل ن الحجج اللهّية في الحقيقة مططوازين للّنططاس و نططب ّ صراط المستقيم فا ّفقد هدى إلى ال ّ
ل شيء بحسبه هو المعيار اّلذي يعططرف بططه قططدره و اّمة هو ميزان تلك المة لن ميزان ك ّ
حّده و صحته و سقمه و زيادته و نقصانه و استواؤه فقد يكون ذلك الشططيء مططن الجسططام
ن و المكاييططل و الططزرع و فميزانه ما وضع من جنسه من الحجار و غيرها كالم طّد و الم ط ّ
غيرها لتعيين وزن ذلك الشططيء و تقططديره و قططد يكططون ذلططك الشططيء مططن الكلمططات فيططوزن
صحتها و اعتللها بميزانه الذي هو الفاء و العين و اللم كما بّيططن فططي علططم الصططرف .و
علم المنطق يكون ميزانا لتمييز النتيجة الصحيحة من السقيمة ،و علططم العططروض ميزانططا
للشعار ،و ميزان الّناس ما يوزن به قدر كل امرء و قيمته على حسب أعماله و أخلقه
ن النبيططاء بعثططوا علططى الحططق و ل يميلططون عططن العططدل مقططدار و عقائده و صفاته و حيث ا ّ
صططدق و فيصططل قطمير و ل يصدر منهم سهو و ل نسططيان فهططم معيططار الحططق و ميططزان ال ّ
ل فقد خسر خسرانا مبينا . سي بهم و حذا حذوهم فقد فاز فوزا عظيما و إ ّ المور فمن تأ ّ
سلم :مؤيدون عند الحكيم العليم بالحكمة ،أى كما اّنهم مؤّدبون في الحكمططة قوله عليه ال ّ
ل علططى صططدق مقططالته و جططواز عططدالته ليميططز كذلك مؤّيدون بالحكمة من عنططده تعططالى تططد ّ
الخبيث من الطيب و الحق من الباطل فلو لم يكونوا مؤّيدين بها من عنده تعططالى بالحكمططة
ي و المتنّبي ،قال عّز مططن أعني بالبينات و المعجزات القولية و الفعلية لما يفصل بين النب ّ
قائل لقد أرسططلنا رسططلنا بالبينططات و أنزلنططا معهططم الكتططاب و الميططزان ليقططوم الّنططاس بالقسططط
) الحديد . ( 26 :
] [ 86
سلم :ثّم ثبت ذلك إلى آخره لما هدينا العقل بتلك المقدمات إلى هططذا المطلططب
قوله عليه ال ّ
ل دهر و زمان من لدن خلططق البشططر إلططى قيططام
السنى فدل على أن الرض ل تخلو في ك ّ
جة الهّية و دريت أن الخليفة في الّول قبل الخليفططة و فططي الخططر بعططدها لئلالقيامة من ح ّ
ل عليه .
جة ّل تعالى اّنه تركه بغير ح ّ
ج أحد على ا ّ
يحت ّ
عععععع عععععع
لط
سططلم :إن ا ّ لط عليططه ال ّ
في الكافي بإسناده إلى منصور بن حازم قال :قلت لبططي عبططد ا ّ
ن مططن ل قططال :صططدقت قلططت :إ ّ ل و أكرم من أن يعرف بخلقططه بططل الخلططق يعرفططون بططا ّ أج ّ
ب رضططا و سططخطا و أّنططه ل يعططرف عرف أن له رّبا فقد ينبغي له أن يعرف أن لططذلك الططر ّ
ل بوحي أو رسول فمن لم يأته الوحي فينبغي له أن يطلططب الرسططل فططإذا رضاه و سخطه إ ّ
ن لهطم الطاعطة المفترضطة فقلططت للّنطاس :أليططس تعلمطون أن جطة و أ ّ
لقيهم عططرف أّنهططم الح ّ
ل علططى خلقططه ؟ قطالوا :بلطى ،قلطت : ل عليه و آله كان هو الحجة من ا ّ ل صّلى ا ّ رسول ا ّ
سلم من كان الحجططة ؟ قططالوا :القططرآن فنظططرت فططي القططرآن فططإذا هططو فحين مضى عليه ال ّ
يخاصم به المرجى و القدرى و الزنديق اّلذى ل يؤمن به حّتى يغلططب الّرجططال بخصططومته
جة إل بقيم فما قال فيه من شيء كان حّقا فقلت لهم :من قّيططم فعرفت أن القرآن ل يكون ح ّ
القرآن ؟ فقالوا :ابن مسعود قد كان يعلم و عمر يعلم و حذيفة يعلم ،قلت :
] [ 87
ل شيء .
ل شيء فأنت الظاهر لك ّ
ل شيء فرأيتك ظاهرا في ك ّ
ى في ك ّ
تعرفت إل ّ
فهو تعالى أجل و أكرم من أن يعططرف ذاتططه و مططن جهططة خلقططه بططل ل يعططرف غيططره علططى
ل به .
الحقيقة إ ّ
و إما أّنه تعالى أجل و أكرم من أن يدرك عامة الّناس لطططائف صططنعه و دقططائق حكمتططه و
ل تعططالى اى بارسطاله الرسطل و انزالطه
مصلحته في فعله و قطوله بططل الخلطق يعرفونهطا بططا ّ
الكتب و الظاهر أن خير الوجوه أوسطها .
] [ 88
على النيل إلى السعادة و الميل عن الشقاوة سّيما السعادة الدائمططة البدّيططة اّلططتي ل تحصططل
ل و الّتصاف بصفاته العليا و ليس كل طريق و فعل و قول بمقرب ل بالتخّلق بأخلق ا ّإّ
الّناس إليه تعالى بالضرورة فيحتاج إلى هاد يهديه سبل الخير و ما فيه رضوانه تعططالى و
ل بالوحى و ل يوحى إلى كل واحد مططن آحططاد الّنططاس لعططدم ما فيه سخطه و ل يتأتي ذلك إ ّ
ل الوحدى مططن الّنططاس المؤيططد صة ل يتحملها إ ّ ن للنبّوة صفات خا ّ
ل واحد لذلك فا ّ
قابلية ك ّ
ل ط تعططالى ارسططال ل تبارك و تعالى كما حقق في محّله فالعقل السليم يطلب من ا ّ من عند ا ّ
ل تعالى ما فيه خير البريططة و ل تعالى ظالما لعباده فاذا اوحى ا ّ
الرسل فلو ل البعثة لكان ا ّ
سططعادته و مططا يططوجب رضططوانه تعططالى و سططخطه إلططى رسططول بططالبراهين و المعجططزات و
البّينات فيأخذ الّناس معالم دينه و معارف شريعته من الّرسول قال عّز من قائل هو اّلططذي
ل منهم يتلو عليهم آياته و يزّكيهم و يعّلمهم الكتاب و الحكمة و قططال
بعث في المّيين رسو ً
تعالى ادع إلى سبيل رّبك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم باّلتي هي أحسن .
جة على الّناس بعد خاتم النبّيين من هو ؟ و هذا المطلططب فططي المقططام ن الح ّالمطلب الّثالث ا ّ
ن المسلمين اتفقوا في وجود من يكون حافظا للشرع من الزيادة و النقصطان و هو الهّم ل ّ
للمة من الظلم و الطغيان كما علم على ما بّينططاه فططي المبططاحث السططالفة و اّنمططا الكلم فططي
ل عليه و آله و هو إما الكتططاب أو السطّنة المتططواترة أو الخططبر ي صّلى ا ّجة بعد الّنب ّذلك الح ّ
الواحد أو الجمطاع أو القيطاس أو الطبرائة الصطلّية أو الستصطحاب أو العطالم القطائم مقطام
ي و الخير أيضا على وجهين :إمططا العططالم مطلقططا أو العططالم المعصططوم مططن الططذنوب ، الّنب ّ
المنزه من العيوب ،المنصوب من عند علم الغيوب ،المؤيد بتأييدات سماوية ،المهدي
بهداية الهّية و هذه وجوه محتملة في المقام لبّد للبصير الناقد أن ينظر فيها و يبحث عنها
.
فنقول :أّما الكتططاب فهططو كمطا قطال منصططور بطن حطازم يخاصططم بططه المرجطى و القططدرى و
ل بقّيم .
جة إ ّ
الزنديق الذي ل يؤمن به حّتى يغلب الرجال بخصومته فالقرآن ل يكون ح ّ
] [ 89
سلم قال :سططمعته يقططول انّ و فيه أيضا بإسناده إلى عمرو بن قيس عن أبي جعفر عليه ال ّ
ل عليه و
ل أنزله في كتابه و بّينه لرسوله صّلى ا ّ ل تعالى لم يدع شيئا يحتاج إليه الّمة إ ّ
ا ّ
ل عليه و جعل على مططن تعطّدي ذلططك الحطّد ل شيء حّدا و جعل عليه دليل يد ّ آله و جعل لك ّ
حّدا .و كذا غيرهما من الخبار الخر في ذلك الباب .
] [ 90
لط ممططا
سططلم بكتططاب ا ّ
و كذا غيره من الوقائع اّلتى قضى فيها أمير المؤمنين على عليططه ال ّ
يحير العقول فهذا الحكم كان ثابتا فططي الكتططاب المجيططد و لكططن ل تبلغططه عقططول الّرجططال إ ّ
ل
ل إليه و عّلمهم معالم دينه و جائت الّرواية في ذلططك فططي الكططافي الكّمل منهم اّلذين هداهم ا ّ
سلم مططا مططن أمططر يختلططف فيططه ل عليه ال ّ
بإسناده عن المعّلى بن خنيس قال :قال أبو عبد ا ّ
ل و لكن ل تبلغه عقول الّرجال . ل و له أصل في كتاب ا ّ إثنان إ ّ
لط تعططالى يططا أميططر المططؤمنينسلم :بل هي محرمة في كتططاب ا ّ فقال له أبو الحسن عليه ال ّ
ل ط تعططالىل يا أبا الحسن ؟ .فقال :قول ا ّ ي موضع هي محّرمة في كتاب ا ّ فقال له :في أ ّ
قل إّنما حّرم رّبي الفواحش ما ظهططر منهططا و مططا بطططن و الثططم و البغططى بغيططر الحططق فأمططا
قوله :ما ظهر منها ،يعنططي زنططا المعلططن و نصططب الرايططات اّلططتي كططانت ترفعهططا الفططواجر
ن الّنططاسللفواحش في الجاهلية .و أما قوله تعالى :و ما بطن ،يعني ما نكح من الباء ل ّ
ل عليه و آله إذا كان للرجل زوجة و مات عنها يزوجهططا ي صّلى ا ّ كانوا قبل أن يبعث النب ّ
ل تعالى ذلك .و أما الثم ،فانهططا الخمططر بعينهططا و قططد ابنه من بعده إذا لم تكن امه فحّرم ا ّ
ل تعالى في موضع آخر يسئلونك عن الخمر و الميسر قل فيهمططا إثططم كططبير و منططافع قال ا ّ
لط تعططالى .ل فهي الخمر و الميسر و اثمهمططا أكططبر كمططا قططال ا ّ للّناس فأّما الثم في كتاب ا ّ
فقال المهدي :يا على بن يقطين فهذه فتوى هاشمية .
] [ 91
ل لنا في كتططابهن للستنباط من الكتاب رجال عينهم ا ّ تبلغه عقول الّرجال كما دريت .و ا ّ
:و لو رّدوه إلى الرسول و إلى أولي المر منهم لعلمه اّلذين يستنبطونه منهططم ) النسططاء :
. ( 86
صططا و
على أنا نقول :إن في الكتاب محكما و متشطابها و ناسطخا و منسطوخا و عاّمططا و خا ّ
مبينططا و مجمل تمييزهططا و اسططتنباط الفططروع الجزئيططة و الحكططام اللهّيططة منهططا صططعب
لط و عّلمططه فقططه القططرآن و مل ل مططن اختططاره ا ّ
مستصعب جّدا بل خارج عن طوق البشر ا ّ
قلبه علما و فهما و حكما و نورا و من المجمل في الكتاب قوله تعالى السططارق و السططارقة
ن اليد يطلق على العضو المعطروف إلططى الشططاجع و إلطى الزنطد و إلطى فاقطعوا أيديهما فا ّ
المرفق و إلى المنكب فيقال ادخلت يدي في الماء إلى الشاجع و إلى الزند و إلى المرفططق
و إلى المنكب و اعطيت بيدي و إّنما اعطاه بأنامله و كتبت بيدي و إّنما كتبططه بأصططابعه و
الستعمال ظاهر في الحقيقة فيحصل الشتراك و يأتي الجمال فططي حطّد القطططع كمططا انهططا
ن المراد قطع يدي السارق كلتيهما أو إحطداهما و علطى الثطاني اليططد اليمنططى أو مجملة في ا ّ
اليسرى و كذا في المقدار المسروق اّلذي تقطع فيه أيديهما و في من تكررت منه السططرقة
بعد القطع أو قبل القطع و غيرها من أحكام السرقة المّدونطة فطي كتططب الحططديث و الفقططه و
ج و الجهاد صلة و الّزكاة و الصوم و الح ّ كذا غيره من الحكام و الفرائض مثل فرض ال ّ
سر و مبّين . و حّد الّزنا و نظائرها مّما نزل في الكتاب مجمل فلبّد لها من مف ّ
] [ 92
الصّدوق في المجلس الّول من اماليه باسناده عن عمرو بن اليسع عن شعيب الحّداد قططال
ن حططديثنا صططعب مستصططعب ل سلم يقططول :ا ّ
صادق جعفر بن محّمد عليهما ال ّ :سمعت ال ّ
ل قلبه لليمان أو مدينة حصينة قططالي مرسل أو عبد امتحن ا ّ ل ملك مقرب أو نب ّ
يحتمله إ ّ
عمرو :فقلت لشعيب :يا أبا الحسن و أي شيء المدينة الحصينة ؟
صحابة و أصحاب الئّمططة عليهططم قال المجلسي ) ره ( في مرآة العقول :من المعلوم أن ال ّ
سلم لم يكونوا يكتبون الحاديث عند سماعها و يبعطد بطل يسططتحيل عطادة حفظهططم جميطع ال ّ
اللفاظ على ما هي عليه و قد سمعوها مّرة واحدة خصوصططا فططي الحططاديث الطويلططة مططع
تطاول الزمنة و لهذا كثيرا ما يروى عنهم المعنى الواحد بألفاظ مختلفة انتهططى مططا اردنطا
من نقل كلمه .
ل تعالى المحفوظ على هيئته اّلططتي نزلططت بل تغييططر و أّما القرآن الكريم فاّنه المنّزل من ا ّ
ل مططن المسططلمين و غيرهططم علططى أن القططرآن بيططن
تبديل في ألفاظه بل خلف بل اتفططق الكط ّ
الكتب المنزلة هو الكتاب اّلذي لم يتطرق إليططه تحريططف أو تصططحيف أو زيططادة أو نقصططان
مطلقا .
فططاذا كططان الحططاديث علططى ذلططك المنططوال فيططأتي البحططث فططي الخبططار علططى اطططوار كططثيرة
مضبوطة في كتب الّدراية و الّرجال و غيرهما مثل ينظر في الّراوى هل كان أهل للنقل
لط عليططه
ي في الصحيح عن محّمد بن مسططلم قطال :قلططت لبططي عبططد ا ّ أم ل كما روى الكلين ّ
سلمال ّ
] [ 93
أسمع الحديث منك فأزيد و أنقص .قال :إن كنت تريد معناه ) معانيه خ ل ( فل بأس .
و بالجملة الكلم في القرآن و الحديث هو ما ذكره مولى الموحططدين أميططر المططؤمنين علطيّ
سلم نقله الّرضي في الّنهج كما مضى في الخطبططة الثمانيططة و المططأتين و كططذا نقلططه
عليه ال ّ
ي في الكافي و في الوافي ) ص 62م . ( 1
الكلين ّ
سلم :اّني سمعت مطن سطلمان و المقطداد و أبطي ذر شطيئا مطن قلت لمير المؤمنين عليه ال ّ
ل غير ما في أيدي الّناس ثطّم سططمعت منططك تصططديق مططا تفسير القرآن و أحاديث عن نبي ا ّ
سمعت منهم و رأيت في أيدي الّناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن و مططن الحططاديث عططن
ل عليه و آله أنتططم تخطالفونهم فيهططا و تزعمططون ان ذلططك كّلططه باطططل أفططترى ل صّلى ا ّيا ّنب ّ
سططرون القططرآن بططآرائهم ل عليه و آله متعمّططدين و يف ّ
ل صّلى ا ّالّناس يكذبون على رسول ا ّ
ي فقال :قد سألت فافهم الجواب : سلم عل ّ قال :فأقبل عليه ال ّ
صططا ون في أيدي الّناس حقا و باطل و صدقا و كططذبا و ناسططخا و منسططوخا و عاّمططا و خا ّ إّ
لط عليططه و آلططه علططى
ل صّلى ا ّ
محكما و متشابها و حفظا و وهما و قد كذب على رسول ا ّ
ى متعّمططدا
ى الكذابطة فمطن كططذب علط ّ
عهده حّتى قام خطيبا فقال :أّيها الّناس قططد كطثرت علط ّ
فليتبؤه مقعده من الّنار ثّم كذب عليه من بعده .
و اّنما أتاكم الحديث من أربعططة ليططس لهططم خططامس :رجططل منططافق يظهططر اليمططان متصطّنع
ل متعمدا فلو علططم الّنططاس اّنططه منططافق
بالسلم ل يتاثم و ل يتحرج ان يكذب على رسول ا ّ
ل ورآه و سمع منططه كذاب لم يقبلوا منه و لم يصّدقوه و لكنهم قالوا هذا قد صحب رسول ا ّ
ل عن المنافقين بما اخبره و وصططفهم بمططا فيأخذون عنه و هم ل يعرفون حاله و قد اخبر ا ّ
وصفهم فقال تعالى و إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم و ان يقولوا تسمع لقططولهم ثططم بقططوا بعططده
فتقربوا إلى أئّمة الضللة و الدعاة إلى الّنار بالزور و الكذب و البهتططان فولططوهم العمططال
و حملوهم على رقاب الّناس و أكلوا بهم الّدنيا و اّنما
] [ 94
ل فهذا أحد الربعة .
ل من عصم ا ّ
الّناس مع الملوك و الّدنيا إ ّ
لط و ل عليه و آله مبغض للكذب خوفا مططن ا ّ ل صّلى ا ّ و آخر رابع لم يكذب على رسول ا ّ
تعظيما لرسوله لم ينسه بل حفظ ما سمع على وجهه فجاء به كما سططمع لططم يططزد فيططه و لططم
ينقص منه و علم الناسخ و المنسوخ و عمل بالّناسططخ و رفططض المنسططوخ فططان أمططر الّنططب ّ
ي
ل عليه و آله مثل القرآن ناسخ و منسططوخ و خططاص و عططام و محكططم و متشططابه قططد صّلى ا ّ
ل عليه و آله الكلم له وجهططان كلم عططام و كلم خططا ّ
ص ل صّلى ا ّكان يكون من رسول ا ّ
ل تعالى في كتابه ما آتيكططم الّرسططول فخططذوه و مططا نهيكططم عنططه فططانتهوا مثل القرآن و قال ا ّ
ل عليه و آله .و ليططس ل به و رسوله صّلى ا ّ فيشتبه على من لم يعرف و لم يدر ما عنى ا ّ
ل عليه و آله كان يسأله من الشيء يفهم و كططان منهططم مططن ل صّلى ا ّكلّ أصحاب رسول ا ّ
يسأله و ل يستفهمه حّتى ان كانوا ليحّبون أن يجيء العرابططي و الطططاري فيسططأل رسططول
ل عليه و آله حّتى يسمعوا . ل صّلى ا ّ ا ّ
لط عليططه و
ي صطّلى ا ّسلم يذكر بعد قوله حّتى يسمعوا :منزلته عند الّنب ّ أقول :اّنه عليه ال ّ
ن الكتططاب و السطّنة غيططرآله و سنذكر هذا الذيل أيضططا فططي محّلططه ،فبمططا حررنططاه دريططت ا ّ
ل واقعة حكما يجب تحصيله فهما يحتاجان إلططى ل تعالى في ك ّ ن ّوافيين بكل الحكام مع أ ّ
قّيم .
ن العلمططاء ورثططة
سلم قطال :إ ّ
ل عليه ال ّ
في الكافي بإسناده عن أبي البختري عن أبي عبد ا ّ
ن النبياء لم يورثوا درهما و ل دينططارا و إّنمططا ورثطوا مطن أحطاديثهم فمططن
النبياء و ذاك أ ّ
ظا وافرا فانظروا علمكم هذا عّمن تأخذونه فان فينا أهل الططبيت أخذ بشيء منها فقد أخذ ح ّ
ل خلف عدول ينفون عنه تحريف الغالين في ك ّ
] [ 95
ن المام المنصوب اللهي على العدل المحططض و حيث علم معنى العدل فيما تقدم و علم أ ّ
ن المططراد بالعططدول هططم الئمططة الهططادين
ل تعططالى إلططى طريططق الحططق علططم ا ّ
و يهدون بأمر ا ّ
المهديين ل غير و جاء خبر آخر في الكافي كانه مفسر لططه حيططث روى بإسططناده عططن ابططن
ل عليه و آلططه ا ّ
ن ل صّلى ا ّسلم يقول :قال رسول ا ّ ل عليه ال ّ
وهب قال :سمعت أبا عبد ا ّ
ل بدعة تكون من بعدى يكاد بها اليمان وليططا مططن أهططل بيططتي مططوّكل بططه يططذب عنططه عند ك ّ
ل و يعلن الحق و ينوره و يرد كيد الكائدين يعّبر عن الضعفاء فاعتبروا ينطق بالهام من ا ّ
ل.
يا اولى البصار و توكلوا على ا ّ
و نعم ما قال الفيض في الحديث بيانا :المراد من ورثة النبياء ورثتهم من غططذاء ال طّروح
لّنهم أولدهم الروحانيون اّلذين ينتسبون إليهم من جهة أرواحهم المتغذية بالعلم المسططتفاد
ن من كطان مططن نسطلهم ورثتهطم مطن غطذاء الجسططم لّنهططم أولدهطمسلم كما أ ّ
منهم عليهم ال ّ
ظا وافراالجسمانّيون اّلذين ينتسبون إليهم من جهة أجسادهم المتغذية بالغذاء الجسماني ح ّ
شمس .ن قليل العلم خير مّما طلعت عليه ال ّكثيرا ل ّ
ن العلم ميراث النبياء فلبّد أن يكون مأخوذا عن النبيططاء عليهططم فانظروا يعني لّما ثبت أ ّ
سلم و عن أهل بيت الّنبّوة الذين هم مستودع اسرارهم و فيهم أصل شجرة علمهم دون ال ّ
ق يحّرفون الكلم عن مواضعه بحسب أهططوائهم .و غيرهم فان المجاوزين عن الوسط الح ّ
ق بالباططل لفسطاد أغراضطهم .و الجطاهلون المبطلون يدعون لنفسهم العلم و يلبسون الحط ّ
يؤولون المتشابهات على غير معانيها المقصططودة منهططا لزيططغ قلططوبهم فيشططتبه بسططبب ذلططك
طريق التعّلم على طلبة العلم .
] [ 96
و تلططبيس المبطليططن و تأويططل الجططاهلين فخططذوا علمكططم عنهططم دون غيرهططم لتكونططوا ورثططة
النبياء .
ل عليه و آله اّنه قال :يحمل هذا العلم ي صّلى ا ّو هذا الحديث ناظر إلى ما روى عن الّنب ّ
ل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين و انتحططال المبطليططن و تأويططل الجططاهلين و من ك ّ
تفسير للعدول الوارد فيه .
لط ا ّ
ن ل تعالى و ل تتبع الهوى فيضّلك عن سططبيل ا ّ
ل اتباع الهوى و قال ا ّ
و ليس القياس إ ّ
ل لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب « .
اّلذين يضّلون عن سبيل ا ّ
ل أحد أن يرى برأيططه و نظططرهو لو تطرق في الشريعة العمل بالقياس لمحق الّدين لنّ لك ّ
مناسبة بين الحكمين و غالبا ل يخلو الشيئان عن مناسبة ما فيلزم عنطدئذ تحليططل الحطرام و
ل واحد ل يتغير و قططدن حكم ا ّ
تحريم الحلل و آراء كثيرة مردية في موضوع واحد مع أ ّ
طائفة في التهذيب بإسناده عن أبي مريم
روى شيخ ال ّ
] [ 97
ل عليه :لو قضيت بين رجلين بقضية ثططّمسلم قال :قال صلوات ا ّ
عن أبي جعفر عليه ال ّ
ى من قابل لم ازدهما على القول الّول لن الحق ل يتغير .
عادا إل ّ
ل و قد جاء فيططه كتططاب أو سططنة و أن و قد دريت آنفا أّنه ليس شيء مّما يحتاج إليه الّناس إ ّ
ل تعالى نص في كتابه العزيز انزل في القرآن تبيان كل شيء قال تعالى :و نزلنا عليك ا ّ
ل شيء و هدى و رحمة و بشرى للمسلمين ) النحل ( 92و قططال تعططالى : الكتاب تبيانا لك ّ
ما فرطنا في الكتاب من شيء ) النعام ( 39و غيرهما من اليات الخر فإذا بين القرآن
ل شيء و كذا السنة و إن كان ل تبلغها عقططول الّرجططال فعلينطا أن نطلطب مطن عنططده علططم كّ
الكتاب و ليس لنا أن نختار بالقياس و الستحسان و امثالهما حكما نفتى بططه أو نعمططل فططا ّ
ن
ل حذرنا عن ذلك في كتابه بقوله » :و رّبك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهططم الخيططرة ا ّ
ل :و مطا كطان لمطؤمن و ل ل و تعالى عما يشركون « و قال عّز و ج ّ من أمرهم سبحان ا ّ
ل :ما ل و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم .و قال عّز و ج ّ مؤمنة إذا قضى ا ّ
لكم كيف تحكمون .أم لكم كتاب فيه .تدرسون .أم لكم فيططه لمططا تخيططرون .أم لكططم ايمططان
ن لكم .لما تحكمون .سلهم اّيهم بذلك زعيططم .أم لهططم شططركاء علينا بالغة إلى يوم القيامة ا ّ
فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين و قال تعالى :أم لهم شركاء شرعوا لهم من الططدين مططا
ل و قال تعالى :
لم يأذن به ا ّ
ل و اختيار رسطوله إلطى اختيطاره و تنهيطه فهذه اليات القرآنية تذّم من رغب عن اختيار ا ّ
لط علططى قلططوبهم فهطم لعن ذلططك أفل يتططدبرون القططرآن أم علطى قلطوب اقفالهططا ،أم طبططع ا ّ
لط الصططم البكططم الططذين ل
ن شّر الدواب عند ا ّ يفقهون ،أم قالوا سمعنا و هم ل يسمعون ،ا ّ
يعقلون .
] [ 98
قد رويت عن الئّمة الهداة المهديين روايات في النهى عن العمططل بالقيططاس و احتجاجططات
على القوم في ذلك نورد ههنا شطططرا منهططا تبصططرة للمستبصططرين فططان مططن كططان لططه قلططب
استهدى بها :
ل بعططدا فكمططا
ق و الواقططع إ ّ
ن القياس في جميع العلوم النقلّية ل يزاد القائس من الح ّ
أقول :إ ّ
ن الّلغة و النحو و القرائة و السير و امثالها ل يستقيم بالقياس و التخمين فكططذلك الحكططام أّ
ن و التخمين و القياس .
ل واقعة حكما ل يصاب بالظ ّ ل تعالى في ك ّن ّفا ّ
ن في الشرع يوجد كططثيرا جمطع الحكططام المختلفطة فطي الصططفات الظططاهرة و تفريطق
على أ ّ
الحكام المتشاركة في الثار الواضحة .
ن السططنة ل تقططاس
سططلم قطال :إ ّ
ل عليه ال ّ 2و فيه باسناده إلى أبان بن تغلب عن أبي عبد ا ّ
ن السططنة إذا قيسططت محططقن المرأة تقضى صومها و ل تقضى صلتها يا أبططان ا ّ أل ترى ا ّ
الدين .
أقول :قال الفيض في بيانه :المحق ذهاب الشيء كله حّتى ل يرى منه أثر و إّنما يمحططق
ل أحد أن يرى بعقله أو هواه مناسبة بين الشيء و مططا أراد أن يقيسططه الدين بالقياس لن لك ّ
ل و بينه و بين شططيء آخططر مجانسططة أو مشططاركة عليه فيحكم عليه بحكمه و ما من شيء إ ّ
في كم أو كيف أو نسبة فاذا قيس بعططض الشططياء علططى بعططض فططي الحكططام صططار الحلل
حراما و الحرام حلل حّتى لم يبق شيء من الططدين 3و فيططه بإسططناده إلططى أبططان عططن أبططي
سلم يقول : ل عليه ال ّ
شيبة قال :سمعت أبا عبد ا ّ
ط عليّ عليططه
ل عليه و آله و خ ّ
ل صّلى ا ّ
ل علم ابن شبرمة عند الجامعة املء رسول ا ّضّ
سلم بيده ا ّ
ن ال ّ
] [ 99
ن أصططحاب القيططاس طلبططوا العلططم الجامعة لم تدع لحد كلما فيهططا علططم الحلل و الحططرام ا ّ
ل ل يصاب بالقياس . ل بعدا إن دين ا ّ
قإ ّبالقياس فلم يزدادوا من الح ّ
صططادق عليهمططا
أقول :سيأتي الكلم في الجامعططة عنططد ترجمططة المططام جعفططر بططن محّمططد ال ّ
ل بن شبرمة القاضي كان يعمل بالقياس . سلم و ابن شبرمة هو عبد ا ّ ال ّ
ن إبليططس قططاس
سلم قال :ا ّ
ل عليه ال ّ
4و فيه عن الحسين بن مّياح عن أبيه عن أبي عبد ا ّ
ل منه آدم
نفسه بآدم فقال :خلقتني من نار و خلقته من طين فلو قاس الجوهر اّلذي خلق ا ّ
بالّنار كان ذلك أكثر نورا و ضياء .
لط
ل القرشي قال :دخل أبو حنيفططة علططى أبططي عبططد ا ّ
5و فيه بإسناده عن عيسى بن عبد ا ّ
سلم فقال له :يا أبا حنيفة بلغني أّنك تقيس قال :نعم ،قال :ل تقس فططان أّول مططن
عليه ال ّ
قاس إبليس حين قال :خلقتني من نار و خلقته من طين فقاس ما بين الّنار و الطيططن و لططو
قاس نورّية آدم بنورية الّنار عرف فضل ما بين الّنورين و صفاء أحدهما على الخر .
ن هذين الخبرين من الخبار النيقة و العلوم الدقيقة اّلتي صدرت مططن بيططت أهططل أقول :إ ّ
العصمة و تجّلت من مشكاة المامة و بدت من فروع شجرة النبّوة لحتوائهما على لطيفة
قدسّية عرشّية لم يعهد صدور مثلها عن غير بيت الل في ذلك العصر ،و لعمري لو لططم
ل عليه و آله و آله الطاهرين معجزات فعلّيططة أصططل لكفططى أمثططال ل صّلى ا ّ
تكن لرسول ا ّ
لط لخلقطه وسطلم فطي صطدق مقطالتهم بطأّنهم سطفراء ا ّهذه الخبار الصادرة عنهم عليهطم ال ّ
سلم في الّول منهما فلو قططاس الجططوهر الططذي خلططق وسائط فيضه .و بالجملة قال عليه ال ّ
ل منه آدم بالّنار كان ذلك أكثر نورا و ضياء و في الثاني و لططو قططاس نوريططة آدم بنوريططة
ا ّ
النار عرف فضل ما بين النورين و صفاء أحدهما على الخر .و ذلططك الجططوهر الّنططوري
هو النفس الناطقة المجردة و الّروح المقّدسة اّلتي من عالم المر ل سطّيما روحططه القدسطّية
الّنبوّية اّلتي بها صار مسجود الملئكة ،و معلوم أن هذا النور المعنططوي ل نسططبة لططه إلططى
النوار الحسّية كنور الّنار و السراج و الشمس و القمر و الّنجوم و أمثالها لنططه ل يكططون
منغمرا في الّزمان و المكان و الجسام بل هو فوق
] [ 100
ن الحسطّية يظهططرالزمان و الزمانّيططات و لططذا بططه يظهططر مططا ل يظهططر بططالنوار الحسطّية فطا ّ
المحسوسات بخلف النور العقلي فاّنه يظهر المعقططولت و فططوق المحسوسططات فل يقططاس
ل العظططم فلططو قططاس يا ّ ن العقلني بمراحل عن الجسماني و لذا قال ول ّ أحدهما بالخر فا ّ
ل منه آدم بالّنار كان ذلك أكثر نورا و ضياء . الجوهر اّلذي خلق ا ّ
ن الوجود الكامل من ماّدة ناقصة أفضل من موجود ناقص من ماّدة كاملة و ذلططك و اعلم أ ّ
صورة هي الصل و الماّدة فرعها و شيئية الموجططودات
ن ال ّ
لما تحّقق في الحكمة العالية أ ّ
بصورها ل بالمادة .
ل بما ل يعلططم و
سلم :من أفتى الّناس برأيه فقد دان ا ّ
7و فيه أيضا قال أبو جعفر عليه ال ّ
ل و حّرم فيما ل يعلم .ل حيث أح ّل بما ل يعلم فقد ضاّد ا ّ
من دان ا ّ
ن ابن شبرمة قال دخلت أنا و أبو حنيفة على جعفططر 8و في كتاب القضاء من الوسائل :ا ّ
ل و ل تقس في الّدين برأيطك فطإن أّول مطن قطاس إبليطس بن محّمد فقال لبي حنيفة :اتق ا ّ
لط
إلى أن قال :و يحك اّيهما أعظم قتل الّنفس أو الّزنا ؟ قطال :قتطل النفطس .قطال :فطان ا ّ
ل أربعططة .ثطّم أّيهمططا أعظططم
ل قد قبل في قتل النفس شاهدين و لم يقبل فططي الزنططا إ ّ عّز و ج ّ
صططيام و ل تقضططى صلة .قال :فمططا بططال الحططائض تقضططي ال ّ صوم ؟ قال :ال ّ
صلة أم ال ّ
ال ّ
ل و ل تقس .قال : الصلة فكيف يقوم لك القياس فاتق ا ّ
] [ 101
و في المني بالغسل .قال :فأّيما أضعف المرأة أو الّرجل ؟ قلت :المرأة ،قال :
ل تعالى في الميراث للرجل سهمين و للمرأة سهم أفيقاس لك هذا ؟ قلت :
فلم جعل ا ّ
ل فيمن سرق عشر دراهم القطططع و إذا قطططع الّرجططل يططد رجططل فعليططهل .قال :فبم حكم ا ّ
ديتها خمسة آلف درهم أفيقاس لك هذا ؟ قلت :ل .الحديث .
جام ليحلق رأسي و في الوافي ) ص 59م ( 1روي عن أبي حنيفة أّنه قال :جئت إلى ح ّ
ت خصططال لططم تكططن عنططدى ل فتعّلمت منه سط ّفقال لي :ادن ميامنك و استقبل القبلة و سم ا ّ
فقلت لططه :مملططوك أنططت أم حطّر ؟ فقططال :مملططوك ؟ قلططت :لمططن ؟ قططال لجعفططر بططن محّمططد
سلم قلت :أشاهد أم غائب ؟ قال :شاهد فصرت إلططى بططابه و اسططتأذنت صادق عليهما ال ّال ّ
عليه فحجبني و جاء قوم من أهل الكوفة فاستأذنوا فططاذن لهططم فططدخلت معهططم فلّمططا صططرت
ل لو أرسلت إلى أهطل الكوفططة فنهيتهططم أن يشططتموا أصططحاب عنده قلت له :يا ابن رسول ا ّ
محّمد فانى تركت بها أكثر من عشرة الف يشتمونهم ،فقال :
ل فقال :أنت أّول من ل يقبل ل يقبلون منى فقلت :و من ل يقبل منك و أنت ابن رسول ا ّ
منى دخلت داري بغير إذني و جلست بغير أمري و تكلمت بغير رأيططي و قططد بلغنططي أّنططك
ل إبليس ث طّم ذكططر قريططب مططا
تقول بالقياس قلت :نعم قال :ويحك يا نعمان أّول من قاس ا ّ
نقلناه عن الوسائل و كذا هذا الخبر مذكور في مجلس يوم الجمعة التاسع مططن رجططب سططنة
سبع و خمسين و أربعمائة فراجع .
و الخبار في الّنهي عن القياس في الّدين و السّر في نهيه كثيرة في كتططب الّروايططة فعليططك
بكتاب القضاء من الوسائل و المجّلد الّول من البحار و الكافي و بططاب البططدع و الططرأى و
المقائيس من الوافي ) ص 56م . ( 1
المنقول من الزمخشري في ربيع البططرار قططال يوسططف بططن أسططباط :رّد أبططو حنيفططة علططى
ل عليه و آله للفرس سهمان و للّرجل سهم ،قال أبططو حنيفططة :ل أجعططل ل صّلى ا ّرسول ا ّ
لط عليططه و آلططه و أصططحابهل صطّلى ا ّ سهم بهيمة أكثر من سهم المؤمن .و اشعر رسول ا ّ
ل عليه و آله :البيعان بالخيار ما لططم البدن و قال أبو حنيفة :الشعار مثلة .و قال صّلى ا ّ
لط عليططه و آلططه يقططرع
يتفّرقا ،و قال أبو حنيفة :إذا وجب البيع فل خيار .و كان صطّلى ا ّ
بين نسائه إذا اراد سفرا و أقرع أصحابه ،و قال أبو حنيفة القرعة قمار .
] [ 102
ي فلّنططه يسططتلزم اليقيططن السططابق و الشطكّ أّما الستصحاب فعدم صلحّيته للمحافظططة بططديه ّ
ل موضططع مططع عططدم تناهيهططا ل حكم من الحكططام فططي كط ّ اللحق حّتى يجري و أّني يكون ك ّ
ل ظّنططا و الظططن ل يغنططى
كذلك ،على أن الستصحاب و القياس و الخبر الواحططد ل تفيططد إ ّ
جطة علطى الّنطاس من الحق شيئا .فاذا اتضح عدم صلحّية هطذه القسطام لحفطظ الطّدين و ح ّ
ل العططالم وبحيالها بل قيم مبين و مفسر بعد خاتم النبيين فلم يبق أن يكون الحافظ للشرع إ ّ
لط اعنططي العالم مطلقا فقد دريت اّنه لم يكن حافظا فبقى العالم المعصططوم المنصططوب مططن ا ّ
المام بالحق و ذلك هو المطلوب و قد اشار البططاري تعططالى إليططه بقططوله :و لططو رّدوه إلططى
الّرسول و إلى اولططى المططر منهططم لعلمططه الططذين يسططتنبطونه منهططم ) النسططاء ( 86 :ثطّم إ ّ
ن
ن الكتططاب وحططده بل قّيططم كططاف ل عليهم احتجاجات على من ذهططب إلططى أ ّ لئمتنا صلوات ا ّ
جة بالغة و برهان تام أبان الفصل و أفحم الخصم تركنا التيان بها ل واحد منها ح ّللعباد ك ّ
روما للختصار فعليك بكتاب الحتجاج للطبرسططي و اصططول الكططافي للكلينططي و الرشططاد
للمفيد و المجّلد الّرابع من البحار للمجلسي .
سلم :و هذا القططرآن إّنمططا هططوثّم مضى في الخطبة الّثالثة و العشرين و المأة قوله عليه ال ّ
مسطور بين الدفتين ل ينطق بلسان و ل بّد لططه مططن ترجمططان إلططى آخططر مططا قططال .فراجططع
فتّبصر .
ل عليه في المجلس السابع و التسعين من أماليه و صدوق رضوان ا ّ روى الشيخ الجليل ال ّ
كذا الشيخ الجليل الطبرسي في الحتجاج و ثقة السلم الكليني فططي الكططافي ) الططوافي ص
ي بن 115م ( 2رواية جامعة كافية في أمر المامة عن الّرضا عل ّ
] [ 103
ي بطن الحسطين بطن موسطى بطن بطابويه القمطي حدثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محّمطد بطن علط ّ
ل عنه قال :حدثنا محّمد بن موسى بن المتوّكل قال :حّدثنا محّمد بن يعقوب قال رضي ا ّ
ي بططن
:حّدثنا أبو محّمد القاسم بن العلي عن عبد العزيز بن مسلم قططال :كنططا فططي أّيططام علط ّ
سلم بمرو فاجتمعنا في مسجد جامعهططا فططي يططوم جمعططة فططي يططدي موسى الّرضا عليهما ال ّ
مقدمنا فطأدار الّنطاس أمطر المامطة و ذكطروا كطثرة اختلف الّنطاس فطدخلت علطى سطّيدي و
سلم ثّم قال :
سم عليه ال ّ
سلم فأعلمته ما خاض الّناس فيه فتب ّ
مولى الّرضا عليه ال ّ
لطل لم يقبض نبّيه ص طّلى ا ّ ل عّز و ج ّنا ّيا عبد العزيز جهل القوم و خدعوا عن أديانهم إ ّ
ل شيء بّين فيه الحلل و عليه و آله حّتى أكمل له الّدين و أنزل عليه القرآن فيه تفصيل ك ّ
ل مططا فّرطنططاالحرام و الحدود و الحكام و جميع ما يحتاج الّناس إليه كمل فقال عّز و ج ط ّ
ل عليه و آله » جة الوداع و هي آخر عمره صّلى ا ّ في الكتاب من شيء و انزل فيه في ح ّ
اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم السلم دينا « و أمر المامة
ل عليه و آله حّتى بين لمته معالم دينهططم و أوضططح لهططم من تمام الّدين و لم يمض صّلى ا ّ
سلم علما و مططا تططرك شططيئا يحتططاج ق و أقام لهم علّيا عليه ال ّ
سبيله و تركهم على قصد الح ّ
لط و مطن رّد ل لطم يكمطل دينطه فقطد رّد كتطاب ا ّ ل عّز و ج ّنا ّل بّينه فمن زعم أ ّ
إليه الّمة إ ّ
ل فهو كافر فهل تعرفون قدر المامة و محّلها من المة فيجوز فيها اختيارهم ؟ كتاب ا ّ
ل قدرا و أعظم شأنا و أعلى مكانا و أمنع جانبا و أبعد غورا مططن أن يبلغهططا ن المامة أج ّ إّ
لط بهططا
صا ّن المامططة خط ّ الّناس بعقولهم أو ينالوها برأيهم أو يقيمططوا إمامططا باختيططارهم .إ ّ
لط بهططا فأشططار
سلم بعد الّنبّوة و الخّلة مرتبة ثالثة و فضيلة شطّرفه ا ّ إبراهيم الخليل عليه ال ّ
ل إّني جاعلك للناس إمامطًا قططال الخليططل مسططرورا ؟ ؟ ؟ بهططا و مططن بها ذكره فقال عّز و ج ّ
ظالمين فابطلت هذه ل تبارك و تعالى ل ينال عهدى ال ّ ذّريتي قال ا ّ
] [ 104
ل و وهبنطا لطه ل أن جعلها في ذريتطه أهطل الصطفوة و الطهطارة فقطال عطّز و جط ّ ثّم أكرمه ا ّ
إسحق و يعقوب نافلة و كل جعلنططا صططالحين .و جعلنططاهم أئمططة يهططدون بأمرنططا و أوحينططا
صلوة و ايتاء الزكوة و كانوا لنا عابططدين فلططم يططزل فططي ذريتططه إليهم فعل الخيرات و إقام ال ّ
ل عليه و آله فقال جطلّ جللططه ي صّلى ا ّ يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حّتى ورثها الّنب ّ
ي المؤمنين فكانت ل ول ّ
ي و اّلذين آمنوا و ا ّ ن أولى الّناس بابراهيم لّلذين اتبعوه و هذا الّنب ّ إّ
ل علططىسلم بأمر رّبه ع طّز و ج ط ّ ل عليه و آله علّيا عليه ال ّ ي صّلى ا ّ صة فقّلدها الّنب ّ
له الخا ّ
ل العلم و اليمان بقططوله عطّز ل فصارت في ذّريته الصفياء الذين آتاهم ا ّ رسم ما فرض ا ّ
ل إلى يططوم البعططث و هططي فططي ل و قال اّلذين اوتوا العلم و اليمان لقد لبثتم في كتاب ا ّ وجّ
ل عليه و آله فمن ي بعد محّمد صّلى ا ّ صة إلى يوم القيامة إذ ل نب ّ سلم خا ّ ي عليه ال ّ
ولد عل ّ
أين يختار هؤلء الجّهال ؟
ل و خلفططة ل عّز و ج ّ ن المامة خلفة ا ّ ن المامة هي منزلة النبياء و إرث الوصياء إ ّ إّ
ن المامططة زمططام الطّدين والّرسول و مقام أمير المططؤمنين و ميططراث الحسططن و الحسططين .إ ّ
س السططلم النططامي و فرعططه
ن المامة ا ّ
نظام المسلمين و صلح الّدنيا و عّز المؤمنين .إ ّ
النامي .
صططدقات و
ج و الجهططاد و تططوفير الفيء و ال ّ
صططيام و الح ط ّ
صلة و الّزكاة و ال ّ
بالمام تمام ال ّ
إمضاء الحدود و الحكام و منع الثغور و الطراف .
ل ط و يططدعو إلططى
ب عن دين ا ّ
ل و يذ ّ
ل و يقيم حدود ا ّ ل و يحّرم حرام ا ّ
ل حلل ا ّ
المام يح ّ
جة البالغة .
سبيل رّبه بالحكمة و الموعظة الحسنة و الح ّ
المام الماء العذب على الظماء و الّدال على الهدى و المنجي من الّردى .
] [ 105
المام الّنار على اليفاع الحار لمن اصطلى و الّدليل على الملك من فارقه فهالك .
المام السحاب الماطر و الغيث الهاطل و الشططمس المضططيئة و الرض البسططيطة و العيططن
الغزيرة و الغدير و الروضة .
المام المين الرفيق و الوالد الّرقيق و الخ الشفيق و مفزع العباد في الداهية .
لط و
جته علططى عبططاده و خليفتططه فططي بلده و الطّداعي إلططى ا ّ
ل في أرضه و ح ّالمام أمين ا ّ
ل.
ب عن حرم ا ّ الذا ّ
المام المطّهر من الذنوب المبّرأ من العيوب مخصوص بالعلم موسوم بالحلم نظام الططّدين
و عّز المسلمين و غيظ المنافقين و بوار الكافرين .
المام واحد دهره ل يدانيه أحد و ل يعادله عالم و ل يوجد به بدل و ل له مثل و ل نظير
،مخصوص بالفضل كّله من غير طلب منزلة و ل اكتساب بل اختصططاص مططن المفضططل
الوهاب فمن ذا الذي يبلغ بمعرفة المام أو يمكنه اختياره ؟
هيهططات هيهططات ضطّلت العقططول و تططاهت الحلططوم و حططارت اللبططاب و حسططرت العيططون و
تصاغرت العظماء و تحّيرت الحكماء و تقاصرت الحلماء و حصرت الخطباء و جهلططت
اللباب و كّلت الشعراء و عجزت الدباء و عّيت البلغاء عططن وصططف شططأن مططن شططأنه أو
فضيلة من فضائله فأقّرت بالعجز و التقصير .و كيطف يوصطف أو ينعطت بكنهطه أو يفهطم
شيء من أمره أو يوجد من يقوم مقامه و يغنى غناه ل ،كيف و أيططن و هططو بحيططث النجططم
من أيدى المتناولين و وصف الواصفين فأين الختيار من هذا و ايططن العقططول عططن هططذا و
أين يوجد مثل هذا ؟
] [ 106
إذ تركوا المام عن بصيرة و زين لهم الشططيطان أعمططالهم و صطّدهم عططن السططبيل و كططانوا
لط و اختيططار رسططوله إلططى اختيططارهم و القططرآن ينططاديهم و
مستبصرين رغبوا عن اختيار ا ّ
لط و تعطالى عمطا رّبك يخلق ما يشاء و يختطار مطا كطان لهطم الخيطرة مطن أمرهطم سطبحان ا ّ
ل ط و رسططوله أمططرًا أنل و ما كان لمؤمن و ل مؤمنة إذا قضططى ا ّ يشركون و قال عّز و ج ّ
ل مططا لكططم كيططف تحكمططون .أم لكططم كتططاب فيططه
يكون لهم الخيرة من أمرهم و قال عّز و ج ّ
تدرسون .
فكيف لهم باختيار المام و المام عالم ل يجهل راع ل ينكططل معططدن القططدس و الطهططارة و
النسك و الزهادة و العلم و العبادة مخصوص بدعوة الرسول و هو نسل المطهططرة البتططول
ل مغمز فيه في نسب و ل يدانيه ذو حسب في الططبيت مططن قريططش و الططذروة مططن هاشططم و
ل شرف الشراف و الفرع من عبد منططاف نططامي العلططم العترة من الرسول و الرضا من ا ّ
ل ناصح لعباد ا ّ
ل كامل اللحم مضطلع بالمامة عالم للسياسة مفروض الطاعة قائم بأمر ا ّ
ل.حافظ لدين ا ّ
ل و يؤتيهم من مخزون علمه و حلمه مططا ل يططؤتيه ل عّز و ج ّ ن النبياء و الئمة يوفقهم ا ّ
إّ
ل و عطّز فمطن يهطدى ل أهل زمانهم في قوله جط ّ
غيرهم فيكون عليهم » علمهم ظ « فوق ك ّ
ل أن يهّدى فما لكم كيف تحكمون و قوله جل و عز ق أن يّتبع أّمن ل يهّدى إ ّ
إلى الحق أح ّ
لط اصطططفاه نا ّل فططي طططالوت ا ّ و من يؤت الحكمة فقد اوتى خيرًا كثيرًا و قوله عطّز و جط ّ
ل واسع عليططم و قططال ل يؤتي ملكه من يشاء و ا ّ عليكم و زاده بسطة في العلم و الجسم و ا ّ
لط عليططك عظيم طًا « .و قططال عطّز و ل عليه و آله » و كان فضل ا ّ ل لنبّيه صّلى ا ّ
عّز و ج ّ
لط مططن
ل في الئمة من أهل بيته و عترته و ذّريته أم يحسططدون الّنططاس علططى مططا آتيهططم ا ّ جّ
فضله فقد
] [ 107
آتينا آل إبراهيم الكتاب و الحكمة و آتيناهم ملكًا عظيمًا .فمنهططم مططن آمططن بططه و منهططم مططن
صّد عنه و كفى بجهّنم سعيرًا .
ل لمور عباده شططرح صططدره لططذلك و أودع قلبططه ينططابيع ل عّز و ج ّ ن العبد إذا اختاره ا ّ
وأّ
صطواب و هطو الحكمة و ألهمه العلم الهامطا فلطم يعطى بعطده بجطواب و ل يحّيطر فيطه عطن ال ّ
لط بططذلك ليكططون صططه ا ّ
معصوم مؤيد موفق مسّدد قد أمططن الخطايططا و الزلططل و العثططار و خ ّ
ل ط ذو الفضططل ل يططؤتيه مططن يشططاء و ا ّ
حجته على عباده و شاهده على خلقه و ذلك فضل ا ّ
العظيم .
فهل يقدرون على مثل هذا فيختاروه أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقّدموه تعّدوا و بيططت
لط الهطدى ولط وراء ظهطورهم كطأنهم ل يعلمطون و فطي كتطاب ا ّ ق و نبذوا كتطاب ا ّ
ل الح ّ
ا ّ
ل مّمن
ل و من أض ّ ل و مقتهم أنفسهم فقال عّز و ج ّ الشفاء فنبذوه و اتبعوا أهوائهم فذمهم ا ّ
ظالمين و قال :
ل ل يهدى القوم ال ّنا ّ
لإّاتبع هواه بغير هدى من ا ّ
ي بن أبططى طططالب و بعططده ابنططه ل عليه و آله بل فصل هو عل ّ ل صّلى ا ّ المام بعد رسول ا ّ
شططهداء ث طّم ابنططه
ي س طّيد ال ّ
ي بن أبيطالب المجتبى و بعده اخوه الحسين بن عل ّ الحسن بن عل ّ
ي باقر علوم النبّيين ثّم ابنططه جعفططر بططن ي ابن الحسين زين العابدين ثّم ابنه محّمد بن عل ّ عل ّ
ي بطن موسطى الّرضطا ثطّم ابنطه صادق ثّم ابنه موسى بن جعفر الكطاظم ثطّم ابنطه علط ّ محّمد ال ّ
ي بن محّمد النقي الهادي ثم ابنططه الحسططن ابططن علط ّ
ي ي ثّم ابنه عل ّ
ي الجواد التق ّ
محّمد بن عل ّ
سلم . جة بن الحسن عليهم ال ّ العسكري ثّم ابنه المام القائم المنتظر الح ّ
ل عليه وجوه من الدّلة العقلّية و النقلّية أّما العقلّية فقد قّدمنا البحث عنها و ل تنطبططق
و يد ّ
ل عليهم و أّما النقلّية فكثير من اليات و الخبار ل عليهم سلم ا ّإّ
] [ 108
سططلمل عليه و آله و ظهططور معجططزات كططثيرة عنهططم عليهططم ال ّ ي صّلى ا ّ المتواترة عن الّنب ّ
عقيب ادعائهم المامة مّمططا أتططى بهططا متكلمططو الشططيعة فططي كتبهططم الكلمّيططة و رواهططا فططرق
ل واحططد منهططا و النقططل عططنالمسلمين في آثططارهم و أسططفارهم القيمططة و التعططرض بططذكر كط ّ
مآخذها و تقرير دللتها على التفصيل و البسط يؤدى إلى تأليف مجّلدات عليحططدة و نحططن
ل تعالى نحررها موجزة في ابحاثنا التية ،و اّنما الهطّم مططن غرضططنا فططي المقططام بعون ا ّ
اقامة البراهين العقلّية في وجود المام و قد أتينا بطائفة منها في ضمن هذه الخطبططة اّلططتي
ق بصيرة . سلم ليزداد الطالب للح ّ في أوصاف آل محّمد عليهم ال ّ
سلم راجع إلينا اعني أنا إذا مدحناهم مدحنا أنفسنا لنططاو في الحقيقة مدحنا إّياهم عليهم ال ّ
نخبر عن حسن سريرتنا و طيب سطجّيتنا و سططلمة عيطن بصطيرتنا كالطذي يمططدح الشططمس
لط عليططه و آلططه :ل
لط صطّلى ا ّ
يخبر عن شّدة نور بصره و سلمة عينه و قد قال رسول ا ّ
ي .و نعم ما قال العارف المذكور أيضا : ل منافق شق ّ
ى و ل يبغضنا إ ّ ل مؤمن تق ّ
يحّبنا إ ّ
] [ 109
ب آل نططططططططططططططططططب ّ
ي رفططططططططططططططططططض اگططططططططططططططططططر هسططططططططططططططططططت حطططططططططططططططططط ّ
رفض فرض است بر ذكى و غبي 1
ل على آل محّمططد ص طّلى ن تلك الوصاف المذكورة في الخطب ل تصدق حقيقة إ ّ و اعلم أ ّ
ل ط عليططه و آلططه و المططراد بططآله ليططس مطلططق مططن صططحبه أو عاصططره أو عططاش معططه ل ّ
ن ا ّ
لط عليططه و آلططه و
الضرورة قاضية على خلفه فانا لو نظرنا في صحابة الّرسول صطّلى ا ّ
سبرناهم لوجدنا بعد
-----------
) ( 1ممم مممممم مممممم ممممم مممم مم م م م
ممم ممممممم :
] [ 110
ل عليه و آله من كان وجوده حياة العلم و حياته دعامة السططلم و مططن ازاح ي صّلى ا ّ
النب ّ
ي عليططه
ق إلى حّده و مستقّره ،هو أمير المططؤمنين عل ط ّ الباطل و ابطل المناكير و أعاد الح ّ
صطحابة فططي جميطع سططلم كطان أفضطل ال ّ ل مّتفطق علطى أّنطه عليططه ال ّ
ن الكط ّ
سلم ل غير فطا ّ ال ّ
الكمالت النفسانّية و البدنّية و ما طعن أحد في حكمه و فعلططه و قططوله و علمططه و صططدرت
سططلم لمحطق الطّدين و هلطك الّنطاس كمطا اذعططن ي عليططه ال ّ
سلم ما لو ل عل ّ من غيره عليه ال ّ
الجميططع بهططا و نقلهططا رواة السططنة فططي جططوامعهم و كططان المسططلمون عنططد حططدوث معضططل
يضربون به المثل بقولهم :
ى اعلم الصحابة قال القاضي العضد اليجي الشافعي في مبحث المامة من المواقف :عل ّ
ل عليه و آله اعلطم الّنطاس لّنه كان في غاية الّذكاء و الحرص على التعلم و محّمد صّلى ا ّ
و أحرصهم على ارشاده و كان في صغره في حجره و في كبره ختنا له يدخل عليططه كططل
ل مبلغ ،و أّما أبو بكر فاّتصل بخطدمته فطي كطبره و وقت و ذلك يقتضى بلوغه في العلم ك ّ
ى،و ل عليططه و آلططه :أقضططاكم علط ّ
كان يصل إليه في اليوم مّرة أو مّرتين و لقوله صّلى ا ّ
القضاء يحتاج إلى جميع العلوم و لقوله تعالى و تعيها اذن واعية و أكثر المفسططرين علططى
ى و لّنه نهى عمر عن رجم من ولدت لستة أشهر و عن رجم الحاملة فقال عمر : أّنه عل ّ
سلم لو كسرت لي الوسادة ث طّم جلسططت عليهططا ي عليه ال ّي لهلك عمر ،و لقول عل ّ لو ل عل ّ
لقضططيت بيططن أهططل التططوراة بتططوراتهم و بيططن أهططل النجيططل بططانجليهم و بيططن أهططل الزبططور
ل ما من آية نزلت في بططر سلم و ا ّ بزبورهم و بين أهل الفرقان بفرقانهم ،و قوله عليه ال ّ
ل أنا أعلم فيمططن نزلططت و فططي أو بحر أو سهل أو جبل أو سماء أو أرض أو ليل أو نهار إ ّ
سلم ذكر في خطبططه مططن أسططرار التوحيططد و العططدل و أي شيء نزلت ،و لن علّيا عليه ال ّ
ن جميططع الفططرق ينتسططبون النبوة و القضاء و القدر ما لم يقع مثله في كلم الصحابة ،و ل ّ
إليه في الصول و الفروع و كذا المتصوفة في علم تصفية البططاطن و ابططن عّبططاس رئيططس
المفسرين تلميذه و كان في الفقه و الفصاحة في الدرجة القصوى ،و علم النحو انما ظهر
منه و هو الذي أمرأ بالسود الدئلي بتدوينه و كذا علم الشجاعة و ممارسة السلحة و كذا
علم الفتّوة و الخلق .إلى آخر ما قال .فراجع .
] [ 111
و في الكافي بإسناده إلى أبان بن أبي عّياش عن سليم بن قيس الهللي في ذيل خطبة نقططل
ل عليه في نهج البلغة ) الخطبة ( 208و وعططدنا نقططل الططذيل صدرها الّرضي رضوان ا ّ
ل ط عليططه و آلططه ك ط ّ
ل ل صّلى ا ّ سلم :و قد كنت أدخل على رسول ا ّ قبيل هذا ،عنه عليه ال ّ
لط
يوم دخلة و كل ليلة دخلة فيخليني فيها أدور معه حيث دار و قد علم أصحاب رسططول ا ّ
ل عليه و آله اّنه لم يصنع ذلك بأحد من الّناس غيري فرّبما كان فططي بيططتي يططأتيني صّلى ا ّ
ل عليه و آله أكثر ذلك في بيتي و كنت إذا دخلططت عليططه بعططض منططازله ل صّلى ا ّرسول ا ّ
أخلني و أقام عني نساءه فل يبقى عنده غيري و إذا أتاني للخلوة معى في منزلي لططم يقططم
ت عنططه و فنيططت مسططائلي ي و كنت إذا سألته أجابني و إذا سك ّ عنى فاطمة و ل أحدا من بن ّ
طي ى فكتبتها بخ ّ ل أقرأنيها أو أملها عل ّل آية من القرآن إ ّ ابتداني فما نزلت على رسول ا ّ
و عّلمني تأويلها و تفسطيرها و ناسططخها و منسطوخها و محكمهطا و متشطابهها و خاصطها و
ل تعالى و ل علما ل أن يعطيني فهمها و حفظها فما نسيت آية من كتاب ا ّ عاّمها و دعى ا ّ
ل من حلل و ل حرام ل لي بما دعا و ما ترك شيئا عّلمه ا ّ ى و كتبته منذ دعا ا ّ املها عل ّ
و ل أمر و ل نهي كان أو يكون و ل كتاب منزل على أحد قبله من طاعة أو معصططية إ ّ
ل
ل ط لططي أن يمل عّلمنيه و حفظته فلم أنس حرفا واحدا ثّم وضع يده على صدرى و دعططى ا ّ
لط لططىل بأبي أنت و أمي منذ دعططوت ا ّ قلبي علما و فهما و حكما و نورا فقلت يا رسول ا ّ
ى النسططيان فيمططا بعططد ؟بما دعوت لم أنس شيئا و لم يفتنى شططيئا لططم أكتبططه .أ فتتخطّوف علط ّ
فقال :ل لست أتخّوف عليك النسيان و الجهل .
و أيضا كتبه و رسائله و خطبه و حكمه من أوضح البراهين على ذلك و قططد تحّيططرت فططي
بعضها العقول و خضعت له افكار الفحول لشتمالها على اللطططائف الحكمّيططة و المبططاحث
لط و صطفاته عطّز اسطمه و لطم ينقطل لحطد مطن كبطارالعقلّية و المسائل اللهّية في توحيطد ا ّ
الصحابة و فصحائهم و ل من العرفاء الشامخين و الحكماء المتألهين نحططو خطبططة واحططدة
منها ل لفظا و ل معنى بل كّلهم عيال له و كفى ببطل العلم فخرا ان يتناول مططن مططأدبته و
يرتوى من مشرع فصاحته .
و هذا هو عبد الحميد الذي قال فيه ابن خّلكان في وفيات العيان :أو غالب
] [ 112
عبد الحميد بن يحيى بن سعيد الكاتب البليغ المشهور كان كاتب مروان بن الحكم الموي
آخر ملوك بني امّية و به يضرب المثل في البلغة حّتى قيل فتحت الرسائل بعبططد الحميططد
ن من العلططم و الدب إمامططا و عنططه أخططذ لفّو ختمت بابن العميد و كان في الكتابة و في ك ّ
سططل وسلون و لطريقته لزموا و لثاره اقتفوا و هو اّلذى سهل سبيل البلغة في التر ّ المتر ّ
مجموع رسائله مقدار ألف ورقة و هو أّول من اطال الّرسائل و اسططتعمل التحميططدات فططي
فصول الكتاب فاستعمل الّناس ذلك بعده قال :حفظت سبعين خطبططة مططن خطططب الصططلع
سلم .
ففاضت ثّم فاضت ،و يعني بالصلع أمير المؤمنين علّيا عليه ال ّ
و هذا هو ابن نباتة قائل الخطبة المنامّية اّلذي قال فيه ابن خّلكان :
أبو يحيى عبد الّرحيم بن محّمد بن إسططماعيل بططن نباتططة صططاحب الخطططب المشططهورة كططان
إماما في علوم الدب و رزق السعادة في خطبه اّلتي وقع الجماع على أّنه ما عمل مثلها
و فيها دللة على غزارة علمه و جودة قريحته قال :حفظت مططن الخطابططة كنططزا ل يزيططده
ي بن أبى طالب . ل سعة و كثرة حفظت مأة فصل من مواعظ عل ّ النفاق ا ّ
ل على نفى زيادة و قد وقع في كلم مولنا و إمامنا مولى العارفين و إمام الموحدين ما يد ّ
سلم في خطبة من خطبة المشهورة : ل تعالى بأبلغ وجه و آكد حيث قال عليه ال ّ صفات ا ّ
أّول الّدين معرفته ،و كمال المعرفة التصديق به ،و كمال التصديق بططه توحيططده و كمططال
ل صفة أّنها غيطر التوحيد الخلص له ،و كمال الخلص له نفى الصفات عنه بشهادة ك ّ
ل موصوف اّنه غير الصفة فمططن وصططفه سططبحانه فقططد قرنططه و مططن الموصوف و شهادة ك ّ
قرنه فقد ثّناه ،و من ثّناه فقد جّزاه ،و من جّزاه فقد جهله ،و من أشار
] [ 113
إليه فقد حّده ،و من حّده فقد عّده ،و من قال فيم فقد ضّمنه ،و من قال علىم فقططد أخلططى
عنه .
سلم و الكرام و هططذا الكلم الشططريف مططع انتهى كلمه المقّدس على نبّينا و عليه و آله ال ّ
وجازته متضمن لكثر المسائل اللهّيططة ببراهينهططا و لنشططر إلططى نبططذ مططن بيططان أسططراره و
سر له من فهططم أسططرار كلمططاته انموزج من كنوز أنواره .ثّم نشرحه في ذلك الفصل بما تي ّ
سلم .
عليه ال ّ
و هذا هو خصمه الّناصب و محاربه المعاند الجاحد و عدّوه و مبغضططه اّلططذي يجتهططد فططي
وصمه و يلعنه على المنابر و أمر الناس بلعنه امام الفئة الباغيططة معاويططة بططن أبططي سططفيان
ي الجبططان البخيططل ابططن
ل بن أبي محجن الثقفي لما قال له اّني أتيتك من عند الغب ّ قال لعبد ا ّ
ي،ل أنت أتدري ما قلت ؟ أّما قولك :الغب ّ أبي طالب ،فقال معاوية ّ :
ن ألسن الّناس جمعت فجعلت لسانا واحدا لكفاها لسان علططي و أّمططا قولططك :إّنططه ل لو أ ّ
فو ا ّ
ل لو ل قتله ؟ و أّما قولك :إّنه بخيل فو ا ّ ط بارزه إ ّ
جبان ،فثكلتك اّمك ،هل رأيت أحدا ق ّ
كان له بيتان أحدهما من تبر و الخر من تبن لنفد تططبره قبططل تبنططه .فقططال الثقفططي .فعلم
تقاتله إذا ؟ قال :على دم عثمان ،و على هذا الخاتم اّلذي من جعله في يده جازت طينتططه
ي فقال :يططا أميططر المططؤمنين هططب و اطعم عياله و اّدخر لهله .فضحك الثقفي ثّم لحق بعل ّ
سلم ثّم قططال :أنططت منهططا ي عليه ال ّ
لي يدى بجرمى ل دنيا أصبت و ل آخرة .فضحك عل ّ
لط العبطاد بأحطد المريطن » نقلطه ابطن قتيبطة الطدينوري فطي على رأس امرك و إّنما يأخطذ ا ّ
المامة و السياسة « .
و قال ابن حجر في صواعقه :أخرج أحمد أن رجل سأل معاوية عن مسططألة فقططال :سططل
ي قال :
ي من جواب عل ّ
عنها علّيا فهو أعلم ،قال :جوابك فيها أحب إل ّ
] [ 114
ن قولنا و ما طعن فيه أحد مّما شهد له المخططالف و الموالططف و إن كططان الخصططم ربمططا ثّم إ ّ
يشتمه و يسّبه كشتم الوطواط الشططمس .و مططن الشططواهد فططي ذلططك مططا كتبططه المورخططون و
الرواة و المحدثون خلفا عن سلف ان اناسا لما اجتمعوا و تبادروا إلى ولية المر و اتفق
سلم المر لططم ي عليه ال ّ
لبي بكر ما اتفق و بدر الطلقاء بالعقد للرجل خوفا من إدراك عل ّ
ل عابوه بالّدعابة فاستمسكوا بها في منعه عليه سلم مطعنا و ل مغمزا إ ّ يجدوا فيه عليه ال ّ
شططارح ابططن أبططي الحديططد المعططتزلي فططي
سلم عن الخلفة و مّمن أتى بما قلنططا الفاضططل ال ّ ال ّ
سططلمالموضعين من مقدمة شرحه على نهج البلغة حيث قال في سجاحة اخلقه عليططه ال ّ
) ص 6ج 1طبع الطهططران : ( 1304و أّمططا سططجاحة الخلق و بشططر الططوجه و طلقططة
المحّيا و الّتبسم فهو المضطروب بطه المثطل فيطه حّتطى عطابه بطذلك اعطداؤه قطال عمطرو بطن
سلم فططي ذاك :عجبططا لبططن النابغططة ي عليه ال ّ العاص لهل الشام :اّنه ذو دعابة و قال عل ّ
ي دعابة و اني امرؤ تلعابة اعافس و امارس ،و عمرو بن العاص يزعم لهل الشام ان ف ّ
ل أبوك لططو ل دعابططة فيططك ، اّنما أخذها عن عمر بن الخطاب لقوله لما عزم لستخلفه ّ :
ل ان عمر اقتصر عليها و عمرا زاد فيها و سمجها . إّ
سلم كان أشجع الّناس و أعظمهم اراقططة ثّم قال ) ص 11منه ( :و أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل و مثلته و للدم و أزهدهم و أبعد الّناس عن ملذ الّدنيا و أكثرهم وعظا و تذكيرا بأيام ا ّ
أشّدهم اجتهادا في العبادة و ادابا لنفسه في المعاملة و كان مع ذلك ألطف العططالم أخلقططا و
أسفرهم وجها و أكثرهم بشرا و أوفاهم هشاشة و بشاشة و أبعططدهم عططن انقبططاض مططوحش
أو خلق نافر أو تجّهم مباعد أو غلظة و فظاظة تنفططر معهمططا نفططس أو يتكطّدر معهمططا قلططب
حّتى عيب بالدعابة و لما لم يجدوا فيه مغمزا و ل مطعنا تعلقوا بها و اعتمدوا في التنفيططر
عليها .مصراع :و تلك شكاة طاهر عنك عارها .انتهى ما اردنا من نقل كلمه .
] [ 115
عععع
عععععععع ع عععععع عع ععع عععع ععع
] [ 116
سططلم :هططذا
ل عليه و آله متططواترا :انططه قططال للحسططين عليططه ال ّ
و روى الشيعة عنه صّلى ا ّ
ابني إمام ابن امام أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم .
ل عليه و آله من الفريقين مشتركة فيهما و منفططردة ي صّلى ا ّ و الحاديث المنقولة عن الّنب ّ
ق حيططثل واحد منها الداّلة على امامتها و فضلهما على غيرهمططا و اّنهمططا علططى الحط ّفي ك ّ
دارا و دار مما ل تحصى كثرة .
عععععع عععععع
هو سّيد الساجدين و زين العابدين و قدوة السالكين و الزاهدين امام الثقلين ذو الّثفنات أبو
سلم كتابا جذب عقول الحكمططاء ل عليهما خلف عليه ال ّ ي بن الحسين صلوات ا ّ الحسن عل ّ
المتطألهين إلططى دقطائق حقطائقه و شطحذ افكطار العلمططاء الشططامخين فطي درك أسطرار لططائفه
فغاصوا في بحار معانيه لقتناء درره و شطّمروا عططن سططاق الهمططة لجتنططاء ثمططره فنططالتهم
العائدة من تلك المائدة اللهية بقدر الوسع و القابلّية أل و هو زبور آل محّمد و انجيل أهل
سطر لحططد مطن العلمططاء المتبحريططن فططي البيت الصحيفة الكاملة السططجادّية .أ رأيطت هططل تي ّ
سلم في أداء تلططك المعططاني الجزيلططة بتلططك العبططارات الفنون العديدة أن يحذو حذوه عليه ال ّ
الطوجيزة الجميلطة و هطل تجطد لسطلفنا الماضطين مطن غيطر بيطت الل مطن نسطج المعطاني
ي بهّيططن لواعيططد عبططد الحميططد وباللفاظ على ذلططك المنططوال ؟ و لعمططرى و مططا عمططرى علط ّ
ل نفسططه و ل يططروم عوضد بابن العميد على أن يأتي بمثل دعاء منها لرأيت أنططه ل يلططوم إ ّ
ل رمسه .
إّ
و اعلم أن هذه الصحيفة الشريفة عليها مسطحة مطن العلطم اللهطي و فيهطا عبقطة مطن الكلم
النبوي كيف ل و هي قبس من نور مشكاة الرسالة و نفحة من شميم رياض المامة حّتططى
قال بعض العارفين :إّنها تجططري مجططري التنططزيلت السططماوية و تسططير مسططير الصططحف
اللوحّية و العرشّية لما اشتملت عليه من أنوار حقائق المعرفططة و ثمططار حططدائق الحكمططة و
كان اخيار العلماء وجها بذ القدماء من السلف الصالح يلقبونها بزبور آل محّمططد و انجيططل
ي بن شهر آشوب في معالم العلماء في ترجمة أهل البيت ،قال الشيخ الجليل محّمد بن عل ّ
سلم دعاء الصططحيفة و تلقططب ي عليه ال ّ
المتوكل بن عمير :روى عن يحيى بن زيد بن عل ّ
بزبور آل محّمد .ثّم قال :و أّما بلغة بيانها فعندها تسجد سحرة الكلم و تططذعن بططالعجز
ق و الباطططل فططيعنها مدارة العلم و تعترف بأن النبطّوة غيططر الكهانططة و ل يسططتوى الحط ّ
المكانة و من حام حول سمائها بغاسطق فكطره الطواقب رمطي مطن رجطوم الخطذلن بشطهاب
سططلم ان بعططض البلغططاءثاقب حكى ابططن شططهر آشططوب فططي منططاقب آل أبططي طططالب عليططه ال ّ
بالبصرة ذكرت عنده الصحيفة الكاملة فقال :خذوا عّني حّتى املى عليكم مثلها فأخذ القلم
و أطرق رأسه فما رفعه حّتى مات ،و لعمرى لقططد رام شططططا فنططال سططخطا .انتهططى مططا
اردنا من نقل كلمه .
قال بعض علمائنا المعاصرين في مقدمته علططى صططحيفة سطّيد السططاجدين ) ص كططح طبططع
طهران عاصمة ايران 1361ه ( :و إّنى فطي سطنة 1353ه بعثطت نسطخة مطن الصطحيفة
الشريفة إلى العلمة المعاصر الشيخ جوهرى طنطاوى صاحب التفسير المعروف مفططتى
ى من القاهرة وصول الصحيفة و شكر لى على هططذه الهديططة السكندرّية ليطالعها فكتب إل ّ
السنّية و أطرى في مدحها و الثناء عليها إلى أن قال :و من الشقاء اّنا إلططى الن لططم نقططف
على هذا الثر القّيم الخالد من مواريث الّنبّوة و أهل البيت و إّني كّلما تأملتها رأيتها فططوق
كلم المخلوق و دون كلم الخالق إلى آخر ما قال :
] [ 118
ثّم سأل عنى هل شرحها أحد من علماء السلم فكتبت اليه أسامى من شرحه ممططن كنططت
أعلم به و قدمت لسماحته رياض السالكين للسّيد عليخان و كتب في جططواب وصططوله إّنططى
مصّمم و مشّمر الذيل على أن أكتب شرحا على هذه الصحيفة العزيزة .
انتهى .
ل و ملئكته و حملة عرشه و جميع خلقه من أرضه و سمائه قال في المناقب :صلوات ا ّ
على آدم أهل البيت ،المنّزه عن كيت و ما كيت ،روح جسد المامة ،شططمس الشططهامة ،
ل في الوجود ،إنسان عيططن الشططهود ، ل تعمية الختراع سّر ا ّ مضمون كتاب البداع ،ح ّ
خازن كنوز الغيب مطلع نور اليمان كاشف مستور العرفان ،الحجة القاطعة ،و الططدرة
اللمعة ،ثمرة شجرة طوبى القدسّية ،ازل الغيب و أبد الشهادة ،
ل في سّر العبادة ،وتد الوتاد و زين العّباد ،إمام العالمين ،و مجمع البحرين ،
السّر الك ّ
سلم .
ي بن الحسين عليه ال ّ زين العابدين عل ّ
هذا زين العابدين و قدوة الزاهدين و سّيد المتقين و امام المؤمنين ،شمته يشهد له اّنه من
ل زلفى ،و ثفناته يسجل بكثرة صلته و ل ،و سمته يثبت مقام قربة من ا ّ سللة رسول ا ّ
تهجده ،و اعراضه عن متاع الّدنيا ينطططق بزهططده ،درت لططه أخلق التقططوى فيعوقهططا ،و
اشرقت لربه أنوار التاييد فاهتدى بها ،و ألقته أوراد العبططادة فططانس بصططحبتها ،و خططالفته
وظائف الطاعة فتحلى بحليتها ،طالما اتخذ الليل مطّية ركبهططا لقطططع طريططق الخططرة ،و
ظماء هواء حّر دليل استرشد به في مفازة المسافرة ،
و لططه مططن الكرامططات و خططوارق العططادات مططا شططوهد بططالعين الباصططرة ،و ثبططت بالثططار
المتواترة ،و شهد له أّنه من ملوك الخرة .
سلم :
قال أحمد بن خّلكان في وفيات العيان و أنباء أبناء الزمان في ترجمته عليه ال ّ
] [ 119
الثنا عشر و من سادات التابعين ،قال الزهرى :ما رأيططت قرشططيا أفضططل منططه ،و كططان
ل ط تعططالى مططن
ل عليه و آلططه ّ :
سلم ابن الخيرتين لقوله صّلى ا ّ
يقال لزين العابدين عليه ال ّ
عبططاده خيرتططان فخيرتططه مططن العططرب قريططش و مططن العجططم فططارس .و ذكططر أبططو القاسططم
الزمخشرى في كتاب ربيع البرار أن الصحابة لّما أتوا المدينة بسططبى فططارس فططي خلفططة
طاب كان فيهم ثلث بنات ليزدجرد أيضططا فبططاعوا السططبايا و أمططر عمططر بططبيع عمر بن الخ ّ
سلم :ان بنات الملططوك ل يعططاملن معاملططة ي بن أبيطالب عليه ال ّ بنات يزدجرد فقال له عل ّ
ن من بنات السوقة ،فقال :كيف الطريق إلى العمل معهن ؟ قال :يق طّومن و مهمططا كغيره ّ
سططلم فطدفع ي بططن أبيطططالب عليططه ال ّن علط ّن فقّومن فأخططذه ّن قام به من يختاره ّ بلغ من ثمنه ّ
ل بن عمر و الخرى لولده الحسين و الخرى لمحّمد بن أبي بكر فأولد عبططد واحدة لعبد ا ّ
سططلم و اولططد محّمططد أمتطه ل أمته ولده سالما و أولد الحسطين أمتططه زيططن العابططدين عليططه ال ّا ّ
القاسم فهؤلء الثلثة بنو خالة و اّمهاتهم بنات يزدجرد .
ثّم قال :و حكى المبّرد في كتاب الكامل ما مثاله يروى عن رجل من قريططش لططم يسطّم لنططا
قال :كنت اجالس سعيد بن المسّيب فقال لي يوما :من أخوالك ؟
فقال فتاة ،قال :ثّم أتاه القاسم بن محّمد بن أبي بكر الصديق فجلس عنده ثّم نهض قلططت :
يا عّم من هذا ؟ قال :أتجهل من أهلك مثله ما أعجب هذا هذا القاسططم بططن محّمططد ابططن أبططي
ي بططن أبططي
ي بن الحسين ابن عل ط ّ بكر قلت :فمن اّمه قال :فتاة فامهلت شيئا حّتى جاءه عل ّ
سلم فسلم عليه ثّم نهض قلت :يططا عطّم مططن هططذا فقططال :هططذا اّلططذى ل يسططعطالب عليهم ال ّ
سلم فقلت : ي بن أبيطالب عليهم ال ّ ي بن الحسين بن عل ّ
مسلما أن يجهله هذا عل ّ
من اّمه ؟ فقال :فتاة فقلت :يا عم رأيتني نقصت من عينك حين قلت لك :اّمي فتططاة أفمططا
بالي بهؤلء اسوة قال فجّللت في عينه جّدا .
ثّم قال :و كان زين العابدين كثير البّر باّمه حّتى قيل له :إّنك من أبّر
] [ 120
الّناس باّمك و لسنا نراك تأكل معها في صحفة فقال :أخاف أن تسبق يدى إلى مططا سططبقت
اليه عينها فأكون قد عققتها .إلى أن قال :و فضائل زين العابطدين و منطاقبه أكططثر مططن أن
تحصر .و كانت ولدته يوم الجمعة في بعض شهور سنة 38للهجرة و توفي سنة 94و
ي عليهمطا
قيل 99و قيل 92للهجرة بالمدينة و دفن في البقيع في قبر عمه الحسن بطن علط ّ
ل عنه .
سلم في القبة اّلتي فيها قبر العّباس رضي ا ّ
ال ّ
ن لفارس ميدان الشعر سططحبان عصططره أبططي فططراس همططام بططن غططالب بططن الصعصططعة ثّم إ ّ
سلم قصططيدة غ طّراء ل عليه في مدحه عليه ال ّ الملقب بالفرزدق التميمي المجاشعي رحمة ا ّ
ي فيهططا أن
بلغت في جودة ألفاظها و عذوبة معانيها غاية تستشهد بأبياتهططا الدبططاء و الحططر ّ
يقال :إن من الشعر لحكمة و ان من الكلم لسحرا ،أشار فيها إلى طائفة من عل طّو رتبتططه
سلم و سمّو درجته و شر ذمة من منزلة شأنه و مكانططة أمططره فططي واقعططة اقتضططت عليه ال ّ
ذلك كما نشير إليها ،و أتى ببعططض ابياتهططا أبططو تمططام حططبيب بططن اوس الطططائي فططي كتططابه
المعروف بالحماسطة ) الحماسطة ( 708اّلطتي دّلطت علطى غطزارة فضطله و اتقطان معرفتطه
ي بن أبيطططالب ي بن الحسين بن عل ّ بحسن اختياره معنونا بقوله :و قال الفرزدق يمدح عل ّ
ل عليهم ،مبتدءا بقول الفططرزدق :إذا رأتططه قريططش قططال قائلهططا ،و بعططده :هططذا
صلوات ا ّ
اّلذي تعرف البطحاء ،و بعده :يكاد يمسكه ،و بعده :أى القبائل ليست ،و بعده :
بكفه خيزران ،و بعده يغضى حياء ،و ختم به .و كذا أتى بعشرين بيتا منها أبططو الفططرج
الصبهاني في الغاني في ترجمة الفرزدق ) الجزء التاسع عشر ص 40طبع ساسططى (
و كذا أتى بعدة أبيات منها الشططريف المرتضططى علططم الهططدى فططي أمططاليه المعططروف بغططرر
الفطوائد و درر القلئد ،و كططذا ذكطر سطبعا و عشططرين منهططا أحمطد بططن خّلكطان فططي وفيطات
العيان عند ترجمة الفرزدق ،و كذا غيرهم من كبار المؤلفين و اعططاظم المططورخين و ل
ن القضية بلغت في وضوحها كالشمس فططي رابعططة الّنهططار و يعطّد مططن حاجة إلى ذكرهم ل ّ
متواترات الخبار و الثار .
ل ط بططن
و أّما تلك الواقعة الموعودة فقال أبو الفرج الصبهاني في الغاني :اخبرنا عبططد ا ّ
ي العنزي عن مجالد عن
ي بن الحسن الهاشمي عن حّيان بن عل ّ عل ّ
] [ 121
ج الفرزدق بعد ما كبر و قد أتت لططه سططبعون سططنة و كططان هشططام بططن عبططد الشعبي قال :ح ّ
ى بن الحسين في غمار الّناس في الطواف فقال :مطن ج في ذلك العام فرأى عل ّ الملك قد ح ّ
هططذا الشططاب اّلططذي تططبرق أسططرة وجهططه كططأّنه مططرآة صططينّية تططتراءى فيهططا عططذارى الح ط ّ
ى
لط عليهططم فقططال
ى بن أبى طططالب صططلوات ا ّ ى بن الحسين بن عل ّ وجوهها ؟ فقالوا :هذا عل ّ
الفرزدق :هذا اّلططذي تعططرف البطحططاء وططأته :إلطى آخططر مطا أتططى بهططا ،و قطال بعططد نقطل
القصيدة :فغضب هشام فحبسه بين مّكة و المدينة فقال :
و قال ابن خّلكان في وفيات العيان في ترجمة الفرزدق :و تنسب إليه مكرمة يرجى لططه
ج هشام بن عبد الملك في أّيام أبيه فطاف و جهططد أن يصططل إلططى بها الجّنة و هى أّنه لما ح ّ
الحجر ليستلمه فلم يقدر لكثرة الزحام فنصب له منطبر و جلطس عليطه ينظطر إلطى الّنطاس و
ى بططن الحسططين معه جماعة من أعيان أهل الشام فبينما هو كذلك إذا أقبل زين العابدين علط ّ
ل عنهم و كططان مططن أحسططن الّنططاس وجهططا و أطيبهططم أرجططاى بن أبى طالب رضى ا ّ بن عل ّ
فطاف بالبيت فلما انتهى إلى الحجر تنحى له الّناس حّتى استلم ،فقال رجل من أهل الشام
:من هذا الذي هابه الّناس هذه الهيبة ؟ فقال هشام :ل أعرفه مخافة أن يرغططب فيططه أهططل
الشام فيملكون ،و كان الفرزدق حاضرا فقال :أنا أعرفه ،فقال الشامى :من هططو يططا أبططا
فراس ؟ فقال :
هذا الذي تعرف البطحاء إلى آخر ما ذكر من ابيات تلك القصيدة .
و نحن نذكر القصيدة بتمامها تيّمنا بها و نشرح بعض ما يحتاج إليه بالتفسير و السؤال :
ل الجططططططططططططططود و الكططططططططططططططرم
يططططططططططططططا سططططططططططططططائلى أيططططططططططططططن حطططططططططططططط ّ
عندى بيان إذا طل به قدموا
] [ 122
-----------
) ( 2ممم مممممممم مم مممم » :ممم « مممم ممم
مم مممممم مم ممم م مممم ممم م ممم م » مم مم
مممم ممممم مم مم ممم « م م مم م مم مم ممم مم
ممم مممم ممممم م مممم .م ممممممم :
-----------
) ( 4م م م مم مم مم مم ممم مم م ممم مم م م
ممممممم م ممم ممم مم م م ممم مم ممممم مم م
ممم مم مممم م م م ممم م م مممم م م ممم م مم م
مم ممممممم مم مممممم م مممم مم ممم ممممم
مممم م مم مممم مم ممممم مممممم مممم مممم
م م مممم م مممم م ممم مم م مم مم مم مممم م
مممممممم
-----------
) ( 5م م م مم مم :م م م م م مم مممم م .ممم م م م
مممم ممم م ممم :مممم .مم :
-----------
) ( 6مممم م ممم م ممم مممممم م مم م م ممم
مممم ممم .م م م مم مم مم ممم ممم ممممم
ممممم م ممم مم مممم م .مم ممم م مممم م مم
ممممم ممممم مممم مممم .
-----------
) ( 8مم مممم :مم مممم ممم .
-----------
) ( 9م مم ممممممم م م م م ممم مم م مممممم م :
م مممم مم م م م م ممم » مم م مم ممم م مم «
مممممم مم م م ممممم م م م ممم م ممممم مم
مم مم م ممممم م مم ممممم م ممم مممم م مم م
ممم م مم ممم م مم مم م م مممم م ممممم م
ممم مممم م مممممم م مم مم مم ممم ممم ممم م
ممم مم مم مممم .
] [ 123
11
-----------
) ( 10مم مممم ممممممم :
مم مم مم ممم م مم م مممم مم ممم مم
مممم ممممم م مم ممممممم ممممم
-----------
) ( 11مم م ممممم م ممم مم مم م مم م ممم م
ممممم .م ممممم مممم ممممم ممم مم م ممم مم
م م مم مم مم ممم مم مم م ممممم م ممم م مم
مممم م .م ممممم م مم م ممم م مممم م مم ممم
م مم مم م مم م م م مممم ممم :مم مم م م مم ممم
مممم :مم ممم مم م ممممم مم مم م مم م ممم مم
مم م ممم مم م ممممم م مم م مم م ممم م مم مم م
مم مممم ممممم ممم مم مممم م ممم م مم ممم م
مممم مممممم مممم م مم مم مم ممم مم مم م مم
مممم م مم م ممممم م مممم م ممممم مم ممم مم
مم ممممم م مممم ممم مممممم مممم مممممم م
ممم مم مم ممم مم مممم م مم م مم م ممم مم م م
ممم ممم مم م م مم مم مم م مم ممم مم م مم م مم
مممم مم م مم مم مم مم م ممممم مم م مممم م
ممممم مممم مممم ممممم ممم مممم .
و الحطيم و ان جاء في تفسيره و تعيينه من البيت وجوه و لكن أهل البيت أدرى بمططا فططي
البيت ففي الكافى لثقة السلم الكليني قدس سره باسناده عن الحسن بن الجهم قال :
] [ 124
-----------
) ( 12م مم م ممم م م م م مم م مم م م م مممممم م
مممممم مممممممم مم مممم مم م م مممممم مم
مم م مممم مم مم مم مم مم مم م م مم :م م م م م
مم مممم مم مم ممم .م م م ممم ممم :م ممم
ممممم . . . . . . . . . .و يضيره ضيرا و ضورا أى ضره ،قال الكسطائي سطمعت
بعضهم يقول ل ينفعنى و ل يضورنى .
العرب بضم الول و سكون الثانى و العرب بفتحهما واحد و كذا العجم و العجم .
] [ 125
14
-----------
) ( 13م مم مم ممم م مممم ممم م م م م ممم
ممممممم م مممم مممممم ممم م ممم ممممم مم
م ممم ممم مم م ممممم مم م م ممممم مم مم مم :
مممم ممم م ممم م ممم مم م ممممم م م مم مم
مممم .
-----------
) ( 14مممممم ممم م ممم م م م م م مممم م مم م م
مممممم :ممم ممم م مم مممم مممممم م مممم م
ممممممم م مممممممم ممممم .ممم ممممممم م
مم ممم ممممممم :مممم مم ممممممم
] [ 126
في البحار :نقل كلم يناسب المقام فيه غرابططة ،قططال الزمخشططرى فططي الفططائق :علططى بططن
الحسين ) ع ( مدحه الفرزدق فقال :
قططال القتيططبى :الجهنططى :الخيططزران و معرفططتى هططذه الكلمططة عجيبططة و ذلططك ان رجل مططن
أصحاب الغريب سألنى عنه فلم أعرفه فلما أخذت من الليل مضجعى أتانى آت في المنططام
أل أخبرته عن الجهنى قلت :لم أعرفه قال :هططو الخيططزران فسططألته شططاهدا فقططال :هديططة
ل يسططيرا حططتى سططمعت مططن طريفة في طبق مجنة فهببت و أنططا أكططثر التعجططب فلططم ألبططث إ ّ
ينشد :في كفه جهنى ،و كنت أعرفه في كفه خيزران ،انتهى .
قال المرزوقى :قوله » ريحه عبق « إذا فتح الباء فمخرجه مخرج المصططادر كططأنه نفططس
الشيء أو على حذف المضاف ،و الصل ذات عبق ،و إذا كسططرت فهططو اسططم الفاعططل و
معناه اللصق بالشيء ل يفارقه .يريد ان رائحته تبقى فهى تشم الدهر مططن كططف اروع ،
و هو الجميل الوجه .
ثم قال :و الشمم :الطول .و العرنين :النف و مطا ارتفطع مطن الرض و أول الشططيء و
تجعل العرنين كناية عن الشراف و السادة و إذا قرن الشمم بططالعرنين او النططف فالقصططد
إلى الكرم .لذلك قال حسان بن ثابت :
بيططططططططططططططططططططططض الوجططططططططططططططططططططططوه كريمططططططططططططططططططططططة أحسططططططططططططططططططططططابهم
شم النوف من الطراز الول
أقول :جعل العرانين كناية عن الشراف و السادة مما ل كلم فيه قال الشاعر :
حسن المحيا ،صحيح الخلقة أشم النف اى أقنى النف ضيق المنخرين ليس بأفطس فان
الفطسة عيب و عاهة و الحجج اللهّية سططليمة عططن العيططوب و العاهططات خلقططا و دينططا كمططا
اشرنا اليه قبل .قال الجوهرى :الفطس بالتحريك :تطططامن قصططبة النططف و انتشططارها و
الرجل أفطس و السم الفطسة لنه كالعاهة .و الشمم ارتفاع قصبة النططف مططع حسططنها و
استواء اعلها و انتصاب
] [ 127
الرنبة او ورود الرنبة و حسن استواء القصبة و ارتفاعها او أن يطول النف و يططدق و
تسيل روثته فان ورود الرنبة و شم العرنين دليل النجابة و هذا مططراد مططن قططال :العططرب
انما ينجح بالشمم نفيا عن انفهم الفطس الذى يكون في الزنج .
سلم :
و في الكافى لثقة السلم الكليني باسناده عن جابر قال :قلت لبى جعفر عليه ال ّ
و في كتاب سّر الدب في مجارى كلم العرب المعروف بفقه اللغة تططأليف أبططى منصططور
عبد الملك بن محمد الثعالبى النيسابورى في الفصل السططابع عشططر فططي اوصططاف النططوف
المحمودة و المذمومة :الشمم :ارتفاع قصطبة النطف مططع اسططتواء أعلهططا .القنطا :ططول
النف و دقة ارنبته و حدب في وسطه .الفطس :تطامن قصبته مع ضططخم ارنبتططه .إلططى
آخر ما قال .
و أما ما استشهد به المرزوقي من بيت الحسان فهطو مطا جطوزه الشطريف علطم الهطدى فطي
أماليه ) في باب المعمرين في ترجمة ذى الصبع العدوانى ( بعد ما احتمل ذلططك المعنططى
الذى اخترناه .
على ان الشم في بيت الحسان جمع اشم و الشم كما في المعاجم :السيد ذو النفة ،
و لحد أن يدعى ان الشم إذا قرن بالنف فالقصد إلى الكرم ل الشمم بالعرنين و ذلك لن
النف نسب اليه الحمية و الغضب و العزة و الذلططة حططتى قططال الشططاعر كمططا فططي مفططردات
الراغب :
و لذا قيل شمخ فلن بأنفه للمتكططبر ،و تططرب أنفططه للططذليل ،و أنططف فلن مططن كططذا بمعنططى
استنكف حتى قيل النفة الحمية و لم ينقلوا للعرنين هذه المعانى مططع أن مططادته ل يحتملهططا
فتأمل .
] [ 128
لططططططططططططططططططط نبعتطططططططططططططططططططه
مشطططططططططططططططططططتقة مطططططططططططططططططططن رسطططططططططططططططططططول ا ّ
طططططططططططططططططططططططابت مغارسططططططططططططططططططططططه و الخيططططططططططططططططططططططم و الشططططططططططططططططططططططيم
17
حّمطططططططططططططططططططططططال أثقطططططططططططططططططططططططال أقطططططططططططططططططططططططوام إذا فطططططططططططططططططططططططدحوا
حلططططططططططططططططططو الشططططططططططططططططططمائل تحلططططططططططططططططططو عنططططططططططططططططططده نعططططططططططططططططططم
18
إن قططططططططططططططططططال قططططططططططططططططططال بمططططططططططططططططططا تهططططططططططططططططططوى جميعهططططططططططططططططططم
و إن تكلم يوما زانه الكلم
19
-----------
) ( 15مم مممم مم ممممم :
-----------
) ( 17مممم م مم مم مم م مم مم مممم م م ممم م
ممممم مم مم ممم مممم .م مم ممم ممممم :
-----------
) ( 18م م ممم ممم مم م م م م 176م م ممم مم
ممم ممم م م مم مممم م م مم م مم م ممم م ممم م
ممم ممم مم م مم م مم :م م مم مم م م م مممم مم
ممممم م ممم ممم مم مم م م ممممم م ممممم مم
ممممم ممم ممم ممم م ممم مم م م مم مممممم م
مم ممممم م مم م ممم ممم م ممم م ممممم م م م
مممم مم مممم مممم مممم ممم ممم مم مممممم
مممم ممممم ممم مممم مم مم ممم م مممممم ممم
مممم ممم ممممم م مم مممم ممم :مم م مممم ممم
م مم مم م م م مممم مم ممم م م ممم ممم مم مم م
مم مم ممممم م مممم مم م م .م مممممم مم م م
ممم مممم مم مم مممم .
-----------
) ( 19مم ممم ممممم :ممم مممم مممممم .
] [ 129
ظمططططططططططططططططططططططططه
لطططططططططططططططططططططططط شططططططططططططططططططططططططّرفه قططططططططططططططططططططططططدما و ع ّا ّ
جطططططططططططططططرى بطططططططططططططططذاك لطططططططططططططططه فطططططططططططططططي لطططططططططططططططوحه القلطططططططططططططططم
21
مططططططططططططططططططن جططططططططططططططططططّده دان فضططططططططططططططططططل النبيططططططططططططططططططاء لططططططططططططططططططه
و فضطططططططططططططططططططل اّمتطططططططططططططططططططه دانطططططططططططططططططططت لطططططططططططططططططططه المطططططططططططططططططططم
32
-----------
) ( 21مم مممم :
-----------
) ( 25م م ممم مم ممممم مم :مممم م ممم مم مم م
ممممم م ممممم .
-----------
) ( 26م م ممم مم ممممم مم :م مممم ممممم م .م
ممم مم ممممم مممممم م مممممم مم ممممم مم
م مم مممم ممممم ممممممم :ممممممم :ممممم
مم مم مممم ممم مم مممممم م ممم م مم مم ممم
ممممم .ممممم .م ممم ممم :
م م ممم مم مممممم م مممم م مم
م مم ممم مممممم ممم ممممم مم ممممم
-----------
) ( 28مم ممممممم :
-----------
) ( 29مم مم مم :م م م م م م م م م م مم مم :م م م م
ممم م ممممممم ممممم ممممممم م ممممممم .
-----------
مم .
) ( 30مم مممم :مم ممم ممم ممم
-----------
) ( 31مم ممم :ممم مممممم .
-----------
) ( 32ممممم م ممممم م :ممم مم م ممم ممم م
ممممم .
] [ 130
ل نائبطططططططططططططططة
مطططططططططططططططواطن قطططططططططططططططد علطططططططططططططططت فطططططططططططططططي كططططططططططططططط ّ
على الصحابة لم اكتم كما كتموا
-----------
) ( 33ممممم مممممم ممم ممممم م مممم ممم :م
مم ممم مممم ممممم .م مم مممم :
-----------
) ( 34ممممم :ممممم مم مممممم .
-----------
) ( 35م م مم م مممم م :مم ممممممم ممم م م
ممممممم ممم .ممم مممم مم ممم م م مممممم م
م م مم ممممممم م م م م ممم :ممم م مم م مممم
ممم مم ممم مممم مممم م مم مم م م ممم ممم م
ممم مم م مممم م ممممم م ممم ممم مممم م
ممم ممم م مممممم م م ممممم مممم م م
ممم مممم مممم مممم م مممممم م ممم ممم م
ممم م مممممم مم مممم ممم مممم م م مممم م م
م ممممم مم مممم ممم مممم مم ممممممم .
-----------
) ( 36م م مم مم :ممممم م مم م م م م مم مم :م
ممممم .
-----------
) ( 39مم م مم م مم مم م م ممم ممم مم مممم م م
مم ممم م مممم م م م ممم مممم مم مم م مممم
مممممم م م مممم م ممم م م ممم ) م 254م 2مم م
1375م ( :م ممم مممم م م مممم مم م م م مممم م م
ممم مممممم :
] [ 131
و ل يخفى أن المراد بالخندقين و الخنادق فططي اشططعار السططيرة الخنططدق و التثنيططة و الجمططع
باعتبار جهتى الباب و الطراف .و كذا مراد الفرزدق في البيت نعم لو لم يكن في البيت
التالى قوله :و في قريظطة يطوم ،لمكطن أن يقطال ان المطراد بالخنطدقين غطزوة الخنطدق و
غزوة بنى قريظة لن بعد غزوة الخندق اقبل غزوة بنى قريظة بل تراخ و ان المسططلمين
لما ظفروا عليهم و حاصروهم كما في السيرة الهشامية ) ص 240ج ( 2حبسهم رسول
ل عليه و آله و سلم بالمدينة في دار بنططت الحططارث امططرأة مططن بنططى النجططار ثططمل صّلى ا ّ
ا ّ
ل عليه و آله و سلم إلى سوق المدينة فخندق بها خنادق ثططم بعططث ل صّلى ا ّخرج رسول ا ّ
لط تعطالى ) ص اليهم فضرب اعناقهم في تلك الخنادق يخطرج بهطم اليطه أرسطال و انطزل ا ّ
( 245في أمر الخندق و أمر بنى قريظة من القرآن القصة في سورة الحزاب :يططا أيهططا
ل عليكم اذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحًا و جنودا لم تروها الذين آمنوا اذكروا نعمة ا ّ
ل ط عليهططم مططع
الية و الجنود قريش و غطفان و بنو قريظة و كانت الجنود الططتى أرسططل ا ّ
ل اذ جاءوكم من فوقكم و من اسفل منكم .الية .فالذين جططاءوهم الريح الملئكة .يقول ا ّ
من فوقهم بنو قريظة و الذين جاءوهم من اسفل منهم قريش و غطفان إلى آخطر مطا قطال .
فليتأمل .
ثم ان العارف الجامى نظم تلك الواقعة و ترجم تلك القصيدة في الدفتر الول مططن سلسططلة
الذهب بالفارسية و أجاد .و بعض تلك البيات :
] [ 132
أقول :في البيت الخير و الذى قبله بسطرين اشططارة إلططى أن هشططام كطان أحططول كمطا قلنطا
آنفا .
و قال ابن خّلكان :لّما سمع هشام هذه القصيدة غضب و حبس الفططرزدق و أنفططذ لططه زيططن
لط تعططالى ل للعطططاءسلم اثنى عشر الف درهمططا فرّدهطا و قطال :مطدحته ّ العابدين عليه ال ّ
فقال :إنا أهل بيت إذا وهبنا شيئا ل نستيعده فقبلها .
ي بططن الحسطن بططن يوسططف عططن محّمطد بططنو في البحار نقل عن الختصاص بإسناده :عل ّ
جعفر العلططوى ،عططن الحسططن بططن محّمططد بططن جمهططور ،عططن أبططي عثمططان المططازني ،عططن
كيسان ،عن جويرية بن أسماء عن هشام بن عبد العلى ،عن فرعططان و كططان مططن رواة
ي بن الحسين ابن عل ّ
ي الفرزدق قال :حججت سنة مع عبد الملك بن مروان فنظر إلى عل ّ
سلم فاراد أن يصغر منه فقال :من هو ؟ فقال الفرزدق : بن أبي طالب عليهم ال ّ
» عععععع عععععع «
أبو جعفر محّمد بن زين العابدين الملقب بالباقر .قال ابن خّلكان في تاريخه و كان الباقر
عالما سّيدا كبيرا و اّنما قيل له الباقر لنه تبقر في العلم أى توسع
] [ 134
و قال ابن الحجر في الصواعق المحرقة :أبو جعفططر محّمططد البططاقر سططمى بططذلك مططن بقططر
الرض أى شقها و أثار مخبئاتها و مكامنها فلذلك هو أظهر من مخبئات كنوز المعططارف
ل علططى منطمططس البصططيرة أو فاسططد الطويططة و و حقائق الحكام و الّلطائف مططا ل يخفططى إ ّ
السريرة و من ثم قيل :هو باقر العلم و جامعه و شاهر علمه و رافعه صفا قلبططه و زكططى
ل و له من الرسوخ علمه و عمله و طهرت نفسه و شرفت خلقه و عمرت أوقاته بطاعة ا ّ
ل عنططه ألسططنة الواصططفين و لططه كلمططات كططثيرة فططي السططلوك وفي مقامات العططارفين مططا يكط ّ
المعارف ل تحتملها هذه العجالة .
سططلم مططن
قال المفيد في الرشاد :و لم يظهر عن أحد من ولد الحسن و الحسين عليهما ال ّ
علم الّدين و الثار و السنة و علم القرآن و السيرة و فنون الداب ما ظهر عن أبي جعفر
سلم و روى عنه معططالم الططدين بقايطا الصططحابة و وجططوه التططابعين و رؤسططاء فقهطاء
عليه ال ّ
المسلمين و صار بالفضل به علمطا لهلطه تضطرب بطه المثطال و تسطير بوصطفه الثطار و
الشعار و فيه يقول القرظي :يا باقر العلم ،البيت .و قال مالك بن أعين الجهني يمططدحه
سلم .
عليه ال ّ
و روى بإسناده عن الشريف أبي محّمد الحسن بن محّمد قططال :ح طّدثني ج طّدي قططال ح طّدثنا
محّمد بن القاسم الشيباني قال :حّدثنا عبد الرحمن صالح الزدي عن أبططي مالططك الجهنططي
ط أصغر منهم ل بن عطاء المكي قال :ما رأيت العلماء عند أحد ق ّ
عن عبد ا ّ
] [ 135
سلم و لقد رأيت الحكططم بططن عتيبططة مططع ي بن الحسين عليهم ال ّ عند أبي جعفر محّمد بن عل ّ
ى بين يططدي معّلمططه و كطان جطابر بططن يزيططد الجعفططي إذا
جللته في القوم بين يديه كأّنه صب ّ
ى الوصططياء و وارث سططلم شططيئا قططال :حططدثني وصط ّ
ي عليهمططا ال ّروى عن محّمد بن علط ّ
سلم . ي بن الحسين عليهم ال ّ علوم النبياء محّمد بن عل ّ
قال فيه :و روى مخول بن إبراهيم عن قيس بن الّربيع قال :سألت أبططا إسططحاق السططبيعي
عن المسح على الخفين فقال :أدركت الّناس يمسحون حّتى لقيت رجل من بني هاشططم لططم
سلم فسألته عن المسح فنهانى عنه و قال : ي بن الحسين عليهم ال ّط محّمد بن عل ّأر مثله ق ّ
سلم يمسطح و كطان يقطول :سطبق الكتطاب المسطح علطى ى أمير المؤمنين عليه ال ّ
لم يكن عل ّ
الخفين قال أبو إسحاق :فما مسحت منذ نهانى عنه قال قيس بن الربيع و مططا مسططحت أنططا
منذ سمعت أبا إسحاق .
إلى أن قال :و كان مع ما وصفناه من الفضل فططي العلططم و السططودد و الّرياسططة و المامططة
ظاهر الجود في الخاصة و العامة مشهود الكرم فطي الكافطة معروفطا بالفضطل و الحسطان
مع كثرة عياله و توسط حاله .
سلم أخبار المبتداء و أخبار النبياء و كتب عنططه المغططازى و و قد روى أبو جعفر عليه ال ّ
لط
ل ط ص طّلى ا ّ أثروا عنه السنن و اعتمدوا عليه في مناسك الحج اّلتي رواها عن رسططول ا ّ
عليه و آله و كتبوا عنه تفسير القرآن و روت عنه الخاصة و العاّمة الخبار و نططاظر مططن
سططلم كان يرد عليه من أهل الراء و حفظ عنه الّناس كثيرا من علم الكلم و أّلف عليه ال ّ
كتابا في تفسير القرآن رواه عنه أبو الجارود زياد بططن المنططذر رئيططس الجاروديططة الزيدّيططة
كذا نقل ابن النديم في الفهرست .
] [ 136
عععععع عععععع
لط
صططادق صططلوات ا ّ ل جعفططر بططن محّمططد ال ّ
كشاف أسرار العلوم و بحر الحقائق أبو عبد ا ّ
عليه .قد تحيرت العقول دونه و أخرست اللسن فيه كيف ل و هو شططمس سططماء العلططم و
ل مطن نطور وجططوده و اسططتفادوا مططن رشطحات فيضططه و المعرفة و التوحيد قطد اسططتنار الكط ّ
استمطروا سحاب علمه و استدروا سماء جوده و اغترفوا من بحر معططارفه و استضططاءوا
من مشكاة حقائقه ،أشرقت أضواء علومه عالم النسانّية و أثمرت شجرة عنصره الطيبة
ما ملت الفاق من الصول الكلّية الحكمّية و العلوم الغريبططة المكنونططة القيمططة و القواعططد
الرصينة الفقهية و المطالب النورية لتزكية البططاطن و تهططذيب الّنفططس و المسططائل الجامعططة
الجتماعيططة لحفططظ نظططام الحططوزة البشططرية حّتططى بلططغ عططدد الخططذين عنططه عليططه السّططلم و
المتعلميطن مططن حضططرته إلططى أربعططة آلف رجططل مطن أهطل الحجطاز و الشطام و العططراق و
الخراسان و الفارس و غيرها ،و دّونت في مجلسه الشريف أربعمأة مصنف فططي العلططوم
هططي المسططماة بالصططول الربعمططأة فراجططع اصططول الكططافي و كتططاب التوحيططد للصططدوق و
سطلم حّتطى الحتجاج للطبرسي و غيرها من الكتب الحاوية للحقائق الصادرة عنه عليه ال ّ
سس قواعد التوحيد و شّيد أركانه و قلع الشبهات الناشئة سلم كيف أ ّيتضح لك انه عليه ال ّ
جة و أظهر اسرار اليات القرآنيططة و بطونهططا ممططا كّلططت عنططدها من الراء السخيفة المعو ّ
سلم عيش العلم و موت الجهل و دعامة السلم اللسن و الهت لديها الحلم فهو عليه ال ّ
.
عععع «
» عععع عععععع ععع عععع ععع
] [ 137
و نقل الّناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان و انتشر ذكره في البلدان و لم ينقل عططن
أحد من أهل بيته العلماء ما نقل عنه و ل لقي أحد منهم من أهل الثططار و نقلططة الخبططار و
سطلم فطإن أصطحاب الحطديث قطد جمعطوا لط عليطه ال ّ
ل نقلوا عنهم كما نقلوا عن أبي عبطد ا ّ
أسماء الروات عنه من الثقات على اختلفهططم فططي الراء و المقططالت فكططانوا أربعططة آلف
سلم من الدلئل الواضحة في امامته ما بهرت القلططوب و أخرسططت رجل و كان له عليه ال ّ
سططلم
المخالف عن الطعن فيها بالشبهات .إلى أن قال :و الخبار فيما حفظ عنططه عليططه ال ّ
من العلم و الحكمة و البيان و الحجة و الزهد و الموعظة و فنون العلم كلططه أكططثر مططن أن
تحصى بالخطاب أو تحوى بالكتاب .
ي بططن أبططي
ي بن الحسين بن علط ّ
قال في كتابه :جعفر بن محّمد الصادق ابن أبي محّمد عل ّ
سلم ذو علوم جّمة و عبططادة موفططورة طالب هو من عظماء أهل البيت و ساداتهم عليهم ال ّ
و أوراد مواصلة و زهادة بّينة و تلوة كثيرة تتبع معاني القططرآن الكريططم و اسططتخرج مططن
بحر جواهره و استنتج عجائبه و قسم أوقاته على انططواع الطاعططات بحيططث يحاسططب عليططه
انفسه ،رؤيته تذكرة الخرة ،و استماع كلمه تزهد في الدنيا ،و القتداء بهططديه يططورث
الجّنة ،نور قسماته شاهد أّنه من سللة الّنبطّوة ،و طهطارة أفعطاله تصطدع بطأنه مطن ذريطة
الرسالة ،نقل الحديث و استفاد منه العلم جماعة من أعيان الئمة و أعلمهططم مثططل يحيططى
بن سعيد النصارى ،و ابن جريح ،و مالك بن أنس ،و الثورى ،
و ابن عيينة ،و أبي حنيفة ،و شعبة ،و أّيوب السجستاني و غيرهم و عدوا أخذهم عنططه
سلم منقبة شّرفوا بها ،و فضيلة اكتسبوها .عليه ال ّ
سلم (
قال في مبحث المامة من المواقف :الثامن اختصاصه ) يعني علّيا عليه ال ّ
] [ 138
بصاحبه كفاطمة و ولدين كالحسن و الحسين و هما سّيدا شباب أهل الجّنة ثّم اولد اولده
ممن اتفق النطام علطى فضطلهم علطى العطالمين حّتطى كطان أبطو يزيطد سطقاء فطي دار جعفطر
ي بن موسى الرضا . ل عنه و معروف الكرخي بّواب دار عل ّ الصادق رضي ا ّ
ل و ملئكته و حملة عرشه و جميع خلقه من أرضه و سمائه قال في المناقب :صلوات ا ّ
على استاذ العالم و سند الوجود مرتقى المعارج و منتهى الصعود ،البحر المّواج الزلي
،و السّراج الوّهاج البدي ناقد خزائن المعارف و العلوم ،
محتططد العقططول و نهايططة الفهططوم ،عططالم السططماء ،دليططل طططرق السططماء ،الكططون الجططامع
لط
الحقيقططي ،و العططروة الططوثقى الططوثيقي ،بططرزخ الططبرازخ ،و جططامع الضططداد ،نططور ا ّ
بالهداية و الرشاد ،المستمع القرآن من قائله ،الكاشف لسراره و مسائله ،مطلع شمس
ل الملك الحد .البد جعفر بن محّمد عليه صلوات ا ّ
لط مرقططده فططي المجلططس السططادس مططن مجططالس المططؤمنين :قطال قال القاضي الشهيد نططور ا ّ
لط فططي كتطاب الحبططاب :إن السططلطان طيفططور المولى نور الدين جعفر البدخشطي رحمططه ا ّ
المعروف بأبي يزيد البسطامي قطّدس سطّره قططد صططحب كططثيرا مططن المشططائخ ثطّم جططاء إلططى
حضرة امام الصادق و صحبه مستفيضا من الصططادق فقططال :لططو لططم أصططل إلططى الصططادق
ت كطافرا مطع انطه كطان بيطن الوليطاء كجبرئيطل بيطن الملئكطة ،و كطانت هطدايته نهايطة
لمط ّ
السالكين .
] [ 139
سلم لما اراد المنصور إشخاصه إلى العراق معه عند ثّم بعد نبذة من ذكر كرامته عليه ال ّ
سططلممسيره إلى المدينة قال :و حكى كشاجم في كتاب المصططائد و المطططارد أنططه عليططه ال ّ
سلم :ما تقول في محرم كسر رباعّيططة ظططبي ؟ فقططال :يططا ابططن سأل أبا حنيفة فقال عليه ال ّ
سططلم لططه :أنططت تتططداهي و ل ل عليه و آله ما أعلم ما فيه .فقال عليه ال ّل صّلى ا ّرسول ا ّ
تعلم أن الظبي ل يكون له رباعّية و هو ثنى أبدا .انتهى .
ي عن أئّمتنا و المسلم عندنا سلم و إن كان صادقا في مقالته لكن المرو ّ أقول :اّنه عليه ال ّ
صططادق ليتميططز مططن الم طّدعي للمامططة بغيططر
ل عليه و آله سّماه ال ّ
ي صّلى ا ّ المامّية ان الّنب ّ
حّقها جعفر الكذاب .
ل بن مسلم بن قتيبة الدينوري المتوّفى 272ه صطاحب التصطانيف الكطثيرة كمططا قال عبد ا ّ
في الفهرست لبن النططديم ،فططي كتططاب ادب الكططاتب :و كتططاب الجفططر كتبططه المططام جعفططر
صادق ابن محّمد الباقر فيه كل ما يحتاجون إلى علمه إلى يوم القيامة . ال ّ
لط
ي ص طّلى ا ّن الّنططب ّ
شيخ العلمة البهائي في شرح الربعين :قد تظافرت الخبار بأ ّ قال ال ّ
سلم كتابي الجفر و الجامعة و أن فيهمططا علططم عليه و آله أملى على أمير المؤمنين عليه ال ّ
ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة .
] [ 140
و قد مّر في البحث عن القياس الخبر المروي من الكافي عن أبي شيبة قال :
ل علم ابن شبرمة عند الجامعة املء رسول الّ سلم يقول :ض ّ ل عليه ال ّ
سمعت أبا عبد ا ّ
سلم بيده ان الجامعة لم تدع لحد كلما فيها علططمي عليه ال ّ
ل عليه و آله و خط عل ّ صّلى ا ّ
الحلل و الحرام الحديث ) ص 58م 1من الوافي ( .
فسئل عن تفسير هذا الكلم فقال :أّما الغابر فالعلم بما يكون ،و أّمطا المزبطور فطالعلم بمطا
كان ،و أّما النكت في القلوب فهو اللهام ،و النقطر فططي السطماع حطديث الملئكططة نسطمع
لطط
ل صّلى ا ّ كلمهم و ل نرى أشخاصهم ،و أّما الجفر الحمر فوعاء فيه سلح رسول ا ّ
عليه و آله و لن يخرج حّتى يقوم قائمنططا أهططل الططبيت ،و أّمططا الجفططر البيططض فوعططاء فيططه
لط الولططى ،و أّمططا مصططحف فاطمططة توراة موسى و انجيل عيسى و زبور داود و كتططب ا ّ
ل من يملك إلى أن تقططوم السططاعة ،و أمططا سلم ففيه ما يكون من حادث و اسماء ك ّ عليها ال ّ
ل عليه و آله من فلق فيه ل صّلى ا ّ الجامعة فهي كتاب طوله سبعون ذراعا املء رسول ا ّ
ل جميع مططا يحتططاج الّنططاس إليططه إلططى يططوم
سلم بيده فيه و ا ّي بن أبيطالب عليه ال ّ
و خط عل ّ
القيامة حّتى أن فيه أرش الخدش و الجلدة و نصف الجلدة .
عععع «
» ععع ععع ععع ععععع ععع عععع ععع
] [ 141
سططلم عططددهم
ل عليه ال ّ
إلى أربعة آلف رجل و صنف ابن عقدة كتاب الّرجال لبي عبد ا ّ
فيه .و نحن نذكر ههنا عدة من العلم الذين أخذوا عنه و ندع ترجمتهم خوفا للطالة .
فمنهم :أبو حنيفة النعمان بططن ثططابت أحططد أئمططة المططذاهب الربعططة عنططد أهططل السططنة و فططي
المناقب عن مسند أبي حنيفة قال الحسن بن زياد سمعت أبا حنيفة و قد سئل من أفقططه مططن
ى فقال يا أبططا حنيفططة إنّ الّنططاسرأيت ؟ قال :جعفر بن محّمد ،لما أقدمه المنصور بعث إل ّ
قد فتنوا بجعفر بن محّمد فهّيىء له من مسائلك الشداد فهّيطأت لطه أربعيطن مسطألة ثطّم بعطث
سططلمإلىّ أبو جعفر ) يعني المنصور ( و هو بالحيرة فأتيته فدخلت عليه و جعفر عليططه ال ّ
سلم ما لم يططدخلني لبططي جالس عن يمينه فلّما بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر عليه ال ّ
ى فجلست ثّم التفت إليه فقال :
جعفر فسّلمت عليه فأومى إل ّ
ى فقال يا با حنيفة ألططق علططى أبططي ل هذا أبو حنيفة قال :نعم أعرفه ثّم التفت إل ّ
يا أبا عبد ا ّ
ل من مسائلك فجعلت ألقى عليه فيجيبني فيقططول :أنتططم تقولططون كططذا و أهططل المدينططة عبد ا ّ
يقولون كذا و نحن نقول كذا فرّبما تابعنا و رّبما تابعهم و رّبما خالفنططا جميعططا حّتططى أتيططت
ل منها بشيء ثّم قال أبو حنيفة :على الربعين مسألة فما أخ ّ
سلم :
صادق عليه ال ّ
قال السّيد الشبلنجي الشافعي في نور البصار في أحوال ال ّ
و مناقبه كثيرة تكاد تفوت عند الحاسب و يحار في أنواعها فهم اليقططظ الكططاتب روى عنططه
جماعة من أعيان الئمة و أعلمهم كيحيى بططن سططعيد و ابططن جريططح و مالططك ابططن أنططس و
الثورى و ابن عيينة و أبي حنيفة و أبي أّيوب السجستاني و غيرهم .
و في الخصال للشيخ الصدوق ) العدد 190مططن الخصططال الثلث ( مالططك بططن أنططس فقيططه
سلم فيقططدم لططى مخططدة و صادق جعفر بن محّمد عليهما ال ّ المدينة يقول :كنت أدخل على ال ّ
ل عليه و كان عليططه يعرف لي قدرا و يقول :يا مالك اّني احبك فكنت أسّر بذلك و أحمد ا ّ
سلم ل يخلو من إحدى ثلث خصال :إّما صائما و إمّططا قائمططا و إّمططا ذاكططرا و كططان مططن ال ّ
ل و كان كثير ل عّز و ج ّ عظماء العّباد و أكابر الزّهاد اّلذين يخشون ا ّ
] [ 142
ل اخضّر مرة و اصفّر اخرى الحديث طيب المجالسة كثير الفوائد فاذا قال :قال رسول ا ّ
حّتى ينكره من يعرفه و لقد حججت معه سنة فلّما استوت راحلته عند الحرام كططان كّلمططا
ل فل هّم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه و كاد يخّر من راحلته فقلت :قل يا ابن رسول ا ّ
بّد لك أن تقول فقال :يا ابن أبي عامر كيف أجسر أن أقول لبيك الّلهططم لبيططك و أخشططى أن
ل ل لّبيك و ل سعديك .يقول عّز و ج ّ
و قال مالك بن أنس :ما رأت عين و ل سمعت اذن و ل خطر على قلب بشر أفضل مططن
سلم فضل و علما و عبادة و ورعا .و كان مالك كثيرا مططا يططدعى صادق عليه ال ّجعفر ال ّ
سلم .سماعه و رّبما قال :حدثني الثقة يعنيه عليه ال ّ
سططلم سططفيان
صادق ثقة ل يسططأل عططن مثلططه .و دخططل إليططه عليططه ال ّ
قال أبو حاتم :جعفر ال ّ
ل الجوهر ، ل يا ابن رسول ا ّ الثوري يوما فسمع منه كلما أعجبه فقال :هذا و ا ّ
ل الحجر .
فقال له :بل هذا خير من الجوهر و هل الجوهر إ ّ
و منهم أبو سعيد يحيى بن سعيد القطان و محّمد بن إسحاق صاحب المغططازى و السططير و
غيرهم المذكور في كتب الفريقين كفهرست الشيخ الطوسي و نور البصططار للشططبلنجى و
الصواعق لبن حجر و ينابيع المودة للشيخ سليمان و الخلصة للعلمة و غيرها .
سلم و أخذ عنه و فاز فوزا عظيما و أفاد غيره أيضا و منهم من كان من أصحابه عليه ال ّ
كأبان بن تغلب و اسحاق بن عمار الصططيرفي و بريططد بططن معاويططة العجلططي و أبططي حمططزة
لط السجسطتاني و حمطران بطن أعيطن الشطيباني و أخيطه زرارة و الّثمالي و حريز بن عبد ا ّ
ل القمى و فضيل ل بن أبي يعفور و عمران بن عبد ا ّ صفوان بن مهران الجّمال و عبد ا ّ
] [ 143
ابن يسار البصري و فيض بن المختار الكوفى و ليث بن البخططتري و محّمططد بططن مسططلم و
معاذ بن كثير و معّلى بن خنيس و أبى المنذر هشططام بططن محّمططد السططائب الكلططبي و يططونس
الظبيان الكوفى و مؤمن الطاق .
في الفهرست لبن النديم :أبو جعفر محّمد بن النعمان الحول هو من أصحاب أبططي عبططد
سططلم و كططان حسططن العتقططاد و الهطدى حاذقطا فططي
صططادق عليهمططا ال ّ
ل جعفر بن محّمطد ال ّ
ا ّ
صناعة الكلم سريع الحاضر و الجواب و له مع أبي حنيفة مناظرات :
سلم قال أبو حنيفة لمؤمن الطاق :قططد مططات إمامططك . صادق عليه ال ّ
منها لما مات جعفر ال ّ
قال :لكن إمامك ل يموت إلى يوم القيامططة ) و فططي بعططض النسططخ :قططال لكططن إمامططك مططن
المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ( يعنى إبليس .
و قال له أبو حنيفة :ما تقول في المتعة ؟ قال حلل .قال :أ فيسّرك أن تكون أخواتططك و
ل تعالى ان كرهته مما خبلني و لكن ما تقول أنططت
ن ؟ قال :شيء قد أحّله ا ّ
بناتك يمّتع به ّ
في النبيذ ؟ قال :حلل .قال :أ فيسّرك أن تكون أخواتك و بناتك نباذات هن ؟
و قال له أبو حنيفة يوما :أ لسنا صديقين ؟ قال :بلى .قال :و أنت تقول بالرجعة ؟
ل .قال :فانى شديد الحاجة و أنت متمّكططن فلططو أّنططك أقرضططتنى خمسططمأة
قال :إى و أيم ا ّ
درهم أتسع بها و أرّدها عليك في الرجعة كنططت قططد قضططيت حقططى و وصططلت إلططى غفططل ،
ن الّناس يرجعون .قال :أنا لقول إ ّ
ل بن محّمططد المسططعودى عططن و في البحار عن كتاب مقتضب الثر لبن عّياش عن عبد ا ّ
لط
ى بن قادم عن عيسى بن داب قال :لّما حمل أبو عبد ا ّ الحسن بن محّمد الوهبي عن عل ّ
سططلم عططن سططريره و أخططرج إلططى البقططع ليططدفن قططال أبططو هريططرة
جعفر بن محّمد عليهمططا ال ّ
الشاعر العجلى :
] [ 144
في تاريخ ابن خّلكان :قال الخطيب في تاريخ بغداد :كان موسى يدعي العبد الصالح من
ل عليه و آله فسجد سجدة فططي ل صّلى ا ّعبادته و اجتهاده .روي اّنه دخل مسجد رسول ا ّ
أّول الليل و سمع و هو يقول في سجوده :عظم الذنب عندي فليحسن العفو من عنططدك يططا
أهل التقوى و يا أهل المغفرة فجعل يرّددها حّتى أصبح و كان سخيا كريمططا و كططان يبلغططه
عن الرجل أّنه يؤذيه فيبعث اليه بصطّرة فيهططا ألططف دينططار إلططى أن قططال :و ذكططر أيضططا أن
لط عليططه و آلططه زائرا و حططوله قريططش و افنططاء
ي صطّلى ا ّ ج فأتي قبر الّنططب ّ
هارون الرشيد ح ّ
ل يطا ابططن عطّم افتخطارا علططى
سلم على يا رسول ا ّ القبائل و معه موسى بن جعفر فقال :ال ّ
سلم عليك يا أبت ،فتغير وجه هططارون الرشططيد و قططال :هططذا من حوله ،فقال موسى :ال ّ
سلم فراجع . هو الفخر يا أبا الحسن حقا .إلى آخر ما قال و ذكر بعض معجزاته عليه ال ّ
ي بن
ي بن الحسين بن عل ّ
قال :أبو الحسن موسى بن جعفر بن محّمد بن عل ّ
] [ 145
سلم هو المام الكبير القدر ،العظيم الشأن ،الكثير التهجططد ،الجطاّد فططي
أبيطالب عليهم ال ّ
الجتهاد ،المشهود له بالكرامات ،المشهور بالعبادة و ظهور خوارق العادات ،
المواظب على الطاعات ،يبيت الليل ساجدا و قائما ،و يقطع النهار متصدقا و صططائما و
لفرط علمه و تجاوزه عن المعتّدين عليه دعى كاظما ،كان يجازى المسيء بالحسططان و
عن الجاني بططالبّر و العفططو و الحسططان ،و لكططثرة عبططادته ليل و نهطارا كططان يسططمى العبططد
لطط
ل لنجاح مطالب المتوسلين به إلى ا ّ الصالح ،و يعرف في العراق باب الحوائج إلى ا ّ
ل قدم صدق ل يزول . ن له عند ا ّ و كراماته تحار فيه العقول ،و تقضى بأ ّ
» ع ع ع عع عع ع ع ع ععع ع عععععع ع ع ععع عع ع
عععع «
ععععع « » ععع عععع ععع
مناقب الكاظم و فضائله و معجزاته الظاهرة و دلئله و صفاته البططاهرة و مكططارمه تشططهد
أنه بلغ قمة الشططرف و علهططا ،و سططمي إلططى أوج المزايططا فبلططغ اعلهططا ،طططالت اصططوله
فسمت إلى أعلى رتب الجلل ،و طابت فروعه فعلت إلى حيث ل تنال ،يأتيه المجد من
كلّ أطرافه و يكاد الشططرف يقطططر مططن أعطططافه ،السطحاب المطاطر قططرة مطن كرمططه ،و
العباب الزاخر نعمة من نعمه ،و الّلباب الفاخر عبد من عبيده و خدمه ،الباء عظام ،و
البناء كرام عنصره من أكرم العناصر ،و آباؤه بدور بواهر ،و امهاته عقيلت عبططاهر
،و هو أحد النجوم الزواهر ،كم له مططن فضططيلة جليلططة و منقبططة بعلطّو شططأنه كفيلططة ،اليططه
ل و هططم المنططاء ينسب العلماء و عنه يأخذ العظماء و منه يتعلم الكرماء ،هم الهداة إلى ا ّ
على اسرار الغيب ،و هم المطّهطرون مططن الرجططس و العيططب ،هطم النجططوم الزواهططر فطي
الظلم و هم الشموس المشرقة في اليام ،هم اّلذين أوضحوا شعائر السططلم ،و عرفططوا
الحلل و الحرام ،فلهم كرم البّوة و النبّوة ،و هم معادن الفتوة و المططروة ،السططماح فططي
طبائعهم غريزة ،القوال و إن طالت في مدائحهم وجيزة قليلة ،بحور علم ل ينزف ،و
أقمار عّز ل يخسف ،و شموس مجد ل يكسف .
] [ 146
لط فططي مططرض مططوته فططي بغططداد ) كمططا فططي مجططالس المططؤمنين للقاضططي وقيل له رحمططه ا ّ
روضططات الجنططات للخوانسططارى ( :أل توصططي علططى حمططل جسططدك إلططى مشططهد النجططف
الشرف الطهر ؟ فقال :ل بل استحيى من وجه سيدى المططام الهمطام موسطى بططن جعفططر
سلم أن آمر بنقل جسدى من أرضه المقدسة إلى موضع آخر .و قد نقلوا نظيططر عليهما ال ّ
هذه الواقعة للشيخ المفيد أيضا .
» عععععع عععععع «
سطلم قطال ابطن خّلكطان الشطافعي الشطعري فطي ي بن موسى الّرضا عليطه ال ّ أبو الحسن عل ّ
تاريخه :و كان المأمون زّوجه ابنته ام حبيب في سنة اثنتين و مأتين و جعله ول طيّ عهططده
و ضرب اسمه على الدينار و الدرهم و كان السبب في ذلك اّنططه استحضططر اولد العّبططاس
الرجال منهم و النساء و هو بمدينة مرو فكان عددهم ثلثة و ثلثين ألفا ما بيططن الكبططار و
ص الوليططاء و الصغار و اسططتدعى علّيططا المططذكور فططأنزله أحسططن منزلططة و جمططع لططه خططوا ّ
سلم فلم يجد في وقتططه ي بن أبيطالب عليه ال ّأخبرهم أّنه نظر في أولد العّباس و أولد عل ّ
ي الرضا فبايع له بولية عهططده و أمططر بازالططة السططواد أحدا أفضل و ل أحق بالمر من عل ّ
من اللباس و العلم و لبس الخضرة إلى أن قال :و فيه يقول أبو نواس :
] [ 147
و كان سبب قوله هذه البيات أن بعض أصحابه قال له :ما رأيت أوقططح منططك مططا تركططت
ي بن موسى الرضا في عصرك لم ل قلت فيه شيئا و هذا عل ّخمرا و ل طردا و ل معني إ ّ
ل إعظاما لططه و ليططس قططدر مثلططى أن يقططول فططي
ل ما تركت ذلك إ ّ تقل فيه شيئا ،فقال :و ا ّ
مثله ثّم أنشد بعد ساعة هذه البيات .
ثّم قال ابن خّلكان :و فيه يقول أبو نواس أيضا و له ذكر في شذور العقود في سنة احدى
و مأتين او سنة اثنتين و مأتين :
مطّهططططططططططططططططططططططططططططططططرون نقيططططططططططططططططططططططططططططططططات جيططططططططططططططططططططططططططططططططوبهم
تجطططططططططططططططططرى الصطططططططططططططططططلة عليهطططططططططططططططططم أينمطططططططططططططططططا ذكطططططططططططططططططروا
و قال الفخر الرازي :إن أبا يزيد البسطامي كان يفتخر بأّنه يستقي الماء لطدار جعفطر بطن
سلم و كان معروف الكرخي أسلم على يد أبي الحسن الّرضا عل ّ
ي محّمد الصادق عليه ال ّ
بن موسى و كان بّواب داره إلى أن مات .
روى المفيد في الرشاد باسناده إلى معاوية بن حكيم عن نعيم القابوسي عن أبططي الحسططن
ي و هططو
ي أكططبر ولططدي و آثرهططم عنططدي و أحّبهططم إلط ّن ابني عل ّ
سلم قال :إ ّ
موسى عليه ال ّ
ي.
ي نب ّ
ي او وص ّل نب ّينظر معي في الجفر و لم ينظر فيه إ ّ
و قال المحقق الشريف في شرح المواقف في مبحططث تعلططق العلططم الواحططد بمعلططومين :إنّ
ل وجهه و قد ذكر فيهما علططى طريططق علططم الحططروف ي كّرم ا ّ
الجفر و الجامعة كتابان لعل ّ
الحوادث اّلتي تحدث إلى انقراض العالم و كان الئمة المعروفون من أولده يعرفونهما و
ي بن موسى الّرضططا إلططى المططأمون : يحكمون بهما .و في كتاب قبول العهد اّلذي كتبه عل ّ
ل أن الجفططر و الجامعططةاّنك قد عرفت من حقوقنا ما لم يعرف آباؤك فقبلت منططك عهططدك إ ّ
لن على أّنه ل يتّم .و لمشايخ
يد ّ
] [ 148
المغاربة نصيب من علم الحروف ينتسبون فيها إلى أهل البيت و رأيت بالشام نظما اشير
اليه بالرموز إلى أحوال ملوك مصر و سمعت أّنه مستخرج من ذينك الكتابين .
انتهى .
و روى ثقة السلم الكليني في الكافي و المفيد في الرشاد و كثير مططن اعططاظم المحططدثين
سلم أحاديث كثيرة فططي أن الجفططر و الجامعططة كانططا عنططده عليططه
عن المام الصادق عليه ال ّ
سلم و اّنهما ل يزالن عند الئمة يتوارثونهما واحدا بعد واحد . ال ّ
و قال العلمة التفتازاني الشافعي في شرح المقاصد في مبحطث المامططة بعطد مطا قطال فططي
المحقق العلمة الخواجة نصير الدين الطوسي ما قال ،قال :و العظماء من عططترة الّنططب ّ
ي
ي الموسومون بالدراية المعصومون في الرواية لم يكن معهم هططذه الحقططاد و أولد الوص ّ
ل الكمالت و لم يسلكوا مع رؤساء المططذهب مططن صبات و لم يذكروا من الصحابة إ ّ
و التع ّ
ي بن موسططى الّرضططا مططع ل طريق الجلل و العظام و ها هو المام عل ّ علماء السلم إ ّ
جللة قدره و نباهة ذكره و كمال علمه و هداه و ورعه و تقواه قد كتب على ظهر كتططاب
عهد المأمون له ما ينبيء عن وفور حمده و قبول عهده و التزام ما شرط عليه و أن كتب
في آخره :و الجامعة و الجفر يّدلن على ضّد ذلططك إلططى أن قططال :و هططذا العهططد بخطهمططا
موجود الن في المشهد الرضوى بخراسان .
ي القيسي :
قال ابن خّلكان في تاريخه في ذيل ترجمة عبد المؤمن بن عل ّ
قال ابن قتيبة :هو جلد جفر اّدعوا أّنه كتب لهم فيه المام كّلما يحتاجون إلى علمه و كلما
يكون إلى يوم القيامططة .ثطّم قططال ابططن خّلكططان :قلططت و قططولهم :المططام يريططدون بططه جعفططر
سلم و إلى هذا الجفر اشار أبو العلء المعرى بقوله : الصادق عليه ال ّ
و قوله في مسك جفر ،المسك بفتح الميم و سكون السين المهملة الجلد .
و الجفر بفتح الجيم و سكون الفاء و بعدها راء من أولد المعز ما بلغ أربعة أشهر
] [ 149
و جفر جنباه و فصل عن امططه و النططثى جفططرة .و كططانت عططادتهم أّنهططم فططي ذلططك الزمططان
ل سبحانه و تعالى يعلم . يكتبون في الجلود و العظام و الخزف و ما شاكل ذلك و ا ّ
انتهى كلم ابن خّلكان .
أقول :المراد من قوله » مرآة المنجم « هططو السطططرلب و هططو اسططم للططة مشططتملة علططى
حجرة و عضادة و صفحة عنكبوت و صفائح مرسوم فيهططا خطططوط مسططتقيمة و مسططتديرة
تامة و ناقصة متوازية و غير متوازية يعرف بها كثير من أحوال الفلكّيات و الرضططيات
و الزمانيات حّتى أن العلمة الفلكي عبد الرحمان بن عمر الصوفي المتوفي سططنة 376ه
ل باب فططي معرفططة شططيء مططن صنف كتابا في العمل بالسطرلب أنهاه إلى 386أبواب ك ّ
الحوال المذكورة .
و كلمة اسطرلب على ما ذهب اليططه حمططزة الصططبهاني ) كمططا نقططل العلمططة أبططو ريحططان
البيروني في رسالته الموسومة بافراد المقال و كذا في كتططابه الموسططوم بططالتفهيم ( معربططة
استارهياب ،أى مدرك النجوم .
و قال البيروني :و ممكن أن يكون معربا من اليونانّية فان اسمه باليونانّيططة اسطططرلبون و
اسطر هو النجم بدليل أن علم الهيئة يسمى عندهم اسطرونوميا .
و قال في التفهيم :اسطرلب چيست ؟ اين آلتي اسططت يونانيططان را ،نططامش اسطططرلبون
اى آيينه نجوم .و حمزة اسپاهانى او را از پارسطى بيططرون آورده كططه نطامش سطتارهياب
است .
و الصواب ما ذهب اليه البيروني كما اختاره المعرى في البيت حيث قال مرآة المنجططم و
يوافقه ما في اللغة الفرنسية أن كلمة السطرلب باليونانّية مركبة مططن اي الكططوكب و اي
المرآة أو الميزان و لذا فسره كوشيار بميزان الشمس كما نقل عنه الفاضل البيرجندي في
شرحه على رسططالة السطططرلب للخططواجه نصططير الططدين الطوسططي .و كططان الصططحيح ان
يفسره بميزان الكوكب لن كلمة ل تفيد معني الشمس و لم يذكر فططي المعططاجم أن الشططمس
أحد معانيها
] [ 150
ن في أحاديثنا فسر الجفر باّنه جلطد ثطور ل أّنطه مطن جلطد اولد المعطز كمطا فسطره ابطن
ثّم إ ّ
خّلكان ففي الكافي لثقة السلم الكليني ) الططوافي ص 135م ( 2باسططناده إلططى ابططن رئاب
سلم بعض أصحابنا عن الجفر ؟ ل عليه ال ّ
عن الحذاء قال :سأل أبا عبد ا ّ
ل ط و سططلمه عليططهي بن موسى الملقب بالجواد و التقططى صططلوات ا ّ أبو جعفر محّمد بن عل ّ
ي بططن
سططلم :و كططان يططروى مسططندا عططن آبططائه إلططى علط ّ
قال ابن خّلكان في ترجمته عليه ال ّ
ل عليه و آله إلى اليمن فقططال لططي ل صّلى ا ّ
سلم اّنه قال :بعثني رسول ا ّ أبيطالب عليهم ال ّ
و هو يوصيني :
ي عليططك بالّدلجططة فططإن الرض ي ما خاب من استخار ،و ل ندم من استشار .يا عل ط ّ يا عل ّ
ل بارك لّمتي فططي بكورهططا ل فان ا ّ ي أعذ باسم ا ّ تطوى بالّليل ما ل تطوى بالنهار ،يا عل ّ
ل فقد استفاد بيتا في الجّنة .و قال جعفر بططن محّمططد بططن و كان يقول :من استفاد أخا في ا ّ
مزيد :كنت ببغداد فقال لي محّمد بن منده بن مهريزد :هططل لططك أدخلططك علططي محّمططد بططن
لطي الرضا ؟ فقلت :نعم ،قال :فادخلني عليه فسلمنا و جلسنا فقال :حديث رسططول ا ّ عل ّ
ل ذّرّيتها علططى
سلم أحصنت فرجها فحّرم ا ّ ن فاطمة عليها ال ّل عليه و آله و سّلم إ ّ
صّلى ا ّ
سلم و له حكايات و أخبار كثيرة . الّنار قال :ذلك خاص بالحسن و الحسين عليهما ال ّ
أقول :و من تلك الخبار و الحكايات الّداّلة على وفططور علمططه و تططبريزه علططى كافططة أهططل
الفضل و العلم مع صغر سنه احتجططاجه علططى يحيططى بططن اكثططم قاضططي زمططانه فططي مجلططس
المأمون عند جّم غفير من أهل العلم و الفضططل رواه الشططيخ المفيططد فططي الرشططاد و الشططيخ
الجليل الطبرسي في الحتجاج و أتى به المجلسي في المجلد الرابع من البحططار و غيرهططم
من أعاظم العلماء الخيار في جوامعهم المحتويططة مططن أخبططار الئمططة الطهططار .قططال فططي
سلم لما رأى من فضله مططع صططغر الرشاد :و كان المأمون قد شعف بأبي جعفر عليه ال ّ
سنه و بلوغه في العلم و الحكمة و الدب و كمال العقل ما لم يساوه فيططه أحططد مططن مشططايخ
أهل الزمان فزّوجه ابنته ام الفضل و حملها معه إلى المدينة
] [ 151
ي بن إبراهيم بن هاشم عططن أبيططه ،عططن قال :و روى الحسن بن محّمد بن سليمان عن عل ّ
الرّيان بن شبيب قال :لّما أراد المأمون أن يزّوج ابنته ام الفضل أبا جعفر محّمد بن عل ّ
ي
سلم بلغ ذلك العّباسيين فغلظ عليهم و استكبروه و خططافوا أن ينتهططى المططر معططه عليهما ال ّ
سططلم فخاضططوا فططي ذلططك و اجتمططع منهططم أهططل بيتططه إلى ما انتهى إليه مططع الّرضططا عليططه ال ّ
ل يا أمير المؤمنين أن تقيم على هذا المر اّلططذي قططد عزمططت الدنون منه فقالوا :ننشدك ا ّ
لط و تنططزع مّنططا
عليه من تزويج ابن الرضا فإنا نخاف أن تخرج به عّنا أمططرا قططد مّلكنططاه ا ّ
عّزا قد ألبسناه ،فقد عرفت ما بيننططا و بيططن هططؤلء القططوم قططديما و حطديثا و مطا كططان عليططه
الخلفاء الراشدون قبلك من تبعيدهم و التصططغير بهططم و قططد كّنططا فططي وهلططة مططن عملططك مططع
ل أن ترّدنا إلى غّم قططد انحسططر عّنططا و لا ّل المهّم من ذلك فا ّالرضا ما عملت حّتى كفانا ا ّ
سلم و اعدل إلى من تراه من أهل بيتك يصلح لذلك اصرف رأيك عن ابن الّرضا عليه ال ّ
دون غيره .
فقال لهم المأمون :أّما ما بينكم و بين آل أبي طالب فأنتم السبب فيططه و لططو انصططفتم القططوم
لكانوا أولى بكم ،و أّما ما كان يفعله من قبلي بهم فقد كان به قاطعططا للرحططم و أعططوذ بططا ّ
ل
ل ما ندمت على ما كان مّني من استخلف الرضا و لقد سألته أن يقوم بالمر من ذلك و ا ّ
ي قططد
ل قدرا مقدورا ،و أّما أبو جعفر محّمد ابن عل ّ و أنزعه عن نفسي فأبي و كان أمر ا ّ
اخترته لتبريزه على كافة أهل الفضل في العلم و الفضل مع صغر سّنه و العجوبططة فيططه
بذلك و أنا أرجو أن يظهر للناس ما قد عرفته منه فيعلموا أن الرأى ما رأيت فيه .
لط و
فقال لهم :ويحكم إّني أعرف بهذا الفتى منكم و أن هططذا مطن أهطل بيططت علمهططم مططن ا ّ
مواّده و إلهامه لم يزل آباؤه أغنياء في علم الّدين و الدب عن الرعايططا الناقصططة عططن حطّد
الكمال فإن شئتم فامتحنوا أبا جعفر بما يتبّين لكم به ما وصفت
] [ 152
ل بيننا و بينطه ننصطب مطن قالوا له :قد رضينا لك يا أمير المؤمنين و لنفسنا بامتحانه فخ ّ
يسأله بحضرتك عن شيء من فقه الشريعة فإن أصاب الجواب عنه لم يكن لنططا اعططتراض
في أمره و ظهر للخاصة و العاّمة سديد رأى أمير المططؤمنين ،و إن عجططز عططن ذلططك فقططد
كفينا الخطب في معناه .
فقال لهم المأمون :شأنكم و ذاك مططتى أردتططم .فخرجططوا مططن عنططده و اجتمططع رأيهططم علططى
مسألة يحيى بن اكثم و هو يومئذ قاضي الزمان على أن يسططأله مسططألة ل يعططرف الجططواب
فيها و وعدوه بأموال نفيسة على ذلك و عادوا إلططى المططأمون فسططألوه أن يختططار لهططم يومططا
للجتماع ،فأجابهم إلى ذلك فاجتمعوا في اليوم اّلذى اتفقوا عليه و حضر معهم يحيى بططن
سلم دست و يجعل له فيه مسورتان ففعل اكثم فأمر المأمون أن يفرش لبي جعفر عليه ال ّ
سططلم و هططو يططومئذ ابططن تسططع سططنين و أشططهر فجلططس بيططن
ذلك و خرج أبو جعفططر عليططه ال ّ
المسورتين و جلس يحيى بن أكثم بين يديه و قام الناس في مراتبهم و المأمون جالس فططي
سلم .دست متصل بدست أبي جعفر عليه ال ّ
فقال يحيى بن أكثم للمأمون :أتأذن لي يا أمير المؤمنين أن أسأل أبا جعفر ؟
فقال له المأمون :استأذنه في ذلك .فأقبل عليطه يحيطى بطن أكثطم فقطال :أتطأذن لطي جعلطت
سلم :سل إن شئت . فداك في مسألة ؟ قال له أبو جعفر عليه ال ّ
قتله عمدا أو خطئا ،حّرا كان المحرم أم عبدا ،صغيرا كططان أو كططبيرا ،مبتططدئا بالقتططل أم
معيدا ،من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها ،من صغار الصيد كان أم من كبططاره ،
مصّرا على ما فعل أو نادما ،في الليل كان قتله للصيد أم نهارا ،
ج كان محرما ؟
محرما كان بالعمرة إذ قتله أو بالح ّ
فتحير يحيى بن أكثم و بان في وجهه العجز و النقطاع و لجلج حّتى عرف جماعططة أهططل
ل على هذه النعمة و التوفيق لي
المجلس أمره .فقال المأمون :الحمد ّ
] [ 153
في الرأي .ثّم نظر إلى أهل بيته و قال لهم :أعرفتم الن ما كنتم تنكرونه ؟
سلم :
صة من بقي قال المأمون لبي جعفر عليه ال ّ
فلّما تفرق الّناس و بقي من الخا ّ
] [ 154
ل فعليه حمل قططد فطططم مططن اللبططن ،و إذا قتلططه فططي الحططرم
مضاعفا ،فاذا قتل فرخا في الح ّ
فعليه الحمل و قيمة الفرخ ،و إن كان من الوحش و كان حمار وحش فعليه بقرة ،
و إن كان نعامة فعليه بدنة ،و إن كان ظبيا فعليه شاة ،فان قتل شيئا من ذلك فططي الحططرم
فعليه الجزاء مضاعفا هديا بالغ الكعبة ،و إذا أصاب المحرم ما يجب عليه الهططدى فيططه و
ج نحره بمنى ،و إن كان إحرامه بالعمرة نحره بمكططة ،و جطزاء الصططيد كان إحرامه بالح ّ
على العالم و الجاهل سواء ،و في العمد له المأثم و هططو موضططوع عنططه فططي الخطططاء ،و
الكفارة على الحّر في نفسه ،و على السّيد في عبده ،و الصطغير ل كفطارة عليطه ،و هطي
على الكبير واجبة ،و النادم يسقط بندمه عنه عقاب الخرة ،
فلّما طلع الفجر حّلت له ،ما حال هذه المرأة و بما ذا حّلت له و حرمت عليه ؟
ى فططي أّول النهططار سلم :هذه أمة لرجل من الّناس نظططر إليهططا أجنططب ّ
فقال أبو جعفر عليه ال ّ
فكان نظره إليها حراما عليه ،فلّما ارتفع النهار ابتاعها من مولها فحّلت لططه ،فلّمططا كططان
عند الظهر أعتقها فحرمت عليه ،فلّما كان وقت العصر تزّوجها فحّلت له ،
فلّما كان وقت المغرب ظاهر منها فحرمت عليه ،فلّما كان وقت العشاء الخرة كفر عططن
الظهار فحّلت له ،فلّما كان في نصف الليل طّلقها واحدة فحرمت عليه ،
] [ 155
قال :فأقبل المأمون على من حضره من أهل بيته فقال لهم :هل فيكم أحد يجيب عن هذه
المسألة بمثل هذا الجواب أو يطرف القول فيما تقّدم من السؤال ؟
ن صططغر صوا من الخلق بما ترون مططن الفضططل و إ ّ ن أهل هذا البيت خ ّ فقال لهم :ويحكم إ ّ
لط عليططه و آلططه افتتططح
لط صطّلى ا ّ
ن فيهم ل يمنعهم من الكمال ،أما علمتططم أن رسططول ا ّالس ّ
سلم و هو ابططن عشططر سططنين و قبططل ي بن أبيطالب عليه ال ّدعوته بدعاء أمير المؤمنين عل ّ
منه السلم و حكم له به و لم يدع أحدا في سّنه غيره ،و بايع الحسن و الحسططين عليهمططا
سلم و هما ابنا دون ست سنين و لم يبايع صبّيا غيرهما ؟ أفل تعلمون الن مططا اختططص ال ّ
ل به هؤلء القوم و أّنهم ذرّية بعضها من بعض يجري لخرهم ما يجرى لّولهم ؟ قالوا ا ّ
:صدقت يا أمير المؤمنين .
سططلم و صططار
ثّم نهض القوم فلّما كان من الغد حضر الّناس و حضطر أبطو جعفطر عليططه ال ّ
سططلم فططاخرجتصة و العاّمة لتهنئة المأمون و أبي جعفر عليططه ال ّ
القّواد و الحجاب و الخا ّ
ضة فيها بنادق مسك و زعفران معجون في أجواف تلك البنادق رقطاع ثلثة أطباق من الف ّ
مكتوبة بأموال جزيلة و عطايا سطنّية و أقطاعططات فطأمر المططأمون بنثرهططا علطى القطوم فططي
ل من وقع في يده بندقططة أخططرج الرقعططة اّلططتي فيهططا و التمسططه فططاطلق لططه و
صته فكان ك ّ
خا ّ
وضعت البدر فنثر ما فيها على الّقواد و غيرهم و انصرف الّناس و هم أغنيططاء بططالجوائز
و العطايا و تقّدم المأمون بالصدقة على كافة المساكين و لم يزل مكرما لبي جعفر عليططه
ظما لقدره مّدة حياته يؤثره على ولده و جماعة أهل بيته . سلم مع ّال ّ
سلم ،راقططك منططه ي الرضا عليهما ال ّ بيان :المراد بابن الّرضا هو أبو جعفر محّمد بن عل ّ
أي عجبه و سّره ،الهططدى بالفتططح ثطّم السططكون :السططيرة و الهيئة و الطريقططة و هططو فاعططل
لقولهم راقك ،على مسألة يحيى بن أكثم أى أن يستدعوا منه .و الدست بالفتح ثّم السكون
:الوسادة و يقال بالفارسطّية تشططك .المسططورة كمكنسططة المتكططأ مططن أدم .لجلططج أى تططرّدد .
اخطب جعلت فداك لنفسك :جعلت فداك معترضة
] [ 156
ى.
وقعت في البين و لنفسك متعلق بقوله :اخطب .جيادا جمع الجّيد ،و هو ضّد الّرد ّ
و البريسطم معطّرب أبريشطم .العجطل كالجططل :اللططة اّلطتي تحمطل عليهططا الثقططال و يقطال
ي كظهر اّمططي بالفارسية :گارى .الغالية :الطيب .ظاهر منها :أى قال لها :ظهرك عل ّ
كما بين في الفقه .
» عععععع عععععع «
] [ 157
طلطططططططططططططططططططططططة
أضطططططططططططططططططططططططحت منطططططططططططططططططططططططازلهم قفطططططططططططططططططططططططرا مع ّ
و ساكنوها إلى الجداث قد رحلوا
لطط
سلم و ظنوا أن بادرة تبدر منه إليه قال :و ا ّ
ي عليه ال ّ
قال :فأشفق من حضر على عل ّ
لقد بكى المتوكل بكاء طويل حّتى بلت دمطوعه لحيتطه و بكطى مطن حضطره ثطّم أمطر برفطع
الشراب ثّم قال له :يا أبا الحسن أ عليك دين ؟ قال :نعم ،أربعة آلف دينار فأمر بدفعها
اليه و رّده إلى منزله من ساعته مكرما .
و نقل القصة ثقة السلم الكلينططي فططي الكططافي و الفيططض ) ره ( فططي الططوافي ) ص 195م
( 2و الشيخ الجليل المفيد في الرشاد أعجب ما نقله ابن خّلكططان ،قططال المفيططد :أخططبرني
ي بن إبراهيم ،عن ابن النعيططم أبو القاسم جعفر بن محّمد ،عن محّمد بن يعقوب ،عن عل ّ
ابن محّمد الطاهرى قال :مرض المتوكل من خراج خرج به فأشططرف منططه علططى المططوت
ي بططن
سه بحديدة فنذرت اّمه إن عوفي أن تحمل إلى أبططي الحسططن علط ّ فلم يجسر أحد أن يم ّ
سلم مال جليل من مالها و قال له الفتططح بططن خاقططان :لططو بعثططت إلططى هططذا محّمد عليهما ال ّ
لط بطه
سلم فسألته فاّنه رّبما كان عنده صطفة شطيء يفطرج ا ّ الّرجل يعني أبا الحسن عليه ال ّ
عنك فقال :ابعثوا اليه فمضى الرسول و رجع فقال :خذوا كسب الغنم فديفوه بماء الورد
ل ،فجعل من يحضر المتوكل يهزأ مططن قططوله فقطال وضعوه على الخراج فاّنه نافع باذن ا ّ
ل إّني لرجو الصلح به فأحضر الكسططب و لهم الفتح :و ما يضّر من تجربة ما قال فو ا ّ
شططرت اّم المتوكططلديف بماء الورد و وضع على الخراج فانفتح و خرج مططا كططان فيططه و ب ّ
سططلم عشططرة آلف دينططار تحططت ختمهططا و اسططتقل بعافية فحملت إلططى أبططي الحسططن عليططه ال ّ
سلم إلططى المتوكططل و قطال : المتوكل فلّما كان بعد أّيام سعى البطحائي بأبي الحسن عليه ال ّ
عنده أموال و سلح فتقدم المتوكل إلى سعيد الحاجب أن يهجم عليه ليل و يأخذ مططا يجططده
عنده من الموال و السلح و يحمل إليه ،قال إبراهيم بن محّمد :
] [ 158
ألبث أن أتوني بشمعة فنزلت فوجدت عليه جّبططة صططوف و قلنسططوة منهططا و سططجادته علططى
شتها فلططم أجططد
حصير بين يديه و هو مقبل على القبلة فقال لي :دونك البيوت فدخلتها و فت ّ
فيها شيئا و وجدت البدرة مختومة بخاتم اّم المتوكل و كيسا مختوما معها .
سلم دونك المصطّلى فرفعتططه فوجططدت سططيفا فططي جفططن ملبططوس فقال لي أبو الحسن عليه ال ّ
فأخذت ذلك و صرت إليه فلّما نظر إلى خاتم اّمططه علططى البططدرة بعططث إليهططا فخرجططت إليططه
صة أنها قالت :كنت نذرت في عّلتك إن عططوفيت فسألها عن البدرة فأخبر بعض خدم الخا ّ
أن أحمل إليه من مالي عشرة آلف دينار فحملتها إليه و هذا خاتمي على الكيس ما حّركه
و فتح الكيس الخر فاذا فيه أربعمائة دينار فأمر أن يضم إلى البططدرة بططدرة اخططرى و قططال
سلم و اردد عليه السيف و الكيس بما فيه فحملططت لي :احمل ذلك إلى أبي الحسن عليه ال ّ
ي دخططولى دارك بغيططر اذنططك و لكّنططي ذلك إليه و استحييت منه فقلت له :يا سيدى عّز عل ط ّ
ي منقلب ينقلبون . مأمور فقال لى :و سيعلم اّلذين ظلموا أ ّ
بيان :الخراج بالضم ما يخرج في البدن من القروح كالدمل و شططبهه .و فططي الصططحاح :
الكسب بالضم عصارة الدهن و قال بعض أهل اللغة :هو ما تلّبد من أبعططار الشططاة و لهططذا
اضيف الكسب إلى الغنم و جاء في الكافي كسب الشاة مكان كسب الغنم .
دافه بالشيء أى خلطه .ضعوه فعل أمر .استقل المتوكل اى رفع علته و برأ .
ى أى اشتّد و صعب علططى دخططولى دارك بغيططر إذنططك .و فططي الكططافي :سططعى إليططه
عّز عل ّ
البطحائى العلوى .
ي بن
أقول :تلك البيات مذكورة في الديوان المنسوب إلى جّده و سمّيه أمير المؤمنين عل ّ
سلم و تنتهى إلى خمسة و عشرين بيتا ،و فضائله و مناقبه و معجزاته أبيطالب عليهم ال ّ
و احتجاجاته في التوحيد و سائر العلوم الدينّية و الدنياوّية على المخالف و المؤالف حجة
قاطعة على اولى الدراية و النهى في سمّو مقامه و تكامل فضله و وفططور علمططه و امططامته
و خلفته .
لط وحطده ل
سلم عن التوحيد فقيطل لطه :لطم يطزل ا ّ
في الحتجاج :سئل أبو الحسن عليه ال ّ
شيء معه ثّم خلق السماء بديعا و اختار لنفسه السماء و لم تزل السماء و الحروف
] [ 159
و فيه أيضا :قدم إلى المتوكل رجل نصراني فجر بامرأة مسلمة فأراد أن يقيم الحد عليططه
فأسلم فقال يحيى بن أكثم :قد هدم إيمانه شركه و فعله و قال بعضهم يضرب ثلثة حدود
و قال بعضهم :يفعل به كذا و كذا فأمر المتوكل بالكتاب إلى أبي الحسن العسططكرى عليططه
سلم و سؤاله عن ذلك فلّما قرأ الكتاب كتب :يضرب حّتى يموت ،فأنكر يحيى و أنكر ال ّ
فقهاء العسكر ذلك فقالوا :يا أمير المؤمنين سل عن هذا فاّنه شيء لم ينطق به كتاب و لم
تجيء به سنة فكتب اليه :إن فقهاء المسلمين قد أنكروا هذا و قالوا :لم تجيء بططه سططنة و
ل الّرحمططن
لم ينطق به كتاب فبّين لنا لم أوجبت عليه الضرب حّتى يموت ؟ فكتب :بسم ا ّ
ل وحده و كفرنا بما كنا به مشططركين .فلططم يططك ينفعهططم
الّرحيم فلّما رأوا بأسنا قالوا آمنا با ّ
إيمانهم لما رأوا بأسنا الية .فأمر به المتوكل فضرب حّتى مات .
و كذا غيرها من الحتجاجططات النيقططة العلمّيططة رواهططا ثقططات المحططدثين .و بالجملططة و قططد
اجتمعت فيه خصال المامة و تكامل علومه و فضله و جميع خصال الخيطر فيطه و كطانت
سلم و لو ذكرنا جميع محاسنه الكريمة و أخلقه كّلها خارقة للعادة كاخلق آبائه عليهم ال ّ
آثاره العلمّية لطال الكتاب بها .
» عععععع عععععع ععع «
هو أحد الئمة الثنى عشر على اعتقاد المامّية و هو والد المنتظر صططاحب السططرداب و
ى يعرف بهذه النسبة إلططى أن قططال :و العسططكري بفتططح العيططن
يعرف بالعسكري و أبوه عل ّ
المهملة و سكون السين المهملة و فتح الكاف و بعدها راء هذه النسبة إلى
] [ 160
سّر من رأى و لّما بناها المعتصم و انتقططل إليهططا بعسططكره قيططل لهططا العسططكر و انمططا نسططب
ن المتوّكل أشخص أباه علّيا إليها و اقام بها عشرين سططنة و تسططعة الحسن المذكور إليها ل ّ
أشهر فنسب هو و ولده هذا اليها .انتهى كلمه .
ل ط عليططه و
ل ص طّلى ا ّ و في الخرائج و الجرائح للراوندي :كانت أخلقه كاخلق رسول ا ّ
آله و كان رجل أسمر حسن القامة جميل الوجه جيد البدن حدث السن له جللة و هيبططة و
صططة اضطططرارا يعظمططونه لفضططله و يفططدونه لعفططافه و
هيئة حسططنة تعظمططه العاّمططة و الخا ّ
صيانته و زهده و عبادته و صلحه و اصلحه و كطان جليل نطبيل فاضططل كريمططا يحمطل
الثقال و ل يتضعضع للنواكب أخلقه خارقة للعادة على طريقة واحدة .
و في الحتجاج للطبرسي بإسناده إلى أبي يعقوب يوسف بن محّمد بن زياد و أبي الحسن
ن قومططا عنططدنا يزعمططون أن ي بن محّمد بن سّيار أّنهما قال :قلنا للحسن أبططي القططائم :إ ّ
عل ّ
ل ط مططع
هاروت و ماروت ملكان اختارتهما الملئكة لما كثر عصيان بني آدم و أنزلهمططا ا ّ
ثالث لهما إلى الّدنيا و أنهما افتتنا بالزهرة و ارادا الزنا بها و شططربا الخمططر و قتل النفططس
ل ط مسططخ تلططكن السحرة منهما يتعّلمون السحر و أن ا ّ ل يعذبهما ببابل و أ ّ نا ّ
المحرمة و أ ّ
المرأة هذا الكوكب الذي هو الزهرة ؟
ي أو إمام من البشر ؟
ل لم يخل الّدنيا من نب ّ
نا ّ
سلم :أو لست تعلم أ ّ
ثّم قال عليه ال ّ
ل نوحى إليهم مططن أهططل
ل رجا ً
ل تعالى يقول و ما أرسلنا قبلك يعني إلى الخلق إ ّ
أو ليس ا ّ
القرى فأخبر أّنه لم يبعث الملئكة إلى الرض ليكونوا أئّمة و حكاما
] [ 161
ل.
و إّنما ارسلوا إلى أنبياء ا ّ
سلم :حّدثني أبي عن جّدي عن الّرضا عن أبيه عن آبططائه عططن علطيّ و قال المام عليه ال ّ
لط اختارنططا معاشططر آل محّمططد ولط عليططه و آلططه :إنّ ا ّ
ل صطّلى ا ّ
سلم عن رسول ا ّ عليه ال ّ
ل علطى علطم منطه بهططم أّنهططم ل
اختار النبيين و اختطار الملئكططة المقربيططن و مطا اختطارهم إ ّ
صططمون بططه إلططىيواقعون ما يخرجون بططه عططن وليتططه و ينقطعططون بططه عططن عصططمته و ين ّ
المستحقين لعذابه و نقمته .
لط
لط صطّلى ا ّ
ص عليططه رسططول ا ّل عليه لمططا نط ّن علّيا صلوات ا ّقال :قلنا :فقد روى لنا إ ّ
لط
ل وليته على فئام و فئام مططن الملئكططة فأبوهططا فمسططخهم ا ّعليه و آله بالمامة عرض ا ّ
ضفادع ،
ل و ملئكته و حملة عرشه و جميع خلقه من أرضه و سمائه قال في المناقب :صلوات ا ّ
جة على ذوى الجحود ،
على البحر الزاخر ،زين المفاخر ،الشاهد لرباب الشهود ،الح ّ
معّرف حدود حقائق الربانّية ،منّوع أجناس العالم السبحانية ،عنقاء قاف القططدم ،العططالي
عن مرقاة الهمم ،وعاء المانة ،محيط المامة ،مطلع النوار
] [ 162
ل عليه و آله و المكّنى بكنيته الذي بيمنططه رزق الططورى و ل صّلى ا ّالمسّمى باسم رسول ا ّ
ل في أرضطه و المنتقطم ببقائه بقيت الدنيا خاتم الوصياء و شرف الرض و السماء بقية ا ّ
جة من آل محّمططد صططاحب الزمططان و خليفططة الّرحمططن إمامنططا و مولنططا ابططن من أعدائه الح ّ
ل ط فيهططا
ل تعالى فرجه كان سّنه عند وفاة أبيه خمس سنين آتططاه ا ّ جل ا ّالحسن العسكري ع ّ
الحكمة و فصل الخطاب و جعله آية للعالمين و آتاه الحكمة كما آتاها يحيى صبيا و جعلطه
إماما في حال طفوليته كما جعل عيسى في المهد نبيا هو المعصوم من الططزلت و المقططوم
سلم خارقة للعادة ،و كططان الخططبر بغيبتططه ثابتططاللعصاة سيرته سيرة آبائه عليه و عليهم ال ّ
قبل وجوده و بدولته مستفيضا قبل غيبته و هططو صططاحب السططيف مططن أئمططة الهططدى عليهططم
ل به الرض قسطططا و عططدل كمططا سلم و القائم بالحق المنتظر لدولة اليمان الذي يمل ا ّ ال ّ
ملئت جورا و ظلما .
و سميته بالبيان في أخبطار صطاحب الّزمطان و عّريتطه عطن ططرق الشطيعة تعريطة تركيطب
جة إذ كل ما تلقته الشيعة بالقبول و إن كان صحيح النقل فإّنمططا هططو خّريططت منططارهم و
الح ّ
خدارية زمارهم فكان الحتجاج بغيره آكد و فيه أبواب :
] [ 163
سلم .
ل عليه و آله بمبايعة المهدي عليه ال ّ
ي صّلى ا ّ
الباب الّرابع في أمر الّنب ّ
سلم .
الباب الخامس في ذكر نصرة أهل المشرق للمهدي عليه ال ّ
سلم .
الباب السادس في مقدار ملكه بعد ظهوره عليه ال ّ
سلم .
الباب السابع في بيان انه يصّلى بعيسى عليه ال ّ
سلم .
ل عليه و آله المهدي عليه ال ّ
ي صّلى ا ّ
الباب الّثامن في تحلية الّنب ّ
سلم .
الباب العاشر في ذكر كرم المهدي عليه ال ّ
سطلم هطو المسطيح بطن مريطم ن المهطدي عليطه ال ّ الباب الحاديعشر في الرد على من زعطم ا ّ
ل عليه و آله لططن تهلططك امططة أنططا فططي أّولهططا و عيسططى فططي
الباب الثانيعشر في قوله صّلى ا ّ
آخرها و المهدي في وسطها .
سلم .
الباب الّرابع عشر في ذكر اسم القرية التي يكون فيها خروج المهدي عليه ال ّ
سلم .
الباب الثالث و العشرون في ذكر تنّعم الّمة زمن المهدي عليه ال ّ
ل.
ن المهدي خليفة ا ّ
ل عليه و آله أ ّ
ل صّلى ا ّ
الباب الرابع و العشرون في أخبار رسول ا ّ
سلم حيا
الباب الخامس و العشرون في الدللة على جواز كون المهدي عليه ال ّ
-----------
) ( 1م مم ممم ممم ممممم م مممم م م م م م مم
ممم م ممم مم ممم ممم مم م م ممم مم ممم ممم
مم م م م م مممم م م م ممم مم مممم مم م مم
مممممم مممممم ممم مم مم مممم » .مممممم «
-----------
) ( 2م مم ممم ممم ممممم م مممم م م م م م مم
ممم م ممم مم ممم ممم مم م م ممم مم ممم ممم
مم م م م م مممم م م م ممم مم مممم مم م مم
مممممم مممممم ممم مم مم مممم » .مممممم «
] [ 164
باقيا مذ غيبته .ثّم أخذ في نقل الحاديث المنقولة من كتب الصحاح الس طّتة و غيرهططا مططن
ل باب .كتب العامة لك ّ
و إن سطاعدنا التوفيطق نطأتى بطائفطة مطن المططالب العلميطة الخطر قمعطا لبعطض الشطبهات
سلم لكميل بن زياد النخعى :
الموهومة الموهونة في المقام في ضمن كلمه عليه ال ّ
ن ما حّررنا و نقلناه في المقام قطرة من بحار علمهم و رشحة من سططماء فيضططهم و اعلم أ ّ
ن المستضيئين من أنططوار علططومهم ل يعططدون و و كفى لطالب الحق العالم البصير شاهدا ا ّ
سططلم أخططذوا تلططك المعططارف اللهّيططة مططنل يحصون كثرة و ما تفطّوه أحططد بططأّنهم عليهططم ال ّ
ن كطلّ واحططدغيرهم و اشتغلوا بالدراسة لدى عالم بل اتفططق محققططو المططة و منصططفوها بططأ ّ
سلم أفضل عصره في جميع الكمالت و الفضططائل و المحامططد و الخصططائل منهم عليهم ال ّ
ل تعالى المنصوبون من عنططده و المعصططون فتنّبه و تيقن بأن علومهم لدنية و انهم حجج ا ّ
مما ل يليق لهم .
قال المؤلف الشارح الفقير المفتاق إلى رحمة رّبه و المشتاق إلى حضرة جنابه نجم الدين
ل الطبري الملي :أشهد أن هؤلء أئمتي و سادتي و قادتي أئمططة الهططدى
الحسن بن عبد ا ّ
و مصابيح الدجى و ينابيع الحسنى من فاضل طينتهم خلقت ،
ل تعالى و بهمو بحّبهم ولدت ،و بحّبهم أعيش و بحّبهم أموت و بحّبهم ابعث حّيا إنشاء ا ّ
أتولى و من أعدائهم أتبرأ .قد افلح من استمسك بذيل وليتهم و فاز من دخل فططي حصططن
أمنهم و شرفهم و اغترف من قاموس علمهم و ارتوى مططن بحططر جططودهم و مططن اعططرض
سلم شهداء ا ّ
ل عنهم فان له معيشة ضنكا و هو في الخرة من الخاسرين .لّنهم عليهم ال ّ
ل و ولة أمره و خزنة علمه على خلقه و خلفاؤه في أرضه و أبواب رحمته و اّنهم نور ا ّ
لط و مططن
و عيبة وحيه و بهم عططرف الصططواب و علططم الكتططاب فمططن أطططاعهم فقططد أطططاع ا ّ
ل و عل .صدق لجّ عصاهم فقد عصاه هم العروة الوثقى و الوسيلة إلى ا ّ
] [ 165
سلم أوصافا و هذه الوصاف على الكمال و سلم ذكر فيها لل محّمد عليهم ال ّ اّنه عليه ال ّ
ل مططن كططان مؤّيططدال عليهم فاّنه ل يتصف بمجموعها إ ّ ل بهم و ل يصدق ا ّ التمام ل يليق ا ّ
ل تعططالى خليفططة لططه و امامططا للنططاسل و منصوبا من عنده و بالجملة على من جعله ا ّ من ا ّ
سلم ) :هم عيش العلم ( أى هم حياة العلم و نفسه يدور معهم حيططث داروا و قوله عليه ال ّ
ى بهططممتى كان المام كان العلم و سائر الصفات الكمالية النسانية و بالجملة ان العلم ح ط ّ
سلم و من تتبع الكتب العلمّية يجد أن أنوار فكاّنما العلم ذو جسد روحه آل محّمد عليهم ال ّ
علوم الئّمة اشرقت الرض و انارت القلوب و أضائت النفططوس فعليططك بنهططج البلغططة و
الصحيفة الكاملة و مجّلدات الكططافي و التهططذيب و الستبصطار و مطن ل يحضططره الفقيطه و
روايات مجّلدات البحار و تفاسير علماء المامّية و غيرها مّمططا ل تحصططى كططثرة بططل فططي
سططلم فططي حقططائق ن الكططل عيططالهم عليهططم ال ّ
تآليف العامططة أيضططا حططتى تططرى بعيططن اليقيططن ا ّ
الصول و دقائق الفروع .
» عععع ععع عععععع عع ععع عععع ععع ععععع ع
ععع « » ععع عععععععع عععععع عععععع «
ي عليه المنقول عن ابن الجوزي في خصائص الئّمة ،فانه قال :لو ل أمير المؤمنين عل ّ
ل عليططه و آلططه لططم تحصططل لططه
ي صّلى ا ّ
سلم لما كمل توحيد المسلمين و عقائدهم إذا الّنب ّ
ال ّ
ل بقدر أداء امهات العقائد و الفروع و أما دقائقها من كون الصفات مثل قسمين الفرصة إ ّ
:
ذاتية و فعلية و أن أيها عين ذاته تعالى و أيها ليست بعينها و غيرها من دقائق المطالب
] [ 166
ن المسلمين عيال على أمير المططؤمنين متعلمططون منططه .إلططى أن قططال فططي حططق
و رقائقها فا ّ
ي بن الحسين زين العابططدين لططه حططق التعليططم فططيمولنا سيد الساجدين ما محصله :ان عل ّ
لط تعططالى فطانهالملء و النشاء و كيفية المكالمطة و المخاطبطة و عطرض الحططوائج إلططى ا ّ
لوله لم يعلم المسلمون كيف يتكلمون و يتفّوهون سططبحانه فططي حططوائجهم فططان هططذا المططام
سلم عّلمهم بأّنه متى ما استغفرت فقل كذا و متى ما استسقيت فقل كطذا و مطتى مطا عليه ال ّ
سططلم فقهططاءي بططن الحسططين عليهمططا ال ّ
خفت من عدّو فقل كذا الخ و قد روى عن المام عل ّ
العامة من العلوم ما ل تحصى كثرة و حفظ عنه من المواعظ و الدعية و فضائل القرآن
و الحلل و الحرام و المغازي و الّيام ما هو مشهور بين العلماء .
ي بطن الحسطين استضطاء مطن مشطكاة وجطوده و و هذا هو الصادق جعفر بن محّمد بطن علط ّ
ارتوى من بحر جوده أربعة آلف رجل مما تلوناه عليك و بعططض آثططارهم و أقططوالهم فططي
سلم .حق استاذهم الصادق عليه ال ّ
ن الجهططل يمططوت سططلم ) :و مططوت الجهططل ( أى هططم مططوت الجهططل يعنططي أ ّقططوله عليططه ال ّ
سلم و ذلك كما باشراق النور الحسي كنور الشمس مثل تزول الظلمططة بوجودهم عليهم ال ّ
لط
و تموت و ل يجتمعان كذلك بنور العلم تموت ظلمة الجهل فلّما كان آل محّمططد صطّلى ا ّ
عليه و آله شموس سماء العلم و المعرفة و ارواح اجساد العلوم و الحقائق و عيططش العلططم
فل محالة تعدم ظلمة الجهل بهم .
سلم ) :يخبركم حلمهم عططن علمهططم ( .الحلططم هططو طمأنينططة النفططس بحيططث ل قوله عليه ال ّ
يحركها الغضب بسهولة و ل يزعجه المكروه بسرعة فهططو ضططد الغضططب ،و الحلططم مططن
اشرف الكمالت النفسية بعد العلم و لذا ترى كلما يسأل عن العلم أو يمططدح يقططارن بططالحلم
ل عليه و آله :اللهم أغننى بالعلم و زّيني بالحلم .
ل صّلى ا ّ
قال رسول ا ّ
] [ 167
لط عليططه و
ل صطّلى ا ّ
سلم قال رسول ا ّ
ل عليه ال ّ
و فيه عن حّماد بن عثمان عن أبي عبد ا ّ
آله :نعم وزير اليمان العلم و نعم وزير العلم الحلم و نعم وزير الحلم الّرفق و نعم وزير
الرفق الصبر .
و في الرشاد للمفيد :روى إسحاق بن منصور السلولي قال :سمعت الحسن ابن صططالح
سلم يقول :ما شيب شيء بشيء أحسططني عليهما ال ّ
يقول :سمعت أبا جعفر محّمد بن عل ّ
من حلم بعلم .
ي عليهمططا السّططلم و
و في البحار و غيططره مططن كتططب الخبططار :لّمططا مططات الحسططن بططن علط ّ
سلم :أتحمل سريره ؟ أما و أخرجوا جنازته حمل مروان سريره فقال له الحسين عليه ال ّ
ل لقد كنت تجرعه الغيظ فقال مروان :إّنى كنت أفعل ذلك بمن يوازي ) يططوازن خ ل ( ا ّ
حلمه الجبال .
ثّم جاء في بعض النسخ كما في شرح المعتزلي و ينابيع الموّدة بعد قططوله هططذا قططوله ) :و
ن الظطاهر عنطوان البطاطن فالفعطال الحسطنة الصطادرة عنهطم و ظاهرهم عن بطاطنهم ( فطا ّ
ل على حسططن سططريرتهم و اخلصططهم لن بططدن النسططان الخلق الكريمة البارزة منهم تد ّ
بمنزلة مدينة مدّبره و سلطانه هو القلب اعنى العقل و سائر القططوى عّمططاله و جنططوده فططاذا
ل الخير فان القططوى حينئذ كططانت باسططرها تحططت اشططارة العقططل و سلم القلب ل يصدر منه إ ّ
تدبيرها و وقعت مصالحة و مسالمة بينها و العقل تستعملها في المواضع اللئقة بها على
ما ينبغي لها قال عّز من قائل قد أفلح من زّكيها .كما أن العقططل إذا صططار مغلططوب القططوى
ل الفعططال الحيوانيططة و الثططار الشططيطانية غلبت علططى النسططان الشططرور و ل يططبرز منططه إ ّ
سططيها و عططن النعمططان بططن بشططير
فيسقط في مهاوي المهلكة كما قال تعالى و قد خاب من د ّ
حت ل عليه و آله :في النسان مضغة إذا هططي سططلمت و ص ط ّ ل صّلى ا ّ قال :قال رسول ا ّ
سلم بها سائر الجسد فاذا سقمت سقم بها سائر الجسد و فسد و هي القلب
] [ 168
و نعم ما قال العارف المعروف مجدود بن آدم السنائي في الحديقة :
و لقد تكّلمنا في ذلك و أتينا ببعض الشعار و المثال فطي شطرح الخطبطة 231عنطد قطوله
ن اللسان بضعة من النسان فراجع .سلم أل إ ّعليه ال ّ
ل علططى
و العارف بمواقع السكوت يكون عارفا بمواقع الكلم أيضا فصمته في مططوقعه يططد ّ
أن منطقه يكون على حكمة و صواب فمن لم يعلطم مواقطع السطكوت يتكّلطم بمطا ل يعنيطه و
سلم عن ما ل يعنيهم ،يخططبركم علططى أن منطقهططم يسكت عن ما يعنيه .فصمتهم عليهم ال ّ
يكون على حكمة و واقعا في محّله .
] [ 169
لط
بالسططكوت انمططا بعثهططم بططالكلم و ل اسططتحقت الجّنططة بالسططكوت و ل اسططتوجبت وليططة ا ّ
بالسكوت و ل توقيت الّنار بالسكوت و ما كنت لعدل القمر بالشططمس انططك تصططف فضططل
السكوت بالكلم و لست تصف فضل الكلم بالسكوت .
ثم إن في بعض النسخ جائت العبارة هكذا ) :و صمتهم عن منطقهم ( و في بعض النسخ
كما اخترناه و على هططذا يمكططن أن يقططرأ الحكططم بضططم الحططاء و سططكون الثططاني أي صططمتهم
يخبركم عن حكم منطقهم يعني أن حكم منطقهم صواب و حقيقة كما تقططول :ذلططك الشططيء
يكون حكمه كذا ،و يمكن أن يقرأ بكسر الحاء و فتح الثاني جمع الحكمة كما علم .
ل شيء هو العدل المحططض الططذي سلم ) :ل يخالفون الحق ( فان الحق في ك ّ قوله عليه ال ّ
ل يهدون ل عليهم هم الئّمة المهديون من ا ّ وسط الفراط و التفريط و آل محّمد صلوات ا ّ
ل و قد دريت مما قّدمنا ان الحجج اللهّية لمكططان عصططمتهم ل ل و ينظرون بنور ا ّ بأمر ا ّ
ق و المناهططج ق طرفططة عيططن أبططدا و هططم المططوازين القسططط و المعططايير الحط ّ
يعدلون عن الح ّ
لط تعطالى و بطالحق انزلنطاه و بطالحق نطزل ) الكهطف الصدق و على بّينة من رّبهم .قطال ا ّ
يل ي مططع القططرآن و القططرآن مططع علط ّل عليططه و آلططه :علط ّ
ل صّلى ا ّ ( 107و قال رسول ا ّ
ق إلططى يططوم القيامططة
سلم يكون مع الح ط ّ ي عليه ال ّيفترقان حتى يردا على الحوض . 1فعل ّ
ص بهكما ن ّ
-----------
) ( 1م مم مممممم م مممم م م ممم م م ممم م
مممم مممم م ممم م ممممم مم م م م مممممم
مممم ممممم ممممم مممممم ممم ممم مم مم مم
مممم م ) م 209مم م مم م ( م مم :ممم مممم مممم
مم مممم مم مممممم مم ممم مممم ممممممم مم
مم م م ممم م ممم مم م مم م مم :م ممم م م ممم م
ممم ممممم مم م ممم م ممم ممم مممم م ممم م
مممم ممممم ممممم ممم مممممم م مممم ممم م
م ممممم م م مم م :مم ممم ممممم م ممم م
مممم مم ) م ( م م مممم مممم مم م م مممم ممم م
مممممم مم مممم ممممم مم مممم ممم ممم ممم
م ممم مممم م مم م ممم م مم م م م مم مم م مم م :
ممم مممم ممم ممممم م مم م م مم ممممم ممم م
ممممم مممممم مم ممم ممممم مممم ممم م ممم
مم مممم مم م مم ممم م مممم ممم م مممم م
ممممم مممم ممممممم مممم ممم ممم مم م ممم
ممم ممممم مممم م ممم م م م م مم م ممم م :
مممم م ممممم :
] [ 170
ي حيث دار و الخبططار فططي ذلططك المعنططى مططن
ل عليه و آله الحق مع عل ّ
ل صّلى ا ّرسول ا ّ
طرق الفريقين ل تحصى كثرة .و كذا الكلم فطي بططاقي الئمطة الحططد عشطر الحطق معهططم
ل عليهحيث داروا لعصمتهم .و في الكافي بإسناده عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد ا ّ
سلم قال :
ال ّ
ل فيه نبا ما قبلكم و خبر ما بعدكم و فصل ما بينكم و نحن نعلمه .
كتاب ا ّ
سلم ) :و ل يختلفون فيه ( فان كثرة القوال من واحد فططي مسططألة واحططدة او قوله عليه ال ّ
ل واحططدا و
ق ل يكططون إ ّن الح ّ
قلّاختلف الثنين أو أكثر فيها اّنما يكون بجهلهم عن الح ّ
ل يتكثر و ل يتغّير .
سطلم ففي التهذيب لشيخ الطائفة قدس سّره بإسناده عن أبي مريم عطن أبطي جعفطر عليطه ال ّ
لط عليططه :لططو قضططيت بيططن رجليططن
ي صططلوات ا ّ
) ص 60م 1من الوافي ( قال :قال عل ّ
ق ل يتغير .
ن الح ّ
ى من قابل لم ازدهما على القول الّول ل ّ بقضّية ثّم عادا إل ّ
ق مع آل محّمد حيث دار فل يتطططرق الختلف فططي أقططوالهم و آرائهططم لن و حيث إن الح ّ
سلم من نور واحد كما ص طّرحوا علومهم من معدن واحد و عين واحدة و ذواتهم عليهم ال ّ
به في كثير من الخبار و في بعضها خلقنططا واحططد و علمنططا واحططد و فضططلنا واحططد و كّلنططا
ل و في رواية :و نحن شيء واحد .واحد عند ا ّ
سططلم
لط عليططه ال ّ
و في الكافي بإسناده إلى حّماد بن عيسى و غيره قططالوا سططمعنا أبططا عبططد ا ّ
يقول :
حديثى حديث أبي و حططديث أبططي حططديث جطّدي و حططديث جطّدي حططديث الحسططين و حططديث
الحسين حديث الحسن و حديث الحسططن حططديث أميططر المططؤمنين و حططديث أميططر المططؤمنين
لط
ل عليه و آلططه قططول ا ّ
ل صّلى ا ّ
ل عليه و آله و حديث رسول ا ّ ل صّلى ا ّ
حديث رسول ا ّ
تعالى .
] [ 171
سطلمو في الكافي أيضا في حديث طويل ) الوافي ص 14م ( 2عن أبطي جعفطر عليطه ال ّ
لط عليططه و آلططه بططالعلم و نحططن هطم فاسطألونا فطان
فقد مكطن ولة المطر بعطد محّمططد صطّلى ا ّ
صدقناكم فأقّروا و ما أنتم بفاعلين أّما علمنا فظاهر ،أما أبان أجلنا اّلذي يظهر فيه الططّدين
مناحتى ل يكون بين الّناس اختلف فان له أجل من ممّر الّليالي و اليام إذا أتططى ظهططر و
ل لقد قضى المططر أن ل يكطون بيطن المططؤمنين اختلف و لططذلك كان المر واحدا ،و أيم ا ّ
جعلهم شهداء على الّناس ليشهد محّمد علينا و لنشهد علططى شططيعتنا و ليشططهد شططيعتنا علططى
ل تعالى أن يكون في حكمه اختلف أو بيططن أهططل علمططه تنططاقض ،الحططديث الّناس ،أبى ا ّ
سلم ) :هم دعائم السلم ( شّبه الدين بططالبيت أو الفسطططاط مثل و آل محّمططد قوله عليه ال ّ
ل عليه و آله بدعائمه و كما أن البيت قائم بالدعائم و الركان كططذلك السططلم بططآل صّلى ا ّ
ل شطيء و مطا فطرط فطي لط تعطالى انطزل القطرآن تبيانطا لكط ّ
نا ّمحّمد و ذلك لما دريت آنفا ا ّ
الكتاب من شيء و كذا علمت انه ما من أمر يختلف فيه اثنان ال و له أصل في كتاب ا ّ
ل
و لكن ل تبلغه عقول الّرجال ،فلبّد للقرآن من قّيم مؤيد بتأييدات سماوّية حططافظ للططدين و
ل و عيبططةل عصر لبّد أن يكون خازن علم ا ّ مبّين للكتاب المبين و ذلك القيم المبين في ك ّ
ل عليططه ول حّتى يحفظ الّدين به و آل محّمد صّلى ا ّ وحيه و أن تكون أفعاله معهودة من ا ّ
ل و خزنة علمه . آله ولة أمر ا ّ
ل عليه
ى عن عمه قال :سمعت أبا عبد ا ّ
في الكافى باسناده عن الحسن بن موسى عن عل ّ
ل.ل و عيبة وحى ا ّ
ل و خزنة علم ا ّ
سلم يقول :نحن ولة امر ا ّ
ال ّ
سلم ) :و ولئج العتصام ( أى هم أهل أن يعتمد الورى عليهم و يّتخططذوهم قوله عليه ال ّ
لط
لط صطّلى ا ّ
سكوا بهم ،فاّنهم منار الهدى و اعتصام الورى ،قططال رسططول ا ّ
ولئج و يتم ّ
عليه و آله
] [ 172
مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجى و من تخّلف عنها هوى .
صدوق باسناده إلى الحكم بططن الصططلت عططن و في المجلس السادس و التسعين من أمالي ال ّ
ل ط عليططه و
ل ط ص طّلى ا ّ
سلم قال :قال رسول ا ّ ي عن آبائه عليهم ال ّ
أبي جعفر محّمد بن عل ّ
سلم فانه الصديق الكبر و هططو الفططاروق آله :خذوا بحجزة هذا النزع يعني علّيا عليه ال ّ
لط و مطن تخّلططف عنططه ل و من أبغضطه أبغضططه ا ّ ق و الباطل من أحّبه هداه ا ّ
يفرق بين الح ّ
ل و منه سبطا امتى الحسططن و الحسططين و همططا ابنططاى و مططن الحسططين أئمططة الهططدى محقه ا ّ
ل عليكم غضب مططن ل علمى و فهمى فتوّلوهم و ل تتخذوا وليجة من دونهم فيح ّ اعطاهم ا ّ
رّبكم و من يحلل عليه غضب من رّبه فقد هوى و ما الحيوة الّدنيا إل متاع الغرور .
ق فطي نصطابه ( أى بوجطودهم أو بتصطّرفهم و وليتهطم سلم ) :بهم عطاد الحط ّ قوله عليه ال ّ
ن الحجططجرجع الحق إلى حّده و مستقره و أصله و قد علططم مّمططا قططدمنا فططي هططذه الخطبططة أ ّ
ل مططا أمرهططم و يفعلططون ل و ل يعصون ا ّ اللهّية هم الموازين القسط و انهم يهدون بأمر ا ّ
ن الرياسة إذا كانت بيدهم كططان الزمططان نورانيططا لّنهططم يحكمططون بالعططدل و ما يؤمرون و أ ّ
ل الضططلل فلططو كططانت الّرياسططة بيططد ق ليططس إ ّ ق و بعططد الحط ّ
ينطقون بالقسط و يعملون بالح ّ
طلططة و يس طّد الباطططل مس طّد
ل ط مع ّ
غيرهم كانت الظلمات غالبة و الباطيل رائجة و أحكام ا ّ
ق فططانظر إلططى الططذين تولططوا امططور المسططلمين مّمططن لططم يكونططوا مططن بيططت آل العصططمة الحط ّ
كالموّيين و العباسّيين و غيرهم كيف شّوهوا الّدين و لعبوا به و رّوجطوا الباططل و عنطوا
به و رّدوا المة على أدبارهم القهقرى و أخذوا مططال المسططلمين طعمططة لهططم و لططو ل سططبل
ل عليهم في قبالهم لنمحت اعلم الهدى فانظر إلى سيرة أميططر الهدى آل محّمد صلوات ا ّ
سلم بعد من تقمصوا الخلفة كيف خلص الدين من المهالططك و بّيططن ي عليه ال ّالمؤمنين عل ّ
ل در محّمد بن الحبيب الضّبي قائل : الحق على أوضح المسالك و ّ
سلم ) :و انزاح الباطل عن مقامه ( أى بهم زال الباطططل و ذهططب عططن مقططام
قوله عليه ال ّ
ق فان زمن ولية أمراء الجور اقيم الباطل مقام الحق هذا ان ارجعنا الح ّ
] [ 173
ق و إن ارجعناه إلى الباطل فطالمعنى أن الباططل لمطا عمططل بطه صطار فططي الضمير إلى الح ّ
لط عليططه و آلططه زهططق الباطططل و اجتّثططت
ل و مقططام ،فبططآل محّمططد صطّلى ا ّ
ق ذا مح ّ
قبال الح ّ
شجرته الخبيثة من أصله .
سلم ) :و انقطع لسانه عن منبته ( استعار للباطل لسانا و الضمير في منبتططه قوله عليه ال ّ
ق كشططوك نبططت فططين الباطل في منبططت الح ط ّ
كمقامه يحتمل الوجهين فالمعنى على الّول أ ّ
قو ترعة أو كبقل مّر نبت في زرع مزرعة فآل محّمد جّثوا نبات الباطل من روضة الح ّ
ن قطع اللسان كثيرا مططا يجعططل انقطاع لسان الباطل كناية عن اضمحلله أو عن سكوته ل ّ
كناية عن السكوت .
و أّما على الوجه الثططاني فظططاهر معنططاه و ل يبعططد أن يجعططل كلمططة » لسططانه « كنايططة عططن
النبات كما أن لسان الحمل و لسان الثور و لسان الكلب و لسان العصططافير و غيرهططا ممططا
هي مذكورة في الكتب الطبّية كالتحفة و غيره أسام لنباتات ،كما يحتمل أن يكون المططراد
من لسان الباطل لسان من ينطق به و ينصره .
سلم ) :عقلوا الّدين عقل وعاء و رعاية ل عقل سططماع و روايططة فططان روات قوله عليه ال ّ
سططلم فططي بططاب المختططار مططن حكمططه ) كلمططة
العلم كثير و رعاته قليل ( يططأتي منططه عليططه ال ّ
الحكمة ( 98قوله :اعقلوا الخير إذا سمعتموه عقل رعاية ل عقل رواية فإن روات العلم
كثير و رعاته قليل .
و في اصول الكافي ) ص 45م 1من الوافي ( بإسناده إلى طلحة بن زيططد قططال :سططمعت
سططلم يقططول :إن روات الكتططاب كططثير و إن رعططاته قليططل و كططم مططن
ل ط عليططه ال ّ
أبططا عبططد ا ّ
مستنصح للحديث مستغش للكتاب فالعلماء يحزنهم ترك الرعاية و الجهلء يحزنهم
] [ 174
حفظ الرواية فراع يرعى حياته و راع يرعى هلكته فعند ذلك اختلططف الراعيططان و تغططاير
الفريقان .
سلم في رسالته إلى سعد و في الروضة منه ) ص 24م ( 14من قول أبي جعفر عليه ال ّ
ل إلى أن قال :
ل الّرحمن الّرحيم أّما بعد فانى أوصيك بتقوى ا ّ
الخير :بسم ا ّ
لهم عّدوهم حين تولوه و كططان مططنل عنهم علم الكتاب حين نبذوه و و ّ و كل امة قد رفع ا ّ
نبذهم الكتططاب أن أقططاموا حروفططه و حّرفططوا حططدوده فهططم يروونططه و ل يرعططونه و الجهططال
يعجبهم حفظهم للرواية و العلماء يحزنهم تركهم للرعاية .الحديث بطوله .
ل ما أنتم عليه و لططو اسططتقاموا علططى الطريقططة لسططقيناهم مططاًء غططدقا .و عططن بريططد
هو و ا ّ
سلم قال :معناه لفدناهم علما كثيرا يتعّلمونه مططن الئمططة ل عليه ال ّ العجلي عن أبي عبد ا ّ
انتهى ما في المجمع من تفسير الية .
] [ 175
سططلم :إن أمرنططا صططعب مستصططعب ل و في نهج البلغة ) الخطبططة ( 187قططال عليططه ال ّ
ل صططدور أمينططة و أحلم
ل قلبه لليمان و ل يعططى حططديثنا إ ّ ل عبد مؤمن امتحن ا ّيحتمله إ ّ
رزينة .و نعم ما قال محّمد بن محمود الملي صاحب نفائس الفنون بالفارسية :
ل قليل
ن الفائز بهذه النعمة العظمى و النائل بهططذه السطعادة الكطبرى ل يكطون إ ّ و ل ريب أ ّ
من المخلصين و نعم ما قال افلطن الحكيم ) ص 8رسالة زينططون الكططبير اليونططاني طبططع
ل ططائر ون شططاهق المعرفططة أشططمخ مططن أن يطيططر إليططه كط ّ
حيدر آباد الططدكن 1349ه ( :إ ّ
سرادق البصيرة أحجب من أن يحوم حوله كل سائر و كأن الشيخ الرئيس أخذ منه حيططث
قال في آخر النمط التاسع من الشارات :
ل واحططدا بعططد واحططد و لططذا
ق عن أن يكون شريعة لكل وارد أو يطلع عليه إ ّ جلّ جناب الح ّ
يكون رعات العلم قليل .و أّما حفظ ألفاظ الكتاب و السنة و نقلهما و تصحيحهما و تجويد
شم و تحمل مشّقة و قرائتهما و ضبط اصطلحات العلوم و نحوها فل يحتاج إلى كثير تج ّ
عناء و لذا يكون رواتها كثير .
ن اسلوب الكلم يقتضي أن يقال :فان روات الدين كثير و رعططاته قليططل و انمططا عططدل ثّم إ ّ
من الّدين إلى العلم اشارة إلى أن الّدين هو العلم و ما يحتويه الكتاب و السّنة علم ليططس إ ّ
ل
ي إلى قوله :فالذين آمنوا به و عطّزروه و ي الم ّ
ل تعالى :اّلذين يّتبعون الرسول النب ّ
قال ا ّ
نصروه و اّتبعوا النور اّلذي انزل معططه اولئك هططم المفلحططون ) العططراف ( 157 :و قططال
ل في قلب من يشاء .تعالى كذا :العلم نور يقذفه ا ّ
و قال تعالى :هو الذى ينّزل على عبده آيططات بّينططات ليخرجكططم مططن الظلمططات إلططى النططور
) الحديد ( 9 :فما انزل معه علم ليخرج الّناس من ظلمات الجهل إلى نور العلم .
] [ 176
ععععععع
لط عليهطم
لط أعظطم اسطت كططه در آن آل محّمططد صطلوات ا ّ
يا ّايطن يكطى از خطبههطاى ولط ّ
اجمعين را بأوصافى نام ميبرد :
آل محّمد زندگى دانش و مرگ نادانىاند ) بوجودشان دانش زنده است و نادانى مططرده (
بردباريشططان از دانششططان آگططاهى ميدهططد ،و خاموشيشططان از حكمططت ) يططا از حكططم (
گفتارشان ) .بردبارى بجا حاكى از پختگى عقل و علم است و خاموشططى بجططا دليططل بططر
صواب گفتار كه آن گفتار نيز بجا و صواب است ( نه با حق مخالفت كننططد و نططه در آن
اختلف .ايشان ستون خانه اسلماند و معتمد و راز دار كسى كه چنگ بذيل عنايتشططان
در زند ،بوجود ايشططان حططق بجططاى خططود آمططد و باطططل از جططايش بططر كنططده و زبططانش از
رستنگاهش بريده شد .ديططن را در دل نگاشططته و حرمططت آن را نگاهداشططتهاند نططه چططون
كسى كه فقط آنرا شططنيده و روايططت كططرده ) كططه بحقيقططت آن نرسططيده و واقططع آنططرا نيططافته
است ( چه راويان علم بسيارند و پاس داران آن كم .
ع ع ع عععع ع ععع ع ععع ععع ع ع ع ععععع عع ع
عععععع ع عععععععع ع ع ععععع عع ع ع ع عع
ععععع
] [ 177
ي أنل جمل ناضحا بالغرب أقبل و أدبر بعث إل ّ يا ابن عّباس ما يريد عثمان أن يجعلني إ ّ
ل لقد دفعت عنططه حّتططى
ي أن اخرج و ا ّ
ي أن اقدم ،ثّم هو الن يبعث إل ّ
اخرج ،ثّم بعث إل ّ
خشيت أن أكون آثما .
ععععع
قال ياقوت الحمططوى فططي مراصططد الطلع ) :ينبططع ( بالفتططح ثطّم السططكون و البططاء موحططدة
مضمومة و عين مهملة » على وزن ينصر « مضارع نبع :حصططن و قريططة عّنططاء علططى
يمين رضوى لمن كان منحدرا من أهل المدينة إلى البحر على ليلة من رضوى .
ي بن أبيطالب و فيها عيون عذاب و واديها يليل يصب في عنقهططا و هي لبني حسن بن عل ّ
ل عنططه .انتهططى كلمططه .و فططي النهايططة أيضططا انهططا قريططة
قيل :أقطعها عمر علّيا رضى ا ّ
كبيرة بها حصن على سبع مراحل من المدينة من جهة البحر .و قيل على أربع مراحل .
قال الجوهري في الصحاح ) :الهتف ( :الصوت ،يقال :هتفت الحمامططة تهتططف هتفططا و
هتف به هتافا أى صاح بططه .و قططوس هتافططة و هتفططى أى ذات صططوت .و المططراد هنططا أن
سلم للخلفة .الّناس كانوا ينادون باسمه عليه ال ّ
) الناضح ( بالحاء المهملة :البعير الذى يستقى عليه المططاء مططن النضططح بمعنططى الططرش و
ى كالنضخ بالخاء المعجمة و قيل :النضططخ بالمعجمططة أبلططغ منططه و قيططل : الشرب دون الر ّ
ضططاختان أى فّوارتططان غزيرتططان و لكططن ل دونه ،و يؤيد الّول قوله تعالى فيهما عينان ن ّ
يقال للبعير الذى يستقى عليه الناضططخ بالمعجمططة .و انططثى الناضططح :الناضططحة و جمعهططا
ي ) الحماسة ( 330 نواضح قال قسام بن رواحة السنبس ّ
لططططططططططططططططططبئس نصططططططططططططططططططيب القططططططططططططططططططوم مططططططططططططططططططن أخططططططططططططططططططويهم
طراد الحواشي و استراق الّنواضح
] [ 178
و اّنما سمى الذى يستقى عليه الماء ناضحا أو التي يستقى عليها الماء ناضحة أو نواضح
لّنه جعل الفعل لها كأّنها هططي اّلططتي تنضططح الزراعططات و النخيططل .و هططم يسطّمون الّكططار
ضاح أى الذى ينضح على البعير أى يسوق الناضحة يسقى نخل . الن ّ
) الغرب ( بفتح الغين المعجمة و سططكون الططراء المهملططة :الططدلو العظيمططة .سططميت الططدلو
غربا لتصّور بعدها في البئر .
ثطّم تكلطم بهطذه الجملطة العّبطاس بطن مطرداس بطن أبطي عطامر السطلمي الصطحابي قبطل أميطر
سلم حيث قال في ابيات له : المؤمنين عليه ال ّ
و اتى بسبعة ابيات منها أبو تمام في الحماسة 149التي نقلها .
ععععععع
كلمة ما نافية .و كلمة أن بالفتح و السكون حرف مصدرى ناصططب ليجعلنططي فتكططون فططي
موضع نصب على المفعولّية ليريد نحو قوله تعالى فططاردت أن أعيبهططا و كططذا قططوله عليططه
سلم :حّتى خشيت أن أكون آثمططا .و كلمططة أن إذا كططانت مصططدرّية تقططع فططي موضططعين ال ّ
أحدهما فططي البتططداء فتكططون فططي موضططع رفططع علططى البتططداء فططي نحططو قططوله تعططالى و أن
تصوموا خير لكم و الثاني بعد لفظ دال على معنى غيططر اليقيططن فتكططون فططي موضططع رفططع
على الفاعلية نحو قوله تعالى :ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم الية .و فططي موضططع
نصب على المفعولية كما علم .و في موضع جر في نحو قوله تعالى :مطن قبطل أن يطأتي
يوم الية .و استثناء مفرغ كقوله تعالى :و يأبى ا ّ
ل
] [ 179
سلم جمل ناضحا معمول يجعلني و ناضحا صططفة للجمططل و ل أن يتم نوره فقوله عليه ال ّ
إّ
ل واحد من أقبل و أدبر ل بالناضح و الشاهد بيططت العبططاس بططن مططرداس بالغرب متعّلق بك ّ
المقدم آنفا و يمكن أن يقطرأ » أقبطل « علطى صطيغة المطر و كطذا » أدبطر « أى يقطول لطي
ضاح للجمل الناضح ،و الظاهر أن صيغة التكلم فيهمططا عثمان :أقبل و أدبر كما يقول الن ّ
ى .الخ بيان لقططوله المقططدم كططان سططائل سططأله
كما اخترناها انسب باسلوب العبارة .بعث إل ّ
ل لقططد دفعططت ،ى الخ و قوله :و ا ّ عن قوله كيف جعلك جمل ناضحا الخ ؟ فاجاب بعث إل ّ
اخبار عن نفسه أنه دفع عنه غير مّرة كمططا يططأتي فططي الشططرح ،و كلمططة أن فططي المواضططع
الثلثة دون الولى و الخرة مفسرة بمنزلة أى .و الشرط في المفسرة أن تكون مسططبوقة
بجملة فيها معنى القول دون حروفه نحو قوله تعالى فاوحينا إليه أن اصططنع الفلططك و قططوله
تعالى و انطلق المل منهم أن امشوا و يصح أن يقرأ » أخرج « في الموضعين و » أقططدم
ل لقططد
« على هيئتي التكّلم و المر و اللم في لقد دفعت لم جواب القسم كقوله تعالى :تا ّ
ن أصنامكم .ل لكيد ّل علينا و قوله تعالى تا ّ آثرك ا ّ
عععععع
سيأتي ذكر ما فعل عثمان بن عفان في أوان رئاسته و أيام أمارته و ما فعل الناس به عند
ي أمير المططؤمنين إلططى أهططل الكوفططة و
ل عل ّ
سلم من عبد ا ّ
ي عليه ال ّ
قول أمير المؤمنين عل ّ
جبهة النصار و سنام العرب الخ في أّول باب المختار من كتبه و رسائله .
] [ 180
سططلم علططى رؤوس
سلم و كانوا يذكرونه عليططه ال ّي عليه ال ّ
لما رأى ان ميل الّناس إلى عل ّ
الشهاد و يهتفون أى ينادون باسمه للخلفة .
قال الطبري في تاريخه ) ص 409ج 3طبع مصر 1357ه ( قالوا لعثمان :
إّنك قد أحدثت أحداثا عظاما فاستحققت بها الخلع و ما كان لنططا أن نرجططع حّتططى نخلعططك و
ل عليه و آله من لم يحدث مثل ما جربنططا منططك ل صّلى ا ّ
نستبدل بك من أصحاب رسول ا ّ
و لم يقع عليه من التهمة ما وقع عليك فاردد خلفتنططا و اعططتزل أمرنططا فططان ذلططك اسططلم لنططا
منك و اسلم لك منا .
أقول :و هم يعنون بذلك الصحابي الذي لم يحدث مثل مطا احطدث عثمطان أميطر المطؤمنين
سلم و لططذا خططاف عثمططان سلم لما سنبّين أن قلوب الجماعة كانت معه عليه ال ّ
علّيا عليه ال ّ
سلم من بينهططم كططان المططر عليططه ي عليه ال ّ
من ذلك كل الخوف حّتى رأى أن لو يخرج عل ّ
أهون .
شارح كمال الّدين ابن ميثم البحراني :و قد كان قصده بتلك الرسالة مططن بيططن سططائر قال ال ّ
ن لططه شططركة مططعالصحابة لحد أمرين أحدهما مططا اخترنططاه ،و الثططاني :انططه كطان يعتقططد أ ّ
الّناس في فعلهم به و كانت بينهما هناة فكان بعثططه لططه مططن بيططن الجماعططة متعينططا لّنهططم ان
رجعوا بواسطته فهو الغرض و ان لم يرجعوا حصلت بعض المقاصد و هو تأكد ما نسبه
إليه من المشاركة في أمره و بقاء ذلك حجة عليه لمن بعده مّمططن يطلططب بططدمه حّتططى كططان
بسبب هذا الغرض الثاني ما كان من الوقايع بالبصرة و صفين و غيرهما .انتهى .
لط عليططه حيططث علططل سططؤال أقول :هذا المر الّثاني ينافي ما صّرح به الرضي رضوان ا ّ
ل هتف الناس باسمه للخلفة و ل شططك أن سلم إلى ينبع بقوله :ليق ّ
عثمان خروجه عليه ال ّ
لط لقططد دفعططت
سططلم :و ا ّالرضي كان اعرف بذلك منه على أنه ينافي أيضا قططوله عليططه ال ّ
سلم المنقول من الطبرى كما يأتي :و ا ّ
ل عنه حّتى خشيت أن أكون آثما .و قوله عليه ال ّ
ى أنسلم :ثّم بعث إل ط ّب عنه حّتى أّنى لستحى .و مع ذلك ينافي قوله عليه ال ّ ما زلت أذ ّ
سلم شركة معهم في قتله ما ن له عليه ال ّ
اقدم أيضا .لن عثمان لو رأى أ ّ
] [ 181
ل أن يقال إنما عرضه ذلك الغرض بعد قططدومه سأله القدام من ينبع إليه و هذا بعيد جّدا إ ّ
المدينة من ينبع فسأله الخروج إليه ثانيا و لكنه ينافي الّولين كما دريت ،فالصططواب هططو
المر الّول المختار .
ل جمل ناضططحا بططالغرب سلم ) :يا ابن عّباس ما يريططد عثمططان أن يجعلنططي إ ّقوله عليه ال ّ
خرا لغيره و ينقططاد فعلططه و قططوله كططاّنه ل رأى لططه و ل
اقبل و ادبر ( هذا يقال لمن كان مس ّ
اعتبار و ل تدّبر و ل اختيار متى قال الغير له أدبر عن كذا يدبر و إذا قططال لططه أقبططل إلططى
كذا يقبل .كالبعير الناضح يقال له ادبر و اقبل بالغرب و هو ينقاد و يلتزم .قططال العّبططاس
صحابي كما في الحماسة لبي تمام ) الحماسة : ( 149 بن مرداس السلمي ال ّ
ططططططططططططططططططططططططة
فخطططططططططططططططططططططططذها فليسطططططططططططططططططططططططت للعزيطططططططططططططططططططططططز بح ّ
و فيها مقال لمرىء متذّلل
ى أن
ى أن أقدم ،ثم هو الن يبعث إلط ّ
ى أن اخرج ،ثّم بعث إل ّ
سلم ) :بعث إل ّ
قوله عليه ال ّ
اخرج ( :
ضططاح للناضططحهذا شرح و تفسير لقوله المقدم أن عثمططان اراد ان يعامططل معططه معاملططة الن ّ
ى أن أقططدم مططن ينبططع
ى أن اخرج من المدينة إلى ينبع ثّم بعث إل ّ سلم :بعث إل ّفقال عليه ال ّ
إليها ثّم هو الن بعث ان عّباس و يطلب خروجه إلى ينبع ثانيا .
و كان عثمان قد قسم المال و الرض فططي بنططي امّيططة فبططدأ ببنططي أبططي العططاص فططأعطى آل
الحكم رجالهم عشرة آلف و اعطى بني عثمان مثل ذلك و قسم في
] [ 182
بني العاص و في بني العيص و في بني حرب و لنت حاشية عثمان لولئك الطططوائف و
ل تركهم قال أبو جعفطر الطططبري فطي تطاريخه :فلمطا نططزل أبي المسلمون إل قتلهم و أبي إ ّ
القوم ذا خشب جاء الخبر أن القوم يريدون قتل عثمان إن لططم ينططزع فلمططا رأى عثمططان مططا
رأى جاء علّيا فدخل عليه بيته فقال يا ابن عّم إّنه ليس لي مترك و إن قرابتي قريبة و لي
ق عظيم عليك و قد جاء ما ترى من هؤلء القوم و هم مصبحي و أنا أعلم أن لططك عنططد حّ
ب أن تركططب إليهططم فططترّدهم عّنططي إلططى أن قططال :
الّناس قدرا و أّنهم يسمعون منك فأنططا احط ّ
ى و ركب معه نفر من المهططاجرين و كّلمهططم علططى و محّمططد ابططن مسططلمة و همططا فركب عل ّ
الّلذان قدما فسمعوا مقالتهما و رجعوا .
و قططال ) ص ( 433بإسططناده عططن عكرمططة عططن ابططن عّبططاس لمططا حصططر عثمططان الحصططر
الخر ،قال عكرمة فقلت لبن عّباس أو كانا حصرين ؟ فقال ابطن عّبطاس الحصطر الّول
سلم بطذي خشطب فرّدهطم عنطه و ي عليه ال ّ حصر اثنتى عشرة و قدم المصريون فلقيهم عل ّ
ى له صاحب صدق .إلى آخر ما قال . ل عل ّ
قد كان و ا ّ
ثّم قال الطبرى و المسعودي :و لما انصرفوا فصاروا إلى الموضع المعروف بحّمس إذا
هم بغلم على بعير و هو مقبل من المدينة فتططأملوه فططاذا هططو ورش غلم عثمططان فقططرروه
فأقّر و أظهر كتابا إلى ابن أبي سرح صاحب مصر :إذا قدم عليك الجيش فاقطع يد فلن
و اقتل فلنا و افعل بفلن كذا و أحصى أكثر من في الجيش و أمر فيهم بما أمر فرجعططوا
إلى المدينة و حصروا عثمان في داره و منعوه الماء فأشرف على الّناس و قال :أل أحد
يسقينا ؟ إلى أن قال :فبلغ عليا طلبه الماء فبعث إليه بثلث قرب ماء .قططال المسططعودي :
فلما بلغ علّيا أنهم يريدون قتله بعث بابنيه الحسن و الحسططين و مططواليه بالسططلح إلططى بططابه
لنصرته و أمرهم أن يمنعوه منهم .
قال الطبري ) :ص ( 410و كان عثمان يسترجع مّما يرى علططى البططاب فقططال مططروان :
ب عنه فعليك بابن أبي طالب فانه متسططتر و هططو ل يجبططه فخططرج سططعد
إن كنت تريد أن تذ ّ
لطط
حّتى أتى علّيا و هو بين القبر و المنبر فقال :يا أبا حسن قم فداك أبي و امي جئتك و ا ّ
بخير ما جاء به أحد قط إلى أحد تصل رحم ابن عّمك و تأخذ بالفضل
] [ 183
ب قد أعطى خليفتك من نفسططه الّرضططي فقططالعليه و تحقن دمه و يرجع المر على ما نح ّ
ب عنه حّتططى أنططى لسططتحىل ما زلت أذ ّ
ل منه يا أبا إسحاق و ا ّ
سلم :تقبل ا ّي عليه ال ّ
عل ّ
إلى آخر ما قال .
سلم فكّلموه في عثمان فاقبل عل طىّو قال أيضا :لّما حصروا عثمان جاء قوم عليا عليه ال ّ
سلم ي عليه ال ّ
عليه فجعل يخبره ما وجدوا في كتابهم إلى أن قال :ثّم أقبل عثمان على عل ّ
ل لو كنت في هذه الحلقة لحللتها منك فاخرج إليهم فكّلمهم فقال :إن لي قرابة و رحما و ا ّ
فاّنهم يسمعون منك إلى آخر ما قال و سيأتي تفصيله .
أقول :لو ل تصريح الرضي بقوله :يسأله فيها الخروج إلى ما له بينبع ،
سلم أن اخرج و أن أقدم بما قدمنا من الطبرى و المسططعودى سر قوله عليه ال ّلمكن أن يف ّ
ى كما دريت اّنه مرة اسططتغاثه اى اخرج إلى الّناس فرّدهم عنى ،و كذا أن اقدم أى أقدم إل ّ
سلم و سأله بالنصرة و مّرة استسقاه فقال :أ ل أحد يسقينا .و مّرة دخل عليه بيته عليه ال ّ
أن يرّد الّناس عنه .
سلم :حّتى خشيت أن أكون آثما .يحتمل وجوها الّول ما يتبططادر إليططه ن قوله عليه ال ّ
ثّم إ ّ
سططلم نهططا عثمططان غيططر مطّرة عططنن أميططر المططؤمنين علّيططا عليططه ال ّ
الذهن و يلوح له بططدوا أ ّ
الحداث اّلتي كان يرتكبها و بالغ في النهى فلم ينته منها كما سنتلو طائفططة منهططا عنقريططب
ل تعطالى و كططذا قططد دفططع عنطه
سلم انشاء ا ّ في أّول باب المختار من كتبه و رسائله عليه ال ّ
غير مرة كما دريت و مع ذلك كّله لم يتنّبه و لم ينته فكان عثمان آثما في أفعططاله المخالفططة
للدين و مصرا عليها و ل كلم أن معاونة الثم إثم ايضا فلو تظاهر عليه بالثم كان عليه
سلم اثما قال تعالى :تعاونوا علطى الطبّر و التقطوى و ل تعطاونوا علطى الثطم و العطدوان ال ّ
) المائدة ( 4و ذّم تعالى قوما أيضا في الكتاب بقوله :و ترى كثيرًا منهم يسططارعون فططي
الثم و العدوان الية ) المائدة . ( 68
] [ 184
الّثالث أن يكون المراد اني خشيت الثم بما نلططت منهططم لمططا جاهططدتهم فططي الططدفع عنططه مططن
الضرب و الشتم و غلظ القول و امثالها .
ععععع
ل شبهة أن اليات و الخبار التي جائت في فضيلة الجهاد ل ينالها يد إنكار بططل هططي مططن
سططلم
ي عليططه ال ّ
ضروريات الّدين فلو كان عثمان إماما عدل مستحقا للدفاع عنه لرأى عل ط ّ
الجهاد دونه واجبا سواء كان قتل أو قتل و ما يتفّوه بقوله :مططا يريططد إل أن يجعلنططي جمل
صر .ناضحا ،أو بقوله :لقد خشيت أن أكون آثما .فتب ّ
ععععععع
ابن عباس از جانب عثمان هنگاميكه محصور بططود و مططردم گططرد خططانه او را در مططدينه
محاصره كرده بودند ،نزد آنحضرت آمطد كطه آن بزرگطوار از مطدينه بيطرون رود و بطه
ينبع كه از آن حضرتش بود بسر برد تا مردم نامش را براى خلفططت كمططتر يططاد كننططد و
بدان شعار ندهند و فرياد نزنند ،و مثل اين خواهش را پيش از اين باره نيز از آنجنططاب
سلم در جواب ابن عباس فرمود : كرده بود ،أمير المؤمنين عليه ال ّ
اى پسر عباس عثمان جز اين نميخواهد كه مرا چون شطتر آبكطش گردانطد بيطايم و بطروم
خر او باشم ( يكبار بمن فرستاد كه ) از مدينه ( بيرون رو ) و در ينبع باش ( بططاز ) مس ّ
فرستاد كه ) از ينبع بيا ( اكنون باز مىگويد از مدينه بيرون رو و در ينبططع بسططر بططبر ،
سوگند به خدا بس كه ) در حق او دفاع كردم و مرگ و دشمن را ( از او دفع كردم بيططم
آن دارم كه گناهكار باشم .
] [ 185
فشّدوا عقد المآزر ،و اطووا فضول الخواصر ،ل تجتمع عزيمططة و وليمططة .مططا أنقططض
ظلم لتذاكير الهمم .
الّنوم لعزائم اليوم و أمحى ال ّ
ععععع
يقال :استأدى فلنا مال إذا صادره و اخذه منه .و استأديت ديني عنططد فلن أى طلبتططه و
سلم ) مسططتأديكم شططكره ( أى في كنز الّلغة إستئداء طلب أداى چيزى كردن فقوله عليه ال ّ
طالب منكم أدائه على نعمه ) ،ممهلكم ( أى معطيكم مهلة ،يقال أمهله إذا أنظره و أجّله
) ،مضمار ( الموضع الذي تضمر فيه الخيل للسباق أى تحضر له لتنططازعوا و تتنافسططوا
في سبقه و يقال بالفارسية :ميدان اسب دوانى .و جاى رياضت دادن اسبان .المضططمار
أيضا مدة تضمير الخيل ،أى اسم للمكان و الزمان و جاء بمعنى غاية الفرس في السباق
أيضا ) .سبق ( في الصحاح :السبق بالتحريك :الخطر الذي يوضع بين أهططل السططباق .
يعني هو الخطر الذى يتراهن عليه المسابقون و يأخذه السابق منهم .و في منتهى الرب
:سبق محركة :آنچه گروبندند بر آن بر اسب دوانيدن و تير انداختن و جز آن ،أسططباق
جمع ) ،العقد ( جمع العقدة كالغرف جمع الغرفة أى ما يمسك الشيء و يوثقه ) .المآزر
( جمططع المئزر و المئزرة أى الزار كالّلحططاف و الملحططف و الملحفططة جمعهططا ملحططف .
ى :الّثنى
ى و أصل الط ّ
) اطووا ( من الط ّ
] [ 186
) الخواصر ( جمع الخاصرة أى الشاكلة و بالفارسية :تهيگاه ميان و فططي منتهططى الرب
خاصرة كصاحبة تهيگاه و آنچه ميان سرسرين و كوتاهترين اسططتخوان پهلططو اسططت قططال
الحسين بن مطير في أبيات له ) الحماسة ( 460
يريد أنها دقيقة الخصور غير واسعة الجنوب .و قال آخر :
ل طعططام يتخططذ
ل طعام صنع لططدعوة أو غيرهططا و قيططل كط ّ
) الوليمة ( طعام العرس و قيل ك ّ
لجمع الجمع ولئم لكنها ههنا كناية عن لّذات الدنيا و خفض العيش و الدعة .
و ) الظلم ( كالغرف جمع الظلمة كالغرفة و المراد بها الّليططل و ) التططذاكير ( جمططع تططذكار
لن التذكرة جمعها تذاكر .
ععععععع
اللم من لتتنازعوا جارة للتعليل متعلقة بالممهل و الفعل منصوب بأن الناصبة المصدرية
ل عليططه مططا
المقدرة أى لن تتنازعوا .و الفاء في فشّدوا فصيحة تنططبىء عططن محططذوف يططد ّ
ل في مضمار لتتنازعوا سبقة فشّدوا عقد المآزر . قبلها أى إذا أمهلكم ا ّ
عععععع
ث على الجهططاد و فضططل المجاهططدين و سلم في التحريص على القتال و الح ّ كلمه عليه ال ّ
في ذم القاعدين عنه ذكر في عدة مواضع من النهج كّلها كاف شططاف لفظططا و معنططى علططى
حّد ل يتأتى لحد أن ينسج المعاني باللفاظ بذلك المنطوال و مطن تأّملهطا حطق التأّمطل درى
أنها فوق كلم المخلوق .
] [ 187
سلم عن أحد قط مع طول ملقاته الحروب و كططثرة و قد أقّر أعداؤه بذلك ما وّلى عليه ال ّ
ن قواعططد السططلم من لقاه من صناديد العداء و من تأمططل الخبططار فططي الغططزوات علططم أ ّ
سلم و أن هذه القوة ما كانت بقوة جسدانية بل بتأييدات الهّية كما قال ثبتت بجهاده عليه ال ّ
ل ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية بل بقوة الهّيططة و نعططم مططا اشططار إليططه سلم :و ا ّعليه ال ّ
العارف الرومي :
سلم في بعضها يعّلم فنون الحرب و في بعضططها قطانون تعبيططة العسططكر و على انه عليه ال ّ
في بعضها وظيفة المجاهد قبال الخصم مطن الفعطال و القطوال لرشطاده و هطدايته و فطي
ب الططذين يقططاتلون
سلم :انه تعالى يحط ّ بعضها وظيفته قباله للحراب و القتال كقوله عليه ال ّ
ضطوا علطى خطروا الحاسطر و ع ّ في سبيله صّفا كاّنهم بنيان مرصطوص فقطّدموا الطدارع و أ ّ
الضراس فاّنه أنبا للسيوف على الهام و التووا في أطراف الرمطاح فطإّنه أمطور للسطنة و
غضوا البصار فاّنه أربط للجاش و أسكن للقلوب و أميتوا الصوات فاّنه أطرد للفشل و
ل في أيدي شجعانكم فططا ّ
ن أولى بالوقار .و رايتكم فل تميلوها و ل تخّلوها و ل تجعلوها إ ّ
صابرين على نططزول الحقططائق أهططل الحفططاظ الططذين يحّفططون برايططاتهم و المانعين للذمار و ال ّ
ل امرء منكم آسا أخاه بنفسه و لم يكل قرنه إلى أخيه فيجتمططع عليطه قرنطه يكشفونها رحم ا ّ
ل ط و ل تفططروا مططنو قرن أخيه فيكتسب بذلك لئمة و يأتي به دنائة و ل تعرضوا لمقت ا ّ
ل سبحانه تعالى يقول :قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتططل و نا ّالموت فا ّ
ل لئن فررتم من سيف العاجلة ل تسلموا من سططيف الخططرة ل قليل و أيم ا ّإذا ل تمتعون إ ّ
ل تعالى بعد الصبر ينزل النصر . صلة و الصدق في النية فان ا ّ فاستعينوا بالصبر و ال ّ
] [ 188
سلم في الجهاد و المجاهد لكثر بنا الخطب فالولى بنططا النو لو تعرضنا لكلماته عليه ال ّ
سلم .
أن نثنى القلم على تفسير جمل كلمه هذا عليه ال ّ
ل تعالى طالب منكم أداء شكره على ل مستأديكم شكره ( أى إن ا ّ سلم ) :و ا ّ قوله عليه ال ّ
لط اننعمه و القيام به كما أمر به في مواضع كثيرة مطن كتطابه كقطوله تعطالى و اشطكروا ا ّ
كنتططم إيططاه تعبططدون ) البقططرة ( 168و قططوله تعططالى و اشططكروا لططي و ل تكفططرون ) البقططرة
ل إن كنتم إياه تعبدون ) النحل ( 116و غيرها ( 148و قوله تعالى :و اشكروا نعمت ا ّ
من اليات .
ث أصططحابه علططى الجهططاد و أى سلم يكون في ح ّ ن ههنا كلما و هو ان كلمه عليه ال ّ ثّم ا ّ
ن أداء الشططكر لط مسططتأديكم شططكره « بالجهططاد ؟ الجططواب أ ّ سلم » و ا ّارتباط لقوله عليه ال ّ
ن التوبططة عططن المعاصططي مثل ليسططت بازاء نعمته إنما هو باختلف النعم و موارده فكمططا أ ّ
التكّلم بالستغفار أو تبت و أمثالهما بل التوبة على الغصب اّنما هي رّد مال الغيططر إليططه و
صلة قضاؤها كذلك و هكططذا فططي كط ّ
ل العزم على تركه في الستقبال و التوبة على ترك ال ّ
معصية كانت التوبة بحسططبها ،كططذلك شططكر النعمططة انمططا يكططون بحسططبها فقططد يكفططى التكلططم
لط و كتطابه الحطاوى لسطعادة ل مثل في أداء الشكر بطإزاء نعمطة و لمطا كطان ديطن ا ّ بألحمد ّ
الدارين و الداعي إلى الخير و الهدى من أعظم نعمه فمن كفر بهططذه النعمططة العظمططى فقططد
خسر خسرانا مبينا و عدم الكفران بها و أداء الشكر لها أن يتنّعم بها و يحفظهططا و يمنعهططا
ل يطططالب أداء شططكره بططإزاء هططذه النعمططة الكططبرى أى
من كيد الجانب و سبيله الجهططاد فططا ّ
الجهاد في سبيله لحفظ الدين و رفع كيد المعاندين .
ب العالمين .
لر ّ
و الحمد ّ
سلم ) :و موّرثكم أمره ( أمره تعالى هو سلطانه و دولته الحقة فططي الرض قوله عليه ال ّ
صططلة و أداء
يورثه عباده الصالحين و المحافظين على رعاية أمططره و نهيططه مططن اقامططة ال ّ
الزكاة و القيام بالجهاد و غيرها من الفرائض و النتهاء مما نهى و حّرم قال :
عطّز مططن قططائل :و ل تهنططوا و ل تحزنططوا و أنتططم العلططون ان كنتططم مططؤمنين ) آل عمططران
صالحات ليستخلفنهم في ل الذين آمنوا منكم و عملوا ال ّ ( 134و قوله تعالى :وعد ا ّ
] [ 189
سلم هذا يشير أيضا إلى أن أمر الدولططة سططيرجع إليكططم و يططزول أمططر
ن كلمه عليه ال ّ ثّم ا ّ
بني امّية كما أفاد الفاضل الشارح المعتزلي .
سلم ) :و ممهلكم في مضمار ممدود لتتنازعوا سططبقه ( و فططي بعططض النسططخ
قوله عليه ال ّ
ق فان المضمار الممدود اى العمر محططدود ل محالططة فططاذا
في مضمار محدود و كلهما ح ّ
جاء أجلهم ل يستأخرون ساعة و ل يستقدمون ) النحل . ( 64
سلم الجال المقّدرة التى ضربت للناس أعنى مطّدة حيططاتهم بالمضططمار للخيططل شّبه عليه ال ّ
ل و مكسب الصلحاء ليس للنسان إل أن يسارع إلى لغاية السبق فان الّدنيا متجر أولياء ا ّ
مغفرة مططن رّبططه و يسططابق غيططره فططي التصططاف بالوصططاف اللهّيططة و التخلططق بططالخلق
ل و عل ،فان تلك الغاية القصوى هي سبق السالكين الرّبانّية حّتى يتقرب إلى حضرته ج ّ
و منتهى رغبة الراغبين .
ل علططى فضططل
ث علطى الجهطاد فل بطّد أن يكططون دا ّ سطلم فطي الحط ّ
ثّم لما كان كلمه عليه ال ّ
صة فيحرصهم بالمنافسة في سبق مضمار القتال و هو الجّنططة و الراضططون المجاهدين خا ّ
سلم في بعض خطبه الماضططية و الغفران و الحياة الطيبة و العيش الرغد ،و قال عليه ال ّ
ل قد دلكم على تجارة تنجيكم من عذاب في تحضيضه على القتال :معاشر المسلمين إن ا ّ
ل و برسوله و الجهططاد فططي سططبيله و جعططلأليم و تشفى بكم على الخير العظيم :اليمان با ّ
ثوابه مغفرة الذنب و مساكن طيبة في جنات عدن .إلى آخر ما قال .
سلم في ) الخطبة : ( 27أّما بعد فانّ الجهاد باب من أبواب الجنة فتحهو كذا قال عليه ال ّ
صة أوليائه .إلى آخرها .
ل لخا ّا ّ
] [ 190
لط
نا ّ
ل و فضططل و أ ّ
ل خوف عليهم و ل هم يحزنون .يستبشرون بنعمة من ا ّمن خلفهم أ ّ
ل يضيع أجر المؤمنين ) آل عمران . ( 166
سلم ) :فشدوا عقد المآزر ( عقد الزار كناية عن الجّد و التشمير يقال :
قوله عليه ال ّ
فلن شّد عقد إزاره أو كشف عن ساقيه أو شّمر عططن سططاقيه أو شطّمر ذيلططه إذا تهيططأ لمططر
ن من عادة الّناس أن يشّدوا عقد إزارهططم أو يش طّمروا عططن هائل و خطب عظيم و فظيع ل ّ
سوقهم و ذيولهم و يقلصوا أكمامهم عند المور الصعبة لن الشّد و التشمير عندها أمكططن
ن من شطّد عقططد الزار أمططن مططن انحللططه و ل يشططغله عمططا هططو بصططددهللقراع و الدفاع فا ّ
فيمضى في عمله غير خائف على انه كان أسرع للمشى و أبعططد عططن العثططار كمططا إذا شططد
وضين البل و الخيل و نحوهما أمن القتب أو الهططودج أو السططرج و أمثالهططا و مططن عليهططا
من الضطراب بخلف إذا كان قلقا .و قالت العوراء ابنة سبيع ) الحماسة . ( 395
تريد انه عقد الزار شديدا إذا نابته النوائب ل يرخططى إزاره ،و كططذا مططن شطّمر ذيلططه قطال
قيس بن زهير بن جذيمة العبسي :
أى حين شّمرت و كشفت الحرب عن ساقيها .و في التقان فططي علططوم القططرآن للسططيوطي
) ص 129طبع مصر 1318ه ( مّمططا سطأل نطافع بطن الرزق ابططن عبططاس اّنططه قطال لطه :
اخبرني عن قوله تعالى يوم يكشف عن ساق قال :عن شّدة الخرة أما سمعت
] [ 191
سلم ) :و اطووا فضول الخواصر ( الظاهر و النسب في المقططام أن مططراده قوله عليه ال ّ
سلم من هذه الجملة كاّلتي سبقتها ارشاد إلى الجّد و التهيأ للقتال فان لثياب العرب عليه ال ّ
سعة فاضلة فاذا طووا فضول الخواصر عليها و قّلصوا الذيول كان القتال و المشططى لهططم
أهون و أمكن فان الفضول تمنع عن الجلد و السراع و تعوق عن السططبق و الحططراك .و
هذا المعنى يقال بالفارسية :ميان بستن ،كمر بستن و امثالهما قال المسعود بن سططعد بططن
سلمان في مدح سيف الدولة :
سلم أن ما طال من الثياب التّفوه و اطووه على الخاصططرة و ذلططك ن مراده عليه ال ّ
1أو أ ّ
ف بقدميه على ن من شرع بجّد و اجتهاد في عمل يطوى ما فضل من إزاره طول و يلت ّ لّ
خاصططرته و يجعلططه محكمططا فيهططا لئل يمنعهططا عططن المشططى و الجططد و السططراع كمططا يقططال
بالفارسية :دامن بكمر زد و دامن درچيده و كأّنما أراد هذا المعنى من قططال :قططوله عليططه
ف علططى اقططدامكم فططاطووهسلم و اطووا فضول الخواصر أى ما فضل من مططآزركم يلتط ّ ال ّ
حّتى تخفوا في العمل و ل يعوقكم شيء عن السراع في عملكم .
ى ما فضل و زاد من الثياب عرضا و سعة على الخاصرةو بالجملة على الوجه الّول ط ّ
ي ما فضل و زاد طول عليها .
و على الثاني ط ّ
ى فضططول الخواصططر كنايططة عططن النهططى عططن كططثرة الكططل لنّو يمكن أن يجعل المر بط ّ
الكثير الكل ل يطوى فضول خواصره لمتلئها بططل يملئهططا ،و القليططل الكططل يأكططل فططي
بعضها و يطوى بعضها على أن البطنة تذهب الفطنة و تمنططع عططن الحملططة علططى الفتنططة و
كانت العرب عند الحرب تمسك عن الكل و الشبع لذلك و كثيرا ما يوجد في اشعارهم و
امثالهم مدح خميص البطن ،يابس الجنبين ،منضم الضلوع ،
-----------
) ( 1ممممم مممم مممممم .
] [ 192
و ذهب إلى هذا المعنى الشارح الفاضل المعتزلي و اتى بثلثة أبيات شططاهدا حيططث قططال :
قال الشاعر :
ن المجاهد يعرض عططن ل و إن كان له مناسبة ّما بالجهاد فإ ّأقول :بيان البحراني رحمه ا ّ
سلم ل يخلو من تكلططف بططل نفسه و الّدنيا و ما فيها لكن إرادة هذا المعنى من قوله عليه ال ّ
ل و لططه مناسططبات بعيططدة و ملزمططات غريبططة و ل فططإن مططن كلم إ ّ
بعيد جّدا غاية البعططد و إ ّ
سلم التي » ل تجتمع عزيمة و وليمططة « بهططذا المعنططى أو سر قوله عليه ال ّ الصواب أن يف ّ
قريب منه .و لو قيل :فليكن هذه الجملة التالية قرينة على ارادة ذلك المعنى مططن الولططى
رّد بلزومه التكرار و التأسيس خير منه و لو كان تأكيدا .فتأّمل .
سلم ) :ل تجتمع عزيمة و وليمة ( أى مططن اهتطّم بططأمر و اراد ارادة جازمططة قوله عليه ال ّ
على تحصيله و اقتنائه لبّد أن يغضى عينه عن الّلططذات و الّدعططة و خفططض العيططش فكنططى
ف عططن الّلططذائذ النفسطّية و ل
ل بططالك ّ
بالوليمة عنها كما مضى و ل تقتنى الفضائل النفيسططة إ ّ
ل بمقاساة الشدائد و ركوب الهوال تنال درجات الكمال إ ّ
] [ 193
سططتهم
ل تعالى :أم حسبتم أن تدخلوا الجّنة و لّما يأتكم مثططل اّلطذين خلطوا مطن قبلكططم م ّ
قال ا ّ
ل ط أل إ ّ
ن ضّراء و زلزلوا حّتى يقول الّرسول و اّلذين آمنوا معه مططتى نصططر ا ّ البأساء و ال ّ
ل قريب .نصر ا ّ
سلم ) :ما أنقض النططوم لعططزائم اليططوم ( :هططذه الجملططة و اّلططتي تليهططا بصططيغة
قوله عليه ال ّ
التعجب و هما تؤّكدان الولى و المراد واحد أى أن الشططتغال بالمشططتهيات الدنّيططة البدنّيططة
يثبط النسان عن الوصول إلى المقامات العالية .فان من عزم على أمر في اليوم فنام لططم
ينجح بالمراد فيكون نوم يومه ناقض روم يومه .أو إذا عزم في اليوم على أمر يفعله في
الّليل أو في الغد باكرا و نام في الّليل لم يظفر بالحاجططة كالمسططافر مثل إذا أراد فططي اليططوم
أن يسير مسافة طويلة تلزم القدام بها بكرة حّتى ينال المطلوب فنام و لم يبططاكر لططم يفططز
به و ما اجاد قول السعدي بالفارسية :
خطططططططططططططططططططططططواب نوشطططططططططططططططططططططططين بامطططططططططططططططططططططططداد رحيطططططططططططططططططططططططل
باز دارد پياده را ز سبيل
سلم ) :و أمحى الظلم لتذاكير الهمم ( .لن من اهتم في اليوم مثل بعمل في قوله عليه ال ّ
الّليل و إذا جاء الّليل غلبططه النططوم تمحططو الظلمططة أى يمحططو نططوم الليططل ذلططك التططذكار .قططال
المتنبي :
ععععععع
] [ 194
داده است تا با يكديگر مسابقت كنيد و گوى سبقت را بربائيططد .پططس بنططد ميططانرا اسططتوار
كنيد و دامن در چينيد كه آهنگ كار با تن پرورى درست نيايد .خواب ،
عزيمت روز را چه خوب شكننده و بستر شب ياد همتها را چه نيك نابود كننده است .
سلم إلى أهل الكوفة عند مسيره اليهم من المدينة إلططى البصططرة و هططو من كتاب له عليه ال ّ
سلم .
الكتاب الول من المختار من كتبه عليه ال ّ
ى أمير المؤمنين إلى الكوفة جبهة النصار و سططنام العططرب أّمططا بعططد فططإّني
ل عل ّ
من عبد ا ّ
أخبركم عن أمر عثمان حّتى يكون سمعه كعيانه :
ل عتابه و كان طلحة ن الّناس طعنوا عليه فكنت رجل من المهاجرين أكثر استعتابه و أق ّ إّ
و الّزبير أهون سيرهما فيه الوجيف ،و أرفق حدائهما العنيططف ،و كططان مططن عائشططة فيططه
فلتة غضب فاتيح له قوم فقتلططوه ،و بططايعني الّنططاس غيططر مسططتكرهين و ل مجططبرين ،بططل
ن دار الهجرة قد قلعت بأهلها و قلعوا بها ،و جاشططت جيططش طائعين مخّيرين .و اعلموا أ ّ
المرجل و قامت الفتنة على القطب ،فأسرعوا إلى أميركم و بادروا جهططاد عططدّوكم إنشططاء
ل.ا ّ
] [ 195
ععععع
ل عليه :عهوده إلى عّماله يقال :عهد إلى فلن أوصططاه و شططرط
قول الرضي رضوان ا ّ
عليه ،قال الجوهري في الصحاح :العهد :المان ،و اليمين ،و الموثق ،
و الذمة ،و الحفاظ ،و الوصّية و قد عهططدت إليططه أى أوصططيته و منططه اشططتق العهططد اّلططذي
ي المر للولة يأمرهم فيه باجراء العدالة و يكتب للولة .و في المنجد :العهد ما يكتبه ول ّ
كان يعرف بالفرمان و الجمع عهود .و الوصايا جمع الوصية كغنية بمعنططى النصططيحة و
يقال بالفارسية :أندرز ،و هو اسم من اليصاء :و بمعنى ما يعهططده النسططان بعططد وفططاته
من وصى يصى إذا وصل الشيء بغيره لن الموصي يوصل تصرفه بعد الموت بما قبله
سطلم علطى كط ّ
ل و الخير هو المقرر في كتب الفقه و في هذا الباب يذكر وصطاياه عليطه ال ّ
واحد من المعنيين .
سلم ) :جبهة ( الجبهة للّناس و غيره معروفة و هي مططا بيططن الحططاجبين إلططى قوله عليه ال ّ
قصاص مقدم الرأس أى موضع السجود من الرأس و لذا سطّمي المنططزل العاشططر مططن مططن
منازل القمر جبهة لن كواكبها الربع كالجبهة للكواكب الموسومة بالسد و يقال :جبهة
السد لذلك .في الصحاح و الّلسططان ،الجبهططة مططن النططاس بالفتططح :الجماعططة يقططال جاءتنططا
جبهة من الناس أى جماعة منهم .و على الول يقال لعيان الّناس و أشططرافهم و سططادتهم
ن الجبهة أعل العضاء و أسناها و تسميتهم بذلك كتسططميتهم و رؤسائهم جبهة من حيث إ ّ
بالوجوه .و المراد بالنصار ههنا العوان و ليس يريد بهم بنططى قبيلططة و النصططار جمططع
نصير كشريف و أشراف ل جمع ناصر لّنه يجمع على الّنصر كصاحب و صحب .
) السنام ( بفتح أّوله كالسحاب :حدبة في ظهر البعير .الجمع :أسنمة .
و يقال بالفارسية :كوهان شتر .و من حيططث إن السططنام أعل أعضططاء البعيططر يقططال لعل
سان بن ثابت :
ل شيء سنامه قال ح ّكّ
] [ 196
سططلم سططنام العططرم .ويقال لكبير القوم و رفيعهم سنامهم كما هو المراد من قططوله عليططه ال ّ
الصواب أن يكون السنام قرينططة علططى أن المططراد بالجبهططة هططو معناهططا الّول ) .العيططان (
بالكسر كالضراب مصدر عاين يقال عاينه معاينة و عيانا إذا شاهده و رآه بعينه لطم يشطك
في رؤيته إياه ) .طعن ( فيه و عليه بالقول طعنا و طعنانا من بابي نصر و منططع :قططدحه
و عابه .و هو في الصل كما في المفردات للراغططب :الضططرب بالرمططح و بططالقرن و مططا
ل تعالى :و طعنًا في الّدين و طعنوا في دينكم . يجرى مجراهما ثّم استعير للوقيعة قال ا ّ
) الستعتاب ( من الضداد يقال استعتبه إذا أعطاه العتبى و كذا إذا طلب منه العتططبى ،و
ل تعالى :العتبى هى الرضا .يقال :استعتبته فأعتبني أى استرضيته فأرضاني قال ا ّ
» ععع عععع «
سلم ) اقل عتابه ( لطيفة لغوية لططم يتعرضططها الشطّراح و المططترجمون بططل في قوله عليه ال ّ
ل الشيء إذا جعله قليل ل ليس بمعنى اق ّ في تفسيره عدلوا عن الصواب و ذلك لن كلمة اق ّ
او أتى بقليل و بالجملة أن معنى اقل ليس قبال اكثر و إن جعل قباله في الّلفططظ كمططا ذهططب
إليه القوم علططى مططا هططو ظططاهر كلم الشططارحين المعططتزلي و البحرانططي و صططريح ترجمططة
ل القاساني حيث قال :و كم ميگردانيططدم سططرزنش او را و المططولى الصططالح المولى فتح ا ّ
القزويني حيث قال :و كمتر وقت عتاب مينمططودم ،و كططذا غيرهمططا مططن المططترجمين بططل
ن المراد من اقل هنا النفى أى ما عاتبت عليه و هطذا اللفططظ يسططتعمل كططثيرا فططي الصواب أ ّ
نفى أصل الشيء قال الفاضططل الديططب ابططن الثيططر فططي مططادة ق ل ل مططن النهايططة :و فططي
ل اللغو أى ل يلغو أصل و هذا اللفظ يستعمل الحديث انه كان يق ّ
] [ 197
في نفى أصل الشيء كقوله تعالى :فقليل ما يؤمنون انتهى قوله .
و الشيخ المام أبو على أحمد بن محّمد بن الحسن المرزوقي الصفهاني في شرحه علططى
الختيار المنسوب إلى أبي تمام الطائى المعروف بكتاب الحماسة ) طبططع القططاهرة 1371
ه 1951م ( في شرح الحماسة 13لتأبط شرا ) ص ( 95قوله :
ل ،و هذا كما يقال فلن قليل الكتراث قال :و استعمل لفظ القليل ،و القصد إلى نفى الك ّ
ل رجططل
ل رجل يقول كذا ،و أق ّبوعيد فلن ،و المعنى ل يكترث .و على ذلك قولهم :ق ّ
يقول كذا ،و المعنى معنى النفي ،و ليس يراد به إثبات قليل من كثير .
ثّم قال :فإن قيل :من أين ساغ أن يستعمل لفظ القليل و هو للثبات في النفي ؟
ن القليل من الشطيء فططي الكطثر يكطون فطي حكططم مطا ل يتعطّد بطه و ل يعطّرج عليطه قلت :إ ّ
لدخوله بخفة قدره في ملكة الفناء و الدروس و الّمحاء ،فلّمططا كططان كططذلك اسططتعمل لفظططه
في النفى على ما في ظاهره مطن الثبطات محطترزين مطن الطرّد و مجمليطن فطي القطول ،و
ليكون كالتعريض اّلذي أثره أبلغ و أنكى من التصريح ،
و قوله » :كثير الهوى « طابق القليل بقوله كثير من حيث الّلفظ ل أّنه أثبت بالول شططيئا
نزرا فقابله بكثير .
ل مططططططططططططططططططا
فقلططططططططططططططططططت لهططططططططططططططططططا ل تنكرينططططططططططططططططططى فقطططططططططططططططططط ّ
يسود الفتى حّتى يشيب و يصلعا
قال :فإن قيل ما معنى قليل غرار النوم ؟ و إذا كان الغرار القليل من الّنوم بدللططة قططولهم
ل غرارا فكيف جاز أن تقول :قليل غرار الّنوم و أنططت ل تقططول هططو قليططل قليططل
ما نومه إ ّ
النوم ؟ قلت :يجوز أن يراد بالقليل النفى ل إثبات شيء منه و المعنى :
قال :يريد بقوله » قليل « نفى أنواع التشطّكى كّلهطا عنطه علطى هطذا قطوله تعطالى فقليل مطا
ل رجل يقول ذاك . ل رجل يقول كذا و أق ّيؤمنون و قولهم :ق ّ
و المعنى أّنه ل يتألم للنوائب تنزل بساحته و المصائب تتجدد عليه في ذويه و عشيرته و
أنه يحفظ من يومه ما يتعقب أفعاله من أحاديث الّناس في غده الخ .
قال :المراد بذكر القّلة ها هنا النفى ل إثبات شيء قليل فيقول :ل يغنى عنك مال تجمعه
إذا ذهبت عنه و تركته لورثتك الخ .
ل قاعدا أو قائمططا و و في مفردات الراغب :و قليل يعّبر به عن النفى نحو قّلما يفعل كذا إ ّ
سططروا قططوله تعططالىل ما يؤمنون و إّنما ف ّ ما يجرى مجراه و على ذلك حمل قوله تعالى قلي ً
ل علططى ذلططك قططال تعططالى :أ فكّلمططا
فقليل ما يؤمنون بنفى اليمان عنهم لن ظاهر الية تد ّ
جاءكم رسول بما ل تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقًا كذبتم و فريقًا تقتلططون .و قططالوا قلوبنططا
ل بكفرهم فقليل ما يؤمنون ) 82و 83من البقرة ( و إن كططان يمكططن أن غلف بل لعنهم ا ّ
تجعل الية المتقّدمة عليها و هي قوله تعالى :أفتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعططض
قرينة على ارادة القّلة فطي قبطال الكططثرة فيهطا أو يططؤّول بوجططوه اخطرى علطى اسطتفادة ذلططك
المعنى كما ذكر في التفاسير و لكن إفادة القليل معنى النفى في كلم العططرب كططثير ،ففططي
مجمع البيان في تفسير هذه الية قال :و الذي يليق بمذهبنا أن يكون المططراد بططه ل إيمططان
ط.ط أى ما رأيت هذا ق ّ ل ما رأيت هذا ق ّ لهم أصل و إنما وصفهم بالقليل كما يقال ق ّ
] [ 199
و ليعلم أن هذه الّلفظة قد يسططتعمل فططي الكططثرة علططى مططا صطّرح بططه المرزوقططي فططي شططرح
ل زيد و أّنهم أجططروا خلفططه
ل رجل يقول ذلك إ ّ الحماسة أيضا حيث قال :و قالوا أيضا أق ّ
مجراه فيقول :كثر ما يقول زيد و على ذلك هذا البيت .
انتهى ) ص 322شرح الحماسة . ( 105و ل يخفى أن هذا الستعمال نزر جّدا بخلف
الول .
سلم » اقل عتابه « من أقل فلن الشيء إذا أطططاقه و اعلم أنه يمكن أن يكون قوله عليه ال ّ
و حمله و رفعه .قال تعالى :و هو الذي يرسل الرياح بشططرًا بيططن يططدى رحمتططه حّتططى إذا
أقّلت سحابًا ثقال سقناه لبلد مّيت فأنزلنا بططه المططاء ) العططراف ( 56 :أى حملططت الرمططاح
لط عنطه :مطا أظلططت
ل عليطه و آلطه فطي أبططي ذر رضططى ا ّ سحابًا ثقال ،و منه قوله صّلى ا ّ
الخضراء و ل أقّلت الغبراء أصدق من أبي ذر .و وجه التفسير على هذا الوجه يعلم فططي
ل تعالى .
الشرح إن شاء ا ّ
ففي الجمع بين أقل بهذا المعنى بل بالمعنى الّول أيضا تحسين بديع و هو مراعاة النظير
ن البديع و مراعاة النظير أن يجمع بين معنيين غيططر من وجوه تحسين الكلم المقرر في ف ّ
متناسبين بلفظين يكون لهما معنيان متناسبان و إن لططم يكونططا مقصططودين ههنططا نحططو قططوله
تعالى و الشططمس و القمططر بحسططبان .و النجططم و الشططجر يسططجدان و بالفارسططية نحططو قططول
الشاعر هر چه آن خسرو كند شيرين بود .
) عتاب ( بالكثر مصدر ثان من باب المفاعلة كضراب يقال عطاتبه عليطه معاتبطة و عتابطا
إذا لمططه و واصططفه الموجططدة و خططاطبه الدلل ) .الوجيططف ( وجططف الشططيء بمعنططى
اضطرب ،قال تعالى :قلوب يومئذ واجفة و الوجيف ضرب من سير البل و الخيل فيططه
سرعة و اضطراب ،أو جفت البعير :أسرعته .و في أقرب الموارد :
وجف الفرس و البعيططر :عططدا و سططار العنططق ،و فططي حططديث علططى :أهططون سططيرهما فيططه
الوجيف
] [ 200
) حداء ( بكسر أوله و ضّمه أيضا ككتاب و ذباب واوى من حدو :سوق البططل و الغنططاء
لها .يقال حدا البل و بالبل يحدو حدوا و حداء و حداء من باب نصر ساقها و غّنى لهططا
فهو حاد .يقال حدت الريح السحاب أى ساقتها ) .العنيف ( الشديد مططن القططول و السططير .
و الذي ليس له رفق بركوب الخيل .عنف به و عليه من باب كرم لم يرفططق بططه و عططامله
بشّدة ) .الفلتة ( بالفتح ،في الصحاح يقال كان ذاك المر فلتطة أى فجطأة إذا لطم يكطن عطن
ترّدد و ل تدّبر .و في أقرب الموارد :حدث المر فلتة أى فجأة من غير ترّدد و ل تدّبر
حّتى كأّنه افتلت سريعا ،قال :يقال :كانت بيعة أبي بكر فلتة .
) اتيح ( تاح له الشيء يتوح توحا من باب نصر و اتيح له الشيء قّدر له و تهّيىء و أتاح
ل له الشيء أى قّدره له ،قاله في الصحاح .قال انيف بن حكيم الّنبهاني :
ا ّ
و هططو مططن أبيططات الحماسططة ) الحماسططة 33و ( 209وصططفهم بططأن نبططالهم تق طّدر للقلططوب
الغاّرة .
لط
) مستكرهين ( قال الفاضل الشارح المعتزلي :و قد ذكطر أن خطط الرضططي رضطوان ا ّ
عليه مستكرهين بكسر الّراء و الفتح أحسن و أصوب و إن كان قد جاء استكرهت الشيء
بمعنى كرهته .انتهى .
أقول :الستكراه قد جاء بمعنى الكراه كما جاء بمعنى عّد الشيء و وجدانه كريها و من
الّول حديث رفع عن اّمتي الخطاء و ما استكرهوا عليه .أى ما اكرهوا عليه .
فلو قرىء المستكرهين بفتح الراء لكان بمعنى المكرهين و الكراه و الجبار واحد .
و قالوا في المعاجم :أكرهه على المر :حمله عليه قهرا ،و كذا قالوا أجبره على المر
أكرهه عليه فلو قرىء بالفتح للزم التكرار لنطه و المجططبرين حينئذ بمعنطى واحطد فالكسطر
متعين كمططا اختططاره الرضططى .و المسططتكره بالكسططر بمعنططى الكططاره أى نططاخوش و ناپسططند
دارنده يقال :استكرهت الشيء أي كرهته كما أشار إليه الفاضل الشارح ،و في منتهى
] [ 201
الرب فطي لغطة العطرب :اسطتكراه :بنطا خواسطت و سطتم بطر كطارى داشطتن ،و نطاخوش
شمردن .
ل عليه و آله و المنقول من الروانططدي رحمططه
و المراد بدار الهجرة مدينة الرسول صّلى ا ّ
سلم اليها .
ي عليه ال ّ
ل أن المراد بدار الهجرة ههنا الكوفة التي هاجر أمير المؤمنين عل ّ
ا ّ
أقول :و ل يخفى ضططعف هططذا الحتمططال و تكّلفططه و سيتضططح فططي الشططرح أن المططراد مططن
ل.ل عليه و آله ليست إ ّ المدينة مدينة الرسول صّلى ا ّ
) قلعت بأهلها ( يقال قلع المنزل بططأهله إذا لططم يصططلح لسططتيطانهم و منططه قططولهم كمططا فططي
الصحاح ،هذا منزل قلعة بالضّم أي ليس بمستوطن .
و يمكن أن يقرء الفعلن مجهولين و تكون البططاء فططي الموضططعين بمعنططى مططع فيكططون آكططد
للمراد كما ل يخفى أو يقال :الباء زائدة للتأكيد و الفعل معلوم في كل الموضططعين كقططوله
ل شهيدًا لن القلع متعد بنفسه يقال قلعه إذا انطتزعه مطن أصطله أو حطّوله تعالى :و كفى با ّ
عن موضعه و المراد أن المدينة فارقت أهلها و أخرجتهم منططه و كططذا قلعططوا بهططا أى انهططم
فارقوها و خرجوا منها و لم يستقروا فيه .
) المرجل ( :القدر اسم آلة على وزن مفعل ) .بادروا ( أى سارعوا أمر من المبادرة .
ععععععع
يمكن أن يكون جبهة النصار و سنام العرب صططفتين لهططل الكوفططة كمططا يمكططن أن يكونططا
ل.
ل من الك ّ
بدلين بدل البعض من الكل أو الك ّ
] [ 202
قال بعض :أهون سيرهما بدل من طلحة و الزبير و الوجيف خبر كان و كططذا الكلم فططي
أرفق حدائهما العنيف لنها عطف على الولى .قلططت :الصططواب أن مططا ذهططب إليططه ذلططك
ن الوجيف خبر أهون و جملة أهون سيرهما فيه الوجيف خبر كان و كططذا البعض و هم ل ّ
ح حملططه علططى الزبيططر و ن الوجيف لو كان خبر كان لص ّ الحكم في الجملة الثانية و ذلك ل ّ
طلحة أن يقال طلحة و جيف مثل و ليس كذلك لن السير و جيف لما دريت أن الوجيططف
نوع من سير البل ،على أن فيه معائب اخططرى ل تخفططى علططى العططارف بأحكططام البططدل و
تركيب الجمل .
» من عائشة « يتعلق بفلتة قطدم لسطعة الظطروف .و فلتطة اسطم كطان و لطم يقطل كطانت لن
تأنيث اسمه مجازى ،و فيططه خططبر كططان قططدم علططى السططم لّنططه ظططرف » :فاتيططح « الفططاء
ن الّناس إلى هنا بيان مبدء سططبب قتططل القططوم عثمططان سلم :إ ّللتسبيب لن من قوله عليه ال ّ
ن الّناس لما طعنوا عليه و . . .فقدر لططه قططوم فقتلططوه علططى وزان قططوله تعططالى فططوكزه
أي ا ّ
موسى فقضى عليه .و الفطاء فطي فقتلطوه للطترتيب الطذكرى لن أكطثر وقطوعه فطي عططف
لط
المفصل على المجمل نحو قوله تعالى :فقد سألوا موسى أكططبر مططن ذلططك فقططالوا أرنططا ا ّ
جهرة و المقام كذلك أيضا .و يمكن أن تكون للتعقيب نحو قططوله تعططالى :أمططاته فططأقبره و
الفاء في » فأسرعوا « فصيحة و التقدير :إذا كان المر انجّر إلى كذا فأسرعوا .اه
] [ 203
ي بن أبيطالب إلى أهل الكوفة أمططا بعططد فططإّني اخططبركم مططن ل الرحمن الّرحيم من عل ّ بسم ا ّ
ن الّنططاس طعنططوا عليططه فكنططت رجل مططن أمططر عثمططان حططتى يكططون أمططره كالعيططان لكططم :إ ّ
المهاجرين اظهر معه عتبه و أكططره و أشططقى بططه و كططان طلحططة و الزبيططر أهططون سططيرهما
الّرجيف و قد كان من أمر عائشة و قتله ما عرفتم فلما قتله الّناس بايعاني غير مستنكرين
طائعين مختارين و كان طلحة و الزبير أّول من بايعني على ما بايعا به من كان قبلي ثططّم
استأذناني في العمرة و لم يكونا يريدان العمرة فنقضا العهد و أذنا فططي الحططرب و أخرجططا
عائشة من بيتها يتخذانها فتنة فسارا إلى البصرة و اخترت السططير إليهططم معكططم و لعمططرى
ل ما قاتلتهم و في نفسي شك و قد بعثططت إليكططم ل و رسوله و ا ّ إياى تجيبون انما تجيبون ا ّ
سلم .ولدى الحسن و عمارا و قيسا مستنفرين لكم فكونوا عند ظّني بكم و ال ّ
أقول :و نقل الكتاب الدينوري في المامطة و السياسطة أيضطا ) ص 66ج 1طبطع مصطر
1377ه ( .
عععععع
ى في المقام أن نذكر
إّنما الحر ّ
مما نقمها الّناس منه و طعنوا عليه و صارت سبب قتله ثّم نتبعه علة وقوع فتنة الجمل .
أّما أحداثه فنذكر طائفة منها ههنا عن الطبرى و المسعودى و غيرهما .
و قيمة ضياعه بوادى القطرى و حنيطن و غيرهمطا مطأة ألطف دينطار و خلطف خيل كطثيرا و
إبل .
] [ 204
بنى داره بالبصرة و ابتني أيضا دورا بمصر و الكوفة و السكندرية و ما ذكر مططن دوره
و ضياعه فمعلوم غير مجهول إلى هذه الغاية .و بلغ مال الزبير بعد وفاته خمسططين ألططف
دينططار و خلططف الزبيططر ألططف فططرس و ألططف عبططد و ألططف أمططة و خططططا بحيططث ذكرنططا مططن
المصار .
عع عععععع
3ع عععع عععع عع عععع ععع
ل يططوم
ابتني داره بالكوفة المعروفة بالكناس بدار الطلحتين و كططانت غلتططه مططن العططراق كط ّ
ألف دينار و قيل أكثر من ذلك و بناحية سراة أكططثر ممططا ذكرنططا .و شططيد داره بالمدينططة و
ص و الساج .
بناها بالجر و الج ّ
ابتني داره و وسعها و كان على مربطه مأة فرس و له ألف بعير و عشرة آلف من الغنم
و بلغ بعد وفاته ربع ثمن ماله أربعة و ثمانين ألفا .
عع عع عع ع ع ع ع ععع
6ع عع ععع عععع ع ع عععع ع
عع ع ع عع عع ع ع ع عع ععع ع عععع ع ع ع ع عع
عععع ععععععع
و ديونا على الّناس و عقارات و غير ذلك من التركة ما قيمتططه مططأة ألططف دينططار .ثطّم قططال
المسعودى :و هذا باب يتسع ذكره و يكثر وصفه فيمن تملك من الموال فططي أيططامه و لططم
يكن مثل ذلك في عصر عمر بن الخطاب بل كانت جططادة واضططحة و طريقططة بّينططة و حط ّ
ج
لط :لقطدعمر فأنفق في ذهابه و مجيئه إلى المدينة سطتة عشطر دينطارا و قطال لولطده عبطد ا ّ
أسرفنا في نفقتنا في سفرنا هذا .و لقد شكا الّناس أميرهم سعد بن أبي وقاص و ذلططك فططي
سنة إحدى و عشرين فبعث عمر محّمد بن مسلمة النصارى حليف
] [ 205
بني عبد الشهل فخرق عليه باب قصر الكوفة و جمعهم في مسططاجد الكوفططة يسططألهم عنططه
فحمده بعضهم و ساءه بعض فعزلططه و بعططث إلططى الكوفططة عمططار بططن ياسططر علططى الثغططر و
لط بططن مسططعود علططى بيططت المططال و أمططره أن يعّلططم
عثمان ابن حنيف على الخراج و عبد ا ّ
ل يوم شاة فجعل شطططرها و سططواقطها الّناس القرآن و يفقههم في الدين و فرض لهم في ك ّ
ل بن مسططعود و عثمططان بططن حنيططف فططأين عمططر لعمار بن ياسر و الشطر الخر بين عبد ا ّ
ممن ذكرنا و أين هو عمن وصفنا ؟
و في الشافي للشريف المرتضى علم الهدى :و من ذلك أّنه كان يؤثر أهل بيته بططالموال
العظيمة اّلتي هي عّدة للمسلمين نحو ما روى أّنه دفع إلى أربعة أنفس من قريش زّوجهططم
بناته أربعمائة ألف دينار و أعطى مروان مططائة ألططف علططى فتططح افريقّيططة و يططروى خمططس
افريقية و غير ذلك و هذا بخلف سيرة من تقدم في القسمة على الّناس بقدر الستحقاق و
ايثار الباعد على القارب .
قال كما نقل عنه علم الهدى في الشافي :و أّما ما ذكروه من ايثاره أهل بيته بالموال فقد
كان عظيم اليسار كثير الموال فل يمتنع أن يكون إّنما أعطاهم من ماله و إذا احتمل ذلك
ن اّلذي روي من دفعه إلى ثلثة نفر مططن وجب حمله على الصحة و حكى عن أبي على أ ّ
ح فطي أّنطهل واحد إّنما هو من مطاله و ل روايطة تصط ّ
قريش زّوجهم بناته مأة ألف دينار لك ّ
ح ذلك لكان ل يمتنع أن يكون أعطى مططن بيططت المططال أعطاهم ذلك من بيت المال و لو ص ّ
ن للمام عند الحاجة أن يفعل ذلك كما له أن يقرض غيره . ليرّد عوضه من ماله ل ّ
ي أن ما روى من دفعه خمس افريقّيططة لمططا فتحططت إلططى قال :ثّم حكى القاضي عن أبي عل ّ
مروان ليس بمحفوظ و ل منقول على وجه يوجب قبوله و إّنما يرويه من يقصططد التشططنيع
على عثمان .و حكي عن أبي الحسين الخّياط أن ابن أبططي سططرح لّمططا غططزا البحططر و معططه
ل عليه و غنموا غنيمة اشتروى مروان الخمس مططن أبططي سططرح مروان في الجيش ففتح ا ّ
بمأة ألف و أعطاه أكثرها ثّم قدم على عثمان بشيرا بالفتح
] [ 206
و قد كانت قلوب المسلمين تعلقت بأمر ذلك الجيطش فططرأى عثمطان أن يهطب لطه مططاله بقطي
عليه من المال و للمام فعل ذلك ترغيبا في مثل ذلك المور .
قال :قال و هذا الصنيع منه كان في السنة الولى من امامته و لم يتبرأ أحد منططه فيهططا فل
وجه للتعلق به و ذكر فيما أعطاه لقاربه أّنه وصلهم لحاجتهم و ل يمتنع مثله فططي المططام
إذا رآه صلحا .و ذكر في اقطاعه بنططي امّيططة القطططائع ان الئمططة قططد تحصططل فططي أيططديهم
الضياع ل مالك لها من جهات و يعلمون أّنه لبّد فيهطا ممططن يقطوم باصطلحها و عمارتهططا
ق و له أن يصرف ذلك إلى من يقوم به و لططه أيضططا أن يزيططد فيؤّدى عنها ما يجب من الح ّ
بعضا على بعض بحسب ما يعلم من الصلح و التألف و طريق ذلك الجتهاد .
قال في الشافي :فأّما قوله في جواب ما يسأل عنه مططن ايثططاره أهططل بيتططه بططالموال أّنططه ل
يمتنع أن يكون إّنما أعطاهم من ماله ،فالرواية بخلف ذلك و قد صّرح الّرجطل أّنطه كططان
يعطي من بيت المال صلة لرحمه و لما وقف على ذلك لم يعتططذر منططه بهطذا الضطرب مططن
ن هذه العطايا من مالي و ل اعتراض لحد فيه . العذر و ل قال إ ّ
و قد روى الواقدى بإسناده عن الميسور بن عتبة أّنططه قططال :سططمعت عثمططان يقططول إن أبططا
بكر و عمر كانا يتناولن في هذا المال ظلف أنفسهما و ذوى أرحامهما و إّني ناولت فيططه
صلة رحمي .
ل الحارثي مولى الحارث بن كلدة الثقفططي و و روى عنه أّنه كان بحضرته زياد بن عبيد ا ّ
قططد بعططث أبططو موسططى بمططال عظيططم مططن البصططرة فجعططل عثمططان يقسططمه بيططن أهلططه و ولططده
بالصحاف ففاضت عينا زياد دموعا لّما رأى من صنيعه بالمال فقال :ل تبططك فططإن عمططر
لط
ل و أنا أعطي أهلي و قرابتي ابتغاء وجه ا ّ كان يمنع أهله و ذوي أرحامه ابتغاء وجه ا ّ
.و قد روى هذا المعنى عنه من عّدة طرق بألفاظ مختلفة .
و روى الواقدى بإسناده قال :قدمت إبل من إهل الصدقة على عثمان فوهبها
] [ 207
أقول :كان الحرث هذا ابن عم عثمان فقد قدمنا أن الحكم بن أبي العاص كان عّمه .
ل بن خالد بططن أسططيد بططن أبططي العيططص و قد روى أبو مخنف اّنه لّما قدم على عثمان عبد ا ّ
ل واحد من القوم مأة ألف فصكّ بططذلك ل بثلثمأة ألف و لك ّمن مكة و ناس معه أمر لعبد ا ّ
ك بططه و يقططال :إّنططه
ل بن الرقم و كان خازن بيت المططال فاسططتكثره و رّد الصط ّ على عبد ا ّ
سأل عثمان أن يكتب بذلك كتاب دين فأبى ذلططك و امتنططع ابططن الرقططم أن يططدفع المططال إلططى
القوم ،فقال له عثمان :إّنما أنت خازن لنا فما حملك على ما فعلططت ؟ فقططال ابططن الرقططم :
ل ل ألى لك بيططت المططال أبططدا فجططاء كنت أراني خازنا للمسلمين و إّنما خازنك غلمك و ا ّ
بالمفاتيح فعّلقها على المنبر و يقال :بل ألقاها إلى عثمان فدفعها عثمان إلى نائل موله .
لط بططن
و روى الواقدى :أن عثمان أمر زيد بن ثابت أن يحمل من بيت المططال إلططى عبططد ا ّ
الرقم في عقيب هذا الفعل ثلثمأة ألف درهم فلّما دخل بها عليه قال له :
ن أمير المؤمنين أرسل إليك يقول إنا قد شغلناك عططن التجططارة و لططك ذو رحططم
يا با محّمد إ ّ
ل بن الرقم :ذات حاجة ففّرق هذا المال فيهم و استعن به على عيالك ،فقال عبد ا ّ
] [ 208
أن أزراه من ماله شيئا و ما في هذه المور أوضح من أن يشار إليه و ينّبه عليه .
ح أّنه أعطاهم من بيت المال لجاز أن يكون ذلك على طريططق القططرض و أّما قوله » لو ص ّ
ب » يجططب ظ « لمططا نقططم« فليس بشيء لن الروايات أّول يخالف ما ذكروه و قد كان يح ّ
عليه وجوه الصحابة إعطاء أقاربه من بيت المال أن يقول لهم :هذا علططى سططبيل القططرض
و أنا أرّد عوضه و ل يقول ما تقدم ذكره من أنني أصل به رحمي .
ل مطا ينصطرف فطي مصطلحة للمسطلمين على أّنه ليس للمام أن يقترض مطن بيطت المطال إ ّ
مهمة يعود عليهم نفعها أو في سّد خّلة و فاقة ل يتمّكنون من القيططام بططالمر معهططا فأّمططا أن
ساقهم فل أحد يجيز ذلك . يقترض المال لينتدح و يمرح فيه مترفي بني امّية و ف ّ
ي » أن دفعه خمططس أفريقّيططة إلططى مططروان ليططس بمحفططوظ و لفأّما قوله حاكيا عن أبي عل ّ
ن العلم بذلك يجري مجري الضططروري و مجططري مططا تقطّدم منقول « فتعلل منه بالباطل ل ّ
ك كما يعلم نظائره .
بسائره ،و من قرأ الخبار علم ذلك على وجه ل يتعرض فيه ش ّ
ل بن جعفر ،عن ام بكر بنت الميسور قالت :لّما بني مططروان و روي الواقدي عن عبد ا ّ
داره بالمدينة دعي الّناس إلى طعامه و كان الميسور ممن دعاه فقال مروان و هو يحّدثهم
ل ما انفقت في داري هذه من مال المسلمين درهما فمططا فططوقه ،فقططال الميسططور :لططو:وا ّ
ت كان خيرا لك لقد غزوت معنا افريقّية و اّنك لقّلنططا مططال و رقيقططا وأكلت طعامك و سك ّ
أعوانا و أخّفنا ثقل فأعطاك ابن عّمططك خمططس افريقّيططة و عملططت علططى الصططدقات فأخططذت
أموال المسلمين .
] [ 209
ن مروان ابتاع خمس افريقّية بمأتي ألف أو بمططأة و روي الكلبي عن أبيه عن أبي مخنف أ ّ
ألف دينار و كلم عثمان فوهبها له فأنكر الّناس ذلك على عثمان ،و هططذا بعينططه هططو اّلططذي
اعترف به أبو الحسين الخّياط و اعتططذر بططأن قلططوب المسططلمين تعّلقططت بططأمر ذلططك الجيططش
فرأى عثمان أن يهب لمروان ثمن ما ابتاعه من الخمس لّما جاءه بشيرا بالفتح على سبيل
ن اّلذي رويناه من الخبار فططي هططذا البططاب خططال الترغيب ،و هذا العتذار ليس بشيء ل ّ
من البشارة و إّنما يقتضي أّنه سأله ترك ذلك عليه فططتركه أو ابتططدأ هططو بصططلته و لططو أتططى
بشيرا بالفتح كما اّدعوا لما جاز أن يترك عليه خمس الغنيمة العائدة على المسلمين و تلك
البشارة ل يستحق أن يبلغ البشير بها مأتي ألف دينار و ل اجتهاد في مثل هططذا و ل فططرق
بين من جّوز أن يؤدي الجتهاد إلى مثله و من جّوز أن يططؤدي الجتهططاد إلططى دفططع أصططل
الغنيمة إلى البشير بهطا ،و مططن ارتكطب ذلططك الطزم جطواز أن يططؤدي الجتهطاد إلططى جططواز
اعطاء هذا البشير جميع أموال المسلمين في الشرق و الغرب .
و أما قوله » :اّنه فعل ذلك في السنة الولى من أيامه و لم يتبّرء أحططد منططه « فقططد مضططي
الكلم فيه مستقصي .
فأّما قوله » :إّنه وصل بني عّمه لحاجتهم و رأى في ذلك صلحا « فقططد بّينططا أن صططلته
لهم كططانت أكططثر مّمططا يقتضططيه الحاجططة و الخّلططة و أّنططه كططان يصططل منهططم المياسططير و ذوي
الحوال الواسعة و الضّياع الكثيرة ،ثّم الصلح اّلذى زعم أّنه رآه ل يخلو من أن يكططون
عائدا على المسلمين أو على أقطاربه ،فطان كطان علططى المسططلمين فمعلطوم ضطرورة أّنططه ل
صلح لحد من المسلمين في اعطاء مروان مأتي ألططف دينططار و الحكططم بططن أبططي العططاص
ثلثمأة ألف درهم و ابن أسيد ثلثمأة ألف درهم إلى غير ذلك ممن هو مذكور ،بل علططى
المسلمين في ذلك غاية الضططرر ،و إن أراد الصططلح العططائد علططى القططارب فليططس لططه أن
يصلح أمر أقاربه بفساد أمر المسلمين و ينفعهم بما يضّر به المسلمين .
فأّما قوله » إن القطائع اّلططتي أقطعهططا بنططى اميططة إّنمططا أقطعهططم إياهطا لمصططلحة يعططود علططى
ق فيهطا «
المسلمين لّنه كانت خرابا ل عامر لهطا فسطّلمها إلطى مطن يعمرهططا و يططؤدي الحط ّ
فأّول ما فيه أّنه لو كان المر على ما ذكره و لم يكططن هططذه القطططائع علططى سططبيل الصططلة و
المعونة لقاربه لما خفى ذلك على الحاضرين و لكانوا ل يعّدون
] [ 210
ذلك من مثالبه و ل يواقفونه عليه في جملة ما واقفوه عليه من أحداثه .ثّم كططان يجططب لططو
فعلوا ذلك أن يكون جوابه لهم بخلف ما روى من جوابه ،لنه كان يجب أن يقول لهططم :
و أى منفعة في هذه القطائع عائدة على قرابتي حّتى يعّدوا ذلك من جملططة صططلتي لهططم و
إيصال المنافع إليهم ؟ و إنما جعلتهم فيها بمنزلة الكرة اّلذين ينتفع بهم أكثر من انتفاعهم
و ما كان يجب أن يقول ما تقدمت روايته من أنى محتسب في اعطططاء قرابططتي و أن ذلططك
على سبيل الصلة لرحمي إلى غير ذلك مّما هو خال من المعنى الذي ذكروه .انتهى .
ل صّلى الّ ل بن سعد قبل خلفته بعد ما هدر رسول ا ّ أقول :و من قوادحه ما فعل بعبد ا ّ
ل بن سعد بططن أبططي سططرح يكنططى أبططا يحيططى و هططو أخططو عليه و آله دمه .تفصيله أن عبد ا ّ
عثمان بن عفان من الرضاعة أرضعت امه عثمان أسلم قبل الفتح و هاجر إلى رسول ا ّ
ل
ل عليه و آله ثّم ارتّد مشططركا ل صّلى ا ّ ل عليه و آله و كان يكتب الوحى لرسول ا ّ صّلى ا ّ
و صار إلى قريش بمّكة فقال لهم :إّني كنت اصّرف محّمدا حيطث اريطد كطان يملطى علط ّ
ي
لط
ل صواب فلما كان يوم الفتح أمر رسول ا ّ عزيز حكيم فأقول أو عليم حكيم فيقول نعم ك ّ
ل بن خطل و مقيس بن صبابة و لططو وجططدوا تحططت ل عليه و آله بقتله و قتل عبد ا ّ صّلى ا ّ
ل بن سعد إلى عثمان بططن عفططان فغيبططه عثمططان حّتططى أتططى بططه إلططى أستار الكعبة ففّر عبد ا ّ
لط
ل عليه و آله بعد ما اطمأن أهل مّكة فاسططتأمنه لططه فصططمت رسططول ا ّ ل صّلى ا ّرسول ا ّ
لط
لط صطّلى ا ّ ل عليه و آله طويل ثّم قال :نعم فلّما انصرف عثمان قططال رسططول ا ّ صّلى ا ّ
ل ليقططوم إليططه بعضططكم فيضططرب عنقططه فقططال رجططل مططن تإ ّ
عليه و آله لمن حوله :ما صم ّ
ي ل ينبغطي أن يكطون لطه خائنطة ن النطب ّ
ل ؟ فقطال :إ ّ
ى يا رسول ا ّ النصار :فهل أومأت إل ّ
العين قاله في اسد الغابة .
صافي للفيض في تفسير القرآن في ضمن قوله تعططالى :و مططن أظلططم ممططن افططترى و في ال ّ
لط
ى و لم يوح إليه شيء و من قططال سططانزل مثططل مططا انططزل ا ّ
ل كذبا أو قال اوحى إل ّ
على ا ّ
سلم نزلت الية في ابن أبططي ) النعام ( 94 :في الكافي و العّياشي عن أحدهما عليهما ال ّ
ل ط عليططه و
ل ص طّلى ا ّ
سرح الذي كان عثمان استعمله على مصر و هو مّمن كان رسول ا ّ
ل عططّزل عليه و آله فاذا أنزل ا ّ
ل صّلى ا ّ آله يوم فتح مّكة هدر دمه و كان يكتب لرسول ا ّ
ل عزيزنا ّ
لإّ وجّ
] [ 211
لط
لط عليططه و آلططه :دعهططا فططان ا ّ
ل صطّلى ا ّل عليم حكيم فيقول له رسول ا ّ نا ّ
حكيم كتب إ ّ
عليم حكيم و كان ابن أبي سرح يقول للمنافقين إّني لقول من نفسي مثل ما يجيء به فمططا
ل تبارك و تعالى فيه الذي أنزل .
ي فأنزل ا ّ
يغّير عل ّ
ل بن سعد بن أبي سرح أخا عثمططان مططن ن عبد ا ّسلم قال :إ ّ
صادق عليه ال ّو القمي عن ال ّ
لط
ط حسن و كان إذا انزل الوحى على رسططول ا ّ الرضاعة أسلم و قدم المدينة و كان له خ ّ
لط عليطه و آلطه فكطان إذا ل صطّلى ا ّ ل عليه و آله دعاه فكتب ما يمليه عليه رسول ا ّ صّلى ا ّ
ل بمططال عليه و آله :سميع بصير يكتب سميع عليم و إذا قال :و ا ّ ل صّلى ا ّ
قال رسول ا ّ
ل عليططه و ل صّلى ا ّيعملون خبير يكتب بصير ،و يفرق بين التاء و الياء و كان رسول ا ّ
ل ما يدرى محّمد مططا آله يقول :هو واحد فارتّد كافرا و رجع إلى مّكة و قال لقريش :و ا ّ
ل على نططبّيه ي ذلك فأنا أنزل مثل ما ينزل فأنزل ا ّ يقول أنا أقول مثل ما يقول فل ينكر عل ّ
ل مكة أمر ل فلما فتح رسول ا ّ في ذلك :و من أظلم ممن افترى إلى قوله :مثل ما انزل ا ّ
ل عليططه و آلططه فططي المسططجد فقططال يططال صّلى ا ّ بقتله فجاء به عثمان قد أخذ بيده و رسول ا ّ
ل عليه و آله ثّم أعاد فسكت ثطّم أعططاد فقططال ل صّلى ا ّ ل اعف عنه فسكت رسول ا ّ رسول ا ّ
ل عليه و آله لصحابه :ألططم أقططل مططن رآه فليقتلططه ؟ ل صّلى ا ّ
هو لك فلّما مّر قال رسول ا ّ
لط
لط صطّلى ا ّ ى فأقتله فقططال رسططول ا ّ ل أن تشير إل ّ فقال رجل كانت عيني إليك يا رسول ا ّ
عليه و آله :إن النبياء ل يقتلون بالشارة فكان من الطلقاء .
ل عليططه ول صّلى ا ّ و قال ابن هشام في السيرة النبوية :قال ابن إسحاق :و كان رسول ا ّ
ل مططن
آله قد عهد إلى امرائه من المسلمين حيططن أمرهططم أن يططدخلوا مكططة ،أن ل يقططاتلوا إ ّ
ل أّنه قد عهد في نفر سّماهم أمر بقتلهطم و إن وجطدوا تحطت أسطتار الكعبطة منهطم قاتلهم ،إ ّ
ى.ل بن سعد أخو بني عامر بن لؤ ّ عبد ا ّ
و قال الطبرسي في مجمع البيان في تفسير القرآن ضمن الية المططذكورة و قيططل :المططراد
ل ط عليططه و آلططه ذات يططوم و ل صّلى ا ّ ل بن سعد بن أبي سرح أملى عليه رسول ا ّ به عبد ا ّ
لقد خلقنا النسان من سللة من طين إلى قوله تعططالى ثطّم أنشططأناه خلقططا آخططر فجططرى علططى
ل احسن الخالقين فأمله عليه و قال هكذا انططزل فارت طّد عططدو لسان ابن ابي سرح فتبارك ا ّ
ي كما أوحى إليه و لئن كان كاذبا فلقد قلت ل و قال :لئن كان محّمد صادقا فلقد اوحى إل ّ
ا ّ
لط عليططه و آلططه دمططه فلمططا كططان يططوم
ل صّلى ا ّ كما قال و ارتّد عن السلم و هدر رسول ا ّ
ل عليه و آله في المسجد فقال :يططا ل صّلى ا ّ الفتح جاء به عثمان و قد اخذ بيده و رسول ا ّ
لط عليططه و آلططه ثطّم اعططاد فسططكت ثطّم اعططاد
لط صطّلى ا ّ ل اعف عنه فسكت رسول ا ّ رسول ا ّ
ل عليه و آله لصحابه : ل صّلى ا ّ فسكت فقال هو لك فلما مّر قال رسول ا ّ
ل ان تشططير إل ط ّ
ي ألم اقل من رآه فليقتله ؟ فقال عباد بن بشر :كانت عيني إليك يا رسول ا ّ
ل عليه و آله :النبياء ل يقتلون بالشارة .
فأقتله ،فقال صّلى ا ّ
اقول :ل كلم في ارتداد ابن أبي سرح و إّنما الختلف في سططبب ارتططداده و جملتططه انططه
ل وراء ظهره و اتخذه سخرّيا .
نبذ كتاب ا ّ
] [ 213
لط تعططالى و أمططر
من اليات و ترتيب السور على ما هو في المصحف توقيفي كان بأمر ا ّ
ل عليه و آله .
ل صّلى ا ّ
سلم و امر رسول ا ّ
امين الوحى عليه ال ّ
مثل أن قوله تعالى :و أسّروا القول أو اجهروا به إّنه عليم بذات الصدور .
أل يعلم من خلق و هططو الّلطيططف الخططبير ) الملططك 14و ( 15ل يناسططب إّنططه حكيططم بططذات
الصدور ،أو و هو السميع الخبير مثل فططان فططي الجمططع بيططن يعلططم و بيططن الّلطيططف لطيفططة
حكمّية يدركها ذوق التأّله بخلف الجمع بين يعلم و السميع .
و قوله تعالى :و الذين يرمون المحصنات ثّم لططم يططأتوا بأربعططة شططهداء فاجلططدوهم ثمططانين
ل الططذين تططابوا مططن بعططد ذلططك و
جلدة و ل تقبلوا لهم شططهادة أبططدا و اولئك هططم الفاسططقون .إ ّ
لط غفططور رحيططم ) النططور 5و ( 6يناسططب التوبططة الغفططور الرحيططم دون أّنططه نا ّأصلحوا فا ّ
عزيز ذو انتقام ،أو حكيم عليم و أمثالها و كذا في اليات الخر فتدّبر فيها بعيططن العلططم و
المعرفة .
على أنا نرى الحجج اللهّية يمنعون الّناس عططن التصطّرف فططي الدعّيططة و تحريفهططا روى
ل بن سنان قال :قال أبططو محّمد بن بابويه عليه الرحمة في كتاب الغيبة باسناده عن عبد ا ّ
سلم :سيصيبكم شبهة فتبقون بل علم و ل إمططام هططدى و ل ينجططو فيهططا إ ّ
ل ل عليه ال ّ
عبد ا ّ
سلم :تقول :من دعا بدعاء الغريق قلت :كيف دعاء الغريق ؟ قال عليه ال ّ
ل يا رحمن يا رحيم يا مقّلب القلوب ثّبت قلبي على دينططك فقلططت :يططا مقّلططب القلططوب و يا ا ّ
ل مقّلططب القلططوب و
لط عطّز و جط ّ نا ّ سططلم :إ ّ
البصار ثّبت قلبي على دينك ،فقططال عليططه ال ّ
البصار و لكن قل كما أقول :ثبت قلبي على دينك .
ي صّلى
سلم عن التحريف فكيف ظنك بالنب ّ
فاذا كان الدعاء توقيفيا و يردع المام عليه ال ّ
ل عليه و آله مع القرآن .
ا ّ
] [ 214
عع ععععع ع ع عع ع ععع عع
9ع ععع ععع ععععع عع
عع ععععع
ع ععع عع
لط عليططه و آلططه ولط صطّلى ا ّن الحكم و ابنه مروان كليهما كانا طريططدي رسططول ا ّ أقول :إ ّ
ل عليه و آلططه فططان ابنططه مططروان ل صّلى ا ّ الصواب أن يقال :ان الحكم هو طريد رسول ا ّ
ن الحكم بططن أبططي ل عليه و آله و السبب في ذلك ا ّ ل صّلى ا ّ كان طفل حين طرده رسول ا ّ
لط عليططه و آلططه و ينقصططه و كططان لط صطّلى ا ّالعاص عّم عثمان كان يحاكى مشية رسول ا ّ
ل عليه و آله يوما و هو يفعل ذلك فقال ي صّلى ا ّيفعل ذلك استهزاء به و سخرية فرآه الّنب ّ
لط عليطه و آلطه و قطد غضطب لطذلك :أتحكينطي ؟ اخطرج مطن المدينطة فل ي صطّلى ا ّ له الّنطب ّ
جاورتني فيها حّيا و ل مّيتا فطرده و ابنططه مططروان و نفاهمططا إلططى بلد اليمططن و نفيططا بهمططا
ل عليه و آله فلّما مات و ولي أبو بكططر طمططع عثمططان أن ي صّلى ا ّمطرودين مّدة حياة الّنب ّ
يرّدهما فكلم أبا بكر في ذلك فزبره و أغلظ عليه و قال :أتريدني يا عثمان أن آوي طريد
ل ل يكون ذلك ،فسكت عثمان حّتططى ولططي عمططر فكّلمططه ل عليه و آله ك ّ ل صّلى ا ّ رسول ا ّ
لط و طريطد أبطي أيضا في رّدهما فأبا عليه و قال :ل يكون مّنطي أن آوي طريطد رسطول ا ّ
بكر اعزب عن هذا الكلم فسكت عثمان فلّما ولي و استتّم له المر كتب اليهما بأن أقططدما
المدينة فأقدمهما المدينة على رؤوس الشهاد مكرمين .
و قال ابن الثير الجزري في اسد الغابة :الحكططم بططن أبططي العططاص بططن امّيططة المططوي أبططو
مروان بن الحكم يعّد فططي أهططل الحجططاز عطّم عثمططان بططن عّفططان أسططلم يططوم الفتططح .و روي
ل عليه و آله فمططّر ي صّلى ا ّ
بإسناده إلى نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قال :كنا مع الّنب ّ
ل عليه و آله :ويل لّمتي مما فططي صططلب هططذا و ي صّلى ا ّالحكم بن أبي العاص فقال الّنب ّ
ل عليه و آله نفاه من المدينة إلى الطططائف و خططرج معططه ابنططه ل صّلى ا ّ هو طريد رسول ا ّ
مروان .
] [ 215
إن اللعيطططططططططططططططططططططططن أبطططططططططططططططططططططططوك فطططططططططططططططططططططططارم عظطططططططططططططططططططططططامه
إن تطططططططططططططططططططططططرم تطططططططططططططططططططططططرم مخلجطططططططططططططططططططططططا مجنونطططططططططططططططططططططططا
و معني قول عبد الّرحمان إن اللعين أبوك فروي عن عائشة من طططرق ذكرهططا ابططن أبططي
خيثمة أّنها قالت لمروان بن الحكم حين قال لخيها عبد الّرحمان بن أبططي بكططر لّمططا امتنططع
من البيعة ليزيد بن معاوية بولية العهد ما قال :و القصّططة مشططهورة أّمططا أنططت يططا مططروان
ل عليه و آله لعن أباك و أنت في صلبه و قد روي في لعنه و ل صّلى ا ّفأشهد أن رسول ا ّ
لط عليططهي صّلى ا ّ ل أن المر المقطوع به أن الّنب ّ نقيه أحاديث كثيرة ل حاجة إلى ذكرها إ ّ
ل لمطر عظيطم و لطم يطزل منفّيطا و آله مع حلمه و إغضائه على ما يكره ما فعل بطه ذلطك إ ّ
ل عليه و آله فلّما وّلي أبو بكططر الخلفططة قيططل لططه فططي الحكططم ليططرّده إلططى
ي صّلى ا ّ
حياة الّنب ّ
ل ط عليططه و آلططه و كططذلك عمططر ل صّلى ا ّل عقدة عقدها رسول ا ّ المدينة فقال :ما كنت لح ّ
لط عليططه و ل صّلى ا ّفلّما وّلي عثمان الخلفة رّده و قال :كنت قد شفعت فيه إلى رسول ا ّ
آله فوعدني برّده و توفي في خلفة عثمان .
و فيه أيضا :مروان بن الحكم بن أبي العاص بن امّية الموي ابن عّم عثمططان ابططن عفّططان
ل عليه و آله لّنه خططرج إلططى الطططائف طفل ل يعقططل ي صّلى ا ّ بن أبي العاص و لم ير الّنب ّ
ل عليه و آلططه ابططاه الحكططم و كططان مططع أبيططه بالطططائف حّتططى اسططتخلف ي صّلى ا ّ
لما نفي النب ّ
ى يومططا فقططال :و يلططك
عثمان فرّدهما و اسكتب عثمان مروان و ضّمه إليه و نظر إليه عل ّ
و ويل اّمة محّمد منك و من بنيك .و كان يقال لمروان :خيط باطل و ضرب يططوم الططدار
على قفاه فقطع أحد علياويه فعاش بعد ذلك أوقص و الوقص اّلذى قصرت عنقه ،و لّمططا
بويع مروان بالخلفة بالشام قال أخوه عبد الّرحمان بن الحكم و كان ماجنطا حسطن الشطعر
ل يرى رأي مروان :
نقل الشريف المرتضى علم الهدى في الشافى جوابه عن ذلك عن كتابه المغنى إّنه قططال :
فأّما رّده الحكم بن أبي العاص فقد روي عنه إّنه لّما عوتب في ذلك ذكر أّنه كططان اسططتأذن
ل عليه و آله و إّنما لم يقبل أبو بكططر و عمططر قططوله لّنططه شططاهد واحططد و
ل صّلى ا ّ
رسول ا ّ
كذلك روي عنهما فكأّنما جعل ذلك بمنزلة الحقوق اّلتى تخص فلم يقبل فيططه خططبر الواحططد
ن للحططاكم أن يحكططمو أجرياه مجري الشهادة فلّما صار المططر إلططى عثمططان حكططم بعلمططه ل ّ
ق و ل أن يكطون بعلمه في هذا الباب و في غيره عند شيخينا و ل يفصطلن بيطن حطّد و حط ّ
العلم قبل الولية أو حال الولية و يقولون إّنه أقوى في الحكم من البينة و القرار .
ل عليه و آله
ثّم ذكر عن أبي على أّنه يقطع به على كذب روايته في إذن الرسول صّلى ا ّ
في رّده ،فلبد من تجويز كونه معذورا .
ثّم سأل نفسه في أن الحاكم إّنما يحكم بعلمطه مطع زوال التهمطة و أن التهمطة كطانت فطي ردّ
الحكم قوية لقرابته ،و أجاب بططأن الططواجب علططى غيططره أن ل يّتهمططه إذا كططان لفعلططه وجططه
ح عليه لّنه قد نصب منصبا يقتضى زوال التهمة عنه و حمل أفعاله علططى الصططحة و يص ّ
لو جّوزنا امتناعه للتهمة لّدى إلى بطلن كثير من الحكام .
ل عليه و ل صّلى ا ّو حكى عن أبي الحسن الخّياط أّنه لو لم يكن في رّده إذن من رسول ا ّ
ن النفى إذا كان صلحا في الحال ل يمتنع أن يتغّيططر آله لجاز أن يكون طريقه الجتهاد ل ّ
حكمه باختلف الوقات و تغير حططال المنفططى و إذا جطاز لبططى بكططر أن يسططترّد عمططر مططن
ل عليه و آله بنفوذه من حيث ل صّلى ا ّجيش اسامة للحاجة إليه و إن كان قد أمر رسول ا ّ
تغيرت الحال فغير ممتنع مثله في الحكم .
فهو شيء ما سمع إل منك و ل يدري مططن أيططن نقلتططه و فططي أي كتططاب وجططدته و مططا رواه
الّناس كّلهم بخلف ذلك .
] [ 217
و قد روى الواقدي من طرق مختلفة و غيره أن الحكم بن أبى العاص لما قدم المدينة بعد
ل عليه و آله إلى الطائف و قال :ل تساكننى في بلد أبدا فجاءه ي صّلى ا ّ الفتح أخرجه النب ّ
عثمان فكّلمه فأبى ،ثّم كان من أبى بكر مثل ذلك ،ثّم كان مططن عمططر مثططل ذلططك فلّمططا قططام
سلم و الزبير و طلحة و سعد ي عليه ال ّ عثمان أدخله و وصله و أكرمه فمشى في ذلك عل ّ
و عبد الّرحمان بن عوف و عمار بن ياسر حّتى دخلوا علططى عثمططان فقططالوا لططه :إّنططك قططد
ل عليه و آلططه أخرجططه ي صّلى ا ّ أدخلت هؤلء القوم يعنون الحكم و من معه و قد كان الّنب ّ
ل و السلم و معادك فإن لك معادا و منقلبا و قططد أبططت و أبو بكر و عمر ،و إنا نذكرك ا ّ
لط تعططالى عليططك ذلك الولة من قبلك و لم يطمع أحد أن يكّلمهم فيططه و هططذا سططبب نخططاف ا ّ
فيه .
سططلم :هططل تعلططمى عليططه ال ّسلم :ل أحد شرا منه و ل منهم .ثّم قال عل ّى عليه ال ّ
فقال عل ّ
ل لئن فعل ليقتلّنه ؟ ل ليحملن بنى أبى معيط على رقاب الّناس و ا ّ أن عمر قال :و ا ّ
قال :فقال عثمان :ما كان منكم أحد يكون بينه و بينه من القرابة ما بينططى و بينططه و ينططال
ى عليططه
ل أدخله و في الّنططاس مططن هططو شطّر منططه .قططال :فغضططب علط ّ
من المقدرة ما أنال إ ّ
ب مططا تفعططل ،ثطّم
ل لتأتينا بشّر من هذا إن سلمت و سططتري يططا عثمططان غط ّ سلم قال :و ا ّ ال ّ
خرجوا من عنده .
ن الرجل لّما احتفططل اّدعططى أن الرسططولو هذا كما ترى خلف ما اّدعاه صاحب الكتاب ل ّ
ل عليه و آله كان أطمعه فطي رّده ،ثطّم صطّرح بططأن رعطايته فيططه مطن القرابطة هطى
صّلى ا ّ
ل عليه و آله .
الموجبة لرّده و مخالفة الرسول صّلى ا ّ
و قد روى من طرق مختلفة أن عثمان لّما كلم أبا بكر و عمر فططي رّد الحكططم أغلظططا لططه و
لط
ل عليه و آله و تأمرنى أن أدخلططه و ا ّ ل صّلى ا ّزبراه و قال له عمر :يخرجه رسول ا ّ
ل ط لئن اشططقل عليه و آلططه و ا ّ
ل صّلى ا ّ
لو أدخلته لم آمن أن يقول قائل غّير عهد رسول ا ّ
ل عليه و آله أمرا ،و ل صّلى ا ّى من أن اخالف لرسول ا ّ ب إل ّ
باثنين كما تنشق البلمة أح ّ
إياك يا
] [ 218
ابن عّفان أن تعاودني فيه بعد اليوم .و ما رأينططا عثمططان قططال فططي جططواب هططذا التعنيططف و
لط عليططه و آلططه فيطه ل
التوبيخ من أبى بكر و عمر :إن عندى عهدا مطن الرسطول صطّلى ا ّ
ل ط عليططه
ل صّلى ا ّ استحق معه عتابا و ل تهجينا و كيف تطيب نفس مسلم موقر لرسول ا ّ
ل ط عليططه و آلططه مصطّرح بعططداوته و
لط ص طّلى ا ّ
و آله معظم له بأن يأتى إلى عدّو لرسول ا ّ
لط عليططهل صّلى ا ّ الوقيعة فيه حّتى بلغ به المر إلى أن كان يحكى مشيته فطرده رسول ا ّ
لط عليططه و آلططه
لط صطّلى ا ّ
و آله و أبعده و لعنه حّتى صار مشططهورا بططأّنه طريططد رسططول ا ّ
فيؤويه و يكرمه و يرّده إلى حيث اخرج منه و يصله بالمال العظيم و يصله إما مططن مططال
المسلمين أو ماله ان هذا العظيم كبير قبل التصفح و التأمل و التعلل بالتأويل الباطل .
فأّما قول صاحب الكتاب » إن أبا بكر و عمر لم يقبل قوله لّنه شاهد واحططد و جعل ذلططك
ص « فأّول ما فيه أّنه لم يشهد عندهما بشيء في باب الحكم علططى
بمنزلة الحقوق اّلتي تخ ّ
ما رواه جميع الّناس .ثّم ليس هذا من الباب اّلذي يحتاج فيه إلى الشاهدين بل هو بمنزلططة
ل ما يقبل فيه أخبار الحاد و كيف يجوز أن يجري أبو بكر و عمر مجرى الحقططوق مططا كّ
ليس فيها .
و قوله :لبّد من تجويز كونه صادقا في روايته لن القطططع علططى كططذب روايتططه ل سططبيل
لط عليططه و آلططه إذنططا و إّنمططا
إليه ،ليس بشيء لنا قد بّينا أّنه لم يرو عططن الرسططول صطّلى ا ّ
اّدعى أّنه ،اطمعه في ذلك و إذا جوّزنطا كططونه صططادقا فططي هطذه الروايططة بطل قطعنططا علطى
صدقه لم يكن معذورا .
ح عليططه لنتصططابه فأّما قوله » :الواجب على غيره أن ل يّتهمه إذا كططان لفعلططه وجططه يصط ّ
منصبا يفضي إلى زوال التهمة « فأّول مططا فيططه أن الحططاكم ل يجططوز أن يحكططم بعلمططه مططع
التهمة و التهمة قد يكون لها أمارات و علمات فما وقع فيها عن أمططارات و أسططباب تتهططم
في العادة كان مؤثرا و ما لم يكن كذلك و كان مبتدء فل تأثير له ،و الحكم هو عّم عثمان
و قريبه و نسيبه و من قد تكلم فيه و في رّده مّرة بعد اخرى و لوال بعد وال و هططذه كّلهططا
صططة لتطططرق التهمططةاسباب التهمة فقد كان يجب أن يتجّنب الحكم بعلمه في هذا البططاب خا ّ
فيه .
] [ 219
لط بططن
ل بن أبي سرح على مصر و معاوية بن أبططي سططفيان علططى الشططام و عبططد ا ّ و عبد ا ّ
عامر على البصرة ،و صرف عن الكوفة الوليد بن عقبططة و ولهططا سططعيد بططن العططاص و
كان السبب في صرف الوليد و ولية سعيد على ما روي أن الوليد بن عقبطة كطان يشطرب
مع ندمائه و مغّنيه من أول الليل إلى الصباح فلما آذنه المؤذنون بالصطلة خطرخ منفصطل
في غلئله فتقدم إلى المحراب في صطلة الصطبح فصطّلى بهطم أربعطا و قطال :تريطدون أن
أزيدكم و قيل :اّنه قال في سجوده و قد أطال :اشرب و اسقنى ،فقال له بعض مططن كططان
خلفه في الصف الّول :ما تريد ؟
قال :و خطب الّناس الوليد فحصبه الّناس بحصباء المسجد فدخل قصره يترنططح و يتمثططل
بأبيات لتأبط شرا :
] [ 220
و اشاعوا بالكوفة فعله و ظهططر فسططقه و مططداومته شططرب الخمططر فهجططم عليططه جماعططة مططن
المسجد منهم أبططو زينططب بططن عططوف الزدي و أبططو جنططدب بططن زهيططر الزدى و غيرهمططا
فوجوده سكران مضطجعا على سريره ل يعقل فأيقظوه مططن رقططدته فلططم يسططتيقظ ثطّم تقايططا
عليهم ما شرب من الخمر فانتزعوا خاتمه من يده و خرجوا من فورهم إلى المدينة فططأتوا
عثمان بن عّفان فشهدوا عنده على الوليد أّنه شرب الخمر فقال عثمان :و ما يدريكما أّنه
شرب خمرا ؟ فقال :
هي الخمر اّلتي كنا نشربها في الجاهلية و أخرجا خاتمه فدفعاه إليططه فرزأهمططا و دفططع فططي
سططلم و أخططبراه ي بططن أبيطططالب عليططه ال ّ
حيا عّنططي فخرجططا و أتيططا علط ّ
صدورهما و قال :تن ّ
صة فأتي عثمان و هو يقول :دفعت الشهود و أبطلططت الحططدود فقططال لططه عثمططان :فمططا بالق ّ
تري ؟
جططة أقمططت قال :أري أن تبعث إلى صاحبك فإن أقاما الشهادة عليه في وجهه و لم يدل بح ّ
جططة فططألقىعليه الحّد فلّما حضر الوليد دعاهما عثمططان فاقامططا الشططهادة عليططه و لططم يططدل بح ّ
لط عليططهي فططأقم عليططه مططا أوجططب ا ّ
ي لبنه الحسن قم يا بنط ّ ي فقال عل ّ
عثمان السوط إلى عل ّ
فقال :يكفيه بعض ما تري فلّمططا نظططر إلططى امتنططاع الجماعططة عططن إقامططة الحطّد عليططه توقيططا
ى السوط و دنا منه فلما أقبل نحوه سّبه الوليد و قططال يططا لغضب عثمان لقرابته منه أخذ عل ّ
صاحب مكس ،فقال عقيل بن أبي طالب و كان ممن حضر :إّنك لتتكّلم يا ابن أبي معيط
كاّنك ل تدري من أنت و أنت علج من أهل صفورية و هي قرية بين عكطا و اللجطون مطن
أعمال الردن من بلد طبرية كان ذكر أن أباه كان يهودّيا منهططا فأقبططل الوليططد يططزوغ مططن
ي فاجتذبه فضرب به الرض و عله بالسوط فقال عثمان : عل ّ
أقول :ان الوليد بن عقبة بن أبي معيط كان أخا عثمان لمه 11 .و ولططى عثمططان الكوفططة
بعد الوليد بن عقبة سعيد بن العاص فلّما دخل
] [ 221
ن الوليططد كططان
سعيد الكوفة واليا أبي أن يصعد المنبر حّتى يغسل و أمططر بغسططله و قططال :ا ّ
نجسا رجسا فلّما اّتصلت أيام سعيد بالكوفة ظهرت منه امور منكططرة و اشططتبه بططالموال و
قال في بعض الّيام و كتب به إلى عثمان إنما هذا السواد فطير لقريش فقال له الشططتر و
ل علينا بظلل سيوفنا و مراكز رماحنا بسططتانا هو مالك الحرث النخعي :أتجعل ما أفاء ا ّ
لك و لقومك ثّم خرج إلى عثمان في سطبعين راكبطا مطن أهطل الكوفطة فطذكروا سطوء سطيرة
سعيد بن العاص و سألوا عزله عنهم فمكططث الشططتر و أصططحابه أيامططا ل يخططرج لهططم مططن
عثمان في سعيد شيء و امتدت أّيامهم بالمدينة و قدم على عثمان امراؤه مططن المصططار ،
ل بن عامر مططن ل بن سعد بن أبي سرح من مصر و معاوية من الشام و عبد ا ّ منهم عبد ا ّ
البصرة و سعيد بن العطاص مطن الكوفطة فأقطاموا بالمدينطة أّيامطا ل يردهطم إلطى أمصطارهم
كراهة أن يرد سعيدا إلى الكوفة و كره أن يعزله حّتى كتب إليططه مططن بأمصططارهم يشططكون
كثرة الخراج و تعطيل الثغور فجمعهم عثمان و قال :
ما ترون ؟
ل بن عامر بن كريز ليكفططك امططرؤ مططافقال معاوية أّما أنا فراض بي جندي .و قال عبد ا ّ
ل بن سعد بن أبي سرح ليس بكططثير عططزل عامططل للعامططة و قبله أكفك ما قبلي و قال عبد ا ّ
تولية غيره .و قال سعيد بن العاص إّنك إن فعلت هذا كان أهل الكوفة هم الذين يوّلططون و
يعزلون و قد صاروا حلقا في المسجد ليس لهم غيططر الحططاديث و الخططوض فجهزهططم فططي
البعوث حّتى يكون هّم أحدهم أن يموت على ظهر دابته فسمع مقططالته عمططرو بططن العططاص
فخرج إلى المسجد فاذا طلحة و الزبير جالسان في ناحية منه فقال له :إلينا فصار إليهمططا
فقال :فما وراءك ؟ قال ابشر ما ترك شيئا من المنكر ال أتى به و أمر به و جاء الشططتر
فقال له إن عاملكم الذي قمتم فيه خطباء قد رّد عليكم و أمر بتجهيزكم في البعوث و بكططذا
و كذا .
ل قد كنا نشكو سوء سيرته و ما قمنا به خطباء فكيططف و قططد قمنططا و ايططم فقال الشتر :و ا ّ
ل على ذلك لو ل انطي انفطدت النفقطة و أنضطيت الظهططر لسططبقته إلطى الكوفطة حّتطى امنعططه ا ّ
دخولها .
] [ 222
فقال له :فعندنا حاجتك اّلتي تفوتك في سفرك .قال :فاسلفاني إذا مأة ألف درهططم فأسططلفه
ل واحد منهما خمسين ألف درهم فقسمها بين أصحابه و خرج إلى الكوفة فسبق سعيد و كّ
صعد المنبر و سيفه في عنقه ما وضعه بعد .ثّم قال :أّما بعطد فطان عطاملكم الطذي انكرتطم
تعديه و سوء سيرته قد رّد عليكم و امر بتجهيزكم في البعوث فبططايعوني علططى أن يططدخلها
فبايعه عشرة آلف من أهل الكوفة و خرج راكبا متخّفيا يريد المدينة أو مّكة فلقططى سططعيدا
لط مططا منعنططا
بواقصة فأخبره بالخبر فانصرف إلى المدينة كتب الشتر إلى عثمان انططا و ا ّ
ل من أحببت فكتب إليهم انظروا من كان عاملكم أّيام عمر
ل ليفسد عليك عملك و ّ عاملك إ ّ
طاب فوّلوه فنظروا فاذا هو أبو موسى الشعري فوّلوه .بن الخ ّ
أقول :هذا ما نقله المسعودي في مروج الّذهب و غيره مططن المططورخين بل خلف و مططن
تأمل فيه يجد أن عثمان اضطر حينئذ إلى إجابتهم إلططى وليططة أبططي موسططى و لططم يصططرف
سعيدا مختارا بل ما صرفه جملة و انما صرفه أهل الكوفة عنهم .
و كان سعيد هذا أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان بن عّفان و لّما قتل عثمان لزم بيته فلم
يشهد الجمل و ل صفين فلما استقر المر لمعاوية أتاه و عاتبه معاوية على تخلفه عنه في
له المدينططة فكططان يططوليه إذا عططزل مططروان عططن
حروبه فاعتذر هو فقبل معاوية عذره ثّم و ّ
ي بن أبيطالب المدينة و يولى مروان إذا عزله .و قتل أبوه العاص يوم بدر كافرا قتله عل ّ
سلم .
عليه ال ّ
و في اسد الغابة :استعمله عثمان على الكوفة بعد الوليد بن عقبططة بططن أبططي معيططط و غططزا
طبرستان فافتتحها و غزا جرجان فافتتحها سنة تسع و عشرين أو سنة ثلثين و انتقضت
آذربيجان فغزاها فافتتحها في قول .
في الشافي للشريف المرتضى علم الهدى :و من أحداث عثمان أّنه ولي امططور المسططلمين
من ل يصلح لذلك و ل يطؤتمن عليطه و مطن ظهطر منطه الفسطق و الفسطاد و مطن ل علطم لطه
مراعاة لحرمة القرابة و عدول عن مراعاة حرمة الطّدين و النظططر للمسططلمين حّتططى ظهططر
ذلك منه و تكّرر و قد كان عمر حّذر من ذلك فيه من حيث وصفه بأنه كّلف
] [ 223
باقاربه و قال له إذا وّليت هذا المر ل تسّلط بني أبي معيط على رقاب الّناس فوجططد منططه
ما حّذره و عوتب في ذلك فلم ينفع العتطب فيطه و ذلطك نحطو اسطتعماله الوليطد ابطن عقبطة و
تقليده إياه حتى ظهر منه شرب الخمر و اسططتعماله سططعيد بططن العططاص حططتى ظهططرت منططه
ل بن سعد بن أبي سرح و عبد ا ّ
ل المور اّلتي عندها أخرجه أهل الكوفة ،و توليته عبد ا ّ
ابن عامر بن كريز حّتى يروى عنه في أمر ابن أبي سرح أّنه لما تظّلم منه أهل مصططر و
صرفه عنهم لمحّمد بن أبي بكر و غيره مّمن يرد عليه و ظفر بذلك الكتاب و لذلك عظططم
التظلم من بعد و كثر الجمع و كان سبب الحصار و القتل و حّتى كان من أمططر مططروان و
تسّلطه عليه و على اموره ما قتل بسببه و ذلك ظاهر ل يمكن دفعه .
» ععع ععع ععععع ع عع ع عععع عع ع ع عع ع ع
ععععع ععع عع عععععع «
نقل عنه علم الهدى في الشافي اّنه قال :أّما ما ذكروه من توليته من ل يجوز أن يسططتعمل
فقد علمنا أّنططه ل يمكططن أن يطّدعى أّنططه حيططن اسططتعملهم علططم مططن أحططوالهم خلف السططتر و
ن اّلطذي ثبطت عنهطم مطن المطور حطدث مطن بعطد و ل يمتنطع كطونهم فطي الول الصلح ل ّ
مستورين في الحقيقة أو مستورين عنده و اّنما يجب تخطئته لو استعملهم و هم في الحططال
ل يصلحون لذلك .فان قيل لما علم بحالهم كان يجططب أن يعزلهططم ،قيططل لططه :كططذلك فعططل
لّنه استعمل الوليد بن عقبة قبل ظهور شرب الخمر منه فلمطا شطهدوا بطذلك جلطده الحطّد و
صرفه و قد روى مثله عن عمر لّنه ولى قدامة بن مظعون بعض أعمططاله فشططهدوا عليططه
بشرب الخمر فأشخصه و جلده الحد فإذا عّد ذلططك فططي فضططائل عمططر لططم يجططز أن يعطّد مططا
ذكروه في الوليد من معائب عثمان و يقال :إّنه لّما أشخصه اقيم عليه الح طّد بمشططهد أميططر
سلم و اعتذر من عزله سعد بن أبي وقاص بالوليد بأن سعدا شططكاه أهططل المؤمنين عليه ال ّ
الكوفة فأّداه اجتهاده إلى عزله بالوليد .
ثّم قال :فأّما سعيد بن العاص فإّنه عزله عن الكوفة و ولى مكانه أبططا موسططى الشططعري ،
ل بن سعد بن أبي سرح عزله و وّلي مكانه محّمد بن أبي بكططر و لططم يظهططر و كذلك عبد ا ّ
له في باب مروان ما يوجب أن يصرفه عّما كان مستعمل فيه و لو كان ذلك طعنا لوجب
سلم ولى الوليد بن عقبة فحدث ل من وّلى و قد علمنا أّنه عليه ال ّمثله في ك ّ
] [ 224
منه ما حدث و حدث من بعض أمير المؤمنين الخيانة كالقعقاع بططن شططور فططاّنه وله علططى
ميسان ) خراسان ل خ ( فأخذ مالها و لحق بمعاوية و كذلك فعل الشعث ابن قيططس بمططال
آذربايجان .و ولى أبا موسى الحكم و كان منه ما كططان .و ل يجططب أن يعططاب أحططد بفعططل
غيره .
فأّما إذا لم يلحقه عيب في ابتططداء الوليططة فقططد زال العيططب فيمططا عططداه .فقططولهم :اّنططه قسططم
الوليات في أقاربه و زال عن طريقة الحتياط للمسلمين و قد كططان عمطر حطّذر مططن ذلطك
ن توليططة القططارب كتوليططة الباعططد و اّنططه يحسططن إذا كططانوا علططى صططفات فليططس بعيططب ل ّ
مخصوصة .
و لو قيل إن تقديمهم أولططى لططم يمتنططع ذلططك إذ كططان المططولى لهططم أشططد تمكّنططا مططن عزلهططم و
لط بططن عّبططاس
سططلم عبططد ا ّ
الستبدال بهم لمكان أقرب و قططد وّلططى أميططر المططؤمنين عليططه ال ّ
ل بن عّباس و قثم بن العباس مّكة حّتى قال الشتر عند ذلك :على ما ذا البصرة و عبيد ا ّ
شيخ أمس فيما يروى و لم يكن ذلك بعيب إذا أّدى ما وجب عليه في اجتهاده . قتلنا ال ّ
» عععععع ععع ععععع عععع ع عععععع ععععع «
اعترض عليه الشريف المرتضى علم الهدى في الشططافي أّنططه يقطال لططه :أّمططا اعتططذاره فططي
له من الفسقة بانه لم يكن عالمططا بططذلك مططن حططالهم قبططل الوليططة و إّنمططاولية عثمان من و ّ
ل هططؤلء النفططر إل و تجّدد منهم ما تجّدد فعزلهم فليس بشيء يعول على مثلطه لنططه لطم يطو ّ
حالهم مشهورة في الخلعة و المجانة و التحرم و التهتك و لم يختلف اثنان فطي أن الوليطد
بن عقبة لم يستأنف التظططاهر بشططرب الخمططر و السططتخفاف بالططدين علططى اسططتقبال وليتططه
الكوفة بل هذه كانت سنته و العادة المعروفة منه و كيف يخفى على عثمان و هو قريبه و
لصيقه و أخوه لّمه من حاله ما ل يخفى على الجانب الباعد فلهذا قال له سعد بططن أبططي
وقاص في روايططة الواقططدي و قطد دخططل الكوفططة :يططا بططا وهططب أميططرا أم زائرا ؟ قطال :بططل
أميرا ،فقال سعد :ما أدرى أحمقت بعدك أم كسست بعدي ؟ قال :
مططا حمقططت بعططدى و ل بعططدك ،و لكططن القططوم ملكططوا فاسططتأثروا فقططال سططعد :مططا أراك إ ّ
ل
صادقا .
] [ 225
اخوكم ابن عفان من عدله ان ينزع عنططا ابططن ابططي وقططاص الهيططن الليططن السططهل القريططب و
يبعث علينا اخاه الوليد الحمق الماجن الفاجر قططديما و حططديثا و اسططتعظم الّنططاس مقططدمه و
ل عليه و آله .عزل سعد به و قالوا :اراد عثمان كرامة اخيه بهوان اّمة محّمد صّلى ا ّ
و هذا تحقيق ما ذكرناه من أن حاله كانت مشطهورة قبطل الوليطة ل ريطب فيهطا علطى أحطد
فكيف يقال إنه كان مستورا حّتى ظهر منه ما ظهر .
و في الوليد نزل قوله تعالى أفمن كان مؤمنًا كمن كان فاسقًا ل يسططتوون ) السططجدة ( 20
سلم و الفاسق الوليد على ما ذكره أهل التأويل .ي بن أبيطالب عليه ال ّ
فالمؤمن ههنا عل ّ
و فيه نزل قوله تعالى :يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسطق بنبطأ فتطبينوا أن تصطيبوا قومطاً
بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين و السبب في ذلططك انططه كططذب علططى بنططي المصطططلق
ل عليه و آله و اّدعى أّنهم منعوه الصدقة ،و لو قصصططنا مخططازيه ل صّلى ا ّعند رسول ا ّ
المتقدمة و مساويه لطال الشرح .
و أّما شربه الخمر بالكوفة و سكره حتى دخل عليه من دخل و أخذ خططاتمه مططن اصططبعه و
هو ل يعلم فظاهر قد سارت به الركبان و كذلك كلمه في الصلة و التفاته إلى من يقتدى
به فيها و هو سكران و قوله أزيدكم فقالوا ل قد قضينا صلتنا حّتى قال الحطيئة في ذلططك
شعرا :شهد الخطيئة يوم يلقى ربه البيات المذكورة آنفا و قال أيضا فيه :
ل بعططد أن دافططع و
فأّما قوله » :إّنه جلده و عزله « فبعد أي شيء كان ذلك ؟ و لم يعزله إ ّ
سطلم قهطره علطى رأيطه لمطا مانع و احتج عنه و ناضل ،فلو لم يكن أمير المؤمنين عليه ال ّ
عزله و ل مّكن من جلده .
و قد روى الواقدي أن عثمان لما جاءه الشهود يشهدون على الوليد بشرب الخمر أوعدهم
و تهّددهم .قال الراوي :و يقال :إّنه ضرب بعض الشهود أسواطا فأتوا
] [ 226
و أن تسأل عن الشهود فإن لم يكونوا أهل ظّنة و ل عداوة أقمت على صاحبك الحّد .
و تكلم في مثل ذلك طلحة و الزبير و عايشة و قالوا أقوال شديدة و أخذته اللسن من ك ط ّ
ل
جانب فحينئذ عزله و مّكن من إقامة الحّد عليه .
و روي الواقدي أن الشهود لّما شهدوا عليه في وجهه و أراد عثمان أن يح طّده ألبسططه جّبططة
لطط أنخّز و أدخله بيتا فجعل إذا بعث إليه رجل من قريش ليضربه قال له الوليد انشدك ا ّ
سططلم ذلططكف ،فلّما رأي أمير المؤمنين عليه ال ّ
تقطع رحمي و تغضب أمير المؤمنين فيك ّ
ي عذر له في عزله و جلده بعد هذه الممانعة الطويلططة أخذ السوط و دخل عليه فجّلده به فأ ّ
و المدافعة التامة .
صة الوليد مع الساحر اّلذي يلعب بين يديه و يغّر الّناس بمكره و خديعته و أن جنططدبوق ّ
ل الزدي امتعض من ذلك و دخل عليه فقتلططه و قططال لططه :أحططي نفسططك إن كنططت
بن عبد ا ّ
صادقا و أن الوليد أراد أن يقتل جندبا بالساحر حتى أنكر الزد ذلك عليه فحبسططه و طططال
حبسه حّتى هرب من السجن معروفة مشهورة .أقول :و سيأتي نقل القصة .
] [ 227
ابن شور و غيره و كذلك عزل عمر قدامة بن مظعون لما شهدوا عليططه بشططرب الخمططر و
ل مططن هططو حسططن ل المططر إ ّ
ل واحد ممن ذكرناه لم يو ّ جلده له ،فاّنه ل يشبه ما تقّدم لن ك ّ
الظن عند توليته فيه حسن الظاهر عنده و عند الّنططاس غيططر معططروف بططاللعب ) بالّلعنططة خ
ل ( و ل مشهور بالفساد ،ثّم لّما ظهر منه ما ظهر لم يحام عنه و ل كّذب الشهود عليه و
ل هذا لم يجر في امراء عثمان ،و لّنا قد بّينططا كابرهم بل عزله مختار أغير مضطّر و ك ّ
كيف كان عزل الوليد و إقامة الحّد عليه .
فأّما قوله » إن ولية القارب كولية الباعد بل الباعد أجططدر و أولططى أن يقططدم القططارب
سططلم عبططد عليهم من حيث كان التمكن من عزلهم أشّد و ذكر تولية أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل و قثما بني العّباس و غيرهم « فليس بشيء لن عثمان لم تنقم عليططه توليططة ل و عبيد ا ّ
ا ّ
القارب من حيث كانوا أقارب بل من حيث كانوا أهل بيت الظّنة و التهمة و لهططذا ح طّذره
عمر منهم و أشعر بأّنه يحملهم على رقاب الّناس ،
س مطن ابطن ل من أقاربه متهمططا و ل ظنينطا و حيططن أحط ّ سلم لم يو ّ
و أمير المؤمنين عليه ال ّ
عّباس بعض الريبة لم يمهله و ل احتمله و كاتبه بما هو مشهور سططائر ظططاهر ،و لططو لططم
ل من حيث جعل عمر ذلك سبب عدوله عن يجب على عثمان أن يعدل عن ولية أقاربه إ ّ
ص عليه و شرط عليه يوم الشورى أن ل يحمل أقاربه على الّناس و ل يؤثرهم لمكططان الن ّ
القرابة بما ل يؤثر به غيرهم لكان صادقا قوّيا فضل عن أن ينضاف إلى ذلك ما انضاف
من خصالهم الذميمة و طرائفهم القبيحة .
فأّما سعيد بن العاص فإّنه قال في الكوفة :إّنما السواد بستان لقريش تأخذ منه ما شائت و
ل علينا بسططتانا لططك و لقومططك و نابططذوه و أفضططى ذلططك
تترك حّتى قالوا له أتجعل ما أفاء ا ّ
صة مشططهورة ثطّم انتهططى المططر إلططى منططع أهططل
المر إلى تسييره من سير من الكوفة و الق ّ
الكوفة سعيدا من دخولها و تكلموا فيه و فططي عثمططان كلمططا ظططاهرا حّتططى كططادوا يخلعططون
عثمان فاضطّر حينئذ إلى إجابتهم إلى ولية أبي موسى
] [ 228
فلم يصرف سعيدا مختارا بل ما صرفه جملة و إّنما صرفه أهل الكوفة عنهم .
12قال المسعودي :و في سنة خمس و ثلثيططن كططثر الطعططن علططى عثمططان و ظهططر عليططه
لط بططن مسططعود و انحططرافالنكير لشياء ذكروها من فعله منها ما كان بينطه و بيطن عبططد ا ّ
هذيل عن عثمان من أجله .
و فيه بإسناده إلى عبد الّرحمن بن يزيد قال :أتينططا حذيفطة فقلنططا حطّدثنا بطأقرب الّنططاس مطن
ل فنأخذ عنه و نسمع منه قال :كان أقرب الّنططاس ل عليه و آله هديا و د ّ
ل صّلى ا ّ
رسول ا ّ
ل عليه و آله ابن مسعود و لقد علم المحفوظون من ل صّلى ا ّل و سمتا برسول ا ّ هديا و د ّ
ل زلفي .أصحاب محّمد أن ابن اّم عبد هو من أقربهم إلى ا ّ
ل بن مسعود قططال :كنططت غلمططا يافعططا فططي غنططم و فيه في سبب اسلمه بإسناده إلى عبد ا ّ
ل عليه و آله و معه أبو بكر فقال :يططا غلم ي صّلى ا ّ لعقبة بن أبي معيط أرعاها فأتي الّنب ّ
هل معك من لبن ؟ فقلت :نعم ،و لكني مؤتمن فقططال :ائتنططي بشططاة لططم ينططز عليهططا الفحططل
لط عليطه و آلطه فجعطل يمسطح الضطرع و ل صّلى ا ّ فأتيته بعناق أو جذعة فاعتقلها رسول ا ّ
يدعو حّتى
] [ 229
انزلت فأتاه أبو بكر بصحوة فاحتلب فيها ثّم قال لبي بكططر :اشططرب فشططرب أبططو بكططر ثطمّ
ل عليه و آله بعده ثّم قال للضرع :اقلص فقلص فعططاد كمططا كططان .ث طّم
ي صّلى ا ّ
شرب الّنب ّ
أتيت فقلت :
قال :ذنوبي .قال :فما تشتهى ؟ قال :رحمة ربي .قال :أل آمر لك بطبيب ؟ قال :
الطططبيب أمرضططني .قطال :أل آمططر لططك بعطططاء ؟ قطال :ل حاجططة لططي فيططه .قططال :يكططون
ل ليلة سورة الواقعة لبناتك ،قال :أتخشى على بناتي الفقر ؟ إّني أمرت بناتي أن يقرأن ك ّ
ل ليلة لم تصططبه فاقططة ل عليه و آله يقول :من قرأ الواقعة ك ّ ل صّلى ا ّإّني سمعت رسول ا ّ
أبدا .قال :و إنما قال له عثمان أل آمر لك بعطائك لنه كان قد حبسه عنه سنتين .
توفي ابن مسعود بالمدينة سنة اثنتين و ثلثين من الهجرة و دفططن ليل اوصططى بططذلك و لططم
يعلم عثمان بدفنه فعاتب الزبير على ذلك و صّلى عليه عّمار و قيل صّلى عليه الزبير .
ل من روى سيرة من أصحاب و في الشافي لعلم الهدى الشريف المرتضى :و قد روى ك ّ
الحديث على اختلف طرقهم ان ابططن مسططعود كططان يقططول :ليتنططي و عثمططان برمططل عالططج
ى و احثى عليه حتى يموت العجز منى و منه . يحثى عل ّ
و فيه :و رووا انه كان يطعن عليه فيقال له أل خرجت إليه لنخرج معك ؟
] [ 230
أقول :الظاهر أنه يريد من قوله أمر سيكون قيام الّناس على عثمان و قتلهم إّياه لمّططا رأى
المور المحدثة المنكرة منه و كلم الّناس و سخطهم في عثمان و أفعاله .
شافي :و قد روى عنه من طرق ل تحصى كثرة انه كان يقول :مططا يططزن عثمططان و في ال ّ
ل جناح ذباب .و تعاطي شرح ما روى عنه في هذا الباب يطول و هططو أظهططر مططن عند ا ّ
ل على مظططاهرته بالعططداوة أن أن يحتاج إلى الستشهاد عليه .و انه بلغ من اصرار عبد ا ّ
قال لما حضره الموت من يتقبل مّني وصّية اوصيه بهططا علططى مططا فيهططا ؟ فسططكت القططوم و
عرفوا الذي يريد فأعادها فقال عمار بن ياسر :فانا أقبلها .فقال ابن مسعود :
ى عثمان .فقال :ذلك لك .فيقال :انه لما دفن جاء عثمان منكرا لططذلك فقططال
ل يصّلى عل ّ
له قائل :إن عمارا وّلى هذا المر .فقال لعمار :ما حملك على أن لم توذني ؟
ل اوذنك فوقف على قبره و أثنططى عليططه ثطّم انصططرف و هططو يقططولىأ ّ
فقال له :إنه عهد إل ّ
شاعر : ل بايديكم عن خير من بقى فتمثل الزبير بقول ال ّرفعتم و ا ّ
و فيه :لما مرض ابن مسعود مرضه الذي مات فيه فأتاه عثمان عائدا فقال :
ما تشتكى ؟ قال :ذنططوبي .قططال :فمططا تشططتهى ؟ قططال :رحمططة رّبططي قطال :أ ل أدعططو لططك
طبيبا ؟ قال :الطبيب أمرضني .قال فل آمر لك بعطططائك ؟ قططال :منعتنيططه و أنططا محتططاج
ل .قال :إليه و تعطينيه و أنا مستغن عنه .قال :يكون لولدك ،قال :رزقهم على ا ّ
و فيه :ان كل من قرأ الخبططار علططم أن عثمططان أمططر بططاخراجه مططن المسططجد علططى أعنططف
الوجوه و بأمره جرى ما جرى عليه و لو لم يكططن بططأمره و رضططاه لططوجب أن ينكططر علططى
موله كسره لضلعه و يعتذر إلى من عاتبه على فعله بأن يقول :اننططي لططم آمططر بططذلك و ل
رضيته من فاعله و قد انكرت على من فعله و في علمنا بأن ذلك لم يكن دليل على
] [ 231
ما قلناه .و قد روى الواقدي باسناده و غيره ان عثمططان لمططا اسططتقدمه المدينططة دخلهططا ليلططة
جمعة فلّما علم عثمان بدخوله قال :أيها الّناس اّنه قد طرقكم الليلة دويبة من تمشططى علططى
لط
ل صّلى ا ّ طعامه يقي و يسلح .فقال ابن مسعود :لست كذلك و لكنني صاحب رسول ا ّ
عليه و آله يوم بدر و صاحبه يوم بيعة الرضوان و صطاحبه يططوم الخنطدق و صطاحبه يططوم
ل ط عليططه و ل صّلى ا ّحنين ،قال :فصاحت عايشة أيا عثمان أتقول هذا لصاحب رسول ا ّ
آله ؟ فقال عثمان :اسكتى .
ل بن زمعة بن السططود بططن المطلططب بططن اسططد بططن عبططد العططزى ابططن قصططى : ثّم قال لعبد ا ّ
أخرجه إخراجا عنيفا فأخذه ابن زمعططة فطاحتمله حّتططى جططاء بططه بططاب المسططجد فضططرب بططه
الرض فكسر ضلعا مططن أضططلعه .فقططال ابططن مسططعود :قتلنططي ابططن زمعططة الكططافر بططأمر
عثمان .
و في رواية اخرى أن ابن زمعة مولى لعثمان أسود كان مسدما طوال .
ل أن تخرجنططي مططن ل انشدك ا ّو في رواية أنه لما احتمله ليخرجه من المسجد ناداه عبد ا ّ
لط
لط صطّلى ا ّ
ل عليه و آله و هو الذي يقول فيططه رسططول ا ّ
ل صّلى ا ّ
مسجد خليلي رسول ا ّ
عليه و آله :لساقا ابن اّم عبد أثقل في الميزان يوم القيامة من جبل احد .
13ع عع عععع عععع ع ع ع ععع عع ععع ع عع عع :ع
عع ععع عع ععع عععع ع ع ععع ع ع ع عععع ع ع
ععععع ع عععععع ععع ععععع ع ع ععع عع ع ع
عععع .
و في تلخيص الشافي للشيخ الطوسي :و من ذلك إقدامه على عّمار حتى روى أّنه صططار
به فتق و كان أحد من ظاهر المتظلمين على قتله و كان يقول :قتلناه كافرا .
أقول :قد ذكرنا في المجّلد الخامس عشر فططي شططرح الخطبططة 236طائفططة مططن القططوال و
الخبار في ترجمة عّمار و مناقبه و فضائله فل حاجة إلى العادة فراجع .
قال ابن جمهور الحسائي في المجلى :و من قوادح عثمان ضربه لعمار بن
] [ 232
ياسر حّتى أخذه الفتق على ما رواه الثقات مطن أهططل السططيرة ان عّمطار بططن ياسطر قطام فطي
المسجد يوما و عثمان يخطب على المنبر فوّبخه بأحداثه و افعاله فنططزل عثمططان فركضططه
برجله حّتى ألقاه على قفاه و داس في بطنه برجله و أمر أعوانه مططن بنططي امّيططة فضططربوه
حتى غشى عليه و هو مع ذلك يشتم عمارا و يسبه و تركه و مضططى إلططى منزلططه فاحتمططل
عّمار إلى منزله و هو لما به فلما أفاق من غشوته دخل عليه الّناس فلمه بعض و قططال و
ما لك و التعرض لعثمان و قد علمت أفعاله و أحداثه ؟ فقال :إنما حملني على ذلططك كلم
ل عليه و آله فاّنه قال :أفضل العمال كلمة حق تقولها بين ل صّلى ا ّ
سمعت من رسول ا ّ
ل يوم القيامة .
يدي إمام جائر فأردت أن أنال هذه الدرجة و أن لي و لعثمان موقفا عند ا ّ
قال علم الهدى في الشافي :قال صططاحب الكتططاب » يعنططي القاضططي عبططد الجبططار صططاحب
الكتاب المعروف بالمغني من الحجاج في المامة « :فاما ما طعنوا به من ضربه عّمارا
حتى صار به فتق فقد قال شيخنا أبو علي إن ذلك غير ثابت و لو ثبت انططه ضططربه للقططول
العظيم الذي كان يقوله لم يجب أن يكون طعنا لن للمام تأديب مططن يسططتحق ذلططك و مّمططا
يبّعد صحة ذلك أن عمارا ل يجوز أن يكفره و لما يقع منه مطا يسطتوجب الكفطر لن الطذي
يكفر به الكافر معلوم و لّنه لو كان قد وقع ذلك لكان غيططره مططن الصططحابة أولططى بططذلك و
لوجب أن يجتمعوا على خلعه و لوجب أن ل يكون قتله لهم مباحا بل كان يجب أن يقيموا
إماما يقتله على ما قدمنا القول فيه و ليس لحد ان يقول انما كفططره مططن حيططث وثططب علططى
الخلفة و لم يكن لها اهل لنا قد بّينا القول في ذلك ،لنه كان مصوبا لبي بكططر و عمططر
على ما قدمنا من قبل ،و قد بّينا ان صحة إمامتهما يقتضي صحة إمامة عثمان .
سلم في أمره فقال عّمار قتل عثمان كططافرا و قططال ن عّمارا نازع الحسن عليه ال ّ و روى إ ّ
سلم قتل مؤمنا و تعلق بعضهما ببعض فصططارا إلططى أميططر المططؤمنين عليططه الحسن عليه ال ّ
سططلم كططذا
سلم فقال :ما ذا تريد من ابن أخيك ؟ فقال إّني قلت كذا و قال الحسن عليه ال ّال ّ
ب كان يؤمن به عثمان ؟ فسكت عّمار . سلم أتكفر بر ّ
فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ
] [ 233
قال علم الهدى في جوابه :اّنه يقال له :قد وجدناك في قصة عثمان و عّمار بيططن أمريططن
مختلفين :بين دفع لما روى من ضربه و بين اعتراف بذلك و تأول له و اعتذار منه بططأن
التأديب المستحق ل حرج فيه و نحن نتكّلم على المرين :
أّما الّدفع لضرب عّمار فهو كالنكار لوجود أحد يسمى عّمارا أو لطلوع الشططمس ظهططورا
ل من قرأ الخبار و تصفح السير يعلم من هذا المر ما ل تثنية عنه مكابرة و انتشارا و ك ّ
و ل مدافعة و هذا الفعل يعنططي ضططرب عّمططار لططم يختلططف الططرواة فيططه و إّنمططا اختلفططوا فططي
سببه :
فروى عّباس عن هشام الكلططبي عططن أبططي مخنططف فططي اسططناده قططال :كططان فططي بيططت المططال
ي و جوهر فأخذ منه عثمان مططا حلططي بططه بعططض أهلططه فططأظهر الّنططاس بالمدينة سفط فيه حل ّ
ل كلم شديد حّتى أغضبوه فخطب فقال : الطعن عليه في ذلك و كّلموه فيه بك ّ
] [ 234
و كانت اّمه و جّدته قسريتين من بجيلة فشتمه عثمان و أمر به فاخرج فططأتي بططه اّم سططلمة
فإذا هي قد غضبت بعّمار و بلغ عايشة ما صططنع بعّمططار فغضططبت و أخرجططت شططعرا مططن
ل عليه و آله و نعل من نعاله و ثوبا من ثيابه و قالت :ما أسططرع ل صّلى ا ّ
شعر رسول ا ّ
ما تركتم سنة رسولكم و هذا شعره و ثوبه و نعله لم يبل بعد .
و روي آخرون أن السبب في ذلك أن عثمان مّر بقبر جديد فسأل عنه فقيل :
ل بن مسعود فغضب على عّمار لكتمانه إياه موته إذا كان المتططولى للصططلة عليططه و
عبد ا ّ
القيام بشأنه فعندها وطىء عثمان عمارا حّتى أصابه الفتق .
لط
و روي آخرون أن المقداد و طلحة و الزبيططر و عمططارا و عطّدة مططن أصططحاب رسططول ا ّ
ل عليه و آله كتبوا كتابا عّددوا فيه أحططداث عثمططان و خّوفططوه رّبططه و أعلمططوه أّنهططم
صّلى ا ّ
مواثبوه إن لم يقلع .فأخذ عّمار الكتاب فأتاه به فقططرأه منططه صططدرا .فقططال عثمططان :أعلط ّ
ى
ل ابن تقدم من بينهم ؟ فقال :لّني أنصحهم لك .فقال :كذبت يا ابن سمّية .فقال :أنا و ا ّ
سمّية و أنا ابن ياسر فأمر غلمانه فمّدوا بيديه و رجليه فضربه عثمان برجليه و هططي فططي
الخفين على مذاكيره فأصابه الفتق و كان ضعيفا كبيرا فغشي عليه .
فضرب عّمار على ما ترى غير مختلف فيه بين الرواة و إّنما اختلفوا في سببه ،
و الخبر اّلذي رواه صاحب الكتاب و حكاه عن الخّياط ما نعرفه و كتب السططير المعروفططة
ن قططولهخالية منه و من نظيره و قد كان يجب أن يضيفه إلى الموضع اّلذي أخذه منه ،فإ ّ
و قول من اسند إليه ليسا بحجة .و لو كان صحيحا لكان يجب أن يقول بططدل قطوله هطا أنطا
ص مّني و إذا كان ما أمر بذلك و ل رضيه و إّنما ضربه الغلم :
فليقت ّ
ص منه فإّنه أولى و أعدل و بعد فل تنافي بين الروايتين لو كان ما هذا الغلم الجاني فليقت ّ
رواه معروفططا لّنططه يجططوز أن يكططون غلمططه ضططربه فططي حططال اخططرى و الروايططات إذا لططم
تتعارض لم يجز اسقاط شيء منها .
فأّما قوله :إن عمارا ل يجوز أن يكفره و لم يقع منه ما يوجب الكفر ،فططان تكفيططر عّمططار
له معروف قد جاءت به الروايات .
] [ 235
و قد روي من طرق مختلفة و باسانيد كثيرة أن عمارا كان يقططول :ثلثططة يشططهدون علططى
لط
عثمان بالكفر و أنا الرابع و أنا الرابع و أنططا شطّر الربعططة و مططن لططم يحكططم بمططا أنططزل ا ّ
ل.فاولئك هم الكافرون و أنا أشهد أّنه قد حكم بغير ما أنزل ا ّ
و روي عن زيد بن أرقم من طرق مختلفة اّنه قيل :بأي شيء أكفرتم عثمان ؟
لط
قال :بثلث :جعل المال دولة بين الغنياء ،و جعل المهاجرين من أصحاب رسول ا ّ
ل.
ل و رسوله ،و عمل بغير كتاب ا ّ
ل عليه و آله بمنزلة من حارب ا ّ
صّلى ا ّ
ك فططي قططاتله أ
ك لكّننططي أشط ّ
لط أشط ّ
و روي عن حذيفة اّنه كان يقول :ما في عثمان بحمططد ا ّ
كافر قتل كافرا أم مؤمن خاض إليه الفتنة حّتى قتله و هو أفضل المؤمنين إيمانا .
سلم عمطارا فطي ذلطك و ترافعهمطا فهطو أول غيطر فأّما ما رواه من منازعة الحسن عليه ال ّ
رافع لكون عّمار مكفرا له بل هو شاهد من قوله بذلك .و إن كان الخبر صحيحا فططالوجه
سططلم و عططدوله عططن أن يقضططى
فيه أن عمارا علم مططن لحططن كلم أميططر المططؤمنين عليططه ال ّ
بينهما بصريح القول :اّنه متمسك بالتقّية فأمسك عّمار لما فهم من غرضه .
فأّما قوله ل يجوز أن يكفره من حيث وثب على الخلفطة لّنطه كطان مصطوبا لبطى بكطر و
عمر و لما تقّدم من كلمه في ذلك فلبد إذا حملنا تكفير عّمطار للرجطل علطى الصطحة مطن
هذا الوجه أن يكون عّمار غير مصوب للرجلين على ما اّدعى .
فأّما قوله عن أبى على اّنه لو ثبت اّنه ضربه للقول العظيم اّلططذي كططان يقططول فيططه لططم يكططن
طعنا لن للمام تأديب من يستحق ذلك ،فقد كان يجب أن يسططتوحش صططاحب الكتططاب أو
من حكى كلمه من أبى على و غيره من أن يعتذر من ضرب عمار و قذه حّتى لحقه من
الغشى و ترك له الصلة و وطيه بالقدام امتهانا و اسططتخفافا بشططيء مططن العططذر فل عططذر
ل عليطه و آلطه قطال فيطه :عّمطار ي صّلى ا ّ
يسمع من إيقاع نهاية المكروه بمن روى أن الّنب ّ
جلدة ما بين العين و النف و متى تنك الجلد تدم النف .
ل عليه و آله قال :ما لهم و لعمار يدعوهم إلططى الجّنططة و يططدعونه إلططى
و روي أّنه صّلى ا ّ
النار و روي العوام بن حوشب عن سلمة بن كهيل عن علقمة عن خالد بن الوليد
] [ 236
و في المامة و السياسة لبن قتيبة الدينوري :ذكروا أّنه اجتمع ناس من أصططحاب الّنططبيّ
لط
سلم فكتبوا كتابا و ذكروا فيه ما خالف فيه عثمان مططن سططنة رسطول ا ّ عليه الصلة و ال ّ
ل عليه و آله و سنة صاحبيه و بعد ما أتى بكثير من أحداثه قال :ثطّم تعاهططد القططوم صّلى ا ّ
ن الكتاب في يد عثمان و كطان ممطن حضططر الكتططاب عمططار بطن ياسططر و المقططداد ابططن ليدفع ّ
السود و كانوا عشرة فلّما خرجوا بالكتاب ليططدفعوه إلططى عثمططان و الكتططاب فططي يططد عّمططار
جعلوا يتسّللون عن عّمار حّتى بقي وحططده فمضططى حّتططى جططاء دار عثمططان فاسططتأذن عليططه
فأذن له في يوم شات فدخل عليه و عنده مروان بن الحكم و أهله من بني امية فدفع عليططه
الكتاب فقرأه فقال له :أنت كتبت هذا الكتاب ؟ قال :نعم ،
قال :و من كان معك ؟ قال :كان معي نفر تفرقوا فرقا منك ،قال :من هم ؟
ي من بينهم ؟ فقال مروان :يا أميططر المططؤمنين قال :ل أخبرك بهم ،قال :فلم اجترأت عل ّ
ن هذا العبد السود ) يعني عمارا ( قد جّرأ عليططك الّنططاس و إّنططك إن قتلتططه نكلططت بططه مططن
إّ
ورائه ،قال عثمان :اضربوه فضربوه و ضربه عثمططان معهططم حّتططى فتقططوا بطنططه فغشططي
عليه فجّروه حّتى طرحوه على باب الدار إلى آخر ما قال .
و ذلك أّنه بلغه عن رجل من اليهود من ساكني قرية من قري الكوفة مما يلي جسططر بابططل
يقال له :زرارة يعمل أنواعا من الشعبذة و السحر يعرف
] [ 237
بمطروي فاحضر فأراه في المسجد ضربا من التخاييل و هو أن أظهر لططه فططي الليططل فيل
عظيما على فرس في صحن المسجد ثطّم صططار اليهططودي ناقططة يمشططي علططى جبططل ثطّم أراه
صورة حمار دخل من فيه ثّم خرج من دبره ثطّم ضطرب عنطق رجطل ففطرق بيطن جسطده و
رأسه ثّم أمّر السيف عليه فقام الّرجل و كان جماعة من أهل الكوفة حضورا منهم جنططدب
ل من فعل الشيطان و من عمل يبعد من الرحمن و علططم بن كعب الزدي فجعل يستعيذ با ّ
أن ذلك هو ضرب من التخييل و السحر فاخترط سيفه و ضرب به اليهططودي ضططربة أدار
ن الباطل كان زهوقا .
ق و زهق الباطل إ ّ
رأسه ناحية من بدنه و قال :جاء الح ّ
و قد قيل ان ذلك كان نهارا و أن جندبا خرج إلى السوق و دنا من بعض الصياقلة و أخططذ
سيفا و دخل فضرب به عنق اليهودي و قال :إن كنطت صطادقا فطأحى نفسطك فطأنكر عليطه
جان إلططىالوليد ذلك و أراد أن يقيده به فمنعه الزد فحبسططه و أراد قتلططه غيلططة و نظططر السط ّ
قيامه ليله إلى الصبح فقال له :انج بنفسك فقطال لططه جنطدب :تقتطل بطي .قطال :ليطس ذلططك
لط ،فلمطا اصططبح الوليطد دعطا بططه و قططد
ي من أوليططاء ا ّ
ل و الدفع عن ول ّ
بكثير في مرضاة ا ّ
جان فأخبره بهربه فضرب عنق السجان و صلبه بالكناس . استعّد لقتله فلم يجده فسأل الس ّ
قال :اخبرنا إبراهيم بن محّمد بن مهران الفقيطه و غيطره قطالوا باسططنادهم عطن محّمططد ابطن
عيسى أخبرنا أحمد بن منيع أخبرنا أبو معاوية عن اسماعيل بططن مسططلم عططن الحسططن عططن
ل عليه و آله :حّد الساحر ضربة بالسيف .قد اختلف ل صّلى ا ّ
جندب قال :قال رسول ا ّ
في رفع هذا الحديث فمنهم من رفعه بهذا السناد و منهم من وقفه على جندب .
و كان سبب قتله الساحر أن الوليد بن عقبة أبي معيط لما كان أميرا على
] [ 238
الكوفة حضر عنده ساحر فكان يلعب بيططن يططدي الوليططد يريططه أّنططه يقتططل رجل ثطّم يحييططه و
يدخل في فم ناقة ثّم يخرج من حيائها فأخطذ سطيفا مطن صطيقل و اشطتمل عليطه و جطاء إلطى
الساحر فضربه ضربة فقتله ثّم قال لططه :أحططى نفسططك ثطّم قططرأ » :أ تططأتون السططحر و أنتططم
لط عليططه و آلططه يقططول :حطّد
ل صطّلى ا ّ تبصرون « فرفع إلى الوليد فقال :سمعت رسول ا ّ
جان صلته و صومه خّلى سبيله . الساحر ضربة بالسيف فحبسه الوليد فلّما رأى الس ّ
و انطلق إلى أرض الروم فلم يزل يقاتل بها المشركين حتى مططات لعشططر سططنوات مضططين
من خلفة معاوية .
طططل الحطّد الططواجب فططي و قد قّدمنا الكلم فيه في شرح الخطبة 236و جملته أن عثمان ع ّ
ل بن عمر فانه قتل الهرمزان بعد اسلمه فلم يقده به و قد كان أمير المؤمنين علط ّ
ي عبيد ا ّ
ن الهرمططزان كططان مططن عظمططاء صططة علططى الجمططال أ ّ سلم يطلبه لططذلك .و تلططك الق ّ
عليه ال ّ
سططلمي عليططه ال ّ فارس و كان قد اسر في بعض الغزوات و جىء به إلى المدينة فأخذه عل ط ّ
سلم فلما ضرب عمر في غلس الصبح و اشتبه المر ي عليه ال ّ
فأسلم على يديه فأعتقه عل ّ
ل قوم يقولون :قتله العلج فظن أنهم يعنططون الهرمططزان فبططادر في ضاربه سمع ابنه عبيد ا ّ
لط
ل إليه فقتله قبل أن يموت عمر فسمع عمر بما فعله ابنه فقال :قططد أخطططأ عبيططد ا ّ عبيد ا ّ
ن الذي ضربني أبو لؤلؤة و إن عشت لقيدّنه به فإن علّيا ل يقبل منه الدية و هططو مططوله إّ
لط و قططال :إّنططه قتططلسططلم بقططود عبيططد ا ّ
ي عليططه ال ّ
فلما مات عمر و تولى عثمان طالب عل ّ
مولى ظلما و أنا ولّيه فقال عثمان :قتل بالمس عمر
] [ 239
ي عليططه السّططلم و و اليوم يقتل ابنه حسب آل عمر مصابهم به و امتنع من تسليمه إلى عل ط ّ
سلم لن أمكنني الدهر منه يوما لقتلّنه به فلما وّلى ي عليه ال ّ منع علّيا حّقه و لهذا قال عل ّ
شططام و التجططأ إلططى معاويططة و خططرج معططه إلططى
ل منططه إلططى ال ّ
سلم هرب عبيد ا ّ ي عليه ال ّ
عل ّ
سلم في حرب صفين قال الحسائي في المجلططى :فططانظر ي عليه ال ّ
حرب صفين فقتله عل ّ
ل ط تعططالى
سلم و خالف الكتاب و السنة برأيططه و ا ّ ي عليه ال ّ ق عل ّإلى عثمان كيف عطل ح ّ
يقول » و من قتل مظلومًا فقد جعلنا لوليه سلطانا « .
و قال أبو جعفر الطبر في التاريخ :بعد ما بايع الّناس عثمان جلس في جططانب المسططجد و
ل بن عمرو و كان محبوسططا فططي دار سططعد بططن أبططي وقططاص و هططو الططذي نططزع دعا عبيد ا ّ
ل ط لقتلط ّ
ن السيف من يده بعد قتله جفينة و الهرمزان و ابنة أبي لؤلططؤة و كططان يقططول :و ا ّ
رجال مّمن شرك في دم أبي يعرض بالمهاجرين و النصار فقام إليه سعد فنططزع السططيف
من يده و جذب شعره حّتى أضجعه إلى الرض و حبسه فططي داره حّتططى أخرجططه عثمططان
ى في هذا الططذي فتططق فططي
إليه فقال عثمان لجماعة من المهاجرين و النصار :أشيروا عل ّ
ي أرى أن تقتله فقال بعض المهاجرين :قتل عمر أمططس و يقتططل السلم ما فتق ،فقال عل ّ
لط قططد أعفططاك أن يكططون هططذا
نا ّ
ابنه اليوم ؟ فقال عمرو بن العاص :يططا أميططر المططؤمنين إ ّ
الحدث كططان و لططك علططى المسططلمين سططلطان إّنمططا كططان هططذا الحططدث و ل سططلطان لططك قططال
عثمان :أنا وليهم و قد جعلتها دية و احتملتها في مالي .
ل ابططن عمططر
قال :و كان رجل من النصار يقال له زياد بن لبيد البياضي إذا رأى عبيد ا ّ
قال :
] [ 240
ل بن عمر إلى عثمان زياد بن لبيد و شعره فدعا عثمان زياد بططن لبيططد فنهططاه
فشكى عبيد ا ّ
قال :فانشأ زياد يقول في عثمان :
لططططططططططططططططططط رهطططططططططططططططططططن
أبطططططططططططططططططططا عمطططططططططططططططططططر و عبيطططططططططططططططططططد ا ّ
فل تشطططططططططططططططططططططططططططططططكك بقتططططططططططططططططططططططططططططططططل الهرمططططططططططططططططططططططططططططططططزان
نقل علم الهدى في الشافي عن عبد الجبار بقوله :ثّم ذكر ما نسب إليططه مططن تعطيططل الح طدّ
ي يطلب بططدمه و المططام ولط ّ
ي في الهرمزان و حكى عن أبي علي أنه لم يكن للهرمزان ول ّ
ي أن يعفو كما له أن يقتل .و قططد روى أنططه سطأل المسططلمين أن يعفططوا
ي له و للول ّ
من ل ول ّ
عنه فأجابوا إلى ذلك .
قال القاضي :و انما أراد عثمان بالعفو عنه ما يعود إلططى عطّز الطّدين لنططه خططاف أن يبلططغ
العدّو قتله فيقال :قتلوا إمامهم و قتلوا ولده و ل يعرفون الحال في ذلك فيكون شماتة .
و حكى عن الخياط أن عامة المهاجرين أجمعوا على اليقاد بططالهرمزان و قططالوا :هططو دم
ي يطلطب بطه و أمطره إلطى المطام فاقبطل منطه الّديطة فطذلك
سفك في غير وليتك فليس له ول ّ
صلح المسلمين .
] [ 241
ل.
لقتله ،يعني أّنه كان يرى ذلك أقوى في الجتهاد و أقرب إلى التشّدد في دين ا ّ
اعترض عليه الشططريف المرتضطى علططم الهططدى فططي الشطافي بقططوله :فأّمططا الكلم فططي قتطل
الهرمزان و في العدول عن قتل قاتله و اعتذاره من ذلك بما اعتذر به من انه لططم يكططن لططه
ي له و له أن يعفو كما له أن يسططتوفي القططود ،فليططس بشططيء ى من ل ول ّ
ن المام ول ّ
يلّ
ول ّ
ي حاضر يطالب بدمه و قد كان يجططب ن الهرمزان رجل من أهل فارس و لم يكن له ول ّ لّ
ي يطططالب و حضططر
أن يبذل النصاف لوليائه و يؤمنوا متى حضروا حّتى ان كان له ول ّ
و طالب .
ي دمططهي دمه لنه قتل في أّيام عمر فصار عمر ول ط ّ ي لم يكن عثمان ول ّ ثّم لو لم يكن له ول ّ
ل إن لطم يقطم البينطةو قد أوصى عمر على ما جائت به الروايات الظاهرة بقتل ابنه عبيد ا ّ
العادية على الهرمزان و جفينة أنهما أمرا أبا لؤلؤة غلم المغيرة بن شعبة بقتلططه و كططانت
ي هذا المر فليفعل كذا و كذا مّمططا ذكرنططاه ، وصيته بذلك إلى أهل الشورى فقال :أيكم ول ّ
ل ط بططن عمططر فططدافعفلما مات عمر طلب المسلمون إلى عثمان إمضاء الوصّية في عبيططد ا ّ
ي الّدم على ما ذكره لم يكن له أن يعفو و أن يبطططل حطّدا مططن عنها و عّللهم فلو كان هو ول ّ
لط تعططالى ؟ و إّنمططا الشططماتة كّلهططا مططن
ي شماتة للعدّو في إقامة حدود ا ّ ل تعالى و أ ّ
حدود ا ّ
ي حرج في الجمع بين قتل الب و البططن حّتططى يقططال اعداء السلم في تعطيل الحدود و أ ّ
ل و الخططر ن المام و ابنه قتل و إنما قتل أحدهما ظلما بغير أمر ا ّ كره أن ينتشر الخبر بأ ّ
ل تعالى .
بأمر ا ّ
ن أميططر
ل البكائي عن محّمد بططن إسططحاق عططن أبططان بططن صططالح أ ّ و قد روى زياد بن عبد ا ّ
ل و لم يكّلمه أحد غيره سلم أتى عثمان بعد ما استخلف فكّلمه في عبيد ا ّ المؤمنين عليه ال ّ
فقال :اقتل هذا الفاسق الخبيث اّلذي قتل امرأ مسلما فقططال عثمططان :قتلططوا أبططاه بططالمس و
ي عليططه
لط علططى علط ّأقتله اليوم و إّنما هو رجل من أهل الرض فلما أبى عليه مّر عبيططد ا ّ
ن عنقك فلططذلك ل لئن ظفرت بك يوما من الّدهر لضرب ّ سلم فقال له يا فاسق ايه أما و ا ّ
ال ّ
سلم .
خرج مع معاوية على أمير المؤمنين عليه ال ّ
] [ 242
ن المسلمين لما قال عثمططان إّنططي قططد و روى القناد عن الحسن بن عيسى بن زيد عن أبيه أ ّ
ل بن عمر قالوا :ليس لك أن تعفو عنه .قال :بلى إّنططه ليططس لجفينططة و عفوت عن عبيد ا ّ
ي أمططر المسططلمين و قطد عفططوت الهرمزان قرابة من أهل السلم و أنا أولى بهما لّنطي ولط ّ
سلم إنه ليس كما تقول إنما أنت في أمرهما بمنزلة اقصططى المسططلمين و ي عليه ال ّ
فقال عل ّ
إنما قتلهما في إمرة غيرك و قد حكم الوالي الذي قبلططك الططذي قتل فططي امططارته بقتلططه و لططو
ل سططائلك عططن هططذا .فلّمططا رأى
ل فانّ ا ّكان قتلهما في امارتك لم يكن لك العفو عنه فاتق ا ّ
ل أمره فارتحل إلى الكوفة و ابتنى و أقطعه بها ل قتل عبيد ا ّ
ن المسلمين قد أبوا إ ّ عثمان أ ّ
دارا و ارضا و هي التي يقال لها كويفة ابن عمر فعظم ذلططك عنططد المسططلمين و اكططبروه و
كثر كلمهم فيه .
سلم لم يطلبه ليقتله بل ليضع من قططدره فهططو بخلفن أمير المؤمنين عليه ال ّ
فأّما قوله :إ ّ
ل لضرب عنقه . سلم من أّنه لم يكن إ ّ
ما صّرح به عليه ال ّ
عع ع
16عع عععععع :ع عع ع ععععع ععع ع ع ععععع
عععععع ععععععع عععععععع
] [ 243
عع ع ع
17ع ععع :ع عع ع ععععع عععع ع عع عع ع عع
عععع عععع ععع
اّلتي كانت أّول حرب امتحن به المؤمنون فجلس في بيته و تعّلل بمرض زوجته و كططذلك
ل تعالى يقول في نا ّ
بيعة الرضوان لم يحضرها و تخلف عنها متعّلل بموت زوجته مع ا ّ
ل عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة « فكان محرومططا مططن ذلططك
أهلها » لقد رضي ا ّ
الرضا و يوم احد انهزم و فّر من الزحف أقبح فرار حّتى أّنه بقي في هزيمتططه م طّدة ثلثططة
أّيام ل يلتفت إلى وراه حّتى وصل إلى قرية قريب مكة يقال لها :
لقد ذهبت فيها عريضة يا عثمان و لم يرد جوابا خجل مما فعله .
و كانوا يومئذ بين خاذل و قاتل حّتى قتلوه في بيته بيططن ولططده و نسططائه فططي المدينططة و دار
الهجرة و منعوه من الماء ثلثة أيام و هو بين ظهراني المسلمين مع أّنه خليفتهم و إمامهم
لم يحم عنه منهم محام و ل له منهم قائم و ذلك دليل على اجماعهم على قتله و استحللهم
لدمه كما أجمعوا على خلفته حّتى قال بعططض العلمططاء :إن المجمعيططن علططى قتططل عثمططان
ل لعظم أحداثه حّتى بقى ثلثة أّيططام مرميططا كانوا أكثر من المجمعين على بيعته و ما ذاك إ ّ
على الكناسة بعد قتله لم يجسر أحد أن يدفنه حّتططى قططام ثلثططة نفططر مططن بنططى أمّيططة فأخططذوه
بالليل بعد انتصافه سرقة و دفنوه لكيل يعلم بهم أحد و ذلك دليل على عظم أحداثه و كططبر
معاصيه في السلم و أهله فلو ل اّنه كان مستحقا لمططا فعلططوه بططه ،إلططى آخططر مططا قططال .و
سنذكر تفصيل الكلم في قتله و ما ذكروا في المقام .
] [ 244
و ذلك اّنه لما كثرت أحداثه و ظهرت بين المسطلمين كطثرت الشطكايات منطه و مطن عمطاله
لط بطن أبطي سطرحفورد إلى المدينة جماعة من أهل مصر يشكون من عامله عليهم عبطد ا ّ
إلى أن قال :
و عزل عثمان عن أهل مصر عامله و قال :تختاروا لنفسططهم مططن شططاؤوا فقططالوا :نريططد
ن أهططلمحّمد بن أبي بكر فاستعمله على مصر و كتب له بهططا عهططدا بحضططرة الكططل .ثطّم إ ّ
ل ط بططن
مصر مع عاملهم محّمد بن أبي بكر لّما خرجوا من المدينة كتب عثمان إلى عبططد ا ّ
أبي سرح كتابا إّنك متى قدم عليك محّمططد بططن أبططي بكططر و أصططحابه المصططريين فططاقتلهم و
ل تعالى .اصلبهم و ابق على عملك إلى آخر ما قال و سيأتي تفصيله إن شاء ا ّ
20ع عععع عع ع ع ع عععععع ع ع عععععع ع ععع ع
عععع ع عع عععععع :ععع ع عععع ععععع ع
ععععععع
سططلم ث طّم ل
و العطيات على أقوام بالمدينة ليست لهم صحبة من الّنبي عليه الصططلة و ال ّ
يغزون و ل يذبون .
و اّنه أّول من ضرب بالسياط ظهور الّناس و إّنمططا كططان ضططرب الخليفططتين قبلططه بالططدّرة و
الخيزران .
و في الشافي و تلخيصه :اّنه جّلد بالسوط و من كان قبله يضرب بالدّرة .
] [ 245
ح لططه أن يضططرب رجل مططن أكططابر على الكتاب العزيز بهذه الفعال الشططنيعة و كيططف صط ّ
الصحابة و فضلئهم و علمائهم علططى منعططه ملكططه ل يسططلمه إليططه حّتططى مططات بسططبب ذلططك
ل ذلك الفعل مخالف للشريعة محّرم بالكتاب و السنة . الضرب ،و من المعلوم للكل أن ك ّ
و فططي الشططافي :ثطّم مططن عظيططم مططا أقططدم عليططه جمعططه الّنططاس علططى قططراءة زيططد و إحراقططه
ل عليهالمصاحف و إبطاله ما شك اّنه منزل من القرآن و أّنه مأخوذ عن الرسول صّلى ا ّ
سلم و لفعله أبو بكر و عمر . و آله و لو كان ذلك مما يسوغ لسبق إليه الرسول عليه ال ّ
صة ابططن
ي في ق ّ قال الشريف علم الهدى في الشافي نقل عن القاضي أّنه حكى عن أبي عل ّ
ل عليه و ح عندنا طعن عبد ا ّ مسعود و ضربه أّنه قال :لم يثبت عندنا ضربه إياه و ل ص ّ
ح في ذلك أنه كططره منططه جمططع الّنططاس علططى قططرائة زيططد و إحراقططه
ل إكفاره له و الذي يص ّ
المصاحف و ثقل ذلك عليه كما يثقل على الواحد منا تقديم غيططره عليططه و ذكططر أن الططوجه
في جمططع الّنططاس علططى قططرائة واحططدة تحصططين القططرآن و ضططبطه و قطططع المنازعططة فيططه و
لط
ل ص طّلى ا ّ الختلف .قال القاضي :و ليس لحد أن يقول لو كان واجبا لفعله رسول ا ّ
عليه و آله و ذلك أن المام إذا فعله صار كأنه فعله و لن الحوال في ذلك يختلف .و قد
ن احراقططه روى عن عمر انه كان قد عزم على ذلك فمات دونه ،و ليس لحططد أن يقططول إ ّ
ل عليه أن المصاحف إّنما كان استخفافا بالدين و ذلك لنه إذا جاز من الّرسول صلوات ا ّ
يخرب المسجد الذي بنى ضرارا و كفرا فغير ممتنع إحراق المصاحف .
قال بعد ما اثبت ضرب عثمان ابن مسططعود و طعنططه عثمططان فأّمططا قططوله :إن ابططن مسططعود
سخط جمعه الناس على قرائة زيد و إحراقه المصاحف و اعتذاره من جمططع الّنططاس علططى
قرائة واحدة بأن فيه تحصين القرآن و قطع المنازعة و الختلف فيططه ،ليططس بصططحيح و
ل شك في أن ابن مسعود كره إحراق المصاحف كما كرهه
] [ 246
ل صططّلى
و روى عن ابن عّباس اّنه قال قرائة ابن ام عبد هي القرائة الخيرة إن رسول ا ّ
ل سنة في شهر رمضان فلّما كان العام الذي
ل عليه و آله كان يعرض عليه القرآن في ك ّ ا ّ
ل ما نسخ منه و ما صطط ّ
ح ل عليه و آله عرض عليه دفعتين و شهد عبد ا ّ
توفي فيه صّلى ا ّ
فهي القرائة الخيرة .
لط صطّلى
ي رسططول ا ّ
و روى شريك عن العمش قال :قال ابن مسعود :لقد أخذت من فط ّ
ل عليه و آله سبعين سورة و أن زيد بن ثابت لغلم يهودى في الكتاب له ذوابة .
ا ّ
لط
أقول :قال في اسد الغابة :قال أبو وائل :لما شق عثمططان المصططاحف بلططغ ذلططك عبططد ا ّ
ل و ما أنا بخيرهططم و لططو إّنططي اعلططم أن
فقال :لقد علم أصحاب محّمد أني اعلمهم بكتاب ا ّ
ل مّني تبلغنيه البل لتيته ،فقال أبو وائل :فقمت إلى الخلق أسططمع مططا أحدا أعلم بكتاب ا ّ
يقولون ،فما سمعت أحدا من أصحاب محّمد ينكر ذلك عليه .انتهى .
قال الشريف علم الهدى :فأّما اختلف الّناس في القططرائة و الحططرف فليططس بمططوجب لمططا
ل عليه و آله نزل القرآن على سططبعة أحططرف ي صّلى ا ّ صنعه عثمان لّنهم يروون أن الّنب ّ
ل عليططهكّلها شاف كاف فهذا الختلف عندهم في القرآن مباح مسند عن الّرسول صّلى ا ّ
و آله فكيف يحظر عليهم عثمان من التوسع في الحروف ما هو مباح فلو كان في القططرائة
لط عليططه و آلططه فططي الصططل إ ّ
ل ي صطّلى ا ّالواحدة تحصين القرآن كما ادعى لما أبططاح الّنططب ّ
القرائة الواحدة لّنه أعلم بوجوه المصالح من جميع امتططه مططن حيططث كططان مؤّيططدا بططالوحى
ل ما يأتي و يذر و ليس له أن يقول :حدث من الختلف في أّيامه ما لططم يكططن موقفا في ك ّ
ل عليه و آله و ل من جملة ما أباحه و ذلك أن المر لو كان على في أّيام الّرسول صّلى ا ّ
هذا لوجب أن ينهى عن القرائة الحادثة و المر المبتدع و ل يحمله ما حططدث مططن القططرائة
على تحريم المتقدم المباح بل شبهة .
] [ 247
فتعّلل بالباطل منه و كيف يكون ما اّدعى و هذا الختلف بعينه قد كان موجودا فططي اّيططام
ل عليه و آله و ما نهى عنه فلو كان سببا لنتشار الزيادة في القرآن و في الرسول صّلى ا ّ
سلم بالنهى عن هذا الختلف اولططى مططن غيططره ،اللهططم إ ّ
ل قطعه تحصين له لكان عليه ال ّ
ان يقال :اّنه حدث اختلف لم يكن فقد قلنا ان المر لو كان على هذا الخ .
و أما قوله :إن عمر كان قد عزم على ذلك فمات دونه ،فما سمعناه إل منططه 1فلطو فعططل
ي فاعل كان لكان منكرا .
ذلك أ ّ
فأّما اعتذاره من أن إحراق المصاحف ل يكون استخفافا بالدين بحمله إيططاه علططى تخريططب
لط
مسجد الضرار و الكفر فبين المرين بون بعيد لن البنيططان إّنمططا يكطون مسطجدا و بيتططا ّ
تعالى بنّية الباني و قصده و لو ل ذلك لم يكن بعض البنيان بطأن يكطون مسطجدا أولطى مطن
بعض و لما كان قصده في الموضع الذي ذكره غير القربة و العبادة بل خلفها و ضططّدها
من الفساد و المكيدة لم يكن فططي الحقيقططة مسططجدا و ان سططمى بططذلك مجططازا و علططى ظططاهر
لط تعططالى المططوقر
المر ،فهدمه ل حططرج فيططه و ليططس كططذلك مططا بيططن الططدّفتين لنططه كلم ا ّ
ي نسبة بين المرين . المعظم اّلذي يجب صيانته عن البذلة و الستخفاف فأ ّ
ثّم قال علم الهدى :قال صاحب الكتاب » يعني القاضطي عبطد الجبطار صطاحب المغنطي «
صن به القرآن لنه مع
فأّما جمعه الّناس على قرائة واحدة فقد بيّنا أن ذلك من عظيم ما ح ّ
هذا الصنيع قد وقع فيه من الختلف ما وقع فكيف لو لم يفعل
-----------
) ( 1مممم ممممممم مم ممممممم م ممم مممممم
مم ممممممم ممم :ممم مممم مم ممممم :
] [ 248
ذلك و لو لم يكن فيه إل إطباق لجميع على ما أتاه من أّيام الصحابة إلططى وقتنططا هططذا لكططان
كافيا .
و اعترض عليه علم الهدى حيث قال :أّما ما اعتذر به من جمع الّناس على قرائة واحدة
فقد مضى الكلم عليه مستقصى و بّينا أن ذلك ليس تحصينا للقرآن و لو كان تحصينا لما
ل عليه و آله يبيح القراآت المختلفة .و قططوله :لططو لططم يكططن فيططه إ ّ
ل ل صّلى ا ّ كان رسول ا ّ
إطباق الجميططع علططى مططا أتططاه مططن أيططام الصططحابة إلططى وقتنططا هططذا ،ليططس بشططيء لنططا نجططد
الختلف في القراآت الرجوع فيها إلى الحروف مستمرا في جميع الوقات اّلططتي ذكرهططا
إلى وقتنا هذا و ليس نجد المسلمين يوجبون على أحد التمسك بحرف واحطد فكيطف يطّدعى
إجماع الجميع على ما أتاه عثمان ؟
ل أّنه جمعهطم علطى مصطحف زيطد لنفإن قال :لم أعن بجمعه الّناس على قراءة واحدة إ ّ
ما عداه من المصاحف كان يتضمن من الزيادة و النقصان مما عداه ما هو منكر .
قيل له :هذا بخلف ما تضّمنه ظطاهر كلمطك أّول و ل تخلطو تلطك المصطاحف الطتي تعطدّ
لط
ل صطّلى ا ّ مصاحف زيد من أن تتضمن من الخلف في اللفاظ و الكلم ما أقّر رسول ا ّ
عليه و آله عليه و أباح قرائته فان كان كذلك فالكلم في الزيادة و النقصان يجرى مجرى
لط
الكلم في الحروف المختلفة و أن الخلف إذا كان مباحا و مرويا عن الرسول صطّلى ا ّ
عليه و آله و منقول فليس لحد أن يحظره .و ان كططانت هططذه الزيططادة و النقصططان بخلف
ل عليه و آله تلوته فهو أسططوء ثنططاء علططى ل تعالى و ما لم يبح الرسول صّلى ا ّ
ما أنزله ا ّ
القوم الذين يقرون بهذه المصاحف كابن مسعود و غيره و قد علمنا أنططه لططم يكططن منهططم إ ّ
ل
ل و قد من كان علما في القرائه و الثقة و المانة و النزاهة عن أن يقرأ بخلف ما أنزله ا ّ
ن انكار الزيادة فططي القططرآن و النقصططان ل كان يجب أن يتقدم هذا النكار منه من غيره ل ّ
يجوز تأخيره عن ولي المر قبله .
] [ 249
ى شيئا من حروبه و كان يظهططر زيدا فتعّلمها .قال :و كان زيد عثمانيا و لم يشهد مع عل ّ
ى و تعظيمه .و هططو الططذي كتططب القططرآن فططي عهططد أبططي بكططر و عثمططان كمططا فططي
فضل عل ّ
الفهرست لبن النديم أيضا .
و هو الذي ذكر المسعودي في مروج الذهب عن سعيد بن المسّيب أن زيد ابن ثابت حين
مات خلف من الذهب و الفضطة مطا كططان يكسطر بطالفؤوس غيطر مطا خلططف مطن المططوال و
الضياع بقيمة مأة ألف دينار اقتناها من عثمان لنه كان عثمانيا .
و في الشافي لعلم الهدى أّنططه روى الواقططدى أن زيططد بططن ثططابت اجتمططع عليططه عصططابة مططن
النصار و هو يدعوهم إلى نصر عثمان فوقف عليه جبلططة بططن عمططرو بططن حّيططة المططازني
فقال له جبلة :ما يمنعك يا زيد أن تذب عنه أعطاك عشرة ألططف دينططار و أعطططاك حططدائق
من نخل ما لم ترث من أبيك مثل حديقة منها .
ل عليططه و آلططه زيططدا بتعّلططم السططريانّية
ل صّلى ا ّ
انظر أيها القارىء الكريم في أمر رسول ا ّ
ل عليه و آله كان في نشر العلوم و توسعة المعارف علططى ذلططك الحطّد نظر دّقة أّنه صّلى ا ّ
من الهتمام و لم يكن دأبه العصبّية و الجمود على لسان واحد و لغة واحدة و ل ريب أن
ل قوم سّلم للوصول إلى معارفهم و نيل علومهم و درك فنطونهم و لطم يمنطع النطاس لسان ك ّ
نبيّ عن الرتقاء و لم يحرم عليهم مططا فيططه سططعادتهم بططل النبيططاء بعثططوا لترويططج العلططوم و
ل منهطم تهذيب النفوس و تشحيذ العقول قال عّز من قائل هو الذي بعث في المّييطن رسطو ً
ن الوبططاش و عبيططد الططدنيا لأّ يتلططو عليهططم آيططاته و يزّكيهططم و يعّلمهططم الكتططاب و الحكمططة إ ّ
المأسططورين فططي قيططود الوسططاوس الشططيطانية و المحروميططن مططن الّلططذات الروحانيططة و
ل جلله و المغفلين عن معنى التمّدن و التكامل لّما تعّودوا بجّ المحجوبين عن جناب الر ّ
بما ل يزدادهم من الحق إل بعدا و ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون اشططمأّزوا عمّططا جطاء
من الشارع الحكيم فيما لم يوافق غرضا من أغراضهم الدنية .
لما انجّر البحث إلى إحراق عثمان مصاحف فل بأس أن نشير إلى عططدم تحريططف القططرآن
الكريم في المقام فاّنه كثيرا ما يتوهم بل كثيرا ما يسأل عن تحريفه
] [ 250
و زيادته و نقصانه ،و يختلج في بعض الذهان أن ما بين الدفتين الذي بأيططدي المسططلمين
ل عليه و آله .
الن ليس هو جميع ما أنزل على الّرسول الخاتم صّلى ا ّ
ن الحق المحقق المبرهن بالبراهين القطعية من العقلية و النقليطة أن مطا فطي أيطدي و اعلم أ ّ
ل تعالى على رسوله خاتم الّنططبيين محّمططد بططن الّناس من القرآن الكريم هو جميع ما أنزل ا ّ
ل عليه و آله و ما تطّرق إليه زيادة و نقصان أصل و مبلططغ سططوره مططأة و ل صّلى ا ّعبد ا ّ
ن ترتيب ل عليه و آله إلى الن بل ريب و أ ّ ل صّلى ا ّ أربع عشرة سورة من لدن رسول ا ّ
ل عليه و آلططه كمططا أخططبر بططه الميططن ي صّلى ا ّ اليات في السور توقيفي إّنما كان بأمر الّنب ّ
لط عليططه و آلططه قبططلل صطّلى ا ّ ن الّناس كانوا في عهد رسول ا ّ جبرائيل عن أمر رّبه ،و أ ّ
ن رسم الخط في القرآن المجيد هططو الرسططم المكتططوب رحلته يعرفون السور بأساميها ،و أ ّ
لط الّرحمططن لط عليططه و آلططه ،و أن آيططة بسططم ا ّ
من كّتاب الوحى في زمن الّرسططول صطّلى ا ّ
الّرحيم لم تكتب في أّول البرائة لّنها لم تنزل معها كما نزلت مع غيرها من السططور 113
مرة و انها جزء كل سورة كما أنها جزء آية النمل بل انها آيتطان فيططه .و أن مططا جطاء مطن
لط عليططه الخبار و الثار في جمع جم غفير من الصحابة القرآن في عهد الرسول صّلى ا ّ
و آله أو بعد رحلته كما ورد أن جمع القرآن وقع على عهططد أبططي بكططر فليططس المططراد أنهططم
رّتبوا اليات في السور و سيأتي الكلم في تحقيق ترتيب السور أيضا .
لط عليهططم و غيرهططم مططن
و كّلما ذكرنا هو مذهب المحققين من علمائنا المامّية رضوان ا ّ
ل إلى الصواب و من ذهب إلى خلف ذلك فقد خبط خبط عشواء و علماء العاّمة هداهم ا ّ
سلك طريقة عمياء .
ل واحد مما اشرنا إليها و نططبين بطلن قططول المخططالف علططىثّم إّنا لو نأتي بالبراهين في ك ّ
التفصيل لطال بها الكتاب و انتشر الخطاب و كثر بنا الخطب لكنا نطورد جملططة منهطا فططإن
ل تعالى لمن كان له قلب .
فيها كفاية إن شاء ا ّ
] [ 251
مثل ان البقرة افتتحت بالم ،و يططونس بططالر ،و الّرعططد بططالمر ،و العططراف بططالمص ،و
مريططم بكهيعططص ،و الشططعراء بطسططم ،و النمططل بطططس ،و المططؤمن بحططم ،و الشططورى
بحمعسق ،و هكذا في السور الخر ،و أن بعضها لم يفتتح بها و أن سورة البرائة ليست
ل الرحمن الرحيم ،و قوله تعالى :سورة أنزلنا و فرضططناها ) النططور ( 2و مبدّوة ببسم ا ّ
قوله تعالى ) البقرة ( 22و إن كنتم في ريب مّما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثلططه
ل إن كنتم صادقين .و قوله ) يونس ( 39أم يقولون افتريه و ادعوا شهداءكم من دون ا ّ
ل ط إن كنتططم صططادقين و قططوله تعططالىقل فأتوا بسورة مثله و ادعوا من استطعتم من دون ا ّ
ل الخ .و قوله ) هود ( 16أم يقولون افتريه ) التوبة ( 88و إذا ُانزلت سورة أن آمنوا با ّ
لط إن كنتططم صططادقين قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات و ادعوا من اسططتطعتم مططن دون ا ّ
ل عليه و آله و اّنهططاي صّلى ا ّ
أدلة قطعية على أن تركيب السور من اليات كان بأمر الّنب ّ
ل عليه و آله قبل ارتحططاله يعرفهططا النططاس كانت مرّتبة موسومة بأساميها في عهده صّلى ا ّ
بها .
نقل أمين السلم في تفسيره مجمططع البيططان و الزمخشططري فططي الكشططاف و السططيوطي فططي
ن قوله تعالى :
التقان و غيرهم من أجلء العلماء عن ابن عّباس و السدي أ ّ
ل تعالى و إن لم يططذكر فططي الجوامططع أقول :وضع جميع اليات في مواضعها كان بأمر ا ّ
ل واحدة واحدة منها رواية عليحططدة و ل ضططير أن تكططون اليططة المتقدمططة علططى آيططة فططي
لك ّ
السورة متأخرة عنها نزول .
ل صدرت بآية
قال الزمخشري في أّول التوبة من الكشاف :فإن قلت :ه ّ
] [ 252
التسمية كما في سائر السور ؟ قال :قلت :سأل عن ذلك ابن عثمان عنهما فقال :
ل عليه و آله كان إذا انزلت عليه السورة أو الية قال :اجعلوها في ل صّلى ا ّن رسول ا ّ
إّ
ل عليه و آلططه و لططم يططبين لنططا
ل صّلى ا ّ
الموضع الذي يذكر فيه كذا و كذا و توفي رسول ا ّ
أين نضعها الخ .
ل عليططه و
أقول :فالرواية دالة صريحة على أن تركيب السور باليات كان بأمره صّلى ا ّ
ل لجعلها في أّولها و أن البسططلمة نزلططت مططأة و
آله و أن آية البسملة لم ينزل مع البرائة و إ ّ
ل سورة مفتتحة بها و هذه الروايططة مرويططة فططي المجمططع و التقططان ثلث عشرة مرة مع ك ّ
أيضا .
روى الطبرسي في المجمع و غيره في التفاسير و الجوامع و السير عن بريدة قال :قططال
ل ط عليططه و آلططه :تعلمططوا سططورة البقططرة و سططورة آل عمططران فانهمططا
ل ط ص طّلى ا ّ
رسططول ا ّ
الزهراوان و اّنهما تظلن صاحبهما يوم القيامة كانهما غمامتان أو غيابتان أو فرقان مططن
ل صريحا على أن هاتين السورتين كانتا في عهد رسططول طير صواف أقول :فالحديث يد ّ
ل عليه و آله مرّتبتين متداولتين يعرفهما الناس . ل صّلى ا ّ ا ّ
و روى السططيوطي فطي التقططان و المفسطرون منهططم الطبرسططي فططي أّول سططورة هططود روى
ل قد أسرع إليك الشيبالثعلبي بإسناده عن إسحاق عن أبي جحيفة قال :قيل :يا رسول ا ّ
ل عليه و آله :شيبتني هود و أخواتها .
قال صّلى ا ّ
ل ط :عجططل إليططك
و في رواية اخرى عن أنس بن مالك عن أبي بكر قال :قلت يا رسول ا ّ
ل عليه و آله :شيبتني هود و أخواتها الحاقة و الواقعة و عم يتساءلون
الشيب قال صّلى ا ّ
و هل أتيك حديث الغاشية .
قال الطبرسي في الفن الرابع من مقدمة مجمع البيطان :و قططد شطاع فطي الخططبر عططن النطبىّ
ل عليه و آله انه قال :أعطيت مكان التوارة السبع الطول و مكان النجيل المثانى صّلى ا ّ
صل .و رواها السيوطى في التقان و غيططره أيضططا و مكان الزبور المئين و فضلت بالمف ّ
في جوامعهم .
ل آية في موضع معيططن مططن ل شك أن تركيب السور من اليات توقيفي أعني أن وضع ك ّ
لط عليططه و آلططه أخططبر بططه
لط صطّلى ا ّ
السور التي لم تنزل جملة واحدة كططان بططأمر رسططول ا ّ
جبرئيل عن أمر رّبه و هو اجماع المسلمين قاطبة كما حققناه و إّنما قلنا في السططور الططتي
سور اّلتي نزلت جملة واحطدة أعنططى دفعططة واحطدة فطالمر فيهطا ن ال ّ
لم تنزل جملة واحدة ل ّ
أوضح لنها نزلت مترتبة اليات أول كسورة الفاتحة و النعام و كثير مططن المفصّططل 1 .
و إنما الكلم في أن ترتيب سور القرآن فططي الططدفتين علططى تلططك الهيئة المشططهودة لنططا الن
لط عليططه و آلططه و بططأمرهل صطّلى ا ّ
أولها الفاتحة و آخرها الناس هل وقع في عهد رسول ا ّ
أيضا
-----------
) ( 1مممممم ممممممم ممم مم مممم مم م م مم م
ممم ممممم مم م مم م ممم ممم مم م م م ممم م
مممم ممم م مممم مم م م ممم مم
مممممم مم مم م
ممم ممم مممممم م مم م م مم م م ممممم مم
ممممممم مم ممممم ممممم مممممم ممم .
] [ 260
ق هو الّول أم ل ؟ و بالجملة أن ترتيب السور أيضا كترتيب اليات توقيفي أم ل ؟ و الح ّ
ل عليه و آله مجموعا مدّونا جمعططه ي صّلى ا ّ ن القرآن كان على عهد النب ّ كالّول و ذلك ل ّ
ل عليه و آله و كان ترتيب السور كما ي صّلى ا ّ غير واحد من الصحابة و قرأوه على الّنب ّ
لط عليطه و آلطه و هطو مططذهب ي صطّلى ا ّ هو في المصحف الن كترتيب اليطات بططأمر الّنطب ّ
سك ببعض الخبططار الشططاذ المحققين من علماء المسلمين قديما و حديثا و من عدل عنه تم ّ
الواحد أو الموضوع أو لم يصل إلى فهم مراد الخبر و نحن في غني عططن نقططل أقططوالهم و
ل تطويل كلم ل طائل فيه فان المر بّين . رّدها و إبطالها لّنها ل يزيد إ ّ
قال ابن النديم في الفهرست ) ص 41طبع مصططر ،الفططن الثططالث مططن المقالططة الولططى ( :
ل عليططه ،ي بن أبيطالب رضوان ا ّ ل عليه و آله عل ّ
ي صّلى ا ّ
الجّماع للقرآن على عهد الّنب ّ
ل عنه ،أبو الدرداء عويمر ابططن زيططد سعد بن عبيد بن النعمان بن عمرو بن زيد رضي ا ّ
لط عنططه ،أبططو زيططد ثططابت بططن زيططد بططن
ل عنه ،معاذ بن جبططل بططن أوس رضططي ا ّ
رضى ا ّ
النعمان ،ابي بن كعب بن قيس بن مالك بن امرىء القيس ،عبيد بن معاوية ،
و أتى السيوطي في النوع العشرين و غيره من التقان بعدة من جمططع القططرآن علططى عهططد
ل عليه و آله بطرق مختلفة من كبار المؤلفين قال :روى البخاري عن عبططد ي صّلى ا ّ
الّنب ّ
ل عليه و آله يقول خططذوا القططرآن مططن
ي صّلى ا ّ
ل بن عمرو بن العاص قال :سمعت الّنب ّا ّ
ل بن مسعود و سالم و معاذ و ابى بن كعب .أربعة من عبد ا ّ
قال :و أخرج ابن أبي داود بسند حسن عن محّمد بن كعب القرظي قال :
] [ 261
ل عليططه و آلططه و قططرأوه عليططه و ختمططوه ي صّلى ا ّهؤلء مّمن جمعوا القرآن على عهد الّنب ّ
عليه عّدة ختمات فكيف لم يكن القرآن على عهده مجموعا مرّتبا و احتمال أّنهططم قططرأوه و
ل عليه و آله مبثوثًا مبتورا مبتور جّدا و من تأمل أدنى تأمل في نظططم ختموه عليه صّلى ا ّ
لط عليططه و آلططه فططي حراسططة القططرآن و تططوّقيه عططنل صطّلى ا ّ السور و شدة اهتمام رسول ا ّ
ل عليططه و آلططه إّنططي
اجتهاد أحد و إعمال ذوق و سليقة فيه و عنايته بحفظه و قوله صّلى ا ّ
ل و أهل بيتى الطخ المطروي مطن المسطلمين بططرق كطثيرة و فطي تارك فيكم الثقلين كتاب ا ّ
ل عليه و آله الرواية الواردة من فرق المسلمين في معارضة جبرئيل القرآن عليه صّلى ا ّ
ل عليه و آلطه فيهطا مرتيطن و غيرهمطا مطن ل سنة مرة و في السنة التي توفى صّلى ا ّ في ك ّ
الخبار في هططذا المعنططى علططم أنططه كططان مجموعططا مرّتبططا آيططاته و سططوره علططى مططا هططو فططي
المصحف الن بل تغيير و تبديل و زيادة و نقصان .
عععع
لط
سلم كططان يعارضططه صطّلى ا ّ في مادة ع ر ض من النهاية الثيرية :أن جبرئيل عليه ال ّ
ل سنة مّرة و أّنه عارضه العام مّرتين أي كان يدارسططه جميططع مططا عليه و آله القرآن في ك ّ
نزل من القرآن من المعارضة بمعنى المقابلة و منه عارضت الكتططاب بالكتططاب أى قططابلته
به .
لط
و في الفصل الّثامن النوع الّثامن عشر من التقان :قال أبو بكر بن النبارى :أنططزل ا ّ
القرآن كّله إلى سماء الّدنيا ثّم فّرقه في بضع و عشرين فكانت السورة تنزل لمططر يحططدث
ل عليه و آله علططى موضططع اليططة و
ي صّلى ا ّو الية جوابا لمستخبر و يوقف جبرئيل الّنب ّ
ل عليه و آله فمني صّلى ا ّ
السورة فاتساق السور كاتساق اليات و الحروف كّله عن النب ّ
قّدم سورة أو أخّرها فقد أفسد نظم القرآن .
] [ 262
طيبي :انزل القرآن أّول جملة واحدة مطن الّلطوح المحفطوظ إلطى السطماء الطّدنيا ثطمّ
و قال ال ّ
نزل مفرقا على حسب المصالح ثّم اثبت في المصاحف على التأليف و النظم المثبططت فططي
الّلوح المحفوظ .
لط
ن تططأليف السططور علططى هططذا الططترتيب مططن رسططول ا ّ حاس :المختار أ ّ و قال أبو جعفر الن ّ
ل عليه و آلططه الحططديث واثلططة اعطيططت مكططان الّتططوراة السططبع الطططول ،قططال :فهططذاصّلى ا ّ
ل عليه و آلططه و أّنططه مططن ذلططك
ي صّلى ا ّ ن تأليف القرآن مأخوذ عن الّنب ّ ل على أ ّ الحديث يد ّ
الوقت الخ .
و قال ابن الحصار :ترتيب السور و وضع اليات موضعها إّنما كان بالوحى .
ن ترتيب السور كترتيب اليات تططوقيفي ثّم السيوطى بعد نقل أقوال اخر من العاظم في أ ّ
ن ترتيب السور تططوقيفي كططون الحططواميم رّتبططت ولء و كططذا
ل على أ ّ
قال :قلت :و مّما يد ّ
صل بين سورها و فصل بين طسم الشططعراء و الطواسين و لم ترتب المسبحات ولء بل ف ّ
طسم القصص بطس مع أّنها أقصر منهما و لو كان الترتيب اجتهاديا لططذكرت المسططبحات
ولء و اخرت طس عن القصص و كذا نقل عطّدة أقططوال فططي النططوع 62منططه فططي مناسططبة
ل واحد منهما على هذا النهج بأمره تعالى .اليات و السور و ترتيب ك ّ
ن تركيب سور هذا أقول :المر أبلج من الصبح و أبين من الشمس في رائعة النهار في أ ّ
ل بأمره تعططالى و مططن قططال
سفر القيم اللهى و ترتيبها على هذا السلوب البديع لم يكن إ ّ
ال ّ
ل و اختلق على كتابه و رسوله . في القرآن غير ما حققنا افترى على ا ّ
ل عليه و آلططه و
ل صّلى ا ّ
و ذهب شرذمة إلى أن ترتيب السور لم يكن على عهد رسول ا ّ
إّنما رتبت على عهد أبي بكر .
] [ 263
ل عليه و آله فططإن أّول مططن جمططع ل صّلى ا ّ بظاهرها ،أن سور القرآن رّتبت بعد رسول ا ّ
سططلم كططان عالمططا فيمططال عليه و آله هو أمير المططؤمنين و هططو عليططه ال ّالقرآن بعده صّلى ا ّ
نزلت اليات و أين نزلت و على مططن نزلططت و كبططار الصطحابة تعلمطوا القططرآن منططه عليططه
سلم كان أعرف بالقرآن من غيططره سلم و ل ريب اّنه عليه ال ّسلم و أخذوه عنه عليه ال ّال ّ
لط عليططه و آلططه و ل صطّلى ا ّ و أجمعت الّمة على اّنه كان حافظ القرآن على عهد رسول ا ّ
سلم معصوم كما بيّنططا قرأه عليه مرارا فل ريب أن جمعه و ترتيبه حجة على أّنه عليه ال ّ
ل ما جاء به المعصوم مصون من الخلل و حجة على بني آدم في شرح الخطبة 237و ك ّ
سلم . و هذا الترتيب المشهود الن في المصاحف و قرائته هو ترتيبه و قرائته عليه ال ّ
سلم ) ص قال الفاضل الشارح المعتزلي في مقدمة شرحه على النهج في فضائله عليه ال ّ
6طبع ايران 1304ه ( :أما قراءة القططرآن و الشططتغال بططه فهططو المنظططور إليططه فططي هططذا
لط
لط صطّلى ا ّ سلم كان يحفظ القرآن على عهططد رسططول ا ّ الباب اتفق الكل على أّنه عليه ال ّ
عليه و آله و لم يكن غيره يحفظه ثّم هو أّول من جمعه ،نقلوا كّلهططم اّنططه تططأخر عططن بيعططة
أبي بكر فأهل الحديث ل يقولون ما تقوله الشيعة من أّنه تأخر مخالفته للبيعطة بططل يقولطون
ل على أّنه أّول من جمع القرآن لّنه لو كان مجموعا في حياة تشاغل بجمع القرآن فهذا يد ّ
ل عليططه
ل عليه و آله لما احتاج إلى أن تشاغل بجمعه بعد وفاته صّلى ا ّ ل صّلى ا ّ
رسول ا ّ
و آله و إذا رجعت إلى كتب القرآن وجدت أئمة القراء كّلهم يرجعون إليه كأبي عمرو بن
العلء و عاصم بن أبططي النجططود و غيرهمططا لّنهططم يرجعططون إلططى أبططى عبططد الّرحمططان بططن
السلمي القاري و أبو عبد الّرحمان كان تلميذه و عنه أخذ القرآن فقد صططار هططذا الفططن مططن
الفنون اّلتي ينتهى إليه أيضا مثل كثير مما سبق .انتهى قوله .
أقول :قد وردت أخبار كما أتى بها السيوطي في التقان و غيططره فططي جطوامعهم أن أميططر
سلم و غيره جمعوا القرآن فذهب قوم إلى أن السور رتبططت فططي الططدفتين المؤمنين عليه ال ّ
ل عليه و آله جمودا على ظاهرها و قد غفلططوا أن ل صّلى ا ّباجتهاد الصحابة بعد رسول ا ّ
ل واحدة منها في موضع خططاص كمططا ظاهرها ل تنافي أن يكون ترتيب السور و وضع ك ّ
ق فإياك أن تعني من قول ل عليه و آله كما هو الح ّ
ي صّلى ا ّفي المصحف الن بأمر الّنب ّ
] [ 264
لط
الفاضل المذكور و غيره أن القرآن جمع بعد الّنبي أن ترتيب السور كان بعططده صطّلى ا ّ
ل تعالى .
عليه و آله و سنزيدك بيانا إن شاء ا ّ
قال ابن النديم في الفهرست ) 41طبع مصر من الفن الثالث من المقالة الولى ( :
قال ابن المنادى حّدثني الحسن العّباس قال :أخبرت عن عبد الّرحمان بن أبي حماد عططن
سلم أّنططه رأي مطن الّنططاس طيططرة
ي عليه ال ّ
الحكم بن ظهير السدوسي عن عبد خير عن عل ّ
ل عليه و آله فأقسم أنه ل يضع عن ظهره ردائه حّتى يجمع القرآن ي صّلى ا ّ عند وفاة الّنب ّ
فجلس في بيته ثلثة أيام حّتى جمع القرآن فهو أّول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه .ثّم
قال :و كان المصطحف عنطد أهطل جعفطر و رأيطت أنطا فطي زماننطا عنطد أبطي يعلطي حمطزة
ي بن أبيطالب يتططوارثه بنططو حسططن ل مصحفا قد سقط منه أرواق بخط عل ّ الحسني رحمه ا ّ
على مّر الزمان .
و قد روي السيوطي في النوع الثامن عشر من التقان بسند حسططن عططن عبططد خيططر قططال :
لط عليططه و آلططه آليططت أن ل آخططذ علط ّ
ى ل صطّلى ا ّ
سلم :لما مات رسول ا ّي عليه ال ّ
قال عل ّ
ل لصلة جمعة حّتى أجمع القرآن فجمعته . ردائي إ ّ
و روي أيضا بطريق آخر عن محّمد بن سيرين عن عكرمة قال لمططا كططان بعططد بيعططة أبططي
ى بن أبيطالب في بيته فقيل لبى بكر قد كره بيعتك فأرسل إليه إلططى أن قططال : بكر قعد عل ّ
ل يزاد فيطه فحطدثت نفسطى أن ل ألبطس قال أبو بكر :ما أقعدك عّني ؟ قال :رأيت كتاب ا ّ
ل لصلة حّتى أجمعه قال له أبو بكر :فاّنك نعم ما رأيت ،ردائى إ ّ
قال محّمد :فقلت لعكرمة :ألفوه كما أنططزل الّول فططالّول ؟ قططال :لططو اجتمعططت النططس و
الجن على أن يؤلفوه هذا التأليف ما استطاعوا .
قال :ابن الحجر في الصواعق المحرقة ) ص 76طبع مصطر ( باسطناده عطن سطعيد ابطن
سلم و قطال واحطد مطني عليه ال ّ
ل عل ّ
مسيب قال :لم يكن أحد من الصحابة يقول سلوني إ ّ
ل عليه و آله .و قال أيضا أخرج ابن سعد ل صّلى ا ّ
جمع القرآن و عرضه على رسول ا ّ
سلم قال :
ي عليه ال ّ
عن عل ّ
ل و قد علمت فيم نزلت و أين نزلت و على من نزلت إن رّبططي وهططب
ل ما نزلت آية إ ّ
وا ّ
لى
] [ 265
لط
لط صطّلى ا ّ
قال :و أخرج الطبرانى في الوسط عن ام سططلمة قططالت :سططمعت رسططول ا ّ
عليه و آله يقول :
ى الحوض .
ى ل يفترقان حّتى يردا عل ّ
ى مع القرآن و القرآن مع عل ّ
عل ّ
و في التقان ) طبع مصر 1318ص 74ج ( 1قال ابن حجر :و قد ورد عن على اّنططه
ل عليه و آلططه أخرجططه ابططن أبططى
ي صّلى ا ّ
جمع القرآن على ترتيب النزول عقب موت الّنب ّ
داود .
ى بططن حجططر العسططقلنى صططاحب كتططاب أقول :ابن حجططر هططذا هططو الحططافظ أحمططد بططن علط ّ
الصابة في معرفة الصحابة و تقريب التهذيب و غيرهمططا تططوفى سططنة 852ه و صططاحب
ي الهيتمى مات سنة 973ه و جلل الدين الصواعق المحرقة سمّيه أحمد بن محّمد بن عل ّ
السيوطى مات سنة 910ه .ثّم يستفاد مّما روى ابططن حجططر أن القططرآن اّلططذى جمططع علط ّ
ى
سططلم أراد سلم غير القرآن المرتبة سوره على ما هو المصحف الن فهو عليططه ال ّ عليه ال ّ
أن يبين في هذا الجمع ترتيب نزول السور و اليات كمططا أن عالمططا يفسططر القططرآن و يططبين
فيه وجوه القرائات و آخر يططبين فططي تفسططيره لغططات القططرآن و آخططر غريبططه و آخططر يجمططع
ل آية في تفسيره و غيرها من التفاسير المختلفة أغراضا فططان الخبار الواردة المناسبة لك ّ
سر لما خلق له و يؤّيد ما ذهبنا إليه قوله عليه السلم نقله ثقة السلم الكلينططى فططي ل مي ّالك ّ
باب اختلف الحديث من اصول الكافي باسططناده عطن سطليم بططن قيططس الهللطى فططي حطديث
ل أقرأنيهططا ول آيططة مططن القططرآن إ ّ
سلم :فما نزلت على رسول ا ّ طويل إلى أن قال عليه ال ّ
طى و عّلمنى تأويلها و تفسيرها و ناسخها و منسططوخها و محكمهططا ى فكتبتها بخ ّأملها عل ّ
ل أن يعطيني فهمها و حفظها فما نسيت آيططة مططن صها و عاّمها و دعى ا ّ و متشابهها و خا ّ
لط
ل لى بما دعا و ما تططرك شططيئا عّلمططه ا ّ ى و كتبته منذ دعا ا ّ ل و ل علما أمله عل ّ كتاب ا ّ
من حلل و ل حرام و ل أمر و ل نهى كان أو يكون و ل كتاب منزل على أحد قبله مططن
ل عّلمنيه و حفظته فلم أنس حرفا واحدا ثّم وضع يططده علططى صططدرى و طاعة أو معصية إ ّ
لط بططأبى أنططت و أّمططى
ل لى أن يمل قلبى علما و فهما و حكما و نورا فقلت يا نبي ا ّ دعى ا ّ
ل لى بما دعوت لم منذ دعوت ا ّ
] [ 266
سططلم :كمططا فططي البحططار ) ج 19ص : ( 126و لقططد جئتهططم بكتططاب كمل و قططوله عليططه ال ّ
مشتمل على التأويل و التنزيل و المحكم و المتشابه و الناسخ و المنسوخ الخ فعلى هذا ل
سلم جمع السور و رّتبها و لم تكططن السططور مرتبططة علططى يسع أحدا أن يقول بتا أّنه عليه ال ّ
ل عليه و آله و الخبار الخططر أيضططا الّدالططة علططى أن أبططا بكططر و غيططره ي صّلى ا ّ عهد الّنب ّ
لط
ي صطّلى ا ّل على أن ترتيب سور القرآن لططم يكططن بططأمر الّنططب ّ جمعوه من هذا القبيل ل يد ّ
عليه و آله فمن تمسك بها لذلك الغرض فقد أخطأ .
ل عليه عطّرف بعضططه و أعططرض عططن قال الطبرسى في المجمع قوله تعالى » و أظهره ا ّ
بعض « ) التحريم : ( 4قرأ الكسائى وحده عرف بالتخفيف و الباقون عّرف بالتشططديد و
اختار التخفيف أبو بكر بن عياش و هو من الحروف العشر اّلتى قططال :إّنططى أدخلتهططا فططي
سلم حّتى استخلصت قراءته يعنى قراءة قراءة عاصم من قراءة على بن أبيطالب عليه ال ّ
سطلم و هطى قطراءة الحسطن و أبطى عبطد الّرحمطان السطلمى و كطان أبطو عبطد ى عليطه ال ّ
علط ّ
الّرحمان إذا قرأ إنسان بالتشديد حصبه انتهى .
أقول :أبو بكر بن عّياش و حفص بن سليمان البزاز راويان لعاصم بن أبى النجود بهدلة
و عاصم من القراء السبعة اّلذين تواترت قرائاتهطم و لكطن اعطراب القطرآن المتطداول الن
إّنما هو بقراءة حفص عن عاصم و يستفاد مما نقل الطبرسططى عططن ابططن عيططاش أن قططراءة
ل فططي عشططر كلمططات ى بن أبيطالب روحى له الفططداء إ ّ عاصم هى قراءة أمير المؤمنين عل ّ
سططلم فططالقراءة
ى عليططه ال ّ
أدخلها أبو بكططر فططي قططراءة عاصططم حّتططى استخلصططت قططراءة علط ّ
سلم و كذا قال الطبرسى في الفن الثططانى مططن مقدمططة تفسططيره المتداولة هى قراءته عليه ال ّ
في ذكر أسامى القراء :فأّما عاصم فاّنه قرأ على أبططى عبططد الّرحمططان السططلمى و هططو قططرأ
سلم .
ى بن أبيطالب عليه ال ّعلى عل ّ
فإّنما اخيتر في المصحف الكريم قططراءة عاصطم لسطهولتها و جودتهطا و لّنهططا أضطبط مططن
سلم القراآت الخرى و السّر في ذلك إن قراءته قراءة أمير المؤمنين عليه ال ّ
] [ 267
ى أفضل الصحابة لكثرة جهاده و . . . قال المحّقق الطوسي قّدس سّره في التجريد :و عل ّ
ل تعالى العزيز .و قال الفاضل القوشجي في شططرحه :فططإن أكططثر و كان أحفظهم لكتاب ا ّ
أئمة القراءة كأبي عمرو و عاصم و غيرهما يسندون قراءتهم إليه فاّنهم تلمذة أبططي عبططد
ل عنهما .
ي رضي ا ّ الّرحمان السلمي و هو تلميذ عل ّ
ل المحققين من علمططاء و بالجملة أنا نقول أول إن ترتيب السور كاليات توقيفي و عليه ج ّ
ل عليه و آلططه لططم يجمططع ي صّلى ا ّ الفريقين و الشواهد و البراهين عليه كثيرة و أن بعد الّنب ّ
القرآن مرتبا سوره على اجتهاد الصحابة لما دريت أن الخبار اّلتي تمسكوا بها غير دالة
سلم كان على ذلك و بعد الغماض نقول :إن الفريقين اّتفقا في أن أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل عليه و آله و قرأ عليه غير مرة و كان أعرف به منهم حافظا للقرآن على عهده صّلى ا ّ
سططلم ) الخطبططة 208مططن النهططج و كططذا فططي الططوافى ص 62ج 1نقل مططن و قال عليططه ال ّ
ن في أيططدي الّنططاس حّقططا و بططاطل إلططى أن الكافي ( و قد سأله سائل عما في أيدي الّناس :إ ّ
ل عليه و آله من يسططأله و يسططتفهمه حّتططى أن ل صّلى ا ّ ل أصحاب رسول ا ّ قال :و ليس ك ّ
سلم حّتططى يسططمعوا و كططان ل كانوا ليحّبون أن يجيء العرابي أو الطارى فيسأله عليه ال ّ
ل سألت عنه و حفظتططه ،و قططال هططؤلء العظططام مططن العلمططاء :إن يمّر بي من ذلك شيء إ ّ
لط
ي ص طّلى ا ّ سلم و أّنه أّول من جمع القرآن بعد الّنب ّ القراءة المتداولة الن قراءته عليه ال ّ
سلم كان معتمد الصحابة في العلوم و به يراجعون في القططرآن و عليه و آله و هو عليه ال ّ
سططلم و باتفططاق الّمططة قططال الحكام سيما عند أصحابنا الماميططة القططائلين بعصططمته عليططه ال ّ
ي مع القرآن و القططرآن ى و عل ّ سلم أقضاكم عل ّ ل عليه و آله فيه عليه ال ّل صّلى ا ّ رسول ا ّ
لط
ق معه حيث دار و . . . .فترتيب سور القرآن وقع على النهططج اّلططذي أراده ا ّ معه و الح ّ
تعالى و رسوله .
] [ 268
على عهد أبطي بكطر و بطأمره كمطا هطو ظطاهر طائفطة مطن القطوال و ل كلم فطي أن أميطر
سلم قرره و رضططي بططه و إل لبطّدله فططي خلفتططه لططو قيططل اّنططه عليططه ي عليه ال ّ
المؤمنين عل ّ
سططلم معصططوم و تقريططره و إمضططاؤه سلم لم يتمكن في عهد أبي بكر بذلك و هو عليه ال ّ ال ّ
حجة ،على أن تركيب السور من اليات إجماعي ل خلف فيه كمططا دريططت فلططو لططم يكططن
لط عليطه و آلطه هطو مطا ي صطّلى ا ّ
ترتيب السور بالفرض بأمر المعصوم فما نزل على الّنب ّ
ل حال ما زيد فيه و ما نقططص منططه شططيء فبططذلك ظهططر أن قططول بين الدفتين الن و على ك ّ
الفقيه البحراني في الحدائق و أضرابه :أن جمع القرآن في المصحف الن ليس من جمع
المعصوم فل حجة فيه ،
اعلم أن عناية الصحابة و غيرهم من المسلمين كانت شديدة فططي حفططظ القططرآن و حراسططته
الغاية و توفرت الدواعي على نقله و حمايته النهايططة و تططوجه آلف مططن النفططوس إليططه ،و
ل عليه و آله كانوا حّفططاظ القططرآن علططى ظهططردريت أن عّدة من أصحاب الرسول صّلى ا ّ
القلب كمل و أّما من حفظ بعضه فل يعّد و ل يحصططى فمططن تأمططل أدنططى تأمططل فططي سططيرة
الصحابة مع القرآن و شّدة عنايتهم في ضبطه و أخططذه علططم أن احتمططال تطططرق الزيططادة و
النقصان فيه واه جدا و لم يّدع أحد أن عثمان زاد في القرآن شيئا أو نقص منه شططيئا لعططدم
تجويز العقل ذلك مع تلك العناية من المسلمين في حفظه و كان الّناس في أقطططار الرض
عارفين بالقرآن و عدد سوره و آياته فأّني كان لعثمان مجال ذلك بل أّنه جمع الناس على
قططراءة واحططدة و لفططظ بسططائر القططراءآت ظّنططا منططه أن القططرآن يصططون بططذلك مططن الزيططادة و
النقصان و أن كثرة القراءات تطوجب إدخطال مطا ليطس مطن القطرآن فطي القطرآن ،و دونطك
القوال و الراء من جم غفير من المشايخ في ذلك .
قال ابن التين و غيره ) النوع الثامن عشر من التقان طبططع مصططر 1318ه ص 58إلططى
: ( 64لّما كثر الختلف في وجوه القراءة حّتى قرأوه بلغاتهم على
] [ 269
اتساع اللغات فأدى ذلك بعضهم إلى تخطئة بعض فخشي عثمان من تفاقم المر فططي ذلططك
فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مرتبا لسوره و اقتصر من سائر اللغططات علططى لغططة
قريش محتجا بأّنه نزل بلغتهم و إن كان قد وسع في قراءته بلغططة غيرهطم رفعطا للحططرج و
المشقة في ابتداء المر فرأي أن الحاجة إلى ذلك قد انتهت فاقتصر على لغة واحدة .
و فيه أيضا :قال القاضي أبو بكر في النتصار :إّنما قصد عثمان جمعهم على القراءات
ل عليه و آله و إلغاء ما ليس كذلك و أخططذهم بمصططحف ي صّلى ا ّ
الثابتة المعروفة عن الّنب ّ
ل تقديم فيه و ل تأخير و ل تأويل أثبت مططع تنزيططل و ل منسططوخ تلوتططه كتططب مططع مثبططت
رسمه و مفروض قرائته و حفظه خشية دخول الفساد و الشبهة على من يأتي بعد .
قال :و قال الحارث المحاسبى :المشططهور عنططد الّنططاس أن جططامع القططرآن عثمططان و ليططس
كذلك إّنما حمل عثمان الّناس على القرائة بوجه واحد علططى اختيططار وقططع بينططه و بيططن مططن
شهده من المهاجرين و النصار لما خشى الفتنططة عنططد اختلف أهططل العططراق و الشططام فططي
حروف القراءات فأما قبل ذلك فقد كانت المصاحف بوجوه من القراءات المطلقططات علططى
الحروف السبعة التي انزل بها القرآن .
سططلم
ي عليططه ال ّ
قال :و أخرج ابن أبي داود بسند صحيح عن سويد بن غفلة قال :قال عل ّ
ل عن ملء مّنا قال ل ما فعل اّلذي فعل في المصاحف إ ّل خيرا فو ا ّل تقولوا في عثمان إ ّ
:ما تقولون في هذه القراءة فقد بلغني أن بعضهم يقول إن قرائتي خير من قراءتك و هطذا
يكاد يكون كفرا قلنا :فمططا تططرى ؟ قططال :أرى أن يجمططع الّنططاس علططى مصططحف واحططد فل
تكون فرقة و ل اختلف قلنا :فنعم ما رأيت .
قال :قال القاضي أبو بكر في النتصار :الذي نذهب إليه أن جميع القرآن الذي أنزله الّ
و أمر باثبات رسمه و لم ينسخه و ل رفع تلوته بعططد نزولططه هططو هططذا الططذي بيططن الططدفتين
الذي حواه مصحف عثمان و أنه لم ينقص منه شيء و ل زيد فيه و أن ترتيبه
] [ 270
ل عليه و آله من آى السور لم ل و رّتبه عليه رسوله صّلى ا ّ و نظمه ثابت على ما نظمه ا ّ
ل ط عليططه و
ى ص طّلى ا ّ
يقدم من ذلك مؤخر و ل اخر منه مقدم و أن المة ضبطت عن النططب ّ
ل سورة و مواضعها و عرفت مواقعها كما ضبطت عنططه نفططس القططراءات آله ترتيب آى ك ّ
لط عليططه و آلططه قططد رّتططب سططوره و أن
و ذات التلوة و أنه يمكن أن يكون الرسول صّلى ا ّ
ل ذلك بنفسه قال :و هذا الثاني أقرب . يكون قد وّكل ذلك إلى المة بعده و لم يتو ّ
ل عنهم جمعوا بيططن الططدفتين و فيه أيضا ،قال البغوي في شرح السنة :الصحابة رضى ا ّ
ل على رسوله من غيططر أن زادوا أو نقصططوا منططه شططيئا خططوف ذهططابالقرآن الذي أنزله ا ّ
ل عليه و آلططه مططن غيططر أن
ل صّلى ا ّ
بعضه بذهاب حفظته فكتبوه كما سمعوا من رسول ا ّ
ل عليه و آله و ل صّلى ا ّ
قدموا شيئا أو أخروا أو وضعوا له ترتيبا لم يأخذوه من رسول ا ّ
ل عليه و آله يلّقن أصحابه و يعّلمهم ما نزل عليه من القرآن علططى
ل صّلى ا ّ كان رسول ا ّ
الترتيب الذي هو الن في مصاحفنا بتوقيف جبريل إياه علطى ذلطك و إعلمطه عنطد نطزول
كلّ آية ان هذه الية تكتب عقب آية كذا في سورة كذا فثبططت أن سططعى الصططحابة كططان فططي
ن القططرآن مكتططوب فططي الّلططوح المحفططوظ علططى هططذا
جمعه في موضع واحد ل في ترتيبه فا ّ
ل جملة إلى السماء الّدنيا ثّم كان ينزله مفرقا عند الحاجة و ترتيب النزول الترتيب أنزله ا ّ
غير ترتيب التلوة .
قال :و أخرج ابن أبي داود من طريق محّمد بن سيرين عن كثير بططن أفلططح قططال لّمططا أراد
عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثنى عشر رجل مططن قريططش و النصططار فبعثططوا إلططى
الربعة التي في بيت عمر فجيء بها و كان عثمان يتعاهدهم فكططانوا إذا تططدارؤا فططي شططيء
أخروه الخ .
قال :و أخرج عن ابن وهب قال :سمعت مالكا يقول :إنمطا الطف القطرآن علطى مطا كطانوا
ل عليه و آله .
ي صّلى ا ّ
يسمعون من الّنب ّ
] [ 271
و قال في مناهل العرفان :أخرج البخاري عن ابن زبير قال :قلت لعثمططان ابططن عفططان »
الذين يتوفطون منكطم و يطذرون أزواجطًا « نسطختها اليطة الخطرى فلطم تكتبهطا أو تطدعها و
المعنى لما ذا تكتبها أو قال لماذا تتركها مكتوبة مع أنها منسوخة ؟ قال :
ن المر أوضح مططن ذلططك و ل حاجططة فيططه إلططىو غيرها من القوال و اّنما نقلناها تأييدا فإ ّ
نقلها و إنما طعنوا عثمان في عمله لوجهين :الول أن احراقه المصاحف كططان اسططتخفافا
لط صطّلى بالدين و الثاني أن ذلك ليس تحصينا للقرآن و لو كان تحصينا لما كان رسططول ا ّ
ل عليه و آله يبيح القراءات المختلفة فقد مضى الكلم عليه مستقصططى و أراد عثمططان أن ا ّ
يجمع الّناس على قرائة واحدة و مع ذلك تكثرت حّتى بلغ متواترها إلى السبع .
و من شدة عناية المسلمين و اهتمامهم بضبط القرآن المبين حفظهم كتابة القرآن و رسططمه
لط عليططه وي صّلى ا ّ
على الهجاء الذي كتبه كّتاب الوحى على الكتبة الولى على عهد الّنب ّ
آله و إن كان بعض المواضع مطن الرسطم مخالفطا لدب الّرسطم فل يجطوز لحطد أن يكتطب
ل على ذلك الّرسم المضبوط مططن السططلف بططالتواتر ابقططاء للقططرآن علططى مططا كططان و القرآن إ ّ
حذرا من تطرق التحريف فيه و إن كان من الرسم بطل نقطول مخالفطة رسطم القطرآن حطرام
ن رسم القرآن من شعائر الدين و يجب حفظ الشعاعر لتبقى مصونة عططن الشططبهات بّين ل ّ
جة على الّناس يحتجوا بططه مطمئنيططن إلططى آخططر و تحريف المعاندين إلى القيامة و تكون ح ّ
الدهر كما يجب حفظ حدود منى و مشعر و الططبيت و الروضططة النبويططة و غيرهططا و نططأتي
ن القرآن صين من جميططع الوجططوه عططن
بعدة مواضع من القرآن حّتى يتبّين لك أشّد تبيين أ ّ
التغيير و التبديل و التحريف و التصحيف و الزيادة و النقصان مثل ان كلمة » مرضططات
« مكتوبة بالتاء المدودة في المصاحف :و من الّناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات ا ّ
ل
ل ) البقرة ، ( 268و من ) البقرة ، ( 204مثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات ا ّ
ل فسوف نؤتيه يفعل ذلك ابتغاء مرضات ا ّ
] [ 272
و كلمة » نعمت « مكتوبة بالتاء المدودة أيضا في المصاحف :يا أّيها اّلذين آمنوا اذكروا
ل عليكم ) المائدة ( 12و كذا في عدة مواضع اخرى و لسنا في مقام الحصر . نعمت ا ّ
و كلمة » رحمت « مكتوبة بالتاء المدودة في المصاحف كلها :فانظر إلططى آثططار رحمططت
ل ) الروم ( 51و كذا مواضع اخرى . ا ّ
كلمة » امرأت « مكتوبة بالتاء المدودة في المصاحف كّلها :إذ قالت امرأت عمران ) آل
عمران ( 36و مواضع اخرى .
كلمة » بّينت « مكتوبة بالتاء المدودة :فهم على بّينت منه ) الملئكططة ( 41كلمططة » يططدع
شّر دعاءه بالخير ) بنططي إسططرائيل ( 14مكتوبططة بل
« في قوله تعالى :و يدع النسان بال ّ
واو مع عدم الجازم .
كلمة » يعفوا « في قوله تعالى :يا أهل الكتاب فقد جططاءكم رسططولنا يططبين لكططم كططثيرًا مّمططا
كنتم تخفون من الكتاب و يعفوا عن كثير ) المائدة ( 16مكتوبة باللف مططع انهططا بصططيغة
الفراد .
ل الّرحمن الّرحيم في القرآن أسقط الف السم و قوله تعططالى اقططرأ باسططم
و في جميع بسم ا ّ
رّبك الذي خلق مكتوب الفه .
] [ 273
ماض مثل على صيغة الجمع لم يكتب في آخره الف و كم من فعططل مفططرد مكتططوب آخططره
باللف و كم من كلمة زيد فططي وسطططه ألططف مططع عططدم الحتيططاج اليهططا و غيرهططا مّمططا هططى
مذكورة في الشاطبّية و التحاف و غيرهمططا و كططثير مططن المشططايخ ألفططوا فططي رسططم الخططط
رسائل عليحدة و لسنا في ذلك المقام و انما المراد أن يعلم القارى الكريططم أن هططذا القططرآن
ل عليه و آله حّتى أ ّ
ن المكتوب بين الدفتين هو الكتاب الذي نزل على خاتم الّنبّيين صّلى ا ّ
طه بقواعد النحطو و رسطوم خطط العطرب اتباعطا للمصطاحف الصحابة لم يعتنوا في رسم خ ّ
ل عليه و آله حّتى ل يتغير خط القططرآن و حروفططه و ل ي صّلى ا ّ اّلتي كتبت على عهد الّنب ّ
يتوهم أحد فيه التصحيف .
قططال السططيوطي فططي التقططان ) النططوع 76منططه ص 166ج 2طبططع مصططر 1318ه ( فططي
مرسوم الخط و آداب كتابته أفرده بالتصنيف خلئق مططن المتقططدمين و المتطأخرين إلططى أن
ن اللفظ يكتب بحططروف هجائيططة مططع مراعططاة البتططداء بططه و الوقططف
قال :القاعدة العربية أ ّ
عليه ،و قد مهد النحاة له اصول و قواعد و قد خالفها في بعض الحروف خط المصحف
المام ،و قال أشهب :سئل مالك هل يكتب المصحف على ما أحدثه الّناس من الهجططاء ؟
فقال :ل إل على الكتبة الولى رواه الداني في المقنع ثّم قال :و ل مخالف له من علمططاء
المة و قال الداني في موضع آخر :سئل مالططك عططن الحططروف فططي القططرآن مثططل الططواو و
اللف أترى أن يغير من المصحف إذا وجد فيه كذلك ؟ قطال :ل قطال أبطو عمطرو :يعنطى
الواو و اللف المزيدتين في الرسم المعدومتين في اللفظ نحو اولوا ،قططال :و قططال المططام
ط مصحف عثمان في واو أو ياء أو الف أو غير ذلك . أحمد :يحرم مخالفة خ ّ
و فيه أيضا قال البيهقي في شطعب اليمطان :مطن يكتطب مصطحفا فينبغطي أن يحطافظ علطى
الهجاء اّلذي كتبوا به تلك المصاحف و ل يخالفهم فيه و ل يغير مّما كتبوه شيئا
] [ 274
ن بأنفسططنا
فانهم كانوا أكثر علما و أصدق قلبا و لسانا و أعظم أمانة منا فل ينبغططي أن نظ ط ّ
إستدراكا عليهم .
» عع ع عع عع ععع عع ع عع ع ععع ععع ععععععع ع
عععع ععع عععع ع «
علة ذلك هو ما ذكططر العلمططة ابططن خلططدون فططي الفصططل الثلثيططن مططن البططاب الخططامس مططن
ي لّول السلم غير بالغ إلى الغاية ط العرب ّالمقدمة ص 619طبع مصر ،قال :كان الخ ّ
من الحكام و التقان و الجادة و ل إلى التوسط لمكان العرب مططن البططداوة و التططوحش و
بعططدهم عططن الصططنائع و انظططر مططا وقططع لجططل ذلططك فططي رسططمهم المصططحف حيططث رسططمه
الصحابة بخطوطهم و كانت غير مستحكمة في الجادة فخططالف الكططثير مططن رسططومهم مططا
اقتضته رسوم صناعة الخط عند أهلها ثّم اقتفى الّتابعون مطن السطلف رسطمهم فيهططا تبّركطا
ل عليه و آله و خير الخلق من بعططده المتلقططون لططوحيه بما رسمه أصحاب الرسول صّلى ا ّ
ط ولى أو عالم تبّركا و يتبع رسمه خطئا أو ل و كلمه كما يقتفي لهذا العهد خ ّ من كتاب ا ّ
صوابا و أين نسبة ذلك من الصحابة فيما كتبوه فططاتبع ذلططك و اثبططت رسططما و نّبططه العلمططاء
ن في ذلك إلى ما يزعمه بعططض المغفليططن مططن أّنهططم كططانوا بالرسم على مواضعه و ل تلتفت ّ
ن ما يتخّيل مططن مخالفططة خطططوطهم لصططول الرسططم ليططس كمططا طوأّ محكمين لصناعة الخ ّ
يتخّيل بل لكّلها وجه يقولون في مثل زيطادة اللطف فطي » ل أذبحّنطه « إّنطه تنطبيه علطى أن
الذبح لم يقع ،و في زيادة الياء في » بأييد « إّنه تنبيه على كمال القدرة الرّبانّيططة و أمثططال
ل اعتقططادهم أن فططي ذلططك ل التحّكم المحض و ما حملهططم علططى ذلططك إ ّ ذلك مّما ل أصل له إ ّ
ط كمطال فنّزهطوهم ن الخط ّط و حسطبوا أ ّ تنزيها للصحابة عن توّهم النقص في قلة إجادة الخ ّ
عن نقصه و نسبوا إليهم الكمال باجادته و طلبوا تعليل ما خالف الجادة من رسمه و ذلك
ط من جملة الصططنائع المدنّيططة ط ليس بكمال في حّقهم إذا الخ ّ ن الخ ّ
ليس بصحيح ،و اعلم أ ّ
المعاشية كما رأيته فيما مّر و الكمال في الصنائع إضافى بكمال مطلق إذ ل يعططود نقصططه
على الذات في الّدين و ل في الخلل و إّنما يعود على أسباب المعاش و بحسططب العمططران
ل عليه و آله امّيا و كان و التعاون عليه لجل دللته على ما في النفوس و قد كان صّلى ا ّ
ذلك كمال في حّقه و بالنسبة إلى مقامه لشطرفه و تنزهطه عطن الصطنائع العملّيطة اّلطتى هطى
أسباب
] [ 275
المعاش و العمران كّلها و ليست المّية كمال في حقنا نحن إذ هو منقطع إلى رّبه و نحططن
متعاونون على الحياة الّدنيا شأن الصنائع كّلها حّتى العلوم الصطلحّية فططان الكمططال فططي
حّقه هو تنّزهه عنها جملة بخلفنا انتهى .
أقول :و مّما ذكرنا ظهر أن ما ذهب إليه بعض المغفلين لم يكن له خبرة في علوم القرآن
ط مططن عططدم حذاقططة الكططاتب فل يجططب اتباعهططا
من أن أمثال هذه المور المخالفة لرسم الخ ّ
غلط جّدا .
» عع عع ععع ععع عع ع ععع ععععع ععع عع
ععععععععع ععع عععععع «
ل مططا
و مّما ينادى بأعلى صوته عناية المسلمين بحفططظ القططرآن الكريططم و حراسططته عططن كط ّ
يتوّهم فيه التحريف قراءتهطم القطرآن بطالقراءات المتططواترة السطبع دون الشططواذ و لططو كطان
ن اعتمططادهم فططي القططراءة و رسططم
ل عليططه و آلططه ل ّ
ي صّلى ا ّ
الرواية الشاذة مروّيا عن الّنب ّ
ط و ترتيب السور و اليات كّلها كان على السماع دون الجتهاد .بل نقول : الخ ّ
ل ما ينتسب إلى القّراء السبعة من القراءات السبع و لم يثبت تواتره ل يجوز متابعته إن ك ّ
ن المناط في اتباع القراءة هططو التططواتر فمططا يططروى عططن
و إن كان موافقا لقياس العربّية ل ّ
السبعة من الشواذ فحكمه حكم سائر القراءات الشاذ مثل أن أمين السططلم الطبرسططى فططي
ل القراء معايش في قوله تعالى و لقد مكناكم في الرض و جعلنا لكططم المجمع قال :قرأ ك ّ
ل مطا تشطكرون ) العطراف ( 12بغيططر همطز و روى بعضططهم عطن نططافع فيها معطايش قلي ً
معائش ،ممدودا مهموزا انتهى .فهذه الرواية عن النافع غير متواتر و إن كان النافع من
السبعة ،و ل يجوز القراءة بتلك القراءة الشاذة .
فان قلت :هل يوجد عكس ذلك في القراءات بأن يكون القارى مططن غيططر السططبع كيعقططوب
بططن إسططحاق الحضططرمى و أبططو حططاتم سططهل بططن محّمططد السجسططتانى و يحيططى بططن وثططاب و
العمش و أبان بن تغلب و أضرابهم و يكون بعض قراءتهم متواترا ؟
أقول :و كم له من نظير و لكن من حيث أن تلك القراءة موافقة للقراءات السبع المتواترة
ل ل يجوز التكال عليها و قراءة القرآن بها .
فما وافقتها و إ ّ
] [ 276
و إّنما اجتمع الّناس على قراءة هؤلء و اقتدوا بهططم فيهططا لسططببين :أحططدهما أّنهططم تجطّردوا
لقراءة القرآن و اشتّدت بذلك عنايتهم مع كططثرة علمهططم و مططن كططان قبلهططم أو فططي أزمنتهططم
ممن نسب إليه القراءة من العلماء و عّدت قراءتهم في الشواذ لم يتجطّرد لططذلك تجّردهططم و
كان الغالب على اولئك الفقه أو الحديث أو غير ذلك من العلوم .
و الخر أن قراءتهم وجدت مسندة لفظا أو سماعا حرفا حرفا مطن أّول القطرآن إلطى آخطره
مع ما عرف من فضائلهم و كططثرة علمهططم بوجططوه القططرآن ) قالهمططا الطبرسططي فططي مقدمططة
تفسيره مجمع البيان ( .
لط عليهطم قطرروا تلطك القطراءات لّنهطا كطانت متداولطة فطي أقول :علطى أن أئمتنطا سطلم ا ّ
سلم و كان الناس يأخذونها من القراء و لم يرّدوهم و لم يمنعططوهم عططن عصرهم عليهم ال ّ
سلم يوافق قراءة أحد السططبعة و قّلمططا
أخذها عنهم بل نقول :إن قراءة أهل البيت عليهم ال ّ
ينفق أن تططروى قططراءة منهططم عليهططم خارجطة عططن المتطواترات كمطا يظهططر بطالتتبع للخطبير
المتضلع في علوم القرآن .
فإن قلطت :القطرآن نطزل علطى قطراءة واحطدة فكيطف جطاز قراءتطه بطأكثر مطن واحطدة فهطل
ل التحريف ؟ .
القراءات العديدة إ ّ
قلت :أّول إن اختلف القراءات ل يوجب تحريف الكتاب و تغييططره و باختلفهططا ل تططزاد
كلمة في القرآن و ل تنقص منه فطإن اختلفهططا فطي العططراب و ارجطاع الضطمير و كيفيطة
التلفظ و الخطاب و الغيبططة و الفططراد و الجمططع و أمثالهططا فططي كلمططات تصططلح لططذلك و فططي
الجميع اليات و الكلمات القرآنية بذاتها محفوظة مثل فططي قططوله تعططالى و مططا أرسططلنا مططن
ل نوحى اليهم مططن أهططل القططرى ) يوسططف ( 109قططرأ أبططو بكططر عططن عاصططم قبلك إل رجا ً
يوحى بضم الياء و فتح الحاء على صيغة المجهول و قرأ حفص عن عاصم بضططم النططون
و كسر الحاء على صيغة المتكلم و المعني على كل الوجهين صططحيح و اللفططظ محفططوظ و
مصون .و في قططوله تعططالى و إذا أنعمنططا علططى النسططان أعططرض و نئا بجططانبه ) السططراء
( 84قرأ أبو بكر عن عاصم بإمالة الهمزة في نئا و حفص عن عاصططم بفتحهططا و معلططوم
اّنه ل يوجب التحريف و التغيير ،و في قوله تعالى فاعبدوه أفل تذّكرون
] [ 277
) يونس ( 4قرأ أبو بكر عن عاصم بتشديد الذال و حفص بتخفيفها و هو ل يوجب تبديل
ذات الكلمة ،و في قوله تعالى من أزواجنا و ذّريتنا ) الفرقان ( 75قرأ أبططو بكططر ذريتنططا
بالتوحيد و حفص بالجمع و أمثالها مما هي مذكورة في كتب الفن و التفاسير و لكلّ وجططه
لط
جة مّتبعة أجمع المسلمون على تلقيها بططالقبول مططع أّنهططا تنتهططى إلططى رسططول ا ّ
متقن و ح ّ
ل عليه و آله و ل يخفى علططى البصططير المتتبططع و المتض طّلع فططي القططراءات أّنهططا لصّلى ا ّ
لط عليططه و آلططه الطّدنيا
توجب التحريف بل يبّين وجوه صططحة التلفططظ مثل ان قططوله صطّلى ا ّ
ن الدينار ل خطيئة ،يصح أن يقرأ على الوجهين الّول ما هو المشهور و الثاني أ ّ رأس ك ّ
ل خطيئة بضططم الهمططزة و الجملططة بططذاتها محفوظططة ،أو مططا أنشططده) مقابل الدرهم ( اس ك ّ
القطب الشيرازي في مجلس كان فيه الشيعة و السني ) أتى بططه الشططيخ فططي الكشططكول ص
135طبع نجم الدولة ( :
ثّم أجاز في الشرح قراءة كّلي على وجهين و قال :كلي إما بضططم الكططاف مخفططف كّلططي و
إما بكسرها أمر من و كل يكل و اليططاء للطلق و اللم ) لشططائع ( علططى الّول للتعليططل و
على الثاني للختصاص .انتهى .و هكذا الكلم في القرآن الكريم .
] [ 278
ل باجتهادهم و ما يستحسنونه بأنظططارهم كمططا يططؤمي إليططه مططا فططي كتططب أن ليس قراءتهم إ ّ
سططلم فططيي و أهل البيت عليهم ال ّ ل عليه و آله و عل ّ
ي صّلى ا ّ
القراءة من عّدهم قراءة الّنب ّ
مقابلة قراءتهم و من هنا سموهم المتبحرين و من ذاك ) كططذا و الظططاهر :و مططا ذاك ( إ ّ
ل
ل من قبله و لططملن أحدهم كان إذا برع و تمهر شرع للّناس طريقا في القراءة ل يعرف إ ّ
ص به بل كان من الططواجب ل لم يخت ّ يرد على طريقة مسلوكة و مذهب متواتر محدود و إ ّ
بمقتضى العادة أن يعلم المعاصر له بما تواتر إليه لتحاد الفن و عدم البعد عططن المأخططذ و
من المستبعد جّدا انا نطلع على التواتر و بعضهم ل يطلع على المتططواتر إلططى الخططر كمططا
أّنه من المستبعد أيضا تواتر الحركات و السططكنات مثل فططي الفاتحططة و غيرهططا مططن سططور
القرآن .
أقول :قد بّينا أن القراءات السبع كان متواترا من عصر الئمة إلى الن بل الّنططبى ص طّلى
ل أن ما لم يوافق السططبع المتططواترة ل يفيططد إ ّ
ل ل عليه و آله جوز اختلف القراءة أيضا إ ّا ّ
ن بخلف السبع فاّنها إجماع المسلمين قاطبططة مططن صططدر السططلم إلططى الن و إجمططاع الظ ّ
ل فن حجة و لو خالف إجماعهم الخططارج مططن فّنهطم ل يضطّر الجمططاع و أهل الخبرة في ك ّ
ق الممارسة علم إجمططاع المسططلمين جيل بعططد جيططل من مارس كتب التفسير و القراءات ح ّ
ق في ذلك ما
ل عصر حّتى في زمن الئمة المعصومين في القراءات بالسماع و الح ّ في ك ّ
هو المنقول من العلمة قّدس سّره في النهاية حيث قال :
و مخالفططة الجططاهلين بططالقراءة ل يقططدح فططي إجمططاع المسططلمين إذ المعتططبر فططي الجمططاع و
الخلف قول أهل الخبرة فلطو خطالف غيطر النحطوى فطي رفططع الفاعطل و غيطر المتكلططم فطي
لط لططم يقططدح فططي إجمططاع المسططلمين أو الشططيعة أو
حدوث العططالم أو وجططوب اللطططف علططى ا ّ
النحاة .
] [ 279
لط
ي صّلى ا ّ سلم على الّنب ّى عليه ال ّ
سلم و قرأ عل ّ ى عليه ال ّ
السلمى و قرأ السلمى على عل ّ
ى بن حمزة الكسائي قرأ على عبد الّرحمن بططن عليه و آله ،و قال أيضا ) ص : ( 45عل ّ
سططلم و كططذا سطائر القططراء فعليططكى عليططه ال ّ
أبى ليلى و كان ابن أبى ليلى يقرء بحرف علط ّ
بالتقان و الفن الثانى من مقدمة تفسير الطبرسى مجمع البيان و سائر الكتب المؤلفططة فططي
القراء و قراءات القرآن فل مجال للوسوسة بعد ظهور البيان و تمام البرهان .و قططد قططال
ى قّدس سّره في التذكرة » :مسئلة « يجب أن يقرأ بالمتواتر من القراءات و العلمة الحل ّ
هي سبعة و ل يجوز أن يقططرأ بالشططواذ و يجططب أن يقططرأ بططالمتواتر مططن اليططات و هططو مططا
ن أكططثر الصططحابة اتفقططوا عليططه و حططرق عثمططان مططا سططلم ل ّ
ى عليططه ال ّ
تضّمنه مصحف عل ّ
عداه .
و مما يعلن بشّدة عناية المسلمين بضبط القرآن و حفظه عن التحريف عّدهم كلماته و آيه
و حروفه حّتططى فتحططاته و كسططراته و ضططماته و تشططديداته و مطّداته و أفططرد السططيوطى فططي
التقان فصل في ذلك .و في الوافي للفيض قّدس سّره ) 274م 5طبع ايران 1324ه (
ى بن حيططدر العلططوى الحسططينى طططاب ثططراه فططي تفسططيره الموسططوم
:قال السيد حيدر بن عل ّ
بالمحيط العظم :إن أكثر القراء ذهبوا إلى أن سور القرآن بأسططرها مططأة و أربططع عشططرة
ن آياته ستة آلف و ستمأة و ست و ستون آية و إلى أن كلماته سططبعة و سططبعون سورة و أ ّ
الفا و اربعمائة و سبع و ثلثون كلمة و إلى ان حروفه ثلثمططأة آلف و اثنططان و عشططرون
الفا و ستمأة و سططبعون حرفططا و إلططى أن فتحططاته ثلثططة و تسططعون الفططا و مأتططان و ثلثططة و
اربعون فتحة الخ .
روى الطبرسي في تفسير سورة هل أتى من المجمع روايططة مسططتندة عططن أميططر المططؤمنين
ل عليه و آله عن ثواب القرآن ي صّلى ا ّسلم قال :سألت الّنب ّ
ي بن أبيطالب أّنه عليه ال ّ عل ّ
سططلم :ث طّم
فأخبرني بثواب سورة سورة على نحو ما نزلت من السماء إلى أن قال عليه ال ّ
ل عليه و آله جميع سططور القططرآن مططأة و أربططع عشططرة سططورة ،و جميططع ي صّلى ا ّ
قال الّنب ّ
آيات القرآن سطتة آلف آيطة و مأتططا آيطة و سطت و ثلثططون آيططة ،و جميططع حطروف القطرآن
ثلثمأة ألف
] [ 280
حرف و أحد و عشرون ألف حرف و مأتان و خمسون حرفا ل يرغططب فططي تعلططم القططرآن
ل أولياء الّرحمان .انتهى .و ذكر ابن النديم في الفهرستل السعداء و ل يتعهد قراءته إ ّ
إّ
) ص 41من المقالة الولى ( اختلف الّناس في آى القرآن .
أقول :قد عّد خلق كثير حروف القرآن و آخرون نقلوا منهم و ذكروا في تأليفاتهم و منهم
المولى أحمد النراقي في الخزائن ) ص 275طبع طهران 1380ه ( ثّم اختلف العططاّدون
في مقدارها عددا و ل ريب أن تحديد أمثال هذه المور ل يخلو مطن اختلف و الختلف
ل منهم ل من المصاحف فإّنه واحد نزل من عند واحططد و مططا بطّدل منططه شططيء و مططا ليس إ ّ
زيد فيه حرف و ما نقص منه كمططا علمططت و إنمططا غرضططنا فططي ذلططك التططوجه إلططى اهتمططام
لط تعططالى عططن تحريططف ّمططا و إن كططانالمسلمين قاطبة عصرا بعد عصر في ضبط كلم ا ّ
الشتغال باستيعاب ذلك مّما ل طائل تحته و لنعم ما قال السخاوى ) التقان ص 72ج 1
( :ل أعلم لعّد الكلمات و الحروف من فائدة لن ذلك إن أفاد فإنما يفيططد فططي كتططاب يمكططن
فيه الزيادة و النقصان و القرآن ل يمكن فيه ذلك .
و أّما اختلف الى و سببه فهو ما قال السيوطي في التقان :أجمعوا على أن عططدد آيططات
القرآن ستة آلف آية ثّم اختلفوا فيما زاد على ذلك إلى أن قال و سبب اختلف السبب فططي
ل عليه و آله كططان يقططف علططى رؤوس الى للتوقيططف فططاذا علططم
ي صّلى ا ّ
عدد الى أن الّنب ّ
محلها وصلها للتمام فيحسب السامع حينئذ انها ليست فاصلة .
ن الّول من مقدمة التفسير في تعداد آى القرآن و الفائدة في معرفتها قال الطبرسي في الف ّ
:اعلم أن عدد أهل الكوفة أصح العداد و اعلها إسنادا لنه مأخوذ عططن أميططر المططؤمنين
سلم إلى أن قال :و الفائدة في معرفة آى القرآن أن القططاريء إذا ي بن أبيطالب عليه ال ّ عل ّ
ى أنعّدها بأصابعه كان أكثر ثوابا لنه قد شغل يططده بططالقرآن مططع قلبططه و لسططانه و بططالحر ّ
ن ذلك أقرب إلططى التحفططظ فططإن القططاري ل يططأمن مططن تشهد له يوم القيامة فاّنها مسؤلة و ل ّ
لط عليططه و آلططه انططه قططال :تعاهططدوا
ي صّلى ا ّ
ل بن مسعود عن الّنب ّ
السهو و قد روى عبد ا ّ
القرآن فاّنه وحشى و قال عليه الصلة لبعض النساء :اعقدن
] [ 281
ن مسؤلت و مستنطقات ،قال حمططزة بططن حططبيب و هططو أحططد القططراء السططبعة بالنامل فانه ّ
العدد مسامير القرآن .
و بالجملة ان عّد أمثال تلك المور و تحديدها قلما يتفق أن يتحد الثنان مططن العططاّدين و ل
يغتّر القاري الكريم بتلك الختلفات أن المصاحف كانت مختلفة .و العجطب مطن الفيططض
ل تعالى قال في الوافي ) ص 274م : ( 5قد اشتهر اليوم بين الّنططاس أن القططرآن رحمه ا ّ
ت و ستون آية ثّم روى رواية الطبرسي المذكورة آنفا في المجمع ستة آلف و ستمأة و س ّ
ل عليه و آله ،ثّم جعل أحد الحتمالت فططي اختلف الّروايططة و الشططهرة ي صّلى ا ّ
عن الّنب ّ
سططلم
اختلف المصاحف حيث قال :فلعل البواقي تكون مخزونة عند أهل البيت عليهم ال ّ
سلم الخ .
و تكون فيما جمعه أمير المؤمنين عليه ال ّ
لكنه ) ره ( عدل عنه و استبصر و قال في المقدمة السادسة من تفسيره الصافي بعد نقططل
عّدة روايات في تحريف الكتاب :أقول :و يرد على هذا كّله اشكال و هو أّنططه علططى هططذا
التقدير لم يبق لنا اعتماد على شيء من القرآن إذ على هذا يحتمل كططل آيططة منططه أن يكططون
جة أصل فتنتفططى ل فلم يبق لنا في القرآن ح ّ
محّرفا و مغّيرا و يكون على خلف ما أنزل ا ّ
ل و انهل عّز و ج ّ فائدة المر باّتباعه و الوصّية بالتمسك به إلى غير ذلك ،و أيضا قال ا ّ
لكتاب عزيز ل يأتيه الباطل من بين يديه و ل من خلفه و قال انا نحن نزلنا الذكر و إنا له
لحافظون فكيف يتطرق إليه التحريف و التغيير الخ .
و مّما يفحص عن شدة عناية المسلمين بضبط القططرآن و يؤيططده رسططم النحططو فيططه قططال ابططن
النديم في أّول المقالة الثانية من الفهرسططت :زعططم أكططثر العلمططاء أن النحططو اخططذ عططن أبططي
سطلم إلطى أن قطال :و قطد ي بطن أبيططالب عليطه ال ّ
السود و هو أخذ عن أمير المؤمنين عل ّ
اختلف الّناس في السبب اّلذي دعا أبا السود إلى ما رسمه من النحو فقال أبو عبيططدة أخططذ
لط
ي كطرم ا ّ ي بن أبيطالب أبو السططود و كطان ل يخططرج شططيئا أخططذه عططن علط ّ النحو عن عل ّ
وجهه إلى أحد حّتى بعث إليه زياد أن اعمل شيئا يكون
] [ 282
ل فاستعفاه من ذلك حّتى سمع أبططو السططود قططارئا يقططرأ إنّ للناس إماما و يعرف به كتاب ا ّ
ل برىء من المشركين و رسوله بالكسططر فقططال :مططا ظننططت أن أمططر الّنططاس آل إلططى هططذا ا ّ
فرجع إلى زياد فقال :أفعل ما أمر به المير فليبغني كاتبا لقنا يفعل ما أقول فططأتى بكططاتب
من عبد القيس فلم يرضه فأتى بآخر قال أبو العّباس المبّرد أحسبه منهم فقال أبو السود :
إذا رأيتني قد فتحت فمى بالحرف فانقط نقطة فوقه على أعله و إن ضططممت فمططى فططانقط
نقطة بين يدى الحرف و إن كسرت فاجعل النقطة من تحت الحرف فهذا نقط أبي السططود
.انتهى .
عععع
المراد من النقط ههنا هو العراب فنقطة الفوق بمعنى الفتحة و نقطة التحططت أي الكسططرة
و نقطة بين يدى الحرف هي الضّمة .
و إن قيل :قد توجد عدة من السططور فططي بعططض الكتططب و مططا ذكططرت فططي القططرآن كسططورة
النورين نقلهططا صططاحب كتططاب دبسططتان المططذاهب و أتططى بهططا المحططدث النططورى فططي فصططل
الخطاب و الشططتياني فططي بحططر الفططوائد فططي شططرح الفططرائد ) ص 101طبططع طهططران ( و
سورة الحفد ،و سورة الخلططع ،و سططورة الحفططظ ،أتططى بهططا المحططدث الّنططوري فططي فصططل
الخطاب أيضا و نقل الوليين السيوطي في أّول النوع التاسع عشر من التقان ،
و سورة الولية المنقولة في كتاب داورى للكسروى ،فلم قلططت إن القططرآن 114سططورة و
ما نقص منه شيء ؟
قلت :أّول عدم كونها في القرآن دليل على عدم كونها من القرآن .
لط
و ثانيا لو كانت أمثال هذه الكلمات تضحك بها الثكلى و تبكى بها العروس مما تحّدى ا ّ
تعالى عباده بقوله :فأتوا بسورة من مثله ) البقرة 22و يونس ( 39و قطوله فطأتوا بعشطر
ن و النس الية لكططان أعططراب
سور مثله ) هود ( 16و قوله تعالى :قل لئن اجتمعت الج ّ
البادية و أصاغر الطلبة جميعا أنبياء يوحى إليهم فضل
] [ 283
عن أكابر العلماء ،و قياس هذه السور المجعولة بالمقامات للحريططري مثل كقيططاس التبططن
بالتبر فضل بالقرآن الكريم أعجز الحريرى و من فطوقه عطن أن تفوهطوا بالتيطان بسطورة
منه و لو كانت نحو الكوثر ثلث آيات .
و هذا هو أبططو العلء المعطّري الخّريططت فططي فنططون الدب و شططؤون الكلم و المشططار إليططه
بالبنان في جودة الشعر و عذوبة النثر يضرب بططه المثططل فططي العلططوم العربيططة و كفططى فططي
فضله شططاهدا كتططابه :لططزوم مططا ل يلططزم ،و سططقط الزنططد ،و شططرح الحماسططة ،و غيرهططا
تصّدى للمعارضة بالقرآن على ما نقططل يططاقوت الحمططوي فططي معجططم الدبططاء فططي ترجمتططه
فنأتي بما قال للمعارضة ثّم انظر فيها بعين العلم و المعرفة حّتى يتبين لك أن نسططبته إلططى
ل بن محّمد بن سعيد بططن سططنان القرآن كيراعة إلى الشمس قال ياقوت :قرأت بخط عبد ا ّ
ي في كتاب له أّلفه في الصرفة زعم فيه أن القرآن لم يخرق العادة بالفصاحة حّتى الخفاج ّ
ل فصيح بليغ قادر على التيططان بمثلططه إ ّ
ل نكّل عليه و آله و أ ّ
ي صّلى ا ّصار معجزة للّنب ّ
أّنهم صرفوا عن ذلك ل أن يكون القرآن في نفسه معجز الفصاحة و هططو مططذهب لجماعططة
من المتكلمين و الرافضة منهم بشر المريسى و المرتضى أبو القاسم قال فططي تضططاعيفه :
و قططد حمططل جماعططة مططن الدبططاء قططول أصططحاب هططذا الططرأى علططى أّنططه ل يمكططن أحططد مططن
المعارضة بعد زمان التحّدى على أن ينظموا علططى اسططلوب القططرآن و أظهططر ذلططك قططوم و
أخفاء آخرون و مّما ظهر منه قول أبي العلء في بعض كلمه :
اقسم بخالق الخيل ،و الريح الهاّبة بليل ،ما بين الشراط و مطالع سهيل ،
إن الكافر لطويل الذيل ،و إن العمر لمكفوف الذيل ،اتق مدارج السطيل ،و ططالع التوبطة
من قبيل ،تنج و ما اخالك بناج .
عععع
] [ 284
المعارضة و لذلك عجزوا عن التيان بمثل القرآن و لو ل صرفه تعالى لهططم لسططتطاعوا
أن يأتوا بمثله ،و ذهب الخرون إلى أّنه تعالى لم يصرفهم عنها و لكنهم ليسططوا بقططادرين
على التيان بمثله ،و نتيجة كل القولين واحدة لتفاقهما على عجز البشر إلى يوم القيامة
عن التيان بمثله و لو بسورة سواء كان بصرف القوى أو لم يكن .
و ل يخفى علططى أولططى الفضططل و الدرايططة أن أمثططال هططذه الكلمططات الملفقططة مططن الرطططب و
ن النططاس يسططتطيعون أن يططأتوا
ل عباده به فططإ ّاليابس لو تعارض القرآن الكريم لما تحّدي ا ّ
بما هو أفضل منها لفظا و معنى .
ن السور المنقولططة مططن دبسططتان المططذاهب و فصططل الخطططاب المططذكورة آنفططا كلمططات ل ثّم إ ّ
يناسب ذيلها صدرها بل ليست جملها على اسلوب النحو و ل تفيد معنى فننقل شرذمة من
سورة النططورين حّتططى يظهططر لططك سططخافة ألفاظهططا و ركاكططة تآليفهططا فمططن آى تلططك السططورة
ل الذي نور السموات و الرض بما شاء و اصطفى من الملئكة و جعططل نا ّ
المشّوهة :إ ّ
ل هو الّرحمن الرحيم و منها :مثططل ل ما يشاء ل إله إ ّ
من المؤمنين اولئك في خلقه يفعل ا ّ
الذين يوفون بعهدك إنى جزيتهم جنات النعيم ،و منها :و لقد ارسلنا موسى و هرون بما
استخلف فبغوا هرون فصطبر جميطل فجعلنطا منهطم القطردة و الخنطازير و لعنطاهم إلطى يطوم
يبعثون ،و منها :و لقد أتينا بك الحكم كالذين من قبلك مططن المرسططلين و جعلنططا لططك منهططم
وصيا لعّلهم يرجعون .
ص المعاند الوضاع كيف لّفق بعض الجمل القرآنية بتّرهاته تلبيسا علططى ن ذلك الل ّ
فانظر أ ّ
ق بالباطل تفتينا بين المسططلمين ،و لمططا رأى ضططعفاء العقططول كلمططات
الضعفاء و خّلط الح ّ
شتى فيها نحو صبر جميل ،نور السموات ،إلى يوم يبعثون ،لعّلهم يرجعططون ،المتخططذة
من القرآن تلقوها بالقبول حّتى رأيت مصططحفا مطبوعططا كتبططت هططذه السططور فططي هامشططه و
ساك و الصبيان ليس هذا إل عمل الجهال من الن ّ
] [ 285
من القطراء الطذين علمطوا مخطارج حطروف الحلطق و أيقنطوا أن ليطس وراء مطا علمطوا علطم
أصل ،و كأنما العارف شمس الدين محّمد الحافظ أخبر عنهم حيث قال :
في تفسير آلء الّرحمن للبلغي طاب ثراه :و مّما ألصططقوه بططالقرآن المجيططد مططا نقلططه فططي
فصل الخطاب من كتاب دبستان المذاهب أنه نسب إلططى الشططيعة انهططم يقولططون إن إحططراق
سططلمي و أهططل بيتططه عليهططم ال ّالمصاحف سبب إتلف سور من القرآن نزلت في فضل عل ّ
منها هذه السورة ) النورين ( و ذكر كلما يضاهي خمسا و عشرين آية في الفواصططل قططد
لفق من فقرات القرآن الكريم على اسلوب آياته فاسمع ما في ذلططك مططن الغلططط فضططل عططن
ركاكة اسلوبه الملفق :فمن الغلط ) و اصطفى من الملئكة و جعططل مططن المططؤمنين اولئك
في خلقه ( ماذا اصطفى من الملئكة و مططاذا جعططل مططن المططؤمنين و مططا معنططى اولئك فططي
خلقه ؟ و منه ) :مثل الذين يوفون بعهدك إني جزيته جنات النعيم ( ليططت شططعرى مطا هططو
مثلهم ؟ و منه ) :و لقد ارسلنا موسى و هرون بما استخلف فبغوا هرون فصطبر جميطل (
ما معنى هذه الدمدمة ،و ما معنى بمططا اسططتخلف و مططا معنططى فبغططوا هططرون و لمططن يعططود
الضمير في بغوا و لمن المر بالصبر الجميل ؟ و من ذلك ) و لقد آتينا بك الحكططم كالططذى
صيا لعّلهم يرجعون ( ما معنى آتينططا بططك الحكططم من قبلك من المرسلين و جعلنا لك منهم و ّ
و لمن يرجع الضمير الذي في منهم و لعّلهم وهل المرجع الضمير هو في قلب الشاعر و
ما هو وجه المناسبة في لعّلهم يرجعون ؟ و من ذلك إلى أن قططال :هططذا بعططض الكلم فططي
هذه المهزلة و أن صطاحب فصطل الخططاب مطن المحطدثين المكطثرين المجطدين فطي التتبطع
للشواذ و انه ليعّد أمثال هذا المنقول في دبستان المذاهب ضالة منشودة و مع ذلك قال اّنه
لم يجد لهذا المنقول أثر في كتب الشيعة ،فيا للعجب مططن صططاحب دبسططتان المططذاهب مططن
ى كتاب لهم وجدها أ فهكذا يكون في الكتب أين جاء نسبة هذه الدعوى إلى الشيعة و في أ ّ
و لكن ل عجب شنشنة أعرفها من أخزم فكم نقلوا عن الشيعة مثل هذا النقل الكططاذب كمططا
في كتاب الملل للشهرستاني و مقدمة ابن خلدون و غير ذلك مّما كتبه بعض
] [ 286
ن فيهططم و قططد حضططر الموسططم إن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش و كططان ذا سط ّ
فقال لهم :يا معشر قريش إّنه قد حضر هذا الموسم و إن وفود العرب ستقدم عليكم فيه و
ل عليططه و آلططه فططأجمعوا فيططه رأيططا
ل صّلى ا ّ قد سمعوا بأمر صاحبكم هذا يعني به رسول ا ّ
واحدا و ل تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا و يرّد قولكم بعضه بعضا ،قالوا :فططأنت يططا أبططا
عبد شمس فقل و أقم لنا رأيا نقول به قال :بل أنتم فقولوا اسمع قالوا :نقول :
قالوا :فنقول :مجنون ،قال :ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون و عرفناه فما هو بخنقططه و
ل تخالجه و ل وسوسته ،قالوا :فنقول :شاعر ،قال :ما هو بشطاعر لقططد عرفنططا الشططعر
كّله :رجزه و هزجه و قريضه و مقبوضه و مبسوطه فما هو بالشعر ،قالوا :
حار و سططحرهم فمططا هططو بنفثهططم و ل
فنقول :ساحر ،قال :ما هططو بسططاحر لقططد رأينططا السط ّ
عقدهم ،
ل ط إن لقططوله لحلوة ،و إن أصططله لعططذق ،و قالوا :فما نقول يا أبا عبد شمس ؟ قال :و ا ّ
ن أقططرب القططول فيططه
ل عرف أّنططه باطططل و إ ّ
إن فرعه لجناة و ما أنتم بقائلين من هذا شيئا إ ّ
لن تقولوا ساحر جاء بقول هو سحر يفّرق به بين المرء
] [ 287
و أبيه و بين المرء و أخيه و بين المرء و زوجته و بيططن المططرء و عشططيرته فتفّرقططوا عنططه
ل حطّذروه إيططاه وبذلك فجعلوا يجلسون بسبل الّناس حيططن قططدم الموسططم ل يمطّر بهططم أحططد إ ّ
ل تعالى في الوليد بن المغيرة و في ذلك من قططوله :ذرنططي و مططن ذكروا لهم أمره فأنزل ا ّ
ل ممدودًا و بنين شهودًا و مّهدت له تمهيدًا ثطّم يطمطع أن أزيطد خلقت وحيدًا و جعلت له ما ً
كل إّنه كان لياتنا عنيدًا سُارهقه صعودًا إّنه فّكر و قّدر فقتل كيف قّدر ثّم قتل كيططف ق طّدر
ل قططولل سطحر يططؤثر إن هطذا إ ّ ثّم نظر ثّم عبس و بسر ثّم أدبطر و اسطتكبر فقطال إن هططذا إ ّ
ل تعالى في النفر اّلذين كططانوا معططه يصططنفون البشر ) اليات من سورة المدثر ( و أنزل ا ّ
ل تعالى : ل عليه و آله و فيما جاء به من ا ّ ل صّلى ا ّالقول في رسول ا ّ
كما أنزلنا على المقتسمين اّلذين جعلوا القرآن عضين فو رّبك لنسئلّنهم أجمعين عّما كانوا
يعملون ) الحجر 92إلى . ( 95
و إن قيل :قد وردت أخبار داّلة على أن هذا القرآن المكتوب بيططن الططدفتين المتططداول الن
ل ط عليططه و آلططه
ل صّلى ا ّ
اسقط منه آيات و كلمات فكيف اّدعيت أن ما انزل على رسول ا ّ
ما نقص منه حرف و ما تطرق إليه تحريف ؟
أقول :إن بعض تلك الروايات مجعول بل كلم كروايططة نقلهططا فططي الحتجططاج و أتططى بهططا
ل تقسطططوا فططيالفيض في تفسير الصططافى ان المنططافقين أسططقطوا فططي اليططة :و إن خفتططم أ ّ
اليتامى فانكحوا ما طاب لكططم مططن النسططاء ) النسططاء ( 5بيططن اليتططامى و بيططن فططانكحوا مططن
الخطاب و القصص اكثر من ثلث القرآن .
و بعضها يبين مصداقا من مصاديق الية كما في قوله تعالى :و ننزل من القرآن ما هططو
شفاء و رحمة للمؤمنين و ل يزيد الظالمين إل خسارا ) بني إسرائيل ( 84وردت رواية
ل خسارا .
:ل يزيد ظالمي آل محّمد حّقهم إ ّ
و بعضها يشير إلى بعض التأويلت كما في قوله تعالى :و إذا قيل لهم مططاذا أنططزل رّبكططم
سلم .ي عليه ال ّقالوا اساطير الّولين ) النحل ( 25وردت رواية ماذا أنزل رّبكم في عل ّ
و بعضها يفسر اليات فجعل قوم هذه الخبار دليل على تحريف القرآن
] [ 288
و حكمططوا بظاهرهططا أن القططرآن نقططص منططه شططيء و جمعهططا المحططدث النططورى فططي فصططل
الخطاب و جعلها دليل علططى تحريططف الكتططاب و اتبعططه الخططرون و لططو ل خططوف الطالططة
ل واحد من أخبار فصل الخطاب و بّينت عدم دللتهططا علططى تحريططف الكتططاب فططإن لنقلت ك ّ
أخباره بعضها مجعول بل ريب و بعضططها مشططوب سططنده بططالعيب و بعضططها الخططر يططبين
سر التنزيل و يضاد طائفة منهططا اخططرى و بعضططها منقططول مططن كتططاب التأويل و بعضها يف ّ
دبستان المذاهب لم ينقل في كتب الحديث أصل كما أن المحدث النورى صّرح به أيضا .
و بالجملة أن تلك الخبار المنقولة في فصل الخطاب و غيره الواردة في ذلك الباب آحططاد
لط عليططه و آلططه إلططى الن فططإن
ي صطّلى ا ّل يعارض القرآن المتواتر المصون من عهد الّنب ّ
وجد لها وجه ل ينافي القرآن و إل فتضرب على الجدار .
ث الجليل و الحبر النبيل صططاحب مسططتدرك الوسططائل و مؤلططف كططثير مططن ن هذا المحد ّ ثّم إ ّ
ل عن السلم و المسلمين خير جزاء عدل عن مذهب التحريف السخيف الرسائل جزاه ا ّ
و ل يخفى أن الجواد قد يكبو و السيف قد ينبو و جرى عليه » ره « مططا جططرى علططى ابططن
شنبوذ قال ابن النديم في الفن الثالث من المقالة الولى من الفهرست :محّمد بن أحمد بططن
صلة من يوم الجمعططة أّيوب بن شنبوذ كان يناوىء أبا بكر و ل يفسده و قرأ :إذا نودى لل ّ
ل سطفينة صطالحة غصطبا ،و ل ،و قرأ :و كطان أمطامهم ملطك يأخطذ كط ّفامضوا إلى ذكر ا ّ
قرأ :اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية ،و قرأ فلّما خّر تططبّينت الّنططاس أن الجططن لططو
كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حول في العذاب المهين إلى أن قال بعد نقل عّدة قراءاته :و
طه بالتوبة فكتب :يقول محّمططد بططن أحمططد يقال :إنه اعترف بذلك كّله ثّم استتيب و اخذ خ ّ
بن أيوب :قد كنت أقرء حروفا تخالف عثمان المجمع عليه و اّلذي اتفق أصحاب رسططول
ل عليه و آله على قرائته ثّم بان لي أن ذلك خطأ و أنا منه تائب و عنه مقلططع و ل صّلى ا ّ ا ّ
ق اّلطذى ل يجطوز خلفطه و ل ل اسمه منه برىء إذ كان مصحف عثمان هو الح ّ لجّ إلى ا ّ
يقرء غيره .
] [ 289
» عععع عععع ععععع ع ععع عععع «
ل ط تعططالى ضططمن
و مّما تطمئن به القلوب و يزيدها إيمانا في عدم تحريف القرآن هو أن ا ّ
ل حديثا و وعططدا وحفاظة كتابه و تعّهد إعلء ذكره و وعد اتمام نوره و من أصدق من ا ّ
دونك الى القرآنية في ذلك :
قال تعالى :إنا نحن نزلنا الططذكر و إنططا لططه لحططافظون ) الحجططر ( 11ففططي اليططة تاكيططدات
ن المؤكططدة وعديدة من الجملة السمية و الضمائر الربعة الراجعة إليه تعالى و تكططرار إ ّ
ن الثانية و اسمية خبرهما و تقديم الجار و المجرور على متعلقططه .و لم التأكيد في خبر إ ّ
المراد بالذكر هو القرآن الكريم لّنه تعالى قال :و قالوا يا أّيها الذى نّزل عليه الذكر اّنططك
لمجنون .لو ما تأتينا بالملئكة إن كنت من الصادقين .
ق و مططا كططانوا إذًا منظريططن .إنططا نحططن نزلنططا الططذكر و إنططا لططه
ل بططالح ّ
مططا ننطّزل الملئكططة إ ّ
ل القرآن فكيف لم يحفظ القرآن من التحريف زيططادة لحافظون فل يكون المراد من الذكر إ ّ
و نقصانا .
و قال عّز من قائل :إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم و إّنه لكتاب عزيز .
صططلت 43و ( 44و ل يأتيه الباطل من بين يديه و ل من خلفه تنزيل من حكيم حميططد ) ف ّ
لط متطّم نططوره و لططو كططره الكططافرونلط بططأفواههم و ا ّ
قططال تعططالى :يريططدون ليطفططؤا نططور ا ّ
ل ط إلّ أن يت طّم
ل بططأفواههم و يططأبى ا ّ
ف ( 10و قال تعالى :يريدون أن يطفؤا نور ا ّ ) الص ّ
نوره و لو كره الكافرون ) التوبة ( 34و المراد من النور القرآن الكريم كما قال تعالى :
يا أّيها الّناس قد جاءكم برهان من رّبكم و أنزلنا إليكم نورًا مبين طًا ) النسططاء ( 175و كمططا
قال :فالذين آمنططوا بططه و عطّزروه و نصططروه و اتبعططوا النططور اّلططذي ُانططزل معططه اولئك هططم
المفلحون ) العراف . ( 158
] [ 290
لكافة العباد إلى يوم التناد فكيف ل يصونه من تحريف أهل العنططاد قططال تعططالى :و اوحططي
ى هذا القرآن لنذركم به و من بلغ ) النعططام ، ( 21و قططال تعططالى :تبططارك اّلططذى نطّزل
إل ّ
الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ) الفرقان : ( 2و قال تعالى :
و هذا كتاب أنزلناه مبارك مصّدق اّلذي بين يديه و لتنذر ُام القرى و من حولها ) النعططام
( 93و غيرها .
و من تتبع أسفار المحققين مطن العلمطاء الماميطة يعلططم أن مططن عططزى اليهططم القططول بتغييططر
لط
القرآن زيططادة و نقصططا فقططد افططترى عليهططم قططال العططالم الخططبير المططامي القاضططي نططور ا ّ
ل مرقده في مصائب النواصططب :مططا نسططب إلططى الشططيعة الماميططة بوقططوع التسترى نّور ا ّ
التغيير في القرآن ليس مما قال بطه جمهططور الماميطة إنمطا قطال بططه شطرذمة قليلطة منهططم ل
اعتداد بهم في ما بينهم .
ل ط المتططوفى 381ه قططال فططي و الشططيخ الجططل أبططو جعفططر ابططن بططابويه الصططدوق رحمططه ا ّ
ل تعالى على العتقادات :باب العتقاد في مبلغ القرآن :اعتقادنا أن القرآن اّلذى أنزله ا ّ
ل عليه و آله هو ما بين الدفتين و هو ما في أيدي الّناس ليس بأكثر من نبّيه محّمد صّلى ا ّ
ذلك و مبلغ سوره عند الّناس مأة و أربع عشر سورة و من نسب الينا أنا نقططول إّنططه أكططثر
من ذلك فهو كاذب .
و شيخ الطائفة المامية أبو جعفر الطوسي المتوفى 460ه قال في أّول تفسططيره التبيططان :
لط عليطه و آلطه بطل هططو أكططبر
ي صطّلى ا ّ
اعلم أن القرآن معجططزة عظيمططة علططى صططدق الّنططب ّ
ن الزيادة فيططه مجمططع علططىالمعجزات و أّما الكلم في زيادته و نقصانه فمما ل يليق به ل ّ
بطلنه و النقصان منه فالظاهر من مططذاهب المسططلمين خلفططه و هطو أليططق بالصططحيح مططن
مذهبنا الخ .
و من ذلك الكلم في زيادته و نقصانه فاّنه ل يليق بالتفسير فأّما الزيططادة فيططه فجمططع علططى
بطلنه و أّما النقصان منه فقد روى جماعة من أصحابنا و قوم من حشوية العامة أن
] [ 291
و العلمة حسن بن يوسف بن المطهر الحلي المتوفي 726ه قال في النهاية :
ل عليه و آله كان مكلفا بإشاعة ما نزل عليه من القرآن إلى عططدد التططواتر ي صّلى ا ّ
ن الّنب ّ
إّ
ليحصل القطع بنبّوته في أّنه المعجزة له و حينئذ ل يمكن التوافق على نقل ما سمعوه منه
إلى أن قال :فإّنه المعجزة الداّلة على صدقه فلو لم يبلغه إلى حّد التواتر انقطعت معجزته
جة على نبّوته الخ .
فل يبقى هناك ح ّ
و العالم الجليل بهاء الّدين العاملي المتوفى 1031ه قال :في الزبدة :
القرآن متواتر لتوفر الدواعي على نقله .و المنقول عنه في تفسير آلء الّرحمان اّنه ) ره
( قال :اختلف الصحاب في ترتيب سور القرآن العظيم و آياتها على مططا هططو عليططه الن
ل عليه و آله و كانت اليططات ي صّلى ا ّ فزعم جمع منهم أن ذلك وقع من الصحابة بعد الّنب ّ
غير مرتبة على ما هي عليه الن في زمانه و لم يكن السورة متحققططة فططي ذلططك الططوقت و
كذا لم يكن ترتيب السور على النهج الذي كانت عليه الن في ذلك الزمان ،و هذا الزعططم
سخيف و الحق ترتيب اليات و حصول السور كان في زمانه إلى أن قال :و اختلفوا في
وقوع الزيادة و النقصان فيه و الصحيح أن القرآن العظيم محفوظ عن ذلك الوقوع زيططادة
ل عليه قوله تعططالى و إنططا لططه لحططافظون و مططا اشططتهر بيططن الّنططاس مططنكان أو نقصانا و يد ّ
سلم منه في بعض المواضططع مثططل قططوله تعططالى بّلططغ مططا اسقاط اسم أمير المؤمنين عليه ال ّ
انزل إليك في على و غير ذلك فهو غير معتبر عند العلماء .
] [ 292
العلم بصحة نقططل القططرآن كططالعلم بالبلططدان و الحططوادث الكبططار و الوقططائع العظططام و الكتططب
المشهورة و أشعار العرب المسطورة فإن العناية اشتّدت و الدواعي توّفرت علططى نقلططه و
ن القططرآن معجططزة الّنبططوة و مأخططذ العلططوم
حراسته و بلغت إلى حّد لم يبلغه فيمططا ذكرنططاه ل ّ
الشرعّية و الحكام الدينّية ،و علماء المسلمين قد بلغوا في حفظه و حمططايته الغايططة حّتططى
ل شيء اختلف فيه من إعرابه و قرائته و حروفه و آياته فكيف يجططوز أن يكططون عرفوا ك ّ
شديد قال :صادقة و الضبط ال ّ مغّيرا أو منقوصا مع العناية ال ّ
و قال أيضا :
ن العلم بتفصيل القرآن و أبعاضه في صحة نقله كالعلم بجملته و جرى ذلططك مجططرى مططا إّ
علم ضرورة من الكتب المصّنفة ككتاب سيبويه و المزنططي فططإن أهططل العنايططة بهططذا الشططأن
ن مدخل أدخل فططي كتططاب سططيبويه يعلمون من تفصيلهما ما يعلمونه من جملتهما حتى لو أ ّ
بابا في النحو ليس من الكتاب لعرف و مّيز و علم أنه ملحق و ليس مططن أصططل الكتططاب و
ن العنايططة بنقططل القططرآن و ضططبطه أصططدق مططن كذلك القول في كتاب المزنططي ،و معلططوم أ ّ
ل عنه :العناية بضبط كتاب سيبويه و دواوين الشعراء ،قال :و ذكر أيضا رضى ا ّ
ل عليه و آله مجموعا مؤلفا على ما هو عليططه ل صّلى ا ّن القرآن كان على عهد رسول ا ّ أّ
ن القرآن كان يدرس و يحفظ جميعه في ذلك الزمان حّتى عيططن ل على ذلك بأ ّ
الن و استد ّ
لط عليطه و
ي صطّلى ا ّ على جماعة من الصحابة في حفظهم له و أنه كان يعرض على الّنطب ّ
لط بططن مسططعود و أبططي بططن كعططب وآله و يتلى عليه و أن جماعة من الصحابة مثططل عبططد ا ّ
ل ذلططك يططدلّ بطأدنى
ل عليه و آله عّدة ختمات و ك ّ ي صّلى ا ّغيرهما ختموا القرآن على الّنب ّ
تأمل على أّنه كان مجموعا مرّتبا غير مبتور و ل مبثوث قال :و ذكر :
ن الخلف فطي ذلطك ن من خالف فطي ذلطك مطن المامّيطة و الحشطوّية ل يعتطّد بخلفهطم فطإ ّ
أّ
حتها ل يرجططع بمثلهططامضاف إلى قوم من أصحاب الحديث نقلوا أخبارا ضعيفة ظنوا ص ط ّ
ل مقامه .
عن المعلوم المقطوع على صحته .انتهى ما أردنا من نقل كلمه أعلى ا ّ
] [ 293
و كذا صّرح غير واحد من سائر علمائنا المامّية كالمحقق الكركي ،
» ععععع ععععع «
فحصل من جميع ما قدمناه أن تركيب السور من اليات و ترتيب السور أيضا كان بططأمر
ل سورة ما عدا توبططة ل الّرحمن الّرحيم نزلت مع ك ّ ل عليه و آله و أن بسم ا ّ ي صّلى ا ّ
الّنب ّ
ن القططرآن المكتططوب ل سورة و آية من آيها كما أنها جزء من سورة الّنمل و أ ّ و انه جزء ك ّ
ل عليه و آله ما زيد فيه حرف و ل على رسوله الخاتم صّلى ا ّ بين الدفتين هو الذي نزله ا ّ
ل نقص منه شططيء و أن عثمططان مططا حططرف القططرآن و ل أخططذ منططه و ل زاد فيططه شططيئا بططل
غرضه من ذلك جمع الّنططاس علططى قططرائة واحططدة و إيططاك أن تظططن أنططه أحططرق المصططحف
ل و أن اعتراض علم الهدى و عيره الصحيح و ابقى الباطل و المحرف و المغير نعوذ با ّ
ل من جهة منعه القراءات الخر ل إحراقه المصحف الصططحيح و تبططديله كلم عليه ليس إ ّ
ل المجيد ،و أن القراءات السبع متواتر ل يقرء القرآن بغيرها من الشططواذ ،و أن رسططم ا ّ
ى ل يقاس بالنحو و رسم الخططط المتططداول فيجططب ابقططاء رسططمه علططى مططا
خط القرآن سماع ّ
لط
كتبت على الكتبة الولى ،و أن من عططزى إلططى المامّيططة تحريفططه فهططو كططاذب ،و أن ا ّ
حافظ كتابه و متّمم نوره .
و ما أجاد و أحسن و أحلى نظم العارف الّرومطي فططي المقطام قططال فطي المجّلططد الثطالث مطن
كتابه المثنوى :
-----------
) ( 1مم مم مم م ممم ممم مم ممم :مممم م مم مم
مممم مم ممم م م م مم مم م ممم مم مم م ممممم
ممممم م ممممممم م م مم م ممم مممم م ممم مم
مممممم .
] [ 294
و إّنما اتسع نطاق الكلم في هذا البحث لما رأينا شّدة عناية الّناس به
-----------
) ( 1ممم م مم مممم مممم م مممم مممم مم مم م
مم مم ممم م ) م ( م مم ممم م مم ممم م م م
مممممممم .
] [ 295
ق فططي ذلططك علططى أنططا نططرى كططثيرا مططنو كثرة حاجتهم إلى ايططراد البرهططان و ايضططاح الحط ّ
سكون من غير روية و طوّية بطائفة مططن الخبططار الوعاظ على المنابر و في المجالس يتم ّ
على تحريف الكتاب و يقولون كيت و كيت و الّناس يتلقونه منهم على القبول فططأحببت أن
اقدم تلك المباحث الشريفة في هذا المقام المناسططب لهططا فلعّلهططا تنفططع مططن أراد أن يتططذكر و
يسلك سبيل الهدى و مع ذلططك لططو ل خططوف الطنططاب لحببططت أن أذكططر جميططع الخبططار و
القوال الواردة مّما تمسكوا بها على تحريف الكتاب و إن كان ما ذكرناه كافيا لمن أخذت
ل تعالى ولي التوفيق الفطانة بيده و لعّلنا نؤلف في ذلك رسالة عليحدة تكون اعّم فائدة و ا ّ
فقد آن أن نرجع إلى ما كّنا فيه .
اعترض عليه علم الهطدى فطي الشطافي فقطال :فأمطا اعتطذاره فطي الحمطى بطأنه حمطاه لبطل
الصدقة اّلتي منفعتها تعود علططى المسططلمين و أّنططه اسططتغفر منططه و اعتططذر ،فططالمروى أّول
بخلف ما ذكره لن الواقدي روى بإسناده قال :كان عثمططان يحمططى الربططذة و الشططرف و
النقيع فكان ل يدخل في الحمى بعير له و ل فرس و ل لبني امية حّتى كططان آخططر الزمططان
فكان يحمى الشرف لبله و كانت الف بعيططر و لبططل الحكططم ،و كططان يحمططى الربططذة لبططل
الصدقة و يحمى النقيع لخيل المسلمين و خيله و خيل بني امّية ،
] [ 296
لط
ل تعالى و رسوله صّلى ا ّ نا ّ
على أّنه لو كان حماه لبل الصدقة لم يكن بذلك مصيبا ل ّ
ل الكلء و أباحاه و جعله مشتركا فليس لحد أن يغّير هذه الباحططة ،و لططوعليه و آله أح ّ
كان في هذا الفعل مصيبا و إّنما حماه لمصلحة تعود على المسلمين لمططا جططاز أن يسططتغفر
ن العتذار إنما يكون من الخطاء دون الصواب .منه و يعتذر ل ّ
ل في الدين .
و غيرها و ذلك مّما ل يح ّ
و اعتذر القاضي في المغني بقوله :فأّما مططا ذكططروه مططن إعطططائه مططن بيططت مططال الصططدقة
ح فاّنما فعل ذلك لعلمه بحاجة المقاتلة إليه و استغناء أهططل الصططدقات علططى المقاتلة فلو ص ّ
ل عليه و آله أّنه كان يفعل مثل ذلك ل صّلى ا ّ طريق القتراض ،و قد روى عن رسول ا ّ
سرا و للمام في مثل هذه المور أن يفعل ما جرى هذا المجططرى لن عنططد الحاجططة ربمططا
يجوز له أن يقترض من الّناس فبأن يجوز أن يتناول مططن مططال فططي يططده ليططرّده مططن المططال
الخر اولى .
شافي بقوله :فأّما اعتذاره من اعطائه المقاتلة مططن بيططتو اعترض عليه علم الهدى في ال ّ
ن ذلك إّنما جاز لعلمه بحاجة المقاتلة إليه و استغناء أهل الصدقة عنه و أ ّ
ن مال الصدقة بأ ّ
ل ط لططه جهططة
ن المال الططذي جعططل ا ّ
ل عليه و آله فعل مثله ،فليس بشيء ل ّالّرسول صّلى ا ّ
مخصوصة ل يجوز أن يعدل عن جهته بالجتهاد و لو كانت المصلحة فططي ذلططك موقوفططة
ل تعالى في هذا الحكم لّنه تعالى أعلم بالمصالح و اختلفها مّنطا وعلى الحاجة لشرطها ا ّ
لكان ل يجعل لهل الصدقة منها القسط مطلقا .
فأّما ما ذكره من القتراض فاين كان عثمان عن هذا العذر لما وقف عليه .
ن جللة شأن أبي ذر و فخامة أمره و علّو درجته و مكانته في السططلم فططوق أن و اعلم أ ّ
يحوم حوله العبارة أو أن
] [ 297
يحتاج إلى بيان و كلم ،فقد روى الفريقان في سمّو رتبته و حسن اسلمه ما ل يسع هذه
العجالة .
قال في اسد الغابة :اختلف في اسمه اختلفا كثيرا و قول الكثر و هو أصح ما قيل فيه :
جندب بالجيم المضمومة و النون الساكنة و الدال المهملة المفتوحة ابن جنادة بضّم الجيططم
أيضا .كان من كبار الصحابة و فضلئهم قططديم السططلم يقططال :أسططلم بعططد أربعططة و كططان
ل عليه و آله بتحيططة السططلم و قططال رسططول ل صّلى ا ّخامسا و هو أّول من حّيى رسول ا ّ
ل عليه و آله فيه :ما أظلت الخضراء و ل أقلت الغبراء أصدق من أبططي ذر و ل صّلى ا ّ ا ّ
صطادقفي عبارة اخرى :على ذي لهجة أصدق مطن أبطي ذر و سطئل جعفطر بطن محّمطد ال ّ
سلم عن هذا الخبر فصّدقه .عليهما ال ّ
سلم قال :وعى أبو ذر علما عجز الّناس عنه ثّم أوكأ عليططه فلططم يخططرجن علّيا عليه ال ّ
وأّ
منه شيئا .و كان آدم طويل عظيما أبيض الّرأس و الّلحية .
» ععع ععععع ععع عع عع ععععععع ععع عععع عع
ع ععععع عععع « » ع ععع ععععع عع ععع «
في الشافي للشريف المرتضططى علططم الهططدى :قطد روى جميططع أهطل السططيرة علطى اختلف
طرقهم و أسانيدهم أن عثمان لما أعطى مروان بن الحكم ما أعطاه و اعطى الحططرث بططن
الحكم بن أبي العاص ثلثمأة ألف درهم و أعطى زيد بن ثابت مأة ألف درهم ،جعل أبططو
شر الكافرين بعذاب أليم و يتلو قوله تعالى :و اّلذين يكنزون الذهب و الفضة ذر يقول :ب ّ
شرهم بعذاب أليم فرفع ذلك مروان إلططى عثمططان فأرسططل إلططى ل فب ّ
و ل ينفقونها في سبيل ا ّ
أبي ذر نائل موله أن انته عّما يبلغني عنك فقال :
لطط
ل لن أرضى ا ّل فو ا ّ
ل تعالى و عيب من ترك أمر ا ّ
أينهاني عثمان عن قرائة كتاب ا ّ
ل ،فاغضب عثمان ذلططك و ى و خير من أن أرضى عثمان بسخط ا ّ ب إل ّ
بسخط عثمان أح ّ
احفظه و تصابر .
أرأيتم من زّكى ماله هل فيه حق لغيره ؟ فقال كعب الحبار :ل يا أمير المؤمنين
] [ 298
فدفع أبو ذر في صدر كعب و قال له :كذبت يا ابن اليهودي ثّم تل » ليس الططبّر أن توّلططوا
وجوهكم قبل المشرق و المغرب الية .فقال عثمان :أيجوز للمام أن يأخذ مال من بيت
مال المسلمين فينفقه فيما ينوبه من اموره فاذا أيسر قضاه ؟
فقال كعب الحبار :ل بأس بذلك فرفع أبو ذر العصا فدفع بها في صدر كعب و قال :
يا ابن اليهودي ما أجرأك على القول في ديننا فقال له عثمان :ما أكثر أذاك لي و تولعططك
بأصحابي غّيب وجهك عّني فقد آذيتني ،الحق بالشام فأخرجه إليها .
و كان معاوية يومئذ عامل عثمان بالشام و كان أبو ذر ينكططر علططى معاويططة اشططياء يفعلهططا
فبعث إليه معاوية ثلثمأة دينار ،فقال أبططو ذر :إن كططانت مططن عطططائى الططذي حرمتمططونيه
عامي هذا قبلتها و إن كانت صلة فل حاجة لي فيها و رّدها عليه .
و بنى معاوية الخضططراء بدمشطق فقططال أبطو ذر :يطا معاويططة إن كططانت مطن عططائي اّلططذي
حرمتمونيه عامى هذا قبلتها و إن كان من مالك فهى السراف .
ل ما هى فططي كتططاب ل لقد حدثت أعمال ما أعرفها و ا ّ ل يقول :و ا ّو كان أبو ذر رحمه ا ّ
ل إّنى لرى حّقا يطفأ و باطل يحيططى و صططادقا مكططذبا و اثططرة بغيططر ل و ل سّنة نبّيه و ا ّ
ا ّ
تقى و صالحا مستأثرا عليه .فقال حبيب بن مسططلمة القهططرى لمعاويططة :ان أبططا ذر لمفسططد
عليكم الشام فتدارك أهله إن كططانت لكططم فيططه حاجططة فكتططب معاويططة إلططى عثمططان أنّ أبططا ذر
تجتمع إليه الجموع و ل آمن أن يفسدهم عليك فان كان لك في القوم حاجة فاحمله إليك .
جه به مع من ساربه الّليل و النهار و حمل على شارف ليس عليهططا إل قتططب حّتططى قططدمفو ّ
المدينة و قد سقط لحم فخذيه من الجهد .و قال المسعودي :فحمله على بعيططر عليططه قتططب
يابس معه خمسة من الصقالبة يطيرون به حّتى أتوا به المدينة قد تسلخت بططواطن أفخططاذه
و كان أن يتلف فقيل له :إّنك تموت من ذلك ،فقال :هيهات لن أموت حّتى أنفططى و ذكططر
جوامع ما نزل به بعد و من يتولى دفنه .
ي أرض
و في الشافي :فلّما قدم أبوذر المدينة بعث إليه عثمان بأن الحق بأ ّ
] [ 299
شئت فقال :بمّكة قال :ل ،قال :فببيت المقدس ،قال :ل ،قال :فبأحد المصرين ،
ل تعالى .
قال :ل و لكنى مسيرك إلى الّربذة فسيره إليها :فلم يزل بها حّتى مات رحمه ا ّ
ل عينططا يططا جنيططدب ن أبا ذر لما دخل على عثمان فقال له :ل أنعم ا ّ و في رواية الواقدي أ ّ
ل ط فططاخترت اسططم ل عليه و آله عبططد ا ّ
ل صّلى ا ّفقال أبو ذر :أنا جندب و سّماني رسول ا ّ
ن يططد
ل اّلذي سّماني به على اسمى ،فقال له عثمان :أنت اّلذي تزعم أنططا نقططول إ ّ رسول ا ّ
ل فقير و نحن أغنياء ؟ فقال أبو ذر :و لو كنتططم ل تزعمططون لنفقتططم مططال نا ّل مغلولة إ ّ
ا ّ
ل عليطه و آلطه يقطول :إذا بلطغ بنطو ل صّلى ا ّل على عباده و لكنى أشهد لسمعت رسول ا ّ ا ّ
لط دخل ثطّم يريطح ل خطول و ديطن ا ّ ل دول و عباد ا ّ أبي العاص ثلثين رجل جعلوا مال ا ّ
ل ؟ فقالوا :ما سططمعناه ، ل العباد منهم .فقال عثمان لمن حضره :أسمعتموها من نبي ا ّ ا ّ
ل عليه و آله ؟ ل صّلى ا ّفقال عثمان :ويلك يا أبا ذر أتكذب على رسول ا ّ
فقال أبو ذر لمن حضره :أما تظنون أني صدقت ؟ فقطال عثمطان :ادعطوا لططي علّيطا عليطه
سلم ،فلمططا جطاء قطال عثمطان لبططي ذر :اقصطص عليططه حطديثك فطي بنططي أبططي العططاص ال ّ
لط عليططه ول صطّلى ا ّ سلم :هل سمعت هذا من رسول ا ّ ي عليه ال ّفحّدثه ،فقال عثمان لعل ّ
سلم ل ،و قد صدق أبو ذر ،فقال عثمان :كيف عرفت صططدقه ؟ ي عليه ال ّ
آله ؟ فقال عل ّ
ل عليه و آله يقول :ما أظلططت الخضططراء و ل أقلططت ل صّلى ا ّ قال :لّني سمعت رسول ا ّ
لط
ي صطّلى ا ّ الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر فقال مططن حضطر مطن أصططحاب الّنططب ّ
ل صّلى عليه و آله جميعا :صدق أبو ذر .فقال أبو ذر :أ حدثكم أني سمعته من رسول ا ّ
ل عليه و آله ثّم تتهموني ما كنت أظن أّني أعيش حططتى أسططمع هططذا مططن أصططحاب محّمططدا ّ
ل عليه و آله .صّلى ا ّ
و روى الواقدي في خبر آخر باسناده عن صططهبان مططولى السططلميين قطال :رأيطت أبطا ذر
يوم دخل به على عثمان فقال له :أنت الذي فعلت و فعلت .قال أبو ذر :
إّني نصحتك فاستغششتني و نصحت صاحبك فاستغشني .فقططال عثمططان :كططذبت و لكنططك
تريد الفتنة و تحّبها قد قلبت الشام علينا .فقال أبو ذر :اتبع سنة صاحبيك ل يكططون لحططد
لط مططا وجططدت لططي
عليك كلم فقال له عثمان :ما لك و لذلك ل ام لك ؟ فقال أبططو ذر :و ا ّ
ل المر بالمعروف و النهى عن المنكر ،فغضب عثمان فقال :أشيروا عذرا إ ّ
] [ 300
ى في هططذا الشططيخ الكططذاب :إّمططا أن أضططربه أو أحبسططه أو أقتلططه فططاّنه قططد فطّرق جماعططةعل ّ
سلم و كان حاضرا فقال :اشير عليططك ي عليه ال ّ
المسلمين أو أنفيه من الرض ،فتكلم عل ّ
بما قال مؤمن آل فرعون فإن يك كاذبا فعليه كذبه و إن يططك صططادقا يصططبكم بعططض الططذي
ب أنل ل يهدي من هططو مسططرف كططذاب فأجططابه عثمططان بجططواب غليططظ لططم احط ّ نا ّيعدكم إ ّ
سلم بمثله . ي عليه ال ّ
أذكره و أجابه عل ّ
لط
ثّم أمر أن يؤتى به فلما أتى به وقف بين يديه قال :ويحك يا عثمان أما رأيت رسططول ا ّ
ل عليه و آله و رأيت أبا بكر و عمر هل رأيت هذا هديهم ) هططل هططديك كهططديهم ؟ صّلى ا ّ
خ ل ( إّنك تبطش بي بطش جّبار فقال :اخرج عنا من بلدنا فقططال أبططو ذر :فمططا أبغططض
إلىّ جوارك قال :فالى أين أخرج ؟ قال :حيث شططئت .قططال :أفططأخرج إلططى الشططام أرض
الجهاد ؟ فقال :إنما جليتك من الشام لما قد أفسدتها ،أفأردك إليها ؟ قال :
أفأخرج إلى العراق ؟ قال :ل .قال :و لم ؟ قال :تقدم على قوم أهل شبهة و طعن علططى
الئمة .قال :أفأخرج إلى مصر ؟ قال :ل .قال :أين أخرج ؟ قال :
حيث شئت .فقال أبو ذر :هو أيضا التعرب بعد الهجرة أخرج إلى نجد ؟ فقال عثمان :
ى .قطال :امطض
الشرف الشرف البعد أقصى فأقصى .فقال أبو ذر :قطد أبيطت ذلطك علط ّ
على وجهك هذا و ل تعدون الربذة فخرج إليها .
قال المسعودي بعد ذكر جلوسه لدى عثمان و ذكر الخبر فططي ولططد أبططي العططاص إذا بلغططوا
ثلثين ،الخبر قال :و كان في ذلك اليوم قد اتى عثمططان بتركططة عبططد الرحمططن بططن عططوف
الزهرى من المال فنضت البدر حتى حالت بين عثمان و بين الرجل القائم فقططال عثمططان :
إني لرجو لعبد الّرحمن خيرا لّنه كان يتصدق و يقرى الضيف و ترك ما ترون ،فقططال
كعب الحبار :صدقت يا أمير المؤمنين ،فشال أبو ذر العصا فضرب بها رأس كعططب و
لم يشغله ما كان فيه من اللم و قال :يا ابن اليهودي تقول لرجل مات و تططرك هططذا المطال
لط
ل بذلك ؟ و أنططا سططمعت رسططول ا ّ
ل أعطاه خير الدنيا و خير الخرة و تقطع على ا ّ نا ّإّ
ل عليه و آله يقول :ما يسّرني أن أموت و أدع ما يزن قيراطا ،
صّلى ا ّ
ل .قال :فتمنعني
فقال له عثمان :وار عّني وجهك ،فقال :أسير إلى مكة .قال :ل و ا ّ
] [ 301
لط ،
ل قال :فالى الشططام .قططال :ل و ا ّ
من بيت رّبي أعبده فيه حّتى أموت ؟ قال :إى و ا ّ
قال :
و بعث أبو ذر إلى جمل له فحمل عليه إمرأته و قيل ابنته و أمر عثمان أن يتجافاه الّنططاس
حتى يسير إلى الّربذة .
و قد روى هذا الكلم أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهرى في كتاب السطقيفة عططن عبططد
الّرزاق عن أبيه عن عكرمة عططن ابططن عّبططاس قططال :لّمططا اخططرج أبططو ذر إلططى الّربططذة أمططر
عثمان فنودي في الّناس أن ل يكلم أحططد أبططا ذر و ل يشطّيعه و أمططر مططروان بططن الحكططم أن
سططلم و عقيل أخططاه و ي بططن أبيطططالب عليططه ال ّ
ل علط ّ
يخرج به فخرج به و تحامططاه الّنططاس إ ّ
سططلم يكّلططم أبططا
حسنا و حسينا و عّمارا فانهم خرجوا معه يشّيعونه ،فجعل الحسن عليه ال ّ
ذر فقال له مروان :إّيها يا حسن أل تعلم أن أمير المؤمنين قد نهى عن كلم هذا
] [ 302
سلم :
ى عليه ال ّ
قال ذكوان :فحفظت كلم القوم و كان حافظا فقال عل ّ
ن القوم خافوك على دنياهم و خفتهم على دينك فامتحنوك بالقلى لإّيا با ذر إّنك غضبت ّ
ل لجعططل لططه
ل لو كانت السماوات و الرض على عبد رتقا ثّم اتقى ا ّ و نفوك إلى الفل و ا ّ
ل الباطل .
ق و ل يوحشّنك إ ّ
ل الح ّ
منها مخرجا ،يا با ذر ل يونسّنك إ ّ
سططلم لصططحابه :وّدعططوا عّمكططم ،و قططال لعقيططل :وّدع أخططاك فتكّلططم عقيططل
ثّم قال عليه ال ّ
ن التقوى نجاة ل فا ّ
فقال :ما عسى أن نقول يا با ذر أنت تعلم أنا نحّبك و أنت تحّبنا فاتق ا ّ
ن الصبر كرم و اعلم أن استثقا لك الصبر من الجزع و استبطائك العافيططة مططن و اصبر فا ّ
اليأس فدع اليأس و الجزع .
سلم فقال :يا عّماه لو ل أّنه ل ينبغي للموّدع أن يسططكت و للمشططيعثّم تكّلم الحسن عليه ال ّ
أن ينصرف لقصر الكلم و إن طال السف و قد أتى القوم إليك ما ترى فضع عنك الدنيا
ل عليه بتذكر فراقها و شدة ما اشتّد منها برجاء ما بعدها و اصبر حّتى تلقى نبّيك صّلى ا ّ
و آله و هو عنك راض .
لط
ل تعالى قادر أن يغّيطر مطا قطد تططرى و ا ّ نا ّ
سلم فقال :يا عّماه إ ّ
ثّم تكّلم الحسين عليه ال ّ
كلّ يوم هو في شأن و قد منعك القوم دنيططاهم و منعتهططم دينططك فمططا أغنططاك عّمططا منعططوك و
ل الصبر و النصر و استعذ به مططن الجشططع و الجططزع فططإن أحوجهم إلى ما منعتهم فاسأل ا ّ
الصبر من الّدين و الكرم و إن الجشع ل يقدم رزقا و الجزع ل يؤخر أجل .
عليه و الملك لمن غلب ،فوهبوا لهم دينهم و منحهم القوم ديناهم فخسروا الدنيا و الخرة
ل و كان شيخا كبيرا و قططال :رحمكططم أل ذلك هو الخسران المبين .فبكى أبو ذر رحمه ا ّ
لط عليطه و آلطه مطا لطىلط صطّلى ا ّ
ل يا أهل بيت الرحمة إذا رأيتكم ذكطرت بكطم رسطول ا ّ ا ّ
بالمدينة سكن و ل شجن غيركم إّنى ثقلت على عثمان بالحجططاز كمططا ثقلططت علططى معاويططة
بالشام و كره أن اجاور أخاه و ابن خاله بالمصرين فافسد الناس عليهما فسّيرني إلططى بلططد
لط
لط صططاحبا و مططا أخشططى مططع ا ّ
لا ّل مططا اريططد إ ّ
ل،وا ّ
لا ّ
ليس لي به ناصر و ل دافع إ ّ
وحشة .
قال :أو ما بلغك نهيى عن كلم أبي ذر ؟ قال :أو ما كّلما أمرت بططأمر معصططية أطعنططاك
فيه ؟ قال عثمان :أقد مروان من نفسططك ،قططال :و مططا أقيططده ؟ قططال :ضططربت بيططن اذنططي
راحلته ،قال علطى :أمطا راحلطتى فهطى تلطك فطإن أراد أن يضطربها كمطا ضطربت راحلتطه
ل شتمتك مثلهططا بمططا ل أكططذب فيططه و ل ل ل يشتمني شتمة إ ّ فليفعل ،و أّما شتمه إياى فو ا ّ
لط مططا أنططت عنططدى
ل حقا ،فغضب عثمان و قال :و لم ل يشتمك إذا شتمته ؟ فططو ا ّ أقول إ ّ
سطلم و قطال :ألطي تقطول هطذا القطول و ي بن أبطي ططالب عليطه ال ّ بأفضل منه .فغضب عل ّ
ل أفضل منك و أبي أفضل من أبيك و امططي أفضططل مططن اّمططك و بمروان تعدلني ؟ فأنا و ا ّ
هذه نبلى قد نثلتها و هلم فاقبل بنبلك فغضب عثمططان و احمطّر وجهططه فقططام و دخططل داره و
سلم فاجتمع إليه أهل بيته و رجال من المهاجرين و النصار . ي عليه ال ّ
انصرف عل ّ
فلّما كان من الغد أرسل عثمان إلى وجوه المهاجرين و النصار و إلى بني امية
] [ 304
ل ط مططا أردت مسططائتك و ل الخلف أّما ما وجدت على فيه من كلم أبي ذر و وداعه فططو ا ّ
عليك و لكن أردت به قضاء حّقه ،و أما مروان فإّنه اعترض يريد رّدى عن قضاء حطط ّ
ق
ل فرددته رّد مثلي مثله ،و أمططا مططا كططان مّنططي إليططك فإنططك أغضططبتني فططأخرج
ل عّز و ج ّ
ا ّ
الغضب مّنى ما لم أرده .
ى فقد وهبته لطك ،و أمطا مطا ل و أثنى عليه ثّم قال :أّما ما كان منك إل ّ
فتكّلم عثمان فحمد ا ّ
ل عنك ،و أما ما حلفت عليططه فططأنت الططبر الصططادق فططادن كان منك إلى مروان فقد عفى ا ّ
يدك فأخذ يده فضّمها إلى صدره .فلّمطا نهططض قطالت قريططش و بنططو اميططة لمطروان :أأنطت
ى و ضرب راحلتك و قد تفانت وائل في ضرع ناقة و ذبيان و عبططس فططي رجل جبهك عل ّ
ي ما أتاه إليك ؟ فقططال مططروان :و لطمة فرس و الوس و الخزرج في نسعة ؟ أفتحمل لعل ّ
ل لو أردت ذلك لما قدرت عليه . ا ّ
ثّم قال الشارح المعتزلي :و اعلم أن اّلذي عليه أكثر أربططاب السططيرة و علمططاء الخبططار و
النقل أن عثمان نفا أبا ذر أّول إلى الشام ثّم استقدمه إلى المدينة لما شكى منططه معاويططة ث طّم
نفاه من المدينة إلى الربطذة لمطا عمطل بالمدينطة نظيطر مطا كطان يعمطل بالشطام و أصطل هطذه
الواقعة أن عثمان لما أعطى مروان بن الحكم و غيره بيوت المططوال و اختططص زيططد بططن
ثابت بشيء منها جعل أبططو ذر يقططول بيططن الّنططاس و الطرقططات و الشططوارع بشطّر الكططافرين
بعذاب أليم و يرفع بذلك صوته فأتى بما نقلنا من الشافي بحذافيرها .
] [ 305
لطط
قال :أّما إّني كنت في ثغر من الثغور أغنى عنهم فاخرجت إلى مدينة الرسول صّلى ا ّ
عليه و آله فقلت دار هجرتي و أصحابي فاخرجت منها إلى ما تططرى ،ث طّم قططال :بينططا أنططا
ل عليه و آله فضربني برجليه فقططال ل صّلى ا ّ
ذات ليلة نائم في المسجد إذ مّر بي رسول ا ّ
:ل أراك نائما ،
فقلت :بأبي أنت و أّمي غلبتني عيني فنمت فيه ،فقال :كيف تصنع إذا أخرجططوك منططه ؟
فقلت :إذا ألحق بالشام فإنها أرض مقدسة و أرض بقّية السلم و أرض الجهاد ،
فقال :كيف بك إذا أخرجوك منها ؟ قال :فقلت :أرجع إلى المسجد ،قال :كيططف تصططنع
ل عليه و آلططه : ل صّلى ا ّ إذا أخرجوك منه ؟ قلت :آخذ سيفي فاضرب به ،فقال رسول ا ّ
أل أدّلك على خير من ذلك انسق معهم حيث ساقوك و تسمع و تطيع فسمعت و أطعططت و
ل عثمان و هو آثم فططي جنططبي .و كططان يقططول بالّربططذة :مططا
نا ّ
ل ليلقي ّ
أنا أسمع و اطيع و ا ّ
ق لي صديقا و كان يقول فيها :رّدني عثمان بعد الهجرة أعرابيا . ترك الح ّ
و في النهاية الثيرية :التعّرب بعد الهجرة هو أن يعود إلى الباديططة و يقيططم مططع العططراب
بعد أن كان مهاجرا و كان مطن رجطع بعطد الهجطرة إلطى موضطعه مطن غيطر عطذر يعطّدونه
كالمرتّد .
] [ 306
قال الفيض في بيانه :و في بعض النسخ :لعلة سكنى البدو بدون ل و هو أوضح و أوثق
بما بعده ،و الخوف عليه عطف على الفساد و البطال .انتهى ،فتأّمل .
قال في الشافى :حكى القاضى عن شيخه أبى على في نفى أبى ذر إلى الربططذة أنّ النططاس
اختلفوا في أمره فروى عنه أّنه قيل لبى ذر :أعثمان انزلك الربذة ؟
فقال :ل ،بل اخترت لنفسى ذلك و روى أن معاوية كتب يشكوه و هو بالشام فكتب إليططه
عثمان أن صّيره إلى المدينة فلما صار إليططه قططال :مططا أخرجططك إلططى الشططام ؟ قططال :لّنططي
ل عليه و آله يقول :إذا بلغت عمارة المدينة موضططع كططذا فططاخرج سمعت الّرسول صّلى ا ّ
عنها فلذلك خرجت ،قال :فأى البلد أحب إليك بعد الشام ؟ فقال :الّربذة ،فقططال :صططر
جططة و لططو ثبططت ذلططك لكططان ل يمتنططع أن
اليها و إذا تكافأت الخبار لم يكن فططي ذلططك لهططم ح ّ
يخرج إلى الربذة لصلح يرجع إلى الّدين فل يكون ظلما لبى ذر بل ربمططا يكططون إشططفاقا
عليه و خوفا من أن يناله من بعض أهل المدينة مكروه .
لط
فقد روى أنه كان يغلظ في القول و يخشن في الكلم و يقول :لم يبق أصحاب رسول ا ّ
ل عليه و آله على عهد و ينفر بهذا القول فرأى إخراجه أصلح لما يرجططع إليهططم و صّلى ا ّ
إليه من المصلحة و إلى الدين .و قد روى أن عمر أخرج عطن المدينطة نصطر بطن حجطاج
ل تعالى إلى خفض الجناح للمؤمنين و إلططى القططول الليططنلما خاف ناحيته .قال :و ندب ا ّ
ضوا من حولك ل عليه و آله أّنه لو استعمل الفظاظة ل نف ّ
للكافرين و بين للرسول صّلى ا ّ
فلّما رأى عثمان من خشونة كلم أبى ذر و ما كان يورده مما يخشى منه التنفير فعططل مططا
فعل .
و قد روى عن زيد بن وهب قال :قلت لبى ذر و هو بالربذة :مطا أنزلططك هطذا المنططزل ؟
قال :اخبرك أّنى كنت بالشام في أيام معاوية و قد ذكرت هذه الية اّلذين يكنزون الططّذهب
شرهم بعذاب أليم
ل فب ّ
ضة و ل ينفقونها في سبيل ا ّ
و الف ّ
] [ 307
فقال معاوية هذه في أصل الكتاب فقلت فيهططم و فينططا فكتططب معاويططة إلططى عثمططان فططي ذلططك
ى كأنهم لم يعرفونى فشكوت ذلك إلططى ى فقدمت عليه فانثال الناس إل ّ ى أن أقدم عل ّفكتب إل ّ
عثمان فخّيرنى و قال :إن أحببت أنزل حيططث شطئت فنزلططت الّربططذة و حكطى عططن الخيططاط
ل ما فططي ذلططك أنن خروج أبى ذر إلى الربذة كان باختياره قال :و أق ّ قريبا مما تقدم من أ ّ
يختلف الخبار فتطرح و نرجع إلى المر الّول في صحة إمامة عثمان و سلمة أحططواله
.
اعترض في الشافي عليه و رّد كلمه بقوله :فأّما قوله » إن الخبار مكافئة في أمر أبططي
لط أنذر و إخراجططه إلططى الّربططذة و هططل كططان ذلططك باختيططاره أو بغيططر اختيططاره « فمعططاذ ا ّ
يتكافيء في ذلك بل المعروف الظاهر أنه نفاه من المدينة إلى الّربذة ،ثّم أتططى بالروايططات
الثلث عن الواقدى و قوله قد روى جميع أهل السيرة على اختلف الطرق إلططى آخططر مططا
نقلناه عنططه مططن الشططافي المططذكورة آنفططا ثطّم قطال :و الخبططار فططي هططذا البططاب أكططثر مططن أن
نحصرها و أوسع من أن نذكرها أو ما تحمل نفسه على اّدعا أن أبا ذر خرج مختارا إلططى
الربذة .
ل أّنه
قال :و لسنا ننكر أن يكون ما أورده صاحب الكتاب من أّنه خرج مختارا قد روى إ ّ
ل الروايات التى تتضمن خلفها و من تص طّفح في الشاّذ النادر و بازاء هذه الرواية الفذة ك ّ
الخبار علم أنها غير متكافئة على مططا ظططن صططاحب الكتططاب يعنططي بططه القاضططي صططاحب
كتاب المغني و كيف يجوز خروجه عن تخيير و إنما اشخص من الشام على الوجه اّلذي
اشخص عليه من خشونة المركب و قبح السير به للموجدة عليه .ثّم لمططا قططدم منططع النططاس
ل هذا ل يشبه أن يكون أخرجه إلى الّربططذة باختيططاره . من كلمه و أغلظ له في القول و ك ّ
ب أن يختار الّربططذة منططزل مططع جطدبها و قحطهطا و بعططدها و كيف يظن عاقل أن أبا ذر يح ّ
عن الخيرات و لم يكن بمنزل مثله .
] [ 308
فأّما قوله » إّنه اشفق عليه من أن يناله بعض أهل المدينة بمكروه من حيث كان يغلططظ لططه
ل مططن كططان راضططيا بقططوله القول « فليس بشيء يعّول عليه لنه لم يكن في أهططل المدينططة إ ّ
عاتبا بمثل عتبه إل أنهم كانوا بين مجاهر بما في نفسه و مخططف مططا عنططده و مططا فططي أهططل
ل من رثى مما حدث على أبي ذر و استفظعه و من رجع إلى كتب السير عططرف المدينة إ ّ
ما ذكرناه .
فأما قوله » إن عمر أخرج من المدينة نصر بن حجاج « فيما بعد مطا بيطن المريطن و مطا
كنا نظن أن أحدا يسّوى بين أبي ذر و هو وجه الصحابة و عينهم و من أجمططع المسططلمون
ل عليه و آله مدحه من صططدق اللهجططة بمططا
ل صّلى ا ّ
على توقيره و تعظيمه و أن رسول ا ّ
لم يمدح به أحدا و بين نصر بن الحجاج الحدث الذي كان خاف عمر من افتتان النساء به
و بشبابه و ل حظ له في فضل و ل دين .على أن عمر قد ذم باخراجه نصر بن الحجططاج
جاج مططذموما فكيططف بمططن أخططرج
من غير ذنب كان منه و إذا كان من أخرج نصر بن الح ّ
ل؟مثل أبي ذر رحمه ا ّ
في تاريخ أبى جعفر الطبرى :لما حضرت الوفاة أبا ذر في الربذة و ذلك في سنة اثنططتين
و ثلثين من الهجرة في سنة ثمان في ذى الحجة من امارة عثمان قال لبنته :استشططرفي
يا بنّية فانظرى هل ترين أحططدا ؟ قطالت :ل ،قطال :فمطا جطائت سطاعتى بعططد ،ثطّم أمرهطا
فذبحت شاة ثّم طبختها .ثّم قال :إذا جططائك الططذين يططدفنوني فقططولى لهططم :إن ابططا ذر يقسططم
عليكم ان ل تركبوا حّتى تأكلوا فلّما نضجت قدرها قططال لهططا :انظططرى هططل تريططن أحططدا ؟
لط وقالت :نعم ،هؤلء ركب مقبلون .قال :استقبلى بى الكعبة ،ففعلت و قططال :بسططم ا ّ
ل عليه و آله ثّم خرجت ابنتططه فتلقتهططم و قططالت رحمكططم
ل صّلى ا ّ
ل و على مّلة رسول ا ّ
با ّ
ا ّ
ل
] [ 309
اشهدوا أبا ذر .قالوا :و أين هو ؟ فأشارت لهم إليه و قد مات فادفنوه قالوا :نعم و نعمططة
ل بذلك و إذا ركب من أهل الكوفة فيهم ابططن مسططعود فمططالوا إليططه و ابططن عين لقد أكرمنا ا ّ
ل عليه و آله يموت وحده و يبعططث وحططده ل صّلى ا ّ مسعود يبكى و يقول :صدق رسول ا ّ
ن أبططا ذر يقططرء
فغسلوه و كفنوه و صّلوا عليه و دفنططوه فلمططا أرادوا يرتحلططوا قططالت لهططم :إ ّ
سلم و اقسم عليكم أن ل تركبوا حتى تأكلوا ففعلوا . عليكم ال ّ
و فيه في رواية اخرى باسناده عن الحلحال بن ذرى قال :خرجنطا مطع ابطن مسططعود سططنة
31و نحن أربعة عشر راكبا حّتى أتينا على الّربذة فإذا امرأة قد تلقتنا فقالت :اشهدوا أبا
ذر و ما شعرنا بأمره و ل بلغنا فقال و أين أبو ذر ؟ فأشارت إلى خباء فمال ابططن مسططعود
إليه و هو يبكى فغسلناه و كفناه و إذا خباؤه خباء منضططوح بمسططك فقلنططا للمططرأة مططا هططذا ؟
ن الميت يحضره شهود يجططدون الريططح و ل يططأكلون فقالت كانت مسكة فلما حضر قال :إ ّ
فدوفى تلك المسكة بماء ثّم رشططى بهططا الخبططاء فططاقريهم ريحهططا و اطبخططى هططذا اللحططم فططانه
سيشططهدني قططوم صططالحون يلططون دفنططى فططاقريهم فلمططا دفّنططا دعتنططا إلططى الطعططام فأكلنططا .و
الحاديث في فضائل أبي ذر و اسلمه و ترجمته و مقامه في الّربذة و موته و صلة عبد
ل بن مسعود عليه و من كان معه في موته كثيرة ل نطول بذكرها . ا ّ
ل بن جعفر حدثه عن امّ ن عبد ا ّقال أبو جعفر الطبرى في تاريخه :ذكر محّمد بن عمر أ ّ
بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيهططا قططال :قططدمت إبططل مططن إبططل الصططدقة علططى عثمططان
فوهبها لبعض بني الحكم فبلغ ذلك عبد الرحمن بن عوف فأرسل إلى المسور ابن مخرمة
و إلى عبد الرحمن بن السود بن عبد يغوث فأخذاها فقسططمها عبططد الرحمططن فططي الّنططاس و
عثمان في الدار .
] [ 310
إلى حرة الّنار ،ثّم جاءه مرة اخرى و عثمان على المنبر فأنزله عنه .
قال :كان أول من اجترأ على عثمان بالمنطق السيىء جبلة بن عمططرو السططاعدي م طّر بططه
عثمان و هو جالس في ندى قومه و في يد جبلة بن عمرو جامعة فلّما مّر عثمان سّلم فرّد
لطالقوم فقال جبلة :لم ترّدون على رجل فعل كذا و كذا ؟ ثّم أقبل على عثمان فقططال :و ا ّ
لطط
ي بطانة ؟ فو ا ّن هذه الجامعة في عنقك أو لتتركن بطانتك هذه .قال عثمان :أ ّ لطرح ّ
إّني لتخّير الّناس .فقال :مروان تخّيرته ،و معاوية تخّيرته ،
ل بن سعد تخّيرته ،منهم من نزل القططرآنل بن عامر بن كريز تخّيرته ،و عبد ا ّ و عبد ا ّ
ل عليه و آله دمه .قال :فانصرف عثمان فمططا زال الّنططاسل صّلى ا ّ
بدمه و أباح رسول ا ّ
مجترئين عليه .
قال :و خطب في بعض أيامه فقال عمرو بن العاص :يا أمير المططؤمنين إّنططك قططد ركبططت
نهابير و ركبناها معك فتب نتب إلى أن قال :ثم لما كان بعططد ذلططك خطططب عثمططان النططاس
فقام إليه جهجاه الغفاري فصاح يا عثمان أل إن هذه شارف قططد جئنططا بهططا عليهططا عبططاءة و
جامعة قم يا نعثططل فططانزل عططن هططذا المنططبر فلنططدرعك العبططاءة و لنطرحططك فططي الجامعططة و
لط و قبططح مططا
لنحملك على الشارف ثّم نطرحك في جبل الططدخان ،فقططال عثمططان :قبحططك ا ّ
ل عن مل من الّناس و قام إلى عثمان خيرته و شيعته من جئت به ،قال :و لم يكن ذلك إ ّ
بني امية فحملوه و أدخلوه الدار .
لط علططى العططداء فقتلططوا منهططم قال :بعد ما غزا المسلمون غزوة الصططواري و نصططرهم ا ّ
لط لقططد تركنططا خلفنططا
مقتلة عظيما و هزم القوم جعل محّمد بن أبططي حذيفططة يقططول :أمططا و ا ّ
ى جهاد ؟ فيقول :عثمان بن عفان فعل كذا و كذا و فعل كططذا و الجهاد حّقا ،فقيل له :و أ ّ
كذا حّتى أفسد الّناس فقدموا بلدهم و قد أفسدهم و أظهروا من القول ما لم يكونوا ينطقططون
به .
قال :بإسناده عن الزهري قال :خرج محّمد بن أبططي حذيفططة و محّمططد بططن أبططي بكططر عططام
ل ط بططن سططعد بططأمر عثمططانل بن سعد بن أبي سرح يعني عام 31خرج عبططد ا ّ خرج عبد ا ّ
لغزوة الّروم التي يقال لها غزوة الصوارى فأظهر اعيب عثمان و ما غير و ما خالف به
ل بن سعد رجل كان ن دم عثمان حلل و يقولن استعمل عبد ا ّ أبا بكر و عمر و أ ّ
] [ 311
لط صطّلى
ل عليه و آله أباح دمه و نزل القرآن بكفره و أخرج رسططول ا ّ
ل صّلى ا ّ
رسول ا ّ
ل عليه و آله قوما و أدخلهم يعني حكم بن العاص و ابنه مروان الطريدين و غيرهمططا وا ّ
لط بططن
ل عليه و آله و استعمل سعيد بن العططاص و عبططد ا ّ
ل صّلى ا ّ
نزع أصحاب رسول ا ّ
ل بن سعد فقال :عامر فبلغ ذلك عبد ا ّ
ل تركبا معنا فركبا في مركب ما فيه أحد من المسلمين إلى أن قال :و عابططا عثمططان أش طّد
العيب .
و روى بإسناده عن عبد الرحمن بن يسار أّنه قال :لما رأى الّناس ما صنع عثمططان كتططب
لط عليططه و آلطه إلططى مططن بالفطاق منهططم و كطانوا قطد
ي صّلى ا ّ
من بالمدينة من أصحاب الّنب ّ
ل تطلبططون ديططن ل ط عطّز و جط ّ
تفرقوا في الثغور :إنكم انما خرجتم أن تجاهدوا في سططبيل ا ّ
ن دين محّمد قد أفسد من خلفكم و تططرك فهلمططوا فططأقيموا ديططن ل عليه و آله فإ ّ
محّمد صّلى ا ّ
ل افق حتى قتلوه . ل عليه و آله فأقبلوا من ك ّ
محّمد صّلى ا ّ
ل بن محّمد حّدثه عن أبيه قال :لّما كانت سنة 34 قال :و أما الواقدي فإّنه زعم أن عبد ا ّ
ل عليططه و آلططه بعضططهم إلططى بعططض أن اقططدموا فططإن كنتططم
ل صّلى ا ّ
كتب أصحاب رسول ا ّ
تريدون الجهاد فعندنا الجهاد و كثر الناس على عثمان و نالوا منه أقبح ما نيل من أحططد و
ل عليه و آله يرون و يسمعون ليس فيهم أحد ينهططى و ل يططذ ّ
ب ل صّلى ا ّأصحاب رسول ا ّ
ل نفير زيد بن ثابت و أبو أسيد الساعدي و كعططب بطن مالططك و حسطان بطن ثططابت فطاجتمع إّ
سلم فدخل على عثمان فقال :الّناس ورائي و قططد ي بن أبيطالب عليه ال ّ الّناس و كّلموا عل ّ
ل ما أدرى ما أقول لك و ما أعرف شططيئا تجهلططه و ل أدلططك علططى أمططر ل كّلموني فيك و ا ّ
تعرفه إّنك لتعلم ما نعلم ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه و ل خلونا بشيء فنبلغكه و مططا
لط عليططه و آلططه و
ل صطّلى ا ّ خصصنا بأمر دونك و قد رأيت و سمعت و صحبت رسول ا ّ
نلت صهره و ما ابن أبي قحافة بأولى بعمل الحق منك و ل ابن الخطاب بأولى بشيء من
ل عليه و آله رحما و لقد نلت من صططهر ل صّلى ا ّ الخير منك ،و أّنك أقرب إلى رسول ا ّ
ل في نفسك فاّنك و لا ّل عليه و آله ما لم ينال و ل سبقاك إلى شيء فا ّ ل صّلى ا ّ رسول ا ّ
ن الطريق لواضح بّين ل ما تبصر من عمى و ل تعلم من جهل و إ ّ ا ّ
] [ 312
ل إمام عادل هدى و هدى ل عند ا ّن أفضل عباد ا ّ و إن أعلم الّدين لقائمة تعلم يا عثمان أ ّ
ل إن كل لبّين و ان السنن لقائمة لها اعلم و فأقام سّنة معلومة و أمات بدعة متروكة فو ا ّ
ل بططه فأمططات سططنة
ل و ضط ّ ل إما جائر ضط ّ ن شّر الناس عند ا ّ
ن البدع لقائمة لها اعلم و ا ّاّ
ل عليه و آله يقططول :يططؤتى ل صّلى ا ّ معلومة و احيا بدعة متروكة و إّني سمعت رسول ا ّ
يوم القيامة بالمام الجائر و ليس معه نصير و ل عاذر فيلقى في جهّنططم فيططدور فططي جهنططم
ل و احّذرك سطواته و نقمططاته كما تدور الرحى ثّم يرتطم في غمرة جهنم و إّني احّذرك ا ّ
فان عذابه شديد اليم و احّذرك ان تكون إمام هذه الّمة المقتول فاّنه يقطال :يقتطل فطي هطذه
الّمة إمام فيفتح عليها القتل و القتال إلى يوم القيامة و تلبس امورها عليها و يتركها شيعا
ق لعلو الباطل يموجون فيها موجا و يمرجون فيها مرجا . فل يبصرون الح ّ
] [ 313
و خرج عثمان على اثره فجلس على المنبر فاستمال قلوب الّناس إليططه بمططا قططال و اعتططذر
من أفعاله و اشتكى من الناس بما قالوا في مطاعنه و قوادحه فلمططا انتهططى مططن كلمططه قطام
ل بيننططا و بينكططم السطيف نحطن و مروان بن الحكم فقال مخاطبا للناس :إن شئتم حكمنا و ا ّ
ل و أنتم كما قال الشاعر :
ا ّ
ل بن زيد العنبرى أنه قال :اجتمع ناس مططن المسططلمين و روى الطبرى بإسناده عن عبد ا ّ
فتذاكروا أعمال عثمان و ما صنع فاجتمع رأيهم على أن يبعثوا إليه رجل يكّلمه و يخبره
ل التميمي فأتططاه فططدخل عليططه فقططال لططه :إن ناسططا مططن
بأحداثه فأرسلوا إليه عامر بن عبد ا ّ
لط عطّز والمسلمين اجتمعوا فنظروا في أعمالك فوجدوك قد ركبت امطورا عظامطا فطاتق ا ّ
ل و تب إليه و انزع عنها .
جّ
قال له عثمان :انظر إلى هذا فإن الّناس يزعمون أّنه قطارىء ثطّم هطو يجيء فيكّلمنططي فططي
ل. ل ما يدرى أين ا ّ
المحقرات فو ا ّ
ل بالمرصاد لك .
نا ّ
ل إّني لدرى أ ّ
بلى و ا ّ
] [ 314
ل بن سعد بن أبي سرح و إلى سعيد فأرسل عثمان إلى معاوية بن أبي سفيان و إلى عبد ا ّ
لط بططن عططامر فجمعهططم
بن العاص و إلى عمرو بن العاص بن وائل السهمي و إلططى عبططد ا ّ
ليشاورهم في أمره و ما طلب إليه و ما بلغه عنهم فلما اجتمعوا عنده قال لهم :
ل امرىء وزراء و نصططحاء و إّنكططم وزرائي و نصططحائي و أهططل ثقططتي و قططد صططنع إن لك ّ
ي أن أعزل عّمالي و أن أرجع عن جميع ما يكرهون إلى مططا الّناس ما قد رأيتم و طلبوا إل ّ
ي. يحّبون فاجتهدوا رأيكم و أشيروا عل ّ
ل بن عامر :رأيي لك يا أمير المؤمنين أن تططأمرهم بجهططاد يشططغلهم عنططك و فقال له عبد ا ّ
ل نفسططه و مططا هططو فيططه مططن
أن تجّمرهم في المغازي حّتى يذلوا لك فل يكون همة أحدهم إ ّ
دبرة دابته و قمل فروه .
ثّم أقبل عثمان على سعيد بن العاص فقال له :ما رأيك ؟ قال :يا أمير المؤمنين إن كنططت
تريد رأينا فاحسم عنك الداء و اقطع عنك اّلذي تخاف و اعمل برأيي تصب ،قال :
ل قوم قادة متى تهلك يتفرقوا و ل يجتمع لهم أمططر ،فقططال عثمططان :و ما هو ؟ قال :إن لك ّ
إن هذا الرأى لو ل ما فيه .
ثّم أقبل على معاوية فقال :ما رأيك ؟ قال :أرى لك يا أمير المؤمنين أن ترد عمالك على
الكفاية لما قبلهم و أنا ضامن لك قبلى .
ل بن سعد فقال :ما رأيك ؟ قال :أرى يا أمير المؤمنين أن الّناس أهل
ثّم أقبل على عبد ا ّ
طمع فاعطهم من هذا المال تعطف عليك قلوبهم .
ثّم أقبل على عمرو بن العاص ،فقال له :ما رأيك ؟ قال :أرى أنك قد ركبت الّنططاس بمططا
يكرهون فاعتزم أن تعتدل فإن أبيت فاعتزم أن تعتزل فإن أبيططت فططاعتزم عزمططا و امططض
قدما .
فقال عثمان :ما لك قمل فروك أهذا الجّد منك فاسكت عنه دهرا حّتى إذا تفّرق القوم قططال
ى مططن ذلططك و لكططن قططد علمططت أن سططيبلغ
ل يا أمير المؤمنين لنت أعّز علط ّ
عمرو :ل و ا ّ
ل رجل منا فأردت أن يبلغهم قولي فيثقوا بي فأقود إليك خيططرا أو أدفططع عنططك الّناس قول ك ّ
شّرا .فرّد عثمان عماله على أعمالهم و أمرهم
] [ 315
بالتضييق على من قبلهم و أمرهم بتجمير الّناس في البعوث و عزم على تحريم أعطياتهم
ليطيعوه و يحتاجوا إليه .و رّد سعيد بن العاص أميططرا علططى الكوفططة فخططرج أهططل الكوفططة
ل ل يلى علينا حكما ما حملنا سيوفنا .عليه بالسلح فتلقوه فرّدوه و قالوا :ل و ا ّ
قال المسعودي و الواقدي و الطبري و غيرهما من أصحاب السير :لما كان سططنة خمططس
ثلثين سار مالك بن الحرث النخعي من الكوفة في مائتي رجل و حكيم بططن جبلططة العبططدي
في مأة رجل من أهل البصططرة ،و مططن أهططل مصططر سططتمأة رجططل علططى أربعططة ألويططة لهططا
ل رجل منهم لواء و فيهططم محّمططد بططن أبططي بكططر و كططان جمططاع أمرهططمرؤوس أربعة مع ك ّ
ل عليه و ي صّلى ا ّ جميعا إلى عمرو بن بديل بن ورقاء الخزاعي و كان من أصحاب الّنب ّ
آله و إلى عبد الّرحمان ابن عديس التجيبي فكان فيما كتبوا إليه :
ل ل يغير ما بقوم حّتى يغيروا ما بأنفسهم فططالّل الّرحمن الّرحيم أما بعد فاعلم أن ا ّ بسم ا ّ
ل فإّنك على دنيا فاستتم إليهططا معهططا آخططرة و ل تنططس نصططيبك مططن الخططرة فل لا ّل ثّم ا ّ
ا ّ
ل نرضى و أنططا لططن نضططع سططيوفنا عططن
ل نغضب و في ا ّ ل ّ تسوغ لك الّدنيا و اعلم أنا و ا ّ
عواتقنا حّتى تاتينا منك توبة مصرحة او ضللة مجلحة مبلجة فهذه مقالتنا لططك و قضططيتنا
ل عذيرنا منك و السلم . إليك و ا ّ
لل
و كتطب أهطل المدينططة إلطى عثمطان يططدعونه إلططى التوبططة و يحتجططون و يقسططمون لططه بطا ّ
ل.
قا ّ
يمسكون عنه أبدا حّتى يقتلوه أو يعطيهم ما يلزمه من ح ّ
فلّما خاف القتل شاور نصحائه و أهل بيتططه فقطال لهطم :قططد صطنع القطوم مطا قطد رأيتططم فمططا
سططلم فيطلططب إليططه أن ي بططن أبيطططالب عليططه ال ّ
المخرج ؟ فأشاروا عليه أن يرسططل إلططى علط ّ
يرّدهم عنه و يعطيهم ما يرضيهم ليطاولهم حّتى يأتيه أمداد .
فقال عثمان :إن القوم لن يقبلوا التعليل و هي محملطي عهطدا و قطد كططان مّنطي فطي قطدمتهم
الولى ما كان فمتي أعطهم ذلك يسألوني الوفاء به .
فقال مروان بن الحكم :يا أمير المؤمنين مقاربتهم حّتى تقططوى أمثططل مططن مكططاثرتهم علططى
القرب فأعطهم ما سألوك و طاولهم ما طاولوك فإّنما هم بغوا عليك فل عهد لهم .
] [ 316
سلم فدعاه فلّما جائه قال :يا أبا حسن إّنه قد كان من الّناس ما قد
ي عليه ال ّ
فأرسل إلى عل ّ
لط عطّز و
ن لهططم ا ّ
رأيت و كان مّني ما قد علمت و لست آمنهم على قتلي فارددهم عّني فطإ ّ
ق من نفسي و مططن غيططرى و إن كططان ل ما يكرهون و أن أعطيهم الح ّ ل أن أعتبهم من ك ّ
جّ
في ذلك سفك دمي .
سلم :الّناس إلى عدلك أحطوج منهطم إلطى قتلطك و إّنطي لرى قومطا ل ي عليه ال ّ
فقال له عل ّ
ل ط لططترجعن عططن
ل بالرضي و قد كنت أعطيتهم في قدمتهم الولى عهططدا مططن ا ّ يرضون إ ّ
جميع ما نقموا فرددتهم عنك ثّم لم تف لهم بشيء من ذلك فل تغّرني هذه المرة من شططيء
ق.
فإني معطيهم عليك الح ّ
سلم :ما حضر بالمدينة فل أجل فيه و ما غاب فأجله وصول أمرك .
ي عليه ال ّ
قال له عل ّ
ف المسلمون عنه و رجعوا إلى أن يفي لهم بما أعطاهم من نفسه .
فك ّ
فجعل عثمان يتأهب للقتال و يستعد بالسلح و قد كان اتخذ جندا عظيما من رقيق الحمس
فمضت الّيام الثلثة و هو على حاله و لم يغير شيئا مما كرهوه و لم يعزل عامل .
] [ 317
فلّما أن أهل مصر جاءوا و شططكوا ابططن أبططي سططرح عططاملهم فنزلططوا المسططجد و شططكوا إلططى
صلة ما صنع بهم ابططن أبططي سططرح ل عليه و آله في مواقيت ال ّ ل صّلى ا ّ
أصحاب رسول ا ّ
فقام طلحة فتكلم بكلم شديد و أرسلت عائشة إلى عثمان فقالت له :قد تقّدم إليك أصطحاب
ل عليه و آله و سألوك عزل هذا الّرجططل و كطذا دخططل عليطه علطيّ عليطه ل صّلى ا ّ رسول ا ّ
سلم فقال له :
ال ّ
إّنما يسألونك رجل مكان رجل و قد ادعوا قبله دما فاعزله عنه و اقض بينهم فططإن وجططب
لهم عليه حق فأنصفهم منه .
فقال :اختاروا رجل اوليه عليهم .فقالوا :استعمل محّمد بن أبي بكر فكتب عثمان عهططده
له و خرج معه عدد من المهاجرين و النصار ينظرون فيمططا بيططن ابططن أبططي سططرح و
وو ّ
أهل مصر .
فخرج محّمد و من معه حّتى إذا كانوا على مسططيرة ثلث ليططال مططن المدينططة فططي الموضططع
المعططروف بخمططس إذا هططم بغلم أسططود علططى بعيططر يخبططط البعيططر كططأنه طططالب أو هططارب
يتعّرض لهم ثّم يفارقهم ثّم يرجطع إليهططم ثطّم يفطارقهم و يسططيئهم و هططو مقبططل مطن المدينطة ،
فتأملوه فاذا هو ورش غلم عثمان علطى جمطل عثمطان فقطال لطه أصطحاب محّمطد بطن أبطي
بكر :ما قصتك و ما شأنك إن لك لمرا ؟
فقال :أنا غلم أمير المؤمنين وجهني إلى عامل مصر .فقال له رجل :هذا عامل مصططر
معنا ،قال :ليس هذا اريد .فاخبر محّمد بأمره فبعث في طلبه رجل فجاء به إليه فقال له
:غلم من أنت ؟ فأقبل مرة يقول :أنا غلم مروان ،و مرة يقول :أنا غلم عثمان حّتى
عرفه رجل أّنه لعثمان فقال له محّمد :إلى من أرسلك ؟ قال :إلططى عامططل مصططر ،قططال :
بماذا ؟ قال :برسالة .قال :أ ما معك كتاب ؟ قال :ل ،ففتشوه فلططم يجططدوا معططه كتابططا و
كانت معه إداوة قد يبست فيها شيء يتقلقل فحركوه ليخرج فلم يخططرج فشططقوا إداوتططه فططاذا
ل بن ابى سرح عامل مصر . فيه كتاب من عثمان إلى عبد ا ّ
] [ 318
ك الكتططاب بمحضططر منهططم فقططرأهفجمع محّمد من كان معه من المهاجرين و النصار ثّم ف ّ
فإذا فيه :إذا أتاك محّمد بن أبي بكر و فلن و فلن أن يصلبهم أو يقتلهم أو يقطططع أيططديهم
و أرجلهم من خلف و أبطل كتابهم و قّر على عملك حّتى يأتيك رأيي .
فلما رأوا الكتاب فزعوا منه و رجعوا إلى المدينة و ختم محّمد الكتاب بخواتم النفر الططذين
سططلم و طلحططة و كانوا معه و دفعه إلى رجل منهم ثّم قدموا المدينة فجمعططوا علّيططا عليططه ال ّ
لط عليططه و آلططه ثطّم فكططوا الكتططابل صّلى ا ّ الزبير و سعدا و من كان من أصحاب رسول ا ّ
بمحضر منهم و أخبرهم بقصة الغلم و أقرأهم الكتاب فلم يبق أحططد مططن أهططل المدينططة إل
ل عليه و آلططه فلحقططوا بمنططازلهم و حصططر ي صّلى ا ّحنق على عثمان ،و قام أصحاب الّنب ّ
الناس عثمان و أحاطوا به و منعوه الماء و الخروج و من كان معه و اجلططب عليططه محّمطد
بن أبي بكر .
سلم فخرج من المدينة إلى قرية ثطّم إنهططم انطلقططوا حّتططى دخلططوا علططى ى عليه ال ّ
فانطلق عل ّ
عثمان فقالوا :كتبت فينا بكذا و كذا .
ل الطذي لفقال عثمان :إنما هما اثنتان أن تقيموا على رجلين من المسططلمين أو يمينطي بطا ّ
ل هو ما كتبططت و ل أمللططت و ل علمططت و قططد تعلمططون أن الكتططاب يكتططب علططى لسططان
إله إ ّ
ل دمططك و نقضططت العهططد و
لا ّ
ل أح ّ
الّرجل و قد ينقش الخاتم على الخاتم .فقالوا :فقد و ا ّ
الميثاق فحاصروه .
و فيه أيضا لما قدموا المدينة أرسلوا إلى عثمان أ لم نفارقك على أنططك زعمططت أنططك تططائب
ل و ميثاقه ؟من أحداثك و راجع عما كرهنا منك و أعطيتنا على ذلك عهد ا ّ
قال :بلى أنا على ذلك .قالوا :فما هذا الكتاب اّلذي وجدنا مططع رسططولك و كتبططت بططه إلططى
عاملك ؟ قال :ما فعلت و ل لى علططم بمططا تقولططون .قططالوا :بريططدك علططى جملططك و كتططاب
كاتبك عليه خاتمك قال :أّما الجمل فمسروق ،و قد يشبه الخط الخط ،و أما
] [ 319
الخاتم فانتقش عليه .قالوا :فإنا ل نعجل عليك و إن كّنططا قططد اتهمنططاك اعططزل عّنططا عمالططك
الفسططاق و اسططتعمل علينططا مططن ل يّتهططم علططى دمائنططا و أموالنططا و اردد علينططا مظالمنططا قططال
عثمان :ما أراني إذا في شيء إن كنت أستعمل من هويتم و أعزل مططن كرهتططم المططر إذا
ن فانظر لنفسك أودع ، ن أو لتقتل ّ
ن أو لتعزل ّ
ل لتفعل ّ
أمركم .قالوا :و ا ّ
سططلمي عليططه ال ّ
و في المامة و السياسة للدينوري :ذكروا أن أهل مصططر أقبلططوا إلططى علط ّ
ل دمططه ،فقططال علطيّ عليططه لا ّ
ل ما ذا كتب فينا ؟ قم معنا إليه فقد أح ّ
فقالوا :أ لم تر عدّو ا ّ
ل ط مططا
سططلم :ل و ا ّ ل ل أقوم معكم قالوا :فلم كتبت إلينا ؟ قال على عليططه ال ّ سلم ل و ا ّال ّ
ط فنظر بعضهم إلى بعض .ثّم أقبل الشتر النخعي من الكوفة في ألف كتبت إليكم كتابا ق ّ
رجل و أقبل ابن أبي حذيفة من مصر في اربعمائة رجل فأقام اهل الكوفططة و أهططل مصططر
ن طلحططة قططال بباب عثمان ليل و نهارا و طلحة يحّرض الفريقين جميعا على عثمططان ثطّم إ ّ
لهم :إن عثمان ل يبالي ما حصرتموه و هو يدخل إليه الطعطام و الشطراب فطامنعوه المطاء
أن يدخل عليه .
و في تاريخ الطبري :لما انكر عثمان أن يكططون كتططب الكتططاب و قطال هططذا مفتعططل قطالوا :
ن الرسططول الططذي فالكتاب كتاب كاتبك ،قال :اجل و لكنه كتبططه بغيططر امططرى ،قططالوا :فططإ ّ
وجدنا معه الكتاب غلمك .قال :اجل و لكنه خرج بغير إذني ،
ل صططادق اوقالوا فالجمل جملك .قال :اجل و لكّنه اخذ بغيططر علمططي ،قططالوا :مططا انططت إ ّ
كاذب فان كنت كاذبا فقد استحققت الخلع لما امرت به مططن سططفك دمائنططا بغيططر حقهططا و إن
كنت صادقا فقد استحققت ان تخلع لضعفك و غفلتك و خبث بطانتك لنه ل ينبغططي لنططا ان
نترك على رقابنا من يقتطع مثل هذا المر دونه لضعفه و غفلته .
] [ 320
قالوا :إّنك قد أحدثت أحداثا عظاما فاستحققت بها الخلع فاذا كلمت فيها اعطيت التوبة ث طمّ
عدت إليها و إلى مثلها ثّم قدمنا عليك فاعطيتنا التوبة و الرجططوع إلططى الحططق و ل منافيططك
محّمد بن مسلمة و ضمن لنا ما حدث من أمر فططأخفرته فتططبرأ منططك و قططال :ل أدخططل فططي
ل عطّز و جط ّ
ل أمره فرجعنا أّول مّرة لنقطع حجتك و نبلغ أقصى العذار إليك نستظهر بططا ّ
عليك فلحقنا كتاب منك إلى عاملك علينا تأمره فينطا بالقتططل و القطططع و الصططلب و زعمططت
أّنه كتب بغير علمك و هو مع غلمك و علططى جملططك و بخططط كاتبططك و عليططه خاتمططك فقططد
وقعت عليك بذلك التهمة القبيحة مع ما بلونا منك قبل ذلك من الجور في الحكططم و الثططرة
في القسم و العقوبة للمر بالتبسط من الّناس و الظهار للتوبة ثّم الّرجوع إلططى الخطيئة و
لطط
لقد رجعنا عنك و ما كان لنا أن نرجع حتى نخلعك و نستبدل بك من اصحاب رسول ا ّ
ل عليه و آله من لم يحدث مثل ما جربنا منك و لم يقططع عليططه مططن التهمططة مططا وقططع
صّلى ا ّ
عليك فاردد خلفتنا و اعتزل امرنا فان ذلك أسلم لنا منك و أسلم لك مّنا .
فقال عثمان :فرغتم من جميع ما تريدون ؟ قالوا :نعم .قال :أما بعد فاّنكم لم تعدلوا فططي
لط و
المنطق و لم تنصفوا في القضاء أّما قولكم تخلططع نفسططك فل أنططزع قميصططا قمصططنيه ا ّ
ل الخائف منه ل الفقير إلى ا ّلكّني أتوب و أنزع و ل أعود لشيء عابه المسلمون فإّني و ا ّ
.
ن هذا لو كان أّول حدث أحدثته ثم تبت منه و لم تقم عليه لكان علينا أن نقبل منك قالوا :إ ّ
و أن ننصرف عنك ،و لكنططه قططد كططان منططك مططن الحططداث قبططل هططذا مططا قططد علمططت و لقططد
انصرفنا عنك في المّرة الولى و ما نخشى أن تكتب فينا و ل من اعتللططت بططه بمططا وجططدنا
في كتابك مع غلمك و كيف نقبل توبتك و قد بلونا منك أن ل تعطى
] [ 321
ل عدت عليه فلسنا منصرفين حتى نعزلططك و نسططتبدل بططك فططإن من نفسك التوبة من ذنب إ ّ
حال من معك من قومك و ذوى رحمك و أهل النقطاع إليططك دونططك بقتططال قاتلنططاهم حّتططى
ل .إلى أن قال :ثّم انصرفوا عن عثمططان و آذنططوه نخلص إليك فنقتلك أو تلحق أرواحنا با ّ
لط
ل ل أكذب ا ّ بالحرب ،و ارسل عثمان إلى محّمد بن مسلمة فكّلمه أن يرّدهم فقال :و ا ّ
في سنة مرتين .
ن علّيا جاء عثمان بعد انصراف المصريين فقال له :تكلططم كلمططا يسططمعه قال الطبري :إ ّ
ل على ما في قلبك من النططزوع و النابططة فططان البلد الّناس منك و يشهدون عليه و يشهد ا ّ
ي اركب إليهم و ل قد تمخضت عليك فل آمن ركبا آخرين يقدمون من الكوفة فتقول يا عل ّ
أقدر أن أركب إليهم و ل أسمع عذرا و يقدم ركططب آخططرون مططن البصططرة فتقططول يططا علط ّ
ي
اركب إليهم فان لم أفعل رأيتني قد قطعت رحمك و استحققت » استخففت ظ « بحّقك .
فخرج عثمان فخطب الخطبة اّلتي نزع فيها و أعطى الّناس من نفسه التوبة فقام فحمد الّ
ل ما عاب مططن عططاب منكططم شططيئا و أثنى عليه بما هو أهله ثّم قال :أّما بعد أّيها الّناس فو ا ّ
ل عططن رشططدي ل و أنا أعرفه و لكنى مّننتني نفسي و كّذبتني و ض ّ أجهله و ما جئت شيئا إ ّ
ل عليه و آله يقول :من زل فليتب و من أخطأ فليتب و ل ل صّلى ا ّ و لقد سمعت رسول ا ّ
يتمادي في الهلكة إن مطن تمطادى فطي الجطور كطان أبعطد مطن الطريطق فأنطا أّول مطن اتعطظ
ل مما فعلت و أتوب إليه فمثلي نزع و تاب فاذا نزلت فليأتني اشرافكم فليرونططي أستغفر ا ّ
ن ذل العبططد و لكططون ّ
ن ن بسططنة العبططد و لذل ط ّ
ل ط لئن رّدنططي الحططق عبططدا لسططتن ّ
رأيهططم فططو ا ّ
ل إليططه فل يعجططزن عنكططم لط مططذهب إ ّكالمرقوق إن ملك صبر و إن عتق شكر و ما عن ا ّ
ى أبت يميني لتتابعني شمالي . خياركم أن يدنو إل ّ
فلما نزل عثمان وجد في منزله مروان و سعيدا و نفرا من بني أمّية و لططم يكونططوا شططهدوا
الخطبة فلما جلس قططال مططروان :يططا أميططر المططؤمنين أتكّلططم أم أصططمت ؟ فقططالت نائلططة ابنططة
لط قططاتلوه و مؤتمططوه إّنططه قططد قططال
الفرافصة امرأة عثمان الكلبّية :ل بل اصمت فططانهم و ا ّ
مقالة ل ينبغي له أن ينزع عنها ،فأقبل عليها مروان فقال :ما أنت و ذاك
] [ 322
ضأ ،فقالت له :مهل يا مروان عن ذكر الباء تخبر ل لقد مات أبوك و ما يحسن يتو ّ فو ا ّ
لط لططو ل أّنططه
عن أبي و هو غائب تكذب عليه و إن أباك ل يستطيع أن يططدفع عنططه أمططا و ا ّ
عّمه و أنه يناله غّمه أخبرتك عنه ما لن أكذب عليه ،فأعرض عنها مروان ث طّم قططال :يططا
أمير المؤمنين أتكّلم أم أصمت ؟ قال :بل تكّلم .
فخرج مروان إلى الباب و الّناس يركب بعضططهم بعضططا فقططال :مططا شططأنكم قططد اجتمعتططم ؟
ل إنسططان آخططذ بططاذن صططاحبه ال مططن اريططد جئتططم
كأّنكم قططد جئتططم لنهططب شططاهت الوجططوه كط ّ
ل ط لئن رمتمونططا ليمططرن عليكططمترويدون ان تنزعوا ملكنا من ايدينا ؟ اخرجوا عنا اما و ا ّ
ل ما نحن مغلوبين ب رأيكم ارجعوا إلى منازلكم فانا و ا ّ منا امر ل يسركم و ل تحمدوا غ ّ
على ما في ايدينا .
سلم فططاخبره الخططبر فجططاء علطيّ عليططه فرجع الّناس و خرج بعضهم حّتى اتى علّيا عليه ال ّ
سلم مغضبا حّتى دخل على عثمان فقال :اما رضيت من مروان و ل رضططى منططك إ ّ
ل ال ّ
ل ما مروان بذي بتحرفك عن دينك و عن عقلك مثل جمل الظعينة يقاد حيث يسار به و ا ّ
ل إّني لراه سيوردك ث طّم ل يصططدرك و مططا انططا بعططائذ بعططد رأى في دينه و ل نفسه و ايم ا ّ
مقامي هذا لمعاتبتك اذهلت شرفك و غلبت على امرك .
سلم دخلت عليه نائلة ابنططة الفرافصططة امرأتططه فقططالت :قططد سططمعت
ي عليه ال ّ
فلما خرج عل ّ
ى لك و إّنه ليس يعاودك و قد اطعت مروان يقودك حيث شاء . قول عل ّ
] [ 323
سطلمي عليطه ال ّ
و ل هيبة و ل محبة و إنما تركطك الّنطاس لمكطان مطروان فأرسطل إلطى علط ّ
سلم فططأبىي عليه ال ّ
ن له قرابة منك و هو ل يعصى ،فأرسل عثمان إلى عل ّ فاستصلحه فإ ّ
أن يأتيه و قال :
قد أعلمته له أنى لست بعائد .فبلغ مروان مقالة نائلة فيه فجاء إلى عثمان فجلس بين يديه
فقال :أتكلم أو أسكت ؟ فقال :تكّلم ،فقال :إن بنت الفرافصة ،فقال عثمان :
ف مروان .
ل أنصح لي منك فك ّ
ل تذكرنها بحرف فاسّوى لك وجهك فهى و ا ّ
فلما رأى عثمان ما قد نزل به و ما قد انبعث عليه من الّناس كتططب إلططى معاويططة ابططن أبططي
ل الّرحمن الّرحيم أّما بعد فإن أهل المدينة قد كفططروا و أخلفططوا
سفيان و هو بالشام :بسم ا ّ
ل صعب و ذلول ، ى من قبلك من مقاتلة أهل الشام على ك ّ
الطاعة و نكثوا البيعة فابعث إل ّ
ثّم كتب إلى يزيد بن أسد بن كرز و إلى أهل الشام :إن كان عندكم غياث فالعجططل العجططل
ي.ن القوم معاجل ّ
فا ّ
ن عثمان لما منع الماء صعد على القصر و استوى في أعله ث طمّ في المامة و السياسة :إ ّ
نادى أين طلحة ؟ فأتاه فقطال :يططا طلحططة أمططا تعلططم أن بئر رومططة كططانت لفلن اليهططودي ل
ل بثمطن فاشططتريتها بطأربعين ألفطا فجعلططت رشطائي فيهططا
يسقى أحدا من الناس منها قططرة إ ّ
ن أحططدا يمنططع
كرشاء رجل من المسلمين ،لم أستأثر عليهم ؟ قال :نعم ،قال :فهل تعلم أ ّ
أن يشرب منها اليوم غيري ؟ لم ذلك ؟ .
ل قال :من اشططترى هططذا الططبيت و زاده فططي المسططجد فلططه بططه
ن رسول ا ّ
قال :فهل تعلم :أ ّ
الجّنة ،فاشتريته بعشرين ألفا و أدخلته في المسجد .قال طلحة :نعم .قال :
ل بن عّباس
روى الطبرى ص 411ج 3طبع مصر 1357ه باسناده عن عبد ا ّ
] [ 324
ابن ربيعة قال :دخلت على عثمان فتحدثت عنده ساعة ،فقال :يا ابن عباس تعططال فأخططذ
بيدي فأسمعني كلم من على باب عثمان فسمعنا كلما منهم من يقول :ما تنتظرون به ،
و منهم من يقول :انظروا عسى أن يراجع فبينا أنا و هو واقفان إذ مر طلحة بن عبيد ا ّ
ل
فوقف فقال أين ابن عديس ؟ فقيل :ها هو ذا .فجائه ابن عططديس فناجططاه بشططيء ثططم رجططع
ابن عديس فقال لصحابه :ل تتركوا أحدا يدخل على هذا الّرجل و ل يخرج من عنططده ،
لط ،ثطّم قططال عثمططان :اللهططم اكفنططي
قال :فقال لي عثمان :هذا ما أمر به طلحة بن عبيد ا ّ
ل إنى لرجو أن يكون منها صططفر أو ل فاّنه حمل على هؤلء و أّلبهم و ا ّ طلحة بن عبيد ا ّ
ل له .
أن يسفك دمه إّنه انتهك مّني ما ل يح ّ
» ععععع عععع ع عععععع ععع ععععع «
في الجمل للمفيد :لما أبى عثمان أن يخلع نفسه توّلى طلحططة و الزبيططر حصططاره و الّنططاس
سططلم ي عليططه ال ّ
معهما على ذلك فحصروه حصططرا شططديدا و منعططوه المططاء و أنفططذ إلططى علط ّ
ن طلحة و الزبير قد قتلني من العطش و الموت بالسلح أحسططن ،فخططرج عليططه يقول :إ ّ
لط و سلم معتمدا على يد المسود بن مخزمة الزهري حّتى دخل على طلحة بططن عبيططد ا ّ ال ّ
هو جالس في داره يسوى نبل و عليه قميص هندي فلما رآه طلحة رحططب بططه و وسططع لططه
ى أنكم قططد هلكتمططوه عطشططا ن عثمان قد أرسل إل ّ سلم إ ّ ي عليه ال ّ
على الوسادة ،فقال له عل ّ
و أن ذلك ليس بالحسن و القتل بالسلح أحسن و كنت قد آليت على نفسططي أن ل أرّد عنططه
أحدا بعد أهل مصر و أنا احب أن تدخلوا عليه الماء حّتى تروا رأيكم فيه ،فقططال طلحططة :
سططلم :مطا كنططت ي عليططه ال ّ
ل ل ننعمنه عينا و ل نتركه يأكل و ل يشرب ،فقال علط ّ لوا ّ
أظن أن اكلم أحدا من قريش فيرّدني ،دع ما كنت فيه يا طلحة ،
قال :و روي أبو حذيفة بن إسحاق بن بشير القرشي أيضططا قططال :حططدثني يزيططد ابططن أبططي
ل إّني لنظر إلى طلحة و عثمان زياد عن عبد الّرحمن بن أبي ليلى قال :و ا ّ
] [ 325
محصور و هو على فرس أدهم و بيده الرمح يجول حول الدار و كأّني انظر إلططى بيططاض
ما وراء الدرع .
قال :و روى أبو إسحاق قال :لما اشتّد الحصار بعثمان عمد بنو امّية علططى إخراجططه ليل
ل و هو إلى مّكة و عرف الّناس فجعلوا عليه حرسا و كان على الحرس طلحة ابن عبيد ا ّ
أّول من رمى بسهم في دار عثمان .
قال :قال :و اطلع عثمان و قد اشتّد به الحصار و ظمأ من العطش فنادى :
قال :و روى أبو حذيفة القرشي عن العمش عططن حططبيب بطن ثطابت عططن تغلبطة بطن يزيطد
ل قططد حيططل بيططن
الحماني قال :أتيت الزبير و هو عند أحجار الزيت فقلت له :يا أبا عبد ا ّ
أهل الدار و بين الماء فنظر نحوهم و قال » :و حيل بينهم و بيططن مططا يشططتهون كمططا فعططل
ك مريططب « ) سططبأ ( 54 :فهططذه الحططاديث مططن جملططة
بأشياعهم من قيل إّنهم كانوا في شط ّ
كثيرة في هذا المعنى .
ن عمططرو بططن روى أبو جعفططر الطططبري فططي التاريططخ ص 395ج 3طبططع مصططر 1357أ ّ
العاص كان مّمن يحرض على عثمان و يغرى به و لقد خطططب عثمططان يومططا فططي أواخططر
ل يا عثمططان فإنططك قططد ركبططت نهططابير و ركبناهططا خلفته فصاح به عمرو بن العاص اتق ا ّ
لط جّبتططك منططذ
ل نتب فناداه عثمان و إّنططك ههنططا يططا ابططن النابغططة قملططت و ا ّ
معك فتب إلى ا ّ
لط و نططودى مططن اخططرى مثططل ذلططك و تركتك من العمل فنودى من ناحية اخرى تططب إلططى ا ّ
أظهر التوبة يكف الّناس عنك قال :فرفع عثمان يديه مدا و استقبل القبلة فقال :اللهم اني
أول تائب إليك و رجع منزله و خرج عمرو بن العاص حتى نزل منزلططه بفلسطططين فكططان
ل إن كنت للقى الراعى فاحّرضه عليه .و كذا نقل تططأليبه علططى عثمططان علططى يقول :و ا ّ
التفصيل و التطويل في ص 392فراجع .
] [ 326
و في ص 392منه :كان عمرو بن العاص على مصر عامل لعثمان فعزله عن الخراج
لط بططن
ل بن سعد على الخراج ثّم جمعهمططا لعبططد ا ّصلة و استعمل عبد ا ّ
و استعمله على ال ّ
سعد فلما قدم عمرو بن العاص المدينة جعل يطعن على عثمان فأرسل إليططه يومططا عثمططان
خاليا به فقال :يا ابن النابغة ما أسرع ما قمل جّربان جّبتك إّنما عهدك بالعمططل عامططا أّول
ل لو ل أكلة ما فعلت ذلك . ي ؟ و تأتيني بوجه و تذهب عني بآخر و ا ّ أتطعن عل ّ
لط يطا أميططرن كثيرا مّمططا يقطول الّنططاس و ينقلطون إلطى ولتهطم باططل فطاتق ا ّ
فقال عمرو :إ ّ
ل لقد استعملتك على ظلعك و كثرة القالططة فيططك ، المؤمنين في رعيتك ،فقال عثمان :و ا ّ
طاب ففارقني و هو عني راض فقال عثمططان :و فقال عمرو :قد كنت عامل لعمر بن الخ ّ
ى أمططا ول لو آخذتك بما آخذك به عمر لستصمت و لكّني لنت عليك فاجترأت عل ط ّ أنا و ا ّ
ل لنا أعز منك نفرا في الجاهلية و قبل أن ألى هذا السلطان فقال عمرو :دع عنك هططذا ا ّ
ل عليه و آله و هذانا به قد رأيت العاص بن وائل و ل الذي أكرمنا بمحّمد صّلى ا ّ فالحمد ّ
ل للعاص كان أشرف من أبيك ،فانكسططر عثمططان و قططال :مططا لنططا و رأيت أباك عفان فو ا ّ
لذكر الجاهلية ،و خرج عمرو و دخل مروان فقال :يا أمير المؤمنين و قططد بلغططت مبلغططا
يذكر عمرو بن العاص أباك ؟ فقال عثمان :دع هذا عنك مططن ذكططر آبططاء الرجططال ذكططروا
أباه .
فخرج عمرو من عند عثمان و هو محتقد عليه يأتي علّيا مرة فيؤّلبه على عثمططان و يططأتى
الّزبير مرة فيؤلبه على عثمان و يأتى طلحة مرة فيططؤّلبه علططى عثمططان و يعططترض الحططاج
فيخبرهم بما أحدث عثمان ،فلّما كان حصر عثمان الّول خرج من المدينططة حّتططى انتهططى
إلى أرض له بفلسطين يقال لها السبع فنططزل فططي قصططر لططه يقططال لططه العجلن و هططو يقططول
لط
العجب ما يأتينا عن ابن عفان فبينا هو جالس في قصره ذلك و معه ابناه محّمد و عبد ا ّ
و سلمة بن روح الجذامي إذ مّر بهم راكب فناداه عمرو من أين قدم الّرجل ؟ فقال :مططن
المدينة قال :ما فعل الّرجل ؟ يعني عثمان ،قال :
] [ 327
فقال سلمة بن روح :يا معشر قريش إّنه كان بينكم و بين العرب باب وثيططق فكسططرتموه
فما حملكم على ذلك ؟ فقال :أردنا أن نخرج الحق من حططافرة الباطططل و أن يكططون الّنططاس
في الحق شرعا سواء .
و كانت عند عمرو اخت عثمان لّمه ام كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ففارقها حين عزله
.
عععع
جربان :بضم الّولين و تشديد الباء و بكسرهما أيضا :جيب الجّبة و القميص و نحوهما
و يقال بالفارسّية گريبان جامه و يشططبه أن يكططون معربططه .و قططوله :قططد يضططرط العيططر و
المكواة في النار ،مثل يضرب للرجل يخوف المر فيجطزع قبططل وقطوعه فيططه و أّول مططن
قال ذلك عرفطة بن عرفجة الهزائي ذكر تفصيله أبو هلل العسكري في الباب الحادي و
العشرين من جمهرة المثال و الميداني في الباب الحادي و العشرين مططن مجمططع المثططال
فراجع .
قال المسعودي في مروج الذهب ص 4ج 2طبع مصر 1346ه :و قد كططان عمططرو بططن
العاص انحرف عن عثمان لنحرافه و تولية مصر غيره فنزل الشام فلما اتصططل بططه أمططر
ي كتب إلى معاوية يهّزه و يشير عليه بالمطالبة بدم عثمان و عثمان و ما كان من بيعة عل ّ
ل شططيء تملكططه فاصططنع مططا أنططتكان فيما كتب به إليه :ما كنت صانعا إذا قشططرت مططن كط ّ
ل ط ل اعينططك مططنصانع ،فبعث إليه معاوية فساّر إليه فقال له معاوية :بططايعني قططال :و ا ّ
دينى حّتى أنال من دنياك ،قال :سل ،قال :مصر طعمة فأجابه إلى ذلك و كتططب لططه بططه
كتابا و قال عمرو بن العاص في ذلك :
] [ 328
روى الطبري أيضا ) ص 560ج ( 3اّنه لما احيط بعثمان خرج عمرو بن العططاص مططن
ل و محّمد إلى أن قططال فططي كلم طويططل حّتططى
المدينة متوجها نحو الشام و معه ابناه عبد ا ّ
ضون معاوية على الطلب بدم عثمان فقال عمرو بططن قدم على معاوية فوجد أهل الشام يح ّ
العاص :أنتم على الحق اطلبوا بدم الخليفة المظلوم ،و معاوية ل يلتفت إلى قطول عمططرو
فقال ابنا عمرو لعمرو :أل ترى إلى معاوية ل يلتفت إلى قولك ؟ انصططرف إلططى غيططره ،
ل لعجب لطك إّنطي أرفطد مّمطا أرفطدك و أنطت معطرض فدخل عمرو على معاوية فقال :و ا ّ
ل إن قاتلنا معك نطلب بدم الخليفة إن في النفس من ذلك ما فيهططا حيططث نقاتططلعّني أما و ا ّ
من تعلم سابقته و فضله و قرابته و لكّنا إّنما أردنا هذه الدنيا ،فصالحه معاويططة و عطططف
عليه .انتهى .
ق
أقول :ل يخفى على اولى الدراية و الفطانة أن عمرو بن العاص كان بمعزل عططن الح ط ّ
ل الططدنيا و التقططرب إلططى أهلهططا و اّنططه كأضططرا بططه ممططن سططمعت
و الصدق و ما كان هّمه إ ّ
لط سططخرّيا و كطانوا أهططل الختططل و الغطدر و أسامي بعضهم لعبوا بالدين و اتخطذوا كتطاب ا ّ
ي أمير المؤمنين بالعداوة الواغرة فططي حدين عل ّ ل العظم سّيد المو ّ ىا ّقاموا إلى حرب ول ّ
لط و هططذا هططو
صدورهم و الضغائن الكامنة في قلوبهم حّبا للططدنيا الدنّيططة و بغضططا لهططل ا ّ
عمرو بن العاصى قال مّرة لعثمان :فاّنك قد ركبت نهططابير و ركبناهططا معطك و قطال تطارة
لشيعة عثمان :انتم على الحق اطلبوا بدم الخليفة المظلوم ،و اخرى اظهر خبث سريرته
سططلم ( و لكّنططا
فقال لمعاوية :نقاتل من تعلم سابقته و فضله و قرابته ) يعني عليا عليططه ال ّ
إّنما اردنا هذه الدنيا .
» عععع ععععع عع ععععع ع ععععععع عععع «
في المامة و السياسة و غيططره مططن كتططب السططير :ان عائشططة كطانت أّول مططن طعططن علططى
عثمان و اطمع الّناس فيه و كانت تقول :اقتلوا نعثل فقد فجر .و تعنى من نعثل عثمان .
و قال عبيد بن اّم كلب مخاطبا إّياها في ابيات له :
] [ 329
في الجمل للمفيد » ره « :و أّما تططأليب عائشططة علططى عثمططان فهططي أظهططر مّمططا وردت بططه
الخبار من تأليب طلحططة و الزبيططر عليططه فمططن ذلططك مططا رواه محّمططد بططن إسططحاق صططاحب
ل قال :دخلت يوما بالمدينة إلى المسجد فاذا كطط ّ
ف السيرة عن مشائخه عن حكيم بن عبد ا ّ
لط
ل ط ص طّلى ا ّ ف يقول :أّيها الّناس العهد قريب هذان نعل رسططول ا ّ مرتفعة و صاحب الك ّ
عليه و آله و قميصه و كأّني أرى ذلك القميص يلوح و أن فيكططم فرعططون هططذه الّمططة فططإذا
هي عائشة ،و عثمان يقول لها :اسكتي ثّم يقول للّناس :انها امرأة و عقلها عقططل النسططاء
فل تصغوا إلى قولها .
قال :و روى الحسن بن سعد قال :رفعت عائشة ورقة من المصططحف بيططن عططودتين مططن
وراء حجلها و عثمان قائم ثّم قالت :يا عثمان أقم ما في هذا الكتاب ،فقال :
ل لن فعلتن عّما أنت عليه أو لدخلن عليك حمر الّنار ،فقالت له عائشة :أما و ا ّ لتنتهي ّ
ل لم يتغّير و قد غّيرت سّنته .
ل و رسوله و هذا قميص رسول ا ّ ي يلعنك ا ّ
ذلك بنساء الّنب ّ
قال :و روى الّليث بططن أبططي سططليمان عططن ثططابت النصططاري عططن ابططن أبططي عططامر مططولى
النصار قال :كنت في المسجد فمّر عثمان فنادته عائشة يا غدر يا فجر أحقططرت أمانتططك
و ضيعت رعيتك و لو ل الصلوات الخمس لمشى إليك الّرجال حّتى يذبحوك ذبح الشاة ،
ل مثل للذين كفروا امرأة نوح و امرأة لططوط كانتططا تحططت عبططدينفقال عثمان » :ضرب ا ّ
ل شيئًا و قيل ادخل الّنار مع الططداخلين
من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من ا ّ
« ) التحريم . ( 11 :
ن الّرجططل
قال :و روى محّمد بططن إسطحاق المططدائني و حذيفططة قططال :لمططا عرفططت عائشططة أ ّ
مقتول تجّهزت إلى مّكة جاءها مروان بن الحكم و سعيد بن العاص فقال لهططا :إّنططا لنظططن
ل بك عنه ،قالت :ما أنا
ن الّرجل مقتول و أنت قادرة على الدفع عنه و إن تقيمي يدفع ا ّ
أّ
بقاعدة و قد قدمت ركابي و غريت غرائري و أوجبت الحج
] [ 330
على نفسي فخرج من عندها مروان يقول زخرف قيططس علططى البلد حّتططى إذا اضطططربت
ك من صاحبك و فسمعت عائشة فقالت :أّيها المتمثل هلّم قد سمعت ما تقول اتراني في ش ّ
ل لوددت اّنه في غرارة من غرائري حّتى إذا مررت بالبحر قذفته فيه .فقططال مططروان : ا ّ
ل تبّنيت .
ل تبّنيت قل و ا ّ
قل و ا ّ
قال :قال فسارت عائشة فاستقبلها ابن عّباس بمنزل يقال له الصلعاء و ابططن عّبططاس يريططد
المدينة فقالت يا ابن عّباس اّنططك قططد اوتيططت عقل و بيانططا و إّيططاك ان تططرّد الّنططاس عططن قتططل
الطاغية .
» ععع ععععع «
لما حصر الّناس عثمان في داره منعوه الماء فأشرف على الّناس و قال :أل أحد يسقينا ؟
قال المسعودي :فبلغ علّيا طلبه للماء فبعث إليه بثلث قرب ماء فما وصل إليه ذلك حّتى
خرج جماعة من موالي بني هاشم و بني امّيه و ارتفع الصوت و كثر الضجيج و أحططدقوا
لط
بداره بالسلح و طالبوه بمروان فأبى أن يخلى عنه و في الّناس بنو زهرة لجل عبططد ا ّ
بن مسعود لّنه كان من أحلفها .و هذيل لّنه كان منها و بنو مخزوم و أحلفها لعمار ،
و غفار و أحلفها لجل أبي ذر ،و تيم بن مّرة مع محّمد ابن أبي بكر و غير هؤلء مططن
خلق كثير .
قال الطبري :كان الحصر أربعين ليلة و النزول سبعين فلّما مضت مططن الربعيططن ثمططان
عشرة قدم ركبان من الوجوه فأخبروا خبر من تهيأ إليهم من الفاق :حطبيب مطن الشطام و
معاوية من مصر و القعقاع من الكوفة و مجاشع من البصرة فعندها حططالوا بيططن الّنططاس و
سططلم بالشطيء مّمطا ى عليططه ال ّ
ل شيء حّتى الماء و قد كان يدخل علط ّ
بين عثمان و منعوه ك ّ
يريد و طلبوا العلل فلم تطلع عليهم عّلة فعثروا في داره بالحجارة ليرموا فيقولوا قوتلنا و
ذلك ليل .
ل ما رمينططاك
ن في الدار غيري ؟ قالوا :ل و ا ّل أل تعلمون أ ّفناداهم عثمان :أل تتقون ا ّ
ل لو رمانا لم
ل عّز و ج ّ
نا ّ
ل ،قال :كذبتم إ ّ
قال :فمن رمانا ؟ قالوا :ا ّ
] [ 331
يخطئنا و أنتم تخطئوننا و أشرف عثمان على آل حزم و هططم جيرانططه فسططرح ابنططا لعمططرو
ى بأّنهم قد منعونا الماء فإن قدرتم أن ترسططلوا إلينططا شططيئا مططن المططاء فطافعلوا و إلططىإلى عل ّ
ي و اّم حبيبططة جططاء
ي فكان أّولهم إنجططادا لططه علط ّ طلحة و الزبير و إلى عائشة و أزواج الّنب ّ
ن اّلذي تصنعون ل يشبه أمططر المططؤمنين سلم في الغلس فقال :يا أّيها الّناس إ ّ
ي عليه ال ّعل ّ
و ل أمر الكافرين ل تقطعوا عن هذا الّرجل الماّدة فططان الطّروم و فططارس لتأسططر فتطعططم و
تسقى .
ي عليه قال الدينوري في المامة و السياسة و المسعودي و الطبري :بعث عثمان إلى عل ّ
سططلم ثلث قططرب ي عليططه ال ّ
سلم يخبره أّنه منع من الماء و يستغيث بططه فبعططث إليططه علط ّ ال ّ
مملوءة ماء فما كادت تصل إليه فقال طلحة :ما أنت و هذا ؟ و كان بينهما فطي ذلططك كلم
ن معاوية قد بعث من الشططام يزيططد بططن أسططيد شديد فبينما هم كذلك إذا أتاهم آت فقال لهم :إ ّ
ل فانصرفوا . ممّدا لعثمان في أربعة آلف من خيل الشام فاصنعوا ما أنتم صانعون و إ ّ
قال المسعودي :فلّما بلغ علّيا أّنهم يريدون قتله بعططث بططابنيه الحسططن و الحسططين و مططواليه
ل علططى كططرهبالسلح إلى بابه لنصرته و أمرهم أن يمنعوه منهم و بعث الزبير ابنه عبد ا ّ
و بعث طلحة ابنه محّمدا كذلك و أكثر أبناء الصحابة أرسلهم آباؤهم اقتداء بهطم فصطدوهم
عن الدار فاشتبك القوم و جرح الحسن و شج قنبر و جرح محّمد بن طلحططة فخشططى القططوم
أن يتعصب بنو هاشم و بنو امّية فتركوا القوم في القتطال علطى البطاب و مضطى نفطر منهطم
إلى دار قوم من النصار فتسوروا عليها و كان مّمططن وصططل إليططه محّمططد بططن أبططي بكططر و
رجلن آخران و عند عثمان زوجته نائلة و أهله و مواليه مشاغيل بالقتال فصرعه محّمد
و قعد على صدره و أخذ بلحيته و قال :يا نعثل ما أغنى عنك معاويططة و مططا اغنططى عنططك
ابن عامر و ابن أبي سرح .
فقال له عثمان :يا ابن أخي دع عنك لحيتى فما كان أبوك ليقبض علططى مططا قبضططت عليططه
فقال محّمد :لو رآك أبي تعمل هذه العمال أنكرها عليك و ما اريد بطك أشطد مططن قبضطي
على لحيتك و خرج عنه إلى الدار و تركه فدعا عثمان بوضوء فتوضأ و أخذ
] [ 332
مصحفا فوضعه في حجره ليحترم به و دخل الرجلن فوجداه فقتله يقال لحدهما الموت
ل لقططد
ل ما رأيت شيئا قط ألين من حلقه و ا ّ
السود خنق عثمان ثّم خفقه ثّم خرج فقال و ا ّ
خنقته حّتى رأيت نفسه تترّدد في جسده كنفس الجان .
قال الطبري :فدخل عليه كنانة بن بشر التجيبي فأشعره مشقصا فانتضح الططدم علططى هططذه
ل و هو السميع العليم .
الية فسيكفيكهم ا ّ
قال الّدينوري :لّما أخذ مصحفا فوضعه في حجره ليحترم به دخل عليططه رجططل مططن أهططل
الكوفة بمشقص في يده فوجأ به منكبه مّمططا يلططى الططترقوة فأدمططاه و نضططح الطّدم علططى ذلططك
المصحف و جاء آخر فضربه برجله و جاء آخر فوجأه بقائم سططيفه فغشططى عليططه و محّمططد
بن أبي بكر لم يدخل مع هؤلء فتصايح نسططاؤه و رش المططاء علططى وجهططه فأفططاق ،فططدخل
محّمد بن أبي بكر و قد أفاق فقال له :أى نعثل غّيرت و بّدلت و فعلت ثّم دخل رجل مططن
ل سيفه و قال :افرجططوا لططي فعله بالسططيف أهل مصر فأخذ بلحيته فنتف منها خصلة و س ّ
فتلقاه عثمان بيده فقطعها ثّم دخل رجل آخر و هو كنانة بن بشر ابن عتاب التجيبي و معه
جرز آخر من حديد فمشى إليه فقال :على أى مّلة أنت يططا نعثططل ؟ فقططال :لسططت بنعثططل و
لكنى عثمان بن عفان و أنا على مّلة إبراهيم حنيفا و ما أنا من المشططركين قططال :كططذبت و
ضربه بالجرز على صدغه اليسر فغسله الّدم و خّر على وجهه و قد قيل :ان عمرو بن
الحمق طعنه بسهام تسططع طعنططات و كططان فيمططن مططال عليططه عميططر بططن ضططابىء الططبرجمي
التميمي و خضخض بسيفه بطنه .
ي :رفع كنانة مشاقص كانت في يده فوجأ بها في أصل اذن عثمططان فمضططت و قال الطبر ّ
حّتى دخلت في حلقه ثّم عله بالسيف حتى قتله ،و روى رواية اخططرى أن كنانططة ضططرب
جبينه و مقدم رأسه بعمود حديد فخّر لجبينه فضربه سودان بن حمططران المططرادي بعططد مططا
خّر لجبينه فقتله .
فصرخت امرأته و قالت :قططد قتططل أميططر المططؤمنين فطدخل الحسططن و الحسططين و مططن كططان
معهما من بني امية فوجدوه قد فاضت نفسه قال المسططعودي :فبلططغ ذلططك علّيططا و طلحططة و
الزبير و سعدا و غيرهم من المهاجرين و النصططار فاسططترجع القططوم و دخططل عل طيّ عليططه
سلم
ال ّ
] [ 333
الدار و هو كالواله الحزين فقال لبنيه :كيف قتطل أميطر المطؤمنين و أنتمطا علطى البطاب و
ل بن الزبير .
لطم الحسن و ضرب الحسين و شتم محّمد بن طلحة و لعن عبد ا ّ
سلم لزوجته نائلة بنت الفرافصة :من قتله و أنت كنططت معططه ؟ فقططالت ي عليه ال ّ
و قال عل ّ
لط لقططد
دخل إليه رجلن و قصت خبر محّمد بن أبي بكر فلططم ينكططر مططا قططالت و قططال :و ا ّ
دخلت عليه و أنا اريد قتله فلما خاطبني بما قال خرجت و ل أعلم بتخّلف الّرجلين عّنى ،
ل ما كان لي في قتله سططبب و لقططد قتططل و أنططا ل أعلططم بقتلططه ،و كطان مطّدة مططا حوصططر
وا ّ
عثمان في داره تسعا و اربعين يوما و قيل أكثر من ذلك .
» عععععع عععع ععع ععع ععععع «
قال أبو جعفر الطبري في التاريخ :لبث عثمان بعد ما قتل ثلثة أيططام ل يسططتطيعون دفنططه
و لم يشهد جنازته ال مططروان و ثلثطة مططن مططواليه و ابنتطه الخامسططة فنطاحت ابنتطه و أخطذ
الّناس الحجارة و قالوا :نعثل نعثل و كادت ترجم .و قال ابن قتيبة :احتملططوه علططى بططاب
و انطلقوا مسرعين و يسمع وقع رأسه على الّلوح و ان رأسه ليقول :طق طق .
فلما وضع ليصّلى عليه جاء نفر من النصار يمنعونهم الصلة عليه و منعططوهم ان يططدفن
ل عليه و ملئكته ،
بالبقيع فقال بعض من حمل جنازته :ادفنوه فقد صّلى ا ّ
ل ل يدفن في مقابر المسلمين ابدا فدفنوه في حطائط يقطال لططه :حططش كطوكبفقالوا :ل و ا ّ
كانت اليهود تدفن فيه موتاهم فلما ظهر معاوية بن ابي سفيان على الّناس امططر بهططدم ذلططك
الحائط حّتى افضى به إلى البقيع فأمر الّناس ان يدفنوا موتاهم حول قبره حّتى اتصل ذلك
بمقابر المسلمين و لم يغسل عثمان و كفن في ثيابه و دمائه و دفنوه ليل لنهم ل يقططدرون
أن يخرجوا به نهارا .
و قال في نقل آخر :إن نائلة تبعتهم بسططراج استسططرجته بططالبقيع و صطّلى عليططه جططبير بططن
مطعم و في نقل آخر صّلى عليه مروان و أرادت نائلة أن تتكلم فزبرها القوم و قالوا :إنا
نخاف عليه من هؤلء الغوغاء أن ينبشوه ،فرجعت نائلة إلى منزلها .
و قال ابن قتيبة في المامة و السياسة :ثّم دلوه في حفرته فدفنوه و لم يلحدوه
] [ 334
و في تاريخ أبي جعفر الطبري أن حكيم بن حزام القرشي و جبير بن مطعم كّلما علّيا في
سلم فلما سططمع بططذلك ي عليه ال ّدفنه و طلبا إليه أن يأذن لهله في ذلك ففعل و أذن لهم عل ّ
قعدوا له في الطريق بالحجارة و خرج به ناس يسير مططن أهلططه و هططم يريططدون بططه حائطططا
بالمدينة يقال له :حش كوكب كانت اليهود تدفن فيه موتاهم فلما خرج على الّناس رجموا
سريره و هموا بطرحه فبلغ ذلك علّيا فأرسل إليهم يعزم عليهم ليكفن عنه ففعلططوا فططانطلق
حّتى دفن في حش كوكب .و في نقل آخر منه :و جططاء نططاس مططن النصططار ليمنعططوا مططن
سلم فمنططع مططن رجططم سططريره و كططف الططذين رامططوا منططع
ي عليه ال ّ
الصلة عليه فأرسل عل ّ
صلة عليه .
ال ّ
و كان الوليد بن عقبة بن أبي معيط أخا عثمان لّمه فسمع الّليلة الثانيططة مططن مقتططل عثمططان
يندبه و هو يقول :
بنططططططططططططططططي هاشططططططططططططططططم إيططططططططططططططططه فمططططططططططططططططا كططططططططططططططططان بيننططططططططططططططططا
و سططططططططططططططططططططيف ابططططططططططططططططططططن أروى عنططططططططططططططططططططدكم و حرائبططططططططططططططططططططه
و هي أبيات ،فأجابه عن هذا الشعر و فيما رمى به بني هاشم و نسب إليهططم الفضططل ابططن
العباس بن أبي لهب فقال :
ن سططططططططططططططططططططططططططططططيفكم
فل تسططططططططططططططططططططططططططططططألونا سططططططططططططططططططططططططططططططيفكم إ ّ
أضطططططططططططططططططيع و ألقطططططططططططططططططاه لطططططططططططططططططدى الطططططططططططططططططروع صطططططططططططططططططاحبه
و قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط المذكور أيضا يحرض أخاه عمارة بن عقبة :
] [ 335
» ععععع «
قد مضت طائفة من القوال في حصر عثمان و هتطف الّنطاس باسطم أميطر المطؤمنين علطيّ
ب عن عثمان حّتططى انططي لسططتحى و سلم :ما زلت أذ ّ سلم للخلفة و قوله عليه ال ّ
عليه ال ّ
سلم في باب الخطب فراجع . غيرها فى المختار 238من كلمه عليه ال ّ
اقول :و لو لم يكن كّلما نقلنا من احداث عثمان او بعضه مّما يوجب خلعه و الطبرائة منطه
صحابة ينكر على من قصده من البلد متظّلما مّما فعلوه و قططدموا عليططه
لوجب أن يكون ال ّ
و قد علمنا ان بالمدينة المهاجرين و النصار و كبار الصحابة لم ينكططروا ذلططك و صططدقوا
عليه ما نسب إليه من الحداث و لم يقبلوا ما جعله عذرا بل أسلموه و لم يططدفعوا عنططه بططل
اعانوا قاتليه و لم يمنعوا من قتله و حصره و منع الماء منه مع أّنهم متمكنون مططن خلف
ذلك و ذلك أقوى الدليل على ما قلناه .
و قد تكلف القاضي عبد الجّبار في الجواب عن بعض هذه المور على أن
] [ 336
إمامه قتل مظلوما بما ل يخفى وهنها عن من كان لططه أدنططى بصططيرة فططي سططيرة عثمططان و
أحداثه المخالفة لسيرة الرسول و حكم القرآن و لكّنا نذكر ما قال ثّم نتبعه بطاعتراض علططم
الهدى له زيادة للبصيرة .قال القاضي :فأّما قولهم إّنه كتب إلى ابن أبي سرح حيث ولى
محّمد بن أبي بكر بأن يقتله و يقتل أصحابه فقد أنكر أشّد التنكير حّتى حلططف عليططه و بيططن
أن الكتاب اّلذي ظهر ليس كتابه و ل الغلم غلمه و ل الراحلة راحلته و كان فططي جملططة
ل أحططد
ن قططول كط ّسلم فقبل عذره و ذلططك بيططن ل ّ من خاطبه في ذلك أمير المؤمنين عليه ال ّ
ن الكتاب قد يجططوز فيططه الططتزوير فهططو بمنزلططة الخيططر الططذي
مقبول في مثل ذلك و قد علم أ ّ
يجوز فيه الكذب .
ثّم اعتذر عن قول من يقول قد علم أن مروان هو الذي زّور الكتاب لّنه الذى كان يكتططب
ن مططروان هططو عنه فهل أقام الواجب فيه ؟ بأن قال :ليس يجب بهذا القدر أن يقطع على أ ّ
الذى فعل ذلك لّنططه و إن غلططب ذلططك فططي الظططن فل يجططوز أن يحكططم بططه و قططد كططان القططوم
ن الواجب على المططام أن يقيططم الحطّد علططى مططن يسومونه تسليم مروان إليهم و ذلك ظلم ل ّ
ل له تسططليمه مططن غيططره فقططد كططان الططواجب أن يثبتططوا عنططده مططا
يستحقه أو التأديب و ل يح ّ
يوجب في مروان الحّد ليفعله به و كان إذا لم يفعل و الحال هذه يستحق التعنيف .
ن الفقهاء ذكروا في كتبهم أن المر بالقتطل ل يطوجب قطودا ولديطة و ل حطّدا فلطو ثّم ذكر أ ّ
ق التعزيططر لكّنططه عططدل عططن تعزيططره
ق القتل و إن استح ّثبت في مروان ما ذكروه لم يستح ّ
ن أن هططذا الفعططل فعططل بعططض مططا يعططادىلّنه لم يثبت قال :و قد يجوز أن يكون عثمان ظ ّ
مروان تقبيحا لمره لن ذلك يجوز كما يجططوز أن يكططون مططن فعلططه و ل يعلططم كيططف كططان
اجتهاده و ظّنه و بعد فان هذا الحديث من أجل مططا نقمططوا عليططه فططان كططان شططيء مططن ذلططك
ل ذلك و قد علمنا أن هذا المر لو ثبططت مططا كططان يططوجب يوجب خلع عثمان و قتله فليس إ ّ
القتل لن المر بالقتل ل يوجب القتل ل سيما قبل وقوع القتل المأمور به .
] [ 337
قال :فيقال لهم لو ثبت ذلك على عثمان أكططان يجططب قتلططه ؟ فل يمكنهططم إّدعططاء ذلططك لّنططه
بخلف الدين و لبّد أن يقولوا :إن قتله ظلم فكذلك في حبسه في الدار و منعططه مططن المططاء
فقد كان يجب أن يدفع القوم عن كل ذلك و أن يقال إن من لم يدفعهم و ينكر عليهططم يكططون
مخطئا و في ذلك تخطئة أصحاب الرسول .
ثّم ذكر أن مستحق القتل و الخلع ل يحل أن يمنع الطعام و الشططراب و أن أميططر المططؤمنين
سلم لم يمنع أهل الشام من الماء في صفين و قد تمكن من منعهم و أطنب في علّيا عليه ال ّ
ل على كونه مظلوما و أن ذلك كطان مططن صطنيع الجّهطال و ل ذلك يد ّ
ذلك إلى أن قال :و ك ّ
له العططوام مططن
أعيان الصحابة كارهون لذلك .ثّم ذكر أن قتله لططو وجططب لططم يجططز أن يتططو ّ
ح أن قتله لم يكن لهم فمنعهم ن الذين أقدموا على قتله كانوا بهذه الصفة و إذا ص ّ الناس و أ ّ
و النكير عليهم واجب .
ثّم ذكر أّنه لم يكن منه ما يستحق القتل من رّدة أوزنا بعد إحصان أو قتططل نفططس و انططه لططو
ل حططال منكططر و انكططار له المام فقتله على ك ّ كان منه ما يوجب القتل لكان الواجب أن يتو ّ
المنكر واجب ،قال :و ليس أحد أن يقول إنه أبططاح قتططل نفسططه مططن حيططث امتنططع مططن دفططع
الظلم عنهم لنه لم يمتنع من ذلك بل أنصفهم و نظر في حالهم و لّنه لو لم يفعططل ذلطك لطم
ل قتل الظالم إذا كان على وجه الدفع . ل لهم قتله لنه إّنما يح ّ
يح ّ
قال :و المروي أّنهم أحرقوا بابه و هجموا عليه في منزله و بعجوه بالسيف و المشططاقص
ل فطي فضربوا يد زوجته لما وقعطت عليطه و انتهبطوا متطاع داره و مثططل هطذه القتلططة ل يحط ّ
ن الصططحابة لطم ينكطر ذلطك و لطم يعطّده ظلمططا حّتطى يقططال اّنطه الكافر و المرتد فكيف يظطن أ ّ
مستحق من حيث لم يدفع القوم عنه ثّم قص شيئا من قصته في تجمع القوم عليه و توسططط
سلم لمرهم و أنه بذل لهم ما أرادوه و أعتبهم و أشططهد علططى نفسططه أمير المؤمنين عليه ال ّ
صة الكتاب الذي وجدوه بعطد ذلططك المتضططمن بذلك حرفه و لم يأت به على وجهه و ذكر ق ّ
سلم واقفه على الكتاب فحلف أنه ما كتبه و ل ن أمير المؤمنين عليه ال ّ لقتل القوم و ذكر أ ّ
ن للّناس لحيلأمر به فقال له :فمن تّتهم ؟ قال :ما أّتهم أحدا و أ ّ
] [ 338
ن الرواية ظاهرة بقوله إن كنت أخطأت أو تعّمدت فإني تائب مستغفر قال :
و ذكر أ ّ
فكيف يجوز و الحال هذه أن تهتك فيه حرمة السلم و حرمة البلد الحرام .
ل فيمن يستحق القتل فكيف فيمن ل ن القتل على وجه الغيلة حرام ل يح ّ
قال :و ل شبهة أ ّ
يستحقه و لو ل أنه كان يمنع من محاربة القوم ظنا منه بأن ذلك يؤدى إلططى القتططل الططذريع
ن أميطر المطؤمنين عليططه ن النصار بططذلت معططونته و نصططرته ،و أ ّ
صاره و حكى أ ّلكثرة ن ّ
سلم فقططال لططه :قططل لبيططك فليططأتني و أراد أميططر المططؤمنين
سلم بعث إليه الحسن عليه ال ّ ال ّ
سلم المصير إليه فمنعه من ذلك ابنططه محّمططد و اسططتغاث بالنسططاء عليططه حططتى جططاء عليه ال ّ
الصريخ بقتل عثمان فمّد يده إلى القبلة و قال :الّلهّم إّني أبرأ إليك من دم عثمان .
ثّم قال :فططإن قطالوا إّنهططم اعتقططدوا أنططه مططن المفسططدين فططي الرض و أنططه داخططل تحططت آيططة
المحاربين ،قيل لهم فقد كان يجب أن يتططولى المططام هططذا الفعططل لن ذلططك يجططرى مجططرى
الحّد :قال :و كيف يدعى ذلك و المشهور أّنه كان يمنع من مقاتلتهم حّتى روى أّنططه قططال
لعبيده و مواليه و قد هّموا بالقتال :من أغمد سيفه فهو حّر و قد كان مططؤثرا للنكيططر لططذلك
لط
ل أّنه بما ل يؤدى إلى إراقة الّدماء و الفتنة فلذلك لم يستعن بأصططحاب رسططول ا ّ المر إ ّ
ل عليه و آله و إن كان لما اشتد المر أعانه من أعانه لن عند ذلك تجب الّنصرة صّلى ا ّ
و المعونة ل بأمره فحيث وقفت النصرة على أمره امتنعوا و توقفوا ،و حيث اشتّد المر
كانت إعانته مّمن أدركه دون من لم يقدر و يغلب ذلك في ظّنه .
قال علم الهدى في الشافي بعد ما نقل قططول القاضططي مططن المغنططي :أّمططا قططوله » إّنططه أنكططر
ن الكتططاب ليططس كتططابه و ل الكتاب المتضمن لقتل محّمد بن أبي بكر و أصططحابه و حلططف أ ّ
سلم قبل عذره « فططأّول مططا ن أمير المؤمنين عليه ال ّ الغلم غلمه و ل الراحلة راحلته و أ ّ
ن جميطع مطن روى هطذه القصطة ذكطر أّنطه فيه أّنه حكى القصطة بخلف مطا جطرت عليطه ل ّ
اعترف بالخاتم و الغلم و الراحلة و إّنما أنكر أن يكون أمر بالكتاب
] [ 339
سلم و ن القوم لما ظفروا بالكتاب قدموا المدينة فجمعوا أمير المؤمنين عليه ال ّلّنه روى أ ّ
طلحة و الزبير و سعدا و جماعة الصحاب ثّم فّكططوا الكتططاب بمحضططر منهططم و اخططبروهم
سلم فقال لططه :أ هططذا
بقصة الغلم فدخلوا على عثمان و الكتاب مع أمير المؤمنين عليه ال ّ
الغلم غلمك ؟ قال :نعم ،قال :و البعير بعيرك ؟ قال :نعم ،قال :أ فططأنت كتبططت هططذا
الكتاب ؟
فقال :نعم ،قال :كيف يخرج غلمك ببعيرك بكتاب عليه خاتمك و ل تعلم به ؟ .
و في رواية اخرى أّنه لما واقفه قال له عثمان اّما الخط فخططط كططاتبي و امططا الخططاتم فعلططى
سططلمخاتمي ،قال :فمن تّتهم ؟ قال :أّتهمك و أّتهم كاتبي ،فخرج أمير المؤمنين عليه ال ّ
مغضبا و هو يقول :بل هو امرك و لزم داره و قعد عن توسط امره حتى جرى ما جرى
سلم إّني أتهمك و تظاهره بططذلك و في امره و اعجب المور قوله لمير المؤمنين عليه ال ّ
سلم عن الّتهمة و الظّنططة فططي تلقيه إياه في وجهه بهذا القول مع بعد أمير المؤمنين عليه ال ّ
ن القوم في الدفعة الولى ارادوا ان يعجلططوا لططه مططا اخططروه ل شيء ثّم في امره خاصة فإ ّ كّ
سلم بأمره و توسطه و اصلحه و اشار إليه بأن يقاربهم و حّتى قام أمير المؤمنين عليه ال ّ
يعتبهم حتى انصرفوا عنه و هذا فعل النصطيح المشططفق الحططدب المتحنططن و لططو كطان عليطه
صطة سلم و حوشى من ذلك متهما عليه لما كان للتهمة مجال عليطه فطي امطر الكتطاب خا ّ ال ّ
سلم مطروان و فطي ل و عدّو رسوله و عدّو أمير المؤمنين عليه ال ّ ط عدّو ا ّ
ن الكتاب بخ ّلّ
ن تعلططق بططأمير المططؤمنين يد غلم عثمان و مختوم بخاتمه و محمول علططى بعيططره فططأى ظط ّ
سلم في هذا المكان لو ل العداوة و قلة الشكر للنعمة .و لقد قال له المصريون لما عليه ال ّ
جطة لّنهططم قطالوا :إذا كنططت مططا
جحد ان يكون الكتاب كتابه شيئا ل زيادة عليه في باب الح ّ
كتبته و ل امرت به فأنت ضعيف من حيث تم عليك أن يكتب كاتبك بما يختمه بخاتمك و
ينفذه بيد غلمك على بعيرك بغير أمرك و من تّم عليه مثل ذلك ل يصلح أن يكططون واليططا
ل حططال و قططد كططان يجططب علططى صططاحب على امور المسلمين فاختلع عن الخلفططة علططى كط ّ
سلم قبل عذره و كيف يقبل عططذر ن أمير المؤمنين عليه ال ّ الكتاب أن يستحيى من قوله :إ ّ
من يّتهمه و يشنعه و هو له ناصح و ما قاله أمير المؤمنين بعد سماع هذا
] [ 340
ن الكتاب يجوز فيطه الطتزوير ليطس بشطيء لّنطه ل يجطوز الطتزوير فطي الكتطاب و و قوله إ ّ
الغلم و البعير و هذه المور إذا انضاف بعضها إلى بعض بعد فيهططا الططتزوير و قططد كططان
صة و عّمططن زّور الكتططاب و أنفططذ الرسططول و ل ينططام
ل حال أن يبحث عن الق ّ
يجب على ك ّ
عن ذلك و ل يقيم حّتى يعرف من أين دهى و كيف تمت الحيلة عليه فيحترز من مثلهططا و
ل يغضى عن ذلك إغضاء خائف له ساتر عليه مشفق من بحثه و كشفه .
ن الحكم بططالظن ل يجططوز و فأّما قوله » اّنه و إن غلب في الظن أن مروان كتب الكتاب فإ ّ
ن الحّد و التأديب إذا وجب عليه فالمام يقيمططه تسليمه إلى القوم على ما ساموه إّياه ظلم ل ّ
ن مروان هططو اّلططذيل على قوله في أّنه لم يعلم أ ّ دونهم « فتعلل منه بالباطل لّنا ل نعمل إ ّ
ن بعططض التعنيططف و الزجططر و ق بهذا الظ ط ّ
كتب الكتاب و إّنما غلب في ظّنه أما كان يستح ّ
التهديد أو ما كان يجب مع وقوع التهمططة و قططوة المططارات فططي أّنططه جططالب للفتنططة و سططبب
صه بططه مططن إكرامططه و
الفرقة أن يبعده عنه و يطرده عن داره و يسلبه نعمته و ما كان يخ ّ
ما في هذه المور أظهر من أن ينّبه عليه .
ن المر بالقتل ل يوجب قودا و ل دية ل سيما قبل وقوع القتل المأمور به « فأّما قوله » إ ّ
فهب أن ذلك على ما قال أما يوجب على المر بالقتل تأديبا و ل تعزيططرا و ل طططردا و ل
إبعادا ،و قوله :لم يثبت ذلك ،فقطد مضططى مططا فيطه و بّينططا أّنطه لططم يسططتعمل فيطه مططا يجطب
استعماله من البحث و الكشف و تهديد المتهم و طرده و إبعططاده و التططبرء مططن التهمططة بمططا
يتبرأ به من مثلها .
ق القتططل أو
ن قتله ظلم و كذلك حبسه في الدار و منعه من الماء و إن استح ّ فأّما قوله » :إ ّ
ن مططن لططم يططدفع عططن
ل أن يمنع الطعام و الشراب و اطنابه في ذلك ،و قططوله إ ّالخلع ل يح ّ
ذلك من الصحابة يجب أن يكون مخطئا ،و قوله إن قتله أيضا لو وجب لم يجز أن يتوله
ن الذين قتلوه ل ينكر أن يكونوا ما تعمدوا قتله و إّنما طالبوه العوام من الّناس « فباطل ل ّ
بأن يخلع نفسه لما ظهر من أحداثه و يعتزل المر اعتزال يتمكنون معه من إقامططة غيططره
فلج و صمم على المتناع و أقام على أمر
] [ 341
واحد فقصد القوم بحصره إلى أن يلجئوه إلى خلع نفسه فاعتصم بداره و اجتمع إليططه نفططر
من أوباش بني امّية يدفعون عنه ثّم يرمون من دنى مططن الططدار فططانتهى المططر إلططى القتططال
بتدريج ثّم إلى القتل و لم يكن القتال و ل القتل مقصودا في الصططل و إّنمططا أفضططى المططر
إليهمطا بتدريطج و ترتيطب و جطرى ذلطك مجطرى ظطالم غلطب إنسطانا علطى رحلطه و متطاعه
فالواجب على المغلوب أن يمانعه و يدافعه ليخلص ماله من يده و ل يقصد إلططى إتلفططه و
ل قتله فان افضى المر إلى ذلك بل قصد كان معذورا و إنما خاف القوم في التأني بططه و
الصبر عليه إلى أن يخلع نفسه من كتبه اّلتي طارت في الفاق يستنصر عليهططم و يسططتقدم
الجيوش إليه و لم يأمنوا أن يرد بعض مطن يطدفع عنطه فيطؤدى ذلطك إلطى الفتنطة الكطبرى و
البلية العظمى .
ل تضّيقا عليه ليخرج و يحوج إلى الخلع الططواجب و أّما منع الماء و الطعام فما فعل ذلك إ ّ
عليه و قد يستعمل في الشريعة مثل ذلك فيمن لجأ إلططى الحططرم مططن ذوى الجنايططات فتعططذر
سلم قططد أنكططر منططع المططاء و ن أمير المؤمنين عليه ال ّإقامة الحّد عليه لمكان الحرم ،على أ ّ
الطعام و أنفذ من مكن من حمل ذلك لّنه قد كان في الّدار من النساء و الحرم و الصططبيان
ل منعه الطعططام و الشططراب و لططو كططان حكططم المطالبططة بططالخلع و التجمططع عليططه ومن ل يح ّ
التظاهر فيه حكم منع الطعام و الشراب في القبح و المنكططر لنكططره أميططر المططؤمنين عليططه
ن القطوم قطد سلم أّنطه لمطا بلغطه أ ّ سلم و منع منه كما منع من غيره فقد روى عنه عليه ال ّ ال ّ
سططلم ل أرى ذلططك فططي الطّدار صططبيان و عيططال ل منعوا من في الدار من الماء قال عليه ال ّ
ن أميططرأرى أن يقتل هؤلء عطشا بجرم عثمان فصّرح بالمعنى اّلططذي ذكرنططاه و معلططوم أ ّ
سلم ما أنكر المطالبة بالخلع بل كان مساعدا على ذلك مشاورا فيه . المؤمنين عليه ال ّ
ل على سبيل الدفع « فقد بّينا أّنه ل ننكططر أن يكططون قتلططه
ن قتل الظالم إّنما يح ّ
فأّما قوله » إ ّ
ن في تمسكه بالولية عليهم و هو ل يستحقها في حكططم الظططالم لهططم وقع على هذا الوجه ل ّ
فمدافعته واجبة .
صة من قصة الكتاب الموجود فقد حّرفها لّنا قد ذكرنا شرحها الذي
فأّما ما ق ّ
] [ 342
ل أستغفر « فقد أجططابه و أّما قوله » إّنه قال :إن كنت أخطأت أو تعمدت فإّني تائب إلى ا ّ
القططوم عططن هططذا فقططالوا :هكططذا قلططت فططي المطّرة الولططى و خطبططت علططى المنططبر بالتوبططة و
الستغفار ثّم وجدنا كتابك بما يقتضى الصرار على أقبح ما عتبنا منه فكيف نثق بتوبتططك
و استغفارك .
ل فيمن يستحق القتل فكيف فيمن ل يسططتحقه « ن القتل على وجه الغيلة ل تح ّفأّما قوله » إ ّ
فقطد بّينطا أّنطه لطم يكطن علطى سطبيل الغيلطة و أّنطه ل يمتنطع أن يكطون إّنمطا وقطع علطى سطبيل
المدافعة .
فأّما اّدعائه أّنه منع من نصرته و اقسم على عبيده في ترك القتططال فقططد كططان ذلططك لعمططرى
ن المر يصلح و القوم يرجعون عما هططم عليططه سلمة و ظّنا منه بأ ّ في ابتداء المر طلبا لل ّ
و ما هّموا به ،فلّما اشتّد المر و وقع اليططأس مططن الرجططوع و النططزوع لططم يمنططع أحططدا مططن
سططلمنصرته و المحاربة عنه و كيف يمنع من ذلك و قد بعث إلى أمير المططؤمنين عليططه ال ّ
ل على ذلك أّنه لم يمنع فططي البتططداء مططن محططاربتهم إ ّ
ل يستنصره و يستصرخه و اّلذي يد ّ
للوجه اّلذي ذكرناه دون غيططره أّنططه ل خلف بيططن أهططل الروايططة فططي أن كتبططه تفّرقططت فططي
الفاق يستنصر و يسططتدعى الجيططوش فكيططف يرغططب عططن نصططرة الحاضططر مططن يسططتدعى
نصرة الغائب .
سلم أراد أن يأتيه حّتى منعططه ابنططه محّمطد « فقططول ن أمير المؤمنين عليه ال ّ
فأّما قوله » :إ ّ
سططلم لمططا واجهططه بعيد مما جائت به الّرواية جّدا لّنه ل اشكال في أمير المؤمنين عليططه ال ّ
عثمان بأّنه يتهمه و يستغشه انصرف مغضبا عامل علططى أّنططه ل يططأتيه أبططدا قططائل فيططه مططا
يستحقه من القوال .
فأّما قوله في جواب سؤال من قال إّنهم اعتقدوا فيه أّنططه مططن المفسططدين فططي الرض و آيططة
ن ذلططك يجططرى المحاربين تتناوله » و قد كان يجب أن يتوّلى المططام ذلططك الفعططل بنفسططه ل ّ
ن المام يتولى ما يجرى هذا المجرى إذا كططان منصططوبا ثابتططا و مجرى الحّد « فطريف ل ّ
لم يكن على مذهب أكثر القوم هناك إمام يقوم بالدفع عن
] [ 343
ب عن الّمة جاز أن يتوّلى ذلك بنفوسها و ما رأيت أعجب من ادعاء مخالفينا الدين و الذ ّ
ل عليه و آله كانوا كارهين لمططا جططرى عليططه و أّنهططم كططانوا
ل صّلى ا ّ
ن أصحاب رسول ا ّ أّ
يعتقدونه منكرا و ظلما و هذا يجرى عند من تأمله مجرى دفع الضرورة قبططل النظططر فططي
الخبار و سماع ما ورد من شرح هذه القصة لّنه معلوم أن ما يكرهه جميع الصحابة أو
أكثرهم في دار عّزهم و بحيث ينفذ أمرهم و نهيهم ل يجوز أن يتم و معلططوم أن نفططرا مططن
أهل مصر ل يجوز أن يتّم و معلوم أن نفرا من أهل مصر ل يجوز أن يقططدموا المدينططة و
أن يغلبوا جميع المسلمين على آرائهم و يفعلوا ما يكرهونه بإمامهم بمرأى منهم و مسططمع
و هذا معلوم بطلنه بالبداهة و الضرورات قبل مجىء الثار و تصفح الخبار و تأملها .
و قد روى الواقدي عن ابن أبي الزناد عن أبي جعفططر القططاري مططولى بنططي مخططزوم قططال :
كان المصريون الذين حصروا عثمان سططتمأة عليهططم عبططد الرحمططن بططن عططديس البلططوى و
كنانة بن بشير الكندي و عمرو بن الحمق الخزاعططي ،و الططذين قططدموا مططن الكوفططة مططأتين
عليهم مالك بن الحرث الشتر النخعي و الذين قدموا من البصرة مأة رجل رئيسهم حكيططم
ل عليه و آله الذين خذلوه ل يرون أن المر ي صّلى ا ّ
بن جبلة العبدي و كان أصحاب الّنب ّ
يبلغ بهم إلى القتل و لعمري لو قام بعضهم فحثا التراب في وجوه اولئك لنصرفوا و هذه
الّرواية تضمنت من عدد القوم الوافدين في هذا الباب اكثر مّما تضّمنه غيرها .
و روى شعبة بن الحجاج عن سعد بن إبراهيم بن عبد الّرحمن قال :قلت له :
] [ 344
نعم عبد الّرحمن فمنع منها و وصي عبد الرحمن أن ل يصّلى عليه عثمططان فص طّلى عليططه
ل يكلم عثمان أبدا .
الزبير أو سعد بن أبي وقاص و قد كان حلف لما تتابعت أحداثه أ ّ
سططلم و عبططد
و روى الواقدي قال :لما توفى أبو ذر بالّربذة تذاكر أمير المططؤمنين عليططه ال ّ
سلم :هذا عملك فقال له عبططد الرحمططن الّرحمن فعل عثمان فقال له أمير المؤمنين عليه ال ّ
فإذا شئت فخذ سيفك و آخذ سيفى انه خالف ما أعطاني .
فأّما محّمد بن مسلمة فانه أرسل إليططه عثمططان يقططول لططه عنططد قططدوم المصططريين فططي الدفعططة
ل في سنة مّرتين ،و إّنما عني بذلك أّنه كان ل ل أكذب ا ّ الثانية :اردد عّني فقال :ل و ا ّ
أحد من كّلم المصريين في الّدفعة الولى و ضمن لهططم عططن عثمططان الرضططا و فططي روايططة
الواقدي أن محّمد بن مسلمة كان يؤتى و عثمان محصور ،فيقال له :
سلم طلحططة و الّزبيططر عثمان مقتول فيقول :هو قتل نفسه فأّما كلم أمير المؤمنين عليه ال ّ
و عائشة و جميع الصحابة واحدا و احدا فلو تعاطينا ذكره لطال به الشرح و مططن أراد أن
صططلة و مططا صططرحوا بططه مططن خلعططه و الجلب عليططه فعليططه بكتططاب
يقف علططى أقططوالهم مف ّ
الواقدي فقد ذكر هو و غيره من ذلك ما ل زيادة عليه في هذا الباب .
نقل عنه الشريف المرتضى علم الهدى في الشافي انه قال :و نحن نقدم قبل الجواب عططن
هذه المطاعن مقدمات تبين بطلنها على الجملة ثّم نتكلم على تفصيلها .
ي أن ذلك لو كان صحيحا لوجب من الوقت الذي ظهر ذلك من حاله أن حكى عن أبي عل ّ
يطلبوا رجل ينصب للمامة و أن يكون ظهور ذلك كموته لنه ل خلف أنططه مططتى ظهططر
ن الواجب على المسلمين إقامة إمام سواه فلّما علمنا أن طلبهططم
من المام ما يوجب خلعه أ ّ
ل الدللة على بطلن لقامة إمام كان بعد قتله و لم يكن من قبل و التمكن قائم فذلك من أد ّ
ما أضافوه إليه من الحداث .
] [ 345
و قد حصروه و منعوه التمكن مطن ذلطك خصوصطا و هطم يطّدعون أن الجميطع كطانوا علطى
حول واحد في خلعه و البرائة منه .قال :و معلوم من حال هذه الحداث أنها لططم تحصططل
أجمع في اليام اّلتي حوصر فيها و قتل بل كانت تحصل من قبل حال بعد حطال فلطو كطان
ذلك يوجب الخلع و البرائة لما تأخر من المسلمين النكططار عليططه و لكططان كبططار الصططحابة
المقيمين بالمدينة أولى بذلك من الواردين من البلد لنّ أهل العلططم و الفضططل بططالنكير فططي
ق من غيرهم .قال :فقد كان يجب على طريقتهم أن تحصل الطبرائة و الخلطع مطن ذلك أح ّ
أّول يوم حدث فيه منه ما حدث و ل ينتظر حصططول غيططره مططن الحططداث لّنططه لططو وجططب
ل و ينتظر غيره .
انتظار ذلك لم ينته إلى حد إ ّ
ثّم ذكر أن امساكهم عن ذلك إذا تيقنوا الحداث منه يوجب نسططبة الخطططاء إلططى جميعهططم و
الضلل فل يجوز ذلك .و قال :و ل يمكنهم أن يقولوا إن علمهم بذلك حصل في الططوقت
ن في جملة الحداث اّلتي يذكرونها ما تقّدم هذه الحال بطل كّلهطا أو جّلهطا تقطدم اّلذي منع ل ّ
هذا الوقت و إنما يمكنهم أن يتعلقوا فيما حدث في الوقت بما يذكرون مططن حططديث الكتططاب
النافذ إلى ابن أبي سرح بالقتل و ما أوجب كون ذلك حدثا يوجب كططون غيططره حططدثا فكطان
يجب أن يفعلوا ذلك من قبل و احتمال المتقّدم للتأويل كاحتمال المتأخر و بعد فليس يخلططو
ل الّمة أو من بعضهم فإن اّدعوا ذلططك فططي بعططض من أن يّدعوا أن طلب الخلع وقع من ك ّ
ن الخطططاء جططائز ن المامة إذا ثبتت بالجماع لم يجز إبطالها بالخلف ل ّ الّمة فقد علمنا أ ّ
ح لن من جملططة الجمططاع عثمططان و على بعض الّمة و إن اّدعوا في ذلك الجماع لم يص ّ
من كططان ينصططره و ل يمكططن إخراجططه مططن الجمططاع بطأنه يقططال إّنططه كطان علططى باطططل ل ّ
ن
ن الظططاهر مططن حطال الصططحابة أّنهططا صل إلى ذلك و لما يثبت .قططال :علططى أ ّبالجماع يتو ّ
كانت بين فريقين اّما من ينصره فقد روى عن زيد بن ثابت أّنططه قططال لعثمططان و مططن معططه
النصار ائذن لنا ننصرك .و روى مثل ذلك عن ابن عمر و أبططي هريططرة و المغيططرة بططن
شعبة و الباقون يمتنعون انتظار الزوال العارض ل لّنه لو ضيق عليهم المر فططي الططدفع
ما فعلوا بل المتعالم من حالهم ذلك .
] [ 346
ثّم ذكر ما روى من انفاذ أمير المؤمنين الحسن و الحسين إليه و انه لما قتل لمهمططا علططى
وصول القول إليه ظّنا منه بأّنهما قصرا .و ذكر أن أصحاب الحديث يططروون عططن الّنططب ّ
ي
ل عليه و آله أنه قال :ستكون فتنة و اختلف و أن عثمان و أصحابه يومئذ علططى صّلى ا ّ
لط مظلومططا .قططال و ل يمتنططع أن يتعلططق الهدى و ما روى عن عائشططة مططن قولهططا قتططل و ا ّ
بأخبار آحاد في ذلك لنه ليس هناك أمر ظططاهر يططدفعه نحططو دعططواهم أن جميططع الصططحابة
كططانوا عليططه لن ذلططك دعططوى منهططم و إن كططان فيططه روايططة فمططن الحططاد و إذا تعارضططت
الروايات سقطت و وجب الرجوع إلى أمططر ثططابت و هططو مططا ثبططت مططن أحططواله السططليمة و
وجوب توّليه .
قال :و ليس يجوز أن يعدل عن تعظيمه و صططحة إمططامته بططامور محتملططة فل شططيء ممططا
ل و يحتمل الوجه الذى هو صحيح .
ذكروه إ ّ
ثّم ذكر أن للمام أن يجتهد رأيه في المور المنوطة به و يعمل فيها على غالب ظّنه و قد
يكون مصيبا و إن أفضت إلى عاقبة مذمومة و أّكد ذلك و أطنب فيه .
» عععععع ععع ععععع ععع ععع ععععععع «
اعترض عليه في الشافي بقوله :فاما ما حكاه عن أبي علي من قوله » لو كان ما ذكططروه
من الحداث قادحا لطوجب مطن الطوقت الطذى ظهطرت فيطه أن يطلبطوا رجل ينصطبونه فطي
ل على بطلن ما المامة لن ظهور الحدث كموته قال فلما رأيناهم طلبوا إماما بعد قتله د ّ
أضافوه إليه من الحداث « فليس ذلك بشيء معتمططد لن تلططك الحططداث و إن كططان مزيلططة
عندكم لمامته و فاسخة لها و مقتضية لن يعقططدوا لغيططره المامططة فططانهم لططم يقططدموا علططى
نصب غيره مع تشبثه خوفا من الفتنة و التنازع و التجاذب و أرادوا أن يخلع نفسططه حّتططى
تزول الشبهة و ينشط من يصلح للمامة لقبول العقد و التكفل بالمر و ليططس يجططرى ذلططك
مجرى موته لن موته يحسم الطمع في استمرار وليته و ل يبقى شبهة في خلططو الزمططان
من إمام ،و ليس كذلك حدثه اّلذي يسوغ فيه التأويل على بعططده و يبقططى معططه الشططبهة فططي
استمرار أمره و ليس نقول :إّنهم لم يتمّكنوا من ذلك
] [ 347
كما سأل نفسه بل الوجه في عدولهم ما ذكرناه من ارادتهم لحسم المواد و إزالة الشططبهة و
قطع أسباب الفتنة .
فأّما قوله » إّنه معلوم من هذه الحداث أنها لم تحصل أجمع في اليام اّلتي حصر فيهططا و
خر مططن المسططلمينقتل بل كانت تقع حال بعد حال فلو كانت توجب الخلع و البرائة لما تططأ ّ
النكار عليه و لكان المقيمون بالمدينة من الصحابة أولى بذلك من الواردين مططن البلد «
ل أّنططه غيططر منكططر أن يكططون نكيرهططم إنمططا
فل شك أن الحداث لم تحصل في وقت واحد إ ّ
خر لنهم تأولوا ما ورد عليهم من أفعاله على أجمل الوجوه حططتى زاد المططر و تفططاقم و تأ ّ
بعد التأويل و تعذر التخريج لم يبق للظن الجميل طريق فحينئذ أنكروا و هذا مستمر على
ما قدمنا ذكره من أن العدالة و الطريقة الجميلة تتأول في الفعل و الفعططال القليلططة بحسططب
ن به ثّم ينتهى المر بعد ذلك إلى بعد التأويل و العمل علططى الظططاهر ما تقدم من حسن الظ ّ
القبيح .
ق كانوا معتقدين لخلعططه مططن أّول حططدث على أن الوجه الصحيح في هذا الباب أن أهل الح ّ
بل معتقدين لن إمامته لم تثبت وقتا من الوقات و إنما منعهم من اظهار مططا فططي نفوسططهم
ن الغترار بالّرجل كططان عامططا فلمططا تططبّين أمططرهما قدمناه من أسباب الخوف و التقّية و ل ّ
حال بعد حال و اعرضت الوجوه عنه و قل العاذلة قويت الكلمة في عزله و هذا إّنما كان
في آخر المر دون أّوله فليس يقتضي المسططاك إلططى الططوقت الططذي وقططع الكلم فيططه نسططبة
الخطاء إلى الجميع على ما ظّنه .
فأّما دفعه أن يكون المة أجمعت على خلعه باخراجه نفسه و خروج مططن كططان فططي حّيططزه
جار أهله و عن القوم « فليس بشيء لّنه إذا ثبت أن من عداه و عدا عبيده و الرهط من ف ّ
ساقهم كمروان و من جرى مجراه كانوا مجمعين على خلعه فل شبهة أن الحق في غيططر فّ
حّيزه لنه ل يجوز أن يكون هو المصيب و جميططع المّططة مبطططل و إنمططا يططدعى أنططه علططى
الحق من تنازع في إجمطاع مطن عطداه فأمطا مطع تسطليم ذلطك فليطس يبقطى شطبهة و مطا نجطد
مخالفينا يعتبرون في باب الجماع الشذاذ عنه و النفر القليل الخارجين منه أل ترى أنهططم
ل يحلفون بخلف سعد و ولده و أهله في بيعة أبي بكر لقلتهم
] [ 348
و كثرة من بازائهم و كذلك ل يعتدون بخلف مططن امتنططع مططن بيعططة أميططر المططؤمنين عليططه
سلم و يجعلونه شاذا ل تأثير له فكيف فارقوا هذه الطريقة في خلع عثمان و هل هذا إ ّ
ل ال ّ
تقّلب و تلّون .
ن الصحابة بين فريقين اما من ينصره كزيد بن ثابت و ابططن عمططر و فلن و فأّما قوله » إ ّ
فلن و الباقون ممتنعون انتظار الزوال العارض و لنه ما ضيق عليهم المططر فططي الططدفع
عنه « فعجيب لن الظططاهر أن انصططاره هططم الططذين كططانوا معططه فططي الططدار يقططاتلون عنططه و
يدفعون الهاجمين عليه فقط ،فأّما من كان في منزله ما أغنى عنه فتيل ل يعططّد ناصططرا و
كيف يجوز ممن أراد نصرته و كان معتقدا لصوابه و خططاء الططالبين لخلعطه أن يتوقطف
ل لططدفع العططارض و بعططد زوالططه ل عن النصرة طلبا لزوال العارض و هل يراد النصرة إ ّ
حاجة إليها و ليس يحتاج في نصرته إلى أن يضطيق هطو عليهطم المطر فيهطا بطل مطن كطان
ن المنكر مّما قد تقّدم أمططر
معتقدا لها ل يحتاج حمله إلى إذنه فيها و ل يحفل بنهيه عنها ل ّ
ل تعالى فيه بالنهى عنه فليس يحتاج في إنكاره إلى أمر غيره . ا ّ
فأّما زيد بن ثابت فقد روى ميله إلططى عثمططان فمطا نعنططى ذلططك و بططازائه جميطع النصططار و
ن الواقططدي قططد روى فططي كتططاب المهاجرين و لميله إليه سبب معروف قد روتططه الططرواة فططا ّ
الدار أن مروان بن الحكططم لمططا حصططر عثمططان الحصططر الخيططر جططاء إلططى زيططد بططن ثططابت
ج فكّلماهططا
فاستصحبه إلى عائشة ليكّلمها في هذا المر فمضيا إليها و هي عازمة إلى الح ّ
ب عنه فأقبلت على زيد بن ثابت فقالت :و ما منعططك يططا ابططن ثططابت و لططك في أن تقيم و تذ ّ
الساويف قد قطعها لك عثمان و لك كذا و كذا و أعطاك من بيت المال زها عشططرة ألططف
دينار ؟ قال زيد :فلم أرجع عليها حرفا واحدا .
قال :و أشارت إلى مروان بالقيام فقام مروان و هو يقول متمثل حططرق قيططس علططى البلد
حتى إذا اضطرمت أجد ما ،فنادته عايشة و قد خرج من العتبة :
ل سمعت ما قلت ،أ تراني في شك من صاحبك ى تمثل الشعار ؟ قد و ا ّ
يا ابن الحكم أعل ّ
؟ و الذي نفسي بيده لوددت أنه الن في غرارة مططن غططرائري مخيطططة عليهططا فألقيهططا فططي
البحر الخضر ،قال زيد :فخرجنا من عندها على الّناس .
] [ 349
ن زيد بن ثابت اجتمع عليه عصبة مططن النصططار و هططو يططدعوهم إلططى
و روى الواقدي :أ ّ
نصر عثمان فوقف عليه جبلة بن عمرو بن حية المازني فقال له جبلة :ما يمنعك يا زيططد
ب عنه أعطاك عشرة ألف دينار و أعطاك حدائق من نخل ما لم ترث من أبيك مثل أن تذ ّ
حديقة منها .
ل خططاذل
ل ما كان منططا إ ّ
ن الواقدي أيضا روى عن ابن عمر أّنه قال :و ا ّ
فأّما ابن عمر فا ّ
أو قاتل و المر في هذا أوضح من أن يخفى .
سططلم الحسططن و الحسططين « فانمططا أنفططذهما إن كططان فأّما ذكره إنفاذ أمير المططؤمنين عليططه ال ّ
أنفذهما ليمنعططان مططن انتهططاك حريمططه و تعمططد قتلططه و منططع حرمططه و نسططائه مططن الطعططام و
الشراب و لم ينفذهما ليمنعا من مطالبته بالخلع كيف و هو مصّرح بططأنه بأحططداثه مسططتحق
للخلع و القوم اّلذين سعوا في ذلك إليه كانوا يغدون و يروحون إليه و معلوم منه ضرورة
أّنه كان مساعدا على خلعه و نقض أمره ل سّيما في المّرة الخيرة .
فأّما اّدعائه أّنه لعن قتلته فهو يعلم ما في هذا من الّروايات المختلفة اّلططتي هططي أظهططر مططن
حت فيجوز أن يكون محمولة على لعن من قتله متعمدا لقتلططه قاصططدا هذه الرواية و إن ص ّ
إليه فإن ذلك لم يكن لهم .
فأّما اّدعائه أن طلحة رجع لما ناشده عثمان يوم الدار فظاهر البطلن و غير معروف في
الرواية و الظاهر المعروف أّنه لم يكن على عثمان أشّد من طلحة يوم الدار و ل أغلططظ و
لو حكينا من كلمه فيه ما قد روى لفنينا قطعة كبيرة من هذا الكتاب .
ن عثمان كان يقول يوم الدار :اللهم اكفنططي طلحططة و يكططرر ذلططك علمططا منططهو قد روى :أ ّ
بأنه أشّد القوم عليه .
و روى أن طلحة كان عليه يوم الدار درع و هو يرامي الّناس و لم ينزع عن القتال حّتططى
قتل الرجل .
يومئذ على الهدى « فهو يعلم أن هذه الرواية الشاذة ل يكون في مقابلة المعلططوم ضططرورة
من إجماع الّمة على خلعه و خذله و كلم وجوه المهاجرين و النصار فيه و بإزاء هططذه
ل عليه و آله و غيططره مّمططا يتضططمن ض طّد مططا
ي صّلى ا ّ
الرواية مما يمل الطروس عن الّنب ّ
تضمنته و لو كانت هذه الرواية معروفة لكان عثمان أولى الناس بالحتجاج بها يوم الّدار
ل غث و سمين ،و قبل ذلك لما خوصم و طولب بأن يخلع نفسططه ،و ج عليهم بك ّ
و قد احت ّ
ج عنه بعض أصحابه و أنصاره و في علمنا بأن شيئا من ذلك لم يكن دللة على أّنها لحت ّ
مصنوعة .
لط مظلومططا « فططأقوال عايشططة فيططه معروفططةفأما ما رواه عن عائشة من قولها » :قتل و ا ّ
ل عليه و آله و هى تقططول :هططذا قميصططه لططم ل صّلى ا ّ
معلومة و إخراجها قميص رسول ا ّ
يبل و قد بليت سنته و غير ذلك مّما ل يحصى كثرة .
فأما مدحها و ثناؤها عليه فانما كان عقيب علمها بانتقال المر إلططى أميططر المططؤمنين عليططه
سلم و السبب فيه معروف و قد وقفت عليه و قوبل بين كلمها فيه متقّدما و متأخرا . ال ّ
فأّما قوله » :ل يمتنع أن يتعّلق بأخبار الحاد في ذلطك لنهطا فطي مقابلطة مطا يطّدعونه مّمطا
ل مطن كطانن إطباق الصططحابة و أهططل المدينطة إ ّ طريقه أيضا الحاد « فواضح البطلن ل ّ
في الّدار معه على خلفه و أنهم كانوا بين مجاهططد و مقاتططل مبططارز و بيططن خططاذل متقاعططد
معلوم ضرورة لكل من سمع الخبار و كيف يّدعى أنها من جملطة الحطاد حّتطى يعطارض
بأخبار شاّذة نادرة و هل هذا إل مكابرة ظاهرة ؟
فأما قوله » :إنا ل نعدل عن وليته بامور محتملة « فقد مضى الكلم في هططذا المعنططى و
قلنا ان المحتمل هو ما ل ظاهر له و الذي يتجاذ به المور المختلفة فأما ما لططه ظططاهر فل
يسمى محتمل و إن سماه بهذه التسمية فقد بينا أّنه مّما يعدل من أجله عن الولية و فصلنا
ذلك تفصيل بينا .
فأّما قوله » إن للمام أن يجتهد رأيه في المور المنوطة به و يكون مصيبا و إن أفضططت
إلى عاقبة مذمومة « فأّول ما فيه أّنه ليس للمططام و ل غيططره أن يجتهططد فططي الحكططام و ل
ل على النصوص .ثّم إذا سلمنا الجتهاد فل شك أن يجوز العمل فيها إ ّ
] [ 351
ههنا امورا ل يسوغ فيها الجتهاد حّتى يكون من خبرنا عنه بأّنه اجتهد فيها غير مصدق
و تفصيل هذه الجملة يبين عند الكلم على ما تعاطاه من العذار في أحداثه .
أقول :من نظر في فعل كبار الصحابة من المهاجرين و النصار بعثمطان أنهطم حصطروه
أربعين ليلة و منعوه من الماء و خذلوه حّتى قتل و قد كان يمكنهططم الططدفع عنططه علططى أّنهططم
لط عليططه و آلططه و تركططوه ل صّلى ا ّ
أعانوا قاتليه بل شهد قتله ثمانمأة من أصحاب رسول ا ّ
بعد القتل ثلثة أيام و لم يدفنوه حّتى قام ثلثة نفر مططن بنططي اميططة فأخططذوه بالليططل سططرقة و
ل على عظم أحداثه و كططبر دفنوه لكيل يعلم بهم أحد و دفنوه في حش كوكب مقبر يهود يد ّ
معاصيه و الحق كما قال محّمد بن مسلمة برواية الواقدي المتقدمة إن عثمان قتل نفسططه ،
على أن خاذليه كانوا خيرا من ناصريه لن الذين نصره كان أكثرهم فسططاقا كمططروان بططن
الحكططم و أضططرابه و خططذله المهططاجرون و النصططار ،و كفططى فططي المقططام إعططراض أميططر
سلم عططن نصطرته آخططر المطر مطع قططدرته علطى ذلطك و قطوله عليطه ي عليه ال ّ
المؤمنين عل ّ
سلم نصحه و نصططره غيططر مططرة و مططا أراد عثمططان منططه ل قتله .على أّنه عليه ال ّسلم ا ّال ّ
ل لتاب من قوادحه حقيقة و لما خدع الّناس مرة بعططد مططرة ،و مططن سلم نصحا و إ ّ عليه ال ّ
تتبع كتب السير و التواريخ و سمع مقالت كبار الصحابة و عظمططاء القططوم فططي عثمططان و
ن عثمططان توبته ظاهرا من أحداثه دفعة ثّم نقضه التوبة و فعله ما فعل دفعة اخططرى درى أ ّ
ل لعبا و بيت المال طعما له و لبني امّية و أتباعه و ذوي رحمططه مّمططن سططمعت اتخذ دين ا ّ
ن أجوبة القاضي عبد الجبار و اشياعه الواهيططة ناشططئة شناعة حالهم و بشاعة أمرهم ،و أ ّ
سلم كان معتزل للفتنة بقتل عثمان و أّنططه ن أمير المؤمنين علّيا عليه ال ّ من الّتعصب ،و أ ّ
بعد عن منزله في المدينة لن ل تتطططرق عليططه الظنططون برغبتططه فططي البيعططة بططالمر علططى
ن الصحابة لما كان من أمر عثمان ما كططان التمسططوه و بحثططوا عططن مكططانه حّتططى الّناس و أ ّ
وجدوه فصاروا إليه و سألوه القيام بالّمة .و نص أبو جعفر الطبري في التاريخ انططه لمططا
سلم بخيبر و أن معاوية و أهل البصرة اتهموا علّيططا عليططه ي عليه ال ّ
حصر عثمان كان عل ّ
سلم تهمة و سلم بدم عثمان اتباعا لتسويلت شيطانية و أن اسناد دم عثمان إليه عليه ال ّ ال ّ
بهتان
] [ 352
سططلم نصططر ن أميططر المططؤمنين عليططه ال ّل و هذه التهمة كفران النعمة و قّلة الشكر ل ّ
ليس إ ّ
سطلم فطي الكلم عثمان من بدو المر لما استنصره غير مططرة و لقططد مضططى قططوله عليطه ال ّ
لط لقطد دفعطت عنطه ) يعنطي عطن عثمطان ( حّتطى 238من المختار في بطاب الخططب :و ا ّ
سلم أشار على عثمططان بططامور ن أمير المؤمنين عليه ال ّخشيت أن أكون آثما ،و لعمري أ ّ
سلم أفعاله و أقططواله كان صلحه فيها و لو قبلها لم يحدث عليه ما حدث فلما رأى عليه ال ّ
كما سمعت خرج من عنده مغضبا تركه مخذول حّتى ذاق ما ذاق .
ثّم ليعلم أن طلحة و الزبير و عائشة فيما صنعوه في أيام عثمان مططن أوكططد أسططباب مططا تطمّ
عليه من الخلع و الحصر و سفك الّدم و الفساد و ذلك ظططاهر بّيططن لططذوى العقططول السططليمة
من آفة التعصب و التقليد و سيتضح أشد ايضاح في شرح الكتب التية .
و اعلم أّنه ليس غرضنا من ذكر أحداث عثمان و ما نقم الّنططاس منططه إبطططال لمططامته بعططد
ظهورها منه فان هذا البحث انما يختص بمن قال بإمامته قبل أحططداثه و رجططع عنهططا عنططد
وقوع أحداثه و هم الخوارج و من وافقهططم و أمططا عنططدنا معاشططر المامّيططة لططم يثبططت إمامططة
الّرجل و أشباهه وقتا من الوقططات لمططا قططدمنا فططي شططرح الخطبططة 237ان المامططة عنططدنا
ن المططام يجططب أن يكططون منصططوبا و ل ط تعططالى أعلططم حيططث يجعلهططا و أ ّ
رئاسططة إلهيططة و ا ّ
ل تعالى و معصوما من جميع الذنوب و منزها من العيوب مطلقططا و أنهططا منصوصا من ا ّ
ي بنا أن نعود إلى الشرح : ل ل ينال الظالمين فالحر ّ عهد ا ّ
سلم إلى أهل الكوفططة عنططد مسططيره ل عنه » :و من كتاب له عليه ال ّ قول الّرضي رضى ا ّ
سططلم إلططى البصططرة لقتططال
إليهم من المدينة إلى البصرة « أقول :إّنما كان مسططيره عليططه ال ّ
أصحاب الجمل فيليق أن نذكر ما كان سبب ذلك القتال و عّلطة وقطوعه فطي البصطرة علطى
الجمال ليكون القاري على بصيرة .و اعلم ان الّناس بعد قتل عثمان أتوا أمير المؤمنين
ن هذا الّرجل قططد قتططل و لبطّد للّنططاس مططن إمططام و ل يصططلح سلم منزله فقالوا إ ّعلّيا عليه ال ّ
ق بهذا المر منك ل أقدم سابقة و ل أقرب لمامة المسلمين سواك و ل نجد اليوم أحدا أح ّ
سلم :ل حاجة لي في أمركم أنا ل عليه و آله فقال عليه ال ّ ل صّلى ا ّ
من رسول ا ّ
] [ 353
معكم فمن اخترتم فقد رضيت به فإّني أكون وزيرا خير من أن أكون أميرا ،
سططلم كّلططم بعضطهمل ما نختار غيطرك .فلّمطا انصطرفوا عنططه عليططه ال ّفاختاروا فقالوا :و ا ّ
بعضا فقالوا :يمضى قتل عثمان في البلد فيسمعون بقتله و ل يسططمعون أنططه بويططع لحططد
بعده فيثور كل رجل منهم في ناحية فل نأمن أن يكون في ذلك الفسططاد فلنرجططع إلططى علط ّ
ي
ن الّناس و يسكنون .سلم فل نتركه حّتى يبايع فيطمئ ّ عليه ال ّ
سلم مرارا ثّم أتوه في آخر ذلك فقططالوا لططه :إّنططه ل يصططلح الّنططاس إ ّ
ل فاختلفوا إليه عليه ال ّ
سلم :
ل ما نحن بفاعلين حّتى نبايعك فقال عليه ال ّ بامرة و قد طال المر فو ا ّ
ل بططن ل عن رضا المسلمين ،قال عبد ا ّ ففي المسجد فإن بيعتي ل تكون خفّية و ل تكون إ ّ
ل المسططجد فلّمططا
عباس :فلقد كرهت أن يأتى المسجد مخافة أن يشططغب عليططه و أبططي هططو إ ّ
دخل دخل المهاجرون و النصار فبايعوه .
قال الشيخ المفيد في الجمل :روي أبو إسحاق بن إبراهيم بن محّمد الثقفي عن عثمان بططن
أبي شيبة عن إدريس عن محّمد بن عجلن عن زيد بن أسلم قططال :جططاء طلحططة و الزبيططر
سلم و هو متعوذ بحيطان المدينة فدخل عليه و قططال ابسططط يططدك نبايعططك ي عليه ال ّ
إلى عل ّ
ل بك فقال لهما :ل حاجططة لططي فططي ذلططك و أن أكططون لكمططا وزيططرا
ن الّناس ل يرضون إ ّ فإ ّ
خير من أن أكون لكما أميرا فليبسط قرشى منكما يده ابايعه .فقال
] [ 354
ن الّناس ل يؤثرون غيرك و ل يعدلون عنك إلى سواك فابسططط يططدك نبايعططك أّول الّنططاس إّ
ن بيعتي ل تكون سرا فامهل حّتى أخرج إلى المسجد .فقال :بل نبايعك ههنططا ثطّم فقال :إ ّ
لطط
نبايعك في المسجد فبايعاه أّول الّناس ثّم بايعه الّناس على المنبر أّولهم طلحة بن عبيد ا ّ
لء فصعد المنبر إليه فصفق على يده و رجطل مططن بنططي أسططد يزجطر الطيططر و كانت يده ش ّ
سطلم يطد طلحطة و قائم ينظر إليه فلما رأى أّول يد صفقت على يد أميطر المطؤمنين عليطه ال ّ
لء يوشططك أن ل يتطّم ل و إّنا إليه راجعون أّول يد صفقت على يططده شط ّ لء قال :إّنا ّ
هي ش ّ
هذا المر ثّم نزل طلحة و الزبير و بايعه الّناس بعدهما .
سلم إلططى السططوق و ى عليه ال ّ قال أبو جعفر الطبري في التاريخ :لما قتل عثمان خرج عل ّ
ذلك يوم السبت لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة فاتبعه الّنططاس و بهشططوا فططي وجهططه
فدخل حائط بنى عمرو بن مبذول و قال لبي عمرة بن عمططرو بططن محصططن أغلططق البططاب
ي ابسططط يططدك فبططايعه فجاء الّناس فقرعوا الباب فدخلوا فيهم طلحة و الزبير فقال :يططا عل ط ّ
طلحة و الزبير فنظر حبيب بن ذؤيب إلى طلحة حين بايع فقال :أّول مططن بططدأ بالبيعططة يططد
ي إلططى المسططجد فصططعد المنططبر و عليططه إزار و طططاق و لء ل يتّم هذا المر و خرج علط ّ شّ
عمامة خز و نعله في يده متوكئا على قوس فبايعه الّناس .
سلم مططرارا للبيعططة فقططال عليططهو قال الطبري في نقل آخر :لما اختلف الّناس إليه عليه ال ّ
ى و أتيتم و إني قائل لكم قول إن قبلتموه قبلططت أمركططم و إ ّ
ل سلم لهم :إنكم قد اختلفتم إل ّال ّ
ل فجاء فصططعد المنططبر فططاجتمع فل حاجة لي فيه ؟ قالوا :ما قلت من شيء قبلناه إن شاء ا ّ
ل أن أكون عليكم أل و إّنه ليس لي أمططر الّناس إليه فقال :إّني كنت كارها لمركم فأبيتم إ ّ
ل أن مفاتيح مالكم معى أل و إّنه ليس لي أن آخذ منه درهما دونكم رضيتم ؟ قالوا دونكم إ ّ
ل نفيططرا يسططيرا كططانوا عثمانّيططة منهططم
:نعم ،قال :الّلهّم اشهد عليهم ثّم بايعهم على ذلططك إ ّ
حسان بن ثابت و كعب بن مالططك و مسططلمة بططن مخلططد و أبططو سططعيد الخططدرى و محّمططد بططن
مسلمة و الّنعمان بن بشير و زيد ابن ثابت و رافع بن خديج و فضالة بن عبيد و كعب بن
سططلم و ي عليططه ال ّ
ل بن حسطن كيططف أبططى هطؤلء بيعطة علط ّ عجرة .قال :فقال رجل لعبد ا ّ
كانوا عثمانية ؟ قال :أّما حسان
] [ 355
له عثمان الديوان و بيت المططال فلمططافكان شاعرا ل يبالي ما يصنع و أّما زيد بن ثابت فو ّ
ل مرتين فقال أبو أّيوب :
حصر عثمان قال :يا معشر النصار كونوا أنصار ا ّ
ل أّنه أكثر لك من العضدان ،فأّما كعب بن مالك فاستعمله على صدقة مزنيططة
ما تنصره إ ّ
و ترك ما أخذ منهم له .
سلم بالمدينة و تربص سبعة نفر فلططم يبططايعوه و في نقل آخر فيه :بايع الّناس علّيا عليه ال ّ
ل بن عمر و صهيب و زيد بن ثابت و محّمد بن مسلمة منهم سعد بن أبي وقاص و عبد ا ّ
ل بايع .
و سلمة بن وقش و اسامة بن زيد و لم يتخلف أحد من النصار إ ّ
ل ط ابططن
سلم أن يكلم عبد ا ّ ن عّمار بن ياسر استأذن علّيا عليه ال ّ
و في المامة و السياسة أ ّ
سططلم فططأبوا و بعططدعمر و محّمد بن مسلمة و سعد بن أبي وقاص في بيعتهم علّيططا عليططه ال ّ
سططلم فقططال لططه
ي عليططه ال ّل واحد منهم قال :فانصرف عمار إلططى عل ط ّ نقل مكالمة عّمار لك ّ
سلم :دع هؤلء الرهط اّما ابن عمر فضعيف ،و اّما سعد فحسود ،و ذنبى ى عليه ال ّ
عل ّ
إلى محّمد ابن مسلمة اّنى قتلت اخاه يوم خيبر :مرحب اليهودى .
ل ابنسلم حين تخّلف عن بيعته عبد ا ّ في الرشاد للمفيد قّدس سره :و من كلمه عليه ال ّ
طاب و سعد بن أبى وقاص و محّمد بن مسططلمة و حسططان بططن ثططابت و اسططامة عمر بن الخ ّ
سططلمابن زيد ،ما رواه الشعبى قال :لما اعتزل سعد و من سّميناه أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل و اثنى عليه ثّم قال :اّيها الناس إنكم بايعتمونى على ما بويططع
و توقفوا عن بيعته حمد ا ّ
عليه من كان قبلى و إّنما الخيار للّناس قبل أن يبايعوا فإذا بايعوا فل خيار لهم و إنّ علططى
المام الستقامة و على الرعية التسليم و هذه بيعة عاّمة من رغب عنها رغططب عططن ديططن
السلم و اتبع غير سبيل أهله و لم تكن بيعتكم إياى فلتة و ليس أمططري و أمركططم واحططد و
ن للمظلططوم ول لنصحن للخصم و لنصططف ّ ل و أنتم تريدونني لنفسكم و أيم ا ّإني اريدكم ّ
لط و حسطان بطن ثطابت امطور كرهتهطا و قد بلغني عن سعد و ابن مسلمة و اسامة و عبطد ا ّ
الحق بيني و بينهم .
] [ 356
أقول :أتى بكلمه هذا الشريف الرضي فططي النهططج .و لكططن لططم يفسططر هططو و ل أحططد مططن
الشّراح الذين نعرفهم سببه كما فسره المفيد على أن بينهما تفاوتا فططي الكيططف و الكططم فططاّنه
سلم :لم تكططن بيعتكططم إيططاى فلتططة و ليططس أمططري و أمركططم نقل هكذا :و من كلمه عليه ال ّ
لط
ل و أنتم تريدونني لنفسكم أيها الّناس أعينوني على انفسططكم و أيططم ا ّ واحدا إّني اريدكم ّ
ن الظالم بخزامته حّتى اورده منهططل الحططق و إن كططان لنصفن المظلوم من ظالمه و لقود ّ
كارها ) الكلم 136من باب الخطب ( .
و في كتاب الجمل للشيخ الجل المفيد قّدس سّره :انططه روى أبططو مخنططف لططوط بططن يحيططى
ل بن سططوادة و طلحططة بططن العلططم و أبططي عثمططان اجمططع قططالوا :بقيططت
عن محّمد بن عبد ا ّ
المدينة بعد قتل عثمان خمسة أّيططام و أميرهططا الططواقض بططن حططرب و الّنططاس يلتمسططون مططن
سلم فيختطبىء عنهطم و يلطوذ يجيبهم لهذا المر فل يجدون فيأتون المصريون علّيا عليه ال ّ
بحيطان المدينة فاذا لقوه يأبى عليهم .
قال :و روى إسحاق بن راشد عن الحميد بن عبد الّرحمن عن ابن أثري قال :أل احدثك
سططلم
ي عليططه ال ّبما رأت عيناى و سمعت اذناى لما التقى الّناس عنططد بيططت المططال قطال علط ّ
لطلحة :ابسط يدك ابايعك فقال طلحة :أنت أحق بهططذا المططر منططى و قططد اجتمططع لططك مططن
سلم :ما خشيناك غيرك فقال طلحة :ل ي عليه ال ّ
هؤلء الّناس ما لم يجتمع لي ،فقال عل ّ
ل ل تؤتي من قبلي ،و قام عّمار بن ياسر و الهيثم بن التيهان و رفاعة بن أبي تخش فو ا ّ
ن هذا المر قد سلم إ ّي عليه ال ّ
رافع و مالك بن عجلن و أبو أّيوب خالد بن زيد فقالوا لعل ّ
فسد و قد رأيت ما صنع عثمان و ما أتاه من خلف الكتاب و السّنة فابسططط يططدك لنبايعططك
سلم و قال :قد رأيتم ما صنع بططي ي عليه ال ّ لتصلح من أمر المة ما قد فسد ،فاستقال عل ّ
و عرفتم رأى القوم فل حاجة لي فيهم فاقبلوا علطى النصطار و قطالوا يطا معشطر النصطار
ي و سططابقتهل و قد علمتططم فضططل علط ّ ل و أنصار رسوله و برسوله أكرمكم ا ّ أنتم أنصار ا ّ
ل عليه و آله و إن ولي ينالكم خيرا . ي صّلى ا ّ في السلم و قرابته و مكانته من الّنب ّ
فقال القوم :نحن أرضى الّناس به ما نريد به بدل ثّم اجتمعوا عليه و ما يزالوا
] [ 357
و باسناده عن ابن أبي الهيثم بن التيهططان قططال :يططا معشططر النصططار و قططد عرفتططم رأيططى و
ل عليه و آله و اختياره إّيططاى فططرّدوا هططذا المططر
ل صّلى ا ّنصيحتى و مكانى من رسول ا ّ
ل أن يجمع به الفتكم و
لا ّ
ل عليه و آله لع ّ
ل صّلى ا ّ
إلى أقدمكم إسلما و أولكم برسول ا ّ
يحقن به دماءكم فأجابه القوم بالسمع و الطاعة .
قالوا :قد رضينا بحلمك » بحملك ط « و ما فينا مخالف لك فاحملنا على ما تراه ثّم بايعه
الجماعة .
سلم كره إجابة القوم علطى الفطور و البطدار لعلمطه بعاقبطة ن أمير المؤمنين عليه ال ّ أقول :إ ّ
حططوا فيمططا دعططوه
المور و إقدام القوم على الخلف عليه و للظاهرة له و الشنآن و القوم أل ّ
ل عططّز
سلم من الجابة عن اللحاح فيما أرادوا و اذكروه با ّ إليه و لم يمنعهم إبائه عليه ال ّ
ل و قالوا له إّنه ل يصلح لمامططة المسططلمين سططواك و ل نجططد أحططدا يقططوم بهططذا المططر وجّ
سططلم علططىغيرك يصلح امور الّدين و يقوم لحياطة السلم و المسططلمين فبططايعوه عليططه ال ّ
السمع و الطاعة .
قال أبو جعفر الطبري في التاريخ ) ص 457ج 3طبع مصر 1357ه ( :
] [ 358
ل سبحانه يؤّدكم بّين فيه الخير و الشر فخذوا بالخير و دعوا الشّر ،الفرائض أّدوها إلى ا ّ
ل حرم حرما غير مجهولة و فضل حرمة المسلم على الحرم كّلها و شططّد نا ّإلى الجّنة ،إ ّ
ق ل يحططل ل بالح ّ
بالخلص و التوحيد المسلمين و المسلم من سلم الّناس من لسانه و يده إ ّ
ن الّنططاس أمططامكم و
صة أحدكم المططوت فططإ ّ
ل بما يجب بادروا أمر العامة و خا ّ
أذى المسلم إ ّ
لط عبططاده
إن ما من خلفكم الساعة تحدوكم تخففوا تلحقوا فاّنما ينتظر الّناس اخريهم اتقوا ا ّ
لول لط عطّز و جط ّ في عباده و بلده إّنكم مسططؤلون حّتططى عططن البقططاع و البهططائم أطيعططوا ا ّ
تعصططوه و إذا رأيتططم الخيططر فخططذوا بططه و إذا رأيتططم الشططر فططدعوه و اذكططروا إذ أنتططم قليططل
مستضعفون في الرض .
ل عنططه فططي النهططج و بيططن النسططختين تفططاوت فططي أقول :أتى بهذه الخطبة الرضي رضي ا ّ
لط سططبحانه أنططزل كتابططا
نا ّ
بعض العبارات فارجع إلى الخطبططة 166مططن النهططج أولهططا :إ ّ
هاديا بّين فيه الخير و الشر فخذوا نهج الخير تهتدوا و اصدفوا عن سططمت الشطّر تقصططدوا
إلى آخرها .
] [ 359
الرجل و إن كان ذا مال و ولد عن عشيرته و دفاعهم عنططه بأيططديهم و ألسططنتهم هططم أعظططم
الّناس حيطة من ورائه و إليهم سعيه و أعطفهم عليه إن أصابته مصيبة أو نزل به بعططض
مكاره المور و من يقبض يده عن عشيرته فاّنه يقبض عنهم يدا واحدة و تقبض عنه أيططد
ل لططه مططا أنفططق فططي دنيططاه و
ل تعالى يخلف ا ّكثيرة و من بسط يده بالمعروف ابتغاء وجه ا ّ
ل للمرء في الّناس خير لططه مططن ن لسان صدق يجعله ا ّ يضاعف له في آخرته ،و اعلموا أ ّ
ن أحدكم كبرياء و ل عظمططة فططي نفسططه و ل يغفططل أحططدكم عططن القرابططة أن المال فل يزداد ّ
ن الططدنيا قططد أدبططرت ويصلها بالذي ل يزيده إن أمسكه و ل ينقصه إن أهلكه ،و اعلمططوا أ ّ
الخرة قد أقبلت أل و إن المضمار اليوم و السبق غدا أل و إن السبقة الجّنة و الغاية النار
ن المل يسهى القلب و يكططذب الوعططد و يططأتي بغفلططة و يططورث حسططرة فهططو غططرور و أل إ ّ
صاحبه في عناء فططافزعوا إلططى قططوام دينكططم و إتمططام صططلتكم و أداء زكططاتكم و الّنصططيحة
لط عليططه و آلططه و
لط صطّلى ا ّ ل و اصدقوا الحططديث عططن رسططول ا ّ لمامكم و تعّلموا كتاب ا ّ
لط و ارهبططوا
أوفوا بالعهططد إذا عاهططدتم و أّدوا المانطات إذا ائتمنتططم و ارغبطوا فططي ثطواب ا ّ
عذابه و اعملوا الخير تجزوا خيرا يوم يفوز بالخير من قدم الخير .
أقول :هذه الخطبة المنقولة من الدينوري مذكورة في النهج ) الخطبة ( 28و نقلها المفيد
ن الطدنيا قطد أدبطرت و لطم يبّينطا بطأ ّ
ن سطلم و اعلمطوا أ ّ في الرشاد مبتدأة مطن قطوله عليطه ال ّ
سلم كما صّرح به الدينوري مططع أ ّ
ن سلم لما تمت البيعة له عليه ال ّ الخطبة خطبها عليه ال ّ
بين النسخ اختلفا سيما بين ما في المامة و السياسة و بين ما في النهج و الرشاد .
سلم في أّول
ن المفيد قّدس سّره قال في الجمل ) ص 77طبع النجف ( :قوله عليه ال ّ ثّم إ ّ
خطبة خطبها بعد قتل عثمان و بيعة الّناس له :قد مضت امور كنتم فيهططا غيططر محمططودى
ل عما سلف سبق الططرجلن و قططام الثططالث كططالغراب
الرأى أما لو أشاء لقلت و لكن عفى ا ّ
ص جناحه و قطع رأسه لكان خيرا له حّتى همته بطنه و فرجه يا ويله لو ق ّ
] [ 360
أقول :ما نقله المفيد » ره « مذكور بعضها في الخطبة 177من النهج أولها :
ل يشغله شأن و ل يغّيره زمان و ل يحويه مكططان و ل يصططفه لسططان ل يعططزب عنططه عططدد
لط فططي شططرح
قطر الماء إلى آخرها و صّرح الشارح المحقق ابن ميثم البحرانططي رحمططه ا ّ
ن هذه الخطبططة اعنططي الخطبططة 177 النهج ) ص 354طبع 1276المطبوعة بالحجر ( بأ ّ
سلم بعد مقتل عثمان في أّول خلفته كما ي عليه ال ّ
من النهج خطب بها أمير المؤمنين عل ّ
أّنه و الشارح الفاضل المعتزلى و الشططريف الرضططى و الطططبرى و غيرهطم صطّرحوا بطأ ّ
ن
الخطبة 166من النهج المذكورة آنفا أّول خطبة خطبها في أول خلفته .
فبعد الفحص و التتبع و الغور في الخبار و السير و القوال و التأّمل في فحوى الخطططب
ن الخطبة 21من النهج و الخطبططة 28و الخطبططة 166و الموسومة من النهج حصل لنا أ ّ
سطلم فطي أّول خلفتططه و ذكططر
الخطبطة 177كطانت جميعططا خطبططة واحططدة خطبهطا عليططه ال ّ
ل موضع جزء منها فتشتت في النهج فجعل كططل جططزء خطبططة علططى حططدة . المؤلفون في ك ّ
فلنرجع إلى ما كّنا فيه .
ن ظاهر الفتنة بالبصرة إنما أحدثه طلحة و الزبير مططن نكططث البيعططة الططتى بططذلها و اعلم أ ّ
سلم طوعا و اختيارا و ايثارا و خروجهما عططن المدينططة إلططى مكططة لمير المؤمنين عليه ال ّ
على اظهار منهما ابتغاء العمرة فلما وصلها اجتمعا مع عائشة و عّمال عثمان الهططاربين
سلم بأموال المسلمين إلى مّكة طمعا فيما احتجبوه منها و خوفا من أمير المؤمنين عليه ال ّ
و اتفاق رأيهم على الطلططب بططدم عثمططان و التعّلططق عليططه فططي ذلططك بانحيططاز قتلططة عثمططان و
حاصريه و خاذليه من المهاجرين و النصار و أهل مصر و العراق و كونهم جندا لططه و
أنصارا و اختصاصهم به في حربهم منه و مظاهرته لهم بالجميل و قوله فيهم الحسن من
] [ 361
الكلم و ترك إنكار ما منعوه بعثمان و العراض عنهطم فطي ذلطك ،و شطبهوا بطذلك علطى
الضعفاء و اغتروا به السفهاء و أوهموهم بذلك لظلم عثمان و البرائة مططن شططيء يسططتحق
به ما صنع به القوم من احصاره و خلعه و المنازعة إلى دمططه فأجططابهم إلططى مرادهططم مططن
الفتنة من استغووه بمططا وصططفناه و قصططدوا البصططرة لعلمهططم أن جمهططور أهلهططا مططن شططيعة
ل بن كريز بطن عطامر و كطان ذلطك عثمان و أصحاب عامله ابن عمه كان بها و هو عبد ا ّ
ل عليه الخبار و يوضح عن صحة الحكم به العتبار منهم ظاهرا و باطنا بخلفه كما تد ّ
،أل ترى أن طلحة و الزبير و عائشة باجماع العلمططاء بالسططير و الثططار هططم الططذين كططانوا
سلم لم يزل يدفعهم ن أمير المؤمنين عليه ال ّ أوكد السبب لخلع عثمان و حصره و قتله و أ ّ
عن ذلك و يلطف فطي منعهطم عنطه و يبطذل الجهطد فطي إصطلح حطاله مطع المنكريطن عليطه
جين عليه بططأقواله فلنططذكر طائفططة مططن الخبططار فططي سططبب نكططث العائبين له بأفعاله و المحت ّ
طلحة و الزبير البيعة و إثارتهما فتنة الجمل .
سططلم بعططد
ن الزبيططر و طلحطة أتيططا علّيطا عليطه ال ّ
في المامة و السياسة للدينوري :ذكروا أ ّ
سلم :
ى عليه ال ّ فراغ البيعة فقال :هل تدرى على ما بايعناك يا أمير المؤمنين ؟ قال عل ّ
نعم على السمع و الطاعة و على ما بايعتم عليه أبططا بكطر و عمطر و عثمططان ،فقطال :ل و
سطلم :ل ،و لكنكمططا شططريكان ى عليططه ال ّلكّنا بايعناك على أنا شريكاك في المر .قال عل ّ
ك فططي
في القول و الستقامة و العون على العجز و الولد .قططال :و كططان الزبيططر ل يشط ّ
ن علّيا غير موّليهما شيئا أظهرا الشططكاة ولية العراق و طلحة في اليمن فلما استبان لهما أ ّ
ى ،قمنطا لطه فطي أمطر عثمطانفتكلم الزبير في ملء من قريش ،فقال :هذا جزاؤنا من عل ّ
حّتى أثبتنا عليه الذنب و سببنا له القتل و هو جالس في بيته و كفى المر فلما نططال بنططا مططا
ل أنا كّنا ثلثططة مططن أهططل الشططورى كرهططهأراد جعل دوننا غيرنا ،فقال طلحة :ما اللوم إ ّ
أحدنا و بايعناه و أعطيناه ما في أيدينا و منعنا ما في يده فأصبحنا قد أخطأنا مططا رجونططا .
ل بن عّباس و كان استوزره ، سلم فدعا عبد ا ّ ى عليه ال ّ
قال :فانتهى قولهما إلى عل ّ
فقال له :بلغك قول هذين الرجلين ؟ قال :نعم ،بلغنى قولهما .قال :فما ترى ؟
] [ 362
سلم في العمرة فقال عليططه و قال المسعودي في مروج الذهب :انهما استأذنا علّيا عليه ال ّ
سلم لعّلكما تريدان البصرة و الشام فأقسما أّنهما ل يريدان غير مّكة .
ال ّ
ن ما يستفيد المتتبع الخبير أقول :و سيأتى طائفة من القوال و الخبار فيهما بعيد هذا و إ ّ
من سبب نكث الرجلين البيعة هو يأسهما مّما كانا يرجوان به مططن قتططل عثمططان بططن عفططان
سلم ى بن أبيطالب ثّم اّنه عليه ال ّ
من البيعة لحدهما بالمامة و اّتساق المر في البيعة لعل ّ
ما وليهما شيئا لّنهما لم يكونا أهل لذلك لما قد سمعت و تأكد سبب النكث بذلك .
في الجمل للمفيد :لما أيس الرجلن من نيل ما طمعا فيه من التأمر على النطاس و التمّلطك
سلم أحدا و عرفا لمرهم و بسط اليد عليهم و وجدا المة ل تعدل بأمير المؤمنين عليه ال ّ
رأى المهاجرين و النصار و من ذلك أرادا الحظوة عنده بالبدار إلى بيعتططه و ظنططا بططذلك
شركائه في أمره و تحققا أنهما ل يليان معه أمرا و استقر المر على أمير المؤمنين عليه
ل مططن شطّذ مططن بطانططةسلم ببيعة المهاجرين و النصططار و بنططى هاشططم و كافططة الّنططاس إ ّ ال ّ
عثمان و كانوا على خفاء لشخاصهم مخافة على دمائهم من أهطل اليمطان ،فصطارا إلطى
سلم فطلب منه طلحة ولية العراق و طلب منه الزبير ولية الشام أمير المؤمنين عليه ال ّ
سلم عن إجابتهما في شيء من ذلك فانصططرفا و همططا سططاخطان و قططد ي عليه ال ّ
فأمسك عل ّ
عرفا ما كان غلب في ظنهما قبل من رأيه فتركاه يططومين أو ثلثططة أّيططام ثطّم صططارا إليططه و
استأذنا عليه
] [ 363
فأذن لهما و كان في علية داره فصعدا إليه و جلسا عنده بين يديه و قال يا أمير المططؤمنين
قد عرفت حال هذه الزمنة و ما نحن فيه من الشّدة و قد جئناك لتدفع إلينا شيئا نصلح بططه
أحوالنا و نقضى به حقوقا علينا .
سر .
سلم قد عرفتما ما لي بينبع 1فإن شئتما كتبت لكما منه ما تي ّ
فقال عليه ال ّ
سلم لهما :ما أصنع ؟ فقال له :أعطنا مططن فقال :ل حاجة لنا في مالك بينبع فقال عليه ال ّ
ى يططدلى فططي بيططت المططال و لط و أ ّسلم سبحان ا ّ بيت المال شيئا لنا فيه كفاية .فقال عليه ال ّ
ذلك للمسلمين و أنا خازنهم و أمين لهم ،فإن شئتما رقيتما المنبر و سألتما ذلك مططا شططئتما
فإن أذنوا فيه فعلت ،و أّنى لي بذلك و هو لكافة المسلمين شاهدهم و غططائبهم لكنططى أبططدى
لكما عذرا فقال ما كّنا باّلذي نكلفك ذلك و لو كلفناك لما أجابك المسلمون فقال لهمططا :فمططا
أصنع ؟ قال :قد سمعنا ما عندك ثّم نزل من العلّية و كان في أرض الططدار خادمططة لميططر
ل ما بايعنا بقلوبنا و إن كّنططا بايعنططا بألسططنتنا ، سلم سمعتهما يقولن :و ا ّ المؤمنين عليه ال ّ
لط فططوق أيططديهم ل يططد ا ّن اّلذين يبايعونك إّنما يبايعون ا ّ سلم :إ ّ
فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ
لط فسططيؤتيه أجططرًا عظيمططا فمن نكث فاّنما ينكث على نفسه و من أوفططى بمططا عاهططد عليططه ا ّ
) الفتح ( 11 :فتركاه يومين آخرين و قد جائهما الخبر بإظهار عائشة بمّكططة مططا أظهرتططه
ن عّمططال من كراهة أمره و كراهة من قتل عثمان و الدعاء إلى نصره و الطلب بططدمه و أ ّ
عثمان قد هربوا من المصار إلى مكة بما احتجبوه مططن أمططوال المسططلمين و لخططوفهم مططن
ن مططروان بططن الحكططم سلم و من معه من المهاجرين و النصار و أ ّ أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل بن عططامر بططن كريططز ابن عم عثمان و يعلى بن منبه خليفته و عامله كان باليمن و عبد ا ّ
ابن عمه و عامله كان على البصرة و قد اجتمعططوا مططع عائشططة و هططم يططدبرون المططر فططي
سلم و تيّمما وقت خلوته فلمططا دخل عليططه قططال يططا الفتنة فصارا إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ
أمير المؤمنين قد جئناك نستأذنك للخروج في العمرة لنا بعيد العهد بها ائذن لنا فيها .
-----------
) ( 1مم ممم مممم مم م م ممم م م م م مم مممممم
238مم ممممممم مم ممم ممممم ممممم .
] [ 364
لط مططا تريططدان العمططرة و لكّنكمططا تريططدان الغططدرة ،و إّنمططا تريططدان
سططلم :و ا ّ
فقال عليه ال ّ
ل العظيططم
سططلم إحلفططا لططى بططا ّ
ل العمرة .فقال عليه ال ّ البصرة .فقال :الّلهم غفرا ما نريد إ ّ
ى أمطر المسطلمين و ل تنكثططان لطي بيعطة و ل تسطعيان فططي فتنطة فبططذل انكما ل تفسطدان علط ّ
ألسنتهما باليمان المؤّكدة فيما استحلفهما عليه من ذلك .
سلم لقيهما ابن عباس فقال لهما :أذن لكما أمير المؤمنين ؟
فلما خرجا من عنده عليه ال ّ
سطلم فقططال :يطا ابططن عّبططاس أعنططدكفقال :نعم .فدخل على أمير المؤمنين فابتدأه عليطه ال ّ
سططلم انهمططا اسططتأذناني فططي العمططرة
الخبر ؟ قال :قد رأيت طلحططة و الزبيططر فقططال عليططه ال ّ
لطط
فأذنت لهما بعد أن استوثقت منهما باليمان أن ل يغدرا و ل ينكثا و ل يحدثا فسادا و ا ّ
ل الفتنة فكأني بهما و قد صارا إلطى مكطه ليسطعيا يا ابن عّباس و إّني أعلم أّنهما ما قصدا إ ّ
ن يعلى بن منبه الخائن الفاجر قد حمل أموال العراق و فارس لينفططق ذلططك و إلى حربي فإ ّ
ى أمري و يسفكان دماء شيعتي و أنصاري . سيفسدان هذان الرجلن عل ّ
ل بن عّباس :إذا كان ذلك عندك يا أمير المؤمنين معلوم فلططم أذنططت لهمططا و ه ّ
ل قال عبد ا ّ
حبستهما و أوثقتهما بالحديد و كفيت المسلمين شّرهما ؟
سلم :يا ابن عباس أتأمرني بالظلم بدءا و بالسيئة قبل الحسنة و أعاقب علططى فقال عليه ال ّ
ى من الحكم ل عل ّ
ل ل عدلت عما أخذ ا ّلوا ّ الظنة و التهمة و أؤاخذ بالفعل قبل كونه ؟ ك ّ
و العدل و ل ابتدأ بالفصل يا ابن عّباس انني أذنت لهما و أعرف ما يكون منهمططا و لكّنططي
ن ظّنهما و ل يلقيان من المر مناهمططا و أ ّ
ن ل لقتلنهما و لخيب ّ
ل عليهما و ا ّ
استظهرت با ّ
ي.
ل يأخذهما بظلمهما لى و نكثهما بيعتي و بغيهما عل ّ ا ّ
ن طلحة كطان أّول مطن رمطى بسطهم فطي دار أقول :قد علمت سابقا مّما نقلنا من الفريقين أ ّ
عثمان و قال :ل ننعمّنه عينا و ل نططتركه يأكططل و ل يشططرب ،و لمططا حيططل بيططن أهططل دار
عثمان و بين الماء فنظر الزبير نحوهم و قال و حيل بينهطم و بيطن مططا يشطتهون اليطة ،و
غير ذلك مّما قالوا لعثمان و فعلوا به مّما ل حاجة إلططى إعططادته ثطّم دريططت أنهمططا أّول مططن
صلنا و بّينا ثّم نكثا بيعته بالسبب الذى ذكرناه و العجب سلم على ما قد ف ّ بايع علّيا عليه ال ّ
أنهما مع ما فعل بعثمان جعل دم عثمان مستمسكا و نهضا إلى طلب
] [ 365
ق
سططلم و شططيعته الموحططدين المسططلمين و مططن تأّمططل حط ّ دمه فحاربا أمير المؤمنين عليططه ال ّ
التأّمل في جميع ما قدمنا علم أّنهما و أضرابهما لم يكونوا فيما صنعوه على جميططل طويططة
ن اّلططذي أظهططروه مططن الطلططب بططدم عثمططان إّنمطا كططان
في الّدين و ل نصطيحة للمسططلمين و أ ّ
ل من همزات الشياطين و نسططأله أن
تشبيها و تلبيسا على العاّمة و المستضعفين .نعوذ با ّ
سها .
ل خطيئة و ا ّل يجعل الّدنيا أكبر هّمنا فانها رأس ك ّ
قد علمت مّما سبق أن عائشة كانت أّول من طعن على عثمان و أطمع الّناس فيه و كططانت
تقول :اقتلوا نعثل و صّرحت بانه طاغية و أمرت بقتل عثمان و نادته بقولها يا غططدر يططا
ل عليه و آله و نعليه و قالت لططه انهططا لططم يتغيططر و
ل صّلى ا ّ
فجر و أرائته قميص رسول ا ّ
أنت غيرت سنته ،و نهت ابن عباس عن أن يرد الّناس عن قتل الطاغية تعنططى بالطاغيططة
عثمان و غيرها مّما نقلناها من الفريقين .هذا هو طور .
ثّم لما قتل عثمان بن عفان خرج البغاة إلى الفاق فلّمططا وصططل بعضططهم إلططى مّكططة سططمعت
ل و أمات سنة رسططول بذلك عائشة فاستبشرت بقتله و قالت قتلته عماله إّنه أحرق كتاب ا ّ
ل ،فقالت للناعي :و من بايع الّناس ؟ فقططال لهططا النططاعي : ل عليه و آله فقتله ا ّ
ل صّلى ا ّ
ا ّ
ل نعاجا لعثمان و عمل مفاتيح لبططواب بيططت لم أبرح من المدينة حّتى أخذ طلحة بن عبد ا ّ
ن الّناس قد بايعوه فقالت اى هذا لصيبع وجدوك لها محسنا و بها كافيا ، المال و ل شك أ ّ
جه إلى منزلي فلما شططدوا رحالهططا و اسططتوت ثّم قالت شّدوا رحلي فقد قضيت عمرتي لتو ّ
على مركبها سارت حّتى بلغت شرقاء ) موضع معروف بهذا السطم ( لقيهطا إبراهيططم بططن
عبيد بن اّم كلب فقالت :ما الخططبر ؟ فقططال :قتططل عثمططان ،قططالت :قتططل نعثططل ،فقططالت :
صته و كيف كان أمره ؟ فقال لها : أخبرني عن ق ّ
] [ 366
و محّمد بن أبي بكر و عّمار بن ياسر حّتى أتوا علّيا و هو فططي بيططت سططكن فيططه فقططالوا لططه
ن الّناس ل يعططدلون بططك غيططرك يإّ بايعنا على الطاعة لك فتفكر ساعة فقال الشتر :يا عل ّ
فبايع قبل أن يختلف الّناس ،قال و كان في الجماعة طلحططة و الزبيططر فظننططت أن سططيكون
ى كلم قبل ذلك ،فقال الشتر لطلحة :قم يا طلحة فبايع ثّم قم يا بين طلحة و الزبير و عل ّ
ي يصططفقانهما بططبيعته ث طّم
زبير فبايع فما تنتظران فقاما فبايعا و أنا أرى أيديهما على يد عل ّ
ن الّنطاس بطايعوه يطومئذ علطى لأّ ي بن أبطي ططالب المنطبر فتكّلطم بكلم ل أحفطظ إ ّ
صعد عل ّ
المنبر و بايعوه من الغد فلّما كان اليوم الثالث خرجت و ل أعلم ما جرى بعدي .
ل ط رأيتططه بططايعه و مططا
فقالت :يا أخا بني بكر أنت رأيت طلحة بايع علّيا ؟ فقلططت :اى و ا ّ
ل ط الّرجططل و غصططب ل اكططره و ا ّ
ل رأيت طلحة و الزبير أّول من بايعه فقالت :إّنا ّ قلت إ ّ
ل مظلوما ،رّدوا بغالي فرجعت إلى مّكططة ،قططال : ي بن أبيطالب أمرهم و قتل خليفة ا ّ عل ّ
و سرت معها فجعلت تسألني في المسير و جعلت اخبرها ما كان فقالت لي هذا بعهططدي و
ن الّنططاس يعططدلون عططن طلحططة مططع بلئه يططوم احططد ،قلططت فططإن كططان بططالبلء
ما كنت أظن أ ّ
فصاحبه الذى بويع ذو بلء و عناء ،فقالت يا أخا بنى بكر ل نسططألك هططذا غيططر حّتططى إذا
دخلت مّكة فسألك الناس ما رّد اّم المؤمنين فقل :القيام بدم عثمان و الطلب به .
و جاءها يعلى بن منبه فقال لها :قد قتل خليفتك الذى تحرضين على قتلطه فقطالت :بطرأت
ل مّمن قتله ،قال :الن ،ثّم قال لها :أظهرى البرائة ثانيا من قاتله .
إلى ا ّ
فخرجت عائشة إلى المسجد فابتدأت بالحجر فتسترت فيه و نادى مناديها باجتمططاع الّنططاس
إليها فلّما اجتمعوا تكلمت من وراء الستر و جعلت تتططبرأ مّمططن قتططل عثمططان و تططدعو إلططى
لط بططن
نصرة عثمان و تنعاه إلى الّناس و تبكيه و تشهد أّنططه قتططل مظلومططا و جاءهططا عبططد ا ّ
الحضرمي عامل عثمان على مّكة فقال :قّرت عينك قتططل عثمططان و بلغططت مططا أردت مططن
ل أنا طلبت قتله إّنما كنت عاتبة أمره ،فقالت :سبحان ا ّ
] [ 367
لط ول من خير من عثمان بن عفان و أرضططى عنططد ا ّ عليه من شيء أرضاني فيه قتل و ا ّ
سططلم ( مططؤخرا منططذ
ل ما زال قاتله ) تعنى أمير المؤمنين علّيططا عليططه ال ّ عند المسلمين و ا ّ
ل عليه و آله و بعد أن توفى عدل عنه الّناس على خيرة مططن أصططحاب بعث محّمد صّلى ا ّ
لط ل ل عليطه و آلطه و ل يرونطه أهل للمطر و لكنطه رجطل يحطب المطرة و ا ّ ي صّلى ا ّ
الّنب ّ
تجتمع عليه و ل على أحد من ولططده إلططى قيططام السططاعة .ثطّم قططالت :معاشططر المسططلمين ا ّ
ن
عثمان قتل مظلوما و لقد قتل عثمان من اصبع عثمان خير منه و جعلططت تحطّرض الّنططاس
على خلف أمير المؤمنين و تحّثهم على نقض عهده .
ن عائشة لما انتهت إلى سططرف راجعططة فططي طريقهططاقال أبو جعفر الطبري في التاريخ :إ ّ
إلى مّكة لقيها عبد بن اّم كلب 1و هو عبد بن أبي سلمة ينسب إلى اّمه فقالت له مهيطم ؟
قال قتلوا عثمان فمكثوا ثمانيا ،قالت :ثّم صنعوا ماذا ؟
قال :أخذها أهل المدينة بالجتماع فجازت بهم المور إلى خير مجاز اجتمعوا على عليّ
ل ليت أن هذه انطبقت علططى هططذه إن تططم المططر لصططاحبك رّدونططي بن أبيطالب فقالت :و ا ّ
لط لطلبططن بططدمه .
ل عثمان مظلومططا و ا ّرّدوني فانصرفت إلى مكة و هي تقول :قتل و ا ّ
ن أّول من أمال حرفططه لنططت و لقططد كنططت تقططولين :
لإّفقال لها ابن اّم كلب :و لم ؟ فو ا ّ
اقتلوا نعثل فقد كفر قالت :إّنهم استتابوه ثّم قتلوه و قد قلت و قططالوا و قططولي الخيططر خيططر
من قولي الول فقال لها ابن اّم كلب :
-----------
) ( 1م مم مممم م مم م مم مم م م مممممم م م
مممممم م :ممم م م م م م مممم م ممممم م :
ممممممم ممم ممم مم مم مممم .
] [ 368
فانصرفت إلى مّكة فنزلت على باب المسجد فقصدت للحجر فسترت و اجتمع إليها الّناس
ل لطلبن بدمه .
ن عثمان قتل مظلوما و و ا ّ
فقالت :يا أيها الّناس إ ّ
عععع
مهيم على وزان جعفططر كلمططة اسططتفهام يسططتفهم بهططا معناهططا مطا حالططك ،و مططا شططأنك و مططا
حدث ،و ما الخبر ،و امثالها المناسبة للمقام .قولها :ليت أن هططذه انطبقططت علططى هططذه .
ن السماء انطبقت على الرض . تعنى أ ّ
ثّم لما تجهز القوم وعبوا العسكر و خرجوا إلى البصرة لثططارة الفتنططة و إنططارة الحططرب و
ب انتهوا في الّليل إلى ماء لبني كلب يعرف بالحوأب كانت عائشة معهم على الجمل الد ّ
عليه ناس من بني كلب فعوت كلبهم على الركب حّتى نفرت صعاب ابلهططا فقططالت :مططا
اسم هذا الموضع ؟ فقال لها السائق لجملها :الحوأب فاسترجعت و ذكرت ما قيل لها فططي
ذلك فأمسكت زمام بعيرها فقالت و إنها لكلب الحوئب رّدوني رّدوني إلططى حططرم رسططول
لط يقططول :ليططت شططعري أيتكططن صططاحبةل ل حاجة لي في المسير فاّني سمعت رسططول ا ّا ّ
الجمل الدبب التي تنبحها كلب الحوئب فيقتل عن يمينها و يسارها قتلى كثيرة .
ل ما هذا الحوأب و لقد غلط فيما أخبرك بططه و كططان طلحططة فططي سططاقة فقال ابن الزبير :با ّ
الّناس فلحقها فأقسم أن ذلك ليططس بططالحوأب فلفقططوا لهططا خمسططين أعرابيططا جعلططوا لهططم جعل
فحلفوا لها أن هذا ليس بماء الحوأب فسارت لوجهها .قال المسعودى في مروج الذهب ،
شهد مع ابن الزبير و طلحة خمسون رجل مّمن كطان معهطم فكطان ذلطك أّول شطهادة زورا
قيمت في البصرة .انتهى كلمه .
لط وو قال الّدينوري في المامة و السياسة :فقال لها محّمد بن طلحططة :تقطّدمى رحمططك ا ّ
ل لقد خلفته أّول الّليل و أتاها ببّينة
ل بن الزبير فحلف لها با ّدعى هذا القول .و أتى عبد ا ّ
زور من العراب فشهدوا بذلك فزعموا أّنها أّول شهادة
] [ 369
و روى أبو جعفر الطبري في التاريخ بإسناده عن الزهري ) ص 485ج 3طبططع مصططر
ى بططذي قططار انصططرفوا إلططى
1357ه ( قال :بلغني أّنه لما بلغ طلحططة و الزبيططر منططزل علط ّ
ى ماء هذا ؟
البصرة فأخذوا على المنكدر فسمعت عائشة نباح الكلب فقالت أ ّ
عععع
ل عليه و آله قال لنسائه ليت شططعريقال ابن الثير في النهاية :و في الحديث أّنه صّلى ا ّ
ب فططأظهر الدغططام لجططل
أيتكن صاحبة الجمل الدبططب تنبحهططا كلب الحططوأب ،أراد الد ّ
الحوأب ،و الدبب :الكثير وبر الوجه .و المنقول من السيوطى في بعض تصطانيفه انطه
قد يفك ما استحق الدغام لتباع كلمة أخرى كحديث ايتكن صاحبة الجمططل الططخ .قولهططا :
ن المكسططورة و تسططمى اللم المزحلفططة بالقططاف و إنى لهيه ،اللم لم البتداء تططدخل بعططد ا ّ
الفاء و بنو تميم يقولون زحلوقة بالقططاف و أهططل العاليططة زحلوفططة بالفططاء سططميت بططذلك ل ّ
ن
ن زيطدا قطائم فكرهطوا افتتطاح الكلم بحرفيطن مؤكططدين فزحلفططوا أصل إن زيدا لقائم مثل ل ّ
اللم دون أن لئل يتقّدم معمولها عليها .
و هى ضمير راجعة إلى المرأة و الها في آخره للسكت نحو قوله تعالى :و ما أدريك مططا
هيه ) القارعة . ( 8 :و نقل الحديث في المامة و السياسة للّدينوري هكذا :
] [ 370
جملها و كان جملها يدعى عسكرا و البسوا هودجها الدراع و قتططل يططومئذ سططبعون رجل
كلهم يأخذ بخطام الجمل فلّما عقر الجمل و هزم الّناس احتمل محّمد بن أبططي بكططر عائشططة
سلم عليها فقال :اسططتفززت الّنططاس و قططد فططزوا ي عليه ال ّ
فضرب عليها فسطاط فوقف عل ّ
فألبت بينهم حّتى قتل بعضهم بعضا في كلم كثير فقالت عائشة :يا ابططن أبيطططالب ملكططت
سلم و أرسططل معهططا جماعططة مططن ى عليه ال ّ
فأسجح نعم ما أبليت قومك اليوم ،فسّرحها عل ّ
رجال و نساء و جّهزها و أمر لها باثنى عشر ألفا إلى آخر ما قال .
ثّم قال الفاضل الشارح المعتزلى ) ص 159ج 2طبع طهران 1302ه ( :
لط صطّلى
قد تواترت الّرواية عنها باظهار الندم اّنه كانت تقول ليته كان لطى مطن رسطول ا ّ
ل عليه و آله بنون عشرة كّلهم مثل عبد الّرحمن بن عبد الحارث بن هشام و ثكلتهم و لم ا ّ
يكن يوم الجمل ،و أّنها كانت تقول :ليتنى مت قبل يططوم الجمططل ،أّنهططا كططانت إذا ذكططرت
ل خمارها .
ذلك اليوم تبكى حّتى تب ّ
أقول :و مّما ذكرنا من الفريقين من اختلف أقوالها و أطططوار أحوالهططا دريططت أن المططرأة
كالرجلين طلحة و الزبير ما أظهرت من الطلب بدم عثمان إّنما كان تشبيها و تلبيسا على
ن القوم لم يكونوا فيما صنعوه على جميل طوية فططي ال طّدين و لالعاّمة و المستضعفين و أ ّ
جه إلى المدينة قبططل نصيحة للمسلمين و علمت من فعل عائشة أّنها كانت عمدت على التو ّ
أن تعرف ما كان من أمر المسلمين راجية بتمام المر بعد عثمان لطلحططة و الزبيططر زوج
اختها فلّما صارت ببعض الطريق لقيت الناعي لعثمان فاستبشرت بنعيه لططه فلّمططا اخططبرت
ن البيعة تمت لمير المؤمنين ساءها ذلك و أحزنها و أظهرت الندم على ما كان منها في أّ
التأليب على عثمان فأسرعت راجعة إلى مكة حتى فعلت ما فعلت .على أن عائشة كانت
سططلم بالعططداوة و
سلم و إّنما أثارت الفتنة و حثت القططوم عليططه عليططه ال ّ
تبغض علّيا عليه ال ّ
ى مطن
الشنآن و من ذلك ما رواه كافة العلماء عنها أنها كانت تقول لم يزل بيني و بين علط ّ
التباعد ما يكون بين بنت الحماء و منهم أبو جعفططر الطططبرى رواه فططي التاريططخ ج 3ص
547طبع مصر 1357ه .
و من ذلك أيضا ما رواه كافة العلماء و منهم الطبري في التاريخ ص 433ج 2
] [ 371
ل عليه و ل صّلى ا ّن رسول ا ّ ل بن عتبة عن عائشة أ ّ ل بن عبد ا ّ روى بإسناده عن عبيد ا ّ
ل عليه و آله في بيططت آله لما مرض في مرضه الذي توفى فيه إلى أن قالت و هو صّلى ا ّ
لط
لط صطّلى ا ّن أن يمّرض في بيتى فأّذن لطه فخطرج رسطول ا ّ ميمونة فدعا نسائه فاستأذنه ّ
ط قططدماه ص طّلىعليه و آله بين رجلين من أهله أحدهما الفضل بن العباس و رجل آخر تخ ّ
ل عليه و آله الرض عاصبا رأسه حتى دخل بيتي ،قال أبو جعفر الطبري :قال عبيططد ا ّ
ل بن عّباس فقال هل تططدرى مططن الّرجططل ؟ قلططت ل ، ل :فحدثت هذا الحديث عنها عبد ا ّ ا ّ
سلم و لكّنهططا كططانت ل تقططدر علططى أن تططذكره بخيططر و هططي ي بن أبيطالب عليه ال ّقال :عل ّ
تستطيع .
و من ذلك ما رواه الشيخ الجل المفيد قّدس سّره فططي الجمططل ص 68طبططع النجططف :لمططا
سلم جاء الناعي فنعى أهل المدينططة فلمططا سططمعت عائشططة بنعيططه
قتل أمير المؤمنين عليه ال ّ
استبشرت و قالت متمثلة :
فقالت لها زينب بنت أبي سلمي :ألعلي تقولين ؟ فتضططاحكت ثطّم قططالت أنسططي فططاذا نسططيت
فذكروني ثّم خّرت ساجدة شكرا على ما بلغها من قتله و رفعت رأسها و هي تقول :
و قال ) ره ( هذا من الخبار اّلططتي ل ريططب فيهططا و ل مريططة فططي صططحتها لتفططاق الططرواة
عليها .
و من ذلك ما في الجمل أيضا و قد روى عن مسروق أّنه قال :ادخلططت عليهططا فاسططتدعت
غلما باسم عبد الرحمن قالت :عبدي ،قلت لها :فكيف سّميته عبد الرحمن ؟ قطالت حبطا
ي.لعبد الرحمن بن ملجم قاتل عل ّ
و من ذلك الخبر المشهور اّلذي رواه نقلة الثار اّنه لّما بعططث إليهططا أميططر المططؤمنين عليططه
سطلم بالبصطرة أن ارتحلطى عطن هطذه البلطدة قطالت ل أريتطم مكطاني هطذا فقطال لهطا أميطر ال ّ
ل لترتحلين أو لنفذن إليك نسططوة مططن بكططر بططن وائل يأخططذنك سلم أم و ا ّ
المؤمنين عليه ال ّ
ل احلف ما كان مكان أبغض بشقاق حداد فقالت لرسوله ارتحل فبا ّ
] [ 372
ى من مكان يكون هو فيه .و غيرها مططن الخبططار الططواردة فططي بغضططها أميططر المططؤمنين إل ّ
سلم .
عليه ال ّ
سلم و أيس طلحة و الّزبير مّما كانا يرجوان بططه لّما تّم أمر البيعة لمير المؤمنين عليه ال ّ
من قتل عثمان من البيعة لحدهما بالمامة و تحققت عائشة تمططام المططر لميططر المططؤمنين
سلم ل يقّرهم علططى وليططاتهم ن أمير المؤمنين عليه ال ّ سلم و عرف عمال عثمان أ ّ عليه ال ّ
لطو انهم إن ثبتوا في أماكنهم أو صاروا إليه طالبهم الخروج مّما في أيديهم مططن أمططوال ا ّ
ل فريططق منهطم علطى تعالى و حذروا من عقابه على تورطهم في خيانة المسطلمين عمطل كط ّ
التحرز منه و احتال في الكيد له و اجتهد في تفريق الّناس عنه فسار القوم من ك طلّ مكططان
إلى مّكة استعاذة بها و سكنوا إلططى ذلططك المكططان و عائشططة بهططا و طمعططوا فططي تمططام كيططدهم
لمير المؤمنين للتحيز إليها و التمويه علططى النططاس بهططا و جعلططت عائشططة تحطّرض الّنططاس
على خلف أمير المؤمنين و تحثهم على نقض عهده و لحق إلى مّكة جماعة مططن منططافقي
سلم و لحططق بهططا قريش و صار إليها عّمال عثمان اّلذين هربوا من أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل و مروان بن الحكم و أولد عثمان و عبيططده طاب و أخوه عبيد ا ّ ل بن عمر بن الخ ّ عبد ا ّ
و خاصته من بني امّية و انحازوا إليها و جعلوها الملجططأ لهططم فيمططا دّبططروه مططن كيططد أميططر
سلم .المؤمنين عليه ال ّ
و لّما عرف طلحة و الزبير حال القوم عمدا على اللحاق بها و التعاضد على شططقاق أميططر
المؤمنين فاستأذنا أمير المؤمنين في العمرة كما نقلنا آنفا و سارا إلى مكة خالعين الطاعططة
و ناكثين البيعة و كان ظهورهما إلى مّكة بعد قتل عثمططان بأربعططة أشططهر فلّمططا وردا إليهططا
فيمن تبعهما من أولدهما و خاصتهما طافا بالبيت طططواف العمططرة و سططعيا بيططن الصططفا و
سلم . ل بن الّزبير بالخروج علي أمير المؤمنين عليه ال ّ المروة و بعثا إلى عائشة عبد ا ّ
] [ 373
ل بن أبي ربيعة يحّرض الّناس على الخروج و كان قد صحب مططال جططزيل و جعل عبد ا ّ
فانفقه في جهاز الّناس إلى البصرة ،و كان يعلي بططن منبططه التميمططي عططامل لعثمططان علططى
الجند فوافي الحج ذلك العام فلّما بلغه قول ابططن أبططي ربيعططة خططرج مططن داره و قططال :أّيهططا
ى جهططازه و حمططل معططه عشططرة آلف دينططار فجعططل الّناس من خرج لطلططب دم عثمططان فعلط ّ
يعطيها الّناس و اشترى أربعمائة بعير و أناخها بالبطحاء و حمل عليها الّرجال .
سلم خبر ابن أبي ربيعططة و ابططن منبططه و مططا بططذله مططن و لما اتصل أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل إن ظفرت بابن منبه و ابن أبي ربيعة لجعلططن المال في شقاقه و الفساد عليه قال :و ا ّ
ل ،ثّم قال :بلغني أن ابن منّبه بذل عشرة آلف دينار في حربي مططن أموالهما في سبيل ا ّ
أين له عشرة آلف دينار سرقها من اليمن ثّم جاء بها لن وجدته لخذته بما أقّر به .
سلم تططأهبت للخططروج و لّما رأت عائشة اجتماعهم بمّكة من مخالفة أمير المؤمنين عليه ال ّ
ن اّم المؤمنين سائرة إلططى البصططرة تطلططب و مناديها يقول :من كان يريد المسير فليسر فإ ّ
بدم عثمان فلّما تحقق عزم القوم على المسير إلى البصرة اجتمع طلحة و الزبير و عائشة
صهم و قالوا نحب أن نسرع النهضة إلى البصرة فططإن بهططا شططيعة عثمططان و عططامله و خوا ّ
ل بن عامر و قد عمل على استمداد الجنود من فارس و بلد المشرق لمعونته علططى عبد ا ّ
الطلب بدم عثمان و قد كاتبنا معاوية بن أبي سفيان أن ينفذ لنا الجنود من الشام فإن أبطينا
من الخروج خفنا من أن يدهمنا على بمّكة أو في بعض الطريق فيمططن يططراى رأيططه خوفططا
من أن يفّرق كلمتنا و إذا أسرعنا المسير إلى البصرة و أخرجنا عامله منها و قتلنا شططيعته
بها و استعنا بأمواله منها كّنا على الثقططة مططن الظفططر بططابن أبططي طططالب و إن أقططام بالمدينططة
سيرنا إليه جنودا حّتى نحصره فيخلع نفسه أو نقتله كما قتل عثمان و إن سار فهو كططالىء
ل أن يريطح و نحن حامون و هو على ظطاهر البصطرة و نحطن بهطا متحصطنون فلبطد لطه إ ّ
المسلمين من فتنته .
] [ 374
ل بططنقال المفيد في الجمل :روى الواقدي عن أفلح بن سعيد عن يزيد بن زياد عن عبد ا ّ
لط عليطه و آلطه قطالت :كنطت مقيمطة بمّكطة تلطك ي صّلى ا ّ
أبي رافع عن اّم سلمة زوجة الّنب ّ
ن اّم
ل برسططول طلحططة و الزبيططر جططاءني عنهمططا يقططول ا ّ
السنة حّتى دخل المحططرم فلططم أر إ ّ
المؤمنين عائشة تريد أن تخرج للطلب بططدم عثمططان فلططو خرجططت معهططا رجونططا أن يصططلح
ل ط أن نق طرّ
ل ما بهذا امرت و ل عائشة لقد أمرنططا ا ّ بكما فتق هذه الّمة فأرسلت إليهما و ا ّ
ل ل يجوز لنا عفططو و في بيوتنا ل نخرج للحرب أو للقتال مع أن أولياء عثمان غيرنا و ا ّ
ي ابن أبي طالب أمير ل لولد عثمان ،و اخرى نقاتل عل ّ ل صلح و ل قصاص و ما ذاك إ ّ
ل ما أنصططفتما رسططول المؤمنين ذا البلء بهذا المر و العناء و أولى الناس بهذا المر و ا ّ
ن إلططى العططراق و تطتركوا نسطاءكم فطي ل عليه و آله في نسطائه حيططث تخرجطوه ّل صّلى ا ّا ّ
بيوتكم .
ثّم قال فيه :و بلغ اّم سلمة اجتماع القوم و ما خاضوه فيه فبكت حّتى اخضل خمارهططا ث طمّ
ادنططت ثيابهططا فلبسططتها و تخفططرت و مشططت إلططى عائشططة لتعظهططا و تصطّدها عططن رأيهططا فططي
سلم بالخلفة و تقعدها عن الخروج مع القوم فلّما صارت مظاهرة أمير المؤمنين عليه ال ّ
ل عليه و آله ،و بين امتططه و حجابططك مضططروب ل صّلى ا ّ إليها قالت :إّنك عدت رسول ا ّ
لط مطن لط ا ّ
على حرمته و قد جمع القرآن ذيلطك فل تنطدحيه و ملطك خفطرك فل تضطحيها ا ّ
ل عليه و آله مكانك لو أراد أن يعهد إليططك فعططل ل صّلى ا ّ وراء هذه المة قد علم رسول ا ّ
ن عمود الدين ل يقام بالنسططاء إن انثلططم و ل يشططعب بهط ّ
ن بل نهاك عن الفرط في البلء و أ ّ
إن انصططدع فصططدع النسططاء غططض الطططراف و حططف العطططاف و قصططر الوهططادة و ضططم
لط عليططه و آلططه عارضططك ببعططض الفلة لط صطّلى ا ّ ن رسطول ا ّ الذيول و ما كنت قائلة لطو أ ّ
لط بططك ناضه قلوصا من منهل إلى آخر أن قد هتكت صططداقته و تركططت عهططدته أن يغيططر ا ّ
ل لو سرت سيرك هذا ث طّم قيططل لططي ل عليه و آله تردين و ا ّ ل صّلى ا ّ لهواك على رسول ا ّ
ل عليه و آله هاتكة حجابا قد ستره ل صّلى ا ّ ادخلى الفردوس لستحييت أن ألقى رسول ا ّ
ى اجعلي حصنك بيتك و قاعة البيت قبرك حّتى عل ّ
] [ 375
تلقينه و أنت على ذلك أطوع ما تكوني له ما لزمتيه و انظرى نبوع الّدين ما حّلت عنه .
فقالت لها عائشة :ما أعرفني بوعظك و اقبلني لنصحك و لنعم المسير مسير فزعت إليططه
و أنا بين سائرة و متأخرة فان انعد فمن غير حرج و إن أسير فططإلى مططا لبطّد مططن الزيططاد
منه .
فلّما رأت اّم سلمة أن عائشة ل تقنع عن الخروج عادت إلى مكانها و بعثت إلى رهط من
المهاجرين و النصار قالت لهم لقد قتل عثمان بحضططرتكم و كانططا هططذان الطّرجلن أعنططي
سلم و قد خرجا طلحة و الزبير يشعيان عليه كما رأيتم فلّما قضى أمره بايعا علّيا عليه ال ّ
لط
لط صطّلى ا ّالن عليه زعما أن يطلبا بدم عثمان و يريططدان أن يخرجطا حبيسططة رسططول ا ّ
ن فإن كططان مططع
عليه و آله معهم و قد عهد إلى جميع نسائه عهدا واحدا أن يقرن في بيوته ّ
ل فإنا نأمركم بتقططوى ل عباد ا ّ
عائشة عهد سوى ذلك تظهره و تخرجه إلينا نعرفه فاتقوا ا ّ
ل ولي لنا و لكم ،فشق كثير على طلحططة و الزبيططر عنططد سططماع
ل و العتصام بحبله و ا ّ ا ّ
هذا القول من اّم سلمة .
ثّم أنفذت اّم سلمة إلى عائشة فقالت لها :قد وعظتك فلم تتعظي و قططد كنططت أعططرف رأيططك
في عثمان و أّنه لو طلب منك شربة ماء لمنعتيه ثّم أنت اليوم تقططولين إّنططه قتططل مظلومططا و
ق تقططاته و ل
ل ط حط ّ
تريدين أن تثيرى لقتال أولى الّناس بهذا المططر قططديما و حططديثا فططاتقى ا ّ
تعّرضي لسخطه .
فأرسلت إليها عائشة أّما ما كنت تعرفيه من رأيى في عثمططان فقططد كططان و ل أجططد مخرجططا
ل الطلب بدمه و أما على فاني آمره برّد هذا المر شوري بين الّناس . منه إ ّ
لط
فانفذت إليها أّم سلمة أما أنا فغير واعظة لك من بعططد و ل مكلمططة جهططدي و طططاقتي و ا ّ
ل ابن أبي طالب على من ل ليخيبن ظنك و لينصرن ا ّ إّني لخائفة عليك البوار ثّم النار و ا ّ
بغي عليه و ستعرفين عاقبة ما أقول و السلم .
أقول :و قد أتى بما ذكرنا من تحذير اّم سلمة عائشة ابن قتيبة الّدينورى
] [ 376
في المامة و السياسة ) ص 56ج 1طبع مصر 1377ه ( و الفاضل الشارح المعططتزلي
ابن أبي الحديد في الجزء الثاني من شرحه على نهج البلغة ،و بين النسططخ اختلف فططي
بعض الجمل في الجملة ففي الّول :و قد علمت أن عمود الدين ل يثبت بالنسططاء إن مططال
ن إن انصدع ،حماديات النساء غض البصار و ضّم الذيول . و ل يراب به ّ
الرأى أن نسير إلى الكوفة فان أهلها لنا شيعة و قد انطلق هؤلء القوم إلى البصرة ،
و قال ابن عّباس :الرأي عندى يا أمير المؤمنين أن تقدم رجال إلى الكوفة فيبايعوا لك و
تكتب إلى الشعري ) يعني أبا موسى الشعري و كان عططامل لعثمططان علططى الكوفططة ( أن
يبايع لك ثّم بعده المسير حّتى نلحق بالكوفة فنعاجل القوم قبل أن يدخلوا البصرة و تكتططب
إلى اّم سلمة فتخرج معك فانها لك قوة .
سلم بل أنهططض بنفسططي و مططن معططى فططي اتبططاع الطريططق وراء فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ
القوم فان أدركتهم بالطريق أخذتهم و إن فاتوني كتبت إلى الكوفة و استمددت الجنود إلى
المصططار و سططرت إليهططم ،و أّمططا اّم سططلمة فططاني ل أرى إخراجهططا مططن بيتهططا كمططا رأى
الرجلن إخراج عائشة .
ق
ي و نكثططا عهططدي و نقضططا عهططدى و شططقياني بغيططر حط ّ
ن هذين الرجلين قد بغيا عل ّ
الّلهم إ ّ
سومها ذلك الّلهّم خذهما بظلمهما و اظفرني بهما و انصرني عليهما ثّم خرج في سبعمائة
رجل من المهاجرين و النصار و استخلف على المدينة تمام بن عّباس و بعث قثم بن
] [ 377
و سار مجدا في السير حّتى بلغ الربذة بين الكوفة و مكة من طريق الجاّدة فوجد القوم قططد
فاتوا فنزل بها فأقام بها أياما فكتب إلى أهل الكوفة :
قال أبو جعفر الطبري في التاريخ ) ص 493طبع مصر 1357ه ( :حّدثني عمر قال :
حدثنا أبو الحسن عن بشير بن عاصم ،عن محّمد بن عبد الّرحمان بن أبي ليلى عن أبيططه
لط الّرحمططن الّرحيططم أّمططا بعططد فططإّني
سططلم إلططى أهططل الكوفططة :بسططم ا ّ
ي عليططه ال ّ
قال كتب عل ّ
ل و لرسططوله ل ط ع طّز و ج ط ّاخترتكم و النزول بين أظهركم لما أعرف من مودتكم و حّبكم ّ
ق و قضى اّلذي عليه . ل عليه و آله فمن جاءني و نصرني فقد أجاب الح ّ صّلى ا ّ
أقول :كتابه هذا ليس بمذكور في النهج و نقله الطبرى على وجططه آخططر أيضططا قطال ) ص
394ج : ( 3كتب إلى السرى ،عن شعيب ،عن سيف ،عن محّمد و طلحططة قططال :لمططا
سلم الربذة أقام بها و سرح منها إلى الكوفة محّمد بن أبططي بكططر و محّمططد
ى عليه ال ّ
قدم عل ّ
ابن جعفر و كتب إليهم إّني اخترتكم على المصار و فزعت إليكم لما حدث فكونوا لططدين
ل أعوانا و أنصارا و أيدونا و انهضوا إلينا فالصلح ما نريد لتعود الّمة إخوانا و مططن ا ّ
ق و غمصه . ق و آثره و من أبغض ذلك فقد أبغض الح ّ ب الح ّ
ب ذلك و آثره فقد أح ّ أح ّ
ل أعّزنا بالسلم و رفعنا به و جعلنا به إخوانا بعد ذلة و قلة و تبططاغض و ل عّز و ج ّ
نا ّ
إّ
ق فيهططم و الكتططاب إمططامهم
لط السططلم دينهططم و الحط ّ
تباعد فجرى الّناس على ذلك ما شاء ا ّ
حّتى اصيب هذا الّرجل بأيدى هؤلء القوم اّلذي نزغهم الشيطان
] [ 378
ل مططن ن هذه الّمة لبد مفترقة كما افترقت المم قبلهم فنعوذ بططا ّ لينزع بين هذه الّمة أل إ ّ
شّر ما هو كططائن ثطّم عططاد ثانيططة فقططال :إّنططه لبطّد مّمططا كططائن أن يكططون أل و إن هططذه الّمططة
ستفترق على ثلث و سبعين فرقة شّرها فرقة تنتحلنططي و ل تعمططل بعملططي فقططد أدركتططم و
ل عليه و آله و اتبعططوا سططنته و أعرضططوا رأيتم فالزموا دينكم و اهدوا بهدى نبّيكم صّلى ا ّ
ما أشكل عليكم على القرآن فما عرفه القرآن فالزموه و مططا أنكططره فططرّدوه و ارضططوا بططا ّ
ل
لط عليططه و آلططه نبّيططا و بططالقرآن حكمططا و
جلّ و عّز رّبا و بالسططلم دينططا و بمحّمططد صطّلى ا ّ
إماما .
أقول :ذلك الكتططاب و هططذه الخطبططة أيضططا ليسططا بمططذكورين فططي النهططج ثطّم ل يخفططى علططى
المتضّلع في اليات القرآنّية أن هذه الخطبة يبين لنا بطنا من بطون القرآن بططل يظهططر لنططا
ل هذا ما يشير سرا من أسرار القدر بأن هذه الّمة لبد مفترقة كما افترقت المم قبلهم فلع ّ
إليه بعض الى القرآني يأتي هذه الّمة مثل اّلذين خلوا من قبلها .
سلم بعث محّمد بن أبي بكططر إلططى الكوفططة و محّمططد بططن عططون ثّم قال الطبرى :إّنه عليه ال ّ
فجاء الّناس إلى أبي موسى يستشيرونه في الخروج فقال أبو موسططى :أّمططا سططبيل الخططرة
فأن تقيموا ،و أّما سبيل الدنيا فأن تخرجوا و أنتم أعلم ،و بلغ المحّمدين قول أبي موسططى
ن بيعططة عثمططان فططي عنقططي و عنططق صططاحبكما اّلططذيلط إ ّ
فبايناه و أغلظا له فقططال :أمططا و ا ّ
ل قتل حيث كان . أرسلكما إن أردنا أن نقاتل ل نقاتل حّتى ل يبقى أحد من قتلة عثمان إ ّ
سلم فوافياه بذي قار و أخبراه الخبر و قد خرج مع الشططتر و قططد ي عليه ال ّفانطلقا إلى عل ّ
سلم :يطا أشططتر أنططت صططاحبنا فططي أبطي موسطى و ي عليه ال ّكان يعجل إلى الكوفة فقال عل ّ
لطط
ل بن عّباس فاصلح ما أفسدت فخرج عبد ا ّ ل شيء اذهب أنت و عبد ا ّ المعترض في ك ّ
بن عّباس و معه الشتر فقدما الكوفة و كّلما أبا موسى و استعانا عليه بانططاس مططن الكوفططة
فقال للكوفيين :أنا صاحبكم يوم الجرعة و أنا صططاحبكم اليططوم فجمططع النططاس و خطبهططم و
سلم . استنفرهم إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ
] [ 379
سلم هاشم بططن عتبططة سلم بمن معه حّتى نزل بذي قار ثّم دعا عليه ال ّ ي عليه ال ّ
ثّم سار عل ّ
المرقال و كتب معه كتابا إلى أبي موسططى الشططعري و كططان بالكوفططة مططن قبططل عثمططان أن
يوصل الكتاب إليه ليستنفر الناس منها إلى الجهاد معه و كان مضمون الكتاب :
ل بن قيس أّما بعد فإني أرسلت ى أمير المؤمنين إلى عبد ا ّل الّرحمن الّرحيم من عل ّ
بسم ا ّ
إليك هاشم بن عتبة المرقال لتشخص معه من قبلك من المسلمين ليتوجهوا إلى قوم نكثططوا
ى معه حين بيعتي و قتلوا شيعتي و أحدثوا في هذه الّمة الحدث العظيم فاشخص الّناس إل ّ
ل أن تكططون مططن
يقدم بالكتاب عليك فل تحبسه فإني لم أقرك في المصططر اّلططذي أنططت فيططه إ ّ
أعواني و أنصاري على هذا المر و السلم .
فقدم هاشم بالكتاب على أبى موسى فدعى أبو موسى السائب بططن مالططك الشططعرى فططأقرأه
الكتاب ،و قال له :ما ترى ؟ فقال له السائب :اتبع ما كتب به إليك ،
فأبى أبو موسى ذلك و كسر الكتاب و محاه و بعث إلى هاشم بططن عتبططة يخططوفه و يتوعططده
بالسجن فقال السائب بن مالك :فأتيت هاشما فأخبرته بأمر أبي موسى .
سلم أّما بعد يا أمير المططؤمنين فطإني قطدمت بكتابططك فكتب هاشم إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ
على امرء شاق عاق بعيد الرحم ظاهر الغل و الشقاق و قد بعثططت إليططك بهططذا الكتططاب مططع
المغل بن خليفة أخي ظني و هو من شيعتك و أنصارك و عنده علم مططا قبلنططا فاسططأله عمططا
ي برأيك أتبعه و السلم . بدا لك و اكتب إل ّ
-----------
) ( 1مم م مممم مم مممم مممم م م م ممم مم ممم
مممم :ممم مم م مم م ممم م :مم ممم مممم م م م
مم م ممم ممم م ممممم م ممممم مم م م مم ممم
ممممم ممم م مم مم ممم م ممم مم م ممم مم ) م 7
م 2ممم ممم 1346م ( .
] [ 380
ل له أهل و ل جعططل لططك فيططه ل إّني كنت ل أرى بعدك من هذا المر اّلذي لم يجعلك ا ّ وا ّ
ل لهططم المصططر و أهلططه و اعططتزل عملنططا
نصيبا و قد بعثت لك الحسن و عمططارا و قيسطا خط ّ
ب الخططائنينلط ل يحط ّل أمرتهم أن ينابذوك على سططوى إن ا ّ منسوبا مدحورا فان فعلت و إ ّ
فإن أظهروا عليك قطعوك إربا إربا و السلم على من شكر النعم و رضي البيعة و عمططل
ل رجاء العاقبة .ّ
سلم و عّمار و قيس الكوفة مستنفرين لهلهططا و كططان أميططر المططؤمنين فقدم الحسن عليه ال ّ
سلم كتب إلى أهل الكوفة كتابا كان معهم و هو الكتاب الّول من باب المختار من عليه ال ّ
سلم أى ذلك الكتاب المعنون للشرح و أتينا به في صططدر هططذا كتب أمير المؤمنين عليه ال ّ
الباب و قد ذكرنا النسختين منه احداهما ما في النهج و الخرى ما في الجمل للمفيد .
سلم إلى أبي موسطى الشطعري ليسطا بمطذكورين فطي و اعلم أن هذين الكتابين منه عليه ال ّ
النهج و قد نقلناهما من الجمل للمفيد ) ص 115طبع النجف ( و تاريخ أبي جعفر محّمططد
بن جرير الطبري ) ص 512ج 3طبع مصطر 1357ه ( و بيطن النسطختين اختلف فطي
سططلم إلططى أبططي موسططى
بعططض العبططارات و سططيأتي الكتططاب الثططالث و السططتين منططه عليططه ال ّ
الشعرى و قططد بلغطه عنطه تثططبيطه الّنططاس عططن الخططروج إليططه لّمططا نطدبهم لحططرب أصططحاب
ل بن قيس أّما بعد فقد بلغني عنك قططول ى أمير المؤمنين إلى عبد ا ّ ل عل ّالجمل :من عبد ا ّ
لط الملططك الوهططاب و نططذكر
هو لك و عليك الخ .فقد حان أن نتصدى جمل الكتاب بعططون ا ّ
ل تعالى :تتمة واقعة الجمل في شرح الكتاب التالي إن شاء ا ّ
] [ 381
ن أهططل المدينططة صططارواسلم و الكوفة دار هجرته كما أ ّ الكوفة آخر المر أنصاره عليه ال ّ
ن مثططل هططذا
ل عليه و آله و المدينة دار هجرتططه .ث طّم ل يخفططى أ ّ ل صّلى ا ّ
أنصار رسول ا ّ
المقام يقتضي تصدير الكتاب باللفاظ الداّلة علططى التحططبيب و تططأليف القلططوب و الططترغيب
فيما يراد فصّدره بالمدح اجتذابا لهم إلى ما يريد من نصرته على الناكثين .
سلم ) :أّما بعد فإّني اخبركم عن أمر عثمان حّتى يكون سططمعه كعيططانه ( قططد قوله عليه ال ّ
أثبتنا و حّققنا أن الّناس لما رأوا أن عثمان أحدث ما أحدث و فعل ما فعططل نقموهططا منططه و
طعنوا عليه و حصروه أربعين ليلة و منعوه مططن المططاء أّيامططا للغططراض اّلططتي قططدمناها و
ل عليه و آلططه حّتططى قيططل إ ّ
ن ل صّلى ا ّعلل بّيناها و شهد قتله ثمانمأة من أصحاب رسول ا ّ
المجمعين على قتل عثمان كانوا أكثر مططن المجمعيططن علططى بيعتططه ،و أن أميططر المططؤمنين
ل لقد دفعططت عنططه حّتططى خشططيت أن سلم لقد دفع عنه غير مّرة حّتى قال :و ا ّ علّيا عليه ال ّ
أكون آثما و غيططر ذلططك ممططا ل حاجططة إلططى إعادتهططا و أن طلحططة و الزبيططر و عائشططة فيمططا
صنعوه في عثمان كانت من أوكد أسباب ما تّم على عثمان من الخلططع و الحصططر و سططفك
دمه و الفساد ،و سمعت أقوال الفريقين في طلحة أّنه كططان أّول مططن رمططي بسططهم فططي دار
عثمان و في الزبير ما قال لعثمان و في انكار عايشططة عليطه و أّنهطا كططانت أّول مططن طعطن
على عثمان و أطمع الّناس فيه .
ل أّنهم لما رأواسلم إ ّن طلحة و الّزبير كانا أّول من بايع أمير المؤمنين عليه ال ّ و دريت أ ّ
خيبتهم من المال الدنيوّية و يأسهم من الغراض الشهوانية و الشططيطانية نكثططوا البيعططة و
استمسكوا بطلب دم عثمان تشبيها و تلبيسططا علططى العامططة و المستضططعفين و اتهمططوا أميططر
سلم بقتله و عزوا دمه إليه و من نظر فيما قدمنا في تفسططير هططذا الكتططاب المؤمنين عليه ال ّ
علم أن الناكثين و أضرابهم و أتباعهم قد لعبوا بالدين و أّنما كان قصدهم التملك للمططر و
ل فتنة نشأت في السططلم مططن التأمر على المسلمين .ثّم لما كانت شبهة قتل عثمان مبدأ ك ّ
ن بني امّية تمسكوا بها فططي منططع المططاء مططن ريحانططة
فتنة الجمل و صفين و نهروان حّتى أ ّ
سططلمي عليه ال ّل عليه و آله سّيد شباب أهل الجّنة المام الحسين بن عل ّ ل صّلى ا ّ رسول ا ّ
سلم أهل الكوفة عن أمر عثمططان و الحططوال اّلططتى جططرت عليططه ي عليه ال ّ
و قتله فأخبر عل ّ
مما نقمها الّناس منه و طعنوا فيه على حّد ايضاح يكون سمعه
] [ 382
سلم عن لمن لم يشهده كعيانه أى كانه شهد تلك الواقعة و رآها بعينه ليعلم تنزيهه عليه ال ّ
ل و أّنططه عليططه
سلم تهمة و بهتان ليططس إ ّ
اسناد قتل عثمان إليه و أن اسناد دمه إليه عليه ال ّ
سلم أبرء الّناس من دم عثمان . ال ّ
ن الّناس طعنوا عليه ( هذا شروع في الخبار عن أمططر عثمططان ،و سلم ) :إ ّ قوله عليه ال ّ
ن الّنططاس نقمططوا مططن
سلم بأن الّنططاس طعنططوا عليططه ليعلططم أهططل الكوفططة أ ّإّنما صّرح عليه ال ّ
عثمان بالقوادح اّلتي ارتكبها و طعنوا عليه بالحداث اّلتي أحدثها مما سططمعتها مططن كتططب
الفريقين و فيه إشارة إلى مبدأ قتله .
سططلم :فكنططت رجل مططن المهططاجرين فططإن فططي ذلططك مططن و من لطيف الكلم قططوله عليططه ال ّ
التخلص و التبّرى ما ل يخفى على المتأمل أل ترى أّنه لم تبق عليه في ذلك حجة لطاعن
من حيث كان قد جعل نفسه كواحد من عرض المهاجرين اّلذين بنفر يسير منهططم انعقططدت
جططة لططدخولهم فيططه .انتهططى
ل و العقد و إّنما كططان الجمططاع ح ّخلفة أبي بكر و هم أهل الح ّ
قوله .
و أّما البرائة فل تتبّرأوا مّني فإّني ولدت على الفطرة و سبقت إلى اليمان و الهجرة .
] [ 383
ل عليه و آله بمنزلة هارون من موسططى ،علططى أّنططه قططد طعططن ذلططك
ل صّلى ا ّ
من رسول ا ّ
لط عليطه و آلطه
لط صطّلى ا ّ الجماع الحاصل من هؤلء النفر غير واحد من كبار رسطول ا ّ
ممن تثني عليهم الخناصر و هططذا هططو خزيمططة بططن ثططابت النصططارى ذو الشططهادتين طعططن
إجماعهم و انكر عليهم فعلهم و قال :
ي و مطططططططططططططططططن
و آخطططططططططططططططططر الّنطططططططططططططططططاس عهطططططططططططططططططدا بطططططططططططططططططالنب ّ
جبريططططططططططططططل عططططططططططططططون لططططططططططططططه فططططططططططططططي الغسططططططططططططططل و الكفططططططططططططططن
و في نسخة :
و هؤلء أهل اليمامة لما عرفوا تقلد أبي بكر أنكروا أمره و امتنعوا من حمل الزكاة حّتى
أنفذ اليهم الجيوش فقتلهم و حكم عليهم بالردة عن السلم .
و لو أطنبنا الكلم في ذلططك لكططثر بنططا الخطططب و لخرجنططا عططن اسططلوب الكلم و موضططوع
الكتاب .
سطلم هطذا ل عتابه ( ل يخفى دللة كلمطه عليطه ال ّ سلم ) :اكثر استعتابه و اق ّقوله عليه ال ّ
على حسن طوّيته و لطف روّيته بالّنططاس و ذلططك لن الناصططح الكريططم إذا رأى غيططره فططي
صوب غير صواب ل يلومه بألفاظ خشنة و ل ينهى عنه بعنف و ل يشمت به و ل يفرح
ل في القدر ، ببلّيته و ل يوّبخه بفعله لّنها من ديدن الجّهال و دأب من لم يطلع بسّر ا ّ
سططلم :اكططثر
بل يعظه بالرفق و اللين فإن الرفق يمططن و الحططزق شططوم و لططذا قططال عليططه ال ّ
استعتابه و اقل عتابه أى اكثر استرضائه و نصحه ليرجع عّما صارت سبب سخط القططوم
عليه و نقموها منه ،أو اكثر استرضاء القوم عنه كما دريت أن أمير المطؤمنين دفطع عنطه
ل لقد دفعت عنه حّتى خشيت أن أكون آثما ) الخطبة سلم :و ا ّ
غير مرة حّتى قال عليه ال ّ
] [ 384
ب عنه حّتى أّني لستحى ) تاريططخ الطططبرى ج ل ما زلت أذ ّسلم أيضا :و ا ّ و قال عليه ال ّ
3ص 410طبع مصر 1357ه ( و مما حّققناه في شرح هذا الكتاب و في شرح الخطبة
سطلم عليطه مطن امطور ى عليطه ال ّ 238دريت أن عثمان لو قبل ما أشار أمير المؤمنين علط ّ
كان صلحه فيها لم يحدث عليه ما حدث 1و إّنما ذاق ما ذاق بإبططائه عططن مططواعظ أميططر
سلم و إعراضططه عططن نصططحه .و لقططد أتططي الرضططى ) ره ( بطائفططة مططن المؤمنين عليه ال ّ
سططلم :إن الّنططاس
سلم لططه فططي بططاب الخطططب ) الكلم ( 163قططوله عليططه ال ّ نصحه عليه ال ّ
ورائي و قد استسفروني بينك و بينهم الخ و نقله أبو جعفر الطبري في التاريططخ ص 376
ج 3و الشيخ المفيد في الجمل ص . 84
سلم و اقل عتابه ،أى ما عاتبت عليه و ما كلمته باللوم و التوبيطخ لمطا حققنطا قوله عليه ال ّ
في البحث اللغوى أن المراد من اقل هنا النفي و ذلك لما سمعت أن من دأب كططرام النططاس
الرفق و اللين و اللطف و ترك الخشونة و العنف مع الّناس حّتى في المطر بطالمعروف و
النهي عن المنكر و نعم ما اشار إليه الشيخ الرئيس في آخر النمط التاسع من الشططارات :
سططس و ل يسططتهويه الغضططب عنططد مشططاهدة المنكططر كمططاسططس و التح ّ
العارف ل يعنيه التج ّ
لط فطي القطدر و أمطا إذا أمطر بطالمعروف أمطر برفطق يعتريه الرحمة فاّنه مستبصطر لسطّر ا ّ
ناصح ل بعنف معّير .و قال المحقق الطوسي في الشرح :إذا أمططر العططارف بططالمعروف
لط علططىامر برفق ناصح ل بعنف معّير أمر الوالد ولده و ذلك لشفقته على جميططع خلططق ا ّ
أّنه لم ينقل أّنه وّبخه و لمه على أفعاله بل كان يعظه .
هذا إذا كان المراد من لفظة اقل عتابه نفي العتططاب و إذا كططان المططراد منهططا حمططل العتططاب
فالمعنى اّني حملت عتابه و مع ذلك كنت اكثر استعتابه و نصحه و ما منعني
-----------
) ( 1مممم :مممم مممم ممم مممم ممم م م مم مم
ممم م ممم مم مم م مم مم م مم م مم م مم م
مممممم .
م ممم مممممم مممممممم م م مممم م م مم مم م
مممم م م م مم مممم ) م ( :م مم م مم ممم م
ممممممم مممم مم مم م ممم مم ممم م م مم ممم
مممممم مم مممم مممم ممم ممممم ممممم م مم
م مممم ممم م م م م مممم م م م مم مم ممم م م م
ممم ممم . .
] [ 385
سططلم عتابه عن نصحه و ذلك لما علمت من الخبار السالفة أن عثمططان قططد عططدله عليططه ال ّ
ل ما أنت عندى بأفضل من مروان ،و لّمططا سلم :فو ا ّبمروان بن الحكم و قال له عليه ال ّ
لطي رّد رسولي إلى أن قال :و ا ّ سلم أبا ذر قال عثمان :من يعذرني من عل ّ شّيع عليه ال ّ
سططلم مططع ذلططك كططان يكططثر لنعطيّنه حّقه و غير ذلك مّما نقلناها من الفريقين و هو عليططه ال ّ
سلم النصح كما دريت . استعتابه لكن عثمان أبى منه عليه ال ّ
سلم ) :و كان طلحة و الزبير أهون سيرهما فيه الوجيططف و أرفططق حططدائهما قوله عليه ال ّ
سلم بالجملتين عططن شططدة سططعيهما فططي قتططل عثمططان حّتططى أن السططيرالعنيف ( كّنى عليه ال ّ
الوجيف كان أهون ما يسيران في قتله ،و الحداء العنيطف كطان أرفططق فعلهمططا فيطه .و قططد
ذهب بعض إلى أن سيرهما عثمان و حداءهما إياه كان أهططونه الوجيططف و أرفقططه العنيططف
أعنى أن ذلك البعض شّبه طلحة و الزبير بالسائق و الحادى و عثمان بالبل مثل و لكنططه
سططلم ينططادي ل واحد من اللزوم و التعدي لكن كلمه عليططه ال ّ و هم لن السير و إن جاء لك ّ
بأعلى صوته على خطاء ما ذهب إليه ذلك البعض و صواب ما فسططرناه مططن أنهمططا سططارا
أشّد سرعة من السير الوجيف حّتى أن السير الوجيف كان أهون سيرهما فططي قتلططه و كططذا
الجملة التالية .و هذا ظاهر ل غبار عليه .
ثّم إّنك قد علمت مما قدمنا من أخبار الفريقين عمل طلحة و الزبير و أقوالهما في عثمططان
و نذكر نبذة منها ههنا على الختصار :لّمططا حصططر عثمططان صططعد علططى القصططر و نططادى
طلحة ثّم سأله عن عّلة حصره و منعه مططن المططاء فأجططابه مرتيططن :لّنططك بطّدلت و غيططرت
المامة و السياسة للدينوري ص 38ج 1طبع مصر 1377ه .
و روى أبو جعفر الطبرى ص 411ج 3طبططع مصططر 1357ه قططال طلحططة لصططحابه ل
تتركوا أحدا يدخل على هذا الّرجل و ل يخرج من عنده فقال عثمان الّلهّم اكفنى طلحة بن
ل فاّنه حمل على هؤلء و أّلبهم إّني لرجو أن يكون منها صفرا أو أن يسططفك دمططه عبيد ا ّ
ل له ،و في الجمل للمفيد ص 60طبع النجف :روى أبو إسططحاق إّنه انتهك مّني ما ل يح ّ
إّنه لما اشتّد الحصار بعثمان و ظمأ من العطش فنادى :يا أّيها الّنططاس اسططقونا شططربة مططن
الماء و أطعمونا مّما
] [ 386
ل ل تذوقه .
ل ،فناداه الزبير بن العّوام يا نعثل ل و ا ّ
رزقكم ا ّ
ثّم قال :لما اشتد الحصار بعثمططان عمططد بنططو امّيططة علططى إخراجططه ليل إلططى مكططة و عططرف
لط و هططو أول مططن رمططى
الّناس فجعلوا عليه حرسا و كان على الحرس طلحطة بططن عبيططد ا ّ
بسهم في دار عثمان .
سلم ) و كان من عائشة فيه فلتة غضب ( السبب في فلتة غضططبها عليططه هططو قوله عليه ال ّ
ما قدمنا أن عثمان جعل مال المسلمين طعمة له و لبني امّية و أتباعه و ذويططه و عشططيرته
و آثر أهل بيته بالموال العظيمة اّلتي هي عّدة للمسلمين نحططو مططا نقلنططا مططن الفريقيططن أّنططه
دفع إلى أربعة أنفس من قريش زوجهم بناته أربعمططائة ألططف دينططار و أعطططى مططروان مططأة
ألف على فتح افريقية و يروى خمس افريقّية ،و نحو ما رووا أن أبا موسططى بعططث بمططال
عظيم من البصرة فجعل عثمان يقسمه بين أهله و ولده بالصحاف و غير ذلك مّما مّر من
قوادحه و مطاعنه و ما نقمها الّناس منه .
و روى الشيخ الجل المفيد في الجمل ص 61طبع النجف عن محّمد بن إسحاق صاحب
ل قال :دخلت يوما بالمدينة إلى المسجد فإذا كطط ّ
ف السيرة عن مشائخه عن حكيم بن عبد ا ّ
ل و قميصه و مرتفعة و صاحب الكف يقول :أّيها الّناس العهد قريب هذان نعل رسول ا ّ
كأني أرى ذلك القميص يلوح و أن فيكم فرعون هذه المة فإذا هي عائشة و عثمان يقول
لها :اسكتي ثّم يقول للناس إنها امرأة و عقلها عقل النساء فل تصغوا إلططى قولهططا ،و فططي
لط عليطه و آلطه لطم
لط صطّلى ا ّ
رواية اخرى كما قدمناها أنها قالت له :هذا قميص رسول ا ّ
يتغير و قد غيرت سنته يا نعثل ،و اخرى أنها قالت لبن عباس :
إياك أن ترد الّناس عن قتل الطاغيططة و تعنططى بالطاغيططة و نعثططل عثمططان و غيططر ذلططك مططن
الخبار اّلتي جاءت في إنكار عائشة و تأليبها على عثمان و إغرائها الّنططاس بقتططل عثمططان
قد قدمنا طائفة منها و كان نعثل اسم يهودى طويل اللحية و شّبهت عائشة
] [ 387
عثمان به .
سلم ) فاتيح له قوم فقتلوه ( قد يحذف الفاعل للجهل بططه أو لغططرض لفظططي أو قوله عليه ال ّ
معنوى أو للبهام أو للعلم به أو لغيرها مما قرر فططي محلططه و يمكططن أن يكططون حططذفه فططي
لط المطاء و قضطى المقام للعلم به نحو قوله تعالى غيض الماء و قضى المطر أى غطاض ا ّ
ل المر فحذف الفاعل للعلم به و كذا في المقام فالمعنى أن قتله كان بتقدير إلهى أى قّدر ا ّ
سططلم فططي طلحططة و الّزبيططر و
ل و هيأ قوما له فقتلوه و لقائل أن يقول :إن كلمه عليططه ال ّ ا ّ
عائشة له قوما فقتلوه و الخبار المتقدمة تؤيد هذا الحتمال لنهطم قطد حّثطوا و حّرضطوا و
أغروا الناس على قتله كما دريت فحذف الفاعل للعلم به و لليجاز في الّلفظ ،و يمكن أن
سلم إّنما بنى الفعل للمفعططول و لططم يقططليكون للبهام كما أفاد القطب الراوندي اّنه عليه ال ّ
ل أو أتاح الشيطان ليرضى بذلك الفريقططان و بالجملططة ل يخفططى لطططف كلمططه عليططه أتاح ا ّ
سلم حيث أتى بالفعل المجهول . ال ّ
سلم ) :و بايعني الّناس غير مستكرهين و ل مجبرين بل طائعين مخّيرين ( قوله عليه ال ّ
قد حققنا و برهنا أن المتعين فططي المسططتكره بكسططر الططراء أى غيططر كططارهين و قططوله عليططه
سلم و ل مجبرين أى غير مكرهين ،و قد مضى في الخطبة 238أن عثمان لمططا كططان ال ّ
سططلم علططى رؤوس الشططهاد و محصورا كان الناس يذكرون أمير المؤمنين علّيططا عليططه ال ّ
سلم للخلفططة و قططالوا لعثمططان إنططك قططد أحططدثت أحططداثا عظامططا كانوا يهتفون باسمه عليه ال ّ
فاستحققت بها الخلع و ما كان لنا أن نرجع حّتى نخلعك و نستبدل بك من أصحاب رسول
ل عليه و آله من لم يحدث مثل ما جربنا منك و لم يقع عليه من التهمة ما وقططع ل صّلى ا ّ ا ّ
عليك فاردد خلفتنا و اعتزل أمرنا فإن ذلك أسلم لنا منك و يعنون بططذلك الصططحابي أميططر
سلم فلّما رأى عثمان أن قلوب الجماعططة مائلططة إليططه سططأله الخططروج المؤمنين عليا عليه ال ّ
ل هتف الّناس باسمه للخلفة . إلى ينبع ليق ّ
] [ 388
امورهم و بذلوا له البيعة قال لهم :التمسوا غيري ،و لّما جاء طلحة و الزبير إليططه عليططه
سلم و هو متعّوذ بحيطان المدينة فدخل عليه و قال له :ابسط يدك نبايعططك فططإنّ الّنططاس ال ّ
سلم لهما ل حاجة لي فططي ذلططك و أن أكططون لكمططا وزيططرا ل يرضون إل بك ،قال عليه ال ّ
خير من أن أكون أميرا فقال إن الناس ل يؤثرون غيططرك و ل يعططدلون عنططك إلططى سططواك
ح الناس في ذلك عليه فقالوا نحن أرضى الّناس به ما فابسط يدك نبايعك أّول الّناس ،ثّم أل ّ
لط فطي ضطياع هطذه المطة و ل أما ترى الفتنطة أل تخطاف ا ّ نريد به بدل و قالوا له ننشدك ا ّ
قالوا إن تجبنا إلى ما دعوناك إليه من تقليد المر و قبول البيعة و إل انفتق في السلم ما
حططوا عليططه قططال لهططم انططي لططو
ل يمكن رتقه و انصدع في الدين ما ل يستطاع شعبه فلمططا أل ّ
أجبتكم حملتكم على ما أعلم و إن تركتموني كنت لحدكم ،قالوا قد رضططينا بحلمططك و مططا
ك البطل علططى
فينا مخالف لك فاحملنا على مطا تططراه ثطّم بطايعه الجماعططة فتطداّكوا عليطه تطدا ّ
حياضها يوم ورودها حّتى شقوا أعطافه و وطؤوا ابنيه الحسن و الحسين لشّدة ازدحامهم
عليه و حرصهم على البيعة له .
سلم في ذلك لما اريد على البيعة بعطد قتطل عثمطان :دعطوني و
و لقد مضى كلمه عليه ال ّ
التمسوا غيري إلى قوله :و أنا لكم وزيرا خير لكم مّني أميرا ) الخطبة . ( 91
ن الّنطاس بطايعوه غيطر كطارهين و ل مكرهيطن بطل سططلم هطذا أ ّثّم المراد مطن قططوله عليططه ال ّ
لط
ل ط صطّلى ا ّ
ل و سنة رسططول ا ّ سلم ما يغاير كتاب ا ّ طاعين مخّيرين و لم يحدث عليه ال ّ
سلم فضل عن أن يحاربوه قال ع طّز مططن عليه و آله فل يجوز لهم أن ينكثوا بيعته عليه ال ّ
قائل » فمن نكث فإنما ينكث على نفسه « الية و ذكر أصحاب السير و منهم المسططعودي
سلم طلحة حين ي عليه ال ّ
في مروج الذهب ص 11ج 2طبع مصر 1346ه ثّم نادى عل ّ
رجع الزبير يا أبا محّمد أبو محّمد كنية الزبير ما الذى أخرجك ؟ قال :الطلب بدم عثمان
ل عليه و آلهل صّلى ا ّ ل أولنا بدم عثمان أما سمعت رسول ا ّ سلم قتل ا ّ ي عليه ال ّقال عل ّ
يقول :الّلهم وال من واله و عاد من عاداه ؟ و أنت أول من بايعني ثّم نكثت و قد قال ا ّ
ل
ل ثّم رجع .
ل :و من نكث فاّنما ينكث على نفسه فقال استغفر ا ّ عّز و ج ّ
] [ 389
ألم تعلم أني ما أكرهت أحدا على البيعة ؟ و لو كنت مكرهططا أحططدا لكرهططت سططعدا و ابططن
عمر و محّمد بن مسلمة أبو البيعة و اعتزلوا فتركتهم ،قال طلحة :كّنا في الشورى سططتة
سلم إّنمططا كططان لكمططا أل ترضططيا
ي عليه ال ّفمات اثنان و قد كرهناك و نحن ثلثة ،قال عل ّ
ل أن تخرجططا مّمططا
قبل الرضا و قبل البيعة و أّما الن فليططس لكمططا غيططر مططا رضططيتما بططه إ ّ
بويعت عليه بحدث فإن كنت أحدثت حدثا فسّموه لي .
عععع
أراد طلحة بقوله و السيف على عنقي أّنططه بططايعه بالجبططار و الكططراه و أن سططيف الشططتر
على عنقه .
سلم بنقضططهم و نكثهططم عهططده وثّم إّنا نرى كثير من الّناكثين اعترفوا بظلمهم علّيا عليه ال ّ
سلم ففي الجمل للمفيد ص 207طبع النجف :روى أبو مخنف عن العدوى بيعته عليه ال ّ
ل بن المخارق عن هاشم بططن مسططاحق القرشططي قططال : عن أبي هاشم عن البريد عن عبد ا ّ
حدثنا أبي أنه لما انهزم الّناس يوم الجمل اجتمع معه طائفطة مطن قريطش فيهطم مطروان بطن
ل لقد ظلمنا هذا الّرجططل يعنططون أميططر المططؤمنين علّيططا عليططه الحكم فقال بعضهم لبعض و ا ّ
ل لقد ظهر علينا فما رأينا قط أكرم سيرة منططه و ل سلم و نكثنا بيعته من غير حدث و ا ّ ال ّ
ل عليه و آله تعالوا حّتى ندخل عليه و نعتذر إليه فيمططا ل صّلى ا ّ أحسن عفوا بعد رسول ا ّ
صنعناه ،قال فصرنا إلى بابه فاستأذّناه فأذن لنا .فلما مثلنا بين يديه جعططل متكلمنططا يتكّلططم
سلم انصتوا أكفكم إّنما أنططا بشططر مثلكططم فططإن قلططت حقططا فصططدقوني و إن قلططت فقال عليه ال ّ
ل عليه و آله قبض و أنا أّول ل صّلى ا ّن رسول ا ّ ل أ تعلمون أ ّ ى انشدكم ا ّ
باطل فرّدوا عل ّ
الّناس به و بالّناس من بعده ؟ قلنا الّلهّم نعم ،
ب أشططق عصططا المسططلمين و أفططرق بيططن قال فعدلتم عّني و بايعتم أبا بكر فأمسكت و لم احط ّ
ن أبا بكر جعلها لعمر من بعده فكففت و لم اهيططج الّنطاس و قططد علمطت أنطي جماعتهم ،ثّم إ ّ
ل و برسوله و بمقامه فصبرت حّتى قتل و جعلني سادس ستة فكففططت كنت أولى الّناس با ّ
و لم احب أن افرق بين المسلمين ،ثّم بايعتم عثمان فطغيتم عليططه و قتلتمططوه و أنططا جططالس
في بيتي و أتيتموني و بايعتموني كما بايعتم أبا بكر و عمر فما بالكم
] [ 390
وفيتم لهما و لم تفوا لي و ما الذى منعكم من نكث بيعتهما و دعاكم إلى نكث بيعتي ؟
فقلنا له :كن يا أمير المؤمنين كالعبد الصالح يوسف إذ قال » ل تثريب عليكم اليوم يغفططر
ن فيكم رجل سلم :ل تثريب عليكم اليوم و أ ّل لكم و هو أرحم الّراحمين « فقال عليه ال ّ
ا ّ
لو بايعني بيده لنكث بإسته ،يعني مروان بن الحكم .
سلم في الموضعين من باب الخطب في وصف بيعته بالخلفططة أحططدهما و قد تكّلم عليه ال ّ
ك البل الهيم يوم ورودها الخ .
ي تدا ّ
سلم فتداّكوا عل ّ
الخطبة 53قوله عليه ال ّ
و ثانيهما القريب من الّول في بعض الكلم و الجمل ،الكلم 227من باب الخطططب قططوله
ك البل اليهم ي تدا ّ
سلم :و بسطتم يدى فكففتها و مددتموها فقبضتها ثّم تداككتم عل ّ
عليه ال ّ
على حياضها يطوم ورودهطا الطخ .و مطال الشطارح البحرانطي إلطى أن كلمطه الّول أعنطي
الخطبة 53أشار إلى صفة أصحابه بصفين و لكنه و هم و الصواب ما أشرنا إليه .
و قال الشارح المعتزلي في شرح تلك الخطبة :اختلططف الّنططاس فططي بيعططة أميططر المططؤمنين
ن طلحططة و الزبيططر بايعططاه
سلم فاّلذى عليه أكثر الّنططاس و جمهططور أربططاب السططير أ ّ عليه ال ّ
طائعين غير مكرهين ثّم تغّيرت عزائمهما و فسدت نياتهما و غذرا به و قططال الزبيريططون
ل بن مصعب و الزبير بن بكار و شيعتهم و من وافق قولهم من بني تميططم بططن منهم عبد ا ّ
ن الزبير كان يقول :بططايعت و اللططج مّرة أرباب العصبّية لطلحة إّنهما بايعا مكرهين ،و إ ّ
على قفى و اللج سيف الشتر و قفى لغة هذلّيططة إذا أضططافوا المنقططوص إلططى أنفسططهم قلبططوا
اللف ياء و أدغموا احدى اليائين في الخرى فيقولون :قد وافق ذلك هططوى أى هططواى و
هذه عصى أى عصاى .انتهى المجلد السادس عشر من هذه الطبعططة الجديططدة القيمططة فططي
اليوم الثانى عشر من شهر شعبان المعظم سنة 1384بتصحيح و تهذيب من العبططد السططيد
ابراهيم الميانجى عفى عنه و عن والططديه فططي المطبعططة المباركططة السططلمية بطهططران .و
ل رب العالمين .
ل :المجلد السابع عشر و الحمد ّ
يليه انشاء ا ّ