You are on page 1of 364

‫منهاج البراعة في شرح نهج البلغة‬

‫)حبيب ال الخوئي(‬
‫ج ‪16‬‬
‫عععع ععع ععععععع عع ععع عععع ععع ععععع ع‬
‫ع عععععع‬
‫عع ع‬ ‫ع ع عععععع‬ ‫ع عععععع‬ ‫ععع ع ععععع‬
‫ععععععع‬
‫عععع عععععع‬
‫عع ععع ععععععع ع عع ععع ععععع‬

‫ل الّرحمن الّرحيم‬
‫بسم ا ّ‬

‫ل ملهم الصواب ‪ ،‬و الصلة على حججه اّلذين اوتطوا الحكمطة و فصطل الخططاب ‪،‬‬ ‫الحمد ّ‬
‫ى المرتضى و بعد فهططذا‬ ‫سيما على سّيد النبياء محّمد المصطفى ‪ ،‬و أفضل الوصياء عل ّ‬
‫هو المجلد الثانى من » تكملة منهاج البراعة في شرح نهج البلغة « فهو المجلد السادس‬
‫ل تعالى التوفيق و السداد و الهداية إلى الخير و الرشاد ‪.‬‬
‫عشر من المنهاج و نسأل ا ّ‬

‫سلم ‪ ) :‬جفاة طغام عبيد اقزام ( صّدر كلمه بمذام أهططل الشططام تنفيططرا عنهططم‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫أى هم قوم غلظ الطبع قساة القلططب افظططاظ ‪ ،‬و طغططام اى هططم اوغططاد النططاس و اراذلهططم و‬
‫طعام خلف الهمام ‪ ،‬و عبيد انما لم يذكر متعّلططق العبيططد ليفيططد التعميططم و يططذهب‬‫الطغام كال ّ‬
‫ل مذهب ممكن اى هم عبيد الدينار و عبيد الدنيا و عبيد النفس و الهوى ‪.‬‬ ‫السامع إلى ك ّ‬

‫و قيل ‪ :‬او لن بعضهم لم يكونوا أحططرارا و كططانوا عبيططدا حقيقططة و حيططث ان اللفططظ مهمططل‬
‫يصدق بالبعض ‪.‬‬

‫اقزام اى هم اراذل الّناس و أدانيهم ‪.‬‬

‫ل شوب ( هاتان الجملتططان كأّنمططا‬ ‫ل أوب و تلقطوا من ك ّ‬ ‫سلم ‪ ) :‬جمعوا من ك ّ‬‫قوله عليه ال ّ‬
‫ل ناحيططة و تلقطططوا مططن فططرق‬
‫لن على معنى واحد و مطلب فارد اى هم جمعططوا مططن كط ّ‬ ‫تد ّ‬
‫مختطلة يعني اّنهم ليسوا بقوم أصيل بل تلقط بعضهم من ههنا و بعضهم مطن ههنططا و فطي‬
‫الجملة الخيرة إشارة لطيفة أيضا إلى أّنهم أوباش الّناس و أسقاطهم ‪.‬‬

‫سلم ‪ ) :‬مّمن ينبغى أن يفّقه و يؤّدب و يعّلم و يدّرب ( يعني اّنهم قططوم جّهططال‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫ق و غيططر‬‫بمعططزل عططن الكتططاب و الططدين فينبغططى ان يفقهططوا ‪ ،‬و غيططر متططأدبين بططآداب الحط ّ‬
‫معتادين بالعادات الجميلة من محاسن الفعال و مكارم الخلق فينبغى ان يؤّدبوا أي‬

‫]‪[3‬‬
‫يعّلموا الدب و يدّربوا أى يعّودوا بتلك العادات الحسنة ‪.‬‬

‫و قريء يطذّرب بالطذال المعجمطة أيضطا يقطال ذّرب المطرأة طفلهطا تطذريبا إذا حملتطه حّتطى‬
‫يقضى حاجته و هذه القراءة تناسب الجملة التالية التية اى اّنهم صبيان صططغار و اطفططال‬
‫ب و يعيشوا فططي حضططانة حاضططن و‬ ‫ل يقدرون على شيء و ينبغى أن يربوا في حجر مر ّ‬
‫المراد ان القوم اّلذين لم يتفقهوا في الّدين و ل يعلمون شيئا ينبغى أن يعّلموا و يدّربوا بططل‬
‫صبيان ينبغي أن يذربوا فأّنى لهم ان تقوموا مقطام الصططديقين و يجلسطوا مجلطس النطبيين و‬
‫ل و رسوله و يأخذوا ازمة امور الّناس و يلوا امططورهم أفمططن‬ ‫يعّرفوا انفسهم بأّنهم خليفة ا ّ‬
‫ل أن يهدى فما لكم كيف تحكمون ؟ ‪.‬‬ ‫ق أن يّتبع أمن ل يهّدى إ ّ‬
‫ق أح ّ‬
‫يهدى إلى الح ّ‬

‫و قد قال عمار في خطبة خطب بها أهل الكوفة يستنفر الّنططاس إلططى أميططر المططؤمنين علطىّ‬
‫سلم ‪ :‬أّيها الّناس عليكم بإمام ل يؤدب و فقيططه ل يعلططم و صططاحب بططأس ل ينكططل و‬ ‫عليه ال ّ‬
‫ذي سابقة في السلم ليست لحد ‪ ،‬الخ ‪ .‬و قد برهن في محّله أن من أوصاف المام اّنططه‬
‫يجب أن يكون أفضل من جميع الرعايا فططي جميططع الصططفات الكماليططة فهططو ل يططؤدب و ل‬
‫ل‪.‬‬
‫يعلم و سيأتي تحقيقه في شرح الخطبة التالية إنشاء ا ّ‬

‫سلم ‪ ) :‬و يولى عليه و يؤخذ على يديه ( قرىء يولى بالتشديد و التخفيططف و‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫له المر تولية إذا جعله واليا عليه ‪ ،‬و علططى الثططاني يقططال اولططى فلنططا‬
‫على الّول يقال ‪ :‬و ّ‬
‫على اليتيم إذا أوصاه عليطه و اوله المطر ايلء إذا جعلطه واليطا عليططه ‪ .‬و هطذا كنايططة عطن‬
‫كونهم سفهاء ل يستحقون أن يلوا أمرا و يفوض اليهم فان العقل و النقل معاضططدان علططى‬
‫قبح تولية المور بأيدى السفهاء و وليتهم عليها قال عّز من قائل ‪:‬‬

‫ل لكم قيامًا « فكيطف الحكطام اللهّيطة و المطور‬ ‫» و ل تؤتوا السفهاء أموالكم اّلتي جعل ا ّ‬
‫الشرعّية و ما فيها مصالح العاّمة و حقوق الرعّية بل ينبغططي أن يمنعططوا مططن التصطّرف و‬
‫صبي و السفيه لعدم رشدهم يقططال ‪ :‬أخططذ علططى يططد فلن إذا‬
‫يحجر عليهم كما يحجر على ال ّ‬
‫منعه عما يريد أن يفعله فمن بلغ في الغباوة و السفاهة إلى هذا الحّد فكيف يرضططى العقططل‬
‫و يمضي أن يقتدى به و هل هذا إل ظلم عظيم ‪ ،‬أل و ان الرعّية الفاجرة تهلك‬

‫]‪[4‬‬

‫بالمام الفاجر ‪.‬‬

‫سلم ‪ ) :‬ليسوا من المهاجرين و النصطار و ل مططن اّلطذين تبطّوأوا الططدار ( أى‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫سكنوها و هي إشارة إلى قوله تعالى في سورة الحشر » و اّلذين تب طّوأوا الططدار و اليمططان‬
‫من قبلهم « الية و لذا جاء في بعض نسخ الخطبة ‪ :‬و ل من اّلذين تبّوأوا الدار و اليمان‬
‫و أجمططع المفسططرون بططأن الططدار هططي المدينططة و هططي دار الهجططرة تبّوأهططا النصططار قبططل‬
‫المهاجرين و كانوا من أهل المدينة اسططلموا بهططا قبططل هجططرة الرسططول بسططنتين و بنططوا بهططا‬
‫المساجد و أثنى عليهم بقوله عّز مططن قططائل » و اّلططذين تبطّوأوا الططدار و اليمططان مططن قبلهططم‬
‫يحّبون من هاجر اليهم و ل يجدون في صدورهم حاجة مما ُاوتوا و يؤثرون على أنفسهم‬
‫ح نفسه فاولئك هم المفلحطون « فالطذين تبطّوأوا الطدار‬ ‫و لو كان بهم خصاصة و من يوق ش ّ‬
‫هم طائفة من النصار فكّرر ذكرهم تأكيدا ‪.‬‬

‫ل مططن‬‫و قال الفاضل الشارح المعتزلي بقوله ‪ :‬و أيضا فان لفظة النصار واقعططة علططى ك ط ّ‬
‫لط عليطه و آلططه و‬‫لط صطّلى ا ّ‬
‫كان من الوس و الخزرج اّلذين أسلموا علطى عهطد رسططول ا ّ‬
‫اّلذين تبّوأوا الدار و اليمططان فططي اليططة قططوم مخصوصططون منهططم و هططم أهططل الخلص و‬
‫اليمان التام فصار ذكر الخطاص بعطد العططام كططذكره تعططالى جبرئيطل و ميكطال ثطّم قطال ‪ :‬و‬
‫الملئكة بعد ذلك ظهيرا و هما من الملئكة ‪.‬‬

‫لط‬‫و أقول ‪ :‬أّما المهاجرون فهم اّلذين هاجروا بلدهم أى تركوها و صاروا إلى رسططول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و أّما اّلططذين اسططلموا مططن أهططل المدينططة الرسططول قبططل هجرتططه او بعططد‬
‫صّلى ا ّ‬
‫هجرته فيسّمون أنصارا و قد اشبعنا الكلم فيه قبل و الططذين تب طّوأوا الططدار و اليمططان قططوم‬
‫ل عليططه و آلططه و لططذا قيططدنا كلمنططا‬
‫مخصوص منهم و هم اّلذين أسلموا قبل هجرته صّلى ا ّ‬
‫بقولنا هم طائفة من النصار فصار ذكر الخاص بعد العام بهذا المعنى ‪.‬‬

‫ثّم على نسخة و اليمان يكون اليمان متبوءا على الستعارة و في الكططافي عططن الصططادق‬
‫سلم ‪ :‬اليمان بعضه من بعض و هططو دار و كططذلك السططلم دار و الكفططر دار ‪ ،‬و‬ ‫عليه ال ّ‬
‫لما اّنهم ثبتوا على اليمان و اطمأنت قلوبهم به سّماه متبططوءا و منططزل لهططم ‪ .‬و قطّدر غيططر‬
‫واحد من المفسرين في الية لزموا و نظائره اى تبّوأوا الدار و لزموا اليمان مثل قوله‬
‫‪:‬‬

‫]‪[5‬‬

‫و رأيطططططططططططططططططططططططت زوجطططططططططططططططططططططططك فطططططططططططططططططططططططي الطططططططططططططططططططططططوغى‬


‫متقلدا سيفا و رمحا ‪1‬‬

‫اى معتقل رمحا لن الرمح ل يتقلد به بل يعتقل به يقال ‪ :‬فلن تقّلد سيفه و اعتقل رمحططه‬
‫و كقول الشاعر ‪:‬‬

‫عّلفتهطططططططططططططططططططططططططا تبنطططططططططططططططططططططططططا و مطططططططططططططططططططططططططاء بطططططططططططططططططططططططططاردا‬


‫حّتى شنت هّمالة عيناها‬

‫اى علفتها تبنا و سقيتها ماءا باردا و إّنما كان قططوله هططذا ذّمططا لهططم لن عططدم اتصططافهم بهططا‬
‫نقصان لهم بالقيططاس إلططى المتصططفين بهططا ‪ ،‬و مططن تتبططع آثططار السططلف يجططد أن السططابقة فططي‬
‫السلم و الهجرة تعّد من الفضائل و المفاخر و المدائح و من كططان اسططبق اسططلما و اقططدم‬
‫هجرة من الخر يفضل عليه ‪.‬‬

‫سطلم ‪ ) :‬ال و ان القططوم اختطاروا لنفسطهم اقطرب القططوم ممطا يحبطون و انكطم‬
‫قوله عليطه ال ّ‬
‫اخترتم لنفسكم اقرب القوم مما تكرهون ( ‪.‬‬

‫يعني بالقوم الّول أهل الشططام و بططالخيرين الّنططاس و مططا كططانوا يحّبططونه الغلبططة علططى أهططل‬
‫العراق و الظفر بهم و اقرب الّناس لهم من غرضهم ذلك هططو عمططرو بططن العططاص و إّنمططا‬
‫كان اقرب الّناس إلى وصول غرضططهم بمكططره و حيلططه و خططدائعه و ميلططه إلططى معاويططة و‬
‫اّتباعه اثره اتباع الكلب للضرغام يلوذ إلى مخالبه و ينتظر ما يلقى اليه من فضل فريسته‬
‫‪.‬‬

‫و الخطاب في انكم و اخواته إلى أهل العراق و ما يكرهه أهل العراق هو بعينه مططا يحّبططه‬
‫أهل الشام و هو صيرورة المر إلى معاوية بخططذلن أهططل العططراق و انكسططارهم و اقططرب‬
‫الناس منه أبو موسى الشعرى إّما لغباوته و سفاهته و فساد رأيططه لّنططه كططان رجل كليططل‬
‫الشفرة قريب القعر مدهوش الجنان و هو كما عّرفه عمرو بن العاص حين تشاجرا ‪:‬‬

‫سلم و انحرافه عنه لنه‬ ‫و اّنما مثله مثل الحمار يحمل اسفار الية أو لبغضه علّيا عليه ال ّ‬
‫سلم عزله عن الكوفة لما قتل عثمان لما دريت من ترجمة الرجططل مططن قبططل و مططا‬ ‫عليه ال ّ‬
‫قال حذيفة فيه و غير ذلك مما قدمنا ذكره ‪.‬‬

‫ل بن قيس بالمس يقول ‪ :‬إّنها فتنة فقطعوا‬


‫سلم ‪ ) :‬و إّنما عهدكم بعبد ا ّ‬
‫قوله عليه ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ممم ممممم مم مممم ممممممم مم مممم م م‬
‫م م مممممم ممممم ممم مممم ‪:‬‬

‫مم ممم مممم مم ممم ‪ .‬ممم ‪.‬‬

‫]‪[6‬‬

‫أوتاركم و شيموا سيوفكم فان كان صادقا فقد اخطأ بمسيره غير مستكره و إن كططان كاذبططا‬
‫ل بن قيس هو أبو موسططى الشططعرى كمططا دريططت مططن ترجمتططه و‬ ‫فقد لزمته التهمة ( عبد ا ّ‬
‫المراد بالمس واقعة الجمل فاّنها كانت قبل واقعططة صططفين و التعططبير بططالمس كنايططة عططن‬
‫ي زمان طويل منها و عن انهم قريب العهد بها فل يتأتى لهططم انكططار مططا سططمعوا‬ ‫عدم مض ّ‬
‫من أبي موسى في المس و ادعاء الغفلطة و النسطيان عنطه و كطان أبطو موسطى ينهطى أهطل‬
‫سلم عند مسيره إلى أهططل البصططرة و يططأمرهم بططالعتزال عططن‬ ‫العراق عن نصرته عليه ال ّ‬
‫الحرب و كان يرى أن قتططال أهططل القبلططة فتنططة يجططب العططتزال عنهططا و يقططول ‪ :‬انهططا فتنططة‬
‫طعوا أوتاركم يعني أوتار قسّيكم و شيموا سيوفكم اى اغمدوها ‪ ،‬كناية عن تططرك القتططال‬ ‫فق ّ‬
‫و الجتناب عنه ‪.‬‬

‫» عععع عع ع ععع ع عععع ععع ععع ع ععععع ع ع‬


‫ععع ع عع ععع ع ع عع عع « » ععع ع ععع ععععع‬
‫عععع عع ع ع ع عع عععع ععع عع‬ ‫ععع عععع ععع‬
‫ععع ع ععع ع ععع ععع « » عععع ع ع ع عع ع ع‬
‫عع عع ع ع ععع ع عع ع عع ععع ععع ع ععع ععع‬
‫ععع ععع عععععع «‬

‫سلم لمططا تططوجه مططن المدينططة إلططى البصططرة‬‫قال أبو مخنف ‪ :‬ان أمير المؤمنين علّيا عليه ال ّ‬
‫سلم و عّمار بططن ياسططر أهططل الكوفططة يسططتنفران الّنططاس إلططى‬‫ي عليه ال ّ‬
‫خطب الحسن بن عل ّ‬
‫سلم و بعد ما نقل خطبتهما قال ‪ :‬حّدثنا الكلبي عن أبي صالح أن أبططا موسططى‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬
‫الشعرى لّما سمع خطبة الحسن و عّمار قام فصعد المنبر و قال ‪:‬‬

‫ل اّلذي أكرمنا بمحّمد فجمعنا بعد الفرقططة و جعلنططا إخوانططا متحططابين بعططد العططداوة و‬ ‫الحمد ّ‬
‫لط سططبحانه » ل تططأكلوا أمططوالكم بينكططم بالباطططل « و قططال‬ ‫حّرم علينا دمائنا و أموالنا قال ا ّ‬
‫لط و‬‫لط عبططاد ا ّ‬‫تعالى ‪ » :‬و من يقتل مؤمنطًا معتمططدًا فجططزاءه جهّنططم خالططدًا فيهططا « فطاّتقوا ا ّ‬
‫ل ط باديططا و‬
‫ضعوا أسلحتكم و كّفوا عن قتال إخوانكم ‪ ،‬أّما بعد يا أهل الكوفططة إن تطيعططوا ا ّ‬
‫تطيعوني ثانيا تكونوا جرثومططة مططن جراثيططم العططرب يططأوى إليكططم المضطططّر و يططأمن فيكططم‬
‫لط‬
‫ي رسططول ا ّ‬ ‫الخائف ‪ ،‬إن عليا إّنما يستنفركم لجهاد اّمكم عائشة و طلحة و الّزبير حوار ّ‬
‫ل عليه و آله و من معهم من المسلمين و أنا أعلم بهذه الفتن ‪،‬‬ ‫صّلى ا ّ‬

‫أّنها إذا أقبلت شبهت و إذا أدبرت أسفرت ‪ .‬إّني أخاف عليكم أن يلتقي غاران منكم فيقتتل‬
‫ثّم يتركا كالحلس الملقاة بنجوة من الرض ثّم يبقى رجرجة من‬

‫]‪[7‬‬

‫الّناس ل يأمرون بالمعروف و ل ينهون عن منكر إنها قد جائتكم فتنة كافرة ل يدرى مططن‬
‫ل عليه و آله بطالمس يطذكر الفتطن‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫أين تؤتى ‪ ،‬تترك حيران كأني أسمع رسول ا ّ‬
‫فيقول ‪ :‬أنت فيها نائما خير منك قاعدا و أنت فيها جالسا خير منك قائما و أنت فيها قائمططا‬
‫خير منك ساعيا فشيموا سيوفكم و قصفوا رماحكم و انصلوا سهامكم و قطعوا أوتاركم و‬
‫خّلوا قريشا ترتق فتقها و تراب صدعها فططان فعلططت فلنفسططها مططا فعلططت و إن أبططت فعلططى‬
‫أنفسها ما جنت ‪ ،‬سمها في أديمها استنصحوني و ل تستغثوني و أطيعوني و ل تعصوني‬
‫يتبين لكم رشدكم و تصّلي هذه الفتنة من جناها ‪.‬‬
‫لط عليططه و آلططه يقططول‬
‫ل صطّلى ا ّ‬
‫قال ‪ :‬فقام إليه عمار بن ياسر فقال ‪ :‬أنت سمعت رسول ا ّ‬
‫ذلك ؟‬

‫قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬هذه يدى بما قلت ‪ :‬فقال ‪ :‬إن كنططت صططادقا فإّنمططا عنططاك بططذلك وحططدك و اتخططذ‬
‫ل ط عليططه‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫عليك الحجة فالزم بيتك و ل تدخلن في الفتنة أما اّني أشهد أن رسول ا ّ‬
‫و آله أمر عليا بقتال الناكثين و سّمي لي فيهم من سّمى و أمره بقتال القاسطين و إن شئت‬
‫ل عليه و آله إّنما نهاك وحططدك و حططذرك‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫ن لك شهودا يشهدون أن رسول ا ّ‬ ‫لقيم ّ‬
‫من الدخول في الفتنة ثّم قال له ‪ :‬أعطنى يدك على ما سمعت فمّد إليه يده فقال له عّمططار ‪:‬‬
‫ل من غالبه و جاحده ثّم جذبه فنزل عن المنبر ‪.‬‬ ‫غلب ا ّ‬

‫أقول ‪ :‬و سطيأتي تمطام الكلم فطي شطرح الكتطاب الّول مطن بطاب المختطار مطن كتبطه عليطه‬
‫سلم ‪.‬‬
‫الصلة و ال ّ‬

‫سلم هذا احتجاج عليهم في اختيارهم أبططا موسططى للحكومططة و صططورة‬ ‫ن كلمه عليه ال ّ‬
‫ثّم إ ّ‬
‫الحتجاج ‪ :‬انكم يا أهل العراق قريبو العهد بقول أبي موسى يقول لكم عنططد مسططيرى إلططى‬
‫أهل البصرة ‪ :‬هذه هي الفتنة اّلتي وعدنا بها و أمرنا بالعتزال عنهططا فقطعططوا أوتططاركم و‬
‫شيموا سطيوفكم ‪ ،‬فطان كطان أبطو موسطى فطي قطوله هطذا صطادقا فقطد أخططأ بمسطيره الينطا و‬
‫حضوره معنا في صفين و تكثيره سواد أهل العراق حالكونه غير مستكره في ذلك أي لم‬
‫يكرهه و لم يجبره أحد في ذلك حّتى يقال اّنه حضره مستكرها و إن لم يحارب و لم يسط ّ‬
‫ل‬
‫السيف ‪ ،‬و إن كان كاذبا و مختلفا فيه فقد لزمته التهمة أى الكذب و الختلق فهططو فاسططق‬
‫بكذبه ‪ ،‬فعلى التقديرين صدق ام كذب قبح جعله حكما و ل ينبغى‬

‫]‪[8‬‬

‫حكومته في هذا المر الخطير الجليل و العتماد عليه فيه ‪.‬‬

‫حة إحططدى‬ ‫سططلم يؤّكططد ص ط ّ‬‫و قططال الشططارح الفاضططل المعططتزلي ‪ :‬هططذا الكلم منططه عليططه ال ّ‬
‫الروايتين في أمر أبي موسى فاّنه قد اختلفت الرواية هططل حضططر حططرب صططفين مططع أهططل‬
‫العططراق أم ل ؟ فمططن قططال ‪ :‬حضططر قططال ‪ :‬حضططر و لططم يحططارب و مططا طلبططه يمططانّيون مططن‬
‫ل و هططو حاضططر‬ ‫سلم ليجعلوه حكمططا كالشططعث بططن قيططس و غيططره إ ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫أصحاب عل ّ‬
‫معهم في الصف و لم يكن منهم على مسافة و لو كان منهم على مسافة لما طلبوه و لكططان‬
‫سططلم علططى‬ ‫ي عليططه ال ّ‬
‫لهم فيمن حضر غناء عنططه ‪ ،‬و لططو كططان علططى مسططافة لمططا وافططق علط ّ‬
‫سلم مّمن يحكم من لم يحضر معططه و قططال الكططثرون ‪ :‬إّنططه‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫تحكيمه و ل كان عل ّ‬
‫كان معتزل للحرب بعيدا عن أهل العراق و أهل الشام ‪.‬‬
‫سلم فإن كان صططادقا فقططد أخططأ بسطيره غيطر‬ ‫ثّم قال ‪ :‬فإن قلت ‪ :‬فلم ل يحمل قوله عليه ال ّ‬
‫سلم و أهل العراق حيث طلبوه ليفّوضططوا‬ ‫مستكره على مسيره إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫إليه أمر الحكومة ؟‬

‫سلم على هذا لم يكن لزما لبي موسى و كان الجواب عنه‬ ‫قلت ‪ :‬لو حملنا كلمه عليه ال ّ‬
‫هّينا و ذلك لن أبا موسى يقول ‪ :‬إّنما أنكطرت الحطرب و مطا سطرت لحطارب و ل لشطهد‬
‫الحرب و ل لغرى بالحرب و إّنما سرت للصلح بين الّناس و اطفاء نائرة الفتنة فليس‬
‫يناقض ما رويته عن الرسول من خبر الفتنة و ل مططا قلتططه فططي الكوفططة فططي واقعططة الجمططل‬
‫فقطعوا أوتار قسيكم ‪ .‬انتهى ما اردنا من نقل كلمه ‪.‬‬

‫ل السيف كمططا نقلنططا مططن قبططل عططن‬


‫أقول ‪ :‬إن أبا موسى حضر صفين و لم يحارب و لم يس ّ‬
‫كتاب صفين لنصر بن مزاحم و تاريخ أبي جعفر الطبرى ان القوم لّما صفحوا عططن رأى‬
‫سلم و عصوه و أبوا إل أبا موسى حكما لهطل العططراق بعثططوا‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫أمير المؤمنين عل ّ‬
‫إلى أبي موسى و قد اعتزل بأرض من أرض الشام يقططال لهططا ‪ :‬عططرض و اعططتزل القتططال‬
‫ب العالمين ‪ ،‬قال ‪:‬‬ ‫لر ّ‬
‫فأتاه مولى له فقال ‪ :‬إن الّناس قد اصطلحوا فقال ‪ :‬الحمد ّ‬

‫ل و إنا اليه راجعون فجاء أبو موسى حّتى دخل عسكر عل ّ‬


‫ي‬ ‫و قد جعلوك حكما قال ‪ :‬إنا ّ‬
‫سلم ‪.‬‬
‫عليه ال ّ‬

‫ن قول القائل ‪ :‬و ما طلبه يمانّيون إل من كان حاضرا معهم و لو كان‬


‫ثّم إ ّ‬

‫]‪[9‬‬

‫على مسافة لما طلبوه و لكان لهم فيمن حضر غناء عنه ‪ ،‬بديهي البطلن و يظهططر وهنططه‬
‫بأدنى تأّمل على أن ما سمعت من أهل النقل و حملططة الثططار مططن أن أهططل الشططام لمططا رأوا‬
‫انكسارهم و خذلنهم رفعوا المصاحف بالرماح خديعططة و دهططاء و مكيططدة حّتططى أن أجمططع‬
‫ل فريططق إلططى‬ ‫الفريقان على أن يحييا ما أحيى القرآن و أن يميتا ما أمات القرآن ثّم رجع ك ّ‬
‫أصحابه و قال الّناس ‪ :‬قد رضينا بحكم القرآن فقال أهل الشام ‪ :‬فانا قد رضططينا و اخترنططا‬
‫عمرو بن العاص و قال الشعث و القراء اّلذين صاروا خوارج فيما بعد ‪ :‬فانا قد رضططينا‬
‫سلم ‪ :‬إّني ل أرضططي بططأبى موسططى و‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫و اخترنا أبا موسى الشعرى فقال لهم عل ّ‬
‫ل أرى أن أوليه فقال الشعث و يزيد بن حصين الطائى و مسعر بططن فططدكى فططي عصططابة‬
‫من القراء ‪ :‬إنا ل نرضي إل به فاّنه قد حذرنا ما وقعنا فيه فعمططدة مططا استمسططكوا بهططا فططي‬
‫اختيارهم أبا موسى اّنه حذرهم عن الحرب و غير ذلك مما مّر و ل فططائدة فططي العططادة و‬
‫الطالة و ل يخفى ان حضوره عندهم و غيابه عنهم سّيان في غرضهم ذلك فالحتمالت‬
‫اّلتي ذكرها القائل واهية موهونة جّدا ‪.‬‬
‫سططلم علططى تحكيمططه و ل‬ ‫ي عليططه ال ّ‬
‫و أوهن منها ما قال ‪ :‬لو كان على مسافة لما وافق عل ّ‬
‫سلم كان كارها و مستكرها و غيطر‬ ‫ى مّمن يحكم من لم يحضر معه ‪ ،‬لّنه عليه ال ّ‬‫كان عل ّ‬
‫موافق في أبي موسى و حكينا من نصر و أبي جعفططر الطططبرى و غيرهمططا آنفططا اّنططه عليططه‬
‫سلم قال ‪:‬‬
‫ال ّ‬

‫فان أبا موسى ليس لي برضا و قد فارقني و خذل الّناس عّني ث طّم هططرب حّتططى أمنتططه بعططد‬
‫ل ما نبططالي أنططت كنططت او ابططن عّبططاس ل‬ ‫أشهر و لكن هذا ابن عّباس اوليه ذلك قالوا ‪ :‬و ا ّ‬
‫ل رجل هو منك و من معاوية سواء ليس إلى واحططد منكمططا بططأدنى مططن الخططر قططال‬ ‫نريد إ ّ‬
‫ي ‪ :‬فاني أجعل الشتر قال الشططعث ‪ :‬و هططل سطّعر الرض علينططا غيططر الشططتر و هططل‬ ‫عل ّ‬
‫سلم ‪ :‬و ما حكمه ؟ قال ‪ :‬حكمططه ان يضططرب‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫ل في حكم الشتر قال له عل ّ‬ ‫نحن إ ّ‬
‫سيوف حّتى يكونن ما أردت و ما أراد إلى آخر مططا نقلنططا ‪ .‬و يقططول عليططه‬ ‫بعضنا بعضا بال ّ‬
‫سلم ‪:‬‬‫ال ّ‬

‫ل بن العّباس ‪.‬‬
‫في هذه الخطبة أيضا ‪ :‬فادفعوا في صدر عمرو بن العاص بعبد ا ّ‬

‫ط و مططا‬
‫و مع الغماض و الصفح عن ذلك كّله و لو قيل إن أبا موسى لم يحضر صفين قط ّ‬
‫شهد حربا قلنا فقد أخطأ أيضا بمسيره إلى القوم ليفوضوا اليه أمر الحكومة‬

‫] ‪[ 10‬‬

‫و لزمته التهمة لّنه روى كما نقلنا من قبل عن ابن عبد البر في الستيعاب و المسططعودى‬
‫في مروج الذهب و نصر بن مزاحم في كتاب صفين و أبي محّمد بن متططويه المعططتزلي و‬
‫غيرهم عن سويد بن غفلة حيث قال ‪ :‬كنت مع أبى موسى على شاطي الفرات في خلفططة‬
‫ل عليه و آله قططال ‪ :‬سططمعته يقططول ‪ :‬إن بنططي‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫عثمان فروى لي خبرا عن رسول ا ّ‬
‫ل مططن‬
‫ل و أضط ّ‬ ‫إسرائيل اختلفوا فلم يزل الختلف بينهم حّتى بعثططوا حكميططن ضططالين ضط ّ‬
‫لن مطن تبعهمطا فقلطت لطه ‪:‬‬ ‫لن و يض ّ‬ ‫اتبعهما و ل ينفك امر امتي حّتى يبعثوا حكمين يض ّ‬
‫ل من ذلك كمططا ابططرء‬‫احذر يا أبا موسى أن تكون أحدهما فخلع قميصه و قال ‪ :‬ابرء إلى ا ّ‬
‫من قميصى هذا ‪.‬‬

‫لو‬‫ل المض ط ّ‬
‫فنقول ‪ :‬إّما أن يكون في نقل الخبر صادقا او كاذبا فان كان صادقا فهو الضا ّ‬
‫قد اخطأ بمسيره اليهم و دخوله في الحكومة فكيف يجوز أن يقول ‪ :‬اّنما سرت للصططلح‬
‫بين الّنطاس و اطفطاء نطائرة الفتنطة مطن شطهد علطى نفسطه بالضطلل و الضطلل و كيطف ل‬
‫ل التهافت ‪.‬‬
‫يناقض بعض قوله بعضا و هل هذا إ ّ‬

‫و إن كان كاذبا فقد لزمته التهمططة فهططو فاسططق فل ينبغطي العتمطاد عليطه فطي هططذا الخططب‬
‫الخطير و قد كان في القوم من لم يكن فيه تلك التهمة و سوء الظن مع قوة العقل و صحة‬
‫النظر و ظهطور النصطح مطع جطواز أن يكطون رضطاه لحطب الحكومطة فطان الملطك عقيطم و‬
‫سلم لما قد نقلنا من ابن عبد الطبر و غيطره بعطد ذكطر عزلطه عليطه‬
‫ى عليه ال ّ‬
‫للنتقام من عل ّ‬
‫سلم حّتى جاء فيه ما قال حذيفة ‪:‬‬
‫ى عليه ال ّ‬
‫سلم اّياه عن الكوفة فلم يزل واجدا على عل ّ‬ ‫ال ّ‬

‫إلى آخر ما نقلنا في ترجمة أبى موسى ‪.‬‬

‫سططلم مططن‬
‫سلم الثالث و الستين اليه قوله عليططه ال ّ‬
‫و سيأتى تمام الكلم فيه في كتابه عليه ال ّ‬
‫ل بن قيس أّما بعد فقد بلغنى الخ فارتقب ‪.‬‬ ‫ى أمير المؤمنين إلى عبد ا ّ‬‫ل عل ّ‬
‫عبد ا ّ‬

‫بيان في مروج الذهب للمسعودى نقلت الرواية عن سويد بن علقمة و في غيره عن سويد‬
‫بن غفلة و الخير صواب و ما في مروج الذهب تصحيف من النساخ قال العلمة الحّلططى‬
‫سططلم و هططو‬‫قدس سره في الخلصة ‪ :‬قال البرقى إنه مططن اوليططاء أميططر المططؤمنين عليططه ال ّ‬
‫سويد بن غفلططة الجعفططى ‪ ،‬و فططي منتهطى المقطال فططي أحطوال الرجططال لبطى علطى نقل عطن‬
‫مختصر تذكرة الذهبى ‪ :‬ولد عام الفيل او بعده بعامين و أسلم و قد شاخ فقدم المدينة‬

‫] ‪[ 11‬‬

‫ل عليه و آله إلى ان قال ‪ :‬و كان ثقططة نططبيل عابططدا‬


‫و قد فرغوا من دفن المصطفى صّلى ا ّ‬
‫زاهدا قانعا باليسير كبير الشأن يكنى أبا امية ‪ ،‬و قيل الجغفى بالغين المعجمة ‪.‬‬

‫لط بططن العبططاس ( يعنططي‬


‫سلم ‪ ) :‬فادفعوا في صدر عمططرو بططن العططاص بعبططد ا ّ‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫لط بططن العّبططاس حكمططا مقططابل‬
‫حوه بابن العّباس و اضربوا صدره بططه ‪ ،‬اى اجعلططوا عبططد ا ّ‬ ‫نّ‬
‫لعمرو بن العاص حّتى يدفعه عما يريد ‪ ،‬و قد نقلنا قبل من كتاب صفين ) ص ‪ 270‬طبع‬
‫ايران الناصرى ( لنصر بن مزاحم ‪ ،‬عن عمرو بن شمر ‪ ،‬عن جططابر ‪ ،‬عططن أبططي جعفططر‬
‫سلم على أن يضع حكمين‬ ‫سلم قال ‪ :‬لما أراد الّناس علّيا عليه ال ّ‬
‫ي عليهما ال ّ‬
‫محّمد بن عل ّ‬
‫قال لهم على ‪:‬‬

‫إن معاوية لم يكن ليضع لهذا المر أحدا هو أوثق برأيه و نظره من عمرو بن العططاص و‬
‫لط بطن العبطاس فطارموه بطه فطان عمطرا ل يعقطد‬ ‫ل مثله فعليكم بعبد ا ّ‬‫اّنه ل يصلح للقرشي إ ّ‬
‫ل عقدها و ل يبرم أمرا إل نقضه و ل ينقض أمرا‬ ‫ل عقدة إ ّ‬‫ل و ل يح ّ‬ ‫ل حّلها عبد ا ّ‬‫عقدة إ ّ‬
‫ل ل يحكم فينا مضريان حّتى تقوم الساعة و لكن اجعلططه‬ ‫ل أبرمه ‪ ،‬فقال الشعث ‪ :‬ل و ا ّ‬ ‫إّ‬
‫سططلم ‪ :‬إّنططي أخططاف أن‬ ‫ي عليططه ال ّ‬
‫رجل من أهل اليمن إذا جعلوا رجل من مضر فقططال علط ّ‬
‫لط فططي شططيء حططتى إذا كطان لططه فططي أمططر هططواه فقططال‬
‫يخدع يمنّيكم فططان عمططرا ليططس مططن ا ّ‬
‫الشعث ‪:‬‬

‫ب الينا من أن يكون ما نحبّ‬ ‫ل لن يحكما ببعض ما نكره و أحدهما من أهل اليمن أح ّ‬ ‫وا ّ‬
‫ل أبا موسى قالوا ‪ :‬نعم ‪،‬‬
‫سلم ‪ :‬قد أبيتم إ ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫في حكمهما و هما مضريان ‪ ،‬قال عل ّ‬
‫قال ‪ :‬فاصنعوا ما أردتم ‪ ،‬و في رواية اخرى فاصنعوا ما شئتم الّلهم إّنططي أبططرء إليططك مططن‬
‫صنيعهم ‪.‬‬

‫سلم ‪ ) :‬و خذوا مهططل اليططام ( اى ل تهملططوا المهلططة فططاغتنموا سططعة اليططام و‬
‫قوله عليه ال ّ‬
‫فسحتها قبل أن تضيق و تفوت عنكم فاعملوا فيها ما ينبغي لكم ‪.‬‬

‫سططلم ‪ ) :‬و حوطططوا قواصططي السططلم ( اى احفظططوا نططواحى بلد السططلم و‬


‫قوله عليططه ال ّ‬
‫حدودها و أطرافها ‪.‬‬

‫ى و أبطرز‬‫ي صديق لطي كتابطا أظهطر فيطه شطكوى إلط ّ‬ ‫أقول ‪ :‬لّما بلغ شرحنا إلى هنا كتب إل ّ‬
‫حاجة ‪ ،‬و طلب الفتططاء فططي رؤيططاء ‪ ،‬و الّرجططل و إن كططان ذا فضططل لكنططه لططم يكططن عارفططا‬
‫بالعلوم العربية حّتى النحو و لغة العرب فذهبت إليه فأشكيته ثّم انجطّر الكلم إلططى مكتططوبه‬
‫فقال ‪ :‬أما الشكوى فإن بي شكاة مدة شهرين و لم تعدني ‪ ،‬فأعذرته‬

‫] ‪[ 12‬‬

‫بعدم العلم به ‪ ،‬فقال ‪ :‬أّما الحاجة فإلى مجلد من ناسخ التواريططخ فططي ترجمططة عيسططى روح‬
‫سلم ‪ ،‬و أّما الرؤياء فرأيت في المنام أني اسافر معططك حّتططى انتهينططا إلططى ثقططب‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫ا ّ‬
‫جبل فجاوزناه فآوينا إلى ناحية فاذن ان بي حيرة في أمري اقّدم رجل و أؤخططر اخططرى و‬
‫لكنك جالس فرحا مبتهجا و حولك كتب كثيرة و أمعنت فططي الكتابططة كأنططك شططاغل بتططأليف‬
‫كتاب فاسترقت البصر فرأيت أنك كتبت » حوطو « ‪.‬‬

‫سطلم ‪ » :‬حوططوا قواصطي السطلم «‬ ‫فلّما أخبرته بشرحنا هذا و أّنه بلغ إلى قوله عليه ال ّ‬
‫عجب ‪ ،‬و عجبت أيضا و لعمرى أن الّرجل لم يكن مطّلعا على أمرى و كنت غائبططا عنططه‬
‫منذ سنة و بذلك تفألت بالخير في اقبالي إلى هذا الشرح المنيططف و إقططدامي عليططه و أرجططو‬
‫ل أن يوّفقني للتمام فانه ولي التوفيق و أن يجعل نفعه أعم و فائدته أتم ‪.‬‬‫من ا ّ‬

‫ل عبدا قال آمينا ‪.‬‬


‫الّلهم آمين ‪ ،‬و يرحم ا ّ‬

‫ن الصفاة‬ ‫سلم ‪ ) :‬أل ترون إلى بلدكم تغزى و إلى صفاتكم ترمي ( قد مّر ا ّ‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫في الصل الحجر الصلد الضخم ل ينبت و ل تنفذ فيها السهام و هططذه الكلمططة كمططا يسططتفاد‬
‫من مواضع كثيرة مططن اسططتعمالهم يكّنططي بهططا عططن عططرض الّرجططل و حيطتططه و حططوزته و‬
‫نظائرها مما لها شأن و يقال ‪ :‬فلن رمي صفاة فلن إذا دهاه بداهيططة قططال ابططن عطّم لبططي‬
‫موسى مخاطبا إياه كما في كتاب صفين لنصر ) ص ‪ 300‬الطبع الناصري ( ‪:‬‬

‫أبططططططططططططططططططا موسططططططططططططططططططى بليططططططططططططططططططت فكنططططططططططططططططططت شططططططططططططططططططيخا‬


‫قريطططططططططططططططططططططططب القعطططططططططططططططططططططططر مطططططططططططططططططططططططدهوش الجنطططططططططططططططططططططططان‬
‫رمططططططططططططططي عمططططططططططططططرو صططططططططططططططفاتك يططططططططططططططا ابططططططططططططططن قيططططططططططططططس‬
‫بأمر ل تنوء به اليدان‬

‫سططلم أل‬
‫و فلن ل تقرع له صططفاة اى ل ينططاله أحططد بسططوء و ل يطمططع فيططه فقططوله عليططه ال ّ‬
‫ترون إلى آخره ترغيب لهم في حفظ حوزة السلم و صيصيته و حياطططة قواصططي بلده‬
‫و تهييج لهم في دفع أيدى الجانب عن بيضة السلم و أهله ‪.‬‬

‫سلم نفوسهم بأن العدو طمع فيهم و قصد بلدهم و رمي صفاتهم حّتططى ل‬ ‫فاستثار عليه ال ّ‬
‫تفرق كلمتهم و ل تشتت وحططدتهم فتططذهب ريحهططم و العططدو هططو معاويططة الطغططام و أتبططاعه‬
‫الفجرة اللئام من أهل الشام ‪.‬‬

‫] ‪[ 13‬‬

‫ل على أن هططذه‬ ‫سلم ال ترون إلى آخره يد ّ‬ ‫ثّم قال الشارح الفاضل المعتزلي ‪ :‬قوله عليه ال ّ‬
‫الخطبة بعد انقضاء أمر التحكيم لن معاوية بعد أن تّم على أبى موسى من الخديعة ما ت طّم‬
‫سلم ‪ ،‬يقول ‪ :‬قد بلغت غارات أهططل‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫استعجل أمره و بعث السرايا إلى اعمال عل ّ‬
‫الشام حدود الكوفة اّلتي هي دار الملك و سرير الخلفة و ذلططك ل يكططون إل بعططد الثخططان‬
‫في غيرها من الطراف ‪.‬‬

‫لط بططن العّبططاس يططدلّ‬


‫سلم فادفعوا في صدر عمرو بن العاص بعبططد ا ّ‬ ‫أقول ‪ :‬كلمه عليه ال ّ‬
‫سلم في أثناء تشاجر القوم فططي اختيطار الحكميططن‬ ‫على أن هذه الخطبة صدرت منه عليه ال ّ‬
‫لط بطن العّبطاس فطارموه بطه فطان‬ ‫سلم ‪ :‬فعليكم بعبطد ا ّ‬ ‫كما نقلنا قول آخر نظيره منه عليه ال ّ‬
‫ل إلى آخر ما مر آنفا ‪ ،‬و لو كطان بعططد انقضططاء التحكيططم‬ ‫عمرا ل يعقد عقدة إل حّلها عبد ا ّ‬
‫سلم ذلك مجال ‪.‬‬ ‫لما كان لكلمه عليه ال ّ‬

‫ل على أن الخطبة قبل انقضططاء أمططر‬ ‫سلم عليهم يد ّ‬ ‫بل الظاهر من صورة احتجاجه عليه ال ّ‬
‫سلم توبيخا لهم بسوء رأيهم و قبح اختيارهم في أبي موسى و‬ ‫التحكيم و إنما قالها عليه ال ّ‬
‫ن ابن العّباس ينبغى أن يجعططل قبططال ابططن العططاص و ل ينططافي هططذا قططوله عليططه‬ ‫تنبيها لهم بأ ّ‬
‫سلم أ ل ترون إلى بلدكم تغزى و إلى صفاتكم ترمى لن أهل الشام قبل انقضططاء أمططر‬ ‫ال ّ‬
‫التحكيم أيضا كانوا يغزون بلدهم و يرمون صفاتهم و طمعوا فيهم حّتى فعلوا ما فعلوا ‪،‬‬
‫على انه يمكن أن يكون على صورة الخبار حّثالهم على اغتنام الفرصة و حياطة بيضططة‬
‫السلم و ايقاظا لهم بان العداء قد أشرفوا عليهم لو ذهبوا إلططى رأيهططم الفاسططد و نظرهططم‬
‫الكاسد ‪.‬‬
‫» ععع ععععع «‬
‫» ععع ععععععع عع عععع ع عععععع عع ععع ععع‬
‫ععععععع ععع ععععع « » عع ععععع ع عععع ع‬
‫ععععععع عع عععععع «‬

‫ل عليه في قسم تنزيه الئمة من كتابه الموسوم بتنزيططه النبيططاء‬


‫ذكر علم الهدى رضوان ا ّ‬
‫عّدة شبهات رّبما تورد في المقام ثّم تصّدى للجواب عنها و نحن‬

‫] ‪[ 14‬‬

‫ل‪:‬‬
‫نكتفي بمجرد نقلها عنه من غير بسط و زيادة مّنا قال رحمه ا ّ‬

‫» ععععععع عععععع «‬

‫سلم أبا موسى الشعرى و عمططرو بططن العططاص و‬ ‫فان قيل ‪ :‬فما الوجه في تحكيمه عليه ال ّ‬
‫ل علططى شطّكه فططي امططامته و حططاجته إلططى‬
‫ما العذر في أن حّكم في الّدين الّرجال ؟ و هذا يد ّ‬
‫علم ) علمه خ ل ( بصحة طريقته ‪.‬‬

‫ثّم ما الوجه في تحكيمه فاسقين عنططده عططدّوين لططه ؟ أو ليططس قططد تعططرض بططذلك لن يخلعططا‬
‫امامته و يشّككا الّناس فيه و قد مكنهما من ذلك بأن حّكمهما و كانا غير متمكنين منه و ل‬
‫أقوالهما حجة في مثله ؟ ‪.‬‬

‫ثّم ما العططذر فططي تططأخيره جهططاد المرقططة الفسططقة و تططأجيله ذلططك مططع امكططانه و اسططتظهاره و‬
‫حضور ناصره ؟‬

‫ثّم ما الوجه في محو اسمه من الكتاب بالمامة و تنظره بمعاويططة فططي ذكططر نفسططه بمجططرد‬
‫السم المضاف إلى الب كما فعل ذلك به و أنتم تعلمون أن بهذه المور ضطّلت الخطوارج‬
‫مع شّدة تخشنها في الدين و تمسكها بعلئقه و وثائقه ؟‬

‫» عععععع عع عععععع عععععع «‬

‫ل أمر ثبت بدليل قاطع غير محتمل فليس يجوز أن نرجع عنه و نتشكك فيه لجل‬ ‫قلنا ‪ :‬ك ّ‬
‫سلم و عصمته و طهارته من الخطاء‬ ‫أمر محتمل و قد ثبتت امامة أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫و برائته من الذنوب و العيوب بأدلة عقلية و سمعّية فليس يجوز أن نرجع عن ذلك أجمططع‬
‫و ل عن شيء منه لمططا وقططع مططن التحكيططم المحتمططل للصططواب بظططاهره و قبططل النظططر فيططه‬
‫كاحتماله للخطاء و لو كان ظاهره أقرب إلطى الخططاء و أدنطى إلطى مخالفطة الصطواب بطل‬
‫الواجب في ذلك القطع على مطابقة ما ظهر من المحتمل لما ثبت بالدليل و صرف ما لططه‬
‫ظاهر عن ظاهره و العدول به إلططى موافقططة مططدلول الدللططة اّلططتي ل يختلططف مططدلولها و ل‬
‫يتطرق عليها التأويل و هذا فعلنا فيما ورد مططن آى القططرآن اّلطتي تخطالف بظاهرهطا الدّلططة‬
‫العقلّية مما يتعلق به الملحدون او المجبرة او المشبهة ‪ ،‬و هذه جملة قد كّررنا ذكرهططا فططي‬
‫ل هذه الشبهة عليها‬ ‫كتابنا هذا لجللة موقعها من الحجة و لو اقتصرنا في ح ّ‬

‫] ‪[ 15‬‬

‫لكانت مغنية كافية كما أنها كذلك فيما ذكرناه من الصول لكّنا نزيد وضوحا في تفصيلها‬
‫و ل نقتصر عليها كما لم نفعططل ذلططك فيمططا صطّدرنا بططه هططذا الكتططاب مططن الكلم فططي تنزيططه‬
‫سلم عن المعاصي ‪.‬‬ ‫النبياء عليهم ال ّ‬

‫سلم ما حّكم مختارا بل احوج إلى التحكيم و الجيء إليه‬ ‫ن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫فنقول ‪ :‬إ ّ‬
‫سلم كانوا من التخاذل و التقاعد و التواكطل إل القليطل منهطم علطى مطا‬ ‫لن أصحابه عليه ال ّ‬
‫ل الخطططب مّلطوا ذلططك و طلبططوا‬ ‫هو معروف مشهور و لّما طالت الحرب و كثر القتل و جط ّ‬
‫مخرجا من مقارعة السيوف و اتفق من رفع أهل الشططام المصططاحف و التماسططهم الرجططوع‬
‫ل عمططرو ابططن العططاص‬ ‫اليها و اظهارهم الرضا بما فيها ما اتفق بالحيلة اّلتي نصبها عدو ا ّ‬
‫س بططالبوار و علطّو كلمططة أهططل الحططق و أن معاويططة و جنططده‬ ‫و المكيدة اّلتي كادبهططا لّمططا أحط ّ‬
‫مأخوذون قد علتهم السيوف و دنت منهم الحتوف فعند ذلططك وجططد هططؤلء الغنططام طريقططا‬
‫ل منهم من دخلت عليه الشبهة لبعده عن‬ ‫إلى الفرار و سبيل إلى وقوف أمر المناجزة و لع ّ‬
‫ف الحططرب علططى‬ ‫الحق و علظ فهمه و ظن أن اّلذي دعى اليه أهل الشام مطن التحكيططم و كط ّ‬
‫جة ل على وجه المكيدة و الخديعطة فططالبوه عليطه‬ ‫ق و الستسلم للح ّ‬ ‫سبيل البحث عن الح ّ‬
‫سطلم مطن ذلطك امتنطاع عطالم‬ ‫ف الحرب و الّرضا بما بطذله القطوم فطامتنع عليطه ال ّ‬ ‫سلم بك ّ‬ ‫ال ّ‬
‫جططوا فأشططفق عليططه‬ ‫بالمكيدة ظاهر على الحيلة و صّرح لهم بأن ذلك مكر و خداع فأبوا و ل ّ‬
‫سلم في المتناع عليهم و الخلف لهم و هم جمة عسططكره و أصططحابه مططن فتنططة صطّماء‬ ‫ال ّ‬
‫هي أقرب اليه من حرب عدّوه و لم يأمن أن يتعّدى ما بينططه و بينهططم إلططى أن يسططلموه إلططى‬
‫عدّوه أو يسفكوا دمه ‪ .‬فأجاب إلى التحكيططم علططى مضططض و وّد مططن كططان قططد أخططذ بخنططاق‬
‫معاوية و قارب تناوله و أشرف على التمكن منه ) منهم خ ل ( حّتططى أّنهططم قططالوا للشططتر‬
‫س بالظفر و أيقططن بالنصططر ‪ :‬أ‬ ‫ل تعالى و قد امتنع من أن يكف عن القتال و قد أح ّ‬ ‫رحمه ا ّ‬
‫لط و‬ ‫سلم عنططد رفعهططم المصططاحف اّتقططوا ا ّ‬ ‫ب اّنك ظفرت ههنا و أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫تح ّ‬
‫امضوا على حّقكم فان القوم ليسوا بأصحاب ديططن و ل قططرآن و أنططا أعططرف بهططم منكططم قططد‬
‫ل مططا رفعططوا المصططاحف‬ ‫صحبتهم اطفال و رجال فكانوا شّر أطفال و شّر رجال اّنهم و ا ّ‬
‫سلم إلى التحكيم‬ ‫ليعملوا بها و اّنما رفعوها خديعة و دهاء و مكيدة ‪ ،‬فأجاب عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 16‬‬
‫ى بالشّر الضعيف و تلفيا للضرر العظم بتحمل الضرر اليسر ‪.‬‬
‫دفعا للشّر القو ّ‬

‫جططوا‬
‫جوا كمطا ل ّ‬
‫ل عليه فأبوا عليه و ل ّ‬ ‫ل بن العّباس رحمة ا ّ‬ ‫و أراد أن يحّكم من جهته عبد ا ّ‬
‫سلم ‪ :‬فضّموا الشططتر‬ ‫ى فقال عليه ال ّ‬
‫ي مع مصر ّ‬ ‫في أصل التحكيم و قالوا ‪ :‬ل بّد من يمان ّ‬
‫و هو يماني إلى عمرو فقال الشعث بن قيس ‪ :‬الشتر هو اّلذى طرحنا فيمططا نحططن فيططه و‬
‫سلم ملزمين له تحكيمططه فحّكمهمططا بشططرط أن‬ ‫اختاروا أبا موسى مقترحين له عليه عليه ال ّ‬
‫لط تعططالى و ل يتجططاوزاه و انهمططا مططتى تعطّدياه فل حكططم لهمططا و هططذا غايططة‬‫يحكما بكتاب ا ّ‬
‫التحرز و نهاية التيقظ لنا نعلم أنهما لو حكمطا بمطا فطي الكتطاب لصطابا الحطق و علمطا أن‬
‫ظ لمعاوية و ذويططه فططي شططيء‬ ‫سلم أولى بالمر و أّنه لح ّ‬ ‫أمير المؤمنين عليه الصلة و ال ّ‬
‫منه ‪ ،‬و لّما عدل إلى طلب الّدنيا و مكططر أحططدهما بصططاحبه و نبططذا الكتططاب و حكمططه وراء‬
‫ظهورهما خرجا من التحكيم و بطل قولهما و حكمهما و هذا بعينه موجود في كلم أميططر‬
‫ل ما ذكرنططاه فططي‬ ‫جوا عليه في التحكيم و ك ّ‬ ‫سلم لّما ناظر الخوارج و احت ّ‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫هذا الفصل من ذكر العذار في التحكيم و الوجطوه المحسطنة لطه مطأخوذ مطن كلمطه عليطه‬
‫صل مشروحا ‪.‬‬ ‫سلم مف ّ‬ ‫سلم و قد روى عنه عليه ال ّ‬ ‫ال ّ‬

‫» عععععع عع عععععع ععععععع «‬

‫فأّما تحكيمهما مع علمه بفسقهما فل سؤال فيه إذ كّنا قد بينططا أن الكططراه وقططع علططى أصططل‬
‫سططلم الجيء إليططه جملططة ثطّم إلططى تفصططيله و لططو خّلططي عليططه‬
‫الختيار و فرعه و أنه عليه ال ّ‬
‫سلم و اختياره ما أجططاب إلططى التحكيططم أصططل و ل رفططع السططيف ) السططيوف خ ل ( عططن‬ ‫ال ّ‬
‫أعناق القوم لكّنه أجاب اليه ملجئا كما أجاب إلى من اختططاره و بعينططه كططذلك و قططد صطّرح‬
‫سلم بذلك في كلمه حيث يقطول ‪ :‬لقطد أمسطيت أميطرا و أصطبحت مطأمورا و كنطت‬ ‫عليه ال ّ‬
‫ل على الشك و‬ ‫سلم دا ّ‬ ‫أمس ناهيا و أصبحت اليوم منهّيا و كيف يكون التحكيم منه عليه ال ّ‬
‫ل ذلططك‬
‫سلم ناه عنه و غير راض به و مصّرح بما فيه من الخديعططة و إّنمططا يططد ّ‬ ‫هو عليه ال ّ‬
‫ك من حمله عليه و قاده اليه ‪.‬‬‫على ش ّ‬

‫ل على الشك إذا كّنا ل نعرف سببه و الحامططل عليططه او كططان ل‬ ‫ن التحكيم يد ّ‬
‫و إّنما يقال ‪ :‬إ ّ‬
‫ل ما يقتضي الشك ‪ ،‬فأّما إذا كنا قد عرفنا ما اقتضاه و ادخل‬ ‫وجه له إ ّ‬

‫] ‪[ 17‬‬

‫ل لدفع الضرر العظيم و لن يزول الشبهة عن‬ ‫سلم ما أجاب اليه إ ّ‬ ‫فيه و علمنا اّنه عليه ال ّ‬
‫سلم أنه ل يرضى بالكتاب و ل يجيب إلى تحكيمه ‪ ،‬فل وجه لمططا‬ ‫ن به عليه ال ّ‬‫قلب من ظ ّ‬
‫سلم عن هذه الشبهة بعينها في مناظرتهم لما قالوا له ‪:‬‬ ‫ذكروه ‪ ،‬و قد أجاب عليه ال ّ‬
‫ل عليططه و آلططه‬
‫ي صّلى ا ّ‬ ‫سلم أنا أولى بأن ل أشك في ديني أم النب ّ‬ ‫أشككت ؟ فقال ‪ :‬عليه ال ّ‬
‫ل هو أهدى منهمططا أّتبعططه إن كنتططم‬ ‫ب من عند ا ّ‬
‫ل تعالى لرسوله ‪ :‬قل فأتوا بكتا ٍ‬ ‫أو ما قال ا ّ‬
‫صادقين ‪.‬‬

‫سلم تعرض لخلططع امططامته و مّكططن الفاسططقين مططن أن يحكمططا‬ ‫و أّما قول السائل فاّنه عليه ال ّ‬
‫سلم إنما حّكمهما بشططرط لططو‬ ‫ل أن يكون كذلك لنا قد بّينا أّنه عليه ال ّ‬ ‫عليه بالباطل فمعاذ ا ّ‬
‫وفيا به و عمل عليه لقّرا امامته و أوجبا طططاعته لكّنهمططا عططدل عنططه فبطططل حكمهمططا فمططا‬
‫مّكنهما مع خلع امامته و ل تعرض منهما لططذلك و نحططن نعلططم أن مططن قّلططد حاكمططا أو ولططي‬
‫أميرا ليحكم بالحق و يعمل بالواجب فعدل عّما شرطه و خططالفه ل يسططوغ القططول بططأن مططن‬
‫له عرضه للباطل و مّكنه من العدول عن الواجب و لم يلحقه شيء من الّلططوم بططذلك بططل‬ ‫وّ‬
‫كان الّلوم عائدا على من خالف ما شرط عليه ‪.‬‬

‫» عععععع عع عععععع ععععععع «‬

‫فأّما تأخيره جهاد الظططالمين و تأجيططل مططا يططأتي مططن استيصططالهم فقططد بينططا العططذر فيططه و أن‬
‫سلم تخاذلوا و تواكلوا و اختلفوا و أن الحرب بل أنصار و بغيططر أعططوان‬ ‫أصحابه عليه ال ّ‬
‫ل يمكن و المتعرض لها مغرر بنفسه و أصحابه ‪.‬‬

‫» عععععع عع عععععع ععععععع «‬

‫فأّما عدوله عن التسمية بأمير المؤمنين و اقتصاره على التسمية المجردة فضرورة الحال‬
‫لط عليططه و‬
‫لط صطّلى ا ّ‬ ‫دعت اليها و قد سبقه إلى مثل ذلك سّيد الّولين و الخرين رسول ا ّ‬
‫سططلم بطأّنه سططيدعي إلططى‬ ‫آله في عام الحديبية و قصته مع سهل بن عمرو و أنططذره عليططه ال ّ‬
‫ل ط عليططه و آلططه و‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫مثل ذلك و يجيب على مضض فكان كما أنذر و خّبر رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و هذه جملططة تفصططيلها‬ ‫الّلوم بل اشكال زائل عما اقتدى فيه بالرسول صّلى ا ّ‬
‫يطول يطول و فيها لمن أنصف من نفسه بلغ و كفاية ‪.‬‬

‫» ععععععع ععععععع «‬

‫سلم مططن أمططر التحكيططم علططى ثقططة و يقيططن فلططم روى عنططه عليططه‬
‫فان قيل ‪ :‬فإذا كان عليه ال ّ‬
‫سلم‬‫ال ّ‬

‫] ‪[ 18‬‬

‫أّنه كان يقول بعد التحكيم في مقطام بعطد آخطر ‪ :‬لقطد عطثرت عطثرة ل أنحطبر سطوف أكيطس‬
‫بعدها و أستمّر و أجمع الرأى ) الشمل خ ل ( الشتيت المنتشططر أ و ليططس هططذا إذعانطا بططأن‬
‫التحكيم جرى على خلف الصواب ؟‬
‫» عععععع «‬

‫سططلم و أهلططه و‬ ‫ل عاقل قد سمع الخبار ضرورة أن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫قلنا ‪ :‬قد علم ك ّ‬
‫خلصاء شيعته و أصحابه كانوا من أشطّد الّنططاس إظهططارا لوقططوع التحكيططم مططن الصططواب و‬
‫ط‬
‫سلم ما اعترف ق ّ‬ ‫السداد موقعه و أن اّلذى دعى اليه حسن و التدبير أوجبه و اّنه عليه ال ّ‬
‫بخطاء فيه و ل أغضي عن الحتجاج فيمن شططك فيططه و ضطّعفه كيططف ؟ و الخططوارج إّنمططا‬
‫ضّلت عنه و عصته ) عاصته خ ل ( و خرجت عليه لجل أنها أرادتططه علططى العططتراف‬
‫ل امتناع و أبى أشّد إباء و قططد كططانوا يقنعططون منططه و يعططاودون‬ ‫بالزلل في التحكيم فامتنع ك ّ‬
‫سلم من القرار بالخطططاء و اظهططار‬ ‫طاعته و نصرته بدون هذا اّلذي أضافوه اليه عليه ال ّ‬
‫الّتندم و كيف يمتنع من شيء و يعترف بأكثر منه و يغضب من جططزء و يجيططب إلططى ك ط ّ‬
‫ل‬
‫ق معرفته ‪.‬‬ ‫سلم أحد مّمن يعرفه ح ّ‬ ‫هذا مّما ل يظنه عليه ال ّ‬

‫و هذا الخبر شاّذ ضعيف فإّما أن يكون باطل موضططوعا أو يكططون الغططرض فيططه غيططر مططا‬
‫سططلم معنططي هططذا‬
‫ظّنه القوم من العتراف بالخطاء فططي التحكيططم ‪ .‬فقططد روى عنططه عليططه ال ّ‬
‫الخبر و تفسير مراده منه و نقل من طرق معروفة موجودة في كتب أهل السير أّنه عليططه‬
‫ى محّمد بن أبي بكر بأن أكتب له كتابا‬ ‫سلم لما سئل عن مراده بهذا الكلم قال ‪ :‬كتب إل ّ‬ ‫ال ّ‬
‫في القضاء يعمل عليه فكتبت له ذلك و أنفذته اليه فاعترضه معاوية فأخططذه فتأسططف عليططه‬
‫سلم ) فاسف خ ل ( على ظفر عدّوه بذلك و أشفق من أن يعمل بما فيططه مططن الحكططام و‬ ‫ال ّ‬
‫يوهم ضعفة أصحابه أن ذلك من علمه و من عنده فتقوى الشبهة به عليهططم ‪ ،‬و هططذا وجططه‬
‫ن تنطّدمه‬‫صحيح يقتضى التأسف و التنّدم و ليس في الخبر المتضمن للشططعر مططا يقتضططى أ ّ‬
‫سططلم كططان الخططذ‬‫كان على التحكيم دون غيره و إذا جائت رواية بتفسير ذلك عنه عليه ال ّ‬
‫بها أولى ‪.‬‬

‫ل تعالى ‪.‬‬
‫انتهى كلمه رحمه ا ّ‬

‫] ‪[ 19‬‬

‫ععععع ع ععععع‬

‫سططلم‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫قد ذكرنا بعضا من الشعار القديمة مّمن شهد صّفين مع أمير المؤمنين عل ّ‬
‫ل عليه و آله و عّرفوه بطذلك و قائلوهطا‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ي رسول ا ّ‬‫سلم باّنه وص ّ‬‫وصفوه عليه ال ّ‬
‫سططنام المسططلمين مططن الصططحابة و غيرهططم و كبططارهم فططي صططدر السططلم و عليهططم تثّنططى‬
‫ل عن الحصاء المقولة فططي وقعططة الجمططل و‬ ‫الخناصر ‪ ،‬و كذا نرى كثيرا من الشعار يج ّ‬
‫لط عليططه و آلططه و مططن نظططر‬ ‫ل صطّلى ا ّ‬ ‫ي رسول ا ّ‬ ‫سلم وص ّ‬ ‫غيرها المتضمنة كونه عليه ال ّ‬
‫ق ما ذهب اليه الطائفة الحّقططة المحّقططة إلمامّيططة‬ ‫فيها بعين الدراية و النصاف رأى أن الح ّ‬
‫سططلم لن هططذه الكلمططة الصططادرة‬ ‫الثنا عشرية و قاطبة الشيعة في خلفته و إمامته عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله بططل ادراك كططثير منهططم‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫من هؤلء العظام مع قربهم بزمان رسول ا ّ‬
‫ق و يبحث عنه و نحن نذكر شر ذمة منها ههنططا‬ ‫جلها من يطلب الح ّ‬
‫اّياه مّما يعتني بها و يب ّ‬
‫تذكرة و تنبيها لولى الدراية و النهى و نذكر الشعار و ندع ذكر الوقائع اّلتي قيل الشعر‬
‫فيها ففي كتاب صّفين لنصر بن مزاحم المنقرى و هططو مططن قططدماء رجططال الحططديث مططدحه‬
‫الفريقان بالتوثيق ) ص ‪ 12‬الطبع الناصرى ( قال جرير أبياتا منها ‪:‬‬

‫ي فلططططططططططططططططططططططططططم‬
‫أتانططططططططططططططططططططططططططا كتططططططططططططططططططططططططططاب علطططططططططططططططططططططططططط ّ‬
‫نططططططططططططططططططططططططرّد الكتططططططططططططططططططططططططاب بططططططططططططططططططططططططأرض العجططططططططططططططططططططططططم‬

‫رسططططططططططططططططططططططططول المليططططططططططططططططططططططططك و مططططططططططططططططططططططططن بعططططططططططططططططططططططططده‬


‫خليفتنططططططططططططططططططططططططططططططططططا القططططططططططططططططططططططططططططططططططائم المططططططططططططططططططططططططططططططططططّدعم‬

‫ي الّنططططططططططططططططططططططططبيّ‬
‫علّيططططططططططططططططططططططططا عنيططططططططططططططططططططططططت وصطططططططططططططططططططططططط ّ‬
‫يجالطططططططططططططططططططططططططد عنطططططططططططططططططططططططططه غطططططططططططططططططططططططططوات المطططططططططططططططططططططططططم‬

‫لطططططططططططططططططططططه الفضطططططططططططططططططططططل و السطططططططططططططططططططططبق و المكرمطططططططططططططططططططططات‬


‫و بيت النبّوة ل يهتضم‬

‫و فيه ) ص ‪ : ( 15‬و مما قيل على لسان الشعث ‪:‬‬

‫أتانططططططططططططططططططططططططا الرسططططططططططططططططططططططططول رسططططططططططططططططططططططططول علططططططططططططططططططططططططيّ‬


‫فسطططططططططططططططططططططططططططططططططّر بمقطططططططططططططططططططططططططططططططططدمه المسطططططططططططططططططططططططططططططططططلمونا‬

‫ي الّنطططططططططططططططططططططططب ّ‬
‫ي‬ ‫ي وصططططططططططططططططططططططط ّ‬
‫رسطططططططططططططططططططططططول الوصططططططططططططططططططططططط ّ‬
‫له الفضل و السبق في المؤمنينا‬

‫ثّم قال ‪ :‬و مما قيل على لسان الشعث أيضا ‪:‬‬

‫أتانطططططططططططططططططططططططا الرسطططططططططططططططططططططططول رسطططططططططططططططططططططططول الوصطططططططططططططططططططططططي‬


‫ي المهطططططططططططططططططططططططططذب مطططططططططططططططططططططططططن هاشطططططططططططططططططططططططططم‬
‫علططططططططططططططططططططططططط ّ‬

‫ي النطططططططططططططططططططططططب ّ‬
‫ي‬ ‫ي وصططططططططططططططططططططططط ّ‬
‫رسطططططططططططططططططططططططول الوصططططططططططططططططططططططط ّ‬
‫و خير البرّية من قائم‬

‫] ‪[ 20‬‬
‫وزيطططططططططططططططططططططططططططططططر النطططططططططططططططططططططططططططططططبي و ذى صطططططططططططططططططططططططططططططططهره‬
‫و خيطططططططططططططططططططططططططر البريطططططططططططططططططططططططططة فطططططططططططططططططططططططططي العطططططططططططططططططططططططططالم‬

‫و خيطططططططططططططططططططططططططر البرّيطططططططططططططططططططططططططة فطططططططططططططططططططططططططي العطططططططططططططططططططططططططالم‬


‫له الفضل و السبق بالصالحات‬

‫و فيه ) ص ‪ ( 28‬كتب جرير إلى شرحبيل أبياتا منها ‪:‬‬

‫ي فطططططططططططططططي ابطططططططططططططططن عّفطططططططططططططططان سطططططططططططططططقطة‬


‫و مطططططططططططططططا لعلططططططططططططططط ّ‬
‫بططططططططططططططططططططططأمر و ل جلططططططططططططططططططططططب عليططططططططططططططططططططططه و ل قتططططططططططططططططططططططل‬

‫لططططططططططططططططط مطططططططططططططططططن دون أهلطططططططططططططططططه‬


‫ي رسطططططططططططططططططول ا ّ‬
‫وصططططططططططططططططط ّ‬
‫و فارسه الولى به يضرب المثل‬

‫و في بعض النسخ ‪ :‬و فارسه الحامي به يضرب المثل و فيه ) ص ‪ ( 73‬قال النجاشي ‪:‬‬

‫ي لنطططططططططططططططا بطططططططططططططططه‬
‫رضطططططططططططططططينا بمطططططططططططططططا يرضطططططططططططططططى علططططططططططططططط ّ‬
‫و إن كطططططططططططططططططان فيمطططططططططططططططططا يطططططططططططططططططأت جطططططططططططططططططدع المنطططططططططططططططططاخر‬

‫لططططططططططططططططط مطططططططططططططططططن دون أهلطططططططططططططططططه‬


‫ي رسطططططططططططططططططول ا ّ‬
‫وصططططططططططططططططط ّ‬
‫و وارثه بعد العموم الكابر‬

‫و فيه ) ص ‪ ( 204‬قال المغيرة بن الحارث بن عبد المطّلب ‪:‬‬

‫و أيقنططططططططططططططططططططططوا أن مططططططططططططططططططططططن أضططططططططططططططططططططططحى يخططططططططططططططططططططططالفكم‬


‫أضططططططططططططططططحى شططططططططططططططططقيا و أضططططططططططططططططحى نفسططططططططططططططططه خسططططططططططططططططرا‬

‫لطططططططططططططططططط قططططططططططططططططططائدكم‬
‫ي رسططططططططططططططططططول ا ّ‬ ‫فيكططططططططططططططططططم وصطططططططططططططططططط ّ‬
‫لططططططططططططططططططط قطططططططططططططططططططد نشطططططططططططططططططططرا‬
‫و أهلطططططططططططططططططططه و كتطططططططططططططططططططاب ا ّ‬

‫و ل تخططططططططططططططططططططططططططططططافوا ضططططططططططططططططططططططططططططططلل ل أبططططططططططططططططططططططططططططططالكم‬


‫سيحفظ الدين و التقوى لمن صبرا‬

‫و فيه ) ص ‪ ( 222‬قال الفضل بن عباس ‪:‬‬

‫و قلطططططططططططططططططططت لطططططططططططططططططططه لطططططططططططططططططططو بطططططططططططططططططططايعوك تبعتهطططططططططططططططططططم‬


‫ي خيططططططططططططططططططر حططططططططططططططططططاف و ناعططططططططططططططططططل‬ ‫فهططططططططططططططططططذا علطططططططططططططططططط ّ‬
‫لططططططططططططططططط مطططططططططططططططططن دون أهلطططططططططططططططططه‬
‫ي رسطططططططططططططططططول ا ّ‬
‫وصططططططططططططططططط ّ‬
‫و فارسه إن قيل هل من منازل‬

‫سلم أبياتا منها ‪:‬‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫و فيه ) ص ‪ ( 25‬قال أمير المؤمنين عل ّ‬

‫يطططططططططططططططططططا عجبطططططططططططططططططططا لقطططططططططططططططططططد سطططططططططططططططططططمعت منكطططططططططططططططططططرا‬


‫لططططططططططططططططططط يشطططططططططططططططططططيب الشطططططططططططططططططططعرا‬
‫كطططططططططططططططططططذبا علطططططططططططططططططططى ا ّ‬

‫يسططططططططططططططططططططططترق السططططططططططططططططططططططمع و يغشططططططططططططططططططططططى البصططططططططططططططططططططططرا‬


‫مطططططططططططططططا كطططططططططططططططان يرضطططططططططططططططى أحمطططططططططططططططد لطططططططططططططططو خطططططططططططططططبرا‬

‫ان يقرنطططططططططططططططططططططططططططططططوا وصطططططططططططططططططططططططططططططططّيه و البطططططططططططططططططططططططططططططططترا‬


‫شاني الرسول و اللعين الخزرا‬

‫و فيه ) ص ‪ ( 191‬قال النضر بن عجلن النصارى أبياتا منها ‪:‬‬

‫ي امامنططططططططططططططططططططططا‬
‫كيططططططططططططططططططططططف التفططططططططططططططططططططططرق و الوصطططططططططططططططططططططط ّ‬
‫ل حيطططططططططططططططططططططططططططططططرة و تخطططططططططططططططططططططططططططططططاذل‬
‫ل كيطططططططططططططططططططططططططططططططف إ ّ‬

‫ن عقطططططططططططططططططططططططولكم ل خيطططططططططططططططططططططططر فطططططططططططططططططططططططي‬


‫ل تعتبططططططططططططططططططططططط ّ‬
‫مطططططططططططططططن لطططططططططططططططم يكطططططططططططططططن عنطططططططططططططططد البلبطططططططططططططططل عطططططططططططططططاقل‬

‫ي و تطططططططططططططططططططططططططططططابعوا‬
‫و ذروا معاويطططططططططططططططططططططططططططططة الغطططططططططططططططططططططططططططططو ّ‬
‫ي لتحمدوه آجل‬ ‫دين الوص ّ‬

‫] ‪[ 21‬‬

‫و فيه ) ص ‪ ( 202‬قال عبد الّرحمن بن ذويب السلمي ابياتا منها ‪:‬‬

‫ي اليططططططططططططططططططططططططك حّتططططططططططططططططططططططططى‬
‫يقططططططططططططططططططططططططودهم الوصطططططططططططططططططططططططط ّ‬
‫يرّدك عن غواتك و ارتياب‬

‫ن هذه اللفظة و قيل في حرب الجمل ما قال غلم من بنى ضّبة‬


‫و من الشعار اّلتى تتضم ّ‬
‫شاب معّلم من عسكر عايشة ‪ ،‬خرج يوم الجمل و هو يقول ‪:‬‬
‫نحطططططططططططططططططططن بنطططططططططططططططططططو ضطططططططططططططططططططّبة أعطططططططططططططططططططداء علطططططططططططططططططططيّ‬
‫ذاك اّلططططططططططططططططططططططذي يعططططططططططططططططططططططرف قططططططططططططططططططططططدما بالوصطططططططططططططططططططططط ّ‬
‫ي‬

‫و فطططططططططططططططططارس الخيطططططططططططططططططل علطططططططططططططططططى عهطططططططططططططططططد النطططططططططططططططططبيّ‬


‫ى بطططططططططططططططالعمي‬‫مطططططططططططططططا انطططططططططططططططا عطططططططططططططططن فضطططططططططططططططل علططططططططططططططط ّ‬

‫لكننطططططططططططططططططططي انعطططططططططططططططططططي بطططططططططططططططططططن عّفطططططططططططططططططططان التقطططططططططططططططططططي‬


‫ن الولي طالب ثار الولي‬ ‫اّ‬

‫ي الكندي في يوم الجمل ‪:‬‬


‫و ما قال حجر بن عد ّ‬

‫يطططططططططططططططططططططا رّبنطططططططططططططططططططططا سطططططططططططططططططططططّلم لنطططططططططططططططططططططا علّيطططططططططططططططططططططا‬


‫سططططططططططططططططططططططططّلم لنططططططططططططططططططططططططا المبططططططططططططططططططططططططارك الرضططططططططططططططططططططططططّيا‬

‫حططططططططططططططططططططططططططططططططططد النقّيططططططططططططططططططططططططططططططططططا‬
‫المططططططططططططططططططططططططططططططططططؤمن المو ّ‬
‫ل خططططططططططططططططططططططططططططططططل الطططططططططططططططططططططططططططططططرأي و ل غوّيطططططططططططططططططططططططططططططططا‬

‫بطططططططططططططططططططططططططل هاديطططططططططططططططططططططططططا موفقطططططططططططططططططططططططططا مهطططططططططططططططططططططططططديا‬


‫و احفظطططططططططططططططططططططططه رّبطططططططططططططططططططططططي و احفطططططططططططططططططططططططظ الّنبّيطططططططططططططططططططططططا‬

‫فيطططططططططططططططططططططه فقطططططططططططططططططططططد كطططططططططططططططططططططان لطططططططططططططططططططططه ولّيطططططططططططططططططططططا‬


‫ثّم ارتضاه بعده وصّيا‬

‫و ما قال خزيمة بن ثابت النصاري ذو الشهادتين و كان بدرّيا فططي يططوم الجمططل يخططاطب‬
‫عائشة من ابيات بعضها ‪:‬‬

‫ي و عيبططططططططططططططططططه‬
‫أعططططططططططططططططططايش خّلططططططططططططططططططي عططططططططططططططططططن علطططططططططططططططططط ّ‬
‫بمططططططططططططططططا ليططططططططططططططططس فيططططططططططططططططه إّنمططططططططططططططططا انططططططططططططططططت والططططططططططططططططده‬

‫لططططططططططططططططط مطططططططططططططططططن دون أهلطططططططططططططططططه‬


‫ي رسطططططططططططططططططول ا ّ‬
‫وصططططططططططططططططط ّ‬
‫و أنت على ما كان من ذاك شاهده‬

‫و ما قال خزيمة أيضا ‪:‬‬

‫ليطططططططططططططس بيطططططططططططططن النصطططططططططططططار فطططططططططططططي حجمطططططططططططططة الحطططططططططططططرب‬


‫و بيططططططططططططططططططططططططططططططططن العططططططططططططططططططططططططططططططططداة إل الطعططططططططططططططططططططططططططططططططان‬
‫و قططططططططططططططططططططططراع الكمططططططططططططططططططططططاة بالقصططططططططططططططططططططططب الططططططططططططططططططططططبيض‬
‫إذا مططططططططططططططططططططططططططططططططططا تحطططططططططططططططططططططططططططططططططططم المططططططططططططططططططططططططططططططططططران‬

‫فادعهطططططططططططططططططططططططا تسطططططططططططططططططططططططتجب مطططططططططططططططططططططططن الخطططططططططططططططططططططططزرج‬


‫و الوس يطططططططططططططططططططططططططططططططططا علطططططططططططططططططططططططططططططططططى جبطططططططططططططططططططططططططططططططططان‬

‫ي قططططططططططططططد اجلططططططططططططططت الحططططططططططططططرب‬ ‫ي الّنططططططططططططططب ّ‬


‫يططططططططططططططا وصطططططططططططططط ّ‬
‫العطططططططططططططططططططططططططططططططادى و سطططططططططططططططططططططططططططططططارت الظعطططططططططططططططططططططططططططططططان‬

‫و اسطططططططططططططططططططططططتقامت لطططططططططططططططططططططططك المطططططططططططططططططططططططور سطططططططططططططططططططططططوى‬


‫الشطططططططططططططططططام و فطططططططططططططططططي الشطططططططططططططططططام تظهطططططططططططططططططر الذعطططططططططططططططططان‬

‫حسطططططططططططططططططططططططبهم مطططططططططططططططططططططططا رأوا و حسطططططططططططططططططططططططبك منطططططططططططططططططططططططا‬


‫هكذا نحن حيث كنا و كانوا‬

‫سلم ‪:‬‬
‫ي عليهما ال ّ‬
‫و ما قال عمرو بن اجنحة يوم الجمل خطابا للحسن بن عل ّ‬

‫] ‪[ 22‬‬

‫حسطططططططططططططططططططن الخيطططططططططططططططططططر يطططططططططططططططططططا شطططططططططططططططططططبيه أبيطططططططططططططططططططه‬


‫قمت فينا مقام خير خطيب‬

‫إلى أن قال ‪:‬‬

‫لططططططططططططططططططط أن يقطططططططططططططططططططوم بمطططططططططططططططططططا قطططططططططططططططططططام‬


‫و أبطططططططططططططططططططي ا ّ‬
‫ي و ابططططططططططططططططططن النجيططططططططططططططططططب‬ ‫بططططططططططططططططططه ابططططططططططططططططططن الوصطططططططططططططططططط ّ‬

‫ي لططططططططططططططططططك الخيططططططططططططططططططر‬
‫ان شخصططططططططططططططططططا بيططططططططططططططططططن الّنططططططططططططططططططب ّ‬
‫ي غير مشوب‬ ‫و بين الوص ّ‬

‫و ما قال زجر بن قيس الجعفي في يوم الجمل ‪:‬‬

‫اضططططططططططططططططططططططططربكم حّتططططططططططططططططططططططططى تقططططططططططططططططططططططططّروا لعلططططططططططططططططططططططططيّ‬


‫خيطططططططططططططططططططر قريطططططططططططططططططططش كّلهطططططططططططططططططططا بعطططططططططططططططططططد الّنطططططططططططططططططططب ّ‬
‫ي‬
‫لطططططططططططططططططط و سططططططططططططططططططّماه الوصططططططططططططططططططيّ‬
‫مططططططططططططططططططن زانططططططططططططططططططه ا ّ‬
‫ي حطططططططططططططططططططططططافظ ظهطططططططططططططططططططططططر الطططططططططططططططططططططططول ّ‬
‫ي‬ ‫ان الطططططططططططططططططططططططول ّ‬

‫ى تابع أمر الغو ّ‬


‫ي‬ ‫كما الغو ّ‬

‫و قال الفضل بن عباس ) كما في تاريططخ الطططبري ص ‪ 449‬ج ‪ 3‬طبططع مصططر ‪ 1357‬ه (‬
‫في ابيات له ‪:‬‬

‫ن خيطططططططططططططططططططططططر الّنطططططططططططططططططططططططاس بعطططططططططططططططططططططططد محّمطططططططططططططططططططططططد‬‫أل إ ّ‬


‫ي الّنطططططططططططططططبي المصططططططططططططططططفى عنطططططططططططططططد ذى الطططططططططططططططذكر‬ ‫وصططططططططططططططط ّ‬

‫و أّول مططططططططططططططططططططططن صططططططططططططططططططططططّلي و صططططططططططططططططططططططنو نططططططططططططططططططططططبّيه‬


‫و أّول من أردى الغوات لدى بدر‬

‫و قال عّمار بن ياسر في الخطبططة اّلططتى اسططتنفر أهططل الكوفططة إلططى أميططر المططؤمنين وصطيّ‬
‫ل عليه و آله قال في أبيات له كما نقله الشيخ الجططل المفيططد فططي الجمططل‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫رسول ا ّ‬
‫ص ‪ 117‬طبع النجف ‪:‬‬

‫لطططططططططططططططططط إذ كططططططططططططططططططان قسططططططططططططططططططمنا‬


‫رضططططططططططططططططططينا بقسططططططططططططططططططم ا ّ‬
‫علّيطططططططططططططططططططططططا و أبنطططططططططططططططططططططططاء الرسطططططططططططططططططططططططول محّمطططططططططططططططططططططططد‬

‫أتططططططططططططططططططططططاكم سططططططططططططططططططططططليل المصطططططططططططططططططططططططفى و وصططططططططططططططططططططططّيه‬


‫ل عارضه الندى‬ ‫و أنتم بحمد ا ّ‬

‫سلم يوم الجمل من ابيات‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫و ما قال زياد بن لبيد النصارى كان من أصحاب عل ّ‬
‫بعضها ‪:‬‬

‫إنططططططططططططططططططا انططططططططططططططططططاس ل نبططططططططططططططططططالي مططططططططططططططططططن عطططططططططططططططططططب‬


‫ي من غضب‬ ‫و ل نبالي في الوص ّ‬

‫ل بن بدليل بن ورقاء الخزاعي يوم الجمل ‪:‬‬


‫و ما قال عبد ا ّ‬

‫يططططططططططططططا قططططططططططططططوم للخطططططططططططططططة العظمططططططططططططططى اّلططططططططططططططتي حططططططططططططططدثت‬


‫ي و مطططططططططططططا للحطططططططططططططرب مطططططططططططططن آسطططططططططططططى‬ ‫حطططططططططططططرب الوصططططططططططططط ّ‬

‫الفاصططططططططططططططططططططل الحكططططططططططططططططططططم بططططططططططططططططططططالتقوى إذا ضططططططططططططططططططططربت‬


‫تلك القبائل أخماسا لسداس‬
‫ل بن أبي سفيان بن الحرب بن عبد المطلب ‪:‬‬
‫و ما قال عبد ا ّ‬

‫ي ذاك صططططططططططططططططططططططاحب خيططططططططططططططططططططططبر‬


‫و منططططططططططططططططططططططا علطططططططططططططططططططططط ّ‬
‫و صاحب بدر يوم سالت كتائبه‬

‫] ‪[ 23‬‬

‫ي المصطططططططططططططططططفى و ابططططططططططططططططن عمططططططططططططططططه‬


‫ي الّنططططططططططططططططب ّ‬
‫وصطططططططططططططططط ّ‬
‫فمن ذا يدانيه و من ذا يقاربه‬

‫و ما قال عبد الّرحمان بن جعيل ‪:‬‬

‫لعمطططططططططططططططططططططططرى لقطططططططططططططططططططططططد بطططططططططططططططططططططططايعتم ذا حفيظطططططططططططططططططططططططة‬


‫علطططططططططططططططططى الطططططططططططططططططدين معطططططططططططططططططروف العفطططططططططططططططططاف موفقطططططططططططططططططا‬

‫ي المصططططططططططططططططططفى و ابطططططططططططططططططن عّمطططططططططططططططططه‬


‫علّيطططططططططططططططططا وصططططططططططططططططط ّ‬
‫و أّول من صّلي أخا الدين و التقي‬

‫و ما قال أبو الهيثم التيهان و كان بدريا من أبيات بعضها ‪:‬‬

‫ي امامنططططططططططططططططططططططططططططططططا و ولينططططططططططططططططططططططططططططططططا‬
‫ان الوصطططططططططططططططططططططططططططططططط ّ‬
‫برح الخفا و باحث السرار‬

‫و ما قال عمر بن حارثة النصارى في محّمد بن الحنفية يوم الجمل من أبيات بعضها ‪:‬‬

‫ي الّنطططططططططططططططططططططططبي و شطططططططططططططططططططططططبه الوصططططططططططططططططططططططط ّ‬


‫ي‬ ‫سطططططططططططططططططططططططم ّ‬
‫و رايته لونها العندم‬

‫و ما قال رجل من الزد يوم الجمل ‪:‬‬

‫ي و هطططططططططططططططططططططططططو الوصطططططططططططططططططططططططططيّ‬ ‫هطططططططططططططططططططططططططذا علططططططططططططططططططططططططط ّ‬


‫أخطططططططططططططططططططططططططاه يطططططططططططططططططططططططططوم النجطططططططططططططططططططططططططوة النطططططططططططططططططططططططططب ّ‬
‫ي‬

‫و قطططططططططططططططططططططططططال هطططططططططططططططططططططططططذا بعطططططططططططططططططططططططططدى الطططططططططططططططططططططططططول ّ‬


‫ي‬
‫وعاه واع و نسي الشقي‬

‫و قال آخر ‪:‬‬


‫ي بططططططططططططططططططه‬ ‫إّنططططططططططططططططططي أديططططططططططططططططططن بمططططططططططططططططططا دان الوصطططططططططططططططططط ّ‬
‫يططططططططططططططططططوم الخريبططططططططططططططططططة مططططططططططططططططططن قتططططططططططططططططططل المحّلينططططططططططططططططططا‬

‫و باّلططططططططططططططططططذى دان يططططططططططططططططططوم النهططططططططططططططططططر دنططططططططططططططططططت بططططططططططططططططططه‬


‫و شطططططططططططططططططططططططاركت كّفطططططططططططططططططططططططه كّفطططططططططططططططططططططططي بصطططططططططططططططططططططططفينا‬

‫ب فططططططططططططططي عنقططططططططططططططي‬
‫تلططططططططططططططك الططططططططططططططدماء معططططططططططططططا يططططططططططططططا ر ّ‬
‫ثّم اسقني مثلها آمين آمينا‬

‫و قال أبو السود كما في الغاني ) ص ‪ 10‬ج ‪ 7‬طبع ساسي ( ‪:‬‬

‫ب محّمطططططططططططططططططططططططططدا حّبطططططططططططططططططططططططططا شطططططططططططططططططططططططططديدا‬


‫احططططططططططططططططططططططططط ّ‬
‫و عّباسا و حمزة و الوصّيا‬

‫و أتى بكثير من هذه البيات الشارح المعتزلي في ذيططل شططرح الخطبططة الثانيططة مططن النهططج‬
‫أيضا و نقلها عنه المجلسي الثاني في المجلد التاسع من بحططار النططوار ) ص ‪ 364‬الطبططع‬
‫الكمپططاني ( ‪ .‬و السططّيد عبططد الحسططين شططرف الططدين الموسططوى فططي كتططاب المراجعططات‬
‫) المراجعة ‪ ( 108‬و كذا نرى كثيرا من الخبار و الروايططات المنقولططة مططن الفريقيططن اّنططه‬
‫ي عند المسلمين في صدر السططلم بططل صططدر منططه بعططض‬ ‫سلم كان يعرف بالوص ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫ي و كفى في ذلك حديث الراهططب اّلططذي بلططغ‬ ‫ي أو وص ّ‬
‫ل من نب ّ‬
‫المعجزات اّلذي ل يصدر إ ّ‬
‫في‬

‫] ‪[ 24‬‬

‫الشهرة حّد الشمس في وسط السماء و أتى بططه علمططاء الكلم فططي كتبهططم الكلمّيططة و منهططم‬
‫نصير الملة و الّدين المحقق الطوسططى فططي التجريططد و ذكططره فططي الشططرح شططراح الفريقيططن‬
‫كالعلمة الحّلى و شمس الدين محمود بن أحمد الصبهانى و الفاضل القوشجى و غيرهم‬
‫و قد أومأنا من قبل فذلكة ذلك الحديث من القوشجى و ل بأس بططذكرها تفصططيل لشططتماله‬
‫ي خاتم النبيططاء فأسططلم الراهططب فاهتططدى هكططذا‬‫على ضروب من المعجز ظهرت من وص ّ‬
‫ق بأهله و أتى به نصر المتقّدم ذكره في كتاب صفين و المجلسى فطي البحطار و‬ ‫يصنع الح ّ‬
‫الشارح المعتزلى في شرح النهج و الشيخ السديد المقلططب بالمفيططد فططي الرشططاد و غيرهططم‬
‫مما يطول الكلم بعّدها و احصائها فقال الشيخ المفيد ‪:‬‬

‫و من ذلططك مطا رواه أهططل السططير و اشططتهر الخططبر بططه فططي العامططة و الخاصططة حّتططى نظمططه‬
‫الشعراء و خطب به البلغاء و رواه الفهماء و العلماء من حديث الراهطب بطأرض كطربلء‬
‫و الصخرة و شهرته يغنى عن تكلف ايراد السناد له ‪ ،‬و ذلك ان الجماعة روت أن أمير‬
‫جه إلططى صطّفين لحططق أصططحابه عطططش شططديد و نفططد مططا كططان‬ ‫سلم لما تططو ّ‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫عندهم من الماء فأخذوا يمينا و شمال يلتمسون الماء فلم يجططدوا لططه أثططرا فعططدل بهططم أميططر‬
‫سلم عن الجاّدة و سار قليل فلح لهم ديططر فططي وسططط البرّيططة فسططار بهططم‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫نحوه حّتى إذا صار في فنائه أمر من نادى ساكنه بالطلع اليه فنططادوه فططاطلع ‪ ،‬فقططال لططه‬
‫سلم ‪ :‬هل قرب قائمك هذا من ماء يتغوث به هؤلء القوم ؟ فقال ‪:‬‬ ‫أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫هيهات بينى و بين الماء أكثر من فرسخين و ما بالقرب مّنى شيء من الماء و لو ل إننى‬
‫سططلم‬‫ل شهر على التقتير لتلفت عطشططا ‪ .‬فقططال أميططر المططؤمنين عليططه ال ّ‬ ‫أوتى بما يكفينى ك ّ‬
‫أسمعتم ما قال الراهب ؟ قالوا ‪ :‬نعم ‪ ،‬أفتأمرنا بالمسير إلططى حيططث أومططا إليططه لعّلنططا نططدرك‬
‫سلم ‪ :‬ل حاجططة لكططم إلططى ذلططك و ل طّوى عنططق‬ ‫الماء و بنا قّوة ؟ فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫بغلته نحو القبلة و أشار بهم إلى مكان يقرب من الدير فقال لهم ‪ :‬اكشفوا الرض في هططذا‬
‫المكان فعدل منهم جماعة إلى الموضع فكشفوه بالمسطاحى فظهطرت لهطم صطخرة عظيمطة‬
‫تلمع ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا أمير المؤمنين ههنا صخرة ل تعمل فيها المساحى ‪ .‬فقال لهم ‪:‬‬

‫ن هذه الصخرة على الماء فان زالت عن موضعها وجدتم الماء فاجتهدوا في قلعها‬
‫إّ‬

‫] ‪[ 25‬‬

‫فاجتمع القوم و راموا تحريكها فلم يجدوا إلى ذلك سبيل و استصططعبت عليهططم فلّمططا رآهططم‬
‫سلم قد اجتمعوا و بذلوا الجهد في قلع الصخرة و استصعب عليهم لّوى رجله عن‬ ‫عليه ال ّ‬
‫سرجه حّتى صططار علططى الرض ثطّم حسططر عططن ذراعيططه و وضططع أصططابعه تحططت جططانب‬
‫الصخرة فحّركها ثّم قلعها بيده و دحى بها أذرعا كثيرة فلّما زالططت مططن مكانهططا ظهططر لهططم‬
‫بياض الماء فبادروا إليه فشربوا منه فكان أعذب ماء شطربوا منطه فططي سطفرهم و أبطرده و‬
‫أصفاه فقال لهم ‪ :‬تزّودوا و ارتووا ففعلوا ذلك ‪.‬‬

‫سلم إلى الصخرة فتناولها بيده و وضعها حيث كانت فأمر أن يعفي أثرهططا‬ ‫ثّم جاء عليه ال ّ‬
‫بالتراب و الراهب ينظر مططن فططوق ديططره فلّمططا اسططتوفي علططم مططا جططرى نططادى أّيهططا الّنططاس‬
‫سلم فقال له ‪:‬‬ ‫أنزلوني أنزلوني فاحتالوا في إنزاله فوقف بين يدى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫ي مرسل ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ :‬فملك مقرب ؟ قال ‪ :‬ل قال ‪ :‬فمن أنت ‪ :‬قال ‪:‬‬
‫يا هذا أنت نب ّ‬

‫ل عليه و آله قال ‪ :‬ابسططط يططدك‬ ‫ل خاتم النبّيين صّلى ا ّ‬


‫ل محّمد بن عبد ا ّ‬ ‫ي رسول ا ّ‬ ‫أنا وص ّ‬
‫سلم يده و قططال لططه ‪ :‬اشططهد‬
‫ل تبارك و تعالى على يديك فبسط أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫اسلم ّ‬
‫لط وحططده ل شططريك لططه و أشططهد أن محّمططدا عبططده و‬‫الشهادتين فقال ‪ :‬أشططهد أن ل إلططه إل ا ّ‬
‫ل و أحق الّناس بالمر من بعده ‪ ،‬فأخذ أمير المؤمنين‬ ‫ي رسول ا ّ‬ ‫رسوله و أشهد أّنك وص ّ‬
‫سلم عليه شرائط السلم ‪.‬‬ ‫عليه ال ّ‬
‫سلم له ‪ :‬ما اّلذي دعاك الن إلى السلم بعد طططول مقامططك فططي هططذا الططدير‬ ‫ثّم قال عليه ال ّ‬
‫ن هططذا الططدير بنططى علططى طلططب قططالع هططذه‬
‫على الخلف ؟ قال ‪ :‬اخبرك يا أمير المططؤمنين إ ّ‬
‫لط‬‫الصخرة و مخرج الماء من تحتها و قد مضى عالم قبلي فلم يدركوا ذلك و قد رزقنيه ا ّ‬
‫ل إنا نجد في كتاب من كتبنا و ناثر مطن علمائنططا أن فططي هطذا الصططقع عينطا عليهططا‬ ‫عّز و ج ّ‬
‫ق آيته‬ ‫ل يدعو إلى الح ّ‬ ‫ي ّ‬‫ي و اّنه ل بّد من ول ّ‬‫ي نب ّ‬
‫ي أو وص ّ‬ ‫ل نب ّ‬
‫صخرة ل يعرف مكانها إ ّ‬
‫معرفة مكان هذه الصخرة و قدرته على قلعها و إّني لّما رأيتك قد فعلططت ذلططك تحققططت مططا‬
‫كنا ننتظره و بلغت المنّية منه فأنا اليوم مسلم على يططديك و مططؤمن بحّقططك و مططولك فلّمططا‬
‫سلم بكى حّتى اخضّلت لحيته من الدموع و قال ‪ :‬الحمططد‬ ‫سمع ذلك أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل اّلذي كنت في كتبه‬ ‫ل اّلذى لم أكن عنده منسّيا الحمد ّ‬ ‫ّ‬

‫] ‪[ 26‬‬

‫مذكورا ‪.‬‬

‫سلم الّناس فقال لهم ‪ :‬اسمعوا ما يقططول أخططوكم المسططلم ‪ ،‬فسططمعوا مقططاله و‬ ‫ثّم دعى عليه ال ّ‬
‫ق أميططر‬
‫لط و شططكرهم علططى النعمططة اّلططتي أنعططم بهططا عليهططم فططي معرفتهططم بحط ّ‬‫كثر حمططدهم ّ‬
‫سلم ‪ .‬ثّم ساروا و الراهب بين يديه فططي جملططة أصططحابه حّتططى لقططي أهططل‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫سلم الصلة عليه و دفنططه و‬ ‫الشام و كان الراهب في جملة من استشهد معه فتولى عليه ال ّ‬
‫أكثر من الستغفار له و كان إذا ذكره يقول ‪ :‬ذاك مولى ‪.‬‬

‫ل تعالى ‪ :‬و في هذا الخبر ضروب من المعجز أحدها علم الغيططب و‬ ‫ثّم قال المفيد رحمه ا ّ‬
‫الثاني القوة اّلتي خرق العادة بها و تميز بخصوصّيتها مططن النططام مططع مططا فيططه مططن ثبططوت‬
‫ل الولى و ذلك مصداق قوله تعالى ذلك مثلهم فطي التططوراة و مثلهطم‬ ‫البشارة به في كتب ا ّ‬
‫ل في قصيدته‬ ‫في النجيل و في مثل ذلك يقول السّيد إسماعيل بن محّمد الحميرى رحمه ا ّ‬
‫البائية المذهّبة ‪:‬‬

‫و لقطططططططططططططططططططد سطططططططططططططططططططرى فيمطططططططططططططططططططا يسطططططططططططططططططططير بليلطططططططططططططططططططة‬


‫بعططططططططططططططططططد العشططططططططططططططططططاء بكططططططططططططططططططربل فططططططططططططططططططي مططططططططططططططططططوكب‬

‫حّتططططططططططططططططططططططططى أتططططططططططططططططططططططططى متبّتل فططططططططططططططططططططططططي قططططططططططططططططططططططططائم‬


‫ألقططططططططططططططططططططططططي قواعططططططططططططططططططططططططده بقططططططططططططططططططططططططاع مجططططططططططططططططططططططططدب‬

‫يططططططططططططططططططاتيه ليططططططططططططططططططس بحيططططططططططططططططططث يلقططططططططططططططططططي عططططططططططططططططططامرا‬


‫غيططططططططططططططططر الوحططططططططططططططططوش و غيطططططططططططططططططر أصطططططططططططططططططلع أشطططططططططططططططططيب‬

‫فططططططططططططططططططدنى فصططططططططططططططططططاح بططططططططططططططططططه فأشططططططططططططططططططرف مططططططططططططططططططاثل‬


‫كالنصطططططططططططططططططر فطططططططططططططططططوق شطططططططططططططططططظية مطططططططططططططططططن مرقطططططططططططططططططب‬

‫هطططططططططططططططططططل قطططططططططططططططططططرب قائمطططططططططططططططططططك اّلطططططططططططططططططططذى بطططططططططططططططططططّوئته‬


‫مطططططططططططططططاء يصطططططططططططططططاب فقطططططططططططططططال مطططططططططططططططا مطططططططططططططططن مشطططططططططططططططرب‬

‫ل بغايطططططططططططططططططططططططة فرسطططططططططططططططططططططططخين و مطططططططططططططططططططططططن لنطططططططططططططططططططططططا‬ ‫إّ‬


‫ي سبسططططططططططططططططططب‬ ‫بالمططططططططططططططططططاء بيططططططططططططططططططن نقططططططططططططططططططى و قطططططططططططططططططط ّ‬

‫فثنططططططططططططططططططى العّنططططططططططططططططططة نحططططططططططططططططططو وعططططططططططططططططططث فطططططططططططططططططاجتلى‬


‫ملسطططططططططططططططططططططططاء تلمطططططططططططططططططططططططع كطططططططططططططططططططططططاللجين المطططططططططططططططططططططططذهب‬

‫قططططططططططططططططططططططططال اقلبوهططططططططططططططططططططططططا انكططططططططططططططططططططططططم إن تقلبططططططططططططططططططططططططوا‬


‫تططططططططططططططططططططططرووا و ل تططططططططططططططططططططططروون إن لططططططططططططططططططططططم تقلططططططططططططططططططططططب‬

‫فاعصطططططططططططططططططوا صطططططططططططططططططبوا فطططططططططططططططططي قلعهطططططططططططططططططا فتمّنعطططططططططططططططططت‬


‫منهطططططططططططططططططططم تمّنطططططططططططططططططططع صطططططططططططططططططططعبة لطططططططططططططططططططم تركطططططططططططططططططططب‬

‫حّتططططططططططططططططططططططططى إذا أعيتهططططططططططططططططططططططططم أهططططططططططططططططططططططططوى لهططططططططططططططططططططططططا‬


‫كفّطططططططططططططططططططا مطططططططططططططططططططتى تطططططططططططططططططططرد المغطططططططططططططططططططالب تغلطططططططططططططططططططب‬

‫ف خططططططططططططططططططططططططزّور‬
‫فكأنهططططططططططططططططططططططططا كططططططططططططططططططططططططرة بكطططططططططططططططططططططططط ّ‬
‫عبططططططططططططططل الططططططططططططططذراع دحطططططططططططططططى بهطططططططططططططططا فططططططططططططططي ملعطططططططططططططططب‬

‫فسطططططططططططططططططططططططقاهم مطططططططططططططططططططططططن تحتهطططططططططططططططططططططططا متسلسطططططططططططططططططططططططل‬


‫عططططططططططططططططططذبا يزيططططططططططططططططططد علططططططططططططططططططى اللططططططططططططططططططّذ العططططططططططططططططططرب‬

‫حّتطططططططططططططططططططططططى إذا شطططططططططططططططططططططططربوا جميعطططططططططططططططططططططططا رّدهطططططططططططططططططططططططا‬


‫و مضى فخلت مكانها لم يقرب‬

‫] ‪[ 27‬‬

‫و زاد فيها ابن ميمونة قوله ‪:‬‬

‫و ايططططططططططططططططططططططات راهبهططططططططططططططططططططططا سططططططططططططططططططططططريرة معجططططططططططططططططططططططز‬


‫ي المنجطططططططططططططططططططططططب‬
‫فيهطططططططططططططططططططططططا و آمطططططططططططططططططططططططن بالوصططططططططططططططططططططططط ّ‬
‫و مضطططططططططططططططططي شطططططططططططططططططهيدا صطططططططططططططططططادقا فطططططططططططططططططي نصطططططططططططططططططره‬
‫أكطططططططططططططططططططرم بطططططططططططططططططططه مطططططططططططططططططططن راهطططططططططططططططططططب مطططططططططططططططططططترهب‬

‫ي و مططططططططططططططن يقططططططططططططططل‬
‫أعنططططططططططططططي ابططططططططططططططن فاطمططططططططططططططة الوصطططططططططططططط ّ‬
‫فطططططططططططططططططططططططي فضطططططططططططططططططططططططله و فعطططططططططططططططططططططططاله ل يكطططططططططططططططططططططططذب‬

‫رجل كل طرفيططططططططططططططططططططططه مططططططططططططططططططططططن سططططططططططططططططططططططام و مططططططططططططططططططططططا‬


‫حططططططططططططططططططططططططام لططططططططططططططططططططططططه بططططططططططططططططططططططططأب و ل بططططططططططططططططططططططططأب أب‬

‫مطططططططططططططططططن ل يفطططططططططططططططططّر و ل يطططططططططططططططططرى فطططططططططططططططططي معطططططططططططططططططرك‬


‫ل و صارمه الخضيب المضرب‬ ‫إّ‬

‫ثّم الظاهر من كتاب صفين لنصر أن هذه الرواية اّلتي نقلناها من الشيخ المفيد قّدس س طّره‬
‫ملفّقة من روايتين و كذا الظاهر أن إحداهما ما نظمها الحميرى و الخرى ما نظمها ابططن‬
‫صخرة و لططم يططذكر إن‬ ‫ميمونة ‪ ،‬و ذلك لن نصر بن مزاحم روى أّول رواية الراهب و ال ّ‬
‫سلم بصّفين ‪ .‬ثّم روى رواية اخرى من راهب آخر فططي‬ ‫هذا الراهب استشهد معه عليه ال ّ‬
‫مكان آخر لم يكن فيه ذكر صخرة و ماء أصل بل الراهب أتى بكتططاب فقططرأه عنططده عليططه‬
‫سلم ‪.‬‬‫ال ّ‬

‫و بعض ما ذكرنا من المفيد في ذيل تلك الرواية أتى به نصر فططي ذيططل هططذه الروايططة و ل‬
‫بعد في تعدد تلك الواقعة لنه كانت في نواحي الجزيرة و بلدها الواقعة في مسيره عليططه‬
‫صت بذلك الكتب الجغرافّية القديمططة و‬‫سلم ديورة كثيرة و فيها رهبان كما صّرحت و ن ّ‬ ‫ال ّ‬
‫منها كتاب حدود العالم من المشرق إلى المغرب المؤلف في ‪ 372‬من الهجططرة ) ص ‪91‬‬
‫طبع الطهران ‪ 1352‬ه ( مع أن إحداهما وقعت في ظهر الكوفططة مططن العططراق و الخططرى‬
‫في الرقة من بلد الجزيرة ‪.‬‬

‫و ل بأس بنقل ما في كتاب نصر ) ص ‪ 77‬الطبع الناصرى ( لن كتاب الراهب يليق أن‬
‫يقرأ على ظهر القلب ‪ :‬نصر عبد العزيز بن سباء عن حبيب بن أبي ثابت قال أبططو سططعيد‬
‫ي في مسيره إلى الشام حّتى إذا كنا بظهر‬ ‫التميمى المعروف بعقيصا ‪ : 1‬قال ‪ :‬كنا مع عل ّ‬
‫الكوفة من جانب هذا السواد قال ‪ :‬عطش الناس و احتاجوا إلى‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ممم مم مممم مممم ممم م م م م مم مم م ممم‬
‫مممممم مم مممم مم مم م مممم مم م مم مم ممم‬
‫مممممم م م مممم م ممممم مم م ممممم م م مم ‪:‬‬
‫مممممم ممم مممم ممم م مم مممم م مم م م ممم‬
‫مم مممم ممم مممم مم مم مم مم م مممم م مممم‬
‫مممممم ممممم ممممم ممممم ‪.‬‬

‫] ‪[ 28‬‬

‫سططلم حّتططى أتانططا علططى صططخرة ضططرس مططن الرض كاّنهططا‬ ‫ي عليططه ال ّ‬
‫الماء فانطلق بنا عل ّ‬
‫ربضة عنز ثّم أمرنا فأكفاناها عليه و سار الّناس حّتى إذا مضططينا قليل ‪ ،‬قططال عل طيّ عليططه‬
‫سلم منكم أحد يعلم مكان هذا الماء اّلططذى شططربتم منططه ؟ قططالوا ‪ :‬نعططم يططا أميططر المططؤمنين‬ ‫ال ّ‬
‫فانطلقوا اليه فانطلق منا رجال ركبانا و مشاتا فاقتصصنا الطريق حّتى انتهينا إلى المكان‬
‫اّلذى نرى اّنه فيه قال ‪ :‬فطلبناها فلم نقدر على شيء حّتى إذا عيل علينا انطلقنططا إلططى ديططر‬
‫قريب مّنا فسألناهم أين الماء اّلذى هو عندكم ؟ قالوا ‪ :‬ما قربنا ماء قالوا ‪:‬‬

‫ل لططذلك‬
‫بلى إنا شربنا منه ‪ ،‬قالوا ‪ :‬انتم شربتم منه ؟ قلنا نعم ‪ .‬قططال ‪ :‬مططا بنططى هططذا الططدير إ ّ‬
‫ي‪.‬‬‫ي نب ّ‬
‫ي أو وص ّ‬
‫ل نب ّ‬‫الماء و ما استخرجه إ ّ‬

‫سلم حّتى نزل بأرض الجزيطرة فاسطتقبله بنطو‬ ‫قال نصر ‪ :‬ثّم مضى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫سططلم حّتططى اتططى الرقططة و‬
‫تغلب و النمر بن قاسط بالجزيرة ثّم سار أمير المؤمنين عليططه ال ّ‬
‫جلّ أهلها عثمانية إلى أن قال ‪ :‬قال عمر بن سططعد ‪ :‬حطّدثني مسططلم الملئى عططن حبططة عططن‬
‫سلم قال ‪ :‬لما نزل على الّرقة بمكان يقال له ‪ :‬بليخ على جانب الفرات فنططزل‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬
‫ي ‪ :‬ان عندنا كتابا توراثناه عن آبائنططا كتبططه عيسططى بططن مريططم‬‫راهب من صومعة فقال لعل ّ‬
‫سلم ‪ :‬نعم فما هو ؟ قال الراهب ‪:‬‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫أعرضه عليك ؟ قال عل ّ‬

‫ل الّرحمن الّرحيم اّلذى قضى فيما قضى و سطر فيما سطر أّنه بططاعث فططي الّمييططن‬ ‫بسم ا ّ‬
‫ظ و ل غليططظ و ل‬ ‫لط ل فط ّ‬‫رسططول منهططم يعّلمهططم الكتططاب و الحكمططة و يططدّلهم علططى سططبيل ا ّ‬
‫خاب في السواق و ل يجططزى بالسطّيئة السطّيئة و لكططن يعفططو و يصططفح اّمتططه الحّمططادون‬ ‫صّ‬
‫ل صعود و هبوط تذل ألسنتهم بالتهليل و التكبير و‬ ‫ل نشز و في ك ّ‬ ‫ل في ك ّ‬‫اّلذين يحمدون ا ّ‬
‫ل اختلفت اّمته ثّم اجتمعت فلبثططت بططذلك مططا شططاء‬ ‫ل من ناواه فإذا توفاه ا ّ‬‫ل على ك ّ‬ ‫ينصره ا ّ‬
‫ل ثّم اختلفت فيمّر رجل من اّمتططه بشطاطيء هططذا الفططرات يططأمر بططالمعروف و ينهططى عططن‬ ‫ا ّ‬
‫ق و ل يرتشى فططي الحكططم ‪ .‬الطّدنيا أهططون عليططه مططن الرمططاد فططي يططوم‬ ‫المنكر و يقضى بالح ّ‬
‫لط فططي السطّر و‬‫عصفت الريح و الموت أهون عليه من شرب الماء على الظمططاء يخططاف ا ّ‬
‫ي من أهل هذه البلد‬ ‫ل لومة لئم من أدرك ذلك النب ّ‬ ‫ينصح له في العلنية و ل يخاف في ا ّ‬
‫فآمن به كان ثوابه رضواني و الجّنة و من أدرك ذلك العبد‬

‫] ‪[ 29‬‬
‫الصالح فلينصره فان القتل معه شهادة ‪.‬‬

‫ثم قال الراهب ‪ :‬فانا مصاحبك غير مفارقك حّتى يصيبني ما أصابك ‪ ،‬قططال حّبططة ‪ :‬فبكططي‬
‫ل اّلذى ذكرني فططي‬ ‫ل اّلذى لم يجعلني عنده منسّيا الحمد ّ‬ ‫سلم ثّم قال ‪ :‬الحمد ّ‬‫ي عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬
‫ي و يتعشططي حّتططى‬ ‫كتب البرار ‪ .‬و مضى الراهب معه و كان فيما ذكروا يتغطّدى مططع علط ّ‬
‫سططلم ‪ :‬اطلبططوه فلّمططا‬‫ي عليططه ال ّ‬
‫اصيب يوم صّفين فلّما خرج الّناس يدفنون قتلهم قططال علط ّ‬
‫وجدوه صّلي عليه و دفنه و قال ‪ :‬هذا مّنا أهل البيت و استغفر له مرارا ‪.‬‬

‫» ععععع عع عععع عععع «‬

‫جين موضططع علططى الفططرات مططن الجططانب الغربططى‬ ‫صّفين بكسر الصططاد و تشططديد الفططاء كسط ّ‬
‫بطرف الشام كما في مجمع البحرين للطريحططي و فططي كتططاب حططدود العططالم السططابق ذكططره‬
‫قال ‪ :‬الرقة و الرائقة بلدتان عظيمتان مخضّرتان متصلتان على شاطي الفططرات و وقعططت‬
‫حرب صّفين في حدودهما من الجطانب الخططر مطن الفططرات ‪ .‬و هطي اسطم غيططر منصططرف‬
‫للتأنيث و التعريف و ل تقبل حرف التعريف اعنى كلمة أل و الشططواهد فططي ذلططك مططا قططال‬
‫عمرو بن الحمق الخزاعي ‪:‬‬

‫يقططططططططططططططططططططططول عرسططططططططططططططططططططططي لمططططططططططططططططططططططا أن رأت أرقططططططططططططططططططططططى‬


‫مطططططططططططططططططاذا يهيجطططططططططططططططططك مطططططططططططططططططن أصطططططططططططططططططحاب صطططططططططططططططططفينا‬

‫ألسططططططططططططططت فططططططططططططططي عصططططططططططططططبة يهططططططططططططططدى ال لططططططططططططططه بهططططططططططططططم‬


‫أهل الكتاب و ل بغيا يريدونا‬

‫و ما قال النعمان بن عجلن النصارى ‪:‬‬

‫سططططططططططططططططططائل بصططططططططططططططططططّفين عّنططططططططططططططططططا عنططططططططططططططططططد وقعتنططططططططططططططططططا‬


‫و كيف كان غداة المحك نبتدر‬

‫و ما قال آخر كما مر آنفا ‪:‬‬

‫و باّلططططططططططططططططططذي دان يططططططططططططططططططوم النهططططططططططططططططططر دنططططططططططططططططططت بططططططططططططططططططه‬


‫و شاركت كفه كّفى بصّفينا‬

‫ل يقال ‪ :‬تأنيثها غير لزم لجواز أن تعّبططر بالمكططان و الموضططع و نظائرهمططا لنططا نقططول ‪:‬‬
‫إّنهم لما وجدوها غير منصرف و فحصوا عن العلتين المانعتين عن الصرف و لم يجططدوا‬
‫غير العلمّية سببا آخر عّبروها بالرض و البقعة و نظائرها حّتى يتطّم السطببان كمطا فعلطوا‬
‫بعمر و زفر ‪ .‬و اختلفوا في نونها أ هي أصلية أم زائدة فمال الجوهري في‬
‫] ‪[ 30‬‬

‫الصحاح و الفيروزآبادي في القاموس و الكثر إلى الّول حيث ذكروهططا فططي بططاب النططون‬
‫من كتبهم اللغوّية و الدبّية فعلى هذا وزنها فّعيل كضّليل مططن صططفن الفططرس صططفونا مططن‬
‫باب ضرب إذا قام على ثلث قوائم و طرف حافر الرابعة أو من صططفن القططوم إذا صططفوا‬
‫ف قدميه و الخططرون إلططى‬ ‫لقدامهم ل يخرج بعضها من بعض و من صفن الّرجل إذا ص ّ‬
‫ف كالغسلين من الغسل حيث ذكروها في باب الفاء ‪ .‬فعلططي‬ ‫أنها زائدة فهي فعلين من الص ّ‬
‫الول صيغت للمبالغة كنظائرها من سّكيت و خّريت و ظّليططم و ضطّليل ‪ ،‬لكططثرة الخيططل و‬
‫الّرجال في تلك الواقعة الدالة بالكناية على كثرة الفارس و الراجل ‪ ،‬و على الثططاني أيضططا‬
‫يمكن أن يقال إن الياء و النون زيد تافيها مبالغططة لكططثرة الصططفوف فططي تلططك الوقعططة علططى‬
‫ل على كثرة المعاني فعلى التقديرين التسمّية بها تكون بعد وقططوع‬ ‫ضابطة كثرة المباني تد ّ‬
‫ن قبططل هططذه الّتسططمية بمططا ذا‬
‫تلك الوقعة العظيمة فيها و كم لها من نظير و إّنما الكلم في ا ّ‬
‫كانت سّميت هل كان لها اسم فترك أو لم تسّم باسم خاصّ رأسططا ؟ فحصططنا و لططم نجطد فططي‬
‫ذلك شيئا و كلما وجدنا في تسميتها بصّفين إّنما كان متأخرا عن تلك الواقعة ‪ ،‬على اّنه ل‬
‫ل تعالى ‪.‬‬
‫يهّمنا و العلم عند ا ّ‬

‫و إّنما اطلنا الكلم في شرح هذه الخطبة لشتمال تلك الوقعة على مطالب أنيقة مفيدة مططن‬
‫ن كثيرا من كتبه عليه‬ ‫اخلقية و اجتماعّية و حكمّية و كلمّية ينتفع الكل بذى الموائد و ل ّ‬
‫سلم و رسائله التية ككثير من خطبه الماضية تتعلق بصّفين و بذلك سهل الخطططب لنططا‬ ‫ال ّ‬
‫ل المعين الوّهاب ‪ ،‬مع أنا فيما قدمنا أتينا بكططثير مططن خطبططه و‬
‫في تفسير ما يأتي إن شاء ا ّ‬
‫ل عليه في النهج و كم من خطبة و كتاب و‬ ‫كلماته لم يأت بها الشريف الرضي رضوان ا ّ‬
‫سلم جمعنا مع السطانيد و المصطادر و كطذا وجطدنا مصطادر كطثير‬ ‫كلمة حكمة منه عليه ال ّ‬
‫مّما في النهج و السند ) ) ها ( ( فيها يكون ببالى ان الحقها في آخططر شططرحنا علططى النهططج‬
‫بعنوان مستدرك النهج و مصادرها إن أخذ التوفيق بيدى و ساعدني الدهر بعون رّبي ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫سلم در شأن حكمين ابو موسى‬


‫از جمله خطبه بلغت نظام آن قدوه انام عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 31‬‬

‫اشعرى و عمرو عاص و در مذمت اهل شام است ‪.‬‬

‫) شاميان از پيروان معاوية بن ابططى سططفيان بودنططد و بقتططال بططا أميططر مؤمنططان علططى عليططه‬
‫سلم برخاستند و در صفين م طّدتى مديططد كططارزارى شططديد كردنططد و از دو سططپاه بسططيار‬ ‫ال ّ‬
‫ل عليه و آله كه عمططار ياسططر از‬ ‫كشته شدند و بيست و پنج تن از صحابه پيغمبر صّلى ا ّ‬
‫آنجمله بود و در ركاب ظفر انتساب أمير المؤمنين در إعلى كلمه حق و نصططرت ديططن‬
‫جهاد مىكردند بدرجه رفيعه شهادت رسيدند ‪ ،‬و رسول اكرم باتفاق شيعه و سّنى بعّمار‬
‫فرمودند ‪ :‬إّنما تقتلك الفئة الباغية يعنططى اى عمططار تططو را گططروه سططتمكار ميكشططند كططه در‬
‫جنگ صفين لشكر معاويه وى را بكشتند ‪ .‬سططرانجام لشططكر معططاويه شكسططت خوردنططد و‬
‫ل و انكسار در خطود مشطاهده كردنطد بحيلطت و خطدعت عمطرو عطاص عّيطار‬ ‫چون آثار ذ ّ‬
‫ل بيننا و بينكم ‪ ،‬اهل عططراق كططه‬ ‫قرآنها بر سر نيزهها برافراشتند و فرياد زدند ‪ :‬كتاب ا ّ‬
‫سططلم بودنططد جططز تنططى چنططد آن پيشططنهاد را پذيرفتنططد و هططر چططه اميططر‬
‫لشكر علططى عليططه ال ّ‬
‫المؤمنين ايشان را نصيحت كرد كه اين خدعت است و فريب نخوريد فايده نكرد عاقبت‬
‫در حباله حيلت عمرو درافتادند ‪ ،‬و اتفاق كردند كه هططر يططك از فريقيططن حكمططى انتخططاب‬
‫كنند و بحكم آن دو تسليم شوند ‪ ،‬أهل شام عمرو عاص را برگزيدنططد و أهططل عططراق ابططو‬
‫موسى را أمير المططؤمنين از ايططن رأى روى درهططم كشططيد و موافططق رأى بلنططدش نيامططد و‬
‫ل بن عّبططاس ‪ ،‬ولططى سططربازان گططول از‬ ‫گفت ‪ :‬فادفعوا في صدر عمرو بن العاص بعبد ا ّ‬
‫رأى أمير سر باز زدند تا ديدند آنچه كه ديدند ( اهل شططام سططتمكارانى نططاكس و بنططدگانى‬
‫پستاند ‪ ،‬گرد آمده از هر سوى و برچيده از هر آميختهاند ‪ ،‬گروهى كه بايد آنان را دين‬
‫ى گمططارد و دستشططان را‬ ‫و ادب و دانش آموخت و بكارهاى ستوده واداشت و بر آنان ولط ّ‬
‫گرفت تا خودسرى و خودكامى كططارى نكننططد ) يعنططى كودكططان و سططفيهانند كجططا آنططان را‬
‫رسد كه زمام امور اّمت در دست گيرند و در كار دين و مّلططت پططاى پيططش نهنططد ( نططه از‬
‫لط عليططه‬
‫مهاجرند و نه از انصار و نه از آن انصارى كه پيش از هجرت پيغمبر صّلى ا ّ‬
‫و آله در مدينه بودند و اسلم آوردند ‪.‬‬

‫آگاه باشيد كه اين قوم يعنى اهل شام حكم براى خودشان عمرو عاص را‬

‫] ‪[ 32‬‬

‫برگزيدند كه نزديكترين مردم است بدانچه كططه دوسططت دارنططد ‪ ،‬و شططما اى مططردم عططراق‬
‫حكم براى خودتان ابو موسى را اختيار كرديططد كططه نزديكتريططن مططردم اسططت بططدآنچه كططه‬
‫ناخوش داريد ) اهل شام دوست داشططتند كططه بططر مططردم عططراق مسططتولى گردنططد و عمططرو‬
‫عاص در وصول به اين غرض از همه بهتر و نزديكتر براى آنان بططود و مططردم عططراق‬
‫از همان كه شاميان ميخواستند كراهت داشتند و ابو موسى نزديكترين افراد بططود بططآنچه‬
‫كه اينان ناخوش مىداشتند يعنى ابو موسى به پيروزى اهل شام و شكسططت اهططل عططراق‬
‫از همه مايلتر و نزديكتر بود يا از بلهت غريططزى او كططه بططالخره در دام مكططر و حيلططه‬
‫سلم داشت در كمين‬ ‫عمرو عاص افتاد و يا از عداوتى كه با امير المؤمنين على عليه ال ّ‬
‫انتقام بود چنانكه در تفسير خطبه شرح دادهايم ( سپس حضرت در مقام احتجاج برآمده‬
‫و فرمود ‪:‬‬
‫ل بن قيططس اسططت ( ديططروز ) يعنططى‬
‫ل قيس ) ابو موسى اشعرى عبد ا ّ‬ ‫ياد داريد كه عبد ا ّ‬
‫در جنگ جمل ( ميگفت ‪ :‬اين فتنهايست ‪ ،‬پططس زههططاى كمططان را ببريططد و شمشططيرها را‬
‫در غلف كنيد ) كنايه از اينكه از جنگ حذر كنيد و دست بداريد ‪،‬‬

‫در اين باره از پيغمبر روايتى نقل كرده كه در شرح تذكر دادهايططم ( اگططر راسططت گفططت‬
‫پس اينكه بدون اكراه آمد و در فتنه افتاد و بلشططكر عططراق پيوسططت بخطططا رفططت ‪ ،‬و اگططر‬
‫دروغ گفت ‪ ،‬فاسق است ) در هر حال چنين كسططى را در امططر ديططن و مّلططت حكططم قططرار‬
‫دادن و به او اعتماد كردن قبيح است ( پس دفع كنيد ) بزنيد و دور سازيد ( سينه عمرو‬
‫ل بن عباس را حكم قرار دهيططد كططه او ميتوانططد بططا‬
‫ل عباس ) يعنى عبد ا ّ‬‫عاص را بعبد ا ّ‬
‫عمرو بن عاص برابططرى كنططد و بططا او برآيطد و از اغططراض شططومش جلططوگيرى كنططد ( و‬
‫فرصت را از دست مدهيد و مرزهاى كشورهاى اسلمى را حفظ كنيد آيا نمىبينيططد كططه‬
‫دشمنان به شهرهاى شما روى آوردند و سنگ شما را هططدف گرفتهانططد ) يعنططى در شططما‬
‫طمع كردهاند كه آهنگ جنگ و قصد اضمحلل استقلل شما دارند ( ‪.‬‬

‫] ‪[ 33‬‬

‫ع ع ع ععع ع ع ع ععع ع ععع ععع ع ع ع ععععع ع‬


‫ععع عععع ع عععععع عع ع ععععع عع ع ععع‬
‫عع عععع ع ععع‬
‫عع ععع‬‫عععع عع عععع عع‬

‫هم عيش العلم و موت الجهل ‪ .‬يخبركم حلمهم عن علمهم و صمتهم عن حكم ) أو حكم (‬
‫ق و ل يختلفون فيه ‪ .‬هططم دعططائم السططلم ‪ .‬و ولئج العتصططام ‪.‬‬
‫منطقهم ‪ .‬ل يخالفون الح ّ‬
‫ق في نصابه ‪ ،‬و انزاح الباطل عن مقامه ‪ ،‬و انقطع لسانه عن منبته ‪.‬‬ ‫بهم عاد الح ّ‬

‫ن رواة العلططم كططثير ‪ ،‬و‬


‫عقلوا الّدين عقططل وعططاء و رعايططة ‪ ،‬ل عقططل سططماع و روايططة ‪ .‬فططإ ّ‬
‫رعاته قليل ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫) دعائم ( جمع الدعامة بكسر الدال و هي عماد البيت يقططال دعططم الشططيء دعمططا مططن بططاب‬
‫ل تعالى ‪:‬‬
‫منع إذا اسنده عند ميله او لئل يميل و ) العتصام ( التمسك ‪ .‬قال ا ّ‬

‫سكوا به ‪ ) .‬ولئج ( جمع وليجة و هى بطانة الرجل و‬ ‫ل جميعًا اى تم ّ‬


‫و اعتصموا بحبل ا ّ‬
‫صته و صاحب سّره اّلذى يّتخذه معتمدا عليه من غير أهله يكاشفه باسراره ثقة بموّدته‬ ‫خا ّ‬
‫لط و ل‬ ‫و يقال بالفارسية ‪ :‬دوسططت همططراز ‪ ،‬و منططه قططوله تعططالى و لططم يتخططذوا مططن دون ا ّ‬
‫رسوله و ل المؤمنين وليجة « ) نصاب ( الشيء ‪ :‬أصططله و حطّده و مرجعططه و مسططتقره ‪.‬‬
‫) انزاح ( مطن الطزوح اى زال و ذهطب ‪ ) .‬وعطاء ( بكسطر أّولطه و قطد يضطم نطاقص يطائ ّ‬
‫ي‬
‫بمعنى الظرف يوعي فيه الشيء سّمي بذلك لّنه يجمططع مطا فيططه مطن المتطاع يقططال ‪ :‬وعططي‬
‫الشيء يعيه وعيا إذا حواه و جمعه و وعي الحططديث إذا حفظططه و تططدّبره ‪ .‬و قططد يبططدل واو‬
‫وعاء بالهمزة فيقال إعاء ‪.‬‬

‫ثّم إن عبارة المتن في عّدة من نسخ النهج من المطبوعات المصرّية و اليرانّية‬

‫] ‪[ 34‬‬

‫و شروحها المتداولة هكذا ‪ :‬عقلوا الدين عقل وعاية و رعاية ل عقل سماع و رواية ‪.‬‬

‫و لكن الصواب ما ضبطناه في المتن اعنططى كططون كلمططة » وعططاء « مكططان » وعايططة « و‬
‫وعاية تحريططف و تصططحيف مططن النسططاخ و لمططا رأوا كلمططة رعايططة بعططدها غّيططر و الوعططاء‬
‫ن الكلم يزيد به حسنا و أن الصل كان كما ظّنوا و كم من نظير لّمططا‬ ‫بالوعاية ظّنا منهم ا ّ‬
‫ساخ و تحريفهم و هم يحسبون اّنهم يحسنون صططنعا ‪ ،‬و مططا علمططوا أن‬ ‫ذكرنا من خطاء الن ّ‬
‫سلم مشابهة قوله » وعططاء و رعايططة « بقططوله »‬ ‫من المحسنات البديعّية في كلمه عليه ال ّ‬
‫سماع و رواية « فإن الجمع بين وعاء و سماع مّما يسمى في علم البديع جناس مضططارع‬
‫لتقارب الهمزة و العين في المخرج نحو قوله تعالى » و هم ينهون عنه و ينأون عنه « و‬
‫ل عليه و آله الخيل معقود بنواصيها الخير ‪ .‬و الجمع بيططن رعايططة و روايططة‬ ‫كقوله صّلى ا ّ‬
‫يسمى طباقا ‪ .‬على أن اللغة ل تساعد ما في النسخ و كم فحصنا في كثير من كتططب الدب‬
‫و المعاجم المتداولة فما وجدنا من وعي أن يأتي وعاية مصدرا أو غير مصدر ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫الضميران في مقامه و منبته يرجعان إلى الباطل و يمكن أن يرجعططا إلططى الحططق و سططيعلم‬
‫ل تعالى ‪.‬‬
‫الوجه فيها عند الشرح إن شاء ا ّ‬

‫ل عليه مططا‬
‫سلم ‪ :‬فإن رواة العلم كثير فصيحة تنبيء عن محذوف يد ّ‬ ‫الفاء في قوله عليه ال ّ‬
‫ن الجملة جواب عن سؤال مقّدر و التقدير ‪ :‬إّنما وصفهم بأّنهم عقلوا الدين هكذا‬ ‫قبلها و كأ ّ‬
‫ن رواة العلم كثير و رعاته قليل ‪.‬‬‫سلم ‪ :‬ل ّ‬
‫‪ ،‬فاجيب بقوله عليه ال ّ‬

‫و جططاء فططي بعططض النسططخ ‪ :‬كلمططة الططواو مكططان الفططاء ‪ ،‬أى و إن رواة العلططم كططثير و لكططن‬
‫الصواب ما اخترناه ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫سلم قريبا من هذه الخطبة في ذيل الخطبة الخامسة و الربعيططن و المططأة و‬ ‫قد ذكر عليه ال ّ‬
‫سلم ‪ :‬و اعلموا أنكم لن تعرفوا الرشد حّتططى تعرفططوا اّلططذي تركططه ‪ ،‬و لططن‬
‫هو قوله عليه ال ّ‬
‫تأخذوا بميثاق الكتاب حّتى تعرفوا اّلذي نقضه ‪ ،‬و لن تمسكوا به حّتى تعرفطوا اّلطذي نبطذه‬
‫فالتمسوا ذلك من عند أهله فانهم عيش العلم و موت الجهل هم اّلذين يخبركم حكمهططم عططن‬
‫علمهم و صمتهم عن منطقهم و ظاهرهم‬

‫] ‪[ 35‬‬

‫عن باطنهم ل يخالفون الّدين و ل يختلفون فيه فهو بينهم شاهد صادق و صامت ناطق ‪.‬‬

‫عع‬
‫» ععع ععععع عع ععععع عع ععععع عع عععع عع‬
‫عع عععع ع ععع «‬
‫ععع‬

‫ل عليططه و آلططه فططي عطّدة مواضططع مططن‬


‫سلم ذكر اوصاف آل محمد صّلى ا ّ‬
‫اعلم انه عليه ال ّ‬
‫النهج ‪:‬‬

‫) ‪ ( 1‬في آخر الخطبة الثانية ‪ :‬هم موضع سّره و لجاء أمره و عيبة علمه و موئل حكمه‬
‫و كهوف كتبه و جبال دينه بهم أقام انحناء ظهره و أذهب ارتعاد فرائصه ‪.‬‬

‫ل عليه و آلططه مططن هططذه‬


‫) ‪ ( 2‬منها في ذيل تلك الخطبة أيضا ‪ :‬ل يقاس بآل محّمد صّلى ا ّ‬
‫الّمة أحد و ل يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا هم أساس الّدين و عماد اليقين اليهططم‬
‫يفيء الغالي و بهم يلحق التالي و لهم خصائص حططق الوليططة و فيهططم الوص طّية و الوراثططة‬
‫ق إلى أهله و نقل إلى منتقله ‪.‬‬
‫الن إذ رجع الح ّ‬

‫) ‪ ( 3‬الخطبة الّرابعة ‪ :‬بنا اهتديتم في الظلماء و تسنمتم العلياء و بنا انفجرتم عن السرار‬
‫وقر سمع لم يفقه الواعية إلى أن قال في آخرها ‪ :‬ما شككت في الحق مطذاريته لطم يطوجس‬
‫لل اليطوم تواقفنطا علطى سطبيل‬
‫ضط ّ‬
‫موسى خيفة على نفسه اشفق من غلبة الجّهطال و دول ال ّ‬
‫ق و الباطل من وثق بماء لم يظمأ ‪.‬‬‫الح ّ‬

‫) ‪ ( 4‬في ذيل الخطبة الخامسة و التسعين ‪ :‬و إّني لعلى بّينة من رّبي و منهاج من نبّيي و‬
‫إّني لعلى الطريق الواضح القطه لقطا ‪ ،‬انظروا أهل بيت نبّيكم فططالزموا سططمتهم و اتبعططوا‬
‫اثرهم فلن يخرجوكم من هطدى و لطن يعيططدوكم فططي ردى فطان لبططدوا فالبططدوا و ان نهضطوا‬
‫فانهضوا و ل تسبقوهم فتضّلوا و ل تتأخروا عنهططم فتهلكططوا ‪ .‬لقططد رأيططت أصططحاب محّمططد‬
‫ل عليه و آله فما أرى أحدا منكم يشبههم لقد كانوا يصبحون شططعثا غططبرا قططد بططاتوا‬
‫صّلى ا ّ‬
‫جدا و قياما يراوحون بين جباهم و خدودهم و يقفون على مثل الجمر من ذكططر معططادهم‬ ‫سّ‬
‫لط هملططت أعينهططم حّتططى تبط ّ‬
‫ل‬ ‫كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سططجودهم إذا ذكططر ا ّ‬
‫جيوبهم و مادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفا من العقاب و رجاء للثواب ‪.‬‬

‫ل عليه و آله كمثل‬


‫) ‪ ( 5‬في ذيل الخطبة الثامنة و التسعين ‪ :‬أل إن مثل آل محّمد صّلى ا ّ‬
‫] ‪[ 36‬‬

‫لط فيكطم الصطنائع و أراكطم مطا كنتطم‬


‫نجوم السطماء إذا خطوى نجطم طلطع نجطم فكطأنكم مطن ا ّ‬
‫تأملون ‪.‬‬

‫) ‪ ( 6‬في الخطبة الثانية و الربعين و المأة ‪ :‬أين اّلذين زعموا أنهم الراسخون فططي العلططم‬
‫ل و وضعهم و أعطانططا و حرمهططم و أدخلنططا و أخرجهططم‬ ‫دوننا كذبا و بغيا علينا أن رفعنا ا ّ‬
‫ن الئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم‬ ‫بنا يستعطي الهدى و يستجلي العمى إ ّ‬
‫ل تصلح على سواهم و ل تصلح الولة من غيرهم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 7‬في ذيل الخطبة الخمسين و المأة ‪ :‬قد طلع طالع و لمع لمططع و لح لئح و اعتططدل‬
‫ل بقول قوما و بيوم يوما و انتظرنا الغير انتظار المجدب المطططر و إّنمططا‬ ‫مائل و استبدل ا ّ‬
‫ل من عرفهم و عرفططوه و‬ ‫ل على خلقه و عرفاءه على عباده ل يدخل الجّنة إ ّ‬ ‫الئمة قّوام ا ّ‬
‫صكم بالسططلم و استخلصططكم لططه و‬ ‫ل تعالى خ ّ‬ ‫نا ّ‬
‫ل من أنكرهم و أنكروه إ ّ‬ ‫ل يدخل الّنار إ ّ‬
‫ل تعالى منهجه و بّيططن حججططه مططن ظططاهر‬ ‫ذلك لّنه اسم سلمة و جماع كرامة اصطفى ا ّ‬
‫علم و باطن حكم ل تفني غرائبه و ل تنقضي عجائبه فيه مرابيع النعم و مصططابيح الظلططم‬
‫ل بمصابيحه قد أحمى حمططاه و ارعططى‬ ‫ل بمفاتحه و ل تكشف الظلمات إ ّ‬ ‫ل تفتح الخيرات إ ّ‬
‫مرعاه فيه شفاء المشتفى و كفاية المكتفى ‪.‬‬

‫) ‪ ( 8‬في ذيل الخطبة ‪ : 152‬نحن الشعار و الصحاب و الخزنططة و البططواب و ل تططؤتي‬


‫ل من أبوابها فمن أتاها من غير أبوابها سّمي سارقا ‪.‬‬
‫البيوت إ ّ‬

‫) ‪ ( 9‬في ذيل هذه الخطبططة أيضططا فططي فصططل عليحططدة ‪ :‬فيهططم كططرائم القططرآن و هططم كنططوز‬
‫الّرحمان ان نطقوا صدقوا و إن صمتوا لم يسبقوا إلى آخرها ‪.‬‬

‫ل عليطه و آلطه‬
‫ل سبحانه إلى محّمد صّلى ا ّ‬
‫) ‪ ( 10‬في الخطبة ‪ : 92‬حّتى أفضت كرامة ا ّ‬
‫فأخرجه من أفضل المعادن منبتا و أعز الرومات مغرسا من الشطجرة الّتطي صطدع منهطا‬
‫انبياءه و انتجب منها امناءه ‪ ،‬عططترته خيططر العططتر و اسططرته خيططر السططر و شططجرته خيططر‬
‫الشجر نبتت في حرم و بسقت في كرم لها فروع طوال و ثمرة ل تنال إلى آخر الخطبة ‪.‬‬

‫ل بمعرفة الحجة في‬


‫) ‪ ( 11‬في الخطبة ‪ : 187‬ل يقع اسم الهجرة على أحد إ ّ‬

‫] ‪[ 37‬‬

‫الرض فمن عرفها و أقّر بها فهو مهاجر ‪ ،‬و ل يقططع اسططم الستضططعاف علططى مططن بلغتططه‬
‫ل عبططد‬‫ن أمرنا صعب مستصططعب ل يحتملططه إ ّ‬ ‫الحجة فسمعتها اذنه و وعاها قلبه لليمان إ ّ‬
‫ل صدور أمينة و أحلم رزينة أّيها الّناس‬ ‫ل قلبه لليمان و ل يعي حديثنا إ ّ‬‫مؤمن امتحن ا ّ‬
‫سططماء أعلططم مّنططي بطططرق الرض قبططل أن تشططغر‬
‫سلوني قبططل أن تفقططدوني فلنططا بطططرق ال ّ‬
‫برجلها فتنة تطأ في خطامها و تذهب بأحلم قومها ‪.‬‬

‫ق رّبه‬
‫) ‪ ( 12‬في ذيل الخطبة ‪ : 188‬فاّنه من مات منكم على فراشه و هو على معرفة ح ّ‬
‫ل ‪ .‬إلى آخرها ‪.‬‬
‫ق رسوله و أهل بيته مات شهيدا و وقع أجره على ا ّ‬
‫وح ّ‬

‫لط بحجططة إمططا ظططاهرا‬‫) ‪ ( 13‬في الحكمططة ‪ : 147‬الّلهطّم بلططى ل تخلططوا الرض مططن قطائم ّ‬
‫لط‬
‫ل و بيناته و كططم ذا و أيططن اولئك اولئك و ا ّ‬
‫مشهورا أو خائفا مغمورا لئل تبطل حجج ا ّ‬
‫ل بهم حججه و بيناته حّتى يودعوها نظراءهططم و‬ ‫القلون عددا و العظمون قدرا يحفظ ا ّ‬
‫يزرعوها في قلوب أشباههم هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة و باشططروا روح اليقيططن و‬
‫استلنوا ما استوعره المططترفون و أنسططوا بمططا اسططتوحش منططه الجططاهلون و صططحبوا الططدنيا‬
‫ل في أرضه و الططدعاة إلططى دينططه آه آه‬
‫بابدان أرواحها معلقة بالمحل العلى اولئك خلفاء ا ّ‬
‫شوقا إلى رؤيتهم ‪.‬‬

‫) ‪ ( 14‬في ذيل الخطبة ‪ 145‬و قد ذكرناه أّول ‪.‬‬

‫) ‪ ( 15‬الخطبة ‪ 237‬اعني هذه الخطبة اّلتي نحن في صدد شرحها ‪.‬‬

‫ل عليه و آله بأوصططاف ينبغططي‬ ‫سلم في هذه الخطب آل محّمد صّلى ا ّ‬ ‫فنقول ‪ :‬ذكر عليه ال ّ‬
‫للقارى العالم البصير الطالب للحق أن ينظر فيها نظر دقططة و تأمططل و فكططرة حّتططى يططزداده‬
‫ق و يهديه فرقانا ‪ .‬و المقام يناسب البحث و التحقيق في‬ ‫بصيرة و إيمانا و يهديه سبيل الح ّ‬
‫المامة و اختيار القول الصدق و المذهب الحق ‪.‬‬

‫» عععع ع ععععع ع ع عععععع ع ععععع ع ع ع‬


‫ععععععع «‬

‫و اعلم ان هذه المسألة من أعظم المسائل الخلفّية بين المسلمين بل ل يبعططد أن يقططال ‪ :‬إن‬
‫جميع الختلفات الدينّية متفرع عليها و قال محّمد الشهرستاني الشعرى‬

‫] ‪[ 38‬‬

‫المتوفى ‪ 548‬ه في أوائل الملل و النحل ‪ :‬أّول شبهة وقعت في الخليقة شطبهة ابليطس لعنطه‬
‫ل و مصدرها استبدادها بالرأى في مقابلة النص و اختياره الهوى في معارضة المر و‬ ‫ا ّ‬
‫سططلم و هططي الطيططن إلططى‬ ‫استكباره بالمادة اّلتي خلق منها و هي الّنار على مادة آدم عليه ال ّ‬
‫سططلم‬ ‫لط عليططه و آلططه ( عليططه ال ّ‬‫ل صّلى ا ّ‬‫أن قال ‪ :‬فأّول تنازع في مرضه ) يعني رسول ا ّ‬
‫لط بططن عّبططاس قططال ‪ :‬لمّططا اشططتّد‬
‫فيما رواه محّمد بن إسماعيل البخارى بإسططناده عططن عبططد ا ّ‬
‫ل عليه و آله مرضه اّلذى مات فيه قال ‪ :‬ائتوني بداوة و قرطاس اكتب لكم‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫بالّنب ّ‬
‫كتابا ل تضّلوا بعدى فقال ‪:‬‬

‫سلم ‪:‬‬
‫ل و كثر اللغط فقال الّنبي عليه ال ّ‬
‫ل قد غلبه الوجع حسبنا كتاب ا ّ‬
‫عمر إن رسول ا ّ‬

‫ل الرزيططة مططا حططال بيننططا و‬


‫قوموا عني ل ينبغي عندي التنازع قال ابن عّباس ‪ :‬الرزية ك ط ّ‬
‫ل إلى أن قال الشهرستاني ‪ :‬و أعظم خلف بين الّمططة خلف المامططة‬ ‫بين كتاب رسول ا ّ‬
‫ل زمان ‪.‬‬‫ل سيف في السلم على قاعدة دينّية مثل ما سلّ على المامة في ك ّ‬ ‫إذ ما س ّ‬

‫ل يخفطى أن المسطلمين بطل سطاير المطم أيضطا متفقطون فطي افتقطار الّنطاس إلطى إمطام للعلطم‬
‫الضرورى ‪ ،‬من أن حال الّناس عند وجود الرؤسطاء المططاعين و انبسطاط أيطديهم و نفطوذ‬
‫ل و العقد و القبض و البسط و الحسان و السائة و‬ ‫أوامرهم و نواهيهم و تمكنهم من الح ّ‬
‫غيرها مما ينتظم به امططور معاشططهم و مصططالح معططادهم ل يجططوزان يكططون كحططالهم إذا لططم‬
‫يكونوا في الصلح و الفساد و هذا مما جّبل عليه الّناس و استقر في عقططولهم و قلططوبهم و‬
‫ل قططوم يلتجئون إلططى‬ ‫ل يصل اليه يد انكار و ل يكابر فيه أحد و لذا ترى ان العقلء من ك ط ّ‬
‫نصب الرؤساء دفعا للمفاسططد الناشططئة علططى فططرض عططدمهم و إّنمططا الكلم فططي الرؤسططاء و‬
‫ل عليه العقل الناصع سواء كان في ذلك سمع أو لططم يكططن فالمسططألة يحتططاج‬ ‫صفاتهم مما يد ّ‬
‫إلى تجريد للعقل و تصفية للفكر و تدقيق للنظر و مجانبة المراء و تقليد الباء فان التقليططد‬
‫الططداء العّيططاء و الحططذر عططن التعصططب و الخيلء و النقطططاع عططن الوسططاوس و الهططواجس‬
‫ق الوضوح ‪ .‬و نعم ما قال الشاعر‬ ‫ق التأّمل في المسألة حّتى يتضح الحق ح ّ‬ ‫العامّية ‪ ،‬و ح ّ‬
‫‪:‬‬

‫و تعلطططططططططططططططططططططططم قطططططططططططططططططططططططد خسطططططططططططططططططططططططرنا أو ربحنطططططططططططططططططططططططا‬


‫إذا فكرت في أصل الحساب‬

‫] ‪[ 39‬‬

‫فنقول ‪ :‬ان العقل حاكم بحسن البعثة لشتمالها على فوايد كثيرة و سنذكر طائفة منهطا مطن‬
‫ل تعالى لشتمالها على اللطف و اللطف واجب ‪ .‬و‬ ‫ل ‪ ،‬و بوجوبها علي ا ّ‬‫ذي قبل انشاء ا ّ‬
‫لط تعططالى و مبعوثططا مططن عنططده بالبّينططات و‬
‫بأن الّنبي يجب أن يكون منصوصا عليططه مططن ا ّ‬
‫ل ما ينفر الطبع عنه ‪ ،‬و أفضل‬ ‫معصوما من العصيان و السهو و النسيان و منزها عن ك ّ‬
‫ن القلوب اليه و‬ ‫من سائر الّناس في جميع الصفات الكمالّية من النفسانّية و البدنّية حّتى تح ّ‬
‫يتّم الحجة على الّناس ‪.‬‬

‫ل عليه و آله و شريعته نسططخت سططائر‬‫ثّم نعلم أن الّنبوة ختمت بخاتم الّنبّيين محّمد صّلى ا ّ‬
‫ق و حلله حلل إلى يوم القيامة و حرامه حرام إلى يوم القيامططة و‬ ‫الشرايع و دينه هو الح ّ‬
‫القرآن هو المعجزة الباقية إلى قيام الساعة ل يططأتيه الباطططل مططن بيططن يططديه و ل مططن خلفططه‬
‫ن على أن‬ ‫تنزيل من حكيم حميد بمعانيه و حقائقه و الفاظه » و لئن اجتمعت النس و الج ّ‬
‫ياتوا بمثل هذا القرآن ل يأتون بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيرًا « و إذا جّرنا العقططل‬
‫ن المستقر‬ ‫إلى هنا فنقول اول لبد للدين من حافظ في كل عصر و ثانيا على ما علم قبل أ ّ‬
‫في العقول إذا كان للّنططاس امططام مرشططد مطططاع فططي كططل عصططر يخططافون سطططوته ينتصططف‬
‫للمظلوم من الظالم و يردع الظالم عن ظلمه و يحفظ الدين و يمنع الناس عططن التهططاوش و‬
‫التحارب و ما تتسارع إليه الطبططاع مططن المططراء و النططزاع و يحرضططهم علططى التناصططف و‬
‫التعادل و القواعد العقلية و الوظائف الدينّية و يدرء المفاسد الموجبة لختلل النظططام فططي‬
‫امورهم عنهم و يحفظ المصالح و يلّم شعث الجتماع و يدعوهم إلى وحدة الكلمة و يقططوم‬
‫بحماية الحوزة و رعاية البيضة و انتظطام امططور المعططاش و المعطاد و يكطون لهطم فططي كطل‬
‫عططدهم علططى المعاصططي و يحملهططم‬ ‫واقعة دينّية و دنيوّية حصن حصين و حافظ أمين و يتو ّ‬
‫لط‬
‫على الطاعات و يعدهم عليها و يصدع بالحق إذا تشاجر الناس فططي حكططم مططن أحكططام ا ّ‬
‫لكانوا إلى الصلح اقرب و من الفساد ابعد حتى قيل ‪ :‬إن ما يزع السلطان أكثر مما يططزع‬
‫القرآن و ما يلتئم بالسططنان ل ينتظططم بالبرهططان و بالجملططة فططي وجططوده اسططتجلب منططافع ل‬
‫تحصى و استدفاع مضار ل تخفى ‪.‬‬

‫ل تعالى مريد للطاعططة و كططاره للمعصططية و أ ّ‬


‫ن‬ ‫نا ّ‬
‫ل على أ ّ‬
‫و بعد ذلك فنقول ‪ :‬ان العقل يد ّ‬
‫ل ليس بظلم للعبيد و علمنا مع وجود ذلك الرئيس المام المطاع‬ ‫ا ّ‬

‫] ‪[ 40‬‬

‫انه كان الّناس إلى فعل الطاعة أقرب و من فعل المعصية أبعد و لنسّم ما يقرب العبد إلططى‬
‫ل أم ل‬ ‫الطاعة و يبّعده عن المعصية من غير الجاء باللطف و هل هو واجب عقل على ا ّ‬
‫؟ إن قلنا ل يجب عليه تعالى مع ان ايقاع الطاعة و ارتفاع المعصية يتوقفان على اللطف‬
‫كما علمت و مع انه تعالى يريططد الولططى و يكططره الثانيططة و يعلططم أن المكلططف ل يطيعططه إ ّ‬
‫ل‬
‫بالّلطف فكان ناقضا لغرضه و نقض الغططرض قبيططح عقل و العقلء يططذمون مططن اراد مططن‬
‫ل مع اعلمه أو ارسال إليه و امثططال‬ ‫غيره فعل و هو يعلم أن ذلك الغير ل يفعل مطلوبه إ ّ‬
‫ذلك ‪ ،‬مّما يتوقف حصول المطلوب عليه و ل يعمل ما يعلم بتوقف المطلططوب عليططه ‪ ،‬فل‬
‫ل القول بوجوبه عليه تعالى عقل و لذلك ان العقل يحكم بأن البعثة لطف فواجبة‬ ‫محيص إ ّ‬
‫ل تعالى من خير و صلح في نظام العالم و انتظططام‬ ‫ل ما يعلمه ا ّ‬‫ل تعالى على ان ك ّ‬‫على ا ّ‬
‫امور بني آدم يجب منه تعالى صدوره لن علمه بوجوه الخير و النظام سبب لليجططاب و‬
‫ل زمان ‪.‬‬ ‫ل سبحانه في ك ّ‬ ‫اليجاد فيجب نصب المام من ا ّ‬

‫ن النبّوة رئاسة عاّمة الهّية في امور الّدين و الّدنيا و كذلك لمن يقوم مقططامه نيابططة‬
‫فلو قلنا ا ّ‬
‫ل على وجطوب الّنبطوة و نصطب‬ ‫عنه بعده رئاسة عامة الهّية فيهما لما قلنا شططا فكل ما د ّ‬
‫ل في تلقي الوحى اللهططي و‬ ‫ل فهو دال كذلك على القائم مقامه بعده إ ّ‬ ‫النبي و تعيينه على ا ّ‬
‫ي بالمام و ان كان النبي اماما أيضا بذلك المعنططى الططذي اشططير إليططه و‬ ‫لنسّم القائم مقام النب ّ‬
‫سيأتي البحث فططي تحقيططق معنططى المامططة و الّنبطّوة فططي تفسططير قططوله تعططالى » و إذا ابتلططى‬
‫ل تعالى ‪.‬‬
‫ن قال اّني جاعلك للّناس امامًا « الية ‪ .‬إنشاء ا ّ‬ ‫إبراهيم رّبه بكلمات فأتمه ّ‬

‫سر له الستبصططار فططي هططذا‬ ‫و إن شئنا ثنينا عنان البيان على التفصيل و التبيين فإن من تي ّ‬
‫المر الخطير فقد فاز فوزا عظيما و ال فقد خسر خسرانا مبينا فنقول ‪ :‬إن العقططل لمططا دل‬
‫على أن وجود المام لطف للّناس في ارتفاع القبيح و فعل الواجب و حفظ الططدين و حمططل‬
‫الرعّية على ما فيه مصالحهم و ردعهم عمططا فيططه مفاسططدهم فهططل يجطّوزه العقططل أن يكططون‬
‫عالما ببعض الحكام دون بعض ‪ ،‬و ان يكون في الّناس من هو أعلم و أفضل‬

‫] ‪[ 41‬‬

‫لط بالطاعططة المطلقططة لمططن يجططوز عليططه الخطططاء و‬ ‫منه في الصفات الكمالّية و هططل يططأمر ا ّ‬
‫يصدر عنه الذنوب ‪ ،‬و يسهو و ينسى ‪ ،‬و يرتكب ما ينفر الطبع عنه ‪ ،‬و من يكون نقططص‬
‫في خلقته و عيوب في بدنه ينزجر و ينفر النفس عن مصططاحبته و مجالسططته و مكططالمته و‬
‫من يكون غير منصوص عليه منه تعططالى أو مططن نططبّيه ؟ فهططذه امططور فططي المقططام يليططق ان‬
‫يبحث عنها من حيث اقتضاء العقل و حكمه فان العقل هو المتبع في أمثال تلك المور ‪.‬‬

‫فنقول ‪ :‬بعد ما اسططتقرت الشططريعة و ثبتططت العبططادة بالحكططام و أن المططام إمططام فططي جميططع‬
‫المور و هو الحاكم الحاسم لمواّد النزاع و متطولي الحكطم فطي سطائر الطّدين و القطائم مقطام‬
‫يو‬ ‫ي و فرعه و خليفته و حجة في الشرع فل بّد من أن يكون موصططوفا بصططفات الّنططب ّ‬ ‫الّنب ّ‬
‫ح كونه خليفطة لطه و يحسطم‬ ‫شبيها له في الصفات الكمالية و عالما بجميع الحكام حّتى يص ّ‬
‫ل فيقبح عند العقلء خلفة من ليططس‬ ‫به النزاع في حكم من الحكام و في سائر المور و إ ّ‬
‫بصفات المستخلف لن غرضه ل يتّم به و ذلك كما أن ملكا من الملططوك إن اسططتوزر مططن‬
‫ليس بعارف بأمر السياسة اّلتي بها تنتظم امور مملكته و جيوشه و رعاياه و غيرها ذّمططه‬
‫العقلء بل عّدوه من السفهاء بططل كمططا أن أحططدنا لططو يفططوض صططنعة إلططى رجططل ل يعرفهططا‬
‫ن المقام اهّم بمراتب منهما كمططا ل‬ ‫استحق اللوم و الزارء من العقلء فكذا في المقام مع ا ّ‬
‫يخفى على البصير العاقل و هذا مّما مجرد العقل كاف في ايجابه ‪.‬‬

‫و أيضا ان أحد ما احتيج فيه إلى المام كونه مبينا للشططرع و كاشططفا عططن ملتبططس الططدين و‬
‫لط‬
‫غامضه فلبد من أن يكون في ضروب العلم كامل غير مفتقر إلى غيططره فططولة أمططر ا ّ‬
‫لط و لطذا صطّرح الشطيخ‬ ‫خزنة علمه و عيبة وحيه و إل يتطّرق التغيير و التبديل في دين ا ّ‬
‫ن المططام مسططتقل بالسياسططة و أّنططه‬‫الرئيس في آخر الشفاء في الفصل في الخليفة و المام أ ّ‬
‫أصيل العقل حاصل عنده الخلق الشريفة من الشططجاعة و العّفططة و حسططن التططدبير و أّنططه‬
‫عارف بالشريعة حّتى ل أعرف منه ‪.‬‬
‫ن المامة رئاسة عاّمة فلو لم يكن المام متصفا بجميع الكمططالت و الفضططائل و أكمططل‬
‫ثّم إ ّ‬
‫ل واحد من أهل زمانه و كان في الرعّية من هو أفضل‬ ‫و أفضل من ك ّ‬

‫] ‪[ 42‬‬

‫ن العقلء ل‬ ‫منه للزم تقديم المفضول على الفضل و هل يرتضى العقل بططذلك ؟ أ رأيططت أ ّ‬
‫ن على من مارسه و‬ ‫جح المفضول على الفاضل ؟ و هل تقّدم أنت مبتدأ في ف ّ‬ ‫يّذمون من ر ّ‬
‫لط الحكيطم يقطّدم المفضطول المحتطاج إلطى‬ ‫حر فيه ؟ و هل يجطّوز عقلطك و يرضطي بطان ا ّ‬ ‫تب ّ‬
‫التكميل على الفاضل المكّمططل ؟ جطّرد نفسططك عططن العصططبّية و المططراء و تقليططد المهططات و‬
‫ق أن‬ ‫ق أح ط ّ‬‫الباء فانظر بنور البصيرة و الحجى في كلمه تعالى » أ فمن يهدى إلططى الح ط ّ‬
‫ل أن يهدي فما لكم كيف تحكمون « و لما كططان المطلططوب مططن إرسططال‬ ‫يتبع أّمن ل يهّدى إ ّ‬
‫الرسل و انزال الكتب و نصب الحجج تعليططم الّنططاس الحكمططة و تزكيتهططم مططن الرجططاس و‬
‫ى مصلحة يقتضيها التكليف في تقططديم المفضططول علططى الفضططل‬ ‫اقبالهم إلى عالم القدس فأ ّ‬
‫لط‬‫ل ما فيططه مفسططدة ؟ أرأيططت هططل قطّدم رسططول ا ّ‬ ‫أليس هذا العمل نفسه بقبيح و هل القبيح إ ّ‬
‫ل عليه و آله و غيره من النبيططاء و الكمليططن و اولططى النهططى و الملططوك و المططراء‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫ط و لو فعل واحد ذلك أما يلومه العقلء ؟ هل تجد خططبرا‬ ‫مفضول على فاضل في واقعة ق ّ‬
‫سطلم‬ ‫ي عليطه ال ّ‬‫ل عليه و آله قطّدم علطى أميطر المطؤمنين علط ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫و رواية أن رسول ا ّ‬
‫ل عليه عثمان بن مظعون مثل و نعلم أن رسول ا ّ‬
‫ل‬ ‫غيره ‪ ،‬و هل قّدم على سلمان سلم ا ّ‬
‫ل عليه و آله لّما نعيت إليه نفسه أمر اسامة علططى أبططي بكططر و عمططر و حططث علططى‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫ل من المدينة و لعن المتخلف عن جيش اسامة فكان اسامة فططي أمططر الحططرب و‬ ‫خروج الك ّ‬
‫ل لما قّدمه عليهما و لو كان بالفرض علطط ّ‬
‫ي‬ ‫سياسة الجند و تدبير العسكر أفضل منهما و إ ّ‬
‫سلم ؟‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫ل عليه و آله اسامة على عل ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫سلم معهم هل يقّدم رسول ا ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫سلم و اسامة أن يرضى بذلك بل يعططده قبيحططا ج طّدا‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫ما أرى مسلما بصيرا في عل ّ‬
‫سلم كان بين الصحابة‬ ‫ن أمير المؤمنين علّيا عليه ال ّ‬ ‫فاّنه ل يشك ذو بصيرة و دراية في أ ّ‬
‫كالمعقول بين المحسوس و نسططبته اليهطم كنسططبة النطور إلطى الظلمطات و نسططبة الحيطاة إلططى‬
‫الممات فتشهد الفطرة السليمة على قبح تقديم المفضول على الفاضل ‪.‬‬

‫ل تعالى و مذنبا سواء كانت الذنوب صططغيرة أو كططبيرة‬ ‫ثّم لو كان المام عاصيا عن أمر ا ّ‬
‫فنقول أّول اّنه لما كانت العلة المحوجة إلى المام هي رّد الظالم عن ظلمططه و النتصططاف‬
‫للمظلوم منه و حمل الرعّية على ما فيططه مصططالحهم و ردعهططم عمططا فيططه مفاسططدهم و نظططم‬
‫الشمل و جمع الكلمة فلو كان مخطئا مذنبا لحتاج إلى آخر يردعه عن ظلمه‬

‫] ‪[ 43‬‬

‫ل لزم عدم‬
‫فان الذنب ظلم و ننقل الكلم إلى ذلك الخر فان كان معصوما من الذنوب و إ ّ‬
‫تناهي الئمة ‪.‬‬
‫ل تعالى لعن الظالم و نهى عن الظلم و حّذر عن الركون إلى الظلمة بقوله »‬ ‫نا ّ‬‫و أيضا إ ّ‬
‫و ل تركنوا إلى اّلذين ظلموا فتمسكم الّنار « و كذا أمر بالطاعة المطلقة للمططام فلططو كططان‬
‫المام مذنبا لكان ظالما فيلزم التناقض في قوله تعالى عن ذلك ‪.‬‬

‫لط و لططو ارتكططب‬


‫ن المام لما كان قدوة في الّدين و الّدنيا مفططترض الطاعططة مططن ا ّ‬
‫و أيضا إ ّ‬
‫لط و إن‬
‫المعصية تتضاد التكليططف علططى المططة فطان اتبعتططه المططة فططي المعصططية فعصططوا ا ّ‬
‫خالفوه فيها فعاصية أيضا ‪.‬‬

‫و أيضا لو صدرت المعصططية عنطه هطل يجططب النكطار عليططه أم ل ؟ فعلطى الّول يلطزم أن‬
‫يكون مأمورا و منهيا عنه مع اّنه إمام آمروناه فيلزم إذا سقوط محله من القلوب فل تنقاده‬
‫النفوس في أمره و نهيه فتنفي الفائدة المطلوبة من نصبه ‪ ،‬و على الثاني يلزم القول بعططدم‬
‫وجوب المر بالمعروف و النهى عن المنكر مع اّنهما واجبان عقل و سمعا و أجمع الك ّ‬
‫ل‬
‫ل ممططن ل يكططون‬ ‫بوجوبهما و معلوم بالضرورة أن فعل القبيح و ترك الواجب ل يصدر إ ّ‬
‫معصوما فان العصمة هي القّوة القدسية النورّية العلميططة اللئحططة مططن صططبح أزل العنايططة‬
‫الموجبة للعتدال الخلقطي و الخلقطي و المزاجططي المتعلقططة بمثططالب العصططيان فطي الططدارين‬
‫الحاصلة بشّدة التصال و كمال الرتباط بمبدء العالم و عالم الرواح فمططن بلططغ إلططى تلططك‬
‫الغاية و رزق تلك القّوة ل يحوم حول العصيان و ل يتطرق إلى حريططم وجططوده السططهو و‬
‫النسيان فان تلك القّوة رادعة إياه عن العصيان و ذلك العلم الحضورى و النكشاف التططام‬
‫يمنعه عن السهو و النسيان فلو لم يكن المام ذا عصططمة ليصططدر منططه القبيططح قططول و فعل‬
‫فاذن لبد أن يكون معصوما ‪.‬‬

‫ل المتكلم النحرير هشام بن الحكم على عصمة المام فلنططذكره لعظططم فطائدته‬
‫و نعم ما استد ّ‬
‫في المقام ‪.‬‬

‫عععع عععع عع ععععع عع عععع عععععع‬

‫ي بن بابويه المشتهر بالصدوق في باب الربعة‬


‫روى الشيخ الجليل محّمد بن عل ّ‬

‫] ‪[ 44‬‬

‫من كتابه المسمى بالخصال عن محّمد بن أبي عمير قططال ‪ :‬مططا سططمعت و ل اسططتفدت مططن‬
‫هشام ابن الحكم في صحبتي له شيئا أحسن من هذا الكلم في عصطمة المطام فطاني سطألته‬
‫يوما عن المام أهو معصوم ؟ فقال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فقلت ‪ :‬فمطا صططفة العصططمة فيطه و بططأي شطيء‬
‫يعططرف ؟ فقططال ‪ :‬إن جميططع الططذنوب أربعططة أوجططه ل خططامس لهططا ‪ :‬الحططرص و الحسططد و‬
‫الغضب و الشهوة فهذه منفية عنططه ‪ .‬ل يجططوز أن يكططون حريصططا علططى هططذه الطّدنيا و هططي‬
‫تحت خاتمه لّنه خازن المسلمين فعلى ماذا يحرص ؟‬
‫و ل يجوز أن يكون حسودا لن النسان إّنمططا يحسططد مططن فططوقه و ليططس فططوقه أحططد فكيططف‬
‫يحسد من هو دونه ؟‬

‫لط‬
‫ل فططان ا ّ‬
‫ل ط ع طّز و ج ط ّ‬
‫ل أن يكون غضبه ّ‬ ‫و ل يجوز أن يغضب لشيء من امور الّدنيا إ ّ‬
‫ل لومة لئم و ل رأفة في دينططه‬ ‫ل قد فرض عليه إقامة الحدود و أن ل تأخذه في ا ّ‬ ‫عّز و ج ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫ل عّز و ج ّ‬
‫حّتى يقيم حدود ا ّ‬

‫ل حّبب اليه الخرة كما حّبب الينا الّدنيا و هو ينظر‬ ‫ب امور الّدنيا لن ا ّ‬‫و ل يجوز أن يح ّ‬
‫إلى الخرة كما ننظر إلى الّدنيا فهل رأيت أحططدا تططرك وجهطا حسططنا لططوجه قبيططح و طعامططا‬
‫طّيبا لطعام مّر و ثوبا لّينا لثوب حسن و نعمة دائمة باقية لدنيا زائلة فانية ؟ انتهطى كلمطه‬
‫ل دّره ‪.‬‬
‫رفع مقامه و ّ‬

‫لط عليططه و آلططه أيضططا بططل‬


‫ي صطّلى ا ّ‬
‫أقول ‪ :‬و ل يخفى أن هذا الدليل جار في عصططمة النططب ّ‬
‫بطريق أولى ‪.‬‬

‫ن الشيخ الرئيس كاّنما أخذ من هذا ما قال في النمط التاسع من الشارات في مقامططات‬ ‫ثّم إ ّ‬
‫جطل الصطغير مطن تواضطعه كمطا‬ ‫ش بسطام يب ّ‬
‫ش بط ّ‬
‫العارفين حيث قال في آخره ‪ :‬العارف ه ّ‬
‫ش و هططو فرحططان‬ ‫جل الكبير و ينبسط من الخامل مثل ما ينبسط من الّنبيه و كيططف ل يهط ّ‬ ‫يب ّ‬
‫ق و كيططف ل يسططتوى و الجميططع عنططده سواسططية أهططل‬ ‫ل شيء فاّنه يرى فيه الح ّ‬
‫ق و بك ّ‬
‫بالح ّ‬
‫الرحمة قد شغلوا بالباطل إلى أن قال ‪ :‬العارف شجاع و كيف ل و هطو بمعططزل عططن تقّيططة‬
‫الموت ‪ ،‬و جواد و كيف ل و هو بمعزل عن محبة الباطل ‪ ،‬و صفاح و كيططف ل و نفسططه‬
‫ق إلططى‬ ‫ساء للحقططاد و كيططف ل و ذكططره مشططغول بططالح ّ‬‫أكبر من أن تخرجها زّلة بشر ‪ ،‬و ن ّ‬
‫آخر ما قال ‪.‬‬

‫] ‪[ 45‬‬

‫ن المام حجة في الشرع و بقاء الدين و الشريعة موقوف على وجططوده وجططب‬ ‫ثّم إذا ثبت أ ّ‬
‫ل فططاذا حكططم فططي‬
‫عقل أن ينفى عنه ما يقدح في ذلك و ينفر عنه منها السهو و النسيان و إ ّ‬
‫ل ل تطمئن به القلوب لمكان السهو و النسططيان فيططه فططاذا كططان حافظططا‬ ‫واقعة و بّين حكم ا ّ‬
‫للشرع و لم يكن معصوما منهما لما آمن في الشرع مططن الزيططادة و النقصططان و التغييططر و‬
‫التبديل ‪ .‬و لم يحصل الوثوق بقوله و فعله و ذلك ينافي الغرض من التكليف ‪ ،‬و كذلك إذا‬
‫لم يكن منزهططا مططن سططائر مططا تنفططر الطبططاع عنهططا ل تميططل النفططوس اليهططا و ل تشططتاق إلططى‬
‫ل على خلقه بل الفطططرة السططليمة و‬ ‫حضرته لنيل السعادات و درك الحقائق فل يتم حجة ا ّ‬
‫الروّية المستقيمة و النفوس الكريمة تأبى عن طاعة من ارتكب مططا تنفططر عنططه مططن أنططواع‬
‫المعاصي و الفواحش الكبائر و الصغائر و لو في سالف عمره و تاب بعد ذلك ‪.‬‬
‫و أيضا ل خلف بين المسلمين ان المام هو المقتدا به في جميع الشريعة و إّنمططا الخلف‬
‫في كيفيته فاذا كان هو المقتدا به في جميع الشريعة و واجب علينا القتداء به فلو لططم يكططن‬
‫مأمونا منه فعل القبيح لم نأمن فططي جميططع افعططاله و ل أقططل فططي بعضططها مّمططا يأمرنططا بططه و‬
‫يدعونا اليه في الحدود و الططديات و القصططاص و سططاير أحكططام العبططادات و المعططاملت أن‬
‫يكون قبيحا و من هو مأمون منه فعل القبيح هو المعصوم ل غير فيجب أن يكططون المططام‬
‫معصوما ‪.‬‬

‫لط‬
‫ل أو من رسول ا ّ‬ ‫ثّم إذا علم معني العصمة فلبد من أن يكون المام منصوبا من عند ا ّ‬
‫ل عليه و آله أو من إمام قبله لن العصططمة أمططر خفططى بططاطنى تمييططزه خططارج عططن‬‫صّلى ا ّ‬
‫لط تعطالى علططى أّنططه ل خلف و ل‬ ‫لا ّ‬
‫طوق البشر و ل اطلع لحدهم عليها و ل يعلمها إ ّ‬
‫ن المامة دافعة للضرر و أّنها واجبة و إّنما النزاع في تفططويض ذلططك‬ ‫نزاع بين المة في أ ّ‬
‫إلى الخلق لما في ذلك من الختلف الواقع في تعيين الئمة فيؤّدى إلى الضرر المطلوب‬
‫زواله و لذا قال الشيخ الرئيس في آخطر الهيطات الشطفاء فطي الفصطل الخطامس مطن المقالطة‬
‫العاشططرة فططي الخليفططة و المططام ‪ :‬و السططتخلف بططالنص أصططوب فططان ذلططك ل يططؤّدى إلططى‬
‫التشعب و التشاغب و الختلف ‪.‬‬

‫] ‪[ 46‬‬

‫عععع عععع ععع عع ععع ععععععع عععع‬

‫و لمططا كططانت هططذه المسططألة مططن أهططم المسططائل و اكتفططى بعططض النططاس فيهططا بالقناعيططات و‬
‫الخطابيات بل بالوهميات اّلططتي ل اعتططداد بهططا فططي نصططب المططام و اطفططأوا نططور العقططل و‬
‫عطلوه عن الحكم و القضاء و مالوا عن الجادة الوسطى و جانبوا الدّلة القطعيططة العلميططة‬
‫و الصول اليقينّية البرهانية الهمت أن أسلك طريقة اخرى عقلية في تقريرها و تحريرها‬
‫ل التوفيطق و بيططده أزمططة التحقيطق ‪ :‬العقططول‬ ‫سر لليسططرى فنقططول و بطا ّ‬
‫عسى أن يذّكر من تي ّ‬
‫ن أحوال العالم كّلها إنما قطامت علطى العدالطة و بطأن النبيطاء بعثططوا ليقططوم الّنططاس‬‫حاكمة بأ ّ‬
‫بالقسط و بالعدل قامت السماوات و الرض و به ينتظم جميططع امططور الّنططاس و بططه يصططير‬
‫ل ذي حطق حّقططه و بطه تحصططل الكمططالت‬ ‫المدينة مدينة فاضلة و بالعدالة المطلقة يعطى كط ّ‬
‫العلمّية و العملّية المستلزمة لنيل السعادة البدية و القرب إلى عالم القدس و اليصال إلى‬
‫المعبود الحق و هو سبب الفوز و النجاة في الّدنيا و الخططرة و لططو ل العططدل لختططل نظططام‬
‫العالم و نظم اجتماع بني آدم و تعطل الحدود و الحقوق و استولى الهرج و المرج و فسططد‬
‫أمططر المعططاش و المعططاد و لططزم غيرهططا مططن المفاسططد اّلططتي ل تع طّد و ل تحصططى ‪ ،‬فالنططاس‬
‫ل زمان إلى امام خّير مطاع حافظ للدين عن التغيير و التبديل و الزيادة و‬ ‫يحتاجون في ك ّ‬
‫النقصان و يكون هادى المة إلططى مططا فيططه الفلح و النجططاح و رادعهططم عططن العططدول عططن‬
‫الصراط المستقيم و النحططراف عططن النهططج القططويم و عططن الميططل إلططى الهططواء المرديططة و‬
‫الراء المغوية و سائقهم إلى طريق السططتقامة اّلططتي ل ميططل فيهططا إلططى جططانبي الفططراط و‬
‫ق حّقططه و‬
‫ل ذي ح ّ‬ ‫التفريط فان اليمين و الشمال مضّلة و الوسطى هي الجاّدة ‪ ،‬و معطي ك ّ‬
‫ل شيء هو وضع ذلك الشيء في موضعه أي‬ ‫مقيم الحدود و مؤدى الحقوق و العدل في ك ّ‬
‫ق حّقططه يحتططاج‬
‫ل ذي حط ّ‬‫ق حّقه بحسب استعداده و استحقاقه و إعطططاء كط ّ‬
‫ل ذي ح ّ‬ ‫إعطاء ك ّ‬
‫إلى العلم بحقائقهم و قدر استحقاقهم و استعدادهم و الطلع على الكّليططات و الجزئيططات و‬
‫لط تعططالى و لخلفططائه‬
‫ل ّ‬
‫إحاطتها على ما هي عليه و هى غير متناهية فهي غيططر معلومططة إ ّ‬
‫الذين اصطفاهم ‪ ،‬فالمام‬

‫] ‪[ 47‬‬

‫اّلذي بيده أزّمططة العططدل و الحكططم و الكتططاب يجططب أن يكططون خليفتططه فططي الرض و خليفتططه‬
‫منصوب من عنده و معصوم من العيوب مطلقا ‪.‬‬

‫و كذا مستكن في القلوب و متقرر في الحكمة المتعالية أن النفس بالطبع منجذبة إلى محبة‬
‫مشاهدة النور الكمل و العلم التّم و كلما كان الكمال أعلى و النططور اسططنى و العلططم اتطّم و‬
‫النفس أطهر كانت النفوس إليه أطوع و ميلها إليه أشّد و أكثر ‪ ،‬و لما كانت العصمة هططي‬
‫العدالة المطلقة الرادعة عن النحراف و الظلم و كان الغرض القصى مططن الخلفططة هططو‬
‫تكميل النفوس بانقيادهططا للمططام فيجططب أن يكططون المططام معصططوما حّتططى يتحقططق الغططرض‬
‫المطلوب منه و غير المعصوم ناقص بالضرورة عن كمططال العتططدال فططي القططوى الثلث‬
‫ل عططن‬ ‫أي الحكمة و الشجاعة و العفة المستلزمة للعدالة المطلقة فاذا كان ناقصا عنه يضطط ّ‬
‫لط المسططتقيم و لططو فططي حكططم جططزئي و النططاقص المشططتمل علططى النحططراف عططن‬
‫صططراط ا ّ‬
‫ق و قائما بهدايتهم و بالجملة إن‬ ‫الصراط المستقيم ل يليق أن يكون واسطة الخلق إلى الح ّ‬
‫المامة منصب إلهى يتوقف على كمال عقله النظرى و العملي و السلمة عن العيططوب و‬
‫ي عن بّينة و إلى ما حققنططاه و‬ ‫العصمة عن الذنوب ليهلك من هلك عن بّينة و يحيى من ح ّ‬
‫حّررناه اشار طائفة من المتألهين من الحكماء في أسفارهم بأن الرض ل يخلو من حجطة‬
‫إلهّية قط ‪.‬‬

‫قال الشيخ الرئيس في آخر الفصل الخامس مططن المقالططة العاشططرة مططن إلهيططات الشططفاء فططي‬
‫الخليفة و المام و وجوب طاعتهما بعططد البحططث عططن الفضططائل ‪ :‬و رؤوس هططذه الفضططائل‬
‫عفة و حكمة و شجاعة و مجموعها العدالة و هططي خارجططة عططن الفضططيلة النظريططة و مططن‬
‫اجتمعت له معها الحكمة النظرّية فقد سعد و من فطاز مطع ذلططك بططالخواص النبوّيططة كطاد أن‬
‫لط تعططالى و هططو سططلطان العططالم الرضططي و‬ ‫يصير رّبا إنسانيا و كاد أن يحل عبادته بعد ا ّ‬
‫ل فيه ‪.‬‬
‫خليفة ا ّ‬

‫ل على خلقه لما كان بشرا واسطة بين‬ ‫بيان ‪ :‬إّنما عبر المام بقوله رّبا إنسانيا لن حجة ا ّ‬
‫ل و عباده لبد من أن يكون مؤيدا من عند الحكيم العليم بالحكمة العملية و النظرّية غير‬ ‫ا ّ‬
‫مشارك للناس على مشاركته لهم في الخلق بكرامات إلهّية و امور‬
‫] ‪[ 48‬‬

‫قدسّية و صفات ملكوتية فعّبر الشيخ عن الجهتين أعني الجهة البشرّية و الجهططة اللوهّيططة‬
‫بقوله ‪ :‬رّبا إنسانيا ‪.‬‬

‫قال الشططيخ شططهاب الططدين السططهروردى ‪ :‬ل يخلططو العططالم مططن الخليفططة اّلططذي سططماه أربططاب‬
‫المكاشفة و أرباب المشاهدة القطب ‪ ،‬فله الرياسة و إن كان في غاية الخمططول و إن كططانت‬
‫السياسة بيده كان الزمان نورانيا و إذا خلي الزمان عن تدبير مّدبر إلهى كططانت الظلمططات‬
‫غالبة ‪.‬‬

‫و قال في شرح النصوص ‪ :‬ل يزال العططالم محفوظطا مططا دام فيطه هططذا النسططان الكامطل ان‬
‫ل يحفظ صورة خلقه في العالم فططاّنه طلسططم‬ ‫الخليفة ظاهر بصورة مستخلفه في خزائنه و ا ّ‬
‫الحفظ من حيث مظهرّيته لسمائه واسطة تدبيره بظهور تأثيرات أسمائه فيها ‪.‬‬

‫سلم لكميل بن زياد ‪ :‬الّلهم بلططى ل تخلططو الرض‬ ‫و سيأتي من كلم أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل و بّينططاته و كططم‬
‫ل تبطل حجج ا ّ‬ ‫جة إّما ظاهرا مشهورا أو خائفا مغمورا لئ ّ‬ ‫ل بح ّ‬‫من قائم ّ‬
‫لط بهططم حججططه و‬ ‫ل القلون عططددا و العظمططون قططدرا يحفططظ ا ّ‬ ‫ذا و أين اولئك ‪ .‬اولئك و ا ّ‬
‫بّيناته حّتى يودعوها نظرائهم و يزرعوها في قلوب أشباههم هجم بهططم العلططم علططى حقيقططة‬
‫البصيرة و باشروا روح اليقين و استلنوا ما استوعره المترفون و أنسططوا بمططا اسططتوحش‬
‫لط فططي‬
‫ل العلى اولئك خلفططاء ا ّ‬ ‫منه الجاهلون و صحبوا الّدنيا بأبدان أرواحها معّلقة بالمح ّ‬
‫أرضه و الّدعاة إلى دينه ‪.‬‬

‫» ع عع ع عععع ععع عع ع ععع عععع ع ععععععع ع‬


‫عع «‬
‫عع ععععع عععععع‬

‫تنبيه ‪ :‬قد علم مما قدمنا في الحجج اللهية أن العقل ل يجوز تأثير السحر فيهم و غاية مططا‬
‫يستفاد من الخبار المذكورة في جوامع الفريقين أن بعض الناس كلبيد ابن أعصم اليهططود‬
‫ل عليه و آله و أّما أن سحره أثر فيه أثططرا فممنططوع فططان‬‫ل صّلى ا ّ‬
‫مثل إّنما سحر رسول ا ّ‬
‫ل يعرض عنه ‪ .‬و ما ورد من تططأثير‬ ‫الصل المتبع في تلك المور هو العقل فما وافقه و إ ّ‬
‫ل عليه و آلططه مططرض مططن سططحر لبيططد بططن‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫السحر فيهم كما في نقل ‪ :‬أن رسول ا ّ‬
‫أعصم ‪،‬‬

‫ل عليه و آله يرى أّنططه يجططامع و ليططس يجططامع و كططان يريططد‬ ‫ي صّلى ا ّ‬
‫و في آخر ‪ :‬كان الّنب ّ‬
‫الباب و ل يبصره حّتي يلمسه بيده ‪ ،‬مططن زيططادات النقلططة و الططروات فططان دأب الّنططاس فططي‬
‫أمثال‬

‫] ‪[ 49‬‬
‫هذه الواقعة على زيادة ما يستغرب و يتعجب منه ‪.‬‬

‫لط عليططه و آلططه ( ل‬


‫سططحر فيططه صطّلى ا ّ‬
‫قال الطبرسي في المجمع ‪ :‬و هطذا ) يعنطي تطأثير ال ّ‬
‫ل سبحانه ذلك فططي قططوله‬ ‫يجوز لن من وصف بأّنه مسحور فكأنه قد خبل عقله و قد أبى ا ّ‬
‫ل مسحورًا ‪ُ .‬انظر كيف ضربوا لك المثططال فضطّلوا‬ ‫ل رج ً‬ ‫» و قال الظالمون إن تّتبعون إ ّ‬
‫« و لكن يمكن أن يكون اليهودى أو بناته على ما روى اجتهدوا في ذلك فلم يقدروا عليططه‬
‫ل عليه و آله على مططا فعلططوه مططن التمويططة حّتططى اسططتخرج ) يعنططى‬‫ل نبّيه صّلى ا ّ‬
‫و اطلع ا ّ‬
‫استخراج سحر لبيد مططن بئر ذروان ( و كططان ذلططك دللططة علططى صططدقه و كيططف يجططوز أن‬
‫يكون المرض من فعلهم و لو قدروا على ذلك لقتلوه و قتلوا كثيرا من المططؤمنين مططع شطّدة‬
‫عداوتهم لهم ‪.‬‬

‫و من تدّبر و تأمل فيما حّررنا من وجود المام و أوصافه عقل درى اّنه يجططب أن يكططون‬
‫ل ما يحتاج اليه النططاس فططي تكميطل نفوسطهم و‬
‫عالما بالسياسة و بجميع أحكام الشريعة و ك ّ‬
‫ل واحطد مطن رعّيطة عصطره و أن وجطوده لططف فيجطب أن‬ ‫نظام امورهم ‪ ،‬و أفضل من ك ّ‬
‫ل تعالى و معصوما عططن الططذنوب و منزهططا عططن‬ ‫يكون منصوبا عليه و منصوبا من عند ا ّ‬
‫ل فمطن لطم‬
‫ل ما يتنفر عنه الطبع السليم ‪ .‬فمن أخذت الفطانة بيده سطعد و إ ّ‬
‫العيوب و عن ك ّ‬
‫ل له نورا فما له من نور ‪.‬‬
‫يجعل ا ّ‬

‫» عععععع عععععع ع عععع ععععع عع عععع عع ع‬


‫ععععع «‬

‫و اعلم اّنما حداني على التيان بتلك الخبار و البحث عنها ما رأيت فيها مططن احتجاجططات‬
‫أنيقة مشتملة على براهين كلية عقلية في اثبات المطلوب ‪ ،‬ل من حيث اّنهططا أخبططار أردنططا‬
‫سداد لططو تططدّبرنا‬
‫ايرادها في المقام و التمسك بها تعبدا ‪ ،‬كما أن اليتين وافيتان للرشاد و ال ّ‬
‫فيهما بالعقل و الجتهاد و المرجّو أن ينظر فيها القارى الكريم الطالب للرشاد حق النظر‬
‫ق واحطد قطال‬ ‫و يتدّبر فيها حق التدبر لعله يوفق بالوصول إلى الدين الحق فطان الطدين الحط ّ‬
‫ل الضلل و ل تّتبعوا السبل فتفرق بكم عن سططبيله «‬ ‫قإ ّ‬
‫عّز من قائل ‪ » :‬و ما ذا بعد الح ّ‬
‫‪ .‬ثّم ليعلم أن اليات و الخبار في الدللة على ذلططك أكططثر منهططا و لكّنططا اكتفينططا بهططا رومططا‬
‫للختصار ‪.‬‬

‫ل ) البقرة الية ‪ » : ( 119‬و إذ ابتلى إبراهيم‬


‫أّما اليتان فاوليهما قوله عّز و ج ّ‬

‫] ‪[ 50‬‬

‫ن قال إّني جاعلك للّنططاس إمامطًا قطال و مططن ذّريطتي قطال ل ينطال عهططدى‬
‫رّبه بكلمات فأتمه ّ‬
‫الظالمين « ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬المام هو المقتدى به كما يقال إمام الصلة لّنه يقتدى به و يططأتم بططه و كططذلك يقططال‬
‫للخشبة اّلتي يعمل عليها السكاف امام من حيث يحذو عليها و للشاقول اّلذي في يد البناء‬
‫لط تعططالى‬
‫إمام من حيث إّنه يبنى عليه و يقططدر بططه و ل كلم فططي ان المططام اّلططذي نصططبه ا ّ‬
‫لط تعططالى و‬‫لعباده مقتدى به في جميع الشريعة و به يهتدون و المام هادى الّنططاس بططأمر ا ّ‬
‫كفى في ذلك شاهدا قوله تعالى في كتابه الكريم ‪ » :‬و وهبنا له إسطحاق و يعقطوب نافلطة و‬
‫كلّ جعلنا صالحين ‪ .‬و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا « ) النبياء ‪ ( 73‬و قوله تعالى ‪ » :‬و‬
‫جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لّما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون « ) السططجدة ‪ ( 24‬حيططث‬
‫ل تعالى أى المططام يهططدى الّنططاس إلططى سططواء السططبيل‬
‫قرن المامة بالهداية اّلتي هي بأمر ا ّ‬
‫بأمره تعالى و سنوضح ذلك مزيد ايضاح ‪.‬‬

‫ثّم اّنه ذكر غير واحد من المفسرين كالنيسابورى و صاحب المنار و غيرهمططا أن المططراد‬
‫بالمامة الرسالة و الّنبوة و قال الّول ‪ :‬الكثرون على أن المططام ههنطا الّنططبي لّنططه جعلطه‬
‫ل بشططرع كططان تابعططا لرسططول و يبطططل العمططوم ‪ ،‬و لن‬ ‫ل الّناس فلو لم يكططن مسططتق ّ‬
‫إماما لك ّ‬
‫ل شيء و اّلذي يكون كذلك ل ب طّد أن يكططون نبّيططا ‪ ،‬و‬ ‫ل على أّنه إمام في ك ّ‬ ‫اطلق المام يد ّ‬
‫ل تعالى سّماه بهذا السم في معرض المتنان فينبغططي أن يحمططل علططى أجططل مراتططب‬ ‫لن ا ّ‬
‫المامة كقوله تعالى » و جعلناهم ائمة يهدون بأمرنا « ل على من هو أدون ممن يستحق‬
‫ل تعالى هططذا‬ ‫القتداء به في الدين كالخليفة و القاضي و الفقيه و امام الصلة و لقد أنجز ا ّ‬
‫ظمه في عيون أهل الديان كّلها و قد اقتدى به من بعده من النبيططاء فططي اصططول‬ ‫الوعد فع ّ‬
‫مللهم ثّم أوحينا اليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا و كفى به فضل أن جميع امة محّمد ص طّلى‬
‫ل عليه و آله يقولون في صلتهم ‪ :‬الّلهم صل على محّمد و آل محّمططد كمططا صطّليت علططى‬ ‫ا ّ‬
‫سططلم فطاز بالمامطة‬ ‫إبراهيم و آل إبراهيم ‪ ) .‬انتهى ( أقول ‪ :‬الصواب أن إبراهيطم عليططه ال ّ‬
‫بعد ما كان نبّيا و المامة في الية غير النبّوة و ذلك لوجهين ‪ :‬الّول أن جاعل عمططل فططي‬
‫قوله تعالى إماما اعني‬

‫] ‪[ 51‬‬

‫إن اماما مفعول ثان لقوله جاعلك و اسم الفاعل اّنما يعمل عمل الفعل و ينصب مفعوله و‬
‫ل يضاف اليه إذا كان بمعني الحال أو الستقبال و أما إذا كان بمعني الماضططي فل يعمططل‬
‫عمل الفعل كذلك و ل يقال زيد ضارب عمرا أمس نعم إذا كططان صططلة لل فيعمططل مطلقططا‬
‫كما حقق في محّله ‪.‬‬

‫حكى اّنه اجتمع الكسائي و أبو يوسف القاضي عند الرشيد فقال الكسائي ‪:‬‬

‫أبا يوسف لو قتل غلمك فقال رجططل أنططا قاتططل غلمططك بالضططافة ‪ ،‬و قططال آخططر أنططا قاتططل‬
‫غلمك بالتنوين فأيهما كنت تأخذ به ؟ فقال القاضي كنت أخذتهما جميعا ‪ .‬فقططال الكسططائي‬
‫أخطأت إّنما يؤخذ بالقتل اّلذي جّر دون النصب ‪ .‬و الوجه فيططه أن اسططم الفاعططل المضططاف‬
‫بمعنى الماضي فيكون إقرارا و غير المضاف يحتمل الحال و الستقبال أيضططا فل يكططون‬
‫إقرارا ‪ .‬و ما نحن فيه من قبيل الثاني كما ل يخفى ‪.‬‬

‫و بالجملة إذا كان اسم الفاعل يعمل عمل فعله إذا لم يكن بمعني الماضي فالية تدل علططى‬
‫اّنه تعالى جعل ابراهيم إمامطا إمطا فطي الحطال أو السطتقبال و علطى أى حطال كطانت الّنبطوة‬
‫حاصلة له قبل المامة فل يكون المراد بالمامة في الية النبوة ‪.‬‬

‫لط تبططارك و‬
‫نا ّ‬‫سلم و فططي الططوافي ص ‪ 17‬م ‪ ( 2‬قططال إ ّ‬ ‫و في الكافي عن الصادق عليه ال ّ‬
‫ل اتخذه نبّيا قبل أن يتخططذه رسططول و أن‬ ‫تعالى اتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبّيا و أن ا ّ‬
‫لط اتخططذه خليل قبططل أن يتخططذه ) أن يجعلططه خ‬‫ل اتخذه رسول قبل أن يتخذه خليل و أن ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ل ( إماما فلما جمع له الشياء قال إّني جاعلك للناس إماما فمن عظمها في عيططن إبراهيططم‬
‫قال و من ذريتي قال ل ينطال عهططدى الظططالمين قطال ل يكططون السططفيه إمططام التقطى ‪ .‬انتهطى‬
‫ل لحق منها على سابقه مع زيادة حتى‬ ‫فرتب هذه الخصال بعضها على بعض لشتمال ك ّ‬
‫انتهى إلى المامة المشتملة على جميعها فهى أشرف المقامات و أفضلها ‪.‬‬

‫سلم ‪ :‬النبياء و المرسلون على أربططع طبقططات ‪ :‬فنططبيّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬


‫و فيه أيضا قال أبو عبد ا ّ‬
‫ي يطرى فطي النططوم و يسططمع الصططوت و ل يعطاينه فططي‬‫منبأ في نفسه ل يعد و غيرها ‪ ،‬و نب ّ‬
‫سططلم ‪ ،‬و‬‫اليقظة و لم يبعث إلى أحد و عليه إمام مثل ما كان إبراهيم على لططوط عليهمططا ال ّ‬
‫نبيّ يرى‬

‫] ‪[ 52‬‬

‫في منامه و يسمع الصوت و يعاين الملك و قد ارسطل إلطى طائفطة قّلطوا أو كطثروا كيطونس‬
‫ل تعالى ليونس ‪ :‬و أرسلناه إلى مأة ألف أو يزيدون و قططال ‪ :‬يزيططدون ثلثيططن ألفططا و‬ ‫قال ا ّ‬
‫عليه إمام ‪ ،‬و اّلذى يرى في منامه و يسمع الصوت و يعاين فططي اليقظططة و هططو إمططام مثططل‬
‫لط إّنططي جاعلطك‬ ‫سططلم نبّيططا و ليطس بامطام حّتططى قطال ا ّ‬
‫اولى العزم و قد كان إبراهيم عليه ال ّ‬
‫ل ل ينال عهدى الظالمين مططن عبططد صططنما او وثنططا ل‬ ‫للناس إماما قال و من ذرّيتي فقال ا ّ‬
‫يكون إماما ‪.‬‬

‫ل تعالى لما ابتله و اختبره بانواع البلء جعلطه إمامططا‬ ‫ل على أن ا ّ‬‫الوجه الثاني ان الية تد ّ‬
‫و من ابين البلء له ذبح ولده إسماعيل كما قططال تعططالى » فبشططرناه بغلم حليططم ‪ .‬فلمططا بلططغ‬
‫ي إّني أرى في المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى إلى أن قال إن هططذا‬ ‫معه السعى قال يا بن ّ‬
‫ل إسماعيل في كبره كما قال في السورة‬ ‫لهو البلء المبين « ) الصافات ‪ ( 107‬و وهبه ا ّ‬
‫ل اّلذى وهب لي على الكبر إسماعيل و إسططحاق ان رّبططي لسططميع‬ ‫المسماة باسمه » الحمد ّ‬
‫سلم نبّيا قبل أن كان إماما ‪.‬‬ ‫الدعاء « ) إبراهيم ‪ ( 43 :‬فكان عليه ال ّ‬
‫ل تعالى ‪:‬‬
‫ل تعالى به قضّية ابتلئه بالصنام و قال ا ّ‬
‫و كذلك نقول ‪ :‬إن مما ابتله ا ّ‬

‫و اذكر في الكتاب إبراهيم إّنه كان صديقا نبّيا ‪ .‬إذ قال لبيه يا أبت لم تعبد مطا ل يسططمع و‬
‫لط وهبنططا‬
‫ل يبصر و ل يغني عنك شيئا إلى أن قال ‪ :‬فلّما اعتزلهم و ما يعبدون من دون ا ّ‬
‫لط تعططالى بطاّنه كطان حيطن‬
‫صا ّ‬
‫لطه إسططحق و يعقططوب و كل جعلنططا نبّيطا ) مريطم ‪ ( 51 :‬فنط ّ‬
‫يخاطب أباه صديقا نبّيا و قال في الية الولى و إذ ابتلى إبراهيم رّبه بكلمات فأتمهن قططال‬
‫إّني جاعلك للّناس إماما فلم يكن حين ابتلئه بالصنام إماما بل كطان نبّيططا و رزق المامططة‬
‫بعد ذلك ‪.‬‬

‫فاذا ساقنا الدليل إلى أن المامة في الية غير الّنبوة فنقول كما في المجمع ‪:‬‬

‫ان المستفاد من لفظ المام أمران ‪ :‬أحدهما اّنه المقتدى به في أفعططاله و أقططواله ‪ ،‬و الثططاني‬
‫اّنه اّلذي يقوم بتدبير المة و سياستها و القيام بامورها و تأديب جناتهططا و توليططة ولتهططا و‬
‫إقامة الحدود على مستحقيها و محاربة من يكيدها و يعاديها ‪ ،‬فعلى الوجه الّول‬

‫] ‪[ 53‬‬

‫ي أن‬
‫ل نططب ّ‬
‫ل و هو إمام ‪ ،‬و علططى الططوجه الثططاني ل يجططب فططي كط ّ‬ ‫ي من النبياء إ ّ‬
‫ل يكون نب ّ‬
‫يكون إماما إذ يجوز أن ل يكون مططأمورا بتططأديب الجنططاة و محاربططة العططداة و الططدفاع عططن‬
‫حوزة الدين و مجاهدة الكافرين ‪.‬‬

‫ن معنى المامة في الية ليس مجرد مفهوم اللفظ منها بل هططي الموهبططة اللهيططة يهططب‬ ‫ثّم إ ّ‬
‫لمن يشاء من عباده الصابرين الموقنين كما قال عز من قائل و جعلنططا منهططم أئمططة يهططدون‬
‫بأمرنا لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون ) السجدة ‪ ( 24 :‬و إّنما اطلق الصبر و لم يططذكر‬
‫لط‬
‫متعلقه بأّنهم صبروا فيماذا ؟ ليعّم صبرهم في أنواع البلء ‪ .‬فالمامة هي الولية مططن ا ّ‬
‫ل تعالى اّلتي توجب لصاحبها التصرف في العالم العنصططرى و‬ ‫تعالى لهداية الّناس بأمر ا ّ‬
‫تدبيره باصلح فساده و اظهار الكمالت فيه لختصاص صاحبها بعناية الهية تططوجب لططه‬
‫قوة في نفسه ل يمنعهططا الشططتغال بالبططدن عططن التصططال بالعططالم العلططوى و اكتسططاب العلططم‬
‫الغيبي منه ‪ ،‬فبططذلك التحقيططق و بمططا بينططاه فططي أبحاثنططا الماضططية يظهططر جططواب مططا اسططتد ّ‬
‫ل‬
‫ي‪.‬‬‫النيسابورى و غيره على ان المراد بالمام هو الّنب ّ‬

‫ل على أن المام الهادى للناس بأمره تعالى يجططب أن يكططون منصوصططا مططن‬ ‫ثّم ان الية تد ّ‬
‫ل تعالى حيث قال تعالى ‪ :‬إّني جاعلك للناس إمامًا كما ل يخفطى علطى مطن لطه أدنطى‬ ‫عند ا ّ‬
‫دربة في اساليب الكلم ‪ .‬و العجب من النيسابورى حيث قال في تفسيره ‪ :‬ثّم القائلون بأن‬
‫ص تمسكوا بهذه الية و أمثالهططا مططن نحططو ‪ :‬إّنططي جاعططل فططي‬ ‫ل بالن ّ‬
‫المام ل يصير إماما إ ّ‬
‫ي سططلمنا ان‬
‫الرض خليفة يا داود إنا جعلناك خليفة ‪ ،‬و منع بأن المام يراد بططه ههنططا الّنططب ّ‬
‫ص طريق المامة و ذلك لنزاع فيه إّنما‬ ‫ل على ان الن ّ‬
‫المراد به مطلق المام لكن الية تد ّ‬
‫ص و ل دللة في الية على ذلك انتهططى ‪ .‬و بمططا‬ ‫النزاع في اّنه ل طريق للمامة سوى الن ّ‬
‫حققناه و بّيناه في المقام يظهر لك أن كلمه هذا في غايططة السططقوط ‪ .‬نعططم اّنططه أنصططف فططي‬
‫المقام و قال ‪:‬‬

‫سلم كان معصوما عن جميططع الططذنوب لّنططه لططو صططدرت‬ ‫و في الية دليل على اّنه عليه ال ّ‬
‫عنه معصية لوجب علينا القتداء به و ذلك يططؤّدى إلططى كططون الفعططل الواحططد ممنوعططا منططه‬
‫مندوبا إليه و ذلك محال ‪.‬‬

‫] ‪[ 54‬‬

‫قوله تعالى ‪ :‬و من ذريتي قال ل ينال عهدى الظالمين ‪ .‬عطف على الكاف من جاعلططك و‬
‫ان شئت قلت ‪ :‬و من ذريتي تتعلق بمحذوف تدل عليه كلمططة جاعلططك و مططن للتبعيططض أى‬
‫اجعل بعض ذريتي إماما كما يقال ساكرمك فتقططول و زيططدا و إّنمططا طلططب المامططة لبعططض‬
‫ذريته لعلمه بان كّلهم ل يليق بها لن ناسا غير محصورين ل يخلو فيهم مططن ظططالم غالبططا‬
‫ل تعالى ‪ :‬سلم على إبراهيم ‪ .‬كذلك نجزى المحسنين ‪ .‬إّنه ‪ .‬من عبادنططا المططؤمنين ‪.‬‬‫قال ا ّ‬
‫و بشرناه باسحق نبّيا من الصالحين ‪ .‬و باركنا عليه و على إسحق و من ذريتهمططا محسطن‬
‫و ظالم لنفسه مبين ) الصافات ‪. ( 115‬‬

‫و أفاد بعض المفسرين اّنه قد جرى إبراهيم على سنة الفطرة في دعائه هذا فططان النسططان‬
‫ب أن تكون ذريته على أحسن حططال يكططون هططو عليهططا‬ ‫لما يعلم من أن بقاء ولده بقاء له يح ّ‬
‫لط عنطه فططي‬‫ليكون له حظ من البقاء جسطدا و روحططا ‪ .‬و مطن دعطاء إبراهيططم اّلططذي حكطاه ا ّ‬
‫ب اجعلنططي مقيططم الصططلوة و مططن ذّريططتي ) إبراهيططم ‪ ( 40 :‬و قططد‬‫السورة المسماة باسمه ر ّ‬
‫راعي الدب في طلبه فلم يطلب المامة لجميع ذّريته بططل لبعضططها لنططه الممكططن ‪ ،‬و فططي‬
‫هذا مراعاة لسنن الفطرة أيضا و ذلك من شروط الططدعاء و آدابططه فمططن خططالف فططي دعططائه‬
‫ل في خليقته او في شريعته فهو شريعته فهططو غيططر جططدير بالجابططة بططل هططو سططييء‬ ‫سنن ا ّ‬
‫ل تعالى لنه يدعوه لن يبطل لجله سنته اّلتي ل تتبّدل و ل تتحطّول أو ينسططخ‬ ‫الدب مع ا ّ‬
‫شريعته بعد ختم الّنبوة و اتمام الدين ‪.‬‬

‫ل تعالى إبراهيم و إّنما سميت تلك الرياسة اللهية‬ ‫و العهد في الية المامة اّلتي اعطاها ا ّ‬
‫ل تعالى إلى بني آدم كقوله تعططالى و لقططد عهططدنا‬
‫ل عهد عهد به ا ّ‬ ‫ل لشتمالها على ك ّ‬‫عهد ا ّ‬
‫إلى آدم من قبل و إذ أخذنا من النبّيين ميثاقهم ‪.‬‬

‫ل تعالى بططأن‬‫و من عظمها و شرافتها في عين إبراهيم سأل المامة لبعض ذريته فأجابه ا ّ‬
‫المامة عهده و ل يناله الظالمون يقال ‪ :‬نال خيرا ينال نيل أى أصاب و بلغ منه ‪ .‬و بيططن‬
‫ن عهده ذو مقام منيع و درجة رفيعة ل يصل اليه يد الظالم القاصرة ‪.‬‬‫ل تعالى ا ّ‬
‫ا ّ‬
‫ل لن الظالم ليس‬
‫و أيضا دّلت الية على أن بعض ذريته الظالم ل ينال عهد ا ّ‬

‫] ‪[ 55‬‬

‫ل لكان يقول ‪:‬‬


‫ل تعالى المامة عن ذريته مطلقا و إ ّ‬
‫بأهل لن يقتدى به فلم ينف ا ّ‬

‫ل ينال عهدى ذّريتك مثل بل ذكر المانع من النيل إلى ذلك المنصب اللهي مطلقططا و هططو‬
‫ل جعل المامة في بعض أولده و احفاده كاسماعيل و إسحاق‬ ‫الظلم و ذلك كما ترى أن ا ّ‬
‫و يعقوب و يوسف و موسططى و هططارون و داود و سططليمان و أّيططوب و يططونس و زكريططا و‬
‫ل تعالى اثنى‬ ‫ل عليه و آله و ا ّ‬‫يحيى و عيسى و الياس ثّم أفضلهم و أشرفهم محّمد صّلى ا ّ‬
‫ل على ان المامة اّلتي جعلهططا لبراهيططم عليططه‬ ‫عليهم في الكتاب بثناء مستطاب ‪ .‬فالية تد ّ‬
‫سلم ل ينالها من كان ظالما من ذّريتططه فعلططم مططن اليططة أمططران ‪ :‬أحططدهما أن المامططة ل‬ ‫ال ّ‬
‫لط مطن هطو موصطوف بطالظلم منهطم ‪.‬‬ ‫ل في ذّريته ‪ ،‬و الثاني اّنه ل ينالها من عند ا ّ‬ ‫يكون إ ّ‬
‫لط و ل‬ ‫ل ظالم من ذّرية إبراهيم ل يصلح أن ينال المامططة و الوليططة مططن قبططل ا ّ‬ ‫فعلم أن ك ّ‬
‫ل ظططالم‬‫ل بامامته و وليته و إل لزم الكذب فططي خططبره هططذا خلططف فك ط ّ‬ ‫يكون مّمن رضي ا ّ‬
‫لطط و‬‫تولى امور المسلمين باستيلئه و قهره و كثرة أعوانه و أنصاره ل يكون إماما من ا ّ‬
‫ل بإمامته و ال لكان قد جعله إماما و كذا ل تكون مجعول من رسله و ل‬ ‫ل ممن رضي ا ّ‬
‫ل تعططالى ل يجعططل المامطة و ل ينالهططا منطه‬ ‫نا ّ‬
‫ل على أ ّ‬‫ص الية الدا ّ‬
‫ص أوليائه لن ّ‬ ‫من خوا ّ‬
‫من كان ظالما ‪.‬‬

‫ل معصطوما عطن‬ ‫ن أصطحابنا الماميطة اسطتدلوا بهطذه اليطة علطى أن المطام ل يكطون إ ّ‬‫ثّم إ ّ‬
‫ل سبحانه نفي أن ينال عهده اّلذي هو المامة ظالم فمن ليططس بمعصططوم فهططو‬ ‫نا ّ‬
‫القبايح ل ّ‬
‫ظالم إّما لنفسه و إّما لغيره و من لم يتصططف بالعصططمة ل يتصططف بالسططتقامة و العتططدال‬
‫ل فيتحقق الميططل عططن الوسططط و الخططروج عططن الصططراط‬ ‫المتصفين بهما أهل الولية عن ا ّ‬
‫المستقيم فيكون من أحد الجانبين إّما من المغضوب عليهم أو الضالين فان قيل ‪ :‬إّنما نفططي‬
‫أن يناله ظالم في حال ظلمه فاذا تاب ل يسمى ظالما فيصح أن يناله ‪ .‬فالجواب أن الظططالم‬
‫و ان تاب فل يخرج من أن تكون الية قد تناولته في حال كونه ظالمططا فططاذا نفططي أن ينططاله‬
‫فقد حكم عليه بأنه ل ينالها و الية مطلقططة غيططر مقّيطدة بطوقت دون وقطت فيجططب أن تكططون‬
‫محمولة على الوقات كّلها فل ينالها الظالم و ان تاب فيما بعد ) قاله في المجمع ( ‪.‬‬

‫] ‪[ 56‬‬

‫و بالجملة ان عموم ظاهر الية يقتضي ان الظالم في حال من الحوال ل ينال المامططة و‬
‫من تاب بعد كفر أو فسق و إن كان بعد التوبة ل يوصف باّنه ظالم فقططد كططان ممططن تنططاوله‬
‫السم و دخل تحت الية و إذا حملناها على أن المطراد بهطا مطن دام علطى ظلمطه و اسطتمر‬
‫عليه كان هذا تخصيصا بغير دليل ‪.‬‬
‫سططلم لنهططم كططانوا مشططركين قبططل‬ ‫ي عليططه ال ّ‬
‫ل على ابطال إمامططة غيططر علط ّ‬
‫أقول ‪ :‬فالية تد ّ‬
‫لط تعططالى ان الشططرك لظلططم‬‫ل مشرك ظططالم و قططال ا ّ‬ ‫السلم و عبدوا الصنام بالتفاق و ك ّ‬
‫سلم ‪ :‬من عبد صططنما أو‬ ‫ل ظالم ل ينال عهد المامة ‪ .‬و لذا قال الصادق عليه ال ّ‬ ‫عظيم فك ّ‬
‫وثنا ل يكون إماما و نعم ما نظم الحسين بن علي الكاشفي حيث قال في قصيدة فارسية له‬
‫‪:‬‬

‫ذريططططططططططططططططططتي سططططططططططططططططططؤال خليططططططططططططططططططل خططططططططططططططططططدا بخططططططططططططططططططوان‬


‫و ز ل ينطططططططططططططططططططططال عهطططططططططططططططططططططد جطططططططططططططططططططططوابش بكطططططططططططططططططططططن أدا‬

‫گطططططططططططردد تطططططططططططرا عيطططططططططططان كطططططططططططه امطططططططططططامت نطططططططططططه لئق اسطططططططططططت‬


‫آنرا كه بوده بيشتر عمر در خطا‬

‫و قال الزمخشرى في الكشاف في بيان قوله تعالى و ل ينال عهدى الظالمين ‪:‬‬

‫اى من كان ظالما من ذّريتك ل يناله استخلفي و عهططدى اليططه بالمامططة و إّنمططا ينططال مططن‬
‫كان عادل بريئا من الظلم و قالوا ‪ :‬في هذا دليل على ان الفاسق ل يصلح للمامة و كيف‬
‫يصلح لهطا مططن ل يجطوز حكمططه و شططهادته و ل تجططب ططاعته و ل يقبطل خطبره و ل يقططدم‬
‫لط عليهمططا و‬ ‫ي رضططوان ا ّ‬ ‫للصلة و كان أبو حنيفة يفتي سّرا بوجوب نصرة زيططد بططن علط ّ‬
‫حمل المال اليه و الخروج معه على الّلص المتغلب المتسمى بالمام و الخليفة كالدوانيقي‬
‫لط‬
‫و أشباهه و قالت له امرأة ‪ :‬أشرت على ابني بالخروج مع إبراهيم و محّمد ابنى عبططد ا ّ‬
‫بن الحسن حّتى قتل فقال ‪ :‬ليتني مكان ابنك ‪ ،‬و كان يقول فططي المنصططور و أشططياعه ‪ :‬لططو‬
‫أرادوا بناء مسجد و أرادوني على عد آجره لمططا فعلططت ‪ .‬و عططن ابططن عيينططة ) و عططن ابططن‬
‫عباس خ ل ( ل يكون الظالم إماما قط و كيف يجوز نصب الظالم للمامططة و المططام إّنمططا‬
‫هو لكف الظلمة فاذا نصب من كان ظالما في نفسه فقد جاء المثل السططائر ‪ :‬مططن اسططترعى‬
‫الذئب ظلم ‪ .‬انتهى ‪.‬‬

‫ل تعالى حكى‬
‫نا ّ‬
‫ل اّلذي هو المامة مع أ ّ‬
‫ل عليه نال عهد ا ّ‬
‫إن قلت ‪ :‬إن يونس صلوات ا ّ‬
‫عنه أّنه قال ‪ :‬سبحانك إّني كنت من الظالمين ) النبياء ‪( 89 :‬‬

‫] ‪[ 57‬‬

‫ل عليه حيث قال‬ ‫أقول ‪ :‬ان الظلم فيه محمول على ترك الولى كما في حق آدم صلوات ا ّ‬
‫‪ :‬رّبنا ظلمنا أنفسنا و بالجملة ما ورد في القرآن و الخبار مّما يططوهم صططدور الططذنب عططن‬
‫ل العقطل عليطه و بيطن‬
‫النبياء و خلفائهم الحق محمول على تطرك الولطى جمعطا بيطن مطا د ّ‬
‫ل ما ثبت بططدليل‬
‫صحة النقل لن المتبع في اصول العقائد هو العقل و هو الصل فيها و ك ّ‬
‫قاطع فل يجوز الرجوع عنه على أن لتلك اليات و الخبار ذكرت وجوه و محامططل أتططى‬
‫بها العلماء في مواضعه و عليك في ذلك بكتاب تنزيه النبياء للسيد المرتضى علم الهدى‬
‫فانه شفاء العليل ‪.‬‬

‫و من أحسن ما قيل في المقام ‪ :‬ان تلك الظواهر داّلة على عظم شأنهم و علططو مرتبتهططم إذ‬
‫معاتبة الحكيم لهم على تلك الفعال اّلتي هي فطي الحقيقطة ل تطوجب العصطيان و المخالفطة‬
‫ل يقتضططي تلططك المعاتبططة تنزيهططا لهططم و تفخيمططا لمرهططم و تعظيمططا‬
‫دليل على أّنهم في محط ّ‬
‫لشأنهم عن ملبسة ما ل يليق بمراتبهم إذ هططم دائمططا فططي مرتبططة الحضططور الموجبططة لعططدم‬
‫ق و كططان وقططوع ذلططك منهططم فططي بعططض الحططالت أو مططع شططيء مططن‬ ‫التفاتهم إلى غيططر الحط ّ‬
‫الشتغالت البدنّية و النجططذاب فططي بعططض الحيططان إلططى المططور و المادّيططة موجبططا لتلططك‬
‫المعاتبة ‪.‬‬

‫ل ط تعططالى و كمططال التصططال‬ ‫و بالجملة ان الحجج اللهّية لما كانوا في نهاية القططرب مططن ا ّ‬
‫بجنابه و تمام الحضور إلى حضرته و كانوا أيضا مع تلك المرتبة الشططامخة فططي العططوائق‬
‫و العلئق البدنّية اللزمة للبشرية رين مع الرعّية للرشاد و التبليغ قططد يعططرض لهططم فططي‬
‫تلك الطوار و الشئونات البشرّية امور يعدونه سيئات و إن لم تكن فططي الحقيقططة بقبططائح و‬
‫ل تعططالى بقططولهم رّبنططا ظلمنططا أنفسططنا أو سططبحانك إّنططي كنططت مططن‬
‫سيئآت فيتضرعون إلى ا ّ‬
‫الظالمين ‪ .‬فان المخلصين على خطر عظيم ‪.‬‬

‫ل عليه و آله ‪ :‬حسططنات البططرار‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫و بذلك ظهر سّر الحديث المروى عن رسول ا ّ‬
‫سّيئآت المقربين ‪.‬‬

‫سلم لما طلب المامة لبعض ذريته فكطان يكفطي فططي جطوابه ان‬‫ثّم اعلم أن إبراهيم عليه ال ّ‬
‫يقال ‪ :‬نعم ‪ ،‬مثل لكّنه لما لم يكن نصا في ان الظالم ل ينال المامة لنه كان‬

‫] ‪[ 58‬‬

‫يشمل حينئذ الظالم و غيره و كذا لو قال ينال عهدى المؤمنين مثل لما كان أيضا نصا في‬
‫ص بالظالم لخروجه عططن نيططل عهططد‬ ‫خروج الظالم غاية ما يقال حينئذ خروجه بالمفهوم فن ّ‬
‫ص أيضططا بططأن أمطر الظطالم‬ ‫ل تعالى اعني المامة بقوله ل ينال عهدى الظالمين ‪ .‬كمطا نط ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ليس برشيد و من اتبعه فجزاءه جهنم ‪ ،‬في قوله ‪ :‬و لقططد أرسططلنا موسططى بآياتنططا و سططلطان‬
‫مبين ‪ .‬إلى فرعون و ملئه فاتبعوا أمر فرعون و ما أمططر فرعططون برشططيد ‪ .‬يقططدم ‪ .‬قططومه‬
‫يوم القيامة فأوردهم الّنار و بئس الورد المورود ‪ .‬و اتبعططوا فططي هططذه لعنططة و يططوم القيامططة‬
‫بئس الرفد المرفود ) هود ‪. ( 102 :‬‬

‫ل تعالى ذكر في كتابه العزيز كثيرا من صفات من جعله إماما للّناس بقوله ‪:‬‬
‫نا ّ‬
‫ثّم إ ّ‬
‫‪ 1‬ل ينال عهدى الظالمين ‪ .‬فرتبة المامة و درجطة الوليططة اعلططى و ارفطع مططن أن ينالهططا‬
‫الظالم و بهذه الية بين أيضا أن المام منصوب من عنده كما دريت ‪.‬‬

‫ل حنيفًا و لم يكن من المشركين ‪ .‬شططاكرًا ‪ .‬لنعمططه اجتططبيه و‬ ‫‪ 2‬إن إبراهيم كان ُامة قانتًا ّ‬
‫هديه إلى صطراط مسطتقيم ‪ .‬و آتينطاه فطي الطّدنيا حسطنة و اّنطه فطي الخطرة لمطن الصطالحين‬
‫ص فططي ان المططام‬
‫لط فهططو نط ّ‬ ‫) النحل ‪ ( 125 :‬فمن صفات المام أن يكططون ممططن اجتبططاه ا ّ‬
‫لط تعططالى إلططى صططراط‬ ‫لط تعططالى و أن يكططون مهططديا بهططدى ا ّ‬
‫يجب أن يكون منصوبا من ا ّ‬
‫مستقيم و أن ل يكون من المشركين ‪ .‬فافهم و تدّبر حق التدبر ‪.‬‬

‫ن إبراهيم لحليم أّواه منيب ) هود ‪. ( 79 :‬‬


‫‪3‬إّ‬

‫‪ 4‬و لقد آتينا إبراهيم رشده من قبل و كّنا به عالمين ) النبياء ‪. ( 54 :‬‬

‫ل جعلنا صالحين ‪ .‬و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا‬ ‫‪ 5‬و وهبنا له إسحق و يعقوب نافلة و ك ّ‬
‫و أوحينا اليهم فعل الخيرات و إقام الصلوة و ايتاء الزكوة و كانوا لنا عابدين ) النبيططاء ‪:‬‬
‫‪ ( 75‬فالمام يهدى بأمره تعالى و يوحى اليه فعل الخيرات ‪.‬‬

‫‪ 6‬و جعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لّما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون ) السجدة ‪. ( 26 :‬‬

‫ل من سفه نفسه و لقد اصطفيناه في الدنيا‬


‫‪ 7‬و من يرغب عن ملة إبراهيم إ ّ‬

‫] ‪[ 59‬‬

‫ب العالمين ) البقططرة ‪:‬‬


‫و اّنه في الخرة لمن الصالحين ‪ .‬إذ قال له رّبه أسلم قال أسلمت لر ّ‬
‫‪. ( 127‬‬

‫فمن اتصف بهذه الوصاف الملكوتية و اّيد بهذه التأييدات السماوية فهو إمام فطوبى لمططن‬
‫عقل الدين عقل رعاية و دراية ‪.‬‬

‫لط و أطيعططوا الرسططول و اولططى المططر‬


‫الية الثانية قوله تعالى يا أّيها اّلذين آمنوا أطيعططوا ا ّ‬
‫ل و اليططوم الخططر‬
‫ل و الرسول إن كنتم تومنون با ّ‬ ‫منكم فان تنازعتم في شيء فرّدوه إلى ا ّ‬
‫ل ) النساء آيه ‪. ( 57‬‬ ‫ذلك خير و أحسن تأوي ً‬

‫لط عليطه و آلطه فيمطا أمطر بطه و‬


‫ل على امور ‪ :‬الول أن إطاعة الرسول صطّلى ا ّ‬ ‫و الية تد ّ‬
‫ل فل‬
‫ل تعالى واجبة فليس لحد أن يقول ‪ :‬حسبنا كتاب ا ّ‬ ‫نهى عنه واجبة كما أن اطاعة ا ّ‬
‫حاجة لنا إلى الخبار المروّية عن الرسول و العمل بها ‪ ،‬و ذلك لن هذا القططول نفسططه رّد‬
‫ل عليه و آله‬
‫ل وحده كافيا لما أفرد المر بطاعة الّرسول صّلى ا ّ‬‫الكتاب و لو كان كتاب ا ّ‬
‫ل ‪ .‬و نظير الية قوله تعالى ‪:‬‬
‫بقوله عّز من قائل ‪ :‬أطيعوا الرسول بعد قوله ‪ :‬أطيعوا ا ّ‬

‫ل و قوله تعالى ‪ :‬و مطا آتطاكم الرسطول فخطذوه و مطا نهطاكم‬ ‫و من يطع الّرسول فقد أطاع ا ّ‬
‫ل وحططى يططوحى فقططد أخطططا مططن‬ ‫عنه فانتهوا و قوله تعالى و ما ينطق عن الهططوى إن هططو ا ّ‬
‫ل عليه و آله ‪.‬‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ل و اعرض عن قول رسول ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬حسبنا كتاب ا ّ‬

‫ل تعالى أوجب على الّنططاس اطاعططة أولططى المططر كمططا أوجططب اطططاعته و‬ ‫المر الثانى أن ا ّ‬
‫اطاعة رسوله فالحرى بالطالب نهج القويم أن يرى بعين العلم و المعرفة رأيه فططي معنططى‬
‫اولى المر و مراده عّز و جل منهططم فنقططول ‪ :‬قططد فسططر بعضططهم اولططى المططر بططالمراء و‬
‫بعض آخر و منهم الفخر الرازى في تفسيره بالعلماء و ل يخفى أن المعنى الثططاني عططدول‬
‫ل و العقططد و‬‫عن الصواب جّدا فان اولى المر هم مالكو المر و مالك المر من بيده الح ط ّ‬
‫المر و النهى و التدبير و السياسة و ما فيططه تنظيططم امططور النططاس دينّيططة كططان أو دنيوّيططة ‪،‬‬
‫ل اّلذى هو فططي غايططة الفصططاحة و‬ ‫فكيف يجوز تفسير اولى المر بالعلماء سّيما في كلم ا ّ‬
‫ل الخططروج عططن مجططرى الفصططاحة و‬ ‫نهاية البلغططة و معجططزة النبطّوة الباقيططة و هططل هططذا ا ّ‬
‫الورود في مورد السخافة ‪.‬‬

‫] ‪[ 60‬‬

‫ل من اولى المر فنقول ‪ :‬إنا نعلم بّتا أن كططثيرا مططن الخلفططاء و المططراء‬ ‫أّما مراده عّز و ج ّ‬
‫جاج و آل امّية و بني مروان و الخلفاء العّباسّيين و أمثالهم‬ ‫كمعاوية و يزيد و الوليد و الح ّ‬
‫ل سخريا و فعلوا من الفواحش و المنكرات و‬ ‫قديما و حديثا لعبوا بالّدين و اتخذوا كتاب ا ّ‬
‫فنون الظلم و المنهّيات مططن سططفك الططدماء و أخططذ أمططوال الرعيططة ظلمططا و شططرب الخمططر و‬
‫نحوها ‪ .‬مطا يتعططذر عطّدها و تشططمئز النفططوس المطمئنططة السططليمة عططن اسططتماعها و تسططتقبح‬
‫ذكرها ‪ ،‬و لو نذكر معشارا من ظلمهم و سطائر فواحشطهم و مقطابحهم ممططا نقطل فططي كتطب‬
‫القوم و مصنفاتهم لبلغ مبلغا عظيما و هذا هو الوليد بن يزيد نذكر فعل مططن أفعططاله يكططون‬
‫انموزجا لسائر آثاره و ان بلغ في الفسق و الفجور إلى حد ل يناله يططد انكططار و ل يرتططاب‬
‫فيه أحد و لعمرى أنى أستحيى من نقل هذه القضّية الصادرة منططه و لكنططى أقططول ‪ :‬ان مططن‬
‫جطانب المططراء و اللططداد و تقليطد البطاء و الجططداد و اعططرض عطن الغطراض النفسططانية و‬
‫العصبّية و نظر بعين العلم و البصيرة و تفكر ساعة في معاني اليات و الخبار و تأمططل‬
‫في غرض البعثة و تكليف العبططاد و أراد ان يسططلك مسططلك السططداد و الرشططاد هططل يرضططى‬
‫ل يقضططى‬ ‫بأمارة من يرتكب من المعاصططى و الفططواحش مططا يسططتحيى بططذكره النسططان و ه ّ‬
‫عقله بأّنه لو كان الوليد و أشياعه مالكي ازمة المور و القططائمين مقططام الرسططول لمططا كططان‬
‫ل اللهو و العبث و اللعب ‪.‬‬‫ِإرسال الرسل و إنزال الكتب إ ّ‬
‫قال أبو الفرج الصبهاني في الغاني ) ص ‪ 174‬ج ‪ 19‬طبع ساسي ( في ترجمة عمططار‬
‫ذى كناز باسناده عن العمرى أّنه قال ‪ :‬استقدمني الوليد بن يزيد بعد هشام بن عبططد الملططك‬
‫ثّم قال لي ‪ :‬هل عندك شيء من شعر عمار ذى كناز ؟ فقلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬أنا أحفططظ قصططيدة لططه‬
‫و كنت لكثرة عبثي به قد حفظتها فانشدته قصيدته اّلتي يقول فيها ‪:‬‬

‫حبططططططططططططططططططططططططططذا أنططططططططططططططططططططططططططت يططططططططططططططططططططططططططا سططططططططططططططططططططططططططلمة‬


‫الفين حبذا‬

‫ل صططحيفتي‬‫إلى آخر القصيدة و أنا اعرضت عططن التيططان بهططا لشططناعتها و قباحتهططا و اجط ّ‬
‫ل و هي شططرح كتططاب علططوى عجططز‬ ‫المكّرمة عن أن تمل بتلك القصائد المنسية عن ذكر ا ّ‬
‫الدهر أن يأتى بمثله ‪.‬‬

‫و بالجملة قال العمرى بعد ذكر القصيدة ‪ :‬فضحك الوليد حّتى سقط على‬

‫] ‪[ 61‬‬

‫قفاه و صفق بيديه و رجليه و أمر بالشراب فاحضر و أمرني بالنشاد فجعلت انشده هططذه‬
‫البيات و اكررها عليه و هو يشرب و يصفق حّتى سكر و أمر لي بحلتين و ثلثين ألططف‬
‫درهم فقبضتها ثّم قال ‪ :‬ما فعل عّمار ؟ فقلت حي كميت قد غشي بصره و ضعف جسططمه‬
‫ل حراك به فأمر له بعشرة آلف درهم فقلت له ‪ :‬أل أخبر أمير المؤمنين بشيء يفعلططه ل‬
‫ب إلى عّمار من الدنيا بحذافيرها لو سيقت اليه ؟ فقال ‪:‬‬
‫ضرر عليه فيه و هو أح ّ‬

‫و مططا ذاك ؟ قلططت ‪ :‬إّنططه ل يططزال ينصططرف مططن الحانططات و هططو سططكران فططترفعه الشططرط‬
‫فيضرب الحد فقد قطع بالسياط و ل يدع الشراب و ل يكف عنه فتكتب بأن ل يعرض لططه‬
‫فكتب إلى عامله بالعراق أن ل يرفع اليه أحد من الحرس عمارا فططي سططكر و ل غيططره إ ّ‬
‫ل‬
‫ضرب الرافع له حّدين و أطلق عّمارا ‪ .‬إلى آخر ما قال ‪.‬‬

‫و في المجلس التاسع من أمالي الشريف المرتضى ‪ :‬أن وليد بن يزيد بن عبططد الملططك ابططن‬
‫مروان كان مشهورا باللحاد متظاهرا بالعناد غيططر محتشططم فططي اطططراح الططدين أحططدا و ل‬
‫مراقب فيه بشرا و قد عزم على أن يبنى فوق البيت الحرام قبة يشططرب عليهططا الخمططور و‬
‫يشرف على الططواف و نشطر يومطا المصطحف و كطان خططه كطاّنه إصطبع و جعطل يرميطه‬
‫بالسهام و هو يقول ‪:‬‬

‫تطططططططططططططططططططططططططططططذكرني الحسطططططططططططططططططططططططططططططاب و لسطططططططططططططططططططططططططططططت أدرى‬


‫أ حقطططططططططططططططططططا مطططططططططططططططططططا تقطططططططططططططططططططول مطططططططططططططططططططن الحسطططططططططططططططططططاب‬
‫لططططططططططططططططططططططططط يمنعنطططططططططططططططططططططططططي طعطططططططططططططططططططططططططامي‬
‫فقطططططططططططططططططططططططططل ّ‬
‫ل يمنعني شرابي‬ ‫و قل ّ‬

‫ل جبططار عنيططد » إبراهيططم ‪« 15 :‬‬


‫و فتح المصحف يوما فرأي فيه و استفتحوا و خططاب كط ّ‬
‫فاتخذ المصحف غرضا و رماه بالنبل حّتى مّزقه و هو يقول ‪:‬‬

‫ل جبطططططططططططططططططططططططططار عنيطططططططططططططططططططططططططد‬
‫أتوعطططططططططططططططططططططططططد كططططططططططططططططططططططططط ّ‬
‫فهطططططططططططططططططططططططططا أنطططططططططططططططططططططططططا ذاك جبطططططططططططططططططططططططططار عنيطططططططططططططططططططططططططد‬

‫فطططططططططططططططططططان لقيطططططططططططططططططططت رّبطططططططططططططططططططك يطططططططططططططططططططوم حشطططططططططططططططططططر‬


‫ب مّزقني وليد‬ ‫فقل يا ر ّ‬

‫لط و عبططاده مّمطا ل‬


‫جاج هدم الكعبة و قتل من المؤمنين و المّتقين و أوليططاء ا ّ‬
‫و هذا هو الح ّ‬
‫يحصى و فعل في إمارته ما فعل من أنواع الظلطم بلغطت إلطى حطد التطواتر و يضطرب بهطا‬
‫ل من اولي المر مطلق من تولى أمر المسلمين للزم‬ ‫المثل السائر فلو كان مراده عّز و ج ّ‬
‫التناقض في حكمه تعالى و ذلك لّنه تعالى جعل مثل‬

‫] ‪[ 62‬‬

‫الكعبة البيت الحرام قياما للّناس فلو أمر الّناس باطاعة الحجططاج فططي أفعططاله فططأمرهم بهططدم‬
‫ل حّرم عليهم هتك حرمتها و هل هذا ال التناقض‬ ‫نا ّ‬
‫الكعبة فيجب عليهم هدم الكعبة مع أ ّ‬
‫و كذا في أفعال الوليد ‪ ،‬تعالى عن ذلك علوا كبيرا ‪.‬‬

‫ل تعالى عادل في حكمه و فعله و قوله و ليس بظلم للعبيد فتعططالى عططن‬ ‫نا ّ‬
‫و نعلم قطعا ا ّ‬
‫أن يوجب اطاعة المراء الظلمة و هو تعالى يقول و ل تركنوا إلى الذين ظلمططوا فتمسططكم‬
‫ل على الظططالمين‬ ‫ل و رسوله فان له نار جهنم و لعنة ا ّ‬‫الّنار ثّم ل تنصرون و من يعص ا ّ‬
‫« و غيرها من اليات بهذا المضمون ‪ .‬فالعقل الناصع يحكم بأن مططراده تعططالى مططن اليططة‬
‫ليس مطلق اولى المر و ل تشمل الظالمين منهم قضاء لحق البرهان العقلي ‪ ،‬جلّ جناب‬
‫الرب أن يوجب على الّناس اّتباع هؤلء الظلمة و اتباعهم و ما أحلى قول الشاعر ‪:‬‬

‫إذا كططططططططططططططططططططططططان الغططططططططططططططططططططططططراب دليططططططططططططططططططططططططل قططططططططططططططططططططططططوم‬


‫ل الهالكينا‬ ‫فمأواهم مح ّ‬

‫و ما أجاد قول العنصري بالفارسي ‪:‬‬

‫هطططططططططططططططططططططططر كطططططططططططططططططططططططه را رهطططططططططططططططططططططططبرى كلغ كنطططططططططططططططططططططططد‬


‫بى گمان دل بدخمه داغ كند‬
‫ثّم نقول ‪ :‬ان غير المعصوم ظالم و الظالم ل يصلح لن يكون من اولى المر فان الظططالم‬
‫واضع للشيء في غير موضعه و غير المعصوم كذلك فل يؤمن في الشرع من الزيادة و‬
‫النقصان و التغيير و التبديل فلبّد من أن يكون أولو المر معصومين ‪.‬‬

‫ثّم نقول ‪ :‬العصططمة ملكططة تمنططع عططن الفجططور مططع القططدرة عليهططا و تحصططل بططالعلم بمثططالب‬
‫ل تعالى أن‬‫المعاصى و مناقب الطاعات و تتأكد بتتابع الوحى بالوامر و النواهي فعلى ا ّ‬
‫يعّرف اولى المر لّنه خارج عططن طططوق البشططر و وسططعهم فططان العصططمة أمططر بططاطنى ل‬
‫لط علططى أنططا نقططول كمططا ان الملططوك مثل إذا امططروا النططاس باطاعططة المططراء و‬
‫لا ّ‬‫يعلمها إ ّ‬
‫القضاة فمعلوم بالضرورة و مستقر في النفوس ان مرادهم بذلك وجوب اطاعة المراء و‬
‫لط ل يططأمر‬
‫القضاة الذين نصبهم و عّينهم على الّناس ل غير و كططذا فططي المقططام نقططول ان ا ّ‬
‫باطاعة كل من صار أو جعل أمير المسلمين و لو ظلما و زورا بل باطاعة المراء الذين‬
‫ل تعالى و نصبهم لذلك ‪.‬‬ ‫عّينهم ا ّ‬

‫] ‪[ 63‬‬

‫ل ط تبططارك و تعططالى‬‫المر الثالث أن الّزمان ل يخلو من إمام معصوم منصوب مططن عنططد ا ّ‬
‫لّنه عّز و جل أوجب اطاعة اولى المر و نعلم بالضرورة أن امره تعالى في ذلططك ليططس‬
‫ل عليه و آلططه لن حلل محّمططد حلل إلططى يططوم القيامططة و‬ ‫ي صّلى ا ّ‬
‫مقصورا في زمن الّنب ّ‬
‫لط و رسطوله ل يختطص‬ ‫ن إطاعطة ا ّ‬
‫حرامه حرام إلى يوم القيامة و هو خاتم الّنبّيين فكمطا أ ّ‬
‫ل عليه و آله بل هما واجبتان إلططى قيططام السططاعة فكططذا إطاعططة اولططي المططر‬ ‫بزمانه صّلى ا ّ‬
‫ل عصطر لبطد مطن‬ ‫المقرونة باطاعتهما و حيطث ان المطر باطاعطة المعطدوم قبيطح ففطي كط ّ‬
‫ل علططى الئّمططة مطن آل محّمطد‬ ‫صاحب أمر حّتى يصلح المر باطططاعته و هططذا ل يصطدق إ ّ‬
‫ل طاعتهم بالطلق بالبرهان اّلذي قدمنا ‪.‬‬ ‫أوجب ا ّ‬

‫و في المجمع ‪ :‬بعد ما نقل القولين في معنى اولى المر أحدهما المراء و الخر العلمططاء‬
‫سططلم أن اولططى المططر هططم‬‫صادق عليهما ال ّ‬‫قال ‪ :‬و أّما أصحابنا فاّنهم رووا عن الباقر و ال ّ‬
‫ل طاعتهم بالطلق كما أوجططب طططاعته‬ ‫ل عليه و آله أوجب ا ّ‬ ‫الئمة من آل محّمد صّلى ا ّ‬
‫ل طاعة أحد على الطلق ال من ثبتططت عصططمته‬ ‫و طاعة رسوله و ل يجوز أن يوجب ا ّ‬
‫و علم أن بططاطنه كظططاهره و أمططن منططه الغلططط و المططر بالقبيططح و ليططس ذلططك بحاصططل فططي‬
‫ل أن يأمر بطاعة مططن يعصططيه أو بالنقيططاد للمختلقيططن‬ ‫لا ّ‬‫المراء و ل العلماء سواهم ‪ ،‬ج ّ‬
‫في القول و الفعل لّنه محال أن يطاع المختلفون كما أّنه محال أن يجتمع ما اختلفوا فيه ‪.‬‬
‫ل تعالى لم يقرن طاعططة اولططى المططر بطاعططة رسططوله كمططا‬ ‫نا ّ‬‫ل على ذلك أيضا ا ّ‬ ‫و مّما يد ّ‬
‫لط‬‫قرن طاعة رسوله بطاعته ال و اولو المر فوق الخلق جميعا كما أن الّرسول ص طّلى ا ّ‬
‫عليه و آله فوق اولى المر و فوق سائر الخلططق و هططذه صططفة أئمططة الهططدى مططن آل محّمططد‬
‫الذين ثبتت امامتهم و عصمتهم و اتفقت المة على علوّ رتبتهم و عدالتهم ‪.‬‬
‫سططلم قطائمون مقطام الّرسططول و‬
‫ثّم نقول ‪ :‬لما علم ان الئمة الهدى مططن آل محّمططد عليهططم ال ّ‬
‫ل عليه و آلطه ان تنطازع الّنطاس فطي شطيء‬ ‫حجج في الشرع فكما في زمن الّرسول صّلى ا ّ‬
‫ل و الّرسول و كذلك بعطد وفطاته يجطب عليهطم الطّرد‬ ‫من امور الدين يجب عليهم الرد إلى ا ّ‬
‫إلى المعصومين القائمين مقامه و الذين هم الخلفاء في امته و الحططافظون لشططريعته بططأمره‬
‫ظمططه بقططوله‬
‫ل عليه و آله و اّكد سبحانه ذلك و ع ّ‬ ‫فالرد إليهم مثل الرد إلى الرسول صّلى ا ّ‬
‫عز من‬

‫] ‪[ 64‬‬

‫لط و‬
‫ل أى الططرّد إلططى ا ّ‬
‫ل و اليوم الخططر ذلططك خيططر و أحسططن تططأوي ً‬
‫قائل إن كنتم تؤمنون با ّ‬
‫الّرسول و القائمين مقام الرسول خير لكم و أحسن من تأويلكم ‪.‬‬

‫ل عليه و آله في زمنه كمعططاذ‬‫و ان قلت ‪ :‬كما أن المراء المنصوبين من الرسول صّلى ا ّ‬
‫بن جبل ارسله واليا إلى اليمن و غيره من الولة الذين كانت اطاعتهم واجبة علططى النططاس‬
‫ل عليه و آله لم يكونوا معصومين من الططذنوب و الخططأ و السططهو‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫بأمر رسول ا ّ‬
‫و النسيان و غيرها كذلك الحكم في اولي المر بعده فما اوجب عصمة اولى المر الططذين‬
‫ل عليه و آله ؟‬
‫بعده صّلى ا ّ‬

‫أقول ‪ :‬هذا قياس مع الفارق جّدا و بينهما بون بعيد و امد مديد و ذلك لن في عهد رسول‬
‫ل عليه و آله لو تنازع النططاس فططي شطيء مطن امططور الطّدين و اقبطل أمططر مشططتبه‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ا ّ‬
‫ل لكططان رسططول‬ ‫ل عليه و آله في أحكام ا ّ‬‫للحكام و القضاة و الولة المنصوبين منه صّلى ا ّ‬
‫ل عليه و آله يكشف عنه و يزيل الشبهة و يقضى بالفصل و يصدع بالحق كما‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ا ّ‬
‫لط عليططه و آلططه‬
‫ل و الرسول في الية و أّما بعد وفاته صطّلى ا ّ‬ ‫ل برّد التنازع إلى ا ّ‬
‫امرهم ا ّ‬
‫ل و رسططوله‬ ‫لو لم يكن صاحب المر القائم مقامه في كل عصر معصوما و منصوبا من ا ّ‬
‫لو أقبل تنازع في الّدين فمططن يزيططل الشططبهة و يبيططد الغائلططة ؟ و كططذا الكلم فططي المططراء و‬
‫ن المام عالم بجميع الحكططام ‪ ،‬فبوجططوده يرتفططع التشططاجر و يقلططع‬ ‫الحكام من قبل المام فا ّ‬
‫التنازع ‪.‬‬

‫» ععععع عععع عع ععع عععع عع عععع ععععع «‬

‫ل ط و اطيعططوا‬
‫ل قال ‪ :‬لما نزل قوله تعالى يا أّيها الذين آمنططوا اطيعططوا ا ّ‬
‫عن جابر بن عبد ا ّ‬
‫لط و رسططوله فمططن اولططى المططر‬ ‫لط عرفنططا ا ّ‬
‫الّرسول و اولي المر منكم قلت ‪ :‬يا رسططول ا ّ‬
‫ل طاعتهم بطاعتكم ؟ فقال ‪ :‬هم خلفائي يا جابر و أئمة المسلمين بعدي أّولهططم‬ ‫الذين قرن ا ّ‬
‫ي بن أبيطالب ثّم الحسن ثّم الحسين ثّم عّد تسعة من ولد الحسين ‪.‬‬ ‫عل ّ‬
‫عععععع ععععع‬

‫ن الرض ل تخلططو‬ ‫ل عليه في باب أ ّ‬ ‫روى ثقة السلم محّمد بن يعقوب الكليني رضوان ا ّ‬
‫لط عليططه‬
‫جة من الكافي بإسناده عن جعفر بن محّمد عن كرام قططال ‪ :‬قططال أبططو عبططد ا ّ‬ ‫من ح ّ‬
‫ن آخر من يموت المام‬ ‫سلم ‪ :‬لو كان الّناس رجلين لكان أحدهما المام ‪ ،‬و قال ‪ :‬ا ّ‬‫ال ّ‬

‫] ‪[ 65‬‬

‫ل عليه ‪.‬‬
‫جة ّ‬
‫ل تعالى انه تركه بغير ح ّ‬
‫لئل يحتج أحد على ا ّ‬

‫سططلم تقططرب مططن الحططديث المططذكور مفططادا‬‫أقول ‪ :‬أتى أيضا بعّدة روايات اخر عنه عليه ال ّ‬
‫جططة ‪ ،‬و قططوله عليططه‬
‫سلم ‪ :‬لو لم يبق في الرض إل اثنان لكططان أحططدهما الح ّ‬ ‫كقوله عليه ال ّ‬
‫سلم ‪:‬‬
‫ال ّ‬

‫لو لططم يكططن فططي الرض إل اثنططان لكططان المططام أحططدهما ‪ ،‬و غيرهمططا و الغططرض منهططا أن‬
‫العناية اللهية كما اقتضططت وجططود هططذا العططالم و خلقططة بنططي آدم فهططي يقتضططى صططلحه و‬
‫لط و‬
‫صلح اّنما يثم و يدوم بوجططود انسططان رّبططاني مؤّيططد بططروح القططدس و مسطّدد بنططور ا ّ‬‫ال ّ‬
‫ل و يؤديها إلى أهلها عند‬ ‫ل ما يقدح في الغرض من وجوده ‪ ،‬يقوم بحجج ا ّ‬ ‫معصوم من ك ّ‬
‫ل و معالم الطّدين و بططه يتصططل فيططض البططاري علططى‬ ‫الحتياج اليها و يعّرفهم الطريق إلى ا ّ‬
‫ل رجلن لكططان أحططدهما‬ ‫ل و عباده و لو لم يبططق فططي الرض إ ّ‬ ‫الخلق إذ هو الواسطة بين ا ّ‬
‫ذلك المام يجب على الخر القتداء به في استكمال نفسه و الهتداء إلى جناب رّبه حّتى‬
‫لط تعططالى أجططل و‬‫نا ّ‬
‫لط عليططه ا ّ‬
‫جططة ّ‬
‫ل انه تركططه بغيططر ح ّ‬
‫جة عليه و ل يحتج على ا ّ‬ ‫يتّم الح ّ‬
‫أعظم من أن يترك الرض بغير إمام عادل و قال عز من قائل ‪:‬‬

‫و لو أهلكناهم بعذاب من قبله لقالوا رّبنا لو ل ارسلت إلينا رسول فنتبع آياتك من قبططل أن‬
‫ل حجة بعد الرسل )‬ ‫ل و نخزى ) طه آية ‪ ( 134‬و قال تعالى ‪ :‬لئل يكون للّناس على ا ّ‬ ‫نذ ّ‬
‫النساء آية ‪ ( 163‬فتابى العناية اللهّية الزلية عن ان يترك عبططاده بل هططاد و مرشططد فططان‬
‫ل ليس بظلم للعبيد ‪.‬‬
‫ا ّ‬

‫لط تعططالى عططن أن يظلططم‬ ‫سلم ‪ :‬ان آخر من يموت المام و ذلك لما علم أن ا ّ‬ ‫ثّم قال عليه ال ّ‬
‫جة إلهّية لزم الظلم فططي حّقططه فالحكمططة الكاملططة‬
‫أحدا فلو بقى في الرض رجل واحد بل ح ّ‬
‫جة بعد الخلق حّتى ل يبقى واحد بل إمام‬ ‫اللهّية و رحمته الواسعة تقتضى بقاء وجود الح ّ‬
‫جة قبل ايجاد الخلق و لذا خلق الخليفة أّول‬ ‫و المام آخر من يموت كما اقتضت وجود الح ّ‬
‫لط الصطادق‬ ‫ثّم خلق الخليفة كما قال ‪ :‬إّني جاعل في الرض خليفطة و لطذا قطال أبطو عبطد ا ّ‬
‫سلم في حديث آخر مروي في الكافي أيضا ‪:‬‬ ‫عليه ال ّ‬
‫طططالب للرشططاد و‬
‫الحجة قبل الخلق و مع الخلق و بعد الخلق ‪ ،‬فارجع البصر كّرتين أّيها ال ّ‬
‫سداد في هذا الحديث اّلذي كاّنه عقل تمثل باللفاظ و اقم و استقم‬
‫الباغى لل ّ‬

‫] ‪[ 66‬‬

‫عععععع عععععع‬

‫سلم قططال ‪ :‬سططمعته‬


‫ل عليه ال ّ‬
‫في الكافي أيضا باسناده عن إسحاق بن عّمار عن أبي عبد ا ّ‬
‫يقول ‪:‬‬

‫ل و فيها امام كى ما إن زاد المؤمنون شيئا رّدهم و ان نقصططوا شططيئا‬


‫ن الرض ل تخلو إ ّ‬ ‫اّ‬
‫أتّمه لهم ‪.‬‬

‫ل بن‬ ‫أقول ‪ :‬و كذا جائت روايات اخر فيه أيضا تقرب منه مضمونا ‪ ،‬منها ما روى عبد ا ّ‬
‫جة‬ ‫ل فيها الح ّ‬‫لو ّ‬ ‫سلم قال ‪ :‬ما زالت الرض إ ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬
‫سليمان العامري عن أبي عبد ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬و منها عن أبي بصير عن أحططدهما‬ ‫يعّرف الحلل و الحرام و يدعو الّناس إلى سبيل ا ّ‬
‫ل لم يدع الرض بغير عالم و لططو ل ذلططك لططم يعططرف الحططق مططن‬ ‫نا ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬ا ّ‬
‫عليهما ال ّ‬
‫الباطل و الغرض ان المام يجب أن يكون عالما بجميع الحكام اللهّية و عارفا بططالحلل‬
‫و الحرام بحيث ل يشذ عنه حكم جزئي منها فاّنه لو لم يكن متصفا بهذه الصططفة لمططا يقططدر‬
‫أن يرد شيئا إن زاده المؤمنططون أو أتّمططه ان نقصططوه فيلططزم التغييططر و التبططديل و الزيططادة و‬
‫ل فل يكمل نظام النوع النساني به بل يلزم الهرج و المططرج المهلكططان‬ ‫النقصان في دين ا ّ‬
‫فالمططام مسططتجمع للغايططة القصططوى مططن الصططدق و المانططة و بالغططا فططي العلططوم الربانّيططة و‬
‫المعارف اللهية و تمهيد المصالح الدينّية و الّدنيوية مرتبطة النهايطة علطى أن العقطل حطاكم‬
‫لط عططن ذلططك ‪ ،‬فالمططام لكططونه حافظططا‬ ‫بقبح استكفاء المر و توليته من ل يعلمه و تعططالى ا ّ‬
‫للدين و مقتدا الناس في جميع الحكام الظاهرية و الباطنّية و الكّلّية و الجزئية و الّدنيوّيططة‬
‫و الخروّية و العبادّية و غيرها يجب أن يكون عالمططا بجميعهططا كمططا هططو الحكططم الصططريح‬
‫للعقل السليم ‪ ،‬و ليس لحد أن يقول اّنه إمام فيمططا يعلطم دون مطا ل يعلططم لظهططور قبططح هطذا‬
‫القول و شناعتها و المفاسد التالية عليه مّما يدركها من كططان لططه أدنططى بصططيرة فططي معنططى‬
‫المام و غرض وجوده في النام ‪ .‬فاذا علم بحكم العقل أن المام يجب أن يكون مقتدا بططه‬
‫في جميع الشريعة وجب أن يكون معصوما لنه لو لم يكن معصوما لططم نططأمن فططي بعططض‬
‫ل تعالى الحكيططم ل يططوجب‬ ‫أفعاله أن يكون قبيحا و الفرض ان القتداء به واجب علينا و ا ّ‬
‫لط و المططبين‬ ‫علينا القتداء بما هو قبيح ‪ ،‬على أن المام إذا كان داعي الّنططاس إلططى سططبيل ا ّ‬
‫الحلل و الحرام و حافظ الّدين عن‬

‫] ‪[ 67‬‬
‫ل ذي حططق حقططه بحسططب اسططتحقاقه و هططو كمططا‬
‫الزيادة و النقصان يستلزم العلم باعطططاء كط ّ‬
‫حققناه قبل يستلزم الطلع على الكليات و الجزئيات مما يحتاج اليها الّنططاس و هططي غيططر‬
‫ل تعالى و لخلفائه المعصومين المنصوبين من عنده ‪.‬‬ ‫ل ّ‬‫متناهية فهي غير معلومة إ ّ‬

‫عععععع عععععع‬

‫قال الشريف المرتضى علم الهدى في المجلس الثاني عشططر مططن أمططاليه ‪ :‬روى أن هشططام‬
‫بن الحكم قدم البصرة فطأتى حلقطة عمططرو بططن عبيطد فجلططس فيهططا و عمطرو ل يعرفطه فقططال‬
‫ل لك عينين ؟ قال ‪ :‬بلى ‪ .‬قال ‪ :‬و لم ؟ قال ‪:‬‬‫لعمرو ‪ :‬أليس قد جعل ا ّ‬

‫لنظر بهما في ملكوت السماوات و الرض فاعتبره قال ‪ :‬و جعل لك فما ؟ قال ‪:‬‬

‫نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬و لم ؟ قال ‪ :‬لذوق الطعام و اجيب الداعي ‪ .‬ثّم عّدد عليه الحواس كّلهططا ‪ ،‬ث طمّ‬
‫قال ‪ :‬و جعل لك قلبا ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قططال ‪ :‬و لططم ؟ قططال ‪ :‬لتططؤدى اليططه الحططواس مططا أدركتططه‬
‫فيمّيز بينها ‪ .‬قال ‪ :‬فأنت لم يرض لك رّبك تعالى إذ خلق لك خمس حواس حّتى جعل لهططا‬
‫ل يجعطل لهطم إمامطا يرجعطون‬ ‫إماما ترجع اليه أترضى لهذا الخلق اّلذين جشأ بهطم العطالم أ ّ‬
‫إليه ؟ فقال له عمطرو ‪ :‬ارتفططع حّتططى ننظطر فطي مسططألتك و عرفططه ثطّم دار هشطام فططي حلططق‬
‫البصرة فما أمسى حّتى اختلفوا ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬و رواه الكليني قدس سّره مفصل في الكافي باسناده عن يونس بططن يعقططوب قططال ‪:‬‬
‫سلم جماعة من أصحابه منهم حمران بن اعين و محّمد ابططن‬ ‫ل عليه ال ّ‬
‫كان عند أبي عبد ا ّ‬
‫ب فقال أبو عبد‬ ‫النعمان و هشام بن سالم و الطيار و جماعة فيهم هشام بن الحكم و هو شا ّ‬
‫سلم ‪ :‬يا هشام أل تخبرني كيف صنعت بعمرو بن عبيد و كيف سألته ؟‬ ‫ل عليه ال ّ‬
‫ا ّ‬

‫ل إّني اجّلك و أستحييك و ل يعمل لساني بين يديك ‪.‬‬


‫قال هشام ‪ :‬يا ابن رسول ا ّ‬

‫سلم ‪ :‬إذا أمرتكم بشيء فافعلوا قططال هشططام ‪ :‬بلغنططي مططا كططان فيططه‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫فقال أبو عبد ا ّ‬
‫ى فخرجطت اليطه و دخلطت‬ ‫عمرو بن عبيطد و جلوسطه فطي مسطجد البصطرة فعظطم ذلطك علط ّ‬
‫البصرة يوم الجمعة فأتيت مسجد البصرة فاذا أنا بحلقططة عظيمططة فيهططا عمططرو بططن عبيططد و‬
‫عليه شملة سوداء متزربها من صططوف و شططملة مرتططد بهططا و الّنططاس يسططألونه فاسططتفرجت‬
‫الّناس فأفرجوا لى ثّم قعدت في آخر القوم على ركبتي ثّم قلت ‪ :‬أّيها العالم إّني‬

‫] ‪[ 68‬‬

‫رجل غريب تأذن لي في مسألة ؟ فقال لي ‪ :‬نعم ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬ألك عين ؟ فقال ‪:‬‬

‫ي أي شيء هذا من السؤال و شيء تراه كيف تسأل عنه ؟ فقلت ‪ :‬هكذا مسألتي ‪.‬‬
‫يا بن ّ‬
‫ي سل و ان كانت مسألتك حمقاء ‪ .‬قلت ‪ :‬أجبني فيها ؟ قال لي ‪ :‬سل ‪.‬‬
‫فقال ‪ :‬يا بن ّ‬

‫قلت ‪ :‬ألك عين ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قلت ‪ :‬فما تصنع بها ؟ قال ‪ :‬أرى بها اللططوان و الشططخاص‬
‫قلت ‪ :‬فلك أنف ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قلت ‪ :‬فما تصنع بطه ؟ قطال ‪ :‬أشطم بطه الرائحطة ‪ .‬قلطت ‪ :‬ألطك‬
‫فم ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قلت ‪ :‬فما تصنع به ؟ قال ‪ :‬أذوق به الطعم ‪.‬‬

‫قلت ‪ :‬فلك اذن ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قلت فما تصنع بها ؟ قال ‪ :‬أسمع بها الصوت ‪ .‬قلت ‪:‬‬

‫ل ما ورد على هذه الجوارح و‬‫ألك قلب ؟ قال نعم ‪ ،‬قلت ‪ :‬فما تصنع به ؟ قال ‪ :‬اميز به ك ّ‬
‫الحواس ‪ .‬قلت ‪ :‬أو ليس في هذه الجوارح غني عن القلب ؟ فقال ‪ :‬ل ‪ ،‬قلت ‪:‬‬

‫ي إن الجوارح إذا شططكت فططي شططيء شطّمتة‬ ‫و كيف ذلك و هي صحيحة سليمة ؟ قال ‪ :‬يا بن ّ‬
‫ك ‪ ،‬قططال هشططام ‪:‬‬ ‫أو رأته أو ذاقته أو سمعته رّدته إلى القلب فتسططتيقن اليقيططن و تبطططل الشط ّ‬
‫ل لططم‬
‫ك الجوارح ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قلت ‪ :‬لبططد مططن القلططب و إ ّ‬ ‫ل القلب لش ّ‬
‫فقلت له ‪ :‬فاّنما أقام ا ّ‬
‫ل تعالى لم يترك جوارحك حّتططى‬ ‫تستيقن الجوارح ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فقلت له ‪ :‬يا أبا مروان فا ّ‬
‫حح لها الصحيح و يتيقن مططا شططكت فيططه و يططترك هططذا الخلططق كّلهططم فططي‬ ‫جعل لها إماما يص ّ‬
‫حيرتهم و شّكهم و اختلفهم ل يقيم لهم إماما يرّدون إليه شّكهم و حيرتهم و يقيم لك إمامطا‬
‫ي فقططال ‪:‬‬‫لجوارحك ترّد اليه حيرتك و شّكك ؟ قال ‪ :‬فسكت و لم يقل لي شيئا ثّم التفططت إل ط ّ‬
‫أنت هشام بن الحكم ؟ فقلت ‪ :‬ل ‪ ،‬فقال ‪ :‬أمن جلسائه ؟ قلت ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فمططن أيططن أنططت ؟‬
‫قال ‪ :‬قلت ‪ :‬من أهل الكوفة ‪ .‬قال ‪:‬‬

‫فاذن أنت هو ثّم ضمني اليه و أقعدني في مجلسه و زال عن مجلسه و ما نطق حّتى قمت‬
‫سلم و قال ‪ :‬يا هشططام مططن عّلمططك هططذا ؟ قلططت ‪ :‬شططيء‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫‪ .‬قال ‪ :‬فضحك أبو عبد ا ّ‬
‫ل مكتوب في صحف إبراهيم و موسى ‪.‬‬ ‫أخذته منك فقال ‪ :‬هذا و ا ّ‬

‫لط‬
‫بيان الغرض من احتجاج هشام بن الحكم على عمرو بن عبيططد وجططوب اللطططف علططى ا ّ‬
‫تعالى فاّنه كما اقتضى لطفه خلق القلب إماما لقططوى الجططوارح و العضططاء ترجططع إليططه و‬
‫ليست في غنى عنه فكذلك اقتضى جعل إمام للّناس يرجعون‬

‫] ‪[ 69‬‬

‫ل ما يحتاجون اليه ‪ .‬و وصف المسألة بالحمقططاء تج طّوز كقططولهم نهططاره صططائم و‬
‫اليه في ك ّ‬
‫التصغير للتحقير ‪.‬‬

‫ن المراد بالقلب في اليات و الخبار هو اللطيفة الرّبانّية القدسّية يعّبر بالقّوة العقلّية و‬
‫ثّم إ ّ‬
‫بالعقل و بالروح و بالنفس الناطقة أيضا و في الفارسّية بروان و قد ذكططر الشططيخ كمططا فططي‬
‫الفصل الخر من الباب الخامس من السفر الّرابططع مططن السططفار فططي بعططض رسططائله بلغططة‬
‫الفرس بهططذه العبططارة ‪ :‬روح بخططارى را جطان گوينططد و نفططس نططاطقه را روان ‪ ،‬ل الجسططم‬
‫لط‬
‫سططلم ‪ :‬هططذا و ا ّ‬
‫اللحمي الصنوبري اّلذي في الحيوانات العجم أيضا و إّنما قططال عليططه ال ّ‬
‫ن الحكططم العقلططي ل يتغّيططر بمضططي الططدهور و ل‬ ‫مكتوب في صططحف إبراهيططم و موسططى ل ّ‬
‫يتبّدل بتبّدل الزمان و ل يختلف باختلف المم فهذا الحكم الكلططي العقلططي اللهططي مكتططوب‬
‫في الصحف الولى صحف إبراهيم و موسى و مستكن في عقول الّنططاس و الخلططق جّبلططوا‬
‫عليه أزل و أبدا ‪.‬‬

‫ن ما تططدركه هططذه القططوى صططور صططرفة و تصطّورات محضططة ل توصططل إلططى معرفططة‬ ‫ثّم إ ّ‬
‫الغائبات فلبّد للتصديق و اليقين و اليصال إلى معرفة الغائبات من أن تكون قّوة اخططرى‬
‫حاكمة عليها و تلك القّوة الحاكمة هو العقل و تلك القوى من شئونه في الحقيقطة تنشطأ منطه‬
‫بل هي تفاصيل ذاته و شروح هويته و هو أصلها و متنها و لوله لفسدت القططوى و انهططدم‬
‫البدن و كذا لو ل الحجة لساخت الرض بأهله ‪.‬‬

‫و قول هشام ‪ :‬شطيء أخطذته منطك ‪ ،‬كطان هشطام مطن أصطحاب الصطادق و الكطاظم عليهمطا‬
‫سلم و اقتبس من مشكاة وجودهما علوما جمة و الف كتبطا كطثيرة قيمطة و كطان ثقطة فطي‬ ‫ال ّ‬
‫الروايات حسن التحقيق بهذا المر و كان ممن فتططق الكلم فططي المامططة و هططذب المططذهب‬
‫صططادق‬
‫بالنظر و كان حاذقا بصناعة الكلم و كان في مبدء أمططره مططن الجهمّيططة ثطّم لقططى ال ّ‬
‫سلم فاستبصر بهديه و لحق به ‪.‬‬
‫عليه ال ّ‬

‫سلم في ذيل احتجططاجه علططى أبططي شططاكر‬ ‫ل عليه ال ّ‬


‫و قد أشار إلى هذا الحتجاج أبو عبد ا ّ‬
‫الديصاني في حدوث العططالم و نقلططه الشططيخ المفيططد فططي الرشططاد قطال ‪ :‬روى أن أبططا شططاكر‬
‫سلم فقال له ‪ ،‬إّنك لحد النجوم‬ ‫ل عليه ال ّ‬‫الديصاني وقف ذات يوم في مجلس أبي عبد ا ّ‬

‫] ‪[ 70‬‬

‫الزواهططر و كططان آبططاؤك بططدورا بططواهر و امهاتططك عقيلت عبططاهر و عنصططرك مططن أكططرم‬
‫العناصر و إذا ذكر العلماء فعليك تثني الخناصر خبرنا أّيها البحر الزاخر ما الدليل علططي‬
‫ل فأوضحت و قلت فأحسنت‬ ‫حدوث العالم إلى أن قال ‪ :‬فقال أبو شاكر ‪ :‬دّللت يا أبا عبد ا ّ‬
‫ل مططا أدركنططاه بأبصططارنا أو سططمعناه بآذاننططا أو‬‫و ذكرت فأوجزت و قد علمت أنا ل نقبل إ ّ‬
‫سططلم ‪ :‬ذكططرت‬ ‫ل عليططه ال ّ‬
‫ذقناه بأفواهنا أو شممناه بأنوفنا أو لمسناه ببشرتنا فقال أبو عبد ا ّ‬
‫ل بدليل كما ل تقطع الظلمة بغير مصباح ‪.‬‬ ‫الحواس الخمس و هي ل تنفع في الستنباط إ ّ‬

‫عععععع عععععع‬

‫سلم اّنه قال للزنديق اّلططذي‬


‫ل عليه ال ّ‬
‫في الكافي بإسناده إلى هشام بن الحكم عن أبي عبد ا ّ‬
‫ت النبياء و الرسل ؟ قال ‪ :‬انا لما أثبتنا أن لنا خالقا صانعا متعاليا عّنططا و‬
‫سأله من أين أثب ّ‬
‫عن جميع ما خلق و كان ذلك الصانع حكيما متعاليا لم يجز أن يشاهده خلقه و ل يلمسوه‬
‫جوه ثبت أن له سفراء فططي خلقططه يعّبططرون عنططه إلططى‬ ‫جهم و يحا ّ‬‫فيباشرهم و يباشروه و يحا ّ‬
‫خلقه و عباده و يدلونهم على مصالحهم و منططافعهم و مططا بططه بقططاؤهم و فططي تركططه فنططاؤهم‬
‫ل و ع طّز و هططم‬ ‫فثبت المرون و الّناهون عن الحكيم العليم في خلقه و المعّبططرون عنططه ج ط ّ‬
‫النبياء و صفوته من خلقه حكماء مؤدبين في الحكمة مبعوثين بها غير مشططاركين للّنططاس‬
‫علططى مشططاركتهم لهططم فططي الخلططق و الططتركيب فططي شططيء مططن أحططوالهم ) و أفعططالهم خ ل (‬
‫ل دهر و زمان مّما أتت به الرسل و‬ ‫مؤيدون عند الحكيم العليم بالحكمة ثّم ثبت ذلك في ك ّ‬
‫ل علططى‬‫جة يكططون معططه علططم يططد ّ‬‫ل من ح ّ‬ ‫النبياء من الدلئل و البراهين لكيل تخلو أرض ا ّ‬
‫صدق مقالته و جواز عدالته ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬الغرض من هذا الحديث العقلي البرهاني المشططتمل علططى مسططائل عظيمططة و فططوائد‬
‫سططداد‬
‫جة يهدى الّناس إلى سبيل الّرشاد و ال ّ‬ ‫مهّمة أن الرض ما دامت باقية ل تخلو من ح ّ‬
‫ل من الجهالة و حيرة الضللة مبتنيا على مقدمات عقلية و ليس الغططرض‬ ‫و يستنقذ عباد ا ّ‬
‫من التيان بهذه الحاديث كما اشرنا إليه آنفا التمسك بها تعبدا حططتى يلططزم الططدور بططل لمططا‬
‫رأينا من أنها احتجاجات على اساس عقلى برهاني‬

‫] ‪[ 71‬‬

‫اردنا ذكره لنجاز المقصود و اليصال إلى المطلوب و بالفرض لططو لططم تكططن أمثططال هططذا‬
‫سلم لكان استدللت تاّمة و احتجاجات وافية في المقصود‬ ‫الحديث صادرة عنهم عليهم ال ّ‬
‫و هذه الحاديث و امثالها معاضدات للعقل في حكمه و ارشططادات لططه فططي قضططائه و نحططن‬
‫ل نأتي في بيطان الحطديث بطائفطة مطن المططالب المختطارة الحكميطة العقليطة ليطزداد‬ ‫بعون ا ّ‬
‫الطالب بصيرة إلى الفلح و هداية إلى النجاة و النجاح ‪.‬‬

‫لط تعططالى‬
‫سلم ‪ :‬انا لما اثبتنا ان لنططا خالقططا صططانعا ‪ .‬فيططه اشططارة إلططى معرفططة ا ّ‬
‫قوله عليه ال ّ‬
‫بالعقل و النظر و البرهان ل بتقليد الباء و الّمهات و العلماء و الساتيذ و غيرهم ‪.‬‬

‫ن ما سواه تعالى مخلوقه و معلوله‬ ‫سلم ‪ :‬متعاليا عّنا و عن جميع ما خلق ‪ .‬فا ّ‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫ن الممكطن فطي اتصططافه بطالوجود‬ ‫ممكن في ذاته و محتاج في وجوده و بقائه إلى جنطابه فطا ّ‬
‫ل عرضططى‬ ‫يحتاج إلى جاعل مرجح يخرجه مطن العططدم و يجعلططه متصططفا بطالوجود فطان كط ّ‬
‫معّلل و لما كططانت العلططة المحوجططة إليططه تعططالى هططو المكططان و ان المكططان ل يططزول عططن‬
‫الممكن الموجود أيضا فمفتقر إلى علته في بقائه و وجود العلطة فطوق وجططود المعلطول فططي‬
‫سم و التعّلق بالمواد و الجسام و عن ك طلّ حططد و‬ ‫وجوده و جميع صفاته و متعال عن الّتج ّ‬
‫صمة يتطرق في معلولته ‪.‬‬
‫ن إتقان صنعه في مخلططوقه علططى‬ ‫سلم ‪ :‬و كان ذلك الصانع حكيما متعاليا ‪ ،‬فإ ّ‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫قدر لئق لكل شيء و النظام الكمل التّم المشهور في الكططون المحيططر للعقططول و المططور‬
‫الغريبة الحاصلة في خلق السماوات و الرض و العجائب المودعططة فططي بنيططة النسططان و‬
‫ن الحكمة هو العدل و الحق و الصواب و‬ ‫ل على كمال حكمة بارئه فا ّ‬‫الحيوان و النبات تد ّ‬
‫الحكيم هططو العططالم الططذى يضططع الشططياء مواضططعها ‪ ،‬أو لططم يتفّكططروا فططي أنفسططهم مططا خلططق‬
‫ل بالحق ‪ ،‬الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى فططي خلططق الرحمططن‬ ‫السموات و الرض إ ّ‬
‫من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور ‪ ،‬ثّم ارجع البصر كّرتين ينقلب إليك البصر‬
‫خاسئا و هو حسير ‪ ،‬و بالعدل قامت السماوات و الرض ‪ .‬ثم ان الصانع الحكيم ل يترك‬
‫الّناس سدى و ل يهملهم فلبّد من أن يكون له سفراء في خلقه ‪.‬‬

‫] ‪[ 72‬‬

‫سلم ‪ :‬لم يجز أن يشاهده خلقه اه ‪ :‬فان ما تدركه البصار و يباشطره النسطان‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫بالحواس الجسم و الجسططمانيات أو المتجسططم و المتجسططد و المتمثططل مططن المجطّردات و مططا‬
‫يقرب منها كالجّنة و هو عز و جل متعال عن ذلك علوا كبيرا ‪.‬‬

‫سلم ‪ :‬ثبت أن له سفراء في خلقه إلى آخره ‪ .‬دليل على وجوب بعثططة النبيططاء‬‫قوله عليه ال ّ‬
‫لط‬
‫و هذا الطريق هو الذي أتى به الحكماء في اسفارهم في وجوب إرسطال الرسطل علطى ا ّ‬
‫تعالى بل هو امتن و أدق و أكمل منه ‪.‬‬

‫و اعلم انه ذهب ارباب الملل و أكثر الفلسفة إلى حسن بعثة النبياء خلفا للبراهمططة مططن‬
‫ن مططا يجيء بططه الّرسططول إن‬
‫الهند و من يحذو حططذوهم فططاّنهم منعططوا مططن حسططنها و قططالوا إ ّ‬
‫خالف العقل فهو مردود و إن وافق ففي العقل غنية عنه فل وجه لحسنها ‪.‬‬

‫ن العقل ل يدرك جميع ما يصلح له و ينفعه و يضره علططى البسططط و‬ ‫و هذا القول باطل ل ّ‬
‫التفصيل بطل كططثيرا منهططا علطى الجمطال و البهططام أيضطا ‪ ،‬علطى أن الفططوائد اّلططتي ذكرهطا‬
‫المتكّلمون و الحكماء في حسطن بعثططة النبيططاء تطرّد مطا ذهطب إليطه البراهمطة قطال المحقطق‬
‫الطوسي في تجريد العتقاد ‪:‬‬

‫ل عليه و اسططتفادة الحكططم فيمططا ل‬


‫البعثة حسنة لشتمالها على فوائد كمعاضدة العقل فيما يد ّ‬
‫ل و ازاحططة الخططوف و اسططتفادة الحسططن و القبططح و المنططافع و المضططار و حفططظ النططوع‬
‫يططد ّ‬
‫النسانى و تكميل أشخاصططه بحسططب اسططتعداداتهم المختلفططة و تعليمهططم الصططنائع الخفّيططة و‬
‫سياسات و الخبار بالعقاب و الّثواب فيحصل الّلطف للمكلف ‪.‬‬ ‫الخلق و ال ّ‬

‫ثّم على تقدير حسنها هل هي واجبة هي الحكمة قال العدلية اعنططي المامّيططة و المعتزلططة ‪:‬‬
‫نعم ‪ ،‬و منعت الشاعرة من وجوبها بناء على أصلهم الفاسد ‪.‬‬
‫ثّم تقرير الطريق الذي اتى به الحكماء على الجمال هو أن نقول كلما كان صلح النططوع‬
‫ل تعالى كانت الشريعة واجبة و كلما كانت الشططريعة واجبططة كطانت البعثططة واجبطة‬ ‫مطلوبا ّ‬
‫فكلما كان صلح النوع مطلوبا فالبعثة واجبططة و علططى التفصططيل مططا ذكططره زينططون الكططبير‬
‫تلميذ ارسطاطاليس في رسالته في المبدء و المعاد و ما ذكره الشيخ فططي المقالططة العاشططرة‬
‫من إلهيات الشفاء من الفصل الّثاني إلى الخامس و في‬

‫] ‪[ 73‬‬

‫الشططارة الولططى مططن النمططط الّتاسططع مططن الشططارات و التنبيهططات و غيرهططم مططن الحكمططاء‬
‫الشامخين في مؤلفططاتهم الحكميططة و نططأتي بمططا فططي الشططارات و شططرحه للعلمططة الطوسططي‬
‫شيخ ‪:‬‬
‫فانهما وافيان في المقصود مع جزالة الّلفظ و رزانة النظم قال ال ّ‬

‫ل بمشططاركة آخططر مططن بنططي جنسططه و‬ ‫ل وحططده بططأمر نفسططه إ ّ‬


‫لما لم يكن النسان بحيث يستق ّ‬
‫ل واحد منهمططا لصططاحبه عططن مهططم لططو تططوله‬ ‫بمعاوضة و معارضة تجريان بينهما يفرغ ك ّ‬
‫بنفسه لزدحم على الواحد كثير و كان مّما يتعسر ان أمكن ‪ ،‬وجب أن يكططون بيططن الّنططاس‬
‫معاملة و عدل يحفظه شرع يفرضه شارع متميز باسططتحقاق الطاعططة لختصاصططه بآيططات‬
‫ل على أّنها من عند رّبه و وجب أن يكون للمحسن و المسططيء جططزاء مططن عنططده القططدير‬ ‫تد ّ‬
‫الخبير فوجب معرفة المجازي و الشارع و مطع المعرفطة سطبب حطافظ للمعرفططة ففرضطت‬
‫عليهم العبادة المذكورة للمعبود و كّررت عليهم ليستحفظ التذكير بالتكرير حّتى اسططتمرت‬
‫الدعوة إلى العدل المقيم لحيطاة النطوع ثطّم لمسطتعمليها بعطد النفطع العظيطم فطي الطّدنيا الجطر‬
‫صططوا بهططا فيمططا هططم‬
‫الجزيل في الخرى ثّم زيد للعططارفين مططن مسططتعمليها المنفعططة اّلططتي خ ّ‬
‫موّلون وجوههم شطره فانظر إلى الحكمة ثّم إلططى الّرحمططة و النعمططة تلحططظ جنابططا تبهططرك‬
‫عجائبه ثّم أقم و استقم ‪.‬‬

‫و قال المحقق الطوسي في شرحه ‪ :‬اثبت النبّوة و الشريعة و ما يتعّلق بهما علططى طريقططة‬
‫الحكماء و ذلك مبني على قواعطد و تقريرهطا أن نقطول ‪ :‬النسطان ل يسطتقل وحطده بطامور‬
‫معاشه لّنه يحتاج إلى غذاء و مسكن و سلح لنفسه و لمططن يعططوله مططن أولده الصططغار و‬
‫غيرهم و كّلها صناعّية ل يمكن أن يرتبها صانع واحد إل في مّدة ل يمكن أن يعيش تلططك‬
‫سططر لجماعططة يتعططاونون و يتشططاركون فططي‬
‫المدة فاقططدا إياهططا أو يتعسططر إن أمكططن لكّنهططا تتي ّ‬
‫ل واحططد‬ ‫تحصيلها يفزع كل واحد منهم لصاحبه عن ذلك فيتم بمعارضة و هي أن يعمل ك ّ‬
‫ل واحد صاحبه مططن عملططه بططازاء مططا‬
‫مثل ما يعمله الخر ‪ ،‬و معاوضة و هي أن يعطى ك ّ‬
‫يأخذه منه من عمله فاذن النسان بالطبع محتاج في تعيشه إلى الجتماع مؤد إلى صططلح‬
‫حاله و هو المراد من قولهم النسان مططدنى بطالطبع ‪ ،‬و التمططدن فططي اصطططلحهم هططو هططذا‬
‫الجتماع فهذه قاعدة ‪.‬‬

‫ثّم نقول ‪ :‬و اجتماع الّناس على التعاون ل ينتظم إل إذا كان بينهم معاملة‬
‫] ‪[ 74‬‬

‫ل واحد يشتهى ما يحتاج إليه و يغضب على من يزاحمه فطي ذلططك و تططدعوه‬ ‫نكّ‬‫و عدل ل ّ‬
‫شهوته و غضبه إلى الجور على غيره فيقع من ذلك الهرج و يختل أمر الجتماع أمططا إذا‬
‫كان معاملة و عدل متفق عليهما لططم يكططن كططذلك فطاذن لبططد منهمططا و المعاملططة و العططدل ل‬
‫يتناولن الجزئيات الغير المحصورة إل إذا كانت لها قوانين كّلية و هى الشرع فاذن لب طّد‬
‫من شريعة ‪ ،‬و الشريعة في الّلغة مورد الشاربة و اّنما سمى المعنى المذكور بها لستواء‬
‫الجماعة في النتفاع منه و هذه قاعدة ثانية ‪.‬‬

‫ثّم نقول ‪ :‬و الشرع لبّد له من واضع يقّنن تلك القوانين و يقّررها على الوجه الذى ينبغى‬
‫ن الّناس لو تنازعوا في وضع الشرع لوقع الهرج المحذور منه فططاذن‬ ‫شارع ‪ ،‬ثّم إ ّ‬
‫و هو ال ّ‬
‫يجب أن يمتاز الشارع منهططم باسططتحقاق الطاعططة ليطيعططه البططاقون فططي قبططول الشططريعة ‪ .‬و‬
‫ل علطى كطون تلطك الشطريعة مطن عنطد رّبطه ‪ ،‬و تلطك‬ ‫استحقاق الطاعة إّنما يتقرر بآيات تطد ّ‬
‫ص للقولّيطة أططوع ‪ ،‬و العطوام‬
‫اليات هي معجزاته و هي إّما قوليطة و إّمطا فعليطة و الخطوا ّ‬
‫ن النبّوة و العجاز ل يحصططلن مططن‬ ‫للفعلية أطوع ‪ .‬و ل يتم الفعلية مجّردة عن القولّية ل ّ‬
‫ي ذو معجزة و هذه قاعدة ثالثة ‪.‬‬ ‫غير دعوة إلى خير فاذن لبّد من شارع هو نب ّ‬

‫ن العوام و ضعفاء العقول يستحقرون اختلل عدل الّنططافع فططي امططور معاشططهم بحسططب‬ ‫ثّم ا ّ‬
‫الّنوع عند استيلء الشوق عليهم إلى مططا يحتططاجون إليططه بحسططب الشططخص فيقططدمون علططى‬
‫مخالفة الشرع ‪ ،‬و إذا كان للمطيع و العاصي ثواب و عقاب أخرويان يحملهططم الرجططاء و‬
‫الخوف على الطاعة و ترك المعصية ‪ ،‬فالشريعة ل تنتظم بدون ذلططك انتظامهططا بططه فططاذن‬
‫وجب أن يكون للمحسن و للمسيء جزاء من عند الله القدير على مجازاتهم ‪ ،‬الخبير بما‬
‫يبدونه أو يخفونه من أفكارهم و أقوالهم و أفعالهم و وجططب أن يكططون معرفططة المجططازي و‬
‫الشارع واجبة على الممتثلين للشريعة في الشريعة ‪،‬‬

‫و المعرفة العامية قلما تكون يقينّية فل تكون ثابتة فوجب أن يكون معها سبب حافظ لها و‬
‫هو التذكار المقرون بالتكرار و المشتمل عليهما إنما تكون عبادة مطذكرة للمعبطود مكطررة‬
‫في أوقات متتالية كالصلوات و ما يجرى مجراها فاذن يجب أن‬

‫] ‪[ 75‬‬

‫يكون النبي داعيا إلى التصديق بوجود خالق مدبر خبير ‪ ،‬و إلى اليمان بشططارع مبعططوث‬
‫من قبله صادق ‪ ،‬و إلى العتراف بوعد و وعيد اخرويين ‪ ،‬و إلططى القيططام بعبططادات يططذكر‬
‫فيهططا الخططالق بنعططوت جللططه ‪ ،‬و إلططى النقيططاد لقططوانين شططرعّية يحتططاج إليهططا الّنططاس فططي‬
‫معاملتهم حّتى يستمّر بذلك الّدعوة إلى العدل المقيم لحياة الّنوع و هذه قاعدة رابعة ‪.‬‬
‫ن جميع ذلك مقططدر فططي العنايططة الولططى لحتيططاج الخلططق إليططه فهططو موجططود فططي جميططع‬
‫ثّم إ ّ‬
‫الوقات و الزمنة و هو المطلوب و هو نفع ل يتصور نفع اعّم منه ‪.‬‬

‫و قد اضيف لممتثلي الشططرع إلططى هططذا النفططع العظيططم الططدنياوي الجططر الجزيططل الخططروي‬
‫حسططب مطا وعططدوه و اضطيف للعططارفين منهططم إلطى النفطع العاجطل و الجططر الجطل الكمططال‬
‫الحقيقي المذكور ‪ ،‬فانظر إلى الحكمة و هي تبقية النظام على هذا الوجه ‪،‬‬

‫ثّم إلى الّرحمة و هو إيفاء الجر الجزيل بعد النفع العظيم ‪ ،‬و إلى النعمة و هططي البتهططاج‬
‫الحقيقي المضاف إليهما ‪ ،‬تلحظ جنططاب مفيططض هططذه الخيططرات جنابططا تبهططرك عجططائبه أي‬
‫تغلبططك و تدهشططك ‪ .‬ث طّم أقططم أي أقططم الشططرع ‪ ،‬و اسططتقم أي فططي التططوجه إلططى ذلططك الجنططاب‬
‫المقدس ‪.‬‬

‫سططلم ‪ :‬يعّبططرون عنططه‬ ‫و إذا علم ذلك فلنرجع إلى بيان سائر فقرات الحديث ‪ ،‬قوله عليططه ال ّ‬
‫صططحاح ‪ :‬عّبططرت عططن فلن إذا تكلمططت عنططه ‪ ،‬و‬ ‫إلى خلقه و عباده ‪ .‬قال الجوهرى فططي ال ّ‬
‫ن المعّدل اللهططي هطو إيقططاظ فططرة الّنطاس مطن‬ ‫المراد أن الصل الّول فيما يسّنه هذا السا ّ‬
‫ل و إنارة عقولهم من أنوار المعرفة به تعططالى و إثططارة‬ ‫نوم الغفلة عن مبدء العالم عّز و ج ّ‬
‫ل أصططل شططجرة الطّدين و‬ ‫نفوسهم إلى الوصول ببابه و الحضور إلى جنابه فان اليمان بططا ّ‬
‫ل حط ّ‬
‫ق‬ ‫أساس بنيان السنة و الشريعة و سائر الصول و الفروع متفرع عليه فمن عرف ا ّ‬
‫معرفته عرف ان له صفات عليا و أسماء حسنى لئقة بذاته و اّنه تعالى واجب الوجود ل‬
‫يشارك شيئا من الشياء في ماهيته و قيوم برىء عططن جميططع انحططاء التعلططق بططالغير و أّنططه‬
‫ن العبططث قبيططح ل يتعاطططاه المبططدء الحكيططم ‪ ،‬و المبططدء‬
‫تعالى لم يخلق العططالم و آدم عبثططا فططا ّ‬
‫الحكيم تعالى عن أن يترك الّناس حياري و ل‬

‫] ‪[ 76‬‬

‫يهديهم سبيل الخير و الهدى و ما يوجب لهم عنده الزلفى ‪ ،‬فلبد من وجوب التكليطف فطي‬
‫ل لكان مغريا بالقبيح تعالى عن ذلك لّنه خلق في العبططد الشططهوة و الميططل إلططى‬ ‫الحكمة و إ ّ‬
‫القبائح و النفرة و التأبي عن الحسن فلو لم يقرر عبده عقله و لم يكّلفه بوجوب الططواجب و‬
‫قبح القبيح و يعده و يتوعده لكان مغريا له بالقبيح و الغراء بالقبيح قبيح و التكليف ل يتم‬
‫ل بارسططال الّرسططل المططؤدبين بططآدابه المؤيططدين مططن عنططده بططامور‬
‫ل بالعلم و هو ل يتم إ ّ‬‫إّ‬
‫قدسّية و كرامات الهية و معجزات و خوارق عادات ‪.‬‬

‫ب هدى إلى ما يتفرع عليه فقد افلح و سططعد و فططاز‬ ‫و بالجملة من هدى عقله إلى جناب الر ّ‬
‫لط و المططروي عططن‬‫لا ّ‬‫لط كلمططة ل إلططه إ ّ‬
‫و لذا ترى من سنة النبياء أن أّول ما لقنوا عباد ا ّ‬
‫ل تفلحوا ‪.‬‬
‫لا ّ‬
‫ل عليه و آله قولوا ل إله إ ّ‬‫خاتمهم صّلى ا ّ‬
‫ن تلقين جميع الّناس معرفته تعططالى علططى الططوجه الططذي ل يفهمططه إلّ‬
‫نعم ل يجب على السا ّ‬
‫الوحدى من الّناس الحكيم المتأله المرتاض في الفنون و العلوم فان معاشر النبياء بعثوا‬
‫ليكلموا الّناس على قدر عقولهم ‪ ،‬و ل ريب أن الدراكات و النيل إلى المعارف و العلططوم‬
‫يتفاوت بحسب مراتب الّناس في صفاء نفوسهم و صقالتها قال الشيخ في إلهيات الشفاء ‪:‬‬

‫و يكون الصل الّول فيما يسنه تعريفه إّياهم أن لهم صانعا واحدا قادرا و أّنه عالم بالسرّ‬
‫و العلنية و أّنه من حّقه أن يطاع أمره فاّنه يجب أن يكون المر لمن له الخلق ‪ ،‬و أنه قد‬
‫أعّد لمن أطاعه المعاد المسعد و لمن عصاه المعاد المشطقي حّتطى يتلقطى الجمهطور رسطمه‬
‫المنزل على لسانه من الله و الملئكة بالسمع و الطاعة و ل ينبغي له أن يشططغلهم بشططيء‬
‫ل فوق معرفة أّنه واحد حق ل شبيه له ‪.‬‬ ‫من معرفة ا ّ‬

‫فأّما ان يعدي بهم إلى أن يكلفهم أن يصّدقوا بوجوده و هو غير مشار إليه فططي مكططان و ل‬
‫منقسم بالقول و ل خارج العالم و ل داخله و ل شيء من هططذا الجنططس ‪ ،‬فقططد عظططم عليهططم‬
‫ل لمططن كططان المعططان‬
‫الشغل و شوش فيما بين أيديهم الّدين و أوقعهم فيما ل تخلططص عنططه إ ّ‬
‫الموفق الذي يشذ وجوده و يندر كونه ‪ ،‬فاّنه ل يمكنهم أن يتصططوروا هططذه الحططوال علططى‬
‫ل بكّد و إّنما يمكن القليل منهم أن يتصوروا حقيقة هذا‬
‫وجهها إ ّ‬

‫] ‪[ 77‬‬

‫التوحيد و التنزيه فل يلبثوا أن يكذبوا بمثل هذا الموجود و يقعططوا فططي تنططازع و ينصططرفوا‬
‫إلى المباحثات و المقايسات بمثل اّلتي تصّدهم عن أعمالهم المدنيطة ‪ ،‬و ربمططا أوقعهطم فطي‬
‫آراء مخالفة لصلح المدينططة و منافيططة لططواجب الحططق و كططثرت فيهططم الشططكوك و الشططبه و‬
‫سططر لططه فططي الحكمططة اللهّيططة و ل السططا ّ‬
‫ن‬ ‫ن في ضبطهم فما كططل بمي ّ‬
‫صعب المر على السا ّ‬
‫يصلح له أن يظهر أن عنده حقيقة يكتمها عن العاّمة بل يجب أن ل يرخططص فططي تعططرض‬
‫ل تعالى و عظمته برموز و أمثلة من الشياء‬ ‫شيء من ذلك ‪ .‬بل يجب أن يعرفهم جلل ا ّ‬
‫اّلتي هي عندهم جليلة و عظيمة و يلقى إليهم مع هذا هذا القدر أعني اّنه ل نظيططر لططه و ل‬
‫شريك له و ل شبيه ‪.‬‬

‫و كذلك يجطب أن يقطرر عنطدهم أمطر المعطاد علطى وجطه يتصطورون كيفيتطه و يسطكن إليطه‬
‫نفوسهم و يضرب للسعادة و الشقاوة أمثال مّما يفهمونه و يتصططورونه ‪ .‬و أّمططا الحططق فططي‬
‫ذلك فلو يلوح لهم منه إل أمرا مجمل و هو أن ذلك شيء ل عين رأت و ل أذن سمعته و‬
‫أن هناك من اللّذة ما هو ملك عظيم و من اللم ما هو عذاب مقيم ‪.‬‬

‫و كذا قال زينون الكبير تلميذ ارسطاطا ليس في رسالته في المبدأ و المعاد ‪:‬‬
‫ي يضع السططنن و الشططرايع و يأخططذ المططة بططالترغيب و الططترهيب يعّرفهططم أن لهططم الهططا‬
‫النب ّ‬
‫مجازيا لهم على أفعالهم يثيب الخير و يعاقب على الشر و ل يكّلفهم بعلم مططا ل يحتملططونه‬
‫ل أحططد ‪ .‬ثطّم قططال ‪ :‬قططال معلمططي‬
‫فان هذه الرتبة هي رتبة العلم أعلى من أن يصططل إليهططا كط ّ‬
‫ن شاهق المعرفة أشمخ من أن يطيططر إليططه كط ّ‬
‫ل‬ ‫ارسطاطاليس حكاية عن معلمه افلطن ‪ :‬إ ّ‬
‫ل سائر ‪.‬‬‫طائر و سرادق البصيرة أحجب من أن يحوم حوله ك ّ‬

‫أقول ‪ :‬و كأن الشيخ الّرئيس قد لحظ عبارة زينون فيما قاله فططي آخططر النمططط التاسططع مططن‬
‫ل واحطدا بعطد‬‫طلع عليطه إ ّ‬‫ق عن أن يكون شريعة لكل وارد أو ي ّ‬ ‫الشارات ‪ :‬جل جناب الح ّ‬
‫واحد ‪.‬‬

‫سططلم ‪ :‬و يططدلونهم علططى مصططالحهم و منططافعهم و مططا بططه بقططاؤهم و فططي تركططه‬
‫قوله عليه ال ّ‬
‫فناؤهم ذلك لما مّر آنفا من أن النسان مدني بالطبع محتاج في تعيشه و بقائه إلى اجتمططاع‬
‫ن معّدل يدّبر امورهم و يعّلمهم طريق المعيشة في الّدنيا‬ ‫فل بد لهم من سا ّ‬

‫] ‪[ 78‬‬

‫ن لوقططع الهططرج و اختططل أمططر الجتمططاع و‬


‫و النجاة من العذاب في العقبى و لو ل هذا السا ّ‬
‫لزم مفاسد كثيرة اخرى ‪ .‬ذكر بعضها من قبل و نعم ما قال الشيخ في الشفاء ‪:‬‬

‫صل وجوده أشطّد مططن الحاجططة إلططى‬ ‫فالحاجة إلى هذا النسان في أن يبقى نوع الناس و يتح ّ‬
‫انبات الشعر على الشفار على الحاجبين و تقعير الخمص من القططدمين و اشططياء اخططرى‬
‫من المنافع اّلتي ل ضرورة فيها في البقاء بل أكثر ما لها أّنها ينفططع فططي البقططاء ‪ ،‬و وجططود‬
‫ن و يعدل ممكن فل يجوز أن تكون العنايططة الولططى تقتضططى تلططك‬ ‫النسان الصالح لن يس ّ‬
‫سها ‪ ،‬و ل أن يكون المبدء الّول و الملئكة بعده يعلطم‬ ‫المنافع و ل تقتضى هذه اّلتى هى ا ّ‬
‫ذلك و ل يعلم هذا ‪ ،‬و ل أن يكون ما يعلمه في نظططام الخيططر الممكططن وجططوده الضططرورى‬
‫حصوله لتمهيد نظام الخير ل يوجد بل كيف يجوز أن ل يوجد ‪ ،‬و ما هو متعلق بوجططوده‬
‫ى‪.‬‬‫مبنى على وجوده موجود فواجب إذن أن يوجد نب ّ‬

‫سلم ‪ :‬يدلونهم على مصالحهم ‪ ،‬إشارة إلى ما ذهب إليه العدلية مططن‬
‫ن في قوله عليه ال ّ‬
‫ثّم ا ّ‬
‫ن الحكام اللهّية متفرعة على مصالح و المفاسد ل كما مال اليه الشعرى ‪.‬‬ ‫أّ‬

‫سلم ‪ :‬فثبتت المرون و الناهون عن الحكيم العليم في خلقه و المعّبرون عنه‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫سططلم مططن المقططدمات البرهانيططة العقليططة المسططتحكمة‬
‫جلّ و عّز ‪ .‬هذه نتيجة ما قطّدم عليططه ال ّ‬
‫المباني ‪ :‬الولى أن لنا صانعا ‪ ،‬و الّثانية اّنه متعال عططن أوصططاف مخلططوقه ‪ .‬فلططم يجططز أن‬
‫يشاهده خلقه و يباشروه فل بد من وسائط ‪ ،‬الثالثة اّنه حكيم عالم بوجوه الخيططر و المنفعططة‬
‫في الّنظام و سبيل المصلحة للخلئق في المعيشططة و القططوم و البقططاء و الططدوام و الحكيططم ل‬
‫ن معدل ‪.‬‬ ‫ل بالواجب ‪ ،‬الرابعة ان النسان مدنى بالطبع فلبّد له من سا ّ‬ ‫يخ ّ‬

‫سطلم‬
‫سلم ‪ :‬هم النبياء و صفوته من خلقه إلى قوله ‪ :‬ثطّم ثبططت ‪ .‬بّيططن عليطه ال ّ‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫ي لبد أن يكون بشرا حيث قططال ‪ :‬علططى مشططاركتهم‬ ‫ن الّنب ّ‬
‫في هذه الفقرات أمرين ‪ :‬الّول ا ّ‬
‫لهم في الخلق و التركيب ‪ .‬الّثاني انه مع البشرّية يجب أن يكون متميزا مططن سططائر الّنططاس‬
‫باوصاف قدسية خلقا و خلقا حيث قال ‪ :‬غير مشاركين‬

‫] ‪[ 79‬‬

‫للّناس في شيء من أحوالهم ‪.‬‬

‫أّما الّول اعنى كونه من جنس البشططر فلوجططوه ‪ :‬الّول انططس الّنططاس بططه فططان الجنططس إلططى‬
‫الجنس يميل و لنعم ما نظم العارف الرومي في المقام ‪:‬‬

‫يطططططططططططططططك زنطططططططططططططططى آمطططططططططططططططد بطططططططططططططططه پيطططططططططططططططش مرتضطططططططططططططططى‬


‫گفطططططططططططططططت شطططططططططططططططد بطططططططططططططططر نطططططططططططططططاودان طفلطططططططططططططططى مطططططططططططططططرا‬

‫گططططططططططططططططططططططرش ميخططططططططططططططططططططططوانم نمىآيططططططططططططططططططططططد بدسططططططططططططططططططططططت‬


‫ور هلططططططططططططططم ترسططططططططططططططم كططططططططططططططه او افتططططططططططططططد بططططططططططططططه پسططططططططططططططت‬

‫نيسططططططططططططت عاقططططططططططططل تططططططططططططا كططططططططططططه دريابططططططططططططد چططططططططططططو مططططططططططططا‬


‫گطططططططططططططططر بگطططططططططططططططويم كطططططططططططططططز خططططططططططططططططر پيطططططططططططططططش مطططططططططططططططن آ‬

‫هطططططططططططططططططططططططم اشطططططططططططططططططططططططارت را نميدانطططططططططططططططططططططططد بدسطططططططططططططططططططططططت‬


‫ور بدانطططططططططططططططد نشطططططططططططططططنود ايطططططططططططططططن هطططططططططططططططم بطططططططططططططططد اسطططططططططططططططت‬

‫بططططططططططططططططططس نمططططططططططططططططططودم شططططططططططططططططططير پسططططططططططططططططططتان را بططططططططططططططططططدو‬


‫او همطططططططططططططططططططططى گردانطططططططططططططططططططططد از مطططططططططططططططططططططن چشطططططططططططططططططططططم و رو‬

‫از بططططططططططططططططططططططراى حططططططططططططططططططططططق شططططططططططططططططططططططماييد اى مهططططططططططططططططططططططان‬


‫دسططططططططططططططططططططططتگير ايططططططططططططططططططططططن جهططططططططططططططططططططططان و آن جهططططططططططططططططططططططان‬

‫زود درمطططططططططططططططططان كطططططططططططططططططن كطططططططططططططططططه ميلطططططططططططططططططرزد دلطططططططططططططططططم‬


‫كطططططططططططططططططططططططه بطططططططططططططططططططططططدرد از ميطططططططططططططططططططططططوه دل بگسطططططططططططططططططططططططلم‬
‫گفططططططططططططططططططت طفلططططططططططططططططططى را بططططططططططططططططططرآور هططططططططططططططططططم ببططططططططططططططططططام‬
‫تطططططططططططططططططا بطططططططططططططططططه بينطططططططططططططططططد جنطططططططططططططططططس خطططططططططططططططططود را آن غلم‬

‫سطططططططططططططططططوى جنطططططططططططططططططس آيطططططططططططططططططد سطططططططططططططططططبك زان نطططططططططططططططططاودان‬


‫جنطططططططططططططس بطططططططططططططر جنطططططططططططططس اسطططططططططططططت عاشطططططططططططططق جطططططططططططططاودان‬

‫زن چنططططططططططططططططان كططططططططططططططططرد و چططططططططططططططططو ديططططططططططططططططد آن طفططططططططططططططططل او‬


‫جنطططططططططططططططس خطططططططططططططططود خطططططططططططططططوش خطططططططططططططططوش بطططططططططططططططدو آورد رو‬

‫سططططططططططططططططططوى بططططططططططططططططططام آمططططططططططططططططططد ز متططططططططططططططططططن نططططططططططططططططططاودان‬


‫جطططططططططططططططططططططاذب هطططططططططططططططططططططر جنطططططططططططططططططططططس را همجنطططططططططططططططططططططس دان‬

‫غژغطططططططططططططططططژان آمطططططططططططططططططد بسطططططططططططططططططوى طفطططططططططططططططططل طفطططططططططططططططططل‬


‫وارهيططططططططططططططططططططططد از اوفتططططططططططططططططططططططادن سططططططططططططططططططططططوى سططططططططططططططططططططططفل‬

‫زان شدسطططططططططططططططططططططططططططططتند از بشطططططططططططططططططططططططططططططر پيغمطططططططططططططططططططططططططططططبران‬


‫تطططططططططططططططططططططططا بجنسطططططططططططططططططططططططّيت رهنطططططططططططططططططططططططد از نطططططططططططططططططططططططاودان‬

‫پططططططططططططططططططس بشططططططططططططططططططر فرمططططططططططططططططططود خططططططططططططططططططود را مثلكططططططططططططططططططم‬


‫تطططططططططططططططا بجنطططططططططططططططس آينطططططططططططططططد و كطططططططططططططططم گردنطططططططططططططططد گطططططططططططططططم‬

‫زانكططططططططططططططططططططططه جنسططططططططططططططططططططططيت بغططططططططططططططططططططططايت جاذبسططططططططططططططططططططططت‬


‫جاذبش جنس است هر جا طالبست‬

‫و الوجه الثاني الّناس في حالتهم العادية ل يستطيعون أن يططروا الملططك فططي صططورته اّلططتي‬
‫خلق عليها لنه روحاني الذات و القوة البشرية ل تقوى على رؤية الملك بل الجطن مطا لطم‬
‫يتجسما و يتمثل بالجسام الكثيفة و المثال المرئية و ان كانططا يرانططا كمططا قططال تعططالى فططي‬
‫الشيطان » انه يراكم هو و قبيله من حيث ل ترونهم « بل ابصارنا ل تقططوى علططى رؤيططة‬
‫بعض الجسام من عالمنا هذا أيضا كالهواء و العناصر البسيطة اّلتي يتألف منهططا الهططواء‬
‫فكيف تقدر على رؤية ما هو ألطف من الهواء كالج ّ‬
‫ن‬

‫] ‪[ 80‬‬

‫و ما هو ألطف من الجن كالملك و ما هو ألطف منه ‪.‬‬


‫سططم بحيططث عططاينه الّنططاس لكططان فططي صططورة‬
‫ثّم لو فرض أن يتمثل الملك أو يتجسططد أو يتج ّ‬
‫البشر أيضا للوجهين المتقّدمين قال عّز من قائل ‪ :‬و لو جعلنا ملكا لجعلناه رجل و للبسططنا‬
‫لط عليططه و آلططه فططي‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫سلم يأتي الّنب ّ‬
‫عليهم ما يلبسون ‪ .‬و لذلك كان جبرئيل عليه ال ّ‬
‫صورة دحية الكلبي ‪ .‬و الملئكة الذين دخلوا على إبراهيم في صورة الضيفان حططتى قططدم‬
‫إليهم عجل جسدا و كذلك اّلذين أتوا لوطا و كذلك لما تسّور المحراب علططى داود الملكططان‬
‫كانا في صورة رجلين يختصمان إليه و جبرئيل تمثل لمريم بشرا سوّيا نعم يمكن للنبياء‬
‫ان يروا بقططوتهم القدسطّية الملئكططة و اشططباههم علططى صططورتهم الصططلية كمططا جططائت عطّدة‬
‫ل عليه و آله رأى جبرئيططل علططى صططورته الصططلّية مّرتيططن و‬ ‫روايات ان خاتمهم صّلى ا ّ‬
‫سيأتي الكلم في ذلك في خواص النبياء ‪.‬‬

‫الوجه الثالث النبي لو كان ملكا و إن تجسم بشرا لما يتططم الحجططة علططى الّنططاس و ل يسططلمه‬
‫العقول و ل تنقاده النفوس لنه ان ظهرت أية معجزة منه لقالوا لو كطان لنططا مثطل مطا كطان‬
‫لك من القدرة و القوة و العلم و غيرها من الصفات القاهرة على صفات البشر لفعلنا مثططل‬
‫فعلك فتقوى الشبهات من هذه الجهة و بططذلك علططم ضططعف مططا تخّيططل ضططعفاء العقططول مططن‬
‫ن النبياء إذا كانوا من طائفة الملئكة من حيث إن علومهم أكثر و قدرتهم أشططّد و‬ ‫الّناس أ ّ‬
‫مهابتهم أعظم و امتيازهم عن الخلق أكمل و الشبهات و الشططكوك فططي نبطّوتهم و رسططالتهم‬
‫ل شيء كان أشّد إفضاء إلى تحصيل ذلك المطلططوب‬ ‫أقل و الحكيم إذا أراد تحصيل مهم فك ّ‬
‫كان أولى ‪.‬‬

‫ل عليططه و آلططه مشططركى القريططش لّمططا‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫و هذه الوجوه الثلثة ما أجاب بها رسول ا ّ‬
‫جادلوه و احتجوا عليه بقولهم ‪ :‬لو كنت نبّيا لكان معك ملك يصطدقك و نشطاهده و لطو اراد‬
‫ل أن يبعطث إلينطا نبّيطا لكطان إّنمطا يبعطث إلينطا ملكطا ل بشطرا مثلنطا كمطا هطو المطروي فطي‬‫ا ّ‬
‫لط‬
‫ن رسططول ا ّ‬ ‫ل عليه و البحار و كثير من كتب الحديث ‪ :‬ا ّ‬ ‫الحتجاج للطبرسي رضوان ا ّ‬
‫ل عليه و آله كان قاعدا ذات يوم بمّكة بفناء الكعبة إذا اجتمع جماعططة مططن رؤسططاء‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫قريش منهم الوليد بن المغيرة المخزومي و أبو البختري بن هشام و أبو جهل بن هشام‬

‫] ‪[ 81‬‬

‫ل بن أبططي أمّيططة المخزومططي و كططان معهططم جمططع مّمططن‬‫و العاص بن وائل السهمي و عبد ا ّ‬
‫لط و‬ ‫ل عليه و آله في نفر من أصحابه يقرأ عليهم كتططاب ا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫يليهم كثير و رسول ا ّ‬
‫ل أمره و نهيه فقال المشركون بعضهم لبعض ‪ :‬لقد استفحل أمططر محّمططد‬ ‫يؤدي إليهم عن ا ّ‬
‫و عظم خطبه فتعالوا نبدأ بتقريعه و تبكيته و توبيخه و الحتجاج عليه و ابطططال مططا جططاء‬
‫به ليهون خطبه على أصحابه و يصغر قدره عندهم فلعّله ينزع عّما هططو فيططه مططن غّيططه و‬
‫ل عاملنا بالسطيف البطاتر ‪ .‬قطال أبطو جهطل ‪ :‬فمطن‬ ‫باطله و تمّرده و طغيانه ‪ ،‬فان انتهى و إ ّ‬
‫ل بن أبطي امّيطة المخزومططي ‪ :‬أنططا إلطى ذلطك ‪ ،‬أفمططا‬
‫الذي يلى كلمه و مجادلته ؟ قال عبد ا ّ‬
‫ترضاني له قرنا حسيبا و مجادل كفّيا ؟ قال أبو جهل ‪ :‬بلى ‪ .‬فططأتوه بططأجمعهم فابتططدء عبططد‬
‫ل بن أبي امّية المخزومي فقال ‪:‬‬
‫ا ّ‬

‫ب العالمين‬ ‫لر ّ‬ ‫يا محمد لقد ادعيت دعوى عظيمة و قلت مقال هائل زعمت أنك رسول ا ّ‬
‫ب العالمين و خالق الخلق أجمعين أن يكون مثلك رسوله بشططرا مثلنططا تأكططل‬ ‫و ما ينبغي لر ّ‬
‫مّما نأكل و تمشى في السواق كما نمشى و ساق الحديث إلى أن قال قال المخزومططي ‪ :‬و‬
‫ل أن يبعث إلينا نبّيا لكططان إّنمططا‬
‫لو كنت نبّيا لكان معك ملك يصدقك و نشاهده بل لو أراد ا ّ‬
‫ل مسحورا و لست نبّيا و ساق الحديث إلى‬ ‫يبعث إلينا ملكا ل بشرا مثلنا ما أنت يا محّمد إ ّ‬
‫أن قال ‪:‬‬

‫ل عليه و آله ‪ :‬و أّما قولك ‪ » :‬و لو كنططت نبّيططا لكططان معططك ملططك‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫ثّم قال رسول ا ّ‬
‫يصدقك و نشاهده بل لو اراد أن يبعث إلينا نبّيا لكان إّنما يبعث لنا ملكا ل بشرا مثلنا « و‬
‫الملك ل تشاهده حواسكم لنه من جنس هذا الهواء ل عيان منه و لو شاهدتموه بططأن يططزاد‬
‫في قوى أبصاركم لقلتم ليس هذا ملكا بل هذا بشر لنه إّنما كان يظهر لكم بصورة البشططر‬
‫الذي قد ألفتموه لتفهموا عنه مقالته و تعرفوا خطابه و مراده فكيططف كنتططم تعلمططون صططدق‬
‫ل بشرا و أظهر على يده المعجزات اّلتي ليسططت‬ ‫ن ما يقوله حق ؟ بل إّنما بعث ا ّ‬‫الملك و ا ّ‬
‫في طبايع البشر الذين قد علمتم ضمائر قلوبهم فتعلمون بعجزكم عما جاء به أّنططه معجططزة‬
‫ل بالصدق له و لو ظهر لكم ملك و ظهر علططى يططده مططا تعجططز عنططه‬ ‫و أن ذلك شهادة من ا ّ‬
‫البشر لم يكن في ذلك ما يدلكم ان ذلك لكم‬

‫] ‪[ 82‬‬

‫ن الطيططور‬
‫ليس في طبايع سائر أجناسه من الملئكة حّتى يصير ذلططك معجططزا أل تططرون أ ّ‬
‫ن آدمّيا طار‬‫ن لها أجناسا تقع منها مثل طيرانها و لو أ ّ‬‫اّلتي تطير ليس ذلك منها بمعجز ل ّ‬
‫ل سّهل عليكم المططر و جعلططه بحيططث يقططوم عليكططم‬
‫ل عّز و ج ّ‬‫كطيرانها كان ذلك معجزا فا ّ‬
‫جة فيه ‪.‬‬
‫صعب اّلذي ل ح ّ‬‫جته و أنتم تقترحون عمل ال ّ‬‫حّ‬

‫ل رجططل مسططحور «‬ ‫ل عليططه و آلططه ‪ :‬و أّمططا قولططك ‪ » :‬مططا أنططت إ ّ‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫ثّم قال رسول ا ّ‬
‫ى منططذ‬
‫فكيف أكون كذلك و قد تعلمون اّنه في صحة التميز و العقل فوقكم فهل جّربتططم عل ط ّ‬
‫نشأت إلى أن استكملت أربعين سنة خزية أو ذّلة أو كذبة أو خيانة أو خطططأ مططن القططول أو‬
‫سفها من الرأى أ تظّنون أن رجل يعتصم طول هذه المّدة بحول نفسططه و قّوتهططا أو بحططول‬
‫ل و قّوته إلى آخر الحديث بطوله ‪.‬‬
‫ا ّ‬

‫ي مططع البشططرّية يجططب أن يكططون متميططزا عططن سطائر الّنططاس‬


‫ن الّنططب ّ‬
‫أما المر الّثططاني اعنططي أ ّ‬
‫ن النبيطاء صططفوته مططن خلقططه أّول ‪ ،‬و‬‫سلم إليها بقوله ‪ :‬ا ّ‬‫باوصاف قدسّية ‪ ،‬فاشار عليه ال ّ‬
‫اّنهم حكماء مؤّدبين في الحكمة ثانيا ‪ ،‬و مبعوثين بها ثالثا ‪ ،‬و غير مشاركين للّنطاس علططى‬
‫مشاركتهم لهم في الخلق و التركيب في شيء من أحططوالهم رابعططا ‪ ،‬مؤيططدون عنططد الحكيططم‬
‫العليم بالحكمة خامسطا ‪ .‬و هطذه امطور لبطّد للّنطاظر مطن البحطث عنهطا و النيطل إلطى حقيقطة‬
‫مغزاها ‪.‬‬

‫ن النبياء لكونهم سفراء له تعالى إلى خلقه و امناءه على وحيه و خلفاءه لبّد من‬ ‫و اعلم أ ّ‬
‫ن الخليفططة‬
‫أن يكونوا متصفين بالوصاف القدسّية اللهّية و متخّلقين بالخلق الّربوبّية فططا ّ‬
‫لبّد و أن يكون موصوفا بصفات المستخلف حّتى يتحقق له اسم الخلفة و العناية الزلّية‬
‫تأبى بعث من لم يكن كذلك لبعده عن التصاف بصفات الحق و التصال بحضرة القططدس‬
‫ص بهططا أن‬
‫ن الّنفططس الناطقططة كمالهططا الخططا ّ‬
‫شططفاء ا ّ‬
‫شططيخ فططي ال ّ‬
‫‪ .‬و قد قال الحكماء و منهم ال ّ‬
‫ل و الخيططر الفططائض‬ ‫ل و الّنظام المعقول فططي الك ط ّ‬
‫يصير عالما عقليا مرتسما فيها صور الك ّ‬
‫في الكل و أفضل الّناس من استكملت نفسه عقل بالفعططل محصططل و للخلق اّلططتي تكططون‬
‫فضائل عملّية و أفضل هؤلء هو‬

‫] ‪[ 83‬‬

‫المسططتعّد لمرتبططة النبطّوة و هططو اّلططذي فططي قططواه الّنفسططانّية خصططائل ثلث ‪ :‬أن يعلططم جميططع‬
‫ل ‪ ،‬و أن يسمع كلم‬ ‫ل ‪ ،‬و أن يطيعه مادة الكائنات باذن ا ّ‬ ‫المعلومات أو أكثرها من عند ا ّ‬
‫ل‪.‬‬ ‫ل و يرى ملئكة ا ّ‬ ‫ا ّ‬

‫أّما العلم بجميع المعلومات و الطلع على المور الغايبة من غير كسب و فكر فيحصططل‬
‫من صفاء جوهر الّنفس و شّدة صقالتها و نورانّيتها الموصططل لهطا إلططى المبططادي العاليططة و‬
‫شدة الّتصال بها ‪.‬‬

‫و أّما اطاعة ماّدة الكائنات فبسبب شطّدة انسططلخهم عططن النواسططيت النسططانّية تططدوم عليهططم‬
‫الشراقات العلوّية بسبب الستضاءة بضوء القدس و اللف بسططنا المجططد فتطيعهططم المططادة‬
‫العنصرّية القابلة للصور المفارقة فيتأثر المواد عن أنفسهم كما يتأّثر أبدانهم عنها ‪ ،‬فلهططذا‬
‫لق‬ ‫يكون دعاؤهم مسموعا في العالم العلى و القضاء السابق و يتمكن في أنفسهم نور خ ّ‬
‫به يقدرون على بعض الشياء اّلتي يعجز عنها غيرهم ‪.‬‬

‫ل إلى بني إسرائيل أّني قد جئتكططم‬ ‫سلم و رسو ً‬ ‫ل تعالى في عيسى بن مريم عليهما ال ّ‬ ‫قال ا ّ‬
‫لط و‬‫بآية من رّبكم أّني أخلق لكم من الطين كهيئة الطيططر فأنفططخ فيططه فيكططون طيططرًا بططإذن ا ّ‬
‫ل و ُأنبئكم بما تأكلون و ما تّدخرون فططي‬ ‫ُابرىء الكمه و البرص و ُأحيى الموتى باذن ا ّ‬
‫ن في ذلك لية لكم ان كنتم مؤمنين ) آل عمران ‪ .‬الية ‪. ( 44‬‬ ‫بيوتكم إ ّ‬

‫ن النبياء لهم نفوس مقّدسة قّلت شواغلها عططن الحططواس الظططاهرة‬


‫و أما الخصلة الثالثة فل ّ‬
‫فتخّلصت بذلك عن الماّدة الجسمانّية فلم يكن بينها و بين النوار حجب و ل شواغل لّنها‬
‫من لوازم الماّدة فإذا تخّلصططت الّنفططس عططن تعّلقاتهططا كططانت مشططاهدة للنططوار و المفارقططات‬
‫البرئية عن الشوائب المادّية و الّلواحططق الغريبططة و لططذا يكونططون مشططاهدين للملئكططة علططى‬
‫لط تعططالى بطريططق الططوحى و‬
‫صورهم بقوتهم القدسية ‪ ،‬سططامعين لكلمهططم ‪ ،‬قططابلين لكلم ا ّ‬
‫ن الماّدة اّلتي تقبل هذه الخصائل و الكمالت تقع في قليل من المزجططة و لططذا قططال‬ ‫معلوم أ ّ‬
‫ن النبياء و صفوته من خلقه ‪ ،‬فمزاجهم اعدل المزجة النسانية و نفسهم‬ ‫سلم ‪ :‬إ ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫الفائضة من الّول تعالى ألطف و أشطّد و أقطوى و أوسطع وجطودا مطن غيرهطا ‪ ،‬فهطم غيطر‬
‫مشاركين للّناس على مشاركتهم لهم في الخلق و التركيب‬

‫] ‪[ 84‬‬

‫سططلم ‪ :‬فططي شططيء مططن أحططوالهم تتعّلططق بقططوله غيططر‬


‫في شيء من أحوالهم ‪ ،‬و قوله عليه ال ّ‬
‫مشاركين للّناس ‪.‬‬

‫ل جعل المزاج النسطاني أعطدل المزجطة لتسطتوكره نفسطه الناطقطة اّلطتي هطي‬ ‫نا ّ‬
‫و اعلم أ ّ‬
‫أشرف الّنفوس و لبّد أن يكون وكرها لئقا لها و قال المعّلم الّثاني أبو نصر الفارابي في‬
‫المختصر الموسوم بعيون المسائل كما نقله عنه المحّقق الطوسي فططي آخططر الّنمططط الّثططاني‬
‫من شرحه على الشارات ‪ :‬حكمة الباري تعالى في الغاية لّنه خلق الصول ) يعني بهططا‬
‫العناصر ( و أظهر منها المزجة المختلفة و خص كل مزاج بنططوع مططن النططواع و جعططل‬
‫ل نطوع كطان أبعططد عطن الكمطال و جعطل الّنططوع‬ ‫كلّ مزاج كان أبعد عطن العتطدال سطبب كط ّ‬
‫القرب من العتدال مزاج البشر حّتى يصلح لقبول الّنفس الّناطقة انتهى ‪.‬‬

‫ص بها و لبد أن يكون‬ ‫ن النفس الناطقة ممّيزة عن سائر النفوس بآثار و أفعال تخ ّ‬ ‫و كما أ ّ‬
‫مزاجها المتعلق بهطا اعططدل مطن غيطره كطذلك النبيطاء الّططذين غيططر مشططاركين للّنططاس علططى‬
‫مشاركتهم لهم في الخلق و التركيب في شيء مططن أحططوالهم و أفعططالهم لبطّد مططن أن يكططون‬
‫مزاجهم أعدل المزجة النسانّية اللئق بنفوسهم القدسية ‪.‬‬

‫سلم بعضهم أفضل مطن بعطض كمطا قطال تعطالى ‪ :‬تلطك الّرسطل‬ ‫و لّما كان النبياء عليهم ال ّ‬
‫لط و رفطع بعضطهم درجطات اليطة ) البقطرة ‪:‬‬ ‫ضلنا بعضهم علطى بعطض منهطم مطن كلطم ا ّ‬ ‫ف ّ‬
‫‪ ( 255‬فلبّد من أن يكونوا متفاوتين في اعتدال المزاج و صفاء الّنفس الّناطقة القدسية و‬
‫سعتها الوجودّية و كذا الكلم في خاتمهم اّلذي هططو أكمططل موجططود فططي الّنططوع النسططاني و‬
‫اوتى جوامع الكلم اّلتي هي اّمهات الحقائق اللهّية و الكونّية ‪ ،‬و لذا كان الّروح المحّمدي‬
‫ل بمربططوبه و مظهططره و‬ ‫ب ل يظهططر إ ّ‬‫ن الططر ّ‬
‫ل عليه و آلططه أّول دليططل علططى رّبططه ل ّ‬
‫صّلى ا ّ‬
‫ل عليه و آله ‪:‬‬‫كمالت الذات بأجمعها اّنما تظهر بوجوده الكمل ‪ .‬و المروي عنه صّلى ا ّ‬
‫ل أن يتبعني ‪.‬‬
‫ل له إ ّ‬‫ل لو كان موسى حّيا بين أظهركم ما ح ّ‬ ‫وا ّ‬
‫ل تعالى في الحكمة يقال ‪ :‬أّدبه‬ ‫سلم ‪ :‬حكماء مؤّدبين في الحكمة ‪ .‬أي أّدبهم ا ّ‬
‫قوله عليه ال ّ‬
‫إذا هّذبه و راض أخلقه و أّد به في أمر إذا عّلمه و راضه حّتى تأّدب فيططه و فططي الجططامع‬
‫صغير في أحاديث البشير النذير نقل عن ابن عدي في الكامل عن‬ ‫ال ّ‬

‫] ‪[ 85‬‬

‫ل عليه و آله قال ‪ :‬أّدبني رّبي فأحسططن تططأديبي ‪ .‬و مططن حيططث اّنهططم‬ ‫ابن مسعود اّنه صّلى ا ّ‬
‫ل أمطر فهطم‬ ‫سلم حكماء مؤّدبين في الحكمة و الحكمة هو العطدل و الوسطط فطي كط ّ‬ ‫عليهم ال ّ‬
‫ل بالستقامة فيها فمن اقتدى بهم و اقتفططى آثططارهم‬ ‫على الجادة الوسطى اّلتي ليست الّنجاة إ ّ‬
‫ي كط ّ‬
‫ل‬ ‫ن الحجج اللهّية في الحقيقة مططوازين للّنططاس و نططب ّ‬ ‫صراط المستقيم فا ّ‬‫فقد هدى إلى ال ّ‬
‫ل شيء بحسبه هو المعيار اّلذي يعططرف بططه قططدره و‬ ‫اّمة هو ميزان تلك المة لن ميزان ك ّ‬
‫حّده و صحته و سقمه و زيادته و نقصانه و استواؤه فقد يكون ذلك الشططيء مططن الجسططام‬
‫ن و المكاييططل و الططزرع و‬ ‫فميزانه ما وضع من جنسه من الحجار و غيرها كالم طّد و الم ط ّ‬
‫غيرها لتعيين وزن ذلك الشططيء و تقططديره و قططد يكططون ذلططك الشططيء مططن الكلمططات فيططوزن‬
‫صحتها و اعتللها بميزانه الذي هو الفاء و العين و اللم كما بّيططن فططي علططم الصططرف ‪ .‬و‬
‫علم المنطق يكون ميزانا لتمييز النتيجة الصحيحة من السقيمة ‪ ،‬و علططم العططروض ميزانططا‬
‫للشعار ‪ ،‬و ميزان الّناس ما يوزن به قدر كل امرء و قيمته على حسب أعماله و أخلقه‬
‫ن النبيططاء بعثططوا علططى الحططق و ل يميلططون عططن العططدل مقططدار‬ ‫و عقائده و صفاته و حيث ا ّ‬
‫صططدق و فيصططل‬ ‫قطمير و ل يصدر منهم سهو و ل نسططيان فهططم معيططار الحططق و ميططزان ال ّ‬
‫ل فقد خسر خسرانا مبينا ‪.‬‬ ‫سي بهم و حذا حذوهم فقد فاز فوزا عظيما و إ ّ‬ ‫المور فمن تأ ّ‬

‫لو‬ ‫سلم من اّنه سئل عن قول ا ّ‬


‫صادق عليه ال ّ‬
‫و بما ذكرنا علم ما في الكافي عن المام ال ّ‬
‫نضع الموازين القسط ليوم القيمة ) النبياء ‪ ( 48 :‬؟ قال ‪ :‬هم النبياء و الوصياء و كططذا‬
‫سلم ‪ :‬نحن الموازين القسط ‪.‬‬ ‫في رواية اخرى عنه عليه ال ّ‬

‫سلم ‪ :‬مؤيدون عند الحكيم العليم بالحكمة ‪ ،‬أى كما اّنهم مؤّدبون في الحكمططة‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫ل علططى صططدق مقططالته و جططواز عططدالته ليميططز‬ ‫كذلك مؤّيدون بالحكمة من عنططده تعططالى تططد ّ‬
‫الخبيث من الطيب و الحق من الباطل فلو لم يكونوا مؤّيدين بها من عنده تعططالى بالحكمططة‬
‫ي و المتنّبي ‪ ،‬قال عّز مططن‬ ‫أعني بالبينات و المعجزات القولية و الفعلية لما يفصل بين النب ّ‬
‫قائل لقد أرسططلنا رسططلنا بالبينططات و أنزلنططا معهططم الكتططاب و الميططزان ليقططوم الّنططاس بالقسططط‬
‫) الحديد ‪. ( 26 :‬‬

‫] ‪[ 86‬‬

‫سلم ‪ :‬ثّم ثبت ذلك إلى آخره لما هدينا العقل بتلك المقدمات إلى هططذا المطلططب‬
‫قوله عليه ال ّ‬
‫ل دهر و زمان من لدن خلططق البشططر إلططى قيططام‬
‫السنى فدل على أن الرض ل تخلو في ك ّ‬
‫جة الهّية و دريت أن الخليفة في الّول قبل الخليفططة و فططي الخططر بعططدها لئل‬‫القيامة من ح ّ‬
‫ل عليه ‪.‬‬
‫جة ّ‬‫ل تعالى اّنه تركه بغير ح ّ‬
‫ج أحد على ا ّ‬
‫يحت ّ‬

‫عععععع عععععع‬

‫لط‬
‫سططلم ‪ :‬إن ا ّ‬ ‫لط عليططه ال ّ‬
‫في الكافي بإسناده إلى منصور بن حازم قال ‪ :‬قلت لبططي عبططد ا ّ‬
‫ن مططن‬ ‫ل قططال ‪ :‬صططدقت قلططت ‪ :‬إ ّ‬ ‫ل و أكرم من أن يعرف بخلقططه بططل الخلططق يعرفططون بططا ّ‬ ‫أج ّ‬
‫ب رضططا و سططخطا و أّنططه ل يعططرف‬ ‫عرف أن له رّبا فقد ينبغي له أن يعرف أن لططذلك الططر ّ‬
‫ل بوحي أو رسول فمن لم يأته الوحي فينبغي له أن يطلططب الرسططل فططإذا‬ ‫رضاه و سخطه إ ّ‬
‫ن لهطم الطاعطة المفترضطة فقلططت للّنطاس ‪ :‬أليططس تعلمطون أن‬ ‫جطة و أ ّ‬
‫لقيهم عططرف أّنهططم الح ّ‬
‫ل علططى خلقططه ؟ قطالوا ‪ :‬بلطى ‪ ،‬قلطت ‪:‬‬ ‫ل عليه و آله كان هو الحجة من ا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫سلم من كان الحجططة ؟ قططالوا ‪ :‬القططرآن فنظططرت فططي القططرآن فططإذا هططو‬ ‫فحين مضى عليه ال ّ‬
‫يخاصم به المرجى و القدرى و الزنديق اّلذى ل يؤمن به حّتى يغلططب الّرجططال بخصططومته‬
‫جة إل بقيم فما قال فيه من شيء كان حّقا فقلت لهم ‪ :‬من قّيططم‬ ‫فعرفت أن القرآن ل يكون ح ّ‬
‫القرآن ؟ فقالوا ‪ :‬ابن مسعود قد كان يعلم و عمر يعلم و حذيفة يعلم ‪ ،‬قلت ‪:‬‬

‫سلم و إذا كان‬ ‫ل علّيا عليه ال ّ‬


‫كّله ؟ قالوا ‪ :‬ل ‪ ،‬فلم أجد أحدا يقال ‪ :‬اّنه يعرف القرآن كّله إ ّ‬
‫الشيء بين القوم فقال هذا ‪ :‬ل أدرى و قال هذا ‪ :‬ل أدرى و قال هذا ‪ :‬ل أدري و قال هذا‬
‫جطة علطى‬‫‪ :‬أنا أدرى فأشهد أن علّيا كان قّيم القرآن و كطانت ططاعته مفروضطة و كطان الح ّ‬
‫ل و أن ما قال في القرآن فهو حق فقال ‪:‬‬ ‫الّناس بعد رسول ا ّ‬

‫ل إلى آخر الحديث ‪.‬‬


‫رحمك ا ّ‬

‫جطة علططى الّنططاس مططا دامطت‬


‫بيان هذا الحديث مشتمل على مطالب عقلّية مّهطدت للطزوم الح ّ‬
‫الرض باقية يأمرهم بالخير و الصلح و يهديهم إلى سبيل الرشاد و لبططد أن يكططون معططه‬
‫لط‬
‫نا ّ‬‫ل و آياته ‪ .‬و تلك المطالب رتبت علططى اسططلوب بططديع و أسططاس مططتين الّول أ ّ‬
‫علم با ّ‬
‫ل و ما أحسن هذا القططول و أحله و‬ ‫أجل و أكرم من أن يعرف بخلقه بل الخلق يعرفون با ّ‬
‫يعلم منه أن منصور بن حازم كان حازما حاذقا في اصول العقائد‬

‫] ‪[ 87‬‬

‫لط اّلطتي فططر النطاس‬


‫ل تعالى فططرى غريطزي فططرة ا ّ‬ ‫و غرضه من ذلك إما أن معرفة ا ّ‬
‫عليها و العقل وحده كاف في معرفته عّز و جل و هو القائد إلطى جنطابه و اصطول صطفاته‬
‫فل يحتاج النسان في معرفته تعالى إلى خلقه بما اعطاه من العقططل يسططلكه إلططى الصططراط‬
‫المستقيم قال عّز من قائل و نفس و ما سّويها ‪ .‬فألهمها فجورها و تقويها فهو تعططالى أجططل‬
‫و أكرم من أن يعرف بخلقه بل يعرف بالعقل اّلذي اعطاه خلقه ‪.‬‬
‫ل جل جلله هو الغني القائم بالذات واجب الوجود في ذاته و صفاته و ما سواه‬ ‫نا ّ‬
‫و إّما أ ّ‬
‫ممكن مفتقر إليه و مستند به تعالى ظاهر بظهوره و موجود بوجططوده يططا أّيهططا الّنططاس أنتططم‬
‫ل هو الغني الحميد و هو تعالى لرتفاع مكانه و جلل كبريائه و شططّدة‬ ‫لوا ّ‬‫الفقراء إلى ا ّ‬
‫وجوده و بساطته أجل من أن يعرف بخلقه على اّنه تعالى ل حطّد عليططه و ل ضطّد و ل نطّد‬
‫ل شيء و علته فهو الّول عند اولى البصار ‪ ،‬فإن أّول ما‬ ‫حّتى يعرف بها بل هو سبب ك ّ‬
‫ي أميططر المططؤمنين عليططه‬ ‫ل تعالى قال سيد الموحططدين علط ّ‬‫ل شيء هو ا ّ‬ ‫يعرف من عرفان ك ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫ل با ّ‬‫سلم ‪ :‬اعرفوا ا ّ‬ ‫ل قبله و قال عليه ال ّ‬
‫ل و قد عرفت ا ّ‬‫سلم ‪ :‬ما عرفت شيئا إ ّ‬ ‫ال ّ‬

‫سلم فططي دعططاء عرفططة ‪ :‬كيططف‬


‫ل الحسين عليه ال ّ‬
‫و من كلم مولنا سّيد الشهداء أبي عبد ا ّ‬
‫ل عليك بما هو في وجوده مفتقر اليك أيكون لغيرك مطن الظهطور مطا ليطس لطك حّتطى‬ ‫يستد ّ‬
‫ل شيء فما جهلك شيء و قال ‪:‬‬ ‫يكون هو المظهر لك ‪ .‬و قال أيضا ‪ :‬تعرفت لك ّ‬

‫ل شيء ‪.‬‬
‫ل شيء فأنت الظاهر لك ّ‬
‫ل شيء فرأيتك ظاهرا في ك ّ‬
‫ى في ك ّ‬
‫تعرفت إل ّ‬

‫فهو تعالى أجل و أكرم من أن يعططرف ذاتططه و مططن جهططة خلقططه بططل ل يعططرف غيططره علططى‬
‫ل به ‪.‬‬
‫الحقيقة إ ّ‬

‫و إما أّنه تعالى أجل و أكرم من أن يدرك عامة الّناس لطططائف صططنعه و دقططائق حكمتططه و‬
‫ل تعططالى اى بارسطاله الرسطل و انزالطه‬
‫مصلحته في فعله و قطوله بططل الخلطق يعرفونهطا بططا ّ‬
‫الكتب و الظاهر أن خير الوجوه أوسطها ‪.‬‬

‫ب صططفات قدوسططية متعاليططة‬


‫و المطلب الثاني أن من عرف ان له رّبا عرف ان لططذلك الططر ّ‬
‫سليم يشتاق التقرب إلططى جنططابه و‬
‫لئقة بجنابه فلّما عرف ذلك بنور العقل السليم و العقل ال ّ‬
‫ن النسان جّبل‬
‫يطلب ما يوصله ببابه ل ّ‬

‫] ‪[ 88‬‬

‫على النيل إلى السعادة و الميل عن الشقاوة سّيما السعادة الدائمططة البدّيططة اّلططتي ل تحصططل‬
‫ل و الّتصاف بصفاته العليا و ليس كل طريق و فعل و قول بمقرب‬ ‫ل بالتخّلق بأخلق ا ّ‬‫إّ‬
‫الّناس إليه تعالى بالضرورة فيحتاج إلى هاد يهديه سبل الخير و ما فيه رضوانه تعططالى و‬
‫ل بالوحى و ل يوحى إلى كل واحد مططن آحططاد الّنططاس لعططدم‬ ‫ما فيه سخطه و ل يتأتي ذلك إ ّ‬
‫ل الوحدى مططن الّنططاس المؤيططد‬ ‫صة ل يتحملها إ ّ‬ ‫ن للنبّوة صفات خا ّ‬
‫ل واحد لذلك فا ّ‬
‫قابلية ك ّ‬
‫ل ط تعططالى ارسططال‬ ‫ل تبارك و تعالى كما حقق في محّله فالعقل السليم يطلب من ا ّ‬ ‫من عند ا ّ‬
‫ل تعالى ما فيه خير البريططة و‬ ‫ل تعالى ظالما لعباده فاذا اوحى ا ّ‬
‫الرسل فلو ل البعثة لكان ا ّ‬
‫سططعادته و مططا يططوجب رضططوانه تعططالى و سططخطه إلططى رسططول بططالبراهين و المعجططزات و‬
‫البّينات فيأخذ الّناس معالم دينه و معارف شريعته من الّرسول قال عّز من قائل هو اّلططذي‬
‫ل منهم يتلو عليهم آياته و يزّكيهم و يعّلمهم الكتاب و الحكمة و قططال‬
‫بعث في المّيين رسو ً‬
‫تعالى ادع إلى سبيل رّبك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم باّلتي هي أحسن ‪.‬‬

‫جة على الّناس بعد خاتم النبّيين من هو ؟ و هذا المطلططب فططي المقططام‬ ‫ن الح ّ‬‫المطلب الّثالث ا ّ‬
‫ن المسلمين اتفقوا في وجود من يكون حافظا للشرع من الزيادة و النقصطان و‬ ‫هو الهّم ل ّ‬
‫للمة من الظلم و الطغيان كما علم على ما بّينططاه فططي المبططاحث السططالفة و اّنمططا الكلم فططي‬
‫ل عليه و آله و هو إما الكتططاب أو السطّنة المتططواترة أو الخططبر‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫جة بعد الّنب ّ‬‫ذلك الح ّ‬
‫الواحد أو الجمطاع أو القيطاس أو الطبرائة الصطلّية أو الستصطحاب أو العطالم القطائم مقطام‬
‫ي و الخير أيضا على وجهين ‪ :‬إمططا العططالم مطلقططا أو العططالم المعصططوم مططن الططذنوب ‪،‬‬ ‫الّنب ّ‬
‫المنزه من العيوب ‪ ،‬المنصوب من عند علم الغيوب ‪ ،‬المؤيد بتأييدات سماوية ‪ ،‬المهدي‬
‫بهداية الهّية و هذه وجوه محتملة في المقام لبّد للبصير الناقد أن ينظر فيها و يبحث عنها‬
‫‪.‬‬

‫فنقول ‪ :‬أّما الكتططاب فهططو كمطا قطال منصططور بطن حطازم يخاصططم بططه المرجطى و القططدرى و‬
‫ل بقّيم ‪.‬‬
‫جة إ ّ‬
‫الزنديق الذي ل يؤمن به حّتى يغلب الرجال بخصومته فالقرآن ل يكون ح ّ‬

‫] ‪[ 89‬‬

‫ل تعالى في كل واقعة و في‬ ‫ن ّ‬


‫و نزيدك بيانا في المقام حّتى يتبّين الحق فنقول ‪ :‬ل ريب ا ّ‬
‫كلّ ما يحتاج إليه الّناس في معاشهم و معادهم حكما و هططي امططور غيططر متناهيططة و كططذا ل‬
‫ل شيء كما نص به عّز من قائل في سططورة النحططل‬ ‫ل تعالى نزل القرآن تبيانا لك ّ‬ ‫نا ّ‬
‫ريب أ ّ‬
‫ل شيء و هدى و رحمة و بشرى للمسلمين ‪ .‬و فططي‬ ‫آية ‪ 92‬و نّزلنا عليك الكتاب تبيانًا لك ّ‬
‫النعام آية ‪ : 39‬ما فّرطنا في الكتاب من شيء ‪ .‬و فططي ذلططك روى ثقططة السططلم الكلينط ّ‬
‫ي‬
‫لط‬
‫نا ّ‬‫سططلم قطال إ ّ‬‫ل عليه ال ّ‬
‫قّدس سّره في اصول الكافي بإسناده عن مرازم عن أبي عبد ا ّ‬
‫ل شيئا يحتاج إليه العبططاد حّتططى‬ ‫ل ما نزل ا ّ‬‫ل شيء حّتى و ا ّ‬ ‫تعالى انزل في القرآن تبيان ك ّ‬
‫ل فيه ‪.‬‬
‫ل و قد أنزله ا ّ‬
‫ل يستطيع عبد يقول لو كان هذا انزل في القرآن إ ّ‬

‫سلم قال ‪ :‬سططمعته يقططول انّ‬ ‫و فيه أيضا بإسناده إلى عمرو بن قيس عن أبي جعفر عليه ال ّ‬
‫ل عليه و‬
‫ل أنزله في كتابه و بّينه لرسوله صّلى ا ّ‬ ‫ل تعالى لم يدع شيئا يحتاج إليه الّمة إ ّ‬
‫ا ّ‬
‫ل عليه و جعل على مططن تعطّدي ذلططك الحطّد‬ ‫ل شيء حّدا و جعل عليه دليل يد ّ‬ ‫آله و جعل لك ّ‬
‫حّدا ‪ .‬و كذا غيرهما من الخبار الخر في ذلك الباب ‪.‬‬

‫ل ما يحتاج إليه الّناس‬ ‫ن القرآن لم يبّين تلك الفروع و الحكام الجزئية و ك ّ‬


‫و كذا ل ريب ا ّ‬
‫ل فططي‬‫في امورهم الدينّية و الّدنيوية على التفصيل و البسط و هذا ل ينافي قوله ع طّز و ج ط ّ‬
‫ن الكتاب مشتمل على اصول كّلية يستنبط منها الحكططام الجزئّيططة و‬ ‫اليتين المذكورتين ل ّ‬
‫ق المعرفة فلنقّدم لك مثال في ذلك توضيحا للمراد ‪.‬‬ ‫القوانين اللهّية من كان عارفا بها ح ّ‬
‫قال المفيد في إرشاده ‪ :‬و روى عن يونس عن الحسن أن عمر أتى بامرأة قد ولدت لسططّتة‬
‫ل خصططمتك‬ ‫سلم ‪ :‬إن خاصمتك بكتاب ا ّ‬ ‫أشهر فهّم برجمها فقال له أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل قططائل ‪ :‬و الوالططدات‬
‫ل ط تعططالى يقططول ‪ :‬و حملططه و فصططاله ثلثططون شططهرا و يقططول ج ط ّ‬
‫نا ّ‬
‫إّ‬
‫ن حولين كاملين لمن أراد أن يتّم الّرضاعة فإذا تممططت المططرأة الّرضططاعة‬ ‫يرضعن أولده ّ‬
‫سنتين و كان حمله و فصاله ثلثين شهرا كان الحمل منها سّتة أشططهر فخلططى عمططر سططبيل‬
‫المرأة و ثبت الحكم بذلك فعمل الصحابة و التابعون و من أخذ عنه إلى يومنا هذا انتهى ‪.‬‬

‫] ‪[ 90‬‬

‫لط ممططا‬
‫سططلم بكتططاب ا ّ‬
‫و كذا غيره من الوقائع اّلتى قضى فيها أمير المؤمنين على عليططه ال ّ‬
‫يحير العقول فهذا الحكم كان ثابتا فططي الكتططاب المجيططد و لكططن ل تبلغططه عقططول الّرجططال إ ّ‬
‫ل‬
‫ل إليه و عّلمهم معالم دينه و جائت الّرواية في ذلططك فططي الكططافي‬ ‫الكّمل منهم اّلذين هداهم ا ّ‬
‫سلم مططا مططن أمططر يختلططف فيططه‬ ‫ل عليه ال ّ‬
‫بإسناده عن المعّلى بن خنيس قال ‪ :‬قال أبو عبد ا ّ‬
‫ل و لكن ل تبلغه عقول الّرجال ‪.‬‬ ‫ل و له أصل في كتاب ا ّ‬ ‫إثنان إ ّ‬

‫ي بن يقطين قال ‪:‬‬


‫و نظير ما نقله المفيد جاء في الكافي للكليني باسناده عن عل ّ‬

‫لط تعططالى فططا ّ‬


‫ن‬ ‫سلم عن الخمر هل هي محرمة في كتططاب ا ّ‬ ‫سأل المهدى أبا الحسن عليه ال ّ‬
‫الّناس إّنما يعرفون النهى عنها و ل يعرفون التحريم لها ‪.‬‬

‫لط تعططالى يططا أميططر المططؤمنين‬‫سلم ‪ :‬بل هي محرمة في كتططاب ا ّ‬ ‫فقال له أبو الحسن عليه ال ّ‬
‫ل ط تعططالى‬‫ل يا أبا الحسن ؟ ‪ .‬فقال ‪ :‬قول ا ّ‬ ‫ي موضع هي محّرمة في كتاب ا ّ‬ ‫فقال له ‪ :‬في أ ّ‬
‫قل إّنما حّرم رّبي الفواحش ما ظهططر منهططا و مططا بطططن و الثططم و البغططى بغيططر الحططق فأمططا‬
‫قوله ‪ :‬ما ظهر منها ‪ ،‬يعنططي زنططا المعلططن و نصططب الرايططات اّلططتي كططانت ترفعهططا الفططواجر‬
‫ن الّنططاس‬‫للفواحش في الجاهلية ‪ .‬و أما قوله تعالى ‪ :‬و ما بطن ‪ ،‬يعني ما نكح من الباء ل ّ‬
‫ل عليه و آله إذا كان للرجل زوجة و مات عنها يزوجهططا‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫كانوا قبل أن يبعث النب ّ‬
‫ل تعالى ذلك ‪ .‬و أما الثم ‪ ،‬فانهططا الخمططر بعينهططا و قططد‬ ‫ابنه من بعده إذا لم تكن امه فحّرم ا ّ‬
‫ل تعالى في موضع آخر يسئلونك عن الخمر و الميسر قل فيهمططا إثططم كططبير و منططافع‬ ‫قال ا ّ‬
‫لط تعططالى ‪.‬‬‫ل فهي الخمر و الميسر و اثمهمططا أكططبر كمططا قططال ا ّ‬ ‫للّناس فأّما الثم في كتاب ا ّ‬
‫فقال المهدي ‪ :‬يا على بن يقطين فهذه فتوى هاشمية ‪.‬‬

‫ل الذي لم يخرج هذا العلم منكم أهل‬


‫ل يا أمير المؤمنين الحمد ّ‬
‫قال ‪ :‬قلت له ‪ :‬صدقت و ا ّ‬
‫ل ما صبر المهدى أن قال لى ‪ :‬صدقت يا رافضى ‪.‬‬ ‫البيت قال ‪ :‬فو ا ّ‬
‫ععععع‬

‫سلم المستنبطة من ضم اليططات القرآنيططة‬‫و اعلم أن نظائرهما المروية عن أئمتنا عليهم ال ّ‬


‫بعضها من بعض غير عزيز و استبصر من هذا أنما يعرف القرآن من خططوطب بططه و أن‬
‫سر بعضه بعضا ‪ .‬قال عّز من قائل ‪ :‬إّنا انزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء ‪ .‬و‬‫القرآن يف ّ‬
‫معلوم أن من الشياء القرآن نفسه فهو تبيان لنفسه أيضا و لكن ل‬

‫] ‪[ 91‬‬

‫ل لنا في كتططابه‬‫ن للستنباط من الكتاب رجال عينهم ا ّ‬ ‫تبلغه عقول الّرجال كما دريت ‪ .‬و ا ّ‬
‫‪ :‬و لو رّدوه إلى الرسول و إلى أولي المر منهم لعلمه اّلذين يستنبطونه منهططم ) النسططاء ‪:‬‬
‫‪. ( 86‬‬

‫صططا و‬
‫على أنا نقول ‪ :‬إن في الكتاب محكما و متشطابها و ناسطخا و منسطوخا و عاّمططا و خا ّ‬
‫مبينططا و مجمل تمييزهططا و اسططتنباط الفططروع الجزئيططة و الحكططام اللهّيططة منهططا صططعب‬
‫لط و عّلمططه فقططه القططرآن و مل‬ ‫ل مططن اختططاره ا ّ‬
‫مستصعب جّدا بل خارج عن طوق البشر ا ّ‬
‫قلبه علما و فهما و حكما و نورا و من المجمل في الكتاب قوله تعالى السططارق و السططارقة‬
‫ن اليد يطلق على العضو المعطروف إلططى الشططاجع و إلطى الزنطد و إلطى‬ ‫فاقطعوا أيديهما فا ّ‬
‫المرفق و إلى المنكب فيقال ادخلت يدي في الماء إلى الشاجع و إلى الزند و إلى المرفططق‬
‫و إلى المنكب و اعطيت بيدي و إّنما اعطاه بأنامله و كتبت بيدي و إّنما كتبططه بأصططابعه و‬
‫الستعمال ظاهر في الحقيقة فيحصل الشتراك و يأتي الجمال فططي حطّد القطططع كمططا انهططا‬
‫ن المراد قطع يدي السارق كلتيهما أو إحطداهما و علطى الثطاني اليططد اليمنططى أو‬ ‫مجملة في ا ّ‬
‫اليسرى و كذا في المقدار المسروق اّلذي تقطع فيه أيديهما و في من تكررت منه السططرقة‬
‫بعد القطع أو قبل القطع و غيرها من أحكام السرقة المّدونطة فطي كتططب الحططديث و الفقططه و‬
‫ج و الجهاد‬ ‫صلة و الّزكاة و الصوم و الح ّ‬ ‫كذا غيره من الحكام و الفرائض مثل فرض ال ّ‬
‫سر و مبّين ‪.‬‬ ‫و حّد الّزنا و نظائرها مّما نزل في الكتاب مجمل فلبّد لها من مف ّ‬

‫لط تعططالى باطاعططة‬


‫سططر و مططبّين كافيططا لمططا أمططر ا ّ‬
‫ل وحده بل قّيم و مف ّ‬‫ثّم اّنه لو كان كتاب ا ّ‬
‫الّرسول في عّدة مواضع من كتابه الكريم كما حّررناه من قبيل و دريت ان القطائل حسطبنا‬
‫ل خبط خبط عشواء ‪.‬‬ ‫كتاب ا ّ‬
‫» عععععع ع ع عع ععع عع عع ععع عع عع عع عع ع‬
‫ععع عععع «‬

‫لط تعططالى دون كلم خططالق و‬


‫و أّما السنة فالكلم فيها الكلم في الكتططاب فططان كلم حجططج ا ّ‬
‫فوق كلم مخلوق و لكثير من الّروايات ان لم نقل لجميعها وجطوه محتملطة و قطد يعطارض‬
‫بعضها بعضا و لبعضها بطون علمية كاليات القرآنّية فقد روى‬

‫] ‪[ 92‬‬

‫الصّدوق في المجلس الّول من اماليه باسناده عن عمرو بن اليسع عن شعيب الحّداد قططال‬
‫ن حططديثنا صططعب مستصططعب ل‬ ‫سلم يقططول ‪ :‬ا ّ‬
‫صادق جعفر بن محّمد عليهما ال ّ‬‫‪ :‬سمعت ال ّ‬
‫ل قلبه لليمان أو مدينة حصينة قططال‬‫ي مرسل أو عبد امتحن ا ّ‬ ‫ل ملك مقرب أو نب ّ‬
‫يحتمله إ ّ‬
‫عمرو ‪ :‬فقلت لشعيب ‪ :‬يا أبا الحسن و أي شيء المدينة الحصينة ؟‬

‫سططلم عنهططا فقططال لططى ‪ :‬القلططب المجتمططع ‪ .‬علططى أن‬‫صططادق عليططه ال ّ‬


‫قططال ‪ :‬فقططال ‪ :‬سططألت ال ّ‬
‫الروايات ليست بوافية في جميع الحكام على سبيل التنصيص فططي الجزئيططات بططل كّليططات‬
‫أيضا يستنبط منها تلك الفروع الجزئية مع أن الروايات أكثرها منقولة بالمعنى و لم يثبت‬
‫سلم اعني أنها لم تتواتر لفظا و إن‬ ‫بقاؤها على هيئتها اّلتي صدرت عن المعصوم عليه ال ّ‬
‫تواتر مدلول كثير منها حّتى ذهب الشهيد الّثاني في الداريططة إلططى أن روايططة واحططدة يمكططن‬
‫شططرايع كططثيرا و قليططل فططي‬‫ادعاء تواتره لفظا حيث قططال ‪ :‬و التططواتر يتحقططق فططي اصططول ال ّ‬
‫صططلح مططن سططئل عططن ابططراز مثططال‬ ‫صة و إن تواتر مدلولها حّتى قال أبو ال ّ‬ ‫الحاديث الخا ّ‬
‫ى متعّمدا فليتبّوء مقعده مططن الّنططار يمكططن ادعططاء‬
‫لذلك اعياه طلبه ‪ ،‬نعم حديث من كذب عل ّ‬
‫ل عليه و آله من الصحابة الجم الغفير ‪ .‬انتهى ‪.‬‬ ‫تواتره فقد نقل نقله عن الّنبي صّلى ا ّ‬

‫صحابة و أصحاب الئّمططة عليهططم‬ ‫قال المجلسي ) ره ( في مرآة العقول ‪ :‬من المعلوم أن ال ّ‬
‫سلم لم يكونوا يكتبون الحاديث عند سماعها و يبعطد بطل يسططتحيل عطادة حفظهططم جميطع‬ ‫ال ّ‬
‫اللفاظ على ما هي عليه و قد سمعوها مّرة واحدة خصوصططا فططي الحططاديث الطويلططة مططع‬
‫تطاول الزمنة و لهذا كثيرا ما يروى عنهم المعنى الواحد بألفاظ مختلفة انتهططى مططا اردنطا‬
‫من نقل كلمه ‪.‬‬

‫ل تعالى المحفوظ على هيئته اّلططتي نزلططت بل تغييططر و‬ ‫أّما القرآن الكريم فاّنه المنّزل من ا ّ‬
‫ل مططن المسططلمين و غيرهططم علططى أن القططرآن بيططن‬
‫تبديل في ألفاظه بل خلف بل اتفططق الكط ّ‬
‫الكتب المنزلة هو الكتاب اّلذي لم يتطرق إليططه تحريططف أو تصططحيف أو زيططادة أو نقصططان‬
‫مطلقا ‪.‬‬
‫فططاذا كططان الحططاديث علططى ذلططك المنططوال فيططأتي البحططث فططي الخبططار علططى اطططوار كططثيرة‬
‫مضبوطة في كتب الّدراية و الّرجال و غيرهما مثل ينظر في الّراوى هل كان أهل للنقل‬
‫لط عليططه‬
‫ي في الصحيح عن محّمد بن مسططلم قطال ‪ :‬قلططت لبططي عبططد ا ّ‬ ‫أم ل كما روى الكلين ّ‬
‫سلم‬‫ال ّ‬

‫] ‪[ 93‬‬

‫أسمع الحديث منك فأزيد و أنقص ‪ .‬قال ‪ :‬إن كنت تريد معناه ) معانيه خ ل ( فل بأس ‪.‬‬

‫و بالجملة الكلم في القرآن و الحديث هو ما ذكره مولى الموحططدين أميططر المططؤمنين علطيّ‬
‫سلم نقله الّرضي في الّنهج كما مضى في الخطبططة الثمانيططة و المططأتين و كططذا نقلططه‬
‫عليه ال ّ‬
‫ي في الكافي و في الوافي ) ص ‪ 62‬م ‪. ( 1‬‬
‫الكلين ّ‬

‫ي بإسناده عن أبان بن عّياش عن سليم بن قيس الهللي قال ‪:‬‬


‫روي الكلين ّ‬

‫سلم ‪ :‬اّني سمعت مطن سطلمان و المقطداد و أبطي ذر شطيئا مطن‬ ‫قلت لمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل غير ما في أيدي الّناس ثطّم سططمعت منططك تصططديق مططا‬ ‫تفسير القرآن و أحاديث عن نبي ا ّ‬
‫سمعت منهم و رأيت في أيدي الّناس أشياء كثيرة من تفسير القرآن و مططن الحططاديث عططن‬
‫ل عليه و آله أنتططم تخطالفونهم فيهططا و تزعمططون ان ذلططك كّلططه باطططل أفططترى‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫يا ّ‬‫نب ّ‬
‫سططرون القططرآن بططآرائهم‬ ‫ل عليه و آله متعمّططدين و يف ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫الّناس يكذبون على رسول ا ّ‬
‫ي فقال ‪ :‬قد سألت فافهم الجواب ‪:‬‬ ‫سلم عل ّ‬ ‫قال ‪ :‬فأقبل عليه ال ّ‬

‫صططا و‬‫ن في أيدي الّناس حقا و باطل و صدقا و كططذبا و ناسططخا و منسططوخا و عاّمططا و خا ّ‬ ‫إّ‬
‫لط عليططه و آلططه علططى‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫محكما و متشابها و حفظا و وهما و قد كذب على رسول ا ّ‬
‫ى متعّمططدا‬
‫ى الكذابطة فمطن كططذب علط ّ‬
‫عهده حّتى قام خطيبا فقال ‪ :‬أّيها الّناس قططد كطثرت علط ّ‬
‫فليتبؤه مقعده من الّنار ثّم كذب عليه من بعده ‪.‬‬

‫و اّنما أتاكم الحديث من أربعططة ليططس لهططم خططامس ‪ :‬رجططل منططافق يظهططر اليمططان متصطّنع‬
‫ل متعمدا فلو علططم الّنططاس اّنططه منططافق‬
‫بالسلم ل يتاثم و ل يتحرج ان يكذب على رسول ا ّ‬
‫ل ورآه و سمع منططه‬ ‫كذاب لم يقبلوا منه و لم يصّدقوه و لكنهم قالوا هذا قد صحب رسول ا ّ‬
‫ل عن المنافقين بما اخبره و وصططفهم بمططا‬ ‫فيأخذون عنه و هم ل يعرفون حاله و قد اخبر ا ّ‬
‫وصفهم فقال تعالى و إذا رأيتهم تعجبك أجسامهم و ان يقولوا تسمع لقططولهم ثططم بقططوا بعططده‬
‫فتقربوا إلى أئّمة الضللة و الدعاة إلى الّنار بالزور و الكذب و البهتططان فولططوهم العمططال‬
‫و حملوهم على رقاب الّناس و أكلوا بهم الّدنيا و اّنما‬

‫] ‪[ 94‬‬
‫ل فهذا أحد الربعة ‪.‬‬
‫ل من عصم ا ّ‬
‫الّناس مع الملوك و الّدنيا إ ّ‬

‫ل عليه و آله شيئا لم يحمله على وجهه و وهططم فيططه و‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫و رجل سمع من رسول ا ّ‬
‫لط‬
‫لم يتعّمد كذبا فهو في يده يقول و يعمطل بطه و يرويطه و يقطول أنطا سطمعته مطن رسطول ا ّ‬
‫ل عليه و آله فلو علم المسلمون اّنه و هم لم يقبلوه و لو علم هو انه و هم لرفضه ‪.‬‬
‫صّلى ا ّ‬

‫ل عليه و آله شيئا أمر به ثّم نهططى عنططه و هططو ل‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫و رجل ثالث سمع من رسول ا ّ‬
‫يعلم أو سمعه ينهى عن شيء ثّم أمر به و هو ل يعلم فحفظ منسططوخه و لططم يحفططظ الّناسططخ‬
‫فلو علم اّنه منسوخ لرفضه و لو علم المسلمون إذ سمعوه منه اّنه منسوخ لرفضوه ‪.‬‬

‫لط و‬ ‫ل عليه و آله مبغض للكذب خوفا مططن ا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫و آخر رابع لم يكذب على رسول ا ّ‬
‫تعظيما لرسوله لم ينسه بل حفظ ما سمع على وجهه فجاء به كما سططمع لططم يططزد فيططه و لططم‬
‫ينقص منه و علم الناسخ و المنسوخ و عمل بالّناسططخ و رفططض المنسططوخ فططان أمططر الّنططب ّ‬
‫ي‬
‫ل عليه و آله مثل القرآن ناسخ و منسططوخ و خططاص و عططام و محكططم و متشططابه قططد‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫ل عليه و آله الكلم له وجهططان كلم عططام و كلم خططا ّ‬
‫ص‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫كان يكون من رسول ا ّ‬
‫ل تعالى في كتابه ما آتيكططم الّرسططول فخططذوه و مططا نهيكططم عنططه فططانتهوا‬ ‫مثل القرآن و قال ا ّ‬
‫ل عليه و آله ‪ .‬و ليططس‬ ‫ل به و رسوله صّلى ا ّ‬ ‫فيشتبه على من لم يعرف و لم يدر ما عنى ا ّ‬
‫ل عليه و آله كان يسأله من الشيء يفهم و كططان منهططم مططن‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫كلّ أصحاب رسول ا ّ‬
‫يسأله و ل يستفهمه حّتى ان كانوا ليحّبون أن يجيء العرابططي و الطططاري فيسططأل رسططول‬
‫ل عليه و آله حّتى يسمعوا ‪.‬‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ا ّ‬

‫لط عليططه و‬
‫ي صطّلى ا ّ‬‫سلم يذكر بعد قوله حّتى يسمعوا ‪ :‬منزلته عند الّنب ّ‬ ‫أقول ‪ :‬اّنه عليه ال ّ‬
‫ن الكتططاب و السطّنة غيططر‬‫آله و سنذكر هذا الذيل أيضططا فططي محّلططه ‪ ،‬فبمططا حررنططاه دريططت ا ّ‬
‫ل واقعة حكما يجب تحصيله فهما يحتاجان إلططى‬ ‫ل تعالى في ك ّ‬ ‫ن ّ‬‫وافيين بكل الحكام مع أ ّ‬
‫قّيم ‪.‬‬

‫ن العلمططاء ورثططة‬
‫سلم قطال ‪ :‬إ ّ‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫في الكافي بإسناده عن أبي البختري عن أبي عبد ا ّ‬
‫ن النبياء لم يورثوا درهما و ل دينططارا و إّنمططا ورثطوا مطن أحطاديثهم فمططن‬
‫النبياء و ذاك أ ّ‬
‫ظا وافرا فانظروا علمكم هذا عّمن تأخذونه فان فينا أهل الططبيت‬ ‫أخذ بشيء منها فقد أخذ ح ّ‬
‫ل خلف عدول ينفون عنه تحريف الغالين‬ ‫في ك ّ‬

‫] ‪[ 95‬‬

‫و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين ‪.‬‬

‫ن المام المنصوب اللهي على العدل المحططض‬ ‫و حيث علم معنى العدل فيما تقدم و علم أ ّ‬
‫ن المططراد بالعططدول هططم الئمططة الهططادين‬
‫ل تعططالى إلططى طريططق الحططق علططم ا ّ‬
‫و يهدون بأمر ا ّ‬
‫المهديين ل غير و جاء خبر آخر في الكافي كانه مفسر لططه حيططث روى بإسططناده عططن ابططن‬
‫ل عليه و آلططه ا ّ‬
‫ن‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫سلم يقول ‪ :‬قال رسول ا ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬
‫وهب قال ‪ :‬سمعت أبا عبد ا ّ‬
‫ل بدعة تكون من بعدى يكاد بها اليمان وليططا مططن أهططل بيططتي مططوّكل بططه يططذب عنططه‬ ‫عند ك ّ‬
‫ل و يعلن الحق و ينوره و يرد كيد الكائدين يعّبر عن الضعفاء فاعتبروا‬ ‫ينطق بالهام من ا ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫يا اولى البصار و توكلوا على ا ّ‬

‫و نعم ما قال الفيض في الحديث بيانا ‪ :‬المراد من ورثة النبياء ورثتهم من غططذاء ال طّروح‬
‫لّنهم أولدهم الروحانيون اّلذين ينتسبون إليهم من جهة أرواحهم المتغذية بالعلم المسططتفاد‬
‫ن من كطان مططن نسطلهم ورثتهطم مطن غطذاء الجسططم لّنهططم أولدهطم‬‫سلم كما أ ّ‬
‫منهم عليهم ال ّ‬
‫ظا وافرا‬‫الجسمانّيون اّلذين ينتسبون إليهم من جهة أجسادهم المتغذية بالغذاء الجسماني ح ّ‬
‫شمس ‪.‬‬‫ن قليل العلم خير مّما طلعت عليه ال ّ‬‫كثيرا ل ّ‬

‫ن العلم ميراث النبياء فلبّد أن يكون مأخوذا عن النبيططاء عليهططم‬ ‫فانظروا يعني لّما ثبت أ ّ‬
‫سلم و عن أهل بيت الّنبّوة الذين هم مستودع اسرارهم و فيهم أصل شجرة علمهم دون‬ ‫ال ّ‬
‫ق يحّرفون الكلم عن مواضعه بحسب أهططوائهم ‪ .‬و‬ ‫غيرهم فان المجاوزين عن الوسط الح ّ‬
‫ق بالباططل لفسطاد أغراضطهم ‪ .‬و الجطاهلون‬ ‫المبطلون يدعون لنفسهم العلم و يلبسون الحط ّ‬
‫يؤولون المتشابهات على غير معانيها المقصططودة منهططا لزيططغ قلططوبهم فيشططتبه بسططبب ذلططك‬
‫طريق التعّلم على طلبة العلم ‪.‬‬

‫ل خلططف بعططد سططلف امططة وسططط لهططم‬


‫ل عليه و عليهم في كط ّ‬
‫و في أهل بيت النبي صلوات ا ّ‬
‫الستقامة في طريق الحق من غير غلو و ل تقصير و ل زيغ و ل تحريططف يعنططي المططام‬
‫ص شيعته المناء على أسراره الحافظين لعلمه الضابطين لحاديثه فططا ّ‬
‫ن‬ ‫المعصوم و خوا ّ‬
‫الرض ل تخلو منهم ابدا و هم ل يزالون ينفون عن العلم تحريف الغالين‬

‫] ‪[ 96‬‬

‫و تلططبيس المبطليططن و تأويططل الجططاهلين فخططذوا علمكططم عنهططم دون غيرهططم لتكونططوا ورثططة‬
‫النبياء ‪.‬‬

‫ل عليه و آله اّنه قال ‪ :‬يحمل هذا العلم‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫و هذا الحديث ناظر إلى ما روى عن الّنب ّ‬
‫ل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين و انتحططال المبطليططن و تأويططل الجططاهلين و‬ ‫من ك ّ‬
‫تفسير للعدول الوارد فيه ‪.‬‬

‫ل أّنه بالتحريك فططي الخيططر و‬


‫ل من يجيء بعد من مضى إ ّ‬
‫و الخلف بالتحريك و السكون ك ّ‬
‫بالتسكين في الشّر يقال ‪ :‬خلف صدق و خلف شر ‪.‬‬
‫ل واقعة حكما و أن الحكططام‬ ‫ل تعالى في ك ّ‬
‫ن ّ‬‫و أّما القياس فقد حققنا في المباحث السالفة أ ّ‬
‫ل علم الغيططوب و‬ ‫مبتنية على مصالح و مفاسد في الشياء ل تبلغها العقول و ل يعلمهططا ا ّ‬
‫ل لم يبن على القياس فان المراد بالقياس في‬ ‫ق التأمل في الّدين لرأينا أن دين ا ّ‬
‫لو تأّملنا ح ّ‬
‫المقام القياس الفقهي اّلذي يسّمى في علم الميزان بالتمثيططل و مبنططى الشططرع علططى اختلف‬
‫صوم آخر شهر رمضان و تحريمه أّول ش طّوال ‪ ،‬و اتفططاق المختلفططات‬ ‫المتفقات كوجوب ال ّ‬
‫كوجوب الوضوء من البول و الغائط و اتفاق القتل خطططأ و الظهططار فططي الكفططارة ‪ .‬مططع أ ّ‬
‫ن‬
‫الشارع قطع يد سارق القليل دون غاصب الكثير و جّلد بقططذف الزنططا و أوجططب فيططه أربططع‬
‫ل ط عليططه و آلططه ‪:‬‬
‫ل ص طّلى ا ّ‬‫شهادات دون الكفر و ذلك كّله ينافي القياس و قد قال رسول ا ّ‬
‫تعمل هذه الّمة برهة بالكتاب و برهة بالسنة و برهة بالقياس فاذا فعلوا ذلك فقد ضططّلوا و‬
‫أضّلوا ‪.‬‬

‫لط ا ّ‬
‫ن‬ ‫ل تعالى و ل تتبع الهوى فيضّلك عن سططبيل ا ّ‬
‫ل اتباع الهوى و قال ا ّ‬
‫و ليس القياس إ ّ‬
‫ل لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب « ‪.‬‬
‫اّلذين يضّلون عن سبيل ا ّ‬

‫ل أحد أن يرى برأيططه و نظططره‬‫و لو تطرق في الشريعة العمل بالقياس لمحق الّدين لنّ لك ّ‬
‫مناسبة بين الحكمين و غالبا ل يخلو الشيئان عن مناسبة ما فيلزم عنطدئذ تحليططل الحطرام و‬
‫ل واحد ل يتغير و قططد‬‫ن حكم ا ّ‬
‫تحريم الحلل و آراء كثيرة مردية في موضوع واحد مع أ ّ‬
‫طائفة في التهذيب بإسناده عن أبي مريم‬
‫روى شيخ ال ّ‬

‫] ‪[ 97‬‬

‫ل عليه ‪ :‬لو قضيت بين رجلين بقضية ثططّم‬‫سلم قال ‪ :‬قال صلوات ا ّ‬
‫عن أبي جعفر عليه ال ّ‬
‫ى من قابل لم ازدهما على القول الّول لن الحق ل يتغير ‪.‬‬
‫عادا إل ّ‬

‫ل و قد جاء فيططه كتططاب أو سططنة و أن‬ ‫و قد دريت آنفا أّنه ليس شيء مّما يحتاج إليه الّناس إ ّ‬
‫ل تعالى نص في كتابه العزيز انزل في القرآن تبيان كل شيء قال تعالى ‪ :‬و نزلنا عليك‬ ‫ا ّ‬
‫ل شيء و هدى و رحمة و بشرى للمسلمين ) النحل ‪ ( 92‬و قططال تعططالى ‪:‬‬ ‫الكتاب تبيانا لك ّ‬
‫ما فرطنا في الكتاب من شيء ) النعام ‪ ( 39‬و غيرهما من اليات الخر فإذا بين القرآن‬
‫ل شيء و كذا السنة و إن كان ل تبلغها عقططول الّرجططال فعلينطا أن نطلطب مطن عنططده علططم‬ ‫كّ‬
‫الكتاب و ليس لنا أن نختار بالقياس و الستحسان و امثالهما حكما نفتى بططه أو نعمططل فططا ّ‬
‫ن‬
‫ل حذرنا عن ذلك في كتابه بقوله ‪ » :‬و رّبك يخلق ما يشاء و يختار ما كان لهططم الخيططرة‬ ‫ا ّ‬
‫ل ‪ :‬و مطا كطان لمطؤمن و ل‬ ‫ل و تعالى عما يشركون « و قال عّز و ج ّ‬ ‫من أمرهم سبحان ا ّ‬
‫ل ‪ :‬ما‬ ‫ل و رسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ‪ .‬و قال عّز و ج ّ‬ ‫مؤمنة إذا قضى ا ّ‬
‫لكم كيف تحكمون ‪ .‬أم لكم كتاب فيه ‪ .‬تدرسون ‪ .‬أم لكم فيططه لمططا تخيططرون ‪ .‬أم لكططم ايمططان‬
‫ن لكم ‪ .‬لما تحكمون ‪ .‬سلهم اّيهم بذلك زعيططم ‪ .‬أم لهططم شططركاء‬ ‫علينا بالغة إلى يوم القيامة ا ّ‬
‫فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين و قال تعالى ‪ :‬أم لهم شركاء شرعوا لهم من الططدين مططا‬
‫ل و قال تعالى ‪:‬‬
‫لم يأذن به ا ّ‬

‫ل من كتططاب ‪ .‬و قططال تعططالى ‪:‬‬


‫و استقم كما امرت و ل تتبع اهوائهم و قل آمنت بما أنزل ا ّ‬
‫أفمن كان على بينة من ربه كمن زين لطه سطوء عملطه و اتبعطوا أهطوائهم و قطال تعطالى ان‬
‫ن و ما تهوى النفس و لقد جائهم مططن رّبهططم الهططدى و غيرهططا مططن اليططات‬
‫ل الظ ّ‬
‫يتبعون إ ّ‬
‫القرآنّية ‪.‬‬

‫ل و اختيار رسطوله إلطى اختيطاره و تنهيطه‬ ‫فهذه اليات القرآنية تذّم من رغب عن اختيار ا ّ‬
‫لط علططى قلططوبهم فهطم ل‬‫عن ذلططك أفل يتططدبرون القططرآن أم علطى قلطوب اقفالهططا ‪ ،‬أم طبططع ا ّ‬
‫لط الصططم البكططم الططذين ل‬
‫ن شّر الدواب عند ا ّ‬ ‫يفقهون ‪ ،‬أم قالوا سمعنا و هم ل يسمعون ‪ ،‬ا ّ‬
‫يعقلون ‪.‬‬

‫] ‪[ 98‬‬

‫» ععععع عع عععععع ع ع ع عع ع عع ع عععع عع‬


‫عععع ع ععع ععع « » ع ع عععع ع ع ع عععع ع‬
‫ععععععع «‬

‫قد رويت عن الئّمة الهداة المهديين روايات في النهى عن العمططل بالقيططاس و احتجاجططات‬
‫على القوم في ذلك نورد ههنا شطططرا منهططا تبصططرة للمستبصططرين فططان مططن كططان لططه قلططب‬
‫استهدى بها ‪:‬‬

‫سطلم‬ ‫لط عليطه ال ّ‬


‫‪ 1‬في الكافي باسناده إلى أبطي شطيبة الخراسطاني قطال ‪ :‬سطمعت أبطا عبطد ا ّ‬
‫ل بعططدا‬
‫ن أصحاب المقاييس طلبوا العلم بالمقاييس فلم تزدهم المقاييس من الحق إ ّ‬ ‫يقول ‪ :‬إ ّ‬
‫ل ل يصاب بالمقاييس ‪.‬‬ ‫و أن دين ا ّ‬

‫ل بعططدا فكمططا‬
‫ق و الواقططع إ ّ‬
‫ن القياس في جميع العلوم النقلّية ل يزاد القائس من الح ّ‬
‫أقول ‪ :‬إ ّ‬
‫ن الّلغة و النحو و القرائة و السير و امثالها ل يستقيم بالقياس و التخمين فكططذلك الحكططام‬ ‫أّ‬
‫ن و التخمين و القياس ‪.‬‬
‫ل واقعة حكما ل يصاب بالظ ّ‬ ‫ل تعالى في ك ّ‬‫ن ّ‬‫فا ّ‬

‫ن في الشرع يوجد كططثيرا جمطع الحكططام المختلفطة فطي الصططفات الظططاهرة و تفريطق‬
‫على أ ّ‬
‫الحكام المتشاركة في الثار الواضحة ‪.‬‬

‫ن السططنة ل تقططاس‬
‫سططلم قطال ‪ :‬إ ّ‬
‫ل عليه ال ّ‬‫‪ 2‬و فيه باسناده إلى أبان بن تغلب عن أبي عبد ا ّ‬
‫ن السططنة إذا قيسططت محططق‬‫ن المرأة تقضى صومها و ل تقضى صلتها يا أبططان ا ّ‬ ‫أل ترى ا ّ‬
‫الدين ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬قال الفيض في بيانه ‪ :‬المحق ذهاب الشيء كله حّتى ل يرى منه أثر و إّنما يمحططق‬
‫ل أحد أن يرى بعقله أو هواه مناسبة بين الشيء و مططا أراد أن يقيسططه‬ ‫الدين بالقياس لن لك ّ‬
‫ل و بينه و بين شططيء آخططر مجانسططة أو مشططاركة‬ ‫عليه فيحكم عليه بحكمه و ما من شيء إ ّ‬
‫في كم أو كيف أو نسبة فاذا قيس بعططض الشططياء علططى بعططض فططي الحكططام صططار الحلل‬
‫حراما و الحرام حلل حّتى لم يبق شيء من الططدين ‪ 3‬و فيططه بإسططناده إلططى أبططان عططن أبططي‬
‫سلم يقول ‪:‬‬ ‫ل عليه ال ّ‬
‫شيبة قال ‪ :‬سمعت أبا عبد ا ّ‬

‫ط عليّ عليططه‬
‫ل عليه و آله و خ ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل علم ابن شبرمة عند الجامعة املء رسول ا ّ‬‫ضّ‬
‫سلم بيده ا ّ‬
‫ن‬ ‫ال ّ‬

‫] ‪[ 99‬‬

‫ن أصططحاب القيططاس طلبططوا العلططم‬ ‫الجامعة لم تدع لحد كلما فيهططا علططم الحلل و الحططرام ا ّ‬
‫ل ل يصاب بالقياس ‪.‬‬ ‫ل بعدا إن دين ا ّ‬
‫قإ ّ‬‫بالقياس فلم يزدادوا من الح ّ‬

‫صططادق عليهمططا‬
‫أقول ‪ :‬سيأتي الكلم في الجامعططة عنططد ترجمططة المططام جعفططر بططن محّمططد ال ّ‬
‫ل بن شبرمة القاضي كان يعمل بالقياس ‪.‬‬ ‫سلم و ابن شبرمة هو عبد ا ّ‬ ‫ال ّ‬

‫ن إبليططس قططاس‬
‫سلم قال ‪ :‬ا ّ‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫‪ 4‬و فيه عن الحسين بن مّياح عن أبيه عن أبي عبد ا ّ‬
‫ل منه آدم‬
‫نفسه بآدم فقال ‪ :‬خلقتني من نار و خلقته من طين فلو قاس الجوهر اّلذي خلق ا ّ‬
‫بالّنار كان ذلك أكثر نورا و ضياء ‪.‬‬

‫لط‬
‫ل القرشي قال ‪ :‬دخل أبو حنيفططة علططى أبططي عبططد ا ّ‬
‫‪ 5‬و فيه بإسناده عن عيسى بن عبد ا ّ‬
‫سلم فقال له ‪ :‬يا أبا حنيفة بلغني أّنك تقيس قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬ل تقس فططان أّول مططن‬
‫عليه ال ّ‬
‫قاس إبليس حين قال ‪ :‬خلقتني من نار و خلقته من طين فقاس ما بين الّنار و الطيططن و لططو‬
‫قاس نورّية آدم بنورية الّنار عرف فضل ما بين الّنورين و صفاء أحدهما على الخر ‪.‬‬

‫ن هذين الخبرين من الخبار النيقة و العلوم الدقيقة اّلتي صدرت مططن بيططت أهططل‬ ‫أقول ‪ :‬إ ّ‬
‫العصمة و تجّلت من مشكاة المامة و بدت من فروع شجرة النبّوة لحتوائهما على لطيفة‬
‫قدسّية عرشّية لم يعهد صدور مثلها عن غير بيت الل في ذلك العصر ‪ ،‬و لعمري لو لططم‬
‫ل عليه و آله و آله الطاهرين معجزات فعلّيططة أصططل لكفططى أمثططال‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫تكن لرسول ا ّ‬
‫لط لخلقطه و‬‫سطلم فطي صطدق مقطالتهم بطأّنهم سطفراء ا ّ‬‫هذه الخبار الصادرة عنهم عليهطم ال ّ‬
‫سلم في الّول منهما فلو قططاس الجططوهر الططذي خلططق‬ ‫وسائط فيضه ‪ .‬و بالجملة قال عليه ال ّ‬
‫ل منه آدم بالّنار كان ذلك أكثر نورا و ضياء و في الثاني و لططو قططاس نوريططة آدم بنوريططة‬
‫ا ّ‬
‫النار عرف فضل ما بين النورين و صفاء أحدهما على الخر ‪ .‬و ذلططك الجططوهر الّنططوري‬
‫هو النفس الناطقة المجردة و الّروح المقّدسة اّلتي من عالم المر ل سطّيما روحططه القدسطّية‬
‫الّنبوّية اّلتي بها صار مسجود الملئكة ‪ ،‬و معلوم أن هذا النور المعنططوي ل نسططبة لططه إلططى‬
‫النوار الحسّية كنور الّنار و السراج و الشمس و القمر و الّنجوم و أمثالها لنططه ل يكططون‬
‫منغمرا في الّزمان و المكان و الجسام بل هو فوق‬

‫] ‪[ 100‬‬

‫ن الحسطّية يظهططر‬‫الزمان و الزمانّيططات و لططذا بططه يظهططر مططا ل يظهططر بططالنوار الحسطّية فطا ّ‬
‫المحسوسات بخلف النور العقلي فاّنه يظهر المعقططولت و فططوق المحسوسططات فل يقططاس‬
‫ل العظططم فلططو قططاس‬ ‫يا ّ‬ ‫ن العقلني بمراحل عن الجسماني و لذا قال ول ّ‬ ‫أحدهما بالخر فا ّ‬
‫ل منه آدم بالّنار كان ذلك أكثر نورا و ضياء ‪.‬‬ ‫الجوهر اّلذي خلق ا ّ‬

‫ل على تجرد الروح و تنزهه عن الجسططم و الجسططمانيات‬ ‫سلم يد ّ‬


‫ن كلمه عليه ال ّ‬
‫و أيضا ا ّ‬
‫ل ان شيئّية الشيء بصططورته ل بمططادته ‪ ،‬و قيططاس إبليططس و هططم حيططث تططوهم ان‬ ‫كما أّنه يد ّ‬
‫ن النسططان إنسططان‬
‫الفضل و الشرف بماّدة البدن و أن شططيئية الشططياء بماّدتهططا و لططم يعلططم أ ّ‬
‫صورة لّنه لم يكن له نصيب مططن هططذا‬ ‫بجوهره المجرد النوري العقلني و اّنما الشيئّية بال ّ‬
‫النور القدسي النبوي حّتى يرى نسبة سائر النوار بالقياس إليه و يعرفه حق المعرفة ‪.‬‬

‫ن الوجود الكامل من ماّدة ناقصة أفضل من موجود ناقص من ماّدة كاملة و ذلططك‬ ‫و اعلم أ ّ‬
‫صورة هي الصل و الماّدة فرعها و شيئية الموجططودات‬
‫ن ال ّ‬
‫لما تحّقق في الحكمة العالية أ ّ‬
‫بصورها ل بالمادة ‪.‬‬

‫سلم قال ‪ :‬من نصب نفسه للقياس لم يزل دهره في التبططاس‬


‫ن علّيا عليه ال ّ‬
‫‪ 6‬في الكافي ‪ :‬ا ّ‬
‫ل بالرأى لم يزل دهره في ارتماس ‪.‬‬ ‫و من دان ا ّ‬

‫ل بما ل يعلططم و‬
‫سلم ‪ :‬من أفتى الّناس برأيه فقد دان ا ّ‬
‫‪ 7‬و فيه أيضا قال أبو جعفر عليه ال ّ‬
‫ل و حّرم فيما ل يعلم ‪.‬‬‫ل حيث أح ّ‬‫ل بما ل يعلم فقد ضاّد ا ّ‬
‫من دان ا ّ‬

‫ن ابن شبرمة قال دخلت أنا و أبو حنيفة على جعفططر‬ ‫‪ 8‬و في كتاب القضاء من الوسائل ‪ :‬ا ّ‬
‫ل و ل تقس في الّدين برأيطك فطإن أّول مطن قطاس إبليطس‬ ‫بن محّمد فقال لبي حنيفة ‪ :‬اتق ا ّ‬
‫لط‬
‫إلى أن قال ‪ :‬و يحك اّيهما أعظم قتل الّنفس أو الّزنا ؟ قطال ‪ :‬قتطل النفطس ‪ .‬قطال ‪ :‬فطان ا ّ‬
‫ل أربعططة ‪ .‬ثطّم أّيهمططا أعظططم‬
‫ل قد قبل في قتل النفس شاهدين و لم يقبل فططي الزنططا إ ّ‬ ‫عّز و ج ّ‬
‫صططيام و ل تقضططى‬ ‫صلة ‪ .‬قال ‪ :‬فمططا بططال الحططائض تقضططي ال ّ‬ ‫صوم ؟ قال ‪ :‬ال ّ‬
‫صلة أم ال ّ‬
‫ال ّ‬
‫ل و ل تقس ‪ .‬قال ‪:‬‬ ‫الصلة فكيف يقوم لك القياس فاتق ا ّ‬

‫ل تعالى في البول بالوضوء‬


‫فاّيهما اكبر البول أو المني ؟ قلت ‪ :‬البول ‪ ،‬قال ‪ :‬فلم أمر ا ّ‬

‫] ‪[ 101‬‬
‫و في المني بالغسل ‪ .‬قال ‪ :‬فأّيما أضعف المرأة أو الّرجل ؟ قلت ‪ :‬المرأة ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫ل تعالى في الميراث للرجل سهمين و للمرأة سهم أفيقاس لك هذا ؟ قلت ‪:‬‬
‫فلم جعل ا ّ‬

‫ل فيمن سرق عشر دراهم القطططع و إذا قطططع الّرجططل يططد رجططل فعليططه‬‫ل ‪ .‬قال ‪ :‬فبم حكم ا ّ‬
‫ديتها خمسة آلف درهم أفيقاس لك هذا ؟ قلت ‪ :‬ل ‪ .‬الحديث ‪.‬‬

‫جام ليحلق رأسي‬ ‫و في الوافي ) ص ‪ 59‬م ‪ ( 1‬روي عن أبي حنيفة أّنه قال ‪ :‬جئت إلى ح ّ‬
‫ت خصططال لططم تكططن عنططدى‬ ‫ل فتعّلمت منه سط ّ‬‫فقال لي ‪ :‬ادن ميامنك و استقبل القبلة و سم ا ّ‬
‫فقلت لططه ‪ :‬مملططوك أنططت أم حطّر ؟ فقططال ‪ :‬مملططوك ؟ قلططت ‪ :‬لمططن ؟ قططال لجعفططر بططن محّمططد‬
‫سلم قلت ‪ :‬أشاهد أم غائب ؟ قال ‪ :‬شاهد فصرت إلططى بططابه و اسططتأذنت‬ ‫صادق عليهما ال ّ‬‫ال ّ‬
‫عليه فحجبني و جاء قوم من أهل الكوفة فاستأذنوا فططاذن لهططم فططدخلت معهططم فلّمططا صططرت‬
‫ل لو أرسلت إلى أهطل الكوفططة فنهيتهططم أن يشططتموا أصططحاب‬ ‫عنده قلت له ‪ :‬يا ابن رسول ا ّ‬
‫محّمد فانى تركت بها أكثر من عشرة الف يشتمونهم ‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫ل فقال ‪ :‬أنت أّول من ل يقبل‬ ‫ل يقبلون منى فقلت ‪ :‬و من ل يقبل منك و أنت ابن رسول ا ّ‬
‫منى دخلت داري بغير إذني و جلست بغير أمري و تكلمت بغير رأيططي و قططد بلغنططي أّنططك‬
‫ل إبليس ث طّم ذكططر قريططب مططا‬
‫تقول بالقياس قلت ‪ :‬نعم قال ‪ :‬ويحك يا نعمان أّول من قاس ا ّ‬
‫نقلناه عن الوسائل و كذا هذا الخبر مذكور في مجلس يوم الجمعة التاسع مططن رجططب سططنة‬
‫سبع و خمسين و أربعمائة فراجع ‪.‬‬

‫و الخبار في الّنهي عن القياس في الّدين و السّر في نهيه كثيرة في كتططب الّروايططة فعليططك‬
‫بكتاب القضاء من الوسائل و المجّلد الّول من البحار و الكافي و بططاب البططدع و الططرأى و‬
‫المقائيس من الوافي ) ص ‪ 56‬م ‪. ( 1‬‬

‫المنقول من الزمخشري في ربيع البططرار قططال يوسططف بططن أسططباط ‪ :‬رّد أبططو حنيفططة علططى‬
‫ل عليه و آله للفرس سهمان و للّرجل سهم ‪ ،‬قال أبططو حنيفططة ‪ :‬ل أجعططل‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫رسول ا ّ‬
‫لط عليططه و آلططه و أصططحابه‬‫ل صطّلى ا ّ‬ ‫سهم بهيمة أكثر من سهم المؤمن ‪ .‬و اشعر رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله ‪ :‬البيعان بالخيار ما لططم‬ ‫البدن و قال أبو حنيفة ‪ :‬الشعار مثلة ‪ .‬و قال صّلى ا ّ‬
‫لط عليططه و آلططه يقططرع‬
‫يتفّرقا ‪ ،‬و قال أبو حنيفة ‪ :‬إذا وجب البيع فل خيار ‪ .‬و كان صطّلى ا ّ‬
‫بين نسائه إذا اراد سفرا و أقرع أصحابه ‪ ،‬و قال أبو حنيفة القرعة قمار ‪.‬‬

‫] ‪[ 102‬‬

‫ن مططن المعلططوم عططدم‬


‫جيته و البحث عن أقسامه فنقول ‪ :‬ا ّ‬
‫و أّما الجماع فبعد الفراغ عن ح ّ‬
‫ل واقعة واقعة ‪.‬‬
‫قيام إجماع في ك ّ‬
‫و أّما البرائة الصلّية فلنه يلزم منها ارتفاع أكثر الحكام الشرعية إذ يقال الصل بططرائة‬
‫الذمة من وجوب أو حرمة ‪.‬‬

‫ي فلّنططه يسططتلزم اليقيططن السططابق و الشطكّ‬ ‫أّما الستصحاب فعدم صلحّيته للمحافظططة بططديه ّ‬
‫ل موضططع مططع عططدم تناهيهططا‬ ‫ل حكم من الحكططام فططي كط ّ‬ ‫اللحق حّتى يجري و أّني يكون ك ّ‬
‫ل ظّنططا و الظططن ل يغنططى‬
‫كذلك ‪ ،‬على أن الستصحاب و القياس و الخبر الواحططد ل تفيططد إ ّ‬
‫جطة علطى الّنطاس‬ ‫من الحق شيئا ‪ .‬فاذا اتضح عدم صلحّية هطذه القسطام لحفطظ الطّدين و ح ّ‬
‫ل العططالم و‬‫بحيالها بل قيم مبين و مفسر بعد خاتم النبيين فلم يبق أن يكون الحافظ للشرع إ ّ‬
‫لط اعنططي‬ ‫العالم مطلقا فقد دريت اّنه لم يكن حافظا فبقى العالم المعصططوم المنصططوب مططن ا ّ‬
‫المام بالحق و ذلك هو المطلوب و قد اشار البططاري تعططالى إليططه بقططوله ‪ :‬و لططو رّدوه إلططى‬
‫الّرسول و إلى اولططى المططر منهططم لعلمططه الططذين يسططتنبطونه منهططم ) النسططاء ‪ ( 86 :‬ثطّم إ ّ‬
‫ن‬
‫ن الكتططاب وحططده بل قّيططم كططاف‬ ‫ل عليهم احتجاجات على من ذهططب إلططى أ ّ‬ ‫لئمتنا صلوات ا ّ‬
‫جة بالغة و برهان تام أبان الفصل و أفحم الخصم تركنا التيان بها‬ ‫ل واحد منها ح ّ‬‫للعباد ك ّ‬
‫روما للختصار فعليك بكتاب الحتجاج للطبرسططي و اصططول الكططافي للكلينططي و الرشططاد‬
‫للمفيد و المجّلد الّرابع من البحار للمجلسي ‪.‬‬

‫سلم ‪ :‬و هذا القططرآن إّنمططا هططو‬‫ثّم مضى في الخطبة الّثالثة و العشرين و المأة قوله عليه ال ّ‬
‫مسطور بين الدفتين ل ينطق بلسان و ل بّد لططه مططن ترجمططان إلططى آخططر مططا قططال ‪ .‬فراجططع‬
‫فتّبصر ‪.‬‬

‫عععع عع ع ععع ععععع ع ععع ع ععع ععع عع ع‬


‫ععععععععع عع ععع ععععععع‬

‫ل عليه في المجلس السابع و التسعين من أماليه و‬ ‫صدوق رضوان ا ّ‬ ‫روى الشيخ الجليل ال ّ‬
‫كذا الشيخ الجليل الطبرسي في الحتجاج و ثقة السلم الكليني فططي الكططافي ) الططوافي ص‬
‫ي بن‬‫‪ 115‬م ‪ ( 2‬رواية جامعة كافية في أمر المامة عن الّرضا عل ّ‬

‫] ‪[ 103‬‬

‫ي هو أقططوم جعلناهططا خاتمططة بحثنططا‬


‫موسى ثامن الئمة الهداة المهديين تهدى بغاة الرشد للت ّ‬
‫ليختم بالخير ختامه مسك و في ذلك فليتنافس المتنافسون و في المالي ‪.‬‬

‫ي بطن الحسطين بطن موسطى بطن بطابويه القمطي‬ ‫حدثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محّمطد بطن علط ّ‬
‫ل عنه قال ‪ :‬حدثنا محّمد بن موسى بن المتوّكل قال ‪ :‬حّدثنا محّمد بن يعقوب قال‬ ‫رضي ا ّ‬
‫ي بططن‬
‫‪ :‬حّدثنا أبو محّمد القاسم بن العلي عن عبد العزيز بن مسلم قططال ‪ :‬كنططا فططي أّيططام علط ّ‬
‫سلم بمرو فاجتمعنا في مسجد جامعهططا فططي يططوم جمعططة فططي يططدي‬ ‫موسى الّرضا عليهما ال ّ‬
‫مقدمنا فطأدار الّنطاس أمطر المامطة و ذكطروا كطثرة اختلف الّنطاس فطدخلت علطى سطّيدي و‬
‫سلم ثّم قال ‪:‬‬
‫سم عليه ال ّ‬
‫سلم فأعلمته ما خاض الّناس فيه فتب ّ‬
‫مولى الّرضا عليه ال ّ‬

‫لط‬‫ل لم يقبض نبّيه ص طّلى ا ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬‫نا ّ‬‫يا عبد العزيز جهل القوم و خدعوا عن أديانهم إ ّ‬
‫ل شيء بّين فيه الحلل و‬ ‫عليه و آله حّتى أكمل له الّدين و أنزل عليه القرآن فيه تفصيل ك ّ‬
‫ل مططا فّرطنططا‬‫الحرام و الحدود و الحكام و جميع ما يحتاج الّناس إليه كمل فقال عّز و ج ط ّ‬
‫ل عليه و آله »‬ ‫جة الوداع و هي آخر عمره صّلى ا ّ‬ ‫في الكتاب من شيء و انزل فيه في ح ّ‬
‫اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم السلم دينا « و أمر المامة‬
‫ل عليه و آله حّتى بين لمته معالم دينهططم و أوضططح لهططم‬ ‫من تمام الّدين و لم يمض صّلى ا ّ‬
‫سلم علما و مططا تططرك شططيئا يحتططاج‬ ‫ق و أقام لهم علّيا عليه ال ّ‬
‫سبيله و تركهم على قصد الح ّ‬
‫لط و مطن رّد‬ ‫ل لطم يكمطل دينطه فقطد رّد كتطاب ا ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬‫نا ّ‬‫ل بّينه فمن زعم أ ّ‬
‫إليه الّمة إ ّ‬
‫ل فهو كافر فهل تعرفون قدر المامة و محّلها من المة فيجوز فيها اختيارهم ؟‬ ‫كتاب ا ّ‬

‫ل قدرا و أعظم شأنا و أعلى مكانا و أمنع جانبا و أبعد غورا مططن أن يبلغهططا‬ ‫ن المامة أج ّ‬ ‫إّ‬
‫لط بهططا‬
‫صا ّ‬‫ن المامططة خط ّ‬ ‫الّناس بعقولهم أو ينالوها برأيهم أو يقيمططوا إمامططا باختيططارهم ‪ .‬إ ّ‬
‫لط بهططا فأشططار‬
‫سلم بعد الّنبّوة و الخّلة مرتبة ثالثة و فضيلة شطّرفه ا ّ‬ ‫إبراهيم الخليل عليه ال ّ‬
‫ل إّني جاعلك للناس إمامطًا قططال الخليططل مسططرورا ؟ ؟ ؟ بهططا و مططن‬ ‫بها ذكره فقال عّز و ج ّ‬
‫ظالمين فابطلت هذه‬ ‫ل تبارك و تعالى ل ينال عهدى ال ّ‬ ‫ذّريتي قال ا ّ‬

‫] ‪[ 104‬‬

‫ل ظالم إلى يوم القيامة و صارت في الصفوة ‪.‬‬


‫الية إمامة ك ّ‬

‫ل و وهبنطا لطه‬ ‫ل أن جعلها في ذريتطه أهطل الصطفوة و الطهطارة فقطال عطّز و جط ّ‬ ‫ثّم أكرمه ا ّ‬
‫إسحق و يعقوب نافلة و كل جعلنططا صططالحين ‪ .‬و جعلنططاهم أئمططة يهططدون بأمرنططا و أوحينططا‬
‫صلوة و ايتاء الزكوة و كانوا لنا عابططدين فلططم يططزل فططي ذريتططه‬ ‫إليهم فعل الخيرات و إقام ال ّ‬
‫ل عليه و آله فقال جطلّ جللططه‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حّتى ورثها الّنب ّ‬
‫ي المؤمنين فكانت‬ ‫ل ول ّ‬
‫ي و اّلذين آمنوا و ا ّ‬ ‫ن أولى الّناس بابراهيم لّلذين اتبعوه و هذا الّنب ّ‬ ‫إّ‬
‫ل علططى‬‫سلم بأمر رّبه ع طّز و ج ط ّ‬ ‫ل عليه و آله علّيا عليه ال ّ‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫صة فقّلدها الّنب ّ‬
‫له الخا ّ‬
‫ل العلم و اليمان بقططوله عطّز‬ ‫ل فصارت في ذّريته الصفياء الذين آتاهم ا ّ‬ ‫رسم ما فرض ا ّ‬
‫ل إلى يططوم البعططث و هططي فططي‬ ‫ل و قال اّلذين اوتوا العلم و اليمان لقد لبثتم في كتاب ا ّ‬ ‫وجّ‬
‫ل عليه و آله فمن‬ ‫ي بعد محّمد صّلى ا ّ‬ ‫صة إلى يوم القيامة إذ ل نب ّ‬ ‫سلم خا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫ولد عل ّ‬
‫أين يختار هؤلء الجّهال ؟‬

‫ل و خلفططة‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫ن المامة خلفة ا ّ‬ ‫ن المامة هي منزلة النبياء و إرث الوصياء إ ّ‬ ‫إّ‬
‫ن المامططة زمططام الطّدين و‬‫الّرسول و مقام أمير المططؤمنين و ميططراث الحسططن و الحسططين ‪ .‬إ ّ‬
‫س السططلم النططامي و فرعططه‬
‫ن المامة ا ّ‬
‫نظام المسلمين و صلح الّدنيا و عّز المؤمنين ‪ .‬إ ّ‬
‫النامي ‪.‬‬

‫صططدقات و‬
‫ج و الجهططاد و تططوفير الفيء و ال ّ‬
‫صططيام و الح ط ّ‬
‫صلة و الّزكاة و ال ّ‬
‫بالمام تمام ال ّ‬
‫إمضاء الحدود و الحكام و منع الثغور و الطراف ‪.‬‬

‫ل ط و يططدعو إلططى‬
‫ب عن دين ا ّ‬
‫ل و يذ ّ‬
‫ل و يقيم حدود ا ّ‬ ‫ل و يحّرم حرام ا ّ‬
‫ل حلل ا ّ‬
‫المام يح ّ‬
‫جة البالغة ‪.‬‬
‫سبيل رّبه بالحكمة و الموعظة الحسنة و الح ّ‬

‫شمس الطالعة للعالم و هي في الفق بحيث ل تنالها اليدي و البصار ‪.‬‬


‫المام كال ّ‬

‫ساطع و النجم الهادي فططي غيططاهب الطّدجى‬


‫المام البدر المنير و السراج الظاهر و الّنور ال ّ‬
‫و البلد القفار و لجج البحار ‪.‬‬

‫المام الماء العذب على الظماء و الّدال على الهدى و المنجي من الّردى ‪.‬‬

‫] ‪[ 105‬‬

‫المام الّنار على اليفاع الحار لمن اصطلى و الّدليل على الملك من فارقه فهالك ‪.‬‬

‫المام السحاب الماطر و الغيث الهاطل و الشططمس المضططيئة و الرض البسططيطة و العيططن‬
‫الغزيرة و الغدير و الروضة ‪.‬‬

‫المام المين الرفيق و الوالد الّرقيق و الخ الشفيق و مفزع العباد في الداهية ‪.‬‬

‫لط و‬
‫جته علططى عبططاده و خليفتططه فططي بلده و الطّداعي إلططى ا ّ‬
‫ل في أرضه و ح ّ‬‫المام أمين ا ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫ب عن حرم ا ّ‬ ‫الذا ّ‬

‫المام المطّهر من الذنوب المبّرأ من العيوب مخصوص بالعلم موسوم بالحلم نظام الططّدين‬
‫و عّز المسلمين و غيظ المنافقين و بوار الكافرين ‪.‬‬

‫المام واحد دهره ل يدانيه أحد و ل يعادله عالم و ل يوجد به بدل و ل له مثل و ل نظير‬
‫‪ ،‬مخصوص بالفضل كّله من غير طلب منزلة و ل اكتساب بل اختصططاص مططن المفضططل‬
‫الوهاب فمن ذا الذي يبلغ بمعرفة المام أو يمكنه اختياره ؟‬

‫هيهططات هيهططات ضطّلت العقططول و تططاهت الحلططوم و حططارت اللبططاب و حسططرت العيططون و‬
‫تصاغرت العظماء و تحّيرت الحكماء و تقاصرت الحلماء و حصرت الخطباء و جهلططت‬
‫اللباب و كّلت الشعراء و عجزت الدباء و عّيت البلغاء عططن وصططف شططأن مططن شططأنه أو‬
‫فضيلة من فضائله فأقّرت بالعجز و التقصير ‪ .‬و كيطف يوصطف أو ينعطت بكنهطه أو يفهطم‬
‫شيء من أمره أو يوجد من يقوم مقامه و يغنى غناه ل ‪ ،‬كيف و أيططن و هططو بحيططث النجططم‬
‫من أيدى المتناولين و وصف الواصفين فأين الختيار من هذا و ايططن العقططول عططن هططذا و‬
‫أين يوجد مثل هذا ؟‬

‫ل ط أنفسططهم و‬‫ل عليططه و آلططه ؟ كططذبتهم و ا ّ‬


‫أظنوا أن ذلك يوجد في غير آل الّرسول صّلى ا ّ‬
‫مّنتهم الباطيل و ارتقوا مرتقى صعبار حضا تططزل عنططه إلططى الحضططيض أقططدامهم رامططوا‬
‫لط‬
‫ل بعططدا قططاتلهم ا ّ‬
‫إقامة المام بعقول حائرة بائرة ناقصة و آراء مضّلة فلم يزدادوا منططه إ ّ‬
‫أّني يؤفكون ؟ لقد راموا صعبا و قالوا إفكا و ضّلوا ضلل بعيدا و وقعوا في الحيرة‬

‫] ‪[ 106‬‬

‫إذ تركوا المام عن بصيرة و زين لهم الشططيطان أعمططالهم و صطّدهم عططن السططبيل و كططانوا‬
‫لط و اختيططار رسططوله إلططى اختيططارهم و القططرآن ينططاديهم و‬
‫مستبصرين رغبوا عن اختيار ا ّ‬
‫لط و تعطالى عمطا‬ ‫رّبك يخلق ما يشاء و يختطار مطا كطان لهطم الخيطرة مطن أمرهطم سطبحان ا ّ‬
‫ل ط و رسططوله أمططرًا أن‬‫ل و ما كان لمؤمن و ل مؤمنة إذا قضططى ا ّ‬ ‫يشركون و قال عّز و ج ّ‬
‫ل مططا لكططم كيططف تحكمططون ‪ .‬أم لكططم كتططاب فيططه‬
‫يكون لهم الخيرة من أمرهم و قال عّز و ج ّ‬
‫تدرسون ‪.‬‬

‫ن لكططم لمططا ‪ .‬تحكمططون ‪.‬‬


‫أم لكم فيه لما تخّيرون ‪ .‬أم لكم ايمان علينا بالغة إلى يططوم القيمططة ا ّ‬
‫سلهم أّيهم بذلك زعيم ‪ .‬أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم ان كانوا صادقين و قال عّز و ج ّ‬
‫ل‬
‫ل على قلططوبهم فهططم ل يفقهططون ‪ ،‬أم‬ ‫‪ :‬أفل يتدبرون القرآن أم على قلوب اقفالهم ‪ ،‬أم طبع ا ّ‬
‫ل الصم البكم الذين ل يعقلون ‪ ،‬و لطو‬ ‫ب عند ا ّ‬‫قالوا سمعنا و هم ل يسمعون ‪ ،‬إن شّر الدوا ّ‬
‫ل فيهطم خيططرًا لسططمعهم و لططو أسطمعهم لتولطوا و هططم معرضططون ‪ ،‬و قطالوا سططمعنا و‬ ‫علم ا ّ‬
‫ل ذو الفضل العظيم ‪.‬‬ ‫ل يؤتيه من يشاء و ا ّ‬ ‫عصينا ‪ ،‬بل هو فضل ا ّ‬

‫فكيف لهم باختيار المام و المام عالم ل يجهل راع ل ينكططل معططدن القططدس و الطهططارة و‬
‫النسك و الزهادة و العلم و العبادة مخصوص بدعوة الرسول و هو نسل المطهططرة البتططول‬
‫ل مغمز فيه في نسب و ل يدانيه ذو حسب في الططبيت مططن قريططش و الططذروة مططن هاشططم و‬
‫ل شرف الشراف و الفرع من عبد منططاف نططامي العلططم‬ ‫العترة من الرسول و الرضا من ا ّ‬
‫ل ناصح لعباد ا ّ‬
‫ل‬ ‫كامل اللحم مضطلع بالمامة عالم للسياسة مفروض الطاعة قائم بأمر ا ّ‬
‫ل‪.‬‬‫حافظ لدين ا ّ‬

‫ل و يؤتيهم من مخزون علمه و حلمه مططا ل يططؤتيه‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫ن النبياء و الئمة يوفقهم ا ّ‬
‫إّ‬
‫ل و عطّز فمطن يهطدى‬ ‫ل أهل زمانهم في قوله جط ّ‬
‫غيرهم فيكون عليهم » علمهم ظ « فوق ك ّ‬
‫ل أن يهّدى فما لكم كيف تحكمون و قوله جل و عز‬ ‫ق أن يّتبع أّمن ل يهّدى إ ّ‬
‫إلى الحق أح ّ‬
‫لط اصطططفاه‬ ‫نا ّ‬‫ل فططي طططالوت ا ّ‬ ‫و من يؤت الحكمة فقد اوتى خيرًا كثيرًا و قوله عطّز و جط ّ‬
‫ل واسع عليططم و قططال‬ ‫ل يؤتي ملكه من يشاء و ا ّ‬ ‫عليكم و زاده بسطة في العلم و الجسم و ا ّ‬
‫لط عليططك عظيم طًا « ‪ .‬و قططال عطّز و‬ ‫ل عليه و آله » و كان فضل ا ّ‬ ‫ل لنبّيه صّلى ا ّ‬
‫عّز و ج ّ‬
‫لط مططن‬
‫ل في الئمة من أهل بيته و عترته و ذّريته أم يحسططدون الّنططاس علططى مططا آتيهططم ا ّ‬ ‫جّ‬
‫فضله فقد‬

‫] ‪[ 107‬‬

‫آتينا آل إبراهيم الكتاب و الحكمة و آتيناهم ملكًا عظيمًا ‪ .‬فمنهططم مططن آمططن بططه و منهططم مططن‬
‫صّد عنه و كفى بجهّنم سعيرًا ‪.‬‬

‫ل لمور عباده شططرح صططدره لططذلك و أودع قلبططه ينططابيع‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫ن العبد إذا اختاره ا ّ‬
‫وأّ‬
‫صطواب و هطو‬ ‫الحكمة و ألهمه العلم الهامطا فلطم يعطى بعطده بجطواب و ل يحّيطر فيطه عطن ال ّ‬
‫لط بططذلك ليكططون‬ ‫صططه ا ّ‬
‫معصوم مؤيد موفق مسّدد قد أمططن الخطايططا و الزلططل و العثططار و خ ّ‬
‫ل ط ذو الفضططل‬ ‫ل يططؤتيه مططن يشططاء و ا ّ‬
‫حجته على عباده و شاهده على خلقه و ذلك فضل ا ّ‬
‫العظيم ‪.‬‬

‫فهل يقدرون على مثل هذا فيختاروه أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقّدموه تعّدوا و بيططت‬
‫لط الهطدى و‬‫لط وراء ظهطورهم كطأنهم ل يعلمطون و فطي كتطاب ا ّ‬ ‫ق و نبذوا كتطاب ا ّ‬
‫ل الح ّ‬
‫ا ّ‬
‫ل مّمن‬
‫ل و من أض ّ‬ ‫ل و مقتهم أنفسهم فقال عّز و ج ّ‬ ‫الشفاء فنبذوه و اتبعوا أهوائهم فذمهم ا ّ‬
‫ظالمين و قال ‪:‬‬
‫ل ل يهدى القوم ال ّ‬‫نا ّ‬
‫لإّ‬‫اتبع هواه بغير هدى من ا ّ‬

‫ل ط و عنططد اّلططذين آمنططوا كططذلك‬


‫ل كبر مقتًا عنططد ا ّ‬
‫ل أعمالهم و قال عّز و ج ّ‬
‫فتعسًا لهم و أض ّ‬
‫ل قلب متكّبر جّبار ‪ .‬انتهى الحديث الشريف ‪.‬‬ ‫ل على ك ّ‬
‫يطبع ا ّ‬

‫عع ععع ع ععع ع ع عع ع‬


‫» عععععع ععع عععععع ع ع‬
‫عععع عع ععع «‬‫عع ععع ععععع ععع‬

‫ي بن أبططى طططالب و بعططده ابنططه‬ ‫ل عليه و آله بل فصل هو عل ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫المام بعد رسول ا ّ‬
‫شططهداء ث طّم ابنططه‬
‫ي س طّيد ال ّ‬
‫ي بن أبيطالب المجتبى و بعده اخوه الحسين بن عل ّ‬ ‫الحسن بن عل ّ‬
‫ي باقر علوم النبّيين ثّم ابنططه جعفططر بططن‬ ‫ي ابن الحسين زين العابدين ثّم ابنه محّمد بن عل ّ‬ ‫عل ّ‬
‫ي بطن موسطى الّرضطا ثطّم ابنطه‬ ‫صادق ثّم ابنه موسى بن جعفر الكطاظم ثطّم ابنطه علط ّ‬ ‫محّمد ال ّ‬
‫ي بن محّمد النقي الهادي ثم ابنططه الحسططن ابططن علط ّ‬
‫ي‬ ‫ي ثّم ابنه عل ّ‬
‫ي الجواد التق ّ‬
‫محّمد بن عل ّ‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫جة بن الحسن عليهم ال ّ‬ ‫العسكري ثّم ابنه المام القائم المنتظر الح ّ‬

‫ل عليه وجوه من الدّلة العقلّية و النقلّية أّما العقلّية فقد قّدمنا البحث عنها و ل تنطبططق‬
‫و يد ّ‬
‫ل عليهم و أّما النقلّية فكثير من اليات و الخبار‬ ‫ل عليهم سلم ا ّ‬‫إّ‬
‫] ‪[ 108‬‬

‫سططلم‬‫ل عليه و آله و ظهططور معجططزات كططثيرة عنهططم عليهططم ال ّ‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫المتواترة عن الّنب ّ‬
‫عقيب ادعائهم المامة مّمططا أتططى بهططا متكلمططو الشططيعة فططي كتبهططم الكلمّيططة و رواهططا فططرق‬
‫ل واحططد منهططا و النقططل عططن‬‫المسلمين في آثططارهم و أسططفارهم القيمططة و التعططرض بططذكر كط ّ‬
‫مآخذها و تقرير دللتها على التفصيل و البسط يؤدى إلى تأليف مجّلدات عليحططدة و نحططن‬
‫ل تعالى نحررها موجزة في ابحاثنا التية ‪ ،‬و اّنما الهطّم مططن غرضططنا فططي المقططام‬ ‫بعون ا ّ‬
‫اقامة البراهين العقلّية في وجود المام و قد أتينا بطائفة منها في ضمن هذه الخطبططة اّلططتي‬
‫ق بصيرة ‪.‬‬ ‫سلم ليزداد الطالب للح ّ‬ ‫في أوصاف آل محّمد عليهم ال ّ‬

‫لط عليطه و آلطه‬


‫سطلم وصطف آل محّمطد صطّلى ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫و لكن لما كان أمير المؤمنين عل ّ‬
‫بأّنهم عيش العلم و موت الجهل و اّنهم دعائم السلم و غيرها مططن الوصططاف المططذكورة‬
‫في الخطب السابقة فلنذكر نبذة مططن أحططوالهم و شططرذمة مططن آثططارهم كططى يكططون انموزجططا‬
‫للطالب في أنوار علومهم و عظم مقامهم و إن كانت عقولنا قاصرة عن اكتناه ما جبل في‬
‫نفوسهم القدسّية و الرتقاء إلى مرتبتهم العرشطّية و نعططم مططا اشططار إليططه العططارف الرومططي‬
‫بالفارسّية ‪.‬‬

‫در نيابططططططططططططططططططد حططططططططططططططططططال پختططططططططططططططططططه هيططططططططططططططططططچ خططططططططططططططططططام‬


‫سلم‬ ‫پس سخن كوتاه بايد و ال ّ‬

‫سلم راجع إلينا اعني أنا إذا مدحناهم مدحنا أنفسنا لنططا‬‫و في الحقيقة مدحنا إّياهم عليهم ال ّ‬
‫نخبر عن حسن سريرتنا و طيب سطجّيتنا و سططلمة عيطن بصطيرتنا كالطذي يمططدح الشططمس‬
‫لط عليططه و آلططه ‪ :‬ل‬
‫لط صطّلى ا ّ‬
‫يخبر عن شّدة نور بصره و سلمة عينه و قد قال رسول ا ّ‬
‫ي ‪ .‬و نعم ما قال العارف المذكور أيضا ‪:‬‬ ‫ل منافق شق ّ‬
‫ى و ل يبغضنا إ ّ‬ ‫ل مؤمن تق ّ‬
‫يحّبنا إ ّ‬

‫مطططططططططططططططططادح خورشطططططططططططططططططيد مطططططططططططططططططّداح خطططططططططططططططططود اسطططططططططططططططططت‬


‫كططططططططططططططططه دو چشططططططططططططططططمم روشططططططططططططططططن و نامرمططططططططططططططططد اسططططططططططططططططت‬

‫ذّم خورشطططططططططططططططططططططيد جهطططططططططططططططططططططان ذّم خطططططططططططططططططططططود اسطططططططططططططططططططططت‬


‫كطططططططططططططه دو چشطططططططططططططمم كطططططططططططططور و تاريطططططططططططططك و بطططططططططططططد اسطططططططططططططت‬

‫تطططططططططططططططو ببخشطططططططططططططططا بطططططططططططططططر كسطططططططططططططططى كانطططططططططططططططدر جهطططططططططططططططان‬


‫شططططططططططططططططططططططططد حسططططططططططططططططططططططططود آفتططططططططططططططططططططططططاب كططططططططططططططططططططططططامران‬

‫تططططططططططططططططططا نططططططططططططططططططدش پوشططططططططططططططططططيد هيططططططططططططططططططچ از ديططططططططططططططططططدهها‬


‫و ز طططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططراوت دادن پوسططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططيدهها‬
‫يططططططططططططططططططا ز نططططططططططططططططططور بىحططططططططططططططططططدش تاننططططططططططططططططططد كاسططططططططططططططططططت‬
‫يطططططططططططططططططططا بطططططططططططططططططططدفع جطططططططططططططططططططاه او تاننطططططططططططططططططططد خاسطططططططططططططططططططت‬

‫نططططططططططططططططور مططططططططططططططططردان مشططططططططططططططططرق و مغططططططططططططططططرب گرفططططططططططططططططت‬


‫آسطططططططططططططططططططططمانها سطططططططططططططططططططططجده كردنطططططططططططططططططططططد از شطططططططططططططططططططططگفت‬

‫هطططططططططططططططر كسطططططططططططططططى كطططططططططططططططو حاسطططططططططططططططد كيهطططططططططططططططان بطططططططططططططططود‬


‫آن حسد خود مرگ جاويدان بود‬

‫] ‪[ 109‬‬

‫شطططططططططططططمع حطططططططططططططق را پطططططططططططططف كنطططططططططططططى تطططططططططططططو اى عجطططططططططططططوز‬


‫هطططططططططططططم تطططططططططططططو سطططططططططططططوزى هطططططططططططططم سطططططططططططططرت اى گنطططططططططططططدهپوز‬

‫كططططططططططططططى شططططططططططططططود دريططططططططططططططا ز پططططططططططططططوز سططططططططططططططگ نجططططططططططططططس‬


‫كططططططططططططططططى شططططططططططططططططود خورشططططططططططططططططيد از پططططططططططططططططف منطمططططططططططططططططس‬

‫مططططططططططططططه فشططططططططططططططاند نططططططططططططططور و سططططططططططططططگ عوعططططططططططططططو كنططططططططططططططد‬


‫هطططططططططططططططر كسطططططططططططططططى بطططططططططططططططر خلقطططططططططططططططت خطططططططططططططططود مىتنطططططططططططططططد‬

‫اى بريطططططططططططططططططططططده آن لطططططططططططططططططططططب و حلطططططططططططططططططططططق و دهطططططططططططططططططططططان‬


‫كطططططططططططططططه كنطططططططططططططططد تطططططططططططططططف سطططططططططططططططوى مطططططططططططططططاه آسطططططططططططططططمان‬

‫سطططططططططططططططططوى گطططططططططططططططططردون تطططططططططططططططططف نيابطططططططططططططططططد مسطططططططططططططططططلكى‬


‫تطططططططططططططططف برويطططططططططططططططش بطططططططططططططططاز گطططططططططططططططردد بطططططططططططططططى شطططططططططططططططكى‬

‫تطططططططططططططططططا قيطططططططططططططططططامت تطططططططططططططططططف بطططططططططططططططططر او بطططططططططططططططططارد ز ر ّ‬


‫ب‬
‫همچو تّبت بر روان بو لهب‬

‫و كذا قال العارف الجامي في الدفتر الّول من سلسلة الذهب ‪.‬‬

‫مططططططططططططططططططططططططادح أهططططططططططططططططططططططططل بيططططططططططططططططططططططططت در معنططططططططططططططططططططططططى‬


‫مططططططططططططططططططططططططدحت خويشططططططططططططططططططططططططتن كنططططططططططططططططططططططططد يعنططططططططططططططططططططططططى‬

‫مطططططططططططططططططططططططؤمنم مطططططططططططططططططططططططوقنم خطططططططططططططططططططططططداى شطططططططططططططططططططططططناس‬


‫وز خطططططططططططططططططططططططدايم بطططططططططططططططططططططططود اميطططططططططططططططططططططططد و هطططططططططططططططططططططططراس‬

‫از كجيهططططططططططططططططططططططططططططططططا در اعتقططططططططططططططططططططططططططططططططادم پططططططططططططططططططططططططططططططططاك‬


‫نيسططططططططططططططططططت از طعططططططططططططططططططن كططططططططططططططططططج نهططططططططططططططططططادم بططططططططططططططططططاك‬

‫دوسطططططططططططططططططططططططططططططططتدار رسطططططططططططططططططططططططططططططططول و آل ويطططططططططططططططططططططططططططططططم‬


‫دشطططططططططططططططططططمن خصطططططططططططططططططططم بطططططططططططططططططططد سطططططططططططططططططططگال ويطططططططططططططططططططم‬

‫جطططططططططططططططططططططططوهر مطططططططططططططططططططططططن ز دكطططططططططططططططططططططططان ايشانسطططططططططططططططططططططططت‬


‫رخت من از دكان ايشانست‬

‫إلى أن قال ‪:‬‬

‫ايطططططططططططن نطططططططططططه رفطططططططططططض اسطططططططططططت محطططططططططططض ايمطططططططططططان اسطططططططططططت‬


‫رسططططططططططططططططططططططم معططططططططططططططططططططططروف أهططططططططططططططططططططططل عرفانسططططططططططططططططططططططت‬

‫ب آل نططططططططططططططططططب ّ‬
‫ي‬ ‫رفططططططططططططططططططض اگططططططططططططططططططر هسططططططططططططططططططت حطططططططططططططططططط ّ‬
‫رفض فرض است بر ذكى و غبي ‪1‬‬

‫» عععع عع ععععع ععع ع ععع ععععع عع ع ع ع‬


‫عععع «‬
‫ععععععع عععع ععع‬

‫ل على آل محّمططد ص طّلى‬ ‫ن تلك الوصاف المذكورة في الخطب ل تصدق حقيقة إ ّ‬ ‫و اعلم أ ّ‬
‫ل ط عليططه و آلططه و المططراد بططآله ليططس مطلططق مططن صططحبه أو عاصططره أو عططاش معططه ل ّ‬
‫ن‬ ‫ا ّ‬
‫لط عليططه و آلططه و‬
‫الضرورة قاضية على خلفه فانا لو نظرنا في صحابة الّرسول صطّلى ا ّ‬
‫سبرناهم لوجدنا بعد‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ممم مممممم مممممم ممممم مممم مم م م م‬
‫ممم ممممممم ‪:‬‬

‫م ‪ :‬ممم‬ ‫م م مم‬ ‫مممم ‪ :‬مممم‬ ‫م‬


‫ممم‬ ‫م م مم مممم‬ ‫م ممم‬ ‫م مممم‬ ‫م‬

‫م‬ ‫مم‬ ‫مممم مم‬ ‫مم‬ ‫مم‬


‫مم‬ ‫مم‬ ‫مم م مم‬ ‫م مم‬ ‫مم‬
‫م‬ ‫م ممم‬ ‫م مممم‬ ‫مم م‬ ‫مم م‬
‫ممممم مممم مممممم‬

‫] ‪[ 110‬‬

‫ل عليه و آله من كان وجوده حياة العلم و حياته دعامة السططلم و مططن ازاح‬ ‫ي صّلى ا ّ‬
‫النب ّ‬
‫ي عليططه‬
‫ق إلى حّده و مستقّره ‪ ،‬هو أمير المططؤمنين عل ط ّ‬ ‫الباطل و ابطل المناكير و أعاد الح ّ‬
‫صطحابة فططي جميطع‬ ‫سططلم كطان أفضطل ال ّ‬ ‫ل مّتفطق علطى أّنطه عليططه ال ّ‬
‫ن الكط ّ‬
‫سلم ل غير فطا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫الكمالت النفسانّية و البدنّية و ما طعن أحد في حكمه و فعلططه و قططوله و علمططه و صططدرت‬
‫سططلم لمحطق الطّدين و هلطك الّنطاس كمطا اذعططن‬ ‫ي عليططه ال ّ‬
‫سلم ما لو ل عل ّ‬ ‫من غيره عليه ال ّ‬
‫الجميططع بهططا و نقلهططا رواة السططنة فططي جططوامعهم و كططان المسططلمون عنططد حططدوث معضططل‬
‫يضربون به المثل بقولهم ‪:‬‬

‫قضّية ل أبا حسن لها ‪.‬‬

‫ى اعلم الصحابة‬ ‫قال القاضي العضد اليجي الشافعي في مبحث المامة من المواقف ‪ :‬عل ّ‬
‫ل عليه و آله اعلطم الّنطاس‬ ‫لّنه كان في غاية الّذكاء و الحرص على التعلم و محّمد صّلى ا ّ‬
‫و أحرصهم على ارشاده و كان في صغره في حجره و في كبره ختنا له يدخل عليططه كططل‬
‫ل مبلغ ‪ ،‬و أّما أبو بكر فاّتصل بخطدمته فطي كطبره و‬ ‫وقت و ذلك يقتضى بلوغه في العلم ك ّ‬
‫ى‪،‬و‬ ‫ل عليططه و آلططه ‪ :‬أقضططاكم علط ّ‬
‫كان يصل إليه في اليوم مّرة أو مّرتين و لقوله صّلى ا ّ‬
‫القضاء يحتاج إلى جميع العلوم و لقوله تعالى و تعيها اذن واعية و أكثر المفسططرين علططى‬
‫ى و لّنه نهى عمر عن رجم من ولدت لستة أشهر و عن رجم الحاملة فقال عمر ‪:‬‬ ‫أّنه عل ّ‬
‫سلم لو كسرت لي الوسادة ث طّم جلسططت عليهططا‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫ي لهلك عمر ‪ ،‬و لقول عل ّ‬ ‫لو ل عل ّ‬
‫لقضططيت بيططن أهططل التططوراة بتططوراتهم و بيططن أهططل النجيططل بططانجليهم و بيططن أهططل الزبططور‬
‫ل ما من آية نزلت في بططر‬ ‫سلم و ا ّ‬ ‫بزبورهم و بين أهل الفرقان بفرقانهم ‪ ،‬و قوله عليه ال ّ‬
‫ل أنا أعلم فيمططن نزلططت و فططي‬ ‫أو بحر أو سهل أو جبل أو سماء أو أرض أو ليل أو نهار إ ّ‬
‫سلم ذكر في خطبططه مططن أسططرار التوحيططد و العططدل و‬ ‫أي شيء نزلت ‪ ،‬و لن علّيا عليه ال ّ‬
‫ن جميططع الفططرق ينتسططبون‬ ‫النبوة و القضاء و القدر ما لم يقع مثله في كلم الصحابة ‪ ،‬و ل ّ‬
‫إليه في الصول و الفروع و كذا المتصوفة في علم تصفية البططاطن و ابططن عّبططاس رئيططس‬
‫المفسرين تلميذه و كان في الفقه و الفصاحة في الدرجة القصوى ‪ ،‬و علم النحو انما ظهر‬
‫منه و هو الذي أمرأ بالسود الدئلي بتدوينه و كذا علم الشجاعة و ممارسة السلحة و كذا‬
‫علم الفتّوة و الخلق ‪ .‬إلى آخر ما قال ‪ .‬فراجع ‪.‬‬

‫] ‪[ 111‬‬
‫و في الكافي بإسناده إلى أبان بن أبي عّياش عن سليم بن قيس الهللي في ذيل خطبة نقططل‬
‫ل عليه في نهج البلغة ) الخطبة ‪ ( 208‬و وعططدنا نقططل الططذيل‬ ‫صدرها الّرضي رضوان ا ّ‬
‫ل ط عليططه و آلططه ك ط ّ‬
‫ل‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫سلم ‪ :‬و قد كنت أدخل على رسول ا ّ‬ ‫قبيل هذا ‪ ،‬عنه عليه ال ّ‬
‫لط‬
‫يوم دخلة و كل ليلة دخلة فيخليني فيها أدور معه حيث دار و قد علم أصحاب رسططول ا ّ‬
‫ل عليه و آله اّنه لم يصنع ذلك بأحد من الّناس غيري فرّبما كان فططي بيططتي يططأتيني‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫ل عليه و آله أكثر ذلك في بيتي و كنت إذا دخلططت عليططه بعططض منططازله‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫رسول ا ّ‬
‫أخلني و أقام عني نساءه فل يبقى عنده غيري و إذا أتاني للخلوة معى في منزلي لططم يقططم‬
‫ت عنططه و فنيططت مسططائلي‬ ‫ي و كنت إذا سألته أجابني و إذا سك ّ‬ ‫عنى فاطمة و ل أحدا من بن ّ‬
‫طي‬ ‫ى فكتبتها بخ ّ‬ ‫ل أقرأنيها أو أملها عل ّ‬‫ل آية من القرآن إ ّ‬ ‫ابتداني فما نزلت على رسول ا ّ‬
‫و عّلمني تأويلها و تفسطيرها و ناسططخها و منسطوخها و محكمهطا و متشطابهها و خاصطها و‬
‫ل تعالى و ل علما‬ ‫ل أن يعطيني فهمها و حفظها فما نسيت آية من كتاب ا ّ‬ ‫عاّمها و دعى ا ّ‬
‫ل من حلل و ل حرام‬ ‫ل لي بما دعا و ما ترك شيئا عّلمه ا ّ‬ ‫ى و كتبته منذ دعا ا ّ‬ ‫املها عل ّ‬
‫و ل أمر و ل نهي كان أو يكون و ل كتاب منزل على أحد قبله من طاعة أو معصططية إ ّ‬
‫ل‬
‫ل ط لططي أن يمل‬ ‫عّلمنيه و حفظته فلم أنس حرفا واحدا ثّم وضع يده على صدرى و دعططى ا ّ‬
‫لط لططى‬‫ل بأبي أنت و أمي منذ دعططوت ا ّ‬ ‫قلبي علما و فهما و حكما و نورا فقلت يا رسول ا ّ‬
‫ى النسططيان فيمططا بعططد ؟‬‫بما دعوت لم أنس شيئا و لم يفتنى شططيئا لططم أكتبططه ‪ .‬أ فتتخطّوف علط ّ‬
‫فقال ‪ :‬ل لست أتخّوف عليك النسيان و الجهل ‪.‬‬

‫و أيضا كتبه و رسائله و خطبه و حكمه من أوضح البراهين على ذلك و قططد تحّيططرت فططي‬
‫بعضها العقول و خضعت له افكار الفحول لشتمالها على اللطططائف الحكمّيططة و المبططاحث‬
‫لط و صطفاته عطّز اسطمه و لطم ينقطل لحطد مطن كبطار‬‫العقلّية و المسائل اللهّية في توحيطد ا ّ‬
‫الصحابة و فصحائهم و ل من العرفاء الشامخين و الحكماء المتألهين نحططو خطبططة واحططدة‬
‫منها ل لفظا و ل معنى بل كّلهم عيال له و كفى ببطل العلم فخرا ان يتناول مططن مططأدبته و‬
‫يرتوى من مشرع فصاحته ‪.‬‬

‫و هذا هو عبد الحميد الذي قال فيه ابن خّلكان في وفيات العيان ‪ :‬أو غالب‬

‫] ‪[ 112‬‬

‫عبد الحميد بن يحيى بن سعيد الكاتب البليغ المشهور كان كاتب مروان بن الحكم الموي‬
‫آخر ملوك بني امّية و به يضرب المثل في البلغة حّتى قيل فتحت الرسائل بعبططد الحميططد‬
‫ن من العلططم و الدب إمامططا و عنططه أخططذ‬ ‫لفّ‬‫و ختمت بابن العميد و كان في الكتابة و في ك ّ‬
‫سططل و‬‫سلون و لطريقته لزموا و لثاره اقتفوا و هو اّلذى سهل سبيل البلغة في التر ّ‬ ‫المتر ّ‬
‫مجموع رسائله مقدار ألف ورقة و هو أّول من اطال الّرسائل و اسططتعمل التحميططدات فططي‬
‫فصول الكتاب فاستعمل الّناس ذلك بعده قال ‪ :‬حفظت سبعين خطبططة مططن خطططب الصططلع‬
‫سلم ‪.‬‬
‫ففاضت ثّم فاضت ‪ ،‬و يعني بالصلع أمير المؤمنين علّيا عليه ال ّ‬
‫و هذا هو ابن نباتة قائل الخطبة المنامّية اّلذي قال فيه ابن خّلكان ‪:‬‬

‫أبو يحيى عبد الّرحيم بن محّمد بن إسططماعيل بططن نباتططة صططاحب الخطططب المشططهورة كططان‬
‫إماما في علوم الدب و رزق السعادة في خطبه اّلتي وقع الجماع على أّنه ما عمل مثلها‬
‫و فيها دللة على غزارة علمه و جودة قريحته قال ‪ :‬حفظت مططن الخطابططة كنططزا ل يزيططده‬
‫ي بن أبى طالب ‪.‬‬ ‫ل سعة و كثرة حفظت مأة فصل من مواعظ عل ّ‬ ‫النفاق ا ّ‬

‫سططك فططي الفصططل الثططالث مططن‬


‫و هذا هو الحكيم البارع اللهي المولى صدرا قّدس سطّره تم ّ‬
‫الموقف الثاني من المجّلد الثالث مطن السطفار الربعططة المعنططون بقطوله فططي تحقيطق القططول‬
‫صططفات‬
‫سططلم فططي نفططى المعططانى و ال ّ‬‫بعينّية الصفات الكمالّية للّذات الحدّيططة بقططوله عليططه ال ّ‬
‫الزائدة عن ذاته تعالى ‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫ل على نفى زيادة‬ ‫و قد وقع في كلم مولنا و إمامنا مولى العارفين و إمام الموحدين ما يد ّ‬
‫سلم في خطبة من خطبة المشهورة ‪:‬‬ ‫ل تعالى بأبلغ وجه و آكد حيث قال عليه ال ّ‬ ‫صفات ا ّ‬
‫أّول الّدين معرفته ‪ ،‬و كمال المعرفة التصديق به ‪ ،‬و كمال التصديق بططه توحيططده و كمططال‬
‫ل صفة أّنها غيطر‬ ‫التوحيد الخلص له ‪ ،‬و كمال الخلص له نفى الصفات عنه بشهادة ك ّ‬
‫ل موصوف اّنه غير الصفة فمططن وصططفه سططبحانه فقططد قرنططه و مططن‬ ‫الموصوف و شهادة ك ّ‬
‫قرنه فقد ثّناه ‪ ،‬و من ثّناه فقد جّزاه ‪ ،‬و من جّزاه فقد جهله ‪ ،‬و من أشار‬

‫] ‪[ 113‬‬

‫إليه فقد حّده ‪ ،‬و من حّده فقد عّده ‪ ،‬و من قال فيم فقد ضّمنه ‪ ،‬و من قال علىم فقططد أخلططى‬
‫عنه ‪.‬‬

‫سلم و الكرام و هططذا الكلم الشططريف مططع‬ ‫انتهى كلمه المقّدس على نبّينا و عليه و آله ال ّ‬
‫وجازته متضمن لكثر المسائل اللهّيططة ببراهينهططا و لنشططر إلططى نبططذ مططن بيططان أسططراره و‬
‫سر له من فهططم أسططرار كلمططاته‬ ‫انموزج من كنوز أنواره ‪ .‬ثّم نشرحه في ذلك الفصل بما تي ّ‬
‫سلم ‪.‬‬
‫عليه ال ّ‬

‫سلم دون كلم الخالق و فوق كلم المخلططوقين و كططأنّ‬


‫ن كلمه عليه ال ّ‬‫ل دّر من قال ‪ :‬ا ّ‬
‫و ّ‬
‫ل عنه أن سّمى ما جمعه مططن كلمططه‬‫روح القدس نفث في روع الشريف الّرضي رضى ا ّ‬
‫سلم بنهج البلغة ‪.‬‬‫عليه ال ّ‬

‫و هذا هو خصمه الّناصب و محاربه المعاند الجاحد و عدّوه و مبغضططه اّلططذي يجتهططد فططي‬
‫وصمه و يلعنه على المنابر و أمر الناس بلعنه امام الفئة الباغيططة معاويططة بططن أبططي سططفيان‬
‫ي الجبططان البخيططل ابططن‬
‫ل بن أبي محجن الثقفي لما قال له اّني أتيتك من عند الغب ّ‬ ‫قال لعبد ا ّ‬
‫ي‪،‬‬‫ل أنت أتدري ما قلت ؟ أّما قولك ‪ :‬الغب ّ‬ ‫أبي طالب ‪ ،‬فقال معاوية ‪ّ :‬‬
‫ن ألسن الّناس جمعت فجعلت لسانا واحدا لكفاها لسان علططي و أّمططا قولططك ‪ :‬إّنططه‬ ‫ل لو أ ّ‬
‫فو ا ّ‬
‫ل لو‬ ‫ل قتله ؟ و أّما قولك ‪ :‬إّنه بخيل فو ا ّ‬ ‫ط بارزه إ ّ‬
‫جبان ‪ ،‬فثكلتك اّمك ‪ ،‬هل رأيت أحدا ق ّ‬
‫كان له بيتان أحدهما من تبر و الخر من تبن لنفد تططبره قبططل تبنططه ‪ .‬فقططال الثقفططي ‪ .‬فعلم‬
‫تقاتله إذا ؟ قال ‪ :‬على دم عثمان ‪ ،‬و على هذا الخاتم اّلذي من جعله في يده جازت طينتططه‬
‫ي فقال ‪ :‬يططا أميططر المططؤمنين هططب‬ ‫و اطعم عياله و اّدخر لهله ‪ .‬فضحك الثقفي ثّم لحق بعل ّ‬
‫سلم ثّم قططال ‪ :‬أنططت منهططا‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫لي يدى بجرمى ل دنيا أصبت و ل آخرة ‪ .‬فضحك عل ّ‬
‫لط العبطاد بأحطد المريطن » نقلطه ابطن قتيبطة الطدينوري فطي‬ ‫على رأس امرك و إّنما يأخطذ ا ّ‬
‫المامة و السياسة « ‪.‬‬

‫و قال ابن حجر في صواعقه ‪ :‬أخرج أحمد أن رجل سأل معاوية عن مسططألة فقططال ‪ :‬سططل‬
‫ي قال ‪:‬‬
‫ي من جواب عل ّ‬
‫عنها علّيا فهو أعلم ‪ ،‬قال ‪ :‬جوابك فيها أحب إل ّ‬

‫ل يغره بالعلم غّرا و لقططد قططال لططه ‪ :‬أنططت مّنططي‬


‫بئس ما قلت لقد كرهت رجل كان رسول ا ّ‬
‫ي بعدي و كان عمر إذا أشكل عليه شيء‬ ‫ل أّنه ل نب ّ‬
‫بمنزلة هارون من موسى إ ّ‬

‫] ‪[ 114‬‬

‫أخذ منه إلى آخر ما قال ‪.‬‬

‫ن قولنا و ما طعن فيه أحد مّما شهد له المخططالف و الموالططف و إن كططان الخصططم ربمططا‬ ‫ثّم إ ّ‬
‫يشتمه و يسّبه كشتم الوطواط الشططمس ‪ .‬و مططن الشططواهد فططي ذلططك مططا كتبططه المورخططون و‬
‫الرواة و المحدثون خلفا عن سلف ان اناسا لما اجتمعوا و تبادروا إلى ولية المر و اتفق‬
‫سلم المر لططم‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫لبي بكر ما اتفق و بدر الطلقاء بالعقد للرجل خوفا من إدراك عل ّ‬
‫ل عابوه بالّدعابة فاستمسكوا بها في منعه عليه‬ ‫سلم مطعنا و ل مغمزا إ ّ‬ ‫يجدوا فيه عليه ال ّ‬
‫شططارح ابططن أبططي الحديططد المعططتزلي فططي‬
‫سلم عن الخلفة و مّمن أتى بما قلنططا الفاضططل ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سططلم‬‫الموضعين من مقدمة شرحه على نهج البلغة حيث قال في سجاحة اخلقه عليططه ال ّ‬
‫) ص ‪ 6‬ج ‪ 1‬طبع الطهططران ‪ : ( 1304‬و أّمططا سططجاحة الخلق و بشططر الططوجه و طلقططة‬
‫المحّيا و الّتبسم فهو المضطروب بطه المثطل فيطه حّتطى عطابه بطذلك اعطداؤه قطال عمطرو بطن‬
‫سلم فططي ذاك ‪ :‬عجبططا لبططن النابغططة‬ ‫ي عليه ال ّ‬ ‫العاص لهل الشام ‪ :‬اّنه ذو دعابة و قال عل ّ‬
‫ي دعابة و اني امرؤ تلعابة اعافس و امارس ‪ ،‬و عمرو بن العاص‬ ‫يزعم لهل الشام ان ف ّ‬
‫ل أبوك لططو ل دعابططة فيططك ‪،‬‬ ‫اّنما أخذها عن عمر بن الخطاب لقوله لما عزم لستخلفه ‪ّ :‬‬
‫ل ان عمر اقتصر عليها و عمرا زاد فيها و سمجها ‪.‬‬ ‫إّ‬

‫سلم كان أشجع الّناس و أعظمهم اراقططة‬ ‫ثّم قال ) ص ‪ 11‬منه ( ‪ :‬و أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل و مثلته و‬ ‫للدم و أزهدهم و أبعد الّناس عن ملذ الّدنيا و أكثرهم وعظا و تذكيرا بأيام ا ّ‬
‫أشّدهم اجتهادا في العبادة و ادابا لنفسه في المعاملة و كان مع ذلك ألطف العططالم أخلقططا و‬
‫أسفرهم وجها و أكثرهم بشرا و أوفاهم هشاشة و بشاشة و أبعططدهم عططن انقبططاض مططوحش‬
‫أو خلق نافر أو تجّهم مباعد أو غلظة و فظاظة تنفططر معهمططا نفططس أو يتكطّدر معهمططا قلططب‬
‫حّتى عيب بالدعابة و لما لم يجدوا فيه مغمزا و ل مطعنا تعلقوا بها و اعتمدوا في التنفيططر‬
‫عليها ‪ .‬مصراع ‪ :‬و تلك شكاة طاهر عنك عارها ‪ .‬انتهى ما اردنا من نقل كلمه ‪.‬‬

‫] ‪[ 115‬‬

‫عععع‬
‫عععععععع ع عععععع عع ععع عععع ععع‬

‫سلم الدالة على علّو رتبته و رفعططة منزلتططه‬ ‫ي عليه ال ّ‬


‫بعد الصفح عن الثار الباقية عن عل ّ‬
‫ل ‪ ،‬نجططد‬ ‫بحيث لم يسبقه الّولون و ل يدركه الخرون علما و حكمة و زهدا و معرفططة بططا ّ‬
‫ل عليه و آله منقولة من جوامع الفريقيططن ممططا‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫روايات متواترة متظافرة عن الّنب ّ‬
‫ل بل فصل و‬ ‫سلم خليفة رسول ا ّ‬ ‫ل تحصى كثرة و كذا آيات كثيرة قرآنية في أّنه عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آلططه و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫وصّيه و أخوه و انه أفضل من غيره و اعلم الخلق بعد رسول ا ّ‬
‫ي بعططده و أّنططه‬‫ل أّنه ل نططب ّ‬
‫ل بمنزلة هارون من موسى إ ّ‬ ‫باب مدينة العلم و أّنه من رسول ا ّ‬
‫ل مؤمن و مؤمنة من بعططده‬ ‫يكّ‬‫ل عليه و آله » بكسر الدال « و أّنه ول ّ‬ ‫قاضي دينه صّلى ا ّ‬
‫ل أذهب عنه الرجططس و طهططره تطهيططرا‬ ‫ل و أن ا ّ‬‫ل عليه و آله و اّنه نفس رسول ا ّ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫و غيرها مّما دّونت لها و لضبط طرقهططا و اسطانيدها كتططب مفصططلة عليحططدة ملت الفططاق‬
‫سلم عيش العلم و دعامة السلم‬ ‫فهو عليه ال ّ‬

‫عععععع عععععع ع عععععع‬

‫لط عليططه و آلططه و ريحانتططاه و سطّيدا شططباب أهططل الجّنططة الحسططن و‬


‫ل صّلى ا ّ‬ ‫سبطا رسول ا ّ‬
‫ل عليهما ‪ .‬قال ابن الثير في اسد الغابططة فططي معرفططة الصططحابة و كططذا فططي‬ ‫الحسين سلم ا ّ‬
‫كثير من كتب جوامع الفريقين و التفاسير العديدة بالسانيد الكثيرة و الطططرق المتظططافرة ‪:‬‬
‫ل ليذهب عنكم الرجس أهططل‬ ‫ل عليه و آله » إّنما يريد ا ّ‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫نزلت هذه الية على الّنب ّ‬
‫لط عليططه و آلططه فاطمططة و‬
‫ي صطّلى ا ّ‬‫البيت و يطّهركم تطهيرًا « في بيت اّم سلمة فدعا الّنططب ّ‬
‫ي خلف ظهره ثّم قال ‪ :‬هؤلء أهل بيططتي فططاذهب عنهططم‬ ‫حسنا و حسينا فجّللهم بكساء و عل ّ‬
‫ل ط ؟ قططال ‪ :‬أنططت علططى‬
‫الرجس و طّهرهم تطهيرا قالت اّم سلمة ‪ :‬و أنا معهططم يططا رسططول ا ّ‬
‫مكانك أنت إلى خير ‪.‬‬

‫لط عليططه و آلططه‬


‫لط صطّلى ا ّ‬‫ثّم قال ابن الثير ‪ :‬بإسناده عن زيد بن أرقم قال ‪ :‬قال رسططول ا ّ‬
‫ل حبل ممططدود‬ ‫إّني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أحدهما أعظم من الخر كتاب ا ّ‬
‫ي الحوض فطانظروا‬ ‫من السماء إلى الرض و عترتي أهل بيتي و لن يتفرقا حّتى يردا عل ّ‬
‫كيف تخلفوني فيهما ‪.‬‬
‫ي على‬
‫ل عليه و آله واضعا الحسن بن عل ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫و فيه عن البراء قال ‪ :‬رأيت رسول ا ّ‬
‫عاتقه و هو يقول ‪ :‬الّلهم إّني احّبه فأحّبه ‪.‬‬

‫] ‪[ 116‬‬

‫ل عليه و آله ‪ :‬حسين مّني و أنططا مططن‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫ي بن مرة قال ‪ :‬قال رسول ا ّ‬
‫و فيه عن يعل ّ‬
‫ب حسينا حسين سبط من السباط ‪.‬‬ ‫ل من أح ّ‬‫با ّ‬‫حسين أح ّ‬

‫ل عليه و آله سّمي الحسن و الحسططين و المحسططن بأسطماء ولطد‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫و فيه ان رسول ا ّ‬
‫هارون شبر و شبير و مشبر ‪.‬‬

‫سططلم أنططت مّنططي‬


‫ل عليه و آلططه فيططه عليططه ال ّ‬
‫أقول ‪ :‬في هذا الحديث إشارة إلى قوله صّلى ا ّ‬
‫بمنزلة هارون من موسى ‪.‬‬

‫سططلم ‪ :‬هططذا‬
‫ل عليه و آله متططواترا ‪ :‬انططه قططال للحسططين عليططه ال ّ‬
‫و روى الشيعة عنه صّلى ا ّ‬
‫ابني إمام ابن امام أخو إمام أبو أئمة تسعة تاسعهم قائمهم ‪.‬‬

‫ل عليه و آله من الفريقين مشتركة فيهما و منفططردة‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫و الحاديث المنقولة عن الّنب ّ‬
‫ق حيططث‬‫ل واحد منها الداّلة على امامتها و فضلهما على غيرهمططا و اّنهمططا علططى الحط ّ‬‫في ك ّ‬
‫دارا و دار مما ل تحصى كثرة ‪.‬‬

‫عععععع عععععع‬

‫هو سّيد الساجدين و زين العابدين و قدوة السالكين و الزاهدين امام الثقلين ذو الّثفنات أبو‬
‫سلم كتابا جذب عقول الحكمططاء‬ ‫ل عليهما خلف عليه ال ّ‬ ‫ي بن الحسين صلوات ا ّ‬ ‫الحسن عل ّ‬
‫المتطألهين إلططى دقطائق حقطائقه و شطحذ افكطار العلمططاء الشططامخين فطي درك أسطرار لططائفه‬
‫فغاصوا في بحار معانيه لقتناء درره و شطّمروا عططن سططاق الهمططة لجتنططاء ثمططره فنططالتهم‬
‫العائدة من تلك المائدة اللهية بقدر الوسع و القابلّية أل و هو زبور آل محّمد و انجيل أهل‬
‫سطر لحططد مطن العلمططاء المتبحريططن فططي‬ ‫البيت الصحيفة الكاملة السططجادّية ‪ .‬أ رأيطت هططل تي ّ‬
‫سلم في أداء تلططك المعططاني الجزيلططة بتلططك العبططارات‬ ‫الفنون العديدة أن يحذو حذوه عليه ال ّ‬
‫الطوجيزة الجميلطة و هطل تجطد لسطلفنا الماضطين مطن غيطر بيطت الل مطن نسطج المعطاني‬
‫ي بهّيططن لواعيططد عبططد الحميططد و‬‫باللفاظ على ذلططك المنططوال ؟ و لعمططرى و مططا عمططرى علط ّ‬
‫ل نفسططه و ل يططروم‬ ‫عوضد بابن العميد على أن يأتي بمثل دعاء منها لرأيت أنططه ل يلططوم إ ّ‬
‫ل رمسه ‪.‬‬
‫إّ‬

‫ل دّر الحكيم البارع و العالم الجامع المتضّلع في الفنون العلمية صاحب‬


‫و ّ‬
‫] ‪[ 117‬‬

‫ي بن أحمد نظام الدين الحسيني الحسني حيث قال في‬


‫الكتب القيمة صدر الدين المدني عل ّ‬
‫مقدمة شرحه على صحيفة سّيد الساجدين الموسوم برياض السالكين ‪:‬‬

‫و اعلم أن هذه الصحيفة الشريفة عليها مسطحة مطن العلطم اللهطي و فيهطا عبقطة مطن الكلم‬
‫النبوي كيف ل و هي قبس من نور مشكاة الرسالة و نفحة من شميم رياض المامة حّتططى‬
‫قال بعض العارفين ‪ :‬إّنها تجططري مجططري التنططزيلت السططماوية و تسططير مسططير الصططحف‬
‫اللوحّية و العرشّية لما اشتملت عليه من أنوار حقائق المعرفططة و ثمططار حططدائق الحكمططة و‬
‫كان اخيار العلماء وجها بذ القدماء من السلف الصالح يلقبونها بزبور آل محّمططد و انجيططل‬
‫ي بن شهر آشوب في معالم العلماء في ترجمة‬ ‫أهل البيت ‪ ،‬قال الشيخ الجليل محّمد بن عل ّ‬
‫سلم دعاء الصططحيفة و تلقططب‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫المتوكل بن عمير ‪ :‬روى عن يحيى بن زيد بن عل ّ‬
‫بزبور آل محّمد ‪ .‬ثّم قال ‪ :‬و أّما بلغة بيانها فعندها تسجد سحرة الكلم و تططذعن بططالعجز‬
‫ق و الباطططل فططي‬‫عنها مدارة العلم و تعترف بأن النبطّوة غيططر الكهانططة و ل يسططتوى الحط ّ‬
‫المكانة و من حام حول سمائها بغاسطق فكطره الطواقب رمطي مطن رجطوم الخطذلن بشطهاب‬
‫سططلم ان بعططض البلغططاء‬‫ثاقب حكى ابططن شططهر آشططوب فططي منططاقب آل أبططي طططالب عليططه ال ّ‬
‫بالبصرة ذكرت عنده الصحيفة الكاملة فقال ‪ :‬خذوا عّني حّتى املى عليكم مثلها فأخذ القلم‬
‫و أطرق رأسه فما رفعه حّتى مات ‪ ،‬و لعمرى لقططد رام شططططا فنططال سططخطا ‪ .‬انتهططى مططا‬
‫اردنا من نقل كلمه ‪.‬‬

‫» عععع ععع ععع ع ععع ععععع عع ع ع ععع عععع‬


‫عععععععع «‬

‫قال بعض علمائنا المعاصرين في مقدمته علططى صططحيفة سطّيد السططاجدين ) ص كططح طبططع‬
‫طهران عاصمة ايران ‪ 1361‬ه ( ‪ :‬و إّنى فطي سطنة ‪ 1353‬ه بعثطت نسطخة مطن الصطحيفة‬
‫الشريفة إلى العلمة المعاصر الشيخ جوهرى طنطاوى صاحب التفسير المعروف مفططتى‬
‫ى من القاهرة وصول الصحيفة و شكر لى على هططذه الهديططة‬ ‫السكندرّية ليطالعها فكتب إل ّ‬
‫السنّية و أطرى في مدحها و الثناء عليها إلى أن قال ‪ :‬و من الشقاء اّنا إلططى الن لططم نقططف‬
‫على هذا الثر القّيم الخالد من مواريث الّنبّوة و أهل البيت و إّني كّلما تأملتها رأيتها فططوق‬
‫كلم المخلوق و دون كلم الخالق إلى آخر ما قال ‪:‬‬

‫] ‪[ 118‬‬

‫ثّم سأل عنى هل شرحها أحد من علماء السلم فكتبت اليه أسامى من شرحه ممططن كنططت‬
‫أعلم به و قدمت لسماحته رياض السالكين للسّيد عليخان و كتب في جططواب وصططوله إّنططى‬
‫مصّمم و مشّمر الذيل على أن أكتب شرحا على هذه الصحيفة العزيزة ‪.‬‬
‫انتهى ‪.‬‬

‫» عععع عععع ععععع عععععععع ) عع عععععع ع (‬


‫عععع «‬
‫ععع عععع ععع‬

‫ل و ملئكته و حملة عرشه و جميع خلقه من أرضه و سمائه‬ ‫قال في المناقب ‪ :‬صلوات ا ّ‬
‫على آدم أهل البيت ‪ ،‬المنّزه عن كيت و ما كيت ‪ ،‬روح جسد المامة ‪ ،‬شططمس الشططهامة ‪،‬‬
‫ل في الوجود ‪ ،‬إنسان عيططن الشططهود ‪،‬‬ ‫ل تعمية الختراع سّر ا ّ‬ ‫مضمون كتاب البداع ‪ ،‬ح ّ‬
‫خازن كنوز الغيب مطلع نور اليمان كاشف مستور العرفان ‪ ،‬الحجة القاطعة ‪ ،‬و الططدرة‬
‫اللمعة ‪ ،‬ثمرة شجرة طوبى القدسّية ‪ ،‬ازل الغيب و أبد الشهادة ‪،‬‬

‫ل في سّر العبادة ‪ ،‬وتد الوتاد و زين العّباد ‪ ،‬إمام العالمين ‪ ،‬و مجمع البحرين ‪،‬‬
‫السّر الك ّ‬
‫سلم ‪.‬‬
‫ي بن الحسين عليه ال ّ‬ ‫زين العابدين عل ّ‬

‫» عععع ععع ع ع ع ععع ع ععع عععع عع ع ععع ع‬


‫عععع «‬
‫ععع‬

‫هذا زين العابدين و قدوة الزاهدين و سّيد المتقين و امام المؤمنين ‪ ،‬شمته يشهد له اّنه من‬
‫ل زلفى ‪ ،‬و ثفناته يسجل بكثرة صلته و‬ ‫ل ‪ ،‬و سمته يثبت مقام قربة من ا ّ‬ ‫سللة رسول ا ّ‬
‫تهجده ‪ ،‬و اعراضه عن متاع الّدنيا ينطططق بزهططده ‪ ،‬درت لططه أخلق التقططوى فيعوقهططا ‪ ،‬و‬
‫اشرقت لربه أنوار التاييد فاهتدى بها ‪ ،‬و ألقته أوراد العبططادة فططانس بصططحبتها ‪ ،‬و خططالفته‬
‫وظائف الطاعة فتحلى بحليتها ‪ ،‬طالما اتخذ الليل مطّية ركبهططا لقطططع طريططق الخططرة ‪ ،‬و‬
‫ظماء هواء حّر دليل استرشد به في مفازة المسافرة ‪،‬‬

‫و لططه مططن الكرامططات و خططوارق العططادات مططا شططوهد بططالعين الباصططرة ‪ ،‬و ثبططت بالثططار‬
‫المتواترة ‪ ،‬و شهد له أّنه من ملوك الخرة ‪.‬‬

‫سلم ‪:‬‬
‫قال أحمد بن خّلكان في وفيات العيان و أنباء أبناء الزمان في ترجمته عليه ال ّ‬

‫سلم المعروف بزين العابدين و‬ ‫ي بن أبيطالب عليهم ال ّ‬ ‫ى بن الحسين بن عل ّ‬


‫أبو الحسن عل ّ‬
‫ل مططن ولططد زيططن العابططدين هططذا و هططو أحططد‬
‫ى الصغر و ليس للحسين عقططب إ ّ‬ ‫يقال له ‪ :‬عل ّ‬
‫الئمة‬

‫] ‪[ 119‬‬

‫الثنا عشر و من سادات التابعين ‪ ،‬قال الزهرى ‪ :‬ما رأيططت قرشططيا أفضططل منططه ‪ ،‬و كططان‬
‫ل ط تعططالى مططن‬
‫ل عليه و آلططه ‪ّ :‬‬
‫سلم ابن الخيرتين لقوله صّلى ا ّ‬
‫يقال لزين العابدين عليه ال ّ‬
‫عبططاده خيرتططان فخيرتططه مططن العططرب قريططش و مططن العجططم فططارس ‪ .‬و ذكططر أبططو القاسططم‬
‫الزمخشرى في كتاب ربيع البرار أن الصحابة لّما أتوا المدينة بسططبى فططارس فططي خلفططة‬
‫طاب كان فيهم ثلث بنات ليزدجرد أيضططا فبططاعوا السططبايا و أمططر عمططر بططبيع‬ ‫عمر بن الخ ّ‬
‫سلم ‪ :‬ان بنات الملططوك ل يعططاملن معاملططة‬ ‫ي بن أبيطالب عليه ال ّ‬ ‫بنات يزدجرد فقال له عل ّ‬
‫ن من بنات السوقة ‪ ،‬فقال ‪ :‬كيف الطريق إلى العمل معهن ؟ قال ‪ :‬يق طّومن و مهمططا‬ ‫كغيره ّ‬
‫سططلم فطدفع‬ ‫ي بططن أبيطططالب عليططه ال ّ‬‫ن علط ّ‬‫ن فقّومن فأخططذه ّ‬‫ن قام به من يختاره ّ‬ ‫بلغ من ثمنه ّ‬
‫ل بن عمر و الخرى لولده الحسين و الخرى لمحّمد بن أبي بكر فأولد عبططد‬ ‫واحدة لعبد ا ّ‬
‫سططلم و اولططد محّمططد أمتطه‬ ‫ل أمته ولده سالما و أولد الحسطين أمتططه زيططن العابططدين عليططه ال ّ‬‫ا ّ‬
‫القاسم فهؤلء الثلثة بنو خالة و اّمهاتهم بنات يزدجرد ‪.‬‬

‫ثّم قال ‪ :‬و حكى المبّرد في كتاب الكامل ما مثاله يروى عن رجل من قريططش لططم يسطّم لنططا‬
‫قال ‪ :‬كنت اجالس سعيد بن المسّيب فقال لي يوما ‪ :‬من أخوالك ؟‬

‫لط بططن عمططر بططن‬


‫فقلت ‪ :‬امي فتاة فكأّني نقصت في عينه فامهلت حّتى دخل سالم بن عبد ا ّ‬
‫ل ط العظيططم أتجهططل‬
‫الخطاب فلّما خرج من عنده قلت ‪ :‬يا عم من هذا ؟ فقال ‪ :‬يططا سططبحان ا ّ‬
‫ل بن عمر ‪ ،‬قلت ‪ :‬فمن اّمه ؟‬ ‫مثل هذا هذا من قومك هذا سالم بن عبد ا ّ‬

‫فقال فتاة ‪ ،‬قال ‪ :‬ثّم أتاه القاسم بن محّمد بن أبي بكر الصديق فجلس عنده ثّم نهض قلططت ‪:‬‬
‫يا عّم من هذا ؟ قال ‪ :‬أتجهل من أهلك مثله ما أعجب هذا هذا القاسططم بططن محّمططد ابططن أبططي‬
‫ي بططن أبططي‬
‫ي بن الحسين ابن عل ط ّ‬ ‫بكر قلت ‪ :‬فمن اّمه قال ‪ :‬فتاة فامهلت شيئا حّتى جاءه عل ّ‬
‫سلم فسلم عليه ثّم نهض قلت ‪ :‬يططا عطّم مططن هططذا فقططال ‪ :‬هططذا اّلططذى ل يسططع‬‫طالب عليهم ال ّ‬
‫سلم فقلت ‪:‬‬ ‫ي بن أبيطالب عليهم ال ّ‬ ‫ي بن الحسين بن عل ّ‬
‫مسلما أن يجهله هذا عل ّ‬

‫من اّمه ؟ فقال ‪ :‬فتاة فقلت ‪ :‬يا عم رأيتني نقصت من عينك حين قلت لك ‪ :‬اّمي فتططاة أفمططا‬
‫بالي بهؤلء اسوة قال فجّللت في عينه جّدا ‪.‬‬

‫ثّم قال ‪ :‬و كان زين العابدين كثير البّر باّمه حّتى قيل له ‪ :‬إّنك من أبّر‬

‫] ‪[ 120‬‬

‫الّناس باّمك و لسنا نراك تأكل معها في صحفة فقال ‪ :‬أخاف أن تسبق يدى إلى مططا سططبقت‬
‫اليه عينها فأكون قد عققتها ‪ .‬إلى أن قال ‪ :‬و فضائل زين العابطدين و منطاقبه أكططثر مططن أن‬
‫تحصر ‪ .‬و كانت ولدته يوم الجمعة في بعض شهور سنة ‪ 38‬للهجرة و توفي سنة ‪ 94‬و‬
‫ي عليهمطا‬
‫قيل ‪ 99‬و قيل ‪ 92‬للهجرة بالمدينة و دفن في البقيع في قبر عمه الحسن بطن علط ّ‬
‫ل عنه ‪.‬‬
‫سلم في القبة اّلتي فيها قبر العّباس رضي ا ّ‬
‫ال ّ‬
‫ن لفارس ميدان الشعر سططحبان عصططره أبططي فططراس همططام بططن غططالب بططن الصعصططعة‬ ‫ثّم إ ّ‬
‫سلم قصططيدة غ طّراء‬ ‫ل عليه في مدحه عليه ال ّ‬ ‫الملقب بالفرزدق التميمي المجاشعي رحمة ا ّ‬
‫ي فيهططا أن‬
‫بلغت في جودة ألفاظها و عذوبة معانيها غاية تستشهد بأبياتهططا الدبططاء و الحططر ّ‬
‫يقال ‪ :‬إن من الشعر لحكمة و ان من الكلم لسحرا ‪ ،‬أشار فيها إلى طائفة من عل طّو رتبتططه‬
‫سلم و سمّو درجته و شر ذمة من منزلة شأنه و مكانططة أمططره فططي واقعططة اقتضططت‬ ‫عليه ال ّ‬
‫ذلك كما نشير إليها ‪ ،‬و أتى ببعططض ابياتهططا أبططو تمططام حططبيب بططن اوس الطططائي فططي كتططابه‬
‫المعروف بالحماسطة ) الحماسطة ‪ ( 708‬اّلطتي دّلطت علطى غطزارة فضطله و اتقطان معرفتطه‬
‫ي بن أبيطططالب‬ ‫ي بن الحسين بن عل ّ‬ ‫بحسن اختياره معنونا بقوله ‪ :‬و قال الفرزدق يمدح عل ّ‬
‫ل عليهم ‪ ،‬مبتدءا بقول الفططرزدق ‪ :‬إذا رأتططه قريططش قططال قائلهططا ‪ ،‬و بعططده ‪ :‬هططذا‬
‫صلوات ا ّ‬
‫اّلذي تعرف البطحاء ‪ ،‬و بعده ‪ :‬يكاد يمسكه ‪ ،‬و بعده ‪ :‬أى القبائل ليست ‪ ،‬و بعده ‪:‬‬

‫بكفه خيزران ‪ ،‬و بعده يغضى حياء ‪ ،‬و ختم به ‪ .‬و كذا أتى بعشرين بيتا منها أبططو الفططرج‬
‫الصبهاني في الغاني في ترجمة الفرزدق ) الجزء التاسع عشر ص ‪ 40‬طبع ساسططى (‬
‫و كذا أتى بعدة أبيات منها الشططريف المرتضططى علططم الهططدى فططي أمططاليه المعططروف بغططرر‬
‫الفطوائد و درر القلئد ‪ ،‬و كططذا ذكطر سطبعا و عشططرين منهططا أحمطد بططن خّلكطان فططي وفيطات‬
‫العيان عند ترجمة الفرزدق ‪ ،‬و كذا غيرهم من كبار المؤلفين و اعططاظم المططورخين و ل‬
‫ن القضية بلغت في وضوحها كالشمس فططي رابعططة الّنهططار و يعطّد مططن‬ ‫حاجة إلى ذكرهم ل ّ‬
‫متواترات الخبار و الثار ‪.‬‬

‫ل ط بططن‬
‫و أّما تلك الواقعة الموعودة فقال أبو الفرج الصبهاني في الغاني ‪ :‬اخبرنا عبططد ا ّ‬
‫ي العنزي عن مجالد عن‬
‫ي بن الحسن الهاشمي عن حّيان بن عل ّ‬ ‫عل ّ‬

‫] ‪[ 121‬‬

‫ج الفرزدق بعد ما كبر و قد أتت لططه سططبعون سططنة و كططان هشططام بططن عبططد‬ ‫الشعبي قال ‪ :‬ح ّ‬
‫ى بن الحسين في غمار الّناس في الطواف فقال ‪ :‬مطن‬ ‫ج في ذلك العام فرأى عل ّ‬ ‫الملك قد ح ّ‬
‫هططذا الشططاب اّلططذي تططبرق أسططرة وجهططه كططأّنه مططرآة صططينّية تططتراءى فيهططا عططذارى الح ط ّ‬
‫ى‬
‫لط عليهططم فقططال‬
‫ى بن أبى طططالب صططلوات ا ّ‬ ‫ى بن الحسين بن عل ّ‬ ‫وجوهها ؟ فقالوا ‪ :‬هذا عل ّ‬
‫الفرزدق ‪ :‬هذا اّلططذي تعططرف البطحططاء وططأته ‪ :‬إلطى آخططر مطا أتططى بهططا ‪ ،‬و قطال بعططد نقطل‬
‫القصيدة ‪ :‬فغضب هشام فحبسه بين مّكة و المدينة فقال ‪:‬‬

‫أتحبسطططططططططططططططططططططططنى بيطططططططططططططططططططططططن المدينطططططططططططططططططططططططة و اّلطططططططططططططططططططططططتى‬


‫إليهططططططططططططططططططا قلططططططططططططططططططوب الّنططططططططططططططططططاس يهططططططططططططططططططوى منيبهططططططططططططططططططا‬

‫تقّلططططططططططططططططططب رأسططططططططططططططططططا لططططططططططططططططططم يكططططططططططططططططططن رأس سططططططططططططططططططيد‬


‫و عينا له حولء باد عيوبها‬
‫جه فأطلقه ‪ .‬و قال في ينابيع الموّدة ‪ :‬و كان هشام أحول ‪.‬‬
‫فبلغ شعره هشاما فو ّ‬

‫و قال ابن خّلكان في وفيات العيان في ترجمة الفرزدق ‪ :‬و تنسب إليه مكرمة يرجى لططه‬
‫ج هشام بن عبد الملك في أّيام أبيه فطاف و جهططد أن يصططل إلططى‬ ‫بها الجّنة و هى أّنه لما ح ّ‬
‫الحجر ليستلمه فلم يقدر لكثرة الزحام فنصب له منطبر و جلطس عليطه ينظطر إلطى الّنطاس و‬
‫ى بططن الحسططين‬ ‫معه جماعة من أعيان أهل الشام فبينما هو كذلك إذا أقبل زين العابدين علط ّ‬
‫ل عنهم و كططان مططن أحسططن الّنططاس وجهططا و أطيبهططم أرجططا‬‫ى بن أبى طالب رضى ا ّ‬ ‫بن عل ّ‬
‫فطاف بالبيت فلما انتهى إلى الحجر تنحى له الّناس حّتى استلم ‪ ،‬فقال رجل من أهل الشام‬
‫‪ :‬من هذا الذي هابه الّناس هذه الهيبة ؟ فقال هشام ‪ :‬ل أعرفه مخافة أن يرغططب فيططه أهططل‬
‫الشام فيملكون ‪ ،‬و كان الفرزدق حاضرا فقال ‪ :‬أنا أعرفه ‪ ،‬فقال الشامى ‪ :‬من هططو يططا أبططا‬
‫فراس ؟ فقال ‪:‬‬

‫هذا الذي تعرف البطحاء إلى آخر ما ذكر من ابيات تلك القصيدة ‪.‬‬

‫و نحن نذكر القصيدة بتمامها تيّمنا بها و نشرح بعض ما يحتاج إليه بالتفسير و السؤال ‪:‬‬

‫ل الجططططططططططططططود و الكططططططططططططططرم‬
‫يططططططططططططططا سططططططططططططططائلى أيططططططططططططططن حطططططططططططططط ّ‬
‫عندى بيان إذا طل به قدموا‬

‫] ‪[ 122‬‬

‫هطططططططططططططططططذا الطططططططططططططططططذى تعطططططططططططططططططرف البطحطططططططططططططططططاء وططططططططططططططططططأته‬


‫ل و الحطططططططططططططططططططططرم‬ ‫و الطططططططططططططططططططططبيت يعرفططططططططططططططططططططططه و الحططططططططططططططططططططط ّ‬
‫‪2‬‬
‫لطططططططططططططططط كّلهططططططططططططططططم‬
‫هططططططططططططططططذا ابططططططططططططططططن خيططططططططططططططططر عبططططططططططططططططاد ا ّ‬
‫هططططططططططططططططططذا التقططططططططططططططططططى النقططططططططططططططططططى الطططططططططططططططططططاهر العلططططططططططططططططططم‬

‫هططططططططططططططططططذا الططططططططططططططططططذي أحمططططططططططططططططططد المختططططططططططططططططططار والططططططططططططططططططده‬


‫صطططططططططططططططّلى عليطططططططططططططططه إلهطططططططططططططططى مطططططططططططططططا جطططططططططططططططرى القلطططططططططططططططم‬
‫‪4‬‬
‫لطططططططططططططططو يعلطططططططططططططططم الركطططططططططططططططن مطططططططططططططططن ذا جطططططططططططططططاء يلثمطططططططططططططططه‬
‫لخططططططططططططططططّر يلثططططططططططططططططم منططططططططططططططططه مططططططططططططططططا وطططططططططططططططططى القططططططططططططططططدم‬
‫‪5‬‬
‫لططططططططططططططططططط والطططططططططططططططططططده‬
‫ى رسطططططططططططططططططططول ا ّ‬ ‫هطططططططططططططططططططذا علططططططططططططططططططط ّ‬
‫أمسططططططططططططططططططت بنططططططططططططططططططور هططططططططططططططططططداه تهتططططططططططططططططططدى المططططططططططططططططططم‬
‫‪6‬‬
‫هططططططططططططططططططذا الططططططططططططططططططذى عّمططططططططططططططططططه الطيططططططططططططططططططار جعفططططططططططططططططططر و‬
‫المقتططططططططططططططططططول حمططططططططططططططططططزة ليططططططططططططططططططث حّبططططططططططططططططططه قسططططططططططططططططططم‬
‫‪7‬‬
‫هططططططططططططططططططذا ابططططططططططططططططططن سططططططططططططططططططّيدة النسططططططططططططططططططوان فاطمططططططططططططططططططة‬
‫و ابططططططططططططططن الوصططططططططططططططى الططططططططططططططذي فططططططططططططططي سططططططططططططططيفه سططططططططططططططقم‬
‫‪8‬‬
‫إذا رأتططططططططططططططططططططططططه قريططططططططططططططططططططططططش قططططططططططططططططططططططططال قائلهططططططططططططططططططططططططا‬
‫إلى مكارم هذا ينتهى الكرم ‪9‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬ممم مممممممم مم مممم ‪ » :‬ممم « مممم ممم‬
‫مم مممممم مم ممم م مممم ممم م ممم م » مم مم‬
‫مممم ممممم مم مم ممم « م م مم م مم مم ممم مم‬
‫ممم مممم ممممم م مممم ‪ .‬م ممممممم ‪:‬‬

‫ممم ممم مممممممم م م م ممم ممممم م م مم مم‬


‫ممم مممم مم ممممممم مممممم م م م مم مم م م‬
‫م م مممممم م م مممم مم ممممم مم م ممم مم‬
‫ممممم ‪ .‬ممممم م ممممم ممم ممم م مممم ممم م‬
‫م ممم ‪ .‬م ممم مم ممم م م م م مم مم ممم م م م‬
‫ممممممم ممممم ممممم م ممم مممم م م ممممم‬
‫م مم ‪ :‬م ممم مم م ممم م ممم م ممم ممم مم مم ‪:‬‬
‫م مم ممم م ممم م ممم مم م م ممم م ‪ .‬م ممم م م م‬
‫مممم ممممم ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 4‬م م م مم مم مم مم ممم مم م ممم مم م م‬
‫ممممممم م ممم ممم مم م م ممم مم ممممم مم م‬
‫ممم مم مممم م م م ممم م م مممم م م ممم م مم م‬
‫مم ممممممم مم مممممم م مممم مم ممم ممممم‬
‫مممم م مم مممم مم ممممم مممممم مممم مممم‬
‫م م مممم م مممم م ممم مم م مم مم مم مممم م‬
‫مممممممم‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 5‬م م م مم مم ‪ :‬م م م م م مم مممم م ‪ .‬ممم م م م‬
‫مممم ممم م ممم ‪ :‬مممم ‪ .‬مم ‪:‬‬

‫مممم ممم ممممم ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 6‬مممم م ممم م ممم مممممم م مم م م ممم‬
‫مممم ممم ‪ .‬م م م مم مم مم ممم ممم ممممم‬
‫ممممم م ممم مم مممم م ‪ .‬مم ممم م مممم م مم‬
‫ممممم ممممم مممم مممم ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 8‬مم مممم ‪ :‬مم مممم ممم ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 9‬م مم ممممممم م م م م ممم مم م مممممم م ‪:‬‬
‫م مممم مم م م م م ممم » مم م مم ممم م مم «‬
‫مممممم مم م م ممممم م م م ممم م ممممم مم‬
‫مم مم م ممممم م مم ممممم م ممم مممم م مم م‬
‫ممم م مم ممم م مم مم م م مممم م ممممم م‬
‫ممم مممم م مممممم م مم مم مم ممم ممم ممم م‬
‫ممم مم مم مممم ‪.‬‬

‫] ‪[ 123‬‬

‫ينمطططططططططططططططططى إلطططططططططططططططططى ذروة العطططططططططططططططططّز اّلطططططططططططططططططتي قصطططططططططططططططططرت‬


‫عطططططططططططططططططن نيلهطططططططططططططططططا عطططططططططططططططططرب السطططططططططططططططططلم و العجطططططططططططططططططم‬
‫‪10‬‬
‫يكطططططططططططططططططططططططاد يمسطططططططططططططططططططططططكه عرفطططططططططططططططططططططططان راحتطططططططططططططططططططططططه‬
‫ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم‬

‫‪11‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 10‬مم مممم ممممممم ‪:‬‬
‫مم‬ ‫مم مم‬ ‫ممم م مم م مممم مم ممم مم‬
‫مممم ممممم م مم ممممممم ممممم‬

‫ممم م مم م م ممم ممممم مم م ممم مم ممم م م‬


‫مم مم مم م مممم ممم م ‪ .‬م مم مممم مممم م م‬
‫مممم م ‪ :‬ممم م ممم مم ‪ .‬م مم ممم م ممم مم م‬
‫مممم م مم م مممم م ‪ .‬م مم مممم ممم مم مممم م‬
‫مم م مممم م مممم م م مممممم م م مممممم م م‬
‫ممممم ممم مممم ممممم ممممم مم م مممممم م‬
‫م ممم مم مممم ممممم م ممممممم م ‪ .‬م مممم م‬
‫مممممم ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 11‬مم م ممممم م ممم مم مم م مم م ممم م‬
‫ممممم ‪ .‬م ممممم مممم ممممم ممم مم م ممم مم‬
‫م م مم مم مم ممم مم مم م ممممم م ممم م مم‬
‫مممم م ‪ .‬م ممممم م مم م ممم م مممم م مم ممم‬
‫م مم مم م مم م م م مممم ممم ‪ :‬مم مم م م مم ممم‬
‫مممم ‪ :‬مم ممم مم م ممممم مم مم م مم م ممم مم‬
‫مم م ممم مم م ممممم م مم م مم م ممم م مم مم م‬
‫مم مممم ممممم ممم مم مممم م ممم م مم ممم م‬
‫مممم مممممم مممم م مم مم مم ممم مم مم م مم‬
‫مممم م مم م ممممم م مممم م ممممم مم ممم مم‬
‫مم ممممم م مممم ممم مممممم مممم مممممم م‬
‫ممم مم مم ممم مم مممم م مم م مم م ممم مم م م‬
‫ممم ممم مم م م مم مم مم م مم ممم مم م مم م مم‬
‫مممم مم م مم مم مم مم م ممممم مم م مممم م‬
‫ممممم مممم مممم ممممم ممم مممم ‪.‬‬

‫م مممممممم ‪ :‬ممممم ممممم مم مم م م ممم ممم‬


‫مممممم مم ممممم ‪ .‬م ممممم ممممم ممم م مم م‬
‫ممممممم مم ممممم م مم مممم مممم ممممم مم‬
‫مممم م مم ممممم ممم مممم مممممم مممم م‬ ‫ممم‬
‫م ممم مم ممم مم مم م م مم ممم مممم م م‬
‫ممم ممم ‪ .‬م ممممم م ‪ :‬مممم م م مم ممممممم م ‪:‬‬
‫ممم ممم مم مم ممم م مم ممم ممممم م مم ممم‬
‫ممم ممم مممم ‪.‬‬

‫مم مم ‪ :‬م مم م مم م م ممممممم م م ممم ممم مم‬


‫ممممم م م م م م مم م مممم م مممم مم م م مم‬
‫مم مممم م مممم ‪ .‬م مم ممم م‬ ‫مممممم ممممم ممم‬
‫مم مممم مممم م م مم م مممم م مممم مم مم م‬
‫ممم م م مم م مم م مممم م مم مم مم م مممم م‬
‫مممم مم م مم م ممم ممم مم مم ممم م مم ممم‬
‫ممممم م م مم ممم م م ممممم م مم م م م مم‬
‫مممم مممم مم مم ممم مم ممم ممم مم مم ممم م‬
‫ممممم ممممم م م م م ممم مممم م ‪ . . . . . . . . . .‬بينهمططا و‬
‫اختلف جهتهما و عدم المناسططبة بينهمططا ظططاهر التهططافت فبططأى وجططه يصططح حمططل الشططعر‬
‫عليه ؟ و لعل منشأ سهوه ظاهر عبارة الجوهرى في الصحاح حيث قال ‪ :‬قال ابن عبططاس‬
‫‪:‬‬

‫الحطيم الجدر يعنى جدار حجر الكعبة ‪.‬‬

‫و الحطيم و ان جاء في تفسيره و تعيينه من البيت وجوه و لكن أهل البيت أدرى بمططا فططي‬
‫البيت ففي الكافى لثقة السلم الكليني قدس سره باسناده عن الحسن بن الجهم قال ‪:‬‬

‫سلم عن افضل موضع فططي المسططجد يص طّلى فيططه ؟ قططال ‪:‬‬


‫سألت أبا الحسن الرضا عليه ال ّ‬
‫الحطيم ما بين الحجر و باب البيت ‪ :‬قلت و الذى يلى ذلك في الفضل فذكر انه عنططد مقططام‬
‫ل عليه ‪ .‬الحديث ‪.‬‬
‫إبراهيم صّلى ا ّ‬

‫سططلم ‪ :‬ان‬ ‫ل عليططه ‪ :‬قطال الصططادق عليططه ال ّ‬


‫و في من ل يحضره الفقيه للصدوق رضوان ا ّ‬
‫تهيأ لك أن تصّلى صلواتك كلها الفرائض و غيرها عند الحطيم فافعططل فططانه أفضططل بقعططة‬
‫على وجه الرض و الحطيم ما بين باب البيت و الحجر السود و هو الموضع الططذى فيططه‬
‫ل على آدم ‪ .‬الحديث ‪.‬‬
‫تاب ا ّ‬

‫و في النهاية الثيرية ‪ :‬يحطمكططم النططاس أى يدوسططونكم و يزدحمططون عليكططم و منططه سططمى‬


‫حطيم مكة و هو ما بين الركن و الباب ‪.‬‬

‫ل ) ص ( الططذى شططرف بططه هططذه المواضططع‬


‫سلم ابن رسول ا ّ‬
‫فالمراد من البيت انه عليه ال ّ‬
‫فهى عارفة به و إذا جاء الى المستلم يكاد يتمسك به الركن تمييزا لراحته عن راحة غيره‬
‫‪.‬‬
‫و في البحار نقل عن الخططرائج ‪ :‬روى أن الحجططاج بططن يوسططف لمططا خططرب الكعبططة بسططبب‬
‫ل بن الزبير ثم عمروها فلما اعيد البيت و أرادوا أن ينصبوا الحجططر السططود‬ ‫مقاتلة عبد ا ّ‬
‫فكلمططا نصططبه عططالم مططن علمططائهم أوقططاض مططن قضططاتهم أو زاهططد مططن زهططادهم يططتزلزل و‬
‫سلم و أخططذه مططن‬‫يضطرب و ل يستقر الحجر في مكانه فجاءه على بن الحسين عليهما ال ّ‬
‫ل ثّم نصبه فاستقر في مكانه و كبر الناس و لقد الهم الفرزدق في قوله ‪:‬‬ ‫أيديهم و سمى ا ّ‬

‫يكطططططططططططططططططططططططاد يمسطططططططططططططططططططططططكه عرفطططططططططططططططططططططططان راحتطططططططططططططططططططططططه‬


‫ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم‬

‫] ‪[ 124‬‬

‫و ليس قولك ‪ :‬من هذا ؟ بضائره ‪ .‬العرب تعرف من انكرت و العجم‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 12‬م مم م ممم م م م م مم م مم م م م مممممم م‬
‫مممممم مممممممم مم مممم مم م م مممممم مم‬
‫مم م مممم مم مم مم مم مم مم م م مم ‪ :‬م م م م م‬
‫مم مممم مم مم ممم ‪ .‬م م م ممم ممم ‪ :‬م ممم‬
‫ممممم ‪ . . . . . . . . . .‬و يضيره ضيرا و ضورا أى ضره ‪ ،‬قال الكسطائي سطمعت‬
‫بعضهم يقول ل ينفعنى و ل يضورنى ‪.‬‬

‫العرب بضم الول و سكون الثانى و العرب بفتحهما واحد و كذا العجم و العجم ‪.‬‬

‫] ‪[ 125‬‬

‫يغضطططططططططططططططططى حيطططططططططططططططططاء و يغضطططططططططططططططططى مطططططططططططططططططن مهطططططططططططططططططابته‬


‫ل حيطططططططططططططططططططططططططن يبتسطططططططططططططططططططططططططم‬
‫فمطططططططططططططططططططططططططا يكّلطططططططططططططططططططططططططم إ ّ‬
‫‪13‬‬
‫فططططططططططططططططططي كّفططططططططططططططططططه خيططططططططططططططططططزران ريحططططططططططططططططططه عبططططططططططططططططططق‬
‫من كف أروع في عرنينه شمم‬

‫‪14‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 13‬م مم مم ممم م مممم ممم م م م م ممم‬
‫ممممممم م مممم مممممم ممم م ممم ممممم مم‬
‫م ممم ممم مم م ممممم مم م م ممممم مم مم مم ‪:‬‬
‫مممم ممم م ممم م ممم مم م ممممم م م مم مم‬
‫مممم ‪.‬‬

‫م مم ممممممم م ‪ :‬م ممم » ممم م مم مم « مم‬


‫مممممم ممم مممم ممم مم ممممم م م ممممممم‬
‫مم م‬

‫م » ممم م م م مم مممم « مم م ممم م مم م مممم م‬


‫مم م ممم مممممم مم مممم ممممممم م م م مم م‬
‫مم مممم » مممم « ممممم مممم ممم م ممممم مم‬
‫م م مم مم مم مم مم ممممم م مم م مم ممم مم م‬
‫مممممم م مم مم مم ممم م مممم م مم مم‬
‫مممممم م مم م مم ‪ :‬م مم مم م ‪ :‬ممم م مم مممم م‬
‫مم م م مم م ممم مم مم مممم م مممم م م مم م ‪:‬‬
‫مممم مممم ممممم مممممم مممم م مم ‪ :‬م ممم م‬
‫ممممممم مم مممممم ‪.‬‬

‫م مم ممم مم م ممممم مم ممم م م مم م مم م ممم‬


‫مم م ‪ :‬م مم ممم م م مممم م م مم ممم م ممم ممم‬
‫مممم مممممم مممممم مممم مم م ‪ :‬م مم ممم مم‬
‫ممم م م مممم م م م مم م مممم مم مم مم مم م‬
‫م ممممم ‪ .‬مممم م م م مممم م م م مم م مممم م ‪ .‬م‬
‫م مم م م م ممم ممم مممم م مم ‪ :‬ممم م مم ممم‬
‫ممممم مم م م ممم م مممم م ممم مممم مم مم‬
‫ممممممم ‪.‬‬

‫مم مم ‪ :‬مم م م مم ممممم مم ممم مم مممم مم‬


‫مممم م م مم م م ممم ممممم ممم مم م ممم ممم‬
‫ممم م ممم مم م مم م م مم م م مم مممم مم مم مم‬
‫مممم مممم مممممم مممم م مم ممممم م ممممم‬
‫مممم مم مممم ممم مم م ممم ممممم م مم ممم م‬
‫مم مم مم مم م ممم مم ممممم ممم م مم مم م مم‬
‫مم مم مممم ممم م ممم م م م مم مممم م م ممم م‬
‫ممم مممم مم مممممم ‪ .‬م ممممم مم ممم م مممم‬
‫مم ممم ممم مممممم م ممم م م ممم م مم ممم‬
‫ممممممم م م مممم ممم م ممم م ممم م ممم ممم‬
‫مممم مممم مممم م م‬ ‫ممممم ممممم مم مممم ممم‬
‫ممممم م مممم ممم ممممم م م مم مممم م ممم م‬
‫مم مممم مم مم مم مم م مم مممم م مم م ) م ( ممم‬
‫ممم ممممم ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 14‬مممممم ممم م ممم م م م م م مممم م مم م م‬
‫مممممم ‪ :‬ممم ممم م مم مممم مممممم م مممم م‬
‫ممممممم م مممممممم ممممم ‪ .‬ممم ممممممم م‬
‫مم ممم ممممممم ‪ :‬مممم مم ممممممم‬

‫] ‪[ 126‬‬

‫يمسكها الملوك بأيديهم يتعبثون بها ‪.‬‬

‫في البحار ‪ :‬نقل كلم يناسب المقام فيه غرابططة ‪ ،‬قططال الزمخشططرى فططي الفططائق ‪ :‬علططى بططن‬
‫الحسين ) ع ( مدحه الفرزدق فقال ‪:‬‬

‫فطططططططططططططططططططي كفطططططططططططططططططططه جهنطططططططططططططططططططى ريحطططططططططططططططططططه عبطططططططططططططططططططق‬


‫‪ ،‬مطططططططططططططططططططططططن كطططططططططططططططططططططططف اروع فطططططططططططططططططططططططي عرنينطططططططططططططططططططططططه‬
‫شمم‬

‫قططال القتيططبى ‪ :‬الجهنططى ‪ :‬الخيططزران و معرفططتى هططذه الكلمططة عجيبططة و ذلططك ان رجل مططن‬
‫أصحاب الغريب سألنى عنه فلم أعرفه فلما أخذت من الليل مضجعى أتانى آت في المنططام‬
‫أل أخبرته عن الجهنى قلت ‪ :‬لم أعرفه قال ‪ :‬هططو الخيططزران فسططألته شططاهدا فقططال ‪ :‬هديططة‬
‫ل يسططيرا حططتى سططمعت مططن‬ ‫طريفة في طبق مجنة فهببت و أنططا أكططثر التعجططب فلططم ألبططث إ ّ‬
‫ينشد ‪ :‬في كفه جهنى ‪ ،‬و كنت أعرفه في كفه خيزران ‪ ،‬انتهى ‪.‬‬

‫قال المرزوقى ‪ :‬قوله » ريحه عبق « إذا فتح الباء فمخرجه مخرج المصططادر كططأنه نفططس‬
‫الشيء أو على حذف المضاف ‪ ،‬و الصل ذات عبق ‪ ،‬و إذا كسططرت فهططو اسططم الفاعططل و‬
‫معناه اللصق بالشيء ل يفارقه ‪ .‬يريد ان رائحته تبقى فهى تشم الدهر مططن كططف اروع ‪،‬‬
‫و هو الجميل الوجه ‪.‬‬

‫ثم قال ‪ :‬و الشمم ‪ :‬الطول ‪ .‬و العرنين ‪ :‬النف و مطا ارتفطع مطن الرض و أول الشططيء و‬
‫تجعل العرنين كناية عن الشراف و السادة و إذا قرن الشمم بططالعرنين او النططف فالقصططد‬
‫إلى الكرم ‪ .‬لذلك قال حسان بن ثابت ‪:‬‬
‫بيططططططططططططططططططططططض الوجططططططططططططططططططططططوه كريمططططططططططططططططططططططة أحسططططططططططططططططططططططابهم‬
‫شم النوف من الطراز الول‬

‫انتهى ما قاله المرزوقى في شرح هذا البيت ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬جعل العرانين كناية عن الشراف و السادة مما ل كلم فيه قال الشاعر ‪:‬‬

‫ان العرانيطططططططططططططططططططططططططططططططن تلقاهطططططططططططططططططططططططططططططططا محسطططططططططططططططططططططططططططططططدة‬


‫و ل ترى للئام الناس حسادا‬

‫سططلم بططانه جميططل‬


‫و لكن الظاهر من قول الفرزدق » في عرنينه شمم « انه يصفه عليه ال ّ‬
‫الوجه ‪،‬‬

‫حسن المحيا ‪ ،‬صحيح الخلقة أشم النف اى أقنى النف ضيق المنخرين ليس بأفطس فان‬
‫الفطسة عيب و عاهة و الحجج اللهّية سططليمة عططن العيططوب و العاهططات خلقططا و دينططا كمططا‬
‫اشرنا اليه قبل ‪ .‬قال الجوهرى ‪ :‬الفطس بالتحريك ‪ :‬تطططامن قصططبة النططف و انتشططارها و‬
‫الرجل أفطس و السم الفطسة لنه كالعاهة ‪ .‬و الشمم ارتفاع قصبة النططف مططع حسططنها و‬
‫استواء اعلها و انتصاب‬

‫] ‪[ 127‬‬

‫الرنبة او ورود الرنبة و حسن استواء القصبة و ارتفاعها او أن يطول النف و يططدق و‬
‫تسيل روثته فان ورود الرنبة و شم العرنين دليل النجابة و هذا مططراد مططن قططال ‪ :‬العططرب‬
‫انما ينجح بالشمم نفيا عن انفهم الفطس الذى يكون في الزنج ‪.‬‬

‫ل عليه و آلططه كمططا فططي السططيرة الحلبيططة ) ص‬ ‫ل صّلى ا ّ‬


‫و جاء في وصف شمائل رسول ا ّ‬
‫‪ 371‬ج ‪ 3‬طبع مصر ( رواية انه ) ص ( دقيططق العرنيططن لططه نططور يعلططوه يحسططبه مططن لططم‬
‫يتأمله اشم و فسر الشم في السيرة بقوله اى مرتفعا ‪.‬‬

‫سلم ‪:‬‬
‫و في الكافى لثقة السلم الكليني باسناده عن جابر قال ‪ :‬قلت لبى جعفر عليه ال ّ‬

‫لط ) ص (‬ ‫سططلم ‪ :‬كططان نططبى ا ّ‬


‫ل عليه و آله و سلم ‪ ،‬قال عليططه ال ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫صف لى نبى ا ّ‬
‫ابيض مشرب بالحمرة إلى أن قال ‪ :‬يكاد أنفه إذا شططرب أن يططرد المططاء ‪ ،‬الحططديث و كنططى‬
‫باشراف أنفه ورود الماء عند شربه عن ستر رأسه المنخرين و ميله إلى قططدام ) كمططا فططي‬
‫الوافي ص ‪ 160‬ج ‪ ( 2‬و عن عدم كونه كانف الزنج ‪.‬‬
‫ل ) ص ‪ 107‬ج ‪ 11‬الكمپانى ( نقل عن مناقب ابططن شططهر‬ ‫و في البحار للمجلسي رحمه ا ّ‬
‫سلم ربططع‬
‫سلم ‪ :‬كان الصادق عليه ال ّ‬
‫آشوب في شمائل جعفر بن محمد الصادق عليهما ال ّ‬
‫القامة أزهر الوجه حالك الشعر جعدا أشم النف ‪.‬‬

‫و في كتاب سّر الدب في مجارى كلم العرب المعروف بفقه اللغة تططأليف أبططى منصططور‬
‫عبد الملك بن محمد الثعالبى النيسابورى في الفصل السططابع عشططر فططي اوصططاف النططوف‬
‫المحمودة و المذمومة ‪ :‬الشمم ‪ :‬ارتفاع قصطبة النطف مططع اسططتواء أعلهططا ‪ .‬القنطا ‪ :‬ططول‬
‫النف و دقة ارنبته و حدب في وسطه ‪ .‬الفطس ‪ :‬تطامن قصبته مع ضططخم ارنبتططه ‪ .‬إلططى‬
‫آخر ما قال ‪.‬‬

‫و أما ما استشهد به المرزوقي من بيت الحسان فهطو مطا جطوزه الشطريف علطم الهطدى فطي‬
‫أماليه ) في باب المعمرين في ترجمة ذى الصبع العدوانى ( بعد ما احتمل ذلططك المعنططى‬
‫الذى اخترناه ‪.‬‬

‫على ان الشم في بيت الحسان جمع اشم و الشم كما في المعاجم ‪ :‬السيد ذو النفة ‪،‬‬

‫و لحد أن يدعى ان الشم إذا قرن بالنف فالقصد إلى الكرم ل الشمم بالعرنين و ذلك لن‬
‫النف نسب اليه الحمية و الغضب و العزة و الذلططة حططتى قططال الشططاعر كمططا فططي مفططردات‬
‫الراغب ‪:‬‬

‫إذا غضططططططططططططططططبت تلططططططططططططططططك النططططططططططططططططوف لططططططططططططططططم أرضططططططططططططططططها‬


‫و لم اطلب العتبى و لكن أزيدها‬

‫و لذا قيل شمخ فلن بأنفه للمتكططبر ‪ ،‬و تططرب أنفططه للططذليل ‪ ،‬و أنططف فلن مططن كططذا بمعنططى‬
‫استنكف حتى قيل النفة الحمية و لم ينقلوا للعرنين هذه المعانى مططع أن مططادته ل يحتملهططا‬
‫فتأمل ‪.‬‬

‫] ‪[ 128‬‬

‫ق ثططططططططططططططوب الططططططططططططططدجى عططططططططططططططن نططططططططططططططور غّرتططططططططططططططه‬ ‫ينشطططططططططططططط ّ‬


‫كالشططططططططططططططططمس تنجططططططططططططططططاب عططططططططططططططططن اشططططططططططططططططراقها الظلططططططططططططططططم‬
‫‪15‬‬
‫ل فطططططططططططططططططططي تشطططططططططططططططططططهده‬
‫طإ ّ‬
‫مطططططططططططططططططططا قطططططططططططططططططططال ل قططططططططططططططططططط ّ‬
‫لطططططططططططططططططططططططو ل التشطططططططططططططططططططططططهد كطططططططططططططططططططططططانت لؤه نعطططططططططططططططططططططططم‬

‫لططططططططططططططططططط نبعتطططططططططططططططططططه‬
‫مشطططططططططططططططططططتقة مطططططططططططططططططططن رسطططططططططططططططططططول ا ّ‬
‫طططططططططططططططططططططططابت مغارسططططططططططططططططططططططه و الخيططططططططططططططططططططططم و الشططططططططططططططططططططططيم‬
‫‪17‬‬
‫حّمطططططططططططططططططططططططال أثقطططططططططططططططططططططططال أقطططططططططططططططططططططططوام إذا فطططططططططططططططططططططططدحوا‬
‫حلططططططططططططططططططو الشططططططططططططططططططمائل تحلططططططططططططططططططو عنططططططططططططططططططده نعططططططططططططططططططم‬
‫‪18‬‬
‫إن قططططططططططططططططططال قططططططططططططططططططال بمططططططططططططططططططا تهططططططططططططططططططوى جميعهططططططططططططططططططم‬
‫و إن تكلم يوما زانه الكلم‬

‫‪19‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 15‬مم مممم مم ممممم ‪:‬‬

‫مممم ممم ممممم مم ممم مممم‬

‫م م م مممم مم ‪ :‬ممم مم م مم ممم مم م م م م‬


‫ممممم مم مم ممم مممم ممم مم مم ‪ :‬ممم مم‬
‫ممم مم ممم ممم م م ممم ممم ممم مممم ممم‬
‫مممممم م مممم ممممم مم ممممم ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 17‬مممم م مم مم مم م مم مم مممم م م ممم م‬
‫ممممم مم مم ممم مممم ‪ .‬م مم ممم ممممم ‪:‬‬

‫مممم مممممم ‪ .‬م ممممم مم مممم م مممم ممم م‬


‫مممم ممم ممم م مممم مم م مممممم مم ممم م‬
‫ممم مم ‪ .‬م مممم م ممممم م م م ممم ممم ممم ‪:‬‬
‫مممممم م م ممم ممم ‪ .‬م ممم مم ممم م ممممم م‬
‫ممم مممممم مم م ممم ممم ممممم م مممم ممم ‪:‬‬
‫ممممممم م ممممم مممم ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 18‬م م ممم ممم مم م م م م ‪ 176‬م م ممم مم‬
‫ممم ممم م م مم مممم م م مم م مم م ممم م ممم م‬
‫ممم ممم مم م مم م مم ‪ :‬م م مم مم م م م مممم مم‬
‫ممممم م ممم ممم مم مم م م ممممم م ممممم مم‬
‫ممممم ممم ممم ممم م ممم مم م م مم مممممم م‬
‫مم ممممم م مم م ممم ممم م ممم م ممممم م م م‬
‫مممم مم مممم مممم مممم ممم ممم مم مممممم‬
‫مممم ممممم ممم مممم مم مم ممم م‬ ‫مممممم ممم‬
‫مممم ممم ممممم م مم مممم ممم ‪ :‬مم م‬ ‫مممم ممم‬
‫م مم مم م م م مممم مم ممم م م ممم ممم مم مم م‬
‫مم مم ممممم م مممم مم م م ‪ .‬م مممممم مم م م‬
‫ممم مممم مم مم مممم ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 19‬مم ممم ممممم ‪ :‬ممم مممم مممممم ‪.‬‬

‫] ‪[ 129‬‬

‫هططططططططططططططططططذا ابططططططططططططططططططن فاطمططططططططططططططططططة إن كنططططططططططططططططططت جططططططططططططططططططاهله‬


‫لططططططططططططططططططط قطططططططططططططططططططد ختمطططططططططططططططططططوا‬
‫بجطططططططططططططططططططّده أنبيطططططططططططططططططططاء ا ّ‬

‫ظمططططططططططططططططططططططططه‬
‫لطططططططططططططططططططططططط شططططططططططططططططططططططططّرفه قططططططططططططططططططططططططدما و ع ّ‬‫ا ّ‬
‫جطططططططططططططططرى بطططططططططططططططذاك لطططططططططططططططه فطططططططططططططططي لطططططططططططططططوحه القلطططططططططططططططم‬
‫‪21‬‬
‫مططططططططططططططططططن جططططططططططططططططططّده دان فضططططططططططططططططططل النبيططططططططططططططططططاء لططططططططططططططططططه‬
‫و فضطططططططططططططططططططل اّمتطططططططططططططططططططه دانطططططططططططططططططططت لطططططططططططططططططططه المطططططططططططططططططططم‬

‫عططططططططططططططططططططططّم البرّيططططططططططططططططططططططة بالحسططططططططططططططططططططططان و انقشططططططططططططططططططططططعت‬


‫عنهططططططططططططططططططططططططططططا العمايططططططططططططططططططططططططططططة و الملق و الظلططططططططططططططططططططططططططططم‬

‫كلتطططططططططططططططططططا يطططططططططططططططططططديه غيطططططططططططططططططططاث عطططططططططططططططططططّم نفعهمطططططططططططططططططططا‬


‫يسططططططططططططططططططططططتو كفططططططططططططططططططططططان و ل يعروهمططططططططططططططططططططططا عططططططططططططططططططططططدم‬

‫سططططططططططططططططططططططهل الخليقططططططططططططططططططططططة ل تخشططططططططططططططططططططططى بططططططططططططططططططططططوادره‬


‫يزينططططططططططططططططططططططه خصططططططططططططططططططططططلتان الحلططططططططططططططططططططططم و الكططططططططططططططططططططططرم‬
‫‪25‬‬
‫ل يخلططططططططططططططططططططططف الوعططططططططططططططططططططططد ميمططططططططططططططططططططططون نقيبتططططططططططططططططططططططه‬
‫رحططططططططططططططططططب الفنططططططططططططططططططاء أريططططططططططططططططططب حيططططططططططططططططططن يعططططططططططططططططططترم‬
‫‪26‬‬
‫مطططططططططططططططططن معشطططططططططططططططططر حبهطططططططططططططططططم ديطططططططططططططططططن و بغضطططططططططططططططططهم‬
‫كفطططططططططططططططططططططر ‪ ،‬و قربهطططططططططططططططططططططم منجطططططططططططططططططططططى و معتصطططططططططططططططططططططم‬

‫يسططططططططططططططططططططططتدفع السططططططططططططططططططططططوء و البلططططططططططططططططططططططوى بحّبهططططططططططططططططططططططم‬


‫و يسططططططططططططططططططططططتزاد بططططططططططططططططططططططه الحسططططططططططططططططططططططان و النعططططططططططططططططططططططم‬
‫‪28‬‬
‫لططططططططططططططططططط ذكرهطططططططططططططططططططم‬‫مقطططططططططططططططططططدم بعطططططططططططططططططططد ذكطططططططططططططططططططر ا ّ‬
‫فطططططططططططططططي كطططططططططططططططل بطططططططططططططططدء و مختطططططططططططططططوم بطططططططططططططططه الكلطططططططططططططططم‬
‫‪29‬‬
‫إن عططططططططططططططططططّد أهططططططططططططططططططل التقططططططططططططططططططى كططططططططططططططططططانوا أئمتهططططططططططططططططططم‬
‫أو قيطططططططططططططل مطططططططططططططن خيطططططططططططططر أهطططططططططططططل الرض ؟ قيطططططططططططططل هطططططططططططططم‬
‫‪30‬‬
‫ل يسطططططططططططططططططططططططتطيع جطططططططططططططططططططططططواد بعطططططططططططططططططططططططد جطططططططططططططططططططططططودهم‬
‫و ل يططططططططططططططططططططططططططططططدانيهم قططططططططططططططططططططططططططططططوم و إن كرمططططططططططططططططططططططططططططططوا‬
‫‪31‬‬
‫هططططططططططططططططططم الغيططططططططططططططططططوث إذا مططططططططططططططططططا أزمططططططططططططططططططة أزمططططططططططططططططططت‬
‫و السد أسد الشرى و البأس محتدم‬

‫‪32‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 21‬مم مممم ‪:‬‬

‫مم مممم مممم م مممم‬


‫ممم‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 25‬م م ممم مم ممممم مم ‪ :‬مممم م ممم مم مم م‬
‫ممممم م ممممم ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 26‬م م ممم مم ممممم مم ‪ :‬م مممم ممممم م ‪ .‬م‬
‫ممم مم ممممم مممممم م مممممم مم ممممم مم‬
‫م مم مممم ممممم ممممممم ‪ :‬ممممممم ‪ :‬ممممم‬
‫مم مم مممم ممم مم مممممم م ممم م مم مم ممم‬
‫ممممم ‪ .‬ممممم ‪ .‬م ممم ممم ‪:‬‬
‫م‬ ‫م ممم‬ ‫مم مممممم‬ ‫م مممم‬ ‫م مم‬
‫م مم ممم مممممم ممم ممممم مم ممممم‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 28‬مم ممممممم ‪:‬‬

‫م‬ ‫مم مممم‬ ‫م م مممم‬ ‫مممم ممم‬ ‫مم‬


‫م ممممم مم ممممممم‬

‫م مم مممم م ممممم مم ممممممم ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 29‬مم مم مم ‪ :‬م م م م م م م م م م مم مم ‪ :‬م م م م‬
‫ممم م ممممممم ممممم ممممممم م ممممممم ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫مم ‪.‬‬
‫) ‪ ( 30‬مم مممم ‪ :‬مم ممم ممم ممم‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 31‬مم ممم ‪ :‬ممم مممممم ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 32‬ممممم م ممممم م ‪ :‬ممم مم م ممم ممم م‬
‫ممممم ‪.‬‬

‫] ‪[ 130‬‬

‫ل الططططططططططططططططططذّم سططططططططططططططططططاحتهم‬ ‫يططططططططططططططططططأبي لهططططططططططططططططططم أن يحطططططططططططططططططط ّ‬


‫خيطططططططططططططططططططم كريطططططططططططططططططططم و أيطططططططططططططططططططد بالنطططططططططططططططططططدى ديطططططططططططططططططططم‬
‫‪33‬‬
‫ل يقبطططططططططططططططططض العسطططططططططططططططططر بسططططططططططططططططططا مطططططططططططططططططن أكّفهطططططططططططططططططم‬
‫سطططططططططططططططططططططّيان ذلطططططططططططططططططططططك إن أثطططططططططططططططططططططروا و إن عطططططططططططططططططططططدموا‬
‫‪34‬‬
‫أيّ القبطططططططططططططططططططططططائل ليسطططططططططططططططططططططططت فطططططططططططططططططططططططي رقطططططططططططططططططططططططابهم‬
‫لّولّيططططططططططططططططططططططططططة هططططططططططططططططططططططططططذا أولططططططططططططططططططططططططططه نعططططططططططططططططططططططططططم‬
‫‪35‬‬
‫لطططططططططططططططططط يعططططططططططططططططططرف أّولّيتططططططططططططططططططه‬ ‫مططططططططططططططططططن يعططططططططططططططططططرف ا ّ‬
‫فالطططططططططططططططّدين مطططططططططططططططن بيطططططططططططططططت هطططططططططططططططذا نطططططططططططططططاله المطططططططططططططططم‬
‫‪36‬‬
‫بيططططططططططططططططططوتهم فططططططططططططططططططي قريططططططططططططططططططش يستضططططططططططططططططططاء بهططططططططططططططططططا‬
‫فططططططططططططططططي النائبططططططططططططططططات و عنططططططططططططططططد الحكططططططططططططططططم إن حكمططططططططططططططططوا‬

‫فجططططططططططططططططططّده مططططططططططططططططططن قريططططططططططططططططططش فططططططططططططططططططي ارومتهططططططططططططططططططا‬


‫ي بعطططططططططططططططططططططططططده علطططططططططططططططططططططططططم‬
‫محّمطططططططططططططططططططططططططد و علططططططططططططططططططططططططط ّ‬

‫بطططططططططططططططدر لطططططططططططططططه شطططططططططططططططاهد و الشطططططططططططططططعب مطططططططططططططططن احطططططططططططططططد‬


‫و الخنطططططططططططططططططدقان و يطططططططططططططططططوم الفتطططططططططططططططططح قطططططططططططططططططد علمطططططططططططططططططوا‬
‫‪39‬‬
‫و خيطططططططططططططططططططططططبر و حنيطططططططططططططططططططططططن يشطططططططططططططططططططططططهدان لطططططططططططططططططططططططه‬
‫و فطططططططططططططططططططي قريظطططططططططططططططططططة يطططططططططططططططططططوم صطططططططططططططططططططيلم قتطططططططططططططططططططم‬

‫ل نائبطططططططططططططططة‬
‫مطططططططططططططططواطن قطططططططططططططططد علطططططططططططططططت فطططططططططططططططي كططططططططططططططط ّ‬
‫على الصحابة لم اكتم كما كتموا‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 33‬ممممم مممممم ممم ممممم م مممم ممم ‪ :‬م‬
‫مم ممم مممم ممممم ‪ .‬م مم مممم ‪:‬‬

‫مممممم ممم ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 34‬ممممم ‪ :‬ممممم مم مممممم ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 35‬م م مم م مممم م ‪ :‬مم ممممممم ممم م م‬
‫ممممممم ممم ‪ .‬ممم مممم مم ممم م م مممممم م‬
‫م م مم ممممممم م م م م ممم ‪ :‬ممم م مم م مممم‬
‫ممم مم ممم مممم مممم م مم مم م م ممم ممم م‬
‫ممم مم م مممم م ممممم م ممم ممم مممم م‬
‫ممم ممم م مممممم م م ممممم مممم م م‬
‫ممم مممم مممم مممم م مممممم م ممم ممم م‬
‫ممم م مممممم مم مممم ممم مممم م م مممم م م‬
‫م ممممم مم مممم ممم مممم مم ممممممم ‪.‬‬
‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 36‬م م مم مم ‪ :‬ممممم م مم م م م م مم مم ‪ :‬م‬
‫ممممم ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 39‬مم م مم م مم مم م م ممم ممم مم مممم م م‬
‫مم ممم م مممم م م م ممم مممم مم مم م مممم‬
‫مممممم م م مممم م ممم م م ممم ) م ‪ 254‬م ‪ 2‬مم م‬
‫‪ 1375‬م ( ‪ :‬م ممم مممم م م مممم مم م م م مممم م م‬
‫ممم مممممم ‪:‬‬

‫ممم‬ ‫مممم مم‬ ‫مممم ممم م‬ ‫م‬


‫مممم مممممممم مممممممم‬

‫م ممم مم ممم م م مم ممم م م ‪ .‬م ممم م م م م ممم‬


‫ممم مم مممم ممم مممم مم مم ممم م مم مم ممم‬
‫مممم ) م ‪: ( 256‬‬

‫مم‬ ‫مم مم‬ ‫مممم م‬ ‫مم مممم‬ ‫مم‬


‫ممممممم ممممم ممممممم‬

‫م مممم مم ممم ممم ممممممم مم ممممم ممممم‬


‫) م ‪: ( 258‬‬

‫] ‪[ 131‬‬

‫لطططططططططططططططططو ل الخنطططططططططططططططططادق غطططططططططططططططططادروا مطططططططططططططططططن جمعهطططططططططططططططططم‬


‫قتلى لطير سغب و ذئاب‬

‫و ل يخفى أن المراد بالخندقين و الخنادق فططي اشططعار السططيرة الخنططدق و التثنيططة و الجمططع‬
‫باعتبار جهتى الباب و الطراف ‪ .‬و كذا مراد الفرزدق في البيت نعم لو لم يكن في البيت‬
‫التالى قوله ‪ :‬و في قريظطة يطوم ‪ ،‬لمكطن أن يقطال ان المطراد بالخنطدقين غطزوة الخنطدق و‬
‫غزوة بنى قريظة لن بعد غزوة الخندق اقبل غزوة بنى قريظة بل تراخ و ان المسططلمين‬
‫لما ظفروا عليهم و حاصروهم كما في السيرة الهشامية ) ص ‪ 240‬ج ‪ ( 2‬حبسهم رسول‬
‫ل عليه و آله و سلم بالمدينة في دار بنططت الحططارث امططرأة مططن بنططى النجططار ثططم‬‫ل صّلى ا ّ‬
‫ا ّ‬
‫ل عليه و آله و سلم إلى سوق المدينة فخندق بها خنادق ثططم بعططث‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫خرج رسول ا ّ‬
‫لط تعطالى ) ص‬ ‫اليهم فضرب اعناقهم في تلك الخنادق يخطرج بهطم اليطه أرسطال و انطزل ا ّ‬
‫‪ ( 245‬في أمر الخندق و أمر بنى قريظة من القرآن القصة في سورة الحزاب ‪ :‬يططا أيهططا‬
‫ل عليكم اذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحًا و جنودا لم تروها‬ ‫الذين آمنوا اذكروا نعمة ا ّ‬
‫ل ط عليهططم مططع‬
‫الية و الجنود قريش و غطفان و بنو قريظة و كانت الجنود الططتى أرسططل ا ّ‬
‫ل اذ جاءوكم من فوقكم و من اسفل منكم ‪ .‬الية ‪ .‬فالذين جططاءوهم‬ ‫الريح الملئكة ‪ .‬يقول ا ّ‬
‫من فوقهم بنو قريظة و الذين جاءوهم من اسفل منهم قريش و غطفان إلى آخطر مطا قطال ‪.‬‬
‫فليتأمل ‪.‬‬

‫ثم ان العارف الجامى نظم تلك الواقعة و ترجم تلك القصيدة في الدفتر الول مططن سلسططلة‬
‫الذهب بالفارسية و أجاد ‪ .‬و بعض تلك البيات ‪:‬‬

‫پطططططططططططططططططططور عبطططططططططططططططططططد الملطططططططططططططططططططك بنطططططططططططططططططططام هشطططططططططططططططططططام‬


‫در حطططططططططططططططططططرم بطططططططططططططططططططود بطططططططططططططططططططا اهطططططططططططططططططططالى شطططططططططططططططططططام‬

‫ميطططططططططططططططططططزد انطططططططططططططططططططدر ططططططططططططططططططططواف كعبطططططططططططططططططططه قطططططططططططططططططططدم‬


‫ليكططططططططططططططططططططططططن از ازدحططططططططططططططططططططططططام أهططططططططططططططططططططططططل حططططططططططططططططططططططططرم‬

‫اسططططططططططططططططططططططططتلم حجططططططططططططططططططططططططر نططططططططططططططططططططططططدادش دسططططططططططططططططططططططططت‬


‫بهططططططططططططططططططططططططر نظططططططططططططططططططططططططاره گوشططططططططططططططططططططططططه بنشسططططططططططططططططططططططططت‬

‫ناگهططططططططططططططططططططططططان نخبططططططططططططططططططططططططه نططططططططططططططططططططططططبى و ولططططططططططططططططططططططططى‬


‫زيطططططططططططططططططططن عبطططططططططططططططططططاد بطططططططططططططططططططن حسطططططططططططططططططططين علطططططططططططططططططططى‬

‫در كسططططططططططططططططططططططططاء بهططططططططططططططططططططططططا و حلططططططططططططططططططططططططه نططططططططططططططططططططططططور‬


‫بطططططططططططططططططططر حريطططططططططططططططططططم حطططططططططططططططططططرم فكنطططططططططططططططططططد عبطططططططططططططططططططور‬

‫هطططططططططططططططططر ططططططططططططططططططرف ميگذشطططططططططططططططططت بهطططططططططططططططططر ططططططططططططططططططواف‬


‫در صططططططططططططططططططططططف خلططططططططططططططططططططططق مىفتططططططططططططططططططططططاد شططططططططططططططططططططططكاف‬

‫زد قططططططططططططططططططططططططدم بهططططططططططططططططططططططططر اسططططططططططططططططططططططططتلم حجططططططططططططططططططططططططر‬


‫گشططططططططططططططططططططططت خططططططططططططططططططططططالى ز خلططططططططططططططططططططططق راه و گططططططططططططططططططططططذر‬

‫شطططططططططططططططططططططططامئى كطططططططططططططططططططططططرد از هشطططططططططططططططططططططططام سطططططططططططططططططططططططؤال‬


‫كيسططططططططططططططططت ايططططططططططططططططن بططططططططططططططططا چنيططططططططططططططططن جمططططططططططططططططال و جلل ؟‬
‫از جهطططططططططططططططططططططططططططططططالت در آن تعلطططططططططططططططططططططططططططططططل كطططططططططططططططططططططططططططططططرد‬
‫وز شناسائيش تجاهل كرد‬

‫] ‪[ 132‬‬

‫گفطططططططططططططططططططططططت نشناسطططططططططططططططططططططططمش نطططططططططططططططططططططططدانم كيسطططططططططططططططططططططططت‬


‫مطططططططططططططططدنى يطططططططططططططططا يمطططططططططططططططانى يطططططططططططططططا مكطططططططططططططططى اسطططططططططططططططت‬

‫بططططططططططططططططططططططططو فططططططططططططططططططططططططراس آن سططططططططططططططططططططططططخنور نططططططططططططططططططططططططادر‬


‫بطططططططططططططططططططططططود در جمطططططططططططططططططططططططع شطططططططططططططططططططططططاميان حاضطططططططططططططططططططططططر‬

‫گفططططططططططططططططططططططططت مططططططططططططططططططططططططن ميشناسططططططططططططططططططططططططمش نيكططططططططططططططططططططططططو‬


‫زو چطططططططططططططططططه پرسطططططططططططططططططى بسطططططططططططططططططوى مطططططططططططططططططن كطططططططططططططططططن رو‬

‫آنكططططططططططططططس اسططططططططططططططت ايططططططططططططططن كططططططططططططططه مكططططططططططططططه و بطحططططططططططططططا‬


‫زمططططططططططططططططططططططزم و بوقططططططططططططططططططططططبيس و خيططططططططططططططططططططططف و منططططططططططططططططططططططا‬

‫حطططططططططططططططططرم و حطططططططططططططططططل و بيطططططططططططططططططت و ركطططططططططططططططططن حطيطططططططططططططططططم‬


‫نطططططططططططططططططططططططططططططططططاودان و مقطططططططططططططططططططططططططططططططططام ابراهيطططططططططططططططططططططططططططططططططم‬

‫مطططططططططططططططططروه مسطططططططططططططططططعى صطططططططططططططططططفا حجطططططططططططططططططر عرفطططططططططططططططططات‬


‫طيبطططططططططططططططططططططططه و كطططططططططططططططططططططططوفه كطططططططططططططططططططططططربل و فطططططططططططططططططططططططرات‬

‫هطططططططططططططططططططر يطططططططططططططططططططك آمطططططططططططططططططططد بقطططططططططططططططططططدر او عطططططططططططططططططططارف‬


‫بطططططططططططططططططططططططططر علطططططططططططططططططططططططططو مقطططططططططططططططططططططططططام او واقطططططططططططططططططططططططططف‬

‫قطططططططططططططططططططرة العيطططططططططططططططططططن سطططططططططططططططططططيد الشطططططططططططططططططططهدا اسطططططططططططططططططططت‬


‫غنچططططططططططططططططططه شططططططططططططططططططاخ دوحططططططططططططططططططه زهططططططططططططططططططرا اسططططططططططططططططططت‬

‫ميطططططططططططططططططططططططططوه بطططططططططططططططططططططططططاغ احمطططططططططططططططططططططططططد مختطططططططططططططططططططططططططار‬


‫لله راغ حيدر كرار‬

‫إلى أن قال ‪:‬‬

‫چطططططططططططططططططططططططون هشطططططططططططططططططططططططام آن قصطططططططططططططططططططططططيده غطططططططططططططططططططططططرا‬


‫كطططططططططططططططططططه فطططططططططططططططططططرزدق همطططططططططططططططططططى نمطططططططططططططططططططود انشطططططططططططططططططططا‬
‫كططططططططططططططططططرد از آغططططططططططططططططططاز تططططططططططططططططططا بططططططططططططططططططآخر گططططططططططططططططططوش‬
‫خطططططططططططططططططططونش انطططططططططططططططططططدر رگ از غضطططططططططططططططططططب زد جطططططططططططططططططططوش‬

‫بطططططططططططططططططططططططر فطططططططططططططططططططططططرزدق گرفطططططططططططططططططططططططت حطططططططططططططططططططططططالى دق‬


‫همچططططططططططططططو بططططططططططططططر مططططططططططططططرغ خططططططططططططططوش نططططططططططططططوا عقعططططططططططططططق‬

‫سطططططططططططططططططاخت بطططططططططططططططططر چشطططططططططططططططططم شطططططططططططططططططاميان خطططططططططططططططططوارش‬


‫حبطططططططططططططططططططططططس فرمطططططططططططططططططططططططود بهطططططططططططططططططططططططر آن كطططططططططططططططططططططططارش‬

‫اگططططططططططططططططططرش چشططططططططططططططططططم راسططططططططططططططططططت بيططططططططططططططططططن بططططططططططططططططططودى‬


‫راسططططططططططططططططت كططططططططططططططططردار و راسططططططططططططططططت ديططططططططططططططططن بططططططططططططططططودى‬

‫دسططططططططططططططططططططططططت بيططططططططططططططططططططططططداد ظلططططططططططططططططططططططططم نگشططططططططططططططططططططططططادى‬


‫جططططططططططططططططططططططططططططططاى آن حبططططططططططططططططططططططططططططططس خلعتططططططططططططططططططططططططططططططش دادى‬

‫اى بسططططططططططططططا راسططططططططططططططت بيططططططططططططططن كططططططططططططططه شططططططططططططططد مبططططططططططططططدل‬


‫از حسطططططططططططططططططططططططد حطططططططططططططططططططططططس او شطططططططططططططططططططططططده أحطططططططططططططططططططططططول‬

‫آنكطططططططططططططططططططططططه احطططططططططططططططططططططططول بطططططططططططططططططططططططود ز اول كطططططططططططططططططططططططار‬


‫چون شود حالش از حسد هشدار‬

‫أقول ‪ :‬في البيت الخير و الذى قبله بسطرين اشططارة إلططى أن هشططام كطان أحططول كمطا قلنطا‬
‫آنفا ‪.‬‬

‫سلم إلى فرزدق و ما جرى بينهما ثم أردفه بمدح‬


‫ثم أخذ في نظم ما أهدى السجاد عليه ال ّ‬
‫فرزدق و ختم القصيدة به فقال ‪:‬‬

‫مسططططططططططططططططططططططتعد شططططططططططططططططططططططد رضططططططططططططططططططططططاى رحمططططططططططططططططططططططان را‬


‫مسطططططططططططططططططططططتحق شططططططططططططططططططططططد ريطططططططططططططططططططططاض رضطططططططططططططططططططططوان را‬

‫ز آنكططططططططططططططططططططططططه نزديططططططططططططططططططططططططك حططططططططططططططططططططططططاكم جططططططططططططططططططططططططائر‬


‫كرد حق را براى حق ظاهر‬

‫لط عليططه و آلططه و‬


‫لط صطّلى ا ّ‬
‫أقول ‪ :‬البيت الخير اشارة إلى الخبر المروى عططن رسططول ا ّ‬
‫سلم ‪ :‬أفضل العمال كلمة حق يقولها بين يدى امام جائر ‪.‬‬
‫] ‪[ 133‬‬

‫و قال ابن خّلكان ‪ :‬لّما سمع هشام هذه القصيدة غضب و حبس الفططرزدق و أنفططذ لططه زيططن‬
‫لط تعططالى ل للعطططاء‬‫سلم اثنى عشر الف درهمططا فرّدهطا و قطال ‪ :‬مطدحته ّ‬ ‫العابدين عليه ال ّ‬
‫فقال ‪ :‬إنا أهل بيت إذا وهبنا شيئا ل نستيعده فقبلها ‪.‬‬

‫ي بططن الحسطن بططن يوسططف عططن محّمطد بططن‬‫و في البحار نقل عن الختصاص بإسناده ‪ :‬عل ّ‬
‫جعفر العلططوى ‪ ،‬عططن الحسططن بططن محّمططد بططن جمهططور ‪ ،‬عططن أبططي عثمططان المططازني ‪ ،‬عططن‬
‫كيسان ‪ ،‬عن جويرية بن أسماء عن هشام بن عبد العلى ‪ ،‬عن فرعططان و كططان مططن رواة‬
‫ي بن الحسين ابن عل ّ‬
‫ي‬ ‫الفرزدق قال ‪ :‬حججت سنة مع عبد الملك بن مروان فنظر إلى عل ّ‬
‫سلم فاراد أن يصغر منه فقال ‪ :‬من هو ؟ فقال الفرزدق ‪:‬‬ ‫بن أبي طالب عليهم ال ّ‬

‫لط كّلهططم ‪ ،‬هططذا التقططي النقططي‬


‫فقلت على البديهة القصيدة المعروفة ‪ :‬هططذا ابططن خيططر عبططاد ا ّ‬
‫ل سططنة بططألف دينططار فحرمططه تلططك‬ ‫الطاهر العلم ‪ ،‬حّتى أتمها و كان عبد الملك يصله في كط ّ‬
‫سلم و سططأله أن يكلمططه فقططال ‪ :‬أنططا أصططلك‬ ‫ي بن الحسين عليهما ال ّ‬ ‫السنة فشكى ذلك إلى عل ّ‬
‫لط يططا ابططن‬
‫من مالي بمثل اّلذي كان يصلك به عبد الملك وصطّني عططن كلمططه ‪ ،‬فقططال ‪ :‬و ا ّ‬
‫ى من ثطواب الطّدنيا فطي‬ ‫ب إل ّ‬
‫ل في الجل أح ّ‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫ل ل رزأتك شيئا و ثواب ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ل بن جعفر الطيار و كان أحد سمحاء بنططي هاشططم‬ ‫العاجل ‪ ،‬فاتصل ذلك بمعاوية بن عبد ا ّ‬
‫لفضل عنصره و أحد ادبائها و ظرفائها فقال له ‪ :‬يططا أبططا فططراس كططم تقططدر اّلططذي بقططي مططن‬
‫عمرك ؟ قال ‪ :‬قدر عشرين سنة قال ‪ :‬فهذه عشططرون ألططف دينططار اعطيتكهططا مططن مططالي و‬
‫ل عن المسألة في أمرك فقال ‪ :‬لقد لقيت أبا محّمططد و بططذل لططي مططاله‬ ‫اعف أبا محّمد أعّزه ا ّ‬
‫فأعلمته أني أخرت ثواب ذلك لجر الخرة ‪ .‬انتهى ‪.‬‬

‫سلم يكنى بأبي محّمد أيضططا ‪ .‬ثطّم إن البقططر تشططابه علططى‬


‫ي بن الحسين عليه ال ّ‬
‫بيان كان عل ّ‬
‫الراوى حيث أخذ عبد الملك بن مروان مكان هشام بن عبد الملك ‪.‬‬

‫» عععععع عععععع «‬

‫أبو جعفر محّمد بن زين العابدين الملقب بالباقر ‪ .‬قال ابن خّلكان في تاريخه و كان الباقر‬
‫عالما سّيدا كبيرا و اّنما قيل له الباقر لنه تبقر في العلم أى توسع‬

‫] ‪[ 134‬‬

‫و التبقر التوسع و فيه يقول الشاعر ‪:‬‬

‫يططططططططططططططططططططا بططططططططططططططططططططاقر العلططططططططططططططططططططم لهططططططططططططططططططططل التقططططططططططططططططططططى‬


‫ي على الجبل‬ ‫و خير من لب ّ‬
‫أقول ‪ :‬ذلك الشاعر القرظى ‪.‬‬

‫و قال ابن الحجر في الصواعق المحرقة ‪ :‬أبو جعفططر محّمططد البططاقر سططمى بططذلك مططن بقططر‬
‫الرض أى شقها و أثار مخبئاتها و مكامنها فلذلك هو أظهر من مخبئات كنوز المعططارف‬
‫ل علططى منطمططس البصططيرة أو فاسططد الطويططة و‬ ‫و حقائق الحكام و الّلطائف مططا ل يخفططى إ ّ‬
‫السريرة و من ثم قيل ‪ :‬هو باقر العلم و جامعه و شاهر علمه و رافعه صفا قلبططه و زكططى‬
‫ل و له من الرسوخ‬ ‫علمه و عمله و طهرت نفسه و شرفت خلقه و عمرت أوقاته بطاعة ا ّ‬
‫ل عنططه ألسططنة الواصططفين و لططه كلمططات كططثيرة فططي السططلوك و‬‫في مقامات العططارفين مططا يكط ّ‬
‫المعارف ل تحتملها هذه العجالة ‪.‬‬

‫سططلم مططن‬
‫قال المفيد في الرشاد ‪ :‬و لم يظهر عن أحد من ولد الحسن و الحسين عليهما ال ّ‬
‫علم الّدين و الثار و السنة و علم القرآن و السيرة و فنون الداب ما ظهر عن أبي جعفر‬
‫سلم و روى عنه معططالم الططدين بقايطا الصططحابة و وجططوه التططابعين و رؤسططاء فقهطاء‬
‫عليه ال ّ‬
‫المسلمين و صار بالفضل به علمطا لهلطه تضطرب بطه المثطال و تسطير بوصطفه الثطار و‬
‫الشعار و فيه يقول القرظي ‪ :‬يا باقر العلم ‪ ،‬البيت ‪ .‬و قال مالك بن أعين الجهني يمططدحه‬
‫سلم ‪.‬‬
‫عليه ال ّ‬

‫إذا طلطططططططططططططططططططططططب النطططططططططططططططططططططططاس علطططططططططططططططططططططططم القطططططططططططططططططططططططرآن‬


‫كططططططططططططططططططططططططانت قريططططططططططططططططططططططططش عليططططططططططططططططططططططططه عيططططططططططططططططططططططططال‬

‫و إن قيططططططططططططططططططل أيططططططططططططططططططن ابططططططططططططططططططن بنططططططططططططططططططت الّنططططططططططططططططططبيّ‬


‫نلططططططططططططططططططططططططت بططططططططططططططططططططططططداك فروعططططططططططططططططططططططططا طططططططططططططططططططططططططوال‬

‫نجططططططططططططططططططططططططططططططططططوم تهّلططططططططططططططططططططططططططططططططططل للمططططططططططططططططططططططططططططططططططدلجين‬


‫جبال تورث علما جبال‬

‫و روى بإسناده عن الشريف أبي محّمد الحسن بن محّمد قططال ‪ :‬ح طّدثني ج طّدي قططال ح طّدثنا‬
‫محّمد بن القاسم الشيباني قال ‪ :‬حّدثنا عبد الرحمن صالح الزدي عن أبططي مالططك الجهنططي‬
‫ط أصغر منهم‬ ‫ل بن عطاء المكي قال ‪ :‬ما رأيت العلماء عند أحد ق ّ‬
‫عن عبد ا ّ‬

‫] ‪[ 135‬‬

‫سلم و لقد رأيت الحكططم بططن عتيبططة مططع‬ ‫ي بن الحسين عليهم ال ّ‬ ‫عند أبي جعفر محّمد بن عل ّ‬
‫ى بين يططدي معّلمططه و كطان جطابر بططن يزيططد الجعفططي إذا‬
‫جللته في القوم بين يديه كأّنه صب ّ‬
‫ى الوصططياء و وارث‬ ‫سططلم شططيئا قططال ‪ :‬حططدثني وصط ّ‬
‫ي عليهمططا ال ّ‬‫روى عن محّمد بن علط ّ‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫ي بن الحسين عليهم ال ّ‬ ‫علوم النبياء محّمد بن عل ّ‬
‫قال فيه ‪ :‬و روى مخول بن إبراهيم عن قيس بن الّربيع قال ‪ :‬سألت أبططا إسططحاق السططبيعي‬
‫عن المسح على الخفين فقال ‪ :‬أدركت الّناس يمسحون حّتى لقيت رجل من بني هاشططم لططم‬
‫سلم فسألته عن المسح فنهانى عنه و قال ‪:‬‬ ‫ي بن الحسين عليهم ال ّ‬‫ط محّمد بن عل ّ‬‫أر مثله ق ّ‬
‫سلم يمسطح و كطان يقطول ‪ :‬سطبق الكتطاب المسطح علطى‬ ‫ى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫لم يكن عل ّ‬
‫الخفين قال أبو إسحاق ‪ :‬فما مسحت منذ نهانى عنه قال قيس بن الربيع و مططا مسططحت أنططا‬
‫منذ سمعت أبا إسحاق ‪.‬‬

‫إلى أن قال ‪ :‬و كان مع ما وصفناه من الفضل فططي العلططم و السططودد و الّرياسططة و المامططة‬
‫ظاهر الجود في الخاصة و العامة مشهود الكرم فطي الكافطة معروفطا بالفضطل و الحسطان‬
‫مع كثرة عياله و توسط حاله ‪.‬‬

‫سلم أخبار المبتداء و أخبار النبياء و كتب عنططه المغططازى و‬ ‫و قد روى أبو جعفر عليه ال ّ‬
‫لط‬
‫ل ط ص طّلى ا ّ‬ ‫أثروا عنه السنن و اعتمدوا عليه في مناسك الحج اّلتي رواها عن رسططول ا ّ‬
‫عليه و آله و كتبوا عنه تفسير القرآن و روت عنه الخاصة و العاّمة الخبار و نططاظر مططن‬
‫سططلم‬ ‫كان يرد عليه من أهل الراء و حفظ عنه الّناس كثيرا من علم الكلم و أّلف عليه ال ّ‬
‫كتابا في تفسير القرآن رواه عنه أبو الجارود زياد بططن المنططذر رئيططس الجاروديططة الزيدّيططة‬
‫كذا نقل ابن النديم في الفهرست ‪.‬‬

‫و بالجملططة منططاقبه و معجزاتططه و مكططارم اخلقططه و الروايططات المنقولططة عنططه و الططروات‬


‫الخذون منه من الصحابة و التابعين و تلمذته و معالي اموره و غرائب شأنه و أحططوال‬
‫سلم أكططثر و أشططهر مططن أن يخفططى علططى‬‫أصحابه و مناظراته و القصائد في مدحه عليه ال ّ‬
‫أحد نقلها الفريقان في تصانيفهم و لو أثبتناها ههنا لكثر الخطب ‪.‬‬

‫] ‪[ 136‬‬

‫عععععع عععععع‬

‫لط‬
‫صططادق صططلوات ا ّ‬ ‫ل جعفططر بططن محّمططد ال ّ‬
‫كشاف أسرار العلوم و بحر الحقائق أبو عبد ا ّ‬
‫عليه ‪ .‬قد تحيرت العقول دونه و أخرست اللسن فيه كيف ل و هو شططمس سططماء العلططم و‬
‫ل مطن نطور وجططوده و اسططتفادوا مططن رشطحات فيضططه و‬ ‫المعرفة و التوحيد قطد اسططتنار الكط ّ‬
‫استمطروا سحاب علمه و استدروا سماء جوده و اغترفوا من بحر معططارفه و استضططاءوا‬
‫من مشكاة حقائقه ‪ ،‬أشرقت أضواء علومه عالم النسانّية و أثمرت شجرة عنصره الطيبة‬
‫ما ملت الفاق من الصول الكلّية الحكمّية و العلوم الغريبططة المكنونططة القيمططة و القواعططد‬
‫الرصينة الفقهية و المطالب النورية لتزكية البططاطن و تهططذيب الّنفططس و المسططائل الجامعططة‬
‫الجتماعيططة لحفططظ نظططام الحططوزة البشططرية حّتططى بلططغ عططدد الخططذين عنططه عليططه السّططلم و‬
‫المتعلميطن مططن حضططرته إلططى أربعططة آلف رجططل مطن أهطل الحجطاز و الشطام و العططراق و‬
‫الخراسان و الفارس و غيرها ‪ ،‬و دّونت في مجلسه الشريف أربعمأة مصنف فططي العلططوم‬
‫هططي المسططماة بالصططول الربعمططأة فراجططع اصططول الكططافي و كتططاب التوحيططد للصططدوق و‬
‫سطلم حّتطى‬ ‫الحتجاج للطبرسي و غيرها من الكتب الحاوية للحقائق الصادرة عنه عليه ال ّ‬
‫سس قواعد التوحيد و شّيد أركانه و قلع الشبهات الناشئة‬ ‫سلم كيف أ ّ‬‫يتضح لك انه عليه ال ّ‬
‫جة و أظهر اسرار اليات القرآنيططة و بطونهططا ممططا كّلططت عنططدها‬ ‫من الراء السخيفة المعو ّ‬
‫سلم عيش العلم و موت الجهل و دعامة السلم‬ ‫اللسن و الهت لديها الحلم فهو عليه ال ّ‬
‫‪.‬‬

‫هطططططططططططططر بطططططططططططططوى كطططططططططططططه از مشطططططططططططططك و قرنفطططططططططططططل شطططططططططططططنوى‬


‫از دولت آن زلف چو سنبل شنوى‬

‫عععع «‬
‫» عععع عععععع ععع عععع ععع‬

‫ي بططن الحسططين عليهططم‬


‫ل في الرشاد ‪ :‬و كان الصادق جعفر بن محّمد بن عل ط ّ‬ ‫قال رحمه ا ّ‬
‫سلم و وصّيه القائم بالمامة من‬ ‫ي عليهما ال ّ‬
‫سلم من بين اخوته خليفة أبيه محّمد بن عل ّ‬‫ال ّ‬
‫بعده و بّرز على جماعتهم بالفضل و كان أنبههم ذكرا و أعظمهم قدرا و أجلهم في العاّمة‬
‫صة‬
‫و الخا ّ‬

‫] ‪[ 137‬‬

‫و نقل الّناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان و انتشر ذكره في البلدان و لم ينقل عططن‬
‫أحد من أهل بيته العلماء ما نقل عنه و ل لقي أحد منهم من أهل الثططار و نقلططة الخبططار و‬
‫سطلم فطإن أصطحاب الحطديث قطد جمعطوا‬ ‫لط عليطه ال ّ‬
‫ل نقلوا عنهم كما نقلوا عن أبي عبطد ا ّ‬
‫أسماء الروات عنه من الثقات على اختلفهططم فططي الراء و المقططالت فكططانوا أربعططة آلف‬
‫سلم من الدلئل الواضحة في امامته ما بهرت القلططوب و أخرسططت‬ ‫رجل و كان له عليه ال ّ‬
‫سططلم‬
‫المخالف عن الطعن فيها بالشبهات ‪ .‬إلى أن قال ‪ :‬و الخبار فيما حفظ عنططه عليططه ال ّ‬
‫من العلم و الحكمة و البيان و الحجة و الزهد و الموعظة و فنون العلم كلططه أكططثر مططن أن‬
‫تحصى بالخطاب أو تحوى بالكتاب ‪.‬‬

‫عععع عععع ععععع عععع عع ععع ع ععع عععع « »‬


‫عععع «‬
‫ععع عععع ععع‬

‫ي بططن أبططي‬
‫ي بن الحسين بن علط ّ‬
‫قال في كتابه ‪ :‬جعفر بن محّمد الصادق ابن أبي محّمد عل ّ‬
‫سلم ذو علوم جّمة و عبططادة موفططورة‬ ‫طالب هو من عظماء أهل البيت و ساداتهم عليهم ال ّ‬
‫و أوراد مواصلة و زهادة بّينة و تلوة كثيرة تتبع معاني القططرآن الكريططم و اسططتخرج مططن‬
‫بحر جواهره و استنتج عجائبه و قسم أوقاته على انططواع الطاعططات بحيططث يحاسططب عليططه‬
‫انفسه ‪ ،‬رؤيته تذكرة الخرة ‪ ،‬و استماع كلمه تزهد في الدنيا ‪ ،‬و القتداء بهططديه يططورث‬
‫الجّنة ‪ ،‬نور قسماته شاهد أّنه من سللة الّنبطّوة ‪ ،‬و طهطارة أفعطاله تصطدع بطأنه مطن ذريطة‬
‫الرسالة ‪ ،‬نقل الحديث و استفاد منه العلم جماعة من أعيان الئمة و أعلمهططم مثططل يحيططى‬
‫بن سعيد النصارى ‪ ،‬و ابن جريح ‪ ،‬و مالك بن أنس ‪ ،‬و الثورى ‪،‬‬

‫و ابن عيينة ‪ ،‬و أبي حنيفة ‪ ،‬و شعبة ‪ ،‬و أّيوب السجستاني و غيرهم و عدوا أخذهم عنططه‬
‫سلم منقبة شّرفوا بها ‪ ،‬و فضيلة اكتسبوها ‪.‬‬‫عليه ال ّ‬

‫» عععع عععععع ععع ععععععع عع ععع ع عععع ع‬


‫عععع «‬
‫عععععع « » ععععععع ععع عععع ععع‬

‫سلم (‬
‫قال في مبحث المامة من المواقف ‪ :‬الثامن اختصاصه ) يعني علّيا عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 138‬‬

‫بصاحبه كفاطمة و ولدين كالحسن و الحسين و هما سّيدا شباب أهل الجّنة ثّم اولد اولده‬
‫ممن اتفق النطام علطى فضطلهم علطى العطالمين حّتطى كطان أبطو يزيطد سطقاء فطي دار جعفطر‬
‫ي بن موسى الرضا ‪.‬‬ ‫ل عنه و معروف الكرخي بّواب دار عل ّ‬ ‫الصادق رضي ا ّ‬

‫» عععع ععععع عععععع عععع ععععع عععععععع‬


‫عععع «‬
‫عع ععععععع « » ععع عععع ععع‬

‫ل و ملئكته و حملة عرشه و جميع خلقه من أرضه و سمائه‬ ‫قال في المناقب ‪ :‬صلوات ا ّ‬
‫على استاذ العالم و سند الوجود مرتقى المعارج و منتهى الصعود ‪ ،‬البحر المّواج الزلي‬
‫‪ ،‬و السّراج الوّهاج البدي ناقد خزائن المعارف و العلوم ‪،‬‬

‫محتططد العقططول و نهايططة الفهططوم ‪ ،‬عططالم السططماء ‪ ،‬دليططل طططرق السططماء ‪ ،‬الكططون الجططامع‬
‫لط‬
‫الحقيقططي ‪ ،‬و العططروة الططوثقى الططوثيقي ‪ ،‬بططرزخ الططبرازخ ‪ ،‬و جططامع الضططداد ‪ ،‬نططور ا ّ‬
‫بالهداية و الرشاد ‪ ،‬المستمع القرآن من قائله ‪ ،‬الكاشف لسراره و مسائله ‪ ،‬مطلع شمس‬
‫ل الملك الحد ‪.‬‬‫البد جعفر بن محّمد عليه صلوات ا ّ‬

‫» عععع عع ع ععع ع عععع عععع عع ع ععع ع‬


‫عععع «‬
‫ععع‬

‫لط مرقططده فططي المجلططس السططادس مططن مجططالس المططؤمنين ‪ :‬قطال‬ ‫قال القاضي الشهيد نططور ا ّ‬
‫لط فططي كتطاب الحبططاب ‪ :‬إن السططلطان طيفططور‬ ‫المولى نور الدين جعفر البدخشطي رحمططه ا ّ‬
‫المعروف بأبي يزيد البسطامي قطّدس سطّره قططد صططحب كططثيرا مططن المشططائخ ثطّم جططاء إلططى‬
‫حضرة امام الصادق و صحبه مستفيضا من الصططادق فقططال ‪ :‬لططو لططم أصططل إلططى الصططادق‬
‫ت كطافرا مطع انطه كطان بيطن الوليطاء كجبرئيطل بيطن الملئكطة ‪ ،‬و كطانت هطدايته نهايطة‬
‫لمط ّ‬
‫السالكين ‪.‬‬

‫» عع ععع عععع ععععع ععععععع «‬

‫ي من علماء العامة صاحب تعقيب التقريب اى تقريب التهذيب لبططن حجططر‬


‫قال المير عل ّ‬
‫العسقلني ‪ :‬روى عن جعفر الصادق الئمة و خلق ل يحصون ‪.‬‬

‫] ‪[ 139‬‬

‫» عع ععع ععع عععع ععع ععع ععععع ع ععع ع ع ع‬


‫ععععع « » ععععععع ععععععع ععععععع «‬

‫لط جعفططر الصططادق ابططن‬


‫قال في وفيات العيان المعروف بتاريخ ابن خّلكططان ‪ :‬أبططو عبططد ا ّ‬
‫محّمد الباقر أحد الئمة الثنى عشر على مذهب المامّية كططان مططن سططادات أهططل الططبيت و‬
‫صادق لصدقه في مقالته و فضله أشهر من أن يذكر و له كلم في صنعة الكيميا و‬ ‫لّقب بال ّ‬
‫الزجر و الفال و كان تلميذه أبو موسى جابر بن حّيان الصوفي الطرطوسى قد ألف كتابططا‬
‫يشتمل على ألف ورقة يتضمن رسائل جعفر الصادق و هي خمسمأة رسالة ‪.‬‬

‫سلم لما اراد المنصور إشخاصه إلى العراق معه عند‬ ‫ثّم بعد نبذة من ذكر كرامته عليه ال ّ‬
‫سططلم‬‫مسيره إلى المدينة قال ‪ :‬و حكى كشاجم في كتاب المصططائد و المطططارد أنططه عليططه ال ّ‬
‫سلم ‪ :‬ما تقول في محرم كسر رباعّيططة ظططبي ؟ فقططال ‪ :‬يططا ابططن‬ ‫سأل أبا حنيفة فقال عليه ال ّ‬
‫سططلم لططه ‪ :‬أنططت تتططداهي و ل‬ ‫ل عليه و آله ما أعلم ما فيه ‪ .‬فقال عليه ال ّ‬‫ل صّلى ا ّ‬‫رسول ا ّ‬
‫تعلم أن الظبي ل يكون له رباعّية و هو ثنى أبدا ‪ .‬انتهى ‪.‬‬

‫ي عن أئّمتنا و المسلم عندنا‬ ‫سلم و إن كان صادقا في مقالته لكن المرو ّ‬ ‫أقول ‪ :‬اّنه عليه ال ّ‬
‫صططادق ليتميططز مططن الم طّدعي للمامططة بغيططر‬
‫ل عليه و آله سّماه ال ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬ ‫المامّية ان الّنب ّ‬
‫حّقها جعفر الكذاب ‪.‬‬

‫» عععع ععع ععععع عع عععع ) ع ( عععععع «‬

‫ل بن مسلم بن قتيبة الدينوري المتوّفى ‪ 272‬ه صطاحب التصطانيف الكطثيرة كمططا‬ ‫قال عبد ا ّ‬
‫في الفهرست لبن النططديم ‪ ،‬فططي كتططاب ادب الكططاتب ‪ :‬و كتططاب الجفططر كتبططه المططام جعفططر‬
‫صادق ابن محّمد الباقر فيه كل ما يحتاجون إلى علمه إلى يوم القيامة ‪.‬‬ ‫ال ّ‬
‫لط‬
‫ي ص طّلى ا ّ‬‫ن الّنططب ّ‬
‫شيخ العلمة البهائي في شرح الربعين ‪ :‬قد تظافرت الخبار بأ ّ‬ ‫قال ال ّ‬
‫سلم كتابي الجفر و الجامعة و أن فيهمططا علططم‬ ‫عليه و آله أملى على أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ما كان و ما يكون إلى يوم القيامة ‪.‬‬

‫] ‪[ 140‬‬

‫و قد مّر في البحث عن القياس الخبر المروي من الكافي عن أبي شيبة قال ‪:‬‬

‫ل علم ابن شبرمة عند الجامعة املء رسول الّ‬ ‫سلم يقول ‪ :‬ض ّ‬ ‫ل عليه ال ّ‬
‫سمعت أبا عبد ا ّ‬
‫سلم بيده ان الجامعة لم تدع لحد كلما فيها علططم‬‫ي عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله و خط عل ّ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫الحلل و الحرام الحديث ) ص ‪ 58‬م ‪ 1‬من الوافي ( ‪.‬‬

‫و في الكافي و الرشاد و ينابيع الموّدة للشيخ سليمان ) ص ‪ 162‬الطبع الناصرى ( عططن‬


‫سلم انه كان يقول ‪ :‬علمنا غابر و مزبور و نكططت فططي القلططوب و نقططر‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫أبي عبد ا ّ‬
‫سلم و‬ ‫في السماع و أن عندنا الجفر الحمر و الجفر البيض و مصحف فاطمة عليها ال ّ‬
‫أن عندنا الجامعة فيها جميع ما يحتاج ‪.‬‬

‫فسئل عن تفسير هذا الكلم فقال ‪ :‬أّما الغابر فالعلم بما يكون ‪ ،‬و أّمطا المزبطور فطالعلم بمطا‬
‫كان ‪ ،‬و أّما النكت في القلوب فهو اللهام ‪ ،‬و النقطر فططي السطماع حطديث الملئكططة نسطمع‬
‫لطط‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫كلمهم و ل نرى أشخاصهم ‪ ،‬و أّما الجفر الحمر فوعاء فيه سلح رسول ا ّ‬
‫عليه و آله و لن يخرج حّتى يقوم قائمنططا أهططل الططبيت ‪ ،‬و أّمططا الجفططر البيططض فوعططاء فيططه‬
‫لط الولططى ‪ ،‬و أّمططا مصططحف فاطمططة‬ ‫توراة موسى و انجيل عيسى و زبور داود و كتططب ا ّ‬
‫ل من يملك إلى أن تقططوم السططاعة ‪ ،‬و أمططا‬ ‫سلم ففيه ما يكون من حادث و اسماء ك ّ‬ ‫عليها ال ّ‬
‫ل عليه و آله من فلق فيه‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫الجامعة فهي كتاب طوله سبعون ذراعا املء رسول ا ّ‬
‫ل جميع مططا يحتططاج الّنططاس إليططه إلططى يططوم‬
‫سلم بيده فيه و ا ّ‬‫ي بن أبيطالب عليه ال ّ‬
‫و خط عل ّ‬
‫القيامة حّتى أن فيه أرش الخدش و الجلدة و نصف الجلدة ‪.‬‬

‫ي البوني في كتابه الموسوم بشمس‬ ‫سلم الشيخ أحمد عل ّ‬‫صادق عليه ال ّ‬


‫و قد عنون جعفر ال ّ‬
‫المعارف الكبرى من ص ‪ 306‬إلى ص ‪ 316‬طبع مصر و سيأتي طائفة من قوله و قول‬
‫المحقق الشريف في شرح المواقف و شعر أبي العلء المعرى فيه في المام الثامن عليططه‬
‫سلم ‪.‬‬
‫ال ّ‬

‫عععع «‬
‫» ععع ععع ععع ععععع ععع عععع ععع‬

‫قد ذكرنا أن المستضيئين من نبراس وجوده و المغترفين من بحر جوده بلغوا‬

‫] ‪[ 141‬‬
‫سططلم عططددهم‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫إلى أربعة آلف رجل و صنف ابن عقدة كتاب الّرجال لبي عبد ا ّ‬
‫فيه ‪ .‬و نحن نذكر ههنا عدة من العلم الذين أخذوا عنه و ندع ترجمتهم خوفا للطالة ‪.‬‬

‫فمنهم ‪ :‬أبو حنيفة النعمان بططن ثططابت أحططد أئمططة المططذاهب الربعططة عنططد أهططل السططنة و فططي‬
‫المناقب عن مسند أبي حنيفة قال الحسن بن زياد سمعت أبا حنيفة و قد سئل من أفقططه مططن‬
‫ى فقال يا أبططا حنيفططة إنّ الّنططاس‬‫رأيت ؟ قال ‪ :‬جعفر بن محّمد ‪ ،‬لما أقدمه المنصور بعث إل ّ‬
‫قد فتنوا بجعفر بن محّمد فهّيىء له من مسائلك الشداد فهّيطأت لطه أربعيطن مسطألة ثطّم بعطث‬
‫سططلم‬‫إلىّ أبو جعفر ) يعني المنصور ( و هو بالحيرة فأتيته فدخلت عليه و جعفر عليططه ال ّ‬
‫سلم ما لم يططدخلني لبططي‬ ‫جالس عن يمينه فلّما بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر عليه ال ّ‬
‫ى فجلست ثّم التفت إليه فقال ‪:‬‬
‫جعفر فسّلمت عليه فأومى إل ّ‬

‫ى فقال يا با حنيفة ألططق علططى أبططي‬ ‫ل هذا أبو حنيفة قال ‪ :‬نعم أعرفه ثّم التفت إل ّ‬
‫يا أبا عبد ا ّ‬
‫ل من مسائلك فجعلت ألقى عليه فيجيبني فيقططول ‪ :‬أنتططم تقولططون كططذا و أهططل المدينططة‬ ‫عبد ا ّ‬
‫يقولون كذا و نحن نقول كذا فرّبما تابعنا و رّبما تابعهم و رّبما خالفنططا جميعططا حّتططى أتيططت‬
‫ل منها بشيء ثّم قال أبو حنيفة ‪:‬‬‫على الربعين مسألة فما أخ ّ‬

‫أليس ان أعلم الّناس أعلمهم باختلف الّناس ؟ ‪.‬‬

‫سلم ‪:‬‬
‫صادق عليه ال ّ‬
‫قال السّيد الشبلنجي الشافعي في نور البصار في أحوال ال ّ‬

‫و مناقبه كثيرة تكاد تفوت عند الحاسب و يحار في أنواعها فهم اليقططظ الكططاتب روى عنططه‬
‫جماعة من أعيان الئمة و أعلمهم كيحيى بططن سططعيد و ابططن جريططح و مالططك ابططن أنططس و‬
‫الثورى و ابن عيينة و أبي حنيفة و أبي أّيوب السجستاني و غيرهم ‪.‬‬

‫و في الخصال للشيخ الصدوق ) العدد ‪ 190‬مططن الخصططال الثلث ( مالططك بططن أنططس فقيططه‬
‫سلم فيقططدم لططى مخططدة و‬ ‫صادق جعفر بن محّمد عليهما ال ّ‬ ‫المدينة يقول ‪ :‬كنت أدخل على ال ّ‬
‫ل عليه و كان عليططه‬ ‫يعرف لي قدرا و يقول ‪ :‬يا مالك اّني احبك فكنت أسّر بذلك و أحمد ا ّ‬
‫سلم ل يخلو من إحدى ثلث خصال ‪ :‬إّما صائما و إمّططا قائمططا و إّمططا ذاكططرا و كططان مططن‬ ‫ال ّ‬
‫ل و كان كثير‬ ‫ل عّز و ج ّ‬ ‫عظماء العّباد و أكابر الزّهاد اّلذين يخشون ا ّ‬

‫] ‪[ 142‬‬

‫ل اخضّر مرة و اصفّر اخرى‬ ‫الحديث طيب المجالسة كثير الفوائد فاذا قال ‪ :‬قال رسول ا ّ‬
‫حّتى ينكره من يعرفه و لقد حججت معه سنة فلّما استوت راحلته عند الحرام كططان كّلمططا‬
‫ل فل‬ ‫هّم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه و كاد يخّر من راحلته فقلت ‪ :‬قل يا ابن رسول ا ّ‬
‫بّد لك أن تقول فقال ‪ :‬يا ابن أبي عامر كيف أجسر أن أقول لبيك الّلهططم لبيططك و أخشططى أن‬
‫ل ل لّبيك و ل سعديك ‪.‬‬‫يقول عّز و ج ّ‬
‫و قال مالك بن أنس ‪ :‬ما رأت عين و ل سمعت اذن و ل خطر على قلب بشر أفضل مططن‬
‫سلم فضل و علما و عبادة و ورعا ‪ .‬و كان مالك كثيرا مططا يططدعى‬ ‫صادق عليه ال ّ‬‫جعفر ال ّ‬
‫سلم ‪.‬‬‫سماعه و رّبما قال ‪ :‬حدثني الثقة يعنيه عليه ال ّ‬

‫ل بن عمرو و روح بن القاسم و سططليمان بططن بلل و‬ ‫جاج ‪ ،‬و عبد ا ّ‬


‫و منهم ‪ :‬شعبة بن الح ّ‬
‫إسماعيل بن جعفر و حاتم بن إسماعيل و عبد العزيططز بططن المختططار و وهيططب بططن خالططد و‬
‫إبراهيم بن طهمان و الحسن الصططالح و عمططر بططن دينططار و أحمططد بططن حنبططل و محّمططد بططن‬
‫الحسن ‪ .‬و كان أبو يزيد البسطامي طيفور السقاء خدمه و سقاه ثلث عشططرة سططنة و قططال‬
‫أبو جعفر الطوسي ‪ :‬كان إبراهيم بن أدهم و مالك بن دينار من غلمانه ‪.‬‬

‫سططلم سططفيان‬
‫صادق ثقة ل يسططأل عططن مثلططه ‪ .‬و دخططل إليططه عليططه ال ّ‬
‫قال أبو حاتم ‪ :‬جعفر ال ّ‬
‫ل الجوهر ‪،‬‬ ‫ل يا ابن رسول ا ّ‬ ‫الثوري يوما فسمع منه كلما أعجبه فقال ‪ :‬هذا و ا ّ‬

‫ل الحجر ‪.‬‬
‫فقال له ‪ :‬بل هذا خير من الجوهر و هل الجوهر إ ّ‬

‫و منهم أبو سعيد يحيى بن سعيد القطان و محّمد بن إسحاق صاحب المغططازى و السططير و‬
‫غيرهم المذكور في كتب الفريقين كفهرست الشيخ الطوسي و نور البصططار للشططبلنجى و‬
‫الصواعق لبن حجر و ينابيع المودة للشيخ سليمان و الخلصة للعلمة و غيرها ‪.‬‬

‫سلم و أخذ عنه و فاز فوزا عظيما و أفاد غيره أيضا‬ ‫و منهم من كان من أصحابه عليه ال ّ‬
‫كأبان بن تغلب و اسحاق بن عمار الصططيرفي و بريططد بططن معاويططة العجلططي و أبططي حمططزة‬
‫لط السجسطتاني و حمطران بطن أعيطن الشطيباني و أخيطه زرارة و‬ ‫الّثمالي و حريز بن عبد ا ّ‬
‫ل القمى و فضيل‬ ‫ل بن أبي يعفور و عمران بن عبد ا ّ‬ ‫صفوان بن مهران الجّمال و عبد ا ّ‬

‫] ‪[ 143‬‬

‫ابن يسار البصري و فيض بن المختار الكوفى و ليث بن البخططتري و محّمططد بططن مسططلم و‬
‫معاذ بن كثير و معّلى بن خنيس و أبى المنذر هشططام بططن محّمططد السططائب الكلططبي و يططونس‬
‫الظبيان الكوفى و مؤمن الطاق ‪.‬‬

‫في الفهرست لبن النديم ‪ :‬أبو جعفر محّمد بن النعمان الحول هو من أصحاب أبططي عبططد‬
‫سططلم و كططان حسططن العتقططاد و الهطدى حاذقطا فططي‬
‫صططادق عليهمططا ال ّ‬
‫ل جعفر بن محّمطد ال ّ‬
‫ا ّ‬
‫صناعة الكلم سريع الحاضر و الجواب و له مع أبي حنيفة مناظرات ‪:‬‬

‫سلم قال أبو حنيفة لمؤمن الطاق ‪ :‬قططد مططات إمامططك ‪.‬‬ ‫صادق عليه ال ّ‬
‫منها لما مات جعفر ال ّ‬
‫قال ‪ :‬لكن إمامك ل يموت إلى يوم القيامططة ) و فططي بعططض النسططخ ‪ :‬قططال لكططن إمامططك مططن‬
‫المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ( يعنى إبليس ‪.‬‬
‫و قال له أبو حنيفة ‪ :‬ما تقول في المتعة ؟ قال حلل ‪ .‬قال ‪ :‬أ فيسّرك أن تكون أخواتططك و‬
‫ل تعالى ان كرهته مما خبلني و لكن ما تقول أنططت‬
‫ن ؟ قال ‪ :‬شيء قد أحّله ا ّ‬
‫بناتك يمّتع به ّ‬
‫في النبيذ ؟ قال ‪ :‬حلل ‪ .‬قال ‪ :‬أ فيسّرك أن تكون أخواتك و بناتك نباذات هن ؟‬

‫و قال له أبو حنيفة يوما ‪ :‬أ لسنا صديقين ؟ قال ‪ :‬بلى ‪ .‬قال ‪ :‬و أنت تقول بالرجعة ؟‬

‫ل ‪ .‬قال ‪ :‬فانى شديد الحاجة و أنت متمّكططن فلططو أّنططك أقرضططتنى خمسططمأة‬
‫قال ‪ :‬إى و أيم ا ّ‬
‫درهم أتسع بها و أرّدها عليك في الرجعة كنططت قططد قضططيت حقططى و وصططلت إلططى غفططل ‪،‬‬
‫ن الّناس يرجعون ‪.‬‬‫قال ‪ :‬أنا لقول إ ّ‬

‫ل بن محّمططد المسططعودى عططن‬ ‫و في البحار عن كتاب مقتضب الثر لبن عّياش عن عبد ا ّ‬
‫لط‬
‫ى بن قادم عن عيسى بن داب قال ‪ :‬لّما حمل أبو عبد ا ّ‬ ‫الحسن بن محّمد الوهبي عن عل ّ‬
‫سططلم عططن سططريره و أخططرج إلططى البقططع ليططدفن قططال أبططو هريططرة‬
‫جعفر بن محّمد عليهمططا ال ّ‬
‫الشاعر العجلى ‪:‬‬

‫أقططططططططططططططططططول و قططططططططططططططططططد راحططططططططططططططططططوا بططططططططططططططططططه يحملططططططططططططططططططونه‬


‫علططططططططططططططططططى كاهططططططططططططططططططل مططططططططططططططططططن حططططططططططططططططططامليه و عططططططططططططططططططاتق‬

‫أتطططططططططططططططططدرون مطططططططططططططططططاذا تحملطططططططططططططططططون إلطططططططططططططططططى الطططططططططططططططططثرى‬


‫ثطططططططططططططططططبيرا ثطططططططططططططططططوى مطططططططططططططططططن رأس عليطططططططططططططططططاء شطططططططططططططططططاهق‬

‫غطططططططططططططططططداة حثطططططططططططططططططا الحطططططططططططططططططاثون فطططططططططططططططططوق ضطططططططططططططططططريحه‬


‫ترابا و أولى كان فوق المفارق‬

‫] ‪[ 144‬‬

‫أيططططططططططططططططططا صططططططططططططططططططادق بططططططططططططططططططن الصططططططططططططططططططادقين اليططططططططططططططططططة‬


‫بآبطططططططططططططططططططططططائك الطهطططططططططططططططططططططططار حلفطططططططططططططططططططططططة صطططططططططططططططططططططططادق‬

‫لحقطططططططططططططا بكطططططططططططططم ذو العطططططططططططططرش أقسطططططططططططططم فطططططططططططططي الطططططططططططططورى‬


‫ب المشططططططططططططططططططططططططططططططططارق‬
‫فقططططططططططططططططططططططططططططططططال تعططططططططططططططططططططططططططططططططالى ر ّ‬

‫نجطططططططططططططططوم هطططططططططططططططى اثنطططططططططططططططا عشطططططططططططططططرة كطططططططططططططططن سطططططططططططططططبقا‬


‫ل سابق‬ ‫ل في علم من ا ّ‬ ‫إلى ا ّ‬
‫» عععععع عععععع «‬

‫سططلم ‪ .‬كّلططت اللسططنة دون كلمططاته القطاهرة و‬


‫أبو إبراهيم موسى بن جعفر الكطاظم عليططه ال ّ‬
‫حارت العقول لدى معجزاته الباهرة ‪ .‬ادعيته تذيب الص طّم الصططلب ‪ ،‬و منططاظراته حجططة‬
‫لولى اللباب ‪ ،‬وجوده اكسير فلّزات العرفاء و معيار نقود الصفياء ‪ .‬قططد علططم الخافقططان‬
‫ل ‪ ،‬و اذعن الفرقتان اّنه كاشف اسرار كتابه تعالى ‪.‬‬ ‫اّنه باب الحوائج إلى ا ّ‬

‫» عع ععع عععععع عع عععع ع عع ععع عع ع ععع ع‬


‫عععع «‬
‫ععع‬

‫في تاريخ ابن خّلكان ‪ :‬قال الخطيب في تاريخ بغداد ‪ :‬كان موسى يدعي العبد الصالح من‬
‫ل عليه و آله فسجد سجدة فططي‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫عبادته و اجتهاده ‪ .‬روي اّنه دخل مسجد رسول ا ّ‬
‫أّول الليل و سمع و هو يقول في سجوده ‪ :‬عظم الذنب عندي فليحسن العفو من عنططدك يططا‬
‫أهل التقوى و يا أهل المغفرة فجعل يرّددها حّتى أصبح و كان سخيا كريمططا و كططان يبلغططه‬
‫عن الرجل أّنه يؤذيه فيبعث اليه بصطّرة فيهططا ألططف دينططار إلططى أن قططال ‪ :‬و ذكططر أيضططا أن‬
‫لط عليططه و آلططه زائرا و حططوله قريططش و افنططاء‬
‫ي صطّلى ا ّ‬ ‫ج فأتي قبر الّنططب ّ‬
‫هارون الرشيد ح ّ‬
‫ل يطا ابططن عطّم افتخطارا علططى‬
‫سلم على يا رسول ا ّ‬ ‫القبائل و معه موسى بن جعفر فقال ‪ :‬ال ّ‬
‫سلم عليك يا أبت ‪ ،‬فتغير وجه هططارون الرشططيد و قططال ‪ :‬هططذا‬ ‫من حوله ‪ ،‬فقال موسى ‪ :‬ال ّ‬
‫سلم فراجع ‪.‬‬ ‫هو الفخر يا أبا الحسن حقا ‪ .‬إلى آخر ما قال و ذكر بعض معجزاته عليه ال ّ‬

‫» عع ععع عععع ععععع ععع عععع عععع عع عععع‬


‫عععع «‬
‫ععععععع « » ععع عععع ععع‬

‫ي بن‬
‫ي بن الحسين بن عل ّ‬
‫قال ‪ :‬أبو الحسن موسى بن جعفر بن محّمد بن عل ّ‬

‫] ‪[ 145‬‬

‫سلم هو المام الكبير القدر ‪ ،‬العظيم الشأن ‪ ،‬الكثير التهجططد ‪ ،‬الجطاّد فططي‬
‫أبيطالب عليهم ال ّ‬
‫الجتهاد ‪ ،‬المشهود له بالكرامات ‪ ،‬المشهور بالعبادة و ظهور خوارق العادات ‪،‬‬

‫المواظب على الطاعات ‪ ،‬يبيت الليل ساجدا و قائما ‪ ،‬و يقطع النهار متصدقا و صططائما و‬
‫لفرط علمه و تجاوزه عن المعتّدين عليه دعى كاظما ‪ ،‬كان يجازى المسيء بالحسططان و‬
‫عن الجاني بططالبّر و العفططو و الحسططان ‪ ،‬و لكططثرة عبططادته ليل و نهطارا كططان يسططمى العبططد‬
‫لطط‬
‫ل لنجاح مطالب المتوسلين به إلى ا ّ‬ ‫الصالح ‪ ،‬و يعرف في العراق باب الحوائج إلى ا ّ‬
‫ل قدم صدق ل يزول ‪.‬‬ ‫ن له عند ا ّ‬ ‫و كراماته تحار فيه العقول ‪ ،‬و تقضى بأ ّ‬
‫» ع ع ع عع عع ع ع ع ععع ع عععععع ع ع ععع عع ع‬
‫عععع «‬
‫ععععع « » ععع عععع ععع‬

‫مناقب الكاظم و فضائله و معجزاته الظاهرة و دلئله و صفاته البططاهرة و مكططارمه تشططهد‬
‫أنه بلغ قمة الشططرف و علهططا ‪ ،‬و سططمي إلططى أوج المزايططا فبلططغ اعلهططا ‪ ،‬طططالت اصططوله‬
‫فسمت إلى أعلى رتب الجلل ‪ ،‬و طابت فروعه فعلت إلى حيث ل تنال ‪ ،‬يأتيه المجد من‬
‫كلّ أطرافه و يكاد الشططرف يقطططر مططن أعطططافه ‪ ،‬السطحاب المطاطر قططرة مطن كرمططه ‪ ،‬و‬
‫العباب الزاخر نعمة من نعمه ‪ ،‬و الّلباب الفاخر عبد من عبيده و خدمه ‪ ،‬الباء عظام ‪ ،‬و‬
‫البناء كرام عنصره من أكرم العناصر ‪ ،‬و آباؤه بدور بواهر ‪ ،‬و امهاته عقيلت عبططاهر‬
‫‪ ،‬و هو أحد النجوم الزواهر ‪ ،‬كم له مططن فضططيلة جليلططة و منقبططة بعلطّو شططأنه كفيلططة ‪ ،‬اليططه‬
‫ل و هططم المنططاء‬ ‫ينسب العلماء و عنه يأخذ العظماء و منه يتعلم الكرماء ‪ ،‬هم الهداة إلى ا ّ‬
‫على اسرار الغيب ‪ ،‬و هم المطّهطرون مططن الرجططس و العيططب ‪ ،‬هطم النجططوم الزواهططر فطي‬
‫الظلم و هم الشموس المشرقة في اليام ‪ ،‬هم اّلذين أوضحوا شعائر السططلم ‪ ،‬و عرفططوا‬
‫الحلل و الحرام ‪ ،‬فلهم كرم البّوة و النبّوة ‪ ،‬و هم معادن الفتوة و المططروة ‪ ،‬السططماح فططي‬
‫طبائعهم غريزة ‪ ،‬القوال و إن طالت في مدائحهم وجيزة قليلة ‪ ،‬بحور علم ل ينزف ‪ ،‬و‬
‫أقمار عّز ل يخسف ‪ ،‬و شموس مجد ل يكسف ‪.‬‬

‫يطططططططططططططططططططططططططططططططططا آل ططططططططططططططططططططططططططططططططططه ان وّدى لكطططططططططططططططططططططططططططططططططم‬


‫باق على حبكم اللزم ‪.‬‬

‫] ‪[ 146‬‬

‫» عععع ععععع ع عععععع ع ععع عععع عع عع‬


‫عععع «‬
‫ععععع عععععع « » ععع عععع ععع‬

‫لط فططي مططرض مططوته فططي بغططداد ) كمططا فططي مجططالس المططؤمنين للقاضططي و‬‫قيل له رحمططه ا ّ‬
‫روضططات الجنططات للخوانسططارى ( ‪ :‬أل توصططي علططى حمططل جسططدك إلططى مشططهد النجططف‬
‫الشرف الطهر ؟ فقال ‪ :‬ل بل استحيى من وجه سيدى المططام الهمطام موسطى بططن جعفططر‬
‫سلم أن آمر بنقل جسدى من أرضه المقدسة إلى موضع آخر ‪ .‬و قد نقلوا نظيططر‬ ‫عليهما ال ّ‬
‫هذه الواقعة للشيخ المفيد أيضا ‪.‬‬

‫و بالجملطة الروايططات العلمّيطة الحكمّيططة و الفقهّيططة و الخلقّيططة و الجتماعّيطة و الكرامطات‬


‫ي العظم بلغت إلى حّد ل يعطّد و ل يحصططى و‬ ‫العالية القدار الخارقة العوائد من هذا الول ّ‬
‫سلم أيضا ‪:‬‬ ‫نعم ما قال ابن طلحة الشافعي المقدم ذكره فيه عليه ال ّ‬
‫ل من أفاضت عليه العناية الرّبانّية أنوار التأييد ‪ ،‬و دّرت له أخلف التوفيق‬ ‫و ل يؤتوها إ ّ‬
‫ل ذو ح ط ّ‬
‫ظ‬ ‫و ازلفته من مقام التقديس و التطهير و ما يلّقيها إل الذين صبروا و ما يلّقيهططا إ ّ‬
‫عظيم ‪.‬‬

‫» عععععع عععععع «‬

‫سطلم قطال ابطن خّلكطان الشطافعي الشطعري فطي‬ ‫ي بن موسى الّرضا عليطه ال ّ‬ ‫أبو الحسن عل ّ‬
‫تاريخه ‪ :‬و كان المأمون زّوجه ابنته ام حبيب في سنة اثنتين و مأتين و جعله ول طيّ عهططده‬
‫و ضرب اسمه على الدينار و الدرهم و كان السبب في ذلك اّنططه استحضططر اولد العّبططاس‬
‫الرجال منهم و النساء و هو بمدينة مرو فكان عددهم ثلثة و ثلثين ألفا ما بيططن الكبططار و‬
‫ص الوليططاء و‬ ‫الصغار و اسططتدعى علّيططا المططذكور فططأنزله أحسططن منزلططة و جمططع لططه خططوا ّ‬
‫سلم فلم يجد في وقتططه‬ ‫ي بن أبيطالب عليه ال ّ‬‫أخبرهم أّنه نظر في أولد العّباس و أولد عل ّ‬
‫ي الرضا فبايع له بولية عهططده و أمططر بازالططة السططواد‬ ‫أحدا أفضل و ل أحق بالمر من عل ّ‬
‫من اللباس و العلم و لبس الخضرة إلى أن قال ‪ :‬و فيه يقول أبو نواس ‪:‬‬

‫قيطططططططططططططططل لطططططططططططططططي أنطططططططططططططططت أحسطططططططططططططططن الّنطططططططططططططططاس ططططططططططططططططّرا‬


‫فطططططططططططططططططططي فنطططططططططططططططططططون مطططططططططططططططططططن المقطططططططططططططططططططال النطططططططططططططططططططبيه‬

‫لطططططططططططططططططططك مطططططططططططططططططططن جّيطططططططططططططططططططد القريطططططططططططططططططططض مديطططططططططططططططططططح‬


‫يثمر الدّر في يدي مجتنيه‬

‫] ‪[ 147‬‬

‫فعلطططططططططططططططي مطططططططططططططططا تركطططططططططططططططت مطططططططططططططططدح ابطططططططططططططططن موسطططططططططططططططى‬


‫و الخصطططططططططططططططططططططططال اّلطططططططططططططططططططططططتي تجّمعطططططططططططططططططططططططن فيطططططططططططططططططططططططه‬

‫قلططططططططططططططططططططططططت ل أسططططططططططططططططططططططططتطيع مططططططططططططططططططططططططدح امططططططططططططططططططططططططام‬


‫كان جبريل خادما لبيه‬

‫و كان سبب قوله هذه البيات أن بعض أصحابه قال له ‪ :‬ما رأيت أوقططح منططك مططا تركططت‬
‫ي بن موسى الرضا في عصرك لم‬ ‫ل قلت فيه شيئا و هذا عل ّ‬‫خمرا و ل طردا و ل معني إ ّ‬
‫ل إعظاما لططه و ليططس قططدر مثلططى أن يقططول فططي‬
‫ل ما تركت ذلك إ ّ‬ ‫تقل فيه شيئا ‪ ،‬فقال ‪ :‬و ا ّ‬
‫مثله ثّم أنشد بعد ساعة هذه البيات ‪.‬‬

‫ثّم قال ابن خّلكان ‪ :‬و فيه يقول أبو نواس أيضا و له ذكر في شذور العقود في سنة احدى‬
‫و مأتين او سنة اثنتين و مأتين ‪:‬‬
‫مطّهططططططططططططططططططططططططططططططططرون نقيططططططططططططططططططططططططططططططططات جيططططططططططططططططططططططططططططططططوبهم‬
‫تجطططططططططططططططططرى الصطططططططططططططططططلة عليهطططططططططططططططططم أينمطططططططططططططططططا ذكطططططططططططططططططروا‬

‫مطططططططططططططططن لطططططططططططططططم يكطططططططططططططططن علويطططططططططططططططا حيطططططططططططططططن تنسطططططططططططططططبه‬


‫فمطططططططططططططططا لطططططططططططططططه فطططططططططططططططي قطططططططططططططططديم الطططططططططططططططدهر مفتخطططططططططططططططر‬

‫لطططططططططططططططططططط لمططططططططططططططططططططا بططططططططططططططططططططرا خلقططططططططططططططططططططا فططططططططططططططططططططأتقنهم‬


‫ا ّ‬
‫صططططططططططططططططططططططفاكم و اصطططططططططططططططططططططططفاكم أّيهططططططططططططططططططططططا البشططططططططططططططططططططططر‬

‫فطططططططططططططططططططططططططططططططانتم المل العلطططططططططططططططططططططططططططططططى و عنطططططططططططططططططططططططططططططططدكم‬


‫علم الكتاب و ما جاءت به السور‬

‫و قال الفخر الرازي ‪ :‬إن أبا يزيد البسطامي كان يفتخر بأّنه يستقي الماء لطدار جعفطر بطن‬
‫سلم و كان معروف الكرخي أسلم على يد أبي الحسن الّرضا عل ّ‬
‫ي‬ ‫محّمد الصادق عليه ال ّ‬
‫بن موسى و كان بّواب داره إلى أن مات ‪.‬‬

‫روى المفيد في الرشاد باسناده إلى معاوية بن حكيم عن نعيم القابوسي عن أبططي الحسططن‬
‫ي و هططو‬
‫ي أكططبر ولططدي و آثرهططم عنططدي و أحّبهططم إلط ّ‬‫ن ابني عل ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬إ ّ‬
‫موسى عليه ال ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫ي نب ّ‬
‫ي او وص ّ‬‫ل نب ّ‬‫ينظر معي في الجفر و لم ينظر فيه إ ّ‬

‫و قال المحقق الشريف في شرح المواقف في مبحططث تعلططق العلططم الواحططد بمعلططومين ‪ :‬إنّ‬
‫ل وجهه و قد ذكر فيهما علططى طريططق علططم الحططروف‬ ‫ي كّرم ا ّ‬
‫الجفر و الجامعة كتابان لعل ّ‬
‫الحوادث اّلتي تحدث إلى انقراض العالم و كان الئمة المعروفون من أولده يعرفونهما و‬
‫ي بن موسى الّرضططا إلططى المططأمون ‪:‬‬ ‫يحكمون بهما ‪ .‬و في كتاب قبول العهد اّلذي كتبه عل ّ‬
‫ل أن الجفططر و الجامعططة‬‫اّنك قد عرفت من حقوقنا ما لم يعرف آباؤك فقبلت منططك عهططدك إ ّ‬
‫لن على أّنه ل يتّم ‪ .‬و لمشايخ‬
‫يد ّ‬

‫] ‪[ 148‬‬

‫المغاربة نصيب من علم الحروف ينتسبون فيها إلى أهل البيت و رأيت بالشام نظما اشير‬
‫اليه بالرموز إلى أحوال ملوك مصر و سمعت أّنه مستخرج من ذينك الكتابين ‪.‬‬

‫انتهى ‪.‬‬
‫و روى ثقة السلم الكليني في الكافي و المفيد في الرشاد و كثير مططن اعططاظم المحططدثين‬
‫سلم أحاديث كثيرة فططي أن الجفططر و الجامعططة كانططا عنططده عليططه‬
‫عن المام الصادق عليه ال ّ‬
‫سلم و اّنهما ل يزالن عند الئمة يتوارثونهما واحدا بعد واحد ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫و قال العلمة التفتازاني الشافعي في شرح المقاصد في مبحطث المامططة بعطد مطا قطال فططي‬
‫المحقق العلمة الخواجة نصير الدين الطوسي ما قال ‪ ،‬قال ‪ :‬و العظماء من عططترة الّنططب ّ‬
‫ي‬
‫ي الموسومون بالدراية المعصومون في الرواية لم يكن معهم هططذه الحقططاد‬ ‫و أولد الوص ّ‬
‫ل الكمالت و لم يسلكوا مع رؤساء المططذهب مططن‬ ‫صبات و لم يذكروا من الصحابة إ ّ‬
‫و التع ّ‬
‫ي بن موسططى الّرضططا مططع‬ ‫ل طريق الجلل و العظام و ها هو المام عل ّ‬ ‫علماء السلم إ ّ‬
‫جللة قدره و نباهة ذكره و كمال علمه و هداه و ورعه و تقواه قد كتب على ظهر كتططاب‬
‫عهد المأمون له ما ينبيء عن وفور حمده و قبول عهده و التزام ما شرط عليه و أن كتب‬
‫في آخره ‪ :‬و الجامعة و الجفر يّدلن على ضّد ذلططك إلططى أن قططال ‪ :‬و هططذا العهططد بخطهمططا‬
‫موجود الن في المشهد الرضوى بخراسان ‪.‬‬

‫» عع ععع عع ع عععععع عععع عع ع ع عع ع عع ع‬


‫ععععع «‬

‫ي القيسي ‪:‬‬
‫قال ابن خّلكان في تاريخه في ذيل ترجمة عبد المؤمن بن عل ّ‬

‫قال ابن قتيبة ‪ :‬هو جلد جفر اّدعوا أّنه كتب لهم فيه المام كّلما يحتاجون إلى علمه و كلما‬
‫يكون إلى يوم القيامططة ‪ .‬ثطّم قططال ابططن خّلكططان ‪ :‬قلططت و قططولهم ‪ :‬المططام يريططدون بططه جعفططر‬
‫سلم و إلى هذا الجفر اشار أبو العلء المعرى بقوله ‪:‬‬ ‫الصادق عليه ال ّ‬

‫لقطططططططططططططططططططد عجبطططططططططططططططططططوا لهطططططططططططططططططططل الطططططططططططططططططططبيت لّمطططططططططططططططططططا‬


‫أتطططططططططططططططططططاهم علمهطططططططططططططططططططم فطططططططططططططططططططي مسطططططططططططططططططططك جفطططططططططططططططططططر‬

‫و مططططططططططططططططططططططرآة المنجططططططططططططططططططططططم و هططططططططططططططططططططططي صططططططططططططططططططططططغرى‬


‫ل عامرة و قفر‬ ‫ارته ك ّ‬

‫و قوله في مسك جفر ‪ ،‬المسك بفتح الميم و سكون السين المهملة الجلد ‪.‬‬

‫و الجفر بفتح الجيم و سكون الفاء و بعدها راء من أولد المعز ما بلغ أربعة أشهر‬

‫] ‪[ 149‬‬

‫و جفر جنباه و فصل عن امططه و النططثى جفططرة ‪ .‬و كططانت عططادتهم أّنهططم فططي ذلططك الزمططان‬
‫ل سبحانه و تعالى يعلم ‪.‬‬ ‫يكتبون في الجلود و العظام و الخزف و ما شاكل ذلك و ا ّ‬
‫انتهى كلم ابن خّلكان ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬المراد من قوله » مرآة المنجم « هططو السطططرلب و هططو اسططم للططة مشططتملة علططى‬
‫حجرة و عضادة و صفحة عنكبوت و صفائح مرسوم فيهططا خطططوط مسططتقيمة و مسططتديرة‬
‫تامة و ناقصة متوازية و غير متوازية يعرف بها كثير من أحوال الفلكّيات و الرضططيات‬
‫و الزمانيات حّتى أن العلمة الفلكي عبد الرحمان بن عمر الصوفي المتوفي سططنة ‪ 376‬ه‬
‫ل باب فططي معرفططة شططيء مططن‬ ‫صنف كتابا في العمل بالسطرلب أنهاه إلى ‪ 386‬أبواب ك ّ‬
‫الحوال المذكورة ‪.‬‬

‫و كلمة اسطرلب على ما ذهب اليططه حمططزة الصططبهاني ) كمططا نقططل العلمططة أبططو ريحططان‬
‫البيروني في رسالته الموسومة بافراد المقال و كذا في كتططابه الموسططوم بططالتفهيم ( معربططة‬
‫استارهياب ‪ ،‬أى مدرك النجوم ‪.‬‬

‫و قال البيروني ‪ :‬و ممكن أن يكون معربا من اليونانّية فان اسمه باليونانّيططة اسطططرلبون و‬
‫اسطر هو النجم بدليل أن علم الهيئة يسمى عندهم اسطرونوميا ‪.‬‬

‫) افراد المقال ص ‪ 69‬طبع حيدر آباد الدكن ‪ 1367‬ه ( ‪.‬‬

‫و قال في التفهيم ‪ :‬اسطرلب چيست ؟ اين آلتي اسططت يونانيططان را ‪ ،‬نططامش اسطططرلبون‬
‫اى آيينه نجوم ‪ .‬و حمزة اسپاهانى او را از پارسطى بيططرون آورده كططه نطامش سطتارهياب‬
‫است ‪.‬‬

‫و الصواب ما ذهب اليه البيروني كما اختاره المعرى في البيت حيث قال مرآة المنجططم و‬
‫يوافقه ما في اللغة الفرنسية أن كلمة السطرلب باليونانّية مركبة مططن اي الكططوكب و اي‬
‫المرآة أو الميزان و لذا فسره كوشيار بميزان الشمس كما نقل عنه الفاضل البيرجندي في‬
‫شرحه على رسططالة السطططرلب للخططواجه نصططير الططدين الطوسططي ‪ .‬و كططان الصططحيح ان‬
‫يفسره بميزان الكوكب لن كلمة ل تفيد معني الشمس و لم يذكر فططي المعططاجم أن الشططمس‬
‫أحد معانيها‬

‫] ‪[ 150‬‬

‫ن في أحاديثنا فسر الجفر باّنه جلطد ثطور ل أّنطه مطن جلطد اولد المعطز كمطا فسطره ابطن‬
‫ثّم إ ّ‬
‫خّلكان ففي الكافي لثقة السلم الكليني ) الططوافي ص ‪ 135‬م ‪ ( 2‬باسططناده إلططى ابططن رئاب‬
‫سلم بعض أصحابنا عن الجفر ؟‬ ‫ل عليه ال ّ‬
‫عن الحذاء قال ‪ :‬سأل أبا عبد ا ّ‬

‫سلم ‪ :‬هو جلد ثور مملّو علما ‪ .‬الحديث ‪.‬‬


‫فقال عليه ال ّ‬
‫» عععععع عععععع «‬

‫ل ط و سططلمه عليططه‬‫ي بن موسى الملقب بالجواد و التقططى صططلوات ا ّ‬ ‫أبو جعفر محّمد بن عل ّ‬
‫ي بططن‬
‫سططلم ‪ :‬و كططان يططروى مسططندا عططن آبططائه إلططى علط ّ‬
‫قال ابن خّلكان في ترجمته عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله إلى اليمن فقططال لططي‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫سلم اّنه قال ‪ :‬بعثني رسول ا ّ‬ ‫أبيطالب عليهم ال ّ‬
‫و هو يوصيني ‪:‬‬

‫ي عليططك بالّدلجططة فططإن الرض‬ ‫ي ما خاب من استخار ‪ ،‬و ل ندم من استشار ‪ .‬يا عل ط ّ‬ ‫يا عل ّ‬
‫ل بارك لّمتي فططي بكورهططا‬ ‫ل فان ا ّ‬ ‫ي أعذ باسم ا ّ‬ ‫تطوى بالّليل ما ل تطوى بالنهار ‪ ،‬يا عل ّ‬
‫ل فقد استفاد بيتا في الجّنة ‪ .‬و قال جعفر بططن محّمططد بططن‬ ‫و كان يقول ‪ :‬من استفاد أخا في ا ّ‬
‫مزيد ‪ :‬كنت ببغداد فقال لي محّمد بن منده بن مهريزد ‪ :‬هططل لططك أدخلططك علططي محّمططد بططن‬
‫لط‬‫ي الرضا ؟ فقلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬فادخلني عليه فسلمنا و جلسنا فقال ‪ :‬حديث رسططول ا ّ‬ ‫عل ّ‬
‫ل ذّرّيتها علططى‬
‫سلم أحصنت فرجها فحّرم ا ّ‬ ‫ن فاطمة عليها ال ّ‬‫ل عليه و آله و سّلم إ ّ‬
‫صّلى ا ّ‬
‫سلم و له حكايات و أخبار كثيرة ‪.‬‬ ‫الّنار قال ‪ :‬ذلك خاص بالحسن و الحسين عليهما ال ّ‬

‫انتهى ما أردنا من نقل كلم ابن خّلكان ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬و من تلك الخبار و الحكايات الّداّلة على وفططور علمططه و تططبريزه علططى كافططة أهططل‬
‫الفضل و العلم مع صغر سنه احتجططاجه علططى يحيططى بططن اكثططم قاضططي زمططانه فططي مجلططس‬
‫المأمون عند جّم غفير من أهل العلم و الفضططل رواه الشططيخ المفيططد فططي الرشططاد و الشططيخ‬
‫الجليل الطبرسي في الحتجاج و أتى به المجلسي في المجلد الرابع من البحططار و غيرهططم‬
‫من أعاظم العلماء الخيار في جوامعهم المحتويططة مططن أخبططار الئمططة الطهططار ‪ .‬قططال فططي‬
‫سلم لما رأى من فضله مططع صططغر‬ ‫الرشاد ‪ :‬و كان المأمون قد شعف بأبي جعفر عليه ال ّ‬
‫سنه و بلوغه في العلم و الحكمة و الدب و كمال العقل ما لم يساوه فيططه أحططد مططن مشططايخ‬
‫أهل الزمان فزّوجه ابنته ام الفضل و حملها معه إلى المدينة‬

‫] ‪[ 151‬‬

‫و كان متوفرا على إكرامه و تعظيمه و إجلل قدره ‪.‬‬

‫ي بن إبراهيم بن هاشم عططن أبيططه ‪ ،‬عططن‬ ‫قال ‪ :‬و روى الحسن بن محّمد بن سليمان عن عل ّ‬
‫الرّيان بن شبيب قال ‪ :‬لّما أراد المأمون أن يزّوج ابنته ام الفضل أبا جعفر محّمد بن عل ّ‬
‫ي‬
‫سلم بلغ ذلك العّباسيين فغلظ عليهم و استكبروه و خططافوا أن ينتهططى المططر معططه‬ ‫عليهما ال ّ‬
‫سططلم فخاضططوا فططي ذلططك و اجتمططع منهططم أهططل بيتططه‬ ‫إلى ما انتهى إليه مططع الّرضططا عليططه ال ّ‬
‫ل يا أمير المؤمنين أن تقيم على هذا المر اّلططذي قططد عزمططت‬ ‫الدنون منه فقالوا ‪ :‬ننشدك ا ّ‬
‫لط و تنططزع مّنططا‬
‫عليه من تزويج ابن الرضا فإنا نخاف أن تخرج به عّنا أمططرا قططد مّلكنططاه ا ّ‬
‫عّزا قد ألبسناه ‪ ،‬فقد عرفت ما بيننططا و بيططن هططؤلء القططوم قططديما و حطديثا و مطا كططان عليططه‬
‫الخلفاء الراشدون قبلك من تبعيدهم و التصططغير بهططم و قططد كّنططا فططي وهلططة مططن عملططك مططع‬
‫ل أن ترّدنا إلى غّم قططد انحسططر عّنططا و‬ ‫لا ّ‬‫ل المهّم من ذلك فا ّ‬‫الرضا ما عملت حّتى كفانا ا ّ‬
‫سلم و اعدل إلى من تراه من أهل بيتك يصلح لذلك‬ ‫اصرف رأيك عن ابن الّرضا عليه ال ّ‬
‫دون غيره ‪.‬‬

‫فقال لهم المأمون ‪ :‬أّما ما بينكم و بين آل أبي طالب فأنتم السبب فيططه و لططو انصططفتم القططوم‬
‫لكانوا أولى بكم ‪ ،‬و أّما ما كان يفعله من قبلي بهم فقد كان به قاطعططا للرحططم و أعططوذ بططا ّ‬
‫ل‬
‫ل ما ندمت على ما كان مّني من استخلف الرضا و لقد سألته أن يقوم بالمر‬ ‫من ذلك و ا ّ‬
‫ي قططد‬
‫ل قدرا مقدورا ‪ ،‬و أّما أبو جعفر محّمد ابن عل ّ‬ ‫و أنزعه عن نفسي فأبي و كان أمر ا ّ‬
‫اخترته لتبريزه على كافة أهل الفضل في العلم و الفضل مع صغر سّنه و العجوبططة فيططه‬
‫بذلك و أنا أرجو أن يظهر للناس ما قد عرفته منه فيعلموا أن الرأى ما رأيت فيه ‪.‬‬

‫ي ل معرفة له و ل فقه فطأمهله ليتطأّدب‬


‫ن هذا الفتي و إن راقك منه هديه فإّنه صب ّ‬‫فقالوا ‪ :‬إ ّ‬
‫و يتفّقه في الدين ثّم اصنع ما تراه بعد ذلك ‪.‬‬

‫لط و‬
‫فقال لهم ‪ :‬ويحكم إّني أعرف بهذا الفتى منكم و أن هططذا مطن أهطل بيططت علمهططم مططن ا ّ‬
‫مواّده و إلهامه لم يزل آباؤه أغنياء في علم الّدين و الدب عن الرعايططا الناقصططة عططن حطّد‬
‫الكمال فإن شئتم فامتحنوا أبا جعفر بما يتبّين لكم به ما وصفت‬

‫] ‪[ 152‬‬

‫من حاله ‪.‬‬

‫ل بيننا و بينطه ننصطب مطن‬ ‫قالوا له ‪ :‬قد رضينا لك يا أمير المؤمنين و لنفسنا بامتحانه فخ ّ‬
‫يسأله بحضرتك عن شيء من فقه الشريعة فإن أصاب الجواب عنه لم يكن لنططا اعططتراض‬
‫في أمره و ظهر للخاصة و العاّمة سديد رأى أمير المططؤمنين ‪ ،‬و إن عجططز عططن ذلططك فقططد‬
‫كفينا الخطب في معناه ‪.‬‬

‫فقال لهم المأمون ‪ :‬شأنكم و ذاك مططتى أردتططم ‪ .‬فخرجططوا مططن عنططده و اجتمططع رأيهططم علططى‬
‫مسألة يحيى بن اكثم و هو يومئذ قاضي الزمان على أن يسططأله مسططألة ل يعططرف الجططواب‬
‫فيها و وعدوه بأموال نفيسة على ذلك و عادوا إلططى المططأمون فسططألوه أن يختططار لهططم يومططا‬
‫للجتماع ‪ ،‬فأجابهم إلى ذلك فاجتمعوا في اليوم اّلذى اتفقوا عليه و حضر معهم يحيى بططن‬
‫سلم دست و يجعل له فيه مسورتان ففعل‬ ‫اكثم فأمر المأمون أن يفرش لبي جعفر عليه ال ّ‬
‫سططلم و هططو يططومئذ ابططن تسططع سططنين و أشططهر فجلططس بيططن‬
‫ذلك و خرج أبو جعفططر عليططه ال ّ‬
‫المسورتين و جلس يحيى بن أكثم بين يديه و قام الناس في مراتبهم و المأمون جالس فططي‬
‫سلم ‪.‬‬‫دست متصل بدست أبي جعفر عليه ال ّ‬

‫فقال يحيى بن أكثم للمأمون ‪ :‬أتأذن لي يا أمير المؤمنين أن أسأل أبا جعفر ؟‬

‫فقال له المأمون ‪ :‬استأذنه في ذلك ‪ .‬فأقبل عليطه يحيطى بطن أكثطم فقطال ‪ :‬أتطأذن لطي جعلطت‬
‫سلم ‪ :‬سل إن شئت ‪.‬‬ ‫فداك في مسألة ؟ قال له أبو جعفر عليه ال ّ‬

‫ل فداك في محرم قتل صيدا ؟‬


‫قال يحيى ‪ :‬ما تقول جعلني ا ّ‬

‫ل أو حرم ‪ ،‬عالما كان المحرم أم جاهل ‪،‬‬


‫سلم ‪ :‬قتله في ح ّ‬
‫فقال له أبو جعفر عليه ال ّ‬

‫قتله عمدا أو خطئا ‪ ،‬حّرا كان المحرم أم عبدا ‪ ،‬صغيرا كططان أو كططبيرا ‪ ،‬مبتططدئا بالقتططل أم‬
‫معيدا ‪ ،‬من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها ‪ ،‬من صغار الصيد كان أم من كبططاره ‪،‬‬
‫مصّرا على ما فعل أو نادما ‪ ،‬في الليل كان قتله للصيد أم نهارا ‪،‬‬

‫ج كان محرما ؟‬
‫محرما كان بالعمرة إذ قتله أو بالح ّ‬

‫فتحير يحيى بن أكثم و بان في وجهه العجز و النقطاع و لجلج حّتى عرف جماعططة أهططل‬
‫ل على هذه النعمة و التوفيق لي‬
‫المجلس أمره ‪ .‬فقال المأمون ‪ :‬الحمد ّ‬

‫] ‪[ 153‬‬

‫في الرأي ‪ .‬ثّم نظر إلى أهل بيته و قال لهم ‪ :‬أعرفتم الن ما كنتم تنكرونه ؟‬

‫سلم فقال له ‪ :‬أتخطب يا أبا جعفر ؟ قططال ‪ :‬نعططم ‪ ،‬يططا أميططر‬


‫ثّم أقبل على أبي جعفر عليه ال ّ‬
‫المؤمنين ‪ .‬فقال له المأمون ‪ :‬اخطب جعلت فداك لنفسك فقد رضيتك لنفسي و أنا مزّوجك‬
‫اّم الفضل ابنتي و إن رغم قوم لذلك ‪.‬‬

‫ل إخلصا لوحططدانّيته و‬ ‫ل إقرارا بنعمته و ل إله إل ا ّ‬


‫سلم ‪ :‬الحمد ّ‬‫فقال أبو جعفر عليه ال ّ‬
‫ل على‬ ‫ل على محّمد سّيد برّيته و الصفياء من عترته أما بعد فقد كان من فضل ا ّ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫النام أن أغناهم بالحلل عن الحرام فقال سبحانه ‪ :‬و انكحوا اليططامي منكططم و الصططالحين‬
‫ن محّمططد‬
‫ل واسططع عليططم ث طّم إ ّ‬‫ل من فضله و ا ّ‬‫من عبادكم و إمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم ا ّ‬
‫ل المأمون و قد بذل لها من الصداق مهططر‬ ‫ي بن موسى يخطب اّم الفضل بنت عبد ا ّ‬ ‫بن عل ّ‬
‫ل عليه و آله و هو خمسمأة درهم جيادا ‪،‬‬ ‫جّدته فاطمة بنت محّمد صّلى ا ّ‬

‫صداق المذكور ؟ قال المأمون ‪ :‬نعم ‪،‬‬


‫فهل زّوجته يا أمير المؤمنين بها على هذا ال ّ‬
‫قد زّوجتك يا أبا جعفر اّم الفضل ابنتي على الصداق المذكور فهل قبلت النكاح ؟‬

‫سلم ‪ :‬قد قبلت ذلك و رضيت به ‪.‬‬


‫فقال أبو جعفر عليه ال ّ‬

‫صة و العاّمة ‪.‬‬


‫فأمر المأمون ‪ :‬أن يقعد الّناس على مراتبهم في الخا ّ‬

‫لحيططن فططي محططاوراتهم فططاذا‬


‫قال الرّيان ‪ :‬و لم نلبث أن سمعنا أصواتا تشططتبه أصططوات الم ّ‬
‫الخدم يجّرون سفينة مصنوعة من الفضة مشدودة بالحبال من البريسم على عجل ممل طّوة‬
‫من الغالية فأمر المأمون أن يخضب لحاء الخاصة من تلك الغالية ثّم مّدت إلى دار العاّمة‬
‫ل قوم على قدرهم ‪.‬‬ ‫فطيبوا منها و وضعت الموائد فأكل الناس و خرجت الجوائز إلى ك ّ‬

‫سلم ‪:‬‬
‫صة من بقي قال المأمون لبي جعفر عليه ال ّ‬
‫فلّما تفرق الّناس و بقي من الخا ّ‬

‫صلته من وجططوه قتططل المحططرم الصططيد لنعلمططه و‬


‫إن رأيت جعلت فداك أن تذكر الفقه فيما ف ّ‬
‫نستفيده ؟‬

‫ل و كططان الصطيد مططن‬


‫ن المحرم إذا قتططل صطيدا فطي الحط ّ‬
‫سلم ‪ :‬نعم إ ّ‬
‫فقال أبو جعفر عليه ال ّ‬
‫ذوات الطير و كان من كبارها فعليه شاة ‪ ،‬فان أصابه في الحرم فعليه الجزاء‬

‫] ‪[ 154‬‬

‫ل فعليه حمل قططد فطططم مططن اللبططن ‪ ،‬و إذا قتلططه فططي الحططرم‬
‫مضاعفا ‪ ،‬فاذا قتل فرخا في الح ّ‬
‫فعليه الحمل و قيمة الفرخ ‪ ،‬و إن كان من الوحش و كان حمار وحش فعليه بقرة ‪،‬‬

‫و إن كان نعامة فعليه بدنة ‪ ،‬و إن كان ظبيا فعليه شاة ‪ ،‬فان قتل شيئا من ذلك فططي الحططرم‬
‫فعليه الجزاء مضاعفا هديا بالغ الكعبة ‪ ،‬و إذا أصاب المحرم ما يجب عليه الهططدى فيططه و‬
‫ج نحره بمنى ‪ ،‬و إن كان إحرامه بالعمرة نحره بمكططة ‪ ،‬و جطزاء الصططيد‬ ‫كان إحرامه بالح ّ‬
‫على العالم و الجاهل سواء ‪ ،‬و في العمد له المأثم و هططو موضططوع عنططه فططي الخطططاء ‪ ،‬و‬
‫الكفارة على الحّر في نفسه ‪ ،‬و على السّيد في عبده ‪ ،‬و الصطغير ل كفطارة عليطه ‪ ،‬و هطي‬
‫على الكبير واجبة ‪ ،‬و النادم يسقط بندمه عنه عقاب الخرة ‪،‬‬

‫و المصّر يجب عليه العقاب في الخرة ‪.‬‬

‫ل إليططك ‪ ،‬فططان رأيططت أن تسططأل يحيططى عططن‬


‫فقال له المأمون ‪ :‬أحسنت يا أبا جعفر أحسن ا ّ‬
‫سلم ليحيططى ‪ :‬أسطألك ؟ قطال ‪ :‬ذلطك إليطك جعلطت‬ ‫مسألة كما سألك ؟ فقال أبو جعفر عليه ال ّ‬
‫ل استفدته منك ‪.‬‬ ‫فداك فان عرفت جواب ما تسألنى عنه و إ ّ‬
‫سلم ‪ :‬أخبرنى عن رجل نظر إلى امرأة في أّول النهار فكان نظره‬ ‫فقال أبو جعفر عليه ال ّ‬
‫إليها حراما عليه ‪ ،‬فلّما ارتفع النهار حّلت له ‪ ،‬فلّما زالت الشمس حرمت عليه ‪ ،‬فلّما كان‬
‫وقت العصر حّلت له فلّما غربططت الشططمس حرمططت عليططه ‪ ،‬فلّمططا دخططل عليططه وقططت عشططاء‬
‫الخرة حّلت له ‪ ،‬فلّما كان انتصاف الليل حرمت عليه ‪،‬‬

‫فلّما طلع الفجر حّلت له ‪ ،‬ما حال هذه المرأة و بما ذا حّلت له و حرمت عليه ؟‬

‫ل ما اهتدى لى جواب هططذا السططؤال و ل أعططرف الططوجه فيططه ‪،‬‬


‫فقال له يحيى بن أكثم ‪ :‬و ا ّ‬
‫فان رأيت أن تفيدناه ؟‬

‫ى فططي أّول النهططار‬ ‫سلم ‪ :‬هذه أمة لرجل من الّناس نظططر إليهططا أجنططب ّ‬
‫فقال أبو جعفر عليه ال ّ‬
‫فكان نظره إليها حراما عليه ‪ ،‬فلّما ارتفع النهار ابتاعها من مولها فحّلت لططه ‪ ،‬فلّمططا كططان‬
‫عند الظهر أعتقها فحرمت عليه ‪ ،‬فلّما كان وقت العصر تزّوجها فحّلت له ‪،‬‬

‫فلّما كان وقت المغرب ظاهر منها فحرمت عليه ‪ ،‬فلّما كان وقت العشاء الخرة كفر عططن‬
‫الظهار فحّلت له ‪ ،‬فلّما كان في نصف الليل طّلقها واحدة فحرمت عليه ‪،‬‬

‫] ‪[ 155‬‬

‫فلّما كان عند الفجر راجعها فحّلت له ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬فأقبل المأمون على من حضره من أهل بيته فقال لهم ‪ :‬هل فيكم أحد يجيب عن هذه‬
‫المسألة بمثل هذا الجواب أو يطرف القول فيما تقّدم من السؤال ؟‬

‫ن أمير المؤمنين أعلم بما رأى ‪.‬‬


‫لإّ‬
‫قالوا ‪ :‬ل و ا ّ‬

‫ن صططغر‬ ‫صوا من الخلق بما ترون مططن الفضططل و إ ّ‬ ‫ن أهل هذا البيت خ ّ‬ ‫فقال لهم ‪ :‬ويحكم إ ّ‬
‫لط عليططه و آلططه افتتططح‬
‫لط صطّلى ا ّ‬
‫ن فيهم ل يمنعهم من الكمال ‪ ،‬أما علمتططم أن رسططول ا ّ‬‫الس ّ‬
‫سلم و هو ابططن عشططر سططنين و قبططل‬ ‫ي بن أبيطالب عليه ال ّ‬‫دعوته بدعاء أمير المؤمنين عل ّ‬
‫منه السلم و حكم له به و لم يدع أحدا في سّنه غيره ‪ ،‬و بايع الحسن و الحسططين عليهمططا‬
‫سلم و هما ابنا دون ست سنين و لم يبايع صبّيا غيرهما ؟ أفل تعلمون الن مططا اختططص‬ ‫ال ّ‬
‫ل به هؤلء القوم و أّنهم ذرّية بعضها من بعض يجري لخرهم ما يجرى لّولهم ؟ قالوا‬ ‫ا ّ‬
‫‪ :‬صدقت يا أمير المؤمنين ‪.‬‬

‫سططلم و صططار‬
‫ثّم نهض القوم فلّما كان من الغد حضر الّناس و حضطر أبطو جعفطر عليططه ال ّ‬
‫سططلم فططاخرجت‬‫صة و العاّمة لتهنئة المأمون و أبي جعفر عليططه ال ّ‬
‫القّواد و الحجاب و الخا ّ‬
‫ضة فيها بنادق مسك و زعفران معجون في أجواف تلك البنادق رقطاع‬ ‫ثلثة أطباق من الف ّ‬
‫مكتوبة بأموال جزيلة و عطايا سطنّية و أقطاعططات فطأمر المططأمون بنثرهططا علطى القطوم فططي‬
‫ل من وقع في يده بندقططة أخططرج الرقعططة اّلططتي فيهططا و التمسططه فططاطلق لططه و‬
‫صته فكان ك ّ‬
‫خا ّ‬
‫وضعت البدر فنثر ما فيها على الّقواد و غيرهم و انصرف الّناس و هم أغنيططاء بططالجوائز‬
‫و العطايا و تقّدم المأمون بالصدقة على كافة المساكين و لم يزل مكرما لبي جعفر عليططه‬
‫ظما لقدره مّدة حياته يؤثره على ولده و جماعة أهل بيته ‪.‬‬ ‫سلم مع ّ‬‫ال ّ‬

‫سلم ‪ ،‬راقططك منططه‬ ‫ي الرضا عليهما ال ّ‬ ‫بيان ‪ :‬المراد بابن الّرضا هو أبو جعفر محّمد بن عل ّ‬
‫أي عجبه و سّره ‪ ،‬الهططدى بالفتططح ثطّم السططكون ‪ :‬السططيرة و الهيئة و الطريقططة و هططو فاعططل‬
‫لقولهم راقك ‪ ،‬على مسألة يحيى بن أكثم أى أن يستدعوا منه ‪ .‬و الدست بالفتح ثّم السكون‬
‫‪ :‬الوسادة و يقال بالفارسطّية تشططك ‪ .‬المسططورة كمكنسططة المتكططأ مططن أدم ‪ .‬لجلططج أى تططرّدد ‪.‬‬
‫اخطب جعلت فداك لنفسك ‪ :‬جعلت فداك معترضة‬

‫] ‪[ 156‬‬

‫ى‪.‬‬
‫وقعت في البين و لنفسك متعلق بقوله ‪ :‬اخطب ‪ .‬جيادا جمع الجّيد ‪ ،‬و هو ضّد الّرد ّ‬

‫و البريسطم معطّرب أبريشطم ‪ .‬العجطل كالجططل ‪ :‬اللططة اّلطتي تحمطل عليهططا الثقططال و يقطال‬
‫ي كظهر اّمططي‬ ‫بالفارسية ‪ :‬گارى ‪ .‬الغالية ‪ :‬الطيب ‪ .‬ظاهر منها ‪ :‬أى قال لها ‪ :‬ظهرك عل ّ‬
‫كما بين في الفقه ‪.‬‬

‫» عععععع عععععع «‬

‫سططلم و يعططرف‬ ‫ي الّرضططا عليهططم ال ّ‬


‫ي ابن محّمد الجواد ابن عل ّ‬
‫ي الهادي النق ّ‬
‫أبو الحسن عل ّ‬
‫بالعسكرى أيضا كما أن ابنه المام الحاديعشر معروف بهذا اللقلب و سيأتي وجهه ‪ .‬قططال‬
‫سلم و المسعودى في مططروج الططذهب فططي ذكططر‬ ‫ابن خّلكان في تاريخه في ترجمته عليه ال ّ‬
‫خلفة المتوكل باسناده إلى محّمد بن يزيد المبرد قال ‪ :‬و قد كان سعى به إلطى المتوكطل و‬
‫ن في منزله سلحا و كتبا و غيرهططا مططن شططيعته و أوهمططوه أّنططه يطلططب المططر لنفسططه‬ ‫قيل إ ّ‬
‫جه إليه بعدة من التراك ليل فهجموا عليه في منزله على غفلة فوجدوه وحده في بيططت‬ ‫فو ّ‬
‫مغلق و عليه مدرعة من شعر و على رأسه ملحفة من صوف و هو مستقبل القبلططة يططترّنم‬
‫ل الرمططل و‬ ‫بآيات من القرآن الكريم في الوعد و الوعيد و ليس بينه و بين الرض بساط إ ّ‬
‫الحصا فأخذ على الصورة اّلتي وجد عليها و حمل إلى المتوكل في جوف الليل فمّثل بيططن‬
‫يديه و المتوكل يستعمل الشراب و في يده كأس فلما رآه أعظمه و أجلسه إلى جطانبه و لططم‬
‫يكن في منزله شيء مما قيل عنه و ل حجة يتعّلل عليه بها فنططاوله المتوكططل الكططأس اّلططذي‬
‫كان بيده فقال ‪ :‬يا أمير المؤمنين ما خامر لحمى و دمى قط فاعفني منه فأعفططاه ‪ .‬و قططال ‪:‬‬
‫أنشدني شعرا أستحسنه فقال ‪ :‬إّني لقليل الرواية في الشعر ‪ ،‬فقال ‪ :‬ل بّد أن تنشدني شططيئا‬
‫فأنشده ‪:‬‬
‫بطططططططططططططططططاتوا علطططططططططططططططططى قلطططططططططططططططططل الجبطططططططططططططططططال تحرسطططططططططططططططططهم‬
‫غلططططططططططططططططططب الرجططططططططططططططططططال فمططططططططططططططططططا أغنتهططططططططططططططططططم القلططططططططططططططططططل‬

‫و اسططططططططتنزلوا بعططططططططد عططططططططز مططططططططن منططططططططازلهم ) عططططططططن معططططططططاقلهم خ ل (‬


‫فططططططططططططططططططاودعوا حفططططططططططططططططططرا يططططططططططططططططططابئس مططططططططططططططططططا نزلططططططططططططططططططوا‬

‫نطططططططططططططططاداهم صطططططططططططططططارخ مطططططططططططططططن بعطططططططططططططططد مطططططططططططططططا قطططططططططططططططبروا‬


‫أيطططططططططططططططططططططن السطططططططططططططططططططططرة و التيجطططططططططططططططططططططان و الحلطططططططططططططططططططططل ؟‬

‫أيططططططططططططططططططن الوجططططططططططططططططططوة اّلططططططططططططططططططتي كططططططططططططططططططانت منعمططططططططططططططططططة‬


‫مططططططططططططططططن دونهططططططططططططططططا تضططططططططططططططططرب السططططططططططططططططتار و الكلططططططططططططططططل‬

‫فأفصططططططططططططططح القططططططططططططططبر عنهططططططططططططططم حيططططططططططططططن سططططططططططططططاء لهططططططططططططططم‬


‫تلططططططططططططك الوجططططططططططططوه عليهططططططططططططا الططططططططططططدود تنتقططططططططططططل ) تقتتططططططططططططل خ (‬

‫قططططططططططططططد طالمططططططططططططططا أكلططططططططططططططوا دهططططططططططططططرا و مططططططططططططططا شططططططططططططططربوا‬


‫فأصططططططططططططططبحوا بعططططططططططططططد طططططططططططططططول الكططططططططططططططل قططططططططططططططد اكلططططططططططططططوا‬

‫و طالمطططططططططططططططططططططططططططططا عمطططططططططططططططططططططططططططططروا دورا لتحصطططططططططططططططططططططططططططططنهم‬


‫ففارقوا الدور و الهلين و انتقلوا‬

‫] ‪[ 157‬‬

‫و طالمطططططططططططططططططططططا كنطططططططططططططططططططططزوا المطططططططططططططططططططططوال و اّدخطططططططططططططططططططططروا‬


‫فخلفوهطططططططططططططططططططططا علطططططططططططططططططططططى العطططططططططططططططططططططداء و ارتحلطططططططططططططططططططططوا‬

‫طلطططططططططططططططططططططططة‬
‫أضطططططططططططططططططططططططحت منطططططططططططططططططططططططازلهم قفطططططططططططططططططططططططرا مع ّ‬
‫و ساكنوها إلى الجداث قد رحلوا‬

‫لطط‬
‫سلم و ظنوا أن بادرة تبدر منه إليه قال ‪ :‬و ا ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫قال ‪ :‬فأشفق من حضر على عل ّ‬
‫لقد بكى المتوكل بكاء طويل حّتى بلت دمطوعه لحيتطه و بكطى مطن حضطره ثطّم أمطر برفطع‬
‫الشراب ثّم قال له ‪ :‬يا أبا الحسن أ عليك دين ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬أربعة آلف دينار فأمر بدفعها‬
‫اليه و رّده إلى منزله من ساعته مكرما ‪.‬‬

‫و نقل القصة ثقة السلم الكلينططي فططي الكططافي و الفيططض ) ره ( فططي الططوافي ) ص ‪ 195‬م‬
‫‪ ( 2‬و الشيخ الجليل المفيد في الرشاد أعجب ما نقله ابن خّلكططان ‪ ،‬قططال المفيططد ‪ :‬أخططبرني‬
‫ي بن إبراهيم ‪ ،‬عن ابن النعيططم‬ ‫أبو القاسم جعفر بن محّمد ‪ ،‬عن محّمد بن يعقوب ‪ ،‬عن عل ّ‬
‫ابن محّمد الطاهرى قال ‪ :‬مرض المتوكل من خراج خرج به فأشططرف منططه علططى المططوت‬
‫ي بططن‬
‫سه بحديدة فنذرت اّمه إن عوفي أن تحمل إلى أبططي الحسططن علط ّ‬ ‫فلم يجسر أحد أن يم ّ‬
‫سلم مال جليل من مالها و قال له الفتططح بططن خاقططان ‪ :‬لططو بعثططت إلططى هططذا‬ ‫محّمد عليهما ال ّ‬
‫لط بطه‬
‫سلم فسألته فاّنه رّبما كان عنده صطفة شطيء يفطرج ا ّ‬ ‫الّرجل يعني أبا الحسن عليه ال ّ‬
‫عنك فقال ‪ :‬ابعثوا اليه فمضى الرسول و رجع فقال ‪ :‬خذوا كسب الغنم فديفوه بماء الورد‬
‫ل ‪ ،‬فجعل من يحضر المتوكل يهزأ مططن قططوله فقطال‬ ‫وضعوه على الخراج فاّنه نافع باذن ا ّ‬
‫ل إّني لرجو الصلح به فأحضر الكسططب و‬ ‫لهم الفتح ‪ :‬و ما يضّر من تجربة ما قال فو ا ّ‬
‫شططرت اّم المتوكططل‬‫ديف بماء الورد و وضع على الخراج فانفتح و خرج مططا كططان فيططه و ب ّ‬
‫سططلم عشططرة آلف دينططار تحططت ختمهططا و اسططتقل‬ ‫بعافية فحملت إلططى أبططي الحسططن عليططه ال ّ‬
‫سلم إلططى المتوكططل و قطال ‪:‬‬ ‫المتوكل فلّما كان بعد أّيام سعى البطحائي بأبي الحسن عليه ال ّ‬
‫عنده أموال و سلح فتقدم المتوكل إلى سعيد الحاجب أن يهجم عليه ليل و يأخذ مططا يجططده‬
‫عنده من الموال و السلح و يحمل إليه ‪ ،‬قال إبراهيم بن محّمد ‪:‬‬

‫سططلم بالليططل و معططي سطّلم‬


‫قال لي سططعيد الحططاجب ‪ :‬صططرت إلططى دار أبططي الحسططن عليططه ال ّ‬
‫فصعدت منه إلى السطح و نزلت من الدرجة إلى بعضها في الظلمة فلططم أدر كيططف أصططل‬
‫سلم من الدار يا سعيد مكانك حّتى يأتوك بشمعة فلم‬ ‫إلى الدار فناداني أبو الحسن عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 158‬‬

‫ألبث أن أتوني بشمعة فنزلت فوجدت عليه جّبططة صططوف و قلنسططوة منهططا و سططجادته علططى‬
‫شتها فلططم أجططد‬
‫حصير بين يديه و هو مقبل على القبلة فقال لي ‪ :‬دونك البيوت فدخلتها و فت ّ‬
‫فيها شيئا و وجدت البدرة مختومة بخاتم اّم المتوكل و كيسا مختوما معها ‪.‬‬

‫سلم دونك المصطّلى فرفعتططه فوجططدت سططيفا فططي جفططن ملبططوس‬ ‫فقال لي أبو الحسن عليه ال ّ‬
‫فأخذت ذلك و صرت إليه فلّما نظر إلى خاتم اّمططه علططى البططدرة بعططث إليهططا فخرجططت إليططه‬
‫صة أنها قالت ‪ :‬كنت نذرت في عّلتك إن عططوفيت‬ ‫فسألها عن البدرة فأخبر بعض خدم الخا ّ‬
‫أن أحمل إليه من مالي عشرة آلف دينار فحملتها إليه و هذا خاتمي على الكيس ما حّركه‬
‫و فتح الكيس الخر فاذا فيه أربعمائة دينار فأمر أن يضم إلى البططدرة بططدرة اخططرى و قططال‬
‫سلم و اردد عليه السيف و الكيس بما فيه فحملططت‬ ‫لي ‪ :‬احمل ذلك إلى أبي الحسن عليه ال ّ‬
‫ي دخططولى دارك بغيططر اذنططك و لكّنططي‬ ‫ذلك إليه و استحييت منه فقلت له ‪ :‬يا سيدى عّز عل ط ّ‬
‫ي منقلب ينقلبون ‪.‬‬ ‫مأمور فقال لى ‪ :‬و سيعلم اّلذين ظلموا أ ّ‬

‫بيان ‪ :‬الخراج بالضم ما يخرج في البدن من القروح كالدمل و شططبهه ‪ .‬و فططي الصططحاح ‪:‬‬
‫الكسب بالضم عصارة الدهن و قال بعض أهل اللغة ‪ :‬هو ما تلّبد من أبعططار الشططاة و لهططذا‬
‫اضيف الكسب إلى الغنم و جاء في الكافي كسب الشاة مكان كسب الغنم ‪.‬‬
‫دافه بالشيء أى خلطه ‪ .‬ضعوه فعل أمر ‪ .‬استقل المتوكل اى رفع علته و برأ ‪.‬‬

‫ى أى اشتّد و صعب علططى دخططولى دارك بغيططر إذنططك ‪ .‬و فططي الكططافي ‪ :‬سططعى إليططه‬
‫عّز عل ّ‬
‫البطحائى العلوى ‪.‬‬

‫ي بن‬
‫أقول ‪ :‬تلك البيات مذكورة في الديوان المنسوب إلى جّده و سمّيه أمير المؤمنين عل ّ‬
‫سلم و تنتهى إلى خمسة و عشرين بيتا ‪ ،‬و فضائله و مناقبه و معجزاته‬ ‫أبيطالب عليهم ال ّ‬
‫و احتجاجاته في التوحيد و سائر العلوم الدينّية و الدنياوّية على المخالف و المؤالف حجة‬
‫قاطعة على اولى الدراية و النهى في سمّو مقامه و تكامل فضله و وفططور علمططه و امططامته‬
‫و خلفته ‪.‬‬

‫لط وحطده ل‬
‫سلم عن التوحيد فقيطل لطه ‪ :‬لطم يطزل ا ّ‬
‫في الحتجاج ‪ :‬سئل أبو الحسن عليه ال ّ‬
‫شيء معه ثّم خلق السماء بديعا و اختار لنفسه السماء و لم تزل السماء و الحروف‬

‫] ‪[ 159‬‬

‫ل موجودا ثّم كطّون مطا أراد ل راّد لقضططائه و ل‬


‫سلم ‪ :‬لم يزل ا ّ‬ ‫معه قديمة ‪ .‬فكتب عليه ال ّ‬
‫معّقططب لحكمططه تططاهت أوهططام المتططوهمين و قصططر طططرف الطططارفين و تلشططت أوصططاف‬
‫الواصططفين و اضططمحّلت أقاويططل المبطليططن عططن الططدرك لعجيططب ) لعظيططم خ ل ( شططانه أو‬
‫الوقوع بالبلوغ على علّو مكانه فهو بالموضع اّلذى ل يتناهي و بالمكان اّلذي لم تقع عليه‬
‫فيه عيون باشارة و ل عبارة هيهات هيهات ‪.‬‬

‫و فيه أيضا ‪ :‬قدم إلى المتوكل رجل نصراني فجر بامرأة مسلمة فأراد أن يقيم الحد عليططه‬
‫فأسلم فقال يحيى بن أكثم ‪ :‬قد هدم إيمانه شركه و فعله و قال بعضهم يضرب ثلثة حدود‬
‫و قال بعضهم ‪ :‬يفعل به كذا و كذا فأمر المتوكل بالكتاب إلى أبي الحسن العسططكرى عليططه‬
‫سلم و سؤاله عن ذلك فلّما قرأ الكتاب كتب ‪ :‬يضرب حّتى يموت ‪ ،‬فأنكر يحيى و أنكر‬ ‫ال ّ‬
‫فقهاء العسكر ذلك فقالوا ‪ :‬يا أمير المؤمنين سل عن هذا فاّنه شيء لم ينطق به كتاب و لم‬
‫تجيء به سنة فكتب اليه ‪ :‬إن فقهاء المسلمين قد أنكروا هذا و قالوا ‪ :‬لم تجيء بططه سططنة و‬
‫ل الّرحمططن‬
‫لم ينطق به كتاب فبّين لنا لم أوجبت عليه الضرب حّتى يموت ؟ فكتب ‪ :‬بسم ا ّ‬
‫ل وحده و كفرنا بما كنا به مشططركين ‪ .‬فلططم يططك ينفعهططم‬
‫الّرحيم فلّما رأوا بأسنا قالوا آمنا با ّ‬
‫إيمانهم لما رأوا بأسنا الية ‪ .‬فأمر به المتوكل فضرب حّتى مات ‪.‬‬

‫و كذا غيرها من الحتجاجططات النيقططة العلمّيططة رواهططا ثقططات المحططدثين ‪ .‬و بالجملططة و قططد‬
‫اجتمعت فيه خصال المامة و تكامل علومه و فضله و جميع خصال الخيطر فيطه و كطانت‬
‫سلم و لو ذكرنا جميع محاسنه الكريمة و‬ ‫أخلقه كّلها خارقة للعادة كاخلق آبائه عليهم ال ّ‬
‫آثاره العلمّية لطال الكتاب بها ‪.‬‬
‫» عععععع عععععع ععع «‬

‫سلم ‪ .‬قال ابن خّلكان في تاريخه ‪:‬‬


‫ي الهادي عليهما ال ّ‬
‫أبو محّمد الحسن العسكري ابن عل ّ‬

‫هو أحد الئمة الثنى عشر على اعتقاد المامّية و هو والد المنتظر صططاحب السططرداب و‬
‫ى يعرف بهذه النسبة إلططى أن قططال ‪ :‬و العسططكري بفتططح العيططن‬
‫يعرف بالعسكري و أبوه عل ّ‬
‫المهملة و سكون السين المهملة و فتح الكاف و بعدها راء هذه النسبة إلى‬

‫] ‪[ 160‬‬

‫سّر من رأى و لّما بناها المعتصم و انتقططل إليهططا بعسططكره قيططل لهططا العسططكر و انمططا نسططب‬
‫ن المتوّكل أشخص أباه علّيا إليها و اقام بها عشرين سططنة و تسططعة‬ ‫الحسن المذكور إليها ل ّ‬
‫أشهر فنسب هو و ولده هذا اليها ‪ .‬انتهى كلمه ‪.‬‬

‫ل ط عليططه و‬
‫ل ص طّلى ا ّ‬ ‫و في الخرائج و الجرائح للراوندي ‪ :‬كانت أخلقه كاخلق رسول ا ّ‬
‫آله و كان رجل أسمر حسن القامة جميل الوجه جيد البدن حدث السن له جللة و هيبططة و‬
‫صططة اضطططرارا يعظمططونه لفضططله و يفططدونه لعفططافه و‬
‫هيئة حسططنة تعظمططه العاّمططة و الخا ّ‬
‫صيانته و زهده و عبادته و صلحه و اصلحه و كطان جليل نطبيل فاضططل كريمططا يحمطل‬
‫الثقال و ل يتضعضع للنواكب أخلقه خارقة للعادة على طريقة واحدة ‪.‬‬

‫و في الحتجاج للطبرسي بإسناده إلى أبي يعقوب يوسف بن محّمد بن زياد و أبي الحسن‬
‫ن قومططا عنططدنا يزعمططون أن‬ ‫ي بن محّمد بن سّيار أّنهما قال ‪ :‬قلنا للحسن أبططي القططائم ‪ :‬إ ّ‬
‫عل ّ‬
‫ل ط مططع‬
‫هاروت و ماروت ملكان اختارتهما الملئكة لما كثر عصيان بني آدم و أنزلهمططا ا ّ‬
‫ثالث لهما إلى الّدنيا و أنهما افتتنا بالزهرة و ارادا الزنا بها و شططربا الخمططر و قتل النفططس‬
‫ل ط مسططخ تلططك‬‫ن السحرة منهما يتعّلمون السحر و أن ا ّ‬ ‫ل يعذبهما ببابل و أ ّ‬ ‫نا ّ‬
‫المحرمة و أ ّ‬
‫المرأة هذا الكوكب الذي هو الزهرة ؟‬

‫لط معصططومون محفوظططون مططن‬ ‫لط مططن ذلططك إن ملئكططة ا ّ‬


‫سلم ‪ :‬معاذ ا ّ‬ ‫فقال المام عليه ال ّ‬
‫لط مططا أمرهططم و يفعلططون مططا‬
‫ل لهططم ل يعصططون ا ّ‬‫ل فقال عّز و ج ّ‬ ‫الكفر و القبائح بألطاف ا ّ‬
‫سموات و الرض و من عنده يعني الملئكططة ل يسططتكبرون‬ ‫يؤمرون و قال و له من في ال ّ‬
‫عن عبادته و ل يستحسرون ‪ .‬يسّبحون الّليل و الّنهار ل يفترون و قال في الملئكططة ‪ .‬بططل‬
‫لط قططد‬
‫عباد مكرمون ‪ .‬ل يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون إلططى قططوله ‪ :‬مشططفقون كططان ا ّ‬
‫جعل هؤلء الملئكة خلفاءه في الرض و كانوا كالنبياء في الّدنيا و كالئمة أفيكون مططن‬
‫الئمة قتل الّنفس و الزنا ؟ ‪.‬‬

‫ي أو إمام من البشر ؟‬
‫ل لم يخل الّدنيا من نب ّ‬
‫نا ّ‬
‫سلم ‪ :‬أو لست تعلم أ ّ‬
‫ثّم قال عليه ال ّ‬
‫ل نوحى إليهم مططن أهططل‬
‫ل رجا ً‬
‫ل تعالى يقول و ما أرسلنا قبلك يعني إلى الخلق إ ّ‬
‫أو ليس ا ّ‬
‫القرى فأخبر أّنه لم يبعث الملئكة إلى الرض ليكونوا أئّمة و حكاما‬

‫] ‪[ 161‬‬

‫ل‪.‬‬
‫و إّنما ارسلوا إلى أنبياء ا ّ‬

‫سططلم ‪ :‬ل بططل‬


‫سلم ‪ :‬فعلى هذا لم يكن إبليس أيضا ملكا ‪ .‬فقال عليططه ال ّ‬ ‫قال ‪ :‬قلنا له عليه ال ّ‬
‫ل تعططالى يقططول ‪ :‬و إذ قلنططا للملئكططة اسططجدوا لدم فسططجدوا إ ّ‬
‫ل‬ ‫ن أما تسمع أن ا ّ‬‫كان من الج ّ‬
‫ن خلقناه من‬‫ل تعالى و الجا ّ‬ ‫إبليس كان من الجن فاخبر انه كان من الجن و هو الذي قال ا ّ‬
‫قبل من نار السموم ‪.‬‬

‫سلم ‪ :‬حّدثني أبي عن جّدي عن الّرضا عن أبيه عن آبططائه عططن علطيّ‬ ‫و قال المام عليه ال ّ‬
‫لط اختارنططا معاشططر آل محّمططد و‬‫لط عليططه و آلططه ‪ :‬إنّ ا ّ‬
‫ل صطّلى ا ّ‬
‫سلم عن رسول ا ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫ل علطى علطم منطه بهططم أّنهططم ل‬
‫اختار النبيين و اختطار الملئكططة المقربيططن و مطا اختطارهم إ ّ‬
‫صططمون بططه إلططى‬‫يواقعون ما يخرجون بططه عططن وليتططه و ينقطعططون بططه عططن عصططمته و ين ّ‬
‫المستحقين لعذابه و نقمته ‪.‬‬

‫لط‬
‫لط صطّلى ا ّ‬
‫ص عليططه رسططول ا ّ‬‫ل عليه لمططا نط ّ‬‫ن علّيا صلوات ا ّ‬‫قال ‪ :‬قلنا ‪ :‬فقد روى لنا إ ّ‬
‫لط‬
‫ل وليته على فئام و فئام مططن الملئكططة فأبوهططا فمسططخهم ا ّ‬‫عليه و آله بالمامة عرض ا ّ‬
‫ضفادع ‪،‬‬

‫لط كسططائر أنبيططاء‬


‫ل هؤلء المتكذبون علينا ‪ ،‬الملئكة هم رسل ا ّ‬ ‫سلم ‪ :‬معاذ ا ّ‬
‫فقال عليه ال ّ‬
‫ن شأن الملئكططة‬ ‫ل ؟ قلنا ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ :‬فكذلك الملئكة إ ّ‬
‫ل إلى الخلق أ فيكون منهم الكفر با ّ‬‫ا ّ‬
‫ن خطبهم لجليل ‪ .‬انتهى ‪.‬‬ ‫عظيم و إ ّ‬

‫و بالجملة ان فضائله و مناقبه و معجزاته و احتجاجاته و شيمه و علومه و زهده و كمال‬


‫ل تعالى و اجتماع خلل‬ ‫عقله و عصمته و شجاعته و كرمه و كثرة اعماله المقربة إلى ا ّ‬
‫الفضل فيه تنادى بأعلى صوتها تقدمه على كافة أهططل عصططره و إمططامته الرياسططة اللهّيططة‬
‫على جميع من سواه و أعرضنا عن تفصيلها روما للختصار ‪.‬‬

‫» عععع ععع ع عع ععع ععععععع ع عع عععععع ع‬


‫ععع ) ع ( «‬

‫ل و ملئكته و حملة عرشه و جميع خلقه من أرضه و سمائه‬ ‫قال في المناقب ‪ :‬صلوات ا ّ‬
‫جة على ذوى الجحود ‪،‬‬
‫على البحر الزاخر ‪ ،‬زين المفاخر ‪ ،‬الشاهد لرباب الشهود ‪ ،‬الح ّ‬
‫معّرف حدود حقائق الربانّية ‪ ،‬منّوع أجناس العالم السبحانية ‪ ،‬عنقاء قاف القططدم ‪ ،‬العططالي‬
‫عن مرقاة الهمم ‪ ،‬وعاء المانة ‪ ،‬محيط المامة ‪ ،‬مطلع النوار‬

‫] ‪[ 162‬‬

‫ل الملك الكبر ‪.‬‬


‫ي العسكري عليه صلوات ا ّ‬
‫المصطفوى ‪ ،‬الحسن بن عل ّ‬

‫» عععععع عععععع ععع «‬

‫ل عليه و آله و المكّنى بكنيته الذي بيمنططه رزق الططورى و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫المسّمى باسم رسول ا ّ‬
‫ل في أرضطه و المنتقطم‬ ‫ببقائه بقيت الدنيا خاتم الوصياء و شرف الرض و السماء بقية ا ّ‬
‫جة من آل محّمططد صططاحب الزمططان و خليفططة الّرحمططن إمامنططا و مولنططا ابططن‬ ‫من أعدائه الح ّ‬
‫ل ط فيهططا‬
‫ل تعالى فرجه كان سّنه عند وفاة أبيه خمس سنين آتططاه ا ّ‬ ‫جل ا ّ‬‫الحسن العسكري ع ّ‬
‫الحكمة و فصل الخطاب و جعله آية للعالمين و آتاه الحكمة كما آتاها يحيى صبيا و جعلطه‬
‫إماما في حال طفوليته كما جعل عيسى في المهد نبيا هو المعصوم من الططزلت و المقططوم‬
‫سلم خارقة للعادة ‪ ،‬و كططان الخططبر بغيبتططه ثابتططا‬‫للعصاة سيرته سيرة آبائه عليه و عليهم ال ّ‬
‫قبل وجوده و بدولته مستفيضا قبل غيبته و هططو صططاحب السططيف مططن أئمططة الهططدى عليهططم‬
‫ل به الرض قسطططا و عططدل كمططا‬ ‫سلم و القائم بالحق المنتظر لدولة اليمان الذي يمل ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ملئت جورا و ظلما ‪.‬‬

‫ل عليه و آله بأسانيد كثيرة و طرق عديططدة مططن الفريقيططن‬ ‫ل صّلى ا ّ‬


‫و الخبار من رسول ا ّ‬
‫لط عليططه و آلططه يططواطي اسططمه اسططمه و يبلططغ‬
‫سلم مططن ولططده صطّلى ا ّ‬
‫في أن المهدي عليه ال ّ‬
‫لط بطه الرض قسططا و عططدل بعططد مطا ملئت ظلمطا و‬ ‫سلطانه المشرق و المغطرب و يمل ا ّ‬
‫ل محّمد بن يوسف بن محّمد‬ ‫جورا ‪ ،‬بلغت إلى حّد التواتر حّتى أن الشيخ الحافظ أبا عبد ا ّ‬
‫الكنجى الشافعي المتوفى سنة ‪ 658‬ه صاحب كتاب كفاية الطالب صنع كتابا على خمسططة‬
‫و عشرين بابا كّله من طرق علماء السنة و رواتهم عاريا عن أحاديث الشيعة فططي أخبططار‬
‫سلم سماه كتاب البيان في أخبططار صططاحب الزمططان و هططذا الكتططاب‬ ‫صاحب الّزمان عليه ال ّ‬
‫طبع بايران سنة ‪ 1324‬ه في ذيل كتاب الغيبططة لشططيخ الطائفططة الماميططة الشططيخ محّمططد بططن‬
‫حسن الطوسي ‪ .‬و قال في مقدمة الكتاب ‪:‬‬

‫و سميته بالبيان في أخبطار صطاحب الّزمطان و عّريتطه عطن ططرق الشطيعة تعريطة تركيطب‬
‫جة إذ كل ما تلقته الشيعة بالقبول و إن كان صحيح النقل فإّنمططا هططو خّريططت منططارهم و‬
‫الح ّ‬
‫خدارية زمارهم فكان الحتجاج بغيره آكد و فيه أبواب ‪:‬‬

‫] ‪[ 163‬‬

‫سلم في آخر الزمان ‪.‬‬


‫الباب الّول في ذكر خروجه عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله المهدي من عترتي من ولد فاطمة ‪.‬‬
‫الباب الّثاني في قوله صّلى ا ّ‬

‫الباب الّثالث في ذكر المهدي من سادات أهل الجّنة ‪.‬‬

‫سلم ‪.‬‬
‫ل عليه و آله بمبايعة المهدي عليه ال ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫الباب الّرابع في أمر الّنب ّ‬

‫سلم ‪.‬‬
‫الباب الخامس في ذكر نصرة أهل المشرق للمهدي عليه ال ّ‬

‫سلم ‪.‬‬
‫الباب السادس في مقدار ملكه بعد ظهوره عليه ال ّ‬

‫سلم ‪.‬‬
‫الباب السابع في بيان انه يصّلى بعيسى عليه ال ّ‬

‫سلم ‪.‬‬
‫ل عليه و آله المهدي عليه ال ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫الباب الّثامن في تحلية الّنب ّ‬

‫ي مططن ولططد الحسططين عليططه‬


‫ن المهططد ّ‬
‫ل عليه و آله بططأ ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫الباب التاسع في تصريح الّنب ّ‬
‫سلم ‪.‬‬
‫ال ّ‬

‫سلم ‪.‬‬
‫الباب العاشر في ذكر كرم المهدي عليه ال ّ‬

‫سطلم هطو المسطيح بطن مريطم‬ ‫ن المهطدي عليطه ال ّ‬ ‫الباب الحاديعشر في الرد على من زعطم ا ّ‬
‫ل عليه و آله لططن تهلططك امططة أنططا فططي أّولهططا و عيسططى فططي‬
‫الباب الثانيعشر في قوله صّلى ا ّ‬
‫آخرها و المهدي في وسطها ‪.‬‬

‫ل عليه و آله في خلقه ‪.‬‬


‫ي صّلى ا ّ‬
‫الباب الثالث عشر في ذكر كنيته و اّنه يشبه النب ّ‬

‫سلم ‪.‬‬
‫الباب الّرابع عشر في ذكر اسم القرية التي يكون فيها خروج المهدي عليه ال ّ‬

‫سطلم ‪ 1 .‬البططاب السططابع‬


‫ل المهطدي عليطه ال ّ‬
‫الباب الخامس عشر في ذكر الغمامة التي تظط ّ‬
‫سلم و لونه و جسمه ‪ 2 .‬الباب التاسع عشر في ذكططر‬ ‫عشر في ذكر صفة المهدي عليه ال ّ‬
‫سلم ‪.‬‬‫كيفية اسنان المهدي عليه ال ّ‬

‫سلم القسطنطنية ‪.‬‬


‫الباب العشرون في ذكر فتح المهدي عليه ال ّ‬

‫سلم بعد ملك الجبابرة ‪.‬‬


‫الباب الحادي و العشرون في ذكر خروج المهدي عليه ال ّ‬

‫سلم إمام صالح ‪.‬‬


‫ل عليه و آله المهدي عليه ال ّ‬
‫الباب الثاني و العشرون في قوله صّلى ا ّ‬

‫سلم ‪.‬‬
‫الباب الثالث و العشرون في ذكر تنّعم الّمة زمن المهدي عليه ال ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫ن المهدي خليفة ا ّ‬
‫ل عليه و آله أ ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫الباب الرابع و العشرون في أخبار رسول ا ّ‬

‫سلم حيا‬
‫الباب الخامس و العشرون في الدللة على جواز كون المهدي عليه ال ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬م مم ممم ممم ممممم م مممم م م م م م مم‬
‫ممم م ممم مم ممم ممم مم م م ممم مم ممم ممم‬
‫مم م م م م مممم م م م ممم مم مممم مم م مم‬
‫مممممم مممممم ممم مم مم مممم ‪ » .‬مممممم «‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 2‬م مم ممم ممم ممممم م مممم م م م م م مم‬
‫ممم م ممم مم ممم ممم مم م م ممم مم ممم ممم‬
‫مم م م م م مممم م م م ممم مم مممم مم م مم‬
‫مممممم مممممم ممم مم مم مممم ‪ » .‬مممممم «‬

‫] ‪[ 164‬‬

‫باقيا مذ غيبته ‪ .‬ثّم أخذ في نقل الحاديث المنقولة من كتب الصحاح الس طّتة و غيرهططا مططن‬
‫ل باب ‪.‬‬‫كتب العامة لك ّ‬

‫و إن سطاعدنا التوفيطق نطأتى بطائفطة مطن المططالب العلميطة الخطر قمعطا لبعطض الشطبهات‬
‫سلم لكميل بن زياد النخعى ‪:‬‬
‫الموهومة الموهونة في المقام في ضمن كلمه عليه ال ّ‬

‫ل بحجة إما ظططاهرا مشططهورا أو خائفططا مغمططورا لئلّ‬


‫) الّلهّم بلى ل تخلو الرض من قائم ّ‬
‫ل الواسعة ان يوفقنططا لططذلك‬
‫ل و نرجو من رحمته ا ّ‬‫ل و بيناته الخ ( و نسأل ا ّ‬
‫تبطل حجج ا ّ‬
‫فاّنه ولى التوفيق ‪.‬‬

‫ن ما حّررنا و نقلناه في المقام قطرة من بحار علمهم و رشحة من سططماء فيضططهم‬ ‫و اعلم أ ّ‬
‫ن المستضيئين من أنططوار علططومهم ل يعططدون و‬ ‫و كفى لطالب الحق العالم البصير شاهدا ا ّ‬
‫سططلم أخططذوا تلططك المعططارف اللهّيططة مططن‬‫ل يحصون كثرة و ما تفطّوه أحططد بططأّنهم عليهططم ال ّ‬
‫ن كطلّ واحططد‬‫غيرهم و اشتغلوا بالدراسة لدى عالم بل اتفططق محققططو المططة و منصططفوها بططأ ّ‬
‫سلم أفضل عصره في جميع الكمالت و الفضططائل و المحامططد و الخصططائل‬ ‫منهم عليهم ال ّ‬
‫ل تعالى المنصوبون من عنططده و المعصططون‬ ‫فتنّبه و تيقن بأن علومهم لدنية و انهم حجج ا ّ‬
‫مما ل يليق لهم ‪.‬‬
‫قال المؤلف الشارح الفقير المفتاق إلى رحمة رّبه و المشتاق إلى حضرة جنابه نجم الدين‬
‫ل الطبري الملي ‪ :‬أشهد أن هؤلء أئمتي و سادتي و قادتي أئمططة الهططدى‬
‫الحسن بن عبد ا ّ‬
‫و مصابيح الدجى و ينابيع الحسنى من فاضل طينتهم خلقت ‪،‬‬

‫ل تعالى و بهم‬‫و بحّبهم ولدت ‪ ،‬و بحّبهم أعيش و بحّبهم أموت و بحّبهم ابعث حّيا إنشاء ا ّ‬
‫أتولى و من أعدائهم أتبرأ ‪ .‬قد افلح من استمسك بذيل وليتهم و فاز من دخل فططي حصططن‬
‫أمنهم و شرفهم و اغترف من قاموس علمهم و ارتوى مططن بحططر جططودهم و مططن اعططرض‬
‫سلم شهداء ا ّ‬
‫ل‬ ‫عنهم فان له معيشة ضنكا و هو في الخرة من الخاسرين ‪ .‬لّنهم عليهم ال ّ‬
‫ل و ولة أمره و خزنة علمه‬ ‫على خلقه و خلفاؤه في أرضه و أبواب رحمته و اّنهم نور ا ّ‬
‫لط و مططن‬
‫و عيبة وحيه و بهم عططرف الصططواب و علططم الكتططاب فمططن أطططاعهم فقططد أطططاع ا ّ‬
‫ل و عل ‪ .‬صدق‬ ‫لجّ‬ ‫عصاهم فقد عصاه هم العروة الوثقى و الوسيلة إلى ا ّ‬

‫] ‪[ 165‬‬

‫سططلم حيططث قططال لخيثمططة ) الكططافي ‪ .‬و فططي‬


‫صططادق عليططه ال ّ‬
‫لط ال ّ‬
‫ل العظم أبو عبد ا ّ‬
‫يا ّ‬
‫ول ّ‬
‫الوافي ص ‪ 128‬م ‪ : ( 2‬يا خيثمة نحن شجرة الّنبوة و بيطت الرحمطة و مفاتيطح الحكمطة و‬
‫ل ط فططي‬
‫ل و نحن وديعة ا ّ‬ ‫معدن العلم و موضع الرسالة و مختلف الملئكة و موضع سر ا ّ‬
‫ل فمططن وفططى بعهططدنا فقططد وفططى‬
‫ل و نحن عهد ا ّ‬ ‫ل الكبر و نحن ذمة ا ّ‬ ‫عباده و نحن حرم ا ّ‬
‫ل و عهده ‪.‬‬ ‫ل و من خفرها فقد خفر ذمة ا ّ‬ ‫بعهد ا ّ‬

‫لط ‪ .‬فلنعطد إلطى شطرح جمطل‬


‫ل اّلذي هدانا لهطذا و مطا كّنطا لنهتطدى لطو ل أن هطدانا ا ّ‬
‫الحمد ّ‬
‫ل تعالى فنقول ‪:‬‬ ‫الخطبة الشريفة بعون ا ّ‬

‫سلم أوصافا و هذه الوصاف على الكمال و‬ ‫سلم ذكر فيها لل محّمد عليهم ال ّ‬ ‫اّنه عليه ال ّ‬
‫ل مططن كططان مؤّيططدا‬‫ل عليهم فاّنه ل يتصف بمجموعها إ ّ‬ ‫ل بهم و ل يصدق ا ّ‬ ‫التمام ل يليق ا ّ‬
‫ل تعططالى خليفططة لططه و امامططا للنططاس‬‫ل و منصوبا من عنده و بالجملة على من جعله ا ّ‬ ‫من ا ّ‬
‫سلم ‪ ) :‬هم عيش العلم ( أى هم حياة العلم و نفسه يدور معهم حيططث داروا و‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫ى بهططم‬‫متى كان المام كان العلم و سائر الصفات الكمالية النسانية و بالجملة ان العلم ح ط ّ‬
‫سلم و من تتبع الكتب العلمّية يجد أن أنوار‬ ‫فكاّنما العلم ذو جسد روحه آل محّمد عليهم ال ّ‬
‫علوم الئّمة اشرقت الرض و انارت القلوب و أضائت النفططوس فعليططك بنهططج البلغططة و‬
‫الصحيفة الكاملة و مجّلدات الكططافي و التهططذيب و الستبصطار و مطن ل يحضططره الفقيطه و‬
‫روايات مجّلدات البحار و تفاسير علماء المامّية و غيرها مّمططا ل تحصططى كططثرة بططل فططي‬
‫سططلم فططي حقططائق‬ ‫ن الكططل عيططالهم عليهططم ال ّ‬
‫تآليف العامططة أيضططا حططتى تططرى بعيططن اليقيططن ا ّ‬
‫الصول و دقائق الفروع ‪.‬‬
‫» عععع ععع عععععع عع ععع عععع ععع ععععع ع‬
‫ععع « » ععع عععععععع عععععع عععععع «‬

‫ي عليه‬ ‫المنقول عن ابن الجوزي في خصائص الئّمة ‪ ،‬فانه قال ‪ :‬لو ل أمير المؤمنين عل ّ‬
‫ل عليططه و آلططه لططم تحصططل لططه‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫سلم لما كمل توحيد المسلمين و عقائدهم إذا الّنب ّ‬
‫ال ّ‬
‫ل بقدر أداء امهات العقائد و الفروع و أما دقائقها من كون الصفات مثل قسمين‬ ‫الفرصة إ ّ‬
‫‪:‬‬

‫ذاتية و فعلية و أن أيها عين ذاته تعالى و أيها ليست بعينها و غيرها من دقائق المطالب‬

‫] ‪[ 166‬‬

‫ن المسلمين عيال على أمير المططؤمنين متعلمططون منططه ‪ .‬إلططى أن قططال فططي حططق‬
‫و رقائقها فا ّ‬
‫ي بن الحسين زين العابططدين لططه حططق التعليططم فططي‬‫مولنا سيد الساجدين ما محصله ‪ :‬ان عل ّ‬
‫لط تعططالى فطانه‬‫الملء و النشاء و كيفية المكالمطة و المخاطبطة و عطرض الحططوائج إلططى ا ّ‬
‫لوله لم يعلم المسلمون كيف يتكلمون و يتفّوهون سططبحانه فططي حططوائجهم فططان هططذا المططام‬
‫سلم عّلمهم بأّنه متى ما استغفرت فقل كذا و متى ما استسقيت فقل كطذا و مطتى مطا‬ ‫عليه ال ّ‬
‫سططلم فقهططاء‬‫ي بططن الحسططين عليهمططا ال ّ‬
‫خفت من عدّو فقل كذا الخ و قد روى عن المام عل ّ‬
‫العامة من العلوم ما ل تحصى كثرة و حفظ عنه من المواعظ و الدعية و فضائل القرآن‬
‫و الحلل و الحرام و المغازي و الّيام ما هو مشهور بين العلماء ‪.‬‬

‫ي بطن الحسطين استضطاء مطن مشطكاة وجطوده و‬ ‫و هذا هو الصادق جعفر بن محّمد بطن علط ّ‬
‫ارتوى من بحر جوده أربعة آلف رجل مما تلوناه عليك و بعططض آثططارهم و أقططوالهم فططي‬
‫سلم ‪.‬‬‫حق استاذهم الصادق عليه ال ّ‬

‫ن الجهططل يمططوت‬ ‫سططلم ‪ ) :‬و مططوت الجهططل ( أى هططم مططوت الجهططل يعنططي أ ّ‬‫قططوله عليططه ال ّ‬
‫سلم و ذلك كما باشراق النور الحسي كنور الشمس مثل تزول الظلمططة‬ ‫بوجودهم عليهم ال ّ‬
‫لط‬
‫و تموت و ل يجتمعان كذلك بنور العلم تموت ظلمة الجهل فلّما كان آل محّمططد صطّلى ا ّ‬
‫عليه و آله شموس سماء العلم و المعرفة و ارواح اجساد العلوم و الحقائق و عيططش العلططم‬
‫فل محالة تعدم ظلمة الجهل بهم ‪.‬‬

‫سلم ‪ ) :‬يخبركم حلمهم عططن علمهططم ( ‪ .‬الحلططم هططو طمأنينططة النفططس بحيططث ل‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫يحركها الغضب بسهولة و ل يزعجه المكروه بسرعة فهططو ضططد الغضططب ‪ ،‬و الحلططم مططن‬
‫اشرف الكمالت النفسية بعد العلم و لذا ترى كلما يسأل عن العلم أو يمططدح يقططارن بططالحلم‬
‫ل عليه و آله ‪ :‬اللهم أغننى بالعلم و زّيني بالحلم ‪.‬‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫قال رسول ا ّ‬

‫سلم » كما يأتي في باب المختار من حكمه « ‪:‬‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫و قال أمير المؤمنين عل ّ‬
‫ليس الخير أن يكثر مالك و ولدك و لكن الخير أن يكثر علمك و يعظم حلمك ‪.‬‬

‫سلم ‪ :‬اطلبوا العلم و تزينوا‬


‫ل عليه ال ّ‬
‫و في باب صفة العلماء من الكافي عن أبي عبد ا ّ‬

‫] ‪[ 167‬‬

‫معه بالحلم و الوقار الحديث ‪.‬‬

‫لط عليططه و‬
‫ل صطّلى ا ّ‬
‫سلم قال رسول ا ّ‬
‫ل عليه ال ّ‬
‫و فيه عن حّماد بن عثمان عن أبي عبد ا ّ‬
‫آله ‪ :‬نعم وزير اليمان العلم و نعم وزير العلم الحلم و نعم وزير الحلم الّرفق و نعم وزير‬
‫الرفق الصبر ‪.‬‬

‫سلم يخبركم عن علمهم لن الحلم يلزم العلم بمواقع الحلم ‪.‬‬


‫و انما كان حلمهم عليهم ال ّ‬

‫و في الرشاد للمفيد ‪ :‬روى إسحاق بن منصور السلولي قال ‪ :‬سمعت الحسن ابن صططالح‬
‫سلم يقول ‪ :‬ما شيب شيء بشيء أحسططن‬‫ي عليهما ال ّ‬
‫يقول ‪ :‬سمعت أبا جعفر محّمد بن عل ّ‬
‫من حلم بعلم ‪.‬‬

‫ي عليهمططا السّططلم و‬
‫و في البحار و غيططره مططن كتططب الخبططار ‪ :‬لّمططا مططات الحسططن بططن علط ّ‬
‫سلم ‪ :‬أتحمل سريره ؟ أما و‬ ‫أخرجوا جنازته حمل مروان سريره فقال له الحسين عليه ال ّ‬
‫ل لقد كنت تجرعه الغيظ فقال مروان ‪ :‬إّنى كنت أفعل ذلك بمن يوازي ) يططوازن خ ل (‬ ‫ا ّ‬
‫حلمه الجبال ‪.‬‬

‫ثّم جاء في بعض النسخ كما في شرح المعتزلي و ينابيع الموّدة بعد قططوله هططذا قططوله ‪ ) :‬و‬
‫ن الظطاهر عنطوان البطاطن فالفعطال الحسطنة الصطادرة عنهطم و‬ ‫ظاهرهم عن بطاطنهم ( فطا ّ‬
‫ل على حسططن سططريرتهم و اخلصططهم لن بططدن النسططان‬ ‫الخلق الكريمة البارزة منهم تد ّ‬
‫بمنزلة مدينة مدّبره و سلطانه هو القلب اعنى العقل و سائر القططوى عّمططاله و جنططوده فططاذا‬
‫ل الخير فان القططوى حينئذ كططانت باسططرها تحططت اشططارة العقططل و‬ ‫سلم القلب ل يصدر منه إ ّ‬
‫تدبيرها و وقعت مصالحة و مسالمة بينها و العقل تستعملها في المواضع اللئقة بها على‬
‫ما ينبغي لها قال عّز من قائل قد أفلح من زّكيها ‪ .‬كما أن العقططل إذا صططار مغلططوب القططوى‬
‫ل الفعططال الحيوانيططة و الثططار الشططيطانية‬ ‫غلبت علططى النسططان الشططرور و ل يططبرز منططه إ ّ‬
‫سططيها و عططن النعمططان بططن بشططير‬
‫فيسقط في مهاوي المهلكة كما قال تعالى و قد خاب من د ّ‬
‫حت‬ ‫ل عليه و آله ‪ :‬في النسان مضغة إذا هططي سططلمت و ص ط ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬قال رسول ا ّ‬
‫سلم بها سائر الجسد فاذا سقمت سقم بها سائر الجسد و فسد و هي القلب‬

‫] ‪[ 168‬‬
‫و نعم ما قال العارف المعروف مجدود بن آدم السنائي في الحديقة ‪:‬‬

‫دل آنكطططططططططططططططس كطططططططططططططططه گشطططططططططططططططت بطططططططططططططططر تطططططططططططططططن شطططططططططططططططاه‬


‫بطططططططططططططططططططططططود آسطططططططططططططططططططططططوده ملطططططططططططططططططططططططك از او و سطططططططططططططططططططططططپاه‬

‫بططططططططططططططططد بططططططططططططططططود تططططططططططططططططن چططططططططططططططططه دل تبططططططططططططططططاه بططططططططططططططططود‬


‫ظلططططططططططططططططططم لشططططططططططططططططططگر ز ضططططططططططططططططططعف شططططططططططططططططططاه بططططططططططططططططططود‬

‫ايططططططططططن چنيططططططططططن پططططططططططر خلططططططططططل دلططططططططططى كططططططططططه تططططططططططرا اسططططططططططت‬


‫دد و ديونطططططططططططططططططد بطططططططططططططططططا تطططططططططططططططططو زيطططططططططططططططططن دل راسطططططططططططططططططت‬

‫پطططططططططططططططططططططططاره گوشطططططططططططططططططططططططت نطططططططططططططططططططططططام دل كطططططططططططططططططططططططردى‬


‫دل تحقيططططططططططططططططططططططططططططططططق را بحططططططططططططططططططططططططططططططططل كططططططططططططططططططططططططططططططططردى‬

‫اينكطططططططططططططططططططططططه دل نطططططططططططططططططططططططام كطططططططططططططططططططططططردهاى بمجطططططططططططططططططططططططاز‬


‫رو بططططططططططططططططططه پيططططططططططططططططططش سططططططططططططططططططگان كططططططططططططططططططوى انططططططططططططططططططداز‬

‫از تططططططططططططططططن و نفططططططططططططططططس و عقططططططططططططططططل و جططططططططططططططططان بگططططططططططططططططذر‬


‫در ره او دلطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططى بدسطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططت آور‬

‫آنچنطططططططططططططططططططططططان دل كطططططططططططططططططططططططه وقطططططططططططططططططططططططت پيچاپيطططططططططططططططططططططططچ‬


‫انطططططططططططططططططططدر او جطططططططططططططططططططز خطططططططططططططططططططدا نيطططططططططططططططططططابى هيطططططططططططططططططططچ‬

‫دل يكططططططططططططططططططططططى منظططططططططططططططططططططططرى اسططططططططططططططططططططططت رّبططططططططططططططططططططططانى‬


‫خطططططططططططططططططططططططانه ديطططططططططططططططططططططططو را چطططططططططططططططططططططططه دل خطططططططططططططططططططططططوانى‬

‫از در نفططططططططططططططططططططططططططططططططس تططططططططططططططططططططططططططططططططا بكعبططططططططططططططططططططططططططططططططه دل‬


‫عاشقانرا هزار و يك منزل‬

‫و لقد تكّلمنا في ذلك و أتينا ببعض الشعار و المثال فطي شطرح الخطبطة ‪ 231‬عنطد قطوله‬
‫ن اللسان بضعة من النسان فراجع ‪.‬‬‫سلم أل إ ّ‬‫عليه ال ّ‬

‫ن الصططمت فططي موقططع الكلم‬


‫سلم ‪ ) :‬و صمتهم عن حكم منطقهم ( ل يخفى أ ّ‬
‫قوله عليه ال ّ‬
‫سلم ‪،‬‬‫قبيح كالكلم في موقع الصمت و سيأتي في باب المختار من حكمه عليه ال ّ‬
‫سلم ‪ :‬ل خير في الصمت عن الحكم كما أنه ل خير فططي القططول‬
‫الحكمة ‪ 282‬قوله عليه ال ّ‬
‫بالجهل ‪ .‬و ما اجاد كلم الشيخ السعدي ‪:‬‬

‫دو چيططططططططططططططططز طيططططططططططططططططره عقلسططططططططططططططططت دم فططططططططططططططططرو بسططططططططططططططططتن‬


‫بوقت گفتن و گفتن بوقت خاموشى‬

‫ل علططى‬
‫و العارف بمواقع السكوت يكون عارفا بمواقع الكلم أيضا فصمته في مططوقعه يططد ّ‬
‫أن منطقه يكون على حكمة و صواب فمن لم يعلطم مواقطع السطكوت يتكّلطم بمطا ل يعنيطه و‬
‫سلم عن ما ل يعنيهم ‪ ،‬يخططبركم علططى أن منطقهططم‬ ‫يسكت عن ما يعنيه ‪ .‬فصمتهم عليهم ال ّ‬
‫يكون على حكمة و واقعا في محّله ‪.‬‬

‫سلم عن الكلم و السكوت أيهما أفضل فقال‬ ‫ي بن الحسين عليهما ال ّ‬


‫سجاد عل ّ‬‫ثّم اّنه سئل ال ّ‬
‫‪ :‬لكل واحد منهما آفات فاذا سلما من الفات فالكلم أفضل من السكوت قيل ‪ :‬كيططف ذلططك‬
‫ل ما بعث النبياء و الوصياء‬
‫ل عّز و ج ّ‬
‫نا ّ‬
‫ل ؟ قال ‪ :‬ل ّ‬
‫يا ابن رسول ا ّ‬

‫] ‪[ 169‬‬

‫لط‬
‫بالسططكوت انمططا بعثهططم بططالكلم و ل اسططتحقت الجّنططة بالسططكوت و ل اسططتوجبت وليططة ا ّ‬
‫بالسكوت و ل توقيت الّنار بالسكوت و ما كنت لعدل القمر بالشططمس انططك تصططف فضططل‬
‫السكوت بالكلم و لست تصف فضل الكلم بالسكوت ‪.‬‬

‫ثم إن في بعض النسخ جائت العبارة هكذا ‪ ) :‬و صمتهم عن منطقهم ( و في بعض النسخ‬
‫كما اخترناه و على هططذا يمكططن أن يقططرأ الحكططم بضططم الحططاء و سططكون الثططاني أي صططمتهم‬
‫يخبركم عن حكم منطقهم يعني أن حكم منطقهم صواب و حقيقة كما تقططول ‪ :‬ذلططك الشططيء‬
‫يكون حكمه كذا ‪ ،‬و يمكن أن يقرأ بكسر الحاء و فتح الثاني جمع الحكمة كما علم ‪.‬‬

‫ل شيء هو العدل المحططض الططذي‬ ‫سلم ‪ ) :‬ل يخالفون الحق ( فان الحق في ك ّ‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫ل يهدون‬ ‫ل عليهم هم الئّمة المهديون من ا ّ‬ ‫وسط الفراط و التفريط و آل محّمد صلوات ا ّ‬
‫ل و قد دريت مما قّدمنا ان الحجج اللهّية لمكططان عصططمتهم ل‬ ‫ل و ينظرون بنور ا ّ‬ ‫بأمر ا ّ‬
‫ق و المناهططج‬ ‫ق طرفططة عيططن أبططدا و هططم المططوازين القسططط و المعططايير الحط ّ‬
‫يعدلون عن الح ّ‬
‫لط تعطالى و بطالحق انزلنطاه و بطالحق نطزل ) الكهطف‬ ‫الصدق و على بّينة من رّبهم ‪ .‬قطال ا ّ‬
‫يل‬ ‫ي مططع القططرآن و القططرآن مططع علط ّ‬‫ل عليططه و آلططه ‪ :‬علط ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫‪ ( 107‬و قال رسول ا ّ‬
‫ق إلططى يططوم القيامططة‬
‫سلم يكون مع الح ط ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫يفترقان حتى يردا على الحوض ‪ . 1‬فعل ّ‬
‫ص به‬‫كما ن ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬م مم مممممم م مممم م م ممم م م ممم م‬
‫مممم مممم م ممم م ممممم مم م م م مممممم‬
‫مممم ممممم ممممم مممممم ممم ممم مم مم مم‬
‫مممم م ) م ‪ 209‬مم م مم م ( م مم ‪ :‬ممم مممم مممم‬
‫مم مممم مم مممممم مم ممم مممم ممممممم مم‬
‫مم م م ممم م ممم مم م مم م مم ‪ :‬م ممم م م ممم م‬
‫ممم ممممم مم م ممم م ممم ممم مممم م ممم م‬
‫مممم ممممم ممممم ممم مممممم م مممم ممم م‬
‫م ممممم م م مم م ‪ :‬مم ممم ممممم م ممم م‬
‫مممم مم ) م ( م م مممم مممم مم م م مممم ممم م‬
‫مممممم مم مممم ممممم مم مممم ممم ممم ممم‬
‫م ممم مممم م مم م ممم م مم م م م مم مم م مم م ‪:‬‬
‫ممم مممم ممم ممممم م مم م م مم ممممم ممم م‬
‫ممممم مممممم مم ممم ممممم مممم ممم م ممم‬
‫مم مممم مم م مم ممم م مممم ممم م مممم م‬
‫ممممم مممم ممممممم مممم ممم ممم مم م ممم‬
‫ممم ممممم مممم م ممم م م م م مم م ممم م ‪:‬‬
‫مممم م ممممم ‪:‬‬

‫مممممم مممممم ممم م ‪ :‬مم م م ممم م م م مم مم‬


‫مممم م م ممم م م ممم مم م مم ممم م مم مم م م‬
‫ممم م مم ممم مممم م م م مممم م مممم م مم مم‬
‫مم ممم ‪ :‬مم م مم م مم م م ممم مممم مم‬
‫ممممممم م مممم ممم ممممم مم م مم م مم مم م‬
‫ممم م م م مم مم مم مممم م م ممم م ممم ممممم‬
‫) م ( ممم ممم م مم ممم ممم مم مم م م ممم مم مم‬
‫ممم م ) م ( مم مم ‪ :‬مم ممم م م م ممم ممم م‬
‫ممم ممم م م مم م مم ممممم مم م مم م ممم‬
‫ممممم ‪.‬‬

‫م ممم مممم مممممممم مم مممممم مم مم مممم‬


‫مم ) م ( مم مم‬
‫مممم مم مممم ممم مممم مممم ممم‬
‫ممم مم مممممم م مممممم مم ممم مم ممممممم‬
‫ممم مممم ممم ممممم ‪ ) .‬ممم (‬

‫] ‪[ 170‬‬
‫ي حيث دار و الخبططار فططي ذلططك المعنططى مططن‬
‫ل عليه و آله الحق مع عل ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫رسول ا ّ‬
‫طرق الفريقين ل تحصى كثرة ‪ .‬و كذا الكلم فطي بططاقي الئمطة الحططد عشطر الحطق معهططم‬
‫ل عليه‬‫حيث داروا لعصمتهم ‪ .‬و في الكافي بإسناده عن إسماعيل بن جابر عن أبي عبد ا ّ‬
‫سلم قال ‪:‬‬
‫ال ّ‬

‫ل فيه نبا ما قبلكم و خبر ما بعدكم و فصل ما بينكم و نحن نعلمه ‪.‬‬
‫كتاب ا ّ‬

‫سلم ‪ ) :‬و ل يختلفون فيه ( فان كثرة القوال من واحد فططي مسططألة واحططدة او‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫ل واحططدا و‬
‫ق ل يكططون إ ّ‬‫ن الح ّ‬
‫قلّ‬‫اختلف الثنين أو أكثر فيها اّنما يكون بجهلهم عن الح ّ‬
‫ل يتكثر و ل يتغّير ‪.‬‬

‫سطلم‬ ‫ففي التهذيب لشيخ الطائفة قدس سّره بإسناده عن أبي مريم عطن أبطي جعفطر عليطه ال ّ‬
‫لط عليططه ‪ :‬لططو قضططيت بيططن رجليططن‬
‫ي صططلوات ا ّ‬
‫) ص ‪ 60‬م ‪ 1‬من الوافي ( قال ‪ :‬قال عل ّ‬
‫ق ل يتغير ‪.‬‬
‫ن الح ّ‬
‫ى من قابل لم ازدهما على القول الّول ل ّ‬ ‫بقضّية ثّم عادا إل ّ‬

‫ق مع آل محّمد حيث دار فل يتطططرق الختلف فططي أقططوالهم و آرائهططم لن‬ ‫و حيث إن الح ّ‬
‫سلم من نور واحد كما ص طّرحوا‬ ‫علومهم من معدن واحد و عين واحدة و ذواتهم عليهم ال ّ‬
‫به في كثير من الخبار و في بعضها خلقنططا واحططد و علمنططا واحططد و فضططلنا واحططد و كّلنططا‬
‫ل و في رواية ‪ :‬و نحن شيء واحد ‪.‬‬‫واحد عند ا ّ‬

‫سططلم‬
‫لط عليططه ال ّ‬
‫و في الكافي بإسناده إلى حّماد بن عيسى و غيره قططالوا سططمعنا أبططا عبططد ا ّ‬
‫يقول ‪:‬‬

‫حديثى حديث أبي و حططديث أبططي حططديث جطّدي و حططديث جطّدي حططديث الحسططين و حططديث‬
‫الحسين حديث الحسن و حديث الحسططن حططديث أميططر المططؤمنين و حططديث أميططر المططؤمنين‬
‫لط‬
‫ل عليه و آلططه قططول ا ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل عليه و آله و حديث رسول ا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫حديث رسول ا ّ‬
‫تعالى ‪.‬‬

‫] ‪[ 171‬‬

‫سلم ‪ :‬الحططديث اسططمعه منططك‬ ‫ل عليه ال ّ‬


‫و فيه باسناده عن أبي بصير قال ‪ :‬قلت لبى عبد ا ّ‬
‫ل أنك ترويه عن أبي أح ّ‬
‫ب‬ ‫أرويه عن أبيك أو أسمعه من أبيك أرويه عنك ؟ قال ‪ :‬سواء إ ّ‬
‫سلم لجميل ‪ :‬ما سمعت مّني فاروه عن أبى ‪.‬‬ ‫ل عليه ال ّ‬
‫ى ‪ .‬و قال أبو عبد ا ّ‬
‫إل ّ‬

‫سطلم‬‫و في الكافي أيضا في حديث طويل ) الوافي ص ‪ 14‬م ‪ ( 2‬عن أبطي جعفطر عليطه ال ّ‬
‫لط عليططه و آلططه بططالعلم و نحططن هطم فاسطألونا فطان‬
‫فقد مكطن ولة المطر بعطد محّمططد صطّلى ا ّ‬
‫صدقناكم فأقّروا و ما أنتم بفاعلين أّما علمنا فظاهر ‪ ،‬أما أبان أجلنا اّلذي يظهر فيه الططّدين‬
‫مناحتى ل يكون بين الّناس اختلف فان له أجل من ممّر الّليالي و اليام إذا أتططى ظهططر و‬
‫ل لقد قضى المططر أن ل يكطون بيطن المططؤمنين اختلف و لططذلك‬ ‫كان المر واحدا ‪ ،‬و أيم ا ّ‬
‫جعلهم شهداء على الّناس ليشهد محّمد علينا و لنشهد علططى شططيعتنا و ليشططهد شططيعتنا علططى‬
‫ل تعالى أن يكون في حكمه اختلف أو بيططن أهططل علمططه تنططاقض ‪ ،‬الحططديث‬ ‫الّناس ‪ ،‬أبى ا ّ‬
‫سلم ‪ ) :‬هم دعائم السلم ( شّبه الدين بططالبيت أو الفسطططاط مثل و آل محّمططد‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله بدعائمه و كما أن البيت قائم بالدعائم و الركان كططذلك السططلم بططآل‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫ل شطيء و مطا فطرط فطي‬ ‫لط تعطالى انطزل القطرآن تبيانطا لكط ّ‬
‫نا ّ‬‫محّمد و ذلك لما دريت آنفا ا ّ‬
‫الكتاب من شيء و كذا علمت انه ما من أمر يختلف فيه اثنان ال و له أصل في كتاب ا ّ‬
‫ل‬
‫و لكن ل تبلغه عقول الّرجال ‪ ،‬فلبّد للقرآن من قّيم مؤيد بتأييدات سماوّية حططافظ للططدين و‬
‫ل و عيبططة‬‫ل عصر لبّد أن يكون خازن علم ا ّ‬ ‫مبّين للكتاب المبين و ذلك القيم المبين في ك ّ‬
‫ل عليططه و‬‫ل حّتى يحفظ الّدين به و آل محّمد صّلى ا ّ‬ ‫وحيه و أن تكون أفعاله معهودة من ا ّ‬
‫ل و خزنة علمه ‪.‬‬ ‫آله ولة أمر ا ّ‬

‫ل عليه‬
‫ى عن عمه قال ‪ :‬سمعت أبا عبد ا ّ‬
‫في الكافى باسناده عن الحسن بن موسى عن عل ّ‬
‫ل‪.‬‬‫ل و عيبة وحى ا ّ‬
‫ل و خزنة علم ا ّ‬
‫سلم يقول ‪ :‬نحن ولة امر ا ّ‬
‫ال ّ‬

‫سلم قال لططه ‪ :‬جعلططت فططداك مططا أنتططم ؟ قططال ‪ :‬نحططن‬


‫و فيه عن سدير عن أبي جعفر عليه ال ّ‬
‫سططماء و مططن‬
‫جة البالغططة علططى مططن دون ال ّ‬ ‫ل نحن الح ّ‬‫ل و نحن تراجمة وحى ا ّ‬ ‫خّزان علم ا ّ‬
‫فوق الرض ‪.‬‬

‫سلم ‪ ) :‬و ولئج العتصام ( أى هم أهل أن يعتمد الورى عليهم و يّتخططذوهم‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫لط‬
‫لط صطّلى ا ّ‬
‫سكوا بهم ‪ ،‬فاّنهم منار الهدى و اعتصام الورى ‪ ،‬قططال رسططول ا ّ‬
‫ولئج و يتم ّ‬
‫عليه و آله‬

‫] ‪[ 172‬‬

‫مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجى و من تخّلف عنها هوى ‪.‬‬

‫صدوق باسناده إلى الحكم بططن الصططلت عططن‬ ‫و في المجلس السادس و التسعين من أمالي ال ّ‬
‫ل ط عليططه و‬
‫ل ط ص طّلى ا ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬قال رسول ا ّ‬ ‫ي عن آبائه عليهم ال ّ‬
‫أبي جعفر محّمد بن عل ّ‬
‫سلم فانه الصديق الكبر و هططو الفططاروق‬ ‫آله ‪ :‬خذوا بحجزة هذا النزع يعني علّيا عليه ال ّ‬
‫لط و مطن تخّلططف عنططه‬ ‫ل و من أبغضطه أبغضططه ا ّ‬ ‫ق و الباطل من أحّبه هداه ا ّ‬
‫يفرق بين الح ّ‬
‫ل و منه سبطا امتى الحسططن و الحسططين و همططا ابنططاى و مططن الحسططين أئمططة الهططدى‬ ‫محقه ا ّ‬
‫ل عليكم غضب مططن‬ ‫ل علمى و فهمى فتوّلوهم و ل تتخذوا وليجة من دونهم فيح ّ‬ ‫اعطاهم ا ّ‬
‫رّبكم و من يحلل عليه غضب من رّبه فقد هوى و ما الحيوة الّدنيا إل متاع الغرور ‪.‬‬
‫ق فطي نصطابه ( أى بوجطودهم أو بتصطّرفهم و وليتهطم‬ ‫سلم ‪ ) :‬بهم عطاد الحط ّ‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫ن الحجططج‬‫رجع الحق إلى حّده و مستقره و أصله و قد علططم مّمططا قططدمنا فططي هططذه الخطبططة أ ّ‬
‫ل مططا أمرهططم و يفعلططون‬ ‫ل و ل يعصون ا ّ‬ ‫اللهّية هم الموازين القسط و انهم يهدون بأمر ا ّ‬
‫ن الرياسة إذا كانت بيدهم كططان الزمططان نورانيططا لّنهططم يحكمططون بالعططدل و‬ ‫ما يؤمرون و أ ّ‬
‫ل الضططلل فلططو كططانت الّرياسططة بيططد‬ ‫ق ليططس إ ّ‬ ‫ق و بعططد الحط ّ‬
‫ينطقون بالقسط و يعملون بالح ّ‬
‫طلططة و يس طّد الباطططل مس طّد‬
‫ل ط مع ّ‬
‫غيرهم كانت الظلمات غالبة و الباطيل رائجة و أحكام ا ّ‬
‫ق فططانظر إلططى الططذين تولططوا امططور المسططلمين مّمططن لططم يكونططوا مططن بيططت آل العصططمة‬ ‫الحط ّ‬
‫كالموّيين و العباسّيين و غيرهم كيف شّوهوا الّدين و لعبوا به و رّوجطوا الباططل و عنطوا‬
‫به و رّدوا المة على أدبارهم القهقرى و أخذوا مططال المسططلمين طعمططة لهططم و لططو ل سططبل‬
‫ل عليهم في قبالهم لنمحت اعلم الهدى فانظر إلى سيرة أميططر‬ ‫الهدى آل محّمد صلوات ا ّ‬
‫سلم بعد من تقمصوا الخلفة كيف خلص الدين من المهالططك و بّيططن‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫المؤمنين عل ّ‬
‫ل در محّمد بن الحبيب الضّبي قائل ‪:‬‬ ‫الحق على أوضح المسالك و ّ‬

‫لططططططططططططططططططو ل الئمططططططططططططططططططة واحططططططططططططططططططدا عططططططططططططططططططن واحططططططططططططططططططد‬


‫درس الهطططططططططططططططططططططططططططططدى و استسطططططططططططططططططططططططططططططلم السطططططططططططططططططططططططططططططلم‬

‫كطططططططططططططططططططل يقطططططططططططططططططططوم مقطططططططططططططططططططام صطططططططططططططططططططاحبه إلطططططططططططططططططططى‬


‫أن ينتهى بالقائم اليام‬

‫سلم ‪ ) :‬و انزاح الباطل عن مقامه ( أى بهم زال الباطططل و ذهططب عططن مقططام‬
‫قوله عليه ال ّ‬
‫ق فان زمن ولية أمراء الجور اقيم الباطل مقام الحق هذا ان ارجعنا‬ ‫الح ّ‬

‫] ‪[ 173‬‬

‫ق و إن ارجعناه إلى الباطل فطالمعنى أن الباططل لمطا عمططل بطه صطار فططي‬ ‫الضمير إلى الح ّ‬
‫لط عليططه و آلططه زهططق الباطططل و اجتّثططت‬
‫ل و مقططام ‪ ،‬فبططآل محّمططد صطّلى ا ّ‬
‫ق ذا مح ّ‬
‫قبال الح ّ‬
‫شجرته الخبيثة من أصله ‪.‬‬

‫سلم ‪ ) :‬و انقطع لسانه عن منبته ( استعار للباطل لسانا و الضمير في منبتططه‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫ق كشططوك نبططت فططي‬‫ن الباطل في منبططت الح ط ّ‬
‫كمقامه يحتمل الوجهين فالمعنى على الّول أ ّ‬
‫قو‬ ‫ترعة أو كبقل مّر نبت في زرع مزرعة فآل محّمد جّثوا نبات الباطل من روضة الح ّ‬
‫ن قطع اللسان كثيرا مططا يجعططل‬ ‫انقطاع لسان الباطل كناية عن اضمحلله أو عن سكوته ل ّ‬
‫كناية عن السكوت ‪.‬‬

‫و في كلمتي لو ل و لو ما من باب الحروف من شرح انموزج الزمخشري قيل ‪:‬‬


‫ل عليه و آله‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫ل عليه و آله و أنشد بيتا فقال النب ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫ان سائل دخل على الّنب ّ‬
‫سطلم‬‫ي عليطه ال ّ‬‫لبعض الصحابة ‪ :‬اقطع لسانه فاذهبه ذلك البعطض ليقططع لسطانه فلقطاه علط ّ‬
‫فقال له ‪ :‬ما تريد بهذا الّرجل ؟‬

‫سلم ‪ :‬أحسن إليه فان الحسان يقطع الّلسان فرجعا‬ ‫ي عليه ال ّ‬


‫فقال ‪ :‬أقطع لسانه ‪ ،‬فقال عل ّ‬
‫لط ؟ فقططال ‪:‬‬
‫ل عليه و آله فقال له ‪ :‬أى شططيء تعنططى بططالقطع يططا رسططول ا ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫إلى الّنب ّ‬
‫الحسان ‪.‬‬

‫و أّما على الوجه الثططاني فظططاهر معنططاه و ل يبعططد أن يجعططل كلمططة » لسططانه « كنايططة عططن‬
‫النبات كما أن لسان الحمل و لسان الثور و لسان الكلب و لسان العصططافير و غيرهططا ممططا‬
‫هي مذكورة في الكتب الطبّية كالتحفة و غيره أسام لنباتات ‪ ،‬كما يحتمل أن يكون المططراد‬
‫من لسان الباطل لسان من ينطق به و ينصره ‪.‬‬

‫سلم ‪ ) :‬عقلوا الّدين عقل وعاء و رعاية ل عقل سططماع و روايططة فططان روات‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫سططلم فططي بططاب المختططار مططن حكمططه ) كلمططة‬
‫العلم كثير و رعاته قليل ( يططأتي منططه عليططه ال ّ‬
‫الحكمة ‪ ( 98‬قوله ‪ :‬اعقلوا الخير إذا سمعتموه عقل رعاية ل عقل رواية فإن روات العلم‬
‫كثير و رعاته قليل ‪.‬‬

‫و في اصول الكافي ) ص ‪ 45‬م ‪ 1‬من الوافي ( بإسناده إلى طلحة بن زيططد قططال ‪ :‬سططمعت‬
‫سططلم يقططول ‪ :‬إن روات الكتططاب كططثير و إن رعططاته قليططل و كططم مططن‬
‫ل ط عليططه ال ّ‬
‫أبططا عبططد ا ّ‬
‫مستنصح للحديث مستغش للكتاب فالعلماء يحزنهم ترك الرعاية و الجهلء يحزنهم‬

‫] ‪[ 174‬‬

‫حفظ الرواية فراع يرعى حياته و راع يرعى هلكته فعند ذلك اختلططف الراعيططان و تغططاير‬
‫الفريقان ‪.‬‬

‫سلم في رسالته إلى سعد‬ ‫و في الروضة منه ) ص ‪ 24‬م ‪ ( 14‬من قول أبي جعفر عليه ال ّ‬
‫ل إلى أن قال ‪:‬‬
‫ل الّرحمن الّرحيم أّما بعد فانى أوصيك بتقوى ا ّ‬
‫الخير ‪ :‬بسم ا ّ‬

‫لهم عّدوهم حين تولوه و كططان مططن‬‫ل عنهم علم الكتاب حين نبذوه و و ّ‬ ‫و كل امة قد رفع ا ّ‬
‫نبذهم الكتططاب أن أقططاموا حروفططه و حّرفططوا حططدوده فهططم يروونططه و ل يرعططونه و الجهططال‬
‫يعجبهم حفظهم للرواية و العلماء يحزنهم تركهم للرعاية ‪ .‬الحديث بطوله ‪.‬‬

‫سططلم قططال ‪ :‬قططال أميططر‬


‫لط عليططه ال ّ‬
‫و في اصول الكافي بإسناده عن الحلبي عن أبططي عبططد ا ّ‬
‫سلم ) في آخر الحديث ( ‪ :‬أل ل خير في علم ليس فيه تفهم ‪ ،‬أل ل خير‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫في قرائة ليس فيها تدبر ‪ ،‬أل ل خير في عبادة ليس فيها تفكر ‪.‬‬
‫و اعلم أن النيل إلى درك حقائق مطا فططي الكتطاب و السطّنة و الفطوز إلطى فهطم أسططرارهما و‬
‫التعقل و التدّبر في معانيهما إّنمططا يتطأتي للوحططدى مططن النطاس الطذي تنطّزه عطن الهطواجس‬
‫النفسانّية و تخلص عن الوساوس النفسانّية فططرزق القطوة العقلّيططة الوقططادة و قططدس القلطب و‬
‫ل تعططالى و‬ ‫تلطيف السّر لن الوصول إلى العلوم اليقينّية ثمرة التقوى و التوجه التام إلى ا ّ‬
‫بالتقوى يتقرب العبد إلى عالم النور و يصير من سنخه فططاذا تحصططل لططه ملكططة صططالحة و‬
‫لط و‬‫استعداد تاّم و سططعة وجوديططة فيتيسططر لططه استكشططاف حقططائق مططا أوحططى إلططى سططفراء ا ّ‬
‫ل و يعّلمكططم‬ ‫استعلم ما اريد به و استنباط الحكام اللهية منه قال عّز من قائل ‪ :‬و اتقوا ا ّ‬
‫ل و قال تعالى ‪ :‬و اّلذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) آخر العنكبوت ( ‪ .‬و قال تعالى ‪ :‬و‬ ‫ا ّ‬
‫أن لو استقاموا على الطريقة لسقيناهم ماًء غدقًا ) الجن ‪ ( 17‬و قال في المجمططع ‪ :‬و فططي‬
‫لط إنّ اّلططذين‬
‫سططلم قططول ا ّ‬
‫تفسير أهل البيت عن أبي بصير قال ‪ :‬قلت لبططي جعفططر عليططه ال ّ‬
‫ل ثّم استقاموا قال ‪:‬‬
‫قالوا رّبنا ا ّ‬

‫ل ما أنتم عليه و لططو اسططتقاموا علططى الطريقططة لسططقيناهم مططاًء غططدقا ‪ .‬و عططن بريططد‬
‫هو و ا ّ‬
‫سلم قال ‪ :‬معناه لفدناهم علما كثيرا يتعّلمونه مططن الئمططة‬ ‫ل عليه ال ّ‬ ‫العجلي عن أبي عبد ا ّ‬
‫انتهى ما في المجمع من تفسير الية ‪.‬‬

‫] ‪[ 175‬‬

‫سلم كما في أمالي الصططدوق قططال عليططه‬ ‫صادق عليهما ال ّ‬


‫و المروي عن جعفر بن محّمد ال ّ‬
‫ي مرسل أو عبد امتحن‬ ‫ل ملك مقرب أو نب ّ‬‫سلم ان حديثنا صعب مستصعب ل يحتمله إ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ل قلبه لليمان أو مدينة حصينة و المدينة الحصينة هي القلب المجتمع ‪ ،‬كما مّر آنفا ‪.‬‬‫ا ّ‬

‫سططلم ‪ :‬إن أمرنططا صططعب مستصططعب ل‬ ‫و في نهج البلغة ) الخطبططة ‪ ( 187‬قططال عليططه ال ّ‬
‫ل صططدور أمينططة و أحلم‬
‫ل قلبه لليمان و ل يعططى حططديثنا إ ّ‬ ‫ل عبد مؤمن امتحن ا ّ‬‫يحتمله إ ّ‬
‫رزينة ‪ .‬و نعم ما قال محّمد بن محمود الملي صاحب نفائس الفنون بالفارسية ‪:‬‬

‫بهطططططططططططططططططوس راسطططططططططططططططططت نيايطططططططططططططططططد بتمّنطططططططططططططططططي نشطططططططططططططططططود‬


‫اندر اين راه بسى خون جگر بايد خورد‬

‫ل قليل‬
‫ن الفائز بهذه النعمة العظمى و النائل بهططذه السطعادة الكطبرى ل يكطون إ ّ‬ ‫و ل ريب أ ّ‬
‫من المخلصين و نعم ما قال افلطن الحكيم ) ص ‪ 8‬رسالة زينططون الكططبير اليونططاني طبططع‬
‫ل ططائر و‬‫ن شططاهق المعرفططة أشططمخ مططن أن يطيططر إليططه كط ّ‬
‫حيدر آباد الططدكن ‪ 1349‬ه ( ‪ :‬إ ّ‬
‫سرادق البصيرة أحجب من أن يحوم حوله كل سائر و كأن الشيخ الرئيس أخذ منه حيططث‬
‫قال في آخر النمط التاسع من الشارات ‪:‬‬
‫ل واحططدا بعططد واحططد و لططذا‬
‫ق عن أن يكون شريعة لكل وارد أو يطلع عليه إ ّ‬ ‫جلّ جناب الح ّ‬
‫يكون رعات العلم قليل ‪ .‬و أّما حفظ ألفاظ الكتاب و السنة و نقلهما و تصحيحهما و تجويد‬
‫شم و تحمل مشّقة و‬ ‫قرائتهما و ضبط اصطلحات العلوم و نحوها فل يحتاج إلى كثير تج ّ‬
‫عناء و لذا يكون رواتها كثير ‪.‬‬

‫ن اسلوب الكلم يقتضي أن يقال ‪ :‬فان روات الدين كثير و رعططاته قليططل و انمططا عططدل‬ ‫ثّم إ ّ‬
‫من الّدين إلى العلم اشارة إلى أن الّدين هو العلم و ما يحتويه الكتاب و السّنة علم ليططس إ ّ‬
‫ل‬
‫ي إلى قوله ‪ :‬فالذين آمنوا به و عطّزروه و‬ ‫ي الم ّ‬
‫ل تعالى ‪ :‬اّلذين يّتبعون الرسول النب ّ‬
‫قال ا ّ‬
‫نصروه و اّتبعوا النور اّلذي انزل معططه اولئك هططم المفلحططون ) العططراف ‪ ( 157 :‬و قططال‬
‫ل في قلب من يشاء ‪.‬‬‫تعالى كذا ‪ :‬العلم نور يقذفه ا ّ‬

‫و قال تعالى ‪ :‬هو الذى ينّزل على عبده آيططات بّينططات ليخرجكططم مططن الظلمططات إلططى النططور‬
‫) الحديد ‪ ( 9 :‬فما انزل معه علم ليخرج الّناس من ظلمات الجهل إلى نور العلم ‪.‬‬

‫] ‪[ 176‬‬

‫ن العلماء ورثططة النبيططاء‬


‫سلم قال ‪ :‬إ ّ‬‫ل عليه ال ّ‬
‫في الكافي عن أبي البختري عن أبي عبد ا ّ‬
‫و ذاك إن النبياء لم يورثوا درهما و ل دينارا و إنما أورثوا أحططاديث مططن أحططاديثهم فمططن‬
‫ب العالمين ‪.‬‬
‫لر ّ‬ ‫أخذ بشيء منها فقد أخذ حظا وافرا الحديث ‪ .‬و الحمد ّ‬

‫ععععععع‬

‫لط عليهطم‬
‫لط أعظطم اسطت كططه در آن آل محّمططد صطلوات ا ّ‬
‫يا ّ‬‫ايطن يكطى از خطبههطاى ولط ّ‬
‫اجمعين را بأوصافى نام ميبرد ‪:‬‬

‫آل محّمد زندگى دانش و مرگ نادانىاند ) بوجودشان دانش زنده است و نادانى مططرده (‬
‫بردباريشططان از دانششططان آگططاهى ميدهططد ‪ ،‬و خاموشيشططان از حكمططت ) يططا از حكططم (‬
‫گفتارشان ‪ ) .‬بردبارى بجا حاكى از پختگى عقل و علم است و خاموشططى بجططا دليططل بططر‬
‫صواب گفتار كه آن گفتار نيز بجا و صواب است ( نه با حق مخالفت كننططد و نططه در آن‬
‫اختلف ‪ .‬ايشان ستون خانه اسلماند و معتمد و راز دار كسى كه چنگ بذيل عنايتشططان‬
‫در زند ‪ ،‬بوجود ايشططان حططق بجططاى خططود آمططد و باطططل از جططايش بططر كنططده و زبططانش از‬
‫رستنگاهش بريده شد ‪ .‬ديططن را در دل نگاشططته و حرمططت آن را نگاهداشططتهاند نططه چططون‬
‫كسى كه فقط آنرا شططنيده و روايططت كططرده ) كططه بحقيقططت آن نرسططيده و واقططع آنططرا نيططافته‬
‫است ( چه راويان علم بسيارند و پاس داران آن كم ‪.‬‬
‫ع ع ع عععع ع ععع ع ععع ععع ع ع ع ععععع عع ع‬
‫عععععع ع عععععععع ع ع ععععع عع ع ع ع عع‬
‫ععععع‬

‫ل بن العّباس و قد جاءه برسالة من عثمان و هو محصور يسأله فيهططا الخططروج‬


‫قاله لعبد ا ّ‬
‫ل هتف الّناس باسمه للخلفة من بعد أن كان سأله مثل ذلك من قبل فقال‬
‫إلى ماله بينبع ليق ّ‬
‫سلم ‪:‬‬‫له عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 177‬‬

‫ي أن‬‫ل جمل ناضحا بالغرب أقبل و أدبر بعث إل ّ‬ ‫يا ابن عّباس ما يريد عثمان أن يجعلني إ ّ‬
‫ل لقد دفعت عنططه حّتططى‬
‫ي أن اخرج و ا ّ‬
‫ي أن اقدم ‪ ،‬ثّم هو الن يبعث إل ّ‬
‫اخرج ‪ ،‬ثّم بعث إل ّ‬
‫خشيت أن أكون آثما ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫قال ياقوت الحمططوى فططي مراصططد الطلع ‪ ) :‬ينبططع ( بالفتططح ثطّم السططكون و البططاء موحططدة‬
‫مضمومة و عين مهملة » على وزن ينصر « مضارع نبع ‪ :‬حصططن و قريططة عّنططاء علططى‬
‫يمين رضوى لمن كان منحدرا من أهل المدينة إلى البحر على ليلة من رضوى ‪.‬‬

‫ي بن أبيطالب و فيها عيون عذاب و واديها يليل يصب في عنقهططا‬ ‫و هي لبني حسن بن عل ّ‬
‫ل عنططه ‪ .‬انتهططى كلمططه ‪ .‬و فططي النهايططة أيضططا انهططا قريططة‬
‫قيل ‪ :‬أقطعها عمر علّيا رضى ا ّ‬
‫كبيرة بها حصن على سبع مراحل من المدينة من جهة البحر ‪ .‬و قيل على أربع مراحل ‪.‬‬

‫سططلم اجططرى عينططه ‪ .‬و ان صط ّ‬


‫ح‬ ‫ى أمير المططؤمنين عليططه ال ّ‬
‫و في أخبارنا انه من أوقاف عل ّ‬
‫ل تعالى يعلم ‪.‬‬
‫الول فل منافاة بينهما كما ل يخفى ‪ .‬و ا ّ‬

‫قال الجوهري في الصحاح ‪ ) :‬الهتف ( ‪ :‬الصوت ‪ ،‬يقال ‪ :‬هتفت الحمامططة تهتططف هتفططا و‬
‫هتف به هتافا أى صاح بططه ‪ .‬و قططوس هتافططة و هتفططى أى ذات صططوت ‪ .‬و المططراد هنططا أن‬
‫سلم للخلفة ‪.‬‬‫الّناس كانوا ينادون باسمه عليه ال ّ‬

‫) الناضح ( بالحاء المهملة ‪ :‬البعير الذى يستقى عليه المططاء مططن النضططح بمعنططى الططرش و‬
‫ى كالنضخ بالخاء المعجمة و قيل ‪ :‬النضططخ بالمعجمططة أبلططغ منططه و قيططل ‪:‬‬ ‫الشرب دون الر ّ‬
‫ضططاختان أى فّوارتططان غزيرتططان و لكططن ل‬ ‫دونه ‪ ،‬و يؤيد الّول قوله تعالى فيهما عينان ن ّ‬
‫يقال للبعير الذى يستقى عليه الناضططخ بالمعجمططة ‪ .‬و انططثى الناضططح ‪ :‬الناضططحة و جمعهططا‬
‫ي ) الحماسة ‪( 330‬‬ ‫نواضح قال قسام بن رواحة السنبس ّ‬
‫لططططططططططططططططططبئس نصططططططططططططططططططيب القططططططططططططططططططوم مططططططططططططططططططن أخططططططططططططططططططويهم‬
‫طراد الحواشي و استراق الّنواضح‬

‫] ‪[ 178‬‬

‫و اّنما سمى الذى يستقى عليه الماء ناضحا أو التي يستقى عليها الماء ناضحة أو نواضح‬
‫لّنه جعل الفعل لها كأّنها هططي اّلططتي تنضططح الزراعططات و النخيططل ‪ .‬و هططم يسطّمون الّكططار‬
‫ضاح أى الذى ينضح على البعير أى يسوق الناضحة يسقى نخل ‪.‬‬ ‫الن ّ‬

‫و يقال لنثى الناضح السانية أيضا ‪.‬‬

‫ل أن النضططح لططه أثططر و العيططن‬


‫قال المرزوقي في شرح الحماسة ‪ : 747‬النضح كالنضخ إ ّ‬
‫تنضح بالماء ‪ .‬و كذلك الكوز ‪ .‬و النضيح العرق لن جرم الّلسان ينضح بططه و س طّمى أبططو‬
‫ضاحا كما سّمى البعير الذى يستقى عليه الماء الناضح ‪ .‬فعلى‬ ‫ذؤيب الهذلي ساقي النخل ن ّ‬
‫ذلك قال الهذلي ‪:‬‬

‫هبططططططططططططططططططن بططططططططططططططططططن رهطططططططططططططططططاط و اعتصطططططططططططططططططبن كمطططططططططططططططططا‬


‫ضاح‬
‫يسقى الجذوع خلل الدور ن ّ‬

‫) الغرب ( بفتح الغين المعجمة و سططكون الططراء المهملططة ‪ :‬الططدلو العظيمططة ‪ .‬سططميت الططدلو‬
‫غربا لتصّور بعدها في البئر ‪.‬‬

‫ثطّم تكلطم بهطذه الجملطة العّبطاس بطن مطرداس بطن أبطي عطامر السطلمي الصطحابي قبطل أميطر‬
‫سلم حيث قال في ابيات له ‪:‬‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬

‫أراك إذا قطططططططططططططططططططططد صطططططططططططططططططططططرت للقطططططططططططططططططططططوم ناضطططططططططططططططططططططحا‬


‫يقال له بالغرب أدبر و أقبل‬

‫و اتى بسبعة ابيات منها أبو تمام في الحماسة ‪ 149‬التي نقلها ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫كلمة ما نافية ‪ .‬و كلمة أن بالفتح و السكون حرف مصدرى ناصططب ليجعلنططي فتكططون فططي‬
‫موضع نصب على المفعولّية ليريد نحو قوله تعالى فططاردت أن أعيبهططا و كططذا قططوله عليططه‬
‫سلم ‪ :‬حّتى خشيت أن أكون آثمططا ‪ .‬و كلمططة أن إذا كططانت مصططدرّية تقططع فططي موضططعين‬ ‫ال ّ‬
‫أحدهما فططي البتططداء فتكططون فططي موضططع رفططع علططى البتططداء فططي نحططو قططوله تعططالى و أن‬
‫تصوموا خير لكم و الثاني بعد لفظ دال على معنى غيططر اليقيططن فتكططون فططي موضططع رفططع‬
‫على الفاعلية نحو قوله تعالى ‪ :‬ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم الية ‪ .‬و فططي موضططع‬
‫نصب على المفعولية كما علم ‪ .‬و في موضع جر في نحو قوله تعالى ‪ :‬مطن قبطل أن يطأتي‬
‫يوم الية ‪ .‬و استثناء مفرغ كقوله تعالى ‪ :‬و يأبى ا ّ‬
‫ل‬

‫] ‪[ 179‬‬

‫سلم جمل ناضحا معمول يجعلني و ناضحا صططفة للجمططل و‬ ‫ل أن يتم نوره فقوله عليه ال ّ‬
‫إّ‬
‫ل واحد من أقبل و أدبر ل بالناضح و الشاهد بيططت العبططاس بططن مططرداس‬ ‫بالغرب متعّلق بك ّ‬
‫المقدم آنفا و يمكن أن يقطرأ » أقبطل « علطى صطيغة المطر و كطذا » أدبطر « أى يقطول لطي‬
‫ضاح للجمل الناضح ‪ ،‬و الظاهر أن صيغة التكلم فيهمططا‬ ‫عثمان ‪ :‬أقبل و أدبر كما يقول الن ّ‬
‫ى ‪ .‬الخ بيان لقططوله المقططدم كططان سططائل سططأله‬
‫كما اخترناها انسب باسلوب العبارة ‪ .‬بعث إل ّ‬
‫ل لقططد دفعططت ‪،‬‬‫ى الخ و قوله ‪ :‬و ا ّ‬ ‫عن قوله كيف جعلك جمل ناضحا الخ ؟ فاجاب بعث إل ّ‬
‫اخبار عن نفسه أنه دفع عنه غير مّرة كمططا يططأتي فططي الشططرح ‪ ،‬و كلمططة أن فططي المواضططع‬
‫الثلثة دون الولى و الخرة مفسرة بمنزلة أى ‪ .‬و الشرط في المفسرة أن تكون مسططبوقة‬
‫بجملة فيها معنى القول دون حروفه نحو قوله تعالى فاوحينا إليه أن اصططنع الفلططك و قططوله‬
‫تعالى و انطلق المل منهم أن امشوا و يصح أن يقرأ » أخرج « في الموضعين و » أقططدم‬
‫ل لقططد‬
‫« على هيئتي التكّلم و المر و اللم في لقد دفعت لم جواب القسم كقوله تعالى ‪ :‬تا ّ‬
‫ن أصنامكم ‪.‬‬‫ل لكيد ّ‬‫ل علينا و قوله تعالى تا ّ‬ ‫آثرك ا ّ‬

‫عععععع‬

‫سيأتي ذكر ما فعل عثمان بن عفان في أوان رئاسته و أيام أمارته و ما فعل الناس به عند‬
‫ي أمير المططؤمنين إلططى أهططل الكوفططة و‬
‫ل عل ّ‬
‫سلم من عبد ا ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫قول أمير المؤمنين عل ّ‬
‫جبهة النصار و سنام العرب الخ في أّول باب المختار من كتبه و رسائله ‪.‬‬

‫ل عنه ) و هو محصور يسأله فيها الخروج إلطى مطاله بينبططع اه ( انّ‬


‫قول الرضي رضي ا ّ‬
‫الصحابة بأجمعهم اجمعوا على حربه لمطا رأوا منطه أشطياء منكطره تقطرع سطمعك و كطانوا‬
‫يومئذ بين خاذل و قاتل حتى حصروه في داره و منعوه من الماء أّياما و آخر المر قتلوه‬
‫في بيته بين ولده و نسائه في المدينة و دار الهجرة و هو بين ظهراني المسلمين حّتى قيل‬
‫ن المجمعين على قتل عثمان كانوا أكطثر مطن المجمعيطن علطى بيعتطه لجطل أحطداثه الطتى‬‫إّ‬
‫نقموها منه ‪.‬‬

‫ل هتف الّناس باسمه للخلفة ‪ ،‬و ذلك‬


‫و إّنما سأله الخروج إلى ينبع ليق ّ‬

‫] ‪[ 180‬‬
‫سططلم علططى رؤوس‬
‫سلم و كانوا يذكرونه عليططه ال ّ‬‫ي عليه ال ّ‬
‫لما رأى ان ميل الّناس إلى عل ّ‬
‫الشهاد و يهتفون أى ينادون باسمه للخلفة ‪.‬‬

‫قال الطبري في تاريخه ) ص ‪ 409‬ج ‪ 3‬طبع مصر ‪ 1357‬ه ( قالوا لعثمان ‪:‬‬

‫إّنك قد أحدثت أحداثا عظاما فاستحققت بها الخلع و ما كان لنططا أن نرجططع حّتططى نخلعططك و‬
‫ل عليه و آله من لم يحدث مثل ما جربنططا منططك‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫نستبدل بك من أصحاب رسول ا ّ‬
‫و لم يقع عليه من التهمة ما وقع عليك فاردد خلفتنططا و اعططتزل أمرنططا فططان ذلططك اسططلم لنططا‬
‫منك و اسلم لك منا ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬و هم يعنون بذلك الصحابي الذي لم يحدث مثل مطا احطدث عثمطان أميطر المطؤمنين‬
‫سلم و لططذا خططاف عثمططان‬ ‫سلم لما سنبّين أن قلوب الجماعة كانت معه عليه ال ّ‬
‫علّيا عليه ال ّ‬
‫سلم من بينهططم كططان المططر عليططه‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫من ذلك كل الخوف حّتى رأى أن لو يخرج عل ّ‬
‫أهون ‪.‬‬

‫شارح كمال الّدين ابن ميثم البحراني ‪ :‬و قد كان قصده بتلك الرسالة مططن بيططن سططائر‬ ‫قال ال ّ‬
‫ن لططه شططركة مططع‬‫الصحابة لحد أمرين أحدهما مططا اخترنططاه ‪ ،‬و الثططاني ‪ :‬انططه كطان يعتقططد أ ّ‬
‫الّناس في فعلهم به و كانت بينهما هناة فكان بعثططه لططه مططن بيططن الجماعططة متعينططا لّنهططم ان‬
‫رجعوا بواسطته فهو الغرض و ان لم يرجعوا حصلت بعض المقاصد و هو تأكد ما نسبه‬
‫إليه من المشاركة في أمره و بقاء ذلك حجة عليه لمن بعده مّمططن يطلططب بططدمه حّتططى كططان‬
‫بسبب هذا الغرض الثاني ما كان من الوقايع بالبصرة و صفين و غيرهما ‪ .‬انتهى ‪.‬‬

‫لط عليططه حيططث علططل سططؤال‬ ‫أقول ‪ :‬هذا المر الّثاني ينافي ما صّرح به الرضي رضوان ا ّ‬
‫ل هتف الناس باسمه للخلفة و ل شططك أن‬ ‫سلم إلى ينبع بقوله ‪ :‬ليق ّ‬
‫عثمان خروجه عليه ال ّ‬
‫لط لقططد دفعططت‬
‫سططلم ‪ :‬و ا ّ‬‫الرضي كان اعرف بذلك منه على أنه ينافي أيضا قططوله عليططه ال ّ‬
‫سلم المنقول من الطبرى كما يأتي ‪ :‬و ا ّ‬
‫ل‬ ‫عنه حّتى خشيت أن أكون آثما ‪ .‬و قوله عليه ال ّ‬
‫ى أن‬‫سلم ‪ :‬ثّم بعث إل ط ّ‬‫ب عنه حّتى أّنى لستحى ‪ .‬و مع ذلك ينافي قوله عليه ال ّ‬ ‫ما زلت أذ ّ‬
‫سلم شركة معهم في قتله ما‬ ‫ن له عليه ال ّ‬
‫اقدم أيضا ‪ .‬لن عثمان لو رأى أ ّ‬

‫] ‪[ 181‬‬

‫ل أن يقال إنما عرضه ذلك الغرض بعد قططدومه‬ ‫سأله القدام من ينبع إليه و هذا بعيد جّدا إ ّ‬
‫المدينة من ينبع فسأله الخروج إليه ثانيا و لكنه ينافي الّولين كما دريت ‪ ،‬فالصططواب هططو‬
‫المر الّول المختار ‪.‬‬

‫ل جمل ناضططحا بططالغرب‬ ‫سلم ‪ ) :‬يا ابن عّباس ما يريططد عثمططان أن يجعلنططي إ ّ‬‫قوله عليه ال ّ‬
‫خرا لغيره و ينقططاد فعلططه و قططوله كططاّنه ل رأى لططه و ل‬
‫اقبل و ادبر ( هذا يقال لمن كان مس ّ‬
‫اعتبار و ل تدّبر و ل اختيار متى قال الغير له أدبر عن كذا يدبر و إذا قططال لططه أقبططل إلططى‬
‫كذا يقبل ‪ .‬كالبعير الناضح يقال له ادبر و اقبل بالغرب و هو ينقاد و يلتزم ‪ .‬قططال العّبططاس‬
‫صحابي كما في الحماسة لبي تمام ) الحماسة ‪: ( 149‬‬ ‫بن مرداس السلمي ال ّ‬

‫ابلططططططططططططططططططغ أبططططططططططططططططططا سططططططططططططططططططلمي رسططططططططططططططططططول يروعططططططططططططططططططه‬


‫ل ذا سطططططططططططططططططدر و أهلطططططططططططططططططي بعسطططططططططططططططططجل‬
‫و لطططططططططططططططططو حططططططططططططططططط ّ‬

‫رسطططططططططططططططططول امطططططططططططططططططرىء يهطططططططططططططططططدى إليطططططططططططططططططك نصطططططططططططططططططيحة‬


‫فطططططططططططططططططإن معشطططططططططططططططططر جطططططططططططططططططادوا بعرضطططططططططططططططططك فابخطططططططططططططططططل‬

‫و إن بططططططططططططططططططططططّوأوك مبركططططططططططططططططططططططا غيططططططططططططططططططططططر طططططططططططططططططططططططائل‬


‫غليظطططططططططططططططططططططططا فل تنطططططططططططططططططططططططزل بطططططططططططططططططططططططه و تحطططططططططططططططططططططططّول‬

‫و ل تطمعطططططططططططططططططططططططن مطططططططططططططططططططططططا يعلفونطططططططططططططططططططططططك إّنهطططططططططططططططططططططططم‬


‫أتطططططططططططططططططططططططوك علطططططططططططططططططططططططى قربطططططططططططططططططططططططاهم بالممّثطططططططططططططططططططططططل‬

‫أبعططططططططططططططططططططططد الزار مجسططططططططططططططططططططططدا لططططططططططططططططططططططك شططططططططططططططططططططططاهدا‬


‫اتيططططططططططططططططت بططططططططططططططططه فططططططططططططططططي الططططططططططططططططدار لططططططططططططططططم يتزّيططططططططططططططططل‬

‫أراك إذا قطططططططططططططططططططططد صطططططططططططططططططططططرت للقطططططططططططططططططططططوم ناضطططططططططططططططططططططحا‬


‫يقططططططططططططططططططال لططططططططططططططططططه بططططططططططططططططططالغرب أدبططططططططططططططططططر و أقبططططططططططططططططططل‬

‫ططططططططططططططططططططططططة‬
‫فخطططططططططططططططططططططططذها فليسطططططططططططططططططططططططت للعزيطططططططططططططططططططططططز بح ّ‬
‫و فيها مقال لمرىء متذّلل‬

‫ى أن‬
‫ى أن أقدم ‪ ،‬ثم هو الن يبعث إلط ّ‬
‫ى أن اخرج ‪ ،‬ثّم بعث إل ّ‬
‫سلم ‪ ) :‬بعث إل ّ‬
‫قوله عليه ال ّ‬
‫اخرج ( ‪:‬‬

‫ضططاح للناضططح‬‫هذا شرح و تفسير لقوله المقدم أن عثمططان اراد ان يعامططل معططه معاملططة الن ّ‬
‫ى أن أقططدم مططن ينبططع‬
‫ى أن اخرج من المدينة إلى ينبع ثّم بعث إل ّ‬ ‫سلم ‪ :‬بعث إل ّ‬‫فقال عليه ال ّ‬
‫إليها ثّم هو الن بعث ان عّباس و يطلب خروجه إلى ينبع ثانيا ‪.‬‬

‫ل لقد دفعت عنه حّتى خشيت أن أكون آثما ( ‪.‬‬


‫سلم ) و ا ّ‬
‫قوله عليه ال ّ‬

‫و كان عثمان قد قسم المال و الرض فططي بنططي امّيططة فبططدأ ببنططي أبططي العططاص فططأعطى آل‬
‫الحكم رجالهم عشرة آلف و اعطى بني عثمان مثل ذلك و قسم في‬
‫] ‪[ 182‬‬

‫بني العاص و في بني العيص و في بني حرب و لنت حاشية عثمان لولئك الطططوائف و‬
‫ل تركهم قال أبو جعفطر الطططبري فطي تطاريخه ‪ :‬فلمطا نططزل‬ ‫أبي المسلمون إل قتلهم و أبي إ ّ‬
‫القوم ذا خشب جاء الخبر أن القوم يريدون قتل عثمان إن لططم ينططزع فلمططا رأى عثمططان مططا‬
‫رأى جاء علّيا فدخل عليه بيته فقال يا ابن عّم إّنه ليس لي مترك و إن قرابتي قريبة و لي‬
‫ق عظيم عليك و قد جاء ما ترى من هؤلء القوم و هم مصبحي و أنا أعلم أن لططك عنططد‬ ‫حّ‬
‫ب أن تركططب إليهططم فططترّدهم عّنططي إلططى أن قططال ‪:‬‬
‫الّناس قدرا و أّنهم يسمعون منك فأنططا احط ّ‬
‫ى و ركب معه نفر من المهططاجرين و كّلمهططم علططى و محّمططد ابططن مسططلمة و همططا‬ ‫فركب عل ّ‬
‫الّلذان قدما فسمعوا مقالتهما و رجعوا ‪.‬‬

‫و قططال ) ص ‪ ( 433‬بإسططناده عططن عكرمططة عططن ابططن عّبططاس لمططا حصططر عثمططان الحصططر‬
‫الخر ‪ ،‬قال عكرمة فقلت لبن عّباس أو كانا حصرين ؟ فقال ابطن عّبطاس الحصطر الّول‬
‫سلم بطذي خشطب فرّدهطم عنطه و‬ ‫ي عليه ال ّ‬ ‫حصر اثنتى عشرة و قدم المصريون فلقيهم عل ّ‬
‫ى له صاحب صدق ‪ .‬إلى آخر ما قال ‪.‬‬ ‫ل عل ّ‬
‫قد كان و ا ّ‬

‫ثّم قال الطبرى و المسعودي ‪ :‬و لما انصرفوا فصاروا إلى الموضع المعروف بحّمس إذا‬
‫هم بغلم على بعير و هو مقبل من المدينة فتططأملوه فططاذا هططو ورش غلم عثمططان فقططرروه‬
‫فأقّر و أظهر كتابا إلى ابن أبي سرح صاحب مصر ‪ :‬إذا قدم عليك الجيش فاقطع يد فلن‬
‫و اقتل فلنا و افعل بفلن كذا و أحصى أكثر من في الجيش و أمر فيهم بما أمر فرجعططوا‬
‫إلى المدينة و حصروا عثمان في داره و منعوه الماء فأشرف على الّناس و قال ‪ :‬أل أحد‬
‫يسقينا ؟ إلى أن قال ‪ :‬فبلغ عليا طلبه الماء فبعث إليه بثلث قرب ماء ‪ .‬قططال المسططعودي ‪:‬‬
‫فلما بلغ علّيا أنهم يريدون قتله بعث بابنيه الحسن و الحسططين و مططواليه بالسططلح إلططى بططابه‬
‫لنصرته و أمرهم أن يمنعوه منهم ‪.‬‬

‫قال الطبري ‪ ) :‬ص ‪ ( 410‬و كان عثمان يسترجع مّما يرى علططى البططاب فقططال مططروان ‪:‬‬
‫ب عنه فعليك بابن أبي طالب فانه متسططتر و هططو ل يجبططه فخططرج سططعد‬
‫إن كنت تريد أن تذ ّ‬
‫لطط‬
‫حّتى أتى علّيا و هو بين القبر و المنبر فقال ‪ :‬يا أبا حسن قم فداك أبي و امي جئتك و ا ّ‬
‫بخير ما جاء به أحد قط إلى أحد تصل رحم ابن عّمك و تأخذ بالفضل‬

‫] ‪[ 183‬‬

‫ب قد أعطى خليفتك من نفسططه الّرضططي فقططال‬‫عليه و تحقن دمه و يرجع المر على ما نح ّ‬
‫ب عنه حّتططى أنططى لسططتحى‬‫ل ما زلت أذ ّ‬
‫ل منه يا أبا إسحاق و ا ّ‬
‫سلم ‪ :‬تقبل ا ّ‬‫ي عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬
‫إلى آخر ما قال ‪.‬‬
‫سلم فكّلموه في عثمان فاقبل عل طىّ‬‫و قال أيضا ‪ :‬لّما حصروا عثمان جاء قوم عليا عليه ال ّ‬
‫سلم‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫عليه فجعل يخبره ما وجدوا في كتابهم إلى أن قال ‪ :‬ثّم أقبل عثمان على عل ّ‬
‫ل لو كنت في هذه الحلقة لحللتها منك فاخرج إليهم فكّلمهم‬ ‫فقال ‪ :‬إن لي قرابة و رحما و ا ّ‬
‫فاّنهم يسمعون منك إلى آخر ما قال و سيأتي تفصيله ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬لو ل تصريح الرضي بقوله ‪ :‬يسأله فيها الخروج إلى ما له بينبع ‪،‬‬

‫سلم أن اخرج و أن أقدم بما قدمنا من الطبرى و المسططعودى‬ ‫سر قوله عليه ال ّ‬‫لمكن أن يف ّ‬
‫ى كما دريت اّنه مرة اسططتغاثه‬ ‫اى اخرج إلى الّناس فرّدهم عنى ‪ ،‬و كذا أن اقدم أى أقدم إل ّ‬
‫سلم و سأله‬ ‫بالنصرة و مّرة استسقاه فقال ‪ :‬أ ل أحد يسقينا ‪ .‬و مّرة دخل عليه بيته عليه ال ّ‬
‫أن يرّد الّناس عنه ‪.‬‬

‫سلم ‪ :‬حّتى خشيت أن أكون آثما ‪ .‬يحتمل وجوها الّول ما يتبططادر إليططه‬ ‫ن قوله عليه ال ّ‬
‫ثّم إ ّ‬
‫سططلم نهططا عثمططان غيططر مطّرة عططن‬‫ن أميططر المططؤمنين علّيططا عليططه ال ّ‬
‫الذهن و يلوح له بططدوا أ ّ‬
‫الحداث اّلتي كان يرتكبها و بالغ في النهى فلم ينته منها كما سنتلو طائفططة منهططا عنقريططب‬
‫ل تعطالى و كططذا قططد دفططع عنطه‬
‫سلم انشاء ا ّ‬ ‫في أّول باب المختار من كتبه و رسائله عليه ال ّ‬
‫غير مرة كما دريت و مع ذلك كّله لم يتنّبه و لم ينته فكان عثمان آثما في أفعططاله المخالفططة‬
‫للدين و مصرا عليها و ل كلم أن معاونة الثم إثم ايضا فلو تظاهر عليه بالثم كان عليه‬
‫سلم اثما قال تعالى ‪ :‬تعاونوا علطى الطبّر و التقطوى و ل تعطاونوا علطى الثطم و العطدوان‬ ‫ال ّ‬
‫) المائدة ‪ ( 4‬و ذّم تعالى قوما أيضا في الكتاب بقوله ‪ :‬و ترى كثيرًا منهم يسططارعون فططي‬
‫الثم و العدوان الية ) المائدة ‪. ( 68‬‬

‫ل لقد دفعت عنططه كطّرة بعططد كطّرة حّتططى خشططيت أن‬


‫سلم اراد منه أّني و ا ّ‬
‫الّثاني اّنه عليه ال ّ‬
‫ألقى نفسي في الهلكة و يقتلني الّناس و قتل الّنفس حرام فمن ارتكتبه آثم ‪.‬‬

‫] ‪[ 184‬‬

‫الّثالث أن يكون المراد اني خشيت الثم بما نلططت منهططم لمططا جاهططدتهم فططي الططدفع عنططه مططن‬
‫الضرب و الشتم و غلظ القول و امثالها ‪.‬‬

‫ععععع‬

‫ل شبهة أن اليات و الخبار التي جائت في فضيلة الجهاد ل ينالها يد إنكار بططل هططي مططن‬
‫سططلم‬
‫ي عليططه ال ّ‬
‫ضروريات الّدين فلو كان عثمان إماما عدل مستحقا للدفاع عنه لرأى عل ط ّ‬
‫الجهاد دونه واجبا سواء كان قتل أو قتل و ما يتفّوه بقوله ‪ :‬مططا يريططد إل أن يجعلنططي جمل‬
‫صر ‪.‬‬‫ناضحا ‪ ،‬أو بقوله ‪ :‬لقد خشيت أن أكون آثما ‪ .‬فتب ّ‬
‫ععععععع‬

‫ل بن عّباس فرمود ‪.‬‬


‫سلم است كه بعبد ا ّ‬
‫اين يكى از كلم أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫ابن عباس از جانب عثمان هنگاميكه محصور بططود و مططردم گططرد خططانه او را در مططدينه‬
‫محاصره كرده بودند ‪ ،‬نزد آنحضرت آمطد كطه آن بزرگطوار از مطدينه بيطرون رود و بطه‬
‫ينبع كه از آن حضرتش بود بسر برد تا مردم نامش را براى خلفططت كمططتر يططاد كننططد و‬
‫بدان شعار ندهند و فرياد نزنند ‪ ،‬و مثل اين خواهش را پيش از اين باره نيز از آنجنططاب‬
‫سلم در جواب ابن عباس فرمود ‪:‬‬ ‫كرده بود ‪ ،‬أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫اى پسر عباس عثمان جز اين نميخواهد كه مرا چون شطتر آبكطش گردانطد بيطايم و بطروم‬
‫خر او باشم ( يكبار بمن فرستاد كه ) از مدينه ( بيرون رو ) و در ينبع باش ( بططاز‬ ‫) مس ّ‬
‫فرستاد كه ) از ينبع بيا ( اكنون باز مىگويد از مدينه بيرون رو و در ينبططع بسططر بططبر ‪،‬‬
‫سوگند به خدا بس كه ) در حق او دفاع كردم و مرگ و دشمن را ( از او دفع كردم بيططم‬
‫آن دارم كه گناهكار باشم ‪.‬‬

‫] ‪[ 185‬‬

‫ع ع ع عععع ع ع ععع ع ععع ععع ع ع ع ععععع عع ع‬


‫عععععع ع عععععععع ع ع ععععع عع ع ع ع عع‬
‫ععععع ع‬

‫يحث فيه أصحابه على الجهاد‬

‫ل مستأديكم شكره ‪ ،‬و موّرثكم ) أو مورثكم ( أمره ‪،‬‬


‫وا ّ‬

‫و ممهلكم في مضمار ممدود ) محدود خ ل ( لتتنازعوا سبقه ‪،‬‬

‫فشّدوا عقد المآزر ‪ ،‬و اطووا فضول الخواصر ‪ ،‬ل تجتمع عزيمططة و وليمططة ‪ .‬مططا أنقططض‬
‫ظلم لتذاكير الهمم ‪.‬‬
‫الّنوم لعزائم اليوم و أمحى ال ّ‬

‫ععععع‬

‫يقال ‪ :‬استأدى فلنا مال إذا صادره و اخذه منه ‪ .‬و استأديت ديني عنططد فلن أى طلبتططه و‬
‫سلم ) مسططتأديكم شططكره ( أى‬ ‫في كنز الّلغة إستئداء طلب أداى چيزى كردن فقوله عليه ال ّ‬
‫طالب منكم أدائه على نعمه ‪ ) ،‬ممهلكم ( أى معطيكم مهلة ‪ ،‬يقال أمهله إذا أنظره و أجّله‬
‫‪ ) ،‬مضمار ( الموضع الذي تضمر فيه الخيل للسباق أى تحضر له لتنططازعوا و تتنافسططوا‬
‫في سبقه و يقال بالفارسية ‪ :‬ميدان اسب دوانى ‪ .‬و جاى رياضت دادن اسبان ‪ .‬المضططمار‬
‫أيضا مدة تضمير الخيل ‪ ،‬أى اسم للمكان و الزمان و جاء بمعنى غاية الفرس في السباق‬
‫أيضا ‪ ) .‬سبق ( في الصحاح ‪ :‬السبق بالتحريك ‪ :‬الخطر الذي يوضع بين أهططل السططباق ‪.‬‬
‫يعني هو الخطر الذى يتراهن عليه المسابقون و يأخذه السابق منهم ‪ .‬و في منتهى الرب‬
‫‪ :‬سبق محركة ‪ :‬آنچه گروبندند بر آن بر اسب دوانيدن و تير انداختن و جز آن ‪ ،‬أسططباق‬
‫جمع ‪ ) ،‬العقد ( جمع العقدة كالغرف جمع الغرفة أى ما يمسك الشيء و يوثقه ‪ ) .‬المآزر‬
‫( جمططع المئزر و المئزرة أى الزار كالّلحططاف و الملحططف و الملحفططة جمعهططا ملحططف ‪.‬‬
‫ى ‪ :‬الّثنى‬
‫ى و أصل الط ّ‬
‫) اطووا ( من الط ّ‬

‫] ‪[ 186‬‬

‫و القبض و ضّد النشر ‪ .‬قال الشاعر ‪:‬‬

‫طوتك خطوب دهرك بعد نشر‬

‫) الخواصر ( جمع الخاصرة أى الشاكلة و بالفارسية ‪ :‬تهيگاه ميان و فططي منتهططى الرب‬
‫خاصرة كصاحبة تهيگاه و آنچه ميان سرسرين و كوتاهترين اسططتخوان پهلططو اسططت قططال‬
‫الحسين بن مطير في أبيات له ) الحماسة ‪( 460‬‬

‫مخصطططططططططططططططططططططّرة الوسطططططططططططططططططططططاط زانطططططططططططططططططططططت عقودهطططططططططططططططططططططا‬


‫بأحسن مّما زّينتها عقودها‬

‫يريد أنها دقيقة الخصور غير واسعة الجنوب ‪ .‬و قال آخر ‪:‬‬

‫ى ل يطططططططططططططططططرى قطططططططططططططططططّد القميطططططططططططططططططص بخصطططططططططططططططططره‬


‫فطططططططططططططططططت ّ‬
‫ى مناكبه‬ ‫و لكّنما تفرى الفر ّ‬

‫ل طعططام يتخططذ‬
‫ل طعام صنع لططدعوة أو غيرهططا و قيططل كط ّ‬
‫) الوليمة ( طعام العرس و قيل ك ّ‬
‫لجمع الجمع ولئم لكنها ههنا كناية عن لّذات الدنيا و خفض العيش و الدعة ‪.‬‬

‫و ) الظلم ( كالغرف جمع الظلمة كالغرفة و المراد بها الّليططل و ) التططذاكير ( جمططع تططذكار‬
‫لن التذكرة جمعها تذاكر ‪.‬‬
‫ععععععع‬

‫اللم من لتتنازعوا جارة للتعليل متعلقة بالممهل و الفعل منصوب بأن الناصبة المصدرية‬
‫ل عليططه مططا‬
‫المقدرة أى لن تتنازعوا ‪ .‬و الفاء في فشّدوا فصيحة تنططبىء عططن محططذوف يططد ّ‬
‫ل في مضمار لتتنازعوا سبقة فشّدوا عقد المآزر ‪.‬‬ ‫قبلها أى إذا أمهلكم ا ّ‬

‫و ما أنقض و أمحى صيغتا تعجب اى و ما امحى الظلم ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ث على الجهططاد و فضططل المجاهططدين و‬ ‫سلم في التحريص على القتال و الح ّ‬ ‫كلمه عليه ال ّ‬
‫في ذم القاعدين عنه ذكر في عدة مواضع من النهج كّلها كاف شططاف لفظططا و معنططى علططى‬
‫حّد ل يتأتى لحد أن ينسج المعاني باللفاظ بذلك المنطوال و مطن تأّملهطا حطق التأّمطل درى‬
‫أنها فوق كلم المخلوق ‪.‬‬

‫ل على كمال شجاعته و قدرته الروحّيططة و ممططا‬


‫ل على قدرة بيانه كذلك يد ّ‬‫على أّنها كما تد ّ‬
‫ن صولته و سطوته و شجاعته أعجزت البطال‬ ‫بلغ إلى حّد التواتر أ ّ‬

‫] ‪[ 187‬‬

‫سلم عن أحد قط مع طول ملقاته الحروب و كططثرة‬ ‫و قد أقّر أعداؤه بذلك ما وّلى عليه ال ّ‬
‫ن قواعططد السططلم‬ ‫من لقاه من صناديد العداء و من تأمططل الخبططار فططي الغططزوات علططم أ ّ‬
‫سلم و أن هذه القوة ما كانت بقوة جسدانية بل بتأييدات الهّية كما قال‬ ‫ثبتت بجهاده عليه ال ّ‬
‫ل ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية بل بقوة الهّيططة و نعططم مططا اشططار إليططه‬ ‫سلم ‪ :‬و ا ّ‬‫عليه ال ّ‬
‫العارف الرومي ‪:‬‬

‫ايططططططططططططططن چططططططططططططططراغ شططططططططططططططمس كططططططططططططططو روشططططططططططططططن بططططططططططططططود‬


‫نطططططططططططططططططططز فطططططططططططططططططططتيله پنبطططططططططططططططططططه و روغطططططططططططططططططططن بطططططططططططططططططططود‬

‫سططططططططططططططططططططططقف گططططططططططططططططططططططردون كططططططططططططططططططططططانچنين دائم بططططططططططططططططططططططود‬


‫نطططططططططططططططططططز طنطططططططططططططططططططاب و اسطططططططططططططططططططتنى قطططططططططططططططططططائم بطططططططططططططططططططود‬

‫قطططططططططططططططططططططططّوت جبريطططططططططططططططططططططططل از مطبطططططططططططططططططططططططخ نبطططططططططططططططططططططططود‬


‫لق ودود‬ ‫بطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططود از ديطططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططططدار خ ّ‬

‫همچنيططططططططططططططططططن ايططططططططططططططططططن قططططططططططططططططططّوت ابططططططططططططططططططدال حططططططططططططططططططق‬


‫هططططططططططططططططم ز حططططططططططططططططق دان نططططططططططططططططز طعططططططططططططططططام و از طبططططططططططططططططق‬
‫جسمشططططططططططططططططططططان را هططططططططططططططططططططم ز نططططططططططططططططططططور اسرشططططططططططططططططططططتهاند‬
‫تا ز روح و از ملك بگذشتهاند‬

‫سلم في بعضها يعّلم فنون الحرب و في بعضططها قطانون تعبيططة العسططكر و‬ ‫على انه عليه ال ّ‬
‫في بعضها وظيفة المجاهد قبال الخصم مطن الفعطال و القطوال لرشطاده و هطدايته و فطي‬
‫ب الططذين يقططاتلون‬
‫سلم ‪ :‬انه تعالى يحط ّ‬ ‫بعضها وظيفته قباله للحراب و القتال كقوله عليه ال ّ‬
‫ضطوا علطى‬ ‫خطروا الحاسطر و ع ّ‬ ‫في سبيله صّفا كاّنهم بنيان مرصطوص فقطّدموا الطدارع و أ ّ‬
‫الضراس فاّنه أنبا للسيوف على الهام و التووا في أطراف الرمطاح فطإّنه أمطور للسطنة و‬
‫غضوا البصار فاّنه أربط للجاش و أسكن للقلوب و أميتوا الصوات فاّنه أطرد للفشل و‬
‫ل في أيدي شجعانكم فططا ّ‬
‫ن‬ ‫أولى بالوقار ‪ .‬و رايتكم فل تميلوها و ل تخّلوها و ل تجعلوها إ ّ‬
‫صابرين على نططزول الحقططائق أهططل الحفططاظ الططذين يحّفططون برايططاتهم و‬ ‫المانعين للذمار و ال ّ‬
‫ل امرء منكم آسا أخاه بنفسه و لم يكل قرنه إلى أخيه فيجتمططع عليطه قرنطه‬ ‫يكشفونها رحم ا ّ‬
‫ل ط و ل تفططروا مططن‬‫و قرن أخيه فيكتسب بذلك لئمة و يأتي به دنائة و ل تعرضوا لمقت ا ّ‬
‫ل سبحانه تعالى يقول ‪ :‬قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتططل و‬ ‫نا ّ‬‫الموت فا ّ‬
‫ل لئن فررتم من سيف العاجلة ل تسلموا من سططيف الخططرة‬ ‫ل قليل و أيم ا ّ‬‫إذا ل تمتعون إ ّ‬
‫ل تعالى بعد الصبر ينزل النصر ‪.‬‬ ‫صلة و الصدق في النية فان ا ّ‬ ‫فاستعينوا بالصبر و ال ّ‬

‫] ‪[ 188‬‬

‫سلم في الجهاد و المجاهد لكثر بنا الخطب فالولى بنططا الن‬‫و لو تعرضنا لكلماته عليه ال ّ‬
‫سلم ‪.‬‬
‫أن نثنى القلم على تفسير جمل كلمه هذا عليه ال ّ‬

‫ل تعالى طالب منكم أداء شكره على‬ ‫ل مستأديكم شكره ( أى إن ا ّ‬ ‫سلم ‪ ) :‬و ا ّ‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫لط ان‬‫نعمه و القيام به كما أمر به في مواضع كثيرة مطن كتطابه كقطوله تعطالى و اشطكروا ا ّ‬
‫كنتططم إيططاه تعبططدون ) البقططرة ‪ ( 168‬و قططوله تعططالى و اشططكروا لططي و ل تكفططرون ) البقططرة‬
‫ل إن كنتم إياه تعبدون ) النحل ‪ ( 116‬و غيرها‬ ‫‪ ( 148‬و قوله تعالى ‪ :‬و اشكروا نعمت ا ّ‬
‫من اليات ‪.‬‬

‫ث أصططحابه علططى الجهططاد و أى‬ ‫سلم يكون في ح ّ‬ ‫ن ههنا كلما و هو ان كلمه عليه ال ّ‬ ‫ثّم ا ّ‬
‫ن أداء الشططكر‬ ‫لط مسططتأديكم شططكره « بالجهططاد ؟ الجططواب أ ّ‬ ‫سلم » و ا ّ‬‫ارتباط لقوله عليه ال ّ‬
‫ن التوبططة عططن المعاصططي مثل ليسططت‬ ‫بازاء نعمته إنما هو باختلف النعم و موارده فكمططا أ ّ‬
‫التكّلم بالستغفار أو تبت و أمثالهما بل التوبة على الغصب اّنما هي رّد مال الغيططر إليططه و‬
‫صلة قضاؤها كذلك و هكططذا فططي كط ّ‬
‫ل‬ ‫العزم على تركه في الستقبال و التوبة على ترك ال ّ‬
‫معصية كانت التوبة بحسططبها ‪ ،‬كططذلك شططكر النعمططة انمططا يكططون بحسططبها فقططد يكفططى التكلططم‬
‫لط و كتطابه الحطاوى لسطعادة‬ ‫ل مثل في أداء الشكر بطإزاء نعمطة و لمطا كطان ديطن ا ّ‬ ‫بألحمد ّ‬
‫الدارين و الداعي إلى الخير و الهدى من أعظم نعمه فمن كفر بهططذه النعمططة العظمططى فقططد‬
‫خسر خسرانا مبينا و عدم الكفران بها و أداء الشكر لها أن يتنّعم بها و يحفظهططا و يمنعهططا‬
‫ل يطططالب أداء شططكره بططإزاء هططذه النعمططة الكططبرى أى‬
‫من كيد الجانب و سبيله الجهططاد فططا ّ‬
‫الجهاد في سبيله لحفظ الدين و رفع كيد المعاندين ‪.‬‬

‫ب العالمين ‪.‬‬
‫لر ّ‬
‫و الحمد ّ‬

‫سلم ‪ ) :‬و موّرثكم أمره ( أمره تعالى هو سلطانه و دولته الحقة فططي الرض‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫صططلة و أداء‬
‫يورثه عباده الصالحين و المحافظين على رعاية أمططره و نهيططه مططن اقامططة ال ّ‬
‫الزكاة و القيام بالجهاد و غيرها من الفرائض و النتهاء مما نهى و حّرم قال ‪:‬‬

‫عطّز مططن قططائل ‪ :‬و ل تهنططوا و ل تحزنططوا و أنتططم العلططون ان كنتططم مططؤمنين ) آل عمططران‬
‫صالحات ليستخلفنهم في‬ ‫ل الذين آمنوا منكم و عملوا ال ّ‬ ‫‪ ( 134‬و قوله تعالى ‪ :‬وعد ا ّ‬

‫] ‪[ 189‬‬

‫ن لهم دينهم الذى ارتضى لهم و ليبدلّنهم مططن‬


‫الرض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمّكن ّ‬
‫بعد خوفهم أمنًا الية ) النور ‪ ( 55‬و قوله تعالى ‪ :‬و أورثكم أرضهم و ديارهم و أمططوالهم‬
‫سلم و‬
‫و أرضًا لم تطؤها الية ) الحزاب ‪ . ( 28‬و قوله تعالى ‪ :‬فل تهنوا و تدعوا إلى ال ّ‬
‫ل معكم و لن يتركم أعمالكم ) محّمد ‪. ( 38‬‬ ‫أنتم العلون و ا ّ‬

‫سلم هذا يشير أيضا إلى أن أمر الدولططة سططيرجع إليكططم و يططزول أمططر‬
‫ن كلمه عليه ال ّ‬ ‫ثّم ا ّ‬
‫بني امّية كما أفاد الفاضل الشارح المعتزلي ‪.‬‬

‫سلم ‪ ) :‬و ممهلكم في مضمار ممدود لتتنازعوا سططبقه ( و فططي بعططض النسططخ‬
‫قوله عليه ال ّ‬
‫ق فان المضمار الممدود اى العمر محططدود ل محالططة فططاذا‬
‫في مضمار محدود و كلهما ح ّ‬
‫جاء أجلهم ل يستأخرون ساعة و ل يستقدمون ) النحل ‪. ( 64‬‬

‫سلم الجال المقّدرة التى ضربت للناس أعنى مطّدة حيططاتهم بالمضططمار للخيططل‬ ‫شّبه عليه ال ّ‬
‫ل و مكسب الصلحاء ليس للنسان إل أن يسارع إلى‬ ‫لغاية السبق فان الّدنيا متجر أولياء ا ّ‬
‫مغفرة مططن رّبططه و يسططابق غيططره فططي التصططاف بالوصططاف اللهّيططة و التخلططق بططالخلق‬
‫ل و عل ‪ ،‬فان تلك الغاية القصوى هي سبق السالكين‬ ‫الرّبانّية حّتى يتقرب إلى حضرته ج ّ‬
‫و منتهى رغبة الراغبين ‪.‬‬

‫ل علططى فضططل‬
‫ث علطى الجهطاد فل بطّد أن يكططون دا ّ‬ ‫سطلم فطي الحط ّ‬
‫ثّم لما كان كلمه عليه ال ّ‬
‫صة فيحرصهم بالمنافسة في سبق مضمار القتال و هو الجّنططة و الراضططون‬ ‫المجاهدين خا ّ‬
‫سلم في بعض خطبه الماضططية‬ ‫و الغفران و الحياة الطيبة و العيش الرغد ‪ ،‬و قال عليه ال ّ‬
‫ل قد دلكم على تجارة تنجيكم من عذاب‬ ‫في تحضيضه على القتال ‪ :‬معاشر المسلمين إن ا ّ‬
‫ل و برسوله و الجهططاد فططي سططبيله و جعططل‬‫أليم و تشفى بكم على الخير العظيم ‪ :‬اليمان با ّ‬
‫ثوابه مغفرة الذنب و مساكن طيبة في جنات عدن ‪ .‬إلى آخر ما قال ‪.‬‬

‫سلم في ) الخطبة ‪ : ( 27‬أّما بعد فانّ الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه‬‫و كذا قال عليه ال ّ‬
‫صة أوليائه ‪ .‬إلى آخرها ‪.‬‬
‫ل لخا ّ‬‫ا ّ‬

‫لط أمواتطًا بططل أحيططاء عنططد رّبهططم‬


‫ن الذين قتلوا فططي سططبيل ا ّ‬
‫و قال عّز من قائل ‪ :‬و ل تحسب ّ‬
‫ل من فضله و يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم‬ ‫يرزقون ‪ .‬فرحين بما آتيهم ا ّ‬

‫] ‪[ 190‬‬

‫لط‬
‫نا ّ‬
‫ل و فضططل و أ ّ‬
‫ل خوف عليهم و ل هم يحزنون ‪ .‬يستبشرون بنعمة من ا ّ‬‫من خلفهم أ ّ‬
‫ل يضيع أجر المؤمنين ) آل عمران ‪. ( 166‬‬

‫سلم ‪ ) :‬فشدوا عقد المآزر ( عقد الزار كناية عن الجّد و التشمير يقال ‪:‬‬
‫قوله عليه ال ّ‬

‫فلن شّد عقد إزاره أو كشف عن ساقيه أو شّمر عططن سططاقيه أو شطّمر ذيلططه إذا تهيططأ لمططر‬
‫ن من عادة الّناس أن يشّدوا عقد إزارهططم أو يش طّمروا عططن‬ ‫هائل و خطب عظيم و فظيع ل ّ‬
‫سوقهم و ذيولهم و يقلصوا أكمامهم عند المور الصعبة لن الشّد و التشمير عندها أمكططن‬
‫ن من شطّد عقططد الزار أمططن مططن انحللططه و ل يشططغله عمططا هططو بصططدده‬‫للقراع و الدفاع فا ّ‬
‫فيمضى في عمله غير خائف على انه كان أسرع للمشى و أبعططد عططن العثططار كمططا إذا شططد‬
‫وضين البل و الخيل و نحوهما أمن القتب أو الهططودج أو السططرج و أمثالهططا و مططن عليهططا‬
‫من الضطراب بخلف إذا كان قلقا ‪ .‬و قالت العوراء ابنة سبيع ) الحماسة ‪. ( 395‬‬

‫طّيطططططططططططططططططططططططططططططططططان ططططططططططططططططططططططططططططططططططاوى الكشطططططططططططططططططططططططططططططططططح ل‬


‫يرخى لمظلمة إزاره‬

‫تريد انه عقد الزار شديدا إذا نابته النوائب ل يرخططى إزاره ‪ ،‬و كططذا مططن شطّمر ذيلططه قطال‬
‫قيس بن زهير بن جذيمة العبسي ‪:‬‬

‫و إذا شطططططططططططططططططططططططّمرت لطططططططططططططططططططططططك عطططططططططططططططططططططططن سطططططططططططططططططططططططاقها‬


‫فويها ربيع فل تسأم‬

‫و قال الخر ‪:‬‬


‫قططططططططططططططططططد شططططططططططططططططططمرت عططططططططططططططططططن سططططططططططططططططططاقها فشططططططططططططططططططّدوا‬
‫و جّدت الحرب بكم فجّدوا‬

‫شاعر ) الحماسة ‪. ( 640‬‬


‫و كذا يقال لمر هائل اشتّد أنه شّمر أو شّمر عن ساقيه ‪ .‬قال ال ّ‬

‫و مسطططططططططططططططططططططتعجل بطططططططططططططططططططططالحرب و السطططططططططططططططططططططلم حظطططططططططططططططططططططه‬


‫ل عنهطططططططططططططططططا محطططططططططططططططططافره‬ ‫فلّمطططططططططططططططططا اسطططططططططططططططططتثيرت كططططططططططططططططط ّ‬

‫و حططططططططططططططططارب فيهططططططططططططططططا بططططططططططططططططامرىء حيططططططططططططططططن شططططططططططططططططّمرت‬


‫من القوم معجاز لئيم مكاسره‬

‫أى حين شّمرت و كشفت الحرب عن ساقيها ‪ .‬و في التقان فططي علططوم القططرآن للسططيوطي‬
‫) ص ‪ 129‬طبع مصر ‪ 1318‬ه ( مّمططا سطأل نطافع بطن الرزق ابططن عبططاس اّنططه قطال لطه ‪:‬‬
‫اخبرني عن قوله تعالى يوم يكشف عن ساق قال ‪ :‬عن شّدة الخرة أما سمعت‬

‫] ‪[ 191‬‬

‫قول الشاعر ؟ قد قامت الحرب بنا عن ساق ‪.‬‬

‫سلم ‪ ) :‬و اطووا فضول الخواصر ( الظاهر و النسب في المقططام أن مططراده‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫سلم من هذه الجملة كاّلتي سبقتها ارشاد إلى الجّد و التهيأ للقتال فان لثياب العرب‬ ‫عليه ال ّ‬
‫سعة فاضلة فاذا طووا فضول الخواصر عليها و قّلصوا الذيول كان القتال و المشططى لهططم‬
‫أهون و أمكن فان الفضول تمنع عن الجلد و السراع و تعوق عن السططبق و الحططراك ‪ .‬و‬
‫هذا المعنى يقال بالفارسية ‪ :‬ميان بستن ‪ ،‬كمر بستن و امثالهما قال المسعود بن سططعد بططن‬
‫سلمان في مدح سيف الدولة ‪:‬‬

‫بربسططططططططططططططططططططططططططططططته ميططططططططططططططططططططططططططططططان و در زده نططططططططططططططططططططططططططططططاوك‬


‫بگشاده عنان و درچده دامن‬

‫سلم أن ما طال من الثياب التّفوه و اطووه على الخاصططرة و ذلططك‬ ‫ن مراده عليه ال ّ‬
‫‪ 1‬أو أ ّ‬
‫ف بقدميه على‬ ‫ن من شرع بجّد و اجتهاد في عمل يطوى ما فضل من إزاره طول و يلت ّ‬ ‫لّ‬
‫خاصططرته و يجعلططه محكمططا فيهططا لئل يمنعهططا عططن المشططى و الجططد و السططراع كمططا يقططال‬
‫بالفارسية ‪ :‬دامن بكمر زد و دامن درچيده و كأّنما أراد هذا المعنى من قططال ‪ :‬قططوله عليططه‬
‫ف علططى اقططدامكم فططاطووه‬‫سلم و اطووا فضول الخواصر أى ما فضل من مططآزركم يلتط ّ‬ ‫ال ّ‬
‫حّتى تخفوا في العمل و ل يعوقكم شيء عن السراع في عملكم ‪.‬‬
‫ى ما فضل و زاد من الثياب عرضا و سعة على الخاصرة‬‫و بالجملة على الوجه الّول ط ّ‬
‫ي ما فضل و زاد طول عليها ‪.‬‬
‫و على الثاني ط ّ‬

‫ى فضططول الخواصططر كنايططة عططن النهططى عططن كططثرة الكططل لنّ‬‫و يمكن أن يجعل المر بط ّ‬
‫الكثير الكل ل يطوى فضول خواصره لمتلئها بططل يملئهططا ‪ ،‬و القليططل الكططل يأكططل فططي‬
‫بعضها و يطوى بعضها على أن البطنة تذهب الفطنة و تمنططع عططن الحملططة علططى الفتنططة و‬
‫كانت العرب عند الحرب تمسك عن الكل و الشبع لذلك و كثيرا ما يوجد في اشعارهم و‬
‫امثالهم مدح خميص البطن ‪ ،‬يابس الجنبين ‪ ،‬منضم الضلوع ‪،‬‬

‫ى الكشططح و الجنططب ‪ ،‬طّيططان ‪ ،‬صططغير‬


‫متقارب الجنبين ‪ ،‬أهضططم ‪ ،‬طططاوى الكشططح ‪ ،‬مطططو ّ‬
‫البطن ‪،‬‬

‫ى البطن ‪ ،‬ضامر البطن و نظائرهططا الكططثيرة المتقاربططة‬


‫مهضوم الجنبين ‪ .‬قليل الطعم ‪ ،‬ط ّ‬
‫المعنى كما يوجد في أمثال الفرس و أشعارهم مما ل يحصى كثرة قال السعدى ‪:‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ممممم مممم مممممم ‪.‬‬

‫] ‪[ 192‬‬

‫اسطططططططططططططططططططب لغطططططططططططططططططططر ميطططططططططططططططططططان بكطططططططططططططططططططار آيطططططططططططططططططططد‬


‫روز ميدان نه گاو پروارى‬

‫و ذهب إلى هذا المعنى الشارح الفاضل المعتزلي و اتى بثلثة أبيات شططاهدا حيططث قططال ‪:‬‬
‫قال الشاعر ‪:‬‬

‫كلططططططططططططططططططوا فططططططططططططططططططي بعططططططططططططططططططض بطنكططططططططططططططططططم و عّفططططططططططططططططططوا‬


‫فان زمانكم زمن خميص‬

‫و قال أعشى باهلة ‪:‬‬

‫طططططططططططططططططاوى المصططططططططططططططططير علططططططططططططططططى العططططططططططططططططزا متصططططططططططططططططلت‬


‫بالقوم ليلة ل ماء و ل شجر‬

‫و قال الشقرى ‪:‬‬

‫و اطططططططططططططوى علططططططططططططى الخمططططططططططططص الحوايططططططططططططا كمططططططططططططا انطططططططططططططوت‬


‫ي تغار و تفتل‬ ‫خيوطة ما ر ّ‬
‫ى فضول الخواصر كناية عن المر بترك ما‬ ‫نط ّ‬‫و ذهب الشارح الفاضل البحراني إلى أ ّ‬
‫يفضل من متاع الّدنيا على قدر الحاجة من ألوان الطعوم و الملبس و سائر قينططات الططدنيا‬
‫و أصله أن للخواصر و البطون احتمال أن يتسع لما فوق قدر الحاجة من المططأكول فططذلك‬
‫القدر المتسع لما فوق الحاجة هو فضول الخواصر و كّنى بطّيها عّمطا ذكرنططاه مطن لطوازم‬
‫ى ترك تلك الفضول ‪ .‬انتهى ‪.‬‬‫ذلك الط ّ‬

‫ن المجاهد يعرض عططن‬ ‫ل و إن كان له مناسبة ّما بالجهاد فإ ّ‬‫أقول ‪ :‬بيان البحراني رحمه ا ّ‬
‫سلم ل يخلو من تكلططف بططل‬ ‫نفسه و الّدنيا و ما فيها لكن إرادة هذا المعنى من قوله عليه ال ّ‬
‫ل و لططه مناسططبات بعيططدة و ملزمططات غريبططة و‬ ‫ل فططإن مططن كلم إ ّ‬
‫بعيد جّدا غاية البعططد و إ ّ‬
‫سلم التي » ل تجتمع عزيمة و وليمططة « بهططذا المعنططى أو‬ ‫سر قوله عليه ال ّ‬ ‫الصواب أن يف ّ‬
‫قريب منه ‪ .‬و لو قيل ‪ :‬فليكن هذه الجملة التالية قرينة على ارادة ذلك المعنى مططن الولططى‬
‫رّد بلزومه التكرار و التأسيس خير منه و لو كان تأكيدا ‪ .‬فتأّمل ‪.‬‬

‫سلم ‪ ) :‬ل تجتمع عزيمة و وليمة ( أى مططن اهتطّم بططأمر و اراد ارادة جازمططة‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫على تحصيله و اقتنائه لبّد أن يغضى عينه عن الّلططذات و الّدعططة و خفططض العيططش فكنططى‬
‫ف عططن الّلططذائذ النفسطّية و ل‬
‫ل بططالك ّ‬
‫بالوليمة عنها كما مضى و ل تقتنى الفضائل النفيسططة إ ّ‬
‫ل بمقاساة الشدائد و ركوب الهوال‬ ‫تنال درجات الكمال إ ّ‬

‫] ‪[ 193‬‬

‫و نعم ما قال المتنّبي ‪:‬‬

‫لططططططططططططططططططو ل المشططططططططططططططططططقة سططططططططططططططططططاد الّنططططططططططططططططططاس كّلهططططططططططططططططططم‬


‫فالجود يفقر و القدام قّتال‬

‫سططتهم‬
‫ل تعالى ‪ :‬أم حسبتم أن تدخلوا الجّنة و لّما يأتكم مثططل اّلطذين خلطوا مطن قبلكططم م ّ‬
‫قال ا ّ‬
‫ل ط أل إ ّ‬
‫ن‬ ‫ضّراء و زلزلوا حّتى يقول الّرسول و اّلذين آمنوا معه مططتى نصططر ا ّ‬ ‫البأساء و ال ّ‬
‫ل قريب ‪.‬‬‫نصر ا ّ‬

‫سلم ‪ ) :‬ما أنقض النططوم لعططزائم اليططوم ( ‪ :‬هططذه الجملططة و اّلططتي تليهططا بصططيغة‬
‫قوله عليه ال ّ‬
‫التعجب و هما تؤّكدان الولى و المراد واحد أى أن الشططتغال بالمشططتهيات الدنّيططة البدنّيططة‬
‫يثبط النسان عن الوصول إلى المقامات العالية ‪ .‬فان من عزم على أمر في اليوم فنام لططم‬
‫ينجح بالمراد فيكون نوم يومه ناقض روم يومه ‪ .‬أو إذا عزم في اليوم على أمر يفعله في‬
‫الّليل أو في الغد باكرا و نام في الّليل لم يظفر بالحاجططة كالمسططافر مثل إذا أراد فططي اليططوم‬
‫أن يسير مسافة طويلة تلزم القدام بها بكرة حّتى ينال المطلوب فنام و لم يبططاكر لططم يفططز‬
‫به و ما اجاد قول السعدي بالفارسية ‪:‬‬
‫خطططططططططططططططططططططططواب نوشطططططططططططططططططططططططين بامطططططططططططططططططططططططداد رحيطططططططططططططططططططططططل‬
‫باز دارد پياده را ز سبيل‬

‫سلم ‪ ) :‬و أمحى الظلم لتذاكير الهمم ( ‪ .‬لن من اهتم في اليوم مثل بعمل في‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫الّليل و إذا جاء الّليل غلبططه النططوم تمحططو الظلمططة أى يمحططو نططوم الليططل ذلططك التططذكار ‪ .‬قططال‬
‫المتنبي ‪:‬‬

‫بقططططططططططططططططططططططططدر الكططططططططططططططططططططططططّد تكتسططططططططططططططططططططططططب المعططططططططططططططططططططططططالي‬


‫و مططططططططططططططططططن طلططططططططططططططططططب العلططططططططططططططططططى سططططططططططططططططططهر الّليططططططططططططططططططالي‬

‫تطططططططططططططططططططططططططروم العطططططططططططططططططططططططططّز ثطططططططططططططططططططططططططم تنطططططططططططططططططططططططططام ليل‬


‫يغوص البحر من طلب الّلئالي‬

‫ععععععع‬

‫ي بن أبيطططالب اسططت كططه‬


‫ل الغالب كّرار غير فرار عل ّ‬ ‫از جمله كلمات بلغت نظام اسد ا ّ‬
‫ياران خود را بر جهاد برمىانگيزاند ‪ :‬خداوند اداي شكرش را از شما خواهططان اسططت ‪.‬‬
‫و امططرش را بشططما ارث دهنططده ) يعنططى دولططت حططق و سططلطان و حكططومت الهططى بدسططت‬
‫صطالحات‬ ‫لط الططذين آمنططوا منكطم و عملطوا ال ّ‬
‫دوستان خدا و صطالحان خواهططد آمططد ‪ .‬وعططد ا ّ‬
‫ليستخلفّنهم في الرض الية نور ‪ . ( 55‬و شما را در ميدان محدود عمر مهلت‬

‫] ‪[ 194‬‬

‫داده است تا با يكديگر مسابقت كنيد و گوى سبقت را بربائيططد ‪ .‬پططس بنططد ميططانرا اسططتوار‬
‫كنيد و دامن در چينيد كه آهنگ كار با تن پرورى درست نيايد ‪ .‬خواب ‪،‬‬

‫عزيمت روز را چه خوب شكننده و بستر شب ياد همتها را چه نيك نابود كننده است ‪.‬‬

‫عع ععععع عع ع ع عع ع ععععع ع ععع ع‬ ‫ع‬


‫ععع ععععع ععع ع ععع ععع ع عع عععع عع ع‬
‫عع عععع ع عع ععع ععععع ع ع ع ععع ع ع عع ع‬
‫ع ع عع ععع ع ع عع ععع ععع ع ععع ععع عع ع‬
‫عععع ع عععععع ععععع ع عععععع ‪.‬‬ ‫عع‬

‫سلم إلى أهل الكوفة عند مسيره اليهم من المدينة إلططى البصططرة و هططو‬ ‫من كتاب له عليه ال ّ‬
‫سلم ‪.‬‬
‫الكتاب الول من المختار من كتبه عليه ال ّ‬
‫ى أمير المؤمنين إلى الكوفة جبهة النصار و سططنام العططرب أّمططا بعططد فططإّني‬
‫ل عل ّ‬
‫من عبد ا ّ‬
‫أخبركم عن أمر عثمان حّتى يكون سمعه كعيانه ‪:‬‬

‫ل عتابه و كان طلحة‬ ‫ن الّناس طعنوا عليه فكنت رجل من المهاجرين أكثر استعتابه و أق ّ‬ ‫إّ‬
‫و الّزبير أهون سيرهما فيه الوجيف ‪ ،‬و أرفق حدائهما العنيططف ‪ ،‬و كططان مططن عائشططة فيططه‬
‫فلتة غضب فاتيح له قوم فقتلططوه ‪ ،‬و بططايعني الّنططاس غيططر مسططتكرهين و ل مجططبرين ‪ ،‬بططل‬
‫ن دار الهجرة قد قلعت بأهلها و قلعوا بها ‪ ،‬و جاشططت جيططش‬ ‫طائعين مخّيرين ‪ .‬و اعلموا أ ّ‬
‫المرجل و قامت الفتنة على القطب ‪ ،‬فأسرعوا إلى أميركم و بادروا جهططاد عططدّوكم إنشططاء‬
‫ل‪.‬‬‫ا ّ‬

‫] ‪[ 195‬‬

‫ععععع‬

‫ل عليه ‪ :‬عهوده إلى عّماله يقال ‪ :‬عهد إلى فلن أوصططاه و شططرط‬
‫قول الرضي رضوان ا ّ‬
‫عليه ‪ ،‬قال الجوهري في الصحاح ‪ :‬العهد ‪ :‬المان ‪ ،‬و اليمين ‪ ،‬و الموثق ‪،‬‬

‫و الذمة ‪ ،‬و الحفاظ ‪ ،‬و الوصّية و قد عهططدت إليططه أى أوصططيته و منططه اشططتق العهططد اّلططذي‬
‫ي المر للولة يأمرهم فيه باجراء العدالة و‬ ‫يكتب للولة ‪ .‬و في المنجد ‪ :‬العهد ما يكتبه ول ّ‬
‫كان يعرف بالفرمان و الجمع عهود ‪ .‬و الوصايا جمع الوصية كغنية بمعنططى النصططيحة و‬
‫يقال بالفارسية ‪ :‬أندرز ‪ ،‬و هو اسم من اليصاء ‪ :‬و بمعنى ما يعهططده النسططان بعططد وفططاته‬
‫من وصى يصى إذا وصل الشيء بغيره لن الموصي يوصل تصرفه بعد الموت بما قبله‬
‫سطلم علطى كط ّ‬
‫ل‬ ‫و الخير هو المقرر في كتب الفقه و في هذا الباب يذكر وصطاياه عليطه ال ّ‬
‫واحد من المعنيين ‪.‬‬

‫سلم ‪ ) :‬جبهة ( الجبهة للّناس و غيره معروفة و هي مططا بيططن الحططاجبين إلططى‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫قصاص مقدم الرأس أى موضع السجود من الرأس و لذا سطّمي المنططزل العاشططر مططن مططن‬
‫منازل القمر جبهة لن كواكبها الربع كالجبهة للكواكب الموسومة بالسد و يقال ‪ :‬جبهة‬
‫السد لذلك ‪ .‬في الصحاح و الّلسططان ‪ ،‬الجبهططة مططن النططاس بالفتططح ‪ :‬الجماعططة يقططال جاءتنططا‬
‫جبهة من الناس أى جماعة منهم ‪ .‬و على الول يقال لعيان الّناس و أشططرافهم و سططادتهم‬
‫ن الجبهة أعل العضاء و أسناها و تسميتهم بذلك كتسططميتهم‬ ‫و رؤسائهم جبهة من حيث إ ّ‬
‫بالوجوه ‪ .‬و المراد بالنصار ههنا العوان و ليس يريد بهم بنططى قبيلططة و النصططار جمططع‬
‫نصير كشريف و أشراف ل جمع ناصر لّنه يجمع على الّنصر كصاحب و صحب ‪.‬‬

‫) السنام ( بفتح أّوله كالسحاب ‪ :‬حدبة في ظهر البعير ‪ .‬الجمع ‪ :‬أسنمة ‪.‬‬
‫و يقال بالفارسية ‪ :‬كوهان شتر ‪ .‬و من حيططث إن السططنام أعل أعضططاء البعيططر يقططال لعل‬
‫سان بن ثابت ‪:‬‬
‫ل شيء سنامه قال ح ّ‬‫كّ‬

‫ن سططططططططططططططططططططططنام المجططططططططططططططططططططططد مططططططططططططططططططططططن آل هاشططططططططططططططططططططططم‬


‫واّ‬
‫بنو بنت مخزوم و والدك العبد‬

‫ل شيء و منه الحديث ‪ :‬الجهاد سنام الدين و لذا‬


‫و كذا يقال السنام لمعظم ك ّ‬

‫] ‪[ 196‬‬

‫سططلم سططنام العططرم ‪ .‬و‬‫يقال لكبير القوم و رفيعهم سنامهم كما هو المراد من قططوله عليططه ال ّ‬
‫الصواب أن يكون السنام قرينططة علططى أن المططراد بالجبهططة هططو معناهططا الّول ‪ ) .‬العيططان (‬
‫بالكسر كالضراب مصدر عاين يقال عاينه معاينة و عيانا إذا شاهده و رآه بعينه لطم يشطك‬
‫في رؤيته إياه ‪ ) .‬طعن ( فيه و عليه بالقول طعنا و طعنانا من بابي نصر و منططع ‪ :‬قططدحه‬
‫و عابه ‪ .‬و هو في الصل كما في المفردات للراغططب ‪ :‬الضططرب بالرمططح و بططالقرن و مططا‬
‫ل تعالى ‪ :‬و طعنًا في الّدين و طعنوا في دينكم ‪.‬‬ ‫يجرى مجراهما ثّم استعير للوقيعة قال ا ّ‬

‫) الستعتاب ( من الضداد يقال استعتبه إذا أعطاه العتبى و كذا إذا طلب منه العتططبى ‪ ،‬و‬
‫ل تعالى ‪:‬‬‫العتبى هى الرضا ‪ .‬يقال ‪ :‬استعتبته فأعتبني أى استرضيته فأرضاني قال ا ّ‬

‫و إن يستعتبوا فما هم من المعتبين ) حم ‪ ( 25 :‬فطالمعنى علططى الططوجه الثطاني أنطي طلبطت‬


‫منه العتبى و الرضا بمعنى أن يرجع عّما أحدث مّما صططار سططبب سططخط القططوم و طعنهططم‬
‫عليه حّتى يرضوا عنه ‪ .‬و هذا هو النسب بالمقام أو طلبت من القوم العتبى لططه علططى مططا‬
‫ل تعالى و في الكنز ‪ :‬اسططتعتاب خوشططنودى خواسططتن و آشططتى‬ ‫سيتضح في الشرح إنشاء ا ّ‬
‫خواستن و بازگشتن خواستن از بدى و غير آن ‪.‬‬

‫» ععع عععع «‬

‫سلم ) اقل عتابه ( لطيفة لغوية لططم يتعرضططها الشطّراح و المططترجمون بططل‬ ‫في قوله عليه ال ّ‬
‫ل الشيء إذا جعله قليل‬ ‫ل ليس بمعنى اق ّ‬ ‫في تفسيره عدلوا عن الصواب و ذلك لن كلمة اق ّ‬
‫او أتى بقليل و بالجملة أن معنى اقل ليس قبال اكثر و إن جعل قباله في الّلفططظ كمططا ذهططب‬
‫إليه القوم علططى مططا هططو ظططاهر كلم الشططارحين المعططتزلي و البحرانططي و صططريح ترجمططة‬
‫ل القاساني حيث قال ‪ :‬و كم ميگردانيططدم سططرزنش او را و المططولى الصططالح‬ ‫المولى فتح ا ّ‬
‫القزويني حيث قال ‪ :‬و كمتر وقت عتاب مينمططودم ‪ ،‬و كططذا غيرهمططا مططن المططترجمين بططل‬
‫ن المراد من اقل هنا النفى أى ما عاتبت عليه و هطذا اللفططظ يسططتعمل كططثيرا فططي‬ ‫الصواب أ ّ‬
‫نفى أصل الشيء قال الفاضططل الديططب ابططن الثيططر فططي مططادة ق ل ل مططن النهايططة ‪ :‬و فططي‬
‫ل اللغو أى ل يلغو أصل و هذا اللفظ يستعمل‬ ‫الحديث انه كان يق ّ‬
‫] ‪[ 197‬‬

‫في نفى أصل الشيء كقوله تعالى ‪ :‬فقليل ما يؤمنون انتهى قوله ‪.‬‬

‫و الشيخ المام أبو على أحمد بن محّمد بن الحسن المرزوقي الصفهاني في شرحه علططى‬
‫الختيار المنسوب إلى أبي تمام الطائى المعروف بكتاب الحماسة ) طبططع القططاهرة ‪1371‬‬
‫ه ‪ 1951‬م ( في شرح الحماسة ‪ 13‬لتأبط شرا ) ص ‪ ( 95‬قوله ‪:‬‬

‫قليططططططططططططططططططططططططل التشططططططططططططططططططططططططّكي للمهططططططططططططططططططططططططّم يصططططططططططططططططططططططططيبه‬


‫كثير الهوى شّتى النوى و المسالك‬

‫ل ‪ ،‬و هذا كما يقال فلن قليل الكتراث‬ ‫قال ‪ :‬و استعمل لفظ القليل ‪ ،‬و القصد إلى نفى الك ّ‬
‫ل رجططل‬
‫ل رجل يقول كذا ‪ ،‬و أق ّ‬‫بوعيد فلن ‪ ،‬و المعنى ل يكترث ‪ .‬و على ذلك قولهم ‪ :‬ق ّ‬
‫يقول كذا ‪ ،‬و المعنى معنى النفي ‪ ،‬و ليس يراد به إثبات قليل من كثير ‪.‬‬

‫ثّم قال ‪ :‬فإن قيل ‪ :‬من أين ساغ أن يستعمل لفظ القليل و هو للثبات في النفي ؟‬

‫ن القليل من الشطيء فططي الكطثر يكطون فطي حكططم مطا ل يتعطّد بطه و ل يعطّرج عليطه‬ ‫قلت ‪ :‬إ ّ‬
‫لدخوله بخفة قدره في ملكة الفناء و الدروس و الّمحاء ‪ ،‬فلّمططا كططان كططذلك اسططتعمل لفظططه‬
‫في النفى على ما في ظاهره مطن الثبطات محطترزين مطن الطرّد و مجمليطن فطي القطول ‪ ،‬و‬
‫ليكون كالتعريض اّلذي أثره أبلغ و أنكى من التصريح ‪،‬‬

‫و قوله ‪ » :‬كثير الهوى « طابق القليل بقوله كثير من حيث الّلفظ ل أّنه أثبت بالول شططيئا‬
‫نزرا فقابله بكثير ‪.‬‬

‫و في شرح الحماسة ‪ ) 105‬ص ‪ ( 322‬قول الشاعر ‪:‬‬

‫ل مططططططططططططططططططا‬
‫فقلططططططططططططططططططت لهططططططططططططططططططا ل تنكرينططططططططططططططططططى فقطططططططططططططططططط ّ‬
‫يسود الفتى حّتى يشيب و يصلعا‬

‫ل عططن طلططب الفاعططل و ناقلططة لططه‬


‫ل ما « يفيد النفى هنا و ما تكون كافة لق ّ‬
‫قال ‪ :‬و قوله » ق ّ‬
‫ل على ذلططك‬ ‫ل ما يقوم زيد فكأنك قلت ما يقوم زيد ‪ ،‬يد ّ‬ ‫عن السم إلى الفعل ‪ ،‬فاذا قلت ‪ :‬ق ّ‬
‫ل زيد ‪.‬‬
‫ل رجل يقول ذاك إل زيد ‪ ،‬و أجرى مجرى ما يقول ذاك إ ّ‬ ‫أّنهم قالوا ‪ :‬ق ّ‬

‫و في شرح الحماسة ‪ 165‬لتأبط شرا أيضا ) ص ‪ ( 492‬قوله ‪:‬‬

‫قليطططططططططططططططططططل غطططططططططططططططططططرار النطططططططططططططططططططوم أكيطططططططططططططططططططر هّمطططططططططططططططططططه‬


‫دم الّثار أو يلقى كمّيا مسّفعا‬
‫] ‪[ 198‬‬

‫قال ‪ :‬فإن قيل ما معنى قليل غرار النوم ؟ و إذا كان الغرار القليل من الّنوم بدللططة قططولهم‬
‫ل غرارا فكيف جاز أن تقول ‪ :‬قليل غرار الّنوم و أنططت ل تقططول هططو قليططل قليططل‬
‫ما نومه إ ّ‬
‫النوم ؟ قلت ‪ :‬يجوز أن يراد بالقليل النفى ل إثبات شيء منه و المعنى ‪:‬‬

‫ل ينام الغرار فكيف ما فوقه ؟‬

‫صمة ) ص ‪ ( 819‬قوله ‪:‬‬


‫و في شرح الحماسة ‪ 271‬لدريد بن ال ّ‬

‫قليططططططططططططططططططططططل التشططططططططططططططططططططططّكي للمصططططططططططططططططططططططيبات حططططططططططططططططططططططافظ‬


‫من اليوم أعقاب الحاديث في غد‬

‫قال ‪ :‬يريد بقوله » قليل « نفى أنواع التشطّكى كّلهطا عنطه علطى هطذا قطوله تعطالى فقليل مطا‬
‫ل رجل يقول ذاك ‪.‬‬ ‫ل رجل يقول كذا و أق ّ‬‫يؤمنون و قولهم ‪ :‬ق ّ‬

‫و المعنى أّنه ل يتألم للنوائب تنزل بساحته و المصائب تتجدد عليه في ذويه و عشيرته و‬
‫أنه يحفظ من يومه ما يتعقب أفعاله من أحاديث الّناس في غده الخ ‪.‬‬

‫و في شرح الحماسة ‪ 447‬لمحّمد بن أبي شحاذ ) ص ‪ ( 1201‬قوله ‪:‬‬

‫ل غنططططططططططططططططططاء عنططططططططططططططططططك مططططططططططططططططططال جمعتططططططططططططططططططه‬


‫و قطططططططططططططططططط ّ‬
‫إذا كان ميراثا و اراك لحد‬

‫قال ‪ :‬المراد بذكر القّلة ها هنا النفى ل إثبات شيء قليل فيقول ‪ :‬ل يغنى عنك مال تجمعه‬
‫إذا ذهبت عنه و تركته لورثتك الخ ‪.‬‬

‫ل قاعدا أو قائمططا و‬ ‫و في مفردات الراغب ‪ :‬و قليل يعّبر به عن النفى نحو قّلما يفعل كذا إ ّ‬
‫سططروا قططوله تعططالى‬‫ل ما يؤمنون و إّنما ف ّ‬ ‫ما يجرى مجراه و على ذلك حمل قوله تعالى قلي ً‬
‫ل علططى ذلططك قططال تعططالى ‪ :‬أ فكّلمططا‬
‫فقليل ما يؤمنون بنفى اليمان عنهم لن ظاهر الية تد ّ‬
‫جاءكم رسول بما ل تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقًا كذبتم و فريقًا تقتلططون ‪ .‬و قططالوا قلوبنططا‬
‫ل بكفرهم فقليل ما يؤمنون ) ‪ 82‬و ‪ 83‬من البقرة ( و إن كططان يمكططن أن‬ ‫غلف بل لعنهم ا ّ‬
‫تجعل الية المتقّدمة عليها و هي قوله تعالى ‪ :‬أفتؤمنون ببعض الكتاب و تكفرون ببعططض‬
‫قرينة على ارادة القّلة فطي قبطال الكططثرة فيهطا أو يططؤّول بوجططوه اخطرى علطى اسطتفادة ذلططك‬
‫المعنى كما ذكر في التفاسير و لكن إفادة القليل معنى النفى في كلم العططرب كططثير ‪ ،‬ففططي‬
‫مجمع البيان في تفسير هذه الية قال ‪ :‬و الذي يليق بمذهبنا أن يكون المططراد بططه ل إيمططان‬
‫ط‪.‬‬‫ط أى ما رأيت هذا ق ّ‬ ‫ل ما رأيت هذا ق ّ‬ ‫لهم أصل و إنما وصفهم بالقليل كما يقال ق ّ‬
‫] ‪[ 199‬‬

‫سلم اقل عتابه ‪ ،‬و أعرضنا عن حملططه علططى ظططاهره‬


‫و إنما اخترنا النفى من قوله عليه ال ّ‬
‫لدقيقة نأتي بها في الشرح ‪.‬‬

‫و ليعلم أن هذه الّلفظة قد يسططتعمل فططي الكططثرة علططى مططا صطّرح بططه المرزوقططي فططي شططرح‬
‫ل زيد و أّنهم أجططروا خلفططه‬
‫ل رجل يقول ذلك إ ّ‬ ‫الحماسة أيضا حيث قال ‪ :‬و قالوا أيضا أق ّ‬
‫مجراه فيقول ‪ :‬كثر ما يقول زيد و على ذلك هذا البيت ‪.‬‬

‫صطططططططططططططططططططططددت فطططططططططططططططططططططأطولت الصطططططططططططططططططططططدود و قّلمطططططططططططططططططططططا‬


‫وصال على طول الصدود يدوم‬

‫انتهى ) ص ‪ 322‬شرح الحماسة ‪ . ( 105‬و ل يخفى أن هذا الستعمال نزر جّدا بخلف‬
‫الول ‪.‬‬

‫سلم » اقل عتابه « من أقل فلن الشيء إذا أطططاقه‬ ‫و اعلم أنه يمكن أن يكون قوله عليه ال ّ‬
‫و حمله و رفعه ‪ .‬قال تعالى ‪ :‬و هو الذي يرسل الرياح بشططرًا بيططن يططدى رحمتططه حّتططى إذا‬
‫أقّلت سحابًا ثقال سقناه لبلد مّيت فأنزلنا بططه المططاء ) العططراف ‪ ( 56 :‬أى حملططت الرمططاح‬
‫لط عنطه ‪ :‬مطا أظلططت‬
‫ل عليطه و آلطه فطي أبططي ذر رضططى ا ّ‬ ‫سحابًا ثقال ‪ ،‬و منه قوله صّلى ا ّ‬
‫الخضراء و ل أقّلت الغبراء أصدق من أبي ذر ‪ .‬و وجه التفسير على هذا الوجه يعلم فططي‬
‫ل تعالى ‪.‬‬
‫الشرح إن شاء ا ّ‬

‫ففي الجمع بين أقل بهذا المعنى بل بالمعنى الّول أيضا تحسين بديع و هو مراعاة النظير‬
‫ن البديع و مراعاة النظير أن يجمع بين معنيين غيططر‬ ‫من وجوه تحسين الكلم المقرر في ف ّ‬
‫متناسبين بلفظين يكون لهما معنيان متناسبان و إن لططم يكونططا مقصططودين ههنططا نحططو قططوله‬
‫تعالى و الشططمس و القمططر بحسططبان ‪ .‬و النجططم و الشططجر يسططجدان و بالفارسططية نحططو قططول‬
‫الشاعر هر چه آن خسرو كند شيرين بود ‪.‬‬

‫) عتاب ( بالكثر مصدر ثان من باب المفاعلة كضراب يقال عطاتبه عليطه معاتبطة و عتابطا‬
‫إذا لمططه و واصططفه الموجططدة و خططاطبه الدلل ‪ ) .‬الوجيططف ( وجططف الشططيء بمعنططى‬
‫اضطرب ‪ ،‬قال تعالى ‪ :‬قلوب يومئذ واجفة و الوجيف ضرب من سير البل و الخيل فيططه‬
‫سرعة و اضطراب ‪ ،‬أو جفت البعير ‪ :‬أسرعته ‪ .‬و في أقرب الموارد ‪:‬‬

‫وجف الفرس و البعيططر ‪ :‬عططدا و سططار العنططق ‪ ،‬و فططي حططديث علططى ‪ :‬أهططون سططيرهما فيططه‬
‫الوجيف‬

‫] ‪[ 200‬‬
‫) حداء ( بكسر أوله و ضّمه أيضا ككتاب و ذباب واوى من حدو ‪ :‬سوق البططل و الغنططاء‬
‫لها ‪ .‬يقال حدا البل و بالبل يحدو حدوا و حداء و حداء من باب نصر ساقها و غّنى لهططا‬
‫فهو حاد ‪ .‬يقال حدت الريح السحاب أى ساقتها ‪ ) .‬العنيف ( الشديد مططن القططول و السططير ‪.‬‬
‫و الذي ليس له رفق بركوب الخيل ‪ .‬عنف به و عليه من باب كرم لم يرفططق بططه و عططامله‬
‫بشّدة ‪ ) .‬الفلتة ( بالفتح ‪ ،‬في الصحاح يقال كان ذاك المر فلتطة أى فجطأة إذا لطم يكطن عطن‬
‫ترّدد و ل تدّبر ‪ .‬و في أقرب الموارد ‪ :‬حدث المر فلتة أى فجأة من غير ترّدد و ل تدّبر‬
‫حّتى كأّنه افتلت سريعا ‪ ،‬قال ‪ :‬يقال ‪ :‬كانت بيعة أبي بكر فلتة ‪.‬‬

‫) اتيح ( تاح له الشيء يتوح توحا من باب نصر و اتيح له الشيء قّدر له و تهّيىء و أتاح‬
‫ل له الشيء أى قّدره له ‪ ،‬قاله في الصحاح ‪ .‬قال انيف بن حكيم الّنبهاني ‪:‬‬
‫ا ّ‬

‫و تحططططططططططططططططت نحططططططططططططططططور الخيططططططططططططططططل حرشططططططططططططططططف رجلططططططططططططططططة‬


‫تتاح لغّرات القلوب نبالها‬

‫و هططو مططن أبيططات الحماسططة ) الحماسططة ‪ 33‬و ‪ ( 209‬وصططفهم بططأن نبططالهم تق طّدر للقلططوب‬
‫الغاّرة ‪.‬‬

‫لط‬
‫) مستكرهين ( قال الفاضل الشارح المعتزلي ‪ :‬و قد ذكطر أن خطط الرضططي رضطوان ا ّ‬
‫عليه مستكرهين بكسر الّراء و الفتح أحسن و أصوب و إن كان قد جاء استكرهت الشيء‬
‫بمعنى كرهته ‪ .‬انتهى ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬الستكراه قد جاء بمعنى الكراه كما جاء بمعنى عّد الشيء و وجدانه كريها و من‬
‫الّول حديث رفع عن اّمتي الخطاء و ما استكرهوا عليه ‪ .‬أى ما اكرهوا عليه ‪.‬‬

‫فلو قرىء المستكرهين بفتح الراء لكان بمعنى المكرهين و الكراه و الجبار واحد ‪.‬‬

‫و قالوا في المعاجم ‪ :‬أكرهه على المر ‪ :‬حمله عليه قهرا ‪ ،‬و كذا قالوا أجبره على المر‬
‫أكرهه عليه فلو قرىء بالفتح للزم التكرار لنطه و المجططبرين حينئذ بمعنطى واحطد فالكسطر‬
‫متعين كمططا اختططاره الرضططى ‪ .‬و المسططتكره بالكسططر بمعنططى الكططاره أى نططاخوش و ناپسططند‬
‫دارنده يقال ‪ :‬استكرهت الشيء أي كرهته كما أشار إليه الفاضل الشارح ‪ ،‬و في منتهى‬

‫] ‪[ 201‬‬

‫الرب فطي لغطة العطرب ‪ :‬اسطتكراه ‪ :‬بنطا خواسطت و سطتم بطر كطارى داشطتن ‪ ،‬و نطاخوش‬
‫شمردن ‪.‬‬
‫ل عليه و آله و المنقول من الروانططدي رحمططه‬
‫و المراد بدار الهجرة مدينة الرسول صّلى ا ّ‬
‫سلم اليها ‪.‬‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫ل أن المراد بدار الهجرة ههنا الكوفة التي هاجر أمير المؤمنين عل ّ‬
‫ا ّ‬

‫ن أميططر المططؤمنين عليططه‬


‫لط ل ّ‬
‫أقول ‪ :‬و هذا عجيب جّدا و إنما هو من طغيان قلمه رحمه ا ّ‬
‫ن المدينة قد قلعت بأهلها و جاشت جيش المرجل على أّنه عليه‬ ‫سلم أخبر أهل الكوفة بأ ّ‬‫ال ّ‬
‫سلم حين كتب الكتاب إليهم كان نازل فطي ذى قطار بعيطدا عطن الكوفطة و لطم يصطل إلطى‬ ‫ال ّ‬
‫الكوفة و لم يقم فيها بعد فكيف يكتب إليهم يخبرهم عن أنفسهم و هذا ظططاهر ل عططائدة فططي‬
‫الطالة ‪.‬‬

‫و قيل ‪ :‬يحتمل أن يريد بدار الهجرة دار السلم و بلدها ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬و ل يخفى ضططعف هططذا الحتمططال و تكّلفططه و سيتضططح فططي الشططرح أن المططراد مططن‬
‫ل‪.‬‬‫ل عليه و آله ليست إ ّ‬ ‫المدينة مدينة الرسول صّلى ا ّ‬

‫) قلعت بأهلها ( يقال قلع المنزل بططأهله إذا لططم يصططلح لسططتيطانهم و منططه قططولهم كمططا فططي‬
‫الصحاح ‪ ،‬هذا منزل قلعة بالضّم أي ليس بمستوطن ‪.‬‬

‫و يمكن أن يقرء الفعلن مجهولين و تكون البططاء فططي الموضططعين بمعنططى مططع فيكططون آكططد‬
‫للمراد كما ل يخفى أو يقال ‪ :‬الباء زائدة للتأكيد و الفعل معلوم في كل الموضططعين كقططوله‬
‫ل شهيدًا لن القلع متعد بنفسه يقال قلعه إذا انطتزعه مطن أصطله أو حطّوله‬ ‫تعالى ‪ :‬و كفى با ّ‬
‫عن موضعه و المراد أن المدينة فارقت أهلها و أخرجتهم منططه و كططذا قلعططوا بهططا أى انهططم‬
‫فارقوها و خرجوا منها و لم يستقروا فيه ‪.‬‬

‫) المرجل ( ‪ :‬القدر اسم آلة على وزن مفعل ‪ ) .‬بادروا ( أى سارعوا أمر من المبادرة ‪.‬‬

‫ععععععع‬

‫يمكن أن يكون جبهة النصار و سنام العرب صططفتين لهططل الكوفططة كمططا يمكططن أن يكونططا‬
‫ل‪.‬‬
‫ل من الك ّ‬
‫بدلين بدل البعض من الكل أو الك ّ‬

‫ن الّناس طعنوا « بيان للخبار ‪ » .‬من المهاجرين « ظرف مستقر منصوب‬


‫»إّ‬

‫] ‪[ 202‬‬

‫ل عتابه صططفتين لططه أيضططا‬


‫محل صفة للرجل ‪ ،‬و يمكن أن تكون جملتا اكثر استعتابه و اق ّ‬
‫لن الجملة نكرة ‪ ،‬و لكن الظاهر أن الجملتين حالن لضمير كنت ‪ .‬ل يقال ‪:‬‬
‫فلم لم يأت بالواو الحالية ؟ لنا نقول ‪ :‬المضارع المثبت المجرد مططن قططد ل يقططترن بططالواو‬
‫لّنه يشبه اسم الفاعل في الزنة و المعنى و الواو ل تدخل اسم الفاعل و كذلك ما أشطبهه و‬
‫سلم على وزان قوله تعالى و ل تمنن تستكثر فجملة تستكثر حططال مططن‬ ‫يكون قوله عليه ال ّ‬
‫فاعل تمنن المستتر فيه و ل تكون مقترنة بالواو و في اللفية لبن مالك ‪.‬‬

‫و ذات بطططططططططططططططططططططططططططططططدء بمضطططططططططططططططططططططططططططططططارع ثبطططططططططططططططططططططططططططططططت‬


‫حوت ضميرا و من الواو خلت‬

‫قال بعض ‪ :‬أهون سيرهما بدل من طلحة و الزبير و الوجيف خبر كان و كططذا الكلم فططي‬
‫أرفق حدائهما العنيف لنها عطف على الولى ‪ .‬قلططت ‪ :‬الصططواب أن مططا ذهططب إليططه ذلططك‬
‫ن الوجيف خبر أهون و جملة أهون سيرهما فيه الوجيف خبر كان و كططذا‬ ‫البعض و هم ل ّ‬
‫ح حملططه علططى الزبيططر و‬ ‫ن الوجيف لو كان خبر كان لص ّ‬ ‫الحكم في الجملة الثانية و ذلك ل ّ‬
‫طلحة أن يقال طلحة و جيف مثل و ليس كذلك لن السير و جيف لما دريت أن الوجيططف‬
‫نوع من سير البل ‪ ،‬على أن فيه معائب اخططرى ل تخفططى علططى العططارف بأحكططام البططدل و‬
‫تركيب الجمل ‪.‬‬

‫» من عائشة « يتعلق بفلتة قطدم لسطعة الظطروف ‪ .‬و فلتطة اسطم كطان و لطم يقطل كطانت لن‬
‫تأنيث اسمه مجازى ‪ ،‬و فيططه خططبر كططان قططدم علططى السططم لّنططه ظططرف ‪ » :‬فاتيططح « الفططاء‬
‫ن الّناس إلى هنا بيان مبدء سططبب قتططل القططوم عثمططان‬ ‫سلم ‪ :‬إ ّ‬‫للتسبيب لن من قوله عليه ال ّ‬
‫ن الّناس لما طعنوا عليه و ‪ . . .‬فقدر لططه قططوم فقتلططوه علططى وزان قططوله تعططالى فططوكزه‬
‫أي ا ّ‬
‫موسى فقضى عليه ‪ .‬و الفطاء فطي فقتلطوه للطترتيب الطذكرى لن أكطثر وقطوعه فطي عططف‬
‫لط‬
‫المفصل على المجمل نحو قوله تعالى ‪ :‬فقد سألوا موسى أكططبر مططن ذلططك فقططالوا أرنططا ا ّ‬
‫جهرة و المقام كذلك أيضا ‪ .‬و يمكن أن تكون للتعقيب نحو قططوله تعططالى ‪ :‬أمططاته فططأقبره و‬
‫الفاء في » فأسرعوا « فصيحة و التقدير ‪ :‬إذا كان المر انجّر إلى كذا فأسرعوا ‪ .‬اه‬

‫ععع عععععع ععع عععع عععع‬

‫] ‪[ 203‬‬

‫سلم إلى أهل الكوفة عنططد مسططيره إليهططم مططن المدينططة‬


‫قد نقل ذلك الكتاب الذي كتبه عليه ال ّ‬
‫شيخ الجل المفيططد‬ ‫إلى البصرة على صورة اخرى قريبة مما في النهج في بعض الجمل ال ّ‬
‫قّدس سّره في كتابه المترجم بالجمططل ‪ ،‬أو النصططرة فططي حططرب البصططرة ) ص ‪ 116‬طبططع‬
‫النجف ( و هذه صورته ‪.‬‬

‫ي بن أبيطالب إلى أهل الكوفة أمططا بعططد فططإّني اخططبركم مططن‬ ‫ل الرحمن الّرحيم من عل ّ‬ ‫بسم ا ّ‬
‫ن الّنططاس طعنططوا عليططه فكنططت رجل مططن‬ ‫أمططر عثمططان حططتى يكططون أمططره كالعيططان لكططم ‪ :‬إ ّ‬
‫المهاجرين اظهر معه عتبه و أكططره و أشططقى بططه و كططان طلحططة و الزبيططر أهططون سططيرهما‬
‫الّرجيف و قد كان من أمر عائشة و قتله ما عرفتم فلما قتله الّناس بايعاني غير مستنكرين‬
‫طائعين مختارين و كان طلحة و الزبير أّول من بايعني على ما بايعا به من كان قبلي ثططّم‬
‫استأذناني في العمرة و لم يكونا يريدان العمرة فنقضا العهد و أذنا فططي الحططرب و أخرجططا‬
‫عائشة من بيتها يتخذانها فتنة فسارا إلى البصرة و اخترت السططير إليهططم معكططم و لعمططرى‬
‫ل ما قاتلتهم و في نفسي شك و قد بعثططت إليكططم‬ ‫ل و رسوله و ا ّ‬ ‫إياى تجيبون انما تجيبون ا ّ‬
‫سلم ‪.‬‬‫ولدى الحسن و عمارا و قيسا مستنفرين لكم فكونوا عند ظّني بكم و ال ّ‬

‫أقول ‪ :‬و نقل الكتاب الدينوري في المامطة و السياسطة أيضطا ) ص ‪ 66‬ج ‪ 1‬طبطع مصطر‬
‫‪ 1377‬ه ( ‪.‬‬

‫عععععع‬

‫ى في المقام أن نذكر‬
‫إّنما الحر ّ‬

‫ععع عععععع ععععع‬


‫ععععععع عع‬

‫مما نقمها الّناس منه و طعنوا عليه و صارت سبب قتله ثّم نتبعه علة وقوع فتنة الجمل ‪.‬‬

‫أّما أحداثه فنذكر طائفة منها ههنا عن الطبرى و المسعودى و غيرهما ‪.‬‬

‫ععع عععععععع عع عععع ععععع‬


‫‪ 1‬ععع ععع ععع ع ع ع ععع ع عع ععع عع ع عع عع ع‬
‫ع عع عع ع ع عععع ع ع ععع عع ععع عع ع ع عع‬
‫ععع ععععع ع ععع ععع عععع‬

‫و قيمة ضياعه بوادى القطرى و حنيطن و غيرهمطا مطأة ألطف دينطار و خلطف خيل كطثيرا و‬
‫إبل ‪.‬‬

‫] ‪[ 204‬‬

‫‪ 2‬ععععع عع ععععع ععععع عع عع عععع ععع ععع‬


‫ع ععععع عععع عععععع عع عععععع‬

‫بنى داره بالبصرة و ابتني أيضا دورا بمصر و الكوفة و السكندرية و ما ذكر مططن دوره‬
‫و ضياعه فمعلوم غير مجهول إلى هذه الغاية ‪ .‬و بلغ مال الزبير بعد وفاته خمسططين ألططف‬
‫دينططار و خلططف الزبيططر ألططف فططرس و ألططف عبططد و ألططف أمططة و خططططا بحيططث ذكرنططا مططن‬
‫المصار ‪.‬‬

‫عع عععععع‬
‫‪ 3‬ع عععع عععع عع عععع ععع‬

‫ل يططوم‬
‫ابتني داره بالكوفة المعروفة بالكناس بدار الطلحتين و كططانت غلتططه مططن العططراق كط ّ‬
‫ألف دينار و قيل أكثر من ذلك و بناحية سراة أكططثر ممططا ذكرنططا ‪ .‬و شططيد داره بالمدينططة و‬
‫ص و الساج ‪.‬‬
‫بناها بالجر و الج ّ‬

‫ععععع عع ععع عععععع‬


‫‪ 4‬ع عععع ععع ععع‬

‫ابتني داره و وسعها و كان على مربطه مأة فرس و له ألف بعير و عشرة آلف من الغنم‬
‫و بلغ بعد وفاته ربع ثمن ماله أربعة و ثمانين ألفا ‪.‬‬

‫‪ 5‬ع ععععع ععع عع ععع عععع عععع ععععععع‬

‫فرفع سمكها و وسع فضاءها و جعل أعلها شرفات ‪.‬‬

‫عع عع عع ع ع ع ع ععع‬
‫‪ 6‬ع عع ععع عععع ع ع عععع ع‬
‫عع ع ع عع عع ع ع ع عع ععع ع عععع ع ع ع ع عع‬
‫عععع ععععععع‬

‫غير ما خلف من الموال و الضياع بقيمة مأة ألف دينار ‪.‬‬

‫‪ 7‬ع عععع ع عععع ععع عععع ععععععع ع ع ع‬


‫عععععع عععع ععع ع ععععع عع ع ععع عع ع ع‬
‫ععععععع‬

‫صصة الظاهر و الباطن ‪.‬‬


‫و جعل أعلها شرفات و جعلها مج ّ‬

‫‪ 8‬ع ع عع ععع ع ع ع ععع ع ع عع ع ععع ععع عع ع‬


‫ععععع‬

‫و ديونا على الّناس و عقارات و غير ذلك من التركة ما قيمتططه مططأة ألططف دينططار ‪ .‬ثطّم قططال‬
‫المسعودى ‪ :‬و هذا باب يتسع ذكره و يكثر وصفه فيمن تملك من الموال فططي أيططامه و لططم‬
‫يكن مثل ذلك في عصر عمر بن الخطاب بل كانت جططادة واضططحة و طريقططة بّينططة و حط ّ‬
‫ج‬
‫لط ‪ :‬لقطد‬‫عمر فأنفق في ذهابه و مجيئه إلى المدينة سطتة عشطر دينطارا و قطال لولطده عبطد ا ّ‬
‫أسرفنا في نفقتنا في سفرنا هذا ‪ .‬و لقد شكا الّناس أميرهم سعد بن أبي وقاص و ذلططك فططي‬
‫سنة إحدى و عشرين فبعث عمر محّمد بن مسلمة النصارى حليف‬

‫] ‪[ 205‬‬

‫بني عبد الشهل فخرق عليه باب قصر الكوفة و جمعهم في مسططاجد الكوفططة يسططألهم عنططه‬
‫فحمده بعضهم و ساءه بعض فعزلططه و بعططث إلططى الكوفططة عمططار بططن ياسططر علططى الثغططر و‬
‫لط بططن مسططعود علططى بيططت المططال و أمططره أن يعّلططم‬
‫عثمان ابن حنيف على الخراج و عبد ا ّ‬
‫ل يوم شاة فجعل شطططرها و سططواقطها‬ ‫الّناس القرآن و يفقههم في الدين و فرض لهم في ك ّ‬
‫ل بن مسططعود و عثمططان بططن حنيططف فططأين عمططر‬ ‫لعمار بن ياسر و الشطر الخر بين عبد ا ّ‬
‫ممن ذكرنا و أين هو عمن وصفنا ؟‬

‫و في الشافي للشريف المرتضى علم الهدى ‪ :‬و من ذلك أّنه كان يؤثر أهل بيته بططالموال‬
‫العظيمة اّلتي هي عّدة للمسلمين نحو ما روى أّنه دفع إلى أربعة أنفس من قريش زّوجهططم‬
‫بناته أربعمائة ألف دينار و أعطى مروان مططائة ألططف علططى فتططح افريقّيططة و يططروى خمططس‬
‫افريقية و غير ذلك و هذا بخلف سيرة من تقدم في القسمة على الّناس بقدر الستحقاق و‬
‫ايثار الباعد على القارب ‪.‬‬

‫» ع ععع ععععع ع عع ع عععع عع ع ع ععععع ع ع ع‬


‫ععع ع ععععععع ععع «‬

‫قال كما نقل عنه علم الهدى في الشافي ‪ :‬و أّما ما ذكروه من ايثاره أهل بيته بالموال فقد‬
‫كان عظيم اليسار كثير الموال فل يمتنع أن يكون إّنما أعطاهم من ماله و إذا احتمل ذلك‬
‫ن اّلذي روي من دفعه إلى ثلثة نفر مططن‬ ‫وجب حمله على الصحة و حكى عن أبي على أ ّ‬
‫ح فطي أّنطه‬‫ل واحد إّنما هو من مطاله و ل روايطة تصط ّ‬
‫قريش زّوجهم بناته مأة ألف دينار لك ّ‬
‫ح ذلك لكان ل يمتنع أن يكون أعطى مططن بيططت المططال‬ ‫أعطاهم ذلك من بيت المال و لو ص ّ‬
‫ن للمام عند الحاجة أن يفعل ذلك كما له أن يقرض غيره ‪.‬‬ ‫ليرّد عوضه من ماله ل ّ‬

‫ي أن ما روى من دفعه خمس افريقّيططة لمططا فتحططت إلططى‬ ‫قال ‪ :‬ثّم حكى القاضي عن أبي عل ّ‬
‫مروان ليس بمحفوظ و ل منقول على وجه يوجب قبوله و إّنما يرويه من يقصططد التشططنيع‬
‫على عثمان ‪ .‬و حكي عن أبي الحسين الخّياط أن ابن أبططي سططرح لّمططا غططزا البحططر و معططه‬
‫ل عليه و غنموا غنيمة اشتروى مروان الخمس مططن أبططي سططرح‬ ‫مروان في الجيش ففتح ا ّ‬
‫بمأة ألف و أعطاه أكثرها ثّم قدم على عثمان بشيرا بالفتح‬

‫] ‪[ 206‬‬
‫و قد كانت قلوب المسلمين تعلقت بأمر ذلك الجيطش فططرأى عثمطان أن يهطب لطه مططاله بقطي‬
‫عليه من المال و للمام فعل ذلك ترغيبا في مثل ذلك المور ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬قال و هذا الصنيع منه كان في السنة الولى من امامته و لم يتبرأ أحد منططه فيهططا فل‬
‫وجه للتعلق به و ذكر فيما أعطاه لقاربه أّنه وصلهم لحاجتهم و ل يمتنع مثله فططي المططام‬
‫إذا رآه صلحا ‪ .‬و ذكر في اقطاعه بنططي امّيططة القطططائع ان الئمططة قططد تحصططل فططي أيططديهم‬
‫الضياع ل مالك لها من جهات و يعلمون أّنه لبّد فيهطا ممططن يقطوم باصطلحها و عمارتهططا‬
‫ق و له أن يصرف ذلك إلى من يقوم به و لططه أيضططا أن يزيططد‬ ‫فيؤّدى عنها ما يجب من الح ّ‬
‫بعضا على بعض بحسب ما يعلم من الصلح و التألف و طريق ذلك الجتهاد ‪.‬‬

‫» عععععع عععععع ععع ععععع ععع عععععع «‬

‫قال في الشافي ‪ :‬فأّما قوله في جواب ما يسأل عنه مططن ايثططاره أهططل بيتططه بططالموال أّنططه ل‬
‫يمتنع أن يكون إّنما أعطاهم من ماله ‪ ،‬فالرواية بخلف ذلك و قد صّرح الّرجطل أّنطه كططان‬
‫يعطي من بيت المال صلة لرحمه و لما وقف على ذلك لم يعتططذر منططه بهطذا الضطرب مططن‬
‫ن هذه العطايا من مالي و ل اعتراض لحد فيه ‪.‬‬ ‫العذر و ل قال إ ّ‬

‫و قد روى الواقدى بإسناده عن الميسور بن عتبة أّنططه قططال ‪ :‬سططمعت عثمططان يقططول إن أبططا‬
‫بكر و عمر كانا يتناولن في هذا المال ظلف أنفسهما و ذوى أرحامهما و إّني ناولت فيططه‬
‫صلة رحمي ‪.‬‬

‫ل الحارثي مولى الحارث بن كلدة الثقفططي و‬ ‫و روى عنه أّنه كان بحضرته زياد بن عبيد ا ّ‬
‫قططد بعططث أبططو موسططى بمططال عظيططم مططن البصططرة فجعططل عثمططان يقسططمه بيططن أهلططه و ولططده‬
‫بالصحاف ففاضت عينا زياد دموعا لّما رأى من صنيعه بالمال فقال ‪ :‬ل تبططك فططإن عمططر‬
‫لط‬
‫ل و أنا أعطي أهلي و قرابتي ابتغاء وجه ا ّ‬ ‫كان يمنع أهله و ذوي أرحامه ابتغاء وجه ا ّ‬
‫‪ .‬و قد روى هذا المعنى عنه من عّدة طرق بألفاظ مختلفة ‪.‬‬

‫و روى الواقدى بإسناده قال ‪ :‬قدمت إبل من إهل الصدقة على عثمان فوهبها‬

‫] ‪[ 207‬‬

‫للحرث بن الحكم بن أبي العاص ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬كان الحرث هذا ابن عم عثمان فقد قدمنا أن الحكم بن أبي العاص كان عّمه ‪.‬‬

‫ي الحكم بن أبي العاص صططدقات قضططاعة فبلغططت ثلثمططأة ألططف‬


‫قال ‪ :‬و روى أيضا أّنه ول ّ‬
‫فوهبها له حين أتاه بها ‪.‬‬
‫ن الّناس أنكروا على عثمان إعطائه سعيد ابططن أبططي‬ ‫و روى أبو مخنف و الواقدى جميعا أ ّ‬
‫سلم و الزبير و طلحة و سعد و عبد الّرحمان في ذلك‬ ‫ي عليه ال ّ‬ ‫العاص مأة ألف فكّلمه عل ّ‬
‫فقال ‪ :‬إن لي قرابة و رحما ‪ ،‬فقططالوا ‪ :‬أمططا كططان لبططي بكططر و عمططر قرابططة و ذوو رحططم ؟‬
‫ن أبا بكر و عمر كانا يحتسبان في منع قرابتهما و أنا أحتسب في عطاء قرابططتي ‪.‬‬ ‫فقال ‪ :‬إ ّ‬
‫ب إلينا من هديك ‪.‬‬ ‫ل أح ّ‬
‫قالوا ‪ :‬فهديهما و ا ّ‬

‫ل بن خالد بططن أسططيد بططن أبططي العيططص‬ ‫و قد روى أبو مخنف اّنه لّما قدم على عثمان عبد ا ّ‬
‫ل واحد من القوم مأة ألف فصكّ بططذلك‬ ‫ل بثلثمأة ألف و لك ّ‬‫من مكة و ناس معه أمر لعبد ا ّ‬
‫ك بططه و يقططال ‪ :‬إّنططه‬
‫ل بن الرقم و كان خازن بيت المططال فاسططتكثره و رّد الصط ّ‬ ‫على عبد ا ّ‬
‫سأل عثمان أن يكتب بذلك كتاب دين فأبى ذلططك و امتنططع ابططن الرقططم أن يططدفع المططال إلططى‬
‫القوم ‪ ،‬فقال له عثمان ‪ :‬إّنما أنت خازن لنا فما حملك على ما فعلططت ؟ فقططال ابططن الرقططم ‪:‬‬
‫ل ل ألى لك بيططت المططال أبططدا فجططاء‬ ‫كنت أراني خازنا للمسلمين و إّنما خازنك غلمك و ا ّ‬
‫بالمفاتيح فعّلقها على المنبر و يقال ‪ :‬بل ألقاها إلى عثمان فدفعها عثمان إلى نائل موله ‪.‬‬

‫لط بططن‬
‫و روى الواقدى ‪ :‬أن عثمان أمر زيد بن ثابت أن يحمل من بيت المططال إلططى عبططد ا ّ‬
‫الرقم في عقيب هذا الفعل ثلثمأة ألف درهم فلّما دخل بها عليه قال له ‪:‬‬

‫ن أمير المؤمنين أرسل إليك يقول إنا قد شغلناك عططن التجططارة و لططك ذو رحططم‬
‫يا با محّمد إ ّ‬
‫ل بن الرقم ‪:‬‬‫ذات حاجة ففّرق هذا المال فيهم و استعن به على عيالك ‪ ،‬فقال عبد ا ّ‬

‫ل لئن كان هذا مططن مططال المسططلمين مططا‬


‫ما لي إليه حاجة و ما عملت لن يثيبني عثمان و ا ّ‬
‫بلغ قدر عملي أن اعطي ثلثمأة ألف درهم ‪ ،‬و لئن كان من مال عثمان ما أح ّ‬
‫ب‬

‫] ‪[ 208‬‬

‫أن أزراه من ماله شيئا و ما في هذه المور أوضح من أن يشار إليه و ينّبه عليه ‪.‬‬

‫ح أّنه أعطاهم من بيت المال لجاز أن يكون ذلك على طريططق القططرض‬ ‫و أّما قوله » لو ص ّ‬
‫ب » يجططب ظ « لمططا نقططم‬‫« فليس بشيء لن الروايات أّول يخالف ما ذكروه و قد كان يح ّ‬
‫عليه وجوه الصحابة إعطاء أقاربه من بيت المال أن يقول لهم ‪ :‬هذا علططى سططبيل القططرض‬
‫و أنا أرّد عوضه و ل يقول ما تقدم ذكره من أنني أصل به رحمي ‪.‬‬

‫ل مطا ينصطرف فطي مصطلحة للمسطلمين‬ ‫على أّنه ليس للمام أن يقترض مطن بيطت المطال إ ّ‬
‫مهمة يعود عليهم نفعها أو في سّد خّلة و فاقة ل يتمّكنون من القيططام بططالمر معهططا فأّمططا أن‬
‫ساقهم فل أحد يجيز ذلك ‪.‬‬ ‫يقترض المال لينتدح و يمرح فيه مترفي بني امّية و ف ّ‬
‫ي » أن دفعه خمططس أفريقّيططة إلططى مططروان ليططس بمحفططوظ و ل‬‫فأّما قوله حاكيا عن أبي عل ّ‬
‫ن العلم بذلك يجري مجري الضططروري و مجططري مططا تقطّدم‬ ‫منقول « فتعلل منه بالباطل ل ّ‬
‫ك كما يعلم نظائره ‪.‬‬
‫بسائره ‪ ،‬و من قرأ الخبار علم ذلك على وجه ل يتعرض فيه ش ّ‬

‫ل بن الزبير قططال ‪:‬‬


‫و قد روى الواقدى عن اسامة بن زيد عن نافع مولى الزبير عن عبد ا ّ‬
‫ل بن سعد بططن أبططي سططرح غنططائم‬
‫أغزانا عثمان سنة سبع و عشرين افريقّية فأصاب عبد ا ّ‬
‫جليلة فأعطى عثمان مروان بن الحكم تلك الغنائم و هذا كما تططرى يتضططمن الزيططادة علططى‬
‫الخمس و يتجاوز إلى إعطاء الكل ‪.‬‬

‫ل بن جعفر ‪ ،‬عن ام بكر بنت الميسور قالت ‪ :‬لّما بني مططروان‬ ‫و روي الواقدي عن عبد ا ّ‬
‫داره بالمدينة دعي الّناس إلى طعامه و كان الميسور ممن دعاه فقال مروان و هو يحّدثهم‬
‫ل ما انفقت في داري هذه من مال المسلمين درهما فمططا فططوقه ‪ ،‬فقططال الميسططور ‪ :‬لططو‬‫‪:‬وا ّ‬
‫ت كان خيرا لك لقد غزوت معنا افريقّية و اّنك لقّلنططا مططال و رقيقططا و‬‫أكلت طعامك و سك ّ‬
‫أعوانا و أخّفنا ثقل فأعطاك ابن عّمططك خمططس افريقّيططة و عملططت علططى الصططدقات فأخططذت‬
‫أموال المسلمين ‪.‬‬

‫] ‪[ 209‬‬

‫ن مروان ابتاع خمس افريقّية بمأتي ألف أو بمططأة‬ ‫و روي الكلبي عن أبيه عن أبي مخنف أ ّ‬
‫ألف دينار و كلم عثمان فوهبها له فأنكر الّناس ذلك على عثمان ‪ ،‬و هططذا بعينططه هططو اّلططذي‬
‫اعترف به أبو الحسين الخّياط و اعتططذر بططأن قلططوب المسططلمين تعّلقططت بططأمر ذلططك الجيططش‬
‫فرأى عثمان أن يهب لمروان ثمن ما ابتاعه من الخمس لّما جاءه بشيرا بالفتح على سبيل‬
‫ن اّلذي رويناه من الخبار فططي هططذا البططاب خططال‬ ‫الترغيب ‪ ،‬و هذا العتذار ليس بشيء ل ّ‬
‫من البشارة و إّنما يقتضي أّنه سأله ترك ذلك عليه فططتركه أو ابتططدأ هططو بصططلته و لططو أتططى‬
‫بشيرا بالفتح كما اّدعوا لما جاز أن يترك عليه خمس الغنيمة العائدة على المسلمين و تلك‬
‫البشارة ل يستحق أن يبلغ البشير بها مأتي ألف دينار و ل اجتهاد في مثل هططذا و ل فططرق‬
‫بين من جّوز أن يؤدي الجتهاد إلى مثله و من جّوز أن يططؤدي الجتهططاد إلططى دفططع أصططل‬
‫الغنيمة إلى البشير بهطا ‪ ،‬و مططن ارتكطب ذلططك الطزم جطواز أن يططؤدي الجتهطاد إلططى جططواز‬
‫اعطاء هذا البشير جميع أموال المسلمين في الشرق و الغرب ‪.‬‬

‫و أما قوله ‪ » :‬اّنه فعل ذلك في السنة الولى من أيامه و لم يتبّرء أحططد منططه « فقططد مضططي‬
‫الكلم فيه مستقصي ‪.‬‬

‫فأّما قوله ‪ » :‬إّنه وصل بني عّمه لحاجتهم و رأى في ذلك صلحا « فقططد بّينططا أن صططلته‬
‫لهم كططانت أكططثر مّمططا يقتضططيه الحاجططة و الخّلططة و أّنططه كططان يصططل منهططم المياسططير و ذوي‬
‫الحوال الواسعة و الضّياع الكثيرة ‪ ،‬ثّم الصلح اّلذى زعم أّنه رآه ل يخلو من أن يكططون‬
‫عائدا على المسلمين أو على أقطاربه ‪ ،‬فطان كطان علططى المسططلمين فمعلطوم ضطرورة أّنططه ل‬
‫صلح لحد من المسلمين في اعطاء مروان مأتي ألططف دينططار و الحكططم بططن أبططي العططاص‬
‫ثلثمأة ألف درهم و ابن أسيد ثلثمأة ألف درهم إلى غير ذلك ممن هو مذكور ‪ ،‬بل علططى‬
‫المسلمين في ذلك غاية الضططرر ‪ ،‬و إن أراد الصططلح العططائد علططى القططارب فليططس لططه أن‬
‫يصلح أمر أقاربه بفساد أمر المسلمين و ينفعهم بما يضّر به المسلمين ‪.‬‬

‫فأّما قوله » إن القطائع اّلططتي أقطعهططا بنططى اميططة إّنمططا أقطعهططم إياهطا لمصططلحة يعططود علططى‬
‫ق فيهطا «‬
‫المسلمين لّنه كانت خرابا ل عامر لهطا فسطّلمها إلطى مطن يعمرهططا و يططؤدي الحط ّ‬
‫فأّول ما فيه أّنه لو كان المر على ما ذكره و لم يكططن هططذه القطططائع علططى سططبيل الصططلة و‬
‫المعونة لقاربه لما خفى ذلك على الحاضرين و لكانوا ل يعّدون‬

‫] ‪[ 210‬‬

‫ذلك من مثالبه و ل يواقفونه عليه في جملة ما واقفوه عليه من أحداثه ‪ .‬ثّم كططان يجططب لططو‬
‫فعلوا ذلك أن يكون جوابه لهم بخلف ما روى من جوابه ‪ ،‬لنه كان يجب أن يقول لهططم ‪:‬‬
‫و أى منفعة في هذه القطائع عائدة على قرابتي حّتى يعّدوا ذلك من جملططة صططلتي لهططم و‬
‫إيصال المنافع إليهم ؟ و إنما جعلتهم فيها بمنزلة الكرة اّلذين ينتفع بهم أكثر من انتفاعهم‬
‫و ما كان يجب أن يقول ما تقدمت روايته من أنى محتسب في اعطططاء قرابططتي و أن ذلططك‬
‫على سبيل الصلة لرحمي إلى غير ذلك مّما هو خال من المعنى الذي ذكروه ‪ .‬انتهى ‪.‬‬

‫ل صّلى الّ‬ ‫ل بن سعد قبل خلفته بعد ما هدر رسول ا ّ‬ ‫أقول ‪ :‬و من قوادحه ما فعل بعبد ا ّ‬
‫ل بن سعد بططن أبططي سططرح يكنططى أبططا يحيططى و هططو أخططو‬ ‫عليه و آله دمه ‪ .‬تفصيله أن عبد ا ّ‬
‫عثمان بن عفان من الرضاعة أرضعت امه عثمان أسلم قبل الفتح و هاجر إلى رسول ا ّ‬
‫ل‬
‫ل عليه و آله ثّم ارتّد مشططركا‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ل عليه و آله و كان يكتب الوحى لرسول ا ّ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫و صار إلى قريش بمّكة فقال لهم ‪ :‬إّني كنت اصّرف محّمدا حيطث اريطد كطان يملطى علط ّ‬
‫ي‬
‫لط‬
‫ل صواب فلما كان يوم الفتح أمر رسول ا ّ‬ ‫عزيز حكيم فأقول أو عليم حكيم فيقول نعم ك ّ‬
‫ل بن خطل و مقيس بن صبابة و لططو وجططدوا تحططت‬ ‫ل عليه و آله بقتله و قتل عبد ا ّ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫ل بن سعد إلى عثمان بططن عفططان فغيبططه عثمططان حّتططى أتططى بططه إلططى‬ ‫أستار الكعبة ففّر عبد ا ّ‬
‫لط‬
‫ل عليه و آله بعد ما اطمأن أهل مّكة فاسططتأمنه لططه فصططمت رسططول ا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫رسول ا ّ‬
‫لط‬
‫لط صطّلى ا ّ‬ ‫ل عليه و آله طويل ثّم قال ‪ :‬نعم فلّما انصرف عثمان قططال رسططول ا ّ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫ل ليقططوم إليططه بعضططكم فيضططرب عنقططه فقططال رجططل مططن‬ ‫تإ ّ‬
‫عليه و آله لمن حوله ‪ :‬ما صم ّ‬
‫ي ل ينبغطي أن يكطون لطه خائنطة‬ ‫ن النطب ّ‬
‫ل ؟ فقطال ‪ :‬إ ّ‬
‫ى يا رسول ا ّ‬ ‫النصار ‪ :‬فهل أومأت إل ّ‬
‫العين قاله في اسد الغابة ‪.‬‬

‫صافي للفيض في تفسير القرآن في ضمن قوله تعططالى ‪ :‬و مططن أظلططم ممططن افططترى‬ ‫و في ال ّ‬
‫لط‬
‫ى و لم يوح إليه شيء و من قططال سططانزل مثططل مططا انططزل ا ّ‬
‫ل كذبا أو قال اوحى إل ّ‬
‫على ا ّ‬
‫سلم نزلت الية في ابن أبططي‬ ‫) النعام ‪ ( 94 :‬في الكافي و العّياشي عن أحدهما عليهما ال ّ‬
‫ل ط عليططه و‬
‫ل ص طّلى ا ّ‬
‫سرح الذي كان عثمان استعمله على مصر و هو مّمن كان رسول ا ّ‬
‫ل عططّز‬‫ل عليه و آله فاذا أنزل ا ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫آله يوم فتح مّكة هدر دمه و كان يكتب لرسول ا ّ‬
‫ل عزيز‬‫نا ّ‬
‫لإّ‬ ‫وجّ‬

‫] ‪[ 211‬‬

‫لط‬
‫لط عليططه و آلططه ‪ :‬دعهططا فططان ا ّ‬
‫ل صطّلى ا ّ‬‫ل عليم حكيم فيقول له رسول ا ّ‬ ‫نا ّ‬
‫حكيم كتب إ ّ‬
‫عليم حكيم و كان ابن أبي سرح يقول للمنافقين إّني لقول من نفسي مثل ما يجيء به فمططا‬
‫ل تبارك و تعالى فيه الذي أنزل ‪.‬‬
‫ي فأنزل ا ّ‬
‫يغّير عل ّ‬

‫ل بن سعد بن أبي سرح أخا عثمططان مططن‬ ‫ن عبد ا ّ‬‫سلم قال ‪ :‬إ ّ‬
‫صادق عليه ال ّ‬‫و القمي عن ال ّ‬
‫لط‬
‫ط حسن و كان إذا انزل الوحى على رسططول ا ّ‬ ‫الرضاعة أسلم و قدم المدينة و كان له خ ّ‬
‫لط عليطه و آلطه فكطان إذا‬ ‫ل صطّلى ا ّ‬ ‫ل عليه و آله دعاه فكتب ما يمليه عليه رسول ا ّ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫ل بمططا‬‫ل عليه و آله ‪ :‬سميع بصير يكتب سميع عليم و إذا قال ‪ :‬و ا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫قال رسول ا ّ‬
‫ل عليططه و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫يعملون خبير يكتب بصير ‪ ،‬و يفرق بين التاء و الياء و كان رسول ا ّ‬
‫ل ما يدرى محّمد مططا‬ ‫آله يقول ‪ :‬هو واحد فارتّد كافرا و رجع إلى مّكة و قال لقريش ‪ :‬و ا ّ‬
‫ل على نططبّيه‬ ‫ي ذلك فأنا أنزل مثل ما ينزل فأنزل ا ّ‬ ‫يقول أنا أقول مثل ما يقول فل ينكر عل ّ‬
‫ل مكة أمر‬ ‫ل فلما فتح رسول ا ّ‬ ‫في ذلك ‪ :‬و من أظلم ممن افترى إلى قوله ‪ :‬مثل ما انزل ا ّ‬
‫ل عليططه و آلططه فططي المسططجد فقططال يططا‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫بقتله فجاء به عثمان قد أخذ بيده و رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله ثّم أعاد فسكت ثطّم أعططاد فقططال‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ل اعف عنه فسكت رسول ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله لصحابه ‪ :‬ألططم أقططل مططن رآه فليقتلططه ؟‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫هو لك فلّما مّر قال رسول ا ّ‬
‫لط‬
‫لط صطّلى ا ّ‬ ‫ى فأقتله فقططال رسططول ا ّ‬ ‫ل أن تشير إل ّ‬ ‫فقال رجل كانت عيني إليك يا رسول ا ّ‬
‫عليه و آله ‪ :‬إن النبياء ل يقتلون بالشارة فكان من الطلقاء ‪.‬‬

‫ل عليططه و‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫و قال ابن هشام في السيرة النبوية ‪ :‬قال ابن إسحاق ‪ :‬و كان رسول ا ّ‬
‫ل مططن‬
‫آله قد عهد إلى امرائه من المسلمين حيططن أمرهططم أن يططدخلوا مكططة ‪ ،‬أن ل يقططاتلوا إ ّ‬
‫ل أّنه قد عهد في نفر سّماهم أمر بقتلهطم و إن وجطدوا تحطت أسطتار الكعبطة منهطم‬ ‫قاتلهم ‪ ،‬إ ّ‬
‫ى‪.‬‬‫ل بن سعد أخو بني عامر بن لؤ ّ‬ ‫عبد ا ّ‬

‫ل عليه و آلططه بقتلططه لّنططه قططد كططان أسططلم و كططان يكتططب‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫قال ‪ :‬و إنما أمر رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله الوحى فارتّد مشركا راجعا إلى قريش ففّر إلى عثمان بن‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫لرسول ا ّ‬
‫لط عليططه و آلططه بعططد أن‬
‫ل ط صطّلى ا ّ‬‫عفان و كان أخاه للرضاعة فغّيبه حّتى أتى به رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله صمت‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫اطمأن الّناس و أهل مّكة فاستأمن له ‪ ،‬فزعموا أن رسول ا ّ‬
‫طويل ‪ ،‬ثّم قال ‪ :‬نعم‬
‫] ‪[ 212‬‬

‫ل عليه و آله لمن حوله مططن أصططحابه ‪:‬‬


‫ل صّلى ا ّ‬‫فلّما انصرف عنه عثمان ‪ ،‬قال رسول ا ّ‬
‫ي يططا‬
‫ل أومأت إل ط ّ‬
‫ت ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه فقال رجل من النصار ‪ :‬فه ّ‬ ‫لقد صم ّ‬
‫ن الّنبي ل يقتل بالشارة ‪.‬‬
‫ل قال ‪ :‬إ ّ‬
‫رسول ا ّ‬

‫طاب بعض أعماله ثّم وله عثمان بن عفان‬


‫له عمر بن الخ ّ‬
‫قال ابن هشام ‪ :‬ثّم أسلم بعد فو ّ‬
‫بعد عمر ‪.‬‬

‫و قال الطبرسي في مجمع البيان في تفسير القرآن ضمن الية المططذكورة و قيططل ‪ :‬المططراد‬
‫ل ط عليططه و آلططه ذات يططوم و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ل بن سعد بن أبي سرح أملى عليه رسول ا ّ‬ ‫به عبد ا ّ‬
‫لقد خلقنا النسان من سللة من طين إلى قوله تعططالى ثطّم أنشططأناه خلقططا آخططر فجططرى علططى‬
‫ل احسن الخالقين فأمله عليه و قال هكذا انططزل فارت طّد عططدو‬ ‫لسان ابن ابي سرح فتبارك ا ّ‬
‫ي كما أوحى إليه و لئن كان كاذبا فلقد قلت‬ ‫ل و قال ‪ :‬لئن كان محّمد صادقا فلقد اوحى إل ّ‬
‫ا ّ‬
‫لط عليططه و آلططه دمططه فلمططا كططان يططوم‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫كما قال و ارتّد عن السلم و هدر رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله في المسجد فقال ‪ :‬يططا‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫الفتح جاء به عثمان و قد اخذ بيده و رسول ا ّ‬
‫لط عليططه و آلططه ثطّم اعططاد فسططكت ثطّم اعططاد‬
‫لط صطّلى ا ّ‬ ‫ل اعف عنه فسكت رسول ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله لصحابه ‪:‬‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫فسكت فقال هو لك فلما مّر قال رسول ا ّ‬

‫ل ان تشططير إل ط ّ‬
‫ي‬ ‫ألم اقل من رآه فليقتله ؟ فقال عباد بن بشر ‪ :‬كانت عيني إليك يا رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله ‪ :‬النبياء ل يقتلون بالشارة ‪.‬‬
‫فأقتله ‪ ،‬فقال صّلى ا ّ‬

‫اقول ‪ :‬ل كلم في ارتداد ابن أبي سرح و إّنما الختلف في سططبب ارتططداده و جملتططه انططه‬
‫ل وراء ظهره و اتخذه سخرّيا ‪.‬‬
‫نبذ كتاب ا ّ‬

‫ل عليه و آله‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫و لكن ما أتى به الفيض في الصافي من الرواية » في ان رسول ا ّ‬


‫ل بما يعملون خططبير‬ ‫إذا قال ‪ :‬سميع بصير يكتب ابن ابي سرح سميع عليم و إذا قال ‪ :‬و ا ّ‬
‫لط عليططه و آلططه يقططول هططو‬
‫ل صطّلى ا ّ‬
‫يكتب بصير و يفرق بين التاء و الياء و كان رسول ا ّ‬
‫لط عليططه و آلططه و اهتمططامه‬‫ل صطّلى ا ّ‬
‫ن شّدة عناية رسول ا ّ‬
‫واحد « ليست بصحيحة جدا ل ّ‬
‫بحفظ القرآن و حراسته عن التحريف و التغيير يمنعنا عن قبططول ذلططك و سططيأتى التحقيططق‬
‫النيق بعيد هذا في ان هذا المصحف المكتوب بين الّدفتين المتداول الن بين الناس جميع‬
‫ل عليه و آله في نيطف و عشطرين سطنة مططن غيطر زيطادة و نقصطان و‬ ‫ما نزل عليه صّلى ا ّ‬
‫ن تركيب السور‬ ‫تصحيف و تحريف و ا ّ‬

‫] ‪[ 213‬‬
‫لط تعططالى و أمططر‬
‫من اليات و ترتيب السور على ما هو في المصحف توقيفي كان بأمر ا ّ‬
‫ل عليه و آله ‪.‬‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫سلم و امر رسول ا ّ‬
‫امين الوحى عليه ال ّ‬

‫صططة فططي ختامهططا و ل‬


‫ن صدر كل آية يططدل علططى انططه يناسططب و يقتضططى كلمططات خا ّ‬
‫على أ ّ‬
‫لط‬
‫يوافق غيرها كما ل يخفى على العططارف بأسططاليب الكلم و فنططون الدب سططيما كتططاب ا ّ‬
‫الذي أعجز العالمين عن ان يتفّوهوا باتيان مثله و إن كان سورة منهططا نحططو الكططوثر ثلث‬
‫آيات ‪.‬‬

‫مثل أن قوله تعالى ‪ :‬و أسّروا القول أو اجهروا به إّنه عليم بذات الصدور ‪.‬‬

‫أل يعلم من خلق و هططو الّلطيططف الخططبير ) الملططك ‪ 14‬و ‪ ( 15‬ل يناسططب إّنططه حكيططم بططذات‬
‫الصدور ‪ ،‬أو و هو السميع الخبير مثل فططان فططي الجمططع بيططن يعلططم و بيططن الّلطيططف لطيفططة‬
‫حكمّية يدركها ذوق التأّله بخلف الجمع بين يعلم و السميع ‪.‬‬

‫و قوله تعالى ‪ :‬و الذين يرمون المحصنات ثّم لططم يططأتوا بأربعططة شططهداء فاجلططدوهم ثمططانين‬
‫ل الططذين تططابوا مططن بعططد ذلططك و‬
‫جلدة و ل تقبلوا لهم شططهادة أبططدا و اولئك هططم الفاسططقون ‪ .‬إ ّ‬
‫لط غفططور رحيططم ) النططور ‪ 5‬و ‪ ( 6‬يناسططب التوبططة الغفططور الرحيططم دون أّنططه‬ ‫نا ّ‬‫أصلحوا فا ّ‬
‫عزيز ذو انتقام ‪ ،‬أو حكيم عليم و أمثالها و كذا في اليات الخر فتدّبر فيها بعيططن العلططم و‬
‫المعرفة ‪.‬‬

‫على أنا نرى الحجج اللهّية يمنعون الّناس عططن التصطّرف فططي الدعّيططة و تحريفهططا روى‬
‫ل بن سنان قال ‪ :‬قال أبططو‬ ‫محّمد بن بابويه عليه الرحمة في كتاب الغيبة باسناده عن عبد ا ّ‬
‫سلم ‪ :‬سيصيبكم شبهة فتبقون بل علم و ل إمططام هططدى و ل ينجططو فيهططا إ ّ‬
‫ل‬ ‫ل عليه ال ّ‬
‫عبد ا ّ‬
‫سلم ‪ :‬تقول ‪:‬‬‫من دعا بدعاء الغريق قلت ‪ :‬كيف دعاء الغريق ؟ قال عليه ال ّ‬

‫ل يا رحمن يا رحيم يا مقّلب القلوب ثّبت قلبي على دينططك فقلططت ‪ :‬يططا مقّلططب القلططوب و‬ ‫يا ا ّ‬
‫ل مقّلططب القلططوب و‬
‫لط عطّز و جط ّ‬ ‫نا ّ‬ ‫سططلم ‪ :‬إ ّ‬
‫البصار ثّبت قلبي على دينك ‪ ،‬فقططال عليططه ال ّ‬
‫البصار و لكن قل كما أقول ‪ :‬ثبت قلبي على دينك ‪.‬‬

‫ي صّلى‬
‫سلم عن التحريف فكيف ظنك بالنب ّ‬
‫فاذا كان الدعاء توقيفيا و يردع المام عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله مع القرآن ‪.‬‬
‫ا ّ‬

‫] ‪[ 214‬‬
‫عع ععععع ع ع عع ع ععع عع‬
‫‪ 9‬ع ععع ععع ععععع عع‬
‫عع ععععع‬
‫ع ععع عع‬

‫ل عليططه و آلططه اّلططذي غربططه‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫و غيرهما من بني امّية و مروان هو طريد رسول ا ّ‬
‫عن المدينة و نفاه عن جواره ‪.‬‬

‫لط عليططه و آلططه و‬‫لط صطّلى ا ّ‬‫ن الحكم و ابنه مروان كليهما كانا طريططدي رسططول ا ّ‬ ‫أقول ‪ :‬إ ّ‬
‫ل عليه و آلططه فططان ابنططه مططروان‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫الصواب أن يقال ‪ :‬ان الحكم هو طريد رسول ا ّ‬
‫ن الحكم بططن أبططي‬ ‫ل عليه و آله و السبب في ذلك ا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫كان طفل حين طرده رسول ا ّ‬
‫لط عليططه و آلططه و ينقصططه و كططان‬ ‫لط صطّلى ا ّ‬‫العاص عّم عثمان كان يحاكى مشية رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله يوما و هو يفعل ذلك فقال‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫يفعل ذلك استهزاء به و سخرية فرآه الّنب ّ‬
‫لط عليطه و آلطه و قطد غضطب لطذلك ‪ :‬أتحكينطي ؟ اخطرج مطن المدينطة فل‬ ‫ي صطّلى ا ّ‬ ‫له الّنطب ّ‬
‫جاورتني فيها حّيا و ل مّيتا فطرده و ابنططه مططروان و نفاهمططا إلططى بلد اليمططن و نفيططا بهمططا‬
‫ل عليه و آله فلّما مات و ولي أبو بكططر طمططع عثمططان أن‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫مطرودين مّدة حياة الّنب ّ‬
‫يرّدهما فكلم أبا بكر في ذلك فزبره و أغلظ عليه و قال ‪ :‬أتريدني يا عثمان أن آوي طريد‬
‫ل ل يكون ذلك ‪ ،‬فسكت عثمان حّتططى ولططي عمططر فكّلمططه‬ ‫ل عليه و آله ك ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫لط و طريطد أبطي‬ ‫أيضا في رّدهما فأبا عليه و قال ‪ :‬ل يكون مّنطي أن آوي طريطد رسطول ا ّ‬
‫بكر اعزب عن هذا الكلم فسكت عثمان فلّما ولي و استتّم له المر كتب اليهما بأن أقططدما‬
‫المدينة فأقدمهما المدينة على رؤوس الشهاد مكرمين ‪.‬‬

‫و قال ابن الثير الجزري في اسد الغابة ‪ :‬الحكططم بططن أبططي العططاص بططن امّيططة المططوي أبططو‬
‫مروان بن الحكم يعّد فططي أهططل الحجططاز عطّم عثمططان بططن عّفططان أسططلم يططوم الفتططح ‪ .‬و روي‬
‫ل عليه و آله فمططّر‬ ‫ي صّلى ا ّ‬
‫بإسناده إلى نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه قال ‪ :‬كنا مع الّنب ّ‬
‫ل عليه و آله ‪ :‬ويل لّمتي مما فططي صططلب هططذا و‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫الحكم بن أبي العاص فقال الّنب ّ‬
‫ل عليه و آله نفاه من المدينة إلى الطططائف و خططرج معططه ابنططه‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫هو طريد رسول ا ّ‬
‫مروان ‪.‬‬

‫لط عليططه و آلططه إيططاه فقيططل ‪ :‬كططان‬


‫لط صطّلى ا ّ‬
‫و قد اختلف في السبب الموجب لنفي رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و يطلع عليططه مططن بططاب بيتططه و أّنططه اّلططذي أراد‬‫ل صّلى ا ّ‬‫يتسمع سّر رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله أن يفقأ عينه بمدري في يده لما اطلع عليططه مططن البططاب ‪ .‬و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله في مشيته فالتفت يوما فرآه و هو يتخلططج‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫قيل ‪ :‬كان يحكى رسول ا ّ‬
‫في مشيته فقال ‪ :‬كن كذلك ‪ ،‬فلم يزل يرتعش في مشيته من يومئذ ‪ ،‬فذكره عبططد الّرحمططان‬
‫بن حسان بن ثابت في هجائه لعبد الّرحمان بن الحكم ‪:‬‬

‫] ‪[ 215‬‬
‫إن اللعيطططططططططططططططططططططططن أبطططططططططططططططططططططططوك فطططططططططططططططططططططططارم عظطططططططططططططططططططططططامه‬
‫إن تطططططططططططططططططططططططرم تطططططططططططططططططططططططرم مخلجطططططططططططططططططططططططا مجنونطططططططططططططططططططططططا‬

‫يمسطططططططططططططي خميطططططططططططططص البططططططططططططططن مطططططططططططططن عمطططططططططططططل التقطططططططططططططى‬


‫و يظل من عمل الخبيث بطينا‬

‫و معني قول عبد الّرحمان إن اللعين أبوك فروي عن عائشة من طططرق ذكرهططا ابططن أبططي‬
‫خيثمة أّنها قالت لمروان بن الحكم حين قال لخيها عبد الّرحمان بن أبططي بكططر لّمططا امتنططع‬
‫من البيعة ليزيد بن معاوية بولية العهد ما قال ‪ :‬و القصّططة مشططهورة أّمططا أنططت يططا مططروان‬
‫ل عليه و آله لعن أباك و أنت في صلبه و قد روي في لعنه و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫فأشهد أن رسول ا ّ‬
‫لط عليططه‬‫ي صّلى ا ّ‬ ‫ل أن المر المقطوع به أن الّنب ّ‬ ‫نقيه أحاديث كثيرة ل حاجة إلى ذكرها إ ّ‬
‫ل لمطر عظيطم و لطم يطزل منفّيطا‬ ‫و آله مع حلمه و إغضائه على ما يكره ما فعل بطه ذلطك إ ّ‬
‫ل عليه و آله فلّما وّلي أبو بكططر الخلفططة قيططل لططه فططي الحكططم ليططرّده إلططى‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫حياة الّنب ّ‬
‫ل ط عليططه و آلططه و كططذلك عمططر‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ل عقدة عقدها رسول ا ّ‬ ‫المدينة فقال ‪ :‬ما كنت لح ّ‬
‫لط عليططه و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫فلّما وّلي عثمان الخلفة رّده و قال ‪ :‬كنت قد شفعت فيه إلى رسول ا ّ‬
‫آله فوعدني برّده و توفي في خلفة عثمان ‪.‬‬

‫و فيه أيضا ‪ :‬مروان بن الحكم بن أبي العاص بن امّية الموي ابن عّم عثمططان ابططن عفّططان‬
‫ل عليه و آله لّنه خططرج إلططى الطططائف طفل ل يعقططل‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫بن أبي العاص و لم ير الّنب ّ‬
‫ل عليه و آلططه ابططاه الحكططم و كططان مططع أبيططه بالطططائف حّتططى اسططتخلف‬ ‫ي صّلى ا ّ‬
‫لما نفي النب ّ‬
‫ى يومططا فقططال ‪ :‬و يلططك‬
‫عثمان فرّدهما و اسكتب عثمان مروان و ضّمه إليه و نظر إليه عل ّ‬
‫و ويل اّمة محّمد منك و من بنيك ‪ .‬و كان يقال لمروان ‪ :‬خيط باطل و ضرب يططوم الططدار‬
‫على قفاه فقطع أحد علياويه فعاش بعد ذلك أوقص و الوقص اّلذى قصرت عنقه ‪ ،‬و لّمططا‬
‫بويع مروان بالخلفة بالشام قال أخوه عبد الّرحمان بن الحكم و كان ماجنطا حسطن الشطعر‬
‫ل يرى رأي مروان ‪:‬‬

‫لطططططططططططططططططط مططططططططططططططططططا أدرى و إّنططططططططططططططططططي لسططططططططططططططططططائل‬


‫فططططططططططططططططططو ا ّ‬
‫حليلطططططططططططططططططة مضطططططططططططططططططروب القفطططططططططططططططططا كيطططططططططططططططططف تصطططططططططططططططططنع‬

‫لططططططططططططططط قومطططططططططططططططا أّمطططططططططططططططروا خيطططططططططططططططط باططططططططططططططططل‬


‫لحطططططططططططططططا ا ّ‬
‫على الناس يعطي ما يشاء و يمنع‬

‫سلم لمروان ‪ :‬ويلك و ويل اّمة محّمد منك و من بنيك ‪،‬‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫أقول ‪ :‬قول عل ّ‬

‫ل عليه و آله فططي أبيططه الحكططم ‪ :‬ويططل لّمططتى مّمططا فططي‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫إشارة إلى ما قاله رسول ا ّ‬
‫صلب هذا ‪.‬‬
‫] ‪[ 216‬‬

‫» ع ععع ععععع ع عع ع عععع عع ع ع عع ع ع‬


‫ععععععع ععع «‬

‫نقل الشريف المرتضى علم الهدى في الشافى جوابه عن ذلك عن كتابه المغنى إّنه قططال ‪:‬‬
‫فأّما رّده الحكم بن أبي العاص فقد روي عنه إّنه لّما عوتب في ذلك ذكر أّنه كططان اسططتأذن‬
‫ل عليه و آله و إّنما لم يقبل أبو بكططر و عمططر قططوله لّنططه شططاهد واحططد و‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫رسول ا ّ‬
‫كذلك روي عنهما فكأّنما جعل ذلك بمنزلة الحقوق اّلتى تخص فلم يقبل فيططه خططبر الواحططد‬
‫ن للحططاكم أن يحكططم‬‫و أجرياه مجري الشهادة فلّما صار المططر إلططى عثمططان حكططم بعلمططه ل ّ‬
‫ق و ل أن يكطون‬ ‫بعلمه في هذا الباب و في غيره عند شيخينا و ل يفصطلن بيطن حطّد و حط ّ‬
‫العلم قبل الولية أو حال الولية و يقولون إّنه أقوى في الحكم من البينة و القرار ‪.‬‬

‫ل عليه و آله‬
‫ثّم ذكر عن أبي على أّنه يقطع به على كذب روايته في إذن الرسول صّلى ا ّ‬
‫في رّده ‪ ،‬فلبد من تجويز كونه معذورا ‪.‬‬

‫ثّم سأل نفسه في أن الحاكم إّنما يحكم بعلمطه مطع زوال التهمطة و أن التهمطة كطانت فطي ردّ‬
‫الحكم قوية لقرابته ‪ ،‬و أجاب بططأن الططواجب علططى غيططره أن ل يّتهمططه إذا كططان لفعلططه وجططه‬
‫ح عليه لّنه قد نصب منصبا يقتضى زوال التهمة عنه و حمل أفعاله علططى الصططحة و‬ ‫يص ّ‬
‫لو جّوزنا امتناعه للتهمة لّدى إلى بطلن كثير من الحكام ‪.‬‬

‫ل عليه و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫و حكى عن أبي الحسن الخّياط أّنه لو لم يكن في رّده إذن من رسول ا ّ‬
‫ن النفى إذا كان صلحا في الحال ل يمتنع أن يتغّيططر‬ ‫آله لجاز أن يكون طريقه الجتهاد ل ّ‬
‫حكمه باختلف الوقات و تغير حططال المنفططى و إذا جطاز لبططى بكططر أن يسططترّد عمططر مططن‬
‫ل عليه و آله بنفوذه من حيث‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫جيش اسامة للحاجة إليه و إن كان قد أمر رسول ا ّ‬
‫تغيرت الحال فغير ممتنع مثله في الحكم ‪.‬‬

‫» عععععع ععع ععععع عععع ع عععععع ععععع «‬

‫صة الحكم مطن‬


‫اعترض عليه في الشافى فقال ‪ :‬يقال له ‪ :‬أّما ما ادعيته و بنيت المر في ق ّ‬
‫ل عليه و آله أذن له في ذلك ‪.‬‬
‫أن عثمان لما عوتب في رّده اّدعى أن الرسول صّلى ا ّ‬

‫فهو شيء ما سمع إل منك و ل يدري مططن أيططن نقلتططه و فططي أي كتططاب وجططدته و مططا رواه‬
‫الّناس كّلهم بخلف ذلك ‪.‬‬

‫] ‪[ 217‬‬
‫و قد روى الواقدي من طرق مختلفة و غيره أن الحكم بن أبى العاص لما قدم المدينة بعد‬
‫ل عليه و آله إلى الطائف و قال ‪ :‬ل تساكننى في بلد أبدا فجاءه‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫الفتح أخرجه النب ّ‬
‫عثمان فكّلمه فأبى ‪ ،‬ثّم كان من أبى بكر مثل ذلك ‪ ،‬ثّم كان مططن عمططر مثططل ذلططك فلّمططا قططام‬
‫سلم و الزبير و طلحة و سعد‬ ‫ي عليه ال ّ‬ ‫عثمان أدخله و وصله و أكرمه فمشى في ذلك عل ّ‬
‫و عبد الّرحمان بن عوف و عمار بن ياسر حّتى دخلوا علططى عثمططان فقططالوا لططه ‪ :‬إّنططك قططد‬
‫ل عليه و آلططه أخرجططه‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫أدخلت هؤلء القوم يعنون الحكم و من معه و قد كان الّنب ّ‬
‫ل و السلم و معادك فإن لك معادا و منقلبا و قططد أبططت‬ ‫و أبو بكر و عمر ‪ ،‬و إنا نذكرك ا ّ‬
‫لط تعططالى عليططك‬ ‫ذلك الولة من قبلك و لم يطمع أحد أن يكّلمهم فيططه و هططذا سططبب نخططاف ا ّ‬
‫فيه ‪.‬‬

‫ل عليه و آله حيث كلمته‬ ‫ل صّلى ا ّ‬


‫فقال ‪ :‬إن قرابتهم منى حيث تعلمون و قد كان رسول ا ّ‬
‫أطمعنى في أن يأذن له و إّنما أخرجهم لكلمة بلغته عن الحكم و لن يضّركم مكططانهم شططيئا‬
‫و في الّناس من هو شّر منهم ‪.‬‬

‫سططلم ‪ :‬هططل تعلططم‬‫ى عليططه ال ّ‬‫سلم ‪ :‬ل أحد شرا منه و ل منهم ‪ .‬ثّم قال عل ّ‬‫ى عليه ال ّ‬
‫فقال عل ّ‬
‫ل لئن فعل ليقتلّنه ؟‬ ‫ل ليحملن بنى أبى معيط على رقاب الّناس و ا ّ‬ ‫أن عمر قال ‪ :‬و ا ّ‬

‫قال ‪ :‬فقال عثمان ‪ :‬ما كان منكم أحد يكون بينه و بينه من القرابة ما بينططى و بينططه و ينططال‬
‫ى عليططه‬
‫ل أدخله و في الّنططاس مططن هططو شطّر منططه ‪ .‬قططال ‪ :‬فغضططب علط ّ‬
‫من المقدرة ما أنال إ ّ‬
‫ب مططا تفعططل ‪ ،‬ثطّم‬
‫ل لتأتينا بشّر من هذا إن سلمت و سططتري يططا عثمططان غط ّ‬ ‫سلم قال ‪ :‬و ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫خرجوا من عنده ‪.‬‬

‫ن الرجل لّما احتفططل اّدعططى أن الرسططول‬‫و هذا كما ترى خلف ما اّدعاه صاحب الكتاب ل ّ‬
‫ل عليه و آله كان أطمعه فطي رّده ‪ ،‬ثطّم صطّرح بططأن رعطايته فيططه مطن القرابطة هطى‬
‫صّلى ا ّ‬
‫ل عليه و آله ‪.‬‬
‫الموجبة لرّده و مخالفة الرسول صّلى ا ّ‬

‫و قد روى من طرق مختلفة أن عثمان لّما كلم أبا بكر و عمر فططي رّد الحكططم أغلظططا لططه و‬
‫لط‬
‫ل عليه و آله و تأمرنى أن أدخلططه و ا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫زبراه و قال له عمر ‪ :‬يخرجه رسول ا ّ‬
‫ل ط لئن اشططق‬‫ل عليه و آلططه و ا ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫لو أدخلته لم آمن أن يقول قائل غّير عهد رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله أمرا ‪ ،‬و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ى من أن اخالف لرسول ا ّ‬ ‫ب إل ّ‬
‫باثنين كما تنشق البلمة أح ّ‬
‫إياك يا‬

‫] ‪[ 218‬‬

‫ابن عّفان أن تعاودني فيه بعد اليوم ‪ .‬و ما رأينططا عثمططان قططال فططي جططواب هططذا التعنيططف و‬
‫لط عليططه و آلططه فيطه ل‬
‫التوبيخ من أبى بكر و عمر ‪ :‬إن عندى عهدا مطن الرسطول صطّلى ا ّ‬
‫ل ط عليططه‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫استحق معه عتابا و ل تهجينا و كيف تطيب نفس مسلم موقر لرسول ا ّ‬
‫ل ط عليططه و آلططه مصطّرح بعططداوته و‬
‫لط ص طّلى ا ّ‬
‫و آله معظم له بأن يأتى إلى عدّو لرسول ا ّ‬
‫لط عليططه‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫الوقيعة فيه حّتى بلغ به المر إلى أن كان يحكى مشيته فطرده رسول ا ّ‬
‫لط عليططه و آلططه‬
‫لط صطّلى ا ّ‬
‫و آله و أبعده و لعنه حّتى صار مشططهورا بططأّنه طريططد رسططول ا ّ‬
‫فيؤويه و يكرمه و يرّده إلى حيث اخرج منه و يصله بالمال العظيم و يصله إما مططن مططال‬
‫المسلمين أو ماله ان هذا العظيم كبير قبل التصفح و التأمل و التعلل بالتأويل الباطل ‪.‬‬

‫فأّما قول صاحب الكتاب » إن أبا بكر و عمر لم يقبل قوله لّنه شاهد واحططد و جعل ذلططك‬
‫ص « فأّول ما فيه أّنه لم يشهد عندهما بشيء في باب الحكم علططى‬
‫بمنزلة الحقوق اّلتي تخ ّ‬
‫ما رواه جميع الّناس ‪ .‬ثّم ليس هذا من الباب اّلذي يحتاج فيه إلى الشاهدين بل هو بمنزلططة‬
‫ل ما يقبل فيه أخبار الحاد و كيف يجوز أن يجري أبو بكر و عمر مجرى الحقططوق مططا‬ ‫كّ‬
‫ليس فيها ‪.‬‬

‫و قوله ‪ :‬لبّد من تجويز كونه صادقا في روايته لن القطططع علططى كططذب روايتططه ل سططبيل‬
‫لط عليططه و آلططه إذنططا و إّنمططا‬
‫إليه ‪ ،‬ليس بشيء لنا قد بّينا أّنه لم يرو عططن الرسططول صطّلى ا ّ‬
‫اّدعى أّنه ‪ ،‬اطمعه في ذلك و إذا جوّزنطا كططونه صططادقا فططي هطذه الروايططة بطل قطعنططا علطى‬
‫صدقه لم يكن معذورا ‪.‬‬

‫ح عليططه لنتصططابه‬ ‫فأّما قوله ‪ » :‬الواجب على غيره أن ل يّتهمه إذا كططان لفعلططه وجططه يصط ّ‬
‫منصبا يفضي إلى زوال التهمة « فأّول مططا فيططه أن الحططاكم ل يجططوز أن يحكططم بعلمططه مططع‬
‫التهمة و التهمة قد يكون لها أمارات و علمات فما وقع فيها عن أمططارات و أسططباب تتهططم‬
‫في العادة كان مؤثرا و ما لم يكن كذلك و كان مبتدء فل تأثير له ‪ ،‬و الحكم هو عّم عثمان‬
‫و قريبه و نسيبه و من قد تكلم فيه و في رّده مّرة بعد اخرى و لوال بعد وال و هططذه كّلهططا‬
‫صططة لتطططرق التهمططة‬‫اسباب التهمة فقد كان يجب أن يتجّنب الحكم بعلمه في هذا البططاب خا ّ‬
‫فيه ‪.‬‬

‫] ‪[ 219‬‬

‫ل عليه و آله لو لم يأذن فططي رّده لجططاز‬


‫فأّما ما حكاه عن الخّياط من » أن الّرسول صّلى ا ّ‬
‫ن الرسول إذا‬ ‫أن يرّده إذا رآه اجتهاده إلى ذلك لن الحوال قد تتغّير « فظاهر البطلن ل ّ‬
‫حظر شيئا أو أباحه لم يكن لحد أن يجتهططد فططي إباحططة المحظططور او حظططر المبططاح و مططن‬
‫ص فيه و‬‫جّوز الجتهاد في الشريعة ل يقدم على مثل هذا لّنه إّنما يجوز عندهم فيما ل ن ّ‬
‫ص لم نأمن أن يؤدي اجتهاد مجتهد إلى تحليططل‬ ‫لو جّوزنا الجتهاد في مخالفة ما تناوله الن ّ‬
‫الخمر و اسقاط الصلة بأن يتغير الحال و هطذا هطدم للشطريعة ‪ .‬فأّمطا استشطهاده باسطترداد‬
‫عمر من جيش اسامة فالكلم في المرين واحد و قد مضى ما فيه ‪.‬‬
‫‪ 10‬ع ع ع عع عععع عععع ‪ :‬ع ع عع عع ععع عععع ع‬
‫عععع ععععع ع ع ع ععع ع ع ع عع ع ععع ع عع ع‬
‫عع ععع ع‬‫ععععع ع ع ع ع عع ع عع عع ععع عع ع ع‬
‫ععع‬‫عع عع ععع ععع‬‫عععع ع ععع عع‬

‫لط بططن‬
‫ل بن أبي سرح على مصر و معاوية بن أبططي سططفيان علططى الشططام و عبططد ا ّ‬ ‫و عبد ا ّ‬
‫عامر على البصرة ‪ ،‬و صرف عن الكوفة الوليد بن عقبططة و ولهططا سططعيد بططن العططاص و‬
‫كان السبب في صرف الوليد و ولية سعيد على ما روي أن الوليد بن عقبطة كطان يشطرب‬
‫مع ندمائه و مغّنيه من أول الليل إلى الصباح فلما آذنه المؤذنون بالصطلة خطرخ منفصطل‬
‫في غلئله فتقدم إلى المحراب في صطلة الصطبح فصطّلى بهطم أربعطا و قطال ‪ :‬تريطدون أن‬
‫أزيدكم و قيل ‪ :‬اّنه قال في سجوده و قد أطال ‪ :‬اشرب و اسقنى ‪ ،‬فقال له بعض مططن كططان‬
‫خلفه في الصف الّول ‪ :‬ما تريد ؟‬

‫ل ممن بعثك إلينا واليا و علينا أميرا و كان هططذا‬


‫ل ل أعجب إ ّ‬
‫ل مزيد الخير و ا ّ‬
‫ل زادك ا ّ‬
‫القائل ‪ :‬عتاب بن غيلن الثقفي ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬و خطب الّناس الوليد فحصبه الّناس بحصباء المسجد فدخل قصره يترنططح و يتمثططل‬
‫بأبيات لتأبط شرا ‪:‬‬

‫و لسططططططططططططططططططت بعيططططططططططططططططططدا عططططططططططططططططططن مططططططططططططططططططدام وقينططططططططططططططططططة‬


‫و ل بصطططططططططططططططططفا صطططططططططططططططططلد عطططططططططططططططططن الخيطططططططططططططططططر معطططططططططططططططططزل‬

‫و لكننطططططططططططططططططططططي أروي مطططططططططططططططططططططن الخمطططططططططططططططططططططر هطططططططططططططططططططططامتي‬


‫و أمشي المل بالساحب المتسلسل‬

‫و في ذلك يقول الحطيئة كما في الشافي و المروج ‪:‬‬

‫شطططططططططططططططططططططططهد الحطيئة يطططططططططططططططططططططططوم يلقطططططططططططططططططططططططى رّبطططططططططططططططططططططططه‬


‫ق بالعطططططططططططططططططططططططططططططططططذر‬
‫إن الوليطططططططططططططططططططططططططططططططططد أحططططططططططططططططططططططططططططططططط ّ‬

‫نططططططططططططططططططططططططادى و قططططططططططططططططططططططططد تمططططططططططططططططططططططططت صططططططططططططططططططططططططلتهم‬


‫أ أزيدكم ثمل و ما يدرى‬

‫] ‪[ 220‬‬

‫ليزيططططططططططططططططططططططططدهم اخططططططططططططططططططططططططرى و لططططططططططططططططططططططططو قبلططططططططططططططططططططططططوا‬


‫منطططططططططططططططططططططططططه لزادهطططططططططططططططططططططططططم علطططططططططططططططططططططططططى عشطططططططططططططططططططططططططر‬
‫فطططططططططططططططططططأبوا أبطططططططططططططططططططا وهطططططططططططططططططططب و لطططططططططططططططططططو فعلطططططططططططططططططططوا‬
‫لقرنططططططططططططططططططططططططت بيططططططططططططططططططططططططن الشططططططططططططططططططططططططفع و الططططططططططططططططططططططططوتر‬

‫حبسططططططططططططططططططوا عنانططططططططططططططططططك فططططططططططططططططططي الصططططططططططططططططططلة و لططططططططططططططططططو‬


‫خّلوا عنانك لم تزل تجري‬

‫و اشاعوا بالكوفة فعله و ظهططر فسططقه و مططداومته شططرب الخمططر فهجططم عليططه جماعططة مططن‬
‫المسجد منهم أبططو زينططب بططن عططوف الزدي و أبططو جنططدب بططن زهيططر الزدى و غيرهمططا‬
‫فوجوده سكران مضطجعا على سريره ل يعقل فأيقظوه مططن رقططدته فلططم يسططتيقظ ثطّم تقايططا‬
‫عليهم ما شرب من الخمر فانتزعوا خاتمه من يده و خرجوا من فورهم إلى المدينة فططأتوا‬
‫عثمان بن عّفان فشهدوا عنده على الوليد أّنه شرب الخمر فقال عثمان ‪ :‬و ما يدريكما أّنه‬
‫شرب خمرا ؟ فقال ‪:‬‬

‫هي الخمر اّلتي كنا نشربها في الجاهلية و أخرجا خاتمه فدفعاه إليططه فرزأهمططا و دفططع فططي‬
‫سططلم و أخططبراه‬ ‫ي بططن أبيطططالب عليططه ال ّ‬
‫حيا عّنططي فخرجططا و أتيططا علط ّ‬
‫صدورهما و قال ‪ :‬تن ّ‬
‫صة فأتي عثمان و هو يقول ‪ :‬دفعت الشهود و أبطلططت الحططدود فقططال لططه عثمططان ‪ :‬فمططا‬ ‫بالق ّ‬
‫تري ؟‬

‫جططة أقمططت‬ ‫قال ‪ :‬أري أن تبعث إلى صاحبك فإن أقاما الشهادة عليه في وجهه و لم يدل بح ّ‬
‫جططة فططألقى‬‫عليه الحّد فلّما حضر الوليد دعاهما عثمططان فاقامططا الشططهادة عليططه و لططم يططدل بح ّ‬
‫لط عليططه‬‫ي فططأقم عليططه مططا أوجططب ا ّ‬
‫ي لبنه الحسن قم يا بنط ّ‬ ‫ي فقال عل ّ‬
‫عثمان السوط إلى عل ّ‬
‫فقال ‪ :‬يكفيه بعض ما تري فلّمططا نظططر إلططى امتنططاع الجماعططة عططن إقامططة الحطّد عليططه توقيططا‬
‫ى السوط و دنا منه فلما أقبل نحوه سّبه الوليد و قططال يططا‬ ‫لغضب عثمان لقرابته منه أخذ عل ّ‬
‫صاحب مكس ‪ ،‬فقال عقيل بن أبي طالب و كان ممن حضر ‪ :‬إّنك لتتكّلم يا ابن أبي معيط‬
‫كاّنك ل تدري من أنت و أنت علج من أهل صفورية و هي قرية بين عكطا و اللجطون مطن‬
‫أعمال الردن من بلد طبرية كان ذكر أن أباه كان يهودّيا منهططا فأقبططل الوليططد يططزوغ مططن‬
‫ي فاجتذبه فضرب به الرض و عله بالسوط فقال عثمان ‪:‬‬ ‫عل ّ‬

‫لط تعططالى أن يؤخططذ‬


‫قا ّ‬
‫ليس لك أن تفعل به هذا قال ‪ :‬بلى و شّر من هذا إذا فسق و منع ح ّ‬
‫منه ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬ان الوليد بن عقبة بن أبي معيط كان أخا عثمان لمه ‪ 11 .‬و ولططى عثمططان الكوفططة‬
‫بعد الوليد بن عقبة سعيد بن العاص فلّما دخل‬

‫] ‪[ 221‬‬
‫ن الوليططد كططان‬
‫سعيد الكوفة واليا أبي أن يصعد المنبر حّتى يغسل و أمططر بغسططله و قططال ‪ :‬ا ّ‬
‫نجسا رجسا فلّما اّتصلت أيام سعيد بالكوفة ظهرت منه امور منكططرة و اشططتبه بططالموال و‬
‫قال في بعض الّيام و كتب به إلى عثمان إنما هذا السواد فطير لقريش فقال له الشططتر و‬
‫ل علينا بظلل سيوفنا و مراكز رماحنا بسططتانا‬ ‫هو مالك الحرث النخعي ‪ :‬أتجعل ما أفاء ا ّ‬
‫لك و لقومك ثّم خرج إلى عثمان في سطبعين راكبطا مطن أهطل الكوفطة فطذكروا سطوء سطيرة‬
‫سعيد بن العاص و سألوا عزله عنهم فمكططث الشططتر و أصططحابه أيامططا ل يخططرج لهططم مططن‬
‫عثمان في سعيد شيء و امتدت أّيامهم بالمدينة و قدم على عثمان امراؤه مططن المصططار ‪،‬‬
‫ل بن عامر مططن‬ ‫ل بن سعد بن أبي سرح من مصر و معاوية من الشام و عبد ا ّ‬ ‫منهم عبد ا ّ‬
‫البصرة و سعيد بن العطاص مطن الكوفطة فأقطاموا بالمدينطة أّيامطا ل يردهطم إلطى أمصطارهم‬
‫كراهة أن يرد سعيدا إلى الكوفة و كره أن يعزله حّتى كتب إليططه مططن بأمصططارهم يشططكون‬
‫كثرة الخراج و تعطيل الثغور فجمعهم عثمان و قال ‪:‬‬

‫ما ترون ؟‬

‫ل بن عامر بن كريز ليكفططك امططرؤ مططا‬‫فقال معاوية أّما أنا فراض بي جندي ‪ .‬و قال عبد ا ّ‬
‫ل بن سعد بن أبي سرح ليس بكططثير عططزل عامططل للعامططة و‬ ‫قبله أكفك ما قبلي و قال عبد ا ّ‬
‫تولية غيره ‪ .‬و قال سعيد بن العاص إّنك إن فعلت هذا كان أهل الكوفة هم الذين يوّلططون و‬
‫يعزلون و قد صاروا حلقا في المسجد ليس لهم غيططر الحططاديث و الخططوض فجهزهططم فططي‬
‫البعوث حّتى يكون هّم أحدهم أن يموت على ظهر دابته فسمع مقططالته عمططرو بططن العططاص‬
‫فخرج إلى المسجد فاذا طلحة و الزبير جالسان في ناحية منه فقال له ‪ :‬إلينا فصار إليهمططا‬
‫فقال ‪ :‬فما وراءك ؟ قال ابشر ما ترك شيئا من المنكر ال أتى به و أمر به و جاء الشططتر‬
‫فقال له إن عاملكم الذي قمتم فيه خطباء قد رّد عليكم و أمر بتجهيزكم في البعوث و بكططذا‬
‫و كذا ‪.‬‬

‫ل قد كنا نشكو سوء سيرته و ما قمنا به خطباء فكيططف و قططد قمنططا و ايططم‬ ‫فقال الشتر ‪ :‬و ا ّ‬
‫ل على ذلك لو ل انطي انفطدت النفقطة و أنضطيت الظهططر لسططبقته إلطى الكوفطة حّتطى امنعططه‬ ‫ا ّ‬
‫دخولها ‪.‬‬

‫] ‪[ 222‬‬

‫فقال له ‪ :‬فعندنا حاجتك اّلتي تفوتك في سفرك ‪ .‬قال ‪ :‬فاسلفاني إذا مأة ألف درهططم فأسططلفه‬
‫ل واحد منهما خمسين ألف درهم فقسمها بين أصحابه و خرج إلى الكوفة فسبق سعيد و‬ ‫كّ‬
‫صعد المنبر و سيفه في عنقه ما وضعه بعد ‪ .‬ثّم قال ‪ :‬أّما بعطد فطان عطاملكم الطذي انكرتطم‬
‫تعديه و سوء سيرته قد رّد عليكم و امر بتجهيزكم في البعوث فبططايعوني علططى أن يططدخلها‬
‫فبايعه عشرة آلف من أهل الكوفة و خرج راكبا متخّفيا يريد المدينة أو مّكة فلقططى سططعيدا‬
‫لط مططا منعنططا‬
‫بواقصة فأخبره بالخبر فانصرف إلى المدينة كتب الشتر إلى عثمان انططا و ا ّ‬
‫ل من أحببت فكتب إليهم انظروا من كان عاملكم أّيام عمر‬
‫ل ليفسد عليك عملك و ّ‬ ‫عاملك إ ّ‬
‫طاب فوّلوه فنظروا فاذا هو أبو موسى الشعري فوّلوه ‪.‬‬‫بن الخ ّ‬

‫أقول ‪ :‬هذا ما نقله المسعودي في مروج الّذهب و غيره مططن المططورخين بل خلف و مططن‬
‫تأمل فيه يجد أن عثمان اضطر حينئذ إلى إجابتهم إلططى وليططة أبططي موسططى و لططم يصططرف‬
‫سعيدا مختارا بل ما صرفه جملة و انما صرفه أهل الكوفة عنهم ‪.‬‬

‫و كان سعيد هذا أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان بن عّفان و لّما قتل عثمان لزم بيته فلم‬
‫يشهد الجمل و ل صفين فلما استقر المر لمعاوية أتاه و عاتبه معاوية على تخلفه عنه في‬
‫له المدينططة فكططان يططوليه إذا عططزل مططروان عططن‬
‫حروبه فاعتذر هو فقبل معاوية عذره ثّم و ّ‬
‫ي بن أبيطالب‬ ‫المدينة و يولى مروان إذا عزله ‪ .‬و قتل أبوه العاص يوم بدر كافرا قتله عل ّ‬
‫سلم ‪.‬‬
‫عليه ال ّ‬

‫و في اسد الغابة ‪ :‬استعمله عثمان على الكوفة بعد الوليد بن عقبططة بططن أبططي معيططط و غططزا‬
‫طبرستان فافتتحها و غزا جرجان فافتتحها سنة تسع و عشرين أو سنة ثلثين و انتقضت‬
‫آذربيجان فغزاها فافتتحها في قول ‪.‬‬

‫في الشافي للشريف المرتضى علم الهدى ‪ :‬و من أحداث عثمان أّنه ولي امططور المسططلمين‬
‫من ل يصلح لذلك و ل يطؤتمن عليطه و مطن ظهطر منطه الفسطق و الفسطاد و مطن ل علطم لطه‬
‫مراعاة لحرمة القرابة و عدول عن مراعاة حرمة الطّدين و النظططر للمسططلمين حّتططى ظهططر‬
‫ذلك منه و تكّرر و قد كان عمر حّذر من ذلك فيه من حيث وصفه بأنه كّلف‬

‫] ‪[ 223‬‬

‫باقاربه و قال له إذا وّليت هذا المر ل تسّلط بني أبي معيط على رقاب الّناس فوجططد منططه‬
‫ما حّذره و عوتب في ذلك فلم ينفع العتطب فيطه و ذلطك نحطو اسطتعماله الوليطد ابطن عقبطة و‬
‫تقليده إياه حتى ظهر منه شرب الخمر و اسططتعماله سططعيد بططن العططاص حططتى ظهططرت منططه‬
‫ل بن سعد بن أبي سرح و عبد ا ّ‬
‫ل‬ ‫المور اّلتي عندها أخرجه أهل الكوفة ‪ ،‬و توليته عبد ا ّ‬
‫ابن عامر بن كريز حّتى يروى عنه في أمر ابن أبي سرح أّنه لما تظّلم منه أهل مصططر و‬
‫صرفه عنهم لمحّمد بن أبي بكر و غيره مّمن يرد عليه و ظفر بذلك الكتاب و لذلك عظططم‬
‫التظلم من بعد و كثر الجمع و كان سبب الحصار و القتل و حّتى كان من أمططر مططروان و‬
‫تسّلطه عليه و على اموره ما قتل بسببه و ذلك ظاهر ل يمكن دفعه ‪.‬‬
‫» ععع ععع ععععع ع عع ع عععع عع ع ع عع ع ع‬
‫ععععع ععع عع عععععع «‬

‫نقل عنه علم الهدى في الشافي اّنه قال ‪ :‬أّما ما ذكروه من توليته من ل يجوز أن يسططتعمل‬
‫فقد علمنا أّنططه ل يمكططن أن يطّدعى أّنططه حيططن اسططتعملهم علططم مططن أحططوالهم خلف السططتر و‬
‫ن اّلطذي ثبطت عنهطم مطن المطور حطدث مطن بعطد و ل يمتنطع كطونهم فطي الول‬ ‫الصلح ل ّ‬
‫مستورين في الحقيقة أو مستورين عنده و اّنما يجب تخطئته لو استعملهم و هم في الحططال‬
‫ل يصلحون لذلك ‪ .‬فان قيل لما علم بحالهم كان يجططب أن يعزلهططم ‪ ،‬قيططل لططه ‪ :‬كططذلك فعططل‬
‫لّنه استعمل الوليد بن عقبة قبل ظهور شرب الخمر منه فلمطا شطهدوا بطذلك جلطده الحطّد و‬
‫صرفه و قد روى مثله عن عمر لّنه ولى قدامة بن مظعون بعض أعمططاله فشططهدوا عليططه‬
‫بشرب الخمر فأشخصه و جلده الحد فإذا عّد ذلططك فططي فضططائل عمططر لططم يجططز أن يعطّد مططا‬
‫ذكروه في الوليد من معائب عثمان و يقال ‪ :‬إّنه لّما أشخصه اقيم عليه الح طّد بمشططهد أميططر‬
‫سلم و اعتذر من عزله سعد بن أبي وقاص بالوليد بأن سعدا شططكاه أهططل‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫الكوفة فأّداه اجتهاده إلى عزله بالوليد ‪.‬‬

‫ثّم قال ‪ :‬فأّما سعيد بن العاص فإّنه عزله عن الكوفة و ولى مكانه أبططا موسططى الشططعري ‪،‬‬
‫ل بن سعد بن أبي سرح عزله و وّلي مكانه محّمد بن أبي بكططر و لططم يظهططر‬ ‫و كذلك عبد ا ّ‬
‫له في باب مروان ما يوجب أن يصرفه عّما كان مستعمل فيه و لو كان ذلك طعنا لوجب‬
‫سلم ولى الوليد بن عقبة فحدث‬ ‫ل من وّلى و قد علمنا أّنه عليه ال ّ‬‫مثله في ك ّ‬

‫] ‪[ 224‬‬

‫منه ما حدث و حدث من بعض أمير المؤمنين الخيانة كالقعقاع بططن شططور فططاّنه وله علططى‬
‫ميسان ) خراسان ل خ ( فأخذ مالها و لحق بمعاوية و كذلك فعل الشعث ابن قيططس بمططال‬
‫آذربايجان ‪ .‬و ولى أبا موسى الحكم و كان منه ما كططان ‪ .‬و ل يجططب أن يعططاب أحططد بفعططل‬
‫غيره ‪.‬‬

‫فأّما إذا لم يلحقه عيب في ابتططداء الوليططة فقططد زال العيططب فيمططا عططداه ‪ .‬فقططولهم ‪ :‬اّنططه قسططم‬
‫الوليات في أقاربه و زال عن طريقة الحتياط للمسلمين و قد كططان عمطر حطّذر مططن ذلطك‬
‫ن توليططة القططارب كتوليططة الباعططد و اّنططه يحسططن إذا كططانوا علططى صططفات‬ ‫فليططس بعيططب ل ّ‬
‫مخصوصة ‪.‬‬

‫و لو قيل إن تقديمهم أولططى لططم يمتنططع ذلططك إذ كططان المططولى لهططم أشططد تمكّنططا مططن عزلهططم و‬
‫لط بططن عّبططاس‬
‫سططلم عبططد ا ّ‬
‫الستبدال بهم لمكان أقرب و قططد وّلططى أميططر المططؤمنين عليططه ال ّ‬
‫ل بن عّباس و قثم بن العباس مّكة حّتى قال الشتر عند ذلك ‪ :‬على ما ذا‬ ‫البصرة و عبيد ا ّ‬
‫شيخ أمس فيما يروى و لم يكن ذلك بعيب إذا أّدى ما وجب عليه في اجتهاده ‪.‬‬ ‫قتلنا ال ّ‬
‫» عععععع ععع ععععع عععع ع عععععع ععععع «‬

‫اعترض عليه الشريف المرتضى علم الهدى في الشططافي أّنططه يقطال لططه ‪ :‬أّمططا اعتططذاره فططي‬
‫له من الفسقة بانه لم يكن عالمططا بططذلك مططن حططالهم قبططل الوليططة و إّنمططا‬‫ولية عثمان من و ّ‬
‫ل هططؤلء النفططر إل و‬ ‫تجّدد منهم ما تجّدد فعزلهم فليس بشيء يعول على مثلطه لنططه لطم يطو ّ‬
‫حالهم مشهورة في الخلعة و المجانة و التحرم و التهتك و لم يختلف اثنان فطي أن الوليطد‬
‫بن عقبة لم يستأنف التظططاهر بشططرب الخمططر و السططتخفاف بالططدين علططى اسططتقبال وليتططه‬
‫الكوفة بل هذه كانت سنته و العادة المعروفة منه و كيف يخفى على عثمان و هو قريبه و‬
‫لصيقه و أخوه لّمه من حاله ما ل يخفى على الجانب الباعد فلهذا قال له سعد بططن أبططي‬
‫وقاص في روايططة الواقططدي و قطد دخططل الكوفططة ‪ :‬يططا بططا وهططب أميططرا أم زائرا ؟ قطال ‪ :‬بططل‬
‫أميرا ‪ ،‬فقال سعد ‪ :‬ما أدرى أحمقت بعدك أم كسست بعدي ؟ قال ‪:‬‬

‫مططا حمقططت بعططدى و ل بعططدك ‪ ،‬و لكططن القططوم ملكططوا فاسططتأثروا فقططال سططعد ‪ :‬مططا أراك إ ّ‬
‫ل‬
‫صادقا ‪.‬‬

‫ن الوليد لما دخل الكوفة مّر على مجلس عمططرو‬


‫و في رواية ابي مخنف لوط بن يحيى ‪ :‬ا ّ‬
‫بن زرارة النخعى فوقف فقال عمرو ‪ :‬يا معشر بني اسد بئس ما استقبلنا به » ج ‪« 14‬‬

‫] ‪[ 225‬‬

‫اخوكم ابن عفان من عدله ان ينزع عنططا ابططن ابططي وقططاص الهيططن الليططن السططهل القريططب و‬
‫يبعث علينا اخاه الوليد الحمق الماجن الفاجر قططديما و حططديثا و اسططتعظم الّنططاس مقططدمه و‬
‫ل عليه و آله ‪.‬‬‫عزل سعد به و قالوا ‪ :‬اراد عثمان كرامة اخيه بهوان اّمة محّمد صّلى ا ّ‬

‫و هذا تحقيق ما ذكرناه من أن حاله كانت مشطهورة قبطل الوليطة ل ريطب فيهطا علطى أحطد‬
‫فكيف يقال إنه كان مستورا حّتى ظهر منه ما ظهر ‪.‬‬

‫و في الوليد نزل قوله تعالى أفمن كان مؤمنًا كمن كان فاسقًا ل يسططتوون ) السططجدة ‪( 20‬‬
‫سلم و الفاسق الوليد على ما ذكره أهل التأويل ‪.‬‬‫ي بن أبيطالب عليه ال ّ‬
‫فالمؤمن ههنا عل ّ‬

‫و فيه نزل قوله تعالى ‪ :‬يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسطق بنبطأ فتطبينوا أن تصطيبوا قومطاً‬
‫بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين و السبب في ذلططك انططه كططذب علططى بنططي المصطططلق‬
‫ل عليه و آله و اّدعى أّنهم منعوه الصدقة ‪ ،‬و لو قصصططنا مخططازيه‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫عند رسول ا ّ‬
‫المتقدمة و مساويه لطال الشرح ‪.‬‬

‫و أّما شربه الخمر بالكوفة و سكره حتى دخل عليه من دخل و أخذ خططاتمه مططن اصططبعه و‬
‫هو ل يعلم فظاهر قد سارت به الركبان و كذلك كلمه في الصلة و التفاته إلى من يقتدى‬
‫به فيها و هو سكران و قوله أزيدكم فقالوا ل قد قضينا صلتنا حّتى قال الحطيئة في ذلططك‬
‫شعرا ‪ :‬شهد الخطيئة يوم يلقى ربه البيات المذكورة آنفا و قال أيضا فيه ‪:‬‬

‫تكلطططططططططططططططططططططططم فطططططططططططططططططططططططي الصطططططططططططططططططططططططلة و زاد فيهطططططططططططططططططططططططا‬


‫علنيطططططططططططططططططططططططططططططططططة و جطططططططططططططططططططططططططططططططططاهر بالنفطططططططططططططططططططططططططططططططططاق‬

‫و مططططططططططططططططططج الخمططططططططططططططططططر فططططططططططططططططططي سططططططططططططططططططنن المصططططططططططططططططططّلى‬


‫و نططططططططططططططططططططططادى و الجميططططططططططططططططططططططع إلططططططططططططططططططططططى افططططططططططططططططططططططتراق‬

‫أ أزيطططططططططططططططططططططططططططططططدكم علطططططططططططططططططططططططططططططططى أن تحمطططططططططططططططططططططططططططططططدوني‬


‫فما لكم و مالي من خلق‬

‫ل بعططد أن دافططع و‬
‫فأّما قوله ‪ » :‬إّنه جلده و عزله « فبعد أي شيء كان ذلك ؟ و لم يعزله إ ّ‬
‫سطلم قهطره علطى رأيطه لمطا‬ ‫مانع و احتج عنه و ناضل ‪ ،‬فلو لم يكن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫عزله و ل مّكن من جلده ‪.‬‬

‫و قد روى الواقدي أن عثمان لما جاءه الشهود يشهدون على الوليد بشرب الخمر أوعدهم‬
‫و تهّددهم ‪ .‬قال الراوي ‪ :‬و يقال ‪ :‬إّنه ضرب بعض الشهود أسواطا فأتوا‬

‫] ‪[ 226‬‬

‫سلم فشططكوا فططأتي عثمططان فقططال ‪ :‬عطلططت الحططدود و ضططربت قومططا‬


‫أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫شهودا على أخيك فقلبت الحكم و قد قال عمر ‪ :‬ل تحمل بني اميططة و آل أبططي معيططط علططى‬
‫رقاب الّناس ‪ ،‬قال ‪ :‬فما ترى ؟ قال ‪ :‬أرى أن تعزله و ل توّليه شيئا من أمور المسلمين ‪،‬‬

‫و أن تسأل عن الشهود فإن لم يكونوا أهل ظّنة و ل عداوة أقمت على صاحبك الحّد ‪.‬‬

‫و تكلم في مثل ذلك طلحة و الزبير و عايشة و قالوا أقوال شديدة و أخذته اللسن من ك ط ّ‬
‫ل‬
‫جانب فحينئذ عزله و مّكن من إقامة الحّد عليه ‪.‬‬

‫و روي الواقدي أن الشهود لّما شهدوا عليه في وجهه و أراد عثمان أن يح طّده ألبسططه جّبططة‬
‫لطط أن‬‫خّز و أدخله بيتا فجعل إذا بعث إليه رجل من قريش ليضربه قال له الوليد انشدك ا ّ‬
‫سططلم ذلططك‬‫ف ‪ ،‬فلّما رأي أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫تقطع رحمي و تغضب أمير المؤمنين فيك ّ‬
‫ي عذر له في عزله و جلده بعد هذه الممانعة الطويلططة‬ ‫أخذ السوط و دخل عليه فجّلده به فأ ّ‬
‫و المدافعة التامة ‪.‬‬
‫صة الوليد مع الساحر اّلذي يلعب بين يديه و يغّر الّناس بمكره و خديعته و أن جنططدب‬‫وق ّ‬
‫ل الزدي امتعض من ذلك و دخل عليه فقتلططه و قططال لططه ‪ :‬أحططي نفسططك إن كنططت‬
‫بن عبد ا ّ‬
‫صادقا و أن الوليد أراد أن يقتل جندبا بالساحر حتى أنكر الزد ذلك عليه فحبسططه و طططال‬
‫حبسه حّتى هرب من السجن معروفة مشهورة ‪ .‬أقول ‪ :‬و سيأتي نقل القصة ‪.‬‬

‫لط عليططه و آلططه الوليططد بططن عقبططة صطدقة بنطي‬


‫لط صطّلى ا ّ‬
‫ي رسطول ا ّ‬
‫قال ‪ :‬فان قيل ‪ :‬قد ولط ّ‬
‫ن حطاله فطي أّنططه ل‬
‫ي عمر الوليد أيضا صدقة بنططي تغلططب فكيططف يطدعون أ ّ‬ ‫المصطلق و ول ّ‬
‫يصلح للولية ظاهرة ؟‬

‫ل عليه و آله و كذب على القوم حّتى نزلططت اليططة‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫قلنا ‪ :‬ل جرم أّنه غر رسول ا ّ‬
‫اّلتي قدمنا ذكرها فعزله و ليس خطب ولية الصدقة خطب ولية الكوفة ‪ .‬فأّما عمططر لّمططا‬
‫بلغه قوله ‪:‬‬

‫إذا مطططططططططططططططططا شطططططططططططططططططددت الطططططططططططططططططرأس مّنطططططططططططططططططي بمشطططططططططططططططططور‬


‫فويلك مّني تغلب ابنة وائل‬

‫سطلم بعطض أمطرائه لّمطا ظهطر منطه الحطدث‬


‫عزلطه ‪ .‬و أّمطا عطزل أميطر المطؤمنين عليطه ال ّ‬
‫كالقعقاع‬

‫] ‪[ 227‬‬

‫ابن شور و غيره و كذلك عزل عمر قدامة بن مظعون لما شهدوا عليططه بشططرب الخمططر و‬
‫ل مططن هططو حسططن‬ ‫ل المططر إ ّ‬
‫ل واحد ممن ذكرناه لم يو ّ‬ ‫جلده له ‪ ،‬فاّنه ل يشبه ما تقّدم لن ك ّ‬
‫الظن عند توليته فيه حسن الظاهر عنده و عند الّنططاس غيططر معططروف بططاللعب ) بالّلعنططة خ‬
‫ل ( و ل مشهور بالفساد ‪ ،‬ثّم لّما ظهر منه ما ظهر لم يحام عنه و ل كّذب الشهود عليه و‬
‫ل هذا لم يجر في امراء عثمان ‪ ،‬و لّنا قد بّينططا‬ ‫كابرهم بل عزله مختار أغير مضطّر و ك ّ‬
‫كيف كان عزل الوليد و إقامة الحّد عليه ‪.‬‬

‫سلم لم يوّله الحكم مختارا لكّنه غلب على رأيه‬


‫فأّما أبو موسى فإن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫و قهر على أمره و ل رأى لمقهور ‪.‬‬

‫فأّما قوله » إن ولية القارب كولية الباعد بل الباعد أجططدر و أولططى أن يقططدم القططارب‬
‫سططلم عبططد‬ ‫عليهم من حيث كان التمكن من عزلهم أشّد و ذكر تولية أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل و قثما بني العّباس و غيرهم « فليس بشيء لن عثمان لم تنقم عليططه توليططة‬ ‫ل و عبيد ا ّ‬
‫ا ّ‬
‫القارب من حيث كانوا أقارب بل من حيث كانوا أهل بيت الظّنة و التهمة و لهططذا ح طّذره‬
‫عمر منهم و أشعر بأّنه يحملهم على رقاب الّناس ‪،‬‬
‫س مطن ابطن‬ ‫ل من أقاربه متهمططا و ل ظنينطا و حيططن أحط ّ‬ ‫سلم لم يو ّ‬
‫و أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫عّباس بعض الريبة لم يمهله و ل احتمله و كاتبه بما هو مشهور سططائر ظططاهر ‪ ،‬و لططو لططم‬
‫ل من حيث جعل عمر ذلك سبب عدوله عن‬ ‫يجب على عثمان أن يعدل عن ولية أقاربه إ ّ‬
‫ص عليه و شرط عليه يوم الشورى أن ل يحمل أقاربه على الّناس و ل يؤثرهم لمكططان‬ ‫الن ّ‬
‫القرابة بما ل يؤثر به غيرهم لكان صادقا قوّيا فضل عن أن ينضاف إلى ذلك ما انضاف‬
‫من خصالهم الذميمة و طرائفهم القبيحة ‪.‬‬

‫فأّما سعيد بن العاص فإّنه قال في الكوفة ‪ :‬إّنما السواد بستان لقريش تأخذ منه ما شائت و‬
‫ل علينا بسططتانا لططك و لقومططك و نابططذوه و أفضططى ذلططك‬
‫تترك حّتى قالوا له أتجعل ما أفاء ا ّ‬
‫صة مشططهورة ثطّم انتهططى المططر إلططى منططع أهططل‬
‫المر إلى تسييره من سير من الكوفة و الق ّ‬
‫الكوفة سعيدا من دخولها و تكلموا فيه و فططي عثمططان كلمططا ظططاهرا حّتططى كططادوا يخلعططون‬
‫عثمان فاضطّر حينئذ إلى إجابتهم إلى ولية أبي موسى‬

‫] ‪[ 228‬‬

‫فلم يصرف سعيدا مختارا بل ما صرفه جملة و إّنما صرفه أهل الكوفة عنهم ‪.‬‬

‫‪ 12‬قال المسعودي ‪ :‬و في سنة خمس و ثلثيططن كططثر الطعططن علططى عثمططان و ظهططر عليططه‬
‫لط بططن مسططعود و انحططراف‬‫النكير لشياء ذكروها من فعله منها ما كان بينطه و بيطن عبططد ا ّ‬
‫هذيل عن عثمان من أجله ‪.‬‬

‫ل بن مسعود بططن غافططل الهططذلي كططان اسططلمه قططديما أّول السططلم‬


‫و في أسد الغابة ‪ :‬عبد ا ّ‬
‫لط عليططه‬
‫ل صطّلى ا ّ‬
‫سادس ستة في السلم و كان أّول من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول ا ّ‬
‫و آله و هاجر الهجرتين جميعا إلى الحبشة و إلى المدينة و صّلى القبلتين و شططهد بططدرا و‬
‫ل عليه و آلططه ‪ ،‬و‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫احدا و الخندق و بيعة الرضوان و سائر المشاهد مع رسول ا ّ‬
‫ل بن مسعود اّم عبد بنت عبدود بن سوداء من هذيل أيضا ‪.‬‬ ‫أّم عبد ا ّ‬

‫و فيه بإسناده إلى عبد الّرحمن بن يزيد قال ‪ :‬أتينططا حذيفطة فقلنططا حطّدثنا بطأقرب الّنططاس مطن‬
‫ل فنأخذ عنه و نسمع منه قال ‪ :‬كان أقرب الّنططاس‬ ‫ل عليه و آله هديا و د ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله ابن مسعود و لقد علم المحفوظون من‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ل و سمتا برسول ا ّ‬ ‫هديا و د ّ‬
‫ل زلفي ‪.‬‬‫أصحاب محّمد أن ابن اّم عبد هو من أقربهم إلى ا ّ‬

‫ل عليه و آله ابن مسعود فصططعد علططى‬‫ي صّلى ا ّ‬


‫سلم قال ‪ :‬أمر الّنب ّ‬‫ي عليه ال ّ‬
‫و فيه عن عل ّ‬
‫ل فضحكوا من حموشة ساقيه فقططال‬ ‫شجرة يأتيه منها بشيء فنظر أصحابه إلى ساق عبد ا ّ‬
‫ل عليه و آله ‪:‬‬‫ل صّلى ا ّ‬
‫رسول ا ّ‬

‫ل أثقل في الميزان يوم القيامة من احد ‪.‬‬


‫ما تضحكون لرجل عبد ا ّ‬
‫سلم قطال ‪ :‬كنطا عنططده جلوسطا فقطالوا ‪ :‬مططا رأينطا‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫و فيه عن حبة بن جوين عن عل ّ‬
‫رجل أحسن خلقا و ل أرفق تعليما و ل أحسن مجالسة و ل أشّد ورعا من ابن مسعود ‪.‬‬

‫ل أ هو الصططدق مططن قلططوبكم ؟ قططالوا ‪ :‬نعططم ‪ ،‬قططال ‪ :‬الّلهططم‬


‫سلم ‪ :‬انشدكم ا ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫قال عل ّ‬
‫اشهد أني أقول مثل ما قالوا و أفضل ‪.‬‬

‫ل بن مسعود قططال ‪ :‬كنططت غلمططا يافعططا فططي غنططم‬ ‫و فيه في سبب اسلمه بإسناده إلى عبد ا ّ‬
‫ل عليه و آله و معه أبو بكر فقال ‪ :‬يططا غلم‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫لعقبة بن أبي معيط أرعاها فأتي الّنب ّ‬
‫هل معك من لبن ؟ فقلت ‪ :‬نعم ‪ ،‬و لكني مؤتمن فقططال ‪ :‬ائتنططي بشططاة لططم ينططز عليهططا الفحططل‬
‫لط عليطه و آلطه فجعطل يمسطح الضطرع و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫فأتيته بعناق أو جذعة فاعتقلها رسول ا ّ‬
‫يدعو حّتى‬

‫] ‪[ 229‬‬

‫انزلت فأتاه أبو بكر بصحوة فاحتلب فيها ثّم قال لبي بكططر ‪ :‬اشططرب فشططرب أبططو بكططر ثطمّ‬
‫ل عليه و آله بعده ثّم قال للضرع ‪ :‬اقلص فقلص فعططاد كمططا كططان ‪ .‬ث طّم‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫شرب الّنب ّ‬
‫أتيت فقلت ‪:‬‬

‫ل عليه و آله عّلمني من هذا الكلم أو من هذا القرآن فمسح رأسي و‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫يا رسول ا ّ‬
‫قال ‪ :‬إّنك غلم معلم فلقد أخذت منه سبعين سورة ما نازعني فيها بشر ‪.‬‬

‫ل فعاده عثمان بن عفان فقال ‪ :‬ما تشتكى ؟‬


‫و فيه ‪ :‬و قال أبو طيبة مرض عبد ا ّ‬

‫قال ‪ :‬ذنوبي ‪ .‬قال ‪ :‬فما تشتهى ؟ قال ‪ :‬رحمة ربي ‪ .‬قال ‪ :‬أل آمر لك بطبيب ؟ قال ‪:‬‬

‫الطططبيب أمرضططني ‪ .‬قطال ‪ :‬أل آمططر لططك بعطططاء ؟ قطال ‪ :‬ل حاجططة لططي فيططه ‪ .‬قططال ‪ :‬يكططون‬
‫ل ليلة سورة الواقعة‬ ‫لبناتك ‪ ،‬قال ‪ :‬أتخشى على بناتي الفقر ؟ إّني أمرت بناتي أن يقرأن ك ّ‬
‫ل ليلة لم تصططبه فاقططة‬ ‫ل عليه و آله يقول ‪ :‬من قرأ الواقعة ك ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫إّني سمعت رسول ا ّ‬
‫أبدا ‪ .‬قال ‪ :‬و إنما قال له عثمان أل آمر لك بعطائك لنه كان قد حبسه عنه سنتين ‪.‬‬

‫توفي ابن مسعود بالمدينة سنة اثنتين و ثلثين من الهجرة و دفططن ليل اوصططى بططذلك و لططم‬
‫يعلم عثمان بدفنه فعاتب الزبير على ذلك و صّلى عليه عّمار و قيل صّلى عليه الزبير ‪.‬‬

‫ل من روى سيرة من أصحاب‬ ‫و في الشافي لعلم الهدى الشريف المرتضى ‪ :‬و قد روى ك ّ‬
‫الحديث على اختلف طرقهم ان ابططن مسططعود كططان يقططول ‪ :‬ليتنططي و عثمططان برمططل عالططج‬
‫ى و احثى عليه حتى يموت العجز منى و منه ‪.‬‬ ‫يحثى عل ّ‬
‫و فيه ‪ :‬و رووا انه كان يطعن عليه فيقال له أل خرجت إليه لنخرج معك ؟‬

‫ي من أن ازاول ملكططا مططؤجل ‪ .‬و كططان يقططول‬


‫ب إل ّ‬
‫ل لئن ازاول جبل راسيا أح ّ‬ ‫فيقول ‪ :‬و ا ّ‬
‫ل و أحسن الهططدى هططدى‬ ‫ن أصدق القول كتاب ا ّ‬ ‫ل يوم جمعة بالكوفة جاهرا معلنا ‪ :‬إ ّ‬ ‫في ك ّ‬
‫ل بدعة ضططللة‬ ‫ل عليه و آله و شّر المور محدثاتها و كلّ محدث بدعة و ك ّ‬ ‫محّمد صّلى ا ّ‬
‫ل ضللة في الّنار ‪ ،‬و إنما يقول ذلك معرضا بعثمان حّتى غضب الوليد من استمرار‬ ‫وكّ‬
‫تعّرضه و نهاه عن خطبته هذه فكتب إلى عثمان فيه فكتب عثمان يستقدمه عليه ‪.‬‬

‫ل بن مسعود إلى المدينة مزعجا عن الكوفة‬


‫و فيه ‪ :‬و روى أنه لما خرج عبد ا ّ‬

‫] ‪[ 230‬‬

‫ل ل يوصل إليك أبدا فانا‬


‫خرج الّناس معه يشّيعونه و قالوا ‪ :‬يا با عبد الّرحمن ارجع فو ا ّ‬
‫ل نأمنه عليك ‪ ،‬فقال ‪ :‬أمر سيكون و ل احب أن أكون أّول من فتحه ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬الظاهر أنه يريد من قوله أمر سيكون قيام الّناس على عثمان و قتلهم إّياه لمّططا رأى‬
‫المور المحدثة المنكرة منه و كلم الّناس و سخطهم في عثمان و أفعاله ‪.‬‬

‫شافي ‪ :‬و قد روى عنه من طرق ل تحصى كثرة انه كان يقول ‪ :‬مططا يططزن عثمططان‬ ‫و في ال ّ‬
‫ل جناح ذباب ‪ .‬و تعاطي شرح ما روى عنه في هذا الباب يطول و هططو أظهططر مططن‬ ‫عند ا ّ‬
‫ل على مظططاهرته بالعططداوة أن‬ ‫أن يحتاج إلى الستشهاد عليه ‪ .‬و انه بلغ من اصرار عبد ا ّ‬
‫قال لما حضره الموت من يتقبل مّني وصّية اوصيه بهططا علططى مططا فيهططا ؟ فسططكت القططوم و‬
‫عرفوا الذي يريد فأعادها فقال عمار بن ياسر ‪ :‬فانا أقبلها ‪ .‬فقال ابن مسعود ‪:‬‬

‫ى عثمان ‪ .‬فقال ‪ :‬ذلك لك ‪ .‬فيقال ‪ :‬انه لما دفن جاء عثمان منكرا لططذلك فقططال‬
‫ل يصّلى عل ّ‬
‫له قائل ‪ :‬إن عمارا وّلى هذا المر ‪ .‬فقال لعمار ‪ :‬ما حملك على أن لم توذني ؟‬

‫ل اوذنك فوقف على قبره و أثنططى عليططه ثطّم انصططرف و هططو يقططول‬‫ىأ ّ‬
‫فقال له ‪ :‬إنه عهد إل ّ‬
‫شاعر ‪:‬‬ ‫ل بايديكم عن خير من بقى فتمثل الزبير بقول ال ّ‬‫رفعتم و ا ّ‬

‫لعرفنطططططططططططططططططططططططك بعطططططططططططططططططططططططد المطططططططططططططططططططططططوت تنطططططططططططططططططططططططدبني‬


‫و في حياتي ما زّودتني زادي‬

‫و فيه ‪ :‬لما مرض ابن مسعود مرضه الذي مات فيه فأتاه عثمان عائدا فقال ‪:‬‬
‫ما تشتكى ؟ قال ‪ :‬ذنططوبي ‪ .‬قططال ‪ :‬فمططا تشططتهى ؟ قططال ‪ :‬رحمططة رّبططي قطال ‪ :‬أ ل أدعططو لططك‬
‫طبيبا ؟ قال ‪ :‬الطبيب أمرضني ‪ .‬قال فل آمر لك بعطططائك ؟ قططال ‪ :‬منعتنيططه و أنططا محتططاج‬
‫ل ‪ .‬قال ‪:‬‬‫إليه و تعطينيه و أنا مستغن عنه ‪ .‬قال ‪ :‬يكون لولدك ‪ ،‬قال ‪ :‬رزقهم على ا ّ‬

‫ل أن يأخذ لي منك بحقي ‪.‬‬


‫استغفر لي يا با عبد الرحمن ‪ ،‬فقال ‪ :‬أسأل ا ّ‬

‫و فيه ‪ :‬ان كل من قرأ الخبططار علططم أن عثمططان أمططر بططاخراجه مططن المسططجد علططى أعنططف‬
‫الوجوه و بأمره جرى ما جرى عليه و لو لم يكططن بططأمره و رضططاه لططوجب أن ينكططر علططى‬
‫موله كسره لضلعه و يعتذر إلى من عاتبه على فعله بأن يقول ‪ :‬اننططي لططم آمططر بططذلك و ل‬
‫رضيته من فاعله و قد انكرت على من فعله و في علمنا بأن ذلك لم يكن دليل على‬

‫] ‪[ 231‬‬

‫ما قلناه ‪ .‬و قد روى الواقدي باسناده و غيره ان عثمططان لمططا اسططتقدمه المدينططة دخلهططا ليلططة‬
‫جمعة فلّما علم عثمان بدخوله قال ‪ :‬أيها الّناس اّنه قد طرقكم الليلة دويبة من تمشططى علططى‬
‫لط‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫طعامه يقي و يسلح ‪ .‬فقال ابن مسعود ‪ :‬لست كذلك و لكنني صاحب رسول ا ّ‬
‫عليه و آله يوم بدر و صاحبه يوم بيعة الرضوان و صطاحبه يططوم الخنطدق و صطاحبه يططوم‬
‫ل ط عليططه و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫حنين ‪ ،‬قال ‪ :‬فصاحت عايشة أيا عثمان أتقول هذا لصاحب رسول ا ّ‬
‫آله ؟ فقال عثمان ‪ :‬اسكتى ‪.‬‬

‫ل بن زمعة بن السططود بططن المطلططب بططن اسططد بططن عبططد العططزى ابططن قصططى ‪:‬‬ ‫ثّم قال لعبد ا ّ‬
‫أخرجه إخراجا عنيفا فأخذه ابن زمعططة فطاحتمله حّتططى جططاء بططه بططاب المسططجد فضططرب بططه‬
‫الرض فكسر ضلعا مططن أضططلعه ‪ .‬فقططال ابططن مسططعود ‪ :‬قتلنططي ابططن زمعططة الكططافر بططأمر‬
‫عثمان ‪.‬‬

‫و في رواية اخرى أن ابن زمعة مولى لعثمان أسود كان مسدما طوال ‪.‬‬

‫و في رواية اخرى أن فاعل ذلك يحموم مولى عثمان ‪.‬‬

‫ل أن تخرجنططي مططن‬ ‫ل انشدك ا ّ‬‫و في رواية أنه لما احتمله ليخرجه من المسجد ناداه عبد ا ّ‬
‫لط‬
‫لط صطّلى ا ّ‬
‫ل عليه و آله و هو الذي يقول فيططه رسططول ا ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫مسجد خليلي رسول ا ّ‬
‫عليه و آله ‪ :‬لساقا ابن اّم عبد أثقل في الميزان يوم القيامة من جبل احد ‪.‬‬
‫‪ 13‬ع عع عععع عععع ع ع ع ععع عع ععع ع عع عع ‪ :‬ع‬
‫عع ععع عع ععع عععع ع ع ععع ع ع ع عععع ع ع‬
‫ععععع ع عععععع ععع ععععع ع ع ععع عع ع ع‬
‫عععع ‪.‬‬

‫و في تلخيص الشافي للشيخ الطوسي ‪ :‬و من ذلك إقدامه على عّمار حتى روى أّنه صططار‬
‫به فتق و كان أحد من ظاهر المتظلمين على قتله و كان يقول ‪ :‬قتلناه كافرا ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬قد ذكرنا في المجّلد الخامس عشر فططي شططرح الخطبططة ‪ 236‬طائفططة مططن القططوال و‬
‫الخبار في ترجمة عّمار و مناقبه و فضائله فل حاجة إلى العادة فراجع ‪.‬‬

‫قال ابن جمهور الحسائي في المجلى ‪ :‬و من قوادح عثمان ضربه لعمار بن‬

‫] ‪[ 232‬‬

‫ياسر حّتى أخذه الفتق على ما رواه الثقات مطن أهططل السططيرة ان عّمطار بططن ياسطر قطام فطي‬
‫المسجد يوما و عثمان يخطب على المنبر فوّبخه بأحداثه و افعاله فنططزل عثمططان فركضططه‬
‫برجله حّتى ألقاه على قفاه و داس في بطنه برجله و أمر أعوانه مططن بنططي امّيططة فضططربوه‬
‫حتى غشى عليه و هو مع ذلك يشتم عمارا و يسبه و تركه و مضططى إلططى منزلططه فاحتمططل‬
‫عّمار إلى منزله و هو لما به فلما أفاق من غشوته دخل عليه الّناس فلمه بعض و قططال و‬
‫ما لك و التعرض لعثمان و قد علمت أفعاله و أحداثه ؟ فقال ‪ :‬إنما حملني على ذلططك كلم‬
‫ل عليه و آله فاّنه قال ‪ :‬أفضل العمال كلمة حق تقولها بين‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫سمعت من رسول ا ّ‬
‫ل يوم القيامة ‪.‬‬
‫يدي إمام جائر فأردت أن أنال هذه الدرجة و أن لي و لعثمان موقفا عند ا ّ‬

‫» عععع عععععع ععع عععع عع ع ع ععع عع ع عع ع‬


‫عع ععع «‬

‫قال علم الهدى في الشافي ‪ :‬قال صططاحب الكتططاب » يعنططي القاضططي عبططد الجبططار صططاحب‬
‫الكتاب المعروف بالمغني من الحجاج في المامة « ‪ :‬فاما ما طعنوا به من ضربه عّمارا‬
‫حتى صار به فتق فقد قال شيخنا أبو علي إن ذلك غير ثابت و لو ثبت انططه ضططربه للقططول‬
‫العظيم الذي كان يقوله لم يجب أن يكون طعنا لن للمام تأديب مططن يسططتحق ذلططك و مّمططا‬
‫يبّعد صحة ذلك أن عمارا ل يجوز أن يكفره و لما يقع منه مطا يسطتوجب الكفطر لن الطذي‬
‫يكفر به الكافر معلوم و لّنه لو كان قد وقع ذلك لكان غيططره مططن الصططحابة أولططى بططذلك و‬
‫لوجب أن يجتمعوا على خلعه و لوجب أن ل يكون قتله لهم مباحا بل كان يجب أن يقيموا‬
‫إماما يقتله على ما قدمنا القول فيه و ليس لحد ان يقول انما كفططره مططن حيططث وثططب علططى‬
‫الخلفة و لم يكن لها اهل لنا قد بّينا القول في ذلك ‪ ،‬لنه كان مصوبا لبي بكططر و عمططر‬
‫على ما قدمنا من قبل ‪ ،‬و قد بّينا ان صحة إمامتهما يقتضي صحة إمامة عثمان ‪.‬‬

‫سلم في أمره فقال عّمار قتل عثمان كططافرا و قططال‬ ‫ن عّمارا نازع الحسن عليه ال ّ‬ ‫و روى إ ّ‬
‫سلم قتل مؤمنا و تعلق بعضهما ببعض فصططارا إلططى أميططر المططؤمنين عليططه‬ ‫الحسن عليه ال ّ‬
‫سططلم كططذا‬
‫سلم فقال ‪ :‬ما ذا تريد من ابن أخيك ؟ فقال إّني قلت كذا و قال الحسن عليه ال ّ‬‫ال ّ‬
‫ب كان يؤمن به عثمان ؟ فسكت عّمار ‪.‬‬ ‫سلم أتكفر بر ّ‬
‫فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫ج لنفسه فقال جاءني‬


‫و حكى عن الخياط أن عثمان لما نقم عليه ضربه لعمار احت ّ‬

‫] ‪[ 233‬‬

‫ى أن ائتنا فانا نريد أن نذاكرك اشططياء فعلتهططا فارسططلت إليهمططا أنططي‬


‫سعد و عّمار فارسل إل ّ‬
‫مشغول فانصرفا فموعد كما يوم كذا فانصططرف سططعد و أبططي عمططار أن ينصططرف فأعططدت‬
‫ل مططا أمططرت بططه و‬‫الّرسول إليه فأبى أن ينصرف فتناوله بعض غلماني بغير أمري و و ا ّ‬
‫ص مّني قال ‪ :‬و هذا من أنصف قول و أعدله ‪.‬‬ ‫ل رضيت و ها أنا فليقت ّ‬

‫» عععععع عععععع ععععععع ععع ععععع عععع «‬

‫قال علم الهدى في جوابه ‪ :‬اّنه يقال له ‪ :‬قد وجدناك في قصة عثمان و عّمار بيططن أمريططن‬
‫مختلفين ‪ :‬بين دفع لما روى من ضربه و بين اعتراف بذلك و تأول له و اعتذار منه بططأن‬
‫التأديب المستحق ل حرج فيه و نحن نتكّلم على المرين ‪:‬‬

‫أّما الّدفع لضرب عّمار فهو كالنكار لوجود أحد يسمى عّمارا أو لطلوع الشططمس ظهططورا‬
‫ل من قرأ الخبار و تصفح السير يعلم من هذا المر ما ل تثنية عنه مكابرة‬ ‫و انتشارا و ك ّ‬
‫و ل مدافعة و هذا الفعل يعنططي ضططرب عّمططار لططم يختلططف الططرواة فيططه و إّنمططا اختلفططوا فططي‬
‫سببه ‪:‬‬

‫فروى عّباس عن هشام الكلططبي عططن أبططي مخنططف فططي اسططناده قططال ‪ :‬كططان فططي بيططت المططال‬
‫ي و جوهر فأخذ منه عثمان مططا حلططي بططه بعططض أهلططه فططأظهر الّنططاس‬ ‫بالمدينة سفط فيه حل ّ‬
‫ل كلم شديد حّتى أغضبوه فخطب فقال ‪:‬‬ ‫الطعن عليه في ذلك و كّلموه فيه بك ّ‬

‫سططلم إذا تمنطع‬


‫ي عليططه ال ّ‬
‫ن حاجتنا من هذا الفيء و إن زغمت أنوف أقططوام فقطال علط ّ‬ ‫لنأخذ ّ‬
‫ل ان أنفي أول راغم من ذلك فقال عثمان ‪ :‬أ‬ ‫ذلك و يحال بينك و بينه فقال عّمار ‪ :‬اشهد ا ّ‬
‫ى يا ابن ياسر و سمية تجترىء ؟ خذوه فأخذوه فططدخل عثمططان فططدعا بططه فضططربه حّتططى‬ ‫عل ّ‬
‫لطط‬
‫ل عليه و آله رحمة ا ّ‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫غشي عليه ثّم اخرج فحمل إلى منزل اّم سلمة زوج الّنب ّ‬
‫ضأ و صّلى و قال ‪:‬‬ ‫ل الظهر و العصر و المغرب فلّما أفاق تو ّ‬ ‫عليها فلم يص ّ‬
‫ل فقال هشام بن الوليد بن المغيططرة المخزومططي‬ ‫ل ليس هذا أّول يوم اوذينا فيه في ا ّ‬
‫الحمد ّ‬
‫ي فاّتقيته و أّما نحططن فططاجترأت علينططا و‬
‫و كان عّمار حليفا لبني مخزوم ‪ ،‬يا عثمان أّما عل ّ‬
‫ل لئن مات لقتلن به رجل من بنططي امّيططة‬ ‫ضربت أخانا حّتى اشفيت به على التلف أما و ا ّ‬
‫عظيم السيرة و إّنك لها أنا ابن القسرية ‪ ،‬قال ‪ :‬فاّنهما قسريتان‬

‫] ‪[ 234‬‬

‫و كانت اّمه و جّدته قسريتين من بجيلة فشتمه عثمان و أمر به فاخرج فططأتي بططه اّم سططلمة‬
‫فإذا هي قد غضبت بعّمار و بلغ عايشة ما صططنع بعّمططار فغضططبت و أخرجططت شططعرا مططن‬
‫ل عليه و آله و نعل من نعاله و ثوبا من ثيابه و قالت ‪ :‬ما أسططرع‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫شعر رسول ا ّ‬
‫ما تركتم سنة رسولكم و هذا شعره و ثوبه و نعله لم يبل بعد ‪.‬‬

‫و روي آخرون أن السبب في ذلك أن عثمان مّر بقبر جديد فسأل عنه فقيل ‪:‬‬

‫ل بن مسعود فغضب على عّمار لكتمانه إياه موته إذا كان المتططولى للصططلة عليططه و‬
‫عبد ا ّ‬
‫القيام بشأنه فعندها وطىء عثمان عمارا حّتى أصابه الفتق ‪.‬‬

‫لط‬
‫و روي آخرون أن المقداد و طلحة و الزبيططر و عمططارا و عطّدة مططن أصططحاب رسططول ا ّ‬
‫ل عليه و آله كتبوا كتابا عّددوا فيه أحططداث عثمططان و خّوفططوه رّبططه و أعلمططوه أّنهططم‬
‫صّلى ا ّ‬
‫مواثبوه إن لم يقلع ‪ .‬فأخذ عّمار الكتاب فأتاه به فقططرأه منططه صططدرا ‪ .‬فقططال عثمططان ‪ :‬أعلط ّ‬
‫ى‬
‫ل ابن‬ ‫تقدم من بينهم ؟ فقال ‪ :‬لّني أنصحهم لك ‪ .‬فقال ‪ :‬كذبت يا ابن سمّية ‪ .‬فقال ‪ :‬أنا و ا ّ‬
‫سمّية و أنا ابن ياسر فأمر غلمانه فمّدوا بيديه و رجليه فضربه عثمان برجليه و هططي فططي‬
‫الخفين على مذاكيره فأصابه الفتق و كان ضعيفا كبيرا فغشي عليه ‪.‬‬

‫فضرب عّمار على ما ترى غير مختلف فيه بين الرواة و إّنما اختلفوا في سببه ‪،‬‬

‫و الخبر اّلذي رواه صاحب الكتاب و حكاه عن الخّياط ما نعرفه و كتب السططير المعروفططة‬
‫ن قططوله‬‫خالية منه و من نظيره و قد كان يجب أن يضيفه إلى الموضع اّلذي أخذه منه ‪ ،‬فإ ّ‬
‫و قول من اسند إليه ليسا بحجة ‪ .‬و لو كان صحيحا لكان يجب أن يقول بططدل قطوله هطا أنطا‬
‫ص مّني و إذا كان ما أمر بذلك و ل رضيه و إّنما ضربه الغلم ‪:‬‬
‫فليقت ّ‬

‫ص منه فإّنه أولى و أعدل و بعد فل تنافي بين الروايتين لو كان ما‬ ‫هذا الغلم الجاني فليقت ّ‬
‫رواه معروفططا لّنططه يجططوز أن يكططون غلمططه ضططربه فططي حططال اخططرى و الروايططات إذا لططم‬
‫تتعارض لم يجز اسقاط شيء منها ‪.‬‬

‫فأّما قوله ‪ :‬إن عمارا ل يجوز أن يكفره و لم يقع منه ما يوجب الكفر ‪ ،‬فططان تكفيططر عّمططار‬
‫له معروف قد جاءت به الروايات ‪.‬‬
‫] ‪[ 235‬‬

‫و قد روي من طرق مختلفة و باسانيد كثيرة أن عمارا كان يقططول ‪ :‬ثلثططة يشططهدون علططى‬
‫لط‬
‫عثمان بالكفر و أنا الرابع و أنا الرابع و أنططا شطّر الربعططة و مططن لططم يحكططم بمططا أنططزل ا ّ‬
‫ل‪.‬‬‫فاولئك هم الكافرون و أنا أشهد أّنه قد حكم بغير ما أنزل ا ّ‬

‫و روي عن زيد بن أرقم من طرق مختلفة اّنه قيل ‪ :‬بأي شيء أكفرتم عثمان ؟‬

‫لط‬
‫قال ‪ :‬بثلث ‪ :‬جعل المال دولة بين الغنياء ‪ ،‬و جعل المهاجرين من أصحاب رسول ا ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫ل و رسوله ‪ ،‬و عمل بغير كتاب ا ّ‬
‫ل عليه و آله بمنزلة من حارب ا ّ‬
‫صّلى ا ّ‬

‫ك فططي قططاتله أ‬
‫ك لكّننططي أشط ّ‬
‫لط أشط ّ‬
‫و روي عن حذيفة اّنه كان يقول ‪ :‬ما في عثمان بحمططد ا ّ‬
‫كافر قتل كافرا أم مؤمن خاض إليه الفتنة حّتى قتله و هو أفضل المؤمنين إيمانا ‪.‬‬

‫سلم عمطارا فطي ذلطك و ترافعهمطا فهطو أول غيطر‬ ‫فأّما ما رواه من منازعة الحسن عليه ال ّ‬
‫رافع لكون عّمار مكفرا له بل هو شاهد من قوله بذلك ‪ .‬و إن كان الخبر صحيحا فططالوجه‬
‫سططلم و عططدوله عططن أن يقضططى‬
‫فيه أن عمارا علم مططن لحططن كلم أميططر المططؤمنين عليططه ال ّ‬
‫بينهما بصريح القول ‪ :‬اّنه متمسك بالتقّية فأمسك عّمار لما فهم من غرضه ‪.‬‬

‫فأّما قوله ل يجوز أن يكفره من حيث وثب على الخلفطة لّنطه كطان مصطوبا لبطى بكطر و‬
‫عمر و لما تقّدم من كلمه في ذلك فلبد إذا حملنا تكفير عّمطار للرجطل علطى الصطحة مطن‬
‫هذا الوجه أن يكون عّمار غير مصوب للرجلين على ما اّدعى ‪.‬‬

‫فأّما قوله عن أبى على اّنه لو ثبت اّنه ضربه للقول العظيم اّلططذي كططان يقططول فيططه لططم يكططن‬
‫طعنا لن للمام تأديب من يستحق ذلك ‪ ،‬فقد كان يجب أن يسططتوحش صططاحب الكتططاب أو‬
‫من حكى كلمه من أبى على و غيره من أن يعتذر من ضرب عمار و قذه حّتى لحقه من‬
‫الغشى و ترك له الصلة و وطيه بالقدام امتهانا و اسططتخفافا بشططيء مططن العططذر فل عططذر‬
‫ل عليطه و آلطه قطال فيطه ‪ :‬عّمطار‬ ‫ي صّلى ا ّ‬
‫يسمع من إيقاع نهاية المكروه بمن روى أن الّنب ّ‬
‫جلدة ما بين العين و النف و متى تنك الجلد تدم النف ‪.‬‬

‫ل عليه و آله قال ‪ :‬ما لهم و لعمار يدعوهم إلططى الجّنططة و يططدعونه إلططى‬
‫و روي أّنه صّلى ا ّ‬
‫النار و روي العوام بن حوشب عن سلمة بن كهيل عن علقمة عن خالد بن الوليد‬

‫] ‪[ 236‬‬

‫لط و مططن أبغطض عمططار‬


‫ل عليه و آله قال ‪ :‬من عطاد عمططارا عطاداه ا ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫أن رسول ا ّ‬
‫ل‪.‬‬‫أبغضه ا ّ‬
‫ى كلم غليظ سمعه من عّمار يستحق به ذلك المكططروه العظيططم اّلططذي يتجططاوز المقططدار‬ ‫وأ ّ‬
‫ل تعالى في الحدود و إّنما كان عّمار و غيطره ينثطوا عليطه أحطداثه و معطايبه‬ ‫اّلذي فرضه ا ّ‬
‫أحيانا على ما يظهر من سيىء أفعاله و قد كان يجب عليه أحد المرين إما أن ينزع عمططا‬
‫يواقف عليه من تلك الفعال أو أن يبين عذره فيها أو براءتططه منهططا مططا يظهططر و ينتشططر و‬
‫يشتهر فان أقام مقيم بعد ذلك على توبيخه و تفسيقه زجره عن ذلططك بططوعظ أو غيططره و ل‬
‫ل ط تعططالى و حكططم‬
‫يقدم على ما تفعله الجبابرة و الكاسرة من شفاء الغيظ بغير مططا أنططزل ا ّ‬
‫به ‪.‬‬

‫و في المامة و السياسة لبن قتيبة الدينوري ‪ :‬ذكروا أّنه اجتمع ناس من أصططحاب الّنططبيّ‬
‫لط‬
‫سلم فكتبوا كتابا و ذكروا فيه ما خالف فيه عثمان مططن سططنة رسطول ا ّ‬ ‫عليه الصلة و ال ّ‬
‫ل عليه و آله و سنة صاحبيه و بعد ما أتى بكثير من أحداثه قال ‪ :‬ثطّم تعاهططد القططوم‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫ن الكتاب في يد عثمان و كطان ممطن حضططر الكتططاب عمططار بطن ياسططر و المقططداد ابططن‬ ‫ليدفع ّ‬
‫السود و كانوا عشرة فلّما خرجوا بالكتاب ليططدفعوه إلططى عثمططان و الكتططاب فططي يططد عّمططار‬
‫جعلوا يتسّللون عن عّمار حّتى بقي وحططده فمضططى حّتططى جططاء دار عثمططان فاسططتأذن عليططه‬
‫فأذن له في يوم شات فدخل عليه و عنده مروان بن الحكم و أهله من بني امية فدفع عليططه‬
‫الكتاب فقرأه فقال له ‪ :‬أنت كتبت هذا الكتاب ؟ قال ‪ :‬نعم ‪،‬‬

‫قال ‪ :‬و من كان معك ؟ قال ‪ :‬كان معي نفر تفرقوا فرقا منك ‪ ،‬قال ‪ :‬من هم ؟‬

‫ي من بينهم ؟ فقال مروان ‪ :‬يا أميططر المططؤمنين‬ ‫قال ‪ :‬ل أخبرك بهم ‪ ،‬قال ‪ :‬فلم اجترأت عل ّ‬
‫ن هذا العبد السود ) يعني عمارا ( قد جّرأ عليططك الّنططاس و إّنططك إن قتلتططه نكلططت بططه مططن‬
‫إّ‬
‫ورائه ‪ ،‬قال عثمان ‪ :‬اضربوه فضربوه و ضربه عثمططان معهططم حّتططى فتقططوا بطنططه فغشططي‬
‫عليه فجّروه حّتى طرحوه على باب الدار إلى آخر ما قال ‪.‬‬

‫‪ 14‬ععع عععع عععع ع ع ع ععع عع ععع ‪ :‬ع ع ع عع ع‬


‫ععع عععععع عع عععع عع عععع عععععع‬

‫و ذلك أّنه بلغه عن رجل من اليهود من ساكني قرية من قري الكوفة مما يلي جسططر بابططل‬
‫يقال له ‪ :‬زرارة يعمل أنواعا من الشعبذة و السحر يعرف‬

‫] ‪[ 237‬‬

‫بمطروي فاحضر فأراه في المسجد ضربا من التخاييل و هو أن أظهر لططه فططي الليططل فيل‬
‫عظيما على فرس في صحن المسجد ثطّم صططار اليهططودي ناقططة يمشططي علططى جبططل ثطّم أراه‬
‫صورة حمار دخل من فيه ثّم خرج من دبره ثطّم ضطرب عنطق رجطل ففطرق بيطن جسطده و‬
‫رأسه ثّم أمّر السيف عليه فقام الّرجل و كان جماعة من أهل الكوفة حضورا منهم جنططدب‬
‫ل من فعل الشيطان و من عمل يبعد من الرحمن و علططم‬ ‫بن كعب الزدي فجعل يستعيذ با ّ‬
‫أن ذلك هو ضرب من التخييل و السحر فاخترط سيفه و ضرب به اليهططودي ضططربة أدار‬
‫ن الباطل كان زهوقا ‪.‬‬
‫ق و زهق الباطل إ ّ‬
‫رأسه ناحية من بدنه و قال ‪ :‬جاء الح ّ‬

‫و قد قيل ان ذلك كان نهارا و أن جندبا خرج إلى السوق و دنا من بعض الصياقلة و أخططذ‬
‫سيفا و دخل فضرب به عنق اليهودي و قال ‪ :‬إن كنطت صطادقا فطأحى نفسطك فطأنكر عليطه‬
‫جان إلططى‬‫الوليد ذلك و أراد أن يقيده به فمنعه الزد فحبسططه و أراد قتلططه غيلططة و نظططر السط ّ‬
‫قيامه ليله إلى الصبح فقال له ‪ :‬انج بنفسك فقطال لططه جنطدب ‪ :‬تقتطل بطي ‪ .‬قطال ‪ :‬ليطس ذلططك‬
‫لط ‪ ،‬فلمطا اصططبح الوليطد دعطا بططه و قططد‬
‫ي من أوليططاء ا ّ‬
‫ل و الدفع عن ول ّ‬
‫بكثير في مرضاة ا ّ‬
‫جان فأخبره بهربه فضرب عنق السجان و صلبه بالكناس ‪.‬‬ ‫استعّد لقتله فلم يجده فسأل الس ّ‬

‫ل ط الزدي أحططد جنططادب‬


‫قال ابن الثير الجزري في اسد الغابة ‪ :‬جندب بن كعب بن عبد ا ّ‬
‫الزد و هو قاتل الساحر عند الكثر و ممن قاله الكلبي و البخاري روى عنه الحسن ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬اخبرنا إبراهيم بن محّمد بن مهران الفقيطه و غيطره قطالوا باسططنادهم عطن محّمططد ابطن‬
‫عيسى أخبرنا أحمد بن منيع أخبرنا أبو معاوية عن اسماعيل بططن مسططلم عططن الحسططن عططن‬
‫ل عليه و آله ‪ :‬حّد الساحر ضربة بالسيف ‪ .‬قد اختلف‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫جندب قال ‪ :‬قال رسول ا ّ‬
‫في رفع هذا الحديث فمنهم من رفعه بهذا السناد و منهم من وقفه على جندب ‪.‬‬

‫و كان سبب قتله الساحر أن الوليد بن عقبة أبي معيط لما كان أميرا على‬

‫] ‪[ 238‬‬

‫الكوفة حضر عنده ساحر فكان يلعب بيططن يططدي الوليططد يريططه أّنططه يقتططل رجل ثطّم يحييططه و‬
‫يدخل في فم ناقة ثّم يخرج من حيائها فأخطذ سطيفا مطن صطيقل و اشطتمل عليطه و جطاء إلطى‬
‫الساحر فضربه ضربة فقتله ثّم قال لططه ‪ :‬أحططى نفسططك ثطّم قططرأ ‪ » :‬أ تططأتون السططحر و أنتططم‬
‫لط عليططه و آلططه يقططول ‪ :‬حطّد‬
‫ل صطّلى ا ّ‬ ‫تبصرون « فرفع إلى الوليد فقال ‪ :‬سمعت رسول ا ّ‬
‫جان صلته و صومه خّلى سبيله ‪.‬‬ ‫الساحر ضربة بالسيف فحبسه الوليد فلّما رأى الس ّ‬

‫ن الوليطد اراد أن يقتطل جنطدبا بالسطاحر حّتطى انكطر الزد ذلطك‬


‫شافي و تلخيصه ‪ :‬ا ّ‬
‫و في ال ّ‬
‫فحبسه و أطال حبسه حّتى هرب من السجن ‪.‬‬

‫جان فقتلططه و قيططل ‪ :‬بططل سططجنه فأتططاه كتططاب عثمططان‬


‫و قال في اسد الغابة ‪ :‬فأخذ الوليططد السط ّ‬
‫جان فقتلططه و أخططرج جنططدبا‬‫باطلقه و قيل ‪ :‬بل حبس الوليد جندبا فأتى ابن أخيططه إلططى السط ّ‬
‫فذلك قوله ‪:‬‬
‫حار يحبططططططططططططططططس جنططططططططططططططططدب‬ ‫أفططططططططططططططططي مضططططططططططططططططرب السطططططططططططططططط ّ‬
‫ي الوائل‬‫و يقتطططططططططططططططططططططططططططططل أصطططططططططططططططططططططططططططططحاب الّنطططططططططططططططططططططططططططططب ّ‬

‫فططططططططططططططان يططططططططططططططك ظنططططططططططططططى بططططططططططططططابن سططططططططططططططلمى و رهطططططططططططططططه‬


‫هو الحق يطلق جندب و يقاتل‬

‫و انطلق إلى أرض الروم فلم يزل يقاتل بها المشركين حتى مططات لعشططر سططنوات مضططين‬
‫من خلفة معاوية ‪.‬‬

‫عع ععع عععععععع‬


‫‪ 15‬ع عع ععع عع‬

‫طططل الحطّد الططواجب فططي‬ ‫و قد قّدمنا الكلم فيه في شرح الخطبة ‪ 236‬و جملته أن عثمان ع ّ‬
‫ل بن عمر فانه قتل الهرمزان بعد اسلمه فلم يقده به و قد كان أمير المؤمنين علط ّ‬
‫ي‬ ‫عبيد ا ّ‬
‫ن الهرمططزان كططان مططن عظمططاء‬ ‫صططة علططى الجمططال أ ّ‬ ‫سلم يطلبه لططذلك ‪ .‬و تلططك الق ّ‬
‫عليه ال ّ‬
‫سططلم‬‫ي عليططه ال ّ‬ ‫فارس و كان قد اسر في بعض الغزوات و جىء به إلى المدينة فأخذه عل ط ّ‬
‫سلم فلما ضرب عمر في غلس الصبح و اشتبه المر‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫فأسلم على يديه فأعتقه عل ّ‬
‫ل قوم يقولون ‪ :‬قتله العلج فظن أنهم يعنططون الهرمططزان فبططادر‬ ‫في ضاربه سمع ابنه عبيد ا ّ‬
‫لط‬
‫ل إليه فقتله قبل أن يموت عمر فسمع عمر بما فعله ابنه فقال ‪ :‬قططد أخطططأ عبيططد ا ّ‬ ‫عبيد ا ّ‬
‫ن الذي ضربني أبو لؤلؤة و إن عشت لقيدّنه به فإن علّيا ل يقبل منه الدية و هططو مططوله‬ ‫إّ‬
‫لط و قططال ‪ :‬إّنططه قتططل‬‫سططلم بقططود عبيططد ا ّ‬
‫ي عليططه ال ّ‬
‫فلما مات عمر و تولى عثمان طالب عل ّ‬
‫مولى ظلما و أنا ولّيه فقال عثمان ‪ :‬قتل بالمس عمر‬

‫] ‪[ 239‬‬

‫ي عليططه السّططلم و‬ ‫و اليوم يقتل ابنه حسب آل عمر مصابهم به و امتنع من تسليمه إلى عل ط ّ‬
‫سلم لن أمكنني الدهر منه يوما لقتلّنه به فلما وّلى‬ ‫ي عليه ال ّ‬ ‫منع علّيا حّقه و لهذا قال عل ّ‬
‫شططام و التجططأ إلططى معاويططة و خططرج معططه إلططى‬
‫ل منططه إلططى ال ّ‬
‫سلم هرب عبيد ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬
‫سلم في حرب صفين قال الحسائي في المجلططى ‪ :‬فططانظر‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫حرب صفين فقتله عل ّ‬
‫ل ط تعططالى‬
‫سلم و خالف الكتاب و السنة برأيططه و ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬ ‫ق عل ّ‬‫إلى عثمان كيف عطل ح ّ‬
‫يقول » و من قتل مظلومًا فقد جعلنا لوليه سلطانا « ‪.‬‬

‫و قال أبو جعفر الطبر في التاريخ ‪ :‬بعد ما بايع الّناس عثمان جلس في جططانب المسططجد و‬
‫ل بن عمرو و كان محبوسططا فططي دار سططعد بططن أبططي وقططاص و هططو الططذي نططزع‬ ‫دعا عبيد ا ّ‬
‫ل ط لقتلط ّ‬
‫ن‬ ‫السيف من يده بعد قتله جفينة و الهرمزان و ابنة أبي لؤلططؤة و كططان يقططول ‪ :‬و ا ّ‬
‫رجال مّمن شرك في دم أبي يعرض بالمهاجرين و النصار فقام إليه سعد فنططزع السططيف‬
‫من يده و جذب شعره حّتى أضجعه إلى الرض و حبسه فططي داره حّتططى أخرجططه عثمططان‬
‫ى في هذا الططذي فتططق فططي‬
‫إليه فقال عثمان لجماعة من المهاجرين و النصار ‪ :‬أشيروا عل ّ‬
‫ي أرى أن تقتله فقال بعض المهاجرين ‪ :‬قتل عمر أمططس و يقتططل‬ ‫السلم ما فتق ‪ ،‬فقال عل ّ‬
‫لط قططد أعفططاك أن يكططون هططذا‬
‫نا ّ‬
‫ابنه اليوم ؟ فقال عمرو بن العاص ‪ :‬يططا أميططر المططؤمنين إ ّ‬
‫الحدث كططان و لططك علططى المسططلمين سططلطان إّنمططا كططان هططذا الحططدث و ل سططلطان لططك قططال‬
‫عثمان ‪ :‬أنا وليهم و قد جعلتها دية و احتملتها في مالي ‪.‬‬

‫ل ابططن عمططر‬
‫قال ‪ :‬و كان رجل من النصار يقال له زياد بن لبيد البياضي إذا رأى عبيد ا ّ‬
‫قال ‪:‬‬

‫لططططططططططططططط مطططططططططططططططا لطططططططططططططططك مهطططططططططططططططرب‬


‫أل يطططططططططططططططا عبيطططططططططططططططد ا ّ‬
‫و ل ملجططططططططططططططططططططأ مططططططططططططططططططططن ابططططططططططططططططططططن أروى و ل خفططططططططططططططططططططر‬

‫لططططططططططططططط فطططططططططططططططي غيطططططططططططططططر حّلطططططططططططططططه‬


‫أصطططططططططططططططبت دمطططططططططططططططا و ا ّ‬
‫حرامطططططططططططططططططا و قتطططططططططططططططططل الهرمطططططططططططططططططزان لطططططططططططططططططه خططططططططططططططططططر‬

‫علططططططططططططططى غيططططططططططططططر شططططططططططططططيء غيططططططططططططططر أن قططططططططططططططال قططططططططططططططائل‬


‫أتّتهمططططططططططططططططططططططون الهرمططططططططططططططططططططططزان علططططططططططططططططططططططى عمططططططططططططططططططططططر‬

‫فقطططططططططططططططططططططططال سطططططططططططططططططططططططفيه و الحطططططططططططططططططططططططوادث جمطططططططططططططططططططططططة‬


‫نعطططططططططططططططم اّتهمطططططططططططططططه قطططططططططططططططد أشطططططططططططططططار و قطططططططططططططططد أمطططططططططططططططر‬

‫و كططططططططططططططان سططططططططططططططلح العبططططططططططططططد فططططططططططططططي جططططططططططططططوف بيتططططططططططططططه‬


‫يقّلبها و المر بالمر يعتبر‬

‫] ‪[ 240‬‬

‫ل بن عمر إلى عثمان زياد بن لبيد و شعره فدعا عثمان زياد بططن لبيططد فنهططاه‬
‫فشكى عبيد ا ّ‬
‫قال ‪ :‬فانشأ زياد يقول في عثمان ‪:‬‬

‫لططططططططططططططططططط رهطططططططططططططططططططن‬
‫أبطططططططططططططططططططا عمطططططططططططططططططططر و عبيطططططططططططططططططططد ا ّ‬
‫فل تشطططططططططططططططططططططططططططططططكك بقتططططططططططططططططططططططططططططططططل الهرمططططططططططططططططططططططططططططططططزان‬

‫فإنطططططططططططططططططططططططك إن غفطططططططططططططططططططططططرت الجطططططططططططططططططططططططرم عنطططططططططططططططططططططططه‬


‫فأسطططططططططططططططططططططططباب الخططططططططططططططططططططططططا فرسطططططططططططططططططططططططا رهطططططططططططططططططططططططان‬
‫أ تعفططططططططططططططططططططططططو إذ عفططططططططططططططططططططططططوت بغيططططططططططططططططططططططططر حطططططططططططططططططططططططط ّ‬
‫ق‬
‫فما لك بالذي تحكى يدان‬

‫فدعا عثمان زياد بن لبيد فنهاه و شذبه ‪.‬‬

‫» ععع ععع ععععع ع عع ع عععع عع ع ع عععع ع‬


‫ععععع عععع عع عععع « » ع ع ععع ع ععع ع ع ع‬
‫ععع «‬

‫نقل علم الهدى في الشافي عن عبد الجبار بقوله ‪ :‬ثّم ذكر ما نسب إليططه مططن تعطيططل الح طدّ‬
‫ي يطلب بططدمه و المططام ولط ّ‬
‫ي‬ ‫في الهرمزان و حكى عن أبي علي أنه لم يكن للهرمزان ول ّ‬
‫ي أن يعفو كما له أن يقتل ‪ .‬و قططد روى أنططه سطأل المسططلمين أن يعفططوا‬
‫ي له و للول ّ‬
‫من ل ول ّ‬
‫عنه فأجابوا إلى ذلك ‪.‬‬

‫قال القاضي ‪ :‬و انما أراد عثمان بالعفو عنه ما يعود إلططى عطّز الطّدين لنططه خططاف أن يبلططغ‬
‫العدّو قتله فيقال ‪ :‬قتلوا إمامهم و قتلوا ولده و ل يعرفون الحال في ذلك فيكون شماتة ‪.‬‬

‫و حكى عن الخياط أن عامة المهاجرين أجمعوا على اليقاد بططالهرمزان و قططالوا ‪ :‬هططو دم‬
‫ي يطلطب بطه و أمطره إلطى المطام فاقبطل منطه الّديطة فطذلك‬
‫سفك في غير وليتك فليس له ول ّ‬
‫صلح المسلمين ‪.‬‬

‫سلم كان يطلبه ليقتله بالهرمزان لّنططه ل يجططوز‬


‫ن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫قال ‪ :‬و لم يثبت أ ّ‬
‫ي المقتول و إّنما كان يطلبه ليضع من قدره و يصغر من شأنه ‪.‬‬ ‫قتل من عفى عنه ول ّ‬

‫سلم انه قال ‪ :‬لو كنت بدل عثمان‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫قال ‪ :‬و يجوز أن يكون ما روى عن عل ّ‬

‫] ‪[ 241‬‬

‫ل‪.‬‬
‫لقتله ‪ ،‬يعني أّنه كان يرى ذلك أقوى في الجتهاد و أقرب إلى التشّدد في دين ا ّ‬

‫» عععععع ععع ععععع ععع عععععع «‬

‫اعترض عليه الشططريف المرتضطى علططم الهططدى فططي الشطافي بقططوله ‪ :‬فأّمططا الكلم فططي قتطل‬
‫الهرمزان و في العدول عن قتل قاتله و اعتذاره من ذلك بما اعتذر به من انه لططم يكططن لططه‬
‫ي له و له أن يعفو كما له أن يسططتوفي القططود ‪ ،‬فليططس بشططيء‬ ‫ى من ل ول ّ‬
‫ن المام ول ّ‬
‫يلّ‬
‫ول ّ‬
‫ي حاضر يطالب بدمه و قد كان يجططب‬ ‫ن الهرمزان رجل من أهل فارس و لم يكن له ول ّ‬ ‫لّ‬
‫ي يطططالب و حضططر‬
‫أن يبذل النصاف لوليائه و يؤمنوا متى حضروا حّتى ان كان له ول ّ‬
‫و طالب ‪.‬‬

‫ي دمططه‬‫ي دمه لنه قتل في أّيام عمر فصار عمر ول ط ّ‬ ‫ي لم يكن عثمان ول ّ‬ ‫ثّم لو لم يكن له ول ّ‬
‫ل إن لطم يقطم البينطة‬‫و قد أوصى عمر على ما جائت به الروايات الظاهرة بقتل ابنه عبيد ا ّ‬
‫العادية على الهرمزان و جفينة أنهما أمرا أبا لؤلؤة غلم المغيرة بن شعبة بقتلططه و كططانت‬
‫ي هذا المر فليفعل كذا و كذا مّمططا ذكرنططاه ‪،‬‬ ‫وصيته بذلك إلى أهل الشورى فقال ‪ :‬أيكم ول ّ‬
‫ل ط بططن عمططر فططدافع‬‫فلما مات عمر طلب المسلمون إلى عثمان إمضاء الوصّية في عبيططد ا ّ‬
‫ي الّدم على ما ذكره لم يكن له أن يعفو و أن يبطططل حطّدا مططن‬ ‫عنها و عّللهم فلو كان هو ول ّ‬
‫لط تعططالى ؟ و إّنمططا الشططماتة كّلهططا مططن‬
‫ي شماتة للعدّو في إقامة حدود ا ّ‬ ‫ل تعالى و أ ّ‬
‫حدود ا ّ‬
‫ي حرج في الجمع بين قتل الب و البططن حّتططى يقططال‬ ‫اعداء السلم في تعطيل الحدود و أ ّ‬
‫ل و الخططر‬ ‫ن المام و ابنه قتل و إنما قتل أحدهما ظلما بغير أمر ا ّ‬ ‫كره أن ينتشر الخبر بأ ّ‬
‫ل تعالى ‪.‬‬
‫بأمر ا ّ‬

‫ن أميططر‬
‫ل البكائي عن محّمد بططن إسططحاق عططن أبططان بططن صططالح أ ّ‬ ‫و قد روى زياد بن عبد ا ّ‬
‫ل و لم يكّلمه أحد غيره‬ ‫سلم أتى عثمان بعد ما استخلف فكّلمه في عبيد ا ّ‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫فقال ‪ :‬اقتل هذا الفاسق الخبيث اّلذي قتل امرأ مسلما فقططال عثمططان ‪ :‬قتلططوا أبططاه بططالمس و‬
‫ي عليططه‬
‫لط علططى علط ّ‬‫أقتله اليوم و إّنما هو رجل من أهل الرض فلما أبى عليه مّر عبيططد ا ّ‬
‫ن عنقك فلططذلك‬ ‫ل لئن ظفرت بك يوما من الّدهر لضرب ّ‬ ‫سلم فقال له يا فاسق ايه أما و ا ّ‬
‫ال ّ‬
‫سلم ‪.‬‬
‫خرج مع معاوية على أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 242‬‬

‫ن المسلمين لما قال عثمططان إّنططي قططد‬ ‫و روى القناد عن الحسن بن عيسى بن زيد عن أبيه أ ّ‬
‫ل بن عمر قالوا ‪ :‬ليس لك أن تعفو عنه ‪ .‬قال ‪ :‬بلى إّنططه ليططس لجفينططة و‬ ‫عفوت عن عبيد ا ّ‬
‫ي أمططر المسططلمين و قطد عفططوت‬ ‫الهرمزان قرابة من أهل السلم و أنا أولى بهما لّنطي ولط ّ‬
‫سلم إنه ليس كما تقول إنما أنت في أمرهما بمنزلة اقصططى المسططلمين و‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫فقال عل ّ‬
‫إنما قتلهما في إمرة غيرك و قد حكم الوالي الذي قبلططك الططذي قتل فططي امططارته بقتلططه و لططو‬
‫ل سططائلك عططن هططذا ‪ .‬فلّمططا رأى‬
‫ل فانّ ا ّ‬‫كان قتلهما في امارتك لم يكن لك العفو عنه فاتق ا ّ‬
‫ل أمره فارتحل إلى الكوفة و ابتنى و أقطعه بها‬ ‫ل قتل عبيد ا ّ‬
‫ن المسلمين قد أبوا إ ّ‬ ‫عثمان أ ّ‬
‫دارا و ارضا و هي التي يقال لها كويفة ابن عمر فعظم ذلططك عنططد المسططلمين و اكططبروه و‬
‫كثر كلمهم فيه ‪.‬‬

‫سلم اّنه قال ‪:‬‬


‫ي بن أبيطالب عليه ال ّ‬
‫ل بن حسن بن حسن بن عل ّ‬
‫و روى عن عبد ا ّ‬
‫لط بططن عمططر حيططث لططم يقتلططه‬
‫ما أمسى عثمان يوم ولي حّتططى نقمططوا عليططه فططي أمططر عبيططد ا ّ‬
‫بالهرمزان ‪.‬‬

‫سلم لم يطلبه ليقتله بل ليضع من قططدره فهططو بخلف‬‫ن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫فأّما قوله ‪ :‬إ ّ‬
‫ل لضرب عنقه ‪.‬‬ ‫سلم من أّنه لم يكن إ ّ‬
‫ما صّرح به عليه ال ّ‬

‫ف بططه و يضططع مططن‬


‫ي الّدم إذا عفى عنه على ما اّدعوا لم يكن لحد أن يسططتخ ّ‬
‫ن ول ّ‬
‫و بعد فا ّ‬
‫قدره كما ليس له أن يقتله ‪.‬‬

‫عططده مططع عفططو المططام عنططه فإنمططا‬


‫سططلم ل يجططوز أن يتو ّ‬
‫ن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫و قوله ‪ :‬إ ّ‬
‫يكون صحيحا لو كان ذلك العفو مؤثرا و قد بينا انه غير مؤثر ‪.‬‬

‫سططلم مّمططن يططرى قتلططه أقططوى فططي الجتهططاد و أقططرب إلططى‬


‫و قوله ‪ :‬يجوز أن يكون عليه ال ّ‬
‫ل مجتهد مصيب و قططد بّينططا‬ ‫ل فل شك أنه كذلك و هذا بناء منه على أن ك ّ‬ ‫التشّدد في دين ا ّ‬
‫سططلم يقتضططى قتلططه فهططو‬
‫أن المر بخلف ذلك ‪ ،‬و إذا كان اجتهاد أمير المططؤمنين عليططه ال ّ‬
‫اّلذى ل يسوغ خلفه ‪.‬‬

‫عع ع‬
‫‪ 16‬عع عععععع ‪ :‬ع عع ع ععععع ععع ع ع ععععع‬
‫عععععع ععععععع عععععععع‬

‫لط عليطه و آلطه و‬


‫ي صطّلى ا ّ‬
‫ي الجاهلّيطة و الملطوك خلفطا لمطا كطان عليطه الّنطب ّ‬
‫و تزيينه بطز ّ‬
‫أصحابه من‬

‫] ‪[ 243‬‬

‫التواضططع و الزهططد و طريقططة الصططلحاء فاسططتعمل الحجططاب و الغلمططان و لبططس الحريططر و‬


‫ل هذه اعمال مخالفة للشريعة الحمدّية و‬ ‫التزين بالمذهب و ضرب البوقات على بابه و ك ّ‬
‫ما كان عليه الصحابة و الخلفاء المتقدمين عليه و لهذا نقموا عليه و ظهر بين المهططاجرين‬
‫و النصار فسقه و طلبوا منه العتزال عن امرتهم فأبى فقتلوه لعلمهم باسططتحقاقه لططذلك و‬
‫أن الخلفة ل يجوز لمن هو معلن بالفسق ‪.‬‬

‫عع ع ع‬
‫‪ 17‬ع ععع ‪ :‬ع عع ع ععععع عععع ع عع عع ع عع‬
‫عععع عععع ععع‬

‫اّلتي كانت أّول حرب امتحن به المؤمنون فجلس في بيته و تعّلل بمرض زوجته و كططذلك‬
‫ل تعالى يقول في‬ ‫نا ّ‬
‫بيعة الرضوان لم يحضرها و تخلف عنها متعّلل بموت زوجته مع ا ّ‬
‫ل عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة « فكان محرومططا مططن ذلططك‬
‫أهلها » لقد رضي ا ّ‬
‫الرضا و يوم احد انهزم و فّر من الزحف أقبح فرار حّتى أّنه بقي في هزيمتططه م طّدة ثلثططة‬
‫أّيام ل يلتفت إلى وراه حّتى وصل إلى قرية قريب مكة يقال لها ‪:‬‬

‫ل عليططه و آلططه قططال لططه‬


‫ي صّلى ا ّ‬
‫السوارقية و لما رجع إلى المدينة بعد أن علم بسلمة الّنب ّ‬
‫ل عليه و آله ‪:‬‬
‫الّنبي صّلى ا ّ‬

‫لقد ذهبت فيها عريضة يا عثمان و لم يرد جوابا خجل مما فعله ‪.‬‬

‫‪ 18‬ع ععع ‪ :‬ع عع ع ععععع عع ععع عععع ع عععععع‬


‫عععع عع عع ع ععع ع ععع ع عع عععع عع عع‬
‫عععععع عععع‬

‫و كانوا يومئذ بين خاذل و قاتل حّتى قتلوه في بيته بيططن ولططده و نسططائه فططي المدينططة و دار‬
‫الهجرة و منعوه من الماء ثلثة أيام و هو بين ظهراني المسلمين مع أّنه خليفتهم و إمامهم‬
‫لم يحم عنه منهم محام و ل له منهم قائم و ذلك دليل على اجماعهم على قتله و استحللهم‬
‫لدمه كما أجمعوا على خلفته حّتى قال بعططض العلمططاء ‪ :‬إن المجمعيططن علططى قتططل عثمططان‬
‫ل لعظم أحداثه حّتى بقى ثلثة أّيططام مرميططا‬ ‫كانوا أكثر من المجمعين على بيعته و ما ذاك إ ّ‬
‫على الكناسة بعد قتله لم يجسر أحد أن يدفنه حّتططى قططام ثلثططة نفططر مططن بنططى أمّيططة فأخططذوه‬
‫بالليل بعد انتصافه سرقة و دفنوه لكيل يعلم بهم أحد و ذلك دليل على عظم أحداثه و كططبر‬
‫معاصيه في السلم و أهله فلو ل اّنه كان مستحقا لمططا فعلططوه بططه ‪ ،‬إلططى آخططر مططا قططال ‪ .‬و‬
‫سنذكر تفصيل الكلم في قتله و ما ذكروا في المقام ‪.‬‬

‫] ‪[ 244‬‬

‫‪ 19‬ع عع ع ‪ :‬ع ع ع ع ععععع عع عع عععع عععع ع ع‬


‫ععع ععع‬

‫و ذلك اّنه لما كثرت أحداثه و ظهرت بين المسطلمين كطثرت الشطكايات منطه و مطن عمطاله‬
‫لط بطن أبطي سطرح‬‫فورد إلى المدينة جماعة من أهل مصر يشكون من عامله عليهم عبطد ا ّ‬
‫إلى أن قال ‪:‬‬

‫و عزل عثمان عن أهل مصر عامله و قال ‪ :‬تختاروا لنفسططهم مططن شططاؤوا فقططالوا ‪ :‬نريططد‬
‫ن أهططل‬‫محّمد بن أبي بكر فاستعمله على مصر و كتب له بهططا عهططدا بحضططرة الكططل ‪ .‬ثطّم إ ّ‬
‫ل ط بططن‬
‫مصر مع عاملهم محّمد بن أبي بكر لّما خرجوا من المدينة كتب عثمان إلى عبططد ا ّ‬
‫أبي سرح كتابا إّنك متى قدم عليك محّمططد بططن أبططي بكططر و أصططحابه المصططريين فططاقتلهم و‬
‫ل تعالى ‪.‬‬‫اصلبهم و ابق على عملك إلى آخر ما قال و سيأتي تفصيله إن شاء ا ّ‬
‫‪ 20‬ع عععع عع ع ع ع عععععع ع ع عععععع ع ععع ع‬
‫عععع ع عع عععععع ‪ :‬ععع ع عععع ععععع ع‬
‫ععععععع‬

‫ل يستعملهم على شيء و ل يستشيرهم و استغني برأيه عن رأيهم ‪.‬‬

‫‪ 21‬ع ععع عععع ‪ :‬عععععع ععععععع ع ععععععع‬

‫سططلم ث طّم ل‬
‫و العطيات على أقوام بالمدينة ليست لهم صحبة من الّنبي عليه الصططلة و ال ّ‬
‫يغزون و ل يذبون ‪.‬‬

‫‪ 22‬ع عع ع ععع ع ‪ :‬ع ع ع ع عع ع ع عع ععععع‬


‫عععععععع ععع ععععع‬

‫و اّنه أّول من ضرب بالسياط ظهور الّناس و إّنمططا كططان ضططرب الخليفططتين قبلططه بالططدّرة و‬
‫الخيزران ‪.‬‬

‫و في الشافي و تلخيصه ‪ :‬اّنه جّلد بالسوط و من كان قبله يضرب بالدّرة ‪.‬‬

‫‪ 23‬عع عععععع ‪ :‬ع عع عععععع عععععع ععععععع‬

‫ل العزيططز الططواجب علططى أهططل السططلم تعظيمططه و القيططام بحرمتططه و أّنهططم‬


‫اّلتي هي كلم ا ّ‬
‫ن مططن اسططتخف بحرمتططه كططان مرتططدا خارجططا مططن السططلم و ل شططيء فططي‬ ‫أجمعوا علططى أ ّ‬
‫الستخفاف ابلغ من الحرق بالّنار ‪ ،‬فقد نقل أهل السيرة اّنه لّمطا أراد اجتمطاع الّنطاس علطى‬
‫مصحفه طلب المصاحف اّلتي كانت في أيدي الّناس حّتى جمعها كّلها ثّم اّنططه أحرقهططا ‪ .‬و‬
‫في رواية اخرى أّنه وضعها في قدر و طبخهططا بالّنطار حّتططى تمّزقطت و تفّرقطت و لطم يبططق‬
‫ل بن مسعود فاّنه طلبه منه فمنعه و لم يسلمه إليه فضططربه علططى‬ ‫منها غير مصحف عبد ا ّ‬
‫ل مريضا حّتططى مططات و دخططل‬ ‫ذلك حّتى كسر بعض أضلعه و منعه عطاءه و بقي عبد ا ّ‬
‫ح له التهجم‬ ‫عليه عثمان في مرضه و طلب منه أن يحّله فلم يرض أن يحّله ‪ ،‬و كيف ص ّ‬

‫] ‪[ 245‬‬

‫ح لططه أن يضططرب رجل مططن أكططابر‬ ‫على الكتاب العزيز بهذه الفعال الشططنيعة و كيططف صط ّ‬
‫الصحابة و فضلئهم و علمائهم علططى منعططه ملكططه ل يسططلمه إليططه حّتططى مططات بسططبب ذلططك‬
‫ل ذلك الفعل مخالف للشريعة محّرم بالكتاب و السنة ‪.‬‬ ‫الضرب ‪ ،‬و من المعلوم للكل أن ك ّ‬
‫و فططي الشططافي ‪ :‬ثطّم مططن عظيططم مططا أقططدم عليططه جمعططه الّنططاس علططى قططراءة زيططد و إحراقططه‬
‫ل عليه‬‫المصاحف و إبطاله ما شك اّنه منزل من القرآن و أّنه مأخوذ عن الرسول صّلى ا ّ‬
‫سلم و لفعله أبو بكر و عمر ‪.‬‬ ‫و آله و لو كان ذلك مما يسوغ لسبق إليه الرسول عليه ال ّ‬

‫» عععععع عععععع ععع عععععع عع ععععع ع ع ع‬


‫ععع «‬

‫صة ابططن‬
‫ي في ق ّ‬ ‫قال الشريف علم الهدى في الشافي نقل عن القاضي أّنه حكى عن أبي عل ّ‬
‫ل عليه و‬ ‫ح عندنا طعن عبد ا ّ‬ ‫مسعود و ضربه أّنه قال ‪ :‬لم يثبت عندنا ضربه إياه و ل ص ّ‬
‫ح في ذلك أنه كططره منططه جمططع الّنططاس علططى قططرائة زيططد و إحراقططه‬
‫ل إكفاره له و الذي يص ّ‬
‫المصاحف و ثقل ذلك عليه كما يثقل على الواحد منا تقديم غيططره عليططه و ذكططر أن الططوجه‬
‫في جمططع الّنططاس علططى قططرائة واحططدة تحصططين القططرآن و ضططبطه و قطططع المنازعططة فيططه و‬
‫لط‬
‫ل ص طّلى ا ّ‬ ‫الختلف ‪ .‬قال القاضي ‪ :‬و ليس لحد أن يقول لو كان واجبا لفعله رسول ا ّ‬
‫عليه و آله و ذلك أن المام إذا فعله صار كأنه فعله و لن الحوال في ذلك يختلف ‪ .‬و قد‬
‫ن احراقططه‬ ‫روى عن عمر انه كان قد عزم على ذلك فمات دونه ‪ ،‬و ليس لحططد أن يقططول إ ّ‬
‫ل عليه أن‬ ‫المصاحف إّنما كان استخفافا بالدين و ذلك لنه إذا جاز من الّرسول صلوات ا ّ‬
‫يخرب المسجد الذي بنى ضرارا و كفرا فغير ممتنع إحراق المصاحف ‪.‬‬

‫» عع عععع ععع ععع عععععع ع ع ع ععع ععع عع ع‬


‫عععععع «‬

‫قال بعد ما اثبت ضرب عثمان ابن مسططعود و طعنططه عثمططان فأّمططا قططوله ‪ :‬إن ابططن مسططعود‬
‫سخط جمعه الناس على قرائة زيد و إحراقه المصاحف و اعتذاره من جمططع الّنططاس علططى‬
‫قرائة واحدة بأن فيه تحصين القرآن و قطع المنازعة و الختلف فيططه ‪ ،‬ليططس بصططحيح و‬
‫ل شك في أن ابن مسعود كره إحراق المصاحف كما كرهه‬

‫] ‪[ 246‬‬

‫ل عليه و آلطه و تكلمطوا فيطه و ذكطروا الطرواة كلم‬ ‫ل صّلى ا ّ‬


‫جماعة من أصحاب رسول ا ّ‬
‫ل من تحريطم قرائتطه و قصطر الّنططاس علطى‬ ‫صل و ما كره عبد ا ّ‬ ‫ل واحد منهم في ذلك مف ّ‬‫كّ‬
‫ل عليططه و آلططه ‪ :‬مططن سطّره أن يقططرأ‬
‫ي صّلى ا ّ‬‫ل مكروها و هو الذي يقول الّنب ّ‬ ‫قرائة غيره إ ّ‬
‫ضا كما انزل فليقرأ على قرائة ابن ام عبد ‪.‬‬ ‫القرآن غ ّ‬

‫ل صططّلى‬
‫و روى عن ابن عّباس اّنه قال قرائة ابن ام عبد هي القرائة الخيرة إن رسول ا ّ‬
‫ل سنة في شهر رمضان فلّما كان العام الذي‬
‫ل عليه و آله كان يعرض عليه القرآن في ك ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ل ما نسخ منه و ما صطط ّ‬
‫ح‬ ‫ل عليه و آله عرض عليه دفعتين و شهد عبد ا ّ‬
‫توفي فيه صّلى ا ّ‬
‫فهي القرائة الخيرة ‪.‬‬

‫لط صطّلى‬
‫ي رسططول ا ّ‬
‫و روى شريك عن العمش قال ‪ :‬قال ابن مسعود ‪ :‬لقد أخذت من فط ّ‬
‫ل عليه و آله سبعين سورة و أن زيد بن ثابت لغلم يهودى في الكتاب له ذوابة ‪.‬‬
‫ا ّ‬

‫لط‬
‫أقول ‪ :‬قال في اسد الغابة ‪ :‬قال أبو وائل ‪ :‬لما شق عثمططان المصططاحف بلططغ ذلططك عبططد ا ّ‬
‫ل و ما أنا بخيرهططم و لططو إّنططي اعلططم أن‬
‫فقال ‪ :‬لقد علم أصحاب محّمد أني اعلمهم بكتاب ا ّ‬
‫ل مّني تبلغنيه البل لتيته ‪ ،‬فقال أبو وائل ‪ :‬فقمت إلى الخلق أسططمع مططا‬ ‫أحدا أعلم بكتاب ا ّ‬
‫يقولون ‪ ،‬فما سمعت أحدا من أصحاب محّمد ينكر ذلك عليه ‪ .‬انتهى ‪.‬‬

‫قال الشريف علم الهدى ‪ :‬فأّما اختلف الّناس في القططرائة و الحططرف فليططس بمططوجب لمططا‬
‫ل عليه و آله نزل القرآن على سططبعة أحططرف‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫صنعه عثمان لّنهم يروون أن الّنب ّ‬
‫ل عليططه‬‫كّلها شاف كاف فهذا الختلف عندهم في القرآن مباح مسند عن الّرسول صّلى ا ّ‬
‫و آله فكيف يحظر عليهم عثمان من التوسع في الحروف ما هو مباح فلو كان في القططرائة‬
‫لط عليططه و آلططه فططي الصططل إ ّ‬
‫ل‬ ‫ي صطّلى ا ّ‬‫الواحدة تحصين القرآن كما ادعى لما أبططاح الّنططب ّ‬
‫القرائة الواحدة لّنه أعلم بوجوه المصالح من جميع امتططه مططن حيططث كططان مؤّيططدا بططالوحى‬
‫ل ما يأتي و يذر و ليس له أن يقول ‪ :‬حدث من الختلف في أّيامه ما لططم يكططن‬ ‫موقفا في ك ّ‬
‫ل عليه و آله و ل من جملة ما أباحه و ذلك أن المر لو كان على‬ ‫في أّيام الّرسول صّلى ا ّ‬
‫هذا لوجب أن ينهى عن القرائة الحادثة و المر المبتدع و ل يحمله ما حططدث مططن القططرائة‬
‫على تحريم المتقدم المباح بل شبهة ‪.‬‬

‫] ‪[ 247‬‬

‫ل عليه و آله فعله ‪.‬‬


‫ن الرسول صّلى ا ّ‬
‫و قول صاحب الكتاب ‪ :‬إن المام إذا فعل ذلك فكأ ّ‬

‫فتعّلل بالباطل منه و كيف يكون ما اّدعى و هذا الختلف بعينه قد كان موجودا فططي اّيططام‬
‫ل عليه و آله و ما نهى عنه فلو كان سببا لنتشار الزيادة في القرآن و في‬ ‫الرسول صّلى ا ّ‬
‫سلم بالنهى عن هذا الختلف اولططى مططن غيططره ‪ ،‬اللهططم إ ّ‬
‫ل‬ ‫قطعه تحصين له لكان عليه ال ّ‬
‫ان يقال ‪ :‬اّنه حدث اختلف لم يكن فقد قلنا ان المر لو كان على هذا الخ ‪.‬‬

‫و أما قوله ‪ :‬إن عمر كان قد عزم على ذلك فمات دونه ‪ ،‬فما سمعناه إل منططه ‪ 1‬فلطو فعططل‬
‫ي فاعل كان لكان منكرا ‪.‬‬
‫ذلك أ ّ‬

‫فأّما اعتذاره من أن إحراق المصاحف ل يكون استخفافا بالدين بحمله إيططاه علططى تخريططب‬
‫لط‬
‫مسجد الضرار و الكفر فبين المرين بون بعيد لن البنيططان إّنمططا يكطون مسطجدا و بيتططا ّ‬
‫تعالى بنّية الباني و قصده و لو ل ذلك لم يكن بعض البنيان بطأن يكطون مسطجدا أولطى مطن‬
‫بعض و لما كان قصده في الموضع الذي ذكره غير القربة و العبادة بل خلفها و ضططّدها‬
‫من الفساد و المكيدة لم يكن فططي الحقيقططة مسططجدا و ان سططمى بططذلك مجططازا و علططى ظططاهر‬
‫لط تعططالى المططوقر‬
‫المر ‪ ،‬فهدمه ل حططرج فيططه و ليططس كططذلك مططا بيططن الططدّفتين لنططه كلم ا ّ‬
‫ي نسبة بين المرين ‪.‬‬ ‫المعظم اّلذي يجب صيانته عن البذلة و الستخفاف فأ ّ‬

‫ثّم قال علم الهدى ‪ :‬قال صاحب الكتاب » يعني القاضطي عبطد الجبطار صطاحب المغنطي «‬
‫صن به القرآن لنه مع‬
‫فأّما جمعه الّناس على قرائة واحدة فقد بيّنا أن ذلك من عظيم ما ح ّ‬
‫هذا الصنيع قد وقع فيه من الختلف ما وقع فكيف لو لم يفعل‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬مممم ممممممم مم ممممممم م ممم مممممم‬
‫مم ممممممم ممم ‪ :‬ممم مممم مم ممممم ‪:‬‬

‫ممممم ممم ممممم مممم مم مممم ممم ممم ممم‬


‫مم ممم ممممم ‪ :‬مم ممم مم مممم ممم ‪:‬‬

‫ممم مم مم م مم م مم م م ممممم م ممم مم م م م‬


‫مممم مم مم مم مم مم مم م مم م مم مم م مم ممم‬
‫مم مم م م مم مممم م م م مم ممم م مممممم م مم‬
‫مممممم م م مم م ممم م مم مم ممم مممم م م م‬
‫ممم ممم م م ممم مممم ممم م مم ممم م ممم م م‬
‫مممممم مممم مم مممم مممممم مممم ممم مم م‬
‫مم ممم ممممم ) م ‪ 36‬ممم ممم ( م ممم مممم مم م‬
‫ممم ممم ممممم ‪ :‬مم مممم ممم ممم ممم ممم مم‬
‫‪ .‬ممم ‪.‬‬

‫] ‪[ 248‬‬

‫ذلك و لو لم يكن فيه إل إطباق لجميع على ما أتاه من أّيام الصحابة إلططى وقتنططا هططذا لكططان‬
‫كافيا ‪.‬‬

‫و اعترض عليه علم الهدى حيث قال ‪ :‬أّما ما اعتذر به من جمع الّناس على قرائة واحدة‬
‫فقد مضى الكلم عليه مستقصى و بّينا أن ذلك ليس تحصينا للقرآن و لو كان تحصينا لما‬
‫ل عليه و آله يبيح القراآت المختلفة ‪ .‬و قططوله ‪ :‬لططو لططم يكططن فيططه إ ّ‬
‫ل‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫كان رسول ا ّ‬
‫إطباق الجميططع علططى مططا أتططاه مططن أيططام الصططحابة إلططى وقتنططا هططذا ‪ ،‬ليططس بشططيء لنططا نجططد‬
‫الختلف في القراآت الرجوع فيها إلى الحروف مستمرا في جميع الوقات اّلططتي ذكرهططا‬
‫إلى وقتنا هذا و ليس نجد المسلمين يوجبون على أحد التمسك بحرف واحطد فكيطف يطّدعى‬
‫إجماع الجميع على ما أتاه عثمان ؟‬

‫ل أّنه جمعهطم علطى مصطحف زيطد لن‬‫فإن قال ‪ :‬لم أعن بجمعه الّناس على قراءة واحدة إ ّ‬
‫ما عداه من المصاحف كان يتضمن من الزيادة و النقصان مما عداه ما هو منكر ‪.‬‬

‫قيل له ‪ :‬هذا بخلف ما تضّمنه ظطاهر كلمطك أّول و ل تخلطو تلطك المصطاحف الطتي تعطدّ‬
‫لط‬
‫ل صطّلى ا ّ‬ ‫مصاحف زيد من أن تتضمن من الخلف في اللفاظ و الكلم ما أقّر رسول ا ّ‬
‫عليه و آله عليه و أباح قرائته فان كان كذلك فالكلم في الزيادة و النقصان يجرى مجرى‬
‫لط‬
‫الكلم في الحروف المختلفة و أن الخلف إذا كان مباحا و مرويا عن الرسول صطّلى ا ّ‬
‫عليه و آله و منقول فليس لحد أن يحظره ‪ .‬و ان كططانت هططذه الزيططادة و النقصططان بخلف‬
‫ل عليه و آله تلوته فهو أسططوء ثنططاء علططى‬ ‫ل تعالى و ما لم يبح الرسول صّلى ا ّ‬
‫ما أنزله ا ّ‬
‫القوم الذين يقرون بهذه المصاحف كابن مسعود و غيره و قد علمنا أنططه لططم يكططن منهططم إ ّ‬
‫ل‬
‫ل و قد‬ ‫من كان علما في القرائه و الثقة و المانة و النزاهة عن أن يقرأ بخلف ما أنزله ا ّ‬
‫ن انكار الزيادة فططي القططرآن و النقصططان ل‬ ‫كان يجب أن يتقدم هذا النكار منه من غيره ل ّ‬
‫يجوز تأخيره عن ولي المر قبله ‪.‬‬

‫لط عليططه و آلططه‬


‫لط صطّلى ا ّ‬
‫أقول ‪ :‬زيد بن ثابت هو أحد كّتاب الوحى كان يكتططب لرسططول ا ّ‬
‫لط عليططه و آلططه‬
‫لط صطّلى ا ّ‬
‫الوحى و غيره ‪ .‬قال في اسد الغابة و كانت ترد علططى رسططول ا ّ‬
‫كتب بالسريانّية فأمر‬

‫] ‪[ 249‬‬

‫ى شيئا من حروبه و كان يظهططر‬ ‫زيدا فتعّلمها ‪ .‬قال ‪ :‬و كان زيد عثمانيا و لم يشهد مع عل ّ‬
‫ى و تعظيمه ‪ .‬و هططو الططذي كتططب القططرآن فططي عهططد أبططي بكططر و عثمططان كمططا فططي‬
‫فضل عل ّ‬
‫الفهرست لبن النديم أيضا ‪.‬‬

‫و هو الذي ذكر المسعودي في مروج الذهب عن سعيد بن المسّيب أن زيد ابن ثابت حين‬
‫مات خلف من الذهب و الفضطة مطا كططان يكسطر بطالفؤوس غيطر مطا خلططف مطن المططوال و‬
‫الضياع بقيمة مأة ألف دينار اقتناها من عثمان لنه كان عثمانيا ‪.‬‬

‫و في الشافي لعلم الهدى أّنططه روى الواقططدى أن زيططد بططن ثططابت اجتمططع عليططه عصططابة مططن‬
‫النصار و هو يدعوهم إلى نصر عثمان فوقف عليه جبلططة بططن عمططرو بططن حّيططة المططازني‬
‫فقال له جبلة ‪ :‬ما يمنعك يا زيد أن تذب عنه أعطاك عشرة ألططف دينططار و أعطططاك حططدائق‬
‫من نخل ما لم ترث من أبيك مثل حديقة منها ‪.‬‬
‫ل عليططه و آلططه زيططدا بتعّلططم السططريانّية‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫انظر أيها القارىء الكريم في أمر رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله كان في نشر العلوم و توسعة المعارف علططى ذلططك الحطّد‬ ‫نظر دّقة أّنه صّلى ا ّ‬
‫من الهتمام و لم يكن دأبه العصبّية و الجمود على لسان واحد و لغة واحدة و ل ريب أن‬
‫ل قوم سّلم للوصول إلى معارفهم و نيل علومهم و درك فنطونهم و لطم يمنطع النطاس‬ ‫لسان ك ّ‬
‫نبيّ عن الرتقاء و لم يحرم عليهم مططا فيططه سططعادتهم بططل النبيططاء بعثططوا لترويططج العلططوم و‬
‫ل منهطم‬ ‫تهذيب النفوس و تشحيذ العقول قال عّز من قائل هو الذي بعث في المّييطن رسطو ً‬
‫ن الوبططاش و عبيططد الططدنيا‬ ‫لأّ‬ ‫يتلططو عليهططم آيططاته و يزّكيهططم و يعّلمهططم الكتططاب و الحكمططة إ ّ‬
‫المأسططورين فططي قيططود الوسططاوس الشططيطانية و المحروميططن مططن الّلططذات الروحانيططة و‬
‫ل جلله و المغفلين عن معنى التمّدن و التكامل لّما تعّودوا‬ ‫بجّ‬ ‫المحجوبين عن جناب الر ّ‬
‫بما ل يزدادهم من الحق إل بعدا و ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون اشططمأّزوا عمّططا جطاء‬
‫من الشارع الحكيم فيما لم يوافق غرضا من أغراضهم الدنية ‪.‬‬

‫» ععععععع عع ععع ععععع عععععع «‬

‫لما انجّر البحث إلى إحراق عثمان مصاحف فل بأس أن نشير إلى عططدم تحريططف القططرآن‬
‫الكريم في المقام فاّنه كثيرا ما يتوهم بل كثيرا ما يسأل عن تحريفه‬

‫] ‪[ 250‬‬

‫و زيادته و نقصانه ‪ ،‬و يختلج في بعض الذهان أن ما بين الدفتين الذي بأيططدي المسططلمين‬
‫ل عليه و آله ‪.‬‬
‫الن ليس هو جميع ما أنزل على الّرسول الخاتم صّلى ا ّ‬

‫ن الحق المحقق المبرهن بالبراهين القطعية من العقلية و النقليطة أن مطا فطي أيطدي‬ ‫و اعلم أ ّ‬
‫ل تعالى على رسوله خاتم الّنططبيين محّمططد بططن‬ ‫الّناس من القرآن الكريم هو جميع ما أنزل ا ّ‬
‫ل عليه و آله و ما تطّرق إليه زيادة و نقصان أصل و مبلططغ سططوره مططأة و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫عبد ا ّ‬
‫ن ترتيب‬ ‫ل عليه و آله إلى الن بل ريب و أ ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫أربع عشرة سورة من لدن رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آلططه كمططا أخططبر بططه الميططن‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫اليات في السور توقيفي إّنما كان بأمر الّنب ّ‬
‫لط عليططه و آلططه قبططل‬‫ل صطّلى ا ّ‬ ‫ن الّناس كانوا في عهد رسول ا ّ‬ ‫جبرائيل عن أمر رّبه ‪ ،‬و أ ّ‬
‫ن رسم الخط في القرآن المجيد هططو الرسططم المكتططوب‬ ‫رحلته يعرفون السور بأساميها ‪ ،‬و أ ّ‬
‫لط الّرحمططن‬ ‫لط عليططه و آلططه ‪ ،‬و أن آيططة بسططم ا ّ‬
‫من كّتاب الوحى في زمن الّرسططول صطّلى ا ّ‬
‫الّرحيم لم تكتب في أّول البرائة لّنها لم تنزل معها كما نزلت مع غيرها من السططور ‪113‬‬
‫مرة و انها جزء كل سورة كما أنها جزء آية النمل بل انها آيتطان فيططه ‪ .‬و أن مططا جطاء مطن‬
‫لط عليططه‬ ‫الخبار و الثار في جمع جم غفير من الصحابة القرآن في عهد الرسول صّلى ا ّ‬
‫و آله أو بعد رحلته كما ورد أن جمع القرآن وقع على عهططد أبططي بكططر فليططس المططراد أنهططم‬
‫رّتبوا اليات في السور و سيأتي الكلم في تحقيق ترتيب السور أيضا ‪.‬‬
‫لط عليهططم و غيرهططم مططن‬
‫و كّلما ذكرنا هو مذهب المحققين من علمائنا المامّية رضوان ا ّ‬
‫ل إلى الصواب و من ذهب إلى خلف ذلك فقد خبط خبط عشواء و‬ ‫علماء العاّمة هداهم ا ّ‬
‫سلك طريقة عمياء ‪.‬‬

‫ل واحد مما اشرنا إليها و نططبين بطلن قططول المخططالف علططى‬‫ثّم إّنا لو نأتي بالبراهين في ك ّ‬
‫التفصيل لطال بها الكتاب و انتشر الخطاب و كثر بنا الخطب لكنا نطورد جملططة منهطا فططإن‬
‫ل تعالى لمن كان له قلب ‪.‬‬
‫فيها كفاية إن شاء ا ّ‬

‫ل عليه و آله من الخبار المتواترة فططي فضططائل السططور‬‫ي صّلى ا ّ‬


‫و اعلم أن ما جاء به الّنب ّ‬
‫ل موضططع خططاص‬ ‫بأساميها بل في فضائل بعض آيات القرآن و فططي وضططع اليططات فططي كط ّ‬
‫بأمر أمين الوحى ‪ ،‬و أن بعض السور افتتح ببعض من الحروف المقطعة دون بعض‬

‫] ‪[ 251‬‬

‫مثل ان البقرة افتتحت بالم ‪ ،‬و يططونس بططالر ‪ ،‬و الّرعططد بططالمر ‪ ،‬و العططراف بططالمص ‪ ،‬و‬
‫مريططم بكهيعططص ‪ ،‬و الشططعراء بطسططم ‪ ،‬و النمططل بطططس ‪ ،‬و المططؤمن بحططم ‪ ،‬و الشططورى‬
‫بحمعسق ‪ ،‬و هكذا في السور الخر ‪ ،‬و أن بعضها لم يفتتح بها و أن سورة البرائة ليست‬
‫ل الرحمن الرحيم ‪ ،‬و قوله تعالى ‪ :‬سورة أنزلنا و فرضططناها ) النططور ‪ ( 2‬و‬ ‫مبدّوة ببسم ا ّ‬
‫قوله تعالى ) البقرة ‪ ( 22‬و إن كنتم في ريب مّما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثلططه‬
‫ل إن كنتم صادقين ‪ .‬و قوله ) يونس ‪ ( 39‬أم يقولون افتريه‬ ‫و ادعوا شهداءكم من دون ا ّ‬
‫ل ط إن كنتططم صططادقين و قططوله تعططالى‬‫قل فأتوا بسورة مثله و ادعوا من استطعتم من دون ا ّ‬
‫ل الخ ‪ .‬و قوله ) هود ‪ ( 16‬أم يقولون افتريه‬ ‫) التوبة ‪ ( 88‬و إذا ُانزلت سورة أن آمنوا با ّ‬
‫لط إن كنتططم صططادقين‬ ‫قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات و ادعوا من اسططتطعتم مططن دون ا ّ‬
‫ل عليه و آله و اّنهططا‬‫ي صّلى ا ّ‬
‫أدلة قطعية على أن تركيب السور من اليات كان بأمر الّنب ّ‬
‫ل عليه و آله قبل ارتحططاله يعرفهططا النططاس‬ ‫كانت مرّتبة موسومة بأساميها في عهده صّلى ا ّ‬
‫بها ‪.‬‬

‫نقل أمين السلم في تفسيره مجمططع البيططان و الزمخشططري فططي الكشططاف و السططيوطي فططي‬
‫ن قوله تعالى ‪:‬‬
‫التقان و غيرهم من أجلء العلماء عن ابن عّباس و السدي أ ّ‬

‫ل نفس مططا كسططبت و هططم ل يظلمططون ) البقططرة‬ ‫ل ثّم توّفي ك ّ‬


‫و اتقوا يومًا ترجعون فيه إلى ا ّ‬
‫لط عليططه و آلططه و أن جبرئيططل‬ ‫لط صطّلى ا ّ‬
‫‪ ( 280‬آخر آية نزلت من الفرقان على رسططول ا ّ‬
‫ل عليه و آله ضعها في رأس الثمانين و المأتين من البقططرة ‪ ،‬و‬ ‫سلم قال له صّلى ا ّ‬
‫عليه ال ّ‬
‫ل ط عليططه و آلططه‬
‫ل ص طّلى ا ّ‬
‫هذا القول كأنما إجماعى و إّنما الختلف في مّدة حياة رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله عاش بعدها احدا و عشططرين يومططا ‪،‬‬ ‫بعد نزولها ‪ ،‬فعن ابن عّباس انه صّلى ا ّ‬
‫و قال ابن جريح ‪ :‬تسع ليال و قال سعيد ابن جبير و مقاتل ‪ :‬سططبع ليططال و فططي الكشططاف ‪:‬‬
‫قيل ثلث ساعات ‪.‬‬

‫ل تعالى و إن لم يططذكر فططي الجوامططع‬ ‫أقول ‪ :‬وضع جميع اليات في مواضعها كان بأمر ا ّ‬
‫ل واحدة واحدة منها رواية عليحططدة و ل ضططير أن تكططون اليططة المتقدمططة علططى آيططة فططي‬
‫لك ّ‬
‫السورة متأخرة عنها نزول ‪.‬‬

‫ل صدرت بآية‬
‫قال الزمخشري في أّول التوبة من الكشاف ‪ :‬فإن قلت ‪ :‬ه ّ‬

‫] ‪[ 252‬‬

‫التسمية كما في سائر السور ؟ قال ‪ :‬قلت ‪ :‬سأل عن ذلك ابن عثمان عنهما فقال ‪:‬‬

‫ل عليه و آله كان إذا انزلت عليه السورة أو الية قال ‪ :‬اجعلوها في‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ن رسول ا ّ‬
‫إّ‬
‫ل عليه و آلططه و لططم يططبين لنططا‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫الموضع الذي يذكر فيه كذا و كذا و توفي رسول ا ّ‬
‫أين نضعها الخ ‪.‬‬

‫ل عليططه و‬
‫أقول ‪ :‬فالرواية دالة صريحة على أن تركيب السور باليات كان بأمره صّلى ا ّ‬
‫ل لجعلها في أّولها و أن البسططلمة نزلططت مططأة و‬
‫آله و أن آية البسملة لم ينزل مع البرائة و إ ّ‬
‫ل سورة مفتتحة بها و هذه الروايططة مرويططة فططي المجمططع و التقططان‬ ‫ثلث عشرة مرة مع ك ّ‬
‫أيضا ‪.‬‬

‫روى الطبرسي في المجمع و غيره في التفاسير و الجوامع و السير عن بريدة قال ‪ :‬قططال‬
‫ل ط عليططه و آلططه ‪ :‬تعلمططوا سططورة البقططرة و سططورة آل عمططران فانهمططا‬
‫ل ط ص طّلى ا ّ‬
‫رسططول ا ّ‬
‫الزهراوان و اّنهما تظلن صاحبهما يوم القيامة كانهما غمامتان أو غيابتان أو فرقان مططن‬
‫ل صريحا على أن هاتين السورتين كانتا في عهد رسططول‬ ‫طير صواف أقول ‪ :‬فالحديث يد ّ‬
‫ل عليه و آله مرّتبتين متداولتين يعرفهما الناس ‪.‬‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ا ّ‬

‫و روى السططيوطي فطي التقططان و المفسطرون منهططم الطبرسططي فططي أّول سططورة هططود روى‬
‫ل قد أسرع إليك الشيب‬‫الثعلبي بإسناده عن إسحاق عن أبي جحيفة قال ‪ :‬قيل ‪ :‬يا رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله ‪ :‬شيبتني هود و أخواتها ‪.‬‬
‫قال صّلى ا ّ‬

‫ل ط ‪ :‬عجططل إليططك‬
‫و في رواية اخرى عن أنس بن مالك عن أبي بكر قال ‪ :‬قلت يا رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله ‪ :‬شيبتني هود و أخواتها الحاقة و الواقعة و عم يتساءلون‬
‫الشيب قال صّلى ا ّ‬
‫و هل أتيك حديث الغاشية ‪.‬‬
‫قال الطبرسي في الفن الرابع من مقدمة مجمع البيطان ‪ :‬و قططد شطاع فطي الخططبر عططن النطبىّ‬
‫ل عليه و آله انه قال ‪ :‬أعطيت مكان التوارة السبع الطول و مكان النجيل المثانى‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫صل ‪ .‬و رواها السيوطى في التقان و غيططره أيضططا‬ ‫و مكان الزبور المئين و فضلت بالمف ّ‬
‫في جوامعهم ‪.‬‬

‫» عععععع عع ععععع ععع عععععع «‬

‫ل آية في موضع معيططن مططن‬ ‫ل شك أن تركيب السور من اليات توقيفي أعني أن وضع ك ّ‬
‫لط عليططه و آلططه أخططبر بططه‬
‫لط صطّلى ا ّ‬
‫السور التي لم تنزل جملة واحدة كططان بططأمر رسططول ا ّ‬
‫جبرئيل عن أمر رّبه و هو اجماع المسلمين قاطبة كما حققناه و إّنما قلنا في السططور الططتي‬
‫سور اّلتي نزلت جملة واحطدة أعنططى دفعططة واحطدة فطالمر فيهطا‬ ‫ن ال ّ‬
‫لم تنزل جملة واحدة ل ّ‬
‫أوضح لنها نزلت مترتبة اليات أول كسورة الفاتحة و النعام و كثير مططن المفصّططل ‪1 .‬‬
‫و إنما الكلم في أن ترتيب سور القرآن فططي الططدفتين علططى تلططك الهيئة المشططهودة لنططا الن‬
‫لط عليططه و آلططه و بططأمره‬‫ل صطّلى ا ّ‬
‫أولها الفاتحة و آخرها الناس هل وقع في عهد رسول ا ّ‬
‫أيضا‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬مممممم ممممممم ممم مم مممم مم م م مم م‬
‫ممم ممممم مم م مم م ممم ممم مم م م م ممم م‬
‫مممم ممم م مممم مم م م ممم مم‬
‫مممممم مم مم م‬
‫ممم ممم مممممم م مم م م مم م م ممممم مم‬
‫ممممممم مم ممممم ممممم مممممم ممم ‪.‬‬

‫] ‪[ 260‬‬

‫ق هو الّول‬ ‫أم ل ؟ و بالجملة أن ترتيب السور أيضا كترتيب اليات توقيفي أم ل ؟ و الح ّ‬
‫ل عليه و آله مجموعا مدّونا جمعططه‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫ن القرآن كان على عهد النب ّ‬ ‫كالّول و ذلك ل ّ‬
‫ل عليه و آله و كان ترتيب السور كما‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫غير واحد من الصحابة و قرأوه على الّنب ّ‬
‫لط عليطه و آلطه و هطو مططذهب‬ ‫ي صطّلى ا ّ‬ ‫هو في المصحف الن كترتيب اليطات بططأمر الّنطب ّ‬
‫سك ببعض الخبططار الشططاذ‬ ‫المحققين من علماء المسلمين قديما و حديثا و من عدل عنه تم ّ‬
‫الواحد أو الموضوع أو لم يصل إلى فهم مراد الخبر و نحن في غني عططن نقططل أقططوالهم و‬
‫ل تطويل كلم ل طائل فيه فان المر بّين ‪.‬‬ ‫رّدها و إبطالها لّنها ل يزيد إ ّ‬

‫قال ابن النديم في الفهرست ) ص ‪ 41‬طبع مصططر ‪ ،‬الفططن الثططالث مططن المقالططة الولططى ( ‪:‬‬
‫ل عليططه ‪،‬‬‫ي بن أبيطالب رضوان ا ّ‬ ‫ل عليه و آله عل ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫الجّماع للقرآن على عهد الّنب ّ‬
‫ل عنه ‪ ،‬أبو الدرداء عويمر ابططن زيططد‬ ‫سعد بن عبيد بن النعمان بن عمرو بن زيد رضي ا ّ‬
‫لط عنططه ‪ ،‬أبططو زيططد ثططابت بططن زيططد بططن‬
‫ل عنه ‪ ،‬معاذ بن جبططل بططن أوس رضططي ا ّ‬
‫رضى ا ّ‬
‫النعمان ‪ ،‬ابي بن كعب بن قيس بن مالك بن امرىء القيس ‪ ،‬عبيد بن معاوية ‪،‬‬

‫زيد بن ثابت بن الضحاك ‪.‬‬

‫و أتى السيوطي في النوع العشرين و غيره من التقان بعدة من جمططع القططرآن علططى عهططد‬
‫ل عليه و آله بطرق مختلفة من كبار المؤلفين قال ‪ :‬روى البخاري عن عبططد‬ ‫ي صّلى ا ّ‬
‫الّنب ّ‬
‫ل عليه و آله يقول خططذوا القططرآن مططن‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫ل بن عمرو بن العاص قال ‪ :‬سمعت الّنب ّ‬‫ا ّ‬
‫ل بن مسعود و سالم و معاذ و ابى بن كعب ‪.‬‬‫أربعة من عبد ا ّ‬

‫ل بن عمر قال ‪ :‬جمعت القرآن فقططرأت بططه‬


‫و قال ‪ :‬أخرج النسائي بسند صحيح عن عبد ا ّ‬
‫ل عليه و آله فقال اقرأه في شهر الحديث ‪.‬‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫كلّ ليلة فبلغ الّنب ّ‬

‫قال ‪ :‬و أخرج ابن أبي داود بسند حسن عن محّمد بن كعب القرظي قال ‪:‬‬

‫ل عليه و آله خمسة من النصار ‪ :‬معاذ بن جبل‬ ‫ل صّلى ا ّ‬


‫جمع القرآن على عهد رسول ا ّ‬
‫و عبادة ابن الصامت و ابي بن كعب و أبو الططدرداء و أبططو أّيططوب النصططارى ‪ .‬و غيرهططا‬
‫لط عليططه و آلططه و كططم مططن‬
‫ي صطّلى ا ّ‬
‫من الخبار الواردة في أن القرآن جمع على عهد الّنب ّ‬
‫ن عّدة من الصحابة قرأ القرآن عليه مرارا منهم أميطر المطؤمنين علط ّ‬
‫ي‬ ‫روايات دالة على أ ّ‬
‫ل بن مسعود و زيد بن ثابت و ابي بن كعب و غيرهم ‪.‬‬ ‫سلم و عبد ا ّ‬
‫بن أبيطالب عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 261‬‬

‫ل عليططه و آلططه و قططرأوه عليططه و ختمططوه‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫هؤلء مّمن جمعوا القرآن على عهد الّنب ّ‬
‫عليه عّدة ختمات فكيف لم يكن القرآن على عهده مجموعا مرّتبا و احتمال أّنهططم قططرأوه و‬
‫ل عليه و آله مبثوثًا مبتورا مبتور جّدا و من تأمل أدنى تأمل في نظططم‬ ‫ختموه عليه صّلى ا ّ‬
‫لط عليططه و آلططه فططي حراسططة القططرآن و تططوّقيه عططن‬‫ل صطّلى ا ّ‬ ‫السور و شدة اهتمام رسول ا ّ‬
‫ل عليططه و آلططه إّنططي‬
‫اجتهاد أحد و إعمال ذوق و سليقة فيه و عنايته بحفظه و قوله صّلى ا ّ‬
‫ل و أهل بيتى الطخ المطروي مطن المسطلمين بططرق كطثيرة و فطي‬ ‫تارك فيكم الثقلين كتاب ا ّ‬
‫ل عليه و آله‬ ‫الرواية الواردة من فرق المسلمين في معارضة جبرئيل القرآن عليه صّلى ا ّ‬
‫ل عليه و آلطه فيهطا مرتيطن و غيرهمطا مطن‬ ‫ل سنة مرة و في السنة التي توفى صّلى ا ّ‬ ‫في ك ّ‬
‫الخبار في هططذا المعنططى علططم أنططه كططان مجموعططا مرّتبططا آيططاته و سططوره علططى مططا هططو فططي‬
‫المصحف الن بل تغيير و تبديل و زيادة و نقصان ‪.‬‬
‫عععع‬

‫لط‬
‫سلم كططان يعارضططه صطّلى ا ّ‬ ‫في مادة ع ر ض من النهاية الثيرية ‪ :‬أن جبرئيل عليه ال ّ‬
‫ل سنة مّرة و أّنه عارضه العام مّرتين أي كان يدارسططه جميططع مططا‬ ‫عليه و آله القرآن في ك ّ‬
‫نزل من القرآن من المعارضة بمعنى المقابلة و منه عارضت الكتططاب بالكتططاب أى قططابلته‬
‫به ‪.‬‬

‫لط‬
‫و في الفصل الّثامن النوع الّثامن عشر من التقان ‪ :‬قال أبو بكر بن النبارى ‪ :‬أنططزل ا ّ‬
‫القرآن كّله إلى سماء الّدنيا ثّم فّرقه في بضع و عشرين فكانت السورة تنزل لمططر يحططدث‬
‫ل عليه و آله علططى موضططع اليططة و‬
‫ي صّلى ا ّ‬‫و الية جوابا لمستخبر و يوقف جبرئيل الّنب ّ‬
‫ل عليه و آله فمن‬‫ي صّلى ا ّ‬
‫السورة فاتساق السور كاتساق اليات و الحروف كّله عن النب ّ‬
‫قّدم سورة أو أخّرها فقد أفسد نظم القرآن ‪.‬‬

‫لط فططي الّلططوح المحفططوظ علططى‬


‫و قال الكرماني في البرهان ‪ :‬ترتيب السور هكذا هو عند ا ّ‬
‫ل عليططه و آلططه يعططرض علططى جبرئيططل كططل سططنة مططا كططان‬
‫هذا الترتيب و عليه كان صّلى ا ّ‬
‫يجتمع عنده منه و عرضه عليه في السنة التي توّفى فيها مرتين و كان آخر اليات نزول‬
‫ل فأمره جبرئيل أن يضعها بين آيتي الربا و الدين ‪.‬‬ ‫و اتقوا يوما ترجعون فيه إلى ا ّ‬

‫] ‪[ 262‬‬

‫طيبي ‪ :‬انزل القرآن أّول جملة واحدة مطن الّلطوح المحفطوظ إلطى السطماء الطّدنيا ثطمّ‬
‫و قال ال ّ‬
‫نزل مفرقا على حسب المصالح ثّم اثبت في المصاحف على التأليف و النظم المثبططت فططي‬
‫الّلوح المحفوظ ‪.‬‬

‫ل عليه و آله مرّتبا سططوره‬


‫ي صّلى ا ّ‬
‫و قال البيهقي في المدخل ‪ :‬كان القرآن على عهد الّنب ّ‬
‫و آياته على هذا التّرتيب الخ ‪.‬‬

‫لط‬
‫ن تططأليف السططور علططى هططذا الططترتيب مططن رسططول ا ّ‬ ‫حاس ‪ :‬المختار أ ّ‬ ‫و قال أبو جعفر الن ّ‬
‫ل عليه و آلططه الحططديث واثلططة اعطيططت مكططان الّتططوراة السططبع الطططول ‪ ،‬قططال ‪ :‬فهططذا‬‫صّلى ا ّ‬
‫ل عليه و آلططه و أّنططه مططن ذلططك‬
‫ي صّلى ا ّ‬ ‫ن تأليف القرآن مأخوذ عن الّنب ّ‬ ‫ل على أ ّ‬ ‫الحديث يد ّ‬
‫الوقت الخ ‪.‬‬

‫و قال ابن الحصار ‪ :‬ترتيب السور و وضع اليات موضعها إّنما كان بالوحى ‪.‬‬

‫ن ترتيب السور كترتيب اليات تططوقيفي‬ ‫ثّم السيوطى بعد نقل أقوال اخر من العاظم في أ ّ‬
‫ن ترتيب السور تططوقيفي كططون الحططواميم رّتبططت ولء و كططذا‬
‫ل على أ ّ‬
‫قال ‪ :‬قلت ‪ :‬و مّما يد ّ‬
‫صل بين سورها و فصل بين طسم الشططعراء و‬ ‫الطواسين و لم ترتب المسبحات ولء بل ف ّ‬
‫طسم القصص بطس مع أّنها أقصر منهما و لو كان الترتيب اجتهاديا لططذكرت المسططبحات‬
‫ولء و اخرت طس عن القصص و كذا نقل عطّدة أقططوال فططي النططوع ‪ 62‬منططه فططي مناسططبة‬
‫ل واحد منهما على هذا النهج بأمره تعالى ‪.‬‬‫اليات و السور و ترتيب ك ّ‬

‫ن تركيب سور هذا‬ ‫أقول ‪ :‬المر أبلج من الصبح و أبين من الشمس في رائعة النهار في أ ّ‬
‫ل بأمره تعططالى و مططن قططال‬
‫سفر القيم اللهى و ترتيبها على هذا السلوب البديع لم يكن إ ّ‬
‫ال ّ‬
‫ل و اختلق على كتابه و رسوله ‪.‬‬ ‫في القرآن غير ما حققنا افترى على ا ّ‬

‫ل عليه و آلططه و‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫و ذهب شرذمة إلى أن ترتيب السور لم يكن على عهد رسول ا ّ‬
‫إّنما رتبت على عهد أبي بكر ‪.‬‬

‫سكوا بها و استدّلوا عليها و اغتروا‬


‫أقول ‪ :‬لو سلمنا بعد الغماض عن ما تم ّ‬

‫] ‪[ 263‬‬

‫ل عليه و آله فططإن أّول مططن جمططع‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫بظاهرها ‪ ،‬أن سور القرآن رّتبت بعد رسول ا ّ‬
‫سططلم كططان عالمططا فيمططا‬‫ل عليه و آله هو أمير المططؤمنين و هططو عليططه ال ّ‬‫القرآن بعده صّلى ا ّ‬
‫نزلت اليات و أين نزلت و على مططن نزلططت و كبططار الصطحابة تعلمطوا القططرآن منططه عليططه‬
‫سلم كان أعرف بالقرآن من غيططره‬ ‫سلم و ل ريب اّنه عليه ال ّ‬‫سلم و أخذوه عنه عليه ال ّ‬‫ال ّ‬
‫لط عليططه و آلططه و‬ ‫ل صطّلى ا ّ‬ ‫و أجمعت الّمة على اّنه كان حافظ القرآن على عهد رسول ا ّ‬
‫سلم معصوم كما بيّنططا‬ ‫قرأه عليه مرارا فل ريب أن جمعه و ترتيبه حجة على أّنه عليه ال ّ‬
‫ل ما جاء به المعصوم مصون من الخلل و حجة على بني آدم‬ ‫في شرح الخطبة ‪ 237‬و ك ّ‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫و هذا الترتيب المشهود الن في المصاحف و قرائته هو ترتيبه و قرائته عليه ال ّ‬

‫سلم ) ص‬ ‫قال الفاضل الشارح المعتزلي في مقدمة شرحه على النهج في فضائله عليه ال ّ‬
‫‪ 6‬طبع ايران ‪ 1304‬ه ( ‪ :‬أما قراءة القططرآن و الشططتغال بططه فهططو المنظططور إليططه فططي هططذا‬
‫لط‬
‫لط صطّلى ا ّ‬ ‫سلم كان يحفظ القرآن على عهططد رسططول ا ّ‬ ‫الباب اتفق الكل على أّنه عليه ال ّ‬
‫عليه و آله و لم يكن غيره يحفظه ثّم هو أّول من جمعه ‪ ،‬نقلوا كّلهططم اّنططه تططأخر عططن بيعططة‬
‫أبي بكر فأهل الحديث ل يقولون ما تقوله الشيعة من أّنه تأخر مخالفته للبيعطة بططل يقولطون‬
‫ل على أّنه أّول من جمع القرآن لّنه لو كان مجموعا في حياة‬ ‫تشاغل بجمع القرآن فهذا يد ّ‬
‫ل عليططه‬
‫ل عليه و آله لما احتاج إلى أن تشاغل بجمعه بعد وفاته صّلى ا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫رسول ا ّ‬
‫و آله و إذا رجعت إلى كتب القرآن وجدت أئمة القراء كّلهم يرجعون إليه كأبي عمرو بن‬
‫العلء و عاصم بن أبططي النجططود و غيرهمططا لّنهططم يرجعططون إلططى أبططى عبططد الّرحمططان بططن‬
‫السلمي القاري و أبو عبد الّرحمان كان تلميذه و عنه أخذ القرآن فقد صططار هططذا الفططن مططن‬
‫الفنون اّلتي ينتهى إليه أيضا مثل كثير مما سبق ‪ .‬انتهى قوله ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬قد وردت أخبار كما أتى بها السيوطي في التقان و غيططره فططي جطوامعهم أن أميططر‬
‫سلم و غيره جمعوا القرآن فذهب قوم إلى أن السور رتبططت فططي الططدفتين‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله جمودا على ظاهرها و قد غفلططوا أن‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫باجتهاد الصحابة بعد رسول ا ّ‬
‫ل واحدة منها في موضع خططاص كمططا‬ ‫ظاهرها ل تنافي أن يكون ترتيب السور و وضع ك ّ‬
‫ق فإياك أن تعني من قول‬ ‫ل عليه و آله كما هو الح ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬‫في المصحف الن بأمر الّنب ّ‬

‫] ‪[ 264‬‬

‫لط‬
‫الفاضل المذكور و غيره أن القرآن جمع بعد الّنبي أن ترتيب السور كان بعططده صطّلى ا ّ‬
‫ل تعالى ‪.‬‬
‫عليه و آله و سنزيدك بيانا إن شاء ا ّ‬

‫قال ابن النديم في الفهرست ) ‪ 41‬طبع مصر من الفن الثالث من المقالة الولى ( ‪:‬‬

‫قال ابن المنادى حّدثني الحسن العّباس قال ‪ :‬أخبرت عن عبد الّرحمان بن أبي حماد عططن‬
‫سلم أّنططه رأي مطن الّنططاس طيططرة‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫الحكم بن ظهير السدوسي عن عبد خير عن عل ّ‬
‫ل عليه و آله فأقسم أنه ل يضع عن ظهره ردائه حّتى يجمع القرآن‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫عند وفاة الّنب ّ‬
‫فجلس في بيته ثلثة أيام حّتى جمع القرآن فهو أّول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه ‪ .‬ثّم‬
‫قال ‪ :‬و كان المصطحف عنطد أهطل جعفطر و رأيطت أنطا فطي زماننطا عنطد أبطي يعلطي حمطزة‬
‫ي بن أبيطالب يتططوارثه بنططو حسططن‬ ‫ل مصحفا قد سقط منه أرواق بخط عل ّ‬ ‫الحسني رحمه ا ّ‬
‫على مّر الزمان ‪.‬‬

‫و قد روي السيوطي في النوع الثامن عشر من التقان بسند حسططن عططن عبططد خيططر قططال ‪:‬‬
‫لط عليططه و آلططه آليططت أن ل آخططذ علط ّ‬
‫ى‬ ‫ل صطّلى ا ّ‬
‫سلم ‪ :‬لما مات رسول ا ّ‬‫ي عليه ال ّ‬
‫قال عل ّ‬
‫ل لصلة جمعة حّتى أجمع القرآن فجمعته ‪.‬‬ ‫ردائي إ ّ‬

‫و روي أيضا بطريق آخر عن محّمد بن سيرين عن عكرمة قال لمططا كططان بعططد بيعططة أبططي‬
‫ى بن أبيطالب في بيته فقيل لبى بكر قد كره بيعتك فأرسل إليه إلططى أن قططال ‪:‬‬ ‫بكر قعد عل ّ‬
‫ل يزاد فيطه فحطدثت نفسطى أن ل ألبطس‬ ‫قال أبو بكر ‪ :‬ما أقعدك عّني ؟ قال ‪ :‬رأيت كتاب ا ّ‬
‫ل لصلة حّتى أجمعه قال له أبو بكر ‪ :‬فاّنك نعم ما رأيت ‪،‬‬‫ردائى إ ّ‬

‫قال محّمد ‪ :‬فقلت لعكرمة ‪ :‬ألفوه كما أنططزل الّول فططالّول ؟ قططال ‪ :‬لططو اجتمعططت النططس و‬
‫الجن على أن يؤلفوه هذا التأليف ما استطاعوا ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬ابن الحجر في الصواعق المحرقة ) ص ‪ 76‬طبع مصطر ( باسطناده عطن سطعيد ابطن‬
‫سلم و قطال واحطد مطن‬‫ي عليه ال ّ‬
‫ل عل ّ‬
‫مسيب قال ‪ :‬لم يكن أحد من الصحابة يقول سلوني إ ّ‬
‫ل عليه و آله ‪ .‬و قال أيضا أخرج ابن سعد‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫جمع القرآن و عرضه على رسول ا ّ‬
‫سلم قال ‪:‬‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫عن عل ّ‬
‫ل و قد علمت فيم نزلت و أين نزلت و على من نزلت إن رّبططي وهططب‬
‫ل ما نزلت آية إ ّ‬
‫وا ّ‬
‫لى‬

‫] ‪[ 265‬‬

‫سطلم ‪ :‬سططلونى عططن‬


‫ى عليطه ال ّ‬
‫قلبا عقول و لسانا ناطقا ‪ .‬و قال ‪ :‬أخرج ابن سططعد قطال علط ّ‬
‫ل و قد عرفت بليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل ‪.‬‬ ‫ل فانه ليس من آية إ ّ‬‫كتاب ا ّ‬

‫لط‬
‫لط صطّلى ا ّ‬
‫قال ‪ :‬و أخرج الطبرانى في الوسط عن ام سططلمة قططالت ‪ :‬سططمعت رسططول ا ّ‬
‫عليه و آله يقول ‪:‬‬

‫ى الحوض ‪.‬‬
‫ى ل يفترقان حّتى يردا عل ّ‬
‫ى مع القرآن و القرآن مع عل ّ‬
‫عل ّ‬

‫و في التقان ) طبع مصر ‪ 1318‬ص ‪ 74‬ج ‪ ( 1‬قال ابن حجر ‪ :‬و قد ورد عن على اّنططه‬
‫ل عليه و آلططه أخرجططه ابططن أبططى‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫جمع القرآن على ترتيب النزول عقب موت الّنب ّ‬
‫داود ‪.‬‬

‫ى بططن حجططر العسططقلنى صططاحب كتططاب‬ ‫أقول ‪ :‬ابن حجططر هططذا هططو الحططافظ أحمططد بططن علط ّ‬
‫الصابة في معرفة الصحابة و تقريب التهذيب و غيرهمططا تططوفى سططنة ‪ 852‬ه و صططاحب‬
‫ي الهيتمى مات سنة ‪ 973‬ه و جلل الدين‬ ‫الصواعق المحرقة سمّيه أحمد بن محّمد بن عل ّ‬
‫السيوطى مات سنة ‪ 910‬ه ‪ .‬ثّم يستفاد مّما روى ابططن حجططر أن القططرآن اّلططذى جمططع علط ّ‬
‫ى‬
‫سططلم أراد‬ ‫سلم غير القرآن المرتبة سوره على ما هو المصحف الن فهو عليططه ال ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫أن يبين في هذا الجمع ترتيب نزول السور و اليات كمططا أن عالمططا يفسططر القططرآن و يططبين‬
‫فيه وجوه القرائات و آخر يططبين فططي تفسططيره لغططات القططرآن و آخططر غريبططه و آخططر يجمططع‬
‫ل آية في تفسيره و غيرها من التفاسير المختلفة أغراضا فططان‬ ‫الخبار الواردة المناسبة لك ّ‬
‫سر لما خلق له و يؤّيد ما ذهبنا إليه قوله عليه السلم نقله ثقة السلم الكلينططى فططي‬ ‫ل مي ّ‬‫الك ّ‬
‫باب اختلف الحديث من اصول الكافي باسططناده عطن سطليم بططن قيططس الهللطى فططي حطديث‬
‫ل أقرأنيهططا و‬‫ل آيططة مططن القططرآن إ ّ‬
‫سلم ‪ :‬فما نزلت على رسول ا ّ‬ ‫طويل إلى أن قال عليه ال ّ‬
‫طى و عّلمنى تأويلها و تفسيرها و ناسخها و منسططوخها و محكمهططا‬ ‫ى فكتبتها بخ ّ‬‫أملها عل ّ‬
‫ل أن يعطيني فهمها و حفظها فما نسيت آيططة مططن‬ ‫صها و عاّمها و دعى ا ّ‬ ‫و متشابهها و خا ّ‬
‫لط‬
‫ل لى بما دعا و ما تططرك شططيئا عّلمططه ا ّ‬ ‫ى و كتبته منذ دعا ا ّ‬ ‫ل و ل علما أمله عل ّ‬ ‫كتاب ا ّ‬
‫من حلل و ل حرام و ل أمر و ل نهى كان أو يكون و ل كتاب منزل على أحد قبله مططن‬
‫ل عّلمنيه و حفظته فلم أنس حرفا واحدا ثّم وضع يططده علططى صططدرى و‬ ‫طاعة أو معصية إ ّ‬
‫لط بططأبى أنططت و أّمططى‬
‫ل لى أن يمل قلبى علما و فهما و حكما و نورا فقلت يا نبي ا ّ‬ ‫دعى ا ّ‬
‫ل لى بما دعوت لم‬ ‫منذ دعوت ا ّ‬
‫] ‪[ 266‬‬

‫ى النسططيان فيمططا بعططد ؟ فقططال ‪ :‬ل لسططت‬


‫أنس شيئا و لم يفتنى شىء لم أكتبه أ فتتخطّوف علط ّ‬
‫أتخّوف عليك النسيان و الجهل ‪.‬‬

‫سططلم ‪ :‬كمططا فططي البحططار ) ج ‪ 19‬ص ‪ : ( 126‬و لقططد جئتهططم بكتططاب كمل‬ ‫و قططوله عليططه ال ّ‬
‫مشتمل على التأويل و التنزيل و المحكم و المتشابه و الناسخ و المنسوخ الخ فعلى هذا ل‬
‫سلم جمع السور و رّتبها و لم تكططن السططور مرتبططة علططى‬ ‫يسع أحدا أن يقول بتا أّنه عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله و الخبار الخططر أيضططا الّدالططة علططى أن أبططا بكططر و غيططره‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫عهد الّنب ّ‬
‫لط‬
‫ي صطّلى ا ّ‬‫ل على أن ترتيب سور القرآن لططم يكططن بططأمر الّنططب ّ‬ ‫جمعوه من هذا القبيل ل يد ّ‬
‫عليه و آله فمن تمسك بها لذلك الغرض فقد أخطأ ‪.‬‬

‫ل عليه عطّرف بعضططه و أعططرض عططن‬ ‫قال الطبرسى في المجمع قوله تعالى » و أظهره ا ّ‬
‫بعض « ) التحريم ‪ : ( 4‬قرأ الكسائى وحده عرف بالتخفيف و الباقون عّرف بالتشططديد و‬
‫اختار التخفيف أبو بكر بن عياش و هو من الحروف العشر اّلتى قططال ‪ :‬إّنططى أدخلتهططا فططي‬
‫سلم حّتى استخلصت قراءته يعنى قراءة‬ ‫قراءة عاصم من قراءة على بن أبيطالب عليه ال ّ‬
‫سطلم و هطى قطراءة الحسطن و أبطى عبطد الّرحمطان السطلمى و كطان أبطو عبطد‬ ‫ى عليطه ال ّ‬
‫علط ّ‬
‫الّرحمان إذا قرأ إنسان بالتشديد حصبه انتهى ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬أبو بكر بن عّياش و حفص بن سليمان البزاز راويان لعاصم بن أبى النجود بهدلة‬
‫و عاصم من القراء السبعة اّلذين تواترت قرائاتهطم و لكطن اعطراب القطرآن المتطداول الن‬
‫إّنما هو بقراءة حفص عن عاصم و يستفاد مما نقل الطبرسططى عططن ابططن عيططاش أن قططراءة‬
‫ل فططي عشططر كلمططات‬ ‫ى بن أبيطالب روحى له الفططداء إ ّ‬ ‫عاصم هى قراءة أمير المؤمنين عل ّ‬
‫سططلم فططالقراءة‬
‫ى عليططه ال ّ‬
‫أدخلها أبو بكططر فططي قططراءة عاصططم حّتططى استخلصططت قططراءة علط ّ‬
‫سلم و كذا قال الطبرسى في الفن الثططانى مططن مقدمططة تفسططيره‬ ‫المتداولة هى قراءته عليه ال ّ‬
‫في ذكر أسامى القراء ‪ :‬فأّما عاصم فاّنه قرأ على أبططى عبططد الّرحمططان السططلمى و هططو قططرأ‬
‫سلم ‪.‬‬
‫ى بن أبيطالب عليه ال ّ‬‫على عل ّ‬

‫فإّنما اخيتر في المصحف الكريم قططراءة عاصطم لسطهولتها و جودتهطا و لّنهططا أضطبط مططن‬
‫سلم‬ ‫القراآت الخرى و السّر في ذلك إن قراءته قراءة أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 267‬‬

‫ل واحدة من القراءات السبع متواترة و جائزة ‪.‬‬


‫و إن كان قراءة ك ّ‬
‫صه ‪ :‬أضبط هذه القططراءات السططبع عنططد‬‫ي قّدس سّره في المنتهى ما هذا ن ّ‬
‫قال العلمة الحل ّ‬
‫ل فططي‬
‫أرباب البصيرة هو قراءة عاصم المذكور برواية أبي بكر بن عياش و قال رحمه ا ّ‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫ن هذا المصحف الموجود الن هو مصحف عل ّ‬ ‫التذكرة ‪ :‬إ ّ‬

‫ى أفضل الصحابة لكثرة جهاده و ‪. . .‬‬ ‫قال المحّقق الطوسي قّدس سّره في التجريد ‪ :‬و عل ّ‬
‫ل تعالى العزيز ‪ .‬و قال الفاضل القوشجي في شططرحه ‪ :‬فططإن أكططثر‬ ‫و كان أحفظهم لكتاب ا ّ‬
‫أئمة القراءة كأبي عمرو و عاصم و غيرهما يسندون قراءتهم إليه فاّنهم تلمذة أبططي عبططد‬
‫ل عنهما ‪.‬‬
‫ي رضي ا ّ‬ ‫الّرحمان السلمي و هو تلميذ عل ّ‬

‫ل المحققين من علمططاء‬ ‫و بالجملة أنا نقول أول إن ترتيب السور كاليات توقيفي و عليه ج ّ‬
‫ل عليه و آلططه لططم يجمططع‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫الفريقين و الشواهد و البراهين عليه كثيرة و أن بعد الّنب ّ‬
‫القرآن مرتبا سوره على اجتهاد الصحابة لما دريت أن الخبار اّلتي تمسكوا بها غير دالة‬
‫سلم كان‬ ‫على ذلك و بعد الغماض نقول ‪ :‬إن الفريقين اّتفقا في أن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله و قرأ عليه غير مرة و كان أعرف به منهم‬ ‫حافظا للقرآن على عهده صّلى ا ّ‬
‫سططلم ) الخطبططة ‪ 208‬مططن النهططج و كططذا فططي الططوافى ص ‪ 62‬ج ‪ 1‬نقل مططن‬ ‫و قال عليططه ال ّ‬
‫ن في أيططدي الّنططاس حّقططا و بططاطل إلططى أن‬ ‫الكافي ( و قد سأله سائل عما في أيدي الّناس ‪ :‬إ ّ‬
‫ل عليه و آله من يسططأله و يسططتفهمه حّتططى أن‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ل أصحاب رسول ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬و ليس ك ّ‬
‫سلم حّتططى يسططمعوا و كططان ل‬ ‫كانوا ليحّبون أن يجيء العرابي أو الطارى فيسأله عليه ال ّ‬
‫ل سألت عنه و حفظتططه ‪ ،‬و قططال هططؤلء العظططام مططن العلمططاء ‪ :‬إن‬ ‫يمّر بي من ذلك شيء إ ّ‬
‫لط‬
‫ي ص طّلى ا ّ‬ ‫سلم و أّنه أّول من جمع القرآن بعد الّنب ّ‬ ‫القراءة المتداولة الن قراءته عليه ال ّ‬
‫سلم كان معتمد الصحابة في العلوم و به يراجعون في القططرآن و‬ ‫عليه و آله و هو عليه ال ّ‬
‫سططلم و باتفططاق الّمططة قططال‬ ‫الحكام سيما عند أصحابنا الماميططة القططائلين بعصططمته عليططه ال ّ‬
‫ي مع القرآن و القططرآن‬ ‫ى و عل ّ‬ ‫سلم أقضاكم عل ّ‬ ‫ل عليه و آله فيه عليه ال ّ‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫لط‬
‫ق معه حيث دار و ‪ . . . .‬فترتيب سور القرآن وقع على النهططج اّلططذي أراده ا ّ‬ ‫معه و الح ّ‬
‫تعالى و رسوله ‪.‬‬

‫ل عليه و آله و إّنما كان‬


‫ي صّلى ا ّ‬
‫ثّم نقول ‪ :‬هب أن ترتيب السور في الدفتين كان بعد الّنب ّ‬

‫] ‪[ 268‬‬

‫على عهد أبطي بكطر و بطأمره كمطا هطو ظطاهر طائفطة مطن القطوال و ل كلم فطي أن أميطر‬
‫سلم قرره و رضططي بططه و إل لبطّدله فططي خلفتططه لططو قيططل اّنططه عليططه‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫المؤمنين عل ّ‬
‫سططلم معصططوم و تقريططره و إمضططاؤه‬ ‫سلم لم يتمكن في عهد أبي بكر بذلك و هو عليه ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫حجة ‪ ،‬على أن تركيب السور من اليات إجماعي ل خلف فيه كمططا دريططت فلططو لططم يكططن‬
‫لط عليطه و آلطه هطو مطا‬ ‫ي صطّلى ا ّ‬
‫ترتيب السور بالفرض بأمر المعصوم فما نزل على الّنب ّ‬
‫ل حال ما زيد فيه و ما نقططص منططه شططيء فبططذلك ظهططر أن قططول‬ ‫بين الدفتين الن و على ك ّ‬
‫الفقيه البحراني في الحدائق و أضرابه ‪ :‬أن جمع القرآن في المصحف الن ليس من جمع‬
‫المعصوم فل حجة فيه ‪،‬‬

‫بعيد عن الصواب غاية البعد ‪.‬‬

‫» ععععععع ععع عع ععععع ع ع عع ع ع ع ععع ععع‬


‫عععع ع ع ع ععع عع ع « » ع ععع ع ع ععع ع عع ع‬
‫ععععع ععع ععععع ععععع «‬

‫اعلم أن عناية الصحابة و غيرهم من المسلمين كانت شديدة فططي حفططظ القططرآن و حراسططته‬
‫الغاية و توفرت الدواعي على نقله و حمايته النهايططة و تططوجه آلف مططن النفططوس إليططه ‪ ،‬و‬
‫ل عليه و آله كانوا حّفططاظ القططرآن علططى ظهططر‬‫دريت أن عّدة من أصحاب الرسول صّلى ا ّ‬
‫القلب كمل و أّما من حفظ بعضه فل يعّد و ل يحصططى فمططن تأمططل أدنططى تأمططل فططي سططيرة‬
‫الصحابة مع القرآن و شّدة عنايتهم في ضبطه و أخططذه علططم أن احتمططال تطططرق الزيططادة و‬
‫النقصان فيه واه جدا و لم يّدع أحد أن عثمان زاد في القرآن شيئا أو نقص منه شططيئا لعططدم‬
‫تجويز العقل ذلك مع تلك العناية من المسلمين في حفظه و كان الّناس في أقطططار الرض‬
‫عارفين بالقرآن و عدد سوره و آياته فأّني كان لعثمان مجال ذلك بل أّنه جمع الناس على‬
‫قططراءة واحططدة و لفططظ بسططائر القططراءآت ظّنططا منططه أن القططرآن يصططون بططذلك مططن الزيططادة و‬
‫النقصان و أن كثرة القراءات تطوجب إدخطال مطا ليطس مطن القطرآن فطي القطرآن ‪ ،‬و دونطك‬
‫القوال و الراء من جم غفير من المشايخ في ذلك ‪.‬‬

‫قال ابن التين و غيره ) النوع الثامن عشر من التقان طبططع مصططر ‪ 1318‬ه ص ‪ 58‬إلططى‬
‫‪ : ( 64‬لّما كثر الختلف في وجوه القراءة حّتى قرأوه بلغاتهم على‬

‫] ‪[ 269‬‬

‫اتساع اللغات فأدى ذلك بعضهم إلى تخطئة بعض فخشي عثمان من تفاقم المر فططي ذلططك‬
‫فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مرتبا لسوره و اقتصر من سائر اللغططات علططى لغططة‬
‫قريش محتجا بأّنه نزل بلغتهم و إن كان قد وسع في قراءته بلغططة غيرهطم رفعطا للحططرج و‬
‫المشقة في ابتداء المر فرأي أن الحاجة إلى ذلك قد انتهت فاقتصر على لغة واحدة ‪.‬‬

‫و فيه أيضا ‪ :‬قال القاضي أبو بكر في النتصار ‪ :‬إّنما قصد عثمان جمعهم على القراءات‬
‫ل عليه و آله و إلغاء ما ليس كذلك و أخططذهم بمصططحف‬ ‫ي صّلى ا ّ‬
‫الثابتة المعروفة عن الّنب ّ‬
‫ل تقديم فيه و ل تأخير و ل تأويل أثبت مططع تنزيططل و ل منسططوخ تلوتططه كتططب مططع مثبططت‬
‫رسمه و مفروض قرائته و حفظه خشية دخول الفساد و الشبهة على من يأتي بعد ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬و قال الحارث المحاسبى ‪ :‬المشططهور عنططد الّنططاس أن جططامع القططرآن عثمططان و ليططس‬
‫كذلك إّنما حمل عثمان الّناس على القرائة بوجه واحد علططى اختيططار وقططع بينططه و بيططن مططن‬
‫شهده من المهاجرين و النصار لما خشى الفتنططة عنططد اختلف أهططل العططراق و الشططام فططي‬
‫حروف القراءات فأما قبل ذلك فقد كانت المصاحف بوجوه من القراءات المطلقططات علططى‬
‫الحروف السبعة التي انزل بها القرآن ‪.‬‬

‫سططلم لططو وليططت لعملططت‬


‫و فيه أيضا نقل عن المحاسبي المذكور ‪ :‬و قد قططال علططي عليططه ال ّ‬
‫بالمصاحف التي عمل بها عثمان ‪.‬‬

‫سططلم‬
‫ي عليططه ال ّ‬
‫قال ‪ :‬و أخرج ابن أبي داود بسند صحيح عن سويد بن غفلة قال ‪ :‬قال عل ّ‬
‫ل عن ملء مّنا قال‬ ‫ل ما فعل اّلذي فعل في المصاحف إ ّ‬‫ل خيرا فو ا ّ‬‫ل تقولوا في عثمان إ ّ‬
‫‪ :‬ما تقولون في هذه القراءة فقد بلغني أن بعضهم يقول إن قرائتي خير من قراءتك و هطذا‬
‫يكاد يكون كفرا قلنا ‪ :‬فمططا تططرى ؟ قططال ‪ :‬أرى أن يجمططع الّنططاس علططى مصططحف واحططد فل‬
‫تكون فرقة و ل اختلف قلنا ‪ :‬فنعم ما رأيت ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬قال القاضي أبو بكر في النتصار ‪ :‬الذي نذهب إليه أن جميع القرآن الذي أنزله الّ‬
‫و أمر باثبات رسمه و لم ينسخه و ل رفع تلوته بعططد نزولططه هططو هططذا الططذي بيططن الططدفتين‬
‫الذي حواه مصحف عثمان و أنه لم ينقص منه شيء و ل زيد فيه و أن ترتيبه‬

‫] ‪[ 270‬‬

‫ل عليه و آله من آى السور لم‬ ‫ل و رّتبه عليه رسوله صّلى ا ّ‬ ‫و نظمه ثابت على ما نظمه ا ّ‬
‫ل ط عليططه و‬
‫ى ص طّلى ا ّ‬
‫يقدم من ذلك مؤخر و ل اخر منه مقدم و أن المة ضبطت عن النططب ّ‬
‫ل سورة و مواضعها و عرفت مواقعها كما ضبطت عنططه نفططس القططراءات‬ ‫آله ترتيب آى ك ّ‬
‫لط عليططه و آلططه قططد رّتططب سططوره و أن‬
‫و ذات التلوة و أنه يمكن أن يكون الرسول صّلى ا ّ‬
‫ل ذلك بنفسه قال ‪ :‬و هذا الثاني أقرب ‪.‬‬ ‫يكون قد وّكل ذلك إلى المة بعده و لم يتو ّ‬

‫ل عليه و آله تولى ترتيططب السططور أيضططا‬


‫أقول ‪ :‬بل الّول متعّين و ل نشك في أّنه صّلى ا ّ‬
‫بنفسه كما مّر ‪.‬‬

‫ل عنهم جمعوا بيططن الططدفتين‬ ‫و فيه أيضا ‪ ،‬قال البغوي في شرح السنة ‪ :‬الصحابة رضى ا ّ‬
‫ل على رسوله من غيططر أن زادوا أو نقصططوا منططه شططيئا خططوف ذهططاب‬‫القرآن الذي أنزله ا ّ‬
‫ل عليه و آلططه مططن غيططر أن‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫بعضه بذهاب حفظته فكتبوه كما سمعوا من رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫قدموا شيئا أو أخروا أو وضعوا له ترتيبا لم يأخذوه من رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله يلّقن أصحابه و يعّلمهم ما نزل عليه من القرآن علططى‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫كان رسول ا ّ‬
‫الترتيب الذي هو الن في مصاحفنا بتوقيف جبريل إياه علطى ذلطك و إعلمطه عنطد نطزول‬
‫كلّ آية ان هذه الية تكتب عقب آية كذا في سورة كذا فثبططت أن سططعى الصططحابة كططان فططي‬
‫ن القططرآن مكتططوب فططي الّلططوح المحفططوظ علططى هططذا‬
‫جمعه في موضع واحد ل في ترتيبه فا ّ‬
‫ل جملة إلى السماء الّدنيا ثّم كان ينزله مفرقا عند الحاجة و ترتيب النزول‬ ‫الترتيب أنزله ا ّ‬
‫غير ترتيب التلوة ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬و أخرج ابن أبي داود من طريق محّمد بن سيرين عن كثير بططن أفلططح قططال لّمططا أراد‬
‫عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثنى عشر رجل مططن قريططش و النصططار فبعثططوا إلططى‬
‫الربعة التي في بيت عمر فجيء بها و كان عثمان يتعاهدهم فكططانوا إذا تططدارؤا فططي شططيء‬
‫أخروه الخ ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬و أخرج عن ابن وهب قال ‪ :‬سمعت مالكا يقول ‪ :‬إنمطا الطف القطرآن علطى مطا كطانوا‬
‫ل عليه و آله ‪.‬‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫يسمعون من الّنب ّ‬

‫] ‪[ 271‬‬

‫و قال في مناهل العرفان ‪ :‬أخرج البخاري عن ابن زبير قال ‪ :‬قلت لعثمططان ابططن عفططان »‬
‫الذين يتوفطون منكطم و يطذرون أزواجطًا « نسطختها اليطة الخطرى فلطم تكتبهطا أو تطدعها و‬
‫المعنى لما ذا تكتبها أو قال لماذا تتركها مكتوبة مع أنها منسوخة ؟ قال ‪:‬‬

‫يا ابن أخي ل اغّير شيئا من مكانه ‪.‬‬

‫ن المر أوضح مططن ذلططك و ل حاجططة فيططه إلططى‬‫و غيرها من القوال و اّنما نقلناها تأييدا فإ ّ‬
‫نقلها و إنما طعنوا عثمان في عمله لوجهين ‪ :‬الول أن احراقه المصاحف كططان اسططتخفافا‬
‫لط صطّلى‬ ‫بالدين و الثاني أن ذلك ليس تحصينا للقرآن و لو كان تحصينا لما كان رسططول ا ّ‬
‫ل عليه و آله يبيح القراءات المختلفة فقد مضى الكلم عليه مستقصططى و أراد عثمططان أن‬ ‫ا ّ‬
‫يجمع الّناس على قرائة واحدة و مع ذلك تكثرت حّتى بلغ متواترها إلى السبع ‪.‬‬

‫» عععععع عع ععع عع عععععع «‬

‫و من شدة عناية المسلمين و اهتمامهم بضبط القرآن المبين حفظهم كتابة القرآن و رسططمه‬
‫لط عليططه و‬‫ي صّلى ا ّ‬
‫على الهجاء الذي كتبه كّتاب الوحى على الكتبة الولى على عهد الّنب ّ‬
‫آله و إن كان بعض المواضع مطن الرسطم مخالفطا لدب الّرسطم فل يجطوز لحطد أن يكتطب‬
‫ل على ذلك الّرسم المضبوط مططن السططلف بططالتواتر ابقططاء للقططرآن علططى مططا كططان و‬ ‫القرآن إ ّ‬
‫حذرا من تطرق التحريف فيه و إن كان من الرسم بطل نقطول مخالفطة رسطم القطرآن حطرام‬
‫ن رسم القرآن من شعائر الدين و يجب حفظ الشعاعر لتبقى مصونة عططن الشططبهات‬ ‫بّين ل ّ‬
‫جة على الّناس يحتجوا بططه مطمئنيططن إلططى آخططر‬ ‫و تحريف المعاندين إلى القيامة و تكون ح ّ‬
‫الدهر كما يجب حفظ حدود منى و مشعر و الططبيت و الروضططة النبويططة و غيرهططا و نططأتي‬
‫ن القرآن صين من جميططع الوجططوه عططن‬
‫بعدة مواضع من القرآن حّتى يتبّين لك أشّد تبيين أ ّ‬
‫التغيير و التبديل و التحريف و التصحيف و الزيادة و النقصان مثل ان كلمة » مرضططات‬
‫« مكتوبة بالتاء المدودة في المصاحف ‪ :‬و من الّناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات ا ّ‬
‫ل‬
‫ل ) البقرة ‪ ، ( 268‬و من‬ ‫) البقرة ‪ ، ( 204‬مثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات ا ّ‬
‫ل فسوف نؤتيه‬ ‫يفعل ذلك ابتغاء مرضات ا ّ‬

‫] ‪[ 272‬‬

‫لط لططك تبتغططى مرضططات‬


‫لا ّ‬
‫ي لم تحّرم مططا أحط ّ‬
‫أجرا عظيما ) النساء ‪( 116‬ط ‪،‬ط يا أّيها الّنب ّ‬
‫أزواجك ) التحريم ‪. ( 2‬‬

‫و كلمة » نعمت « مكتوبة بالتاء المدودة أيضا في المصاحف ‪ :‬يا أّيها اّلذين آمنوا اذكروا‬
‫ل عليكم ) المائدة ‪ ( 12‬و كذا في عدة مواضع اخرى و لسنا في مقام الحصر ‪.‬‬ ‫نعمت ا ّ‬

‫و كلمة » رحمت « مكتوبة بالتاء المدودة في المصاحف كلها ‪ :‬فانظر إلططى آثططار رحمططت‬
‫ل ) الروم ‪ ( 51‬و كذا مواضع اخرى ‪.‬‬ ‫ا ّ‬

‫كلمة » امرأت « مكتوبة بالتاء المدودة في المصاحف كّلها ‪ :‬إذ قالت امرأت عمران ) آل‬
‫عمران ‪ ( 36‬و مواضع اخرى ‪.‬‬

‫كلمة » بّينت « مكتوبة بالتاء المدودة ‪ :‬فهم على بّينت منه ) الملئكططة ‪ ( 41‬كلمططة » يططدع‬
‫شّر دعاءه بالخير ) بنططي إسططرائيل ‪ ( 14‬مكتوبططة بل‬
‫« في قوله تعالى ‪ :‬و يدع النسان بال ّ‬
‫واو مع عدم الجازم ‪.‬‬

‫ل المؤمنين أجرًا عظيمًا ) النسطاء‬


‫كلمة » يؤت « مكتوبة في قوله تعالى ‪ :‬و سوف يؤت ا ّ‬
‫‪ ( 146‬بل ياء مع عدم الجازم ‪.‬‬

‫كلمة » يعفوا « في قوله تعالى ‪ :‬يا أهل الكتاب فقد جططاءكم رسططولنا يططبين لكططم كططثيرًا مّمططا‬
‫كنتم تخفون من الكتاب و يعفوا عن كثير ) المائدة ‪ ( 16‬مكتوبة باللف مططع انهططا بصططيغة‬
‫الفراد ‪.‬‬

‫ل الّرحمن الّرحيم في القرآن أسقط الف السم و قوله تعططالى اقططرأ باسططم‬
‫و في جميع بسم ا ّ‬
‫رّبك الذي خلق مكتوب الفه ‪.‬‬

‫ل مطن يططؤمن بآياتنططا فهططم‬


‫و قوله تعالى ‪ :‬و ما أنت بهادي العمى عن ضططللتهم إن تسطمع إ ّ‬
‫مسلمون ) النمل ‪ ( 85‬مكتوبة كلمة بهادى بالياء مع أن هذه الية في سططورة الططروم اليططة‬
‫‪ 54‬مكتوبة بل ياء ‪.‬‬
‫و كذا كم من كلمات في القرآن يخالف رسمه قواعد النحو فكم من فعل » ج ‪« 17‬‬

‫] ‪[ 273‬‬

‫ماض مثل على صيغة الجمع لم يكتب في آخره الف و كم من فعططل مفططرد مكتططوب آخططره‬
‫باللف و كم من كلمة زيد فططي وسطططه ألططف مططع عططدم الحتيططاج اليهططا و غيرهططا مّمططا هططى‬
‫مذكورة في الشاطبّية و التحاف و غيرهمططا و كططثير مططن المشططايخ ألفططوا فططي رسططم الخططط‬
‫رسائل عليحدة و لسنا في ذلك المقام و انما المراد أن يعلم القارى الكريططم أن هططذا القططرآن‬
‫ل عليه و آله حّتى أ ّ‬
‫ن‬ ‫المكتوب بين الدفتين هو الكتاب الذي نزل على خاتم الّنبّيين صّلى ا ّ‬
‫طه بقواعد النحطو و رسطوم خطط العطرب اتباعطا للمصطاحف‬ ‫الصحابة لم يعتنوا في رسم خ ّ‬
‫ل عليه و آله حّتى ل يتغير خط القططرآن و حروفططه و ل‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫اّلتي كتبت على عهد الّنب ّ‬
‫يتوهم أحد فيه التصحيف ‪.‬‬

‫قططال السططيوطي فططي التقططان ) النططوع ‪ 76‬منططه ص ‪ 166‬ج ‪ 2‬طبططع مصططر ‪ 1318‬ه ( فططي‬
‫مرسوم الخط و آداب كتابته أفرده بالتصنيف خلئق مططن المتقططدمين و المتطأخرين إلططى أن‬
‫ن اللفظ يكتب بحططروف هجائيططة مططع مراعططاة البتططداء بططه و الوقططف‬
‫قال ‪ :‬القاعدة العربية أ ّ‬
‫عليه ‪ ،‬و قد مهد النحاة له اصول و قواعد و قد خالفها في بعض الحروف خط المصحف‬
‫المام ‪ ،‬و قال أشهب ‪ :‬سئل مالك هل يكتب المصحف على ما أحدثه الّناس من الهجططاء ؟‬
‫فقال ‪ :‬ل إل على الكتبة الولى رواه الداني في المقنع ثّم قال ‪ :‬و ل مخالف له من علمططاء‬
‫المة و قال الداني في موضع آخر ‪ :‬سئل مالططك عططن الحططروف فططي القططرآن مثططل الططواو و‬
‫اللف أترى أن يغير من المصحف إذا وجد فيه كذلك ؟ قطال ‪ :‬ل قطال أبطو عمطرو ‪ :‬يعنطى‬
‫الواو و اللف المزيدتين في الرسم المعدومتين في اللفظ نحو اولوا ‪ ،‬قططال ‪ :‬و قططال المططام‬
‫ط مصحف عثمان في واو أو ياء أو الف أو غير ذلك ‪.‬‬ ‫أحمد ‪ :‬يحرم مخالفة خ ّ‬

‫ق كما بّيناه آنفا و ل حاجة في حرمته إلى رواية‬


‫أقول ‪ :‬ما قال أحمد في حرمة المخالفة ح ّ‬
‫صة لو لم تكن ‪.‬‬
‫خا ّ‬

‫و فيه أيضا قال البيهقي في شطعب اليمطان ‪ :‬مطن يكتطب مصطحفا فينبغطي أن يحطافظ علطى‬
‫الهجاء اّلذي كتبوا به تلك المصاحف و ل يخالفهم فيه و ل يغير مّما كتبوه شيئا‬

‫] ‪[ 274‬‬

‫ن بأنفسططنا‬
‫فانهم كانوا أكثر علما و أصدق قلبا و لسانا و أعظم أمانة منا فل ينبغططي أن نظ ط ّ‬
‫إستدراكا عليهم ‪.‬‬
‫» عع ع عع عع ععع عع ع عع ع ععع ععع ععععععع ع‬
‫عععع ععع عععع ع «‬

‫علة ذلك هو ما ذكططر العلمططة ابططن خلططدون فططي الفصططل الثلثيططن مططن البططاب الخططامس مططن‬
‫ي لّول السلم غير بالغ إلى الغاية‬ ‫ط العرب ّ‬‫المقدمة ص ‪ 619‬طبع مصر ‪ ،‬قال ‪ :‬كان الخ ّ‬
‫من الحكام و التقان و الجادة و ل إلى التوسط لمكان العرب مططن البططداوة و التططوحش و‬
‫بعططدهم عططن الصططنائع و انظططر مططا وقططع لجططل ذلططك فططي رسططمهم المصططحف حيططث رسططمه‬
‫الصحابة بخطوطهم و كانت غير مستحكمة في الجادة فخططالف الكططثير مططن رسططومهم مططا‬
‫اقتضته رسوم صناعة الخط عند أهلها ثّم اقتفى الّتابعون مطن السطلف رسطمهم فيهططا تبّركطا‬
‫ل عليه و آله و خير الخلق من بعططده المتلقططون لططوحيه‬ ‫بما رسمه أصحاب الرسول صّلى ا ّ‬
‫ط ولى أو عالم تبّركا و يتبع رسمه خطئا أو‬ ‫ل و كلمه كما يقتفي لهذا العهد خ ّ‬ ‫من كتاب ا ّ‬
‫صوابا و أين نسبة ذلك من الصحابة فيما كتبوه فططاتبع ذلططك و اثبططت رسططما و نّبططه العلمططاء‬
‫ن في ذلك إلى ما يزعمه بعططض المغفليططن مططن أّنهططم كططانوا‬ ‫بالرسم على مواضعه و ل تلتفت ّ‬
‫ن ما يتخّيل مططن مخالفططة خطططوطهم لصططول الرسططم ليططس كمططا‬ ‫طوأّ‬ ‫محكمين لصناعة الخ ّ‬
‫يتخّيل بل لكّلها وجه يقولون في مثل زيطادة اللطف فطي » ل أذبحّنطه « إّنطه تنطبيه علطى أن‬
‫الذبح لم يقع ‪ ،‬و في زيادة الياء في » بأييد « إّنه تنبيه على كمال القدرة الرّبانّيططة و أمثططال‬
‫ل اعتقططادهم أن فططي ذلططك‬ ‫ل التحّكم المحض و ما حملهططم علططى ذلططك إ ّ‬ ‫ذلك مّما ل أصل له إ ّ‬
‫ط كمطال فنّزهطوهم‬ ‫ن الخط ّ‬‫ط و حسطبوا أ ّ‬ ‫تنزيها للصحابة عن توّهم النقص في قلة إجادة الخ ّ‬
‫عن نقصه و نسبوا إليهم الكمال باجادته و طلبوا تعليل ما خالف الجادة من رسمه و ذلك‬
‫ط من جملة الصططنائع المدنّيططة‬ ‫ط ليس بكمال في حّقهم إذا الخ ّ‬ ‫ن الخ ّ‬
‫ليس بصحيح ‪ ،‬و اعلم أ ّ‬
‫المعاشية كما رأيته فيما مّر و الكمال في الصنائع إضافى بكمال مطلق إذ ل يعططود نقصططه‬
‫على الذات في الّدين و ل في الخلل و إّنما يعود على أسباب المعاش و بحسططب العمططران‬
‫ل عليه و آله امّيا و كان‬ ‫و التعاون عليه لجل دللته على ما في النفوس و قد كان صّلى ا ّ‬
‫ذلك كمال في حّقه و بالنسبة إلى مقامه لشطرفه و تنزهطه عطن الصطنائع العملّيطة اّلطتى هطى‬
‫أسباب‬

‫] ‪[ 275‬‬

‫المعاش و العمران كّلها و ليست المّية كمال في حقنا نحن إذ هو منقطع إلى رّبه و نحططن‬
‫متعاونون على الحياة الّدنيا شأن الصنائع كّلها حّتى العلوم الصطلحّية فططان الكمططال فططي‬
‫حّقه هو تنّزهه عنها جملة بخلفنا انتهى ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬و مّما ذكرنا ظهر أن ما ذهب إليه بعض المغفلين لم يكن له خبرة في علوم القرآن‬
‫ط مططن عططدم حذاقططة الكططاتب فل يجططب اتباعهططا‬
‫من أن أمثال هذه المور المخالفة لرسم الخ ّ‬
‫غلط جّدا ‪.‬‬
‫» عع عع ععع ععع عع ع ععع ععععع ععع عع‬
‫ععععععععع ععع عععععع «‬

‫ل مططا‬
‫و مّما ينادى بأعلى صوته عناية المسلمين بحفططظ القططرآن الكريططم و حراسططته عططن كط ّ‬
‫يتوّهم فيه التحريف قراءتهطم القطرآن بطالقراءات المتططواترة السطبع دون الشططواذ و لططو كطان‬
‫ن اعتمططادهم فططي القططراءة و رسططم‬
‫ل عليططه و آلططه ل ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫الرواية الشاذة مروّيا عن الّنب ّ‬
‫ط و ترتيب السور و اليات كّلها كان على السماع دون الجتهاد ‪ .‬بل نقول ‪:‬‬ ‫الخ ّ‬

‫ل ما ينتسب إلى القّراء السبعة من القراءات السبع و لم يثبت تواتره ل يجوز متابعته‬ ‫إن ك ّ‬
‫ن المناط في اتباع القراءة هططو التططواتر فمططا يططروى عططن‬
‫و إن كان موافقا لقياس العربّية ل ّ‬
‫السبعة من الشواذ فحكمه حكم سائر القراءات الشاذ مثل أن أمين السططلم الطبرسططى فططي‬
‫ل القراء معايش في قوله تعالى و لقد مكناكم في الرض و جعلنا لكططم‬ ‫المجمع قال ‪ :‬قرأ ك ّ‬
‫ل مطا تشطكرون ) العطراف ‪ ( 12‬بغيططر همطز و روى بعضططهم عطن نططافع‬ ‫فيها معطايش قلي ً‬
‫معائش ‪ ،‬ممدودا مهموزا انتهى ‪ .‬فهذه الرواية عن النافع غير متواتر و إن كان النافع من‬
‫السبعة ‪ ،‬و ل يجوز القراءة بتلك القراءة الشاذة ‪.‬‬

‫فان قلت ‪ :‬هل يوجد عكس ذلك في القراءات بأن يكون القارى مططن غيططر السططبع كيعقططوب‬
‫بططن إسططحاق الحضططرمى و أبططو حططاتم سططهل بططن محّمططد السجسططتانى و يحيططى بططن وثططاب و‬
‫العمش و أبان بن تغلب و أضرابهم و يكون بعض قراءتهم متواترا ؟‬

‫أقول ‪ :‬و كم له من نظير و لكن من حيث أن تلك القراءة موافقة للقراءات السبع المتواترة‬
‫ل ل يجوز التكال عليها و قراءة القرآن بها ‪.‬‬
‫فما وافقتها و إ ّ‬

‫] ‪[ 276‬‬

‫و إّنما اجتمع الّناس على قراءة هؤلء و اقتدوا بهططم فيهططا لسططببين ‪ :‬أحططدهما أّنهططم تجطّردوا‬
‫لقراءة القرآن و اشتّدت بذلك عنايتهم مع كططثرة علمهططم و مططن كططان قبلهططم أو فططي أزمنتهططم‬
‫ممن نسب إليه القراءة من العلماء و عّدت قراءتهم في الشواذ لم يتجطّرد لططذلك تجّردهططم و‬
‫كان الغالب على اولئك الفقه أو الحديث أو غير ذلك من العلوم ‪.‬‬

‫و الخر أن قراءتهم وجدت مسندة لفظا أو سماعا حرفا حرفا مطن أّول القطرآن إلطى آخطره‬
‫مع ما عرف من فضائلهم و كططثرة علمهططم بوجططوه القططرآن ) قالهمططا الطبرسططي فططي مقدمططة‬
‫تفسيره مجمع البيان ( ‪.‬‬

‫لط عليهطم قطرروا تلطك القطراءات لّنهطا كطانت متداولطة فطي‬ ‫أقول ‪ :‬علطى أن أئمتنطا سطلم ا ّ‬
‫سلم و كان الناس يأخذونها من القراء و لم يرّدوهم و لم يمنعططوهم عططن‬ ‫عصرهم عليهم ال ّ‬
‫سلم يوافق قراءة أحد السططبعة و قّلمططا‬
‫أخذها عنهم بل نقول ‪ :‬إن قراءة أهل البيت عليهم ال ّ‬
‫ينفق أن تططروى قططراءة منهططم عليهططم خارجطة عططن المتطواترات كمطا يظهططر بطالتتبع للخطبير‬
‫المتضلع في علوم القرآن ‪.‬‬

‫فإن قلطت ‪ :‬القطرآن نطزل علطى قطراءة واحطدة فكيطف جطاز قراءتطه بطأكثر مطن واحطدة فهطل‬
‫ل التحريف ؟ ‪.‬‬
‫القراءات العديدة إ ّ‬

‫قلت ‪ :‬أّول إن اختلف القراءات ل يوجب تحريف الكتاب و تغييططره و باختلفهططا ل تططزاد‬
‫كلمة في القرآن و ل تنقص منه فطإن اختلفهططا فطي العططراب و ارجطاع الضطمير و كيفيطة‬
‫التلفظ و الخطاب و الغيبططة و الفططراد و الجمططع و أمثالهططا فططي كلمططات تصططلح لططذلك و فططي‬
‫الجميع اليات و الكلمات القرآنية بذاتها محفوظة مثل فططي قططوله تعططالى و مططا أرسططلنا مططن‬
‫ل نوحى اليهم مططن أهططل القططرى ) يوسططف ‪ ( 109‬قططرأ أبططو بكططر عططن عاصططم‬ ‫قبلك إل رجا ً‬
‫يوحى بضم الياء و فتح الحاء على صيغة المجهول و قرأ حفص عن عاصم بضططم النططون‬
‫و كسر الحاء على صيغة المتكلم و المعني على كل الوجهين صططحيح و اللفططظ محفططوظ و‬
‫مصون ‪ .‬و في قططوله تعططالى و إذا أنعمنططا علططى النسططان أعططرض و نئا بجططانبه ) السططراء‬
‫‪ ( 84‬قرأ أبو بكر عن عاصم بإمالة الهمزة في نئا و حفص عن عاصططم بفتحهططا و معلططوم‬
‫اّنه ل يوجب التحريف و التغيير ‪ ،‬و في قوله تعالى فاعبدوه أفل تذّكرون‬

‫] ‪[ 277‬‬

‫) يونس ‪ ( 4‬قرأ أبو بكر عن عاصم بتشديد الذال و حفص بتخفيفها و هو ل يوجب تبديل‬
‫ذات الكلمة ‪ ،‬و في قوله تعالى من أزواجنا و ذّريتنا ) الفرقان ‪ ( 75‬قرأ أبططو بكططر ذريتنططا‬
‫بالتوحيد و حفص بالجمع و أمثالها مما هي مذكورة في كتب الفن و التفاسير و لكلّ وجططه‬
‫لط‬
‫جة مّتبعة أجمع المسلمون على تلقيها بططالقبول مططع أّنهططا تنتهططى إلططى رسططول ا ّ‬
‫متقن و ح ّ‬
‫ل عليه و آله و ل يخفى علططى البصططير المتتبططع و المتض طّلع فططي القططراءات أّنهططا ل‬‫صّلى ا ّ‬
‫لط عليططه و آلططه الطّدنيا‬
‫توجب التحريف بل يبّين وجوه صططحة التلفططظ مثل ان قططوله صطّلى ا ّ‬
‫ن الدينار‬ ‫ل خطيئة ‪ ،‬يصح أن يقرأ على الوجهين الّول ما هو المشهور و الثاني أ ّ‬ ‫رأس ك ّ‬
‫ل خطيئة بضططم الهمططزة و الجملططة بططذاتها محفوظططة ‪ ،‬أو مططا أنشططده‬‫) مقابل الدرهم ( اس ك ّ‬
‫القطب الشيرازي في مجلس كان فيه الشيعة و السني ) أتى بططه الشططيخ فططي الكشططكول ص‬
‫‪ 135‬طبع نجم الدولة ( ‪:‬‬

‫ي مططططططططططن بنتططططططططططه فططططططططططي بيتططططططططططه‬


‫خيططططططططططر الططططططططططورى بعططططططططططد الّنططططططططططب ّ‬
‫من في دجى ليل العمى ضوء الهدى في زيته‬

‫ل عليه و آله و الضططمير الّول‬


‫ل صّلى ا ّ‬‫يمكن أن يكون المراد من كلمة » من « رسول ا ّ‬
‫سلم ‪ ،‬أو يكون المراد منها أبو بكر و‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫يرجع إليه و الثاني إلى أمير المؤمنين عل ّ‬
‫ل عليه و آله و هكططذا فططي الططبيت‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫الضمير الّول يرجع إليه و الثاني إلى رسول ا ّ‬
‫الثاني و ل يوجب تغييرا في البيت ‪.‬‬

‫ل عليه و آله و الئمة الهدى أجازوا ذلططك و هططذا كمططا‬ ‫ل صّلى ا ّ‬


‫و ثانيا نقول ‪ :‬إن رسول ا ّ‬
‫أن أحدنا نجوز أن يقرأ كلمه على وجهيططن مثل ان الحكيططم السططبزواري قطال فططي اللئالططي‬
‫المنتظمة ‪:‬‬

‫فطططططططططططططططططططططططالمنطقى الكّلطططططططططططططططططططططططى بحمطططططططططططططططططططططططل أّولطططططططططططططططططططططططى‬


‫و غيره لشايع الحمل كلى‬

‫ثّم أجاز في الشرح قراءة كّلي على وجهين و قال ‪ :‬كلي إما بضططم الكططاف مخفططف كّلططي و‬
‫إما بكسرها أمر من و كل يكل و اليططاء للطلق و اللم ) لشططائع ( علططى الّول للتعليططل و‬
‫على الثاني للختصاص ‪ .‬انتهى ‪ .‬و هكذا الكلم في القرآن الكريم ‪.‬‬

‫لط مططال فططي صططلة الجططواهر إلططى عططدم تططواتر‬


‫و العجططب مططن صططاحب الجططواهر رحمططه ا ّ‬
‫القراءات السبع و قال في ذيل بحث طويل في ذلك ‪ :‬فإن من مارس كلماتهم علم‬

‫] ‪[ 278‬‬

‫ل باجتهادهم و ما يستحسنونه بأنظططارهم كمططا يططؤمي إليططه مططا فططي كتططب‬ ‫أن ليس قراءتهم إ ّ‬
‫سططلم فططي‬‫ي و أهل البيت عليهم ال ّ‬ ‫ل عليه و آله و عل ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫القراءة من عّدهم قراءة الّنب ّ‬
‫مقابلة قراءتهم و من هنا سموهم المتبحرين و من ذاك ) كططذا و الظططاهر ‪ :‬و مططا ذاك ( إ ّ‬
‫ل‬
‫ل من قبله و لططم‬‫لن أحدهم كان إذا برع و تمهر شرع للّناس طريقا في القراءة ل يعرف إ ّ‬
‫ص به بل كان من الططواجب‬ ‫ل لم يخت ّ‬ ‫يرد على طريقة مسلوكة و مذهب متواتر محدود و إ ّ‬
‫بمقتضى العادة أن يعلم المعاصر له بما تواتر إليه لتحاد الفن و عدم البعد عططن المأخططذ و‬
‫من المستبعد جّدا انا نطلع على التواتر و بعضهم ل يطلع على المتططواتر إلططى الخططر كمططا‬
‫أّنه من المستبعد أيضا تواتر الحركات و السططكنات مثل فططي الفاتحططة و غيرهططا مططن سططور‬
‫القرآن ‪.‬‬

‫انتهى كلمه ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬قد بّينا أن القراءات السبع كان متواترا من عصر الئمة إلى الن بل الّنططبى ص طّلى‬
‫ل أن ما لم يوافق السططبع المتططواترة ل يفيططد إ ّ‬
‫ل‬ ‫ل عليه و آله جوز اختلف القراءة أيضا إ ّ‬‫ا ّ‬
‫ن بخلف السبع فاّنها إجماع المسلمين قاطبططة مططن صططدر السططلم إلططى الن و إجمططاع‬ ‫الظ ّ‬
‫ل فن حجة و لو خالف إجماعهم الخططارج مططن فّنهطم ل يضطّر الجمططاع و‬ ‫أهل الخبرة في ك ّ‬
‫ق الممارسة علم إجمططاع المسططلمين جيل بعططد جيططل‬ ‫من مارس كتب التفسير و القراءات ح ّ‬
‫ق في ذلك ما‬
‫ل عصر حّتى في زمن الئمة المعصومين في القراءات بالسماع و الح ّ‬ ‫في ك ّ‬
‫هو المنقول من العلمة قّدس سّره في النهاية حيث قال ‪:‬‬

‫و مخالفططة الجططاهلين بططالقراءة ل يقططدح فططي إجمططاع المسططلمين إذ المعتططبر فططي الجمططاع و‬
‫الخلف قول أهل الخبرة فلطو خطالف غيطر النحطوى فطي رفططع الفاعطل و غيطر المتكلططم فطي‬
‫لط لططم يقططدح فططي إجمططاع المسططلمين أو الشططيعة أو‬
‫حدوث العططالم أو وجططوب اللطططف علططى ا ّ‬
‫النحاة ‪.‬‬

‫ل عليه و آله بالخرة كما ذكرنططا آنفططا‬ ‫ي صّلى ا ّ‬


‫على أن القراءات المتواترة ينتهى إلى الّنب ّ‬
‫أن القراء كّلهم يرجعون إلى أبى عبد الّرحمن بططن السططلمى القططارى و هططو أخططذ عططن أميططر‬
‫لط عليططه و آلططه ‪ ،‬قططال ابططن النططديم فططي‬
‫ي صطّلى ا ّ‬
‫سلم و هو أخذ عططن الّنططب ّ‬
‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫الفهرست ) ص ‪ 49‬من الفن الثالث من المقالة الولى ط مصر ( ‪ :‬قرأ عاصم علططى أبططي‬
‫عبد الّرحمن‬

‫] ‪[ 279‬‬

‫لط‬
‫ي صّلى ا ّ‬ ‫سلم على الّنب ّ‬‫ى عليه ال ّ‬
‫سلم و قرأ عل ّ‬ ‫ى عليه ال ّ‬
‫السلمى و قرأ السلمى على عل ّ‬
‫ى بن حمزة الكسائي قرأ على عبد الّرحمن بططن‬ ‫عليه و آله ‪ ،‬و قال أيضا ) ص ‪ : ( 45‬عل ّ‬
‫سططلم و كططذا سطائر القططراء فعليططك‬‫ى عليططه ال ّ‬
‫أبى ليلى و كان ابن أبى ليلى يقرء بحرف علط ّ‬
‫بالتقان و الفن الثانى من مقدمة تفسير الطبرسى مجمع البيان و سائر الكتب المؤلفططة فططي‬
‫القراء و قراءات القرآن فل مجال للوسوسة بعد ظهور البيان و تمام البرهان ‪ .‬و قططد قططال‬
‫ى قّدس سّره في التذكرة ‪ » :‬مسئلة « يجب أن يقرأ بالمتواتر من القراءات و‬ ‫العلمة الحل ّ‬
‫هي سبعة و ل يجوز أن يقططرأ بالشططواذ و يجططب أن يقططرأ بططالمتواتر مططن اليططات و هططو مططا‬
‫ن أكططثر الصططحابة اتفقططوا عليططه و حططرق عثمططان مططا‬ ‫سططلم ل ّ‬
‫ى عليططه ال ّ‬
‫تضّمنه مصحف عل ّ‬
‫عداه ‪.‬‬

‫» ععع عع عععععع ع ععععع «‬

‫و مما يعلن بشّدة عناية المسلمين بضبط القرآن و حفظه عن التحريف عّدهم كلماته و آيه‬
‫و حروفه حّتططى فتحططاته و كسططراته و ضططماته و تشططديداته و مطّداته و أفططرد السططيوطى فططي‬
‫التقان فصل في ذلك ‪ .‬و في الوافي للفيض قّدس سّره ) ‪ 274‬م ‪ 5‬طبع ايران ‪ 1324‬ه (‬
‫ى بن حيططدر العلططوى الحسططينى طططاب ثططراه فططي تفسططيره الموسططوم‬
‫‪ :‬قال السيد حيدر بن عل ّ‬
‫بالمحيط العظم ‪ :‬إن أكثر القراء ذهبوا إلى أن سور القرآن بأسططرها مططأة و أربططع عشططرة‬
‫ن آياته ستة آلف و ستمأة و ست و ستون آية و إلى أن كلماته سططبعة و سططبعون‬ ‫سورة و أ ّ‬
‫الفا و اربعمائة و سبع و ثلثون كلمة و إلى ان حروفه ثلثمططأة آلف و اثنططان و عشططرون‬
‫الفا و ستمأة و سططبعون حرفططا و إلططى أن فتحططاته ثلثططة و تسططعون الفططا و مأتططان و ثلثططة و‬
‫اربعون فتحة الخ ‪.‬‬

‫روى الطبرسي في تفسير سورة هل أتى من المجمع روايططة مسططتندة عططن أميططر المططؤمنين‬
‫ل عليه و آله عن ثواب القرآن‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫سلم قال ‪ :‬سألت الّنب ّ‬
‫ي بن أبيطالب أّنه عليه ال ّ‬ ‫عل ّ‬
‫سططلم ‪ :‬ث طّم‬
‫فأخبرني بثواب سورة سورة على نحو ما نزلت من السماء إلى أن قال عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله جميع سططور القططرآن مططأة و أربططع عشططرة سططورة ‪ ،‬و جميططع‬ ‫ي صّلى ا ّ‬
‫قال الّنب ّ‬
‫آيات القرآن سطتة آلف آيطة و مأتططا آيطة و سطت و ثلثططون آيططة ‪ ،‬و جميططع حطروف القطرآن‬
‫ثلثمأة ألف‬

‫] ‪[ 280‬‬

‫حرف و أحد و عشرون ألف حرف و مأتان و خمسون حرفا ل يرغططب فططي تعلططم القططرآن‬
‫ل أولياء الّرحمان ‪ .‬انتهى ‪ .‬و ذكر ابن النديم في الفهرست‬‫ل السعداء و ل يتعهد قراءته إ ّ‬
‫إّ‬
‫) ص ‪ 41‬من المقالة الولى ( اختلف الّناس في آى القرآن ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬قد عّد خلق كثير حروف القرآن و آخرون نقلوا منهم و ذكروا في تأليفاتهم و منهم‬
‫المولى أحمد النراقي في الخزائن ) ص ‪ 275‬طبع طهران ‪ 1380‬ه ( ثّم اختلف العططاّدون‬
‫في مقدارها عددا و ل ريب أن تحديد أمثال هذه المور ل يخلو مطن اختلف و الختلف‬
‫ل منهم ل من المصاحف فإّنه واحد نزل من عند واحططد و مططا بطّدل منططه شططيء و مططا‬ ‫ليس إ ّ‬
‫زيد فيه حرف و ما نقص منه كمططا علمططت و إنمططا غرضططنا فططي ذلططك التططوجه إلططى اهتمططام‬
‫لط تعططالى عططن تحريططف ّمططا و إن كططان‬‫المسلمين قاطبة عصرا بعد عصر في ضبط كلم ا ّ‬
‫الشتغال باستيعاب ذلك مّما ل طائل تحته و لنعم ما قال السخاوى ) التقان ص ‪ 72‬ج ‪1‬‬
‫( ‪ :‬ل أعلم لعّد الكلمات و الحروف من فائدة لن ذلك إن أفاد فإنما يفيططد فططي كتططاب يمكططن‬
‫فيه الزيادة و النقصان و القرآن ل يمكن فيه ذلك ‪.‬‬

‫و أّما اختلف الى و سببه فهو ما قال السيوطي في التقان ‪ :‬أجمعوا على أن عططدد آيططات‬
‫القرآن ستة آلف آية ثّم اختلفوا فيما زاد على ذلك إلى أن قال و سبب اختلف السبب فططي‬
‫ل عليه و آله كططان يقططف علططى رؤوس الى للتوقيططف فططاذا علططم‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫عدد الى أن الّنب ّ‬
‫محلها وصلها للتمام فيحسب السامع حينئذ انها ليست فاصلة ‪.‬‬

‫ن الّول من مقدمة التفسير في تعداد آى القرآن و الفائدة في معرفتها‬ ‫قال الطبرسي في الف ّ‬
‫‪ :‬اعلم أن عدد أهل الكوفة أصح العداد و اعلها إسنادا لنه مأخوذ عططن أميططر المططؤمنين‬
‫سلم إلى أن قال ‪ :‬و الفائدة في معرفة آى القرآن أن القططاريء إذا‬ ‫ي بن أبيطالب عليه ال ّ‬ ‫عل ّ‬
‫ى أن‬‫عّدها بأصابعه كان أكثر ثوابا لنه قد شغل يططده بططالقرآن مططع قلبططه و لسططانه و بططالحر ّ‬
‫ن ذلك أقرب إلططى التحفططظ فططإن القططاري ل يططأمن مططن‬ ‫تشهد له يوم القيامة فاّنها مسؤلة و ل ّ‬
‫لط عليططه و آلططه انططه قططال ‪ :‬تعاهططدوا‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫ل بن مسعود عن الّنب ّ‬
‫السهو و قد روى عبد ا ّ‬
‫القرآن فاّنه وحشى و قال عليه الصلة لبعض النساء ‪ :‬اعقدن‬

‫] ‪[ 281‬‬

‫ن مسؤلت و مستنطقات ‪ ،‬قال حمططزة بططن حططبيب و هططو أحططد القططراء السططبعة‬ ‫بالنامل فانه ّ‬
‫العدد مسامير القرآن ‪.‬‬

‫و بالجملة ان عّد أمثال تلك المور و تحديدها قلما يتفق أن يتحد الثنان مططن العططاّدين و ل‬
‫يغتّر القاري الكريم بتلك الختلفات أن المصاحف كانت مختلفة ‪ .‬و العجطب مطن الفيططض‬
‫ل تعالى قال في الوافي ) ص ‪ 274‬م ‪ : ( 5‬قد اشتهر اليوم بين الّنططاس أن القططرآن‬ ‫رحمه ا ّ‬
‫ت و ستون آية ثّم روى رواية الطبرسي المذكورة آنفا في المجمع‬ ‫ستة آلف و ستمأة و س ّ‬
‫ل عليه و آله ‪ ،‬ثّم جعل أحد الحتمالت فططي اختلف الّروايططة و الشططهرة‬ ‫ي صّلى ا ّ‬
‫عن الّنب ّ‬
‫سططلم‬
‫اختلف المصاحف حيث قال ‪ :‬فلعل البواقي تكون مخزونة عند أهل البيت عليهم ال ّ‬
‫سلم الخ ‪.‬‬
‫و تكون فيما جمعه أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫لكنه ) ره ( عدل عنه و استبصر و قال في المقدمة السادسة من تفسيره الصافي بعد نقططل‬
‫عّدة روايات في تحريف الكتاب ‪ :‬أقول ‪ :‬و يرد على هذا كّله اشكال و هو أّنططه علططى هططذا‬
‫التقدير لم يبق لنا اعتماد على شيء من القرآن إذ على هذا يحتمل كططل آيططة منططه أن يكططون‬
‫جة أصل فتنتفططى‬ ‫ل فلم يبق لنا في القرآن ح ّ‬
‫محّرفا و مغّيرا و يكون على خلف ما أنزل ا ّ‬
‫ل و انه‬‫ل عّز و ج ّ‬ ‫فائدة المر باّتباعه و الوصّية بالتمسك به إلى غير ذلك ‪ ،‬و أيضا قال ا ّ‬
‫لكتاب عزيز ل يأتيه الباطل من بين يديه و ل من خلفه و قال انا نحن نزلنا الذكر و إنا له‬
‫لحافظون فكيف يتطرق إليه التحريف و التغيير الخ ‪.‬‬

‫» ععع ععععع عع عععععع «‬

‫و مّما يفحص عن شدة عناية المسلمين بضبط القططرآن و يؤيططده رسططم النحططو فيططه قططال ابططن‬
‫النديم في أّول المقالة الثانية من الفهرسططت ‪ :‬زعططم أكططثر العلمططاء أن النحططو اخططذ عططن أبططي‬
‫سطلم إلطى أن قطال ‪ :‬و قطد‬ ‫ي بطن أبيططالب عليطه ال ّ‬
‫السود و هو أخذ عن أمير المؤمنين عل ّ‬
‫اختلف الّناس في السبب اّلذي دعا أبا السود إلى ما رسمه من النحو فقال أبو عبيططدة أخططذ‬
‫لط‬
‫ي كطرم ا ّ‬ ‫ي بن أبيطالب أبو السططود و كطان ل يخططرج شططيئا أخططذه عططن علط ّ‬ ‫النحو عن عل ّ‬
‫وجهه إلى أحد حّتى بعث إليه زياد أن اعمل شيئا يكون‬

‫] ‪[ 282‬‬

‫ل فاستعفاه من ذلك حّتى سمع أبططو السططود قططارئا يقططرأ إنّ‬ ‫للناس إماما و يعرف به كتاب ا ّ‬
‫ل برىء من المشركين و رسوله بالكسططر فقططال ‪ :‬مططا ظننططت أن أمططر الّنططاس آل إلططى هططذا‬ ‫ا ّ‬
‫فرجع إلى زياد فقال ‪ :‬أفعل ما أمر به المير فليبغني كاتبا لقنا يفعل ما أقول فططأتى بكططاتب‬
‫من عبد القيس فلم يرضه فأتى بآخر قال أبو العّباس المبّرد أحسبه منهم فقال أبو السود ‪:‬‬
‫إذا رأيتني قد فتحت فمى بالحرف فانقط نقطة فوقه على أعله و إن ضططممت فمططى فططانقط‬
‫نقطة بين يدى الحرف و إن كسرت فاجعل النقطة من تحت الحرف فهذا نقط أبي السططود‬
‫‪ .‬انتهى ‪.‬‬

‫عععع‬

‫المراد من النقط ههنا هو العراب فنقطة الفوق بمعنى الفتحة و نقطة التحططت أي الكسططرة‬
‫و نقطة بين يدى الحرف هي الضّمة ‪.‬‬

‫» ععع ععععععع ع عععععععع «‬

‫و إن قيل ‪ :‬قد توجد عدة من السططور فططي بعططض الكتططب و مططا ذكططرت فططي القططرآن كسططورة‬
‫النورين نقلهططا صططاحب كتططاب دبسططتان المططذاهب و أتططى بهططا المحططدث النططورى فططي فصططل‬
‫الخطاب و الشططتياني فططي بحططر الفططوائد فططي شططرح الفططرائد ) ص ‪ 101‬طبططع طهططران ( و‬
‫سورة الحفد ‪ ،‬و سورة الخلططع ‪ ،‬و سططورة الحفططظ ‪ ،‬أتططى بهططا المحططدث الّنططوري فططي فصططل‬
‫الخطاب أيضا و نقل الوليين السيوطي في أّول النوع التاسع عشر من التقان ‪،‬‬

‫و سورة الولية المنقولة في كتاب داورى للكسروى ‪ ،‬فلم قلططت إن القططرآن ‪ 114‬سططورة و‬
‫ما نقص منه شيء ؟‬

‫قلت ‪ :‬أّول عدم كونها في القرآن دليل على عدم كونها من القرآن ‪.‬‬

‫لط‬
‫و ثانيا لو كانت أمثال هذه الكلمات تضحك بها الثكلى و تبكى بها العروس مما تحّدى ا ّ‬
‫تعالى عباده بقوله ‪ :‬فأتوا بسورة من مثله ) البقرة ‪ 22‬و يونس ‪ ( 39‬و قطوله فطأتوا بعشطر‬
‫ن و النس الية لكططان أعططراب‬
‫سور مثله ) هود ‪ ( 16‬و قوله تعالى ‪ :‬قل لئن اجتمعت الج ّ‬
‫البادية و أصاغر الطلبة جميعا أنبياء يوحى إليهم فضل‬

‫] ‪[ 283‬‬

‫عن أكابر العلماء ‪ ،‬و قياس هذه السور المجعولة بالمقامات للحريططري مثل كقيططاس التبططن‬
‫بالتبر فضل بالقرآن الكريم أعجز الحريرى و من فطوقه عطن أن تفوهطوا بالتيطان بسطورة‬
‫منه و لو كانت نحو الكوثر ثلث آيات ‪.‬‬

‫و هذا هو أبططو العلء المعطّري الخّريططت فططي فنططون الدب و شططؤون الكلم و المشططار إليططه‬
‫بالبنان في جودة الشعر و عذوبة النثر يضرب بططه المثططل فططي العلططوم العربيططة و كفططى فططي‬
‫فضله شططاهدا كتططابه ‪ :‬لططزوم مططا ل يلططزم ‪ ،‬و سططقط الزنططد ‪ ،‬و شططرح الحماسططة ‪ ،‬و غيرهططا‬
‫تصّدى للمعارضة بالقرآن على ما نقططل يططاقوت الحمططوي فططي معجططم الدبططاء فططي ترجمتططه‬
‫فنأتي بما قال للمعارضة ثّم انظر فيها بعين العلم و المعرفة حّتى يتبين لك أن نسططبته إلططى‬
‫ل بن محّمد بن سعيد بططن سططنان‬ ‫القرآن كيراعة إلى الشمس قال ياقوت ‪ :‬قرأت بخط عبد ا ّ‬
‫ي في كتاب له أّلفه في الصرفة زعم فيه أن القرآن لم يخرق العادة بالفصاحة حّتى‬ ‫الخفاج ّ‬
‫ل فصيح بليغ قادر على التيططان بمثلططه إ ّ‬
‫ل‬ ‫نكّ‬‫ل عليه و آله و أ ّ‬
‫ي صّلى ا ّ‬‫صار معجزة للّنب ّ‬
‫أّنهم صرفوا عن ذلك ل أن يكون القرآن في نفسه معجز الفصاحة و هططو مططذهب لجماعططة‬
‫من المتكلمين و الرافضة منهم بشر المريسى و المرتضى أبو القاسم قال فططي تضططاعيفه ‪:‬‬
‫و قططد حمططل جماعططة مططن الدبططاء قططول أصططحاب هططذا الططرأى علططى أّنططه ل يمكططن أحططد مططن‬
‫المعارضة بعد زمان التحّدى على أن ينظموا علططى اسططلوب القططرآن و أظهططر ذلططك قططوم و‬
‫أخفاء آخرون و مّما ظهر منه قول أبي العلء في بعض كلمه ‪:‬‬

‫اقسم بخالق الخيل ‪ ،‬و الريح الهاّبة بليل ‪ ،‬ما بين الشراط و مطالع سهيل ‪،‬‬

‫إن الكافر لطويل الذيل ‪ ،‬و إن العمر لمكفوف الذيل ‪ ،‬اتق مدارج السطيل ‪ ،‬و ططالع التوبطة‬
‫من قبيل ‪ ،‬تنج و ما اخالك بناج ‪.‬‬

‫لط بكرمططه اجتباهططا أولهططا‬


‫و قوله ‪ :‬أذلت العائذة أباهططا ‪ ،‬و أصططاب الوحططدة و رّباهططا ‪ ،‬و ا ّ‬
‫الشرف بما حباها ‪ ،‬أرسل الشمال و صباها ‪ ،‬و ل يخاف عقباها ‪.‬‬

‫عععع‬

‫ل تعالى صرف القوى البشرّية عن‬


‫قوله ‪ :‬ألفه في الصرفة ‪ :‬زعم قوم أن ا ّ‬

‫] ‪[ 284‬‬

‫المعارضة و لذلك عجزوا عن التيان بمثل القرآن و لو ل صرفه تعالى لهططم لسططتطاعوا‬
‫أن يأتوا بمثله ‪ ،‬و ذهب الخرون إلى أّنه تعالى لم يصرفهم عنها و لكنهم ليسططوا بقططادرين‬
‫على التيان بمثله ‪ ،‬و نتيجة كل القولين واحدة لتفاقهما على عجز البشر إلى يوم القيامة‬
‫عن التيان بمثله و لو بسورة سواء كان بصرف القوى أو لم يكن ‪.‬‬

‫شريف علم الهدى أخو الشريف الّرضي رضوان‬


‫و المراد من المرتضى أبي القاسم هو ال ّ‬
‫ل عليهما ‪.‬‬
‫ا ّ‬

‫و ل يخفى علططى أولططى الفضططل و الدرايططة أن أمثططال هططذه الكلمططات الملفقططة مططن الرطططب و‬
‫ن النططاس يسططتطيعون أن يططأتوا‬
‫ل عباده به فططإ ّ‬‫اليابس لو تعارض القرآن الكريم لما تحّدي ا ّ‬
‫بما هو أفضل منها لفظا و معنى ‪.‬‬
‫ن السور المنقولططة مططن دبسططتان المططذاهب و فصططل الخطططاب المططذكورة آنفططا كلمططات ل‬ ‫ثّم إ ّ‬
‫يناسب ذيلها صدرها بل ليست جملها على اسلوب النحو و ل تفيد معنى فننقل شرذمة من‬
‫سورة النططورين حّتططى يظهططر لططك سططخافة ألفاظهططا و ركاكططة تآليفهططا فمططن آى تلططك السططورة‬
‫ل الذي نور السموات و الرض بما شاء و اصطفى من الملئكة و جعططل‬ ‫نا ّ‬
‫المشّوهة ‪ :‬إ ّ‬
‫ل هو الّرحمن الرحيم و منها ‪ :‬مثططل‬ ‫ل ما يشاء ل إله إ ّ‬
‫من المؤمنين اولئك في خلقه يفعل ا ّ‬
‫الذين يوفون بعهدك إنى جزيتهم جنات النعيم ‪ ،‬و منها ‪ :‬و لقد ارسلنا موسى و هرون بما‬
‫استخلف فبغوا هرون فصطبر جميطل فجعلنطا منهطم القطردة و الخنطازير و لعنطاهم إلطى يطوم‬
‫يبعثون ‪ ،‬و منها ‪ :‬و لقد أتينا بك الحكم كالذين من قبلك مططن المرسططلين و جعلنططا لططك منهططم‬
‫وصيا لعّلهم يرجعون ‪.‬‬

‫ص المعاند الوضاع كيف لّفق بعض الجمل القرآنية بتّرهاته تلبيسا علططى‬ ‫ن ذلك الل ّ‬
‫فانظر أ ّ‬
‫ق بالباطل تفتينا بين المسططلمين ‪ ،‬و لمططا رأى ضططعفاء العقططول كلمططات‬
‫الضعفاء و خّلط الح ّ‬
‫شتى فيها نحو صبر جميل ‪ ،‬نور السموات ‪ ،‬إلى يوم يبعثون ‪ ،‬لعّلهم يرجعططون ‪ ،‬المتخططذة‬
‫من القرآن تلقوها بالقبول حّتى رأيت مصططحفا مطبوعططا كتبططت هططذه السططور فططي هامشططه و‬
‫ساك و الصبيان‬ ‫ليس هذا إل عمل الجهال من الن ّ‬

‫] ‪[ 285‬‬

‫من القطراء الطذين علمطوا مخطارج حطروف الحلطق و أيقنطوا أن ليطس وراء مطا علمطوا علطم‬
‫أصل ‪ ،‬و كأنما العارف شمس الدين محّمد الحافظ أخبر عنهم حيث قال ‪:‬‬

‫آه آه از دسطططططططططططططططططططت صطططططططططططططططططططّرافان گطططططططططططططططططططوهر ناشطططططططططططططططططططناس‬


‫هر زمان خر مهره را با دّر برابر مىكنند‬

‫في تفسير آلء الّرحمن للبلغي طاب ثراه ‪ :‬و مّما ألصططقوه بططالقرآن المجيططد مططا نقلططه فططي‬
‫فصل الخطاب من كتاب دبستان المذاهب أنه نسب إلططى الشططيعة انهططم يقولططون إن إحططراق‬
‫سططلم‬‫ي و أهططل بيتططه عليهططم ال ّ‬‫المصاحف سبب إتلف سور من القرآن نزلت في فضل عل ّ‬
‫منها هذه السورة ) النورين ( و ذكر كلما يضاهي خمسا و عشرين آية في الفواصططل قططد‬
‫لفق من فقرات القرآن الكريم على اسلوب آياته فاسمع ما في ذلططك مططن الغلططط فضططل عططن‬
‫ركاكة اسلوبه الملفق ‪ :‬فمن الغلط ) و اصطفى من الملئكة و جعططل مططن المططؤمنين اولئك‬
‫في خلقه ( ماذا اصطفى من الملئكة و مططاذا جعططل مططن المططؤمنين و مططا معنططى اولئك فططي‬
‫خلقه ؟ و منه ‪ ) :‬مثل الذين يوفون بعهدك إني جزيته جنات النعيم ( ليططت شططعرى مطا هططو‬
‫مثلهم ؟ و منه ‪ ) :‬و لقد ارسلنا موسى و هرون بما استخلف فبغوا هرون فصطبر جميطل (‬
‫ما معنى هذه الدمدمة ‪ ،‬و ما معنى بمططا اسططتخلف و مططا معنططى فبغططوا هططرون و لمططن يعططود‬
‫الضمير في بغوا و لمن المر بالصبر الجميل ؟ و من ذلك ) و لقد آتينا بك الحكططم كالططذى‬
‫صيا لعّلهم يرجعون ( ما معنى آتينططا بططك الحكططم‬ ‫من قبلك من المرسلين و جعلنا لك منهم و ّ‬
‫و لمن يرجع الضمير الذي في منهم و لعّلهم وهل المرجع الضمير هو في قلب الشاعر و‬
‫ما هو وجه المناسبة في لعّلهم يرجعون ؟ و من ذلك إلى أن قططال ‪ :‬هططذا بعططض الكلم فططي‬
‫هذه المهزلة و أن صطاحب فصطل الخططاب مطن المحطدثين المكطثرين المجطدين فطي التتبطع‬
‫للشواذ و انه ليعّد أمثال هذا المنقول في دبستان المذاهب ضالة منشودة و مع ذلك قال اّنه‬
‫لم يجد لهذا المنقول أثر في كتب الشيعة ‪ ،‬فيا للعجب مططن صططاحب دبسططتان المططذاهب مططن‬
‫ى كتاب لهم وجدها أ فهكذا يكون في الكتب‬ ‫أين جاء نسبة هذه الدعوى إلى الشيعة و في أ ّ‬
‫و لكن ل عجب شنشنة أعرفها من أخزم فكم نقلوا عن الشيعة مثل هذا النقل الكططاذب كمططا‬
‫في كتاب الملل للشهرستاني و مقدمة ابن خلدون و غير ذلك مّما كتبه بعض‬

‫] ‪[ 286‬‬

‫ل المستعان انتهى ‪.‬‬


‫الّناس في هذه السنين و ا ّ‬

‫» ععع ع ععععع ع ع ع ععععع عع ععع ع عع ع ع ع‬


‫عععععع «‬

‫لط عليططه و آلططه ‪ ،‬و اتفططاق قريططش أن‬


‫ي صطّلى ا ّ‬ ‫) اجتماعه بنفر من قريش ليبيتوا ضّد الّنططب ّ‬
‫لط فيهططم ( كيططف يحكططم عاقططل‬‫ل عليه و آله بالسططاحر و مططا أنططزل ا ّ‬ ‫يصفوا الّرسول صّلى ا ّ‬
‫لط‬
‫ل ط صطّلى ا ّ‬‫عارف بأنحاء الكلم أن تلك الباطيل و الضاليل وحى أوحى إلى رسول ا ّ‬
‫ل بالتيان بمثله ‪ ،‬و قد بهططت العططرب العربططاء فططي نظططم القططرآن‬ ‫عليه و آله و تحدى عباد ا ّ‬
‫الكريم و تحّير فصحاء العرب في بيداء فصاحته و كلت السنة بلغائهم دون علّو بلغته و‬
‫عجز العالمون عن أن يتدرجوا درج معانيه أو أن يتغّوصوا في بحر حقائقه ‪ ،‬و هططذا هططو‬
‫الخصم المبين الوليد بن المغيرة مع أّنه نشأ في حجر العرب العرباء تحير فيما يصف بططه‬
‫القرآن ‪ ،‬قال ابن هشام في السيرة ) ص ‪ 270‬ج ‪ 1‬طبع مصر ‪ 1375‬ه ‪ 1955‬م ( ‪:‬‬

‫ن فيهططم و قططد حضططر الموسططم‬ ‫إن الوليد بن المغيرة اجتمع إليه نفر من قريش و كططان ذا سط ّ‬
‫فقال لهم ‪ :‬يا معشر قريش إّنه قد حضر هذا الموسم و إن وفود العرب ستقدم عليكم فيه و‬
‫ل عليططه و آلططه فططأجمعوا فيططه رأيططا‬
‫ل صّلى ا ّ‬ ‫قد سمعوا بأمر صاحبكم هذا يعني به رسول ا ّ‬
‫واحدا و ل تختلفوا فيكذب بعضكم بعضا و يرّد قولكم بعضه بعضا ‪ ،‬قالوا ‪ :‬فططأنت يططا أبططا‬
‫عبد شمس فقل و أقم لنا رأيا نقول به قال ‪ :‬بل أنتم فقولوا اسمع قالوا ‪ :‬نقول ‪:‬‬

‫ل ما هو بكاهن لقد رأينا الكهان فما هو بزمزمة الكاهن و ل سجعه ‪،‬‬


‫كاهن ‪ ،‬قال ‪ :‬ل و ا ّ‬

‫قالوا ‪ :‬فنقول ‪ :‬مجنون ‪ ،‬قال ‪ :‬ما هو بمجنون لقد رأينا الجنون و عرفناه فما هو بخنقططه و‬
‫ل تخالجه و ل وسوسته ‪ ،‬قالوا ‪ :‬فنقول ‪ :‬شاعر ‪ ،‬قال ‪ :‬ما هو بشطاعر لقططد عرفنططا الشططعر‬
‫كّله ‪ :‬رجزه و هزجه و قريضه و مقبوضه و مبسوطه فما هو بالشعر ‪ ،‬قالوا ‪:‬‬
‫حار و سططحرهم فمططا هططو بنفثهططم و ل‬
‫فنقول ‪ :‬ساحر ‪ ،‬قال ‪ :‬ما هططو بسططاحر لقططد رأينططا السط ّ‬
‫عقدهم ‪،‬‬

‫ل ط إن لقططوله لحلوة ‪ ،‬و إن أصططله لعططذق ‪ ،‬و‬ ‫قالوا ‪ :‬فما نقول يا أبا عبد شمس ؟ قال ‪ :‬و ا ّ‬
‫ن أقططرب القططول فيططه‬
‫ل عرف أّنططه باطططل و إ ّ‬
‫إن فرعه لجناة و ما أنتم بقائلين من هذا شيئا إ ّ‬
‫لن تقولوا ساحر جاء بقول هو سحر يفّرق به بين المرء‬

‫] ‪[ 287‬‬

‫و أبيه و بين المرء و أخيه و بين المرء و زوجته و بيططن المططرء و عشططيرته فتفّرقططوا عنططه‬
‫ل حطّذروه إيططاه و‬‫بذلك فجعلوا يجلسون بسبل الّناس حيططن قططدم الموسططم ل يمطّر بهططم أحططد إ ّ‬
‫ل تعالى في الوليد بن المغيرة و في ذلك من قططوله ‪ :‬ذرنططي و مططن‬ ‫ذكروا لهم أمره فأنزل ا ّ‬
‫ل ممدودًا و بنين شهودًا و مّهدت له تمهيدًا ثطّم يطمطع أن أزيطد‬ ‫خلقت وحيدًا و جعلت له ما ً‬
‫كل إّنه كان لياتنا عنيدًا سُارهقه صعودًا إّنه فّكر و قّدر فقتل كيف قّدر ثّم قتل كيططف ق طّدر‬
‫ل قططول‬‫ل سطحر يططؤثر إن هطذا إ ّ‬ ‫ثّم نظر ثّم عبس و بسر ثّم أدبطر و اسطتكبر فقطال إن هططذا إ ّ‬
‫ل تعالى في النفر اّلذين كططانوا معططه يصططنفون‬ ‫البشر ) اليات من سورة المدثر ( و أنزل ا ّ‬
‫ل تعالى ‪:‬‬ ‫ل عليه و آله و فيما جاء به من ا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫القول في رسول ا ّ‬

‫كما أنزلنا على المقتسمين اّلذين جعلوا القرآن عضين فو رّبك لنسئلّنهم أجمعين عّما كانوا‬
‫يعملون ) الحجر ‪ 92‬إلى ‪. ( 95‬‬

‫و إن قيل ‪ :‬قد وردت أخبار داّلة على أن هذا القرآن المكتوب بيططن الططدفتين المتططداول الن‬
‫ل ط عليططه و آلططه‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫اسقط منه آيات و كلمات فكيف اّدعيت أن ما انزل على رسول ا ّ‬
‫ما نقص منه حرف و ما تطرق إليه تحريف ؟‬

‫أقول ‪ :‬إن بعض تلك الروايات مجعول بل كلم كروايططة نقلهططا فططي الحتجططاج و أتططى بهططا‬
‫ل تقسطططوا فططي‬‫الفيض في تفسير الصططافى ان المنططافقين أسططقطوا فططي اليططة ‪ :‬و إن خفتططم أ ّ‬
‫اليتامى فانكحوا ما طاب لكططم مططن النسططاء ) النسططاء ‪ ( 5‬بيططن اليتططامى و بيططن فططانكحوا مططن‬
‫الخطاب و القصص اكثر من ثلث القرآن ‪.‬‬

‫و بعضها يبين مصداقا من مصاديق الية كما في قوله تعالى ‪ :‬و ننزل من القرآن ما هططو‬
‫شفاء و رحمة للمؤمنين و ل يزيد الظالمين إل خسارا ) بني إسرائيل ‪ ( 84‬وردت رواية‬
‫ل خسارا ‪.‬‬
‫‪ :‬ل يزيد ظالمي آل محّمد حّقهم إ ّ‬

‫و بعضها يشير إلى بعض التأويلت كما في قوله تعالى ‪ :‬و إذا قيل لهم مططاذا أنططزل رّبكططم‬
‫سلم ‪.‬‬‫ي عليه ال ّ‬‫قالوا اساطير الّولين ) النحل ‪ ( 25‬وردت رواية ماذا أنزل رّبكم في عل ّ‬
‫و بعضها يفسر اليات فجعل قوم هذه الخبار دليل على تحريف القرآن‬

‫] ‪[ 288‬‬

‫و حكمططوا بظاهرهططا أن القططرآن نقططص منططه شططيء و جمعهططا المحططدث النططورى فططي فصططل‬
‫الخطاب و جعلها دليل علططى تحريططف الكتططاب و اتبعططه الخططرون و لططو ل خططوف الطالططة‬
‫ل واحد من أخبار فصل الخطاب و بّينت عدم دللتهططا علططى تحريططف الكتططاب فططإن‬ ‫لنقلت ك ّ‬
‫أخباره بعضها مجعول بل ريب و بعضططها مشططوب سططنده بططالعيب و بعضططها الخططر يططبين‬
‫سر التنزيل و يضاد طائفة منهططا اخططرى و بعضططها منقططول مططن كتططاب‬ ‫التأويل و بعضها يف ّ‬
‫دبستان المذاهب لم ينقل في كتب الحديث أصل كما أن المحدث النورى صّرح به أيضا ‪.‬‬
‫و بالجملة أن تلك الخبار المنقولة في فصل الخطاب و غيره الواردة في ذلك الباب آحططاد‬
‫لط عليططه و آلططه إلططى الن فططإن‬
‫ي صطّلى ا ّ‬‫ل يعارض القرآن المتواتر المصون من عهد الّنب ّ‬
‫وجد لها وجه ل ينافي القرآن و إل فتضرب على الجدار ‪.‬‬

‫» ع عع عع ع عععع عع ععع ععع ع ع ع عع عع ع عع ع‬


‫ععععع «‬

‫ث الجليل و الحبر النبيل صططاحب مسططتدرك الوسططائل و مؤلططف كططثير مططن‬ ‫ن هذا المحد ّ‬ ‫ثّم إ ّ‬
‫ل عن السلم و المسلمين خير جزاء عدل عن مذهب التحريف السخيف‬ ‫الرسائل جزاه ا ّ‬
‫و ل يخفى أن الجواد قد يكبو و السيف قد ينبو و جرى عليه » ره « مططا جططرى علططى ابططن‬
‫شنبوذ قال ابن النديم في الفن الثالث من المقالة الولى من الفهرست ‪ :‬محّمد بن أحمد بططن‬
‫صلة من يوم الجمعططة‬ ‫أّيوب بن شنبوذ كان يناوىء أبا بكر و ل يفسده و قرأ ‪ :‬إذا نودى لل ّ‬
‫ل سطفينة صطالحة غصطبا ‪ ،‬و‬ ‫ل ‪ ،‬و قرأ ‪ :‬و كطان أمطامهم ملطك يأخطذ كط ّ‬‫فامضوا إلى ذكر ا ّ‬
‫قرأ ‪ :‬اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية ‪ ،‬و قرأ فلّما خّر تططبّينت الّنططاس أن الجططن لططو‬
‫كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حول في العذاب المهين إلى أن قال بعد نقل عّدة قراءاته ‪ :‬و‬
‫طه بالتوبة فكتب ‪ :‬يقول محّمططد بططن أحمططد‬ ‫يقال ‪ :‬إنه اعترف بذلك كّله ثّم استتيب و اخذ خ ّ‬
‫بن أيوب ‪ :‬قد كنت أقرء حروفا تخالف عثمان المجمع عليه و اّلذي اتفق أصحاب رسططول‬
‫ل عليه و آله على قرائته ثّم بان لي أن ذلك خطأ و أنا منه تائب و عنه مقلططع و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ق اّلطذى ل يجطوز خلفطه و ل‬ ‫ل اسمه منه برىء إذ كان مصحف عثمان هو الح ّ‬ ‫لجّ‬ ‫إلى ا ّ‬
‫يقرء غيره ‪.‬‬

‫] ‪[ 289‬‬
‫» عععع عععع ععععع ع ععع عععع «‬

‫ل ط تعططالى ضططمن‬
‫و مّما تطمئن به القلوب و يزيدها إيمانا في عدم تحريف القرآن هو أن ا ّ‬
‫ل حديثا و وعططدا و‬‫حفاظة كتابه و تعّهد إعلء ذكره و وعد اتمام نوره و من أصدق من ا ّ‬
‫دونك الى القرآنية في ذلك ‪:‬‬

‫قال تعالى ‪ :‬إنا نحن نزلنا الططذكر و إنططا لططه لحططافظون ) الحجططر ‪ ( 11‬ففططي اليططة تاكيططدات‬
‫ن المؤكططدة و‬‫عديدة من الجملة السمية و الضمائر الربعة الراجعة إليه تعالى و تكططرار إ ّ‬
‫ن الثانية و اسمية خبرهما و تقديم الجار و المجرور على متعلقططه ‪ .‬و‬ ‫لم التأكيد في خبر إ ّ‬
‫المراد بالذكر هو القرآن الكريم لّنه تعالى قال ‪ :‬و قالوا يا أّيها الذى نّزل عليه الذكر اّنططك‬
‫لمجنون ‪ .‬لو ما تأتينا بالملئكة إن كنت من الصادقين ‪.‬‬

‫ق و مططا كططانوا إذًا منظريططن ‪ .‬إنططا نحططن نزلنططا الططذكر و إنططا لططه‬
‫ل بططالح ّ‬
‫مططا ننطّزل الملئكططة إ ّ‬
‫ل القرآن فكيف لم يحفظ القرآن من التحريف زيططادة‬ ‫لحافظون فل يكون المراد من الذكر إ ّ‬
‫و نقصانا ‪.‬‬

‫و قال عّز من قائل ‪ :‬إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم و إّنه لكتاب عزيز ‪.‬‬

‫صططلت ‪ 43‬و ‪ ( 44‬و‬ ‫ل يأتيه الباطل من بين يديه و ل من خلفه تنزيل من حكيم حميططد ) ف ّ‬
‫لط متطّم نططوره و لططو كططره الكططافرون‬‫لط بططأفواههم و ا ّ‬
‫قططال تعططالى ‪ :‬يريططدون ليطفططؤا نططور ا ّ‬
‫ل ط إلّ أن يت طّم‬
‫ل بططأفواههم و يططأبى ا ّ‬
‫ف ‪ ( 10‬و قال تعالى ‪ :‬يريدون أن يطفؤا نور ا ّ‬ ‫) الص ّ‬
‫نوره و لو كره الكافرون ) التوبة ‪ ( 34‬و المراد من النور القرآن الكريم كما قال تعالى ‪:‬‬
‫يا أّيها الّناس قد جاءكم برهان من رّبكم و أنزلنا إليكم نورًا مبين طًا ) النسططاء ‪ ( 175‬و كمططا‬
‫قال ‪ :‬فالذين آمنططوا بططه و عطّزروه و نصططروه و اتبعططوا النططور اّلططذي ُانططزل معططه اولئك هططم‬
‫المفلحون ) العراف ‪. ( 158‬‬

‫ن علينا بيانه ) القيمططة‬


‫ن علينا جمعه و قرآنه ‪ .‬فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ‪ .‬ثّم إ ّ‬
‫و قال تعالى ‪ :‬إ ّ‬
‫لط عليطه و آلطه بطل فطي‬ ‫ل صطّلى ا ّ‬ ‫ن القرآن هو المعجزة الباقية من رسول ا ّ‬ ‫‪ ( 20 18‬ثّم إ ّ‬
‫ل تعالى‬ ‫ل سورة منه معجزة على حيالها فهو مأة و أربع عشر معجزة و انزله ا ّ‬ ‫الحقيقة ك ّ‬
‫هداية‬

‫] ‪[ 290‬‬

‫لكافة العباد إلى يوم التناد فكيف ل يصونه من تحريف أهل العنططاد قططال تعططالى ‪ :‬و اوحططي‬
‫ى هذا القرآن لنذركم به و من بلغ ) النعططام ‪ ، ( 21‬و قططال تعططالى ‪ :‬تبططارك اّلططذى نطّزل‬
‫إل ّ‬
‫الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا ) الفرقان ‪ : ( 2‬و قال تعالى ‪:‬‬
‫و هذا كتاب أنزلناه مبارك مصّدق اّلذي بين يديه و لتنذر ُام القرى و من حولها ) النعططام‬
‫‪ ( 93‬و غيرها ‪.‬‬

‫» ع ع عع ع عع ع ععععععع ع ععع عع ععععع ع‬


‫عععععع ععع « » ععع عععع عع عع ع عع ع عع ع‬
‫ععععععع ععع عععع «‬

‫و من تتبع أسفار المحققين مطن العلمطاء الماميطة يعلططم أن مططن عططزى اليهططم القططول بتغييططر‬
‫لط‬
‫القرآن زيططادة و نقصططا فقططد افططترى عليهططم قططال العططالم الخططبير المططامي القاضططي نططور ا ّ‬
‫ل مرقده في مصائب النواصططب ‪ :‬مططا نسططب إلططى الشططيعة الماميططة بوقططوع‬ ‫التسترى نّور ا ّ‬
‫التغيير في القرآن ليس مما قال بطه جمهططور الماميطة إنمطا قطال بططه شطرذمة قليلطة منهططم ل‬
‫اعتداد بهم في ما بينهم ‪.‬‬

‫ل ط المتططوفى ‪ 381‬ه قططال فططي‬ ‫و الشططيخ الجططل أبططو جعفططر ابططن بططابويه الصططدوق رحمططه ا ّ‬
‫ل تعالى على‬ ‫العتقادات ‪ :‬باب العتقاد في مبلغ القرآن ‪ :‬اعتقادنا أن القرآن اّلذى أنزله ا ّ‬
‫ل عليه و آله هو ما بين الدفتين و هو ما في أيدي الّناس ليس بأكثر من‬ ‫نبّيه محّمد صّلى ا ّ‬
‫ذلك و مبلغ سوره عند الّناس مأة و أربع عشر سورة و من نسب الينا أنا نقططول إّنططه أكططثر‬
‫من ذلك فهو كاذب ‪.‬‬

‫و شيخ الطائفة المامية أبو جعفر الطوسي المتوفى ‪ 460‬ه قال في أّول تفسططيره التبيططان ‪:‬‬
‫لط عليطه و آلطه بطل هططو أكططبر‬
‫ي صطّلى ا ّ‬
‫اعلم أن القرآن معجططزة عظيمططة علططى صططدق الّنططب ّ‬
‫ن الزيادة فيططه مجمططع علططى‬‫المعجزات و أّما الكلم في زيادته و نقصانه فمما ل يليق به ل ّ‬
‫بطلنه و النقصان منه فالظاهر من مططذاهب المسططلمين خلفططه و هطو أليططق بالصططحيح مططن‬
‫مذهبنا الخ ‪.‬‬

‫ي الفضططل بططن الحسططن بططن الفضططل الطبرسططي‬


‫سر العظيم الشأن أبو عل ّ‬
‫و امين السلم المف ّ‬
‫المتوفي ‪ 548‬ه قال في الفن الخامس من مقدمة تفسيره مجمع البيان ‪:‬‬

‫و من ذلك الكلم في زيادته و نقصانه فاّنه ل يليق بالتفسير فأّما الزيططادة فيططه فجمططع علططى‬
‫بطلنه و أّما النقصان منه فقد روى جماعة من أصحابنا و قوم من حشوية العامة أن‬

‫] ‪[ 291‬‬

‫في القرآن تغييرا و نقصانا و الصحيح من مذهبنا خلفه ‪.‬‬

‫و العلمة حسن بن يوسف بن المطهر الحلي المتوفي ‪ 726‬ه قال في النهاية ‪:‬‬
‫ل عليه و آله كان مكلفا بإشاعة ما نزل عليه من القرآن إلى عططدد التططواتر‬ ‫ي صّلى ا ّ‬
‫ن الّنب ّ‬
‫إّ‬
‫ليحصل القطع بنبّوته في أّنه المعجزة له و حينئذ ل يمكن التوافق على نقل ما سمعوه منه‬
‫إلى أن قال ‪ :‬فإّنه المعجزة الداّلة على صدقه فلو لم يبلغه إلى حّد التواتر انقطعت معجزته‬
‫جة على نبّوته الخ ‪.‬‬
‫فل يبقى هناك ح ّ‬

‫و العالم الجليل بهاء الّدين العاملي المتوفى ‪ 1031‬ه قال ‪ :‬في الزبدة ‪:‬‬

‫القرآن متواتر لتوفر الدواعي على نقله ‪ .‬و المنقول عنه في تفسير آلء الّرحمان اّنه ) ره‬
‫( قال ‪ :‬اختلف الصحاب في ترتيب سور القرآن العظيم و آياتها على مططا هططو عليططه الن‬
‫ل عليه و آله و كانت اليططات‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫فزعم جمع منهم أن ذلك وقع من الصحابة بعد الّنب ّ‬
‫غير مرتبة على ما هي عليه الن في زمانه و لم يكن السورة متحققططة فططي ذلططك الططوقت و‬
‫كذا لم يكن ترتيب السور على النهج الذي كانت عليه الن في ذلك الزمان ‪ ،‬و هذا الزعططم‬
‫سخيف و الحق ترتيب اليات و حصول السور كان في زمانه إلى أن قال ‪ :‬و اختلفوا في‬
‫وقوع الزيادة و النقصان فيه و الصحيح أن القرآن العظيم محفوظ عن ذلك الوقوع زيططادة‬
‫ل عليه قوله تعططالى و إنططا لططه لحططافظون و مططا اشططتهر بيططن الّنططاس مططن‬‫كان أو نقصانا و يد ّ‬
‫سلم منه في بعض المواضططع مثططل قططوله تعططالى بّلططغ مططا‬ ‫اسقاط اسم أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫انزل إليك في على و غير ذلك فهو غير معتبر عند العلماء ‪.‬‬

‫» عععع ععععع ععععع عع ععععععع ععع ع عع عع‬


‫عععععع ععع عع عععععع « » ععع ععععع ع عع‬
‫ععع ععععععع ‪ 436‬ع عع ععع ععععع عععععع «‬
‫» عع ععععععع ع ععععععع «‬

‫ن الخامس من تفسيره مجمططع البيططان قططال الطبرسططي ‪ :‬فقططد روى‬


‫نقل عنه الطبرسي في الف ّ‬
‫جماعة من أصحابنا و قوم من حشوية العامة أن في القرآن تغييططرا و نقصططانا و الصططحيح‬
‫ل روحه و اسططتوفى الكلم‬ ‫من مذهب أصحابنا خلفه و هو الذي نصره المرتضى قدس ا ّ‬
‫فيه غاية الستيفاء في جواب المسائل الطرابلسيات و ذكر في مواضع أن‬

‫] ‪[ 292‬‬

‫العلم بصحة نقططل القططرآن كططالعلم بالبلططدان و الحططوادث الكبططار و الوقططائع العظططام و الكتططب‬
‫المشهورة و أشعار العرب المسطورة فإن العناية اشتّدت و الدواعي توّفرت علططى نقلططه و‬
‫ن القططرآن معجططزة الّنبططوة و مأخططذ العلططوم‬
‫حراسته و بلغت إلى حّد لم يبلغه فيمططا ذكرنططاه ل ّ‬
‫الشرعّية و الحكام الدينّية ‪ ،‬و علماء المسلمين قد بلغوا في حفظه و حمططايته الغايططة حّتططى‬
‫ل شيء اختلف فيه من إعرابه و قرائته و حروفه و آياته فكيف يجططوز أن يكططون‬ ‫عرفوا ك ّ‬
‫شديد قال ‪:‬‬‫صادقة و الضبط ال ّ‬ ‫مغّيرا أو منقوصا مع العناية ال ّ‬
‫و قال أيضا ‪:‬‬

‫ن العلم بتفصيل القرآن و أبعاضه في صحة نقله كالعلم بجملته و جرى ذلططك مجططرى مططا‬ ‫إّ‬
‫علم ضرورة من الكتب المصّنفة ككتاب سيبويه و المزنططي فططإن أهططل العنايططة بهططذا الشططأن‬
‫ن مدخل أدخل فططي كتططاب سططيبويه‬ ‫يعلمون من تفصيلهما ما يعلمونه من جملتهما حتى لو أ ّ‬
‫بابا في النحو ليس من الكتاب لعرف و مّيز و علم أنه ملحق و ليس مططن أصططل الكتططاب و‬
‫ن العنايططة بنقططل القططرآن و ضططبطه أصططدق مططن‬ ‫كذلك القول في كتاب المزنططي ‪ ،‬و معلططوم أ ّ‬
‫ل عنه ‪:‬‬‫العناية بضبط كتاب سيبويه و دواوين الشعراء ‪ ،‬قال ‪ :‬و ذكر أيضا رضى ا ّ‬

‫ل عليه و آله مجموعا مؤلفا على ما هو عليططه‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ن القرآن كان على عهد رسول ا ّ‬ ‫أّ‬
‫ن القرآن كان يدرس و يحفظ جميعه في ذلك الزمان حّتى عيططن‬ ‫ل على ذلك بأ ّ‬
‫الن و استد ّ‬
‫لط عليطه و‬
‫ي صطّلى ا ّ‬ ‫على جماعة من الصحابة في حفظهم له و أنه كان يعرض على الّنطب ّ‬
‫لط بططن مسططعود و أبططي بططن كعططب و‬‫آله و يتلى عليه و أن جماعة من الصحابة مثططل عبططد ا ّ‬
‫ل ذلططك يططدلّ بطأدنى‬
‫ل عليه و آله عّدة ختمات و ك ّ‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫غيرهما ختموا القرآن على الّنب ّ‬
‫تأمل على أّنه كان مجموعا مرّتبا غير مبتور و ل مبثوث قال ‪ :‬و ذكر ‪:‬‬

‫ن الخلف فطي ذلطك‬ ‫ن من خالف فطي ذلطك مطن المامّيطة و الحشطوّية ل يعتطّد بخلفهطم فطإ ّ‬
‫أّ‬
‫حتها ل يرجططع بمثلهططا‬‫مضاف إلى قوم من أصحاب الحديث نقلوا أخبارا ضعيفة ظنوا ص ط ّ‬
‫ل مقامه ‪.‬‬
‫عن المعلوم المقطوع على صحته ‪ .‬انتهى ما أردنا من نقل كلمه أعلى ا ّ‬

‫] ‪[ 293‬‬

‫و كذا صّرح غير واحد من سائر علمائنا المامّية كالمحقق الكركي ‪،‬‬

‫ي ‪ ،‬و الشططيخ بهططاء الططدين ‪ ،‬و الفاضططل التططوني‬


‫شططيخ الحطّر العططامل ّ‬
‫و كاشططف الغطططاء ‪ ،‬و ال ّ‬
‫ي قطال و جمهطور المجتهطدين علطى عطدم‬ ‫صاحب الوافية ‪ ،‬و السّيد المجاهد و المحقق القم ّ‬
‫ل المسلمين بطول بقائهم علططى عططدم‬ ‫التحريف ‪ ،‬و المحققين من علمائنا المعاصرين متع ا ّ‬
‫التحريف و التغيير زيادة و نقصانا ‪.‬‬

‫» ععععع ععععع «‬

‫فحصل من جميع ما قدمناه أن تركيب السور من اليات و ترتيب السور أيضا كان بططأمر‬
‫ل سورة ما عدا توبططة‬ ‫ل الّرحمن الّرحيم نزلت مع ك ّ‬ ‫ل عليه و آله و أن بسم ا ّ‬ ‫ي صّلى ا ّ‬
‫الّنب ّ‬
‫ن القططرآن المكتططوب‬ ‫ل سورة و آية من آيها كما أنها جزء من سورة الّنمل و أ ّ‬ ‫و انه جزء ك ّ‬
‫ل عليه و آله ما زيد فيه حرف و‬ ‫ل على رسوله الخاتم صّلى ا ّ‬ ‫بين الدفتين هو الذي نزله ا ّ‬
‫ل نقص منه شططيء و أن عثمططان مططا حططرف القططرآن و ل أخططذ منططه و ل زاد فيططه شططيئا بططل‬
‫غرضه من ذلك جمع الّنططاس علططى قططرائة واحططدة و إيططاك أن تظططن أنططه أحططرق المصططحف‬
‫ل و أن اعتراض علم الهدى و عيره‬ ‫الصحيح و ابقى الباطل و المحرف و المغير نعوذ با ّ‬
‫ل من جهة منعه القراءات الخر ل إحراقه المصحف الصططحيح و تبططديله كلم‬ ‫عليه ليس إ ّ‬
‫ل المجيد ‪ ،‬و أن القراءات السبع متواتر ل يقرء القرآن بغيرها من الشططواذ ‪ ،‬و أن رسططم‬ ‫ا ّ‬
‫ى ل يقاس بالنحو و رسم الخططط المتططداول فيجططب ابقططاء رسططمه علططى مططا‬
‫خط القرآن سماع ّ‬
‫لط‬
‫كتبت على الكتبة الولى ‪ ،‬و أن من عططزى إلططى المامّيططة تحريفططه فهططو كططاذب ‪ ،‬و أن ا ّ‬
‫حافظ كتابه و متّمم نوره ‪.‬‬

‫و ما أجاد و أحسن و أحلى نظم العارف الّرومطي فططي المقطام قططال فطي المجّلططد الثطالث مطن‬
‫كتابه المثنوى ‪:‬‬

‫مصطططططططططططططططططفى را وعططططططططططططططططده كططططططططططططططططرد ألطططططططططططططططططاف حططططططططططططططططق‬


‫گطططططططططططططططر بميطططططططططططططططرى تطططططططططططططططو نميطططططططططططططططرد ايطططططططططططططططن سطططططططططططططططبق‬

‫مططططططططططططططن كتططططططططططططططاب و معجططططططططططططططز تططططططططططططططرا خافضططططططططططططططم ‪1‬‬


‫بيش و كم كن راز قرآن رافضم‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬مم مم مم م ممم ممم مم ممم ‪ :‬مممم م مم مم‬
‫مممم مم ممم م م م مم مم م ممم مم مم م ممممم‬
‫ممممم م ممممممم م م مم م ممم مممم م ممم مم‬
‫مممممم ‪.‬‬

‫] ‪[ 294‬‬

‫مططططططططططططططططططن تططططططططططططططططططو را انططططططططططططططططططدر دو عططططططططططططططططططالم رافعططططططططططططططططططم‬


‫طاغيططططططططططططططططططططططططططططططان را از حططططططططططططططططططططططططططططططديثت دافعططططططططططططططططططططططططططططططم‬

‫كطططططططططططططططططس نتانطططططططططططططططططد بيطططططططططططططططططش و كطططططططططططططططططم كطططططططططططططططططردن در او‬


‫تططططططططططططططو بططططططططططططططه از مططططططططططططططن حططططططططططططططافظى ديگططططططططططططططر مجططططططططططططططو‬

‫رونقططططططططططططططططططططططططططططت را روز روز افططططططططططططططططططططططططططططزون كنططططططططططططططططططططططططططططم‬


‫نطططططططططططططططام تطططططططططططططططو بطططططططططططططططر زّر و بطططططططططططططططر نقطططططططططططططططره زنطططططططططططططططم‬

‫منططططططططططططططططططبر و محططططططططططططططططططراب سططططططططططططططططططازم بهططططططططططططططططططر تططططططططططططططططططو‬


‫در محّبطططططططططططططططت قهطططططططططططططططر مطططططططططططططططن شطططططططططططططططد قهطططططططططططططططر تطططططططططططططططو‬
‫نططططططططططططططططططام تططططططططططططططططططو از تططططططططططططططططططرس پنهططططططططططططططططططان ميبرنططططططططططططططططططد‬
‫چططططططططططططططططططون نمططططططططططططططططططاز آرنططططططططططططططططططد پنهططططططططططططططططططان بگذرنططططططططططططططططططد‬
‫‪1‬‬
‫خفيططططططططططططططططططططططه ميگوينططططططططططططططططططططططد نططططططططططططططططططططططامت را كنططططططططططططططططططططططون‬
‫خفيطططططططططططططططططه هطططططططططططططططططم بانطططططططططططططططططگ نمطططططططططططططططططاز اى ذو فنطططططططططططططططططون‬

‫از هططططططططططططططططططططططراس و تططططططططططططططططططططططرس كفططططططططططططططططططططططار لعيططططططططططططططططططططططن‬


‫دينططططططططططططططططططت پنهططططططططططططططططططان ميشططططططططططططططططططود زيططططططططططططططططططر زميططططططططططططططططططن‬

‫مطططططططططططططططططططن منطططططططططططططططططططاره بطططططططططططططططططططر كنطططططططططططططططططططم آفطططططططططططططططططططاق را‬


‫كططططططططططططططططططططططور گردانططططططططططططططططططططططم دو چشططططططططططططططططططططططم عططططططططططططططططططططططاق را‬

‫چططططططططططططططططططططططاكرانت شططططططططططططططططططططططهرها گيرنططططططططططططططططططططططده و جططططططططططططططططططططططاه‬


‫ديطططططططططططططططن تطططططططططططططططو گيطططططططططططططططرد ز مطططططططططططططططاهى تطططططططططططططططا بمطططططططططططططططاه‬

‫تطططططططططططططططططططا قيطططططططططططططططططططامت بطططططططططططططططططططاقيش داريطططططططططططططططططططم مطططططططططططططططططططا‬


‫تططططططططططططططططو مططططططططططططططططترس از نسططططططططططططططططخ ديططططططططططططططططن اى مصطططططططططططططططططفى‬

‫اى رسططططططططططططططططططول مططططططططططططططططططا تططططططططططططططططططو جططططططططططططططططططادو نيسططططططططططططططططططتى‬


‫صطططططططططططططططططططططططادقى هطططططططططططططططططططططططم خرقطططططططططططططططططططططططه موسيسطططططططططططططططططططططططتى‬

‫هسطططططططططططت قطططططططططططرآن مطططططططططططر تطططططططططططو را هطططططططططططم چطططططططططططون عصطططططططططططا‬


‫كفرهططططططططططططططططططططططا را در كشططططططططططططططططططططططد چططططططططططططططططططططططون اژدهططططططططططططططططططططططا‬

‫گطططططططططططططر جهطططططططططططططان فرعطططططططططططططون گيطططططططططططططرد شطططططططططططططرق و غطططططططططططططرب‬


‫سططططططططططططططططططرنگون آيططططططططططططططططططد خططططططططططططططططططدا را گططططططططططططططططططاه حططططططططططططططططططرب‬

‫تططططططططططططططططططططططو اگططططططططططططططططططططططر در زيططططططططططططططططططططططر خططططططططططططططططططططططاكى خفتهاى‬


‫چططططططططططططططططططططون عصططططططططططططططططططططايش دان تططططططططططططططططططططو آنچططططططططططططططططططططه گفتهاى‬

‫گططططططططططططر چططططططططططططه باشططططططططططططى خفتططططططططططططه تططططططططططططو در زيططططططططططططر خططططططططططططاك‬


‫چططططططططططططططون عصططططططططططططططا آگططططططططططططططه بططططططططططططططود آن گفططططططططططططططت پططططططططططططططاك‬

‫قاصطططططططططططططططططدانرا بطططططططططططططططططر عصطططططططططططططططططايت دسطططططططططططططططططت نطططططططططططططططططى‬


‫تطططططططططططططططططو بخسطططططططططططططططططب اى شطططططططططططططططططه مبطططططططططططططططططارك خفتنطططططططططططططططططى‬
‫تططططططططططططططططططن بخفتططططططططططططططططططه نططططططططططططططططططور جططططططططططططططططططان در آسططططططططططططططططططمان‬
‫بهططططططططططططططططططر پيكططططططططططططططططططار تططططططططططططططططططو زه كططططططططططططططططططرده كمططططططططططططططططططان‬

‫ى و آنچطططططططططططططططططططططططه پطططططططططططططططططططططططوزش ميكنطططططططططططططططططططططططد‬


‫فلسطططططططططططططططططططططططف ّ‬
‫قططططططططططططططططططططططوس نططططططططططططططططططططططورت تيططططططططططططططططططططططر دوزش ميكنططططططططططططططططططططططد‬

‫چطططططططططططططونكه چوپطططططططططططططان خفطططططططططططططت گطططططططططططططرگ ايمطططططططططططططن شطططططططططططططود‬


‫چططططططططططططططططونكه خفططططططططططططططططت آن جهططططططططططططططططد او سططططططططططططططططاكن شططططططططططططططططود‬

‫ليططططططططططططططك حيططططططططططططططوانى كططططططططططططططه چوپططططططططططططططانش خططططططططططططططدا اسططططططططططططططت‬


‫گرگ را آنجا اميدوره كجا است‬

‫و إّنما اتسع نطاق الكلم في هذا البحث لما رأينا شّدة عناية الّناس به‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬ممم م مم مممم مممم م مممم مممم مم مم م‬
‫مم مم ممم م ) م ( م مم ممم م مم ممم م م م‬
‫مممممممم ‪.‬‬

‫] ‪[ 295‬‬

‫ق فططي ذلططك علططى أنططا نططرى كططثيرا مططن‬‫و كثرة حاجتهم إلى ايططراد البرهططان و ايضططاح الحط ّ‬
‫سكون من غير روية و طوّية بطائفة مططن الخبططار‬ ‫الوعاظ على المنابر و في المجالس يتم ّ‬
‫على تحريف الكتاب و يقولون كيت و كيت و الّناس يتلقونه منهم على القبول فططأحببت أن‬
‫اقدم تلك المباحث الشريفة في هذا المقام المناسططب لهططا فلعّلهططا تنفططع مططن أراد أن يتططذكر و‬
‫يسلك سبيل الهدى و مع ذلططك لططو ل خططوف الطنططاب لحببططت أن أذكططر جميططع الخبططار و‬
‫القوال الواردة مّما تمسكوا بها على تحريف الكتاب و إن كان ما ذكرناه كافيا لمن أخذت‬
‫ل تعالى ولي التوفيق‬ ‫الفطانة بيده و لعّلنا نؤلف في ذلك رسالة عليحدة تكون اعّم فائدة و ا ّ‬
‫فقد آن أن نرجع إلى ما كّنا فيه ‪.‬‬

‫‪ 24‬ع عع ععع ععع ععع ععععع عع عععععععع‬

‫ل عليه و آله جعلهم سواء في الماء و الكلء ‪.‬‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫مع أن رسول ا ّ‬
‫قال القاضي عبد الجبار في المغني ‪ :‬و أما ما ذكروه من أّنه حمى الحمططى عططن المسططلمين‬
‫ل استأثر به لكنه حماه لبل الصدقة التي منفعتها تعططود‬
‫فجوابه أنه لم يحم الكلء لنفسه و إ ّ‬
‫على المسلمين و قد روى عنه هذا الكلم بعينه ‪ ،‬و أنه قال ‪ :‬إنما فعلت ذلك لبل الصططدقة‬
‫ل و ليس في العتذار ما يزيد على ذلك ‪.‬‬ ‫و قد أطلقته الن و أنا أستغفر ا ّ‬

‫» عععععع عععععع ععععععع عععع «‬

‫اعترض عليه علم الهطدى فطي الشطافي فقطال ‪ :‬فأمطا اعتطذاره فطي الحمطى بطأنه حمطاه لبطل‬
‫الصدقة اّلتي منفعتها تعود علططى المسططلمين و أّنططه اسططتغفر منططه و اعتططذر ‪ ،‬فططالمروى أّول‬
‫بخلف ما ذكره لن الواقدي روى بإسناده قال ‪ :‬كان عثمططان يحمططى الربططذة و الشططرف و‬
‫النقيع فكان ل يدخل في الحمى بعير له و ل فرس و ل لبني امية حّتى كططان آخططر الزمططان‬
‫فكان يحمى الشرف لبله و كانت الف بعيططر و لبططل الحكططم ‪ ،‬و كططان يحمططى الربططذة لبططل‬
‫الصدقة و يحمى النقيع لخيل المسلمين و خيله و خيل بني امّية ‪،‬‬

‫] ‪[ 296‬‬

‫لط‬
‫ل تعالى و رسوله صّلى ا ّ‬ ‫نا ّ‬
‫على أّنه لو كان حماه لبل الصدقة لم يكن بذلك مصيبا ل ّ‬
‫ل الكلء و أباحاه و جعله مشتركا فليس لحد أن يغّير هذه الباحططة ‪ ،‬و لططو‬‫عليه و آله أح ّ‬
‫كان في هذا الفعل مصيبا و إّنما حماه لمصلحة تعود على المسلمين لمططا جططاز أن يسططتغفر‬
‫ن العتذار إنما يكون من الخطاء دون الصواب ‪.‬‬‫منه و يعتذر ل ّ‬

‫‪ 25‬ع ع ع عع ع عع ع ععع ع ع ع عع ع ع عع ععع ععع‬


‫عععععععع‬

‫ل في الدين ‪.‬‬
‫و غيرها و ذلك مّما ل يح ّ‬

‫و اعتذر القاضي في المغني بقوله ‪ :‬فأّما مططا ذكططروه مططن إعطططائه مططن بيططت مططال الصططدقة‬
‫ح فاّنما فعل ذلك لعلمه بحاجة المقاتلة إليه و استغناء أهططل الصططدقات علططى‬ ‫المقاتلة فلو ص ّ‬
‫ل عليه و آله أّنه كان يفعل مثل ذلك‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫طريق القتراض ‪ ،‬و قد روى عن رسول ا ّ‬
‫سرا و للمام في مثل هذه المور أن يفعل ما جرى هذا المجططرى لن عنططد الحاجططة ربمططا‬
‫يجوز له أن يقترض من الّناس فبأن يجوز أن يتناول مططن مططال فططي يططده ليططرّده مططن المططال‬
‫الخر اولى ‪.‬‬

‫شافي بقوله ‪ :‬فأّما اعتذاره من اعطائه المقاتلة مططن بيططت‬‫و اعترض عليه علم الهدى في ال ّ‬
‫ن ذلك إّنما جاز لعلمه بحاجة المقاتلة إليه و استغناء أهل الصدقة عنه و أ ّ‬
‫ن‬ ‫مال الصدقة بأ ّ‬
‫ل ط لططه جهططة‬
‫ن المال الططذي جعططل ا ّ‬
‫ل عليه و آله فعل مثله ‪ ،‬فليس بشيء ل ّ‬‫الّرسول صّلى ا ّ‬
‫مخصوصة ل يجوز أن يعدل عن جهته بالجتهاد و لو كانت المصلحة فططي ذلططك موقوفططة‬
‫ل تعالى في هذا الحكم لّنه تعالى أعلم بالمصالح و اختلفها مّنطا و‬‫على الحاجة لشرطها ا ّ‬
‫لكان ل يجعل لهل الصدقة منها القسط مطلقا ‪.‬‬

‫ل عليه و آله فعله فهو دعوى مجّردة من غير برهان و قططد‬


‫ن الّرسول صّلى ا ّ‬
‫فأّما قوله ‪ :‬إ ّ‬
‫كان يجب أن يروى ما ذكر في ذلك ‪.‬‬

‫فأّما ما ذكره من القتراض فاين كان عثمان عن هذا العذر لما وقف عليه ‪.‬‬

‫‪ 26‬ع ع ع عع ع ع ع عع ع ع ععع عع ععع ع ععع ع‬


‫ععععع‬

‫ن جللة شأن أبي ذر و فخامة أمره و علّو درجته و مكانته في السططلم فططوق أن‬ ‫و اعلم أ ّ‬
‫يحوم حوله العبارة أو أن‬

‫] ‪[ 297‬‬

‫يحتاج إلى بيان و كلم ‪ ،‬فقد روى الفريقان في سمّو رتبته و حسن اسلمه ما ل يسع هذه‬
‫العجالة ‪.‬‬

‫قال في اسد الغابة ‪ :‬اختلف في اسمه اختلفا كثيرا و قول الكثر و هو أصح ما قيل فيه ‪:‬‬
‫جندب بالجيم المضمومة و النون الساكنة و الدال المهملة المفتوحة ابن جنادة بضّم الجيططم‬
‫أيضا ‪ .‬كان من كبار الصحابة و فضلئهم قططديم السططلم يقططال ‪ :‬أسططلم بعططد أربعططة و كططان‬
‫ل عليه و آله بتحيططة السططلم و قططال رسططول‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫خامسا و هو أّول من حّيى رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله فيه ‪ :‬ما أظلت الخضراء و ل أقلت الغبراء أصدق من أبططي ذر و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫صطادق‬‫في عبارة اخرى ‪ :‬على ذي لهجة أصدق مطن أبطي ذر و سطئل جعفطر بطن محّمطد ال ّ‬
‫سلم عن هذا الخبر فصّدقه ‪.‬‬‫عليهما ال ّ‬

‫ل عليه و آله قال ‪ :‬أبو ذر في اّمتي على زهد عيسى بن‬


‫ي صّلى ا ّ‬
‫ن الّنب ّ‬
‫و في اسد الغابة أ ّ‬
‫مريم ‪.‬‬

‫سلم قال ‪ :‬وعى أبو ذر علما عجز الّناس عنه ثّم أوكأ عليططه فلططم يخططرج‬‫ن علّيا عليه ال ّ‬
‫وأّ‬
‫منه شيئا ‪ .‬و كان آدم طويل عظيما أبيض الّرأس و الّلحية ‪.‬‬
‫» ععع ععععع ععع عع عع ععععععع ععع عععع عع‬
‫ع ععععع عععع « » ع ععع ععععع عع ععع «‬

‫في الشافي للشريف المرتضططى علططم الهططدى ‪ :‬قطد روى جميططع أهطل السططيرة علطى اختلف‬
‫طرقهم و أسانيدهم أن عثمان لما أعطى مروان بن الحكم ما أعطاه و اعطى الحططرث بططن‬
‫الحكم بن أبي العاص ثلثمأة ألف درهم و أعطى زيد بن ثابت مأة ألف درهم ‪ ،‬جعل أبططو‬
‫شر الكافرين بعذاب أليم و يتلو قوله تعالى ‪ :‬و اّلذين يكنزون الذهب و الفضة‬ ‫ذر يقول ‪ :‬ب ّ‬
‫شرهم بعذاب أليم فرفع ذلك مروان إلططى عثمططان فأرسططل إلططى‬ ‫ل فب ّ‬
‫و ل ينفقونها في سبيل ا ّ‬
‫أبي ذر نائل موله أن انته عّما يبلغني عنك فقال ‪:‬‬

‫لطط‬
‫ل لن أرضى ا ّ‬‫ل فو ا ّ‬
‫ل تعالى و عيب من ترك أمر ا ّ‬
‫أينهاني عثمان عن قرائة كتاب ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬فاغضب عثمان ذلططك و‬ ‫ى و خير من أن أرضى عثمان بسخط ا ّ‬ ‫ب إل ّ‬
‫بسخط عثمان أح ّ‬
‫احفظه و تصابر ‪.‬‬

‫ن أبا ذر حضر مجلس عثمان ذات يوم فقال عثمان ‪:‬‬


‫و فيه و في مروج الذهب ‪ :‬أ ّ‬

‫أرأيتم من زّكى ماله هل فيه حق لغيره ؟ فقال كعب الحبار ‪ :‬ل يا أمير المؤمنين‬

‫] ‪[ 298‬‬

‫فدفع أبو ذر في صدر كعب و قال له ‪ :‬كذبت يا ابن اليهودي ثّم تل » ليس الططبّر أن توّلططوا‬
‫وجوهكم قبل المشرق و المغرب الية ‪ .‬فقال عثمان ‪ :‬أيجوز للمام أن يأخذ مال من بيت‬
‫مال المسلمين فينفقه فيما ينوبه من اموره فاذا أيسر قضاه ؟‬

‫فقال كعب الحبار ‪ :‬ل بأس بذلك فرفع أبو ذر العصا فدفع بها في صدر كعب و قال ‪:‬‬

‫يا ابن اليهودي ما أجرأك على القول في ديننا فقال له عثمان ‪ :‬ما أكثر أذاك لي و تولعططك‬
‫بأصحابي غّيب وجهك عّني فقد آذيتني ‪ ،‬الحق بالشام فأخرجه إليها ‪.‬‬

‫و كان معاوية يومئذ عامل عثمان بالشام و كان أبو ذر ينكططر علططى معاويططة اشططياء يفعلهططا‬
‫فبعث إليه معاوية ثلثمأة دينار ‪ ،‬فقال أبططو ذر ‪ :‬إن كططانت مططن عطططائى الططذي حرمتمططونيه‬
‫عامي هذا قبلتها و إن كانت صلة فل حاجة لي فيها و رّدها عليه ‪.‬‬

‫و بنى معاوية الخضططراء بدمشطق فقططال أبطو ذر ‪ :‬يطا معاويططة إن كططانت مطن عططائي اّلططذي‬
‫حرمتمونيه عامى هذا قبلتها و إن كان من مالك فهى السراف ‪.‬‬
‫ل ما هى فططي كتططاب‬ ‫ل لقد حدثت أعمال ما أعرفها و ا ّ‬ ‫ل يقول ‪ :‬و ا ّ‬‫و كان أبو ذر رحمه ا ّ‬
‫ل إّنى لرى حّقا يطفأ و باطل يحيططى و صططادقا مكططذبا و اثططرة بغيططر‬ ‫ل و ل سّنة نبّيه و ا ّ‬
‫ا ّ‬
‫تقى و صالحا مستأثرا عليه ‪ .‬فقال حبيب بن مسططلمة القهططرى لمعاويططة ‪ :‬ان أبططا ذر لمفسططد‬
‫عليكم الشام فتدارك أهله إن كططانت لكططم فيططه حاجططة فكتططب معاويططة إلططى عثمططان أنّ أبططا ذر‬
‫تجتمع إليه الجموع و ل آمن أن يفسدهم عليك فان كان لك في القوم حاجة فاحمله إليك ‪.‬‬

‫ى على أغلط مركب و أوعره ‪.‬‬


‫فكتب إليه عثمان ‪ :‬أما بعد فاحمل جندبا إل ّ‬

‫جه به مع من ساربه الّليل و النهار و حمل على شارف ليس عليهططا إل قتططب حّتططى قططدم‬‫فو ّ‬
‫المدينة و قد سقط لحم فخذيه من الجهد ‪ .‬و قال المسعودي ‪ :‬فحمله على بعيططر عليططه قتططب‬
‫يابس معه خمسة من الصقالبة يطيرون به حّتى أتوا به المدينة قد تسلخت بططواطن أفخططاذه‬
‫و كان أن يتلف فقيل له ‪ :‬إّنك تموت من ذلك ‪ ،‬فقال ‪ :‬هيهات لن أموت حّتى أنفططى و ذكططر‬
‫جوامع ما نزل به بعد و من يتولى دفنه ‪.‬‬

‫ي أرض‬
‫و في الشافي ‪ :‬فلّما قدم أبوذر المدينة بعث إليه عثمان بأن الحق بأ ّ‬

‫] ‪[ 299‬‬

‫شئت فقال ‪ :‬بمّكة قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فببيت المقدس ‪ ،‬قال ‪ :‬ل ‪ ،‬قال ‪ :‬فبأحد المصرين ‪،‬‬

‫ل تعالى ‪.‬‬
‫قال ‪ :‬ل و لكنى مسيرك إلى الّربذة فسيره إليها ‪ :‬فلم يزل بها حّتى مات رحمه ا ّ‬

‫ل عينططا يططا جنيططدب‬ ‫ن أبا ذر لما دخل على عثمان فقال له ‪ :‬ل أنعم ا ّ‬ ‫و في رواية الواقدي أ ّ‬
‫ل ط فططاخترت اسططم‬ ‫ل عليه و آله عبططد ا ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫فقال أبو ذر ‪ :‬أنا جندب و سّماني رسول ا ّ‬
‫ن يططد‬
‫ل اّلذي سّماني به على اسمى ‪ ،‬فقال له عثمان ‪ :‬أنت اّلذي تزعم أنططا نقططول إ ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ل فقير و نحن أغنياء ؟ فقال أبو ذر ‪ :‬و لو كنتططم ل تزعمططون لنفقتططم مططال‬ ‫نا ّ‬‫ل مغلولة إ ّ‬
‫ا ّ‬
‫ل عليطه و آلطه يقطول ‪ :‬إذا بلطغ بنطو‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ل على عباده و لكنى أشهد لسمعت رسول ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫لط دخل ثطّم يريطح‬ ‫ل خطول و ديطن ا ّ‬ ‫ل دول و عباد ا ّ‬ ‫أبي العاص ثلثين رجل جعلوا مال ا ّ‬
‫ل ؟ فقالوا ‪ :‬ما سططمعناه ‪،‬‬ ‫ل العباد منهم ‪ .‬فقال عثمان لمن حضره ‪ :‬أسمعتموها من نبي ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫ل عليه و آله ؟‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫فقال عثمان ‪ :‬ويلك يا أبا ذر أتكذب على رسول ا ّ‬

‫فقال أبو ذر لمن حضره ‪ :‬أما تظنون أني صدقت ؟ فقطال عثمطان ‪ :‬ادعطوا لططي علّيطا عليطه‬
‫سلم ‪ ،‬فلمططا جطاء قطال عثمطان لبططي ذر ‪ :‬اقصطص عليططه حطديثك فطي بنططي أبططي العططاص‬ ‫ال ّ‬
‫لط عليططه و‬‫ل صطّلى ا ّ‬ ‫سلم ‪ :‬هل سمعت هذا من رسول ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫فحّدثه ‪ ،‬فقال عثمان لعل ّ‬
‫سلم ل ‪ ،‬و قد صدق أبو ذر ‪ ،‬فقال عثمان ‪ :‬كيف عرفت صططدقه ؟‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫آله ؟ فقال عل ّ‬
‫ل عليه و آله يقول ‪ :‬ما أظلططت الخضططراء و ل أقلططت‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫قال ‪ :‬لّني سمعت رسول ا ّ‬
‫لط‬
‫ي صطّلى ا ّ‬ ‫الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر فقال مططن حضطر مطن أصططحاب الّنططب ّ‬
‫ل صّلى‬ ‫عليه و آله جميعا ‪ :‬صدق أبو ذر ‪ .‬فقال أبو ذر ‪ :‬أ حدثكم أني سمعته من رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله ثّم تتهموني ما كنت أظن أّني أعيش حططتى أسططمع هططذا مططن أصططحاب محّمططد‬‫ا ّ‬
‫ل عليه و آله ‪.‬‬‫صّلى ا ّ‬

‫و روى الواقدي في خبر آخر باسناده عن صططهبان مططولى السططلميين قطال ‪ :‬رأيطت أبطا ذر‬
‫يوم دخل به على عثمان فقال له ‪ :‬أنت الذي فعلت و فعلت ‪ .‬قال أبو ذر ‪:‬‬

‫إّني نصحتك فاستغششتني و نصحت صاحبك فاستغشني ‪ .‬فقططال عثمططان ‪ :‬كططذبت و لكنططك‬
‫تريد الفتنة و تحّبها قد قلبت الشام علينا ‪ .‬فقال أبو ذر ‪ :‬اتبع سنة صاحبيك ل يكططون لحططد‬
‫لط مططا وجططدت لططي‬
‫عليك كلم فقال له عثمان ‪ :‬ما لك و لذلك ل ام لك ؟ فقال أبططو ذر ‪ :‬و ا ّ‬
‫ل المر بالمعروف و النهى عن المنكر ‪ ،‬فغضب عثمان فقال ‪ :‬أشيروا‬ ‫عذرا إ ّ‬

‫] ‪[ 300‬‬

‫ى في هططذا الشططيخ الكططذاب ‪ :‬إّمططا أن أضططربه أو أحبسططه أو أقتلططه فططاّنه قططد فطّرق جماعططة‬‫عل ّ‬
‫سلم و كان حاضرا فقال ‪ :‬اشير عليططك‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫المسلمين أو أنفيه من الرض ‪ ،‬فتكلم عل ّ‬
‫بما قال مؤمن آل فرعون فإن يك كاذبا فعليه كذبه و إن يططك صططادقا يصططبكم بعططض الططذي‬
‫ب أن‬‫ل ل يهدي من هططو مسططرف كططذاب فأجططابه عثمططان بجططواب غليططظ لططم احط ّ‬ ‫نا ّ‬‫يعدكم إ ّ‬
‫سلم بمثله ‪.‬‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫أذكره و أجابه عل ّ‬

‫لط‬
‫ثّم أمر أن يؤتى به فلما أتى به وقف بين يديه قال ‪ :‬ويحك يا عثمان أما رأيت رسططول ا ّ‬
‫ل عليه و آله و رأيت أبا بكر و عمر هل رأيت هذا هديهم ) هططل هططديك كهططديهم ؟‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫خ ل ( إّنك تبطش بي بطش جّبار فقال ‪ :‬اخرج عنا من بلدنا فقططال أبططو ذر ‪ :‬فمططا أبغططض‬
‫إلىّ جوارك قال ‪ :‬فالى أين أخرج ؟ قال ‪ :‬حيث شططئت ‪ .‬قططال ‪ :‬أفططأخرج إلططى الشططام أرض‬
‫الجهاد ؟ فقال ‪ :‬إنما جليتك من الشام لما قد أفسدتها ‪ ،‬أفأردك إليها ؟ قال ‪:‬‬

‫أفأخرج إلى العراق ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ :‬و لم ؟ قال ‪ :‬تقدم على قوم أهل شبهة و طعن علططى‬
‫الئمة ‪ .‬قال ‪ :‬أفأخرج إلى مصر ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ :‬أين أخرج ؟ قال ‪:‬‬

‫حيث شئت ‪ .‬فقال أبو ذر ‪ :‬هو أيضا التعرب بعد الهجرة أخرج إلى نجد ؟ فقال عثمان ‪:‬‬

‫ى ‪ .‬قطال ‪ :‬امطض‬
‫الشرف الشرف البعد أقصى فأقصى ‪ .‬فقال أبو ذر ‪ :‬قطد أبيطت ذلطك علط ّ‬
‫على وجهك هذا و ل تعدون الربذة فخرج إليها ‪.‬‬

‫قال المسعودي بعد ذكر جلوسه لدى عثمان و ذكر الخبر فططي ولططد أبططي العططاص إذا بلغططوا‬
‫ثلثين ‪ ،‬الخبر قال ‪ :‬و كان في ذلك اليوم قد اتى عثمططان بتركططة عبططد الرحمططن بططن عططوف‬
‫الزهرى من المال فنضت البدر حتى حالت بين عثمان و بين الرجل القائم فقططال عثمططان ‪:‬‬
‫إني لرجو لعبد الّرحمن خيرا لّنه كان يتصدق و يقرى الضيف و ترك ما ترون ‪ ،‬فقططال‬
‫كعب الحبار ‪ :‬صدقت يا أمير المؤمنين ‪ ،‬فشال أبو ذر العصا فضرب بها رأس كعططب و‬
‫لم يشغله ما كان فيه من اللم و قال ‪ :‬يا ابن اليهودي تقول لرجل مات و تططرك هططذا المطال‬
‫لط‬
‫ل بذلك ؟ و أنططا سططمعت رسططول ا ّ‬
‫ل أعطاه خير الدنيا و خير الخرة و تقطع على ا ّ‬ ‫نا ّ‬‫إّ‬
‫ل عليه و آله يقول ‪ :‬ما يسّرني أن أموت و أدع ما يزن قيراطا ‪،‬‬
‫صّلى ا ّ‬

‫ل ‪ .‬قال ‪ :‬فتمنعني‬
‫فقال له عثمان ‪ :‬وار عّني وجهك ‪ ،‬فقال ‪ :‬أسير إلى مكة ‪ .‬قال ‪ :‬ل و ا ّ‬

‫] ‪[ 301‬‬

‫لط ‪،‬‬
‫ل قال ‪ :‬فالى الشططام ‪ .‬قططال ‪ :‬ل و ا ّ‬
‫من بيت رّبي أعبده فيه حّتى أموت ؟ قال ‪ :‬إى و ا ّ‬
‫قال ‪:‬‬

‫ل ما أختار غير مططا ذكططرت‬


‫ل ‪ ،‬فاختر غير هذه البلدان ‪ ،‬قال ‪ :‬ل و ا ّ‬ ‫البصرة قال ‪ :‬ل و ا ّ‬
‫لك و لو تركتني فططي دار هجرتططي مططا أردت شططيئا مططن البلططدان فسطّيرني حيططث شططئت مططن‬
‫البلد ‪.‬‬

‫ل عليططه و آلططه قططد‬


‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل اكبر صدق رسول ا ّ‬
‫قال ‪ :‬فاّني مسّيرك إلى الّربذة ‪ .‬قال ‪ :‬ا ّ‬
‫ل ما أنا لق ‪ .‬قال عثمان ‪ :‬و ما قال لك ؟ قال ‪ :‬أخبرني بأني امنع عن مكططة و‬ ‫أخبرني بك ّ‬
‫المدينة و أموت بالربذة و يتوّلى مواراتي نفر مّمن يردون من العراق نحو الحجاز ‪.‬‬

‫و بعث أبو ذر إلى جمل له فحمل عليه إمرأته و قيل ابنته و أمر عثمان أن يتجافاه الّنططاس‬
‫حتى يسير إلى الّربذة ‪.‬‬

‫» عععع عععع ععع ععععع عع ع ) ع ( ع عععع ععع ع‬


‫ععع ع ععع ع عع ععع ع ععع ع « » عع ع عععع ع‬
‫ععععع ععع عععععع ع عععع ععع عع عع «‬

‫ل تعالى لما اخرج إلى الّربذة » الرقم ‪130‬‬


‫سلم لبي ذّر رحمه ا ّ‬‫قد مضى كلمه عليه ال ّ‬
‫ل فارج من غضططبت لططه إ ّ‬
‫ن‬ ‫من باب المختار من الخطب « و هو ‪ :‬يا أبا ذر إّنك غضبت ّ‬
‫القوم خافوك على دنياهم و خفتهم على دينك ‪ .‬إلى آخره ‪.‬‬

‫سلم هذا و قريبا منه المسعودى في مططروج‬


‫قال الشارح المعتزلي في شرح كلمه عليه ال ّ‬
‫الذهب ‪ :‬واقعة أبي ذر و إخراجه إلى الربذة أحد الحداث اّلتى نقمت على عثمان ‪.‬‬

‫و قد روى هذا الكلم أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهرى في كتاب السطقيفة عططن عبططد‬
‫الّرزاق عن أبيه عن عكرمة عططن ابططن عّبططاس قططال ‪ :‬لّمططا اخططرج أبططو ذر إلططى الّربططذة أمططر‬
‫عثمان فنودي في الّناس أن ل يكلم أحططد أبططا ذر و ل يشطّيعه و أمططر مططروان بططن الحكططم أن‬
‫سططلم و عقيل أخططاه و‬ ‫ي بططن أبيطططالب عليططه ال ّ‬
‫ل علط ّ‬
‫يخرج به فخرج به و تحامططاه الّنططاس إ ّ‬
‫سططلم يكّلططم أبططا‬
‫حسنا و حسينا و عّمارا فانهم خرجوا معه يشّيعونه ‪ ،‬فجعل الحسن عليه ال ّ‬
‫ذر فقال له مروان ‪ :‬إّيها يا حسن أل تعلم أن أمير المؤمنين قد نهى عن كلم هذا‬

‫] ‪[ 302‬‬

‫سلم على مروان فضرب بالسوط‬ ‫ي عليه ال ّ‬


‫الّرجل فان كنت ل تعلم فاعلم ذلك ‪ ،‬فحمل عل ّ‬
‫ل إلى الّنار فرجع مروان مغضبا إلى عثمان فأخبره‬ ‫ح نحاك ا ّ‬‫بين اذنى راحلته و قال ‪ :‬تن ّ‬
‫سلم و وقف أبو ذر فوّدعه القططوم و معططه ذكططوان مططولى اّم‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫الخبر فتلظى على عل ّ‬
‫هانى بنت أبى طالب ‪.‬‬

‫سلم ‪:‬‬
‫ى عليه ال ّ‬
‫قال ذكوان ‪ :‬فحفظت كلم القوم و كان حافظا فقال عل ّ‬

‫ن القوم خافوك على دنياهم و خفتهم على دينك فامتحنوك بالقلى‬ ‫لإّ‬‫يا با ذر إّنك غضبت ّ‬
‫ل لجعططل لططه‬
‫ل لو كانت السماوات و الرض على عبد رتقا ثّم اتقى ا ّ‬ ‫و نفوك إلى الفل و ا ّ‬
‫ل الباطل ‪.‬‬
‫ق و ل يوحشّنك إ ّ‬
‫ل الح ّ‬
‫منها مخرجا ‪ ،‬يا با ذر ل يونسّنك إ ّ‬

‫سططلم لصططحابه ‪ :‬وّدعططوا عّمكططم ‪ ،‬و قططال لعقيططل ‪ :‬وّدع أخططاك فتكّلططم عقيططل‬
‫ثّم قال عليه ال ّ‬
‫ن التقوى نجاة‬ ‫ل فا ّ‬
‫فقال ‪ :‬ما عسى أن نقول يا با ذر أنت تعلم أنا نحّبك و أنت تحّبنا فاتق ا ّ‬
‫ن الصبر كرم و اعلم أن استثقا لك الصبر من الجزع و استبطائك العافيططة مططن‬ ‫و اصبر فا ّ‬
‫اليأس فدع اليأس و الجزع ‪.‬‬

‫سلم فقال ‪ :‬يا عّماه لو ل أّنه ل ينبغي للموّدع أن يسططكت و للمشططيع‬‫ثّم تكّلم الحسن عليه ال ّ‬
‫أن ينصرف لقصر الكلم و إن طال السف و قد أتى القوم إليك ما ترى فضع عنك الدنيا‬
‫ل عليه‬ ‫بتذكر فراقها و شدة ما اشتّد منها برجاء ما بعدها و اصبر حّتى تلقى نبّيك صّلى ا ّ‬
‫و آله و هو عنك راض ‪.‬‬

‫لط‬
‫ل تعالى قادر أن يغّيطر مطا قطد تططرى و ا ّ‬ ‫نا ّ‬
‫سلم فقال ‪ :‬يا عّماه إ ّ‬
‫ثّم تكّلم الحسين عليه ال ّ‬
‫كلّ يوم هو في شأن و قد منعك القوم دنيططاهم و منعتهططم دينططك فمططا أغنططاك عّمططا منعططوك و‬
‫ل الصبر و النصر و استعذ به مططن الجشططع و الجططزع فططإن‬ ‫أحوجهم إلى ما منعتهم فاسأل ا ّ‬
‫الصبر من الّدين و الكرم و إن الجشع ل يقدم رزقا و الجزع ل يؤخر أجل ‪.‬‬

‫ل من أوحشك و ل آمن من أخافططك أمططا و‬ ‫ل مغضبا فقال ‪ :‬ل آنس ا ّ‬


‫ثّم تكّلم عمار رحمه ا ّ‬
‫ل لو أردت دنياهم لمنوك و لو رضططيت أعمططالهم لحّبططوك و مططا منططع النططاس أن يقولططوا‬‫ا ّ‬
‫ل الرضا بالدنيا و الجزع من الموت و مالوا إلى ما سلطان جماعتهم‬ ‫بقولك إ ّ‬
‫] ‪[ 303‬‬

‫عليه و الملك لمن غلب ‪ ،‬فوهبوا لهم دينهم و منحهم القوم ديناهم فخسروا الدنيا و الخرة‬
‫ل و كان شيخا كبيرا و قططال ‪ :‬رحمكططم‬ ‫أل ذلك هو الخسران المبين ‪ .‬فبكى أبو ذر رحمه ا ّ‬
‫لط عليطه و آلطه مطا لطى‬‫لط صطّلى ا ّ‬
‫ل يا أهل بيت الرحمة إذا رأيتكم ذكطرت بكطم رسطول ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫بالمدينة سكن و ل شجن غيركم إّنى ثقلت على عثمان بالحجططاز كمططا ثقلططت علططى معاويططة‬
‫بالشام و كره أن اجاور أخاه و ابن خاله بالمصرين فافسد الناس عليهما فسّيرني إلططى بلططد‬
‫لط‬
‫لط صططاحبا و مططا أخشططى مططع ا ّ‬
‫لا ّ‬‫ل مططا اريططد إ ّ‬
‫ل‪،‬وا ّ‬
‫لا ّ‬
‫ليس لي به ناصر و ل دافع إ ّ‬
‫وحشة ‪.‬‬

‫ي بن أبيطالب فقططال عثمططان ‪ :‬يططا معشططر المسططلمين‬


‫فشكى مروان إلى عثمان ما فعل به عل ّ‬
‫ل لنعطيّنه حّقه ‪.‬‬‫ى رّد رسولي عما وجهته له و فعل كذا و ا ّ‬ ‫من يعذرني من عل ّ‬

‫ن أميطر المطؤمنين عليطك غضطبان‬ ‫سطلم اسطتقبله الّنطاس فقطالوا ‪ :‬إ ّ‬


‫ي عليطه ال ّ‬
‫فلّما رجطع علط ّ‬
‫ى جاء إلى‬
‫ى ‪ :‬غضب الخيل على اللجم ‪ ،‬ثّم جاء فلما كان بالعش ّ‬ ‫لتشييعك أبا ذر ‪ .‬فقال عل ّ‬
‫ى و رددت رسططولي و‬ ‫عثمان فقال له ‪ :‬ما حملك على ما صنعت بمططروان و اجططترأت عل ط ّ‬
‫أمرى ؟ قال ‪ :‬أما مروان فاّنه استقبلني يرّدني فرددته عن رّدى و أما أمرك فلم اصغره ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬أو ما بلغك نهيى عن كلم أبي ذر ؟ قال ‪ :‬أو ما كّلما أمرت بططأمر معصططية أطعنططاك‬
‫فيه ؟ قال عثمان ‪ :‬أقد مروان من نفسططك ‪ ،‬قططال ‪ :‬و مططا أقيططده ؟ قططال ‪ :‬ضططربت بيططن اذنططي‬
‫راحلته ‪ ،‬قال علطى ‪ :‬أمطا راحلطتى فهطى تلطك فطإن أراد أن يضطربها كمطا ضطربت راحلتطه‬
‫ل شتمتك مثلهططا بمططا ل أكططذب فيططه و ل‬ ‫ل ل يشتمني شتمة إ ّ‬ ‫فليفعل ‪ ،‬و أّما شتمه إياى فو ا ّ‬
‫لط مططا أنططت عنططدى‬
‫ل حقا ‪ ،‬فغضب عثمان و قال ‪ :‬و لم ل يشتمك إذا شتمته ؟ فططو ا ّ‬ ‫أقول إ ّ‬
‫سطلم و قطال ‪ :‬ألطي تقطول هطذا القطول و‬ ‫ي بن أبطي ططالب عليطه ال ّ‬ ‫بأفضل منه ‪ .‬فغضب عل ّ‬
‫ل أفضل منك و أبي أفضل من أبيك و امططي أفضططل مططن اّمططك و‬ ‫بمروان تعدلني ؟ فأنا و ا ّ‬
‫هذه نبلى قد نثلتها و هلم فاقبل بنبلك فغضب عثمططان و احمطّر وجهططه فقططام و دخططل داره و‬
‫سلم فاجتمع إليه أهل بيته و رجال من المهاجرين و النصار ‪.‬‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫انصرف عل ّ‬

‫فلّما كان من الغد أرسل عثمان إلى وجوه المهاجرين و النصار و إلى بني امية‬

‫] ‪[ 304‬‬

‫سلم و قال ‪ :‬إنه يعيبنى و يظاهر من يعيبني يريد بططذلك أبططا ذر و‬


‫يشكو اليهم عليا عليه ال ّ‬
‫عمار ابن ياسر و غيرهما فقال القوم ‪ :‬أنت الوالي عليه و إصلحه أجمططل ‪ ،‬قططال ‪ :‬وددت‬
‫ل أمططروان‬‫سلم فقالوا ‪ :‬لو اعتذرت إلى مروان و أتيته ‪ ،‬فقال ‪ :‬ك ّ‬
‫ذاك ‪ .‬فأتوا علّيا عليه ال ّ‬
‫ب عثمان آتيته ‪ .‬فرجعوا إلى عثمان فأخبروه فأرسل‬ ‫فل آتيه و ل أعتذر منه و لكن إن أح ّ‬
‫ل و أثنى عليه ثّم قال ‪:‬‬
‫سلم فحمد ا ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫عثمان إليه فأتاه و معه بنو هاشم فتكّلم عل ّ‬

‫ل ط مططا أردت مسططائتك و ل الخلف‬ ‫أّما ما وجدت على فيه من كلم أبي ذر و وداعه فططو ا ّ‬
‫عليك و لكن أردت به قضاء حّقه ‪ ،‬و أما مروان فإّنه اعترض يريد رّدى عن قضاء حطط ّ‬
‫ق‬
‫ل فرددته رّد مثلي مثله ‪ ،‬و أمططا مططا كططان مّنططي إليططك فإنططك أغضططبتني فططأخرج‬
‫ل عّز و ج ّ‬
‫ا ّ‬
‫الغضب مّنى ما لم أرده ‪.‬‬

‫ى فقد وهبته لطك ‪ ،‬و أمطا مطا‬ ‫ل و أثنى عليه ثّم قال ‪ :‬أّما ما كان منك إل ّ‬
‫فتكّلم عثمان فحمد ا ّ‬
‫ل عنك ‪ ،‬و أما ما حلفت عليططه فططأنت الططبر الصططادق فططادن‬ ‫كان منك إلى مروان فقد عفى ا ّ‬
‫يدك فأخذ يده فضّمها إلى صدره ‪ .‬فلّمطا نهططض قطالت قريططش و بنططو اميططة لمطروان ‪ :‬أأنطت‬
‫ى و ضرب راحلتك و قد تفانت وائل في ضرع ناقة و ذبيان و عبططس فططي‬ ‫رجل جبهك عل ّ‬
‫ي ما أتاه إليك ؟ فقططال مططروان ‪ :‬و‬ ‫لطمة فرس و الوس و الخزرج في نسعة ؟ أفتحمل لعل ّ‬
‫ل لو أردت ذلك لما قدرت عليه ‪.‬‬ ‫ا ّ‬

‫ثّم قال الشارح المعتزلي ‪ :‬و اعلم أن اّلذي عليه أكثر أربططاب السططيرة و علمططاء الخبططار و‬
‫النقل أن عثمان نفا أبا ذر أّول إلى الشام ثّم استقدمه إلى المدينة لما شكى منططه معاويططة ث طّم‬
‫نفاه من المدينة إلى الربطذة لمطا عمطل بالمدينطة نظيطر مطا كطان يعمطل بالشطام و أصطل هطذه‬
‫الواقعة أن عثمان لما أعطى مروان بن الحكم و غيره بيوت المططوال و اختططص زيططد بططن‬
‫ثابت بشيء منها جعل أبططو ذر يقططول بيططن الّنططاس و الطرقططات و الشططوارع بشطّر الكططافرين‬
‫بعذاب أليم و يرفع بذلك صوته فأتى بما نقلنا من الشافي بحذافيرها ‪.‬‬

‫و روى الواقدى كما في الشافي عن مالك بن أبي الرجال عن موسى بن‬

‫] ‪[ 305‬‬

‫ب لقططاء أبططي ذر لسططأله عططن سططبب خروجططه‬


‫ميسرة أن أبا السود الّدؤلى قططال ‪ :‬كنططت احط ّ‬
‫فنزلت به الّربذة فقلت له ‪ :‬أل تخبرني خرجت من المدينة طائعا أو أخرجت ؟‬

‫لطط‬
‫قال ‪ :‬أّما إّني كنت في ثغر من الثغور أغنى عنهم فاخرجت إلى مدينة الرسول صّلى ا ّ‬
‫عليه و آله فقلت دار هجرتي و أصحابي فاخرجت منها إلى ما تططرى ‪ ،‬ث طّم قططال ‪ :‬بينططا أنططا‬
‫ل عليه و آله فضربني برجليه فقططال‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫ذات ليلة نائم في المسجد إذ مّر بي رسول ا ّ‬
‫‪ :‬ل أراك نائما ‪،‬‬

‫فقلت ‪ :‬بأبي أنت و أّمي غلبتني عيني فنمت فيه ‪ ،‬فقال ‪ :‬كيف تصنع إذا أخرجططوك منططه ؟‬
‫فقلت ‪ :‬إذا ألحق بالشام فإنها أرض مقدسة و أرض بقّية السلم و أرض الجهاد ‪،‬‬
‫فقال ‪ :‬كيف بك إذا أخرجوك منها ؟ قال ‪ :‬فقلت ‪ :‬أرجع إلى المسجد ‪ ،‬قال ‪ :‬كيططف تصططنع‬
‫ل عليه و آلططه ‪:‬‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫إذا أخرجوك منه ؟ قلت ‪ :‬آخذ سيفي فاضرب به ‪ ،‬فقال رسول ا ّ‬
‫أل أدّلك على خير من ذلك انسق معهم حيث ساقوك و تسمع و تطيع فسمعت و أطعططت و‬
‫ل عثمان و هو آثم فططي جنططبي ‪ .‬و كططان يقططول بالّربططذة ‪ :‬مططا‬
‫نا ّ‬
‫ل ليلقي ّ‬
‫أنا أسمع و اطيع و ا ّ‬
‫ق لي صديقا و كان يقول فيها ‪ :‬رّدني عثمان بعد الهجرة أعرابيا ‪.‬‬ ‫ترك الح ّ‬

‫صحاح للجوهري ‪ :‬تعّرب بعد هجرته أى صار أعرابّيا ‪.‬‬


‫أقول ‪ :‬في ال ّ‬

‫و في النهاية الثيرية ‪ :‬التعّرب بعد الهجرة هو أن يعود إلى الباديططة و يقيططم مططع العططراب‬
‫بعد أن كان مهاجرا و كان مطن رجطع بعطد الهجطرة إلطى موضطعه مطن غيطر عطذر يعطّدونه‬
‫كالمرتّد ‪.‬‬

‫و في باب علل تحريم الكبائر من الوافى للفيض ) ره ( ) م ‪ 3‬ص ‪ ( 176‬نقل عن من ل‬


‫سلم إلى محّمد بططن سططنان فيمططا كتططب‬‫ى بن موسى الّرضا عليه ال ّ‬ ‫يحضره الفقيه ‪ :‬كتب عل ّ‬
‫ل التعّرب بعد الهجرة للرجططوع عططن‬ ‫سلم ‪ :‬و حّرم ا ّ‬‫من جواب مسائله إلى أن قال عليه ال ّ‬
‫الدين و ترك الموازرة للنبياء و الحجج عليهم أفضل الصلوات و ما في ذلك مططن الفسططاد‬
‫ل ذى حق ل لعّلة سكنى البدو و لذلك لو عرف الرجل الدين كامل لم يجز‬ ‫قكّ‬ ‫و إبطال ح ّ‬
‫له مساكنة أهل الجهل ‪ ،‬و الخوف عليه لنه ل يؤمن أن وقع منه ترك العلم و الّدخول مع‬
‫أهل الجهل و الثمادي في ذلك ‪.‬‬

‫] ‪[ 306‬‬

‫قال الفيض في بيانه ‪ :‬و في بعض النسخ ‪ :‬لعلة سكنى البدو بدون ل و هو أوضح و أوثق‬
‫بما بعده ‪ ،‬و الخوف عليه عطف على الفساد و البطال ‪ .‬انتهى ‪ ،‬فتأّمل ‪.‬‬

‫» ععع ععع ععععع ع عع ع عععع عع ع ع ععع عع ع‬


‫ععع ععع ععع ععع عع « » ععع عععععع «‬

‫قال في الشافى ‪ :‬حكى القاضى عن شيخه أبى على في نفى أبى ذر إلى الربططذة أنّ النططاس‬
‫اختلفوا في أمره فروى عنه أّنه قيل لبى ذر ‪ :‬أعثمان انزلك الربذة ؟‬

‫فقال ‪ :‬ل ‪ ،‬بل اخترت لنفسى ذلك و روى أن معاوية كتب يشكوه و هو بالشام فكتب إليططه‬
‫عثمان أن صّيره إلى المدينة فلما صار إليططه قططال ‪ :‬مططا أخرجططك إلططى الشططام ؟ قططال ‪ :‬لّنططي‬
‫ل عليه و آله يقول ‪ :‬إذا بلغت عمارة المدينة موضططع كططذا فططاخرج‬ ‫سمعت الّرسول صّلى ا ّ‬
‫عنها فلذلك خرجت ‪ ،‬قال ‪ :‬فأى البلد أحب إليك بعد الشام ؟ فقال ‪ :‬الّربذة ‪ ،‬فقططال ‪ :‬صططر‬
‫جططة و لططو ثبططت ذلططك لكططان ل يمتنططع أن‬
‫اليها و إذا تكافأت الخبار لم يكن فططي ذلططك لهططم ح ّ‬
‫يخرج إلى الربذة لصلح يرجع إلى الّدين فل يكون ظلما لبى ذر بل ربمططا يكططون إشططفاقا‬
‫عليه و خوفا من أن يناله من بعض أهل المدينة مكروه ‪.‬‬

‫لط‬
‫فقد روى أنه كان يغلظ في القول و يخشن في الكلم و يقول ‪ :‬لم يبق أصحاب رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله على عهد و ينفر بهذا القول فرأى إخراجه أصلح لما يرجططع إليهططم و‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫إليه من المصلحة و إلى الدين ‪ .‬و قد روى أن عمر أخرج عطن المدينطة نصطر بطن حجطاج‬
‫ل تعالى إلى خفض الجناح للمؤمنين و إلططى القططول الليططن‬‫لما خاف ناحيته ‪ .‬قال ‪ :‬و ندب ا ّ‬
‫ضوا من حولك‬ ‫ل عليه و آله أّنه لو استعمل الفظاظة ل نف ّ‬
‫للكافرين و بين للرسول صّلى ا ّ‬
‫فلّما رأى عثمان من خشونة كلم أبى ذر و ما كان يورده مما يخشى منه التنفير فعططل مططا‬
‫فعل ‪.‬‬

‫و قد روى عن زيد بن وهب قال ‪ :‬قلت لبى ذر و هو بالربذة ‪ :‬مطا أنزلططك هطذا المنططزل ؟‬
‫قال ‪ :‬اخبرك أّنى كنت بالشام في أيام معاوية و قد ذكرت هذه الية اّلذين يكنزون الططّذهب‬
‫شرهم بعذاب أليم‬
‫ل فب ّ‬
‫ضة و ل ينفقونها في سبيل ا ّ‬
‫و الف ّ‬

‫] ‪[ 307‬‬

‫فقال معاوية هذه في أصل الكتاب فقلت فيهططم و فينططا فكتططب معاويططة إلططى عثمططان فططي ذلططك‬
‫ى كأنهم لم يعرفونى فشكوت ذلك إلططى‬ ‫ى فقدمت عليه فانثال الناس إل ّ‬ ‫ى أن أقدم عل ّ‬‫فكتب إل ّ‬
‫عثمان فخّيرنى و قال ‪ :‬إن أحببت أنزل حيططث شطئت فنزلططت الّربططذة و حكطى عططن الخيططاط‬
‫ل ما فططي ذلططك أن‬‫ن خروج أبى ذر إلى الربذة كان باختياره قال ‪ :‬و أق ّ‬ ‫قريبا مما تقدم من أ ّ‬
‫يختلف الخبار فتطرح و نرجع إلى المر الّول في صحة إمامة عثمان و سلمة أحططواله‬
‫‪.‬‬

‫» ع ععع ععع ععع عععععع ع عع ع ععع عع ع‬


‫ععععععع «‬

‫اعترض في الشافي عليه و رّد كلمه بقوله ‪ :‬فأّما قوله » إن الخبار مكافئة في أمر أبططي‬
‫لط أن‬‫ذر و إخراجططه إلططى الّربططذة و هططل كططان ذلططك باختيططاره أو بغيططر اختيططاره « فمعططاذ ا ّ‬
‫يتكافيء في ذلك بل المعروف الظاهر أنه نفاه من المدينة إلى الّربذة ‪ ،‬ثّم أتططى بالروايططات‬
‫الثلث عن الواقدى و قوله قد روى جميع أهل السيرة على اختلف الطرق إلططى آخططر مططا‬
‫نقلناه عنططه مططن الشططافي المططذكورة آنفططا ثطّم قطال ‪ :‬و الخبططار فططي هططذا البططاب أكططثر مططن أن‬
‫نحصرها و أوسع من أن نذكرها أو ما تحمل نفسه على اّدعا أن أبا ذر خرج مختارا إلططى‬
‫الربذة ‪.‬‬
‫ل أّنه‬
‫قال ‪ :‬و لسنا ننكر أن يكون ما أورده صاحب الكتاب من أّنه خرج مختارا قد روى إ ّ‬
‫ل الروايات التى تتضمن خلفها و من تص طّفح‬ ‫في الشاّذ النادر و بازاء هذه الرواية الفذة ك ّ‬
‫الخبار علم أنها غير متكافئة على مططا ظططن صططاحب الكتططاب يعنططي بططه القاضططي صططاحب‬
‫كتاب المغني و كيف يجوز خروجه عن تخيير و إنما اشخص من الشام على الوجه اّلذي‬
‫اشخص عليه من خشونة المركب و قبح السير به للموجدة عليه ‪ .‬ثّم لمططا قططدم منططع النططاس‬
‫ل هذا ل يشبه أن يكون أخرجه إلى الّربططذة باختيططاره ‪.‬‬ ‫من كلمه و أغلظ له في القول و ك ّ‬
‫ب أن يختار الّربططذة منططزل مططع جطدبها و قحطهطا و بعططدها‬ ‫و كيف يظن عاقل أن أبا ذر يح ّ‬
‫عن الخيرات و لم يكن بمنزل مثله ‪.‬‬

‫] ‪[ 308‬‬

‫فأّما قوله » إّنه اشفق عليه من أن يناله بعض أهل المدينة بمكروه من حيث كان يغلططظ لططه‬
‫ل مططن كططان راضططيا بقططوله‬ ‫القول « فليس بشيء يعّول عليه لنه لم يكن في أهططل المدينططة إ ّ‬
‫عاتبا بمثل عتبه إل أنهم كانوا بين مجاهر بما في نفسه و مخططف مططا عنططده و مططا فططي أهططل‬
‫ل من رثى مما حدث على أبي ذر و استفظعه و من رجع إلى كتب السير عططرف‬ ‫المدينة إ ّ‬
‫ما ذكرناه ‪.‬‬

‫فأما قوله » إن عمر أخرج من المدينة نصر بن حجاج « فيما بعد مطا بيطن المريطن و مطا‬
‫كنا نظن أن أحدا يسّوى بين أبي ذر و هو وجه الصحابة و عينهم و من أجمططع المسططلمون‬
‫ل عليه و آله مدحه من صططدق اللهجططة بمططا‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫على توقيره و تعظيمه و أن رسول ا ّ‬
‫لم يمدح به أحدا و بين نصر بن الحجاج الحدث الذي كان خاف عمر من افتتان النساء به‬
‫و بشبابه و ل حظ له في فضل و ل دين ‪ .‬على أن عمر قد ذم باخراجه نصر بن الحجططاج‬
‫جاج مططذموما فكيططف بمططن أخططرج‬
‫من غير ذنب كان منه و إذا كان من أخرج نصر بن الح ّ‬
‫ل؟‬‫مثل أبي ذر رحمه ا ّ‬

‫ل عليه و آله نططدبا إلططى خفططض الجنططاح و ليططن‬


‫ل تعالى و الّرسول صّلى ا ّ‬‫نا ّ‬‫فأّما قوله » إ ّ‬
‫ل أن هذا أدب كان ينبغي أن يتأدب به عثمان فططي‬ ‫القول للمؤمن و الكافر « فهو كما قال إ ّ‬
‫لط عليططه و آلططه علططى صططدقه و ل‬‫أبى ذر و ل يقابله بالتكذيب و قد قطع الرسططول صطّلى ا ّ‬
‫يسمعه مكروه الكلم و هو إنما نصح له و أهدى عليه عيوبه و عاتبه علططى مططا لططو نططوزع‬
‫عنه لكان خيرا له في الدنيا و الخرة و هذه جملة كافية ‪.‬‬

‫في تاريخ أبى جعفر الطبرى ‪ :‬لما حضرت الوفاة أبا ذر في الربذة و ذلك في سنة اثنططتين‬
‫و ثلثين من الهجرة في سنة ثمان في ذى الحجة من امارة عثمان قال لبنته ‪ :‬استشططرفي‬
‫يا بنّية فانظرى هل ترين أحططدا ؟ قطالت ‪ :‬ل ‪ ،‬قطال ‪ :‬فمطا جطائت سطاعتى بعططد ‪ ،‬ثطّم أمرهطا‬
‫فذبحت شاة ثّم طبختها ‪ .‬ثّم قال ‪ :‬إذا جططائك الططذين يططدفنوني فقططولى لهططم ‪ :‬إن ابططا ذر يقسططم‬
‫عليكم ان ل تركبوا حّتى تأكلوا فلّما نضجت قدرها قططال لهططا ‪ :‬انظططرى هططل تريططن أحططدا ؟‬
‫لط و‬‫قالت ‪ :‬نعم ‪ ،‬هؤلء ركب مقبلون ‪ .‬قال ‪ :‬استقبلى بى الكعبة ‪ ،‬ففعلت و قططال ‪ :‬بسططم ا ّ‬
‫ل عليه و آله ثّم خرجت ابنتططه فتلقتهططم و قططالت رحمكططم‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫ل و على مّلة رسول ا ّ‬
‫با ّ‬
‫ا ّ‬
‫ل‬

‫] ‪[ 309‬‬

‫اشهدوا أبا ذر ‪ .‬قالوا ‪ :‬و أين هو ؟ فأشارت لهم إليه و قد مات فادفنوه قالوا ‪ :‬نعم و نعمططة‬
‫ل بذلك و إذا ركب من أهل الكوفة فيهم ابططن مسططعود فمططالوا إليططه و ابططن‬ ‫عين لقد أكرمنا ا ّ‬
‫ل عليه و آله يموت وحده و يبعططث وحططده‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫مسعود يبكى و يقول ‪ :‬صدق رسول ا ّ‬
‫ن أبططا ذر يقططرء‬
‫فغسلوه و كفنوه و صّلوا عليه و دفنططوه فلمططا أرادوا يرتحلططوا قططالت لهططم ‪ :‬إ ّ‬
‫سلم و اقسم عليكم أن ل تركبوا حتى تأكلوا ففعلوا ‪.‬‬ ‫عليكم ال ّ‬

‫و فيه في رواية اخرى باسناده عن الحلحال بن ذرى قال ‪ :‬خرجنطا مطع ابطن مسططعود سططنة‬
‫‪ 31‬و نحن أربعة عشر راكبا حّتى أتينا على الّربذة فإذا امرأة قد تلقتنا فقالت ‪ :‬اشهدوا أبا‬
‫ذر و ما شعرنا بأمره و ل بلغنا فقال و أين أبو ذر ؟ فأشارت إلى خباء فمال ابططن مسططعود‬
‫إليه و هو يبكى فغسلناه و كفناه و إذا خباؤه خباء منضططوح بمسططك فقلنططا للمططرأة مططا هططذا ؟‬
‫ن الميت يحضره شهود يجططدون الريططح و ل يططأكلون‬ ‫فقالت كانت مسكة فلما حضر قال ‪ :‬إ ّ‬
‫فدوفى تلك المسكة بماء ثّم رشططى بهططا الخبططاء فططاقريهم ريحهططا و اطبخططى هططذا اللحططم فططانه‬
‫سيشططهدني قططوم صططالحون يلططون دفنططى فططاقريهم فلمططا دفّنططا دعتنططا إلططى الطعططام فأكلنططا ‪ .‬و‬
‫الحاديث في فضائل أبي ذر و اسلمه و ترجمته و مقامه في الّربذة و موته و صلة عبد‬
‫ل بن مسعود عليه و من كان معه في موته كثيرة ل نطول بذكرها ‪.‬‬ ‫ا ّ‬

‫» عععععع ع ع عععع عع ععع عع ع ع عععععع‬


‫ععععع ععععع «‬

‫ل بن جعفر حدثه عن امّ‬ ‫ن عبد ا ّ‬‫قال أبو جعفر الطبرى في تاريخه ‪ :‬ذكر محّمد بن عمر أ ّ‬
‫بكر بنت المسور بن مخرمة عن أبيهططا قططال ‪ :‬قططدمت إبططل مططن إبططل الصططدقة علططى عثمططان‬
‫فوهبها لبعض بني الحكم فبلغ ذلك عبد الرحمن بن عوف فأرسل إلى المسور ابن مخرمة‬
‫و إلى عبد الرحمن بن السود بن عبد يغوث فأخذاها فقسططمها عبططد الرحمططن فططي الّنططاس و‬
‫عثمان في الدار ‪.‬‬

‫ل بططن رافططع بططن نقاحططة عططن‬


‫قال ‪ :‬قال محّمد بن عمرو حدثني محّمد بن صالح عن عبيد ا ّ‬
‫عثمان بن الشريد قال ‪ :‬مّر عثمان على جبلة بن عمرو الساعدى و هو بفناء داره و معططه‬
‫ل لقتلّنك و لحملّنك على قلوص جرباء و لخرجّنك‬ ‫جامعة فقال ‪ :‬يا نعثل و ا ّ‬

‫] ‪[ 310‬‬
‫إلى حرة الّنار ‪ ،‬ثّم جاءه مرة اخرى و عثمان على المنبر فأنزله عنه ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬كان أول من اجترأ على عثمان بالمنطق السيىء جبلة بن عمططرو السططاعدي م طّر بططه‬
‫عثمان و هو جالس في ندى قومه و في يد جبلة بن عمرو جامعة فلّما مّر عثمان سّلم فرّد‬
‫لط‬‫القوم فقال جبلة ‪ :‬لم ترّدون على رجل فعل كذا و كذا ؟ ثّم أقبل على عثمان فقططال ‪ :‬و ا ّ‬
‫لطط‬
‫ي بطانة ؟ فو ا ّ‬‫ن هذه الجامعة في عنقك أو لتتركن بطانتك هذه ‪ .‬قال عثمان ‪ :‬أ ّ‬ ‫لطرح ّ‬
‫إّني لتخّير الّناس ‪ .‬فقال ‪ :‬مروان تخّيرته ‪ ،‬و معاوية تخّيرته ‪،‬‬

‫ل بن سعد تخّيرته ‪ ،‬منهم من نزل القططرآن‬‫ل بن عامر بن كريز تخّيرته ‪ ،‬و عبد ا ّ‬ ‫و عبد ا ّ‬
‫ل عليه و آله دمه ‪ .‬قال ‪ :‬فانصرف عثمان فمططا زال الّنططاس‬‫ل صّلى ا ّ‬
‫بدمه و أباح رسول ا ّ‬
‫مجترئين عليه ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬و خطب في بعض أيامه فقال عمرو بن العاص ‪ :‬يا أمير المططؤمنين إّنططك قططد ركبططت‬
‫نهابير و ركبناها معك فتب نتب إلى أن قال ‪ :‬ثم لما كان بعططد ذلططك خطططب عثمططان النططاس‬
‫فقام إليه جهجاه الغفاري فصاح يا عثمان أل إن هذه شارف قططد جئنططا بهططا عليهططا عبططاءة و‬
‫جامعة قم يا نعثططل فططانزل عططن هططذا المنططبر فلنططدرعك العبططاءة و لنطرحططك فططي الجامعططة و‬
‫لط و قبططح مططا‬
‫لنحملك على الشارف ثّم نطرحك في جبل الططدخان ‪ ،‬فقططال عثمططان ‪ :‬قبحططك ا ّ‬
‫ل عن مل من الّناس و قام إلى عثمان خيرته و شيعته من‬ ‫جئت به ‪ ،‬قال ‪ :‬و لم يكن ذلك إ ّ‬
‫بني امية فحملوه و أدخلوه الدار ‪.‬‬

‫لط علططى العططداء فقتلططوا منهططم‬ ‫قال ‪ :‬بعد ما غزا المسلمون غزوة الصططواري و نصططرهم ا ّ‬
‫لط لقططد تركنططا خلفنططا‬
‫مقتلة عظيما و هزم القوم جعل محّمد بن أبططي حذيفططة يقططول ‪ :‬أمططا و ا ّ‬
‫ى جهاد ؟ فيقول ‪ :‬عثمان بن عفان فعل كذا و كذا و فعل كططذا و‬ ‫الجهاد حّقا ‪ ،‬فقيل له ‪ :‬و أ ّ‬
‫كذا حّتى أفسد الّناس فقدموا بلدهم و قد أفسدهم و أظهروا من القول ما لم يكونوا ينطقططون‬
‫به ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬بإسناده عن الزهري قال ‪ :‬خرج محّمد بن أبططي حذيفططة و محّمططد بططن أبططي بكططر عططام‬
‫ل ط بططن سططعد بططأمر عثمططان‬‫ل بن سعد بن أبي سرح يعني عام ‪ 31‬خرج عبططد ا ّ‬ ‫خرج عبد ا ّ‬
‫لغزوة الّروم التي يقال لها غزوة الصوارى فأظهر اعيب عثمان و ما غير و ما خالف به‬
‫ل بن سعد رجل كان‬ ‫ن دم عثمان حلل و يقولن استعمل عبد ا ّ‬ ‫أبا بكر و عمر و أ ّ‬

‫] ‪[ 311‬‬

‫لط صطّلى‬
‫ل عليه و آله أباح دمه و نزل القرآن بكفره و أخرج رسططول ا ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله قوما و أدخلهم يعني حكم بن العاص و ابنه مروان الطريدين و غيرهمططا و‬‫ا ّ‬
‫لط بططن‬
‫ل عليه و آله و استعمل سعيد بن العططاص و عبططد ا ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫نزع أصحاب رسول ا ّ‬
‫ل بن سعد فقال ‪:‬‬‫عامر فبلغ ذلك عبد ا ّ‬

‫ل تركبا معنا فركبا في مركب ما فيه أحد من المسلمين إلى أن قال ‪ :‬و عابططا عثمططان أش طّد‬
‫العيب ‪.‬‬

‫و روى بإسناده عن عبد الرحمن بن يسار أّنه قال ‪ :‬لما رأى الّناس ما صنع عثمططان كتططب‬
‫لط عليططه و آلطه إلططى مططن بالفطاق منهططم و كطانوا قطد‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫من بالمدينة من أصحاب الّنب ّ‬
‫ل تطلبططون ديططن‬ ‫ل ط عطّز و جط ّ‬
‫تفرقوا في الثغور ‪ :‬إنكم انما خرجتم أن تجاهدوا في سططبيل ا ّ‬
‫ن دين محّمد قد أفسد من خلفكم و تططرك فهلمططوا فططأقيموا ديططن‬ ‫ل عليه و آله فإ ّ‬
‫محّمد صّلى ا ّ‬
‫ل افق حتى قتلوه ‪.‬‬ ‫ل عليه و آله فأقبلوا من ك ّ‬
‫محّمد صّلى ا ّ‬

‫» ععع عععع عععععععع ععع ) ع ( ععععع «‬

‫ل بن محّمد حّدثه عن أبيه قال ‪ :‬لّما كانت سنة ‪34‬‬ ‫قال ‪ :‬و أما الواقدي فإّنه زعم أن عبد ا ّ‬
‫ل عليططه و آلططه بعضططهم إلططى بعططض أن اقططدموا فططإن كنتططم‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫كتب أصحاب رسول ا ّ‬
‫تريدون الجهاد فعندنا الجهاد و كثر الناس على عثمان و نالوا منه أقبح ما نيل من أحططد و‬
‫ل عليه و آله يرون و يسمعون ليس فيهم أحد ينهططى و ل يططذ ّ‬
‫ب‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫أصحاب رسول ا ّ‬
‫ل نفير زيد بن ثابت و أبو أسيد الساعدي و كعططب بطن مالططك و حسطان بطن ثططابت فطاجتمع‬ ‫إّ‬
‫سلم فدخل على عثمان فقال ‪ :‬الّناس ورائي و قططد‬ ‫ي بن أبيطالب عليه ال ّ‬ ‫الّناس و كّلموا عل ّ‬
‫ل ما أدرى ما أقول لك و ما أعرف شططيئا تجهلططه و ل أدلططك علططى أمططر ل‬ ‫كّلموني فيك و ا ّ‬
‫تعرفه إّنك لتعلم ما نعلم ما سبقناك إلى شيء فنخبرك عنه و ل خلونا بشيء فنبلغكه و مططا‬
‫لط عليططه و آلططه و‬
‫ل صطّلى ا ّ‬ ‫خصصنا بأمر دونك و قد رأيت و سمعت و صحبت رسول ا ّ‬
‫نلت صهره و ما ابن أبي قحافة بأولى بعمل الحق منك و ل ابن الخطاب بأولى بشيء من‬
‫ل عليه و آله رحما و لقد نلت من صططهر‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫الخير منك ‪ ،‬و أّنك أقرب إلى رسول ا ّ‬
‫ل في نفسك فاّنك و‬ ‫لا ّ‬‫ل عليه و آله ما لم ينال و ل سبقاك إلى شيء فا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫ن الطريق لواضح بّين‬ ‫ل ما تبصر من عمى و ل تعلم من جهل و إ ّ‬ ‫ا ّ‬

‫] ‪[ 312‬‬

‫ل إمام عادل هدى و هدى‬ ‫ل عند ا ّ‬‫ن أفضل عباد ا ّ‬ ‫و إن أعلم الّدين لقائمة تعلم يا عثمان أ ّ‬
‫ل إن كل لبّين و ان السنن لقائمة لها اعلم و‬ ‫فأقام سّنة معلومة و أمات بدعة متروكة فو ا ّ‬
‫ل بططه فأمططات سططنة‬
‫ل و ضط ّ‬ ‫ل إما جائر ضط ّ‬ ‫ن شّر الناس عند ا ّ‬
‫ن البدع لقائمة لها اعلم و ا ّ‬‫اّ‬
‫ل عليه و آله يقططول ‪ :‬يططؤتى‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫معلومة و احيا بدعة متروكة و إّني سمعت رسول ا ّ‬
‫يوم القيامة بالمام الجائر و ليس معه نصير و ل عاذر فيلقى في جهّنططم فيططدور فططي جهنططم‬
‫ل و احّذرك سطواته و نقمططاته‬ ‫كما تدور الرحى ثّم يرتطم في غمرة جهنم و إّني احّذرك ا ّ‬
‫فان عذابه شديد اليم و احّذرك ان تكون إمام هذه الّمة المقتول فاّنه يقطال ‪ :‬يقتطل فطي هطذه‬
‫الّمة إمام فيفتح عليها القتل و القتال إلى يوم القيامة و تلبس امورها عليها و يتركها شيعا‬
‫ق لعلو الباطل يموجون فيها موجا و يمرجون فيها مرجا ‪.‬‬ ‫فل يبصرون الح ّ‬

‫ل لططو كنططت مكططانى مططا عنفتططك و ل‬


‫ل علمت ليقولن الذي قلت اما و ا ّ‬ ‫فقال عثمان ‪ :‬قد و ا ّ‬
‫اسلمتك و ل عبت عليك و ل جئت منكرا أن وصلت رحما و سددت خّلة و آويت ضططائعا‬
‫ن المغيرة بن شعبة ليس‬ ‫ل يا على هل تعلم أ ّ‬ ‫و وليت شبيها بمن كان عمر يولى ‪ ،‬انشدك ا ّ‬
‫له ؟ قال ‪ :‬نعلم ‪ ،‬قال ‪ :‬فلططم تلومططونى ان وليططت‬‫ن عمر و ّ‬
‫هناك ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬فتعلم ا ّ‬
‫ابن عامر في رحمه و قرابته ؟‬

‫طاب كان كل مططن وّلططي فانمططا يطططأ علططى‬


‫ن عمر بن الخ ّ‬
‫سلم ‪ :‬سأخبرك أ ّ‬
‫ى عليه ال ّ‬
‫قال عل ّ‬
‫صماخه إن بلغه عنه حرف جلبه ثّم بلغ به أقصى الغاية و أنت ل تفعل ضططعفت و رفقططت‬
‫على أقربائك ‪.‬‬

‫سلم ‪ :‬لعمري إن رحمهم منططى لقريبططة‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫قال عثمان ‪ :‬هم أقرباؤك أيضا ‪ ،‬فقال عل ّ‬
‫ن الفضل في غيرهم ‪.‬‬ ‫و لك ّ‬

‫ن عمر وّلى معاوية خلفته كّلها فقد وليته ؟ ‪.‬‬


‫قال عثمان ‪ :‬هل تعلم أ ّ‬

‫ن معاويططة كططان أخططوف مططن عمططر مططن يرفططا‬


‫ل هل تعلم أ ّ‬
‫سلم ‪ :‬انشدك ا ّ‬
‫ى عليه ال ّ‬
‫فقال عل ّ‬
‫سلم ‪ :‬فإن معاويططة يقتطططع المططور دونططك و‬ ‫غلم عمر منه ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال على عليه ال ّ‬
‫أنت تعلمها فيقول الّناس هذا أمر عثمان فيبلغك و ل تغير علططى معاويططة ‪ .‬ثطّم خططرج علط ّ‬
‫ى‬
‫سلم‬‫عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 313‬‬

‫من عنده ‪.‬‬

‫و خرج عثمان على اثره فجلس على المنبر فاستمال قلوب الّناس إليططه بمططا قططال و اعتططذر‬
‫من أفعاله و اشتكى من الناس بما قالوا في مطاعنه و قوادحه فلمططا انتهططى مططن كلمططه قطام‬
‫ل بيننططا و بينكططم السطيف نحطن و‬ ‫مروان بن الحكم فقال مخاطبا للناس ‪ :‬إن شئتم حكمنا و ا ّ‬
‫ل و أنتم كما قال الشاعر ‪:‬‬
‫ا ّ‬

‫فرشططططططططططططططططططنا لكططططططططططططططططططم أعراضططططططططططططططططططنا فنبططططططططططططططططططت بكططططططططططططططططططم‬


‫معارسكم تبنون في دمن الثرى‬
‫ت دعنطى و أصطحابى مطا منطقطك فطي هطذا ألطم أتقطدم إليطك أ ّ‬
‫ل‬ ‫فقال عثمان ‪ :‬اسطكت لسطك ّ‬
‫تنطق ؟ فسكت مروان و نزل عثمان ‪.‬‬

‫سططلم عثمططان الشططيخ‬‫ي عليططه ال ّ‬


‫أقول ‪ :‬أتى بما رواه الطبري من نصح أمير المططؤمنين عل ط ّ‬
‫الجل المفيد قدس سره في كتاب الجمل أيضا ص ‪ 84‬طبع النجططف و كططذا نقلططه الشططريف‬
‫ل عليططه فططي النهططج و هططو الكلم ‪ 163‬مططن المختططار مططن بططاب الخطططب‬ ‫الرضى رضوان ا ّ‬
‫سطلم لمططا اجتمطع الّنطاس عليطه و شطكوه ممطا‬ ‫معنونا بقول الرضى ‪ :‬و من كلم له عليطه ال ّ‬
‫سلم عليه فقال ‪:‬‬ ‫نقموه على عثمان و سألوه مخاطبته عنهم و استعتابه لهم فدخل عليه ال ّ‬

‫ل ما ادرى ما اقطول لطك الطخ و بيطن‬


‫ن الّناس ورائى و قد استسفروني بينك و بينهم و و ا ّ‬
‫إّ‬
‫النسخ الثلث اختلف يسير ‪.‬‬

‫ل بن زيد العنبرى أنه قال ‪ :‬اجتمع ناس مططن المسططلمين‬ ‫و روى الطبرى بإسناده عن عبد ا ّ‬
‫فتذاكروا أعمال عثمان و ما صنع فاجتمع رأيهم على أن يبعثوا إليه رجل يكّلمه و يخبره‬
‫ل التميمي فأتططاه فططدخل عليططه فقططال لططه ‪ :‬إن ناسططا مططن‬
‫بأحداثه فأرسلوا إليه عامر بن عبد ا ّ‬
‫لط عطّز و‬‫المسلمين اجتمعوا فنظروا في أعمالك فوجدوك قد ركبت امطورا عظامطا فطاتق ا ّ‬
‫ل و تب إليه و انزع عنها ‪.‬‬
‫جّ‬

‫قال له عثمان ‪ :‬انظر إلى هذا فإن الّناس يزعمون أّنه قطارىء ثطّم هطو يجيء فيكّلمنططي فططي‬
‫ل‪.‬‬ ‫ل ما يدرى أين ا ّ‬
‫المحقرات فو ا ّ‬

‫ل ‪ ،‬قال عامر ‪:‬‬


‫ل ما تدرى أين ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬قال ‪ :‬نعم و ا ّ‬
‫قال عامر ‪ :‬إنا ل ندرى أين ا ّ‬

‫ل بالمرصاد لك ‪.‬‬
‫نا ّ‬
‫ل إّني لدرى أ ّ‬
‫بلى و ا ّ‬

‫] ‪[ 314‬‬

‫ل بن سعد بن أبي سرح و إلى سعيد‬ ‫فأرسل عثمان إلى معاوية بن أبي سفيان و إلى عبد ا ّ‬
‫لط بططن عططامر فجمعهططم‬
‫بن العاص و إلى عمرو بن العاص بن وائل السهمي و إلططى عبططد ا ّ‬
‫ليشاورهم في أمره و ما طلب إليه و ما بلغه عنهم فلما اجتمعوا عنده قال لهم ‪:‬‬

‫ل امرىء وزراء و نصططحاء و إّنكططم وزرائي و نصططحائي و أهططل ثقططتي و قططد صططنع‬ ‫إن لك ّ‬
‫ي أن أعزل عّمالي و أن أرجع عن جميع ما يكرهون إلى مططا‬ ‫الّناس ما قد رأيتم و طلبوا إل ّ‬
‫ي‪.‬‬ ‫يحّبون فاجتهدوا رأيكم و أشيروا عل ّ‬
‫ل بن عامر ‪ :‬رأيي لك يا أمير المؤمنين أن تططأمرهم بجهططاد يشططغلهم عنططك و‬ ‫فقال له عبد ا ّ‬
‫ل نفسططه و مططا هططو فيططه مططن‬
‫أن تجّمرهم في المغازي حّتى يذلوا لك فل يكون همة أحدهم إ ّ‬
‫دبرة دابته و قمل فروه ‪.‬‬

‫ثّم أقبل عثمان على سعيد بن العاص فقال له ‪ :‬ما رأيك ؟ قال ‪ :‬يا أمير المؤمنين إن كنططت‬
‫تريد رأينا فاحسم عنك الداء و اقطع عنك اّلذي تخاف و اعمل برأيي تصب ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫ل قوم قادة متى تهلك يتفرقوا و ل يجتمع لهم أمططر ‪ ،‬فقططال عثمططان ‪:‬‬‫و ما هو ؟ قال ‪ :‬إن لك ّ‬
‫إن هذا الرأى لو ل ما فيه ‪.‬‬

‫ثّم أقبل على معاوية فقال ‪ :‬ما رأيك ؟ قال ‪ :‬أرى لك يا أمير المؤمنين أن ترد عمالك على‬
‫الكفاية لما قبلهم و أنا ضامن لك قبلى ‪.‬‬

‫ل بن سعد فقال ‪ :‬ما رأيك ؟ قال ‪ :‬أرى يا أمير المؤمنين أن الّناس أهل‬
‫ثّم أقبل على عبد ا ّ‬
‫طمع فاعطهم من هذا المال تعطف عليك قلوبهم ‪.‬‬

‫ثّم أقبل على عمرو بن العاص ‪ ،‬فقال له ‪ :‬ما رأيك ؟ قال ‪ :‬أرى أنك قد ركبت الّنططاس بمططا‬
‫يكرهون فاعتزم أن تعتدل فإن أبيت فاعتزم أن تعتزل فإن أبيططت فططاعتزم عزمططا و امططض‬
‫قدما ‪.‬‬

‫فقال عثمان ‪ :‬ما لك قمل فروك أهذا الجّد منك فاسكت عنه دهرا حّتى إذا تفّرق القوم قططال‬
‫ى مططن ذلططك و لكططن قططد علمططت أن سططيبلغ‬
‫ل يا أمير المؤمنين لنت أعّز علط ّ‬
‫عمرو ‪ :‬ل و ا ّ‬
‫ل رجل منا فأردت أن يبلغهم قولي فيثقوا بي فأقود إليك خيططرا أو أدفططع عنططك‬ ‫الّناس قول ك ّ‬
‫شّرا ‪ .‬فرّد عثمان عماله على أعمالهم و أمرهم‬

‫] ‪[ 315‬‬

‫بالتضييق على من قبلهم و أمرهم بتجمير الّناس في البعوث و عزم على تحريم أعطياتهم‬
‫ليطيعوه و يحتاجوا إليه ‪ .‬و رّد سعيد بن العاص أميططرا علططى الكوفططة فخططرج أهططل الكوفططة‬
‫ل ل يلى علينا حكما ما حملنا سيوفنا ‪.‬‬‫عليه بالسلح فتلقوه فرّدوه و قالوا ‪ :‬ل و ا ّ‬

‫قال المسعودي و الواقدي و الطبري و غيرهما من أصحاب السير ‪ :‬لما كان سططنة خمططس‬
‫ثلثين سار مالك بن الحرث النخعي من الكوفة في مائتي رجل و حكيم بططن جبلططة العبططدي‬
‫في مأة رجل من أهل البصططرة ‪ ،‬و مططن أهططل مصططر سططتمأة رجططل علططى أربعططة ألويططة لهططا‬
‫ل رجل منهم لواء و فيهططم محّمططد بططن أبططي بكططر و كططان جمططاع أمرهططم‬‫رؤوس أربعة مع ك ّ‬
‫ل عليه و‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫جميعا إلى عمرو بن بديل بن ورقاء الخزاعي و كان من أصحاب الّنب ّ‬
‫آله و إلى عبد الّرحمان ابن عديس التجيبي فكان فيما كتبوا إليه ‪:‬‬
‫ل ل يغير ما بقوم حّتى يغيروا ما بأنفسهم فططالّ‬‫ل الّرحمن الّرحيم أما بعد فاعلم أن ا ّ‬ ‫بسم ا ّ‬
‫ل فإّنك على دنيا فاستتم إليهططا معهططا آخططرة و ل تنططس نصططيبك مططن الخططرة فل‬ ‫لا ّ‬‫ل ثّم ا ّ‬
‫ا ّ‬
‫ل نرضى و أنططا لططن نضططع سططيوفنا عططن‬
‫ل نغضب و في ا ّ‬ ‫ل ّ‬ ‫تسوغ لك الّدنيا و اعلم أنا و ا ّ‬
‫عواتقنا حّتى تاتينا منك توبة مصرحة او ضللة مجلحة مبلجة فهذه مقالتنا لططك و قضططيتنا‬
‫ل عذيرنا منك و السلم ‪.‬‬ ‫إليك و ا ّ‬

‫لل‬
‫و كتطب أهطل المدينططة إلطى عثمطان يططدعونه إلططى التوبططة و يحتجططون و يقسططمون لططه بطا ّ‬
‫ل‪.‬‬
‫قا ّ‬
‫يمسكون عنه أبدا حّتى يقتلوه أو يعطيهم ما يلزمه من ح ّ‬

‫فلّما خاف القتل شاور نصحائه و أهل بيتططه فقطال لهطم ‪ :‬قططد صطنع القطوم مطا قطد رأيتططم فمططا‬
‫سططلم فيطلططب إليططه أن‬ ‫ي بططن أبيطططالب عليططه ال ّ‬
‫المخرج ؟ فأشاروا عليه أن يرسططل إلططى علط ّ‬
‫يرّدهم عنه و يعطيهم ما يرضيهم ليطاولهم حّتى يأتيه أمداد ‪.‬‬

‫فقال عثمان ‪ :‬إن القوم لن يقبلوا التعليل و هي محملطي عهطدا و قطد كططان مّنطي فطي قطدمتهم‬
‫الولى ما كان فمتي أعطهم ذلك يسألوني الوفاء به ‪.‬‬

‫فقال مروان بن الحكم ‪ :‬يا أمير المؤمنين مقاربتهم حّتى تقططوى أمثططل مططن مكططاثرتهم علططى‬
‫القرب فأعطهم ما سألوك و طاولهم ما طاولوك فإّنما هم بغوا عليك فل عهد لهم ‪.‬‬

‫] ‪[ 316‬‬

‫سلم فدعاه فلّما جائه قال ‪ :‬يا أبا حسن إّنه قد كان من الّناس ما قد‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫فأرسل إلى عل ّ‬
‫لط عطّز و‬
‫ن لهططم ا ّ‬
‫رأيت و كان مّني ما قد علمت و لست آمنهم على قتلي فارددهم عّني فطإ ّ‬
‫ق من نفسي و مططن غيططرى و إن كططان‬ ‫ل ما يكرهون و أن أعطيهم الح ّ‬ ‫ل أن أعتبهم من ك ّ‬
‫جّ‬
‫في ذلك سفك دمي ‪.‬‬

‫سلم ‪ :‬الّناس إلى عدلك أحطوج منهطم إلطى قتلطك و إّنطي لرى قومطا ل‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫فقال له عل ّ‬
‫ل ط لططترجعن عططن‬
‫ل بالرضي و قد كنت أعطيتهم في قدمتهم الولى عهططدا مططن ا ّ‬ ‫يرضون إ ّ‬
‫جميع ما نقموا فرددتهم عنك ثّم لم تف لهم بشيء من ذلك فل تغّرني هذه المرة من شططيء‬
‫ق‪.‬‬
‫فإني معطيهم عليك الح ّ‬

‫سلم إلى الّناس فقال ‪:‬‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫ن لهم ‪ .‬فخرج عل ّ‬
‫ل لفي ّ‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬فاعطهم فو ا ّ‬

‫ق فقد أعطيتموه إن عثمان قد زعم أّنه منصفكم من نفسططه و‬


‫أّيها الّناس إّنكم إّنما طلبتم الح ّ‬
‫من غيره و راجع عن جميع ما تكرهون فاقبلوا منه و وكدوا عليه ‪.‬‬
‫ل ما نرضى بقول دون فعل ‪ .‬فقال لهططم عل طيّ‬ ‫قال الّناس ‪ :‬قد قبلنا فاستوثق منه لنا فانا و ا ّ‬
‫سلم ‪ :‬ذلك لكم ‪ .‬ثّم دخل عليه فأخبره الخبر فقال عثمططان ‪ :‬اضططرب بينططي و بينهططم‬ ‫عليه ال ّ‬
‫أجل يكون لي فيه مهلة فإني ل أقدر على رّد ما كرهوا في يوم واحد ‪.‬‬

‫سلم ‪ :‬ما حضر بالمدينة فل أجل فيه و ما غاب فأجله وصول أمرك ‪.‬‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫قال له عل ّ‬

‫سططلم ‪ :‬نعططم ‪ ،‬فخططرج‬‫ي عليططه ال ّ‬


‫جلني فيما بالمدينة ثلثة أيام ‪ .‬قال عل ط ّ‬
‫قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬و لكن أ ّ‬
‫جله فيه ثلثا على أن يططرّد ك ط ّ‬
‫ل‬ ‫إلى الّناس فأخبرهم بذلك و كتب بينهم و بين عثمان كتابا أ ّ‬
‫ل على أحد مططن‬ ‫ل عامل كرهوه ‪ .‬ثّم أخذ عليه في الكتاب أعظم ما أخذ ا ّ‬ ‫مظلمة و يعزل ك ّ‬
‫خلقه من عهد و ميثاق و أشهد عليه ناسا من وجوه المهاجرين و النصار ‪.‬‬

‫ف المسلمون عنه و رجعوا إلى أن يفي لهم بما أعطاهم من نفسه ‪.‬‬
‫فك ّ‬

‫فجعل عثمان يتأهب للقتال و يستعد بالسلح و قد كان اتخذ جندا عظيما من رقيق الحمس‬
‫فمضت الّيام الثلثة و هو على حاله و لم يغير شيئا مما كرهوه و لم يعزل عامل ‪.‬‬

‫] ‪[ 317‬‬

‫» ععععع ععع عع ععع ع ع ع عع ع عع ع عع ع عع ع ع‬


‫عععععع « » ععععع عععع ععع ععع عع عععع «‬

‫فلّما أن أهل مصر جاءوا و شططكوا ابططن أبططي سططرح عططاملهم فنزلططوا المسططجد و شططكوا إلططى‬
‫صلة ما صنع بهم ابططن أبططي سططرح‬ ‫ل عليه و آله في مواقيت ال ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫أصحاب رسول ا ّ‬
‫فقام طلحة فتكلم بكلم شديد و أرسلت عائشة إلى عثمان فقالت له ‪ :‬قد تقّدم إليك أصطحاب‬
‫ل عليه و آله و سألوك عزل هذا الّرجططل و كطذا دخططل عليطه علطيّ عليطه‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫سلم فقال له ‪:‬‬
‫ال ّ‬

‫إّنما يسألونك رجل مكان رجل و قد ادعوا قبله دما فاعزله عنه و اقض بينهم فططإن وجططب‬
‫لهم عليه حق فأنصفهم منه ‪.‬‬

‫فقال ‪ :‬اختاروا رجل اوليه عليهم ‪ .‬فقالوا ‪ :‬استعمل محّمد بن أبي بكر فكتب عثمان عهططده‬
‫له و خرج معه عدد من المهاجرين و النصار ينظرون فيمططا بيططن ابططن أبططي سططرح و‬
‫وو ّ‬
‫أهل مصر ‪.‬‬

‫فخرج محّمد و من معه حّتى إذا كانوا على مسططيرة ثلث ليططال مططن المدينططة فططي الموضططع‬
‫المعططروف بخمططس إذا هططم بغلم أسططود علططى بعيططر يخبططط البعيططر كططأنه طططالب أو هططارب‬
‫يتعّرض لهم ثّم يفارقهم ثّم يرجطع إليهططم ثطّم يفطارقهم و يسططيئهم و هططو مقبططل مطن المدينطة ‪،‬‬
‫فتأملوه فاذا هو ورش غلم عثمان علطى جمطل عثمطان فقطال لطه أصطحاب محّمطد بطن أبطي‬
‫بكر ‪ :‬ما قصتك و ما شأنك إن لك لمرا ؟‬

‫فقال ‪ :‬أنا غلم أمير المؤمنين وجهني إلى عامل مصر ‪ .‬فقال له رجل ‪ :‬هذا عامل مصططر‬
‫معنا ‪ ،‬قال ‪ :‬ليس هذا اريد ‪ .‬فاخبر محّمد بأمره فبعث في طلبه رجل فجاء به إليه فقال له‬
‫‪ :‬غلم من أنت ؟ فأقبل مرة يقول ‪ :‬أنا غلم مروان ‪ ،‬و مرة يقول ‪ :‬أنا غلم عثمان حّتى‬
‫عرفه رجل أّنه لعثمان فقال له محّمد ‪ :‬إلى من أرسلك ؟ قال ‪ :‬إلططى عامططل مصططر ‪ ،‬قططال ‪:‬‬
‫بماذا ؟ قال ‪ :‬برسالة ‪ .‬قال ‪ :‬أ ما معك كتاب ؟ قال ‪ :‬ل ‪ ،‬ففتشوه فلططم يجططدوا معططه كتابططا و‬
‫كانت معه إداوة قد يبست فيها شيء يتقلقل فحركوه ليخرج فلم يخططرج فشططقوا إداوتططه فططاذا‬
‫ل بن ابى سرح عامل مصر ‪.‬‬ ‫فيه كتاب من عثمان إلى عبد ا ّ‬

‫] ‪[ 318‬‬

‫ك الكتططاب بمحضططر منهططم فقططرأه‬‫فجمع محّمد من كان معه من المهاجرين و النصار ثّم ف ّ‬
‫فإذا فيه ‪ :‬إذا أتاك محّمد بن أبي بكر و فلن و فلن أن يصلبهم أو يقتلهم أو يقطططع أيططديهم‬
‫و أرجلهم من خلف و أبطل كتابهم و قّر على عملك حّتى يأتيك رأيي ‪.‬‬

‫فلما رأوا الكتاب فزعوا منه و رجعوا إلى المدينة و ختم محّمد الكتاب بخواتم النفر الططذين‬
‫سططلم و طلحططة و‬ ‫كانوا معه و دفعه إلى رجل منهم ثّم قدموا المدينة فجمعططوا علّيططا عليططه ال ّ‬
‫لط عليططه و آلططه ثطّم فكططوا الكتططاب‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫الزبير و سعدا و من كان من أصحاب رسول ا ّ‬
‫بمحضر منهم و أخبرهم بقصة الغلم و أقرأهم الكتاب فلم يبق أحططد مططن أهططل المدينططة إل‬
‫ل عليه و آلططه فلحقططوا بمنططازلهم و حصططر‬ ‫ي صّلى ا ّ‬‫حنق على عثمان ‪ ،‬و قام أصحاب الّنب ّ‬
‫الناس عثمان و أحاطوا به و منعوه الماء و الخروج و من كان معه و اجلططب عليططه محّمطد‬
‫بن أبي بكر ‪.‬‬

‫سططلم فقططالوا ‪ :‬ألططم تططر‬


‫و في تاريخ أبي جعفر الطبري ‪ :‬لما قدموا المدينة أتوا علّيا عليه ال ّ‬
‫لطط‬
‫ل دمه قم معنا إليه قال ‪ :‬و ا ّ‬ ‫ل قد أح ّ‬ ‫ل عثمان إنه كتب فينا بكذا و كذا و إن ا ّ‬ ‫إلى عدّو ا ّ‬
‫ط فنظطر‬ ‫ل مطا كتبطت إليكطم كتابطا قط ّ‬ ‫ل أقوم معكم إلى أن قالوا ‪ :‬فلم كتبت إلينا ؟ فقال ‪ :‬و ا ّ‬
‫بعضهم إلى بعض ثّم قال بعضهم لبعض ‪ :‬ألهذا تقاتلون أو لهذا تغضبون ؟‬

‫سلم فخرج من المدينة إلى قرية ثطّم إنهططم انطلقططوا حّتططى دخلططوا علططى‬ ‫ى عليه ال ّ‬
‫فانطلق عل ّ‬
‫عثمان فقالوا ‪ :‬كتبت فينا بكذا و كذا ‪.‬‬

‫ل الطذي ل‬‫فقال عثمان ‪ :‬إنما هما اثنتان أن تقيموا على رجلين من المسططلمين أو يمينطي بطا ّ‬
‫ل هو ما كتبططت و ل أمللططت و ل علمططت و قططد تعلمططون أن الكتططاب يكتططب علططى لسططان‬
‫إله إ ّ‬
‫ل دمططك و نقضططت العهططد و‬
‫لا ّ‬
‫ل أح ّ‬
‫الّرجل و قد ينقش الخاتم على الخاتم ‪ .‬فقالوا ‪ :‬فقد و ا ّ‬
‫الميثاق فحاصروه ‪.‬‬

‫و فيه أيضا لما قدموا المدينة أرسلوا إلى عثمان أ لم نفارقك على أنططك زعمططت أنططك تططائب‬
‫ل و ميثاقه ؟‬‫من أحداثك و راجع عما كرهنا منك و أعطيتنا على ذلك عهد ا ّ‬

‫قال ‪ :‬بلى أنا على ذلك ‪ .‬قالوا ‪ :‬فما هذا الكتاب اّلذي وجدنا مططع رسططولك و كتبططت بططه إلططى‬
‫عاملك ؟ قال ‪ :‬ما فعلت و ل لى علططم بمططا تقولططون ‪ .‬قططالوا ‪ :‬بريططدك علططى جملططك و كتططاب‬
‫كاتبك عليه خاتمك قال ‪ :‬أّما الجمل فمسروق ‪ ،‬و قد يشبه الخط الخط ‪ ،‬و أما‬

‫] ‪[ 319‬‬

‫الخاتم فانتقش عليه ‪ .‬قالوا ‪ :‬فإنا ل نعجل عليك و إن كّنططا قططد اتهمنططاك اعططزل عّنططا عمالططك‬
‫الفسططاق و اسططتعمل علينططا مططن ل يّتهططم علططى دمائنططا و أموالنططا و اردد علينططا مظالمنططا قططال‬
‫عثمان ‪ :‬ما أراني إذا في شيء إن كنت أستعمل من هويتم و أعزل مططن كرهتططم المططر إذا‬
‫ن فانظر لنفسك أودع ‪،‬‬ ‫ن أو لتقتل ّ‬
‫ن أو لتعزل ّ‬
‫ل لتفعل ّ‬
‫أمركم ‪ .‬قالوا ‪ :‬و ا ّ‬

‫ل فحصروه أربعين ‪.‬‬


‫فأبى عثمان عليهم و قال ‪ :‬لم أكن لخلع سربال سر بلنيه ا ّ‬

‫» عععع ععع ععع ع عععععع ع ععععع ععععع «‬

‫سططلم‬‫ي عليططه ال ّ‬
‫و في المامة و السياسة للدينوري ‪ :‬ذكروا أن أهل مصططر أقبلططوا إلططى علط ّ‬
‫ل دمططه ‪ ،‬فقططال علطيّ عليططه‬ ‫لا ّ‬
‫ل ما ذا كتب فينا ؟ قم معنا إليه فقد أح ّ‬
‫فقالوا ‪ :‬أ لم تر عدّو ا ّ‬
‫ل ط مططا‬
‫سططلم ‪ :‬ل و ا ّ‬ ‫ل ل أقوم معكم قالوا ‪ :‬فلم كتبت إلينا ؟ قال على عليططه ال ّ‬ ‫سلم ل و ا ّ‬‫ال ّ‬
‫ط فنظر بعضهم إلى بعض ‪ .‬ثّم أقبل الشتر النخعي من الكوفة في ألف‬ ‫كتبت إليكم كتابا ق ّ‬
‫رجل و أقبل ابن أبي حذيفة من مصر في اربعمائة رجل فأقام اهل الكوفططة و أهططل مصططر‬
‫ن طلحططة قططال‬ ‫بباب عثمان ليل و نهارا و طلحة يحّرض الفريقين جميعا على عثمططان ثطّم إ ّ‬
‫لهم ‪ :‬إن عثمان ل يبالي ما حصرتموه و هو يدخل إليه الطعطام و الشطراب فطامنعوه المطاء‬
‫أن يدخل عليه ‪.‬‬

‫و في تاريخ الطبري ‪ :‬لما انكر عثمان أن يكططون كتططب الكتططاب و قطال هططذا مفتعططل قطالوا ‪:‬‬
‫ن الرسططول الططذي‬ ‫فالكتاب كتاب كاتبك ‪ ،‬قال ‪ :‬اجل و لكنه كتبططه بغيططر امططرى ‪ ،‬قططالوا ‪ :‬فططإ ّ‬
‫وجدنا معه الكتاب غلمك ‪ .‬قال ‪ :‬اجل و لكنه خرج بغير إذني ‪،‬‬

‫ل صططادق او‬‫قالوا فالجمل جملك ‪ .‬قال ‪ :‬اجل و لكّنه اخذ بغيططر علمططي ‪ ،‬قططالوا ‪ :‬مططا انططت إ ّ‬
‫كاذب فان كنت كاذبا فقد استحققت الخلع لما امرت به مططن سططفك دمائنططا بغيططر حقهططا و إن‬
‫كنت صادقا فقد استحققت ان تخلع لضعفك و غفلتك و خبث بطانتك لنه ل ينبغططي لنططا ان‬
‫نترك على رقابنا من يقتطع مثل هذا المر دونه لضعفه و غفلته ‪.‬‬

‫ل ط عليططه و آلططه و غيرهططم حيططن‬


‫ي صّلى ا ّ‬
‫و قالوا له ‪ :‬إنك ضربت رجال من اصحاب الّنب ّ‬
‫ق عند من يستنكرون من اعمالك فأقد من نفسك من‬ ‫يعظونك و يأمرونك بمراجعة الح ّ‬

‫] ‪[ 320‬‬

‫ضربته و انت له ظالم ‪.‬‬

‫ل مططن أصططبته بخطططاء‬


‫فقال ‪ :‬المام يخطىء و يصيب فل اقيد من نفسي لنى لو أقططدت كط ّ‬
‫أتى على نفسي ‪.‬‬

‫قالوا ‪ :‬إّنك قد أحدثت أحداثا عظاما فاستحققت بها الخلع فاذا كلمت فيها اعطيت التوبة ث طمّ‬
‫عدت إليها و إلى مثلها ثّم قدمنا عليك فاعطيتنا التوبة و الرجططوع إلططى الحططق و ل منافيططك‬
‫محّمد بن مسلمة و ضمن لنا ما حدث من أمر فططأخفرته فتططبرأ منططك و قططال ‪ :‬ل أدخططل فططي‬
‫ل عطّز و جط ّ‬
‫ل‬ ‫أمره فرجعنا أّول مّرة لنقطع حجتك و نبلغ أقصى العذار إليك نستظهر بططا ّ‬
‫عليك فلحقنا كتاب منك إلى عاملك علينا تأمره فينطا بالقتططل و القطططع و الصططلب و زعمططت‬
‫أّنه كتب بغير علمك و هو مع غلمك و علططى جملططك و بخططط كاتبططك و عليططه خاتمططك فقططد‬
‫وقعت عليك بذلك التهمة القبيحة مع ما بلونا منك قبل ذلك من الجور في الحكططم و الثططرة‬
‫في القسم و العقوبة للمر بالتبسط من الّناس و الظهار للتوبة ثّم الّرجوع إلططى الخطيئة و‬
‫لطط‬
‫لقد رجعنا عنك و ما كان لنا أن نرجع حتى نخلعك و نستبدل بك من اصحاب رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله من لم يحدث مثل ما جربنا منك و لم يقططع عليططه مططن التهمططة مططا وقططع‬
‫صّلى ا ّ‬
‫عليك فاردد خلفتنا و اعتزل امرنا فان ذلك أسلم لنا منك و أسلم لك مّنا ‪.‬‬

‫فقال عثمان ‪ :‬فرغتم من جميع ما تريدون ؟ قالوا ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪ :‬أما بعد فاّنكم لم تعدلوا فططي‬
‫لط و‬
‫المنطق و لم تنصفوا في القضاء أّما قولكم تخلططع نفسططك فل أنططزع قميصططا قمصططنيه ا ّ‬
‫ل الخائف منه‬ ‫ل الفقير إلى ا ّ‬‫لكّني أتوب و أنزع و ل أعود لشيء عابه المسلمون فإّني و ا ّ‬
‫‪.‬‬

‫ن هذا لو كان أّول حدث أحدثته ثم تبت منه و لم تقم عليه لكان علينا أن نقبل منك‬ ‫قالوا ‪ :‬إ ّ‬
‫و أن ننصرف عنك ‪ ،‬و لكنططه قططد كططان منططك مططن الحططداث قبططل هططذا مططا قططد علمططت و لقططد‬
‫انصرفنا عنك في المّرة الولى و ما نخشى أن تكتب فينا و ل من اعتللططت بططه بمططا وجططدنا‬
‫في كتابك مع غلمك و كيف نقبل توبتك و قد بلونا منك أن ل تعطى‬

‫] ‪[ 321‬‬
‫ل عدت عليه فلسنا منصرفين حتى نعزلططك و نسططتبدل بططك فططإن‬ ‫من نفسك التوبة من ذنب إ ّ‬
‫حال من معك من قومك و ذوى رحمك و أهل النقطاع إليططك دونططك بقتططال قاتلنططاهم حّتططى‬
‫ل ‪ .‬إلى أن قال ‪ :‬ثّم انصرفوا عن عثمططان و آذنططوه‬ ‫نخلص إليك فنقتلك أو تلحق أرواحنا با ّ‬
‫لط‬
‫ل ل أكذب ا ّ‬ ‫بالحرب ‪ ،‬و ارسل عثمان إلى محّمد بن مسلمة فكّلمه أن يرّدهم فقال ‪ :‬و ا ّ‬
‫في سنة مرتين ‪.‬‬

‫ن علّيا جاء عثمان بعد انصراف المصريين فقال له ‪ :‬تكلططم كلمططا يسططمعه‬ ‫قال الطبري ‪ :‬إ ّ‬
‫ل على ما في قلبك من النططزوع و النابططة فططان البلد‬ ‫الّناس منك و يشهدون عليه و يشهد ا ّ‬
‫ي اركب إليهم و ل‬ ‫قد تمخضت عليك فل آمن ركبا آخرين يقدمون من الكوفة فتقول يا عل ّ‬
‫أقدر أن أركب إليهم و ل أسمع عذرا و يقدم ركططب آخططرون مططن البصططرة فتقططول يططا علط ّ‬
‫ي‬
‫اركب إليهم فان لم أفعل رأيتني قد قطعت رحمك و استحققت » استخففت ظ « بحّقك ‪.‬‬

‫فخرج عثمان فخطب الخطبة اّلتي نزع فيها و أعطى الّناس من نفسه التوبة فقام فحمد الّ‬
‫ل ما عاب مططن عططاب منكططم شططيئا‬ ‫و أثنى عليه بما هو أهله ثّم قال ‪ :‬أّما بعد أّيها الّناس فو ا ّ‬
‫ل عططن رشططدي‬ ‫ل و أنا أعرفه و لكنى مّننتني نفسي و كّذبتني و ض ّ‬ ‫أجهله و ما جئت شيئا إ ّ‬
‫ل عليه و آله يقول ‪ :‬من زل فليتب و من أخطأ فليتب و ل‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫و لقد سمعت رسول ا ّ‬
‫يتمادي في الهلكة إن مطن تمطادى فطي الجطور كطان أبعطد مطن الطريطق فأنطا أّول مطن اتعطظ‬
‫ل مما فعلت و أتوب إليه فمثلي نزع و تاب فاذا نزلت فليأتني اشرافكم فليرونططي‬ ‫أستغفر ا ّ‬
‫ن ذل العبططد و لكططون ّ‬
‫ن‬ ‫ن بسططنة العبططد و لذل ط ّ‬
‫ل ط لئن رّدنططي الحططق عبططدا لسططتن ّ‬
‫رأيهططم فططو ا ّ‬
‫ل إليططه فل يعجططزن عنكططم‬ ‫لط مططذهب إ ّ‬‫كالمرقوق إن ملك صبر و إن عتق شكر و ما عن ا ّ‬
‫ى أبت يميني لتتابعني شمالي ‪.‬‬ ‫خياركم أن يدنو إل ّ‬

‫فلما نزل عثمان وجد في منزله مروان و سعيدا و نفرا من بني أمّية و لططم يكونططوا شططهدوا‬
‫الخطبة فلما جلس قططال مططروان ‪ :‬يططا أميططر المططؤمنين أتكّلططم أم أصططمت ؟ فقططالت نائلططة ابنططة‬
‫لط قططاتلوه و مؤتمططوه إّنططه قططد قططال‬
‫الفرافصة امرأة عثمان الكلبّية ‪ :‬ل بل اصمت فططانهم و ا ّ‬
‫مقالة ل ينبغي له أن ينزع عنها ‪ ،‬فأقبل عليها مروان فقال ‪ :‬ما أنت و ذاك‬

‫] ‪[ 322‬‬

‫ضأ ‪ ،‬فقالت له ‪ :‬مهل يا مروان عن ذكر الباء تخبر‬ ‫ل لقد مات أبوك و ما يحسن يتو ّ‬ ‫فو ا ّ‬
‫لط لططو ل أّنططه‬
‫عن أبي و هو غائب تكذب عليه و إن أباك ل يستطيع أن يططدفع عنططه أمططا و ا ّ‬
‫عّمه و أنه يناله غّمه أخبرتك عنه ما لن أكذب عليه ‪ ،‬فأعرض عنها مروان ث طّم قططال ‪ :‬يططا‬
‫أمير المؤمنين أتكّلم أم أصمت ؟ قال ‪ :‬بل تكّلم ‪.‬‬

‫لط لططوددت أن مقالتططك هططذه كططانت و أنططت ممتنططع منيططع‬


‫فقال مروان ‪ :‬بأبي أنت و اّمي و ا ّ‬
‫طططبيين و‬
‫فكنت أّول من رضى بها و أعان عليها و لكنك قلت ما قلت حيططن بلططغ الحططزام ال ّ‬
‫ل لقامططة علططى خطيئة تسططتغفر‬ ‫طة الذليلة الذليل و ا ّ‬
‫خلف السبيل الزبى و حين أعطى الخ ّ‬
‫ل منها أجمل من توبة تخوف عليها و إنك إن شئت تقربت بالتوبة و لم تقططرب بططالخطيئة‬ ‫ا ّ‬
‫و قد اجتمع إليك على الباب مثل الجبال من الناس ‪.‬‬

‫فقال عثمان ‪ :‬فاخرج إليهم فكّلمهم فاّني استحيى ان اكلمهم ‪.‬‬

‫فخرج مروان إلى الباب و الّناس يركب بعضططهم بعضططا فقططال ‪ :‬مططا شططأنكم قططد اجتمعتططم ؟‬
‫ل إنسططان آخططذ بططاذن صططاحبه ال مططن اريططد جئتططم‬
‫كأّنكم قططد جئتططم لنهططب شططاهت الوجططوه كط ّ‬
‫ل ط لئن رمتمونططا ليمططرن عليكططم‬‫ترويدون ان تنزعوا ملكنا من ايدينا ؟ اخرجوا عنا اما و ا ّ‬
‫ل ما نحن مغلوبين‬ ‫ب رأيكم ارجعوا إلى منازلكم فانا و ا ّ‬ ‫منا امر ل يسركم و ل تحمدوا غ ّ‬
‫على ما في ايدينا ‪.‬‬

‫سلم فططاخبره الخططبر فجططاء علطيّ عليططه‬ ‫فرجع الّناس و خرج بعضهم حّتى اتى علّيا عليه ال ّ‬
‫سلم مغضبا حّتى دخل على عثمان فقال ‪ :‬اما رضيت من مروان و ل رضططى منططك إ ّ‬
‫ل‬ ‫ال ّ‬
‫ل ما مروان بذي‬ ‫بتحرفك عن دينك و عن عقلك مثل جمل الظعينة يقاد حيث يسار به و ا ّ‬
‫ل إّني لراه سيوردك ث طّم ل يصططدرك و مططا انططا بعططائذ بعططد‬ ‫رأى في دينه و ل نفسه و ايم ا ّ‬
‫مقامي هذا لمعاتبتك اذهلت شرفك و غلبت على امرك ‪.‬‬

‫سلم دخلت عليه نائلة ابنططة الفرافصططة امرأتططه فقططالت ‪ :‬قططد سططمعت‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫فلما خرج عل ّ‬
‫ى لك و إّنه ليس يعاودك و قد اطعت مروان يقودك حيث شاء ‪.‬‬ ‫قول عل ّ‬

‫ل وحططده ل شططريك لططه و تتبططع سططنة صططاحبيك مططن‬


‫قال عثمان ‪ :‬فما اصنع ؟ قالت ‪ :‬تتقى ا ّ‬
‫قبلك فانك متى اطعت مروان قتلك و مروان ليس له عند الّناس قدر‬

‫] ‪[ 323‬‬

‫سطلم‬‫ي عليطه ال ّ‬
‫و ل هيبة و ل محبة و إنما تركطك الّنطاس لمكطان مطروان فأرسطل إلطى علط ّ‬
‫سلم فططأبى‬‫ي عليه ال ّ‬
‫ن له قرابة منك و هو ل يعصى ‪ ،‬فأرسل عثمان إلى عل ّ‬ ‫فاستصلحه فإ ّ‬
‫أن يأتيه و قال ‪:‬‬

‫قد أعلمته له أنى لست بعائد ‪ .‬فبلغ مروان مقالة نائلة فيه فجاء إلى عثمان فجلس بين يديه‬
‫فقال ‪ :‬أتكلم أو أسكت ؟ فقال ‪ :‬تكّلم ‪ ،‬فقال ‪ :‬إن بنت الفرافصة ‪ ،‬فقال عثمان ‪:‬‬

‫ف مروان ‪.‬‬
‫ل أنصح لي منك فك ّ‬
‫ل تذكرنها بحرف فاسّوى لك وجهك فهى و ا ّ‬

‫فلما رأى عثمان ما قد نزل به و ما قد انبعث عليه من الّناس كتططب إلططى معاويططة ابططن أبططي‬
‫ل الّرحمن الّرحيم أّما بعد فإن أهل المدينة قد كفططروا و أخلفططوا‬
‫سفيان و هو بالشام ‪ :‬بسم ا ّ‬
‫ل صعب و ذلول ‪،‬‬ ‫ى من قبلك من مقاتلة أهل الشام على ك ّ‬
‫الطاعة و نكثوا البيعة فابعث إل ّ‬
‫ثّم كتب إلى يزيد بن أسد بن كرز و إلى أهل الشام ‪ :‬إن كان عندكم غياث فالعجططل العجططل‬
‫ي‪.‬‬‫ن القوم معاجل ّ‬
‫فا ّ‬

‫» عععععع ععععع عع عععع ععععع عععع «‬

‫ن عثمان لما منع الماء صعد على القصر و استوى في أعله ث طمّ‬ ‫في المامة و السياسة ‪ :‬إ ّ‬
‫نادى أين طلحة ؟ فأتاه فقطال ‪ :‬يططا طلحططة أمططا تعلططم أن بئر رومططة كططانت لفلن اليهططودي ل‬
‫ل بثمطن فاشططتريتها بطأربعين ألفطا فجعلططت رشطائي فيهططا‬
‫يسقى أحدا من الناس منها قططرة إ ّ‬
‫ن أحططدا يمنططع‬
‫كرشاء رجل من المسلمين ‪ ،‬لم أستأثر عليهم ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬فهل تعلم أ ّ‬
‫أن يشرب منها اليوم غيري ؟ لم ذلك ؟ ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬لّنك بّدلت و غّيرت ‪.‬‬

‫ل قال ‪ :‬من اشططترى هططذا الططبيت و زاده فططي المسططجد فلططه بططه‬
‫ن رسول ا ّ‬
‫قال ‪ :‬فهل تعلم ‪ :‬أ ّ‬
‫الجّنة ‪ ،‬فاشتريته بعشرين ألفا و أدخلته في المسجد ‪ .‬قال طلحة ‪ :‬نعم ‪ .‬قال ‪:‬‬

‫صلة غيري ؟ قال ‪ :‬ل ‪ .‬قال ‪ :‬لم ؟‬


‫فهل تعلم اليوم أحدا يمنع فيه من ال ّ‬

‫قال ‪ :‬لّنك غّيرت و بّدلت ‪.‬‬

‫» عععع ععععع عع عععع «‬

‫ل بن عّباس‬
‫روى الطبرى ص ‪ 411‬ج ‪ 3‬طبع مصر ‪ 1357‬ه باسناده عن عبد ا ّ‬

‫] ‪[ 324‬‬

‫ابن ربيعة قال ‪ :‬دخلت على عثمان فتحدثت عنده ساعة ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا ابن عباس تعططال فأخططذ‬
‫بيدي فأسمعني كلم من على باب عثمان فسمعنا كلما منهم من يقول ‪ :‬ما تنتظرون به ‪،‬‬
‫و منهم من يقول ‪ :‬انظروا عسى أن يراجع فبينا أنا و هو واقفان إذ مر طلحة بن عبيد ا ّ‬
‫ل‬
‫فوقف فقال أين ابن عديس ؟ فقيل ‪ :‬ها هو ذا ‪ .‬فجائه ابن عططديس فناجططاه بشططيء ثططم رجططع‬
‫ابن عديس فقال لصحابه ‪ :‬ل تتركوا أحدا يدخل على هذا الّرجل و ل يخرج من عنططده ‪،‬‬
‫لط ‪ ،‬ثطّم قططال عثمططان ‪ :‬اللهططم اكفنططي‬
‫قال ‪ :‬فقال لي عثمان ‪ :‬هذا ما أمر به طلحة بن عبيد ا ّ‬
‫ل إنى لرجو أن يكون منها صططفر أو‬ ‫ل فاّنه حمل على هؤلء و أّلبهم و ا ّ‬ ‫طلحة بن عبيد ا ّ‬
‫ل له ‪.‬‬
‫أن يسفك دمه إّنه انتهك مّني ما ل يح ّ‬
‫» ععععع عععع ع عععععع ععع ععععع «‬

‫في الجمل للمفيد ‪ :‬لما أبى عثمان أن يخلع نفسه توّلى طلحططة و الزبيططر حصططاره و الّنططاس‬
‫سططلم‬ ‫ي عليططه ال ّ‬
‫معهما على ذلك فحصروه حصططرا شططديدا و منعططوه المططاء و أنفططذ إلططى علط ّ‬
‫ن طلحة و الزبير قد قتلني من العطش و الموت بالسلح أحسططن ‪ ،‬فخططرج عليططه‬ ‫يقول ‪ :‬إ ّ‬
‫لط و‬ ‫سلم معتمدا على يد المسود بن مخزمة الزهري حّتى دخل على طلحة بططن عبيططد ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫هو جالس في داره يسوى نبل و عليه قميص هندي فلما رآه طلحة رحططب بططه و وسططع لططه‬
‫ى أنكم قططد هلكتمططوه عطشططا‬ ‫ن عثمان قد أرسل إل ّ‬ ‫سلم إ ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫على الوسادة ‪ ،‬فقال له عل ّ‬
‫و أن ذلك ليس بالحسن و القتل بالسلح أحسن و كنت قد آليت على نفسططي أن ل أرّد عنططه‬
‫أحدا بعد أهل مصر و أنا احب أن تدخلوا عليه الماء حّتى تروا رأيكم فيه ‪ ،‬فقططال طلحططة ‪:‬‬
‫سططلم ‪ :‬مطا كنططت‬ ‫ي عليططه ال ّ‬
‫ل ل ننعمنه عينا و ل نتركه يأكل و ل يشرب ‪ ،‬فقال علط ّ‬ ‫لوا ّ‬
‫أظن أن اكلم أحدا من قريش فيرّدني ‪ ،‬دع ما كنت فيه يا طلحة ‪،‬‬

‫سلم مغضبا و قال ‪:‬‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫ي في ذلك من شيء فقام عل ّ‬
‫فقال طلحة ‪ :‬ما كنت أنت يا عل ّ‬

‫ستعلم يا ابن الحضرمية أكون في ذلك من شيء أم ل ‪ ،‬ثّم انصرف ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬و روي أبو حذيفة بن إسحاق بن بشير القرشي أيضططا قططال ‪ :‬حططدثني يزيططد ابططن أبططي‬
‫ل إّني لنظر إلى طلحة و عثمان‬ ‫زياد عن عبد الّرحمن بن أبي ليلى قال ‪ :‬و ا ّ‬

‫] ‪[ 325‬‬

‫محصور و هو على فرس أدهم و بيده الرمح يجول حول الدار و كأّني انظر إلططى بيططاض‬
‫ما وراء الدرع ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬و روى أبو إسحاق قال ‪ :‬لما اشتّد الحصار بعثمان عمد بنو امّية علططى إخراجططه ليل‬
‫ل و هو‬ ‫إلى مّكة و عرف الّناس فجعلوا عليه حرسا و كان على الحرس طلحة ابن عبيد ا ّ‬
‫أّول من رمى بسهم في دار عثمان ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬قال ‪ :‬و اطلع عثمان و قد اشتّد به الحصار و ظمأ من العطش فنادى ‪:‬‬

‫ل ‪ ،‬فناداه الزبير بططن الع طّوام يططا‬


‫أّيها الّناس اسقونا شربة من الماء و أطعمونا مّما رزقكم ا ّ‬
‫ل ل تذوقه ‪.‬‬
‫نعثل ل و ا ّ‬

‫قال ‪ :‬و روى أبو حذيفة القرشي عن العمش عططن حططبيب بطن ثطابت عططن تغلبطة بطن يزيطد‬
‫ل قططد حيططل بيططن‬
‫الحماني قال ‪ :‬أتيت الزبير و هو عند أحجار الزيت فقلت له ‪ :‬يا أبا عبد ا ّ‬
‫أهل الدار و بين الماء فنظر نحوهم و قال ‪ » :‬و حيل بينهم و بيططن مططا يشططتهون كمططا فعططل‬
‫ك مريططب « ) سططبأ ‪ ( 54 :‬فهططذه الحططاديث مططن جملططة‬
‫بأشياعهم من قيل إّنهم كانوا في شط ّ‬
‫كثيرة في هذا المعنى ‪.‬‬

‫» ع عع عع عع ع ع ععع عع ع ععع عععععع ع ع‬


‫ععععععع ععع ععععع «‬

‫ن عمططرو بططن‬ ‫روى أبو جعفططر الطططبري فططي التاريططخ ص ‪ 395‬ج ‪ 3‬طبططع مصططر ‪ 1357‬أ ّ‬
‫العاص كان مّمن يحرض على عثمان و يغرى به و لقد خطططب عثمططان يومططا فططي أواخططر‬
‫ل يا عثمططان فإنططك قططد ركبططت نهططابير و ركبناهططا‬ ‫خلفته فصاح به عمرو بن العاص اتق ا ّ‬
‫لط جّبتططك منططذ‬
‫ل نتب فناداه عثمان و إّنططك ههنططا يططا ابططن النابغططة قملططت و ا ّ‬
‫معك فتب إلى ا ّ‬
‫لط و نططودى مططن اخططرى مثططل ذلططك و‬ ‫تركتك من العمل فنودى من ناحية اخرى تططب إلططى ا ّ‬
‫أظهر التوبة يكف الّناس عنك قال ‪ :‬فرفع عثمان يديه مدا و استقبل القبلة فقال ‪ :‬اللهم اني‬
‫أول تائب إليك و رجع منزله و خرج عمرو بن العاص حتى نزل منزلططه بفلسطططين فكططان‬
‫ل إن كنت للقى الراعى فاحّرضه عليه ‪ .‬و كذا نقل تططأليبه علططى عثمططان علططى‬ ‫يقول ‪ :‬و ا ّ‬
‫التفصيل و التطويل في ص ‪ 392‬فراجع ‪.‬‬

‫] ‪[ 326‬‬

‫و في ص ‪ 392‬منه ‪ :‬كان عمرو بن العاص على مصر عامل لعثمان فعزله عن الخراج‬
‫لط بططن‬
‫ل بن سعد على الخراج ثّم جمعهمططا لعبططد ا ّ‬‫صلة و استعمل عبد ا ّ‬
‫و استعمله على ال ّ‬
‫سعد فلما قدم عمرو بن العاص المدينة جعل يطعن على عثمان فأرسل إليططه يومططا عثمططان‬
‫خاليا به فقال ‪ :‬يا ابن النابغة ما أسرع ما قمل جّربان جّبتك إّنما عهدك بالعمططل عامططا أّول‬
‫ل لو ل أكلة ما فعلت ذلك ‪.‬‬ ‫ي ؟ و تأتيني بوجه و تذهب عني بآخر و ا ّ‬ ‫أتطعن عل ّ‬

‫لط يطا أميططر‬‫ن كثيرا مّمططا يقطول الّنططاس و ينقلطون إلطى ولتهطم باططل فطاتق ا ّ‬
‫فقال عمرو ‪ :‬إ ّ‬
‫ل لقد استعملتك على ظلعك و كثرة القالططة فيططك ‪،‬‬ ‫المؤمنين في رعيتك ‪ ،‬فقال عثمان ‪ :‬و ا ّ‬
‫طاب ففارقني و هو عني راض فقال عثمططان ‪ :‬و‬ ‫فقال عمرو ‪ :‬قد كنت عامل لعمر بن الخ ّ‬
‫ى أمططا و‬‫ل لو آخذتك بما آخذك به عمر لستصمت و لكّني لنت عليك فاجترأت عل ط ّ‬ ‫أنا و ا ّ‬
‫ل لنا أعز منك نفرا في الجاهلية و قبل أن ألى هذا السلطان فقال عمرو ‪ :‬دع عنك هططذا‬ ‫ا ّ‬
‫ل عليه و آله و هذانا به قد رأيت العاص بن وائل و‬ ‫ل الذي أكرمنا بمحّمد صّلى ا ّ‬ ‫فالحمد ّ‬
‫ل للعاص كان أشرف من أبيك ‪ ،‬فانكسططر عثمططان و قططال ‪ :‬مططا لنططا و‬ ‫رأيت أباك عفان فو ا ّ‬
‫لذكر الجاهلية ‪ ،‬و خرج عمرو و دخل مروان فقال ‪ :‬يا أمير المؤمنين و قططد بلغططت مبلغططا‬
‫يذكر عمرو بن العاص أباك ؟ فقال عثمان ‪ :‬دع هذا عنك مططن ذكططر آبططاء الرجططال ذكططروا‬
‫أباه ‪.‬‬
‫فخرج عمرو من عند عثمان و هو محتقد عليه يأتي علّيا مرة فيؤّلبه على عثمططان و يططأتى‬
‫الّزبير مرة فيؤلبه على عثمان و يأتى طلحة مرة فيططؤّلبه علططى عثمططان و يعططترض الحططاج‬
‫فيخبرهم بما أحدث عثمان ‪ ،‬فلّما كان حصر عثمان الّول خرج من المدينططة حّتططى انتهططى‬
‫إلى أرض له بفلسطين يقال لها السبع فنططزل فططي قصططر لططه يقططال لططه العجلن و هططو يقططول‬
‫لط‬
‫العجب ما يأتينا عن ابن عفان فبينا هو جالس في قصره ذلك و معه ابناه محّمد و عبد ا ّ‬
‫و سلمة بن روح الجذامي إذ مّر بهم راكب فناداه عمرو من أين قدم الّرجل ؟ فقال ‪ :‬مططن‬
‫المدينة قال ‪ :‬ما فعل الّرجل ؟ يعني عثمان ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫ل قد يضرط العيططر و المكططواة‬


‫تركته محصورا شديد الحصار ‪ ،‬قال عمرو ‪ :‬أنا أبو عبد ا ّ‬
‫في الّنار فلم يبرح مجلسه ذلك حّتى مّر به راكب آخر فناداه عمرو ما فعل الرجل ؟‬

‫] ‪[ 327‬‬

‫ل إذا حككت قرحة نكأتها ان كنت لحطّرض‬


‫يعني عثمان ‪ ،‬قال ‪ :‬قتل ‪ ،‬قال ‪ :‬أنا أبو عبد ا ّ‬
‫عليه حّتى أني لحّرض عليه الراعي في غنمه في رأس الجبل ‪.‬‬

‫فقال سلمة بن روح ‪ :‬يا معشر قريش إّنه كان بينكم و بين العرب باب وثيططق فكسططرتموه‬
‫فما حملكم على ذلك ؟ فقال ‪ :‬أردنا أن نخرج الحق من حططافرة الباطططل و أن يكططون الّنططاس‬
‫في الحق شرعا سواء ‪.‬‬

‫و كانت عند عمرو اخت عثمان لّمه ام كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ففارقها حين عزله‬
‫‪.‬‬

‫عععع‬

‫جربان ‪ :‬بضم الّولين و تشديد الباء و بكسرهما أيضا ‪ :‬جيب الجّبة و القميص و نحوهما‬
‫و يقال بالفارسّية گريبان جامه و يشططبه أن يكططون معربططه ‪ .‬و قططوله ‪ :‬قططد يضططرط العيططر و‬
‫المكواة في النار ‪ ،‬مثل يضرب للرجل يخوف المر فيجطزع قبططل وقطوعه فيططه و أّول مططن‬
‫قال ذلك عرفطة بن عرفجة الهزائي ذكر تفصيله أبو هلل العسكري في الباب الحادي و‬
‫العشرين من جمهرة المثال و الميداني في الباب الحادي و العشرين مططن مجمططع المثططال‬
‫فراجع ‪.‬‬

‫» عععع ع عععع ع عععع ععع ععععع ععع ععع ع ع‬


‫ععع ععع عععع عععععع «‬

‫قال المسعودي في مروج الذهب ص ‪ 4‬ج ‪ 2‬طبع مصر ‪ 1346‬ه ‪ :‬و قد كططان عمططرو بططن‬
‫العاص انحرف عن عثمان لنحرافه و تولية مصر غيره فنزل الشام فلما اتصططل بططه أمططر‬
‫ي كتب إلى معاوية يهّزه و يشير عليه بالمطالبة بدم عثمان و‬ ‫عثمان و ما كان من بيعة عل ّ‬
‫ل شططيء تملكططه فاصططنع مططا أنططت‬‫كان فيما كتب به إليه ‪ :‬ما كنت صانعا إذا قشططرت مططن كط ّ‬
‫ل ط ل اعينططك مططن‬‫صانع ‪ ،‬فبعث إليه معاوية فساّر إليه فقال له معاوية ‪ :‬بططايعني قططال ‪ :‬و ا ّ‬
‫دينى حّتى أنال من دنياك ‪ ،‬قال ‪ :‬سل ‪ ،‬قال ‪ :‬مصر طعمة فأجابه إلى ذلك و كتططب لططه بططه‬
‫كتابا و قال عمرو بن العاص في ذلك ‪:‬‬

‫معطططططططططططططططططاوى ل أعطيطططططططططططططططططك دينطططططططططططططططططي و لطططططططططططططططططم أنطططططططططططططططططل‬


‫به منك دنيا فانظرن كيف تصنع‬

‫] ‪[ 328‬‬

‫فطططططططططططططططططان تعطنطططططططططططططططططي مصطططططططططططططططططرا فأربطططططططططططططططططح صطططططططططططططططططفقة‬


‫أخذت بها شيخا يضّر و ينفع‬

‫روى الطبري أيضا ) ص ‪ 560‬ج ‪ ( 3‬اّنه لما احيط بعثمان خرج عمرو بن العططاص مططن‬
‫ل و محّمد إلى أن قططال فططي كلم طويططل حّتططى‬
‫المدينة متوجها نحو الشام و معه ابناه عبد ا ّ‬
‫ضون معاوية على الطلب بدم عثمان فقال عمرو بططن‬ ‫قدم على معاوية فوجد أهل الشام يح ّ‬
‫العاص ‪ :‬أنتم على الحق اطلبوا بدم الخليفة المظلوم ‪ ،‬و معاوية ل يلتفت إلى قطول عمططرو‬
‫فقال ابنا عمرو لعمرو ‪ :‬أل ترى إلى معاوية ل يلتفت إلى قولك ؟ انصططرف إلططى غيططره ‪،‬‬
‫ل لعجب لطك إّنطي أرفطد مّمطا أرفطدك و أنطت معطرض‬ ‫فدخل عمرو على معاوية فقال ‪ :‬و ا ّ‬
‫ل إن قاتلنا معك نطلب بدم الخليفة إن في النفس من ذلك ما فيهططا حيططث نقاتططل‬‫عّني أما و ا ّ‬
‫من تعلم سابقته و فضله و قرابته و لكّنا إّنما أردنا هذه الدنيا ‪ ،‬فصالحه معاويططة و عطططف‬
‫عليه ‪ .‬انتهى ‪.‬‬

‫ق‬
‫أقول ‪ :‬ل يخفى على اولى الدراية و الفطانة أن عمرو بن العاص كان بمعزل عططن الح ط ّ‬
‫ل الططدنيا و التقططرب إلططى أهلهططا و اّنططه كأضططرا بططه ممططن سططمعت‬
‫و الصدق و ما كان هّمه إ ّ‬
‫لط سططخرّيا و كطانوا أهططل الختططل و الغطدر و‬ ‫أسامي بعضهم لعبوا بالدين و اتخطذوا كتطاب ا ّ‬
‫ي أمير المؤمنين بالعداوة الواغرة فططي‬ ‫حدين عل ّ‬ ‫ل العظم سّيد المو ّ‬ ‫ىا ّ‬‫قاموا إلى حرب ول ّ‬
‫لط و هططذا هططو‬
‫صدورهم و الضغائن الكامنة في قلوبهم حّبا للططدنيا الدنّيططة و بغضططا لهططل ا ّ‬
‫عمرو بن العاصى قال مّرة لعثمان ‪ :‬فاّنك قد ركبت نهططابير و ركبناهططا معطك و قطال تطارة‬
‫لشيعة عثمان ‪ :‬انتم على الحق اطلبوا بدم الخليفة المظلوم ‪ ،‬و اخرى اظهر خبث سريرته‬
‫سططلم ( و لكّنططا‬
‫فقال لمعاوية ‪ :‬نقاتل من تعلم سابقته و فضله و قرابته ) يعني عليا عليططه ال ّ‬
‫إّنما اردنا هذه الدنيا ‪.‬‬
‫» عععع ععععع عع ععععع ع ععععععع عععع «‬

‫في المامة و السياسة و غيططره مططن كتططب السططير ‪ :‬ان عائشططة كطانت أّول مططن طعططن علططى‬
‫عثمان و اطمع الّناس فيه و كانت تقول ‪ :‬اقتلوا نعثل فقد فجر ‪ .‬و تعنى من نعثل عثمان ‪.‬‬
‫و قال عبيد بن اّم كلب مخاطبا إّياها في ابيات له ‪:‬‬

‫] ‪[ 329‬‬

‫و أنططططططططططططططططططططططططت أمططططططططططططططططططططططططرت بقتططططططططططططططططططططططططل المططططططططططططططططططططططططام‬


‫و قلت لنا إّنه قد فجر‬

‫و تجّهزت عائشة خارجة إلى الحج هاربة و استتبعت أخاها ‪.‬‬

‫في الجمل للمفيد » ره « ‪ :‬و أّما تططأليب عائشططة علططى عثمططان فهططي أظهططر مّمططا وردت بططه‬
‫الخبار من تأليب طلحططة و الزبيططر عليططه فمططن ذلططك مططا رواه محّمططد بططن إسططحاق صططاحب‬
‫ل قال ‪ :‬دخلت يوما بالمدينة إلى المسجد فاذا كطط ّ‬
‫ف‬ ‫السيرة عن مشائخه عن حكيم بن عبد ا ّ‬
‫لط‬
‫ل ط ص طّلى ا ّ‬ ‫ف يقول ‪ :‬أّيها الّناس العهد قريب هذان نعل رسططول ا ّ‬ ‫مرتفعة و صاحب الك ّ‬
‫عليه و آله و قميصه و كأّني أرى ذلك القميص يلوح و أن فيكططم فرعططون هططذه الّمططة فططإذا‬
‫هي عائشة ‪ ،‬و عثمان يقول لها ‪ :‬اسكتي ثّم يقول للّناس ‪ :‬انها امرأة و عقلها عقططل النسططاء‬
‫فل تصغوا إلى قولها ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬و روى الحسن بن سعد قال ‪ :‬رفعت عائشة ورقة من المصططحف بيططن عططودتين مططن‬
‫وراء حجلها و عثمان قائم ثّم قالت ‪ :‬يا عثمان أقم ما في هذا الكتاب ‪ ،‬فقال ‪:‬‬

‫ل لن فعلت‬‫ن عّما أنت عليه أو لدخلن عليك حمر الّنار ‪ ،‬فقالت له عائشة ‪ :‬أما و ا ّ‬ ‫لتنتهي ّ‬
‫ل لم يتغّير و قد غّيرت سّنته ‪.‬‬
‫ل و رسوله و هذا قميص رسول ا ّ‬ ‫ي يلعنك ا ّ‬
‫ذلك بنساء الّنب ّ‬

‫قال ‪ :‬و روى الّليث بططن أبططي سططليمان عططن ثططابت النصططاري عططن ابططن أبططي عططامر مططولى‬
‫النصار قال ‪ :‬كنت في المسجد فمّر عثمان فنادته عائشة يا غدر يا فجر أحقططرت أمانتططك‬
‫و ضيعت رعيتك و لو ل الصلوات الخمس لمشى إليك الّرجال حّتى يذبحوك ذبح الشاة ‪،‬‬
‫ل مثل للذين كفروا امرأة نوح و امرأة لططوط كانتططا تحططت عبططدين‬‫فقال عثمان ‪ » :‬ضرب ا ّ‬
‫ل شيئًا و قيل ادخل الّنار مع الططداخلين‬
‫من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من ا ّ‬
‫« ) التحريم ‪. ( 11 :‬‬

‫ن الّرجططل‬
‫قال ‪ :‬و روى محّمد بططن إسطحاق المططدائني و حذيفططة قططال ‪ :‬لمططا عرفططت عائشططة أ ّ‬
‫مقتول تجّهزت إلى مّكة جاءها مروان بن الحكم و سعيد بن العاص فقال لهططا ‪ :‬إّنططا لنظططن‬
‫ل بك عنه ‪ ،‬قالت ‪ :‬ما أنا‬
‫ن الّرجل مقتول و أنت قادرة على الدفع عنه و إن تقيمي يدفع ا ّ‬
‫أّ‬
‫بقاعدة و قد قدمت ركابي و غريت غرائري و أوجبت الحج‬

‫] ‪[ 330‬‬

‫على نفسي فخرج من عندها مروان يقول زخرف قيططس علططى البلد حّتططى إذا اضطططربت‬
‫ك من صاحبك و‬ ‫فسمعت عائشة فقالت ‪ :‬أّيها المتمثل هلّم قد سمعت ما تقول اتراني في ش ّ‬
‫ل لوددت اّنه في غرارة من غرائري حّتى إذا مررت بالبحر قذفته فيه ‪ .‬فقططال مططروان ‪:‬‬ ‫ا ّ‬
‫ل تبّنيت ‪.‬‬
‫ل تبّنيت قل و ا ّ‬
‫قل و ا ّ‬

‫قال ‪ :‬قال فسارت عائشة فاستقبلها ابن عّباس بمنزل يقال له الصلعاء و ابططن عّبططاس يريططد‬
‫المدينة فقالت يا ابن عّباس اّنططك قططد اوتيططت عقل و بيانططا و إّيططاك ان تططرّد الّنططاس عططن قتططل‬
‫الطاغية ‪.‬‬

‫و سيأتي طائفة من الخبار في أقوالها له و ما فعلت بعد ذلك ‪.‬‬

‫» ععع ععععع «‬

‫لما حصر الّناس عثمان في داره منعوه الماء فأشرف على الّناس و قال ‪ :‬أل أحد يسقينا ؟‬
‫قال المسعودي ‪ :‬فبلغ علّيا طلبه للماء فبعث إليه بثلث قرب ماء فما وصل إليه ذلك حّتى‬
‫خرج جماعة من موالي بني هاشم و بني امّيه و ارتفع الصوت و كثر الضجيج و أحططدقوا‬
‫لط‬
‫بداره بالسلح و طالبوه بمروان فأبى أن يخلى عنه و في الّناس بنو زهرة لجل عبططد ا ّ‬
‫بن مسعود لّنه كان من أحلفها ‪ .‬و هذيل لّنه كان منها و بنو مخزوم و أحلفها لعمار ‪،‬‬
‫و غفار و أحلفها لجل أبي ذر ‪ ،‬و تيم بن مّرة مع محّمد ابن أبي بكر و غير هؤلء مططن‬
‫خلق كثير ‪.‬‬

‫قال الطبري ‪ :‬كان الحصر أربعين ليلة و النزول سبعين فلّما مضت مططن الربعيططن ثمططان‬
‫عشرة قدم ركبان من الوجوه فأخبروا خبر من تهيأ إليهم من الفاق ‪ :‬حطبيب مطن الشطام و‬
‫معاوية من مصر و القعقاع من الكوفة و مجاشع من البصرة فعندها حططالوا بيططن الّنططاس و‬
‫سططلم بالشطيء مّمطا‬ ‫ى عليططه ال ّ‬
‫ل شيء حّتى الماء و قد كان يدخل علط ّ‬
‫بين عثمان و منعوه ك ّ‬
‫يريد و طلبوا العلل فلم تطلع عليهم عّلة فعثروا في داره بالحجارة ليرموا فيقولوا قوتلنا و‬
‫ذلك ليل ‪.‬‬

‫ل ما رمينططاك‬
‫ن في الدار غيري ؟ قالوا ‪ :‬ل و ا ّ‬‫ل أل تعلمون أ ّ‬‫فناداهم عثمان ‪ :‬أل تتقون ا ّ‬
‫ل لو رمانا لم‬
‫ل عّز و ج ّ‬
‫نا ّ‬
‫ل ‪ ،‬قال ‪ :‬كذبتم إ ّ‬
‫قال ‪ :‬فمن رمانا ؟ قالوا ‪ :‬ا ّ‬

‫] ‪[ 331‬‬
‫يخطئنا و أنتم تخطئوننا و أشرف عثمان على آل حزم و هططم جيرانططه فسططرح ابنططا لعمططرو‬
‫ى بأّنهم قد منعونا الماء فإن قدرتم أن ترسططلوا إلينططا شططيئا مططن المططاء فطافعلوا و إلططى‬‫إلى عل ّ‬
‫ي و اّم حبيبططة جططاء‬
‫ي فكان أّولهم إنجططادا لططه علط ّ‬ ‫طلحة و الزبير و إلى عائشة و أزواج الّنب ّ‬
‫ن اّلذي تصنعون ل يشبه أمططر المططؤمنين‬ ‫سلم في الغلس فقال ‪ :‬يا أّيها الّناس إ ّ‬
‫ي عليه ال ّ‬‫عل ّ‬
‫و ل أمر الكافرين ل تقطعوا عن هذا الّرجل الماّدة فططان الطّروم و فططارس لتأسططر فتطعططم و‬
‫تسقى ‪.‬‬

‫ي عليه‬ ‫قال الدينوري في المامة و السياسة و المسعودي و الطبري ‪ :‬بعث عثمان إلى عل ّ‬
‫سططلم ثلث قططرب‬ ‫ي عليططه ال ّ‬
‫سلم يخبره أّنه منع من الماء و يستغيث بططه فبعططث إليططه علط ّ‬ ‫ال ّ‬
‫مملوءة ماء فما كادت تصل إليه فقال طلحة ‪ :‬ما أنت و هذا ؟ و كان بينهما فطي ذلططك كلم‬
‫ن معاوية قد بعث من الشططام يزيططد بططن أسططيد‬ ‫شديد فبينما هم كذلك إذا أتاهم آت فقال لهم ‪ :‬إ ّ‬
‫ل فانصرفوا ‪.‬‬ ‫ممّدا لعثمان في أربعة آلف من خيل الشام فاصنعوا ما أنتم صانعون و إ ّ‬

‫قال المسعودي ‪ :‬فلّما بلغ علّيا أّنهم يريدون قتله بعططث بططابنيه الحسططن و الحسططين و مططواليه‬
‫ل علططى كططره‬‫بالسلح إلى بابه لنصرته و أمرهم أن يمنعوه منهم و بعث الزبير ابنه عبد ا ّ‬
‫و بعث طلحة ابنه محّمدا كذلك و أكثر أبناء الصحابة أرسلهم آباؤهم اقتداء بهطم فصطدوهم‬
‫عن الدار فاشتبك القوم و جرح الحسن و شج قنبر و جرح محّمد بن طلحططة فخشططى القططوم‬
‫أن يتعصب بنو هاشم و بنو امّية فتركوا القوم في القتطال علطى البطاب و مضطى نفطر منهطم‬
‫إلى دار قوم من النصار فتسوروا عليها و كان مّمططن وصططل إليططه محّمططد بططن أبططي بكططر و‬
‫رجلن آخران و عند عثمان زوجته نائلة و أهله و مواليه مشاغيل بالقتال فصرعه محّمد‬
‫و قعد على صدره و أخذ بلحيته و قال ‪ :‬يا نعثل ما أغنى عنك معاويططة و مططا اغنططى عنططك‬
‫ابن عامر و ابن أبي سرح ‪.‬‬

‫فقال له عثمان ‪ :‬يا ابن أخي دع عنك لحيتى فما كان أبوك ليقبض علططى مططا قبضططت عليططه‬
‫فقال محّمد ‪ :‬لو رآك أبي تعمل هذه العمال أنكرها عليك و ما اريد بطك أشطد مططن قبضطي‬
‫على لحيتك و خرج عنه إلى الدار و تركه فدعا عثمان بوضوء فتوضأ و أخذ‬

‫] ‪[ 332‬‬

‫مصحفا فوضعه في حجره ليحترم به و دخل الرجلن فوجداه فقتله يقال لحدهما الموت‬
‫ل لقططد‬
‫ل ما رأيت شيئا قط ألين من حلقه و ا ّ‬
‫السود خنق عثمان ثّم خفقه ثّم خرج فقال و ا ّ‬
‫خنقته حّتى رأيت نفسه تترّدد في جسده كنفس الجان ‪.‬‬

‫قال الطبري ‪ :‬فدخل عليه كنانة بن بشر التجيبي فأشعره مشقصا فانتضح الططدم علططى هططذه‬
‫ل و هو السميع العليم ‪.‬‬
‫الية فسيكفيكهم ا ّ‬
‫قال الّدينوري ‪ :‬لّما أخذ مصحفا فوضعه في حجره ليحترم به دخل عليططه رجططل مططن أهططل‬
‫الكوفة بمشقص في يده فوجأ به منكبه مّمططا يلططى الططترقوة فأدمططاه و نضططح الطّدم علططى ذلططك‬
‫المصحف و جاء آخر فضربه برجله و جاء آخر فوجأه بقائم سططيفه فغشططى عليططه و محّمططد‬
‫بن أبي بكر لم يدخل مع هؤلء فتصايح نسططاؤه و رش المططاء علططى وجهططه فأفططاق ‪ ،‬فططدخل‬
‫محّمد بن أبي بكر و قد أفاق فقال له ‪ :‬أى نعثل غّيرت و بّدلت و فعلت ثّم دخل رجل مططن‬
‫ل سيفه و قال ‪ :‬افرجططوا لططي فعله بالسططيف‬ ‫أهل مصر فأخذ بلحيته فنتف منها خصلة و س ّ‬
‫فتلقاه عثمان بيده فقطعها ثّم دخل رجل آخر و هو كنانة بن بشر ابن عتاب التجيبي و معه‬
‫جرز آخر من حديد فمشى إليه فقال ‪ :‬على أى مّلة أنت يططا نعثططل ؟ فقططال ‪ :‬لسططت بنعثططل و‬
‫لكنى عثمان بن عفان و أنا على مّلة إبراهيم حنيفا و ما أنا من المشططركين قططال ‪ :‬كططذبت و‬
‫ضربه بالجرز على صدغه اليسر فغسله الّدم و خّر على وجهه و قد قيل ‪ :‬ان عمرو بن‬
‫الحمق طعنه بسهام تسططع طعنططات و كططان فيمططن مططال عليططه عميططر بططن ضططابىء الططبرجمي‬
‫التميمي و خضخض بسيفه بطنه ‪.‬‬

‫ي ‪ :‬رفع كنانة مشاقص كانت في يده فوجأ بها في أصل اذن عثمططان فمضططت‬ ‫و قال الطبر ّ‬
‫حّتى دخلت في حلقه ثّم عله بالسيف حتى قتله ‪ ،‬و روى رواية اخططرى أن كنانططة ضططرب‬
‫جبينه و مقدم رأسه بعمود حديد فخّر لجبينه فضربه سودان بن حمططران المططرادي بعططد مططا‬
‫خّر لجبينه فقتله ‪.‬‬

‫فصرخت امرأته و قالت ‪ :‬قططد قتططل أميططر المططؤمنين فطدخل الحسططن و الحسططين و مططن كططان‬
‫معهما من بني امية فوجدوه قد فاضت نفسه قال المسططعودي ‪ :‬فبلططغ ذلططك علّيططا و طلحططة و‬
‫الزبير و سعدا و غيرهم من المهاجرين و النصططار فاسططترجع القططوم و دخططل عل طيّ عليططه‬
‫سلم‬
‫ال ّ‬

‫] ‪[ 333‬‬

‫الدار و هو كالواله الحزين فقال لبنيه ‪ :‬كيف قتطل أميطر المطؤمنين و أنتمطا علطى البطاب و‬
‫ل بن الزبير ‪.‬‬
‫لطم الحسن و ضرب الحسين و شتم محّمد بن طلحة و لعن عبد ا ّ‬

‫سلم لزوجته نائلة بنت الفرافصة ‪ :‬من قتله و أنت كنططت معططه ؟ فقططالت‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫و قال عل ّ‬
‫لط لقططد‬
‫دخل إليه رجلن و قصت خبر محّمد بن أبي بكر فلططم ينكططر مططا قططالت و قططال ‪ :‬و ا ّ‬
‫دخلت عليه و أنا اريد قتله فلما خاطبني بما قال خرجت و ل أعلم بتخّلف الّرجلين عّنى ‪،‬‬

‫ل ما كان لي في قتله سططبب و لقططد قتططل و أنططا ل أعلططم بقتلططه ‪ ،‬و كطان مطّدة مططا حوصططر‬
‫وا ّ‬
‫عثمان في داره تسعا و اربعين يوما و قيل أكثر من ذلك ‪.‬‬
‫» عععععع عععع ععع ععع ععععع «‬

‫قال أبو جعفر الطبري في التاريخ ‪ :‬لبث عثمان بعد ما قتل ثلثة أيططام ل يسططتطيعون دفنططه‬
‫و لم يشهد جنازته ال مططروان و ثلثطة مططن مططواليه و ابنتطه الخامسططة فنطاحت ابنتطه و أخطذ‬
‫الّناس الحجارة و قالوا ‪ :‬نعثل نعثل و كادت ترجم ‪ .‬و قال ابن قتيبة ‪ :‬احتملططوه علططى بططاب‬
‫و انطلقوا مسرعين و يسمع وقع رأسه على الّلوح و ان رأسه ليقول ‪ :‬طق طق ‪.‬‬

‫فلما وضع ليصّلى عليه جاء نفر من النصار يمنعونهم الصلة عليه و منعططوهم ان يططدفن‬
‫ل عليه و ملئكته ‪،‬‬
‫بالبقيع فقال بعض من حمل جنازته ‪ :‬ادفنوه فقد صّلى ا ّ‬

‫ل ل يدفن في مقابر المسلمين ابدا فدفنوه في حطائط يقطال لططه ‪ :‬حططش كطوكب‬‫فقالوا ‪ :‬ل و ا ّ‬
‫كانت اليهود تدفن فيه موتاهم فلما ظهر معاوية بن ابي سفيان على الّناس امططر بهططدم ذلططك‬
‫الحائط حّتى افضى به إلى البقيع فأمر الّناس ان يدفنوا موتاهم حول قبره حّتى اتصل ذلك‬
‫بمقابر المسلمين و لم يغسل عثمان و كفن في ثيابه و دمائه و دفنوه ليل لنهم ل يقططدرون‬
‫أن يخرجوا به نهارا ‪.‬‬

‫و قال في نقل آخر ‪ :‬إن نائلة تبعتهم بسططراج استسططرجته بططالبقيع و صطّلى عليططه جططبير بططن‬
‫مطعم و في نقل آخر صّلى عليه مروان و أرادت نائلة أن تتكلم فزبرها القوم و قالوا ‪ :‬إنا‬
‫نخاف عليه من هؤلء الغوغاء أن ينبشوه ‪ ،‬فرجعت نائلة إلى منزلها ‪.‬‬

‫و قال ابن قتيبة في المامة و السياسة ‪ :‬ثّم دلوه في حفرته فدفنوه و لم يلحدوه‬

‫] ‪[ 334‬‬

‫بلبن ‪ ،‬و حثوا عليه التراب حثوا ‪.‬‬

‫و في تاريخ أبي جعفر الطبري أن حكيم بن حزام القرشي و جبير بن مطعم كّلما علّيا في‬
‫سلم فلما سططمع بططذلك‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫دفنه و طلبا إليه أن يأذن لهله في ذلك ففعل و أذن لهم عل ّ‬
‫قعدوا له في الطريق بالحجارة و خرج به ناس يسير مططن أهلططه و هططم يريططدون بططه حائطططا‬
‫بالمدينة يقال له ‪ :‬حش كوكب كانت اليهود تدفن فيه موتاهم فلما خرج على الّناس رجموا‬
‫سريره و هموا بطرحه فبلغ ذلك علّيا فأرسل إليهم يعزم عليهم ليكفن عنه ففعلططوا فططانطلق‬
‫حّتى دفن في حش كوكب ‪ .‬و في نقل آخر منه ‪ :‬و جططاء نططاس مططن النصططار ليمنعططوا مططن‬
‫سلم فمنططع مططن رجططم سططريره و كططف الططذين رامططوا منططع‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫الصلة عليه فأرسل عل ّ‬
‫صلة عليه ‪.‬‬
‫ال ّ‬

‫و كان الوليد بن عقبة بن أبي معيط أخا عثمان لّمه فسمع الّليلة الثانيططة مططن مقتططل عثمططان‬
‫يندبه و هو يقول ‪:‬‬
‫بنططططططططططططططططي هاشططططططططططططططططم إيططططططططططططططططه فمططططططططططططططططا كططططططططططططططططان بيننططططططططططططططططا‬
‫و سططططططططططططططططططططيف ابططططططططططططططططططططن أروى عنططططططططططططططططططططدكم و حرائبططططططططططططططططططططه‬

‫بنطططططططططططططططططي هاشطططططططططططططططططم رّدوا سطططططططططططططططططلح ابطططططططططططططططططن اختكطططططططططططططططططم‬


‫ل منطططططططططططططططططططططططاهبه‬
‫و ل تنهبطططططططططططططططططططططططوه مطططططططططططططططططططططططا تحططططططططططططططططططططططط ّ‬

‫غططططططططططططططططططدرتم بططططططططططططططططططه كيمططططططططططططططططططا تكونططططططططططططططططططوا مكططططططططططططططططططانه‬


‫كما غدرت يوما بكسرى مرازبه‬

‫و هي أبيات ‪ ،‬فأجابه عن هذا الشعر و فيما رمى به بني هاشم و نسب إليهططم الفضططل ابططن‬
‫العباس بن أبي لهب فقال ‪:‬‬

‫ن سططططططططططططططططططططططططططططططيفكم‬
‫فل تسططططططططططططططططططططططططططططططألونا سططططططططططططططططططططططططططططططيفكم إ ّ‬
‫أضطططططططططططططططططيع و ألقطططططططططططططططططاه لطططططططططططططططططدى الطططططططططططططططططروع صطططططططططططططططططاحبه‬

‫سطططططططططططلوا أهطططططططططططل مصطططططططططططر عطططططططططططن سطططططططططططلح ابطططططططططططن اختنطططططططططططا‬


‫فهططططططططططططططططططططططططم سططططططططططططططططططططططططلبوه سططططططططططططططططططططططططيفه و حرائبططططططططططططططططططططططططه‬

‫ى العهططططططططططططططططططد بعططططططططططططططططططد محّمططططططططططططططططططد‬ ‫و كططططططططططططططططططان ولطططططططططططططططططط ّ‬


‫ل المطططططططططططططططططواطن صطططططططططططططططططاحبه‬ ‫ى و فطططططططططططططططططي كططططططططططططططططط ّ‬‫علططططططططططططططططط ّ‬

‫لططططططططططططططططططط أظهطططططططططططططططططططر دينطططططططططططططططططططه‬


‫يا ّ‬
‫ى ولططططططططططططططططططط ّ‬
‫علططططططططططططططططططط ّ‬
‫و أنطططططططططططططططططت مطططططططططططططططططع الشطططططططططططططططططقين فيمطططططططططططططططططا تحطططططططططططططططططاربه‬

‫و أنطططططططططططططت امطططططططططططططرؤ مطططططططططططططن أهطططططططططططططل صطططططططططططططيفور مطططططططططططططارح‬


‫فمططططططططططططططططا لططططططططططططططططك فينططططططططططططططططا مططططططططططططططططن حميططططططططططططططططم تعططططططططططططططططاتبه‬

‫و قططططططططططططططططططد أنططططططططططططططططططزل الّرحمططططططططططططططططططن أّنططططططططططططططططططك فاسططططططططططططططططططق‬


‫فما لك في السلم سهم تطالبه‬

‫و قال الوليد بن عقبة بن أبي معيط المذكور أيضا يحرض أخاه عمارة بن عقبة ‪:‬‬

‫] ‪[ 335‬‬

‫أل إن خيطططططططططططططططططططططططر الّنطططططططططططططططططططططططاس بعطططططططططططططططططططططططد ثلثطططططططططططططططططططططططة‬


‫قتيططططططططططططططل التجيططططططططططططططبي الططططططططططططططذي جططططططططططططططاء مططططططططططططططن مصططططططططططططططر‬
‫فطططططططططططططططان يطططططططططططططططك ظنطططططططططططططططي بطططططططططططططططابن اّمطططططططططططططططي صطططططططططططططططادقا‬
‫عمطططططططططططططططططططططارة ل يطلطططططططططططططططططططططب بطططططططططططططططططططططذحل و ل وتطططططططططططططططططططططر‬

‫يططططططططططططططططططبيت و أوتططططططططططططططططططار ابططططططططططططططططططن عفططططططططططططططططططان عنططططططططططططططططططده‬


‫محّيمه بين الخورنق و القصر‬

‫فأجابه الفضل بن عباس أيضا ‪:‬‬

‫أ تطلططططططططططططططططططب ثططططططططططططططططططارا لسططططططططططططططططططت منططططططططططططططططططه و ل لططططططططططططططططططه‬


‫ي مطططططططططططططن عمطططططططططططططرو‬ ‫و أيطططططططططططططن ابطططططططططططططن ذكطططططططططططططوان الصطططططططططططططفور ّ‬

‫كمططططططططططططططططططا اتصططططططططططططططططططلت بنططططططططططططططططططت الحمططططططططططططططططططار بامهططططططططططططططططططا‬


‫و تنسططططططططططططططططى أباهططططططططططططططططا إذ تسططططططططططططططططامي اولططططططططططططططططى الفخططططططططططططططططر‬

‫ن خيطططططططططططططططططططططططر الّنطططططططططططططططططططططططاس بعطططططططططططططططططططططططد محّمطططططططططططططططططططططططد‬‫أل إ ّ‬


‫ي المصطططططططططططططططططى عنططططططططططططططططد ذى الططططططططططططططططذكر‬ ‫ي الّنططططططططططططططططب ّ‬
‫وصطططططططططططططططط ّ‬

‫و أّول مططططططططططططططططططططططن صططططططططططططططططططططططّلى و صططططططططططططططططططططططنو نططططططططططططططططططططططبّيه‬


‫و أّول مطططططططططططططططططططططن أردى الغطططططططططططططططططططططواة لطططططططططططططططططططططدى بطططططططططططططططططططططدر‬

‫فلطططططططططططططططططو رأت النصطططططططططططططططططار ظلطططططططططططططططططم ابطططططططططططططططططن عّمكطططططططططططططططططم‬


‫لكطططططططططططططانوا لطططططططططططططه مطططططططططططططن ظلمطططططططططططططه حاضطططططططططططططرى النصطططططططططططططر‬

‫كفططططططططططططططططططططططى ذاك عيبططططططططططططططططططططططا أن يشططططططططططططططططططططططيروا بقتلططططططططططططططططططططططه‬


‫و أن يسلموه للحابيش من مصر‬

‫» ععععع «‬

‫قد مضت طائفة من القوال في حصر عثمان و هتطف الّنطاس باسطم أميطر المطؤمنين علطيّ‬
‫ب عن عثمان حّتططى انططي لسططتحى و‬ ‫سلم ‪ :‬ما زلت أذ ّ‬ ‫سلم للخلفة و قوله عليه ال ّ‬
‫عليه ال ّ‬
‫سلم في باب الخطب فراجع ‪.‬‬ ‫غيرها فى المختار ‪ 238‬من كلمه عليه ال ّ‬

‫اقول ‪ :‬و لو لم يكن كّلما نقلنا من احداث عثمان او بعضه مّما يوجب خلعه و الطبرائة منطه‬
‫صحابة ينكر على من قصده من البلد متظّلما مّما فعلوه و قططدموا عليططه‬
‫لوجب أن يكون ال ّ‬
‫و قد علمنا ان بالمدينة المهاجرين و النصار و كبار الصحابة لم ينكططروا ذلططك و صططدقوا‬
‫عليه ما نسب إليه من الحداث و لم يقبلوا ما جعله عذرا بل أسلموه و لم يططدفعوا عنططه بططل‬
‫اعانوا قاتليه و لم يمنعوا من قتله و حصره و منع الماء منه مع أّنهم متمكنون مططن خلف‬
‫ذلك و ذلك أقوى الدليل على ما قلناه ‪.‬‬

‫» ع ععع ععععع ع عع ع عععع عع ع ع عع ع ع ع‬


‫عععععع ع ععععععع ععع «‬

‫و قد تكلف القاضي عبد الجّبار في الجواب عن بعض هذه المور على أن‬

‫] ‪[ 336‬‬

‫إمامه قتل مظلوما بما ل يخفى وهنها عن من كان لططه أدنططى بصططيرة فططي سططيرة عثمططان و‬
‫أحداثه المخالفة لسيرة الرسول و حكم القرآن و لكّنا نذكر ما قال ثّم نتبعه بطاعتراض علططم‬
‫الهدى له زيادة للبصيرة ‪ .‬قال القاضي ‪ :‬فأّما قولهم إّنه كتب إلى ابن أبي سرح حيث ولى‬
‫محّمد بن أبي بكر بأن يقتله و يقتل أصحابه فقد أنكر أشّد التنكير حّتى حلططف عليططه و بيططن‬
‫أن الكتاب اّلذي ظهر ليس كتابه و ل الغلم غلمه و ل الراحلة راحلته و كان فططي جملططة‬
‫ل أحططد‬
‫ن قططول كط ّ‬‫سلم فقبل عذره و ذلططك بيططن ل ّ‬ ‫من خاطبه في ذلك أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ن الكتاب قد يجططوز فيططه الططتزوير فهططو بمنزلططة الخيططر الططذي‬
‫مقبول في مثل ذلك و قد علم أ ّ‬
‫يجوز فيه الكذب ‪.‬‬

‫ثّم اعتذر عن قول من يقول قد علم أن مروان هو الذي زّور الكتاب لّنه الذى كان يكتططب‬
‫ن مططروان هططو‬ ‫عنه فهل أقام الواجب فيه ؟ بأن قال ‪ :‬ليس يجب بهذا القدر أن يقطع على أ ّ‬
‫الذى فعل ذلك لّنططه و إن غلططب ذلططك فططي الظططن فل يجططوز أن يحكططم بططه و قططد كططان القططوم‬
‫ن الواجب على المططام أن يقيططم الحطّد علططى مططن‬ ‫يسومونه تسليم مروان إليهم و ذلك ظلم ل ّ‬
‫ل له تسططليمه مططن غيططره فقططد كططان الططواجب أن يثبتططوا عنططده مططا‬
‫يستحقه أو التأديب و ل يح ّ‬
‫يوجب في مروان الحّد ليفعله به و كان إذا لم يفعل و الحال هذه يستحق التعنيف ‪.‬‬

‫ن الفقهاء ذكروا في كتبهم أن المر بالقتطل ل يطوجب قطودا ولديطة و ل حطّدا فلطو‬ ‫ثّم ذكر أ ّ‬
‫ق التعزيططر لكّنططه عططدل عططن تعزيططره‬
‫ق القتل و إن استح ّ‬‫ثبت في مروان ما ذكروه لم يستح ّ‬
‫ن أن هططذا الفعططل فعططل بعططض مططا يعططادى‬‫لّنه لم يثبت قال ‪ :‬و قد يجوز أن يكون عثمان ظ ّ‬
‫مروان تقبيحا لمره لن ذلك يجوز كما يجططوز أن يكططون مططن فعلططه و ل يعلططم كيططف كططان‬
‫اجتهاده و ظّنه و بعد فان هذا الحديث من أجل مططا نقمططوا عليططه فططان كططان شططيء مططن ذلططك‬
‫ل ذلك و قد علمنا أن هذا المر لو ثبططت مططا كططان يططوجب‬ ‫يوجب خلع عثمان و قتله فليس إ ّ‬
‫القتل لن المر بالقتل ل يوجب القتل ل سيما قبل وقوع القتل المأمور به ‪.‬‬

‫] ‪[ 337‬‬
‫قال ‪ :‬فيقال لهم لو ثبت ذلك على عثمان أكططان يجططب قتلططه ؟ فل يمكنهططم إّدعططاء ذلططك لّنططه‬
‫بخلف الدين و لبّد أن يقولوا ‪ :‬إن قتله ظلم فكذلك في حبسه في الدار و منعططه مططن المططاء‬
‫فقد كان يجب أن يدفع القوم عن كل ذلك و أن يقال إن من لم يدفعهم و ينكر عليهططم يكططون‬
‫مخطئا و في ذلك تخطئة أصحاب الرسول ‪.‬‬

‫ثّم ذكر أن مستحق القتل و الخلع ل يحل أن يمنع الطعام و الشططراب و أن أميططر المططؤمنين‬
‫سلم لم يمنع أهل الشام من الماء في صفين و قد تمكن من منعهم و أطنب في‬ ‫علّيا عليه ال ّ‬
‫ل على كونه مظلوما و أن ذلك كطان مططن صطنيع الجّهطال و‬ ‫ل ذلك يد ّ‬
‫ذلك إلى أن قال ‪ :‬و ك ّ‬
‫له العططوام مططن‬
‫أعيان الصحابة كارهون لذلك ‪ .‬ثّم ذكر أن قتله لططو وجططب لططم يجططز أن يتططو ّ‬
‫ح أن قتله لم يكن لهم فمنعهم‬ ‫ن الذين أقدموا على قتله كانوا بهذه الصفة و إذا ص ّ‬ ‫الناس و أ ّ‬
‫و النكير عليهم واجب ‪.‬‬

‫ثّم ذكر أّنه لم يكن منه ما يستحق القتل من رّدة أوزنا بعد إحصان أو قتططل نفططس و انططه لططو‬
‫ل حططال منكططر و انكططار‬ ‫له المام فقتله على ك ّ‬ ‫كان منه ما يوجب القتل لكان الواجب أن يتو ّ‬
‫المنكر واجب ‪ ،‬قال ‪ :‬و ليس أحد أن يقول إنه أبططاح قتططل نفسططه مططن حيططث امتنططع مططن دفططع‬
‫الظلم عنهم لنه لم يمتنع من ذلك بل أنصفهم و نظر في حالهم و لّنه لو لم يفعططل ذلطك لطم‬
‫ل قتل الظالم إذا كان على وجه الدفع ‪.‬‬ ‫ل لهم قتله لنه إّنما يح ّ‬
‫يح ّ‬

‫قال ‪ :‬و المروي أّنهم أحرقوا بابه و هجموا عليه في منزله و بعجوه بالسيف و المشططاقص‬
‫ل فطي‬ ‫فضربوا يد زوجته لما وقعطت عليطه و انتهبطوا متطاع داره و مثططل هطذه القتلططة ل يحط ّ‬
‫ن الصططحابة لطم ينكطر ذلطك و لطم يعطّده ظلمططا حّتطى يقططال اّنطه‬ ‫الكافر و المرتد فكيف يظطن أ ّ‬
‫مستحق من حيث لم يدفع القوم عنه ثّم قص شيئا من قصته في تجمع القوم عليه و توسططط‬
‫سلم لمرهم و أنه بذل لهم ما أرادوه و أعتبهم و أشططهد علططى نفسططه‬ ‫أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫صة الكتاب الذي وجدوه بعطد ذلططك المتضططمن‬ ‫بذلك حرفه و لم يأت به على وجهه و ذكر ق ّ‬
‫سلم واقفه على الكتاب فحلف أنه ما كتبه و ل‬ ‫ن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫لقتل القوم و ذكر أ ّ‬
‫ن للّناس لحيل‬‫أمر به فقال له ‪ :‬فمن تّتهم ؟ قال ‪ :‬ما أّتهم أحدا و أ ّ‬

‫] ‪[ 338‬‬

‫ن الرواية ظاهرة بقوله إن كنت أخطأت أو تعّمدت فإني تائب مستغفر قال ‪:‬‬
‫و ذكر أ ّ‬

‫فكيف يجوز و الحال هذه أن تهتك فيه حرمة السلم و حرمة البلد الحرام ‪.‬‬

‫ل فيمن يستحق القتل فكيف فيمن ل‬ ‫ن القتل على وجه الغيلة حرام ل يح ّ‬
‫قال ‪ :‬و ل شبهة أ ّ‬
‫يستحقه و لو ل أنه كان يمنع من محاربة القوم ظنا منه بأن ذلك يؤدى إلططى القتططل الططذريع‬
‫ن أميطر المطؤمنين عليططه‬ ‫ن النصار بططذلت معططونته و نصططرته ‪ ،‬و أ ّ‬
‫صاره و حكى أ ّ‬‫لكثرة ن ّ‬
‫سلم فقططال لططه ‪ :‬قططل لبيططك فليططأتني و أراد أميططر المططؤمنين‬
‫سلم بعث إليه الحسن عليه ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سلم المصير إليه فمنعه من ذلك ابنططه محّمططد و اسططتغاث بالنسططاء عليططه حططتى جططاء‬ ‫عليه ال ّ‬
‫الصريخ بقتل عثمان فمّد يده إلى القبلة و قال ‪ :‬الّلهّم إّني أبرأ إليك من دم عثمان ‪.‬‬

‫ثّم قال ‪ :‬فططإن قطالوا إّنهططم اعتقططدوا أنططه مططن المفسططدين فططي الرض و أنططه داخططل تحططت آيططة‬
‫المحاربين ‪ ،‬قيل لهم فقد كان يجب أن يتططولى المططام هططذا الفعططل لن ذلططك يجططرى مجططرى‬
‫الحّد ‪ :‬قال ‪ :‬و كيف يدعى ذلك و المشهور أّنه كان يمنع من مقاتلتهم حّتى روى أّنططه قططال‬
‫لعبيده و مواليه و قد هّموا بالقتال ‪ :‬من أغمد سيفه فهو حّر و قد كان مططؤثرا للنكيططر لططذلك‬
‫لط‬
‫ل أّنه بما ل يؤدى إلى إراقة الّدماء و الفتنة فلذلك لم يستعن بأصططحاب رسططول ا ّ‬ ‫المر إ ّ‬
‫ل عليه و آله و إن كان لما اشتد المر أعانه من أعانه لن عند ذلك تجب الّنصرة‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫و المعونة ل بأمره فحيث وقفت النصرة على أمره امتنعوا و توقفوا ‪ ،‬و حيث اشتّد المر‬
‫كانت إعانته مّمن أدركه دون من لم يقدر و يغلب ذلك في ظّنه ‪.‬‬

‫» عععععع عععععع ععععععع ععع ععععع ععع « »‬


‫عععععع ع ععععع ععع عععع عع «‬

‫قال علم الهدى في الشافي بعد ما نقل قططول القاضططي مططن المغنططي ‪ :‬أّمططا قططوله » إّنططه أنكططر‬
‫ن الكتططاب ليططس كتططابه و ل‬ ‫الكتاب المتضمن لقتل محّمد بن أبي بكر و أصططحابه و حلططف أ ّ‬
‫سلم قبل عذره « فططأّول مططا‬ ‫ن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫الغلم غلمه و ل الراحلة راحلته و أ ّ‬
‫ن جميطع مطن روى هطذه القصطة ذكطر أّنطه‬ ‫فيه أّنه حكى القصطة بخلف مطا جطرت عليطه ل ّ‬
‫اعترف بالخاتم و الغلم و الراحلة و إّنما أنكر أن يكون أمر بالكتاب‬

‫] ‪[ 339‬‬

‫سلم و‬ ‫ن القوم لما ظفروا بالكتاب قدموا المدينة فجمعوا أمير المؤمنين عليه ال ّ‬‫لّنه روى أ ّ‬
‫طلحة و الزبير و سعدا و جماعة الصحاب ثّم فّكططوا الكتططاب بمحضططر منهططم و اخططبروهم‬
‫سلم فقال لططه ‪ :‬أ هططذا‬
‫بقصة الغلم فدخلوا على عثمان و الكتاب مع أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫الغلم غلمك ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬و البعير بعيرك ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬أ فططأنت كتبططت هططذا‬
‫الكتاب ؟‬

‫ل أّنه ما كتب الكتاب و ل أمر به ‪ ،‬فقال له ‪ :‬فالخاتم خاتمك ؟‬


‫قال ‪ :‬ل و حلف با ّ‬

‫فقال ‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬كيف يخرج غلمك ببعيرك بكتاب عليه خاتمك و ل تعلم به ؟ ‪.‬‬

‫و في رواية اخرى أّنه لما واقفه قال له عثمان اّما الخط فخططط كططاتبي و امططا الخططاتم فعلططى‬
‫سططلم‬‫خاتمي ‪ ،‬قال ‪ :‬فمن تّتهم ؟ قال ‪ :‬أّتهمك و أّتهم كاتبي ‪ ،‬فخرج أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫مغضبا و هو يقول ‪ :‬بل هو امرك و لزم داره و قعد عن توسط امره حتى جرى ما جرى‬
‫سلم إّني أتهمك و تظاهره بططذلك و‬ ‫في امره و اعجب المور قوله لمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫سلم عن الّتهمة و الظّنططة فططي‬ ‫تلقيه إياه في وجهه بهذا القول مع بعد أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ن القوم في الدفعة الولى ارادوا ان يعجلططوا لططه مططا اخططروه‬ ‫ل شيء ثّم في امره خاصة فإ ّ‬ ‫كّ‬
‫سلم بأمره و توسطه و اصلحه و اشار إليه بأن يقاربهم و‬ ‫حّتى قام أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫يعتبهم حتى انصرفوا عنه و هذا فعل النصطيح المشططفق الحططدب المتحنططن و لططو كطان عليطه‬
‫صطة‬ ‫سلم و حوشى من ذلك متهما عليه لما كان للتهمة مجال عليطه فطي امطر الكتطاب خا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سلم مطروان و فطي‬ ‫ل و عدّو رسوله و عدّو أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫ط عدّو ا ّ‬
‫ن الكتاب بخ ّ‬‫لّ‬
‫ن تعلططق بططأمير المططؤمنين‬ ‫يد غلم عثمان و مختوم بخاتمه و محمول علططى بعيططره فططأى ظط ّ‬
‫سلم في هذا المكان لو ل العداوة و قلة الشكر للنعمة ‪ .‬و لقد قال له المصريون لما‬ ‫عليه ال ّ‬
‫جطة لّنهططم قطالوا ‪ :‬إذا كنططت مططا‬
‫جحد ان يكون الكتاب كتابه شيئا ل زيادة عليه في باب الح ّ‬
‫كتبته و ل امرت به فأنت ضعيف من حيث تم عليك أن يكتب كاتبك بما يختمه بخاتمك و‬
‫ينفذه بيد غلمك على بعيرك بغير أمرك و من تّم عليه مثل ذلك ل يصلح أن يكططون واليططا‬
‫ل حططال و قططد كططان يجططب علططى صططاحب‬ ‫على امور المسلمين فاختلع عن الخلفططة علططى كط ّ‬
‫سلم قبل عذره و كيف يقبل عططذر‬ ‫ن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫الكتاب أن يستحيى من قوله ‪ :‬إ ّ‬
‫من يّتهمه و يشنعه و هو له ناصح و ما قاله أمير المؤمنين بعد سماع هذا‬

‫] ‪[ 340‬‬

‫القول منه معروف ‪.‬‬

‫ن الكتاب يجوز فيطه الطتزوير ليطس بشطيء لّنطه ل يجطوز الطتزوير فطي الكتطاب و‬ ‫و قوله إ ّ‬
‫الغلم و البعير و هذه المور إذا انضاف بعضها إلى بعض بعد فيهططا الططتزوير و قططد كططان‬
‫صة و عّمططن زّور الكتططاب و أنفططذ الرسططول و ل ينططام‬
‫ل حال أن يبحث عن الق ّ‬
‫يجب على ك ّ‬
‫عن ذلك و ل يقيم حّتى يعرف من أين دهى و كيف تمت الحيلة عليه فيحترز من مثلهططا و‬
‫ل يغضى عن ذلك إغضاء خائف له ساتر عليه مشفق من بحثه و كشفه ‪.‬‬

‫ن الحكم بططالظن ل يجططوز و‬ ‫فأّما قوله » اّنه و إن غلب في الظن أن مروان كتب الكتاب فإ ّ‬
‫ن الحّد و التأديب إذا وجب عليه فالمام يقيمططه‬ ‫تسليمه إلى القوم على ما ساموه إّياه ظلم ل ّ‬
‫ن مروان هططو اّلططذي‬‫ل على قوله في أّنه لم يعلم أ ّ‬ ‫دونهم « فتعلل منه بالباطل لّنا ل نعمل إ ّ‬
‫ن بعططض التعنيططف و الزجططر و‬ ‫ق بهذا الظ ط ّ‬
‫كتب الكتاب و إّنما غلب في ظّنه أما كان يستح ّ‬
‫التهديد أو ما كان يجب مع وقوع التهمططة و قططوة المططارات فططي أّنططه جططالب للفتنططة و سططبب‬
‫صه بططه مططن إكرامططه و‬
‫الفرقة أن يبعده عنه و يطرده عن داره و يسلبه نعمته و ما كان يخ ّ‬
‫ما في هذه المور أظهر من أن ينّبه عليه ‪.‬‬

‫ن المر بالقتل ل يوجب قودا و ل دية ل سيما قبل وقوع القتل المأمور به «‬ ‫فأّما قوله » إ ّ‬
‫فهب أن ذلك على ما قال أما يوجب على المر بالقتل تأديبا و ل تعزيططرا و ل طططردا و ل‬
‫إبعادا ‪ ،‬و قوله ‪ :‬لم يثبت ذلك ‪ ،‬فقطد مضططى مططا فيطه و بّينططا أّنطه لططم يسططتعمل فيطه مططا يجطب‬
‫استعماله من البحث و الكشف و تهديد المتهم و طرده و إبعططاده و التططبرء مططن التهمططة بمططا‬
‫يتبرأ به من مثلها ‪.‬‬

‫ق القتططل أو‬
‫ن قتله ظلم و كذلك حبسه في الدار و منعه من الماء و إن استح ّ‬ ‫فأّما قوله ‪ » :‬إ ّ‬
‫ن مططن لططم يططدفع عططن‬
‫ل أن يمنع الطعام و الشراب و اطنابه في ذلك ‪ ،‬و قططوله إ ّ‬‫الخلع ل يح ّ‬
‫ذلك من الصحابة يجب أن يكون مخطئا ‪ ،‬و قوله إن قتله أيضا لو وجب لم يجز أن يتوله‬
‫ن الذين قتلوه ل ينكر أن يكونوا ما تعمدوا قتله و إّنما طالبوه‬ ‫العوام من الّناس « فباطل ل ّ‬
‫بأن يخلع نفسه لما ظهر من أحداثه و يعتزل المر اعتزال يتمكنون معه من إقامططة غيططره‬
‫فلج و صمم على المتناع و أقام على أمر‬

‫] ‪[ 341‬‬

‫واحد فقصد القوم بحصره إلى أن يلجئوه إلى خلع نفسه فاعتصم بداره و اجتمع إليططه نفططر‬
‫من أوباش بني امّية يدفعون عنه ثّم يرمون من دنى مططن الططدار فططانتهى المططر إلططى القتططال‬
‫بتدريج ثّم إلى القتل و لم يكن القتال و ل القتل مقصودا في الصططل و إّنمططا أفضططى المططر‬
‫إليهمطا بتدريطج و ترتيطب و جطرى ذلطك مجطرى ظطالم غلطب إنسطانا علطى رحلطه و متطاعه‬
‫فالواجب على المغلوب أن يمانعه و يدافعه ليخلص ماله من يده و ل يقصد إلططى إتلفططه و‬
‫ل قتله فان افضى المر إلى ذلك بل قصد كان معذورا و إنما خاف القوم في التأني بططه و‬
‫الصبر عليه إلى أن يخلع نفسه من كتبه اّلتي طارت في الفاق يستنصر عليهططم و يسططتقدم‬
‫الجيوش إليه و لم يأمنوا أن يرد بعض مطن يطدفع عنطه فيطؤدى ذلطك إلطى الفتنطة الكطبرى و‬
‫البلية العظمى ‪.‬‬

‫ل تضّيقا عليه ليخرج و يحوج إلى الخلع الططواجب‬ ‫و أّما منع الماء و الطعام فما فعل ذلك إ ّ‬
‫عليه و قد يستعمل في الشريعة مثل ذلك فيمن لجأ إلططى الحططرم مططن ذوى الجنايططات فتعططذر‬
‫سلم قططد أنكططر منططع المططاء و‬ ‫ن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬‫إقامة الحّد عليه لمكان الحرم ‪ ،‬على أ ّ‬
‫الطعام و أنفذ من مكن من حمل ذلك لّنه قد كان في الّدار من النساء و الحرم و الصططبيان‬
‫ل منعه الطعططام و الشططراب و لططو كططان حكططم المطالبططة بططالخلع و التجمططع عليططه و‬‫من ل يح ّ‬
‫التظاهر فيه حكم منع الطعام و الشراب في القبح و المنكططر لنكططره أميططر المططؤمنين عليططه‬
‫ن القطوم قطد‬ ‫سلم أّنطه لمطا بلغطه أ ّ‬ ‫سلم و منع منه كما منع من غيره فقد روى عنه عليه ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫سططلم ل أرى ذلططك فططي الطّدار صططبيان و عيططال ل‬ ‫منعوا من في الدار من الماء قال عليه ال ّ‬
‫ن أميططر‬‫أرى أن يقتل هؤلء عطشا بجرم عثمان فصّرح بالمعنى اّلططذي ذكرنططاه و معلططوم أ ّ‬
‫سلم ما أنكر المطالبة بالخلع بل كان مساعدا على ذلك مشاورا فيه ‪.‬‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل على سبيل الدفع « فقد بّينا أّنه ل ننكططر أن يكططون قتلططه‬
‫ن قتل الظالم إّنما يح ّ‬
‫فأّما قوله » إ ّ‬
‫ن في تمسكه بالولية عليهم و هو ل يستحقها في حكططم الظططالم لهططم‬ ‫وقع على هذا الوجه ل ّ‬
‫فمدافعته واجبة ‪.‬‬

‫صة من قصة الكتاب الموجود فقد حّرفها لّنا قد ذكرنا شرحها الذي‬
‫فأّما ما ق ّ‬

‫] ‪[ 342‬‬

‫وردت به الرواية و هو بخلف ما ذكروه ‪.‬‬

‫ل أستغفر « فقد أجططابه‬ ‫و أّما قوله » إّنه قال ‪ :‬إن كنت أخطأت أو تعمدت فإّني تائب إلى ا ّ‬
‫القططوم عططن هططذا فقططالوا ‪ :‬هكططذا قلططت فططي المطّرة الولططى و خطبططت علططى المنططبر بالتوبططة و‬
‫الستغفار ثّم وجدنا كتابك بما يقتضى الصرار على أقبح ما عتبنا منه فكيف نثق بتوبتططك‬
‫و استغفارك ‪.‬‬

‫ل فيمن يستحق القتل فكيف فيمن ل يسططتحقه «‬ ‫ن القتل على وجه الغيلة ل تح ّ‬‫فأّما قوله » إ ّ‬
‫فقطد بّينطا أّنطه لطم يكطن علطى سطبيل الغيلطة و أّنطه ل يمتنطع أن يكطون إّنمطا وقطع علطى سطبيل‬
‫المدافعة ‪.‬‬

‫فأّما اّدعائه أّنه منع من نصرته و اقسم على عبيده في ترك القتططال فقططد كططان ذلططك لعمططرى‬
‫ن المر يصلح و القوم يرجعون عما هططم عليططه‬ ‫سلمة و ظّنا منه بأ ّ‬ ‫في ابتداء المر طلبا لل ّ‬
‫و ما هّموا به ‪ ،‬فلّما اشتّد المر و وقع اليططأس مططن الرجططوع و النططزوع لططم يمنططع أحططدا مططن‬
‫سططلم‬‫نصرته و المحاربة عنه و كيف يمنع من ذلك و قد بعث إلى أمير المططؤمنين عليططه ال ّ‬
‫ل على ذلك أّنه لم يمنع فططي البتططداء مططن محططاربتهم إ ّ‬
‫ل‬ ‫يستنصره و يستصرخه و اّلذي يد ّ‬
‫للوجه اّلذي ذكرناه دون غيططره أّنططه ل خلف بيططن أهططل الروايططة فططي أن كتبططه تفّرقططت فططي‬
‫الفاق يستنصر و يسططتدعى الجيططوش فكيططف يرغططب عططن نصططرة الحاضططر مططن يسططتدعى‬
‫نصرة الغائب ‪.‬‬

‫سلم أراد أن يأتيه حّتى منعططه ابنططه محّمطد « فقططول‬ ‫ن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫فأّما قوله ‪ » :‬إ ّ‬
‫سططلم لمططا واجهططه‬ ‫بعيد مما جائت به الّرواية جّدا لّنه ل اشكال في أمير المؤمنين عليططه ال ّ‬
‫عثمان بأّنه يتهمه و يستغشه انصرف مغضبا عامل علططى أّنططه ل يططأتيه أبططدا قططائل فيططه مططا‬
‫يستحقه من القوال ‪.‬‬

‫فأّما قوله في جواب سؤال من قال إّنهم اعتقدوا فيه أّنططه مططن المفسططدين فططي الرض و آيططة‬
‫ن ذلططك يجططرى‬ ‫المحاربين تتناوله » و قد كان يجب أن يتوّلى المططام ذلططك الفعططل بنفسططه ل ّ‬
‫ن المام يتولى ما يجرى هذا المجرى إذا كططان منصططوبا ثابتططا و‬ ‫مجرى الحّد « فطريف ل ّ‬
‫لم يكن على مذهب أكثر القوم هناك إمام يقوم بالدفع عن‬
‫] ‪[ 343‬‬

‫ب عن الّمة جاز أن يتوّلى ذلك بنفوسها و ما رأيت أعجب من ادعاء مخالفينا‬ ‫الدين و الذ ّ‬
‫ل عليه و آله كانوا كارهين لمططا جططرى عليططه و أّنهططم كططانوا‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫ن أصحاب رسول ا ّ‬ ‫أّ‬
‫يعتقدونه منكرا و ظلما و هذا يجرى عند من تأمله مجرى دفع الضرورة قبططل النظططر فططي‬
‫الخبار و سماع ما ورد من شرح هذه القصة لّنه معلوم أن ما يكرهه جميع الصحابة أو‬
‫أكثرهم في دار عّزهم و بحيث ينفذ أمرهم و نهيهم ل يجوز أن يتم و معلططوم أن نفططرا مططن‬
‫أهل مصر ل يجوز أن يتّم و معلوم أن نفرا من أهل مصر ل يجوز أن يقططدموا المدينططة و‬
‫أن يغلبوا جميع المسلمين على آرائهم و يفعلوا ما يكرهونه بإمامهم بمرأى منهم و مسططمع‬
‫و هذا معلوم بطلنه بالبداهة و الضرورات قبل مجىء الثار و تصفح الخبار و تأملها ‪.‬‬

‫و قد روى الواقدي عن ابن أبي الزناد عن أبي جعفططر القططاري مططولى بنططي مخططزوم قططال ‪:‬‬
‫كان المصريون الذين حصروا عثمان سططتمأة عليهططم عبططد الرحمططن بططن عططديس البلططوى و‬
‫كنانة بن بشير الكندي و عمرو بن الحمق الخزاعططي ‪ ،‬و الططذين قططدموا مططن الكوفططة مططأتين‬
‫عليهم مالك بن الحرث الشتر النخعي و الذين قدموا من البصرة مأة رجل رئيسهم حكيططم‬
‫ل عليه و آله الذين خذلوه ل يرون أن المر‬ ‫ي صّلى ا ّ‬
‫بن جبلة العبدي و كان أصحاب الّنب ّ‬
‫يبلغ بهم إلى القتل و لعمري لو قام بعضهم فحثا التراب في وجوه اولئك لنصرفوا و هذه‬
‫الّرواية تضمنت من عدد القوم الوافدين في هذا الباب اكثر مّما تضّمنه غيرها ‪.‬‬

‫و روى شعبة بن الحجاج عن سعد بن إبراهيم بن عبد الّرحمن قال ‪ :‬قلت له ‪:‬‬

‫لط عليططه و آلططه عططن عثمططان ؟ قطال ‪ :‬إنمططا قتلطه‬


‫لط صطّلى ا ّ‬
‫كيف لم يمنع أصحاب رسطول ا ّ‬
‫ل عليه و آله ‪ .‬و روى عن أبي سعيد الخططدري أّنططه سططئل عططن‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫أصحاب رسول ا ّ‬
‫لط عليططه و آلططه ؟ قططال ‪ :‬نعططم‬
‫لط صطّلى ا ّ‬
‫مقتل عثمان هل شهده واحد من أصحاب رسول ا ّ‬
‫شهده ثمانمأة ‪ ،‬و كيف يقال ‪ :‬إن القوم كانوا كارهين و هططؤلء المصططريون كططانوا يغططدون‬
‫ل واحد منهم و يروحون و يشاورونه فيما يصنعونه ‪ ،‬و هذا عبد الّرحمن بن عوف‬ ‫إلى ك ّ‬
‫و هو عاقد المر لعثمان و جالبه إليه و مصيره في يده يقول على ما رواه الواقططدي و قططد‬
‫ذكر له عثمان في مرضه الذي مات فيه عاجلوه قبل أن يتمادى في ملكه فبلغ عثمان ذلك‬
‫فبعث إلى بئر كان يسقى منها‬

‫] ‪[ 344‬‬

‫نعم عبد الّرحمن فمنع منها و وصي عبد الرحمن أن ل يصّلى عليه عثمططان فص طّلى عليططه‬
‫ل يكلم عثمان أبدا ‪.‬‬
‫الزبير أو سعد بن أبي وقاص و قد كان حلف لما تتابعت أحداثه أ ّ‬
‫سططلم و عبططد‬
‫و روى الواقدي قال ‪ :‬لما توفى أبو ذر بالّربذة تذاكر أمير المططؤمنين عليططه ال ّ‬
‫سلم ‪ :‬هذا عملك فقال له عبططد الرحمططن‬ ‫الّرحمن فعل عثمان فقال له أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫فإذا شئت فخذ سيفك و آخذ سيفى انه خالف ما أعطاني ‪.‬‬

‫فأّما محّمد بن مسلمة فانه أرسل إليططه عثمططان يقططول لططه عنططد قططدوم المصططريين فططي الدفعططة‬
‫ل في سنة مّرتين ‪ ،‬و إّنما عني بذلك أّنه كان‬ ‫ل ل أكذب ا ّ‬ ‫الثانية ‪ :‬اردد عّني فقال ‪ :‬ل و ا ّ‬
‫أحد من كّلم المصريين في الّدفعة الولى و ضمن لهططم عططن عثمططان الرضططا و فططي روايططة‬
‫الواقدي أن محّمد بن مسلمة كان يؤتى و عثمان محصور ‪ ،‬فيقال له ‪:‬‬

‫سلم طلحططة و الّزبيططر‬ ‫عثمان مقتول فيقول ‪ :‬هو قتل نفسه فأّما كلم أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫و عائشة و جميع الصحابة واحدا و احدا فلو تعاطينا ذكره لطال به الشرح و مططن أراد أن‬
‫صططلة و مططا صططرحوا بططه مططن خلعططه و الجلب عليططه فعليططه بكتططاب‬
‫يقف علططى أقططوالهم مف ّ‬
‫الواقدي فقد ذكر هو و غيره من ذلك ما ل زيادة عليه في هذا الباب ‪.‬‬

‫» عع عععع ععععع ع عع ع عععع عع ع ع ععععع ع‬


‫ععع عععععععع « » ععع ععععع ععععععع «‬

‫نقل عنه الشريف المرتضى علم الهدى في الشافي انه قال ‪ :‬و نحن نقدم قبل الجواب عططن‬
‫هذه المطاعن مقدمات تبين بطلنها على الجملة ثّم نتكلم على تفصيلها ‪.‬‬

‫ي أن ذلك لو كان صحيحا لوجب من الوقت الذي ظهر ذلك من حاله أن‬ ‫حكى عن أبي عل ّ‬
‫يطلبوا رجل ينصب للمامة و أن يكون ظهور ذلك كموته لنه ل خلف أنططه مططتى ظهططر‬
‫ن الواجب على المسلمين إقامة إمام سواه فلّما علمنا أن طلبهططم‬
‫من المام ما يوجب خلعه أ ّ‬
‫ل الدللة على بطلن‬ ‫لقامة إمام كان بعد قتله و لم يكن من قبل و التمكن قائم فذلك من أد ّ‬
‫ما أضافوه إليه من الحداث ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬و ليس لحد أن يقول لم يتمّكنوا من ذلك لن المتعالم من حالهم‬

‫] ‪[ 345‬‬

‫و قد حصروه و منعوه التمكن مطن ذلطك خصوصطا و هطم يطّدعون أن الجميطع كطانوا علطى‬
‫حول واحد في خلعه و البرائة منه ‪ .‬قال ‪ :‬و معلوم من حال هذه الحداث أنها لططم تحصططل‬
‫أجمع في اليام اّلتي حوصر فيها و قتل بل كانت تحصل من قبل حال بعد حطال فلطو كطان‬
‫ذلك يوجب الخلع و البرائة لما تأخر من المسلمين النكططار عليططه و لكططان كبططار الصططحابة‬
‫المقيمين بالمدينة أولى بذلك من الواردين من البلد لنّ أهل العلططم و الفضططل بططالنكير فططي‬
‫ق من غيرهم ‪ .‬قال ‪ :‬فقد كان يجب على طريقتهم أن تحصل الطبرائة و الخلطع مطن‬ ‫ذلك أح ّ‬
‫أّول يوم حدث فيه منه ما حدث و ل ينتظر حصططول غيططره مططن الحططداث لّنططه لططو وجططب‬
‫ل و ينتظر غيره ‪.‬‬
‫انتظار ذلك لم ينته إلى حد إ ّ‬

‫ثّم ذكر أن امساكهم عن ذلك إذا تيقنوا الحداث منه يوجب نسططبة الخطططاء إلططى جميعهططم و‬
‫الضلل فل يجوز ذلك ‪ .‬و قال ‪ :‬و ل يمكنهم أن يقولوا إن علمهم بذلك حصل في الططوقت‬
‫ن في جملة الحداث اّلتي يذكرونها ما تقّدم هذه الحال بطل كّلهطا أو جّلهطا تقطدم‬ ‫اّلذي منع ل ّ‬
‫هذا الوقت و إنما يمكنهم أن يتعلقوا فيما حدث في الوقت بما يذكرون مططن حططديث الكتططاب‬
‫النافذ إلى ابن أبي سرح بالقتل و ما أوجب كون ذلك حدثا يوجب كططون غيططره حططدثا فكطان‬
‫يجب أن يفعلوا ذلك من قبل و احتمال المتقّدم للتأويل كاحتمال المتأخر و بعد فليس يخلططو‬
‫ل الّمة أو من بعضهم فإن اّدعوا ذلططك فططي بعططض‬ ‫من أن يّدعوا أن طلب الخلع وقع من ك ّ‬
‫ن الخطططاء جططائز‬ ‫ن المامة إذا ثبتت بالجماع لم يجز إبطالها بالخلف ل ّ‬ ‫الّمة فقد علمنا أ ّ‬
‫ح لن من جملططة الجمططاع عثمططان و‬ ‫على بعض الّمة و إن اّدعوا في ذلك الجماع لم يص ّ‬
‫من كططان ينصططره و ل يمكططن إخراجططه مططن الجمططاع بطأنه يقططال إّنططه كطان علططى باطططل ل ّ‬
‫ن‬
‫ن الظططاهر مططن حطال الصططحابة أّنهططا‬ ‫صل إلى ذلك و لما يثبت ‪ .‬قططال ‪ :‬علططى أ ّ‬‫بالجماع يتو ّ‬
‫كانت بين فريقين اّما من ينصره فقد روى عن زيد بن ثابت أّنططه قططال لعثمططان و مططن معططه‬
‫النصار ائذن لنا ننصرك ‪ .‬و روى مثل ذلك عن ابن عمر و أبططي هريططرة و المغيططرة بططن‬
‫شعبة و الباقون يمتنعون انتظار الزوال العارض ل لّنه لو ضيق عليهم المر فططي الططدفع‬
‫ما فعلوا بل المتعالم من حالهم ذلك ‪.‬‬

‫] ‪[ 346‬‬

‫ثّم ذكر ما روى من انفاذ أمير المؤمنين الحسن و الحسين إليه و انه لما قتل لمهمططا علططى‬
‫وصول القول إليه ظّنا منه بأّنهما قصرا ‪ .‬و ذكر أن أصحاب الحديث يططروون عططن الّنططب ّ‬
‫ي‬
‫ل عليه و آله أنه قال ‪ :‬ستكون فتنة و اختلف و أن عثمان و أصحابه يومئذ علططى‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫لط مظلومططا ‪ .‬قططال و ل يمتنططع أن يتعلططق‬ ‫الهدى و ما روى عن عائشططة مططن قولهططا قتططل و ا ّ‬
‫بأخبار آحاد في ذلك لنه ليس هناك أمر ظططاهر يططدفعه نحططو دعططواهم أن جميططع الصططحابة‬
‫كططانوا عليططه لن ذلططك دعططوى منهططم و إن كططان فيططه روايططة فمططن الحططاد و إذا تعارضططت‬
‫الروايات سقطت و وجب الرجوع إلى أمططر ثططابت و هططو مططا ثبططت مططن أحططواله السططليمة و‬
‫وجوب توّليه ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬و ليس يجوز أن يعدل عن تعظيمه و صططحة إمططامته بططامور محتملططة فل شططيء ممططا‬
‫ل و يحتمل الوجه الذى هو صحيح ‪.‬‬
‫ذكروه إ ّ‬

‫ثّم ذكر أن للمام أن يجتهد رأيه في المور المنوطة به و يعمل فيها على غالب ظّنه و قد‬
‫يكون مصيبا و إن أفضت إلى عاقبة مذمومة و أّكد ذلك و أطنب فيه ‪.‬‬
‫» عععععع ععع ععععع ععع ععع ععععععع «‬

‫اعترض عليه في الشافي بقوله ‪ :‬فاما ما حكاه عن أبي علي من قوله » لو كان ما ذكططروه‬
‫من الحداث قادحا لطوجب مطن الطوقت الطذى ظهطرت فيطه أن يطلبطوا رجل ينصطبونه فطي‬
‫ل على بطلن ما‬ ‫المامة لن ظهور الحدث كموته قال فلما رأيناهم طلبوا إماما بعد قتله د ّ‬
‫أضافوه إليه من الحداث « فليس ذلك بشيء معتمططد لن تلططك الحططداث و إن كططان مزيلططة‬
‫عندكم لمامته و فاسخة لها و مقتضية لن يعقططدوا لغيططره المامططة فططانهم لططم يقططدموا علططى‬
‫نصب غيره مع تشبثه خوفا من الفتنة و التنازع و التجاذب و أرادوا أن يخلع نفسططه حّتططى‬
‫تزول الشبهة و ينشط من يصلح للمامة لقبول العقد و التكفل بالمر و ليططس يجططرى ذلططك‬
‫مجرى موته لن موته يحسم الطمع في استمرار وليته و ل يبقى شبهة في خلططو الزمططان‬
‫من إمام ‪ ،‬و ليس كذلك حدثه اّلذي يسوغ فيه التأويل على بعططده و يبقططى معططه الشططبهة فططي‬
‫استمرار أمره و ليس نقول ‪ :‬إّنهم لم يتمّكنوا من ذلك‬

‫] ‪[ 347‬‬

‫كما سأل نفسه بل الوجه في عدولهم ما ذكرناه من ارادتهم لحسم المواد و إزالة الشططبهة و‬
‫قطع أسباب الفتنة ‪.‬‬

‫فأّما قوله » إّنه معلوم من هذه الحداث أنها لم تحصل أجمع في اليام اّلتي حصر فيهططا و‬
‫خر مططن المسططلمين‬‫قتل بل كانت تقع حال بعد حال فلو كانت توجب الخلع و البرائة لما تططأ ّ‬
‫النكار عليه و لكان المقيمون بالمدينة من الصحابة أولى بذلك من الواردين مططن البلد «‬
‫ل أّنططه غيططر منكططر أن يكططون نكيرهططم إنمططا‬
‫فل شك أن الحداث لم تحصل في وقت واحد إ ّ‬
‫خر لنهم تأولوا ما ورد عليهم من أفعاله على أجمل الوجوه حططتى زاد المططر و تفططاقم و‬ ‫تأ ّ‬
‫بعد التأويل و تعذر التخريج لم يبق للظن الجميل طريق فحينئذ أنكروا و هذا مستمر على‬
‫ما قدمنا ذكره من أن العدالة و الطريقة الجميلة تتأول في الفعل و الفعططال القليلططة بحسططب‬
‫ن به ثّم ينتهى المر بعد ذلك إلى بعد التأويل و العمل علططى الظططاهر‬ ‫ما تقدم من حسن الظ ّ‬
‫القبيح ‪.‬‬

‫ق كانوا معتقدين لخلعططه مططن أّول حططدث‬ ‫على أن الوجه الصحيح في هذا الباب أن أهل الح ّ‬
‫بل معتقدين لن إمامته لم تثبت وقتا من الوقات و إنما منعهم من اظهار مططا فططي نفوسططهم‬
‫ن الغترار بالّرجل كططان عامططا فلمططا تططبّين أمططره‬‫ما قدمناه من أسباب الخوف و التقّية و ل ّ‬
‫حال بعد حال و اعرضت الوجوه عنه و قل العاذلة قويت الكلمة في عزله و هذا إّنما كان‬
‫في آخر المر دون أّوله فليس يقتضي المسططاك إلططى الططوقت الططذي وقططع الكلم فيططه نسططبة‬
‫الخطاء إلى الجميع على ما ظّنه ‪.‬‬
‫فأّما دفعه أن يكون المة أجمعت على خلعه باخراجه نفسه و خروج مططن كططان فططي حّيططزه‬
‫جار أهله و‬ ‫عن القوم « فليس بشيء لّنه إذا ثبت أن من عداه و عدا عبيده و الرهط من ف ّ‬
‫ساقهم كمروان و من جرى مجراه كانوا مجمعين على خلعه فل شبهة أن الحق في غيططر‬ ‫فّ‬
‫حّيزه لنه ل يجوز أن يكون هو المصيب و جميططع المّططة مبطططل و إنمططا يططدعى أنططه علططى‬
‫الحق من تنازع في إجمطاع مطن عطداه فأمطا مطع تسطليم ذلطك فليطس يبقطى شطبهة و مطا نجطد‬
‫مخالفينا يعتبرون في باب الجماع الشذاذ عنه و النفر القليل الخارجين منه أل ترى أنهططم‬
‫ل يحلفون بخلف سعد و ولده و أهله في بيعة أبي بكر لقلتهم‬

‫] ‪[ 348‬‬

‫و كثرة من بازائهم و كذلك ل يعتدون بخلف مططن امتنططع مططن بيعططة أميططر المططؤمنين عليططه‬
‫سلم و يجعلونه شاذا ل تأثير له فكيف فارقوا هذه الطريقة في خلع عثمان و هل هذا إ ّ‬
‫ل‬ ‫ال ّ‬
‫تقّلب و تلّون ‪.‬‬

‫ن الصحابة بين فريقين اما من ينصره كزيد بن ثابت و ابططن عمططر و فلن و‬ ‫فأّما قوله » إ ّ‬
‫فلن و الباقون ممتنعون انتظار الزوال العارض و لنه ما ضيق عليهم المططر فططي الططدفع‬
‫عنه « فعجيب لن الظططاهر أن انصططاره هططم الططذين كططانوا معططه فططي الططدار يقططاتلون عنططه و‬
‫يدفعون الهاجمين عليه فقط ‪ ،‬فأّما من كان في منزله ما أغنى عنه فتيل ل يعططّد ناصططرا و‬
‫كيف يجوز ممن أراد نصرته و كان معتقدا لصوابه و خططاء الططالبين لخلعطه أن يتوقطف‬
‫ل لططدفع العططارض و بعططد زوالططه ل‬ ‫عن النصرة طلبا لزوال العارض و هل يراد النصرة إ ّ‬
‫حاجة إليها و ليس يحتاج في نصرته إلى أن يضطيق هطو عليهطم المطر فيهطا بطل مطن كطان‬
‫ن المنكر مّما قد تقّدم أمططر‬
‫معتقدا لها ل يحتاج حمله إلى إذنه فيها و ل يحفل بنهيه عنها ل ّ‬
‫ل تعالى فيه بالنهى عنه فليس يحتاج في إنكاره إلى أمر غيره ‪.‬‬ ‫ا ّ‬

‫فأّما زيد بن ثابت فقد روى ميله إلططى عثمططان فمطا نعنططى ذلططك و بططازائه جميطع النصططار و‬
‫ن الواقططدي قططد روى فططي كتططاب‬ ‫المهاجرين و لميله إليه سبب معروف قد روتططه الططرواة فططا ّ‬
‫الدار أن مروان بن الحكططم لمططا حصططر عثمططان الحصططر الخيططر جططاء إلططى زيططد بططن ثططابت‬
‫ج فكّلماهططا‬
‫فاستصحبه إلى عائشة ليكّلمها في هذا المر فمضيا إليها و هي عازمة إلى الح ّ‬
‫ب عنه فأقبلت على زيد بن ثابت فقالت ‪ :‬و ما منعططك يططا ابططن ثططابت و لططك‬ ‫في أن تقيم و تذ ّ‬
‫الساويف قد قطعها لك عثمان و لك كذا و كذا و أعطاك من بيت المال زها عشططرة ألططف‬
‫دينار ؟ قال زيد ‪ :‬فلم أرجع عليها حرفا واحدا ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬و أشارت إلى مروان بالقيام فقام مروان و هو يقول متمثل حططرق قيططس علططى البلد‬
‫حتى إذا اضطرمت أجد ما ‪ ،‬فنادته عايشة و قد خرج من العتبة ‪:‬‬
‫ل سمعت ما قلت ‪ ،‬أ تراني في شك من صاحبك‬ ‫ى تمثل الشعار ؟ قد و ا ّ‬
‫يا ابن الحكم أعل ّ‬
‫؟ و الذي نفسي بيده لوددت أنه الن في غرارة مططن غططرائري مخيطططة عليهططا فألقيهططا فططي‬
‫البحر الخضر ‪ ،‬قال زيد ‪ :‬فخرجنا من عندها على الّناس ‪.‬‬

‫] ‪[ 349‬‬

‫ن زيد بن ثابت اجتمع عليه عصبة مططن النصططار و هططو يططدعوهم إلططى‬
‫و روى الواقدي ‪ :‬أ ّ‬
‫نصر عثمان فوقف عليه جبلة بن عمرو بن حية المازني فقال له جبلة ‪ :‬ما يمنعك يا زيططد‬
‫ب عنه أعطاك عشرة ألف دينار و أعطاك حدائق من نخل ما لم ترث من أبيك مثل‬ ‫أن تذ ّ‬
‫حديقة منها ‪.‬‬

‫ل خططاذل‬
‫ل ما كان منططا إ ّ‬
‫ن الواقدي أيضا روى عن ابن عمر أّنه قال ‪ :‬و ا ّ‬
‫فأّما ابن عمر فا ّ‬
‫أو قاتل و المر في هذا أوضح من أن يخفى ‪.‬‬

‫سططلم الحسططن و الحسططين « فانمططا أنفططذهما إن كططان‬ ‫فأّما ذكره إنفاذ أمير المططؤمنين عليططه ال ّ‬
‫أنفذهما ليمنعططان مططن انتهططاك حريمططه و تعمططد قتلططه و منططع حرمططه و نسططائه مططن الطعططام و‬
‫الشراب و لم ينفذهما ليمنعا من مطالبته بالخلع كيف و هو مصّرح بططأنه بأحططداثه مسططتحق‬
‫للخلع و القوم اّلذين سعوا في ذلك إليه كانوا يغدون و يروحون إليه و معلوم منه ضرورة‬
‫أّنه كان مساعدا على خلعه و نقض أمره ل سّيما في المّرة الخيرة ‪.‬‬

‫فأّما اّدعائه أّنه لعن قتلته فهو يعلم ما في هذا من الّروايات المختلفة اّلططتي هططي أظهططر مططن‬
‫حت فيجوز أن يكون محمولة على لعن من قتله متعمدا لقتلططه قاصططدا‬ ‫هذه الرواية و إن ص ّ‬
‫إليه فإن ذلك لم يكن لهم ‪.‬‬

‫فأّما اّدعائه أن طلحة رجع لما ناشده عثمان يوم الدار فظاهر البطلن و غير معروف في‬
‫الرواية و الظاهر المعروف أّنه لم يكن على عثمان أشّد من طلحة يوم الدار و ل أغلططظ و‬
‫لو حكينا من كلمه فيه ما قد روى لفنينا قطعة كبيرة من هذا الكتاب ‪.‬‬

‫ن عثمان كان يقول يوم الدار ‪ :‬اللهم اكفنططي طلحططة و يكططرر ذلططك علمططا منططه‬‫و قد روى ‪ :‬أ ّ‬
‫بأنه أشّد القوم عليه ‪.‬‬

‫و روى أن طلحة كان عليه يوم الدار درع و هو يرامي الّناس و لم ينزع عن القتال حّتططى‬
‫قتل الرجل ‪.‬‬

‫ل عليه و آله أّنه سططتكون فتنططة و أن عثمططان و‬


‫ي صّلى ا ّ‬
‫فأّما ادعائه من الرواية » عن الّنب ّ‬
‫أصحابه‬
‫] ‪[ 350‬‬

‫يومئذ على الهدى « فهو يعلم أن هذه الرواية الشاذة ل يكون في مقابلة المعلططوم ضططرورة‬
‫من إجماع الّمة على خلعه و خذله و كلم وجوه المهاجرين و النصار فيه و بإزاء هططذه‬
‫ل عليه و آله و غيططره مّمططا يتضططمن ض طّد مططا‬
‫ي صّلى ا ّ‬
‫الرواية مما يمل الطروس عن الّنب ّ‬
‫تضمنته و لو كانت هذه الرواية معروفة لكان عثمان أولى الناس بالحتجاج بها يوم الّدار‬
‫ل غث و سمين ‪ ،‬و قبل ذلك لما خوصم و طولب بأن يخلع نفسططه ‪ ،‬و‬ ‫ج عليهم بك ّ‬
‫و قد احت ّ‬
‫ج عنه بعض أصحابه و أنصاره و في علمنا بأن شيئا من ذلك لم يكن دللة على أّنها‬ ‫لحت ّ‬
‫مصنوعة ‪.‬‬

‫لط مظلومططا « فططأقوال عايشططة فيططه معروفططة‬‫فأما ما رواه عن عائشة من قولها ‪ » :‬قتل و ا ّ‬
‫ل عليه و آله و هى تقططول ‪ :‬هططذا قميصططه لططم‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫معلومة و إخراجها قميص رسول ا ّ‬
‫يبل و قد بليت سنته و غير ذلك مّما ل يحصى كثرة ‪.‬‬

‫فأما مدحها و ثناؤها عليه فانما كان عقيب علمها بانتقال المر إلططى أميططر المططؤمنين عليططه‬
‫سلم و السبب فيه معروف و قد وقفت عليه و قوبل بين كلمها فيه متقّدما و متأخرا ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫فأّما قوله ‪ » :‬ل يمتنع أن يتعّلق بأخبار الحاد في ذلطك لنهطا فطي مقابلطة مطا يطّدعونه مّمطا‬
‫ل مطن كطان‬‫ن إطباق الصططحابة و أهططل المدينطة إ ّ‬ ‫طريقه أيضا الحاد « فواضح البطلن ل ّ‬
‫في الّدار معه على خلفه و أنهم كانوا بين مجاهططد و مقاتططل مبططارز و بيططن خططاذل متقاعططد‬
‫معلوم ضرورة لكل من سمع الخبار و كيف يّدعى أنها من جملطة الحطاد حّتطى يعطارض‬
‫بأخبار شاّذة نادرة و هل هذا إل مكابرة ظاهرة ؟‬

‫فأما قوله ‪ » :‬إنا ل نعدل عن وليته بامور محتملة « فقد مضى الكلم في هططذا المعنططى و‬
‫قلنا ان المحتمل هو ما ل ظاهر له و الذي يتجاذ به المور المختلفة فأما ما لططه ظططاهر فل‬
‫يسمى محتمل و إن سماه بهذه التسمية فقد بينا أّنه مّما يعدل من أجله عن الولية و فصلنا‬
‫ذلك تفصيل بينا ‪.‬‬

‫فأّما قوله » إن للمام أن يجتهد رأيه في المور المنوطة به و يكون مصيبا و إن أفضططت‬
‫إلى عاقبة مذمومة « فأّول ما فيه أّنه ليس للمططام و ل غيططره أن يجتهططد فططي الحكططام و ل‬
‫ل على النصوص ‪ .‬ثّم إذا سلمنا الجتهاد فل شك أن‬ ‫يجوز العمل فيها إ ّ‬

‫] ‪[ 351‬‬

‫ههنا امورا ل يسوغ فيها الجتهاد حّتى يكون من خبرنا عنه بأّنه اجتهد فيها غير مصدق‬
‫و تفصيل هذه الجملة يبين عند الكلم على ما تعاطاه من العذار في أحداثه ‪.‬‬
‫أقول ‪ :‬من نظر في فعل كبار الصحابة من المهاجرين و النصار بعثمطان أنهطم حصطروه‬
‫أربعين ليلة و منعوه من الماء و خذلوه حّتى قتل و قد كان يمكنهططم الططدفع عنططه علططى أّنهططم‬
‫لط عليططه و آلططه و تركططوه‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫أعانوا قاتليه بل شهد قتله ثمانمأة من أصحاب رسول ا ّ‬
‫بعد القتل ثلثة أيام و لم يدفنوه حّتى قام ثلثة نفر مططن بنططي اميططة فأخططذوه بالليططل سططرقة و‬
‫ل على عظم أحداثه و كططبر‬ ‫دفنوه لكيل يعلم بهم أحد و دفنوه في حش كوكب مقبر يهود يد ّ‬
‫معاصيه و الحق كما قال محّمد بن مسلمة برواية الواقدي المتقدمة إن عثمان قتل نفسططه ‪،‬‬
‫على أن خاذليه كانوا خيرا من ناصريه لن الذين نصره كان أكثرهم فسططاقا كمططروان بططن‬
‫الحكططم و أضططرابه و خططذله المهططاجرون و النصططار ‪ ،‬و كفططى فططي المقططام إعططراض أميططر‬
‫سلم عططن نصطرته آخططر المطر مطع قططدرته علطى ذلطك و قطوله عليطه‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫المؤمنين عل ّ‬
‫سلم نصحه و نصططره غيططر مططرة و مططا أراد عثمططان منططه‬ ‫ل قتله ‪ .‬على أّنه عليه ال ّ‬‫سلم ا ّ‬‫ال ّ‬
‫ل لتاب من قوادحه حقيقة و لما خدع الّناس مرة بعططد مططرة ‪ ،‬و مططن‬ ‫سلم نصحا و إ ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫تتبع كتب السير و التواريخ و سمع مقالت كبار الصحابة و عظمططاء القططوم فططي عثمططان و‬
‫ن عثمططان‬ ‫توبته ظاهرا من أحداثه دفعة ثّم نقضه التوبة و فعله ما فعل دفعة اخططرى درى أ ّ‬
‫ل لعبا و بيت المال طعما له و لبني امّية و أتباعه و ذوي رحمططه مّمططن سططمعت‬ ‫اتخذ دين ا ّ‬
‫ن أجوبة القاضي عبد الجبار و اشياعه الواهيططة ناشططئة‬ ‫شناعة حالهم و بشاعة أمرهم ‪ ،‬و أ ّ‬
‫سلم كان معتزل للفتنة بقتل عثمان و أّنططه‬ ‫ن أمير المؤمنين علّيا عليه ال ّ‬ ‫من الّتعصب ‪ ،‬و أ ّ‬
‫بعد عن منزله في المدينة لن ل تتطططرق عليططه الظنططون برغبتططه فططي البيعططة بططالمر علططى‬
‫ن الصحابة لما كان من أمر عثمان ما كططان التمسططوه و بحثططوا عططن مكططانه حّتططى‬ ‫الّناس و أ ّ‬
‫وجدوه فصاروا إليه و سألوه القيام بالّمة ‪ .‬و نص أبو جعفر الطبري في التاريخ انططه لمططا‬
‫سلم بخيبر و أن معاوية و أهل البصرة اتهموا علّيططا عليططه‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫حصر عثمان كان عل ّ‬
‫سلم تهمة و‬ ‫سلم بدم عثمان اتباعا لتسويلت شيطانية و أن اسناد دم عثمان إليه عليه ال ّ‬ ‫ال ّ‬
‫بهتان‬

‫] ‪[ 352‬‬

‫سططلم نصططر‬ ‫ن أميططر المططؤمنين عليططه ال ّ‬‫ل و هذه التهمة كفران النعمة و قّلة الشكر ل ّ‬
‫ليس إ ّ‬
‫سطلم فطي الكلم‬ ‫عثمان من بدو المر لما استنصره غير مططرة و لقططد مضططى قططوله عليطه ال ّ‬
‫لط لقطد دفعطت عنطه ) يعنطي عطن عثمطان ( حّتطى‬ ‫‪ 238‬من المختار في بطاب الخططب ‪ :‬و ا ّ‬
‫سلم أشار على عثمططان بططامور‬ ‫ن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬‫خشيت أن أكون آثما ‪ ،‬و لعمري أ ّ‬
‫سلم أفعاله و أقططواله‬ ‫كان صلحه فيها و لو قبلها لم يحدث عليه ما حدث فلما رأى عليه ال ّ‬
‫كما سمعت خرج من عنده مغضبا تركه مخذول حّتى ذاق ما ذاق ‪.‬‬

‫ثّم ليعلم أن طلحة و الزبير و عائشة فيما صنعوه في أيام عثمان مططن أوكططد أسططباب مططا تطمّ‬
‫عليه من الخلع و الحصر و سفك الّدم و الفساد و ذلك ظططاهر بّيططن لططذوى العقططول السططليمة‬
‫من آفة التعصب و التقليد و سيتضح أشد ايضاح في شرح الكتب التية ‪.‬‬
‫و اعلم أّنه ليس غرضنا من ذكر أحداث عثمان و ما نقم الّنططاس منططه إبطططال لمططامته بعططد‬
‫ظهورها منه فان هذا البحث انما يختص بمن قال بإمامته قبل أحططداثه و رجططع عنهططا عنططد‬
‫وقوع أحداثه و هم الخوارج و من وافقهططم و أمططا عنططدنا معاشططر المامّيططة لططم يثبططت إمامططة‬
‫الّرجل و أشباهه وقتا من الوقططات لمططا قططدمنا فططي شططرح الخطبططة ‪ 237‬ان المامططة عنططدنا‬
‫ن المططام يجططب أن يكططون منصططوبا و‬ ‫ل ط تعططالى أعلططم حيططث يجعلهططا و أ ّ‬
‫رئاسططة إلهيططة و ا ّ‬
‫ل تعالى و معصوما من جميع الذنوب و منزها من العيوب مطلقططا و أنهططا‬ ‫منصوصا من ا ّ‬
‫ي بنا أن نعود إلى الشرح ‪:‬‬ ‫ل ل ينال الظالمين فالحر ّ‬ ‫عهد ا ّ‬

‫سلم إلى أهل الكوفططة عنططد مسططيره‬ ‫ل عنه ‪ » :‬و من كتاب له عليه ال ّ‬ ‫قول الّرضي رضى ا ّ‬
‫سططلم إلططى البصططرة لقتططال‬
‫إليهم من المدينة إلى البصرة « أقول ‪ :‬إّنما كان مسططيره عليططه ال ّ‬
‫أصحاب الجمل فيليق أن نذكر ما كان سبب ذلك القتال و عّلطة وقطوعه فطي البصطرة علطى‬
‫الجمال ليكون القاري على بصيرة ‪ .‬و اعلم ان الّناس بعد قتل عثمان أتوا أمير المؤمنين‬
‫ن هذا الّرجل قططد قتططل و لبطّد للّنططاس مططن إمططام و ل يصططلح‬ ‫سلم منزله فقالوا إ ّ‬‫علّيا عليه ال ّ‬
‫ق بهذا المر منك ل أقدم سابقة و ل أقرب‬ ‫لمامة المسلمين سواك و ل نجد اليوم أحدا أح ّ‬
‫سلم ‪ :‬ل حاجة لي في أمركم أنا‬ ‫ل عليه و آله فقال عليه ال ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫من رسول ا ّ‬

‫] ‪[ 353‬‬

‫معكم فمن اخترتم فقد رضيت به فإّني أكون وزيرا خير من أن أكون أميرا ‪،‬‬

‫سططلم كّلططم بعضطهم‬‫ل ما نختار غيطرك ‪ .‬فلّمطا انصطرفوا عنططه عليططه ال ّ‬‫فاختاروا فقالوا ‪ :‬و ا ّ‬
‫بعضا فقالوا ‪ :‬يمضى قتل عثمان في البلد فيسمعون بقتله و ل يسططمعون أنططه بويططع لحططد‬
‫بعده فيثور كل رجل منهم في ناحية فل نأمن أن يكون في ذلك الفسططاد فلنرجططع إلططى علط ّ‬
‫ي‬
‫ن الّناس و يسكنون ‪.‬‬‫سلم فل نتركه حّتى يبايع فيطمئ ّ‬ ‫عليه ال ّ‬

‫سلم مرارا ثّم أتوه في آخر ذلك فقططالوا لططه ‪ :‬إّنططه ل يصططلح الّنططاس إ ّ‬
‫ل‬ ‫فاختلفوا إليه عليه ال ّ‬
‫سلم ‪:‬‬
‫ل ما نحن بفاعلين حّتى نبايعك فقال عليه ال ّ‬ ‫بامرة و قد طال المر فو ا ّ‬

‫ل بططن‬ ‫ل عن رضا المسلمين ‪ ،‬قال عبد ا ّ‬ ‫ففي المسجد فإن بيعتي ل تكون خفّية و ل تكون إ ّ‬
‫ل المسططجد فلّمططا‬
‫عباس ‪ :‬فلقد كرهت أن يأتى المسجد مخافة أن يشططغب عليططه و أبططي هططو إ ّ‬
‫دخل دخل المهاجرون و النصار فبايعوه ‪.‬‬

‫سلم للّناس لما اريططد علططى‬


‫أقول ‪ :‬و لقد مضى في الخطبة الواحدة و التسعين قوله عليه ال ّ‬
‫البيعة بعد قتل عثمان ‪ :‬دعونى و التمسوا غيرى فإّنا مستقبلون أمرا له وجططوه و ألططوان ل‬
‫ن الفططاق قططد أغططامت و المحجططة قططد تنكططرت و‬
‫تقوم له القلوب و ل تثبت عليه العقططول و إ ّ‬
‫اعلموا أنى إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم و لم اصغ إلى قول القططائل و عتططب العططاتب و إن‬
‫تركتمونى فأنا كأحدكم و لعّلي أسمعكم و أطوعكم لمن وليتمططوه أمركططم و أنططا لكططم وزيططرا‬
‫خير لكم مني أميرا ‪ .‬و رواه أبو جعفر الطبري في التاريخ أيضا مسططندا ) ص ‪ 256‬ج ‪3‬‬
‫طبع مصر ‪ 1357‬ه ( ‪.‬‬

‫» عععع عععع ع عععععع ععع ع ) ع ( ع عععع ع ععع‬


‫عع ععععع ) ع ( «‬

‫قال الشيخ المفيد في الجمل ‪ :‬روي أبو إسحاق بن إبراهيم بن محّمد الثقفي عن عثمان بططن‬
‫أبي شيبة عن إدريس عن محّمد بن عجلن عن زيد بن أسلم قططال ‪ :‬جططاء طلحططة و الزبيططر‬
‫سلم و هو متعوذ بحيطان المدينة فدخل عليه و قططال ابسططط يططدك نبايعططك‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫إلى عل ّ‬
‫ل بك فقال لهما ‪ :‬ل حاجططة لططي فططي ذلططك و أن أكططون لكمططا وزيططرا‬
‫ن الّناس ل يرضون إ ّ‬ ‫فإ ّ‬
‫خير من أن أكون لكما أميرا فليبسط قرشى منكما يده ابايعه ‪ .‬فقال‬

‫] ‪[ 354‬‬

‫ن الّناس ل يؤثرون غيرك و ل يعدلون عنك إلى سواك فابسططط يططدك نبايعططك أّول الّنططاس‬ ‫إّ‬
‫ن بيعتي ل تكون سرا فامهل حّتى أخرج إلى المسجد ‪ .‬فقال ‪ :‬بل نبايعك ههنططا ثطّم‬ ‫فقال ‪ :‬إ ّ‬
‫لطط‬
‫نبايعك في المسجد فبايعاه أّول الّناس ثّم بايعه الّناس على المنبر أّولهم طلحة بن عبيد ا ّ‬
‫لء فصعد المنبر إليه فصفق على يده و رجطل مططن بنططي أسططد يزجطر الطيططر‬ ‫و كانت يده ش ّ‬
‫سطلم يطد طلحطة و‬ ‫قائم ينظر إليه فلما رأى أّول يد صفقت على يد أميطر المطؤمنين عليطه ال ّ‬
‫لء يوشططك أن ل يتطّم‬ ‫ل و إّنا إليه راجعون أّول يد صفقت على يططده شط ّ‬ ‫لء قال ‪ :‬إّنا ّ‬
‫هي ش ّ‬
‫هذا المر ثّم نزل طلحة و الزبير و بايعه الّناس بعدهما ‪.‬‬

‫سلم إلططى السططوق و‬ ‫ى عليه ال ّ‬ ‫قال أبو جعفر الطبري في التاريخ ‪ :‬لما قتل عثمان خرج عل ّ‬
‫ذلك يوم السبت لثماني عشرة ليلة خلت من ذي الحجة فاتبعه الّنططاس و بهشططوا فططي وجهططه‬
‫فدخل حائط بنى عمرو بن مبذول و قال لبي عمرة بن عمططرو بططن محصططن أغلططق البططاب‬
‫ي ابسططط يططدك فبططايعه‬ ‫فجاء الّناس فقرعوا الباب فدخلوا فيهم طلحة و الزبير فقال ‪ :‬يططا عل ط ّ‬
‫طلحة و الزبير فنظر حبيب بن ذؤيب إلى طلحة حين بايع فقال ‪ :‬أّول مططن بططدأ بالبيعططة يططد‬
‫ي إلططى المسططجد فصططعد المنططبر و عليططه إزار و طططاق و‬ ‫لء ل يتّم هذا المر و خرج علط ّ‬ ‫شّ‬
‫عمامة خز و نعله في يده متوكئا على قوس فبايعه الّناس ‪.‬‬

‫سلم مططرارا للبيعططة فقططال عليططه‬‫و قال الطبري في نقل آخر ‪ :‬لما اختلف الّناس إليه عليه ال ّ‬
‫ى و أتيتم و إني قائل لكم قول إن قبلتموه قبلططت أمركططم و إ ّ‬
‫ل‬ ‫سلم لهم ‪ :‬إنكم قد اختلفتم إل ّ‬‫ال ّ‬
‫ل فجاء فصططعد المنططبر فططاجتمع‬ ‫فل حاجة لي فيه ؟ قالوا ‪ :‬ما قلت من شيء قبلناه إن شاء ا ّ‬
‫ل أن أكون عليكم أل و إّنه ليس لي أمططر‬ ‫الّناس إليه فقال ‪ :‬إّني كنت كارها لمركم فأبيتم إ ّ‬
‫ل أن مفاتيح مالكم معى أل و إّنه ليس لي أن آخذ منه درهما دونكم رضيتم ؟ قالوا‬ ‫دونكم إ ّ‬
‫ل نفيططرا يسططيرا كططانوا عثمانّيططة منهططم‬
‫‪ :‬نعم ‪ ،‬قال ‪ :‬الّلهّم اشهد عليهم ثّم بايعهم على ذلططك إ ّ‬
‫حسان بن ثابت و كعب بن مالططك و مسططلمة بططن مخلططد و أبططو سططعيد الخططدرى و محّمططد بططن‬
‫مسلمة و الّنعمان بن بشير و زيد ابن ثابت و رافع بن خديج و فضالة بن عبيد و كعب بن‬
‫سططلم و‬ ‫ي عليططه ال ّ‬
‫ل بن حسطن كيططف أبططى هطؤلء بيعطة علط ّ‬ ‫عجرة ‪ .‬قال ‪ :‬فقال رجل لعبد ا ّ‬
‫كانوا عثمانية ؟ قال ‪ :‬أّما حسان‬

‫] ‪[ 355‬‬

‫له عثمان الديوان و بيت المططال فلمططا‬‫فكان شاعرا ل يبالي ما يصنع و أّما زيد بن ثابت فو ّ‬
‫ل مرتين فقال أبو أّيوب ‪:‬‬
‫حصر عثمان قال ‪ :‬يا معشر النصار كونوا أنصار ا ّ‬

‫ل أّنه أكثر لك من العضدان ‪ ،‬فأّما كعب بن مالك فاستعمله على صدقة مزنيططة‬
‫ما تنصره إ ّ‬
‫و ترك ما أخذ منهم له ‪.‬‬

‫سلم بالمدينة و تربص سبعة نفر فلططم يبططايعوه‬ ‫و في نقل آخر فيه ‪ :‬بايع الّناس علّيا عليه ال ّ‬
‫ل بن عمر و صهيب و زيد بن ثابت و محّمد بن مسلمة‬ ‫منهم سعد بن أبي وقاص و عبد ا ّ‬
‫ل بايع ‪.‬‬
‫و سلمة بن وقش و اسامة بن زيد و لم يتخلف أحد من النصار إ ّ‬

‫ل ط ابططن‬
‫سلم أن يكلم عبد ا ّ‬ ‫ن عّمار بن ياسر استأذن علّيا عليه ال ّ‬
‫و في المامة و السياسة أ ّ‬
‫سططلم فططأبوا و بعططد‬‫عمر و محّمد بن مسلمة و سعد بن أبي وقاص في بيعتهم علّيططا عليططه ال ّ‬
‫سططلم فقططال لططه‬
‫ي عليططه ال ّ‬‫ل واحد منهم قال ‪ :‬فانصرف عمار إلططى عل ط ّ‬ ‫نقل مكالمة عّمار لك ّ‬
‫سلم ‪ :‬دع هؤلء الرهط اّما ابن عمر فضعيف ‪ ،‬و اّما سعد فحسود ‪ ،‬و ذنبى‬ ‫ى عليه ال ّ‬
‫عل ّ‬
‫إلى محّمد ابن مسلمة اّنى قتلت اخاه يوم خيبر ‪ :‬مرحب اليهودى ‪.‬‬

‫» ععععع ) ع ( ععع عععع ععععع عع ععععع «‬

‫ل ابن‬‫سلم حين تخّلف عن بيعته عبد ا ّ‬ ‫في الرشاد للمفيد قّدس سره ‪ :‬و من كلمه عليه ال ّ‬
‫طاب و سعد بن أبى وقاص و محّمد بن مسططلمة و حسططان بططن ثططابت و اسططامة‬ ‫عمر بن الخ ّ‬
‫سططلم‬‫ابن زيد ‪ ،‬ما رواه الشعبى قال ‪ :‬لما اعتزل سعد و من سّميناه أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل و اثنى عليه ثّم قال ‪ :‬اّيها الناس إنكم بايعتمونى على ما بويططع‬
‫و توقفوا عن بيعته حمد ا ّ‬
‫عليه من كان قبلى و إّنما الخيار للّناس قبل أن يبايعوا فإذا بايعوا فل خيار لهم و إنّ علططى‬
‫المام الستقامة و على الرعية التسليم و هذه بيعة عاّمة من رغب عنها رغططب عططن ديططن‬
‫السلم و اتبع غير سبيل أهله و لم تكن بيعتكم إياى فلتة و ليس أمططري و أمركططم واحططد و‬
‫ن للمظلططوم و‬‫ل لنصحن للخصم و لنصططف ّ‬ ‫ل و أنتم تريدونني لنفسكم و أيم ا ّ‬‫إني اريدكم ّ‬
‫لط و حسطان بطن ثطابت امطور كرهتهطا و‬ ‫قد بلغني عن سعد و ابن مسلمة و اسامة و عبطد ا ّ‬
‫الحق بيني و بينهم ‪.‬‬
‫] ‪[ 356‬‬

‫أقول ‪ :‬أتى بكلمه هذا الشريف الرضي فططي النهططج ‪ .‬و لكططن لططم يفسططر هططو و ل أحططد مططن‬
‫الشّراح الذين نعرفهم سببه كما فسره المفيد على أن بينهما تفاوتا فططي الكيططف و الكططم فططاّنه‬
‫سلم ‪ :‬لم تكططن بيعتكططم إيططاى فلتططة و ليططس أمططري و أمركططم‬ ‫نقل هكذا ‪ :‬و من كلمه عليه ال ّ‬
‫لط‬
‫ل و أنتم تريدونني لنفسكم أيها الّناس أعينوني على انفسططكم و أيططم ا ّ‬ ‫واحدا إّني اريدكم ّ‬
‫ن الظالم بخزامته حّتى اورده منهططل الحططق و إن كططان‬ ‫لنصفن المظلوم من ظالمه و لقود ّ‬
‫كارها ) الكلم ‪ 136‬من باب الخطب ( ‪.‬‬

‫و في كتاب الجمل للشيخ الجل المفيد قّدس سّره ‪ :‬انططه روى أبططو مخنططف لططوط بططن يحيططى‬
‫ل بن سططوادة و طلحططة بططن العلططم و أبططي عثمططان اجمططع قططالوا ‪ :‬بقيططت‬
‫عن محّمد بن عبد ا ّ‬
‫المدينة بعد قتل عثمان خمسة أّيططام و أميرهططا الططواقض بططن حططرب و الّنططاس يلتمسططون مططن‬
‫سلم فيختطبىء عنهطم و يلطوذ‬ ‫يجيبهم لهذا المر فل يجدون فيأتون المصريون علّيا عليه ال ّ‬
‫بحيطان المدينة فاذا لقوه يأبى عليهم ‪.‬‬

‫قال ‪ :‬و روى إسحاق بن راشد عن الحميد بن عبد الّرحمن عن ابن أثري قال ‪ :‬أل احدثك‬
‫سططلم‬
‫ي عليططه ال ّ‬‫بما رأت عيناى و سمعت اذناى لما التقى الّناس عنططد بيططت المططال قطال علط ّ‬
‫لطلحة ‪ :‬ابسط يدك ابايعك فقال طلحة ‪ :‬أنت أحق بهططذا المططر منططى و قططد اجتمططع لططك مططن‬
‫سلم ‪ :‬ما خشيناك غيرك فقال طلحة ‪ :‬ل‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫هؤلء الّناس ما لم يجتمع لي ‪ ،‬فقال عل ّ‬
‫ل ل تؤتي من قبلي ‪ ،‬و قام عّمار بن ياسر و الهيثم بن التيهان و رفاعة بن أبي‬ ‫تخش فو ا ّ‬
‫ن هذا المر قد‬ ‫سلم إ ّ‬‫ي عليه ال ّ‬
‫رافع و مالك بن عجلن و أبو أّيوب خالد بن زيد فقالوا لعل ّ‬
‫فسد و قد رأيت ما صنع عثمان و ما أتاه من خلف الكتاب و السّنة فابسططط يططدك لنبايعططك‬
‫سلم و قال ‪ :‬قد رأيتم ما صنع بططي‬ ‫ي عليه ال ّ‬ ‫لتصلح من أمر المة ما قد فسد ‪ ،‬فاستقال عل ّ‬
‫و عرفتم رأى القوم فل حاجة لي فيهم فاقبلوا علطى النصطار و قطالوا يطا معشطر النصطار‬
‫ي و سططابقته‬‫ل و قد علمتططم فضططل علط ّ‬ ‫ل و أنصار رسوله و برسوله أكرمكم ا ّ‬ ‫أنتم أنصار ا ّ‬
‫ل عليه و آله و إن ولي ينالكم خيرا ‪.‬‬ ‫ي صّلى ا ّ‬ ‫في السلم و قرابته و مكانته من الّنب ّ‬

‫فقال القوم ‪ :‬نحن أرضى الّناس به ما نريد به بدل ثّم اجتمعوا عليه و ما يزالوا‬

‫] ‪[ 357‬‬

‫به حّتى بايعوه ‪.‬‬

‫و باسناده عن ابن أبي الهيثم بن التيهططان قططال ‪ :‬يططا معشططر النصططار و قططد عرفتططم رأيططى و‬
‫ل عليه و آله و اختياره إّيططاى فططرّدوا هططذا المططر‬
‫ل صّلى ا ّ‬‫نصيحتى و مكانى من رسول ا ّ‬
‫ل أن يجمع به الفتكم و‬
‫لا ّ‬
‫ل عليه و آله لع ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫إلى أقدمكم إسلما و أولكم برسول ا ّ‬
‫يحقن به دماءكم فأجابه القوم بالسمع و الطاعة ‪.‬‬

‫سلم و سططألوه أن ينظططر فططي‬‫ي عليه ال ّ‬


‫و روى سيف عن رجاله قال ‪ :‬اجتمع الّناس إلى عل ّ‬
‫ل أما ترى الفتنة‬‫امورهم و بذلوا له البيعة فقال لهم ‪ :‬التمسوا غيري ‪ ،‬فقالوا له ‪ :‬ننشدك ا ّ‬
‫ل في ضياع هذه المة فلما ألحوا عليه قال لهم ‪ :‬إّنى لو أجبتكططم حملتكططم علططى‬ ‫أل تخاف ا ّ‬
‫ما أعلم و إن تركتموني كنت لحدكم » كأحدكم ظ « ‪.‬‬

‫قالوا ‪ :‬قد رضينا بحلمك » بحملك ط « و ما فينا مخالف لك فاحملنا على ما تراه ثّم بايعه‬
‫الجماعة ‪.‬‬

‫سلم كره إجابة القوم علطى الفطور و البطدار لعلمطه بعاقبطة‬ ‫ن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫أقول ‪ :‬إ ّ‬
‫حططوا فيمططا دعططوه‬
‫المور و إقدام القوم على الخلف عليه و للظاهرة له و الشنآن و القوم أل ّ‬
‫ل عططّز‬
‫سلم من الجابة عن اللحاح فيما أرادوا و اذكروه با ّ‬ ‫إليه و لم يمنعهم إبائه عليه ال ّ‬
‫ل و قالوا له إّنه ل يصلح لمامططة المسططلمين سططواك و ل نجططد أحططدا يقططوم بهططذا المططر‬ ‫وجّ‬
‫سططلم علططى‬‫غيرك يصلح امور الّدين و يقوم لحياطة السلم و المسططلمين فبططايعوه عليططه ال ّ‬
‫السمع و الطاعة ‪.‬‬

‫» ععع ععع ع عععع ع ععع ع ععع ععععع ععع ع‬


‫ععع ععع عع ع ع ع ععع ع ع ع ععععععع ع « » ع‬
‫عععععع ععععععع ععع ع عععععع ع ععععع ع‬
‫ععع ععععععع «‬

‫قال أبو جعفر الطبري في التاريخ ) ص ‪ 457‬ج ‪ 3‬طبع مصر ‪ 1357‬ه ( ‪:‬‬

‫جة فططأّول خطبططة خطبهططا عل طىّ‬


‫سلم يوم الجمعة لخمس بقبن من ذي الح ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫بويع عل ّ‬
‫ى السرى عن شعيب عن سيف عن سططليمان بططن‬ ‫سلم حين استخلف فيما كتب به إل ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫ل أنططزل‬
‫لط عطّز و جط ّ‬
‫نا ّ‬
‫ل و أثنى عليه فقططال ‪ :‬إ ّ‬
‫ى بن الحسين ‪ :‬حمد ا ّ‬‫أبى المغيرة عن عل ّ‬
‫كتابا هاديا‬

‫] ‪[ 358‬‬

‫ل سبحانه يؤّدكم‬ ‫بّين فيه الخير و الشر فخذوا بالخير و دعوا الشّر ‪ ،‬الفرائض أّدوها إلى ا ّ‬
‫ل حرم حرما غير مجهولة و فضل حرمة المسلم على الحرم كّلها و شططّد‬ ‫نا ّ‬‫إلى الجّنة ‪ ،‬إ ّ‬
‫ق ل يحططل‬ ‫ل بالح ّ‬
‫بالخلص و التوحيد المسلمين و المسلم من سلم الّناس من لسانه و يده إ ّ‬
‫ن الّنططاس أمططامكم و‬
‫صة أحدكم المططوت فططإ ّ‬
‫ل بما يجب بادروا أمر العامة و خا ّ‬
‫أذى المسلم إ ّ‬
‫لط عبططاده‬
‫إن ما من خلفكم الساعة تحدوكم تخففوا تلحقوا فاّنما ينتظر الّناس اخريهم اتقوا ا ّ‬
‫لول‬ ‫لط عطّز و جط ّ‬ ‫في عباده و بلده إّنكم مسططؤلون حّتططى عططن البقططاع و البهططائم أطيعططوا ا ّ‬
‫تعصططوه و إذا رأيتططم الخيططر فخططذوا بططه و إذا رأيتططم الشططر فططدعوه و اذكططروا إذ أنتططم قليططل‬
‫مستضعفون في الرض ‪.‬‬

‫ل عنططه فططي النهططج و بيططن النسططختين تفططاوت فططي‬ ‫أقول ‪ :‬أتى بهذه الخطبة الرضي رضي ا ّ‬
‫لط سططبحانه أنططزل كتابططا‬
‫نا ّ‬
‫بعض العبارات فارجع إلى الخطبططة ‪ 166‬مططن النهططج أولهططا ‪ :‬إ ّ‬
‫هاديا بّين فيه الخير و الشر فخذوا نهج الخير تهتدوا و اصدفوا عن سططمت الشطّر تقصططدوا‬
‫إلى آخرها ‪.‬‬

‫ن الغايططة أمططامكم و إنّ‬


‫سططلم » فططإ ّ‬
‫ثّم الظاهر أن الخطبة ‪ 21‬من النهج و هي قططوله عليططه ال ّ‬
‫ورائكم الساعة تحدوكم تخففوا تلحقوا فانما ينتظر بأولكم آخركططم « اّلططتي جعلهططا الرضططى‬
‫خطبة بحيالها جزء من تلك الخطبة و الختلف بين الخطبتين في النهج في كلمططة واحططدة‬
‫فقط لنها في الخطبة ‪ 21‬تكون » فان الغاية أمامكم « و فطي الخطبطة ‪ » 166‬فطان النطاس‬
‫أمامكم « و إنما افرد ذلك الجزء بالذكر لنه جمع و جازة اللفاظ و جزالططة المعنططى علططى‬
‫حّد كّلت ألسن الّناس عن أن تأتي بمثله و تتفّوه بشبهه و هو كمططا قططال الرضططي ‪ :‬لططو وزن‬
‫ل عليه و آله بكل كلم لمال به راجحططا‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ل سبحانه و بعد كلم رسول ا ّ‬ ‫بعد كلم ا ّ‬
‫سططلم تخففططوا تلحقططوا فمططا سططمع كلم أقططل منططه‬ ‫و برز عليه سابقا ‪ ،‬قال ‪ :‬فأّما قوله عليه ال ّ‬
‫مسموعا و ل أكثر محصول ‪ ،‬إلى آخر ما قال ‪.‬‬

‫ن البيعة لما تمت بالمدينة‬


‫ن ابن قتيبة الدينوري قال في المامة و السياسة ‪ :‬و ذكروا أ ّ‬ ‫ثّم إ ّ‬
‫ل تعالى و أثنى عليططه و‬
‫سلم إلى المسجد الشريف فصعد المنبر فحمد ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫خرج عل ّ‬
‫سلم ‪ :‬ل يستغنى‬ ‫وعد الّناس من نفسه خيرا و تألفهم جهده ثّم قال عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 359‬‬

‫الرجل و إن كان ذا مال و ولد عن عشيرته و دفاعهم عنططه بأيططديهم و ألسططنتهم هططم أعظططم‬
‫الّناس حيطة من ورائه و إليهم سعيه و أعطفهم عليه إن أصابته مصيبة أو نزل به بعططض‬
‫مكاره المور و من يقبض يده عن عشيرته فاّنه يقبض عنهم يدا واحدة و تقبض عنه أيططد‬
‫ل لططه مططا أنفططق فططي دنيططاه و‬
‫ل تعالى يخلف ا ّ‬‫كثيرة و من بسط يده بالمعروف ابتغاء وجه ا ّ‬
‫ل للمرء في الّناس خير لططه مططن‬ ‫ن لسان صدق يجعله ا ّ‬ ‫يضاعف له في آخرته ‪ ،‬و اعلموا أ ّ‬
‫ن أحدكم كبرياء و ل عظمططة فططي نفسططه و ل يغفططل أحططدكم عططن القرابططة أن‬ ‫المال فل يزداد ّ‬
‫ن الططدنيا قططد أدبططرت و‬‫يصلها بالذي ل يزيده إن أمسكه و ل ينقصه إن أهلكه ‪ ،‬و اعلمططوا أ ّ‬
‫الخرة قد أقبلت أل و إن المضمار اليوم و السبق غدا أل و إن السبقة الجّنة و الغاية النار‬
‫ن المل يسهى القلب و يكططذب الوعططد و يططأتي بغفلططة و يططورث حسططرة فهططو غططرور و‬ ‫أل إ ّ‬
‫صاحبه في عناء فططافزعوا إلططى قططوام دينكططم و إتمططام صططلتكم و أداء زكططاتكم و الّنصططيحة‬
‫لط عليططه و آلططه و‬
‫لط صطّلى ا ّ‬ ‫ل و اصدقوا الحططديث عططن رسططول ا ّ‬ ‫لمامكم و تعّلموا كتاب ا ّ‬
‫لط و ارهبططوا‬
‫أوفوا بالعهططد إذا عاهططدتم و أّدوا المانطات إذا ائتمنتططم و ارغبطوا فططي ثطواب ا ّ‬
‫عذابه و اعملوا الخير تجزوا خيرا يوم يفوز بالخير من قدم الخير ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬هذه الخطبة المنقولة من الدينوري مذكورة في النهج ) الخطبة ‪ ( 28‬و نقلها المفيد‬
‫ن الطدنيا قطد أدبطرت و لطم يبّينطا بطأ ّ‬
‫ن‬ ‫سطلم و اعلمطوا أ ّ‬ ‫في الرشاد مبتدأة مطن قطوله عليطه ال ّ‬
‫سلم كما صّرح به الدينوري مططع أ ّ‬
‫ن‬ ‫سلم لما تمت البيعة له عليه ال ّ‬ ‫الخطبة خطبها عليه ال ّ‬
‫بين النسخ اختلفا سيما بين ما في المامة و السياسة و بين ما في النهج و الرشاد ‪.‬‬

‫ن ما نقله هو أّول خطبة خطبها بعد تمام البيعة و إن‬


‫ن ظاهر كلم الدينوري أ ّ‬‫و ل يخفى أ ّ‬
‫سططلم لكنططه‬
‫كان يمكن بالدقة أن يستفاد منه عدم كونه أّول خطبة خطبها في خلفته عليه ال ّ‬
‫خلف الظاهر من عبارته ‪.‬‬

‫سلم في أّول‬
‫ن المفيد قّدس سّره قال في الجمل ) ص ‪ 77‬طبع النجف ( ‪ :‬قوله عليه ال ّ‬ ‫ثّم إ ّ‬
‫خطبة خطبها بعد قتل عثمان و بيعة الّناس له ‪ :‬قد مضت امور كنتم فيهططا غيططر محمططودى‬
‫ل عما سلف سبق الططرجلن و قططام الثططالث كططالغراب‬
‫الرأى أما لو أشاء لقلت و لكن عفى ا ّ‬
‫ص جناحه و قطع رأسه لكان خيرا له حّتى‬ ‫همته بطنه و فرجه يا ويله لو ق ّ‬

‫] ‪[ 360‬‬

‫ل فرعون و هامان و قارون ‪ ،‬فمططا يتصططل بهططذه الخطبططة إلططى‬


‫انتهى إلى قوله و قد أهلك ا ّ‬
‫آخرها ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬ما نقله المفيد » ره « مذكور بعضها في الخطبة ‪ 177‬من النهج أولها ‪:‬‬

‫ل يشغله شأن و ل يغّيره زمان و ل يحويه مكططان و ل يصططفه لسططان ل يعططزب عنططه عططدد‬
‫لط فططي شططرح‬
‫قطر الماء إلى آخرها و صّرح الشارح المحقق ابن ميثم البحرانططي رحمططه ا ّ‬
‫ن هذه الخطبططة اعنططي الخطبططة ‪177‬‬ ‫النهج ) ص ‪ 354‬طبع ‪ 1276‬المطبوعة بالحجر ( بأ ّ‬
‫سلم بعد مقتل عثمان في أّول خلفته كما‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫من النهج خطب بها أمير المؤمنين عل ّ‬
‫أّنه و الشارح الفاضل المعتزلى و الشططريف الرضططى و الطططبرى و غيرهطم صطّرحوا بطأ ّ‬
‫ن‬
‫الخطبة ‪ 166‬من النهج المذكورة آنفا أّول خطبة خطبها في أول خلفته ‪.‬‬

‫» عععععع ع عع ع عع ع عععع ععع ع عع ع عععع ع‬


‫عععع «‬

‫فبعد الفحص و التتبع و الغور في الخبار و السير و القوال و التأّمل في فحوى الخطططب‬
‫ن الخطبة ‪ 21‬من النهج و الخطبططة ‪ 28‬و الخطبططة ‪ 166‬و‬ ‫الموسومة من النهج حصل لنا أ ّ‬
‫سطلم فطي أّول خلفتططه و ذكططر‬
‫الخطبطة ‪ 177‬كطانت جميعططا خطبططة واحططدة خطبهطا عليططه ال ّ‬
‫ل موضع جزء منها فتشتت في النهج فجعل كططل جططزء خطبططة علططى حططدة ‪.‬‬ ‫المؤلفون في ك ّ‬
‫فلنرجع إلى ما كّنا فيه ‪.‬‬

‫» عععععع عع ععع ع ع ععععع ع ع عع ع ععععع ع‬


‫عععع عععع عععععععع ) ع ( «‬

‫ن ظاهر الفتنة بالبصرة إنما أحدثه طلحة و الزبير مططن نكططث البيعططة الططتى بططذلها‬ ‫و اعلم أ ّ‬
‫سلم طوعا و اختيارا و ايثارا و خروجهما عططن المدينططة إلططى مكططة‬ ‫لمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫على اظهار منهما ابتغاء العمرة فلما وصلها اجتمعا مع عائشة و عّمال عثمان الهططاربين‬
‫سلم‬ ‫بأموال المسلمين إلى مّكة طمعا فيما احتجبوه منها و خوفا من أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫و اتفاق رأيهم على الطلططب بططدم عثمططان و التعّلططق عليططه فططي ذلططك بانحيططاز قتلططة عثمططان و‬
‫حاصريه و خاذليه من المهاجرين و النصار و أهل مصر و العراق و كونهم جندا لططه و‬
‫أنصارا و اختصاصهم به في حربهم منه و مظاهرته لهم بالجميل و قوله فيهم الحسن من‬

‫] ‪[ 361‬‬

‫الكلم و ترك إنكار ما منعوه بعثمان و العراض عنهطم فطي ذلطك ‪ ،‬و شطبهوا بطذلك علطى‬
‫الضعفاء و اغتروا به السفهاء و أوهموهم بذلك لظلم عثمان و البرائة مططن شططيء يسططتحق‬
‫به ما صنع به القوم من احصاره و خلعه و المنازعة إلى دمططه فأجططابهم إلططى مرادهططم مططن‬
‫الفتنة من استغووه بمططا وصططفناه و قصططدوا البصططرة لعلمهططم أن جمهططور أهلهططا مططن شططيعة‬
‫ل بن كريز بطن عطامر و كطان ذلطك‬ ‫عثمان و أصحاب عامله ابن عمه كان بها و هو عبد ا ّ‬
‫ل عليه الخبار و يوضح عن صحة الحكم به العتبار‬ ‫منهم ظاهرا و باطنا بخلفه كما تد ّ‬
‫‪ ،‬أل ترى أن طلحة و الزبير و عائشة باجماع العلمططاء بالسططير و الثططار هططم الططذين كططانوا‬
‫سلم لم يزل يدفعهم‬ ‫ن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫أوكد السبب لخلع عثمان و حصره و قتله و أ ّ‬
‫عن ذلك و يلطف فطي منعهطم عنطه و يبطذل الجهطد فطي إصطلح حطاله مطع المنكريطن عليطه‬
‫جين عليه بططأقواله فلنططذكر طائفططة مططن الخبططار فططي سططبب نكططث‬ ‫العائبين له بأفعاله و المحت ّ‬
‫طلحة و الزبير البيعة و إثارتهما فتنة الجمل ‪.‬‬

‫سططلم بعططد‬
‫ن الزبيططر و طلحطة أتيططا علّيطا عليطه ال ّ‬
‫في المامة و السياسة للدينوري ‪ :‬ذكروا أ ّ‬
‫سلم ‪:‬‬
‫ى عليه ال ّ‬ ‫فراغ البيعة فقال ‪ :‬هل تدرى على ما بايعناك يا أمير المؤمنين ؟ قال عل ّ‬

‫نعم على السمع و الطاعة و على ما بايعتم عليه أبططا بكطر و عمطر و عثمططان ‪ ،‬فقطال ‪ :‬ل و‬
‫سطلم ‪ :‬ل ‪ ،‬و لكنكمططا شططريكان‬ ‫ى عليططه ال ّ‬‫لكّنا بايعناك على أنا شريكاك في المر ‪ .‬قال عل ّ‬
‫ك فططي‬
‫في القول و الستقامة و العون على العجز و الولد ‪ .‬قططال ‪ :‬و كططان الزبيططر ل يشط ّ‬
‫ن علّيا غير موّليهما شيئا أظهرا الشططكاة‬ ‫ولية العراق و طلحة في اليمن فلما استبان لهما أ ّ‬
‫ى ‪ ،‬قمنطا لطه فطي أمطر عثمطان‬‫فتكلم الزبير في ملء من قريش ‪ ،‬فقال ‪ :‬هذا جزاؤنا من عل ّ‬
‫حّتى أثبتنا عليه الذنب و سببنا له القتل و هو جالس في بيته و كفى المر فلما نططال بنططا مططا‬
‫ل أنا كّنا ثلثططة مططن أهططل الشططورى كرهططه‬‫أراد جعل دوننا غيرنا ‪ ،‬فقال طلحة ‪ :‬ما اللوم إ ّ‬
‫أحدنا و بايعناه و أعطيناه ما في أيدينا و منعنا ما في يده فأصبحنا قد أخطأنا مططا رجونططا ‪.‬‬
‫ل بن عّباس و كان استوزره ‪،‬‬ ‫سلم فدعا عبد ا ّ‬ ‫ى عليه ال ّ‬
‫قال ‪ :‬فانتهى قولهما إلى عل ّ‬

‫فقال له ‪ :‬بلغك قول هذين الرجلين ؟ قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬بلغنى قولهما ‪ .‬قال ‪ :‬فما ترى ؟‬

‫ل طلحة الكوفة فانهما ليسا‬


‫ل البصرة الزبير و و ّ‬
‫قال ‪ :‬أرى أّنهما أحّبا الولية فو ّ‬

‫] ‪[ 362‬‬

‫سلم ثّم قال ‪ :‬ويحططك‬ ‫ى عليه ال ّ‬


‫بأقرب إليك من الوليد و ابن عامر من عثمان ‪ ،‬فضحك عل ّ‬
‫ن العراقين بهما الرجال و الموال و متى تملكا رقاب الّنططاس يسططتميل السططفيه بططالطمع و‬ ‫إّ‬
‫يضربا الضعيف بالبلء و يقويا على القوى بالسلطان ‪ ،‬و لو كنت مستعمل أحدا لضّره و‬
‫نفعه لستعملت معاوية على الشام و لو ل ما ظهر لي من حرصهما على الولية لكان لي‬
‫سلم فقططال ‪ :‬يططا أميططر المططؤمنين‬
‫ي عليه ال ّ‬
‫فيهما رأى ‪ .‬قال ‪ :‬ثّم أتى طلحة و الزبير إلى عل ّ‬
‫ائذن لنا إلى العمرة فان تقم إلى انقضائها رجعنا إليك و إن تسر نتبعك ‪ ،‬فنظر إليهما عل ّ‬
‫ي‬
‫ل ما العمرة تريدان و إّنمططا تريططدان أن تمضططيا إلططى شططأنكما‬
‫سلم و قال ‪ :‬نعم ‪ ،‬و ا ّ‬
‫عليه ال ّ‬
‫فمضيا ‪.‬‬

‫سلم في العمرة فقال عليططه‬ ‫و قال المسعودي في مروج الذهب ‪ :‬انهما استأذنا علّيا عليه ال ّ‬
‫سلم لعّلكما تريدان البصرة و الشام فأقسما أّنهما ل يريدان غير مّكة ‪.‬‬
‫ال ّ‬

‫ن ما يستفيد المتتبع الخبير‬ ‫أقول ‪ :‬و سيأتى طائفة من القوال و الخبار فيهما بعيد هذا و إ ّ‬
‫من سبب نكث الرجلين البيعة هو يأسهما مّما كانا يرجوان به مططن قتططل عثمططان بططن عفططان‬
‫سلم‬ ‫ى بن أبيطالب ثّم اّنه عليه ال ّ‬
‫من البيعة لحدهما بالمامة و اّتساق المر في البيعة لعل ّ‬
‫ما وليهما شيئا لّنهما لم يكونا أهل لذلك لما قد سمعت و تأكد سبب النكث بذلك ‪.‬‬

‫في الجمل للمفيد ‪ :‬لما أيس الرجلن من نيل ما طمعا فيه من التأمر على النطاس و التمّلطك‬
‫سلم أحدا و عرفا‬ ‫لمرهم و بسط اليد عليهم و وجدا المة ل تعدل بأمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫رأى المهاجرين و النصار و من ذلك أرادا الحظوة عنده بالبدار إلى بيعتططه و ظنططا بططذلك‬
‫شركائه في أمره و تحققا أنهما ل يليان معه أمرا و استقر المر على أمير المؤمنين عليه‬
‫ل مططن شطّذ مططن بطانططة‬‫سلم ببيعة المهاجرين و النصططار و بنططى هاشططم و كافططة الّنططاس إ ّ‬ ‫ال ّ‬
‫عثمان و كانوا على خفاء لشخاصهم مخافة على دمائهم من أهطل اليمطان ‪ ،‬فصطارا إلطى‬
‫سلم فطلب منه طلحة ولية العراق و طلب منه الزبير ولية الشام‬ ‫أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫سلم عن إجابتهما في شيء من ذلك فانصططرفا و همططا سططاخطان و قططد‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫فأمسك عل ّ‬
‫عرفا ما كان غلب في ظنهما قبل من رأيه فتركاه يططومين أو ثلثططة أّيططام ثطّم صططارا إليططه و‬
‫استأذنا عليه‬

‫] ‪[ 363‬‬

‫فأذن لهما و كان في علية داره فصعدا إليه و جلسا عنده بين يديه و قال يا أمير المططؤمنين‬
‫قد عرفت حال هذه الزمنة و ما نحن فيه من الشّدة و قد جئناك لتدفع إلينا شيئا نصلح بططه‬
‫أحوالنا و نقضى به حقوقا علينا ‪.‬‬

‫سر ‪.‬‬
‫سلم قد عرفتما ما لي بينبع ‪ 1‬فإن شئتما كتبت لكما منه ما تي ّ‬
‫فقال عليه ال ّ‬

‫سلم لهما ‪ :‬ما أصنع ؟ فقال له ‪ :‬أعطنا مططن‬ ‫فقال ‪ :‬ل حاجة لنا في مالك بينبع فقال عليه ال ّ‬
‫ى يططدلى فططي بيططت المططال و‬ ‫لط و أ ّ‬‫سلم سبحان ا ّ‬ ‫بيت المال شيئا لنا فيه كفاية ‪ .‬فقال عليه ال ّ‬
‫ذلك للمسلمين و أنا خازنهم و أمين لهم ‪ ،‬فإن شئتما رقيتما المنبر و سألتما ذلك مططا شططئتما‬
‫فإن أذنوا فيه فعلت ‪ ،‬و أّنى لي بذلك و هو لكافة المسلمين شاهدهم و غططائبهم لكنططى أبططدى‬
‫لكما عذرا فقال ما كّنا باّلذي نكلفك ذلك و لو كلفناك لما أجابك المسلمون فقال لهمططا ‪ :‬فمططا‬
‫أصنع ؟ قال ‪ :‬قد سمعنا ما عندك ثّم نزل من العلّية و كان في أرض الططدار خادمططة لميططر‬
‫ل ما بايعنا بقلوبنا و إن كّنططا بايعنططا بألسططنتنا ‪،‬‬ ‫سلم سمعتهما يقولن ‪ :‬و ا ّ‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫لط فططوق أيططديهم‬ ‫ل يططد ا ّ‬‫ن اّلذين يبايعونك إّنما يبايعون ا ّ‬ ‫سلم ‪ :‬إ ّ‬
‫فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫لط فسططيؤتيه أجططرًا عظيمططا‬ ‫فمن نكث فاّنما ينكث على نفسه و من أوفططى بمططا عاهططد عليططه ا ّ‬
‫) الفتح ‪ ( 11 :‬فتركاه يومين آخرين و قد جائهما الخبر بإظهار عائشة بمّكططة مططا أظهرتططه‬
‫ن عّمططال‬ ‫من كراهة أمره و كراهة من قتل عثمان و الدعاء إلى نصره و الطلب بططدمه و أ ّ‬
‫عثمان قد هربوا من المصار إلى مكة بما احتجبوه مططن أمططوال المسططلمين و لخططوفهم مططن‬
‫ن مططروان بططن الحكططم‬ ‫سلم و من معه من المهاجرين و النصار و أ ّ‬ ‫أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل بن عططامر بططن كريططز‬ ‫ابن عم عثمان و يعلى بن منبه خليفته و عامله كان باليمن و عبد ا ّ‬
‫ابن عمه و عامله كان على البصرة و قد اجتمعططوا مططع عائشططة و هططم يططدبرون المططر فططي‬
‫سلم و تيّمما وقت خلوته فلمططا دخل عليططه قططال يططا‬ ‫الفتنة فصارا إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫أمير المؤمنين قد جئناك نستأذنك للخروج في العمرة لنا بعيد العهد بها ائذن لنا فيها ‪.‬‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬مم ممم مممم مم م م ممم م م م م مم مممممم‬
‫‪ 238‬مم ممممممم مم ممم ممممم ممممم ‪.‬‬

‫] ‪[ 364‬‬
‫لط مططا تريططدان العمططرة و لكّنكمططا تريططدان الغططدرة ‪ ،‬و إّنمططا تريططدان‬
‫سططلم ‪ :‬و ا ّ‬
‫فقال عليه ال ّ‬
‫ل العظيططم‬
‫سططلم إحلفططا لططى بططا ّ‬
‫ل العمرة ‪ .‬فقال عليه ال ّ‬ ‫البصرة ‪ .‬فقال ‪ :‬الّلهم غفرا ما نريد إ ّ‬
‫ى أمطر المسطلمين و ل تنكثططان لطي بيعطة و ل تسطعيان فططي فتنطة فبططذل‬ ‫انكما ل تفسطدان علط ّ‬
‫ألسنتهما باليمان المؤّكدة فيما استحلفهما عليه من ذلك ‪.‬‬

‫سلم لقيهما ابن عباس فقال لهما ‪ :‬أذن لكما أمير المؤمنين ؟‬
‫فلما خرجا من عنده عليه ال ّ‬

‫سطلم فقططال ‪ :‬يطا ابططن عّبططاس أعنططدك‬‫فقال ‪ :‬نعم ‪ .‬فدخل على أمير المؤمنين فابتدأه عليطه ال ّ‬
‫سططلم انهمططا اسططتأذناني فططي العمططرة‬
‫الخبر ؟ قال ‪ :‬قد رأيت طلحططة و الزبيططر فقططال عليططه ال ّ‬
‫لطط‬
‫فأذنت لهما بعد أن استوثقت منهما باليمان أن ل يغدرا و ل ينكثا و ل يحدثا فسادا و ا ّ‬
‫ل الفتنة فكأني بهما و قد صارا إلطى مكطه ليسطعيا‬ ‫يا ابن عّباس و إّني أعلم أّنهما ما قصدا إ ّ‬
‫ن يعلى بن منبه الخائن الفاجر قد حمل أموال العراق و فارس لينفططق ذلططك و‬ ‫إلى حربي فإ ّ‬
‫ى أمري و يسفكان دماء شيعتي و أنصاري ‪.‬‬ ‫سيفسدان هذان الرجلن عل ّ‬

‫ل بن عّباس ‪ :‬إذا كان ذلك عندك يا أمير المؤمنين معلوم فلططم أذنططت لهمططا و ه ّ‬
‫ل‬ ‫قال عبد ا ّ‬
‫حبستهما و أوثقتهما بالحديد و كفيت المسلمين شّرهما ؟‬

‫سلم ‪ :‬يا ابن عباس أتأمرني بالظلم بدءا و بالسيئة قبل الحسنة و أعاقب علططى‬ ‫فقال عليه ال ّ‬
‫ى من الحكم‬ ‫ل عل ّ‬
‫ل ل عدلت عما أخذ ا ّ‬‫لوا ّ‬ ‫الظنة و التهمة و أؤاخذ بالفعل قبل كونه ؟ ك ّ‬
‫و العدل و ل ابتدأ بالفصل يا ابن عّباس انني أذنت لهما و أعرف ما يكون منهمططا و لكّنططي‬
‫ن ظّنهما و ل يلقيان من المر مناهمططا و أ ّ‬
‫ن‬ ‫ل لقتلنهما و لخيب ّ‬
‫ل عليهما و ا ّ‬
‫استظهرت با ّ‬
‫ي‪.‬‬
‫ل يأخذهما بظلمهما لى و نكثهما بيعتي و بغيهما عل ّ‬ ‫ا ّ‬

‫ن طلحة كطان أّول مطن رمطى بسطهم فطي دار‬ ‫أقول ‪ :‬قد علمت سابقا مّما نقلنا من الفريقين أ ّ‬
‫عثمان و قال ‪ :‬ل ننعمّنه عينا و ل نططتركه يأكططل و ل يشططرب ‪ ،‬و لمططا حيططل بيططن أهططل دار‬
‫عثمان و بين الماء فنظر الزبير نحوهم و قال و حيل بينهطم و بيطن مططا يشطتهون اليطة ‪ ،‬و‬
‫غير ذلك مّما قالوا لعثمان و فعلوا به مّما ل حاجة إلططى إعططادته ثطّم دريططت أنهمططا أّول مططن‬
‫صلنا و بّينا ثّم نكثا بيعته بالسبب الذى ذكرناه و العجب‬ ‫سلم على ما قد ف ّ‬ ‫بايع علّيا عليه ال ّ‬
‫أنهما مع ما فعل بعثمان جعل دم عثمان مستمسكا و نهضا إلى طلب‬

‫] ‪[ 365‬‬

‫ق‬
‫سططلم و شططيعته الموحططدين المسططلمين و مططن تأّمططل حط ّ‬ ‫دمه فحاربا أمير المؤمنين عليططه ال ّ‬
‫التأّمل في جميع ما قدمنا علم أّنهما و أضرابهما لم يكونوا فيما صنعوه على جميططل طويططة‬
‫ن اّلططذي أظهططروه مططن الطلططب بططدم عثمططان إّنمطا كططان‬
‫في الّدين و ل نصطيحة للمسططلمين و أ ّ‬
‫ل من همزات الشياطين و نسططأله أن‬
‫تشبيها و تلبيسا على العاّمة و المستضعفين ‪ .‬نعوذ با ّ‬
‫سها ‪.‬‬
‫ل خطيئة و ا ّ‬‫ل يجعل الّدنيا أكبر هّمنا فانها رأس ك ّ‬

‫» عععع ععععع ععع عع ع ) ع ( ع عع ععع عععععع ع‬


‫ع ععععععع ععع ) ع ( ع عع ععععع «‬

‫قد علمت مّما سبق أن عائشة كانت أّول من طعن على عثمان و أطمع الّناس فيه و كططانت‬
‫تقول ‪ :‬اقتلوا نعثل و صّرحت بانه طاغية و أمرت بقتل عثمان و نادته بقولها يا غططدر يططا‬
‫ل عليه و آله و نعليه و قالت لططه انهططا لططم يتغيططر و‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫فجر و أرائته قميص رسول ا ّ‬
‫أنت غيرت سنته ‪ ،‬و نهت ابن عباس عن أن يرد الّناس عن قتل الطاغية تعنططى بالطاغيططة‬
‫عثمان و غيرها مّما نقلناها من الفريقين ‪ .‬هذا هو طور ‪.‬‬

‫ثّم لما قتل عثمان بن عفان خرج البغاة إلى الفاق فلّمططا وصططل بعضططهم إلططى مّكططة سططمعت‬
‫ل و أمات سنة رسططول‬ ‫بذلك عائشة فاستبشرت بقتله و قالت قتلته عماله إّنه أحرق كتاب ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬فقالت للناعي ‪ :‬و من بايع الّناس ؟ فقططال لهططا النططاعي ‪:‬‬ ‫ل عليه و آله فقتله ا ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫ا ّ‬
‫ل نعاجا لعثمان و عمل مفاتيح لبططواب بيططت‬ ‫لم أبرح من المدينة حّتى أخذ طلحة بن عبد ا ّ‬
‫ن الّناس قد بايعوه فقالت اى هذا لصيبع وجدوك لها محسنا و بها كافيا ‪،‬‬ ‫المال و ل شك أ ّ‬
‫جه إلى منزلي فلما شططدوا رحالهططا و اسططتوت‬ ‫ثّم قالت شّدوا رحلي فقد قضيت عمرتي لتو ّ‬
‫على مركبها سارت حّتى بلغت شرقاء ) موضع معروف بهذا السطم ( لقيهطا إبراهيططم بططن‬
‫عبيد بن اّم كلب فقالت ‪ :‬ما الخططبر ؟ فقططال ‪ :‬قتططل عثمططان ‪ ،‬قططالت ‪ :‬قتططل نعثططل ‪ ،‬فقططالت ‪:‬‬
‫صته و كيف كان أمره ؟ فقال لها ‪:‬‬ ‫أخبرني عن ق ّ‬

‫ل قد غلب علططى المططر و اتخططذ مفاتيططح علططى‬


‫لّما أحاط الّناس بالدار رأيت طلحة بن عبد ا ّ‬
‫ي بن أبيطالب‬ ‫بيوت الموال و الخزائن و تهيأ ليبايع له فلّما قتل عثمان مال الّناس إلى عل ّ‬
‫ى يقدمهم الشتر‬ ‫و لم يعدلوا به طلحة و ل غيره و خرجوا في طلب عل ّ‬

‫] ‪[ 366‬‬

‫و محّمد بن أبي بكر و عّمار بن ياسر حّتى أتوا علّيا و هو فططي بيططت سططكن فيططه فقططالوا لططه‬
‫ن الّناس ل يعططدلون بططك غيططرك‬ ‫يإّ‬ ‫بايعنا على الطاعة لك فتفكر ساعة فقال الشتر ‪ :‬يا عل ّ‬
‫فبايع قبل أن يختلف الّناس ‪ ،‬قال و كان في الجماعة طلحططة و الزبيططر فظننططت أن سططيكون‬
‫ى كلم قبل ذلك ‪ ،‬فقال الشتر لطلحة ‪ :‬قم يا طلحة فبايع ثّم قم يا‬ ‫بين طلحة و الزبير و عل ّ‬
‫ي يصططفقانهما بططبيعته ث طّم‬
‫زبير فبايع فما تنتظران فقاما فبايعا و أنا أرى أيديهما على يد عل ّ‬
‫ن الّنطاس بطايعوه يطومئذ علطى‬ ‫لأّ‬ ‫ي بن أبطي ططالب المنطبر فتكّلطم بكلم ل أحفطظ إ ّ‬
‫صعد عل ّ‬
‫المنبر و بايعوه من الغد فلّما كان اليوم الثالث خرجت و ل أعلم ما جرى بعدي ‪.‬‬
‫ل ط رأيتططه بططايعه و مططا‬
‫فقالت ‪ :‬يا أخا بني بكر أنت رأيت طلحة بايع علّيا ؟ فقلططت ‪ :‬اى و ا ّ‬
‫ل ط الّرجططل و غصططب‬ ‫ل اكططره و ا ّ‬
‫ل رأيت طلحة و الزبير أّول من بايعه فقالت ‪ :‬إّنا ّ‬ ‫قلت إ ّ‬
‫ل مظلوما ‪ ،‬رّدوا بغالي فرجعت إلى مّكططة ‪ ،‬قططال ‪:‬‬ ‫ي بن أبيطالب أمرهم و قتل خليفة ا ّ‬ ‫عل ّ‬
‫و سرت معها فجعلت تسألني في المسير و جعلت اخبرها ما كان فقالت لي هذا بعهططدي و‬
‫ن الّنططاس يعططدلون عططن طلحططة مططع بلئه يططوم احططد ‪ ،‬قلططت فططإن كططان بططالبلء‬
‫ما كنت أظن أ ّ‬
‫فصاحبه الذى بويع ذو بلء و عناء ‪ ،‬فقالت يا أخا بنى بكر ل نسططألك هططذا غيططر حّتططى إذا‬
‫دخلت مّكة فسألك الناس ما رّد اّم المؤمنين فقل ‪ :‬القيام بدم عثمان و الطلب به ‪.‬‬

‫و جاءها يعلى بن منبه فقال لها ‪ :‬قد قتل خليفتك الذى تحرضين على قتلطه فقطالت ‪ :‬بطرأت‬
‫ل مّمن قتله ‪ ،‬قال ‪ :‬الن ‪ ،‬ثّم قال لها ‪ :‬أظهرى البرائة ثانيا من قاتله ‪.‬‬
‫إلى ا ّ‬

‫فخرجت عائشة إلى المسجد فابتدأت بالحجر فتسترت فيه و نادى مناديها باجتمططاع الّنططاس‬
‫إليها فلّما اجتمعوا تكلمت من وراء الستر و جعلت تتططبرأ مّمططن قتططل عثمططان و تططدعو إلططى‬
‫لط بططن‬
‫نصرة عثمان و تنعاه إلى الّناس و تبكيه و تشهد أّنططه قتططل مظلومططا و جاءهططا عبططد ا ّ‬
‫الحضرمي عامل عثمان على مّكة فقال ‪ :‬قّرت عينك قتططل عثمططان و بلغططت مططا أردت مططن‬
‫ل أنا طلبت قتله إّنما كنت عاتبة‬ ‫أمره ‪ ،‬فقالت ‪ :‬سبحان ا ّ‬

‫] ‪[ 367‬‬

‫لط و‬‫ل من خير من عثمان بن عفان و أرضططى عنططد ا ّ‬ ‫عليه من شيء أرضاني فيه قتل و ا ّ‬
‫سططلم ( مططؤخرا منططذ‬
‫ل ما زال قاتله ) تعنى أمير المؤمنين علّيططا عليططه ال ّ‬ ‫عند المسلمين و ا ّ‬
‫ل عليه و آله و بعد أن توفى عدل عنه الّناس على خيرة مططن أصططحاب‬ ‫بعث محّمد صّلى ا ّ‬
‫لط ل‬ ‫ل عليطه و آلطه و ل يرونطه أهل للمطر و لكنطه رجطل يحطب المطرة و ا ّ‬ ‫ي صّلى ا ّ‬
‫الّنب ّ‬
‫تجتمع عليه و ل على أحد من ولططده إلططى قيططام السططاعة ‪ .‬ثطّم قططالت ‪ :‬معاشططر المسططلمين ا ّ‬
‫ن‬
‫عثمان قتل مظلوما و لقد قتل عثمان من اصبع عثمان خير منه و جعلططت تحطّرض الّنططاس‬
‫على خلف أمير المؤمنين و تحّثهم على نقض عهده ‪.‬‬

‫ن عائشة لما انتهت إلى سططرف راجعططة فططي طريقهططا‬‫قال أبو جعفر الطبري في التاريخ ‪ :‬إ ّ‬
‫إلى مّكة لقيها عبد بن اّم كلب ‪ 1‬و هو عبد بن أبي سلمة ينسب إلى اّمه فقالت له مهيطم ؟‬
‫قال قتلوا عثمان فمكثوا ثمانيا ‪ ،‬قالت ‪ :‬ثّم صنعوا ماذا ؟‬

‫قال ‪ :‬أخذها أهل المدينة بالجتماع فجازت بهم المور إلى خير مجاز اجتمعوا على عليّ‬
‫ل ليت أن هذه انطبقت علططى هططذه إن تططم المططر لصططاحبك رّدونططي‬ ‫بن أبيطالب فقالت ‪ :‬و ا ّ‬
‫لط لطلبططن بططدمه ‪.‬‬
‫ل عثمان مظلومططا و ا ّ‬‫رّدوني فانصرفت إلى مكة و هي تقول ‪ :‬قتل و ا ّ‬
‫ن أّول من أمال حرفططه لنططت و لقططد كنططت تقططولين ‪:‬‬
‫لإّ‬‫فقال لها ابن اّم كلب ‪ :‬و لم ؟ فو ا ّ‬
‫اقتلوا نعثل فقد كفر قالت ‪ :‬إّنهم استتابوه ثّم قتلوه و قد قلت و قططالوا و قططولي الخيططر خيططر‬
‫من قولي الول فقال لها ابن اّم كلب ‪:‬‬

‫منططططططططططططططططططططططططك البططططططططططططططططططططططططداء و منططططططططططططططططططططططططك الغيططططططططططططططططططططططططر‬


‫و منطططططططططططططططططططططططك الريطططططططططططططططططططططططاح و منطططططططططططططططططططططططك المططططططططططططططططططططططططر‬

‫و أنططططططططططططططططططططططططت أمططططططططططططططططططططططططرت بقتططططططططططططططططططططططططل المططططططططططططططططططططططططام‬


‫و قلططططططططططططططططططططت لنططططططططططططططططططططا إّنططططططططططططططططططططه قططططططططططططططططططططد كفططططططططططططططططططططر‬

‫فهبنطططططططططططططططططططططططططا أطعنطططططططططططططططططططططططططاك فطططططططططططططططططططططططططي قتلطططططططططططططططططططططططططه‬


‫و قطططططططططططططططططططططططططاتله عنطططططططططططططططططططططططططدنا مطططططططططططططططططططططططططن أمطططططططططططططططططططططططططر‬

‫و لططططططططططططططططططم يسططططططططططططططططططقط السططططططططططططططططططقف مططططططططططططططططططن فوقنططططططططططططططططططا‬


‫و لطططططططططططططططططططططططم ينكسطططططططططططططططططططططططف شمسطططططططططططططططططططططططنا و القمطططططططططططططططططططططططر‬

‫و قططططططططططططططططططططططططد بططططططططططططططططططططططططايع الّنططططططططططططططططططططططططاس ذا تططططططططططططططططططططططططدر إ‬


‫يزيططططططططططططططططططططططططل الشططططططططططططططططططططططططبا و يقيططططططططططططططططططططططططم الصططططططططططططططططططططططططعر‬

‫و يلبطططططططططططططططططططططططططططططططططس للحطططططططططططططططططططططططططططططططططرب أثوابهطططططططططططططططططططططططططططططططططا‬


‫و ما من و في مثل من قد غدر‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬م مم مممم م مم م مم مم م م مممممم م م‬
‫مممممم م ‪ :‬ممم م م م م م مممم م ممممم م ‪:‬‬
‫ممممممم ممم ممم مم مم مممم ‪.‬‬

‫] ‪[ 368‬‬

‫فانصرفت إلى مّكة فنزلت على باب المسجد فقصدت للحجر فسترت و اجتمع إليها الّناس‬
‫ل لطلبن بدمه ‪.‬‬
‫ن عثمان قتل مظلوما و و ا ّ‬
‫فقالت ‪ :‬يا أيها الّناس إ ّ‬

‫عععع‬

‫مهيم على وزان جعفططر كلمططة اسططتفهام يسططتفهم بهططا معناهططا مطا حالططك ‪ ،‬و مططا شططأنك و مططا‬
‫حدث ‪ ،‬و ما الخبر ‪ ،‬و امثالها المناسبة للمقام ‪ .‬قولها ‪ :‬ليت أن هططذه انطبقططت علططى هططذه ‪.‬‬
‫ن السماء انطبقت على الرض ‪.‬‬ ‫تعنى أ ّ‬
‫ثّم لما تجهز القوم وعبوا العسكر و خرجوا إلى البصرة لثططارة الفتنططة و إنططارة الحططرب و‬
‫ب انتهوا في الّليل إلى ماء لبني كلب يعرف بالحوأب‬ ‫كانت عائشة معهم على الجمل الد ّ‬
‫عليه ناس من بني كلب فعوت كلبهم على الركب حّتى نفرت صعاب ابلهططا فقططالت ‪ :‬مططا‬
‫اسم هذا الموضع ؟ فقال لها السائق لجملها ‪ :‬الحوأب فاسترجعت و ذكرت ما قيل لها فططي‬
‫ذلك فأمسكت زمام بعيرها فقالت و إنها لكلب الحوئب رّدوني رّدوني إلططى حططرم رسططول‬
‫لط يقططول ‪ :‬ليططت شططعري أيتكططن صططاحبة‬‫ل ل حاجة لي في المسير فاّني سمعت رسططول ا ّ‬‫ا ّ‬
‫الجمل الدبب التي تنبحها كلب الحوئب فيقتل عن يمينها و يسارها قتلى كثيرة ‪.‬‬

‫ل ما هذا الحوأب و لقد غلط فيما أخبرك بططه و كططان طلحططة فططي سططاقة‬ ‫فقال ابن الزبير ‪ :‬با ّ‬
‫الّناس فلحقها فأقسم أن ذلك ليططس بططالحوأب فلفقططوا لهططا خمسططين أعرابيططا جعلططوا لهططم جعل‬
‫فحلفوا لها أن هذا ليس بماء الحوأب فسارت لوجهها ‪ .‬قال المسعودى في مروج الذهب ‪،‬‬
‫شهد مع ابن الزبير و طلحة خمسون رجل مّمن كطان معهطم فكطان ذلطك أّول شطهادة زورا‬
‫قيمت في البصرة ‪ .‬انتهى كلمه ‪.‬‬

‫لط و‬‫و قال الّدينوري في المامة و السياسة ‪ :‬فقال لها محّمد بن طلحططة ‪ :‬تقطّدمى رحمططك ا ّ‬
‫ل لقد خلفته أّول الّليل و أتاها ببّينة‬
‫ل بن الزبير فحلف لها با ّ‬‫دعى هذا القول ‪ .‬و أتى عبد ا ّ‬
‫زور من العراب فشهدوا بذلك فزعموا أّنها أّول شهادة‬

‫] ‪[ 369‬‬

‫زور شهد بها في السلم ‪.‬‬

‫و روى أبو جعفر الطبري في التاريخ بإسناده عن الزهري ) ص ‪ 485‬ج ‪ 3‬طبططع مصططر‬
‫ى بططذي قططار انصططرفوا إلططى‬
‫‪ 1357‬ه ( قال ‪ :‬بلغني أّنه لما بلغ طلحططة و الزبيططر منططزل علط ّ‬
‫ى ماء هذا ؟‬
‫البصرة فأخذوا على المنكدر فسمعت عائشة نباح الكلب فقالت أ ّ‬

‫ل يقول و عنده‬ ‫ل و إّنا إليه راجعون إّنى لهيه قد سمعت رسول ا ّ‬


‫فقالوا الحوأب فقالت إّنا ّ‬
‫ل بطن الزبيططر‬
‫نساؤه ليت شعري أيتكن تنبحها كلب الحوأب فأرادت الّرجوع فأتاها عبد ا ّ‬
‫ن هذا الحوأب و لم يزل حّتى مضت ‪.‬‬ ‫فزعم أّنه قال كذب من قال إ ّ‬

‫صططة و العاّمططة بطططرق عديططدة و‬


‫أقول ‪ :‬حديث الحوأب مّما اتفق به الفريقططان و روتططه الخا ّ‬
‫أسانيد كثيرة ‪.‬‬

‫عععع‬

‫ل عليه و آله قال لنسائه ليت شططعري‬‫قال ابن الثير في النهاية ‪ :‬و في الحديث أّنه صّلى ا ّ‬
‫ب فططأظهر الدغططام لجططل‬
‫أيتكن صاحبة الجمل الدبططب تنبحهططا كلب الحططوأب ‪ ،‬أراد الد ّ‬
‫الحوأب ‪ ،‬و الدبب ‪ :‬الكثير وبر الوجه ‪ .‬و المنقول من السيوطى في بعض تصطانيفه انطه‬
‫قد يفك ما استحق الدغام لتباع كلمة أخرى كحديث ايتكن صاحبة الجمططل الططخ ‪ .‬قولهططا ‪:‬‬
‫ن المكسططورة و تسططمى اللم المزحلفططة بالقططاف و‬ ‫إنى لهيه ‪ ،‬اللم لم البتداء تططدخل بعططد ا ّ‬
‫الفاء و بنو تميم يقولون زحلوقة بالقططاف و أهططل العاليططة زحلوفططة بالفططاء سططميت بططذلك ل ّ‬
‫ن‬
‫ن زيطدا قطائم فكرهطوا افتتطاح الكلم بحرفيطن مؤكططدين فزحلفططوا‬ ‫أصل إن زيدا لقائم مثل ل ّ‬
‫اللم دون أن لئل يتقّدم معمولها عليها ‪.‬‬

‫و هى ضمير راجعة إلى المرأة و الها في آخره للسكت نحو قوله تعالى ‪ :‬و ما أدريك مططا‬
‫هيه ) القارعة ‪ . ( 8 :‬و نقل الحديث في المامة و السياسة للّدينوري هكذا ‪:‬‬

‫ن قططد نبحهططا كلب‬


‫ل عليه و آله يقول لنسائه كأنى باحططداك ّ‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫قالت سمعت رسول ا ّ‬
‫الحوأب و إياك أن تكوني أنت يا حميراء ص ‪ 63‬ج ‪ 1‬طبع مصر ‪ 1377‬ه ‪.‬‬

‫ن عائشة في فتنة الجمل ركبت‬


‫ثّم قال أبو جعفر الطبري في الّتاريخ ‪ :‬إ ّ‬

‫] ‪[ 370‬‬

‫جملها و كان جملها يدعى عسكرا و البسوا هودجها الدراع و قتططل يططومئذ سططبعون رجل‬
‫كلهم يأخذ بخطام الجمل فلّما عقر الجمل و هزم الّناس احتمل محّمد بن أبططي بكططر عائشططة‬
‫سلم عليها فقال ‪ :‬اسططتفززت الّنططاس و قططد فططزوا‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫فضرب عليها فسطاط فوقف عل ّ‬
‫فألبت بينهم حّتى قتل بعضهم بعضا في كلم كثير فقالت عائشة ‪ :‬يا ابططن أبيطططالب ملكططت‬
‫سلم و أرسططل معهططا جماعططة مططن‬ ‫ى عليه ال ّ‬
‫فأسجح نعم ما أبليت قومك اليوم ‪ ،‬فسّرحها عل ّ‬
‫رجال و نساء و جّهزها و أمر لها باثنى عشر ألفا إلى آخر ما قال ‪.‬‬

‫ثّم قال الفاضل الشارح المعتزلى ) ص ‪ 159‬ج ‪ 2‬طبع طهران ‪ 1302‬ه ( ‪:‬‬

‫لط صطّلى‬
‫قد تواترت الّرواية عنها باظهار الندم اّنه كانت تقول ليته كان لطى مطن رسطول ا ّ‬
‫ل عليه و آله بنون عشرة كّلهم مثل عبد الّرحمن بن عبد الحارث بن هشام و ثكلتهم و لم‬ ‫ا ّ‬
‫يكن يوم الجمل ‪ ،‬و أّنها كانت تقول ‪ :‬ليتنى مت قبل يططوم الجمططل ‪ ،‬أّنهططا كططانت إذا ذكططرت‬
‫ل خمارها ‪.‬‬
‫ذلك اليوم تبكى حّتى تب ّ‬

‫أقول ‪ :‬و مّما ذكرنا من الفريقين من اختلف أقوالها و أطططوار أحوالهططا دريططت أن المططرأة‬
‫كالرجلين طلحة و الزبير ما أظهرت من الطلب بدم عثمان إّنما كان تشبيها و تلبيسا على‬
‫ن القوم لم يكونوا فيما صنعوه على جميل طوية فططي ال طّدين و ل‬‫العاّمة و المستضعفين و أ ّ‬
‫جه إلى المدينة قبططل‬ ‫نصيحة للمسلمين و علمت من فعل عائشة أّنها كانت عمدت على التو ّ‬
‫أن تعرف ما كان من أمر المسلمين راجية بتمام المر بعد عثمان لطلحططة و الزبيططر زوج‬
‫اختها فلّما صارت ببعض الطريق لقيت الناعي لعثمان فاستبشرت بنعيه لططه فلّمططا اخططبرت‬
‫ن البيعة تمت لمير المؤمنين ساءها ذلك و أحزنها و أظهرت الندم على ما كان منها في‬ ‫أّ‬
‫التأليب على عثمان فأسرعت راجعة إلى مكة حتى فعلت ما فعلت ‪ .‬على أن عائشة كانت‬
‫سططلم بالعططداوة و‬
‫سلم و إّنما أثارت الفتنة و حثت القططوم عليططه عليططه ال ّ‬
‫تبغض علّيا عليه ال ّ‬
‫ى مطن‬
‫الشنآن و من ذلك ما رواه كافة العلماء عنها أنها كانت تقول لم يزل بيني و بين علط ّ‬
‫التباعد ما يكون بين بنت الحماء و منهم أبو جعفططر الطططبرى رواه فططي التاريططخ ج ‪ 3‬ص‬
‫‪ 547‬طبع مصر ‪ 1357‬ه ‪.‬‬

‫و من ذلك أيضا ما رواه كافة العلماء و منهم الطبري في التاريخ ص ‪ 433‬ج ‪2‬‬

‫] ‪[ 371‬‬

‫ل عليه و‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ن رسول ا ّ‬ ‫ل بن عتبة عن عائشة أ ّ‬ ‫ل بن عبد ا ّ‬ ‫روى بإسناده عن عبيد ا ّ‬
‫ل عليه و آله في بيططت‬ ‫آله لما مرض في مرضه الذي توفى فيه إلى أن قالت و هو صّلى ا ّ‬
‫لط‬
‫لط صطّلى ا ّ‬‫ن أن يمّرض في بيتى فأّذن لطه فخطرج رسطول ا ّ‬ ‫ميمونة فدعا نسائه فاستأذنه ّ‬
‫ط قططدماه ص طّلى‬‫عليه و آله بين رجلين من أهله أحدهما الفضل بن العباس و رجل آخر تخ ّ‬
‫ل عليه و آله الرض عاصبا رأسه حتى دخل بيتي ‪ ،‬قال أبو جعفر الطبري ‪ :‬قال عبيططد‬ ‫ا ّ‬
‫ل بن عّباس فقال هل تططدرى مططن الّرجططل ؟ قلططت ل ‪،‬‬ ‫ل ‪ :‬فحدثت هذا الحديث عنها عبد ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫سلم و لكّنهططا كططانت ل تقططدر علططى أن تططذكره بخيططر و هططي‬ ‫ي بن أبيطالب عليه ال ّ‬‫قال ‪ :‬عل ّ‬
‫تستطيع ‪.‬‬

‫و من ذلك ما رواه الشيخ الجل المفيد قّدس سّره فططي الجمططل ص ‪ 68‬طبططع النجططف ‪ :‬لمططا‬
‫سلم جاء الناعي فنعى أهل المدينططة فلمططا سططمعت عائشططة بنعيططه‬
‫قتل أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫استبشرت و قالت متمثلة ‪:‬‬

‫فططططططططططططططططططططإن يططططططططططططططططططططك ناعيططططططططططططططططططططا فلقططططططططططططططططططططد نعططططططططططططططططططططاه‬


‫بناع ليس في فيه التراب‬

‫فقالت لها زينب بنت أبي سلمي ‪ :‬ألعلي تقولين ؟ فتضططاحكت ثطّم قططالت أنسططي فططاذا نسططيت‬
‫فذكروني ثّم خّرت ساجدة شكرا على ما بلغها من قتله و رفعت رأسها و هي تقول ‪:‬‬

‫فطططططططططططططططططألقت عصطططططططططططططططططاها و اسطططططططططططططططططتقّر بهطططططططططططططططططا النطططططططططططططططططوى‬


‫كما قّر عينا بالياب المسافر‬

‫و قال ) ره ( هذا من الخبار اّلططتي ل ريططب فيهططا و ل مريططة فططي صططحتها لتفططاق الططرواة‬
‫عليها ‪.‬‬
‫و من ذلك ما في الجمل أيضا و قد روى عن مسروق أّنه قال ‪ :‬ادخلططت عليهططا فاسططتدعت‬
‫غلما باسم عبد الرحمن قالت ‪ :‬عبدي ‪ ،‬قلت لها ‪ :‬فكيف سّميته عبد الرحمن ؟ قطالت حبطا‬
‫ي‪.‬‬‫لعبد الرحمن بن ملجم قاتل عل ّ‬

‫و من ذلك الخبر المشهور اّلذي رواه نقلة الثار اّنه لّما بعططث إليهططا أميططر المططؤمنين عليططه‬
‫سطلم بالبصطرة أن ارتحلطى عطن هطذه البلطدة قطالت ل أريتطم مكطاني هطذا فقطال لهطا أميطر‬ ‫ال ّ‬
‫ل لترتحلين أو لنفذن إليك نسططوة مططن بكططر بططن وائل يأخططذنك‬ ‫سلم أم و ا ّ‬
‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل احلف ما كان مكان أبغض‬ ‫بشقاق حداد فقالت لرسوله ارتحل فبا ّ‬

‫] ‪[ 372‬‬

‫ى من مكان يكون هو فيه ‪ .‬و غيرها مططن الخبططار الططواردة فططي بغضططها أميططر المططؤمنين‬ ‫إل ّ‬
‫سلم ‪.‬‬
‫عليه ال ّ‬

‫» عععع ععععع ع ععع ع ع ععععع ع ع ععع عععع ع‬


‫ععععععع « » عع ععع ععع عععععع «‬

‫سلم و أيس طلحة و الّزبير مّما كانا يرجوان بططه‬ ‫لّما تّم أمر البيعة لمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫من قتل عثمان من البيعة لحدهما بالمامة و تحققت عائشة تمططام المططر لميططر المططؤمنين‬
‫سلم ل يقّرهم علططى وليططاتهم‬ ‫ن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫سلم و عرف عمال عثمان أ ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫لط‬‫و انهم إن ثبتوا في أماكنهم أو صاروا إليه طالبهم الخروج مّما في أيديهم مططن أمططوال ا ّ‬
‫ل فريططق منهطم علطى‬ ‫تعالى و حذروا من عقابه على تورطهم في خيانة المسطلمين عمطل كط ّ‬
‫التحرز منه و احتال في الكيد له و اجتهد في تفريق الّناس عنه فسار القوم من ك طلّ مكططان‬
‫إلى مّكة استعاذة بها و سكنوا إلططى ذلططك المكططان و عائشططة بهططا و طمعططوا فططي تمططام كيططدهم‬
‫لمير المؤمنين للتحيز إليها و التمويه علططى النططاس بهططا و جعلططت عائشططة تحطّرض الّنططاس‬
‫على خلف أمير المؤمنين و تحثهم على نقض عهده و لحق إلى مّكة جماعة مططن منططافقي‬
‫سلم و لحططق بهططا‬ ‫قريش و صار إليها عّمال عثمان اّلذين هربوا من أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل و مروان بن الحكم و أولد عثمان و عبيططده‬ ‫طاب و أخوه عبيد ا ّ‬ ‫ل بن عمر بن الخ ّ‬ ‫عبد ا ّ‬
‫و خاصته من بني امّية و انحازوا إليها و جعلوها الملجططأ لهططم فيمططا دّبططروه مططن كيططد أميططر‬
‫سلم ‪.‬‬‫المؤمنين عليه ال ّ‬

‫و لّما عرف طلحة و الزبير حال القوم عمدا على اللحاق بها و التعاضد على شططقاق أميططر‬
‫المؤمنين فاستأذنا أمير المؤمنين في العمرة كما نقلنا آنفا و سارا إلى مكة خالعين الطاعططة‬
‫و ناكثين البيعة و كان ظهورهما إلى مّكة بعد قتل عثمططان بأربعططة أشططهر فلّمططا وردا إليهططا‬
‫فيمن تبعهما من أولدهما و خاصتهما طافا بالبيت طططواف العمططرة و سططعيا بيططن الصططفا و‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫ل بن الّزبير بالخروج علي أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫المروة و بعثا إلى عائشة عبد ا ّ‬
‫] ‪[ 373‬‬

‫ل بن أبي ربيعة يحّرض الّناس على الخروج و كان قد صحب مططال جططزيل‬ ‫و جعل عبد ا ّ‬
‫فانفقه في جهاز الّناس إلى البصرة ‪ ،‬و كان يعلي بططن منبططه التميمططي عططامل لعثمططان علططى‬
‫الجند فوافي الحج ذلك العام فلّما بلغه قول ابططن أبططي ربيعططة خططرج مططن داره و قططال ‪ :‬أّيهططا‬
‫ى جهططازه و حمططل معططه عشططرة آلف دينططار فجعططل‬ ‫الّناس من خرج لطلططب دم عثمططان فعلط ّ‬
‫يعطيها الّناس و اشترى أربعمائة بعير و أناخها بالبطحاء و حمل عليها الّرجال ‪.‬‬

‫سلم خبر ابن أبي ربيعططة و ابططن منبططه و مططا بططذله مططن‬ ‫و لما اتصل أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل إن ظفرت بابن منبه و ابن أبي ربيعة لجعلططن‬ ‫المال في شقاقه و الفساد عليه قال ‪ :‬و ا ّ‬
‫ل ‪ ،‬ثّم قال ‪ :‬بلغني أن ابن منّبه بذل عشرة آلف دينار في حربي مططن‬ ‫أموالهما في سبيل ا ّ‬
‫أين له عشرة آلف دينار سرقها من اليمن ثّم جاء بها لن وجدته لخذته بما أقّر به ‪.‬‬

‫سلم تططأهبت للخططروج‬ ‫و لّما رأت عائشة اجتماعهم بمّكة من مخالفة أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ن اّم المؤمنين سائرة إلططى البصططرة تطلططب‬ ‫و مناديها يقول ‪ :‬من كان يريد المسير فليسر فإ ّ‬
‫بدم عثمان فلّما تحقق عزم القوم على المسير إلى البصرة اجتمع طلحة و الزبير و عائشة‬
‫صهم و قالوا نحب أن نسرع النهضة إلى البصرة فططإن بهططا شططيعة عثمططان و عططامله‬ ‫و خوا ّ‬
‫ل بن عامر و قد عمل على استمداد الجنود من فارس و بلد المشرق لمعونته علططى‬ ‫عبد ا ّ‬
‫الطلب بدم عثمان و قد كاتبنا معاوية بن أبي سفيان أن ينفذ لنا الجنود من الشام فإن أبطينا‬
‫من الخروج خفنا من أن يدهمنا على بمّكة أو في بعض الطريق فيمططن يططراى رأيططه خوفططا‬
‫من أن يفّرق كلمتنا و إذا أسرعنا المسير إلى البصرة و أخرجنا عامله منها و قتلنا شططيعته‬
‫بها و استعنا بأمواله منها كّنا على الثقططة مططن الظفططر بططابن أبططي طططالب و إن أقططام بالمدينططة‬
‫سيرنا إليه جنودا حّتى نحصره فيخلع نفسه أو نقتله كما قتل عثمان و إن سار فهو كططالىء‬
‫ل أن يريطح‬ ‫و نحن حامون و هو على ظطاهر البصطرة و نحطن بهطا متحصطنون فلبطد لطه إ ّ‬
‫المسلمين من فتنته ‪.‬‬

‫] ‪[ 374‬‬

‫» ععععع عع عععع عععع ع ع ع ععع ععع ع عع ععع‬


‫عع ع ع ععع عع ع « » ع عع ع عع عع عععع ع ع ع‬
‫عععععع «‬

‫ل بططن‬‫قال المفيد في الجمل ‪ :‬روى الواقدي عن أفلح بن سعيد عن يزيد بن زياد عن عبد ا ّ‬
‫لط عليطه و آلطه قطالت ‪ :‬كنطت مقيمطة بمّكطة تلطك‬ ‫ي صّلى ا ّ‬
‫أبي رافع عن اّم سلمة زوجة الّنب ّ‬
‫ن اّم‬
‫ل برسططول طلحططة و الزبيططر جططاءني عنهمططا يقططول ا ّ‬
‫السنة حّتى دخل المحططرم فلططم أر إ ّ‬
‫المؤمنين عائشة تريد أن تخرج للطلب بططدم عثمططان فلططو خرجططت معهططا رجونططا أن يصططلح‬
‫ل ط أن نق طرّ‬
‫ل ما بهذا امرت و ل عائشة لقد أمرنططا ا ّ‬ ‫بكما فتق هذه الّمة فأرسلت إليهما و ا ّ‬
‫ل ل يجوز لنا عفططو و‬ ‫في بيوتنا ل نخرج للحرب أو للقتال مع أن أولياء عثمان غيرنا و ا ّ‬
‫ي ابن أبي طالب أمير‬ ‫ل لولد عثمان ‪ ،‬و اخرى نقاتل عل ّ‬ ‫ل صلح و ل قصاص و ما ذاك إ ّ‬
‫ل ما أنصططفتما رسططول‬ ‫المؤمنين ذا البلء بهذا المر و العناء و أولى الناس بهذا المر و ا ّ‬
‫ن إلططى العططراق و تطتركوا نسطاءكم فطي‬ ‫ل عليه و آله في نسطائه حيططث تخرجطوه ّ‬‫ل صّلى ا ّ‬‫ا ّ‬
‫بيوتكم ‪.‬‬

‫ثّم قال فيه ‪ :‬و بلغ اّم سلمة اجتماع القوم و ما خاضوه فيه فبكت حّتى اخضل خمارهططا ث طمّ‬
‫ادنططت ثيابهططا فلبسططتها و تخفططرت و مشططت إلططى عائشططة لتعظهططا و تصطّدها عططن رأيهططا فططي‬
‫سلم بالخلفة و تقعدها عن الخروج مع القوم فلّما صارت‬ ‫مظاهرة أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله ‪ ،‬و بين امتططه و حجابططك مضططروب‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫إليها قالت ‪ :‬إّنك عدت رسول ا ّ‬
‫لط مطن‬ ‫لط ا ّ‬
‫على حرمته و قد جمع القرآن ذيلطك فل تنطدحيه و ملطك خفطرك فل تضطحيها ا ّ‬
‫ل عليه و آله مكانك لو أراد أن يعهد إليططك فعططل‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫وراء هذه المة قد علم رسول ا ّ‬
‫ن عمود الدين ل يقام بالنسططاء إن انثلططم و ل يشططعب بهط ّ‬
‫ن‬ ‫بل نهاك عن الفرط في البلء و أ ّ‬
‫إن انصططدع فصططدع النسططاء غططض الطططراف و حططف العطططاف و قصططر الوهططادة و ضططم‬
‫لط عليططه و آلططه عارضططك ببعططض الفلة‬ ‫لط صطّلى ا ّ‬ ‫ن رسطول ا ّ‬ ‫الذيول و ما كنت قائلة لطو أ ّ‬
‫لط بططك‬ ‫ناضه قلوصا من منهل إلى آخر أن قد هتكت صططداقته و تركططت عهططدته أن يغيططر ا ّ‬
‫ل لو سرت سيرك هذا ث طّم قيططل لططي‬ ‫ل عليه و آله تردين و ا ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫لهواك على رسول ا ّ‬
‫ل عليه و آله هاتكة حجابا قد ستره‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ادخلى الفردوس لستحييت أن ألقى رسول ا ّ‬
‫ى اجعلي حصنك بيتك و قاعة البيت قبرك حّتى‬ ‫عل ّ‬

‫] ‪[ 375‬‬

‫تلقينه و أنت على ذلك أطوع ما تكوني له ما لزمتيه و انظرى نبوع الّدين ما حّلت عنه ‪.‬‬

‫فقالت لها عائشة ‪ :‬ما أعرفني بوعظك و اقبلني لنصحك و لنعم المسير مسير فزعت إليططه‬
‫و أنا بين سائرة و متأخرة فان انعد فمن غير حرج و إن أسير فططإلى مططا لبطّد مططن الزيططاد‬
‫منه ‪.‬‬

‫فلّما رأت اّم سلمة أن عائشة ل تقنع عن الخروج عادت إلى مكانها و بعثت إلى رهط من‬
‫المهاجرين و النصار قالت لهم لقد قتل عثمان بحضططرتكم و كانططا هططذان الطّرجلن أعنططي‬
‫سلم و قد خرجا‬ ‫طلحة و الزبير يشعيان عليه كما رأيتم فلّما قضى أمره بايعا علّيا عليه ال ّ‬
‫لط‬
‫لط صطّلى ا ّ‬‫الن عليه زعما أن يطلبا بدم عثمان و يريططدان أن يخرجطا حبيسططة رسططول ا ّ‬
‫ن فإن كططان مططع‬
‫عليه و آله معهم و قد عهد إلى جميع نسائه عهدا واحدا أن يقرن في بيوته ّ‬
‫ل فإنا نأمركم بتقططوى‬ ‫ل عباد ا ّ‬
‫عائشة عهد سوى ذلك تظهره و تخرجه إلينا نعرفه فاتقوا ا ّ‬
‫ل ولي لنا و لكم ‪ ،‬فشق كثير على طلحططة و الزبيططر عنططد سططماع‬
‫ل و العتصام بحبله و ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫هذا القول من اّم سلمة ‪.‬‬

‫ثّم أنفذت اّم سلمة إلى عائشة فقالت لها ‪ :‬قد وعظتك فلم تتعظي و قططد كنططت أعططرف رأيططك‬
‫في عثمان و أّنه لو طلب منك شربة ماء لمنعتيه ثّم أنت اليوم تقططولين إّنططه قتططل مظلومططا و‬
‫ق تقططاته و ل‬
‫ل ط حط ّ‬
‫تريدين أن تثيرى لقتال أولى الّناس بهذا المططر قططديما و حططديثا فططاتقى ا ّ‬
‫تعّرضي لسخطه ‪.‬‬

‫فأرسلت إليها عائشة أّما ما كنت تعرفيه من رأيى في عثمططان فقططد كططان و ل أجططد مخرجططا‬
‫ل الطلب بدمه و أما على فاني آمره برّد هذا المر شوري بين الّناس ‪.‬‬ ‫منه إ ّ‬

‫لط‬
‫فانفذت إليها أّم سلمة أما أنا فغير واعظة لك من بعططد و ل مكلمططة جهططدي و طططاقتي و ا ّ‬
‫ل ابن أبي طالب على من‬ ‫ل ليخيبن ظنك و لينصرن ا ّ‬ ‫إّني لخائفة عليك البوار ثّم النار و ا ّ‬
‫بغي عليه و ستعرفين عاقبة ما أقول و السلم ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬و قد أتى بما ذكرنا من تحذير اّم سلمة عائشة ابن قتيبة الّدينورى‬

‫] ‪[ 376‬‬

‫في المامة و السياسة ) ص ‪ 56‬ج ‪ 1‬طبع مصر ‪ 1377‬ه ( و الفاضل الشارح المعططتزلي‬
‫ابن أبي الحديد في الجزء الثاني من شرحه على نهج البلغة ‪ ،‬و بين النسططخ اختلف فططي‬
‫بعض الجمل في الجملة ففي الّول ‪ :‬و قد علمت أن عمود الدين ل يثبت بالنسططاء إن مططال‬
‫ن إن انصدع ‪ ،‬حماديات النساء غض البصار و ضّم الذيول ‪.‬‬ ‫و ل يراب به ّ‬

‫» عععع ععع ) ع ( ععع عععععع «‬

‫سلم الخططبر عططن أمرهططم قططد توجهططوا‬


‫لما تأهب القوم للمسير إلى البصرة جاء علّيا عليه ال ّ‬
‫نحو العراق فدعا ابن عّباس و محّمد بن أبي بكر و عّمار بن ياسر و سططهل بططن حنيططف و‬
‫ى بما اسمع منكم القول فيه ‪ ،‬فقال عّمار ‪:‬‬
‫أخبرهم بذلك فقال أشيروا عل ّ‬

‫الرأى أن نسير إلى الكوفة فان أهلها لنا شيعة و قد انطلق هؤلء القوم إلى البصرة ‪،‬‬

‫و قال ابن عّباس ‪ :‬الرأي عندى يا أمير المؤمنين أن تقدم رجال إلى الكوفة فيبايعوا لك و‬
‫تكتب إلى الشعري ) يعني أبا موسى الشعري و كان عططامل لعثمططان علططى الكوفططة ( أن‬
‫يبايع لك ثّم بعده المسير حّتى نلحق بالكوفة فنعاجل القوم قبل أن يدخلوا البصرة و تكتططب‬
‫إلى اّم سلمة فتخرج معك فانها لك قوة ‪.‬‬
‫سلم بل أنهططض بنفسططي و مططن معططى فططي اتبططاع الطريططق وراء‬ ‫فقال أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫القوم فان أدركتهم بالطريق أخذتهم و إن فاتوني كتبت إلى الكوفة و استمددت الجنود إلى‬
‫المصططار و سططرت إليهططم ‪ ،‬و أّمططا اّم سططلمة فططاني ل أرى إخراجهططا مططن بيتهططا كمططا رأى‬
‫الرجلن إخراج عائشة ‪.‬‬

‫سلم في الّناس ‪ :‬تجهزوا للمسططير فططان طلحططة و الزبيططر قططد‬


‫ثّم نادى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫نكثا البيعة و نقضا العهد و أخرجا عائشة من بيتها يريدان البصطرة لثطارة الفتنطة و سطفك‬
‫دماء أهل القبلة ‪ ،‬ثّم رفع يديه إلى السماء فقال ‪:‬‬

‫ق‬
‫ي و نكثططا عهططدي و نقضططا عهططدى و شططقياني بغيططر حط ّ‬
‫ن هذين الرجلين قد بغيا عل ّ‬
‫الّلهم إ ّ‬
‫سومها ذلك الّلهّم خذهما بظلمهما و اظفرني بهما و انصرني عليهما ثّم خرج في سبعمائة‬
‫رجل من المهاجرين و النصار و استخلف على المدينة تمام بن عّباس و بعث قثم بن‬

‫] ‪[ 377‬‬

‫سلم التوجه إلى القوم ركب جمل أحمر و هو يقول ‪:‬‬


‫عّباس إلى مّكة و لما رأى عليه ال ّ‬

‫سطططططططططططططططططططططططيروا مبّليطططططططططططططططططططططططن و حّثطططططططططططططططططططططططوا السطططططططططططططططططططططططيرا‬


‫فطططططططططططططططططططططططي طلحطططططططططططططططططططططططة التميمطططططططططططططططططططططططي و الزبيطططططططططططططططططططططططرا‬

‫إذ جلبططططططططططططططططططططططططا شططططططططططططططططططططططططرا و عافططططططططططططططططططططططططا خيططططططططططططططططططططططططرا‬


‫يا رب أدخلهم غدا سعيرا‬

‫و سار مجدا في السير حّتى بلغ الربذة بين الكوفة و مكة من طريق الجاّدة فوجد القوم قططد‬
‫فاتوا فنزل بها فأقام بها أياما فكتب إلى أهل الكوفة ‪:‬‬

‫» عععع ععع ) ع ( ععع ععع ععععع ع ع ع عععع عع «‬


‫» ع ععععع عععع ععع ععع ععععع عع عععععع‬
‫«‬

‫قال أبو جعفر الطبري في التاريخ ) ص ‪ 493‬طبع مصر ‪ 1357‬ه ( ‪ :‬حّدثني عمر قال ‪:‬‬

‫حدثنا أبو الحسن عن بشير بن عاصم ‪ ،‬عن محّمد بن عبد الّرحمان بن أبي ليلى عن أبيططه‬
‫لط الّرحمططن الّرحيططم أّمططا بعططد فططإّني‬
‫سططلم إلططى أهططل الكوفططة ‪ :‬بسططم ا ّ‬
‫ي عليططه ال ّ‬
‫قال كتب عل ّ‬
‫ل و لرسططوله‬ ‫ل ط ع طّز و ج ط ّ‬‫اخترتكم و النزول بين أظهركم لما أعرف من مودتكم و حّبكم ّ‬
‫ق و قضى اّلذي عليه ‪.‬‬ ‫ل عليه و آله فمن جاءني و نصرني فقد أجاب الح ّ‬ ‫صّلى ا ّ‬
‫أقول ‪ :‬كتابه هذا ليس بمذكور في النهج و نقله الطبرى على وجططه آخططر أيضططا قطال ) ص‬
‫‪ 394‬ج ‪ : ( 3‬كتب إلى السرى ‪ ،‬عن شعيب ‪ ،‬عن سيف ‪ ،‬عن محّمد و طلحططة قططال ‪ :‬لمططا‬
‫سلم الربذة أقام بها و سرح منها إلى الكوفة محّمد بن أبططي بكططر و محّمططد‬
‫ى عليه ال ّ‬
‫قدم عل ّ‬
‫ابن جعفر و كتب إليهم إّني اخترتكم على المصار و فزعت إليكم لما حدث فكونوا لططدين‬
‫ل أعوانا و أنصارا و أيدونا و انهضوا إلينا فالصلح ما نريد لتعود الّمة إخوانا و مططن‬ ‫ا ّ‬
‫ق و غمصه ‪.‬‬ ‫ق و آثره و من أبغض ذلك فقد أبغض الح ّ‬ ‫ب الح ّ‬
‫ب ذلك و آثره فقد أح ّ‬ ‫أح ّ‬

‫سلم بالربذة يتهيأ و أرسل إلى المدينة فلحقه ما‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫قال ‪ :‬فمضى الرجلن و بقى عل ّ‬
‫أراد من دابة و سلح و أمر أمره و قام في الّناس فخطبهم و قال ‪:‬‬

‫ل أعّزنا بالسلم و رفعنا به و جعلنا به إخوانا بعد ذلة و قلة و تبططاغض و‬ ‫ل عّز و ج ّ‬
‫نا ّ‬
‫إّ‬
‫ق فيهططم و الكتططاب إمططامهم‬
‫لط السططلم دينهططم و الحط ّ‬
‫تباعد فجرى الّناس على ذلك ما شاء ا ّ‬
‫حّتى اصيب هذا الّرجل بأيدى هؤلء القوم اّلذي نزغهم الشيطان‬

‫] ‪[ 378‬‬

‫ل مططن‬ ‫ن هذه الّمة لبد مفترقة كما افترقت المم قبلهم فنعوذ بططا ّ‬ ‫لينزع بين هذه الّمة أل إ ّ‬
‫شّر ما هو كططائن ثطّم عططاد ثانيططة فقططال ‪ :‬إّنططه لبطّد مّمططا كططائن أن يكططون أل و إن هططذه الّمططة‬
‫ستفترق على ثلث و سبعين فرقة شّرها فرقة تنتحلنططي و ل تعمططل بعملططي فقططد أدركتططم و‬
‫ل عليه و آله و اتبعططوا سططنته و أعرضططوا‬ ‫رأيتم فالزموا دينكم و اهدوا بهدى نبّيكم صّلى ا ّ‬
‫ما أشكل عليكم على القرآن فما عرفه القرآن فالزموه و مططا أنكططره فططرّدوه و ارضططوا بططا ّ‬
‫ل‬
‫لط عليططه و آلططه نبّيططا و بططالقرآن حكمططا و‬
‫جلّ و عّز رّبا و بالسططلم دينططا و بمحّمططد صطّلى ا ّ‬
‫إماما ‪.‬‬

‫أقول ‪ :‬ذلك الكتططاب و هططذه الخطبططة أيضططا ليسططا بمططذكورين فططي النهططج ثطّم ل يخفططى علططى‬
‫المتضّلع في اليات القرآنّية أن هذه الخطبة يبين لنا بطنا من بطون القرآن بططل يظهططر لنططا‬
‫ل هذا ما يشير‬ ‫سرا من أسرار القدر بأن هذه الّمة لبد مفترقة كما افترقت المم قبلهم فلع ّ‬
‫إليه بعض الى القرآني يأتي هذه الّمة مثل اّلذين خلوا من قبلها ‪.‬‬

‫سلم بعث محّمد بن أبي بكططر إلططى الكوفططة و محّمططد بططن عططون‬ ‫ثّم قال الطبرى ‪ :‬إّنه عليه ال ّ‬
‫فجاء الّناس إلى أبي موسى يستشيرونه في الخروج فقال أبو موسططى ‪ :‬أّمططا سططبيل الخططرة‬
‫فأن تقيموا ‪ ،‬و أّما سبيل الدنيا فأن تخرجوا و أنتم أعلم ‪ ،‬و بلغ المحّمدين قول أبي موسططى‬
‫ن بيعططة عثمططان فططي عنقططي و عنططق صططاحبكما اّلططذي‬‫لط إ ّ‬
‫فبايناه و أغلظا له فقططال ‪ :‬أمططا و ا ّ‬
‫ل قتل حيث كان ‪.‬‬ ‫أرسلكما إن أردنا أن نقاتل ل نقاتل حّتى ل يبقى أحد من قتلة عثمان إ ّ‬
‫سلم فوافياه بذي قار و أخبراه الخبر و قد خرج مع الشططتر و قططد‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫فانطلقا إلى عل ّ‬
‫سلم ‪ :‬يطا أشططتر أنططت صططاحبنا فططي أبطي موسطى و‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫كان يعجل إلى الكوفة فقال عل ّ‬
‫لطط‬
‫ل بن عّباس فاصلح ما أفسدت فخرج عبد ا ّ‬ ‫ل شيء اذهب أنت و عبد ا ّ‬ ‫المعترض في ك ّ‬
‫بن عّباس و معه الشتر فقدما الكوفة و كّلما أبا موسى و استعانا عليه بانططاس مططن الكوفططة‬
‫فقال للكوفيين ‪ :‬أنا صاحبكم يوم الجرعة و أنا صططاحبكم اليططوم فجمططع النططاس و خطبهططم و‬
‫سلم ‪.‬‬ ‫استنفرهم إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 379‬‬

‫» عععع عععع عععععععع عععع ععع ععع عع ع عع‬


‫ع عع ععع عع ع « » عع ع ععع ع عع ع ععع ع ع ع‬
‫ععع ععععععع «‬

‫سلم هاشم بططن عتبططة‬ ‫سلم بمن معه حّتى نزل بذي قار ثّم دعا عليه ال ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫ثّم سار عل ّ‬
‫المرقال و كتب معه كتابا إلى أبي موسططى الشططعري و كططان بالكوفططة مططن قبططل عثمططان أن‬
‫يوصل الكتاب إليه ليستنفر الناس منها إلى الجهاد معه و كان مضمون الكتاب ‪:‬‬

‫ل بن قيس أّما بعد فإني أرسلت‬ ‫ى أمير المؤمنين إلى عبد ا ّ‬‫ل الّرحمن الّرحيم من عل ّ‬
‫بسم ا ّ‬
‫إليك هاشم بن عتبة المرقال لتشخص معه من قبلك من المسلمين ليتوجهوا إلى قوم نكثططوا‬
‫ى معه حين‬ ‫بيعتي و قتلوا شيعتي و أحدثوا في هذه الّمة الحدث العظيم فاشخص الّناس إل ّ‬
‫ل أن تكططون مططن‬
‫يقدم بالكتاب عليك فل تحبسه فإني لم أقرك في المصططر اّلططذي أنططت فيططه إ ّ‬
‫أعواني و أنصاري على هذا المر و السلم ‪.‬‬

‫فقدم هاشم بالكتاب على أبى موسى فدعى أبو موسى السائب بططن مالططك الشططعرى فططأقرأه‬
‫الكتاب ‪ ،‬و قال له ‪ :‬ما ترى ؟ فقال له السائب ‪ :‬اتبع ما كتب به إليك ‪،‬‬

‫فأبى أبو موسى ذلك و كسر الكتاب و محاه و بعث إلى هاشم بططن عتبططة يخططوفه و يتوعططده‬
‫بالسجن فقال السائب بن مالك ‪ :‬فأتيت هاشما فأخبرته بأمر أبي موسى ‪.‬‬

‫سلم أّما بعد يا أمير المططؤمنين فطإني قطدمت بكتابططك‬ ‫فكتب هاشم إلى أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫على امرء شاق عاق بعيد الرحم ظاهر الغل و الشقاق و قد بعثططت إليططك بهططذا الكتططاب مططع‬
‫المغل بن خليفة أخي ظني و هو من شيعتك و أنصارك و عنده علم مططا قبلنططا فاسططأله عمططا‬
‫ي برأيك أتبعه و السلم ‪.‬‬ ‫بدا لك و اكتب إل ّ‬

‫سلم و قرأه دعا الحسن ابنه و عّمار بن ياسر و قيس بن‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫ى عل ّ‬
‫فلّما قدم الكتاب إل ّ‬
‫سعد و بعثهم إلى أبي موسى و كتب معهم ‪.‬‬
‫» عع عع عع ع ععع ع ععع ععع عع ع عع ع ععع ع‬
‫ععععععع ععععع «‬

‫ل بن قيس أما بعد يا ابن الحائك ‪1‬‬


‫ى أمير المؤمنين إلى عبد ا ّ‬
‫ل عل ّ‬
‫من عبد ا ّ‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬مم م مممم مم مممم مممم م م م ممم مم ممم‬
‫مممم ‪ :‬ممم مم م مم م ممم م ‪ :‬مم ممم مممم م م م‬
‫مم م ممم ممم م ممممم م ممممم مم م م مم ممم‬
‫ممممم ممم م مم مم ممم م ممم مم م ممم مم ) م ‪7‬‬
‫م ‪ 2‬ممم ممم ‪ 1346‬م ( ‪.‬‬

‫] ‪[ 380‬‬

‫ل له أهل و ل جعططل لططك فيططه‬ ‫ل إّني كنت ل أرى بعدك من هذا المر اّلذي لم يجعلك ا ّ‬ ‫وا ّ‬
‫ل لهططم المصططر و أهلططه و اعططتزل عملنططا‬
‫نصيبا و قد بعثت لك الحسن و عمططارا و قيسطا خط ّ‬
‫ب الخططائنين‬‫لط ل يحط ّ‬‫ل أمرتهم أن ينابذوك على سططوى إن ا ّ‬ ‫منسوبا مدحورا فان فعلت و إ ّ‬
‫فإن أظهروا عليك قطعوك إربا إربا و السلم على من شكر النعم و رضي البيعة و عمططل‬
‫ل رجاء العاقبة ‪.‬‬‫ّ‬

‫سلم و عّمار و قيس الكوفة مستنفرين لهلهططا و كططان أميططر المططؤمنين‬ ‫فقدم الحسن عليه ال ّ‬
‫سلم كتب إلى أهل الكوفة كتابا كان معهم و هو الكتاب الّول من باب المختار من‬ ‫عليه ال ّ‬
‫سلم أى ذلك الكتاب المعنون للشرح و أتينا به في صططدر هططذا‬ ‫كتب أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫الباب و قد ذكرنا النسختين منه احداهما ما في النهج و الخرى ما في الجمل للمفيد ‪.‬‬

‫سلم إلى أبي موسطى الشطعري ليسطا بمطذكورين فطي‬ ‫و اعلم أن هذين الكتابين منه عليه ال ّ‬
‫النهج و قد نقلناهما من الجمل للمفيد ) ص ‪ 115‬طبع النجف ( و تاريخ أبي جعفر محّمططد‬
‫بن جرير الطبري ) ص ‪ 512‬ج ‪ 3‬طبع مصطر ‪ 1357‬ه ( و بيطن النسطختين اختلف فطي‬
‫سططلم إلططى أبططي موسططى‬
‫بعططض العبططارات و سططيأتي الكتططاب الثططالث و السططتين منططه عليططه ال ّ‬
‫الشعرى و قططد بلغطه عنطه تثططبيطه الّنططاس عططن الخططروج إليططه لّمططا نطدبهم لحططرب أصططحاب‬
‫ل بن قيس أّما بعد فقد بلغني عنك قططول‬ ‫ى أمير المؤمنين إلى عبد ا ّ‬ ‫ل عل ّ‬‫الجمل ‪ :‬من عبد ا ّ‬
‫لط الملططك الوهططاب و نططذكر‬
‫هو لك و عليك الخ ‪ .‬فقد حان أن نتصدى جمل الكتاب بعططون ا ّ‬
‫ل تعالى ‪:‬‬‫تتمة واقعة الجمل في شرح الكتاب التالي إن شاء ا ّ‬

‫ى أمير المؤمنين إلططى أهططل الكوفططة جبهططة النصططار و‬


‫ل عل ّ‬
‫سلم ‪ ) :‬من عبد ا ّ‬
‫قوله عليه ال ّ‬
‫سنام العرب ( قد قدمنا في تفسير لغات الكتاب أن الجبهة لها معنيان ‪ :‬الجماعة و موضططع‬
‫السجود من الرأس و قد يكنى على الثاني أعيان الّناس و سادتهم و اشرافهم من حيططث أن‬
‫للجبهة حرمة و شرفا في الوجه و لذا توضع على الرض في السجدة و هططذا هططو المططراد‬
‫سلم كتططابه بمططدحهم بقططوله جبهططة النصططار و سططنام‬
‫في المقام بقرينة السنام فصّدر عليه ال ّ‬
‫سلم كالجبهة و السنام في العزة و الرفعططة و صططار‬ ‫العرب لنهم كانوا بين أعوانه عليه ال ّ‬
‫أهل‬

‫] ‪[ 381‬‬

‫ن أهططل المدينططة صططاروا‬‫سلم و الكوفة دار هجرته كما أ ّ‬ ‫الكوفة آخر المر أنصاره عليه ال ّ‬
‫ن مثططل هططذا‬
‫ل عليه و آله و المدينة دار هجرتططه ‪ .‬ث طّم ل يخفططى أ ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬
‫أنصار رسول ا ّ‬
‫المقام يقتضي تصدير الكتاب باللفاظ الداّلة علططى التحططبيب و تططأليف القلططوب و الططترغيب‬
‫فيما يراد فصّدره بالمدح اجتذابا لهم إلى ما يريد من نصرته على الناكثين ‪.‬‬

‫سلم ‪ ) :‬أّما بعد فإّني اخبركم عن أمر عثمان حّتى يكون سططمعه كعيططانه ( قططد‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫أثبتنا و حّققنا أن الّناس لما رأوا أن عثمان أحدث ما أحدث و فعل ما فعططل نقموهططا منططه و‬
‫طعنوا عليه و حصروه أربعين ليلة و منعوه مططن المططاء أّيامططا للغططراض اّلططتي قططدمناها و‬
‫ل عليه و آلططه حّتططى قيططل إ ّ‬
‫ن‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫علل بّيناها و شهد قتله ثمانمأة من أصحاب رسول ا ّ‬
‫المجمعين على قتل عثمان كانوا أكثر مططن المجمعيططن علططى بيعتططه ‪ ،‬و أن أميططر المططؤمنين‬
‫ل لقد دفعططت عنططه حّتططى خشططيت أن‬ ‫سلم لقد دفع عنه غير مّرة حّتى قال ‪ :‬و ا ّ‬ ‫علّيا عليه ال ّ‬
‫أكون آثما و غيططر ذلططك ممططا ل حاجططة إلططى إعادتهططا و أن طلحططة و الزبيططر و عائشططة فيمططا‬
‫صنعوه في عثمان كانت من أوكد أسباب ما تّم على عثمان من الخلططع و الحصططر و سططفك‬
‫دمه و الفساد ‪ ،‬و سمعت أقوال الفريقين في طلحة أّنه كططان أّول مططن رمططي بسططهم فططي دار‬
‫عثمان و في الزبير ما قال لعثمان و في انكار عايشططة عليطه و أّنهطا كططانت أّول مططن طعطن‬
‫على عثمان و أطمع الّناس فيه ‪.‬‬

‫ل أّنهم لما رأوا‬‫سلم إ ّ‬‫ن طلحة و الّزبير كانا أّول من بايع أمير المؤمنين عليه ال ّ‬ ‫و دريت أ ّ‬
‫خيبتهم من المال الدنيوّية و يأسهم من الغراض الشهوانية و الشططيطانية نكثططوا البيعططة و‬
‫استمسكوا بطلب دم عثمان تشبيها و تلبيسططا علططى العامططة و المستضططعفين و اتهمططوا أميططر‬
‫سلم بقتله و عزوا دمه إليه و من نظر فيما قدمنا في تفسططير هططذا الكتططاب‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫علم أن الناكثين و أضرابهم و أتباعهم قد لعبوا بالدين و أّنما كان قصدهم التملك للمططر و‬
‫ل فتنة نشأت في السططلم مططن‬ ‫التأمر على المسلمين ‪ .‬ثّم لما كانت شبهة قتل عثمان مبدأ ك ّ‬
‫ن بني امّية تمسكوا بها فططي منططع المططاء مططن ريحانططة‬
‫فتنة الجمل و صفين و نهروان حّتى أ ّ‬
‫سططلم‬‫ي عليه ال ّ‬‫ل عليه و آله سّيد شباب أهل الجّنة المام الحسين بن عل ّ‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫رسول ا ّ‬
‫سلم أهل الكوفة عن أمر عثمططان و الحططوال اّلططتى جططرت عليططه‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫و قتله فأخبر عل ّ‬
‫مما نقمها الّناس منه و طعنوا فيه على حّد ايضاح يكون سمعه‬
‫] ‪[ 382‬‬

‫سلم عن‬ ‫لمن لم يشهده كعيانه أى كانه شهد تلك الواقعة و رآها بعينه ليعلم تنزيهه عليه ال ّ‬
‫ل و أّنططه عليططه‬
‫سلم تهمة و بهتان ليططس إ ّ‬
‫اسناد قتل عثمان إليه و أن اسناد دمه إليه عليه ال ّ‬
‫سلم أبرء الّناس من دم عثمان ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫ن الّناس طعنوا عليه ( هذا شروع في الخبار عن أمططر عثمططان ‪ ،‬و‬ ‫سلم ‪ ) :‬إ ّ‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫ن الّنططاس نقمططوا مططن‬
‫سلم بأن الّنططاس طعنططوا عليططه ليعلططم أهططل الكوفططة أ ّ‬‫إّنما صّرح عليه ال ّ‬
‫عثمان بالقوادح اّلتي ارتكبها و طعنوا عليه بالحداث اّلتي أحدثها مما سططمعتها مططن كتططب‬
‫الفريقين و فيه إشارة إلى مبدأ قتله ‪.‬‬

‫سلم ‪ ) :‬فكنت رجل من المهاجرين ( قال الفاضل الشارح المعتزلي ‪:‬‬


‫قوله عليه ال ّ‬

‫سططلم ‪ :‬فكنططت رجل مططن المهططاجرين فططإن فططي ذلططك مططن‬ ‫و من لطيف الكلم قططوله عليططه ال ّ‬
‫التخلص و التبّرى ما ل يخفى على المتأمل أل ترى أّنه لم تبق عليه في ذلك حجة لطاعن‬
‫من حيث كان قد جعل نفسه كواحد من عرض المهاجرين اّلذين بنفر يسير منهططم انعقططدت‬
‫جططة لططدخولهم فيططه ‪ .‬انتهططى‬
‫ل و العقد و إّنما كططان الجمططاع ح ّ‬‫خلفة أبي بكر و هم أهل الح ّ‬
‫قوله ‪.‬‬

‫لط و مططن هططاجر‬


‫ن من هاجر مططع رسططول ا ّ‬‫ق بالباطل و ذلك ل ّ‬‫ن الشارح خلط الح ّ‬ ‫أقول ‪ :‬إ ّ‬
‫الهجرتين كان له رتبة و رفعة و شرف بين سططائر الصططحابة و كططان المهططاجرون يبططاهون‬
‫بالمهاجرة كما ترى في كثير من الجوامع اّلتي دونت لمعرفة الصحابة و هذا مّما ل مرية‬
‫سلم قال ‪ :‬في الكلم ‪ 56‬من باب الخطب ‪:‬‬ ‫ن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫فيه مثل ا ّ‬

‫و أّما البرائة فل تتبّرأوا مّني فإّني ولدت على الفطرة و سبقت إلى اليمان و الهجرة ‪.‬‬

‫ل عليه و آله و وص طّيه علططى‬


‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ل رسول ا ّ‬ ‫ن جميع ما قاله المهاجر و فعله إ ّ‬
‫و أّما أ ّ‬
‫أمير المؤمنين سواء كان واحدا أو أكثر فلم يثبت صوابه بططل تحقططق خطططاؤهم فططي بعططض‬
‫ن هؤلء المهاجرين لم يكونوا معصومين عن الخطاء و لططم يثبططت عصططمتهم و‬ ‫الموارد ل ّ‬
‫لم يّدع احد العصمة فيهم سيما في الواقعة اّلتي أشارت إليه من انعقاد خلفة أبي بكر بنفر‬
‫جة لدخولهم فيه ففيه ما فيططه و كيططف يكططون ذلططك الجمططاع‬ ‫يسير منهم ‪ ،‬و كون الجماع ح ّ‬
‫جة و لم يكن فيه أفضل المهاجرين و أقدم المسلمين و سّيد الموحدين و من كان‬ ‫حّ‬

‫] ‪[ 383‬‬

‫ل عليه و آله بمنزلة هارون من موسططى ‪ ،‬علططى أّنططه قططد طعططن ذلططك‬
‫ل صّلى ا ّ‬
‫من رسول ا ّ‬
‫لط عليطه و آلطه‬
‫لط صطّلى ا ّ‬ ‫الجماع الحاصل من هؤلء النفر غير واحد من كبار رسطول ا ّ‬
‫ممن تثني عليهم الخناصر و هططذا هططو خزيمططة بططن ثططابت النصططارى ذو الشططهادتين طعططن‬
‫إجماعهم و انكر عليهم فعلهم و قال ‪:‬‬

‫مططططططططططططططا كنططططططططططططططت أحسططططططططططططططب هططططططططططططططذا المططططططططططططططر منصططططططططططططططرفا‬


‫عططططططططططططن هاشططططططططططططم ثططططططططططططّم منهططططططططططططا عططططططططططططن أبططططططططططططي حسططططططططططططن‬

‫أليطططططططططططططططططططططططس أّول مطططططططططططططططططططططططن صطططططططططططططططططططططططّلي بقبلتهطططططططططططططططططططططططم‬


‫و أعطططططططططططططططططططططرف الّنطططططططططططططططططططططاس بالثطططططططططططططططططططططار و السطططططططططططططططططططططنن‬

‫ي و مطططططططططططططططططن‬
‫و آخطططططططططططططططططر الّنطططططططططططططططططاس عهطططططططططططططططططدا بطططططططططططططططططالنب ّ‬
‫جبريططططططططططططططل عططططططططططططططون لططططططططططططططه فططططططططططططططي الغسططططططططططططططل و الكفططططططططططططططن‬

‫مطططططططططططططططن فيطططططططططططططططه مطططططططططططططططا فيهطططططططططططططططم ل يمطططططططططططططططترون بطططططططططططططططه‬


‫و ليططططططططططططس فططططططططططططي القططططططططططططوم مططططططططططططا فيططططططططططططه مططططططططططططن الحسططططططططططططن‬

‫مططططططططططططططططططا ذا اّلططططططططططططططططططذي رّدكططططططططططططططططططم عنططططططططططططططططططه فنعلمططططططططططططططططططه‬


‫ن بيعتكم من أغبن الغبن‬ ‫ها إ ّ‬

‫و في نسخة ‪:‬‬

‫ن بيعتكم من أّول الفتن‬


‫ها إ ّ‬

‫ل عليه و آله دعا أمير المططؤمنين‬‫ل صّلى ا ّ‬


‫طلب عّم رسول ا ّ‬ ‫و هذا هو العّباس بن عبد الم ّ‬
‫لط‬
‫ل ط ص طّلى ا ّ‬
‫سلم فقال له ‪ :‬امدد يدك يا ابن أخي أبايعك ليقول الّناس عّم رسول ا ّ‬‫عليه ال ّ‬
‫ل فل يختلف عليك اثنان ‪.‬‬ ‫عليه و آله بايع ابن عّم رسول ا ّ‬

‫و هؤلء أهل اليمامة لما عرفوا تقلد أبي بكر أنكروا أمره و امتنعوا من حمل الزكاة حّتى‬
‫أنفذ اليهم الجيوش فقتلهم و حكم عليهم بالردة عن السلم ‪.‬‬

‫و لو أطنبنا الكلم في ذلططك لكططثر بنططا الخطططب و لخرجنططا عططن اسططلوب الكلم و موضططوع‬
‫الكتاب ‪.‬‬

‫سطلم هطذا‬ ‫ل عتابه ( ل يخفى دللة كلمطه عليطه ال ّ‬ ‫سلم ‪ ) :‬اكثر استعتابه و اق ّ‬‫قوله عليه ال ّ‬
‫على حسن طوّيته و لطف روّيته بالّنططاس و ذلططك لن الناصططح الكريططم إذا رأى غيططره فططي‬
‫صوب غير صواب ل يلومه بألفاظ خشنة و ل ينهى عنه بعنف و ل يشمت به و ل يفرح‬
‫ل في القدر ‪،‬‬ ‫ببلّيته و ل يوّبخه بفعله لّنها من ديدن الجّهال و دأب من لم يطلع بسّر ا ّ‬
‫سططلم ‪ :‬اكططثر‬
‫بل يعظه بالرفق و اللين فإن الرفق يمططن و الحططزق شططوم و لططذا قططال عليططه ال ّ‬
‫استعتابه و اقل عتابه أى اكثر استرضائه و نصحه ليرجع عّما صارت سبب سخط القططوم‬
‫عليه و نقموها منه ‪ ،‬أو اكثر استرضاء القوم عنه كما دريت أن أمير المطؤمنين دفطع عنطه‬
‫ل لقد دفعت عنه حّتى خشيت أن أكون آثما ) الخطبة‬ ‫سلم ‪ :‬و ا ّ‬
‫غير مرة حّتى قال عليه ال ّ‬

‫] ‪[ 384‬‬

‫‪ 238‬من النهج ( ‪.‬‬

‫ب عنه حّتى أّني لستحى ) تاريططخ الطططبرى ج‬ ‫ل ما زلت أذ ّ‬‫سلم أيضا ‪ :‬و ا ّ‬ ‫و قال عليه ال ّ‬
‫‪ 3‬ص ‪ 410‬طبع مصر ‪ 1357‬ه ( و مما حّققناه في شرح هذا الكتاب و في شرح الخطبة‬
‫سطلم عليطه مطن امطور‬ ‫ى عليطه ال ّ‬‫‪ 238‬دريت أن عثمان لو قبل ما أشار أمير المؤمنين علط ّ‬
‫كان صلحه فيها لم يحدث عليه ما حدث ‪ 1‬و إّنما ذاق ما ذاق بإبططائه عططن مططواعظ أميططر‬
‫سلم و إعراضططه عططن نصططحه ‪ .‬و لقططد أتططي الرضططى ) ره ( بطائفططة مططن‬ ‫المؤمنين عليه ال ّ‬
‫سططلم ‪ :‬إن الّنططاس‬
‫سلم لططه فططي بططاب الخطططب ) الكلم ‪ ( 163‬قططوله عليططه ال ّ‬ ‫نصحه عليه ال ّ‬
‫ورائي و قد استسفروني بينك و بينهم الخ و نقله أبو جعفر الطبري في التاريططخ ص ‪376‬‬
‫ج ‪ 3‬و الشيخ المفيد في الجمل ص ‪. 84‬‬

‫سلم و اقل عتابه ‪ ،‬أى ما عاتبت عليه و ما كلمته باللوم و التوبيطخ لمطا حققنطا‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫في البحث اللغوى أن المراد من اقل هنا النفي و ذلك لما سمعت أن من دأب كططرام النططاس‬
‫الرفق و اللين و اللطف و ترك الخشونة و العنف مع الّناس حّتى في المطر بطالمعروف و‬
‫النهي عن المنكر و نعم ما اشار إليه الشيخ الرئيس في آخر النمط التاسع من الشططارات ‪:‬‬
‫سططس و ل يسططتهويه الغضططب عنططد مشططاهدة المنكططر كمططا‬‫سططس و التح ّ‬
‫العارف ل يعنيه التج ّ‬
‫لط فطي القطدر و أمطا إذا أمطر بطالمعروف أمطر برفطق‬ ‫يعتريه الرحمة فاّنه مستبصطر لسطّر ا ّ‬
‫ناصح ل بعنف معّير ‪ .‬و قال المحقق الطوسي في الشرح ‪ :‬إذا أمططر العططارف بططالمعروف‬
‫لط علططى‬‫امر برفق ناصح ل بعنف معّير أمر الوالد ولده و ذلك لشفقته على جميططع خلططق ا ّ‬
‫أّنه لم ينقل أّنه وّبخه و لمه على أفعاله بل كان يعظه ‪.‬‬

‫هذا إذا كان المراد من لفظة اقل عتابه نفي العتططاب و إذا كططان المططراد منهططا حمططل العتططاب‬
‫فالمعنى اّني حملت عتابه و مع ذلك كنت اكثر استعتابه و نصحه و ما منعني‬

‫‪-----------‬‬
‫) ‪ ( 1‬مممم ‪ :‬مممم مممم ممم مممم ممم م م مم مم‬
‫ممم م ممم مم مم م مم مم م مم م مم م مم م‬
‫مممممم ‪.‬‬
‫م ممم مممممم مممممممم م م مممم م م مم مم م‬
‫مممم م م م مم مممم ) م ( ‪ :‬م مم م مم ممم م‬
‫ممممممم مممم مم مم م ممم مم ممم م م مم ممم‬
‫مممممم مم مممم مممم ممم ممممم ممممم م مم‬
‫م مممم ممم م م م م مممم م م م مم مم ممم م م م‬
‫ممم ممم ‪. .‬‬

‫] ‪[ 385‬‬

‫سططلم‬ ‫عتابه عن نصحه و ذلك لما علمت من الخبار السالفة أن عثمططان قططد عططدله عليططه ال ّ‬
‫ل ما أنت عندى بأفضل من مروان ‪ ،‬و لّمططا‬ ‫سلم ‪ :‬فو ا ّ‬‫بمروان بن الحكم و قال له عليه ال ّ‬
‫لط‬‫ي رّد رسولي إلى أن قال ‪ :‬و ا ّ‬ ‫سلم أبا ذر قال عثمان ‪ :‬من يعذرني من عل ّ‬ ‫شّيع عليه ال ّ‬
‫سططلم مططع ذلططك كططان يكططثر‬ ‫لنعطيّنه حّقه و غير ذلك مّما نقلناها من الفريقين و هو عليططه ال ّ‬
‫سلم النصح كما دريت ‪.‬‬ ‫استعتابه لكن عثمان أبى منه عليه ال ّ‬

‫سلم ‪ ) :‬و كان طلحة و الزبير أهون سيرهما فيه الوجيططف و أرفططق حططدائهما‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫سلم بالجملتين عططن شططدة سططعيهما فططي قتططل عثمططان حّتططى أن السططير‬‫العنيف ( كّنى عليه ال ّ‬
‫الوجيف كان أهون ما يسيران في قتله ‪ ،‬و الحداء العنيطف كطان أرفططق فعلهمططا فيطه ‪ .‬و قططد‬
‫ذهب بعض إلى أن سيرهما عثمان و حداءهما إياه كان أهططونه الوجيططف و أرفقططه العنيططف‬
‫أعنى أن ذلك البعض شّبه طلحة و الزبير بالسائق و الحادى و عثمان بالبل مثل و لكنططه‬
‫سططلم ينططادي‬ ‫ل واحد من اللزوم و التعدي لكن كلمه عليططه ال ّ‬ ‫و هم لن السير و إن جاء لك ّ‬
‫بأعلى صوته على خطاء ما ذهب إليه ذلك البعض و صواب ما فسططرناه مططن أنهمططا سططارا‬
‫أشّد سرعة من السير الوجيف حّتى أن السير الوجيف كان أهون سيرهما فططي قتلططه و كططذا‬
‫الجملة التالية ‪ .‬و هذا ظاهر ل غبار عليه ‪.‬‬

‫ثّم إّنك قد علمت مما قدمنا من أخبار الفريقين عمل طلحة و الزبير و أقوالهما في عثمططان‬
‫و نذكر نبذة منها ههنا على الختصار ‪ :‬لّمططا حصططر عثمططان صططعد علططى القصططر و نططادى‬
‫طلحة ثّم سأله عن عّلة حصره و منعه مططن المططاء فأجططابه مرتيططن ‪ :‬لّنططك بطّدلت و غيططرت‬
‫المامة و السياسة للدينوري ص ‪ 38‬ج ‪ 1‬طبع مصر ‪ 1377‬ه ‪.‬‬

‫و روى أبو جعفر الطبرى ص ‪ 411‬ج ‪ 3‬طبططع مصططر ‪ 1357‬ه قططال طلحططة لصططحابه ل‬
‫تتركوا أحدا يدخل على هذا الّرجل و ل يخرج من عنده فقال عثمان الّلهّم اكفنى طلحة بن‬
‫ل فاّنه حمل على هؤلء و أّلبهم إّني لرجو أن يكون منها صفرا أو أن يسططفك دمططه‬ ‫عبيد ا ّ‬
‫ل له ‪ ،‬و في الجمل للمفيد ص ‪ 60‬طبع النجف ‪ :‬روى أبو إسططحاق‬ ‫إّنه انتهك مّني ما ل يح ّ‬
‫إّنه لما اشتّد الحصار بعثمان و ظمأ من العطش فنادى ‪ :‬يا أّيها الّنططاس اسططقونا شططربة مططن‬
‫الماء و أطعمونا مّما‬
‫] ‪[ 386‬‬

‫ل ل تذوقه ‪.‬‬
‫ل ‪ ،‬فناداه الزبير بن العّوام يا نعثل ل و ا ّ‬
‫رزقكم ا ّ‬

‫ثّم قال ‪ :‬لما اشتد الحصار بعثمططان عمططد بنططو امّيططة علططى إخراجططه ليل إلططى مكططة و عططرف‬
‫لط و هططو أول مططن رمططى‬
‫الّناس فجعلوا عليه حرسا و كان على الحرس طلحطة بططن عبيططد ا ّ‬
‫بسهم في دار عثمان ‪.‬‬

‫سلم ) و كان من عائشة فيه فلتة غضب ( السبب في فلتة غضططبها عليططه هططو‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫ما قدمنا أن عثمان جعل مال المسلمين طعمة له و لبني امّية و أتباعه و ذويططه و عشططيرته‬
‫و آثر أهل بيته بالموال العظيمة اّلتي هي عّدة للمسلمين نحططو مططا نقلنططا مططن الفريقيططن أّنططه‬
‫دفع إلى أربعة أنفس من قريش زوجهم بناته أربعمططائة ألططف دينططار و أعطططى مططروان مططأة‬
‫ألف على فتح افريقية و يروى خمس افريقّية ‪ ،‬و نحو ما رووا أن أبا موسططى بعططث بمططال‬
‫عظيم من البصرة فجعل عثمان يقسمه بين أهله و ولده بالصحاف و غير ذلك مّما مّر من‬
‫قوادحه و مطاعنه و ما نقمها الّناس منه ‪.‬‬

‫ن عائشططة كطانت أّول مطن طعطن علططى عثمططان و‬


‫و قال الدينورى في المامة و السياسة ‪ :‬إ ّ‬
‫أطمع الّناس فيه ‪ ،‬و كانت عائشة تقول اقتلوا نعثل فقد فجر ‪ ،‬و فطي روايطة اخطرى كطانت‬
‫ل نعثل ‪.‬‬
‫تقول ‪ :‬اقتلوا نعثل قتل ا ّ‬

‫و روى الشيخ الجل المفيد في الجمل ص ‪ 61‬طبع النجف عن محّمد بن إسحاق صاحب‬
‫ل قال ‪ :‬دخلت يوما بالمدينة إلى المسجد فإذا كطط ّ‬
‫ف‬ ‫السيرة عن مشائخه عن حكيم بن عبد ا ّ‬
‫ل و قميصه و‬ ‫مرتفعة و صاحب الكف يقول ‪ :‬أّيها الّناس العهد قريب هذان نعل رسول ا ّ‬
‫كأني أرى ذلك القميص يلوح و أن فيكم فرعون هذه المة فإذا هي عائشة و عثمان يقول‬
‫لها ‪ :‬اسكتي ثّم يقول للناس إنها امرأة و عقلها عقل النساء فل تصغوا إلططى قولهططا ‪ ،‬و فططي‬
‫لط عليطه و آلطه لطم‬
‫لط صطّلى ا ّ‬
‫رواية اخرى كما قدمناها أنها قالت له ‪ :‬هذا قميص رسول ا ّ‬
‫يتغير و قد غيرت سنته يا نعثل ‪ ،‬و اخرى أنها قالت لبن عباس ‪:‬‬

‫إياك أن ترد الّناس عن قتل الطاغيططة و تعنططى بالطاغيططة و نعثططل عثمططان و غيططر ذلططك مططن‬
‫الخبار اّلتي جاءت في إنكار عائشة و تأليبها على عثمان و إغرائها الّنططاس بقتططل عثمططان‬
‫قد قدمنا طائفة منها و كان نعثل اسم يهودى طويل اللحية و شّبهت عائشة‬

‫] ‪[ 387‬‬

‫عثمان به ‪.‬‬
‫سلم ) فاتيح له قوم فقتلوه ( قد يحذف الفاعل للجهل بططه أو لغططرض لفظططي أو‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫معنوى أو للبهام أو للعلم به أو لغيرها مما قرر فططي محلططه و يمكططن أن يكططون حططذفه فططي‬
‫لط المطاء و قضطى‬ ‫المقام للعلم به نحو قوله تعالى غيض الماء و قضى المطر أى غطاض ا ّ‬
‫ل المر فحذف الفاعل للعلم به و كذا في المقام فالمعنى أن قتله كان بتقدير إلهى أى قّدر‬ ‫ا ّ‬
‫سططلم فططي طلحططة و الّزبيططر و‬
‫ل و هيأ قوما له فقتلوه و لقائل أن يقول ‪ :‬إن كلمه عليططه ال ّ‬ ‫ا ّ‬
‫عائشة له قوما فقتلوه و الخبار المتقدمة تؤيد هذا الحتمال لنهطم قطد حّثطوا و حّرضطوا و‬
‫أغروا الناس على قتله كما دريت فحذف الفاعل للعلم به و لليجاز في الّلفظ ‪ ،‬و يمكن أن‬
‫سلم إّنما بنى الفعل للمفعططول و لططم يقططل‬‫يكون للبهام كما أفاد القطب الراوندي اّنه عليه ال ّ‬
‫ل أو أتاح الشيطان ليرضى بذلك الفريقططان و بالجملططة ل يخفططى لطططف كلمططه عليططه‬ ‫أتاح ا ّ‬
‫سلم حيث أتى بالفعل المجهول ‪.‬‬ ‫ال ّ‬

‫سلم ‪ ) :‬و بايعني الّناس غير مستكرهين و ل مجبرين بل طائعين مخّيرين (‬ ‫قوله عليه ال ّ‬
‫قد حققنا و برهنا أن المتعين فططي المسططتكره بكسططر الططراء أى غيططر كططارهين و قططوله عليططه‬
‫سلم و ل مجبرين أى غير مكرهين ‪ ،‬و قد مضى في الخطبة ‪ 238‬أن عثمان لمططا كططان‬ ‫ال ّ‬
‫سططلم علططى رؤوس الشططهاد و‬ ‫محصورا كان الناس يذكرون أمير المؤمنين علّيططا عليططه ال ّ‬
‫سلم للخلفططة و قططالوا لعثمططان إنططك قططد أحططدثت أحططداثا عظامططا‬ ‫كانوا يهتفون باسمه عليه ال ّ‬
‫فاستحققت بها الخلع و ما كان لنا أن نرجع حّتى نخلعك و نستبدل بك من أصحاب رسول‬
‫ل عليه و آله من لم يحدث مثل ما جربنا منك و لم يقع عليه من التهمة ما وقططع‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ا ّ‬
‫عليك فاردد خلفتنا و اعتزل أمرنا فإن ذلك أسلم لنا منك و يعنون بططذلك الصططحابي أميططر‬
‫سلم فلّما رأى عثمان أن قلوب الجماعططة مائلططة إليططه سططأله الخططروج‬ ‫المؤمنين عليا عليه ال ّ‬
‫ل هتف الّناس باسمه للخلفة ‪.‬‬ ‫إلى ينبع ليق ّ‬

‫سلم كان يمتنع من بيعة الّناس له فيختبىء عنهم و‬


‫و قد بيّنا آنفا أن أمير المؤمنين عليه ال ّ‬
‫يلوذ بحيطان المدينة ‪ ،‬و لما اجتمع الّناس إليه و سألوه أن ينظر في‬

‫] ‪[ 388‬‬

‫امورهم و بذلوا له البيعة قال لهم ‪ :‬التمسوا غيري ‪ ،‬و لّما جاء طلحة و الزبير إليططه عليططه‬
‫سلم و هو متعّوذ بحيطان المدينة فدخل عليه و قال له ‪ :‬ابسط يدك نبايعططك فططإنّ الّنططاس‬ ‫ال ّ‬
‫سلم لهما ل حاجة لي فططي ذلططك و أن أكططون لكمططا وزيططرا‬ ‫ل يرضون إل بك ‪ ،‬قال عليه ال ّ‬
‫خير من أن أكون أميرا فقال إن الناس ل يؤثرون غيططرك و ل يعططدلون عنططك إلططى سططواك‬
‫ح الناس في ذلك عليه فقالوا نحن أرضى الّناس به ما‬ ‫فابسط يدك نبايعك أّول الّناس ‪ ،‬ثّم أل ّ‬
‫لط فطي ضطياع هطذه المطة و‬ ‫ل أما ترى الفتنطة أل تخطاف ا ّ‬ ‫نريد به بدل و قالوا له ننشدك ا ّ‬
‫قالوا إن تجبنا إلى ما دعوناك إليه من تقليد المر و قبول البيعة و إل انفتق في السلم ما‬
‫حططوا عليططه قططال لهططم انططي لططو‬
‫ل يمكن رتقه و انصدع في الدين ما ل يستطاع شعبه فلمططا أل ّ‬
‫أجبتكم حملتكم على ما أعلم و إن تركتموني كنت لحدكم ‪ ،‬قالوا قد رضططينا بحلمططك و مططا‬
‫ك البطل علططى‬
‫فينا مخالف لك فاحملنا على مطا تططراه ثطّم بطايعه الجماعططة فتطداّكوا عليطه تطدا ّ‬
‫حياضها يوم ورودها حّتى شقوا أعطافه و وطؤوا ابنيه الحسن و الحسين لشّدة ازدحامهم‬
‫عليه و حرصهم على البيعة له ‪.‬‬

‫سلم في ذلك لما اريد على البيعة بعطد قتطل عثمطان ‪ :‬دعطوني و‬
‫و لقد مضى كلمه عليه ال ّ‬
‫التمسوا غيري إلى قوله ‪ :‬و أنا لكم وزيرا خير لكم مّني أميرا ) الخطبة ‪. ( 91‬‬

‫ن الّنطاس بطايعوه غيطر كطارهين و ل مكرهيطن بطل‬ ‫سططلم هطذا أ ّ‬‫ثّم المراد مطن قططوله عليططه ال ّ‬
‫لط‬
‫ل ط صطّلى ا ّ‬
‫ل و سنة رسططول ا ّ‬ ‫سلم ما يغاير كتاب ا ّ‬ ‫طاعين مخّيرين و لم يحدث عليه ال ّ‬
‫سلم فضل عن أن يحاربوه قال ع طّز مططن‬ ‫عليه و آله فل يجوز لهم أن ينكثوا بيعته عليه ال ّ‬
‫قائل » فمن نكث فإنما ينكث على نفسه « الية و ذكر أصحاب السير و منهم المسططعودي‬
‫سلم طلحة حين‬ ‫ي عليه ال ّ‬
‫في مروج الذهب ص ‪ 11‬ج ‪ 2‬طبع مصر ‪ 1346‬ه ثّم نادى عل ّ‬
‫رجع الزبير يا أبا محّمد أبو محّمد كنية الزبير ما الذى أخرجك ؟ قال ‪ :‬الطلب بدم عثمان‬
‫ل عليه و آله‬‫ل صّلى ا ّ‬ ‫ل أولنا بدم عثمان أما سمعت رسول ا ّ‬ ‫سلم قتل ا ّ‬ ‫ي عليه ال ّ‬‫قال عل ّ‬
‫يقول ‪ :‬الّلهم وال من واله و عاد من عاداه ؟ و أنت أول من بايعني ثّم نكثت و قد قال ا ّ‬
‫ل‬
‫ل ثّم رجع ‪.‬‬
‫ل ‪ :‬و من نكث فاّنما ينكث على نفسه فقال استغفر ا ّ‬ ‫عّز و ج ّ‬

‫سلم أو لم تبايعني يا أبا محّمططد طائعططا غيططر‬


‫ي عليه ال ّ‬
‫و في المامة و السياسة ‪ :‬قال له عل ّ‬
‫مكره ؟ فما كنت لترك بيعتي ‪ :‬قال طلحة ‪ :‬بايعتك و السيف على عنقي ‪ ،‬قال ‪:‬‬

‫] ‪[ 389‬‬

‫ألم تعلم أني ما أكرهت أحدا على البيعة ؟ و لو كنت مكرهططا أحططدا لكرهططت سططعدا و ابططن‬
‫عمر و محّمد بن مسلمة أبو البيعة و اعتزلوا فتركتهم ‪ ،‬قال طلحة ‪ :‬كّنا في الشورى سططتة‬
‫سلم إّنمططا كططان لكمططا أل ترضططيا‬
‫ي عليه ال ّ‬‫فمات اثنان و قد كرهناك و نحن ثلثة ‪ ،‬قال عل ّ‬
‫ل أن تخرجططا مّمططا‬
‫قبل الرضا و قبل البيعة و أّما الن فليططس لكمططا غيططر مططا رضططيتما بططه إ ّ‬
‫بويعت عليه بحدث فإن كنت أحدثت حدثا فسّموه لي ‪.‬‬

‫عععع‬

‫أراد طلحة بقوله و السيف على عنقي أّنططه بططايعه بالجبططار و الكططراه و أن سططيف الشططتر‬
‫على عنقه ‪.‬‬

‫سلم بنقضططهم و نكثهططم عهططده و‬‫ثّم إّنا نرى كثير من الّناكثين اعترفوا بظلمهم علّيا عليه ال ّ‬
‫سلم ففي الجمل للمفيد ص ‪ 207‬طبع النجف ‪ :‬روى أبو مخنف عن العدوى‬ ‫بيعته عليه ال ّ‬
‫ل بن المخارق عن هاشم بططن مسططاحق القرشططي قططال ‪:‬‬ ‫عن أبي هاشم عن البريد عن عبد ا ّ‬
‫حدثنا أبي أنه لما انهزم الّناس يوم الجمل اجتمع معه طائفطة مطن قريطش فيهطم مطروان بطن‬
‫ل لقد ظلمنا هذا الّرجططل يعنططون أميططر المططؤمنين علّيططا عليططه‬ ‫الحكم فقال بعضهم لبعض و ا ّ‬
‫ل لقد ظهر علينا فما رأينا قط أكرم سيرة منططه و ل‬ ‫سلم و نكثنا بيعته من غير حدث و ا ّ‬ ‫ال ّ‬
‫ل عليه و آله تعالوا حّتى ندخل عليه و نعتذر إليه فيمططا‬ ‫ل صّلى ا ّ‬ ‫أحسن عفوا بعد رسول ا ّ‬
‫صنعناه ‪ ،‬قال فصرنا إلى بابه فاستأذّناه فأذن لنا ‪ .‬فلما مثلنا بين يديه جعططل متكلمنططا يتكّلططم‬
‫سلم انصتوا أكفكم إّنما أنططا بشططر مثلكططم فططإن قلططت حقططا فصططدقوني و إن قلططت‬ ‫فقال عليه ال ّ‬
‫ل عليه و آله قبض و أنا أّول‬ ‫ل صّلى ا ّ‬‫ن رسول ا ّ‬ ‫ل أ تعلمون أ ّ‬ ‫ى انشدكم ا ّ‬
‫باطل فرّدوا عل ّ‬
‫الّناس به و بالّناس من بعده ؟ قلنا الّلهّم نعم ‪،‬‬

‫ب أشططق عصططا المسططلمين و أفططرق بيططن‬ ‫قال فعدلتم عّني و بايعتم أبا بكر فأمسكت و لم احط ّ‬
‫ن أبا بكر جعلها لعمر من بعده فكففت و لم اهيططج الّنطاس و قططد علمطت أنطي‬ ‫جماعتهم ‪ ،‬ثّم إ ّ‬
‫ل و برسوله و بمقامه فصبرت حّتى قتل و جعلني سادس ستة فكففططت‬ ‫كنت أولى الّناس با ّ‬
‫و لم احب أن افرق بين المسلمين ‪ ،‬ثّم بايعتم عثمان فطغيتم عليططه و قتلتمططوه و أنططا جططالس‬
‫في بيتي و أتيتموني و بايعتموني كما بايعتم أبا بكر و عمر فما بالكم‬

‫] ‪[ 390‬‬

‫وفيتم لهما و لم تفوا لي و ما الذى منعكم من نكث بيعتهما و دعاكم إلى نكث بيعتي ؟‬

‫فقلنا له ‪ :‬كن يا أمير المؤمنين كالعبد الصالح يوسف إذ قال » ل تثريب عليكم اليوم يغفططر‬
‫ن فيكم رجل‬ ‫سلم ‪ :‬ل تثريب عليكم اليوم و أ ّ‬‫ل لكم و هو أرحم الّراحمين « فقال عليه ال ّ‬
‫ا ّ‬
‫لو بايعني بيده لنكث بإسته ‪ ،‬يعني مروان بن الحكم ‪.‬‬

‫سلم في الموضعين من باب الخطب في وصف بيعته بالخلفططة أحططدهما‬ ‫و قد تكّلم عليه ال ّ‬
‫ك البل الهيم يوم ورودها الخ ‪.‬‬
‫ي تدا ّ‬
‫سلم فتداّكوا عل ّ‬
‫الخطبة ‪ 53‬قوله عليه ال ّ‬

‫و ثانيهما القريب من الّول في بعض الكلم و الجمل ‪ ،‬الكلم ‪ 227‬من باب الخطططب قططوله‬
‫ك البل اليهم‬ ‫ي تدا ّ‬
‫سلم ‪ :‬و بسطتم يدى فكففتها و مددتموها فقبضتها ثّم تداككتم عل ّ‬
‫عليه ال ّ‬
‫على حياضها يطوم ورودهطا الطخ ‪ .‬و مطال الشطارح البحرانطي إلطى أن كلمطه الّول أعنطي‬
‫الخطبة ‪ 53‬أشار إلى صفة أصحابه بصفين و لكنه و هم و الصواب ما أشرنا إليه ‪.‬‬

‫و قال الشارح المعتزلي في شرح تلك الخطبة ‪ :‬اختلططف الّنططاس فططي بيعططة أميططر المططؤمنين‬
‫ن طلحططة و الزبيططر بايعططاه‬
‫سلم فاّلذى عليه أكثر الّنططاس و جمهططور أربططاب السططير أ ّ‬ ‫عليه ال ّ‬
‫طائعين غير مكرهين ثّم تغّيرت عزائمهما و فسدت نياتهما و غذرا به و قططال الزبيريططون‬
‫ل بن مصعب و الزبير بن بكار و شيعتهم و من وافق قولهم من بني تميططم بططن‬ ‫منهم عبد ا ّ‬
‫ن الزبير كان يقول ‪ :‬بططايعت و اللططج‬ ‫مّرة أرباب العصبّية لطلحة إّنهما بايعا مكرهين ‪ ،‬و إ ّ‬
‫على قفى و اللج سيف الشتر و قفى لغة هذلّيططة إذا أضططافوا المنقططوص إلططى أنفسططهم قلبططوا‬
‫اللف ياء و أدغموا احدى اليائين في الخرى فيقولون ‪ :‬قد وافق ذلك هططوى أى هططواى و‬
‫هذه عصى أى عصاى ‪ .‬انتهى المجلد السادس عشر من هذه الطبعططة الجديططدة القيمططة فططي‬
‫اليوم الثانى عشر من شهر شعبان المعظم سنة ‪ 1384‬بتصحيح و تهذيب من العبططد السططيد‬
‫ابراهيم الميانجى عفى عنه و عن والططديه فططي المطبعططة المباركططة السططلمية بطهططران ‪ .‬و‬
‫ل رب العالمين ‪.‬‬
‫ل ‪ :‬المجلد السابع عشر و الحمد ّ‬
‫يليه انشاء ا ّ‬

You might also like